سير أعلام النبلاء ط الحديث

الذهبي، شمس الدين

مقدمات

المجلد الأول مقدمات بسم الله الرحمن الرحيم تقديم: بقلم محمد أيمن الشبراوي: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] . {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاْ} [النساء: 1] ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70, 71] . فقد قدمت إلي "دار الحديث" بالقاهرة كتاب "سير أعلام النبلاء" لمؤرخ الإسلام الإمام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، المولود سنة ثمان وأربعين وسبعمائة "673هـ-748هـ". وطلبت مني تحقيقه وخدمته الخدمة العلمية اللائقة بهذا السفر العظيم لتيسير النفع به، وتقريبه إلى جماهير القراء. ولما كان دأبي وديدني أن لا أشرع في القيام بأي عمل من الأعمال الدنيوية أو الدينية إلا بعد القيام بأداء صلاة الاستخارة؛ فقد استخرت الله -سبحانه وتعالى- لخدمة هذا الكتاب، وكان أن شرح الله صدري للقيام بهذا العمل، ويسر لي سبل تحقيقه وخدمته حتى أنهيت هذا الكتاب في فترة زمنية ليست بالكبيرة نافت على السنة كنت أواصل فيها الليل بالنهار لإنجاز

هذا العمل على النحو الذي يرضي جماهير العلماء وطلاب العلم بله المثقفين على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم العلمية. وكان ذلك كله بتيسير من المولى الكريم المنان سبحانه وتعالى، ثم بتذليل أصحاب "دار الحديث" السبل لتيسير إخراجه للناس. وهذا السفر العظيم الذي نقدمه لجماهير القراء يعد من أعظم كتب التراجم التي تناولت كافة العصور إلى عصر المؤلف. وقد ترجم لكثير من الأعلام في مشارق الأرض ومغاربها. وشملت تراجم الخلفاء، والملوك، والأمراء، والوزراء, والأطباء، والمحدثين، والفقهاء, والنحاة، والشعراء، والزهاد، والفلاسفة، والمتكلمين إلا أنه قد عني بالمحدثين، وآثرهم على غيرهم لأنه كان عظيم الإكبار والإجلال لهم فهم حملة العلم النبوي، وحراسه الذين يميزون بين صحيح الأحاديث من ضعيفها، ومقبولها من مردودها، فضلا عن أن الكثير منهم من رواة الأحاديث، ودراسة أحوالهم، وبيان مواليدهم ووفياتهم، وشيوخهم وتلامذتهم، وآراء العلماء فيهم مما يترتب عليه دراسة أحوال الأسانيد والحكم عليها بالصحة أو بالضعف، ونحو ذلك. وقد بلغت عدد التراجم للمترجمين في كتابه "5964" ترجمة. وقد كرر بعض هذه التراجم. وقد ترجم فيه للأعلام منذ بزوغ فجر الإسلام إلى سنة "739هـ". وقد قسم كتابه إلى خمس وثلاثين طبقة. ولم يسر فيه على نسق واحد، فقد استوعبت الطبقة الأخيرة الخامسة والثلاثون ستة وثمانين عاما. بينما كان متوسط الطبقات بين خمسة عشر وستة عشر عاما. وبلغت بعض الطبقات تسع سنوات فقط مثل الطبقة السادسة عشرة. وقد ترجم الذهبي لبعض الملوك والأمراء وإخوتهم وأولادهم وذراريهم في موضع واحد وإن لم يكونوا من نفس طبقاتهم ليجعل القارئ متابعا للأحداث التي عادة ما تكون متصلة. وقد اتبع الذهبي أسلوبا خاصا في صياغة الترجمة؛ فبدأ باسم المترجم ولقبه وكنيته ونسبته، ثم يذكر تاريخ مولده. ويذكر شيوخه وتلامذته ويذكر مؤلفاته وآثاره العلمية. ثم يذكر مكانته العلمية من خلال أقوال أهل العلم فيه، ثم يذكر تاريخ وفاته. وربا يذكر عدة نقولات في تاريخ الوفاة ويرجح بينها. كما يذكر في آخر الترجمة من مات مع المترجم له في نفس السنة من الأعلام. وفي كثير من التراجم يذكر الذهبي -رحمه الله- بعض الأحاديث التي وردت من طريق صاحب الترجمة كما يورد بعض أعمال الملوك والخلفاء والأمراء والولاة من فتوحات وغيرها من أعمال. كما يورد نماذج من أشعار الشعراء، ومختارات نثرية من كلام الأدباء. وقد أطال

الذهبي تراجم بعض هؤلاء الأعلام حسب قيمتهم وشهرتهم بين العلماء أو منزلتهم ومكانتهم بين الناس الذين هم من بابته1. وقد أفرد الذهبي الجزأين الأول والثاني للسيرة النبوية، وتراجم الخلفاء الراشدين، ولم يعد صياغتهما بل أحال على كتابه "تاريخ الإسلام" لتؤخذ منه، وتجعل مع كتاب سير أعلام النبلاء. إن هذا الكتاب العظيم الذي ألفه الحافظ الذهبي وختم به حياته لحقيق بالإكبار والإجلال من كل العلماء المنصفين في مختلف مجالات العلم والمعرفة؛ فجزاه الله عن العلم والعلماء أعظم الأجر والثواب. وحقيق بأمة فيها هذا الحشد الهائل من العلماء، والمؤرخين، والشعراء أن ينظر إليها بعين الإكبار والإجلال. إنها أمة عظيمة أنجبت علماء أضاءوا بعلمهم الطريق للبشرية، فلا جرم أن يكون هؤلاء العلماء مفخرة للعرب والمسلمين في مختلف العصور والدهور. ونظرا لهذه المكانة السامقة التي تبوأها الكتاب في المكتبة الإسلامية، فقد وضعت مقدمة ضافية تكون بين يدي هذا الكتاب العظيم تبين: أولا: نشأة الذهبي وبيئته السياسية والدينية والعلمية. ثانيا: رحلاته في طلب العلم. ثالثا: شيوخه. رابعا: تلامذته. خامسا: منزلته العلمية، وأقوال العلماء فيه. سادسا: من آراء الحافظ في العقيدة والفقه والحديث. سابعا: تصانيفه وآثاره العلمية. ثامنا: منهجه في كتابه.

_ 1 قال ابن السكيت وغيره: البابة عند العرب: الوجه، والبابات: الوجوه. والمعنى: من الوجه الذي يريده ويصلح له.

تاسعا: أهمية كتاب السير بين كتب التراجم. عاشرا: وفاته. حادي عشر: نبذة عن محقق الكتاب. ثاني عشر: منهجنا في تحقيق الكتاب. الله -عز وجل- أسأل بأني أشهد أنه الله الذي لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كفوا أحد أن يتقبل مني هذا العمل وسائر أعمالي خالصة لوجهه، وألا يجعل لأحد سواه فيها شيئا، وأن يجعلها ثقيلة ثقيلة في ميزان حسناتي. اللهم لا تعذب لسانا يخبر عنك، ولا عينا تنظر إلى علوم تدل عليك، ولا قدما تمشي إلى خدمتك، ولا يدا تكتب حديث رسولك فبعزتك لا تدخلني النار، فقد علم أهلها أني كنت أذب عن دنيك. وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. مصر, المنوفية, قويسنا في سحر ليلة تاسوعاء من محرم "1427هـ" الموافق يوم 8 فبراير 2006م كتبه محمد أيمن الشبراوي عفا الله عنه بكرمه ومنه

أولا: نشأة الذهبي وبيئته السياسية والدينية والعلمية: بعد سقوط الشام في قبضة هولاكو التتري، وخيانة ملوك الأيوبيين بمعاونتهم للتتار، كان ذلك فصل الختام لدولة الأيوبيين، وإعلانا لتنازلهم عن حقوقهم في الملك بعد أن تقاعسوا عن حماية ذلك الملك، وصار منطق الأحداث يحتم أن تزول دولة بني أيوب ليرثهم في ملكهم إما التتار وإما المماليك، حسبما تقرر المعركة المنتظرة بين هاتين القوتين. وفي الوقت الذي أثبتت الأحداث ضعف الأيوبيين وعجزهم عن حماية المسلمين في بلاد الشام من خطر التتار؛ إذ بالمماليك يظهرون على المسرح لينزلوا بالتتار ضربة كبرى في موقعة عين جالوت سنة "1260م"، وبذلك ظهر المماليك في صورة القوى الكبرى في الشرق التي استطاعت أن تحمي كيان أهل مصر والشام من ذلك الخطر الوثني الرهيب. ولا شك في أن فشل الأيوبيين في صد خطر التتار، ونجاح المماليك في القضاء على ذلك الخطر، جاء بمثابة فصل الخطاب بين المماليك والأيوبيين، وخاتمة لحركة التنافس بين هاتين القوتين على مسرح الشام، بعد أن صار من الواضح أن قوة الأيوبيين المتداعية لن تستطيع بحال الصمود في وجه قوة التتار. وكان أن استطاعت جيوش المماليك بعد عين جالوت إجلاء التتار عن دمشق, وحماة، وحلب ومطاردتهم حتى أطراف بلاد الشام. ومعنى ذلك أن نفوذ المماليك امتد إلى بلاد الشام فجأة بعد عين جالوت. وبعد أن استقر للماليك الأوضاع في مصر والشام حرصوا على أن يظهروا أمام أهل مصر والشام في صورة حماة المسلمين وزعمائهم في حركة الجهاد ضد الصليبيين. ولم يلبث سلاطين المماليك أن استأنفوا سياسة الأيوبيين بحيث أنه لم يكد يمضي على قيام دولة المماليك نحوا من أربعين سنة حتى تم طرد الصليبيين نهائيا من بلاد الشام، وبذلك أصبحت لا توجد قوة تهيمن على بلاد الشام غير قوة المماليك. وقسم بلاد الشام من الناحية الإدارية إلى ستة أقسام تسمى النيابات تخضع للحكومة المركزية في القاهرة. وهذه النيابات هي نيابة دمشق، ونيابة حلب، ونيابة طرابلس، ونيابة حماة، ونيابة صفد، ونيابة الكرك. وقد كان هذا التقسيم ضروريا؛ لأنه يتفق مع طبيعة بلاد الشام الجغرافية.

وكان في كل نيابة من نيابات الشام أربعة قضاة يمثلون المذاهب الأربعة، مثلما كان الحال تماما في مصر منذ أيام الظاهر بيبرس هذا فضلا عن الوظائف الأخرى المتعددة التي وجدت في كل نيابة من نيابات الشام والتي كان بعضها يتعلق بأرباب السيوف. والبعض الآخر يتعلق بأرباب القلم، والقسم الثالث يشغل الوظائف الدينية. وعلى الرغم مما يتمتع به نواب النيابات الشامية من سلطان ونفوذ كبير إلا أنهم كانوا متابعين لسلطنة المماليك في القاهرة، وظل سلطان المماليك هو القوة الكبرى التي تسيطر على مصر والشام وتشرف إشرافا تاما على سير الأمور في مختلف أرجاء الدولة المماليكية الواسعة. ووجدت ببلاد الشام على عصر سلاطين المماليك عصبيات عنصرية مثل الأكراد والتركمان والأرمن كما وجدت ببلاد الشام في ذلك العصر عصبيات عديدة مذهبية ودينية. من هذه العصبيات والطوائف: طائفة الكسروانيين، وهم أهل جبال كسروان، وكانوا من النصيرية والعلويين والمتأولة، وكانوا يقفون موقفا عدائيا من المماليك أثناء الصراع بين المماليك والصليبيين بالشام. ومن هذه العصبيات والطوائف: طائفة التنوخيين، وهم عشائر اعتنقت الدرزية وانتشروا في جهات متفرقة في لبنان، وظلوا يتأرجحون بين الولاء للصليبيين حينا وللمسلمين أحيانا كما تأرجحوا بين الولاء للمماليك من ناحية وخصوم المماليك من أيوبيين وتتار من ناحية أخرى. ومنهم طائفة الشهابيين الدروز الذين اشتركوا بنجاح في قتال الصليبيين ثم التتار أثناء إغارتهم على بلاد الشام. ومنهم طائفة الإسماعيلية ويعرفون أيضا باسم الباطنية، وقد قاموا بدور مشهور في تاريخ بلاد الشام على عصر الحروب الصليبية، ولم يتورعوا عن اغتيال كثير من الشخصيات الإسلامية والصليبية سواء. ولم يرض المماليك عن الباطنية بسبب شذوذهم المذهبي من ناحية، ثم بسبب موقفهم المائع بين الصليبيين والمسلمين من ناحية أخرى لذلك فرض السلطان الظاهر بيبرس ضرائب باهظة على الهدايا التي اعتاد أن يبعث بها الصليبيون إلى شيخ الباطنية، وذلك إفسادا لنواميس الإسماعيلية، وتعجيزا لمن اكتفى شرهم بالهدية. كما كانت طائفة الإسماعيلية تدفع الجزية للسلطان الظاهر بيبرس، وكانوا يضيقون ذرعا بما يحملونه إلى بيت المال من هذه الجزية. وكانوا يطلبون إنقاص هذا المال الذي يدفعونه. وكانت العلاقة سيئة بين السلطان وطائفة الإسماعيلية، ولكن ما لبث السلطان الظاهر أن استولى على حصون

الإسماعيلية ببلاد الشام واحدا بعد آخر حتى انتهى أمرهم ببلاد الشام، وأقطعهم السلطان بدلا من قلاعهم الشامية بعض الجهات في مصر ليعيشوا فيها. لم تكن الشام في عصر المماليك مجرد إقليم الدولة، وإنما كان أهم من ذلك بكثير. لقد كانت بلاد الشام الجناح الأيمن الذي بدونه يتعذر على دولة المماليك الاحتفاظ بكيانها وتوازنها والثبات في وجه الأخطار الأسيوية الضخمة التي هددت تلك الدولة حينا من جانب الأيوبيين والتتار والصليبيين، وأحيانا من جانب الأرمن والتركمان ثم العثمانيين. وهكذا أدرك سلاطين المماليك منذ أن أقاموا دولتهم في مصر أنه لا بقاء لهم ولا لدولتهم إلا في ظل وحدة تربط بين الشام ومصر تحت حكمهم، وتضمن لهم مراقبة التيارات العديدة التي يمكن أن تؤثر في كيانهم1. لقد استطاعت دولة المماليك التي قامت في مصر والشام سنة "1250م" أن تثبت أنها أعظم قوة معاصرة في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، فنظر إليها حكام وشعوب الدول الإسلامية والعربية نظرة إكبار وإجلال، في حين نظرت إليها القوى الأخرى -خارج المحيطين العربي والإسلامي- نظرة خوف واحترام. وحسب دولة المماليك أنها استطاعت أن تواجه الأخطار الخارجية التي هددت الوطن العربي في الشرق في شجاعة وبأس فحمت الشام ومصر من خطر التتار، وطردت الصليبيين كلية من أرض الشام بل لاحقتهم في مراكزهم القريبة مثل أرمينية الصغرى، وقبرص، ورودس هذا فضلا عن أن نجاح سلاطين المماليك في إحياء الخلافة العباسية في مصر بعد سقوطها في بغداد جعل لهم ولدولتهم مكانة مرموقة في العالم الإسلامي أجمع، إذ جعلهم يبدون في صورة الزعماء الحقيقيين للعالم الإسلامي أجمع بوصفهم حماة الخلافة المتمتعين ببيعتها2. ذلك هو الواقع السياسي في تلك الحقبة من الزمن في الشام ومصر. ولا جرم أن النشاط العلمي في عصر المماليك قد ازدهر، وشجع بعض سلاطين المماليك العلم والعلماء. وقد وصف ابن تغري بردي السلطان الظاهر بيبرس بأنه كان يميل إلى التاريخ وأهله ميلا زائدا ويقول: "سماع التاريخ أعظم من التجارب"3.

_ 1 العصر المماليكي في مصر والشام. الدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور "ص200-222". 2 المصدر السابق "ص233". 3 النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "ج7 ص182".

لقد رعى سلاطين المماليك النشاط العلمي، فأنشئوا المدارس، فضلا عن المؤسسات الأخرى التي قامت أحيانا بوظيفة المدارس مثل المساجد. والمعروف أن السلطان صلاح الدين عني عناية خاصة بإنشاء المدارس وأنشأ بعض المدارس الشهيرة مثل المدرسة الناصرية والمدرسة الصلاحية والمدرسة القمحية. ولكن إذا كان صلاح الدين وخلفاؤه من بني أيوب قد استهدفوا من إنشاء المدارس أن تكون قبل كل شيء مراكز لنشر المذهب السني ومحاربة العقيدة الشيعية في البلاد؛ فإن سلاطين المماليك أكثروا من إنشاء المدارس إظهارا لشعور التقوى والزلفى من ناحية، وليتخذوا من المدرسة أداة تضمن بقاء الحكم في أيديهم، وتساعدهم على تدعيم مراكزهم في أعين الشعب. ومن المدارس العديدة التي أسسها سلاطين الممالك المدرسة الظاهرية نسبة إلى السلطان الظاهر بيبرس الذي وضع أساسها سنة "1261م". وألحق بتلك المدرسة خزانة كتب جليلة تشتمل على مجموعة ضخمة من المراجع في مختلف العلوم. كما أنشأ المماليك مدارس كثيرة في بقاع كثيرة في مصر والشام والحجاز. ولقد كان النشاط الديني في عصر المماليك موجها لخدمة المذهب السني ومحاربة المذهب الشيعي. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها صلاح الدين الأيوبي ومن خلفه من سلاطين بني أيوب لمحاربة الشيعة والتشيع في مصر إلا أن الكثير من آثار المذهب الشيعي ظلت قائمة في عصر المماليك. وقد لجأ سلاطين المماليك إلى استخدام العنف أحيانا لكبت الشيعة. وأمر السلطان الظاهر بيبرس "1267م-665هـ" باتباع المذاهب السنية الأربعة وتحريم ما عداها كما أمر بألا يولى قاض ولا تقبل شهادة أحد، ولا يرشح لإحدى وظائف الخطابة أو الإمامة أو التدريس ما لم يكن مقلدا لأحد هذه المذاهب1. وفي عصر سلاطين المماليك انتشر التصوف انتشارا واسعا واتسع نطاقه، فساد الجهل والاعتقاد بالخرافات والترهات، وانتشرت الشركيات فذبحت الذبائح عند القبور، وقدمت النذور لأصحابها. واهتم المماليك بهؤلاء الصوفية، وكان لهم اعتقاد فيهم، فكان للظاهر بيبرس المتوفي سنة "676هـ" شيخ اسمه الخضر بن أبي بكر بن موسى العدوى، كان صاحب

_ 1 الدرر الكامنة لابن حجر "ج2 ص46".

حال، ونفس مؤثرة، وهمة إبليسية، وحال كاهني، وكان الظاهر بيبرس يعظمه، ويزوره أكثر من مرة في الأسبوع، ويطلعه على أسراره، ويستصحبه في أسفاره لاعتقاده التام به1. وانتشرت الخرافات والخزعبلات والأباطيل، وساد تقديس هؤلاء المخرفين من الأشياخ. في هذه البيئة ولد الحافظ ومؤرخ الإسلام شَمْس الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بن قايماز سنة ثلاث وسبعين وستمائة. وأصله تركماني، من أسرة تركمانية تنتهي بالولاء إلى بني تيم. وقد نشأ الذهبي -رحمه الله- في عائلة علمية متدينة؛ فوالده أحمد بن عثمان بن قايماز ابن الشيخ عبد الله التركماني، الفارقي الأصل -وهي من أشهر مدن ديار بكر- ثم الدمشقي، شهاب الدين الذهبي. قال الحافظ في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 75-76": والدي أحسن الله جزاءه ولد سنة إحدى وأربعين وستمائة تقريبا "641هـ-1243م" وبرع في دق الذهب وحصل منه ما أعتق منه خمس رقاب، وسمع الصحيح في سنة ست وستين وستمائة "666هـ-1267م" من المقداد القيسي، وحج في أواخر عمره. وكان يقوم من الليل، وتوفي في آخر جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وستمائة "697هـ-15 مارس 1298م" ليلة الجمعة وصلى عليه الخلق يؤمهم قاضي القضاة ابن جماعة. وكان جده عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني الفارقي ثم الدمشقي نجارا. قال الحافظ الذهبي عنه في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 436": رجل أمي حسن اليقين بالله -والله يغفر له- سمعت الشيخ أبا الحسن بن العطار يقول لي: كان جدك الفخر يسأل الله أن يتوفاه ليلة الجمعة، فأعطاه الله ذلك. قلت -أي الحافظ الذهبي: شهدت دفنه بسفح قاسيون عقيب الجمعة في سنة ثلاث وثمانين "683هـ-1284م". وكان يرحمه الله يدميني في النطق بالراء فيقول: قل "جرة برا جرة جوا" وكثيرا ما كنت أسمعه يقول: يا مدبري ولم أدر. مات في عشر السبعين، ومات أبوه الحاج قايماز في سنة إحدى وستين وستمائة "661هـ-1263م" وقد أضر ودخل في الهرم وجاوز المائة بيسير. وأما خاله, وقد كان من مشايخه الذي أوردهم في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 27-

_ 1 تاريخ الإسلام للذهبي.

28" وقال: علي بن سنجر بن عبد الله الموصلي ثم الدمشقي الذهبي، الحاج المبارك أبو إسماعيل خالي. مولده سنة ثمان وخمسين وستمائة "658هـ1260م". وسمع بإفادة مؤدبه ابن الخباز من أبي بكر الأنماطي، وبهاء الدين أيوب الحنفي، وست العرب الكندية وسمع معي ببعلبك من التاج عبد الخالق وجماعة. وكان ذا مروءة وكد على عياله وخوف من الله. توفي في الثَّالِثَ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وسبعمائة "736هـ1336م". وكان زوج خالته فاطمة، وهو من شيوخه الذين أوردهم في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 68" فقال -رحمه الله: أحمد بن عبد الغني بن عبد الكافي بن عبد الوهاب بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الذهبي ابن الحرستاني. مات بمصر سنة سبعمائة "700هـ-1300م" في عشر الستين، وهو زوج خالتي فاطمة، وكان حافظا للقرآن كثير التلاوة. وكانت عمته وهي من شيوخه التي أوردها في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 284-285": قال الحافظ -رحمه الله: ست الأهل بنت عثمان بن قايماز بن عبد الله، أم محمد، مولدها في ذي القعدة سنة ثلاثة وخمسين وستمائة "653هـ-1255م"، وهي أمي من الرضاعة. أجاز لها ابن أبي اليسر, وجمال الدين بن مالك، وزهير بن عمر الزرعي، وجماعة. وسمعت من عمر بن القواس، وغيره. أقعدت مدة وتوفيت سنة تسع وعشرين في شعبان "729هـ-1329م". وكان شيخه ومؤدبه كما قال في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 52-53": علي بن محمد الحلبي علاء الدين البصبص، مؤدبي. كان من أحسن الناس خطا وأخبرهم بتعليم الصبيان. أقمت في مكتبه أعوام، وتعلم عنده خلائق، ولم يكن في دينه بذاك. مات في حدود سنة تسعين وستمائة "690هـ-1291م" عن نحو من ثمانين سنة. وأنشده مؤدبه علي بن محمد في سنة اثنين وثمانين وستمائة "682هـ-1291م" شعرا لأبي محمد القاسم بن علي الحريري. ثم اتجه الذهبي بعد ذلك إلى شيخ آخر، قال في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 339-

340": مسعود بن عبد الله الأغزازي المقرئ الصالح. لقنني جميع القرآن ثم جردت عليه نحوا من أربعين ختمة، وقال لي: إنه قرأ لأبي عمر على الشيخ زين الدين الزواوي. وكان خيرا متواضعا، لقن خلقا. وكان إمام مسجد بالشاغور. مات في سنة عشرين وستمائة [620هـ-1223م] وله ست وثمانون سنة. ذلكم هي البيئة العلمية التي نشأ الحافظ الذهبي -رحمه الله- في أحضانها وترعرع فيها وشرب منها حتى اشتد عوده. لقد بدأ الذهبي -رحمه الله- في طلب العلم في سن الثانية عشرة، فتعلم القراءات. قال -رحمه الله- في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 135" عن شيخه الذي درس عليه القراءات: إبراهيم بن داود بن ظافر بن ربيعة، شيخنا جمال الدين أبو إسحاق العسقلاني ثم الدمشقي الفاضلي الشافعي شيخ القراء. مولده في صفر سنة اثنتين وعشرين وستمائة "622هـ-1125م" وسمع من ابن الزبيدي، وابن اللتي، والإربلي، ومن بعدهم، وصحب الشيخ علم الدين السخاوي مدة وجمع عليه بالسبع سبع ختم وانتفع به وتصدر للإقراء بالتربة الصالحية بعد ابن أبي زهران ثم حصل له فالج فكان يقرئ بمنزله، فقصدته في سنة إحدى وتسعين وستمائة "691هـ-1291م" أنا، وابن بضحان، وابن غدير، وشمس الدين الزنجبيلي. وشرع كل منا في الجمع الكبير -وهي القراءة الجامعة للروايات السبع- فانتهيت عليه إلى أواخر القصص، وأجاز لي مروياته، وأنشدنا أشياء منها نونية السخاوي. وسمعت منه بعض شرح الشاطبية بسماعه من السخاوي. كما قرأ أيضا الجمع الكبير على شيخه إبراهيم بن غالي بن شاور البدوي الحميري الشافعي المتوفى سنة "708هـ" كما ذكر في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 148-149". كما قرأ أيضا القراءات السبع على شيخه أبي عبد الله بن جبريل المصري قال الحافظ الحسيني في "ذيل تذكرة الحفاظ" "ص36": وقد جمع القراءات السبع على الشيخ أبي عبد الله بن جبريل المصري نزيل دمشق، فقرأ عليه ختمة جامعة لمذاهب القراء السبعة بما اشتمل عليه كتاب التيسير لأبي عمرو الداني، وكتاب حرز الأماني لأبي القاسم الشاطبي. لقد أصبح الحافظ الذهبي وهو لم يتجاوز العشرين من عمره عالما في القراءات، فأجازه

شيخ القراءات محمد بن أحمد بن خليل بن سعادة، قاضي القضاة شهاب الدين أبو عبد الله الدمشقي الشافعي. فقال في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 144" عنه: هو إمام بارع متفنن مصنف حاو للفضائل. ولد سنة ست وعشرين وستمائة "626هـ1229م" وسمع من ابن اللتي، والسخاوي، وابن الصلاح، وغيرهم وأجاز له خلق كثير جلست بين يديه وسألني عن غير ما مسألة من القراءات، فمن الله وأجبته، وشهد في إجازتي من الحاضرين وأجاز لي مروايته. مات في رمضان سنة ثلاث وتسعين وستمائة "693هـ-1294م". واستمر الحافظ -رحمه الله- في دراسة علم القراءات، فتعلم من شيخه محمد بن جوهر ابن محمد بن مالك المقرئ المجود، أبي عبد الله التلعفري الصوفي الملقن المولود سنة خمس عشرة وستمائة "615هـ-1218م". وكان قد جود القرآن على أبي إسحاق بن وثيق الأندلسي كما صنف مقدمة في التجويد كتبها الحافظ الذهبي عنه في سنة إحدى وتسعين وستمائة "691هـ-1296م" كما درس القراءات السبع على شيخه محمد بن منصور بن موسى الإمام المقرئ النحوي شمس الدين أبي عبد الله الحلبي الحاضري الشافعي، أحد المتصدرين بالعادلية وبالجامع الأموي. قال الحافظ الذهبي في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 290-291": قرأ بجماعة، كتب على الكمال الضرير، والدهان. ولازم ابن مالك، وأخذ عنه جملة من العربية. قرأت عليه بالسبع أنا وابن غدير. مات في صفر سنة سبعمائة "700هـ-1301م" وقد قارب السبعين. لقد أصبح الحافظ الذهبي عالما في القراءات، فترى الحافظ الإمام المقرئ محمد بن عبد العزيز الدمياطي ينزل له عن حلقته. قال الحافظ في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 218": أكملت على شيخنا الإمام المقرئ محمد بن عبد العزيز الدمياطي القراءات أنا، وابن غدير، والشيخ بدر الدين. وكان حسن الأخلاق طويل الروح، نزل لي عن حلقته في مرضه الذي مات فيه سنة "693هـ-1293م". وطلب الحافظ الذهبي -رحمه الله- الحديث وله ثماني عشرة سنة فسمع بدمشق من عمر ابن القواس، وأحمد بن هبة الله بن عساكر، ويوسف بن أحمد الغسولي، وغيرهم. وببعلبك من عبد الخالق بن علوان، وزينب بنت عمر بن كندي، وغيرهما. وبمصر من الأبرقوهي، وعيسى بن عبد المنعم بن شهاب، وشيخ الإسلام ابن دقيق العيد، والحافظين أبي محمد الدمياطي، وأبي العباس بن الظاهري، وغيرهم.

ولما دخل إلى شيخ الإسلام ابن دقيق العيد، وكان المذكور شديد التحري في الإسماع، قال له: من أين جئت؟ قال: من الشام، قال: بم تعرف؟ قال: بالذهبي, قال: من أبو طاهر الذهبي؟ فقال له: المخلص، فقال: أحسنت، فقال: من أبو محمد الهلالي؟ قال: سفيان بن عيينة، قال: أحسنت، اقرأ، ومكنه من القراءة عليه حينئذ إذ رآه عارفا بالأسماء. وسمع بالإسكندرية من أبي الحسن علي بن أحمد الغرافي، وأبي الحسن يحيى بن أحمد بن الصواف، وغيرهما. وبمكة من التوزري وغيره. وبحلب من سنقر الزيني وغيره. وبنابلس من العماد بن بدران. وأجاز له أبو زكريا ابن الصيرفي، وابن أبي الخير، والقطب ابن عصرون، والقاسم بن الإربلي. وفي شيوخه كثرة، فلا نطيل بتعدادهم. وسمع منه الجمع الكثير، وما زال يخدم هذا الفن إلى أن رسخت فيه قدمه، وتعب الليل والنهار وما تعب لسانه وقلمه، وضربت باسمه الأمثال، وسار اسمه مسير الشمس، إلا أنه لا يتقلص إذا نزل المطر، ولا يدبر إذا أقبلت الليالي. وأقام بدمشق يرحل إليه من سائل البلاد، وتناديه السؤالات من كل ناد، وهو بين أكنافها كنف لأهلها، وشرف تفتخر وتزهى به الدنيا وما فيها, طورا تراها ضاحكة عن تبسم أزهارها وقهقهة غدرانها، وتارة تلبس ثوب الوقار والفخار، بما اشتملت عليه من إمامها المعدود في سكانها1. وقال الحافظ السيوطي في "ذيله على تذكرة الحفاظ" "ص347-348": طلب الحديث وله ثماني عشرة سنة، فسمع الكثير، ورحل وعنى بهذا الشأن، وتعب فيه، وخدمه إلى أن رسخت فيه قدمه، وتلا بالسبع, وأذعن له الناس حكى عن شيخ الإسلام أبي الفضل ابن حجر أنه قال: شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ ... والذي أقوله: إن

_ 1 طبقات الشافعية للسبكي "9/ 102-103".

المحدثين عيال الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي، والذهبي، والعراقي، وابن حجر. ثانيا: رحلاته في طلب العلم رحل الحافظ الذهبي -رحمه الله- وسمع الكثير من المشايخ كما ذكر في "معجم شيوخه الكبير"، وغيره من كتبه؛ فرحل إلى بعلبك، وطرابلس، والكرك، ومصر، وبلبيس، والإسكندرية، ومكة، وغيرها فرحل إلى بعلبك، وسمع من شيخه سعد بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن يَحْيَى بنِ عبد الصمد، أبي القاسم العلوي الحسيني كما قال في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 264". كما سمع ببعلبك أيضا من خاله أبي إسماعيل علي بن سنجر بن عبد الله الموصلي ثم الدمشقي الذهبي المتوفى سنة "436هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 27-28". وسمع من عمر بن يحيى بن أبي بكر بن طرخان أبي حفص المعري ثم البعلبكي المتوفى سنة "699هـ" كما قال في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 81-82". كما سمع من عبد القادر بن أبي الحسن علي بن محمد بن الحسين اليونيني البعلي الحنبلي، كما في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 407". كما رحل الحافظ إلى طرابلس، وسمع من شيخه علي بن سليم بن ربيعة الأنصاري الأذرعي القاضي ضياء الدين، أبي الحسن الشافعي المتوفى سنة "731هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 27". وسمع من شيخه علي بن محمد بن سليمان بن حمائل المقدسي ثم الدمشقي المتوفى سنة "737هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 41". ومن الشيخة فاطمة بنت محمد بن طرخان الصالحية، أم محمد المتوفاة سنة "729هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 113". كما سافر -رحمه الله- إلى الكرك، وسمع من شيخه عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد الحنبلي، وقال الحافظ الذهبي: قرأت عليه بالكرك شيئا من صحيح مسلم عن ابن عبد الدائم، وكان شابا فاضلا مات بمصر سنة بضع وسبعمائة. قاله في "معجم شيوخه الكبير "1/ 351".

وسمع أيضا من شيخه عمر بن عبيد الله بن الجمال أبي حمزة أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي، المتوفى سنة "733هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 77"، وسمع من شيوخ آخرين ذكرهم في "معجم شيوخه الكبير"، وتذكرة الحفاظ. ورحل إلى مصر، وسمع بالقاهرة من الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن بن شرف الدمياطي، المتوفى سنة "705هـ" كما في تذكرة الحفاظ "4/ ص1477-1479"، و"معجم شيوخه الكبير" "1/ 424"، ومن أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُؤَيَّدِ بن علي الأبرقوهي، المتوفى سنة "701هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 37-38". ومن عبد الرحيم بن عبد المحسن بن ضرغام، وغيره كما في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 69". ورحل إلى الإسكندرية، وسمع من كثير مشايخها من أبرزهم تاج الدين أبي الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المُحْسِنِ الهاشمي الحسيني الواسطي الغرافي ثم الإسكندراني، شيخ دار الحديث النبيهية بالإسكندرية المتوفى سنة "704هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 12-13". وسمع من يحيى بن أحمد بن عبد العزيز بن عبيد الله بن علي بن عبد الباقي الصواف الجذامي الإسكندراني المالكي، المتوفى سنة "705هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 367، 393" ومن عبد الرحمن بن مكي كما في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 32". ومن عبد الرحمن بن مخلوف بن عبد الرحمن بن جماعة بن رجاء بن أبي القاسم الربعي الإسكندراني المتوفى سنة "722هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 382-383". ومن عبد الرحمن بن عبد الحليم الدكالي سحنون، المتوفى سنة "695هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 362-363". كما رحل الحافظ -رحمه الله- إلى بلبيس، وسمع من عدد من علمائها. فسمع من سليمان بن داود بن سليمان بن حمد بن كسا، وهو من أهل بلبيس, ويكنى أبا الربيع "618هـ-697هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 269". وقد حج الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- سنة "698هـ" كما ذكر في كتابه "تاريخ الإسلام". وسمع من جملة من العلماء بمكة، وعرفة، ومنى، وغيرها. فسمع بعرفة وغيرها من شيخه عبد السلام بن عبد الخالق بن علوان، أبي سعيد البعلبكي المتوفى سنة "703هـ".

وقال الحافظ الذهبي في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 392": قرأت عليه بعرفة وغيرها مجلس البطاقة. وسمع بمكة من عثمان بن محمد بن عثمان بن أبي بكر التوزري، ثم المصري المالكي المقرئ المحدث المتوفى سنة "713هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 437". ورحل إلى نابلس وسمع من جملة من علمائها من أبرزهم علي بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ نِعْمَةَ بنِ سُلْطَانَ بن سرور أبي الحسن المقدسي, شيخ أهل نابلس، المتوفى سنة "702هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 69"، و"2/ 31-32". وسمع من الإمام عِمَادِ الدِّيْنِ عَبْدِ الحَافِظِ بنِ بَدْرَانَ بنِ شبل بن فرخان النابلسي الحنبلي المتوفى سنة "698هـ" كما ذكره الحافظ الذهبي في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 347"، وكما في "ذيل تذكرة الحفاظ" "ص34". وسمع من السيف، وهو أبو بكر بن أحمد بن عبد الرحمن بن الغابر النابلسي الحنبلي المتوفى سنة "699هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 281". ثالثا: شيوخه من الشيوخ الذين عول عليهم الحافظ الذهبي -رحمه الله- وتخرج بهم وعدتهم ستة وثلاثون شيخا كل واحد منهم إمام حافظ ثقة مشهود له بالإتقان ذكرهم الحافظ الذهبي في نهاية كتابه القيم "تذكرة الحفاظ" "4/ ص1500-1508" فقال -رحمه الله تعالى: 1- ولقد انتفعت وتخرجت بشيخنا الإمام المحدث الحافظ الشهيد أبي الحسين علي بن الشيخ الفقيه ببعلبك ولزمته نيفا وسبعين يوما وأكثرت عنه، كان عارفا بقوانين الرواية حسن الدراية جيد المشاركة في الألفاظ والرجال، وانتقل إلى الله -تعالى- في رمضان سنة إحدى وسبعمائة عن إحدى وثمانين سنة، روى لنا عن ابن الزبيدي، وابن اللتي، ومكرم، وجعفر، وأبي نصر بن الشيرازي، وخلق، وكان صاحب رحلة وأصول وأجزاء وكتب ومحاسن. تذكرة الحفاظ "4/ ص1500". 2- ولزمت الشيخ الإمام المحدث مفيد الجماعة أبا الحسن علي بن مسعود بن نفيس الموصلي وسمعت منه جملة، وكان دينا خيرا متصوفا متعففا قرأ ما لا يوصف كثرة، وحصل أصولا كثيرة كان يجوع ويبتاعها، وسمع بمصر والشام عاش سبعين سنة، مات سنة أربع وسبعمائة، ظهر له نصف جزء سمعه من أبي القاسم بن رواحة. تذكرة الحفاظ "4/ ص1500".

3- وسمعت من مفيد الطلبة المحدث الإمام المتقن اللغوي صفي الدين محمود بن أبي بكر الأرموي ثم القرافي الصوفي، قرأ الكثير على المشايخ وكان فصيحا فاضلا كتب شيئا كثيرا وعني بهذا الشأن وبرع في علم اللسان وصنف، روى لنا عن النجيب الحراني، والكمال بن عبد، ومات في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة عن بضع وسبعين سنة رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1500-1501". 4- وسمعت الصحيح بقراءة الإمام العالم الإمام الخطيب البليغ النحوي محدث الشام شرف الدين أحمد بن إبراهيم بن سباع الفزاري الشافعي، وكان فصيحا مفوها عديم اللحن عذب القراءة له أنسة بالأسماء ومعرفة بالألفاظ، ويد في العربية وتواضع وكيس، مات سنة خمس وسبعمائة عن خمس وسبعين سنة رحمه الله تعالى، روى لنا عن السخاوي -وهو أبو الحسن علي بن محمد السخاوي- وجماعة وقرأ الكثير. تذكرة الحفاظ "4/ ص1501". 5- وسمعت الكثير بقراءة الإمام العالم الحافظ مفيد الآفاق مؤرخ العصر علم الدين أبي محمد القاسم بن محمد بن يوسف ابن الأحفظ زكي الدين البرزالي، وبفصاحته وحسن أدائه للحديث يضرب المثل مع الفضيلة والإتقان والتواضع، وحسن البشر، وكثرة الأصول، ولد سنة خمس وستين -يعني بعد الستمائة- وأجاز له ابن عبد الدائم وطبقته وسمع من الشيخ شمس الدين وطبقته، وله في الطلب بضع وخمسون سنة، ومعجمه في مجلدات كبار. توفي محرما في رابع ذي الحجة الحرام سنة تسع وثلاثين -يعني بعد السبعمائة- رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1501". 6- وسمعت مع الشيخ الإمام الفقيه المحدث النحوي بقية السلف شَمْسِ الدِّيْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أبي الفتح البعلبكي الحنبلي، وكان عالما بالفقه والنحو، وله اعتناء بالمعاني وبالرجال، سمع الكثير وكتب الأجزاء، وخرج وأفاد. روى لنا عن الفقيه اليونيني وابن عبد الدائم وطائفة، توفي سنة تسع وسبعمائة بالقاهرة غريبا، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1501". 7- وسمعت مع الإمام المحدث العابد مفيد الجماعة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن سامة، وكان معنيا بهذا الشأن، فصيح القراءة، كثير الشيوخ، واسع الرحلة خيرا متواضعا، روى لنا عن ابن عبد الدائم، وسمع من أصحاب ابن طبرزذ وهلم جرا، مات في سنة ثمان وسبعمائة عن ست وأربعين سنة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1501-1502".

8- وسمعت بمصر وعرفة مع الشيخ الإمام العالم المقرئ الحافظ المحدث مفيد الديار المصرية وشيخها قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي ثم المصري أحد من جرد العناية ورحل وتعب وحصل وكتب وأخذ عن أصحاب ابن طبرزذ فمن بعدهم، وصنف التصانيف، وظهرت فضائله مع حسن السمت والتواضع والتدين وملازمة العلم، مولده سنة أربع وتسعين وستمائة. وتوفي في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1502". 9- وسمعت من الشيخ العلامة الفرضي المحدث الصالح شمس الدين أبي العلاء محمد بن أبي بكر البخاري الحنفي، وَكَانَ أَحَدَ مَنْ عُنِيَ بِهَذَا الشَّأْنِ وَرَحَلَ وكتب وألف، سمعت منه ووقف أجزاءه بالخانقاه. سمع من أبي الدثنة وطبقته ببغداد، ومن الفخر وطبقته بدمشق ومن ابن خطيب المزة بمصر وسمع بالحرمين وبخارى وماردين وخراسان، وكان عالما متقنا أنيق الكتابة، مات بماردين سنة سبعمائة عن ست وخمسين سنة, رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ 1502". 10- وسمعت مع الإمام المفيد المحدث العدل الكبير شمس الدين محمد بن إبراهيم بن غنائم المهندس الصالحي الحنفي الشروطي ابن المهندس، وقد سمع الكثير من أصحاب ابن طبرزذ، وكتب العالي والنازل، ثم ارتحل بأخرة إلى مصر، ونسخ الكتب الكبار، وانتقى على جماعة، سمعنا منه، مولده في سنة خمس وستين وستمائة، ومات في شوال سنة ثلاث وثلاثين -أي وسبعمائة- رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1502". 11- وسمعت من الشيخ الإمام المحدث المفيد المقرئ بقية السلف شيخ الحرم فخر الدين عثمان بن محمد بن عثمان التوزري ثم المصري المالكي، كان قارئ الطلبة بمصر دهرا، قرأ الكتب المطولة، وحصل الأصول، وتلا بالسبع على ابن وثيق، والكمال ابن شجاع، سمع من ابن الجميزي، والسبط، فمن بعدهما حتى أنه أخذ عن ألف شيخ، توفي في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وسبعمائة بمكة عن ثلاث وثمانين سنة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1502-1503". 12- وسمعت من الشيخ العلامة المحدث الحافظ الأديب البارع فتح الدين أبي الفتح محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري الأندلسي الأصلي المصري، صاحب التصانيف، ولد سنة إحدى وسبعين في آخرها وسمع من العز، وغازي، وخلائق، ولحق بدمشق ابن

المجاور، ومحمد بن مؤمن، وابن الواسطي وكتب بخطه المنسوب كثيرا، وهو على حاله ثبت فيما ينقله بصير بما يحرره لم أسمع منه شيئا، توفي فجاءة في شعبان في حادي عشرة سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ 1503". 13- وسمعت الكثير مع الشيخ المحدث العالم المفيد شهاب الدين أبي العباس أحمد ابن مظفر ابن النابلسي سبط الحافظ زين الدين خالد، مولده خمس وسبعين، وسمع من زينب بنت مكي، والفخر البعلي، وابن بلبان، وابن الواسطي، والتاج عبد الخالق فمن بعدهم، وأفادني أشياء, وكتبت عنه وشيوخه فوق السبعمائة شيخ، وله حظ من زعارة ونفور من الناس، والله يسامحه فعليه مأخذ لذلك لكنه متثبت متقن، مات في دمشق في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وسبعمائة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1503". 14- وسمعت من الشيخ الأديب العلامة البليغ المحدث المفيد علاء الدين علي بن مظفر بن إبراهيم الكندي الدمشقي كاتب ابن وداعة، ولد على رأس الأربعين وست مائة، وتلا بالسبع على العلم أبي القاسم، وسمع من ابن أبي الحسن، وإبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، وخلق وكتب الأجزاء، وحصل، ثم تعانى الإنشاء، وخدم، وكان قليل الدين متهاونا بالصلاة، في عقيدته مقال إلا أنه متثبت فيما ينقله علقت عنه، توفي سنة عشرة وسبعمائة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1503-1504". 15- وسمعت من الشيخ المحدث المفيد الفاضل نجم الدين إسماعيل بن إبراهيم بن سالم بن ركاب الأنصاري ابن الخباز المؤدب المفيد أحد من أفنى عمره في الرواية والكتابة، وأخذ عمن دب ودرج, وحصل الأصول, روى لنا عن الشيخ الضياء، وعبد الحق بن خلف، وخطه رديء سقيم، وفهمه بطيء، والله يسامحه مات سنة ثلاث وسبعمائة عن أربع وسبعين سنة. تذكرة الحفاظ "4/ 1504". 16- وسمعت من الشيخ العالم المحدث شهاب الدين أحمد بن النضر بن بناء بن الدقوقي المصري، وكان ممن نسخ الكثير وعنى بالسماع ولم ينجب، حدثنا عن ابن رواح، مات في سنة خمس وتسعين وستمائة وهو في عشر الثمانين، رحمه الله. تذكرة الحفاظ "4/ ص1504". 17- وسمعت من الشيخ الإمام المحدث المفيد بقية المشايخ ضياء الدين عيسى بن يحيى بن أحمد السبتي، مات في سنة ست وتسعين -أي وستمائة- عن ثلاث وثمانين سنة، عني

بهذا الشأن مدة مديدة، وسمع بقراءته من ابن المجتلي وابن الصفراوي، وابن المقير، وطبقتهم. وليس بالمكثر ولا الماهر، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1504". 18- وسمعت من الشيخ الإمام المحدث المفيد شرف الدين حسن بن علي بن عيسى اللخمي بن الصيرفي, وكان قد طلب وحمل عن ابن رواح، والساوي، وابن قميرة. مات في أواخر سنة تسع وتسعين وستمائة. تذكرة الحفاظ "4/ ص1504". 19- وسمعت من الشيخ العالم المحدث المفتي بقية السلف أبي الحسن علي بن إبراهيم ابن داود بن العطار الدمشقي الشافعي، صاحب الشيخ محيي الدين النواوي، وهو الذي استجاز لي ولأبي من ابن الصيرفي، وابن أبي الخير، وعدة. وكان صاحب معرفة حسنة، وأجزاء وأصول، خرجت له معجما في مجلد. مات في سنة أربع وعشرين وسبعمائة عن سبعين سنة مرض بالفالج سنين، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1504-1505". 20- وسمعت من الفقيه البارع المحدث الأديب نجم الدين موسى بن إبراهيم الشعراوي الحنبلي الشاهد، وكان قد قرأ الكتب الكبار، ودار على الشيوخ ونسخ الفوائد، وسمع من الحافظ الضياء، وإسماعيل بن مظفر، وقرأ على ابن عبد الدائم، وابن أبي عمر، وكان صاحب نوادر ودعابة وفضائل إلا أنه كان يدمج الإسناد ويهيمنه، مات سنة اثنتين وسبعمائة، وله ثمان وسبعون سنة. تذكرة الحفاظ "4/ ص1505". 21- وسمعت من المحدث العالم العدلي المفيد كاتب الحكم شرف الدين يعقوب بن أحمد بن الصابوني روى عن أحمد بن علي الدمشقي، والنجيب، وابن علاق، وابن أبي الخير، وخلق. ونسخ الأجزاء، وساد في الشروط. مات بمصر في سنة عشرين وسبعمائة عن ست وسبعين سنة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1505". 22- وسمعت من قاضي القضاة الإمام القدوة الزاهد المحدث شمس الدين محمد بن مسلم بن مالك، وسمعت بقراءة جماعة أجزاء، وكان إماما في الفقه والنحو من قضاة العدل، توفي في سنة ست وعشرين وسبعمائة عن خمس وستين سنة بالمدينة النبوية شرفها الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1505". 23- وسمعت من الفقيه المحدث الزاهد البركة أبي الحسن علي بن محمد التركي الختني الشافعي، وقد تفقه وسمع الكثير وكتب الأجزاء، سمع من الفخر علي، وطبقته. ومات كهلا سنة سبع عشرة وسبعمائة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1505".

24- وسمعت من الإمام المحدث الأوحد الأكمل فخر الإسلام صدر الدين إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن حمويه الخراساني الجويني شيخ الصوفية، قدم علينا طالب حديث، وروى لنا عن رجلين من أصحاب المؤيد الطوسي، وكان شديد الاعتناء بالرواية وتحصيل الأجزاء، حسن القراءة مليح الشكل مهيبا دينا صالحا، وعلى يده أسلم غازان الملك. مات سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة وله ثمان وسبعون سنة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1506". 25- وسمعت من الشيخ العالم المحدث الصادق المرتضى شمس الدين محمد بن محمد بن حسن بن نباتة المصري، وله عناية تامة بهذا الشأن ومعرفة كتب الأجزاء وحصل، وروى عن غازي والعز الحراني، وابن خطيب المزة، والطبقة، ومحاسنه كثيرة، وتواضعه حسن، وديانته متينة، ولد سنة ست وستين -أي بعد الستمائة- ومات سنة خمسين وسبعمائة كما في الدرر الكامنة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1506". 26- وسمعت من الإمام المحدث الصادق مفيد الجماعة محب الدين عبد الله بن أحمد ابن المحب المقدسي الحنبلي، ولد سنة اثنتين وثمانين وستمائة، وسمع من ابن البخاري وطبقته، ثم طلب بنفسه، وكتب الكثير، وقرأ العالي والنازل، وأفاد الخاصة والعامة، وقد ألقى له المحبة في النفوس لخيره وإخلاصه وصلاحه وفضله، تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وسبعمائة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1506". 27- وسمعت من الشيخ المحدث العالم الرئيس زين الدين عمر بن حسن بن عمر بن حبيب الدمشقي نزيل حلب ومحتسبها، ولد سنة ثلاث وستين وستمائة وسمع من ابن بلبان، وابن شيبان، وابن البخاري وفي الرحلة من ابن حمدان، والأبرقوهي وكان ذكيا كتب وتعب خرجت له معجما عن أزيد من خمسمائة نفس، مات غريبا بمراغة في سنة ست وعشرين وسبعمائة، رحمه الله. تذكرة الحفاظ "4/ ص1506". 28- وسمعت من المحدث العالم فخر الدين عثمان بن بلبان المقاتلي، سمع الكثير ورحل وكتب وتعب، وكان مزجي البضاعة، لكنه له ذكاء وفهم وعناية بالرواية. مات بمصر سنة سبع عشرة وسبعمائة وله اثنتان وأربعون سنة. روى عن عمر بن القواس وجماعة، رحمة الله عليهم. تذكرة الحفاظ "4/ ص1507".

29- وسمعت من المحدث المفتي الفاضل فخر الدين عبد الرحمن بن محمد بن الفخر البعلبكي الحنبلي، سمع من ابن البخاري، وابن الواسطي، ثم طلب بنفسه، وجمع وخرج وقرأ الكثير، وقرأ على كراسي عدة. وكان دينا صينا عالما مات سنة اثنتين وثلاثين -أي وسبعمائة- عن بضع وأربعين سنة رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "4/ ص1507". 30- وسمعت من العلامة ذي الفنون وفخر الحفاظ قاضي القضاة تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي، صاحب التصانيف، ولد سنة ثلاث وثمانين وستمائة، وسمع من ابن الصواف، والدمياطي وبدمشق من أبي جعفر ابن الموازيني، والطبقة، "وكان جم الفضائل حسن الديانة صادق اللهجة، قوي الذكاء من أوعية العلم. مات سنة ست وخمسين وسبعمائة"1. تذكرة الحفاظ "4/ ص1507". 31- وسمعت من الشيخ الإمام المحدث مفيد الطلبة أمين الدولة محمد بن إبراهيم بن محمد الواني الدمشقي، رئيس المؤذنين وابن رئيسهم سمع من ابن الفراء وأبي الفضل بن عساكر، وله في طلب الحديث رحلة في سنة سبعمائة، مولده سنة أربع وثمانين وستمائة وتوفي سنة خمس وثلاثين وسبعمائة. تذكرة الحفاظ "4/ ص 1507". 32- وسمعت من الإمام المفتي المحدث صلاح الدين أبي سعيد خليل بن كيكلدي العلائي، سمع من القاضي تقي الدين سليمان وطبقته فأكثر وحصل وخرج وصنف، مولده سنة أربع وتسعين وستمائة "وتوفي سنة إحدى وستين وسبعمائة"2, وهو عالم بيت المقدس اليوم. تذكرة الحفاظ "4/ ص1507-1508". 33- وسمعت من الإمام الفقيه المحدث الزاهد القدوة بهاء الدين أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ أبي بكر بن خليل المكي الشافعي قرأ الفقه والقراءات والأصول، والنحو، وعني بالحديث، ورحل إلى دمشق، وحلب، سمع بيبرس العديمي، والدشتي، والقاضي. مولده في سنة أربع وتسعين وستمائة. سكن مصر وله جهات، ثم تزهد وتوحد وتعبد بالثغر. تذكرة الحفاظ "4/ ص1508".

_ 1 ما بين الحاجزين مدرج ليس من كلام الذهبي لأنه توفي سنة "748هـ" فأما ذكر الوفاة فحتما. وأما ما قبله فلقوله: "وكان" والله أعلم. 2 ما بين الحاجزين ملحق بعد المؤلف.

34- وسمعت من الفقيه المفتي المحدث ذي الفضائل عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الشافعي. ولد بعد السبعمائة أو فيها وسمع من ابن الشحنة، وابن الزراد، وطائفة وله عناية بالرجال، والمتون، والتفقه، خرج وألف وناظر وصنف وفسر وتقدم. "توفي سنة 777"1. تذكرة الحفاظ "4/ ص1508". 35- وسمعت من المحدث العالم المفيد تقي الدين محمد ابن شيخنا سعد الدين بن سعد سمع من القاضي, وأبيه، وأبي بكر بن عبد الدائم، وخلق، وكتب، ورحل، وخرج وتميز "توفي سنة 757"2. تذكرة الحفاظ "4/ ص1508". 36- وسمعت من الإمام الأوحد الحافظ ذي الفنون شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي، ولد سنة خمس أو ست وسبعمائة، وسمع من القاضي، وابن عبد الدائم، والمطعم، واعتنى بالرجال، والعلل وبرع، وجمع وتصدى للإفادة، والاشتغال في القراءات، والحديث والفقه والأصول والنحو وله توسع في العلوم، وذهن سيال، توفي في شهر جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وسبعمائة، رحمة الله عليهم أجمعين. تذكرة الحفاظ "4/ ص1508". وقد أفاد الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- من شيخه جمال الدين أبي الحجاج يوسف بن الزكي بن عبد الرحمن بن يوسف القضاعي المزي في سماع الحديث، وفي النظر، وفي العلم. كما أفاد من شيخه شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بنِ عَبْدِ السَّلاَم بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي القاسم بن تيمية الحراني، وسمع الحافظ الذهبي منه جملة من مصنفاته، وجزء ابن عرفة، وغير ذلك. وقد أفاد الذهبي من شيوخ كثيرين ذكرهم في كتابه "معجم شيوخه الكبير"، وغيره من مؤلفاته ربوا على الألف شيخ. وقد أجازه كثير منهم في الصغر وفي الكبر. وقد كان لرفقته ابن تيمية والحافظ المزي، ولقياه كثير من شيوخ وعلماء الحديث عظيم الأثر في بناء شخصيته العلمية القوية التي ارتبطت بالحديث النبوي والمحدثين ارتباطا وثيقا؛ فكان له الأثر النافع في مؤلفاته خاصة التراجم التي كانت من أكثر مؤلفاته وأعماله التي أثرت المكتبة الإسلامية وكان من بعده من أهل العلم وطلابه عيال عليها.

_ 1 و2 ما بين الحاجزين ملحق بعد المؤلف.

رابعا: تلامذته: وقد تلقى عن الحافظ الذهبي -رحمه الله- كثير من العلماء الحفاظ المشهود لهم بالفضل في حياة الذهبي، وانتفعوا به كما جاء في أقوالهم: 1- فمنهم قاضي القضاة تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الشافعي. المتوفى سنة "771هـ" كان إماما بارعا مفتنا في سائر العلوم، وله تصانيف شتى. قال في كتابه "طبقات الشافعية الكبرى" "1/ 101": "أستاذنا أبو عبد الله التركماني الذهبي بصر لا نظير له، وكنز هو الملجأ إذا نزلت المعضلة إمام الوجود حفظا، وذهب العصر معنى ولفظا، وشيخ الجرح والتعديل، ورجل الرجال فِي كل سَبِيل، كَأَنَّمَا جمعت الْأمة فِي صعيد واحد فنظرها ثم أخذ يخبر عنها إخبار من حضرها وهو الذي خرجنا في هذه الصناعة وأدخلنا في عداد الجماعة جزاه الله عنا أفضل الجزاء وجعل حظه من غرفات الجنان متوفر الأجزاء، وسعده بداره طالعا في سماء العلوم, يذعن له الكبير والصغير من الكتب، والعالي والنازل من الأجزاء". وقال العلامة ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب" "6/ 221": "قدم دمشق مع والده في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة وسمع بها من جماعة، وقرأ على الحافظ المزي ولازم الذهبي وتخرج به". 2- ومنهم العلامة قاضي القضاة كمال الدين محمد بن علي بن عبد الواحد الزملكاني الدمشقي الشافعي المتوفى سنة "727هـ". كان إماما علامة بصيرا بمذهبه وأصوله، قوي العربية صحيح الذهن فصيحا أديبا ناظما ناثرا، وله مصنفات كثيرة، وقد أفتى وله نيف وعشرون سنة. وقد قال -رحمه الله- بعد أن طالع كتاب الحافظ الذهبي "تاريخ الإسلام": هذا كتاب عليم اجتمعت به وأخذت عنه وقرأت عليه كثيرا من تصانيفه، ولم أجد عنده جمود المحدثين، ولا كودنة1 النقلة، بل فقيه النظر، له دربة بأقوال الناس، ومذاهب الأئمة من السلف والخلف وأرباب المقالات.

_ 1 كودنة: بلادة.

3- ومنهم الشيخ الحافظ تقي الدين محمد بن جمال الدين رافع بن هجرس بن محمد بن شافع السلامي المصري الشافعي المتوفى سنة "774هـ" بدمشق عن ستين سنة، وكان -رحمه الله- إماما في الحديث رحل البلاد وقد سمع من الحافظ الذهبي، رحمه الله. 4- ومنهم الشيخ الإمام البارع الأديب المفتن صلاح الدين أبو الصفاء خليل بن الأمير عز الدين أيبك بن عبد الله الألبكي الصفدي، الشاعر المشهور، المتوفى سنة "764هـ" بدمشق، وكان إماما بارعا كاتبا ناثرا شاعرا، وديوان شعره مشهور بأيدي الناس وهو من المكثرين. وله مصنفات كثيرة في التاريخ والأدب والبديع وغير ذلك. قال في تاريخه المسمى "الوافي بالوفيات" "2/ 163": الشيخ الإمام العلامة الحافظ شمس الدين أبو عبد الله الذهبي: حافظ لا يجارى، ولافظ لا يبارى ... جمع الكثير ونفع الجم الغفير. وقد سمع من الحافظ -رحمه الله- وانتفع به. 5- ومنهم الحافظ الناقد ذو التصانيف شمس الدين أبو المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن محمد بن ناصر الحسيني الدمشقي الشافعي، والمولود بدمشق سنة "715هـ" والمتوفى بدمشق في يوم الأحد سلخ شعبان سنة "765هـ". وقد سمع من الحافظ الذهبي وانتفع به أيما انتفاع، وله مؤلفات وتصانيف كثيرة. 6- ومنهم الإمام العالم الحافظ المؤرخ علم الدين أبي محمد القاسم بن محمد بن يوسف ابن الحافظ زكي الدين البرزالي، المولود سنة "665هـ"، والمتوفى سنة "739هـ" وهو محرم كان فصيحا أديبا يضرب به المثل مع فضله وتواضعه. وقد سمع من الحافظ الذهبي -رحمه الله- وانتفع به. 7- ومنهم الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الدمشقي المتوفى سنة "774هـ" صاحب المؤلفات الكثيرة أعظمها تفسيره المشهور المعروف، وكتاب البداية والنهاية وقد نشأ بدمشق وسمع من الحافظ الذهبي، وكثير من علمائها وصفه الحافظ الذهبي في "معجم شيوخه الكبير" بالفقيه المفتي المحدث ذي الفضائل. وقال: خرج وألف وناظر وصنف وفسر، وكان من شيوخ الحافظ الذهبي، رحمه الله، وقد سمع منه أيضا. 8- ومنهم الإمام المفتي الحافظ صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي العلائي، المولود "694هـ"، والمتوفى سنة "761هـ" له مصنفات كثيرة من أبرزها كتاب "جامع التحصيل في أحكام المراسيل"، وهو من أجمع وأحسن ما ألف في موضع الحديث المرسل. وهو من

شيوخ الحافظ الذهبي -رحمه الله- الذين ذكرهم في "معجم شيوخه" ومن تلامذته الذين سمعوا منه، وأخذوا عنه، وانتفعوا به. وتولى تدريس الحديث بالناصرية، والأسدية، ودار الحديث الحمصية، كما ولي التدريس في المدرسة الصلاحية بالقدس، ثم أضيف إليه تدريس الحديث بالتنكزية، كما تولى مشيخة دار الحديث السيفية. 9- ومنهم العلامة الحافظ محمد بن عبد الكريم الموصلي الأطرابلسي الشافعي المتوفى سنة "764هـ" قال الحافظ ابن ناصر الدين في "الرد الوافر" "ص66": لما قدم الحافظ محمد بن محمد بن عبد الكريم دمشق سنة "734هـ" إلى الحج، قال في الحافظ الذهبي -رحمه الله: ما زلت بالسمع أهواكم وما ذكرت ... أخباركم قط إلا ملت من طرب وليس من عجب أن ملت نحوكم ... فالناس بالطبع قد مالوا إلى الذهب وقد تخرج بالحافظ الذهبي -رحمه الله- حفاظ كثيرون، لذا قال تلميذه الحافظ الحسيني في "ذيله على تذكرة الحفاظ" "ص36": وحمل عنه الكتاب والسنة خلائق. خامسا: ثناء أهل العلم عليه كان الحافظ الذهبي -رحمه الله- أمة وحده في الحديث، والفقه، والعقيدة، وسائر العلوم الشرعية، وأثنى عليه كل من رآه ثناء حسنا نسوق بعضا منه: قال الصفدي: في "الوافي بالوفيات" "2/ 163": الشيخ الإمام العلامة شمس الدين أبو عبد الله الذهبي حافظ لا يجارى، ولافظ لا يبارى أتقن الحديث ورجاله ونظر علله وأحواله، وعرف تراجم الناس، وأزال الإبهام في تواريخهم والإلباس، ذهن يتوقد ذكاؤه، ويصح إلى الذهبي نسبته وانتماؤه، جمع الكثير ونفع الجم الغفير، وأكثر من التصنيف ووفر بالاختصار مؤنة التطويل في التأليف، وقف الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني -رحمه الله- على تاريخه الكبير المسمى بـ"تاريخ الإسلام" جزءا بعد جزء إلى أن أنهى مطالعته، وقال: هذا كتاب عليم، اجتمعت به، وأخذت عنه، وقرأت عليه كثيرا من تصانيفه، ولم أجد عنده جمود المحدثين، ولا كودنة1 النقلة، بل هو

_ 1 كودنة: بلادة.

فقيه النظر له دربة بأقوال الناس ومذاهب الأئمة من السلف وأرباب المقالات، وأعجبني منه ما يعاينه في تصانيفه من أنه لا يتعدى حديثا يورده حتى يتبين ما فيه من ضعف متن، أو ظلام إسناد، أو طعن في رواته، وهذا لم أر غيره يراعي هذه الفائدة فيما يورده. وقال الحافظ أبو المحاسن الحسيني الدمشقي في "ذيله على تذكرة الحفاظ" "ص35-36": مصنفاته ومختصراته وتخريجاته تقارب المائة، وقد سار بجملة منها الركبان في أقطار البلدان، وكان أحد الأذكياء المعدودين والحفاظ المبرزين، ولي مشيخة الظاهرية قديما، ومشيخة النفيسية، والفاضلية، والتنكزية، وأم الملك الصالح، ولم يزل يكتب وينتقي ويصنف حتى أضر في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بدمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير رحمه الله تعالى، وكان قد جمع القراءات السبع على الشيخ أبي عبد الله بن جبريل المصري نزيل دمشق فقرأ عليه ختمة جامعة لمذاهب القراء السبعة بما اشتمل عليه كتاب التيسير لأبي عمرو الداني، وكتاب حرز الأماني لأبي القاسم الشاطبي، وحمل عنه الكتاب والسنة خلائق والله -تعالى- يغفر له. وقال الحافظ ابن حجر: شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ. وقال الحافظ السيوطي في "ذيله على تذكرة الحفاظ" "ص347-348": الإمام الحافظ محدث العصر وخاتمة الحفاظ ومؤرخ الإسلام وفرد الدهر والقائم بأعباء هذه الصناعة شَمْس الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بن قايماز التركماني ثم الدمشقي المقرئ ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة وطلب الحديث وله ثماني عشرة سنة، فسمع الكثير ورحل، وعني بهذا الشأن وتعب فيه وخدمه إلى أن رسخت فيه قدمه، وتلا بالسبع، وأذعن له الناس. والذي أقوله إن المحدثين عيال الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي، والذهبي، والعراقي، وابن حجر. وقال تاج الدين السبكي في "الطبقات" "9/ 100-101 و103": اشتمل عصرنا على أربعة من الحفاظ بينهم عموم وخصوص: المزي، والبرزالي، والذهبي والشيخ الإمام الوالد، لا خامس لهم في عصرنا فأما أستاذنا أبو عبد الله

التركماني الذهبي بصر لا نظير له، وكنز هو الملجأ إذا نزلت المعضلة، إمام الوجود حفظا، وذهب العصر معنى ولفظا، وشيخ الجرح والتعديل ورجل الرجال فِي كل سَبِيل، كَأَنَّمَا جمعت الْأمة فِي صعيد واحد فنظرها ثم أخذ يخبر عنها إخبار من حضرها وكان محط رحال تغيبت، ومنتهى رغبات من تغيبت. تعمل المطي إلى جواره، وتضرب البزل المهاري أكبادها فلا تبرح أو تنبل نحو داره. وهو الذي خرجنا في هذه الصناعة وأدخلنا في عداد الجماعة، جزاه الله عنا أفضل الجزاء، وجعل حظه من غرفات الجنات موفر الأجزاء، وسعده بدرا طالعا في سماء العلوم، يذعن له الكبير والصغير من الكتب، والعالي والنازل من الأجزاء. وسمع منه الجمع الكثير، وما زال يخدم هذا الفن إلى أن رسخت فيه قدمه، وتعب الليل والنهار وما تعب لسانه وقلمه، وضربت باسمه الأمثال، وسار اسمه مسير الشمس، إلا أنه لا يتقلص إذا نزل المطر، ولا يدبر إذا أقبلت الليال. وأقام بدمشق يرحل إليه من سائر البلاد، وتناديه السؤالات من كل ناد، وهو بين أكنافها كنف لأهليها، وشرف تفتخر وتزهى به الدنيا وما فيها، طورا تراها ضاحكة عن تبسم أزهارا، وقهقهة غدرانها، وتارة تلبس ثوب الوقار والفخار، بما اشتملت عليه من إمامها المعدود في سكانها. وقال الحافظ عماد الدين إسماعيل بن كثير الدمشقي في "البداية والنهاية" "14/ 243": الشيخ الحافظ الكبير مؤرخ الإسلام، وشيخ المحدثين شَمْس الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عثمان الذهبي وقد ختم به شيوخ الحديث وحفاظه رحمه الله. وقال ابن ناصر الدين الدمشقي في "الرد الوافر" "ص65" وما بعدها: الشيخ الإمام الحافظ الهمام مفيد الشام، ومؤرخ الإسلام، ناقد المحدثين، وإمام المعدلين والمجرحين، شَمْس الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بن قايماز بن عبد الله التركماني الفارقي الدمشقي ابن الذهبي الشافعي ... كان آية في نقد الرجال، عمدة في الجرح والتعديل، عالما بالتفريع والتأصيل، إماما في القراءات، فقيها في النظريات، له دربة بمذاهب الأئمة وأرباب المقالات، قائما بين الخلف بنشر السنة ومذهب السلف وله المصنفات المفيدة، والمختصرات الحسنة، والمصنفات السديدة، وقال شيخه وتلميذه علم الدين البرزالي المتوفى سنة "739هـ":

رجل فاضل، صحيح الذهن، اشتغل ورحل، وكتب الكثير، وله تصانيف واختصارات مفيدة، وله معرفة بشيوخ القراءات. سادسا: من آرائه في العقيدة، والفقه، والحديث لقد كان الذهبي -رحمه الله تعالى- واسع العلم جدا غزير المعرفة في كل العلوم الشرعية من عقيدة، وفقه، وحديث وقراءات، وأصول، وغيرها؛ يظهر ذلك من خلال مؤلفات الكثيرة المتنوعة التي تتركز على الأخذ بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وفهمها على النحو الذي فهمه السلف الصالح، وترك ما يخالفها، وتنقية السنة المشرفة من الزغل الدخيل الذي وضعه الأفاكون وانتحله المبطلون وتجديد ما اندرس من معالم الدين القويم، وتحذير المسلمين من خرافات وترهات الصوفية التي شوهت جمال الدين وبهاءه, ونبذ التقليد الأعمى المقيت الخالي عن الدليل. ولقد أبان الحافظ الذهبي -رحمه الله- منهج أهل السنة والجماعة، وأبان الصراط المستقيم الذي يعد وسطا بين المغالين من أهل التنطع والتشدد من الخوارج وبين المفرطين والمضيعين لهدى وسنن خير المرسلين من أهل الإرجاء وغيرهم. لقد دعا الحافظ -رحمه الله- إلى إثبات صفات الله تعالى كما جاءت عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم دون تأويل أو تكييف أو تمثيل، يظهر ذلك من ردوده على أصحاب الأقوال الشاذة من الفرق والنحل التي تنكبت طريق خير المرسلين وصحابته الغر الميامين بعدم إمرار صفات الله كما جاءت، وهذا مبثوث في أقواله التي ذكرناها وحرصنا على أن ننقلها كما هي ليقف القارئ الكريم على علمه الجم الغزير، ومنافحته عن عقيدة أهل السنة والجماعة برد شبه الزيغ والارتياب لهاتيك الفرق التي تنكبت الطريق. لقد كان الحافظ -رحمه الله تعالى- رأسا في معرفة الحلال والحرام، وهذا واضح جلي من بيانه وردوده في كثير من المسائل التي نقلناها من كلامه المبثوث في هذا الكتاب ليعلم القارئ الكريم أن الحافظ -رحمه الله- كان راسخ القدم في علم الفقه، وأنه وصل فيه إلى مرتبة سنية ودرجة علية قل أن يصل إليها عالم من علماء زماننا، وهذا واضح في فتاويه الدقيقة السديدة، والتي لو عرضت على فقهاء زماننا لضلوا عن الحق وأخطئوه. لقد كان الحافظ -رحمه الله تعالى- رأسا في علم التراجم والتاريخ سبق فيه من سلف، ولم يستطع اللحاق به من خلف؛ فترجم لكثير من الملوك، والأمراء، والوزراء، والأطباء،

والمحدثين، والفقهاء، والنحاة والشعراء، وأبان -رحمه الله- زيغ وضلال بعض من ترجم لهم وانحرافهم عن سبيل الهدى والرشاد الذي كان عليه سيد الأولين صلى الله عليه وسلم وصحابته المكرمين فترك الحق واضحا جليا يتضح هذا من النقولات التي نقلناها من كلامه المبثوث في كتابه هذا وسائر كتبه؛ ليعلم القارئ الكريم أن الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- كان أمة وحده في علم الاعتقاد، والحديث, والفقه, والاجتهاد. ولا غرو فقد تخرج من مدرسة شيخه العلامة عماد الدين إسماعيل بن كثير، والحافظ العلامة صلاح الدين أبي سعيد خليل بن كيكلدي العلائي، وغيرهم من أعلام الهدى ومصابيح الدجى الذين ملئوا الدنيا علما وسارت بتآليفهم الركبان في مشارق الأرض ومغاربها. ولقد آثرت وأنا أبين آراءه العقدية والفقهية والحديثية أن أنقل كلامه بنصه وردوده على أهل الزيغ والارتياب ليعلم القارئ الكريم المنزلة السامقة التي وصل إليها علم هذا الرجل العظيم، وليكون منهجا تعليميا للعلماء وطلاب العلم في بيان طرق أهل الزيغ والضلال في طرح أفكارهم الزائفة الضالة وطريقة رد هذا الحافظ العلامة لهذا الزيغ والضلال، وإقامته للحق بنيانا لا يندرس على أنقاض أباطيل أهل الضلال مشفوعا بالأدلة الدامغة والبراهين الساطعة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الحجج التي نسف بها حجج أهل الضلال. لقد آثرت أن أنقل كلام أهل الزيغ والضلال بقضه وقضيضه ليقف القارئ الكريم على الأباطيل والأراجيف التي يبثها هؤلاء المنحرفون الذين تنكبوا طريق الهدى ليفيد العلماء وطلاب العلم في معرفة شبههم وزيغهم وضلالهم، فيكونوا على وعي وبصيرة بالمناهج الضالة الفاسدة الآسنة التي تعكر صفو الدين وبهاءه، وليرى العلماء وطلاب العلم علم هذا الحافظ الجليل الذي ينسف به هاتيك الترهات والأباطيل التي يبثها أهل الزيغ والضلال. إن قلوب المحبين للحق ستحيا بقراءة آراء هذا الحافظ الجليل في العقيدة، والفقه، والحديث وردوده على أهل الزيغ والضلال التي أرسى بها قواعد الإسلام وأوضح بها مشكلات الأحكام، فصارت نبراسا منيرا يستضيء به كل من يدين بدين الإسلام، فدونك أيها القارئ الكريم أقوال هذا الحافظ النحرير وردوده على أقوال وأفكار أهل الزيغ والضلال. قال الذهبي -رحمه الله تعالى- في موضوع الفتنة التي حدثت بين الصحابة الكرام قال في كتابه "السير" "3/ 27":

لَمَّا خَرَجَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ لِلطَّلَبِ بِدَمِ عثمان وقال طلحة لعلقمة بن وقاص الليثي: يَا عَلْقَمَةَ! لاَ تَلُمْنِي، كُنَّا أَمْسِ يَداً واحدة على من سوانا، فأصبحنا اليوم جيلين من حديد، يزحف أحدنا إلى صاحبه، ولكنه كَانَ مِنِّي شَيْءٌ فِي أَمْرِ عُثْمَانَ، مِمَّا لا أرى كفارته إلا سفك دمي، وطلبه دمي" أخرجه الحاكم "3/ 372". فكيف عقب الذهبي -رحمه الله تعالى- على قول طلحة؟! لقد أجاب بإجابة عالم بصير يستشفي بها من وساوس الصدور فقال رحمه الله تعالى: قُلْتُ: الَّذِي كَانَ مِنْهُ فِي حَقِّ عُثْمَانَ تَمَغْفُلٌ وَتَأْليبٌ، فَعَلَهُ بِاجْتِهَادٍ، ثُمَّ تَغَيَّرَ عِنْدَمَا شَاهَدَ مَصْرَعَ عُثْمَانَ، فَنَدِمَ عَلَى تَرْكِ نُصْرَتِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَكَانَ طَلْحَةُ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَ عَلِيّاً، أَرْهَقَهُ قَتَلَةُ عُثْمَانَ، وَأَحْضَرُوهُ حَتَّى بايع". ولما قتل مروان بن الحكم طلحة بن عبيد الله بسهم وقع في ركبته، عقب الذهبي -رحمه الله- "3/ 28" بقوله: "قُلْتُ: قَاتِلُ طَلْحَةَ فِي الوِزْرِ، بِمَنْزِلَةِ قَاتِلِ علي". ثم قال الذهبي في آخر ترجمة طلحة بن عبيد الله "3/ 31": "أَعْجَبُ مَا مَرَّ بِي قَوْلُ ابْنِ الجَوْزِيِّ فِي كَلاَمٍ لَهُ عَلَى حَدِيْثٍ قَالَ: وَقَدْ خلف طلحة ثلاثمئة حمل من الذهب! ". يقول محمد أيمن الشبراوي عفا الله عنه: تعجب الذهبي من قول ابن الجوزي إشارة منه إلى كذب هذا القول، ولكنه كان لطيف العبارة -رحمه الله تعالى- خاصة مع علماء الحديث الذي كان عظيم الإكبار لهم. وثمة بصمات قوية تشير إلى براعته الفائقة في علم الحديث فقال -رحمه الله- في "السير" "3/ 54-55" حين علق على حديث دخول عبد الرحمن بن عوف الجنة حبوا؛ قال: وهو حديث منكر، وقال: إسناده واه. ثم عرج على المتن بقوله "3/ 55": وَبِكُلِّ حَالٍ فَلَوْ تَأَخَّرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ رِفَاقِهِ لِلْحِسَابِ، وَدَخَلَ الجَنَّةَ حَبْواً عَلَى سَبِيْلِ الاسْتِعَارَةِ، وَضَرْبِ المَثَلِ، فَإِنَّ مَنْزِلَتَهُ فِي الجَنَّةِ ليست بدون منزلة علي والزبير، رضي الله عن الكل. ثم عرج على مناقب عبد الرحمن بن عوف "3/ 55" فقال: "وَمِنْ مَنَاقِبِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِدَ لَهُ بِالجَنَّةِ، وَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ بدر الذين قيل فيهم: $"اعْمَلُوا مَا شِئْتُم" وَمِنْ أَهْلِ هَذِهِ الآيَةِ

{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفَتْحُ: 18] ، وَقَدْ صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وراءه. وتراه أخي القارئ ينافح عن عبد الرحمن بن عوف في اتهامه بأنه حابى عثمان بن عفان في اختياره خليفة للمسلمين؛ فقال -رحمه الله تعالى- في أوجز عبارة وأخصر بيان في كتابه "السير" "3/ 62": "من أفضل أعمال عبد الرحمن بن عوف عَزْلُهُ نَفْسَهُ مِنَ الأَمْرِ وَقْتَ الشُّورَى، وَاخْتِيَارُهُ لِلأُمَّةِ مَنْ أَشَارَ بِهِ أَهْلُ الحِلِّ وَالعَقْدِ، فَنَهَضَ فِي ذَلِكَ أَتَمَّ نُهُوضٍ عَلَى جَمْعِ الأُمَّةِ عَلَى عُثْمَانَ، وَلَوْ كَانَ مُحَابِياً فِيْهَا لأَخَذَهَا لِنَفْسِهِ، أَوْ لَوَلاَّهَا ابْنَ عمَّه، وَأَقْرَبَ الجماعة إليه سعد بن أبي وقاص". فالله الله يا ذهبي فلقد كنت ذا عقل راجح، وفكر ناضح، وفقه متين في الدين. وتراهُ يُنافحُ عن سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- فيجيبُ عن سؤال هام وهو: هل شارك رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَهْلُ الجاهلية في أفعالهم قبل البعثة؟! فيُجلِّى شمائل الرسول قبل البعثة وبعدها فيقول -رحمه الله- في كتابه "السير" "3/ 88": ما زَالَ المُصْطَفَى مَحْفُوظاً مَحْرُوْساً قَبْلَ الوَحْيِ وَبَعْدَهُ، ولو احتمل جواز أكله مما ذُبح على النُّصُب، فَبِالضَّرُوْرَةِ نَدْرِي أَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ ذَبَائِحِ قُرَيْشٍ قَبْلَ الوَحْيِ، وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى الإِبَاحَةِ، وَإِنَّمَا تُوْصَفُ ذَبَائِحُهُمْ بِالتَّحْرِيْمِ بَعْدَ نُزُوْلِ الآيَةِ، كَمَا أَنَّ الخَمْرَةَ كَانَتْ عَلَى الإِبَاحَةِ إِلَى أَنْ نَزَلَ تَحْرِيْمُهَا بِالمَدِيْنَةِ بَعْدَ يَوْمِ أُحُدٍ، وَالَّذِي لاَ رَيْبَ فِيْهِ أَنَّهُ كَانَ مَعْصُوْماً قَبْلَ الوَحْيِ وَبَعْدَهُ وَقَبْلَ التَّشْرِيْعِ مِنَ الزِّنَى قطعًا، ومن الخيانة، ومن الغدر، وَالكَذِبِ، وَالسُّكْرِ. وَالسُّجُوْدِ لِوَثَنٍ، وَالاسْتِقْسَامِ بِالأَزْلاَمِ، وَمِنَ الرَّذَائِلِ، وَالسَّفَهِ، وَبَذَاءِ اللِّسَانِ، وَكَشْفِ العَوْرَةِ، فَلَمْ يَكُنْ يَطُوْفُ عُرْيَاناً، وَلاَ كَانَ يَقِفُ يَوْمَ عَرَفَةَ مَعَ قَوْمِهِ بِمُزْدَلِفَةَ، بَلْ كَانَ يَقِفُ بِعَرَفَةَ. وبكلِّ حَالٍ لَوْ بَدَا مِنْهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، لَمَا كَانَ عَلَيْهِ تَبِعَةٌ، لأَنَّهُ كَانَ لاَ يَعْرِفُ، وَلَكِنَّ رُتْبَةَ الكَمَالِ تَأْبَى وُقُوْعَ ذَلِكَ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسليمًا. الله الله يا ذهبي فما أبرع هذا الكلام، وما أحسن هذا الفهم الذي يدُلُّ على عقل راجح، وفقه متين في الدين. وتراهُ يبين فضل سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل أحد العشرة المبشرين بالجنة، ويبين عدل عمر بن الخطاب ونزاهته فيقول في "السير" "3/ 91": لم يكن سعيد مُتَأَخِّراً عَنْ رُتْبَةِ أَهْلِ

الشُّوْرَى فِي السَّابِقَةِ وَالجَلاَلَةِ، وَإِنَّمَا تَرَكَهُ عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لِئَلاَّ يَبْقَى لَهُ فِيْهِ شَائِبَةُ حَظٍّ، لأَنَّهُ خَتَنُهُ وَابْنُ عَمَّه، وَلَوْ ذَكَرَهُ فِي أَهْلِ الشُّوْرَى لَقَالَ الرَّافِضِيُّ: حَابَى ابْنَ عَمَّه، فَأَخْرَجَ مِنْهَا وَلَدَهُ وَعَصَبَتَهُ، فَكَذَلِكَ فليكن العمل لله. وتراهُ يُبيِّنُ فضل العشرة المبشرين بالجنة، وينعى على الرافضة الذين رفضوا التسعة، واعترفوا بفضل عليٍّ حَسْب، ويبين ذلك في أوضح بيان فيقول في "السير" "3/ 93": فَهَذَا مَا تَيَسَّرَ مِنْ سِيْرَةِ العَشَرَةِ، وَهُمْ أَفْضَلُ قُرَيْشٍ، وَأَفْضَلُ السَّابِقِيْنَ المُهَاجِرِيْنَ، وَأَفْضَلُ البَدْرِيِّيْنَ، وَأَفْضَلُ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، وَسَادَةُ هَذِهِ الأمَّة فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَأَبْعَدَ اللهُ الرَّافِضَةَ مَا أَغْوَاهُمْ، وَأَشَدَّ هَوَاهُمْ، كَيْفَ اعْتَرَفُوا بِفَضْلِ وَاحِدٍ مِنْهُم، وَبَخَسُوا التِّسْعَةَ حَقَّهُمْ! وَافْتَرَوْا عَلَيْهِمْ بِأنَّهُمْ كَتَمُوا النص عَلِيٍّ أَنَّهُ الخَلِيْفَةُ؟ فَوَاللهِ مَا جَرَى مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، وَأَنَّهُمْ زَوَّرُوا الأَمْرَ عَنْهُ بِزَعْمِهِمْ، وَخَالَفُوا نَبِيَّهُمْ، وَبَادَرُوا إِلَى بَيْعَةِ رَجُلٍ مِنْ بني تيم، يتجر ويتكسب، لاَ لِرَغْبَةٍ فِي أَمْوَالِهِ، وَلاَ لِرَهْبَةٍ مِنْ عَشِيْرَتِهِ وَرِجَالِهِ، وَيْحَكَ أَيَفْعَلُ هَذَا مَنْ لَهُ مسْكَةُ عَقْلٍ؟! وَلَوْ جَازَ هَذَا عَلَى وَاحِدٍ لَمَا جَازَ عَلَى جَمَاعَةٍ، وَلَوْ جَازَ وُقُوْعُهُ مِنْ جَمَاعَةٍ، لاَسْتَحَالَ وُقُوْعُهُ وَالحَالَةُ هَذِهِ مِنْ أُلُوْفٍ مِنْ سَادَةِ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ، وَفُرْسَانِ الأُمَّةِ، وَأَبْطَالِ الإِسْلاَمِ، لَكِنْ لاَ حِيْلَةَ فِي بُرْء الرَّفْضِ، فَإِنَّهُ دَاءٌ مُزْمِنٌ، وَالهُدَى نُوْرٌ يَقْذِفُهُ اللهُ فِي قَلْبِ مَنْ يَشَاءُ، فَلاَ قُوَّةَ إلا بالله. وتراه يُنافح عن مسطح بن أثاثة بأوجز عبارة وأخصر بيان؛ فقال في "السير" "3/ 120": إياك يا جري أن تنظر إلى مسطح بن أثاثة هذا البدري شذرًا لِهَفْوَةٍ بَدَتْ مِنْهُ، فَإِنَّهَا قَدْ غُفِرَتْ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَإِيَّاك يَا رَافِضِيُّ أَنْ تُلَوِّحَ بِقَذْفِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ بَعْدَ نُزُوْلِ النَّصِّ في براءتها، فتجب لك النار. ويبين أن ضمة القبر لسعد بن معاذ ليست من عذاب القبر بأوجز بيان، فقال في "السير" "3/ 178": إن ضمة القبر لسعد بن معاذ لَيْسَتْ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ فِي شَيْءٍ، بَلْ هُوَ أَمْرٌ يَجِدُهُ المُؤْمِنُ، كَمَا يَجِدُ أَلَمَ فَقْدِ وَلَدِهِ وَحَمِيْمِهِ فِي الدُّنْيَا، وَكَمَا يَجِدُ مِنْ أَلَمِ مَرَضِهِ، وَأَلَمِ خُرُوْجِ نَفْسِهِ، وَأَلَمِ سُؤَالِهِ فِي قَبْرِهِ وَامْتِحَانِهِ، وَأَلَمِ تَأَثُّرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ، وَأَلَمِ قِيَامِهِ مِنْ قَبْرِهِ، وَأَلَمِ الموقف وهوله، وألم الورود وعلى النَّارِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَهَذِهِ الأَرَاجِيْفُ كُلُّهَا قَدْ تَنَالُ العَبْدَ، وَمَا هِيَ مِنْ

عذاب القبر، ولا من عذاب جهنم، وَلَكِنَّ العَبْدَ التَّقِيَّ يَرْفُقُ اللهُ بِهِ فِي بَعْضِ ذَلِكَ أَوْ كُلِّهِ، وَلاَ رَاحَةَ لِلْمُؤْمِنِ دُوْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} [مريم: 39] . وَقَالَ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ} [غافر: 18] ، فَنَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى العَفْوَ وَاللُّطْفَ الخَفِيَّ، وَمَعَ هَذِهِ الهَزَّاتِ، فَسَعْدٌ مِمَّنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أهل الجنة، وأنه مِنْ أَرْفَعِ الشُّهَدَاءِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- كَأَنَّكَ يَا هَذَا تَظُنُّ أَنَّ الفَائِزَ لاَ يَنَالُهُ هَوْلٌ فِي الدَّارَيْنِ، وَلاَ رَوْعٌ، وَلاَ أَلَمٌ، وَلاَ خَوْفٌ، سَلْ رَبَّكَ العَافِيَةَ، وَأَنْ يَحْشُرَنَا في زمرة سعد. ويسرد الأحداث ويبينها حسب ترتيب وقوعها، فقال في "السير" "3/ 430": كان تزويجه -صلى الله عليه وسلم- بعائشة إِثْرَ وَفَاةِ خَدِيْجَةَ، فَتَزَوَّجَ بِهَا وَبِسَوْدَةَ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ دَخَلَ بِسَوْدَةَ، فَتَفَرَّدَ بِهَا ثَلاَثَةَ أَعْوَامٍ حَتَّى بَنَى بِعَائِشَةَ فِي شَوَّالٍ، بعد وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَمَا تَزَوَّجَ بِكْراً سِوَاهَا، وَأَحَبَّهَا حُبّاً شَدِيْداً كَانَ يَتَظَاهَرُ بِهِ، بِحَيْثُ إِنَّ عَمْرَو بنَ العَاصِ -وَهُوَ مِمَّنْ أَسْلَمَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الهِجْرَةِ- سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أحبُّ إِلَيْكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟ قَالَ: "عَائِشَةُ". قَالَ: فَمِنَ الرِّجَالِ؟ قال: "أبوها" 1. ويتكلم من غيرة عائشة من خديجة دون سائر أزواجه بأسلوب الفقيه الحاذق، فيقول في "السير" "3/ 446": من أعجب شيء أن تغار عائشة -رضي الله عنها- من خديجة وهي امْرَأَةٍ عَجُوْزٍ، تُوُفِّيَتْ قَبْلَ تَزَوُّجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَائِشَةَ بِمُدَيْدَةٍ، ثُمَّ يَحْمِيْهَا اللهُ مِنَ الغَيْرَةِ مِنْ عدَّة نِسْوَةٍ يُشَارِكْنَهَا فِي النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَهَذَا مِنْ أَلْطَافِ اللهِ بِهَا وَبِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِئَلاَّ يَتَكَدَّرَ عَيْشُهُمَا، وَلَعَلَّهُ إِنَّمَا خَفَّفَ أَمْرَ الغَيْرَةِ عَلَيْهَا حُبُّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا، وَمَيْلُهُ إِلَيْهَا، فَرَضِيَ الله عنها وأرضاها. وتراه يبين مسألة رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- لربه في اليقظة والمنام بأخصر عبارة وأوجز بيان؛ فيقول في "السير" "3/ 447": لم يَأْتِنَا نَصٌّ جَلِيٌّ بِأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى اللهَ تَعَالَى بِعَيْنَيْهِ، وَهَذِهِ المَسْأَلَةُ مِمَّا يَسَعُ المَرْءَ المُسْلِمَ فِي دِيْنِهِ السُّكُوتُ عَنْهَا، فأمَّا رُؤْيَةُ المَنَامِ: فَجَاءتْ مِنْ وُجُوْهٍ مُتَعَدِّدَةٍ مُسْتَفِيْضَةٍ. وأمَّا رُؤْيَةُ اللهِ عِيَاناً فِي الآخِرَةِ: فأمرٌ مُتَيَقَّنٌ تَوَاتَرَتْ بِهِ النُّصُوْصُ، جمع أحاديثها: الدارقطني، والبيهقي، وغيرهما. ويبين لفظة يا حميراء الواردة، ويبين أنه حديث موضوع بأنصع بيان، فيقول في "السير"

_ 1 صحيح: خرجته في الجزء الثالث في الكتاب بتعليقنا رقم "915" فراجعه ثمت.

"3/ 447-448": قِيْلَ: إِنَّ كُلَّ حَدِيْثٍ فِيْهِ: يَا حُمَيْرَاءُ، لم يصح، وأوهى ذلك تَشْمِيْسُ المَاءِ، وَقَوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا: "لَا تَفْعَلِي يَا حُمَيْرَاءُ، فَإِنَّهُ يُوْرِثُ البَرَصَ". فَإِنَّهُ خَبَرٌ مَوْضُوْعٌ. وَالحَمْرَاءُ فِي خِطَابِ أَهْلِ الحِجَازِ: هِيَ البَيْضَاءُ بِشُقْرَةٍ، وَهَذَا نَادِرٌ فِيْهِم، وَمِنْهُ فِي الحَدِيْثِ: رَجُلٌ أَحْمَرُ كَأَنَّهُ مِنَ المَوَالِي، يُرِيْدُ القَائِلُ: أَنَّهُ فِي لَوْنِ المَوَالِي الَّذِيْنَ سُبُوا مِنْ نَصَارَى الشَّامِ وَالرُّوْمِ وَالعَجَمِ. ثُمَّ إِنَّ العَرَبَ إِذَا قَالَتْ: فُلاَنٌ أَبْيَضُ، فَإِنَّهُمْ يُرِيْدُوْنَ الحِنْطِيَّ اللَّوْنِ بِحِلْيَةٍ سَوْدَاءَ، فَإِنْ كَانَ فِي لَوْنِ أَهْلِ الهِنْدِ، قَالُوا: أَسْمَرُ، وَآدَمُ، وَإِنْ كَانَ فِي سَوَادِ التِّكْرُوْرِ، قَالُوا: أَسْوَدُ وَكَذَا كُلُّ مَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ السَّوَادُ، قَالُوا: أَسْوَدُ أَوْ شَدِيْدُ الأُدْمَةِ، وَمِنْ ذَلِكَ قُوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بُعثتُ إِلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ". فَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ بَنِي آدَمَ لاَ يَنْفَكُّوْنَ عَنْ أَحَدِ الأَمْرَيْنِ، وكل لَوْنٍ بِهَذَا الاعْتِبَارِ يَدُوْرُ بَيْنَ السَّوَادِ وَالبَيَاضِ الذي هو الحمرة. ويبينُ طريقة السَّلَف في الجمع بين التجارة والعبادة فيقول في "السير" "4/ 15": الأفضل الجمع بين التجارة، أمَّا ترك التجارة، ولزوم العبادة، فهو طَرِيْقُ جَمَاعَةٍ مِنَ السَّلَف وَالصُّوْفِيَّةِ، وَلاَ رَيْبَ أَنَّ أَمْزِجَةَ النَّاسِ تَخْتَلِفُ فِي ذَلِكَ، فَبَعْضُهُمْ يَقْوَى عَلَى الجَمْعِ كالصِّدِّيق، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وَكَمَا كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ، وَبَعْضُهُمْ يَعْجزُ وَيَقْتَصِرُ عَلَى العِبَادَةِ، وَبَعْضُهُمْ يَقْوَى فِي بِدَايَتِهِ، ثُمَّ يَعْجِزُ، وَبِالعَكْسِ، وكلٌّ سَائِغٌ، وَلَكِنْ لاَ بد من النَّهضة بحقوق الزَّوجة والعيال. ويُبينُ بأسلوب النَّاقد الحاذق بسبب كراهية الشيعة لأبي موسى في أوجز عبارة فيقول في "السير" "4/ 47": لا رَيْبَ أنَّ غُلاَةَ الشِّيْعَةِ يُبْغِضُوْنَ أَبَا مُوْسَى -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لِكَوْنِهِ مَا قَاتَلَ مَعَ عَلِيٍّ، ثُمَّ لَمَّا حَكَّمَهُ عليٌّ عَلَى نَفْسِهِ عَزَلَهُ، وَعَزَلَ مُعَاوِيَةَ، وَأَشَارَ بِابْنِ عُمَرَ، فَمَا انتظم من ذلك حال. ويبين كتابة المصحف من زيد بن ثابت بأمر أبي بكر، ثم بأمر عثمان بعبارة وجيزة وأسلوب حاذق؛ فيقول في "السير" "4/ 73-74": من جلالة زيد بن ثابت أَنَّ الصِّدِّيْقَ اعْتَمَدَ عَلَيْهِ فِي كِتَابَةِ القُرْآنِ العَظِيْمِ فِي صُحُفٍ، وَجَمْعِهِ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ، وَمِنَ الأَكْتَافِ، وَالرِّقَاعِ، وَاحْتَفَظُوا بِتِلْكَ الصُّحُفِ مُدَّةً، فَكَانَتْ عِنْدَ الصِّدِّيْقِ، ثُمَّ تَسَلَّمَهَا الفَارُوْقُ، ثُمَّ كَانَتْ بَعْدُ عِنْدَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ حَفْصَةَ إِلَى أَنْ نَدَبَ عُثْمَانُ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ، وَنَفَراً من قريش إلى كتابة هذا

المُصْحَفِ العُثْمَانِيِّ الَّذِي بِهِ الآنَ فِي الأَرْضِ أَزْيَدُ مِنْ أَلْفَيْ أَلْفِ نُسْخَةٍ، وَلَمْ يَبْقَ بأيدي الأمه قرآن سواه، ولله الحمد. ويقول في "السير" "4/ 168": يجوز كِتْمَانِ بَعْضِ الأَحَادِيْثِ الَّتِي تُحَرِّكُ فِتْنَةً فِي الأُصُوْلِ أَوِ الفُرُوْعِ، أَوِ المَدْحِ وَالذَّمِّ، أَمَا حَدِيْثٌ يَتَعَلَّقُ بِحِلٍّ أَوْ حَرَامٍ؛ فَلاَ يَحِلُّ كتمانه بوجه، فإنه من البينات والهدى. وقال في "السير" "4/ 170-171": كان عمر يَقُوْلُ: أَقِلُّوا الحَدِيْثَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَزَجَرَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ عَنْ بَثِّ الحَدِيْثِ، وَهَذَا مَذْهَبٌ لِعُمَرَ وغيره. فَبِاللهِ عَلَيْكَ إِذَا كَانَ الإِكْثَارُ مِنَ الحَدِيْثِ فِي دَوْلَةِ عُمَرَ كَانُوا يُمْنَعُوْنَ مِنْهُ مَعَ صِدْقِهِمْ وَعَدَالَتِهِمْ، وَعَدَمِ الأَسَانِيْدِ، بَلْ هُوَ غَضٌّ لم يشب، فما ظَنُّكَ بِالإِكْثَارِ مِنْ رِوَايَةِ الغَرَائِبِ وَالمَنَاكِيْرِ فِي زَمَانِنَا، مَعَ طُوْلِ الأَسَانِيْدِ، وَكَثْرَةِ الوَهْمِ وَالغَلَطِ، فَبِالحَرِيِّ أَنْ نَزْجُرَ القَوْمَ عَنْهُ. فَيَا لَيْتَهُمْ يَقْتَصِرُوْنَ عَلَى رِوَايَةِ الغَرِيْبِ وَالضَعِيْفِ، بَلْ يَرْوُوْنَ -وَاللهِ- المَوْضُوْعَاتِ, وَالأَبَاطِيْلَ، وَالمُسْتَحِيْلَ فِي الأُصُوْلِ، وَالفُرُوْعِ وَالمَلاَحِمِ وَالزُّهْدِ؛ نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ. فَمَنْ رَوَى ذَلِكَ مَعَ عِلْمِهِ بِبُطْلاَنِهِ، وَغَرَّ المُؤْمِنِيْنَ، فَهَذَا ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ، جَانٍ عَلَى السُّنَنِ وَالآثَارِ، يُسْتَتَابُ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنْ أَنَابَ وَأَقْصَرَ، وَإِلاَّ فَهُوَ فَاسِقٌ، كَفَى بِهِ إِثْماً أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ، وَإِنْ هُوَ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَتَوَرَّعْ، وَلْيَسْتَعِنْ بِمَنْ يُعينُه عَلَى تَنْقِيَةِ مَرْوِيَّاتِهِ -نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ- فَلَقَدْ عمَّ البلاءُ، وَشَمَلَتِ الغَفْلَةُ، وَدَخَلَ الدَّاخِلُ عَلَى المُحَدِّثِيْنَ الَّذِيْنَ يَرْكَنُ إِلَيْهِمُ المُسْلِمُوْنَ، فَلاَ عُتْبَى عَلَى الفُقَهَاءِ وَأَهْلِ الكَلاَمِ. ثم تراه يُنافحُ عن الحافظ أبي هريرة -رضي الله عنه- بأوضح حجة وأنصع بيان فيقول في "السير" "4/ 174": قِيْلَ لابْنِ عُمَرَ: هَلْ تُنْكِرُ مِمَّا يُحَدِّثُ بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ شَيْئاً؟ فَقَالَ: لاَ، وَلَكِنَّهُ اجْترَأَ وجَبُنَّا فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمَا ذَنْبِي إِنْ كُنْتُ حَفِظْتُ، وَنَسُوْا. قَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يدلس! قلت -أي الحافظ الذهبي- تَدْلِيْسُ الصَّحَابَةِ كَثِيْرٌ، وَلاَ عَيْبَ فِيْهِ، فَإِنَّ تَدْلِيْسَهُمْ عَنْ صَاحِبٍ أَكْبَرَ مِنْهُمْ، وَالصَّحَابَةُ كُلُّهُمْ عدول.

الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: مَا كَانُوا يَأْخُذُوْنَ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلاَّ مَا كَانَ حَدِيْثَ جَنَّةٍ أَوْ نَارٍ. قُلْتُ -أي الذهبي: هَذَا لاَ شَيْءَ، بَلْ احْتَجَّ المُسْلِمُوْنَ قَدِيْماً وَحَدِيْثاً بِحَدِيْثِهِ لِحِفْظِهِ، وَجَلاَلَتِهِ، وَإِتْقَانِهِ، وَفِقْهِهِ، وَنَاهِيْكَ أَنَّ مِثْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَتَأَدَّبُ مَعَهُ، وَيَقُوْلُ: أفت يا أبا هريرة. وانظر إلى هذا العلامة البارع كيف يحسب عمر أحد الصحابة الأعلام، فقال "4/ 230": كان عمرو بن العاص أَكْبَرَ مِنْ عُمَرَ بِنَحْوِ خَمْسِ سِنِيْنَ، كَانَ يَقُوْلُ: أَذْكُرُ اللَّيْلَةَ الَّتِي وُلِدَ فِيْهَا عُمَرُ، وَقَدْ عَاشَ بَعْدَ عُمَرَ عِشْرِيْنَ عَاماً، فَيُنْتِجُ هَذَا أَنَّ مَجْمُوْعَ عُمُرِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، ما بلغ التسعين -رضي الله عنه. وتراه يفسر سبب النهي عن كتابة غير القرآن ثم الإذن في الكتابة بأوجز عبارة، وأخصر بيان بأسلوب العالم الحاذق؛ قال -طيب الله ثرى قبره وأظله بسحائب مغفرته- في كتابه العظيم "السير" "4/ 232-233": كتب عبد الله بن عمرو بن العاص بِإِذْنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَرْخِيْصِهِ لَهُ فِي الكِتَابَةِ بَعْدَ كَرَاهِيَتِهِ لِلصَّحَابَةِ أَنْ يَكْتُبُوا عَنْهُ سِوَى القُرْآنِ وَسَوَّغَ ذَلِكَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ انْعَقَدَ الإِجْمَاعُ بَعْدَ اختلاف الصحابة -رضي الله عنه- على الجواز والاستحباب لتقييد العلم بالكتابة. وَالظَّاهِرُ أَنَّ النَّهْيَ كَانَ أَوَّلاً لِتَتَوَفَّرَ هِمَمُهُم عَلَى القُرْآنِ، وَحْدَهُ، وَلِيَمْتَازَ القُرْآنُ بِالكِتَابَةِ عَمَّا سِوَاهُ مِنَ السُّنَنِ النَّبَوَيَّةِ، فَيُؤْمَنُ اللَّبْسُ، فَلَمَّا زَالَ المَحْذُوْرُ وَاللَّبْسُ، وَوَضَحَ أَنَّ القُرْآنَ لاَ يَشْتَبِهُ بِكَلاَمِ النَّاسِ، أُذِنَ فِي كِتَابَةِ العِلْمِ والله أعلم. وقال في "السير" "4/ 235-236": صحَّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نازل عبد الله بن عمرو بن العاص في قراءة القرآن إِلَى ثَلاَثِ لَيَالٍ، ونهاهُ أَنْ يقرأهُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ، وَهَذَا كَانَ فِي الَّذِي نَزَلَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ بَعْدَ هَذَا القَوْلِ نَزَلَ مَا بَقِيَ مِنَ القُرْآنِ. فَأَقَلُّ مَرَاتِبِ النَّهْيِ أَنْ تُكْرَهَ تِلاَوَةُ القُرْآنِ كُلِّهِ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ، فَمَا فَقِهَ وَلاَ تَدَبَّرَ مَنْ تَلاَ فِي أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ. وَلَوْ تلا فِي أُسْبُوْعٍ، وَلاَزَمَ ذَلِكَ. لَكَانَ عَمَلاً فَاضِلاً، فالدين اليسر، فَوَاللهِ إِنَّ تَرْتِيْلَ سُبُعِ القُرْآنِ فِي تَهَجُّدِ قِيَامِ اللَّيْلِ مَعَ المُحَافَظَةِ عَلَى النَّوَافِلِ الرَّاتِبَةِ، وَالضُّحَى، وَتَحِيَّةِ المَسْجِدِ، مَعَ الأَذْكَارِ المَأْثُوْرَةِ الثَّابِتَةِ، وَالقَوْلِ عِنْدَ النَّوْمِ وَاليَقَظَةِ، ودُبُر المَكْتُوبَةِ وَالسَّحَرِ، مَعَ النَّظَرِ فِي العِلْمِ النَّافِعِ وَالاشْتِغَالِ بِهِ مُخْلَصاً للهِ، مَعَ الأَمْرِ

بِالمَعْرُوْفِ، وَإِرْشَادِ الجَاهِلِ وَتَفْهِيْمِهِ، وَزَجْرِ الفَاسِقِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، مَعَ أَدَاءِ الفَرَائِضِ فِي جَمَاعَةٍ بِخُشُوْعٍ وَطُمَأْنِيْنَةٍ وَانْكِسَارٍ وَإِيْمَانٍ، مَعَ أَدَاءِ الوَاجِبِ، وَاجْتِنَابِ الكَبَائِرِ وَكَثْرَةِ الدُّعَاءِ وَالاسْتِغْفَارِ، وَالصَّدَقَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَالتَّوَاضُعِ، وَالإِخْلاَصِ فِي جَمِيْعِ ذَلِكَ، لَشُغْلٌ عَظِيْمٌ جَسِيْمٌ، وَلَمَقَامُ أَصْحَابِ اليَمِيْنِ وَأَوْلِيَاءِ اللهِ المُتَّقِيْنَ، فَإِنَّ سَائِرَ ذَلِكَ مَطْلُوْبٌ. فَمَتَى تَشَاغَلَ العَابِدُ بِخِتْمَةٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ، فَقَدْ خَالَفَ الحَنِيْفِيَّةَ السَّمْحَةَ، وَلَمْ يَنْهَضْ بِأَكْثَرِ مَا ذَكَرْنَاهُ، وَلاَ تَدَبَّرَ مَا يَتْلُوْهُ. هَذَا السَّيِّدُ العَابِدُ الصَّاحِبُ كَانَ يَقُوْلُ لَمَّا شَاخَ: لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَذَلِكَ قَالَ لَهُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- فِي الصَّوْمِ، وما زال يناقصه حَتَّى قَالَ لَهُ: "صُمْ يَوْماً، وَأَفْطِرْ يَوْماً، صَوْمَ أَخِي دَاوُدَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ". وَثَبَتَ أَنَّهُ قَالَ: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ صِيَامُ دَاوُدَ" وَنَهَى -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- عَنْ صِيَامِ الدَّهْرِ. وَأَمَرَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ بِنَوْمِ قِسْطٍ مِنَ اللَّيْلِ، وَقَالَ: "لَكِنِّي أَقُوْمُ وَأَنَامُ، وَأَصُوْمُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَآكُلُ اللَّحْمَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مني". وكلُّ من لم يلزم نَفْسَهُ فِي تَعَبُّدِهِ وَأَوْرَادِهِ بِالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ، يَنْدَمُ وَيَتَرَهَّبُ وَيَسُوْءُ مِزَاجُهُ وَيَفُوْتُهُ خَيْرٌ كَثِيْرٌ مِنْ متابعة سنة نبيه الرءوف الرحيم بالمؤمنين، والحريص عَلَى نَفْعِهِم، وَمَا زَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُعَلِّماً لِلأُمَّةِ أَفْضَلَ الأَعْمَالِ، وَآمِراً بِهَجْرِ التَّبَتُّلِ وَالرَّهْبَانِيَّةِ الَّتِي لَمْ يُبْعَثْ بِهَا، فَنَهَى عَنْ سَرْدِ الصَّوْمِ، وَنَهَى عَنِ الوِصَالِ، وَعَنْ قِيَامِ أَكْثَرِ اللَّيْلِ إِلاَّ فِي العَشْرِ الأَخِيْرِ، وَنَهَى عَنِ العُزْبَةِ لِلْمُسْتَطِيْعِ، وَنَهَى عَنْ تَرْكِ اللحم، إلى غير ذلك من الأوامر وَالنَّوَاهِي. فَالعَابِدُ بِلاَ مَعْرِفَةٍ لِكَثِيْرٍ مِنْ ذَلِكَ مَعْذُوْرٌ مَأْجُوْرٌ، وَالعَابِدُ العَالِمُ بِالآثَارِ المُحَمَّدِيَّةِ، المُتَجَاوِزِ لَهَا مَفْضُوْلٌ مَغْرُوْرٌ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ -تَعَالَى- أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ. أَلْهَمَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ حسن المتابعة وجنبنا الهوى والمخالفة. وأورد في "السير" "5/ 391": أيوب، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: إِنَّمَا أَنْزَل اللهُ مُتَشَابِهَ القرآن ليُضَلَّ به. فتعقبه الحافظ الذهبي بقوله: قُلْتُ: هَذِهِ عِبَارَةٌ رَدِيْئَةٌ، بَلْ إِنَّمَا أَنْزَلَهُ اللهُ -تَعَالَى- لِيَهْدِيَ بِهِ المُؤْمِنِيْنَ، وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفَاسِقِيْنَ، كَمَا أَخْبَرَنَا -عَزَّ وَجَلَّ- في سورة البقرة.

وقال في "السير" "6/ 587": مِنْ أُصُوْلِ أَهْلِ القَدَرِ، فَإِنَّ عِنْدَهُم لاَ نَجَاةَ إِلاَّ بِعَمَلٍ، فَأَمَّا أَهْلُ السُّنَّةِ، فَيَحُضُّونَ عَلَى الاجْتِهَادِ فِي العَمَلِ، وَلَيْسَ بِهِ النَّجَاةُ وحده دون رحمة الله. وقال في "السير" "5/ 392": قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ الخَوَارِجِ، فَطَلَبَهُ مُتَوَلِّي المَدِيْنَةِ، فَتَغَيَّبَ عِنْدَ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ حَتَّى مَاتَ عنده. فعقب الحافظ الذهبي -رحمه الله- بقوله: قُلْتُ: وَلِهَذَا يَنْفَرِدُ عَنْهُ دَاوُدُ بِأَشْيَاءَ تُسْتَغْرَبُ، وَكَثِيْرٌ مِنَ الحُفَّاظِ عَدُّوا تِلْكَ الإِفْرَادَاتِ مَنَاكِيْرَ، وَلاَ سِيَّمَا إِذَا انْفَرَدَ بِهَا مِثْلُ ابْنِ إسحاق ونحوه. وقال في "المسير" "5/ 486": عمرو بن شعيب ثقة في نفسه، وروايته عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ إِمَّا مُنْقَطِعَةٌ أَوْ مُرْسَلَةٌ، وَلاَ رَيْبَ أَنَّ بَعْضَهَا مِنْ قَبِيْلِ المُسْنَدِ المُتَّصِلِ، وَبَعْضُهَا يَجُوْزُ أَنْ تَكُوْنَ رِوَايَتُهُ وِجَادَةً أَوْ سَمَاعاً، فَهَذَا مَحَلُّ نَظَرٍ وَاحْتِمَالٍ، وَلَسْنَا مِمَّنْ نَعُدُّ نُسْخَةَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مِنْ أَقْسَامِ الصَّحِيْحِ الَّذِي لاَ نِزَاعَ فِيْهِ مِنْ أَجْلِ الوِجَادَةِ، وَمِنْ أَجْلِ أَنَّ فِيْهَا مَنَاكِيْرَ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُتَأَمَّلَ حَدِيْثُهُ، وَيَتَحَايَدَ مَا جَاءَ مِنْهُ مُنْكَراً، وَيُرْوَى مَا عَدَا ذَلِكَ فِي السُّنَنِ وَالأَحْكَامِ مُحَسِّنِيْنَ لإِسْنَادِهِ، فَقَدِ احْتَجَّ بِهِ أَئِمَّةٌ كِبَارٌ، وَوَثَّقُوْهُ فِي الجملة، وتوقف آخَرُوْنَ قَلِيْلاً، وَمَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَداً تَرَكَهُ. وقال في "السير" "4/ 207": كَانَ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ مِنْ أَهْلِ صفِّين مَا هو أبلغ من السَّب، فَإِنْ صحَّ شيءٌ، فَسَبِيْلُنَا الكَفُّ وَالاسْتِغْفَارُ لِلصَّحَابَةِ، وَلاَ نُحِبُّ مَا شَجَرَ بَيْنَهُم، وَنَعُوْذُ بِاللهِ منه، ونتولى أمير المؤمنين عليًا. وقال "6/ 106": كان النَّاسُ فِي الصَّدْرِ الأَوَّلِ بَعْدَ وَقْعَةِ صِفِّيْنَ عَلَى أَقسَامٍ: أَهْلُ سُنَّةٍ: وَهُم أُوْلُو العِلْمِ، وَهُم مُحِبُّوْنَ لِلصَّحَابَةِ، كَافُّوْنَ عَنِ الخَوضِ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُم؛ كسَعْدٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدِ بنِ مسلمة، وَأُمَمٍ. ثُمَّ شِيْعَةٌ: يَتَوَالَوْنَ، وَيَنَالُوْنَ مِمَّنْ حَارَبُوا عَلِيّاً، وَيَقُوْلُوْنَ: إِنَّهُم مُسْلِمُوْنَ بُغَاةٌ ظَلَمَةٌ. ثُمَّ نَوَاصِبُ: وَهُمُ الَّذِيْنَ حَارَبُوا عَلِيّاً يَوْمَ صِفِّيْنَ، وَيُقِرُّوْنَ بِإِسْلاَمِ عليٍّ وَسَابِقِيْه، وَيَقُوْلُوْنَ: خَذَلَ الخَلِيْفَةَ عُثْمَانَ. فَمَا عَلِمتُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ شِيْعِيّاً كَفَّرَ مُعَاوِيَةَ وَحِزْبَهُ، وَلاَ نَاصِبِيّاً كَفَّرَ عَلِيّاً وَحِزْبَهُ بَلْ دَخَلُوا فِي سبٍّ وَبُغْضٍ، ثُمَّ صار اليوم شيعة زماننا يكفرون

الصحابة، ويبرءون مِنْهُم جَهلاً وَعُدوَاناً، وَيَتَعَدُّوْنَ إِلَى الصِّدِّيْقِ قَاتَلَهُمُ اللهُ. وَأَمَّا نَوَاصِبُ وَقْتِنَا فَقَلِيْلٌ، وَمَا عَلِمتُ فيهم من يكفر عليا ولا صحابيا. وقال في "السير" "7/ 57-58": مَنْ سَكَتَ عَنْ تَرحُّمِ مِثْلِ الشَّهِيْدِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانَ، فَإِنَّ فِيْهِ شَيْئاً مِنْ تَشَيُّعٍ، فَمَنْ نَطَقَ فِيْهِ بِغَضٍّ وَتَنَقُّصٍ، وَهُوَ شِيْعِيٌّ جَلْدٌ يُؤَدَّبُ، وَإِنْ تَرَقَّى إِلَى الشَّيْخَيْنِ بِذَمٍّ، فَهُوَ رَافِضِيٌّ خَبِيْثٌ، وَكَذَا مَنْ تَعرَّضَ لِلإِمَامِ عَلِيٍّ بِذَمٍّ، فَهُوَ نَاصِبِيٌّ يُعَزَّرُ، فَإِنْ كَفَّرَهُ فَهُوَ خَارِجِيٌّ مَارِقٌ، بَلْ سَبِيْلُنَا أَنْ نَستغفِرَ للكل، ونحبهم، ونكف عما شجر بينهم. ثم قال في "السير" "7/ 252": التشيع الذي لا محذوف فِيْهِ إِنْ شَاءَ اللهُ إِلاَّ مِنْ قَبِيْلِ الكَلاَمِ فِيْمَنْ حَارَبَ عَلِيّاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُ قَبِيْحٌ يُؤَدَّبُ فَاعِلُهُ وَلاَ نَذكُرُ أَحَداً مِنَ الصَّحَابَةِ إِلاَّ بِخَيْرٍ، وَنتَرَضَّى عَنْهُم، وَنَقُوْلُ هُم طَائِفَةٌ مِنَ المُؤْمِنِيْنَ بَغَتْ عَلَى الإِمَامِ عَلِيٍّ، وَذَلِكَ بِنصِّ قَوْلِ المُصْطَفَى صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ لِعَمَّارٍ: "تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ" 1. فنسأل الله أن يرضى عن الجميع وَأَلاَّ يَجعَلَنَا مِمَّنْ فِي قَلْبِهِ غِلٌّ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَلاَ نَرتَابُ أَنَّ عَلِيّاً أَفْضَلُ مِمَّنْ حَارَبَه، وأنه أولى بالحق رضي الله عنه. وقال في "السير" "6/ 210": هشام بن عروة حُجَّةٌ مُطْلَقاً، وَلاَ عِبرَةَ بِمَا قَالَهُ الحَافِظُ أَبُو الحَسَنِ بنُ القَطَّانِ مِنْ أَنَّهُ هُوَ وَسُهَيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ اخْتَلَطَا وَتَغَيَّرَا، فَإِنَّ الحَافِظَ قَدْ يَتَغَيَّرُ حِفْظُه إِذَا كَبِرَ، وَتَنْقُصُ حِدَّةُ ذِهْنِهِ، فَلَيْسَ هُوَ فِي شَيْخُوْخَتِه كَهُوَ في شَبِيْبَتِه، وَمَا ثَمَّ أَحَدٌ بِمَعْصُوْمٍ مِنَ السَّهْوِ وَالنِّسْيَانِ، وَمَا هَذَا التَّغَيُّرُ بِضَارٍّ أَصْلاً، وَإِنَّمَا الَّذِي يَضُرُّ الاخْتِلاَطُ، وَهِشَامٌ فَلَمْ يَختَلِطْ قَطُّ، هَذَا أَمْرٌ مَقْطُوْعٌ بِهِ، وَحَدِيْثُه مُحْتَجٌّ بِهِ في "الموطأ، وَ"السُّنَنِ" فَقَوْلُ ابْنِ القَطَّانِ: إِنَّهُ اخْتُلِطَ، قَوْلٌ مَرْدُوْدٌ مَرذُولٌ فَأَرِنِي إِمَاماً مِنَ الكِبَارِ سَلِمَ مِنَ الخَطَأِ وَالوَهمِ. فَهَذَا شُعْبَةُ، وَهُوَ فِي الذِّرْوَةِ، لَهُ أَوهَامٌ، وَكَذَلِكَ مَعْمَرٌ، وَالأَوْزَاعِيُّ، ومالك، رحمة الله عليهم.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2915" "70"، وأحمد "5/ 306 و307" وراجع تخريجنا له في المصدر المشار إليه .

وقال الحافظ في "السير" "3/ 226": لم يصح الخبر الذي أعلم فِيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العَبَّاس أن الخلافة تئول إلى ولده, وَلَكِنَّ آلَ العَبَّاسِ كَانَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُم، وَيُحِبُّوْنَ آل علي، ويودون أن الأمر يئول إِلَيْهِم، حُبّاً لآلِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبُغْضاً فِي آلِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ، فَبَقُوا يَعْمَلُوْنَ عَلَى ذَلِكَ زَمَاناً حَتَّى تَهَيَّأَتْ لَهُمُ الأَسبَابُ، وَأَقبَلَتْ دَوْلَتُهُم، وَظَهَرَتْ مِنْ خراسان. ثم قال الحافظ -رحمه الله: فَرِحنَا بِمَصِيْرِ الأَمْرِ إِلَيْهِم، وَلَكِنْ -وَاللهِ- سَاءنَا مَا جَرَى؛ لِمَا جَرَى مِنْ سُيُولِ الدِّمَاءِ، وَالسَّبْيِ وَالنَّهْبِ فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ فالدولة العادلة مَعَ الأَمنِ وَحَقنِ الدِّمَاءِ وَلاَ دَوْلَةً عَادلَةً تُنتَهَكُ دُوْنَهَا المَحَارِمُ وَأَنَّى لَهَا العَدْلُ؟ بَلْ أَتَتْ دَوْلَةً أَعْجَمِيَّةً خُرَاسَانِيَّةً جَبَّارَةً، مَا أَشْبَهَ الليلة بالبارحة. وقال في "السير" "6/ 267": لا ريب أن ابن إسحاق في "مغازية" قد كثَّرَ وَطوَّلَ بِأَنْسَابٍ مُسْتَوْفَاةٍ، اخْتصَارُهَا أَملحُ، وَبأَشعَارٍ غَيْرِ طَائِلَةٍ، حَذفُهَا أَرْجَحُ، وَبآثَارٍ لَمْ تُصحَّحْ، مَعَ أَنَّهُ فَاتَهُ شَيْءٌ كَثِيْرٌ مِنَ الصَّحِيْحِ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ، فَكِتَابُهُ مُحْتَاجٌ إِلَى تَنقِيحٍ وَتَصْحِيْحٍ وَرِوَايَةِ مَا فَاتَهُ. وَأَمَّا "مَغَازِي مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ"، فَهِي فِي مُجَلَّدٍ لَيْسَ بِالكَبِيْرِ، سَمِعنَاهَا، وَغَالِبُهَا صَحِيْحٌ وَمُرْسَلٌ جَيِّدٌ، لَكِنَّهَا مُخْتَصَرَةٌ، تَحْتَاجُ إِلَى زِيَادَةِ بَيَانٍ، وَتَتِمَّةٍ. وَقَدْ أَحْسَنَ فِي عَملِ ذَلِكَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ فِي تَألِيْفِهِ المُسَمَّى بِكِتَابِ "دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ". وَقَدْ لَخَّصتُ أَنَا التَّرجمَةَ النَّبوِيَّةَ، وَالمَغَازِي المَدَنِيَّةَ فِي أَوَّلِ "تَارِيْخِي الكَبِيْرِ"، وَهُوَ كَامِلٌ فِي مَعنَاهُ إن شاء الله. فما أعظم الذهبي هذا الناقد الحاذق. وقال في "السير" "6/ 411": قَالَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: سَأَلْتُ الأَوْزَاعِيَّ، وَسَعِيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَابْنَ جُرَيْجٍ: لِمَنْ طَلبتُمُ العلم؟ كلهم يقول: لنفسي غير ابن جريج، فإنه قال: طلبته للناس. فعقب الذهبي الناقد البصير بقوله: قُلْتُ: مَا أَحْسَنَ الصِّدْقَ وَاليَوْمَ تَسْألُ الفَقِيْهَ الغَبِيَّ: لِمَنْ طَلبتَ العِلْمَ؟ فَيُبَادِرُ، وَيَقُوْلُ: طَلبتُهُ للهِ، وَيَكْذِبُ، إِنَّمَا طَلبَهُ لِلدُّنْيَا وَيَا قِلَّةَ ما عرف منه.

وقال أيضا في "السير" "6/ 570": قَالَ عَوْنُ بنُ عُمَارَةَ: سَمِعْتُ هِشَاماً الدَّسْتُوَائِيَّ يَقُوْلُ: وَاللهِ مَا أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَقُوْلَ إِنِّي ذَهَبتُ يَوْماً قَطُّ أَطْلُبُ الحَدِيْثَ، أُرِيْدُ بِهِ وجه الله عز وجل. فعقب الذهبي الناقد "6/ 570-571" بقوله: قُلْتُ: وَاللهِ وَلاَ أَنَا، فَقَدْ كَانَ السَّلَفُ يطلبون العلم لله، قنبلوا، وَصَارُوا أَئِمَّةً يُقتَدَى بِهِم، وطَلَبَهُ قَوْمٌ مِنْهُم أَوَّلاً لاَ للهِ، وَحَصَّلُوْهُ ثُمَّ اسْتَفَاقُوا، وَحَاسَبُوا أَنْفُسَهُم، فَجَرَّهُمُ العِلْمُ إِلَى الإِخْلاَصِ فِي أَثنَاءِ الطَّرِيْقِ، كَمَا قَالَ مُجَاهِدٌ، وَغَيْرُهُ: طَلَبْنَا هَذَا العِلْمَ وَمَا لَنَا فِيْهِ كَبِيْرُ نِيَّةٍ، ثُمَّ رَزَقَ اللهُ النِّيَّةَ بَعْدُ. وَبَعْضُهُم يَقُوْلُ: طَلَبْنَا هَذَا العِلْمَ لِغَيْرِ اللهِ فَأَبَى أَنْ يَكُوْنَ إِلاَّ للهِ، فَهَذَا أَيْضاً حَسَنٌ, ثُمَّ نَشَرُوْهُ بنية صالحة. وقوم طلبوه بنية لأَجْلِ الدُّنْيَا، وَلِيُثْنَى عَلَيْهِم، فَلَهُم مَا نَوَوْا. قال عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: "مَنْ غَزَا يَنْوِي عِقَالاً، فَلَهُ مَا نَوَى". وَترَى هَذَا الضَّربَ لَمْ يستضيئوا بِنُوْرِ العِلْمِ، وَلاَ لَهُم وَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ، ولا لعلمهم كبير نتيجة من العلم، وَإِنَّمَا العَالِمُ مَنْ يَخشَى اللهَ تَعَالَى. وَقَوْمٌ نَالُوا العِلْمَ، وَوُلُّوا بِهِ المَنَاصِبَ فَظَلَمُوا, وَتَرَكُوا القيد بِالعِلْمِ، وَرَكِبُوا الكَبَائِرَ وَالفَوَاحِشَ، فَتَبّاً لَهُم، فَمَا هَؤُلاَءِ بِعُلَمَاءَ! وَبَعْضُهُم لَمْ يَتَقِّ اللهَ فِي عِلْمِهِ، بَلْ رَكِبَ الحِيَلَ، وَأَفْتَى بِالرُّخَصِ، وَرَوَى الشَّاذَّ مِنَ الأَخْبَارِ. وَبَعْضُهُم اجْتَرَأَ عَلَى اللهِ وَوَضَعَ الأَحَادِيْثَ، فَهَتَكَهُ اللهُ وَذَهَبَ عِلْمُهُ، وَصَارَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ وَهَؤُلاَءِ الأَقسَامُ كُلُّهُم رَوَوْا مِنَ العِلْمِ شَيْئاً كَبِيْراً، وَتَضَلَّعُوا مِنْهُ فِي الجُمْلَةِ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِم خَلْفٌ باَنَ نَقْصُهُم فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ, وَتَلاَهُم قَوْمٌ انْتَمَوْا إِلَى العِلْمِ فِي الظَّاهِرِ، وَلَمْ يُتْقِنُوا مِنْهُ سِوَى نَزْرٍ يَسِيْرٍ، أَوْهَمُوا بِهِ أَنَّهُم عُلَمَاءُ فُضَلاَءُ، وَلَمْ يَدُرْ فِي أَذهَانِهِم قَطُّ أَنَّهُم يَتَقَرَّبُوْنَ بِهِ إِلَى اللهِ؛ لأَنَّهُم مَا رَأَوْا شَيْخاً يُقْتَدَى بِهِ فِي العِلْمِ فَصَارُوا هَمَجاً رَعَاعاً، غَايَةُ المُدَرِّسِ مِنْهُم أَنْ يُحَصِّلَ كُتُباً مُثَمَّنَةً، يَخْزُنُهَا، وَيَنْظُرُ فِيْهَا يَوْماً مَا، فَيُصَحِّفُ مَا يُوْرِدُهُ، وَلاَ يُقَرِّرُهُ. فَنَسْأَلُ اللهَ النَّجَاةَ وَالعَفْوَ، كَمَا قَالَ بَعْضُهُم: مَا أَنَا عَالِمٌ، وَلاَ رأيت عالما.

وقال الحافظ في "السير" "7/ 73": عَلاَمَةُ المُخْلِصِ الَّذِي قَدْ يُحبُّ شُهرَةً، وَلاَ يَشعُرُ بِهَا، أَنَّهُ إِذَا عُوتِبَ فِي ذَلِكَ، لا يحرد ولا يبرئ نفسهن بَلْ يَعترِفُ، وَيَقُوْلُ: رَحِمَ اللهُ مَنْ أَهدَى إِلَيَّ عُيُوبِي، وَلاَ يَكُنْ مُعجَباً بِنَفْسِهِ؛ لاَ يشعر بعيوبها، بل لا يشعر أنه يشعر، فإن هذا داء مزمن. وقال في "السير" "6/ 480": قال عَبْدُ الرَّزَاقِ: أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّ الرَّجُلَ يَطلُبُ العِلْمَ لِغَيْرِ اللهِ، فَيَأْبَى عليه العلم حتى يكون لله. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: نَعَمْ يَطلُبُهُ أَوَّلاً، وَالحَامِلُ لَهُ حُبُّ العِلْمِ، وَحُبُّ إِزَالَةِ الجَهْلِ عَنْهُ، وَحُبُّ الوَظَائِفِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَلَمْ يَكُن عَلِمَ وُجُوبَ الإِخْلاَصِ فِيْهِ، وَلاَ صِدْقَ النِّيَّةِ، فَإِذَا عَلِمَ، حَاسَبَ نَفْسَهُ، وَخَافَ مِنْ وَبَالِ قَصدِهِ، فَتَجِيئُه النِّيَّةُ الصَّالِحَةُ كُلُّهَا، أَوْ بَعْضُهَا، وَقَدْ يَتُوبُ مِنْ نِيَّتِهِ الفَاسِدَةِ وَيَندَمُ. وَعَلاَمَةُ ذَلِكَ: أَنَّهُ يُقْصِرُ مِنَ الدَّعَاوَى وَحُبِّ المُنَاظَرَةِ، وَمَنْ قَصْدِ التَّكَثُّرِ بِعِلْمِهِ، وَيُزْرِي عَلَى نَفْسِهِ، فَإِنْ تَكَثَّرَ بِعِلْمِهِ، أَوْ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ مِنْ فُلاَنٍ، فَبُعْداً له. وقال في "السير" "6/ 437-438": رَوَى مِسْعَرٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: ذِكْرُ الناس داء، وذكر الله دواء. وتعقبه الذهبي بقوله: إِيْ وَاللهِ، فَالعجَبُ مِنَّا، وَمِنْ جَهلِنَا، كَيْفَ نَدَعُ الدَّوَاءَ، وَنقتحِمُ الدَّاءَ؟ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البَقَرَةُ: 152] ، {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العَنْكَبُوْتُ: 45] ، وَقَالَ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرَّعْدُ: 28] ، وَلَكِنْ لاَ يَتَهَيَّأُ ذَلِكَ إِلاَّ بِتوفِيْقِ اللهِ، وَمَنْ أَدْمَنَ الدُّعَاءَ، وَلاَزَمَ قَرْعَ البَابِ، فُتِحَ لَهُ. وقال الحافظ الذهبي عن أبي الفرج بن الجوزي: ما علمت أن أحدا صنف ما صنف هذا الرجل. وقال يوما في مناجاته: إلهي لا تعذب لسانا يخبر عنك، ولا عينا تنظر إلى علوم تدل عليك، ولا قدما تمشي إلى خدمتك، ولا يدا تكتب حديث رسولك فبعزتك لا تدخلني النار، فقد علم أهلها أني كنت أذب عن دينك. نقله عن الذهبي ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب "4/ 331".

وقال الذهبي في "السير" "6/ 412": كان ابْنُ جُرَيْجٍ يَرْوِي الرِّوَايَةَ بِالإِجَازَةِ، وَبِالمُنَاوَلَةِ، وَيَتوسَّعُ فِي ذَلِكَ، وَمِنْ ثَمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ الدَّاخلُ فِي رِوَايَاتِه عَنِ الزُّهْرِيِّ، لأَنَّهُ حَملَ عَنْهُ مُنَاوَلَةً، وَهَذِهِ الأَشْيَاءُ يَدْخُلُهَا التَّصحِيْفُ، وَلاَ سِيَّمَا فِي ذَلِكَ العَصْرِ، لَمْ يَكُنْ حَدَثَ فِي الخط بعد شكل ولا نقط. ثم قال: قَالَ أَبُو غَسَّانَ زُنَيْجٌ: سَمِعْتُ جَرِيْراً الضَّبِّيَّ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يَرَى المُتْعَةَ، تَزَوَّجَ بِسِتِّيْنَ امْرَأَةً! وَقِيْلَ: إِنَّهُ عَهدَ إِلَى أَوْلاَدِه في أسمائهن، لئلا يغلط أحد منهم يتزوج واحدة مما نكح أبوه بالمتعة! ثم قال: في "السير" "6/ 413": قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: اسْتمتَعَ ابْنُ جُرَيْجٍ بِتِسْعِيْنَ امْرَأَةً، حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يَحتقِنُ فِي اللَّيْلِ بأوقية شيرج، طلبا للجماع. وقال -رحمه الله- "6/ 496": لَسْنَا نَدَّعِي فِي أَئِمَّةِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْلِ العِصْمَةَ مِنَ الغَلَطِ النَّادِرِ، وَلاَ مِنَ الكَلاَمِ بنَفَسٍ حَادٍّ فِيْمَنْ بَيْنَهُم وَبَيْنَهُ شَحنَاءُ وَإِحْنَةٌ، وَقَدْ علم أن كثير مِنْ كَلاَمِ الأَقْرَانِ بَعْضِهِم فِي بَعْضٍ مُهدَرٌ، لاَ عِبْرَةَ بِهِ، وَلاَ سِيَّمَا إِذَا وَثَّقَ الرجل جماعة يلوح على قولهم الإنصاف. ومحمد بن إسحاق ومالك بن أنس كُلٌّ مِنْهُمَا قَدْ نَالَ مِنْ صَاحِبِه، لَكِنْ أَثَّرَ كَلاَمُ مَالِكٍ فِي مُحَمَّدٍ بَعْضَ اللِّيْنِ، وَلَمْ يُؤثِّرْ كَلاَمُ مُحَمَّدٍ فِيْهِ وَلاَ ذَرَّةٍ، وارتفع مالك، وصار كالنجم، والآخر فَلَهُ ارْتفَاعٌ بِحَسْبِهِ, وَلاَ سِيَّمَا فِي السِّيَرِ، وَأَمَّا فِي أَحَادِيْثِ الأَحكَامِ، فَيَنحَطُّ حَدِيْثُه فِيْهَا عَنْ رُتْبَةِ الصِّحَّةِ إِلَى رُتْبَةِ الحَسَنِ إِلاَّ فِيْمَا شَذَّ فِيْهِ، فَإِنَّهُ يُعَدُّ مُنْكَراً هَذَا الذي عندي في حاله، والله أعلم. وقال في "السير" "6/ 518": قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ: سمعت الشافعي يقول: قال حجاج ابن أَرْطَاةَ: لاَ تَتُمُّ مُرُوءةُ الرَّجُلِ حَتَّى يَترُكَ الصلاة في الجماعة. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: لَعَنَ اللهُ هَذِهِ المُرُوءةَ، مَا هِيَ إِلاَّ الحُمْقُ وَالكِبْرُ كَيْلاَ يُزَاحِمُه السُّوْقَةُ وَكَذَلِكَ تَجدُ رُؤَسَاءَ وَعُلَمَاءَ يُصَلُّونَ فِي جَمَاعَةٍ فِي غَيْرِ صَفٍّ، أَوْ تُبسَطُ لَهُ سُجَّادَةٌ كَبِيْرَةٌ حَتَّى لاَ يَلتَصِقَ بِهِ مُسْلِمٌ، فَإِنَّا للهِ.

وقال في "السير" "6/ 530": كَرِهَ طَائِفَةٌ مِنَ العُلَمَاءِ قِرَاءةَ حَمْزَةَ، لِمَا فِيْهَا مِنَ السَّكْتِ، وَفَرطِ المَدِّ وَاتِّبَاعِ الرَّسمِ والإضجاع -أي الإمالة- وَأَشْيَاءَ ثُمَّ اسْتَقَرَّ اليَوْمَ الاتِّفَاقُ عَلَى قَبُولِهَا وبعضٌ كان حمزة لا يراه. وقال "6/ 562": محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب أَقدَمُ لُقْيَا لِلْكِبَارِ مِنْ مَالِكٍ وَلَكِنَّ مَالِكاً أَوسَعُ دَائِرَةً فِي العِلْمِ وَالفُتْيَا وَالحَدِيْثِ وَالإِتقَانِ منه بكثير. ثم قال "6/ 563": قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ أَنَّ مَالِكاً لَمْ يَأْخُذْ بِحَدِيْثِ: "البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ". فَقَالَ: يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ. ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ أَوْرَعُ وَأَقْوَلُ بالحق من مالك. فتعقبه الذهبي "6/ 564" بقوله: قُلْتُ: لَوْ كَانَ وَرِعاً كَمَا يَنْبَغِي، لَمَا قَالَ هَذَا الكَلاَمَ القَبِيْحَ فِي حَقِّ إِمَامٍ عَظِيْمٍ، فَمَالِكٌ إِنَّمَا لَمْ يَعْمَلْ بِظَاهِرِ الحَدِيْثِ لأَنَّهُ رَآهُ مَنْسُوْخاً وَقِيْلَ: عَمِلَ بِهِ، وَحَمَلَ قَوْلَه: "حَتَّى يَتَفَرَّقَا" عَلَى التَّلَفُّظِ بِالإِيجَابِ وَالقَبُولِ، فَمَالِكٌ فِي هَذَا الحَدِيْثِ، وَفِي كُلِّ حَدِيْثٍ لَهُ أَجْرٌ وَلاَ بُدَّ، فَإِنْ أَصَابَ، ازْدَادَ أَجراً آخَرَ، وَإِنَّمَا يَرَى السَّيْفَ عَلَى مَنْ أخطأ في اجتهاده الحرورية -أي الخوارج- وَبِكُلِّ حَالٍ: فَكَلاَمُ الأَقْرَانِ بَعْضِهِم فِي بَعْضٍ لاَ يُعَوَّلُ عَلَى كَثِيْرٍ مِنْهُ، فَلاَ نَقَصَتْ جَلاَلَةُ مَالِكٍ بِقَوْلِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فِيْهِ، وَلاَ ضَعَّفَ العُلَمَاءُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ بِمَقَالَتِهِ هَذِهِ، بَلْ هُمَا عَالِمَا المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِمَا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- وَلَمْ يُسنِدْهَا الإِمَامُ أَحْمَدُ، فلعلها لم تصح. وقال في "السير" "8/ 276-278": كَلاَمُ الأَقْرَانِ إِذَا تَبَرْهَنَ لَنَا أَنَّهُ بِهَوَىً وَعَصَبِيَّةٍ، لاَ يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ، بَلْ يُطْوَى وَلاَ يُرْوَى, كَمَا تَقَرَّرَ عَنِ الكَفِّ عَنْ كَثِيْرٍ مِمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ، وَقِتَالِهِم رَضِيَ اللهُ عَنْهُم أَجْمَعِيْنَ، وَمَا زَالَ يَمُرُّ بِنَا ذَلِكَ فِي الدَّوَاوينِ، وَالكُتُبِ، وَالأَجْزَاءِ، وَلَكِنْ أَكْثَرُ ذَلِكَ مُنْقَطِعٌ، وضَعِيْفٌ وَبَعْضُهُ كَذِبٌ وَهَذَا فِيْمَا بِأَيْدِيْنَا وَبَيْنَ عُلُمَائِنَا, فَيَنْبَغِي طَيُّهُ وَإِخْفَاؤُهُ، بَلْ إِعْدَامُهُ، لِتَصْفُوَ القُلُوْبُ وَتَتَوَفَّرَ عَلَى حُبِّ الصَّحَابَةِ وَالتَّرَضِّي عَنْهُمُ، وَكُتْمَانُ ذَلِكَ مُتَعَيِّنٌ عَنِ العَامَّةِ، وَآحَادِ

العُلَمَاءِ، وَقَدْ يُرَخَّصُ فِي مُطَالعَةِ ذَلِكَ خَلْوَةً لِلْعَالِمِ المُنْصِفِ، العَرِيِّ مِنَ الهَوَى، بِشَرْطِ أَنْ يستغفر لهم، كما علمنا الله -تعالى- حيث يقول: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحشرُ: 10] ، فَالقَوْمُ لَهُم سَوَابِقُ وأعمال مكفرة لما وقع بينهم، وَجِهَادٌ مَحَّاءٌ، وَعُبَادَةٌ مُمَحِّصَةٌ، وَلَسْنَا مِمَّنْ يَغْلُو فِي أَحَدٍ مِنْهُم، وَلاَ نَدَّعِي فِيْهِم العِصْمَةَ، نَقْطَعُ بِأَنَّ بَعْضَهُم أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ وَنَقْطَعُ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ أَفْضَلُ الأُمَّةِ، ثُمَّ تَتِمَّةُ العَشْرَةِ المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ، وَحَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ وَمُعَاذٌ وَزَيْدٌ، وَأُمَّهَاتُ المُؤْمِنِيْنَ، وَبنَاتُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَهْلُ بَدْرٍ مَعَ كَوْنِهِم عَلَى مَرَاتِبَ ثُمَّ الأَفْضَلُ بَعْدَهُم مِثْلَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وَسَائِرِ أَهْلِ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، الَّذِيْنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم بِنَصِّ آيَةِ سُوْرَةِ الفَتْحِ ثُمَّ عُمُوْمُ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ كخَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ وَالعَبَّاسِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَهَذِهِ الحَلْبَةُ, ثُمَّ سَائِرُ مَنْ صَحِبَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاهَدَ مَعَهُ أَوْ حَجَّ مَعَهُ أَوْ سَمِعَ مِنْهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمُ أَجْمَعِيْنَ- وَعَنْ جَمِيْعِ صَوَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُهَاجِرَاتِ وَالمَدَنِيَّاتِ وَأَمِّ الفَضْلِ وَأَمِّ هَانِئٍ الهَاشِمِيَّةِ, وَسَائِرِ الصَّحَابِيَّاتِ. فَأَمَّا مَا تَنْقُلُهُ الرَّافِضَةُ، وَأَهْلُ البِدَعِ فِي كُتُبِهِم مِنْ ذَلِكَ فَلاَ نُعَرِّجُ عَلَيْهِ وَلاَ كرَامَةَ، فَأَكْثَرُهُ بَاطِلٌ وَكَذِبٌ وَافْتِرَاءٌ فَدَأْبُ الرَّوَافِضِ رِوَايَةُ الأَبَاطِيْلِ، أوْ ردِّ مَا فِي الصحاح والمسانيد ومتى إفاقة من به سكر؟! ثُمَّ قَدْ تَكَلَّمَ خَلْقٌ مِنَ التَّابِعِيْنَ بَعْضُهُم فِي بَعْضٍ وَتحَارَبُوا، وَجَرَتْ أُمُورٌ لاَ يُمْكِنُ شَرْحُهَا فَلاَ فَائِدَةَ فِي بَثِّهَا، وَوَقَعَ فِي كُتُبِ التَّوَارِيْخِ، وَكُتُبِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ أُمُورٌ عَجِيْبَةٌ، والعاقل خصم نفسه، ومن حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيْهِ، وَلُحُومُ العُلَمَاءِ مَسْمُومَةٌ، وَمَا نُقِلَ مِنْ ذَلِكَ لِتَبْيِينِ غَلَطِ العَالِمِ، وَكَثْرَةِ وَهْمِهِ، أَوْ نَقْصِ حِفْظِهِ، فَلَيْسَ مِنْ هَذَا النَّمَطِ، بَلْ لِتَوضيحِ الحَدِيْثِ الصَّحِيْحِ مِنَ الحَسَنِ وَالحَسَنِ مِنَ الضَّعيفِ. وإمامنا الشافعي فَبِحَمْدِ اللهِ ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ، حَافِظٌ لِمَا وَعَى, عَدِيْمُ الغَلَطِ، مَوْصُوفٌ بِالإِتْقَانِ, مَتِيْنُ الدِّيَانَةِ فَمَنْ نَالَ مِنْهُ بِجَهْلٍ وَهوَىً, مِمَّنْ عُلِمَ أَنَّهُ مُنَافسٌ لَهُ, فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ، وَمَقَتَتْهُ العلماء, ولاح لكل حافظ تخامله, وَجَرَّ النَّاسَ بِرِجْلِهِ، وَمَنْ أَثْنَى عَلَيْهِ، وَاعْتَرفَ بإمامته وإتقانه، وهم أهل الحل والعقد, قَدِيْماً وَحَدِيْثاً, فَقَدْ أَصَابُوا، وَأَجْمَلُوا, وَهُدُوا, وَوُفِّقُوا. وَأَمَّا أَئمَّتُنَا اليَوْمَ، وَحُكَّامُنَا، فَإِذَا أَعْدَمُوا مَا وُجِدَ مِنْ قَدْحٍ بِهوَىً فَقَدْ يُقَالُ: أَحْسَنُوا وَوُفِّقُوا وَطَاعَتُهُم فِي ذَلِكَ مُفْتَرَضَةً، لِمَا قَدْ رَأَوهُ مِنْ حَسْمِ مَادَةِ البَاطِلِ وَالشَّرِّ.

وبِكُلِّ حَالٍ فَالجُهَّالُ وَالضُّلاَّلُ، قَدْ تَكَلَّمُوا فِي خِيَارِ الصَّحَابَةِ، وَفِي الحَدِيْثِ الثَّابتِ: "لاَ أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذَىً يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ، إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ وَلداً، وَإِنَّهُ لَيَرْزُقُهُم وَيُعَافِيَهُمْ" 1. وَقَدْ كُنْتُ وَقَفْتُ عَلَى بَعْضِ كَلاَمِ المغَارِبَةِ فِي الإمام الشافعي -رَحِمَهُ اللهُ- فَكَانَتْ فَائِدتِي مِنْ ذَلِكَ تَضْعِيفُ حَالِ مَنْ تَعَرَّضَ إِلَى الإِمَامِ، وَللهِ الحَمْدُ. وَلاَ رَيْبَ أَنَّ الإِمَامَ لَمَّا سَكَنَ مِصْرَ، وَخَالَفَ أَقْرَانَهُ مِنَ المَالِكيَّةِ، وَوَهَّى بَعْضَ فُرُوْعِهِم بِدَلاَئِلِ السُّنَّةِ، وَخَالَفَ شَيْخَهُ فِي مَسَائِلَ, تَأَلَّمُوا مِنْهُ، وَنَالُوا مِنْهُ، وَجَرَتْ بَيْنَهُم وَحْشَةٌ، غَفَرَ اللهُ لِلْكُلِّ. وَقَدِ اعتَرَفَ الإِمَامُ سُحْنُوْنُ، وَقَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي الشَّافِعِيِّ بِدْعَةٌ فَصَدَقَ وَاللهِ، فَرَحِمَ اللهُ الشَّافِعِيَّ وَأَيْنَ مِثْلُ الشَّافِعِيِّ وَاللهِ فِي صِدْقِهِ, وَشَرَفِهِ, وَنُبلِهِ, وَسَعَةِ عِلْمِهِ, وَفَرْطِ ذَكَائِهِ, وَنَصْرِهِ لِلْحَقِّ, وَكَثْرَةِ مَنَاقبِهِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى. وقال في "السير" "8/ 278-279": قَالَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ فِي مَسْأَلَةِ الاحْتِجَاجِ بِالإِمَامِ الشَّافِعِيِّ, فِيْمَا قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الفَضْلِ بنِ عَسَاكِرَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ قَالَ: سَأَلَنِي بَعْضُ إِخْوَانِنَا بَيَانَ عِلَّةِ تَرْكِ البُخَارِيِّ الرِّوَايَةَ عَنِ الشَّافِعِيِّ فِي "الجَامِعِ"؟ وَذَكَرَ أَنَّ بَعْضَ مَنْ يَذْهَبُ إِلَى رَأْي أبي حنيفة ضعف أحاديث الشافعي، واعترض باعتراض البُخَارِيِّ عَنْ رِوَايتِهِ، وَلَوْلاَ مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى العُلَمَاءِ فِيْمَا يَعْلَمُوْنَهُ لَيُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ، لَكَانَ أَوْلَى الأَشْيَاءِ الإِعْرَاضُ عَنِ اعتِرَاضِ الجُهَّالِ، وَتَرْكُهُمْ يَعْمَهُونَ. وَذَكَرَ لِي مَنْ يُشَارُ إِلَيْهِ خُلُوَّ كِتَابِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهُ مِنْ حَدِيْثِ الشَّافِعِيِّ فَأَجَبْتُهُ بما فتح الله علي: وَمثلُ الشَّافِعِيِّ مَنْ حُسِدَ، وَإِلَى سَتْرِ مَعَالِمِهِ قُصِدَ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتَمَّ نُورَهُ، وَيُظْهِرَ مِنْ كُلِّ حَقٍّ مَسْتُورَهُ، وَكَيْفَ لاَ يُغْبَطُ مَنْ حَازَ الكَمَالَ، بِمَا جَمَعَ اللهُ لَهُ مِنَ الخِلاَلِ اللَّوَاتِي لاَ يُنْكِرُهَا إِلاَّ ظَاهِرُ الجَهْلِ، أَوْ ذَاهِبُ العَقْلِ. ثُمَّ أَخَذَ الخَطِيْبُ يُعَدِّدُ عُلُوْمَ الإِمَامِ وَمنَاقبَهِ، وَتَعْظِيْمَ الأَئِمَّةِ لَهُ وَقَالَ: أَبَى اللهُ إِلاَّ رَفْعَهُ وَعُلُوَّهُ ... وليس بما يُعْلِيهِ ذُو العَرْشِ وَاضِعُ إِلَى أَنْ قَالَ: وَالبُخَارِيُّ هَذَّبَ مَا فِي "جَامِعِهِ" غَيْرَ أَنَّهُ عَدَلَ عَنْ كَثِيْرٍ مِنَ الأُصُوْلِ، إِيثَاراً لِلإِيجَازِ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6099"، ومسلم "2804"، وقد خرجته بإسهاب في الموضع المشار إليه فراجعه ثمت.

قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَعْقِلٍ: سَمِعْتُ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: مَا أَدْخَلْتُ فِي كتَابِيَ "الجَامِعَ" إِلاَّ مَا صَحَّ، وَتَرَكْتُ مِنَ الصِّحَاحِ لِحَالِ الطُّولِ. فَتَرْكُ البُخَارِيِّ الاحْتِجَاجَ بِالشَّافِعِيِّ، إِنَّمَا هُوَ لاَ لِمَعْنَى يُوْجِبُ ضَعْفَهُ، لَكِن غَنِيَ عَنْهُ بِمَا هُوَ أَعْلَى مِنْهُ، إِذْ أَقدَمُ شُيُوْخِ الشَّافِعِيِّ: مَالِكٌ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَدَاوُدُ العَطَّارُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَالبُخَارِيُّ لَمْ يُدْرِكِ الشَّافِعِيَّ بَلْ لَقِيَ مَنْ هُوَ أَسنُّ مِنْهُ كعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى، وَأَبِي عَاصِمٍ، مِمَّنْ رَوَوا عَنِ التَّابِعِيْنَ، وَحَدَّثَهُ عَنْ شُيُوْخِ الشَّافِعِيِّ عِدَّةٌ فَلَمْ يرَ أَنْ يَرْوِيَ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الشَّافِعِيِّ، عَنْ مَالِكٍ. فَإِنْ قِيْلَ: فَقَدْ رَوَى عَنِ المُسْنَدِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمْرٍو، عَنِ الفَزَارِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، فَلاَ شَكَّ أَنَّ البُخَارِيَّ سَمِعَ هَذَا الخَبَرَ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ، وَهُوَ فِي "المُوَطَّأِ" فَهَذَا يَنْقُضُ عَلَيْكَ؟! قُلْنَا: إِنَّهُ لَمْ يَرْوِ حَدِيْثاً نَازِلاً وَهُوَ عِنْدَهُ عَالٍ، إِلاَّ لِمَعْنَى مَا يَجِدُهُ فِي العَالِي، فَأَمَّا أَنْ يُورِدَ النَّازلَ وَهُوَ عِنْدَهُ عَالٍ لاَ لِمَعْنَى يَخْتَصُّ بِهِ، وَلاَ عَلَى وَجْهِ المتَابعَةِ لِبَعْضِ مَا اخْتُلِفَ فِيْهِ، فَهَذَا غَيْرُ مَوْجُوْدٍ فِي الكِتَابِ، وَحَدِيْثُ الفَزَارِيِّ فِيْهِ بَيَانُ الخَبَرِ، وَهُوَ مَعْدُوْمٌ فِي غَيْرِهِ، وَجَوَّدَهُ الفَزَارِيُّ بِتَصْرِيْحِ السَّمَاعِ. ثُمَّ سَرَدَ الخَطِيْبُ ذَلِكَ مِنْ طُرُقٍ عِدَّةٍ، قَالَ: وَالبُخَارِيُّ يَتَّبِعُ الأَلْفَاظَ بِالخَبَرِ فِي بَعْضِ الأَحَادِيْثَ وَيُرَاعِيهَا وَإِنَّا اعْتَبَرْنَا رِوَايَاتِ الشَّافِعِيِّ الَّتِي ضَمَّنَهَا كُتُبَهُ، فَلَمْ نَجِدْ فِيْهَا حَدِيْثاً وَاحِداً عَلَى شَرْطِ البُخَارِيِّ أَغْرَبَ بِهِ، وَلاَ تَفَرَّدَ بِمَعْنَى فِيْهِ يُشْبِهُ مَا بَيَّنَّاهُ. وَمثلُ ذَلِكَ القَوْلِ فِي تَرْكِ مُسْلِمٍ إِيَّاهُ لإِدرَاكِهِ مَا أَدْرَكَ البُخَارِيُّ مِنْ ذَلِكَ وَأَمَّا أَبُو دَاوُدَ، فَأَخْرَجَ فِي "سُنَنِهِ" لِلشَّافِعِيِّ غَيْرَ حَدِيْثٍ، وَأَخْرَجَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وابن أبي حاتم. ثم سرد الخطيب فضلا فِي ثَنَاءِ مَشَايخِهِ وَأَقْرَانِهِ عَلَيْهِ، ثُمَّ سَرَدَ أَشْيَاءَ فِي غَمْزِ بَعْضِ الأَئِمَّةِ فَأَسَاءَ مَا شاء -أعني غامزه. وقال في "السير" "11/ 300-301": قال الشيخ محيي الدين النواوي: لابن المنذر مِنَ التَّحْقِيْقِ فِي كُتُبِه مَا لاَ يُقَارِبُهُ فِيْهِ أَحَدٌ، وَهُوَ فِي نِهَايَةٍ مِنَ التَّمكُّنِ مِنْ مَعْرِفَة الحَدِيْثِ، وَلَهُ اخْتِيَارٌ فَلاَ يَتَقيَّدُ فِي الاخْتِيَارِ بِمَذْهَبٍ بِعَيْنِهِ، بَلْ يَدُورُ مَعَ ظهور الدليل.

وعقب الحافظ الذهبي بقوله: قُلْتُ: مَا يَتَقَيَّدُ بِمَذْهَبٍ وَاحِدٍ إِلاَّ مَنْ هُوَ قَاصِرٌ فِي التَّمَكُّنِ مِنَ العِلْمِ، كَأَكْثَرِ عُلَمَاءِ زَمَانِنَا، أَوْ مَنْ هُوَ مُتَعَصِّبٌ وَهَذَا الإمام مِنْ حَمَلَةِ الحُجَّةِ، جَارٍ فِي مِضْمَارِ ابْنِ جَرِيْرٍ، وَابْنِ سُرَيْجٍ وَتِلْكَ الحَلَبَةِ رَحِمَهُمُ اللهُ. وقال في "السير" "7/ 176-178": من التزم بتقليد إمام، فإن لَهُ مُخَالَفَةُ إِمَامِهِ إِلَى إِمَامٍ آخَرَ، حُجَّتُهُ فِي تِلْكَ المَسْأَلَةِ أَقوَى، لاَ بَلْ عَلَيْهِ اتباع الدليل فيما تبرهن له، ولا كَمَنْ تَمَذْهَبَ لإِمَامٍ، فَإِذَا لاَحَ لَهُ مَا يُوَافِقُ هَوَاهُ، عَمِلَ بِهِ مِنْ أَيِّ مَذْهَبٍ كَانَ، وَمَنْ تَتَبَّعَ رُخَصَ المَذَاهِبِ، وَزَلاَّتِ المُجْتَهِدِيْنَ، قد رَقَّ دِيْنُهُ، كَمَا قَالَ الأَوْزَاعِيُّ أَوْ غَيْرُهُ: مَنْ أَخَذَ بِقَوْلِ المَكِّيِّيْنَ فِي المُتْعَةِ، وَالكُوْفِيِّيْنَ فِي النَّبِيذِ، وَالمَدَنِيِّينَ فِي الغِنَاءِ، وَالشَّامِيِّينَ فِي عصمة الخلفاء، وَنِكَاحِ التَّحْلِيْلِ بِمَنْ تَوسَّعَ فِيْهِ، وَشِبْهِ ذَلِكَ، فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلانحِلاَلِ، فَنَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ وَالتَّوفِيْقَ. وَلَكِنْ شَأْنُ الطَّالِبِ أَنْ يَدْرُسَ أَوَّلاً مُصَنَّفاً فِي الفِقْهِ، فَإِذَا حَفِظَهُ، بَحَثَهُ وَطَالَعَ الشُّرُوحَ، فَإِنْ كَانَ ذَكِيّاً فَقِيْهَ النَّفْسِ وَرَأَى حُجَجَ الأَئِمَّةِ فَلْيُرَاقِبِ اللهَ وَلْيَحْتَطْ لِدِيْنِهِ، فَإِنَّ خَيْرَ الدين الورع، ومن ترك الشبهات فَقَدِ اسْتَبرَأَ لِدِيْنِهِ وَعِرْضِهِ وَالمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَهُ اللهُ. فَالمُقَلَّدُوْنَ صحَابَةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَرْطِ ثُبُوْتِ الإِسْنَادِ إِلَيْهِم، ثُمَّ أَئِمَّةُ التَّابِعِيْنَ كَعَلْقَمَةَ، وَمَسْرُوْقٍ, وَعَبِيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ, وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَأَبِي الشَّعْثَاءِ, وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَعُرْوَةَ, وَالقَاسِمِ, وَالشَّعْبِيِّ, وَالحَسَنِ، وَابْنِ سِيْرِيْنَ، وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ. ثُمَّ كَالزُّهْرِيِّ, وَأَبِي الزِّنَادِ, وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ, وَرَبِيْعَةَ, وَطَبَقَتِهِم. ثم كأبي حنيفة ومالك والأوزارعي وَابْنِ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٍ وَابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ وَسُفْيَانَ الثوري والحمادين وشعبة والليثي وَابْنِ المَاجِشُوْنِ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ثُمَّ كَابْنِ المُبَارَكِ، وَمُسْلِمٍ الزَّنْجِيِّ وَالقَاضِي أَبِي يُوْسُفَ والهِقْل بنِ زِيَادٍ وَوَكِيْعٍ وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ, وَطَبَقَتِهِم. ثُمَّ كَالشَّافِعِيِّ وَأَبِي عُبَيْدٍ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ وَأَبِي ثَوْرٍ وَالبُوَيْطِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ ثم كالمزني وأبي بكر بن الأَثْرَمِ وَالبُخَارِيِّ وَدَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ وَمُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيِّ وَإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ القَاضِي.

ثُمَّ كَمُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ خُزَيْمَةَ، وَأَبِي عَبَّاسٍ بنِ سُرَيْجٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ المُنْذِرِ, وَأَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الخَلاَّلِ. ثُمَّ مِنْ بَعْدِ هَذَا النَّمَطِ تناقص الاجتهاد، ووضعت المختصرات، وأخذ الفُقَهَاءُ إِلَى التَّقْلِيْدِ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ فِي الأَعْلَمِ، بَلْ بِحَسبِ الاتِّفَاقِ، وَالتَّشَهِّي، وَالتَّعْظِيْمِ، وَالعَادَةِ، وَالبَلَدِ. فَلَو أَرَادَ الطَّالِبُ اليَوْمَ أَنْ يَتَمَذْهَبَ فِي المَغْرِبِ لأَبِي حَنِيْفَةَ، لَعَسُرَ عَلَيْهِ، كَمَا لَوْ أَرَادَ أَنْ يَتَمَذْهَبَ لابْنِ حَنْبَلٍ بِبُخَارَى وَسَمَرْقَنْدَ، لَصَعُبَ عَلَيْهِ، فَلاَ يَجِيْءُ مِنْهُ حَنْبَلِيٌّ، وَلاَ مِنَ المَغْرِبِيِّ حَنَفِيٌّ, وَلاَ مِنَ الهِنْدِيِّ مَالِكِيٌّ وَبِكُلِّ حَالٍ: فَإِلَى فِقْهِ مَالِكٍ المُنْتَهَى، فَعَامَّةُ آرَائِهِ مُسَدَّدَةٌ، وَلَو لَمْ يَكُنْ لَهُ إِلاَّ حَسمُ مَادَةِ الحِيَلِ، وَمُرَاعَاةُ المَقَاصِدِ لَكَفَاهُ. وَمَذْهَبُهُ قَدْ مَلأَ المَغْرِبَ وَالأَنْدَلُسَ، وَكَثِيْراً مِنْ بِلاَدِ مِصْرَ، وَبَعْضَ الشَّامِ، وَالِيَمَنَ، وَالسُّوْدَانَ، وَبِالبَصْرَةِ وَبَغْدَادَ، وَالكُوْفَةِ، وَبَعْضِ خُرَاسَانَ. وَكَذَلِكَ اشْتُهِرَ مَذْهَبُ الأَوْزَاعِيِّ مُدَّةً وَتَلاَشَى أَصْحَابُهُ، وَتَفَانَوْا. وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ سُفْيَانَ وَغَيْرِهِ مِمَّنْ سَمَّيْنَا وَلَمْ يَبْقَ اليَوْمَ إِلاَّ هَذِهِ المَذَاهِبُ الأَرْبَعَةُ. وَقَلَّ مَنْ يَنهَضُ بِمَعْرِفَتِهَا كَمَا يَنْبَغِي، فَضْلاً عَنْ أَنْ يَكُوْنَ مجتهدا وانقطع أتباع ثَوْرٍ بَعْدَ الثَّلاَثِ مائَةٍ، وَأَصْحَابُ دَاوُدَ إِلاَّ القليل، وبقى مذهب جرير إلى ما بعد الأربعمائة. وَللزَّيْدِيَّةِ مَذْهَبٌ فِي الفُرُوْعِ بِالحِجَازِ وَبِاليَمَنِ، لَكِنَّهُ مَعْدُوْدٌ فِي أَقْوَالِ أَهْلِ البِدَعِ، كَالإِمَامِيَّةِ، وَلاَ بَأْسَ بِمَذْهَبِ دَاوُدَ، وَفِيْهِ أَقْوَالٌ حَسَنَةٌ، وَمُتَابَعَةٌ لِلنُّصُوصِ، مَعَ أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ العُلَمَاءِ لاَ يَعتَدُّونَ بِخِلاَفِهِ، وَلَهُ شُذُوْذٌ فِي مَسَائِلَ شَانَتْ مذهبه. وأما القاضي عياض، فَذَكَرَ مَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ تَقلِيْدِهِم إِجْمَاعاً، فإنه سمى المذاهب الأربعة والسفيانية والأوزاعية، والداودية. ثُمَّ إِنَّهُ قَالَ: فَهَؤُلاَءِ الَّذِيْنَ وَقَعَ إِجْمَاعُ النَّاسِ عَلَى تَقْلِيْدِهِم، مَعَ الاخْتِلاَفِ فِي أَعْيَانِهِم، وَاتِّفَاقِ العُلَمَاءِ عَلَى اتِّبَاعِهِم، وَالاقْتِدَاءِ بِمَذَاهِبِهِم، وَدَرْسِ كُتُبِهِم، وَالتَّفَقُّهِ عَلَى مَآخِذِهِم، وَالتَّفْرِيْعِ عَلَى أُصُوْلِهِم، دُوْنَ غَيْرِهِم مِمَّنْ تَقَدَّمَهُم أَوْ عَاصَرَهُم؛ لِلْعِلَلِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا. وَصَارَ النَّاسُ اليَوْمَ فِي الدُّنْيَا إلى خمسة مذاهب، فالخامس: هو مذهب الداودية. حق عَلَى طَالِبِ العِلْمِ أَنْ يَعْرِفَ أَوْلاَهُم بِالتَّقْلِيْدِ، لِيَحصَلَ عَلَى مَذْهَبِهِ. وَهَا نَحْنُ نُبَيِّنُ أَنَّ مَالِكاً -رَحِمَهُ اللهُ- هُوَ ذَلِكَ؛ لِجَمعِهِ أَدَوَاتِ الإِمَامَةِ، وَكَونِهِ أَعْلَمَ القَوْمِ.

ثُمَّ وَجَّهَ القَاضِي دَعوَاهُ، وَحَسَّنَهَا، وَنَمَّقَهَا وَلَكِنْ مَا يَعْجِزُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ حَنَفِيٍّ، وَشَافِعِيٍّ، وحنبلي، وداودي عَنِ ادِّعَاءِ مِثْلِ ذَلِكَ لِمَتْبُوعِه، بَلْ ذَلِكَ لِسَانُ حَالِه، وَإِنْ لَمْ يَفُهْ بِهِ. ثُمَّ قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: وَعِنْدنَا -وَللهِ الحَمْدُ- لِكُلِّ إِمَامٍ مِنَ المَذْكُوْرِيْنَ مَنَاقِبُ تَقْضِي لَهُ بِالإِمَامَةِ. فعقب الذهبي بقوله: قلت: ولكن مالكا هَذَا الإِمَامَ الَّذِي هُوَ النَّجمُ الهَادِي قَدْ أَنْصَفَ، وَقَالَ قَوْلاً فَصْلاً، حَيْثُ يَقُوْلُ: كُلُّ أَحَدٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِه، وَيُتْرَكُ إِلاَّ صَاحِبَ هَذَا القَبْرِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلاَ رَيْبَ أَنَّ كُلَّ مِنْ أَنِسَ مِنْ نَفْسِهِ فِقهاً، وَسَعَةَ عِلْمٍ، وَحُسْنَ قَصدٍ، فَلاَ يَسَعُهُ التزام بِمَذْهَبٍ وَاحِدٍ فِي كُلِّ أَقْوَالِه، لأَنَّهُ قَدْ تبرهن له مذهب الغير فِي مَسَائِلَ وَلاَحَ لَهُ الدَّلِيْلُ، وَقَامَتْ عَلَيْهِ الحُجَّةُ، فَلاَ يُقَلِّدُ فِيْهَا إِمَامَهُ، بَلْ يَعْمَلُ بما تبرهن ويقل الإِمَامَ الآخَرَ بِالبُرْهَانِ، لاَ بِالتَّشَهِّي وَالغَرَضِ. لِكَنَّهُ لاَ يُفْتِي العَامَّةَ إِلاَّ بِمَذْهَبِ إِمَامِه، أَوْ لِيَصمُتْ فِيْمَا خَفِيَ عَلَيْهِ دَلِيْلُهُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: العِلْمُ يَدُوْرُ عَلَى ثَلاَثَةٍ: مَالِكٍ، وَاللَّيْثِ، وَابْنِ عيينة. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: بَلْ وَعَلَى سَبْعَةٍ مَعَهُم وَهُمُ: الأَوْزَاعِيُّ، والثوري، ومعمر، وأبو حنيفة، وشعبة، والحمادان. وقال في "السير" "10/ 273-274": للعلماء قولان في الاعتداد بخلاف داود بن علي الظاهري، فَمَنْ اعتَدَّ بِخِلاَفِهِم قَالَ: مَا اعْتِدَادُنَا بِخِلاَفِهِم لأَنَّ مُفْرَدَاتِهِم حُجَّةٌ، بَلْ لِتُحكَى فِي الجُمْلَةِ، وَبَعْضُهَا سَائِغٌ، وَبَعْضُهَا قَوِيٌّ، وَبَعْضُهَا سَاقِطٌ، ثُمَّ مَا تَفَرَّدُوا بِهِ هُوَ شَيْءٌ مِنْ قَبِيْلِ مُخَالَفَةِ الإِجْمَاعِ الظَّنِّي، وَتَنْدُرُ مُخَالَفَتُهُم لإِجْمَاعٍ قَطْعِي، وَمَنْ أَهْدَرَهُم، وَلَمْ يَعْتَدَّ بِهِم، لَمْ يَعُدَّهُم فِي مَسَائِلِهِم المُفْرِدَةِ خَارِجِيْنَ بِهَا مِنَ الدِّيْنِ، وَلاَ كَفَّرَهُم بِهَا، بَلْ يَقُوْلُ: هَؤُلاَءِ فِي خير العَوَامِّ، أَوْ هُم كَالشِّيْعَةِ فِي الفُرُوْعِ، وَلاَ نَلْتَفِتُ إِلَى أَقْوَالِهِم، وَلاَ نَنْصِبُ مَعَهُم الخِلاَفَ، وَلاَ يُعْتَنَى بِتَحْصِيْلِ كُتُبِهِم، وَلاَ نَدُلُّ مُسْتَفْتِياً من العامة عليهم، وإذا تظاهروا بِمَسْأَلَةٍ مَعْلُوْمَةِ البُطْلاَنِ، كَمَسْحِ الرِّجِلَيْنِ أَدَّبْنَاهُم، وَعَزَّرْنَاهُم، وَأَلزَمْنَاهُم بِالغَسْلِ جَزْماً. قَالَ الأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ: قَالَ الجُمْهُوْرُ: إِنَّهُم يَعْنِي نُفَاةَ القِيَاسِ -لاَ يَبْلُغُونَ رُتْبَةَ الاجتِهَادِ، وَلاَ يَجُوْزُ تَقْلِيْدُهُم القضاء.

وَنَقَلَ الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُوْرٍ البَغْدَادِيُّ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَطَائِفَةٍ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ: أَنَّهُ لاَ اعتِبَارَ بِخِلاَفِ دَاوُدَ، وَسَائِرِ نُفَاةِ القِيَاسِ فِي الفُرُوْعِ دُوْنَ الأُصُوْلِ. وَقَالَ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ أَبُو المَعَالِي: الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ أَهْلُ التَّحْقِيْقِ: أَنَّ مُنْكِرِي القِيَاس لاَ يُعَدُّوْنَ مِنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ، وَلاَ مِنْ حَمَلَةِ الشَّرِيْعَةِ، لأَنَّهُم مُعَانِدُوْنَ مُبَاهِتُوْنَ فِيمَا ثَبَتَ اسْتفَاضَةً وَتَوَاتُراً، لأَنَّ مُعْظَمَ الشَّرِيْعَةِ صَادِرٌ عَنِ الاجتِهَادِ، وَلاَ تَفِي النصوص بعشر معشارها، وهؤلاء ملتحقون بالعوام. فعقب الذهبي "10/ 274" بقوله: قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ مِنْ أَبِي المعَالِي أَدَّاهُ إِلَيْهِ اجْتِهَادُهُ، وَهُم فَأَدَّاهُم اجتِهَادُهُم إِلَى نَفِي القول بالقول بِالقِيَاسِ، فَكَيْفَ يُرَدُّ الاجتِهَادُ بِمِثْلِهِ، وَنَدْرِي بِالضَّرُوْرَةِ أَنَّ دَاوُدَ كَانَ يُقْرِئُ مَذْهَبَهُ، وَيُنَاظِرُ عَلَيْهِ، وَيُفْتِي بِهِ فِي مِثْلِ بَغْدَادَ، وَكَثْرَةِ الأَئِمَّةِ بِهَا وَبِغَيْرِهَا، فَلَم نَرَهُم قَامُوا عَلَيْهِ، وَلاَ أَنْكَرُوا فَتَاويه وَلاَ تَدْرِيسَهُ وَلاَ سَعَوا فِي مَنْعِهِ مِنْ بَثِّهِ وَبَالحَضْرَةِ مِثْلُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي شيخ المالكية، وَابْنَي الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَأَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البِرْتِيِّ شَيْخِ الحَنَفِيَّةِ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي عمران القاضي، ومثل عالم بَغْدَادَ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيِّ، بَلْ سَكَتُوا لَهُ، حَتَّى لَقَدْ قَالَ قَاسِمُ بنُ أَصْبَغَ: ذَاكَرْتُ الطَّبرِيَّ -يَعْنِي ابْنَ جَرِيْرٍ وَابْنَ سُرَيْجٍ، فَقُلْتُ لَهُمَا: كِتَابُ ابْنِ قُتَيْبَةَ فِي الفِقَهِ أَيْنَ هُوَ عِنْدَكُمَا؟ قَالاَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلاَ كِتَابُ أَبِي عُبَيْدٍ، فَإِذَا أَرَدْتَ الفِقْهَ فَكُتُبُ الشَّافِعِيِّ، وَدَاوُدَ، ونظرائهما. وقال الذهبي "1/ 275" قُلْتُ: لاَ رَيْبَ أَنَّ كُلَّ مسَأَلَةٍ انْفَرَدَ بها داود وقطع ببطلان قوله فيها، فإنه هَدْرٌ، وَإِنَّمَا نَحْكِيهَا للتَّعَجُّبِ، وَكُلَّ مسَأَلَةٍ لَهُ عَضَدَهَا نَصٌّ وَسَبَقَهُ إِلَيْهَا صَاحِبٌ أَوْ تَابِعٌ، فهي من مسائل الخلاف فلا تهدر. وقال -رحمه الله- في "السير" "5/ 393": اليَمِيْنَ بِالطَّلاَقِ فِي الغَضَبِ مِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ فلا يقع بذلك طلاق. وقال في "السير" "11/ 171-172": حَكَى أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوْخِيّ فِي "النشوَار" لَهُ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ منجو القَائِد قَالَ: حَدَّثَنِي غُلاَمٌ لاِبْنِ المزوّق قَالَ: اشْتَرَى مَوْلاَيَ جَارِيَة، فَزَوَّجَنِيْهَا،

فَأَحْبَبْتُهَا وَأَبْغَضَتْنِي حَتَّى ضَجِرْتُ، فَقُلْتُ لَهَا: أَنْتِ طَالِقُ ثَلاَثاً، لاَ تُخَاطِبِيْنِي بِشَيْءٍ إِلاَّ قُلْتُ لَكِ مثلَه، فَكَم أَحتملُكِ؟! فَقَالَتْ فِي الحَال: أَنْتَ طَالِقٌ ثَلاَثاً فَأُبْلِسْتُ فَدُلِلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ، فَقَالَ لِي: أَقِمْ مَعَهَا بَعْدَ أَنْ تَقُولُ لَهَا: أَنْتِ طَالِقٌ ثَلاَثاً إِنْ طَلَّقْتُكِ. فَاسْتَحْسَنَ هَذَا الجَوَاب وَذكرَهُ شَيْخُ الحَنَابِلَة ابْنُ عَقِيْلٍ وَقَالَ: وَلَهُ جَوَابٌ آخر: أَنْ يَقُوْلَ كَقَوْلِها سوَاء: أنتَ طَالِقٌ ثَلاَثاً -بِفَتْح التَّاء- فَلاَ يَحْنَث. وَقَالَ أَبُو الفَرَجِ ابْنُ الجوزي: وما كان يلزمها أن يقول لها ذلك عَلَى الْفَوْر، فَلَهُ التَّمَادِي إِلَى قَبْلِ المَوْت. فكيف عقب العلامة الذهبي على هذه الواقعة؟! لقد عقب بجواب ينبئ عن حذقه ورسوخ قدمه في علم الفقه فقال -رحمه الله تعالى- "11/ 172": قُلْتُ: وَلَوْ قَالَ: أَنْتِ طَالِقٌ ثَلاَثاً، وَقَصَدَ الاسْتفهَام أَوْ عَنَى أَنَّهَا طَالِقٌ مِنْ وَثَاق، أَوْ عَنَى الطَّلْقَ لَمْ يَقَعْ طلاَقٌ فِي بَاطِن الأَمْر. وَله جَوَابٌ آخر عَلَى قَاعدَة مُرَاعَاة سَبَب اليَمِين وَنيَّة الحَالف، فَمَا كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَقُوْلَ لَهَا مَا قَالَتْهُ، إِذْ مِنَ المَعْلُوْم بِقَرِيْنَةِ الحَال اسْتثنَاءُ ذَلِكَ قطعاً، لأَنَّه مَا قَصَدَ إِلاَّ أَنَّهَا إِذَا قَالَتْ لَهُ مَا يُؤذيه أَنْ يُؤذيهَا بِمِثْلِهِ، وَلَوْ جَاوبهَا بِالطَّلاَقِ لَسُرَّتْ هِيَ، وَلتَأَذَّى هُوَ، كَمَا اسْتُثْنِي مِنْ عُموم قَوْله تَعَالَى: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [النَّمْل: 23] ، بقرينَة الحَال أَنَّهَا لَمْ تؤت لحية ولا إِحليلاً. وَمِنَ المَعْلُوْم اسْتثنَاؤُهُ بِالضَّرورَة الَّتِي لَمْ يَقْصِدْهَا الحَالفُ قَطُّ لَوْ حلف: لاَ تقولِي لِي شَيْئاً إِلاَّ قُلْتُ لَكِ مثلَه، أَنَّهَا لَوْ كَفَرَتْ وَسَبَّتِ الأَنْبِيَاءَ فَلَمْ يُجَاوِبْهَا بِمثلِ ذَلِكَ لأَحسنَ. ثمَّ يَقُوْلُ طَائِفَةٌ مِنَ الفُقَهَاء: إِنَّهُ لَمْ يَحْنَثْ إِلاَّ أَنْ يَكُوْنَ -وَالعيَاذُ بِاللهِ- قَصَدَ دُخُوْلَ ذَلِكَ فِي يمِينِهِ. وَأَمَّا على مذهب داود بن علي الظاهري، وَابْنِ حَزْمٍ، وَالشِّيْعَة، وَغَيْرهم، فَلاَ شَيْء عَلَيْهِ، وَرأَوا الحلفَ وَالأَيْمَان بِالطَّلاَق مِنْ أَيْمَان اللَّغْوِ، وَأَنَّ اليَمِين لاَ تنعقدُ إِلاَّ بِاللهِ. وذهبَ إمام في زماننا إلى مَنْ حَلَفَ عَلَى حضٍّ أَوْ مَنْعٍ بِالطَّلاَق، أَوِ العِتَاق، أَوِ الحَجِّ، وَنحو ذَلِكَ فَكَفَّارَتُهُ كفارة يمين، ولا طلاق عليه. هكذا أجاب العلامة الحاذق على هذه الواقعة المشكلة فرحم الله إمامنا العلامة الحافظ الذهبي.

وقال في "السير" "12/ 504": رُبَّمَا آل الأَمْرُ بِالمَعْرُوف بصَاحِبه إِلَى الغضبِ وَالحِدَّة، فيقعُ فِي الهِجْرَان المُحَرَّمُ، وَرُبَّمَا أَفضَى إلى التكفير وَالسَّعْي فِي الدَّمِ، وَقَدْ كَانَ أَبُو عَبْدِ الله بن مندة وَافرَ الجَاهِ وَالحُرمَةِ إِلَى الغَايَة بِبَلَدِهِ، وَشَغَّب عَلَى أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ الحَافِظِ، بِحيث أن أحمد اختفى. وقال في "السير" "15/ 167-168": الإِمَام إِذَا كَانَ لَهُ عقل جَيِّد، وَدين مَتِين صلح بِهِ أَمر المَمَالِك، فَإِنْ ضعف عَقْله، وَحسنت ديَانتُه حَمله الدِّيْنُ عَلَى مشَاورَة أَهْل الْحزم، فَتسددت أُمُوْرُه، وَمشت الأَحْوَال، وَإِنْ قل دينه، ونبل رأيه، تعبت البِلاَد وَالعبَاد، وَقَدْ يَحمله نبل رَأْيه عَلَى إِصْلاَح ملكه وَرعيته لِلدُّنْيَا، لاَ لِلتَّقْوَى، فَإِنْ نَقص رَأْيه، وَقل دينه وَعَقْله، كثر الفسَاد، وضاعت الرعية، وتعبوا به، إلا أنه يَكُوْنَ فِيْهِ شجَاعَة، وَلَهُ سطوَة وَهَيْبَة فِي النُّفُوْس، فَيْنجبر الحَال، فَإِنْ كَانَ جَبَاناً، قَلِيْلَ الدِّيْنِ، عَدِيْمَ الرَّأْي، كَثِيْر الْعَسْف، فَقَدْ تَعرَّض لبلاَء عَاجِل، وَرُبَّمَا عُزل وَسُجن إِنْ لَمْ يُقتل، وَذَهَبت عَنْهُ الدُّنْيَا، وَأَحَاطت بِهِ خطَايَاهُ، وَنَدِمَ -وَاللهِ- حَيْثُ لاَ يُغنِي النّدم. وَنَحْنُ آيِسُوْنَ اليَوْمَ مِنْ وُجُوْد إِمَام رَاشِد مِنْ سَائِر الوُجُوه! فَإِنْ يَسَّر اللهُ لِلأَئِمَّةِ بِإِمَامٍ فِيْهِ كَثْرَةُ مَحَاسِن وَفِيْهِ مَسَاوِئ قَلِيْلَة، فَمَنْ لَنَا بِهِ، اللَّهُمَّ فَأَصلح الرَّاعِي وَالرَّعِيَّة، وَارحمْ عبادك ووفقهم، وأيد سلطانهم وأعنه بتوفيقك. هكذا يرسم العلامة الذهبي سياسة الحاكم الراشد الذي يتقي الله، فينصلح به حال البلاد والعباد. وقال في "السير" "6/ 579": قال أبو أسامة: سمعت مسعر بن كدام يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله، وعن الصلاة فهل أنتم منتهون؟ فعقب الذهبي عليه بقوله: قُلْتُ: هَذِهِ مَسْأَلَةٌ مُخْتَلَفٌ فِيْهَا: هَلْ طَلَبُ العِلْمِ أَفْضَلُ أَوْ صَلاَةُ النَّافِلَةِ وَالتِّلاَوَةُ وَالذِّكرُ؟ فَأَمَّا مَنْ كَانَ مُخلِصاً للهِ فِي طَلَبِ العِلمِ، وَذِهنُه جَيِّدٌ، فَالعِلْمُ أَوْلَى، وَلَكِنْ مَعَ حَظٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَتَعَبُّدٍ، فَإِنْ رَأَيتَه مُجِدّاً في طلب لاَ حظَّ لَهُ فِي القُرُبَاتِ، فَهَذَا كَسلاَنُ مَهِيْنٌ، وَلَيْسَ هُوَ بِصَادِقٍ فِي حُسنِ نِيَّتِه، وأما من كان طلب الحَدِيْثَ وَالفِقْهَ غِيَّةً وَمَحبَّةً نَفْسَانِيَّةً، فَالعِبَادَةُ فِي حَقِّه أَفْضَلُ، بَلْ مَا بَيْنَهُمَا أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ، وَهَذَا تَقسِيْمٌ فِي الجُمْلَةِ، فَقَلَّ -وَاللهِ- مَنْ رَأَيتُه مُخلِصاً فِي طَلَبِ العِلْمِ. دَعْنَا مِنْ هَذَا كُلِّه، فَلَيْسَ طَلَبُ الحَدِيْثِ اليَوْمَ عَلَى

الوَضعِ المُتَعَارَفِ مِنْ حَيِّزِ طَلَبِ العِلْمِ، بَلْ اصْطِلاَحٌ وَطَلَبُ أَسَانِيْدَ عَالِيَةٍ، وَأَخْذٌ عَنْ شَيْخٍ لاَ يَعِي، وَتَسمِيْعٌ لِطِفلٍ يَلْعَبُ وَلاَ يَفْهَمُ، أَوْ لِرَضِيعٍ يَبْكِي، أَوْ لِفَقِيْهٍ يَتَحَدَّثُ مَعَ حدث، أو آخر ينسخ وفاضله مَشْغُوْلٌ عَنِ الحَدِيْثِ بِكِتَابَةِ الأَسْمَاءِ أَوْ بِالنُّعَاسِ، وَالقَارِئُ إِنْ كَانَ لَهُ مُشَارَكَةٌ، فَلَيْسَ عِنْدَهُ مِنَ الفَضِيْلَةِ أَكْثَرَ مِنْ قِرَاءةِ مَا فِي الجُزْءِ، سَوَاءٌ تَصَحَّفَ عَلَيْهِ الاسْمُ، أَوِ اخْتَبَطَ المَتْنُ، أَوْ كَانَ مِنَ المَوْضُوْعَاتِ. فَالعِلْمُ عَنْ هَؤُلاَءِ بِمَعْزِلٍ، وَالعَمَلُ لاَ أَكَادُ أَرَاهُ، بَلْ أرى أمورا سيئة، نسأل الله العفو. وهكذا يرسم الحافظ الذهبي طريق الإخلاص في طلب العلم، ويوضح بأوجز عبارة وأخصر بيان أولوية طلب العلم على صلاة النافلة والتعبد لمن امتلأ قلبه بالإخلاص، وكانت نيته لله سبحانه. في طلب الحديث. وقال "7/ 447": النَّبِيْذُ الَّذِي هُوَ نَقِيْعُ التَّمْرِ، وَنَقِيْعُ الزَّبِيْبِ، ونحو ذلك وَالفُقَاعُ حَلاَلٌ شُرْبُهُ، وَأَمَّا نَبِيْذَ الكُوْفِيِّيْنَ الَّذِي يُسْكِرُ كَثِيْرُهُ، فَحَرَامٌ الإِكْثَارُ مِنْهُ عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ, وَسَائِرِ العُلَمَاءِ، وَكَذَلِكَ يُحْرَمُ يَسِيْرُهُ عَنْدَ الجُمْهُوْرِ، ويتخرص فيه الكوفيون، وفي تحريمه عدة أحاديث. وقال في "السير" "7/ 258": روى أَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى هَمَّامِ بنِ يَحْيَى، وَهُوَ مَرِيْضٌ أَعُوْدُهُ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَوَانَةَ ادْعُ اللهَ أَنْ لاَ يُمِيْتَنِي حَتَّى يَبلُغَ وَلَدِي الصِّغَارُ. فَقُلْتُ: إِنَّ الأَجَلَ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ فقال لي: أنت بعد في ضلالك. فعقب الحافظ الذهبي بقوله: قُلْتُ بِئْسَ المَقَالُ هَذَا، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ سَابِقٍ، وَلَكِنْ وَإِنْ كَانَ الأَجَلُ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، فَإِنَّ الدُّعَاءَ بِطُوْلِ البَقَاءِ قَدْ صَحَّ. دَعَا الرَّسُوْلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَادمِهِ أَنَسٍ بِطُوْلِ العُمُرِ، وَاللهُ يَمحُو مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ. فَقَدْ يَكُوْنُ طُوْلُ العُمُرِ فِي عِلْمِ اللهِ مَشْرُوطاً بِدُعَاءٍ مُجَابٍ، كَمَا أَنَّ طَيَرَانَ العُمُرِ قَدْ يَكُوْنُ بِأَسبَابٍ جَعَلَهَا مِنْ جَوْرٍ وَعَسْفٍ، وَ"لاَ يَرُدُّ القَضَاءَ إِلاَّ الدعاء"، والكتاب الأول فلا يتغير. وقال في "السير" "10/ 385": قال محمد بن إسماعيل الترمذي: مَنْ شَبَّهَ اللهُ بِخَلْقِهِ فَقَدْ كَفَرَ، وَمَنْ أَنْكَرَ مَا وَصَفَ اللهُ بِهِ نَفْسَهُ فَقَدْ كَفَرَ، وَلَيْسَ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَلاَ رسوله تشبيها.

فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: أَرَادَ أَنَّ الصِّفَاتِ تَابِعَةٌ لِلمَوْصُوْفِ، فَإِذَا كَانَ المَوْصُوْفُ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشُّوْرَى: 11] ، وفي ذاته المقدسة، فكذلك صفاته لا مثل لها، إذ فَرْقَ بَيْنَ القَوْلِ فِي الذَّاتِ وَالقَوْلِ فِي الصفات، هذا هو مذهب السلف. وقال في "السير" "9/ 27": قال نعيم بن حماد: مَنْ شَبَّهَ اللهُ بِخَلْقِهِ، فَقَدْ كَفَرَ، وَمَنْ أَنْكَرَ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، فَقَدْ كَفَرَ، وَلَيْسَ فِيْمَا وَصَفَ اللهُ بِهِ نَفْسَهُ وَلاَ رسوله تشبيه. فعقب الحافظ الذهبي بقوله: قُلْتُ: هَذَا الكَلاَمُ حَقٌّ، نَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ التَّشْبِيْهِ، وَمِنْ إِنْكَارِ أَحَادِيْثِ الصِّفَاتِ، فَمَا يُنْكِرُ الثَّابِتَ مِنْهَا مَنْ فَقُهَ، وَإِنَّمَا بَعْدَ الإِيْمَانِ بها هنا مقامان مذموم تَأْوِيْلُهَا وَصَرْفُهَا عَنْ مَوْضُوْعِ الخِطَابِ، فَمَا أَوَّلَهَا السَّلَفُ، وَلاَ حَرَّفُوا أَلفَاظَهَا عَنْ مَوَاضِعِهَا، بَلْ آمَنُوا بِهَا، وَأَمَرُّوْهَا كَمَا جَاءتْ. المَقَامُ الثَّانِي: المُبَالغَةُ فِي إِثْبَاتِهَا، وَتَصَوُّرُهَا مِنْ جِنْسِ صِفَاتِ البَشَرِ، وَتَشَكُّلُهَا فِي الذِّهْنِ، فَهَذَا جَهْلٌ وَضَلاَلٌ، إنما الصِّفَةُ تَابِعَةٌ لِلْمَوْصُوفِ، فَإِذَا كَانَ المَوْصُوفُ -عَزَّ وَجَلَّ- لَمْ نَرَهُ، وَلاَ أَخْبَرَنَا أَحَدٌ أَنَّهُ عاينه مع قول لنا في تنزيل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشُّوْرَى: 11] ، فَكَيْفَ بَقِيَ لأَذْهَانِنَا مَجَالٌ فِي إِثْبَاتِ كَيْفِيَّةِ البَارِئِ -تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ- فكَذَلِكَ صِفَاتُهُ المُقَدَّسَةُ، نُقِرُّ بِهَا ونعتقد أنها حقن وَلاَ نُمَثِّلُهَا أَصْلاً وَلاَ نَتَشَكَّلُهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ العَطَّارُ، حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ، سَأَلْتُ نُعَيْمَ بنَ حَمَّادٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحَدِيْدُ: 4] ، قَالَ مَعْنَاهُ: أَنَّهُ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ بِعِلْمِهِ، أَلاَ تَرَى قَوْلَهُ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] . وقال "7/ 379": الجَهْمِيَّةُ يَقُوْلُوْنَ: إِنَّ البَارِي -تَعَالَى- فِي كُلِّ مَكَانٍ, وَالسَّلَفُ يَقُوْلُوْنَ: إِنَّ عِلْمَ البَارِي فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَيَحْتَجُّونَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحَدِيْدُ: 4] ، يَعْنِي بِالعِلْمِ، وَيَقُوْلُوْنَ: إِنَّهُ عَلَى عَرْشِهِ اسْتَوَى، كَمَا نَطَقَ بِهِ القُرْآنُ وَالسُّنَّةُ. قال الأَوْزَاعِيُّ، وَهُوَ إِمَام وَقْتِهِ: كُنَّا -وَالتَّابِعُوْنَ مُتَوَافِرُوْنَ- نَقُوْلُ إِنَّ اللهَ تَعَالَى فَوْقَ عَرْشِه، وَنُؤمِنُ بِمَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ مِنْ صِفَاتِهِ، وَمَعْلُوْمٌ عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ مِنَ الطَّوَائِفِ أَنَّ مَذْهَبَ

السَّلَفِ إِمرَارُ آيَاتِ الصِّفَاتِ وَأَحَادِيْثِهَا كَمَا جَاءتْ مِنْ غَيْرِ تَأْوِيلٍ وَلاَ تَحرِيْفٍ، وَلاَ تَشْبِيْهٍ وَلاَ تَكْيِيفٍ، فَإِنَّ الكَلاَمَ فِي الصِّفَاتِ فَرْعٌ عَلَى الكَلاَمِ فِي الذَّاتِ المُقَدَّسَةِ، وَقَدْ عَلِمَ المسلمون أن ذات الباري موجودة، لاَ مِثْلَ لَهَا، وَكَذَلِكَ صِفَاتُهُ -تَعَالَى- مَوْجُوْدَةٌ، لا مثل لها. وقال في "السير" "9/ 122": قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبَا مَعْمَرٍ الهُذَلِيَّ يَقُوْلُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لاَ يَتَكَلَّمُ، وَلاَ يَسْمَعُ، وَلاَ يُبْصِرُ، وَلاَ يَرْضَى، وَلاَ يَغْضَبُ، فَهُوَ كَافِرٌ، إِنْ رَأَيتُمُوهُ وَاقِفاً عَلَى بِئْرٍ، فَأَلْقُوْهُ فِيْهَا، بِهَذَا أَدِيْنُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ. وَعَنْ أَبِي مَعْمَرٍ القَطِيْعِيِّ قَالَ: آخِرُ كَلاَمِ الجَهْمِيَّةِ: أَنَّهُ ليس في السماء إله! فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: بَلْ قَوْلُهُم: إِنَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي السَّمَاءِ وَفِي الأَرْضِ، لاَ امْتِيَازَ لِلسَّمَاءِ وَقَوْلُ عُمُومِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ فِي السَّمَاءِ، يُطلِقُوْنَ ذَلِكَ وِفقَ مَا جَاءتِ النُّصُوْصُ بإِطْلاَقِهِ وَلاَ يَخُوضُونَ فِي تَأْوِيْلاَتِ المُتَكَلِّمِيْنَ، مَعَ جَزْمِ الكُلِّ بَأَنَّهُ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] . وقال في "السير" "11/ 230" قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ صَالِحِ بنِ هَانِئ، سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: مَنْ لَمْ يُقِرَّ بِأَنَّ اللهَ عَلَى عَرشِه قَدِ اسْتوَى فَوْقَ سَبعِ سَمَاوَاتِه، فَهُوَ كَافِرٌ حَلاَلُ الدَّمِ، وكان ماله فيئا. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: مَنْ أَقَرَّ بِذَلِكَ تَصْدِيْقاً لِكِتَابِ اللهِ، وَلأَحَادِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآمَنَ بِهِ مُفَوِّضاً مَعْنَاهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ. وَلَمْ يَخُضْ فِي التَّأْوِيْلِ وَلاَ عَمَّقَ، فَهُوَ المُسْلِمُ المُتَّبِعُ، وَمَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ, فَلَمْ يَدْرِ بثبوت ذلك في الكتاب والسنة، فهو مُقَصِّرٌ وَاللهِ يَعْفُو عَنْهُ، إِذْ لَمْ يُوجِبِ اللهُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حِفظَ مَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ، وَمَنْ أَنكَرَ ذَلِكَ بَعْدَ العِلْمِ، وَقَفَا غَيْرَ سَبِيْلِ السَّلَفِ الصَّالِحِ، وَتَمَعقَلَ عَلَى النص، فأمره إلى الله، ونعوذ بِاللهِ مِنَ الضَّلاَلِ وَالهَوَى. وَكَلاَمُ ابْنِ خُزَيْمَةَ هَذَا -وَإِنْ كَانَ حَقّاً- فَهُوَ فَجٌّ، لاَ تحتمله نفوس كثير من متأخري العلماء. وقال في "السير" "10/ 399": من كلام عثمان بن سعيد الدارمي -رَحِمَهُ اللهُ- فِي كِتَابِ "النَّقْضِ" لَهُ: اتفَقَتِ الكَلِمَةُ مِنَ المُسْلِمِيْنَ أَنَّ اللهَ -تَعَالَى- فَوْقَ عرشه، فوق سماواته.

فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: أَوْضَحُ شَيْءٍ فِي هَذَا البَابِ قَوْلُهُ -عَزَّ وَجَلَّ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ، فَلْيُمَرَّ كَمَا جَاءَ، كَمَا هُوَ مَعْلُوْمٌ مِنْ مَذْهَبِ السَّلَفِ، وَيُنَهَى الشَّخْصُ عَنِ المُرَاقَبَةِ، وَالجِدَالِ وَتَأْوِيْلاَتِ المُعْتَزِلَةِ {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ} [آل عمران: 53] . وقال في "السير" "9/ 313": ورد عن إسحاق بن راهويه: أَنَّ بَعْضَ المُتَكَلِّمِيْنَ قَالَ لَهُ: كَفَرْتَ بِرَبٍّ يَنْزِلُ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ فَقَالَ: آمَنتُ برب يفعل ما يشاء. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ هَذِهِ الصِّفَاتُ مِنَ الاسْتِوَاءِ وَالإِتيَانِ وَالنُّزُوْلِ، قَدْ صَحَّتْ بِهَا النُّصُوْصُ, وَنَقَلَهَا الخَلَفُ عَنِ السَّلَفِ، وَلَمْ يَتَعَرَّضُوا لَهَا بِرَدٍّ وَلاَ تَأْوِيْلٍ، بَلْ أَنْكَرُوا عَلَى مَنْ تَأَوَّلَهَا مَعَ إِصْفَاقِهِم عَلَى أَنَّهَا لاَ تُشبِهُ نُعُوْتَ المَخْلُوْقِيْنَ، وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَلاَ تَنْبَغِي المُنَاظَرَةُ وَلاَ التَّنَازُعُ فِيْهَا، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ مُحاولَةً لِلرَّدِّ عَلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ، أَوْ حَوماً عَلَى التكييف أو التعطيل. وقال في "السير" "11/ 243": قال أبو العباس السراج: مَنْ لَمْ يُقِرَّ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى يَعْجَبُ، وَيَضْحَكُ، وَيَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُوْلُ: "مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ"، فَهُوَ زِنْدِيْقٌ، كَافِرٌ يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقه، وَلاَ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَلاَ يُدْفَنُ فِي مَقَابِرِ المُسْلِمِيْنَ. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: لاَ يُكفَّرُ إِلَّا إِنْ عَلِمَ أَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ، فَإِنْ جَحَدَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَهَذَا مُعَانِدٌ -نَسْأَلُ اللهَ الهُدَى- وَإِنِ اعْتَرَفَ إِنَّ هَذَا حَقٌّ، وَلَكِنْ لاَ أَخُوضُ فِي مَعَانِيهِ، فَقَدْ أَحسَنَ، وَإِنْ آمن، وأول ذلك كله، أو تأول بعضه، فهو طريقه معروفة. وقال في "السير" "8/ 508": عن العَبَّاسُ الدُّوْرِيُّ سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ القَاسِمَ بنَ سلام -وذكر الباب يُرْوَى فِيْهِ الرُّؤْيَةُ، وَالكُرْسِيُّ مَوْضِعَ القَدَمَيْنِ1، وَضَحِكُ رَبِّنَا، وَأَيْنَ كَانَ رَبُّنَا2 -فَقَالَ: هَذِهِ أَحَادِيْثُ صِحَاحٌ، حَمَلَهَا أَصْحَابُ الحَدِيْثِ وَالفُقَهَاءُ بَعْضُهُم عَنْ بَعْضٍ، وَهِيَ عِنْدَنَا حَقٌّ لاَ نَشُكُّ فِيْهَا،

_ 1 حسن: راجع تخريجنا له في الجزء الثامن بتعليقنا رقم "588". 2 حسن: راجع تخريجنا له في الجزء الثامن بتعليقنا رقم "589".

وَلَكِن إِذَا قِيْلَ: كَيْفَ يَضْحَكُ؟ وَكَيْفَ وَضَعَ قَدَمَهُ؟ قُلْنَا: لاَ نُفَسِّرُ هَذَا، وَلاَ سَمِعْنَا أحدا يفسره. فعقب الذهبي "8/ 508-509" بقوله: قُلْتُ: قَدْ فَسَّرَ عُلَمَاءُ السَّلَفِ المُهِمَّ مِنَ الأَلْفَاظِ وَغَيْرَ المُهِمِّ، وَمَا أَبْقَوْا مُمْكِناً، وَآيَاتُ الصِّفَاتِ وَأَحَادِيْثُهَا لَمْ يَتَعَرَّضُوا لِتَأْوِيْلِهَا أَصْلاً، وَهِيَ أَهَمُّ الدِّيْنِ، فَلَو كَانَ تَأْوِيْلُهَا سَائِغاً أَوْ حَتْماً، لَبَادَرُوا إِلَيْهِ، فَعُلِمَ قَطْعاً أَنَّ قِرَاءتَهَا وإمرارها على ما جاءت هو الحق، ولا تَفْسِيْرَ لَهَا غَيْرُ ذَلِكَ، فَنُؤْمِنُ بِذَلِكَ، وَنَسْكُتُ اقتداء بالسلف، معتقدين أنها صفات الله -تعالى- استأثر الله بعلم حقائقها، ولأنها لاَ تُشْبِهُ صِفَاتِ المَخْلُوْقِينَ، كَمَا أَنَّ ذَاتَهُ المُقَدَّسَةَ لاَ تُمَاثِلُ ذَوَاتِ المَخْلُوْقِينَ، فَالكِتَابُ وَالسُّنَّةُ نَطَقَ بِهَا، وَالرَّسُوْلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلَّغَ، وَمَا تَعَرَّضَ لِتَأْوِيْلٍ مَعَ كَوْنِ البَارِي قَالَ: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النَّحْلُ: 44] ، فَعَلَيْنَا الإِيْمَانُ وَالتَّسْلِيْمُ لِلنُّصُوْصِ، وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صرَاط مُسْتَقِيْم. وقال في "السير" "12/ 186": قال أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ عَمَّارٍ الوَاعِظَ، وَقَدْ سأَلتُهُ عَنِ ابْنِ حبَّانَ، فَقَالَ: نَحْنُ أَخرجنَاهُ مِنْ سِجِسْتَانَ، كَانَ لَهُ علمٌ كَثِيْرٌ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كَبِيْرُ دينٍ، قَدِمَ علينا، فأنكر الحد لله، فأخرجناه". فعقب الذهبي "12/ 186" بقوله: قُلْتُ: إِنكَارُكُم عَلَيْهِ بدعَةٌ أَيْضاً، وَالخوضُ فِي ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يَأْذنْ بِهِ اللهُ، وَلاَ أتى نص بإثبات ذلك ولا نفيه، وَ "مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيْهِ" 1، وَتَعَالَى اللهُ أَنْ يُحدَّ أَوْ يُوصفَ إِلاَّ بِمَا وَصفَ بِهِ نَفْسَهُ، أَوْ علمه رُسلَهُ بِالمعنَى الَّذِي أَرَادَ بِلاَ مِثْل وَلاَ كَيْف {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشُّوْرَى: 11] . وقال "7/ 219": قال أبو عبيد: ما أدركنا أحدا يفسر أحاديث الصفات، ونحن لا نفسرها. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: قَدْ صَنَّفَ أَبُو عُبَيْدٍ كِتَابَ "غَرِيْبِ الحَدِيْثِ" وَمَا تَعرَّضَ لأَخْبَارِ الصِّفَاتِ الإِلَهِيَّةِ بِتَأْوِيلٍ أَبَداً، وَلاَ فَسَّرَ مِنْهَا شَيْئاً، وَقَدْ أَخَبَرَ بأنه ما لحق أحدا يفسرها,

_ 1 صحيح: راجع تخريجنا له في الجزء الثاني عشر بتعليقنا رقم "247".

فَلَو كَانَ -وَاللهِ- تَفْسِيْرُهَا سَائِغاً، أَوْ حَتماً، لأَوْشَكَ أَنْ يَكُوْنَ اهْتِمَامُهُم بِذَلِكَ فَوْقَ اهْتِمَامِهِم بِأَحَادِيْثِ الفُرُوْعِ وَالآدَابِ، فَلَمَّا لَمْ يَتعَرَّضُوا لَهَا بِتَأْوِيلٍ وَأَقَرُّوهَا عَلَى مَا وَرَدَتْ عَلَيْهِ، عُلِمَ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الحَقُّ الَّذِي لاَ حَيْدَةَ عنه. وقال في "السير" "7/ 209": كَانَتِ الأَهوَاءُ وَالبِدَعُ خَامِلَةً فِي زَمَنِ اللَّيْثِ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَالسُّنَنُ ظَاهِرَةٌ عَزِيْزَةٌ، فَأَمَّا فِي زَمَنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقَ، وَأَبِي عُبَيْدٍ، فَظَهَرَتِ البِدعَةُ، وَامْتُحِنَ أَئِمَّةُ الأَثَرِ وَرَفَعَ أَهْلُ الأَهوَاءِ رءوسهم بدخول الدولة معهم، فاحتاج العلاء إِلَى مُجَادَلَتِهِم بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ، واحتج عليهم العلماء أيضا بالمعقول، فكان الجِدَالَ، وَاشتَدَّ النِزَاعُ، وَتَوَلَّدَتِ الشُّبَهُ، نَسْأَلُ اللهَ العافية. هذه هي عقيدة شيخ الإسلام العلامة الحافظ الذهبي -رحمه الله- في صفات الله -عز وجل، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة التي كان عليها سلف الأمة الصحابة- رضي الله عنهم- ومن تابعهم خير القرون. وها هو يرد على من قال أن الإيمان مخلوق والقرآن مخلوق، يرد على هذه الأقوال المنحرفة بأنصع بيان وأشفى حجة: قال في "السير" "10/ 215": وَرد عَليَّ كِتَابٌ مِنْ نَاحِيَة شيرَازَ أَنَّ فضلك الصائغ قَالَ بنَاحِيَتهِم: إِنَّ الإِيْمَان مَخْلُوْق فَبلغنِي أَنَّهُم أخرجوه من البلد بأعوان. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: هَذِهِ مِنْ مَسَائِلِ الْفُضُول، وَالسكوتُ أَوْلَى، وَالَّذِي صَحَّ عَنِ السَّلَفِ وَعُلَمَاءِ الأَثر أَنَّ الإِيْمَان قَوْلٌ وَعملٌ، وَبلاَ رَيْبٍ أَنَّ أَعْمَالنَا مَخْلُوْقَةٌ، لِقَوْلِهِ -تَعَالَى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصَّافَاتُ: 96] ، فصحَّ أَنَّ بَعْض الإِيْمَان مَخْلُوْقٌ. وَقولُنَا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، فَمِنْ إِيْمَاننَا، فَتَلَفُّظنَا بِهَا أَيْضاً مِنْ أَعْمَالنَا. وَأَمَّا مَاهِيَّةُ الكَلِمَةِ المَلْفُوْظَةِ، فَهِيَ غَيْرُ مَخْلُوْقَةٍ، لأَنَّهَا مِنَ القُرْآن، أعاذنا الله من الفتن والهوى. وقال "10/ 271-272": قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الوَرَّاقُ: أَنَّهُ كَانَ يُورق عَلَى دَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ، وَأَنَّهُ سَمِعَهُ يُسْأَلُ عَنِ القُرَآنِ، فَقَالَ: أَمَّا الَّذِي فِي اللَّوْحِ المَحْفُوْظِ: فَغَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَأَمَّا الَّذِي هُوَ بَيْنَ النَّاسِ فمخلوق.

فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: هَذِهِ التَّفرِقَةُ وَالتَّفْصِيلُ مَا قَالَهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ، فِيمَا عَلِمْتُ، وَمَا زَالَ المُسْلِمُوْنَ عَلَى أَنَّ القُرَآنَ العَظِيْمَ كَلاَمُ اللهِ وَوَحْيُهُ وَتَنْزِيْلُهُ، حَتَّى أَظْهَرَ المَأْمُوْنَ القَوْلَ: بِأَنَّهُ مَخْلُوْقٌ، وَظَهَرَتْ مَقَالَةُ المُعْتَزِلَةِ، فَثَبَتَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَئِمَةُ السُّنَّةِ عَلَى القَوْلِ: بِأَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، إِلَى أَنْ ظَهَرَتْ مَقَالَةُ حُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ الكرابيسي، وهي: أن القرآن كلام غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَأَنَّ أَلْفَاظَنَا بِهِ مَخْلُوْقَةٌ، فَأَنْكَرَ الإِمَامُ أَحْمَدُ ذَلِكَ، وَعَدَّهُ بِدْعَةً، وَقَالَ: مَنْ قَالَ لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ، يُرِيْدُ بِهِ القُرْآنَ فهو جهمي. وقال أيضا: مَنْ قَالَ: لَفْظي بِالقُرْآنِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، فَهُوَ مُبْتَدِعٌ. فَزَجَرَ عَنِ الخَوْضِ فِي ذَلِكَ مِنَ الطَّرَفَيْنِ. وَأَمَّا دَاوُدُ فَقَالَ: القُرْآنُ مُحْدَثٌ فَقَامَ عَلَى دَاوُدَ خَلْقٌ مِن أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ، وَأَنْكَرُوا قَولَهُ وَبَدَّعُوْهُ، وَجَاءَ مِنْ بَعْدِهِ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ النَّظَرِ، فَقَالُوا: كَلاَمُ اللهِ مَعْنَىً قَائِمٌ بِالنَّفْسِ، وَهَذِهِ الكُتُبُ المُنْزَلَةُ دَالَّةٌ عَلَيْهِ، وَدَقَّقُوا وَعَمَّقُوا، فَنَسْأَلُ اللهَ الهُدَى وَاتِّبَاعَ الحَقِّ، فَالقُرْآنُ العَظِيْمُ، حُرُوْفُهُ وَمَعَانِيهُ وَأَلفَاظُهُ كَلاَمُ رَبِّ العَالِمِيْنَ، غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَتَلَفُّظُنَا بِهِ وَأَصْوَاتُنَا بِهِ مِنْ أَعْمَالنَا المَخْلُوْقَةِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "زَيِّنُوا القُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُم". وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ المَلْفُوْظُ لاَ يَسْتَقِلُّ إِلاَّ بِتَلَفُّظِنَا، وَالمَكْتُوْبُ لاَ يَنْفَكُّ عَنْ كِتَابةٍ، وَالمَتْلُو لاَ يُسْمَعُ إِلاَّ بِتِلاَوَةِ قال، صَعُبُ فَهْمُ المَسْأَلَةِ وَعَسُرَ إِفْرَازُ اللَّفْظِ الَّذِي هُوَ المَلْفُوْظُ مِنَ اللَّفْظِ الَّذِي يُعْنَى بِهِ التَّلَفُّظُ، فَالذِّهِنُ يَعْلَمُ الفَرْقَ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ هَذَا، وَالخَوْضُ فِي هَذَا خَطِرٌ -نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ فِي الدِّيْنِ- وَفِي المَسْأَلَةِ بُحُوْثٌ طَوِيْلَةٌ، الكَفُّ عَنْهَا أَوْلَى، وَلاَ سِيَّمَا فِي هَذِهِ الأزمنة المزمنة. وقال في "السير" "7/ 138": نَهَى عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَنْ يُبْنَى عَلَى القُبُوْرِ، وَلَو انْدَفَنَ النَّاسُ فِي بُيُوْتِهِم، لَصَارَتِ المَقْبَرَةُ وَالبُيُوْتُ شَيْئاً وَاحِداً، وَالصَّلاَةُ فِي المَقْبَرَةِ فمنهي عنها نهي كراهة أَوْ نَهْيَ تَحْرِيْمٍ، وَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: "أَفْضَلُ صَلاَةِ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ المَكْتُوبَةَ" 1. فَنَاسَبَ ذَلِكَ أَلاَ تُتَّخَذَ المَسَاكِنُ قُبُوراً. وَأَمَّا دَفْنُهُ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَسَلاَمُهُ- فَمُخْتَصٌّ بِهِ، كَمَا خُصَّ بِبَسطِ قَطِيْفَةٍ تَحْتَه فِي لَحْدِهِ، وَكمَا خُصَّ بِأَنْ صَلُّوا عَلَيْهِ فُرَادَى بِلاَ إِمَامٍ، فَكَانَ هُوَ إمامهم حيا وميتا في

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "731"، ومسلم "781" وقد خرجته في المصدر المشار إليه.

الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَكَمَا خُصَّ بِتَأْخَيْرِ دَفْنِهِ يَوْمَيْنِ، وَيُكْرَهُ تَأْخِيْرُ أُمَّتِهِ، لأَنَّهُ هُوَ أُمِنَ عَلَيْهِ التَّغَيُّرُ، بِخِلاَفِنَا، ثُمَّ إِنَّهُم أَخَّرُوْهُ حَتَّى صَلُّوا كُلُّهُم عَلَيْهِ، دَاخِلَ بَيْتِهِ، فَطَالَ لِذَلِكَ الأَمْرُ، وَلأَنَّهُم تَرَدَّدُوا شَطْرَ اليَوْمِ الأَوَّلِ فِي مَوْتِهِ، حَتَّى قَدِمَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ مِنَ السُّنْحِ، فهذا كان سبب التأخير. ويرد الحافظ -رحمه الله- ببيان ناصع وجواب ساطع على ترهات الصوفية وأباطيلهم وعلى أهل الحلول والاتحاد منهم: قال في "السير" "9/ 550": مَتَى رَأَيْتَ الصُّوْفِيَّ مُكِبّاً عَلَى الحَدِيْثِ، فَثِقْ بِهِ، وَمَتَى رَأَيْتَهُ نَائِياً عَنِ الحَدِيْثِ، فَلاَ تَفرَحْ بِهِ، لاَ سيِّمَا إِذَا انْضَافَ إِلَى جَهلِهِ بِالحَدِيْثِ عُكُوفٌ عَلَى تُرَّهَاتِ الصُّوْفِيَّةِ، وَرُمُوْزِ البَاطِنِيَّةِ نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ كَمَا قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: وَهَلْ أَفْسَدَ الدِّيْنَ إِلاَّ المُلُوْكُ ... وَأَحْبَارُ سوء ورهبانها وقال في "السير" "11/ 211": قال السلمي: وحكي عن الحلاج أَنَّهُ رُؤيَ وَاقفاً فِي الموقفِ، وَالنَّاسُ فِي الدُّعَاءِ وَهُوَ يَقُوْلُ: أُنزِّهك عَمَّا قَرَفَكَ بِهِ عبَادُك، وَأَبرأُ إِلَيْكَ مِمَّا وَحَّدكَ بِهِ الموحِّدُوْنَ!! فعقب الذهبي -رحمه الله- "11/ 211-212" بقوله: قُلْتُ: هَذَا عينُ الزَّنْدَقَةِ، فَإِنَّهُ تَبَرَّأَ مِمَّا وَحَّدَ اللهَ بِهِ الموحِّدُوْنَ الَّذِيْنَ هُمُ الصَّحَابَةُ وَالتَّابعُوْنَ وَسَائِرُ الأُمَّةِ، فَهَلْ وَحَّدُوهُ تَعَالَى إِلاَّ بِكلمَةِ الإِخْلاَصِ التِي قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَالَهَا مِنْ قَلْبِهِ، فقد حرم ماله ودمه". وَهِيَ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، ومحمدا رَسُوْلُ اللهِ، فَإِذَا برِئَ الصُّوْفِيُّ مِنْهَا، فَهُوَ ملعُوْنٌ زِنْدِيْقٌ، وَهُوَ صُوفِيُّ الزَّيِّ وَالظَّاهِرِ، مُتستِّرٌ بِالنَّسَبِ إِلَى العَارفينَ، وَفِي البَاطنِ فَهُوَ مِنْ صُوفيَّةِ الفَلاَسِفَةِ أَعدَاءِ الرُّسُلِ، كَمَا كَانَ جَمَاعَةٌ فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منتسبُوْنَ إِلَى صُحْبَتِهِ وَإِلَى ملَّتِهِ، وَهُم فِي البَاطنِ مِنْ مَرَدَةِ المُنَافقينَ، قَدْ لاَ يَعْرِفُهُم نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ يَعْلَمُ بِهِم قَالَ الله -تَعَالَى: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} [التَّوبَةُ: 101] ، فَإِذَا جَازَ عَلَى سَيِّدِ البشرِ أَنْ لاَ يَعْلَمَ ببَعْضِ المُنَافِقينَ وَهُم مَعَهُ فِي المَدِيْنَةِ سنوَاتٍ، فَبِالأَوْلَى أَنْ يَخفَى حَالُ جَمَاعَةٍ مِنَ المُنَافِقينَ الفَارغينَ عَنْ دينِ الإِسْلاَمِ بَعْدَهُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- عَلَى العُلَمَاءِ مِنْ أُمَّتِه، فَمَا يَنْبَغِي لَكَ يَا فَقِيْهُ أَنْ تُبَادرَ إِلَى

تكفير المسلم. إلا ببرهان قطعي، كا لاَ يسوَغُ لَكَ أَنْ تعتقدَ العِرفَانَ وَالوِلاَيَةَ فِيْمَنْ قَدْ تَبرهنَ زَغَلُهُ، وَانْهَتَكَ بَاطنُهُ وَزَنْدَقَتُه، فَلاَ هَذَا وَلاَ هَذَا، بَلِ العَدلُ أَنَّ مَنْ رَآهُ المُسْلِمُوْنَ صَالِحاً مُحسِناً، فَهُوَ كَذَلِكَ، لأنهم شهداء لله فِي أَرضِهِ، إِذِ الأُمَّةُ لاَ تَجتمعُ عَلَى ضَلاَلَةٍ، وَأَنَّ مَنْ رَآهُ المُسْلِمُوْنَ فَاجراً أَوْ مُنَافقاً أَوْ مُبْطِلاً، فَهُوَ كَذَلِكَ، وَأَنَّ مَنْ كان طائفة من الأمة تضلله، وأن طائفة مِنَ الأُمَّةِ تُثْنِي عَلَيْهِ وَتبجِّلُهُ، وَطَائِفَةٌ ثَالثَةٌ تقِفُ فِيْهِ وَتتورَّعُ مِنَ الحطِّ عَلَيْهِ، فَهُوَ مِمَّنْ يَنْبَغِي أَنْ يُعْرَضَ عَنْهُ، وَأَنْ يفوَّضَ أَمرُه إِلَى اللهِ، وَأَنَّ يُسْتَغْفَرَ لَهُ فِي الجُمْلَةِ؛ لأَنَّ إِسْلاَمَهُ أَصْليٌّ بيقينٍ, وضلالُه مشكوكٌ فِيْهِ، فَبِهَذَا تَسْتريحُ، وَيصفُو قَلْبُكَ مِنَ الغِلِّ لِلْمُؤْمِنينَ. ثمَّ اعْلمْ أَنَّ أَهْلَ القِبْلَةِ كلَّهُم، مُؤْمِنَهُم وَفَاسقَهُم, وَسُنِّيَهُم وَمُبْتَدِعَهُم -سِوَى الصَّحَابَةِ- لَمْ يُجمعُوا عَلَى مُسْلِمٍ بِأَنَّهُ سَعِيْدٌ نَاجٍ، وَلَمْ يُجمعُوا عَلَى مُسْلِمٍ بِأَنَّهُ شقيٌّ هَالكٌ, فَهَذَا الصِّدِّيقُ فردُ الأُمَّةِ، قَدْ علمتَ تَفَرُّقَهُم فِيْهِ، وَكَذَلِكَ عُمَرُ، وَكَذَلِكَ عُثْمَانُ، وَكَذَلِكَ عَلِيٌّ، وَكَذَلِكَ ابْنُ الزُّبَيْرِ, وَكَذَلِكَ الحجَّاجُ، وَكَذَلِكَ المَأْمُوْنُ، وَكَذَلِكَ بشرٌ المَرِيسِيُّ، وَكَذَلِكَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَالشَّافِعِيُّ, وَالبُخَارِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَهَلُمَّ جَرّاً مِنَ الأَعيَانِ فِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ إِلَى يَوْمكَ هَذَا، فَمَا مِنْ إِمَامٍ كَامِلٍ فِي الخَيْرِ، إِلاَّ وَثَمَّ أُنَاسٌ مِنْ جهلَةِ المُسْلِمِيْنَ وَمُبْتَدِعِيهِم يذمُّونَه، وَيحطُّونَ عَلَيْهِ، وما من رأس في البدعَةِ وَالتَّجَهُّمِ وَالرَّفضِ إِلاَّ وَلَهُ أُنَاسٌ يَنْتصرُوْنَ لَهُ, وَيَذُبُّونَ عَنْهُ، وَيدينُوْنَ بِقَولِه بِهوَىً وَجهلٍ، وَإِنَّمَا العِبْرَةُ بِقَولِ جُمْهُوْرِ الأُمَّةِ الخَالينَ مِنَ الهوَى وَالجَهْلِ، المتَّصِفِينَ بِالوَرَعِ وَالعِلْمِ. فَتَدبّرْ -يَا عَبْدَ اللهِ- نحْلَةَ الحَلاَّجِ الَّذِي هُوَ مِنْ رءوس القرَامِطَةِ، وَدعَاةِ الزَّنْدَقَةِ، وَأَنِصْفْ وَتَوَرَّعْ وَاتَّقِ ذَلِكَ، وَحَاسِبْ نَفْسكَ فَإِنْ تبرهَنَ لَكَ أَنَّ شَمَائِلَ هَذَا المَرْءِ شَمَائِلُ عدوٍّ لِلإِسْلاَمِ، مُحبٍّ للرِّئاسَةِ، حريصٍ عَلَى الظُهُوْرِ بباطلٍ وَبحقٍّ، فَتبرَّأْ مِنْ نِحْلتِه، وَإِنْ تبرهنَ لَكَ -وَالعيَاذُ بِاللهِ- أَنَّهُ كَانَ وَالحَالَةِ هَذِهِ مُحقّاً هَادِياً مهدِيّاً فَجِدِّدْ إِسْلاَمَكَ، وَاسْتغثْ بربِّكَ أَنْ يُوَفِّقَكَ لِلْحقِّ، وَأَنْ يُثَبِّتَ قَلْبَكَ عَلَى دِيْنِهِ، فَإِنَّمَا الهُدَى نُورٌ الله يقذِفُهُ اللهُ فِي قلبِ عبدِه المُسْلِمِ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، وَإِن شككتَ وَلَمْ تَعْرِفْ حَقِيقَتَهُ، وَتبرَّأَتَ مِمَّا رُمِي بِهِ، أَرحتَ نَفْسكَ، ولم يسألك الله عنه أصلا. وقال في "السير" "12/ 17-18": سئل عبد الله بن منازل الزاهد عن شيخ الصوفية أبي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ شَيْبَان القِرْمِيْسِينِيُّ زَاهدُ الجَبَل، فَقَالَ: هُوَ حُجَّةٌ الله عَلَى الفُقَرَاء، وَأَهْلِ المعاملات والآداب.

وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يتعطَّل ويتبطل، فليلزم الرخص. وَقَالَ: عِلْمُ الفَنَاء وَالبَقَاء يَدُور عَلَى إِخْلاَص الوَحْدَانيَّة، وَصحَّةِ العبوديَّة، وَمَا كَانَ غَيْرَ هَذَا فهو من المغالطة والزندقة. فعقب الذهبي -رحمه الله تعالى- "12/ 18" بقوله: قُلْتُ: صَدَقتَ وَاللهِ، فَإِنَّ الفَنَاء وَالبَقَاء مِنْ تُرَّهَات الصُّوْفِيَّة, أَطْلَقَهُ بَعْضهُم، فَدَخَلَ مِنْ بَابه كل إلحادي وكل زِنْدِيْق، وَقَالُوا: مَا سِوَى الله بَاطِلٌ فَانٍ، وَاللهِ تَعَالَى هُوَ البَاقِي، وَهُوَ هَذِهِ الكَائِنَات، وَمَا ثَمَّ شَيْء غَيْره. ويَقُوْلُ شَاعرهُم: وَمَا أَنْتَ غَيْرَ الكُون ... بَلْ أَنْتَ عَيْنُه ويَقُوْلُ آخر: وَمَا ثَمَّ إِلاَّ اللهُ لَيْسَ سِوَاهُ فَانظر إِلَى هَذَا الْمُرُوق وَالضَّلاَل، بَلْ كُلُّ مَا سِوَى الله محدَثٌ مَوْجُود، قَالَ الله -تَعَالَى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [الفرقان: 59] . وإنما أراد قدماء الصوفية الفناء نسيَانَ المخلوقَات، وَتركَهَا، وَفنَاء النَّفس عَنِ التَّشَاغُل بِمَا سِوَى الله، وَلاَ يُسَلَّمُ إِلَيْهِم هَذَا أَيْضاً، بَلْ أَمرنَا اللهُ وَرَسُوْلُه بِالتَّشَاغل بِالمخلوقَات ورؤيتها والإقبال عليها، وتعظيم خالقها قال تَعَالَى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} [الأعراف: 185] ، وقال تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [يونس: 101] ، وقال عليه السلام: "حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاء وَالطِّيب" 1. وَقَالَ: "كَأَنَّك علمتَ حُبَّنَا لِلْحم". وَكَانَ يحِبُّ عَائِشَة وَيحبُّ أَباهَا، ويحب أسامة، ويحب سبطيه، ويحب الحلواء

_ 1 حسن: أخرجه النسائي "7/ 61"، وأحمد "3/ 28"، وقد خرجته في الجزء الثاني عشر بتعليقنا رقم "19" فراجعه ثمت.

وَالعَسَل، وَيحبّ جَبَل أُحُد، وَيحبُّ وَطَنه، وَيحبُّ الأَنْصَار، إِلَى أَشيَاء لاَ تحصَى مِمَّا لاَ يغني المؤمن عنها قط. وقال في "السير" "12/ 28": قال الحَافِظ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ البصري الصوفي: عِلْمُ المعْرفَة غَيْرُ محصورٍ لاَ نهَايَة لَهُ وَلاَ لوُجُوده، وَلاَ لِذَوْقِهِ إِلَى أَنْ قَالَ -وَلَقَدْ أَحسن فِي المَقَال: فَإِذَا سَمِعْتُ الرَّجُل يَسْأَل عَنِ الجَمْع أَوِ الفَنَاء، أَوْ يُجِيْب فِيْهِمَا، فَاعلمْ أَنَّهُ فَارغٌ، لَيْسَ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ إِذْ أَهلُهمَا لاَ يَسْأَلُوْنَ عَنْهُ لِعْلمهم أنه لا يدرك بالوصف. فعقب الذهبي -رحمه الله- "12/ 28-29": قُلْتُ: إِي وَاللهِ، دقَّقُوا وَعمَّقُوا، وَخَاضُوا فِي أسرار عظيمة، ما مَعَهُم عَلَى دَعْوَاهُم فِيْهَا سِوَى ظنٍّ وَخيَالٍ، ولا الوجود لتِلْك الأَحْوَال مِنَ الفَنَاء وَالمحو وَالصَّحو وَالسُّكر إلا مجرد خطرات ووساوس، وما تفوه بعبارتهم صِدِّيْق وَلاَ صَاحِبٌ، وَلاَ إِمَامٌ مِنَ التَّابِعِيْنَ. فإن طالبتهم بدعاويهم مقتول, وَقَالُوا: مَحْجُوب، وَإِن سَلَّمت لَهُم قِيَادك تخبَّط مَا مَعَكَ مِنَ الإِيْمَان، وَهبَطَ بِك الحَال عَلَى الحَيْرَة وَالمُحَال، وَرَمَقْت العُبَّاد بِعَين المَقْت، وَأَهْل القُرْآن، وَالحَدِيْثِ بِعَين البُعْد، وَقُلْتَ: مسَاكين محجوبُوْنَ فلاَ حَوْلَ وَلاَ قوَّة إِلاَّ بِاللهِ. فَإِنَّمَا التَّصَوُّف وَالتَأَلُّه وَالسُّلوك وَالسَّيْر وَالمَحَبَّة مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرِّضَا عَنِ اللهِ، وَلزوم تَقْوَى الله، وَالجِهَادِ فِي سَبِيْل الله، وَالتَأَدُّب بآدَاب الشَّريعَة مِنَ التِّلاَوَة بترتيلٍ وَتدبُّرٍ وَالقِيَامِ بخَشْيَةٍ وَخشوعٍ، وَصَوْمِ وَقتٍ، وَإِفطَار وَقت، وَبَذْلَ المَعْرُوْف، وَكَثْرَة الإِيثَار، وَتَعْلِيم العَوَام، وَالتَّوَاضع لِلْمُؤْمِنين, وَالتعزُّز عَلَى الكَافرين، وَمَعَ هَذَا فَالله يَهْدِي مَنْ يَشَاء إِلَى صرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ. وَالعَالِمُ إِذَا عَرِيَ مِنَ التَّصوف وَالتَألُّه، فَهُوَ فَارغ، كَمَا أَنَّ الصُّوْفِيّ إِذَا عَرِيَ مِنْ عِلْمِ السُّنَّة، زَلَّ سوَاءِ السَّبيل. وَقَدْ كَانَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ مِنْ عُلَمَاء الصُّوْفِيَّة، فترَاهُ لاَ يَقْبَلُ شَيْئاً مِنِ اصطلاحات القوم إلا بحجة.

وقال في "السير" "12/ 116": قال الخلدي شَيْخ الصُّوْفِيَّة أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بن نصير: مضيتُ إِلَى عَبَّاس الدُّوْرِيّ، وَأَنَا حَدَث، فكتبتُ عَنْهُ مَجْلِساً، وَخَرَجْتُ فلقينِي صُوفيٌ، فَقَالَ: أَيشٍ هَذَا؟ فَأَريتُه فَقَالَ: وَيْحَك، تَدَعُ عِلْمَ الخِرَق، وَتَأَخذُ عِلْم الوَرَق! ثُمَّ خرَّق الأَورَاق، فَدَخَلَ كَلاَمُه فِي قلبِي, فَلم أَعدْ إِلَى عَبَّاس، ووقفت بعرفة ستا وخمسين وقفة. فعقب الذهبي بقوله: ماذا إِلاَّ صُوفيٌّ جَاهِلٌ يمزِّق الأَحَادِيْثَ النَّبويَة، وَيحُضُّ على أمر مجهول، ما أحوجه إلى العلم. وقال في "السير" "9/ 336": قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَملَى عَلَيَّ أَحْمَدُ بنُ عَاصِمٍ الحَكِيْمُ: النَّاسُ ثَلاَثُ طَبَقَاتٍ: مَطْبُوْعٌ غَالِبٌ، وهم المؤمنون فإذا غفلوا، ذكوا، وَمَطْبُوْعٌ مَغْلُوْبٌ، فَإِذَا بُصِّرُوا، أَبْصَرُوا وَرَجَعُوا بِقُوَّةِ العَقْلِ، وَمَطْبُوْعٌ مَغْلُوْبٌ غَيْرُ ذِي طِبَاعٍ، وَلاَ سبيل إلى رد هذا بالمواعظ. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: فَمَا الظَّنُّ إِذَا كَانَ وَاعِظُ النَّاسِ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ عَبْدَ بَطْنِهِ وَشَهْوَتِهِ، وَلَهُ قَلْبٌ عَرِيٌّ مِنَ الحُزْنِ وَالخَوْفِ، فَإِنِ انْضَافَ إِلَى ذَلِكَ فِسْقٌ مَكِيْنٌ، أَوِ انْحَلاَلٌ مِنَ الدِّيْنِ، فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، وَلاَ بُدَّ أَنْ يفضحه الله تعالى. وقال في "السير" "9/ 349": قال أحمد بن حنبل في هشام بن عمار: أنه طياش لأنه بلغه أَنَّهُ قَالَ فِي خُطبَتِهِ: "الحَمْدُ للهِ الَّذِي تجلى لخلقه بخلقه". فعقب الذهبي بقوله: هذه الكلمة لا ينبغي إِطْلاَقُهَا، وَإِنْ كَانَ لَهَا مَعْنَىً صَحِيْحٌ، لَكِنْ يَحْتَجُّ بِهَا الحُلُوْلِيُّ وَالاتِّحَادِيُّ، وَمَا بَلَغَنَا أَنَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- تَجَلَّى لِشَيْءٍ إِلاَّ بَجَبَلِ الطُّورِ فَصَيَّرَهُ دَكّاً. وَفِي تَجَلِّيْهِ لِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتِلاَفٌ أَنكَرَتْهُ عَائِشَةُ وَأَثْبَتَهُ ابْنُ عباس. وقال في "السير" "10/ 50": قال ابن عيينة: غضب الله داء لا دواء له. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: دواؤُهُ كَثْرَةُ الاسْتِغْفَارِ بِالأَسحَارِ، وَالتَّوبَةُ النَّصوحُ. ويبين الحافظ الذهبي فساد مذهب الفلاسفة ويحذر من كتبهم بأوجز عبارة وأخصر بيان:

قال في "السير" "14/ 270": قد ألف أبو حامد محمد بن محمد الشافعي الغزالي فِي ذَمِّ الفَلاَسِفَة كِتَاب "التهَافت" وَكَشَفَ عوَارهُم، وَوَافقهُم فِي موَاضِع ظنّاً مِنْهُ أَنَّ ذَلِكَ حقٌّ, أَوْ مُوَافِقٌ لِلملَّةِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عِلْمٌ بِالآثَار وَلاَ خِبْرَةٌ بِالسُّنَنِ النَّبويَّة القَاضِيَة عَلَى العَقْل، وَحُبِّبَ إِلَيْهِ إِدمَانُ النَّظَر فِي كِتَاب "رَسَائِلِ إِخْوَانِ الصَّفَا" وَهُوَ دَاءٌ عُضَال، وَجَرَبٌ مُرْدٍ، وَسُمٌّ قَتَّالٌ، وَلَوْلاَ أَنَّ أَبَا حَامِد مِنْ كِبَارِ الأَذكيَاء، وَخيَارِ المُخلِصينَ، لَتَلِفَ, فَالحِذَارَ الحِذَارَ مِنْ هَذِهِ الكُتُب وَاهرُبُوا بدينكُم من شبه الأوائل، وإلا وَقعتُم فِي الحَيْرَةِ فَمَنْ رَام النَّجَاةَ وَالفوز فَليلزمِ العُبُوديَّة وَليُدْمِنِ الاسْتغَاثَةَ بِاللهِ وَليبتهِلْ إِلَى مَوْلاَهُ فِي الثَّبَاتِ عَلَى الإِسْلاَمِ، وَأَنْ يُتوفَّى عَلَى إِيْمَانِ الصَّحَابَة, وَسَادَةِ التَّابِعِيْنَ، وَاللهُ الْمُوفق، فَبِحُسْنِ قَصْدِ العَالِمِ يُغْفَرُ لَهُ وَيَنجُو، إِنْ شاء الله. وقال في "السير" "12/ 185": قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ مؤلف كتاب "ذم الكلام": سمعت عبد الصمد بنِ مُحَمَّدٍ, سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: أَنكرُوا عَلَى أبي حاتم ابن حِبَّانَ قولَهُ: "النُّبُوَّةُ": "العِلْمُ وَالعملُ"، فحكمُوا عَلَيْهِ بالزندقة، وهجر، وكتب فيه إلى الخليفة، فكتب بقتله. فعقب الذهبي -رحمه الله- "12/ 185-186" بقوله: قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ غريبَةٌ، وَابنُ حِبَّانَ فَمِنْ كبارِ الأَئِمَةِ، وَلَسْنَا نَدَّعِي فِيْهِ العِصْمَةَ مِنَ الخَطَأِ، لَكِنَّ هَذِهِ الكَلِمَةَ الَّتِي أَطلقَهَا، قَدْ يُطلقُهَا المُسْلِمُ، وَيُطلقُهَا الزِّنديقُ الفيلسوفُ، فَإِطلاَقُ المُسْلِمِ لها لا ينبغي، لكن يعتذر عنه، فتقول: لَمْ يُردْ حصرَ المبتدأِ فِي الخَبَرِ، وَنظيرُ ذَلِكَ قولُهُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: "الحَجُّ عَرَفَةٌ". وَمعلومٌ أَنَّ الحَاجَّ لاَ يصيرُ بِمُجَرَّدِ الوُقُوْفِ بِعَرَفَةِ حَاجّاً، بَلْ بَقِيَ عَلَيْهِ فروضٌ وَواجبَاتٌ، وَإِنَّمَا ذكرَ مُهمَّ الحَجِّ. وَكَذَا هَذَا ذكرَ مُهمَّ النُّبُوَّةِ، إِذْ مِنْ أَكملِ صفَاتِ النَّبِيِّ كمَالُ العِلْمِ وَالعملِ، فَلاَ يَكُون أَحدٌ نَبِيّاً إِلاَّ بوجودِهِمَا، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ برَّزَ فِيْهِمَا نَبِيّاً، لأَنَّ النُّبُوَّةَ مَوْهِبَةٌ مِنَ الحَقِّ تَعَالَى، لاَ حِيْلَةَ للعبدِ فِي اكتسَابِهَا، بَلْ بِهَا يتولَّدُ العِلْمُ اللَّدُنِّيُّ وَالعملُ الصَّالِحُ. وَأَمَّا الفيلسوفُ فَيَقُوْلُ: النُّبُوَّةُ مكتسبَةٌ يُنْتجُهَا العِلْمُ وَالعملُ، فَهَذَا كفرٌ، وَلاَ يريدُهُ أَبُو حَاتِمٍ أَصلاًَ، وَحَاشَاهُ، وَإِنْ كَانَ فِي تقَاسيمِهِ مِنَ الأَقوَالِ، وَالتَّأَويلاَتِ البعيدة، والأحاديث المنكرة، وعجائب، وَقَدِ اعترفَ أَنَّ "صحيحَهُ" لاَ يقدرُ عَلَى الكشفِ مِنْهُ إِلاَّ مَنْ حِفْظَهُ، كمنْ عِنْدَهُ مصحفٌ لاَ يقدرُ عَلَى مَوْضِعِ آيَةٍ يريدُهَا منه إلا من يحفظه.

وقال في "السير" "11/ 321": قال واعظ بلخ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ العباس البلخي: ذَهَابُ الإِسْلاَمِ مِنْ أَرْبَعَةٍ لاَ يَعْملُوْنَ بِمَا يَعْلَمُوْنَ، وَيَعْمَلُوْنَ بِمَا لاَ يَعْلَمُوْنَ، وَلاَ يَتَعَلَّمُوْنَ مَا لاَ يَعلَمُوْنَ، وَيَمنَعُوْنَ النَّاسَ مِنَ العِلْمِ. فعقب الذهبي -رحمه الله- بقوله: قلت: هذه نعوت رءوس العَرَبِ وَالتُّركِ وَخَلْقٍ مِنْ جَهَلَةِ العَامَّةِ، فَلَو عَمِلُوا بِيَسِيْرِ مَا عَرَفُوا، لأَفلَحُوا وَلَوْ وَقَفُوا عن العمل بالبدعة، لَوُفِّقُوا، وَلَوْ فَتَّشُوا عَنْ دِيْنِهِم وَسَأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ -لاَ أَهْلَ الحِيَلِ وَالمَكْرِ- لَسَعِدُوا، بَلْ يُعرِضُونَ عَنِ التَّعَلُّمِ تِيْهاً وَكَسَلاً، فَوَاحِدَةٌ مِن هَذِهِ الخِلاَلِ مُرْدِيَةٌ، فَكَيْفَ بِهَا إِذَا اجْتَمَعَتْ؟! فَمَا ظَنُّكَ إِذَا انْضَمَّ إِلَيْهَا كِبْرٌ، وَفُجُورٌ، وَإِجرَامٌ وَتَجَهْرُمٌ عَلَى اللهِ؟! نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ. وقال في "السير" "11/ 393": قال زاهر بن أحمد السرخسي: لَمَّا قَرُبَ حُضُوْرُ أَجل أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيِّ فِي دَارِي بِبَغْدَادَ، دعَانِي فَأَتَيْتُه، فَقَالَ: اشهدْ عليَّ أَنِّي لاَ أَكفِّر أَحَداً مِنْ أَهْلِ القِبْلَة، لأَنَّ الكلَّ يُشيَرَوْنَ إِلَى معبودٍ وَاحِد، وإنما هذا كله اختلاف العبادات. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: وَبنحو هَذَا أَدين، وَكَذَا كَانَ شَيْخُنَا ابْنُ تيمِيَّة فِي أَوَاخِرِ أَيَّامه يَقُوْلُ: أَنَا لاَ أَكفر أَحَداً مِنَ الأُمَّة، وَيَقُوْلُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يُحَافِظُ عَلى الْوضُوء إِلاَّ مُؤْمِنٌ" 1، فَمَنْ لاَزَمَ الصَّلَوَاتِ بوضوء فهو مسلم. هذه هي عقيدة الحافظ العلامة شمس الدين الذهبي رحمه الله، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة التي كان عليها سلف الأمة الصحابة العظماء ومن تابعهم رضي الله عنهم أجمعين. ثم يبين أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلي -وكذا سائر الأنبياء- وأنه عاش أميا ومات أميا. قال في "السير" "7/ 570": النبي صلى الله عليه وسلم لا يَبْلَى، وَلاَ تَأْكلُ الأَرْضُ جَسَدَهُ، وَلاَ يَتَغَيَّرُ رِيْحُهُ، بَلْ هُوَ الآنَ -وَمَا زَالَ- أَطْيَبُ رِيْحاً مِنَ المِسْكِ وَهُوَ حَيٌّ فِي لَحْدِهِ، حَيَاةَ مِثْلِهِ فِي البَرزَخِ الَّتِي هِيَ أَكمَلُ مِنْ حَيَاةِ سَائِرِ النَّبِيِّينَ، وَحَيَاتُهُم بِلاَ رَيْبٍ أَتَمُّ وَأَشرَفُ مِنْ حَيَاةِ الشُّهدَاءِ الَّذِيْنَ هُم بنص الكتاب: {أَحْيَاءٌ عِنْدَ

_ 1 صحيح: راجع تخريجنا له في الجزء الحادي عشر بتعليقنا رقم "440".

رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آلُ عِمْرَانَ: 169] ، وَهَؤُلاَءِ حَيَاتُهُم الآنَ الَّتِي فِي عَالِمِ البَرْزَخِ حَقٌّ، وَلَكِنْ لَيْسَتْ هِيَ حَيَاةَ الدُّنْيَا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَلاَ حَيَاةَ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَلَهُم شِبْهٌ بِحَيَاةِ أَهْلِ الكَهْفِ. وَمِنْ ذَلِكَ اجْتِمَاعُ آدَمَ وَمُوْسَى لَمَّا احْتَجَّ عَلَيْهِ مُوْسَى، وَحَجَّهُ آدَمُ بِالعِلْمِ السَّابِقِ، كَانَ اجْتِمَاعُهُمَا حَقّاً، وَهُمَا فِي عَالِمِ البَرْزَخِ، وَكَذَلِكَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أخبر أنه رأى في السموات آدم، وموسى، وإبراهيم، وإدريس، وعيسى، صلى الله وسلم عليهم، وطالت محاورته مع مُوْسَى، هَذَا كُلُّه حَقٌّ، وَالَّذِي مِنْهُم لَمْ يَذُقِ المَوْتَ بَعْدُ، هُوَ عِيْسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ. فما زال نبينا طَيِّباً مُطَيَّباً، وَإِنَّ الأَرْضَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهَا أَكلُ أَجْسَادِ الأَنْبِيَاءِ، وَهَذَا شَيْءٌ سَبِيْلُهُ التَّوقِيْفُ، وَمَا عَنَّفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّحَابَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- لَمَّا قَالُوا لَهُ بِلاَ عِلْمٍ: وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْك وَقَدْ أَرَمْتَ؟ يَعْنِي: قَدْ بَلِيتَ. فَقَالَ: "إِنَّ اللهَ حَرَّمَ على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء". وقال في "السير" "11/ 116": عَنْ عَوْنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: مَا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قرأَ وَكَتَبَ1. فعقب الذهبي "11/ 116-118" بقوله: قُلْتُ: لَمْ يَرِدْ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ شَيْئاً, إِلاَّ مَا فِي "صَحِيْح البُخَارِيِّ" مِنْ أَنَّهُ يَوْمَ صُلْحِ الحُدَيْبِيَة كَتَبَ اسْمَهُ "مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ"2. وَاحتجَّ بِذَلِكَ القَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِي، وَقَامَ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ فُقَهَاء الأَنْدَلُس بِالإِنْكَار، وَبدَّعُوهُ حَتَّى كَفَّرَهُ بَعْضهُم. وَالخَطْبُ يَسِيْر، فَمَا خَرَجَ عَنْ كَونه أُمِّياً بِكِتَابَةِ اسْمه الكَرِيْم، فجَمَاعَةٌ مِنَ المُلُوك مَا عَلِمُوا مِنَ الكِتَابَة سِوَى مُجَرَّد العلاَمَة، وَمَا عدَّهُمُ النَّاسُ بِذَلِكَ كَاتِبِين، بَلْ هُم أُمِّيُّون، فَلاَ عِبْرَةَ بِالنَادرِ، وَإِنَّمَا الحكمُ للغَالِب, وَاللهُ -تَعَالَى- فَمَنْ حِكْمَتِهِ لَمْ يُلْهِم نَبِيَّه تَعَلُّمَ الكِتَابَة، وَلاَ قِرَاءة الكُتُبِ حَسْماً لمَادَةِ المُبْطِلِيْن، كَمَا قَالَ -تَعَالَى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [الْعَنْكَبُوت: 48] ، وَمَعَ هَذَا فَقَدِ افتَرَوْا وَقَالُوا: {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ} [الفرقان: 5] ، فانظر إلى قحة

_ 1 ضعيف: في إسناده مجالد، وهو ابن سعيد، أجمعوا على ضعفه. 2 صحيح: أخرجه البخاري "2698"، ومسلم "1783" من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.

المعَانِدِ، فَمَنِ الَّذِي كَانَ بِمَكَّةَ وَقتَ المَبْعثَ يَدْرِي أَخْبَارَ الرُّسْلِ وَالأُمم الخَاليَة؟ مَا كَانَ بِمَكَّةَ أَحَدٌ بِهَذِهِ الصِّفَةِ أَصلاً. ثُمَّ مَا المَانعُ مِنْ تعلُّم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابَةَ اسْمِهِ وَاسمِ أَبِيْهِ مَعَ فرط ذكَائِه، وَقوَةِ فَهمِه، وَدوَام مُجَالسته لِمَنْ يَكْتُبُ بَيْنَ يَدَيْهِ الوَحْيَ وَالكُتُبَ إِلَى مُلُوْك الطوَائِف، ثم هذا خاتمه في يده، وَنَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ1. فَلاَ يَظنُّ عَاقلٌ أَنَّهُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مَا تعقَّلَ ذَلِكَ، فَهَذَا كُلُّه يَقْتَضِي أَنَّهُ عرف كِتَابَة اسْمِه وَاسمِ أَبِيْهِ، وَقَدْ أَخبر اللهُ بِأَنَّهُ -صلوَات الله عَلَيْهِ- مَا كَانَ يَدْرِي مَا الكِتَاب ثُمَّ علمه الله ما لم يكن يعلم، ثم الكتاب صِفَةُ مَدْحٍ، قَالَ تَعَالَى: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [الْعلق: 4-5] ، فَلَمَّا بلَّغَ الرِّسَالَة، وَدَخَلَ النَّاسُ فِي دين الله أَفواجاً، شَاءَ اللهُ لنبيِّه أَنْ يَتَعَلَّم الكِتَابَة النَّادرَة الَّتِي لاَ يَخْرُج بِمثلِهَا عَنْ أَنْ يَكُوْنَ أُمِياً، ثُمَّ هُوَ القَائِلُ: "إِنَّا أُمَّةٌ أُمَيَّةٌ لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ" 2. فصدقَ إِخبارُهُ بذلك، إذا الحُكم للغَالِب، فنفَى عَنْهُ وَعَنْ أُمته الكِتَابَة وَالحِسَاب لِندُور ذَلِكَ فِيهِم وَقِلَّته، وَإِلاَّ فَقَدْ كَانَ فِيهِم كُتَّابُ الوَحِي وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَكَانَ فِيهِم مَنْ يَحسُب، وَقَالَ تَعَالَى: {وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} [الإِسرَاء: 12] . وَمِنْ عِلمهُم الفَرَائِضُ، وَهِيَ تَحتَاجُ إِلَى حِسَاب وَعَوْل، وَهُوَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فينفي عَنِ الأُمَّةِ الحِسَاب، فعَلمنَا أَنَّ المنفيَّ كمَالُ علم ذَلِكَ وَدقَائِقه الَّتِي يَقُوْم بِهَا القِبْطُ وَالأَوَائِل، فَإِنَّ ذَلِكَ مَا لَمْ يَحْتَجْ إِلَيْهِ دين الإِسْلاَم وَلله الْحَمد. فَإِنَّ القِبْطَ عَمَّقُوا فِي الحسَاب وَالجَبْر، وَأَشيَاء تُضيِّعُ الزَّمَان وَأَربَابُ الهَيْئَة تكلَّمُوا فِي سَير النُّجُوْم وَالشَّمْس وَالقَمَر، وَالكسوف وَالقِرَان3 بِأُمُور طَوِيْلَة لَمْ يَأْتِ الشَّرْعُ بِهَا، فَلَمَّا ذكر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشُّهُور وَمعرفَتَهَا بَيَّنَ أَنَّ معرفَتَهَا لَيْسَتْ بِالطُّرق الَّتِي يَفْعَلهَا المنَجِّم وَأَصْحَابُ التَّقْوِيم، وَأَنَّ ذَلِكَ لاَ نعبأُ بِهِ فِي ديننَا، وَلاَ نحسُبُ الشهرَ بِذَلِكَ أَبَداً، ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ الشهرَ بِالرُّؤْيَة فَقط، فَيَكُوْن تِسْعاً وَعِشْرِيْنَ، أَوْ بتكملَة ثَلاَثِيْنَ، فَلاَ نَحتَاجُ مَعَ الثَّلاَثِيْنَ إِلَى تكلُّف رؤية.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5875"، ومسلم "2092" "56" وقد خرجته في الجزء الحادي عشر بتعليقنا رقم "106". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1913"، ومسلم "1080" "15" وقد خرجته في الجزء الحادي عشر بتعليقنا رقم "107" فراجعه ثمت. 3 القران: يعني قران الكواكب.

وَأَمَّا الشِّعْرُ فنزَّهَهُ الله تَعَالَى عَنِ الشِّعرِ قَالَ -تَعَالَى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} [يس: 69] ، فَمَا قَالَ الشِّعر مَعَ كَثْرَتِهِ وَجُوْدَتِهِ فِي قُرَيْش، وَجَرَيَان قرَائِحِهِم بِهِ، وَقَدْ يقعُ شَيْءٌ نَادرٌ فِي كَلاَمهِ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مَوزُوناً، فَمَا صَارَ بِذَلِكَ شَاعِراً قَطُّ، كَقَوْلِه: أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ ... أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ وَقَوْله: هَلْ أَنْتِ إِلاَّ إِصْبَعٌ دَمِيْتِ ... وَفِي سَبِيْلِ الله ما لقيت وَمِثلُ هَذَا قَدْ يقعُ فِي كتب الفِقْه وَالطِّبِّ وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا يَقَع اتِّفَاقاً، وَلاَ يقصِدُهُ المُؤلِّف وَلاَ يشعرُ بِهِ، أَفَيَقُوْلُ مُسْلِمٌ قَطُّ: إِنَّ قوله تعالى: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} [سبأ: 13] ، هُوَ بَيْت؟! مَعَاذَ اللهِ وَإِنَّمَا صَادَفَ وَزناً فِي الجُمْلَةِ، وَاللهُ أَعْلَمُ. وقال في "السير" "13/ 208": المشركُون وَالكتَابيُّون وَغَيْرُهُم عَرَفُوا اللهَ -تَعَالَى- بِمعنَى أنهم لم يحجدوه، وَعَرَفُوا أَنَّهُ خَالِقُهُم، قَالَ -تَعَالَى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزُّخرف: 87] ، وَقَالَ: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [إِبْرَاهِيْم: 10] فَهَؤُلاَءِ لَمْ يُنْكِرُوا البَارِئَ، وَلاَ جحدوا الصَّانعَ، بَلْ عَرَفُوهُ، وَإِنَّمَا جَهِلُوا نُعُوتَهُ المُقَدَّسَة، وقالوا عليه ما لا يعلمون، والمؤمن يعرف رَبَّهُ بِصِفَاتِ الكَمَال، وَنفَى عَنْهُ سمَاتِ النَّقْصِ فِي الجُمْلَةِ، وآمن بِرَبِّهِ، وَكفَّ عَمَّا لاَ يعلَمُ، فَبهَذَا يتبيَّنُ لَكَ أَنَّ الكَافِر عَرَفَ اللهَ مِنْ وَجْهٍ، وَجَهِلَهُ مِنْ وُجُوه، وَالنبيُّون عرفُوا اللهَ تَعَالَى، وَبَعْضُهُم أَكملُ مَعْرِفَةً لله، وَالأَوْلِيَاءُ فَعَرفُوهُ مَعْرِفَةً جَيِّدَةً، وَلَكِنَّهَا دُوْنَ مَعْرِفَةِ الأَنْبِيَاء، ثُمَّ المُؤْمِنُوْنَ العَالِمُوْنَ بعدَهُم، ثُمَّ الصَّالِحُوْنَ دونَهُم. فَالنَّاسُ فِي مَعْرِفَةِ رَبِّهم مُتَفَاوِتُوْنَ، كَمَا أَنَّ إِيْمَانَهُم يَزِيْدُ وَيَنْقُص، بَلْ وَكَذَلِكَ الأُمَّةُ فِي الإِيْمَانِ بِنَبِيِّهم وَالمعرفَةِ لَهُ عَلَى مرَاتب، فَأَرفعُهُم فِي ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مثلاً، ثم عدد مِنَ السَّابِقِيْن، ثُمَّ سَائِر الصَّحَابَة, ثُمَّ عُلَمَاءُ التَّابِعِيْنَ، إِلَى أَنْ تَنْتَهِي المعرفَةُ بِهِ وَالإِيْمَانُ بِهِ إِلَى أَعْرَابِيٍّ جَاهِلٍ وَامْرَأَةٍ مِنْ نسَاء القرى، ودون كذلك وذلك القول في معرفة الناس لدين الإسلام. وقال في "السير" "8/ 145": قال هَارُوْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَمَّالُ: مَا رَأَيْتُ أَخْشَعَ للهِ مِنْ وَكِيْعٍ، وَكَانَ عَبْدُ المَجِيْدِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ أخشع منه.

فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: خُشُوْعُ وَكِيْعٍ مَعَ إِمَامَتِهِ فِي السُّنَّةِ، جعله مقدما، بخلاف خشوع هذا المرجئ -عبد المجيد عبد العزيز عَفَا اللهُ عَنْهُ- أَعَاذنَا اللهُ وَإِيَّاكُم مِنْ مُخَالَفَةِ السُّنَّةِ، وَقَدْ كَانَ عَلَى الإِرْجَاءِ عَدَدٌ كَثِيْرٌ مِنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ، فَهَلاَّ عُدَّ مَذْهَباً، وَهُوَ قَوْلُهُم: أَنَا مُؤْمِنٌ حَقّاً عِنْد اللهِ السَّاعَةَ مَعَ اعْتِرَافِهِم بِأَنَّهُم لاَ يَدْرُوْنَ بِمَا يموت عليهم المُسْلِمُ مِنْ كُفْرٍ أَوْ إِيْمَانٍ، وَهَذِهِ قَوْلَةٌ خَفِيْفَةٌ, وَإِنَّمَا الصَّعْبُ مِنْ قَوْلِ غُلاَةِ المُرْجِئَةِ: إِنَّ الإِيْمَانَ هُوَ الاعتِقَادُ بِالأَفْئِدَةِ، وَإِنَّ تَارِكَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، وَشَارِبَ الخَمْرِ، وَقَاتِلَ الأَنْفُسِ، وَالزَّانِيَ، وَجَمِيْعَ هَؤُلاَءِ يَكُوْنُوْن مُؤْمِنِيْنَ كَامِلِي الإِيْمَانِ، وَلاَ يَدْخُلُوْنَ النَّارَ وَلاَ يُعَذَّبُوْنَ أَبَداً. فَرَدُّوا أَحَادِيْثَ الشَّفَاعَةِ المُتَوَاتِرَةَ، وَجَسَّرُوا كُلَّ فَاسِقٍ وَقَاطِعِ طَرِيْقٍ على الموبقات نعوذ بالله من الخذلان. وقال الذهبي في "السير" "11/ 312": كل من أحب الشيخين فليس بغال، بلى مَنْ تَعَرَّضَ لَهُمَا بِشَيْءٍ مِنْ تَنَقُّصٍ فَإِنَّهُ رَافِضِيٌّ غَالٍ، فَإِنْ سَبَّ، فَهُوَ مِنْ شِرَارِ الرَّافِضَةِ، فَإِنْ كَفَّرَ، فَقَدْ بَاءَ بِالكُفْرِ، وَاسْتَحَقَّ الخزي. وقال في "السير" "12/ 419": لَيْسَ تَفْضِيْلُ عَلِيٍّ بِرَفضٍ، وَلاَ هُوَ ببدعَةٌ، بَلْ قَدْ ذَهبَ إِلَيْهِ خَلقٌ مِنَ الصَّحَابَةِ والتابعين، فكل من عثمان وعلي ذي فضل وسابقة وجهاد، وهما مُتَقَارِبَانِ فِي العِلْمِ وَالجَلاَلَة، وَلعلَّهُمَا فِي الآخِرَةِ مُتسَاويَانِ فِي الدَّرَجَةِ، وَهُمَا مِنْ سَادَةِ الشُّهَدَاءِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- وَلَكِنَّ جُمُهورَ الأُمَّةِ عَلَى تَرَجيْحِ عُثْمَانَ عَلَى الإِمَامِ عَلِيٍّ، وَإِلَيْهِ نَذْهَبُ وَالخَطْبُ فِي ذَلِكَ يسيرٌ، وَالأَفضَلُ مِنْهُمَا -بِلاَ شكٍّ- أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، مَنْ خَالفَ فِي ذَا فَهُوَ شِيعِيٌّ جَلدٌ، وَمَنْ أَبغضَ الشَّيْخَيْنِ وَاعتقدَ صِحَّةَ إِمَامَتِهِمَا فَهُوَ رَافضيٌّ مَقِيتٌ، وَمَنْ سَبَّهُمَا وَاعتقدَ أَنَّهُمَا لَيْسَا بِإِمَامَيْ هُدَى فَهُوَ من غلاة الرافضة، أبعدهم الله. وقال في "السير" "13/ 231": قَالَ ابْنُ حَزْم: الإِمَامِيَّةُ كُلُّهُم عَلَى أَنَّ القُرْآن مُبَدَّلٌ، وَفِيْهِ زيَادَةٌ وَنقصٌ سِوَى المُرْتَضَى، فَإِنَّهُ كَفَّر مَنْ قَالَ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ صَاحِباهُ أبو يعلى الطوسي، وأبو القاسم الرازي. فعقب الذهبي بقوله: وفي تواليف المرتضى -أبي طالب علي بن حسين بن موسى- سَبُّ أَصْحَابِ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ علمٍ لاَ ينفع.

هكذا يتبرأ الحافظ -رحمه الله- من سب الصحابة الكرام، وممن بدل القرآن، وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة، وما كان عليه سلف الأمة قد أبانها الحافظ في أقواله المبثوثة في هذا الكتاب العظيم وفي ردوده على أهل الزيغ والضلال بيانا ساطعا يستضيء به كل باحث عن الحق. لقد كان الحافظ الذهبي -رحمه الله- رأسا في علوم الحديث، وألف فيها كتبا كثيرة اعتمد عليها كثير من العلماء إلى يومنا هذا، وكانت له آراء حديثية هامة تهم كل عامل ومشتغل بهذا العلم الشريف، هذه الأقوال والآراء مبثوثة في كتابه "السير"، وسائر كتبه، نذكر بعض هذه الأقوال والآراء ليستضيء بها كل مشتغل بهذا العلم الجليل، وليقف القارئ على هذه المكانة السنية التي تبوأها هذا الحافظ الجليل حتى أصبح يشار إليه بالبنان بين أكابر علماء الحديث، فدونك أيها القارئ الكريم هذه الأقوال والآراء: قال في "السير" "7/ 115": قال جماعة سليمان بن حرب: سمعت حماد بن زيد يَقُوْلُ فِي قَوْلِهِ: {لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحُجُرَاتُ: 2] قَالَ: أَرَى رَفْعَ الصَّوْتِ عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ، كَرَفعِ الصَّوْتِ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ، إِذَا قُرِئَ حَدِيْثُهُ وَجَبَ عَلَيْكَ أَنْ تنصت له، كما تنصت للقرآن يعمر. وقال في "السير" "9/ 7": يَنْبَغِي لِلْمُحَدِّثِ أَنْ لاَ يُشْهِرَ الأَحَادِيْثَ الَّتِي يَتَشَبَّثُ بِظَاهِرِهَا أَعدَاءُ السُّنَنِ مِنَ الجَهْمِيَّةِ، وَأَهْلِ الأَهْوَاءِ، وَالأَحَادِيْثَ الَّتِي فِيْهَا صِفَاتٌ لَمْ تَثْبُتْ، فَإِنَّكَ لَنْ تُحَدِّثَ قَوْماً. بِحَدِيْثٍ لاَ تَبْلُغُهُ عُقُوْلُهُم، إِلاَّ كَانَ فِتْنَةً لِبَعْضِهِم، فَلاَ تَكْتُمِ العِلْمَ الَّذِي هُوَ عِلْمٌ، وَلاَ تَبْذُلْهُ لِلْجَهَلَةِ الَّذِيْنَ يَشْغَبُوْنَ عَلَيْكَ، أَوِ الَّذِيْنَ يَفْهَمُونَ مِنْهُ ما يضرهم. وقال في "السير" "9/ 22": قَالَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُوْنَ، وَدَعُوا مَا يُنْكِرُوْنَ. وَقَدْ صحَّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَتَمَ حَدِيْثاً كَثِيْراً مِمَّا لاَ يَحْتَاجُهُ المُسْلِمُ فِي دِيْنِهِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: لَوْ بَثَثْتُهُ فِيْكُم لَقُطِعَ هَذَا البُلْعُومُ. وَلَيْسَ هذا من باب كتمان العلم فِي شَيْءٍ، فَإِنَّ العِلْمَ الوَاجِبَ يَجِبُ بَثُّهُ وَنَشْرُهُ، وَيَجِبُ عَلَى الأُمَّةِ حِفْظُهُ، وَالعِلْمُ الَّذِي فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ مِمَّا يَصِحُّ إِسْنَادُهُ يَتَعَيَّنُ نقله ويتأكد

نشرهن وَيَنْبَغِي لِلأُمَّةِ نَقْلُهُ، وَالعِلْمُ المُبَاحُ لاَ يَجِبُ بَثُّهُ، وَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يَدْخُلَ فِيْهِ إِلاَّ خَوَاصُّ العُلَمَاءِ. وَالعِلْمُ الَّذِي يَحْرُمُ تَعَلُّمُهُ وَنَشْرُهُ: عِلْمُ الأَوَائِلِ، وَإِلَهِيَّاتُ الفَلاَسِفَةِ، وَبَعْضُ رِيَاضَتِهِم -بَلْ أَكْثَرُهُ- وَعِلْمُ السِّحْرِ، وَالسِّيْمِيَاءُ، وَالكِيْمِيَاءُ، وَالشَّعْبَذَةُ، وَالحِيَلُ، وَنَشْرُ الأَحَادِيْثِ المَوْضُوْعَةِ، وَكَثِيْرٌ مِنَ القَصَصِ البَاطِلَةِ أو المنكرة، وسيرة البطال المختلفة، وَأَمْثَالُ ذَلِكَ، وَرَسَائِلُ إِخْوَانِ الصَّفَا، وَشِعْرٌ يُعَرَّضُ فِيْهِ إِلَى الجَنَابِ النَّبَوِيِّ، فَالعُلُوْمُ البَاطِلَةُ كَثِيْرَةٌ جِدّاً فَلْتُحْذَرْ، وَمَنِ ابْتُلِيَ بِالنَّظَرِ فِيْهَا لِلْفُرْجَةِ وَالمَعْرِفَةِ مِنَ الأَذْكِيَاءِ فَلْيُقَلِّلْ مِنْ ذَلِكَ، وَلْيُطَالِعْهُ وَحْدَهُ وَلْيَسْتَغْفِرِ اللهَ تَعَالَى وَلْيَلْتَجِئْ إِلَى التَّوْحِيْدِ، وَالدُّعَاءِ بِالعَافِيَةِ فِي الدِّيْنِ، وَكَذَلِكَ أَحَادِيْثُ كَثِيْرَةٌ مَكْذُوْبَةٌ وَرَدَتْ فِي الصِّفَاتِ، لاَ يَحِلُّ بَثُّهَا إلا للتحذير مِنِ اعْتِقَادِهَا، وَإِنْ أَمْكَنَ إِعْدَامُهَا، فَحَسَنٌ، اللَّهُمَّ فَاحْفَظْ عَلَيْنَا إِيْمَانَنَا وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ. وقال في "السير" "7/ 458": أَكْثَرَ الأَئِمَّةُ عَلَى التَّشَدِيْدِ فِي أَحَادِيْثِ الأَحكَامِ، والترخيص قليلا، لا كل الترخيص في الفضائل والرقاق، فَيَقْبَلُوْنَ فِي ذَلِكَ مَا ضَعُفَ إِسْنَادُهُ لاَ مَا اتُّهِم رُوَاتُهُ، فَإِنَّ الأَحَادِيْثَ المَوْضُوْعَةَ وَالأَحَادِيْثَ الشَّدِيْدَةَ الوَهنِ، لاَ يَلْتَفِتُوْنَ إِلَيْهَا، بَلْ يَرْوُونَهَا لِلتَّحذِيرِ مِنْهَا، وَالهَتْكِ لِحَالِهَا، فَمَنْ دَلَّسَهَا، أَوْ غطى تباينها، فَهُوَ جَانٍ عَلَى السُّنَّةِ، خَائِنٌ للهِ وَرَسُوْلِه، فَإِنْ كَانَ يَجْهَلُ ذَلِكَ، فَقَدْ يُعْذَرُ بِالجَهْلِ، وَلَكِنْ سَلُوا أَهْلَ الذِّكرِ إِنْ كُنْتُم لاَ تعلمون. وقال في "السير" "12/ 168": كان الحفاظ يطلقون لفظة "ثقة" على الشيخ الذي سماعه بقرَاءةِ مُتْقِنٍ، وَإِثْبَاتِ عدلٍ، وَترخَّصُوا فِي تسمِيته بِالثِّقَةِ، وَإِنَّمَا الثِّقَةُ فِي عُرفِ أَئِمَّةِ النَّقْدِ كَانَتْ تقعُ عَلَى العَدْلِ فِي نَفْسِهِ، المُتْقِنُ لِمَا حَمَلَهُ، الضَابطُ لِمَا نقلَ، وَلَهُ فَهْمٌ ومعرفة بالفن، فتوسع المتأخرون. وقال في "السير" "10/ 341": قَالَ مُحَمَّدُ بنُ بَرَكَةَ الحَلَبِيّ: سَمِعْتُ عُثْمَان بن خُرَّزَاذ يَقُوْلُ: يحتَاجُ صَاحِب الحَدِيْثِ إِلَى خَمْسٍ، فَإِن عَدِمَتْ وَاحِدَةٌ فَهِيَ نقصٌ، يحتَاجُ إِلَى عقلٍ جَيِّدٍ، وَدينٍ، وَضَبطٍ، وَحذَاقَةٍ بِالصِّنَاعَة، مع أمانة تعرف منه.

فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: الأَمَانَةُ جُزء مِنَ الدِّين، وَالضَّبْطُ دَاخلٌ فِي الحِذْق، فَالَّذِي يحتَاج إِلَيْهِ الحَافِظُ أَن يَكُون تقياً ذكياً، نَحْوِيّاً لُغَوِيّاً زكياً حَيِيّاً، سَلَفياً، يَكْفِيهِ أَنْ يَكتبَ بِيَدِهِ مائَتَي مُجَلَّد، ويحصل من الدواوين المعتبرة خمسمائة مجلَّد، وَأَنَّ لاَ يَفْتُر مِنْ طَلَب العِلْم إِلَى المَمَات، بنيَّةٍ خَالصَةٍ وَتواضُعٍ، وَإِلاَّ فَلاَ يتعن. وقال في "السير" "9/ 129-130": نحن لاَ نَدَّعِي العِصْمَةَ فِي أَئِمَّةِ الجَرحِ وَالتَّعدِيلِ، لَكِنْ هُمْ أَكْثَرُ النَّاسِ صَوَاباً، وَأَنْدَرُهُمْ خَطَأً، وَأَشَدُّهُم إِنصَافاً، وَأَبْعَدُهُمْ عَنِ التَّحَامُلِ، وَإِذَا اتَّفَقُوا عَلَى تَعدِيلٍ أَوْ جَرْحٍ، فَتَمَسَّكْ بِهِ، وَاعضُضْ عَلَيْهِ بِنَاجِذَيْكَ، وَلاَ تَتَجَاوَزْهُ، فَتَنْدَمَ، وَمَنْ شَذَّ مِنْهُم، فَلاَ عِبْرَةَ بِهِ، فَخَلِّ عَنْكَ العَنَاءَ، وَأَعطِ القَوسَ بَارِيَهَا، فَوَاللهِ لَوْلاَ الحُفَّاظُ الأَكَابِرُ، لَخَطَبَتِ الزَّنَادِقَةُ عَلَى المَنَابِرِ، وَلَئِنْ خَطَبَ خَاطِبٌ مِنْ أَهْلِ البِدَعِ، فَإِنَّمَا هُوَ بِسَيفِ الإِسْلاَمِ، وَبِلِسَانِ الشَّرِيعَةِ، وَبِجَاهِ السُّنَّةِ، وَبِإِظهَارِ مُتَابَعَةِ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُوْلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ الخذلان. وقال في "السير" "10/ 104": من نظر في كلام البخاري فِي الجرحِ وَالتعديلِ عَلِمَ وَرعَهُ فِي الكَلاَمِ فِي النَّاسِ، وَإِنصَافَهُ فِيْمَنْ يُضَعِّفُهُ، فَإِنَّهُ أَكْثَر مَا يَقُوْلُ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ، سَكَتُوا عَنْهُ، فِيْهِ نظرٌ، وَنَحْو هَذَا. وَقَلَّ أَنْ يَقُوْلَ: فُلاَنٌ كَذَّابٌ، أَوْ كَانَ يَضَعُ الحَدِيْثَ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: إِذَا قُلْتُ: فُلاَنٌ فِي حَدِيْثِهِ نَظَرٌ، فهو منهم وَاهٍ. وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ: لاَ يُحَاسبُنِي اللهُ أَنِّي اغتبْتُ أَحَداً، وَهَذَا هُوَ وَاللهِ غَايَةُ الوَرَعِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ الوَرَّاقُ: سَمِعْتُهُ -يَعْنِي: البُخَارِيَّ- يَقُوْلُ: لاَ يَكُوْنُ لِي خصمٌ فِي الآخِرَةِ، فَقُلْتُ: إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَنْقِمُونَ عَلَيْكَ فِي كِتَابِ "التَّارِيْخ" وَيَقُوْلُوْنَ: فِيْهِ اغتيَابُ النَّاسِ، فَقَالَ: إِنَّمَا روينَا ذَلِكَ رِوَايَةً لَمْ نَقُلْهُ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِنَا، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بِئْسَ مَوْلَى العَشِيْرَةِ" يَعْنِي حَدِيْث عَائِشَةَ1. وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا اغتبْتُ أَحَداً قَطُّ مُنْذُ عَلِمتُ أَنَّ الغِيبَةَ تَضُرُّ أهلها. وقال الحافظ في "الميزان" "1/ 6": نقل ابن القطان أن البخاري قال: كل من قلت فيه: منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 38"، والحميدي "249"، والبخاري "6054"، "6131"، ومسلم "2591" "73" وغيرهم وقد خرجته في الموضع المشار إليه، فراجعه ثمت.

وقال في "السير" "7/ 583": كان يحيى بن سعيد القطان مُتَعَنِّتاً فِي نَقدِ الرِّجَالِ، فَإِذَا رَأَيْتَهُ قَدْ وَثَّقَ شَيْخاً، فَاعْتمِدْ عَلَيْهِ، أَمَّا إِذَا لَيَّنَ أَحَداً، فَتَأَنَّ فِي أَمرِهِ حَتَّى تَرَى قَوْلَ غَيْرِهِ فِيْهِ، فَقَدْ لَيَّنَ مِثْلَ إِسْرَائِيْلَ، وَهَمَّامٍ، وَجَمَاعَةٍ احْتَجَّ بِهِمُ الشَّيْخَانِ، وَلَهُ كِتَابٌ فِي "الضُّعفَاءِ" لَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ، يَنْقُلُ مِنْهُ ابْنُ حَزْمٍ وَغَيْرُهُ، وَيَقعُ كَلاَمُهُ فِي سُؤَالاَتِ عَلِيٍّ، وأبي حفص الصيرفي، وابن معين له. وقال في "الميزان" "1/ 61": لا يلتفت إلى قول الأزدي، فإن في لسانه في الجرح رهقا. وقال الذهبي في "الميزان": لم يجتمع اثنان من علماء هذا الشأن قط على توثيق ضعيف، ولا على تضعيف ثقة. وقال في "السير" "8/ 365": كُلُّ تَغَيُّرٍ يُوْجَدُ فِي مَرَضِ المَوْتِ، فَلَيْسَ بِقَادِحٍ فِي الثِّقَةِ، فَإِنَّ غَالِبَ النَّاسِ يَعْتَرِيْهِم فِي المَرَضِ الحَادِّ نَحْوُ ذَلِكَ، وَيَتِمُّ لَهُمْ وَقْتَ السِّيَاقِ وَقَبْلَهُ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا المَحْذُوْرُ أَنْ يَقَعَ الاخْتِلاَطُ بِالثِّقَةِ، فَيُحَدِّثُ فِي حَالِ اخْتِلاَطِهِ بِمَا يَضْطَرِبُ فِي إِسْنَادِهِ، أَوْ متنه، فيخالف فيه. وقال في "السير" "9/ 314": كل أحد يتعلل قبل موته غَالِباً وَيَمْرَضُ، فَيَبْقَى أَيَّامَ مَرَضِهِ مُتَغَيَّرَ القُوَّةِ الحَافِظَةِ، وَيَمُوْتُ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ عَلَى تَغَيُّرِهِ، ثُمَّ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَسِيْرٍ يَخْتَلِطُ ذِهنُهُ، وَيَتَلاَشَى عِلْمُهُ، فَإِذَا قَضَى زَالَ بِالمَوْتِ حِفْظُهُ، فَكَانَ مَاذَا؟ أَفَبِمِثْلِ هَذَا يُلَيَّنُ عَالِمٌ قَطُّ؟ كَلاَّ والله. وقال الحافظ في "السير" "7/ 115": المدلس دَاخِلٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آلُ عِمْرَانَ: 188] ، قُلْتُ: وَالمُدَلِّسُ فِيْهِ شَيْءٌ مِنَ الغِشِّ, وَفِيْهِ عَدَمُ نُصحٍ لِلأُمَّةِ، لاَ سِيَّمَا إِذَا دَلَّسَ الخَبَرَ الوَاهِي يُوْهِمُ أَنَّهُ صَحِيْحٌ، فَهَذَا لاَ يَحِلُّ بِوَجْهٍ، بِخِلاَفِ بَاقِي أَقسَامِ التَّدْلِيسِ، وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ عبد الوارث بن سعيد: التدليس ذل. وقال في "السير" "9/ 313": قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: إِسْحَاقُ، وَابْنُ المبارك، ومحمد ابن يحيى هؤلاء دفنوا كتبهم.

فعقب الذهبي "9/ 314" بقوله: قُلْتُ: هَذا فَعَلَهُ عِدَّةٍ مِنَ الأَئِمَّةِ، وَهُوَ دَالٌّ أَنَّهُم لاَ يَرَوْنَ نَقْلَ العِلْمِ وِجَادَةً فَإِنَّ الخَطَّ قد يَتَصَحَّفُ عَلَى النَّاقِلِ، وَقَدْ يُمكِنُ أَنْ يُزَادَ فِي الخَطِّ حَرْفٌ، فَيُغَيِّرُ المَعْنَى، وَنَحْوَ ذَلِكَ. وَأَمَّا اليَوْمَ فَقَدْ اتَّسَعَ الخَرقُ, وَقَلَّ تَحْصِيْلُ العِلْمِ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ، بَلْ وَمِنَ الكُتُبِ غَيْرِ المَغْلُوْطَةِ، وَبَعْضُ النَّقَلَةِ للمسائل قد لا يحسن أن يتهجى. وقال في "السير" "9/ 326": قال مطين: أوصى أبو كريب محمد بن العلاء بكتبه أن تدفن فدفنت. فعقب الذهبي "9/ 327" بقوله: قُلْتُ: فَعَلَ هَذَا بِكُتُبِه مِنَ الدَّفْنِ وَالغَسلِ وَالإِحرَاقِ عِدَّةٌ مِنَ الحُفَّاظِ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَظْفَرَ بِهَا مُحَدِّثٌ قَلِيْلُ الدِّيْنِ، فَيُغَيِّرَ فِيْهَا، ويزيد فيها, فينسب ذلك إلى الحفاظ، أَوْ أَنَّ أُصُوْلَه كَانَ فِيْهَا مَقَاطِيعُ وَوَاهِيَاتٌ مَا حَدَّثَ بِهَا أَبَداً، وَإِنَّمَا انْتَخَبَ مِنْ أُصُوْلِه مَا رَوَاهُ وَمَا بَقِيَ، فَرَغِبَ عَنْهُ، وَمَا وَجَدُوا لِذَلِكَ سِوَى الإِعدَامِ فَلِهَذَا وَنَحْوِهِ دفن -رحمه الله- كتبه. وقال في "السير" "6/ 594": قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ قال: دخلنا على شعيب بن أبي حمزة حَتَّى احْتُضِرَ، فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبِي، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا فَلْيَأْخُذْهَا وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِضَ، فَلْيَعرِضْ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَ, فَلْيَسْمَعْهَا مِنِ ابني، فإنه سمعها مني. فعقب عليه الذهبي "6/ 595" بقوله: قُلْتُ: فَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ عَامَّةَ مَا يَرْوِيْهِ أَبُو اليَمَانِ عَنْهُ بِالإِجَازَةِ، وَيُعَبِّرُ عَنْ ذَلِكَ: بِأَخْبَرَنَا، وَرِوَايَاتُ أَبِي اليَمَانِ عَنْهُ ثَابِتَةٌ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ"، وَذَلِكَ بِصِيغَةِ: أَخْبَرَنَا وَمَنْ رَوَى شَيْئاً مِنَ العِلْمِ بِالإِجَازَةِ عَنْ مِثْلِ شُعَيْبِ بنِ أَبِي حَمْزَةَ فِي إِتقَانِ كُتُبِهِ وَضَبطِهِ، فَذَلِكَ حُجَّةٌ عِنْدَ المُحَقِّقِيْنَ، مَعَ اشْتِرَاطِ أَنْ يَكُوْنَ الرَّاوِي بِالإِجَازَةِ ثِقَةً، ثَبْتاً أَيْضاً، فَمَتَى فُقِدَ ضُبِطَ الكِتَابُ المُجَازُ، وَإِتْقَانُهُ، وَتحَرِيْرُهُ، أَوْ إِتقَانُ المُجِيْزِ أَوِ المُجَازُ لَهُ، انحَطَّ المَروِيُّ عن رتبة الاحتجاج به. ومتى فقد الصِّفَاتُ كُلُّهَا، لَمْ تَصِحَّ الرِّوَايَةُ عِنْدَ الجُمْهُوْرِ. وَشُعَيْبٌ -رَحِمَهُ اللهُ- فَقَدْ كَانَتْ كُتُبُهُ نِهَايَةً فِي الحُسْنِ، وَالإِتقَانِ، وَالإِعْرَابِ، وَعَرَفَ

هُوَ مَا يُجِيْزُ وَلِمَنْ أَجَازَ، بَلْ رِوَايَةُ كُتُبِهِ بِالوِجَادَةِ كَافٍ فِي الحُجَّةِ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي اليَمَانِ عَنْهُ بِذَلِكَ دَلِيْلٌ عَلَى إِطْلاَقِ: أَخْبَرَنَا فِي الإِجَازَةِ كَمَا يَتَعَانَاهُ فُضَلاَءُ المُحَدِّثِيْنَ بِالمَغْرِبِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ التَّدْلِيسِ، فَإِنَّهُ يُوهِمُ أنه بالسماع. والله أعلم. وقال في "السير" "6/ 571": القَدَرِيُّ، وَالمُعْتَزِلِيُّ، وَالجَهْمِيُّ، وَالرَّافِضِيُّ إِذَا عُلِمَ صِدْقُهُ فِي الحَدِيْثِ وَتَقْوَاهُ، وَلَمْ يَكُنْ دَاعِياً إِلَى بِدْعَتِهِ، فَالَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ العُلَمَاءِ قَبُولُ رِوَايَتِهِ، وَالعَمَلِ بِحَدِيْثِهِ، وَتَرَدَّدُوا فِي الدَّاعِيَةِ، هَلْ يُؤْخَذُ عَنْهُ؟ فَذَهَبَ كَثِيْرٌ مِنَ الحُفَّاظِ إِلَى تَجَنُّبِ حَدِيْثِهِ، وَهُجْرَانِهِ. وَقَالَ بَعْضُهُم: إِذَا عَلِمْنَا صِدْقَهُ، وَكَانَ دَاعِيَةً، وَوَجَدْنَا عِنْدَهُ سُنَّةً تَفَرَّدَ بِهَا، فَكَيْفَ يَسُوغُ لَنَا تَرْكُ تِلْكَ السُّنَّةِ؟ فَجَمِيْعُ تَصَرُّفَاتِ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ تُؤْذِنُ بِأَنَّ المُبتَدِعَ إِذَا لَمْ تُبِحْ بِدعَتُه خُرُوْجَه مِنْ دَائِرَةِ الإِسْلاَمِ، وَلَمْ تُبِحْ دَمَهُ، فَإِنَّ قَبُولَ مَا رَوَاهُ سَائِغٌ. وَهَذِهِ المَسْأَلَةُ لَمْ تَتَبَرْهَنْ لِي كَمَا يَنْبَغِي، وَالَّذِي اتَّضَحَ لِي مِنْهَا: أَنَّ مَنْ دخل في بدعة, ولم يعد من رءوسها، وَلاَ أَمْعَنَ فِيْهَا، يُقْبَلُ حَدِيْثُه، كَمَا مَثَّلَ الحافظ أبو زكريا يحيى بن معين بقتادة، وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَعَبْدُ الوارث، وغيرهم، وهم يقولون بالقدر وهم ثقات، وحديثهم في كتب الإسلام لصدقهم وحفظهم. وقال في "السير" "12/ 385": كان أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ الداركي الشافعي يُتَّهَمُ بِالاِعْتِزَالِ وَكَانَ رُبَّمَا يَخْتَارُ فِي الفَتْوَى، فيُقَال لَهُ فِي ذَلِكَ، فَيَقُوْلُ: وَيْحَكمْ! حَدَّثَ فُلاَنٌ عَنْ فُلاَنٍ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا وَكَذَا، وَالأَخْذُ بِالحَدِيْثِ أَوْلَى مِنَ الأَخْذِ بِقَولِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيْفَةَ. فعقب الذهبي -رحمه الله- بقوله: هَذَا جَيِّدٌ، لَكِنْ بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ قَدْ قَالَ بِذَلِكَ الحَدِيْثِ إِمَامٌ مِنْ نُظَرَاءِ الإِمَامَيْنِ مِثْلُ مَالِكٍ، أَوْ سُفْيَانَ، أَوِ الأَوْزَاعِيِّ، وَبأَنْ يَكُونَ الحَدِيْثُ ثَابِتاً سَالِماً مِنْ عِلَّةٍ، وَبأَنْ لاَ يَكُونَ حُجَّةُ أَبِي حَنِيْفَةَ وَالشَّافِعِيِّ حَدِيْثاً صحيحاً معَارضاً للآخَرِ. أَمَّا مَنْ أَخَذَ بِحَدِيْثٍ صَحِيْحٍ وَقَدْ تنكَّبَهُ سَائِرُ أَئِمَّةِ الاِجتهَادِ، فَلاَ كَخَبَرِ: "فَإِنْ شَرِبَ فِي الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ"، وَكَحَدِيْثِ: "لعن الله السارق، يسرق البيضة، فتقطع يده". وقال في السير "السير" "11/ 83": قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ فِي "تَارِيْخِهِ" كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ إِمَاماً حَافِظاً ثبتا.

فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: هَذَا أَصحُّ، فَإِنَّ ابْنَ يُوْنُسَ حَافِظٌ يَقِظٌ، وَقَدْ أَخَذَ عَنِ النَّسَائِيِّ، وَهُوَ بِهِ عارف. ولم يكن أحد في رأس الثلاثمائة أحفظ من النسائي، وهو أَحْذَقُ بِالحَدِيْثِ وَعِلَلِهِ وَرِجَالِهِ مِنْ مُسْلِمٍ، وَمِنْ أَبِي دَاوُدَ، وَمِنْ أَبِي عِيْسَى، وَهُوَ جَارٍ فِي مِضْمَارِ البُخَارِيِّ, وَأَبِي زُرْعَةَ إِلاَّ أَنَّ فِيْهِ قَلِيْلَ تَشَيُّعٍ وَانحِرَافٍ عَنْ خُصُومِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كمُعَاوِيَةَ، وَعَمْرو، وَاللهِ يُسَامِحُهُ. وَقَدْ صَنَّفَ "مُسْنَدَ عَلِيٍّ" وَكِتَاباً حَافِلاً فِي الكُنَى، وَأَمَّا كِتَاب: "خَصَائِص عَلِيٍّ" فَهُوَ دَاخِلٌ فِي "سُنَنِهِ الكبير"، وكذلك كتاب "عمل اليوم والليلة"، وهو مجلد، وهو جملة من "السُّنَنِ الكَبِيْرِ" فِي بَعْضِ النُّسَخِ، وَلَهُ كِتَابِ "التَّفْسِيْرِ" فِي مُجَلَّدٍ، وَكِتَابِ "الضُّعَفَاءِ"، وَأَشيَاء وَالَّذِي وقع لنا من "سننه" هو الكتاب "المجتبى" مِنْهُ، انتِخَابِ أَبِي بَكْرٍ بنِ السُّنِّيّ، سَمِعْتُهُ مَلَفَّقاً مِنْ جَمَاعَةٍ سَمِعُوهُ مِنِ ابْنِ بَاقَا بِرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيِّ سَمَاعاً لِمُعْظَمِهِ، وَإِجَازَةً لِفَوْتِ لَهُ مُحَدَّدٍ فِي الأَصْلِ. قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمَدٍ الدوني، قال أخبرني القاضي أحمد بن الحسين الكار حدثنا ابن السني، عنه. وقال في "السير" "8/ 363-364": مَا فَوْقَ عَفَّانَ أَحَدٌ فِي الثِّقَةِ، وَقَدْ تَنَاكَدَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ بِإِيْرَادِهِ فِي كِتَابِ "الكَامِلِ" لكِنَّهُ أَبْدَى أَنَّهُ ذَكَرَهُ لِيَذُبَّ عَنْهُ، فَإِنَّ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ يَقُوْلُ: أَتُرَى عَفَّانُ كَانَ يَضْبِطُ عَنْ شُعْبَةَ، وَاللهِ لَوْ جَهَدَ جَهْدَهُ أَنْ يَضْبِطَ عَنْهُ حَدِيْثاً وَاحِداً مَا قَدَرَ عليه، كان بطيئا رديء الفهم. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَفَّانُ أَشْهَرُ وَأَوْثَقُ مِنْ أَنْ يُقَالَ فِيْهِ شَيْءٌ، وَلاَ أَعْلَمُ لَهُ إِلاَّ أَحَادِيْثَ مَرَاسِيْلَ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَغَيْرِهِ، وَصَلَهَا، وَأَحَادِيْثَ مَوْقُوْفَةً رَفَعَهَا، وَهَذَا مِمَّا لاَ يَنْقُصُهُ، فَإِنَّ الثِّقَةَ قَدْ يَهِمُ، وَعَفَّانُ كَانَ قَدْ رَحَلَ إِلَيْهِ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ مِنْ مِصْرَ كَانَتْ رِحْلَتُهُ إِلَيْهِ خَاصَّةً دون غيره. وقال في تذكرة الحافظ "ص979": كلمة المفيد أول ما استعملت لقبا في هذا الوقت قبل الثلاثمائة، والحافظ أعلى من المفيد في العرف، كما أن الحجة فوق الثقة. وقال في "السير" "10/ 512": ما زلنا نَسْمَعُ بِهَذَا "التَّفْسِيْر" الكَبِيْر لأَحْمَدَ عَلَى أَلْسِنَة الطَّلَبَة وَعُمْدَتَهُم حِكَايَةُ ابْنِ المُنَادِي

هَذِهِ، وَهُوَ كَبِيْرٌ قَدْ سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ وَعَبَّاس الدُّوْرِيّ، وَمن عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ، لَكِنْ مَا رأَينَا أَحَداً أَخْبَرَنَا عَنْ وَجودِ هذا "التفسير"، ولا بعضه أو كُرَّاسَة مِنْهُ، وَلَوْ كَانَ لَهُ وَجود، أَوْ لِشَيْءٍ مِنْهُ لَنَسَخُوهُ، وَلاعتَنَى بِذَلِكَ طلبَةُ العِلْم، وَلَحَصَّلُّوا ذَلِكَ، وَلنُقِل إِلَيْنَا، وَلاشْتُهِرَ، وَلَتَنَافَسَ أَعيَانُ البَغْدَادِيِّيْنَ فِي تَحصِيله، وَلَنَقَل مِنْهُ ابْنُ جَرِيْر فَمَنْ بَعْدَهُ فِي تفَاسيرِهِم، وَلاَ -وَاللهِ- يَقْتَضِي أَنْ يَكُوْنَ عِنْد الإِمَام أَحْمَد فِي التَّفْسِيْر مائَة أَلْف وَعِشْرُوْنَ أَلف حَدِيْث، فَإِنَّ هَذَا يَكُون فِي قدر "مُسْنَده" بَلْ أَكْثَر بِالضَّعْف، ثُمَّ الإِمَام أَحْمَد لَوْ جَمَعَ شَيْئاً فِي ذَلِكَ، لكَانَ يَكُوْنُ مُنَقَّحاً مهذَّباً عَنِ المشَاهير، فَيَصْغُر لِذَلِكَ حَجْمه، وَلكَانَ يَكُوْنُ نَحْواً مِنْ عَشْرَة آلاَف حَدِيْث بِالجَهْد، بَلِ أَقلّ. ثُمَّ الإِمَام أَحْمَد كَانَ لاَ يرَى التَّصْنِيْف، وَهَذَا كِتَاب "المُسْنَد" لَهُ لَمْ يصنِّفه هُوَ، وَلاَ رتَّبه، وَلاَ اعتنَى بتَهْذِيْبه، بَلْ كَانَ يَرْوِيْهِ لولده نسخا وأجزاء ويأمره: أن أضع هَذَا فِي مُسْنَدِ فُلاَن، وَهَذَا فِي مُسْنَد فُلاَن، وَهَذَا التَّفْسِيْر لاَ وُجود لَهُ، وَأَنَا أَعْتَقِدُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ، فَبغدَاد لَمْ تَزَل دَارَ الخُلَفَاء، وَقُبَّةَ الإِسْلاَم، وَدَارَ الحَدِيْث, وَمحلَّةَ السُّنَن، وَلَمْ يَزَلْ أَحْمَد فِيْهَا مُعَظَّماً فِي سَائِرِ الأَعصَار، وَلَهُ تَلاَمِذَةٌ كِبَار، وَأَصْحَابُ أَصْحَابٍ، وهلم جرا إلى الأمس حِيْنَ اسْتبَاحَهَا جَيْشُ المَغُول، وَجَرَت بِهَا مِنَ الدِّمَاء سُيول، وَقَدِ اشْتُهِرَ بِبَغْدَادَ "تَفْسِيْر" ابْن جَرِيْرٍ، وَتَزَاحَمَ عَلَى تَحْصِيله العُلَمَاء، وَسَارَتْ بِهِ الرُّكْبَان، وَلَمْ نعرِف مثلَه فِي مَعْنَاهُ، وَلاَ أُلِّف قبلَه أَكبَرُ مِنْهُ، وَهُوَ فِي عِشْرِيْنَ مُجَلَّدَةً، وَمَا يحْتَمل أَنْ يَكُوْنَ عِشْرِيْنَ أَلْف حَدِيْث، بَلْ لَعَلَّهُ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلف إِسْنَادٍ، فخذه، فعده إن شئت. وقال في "السير" "7/ 116": لاَ أَعْلَمُ بَيْنَ العُلَمَاءِ نِزَاعاً فِي أَنَّ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ مِنْ أَئِمَّةِ السَّلَفِ، وَمِنْ أتقن الحفاظ وأعدمهم غلظا على سعة ما روى رحمه الله. وقال في "السير" "7/ 107": كان حماد بن سلمة بَحْراً مِنْ بُحُورِ العِلْمِ، وَلَهُ أَوهَامٌ فِي سَعَةِ مَا رَوَى، وَهُوَ صَدُوْقٌ، حُجَّةٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ- وَلَيْسَ هُوَ فِي الإِتقَانِ كَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَتَحَايدَ البُخَارِيُّ إِخرَاجَ حَدِيْثِهِ، إِلاَّ حَدِيْثاً خَرَّجَه فِي الرِّقَاقِ، فَقَالَ: قَالَ لِي أَبُو الوَلِيْدِ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيٍّ، وَلَمْ يَنحَطَّ حَدِيْثُه عَنْ رُتْبَةِ الحَسَنِ. وَمُسْلِمٌ رَوَى لَهُ فِي الأُصُوْلِ، عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ، لِكَوْنِهِ خَبِيْراً بهما.

وقد عقد الحافظ فصلا في غاية الأهمية في التمييز بين الحمادين، حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، والسفيانين سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة لن يجده الباحث في مكان غير هذا الكتاب، فقال -رحمه الله- في السير" "7/ 118": فَصْلٌ: اشْتَرَكَ الحَمَّادَانِ فِي الرِّوَايَةِ عَنْ كَثِيْرٍ مِنَ المَشَايِخِ، وَرَوَى عَنْهُمَا جَمِيْعاً جَمَاعَةٌ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ فَرُبَّمَا رَوَى الرَّجُل مِنْهُم عَنْ حَمَّادٍ، لَمْ يَنْسِبْهُ، فَلاَ يُعْرَفُ أَيُّ الحَمَّادَيْنِ هُوَ إلا بقرينة، فإن عرى السند عن القَرَائِنِ، وَذَلِكَ قَلِيْلٌ لَمْ نَقطَعْ بِأَنَّهُ ابْنُ زَيْدٍ، وَلاَ أَنَّهُ ابْنُ سَلَمَةَ، بَلْ نَتَرَدَّدُ، أَوْ نُقدِّرُه ابْنَ سَلَمَةَ، وَنَقُوْلُ: هَذَا الحَدِيْثُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، إِذْ مُسْلِمٌ قَدِ احْتَجَّ بِهِمَا جَمِيْعاً. فَمِنْ شُيُوْخِهِمَا مَعاً: أَنَسُ بنُ سِيْرِيْنَ، وَأَيُّوْبُ، وَالأَزْرَقُ بنُ قَيْسٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ سُوَيْدٍ، وَبُرْدُ بنُ سِنَانٍ، وَبِشْرُ بنُ حَرْبٍ، وَبَهْزُ بنُ حَكِيْمٍ، وَثَابِتٌ، وَالجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، وَخَالِدٌ الحَذَّاءُ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَالجُرَيْرِيُّ، وَشُعَيْبُ بنُ الحَبْحَابِ، وَعَاصِمُ بنُ أبي النجود، وابن عون، وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَعَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ، وَمَطَرٌ الوَرَّاقُ، وَأَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ, وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَهِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عَتِيْقٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ. وَحَدَّثَ عَنِ الحَمَّادَيْنِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَوَكِيْعٌ، وَعَفَّانُ، وَحَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ وَشَيْبَانُ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيُّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، وَأَبُو النُّعْمَانِ عَارِمٌ، وَمُوْسَى بن إسماعيل -لكن ماله عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ- وَمُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَهُدْبَةُ، وَيَحْيَى بنُ حَسَّانٍ، وَيُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، وَغَيْرُهُم. وَالحُفَّاظُ المُخْتَصُّوْنَ بِالإِكثَارِ، وَبِالرِّوَايَةِ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ: بَهْزُ بنُ أَسَدٍ، وَحِبَّانُ بنُ هِلاَلٍ، وَالحَسَنُ الأَشْيَبُ، وَعُمَرُ بنُ عَاصِمٍ. وَالمُخْتَصُّوْنَ بِحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، الَّذِيْنَ مَا لَحِقُوا ابْنَ سَلَمَةَ، فَهُم أَكْثَرُ وَأَوضَحُ: كَعَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ المِقْدَامِ، وَبِشْرِ بنِ مُعَاذٍ العَقَدِيِّ، وَخَالِدِ بنِ خِدَاشٍ، وَخَلَفِ بنِ هِشَامٍ، وَزَكَرِيَّا بنِ عَدِيٍّ، وَسَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، وَأَبِي الرَّبِيْعِ الزهراني، والقواريري، وعمرو بن عوف، وَقُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيِّ, وَلُوَيْنَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ الطَّبَّاعِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، وَمُسَدَّدٍ، وَيَحْيَى بنِ حَبِيْبٍ، وَيَحْيَى بنِ يَحْيَى التَّمِيْمِيِّ، وَعِدَّةٍ من أقرانهم

فَإِذَا رَأَيتَ الرَّجُلَ مِنْ هَؤُلاَءِ الطَّبَقَةِ قَدْ رَوَى عَنْ حَمَّادٍ وَأَبْهَمَهُ، عَلِمتَ أَنَّهُ ابْنُ زَيْدٍ، وَأَنَّ هَذَا لَمْ يُدرِكْ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ، وَكَذَا إِذَا رَوَى رَجُلٌ مِمَّنْ لَقِيَهُمَا، فَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، وَسَكَتَ، نَظَرَتَ فِي شَيْخِ حَمَّادٍ مَنْ هُوَ؟ فَإِنْ رَأَيتَهُ مِنْ شُيُوْخِهِمَا عَلَى الاشْتِرَاكِ، تَردَّدْتَ، وَإِنْ رَأَيتَه مِنْ شُيُوْخِ أَحَدِهِمَا عَلَى الاخْتِصَاصِ وَالتَّفرُّدِ، عَرَفْتَه بِشُيُوْخِه المُخْتَصِّيْنَ بِهِ، ثُمَّ عَادَةُ عَفَّانَ لاَ يَرْوِي عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ إِلاَّ وَيَنسِبُهُ, وَرُبَّمَا رَوَى عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ فَلاَ يَنسِبُهُ، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ حَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، وَهُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، فَأَمَّا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، فَعَلَى العَكْسِ مِنْ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ عَارِمٌ يَفْعَلُ، فَإِذَا قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ, وَمَتَى قَالَ مُوْسَى التَّبُوْذَكِيُّ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فَهُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، فَهُوَ راويته وَاللهُ أَعْلَمُ. وَيَقَعُ مِثْلُ هَذَا الاشْتِرَاكِ سَوَاءً فِي السُّفْيَانَيْنِ, فَأَصْحَابُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ كِبَارٌ قُدَمَاءُ، وَأَصْحَابُ ابْنِ عُيَيْنَةَ صِغَارٌ، لَمْ يُدْرِكُوا الثَّوْرِيَّ، وَذَلِكَ أَبْيَنُ، فَمَتَى رَأَيتَ القَدِيْمَ قَدْ رَوَى، فقال حدثنا سفيان، وأبهم، فهو الثوري، هم كَوَكِيْعٍ وَابْنِ مَهْدِيٍّ وَالفِرْيَابِيِّ وَأَبِي نُعَيْمٍ. فَإِنَّ رَوَى وَاحِدٌ مِنْهُم عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ بَيَّنَهُ، فَأَمَّا الَّذِي لَمْ يَلْحَقِ الثَّوْرِيَّ، وَأَدْرَكَ ابْنَ عُيَيْنَةَ، فَلاَ يَحْتَاجُ أَنْ يَنْسِبَهُ، لِعَدَمِ الإِلْبَاسِ فعليك بمعرفة طبقات الناس. وقال في "السير" "10/ 374": عن ابْنِ مَاجَهْ قَالَ: عَرَضْتُ هَذِهِ "السُّنَنَ" عَلَى أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ، فَنَظَر فِيْهِ، وَقَالَ: أَظُنُّ إِنْ وَقَعَ هَذَا فِي أَيْدِي النَّاسِ تَعَطَّلَتْ هَذِهِ الجَوَامِعُ، أَوْ أَكْثَرُهَا، ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّ لاَ يَكُونُ فِيْهِ تَمَامُ ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً، مِمَّا في إسناده ضعف، أو نحو ذا. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: قَدْ كَانَ ابْنُ مَاجَهْ حَافِظاً نَاقِداً صادقا، واسع العلم، وغنما غَضَّ مِنْ رُتْبَةِ "سُنَنِهِ" مَا فِي الكِتَابِ مِنَ المَنَاكِيْرِ، وَقَلِيْلٌ مِنَ المَوْضُوْعَاتِ، وَقَوْلُ أَبِي زُرْعَةَ -إِنْ صَحَّ- فَإِنَّمَا عَنَى بِثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً؛ الأحاديث المطروحة السَّاقِطَةِ، وَأَمَّا الأَحَادِيْث الَّتِي لاَ تَقُوْمُ بِهَا حجة فكثيرة، لعلها نحو الألف. وقال في "السير" "10/ 179": لَيْسَ فِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" مِنَ العوَالِي إِلاَّ مَا قلَّ، كَالقَعْنَبِيّ عَنْ أَفلح بن حُمَيْد، ثُمَّ حَدِيْث حَمَّاد بن سَلَمَةَ، وَهَمَّام، وَمَالِك، وَاللَّيْث، وَلَيْسَ فِي الكِتَاب حَدِيْث عَال لشُعْبَة، ولا للثوري، ولا لإسرائيل، وهو كِتَاب نَفِيس كَامِل فِي مَعْنَاهُ، فَلَمَّا رَآهُ الحافظ أُعجبُوا بِهِ، وَلَمْ

يَسْمَعُوهُ لِنُزُولِهِ، فعمدُوا إِلَى أَحَادِيْث الكِتَاب، فسَاقوهَا مِنْ مرويَّاتِهم عَالِيَة بدرجَة وَبِدَرَجَتَيْنِ، وَنَحْو ذَلِكَ, حَتَّى أَتَوا عَلَى الجَمِيْع هَكَذَا، وَسَمَّوهُ: "الْمُسْتَخْرج عَلَى صَحِيْح مُسْلِم". فعلَ ذَلِكَ عِدَّة مِنْ فُرْسَان الحَدِيْث، مِنْهُم: أَبُو بكر مُحَمَّد بن محمد بن رجاء، وأبو عوانة يعقوب بن إِسْحَاقَ الإِسْفَرَايِيْنِي -وَزَاد فِي كِتَابِهِ متوناً مَعْرُوْفَة بَعْضهَا لَيِّنٌ- وَالزَّاهِدُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بن حمدون الحِيْرِيّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ حَسَّان بن مُحَمَّدٍ الفَقِيْه، وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الشَّاركِي الهَرَوِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ زَكَرِيَّا الجوزقِي، وَالإِمَامُ أَبُو عَلِيٍّ المَاسَرْجِسِي، وَأَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَد بن عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الأصبهاني، وآخرون لا يحضرني ذكرهم الآن. وقال في "السير" "10/ 181": مسلم بن الحجاج -لحدة في خلقه- انحرف عَنِ البُخَارِيّ، وَلَمْ يَذْكُر لَهُ حَدِيْثاً، وَلاَ سَمَّاهُ فِي "صَحِيْحِهِ"، بَلِ افتَتَح الكِتَاب بِالحط عَلَى مَنْ اشْترط اللُّقِي لِمَنْ رَوَى عَنْهُ بصيغَة: عَنْ، وَادَّعَى الإِجْمَاع فِي أَنَّ المعَاصرَة كَافيَةٌ، وَلاَ يتَوَقَّف فِي ذَلِكَ عَلَى العِلْم بِالتقَائِهِمَا، وَوبخ مِنِ اشْترط ذَلِكَ. وَإِنَّمَا يَقُوْلُ ذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيّ، وَشَيْخه عَلِيّ بن المَدِيْنِيِّ، وَهُوَ الأَصوب الأَقْوَى. وَلَيْسَ هَذَا موضع بسط هذه المسألة. وقال في "السير" "10/ 182": قال الحَاكِمُ: أَرَادَ مُسْلِم أَنْ يخرج "الصَّحِيْح" عَلَى ثَلاَثَة أَقسَام، وَعَلَى ثَلاَث طَبَقَات مِنَ الرُّوَاة، وَقَدْ ذَكَرَ هَذَا فِي صَدْر خطبَته، فَلَمْ يقدّر لَهُ إِلاَّ الفرَاغ مِنَ الطَّبَقَة الأُوْلَى، وَمَاتَ ثُمَّ ذكر الحَاكِم مَقَالَة هِيَ مُجَرّد دعوَى. فَقَالَ: إِنَّهُ لاَ يَذْكُر مِنَ الأَحَادِيْث إِلاَّ مَا رَوَاهُ صحَابِي مَشْهُوْر لَهُ رَاويَان ثِقَتَانِ فَأَكْثَر ثُمَّ يَرْوِيْهِ عَنْهُ أَيْضاً رَاويَان ثِقَتَانِ فَأَكْثَر، ثُمَّ كَذَلِكَ مِنْ بَعْدهُم. فَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الجَيَّانِي: المرَاد بِهَذَا أَنَّ هَذَا الصَّحَابِيّ أَوْ هَذَا التَّابِعِيّ قَدْ رَوَى عَنْهُ رَجُلاَنِ، خَرَجَ بِهِمَا عَنْ حدّ الجهَالَة. قَالَ القَاضِي عِيَاض: وَالَّذِي تَأَوّله الحَاكِم عَلَى مُسْلِم من اخترام المنيَة لَهُ قَبْل اسْتيفَاء غَرَضه إِلاَّ مِنَ الطَّبَقَة الأُوْلَى، فَأَنَا أَقُوْل: إِنَّك إِذَا نظرت فِي تَقْسِيم مُسْلِم فِي كِتَابِهِ الحَدِيْث عَلَى ثَلاَث طَبَقَات مِنَ النَّاس عَلَى غَيْر تكرَار، فَذَكَرَ أَنَّ الْقسم الأَوّل حَدِيْث الحُفَّاظ، ثُمَّ قَالَ: إِذَا انقضَى هَذَا، أَتبعته بأَحَادِيْث مَنْ لَمْ يُوصف بِالحذق وَالإِتْقَان. وَذكر أَنَّهُم لاَحقُوْنَ بالطبقة

الأُوْلَى، فَهَؤُلاَءِ مَذْكُوْرُوْنَ فِي كِتَابِهِ لِمَنْ تدبر الأَبْوَاب. وَالطَّبَقَة الثَّانِيَة: قَوْم تَكَلَّمَ فِيْهِم قَوْم، وَزكَّاهُم آخرُوْنَ، فَخَرَجَ حَدِيْثهُم عَمَّنْ ضعّف أَوِ اتهُم بِبدعَة، وَكَذَلِكَ فعل البُخَارِيّ. ثُمَّ قَالَ القَاضِي عِيَاض: فعِنْدِي أَنَّهُ أَتَى بطَبَقَاتِهِ الثَّلاَث في كتابه، وطرح الطبقة الرابعة. فعقب الذهبي "10/ 182-183" بقوله: قُلْتُ: بَلْ خَرَّجَ حَدِيْث الطَّبَقَة الأُوْلَى، وَحَدِيْث الثَّانِيَة إِلاَّ النَّزْر القَلِيْل مِمَّا يَسْتَنكره لأَهْلِ الطَّبَقَة الثَّانِيَة. ثُمَّ خَرَجَ لأَهْلِ الطَّبَقَة الثَّالِثَة أَحَادِيْث لَيْسَتْ بِالكَثِيْرَة فِي الشوَاهد وَالاعتبَارَات وَالمتَابعَات، وَقلَّ أَن خَرَّجَ لَهُم فِي الأُصُوْل شَيْئاً، وَلَوِ اسْتوعبت أَحَادِيْث أَهْل هَذِهِ الطَّبَقَة فِي "الصَّحِيْحِ", لجَاءَ الكِتَاب فِي حجم مَا هُوَ مَرَّةً أُخْرَى، وَلنزل كِتَابهُ بِذَلِكَ الاسْتيعَاب عَنْ رُتْبَة الصّحَّة، وَهُم كعَطَاء بن السَّائِبِ، وَلَيْث, وَيَزِيْد بن أَبِي زِيَادٍ, وَأَبَان بن صمعَة، وَمُحَمَّد بن إِسْحَاقَ وَمُحَمَّد بن عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ وَطَائِفَة أَمْثَالهم فَلَمْ يخرج لَهُم إِلاَّ الحَدِيْث بَعْد الحَدِيْث إِذَا كَانَ لَهُ أَصْل وَإِنَّمَا يَسُوق أَحَادِيْث هَؤُلاَءِ وَيُكثر مِنْهَا أَحْمَد في "مسنده"، وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ وَغَيْرهُم فَإِذَا انحطُوا إِلَى إِخْرَاج أَحَادِيْث الضُّعَفَاء الَّذِيْنَ هُم أَهْل الطَّبَقَة الرابعة، اختاروا منها، لم يَسْتَوعبُوهَا عَلَى حسب آرَائِهِم وَاجْتِهَادَاتهم فِي ذَلِكَ. وَأَمَّا أَهْل الطَّبَقَة الخَامِسَة، كمن أُجمع عَلَى اطرَاحه وَتركه لعدم فَهمه وَضَبطه، أَوْ لِكَوْنِهِ مُتهماً، فَينْدر أَنْ يخرّج لَهُم أَحْمَد، وَالنَّسَائِيّ. وَيورد لَهُم أَبُو عِيْسَى فَيُبَيِّنهُ بِحَسب اجْتِهَاده، لَكِنَّه قَلِيْل. وَيورد لَهُم ابْن مَاجَهْ أَحَادِيْث قَلِيْلَة وَلاَ يبين وَاللهُ أَعْلَمُ. وَقلّ مَا يُورد مِنْهَا أَبُو دَاوُدَ فَإِنْ أَورد بَيْنَهُ فِي غَالِب الأَوقَات. وَأَمَّا أَهْل الطَّبَقَة السَّادِسَة: كغلاَة الرَّافِضَة، وَالجَهْمِيَّة الدعَاة، وَكَالكَذَّابين وَالوضَّاعِين، وَكَالمَتْرُوْكِيْنَ المهتوكين، كعمر بن الصبح, ومحمد بن المصلوب, ونوح بن أبي مريم، وأحمد ابن الجُويبارِي, وَأَبِي حُذَيْفَةَ البُخَارِيّ، فَمَا لَهُم فِي الكُتُب حَرْف مَا عدَا عُمَر, فَإِنَّ ابْنَ مَاجَهْ خَرَّجَ لَهُ حَدِيْثاً وَاحِداً1 فَلَمْ يُصب. وكذا خرج ابن ماجه للواقدي حديث واحدا، فدلس اسمه وأبهمه2.

_ 1، 2 راجع تعليقنا رقم "186"، "187" في الجزء العاشر "ص183".

وقال في "السير" "9/ 284": في الصحيحين أحاديث قليلة فِي "المُسْنَدِ"، لَكِنْ قَدْ يُقَالُ: لاَ تَرِدُ على قولهن فَإِنَّ المُسْلِمِيْنَ مَا اخْتَلَفُوا فِيْهَا ثُمَّ مَا يَلزَمُ مِنْ هَذَا القَوْلِ: أَنَّ مَا وُجِدَ فِيْهِ أَنْ يَكُوْنَ حُجَّةً، فَفِيْهِ جُمْلَةٌ مِنَ الأحاديث الضعيفة ما يَسُوغُ نَقلُهَا، وَلاَ يَجِبُ الاحْتِجَاجُ بِهَا، وَفِيْهِ أَحَادِيْثُ مَعْدُوْدَةٌ شِبْهُ مَوْضُوْعَةٍ، وَلَكِنَّهَا قَطْرَةٌ فِي بَحرٍ وَفِي غُضُوْنِ "المُسْنَدِ" زِيَادَاتٌ. جَمَّةٌ لِعَبْدِ الله بن أحمد. وقال الحافظ في "السير" "14/ 276": كتاب "إحياء علوم الدين" لأبي حامد الغزالي فيه من الأحاديث الباطلة جملة، وفيه خير كَثِيْر لَوْلاَ مَا فِيْهِ مِنْ آدَاب وَرسوم وزهد من طرائف الحكمَاء وَمُنحَرِفِي الصُّوْفِيَّة، نَسْأَل اللهَ عِلْماً نَافِعاً، تَدْرِي مَا العِلْمُ النَّافِع؟ هُوَ مَا نَزل بِهِ القُرْآنُ، وَفسَّره الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلاً وَفعلاً، وَلَمْ يَأْت نَهْي عَنْهُ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: "مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي" 1 فَعَلَيْك يَا أَخِي بتدبُّر كِتَاب اللهِ، وَبإِدمَان النَّظَر فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" و"سنن النسائي"، و"رياض النواوي" و"أذكاره"، تُفْلِحْ وَتُنْجِحْ، وَإِيَّاكَ وَآرَاءَ عُبَّادِ الفَلاَسِفَة، وَوظَائِفِ أهل الرياضات، وجوع الرهبان، وخطاب طيش رءوس أَصْحَابِ الخلوَات، فُكُلُّ الخَيْر فِي مُتَابعَة الحنِيفِيَة السَّمحَة، فَواغوثَاهُ بِاللهِ. اللَّهُمَّ اهدِنَا إِلَى صرَاطك المستقيم. وقال في "السير" "14/ 277": قَالَ أَبُو الفَرَجِ ابْن الجَوْزِيّ: صَنَّفَ أَبُو حَامِدٍ "الإِحيَاء" وَملأَه بِالأَحَادِيْث البَاطِلَة، وَلَمْ يَعلم بطلاَنهَا، وَتَكلّم عَلَى الْكَشْف وَخَرَجَ عَنْ قَانُوْنِ الفِقْه وَقَالَ: إِنَّ المُرَادَ بِالكَوْكَب وَالقَمَر وَالشَّمْس اللوَاتِي رَآهن إِبْرَاهِيْم أَنوَار هِيَ حُجُبُ الله عَزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ يُرد هَذِهِ المَعْرُوْفَات! وَهَذَا مِنْ جنس كَلاَمِ البَاطِنِيَّة، وَقَدْ ردَّ ابْنُ الجَوْزِيّ عَلَى أَبِي حَامِد فِي كِتَابِ "الإِحيَاء" وبين خطأ في مجلدات، سماه كتاب "الأحياء". وقال في "السير" "12/ 187": قَرَأْتُ بخطِّ الحَافِظِ الضِّيَاءِ فِي جُزءٍ علَّقَهُ مآخِذَ عَلَى كِتَابِ ابْنِ حِبَّانَ فَقَالَ فِي حديث أنس

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5063"، ومسلم "1401"، والنسائي "6/ 60"، وأحمد "3/ 241، 259، 285" من حديث أنس بن مالك.

فِي "الوصَالِ"1: فِيْهِ دليلٌ عَلَى أَنَّ الأَخبارَ الَّتِي فِيْهَا وضعُ الحَجَرِ عَلَى بطنِهِ مِنَ الجوع كلها بواطيل، وإنما معناها الحجر، وَهُوَ طرفُ الرِّدَاءِ، إِذ اللهُ يُطعمُ رسولَهُ، وما يغني الحجر من الجوع2. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: فَقَدْ سَاقَ فِي كِتَابِهِ حَدِيْثَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي خُرُوْجِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنَ الجوعِ، فلقِيَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ. فَقَالَ: "أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا" فدلَّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يُطعَمُ وَيُسقَى فِي الوصَالِ خَاصَّةً. وَقَالَ فِي حَدِيْثِ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: "أَصُمْتَ مِنْ سررِ شَعْبَانَ شَيْئاً؟ ". قَالَ: لاَ قَالَ: "إِذَا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمِينِ" 3 فَهَذِهِ لفظَةُ استخبار، يريد الإعلام ينفي جواز ذلك كالمنكر عَلَيْهِ لَوْ فعلَهُ، كقولِهِ لعَائِشَةٍ: "تَسْتُرينَ الجُدُرَ" 4، وَأَمْرُهُ بصومِ يَوْمَينِ مِنْ شَوَّالٍ، أَرَادَ بِهِ انتهَاءَ السّرَارِ. وَذَلِكَ فِي الشّهرِ الكَاملِ وَالسّرَارُ في الشهر الناقص يوم واحد. ثم قال "12/ 188": قُلْنَا لَوْ كَانَ مُنْكراً عَلَيْهِ لمَا أَمرَهُ بالقضاء. وقال في "السير" "7/ 599": وهم أَبُو حَاتِمٍ حَيْثُ حَكَى أَنَّ البُخَارِيَّ تَكَلَّمَ فِي أَبِي تُمَيْلَةَ، وَمَشَى عَلَى ذَلِكَ أَبُو الفَرَجِ ابْنُ الجَوْزِيِّ. وَلَمْ أَرَ ذِكْراً لأَبِي تُمَيْلَةَ فِي كِتَابِ "الضُّعَفَاءِ" لِلْبُخَارِيِّ، لاَ فِي الكَبِيْرِ وَلاَ الصَّغِيْرِ. ثُمَّ إِنَّ البُخَارِيَّ قَدِ احْتَجَّ بِأَبِي تُمَيْلَةَ، وَقَدْ كَانَ مُحَدِّثَ مَرْوَ مع الفضل بن موسى السيناني. وقال في "السير" "8/ 15": قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ: نَذَرتُ أَنِّي كلما

_ 1 هو: ما ورد عن أنس -رضي الله عنه- قال: واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول شهر رمضان فواصل ناس من المسلمين فبلغه ذلك فقال: لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالا، يدع المتعمقون تعمقهم، إنكم لستم مثلي، "أو قال" إني لست مثلكم، إني أظل يطعمني ربي ويسقيني" أخرجه أحمد، وابن أبي شيبة، والبخاري "7241"، ومسلم "1107"، وراجع تخريجنا له في الموضع المشار إليه. 2 قد ثبت وضع صلى الله عليه وسلم الحجر على بطنه من الجوع عند البخاري "4101"، وأحمد "3/ 300" من حديث جابر بن عبد الله. 3 صحيح: أخرجه البخاري "1983" ومسلم "1161" من حديث عمران بن حصين. 4 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 247"، ومسلم "2107".

اغْتَبْتُ إِنْسَاناً أَنْ أَصُوْمَ يَوْماً، فَأَجْهَدَنِي، فَكُنْتُ أَغْتَابُ وَأَصُوْمُ، فَنَوَيْتُ أَنِّي كُلَمَّا اغْتَبتُ إِنْسَاناً أَنْ أَتَصَدَّقَ بِدِرْهَمٍ، فَمِنْ حُبِّ الدَّرَاهِمِ تَرَكتُ الغيبة. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: هَكَذَا -وَاللهِ- كَانَ العُلَمَاءُ، وَهَذَا هُوَ ثَمَرَةُ العِلْمِ النَّافِعِ وَعَبْدُ اللهِ حُجَّةٌ مُطْلَقاً، وَحَدِيْثُهُ كَثِيْرٌ فِي الصِّحَاحِ، وَفِي دَوَاوِيْنِ الإِسْلاَمِ، وَحَسْبُكَ بِالنَّسَائِيِّ وَتَعَنُّتِهِ فِي النَّقْدِ حَيْثُ يَقُوْلُ: وَابْنُ وَهْبٍ ثِقَةٌ، مَا أَعْلَمُهُ رَوَى عَنِ الثقات حديثا منكرا. ثم قال الذهبي "8/ 15-16": قُلْتُ: أَكْثَرَ فِي تَوَالِيْفِهِ مِنَ المَقَاطِيْعِ وَالمُعْضَلاَتِ، وَأَكْثَرَ عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ وَبَابتِهِ، وَقَدْ تَمَعْقَلَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ فِي أَخذِهِ لِلْحَدِيْثِ، وَأَنَّهُ كَانَ يَتَرَخَّصُ فِي الأَخذِ، وَسَوَاءٌ تَرَخَّصَ وَرَأَى ذَلِكَ سَائِغاً، أَوْ تَشَدَّدَ، فَمَنْ يَرْوِي مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ، وَيَنْدُرُ المُنْكَرُ فِي سَعَةِ مَا رَوَى فَإِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي الإِتْقَانِ. وقال في "السير" "13/ 365": تصانيف البَيْهَقِيّ عَظِيْمَةُ الْقدر، غزِيْرَةُ الفَوَائِد، قلَّ مَنْ جَوَّد تَوَالِيفَهُ مِثْل الإِمَام أَبِي بَكْرٍ، فَيَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَعتَنِي بِهَؤُلاَءِ سِيمَا "سُننَه الكَبِيْر" وَقَدْ قَدِمَ قَبْلَ مَوْته بِسَنَة أَوْ أَكْثَر إِلَى نَيْسَابُوْرَ، وَتَكَاثر عَلَيْهِ الطلبَةُ، وَسَمِعُوا مِنْهُ كُتُبهُ، وَجُلِبَتْ إِلَى العِرَاقِ وَالشَّام وَالنَّوَاحِي، وَاعْتَنَى بِهَا الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ الدِّمَشْقِيّ وَسَمِعَهَا مِنْ أَصْحَابِ البَيْهَقِيّ، وَنقلَهَا إِلَى دِمَشْقَ هُوَ وَأَبُو الحَسَنِ المُرَادِيّ. وَبَلَغَنَا عَنْ إِمَام الحَرَمَيْنِ أَبِي المَعَالِي الجُوَيْنِيّ قَالَ: مَا مِنْ فَقِيْهٍ شَافعِيٍّ إِلاَّ وَللشَافعِيّ عَلَيْهِ مِنَّةٌ إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ البَيْهَقِيّ، فَإِنَّ المِنَّةَ لَهُ عَلَى الشَّافِعِيّ لِتَصَانِيْفه في نصرة مذهبه. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: أَصَاب أَبُو المَعَالِي، هَكَذَا هُوَ، وَلَوْ شَاءَ البَيْهَقِيّ أَنْ يَعمل لِنَفْسِهِ مَذْهَباً يَجتهد فِيْهِ, لَكَانَ قَادِراً عَلَى ذَلِكَ، لسعَة علُوْمه، وَمَعْرِفَته بِالاخْتِلاَف، وَلِهَذَا ترَاهُ يُلوِّح بِنَصْر مَسَائِل مما صح فيها الحديث.

سابعا تصانيفه صنف -رحمه الله- تصانيف كثيرة في مختلف العلوم، واختصر كثيرا من تآليف المتقدمين والمتأخرين، وكتب علما كثيرا. وقد سار بجملة من هذه المصنفات الركبان في أقطار البلدان، فمن هذه المصنفات: 1- تاريخ الإسلام، وهو مطبوع متداول. 2- سير أعلام النبلاء، وهو هذا الذي بين يديك. 3- دول الإسلام. وهو مطبوع بحيدر أباد. 4- الإشارة إلى وفيات الأعيان، والمنتقى من تاريخ الإسلام. 5- الإعلام بوفيات الأعلام. 6- العباب في التاريخ. 7- العبر في خبر من غبر، وهو مطبوع بالكويت بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، والدكتور فؤاد السيد. 8- تجريد أسماء الصحابة، وهو مطبوع بحيدر أباد، وطبقات أخرى. 9- تذكرة الحفاظ. 10- المعين في طبقات المحدثين. وهو مطبوع بتحقيق الدكتور محمد زينهم البدوي وطبعة أخرى بتحقيق الدكتور همام سعيد. 11- الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة. وهو مطبوع متداول. 12- الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم. وهو مطبوع بالقاهرة. 13- ميزان الاعتدال في نقد الرجال. وهو مطبوع متداول. 14- المغني في الضعفاء. وهو مطبوع متداول. 15- المشتبه في معرفة ما يشتبه ويتصحف من الأسماء والأنساب والكنى والألقاب مما اتفق وضعا واختلف نطقا، وهو مطبوع متداول.

16- أخبار قضاة دمشق. 17- معجم الشيوخ الكبير وهو مطبوع بمكتبة الصديق بالطائف. 18- معجم شيوخه الأوسط. 19- معجم شيوخه الصغير. 20- معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار. وهو مطبوع بالقاهرة. 21- المرتجل في الكنى. أورده كارل بروكلمان في "تاريخ الأدب العربي" "2/ 59". 22- هالة البدر في عدد أهل بدر. 23- ترجمة السلفي -وهو المحدث أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني المتوفى سنة "576هـ". 24- ترجمة الشافعي. 25- ترجمة مالك بن أنس. 26- ترجمة الشيخ الموفق. وهو أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ قدامة المقدسي، صاحب كتاب "المغني" المتوفى سنة "620هـ". 27- كسر وثن رتن -وهو رتن الهندي، شيخ دجال كذاب ظهر بعد الستمائة فادعى الصحبة ومات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة. 28- بيان زغل العلم والطلب. وهو مطبوع متداول. 29- جزء في فضل آية الكرسي. 30- كتاب في أحاديث الصفات. 31- جزء في الشفاعة. 32- كتاب العرش -أورده كارل بروكلمان في "تاريخ الأدب العربي" "1/ 47". 33- العلو للعلي الغفار. وهو مطبوع متداول. 34- الكبائر. وهو مطبوع متداول.

35- مسألة دوام النار. 36- مسألة الغيبة. 37- مسألة الوعيد. 38- كتاب اللباس. 39- كتاب الوتر. 40- كتاب تحريم أدبار النساء. 41- جزء في صلاة التسبيح. 42- جزء في دعاء المكروب. 43- التعزية الحسنة بالأعزة. 44- كشف الكربة عند فقد الأحبة. 45- الموقظة في علم مصطلح الحديث. وهو مطبوع متداول. 46- منية الطالب لأعز المطالب. 47- طرق أحاديث النزول. 48- كتاب الزيادة المضطربة. 49- العذب السلسل في الحديث المرسل. 50- كتاب التمسك بالسنة. وهو مما اختصره من كتب المتقدمين. 51- التلخيص من كتاب المستدرك على الصحيحين للحافظ أبي عبد الله الحاكم، رحمه الله وهو مطبوع بهامش مستدرك الحاكم. 52- مختصر سنن البيهقي الكبرى. وهو مطبوع. 53- مختصر المحلى. 54- مختصر الزهد للبيهقي. 55- مختصر جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر.

56- مختصر سلاح المؤمن في الأدعية المأثورة لابن الإمام وهو أبو الفتح محمد بن محمد بن علي المصري المتوفى سنة "745هـ". 57- مختصر الفاروق في الصفات لشيخ الإسلام الأنصاري. 58- مختصر القدر للبيهقي. 59- مختصر المدخل إلى كتاب السنن للبيهقي. 60- مختصر وفيات الأعيان لابن خلكان. 61- مختصر الضعفاء لابن الجوزي. 62- مختصر تاريخ دمشق. 63- كتاب النبلاء في شيوخ السنة وهو مختصر من كتاب "المعجم المشتمل على أسماء شيوخ الأئمة النبل" لابن عساكر. 64- المنتقى من مسند عبد بن حميد. 65- المنتقى من مسند أبي عوانة. 66- منتقى الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر. ثامنا منهجه في كتابه قسم الحافظ كتاب السير إلى خمس وثلاثين طبقة في أربعة عشر مجلدا، ولم يسر فيه على نسق واحد، فالطبقة الثالثة والثلاثون تمتد من سنة "618هـ" وهي سنة وفاة ابن راجح الجماعيلي الحنبلي إلى سنة "635هـ" وهي سنة وفاة مكرم بن محمد بن حمزة بن أبي الصقر. فاستوعبت هذه الطبقة سبعة عشر عاما. وأما الطبقة الرابعة والثلاثون فبدأت من سنة "636هـ" وهي سنة وفاة أبي الفضل جعفر ابن علي الهمداني إلى سنة "652هـ" وهي سنة وفاة ابن علان القيس الدمشقي. وقد استوعبت ستة عشر عاما. أما الطبقة الخامسة والثلاثون فبدأت من سنة "653هـ" وهي سنة وفاة إسماعيل بن حامد القوصي إلى سنة "739هـ". وهي سنة رؤية الحافظ الذهبي -رحمه الله- لقليج قان ولد المعز عند قاضي القضاة تقي الدين السبكي. فاستوعبت هذه الطبقة ستة وثمانين عاما بينما امتدت

الطبقة التاسعة عشرة من سنة "334هـ" وهي سنة وفاة الوَزِيْرُ العَادلُ عَلِيُّ بنُ عِيْسَى بنِ دَاوُدَ بنِ الجَرَّاحِ، وحتى سنة "343هـ"، وهي سنة وفاة أبي العباس محمد بن إسحاق الضبعي، فاستوعبت هذه الطبقة تسع سنوات حسب. وقد تناولت هذه الطبقات الخمس والثلاثون جميع العصور من أول عصر الصحابة إلى عصر المؤلف. وقد بلغت عدد تراجم المترجمين "5964" ترجمة، وقد كرر بعض هذه التراجم، وقد ترجم فيها لجميع الأعلام في مشارق الأرض ومغاربها من ملوك، وخلفاء، وأمراء، ووزراء، وأطباء ومحدثين وفقهاء ونحاة وشعراء وزهاد وفلاسفة ومتكلمين غير أن اهتمامه الأكبر كان بالمحدثين الذي عني بهم أيما عناية فقد كان رحمه الله شديد الإجلال والإكبار لهم، ولا غرو فهم الذين ينافحون عن السنة المشرفة، ومعرفة تراجم هؤلاء المحدثين وبيان شيوخهم وتلامذتهم، كلام العلماء عليهم جرحا وتعديلا مما يساعد في دراسة الأسانيد، والحكم عليها بما يليق بها من صحة أو ضعف ونحوه. كما جعل الحافظ الصحابة طبقة واحدة، لكنه قسم الصحابة إلى قسمين؛ قسم كبار الصحابة، وقسم لصغار الصحابة، لكنه وضع تراجم العشرة المبشرين بالجنة في مقدمة تراجم الصحابة. ولم يرتب بقية الصحابة تبعا للحوادث الزمنية؛ فجعل الحافظ الذهبي تراجم أمهات المؤمنين وبنات رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواضع متتالية -ليكون القارئ على علم بسيرهم- لكنه وضع ترجمة أم المؤمنين سودة بنت زمعة التي تزوجها رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ خديجة -رضي الله عنها- وضعها بعد ترجمة جويرية، ووضع ترجمة عائشة في إثر ترجمة خديجة -رضي الله عنهما- فلم يرتب التراجم على الأحداث الزمنية، ولم يسر على نسق خاص في ترتيب تراجم الصحابة، رضي الله عنهم. وقسم الحافظ رحمه الله تعالى التابعين إلى ست طبقات طبقة كبراء التابعين، وتبدأ من مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ بنِ أَبِي العَاصِ بنِ أمية المتوفى سنة "65هـ" وتنتهي في سنة "93هـ" وهي السنة التي توفي فيها صفوان بن محرز. ثم الطبقة الثانية من التابعين؛ وتبدأ بأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، والمتوفى سنة "94هـ" والتي امتدت إلى سنة "107هـ"، وهي السنة التي مات فيها الشاعر الفحل كثير عزة.

ثم الطبقة الثالثة من التابعين؛ والتي بدأها بمعاوية بن قرة، المتوفى سنة "113هـ"، والتي امتدت إلى سنة "127هـ" والتي مات فيها أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي. أما الطبقة الرابعة من التابعين؛ والتي بدأها بمنصور بن المعتمر، المتوفى سنة "133هـ"، وامتدت إلى سنة "150هـ" والتي توفي فيها حبيب المعلم. ثم الطبقة الخامسة من التابعين؛ والتي بدأها بجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب، والمتوفى سنة "128هـ", وامتدت إلى سنة "156هـ"، والتي توفي فيها عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زِيَادِ بنِ أَنْعُمَ الإِفْرِيْقِيُّ. أما الطبقة السادسة من التابعين؛ وهي طبقة صغار التابعين، والتي بدأها بسعيد بن أبي عروبة، والمتوفى في سنة "156هـ"، وامتدت إلى سنة "161هـ"، وهي السنة التي توفي فيها يزيد بن إبراهيم التستري، أبو سعيد البصري. والملاحظ أنه لم يرتب التراجم في الطبقات على سنة الوفاة، فتراه مثلا ينهي الطبقة الرابعة بحبيب المعلم المتوفى سنة "150هـ", ويبدأ الطبقة الخامسة بجعفر بن محمد بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالب المتوفى سنة "128هـ". وقد جمع الحافظ -رحمه الله- بين الإخوة والأقارب في طبقة واحدة، جمع في الطبقة الثانية من التابعين بين أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ المتوفى سنة "104هـ"، وأخيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، المتوفى سنة "96هـ" لكنه وضع ترجمة أبي سلمة بن عبد الرحمن قبل ترجمة أخيه إبراهيم بن عبد الرحمن، وبين وفاتيهما ثماني سنوات، وكان الأولى أن يقدم إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الذي توفي قبل أخيه أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، والذي تأخر عنه في الوفاة، فلم يراع سنة الوفاة بينهما. كما في الطبقة الثامنة والعشرين بين أخوين، وهما الملك شهاب الدين أبي القاسم محمود بن تاج الملوك بوري بن الأتابك طغتكين الذي قتل في سنة "533هـ"، وأخيه جمال الدين أبي المظفر محمد الذي توفي بعد أخيه بعشرة أشهر. كما يجمع الحافظ بين الآباء والأبناء في طبقة واحدة، وإن تباعدت سني وفاتهم، ففي الطبقة الثلاثين وضع ترجمة قاضي القضاة أبي طَالِبٍ رَوْحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد الحديثي البغدادي المتوفى سنة "570هـ" وأعقبه بابنه أبي المعالي عبد الملك بن روح، المتوفى

سنة "570هـ"، وبين قاضي القضاة كمال الدين أبي الفضل مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ بنِ مظفر بن الشهرزوري الموصلي، المتوفى سنة "572هـ" وابنه قاضي القضاة أبي حامد محمد، المتوفى سنة "586هـ" مع التباعد بين سنتي وفاتيهما. وفي الطبقة الثلاثين أيضا جمع بين أبي المَحَامِدِ حَمَّادُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الصفاري، المتوفى سنة "576هـ"، وأبيه العلامة ركن الدين أبي إسحاق إبراهيم، ولم يذكر له الحافظ سنة وفاة. وقد وضع ترجمتيهما متتاليتين. وفي الطبقة الثلاثين أيضا جمع بين السلطان صلاح الدين يوسف بن نَجْمِ الدِّيْنِ أَيُّوْبَ بنِ شَاذِي بنِ مَرْوَانَ، المتوفى سنة "589هـ"، وجمعه مع بنيه في تراجم متتالية، وهم أبو الفتح عماد الدين عثمان بنُ السُّلْطَانِ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أَيُّوْبَ، المتوفى سنة "595هـ"، وابنه الفاضل أبو الحسن علي بن يوسف، المتوفى سنة "622هـ"، وابنه الظاهر سلطان حلب، غياث الدين أبو منصور، غَازِي ابْنِ السُّلْطَانِ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أيوب، المتوفى سنة "613هـ". وقد جمع الحافظ بينهم مع تباعد سني وفاتهم ووفاة أبيهم السلطان صلاح الدين. ثم ذكر الحافظ أخا السلطان صلاح الدين في نفس الطبقة، وهو صاحب اليمن سَيْفُ الإِسْلاَمِ، طُغْتِكِيْنُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ شَاذِي، المتوفى في شوال سنة "593هـ". لقد كان الذهبي ذا علم ثر في كتابة التراجم، ولا غرو فهو الذي ألف تاريخ الإسلام الذي حوى تراجم كثيرة، وتذكرة الحفاظ، والعبر، وميزان الاعتدال، وغيرها من كتب التراجم، فكان -رحمه الله- موسوعة معرفية في هذا العلم، وكان من بعده من العلماء وطلاب العلم عيال على هذه الكتب التي أثرت المكتبة الإسلامية، وأغنت العلماء في مجال طالما يحتاجون إليه في دراساتهم الحديثية والتاريخية. ولطالما بحثت عن ترجمة لأحد العلماء أو رواة الأحاديث فلم أجدها في كتب متداولة، وأقف على طلبتي في "السير"، فلا ريب أنه كتاب واسع استوعب كثيرا من تراجم الأعلام؛ ملوك وخلفاء وأمراء وولاة ووزراء وأطباء ومحدثين وفقهاء ونحاة، وشعراء، وزهاد، وفلاسفة ومتكلمين في مشارق الأرض ومغاربها لكنه عني أيما عناية بتراجم المحدثين الذين كان عظيم الإجلال والإكبار لهم، فهم الذين يحمون بيضة الإسلام، وينافحون عن حياض السنة المشرفة المصدر الثاني للتشريع، ودراسة تراجم هؤلاء المحدثين، ومعرفة شيوخهم وتلامذتهم وكلام العلماء عليهم جرحا وتعديلا مما يعوزه كل دارس للأسانيد؛ لكي يقف على درجة من صحة أو ضعف وغيره.

وقد اعتنى الحافظ الذهبي -رحمه الله- بنقد المترجمين، والرد على بعض الأخطاء والانحرافات العقدية والفقهية والحديثية يراه القارئ الكريم في ردوده المبثوثة في تراجم الكتاب. وقد ذكرت مبحثا خاصا في هذه التقدمة لآرائه العقدية والفقهية والحديثية، وذكرت بعضا من أقوال المترجمين وتعقب الحافظ الذهبي لهم، ورده عليهم بالأدلة النقلية والعقلية التي يقيم بها الحجة ساطعة على مخالفيه مما يدل على رسوخ قدمه في العلوم الشرعية وتمكنه فيها. وقد اعتنى الحافظ أيضا بنقد المترجمين من رواة الأحاديث فيورد كلام علماء الجرح والتعديل في الرجل المترجم له، وقد يرجح رأيا على آخر في الرجل ويدلل عليه؛ فيقول الحافظ -رحمه الله- في "السير" "6/ 563": قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ أَنَّ مَالِكاً لَمْ يَأْخُذْ بِحَدِيْثِ "البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ" فَقَالَ: يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ، ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ أَوْرَعُ وَأَقْوَلُ بالحق من مالك. فتعقبه الذهبي "6/ 564" بقوله: قُلْتُ: لَوْ كَانَ وَرِعاً كَمَا يَنْبَغِي، لَمَا قَالَ هَذَا الكَلاَمَ القَبِيْحَ فِي حَقِّ إِمَامٍ عَظِيْمٍ، فَمَالِكٌ إِنَّمَا لَمْ يَعْمَلْ بِظَاهِرِ الحَدِيْثِ، لأَنَّهُ رَآهُ مَنْسُوْخاً. وَقِيْلَ: عَمِلَ بِهِ، وَحَمَلَ قَوْلَه: "حَتَّى يَتَفَرَّقَا" عَلَى التَّلَفُّظِ بِالإِيجَابِ وَالقَبُولِ، فَمَالِكٌ فِي هَذَا الحَدِيْثِ، وَفِي كُلِّ حَدِيْثٍ لَهُ أَجْرٌ وَلاَ بُدَّ، فَإِنْ أَصَابَ، ازْدَادَ أَجراً آخَرَ، وَإِنَّمَا يَرَى السَّيْفَ عَلَى مَنْ أخطأ في اجتهاد الحرورية -أي الخوارج- وَبِكُلِّ حَالٍ: فَكَلاَمُ الأَقْرَانِ بَعْضِهِم فِي بَعْضٍ لاَ يُعَوَّلُ عَلَى كَثِيْرٍ مِنْهُ، فَلاَ نَقَصَتْ جَلاَلَةُ مَالِكٍ بِقَوْلِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فِيْهِ، وَلاَ ضَعَّفَ العُلَمَاءُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ بِمَقَالَتِهِ هَذِهِ، بَلْ هُمَا عَالِمَا المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِمَا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- وَلَمْ يُسنِدْهَا الإِمَامُ أَحْمَدُ، فلعلها لم تصح. وقال في "السير" "6/ 567": قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: مَا حَالُ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فِي الزُّهْرِيِّ؟ فَقَالَ: ابْنُ أبي ذئب ثقة. فعقب الذهبي بقوله: قُلْتُ: هُوَ ثِقَةٌ مَرْضِيٌّ، وَقَدْ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ: سَأَلْتُ عَلِيّاً عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ عِنْدَنَا ثِقَةً، وَكَانُوا يُوَهِّنُوْنَهُ فِي أَشْيَاءَ رَوَاهَا عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَسُئِلَ عَنْهُ أحمد، فوثقه، ولم يرضه في الزهري.

وتراه يرجح بين راو حافظ، وراو آخر من معاصريه، فقال في "السير" "7/ 107": كان حماد بن سلمة بَحْراً مِنْ بُحُورِ العِلْمِ، وَلَهُ أَوهَامٌ فِي سَعَةِ مَا رَوَى، وَهُوَ صَدُوْقٌ، حُجَّةٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ- وَلَيْسَ هُوَ فِي الإِتقَانِ كَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَتَحَايدَ البُخَارِيُّ إِخرَاجَ حَدِيْثِهِ إِلاَّ حَدِيْثاً خَرَّجَه فِي الرِّقَاقِ، فَقَالَ: قَالَ لِي أَبُو الوَلِيْدِ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيٍّ. وَلَمْ يَنحَطَّ حَدِيْثُه عَنْ رُتْبَةِ الحَسَنِ. وَمُسْلِمٌ رَوَى لَهُ فِي الأُصُوْلِ، عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ، لِكَوْنِهِ خَبِيْراً بهما. ثم عقد الحافظ الذهبي -رحمه الله- فصلا في "السير" "7/ 118" وهو في غاية الأهمية لكل علماء الحديث وطلابه في التمييز بين الحمادين: حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وفي التمييز بين السفيانين: سفيان الثوري وسفيان بن عيينة. وهذا يبين سعة علمه -رحمه الله- وعلو كعبه في علوم الحديث. كما انتقد الحافظ -رحمه الله- بعض علماء الجرح والتعديل في توثيق الرجال وتجريحهم فقال -رحمه الله- في "السير" "7/ 583": كان يحيى بن سعيد القطان مُتَعَنِّتاً فِي نَقدِ الرِّجَالِ، فَإِذَا رَأَيْتَهُ قَدْ وَثَّقَ شَيْخاً، فَاعْتمِدْ عَلَيْهِ، أَمَّا إِذَا لَيَّنَ أَحَداً فَتَأَنَّ فِي أَمرِهِ حَتَّى تَرَى قَوْلَ غَيْرِهِ فِيْهِ، فَقَدْ لَيَّنَ مِثْلَ إِسْرَائِيْلَ، وَهَمَّامٍ وجماعة احتج بهم الشيخان. وقال في "الميزان" "1/ 61": لا يلتفت إلى قول الأزدي، فإن في لسانه في الجرح رهقا. وقال في "السير" "7/ 599": وهم أَبُو حَاتِمٍ حَيْثُ حَكَى أَنَّ البُخَارِيَّ تَكَلَّمَ فِي أَبِي تُمَيْلَةَ، وَمَشَى عَلَى ذَلِكَ أَبُو الفَرَجِ ابْنُ الجَوْزِيِّ. وَلَمْ أَرَ ذِكْراً لأَبِي تُمَيْلَةَ فِي كِتَابِ "الضُّعَفَاءِ" لِلْبُخَارِيِّ لاَ فِي الكَبِيْرِ وَلاَ الصَّغِيْرِ. ثُمَّ إِنَّ البُخَارِيَّ قَدِ احْتَجَّ بِأَبِي تُمَيْلَةَ، وَقَدْ كَانَ مُحَدِّثَ مَرْوَ مع الفضل ابن موسى السيناني. ويبين الحافظ -رحمه الله- متن يرد حديث المختلط، فيقول -رحمه الله تعالى- في "السير" "8/ 365": كُلُّ تَغَيُّرٍ يُوْجَدُ فِي مَرَضِ المَوْتِ، فَلَيْسَ بِقَادِحٍ فِي الثِّقَةِ، فَإِنَّ غَالِبَ النَّاسِ يَعْتَرِيْهِم فِي المَرَضِ الحَادِّ نَحْوُ ذَلِكَ، وَيَتِمُّ لَهُمْ وَقْتَ السِّيَاقِ وَقَبْلَهُ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا المَحْذُوْرُ أَنْ يَقَعَ الاخْتِلاَطُ بِالثِّقَةِ، فَيُحَدِّثُ فِي حَالِ اخْتِلاَطِهِ بِمَا يَضْطَرِبُ فِي إِسْنَادِهِ، أَوْ متنه، فيخالف فيه.

وانتقد -رحمه الله- أحاديث في "المسند" لم ترد في "الصحيحين" فقال في "السير" "9/ 284": فِي الصَّحِيْحَيْنِ أَحَادِيْثُ قَلِيْلَةٌ لَيْسَتْ فِي "المُسْنَدِ"، لَكِنْ قَدْ يُقَالُ: لاَ تَرِدُ عَلَى قَوْلِهِ، فَإِنَّ المُسْلِمِيْنَ مَا اخْتَلَفُوا فِيْهَا، ثُمَّ مَا يَلزَمُ مِنْ هَذَا القَوْلِ: أَنَّ مَا وُجِدَ فيه أن يكون حجة، فيه جُمْلَةٌ مِنَ الأَحَادِيْثِ الضَّعِيفَةِ مِمَّا يَسُوغُ نَقلُهَا، وَلاَ يَجِبُ الاحْتِجَاجُ بِهَا، وَفِيْهِ أَحَادِيْثُ مَعْدُوْدَةٌ شِبْهُ مَوْضُوْعَةٍ، وَلَكِنَّهَا قَطْرَةٌ فِي بَحرٍ. وَفِي غُضُوْنِ "المُسْنَدِ" زِيَادَاتٌ جَمَّةٌ لِعَبْدِ اللهِ بنِ أحمد. وينتقد الأحاديث التي وردت في كتاب "إحياء علوم الدين" لأبي حامد الغزالي؛ فقال في "السير" "14/ 276": كتاب "إحياء علوم الدين" لأبي حامد الغزالي فيه من الأحاديث الباطلة جملة، وفيه خير كَثِيْر لَوْلاَ مَا فِيْهِ مِنْ آدَاب، وَرسوم، وَزُهْد مِنْ طرَائِق الحكمَاء، وَمُنحَرِفِي الصُّوْفِيَّة، نَسْأَل الله علما نافعا. وتراه ينتقد أحاديث سنن ابن ماجه؛ فقال في "السير" "10/ 374": قَدْ كَانَ ابْنُ مَاجَهْ حَافِظاً نَاقِداً صَادِقاً، واسع العلم، وإنما غَضَّ مِنْ رُتْبَةِ "سُنَنِهِ" مَا فِي الكِتَابِ من المناكير، وقليل من الموضوعات. وفيه أحاديث لا تقوم بها حجة نحو الألف. وكثيرا ما يورد الحافظ -رحمه الله تعالى- في تراجم علماء الحديث ورواته أحاديث رووها بأسانيد لأنفسهم، فيعقب الحافظ عليها فيقول مثلا: إسناده واه، أو إسناده ضعيف، أو إسناده صحيح، ونحو ذلك. وقد وقع هذا كثيرا في تراجم رواة الأحاديث ولا يترك الحافظ هاتيك الأحاديث دون نقد لها، أو حكم على أسانيدها فكثير ما يقول: هذا حديث صحيح، أو ضعيف، أو موضوع. وهذا وفق ما يراه من حال هاتيك الأحاديث التي سبر حالها فقال -رحمه الله- في "السير": في "3/ 447-448": قِيْلَ: إِنَّ كُلَّ حَدِيْثٍ فِيْهِ يَا حُمَيْرَاءُ, لم يصح، وأوهى ذلك تَشْمِيْسُ المَاءِ، وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا: "لَا تَفْعَلِي يَا حُمَيْرَاءُ، فَإِنَّهُ يورث البرص". فإنه خبر موضوع. لذا فقد قال الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني -رحمه الله: أعجبني منه ما يعانيه في تصانيف من أنه لا يتعدى حديثا يورده حتى يتبين ما فيه من ضعف متن، أو ظلام إسناد، أو طعن في رواته، وهذا لم أر غيره يراعى هذه الفايدة فيما يورده. وأورد هذا الحافظ صلاح الدين الصفدي، تلميذ الذهبي في كتابه "الوافي بالوفيات" "2/ 163".

ويبين بلسان وقلم الناقد الحاذق أن كلام الأقران بعضهم في بعض غير مقبول، فيقول -رحمه الله- في "السير" "6/ 496": لَسْنَا نَدَّعِي فِي أَئِمَّةِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْلِ العِصْمَةَ مِنَ الغَلَطِ النَّادِرِ. وَلاَ مِنَ الكَلاَمِ بنَفَسٍ حَادٍّ فِيْمَنْ بَيْنَهُم وَبَيْنَهُ شَحنَاءُ وَإِحْنَةٌ، وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ كَثِيْراً مِنْ كَلاَمِ الأَقْرَانِ بَعْضِهِم فِي بَعْضٍ مُهدَرٌ، لاَ عِبْرَةَ بِهِ، وَلاَ سيما إذا وثق الرجل جماعة يلوح على قولهم الإنصاف. ومحمد بن إسحاق، ومالك بن أنس كل منهما قد نال من صاحبه، لكنه أَثَّرَ كَلاَمُ مَالِكٍ فِي مُحَمَّدٍ بَعْضَ اللِّيْنِ، وَلَمْ يُؤثِّرْ كَلاَمُ مُحَمَّدٍ فِيْهِ وَلاَ ذَرَّةٍ، وارتفع مالك، وصار كالنجم، والآخر فَلَهُ ارْتفَاعٌ بِحَسْبِهِ، وَلاَ سِيَّمَا فِي السِّيَرِ، وَأَمَّا فِي أَحَادِيْثِ الأَحكَامِ، فَيَنحَطُّ حَدِيْثُه فِيْهَا عَنْ رُتْبَةِ الصِّحَّةِ إِلَى رُتْبَةِ الحَسَنِ، إِلاَّ فيما شذ فيه، فإنه يعد منكرا. هكذا يبين قلمه ولسانه عن موهبة نقدية تنبئ عن علم ثر في الجرح والتعديل، وسائر علوم الحديث، وهي انتقادات منصفة ليس فيها حيف أو انحراف عن الجادة. وقد أطال الحافظ -رحمه الله- بعض تراجم الأعلام وقصر بعضا آخر، وذلك حسب حال المترجم ومنزلته العلمية أو الأدبية أو الاجتماعية، وقد اتبع منهجا خاصا في صياغة الترجمة فيذكر لقب المترجم وكنيته واسمه ونسبته، ثم يذكر تاريخ ولادته، وشيوخه، وتلاميذه، كما يذكر مؤلفاته وآثاره العلمية، ثم يذكر مكانته العلمية من خلال أقوال العلماء فيه، ثم يذكر تاريخ الوفاة، وربما يذكر عدة أقوال في تاريخ وفاة المترجم، ويرجح بينها. ويذكر من مات مع هذا المترجم في هذه السنة من الأعلام. تاسعا: أهمية كتاب السير بين كتب التراجم: لا جرم أن كتاب سير أعلام النبلاء من أعظم كتب التراجم التي حوت قدرا كبيرا من تراجم الأعلام في مشارق الأرض ومغاربا خلفاء، وملوك وأمراء ووزراء وأطباء، ومحدثين وفقهاء ونحاة وشعراء وزهاد وفلاسفة ومتكلمين أوعب فيها الحافظ -رحمه الله تعالى- تراجم حقبة كبيرة من الزمن ربت على السبعمائة عام من عصر الصحابة -رضي الله عنهم- إلى عصره الذي عاش فيه، وهي موسوعة معرفية هامة ينهل منها كل المتخصصين في التاريخ، والحديث، والنحو والشعر والفلسفة وعلم الكلام، وغيرها من المعارف.

وهذا الكتاب الفذ يعد تصويرا صادقا لا كانت عليه الأمة الإسلامية من تقدم وازدهار في كافة العلوم المعرفية، فهؤلاء هم علماء الأمة ومؤرخوها وشعراؤها الذين لا يزالون مفخرة للعرب والمسلمين في مختلف العصور، فما وجد هذا الحشد الهائل من العلماء، والمؤرخين، والنحاة والشعراء وغيرهم في أمة من الأمم. وهؤلاء هم الملوك والأمراء الذين فتحوا البلاد، ونافحوا عن المقدسات، قد سطر التاريخ بطولاتهم بأحرف من نور يستضيء بسيرتهم أبناء الأمة الإسلامية من ملوك ورؤساء وعلماء فلا جرم أن يكونوا مفخرة للعرب والمسلمين في مختلف الدهور والعصور. إن هذا الكتاب الفذ بهذا الحشد الهائل من العلماء، والمؤرخين، والشعراء لخير شاهد على أن أمة أنجبت هذا الحشد الكبير لهي أمة تقدس العلم والمعرفة، وهي حقيقة بأن ينظر إليها بعين الإجلال والإكبار. ولا جرم أن هذا الكتاب بهذا الحجم الضخم من التراجم سيكون مقصد كل متعلم وباحث عن المعرفة فإذا أراد التوسع في سيرة أي علم من الأعلام فسيجد طلبته ومقصده في هذا الكتاب، وإذا لم يجد ترجمة في الكتب المتداولة فسيجدها في هذا الكتاب العظيم. إن هذا الكتاب العظيم بهذه التراجم الكثيرة، والتي توسع فيها عن تراجم "تاريخ الإسلام" بأخباره الكثيرة، ومادته العلمية الثرة لهو حقيق بإجلال وإكبار كل العلماء على مختلف تخصصاتهم العلمية. فرحم الله عالمنا الحافظ الذهبي الذي ختم حياته بهذا المؤلف العظيم رحمة واسعة، وحشرنا في زمرته إنه سميع مجيب كريم جواد. عاشرا وفاته: قال تلميذه الأديب العلامة الشيخ صلاح الدين أبو الصفاء الصدفي في كتابه "الوافي بالوفيات" "2/ 165": أخبرني العلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي قال: عدت الحافظ شم الدين الذهبي ليلة مات، فقلت له: كيف تجدك؟ قال: في السياق. وكان قد أضر -رحمه الله تعالى- قبل موته بأربع سنين أو أكثر بماء نزل في عينيه، فكان يتأذى ويغضب إذا قيل له: لو قدحت هذه لرجع إليك بصرك. ويقول: ليس هذا بماء، وأنا أعرف بنفسي؛ لأنني ما زال بصري ينقص قليلا قليلا إلى أن تكامل عدمه. ثم سأله: أدخل وقت المغرب؟ فقال له الوالد: ألم تصل العصر؟ فقال: بلى ولكن لم أصل المغرب إلى الآن، ثم

سأله الشيخ تقي الدين علي السبكي -رحمه الله- عن الجمع بين المغرب والعشاء تقديما، فأفتاه بذلك، ففعله، ومات بعد العشاء قبل نصف الليل1 ليلة الإثنين ثالث ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بدمشق، بالمدرسة المنسوبة لأم الصالح، في قاعة سكنه، وصلي عليه يوم الإثنين صلاة الظهر في جامع دمشق، ودفن بباب الصغيرة وحضر الصلاة عليه تلميذه تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي السكبي- صاحب "طبقات الشافعية الكبرى"- وقال في "الطبقات" "9/ 106": أنشدنا شيخنا الذهبي، من لفظه لنفسه2: تولى شباب كأن لم يكن ... وأقبل شيب علينا تولى ومن عاين المنحنى والنقى ... فما بعد هذين إلا المصلى ثم قال الشيخ عبد الوهاب بن علي السبكي تاج الدين: وأنشدنا لنفسه، وأرسلها معي إلى الوالد رحمه الله، وهي فيما أراه آخر شعر قاله، لأن ذلك كان في مرض موته، قبل موته بيومين أو ثلاثة. قال الحافظ الذهبي -رحمه الله- في آخر شعر قاله- يمدح به تقي الدين علي السبكي، والد تاج الدين عبد الوهاب صاحب الطبقات: تقي الدين يا قاضي الممالك ... ومن نحن العبيد وأنت مالك بلغت المجد في دين ودنيا ... ونلت من العلوم مدى كمالك ففي الأحكام أقضانا علي ... وفي الخدام مع أنس بن مالك وكابن معين في حفظ ونقد ... وفي الفتيا كسفيان ومالك وفخر الدين في جدل وبحث ... وفي النحو المبرد وابن مالك وتسكن عند رضوان قريبا ... كما زحزحت عن نيران مالك تشفع في أناس في فراء ... لتكسوهم ولو من رأس مالك لتعطى في اليمين كتاب خير ... ولا تعطى كتابك في شمالك ورثاه تقي الدين علي السكبي، فقال:

_ 1 طبقات الشافعية للسبكي "9/ 105-106". 2 البيتان في: شذرات الذهب "6/ 155"، وذيول تذكرة الحفاظ "37".

لما قضى شيخنا وعالمنا ... ومات في التاريخ والنسب قلت عجيب وحق ذا عجبا ... كيف تخطى البلى إلى الذهب ورثاه صلاح الدين الصفدي، فقال: أشمس الدين غبت وكل شمس ... يغيب وزال عنا ظل فضلك وكم ورخت أنت وفاة شخص ... وما ورخت قط وفاة مثلك ورثاه تاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي بقصيدة مطلعها: من للحديث وللسارين في الطلب ... من بعد موت الإمام الحافظ الذهبي من للرواية للأخبار ينشرها ... بين البرية من عجم ومن عرب من للدراية والآثار يحفظها ... بالنقد من وضع أهل الغي والكذب من للصناعة يدري حل معضلها ... حتى يريك جلاء الشك والريب من للجماعة أهل العلم تلبسهم ... أعلامه الغر من أبرادها القشب من للتخاريج يبديها ويدخل في ... أبوابها فاتحا للمقفل الأشب من في القراءات بين الناس نافعهم ... وعاصم ركنها في الججفل اللجب من للخطابة لما لاح يرفل في ... ثوب السواد كبدر لاح في سحب1 ومن هذه القصيدة: وإن تغب ذات شمس الدين لا عجب ... فأي شمس رأيناها ولم تغب هو الإمام الذي روت روايته ... وطبق الأرض من طلابه النجب مهذب القول لاعي ولجلجة ... مثبت النقل سامي القصد والحسب ثبت صدوق خبير حافظ يقظ ... في النقل أصدق أنباء من الكتب كالزهر في حسب والزهر في نسب ... والنهر في حدب والدهر في رتب2

_ 1 طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي "9/ 109". 2 طبقات الشافعية الكبرى "9/ 110-111".

وقد ترك الذهبي أولادا ثلاثة كانوا من العلماء، وهم: 1- ابنته أم سلمة: سمعت مع أبيها من عيسى بن عبد الرحمن بن معالي بن حمد، أبي محمد الصالحي السمسار ومطعم الأشجار، المتوفى سنة "719هـ1320م"، قال الحافظ الذهبي في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 86": "قلت: وسمعه معي ولداي عبد الله وأم سلمى". وقد أجاز لها ولوالدها شيخ المستنصرية الإمام العالم المحدث الصادق الخير رشيد الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبِي القاسم البغدادي، المتوفى سنة "707هـ-1307م" كما قال الحافظ الذهبي في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 204" أجاز لنا مروياته غير مرة أولها في سنة خمس وتسعين وستمائة "695هـ-1296م" وأجاز لبنتي أم سلمة وقد كان انفرد بأجزاء عوالي الأول الكبير من المخلصات، وجزء ابن كرامة، وتاسع الجعديات، والأطعمة للدارمي، والأول من عوالي ابن البطر، وجزء ابن محمش، وجزء ابن بالويه، والخامس والسادس من حديث ابن صاعد، وجزء ابن المنذر، ودرجات التائبين، ولمع ابن السراج في التصوف. 2- ابنه أبو هريرة، عبد الرحمن: قرأ هو ووالده على عمة الحافظ الذهبي: ست الأهل بنت عثمان بن قايماز بن عبد الله، أم محمد المتوفاة سنة "729هـ1329م" كما قال الحافظ الذهبي في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 285". وسمع هو ووالده الحافظ الذهبي من عبد المحسن بن إبراهيم بن خولان الصالحي، المتوفى سنة "722هـ" كما قال في "معجم شيوخه الكبير" "1/ 416". وسمع مع أبيه من فاطمة بنت الإمام القدوة عز الدين إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الصالحية الحنبلية، قال الحافظ الذهبي في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 102": "روت لنا نسخة أبي مسهر، وجزء الفراتي، سمعهما معي ابني عبد الرحمن". وسمع مع أبيه من محمد بن أحمد الزراد الحريري الصالحي، المتوفى سنة "726هـ-1326م". قال الحافظ في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 170": سمعت منه مع ولدي عبد الرحمن جزء ابن عرفة، وجزء ابن فيل، والبطاقة والجمعة ونسخة إبراهيم بن سعد، وجزء الفراتي، ونسخة أبي مسهر، وجزء الكسائي، ومعه من الذكر لابن فارس، وفضائل معاوية، وفوائد نصر، وجزء ابن الفرات، والعلم لأبي خيثمة.

وأجاز له الشيخ محمد بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خلف، أبو الفضل القرشي المصري المؤدب، المتوفى سنة "716هـ-1316م" كما قال الحافظ الذهبي في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 206". وسمع مع والده من الشيخ محمد بن علي بن سالم بن رضوان المزي، أبي عبد الله المؤذن النجار، المتوفى سنة "722هـ-1322م"، قال الحافظ الذهبي في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 238-239": سمعت منه مع ابني عبد الرحمن جزء ابن فيل، ونسخة إبراهيم بن سعد، والجمعة، وجزء البطاقة. توفي ابنه أبو هريرة عبد الرحمن سنة "799هـ" كما قال الحافظ ابن حجر في "الدرر الكامنة" "2/ 449". وعاش نيفا وثمانين سنة كما في "معجم الشيوخ الكبير" "1/ 416". 3- ابنه أبو الدرداء عبد الله: سمع مع أبيه من الشيخ عيسى بن عبد الرحمن بن معالي بن حمد، أبي محمد الصالحي السمسار في العقار ومطعم الأشجار، المتوفى سنة "719هـ-1320م" كما قال الحافظ الذهبي في "معجم شيوخه الكبير" "2/ 86": قلت: وسمعه معي ولداي عبد الله وأم سلمى. مات عبد الله بن الحافظ الذهبي في ذي الحجة سنة "754هـ" كما قال الحافظ ابن حجر في "الدرر الكامنة" "2/ 392".

حادي عشر: ترجمة موجزة عن محقق الكتاب محمد أيمن الشبراوي، عفا الله عنه. مولده ونسبه ونشأته: هو أبو يعلى القويسني السلفي، محمد أيمن بن عبد الله بن حسن بن محمد الشبراوي. ولد سنة "1376هـ-1955م" في مدينة الجيزة المصرية التي كان يعمل بها والده موظفا بالبريد. وهو منسوب إلى مدينة قويسنا بمحافظة المنوفية المصرية. مشايخه: 1- الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، محدث اليمن وعالمها، المتوفى في جمادى الأولى سنة "1422هـ" له مصنفات مشهورة في علم الحديث. 2- العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، رحمه الله تعالى، والمتوفى في رجب "1420هـ"، وهو محدث الشام، له مصنفات وتآليف مشهورة كثيرة منها سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وسلسلة الأحاديث الصحيحة، وكتاب إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وكتب كثيرة. 3- الأديب الشيخ محمد بن إبراهيم شقرة، ومدير المسجد الأقصى بوزارة الأوقاف الأردنية، وإمام مسجد صلاح الدين -عمان الأردن. تلامذته: تتلمذ على يده كثير من طلبة العلم في علم الحديث الذي شرح أصوله مرات عديدة، كما شرح أصول الفقه لبعض طلاب العلم. وقرأ عليه تلامذة كثيرون في مصر وخارجها. منهم من كان يبحث في الدراسات العليا في كلية الشريعة قسم الحديث، وأفاد كثيرا من طلاب العلم في بحوثهم وفي رسائلهم في الماجستير والدكتوراة خاصة في علم الحديث الذي حاز فيه قصب السبق، ولم ير فيه مثل نفسه تحت أديم سماء مصر.

مصنفاته: له مصنفات كثيرة، وتحقيقات، وفهارس علمية لكثير من كتب السنة طبع أغلبها بلبنان ومصر، من هذه الكتب: 1- الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة، تأليف له في ثلاث مجلدات، كل مجلد يتضمن أربعمائة حديث، والمجلدات الثلاث تتضمن "1200" حديث كلها أحاديث مشهورة تدور على ألسنة الخطباء والوعاظ والمتكلمين في إذاعات القرآن الكريم، وقد استوعب طرق هذه الأحاديث، وتكلم على هذه الطرق جرحا وتعديلا بإسهاب، وحكم على كل حديث بما يليق بحاله، وليس فيها حديث واحد ذكره الشيخ الألباني إلا عدة أحاديث يسيرة انتقدها عليه من مخالفة في حكم، أو زيادة علة أغفل الكلام عليها الشيخ الألباني -رحمه الله- أو زيادة مصادر عزو لم يعز إليها الشيخ رحمه الله. وقد طبع المجلد الأول من هذه المجلدات الثلاث بمكتبة الدعوة بالأزهر سنة "1420هـ-2000م"، يسر الله طبع بقية هذه المجلدات، وأكثر النفع بها، وجعلها في ميزان حسناته بكرمه ومنه إنه سميع مجيب كريم جواد. 2- أين الله؟ هل هو في كل مكان؟! هي رسالة ألفها في إثبات علو الله تعالى على عرشه فوق سماواته، وضمنه مقدمة، وأربعة فصول وخاتمة ورد فيها على ثمان شبه من شبه القائلين بأن الله في كل مكان تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. وكل هذه الشبه مما تلهج بها ألسنة الخالفين المخالفين. وقد دحض هذه الشبه بالدليل. وهو مطبوع متداول. 3- داء الرياء القاتل وعلاجه الناجع، كتاب ألفه في بيان داء الرياء، وعلاماته، وأنواعه، ودوافعه وعلاجه من اثني عشر طريقة، وهو مطبوع متداول. 4- النفاق وأثره السيئ في الأمة، كتاب ألفه ليقف المسلمون على خطورة هذا الداء العضال وقسمه إلى مقدمة وخمسة مباحث تضمنت: معنى النفاق لغة وشرعا، وصفات المنافقين، وأخطار النفاق والمنافقين، وكيف يعامل المؤمنون المنافقين، والعلاج الناجع للنفاق، وأتبع هذه المباحث الخمسة بخاتمة تعد زبدة البحث وخلاصته. وهو مطبوع متداول.

5- أحكام الصيام، أوعب فيه جميع أحكام الصيام، ورد فيه على شبه القائلين بإخراج زكاة الفطر نقودا، ودحض حجتهم من ستة وجوه، وهو مطبوع بدار العقيدة بالإسكندرية. 6- الشقاء والسعادة في ضوء الكتاب والسنة، كتاب ألفه لبيان حقيقة السعادة ومصادرها، والشقاء وأسبابه، وقد قسمه إلى مقدمة، وأربعة مباحث تتضمن: معنى السعادة لغة وشرعا، وأسباب وهمية لحصول السعادة، وأسباب الشقاء وعدم السعادة، وأسباب السعادة وذيله بخاتمة, وهو مطبوع بدار العقيدة بالإسكندرية. 7- بغية المستفيد في تحقيق وتخريج تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد، وهو مطبوع في مجلد كبير ضخم مع كتاب تيسير العزيز الحميد. ط. عالم الكتب بيروت - لبنان سنة "1419هـ-1999م". 8- منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية لابن تيمية، ط. دار الحديث، ويقع في ثمانية أجزاء، وفي أربع مجلدات. خرج فيها أحاديثه، وعلق عليه بتعليقات نافعة، وقدم له بمقدمة ضافية، تكلم فيها بإسهاب عن سبعة عشر أصلا من أصول الشيعة الإمامية، وتعد هذه المقدمة مرجعا لمن أراد معرفة أصول الشيعة الإمامية. 9- تراجم الخلفاء الراشدين، تأليف محمد رضا. قدم فيه للكتاب وخرج فيه ما ورد فيه من أحاديث تخريجا علميا دقيقا، وصدر كل حديث بما يناسبه من حكم، وضبط نصه، وعلق عليه بما يفيد العامة بله الخاصة من العلماء وطلاب العلم، وهو مطبوع بدار الحديث بالقاهرة سنة "1425هـ-2004م". 10- سير أعلام النبلاء، للحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، خرج فيه جميع أحاديث الكتاب الذي يقع في ستة عشر مجلدا، غير الفهارس العلمية الدقيقة له، وقد حكم على كل حديث بما يناسبه من صحة، أو ضعف، وغيره. وذكر مصادر كل ترجمة من تراجم الكتاب التي بلغت "5964" ترجمة، ترجم فيها الذهبي لجميع الأعلام في مشارق الأرض ومغاربها من ملوك، وخلفاء، وأمراء، ووزراء، وأطباء، ومحدثين، وفقهاء ونحاة، وشعراء، وزهاد, وفلاسفة، ومتكلمين. وقدم للكتاب بمقدمة ضافية تعد مرجعا كبيرا، وترجمة واسعة للحافظ الذهبي رحمه

الله، تضمنت نشأة الذهبي، وبيئته السياسية، والدينية، والعلمية، ورحلاته في طلب العلم، وشيوخه، وتلامذته، ومنزلته العلمية، وأقوال العلماء فيه، وآراءه وأقواله في العقيدة والفقه والحديث، وتصانيفه وآثاره العلمية، ومنهجه في كتابه السير، وأهمية كتاب السير بين كتب التراجم، وبيان تاريخ وفاته، ومن ترك من أولاد. فجاءت ترجمة ضافية لا يستغني عنها كل باحث أو طالب علم. وهو هذا الكتاب الذي بين يديك أخي القارئ غفر الله لمؤلفه، ومحققه، ومن قام على طبعه ونشره وهو مطبوع بدار الحديث بالقاهرة سنة "1427-2006م". 11- تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، تأليف الحافظ السيوطي، حققه وخرج أحاديثه. ط. دار الحديث القاهرة سنة "1423هـ-2002م". 12- الجواب الباهر في زوار المقابر، لابن تيمية، خرج أحاديثه، وعلق عليه. ط. دار الجيل, بيروت, لبنان سنة "1417هـ-1997م". 13- مكان رأس الحسين، لابن تيمية، خرج أحاديثه وعلق عليه. ط. دار الجيل، بيروت, لبنان سنة "1417هـ-1997م". 14- السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية، لابن تيمية. ط. دار الكتب العلمية, بيروت, لبنان سنة "1409هـ-1998م" خرج أحاديثه وعلق عليه. 15- شرح العقيدة الواسطية، لابن تيمية شرح الشيخ خليل هراس، خرج أحاديثه، وعلق عليه، وقدم له بمقدمة هامة، وشرح ما فيه من غريب الألفاظ، وزور له فهارس علمية شاملة أوعبت كل ما في الكتاب. 16- فتح المغيث بترتيب ما في سنن النسائي من الأثر والحديث. ط. دار الجيل بيروت, لبنان سنة "1411هـ-1991م". وط. دار الكتب العلمية, بيروت, لبنان سنة "1408هـ-1988م". 17- فهرس مسند الحميدي. مطبوع مع مسند الحميدي بدار الكتب العلمية سنة "1408هـ-1988م". 18- هداية المحتار إلى ترتيب كشف الأستار عن زوائد البزار، ط. دار الجيل بيروت لبنان سنة "1411هـ-1991م". وط. دار الكتب العلمية سنة "1408هـ-1988م"

19- السرر الموضوعة في ترتيب اللآلئ المصنوعة. ط. دار الجيل, بيروت, لبنان سنة "1417هـ-1997م". 20- الروض الباسم في ترتيب السنة لابن أبي عاصم. ط. دار الجيل, بيروت, لبنان سنة "1417هـ-1997م". 21- فهارس صحيح ابن خزيمة. ط. دار الكتب العلمية, بيروت, لبنان سنة "1408هـ-1988م". 22- فهرس تفسير ابن كثير. دار الجيل بيروت لبنان. وقد أعده بطريقتين فرتبه على أوائل أطراف الأحاديث، ورتبه على مسانيد الرواة، وأحال فيها القارئ إلى رقم الآية، واسم السورة التي يوجد بها الحديث، لينتفع كل من يتملك أي طبعة من تفسير ابن كثير. وكتب أخرى كثيرة تخرج له قريبا قريبا تقبل الله منه بأسمائه وصفاته، وجعلها في ميزان حسناته ثقيلة ثقيلة، وأكثر النفع بها بكرمه ومنه وسعة فضله, وجزى الله خيرا كل من ساهم في نشرها بالقول أو الفعل.

ثاني عشر: منهجنا في تحقيق الكتاب: 1- عولت في تحقيق هذا الكتاب على النسخة الخطية الموجودة في دار الكتب المصرية بالقاهرة المحروسة تحت رقم عام "12195" حديث، والمصورة عن الأصل الموجود بمكتبة أحمد الثالث باستنبول رقم "2910-13"، وتقع في إحدى عشر مجلدا, وقد بلغت عدد لوحات كل مجلد من هذه المجلدات الإحدى عشرة على التوالي: "252، 285، 293، 293، 292، 292، 288، 289، 290, 288، 319" لوحة عن نسخة مكتبة أحمد الثالث باستانبول. وكل لوحة تحتوي على صفحتين، متقابلتين. ومتوسط سطور كل صفحة "24" أو"25" سطرا، وعدد كلمات السطر "14" كلمة. وكتب على هذه الأجزاء تاريخ نسخها؛ فالجزء الرابع كتب عليه: تم الفَرَاغُ مِنْ نَسْخِهِ فِي سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وسبعمائة. وأما الجزء العاشر فكتب عليه: كان الفرَاغُ مِنْهُ لَيْلَةَ الْأَحَدِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ شهر رجب سنة إحدى وأربعين وسبعمائة. وأما الجزء الحادي عشر فقد كتب عليه: تم الفراغ من نسخه لَيْلَةَ الاثْنَيْن لِثِنْتَي عَشْرةَ لَيْلَةً بَقِيَتْ مِنْ شهر ذي الحجة سنة "741هـ", وَهِيَ أَولُ نُسْخَةٍ نُسخت مِنْ خطِّ المُصَنِّفِ. وأما الجزء الثاني عشر فكتب على الصفحة الأخيرة منه: كان الفَراغُ مِن كِتَابَتِه لَيلةَ الجُمعةِ لِثَلاثٍ بَقِينَ من جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة والحمد لله وحده وصلواته وسلامه عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيْماً. أما الجزء الثالث عشر فقد كتب ناسخه على الصفحة الأخيرة: تَمَّ الجُزءُ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ سِيَرِ أَعلاَمِ النُّبَلاَءِ للشَيْخِ الإِمَامِ العَالِمِ العَاملِ الحُجَّة النَّاقِدِ البَارِعِ جَامِعِ أَشْتَاتِ الفُنُوْنِ مُؤَرِّخِ الإِسْلاَمِ شَمْسِ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الذَّهَبِيِّ فَسَحَ اللهُ فِي مُدَّتَه وَهِيَ أَوَّلُ نُسْخَةٍ نُسِخَتْ مِنْ خَطِّ المُصَنِّفِ وَقُوْبِلَتْ عَلَى حَسَبِ الإِمْكَانِ وَكَانَ الفرَاغُ مِنْهُ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ صَفَرٍ سَنَةَ ثلاث وأربعين وسبعمائة والحمد لله وحده وصلى الله على محمد. فالواضح أن هذه النسخة كتبت في حياة المؤلف من نسخة مكتوبة بخطه، والخط في جميع الأجزاء واحد، لكنه لم يبين اسم الناسخ كما هو معتاد في كتابة الناسخ لاسمه حين الفراغ من النسخ. لكن بوجه عام فالنسخة مكتوبة بخط جيد مقروء، وفي بعض صفحاتها تضبيب طولي، وهو نادر فيها مما لا يكاد يخلو منه مخطوط. وقد اعتمدت على بعض النسخ المطبوعة وكان أضبطها طبعة مؤسسة الرسالة.

2- رجعت إلى كتب السنن والمسانيد والمعاجم وبعض المصادر التي أخذ عنها المؤلف، وعارضت عليها، ما أورده من أحاديث وآثار وأقوال، وهو شيء كثير، وعدد كبير، وقد أصلحت ما وقع فيه من خطأ. 3- ضبطت النص ونسقته تنسيقا يعين على قراءته، وفهمه، وضبطت ما أشكل من أسماء الرواة والأعلام وكناهم، كما ضبطت المواضع والبلدان والمبهمات والغريب حتى تقرأ على نحو صحيح صائب معتمدا على أوثق وأفضل المصادر التي بينت ذلك أفضل بيان. 4- نبهت على ما ظهر لي من تصحيفات وقعت في الطبعة المذكورة التي اعتمدت عليها. 5- قمت بدراسة الأحاديث والآثار التي ذكرها المؤلف، وصدرت كل حديث بما يناسبه من صحة أو ضعف وغيره، وقد أحيل القارئ إلى مراجعة الحديث والكلام عليه بإسهاب في بعض كتبي مثل: الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة، أو بغية المستفيد في تحقيق وتخريج تيسير العزيز الحميد، أو منهاج السنة النبوية لابن تيمية بتخريجنا وتعليقنا، أو الجواب الباهر في زوار المقابر بتخريجنا وتعليقنا، وغيرها من كتبي. 6- ذكرت مصادر ترجمة كل علم من الأعلام ليرجع إليها من رام زيادة، وقد قصدت فيها استيعاب المصادر، وذلك حسب ما تيسر لي منها. 7- شرحت الغوامض من المصطلحات والمبهمات والغريب، وعرفت ببعض الأماكن والبلدان، كما عرفت ببعض الأعلام من أصحاب النحل، أو ممن وردوا بالأسانيد، ليكون الكتاب سهلا ميسورا أمام القارئ. 8- قدمت للكتاب بمقدمة ضافية بينت فيها: نشأة الذهبي وبيئته السياسية والدينية والعلمية، ورحلاته في طلب العلم، وشيوخه، وتلامذته، ومنزلته العلمية وأقوال العلماء فيه، وآراءه في العقيدة والفقه والحديث، وتصانيفه وآثاره العلمية، ومنهجه في كتابه. كما بينت أهمية كتاب السير بين كتب التراجم، وبينت تاريخ وفاته، ومن ترك من أولاد، فجاءت ترجمة ضافية للحافظ الذهبي لا يستغني عنها أي باحث أو طالب علم.

9- زورت فهرسا لكل جزء بأسماء المترجمين على ترتيب المؤلف، وفهرسا آخر على نسق حروف المعجم، ثم زورت فهرسا عاما لجميع أجزاء الكتاب يشتمل على فهرس بجميع المترجمين على حروف المعجم، وفهرس للأحاديث والآثار، وفهرس للأشعار الواردة في الكتاب وقد بذلت الجهد والوسع في تحقيق هذا الكتاب العظيم على النحو الذي يرضي جماهير العلماء وطلاب العلم. أسأل الله عز وجل بأسمائه وصفاته أن ينفع بهذا الكتاب مؤلفه، ومحققه، وناشره وكل من ساعد على نشره أو الإفادة منه بالقول أو الفعل. وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة وتسليما ملء السموات وملء الأرض وملء ما شاء من شيء بعد. كتبه: أبو يعلى محمد أيمن الشبراوي عفا الله عنه بكرمه ومنه

صور المخطوطة

صور المخطوطة

السيرة النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين من مولده -صلى الله عليه وسلم- إلى هجرته الشريفة: ذكر نسب سيد البشر: محمد رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو القاسم سيد المرسلين وخاتم النبيين. هو مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ واسم عبد المطلب شيبة, ابن هاشم واسمه عمرو, ابن عبد مناف واسمه المغيرة، ابن قصي واسمه زيد بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبِ بنِ فِهْرِ بنِ مَالِكِ بن النضر بن كنانة بن خزيمة ابن مدركة، واسمه عامر بنِ إِلْيَاسَ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عدنان، وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم -صلى الله عليهما وعلى نبينا وسلم- بإجماع الناس. لكن اختلفوا فيما بين عدنان وبين إسماعيل من الآباء1، فقيل: بينهما تسعة آباء، وقيل: سبعة، وقيل مثل ذلك عن جماعة. لكن اختلفوا في أسماء بعض الآباء، وقيل: بينهما خمسة عشر أبا، وقيل: بينهما أربعون أبا وهو بعيد وقد ورد عن طائفة من العرب ذلك. وأما عروة بن الزبير، فقال: ما وجدنا من يعرف ما وراء عدنان ولا قحطان إلا تخرصا. وعن ابن عباس قال: بين معد بن عدنان وبين إسماعيل ثلاثون أبا، قاله هشام ابن الكلبي النسابة، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس، ولكن هشام وأبوه متروكان2. وجاء بهذا الإسناد أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذا انتهى إلى عدنان أمسك ويقول:

_ 1 النسب ما بين عدنان إلى اسماعيل بن إبراهيم مختلف فيه، وأما من النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدنان فمتفق عليه. وروى الطبراني بإسناد جيد عن عائشة قالت: "استقام نسب الناس إلى معد بن عدنان" كذا قال الحافظ في "الفتح" "6/ 528-529". 2 هشام بن محمد بن السائب الكلبي، أبو المنذر الأخباري النسابة العلامة، روى عن أبيه أبي النضر الكلبي المفسر. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِنَّمَا كَانَ صَاحِبَ سَمَرٍ وَنَسَبٍ، مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً يُحَدِّثُ عنه. وقال الدارقطني وغيره: متروك. وقال ابن عساكر: رافضي، ليس بثقة، وأما أبوه؛ فهو محمد بن السائب الكلبي، أبو النضر الكوفي المفسر النسابة الأخباري. قال البخاري: أبو النضر الكلبي تركه يحيى وابن مهدي، وقال الدارقطني وجماعة: متروك، وقال الجوزجاني وغيره كذاب. لذا فالأثر ضعيف جدا.

"كذب النسابون" قال الله تعالى: {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان: 38] 1. وقال أبو الأسود يتيم عروة: سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة، وكان من أعلم قريش بأنسابها وأشعارها يقول: ما وجدنا أحدا يعلم ما وراء معد بن عدنان في شعر شاعر ولا علم عالم2. قال هشام ابن الكلبي: سمعت من يقول: إن معدا كان على عهد عيسى ابن مريم، عليه السلام. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ قوم من السلف منهم عبد الله بن مسعود، ومحمد بن كعب القرظي، وعمرو بن ميمون الأودي إذا تلوا: {وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ} [إبراهيم: 9] ، قالوا: كذب النسابون. قال أبو عمر: ومعنى هذا عندنا على غير ما ذهبوا إليه، وإنما المعنى فيها والله أعلم: تكذيب من ادعى إحصاء بني آدم. وأما أنساب العرب فإن أهل العلم بأيامها وأنسابها قد وعوا وحفظوا جماهيرها وأمهات قبائلها، واختلفوا في بعض فروع ذلك. والذي عليه أئمة هذا الشأن أنه: عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور ابن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل ابن آزر، واسمه تارح، ابن ناحور بن ساروح بن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ ابن خنوخ، وهو إدريس عليه السلام بن يرد بن مهليل بن قينن بن يانش بن شيث بن آدم أبي البشر عليه السلام قال: وهذا الذي اعتمده محمد بن إسحاق في السيرة3، وقد اختلف أصحاب ابن إسحاق عليه في بعض الأسماء.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "1/ 65"، وفيه هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وأبوه، وهما متروكان كما علمت. وفيه أبو صالح باذام، مولى أم هانئ، فإنه ضعيف، مدلس فهذه ثلاث علل في هذا الإسناد. 2 حسن: أخرجه ابن سعد "1/ 58" في طبقاته قال: أخبرنا خالد بن خداش، أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة، عن أبي الأسود قال: سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة يقول ... فذكره. قلت: إسناده حسن، عبد الله بن لهيعة، صدوق، وقد روى عنه عبد الله بن وهب، وهو من أعدل من روى عنه، فأمنا شرا اختلاطه. وأبو الأسود، يتيم عروة، هو محمد بن عبد الرحمن النوفلي، الأسدي المدني، ثقة، من صغار التابعين، روى له الجماعة. 3 ذكره ابن هشام في "السيرة" "1/ 21" ط، دار الحديث بتحقيق جمال ثابت، ومحمد محمود، وسيد إبراهيم ووقع في هذه الطبقة "ابن ساروغ" بدل "ابن ساروح". وأثبته المحققون كما في "المنتظم" "1/ 258".

قال ابن سعد: الأمر عندنا الإمساك عما وراء عدنان إلى إسماعيل1. وروى سلمة الأبرش، عن ابن إسحاق هذا النسب إلى يشجب سواء، ثم خالفه فقال: يشجب بن يانش بن ساروغ بن كعب بن العوام بن قيذار بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل، عليهم السلام. وقال ابن إسحاق: يذكرون أن عمر إسماعيل مائة وثلاثون سنة، وأنه دفن في الحجر مع أمه هاجر. وقال عبد الملك بن هشام: حدثني خلاد بن قرة بن خالد السدوسي، عن شيبان بن زهير، عن قتادة، قال: إبراهيم خليل الله هو ابن تارح بن ناحور بن أشرع بن أرغو بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لامك بن متوشلخ بن هنوخ بن يرد بن مهلاييل بن قاين بن أنوش بن شيث بن آدم. وَرَوَى عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ إِدْرِيْسَ، عَنْ أَبِيْهِ، عن وهب بن منبه، أنه وجد نسب إبراهيم -عليه السلام- في التوراة: إبراهيم بن تارح بن ناحور بن شروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متشالخ بن خنوخ، وهو إدريس بن يارد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم2. وقال ابن سعد: حدثنا هشام ابن الكلبي، قال: علمني أبي وأنا غلام نسب النبي صلى الله عليه وسلم محمد، الطيب المبارك ولد عبد الله بن عبد المطلب، واسمه شيبة الحمد بنِ هَاشِمٍ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بنُ عَبْدِ مَنَافٍ، واسمه المغيرة بن قصي، واسمه زيد بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبِ بنِ فِهْرِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ بنِ كِنَانَةَ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ مدركة بنِ إِلْيَاسَ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عدنان3.

_ 1 ذكره ابن سعد في "الطبقات" "1/ 58" وقال: الأمر عندنا على الانتهاء إلى معد بن عدنان، ثم الإمساك عما وراء ذلك إلى إسماعيل بن إبراهيم. 2 ضعيف جدا: فيه عبد المنعم بن إدريس اليماني، مشهور قصاص، ليس يعتمد عليه، تركه غير واحد؛ وأفصح أحمد بن حنبل فقال: كان يكذب على وهب بن منبه وقال البخاري: ذاهب الحديث. وقال ابن حبان: يضع الحديث على أبيه وعلى غيره. 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" "1/ 55-56"، آفته هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وأبوه؛ فهما متروكان كما أسلفنا الكلام عليهما قريبا.

قال أبي: وبين معد وإسماعيل نيف وثلاثون أبا، وكان لا يسميهم ولا ينفذهم. قلت: وسائر هذه الأسماء أعجمية، وبعضها لا يمكن ضبطه بالخط إلا تقريبا. وقد قيل في قوله تعالى: {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ} [المعارج: 13] ، فصيلة النبي صلى الله عليه وسلم بنو عبد المطلب أعمامه وبنو أعمامه، وأما فخذه فبنو هاشم. قال: وبنو عبد مناف بطنه، وقريش عمارته، وبنو كنانة قبيلته، ومضر شعبته. قال الأوزاعي: حدثني شداد أبو عمار، قال: حدثني وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى هاشما من قريش، واصطفاني من بني هاشم" رواه مسلم1. وأمه آمنة بنت وهب بن عَبْدِ مَنَافٍ بنِ زُهْرَةَ بنِ كِلاَبِ، فهي أقرب نسبا إلى كلاب من زوجها عبد الله برجل.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 107"، ومسلم "2276"، والترمذي "3605"، "3606" من طرق عن الأوزاعي، به.

مولده المبارك صلى الله عليه وسلم

مولده المبارك صلى الله عليه وسلم: أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق، قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الفقيه، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور، قال: أخبرنا علي بن عمر الحربي، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، قال: حدثنا يحيى ابن معين، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ولد عام الفيل"1. صحيح. وقال ابن إسحاق: حدثني المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، عن أبيه، عن جده قيس بن مخرمة بن عبد المطلب، قال: "ولدت أَنَا وَرَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفيل. كنا لِدَّينِ"2 أخرجه الترمذي، وإسناده حسن. وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا سليمان النوفلي، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم، قَالَ: وُلِدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفيل، وكانت عكاظ بعد الفيل بخمس عشرة، وبني البيت على رأس خمس وعشرين سنة من الفيل. وتنبأ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رأس أربعين سنة من الفيل.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه ابن سعد "1/ 101"، والبزار "226" كشف الأستار، والحاكم "2/ 603"، والطبراني في "الكبير" "12/ 12432"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "1/ 75-76" من طريق حجاج بن محمد، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه محمد بن إسحاق، مدلس، وقد عنعنه لكن الحديث يرتقي للحسن لغيره بالطريقين الآتيين كما في التعليق الآتي. 2 حسن لغيره: أخرجه أحمد "4/ 215"، والترمذي "3619"، والحاكم "2/ 603"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "1/ 76-77"، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" "85" من طرق عن ابن إسحاق، عن المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة به. قلت: إسناده ضعيف، آفته المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة المطلبي، فإنه مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول أي عند المتابعة، وقد توبع وأما محمد بن إسحاق فقد صرح بالتحديث عند الترمذي وغيره. وأخرجه ابن سعد "1/ 101" من طريق حكيم بن محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن قيس بن مخرمة به. قلت: إسناده ضعيف، آفته محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، فإنه مجهول؛ لذا قال الحافظ في "التقريب": "مقبول" أي عند المتابعة، وقد توبع بالطريق الأول، فالحديث حسن. بمجموع الطريقين. أما حكيم بن محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة فهو صدوق كما قال الحافظ في "التقريب" وقيس ابن مخرمة هو ابن المطلب بن عبد مناف المطلبي المكي, صحابي، كان أحد المؤلفة, ثم حسن إسلامه.

وقال شباب العصفري1: حدثنا يحيى بن محمد، قال: حدثنا عبد العزيز بن عمران، قال: حدثني الزبير بن موسى، عن أبي الحويرث، قال: سمعت قباث بن أشيم يقول: "أنا أَسَنُّ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أكبر مني، وقفت بي أمي على روث الفيل محيلا أعقله، وولد رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفيل" يحيى هو أبو زكير، وشيخه متروك الحديث. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم على رأس خمس عشرة سنة من بنيان الكعبة، وكان بين مبعثه وبين أصحاب الفيل سبعون سنة كذا قال. وقد قال إبراهيم بن المنذر وغيره: هذا وهم لا يشك فيه أحد من علمائنا. إن رسول الله ولد عام الفيل وبعث على رأس أربعين سنة من الفيل. وقال يَعْقُوْبُ القُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ أَبِي المُغِيْرَةِ، عن ابن أبزى، قال: كان بين الفيل وبين مولد رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشرُ سنين. وهذا قول منقطع. وأضعف منه ما روى محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وهو ضعيف قال: حدثنا عقبة بن مكرم، قال: حدثنا السيب بن شريك، عن شعيب بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: حمل بِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عاشوراء المحرم وولد يوم الإثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان سنة ثلاث وعشرين من غزوة أصحاب الفيل2. وهذا حديث ساقط كما ترى. وأوهى منه ما يروى عن الكلبي -وهو متهم ساقط- عن أبي صالح باذام، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وُلِدَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الفيل بخمس عشرة سنة قد تقدم ما يبين كذب هذا القول عن ابن عباس بإسناد صحيح. قال خليفة بن خياط: المجمع عليه أنه ولد عام الفيل. وقال الزبير بن بكار: حدثنا محمد بن حسن عن عبد السلام بن عبد الله عن معروف بن خربوذ، وغيره من أهل العلم، قالوا: وُلِدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفيل، وسميت قريش "آل الله" وعظمت في العرب. ولد لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، وقيل: من رمضان يوم الإثنين حين طلع الفجر.

_ 1 شباب العصفري، هو خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطِ بنِ خَلِيْفَةَ بنِ خَيَّاطٍ الإمام الحافظ العلامة الأخباري، أبو عمرو العُصْفُرِيُّ البَصْرِيُّ، وَيُلَقَّبُ بِشَبَابٍ، صَاحِبُ "التَّارِيْخِ" وَكِتَابِ "الطبقات"، وغير ذلك. ترجم له المصنف في كتابه هذا "السير" برقم ترجمة عام "1918"، وبتعليقنا رقم "401" في المجلد السابع فراجعها ثمت إذا رمت زيادة. 2 ضعيف جدا: وفيه أيضا المسيب بن شريك قال أحمد: تركه الناس وقال مسلم وجماعة: متروك.

وقال أبو قتادة الأنصاري: سأل أعرابي رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ما تقول في صوم يوم الإثنين؟ قال: "ذاك يوم ولدت فيه وفيه أوحي إليّ" 1. أخرجه مسلم. وقال عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَقَّاصِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سعيد بن المسيب وغيره، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولد في ليلة الإثنين من ربيع الأول عند ابهرار النهار2. وروى ابن إسحاق قال: حدثني صَالِحُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، عن يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أسعد بن زرارة، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شِئْتُ مِنْ رِجَالِ قَوْمِي، عن حسان بن ثابت، قال: إني والله لغلام يفعة، إذ سمعت يهوديا وهو على أطمة3 يثرب يصرخ: يا معشر يهود، فلما اجتمعوا إليه، قالوا: ويلك ما لك؟ قال: طلع نجم أحمد الذي يبعث به الليلة. وقال ابْنِ لَهِيْعَةَ عَنْ خَالِدِ بنِ أَبِي عِمْرَانَ، عن حنش عن ابن عباس قال: ولد نبيكم صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ونبئ يوم الاثنين، وخرج من مكة يوم الإثنين، وقدم المدينة يوم الاثنين وفتح مكة يوم الاثنين، ونزلت سورة المائدة يوم الإثنين، وتوفي يوم الإثنين4. رواه أحمد في مسنده، وأخرجه الفسوي في تاريخه. وقال شيخنا أبو محمد الدمياطي في "السيرة" من تأليفه، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، قَالَ: وُلِدَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَوْم الإثنين لعشر ليال خلون من ربيع الأول، وكان قدوم أصحاب الفيل قبل ذلك في النصف من المحرم5.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1162" "197" من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن غيلان بن جرير، سمع عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة الأنصاري به. 2 ضعيف: لإرساله. 3 الأطم بالضم: الأبنية المرتفعة كالحصون. وجمعه آطام. 4 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 277"، والطبراني "12984"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "7/ 233، 234" من طريق عبد الله بن لهيعة، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد الله بن لهيعة، أجمعوا على ضعفه لسوء حفظه بعد احتراق كتبه. لكن يغني عنه حديث أبي قتادة الأنصاري المتقدم وفيه: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عن صوم يوم الإثنين؟ قال: "ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت أو أنزل علي فيه". ويغني عنه أيضا ما رواه البخاري "1387" عن عائشة أن أبا بكر قال لها في أي يوم تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: يوم الإثنين. قال: فأي يوم هذا؟ قالت: يوم الإثنين. 5 ضعيف: لإرساله، أبو جعفر محمد بن علي، هو أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالب من صغار التابعين، فبينه وَبَيْنَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفاوز تنقطع دونها أعناق المطي.

وقال أبو معشر نجيح: ولد لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول. قال الدمياطي: والصحيح قول أبي جعفر، قال: ويقال: إنه ولد في العشرين من نيسان. وقال أبو أحمد الحاكم: ولد بعد الفيل بثلاثين يوما. قاله بعضهم. قال: وقيل: بعده بأربعين يوما. قلت: لا أبعد أن الغلط وقع من هنا على من قال ثلاثين عاما أو أربعين عاما فكأنه أراد أن يقول يوما فقال عاما. وقال الوليد بن مسلم، عن شعيب بن أبي حمزة، عن عطاء الخراساني، عن عكرمة، عن ابن عباس أن عبد المطلب: ختن النبي صلى الله عليه وسلم يوم سابعه، وصنع له مأدبة وسماه محمدا1. وهذا أصح مما رواه ابن سعد: أخبرنا يونس بن عطاء المكي، قال: حدثنا الحكم بن أبان العدني، قال حدثنا عكرمة، عن ابن عباس، عن أبيه العباس قال: ولد النبي صلى الله عليه وسلم مختونا مسرورا، فأعجب ذلك عبد المطلب وحظي عنده وقال: ليكونن لابني هذا شأن2. تابعه سليمان بن سلمة الخبائري، عن يونس، لكن أدخل فيه بين يونس والحكم: عثمان ابن ربيعة الصدائي. قال شيخنا الدمياطي: ويروى عن أبي بكرة، قال: ختن جبريل رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا طهر قلبه3. قلت: هذا منكر.

_ 1 ضعيف: فيه الوليد بن مسلم مدلس يدلس تدليس التسوية وقد عنعنه. 2 منكر: أخرجه ابن سعد "1/ 103" قال أخبرنا يونس بن عطاء المكي، به. وأورده ابن كثير في "البداية والنهاية" "2/ 269-270" ثم قال في إثره بعد أن ذكر طرقا له: "وقد ادعى بعضهم صحته لما ورد له من الطرق حتى زعم بعضهم أنه متواتر! وفي هذا كله نظر. ومعنى مختونا: أي مقطوع الختان. ومسرورا: أي مقطوع السرة من بطن أمه. 3 منكر: أورده الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" "2/ 270" ط. دار الحديث وقال: قد روى الحافظ ابن عساكر من طريق عبد الرحمن بن عيينة البصري، حدثنا علي بن محمد المدائني السلمي، حدثنا سلمة بن محارب بن مسلم بن زيادة، عن أبيه، عن أبي بكرة: أن جبريل ختن النبي صلى الله عليه وسلم حين طهر قلبه". وقال ابن كثير في إثره: وهذا غريب جدا.

أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم- وكنيته

أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته: الزهري, عن محمد بن جبير بن مطعم, عن أبيه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "إن لي اسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب" 1. قال الزهري: والعاقب: الذي ليس بعده نبي. متفق عليه وقال الزهري: وقد سماه الله رءوفا رحيما. وقال حماد بن سلمة، عن جعفر بن أبي وحشية، عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الحاشر، وأنا الماحي، والخاتم، والعاقب" 2. وهذا إسناد قوي حسن. وجاء بلفظ آخر، قال: "أنا أحمد، ومحمد، والمقفى، والحاشر، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة" 3. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قال: حدثني خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هلال عن عقبة بن مسلم عن نافع بن جبير بن مطعم: أنه دخل على عبد الملك بن مروان فقال له: أتحصي أسماء رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي كان جبير يعدها؟ قال: نعم هي ستة: محمد، وأحمد، وخاتم وحاشر وعاقب وماحي. فأما حاشر فبعث مع الساعة نذيرا لكم، وأما عاقب فإنه عقب الأنبياء وأما ماحي فإن الله محا به سيئات من اتبعه.

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "19657"، والحميدي "555"، وابن أبي شيبة "11/ 457"، وأحمد "4/ 80 و84"، وابن سعد في "الطبقات" "1/ 105"، والبخاري "3532"، "4896"، ومسلم "2354"، والترمذي "2840"، وفي "الشمائل" "359" والدارمي "2/ 317-318" والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "2/ 50"، والآجري في "الشريعة" "ص462"، والطبراني في "الكبير" "1520-1530"، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" "19"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "1/ 152-153 و153 و154"، والبغوي "3629" و"3630" من طرق عن الزهري، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 81 و84" من طريق حماد بن سلمة به. 3 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 404" من طريق المسعودي، ومسلم "2355" من طريق الأعمش كلاهما عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عن أبي موسى الأشعري قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال: "أنا محمد وأحمد والمقفى والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة". وقوله: "المقفى" قال شمر: هو بمعنى العاقب. وقال ابن الأعرابي: هو المتبع للأنبياء. يقال: قفوته أقفوه وقفيته أقفيه، إذا اتبعته وقافية كل شيء آخره.

وقال عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى الأشعري، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال: "أنا محمد، وأحمد، والحاشر، والمقفى، ونبي التوبة، والملحمة" رواه مسلم1. وقال وَكِيْعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ, عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، قال: "أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة" 2. ورواه زياد بن يحيى الحساني، عن سعير بن الخمس، عن الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موصولا. وقد قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] . وقال وكيع، عن إسماعيل الأزرق، عن ابن عمر، عن ابن الحنفية، قال: يس محمد صلى الله عليه وسلم. وعن بعضهم، قَالَ: لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فِي القرآن خمسة أسماء: محمد، وأحمد، وعبد الله، ويس، وطه. وقيل: طه، لغة لعك، أي: يا رجل، فإذا قلت لعكي: يا رجل لم يلتفت، وإذا قلت له: طه التفت إليك نقل هذا الكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ والكلبي متروك. فعلى هذا القول لا يكون طه من أسمائه. وقد وصفه الله تعالى في كتابه فقال: رسولا، ونبيا أميا وشاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه، وسراجا منيرا، ورءوفا رحيما، ومذكرا، ومدثرا ومزملا وهاديا، إلى غير ذلك.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2355". وراجع تخريجنا السابق. 2 حسن لغيره: أخرجه ابن سعد "1/ 192" أخبرنا وسميع بن الجراح، به. وله شاهد عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "إنما أنا رحمة مهداة". أخرجه البزار "2369" كشف الأستار، والطبراني في "الصغير" "1/ 95"، و"الأوسط" "2981"، وابن الأعرابي في "معجمه"، والحاكم "1/ 35"، والقضاعي في "الشهاب" "1160" من طريق أبي الخطاب زياد بن يحيى، عن مالك بن سعير، عن الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. ومالك بن سعير، صدوق فالإسناد حسن.

ومن أسمائه: الضحوك، والقتال. جاء في بعض الآثار عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا الضحوك أنا القتال". وقال ابن مسعود: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق1، وفي التوراة فيما بلغنا أنه حرز للأميين، وأن اسمه المتوكل2. ومن أسمائه: الأمين. وكانت قريش تدعوه به قبل نبوته. ومن أسمائه: الفاتح، وقثم. وقال علي بن زيد بن جدعان: تذاكروا أحسن بيت قالته العرب، فقالوا: قول أبي طالب في النبي صلى الله عليه وسلم: وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد وقال عاصم بن أبي النجود، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة، فقال: "أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا نبي الرحمة، ونبي التوبة، والمقفى، وأنا الحاشر، ونبي الملحمة" 3 قالك المقفى الذي ليس بعده نبي. رواه الترمذي في "الشمائل" وإسناده حسن، وقد رواه حماد بن سلمة، عن عاصم، فقال: عن زر، عن حذيفة نحوه. ويروى بإسناد واه عن أبي الطفيل، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لي عشرة أسماء، فذكر منها الفاتح، والخاتم. قلت: وأكثر ما سقنا من أسمائه صفات له لا أسماء أعلام، وقد تواتر أن كنيته أبو القاسم.

_ 1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "6594", وَمُسْلِمٌ "2643" مِنْ طَرِيْقِ الأَعْمَشِ، عَنْ زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 174"، والبخاري "2125" من طريق فليح حدثنا هلال، عن عطاء بن يسار قال لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قلت: أخبرني عن صفَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التوراة، قال: أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للاميين، أنت عبدي ورسولي, سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتح بها أعين عمي وآذان صم وقلوب غلف". 3 حسن: أخرجه الترمذي في "الشمائل" "360". وعاصم بن أبي النجود صدوق حسن الحديث.

قال ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تسموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي". متفق عليه1. وقال محمد بن عَجْلاَنَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لا تجمعوا اسمي، وكنيتي، أنا أبو القاسم، الله يعطي وأنا أقسم" 2. وقال ابن لهيعة، عن عقيل، عن الزهري، عن أنس، قال: لما ولد إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مارية كاد يقع في نفسه منه، حتى أتاه جبريل -عليه السلام- فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم. ابن لهيعة ضعيف.

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "19866"، وابن أبي شيبة "8/ 671"، وأحمد "2/ 248، 260، 270، 392، 491، 499"، والبخاري "3539"، "6188"، ومسلم "2134"، وأبو داود "4965"، وابن ماجه "3735"، والدارمي "2/ 291-292"، وأبو نعيم في "الحلية" "8/ 295"، وفي "تاريخ أصبهان" "2/ 143"، والبيهقي في "السنن" "9/ 308"، وفي "الآداب" "613"، والبغوي "3363" من طرق عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. وورد عن أنس بن مالك: عند أحمد "3/ 114، 121، 189"، وابن أبي شيبة "8/ 671"، والبخاري "2120"، "3537"، وفي "الأدب المفرد" "837"، "845"، ومسلم "2131"، والترمذي "2844"، وأبو يعلى "3787"، "3811"، والبيهقي "9/ 308، 309"، والبغوي "3364" من طرق عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك به. 2 حسن: أخرجه أحمد "2/ 433"، والبخاري في "الأدب المفرد" "844"، والترمذي "2841" من طريق محمد بن عجلان به. قلت: إسناده حسن, محمد بن عجلان صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

ذكر ما ورد في قصة سطيح

ذكر ما ورد في قصة سطيح, وخمود النيران ليلة المولد وانشقاق الإيوان: قال ابن أبي الدنيا وغيره: حدثنا علي بن حرب الطائي، قال: أخبرنا أبو أيوب يعلى بن عمران البجلي، قال: حدثني مخزوم بن هانئ المخزومي، عن أبيه، وكان قد أتت عليه مائة وخمسون سنة، قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى1، وسقطت منه أربع عشرة شرفة, وغاضت بحيرة ساوة2، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ورأى الموبذان3 إبلا صعابا تقود خيلا عرابا4 قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها، فلما أصبح كسرى أفزعه ما رأى من شأن إيوانه فصبر عليه تشجعا، ثم رأى أن لا يستر ذلك عن وزرائه ومرازبته5، فلبس تاجه وقعد على سريره وجمعهم، فلما اجتمعوا عنده، قال: أتدرون فيم بعثت إليكم؟ قالوا: لا إلا أن يخبرنا الملك، فبينا هم على ذلك أورد عليهم كتاب بخمود النار، فازداد غما إلى غمه، فقال الموبذان: وأنا قد رأيت -أصلح الله الملك- في هذه الليلة رؤيا، ثم قص عليه رؤياه فقال: أي شيء يكون هذا يا موبذان؟ قال: حدث يكون في ناحية العرب، وكان أعلمهم في أنفسهم فكتب كسرى عند ذلك: "من كسرى ملك الملوك إلى النعمان بن المنذر، أما بعد، فوجه إليّ برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه. فوجه إليه بعبد المسيح بن حيان ابن بقيلة الغساني، فلما قدم، عليه قال له: هل لك علم بما أريد أن أسألك عنه؟ قال: ليسألني الملك فإن كان عندي علم وإلا أخبرته بمن يعلمه فأخبره بما رأى، فقال: علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف الشام يقال له سطيح، قال: فائته فسله عما سألتك وائتني بجوابه، فركب حتى أتى على سطيح وقد أشفى على الموت، فسلم عليه وحياه فلم يحر سطيح جوابا، فأنشأ عبد المسيح يقول:

_ 1 ارتجس إيوان كسرى: أي اضطرب وتحرك حركة سمع لها صوت. 2 غاضت بحيرة ساوة: أي غار ماؤها وذهب. 3 الموبذان: قاضي القضاة. 4 الخيل العراب المعربة: قال الكسائي: المعرب من الخيل: الذي ليس فيه عرق هجين. والأنثى معربة؛ وإبل عراب كذلك، وقد قالوا: خيل أعرب، وإبل أعرب. 5 المرازبة: من الفرس معرب، الواحد مرزبان بضم الزاي، وهو الفارس الشجاع، المقدم على القوم دون الملك.

أصم أم يسمع غطريف1 اليمن ... أم فاد فازلم2 به شأو العنن يا فاصل الخطة أعيت من ومن ... أتاك شيخ الحي من آل سنن وأمه من آل ذئب بن حجن ... أزرق بهم الناب صرار الأذن أبيض فضفاض الرداء والبدن ... رسول قيل العجم يسرى للوسن يجوب في الأرض علنداة3 شجن4 ... ترفعني وجن5 وتهوي بي وجن لا يرهب الرعد ولا ريب الزمن ... كأنما حثحث من حضنى ثكن6 حتى أتى عاري الحآجي والقطن ... تلفه في الريح بوغاء7 الدمن8 فقال سطيح: عبد المسيح، جاء إلى سطيح، وقد أوفى على الضريح، بعثك ملك بني ساسان، لارتجاس الإيوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان، رأى إبلا صعابا، تقود خيلا عرابا، قد قطعت دجلة، وانتشرت في بلادها، يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة، وظهر صاحب الهراوة، وفاض وادي السماوة، وخمدت نار فارس, فليس الشام لسطيح شاما، يملك منهم ملوك وملكات، على عدد الشرفات، وكل ما هو آت آت ثم قضى سطيح مكانه، وسار عبد المسيح إلى رحله، وهو يقول: شمر فإنك ماضي الهم شمير ... لا يفزعنك تفريق وتغيير إن يمس ملك بني ساسان أفرطهم ... فإن ذا الدهر أطوار دهارير

_ 1الغطريف والغطارف: السيد الشريف السخي الكثير الخير. 2 أزلم: أي ذهب مسرعا. 3 العلنداة: الناقة من الإبل العظيمة الطويلة. 4 شجن: أي ناقة متداخلة الخلق كأنها شجرة متشجنة أي متصلة الأغصان بعضها ببعض ويروى: شزن بالزاي. 5 الوجن: الأرض الغليظة الصلبة. 6 حثحث من حضنى ثكن: جاء في حديث سطيح ومعناه: أي حث وأسرع يقال حثه على الشيء وحثحثه. وثكن: جبل معروف، وقيل: جبل حجازي بفتح الثاء والكاف. 7 البوغاء: التراب عامة. وقيل: هي التربة الرخوة التي كأنها ذريرة. 8 الدمن: البعر.

فربما ربما أضحضوا بمنزلة ... تهاب صولهم الأسد المهاصير منهم أخو الصرح بهرام وإخوته ... والهرمزان وسابور وسابور والناس أولاد علات فمن علموا ... أن قد أقل فمحقور ومهجور وهم بنو الأم إما إن رأوا نشبا ... فذاك بالغيب محفوظ ومنصور والخير والشر مصفودان في قرن ... فالخير متبع والشر محذور فلما قدم على كسرى أخبره بقول سطيح، فقال كسرى: إلى متى يملك منا أربعة عشر ملكا تكون أمور، فملك منهم عشرة أربع سنين، وملك الباقون إلى آخر خلافة عثمان -رضي الله عنه- هذا حديث منكر غريب. وبإسنادي إلى البكائي، عن ابن إسحاق، قال كان ربيعة بن نصر ملك اليمن بين أضعاف ملوك التبابعة, فرأى رؤيا هالته وفظع منها، فلم يدع كاهنا ولا ساحرا ولا عائفا ولا منجما من أهل مملكته إلا جمعه إليه، فقال لهم: إني قد رأيت رؤيا هالتني فأخبروني بها وبتأويلها. قالوا: اقصصها علينا نخبرك بتأويلها. قال: إني إن أخبرتكم بها لم أطمئن إلى خبركم عن تأويلها، إنه لا يعرف تأويلها إلا من عرفها. فقيل له: إن كان الملك يريد هذا فليبعث إلى سطيح وشق فإنه ليس أحد أعلم منهما، فبعث إليهما فقدم سطيح قبل شق، فقال له: رأيت حممة خرجت من ظلمة، فوقعت بأرض تهمة1، فأكلت منها كل ذات جمجمة. قال: ما أخطأت منها شيئا، فما تأويلها؟ فقال: أحلف بما بين الحرتين من حنش، ليهبطن أرضكم الحبش، فليملكن ما بين أبين إلى جرش. فقال الملك: وأبيك يا سطيح إن هذا لنا لغائظ موجع، فمتى هو كائن أفي زمانه أم بعده؟ قال: بل بعده بحين، أكثر من ستين أو سبعين يمضين من السنين، قال: أفيدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع؟ قال: بل ينقطع لبضع وسبعين من السنين، ثم يقتلون ويخرجون هاربين. قال: من يلي ذلك من قتلهم وإخراجهم؟ قال: يليه إرم ذي يزن، يخرج عليهم من عدن فلا يترك منهم أحدا باليمن. قال: أفيدوم ذلك؟ قال: بل ينقطع بنبي زكي يأتيه الوحي من قبل العلي. قال: وممن هو؟ قال: من ولد فهر بن مالك بن النضر، يكون الملك في قومه إلى آخر

_ 1 التهمة: حكى ابن قتيبة في "غريب الحديث" عن الزيادي، عن الأصمعي أن التهمة الأرض المنصوبة إلى البحر، قال: وكأنها مصدر من تهامة.

الدهر. قال: وهل للدهر من آخر؟ قال: نعم، يوم يجمع فيه الأولون والآخرون، يسعد فيه المحسنون، ويشقى فيه المسيئون. قال: أحق ما تخبرني؟ قال: نعم والشفق والغسق، والفلق إذا اتسق، إن ما أنبأتك به لحق. ثم قدم عليه شق، فقال له كقوله لسطيح، وكتمه ما قال سطيح لينظر أيتفقان. قال: نعم رأيت حممة خرجت من ظلمة، فوقعت بين روضة وأكمة، فأكلت منها كل ذات نسمة. فلما قال ذلك عرف أنهما قد اتفقا فوقع في نفسه فجهز أهل بيته إلى العراق، وكتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرزاذ، فأسكنهم الحيرة، فمن بقية ولد ربيعة بن نصر: النعمان بن المنذر، فهو في نسب اليمن: النعمان بن المنذر بن النعمان بن المنذر بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر.

باب: منه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح" 1. هذا حديث ضعيف، فيه متروكان: الواقدي، وأبو بكر بن أبي سبرة. وورد مثله عن محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين, عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين، عن علي، وهو منقطع إن صح عن جعفر بن محمد، ولكن معناه صحيح. وقال خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الجَدْعَاءِ، قَالَ قُلْتُ: يَا رسول الله، متى كنت نبيا؟ قال: "وآدم بين الروح والجسد". وقال منصور بن سعد، وإبراهيم بن طهمان واللفظ له: قال: حدثنا بُدَيْلِ بنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيق، عَنْ مَيْسَرَة الفجر، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم متى كنت نبيا؟ قال: "وآدم بين الروح والجسد" 2. وقال الترمذي: حدثنا الوليد بن شجاع، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِي سلمة, عن أبي هريرة: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: متى وجبت لك النبوة؟ قال: "بين خلق آدم ونفخ الروح فيه" قال الترمذي: حسن غريب.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" من حديث ابن عباس، وفيه متروكان كما قال المصنف. وورد من طريق علي بن أبي طالب مرفوعا بلفظ: "خرجت من نكاح، ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء". أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" "ص136"، والسهمي في "تاريخ جرجان "ص318-319"، والطبراني في "الأوسط" "4728"، وفيه محمد بن جعفر بن محمد بن علي، تكلم فيه كما قال الذهبي في "الميزان". وورد من حديث أبي جعفر الباقر مرسلا: أخرجه البيهقي "7/ 190"، وعبد الرزاق في "المصنف" وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور". وهو مرسل يشهد لحديث علي بن أبي طالب، رضي الله عنه. 2 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 59"، وفي "السنة" "ص111" حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا منصور بن سعد، عَنْ بديل، عَنْ عَبْد اللهِ بن شَقِيق، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" "410"، وأبو نعيم في "الحلية" "9/ 53" من طرق عن ابن مهدي، به. وأخرجه ابن أبي عاصم "411" ثنا هدبة بن خالد، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عن عبد الله بن شقيق، عن رجل قال: قلت: يا رسول الله متى بعثت نبيا؟ قال: "وآدم بين الروح والجسد".

قلت: لولا لين في الوليد بن مسلم لصححه الترمذي. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك قال: "دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي كأن نورا خرج منها أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام". وروينا بإسناد حسن -إن شاء الله- عن العرباض بن سارية أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "إني عبد الله وخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم عن ذلك: دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى لي، ورؤيا أمي التي رأت" 1. وإن أَمْ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأت حين وضعته نورا أضاءت منه قصور الشام. ورواه الليث، وابن وهب، عن معاوية بن صالح، سمع سعيد بن سويد يحدث عن عبد الأعلى بن هلال السلمي، عن العرباض، فذكره. ورواه أبو بكر بن أبي مريم الغساني، عن سعيد بن سويد، عن العرباض نفسه. وقال فرج بن فَضالة: حدثنا لقمان بن عامر، قال: سمعت أبا أمامة، قال قلت: يا رسول الله، ما كان بدء أمرك؟ قال: "دعوة إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام". رواه أحمد في "مسنده"2 عن أبي النضر، عن فرج. قوله: "لمنجدل" أي ملقى، وأما دعوة إبراهيم فقوله: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ} [البقرة: 129] ، وبشارة عيسى قوله: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدْ} [الصف: 6] . وقال أبو ضمرة: حدثنا جعفر بن محمد، عَنْ أَبِيْهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "قسم الله الأرض نصفين فجعلني في خيرهما، ثم قسم النصف على ثلاثة فكنت في خير ثلث منها، ثم اختار العرب من الناس، ثم اختار قريشا من العرب، ثم اختار بني هاشم من قريش ثم

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "4/ 128" من حديث العرباض بن سارية السلمي، به. 2 حسن: أخرجه أحمد "5/ 262" حدثنا أبو النضر، حدثنا الفرج، به. قلت: إسناده حسن، فرج بن فضالة، هو ابن النعمان التنوخي الشامي، قال أبو حاتم: صدوق لا يحتج به. وقال ابن معين صالح الحديث. وضعفه النسائي والدارقطني. ولقمان بن عامر، صدوق ويشهد له الطريق السابق.

اختار بني عبد المطلب من بني هاشم، ثم اختارني من بني عبد المطلب". هذا حديث مرسل. وروى زَحْرَ بنَ حِصْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُمَيْدِ بنِ منهب، قال: سمعت جدي خريم بن أوس بن حارثة يَقُوْلُ: هَاجَرْتُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ تَبُوْكٍ، فَسَمِعْتُ العَبَّاسَ، يَقُوْلُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنِّي أُرِيْدُ أَنْ أمتدحك فقال: "لا يفضض الله فاك". فقال: مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِي الظِّلاَلِ وَفِي ... مُسْتَوْدَعٍ حيث يخصف الورق ثُمَّ هَبَطْتَ البِلاَدَ لاَ بَشَرٌ ... أَنْتَ وَلاَ مُضْغَةٌ وَلاَ عَلَقُ بَلْ نُطْفَةٌ تَرْكَبُ السَّفِيْنَ وَقَدْ ... أَلْجَمَ نَسْراً وَأَهْلَهُ الغَرَقُ تُنْقَلُ مِنْ صَالِبٍ إِلَى رَحِمٍ ... إِذَا مَضَى عَالَمٌ بَدَا طَبَقُ حَتَّى احْتَوَى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ مِنْ ... خِنْدِفَ عَلْيَاءَ تَحْتَهَا النُّطُقُ وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الْـ ... ـأَرْضُ وَضَاءتْ بِنُورِكَ الأُفُقُ فَنَحْنُ فِي ذلك الضياء وفي النْـ ... ـنُور وسبل الرشاد نخترق الظلال: ظلال الجنة قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ} [المرسلات: 41] ، والمستودع: هو الموضع الذي كان فيه آدم وحواء يخصفان عليهما من الورق، أي: يضمان بعضه إلى بعض يتستران به، ثم هبطت إلى الدنيا في صلب آدم، وأنت لا بشر ولا مضغة. وقوله: "تركب السفين" يعني: في صلب نوح. وصالب لغة غريبة في الصلب، ويجوز في الصلب الفتحتان كسقم وسقم. والطبق: القرن، أي: كلما مضى عالم وقرن جاء قرن، ولأن القرن يطبق الأرض بسكناه بها. ومنه قوله -عليه السلام- في الاستسقاء: "اللهم اسقنا غيثا مغيثا طبقا غدقا" 1، أي: يطبق الأرض. وأما قوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 19] ، أي: حالا بعد حال. والنطق: جمع نطاق وهو ما يشد به الوسط ومنه المنطقة. أي: أنت أوسط قومك نسبا. وجعله في علياء وجعلهم تحته نطاقا. وضاءت: لغة في أضاءت.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "1169" من حديث جابر بن عبد الله، به.

وأرضعته ثويبة: وأرضعته ثويبة جارية أبي لهب عمه، مع عمه حمزة، ومع أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، رضي الله عنهما. قال شعيب، عن الزهري، عن عروة: إن زينب بنت أبي سلمة وأمها أخبرته، أن أم حبيبة أخبرتهما، قالت: قلت: يا رسول الله! انكح أختي بنت أبي سفيان. قال: "أوتحبين ذلك؟ ". قلت: لست لك بمخلية وأحب إلي من شركني في خير أختي. قال: "إن ذلك لا يحل لي". فقلت: يا رسول الله إنا لنتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة. فقال: "والله لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي، إنها ابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة، فلا تعرضن عليّ بناتكن ولا أخواتكن". أخرجه البخاري1. وقال عروة في سياق البخاري: ثويبة مولاة أبي لهب، أعتقها، فأرضعت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ أبو لهب رآه بعض أهله في النوم بشر حيبة، يعني: حالة فقال له: ماذا لقيت؟ قال: لم ألق بعدكم رخاء غير أني أسقيت في هذه مني بعتاقتي ثويبة. وأشار إلى النقرة التي بين الإبهام والتي تليها. ثم أرضعته حليمة السعدية: ثم أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، وأخذته معها إلى أرضها، فأقام معها في بني سعد نحو أربع سنين، ثم ردته إلى أمه. قال يحيى بن أبي زائدة: قال محمد بن إسحاق عن جهم بن أبي جهم، عن عبد الله جعفر، عن حليمة بنت الحارث أَمْ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السعدية، قالت: خرجت في نسوة نلتمس الرضعاء بمكة على أتان لي قمراء2 قد أذمت بالركب3، وخرجنا في سنة شهباء4 لم تبق شيئا، ومعنا شارف5 لنا، والله إن تبض6 علينا بقطرة، ومع صبي لي لن ننام ليلنا

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5101"، ومسلم "1449"، وأبو داود "2056". 2 قمراء: القمرة: لون إلى الخضرة، وقيل: بياض فيه كدرة. 3 أذمت بالركب: أي حبستهم لضعفها وانقطاع سيرها. 4 سنة شهباء: إذا كانت مجدبة، بيضاء من الجدب، لا يرى فيها خضرة؛ وقيل الشهباء: التي ليس فيها مطر. 5 الشارف: الناقة التي قد أسنت. وقال ابن الأعرابي: الشارف: الناقة الهمة والجمع شرف، وشوارف. 6 تبض: أي ترشح.

مع بكائه، فلما قدمنا مكة لم يبق منا امرأة إلا عرض عَلَيْهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتأباه، وإنما كنا نرجو كرامة رضاعه من أبيه، وكان يتيما، فلم يبق من صواحبي امرأة إلا أخذت صبيا، غيري. فقلت لزوجي: لأرجعن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه، فأتيته فأخذته، فقال زوجي: عسى الله أن يجعل فيه خيرا. قالت: فوالله ما هو إلا أن جعلته في حجري فأقبل عليه ثديي بما شاء من اللبن، فشرب وشرب أخوه حتى رويا، وقام زوجي إلى شارفنا من الليل، فإذا بها حافل، فحلب وشربنا حتى روينا، فبتنا شباعا رواء، وقد نام صبياننا، قال أبوه: والله يا حليمة ما أراك إلا قد أصبت نسمة مباركة، ثم خرجنا، فوالله لخرجت أتاني أمام الركب قد قطعتهن حتى ما يتعلق بها أحد، فقدمنا منازلنا من حاضر بني سعد بن بكر، فقدمنا على أجدب أرض الله، فوالذي نفسي بيده إن كانوا ليسرحون أغنامهم ويسرح راعي غنمي، فتروح غنمي بطانا لبنا حفلا، وتروح أغنامهم جياعا، فيقول لرعاتهم: ويلكم ألا تسرحون حيث يسرح راعي حليمة؟ فيسرحون في الشعب الذي يسرح فيه راعينا، فتروح أغنامهم جياعا ما بها من لبن، وتروح غنمي لبنا حفلا. شق الصدر: فكان صلى الله عليه وسلم يشب في يومه شباب الصبي في الشهر، ويشب في الشهر شباب الصبى في سنة، قالت: فقدمنا على أمه فقلنا لها: ردي علينا ابني فإنا نخشى عليه وباء مكة قالت: ونحن أضن شيء به مما رأينا من بركته، قالت: ارجعا به، فمكث عندنا شهرين فبينا هو يلعب وأخوه خلف البيوت يرعيان بهما لنا، إذ جاء أخوه يشتد، فقال: أدركا أخي قد جاءه رجلان فشقا بطنه، فخرجنا نشتد، فأتيناه وهو قائم منتقع اللون، فاعتنقه أبوه وأنا، ثم قال: ما لك يا بني؟ قال: "أتاني رجلان فأضجعاني ثم شقا بطني فوالله ما أدري ما صنعا". فرجعنا به. قالت: يقول أبوه: يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب، فانطلقي فلنرده إلى أهله. فرجعنا به إليها، فقالت: ما ردكما به؟ فقلت: كفلناه وأدينا الحق، ثم تخوفنا عليه الأحداث. فقالت: والله ما ذاك بكما، فأخبراني خبركما، فما زالت بنا حتى أخبرناها. قالت: فتخوفتما عليه؟ كلا والله إن لابني هذا شأنا إني حملت به فلم أحمل حملا قط كان أخف منه ولا أعظم بركة، ثم رأيت نورا كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى، ثم وضعته فما وقع كما يقع الصبيان، وقع واضعا يديه بالأرض رافعا رأسه إلى السماء، دعاه، والحقا شأنكما1. هذا حديث جيد الإسناد.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن إسحاق كما في السيرة النبوية لابن هشام "1/ 122-124" ط. دار الحديث =

قال أبو عاصم النبيل: أخبرني جعفر بن يحيى، قال: أخبرنا عمارة بن ثوبان أن أبا الطفيل أخبره، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأقبلت إليه امرأة حتى دنت منه، فبسط لها رداءه فقلت: من هذه؟ فقالوا: أمه التي أرضعته. أخرجه أبو داود1. قال مسلم: حدثنا شيبان، قال: حدثنا، حماد، قال: حدثنا ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق قلبه، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه، يعني مرضعته، فقالوا: إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه منتقع اللون. قال أنس: قد كنت أرى أثر المخيط في صدره2. وقال بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيْرِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَمْرو السلمي، عن عتبة بن عبد، فذكر نحوا من حديث أنس. وهو صحيح أيضا، وزاد فيه: "فرحلت -يعني ظئره3- بعيرا، فحملتني على الرحل، وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي فقالت: أديت أمانتي وذمتي، وحدثتها بالذي لقيت، فلم يعرها ذلك، وقالت: إني رأيت خرج مني نور أضاء منه قصور الشام. وقال سليمان بن المغيرة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أتيت وأنا في أهلي، فانطلق بي إلى زمزم فشرح صدري، ثم أتيت بطست من ذهب ممتلئة حكمة وإيمانا فحشى بها صدري -قال أنس: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يرينا أثره- فعرج بي الملك إلى السماء الدنيا" وذكر حديث المعراج.

_ = قال: قال ابن إسحاق: وحدثني جهم بن أبي جهم مولى الحارث بن حاطب الجمحي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ، أو عمن حدثه عنه قال: كانت حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية أَمْ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي أرضعته ... " فذكره في حديث طويل. قلت: إسناده ضعيف، آفته جهم بن أبي جهم. قال المصنف: لا يعرف. 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "5144"، وفيه عمارة بن ثوبان، حجازي, مستور، وفيه جعفر بن يحيى بن ثوبان، مجهول أيضا لذا قال الحافظ في "التقريب" "مقبول" أي عند المتابعة. 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 121، 149، 288", ومسلم "162" "261"، وأبو يعلى "3374" و"3507" وأبو نعيم في "الدلائل" "168"، والبيهقي في "الدلائل" "1/ 146"، والبغوي "3708" من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقوله: "لأمَهُ": معناه جمعه وضم بعضه إلى بعض. 3 ظئره: المرضعة غير ولدها، ويقع على الذكر والأنثى.

وقد روى نحوه شريك بن أبي نمر، عن أنس، عن أبي ذر وكذلك رواه الزهري، عن أنس، عن أبي ذر أيضا. وأما قتادة فرواه عن أنس، عن مالك بن صعصعة، نحوه. وإنما ذكرت هذا ليعرف أن جبريل شرح صدره مرتين: في صغره ووقت الإسراء به. وفاة والده: وتوفي "عبد الله" أبوه، وللنبي صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرون شهرا. وقيل: أقل من ذلك. وقيل: وهو حمل توفي بالمدينة غريبا، وكان قدمها ليمتار تمرا، وقيل: بل مر بها مريضا راجعا من الشام، فروى محمد بن كعب القرظي وغيره: أن عبد الله بن عبد المطلب خرج إلى الشام إلى غزة في عير تحمل تجارات، فلما قفلوا مروا بالمدينة وعبد الله مريض، فقال: أتخلف عند أخوالي بني عدي بن النجار، فأقام عندهم مريضا مدة شهر، فبلغ ذلك عبد المطلب، فبعث إليه الحارث وهو أكبر ولده؛ فوجده قد مات؛ ودفن في دار النابغة أحد بني النجار؛ والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ حمل، على الصحيح. وعاش عبد الله خمسا وعشرين سنة، قال الواقدي: وذلك أثبت الأقاويل في سنة وفاته. وترك عبد الله من الميراث أم أيمن وخمسة أجمال وغنما، فورث ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. وفاة أمه وكفالة جده وعمه: وتوفيت أمه "آمنة" بالأبواء وهي راجعة به -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة من زيارة أخوال أبيه بني عدي ابن النجار، وهو يومئذ ابن ست سنين ومائة يوم. وقيل: ابن أربع سنين. فلما مات ودفنت، حملته أم أيمن مولاته إلى مكة إلى جده، فكان في كفالته إلى أن توفي جده، وللنبي صلى الله عليه وسلم ثمان سنين، فأوصى به إلى عمه أبي طالب. قال عمرو بن عون: أخبرنا خالد بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هند، عن عباس بن عبد الرحمن، عن كندير بن سعيد، عن أبيه، قال: حججت في الجاهلية، فإذا رجل يطوف بالبيت ويرتجز يقول: رب رد إليّ راكبي محمدا ... يا رب رده واصطنع عندي يدا قلت: من هذا؟ قال: عبد المطلب، ذهبت إبل له فأرسل ابن ابنه في طلبها، ولم يرسله في حاجة قط إلا جاء بها، وقد احتبس عليه فما برحت حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم وجاء بالإبل. فقال: يا بني لقد حزنت عليك حزنا؛ لا تفارقني أبدا.

وقال خارجة بن مصعب، عن بَهْزُ بنُ حَكِيْمِ بنِ مُعَاوِيَةَ بن حَيْدَةَ، عن أبيه، عن جده، أن حيدة بن معاوية اعتمر في الجاهلية1، فذكر نحوا من حديث كندير عن أبيه. وقال إبراهيم بن محمد الشافعي، عن أبيه، عن أبان بن الوليد، عن أبان بن تغلب، قال: حدثني جلهمة بن عرفطة، قال: إني لبالقاع من نمرة، إذ أقبلت عير من أعلى نجد، فلما حاذت الكعبة إذا غلام قد رمى بنفسه عن عجز بعير، فجاء حتى تعلق بأستار الكعبة، ثم نادى يا رب البنية أجرني؛ وإذا شيخ وسيم قسيم عليه بهاء الملك ووقار الحكماء، فقال: ما شأنك يا غلام، فأنا من آل الله وأجير من استجار به؟ قال: إن أبي مات وأنا صغير، وإن هذا استعبدني، وقد كنت أسمع أن لله بيتا يمنع من الظلم، فلما رأيته استجرت به. فقال له القرشي: قد أجرتك يا غلام، قال: وحبس الله يد الجندعي إلى عنقه. قال جلهمة: فحدثت بهذا الحديث عمرو بن خارجة وكان قعدد2 الحي، فقال: إن لهذا الشيخ ابنا يعني أبا طالب. قال: فهويت رحلي نحو تهامة، أكسع بها الجدود، وأعلوا بها الكذان3، حتى انتهيت إلى المسجد الحرام، وإذا قريش عزين4، قد ارتفعت لهم ضوضاء يستسقون، فقائل منهم يقول: اعتمدوا اللات والعزى؛ وقائل يقول: اعتمدوا لمناة الثالثة الأخرى. وقال شيخ وسيم قسيم حسن الوجه جيد الرأي: أنى تؤفكون وفيكم باقية إبراهيم -عليه السلام- وسلالة إسماعيل؟ قالوا له: كأنك عنيت أبا طالب. قال: إيهًا. فقاموا بأجمعهم، وقمت معهم فدققنا عليه بابه، فخرج إلينا رجل حسن الوجه مصفر، عليه إزار قد اتشح به، فثاروا إليه فقالوا: يا أبا طالب أقحط الوادي، وأجدب العباد فهلم فاستسق؛ فقال: رويدكم زوال الشمس وهبوب الريح؛ فلما زاغت الشمس أو كادت، خرج أبو طالب معه غلام كأنه شمس دجن تجلت عنه سحابة قتماء، وحوله أغيلمة؛ فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة، ولاذ بأصبعه الغلام، وبصبصت الأغيلمة حوله وما في السماء قزعة، فأقبل السحاب من ههنا وههنا وأغدق واغدودق وانفجر له الوادي، وأخصب النادي والبادي، وفي ذلك يقول أبو طالب:

_ 1 ضعيف جدا: آفته خارجة بن مصعب, أبو الحجاج السرخسي الفقيه، وهاه أحمد. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال أيضا: كذاب وقال البخاري: تركه ابن المبارك، ووكيع. 2 قعدد: القريب من الجد الأكبر. 3 الكذان: الحجارة التي ليست بصلبة، وهي حجارة كأنها المدر فيها رخاوة، وربما كانت نخرة. 4 عزين: متفرقين واحدها عزة.

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ربيع اليتامى عصمة للأرامل يطيف به الهلاك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة وفضائل وميزان عدل لا يخيس شعيرة ... ووزان صدق وزنه غير عائل وقال عبد الله بن شبيب وهو ضعيف: حدثنا أحمد بن محمد الأزرقي، قال: حدثني سعيد بن سالم، قال: حدثنا ابن جريج، قال: كنا مع عطاء، فقال: سمعت ابن عباس يقول: سمعت أبي يقول: كان عبد المطلب أطول الناس قامة، وأحسنهم وجها، ما رآه أحد قط إلا أحبه، وكان له مفرش في الحجر لا يجلس عليه غيره، ولا يجلس عليه معه أحد، وكان الندي من قريش حرب بن أمية فمن دونه يجلسون حوله دون المفرش؛ فَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو غلام لم يبلغ فجلس على المفرش، فجبذه رجل فبكى؛ فقال عبد المطلب -وذلك بعدما كف بصره: ما لابني يبكي؟ قالوا له: إنه أراد أن يجلس على المفرش فمنعوه، فقال: دعوا ابني يجلس عليه، فإنه يحس من نفسه شرفا، وأرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغ عربي قبله ولا بعده1. قال: ومات عبد المطلب، والنبي صلى الله عليه وسلم ابن ثمان سنين، وكان خلف جنازة عبد المطلب يبكي حتى دفن بالحجون2. وقد رعى الغنم: فروى عمرو بن يحيى بن سعيد، عن جده، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "ما من نبي إلا وقد رعى الغنم". قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: "نعم، كنت أرعاها بالقراريط لأهل مكة". رواه البخاري3. وقال أبو سلمة، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بمر الظهران نجتني الكباث، فقال: "عليكم بالأسود منه فإنه أطيب". قلنا: وكنت ترعى الغنم يا رسول الله؟ قال: "نعم وهل من نبي إلا قد رعاها". متفق عليه4.

_ 1 ضعيف جدا: آفته عبد الله بن شبيب، أبو سعيد الربعي، أخباري علامة، لكنه واه. قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسرقها. 2 الحجون: موضع بمكة ناحية من البيت وقال الجوهري: الحجون، بفتح الحاء، جبل بمكة وهي مقبرة. 3 صحيح: أخرجه البخاري "2262" حدثنا أحمد بن محمد المكي حدثنا عمرو بن يحيى، به. قوله: "قراريط": جمع قيراط، وهو جزء من الدينار أو الدرهم. 4 صحيح: أخرجه البخاري " 3406"، ومسلم "2050" وقوله: الكباث: بالفتح. قال ابن سيدة: نضيج ثمر الأراك؛ وقيل: هو ما لم ينضج منه؛ وقيل: هو حمله إذا كان متفرقا، واحدته: كباثة.

سفره مع عمه إن صح: قال قراد أبو نوح: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، عن أبيه، قال: خرج أبو طالب إلى الشام ومعه محمد صلى الله عليه وسلم وأشياخ من قريش؛ فلما أشرفوا على الراهب نزلوا فخرج إليهم، وكان قبل ذلك لا يخرج إليهم، فجعل يتخللهم وهم يحلون رحالهم؛ حتى جاء فأخذ بيده صلى الله عليه وسلم فقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين. فقال أشياخ قريش: وما علمك بهذا؟ قال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا، ولا يسجدون إلا لنبي، وإني لأعرفه بخاتم النبوة، أسفل "عرصوف"1 كتفه مثل التفاحة. ثم رجع فصنع لهم طعاما؛ فلما أتاهم به كان صلى الله عليه وسلم في رعية الإبل، قال: فأرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه -يعني إلى فيء شجرة- فلما جلس مال فيء الشجرة عليه, فقال: انظروا فيء الشجرة مال عليه, قال: فبينا هو قائم عليه يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم، فإن الروم لو رأوه عرفوه بصفته فقتلوه؛ فالتفت فإذا بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم، فاستقبلهم الراهب، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا قد بعث إليه ناس، وإنا أخبرنا فبعثنا إلى طريقك هذا؛ قال: أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه، هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا. قال: فتابعوه وأقاموا معه، قال: فأتاهم فقال: أنشدكم بالله أيكم وليه؟ قال أبو طالب: أنا؛ فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب، وبعث معه أبو بكر بلالا، وزوده الراهب من الكعك والزيت. تفرد به قراد، واسمه عبد الرحمن بن غزوان، ثقة، احتج به البخاري والنسائي؛ ورواه الناس عن قراد، وحسنه الترمذي. وهو حديث منكر جدا؛ وأين كان أبو بكر؟ كان ابن عشر سنين، فإنه أصغر مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين ونصف؛ وأين كان بلال في هذا الوقت؟ فإن أبا بكر لم يشتره إلا بعد المبعث، ولم يكن ولد بعد؛ وأيضا، فإذا كان عليه غمامة تظله كيف يتصور أن يميل فيء الشجرة؟ لأن ظل الغمامة يعدم فيء الشجرة التي نزل تحتها، ولم نر النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أبا طالب قط بقول الراهب، ولا تذاكرته قريش، ولا حكته أولئك الأشياخ، مع

_ 1 في الأصل: "غرضوف" بالغين والضاد المعجمتين، وهو تصحيف، والصواب: بالعين والصاد المهملتين. والعرصوف والعرصاف: العقب المستطيل، وأكثر ما يعنى به عقب المتنين والجنبين. والمراد: أسفل العظم المستطيل الذي يشد رأسا الكتفين.

توفر هممهم ودواعيهم على حكاية مثل ذلك، فلو وقع لاشتهر بينهم أيما اشتهار، ولبقي عنده صلى الله عليه وسلم حس من النبوة؛ ولما أنكر مجيء الوحي إليه، أولا بغار حراء وأتى خديجة خائفا على عقله، ولما ذهب إلى شواهق الجبال ليرمي نفسه صلى الله عليه وسلم. وأيضا فلو أثر هذا الخوف في أبي طالب ورده، كيف كنت تطيب نفسه أن يمكنه من السفر إلى الشام تاجرا لخديجة؟ وفي الحديث ألفاظ منكرة، تشبه ألفاظ الطرقية، مع أن ابن عائذ روى معناه في مغازيه دون قوله: "وبعث معه أبو بكر بلالا" إلى آخره، فقال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: أخبرني أبو داود سليمان بن موسى، فذكره بمعناه. وقال ابن إسحاق في "السيرة": إن أبا طالب خرج إلى الشام تاجرا في ركب، ومعه النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام، فلما نزلوا بصرى، وبها بحيرا الراهب في صومعته، وكان أعلم أهل النصرانية؛ ولم يزل في تلك الصومعة قط راهب يصير إليه علمهم عن كتاب فيهم فيما يزعمون، يتوارثونه كابرا؛ عن كابر قال: فنزلوا قريبا من الصومعة، فصنع بحيرا طعاما، وذلك فيما يزعمون عن شيء رآه حين أقبلوا، وغمامة تظله من بين القوم، فنزل بظل شجرة، فنزل بحيرا من صومعته، وقد أمر بذلك الطعام فصنع، ثم أرسل إليهم فجاءوه فقال رجل منهم: يا بحيرا ما كنت تصنع هذا، فما شأنك؟ قال: نعم، ولكنكم ضيف، وأحببت أن أكرمكم، فاجتمعوا، وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لصغره في رحالهم. فلما نظر بحيرا فيهم ولم يره، قال: يا معشر قريش لا يتخلف أحد عن طعامي هذا. قالوا: ما تخلف أحد إلا غلام هو أحدث القوم سنا. قال: فلا تفعلوا، ادعوه. فقال رجل: واللات والعزى إن هذا للؤم بنا، يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن الطعام من بيننا، ثم قام واحتضنه، وأقبل به فلما رآه بحيرا جعل يلحظه شديدا، وينظر إلى أشياء من جسده، قد كان يجدها عنده من صفته، حتى إذا شبعوا وتفرقوا قام بحيرا، فقال: يا غلام أسألك باللات والعزى إلا أخبرتني عما أسألك عنه، فزعموا أنه قال: لا تسألني باللات والعزى، فوالله ما أبغضت بغضهما شيئا قط. فقال له: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه، فجعل يسأله عن أشياء من حاله، فتوافق ما عنده من الصفة. ثم نظر فيه أثر خاتم النبوة، فأقبل على أبي طالب، فقال: ما هو منك؟ قال: ابني. قال: ما ينبغي أن يكون أبوه حيا. قال: فإنه ابن أخي. قال: ارجع به واحذر عليه اليهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفته ليبغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك شأن. فخرج به أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته. وذكر الحديث. وقال معتمر بن سليمان: حدثني أبي، عن أبي مجلز: أن أبا طالب سافر إلى الشام ومعه

محمد، فنزل منزلا، فأتاه راهب، فقال: فيكم رجل صالح، ثم قال: أين أبو هذا الغلام؟ قال أبو طالب: ها أنذا وليه. قال: احتفظ به ولا تذهب به إلى الشام، إن اليهود قوم حسد، وإني أخشاهم عليه. فرده. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، قال: حدثني عبد الله بن جعفر وجماعة، عن داود بن الحصين، أن أبا طالب خرج تاجرا إلى الشام، ومعه محمد، فنزلوا ببحيرا ... الحديث. وروى يونس عن ابن شهاب حديثا طويلا فيه: فلما ناهز الاحتلام، ارتحل به أبو طالب تاجرا، فنزل تيماء فرآه حبر من يهود تيماء، فقال لأبي طالب: ما هذا الغلام؟ قال: هو ابن أخي، قال: فوالله إن قدمت به الشام لا تصل به إلى أهلك أبدا، لتقتلنه اليهود إنه عدوهم. فرجع به أبو طالب من تيماء إلى مكة. قال ابن إسحاق: كأن رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فِيمَا ذكر لي- يحدث عما كان الله تعالى يحفظه به في صغره، قال: "لقد رأيتني في غلمان من قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب الغلمان به، كلنا قد تعرى وجعل إزاره على رقبته يحمل عليه الحجارة، فإني لأقبل معهم كذلك وأدبر، إذ لكمني لاكم ما أراها، لكمة وجيعة، وقال: شد عليك إزارك، فأخذته فشددته، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي". قال ابن إسحاق: وهاجت حرب الفجار ولرسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون سنة، سميت بذلك لما استحلت كنانة وقيس عيلان في الحرب من المحارم بينهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كنت أنبل على أعمامي". أي أرد عنهم نبل عدوهم إذا رموهم. وكان قائد قريش حرب بن أمية.

شأن خديجة: قال ابن إسحاق: ثم إن خديجة بنت خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قصي وهي أقرب منه صلى الله عليه وسلم إلى قصي برجل، كانت، امرأة تاجرة ذات شرف ومال، وكانت تستأجر الرجال في مالها، وكانت قريش تجارا، فَعَرَضَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يخرج في مال لها إلى الشام، ومعه غلام اسمه ميسرة، فخرج إلى الشام، فنزل تحت شجرة بقرب صومعة، فأطل الراهب إلى ميسرة فقال: من هذا؟ فقال: رجل من قريش، قال: ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي. ثم باع النبي صلى الله عليه وسلم تجارته وتعوض ورجع، فكان ميسرة -فيما يزعمون- إذا اشتد الحر يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو يسير. روى قصة خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الشام تاجرا، المحاملي، عن عبد الله بن شبيب وهو واه، قال: حدثنا أبو بكر بن شيبة، قال: حدثني عمر بن أبي بكر العدوي، قال: حدثني بن شيبة، قال: حدثتني عميرة بنت عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، عَنْ أم سعد بنت سعد بن الربيع، عن نفيسة بنت منية أخت يعلى، قالت: لَمَّا بَلَغَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم خمسا وعشرين سنة. فذكر الحديث بطوله، وهو حديث منكر. قال: فلما قدم مكة باعت خديجة ما جاء به فأضعف أو قريبا. وحدثها ميسرة عن قول الراهب، وعن الملكين، وكانت لبيبة حازمة، فبعثت إليه تقول: يابن عمي، إني قد رغبت فيك لقرابتك وأمانتك وصدق وحسن خلقك، ثم عرضت عليه نفسها، فقال ذلك لأعمامه، فجاء معه حمزة عمه حتى دخل على خويلد فخطبها منه، وأصدقها النبي صلى الله عليه وسلم عشرين بكرة، فلم يتزوج عليها حتى ماتت، وتزوجها وعمره خمس وعشرون سنة. وقال أحمد في "مسنده": حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا حماد، عَنْ عَمَّارِ بنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عباس -فيما يحسب حماد: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر خديجة، وكان أبوها يرغب عن أن يزوجه، فصنعت هي طعاما وشرابا، فدعت أبها وزمرا من قريش، فطعموا وشربوا حتى ثملوا، فقالت لأبيها: إن محمدا يخطبني فزوجني إياه، فزوجها إياه، فخلقته وألبسته حلة كعادتهم، فلما صحا نظر، فإذا هو مخلق، فقال: ما شأني؟ فقالت: زوجتني محمدا. فقال: وأنا أزوج يتيم أبي طالب! لا لعمري، فقالت: أما تستحيي؟ تريد أن تسفه نفسك عند قريش بأنك كنت سكران، فلم تزل به حتى رضي1.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 312". شك أحمد بن حنبل في وصله فقد قال الرواة عنه: "فيما يحسب حماد" ولم يجزم, وقد دلسه حماد. =

وقد روى طرفا منه الأعمش، عن أبي خالد الوالبي، عن جابر بن سمرة أو غيره. وأولاده كلهم من خديجة سوى إبراهيم، وهم: القاسم، والطيب, والطاهر، وماتوا صغارا رضعا قبل المبعث، ورقية، وزينب، وأم كلثوم, وفاطمة -رضي الله عنهم- فرقية، وأم كلثوم زوجتا عثمان بن عفان، وزينب زوجة أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس، وفاطمة زوجة علي، رضي الله عنهم أجمعين. بنيان الكعبة: قال ابن إسحاق: فلما بلغ صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة اجتمعت قريش لبنيان الكعبة، وكانوا يهمون بذلك ليسقفوها ويهابون هدمها، وإنما كانت رضما فوق القامة، فأرادوا رفعها وتسقيفها, وكان البحر قد رمى بسفينة إلى جدة فتحطمت، فأخذوا خشبها وأعدوه لتسقيفها، وكان بمكة نجار قبطي، فتهيأ لهم في أنفسهم بعض ما يصلحها, وكانت حية تخرج من بئر الكعبة التي كانت يطرح فيها ما يهدى لها كل يوم، فتشرف على جدار الكعبة، فكانت مما يهابون، وذلك أنه كان لا يدنو منها أحد إلا احزألت1 وكشت2 وفتحت فاها، فكانوا يهابونها، فبينا هي يوما تشرف على جدار الكعبة بعث الله إليها طائرا فاختطفها، فذهب بها,

_ = وأخرجه البيهقي في "الدلائل" "2/ 73" من طريق مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا حماد بن سلمة, عن علي بن زيد، عَنْ عَمَّارِ بنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عباس أن أبا خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهو -أظنه قال- سكران، فالحديث مداره على علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. وأخرجه الطبراني "12838" من طريق سليمان بن جرير، عن حماد بن سلمة، به. وأخرج ابن سعد في "الطبقات" "1/ 132" قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، عن محمد بن عبد الله بن سلم، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم، وعن ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ وعن ابْنُ أَبِي حَبِيْبَةَ عَنْ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ، عن عكرمة، عن ابن عباس قالوا: إن عمها عمرو بن أسد زوجها رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ أَبَاهَا مَاتَ قبل الفجار. والصواب أن أباها خويلد بن أسد مات قبل الفجار، وأن عمها عمرو بن أسد زوجها رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهَذَا ما قاله الزبير بن بكار وغيره. وذكره السهيلي في "الروض الأنف" "1/ 213". وقاله ابن الأثير في "أسد الغابة" "7/ 81", وقاله أيضا المبرد، وغيره. وقوله: "خلقته": أي طيبته. 1 احزألت: أي رفعت ذنبها. 2 كشت: كشت الأفعى تكش كشا وكشيشا: وهو صوت جلدها إذا حكت بعضها ببعض وقيل الكشيش للأنثى من الأساود. وقيل: الكشيش للأفعى. وقيل: الكشيش صوت تخرجه الأفعى من فيها؛ عن كراع، وقيل: كشيش الأفعى صوتها من جلدها لا من فمها فإن ذلك فحيحها.

قال: فاستبشروا بذلك، ثم هابوا هدمها. فقال الوليد بن المغيرة: أنا أبدؤكم في هدمها، فأخذ المعول وهو يقول: اللهم لم ترع، اللهم لا نريد إلا خيرا. ثم هدم من ناحية الركنين، وهدموا حتى بلغوا أساس إبراهيم -عليه السلام- فإذا حجارة خضر آخذ بعضها ببعض. ثم بنوا، فلما بلغ البنيان موضع الركن، يعني الحجر الأسود، اختصموا فيمن يضعه، وحرصت كل قبيلة على ذلك حتى تحاربوا ومكثوا أربع ليال. ثم إنهم اجتمعوا في المسجد وتناصفوا فزعموا أن أبا أمية بن المغيرة, وكان أسن قريش، قال: اجعلوا بينكم فيما تختلفون أول من يدخل من باب المسجد، ففعلوا، فكان أول من دخل عليهم رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رأوه قالوا: هذا الأمين رضينا به، فلما انتهى إليهم أخبروه الخبر فقال: "هاتوا لي ثوبا". فأتوا به، فأخذ الركن بيده فوضعه في الثوب، ثم قال: "لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوه جميعا". ففعلوا، حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو صلى الله عليه وسلم بيده وبنى عليه. وقال ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم الحلم أجمرت امرأة الكعبة فطارت شرارة من مجمرتها في ثياب الكعبة فاحترقت، فهدموها حتى إذا بنوها فبلغوا موضع الركن اختصمت قريش في الركن: أي القبائل تضعه؟ قالوا: تعالوا نحكم أول من يطلع علينا. فطلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام عليه وشاح نمرة، حكموه، فأمر بالركن فوضع في ثوب, ثم أخذ سيد كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارتقى هو فرفعوا إليه الركن، فكان هو يضعه، ثم طفق لا يزداد على السن إلا رضا حتى دعوه الأمين، قبل أن ينزل عليه وحي، وطفقوا لا ينحرون جزورا إلا التمسوه فيدعو لهم فيها. ويروى عن عروة ومجاهد وغيرهما: أن البيت بني قبل المبعث بخمس عشرة سنة. وقال داود بن عبد الرحمن العطار: حدثنا ابن خثيم، عن أبي الطفيل، قال: قلت له: يا خال، حدثني عن شأن الكعبة قبل أن تبنيها قريش. قال: كان برضم يابس ليس بمدر تنزوه العناق، وتوضع الكسوة على الجدر ثم تدلى، ثم إن سفينة للروم أقبلت، حتى إذا كانت بالشعيبة انكسرت، فسمعت بها قريش فركبوا إليها وأخذوا خشبها، ورومي يقال له: بلقوم نجار بان، فلما قدموا مكة، قالوا: لو بنينا بيت ربنا -عز وجل- فاجتمعوا لذلك ونقلوا الحجارة من أجياد الضواحي، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل إذ انكشفت نمرته فنودي: يا محمد عورتك، فذلك أول ما نودي، والله أعلم. فما رؤيت له عورة بعد. وقال أبو الأحوص، عن سماك بن حرب: إن إبراهيم صلى الله عليه وسلم بنى البيت -وذكر الحديث- إلى أن قال: فمر عليه الدهر فانهدم، فبنته العمالقة، فمر عليه الدهر فانهدم، فبنته جرهم، فمر عليه الدهر فانهدم فبنته قريش. وذكر في الحديث وضع النبي صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود مكانه.

وقال يونس، عن ابن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: ما زلنا نسمع أن إسافا ونائلة -رجل وامرأة من جرهم- زنيا في الكعبة فمسخا حجرين. وقال موسى بن عقبة: إنما حمل قريشا على بناء الكعبة أن السيل كان يأتي من فوقها من فوق الردم الذي صنعوه فأخربه، فخافوا أن يدخلها الماء، وكان رجل يقال له مليح سرق طيب الكعبة، فأرادوا أن يشيدوا بناءها وأن يرفعوا بابها حتى لا يدخلها إلا من شاءوا، فأعدوا لذلك نفقة وعمالا. وقال زكريا بن إسحاق: حدثنا عمرو بن دينار أنه سمع جابرا يقول: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان ينقل الحجارة للكعبة مع قريش وعليه إزار، فقال له عمه العباس: يابن أخي لو حللت إزارك فجعلته على منكب دون الحجارة، ففعل ذلك، فسقط مغشيا عليه، فما رؤي بعد ذلك اليوم عريانا. متفق عليه1. وأخرجاه أيضا من حديث ابن جريج. وقال معمر، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، عن أبي الطفيل، قال: لما بنى البيت كان الناس ينقلون الحجارة والنبي صلى الله عليه وسلم معهم، فأخذ الثوب فوضعه على عاتقه فنودي: "لا تكشف عورتك" فألقى الحجر ولبس ثوبه. رواه أحمد في "مسنده"2. وقال عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن أبيه، قال: كنت أنا وابن أخي ننقل الحجارة على رقابنا وأزرنا تحت الحجارة، فإذا غشينا الناس اتزرنا فبينا هو أمامي خر على وجهه منبطحا، فجئت أسعى وألقيت حجري، وهو ينظر إلى السماء، فقلت: ما شأنك؟ فقام وأخذ إزاره وقال: "نهيت أن أمشي عريانا". فكنت أكتمها الناس مخافة أن يقولوا مجنون. رواه قيس بن الربيع بنحوه، عن سماك. وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هند، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: لَمَّا تشاجروا في الحجر أن يضعه أول من يدخل من هذا الباب، فكان أول من دخل النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد جاء الأمين.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1582"، ومسلم "340" "77". 2 حسن: أخرجه أحمد "5/ 455" حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، به. قلت: إسناده حسن، فيه عبد الله بن عثمان بن خثيم، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

مسلم الزنجي، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، قال: جلس رجال من قريش فتذاكروا بنيان الكعبة، فقالوا: كانت مبنية برضم يابس، وكان بابها بالأرض، ولم يكن لها سقف، وإنما تدلى الكسوة على الجدر، وتربط من أعلى الجدر من بطنها، وكان في بطن الكعبة عن يمين الداخل جب يكون فيه ما يهدي للكعبة منذ زمن جرهم، وذلك أنه عدا على ذلك الجب قوم من جرهم فسرقوا ما به، فبعث الله تلك الحية فحرست الكعبة، وما فيها خمسمائة سنة إلى أن بنتها قريش، وكان قرنا الكبش معلقين في بطنها مع معاليق من حلية. إلى أن قال: حتى يطيق الحجر منها ثلاثون رجلا يحرك الحجر منها، فترتج جوانبها، قد تشبك بعضها ببعض، فأدخل الوليد بن المغيرة عتلة بين إصبعين حجرين فانفلقت منه فلقة، فأخذها رجل فنزت من يده حتى عادت في مكانها، وطارت من تحتها برقة كادت أن تخطف أبصارهم، ورجفت مكة بأسرها، فأمسكوا. إلى أن قال: وقلت النفقة عن عمارة البيت، فأجمعوا على أن يقصروا عن القواعد ويحجروا ما يقدرون ويتركوا بقيته في الحجر، ففعلوا ذلك وتركوا ستة أذرع وشبرا، ورفعوا بابها وكسوها بالحجارة حتى لا يدخلها السيل ولا يدخلها إلا من أرادوا، وبنوها بساف من حجارة وساف من خشب، حتى انتهوا إلى موضع الركن فتنافسوا في وضعه. إلى أن قال: فرفعوها بمدماك حجارة ومدماك خشب، حتى بلغوا السقف، فقال لهم باقوم النجار الرومي: أتحبون أن تجعلوا سقفها مكنسا أو مسطحا؟ قالوا: بل مسطحا. وجعلوا فيه ست دعائم في صفين, وجعلوا ارتفاعها من ظاهرها ثمانية عشر ذراعا وقد كانت قبل تسعة أذرع، وجعلوا درجة من خشب في بطنها يصعد منها إلى ظهرها، وزوقوا سقفها وحيطانها من بطنها ودعائمها، وصوروا فيها الأنبياء والملائكة والشجر، وصوروا إبراهيم يستقسم بالأزلام، وصوروا عيسى وأمه، وكانوا أخرجوا ما في جب الكعبة من حلية ومال وقرني الكبش، وجعلوه عند أبي طلحة العبدري، وأخرجوا منها هبل، فنصب عند المقام حتى فرغوا فأعادوا جميع ذلك ثم ستروها بحبرات يمانية. وفي الحديث عن أبي نجيح، عن أبيه، عن حويطب بن عبد العزى وغيره: فلما كان يوم الفتح دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى البيت, فأمر بثوب فبل بماء وأمر بطمس تلك الصور، ووضع كفيه على صورة عيسى وأمه وقال: "امحوا الجميع إلا ما تحت يدي". رواه الأزرقي. ابن جريج, قال: سأل سليمان بن موسى الشامي عطاء بن أبي رباح، وأنا أسمع: أدركت في البيت تمثال مريم وعيسى؟ قال: نعم أدركت تمثال مريم مزوقا في حجرها عيسى قاعد، وكان في البيت ستة أعمدة سواري، وكان تمثال عيسى ومريم في العمود الذي يلي

الباب: فقلت لعطاء: متى هلك؟ قال: في الحريق زمن ابن الزبير، قلت: أعلى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تعني كان؟ قال: لا أدري، وإني لأظنه قد كان على عهده. قال داود بن عبد الرحمن، عن ابن جريج: ثم عاودت عطاء بعد حين فقال: تمثال عيسى وأمه في الوسطى من السواري. قال الأزرقي: حدثنا داود العطار، عن عمرو بن دينار، قال: أدركت في الكعبة قبل أن تهدم تمثال عيسى وأمه، قال داود: فأخبرني بعض الحجبة عن مسافع بن شيبة: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يا شيبة امح كل صورة إلا ما تحت يدي". قال: فرفع يده عن عيسى ابن مريم وأمه. قال الأزرقي، عن سعيد بن سالم: حدثني يزيد بن عياض بن جعدبة، عن ابن شهاب: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الكعبة وفيها صورة الملائكة، فرأى صورة إبراهيم فقال: "قاتلهم الله جعلوه شيخا يستقسم بالأزلام". ثم رأى صورة مريم فوضع يده عليها فقال: "امحو ما فيها إلا صورة مريم". ثم ساقه الأزرقي بإسناد آخر بنحوه، وهو مرسل، لكن قول عطاء وعمرو ثابت، وهذا أمر لم نسمع به إلى اليوم. أخبرنا سليمان بن حمزة، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا محمد بن أحمد، أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم، قالت: أخبرنا ابن بريدة، قال: أخبرنا الطبراني، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم، عن أبي الطفيل، قال: كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم، ليس فيها مدر، وكانت قدر ما نقتحمها، وكانت غير مسقوفة، إنما توضع ثيابها عليها، ثم تسدل عليها سدلا، وكان الركن الأسود موضوعا على سورها باديا، وكانت ذات ركنين كهيئة الحلقة، فأقبلت سفينة من أرض الروم فانكسرت بقرب جدة، فخرجت قريش ليأخذوا خشبها، فوجدوا رجلا روميا عندها، فأخذوا الخشب، وكانت السفينة تريد الحبشة، وكان الرومي الذي في السفينة نجارا، فقدموا به وبالخشب، فقالت قريش: نبني بهذا الذي في السفينة بيت ربنا، لما أرادوا هدمه إذا هم بحية على سور البيت، مثل قطعة الجائز سوداء الظهر، بيضاء البطن، فجعلت كلما دنا أحد إلى البيت ليهدم أو يأخذ من حجارته، سعت إليه فاتحة فاها، فاجتمعت قريش عند المقام فعجوا إلى الله وقالوا: ربنا لم ترع، أردنا تشريف بيتك وتزيينه، فإن كنت ترضى بذلك، وإلا فما بدا لك فافعل. فسمعوا خوارا في السماء، فإذا هم بطائر أسود الظهر، أبيض البطن، والرجلين، أعظم من النسر، فغرز مخلابه في رأس الحية، حتى انطلق بها يجرها، ذنبها أعظم من كذا وكذا ساقطا، فانطلق بها نحو أجياد، فهدمتها قريش، وجعلوا يبنونها بحجارة الوادي، تحملها قريش على رقابها، فرفعوا في السماء عشرين ذراعا، فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يحمل

حجارة من أجياد، وعليه نمرة، فضاقت عليه النمرة، فذهب يضعها على عاتقه، فبرزت عورته من صغر النمرة، فنودي: يا محمد، خمر عورتك، فلم ير عريانا بعد ذلك. وكان بين بنيان الكعبة، وبين ما أنزل عليه خمس سنين. هذا حديث صحيح. وقد روى نحوه داود العطار، عن ابن خثيم. ورواه محمد بن كثير المصيصي، عن عبد الله بن واقد، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، عن نافع بن سرجس، قال: سألت أبا الطفيل، فذكر نحوه. وقال عبد الصمد بن النعمان: حدثنا ثابت بن يزيد، قال: حدثنا هلال بن خباب، عن مجاهد، عن مولاه، أنه حدثه أنه كان فيمن يبني الكعبة في الجاهلية، قال: ولى حجر أنا نحته بيدي أعبده من دون الله، فأجيء باللبن الخاثر الذي أنفسه على نفسي فأصبه عليه، فيجيء الكلب فيلحسه، ثم يشغر فيبول، فبنينا حتى بلغنا الحجر، وما يرى الحجر منا أحد، فإذا هو وسط حجارتنا، مثل رأس الرجل، يكاد يتراءى منه وجه الرجل، فقال بطن من قريش: نحن نضعه، وقال آخرون: بل نحن نضعه. فقالوا: اجعلوا بينكم حكما. قالوا: أول رجل يطلع من الفج، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أتاكم الأمين، فقالوا له، فوضعه في ثوب، ثم دعا بطونهم، فأخذوا بنواحيه معه، فوضعه هو. اسم مولى مجاهد: السائب بن عبد الله. وقال إسرائيل، عن أبي يحيى القتات، عن جاهد عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ: كَانَ البيت قبل الأرض بألفي سنة {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} [الانشقاق: 3] ، قال: من تحته مدا. وروى نحوه عن منصور، عن مجاهد. ما عصمه الله به من أمر الجاهلية: ومما عصم الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من أمر الجاهلية أن قريشا كانوا يسمون الحمس، يعني الأشداء الأقوياء، وكانوا يقفون في الحرم بمزدلفة، ولا يقفون مع الناس بعرفة، يفعلون رياسة وبأوا1، وخالفوا بذلك شعائر إبراهيم عليه السلام في جملة ما خالفوا. فروى البخاري ومسلم من حديث جبير بن مطعم، قال: أضللت بعيرا لي يوم عرفة، فخرجت أطلبه بعرفة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم واقفا مع الناس بعرفة، فقلت: هذا من الحمس، فما شاء ههنا؟ 2.

_ 1 بأوا: كبرا 2 صحيح: أخرجه البخاري "1664"، ومسلم "1220" من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو، حدثنا محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، به.

وقال ابن إسحاق: حدثني محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، عن الحسن بن محمد بن الحنفية، عن أبيه، عن جده، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "ما هممت بقبيح مما يهم به أهل الجاهلية إلا مرتين، عصمني الله، قلت ليلة لفتى من قريش: أبصر لي غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة كما تسمر الفتيان. قال: نعم، فخرجت حتى جئت أدنى دار من دور مكة، فسمعت غناء وصوت دفوف ومزامير، فقلت: ما هذا؟ قالوا: فلان تزوج، فلهوت بذلك حتى غلبتني عيني، فنمت، فما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي، ثم فعلت ليلة أخرى مثل ذلك فوالله ما هممت بعدها بسوء مما يعمله أهل الجاهلية، حتى أكرمني الله بنبوته"1. وروى مسعر، عن العباس بن ذريح، عن زياد النخعي، قال: حدثنا عمار بن ياسر أنهم سألوا رسول الله صلى لله عليه وسلم: هل أتيت في الجاهلية شيئا حراما؟ قال: "لا، وقد كنت معه على ميعادين، أما أحدهما فحال بيني وبينه سامر قومي، والآخر غلتني عيني"2 أو كما قال. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، قال: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ حسين

_ 1 منكر: أخرجه الحاكم "4/ 245"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "2/ 33-34" من طريق محمد بن إسحاق، به. وقال الحاكم في إثره: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "التلخيص" وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" "2/ 292" ط. دار الحديث: "وهذا حديث غريب جدا، وقد يكون عن علي نفسه، ويكون قوله في آخره: "حتى أكرمني الله عز وجل بنبوته". مقحما والله أعلم". ا. هـ. قلت: كذا قال الحافظ ابن كثير، ولعل قوله هو الصواب، فمتن الحديث تمجه العقول والأفهام التي ما فتئت تستروح بالنظر في دواوين السنة الصحيحة بله الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمنكرة التي بينها العلماء فكل من له اطلاع لا جرم أنه يشمئز قلبه ويمج عقله ما ورد يه. ولقد أبعد الحاكم والذهبي النجعة بتصحيحهما هذا الحديث على شرط مسلم، وهذا من تساهلهما والله تعالى أعلى وأعلم. 2 منكر: فيه زياد بن عبد الله النخعي، قال الدارقطني: مجهول، تفرد عنه عباس بن ذريح. وأورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "1/ ق2/ 536" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. ومتن الحديث منكر يمجه كل من له اطلاع ونظر في دواوين السنة المشرفة. وكيف يكون ذلك وقد نزع الله منه حظ الشيطان في حادثة شق الصدر، والتي تكررت مرات عديدة ليكون قلبه مؤهلا لاستقبال الوحي الإلهي دون تشويش ووسوسة شيطانية {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج: 52] .

ابن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: حدثتني أم أيمن، قالت: كان بوانة صنما تحضره قريش، تعظمه وتنسك له النساك، ويحلقون رءوسهم عنده، ويعكفون عنده يوما في السنة، وكان أبو طالب يكلم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يحضر ذلك العيد، فيأبى، حتى رأيت أبا طالب غضب، ورأيت عماته غضبن يومئذ أشد الغضب، وجعلن يقلن: إنا نخاف عليك مما تصنع من اجتناب آلهتنا، فلم يزالوا به حتى ذهب فغاب عنهم ما شاء الله، ثم رجع إلينا مرعوبا، فقلن: ما دهاك؟ قال: "إني أخشى أن يكون بي لمم". فقلن: ما كان الله ليبتليك بالشيطان، وفيك من خصال الخير ما فيك، فما الذي رأيت؟ قال: "إني كلما دنوت من صنم منها تمثل لي رجل أبيض طويل يصيح: وراءك يا محمد لا تمسه". قالت: فما عاد إلى عيد لهم حتى نبئ1. وقال أبو أسامة: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كان صنم من نحاس يقال له: إساف أو نائلة يتمسح المشركون به إذا طافوا، فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطفت معه، فلما مررت مسحت بِهِ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تمسه" قال زيد: فطفنا، فقلت في نفسي: لأمسنه حتى أنظر ما يكون، فمسحته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم تنه؟ ". هذا حديث حسن. وقد زاد فيه بعضهم عن محمد بن عمرو بإسناده: قال زيد: فوالله ما استلم صنما حتى أكرمه الله بالذي أنزل عليه. وقال جرير بن عبد الحميد، عن سفيان الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهد مع المشركين مشاهدهم، فسمع ملكين خلفه، وأحدهما يقول لصاحبه: اذهب بنا حتى نقوم خلف رسول الله، فقال: كيف نقوم خلفه، وإنما عهده باستلام الأصنام قبيل؟ قال: فلم يعد بعد ذلك أن يشهد مع المشركين مشاهدهم. تفرد به جرير، وما أتى به عنه سوى شيخ البخاري عثمان بن أبي شيبة. وهو منكر. وقال إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ: أَخْبَرَنَا بُدَيْلُ بنُ مَيْسَرَةَ, عن عبد الكريم، عن عبد الله بن شقيق، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي الحمساء، قال: بَايَعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيعا قبل أن يبعث، فبقيت له بقية، فوعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك. قال: فنسيت يومي والغد, فأتيته

_ 1 ضعيف جدا: فيه ثلاث علل: الأولى: محمد بن عمر الواقدي، متروك. والثانية: أبو بكر بن أبي سبرة، متروك أيضا. والعلة الثالثة: الحُسَيْنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عباس بن عبد المطلب، ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب".

في اليوم الثالث، فوجدته في مكانه، فقال: "يا فتى لقد شققت علي، أنا ههنا منذ ثلاث أنتظرك" أخرجه أبو داود1. وأخبرنا الخضر بن عبد الرحمن الأزدي، قال: أخبرنا أبو محمد بن البن، قال: أخبرنا جدي، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أبي العلاء، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي نصر، قال: أخبرنا علي بن أبي العقب، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم, قال: حدثنا محمد بن عائذ, قال: حدثني الوليد، قال: أخبرني معاوية بن سلام، عن جده أبي سلام الأسود، عمن حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "بينا أنا بأعلى مكة، إذا براكب عليه سواد فقال: هل بهذه القرية رجل يقال له: أحمد؟ فقلت: ما بها أحمد ولا محمد غيري, فضرب ذراع راحلته فاستناخت، ثم أقبل حتى كشف عن كتفي حتى نظر إلى الخاتم الذي بين كتفي فقال: أنت نبي الله؟ قلت: ونبي أنا؟ قال: نعم. قلت: بم أبعث؟ قال: بضرب أعناق قومك، قال: فهل من زاد؟ فخرجت حتى أتيت خديجة فأخبرتها، فقالت: حريا أو خليقا أن لا يكون ذلك، فهي أكبر كلمة تكلمت بها في أمري، فأتيته بالزاد فأخذه وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى زودني نبي الله صلى الله عليه وسلم طعاما، وحمله لي في ثوبه"2.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "4996" حدثنا محمد بن يحيى بن فارس النيسابوري، حدثنا محمد بن سنان، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن بديل، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد الكريم وهو ابن عبد الله بن شقيق العقيلي، مجهول؛ لذا قال الحافظ في "التقريب": أي عند المتابعة وليس ثمة من تابعه. ووقع في الإسناد وهم؛ وهو إيراد شقيق العقيلي في إسناد الحديث. والصواب "عَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن أبي الحمساء" لذا قال الحافظ في "التقريب": "شقيق العقيلي، جاء في رواية موهومة". فالصواب ذكر الإسناد بدون إيراد شقيق والد عبد الله والله تعالى أعلم. 2 في إسناده مجاهيل.

ذكر زيد بن عمرو بن نفيل، رحمه الله

ذكر زيد بن عمرو بن نفيل، رحمه الله: قال موسى بن عقبة: أخبرني سالم أنه سمع أباه يُحَدِّثُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل أسفل بلدح، وذلك قبل الوحي، فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سُفْرَةً فِيْهَا لَحْمٌ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ وَقَالَ: لا آكل مما يذبحون على أنصابهم، أَنَا لاَ آكُلُ إِلاَّ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ الله عليه. رواه البخاري؛ وزاد في آخره: فكان يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها الله، وأنزل من السماء الماء، وَأَنْبَتَ لَهَا مِنَ الأَرْضِ، ثُمَّ تَذْبَحُوْنَهَا عَلَى غير اسم الله؟ إنكارا لذلك وإعظاما له. ثم قال البخاري: قال موسى: حدثني سالم بن عبد الله، ولا أعلم إلا يحدث به عن ابن عمر: أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه، فلقي عالما من اليهود، فسأله عن دينهم، فقال: إني لعلي أن أدين دينكم، قال: إنك لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله. قال زيد: ما أفر إلا من غضب الله، ولا أحمل من غضب الله شيئا أبدا وأنا أستطيعه، فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا. قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله. فخرج زيد فلقي عالما من النصارى، فذكر له مثله فقال: لن تكون على ديننا، حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله. قال: ما أفر إلا من لعنة الله، فقال له كما قال اليهودي، فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم خرج، فلما برز رفع يديه فقال: اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم. وهكذا أخرجه البخاري. وقال عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يوما حارا وَهُوَ مُرْدِفِي إِلَى نُصُبٍ مِنَ الأَنْصَابِ، وَقَدْ ذَبَحْنَا لَهُ شَاةً فَأَنْضَجْنَاهَا، فَلَقِيَنَا زَيْدُ بنُ عمرو بن نفيل، فحيا كل واحد منهما صاحبه بتحية الجاهلية، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا زَيْدُ مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفُوا لَكَ؟ قَالَ: وَاللهِ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ ذلك لبغير نائلة ترة لِي فِيْهِم, وَلَكِنِّي خَرَجْتُ أَبْتَغِي هَذَا الدِّيْنَ حتى أقدم عَلَى أَحْبَارِ فَدَكٍ فَوَجَدْتُهُم يَعْبُدُوْنَ اللهَ وَيُشْرِكُوْنَ به فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي، فقدمت الشام فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به، فخرجت فقال لي شيخ منهم: إنك تسأل عَنْ دِيْنٍ مَا نَعْلَمُ أَحَداً يَعْبُدُ اللهَ به إلا شيخ بالجزيرة، فأتيته، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أهل بيت الله، قال: من أهل الشوك والقرظ؟ إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ قَدْ ظَهَرَ بِبِلاَدِكَ، قَدْ بعث نبي قد طَلَعَ نَجْمُهُ، وَجَمِيْعُ مَنْ رَأَيْتَهُم فِي ضَلاَلٍ. قَالَ: فَلَمْ أُحِسَّ بِشَيْءٍ، قَالَ: فَقَرَّبَ إِلَيْهِ السُّفْرَةَ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: شاة ذبحت للنصب قال: ما كنت لآكل مما لم يذكر اسم الله عليه قال: فتفرقا. وذكر باقي الحديث.

وقال الليث، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ زَيْدَ بنَ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ قَائِماً مُسْنِداً ظَهْرَهُ إِلَى الكَعْبَةِ يَقُوْلُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ والله ما منكم أَحَدٌ عَلَى دِيْنِ إِبْرَاهِيْمَ غَيْرِيْ. وَكَانَ يُحْيِي الموءودة، يَقُوْلُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ: "مه! لا تقتلها أنا أكفيك مئونتها". فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَالَ لأَبِيْهَا: "إِنْ شِئْتَ دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مئونتها". هذا حديث صحيح. وقال مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أسامة بن زيد، عن أبيه، أن زيد بن عمرو بن نفيل مات، ثم أنزل عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه يبعث يوم القيامة أمة وحده". إسناده حسن. أنبئت عن أبي الفخر أسعد، قال: أخبرتنا فاطمة، قالت: أخبرنا ابن ريذة، قال: أخبرنا الطبراني، قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال: أخبرنا عبد الله بن رجاء، قال: أخبرنا المَسْعُوْدِيِّ، عَنْ نُفَيْلِ بنِ هِشَامِ بنِ سَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: خرج أبي وورقة بن نوفل يطلبان الدين حتى مرا بالشام، فأما ورقة فتنصر، وأما زيد فقيل له: إن الذي تطلب أمامك، فانطلق حتى الموصل، فإذا هو براهب، فقال: من أين أقبل صاحب الراحلة، قال: من بيت إبراهيم، قال: ما تطلب؟ قال: الدين، فعرض عليه النصرانية، فأبى أن يقبل وهو يقول: لبيك حقا، تعبدا ورقا، البر أبغي لا الخال، وما مهجر كمن قال: عذت بما عاذ به إبراهيم ... مستقبل القبلة وهو قائم أنفي لك اللهم عان راغم ... مهما تجشمني فإني جاشم ثم يخر فيسجد للكعبة. قال: فمر زيد بالنبي صلى الله عليه وسلم وبزيد بن حارثة، وهما يأكلان من سفرة لهما، فدعياه فقال: يابن أخي لاَ آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ، قَالَ: فما رؤي النبي صلى الله عليه وسلم يأكل مما ذبح على النصب من يومه ذاك حتى بعث. قال: وجاء سعيد بن زيد إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رسول الله إن زيدا كان كما رأيت، أو كما بلغك، فاستغفر له؟ قال: "نعم، فاستغفروا له، فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده". وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: كانت قريش حين بنوا الكعبة يتوافدون على كسوتها كل عام تعظيما لحقها، وكانوا يطوفون بها، ويستغفرون الله عندها، ويذكرونه مع تعظيم الأوان والشرك في ذبائحهم ودينهم كله.

وقد كَانَ نَفَرَ مِنْ قُرَيْشٍ: زَيْدُ بنُ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ، وَوَرَقَةُ بنُ نَوْفَلٍ، وَعُثْمَانُ بنُ الحويرث بن أسد، وهو ابن عم ورقة، وعبيد الله بن جحش بن رئاب، وأمه أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم حَضَرُوا قُرَيْشاً عِنْدَ وَثَنٍ لَهُم كَانُوا يَذْبَحُوْنَ عِنْدَهُ لِعِيْدٍ مِنْ أَعْيَادِهِمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا خَلاَ بعض أولئك النفر إلى بعض وقالوا: تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض، فَقَالَ قَائِلُهُمْ: تَعْلَمُنَّ وَاللهِ مَا قَوْمُكُمْ عَلَى شيء, لقد أخطئوا دين إبراهيم وخالفوه، وما وثن يعبد لا يضر ولا ينفع، فابغوا لأنفسكم، فَخَرَجُوا يَطْلُبُوْنَ وَيَسِيْرُوْنَ فِي الأَرْضِ يَلْتَمِسُوْنَ أَهْلَ الكتاب من اليهود والنصارى والملل كلها، يتبعون الحنفية دين إبراهيم، فأما ورقة فتنصر، ولم يكن منهم أعدل شأنا من زيد بن عمرو، اعتزل الأوثان وفارق الأديان إلا دين إبراهيم. وقال الباغندي: حدثنا أبو سعيد الأشج, قال: حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَرَأَيْتُ لِزَيْدِ بنِ عمرو بن نفيل دوحتين". وقال البكائي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ زَيْدَ بنَ عَمْرِو بنِ نفيل شَيْخاً كَبِيْراً مُسنِداً ظَهْرَهُ إِلَى الكَعْبَةِ، وَهُوَ يقول: يا معشر قريش، والذي نفسي بيده! ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري، ثم يقول: اللهم لو أعلم أي الوجوه أحب إليك عبدتك به، ثم يسجد على راحلته". قال ابن إسحاق: فقال زيد في فراق دين قومه: أربا واحدا أم ألف رب ... أدين إذا تقسمت الأمور عزلت اللات والعزى جميعا ... كذلك يفعل الجلد الصبور في أبيات. قال ابن إسحاق: وكان الخطاب بن نفيل عمه وأخوه لأمه يعاتبه ويؤذيه حتى أخرجه إلى أعلى مكة، فنزل حراء مقابل مكة، فإذا دخل مكة سرا آذوه وأخرجوه، كراهية أن يفسد عليهم دينهم، وأن يتابعه أحد. ثم خرج يطلب دين إبراهيم، فجال الشام والجزيرة، إلى أن قال ابن إسحاق: فرد إلى مكة حتى إذا توسط بلاد لخم عدوا عليه فقتلوه.

باب: أخبرتنا ست الأهل بنت علوان، قالت: أخبرنا البهاء عبد الرحمن، قال: أخبرنا منوجهر بن محمد، قال: أخبرنا هبة الله بن أحمد، قال: حدثنا الحسين بن علي بن بطحا، قال: أخبرنا محمد بن الحسين الحراني، قال: أخبرنا محمد بن سعيد الرسعني، قال: أخبرنا المعافى بن سليمان, قال: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلاَلِ بن عَلِيٍّ، عَنْ عطاء بن يسار، قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص, فقلت: أخبرني عن صفَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التوراة فقال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45] ، وحرزا للاميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب بالاسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله الا الله، فيفتح به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا. قال عطاء: ثم لقيت كعب الأحبار فسألته، فما اختلفا في حرف، إلا أن كعبا يقول بلغته: أعينا عمومى وآذانا صمومى وقلوبا غلوفى. أخرجه البخاري عن العوقي، عن فليح. وقد رواه سعيد بن أبي هلال، عن هلال بن أسامة، عَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن سلام، فذكره نحوه. ثم قال عطاء: وأخبرني أبو واقد الليثي أنه سمع كعب الأحبار يقول مثل ما قال ابن سلام. قلت: وهذا أصح فإن عطاء لم يدرك كعبا. وروى نحوه أبو غسان مُحَمَّدُ بنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ, أن عبد الله بن سلام قال: صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة، وذكر الحديث. وروى عطاء بن السائب، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، عَنْ أبيه، قال: إن الله ابتعث نبيه لإدخال رجل الجنة، فدخل الكنيسة، فإذا هو بيهود، وإذا بيهودي يقرأ التوراة، فلما أتوا على صفة النبي صلى الله عليه وسلم أمسكوا، وفي ناحية الكنيسة رجل مريض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما لكم أمسكتم؟ " قال المريض: أتوا على صفة نبي فأمسكوا، ثم جاء المريض يحبو حتى أخذ التوراة فقرأ حتى أتى على صفة النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، فقال هذه صفتك وأمتك أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ

إلا الله، وأنك رَسُوْلَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لوا أخاكم". أخرجه أحمد بن حنبل في "مسنده"1. أخبرنا جماعة عن ابن اللتي أن أبا الوقت أخبره، قال: أخبرنا الداوودي، قال: أخبرنا ابن حمويه، قال: أخبرنا عيسى السمرقندي، قال: أخبرنا الدارمي، قال: أخبرنا مجاهد بن موسى، قال: حدثنا معن بن عيسى، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن أبي فروة، عن ابن عباس أنه سأل كعبا: كيف تجد نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة؟ قال: نجده محمد بن عبد الله، يولد بمكة، ويهاجر إلا طابة، ويكون ملكه بالشام، وليس بفحاش ولا سخاب في الأسواق، ولا يكافئ بالسيئة السيئة, ولكن يعفو ويغفر، أمته الحمادون، يحمدون الله في كل سراء، ويكبرون الله على كل نجد، يوضئون أطرافهم، ويأتزرون في أوساطهم، يصفون في صلاتهم كما يصفون في قتالهم، دويهم في مساجدهم كدوي النحل، يسمع مناديهم في جو السماء. قلت: يعني الأذان. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي محمد بن ثابت بن شرحبيل، عن أم الدرداء، قالت: قلت لكعب الحبر: كيف تجدون صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة. فذكر نحو حديث عطاء.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 416"، والطبراني في "الكبير" "10295"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 272-273" من طريق حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، به. قلت: إسناده ضعيف، لانقطاعه بين أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، وأبيه، فإنه لم يسمع منه. وقد روى حماد بن سلمة عن عطاء قبل الاختلاط فانتفت هذه العلة، وبقيت علة الانقطاع بين أبي عبيدة وأبيه عبد الله بن مسعود.

قصة سلمان الفارسي

قصة سلمان الفارسي: قال ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بنُ عُمَرَ، عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ لَبِيْدٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلاً مِنْ أهل فارس من أهل أصبهان، من قرية يقال لها: جي، وكان أبي دهقان أرضه, وكان يحبني حبا شديدا، لم يحبه شيئا من ماله ولا ولده، فما زال به حبه إياي حتى حبسني في البيت كما تحبس الجارية، واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها، فلا أتركها تخبو ساعة، فكنت لذلك لا أعلم من أمر الناس شيئا إلا ما أنا فيه، حتى بنى أبي بنيانا له، وكانت له ضيعة فيها بعض العمل، فدعاني فقال: أي بني، إنه قد شغلني ما ترى من بنياني عن ضيعتي هذه، ولا بد لي من اطلاعها، فانطلق إليها فمرهم بكذا وكذا، ولا تحتبس علي فإنك إن احتبست عني شغلني ذلك عن كل شيء. فخرجت أريد ضيعته، فمررت بكنيسة للنصارى، فسمعت أصواتهم فقلت: ما هذا؟ قالوا: النصارى، فدخلت فأعجبني حالهم، فوالله ما زلت جالسا عندهم حتى غربت الشمس، وبعث أبي في طلبي في كل وجه حتى جئته حين أمسيت، ولم أذهب إلى ضعيفته فقال: أين كنت؟ قلت: مررت بالنصارى، فأعجبني صلاتهم ودعاؤهم، فجلست أنظر كيف يفعلون. قال: أي بني دينك ودين آبائك خير من دينهم. فقلت: لا والله ما هو بخير من دينهم، هؤلاء قوم يعبدون الله، ويدعونه ويصلون له، ونحن نعبد نارا نوقدها بأيدينا، إذا تركناها ماتت. فخاف فجعل في رجلي حديدا وحبسني، فبعثت إلى النصارى فقلت: أين أصل هذا الدين الذي أراكم عليه؟ فقالوا: بالشام فقلت: فإذا قدم عليكم من هناك ناس فآذنوني. قالوا: نفعل فقدم عليهم ناس من تجارهم فآذنوني بهم, فطرحت الحديد من رجلي ولحقت بهم، فقدمت معهم الشام، فقلت: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّيْنِ؟ قَالُوا: الأُسْقُفُ صاحب الكنيسة. فجئته فقلت: إني قد أحببت أن أكون معك في كنيستك، وأبعد الله فيها معك، وأتعلم منك الخير. قال: فكن معي قال: فكنت معه، فكان رجل سوء، يأمر بالصدقة ويرغبهم فيها، فإذا جمعوها له اكتنزها ولم يعطها المساكين، فأبغضته بغضا شديدا، لما رأيت من حاله، فلم ينشب أن مات، فلما جاءوا ليدفنوه قلت لهم: هذا رجل سوء، كان يأمركم بالصدقة ويكتنزها. قالوا: وما علامة ذلك؟ قلت: أنا أخرج إليكم كنزه، فأخرجت لهم سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا، فلما رأوا ذلك قالوا: والله لا يدفن أبدا، فصلبوه ورموه بالحجارة، وجاءوا برجل فجعلوه مكانه، ولا والله يا ابن عباس، ما رأيت رجلا قط لاَ يُصَلِّي الخَمْسَ، أَرَى أَنَّهُ أَفْضَلَ مِنْهُ، وأشد اجتهادا، ولا أزهد في الدنيا، ولا أدأب ليلا ونهارا، وما أَعْلَمُنِي أَحَبَبْتُ شَيْئاً قَطُّ قَبْلَهُ حُبَّهُ، فَلَمْ أزل معه حتى حضرته الوفاة، فقلت: قَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللهِ فَمَاذَا تَأْمُرُنِي؟ وَإِلَى

من توصيني؟ قال لي: أي بني، والله ما أعلمه إلا بالموصل، فأته فَإِنَّكَ سَتَجِدُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِي. فَلَمَّا مَاتَ لَحِقْتُ بِالمَوْصِلِ، فَأَتَيْتُ صَاحِبَهَا فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ مِنَ الاجْتِهَادِ وَالزُّهْدِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ فلانا أوصى بي إليك. قَالَ: فَأَقِمْ أَيْ بُنَيَّ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ عَلَى مِثْلِ أَمْرِ صَاحِبِهِ حَتَّى حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ، فَقُلْتُ: إِنَّ فُلاَناً أَوْصَى بِي إِلَيْكَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللهِ مَا تَرَى، فَإِلَى مَنْ توصيني؟ قال: والله ما أعلمه إِلاَّ رَجُلاً بِنَصِيْبِيْنَ. فَلَمَّا دَفَنَّاهُ لَحِقْتُ بِالآخَرِ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِم، حَتَّى حَضَرَهُ الموت فأوصى بي إلى رجل من عَمُّوْرِيَةَ بِالرُّوْمِ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِم، فأقمت عنده واكتسبت حتى كانت لي غنيمة وبقيرات، ثم احتضر فكلمته، فقال: أَيْ بُنَيَّ وَاللهِ مَا أَعْلَمُهُ بَقِيَ أَحَدٌ على مثل ما كنا عليه، وَلَكِنْ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ يُبْعَثُ مِنَ الحرم، مهاجره بين حرتين؛ أَرْضٍ سَبْخَةٍ ذَاتِ نَخْلٍ، وَإِنَّ فِيْهِ عَلاَمَاتٍ لاَ تَخْفَى، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، يَأْكُلُ الهَدِيَّةَ وَلاَ يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، فَإِنِ اسْتَطْعَتَ أَنْ تَخْلُصَ إِلَى تِلْكَ البِلاَدِ فَافْعَلْ، فَإِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُهُ. فَلَمَّا وَارَيْنَاهُ أَقَمْتُ حَتَّى مَرَّ بِي رِجَالٌ مِنْ تُجَّارِ العَرَبِ مِنْ كَلْبٍ، فقلت لهم: تحملوني إلى أرض العرب، وأنا أعطيكم غنيمتي هذه وبقراتي؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَأَعْطَيْتُهُم إِيَّاهَا وَحَمَلُوْنِي، حَتَّى إِذَا جاءوا بِي وَادِيَ القُرَى ظَلَمُوْنِي فَبَاعُوْنِي عَبْداً مِنْ رَجُلٍ يَهُوْدِيٍّ بِوَادِي القُرَى، فَوَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّخْلَ، وَطَمِعْتُ أَنْ يَكُوْنَ البَلَدَ الَّذِي نَعَتَ لِي صَاحِبِي، ومَا حَقَّتْ عِنْدِي حَتَّى قَدِمَ رجل من بني قريظة فابتاعني، فَخَرَجَ بِي حَتَّى قَدِمْنَا المَدِيْنَةَ، فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُ نَعْتَهَا فَأَقَمْتُ في رقي. وبعث الله رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ لاَ يُذْكَرُ لِي شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِ، مَعَ مَا أَنَا فيه من الرق، حتى قدم قباء، وأنا أعمل لصاحبي في نخله، فوالله إني لفيها، إذ جاء ابْنُ عَمٍّ لَهُ فَقَالَ: يَا فُلاَنُ، قَاتَلَ الله بني قيلة، والله إنهم الآن مُجْتَمِعُوْنَ عَلَى رَجُلٍ جَاءَ مِنْ مَكَّةَ، يَزْعُمُوْنَ أَنَّهُ نَبِيٌّ. فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ سَمِعْتُهَا فَأَخَذَتْنِي العُرَوَاءُ -يَقُوْلُ الرِّعْدَةُ- حَتَّى ظَنَنْتُ لأَسْقُطَنَّ عَلَى صَاحِبِي، وَنَزَلْتُ أَقُوْلُ: مَا هَذَا الخَبَرُ؟ فَرَفَعَ مَوْلاَيَ يَدَهُ فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيْدَةً، وقال: مالك وَلِهَذَا، أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ. فَقُلْتُ: لاَ شَيْءَ، إِنَّمَا سَمِعْتُ خَبَراً فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَهُ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ وَكَانَ عِنْدِي شَيْءٌ مِنْ طَعَامٍ، فَحَمَلْتُهُ وَذَهَبْتُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِقُبَاءَ فَقُلْتُ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَأَنَّ مَعَكَ أَصْحَاباً لَكَ غُرَبَاءَ، وقد كان عندي شيء للصدقة، فرأيتكم أحق من بهذه البلاد فهاكها فكل منه، فَأَمْسَكَ وَقَالَ لأَصْحَابِهِ: "كُلُوا". فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هذه واحدة، ثم

رجعت وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فجمعت شيئا ثم جئته به، فقلت: هذا هدية، فأكل وأكل أصحابه، فقلت: هذه خلتان، ثم جئته وَهُوَ يَتْبَعُ جِنَازَةً وَعَلَيَّ شَمْلَتَانِ لِي، وَهُوَ في أصحابه، فاستدرت لأنظر إلى الخاتم، فلما رآني استدبرته عرف أني أستثبت شيئا وصف لي، فوضع رداءه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه، كما وصف لي صاحبي، فأكببت عليه أقبله وأبكي، فقال: تحول يا سلمان هكذا. فتحولت، فجلست بين يديه، وأحب أن يسمع أصحابه حديثي عنه، فحدثته يابن عباس كما حدثتك. فلما فرغت قال: "كاتب يا سلمان". فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له وأربعين أوقية، فأعانني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل ثلاثين ودية1 وعشرين ودية وعشر, فَقَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فقر لها 2، فإذا فرغت فآذني حتى أكون أنا الذي أضعها بيدي". ففقرتها وأعانني أصحابي، يقول: حفرت لها حيث توضع حتى فرغنا منها، وخرج معي، فكنا نحمل إليه الودي فيضعه بيده ويسوس عليها، فوالذي بعثه ما مات منها ودية واحدة وبقيت علي الدراهم، فأتاه رجل من بعض المعادن بمثل البيضة من الذهب فقال: "أين الفارسي؟ " فدعيت له فقال: "خذ هذه فأد بها ما عليك". قلت: يا رسول الله! وأين تقع هذه مما عليّ؟ قال: "فإن الله سيؤدي بها عنك". فوالذي نفس سلمان بيده، لوزنت لهم منها أربعين أوقية فأديتها إليهم وعتق سلمان. وحبسني الرق حتى فاتتني بدر وأحد، ثم شهدت الخندق، ثم لم يفتني معه مشهد. قوله: قطن النار: جمع قاطن، أي: مقيم عندها، أو هو مصدر، كرجل صوم وعدل. وقال يونس بن بكير وغيره، عن ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، قال: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، قال: وجهت هذا من حديث سلمان, قال: حدثت عن سلمان: أن صاحب عمورية قال له لما احتضر: ائت غيضتين من أرض الشام، فإن رجلا يخرج من إحداهما إلى الأخرى في كل سنة ليلة، يعترضه ذوو الأسقام، فلا يدعو لأحد به مرض إلا شفي، فسله عن هذا الدين دين إبراهيم، فخرج حتى أقمت بها سنة، حتى خرج تلك الليلة، وإنما كان يخرج مستجيزا، فخرج وغلبني عليه الناس، حتى دخل في الغيضة، حتى ما بقي إلا منكبه، فأخذت به فقلت: رحمك الله! الحنيفية دين إبراهيم؟ فقال: تسأل عن شيء ما سأل عنه الناس اليوم، قد أَظَلَّكَ نَبِيٌّ يَخْرُجُ عِنْدَ أَهْلِ هَذَا البَيْتِ بهذا الحرم،

_ 1 الودي: بتشديد الياء: صغار النخل، الواحدة: ودية. 2 فقر لها: احفر لها موضعا تغرس فيه.

ويبعث بسفك الدم. فلما ذكر ذلك سلمان لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَئِنْ كُنْتَ صَدَقْتَنِي يَا سَلْمَانُ لَقَدْ رَأَيْتَ حواري عيسى ابن مريم"1. وقال مسلمة بن علقمة المازني: حدثنا داود بن أبي هند، عن سماك بن حرب، عن سلامة العجلي، قال: جاء ابْنُ أُخْتٍ لِي مِنَ البَادِيَةِ يُقَالُ لَهُ: قدامة، فقال: أحب أن ألقى سلمان الفارسي فأسلم عليه، فخرجنا إليه فوجدناه بِالمَدَائِنِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى عِشْرِيْنَ أَلْفاً، وَوَجَدْنَاهُ على سرير يسف خوصا فسلمنا عليه، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ هَذَا ابْنُ أخت لي قدم علي من البادية، فَأَحَبَّ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْكَ. قَالَ: وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. قُلْتُ: يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّكَ. قال: أحبه الله. فتحدثنا وقلنا: يا أبا عبد الله، ألا تحدثنا عن أصلك؟ قال: أما أصلي فأنا من أهل رامهرمز، كنا قوما مجوسا، فأتى رجل نصراني من أهل الجَزِيْرَةِ كَانَتْ أُمُّهُ مِنَّا، فَنَزَلَ فِيْنَا وَاتَّخَذَ فينا ديرا وكنت من كتاب الفَارِسِيَّةِ، فَكَانَ لاَ يَزَالُ غُلاَمٌ مَعِي فِي الكتاب يجيء مضروبا يبكي، قد ضربه أبواه، فَقُلْتُ لَهُ يَوْماً: مَا يُبْكِيْكَ؟ قَالَ: يَضْرِبُنِي أبواي. قلت: ولم يضربانك؟ فقال: آتي صاحب هَذَا الدَّيْرَ، فَإِذَا عَلِمَا ذَلِكَ ضَرَبَانِي، وَأَنْتَ لَوْ أَتَيْتَهُ سَمِعْتَ مِنْهُ حَدِيْثاً عَجَباً. قُلْتُ فَاذْهَبْ بِي مَعَكَ، فَأَتَيْنَاهُ، فَحَدَّثَنَا عَنْ بَدْءِ الخلق وعن الجنة والنار، فحدثنا بأحاديث عجب، فكنت أختلف إليه معه، وفطن لَنَا غِلْمَانٌ مِنَ الكُتَّابِ، فَجَعَلُوا يَجِيْئُوْنَ مَعَنَا، فلما رأى ذلك أهل القرية أتوه، فقالوا: يَا هَنَاة إِنَّكَ قَدْ جَاوَرْتَنَا فَلَمْ تَرَ من جوارنا إِلاَّ الحَسَنَ، وَإِنَّا نَرَى غِلْمَانَنَا يَخْتَلِفُوْنَ إِلَيْكَ، ونحن نخاف أن تفسدهم علينا، اخْرُجْ عَنَّا. قَالَ: نَعَمْ فَقَالَ لِذَلِكَ الغُلاَمِ الذي كان يأتيه: اخرج معي. قال: لا أستطيع ذلك. قُلْتُ: أَنَا أَخْرُجُ مَعَكَ، وَكُنْتُ يَتِيْماً لاَ أب لي، فخرجت معه، فأخذنا جبل رامهرمز، فجعلنا نمشي ونتوكل، ونأكل من ثمر الشجر، فقدمنا نصيبين، فقال لي صاحبي: يا سلمان، إن ههنا قوما هم عباد أهل الأرض، فأنا أحب أن ألقاهم. قال: فجئناهم يوم الأحد، وقد اجتمعوا، فسلم عليها صاحبي، فَحَيَّوْهُ وَبَشُّوا بِهِ، وَقَالُوا: أَيْنَ كَانَتْ غَيْبَتُكَ؟ فتحدثنا، ثم قال: قم يا سلمان، فقلت: لاَ، دَعْنِي مَعَ هَؤُلاَءِ. قَالَ: إِنَّكَ لاَ تطيق ما يطيقون، هؤلاء يصومون من الأَحَدَ إِلَى الأَحَدِ، وَلاَ يَنَامُوْنَ هَذَا اللَّيْلَ. وَإِذَا فِيْهِم رَجُلٌ مِنْ أَبْنَاءِ المُلُوْكِ تَرَكَ المُلْكَ وَدَخَلَ فِي العِبَادَةِ، فَكُنْتُ فِيْهِم حَتَّى أَمْسَيْنَا، فَجَعَلُوا يَذْهَبُوْنَ وَاحِداً وَاحِداً إِلَى غَارِهِ الذي يكون فيه، فلما أمسينا قال ذاك الرجل الذي من أبناء الملوك: هذا الغلام ما تضيعوه ليأخذه رجل منكم. فقالوا: خذه أنت، فقال لي: هلم فذهب بي إلى غاره، وقال لي: هذا

_ 1 ضعيف: لإبهام من روى عن عمر بن عبد العزيز، والانقطاع بل الإعضال بين عمر بن عبد العزيز، وسلمان فبينهما مفاوز تنقطع لها أعناق المطي.

خبز وهذا أدم فكل إِذَا غَرِثْتَ، وَصُمْ إِذَا نَشِطْتَ، وَصَلِّ مَا بدا لك، ونم إذا كسلت. ثم قام في صلاته فلم يكلمني، فأخذني الغم تلك السبعة الأيام لا يكلمني أحد، حتى كان الأحد، وانصرف إلي، فذهبنا إلى مكانهم الذي يجتمعون فيه في الأحد، فكانوا يفطرون فيه، ويلقى بعضهم بعضا ويسلم بعضهم على بعض، ثم لا يلتقون إلى مثله، قال: فرجعنا إلى منزلنا فقال لي مثل ما قال أول مرة، ثم لم يكلمني إلى الأحد الآخر، فحدثت نفسي بالفرار فقلت: اصبر أحدين أو ثلاثة فلما كان الأحد واجتمعوا، قال لهم: إني أريد بيت المقدس. فقالوا: ما تريد إلى ذلك؟ قال: لا عهد لي به. قالوا: إنا نخاف أن يحدث بك حدث فيليك غيرنا. قال: فلما سمعته يذكر ذاك خرجت، فخرجنا أنا وهو، فَكَانَ يَصُوْمُ مِنَ الأَحَدِ إِلَى الأَحَدِ، وَيُصَلِّي الليل كله، ويمشي بالنهار، فإذا نزلنا قام يصلي، فأتينا بيت المقدس، وعلى الباب مقعد يسأل فَقَالَ: أَعْطِنِي. قَالَ: مَا مَعِي شَيْءٌ. فَدَخَلْنَا بيت المقدس، فلما رأوه بشوا إليه واستبشروا به، فقال لهم: غلامي هذا فاستوصوا به، فانطلقوا بي فَأَطْعَمُوْنِي خُبْزاً وَلَحْماً، وَدَخَلَ فِي الصَّلاَةِ، فَلَمْ ينصرف إلى الأحد الآخر، ثم انصرف. فقال: يا سلمان إني أريد أن أضع رأسي، فإذا بلغ الظل مكان كذا فأيقظني. فبلغ الظل الذي قال، فلم أوقظه مأواة له مما دأب من اجتهاده ونصبه، فاستيقظ مذعورا، فقال: يا سلمان، ألم أكن قلت لك: إذا بلغ الظل مكان كذا فأيقظني؟ قلت: بلى، ولكن إنما منعني مأواة لك من دأبك. قال: ويحك إني أكره أن يفوتني شيء من الدهر لم أعمل لله فيه خيرا، ثم قال: اعلم أن أفضل دين اليَوْمَ النَّصْرَانِيَّةُ قُلْتُ: وَيَكُوْنُ بَعْدَ اليَوْمِ دِيْنٌ أفضل من النصرانية -كَلِمَةٌ أُلْقِيَتْ عَلَى لِسَانِي- قَالَ: نَعَمْ، يُوْشَكُ أن يبعث نبي يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، وبين كتفيه خاتم النبوة، فإذا أدركته فاتبعه وصدقه. قلت: وإن أمرني أن أدع النصرانية؟ قال: نعم فإنه نبي لا يأمر إلا بحق ولا يقول إلا حقا، والله لو أدركته ثم أمرني أن أقع في النار لوقعتها. ثم خرجنا من بيت المقدس، فمررنا على ذلك المقعد، فقال له: دخلت فلم تعطني، وهذا تخرج فأعطني، فالتفت فلم ير حوله أحدا، قال: أعطني يدك. فأخذه بيده، فقال: قم بإذن الله، فقام صحيحا سويا، فتوجه نحو أهله فأتبعته بصري تعجبا مما رأيت، وخرج صاحبي مسرعا وتبعته، فتلقاني رفقة من كلب، فسبوني فحملوني على بعير وشدوني وثاقا، فتداولني البياع حتى سقطت إلى المدينة، فاشتراني رجل من الأنصار، فجعلني في حائط له ومن ثم تعلمت عمل الخوص، أشتري بدرهم خوصا فأعمله فأبيعه بدرهمين، فأنفق درهما، أحب أن آكل من عمل يدي. وهو يومئذ أمير على عشرين ألفا. قال: فبلغنا ونحن بالمدينة أن

رَجُلاً قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ يَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أرسله، فمكثنا ما شاء الله أن نمكث، فهاجر إلينا، فقلت: لأجربنه، فذهبت فاشتريت لحم جزور بدرهم، ثم طبخته، فجعلت قصعة من ثريد، فاحتملتها حتى أتيته بها على عاتقي حتى وضعتها بين يديه. فقال: "أصدقة أم هدية؟ " قلت: صدقة فقال لأصحابه: "كلوا بسم الله". وأمسك ولم يأكل، فمكثت أياما، ثم اشتريت لحما فأصنعه أيضا وأتيته به، فقال: "ما هذه؟ " قلت: هدية. فقال لأصحابه: "كلوا بسم الله" وأكل معهم. قال: فنظرت فرأيت بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة، فأسلمت، ثم قلت له: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَيُّ قَوْمٍ النَّصَارَى؟ قَالَ: "لا خير فيهم". ثم سألته بعد أيام قَالَ: "لاَ خَيْرَ فِيْهِم وَلاَ فِيْمَنْ يُحِبُّهُم". قلت في نفسي: فأنا وَاللهِ أُحِبُّهُم، قَالَ: وَذَاكَ حِيْنَ بَعَثَ السَّرَايَا وَجَرَّدَ السَّيْفَ، فَسَرِيَّةٌ تَدْخُلُ وَسرِيَّةٌ تَخْرُجُ، وَالسَّيْفُ يقطر. قلت يحدث بي الآن أني أحبهم، فيبعث فَيَضْرِبَ عُنُقِي، فَقَعَدْتُ فِي البَيْتِ، فَجَاءنِي الرَّسُوْلُ ذات يوم فقال: يا سلمان أجب. قلت: هذا والله الذي كنت أحذر. فانتهيت إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتبسم وقال: "أبشر يا سلمان فَقَدْ فَرَّجَ اللهُ عَنْكَ". ثُمَّ تَلاَ عَلَيَّ هؤلاء الآيات: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ} ، إلى قوله: {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ} [القَصَصُ: 52-54] ، قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، لَقَدْ سَمِعْتُهُ يقول: لَوْ أَدْرَكْتُهُ فَأَمَرَنِي أَنْ أَقَعَ فِي النَّارِ لوقعتها. هذا حديث منكر غريب، والذي قبله أصح، وقد تفرد مسلمة بهذا، وهو ممن احتج به مسلم، ووثقه ابن معين، وأما أحمد بن حنبل فضعفه، رواه قيس بن حفص الدارمي شيخ البخاري عنه. وقال عبد الله بن عبد القدوس: حدثنا عبيد المكتب، قال: أخبرنا أبو الطفيل، قال: حدثني سلمان، قال: كنت مِنْ أَهْلِ جَيٍّ، وَكَانَ أَهْلُ قَرْيَتِي يَعْبُدُوْنَ الخيل البلق، فكنت أَعْرِفُ أَنَّهُم لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ، فَقِيْلَ لِي: إن الدين الذي تطلب بالمغرب، فخرجت حتى أتيت الموصل، فسألت عن أفضل رجل بها، فدللت على رجل في صومعة، ثم ذكر نحوه. كما قال الطبراني، قال: وقال في آخره: فقلت لصاحبي: بعني نفسي. قال: على أن تنبت لي مائة نخلة، فإذا نبتن جِئْنِي بِوَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ. فَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، فقال: اشتر نفسك بالذي سألك، وائتني بدلو من ماء النهر التي كنت تسقي منها ذلك النخل. قال: فدعا لي، ثم سقيتها، فوالله لقد غرست مائة فما غادرت منها نخلة إلا نبتت، فَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته أن النخل قد نبتن، فَأَعْطَانِي قِطْعَةً مِنْ ذَهَبٍ، فَانْطَلَقْتُ بِهَا فَوَضَعْتُهَا في كفة

الميزان، ووضع في الجانب الآخر نواة، قال: فوالله ما استعلت القطعة الذهب من الأرض، قال: وجئت إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، فأعتقني1. علي بن عاصم، قال: أخبرنا حَاتِمُ بنُ أَبِي صَغِيْرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ صُوْحَانَ، أَنَّ رَجُلَيْنِ من أهل الكوفة كانا صديقين ولهما إخاء، وقد أحبا أن يسمعا حديثك كيف كان أول إسلامك؟ قال: فقال سلمان: كنت يتيما من رامهرمز، وكان ابن دهقان2 رامهرمز يَخْتَلِفُ إِلَى مُعَلِّمٍ يُعَلِّمُهُ، فَلَزِمْتُهُ لأَكُوْنَ فِي كَنَفِهِ، وَكَانَ لِي أَخٌ أَكْبَرُ مِنِّي، وَكَانَ مستغنيا في نفسه، وكنت غلاما فقيرا، فكان إذا قام من مجلسه تفرق من يحفظه فإذا تفرقوا خرج فتقنع بثوبه، ثم يصعد الجبل متنكرا، فقلت: لم لا تذهب بي معك؟ فقال: أَنْتَ غُلاَمٌ وَأَخَافُ أَنْ يَظْهَرَ مِنْكَ شَيْءٌ. قُلْتُ: لاَ تَخَفْ. قَالَ: فَإِنَّ فِي هَذَا الجبل قوما في برطيل، لهم عبادة يزعمون أنا عبدة النيران، وأنا على غير دين فأستأذن لك. قال: فاستأذنهم ثم واعدني وقال: اخرج في وقت كذا، ولا يعلم بك أحد، فإن أبي إن علم بهم قتلهم. قال: فصعدنا إليهم. قال علي -وأراه قَالَ- وَهُمْ سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ. قَالَ: وَكَأَنَّ الروح قد خرجت مِنْهُمْ مِنَ العِبَادَةِ يَصُوْمُوْنَ النَّهَارَ، وَيَقُوْمُوْنَ اللَّيْلَ، يأكلون الشجر وما وجدوا، فقعدنا إليهم فذكرنا الحديث بطوله، وفيه: أن الملك شعر بهم، فخرجوا، وصحبهم سلمان إلى الموصل، واجتمع بعابد من بقايا أهل الكتاب، فذكر من عبادته وجوعه شيئا مفرطا، وأنه صحبه إلى بيت المقدس، فرأى مقعدا فأقامه، فحملت على المقعد أثاثه ليسرع إلى أهله، فانملس مني صاحبي، فتبعت أثره، فلم أظفر به، فأخذني ناس من كلب وباعوني، فاشترتني امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَجَعَلَتْنِي فِي حَائِطٍ لَهَا وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشتراني أبو بكر فأعتقني. وهذا الحديث يشبه حديث مسلمة المازني، لأن الحديثين يرجعان إلى سماك، ولكن قال

_ 1 منكر: أخرجه الحاكم "3/ 603" من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد!! ورده الحافظ الذهبي في "التلخيص" بقوله: "قلت: ابن عبد القدوس ساقط". قلت: الحديث منكر كما قال المصنف في ترجمة سلمان في "السير"، وفيه عبد الله بن عبد القدوس، كوفي رافضي، كان خشبيا. قال يحيى: ليس بشيء، رافضي خبيث. وقال النسائي وغيره: ليس بثقة. وأما عبيد المكتب، فهو عبيد بن مهران، الكوفي, المكتب، وهو ثقة. 2 الدهقان: فارس معرب، وهو بكسر الدال وضمها: رئيس القرية ومقدم التناء وأصحاب الزراعة. ونونه أصلية، لقولهم تدهقن الرجل، وله دهقنة بموضع كذا، وقيل النون زائدة، وهو من الدهق: الامتلاء.

هنا عن زيد بن صوحان، فهو منقطع، فإنه لم يدرك زيد بن صوحان، وعلي بن عاصم ضعيف كثير الوهم، والله أعلم. عمرو العنقزي: أخبرنا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي قُرَّةَ الكِنْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: كَانَ أَبِي مِنَ الأساورة فأسلمني الكتاب، فكنت أختلف ومعي غلامان، فإذا رجعا دخلا على راهب أو قس، فدخلت مَعَهُمَا، فَقَالَ لَهُمَا، أَلَمْ أَنْهَكُمَا أَنْ تُدْخِلاَ علي أَحَداً. فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ حَتَّى كُنْتُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُمَا، فَقَالَ لِي: يَا سَلْمَانُ، إِنِّي أُحِبُّ أن أخرج من هذه الأرض. قلت: وأنا مَعَكَ فَأَتَى قَرْيَةً فَنَزَلَهَا, وَكَانَتِ امْرَأَةٌ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا حُضِرَ قَالَ: احْفِرْ عِنْدَ رَأْسِي، فحفرت فَاسْتَخْرَجْتُ جَرَّةً مِنْ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: ضَعْهَا عَلَى صدري، فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِهِ وَيَقُوْلُ: وَيْلٌ لِلْقَنَّائِيْنَ! قَالَ: وَمَاتَ فَاجْتَمَعَ القِسِّيْسُوْنَ وَالرُّهْبَانُ، وَهَمَمْتُ أَنْ أَحْتَمِلَ المَالَ، ثُمَّ إِنَّ اللهَ عَصَمَنِي، فقلت للرهبان، فوثب شباب مِنْ أَهْلِ القَرْيَةِ، فَقَالُوا: هَذَا مَالُ أَبِيْنَا كانت سريته تختلف إليه، فقلت لأولئك: دُلُّوْنِي عَلَى عَالِمٍ أَكُوْنُ مَعَهُ. قَالُوا: مَا نَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ رَاهِبٍ بِحِمْصَ. فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ إِلاَّ طَلَبُ العِلْمِ. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي لاَ أَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ يَأْتِي بَيْتَ المَقْدِسِ كُلَّ سنة في هذا الشهر. فانطلقت فوجدت حماره واقفا، فخرج فقصصت عليه، فقال: اجلس ههنا حتى أرجع إليك. فذهب فلم يرجع إلى العام المقبل، فقال: وإنك لههنا بَعْدُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي لاَ أَعْلَمُ أَحَداً فِي الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ يَخْرُجُ بِأَرْضِ تَيْمَاءَ وَهُوَ نَبِيٌّ وَهَذَا زَمَانُهُ، وَإِنِ انْطَلَقْتَ الآنَ وَافَقْتَهُ، وَفِيْهِ ثَلاَثٌ: خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، ولا يأكل الصدقة، ويأكل الهدية. وذكر الحديث. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، قال: حدثني السلم بن الصلت، عن أبي الطفيل، عن سلمان، قَالَ: كُنْتُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ جَيٍّ مَدِيْنَةِ أَصْبَهَانَ، فَأَتَيْتُ رَجُلاً يَتَحَرَّجُ مِنْ كَلاَمِ النَّاسِ، فَسَأَلْتُهُ: أَيُّ الدِّيْنِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: مَا أَعْلَمُ أحدا غير راهب بالموصل، فذهبت إليه. وذكر الحديث، وفيه: فأتيت حجازيا، فقلت: تحملني إلى المدينة؟ قال: ما تعطيني؟ قلت: أنا لَكَ عَبْدٌ. فَلَمَّا قَدِمْتُ جَعَلَنِي فِي نَخْلِهِ، فَكُنْتُ أَسْتَقِي كَمَا يَسْتَقِي البَعِيْرُ حَتَّى دَبِرَ ظهري وصدري من ذلك، ولا أجد أحدا يَفْقَهُ كَلاَمِي، حَتَّى جَاءتْ عَجُوْزٌ فَارِسِيَّةٌ تَسْتَقِي، فقلت لها: أين هذا الرجل الذي خرج؟ فدلتني عليه، فجمعت تمرا وجئت فقربته إليه. وذكر الحديث.

ذكر مبعثه -صلى الله عليه وسلم-

ذكر مبعثه صلى الله عليه وسلم: قال الزهري، عن عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الوَحي الرُّؤْيَا الصالحة ثم حبب إليه الخلاء، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه، أي: يتعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى فجأه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: "فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني الثانية فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ". حتى بلغ إلى قوله: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1-5] ، قَالَتْ: فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ1 حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيْجَةَ فَقَالَ: "زَمِّلُوْنِي" 2. فَزَمَّلُوْهُ حَتَّى ذَهَبَ عنه الروع فقال: "يا خديجة ما لي! ". وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ وَقَالَ: "قَدْ خَشِيْتُ [عَلَى نَفْسِي] ". فَقَالَتْ لَهُ: كَلاَّ أَبْشِرْ فَوَاللهِ لاَ يُخْزِيْكَ الله إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الحَدِيْثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ [وتكسب المعدوم، وتقري الضيف] ، وتعين على نوائب الحق. ثم انطلقت به خديجة إِلَى ابْنِ عَمِّهَا وَرقَةَ بنِ نَوْفَلِ بنِ أسد بن عبد العزى، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الخط العربي، فكتب بِالعَرَبِيَّةِ مِنَ الإِنْجِيْلِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخاً قَدْ عَمِيَ. فَقَالَتْ: اسْمَعْ من ابن أخيك. فقال: يابن أخي ما ترى؟ فأخبره، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا حين يخرجك قومك، قال: "أومخرجي هم"؟. قال: نعم، إنه لم يأت أحد بما جئت به إلا عودي وأوذي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا. ثم لم ينشب ورقة أن توفي3. فروى الترمذي، عن أبي موسى الأنصاري، عن يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الرحمن، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ورقة، فقالت له خديجة: إنه -يا رسول الله- كان صدقك، وإنه مات قبل أن تظهر. فقال: "رأيته في المنام عليه ثياب بيض، ولو كان من أهل النار لكان عليه لباس غير ذلك".

_ 1 بوادره: جمع بادرة، وهي لحمة بين المنكب والعتق، وتبدر عند الغضب. 2 زملوني: أي غطوني. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3"، ومسلم "160" من طريق ابن شهاب به. ووقع عند مسلم: "وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب". ووقع عند البخاري: "وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب". تنبيه: ما وضعته بين معكوفين سقط استدركته من صحيح مسلم فاللفظ له.

وجاء من مراسيل عُرْوَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "رأيت لورقة جنة أو جنتين". وقال الزهري، عن عروة، عن عائشة: "وفتر الوحي فترة، حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا، وغدا مرارا يتردى من شواهق الجبال، وكلما أوفى بذروة ليلقي نفسه، تبدى له جبريل فقال: يا محمد إنك رسول الله حقا، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال مثل ذلك. رواه أحمد في "مسنده" والبخاري1. وقال هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، ثم أمر بالهجرة، فهاجر عشر سنين، ومات وهو ابن ثلاث وستين. رواه البخاري2. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، قال: أنزل على رسول الله صلى الله وسلم وهو ابن ثلاث وأربعين سنة، فمكث بمكة عشرا وبالمدينة عشرا. وقال محمد بن أبي عدي، عن دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: نزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة، فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين، فكان يعلمه الكلمة والشيء، ولم ينزل القرآن، فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل، فنزل القرآن على لسانه عشرين سنة، ومات وهو ابن ثلاث وستين. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، قال: أخبرنا عبد القوي بن الجباب، قال: أخبرنا عبد الله بن رفاعة، قال: أخبرنا علي بن الحسن الخلعي، قال: أخبرنا أبو محمد بن النحاس، قال: أخبرنا عبد الله بن الورد، قال: أخبرنا عبد الرحيم بن عبد الله البرقي، قال: حدثنا عبد الملك بن هشام، قال: حدثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن إسحاق، قال: كانت الأحبار والرهبان وكهان العرب قد تحدثوا بأمر محمد صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه لما تقارب من زمانه، أما أهل الكتاب فعمَّا وجدوا في كتبهم من صفته وصفة زمانه، وما كان عهد إليهم أنبياؤهم من شأنه

_ 1 مرسل: أخرجه أحمد "6/ 233"، والبخاري "6982"، فهو من بلاغات الزهري كما وقع في رواية من أخرجاه: "وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال". وقال الحافظ في "الفتح" "12/ 359": "ومعنى الكلام أن في جملة ما وصل إلينا من خَبَرَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه القصة هو من بلاغات الزهري وليس موصولا". قلت: وهو مدرج في الحديث. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3851" و"3902" من طريق هشام، به.

وأما الكهان فأتتهم الشياطين بما استرقت من السمع، وأنها قد حجبت عن استراق السمع ورميت بالشهب. قال الله تعالى: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الجن: 9] ، فلما سمعت الجن القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم عرفت أنها منعت من السمع قبل ذلك، لئلا يشكل الوحي بشيء من خبر السماء فيلتبس الأمر فآمنوا وصدقوا وولوا إلى قومهم منذرين. حدثني يعقوب بن عتبة أنه بلغه أن أول العرب فزع للرمي بالنجوم ثقيف، فجاءوا إلى عمرو بن أمية وكان أدهى العرب، فقالوا: ألا ترى ما حدث؟ قال: بلى، فانظروا فإن كان معالم النجوم التي يهتدى بها وتعرف بها الأنواء هي التي يرمى بها، فهي والله طي الدنيا وهلاك أهلها، وإن كانت نجوما غيرها، وهي ثابتة على حالها، فهذا أمر أراد الله به هذا الخلق فما هو. قلت: روى حديث يعقوب بنحوه حصين، عن الشعبي، لكن قال: فأتوا عبد ياليل بن عمرو الثقفي، وكان قد عمي. وقد جاء غير حديث بأسانيد واهية أن غير واحد من الكهان أخبره رئية من الجن بأسجاع ورجز، فيها ذكر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وسمع من هواتف الجان من ذلك أشياء. وبالإسناد إلى ابن إسحاق، قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن رجال من قومه، قالوا: إن مما دعانا إلى الإسلام مع رحمة الله وهداه لنا، أنا كنا نسمع من يهود، وكنا أصحاب أوثان، وهم أهل كتاب، وكان لا يزال بيننا وبينهم شرور، فإذا نلنا منهم قالوا: إنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم، فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم، فلما بعث الله رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجبناه حين دعانا، وعرفنا ما كان يتوعدونا به، فبادرناهم إليه، فآمنا به وكفروا به، ففي ذلك نزل: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 89] ، الآيات. حدثني صَالِحُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، عن محمود بن لبيد، عن سلمة بن سلامة بن وقش، قال: كان لنا جار يهودي، فخرج يوما حتى وقف على بني عبد الأشهل، وأنا يومئذ أحدثهم سنا، فذكر القيامة والحساب والميزان والجنة والنار، قال ذلك لقوم أصحاب أوثان لا يرون بعثا بعد الموت، فقالوا له: ويحك يا فلان، أوترى هذا كائنا أن الناس يبعثون! قال: نعم. قالوا: فما آية ذلك؟ قال: نبي مبعوث من نحو هذه البلاد، وأشار إلى مكة واليمن. قالوا: ومتى نراه؟ قال: فنظر إليَّ وأنا حدث فقال: إن يستنفد هذا الغلام عمره

يدركه، قال سلمة: فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم وهو حي بين أظهرنا، فآمنا به، وكفر به بغيا وحسدا، فقلنا له: ويحك يا فلان، ألست بالذي قلت لنا فيه ما قلت! قال: بلى، ولكن ليس به. حدثني عاصم بن عمر، عن شيخ من بني قريظة، قال لي: هل تدري عم كان الإسلام لثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسد بن عبيد، نفر من إخوة بني قريظة، كانوا معهم في جاهليتهم، ثم كانوا سادتهم في الإسلام؟ قلت: لا والله، قال: إن رجلا من يهود الشام يقال له: ابن التيهان قدم علينا قبل الإسلام بسنين، فحل بين أظهرنا، والله ما رأينا رجلا قط لا يصلي الخمس أفضل منه، فأقام عندنا فكان إذا قحط عنا المطر يأمرنا بالصدقة ويستسقي لنا، فوالله ما يبرح من مجلسه حتى نسقى، قد فعل ذلك غير مرتين ولا ثلاث، ثم حضرته الوفاة، فلما عرف أنه ميت قال: يا معشر يهود ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير، إلى أرض البؤس والجوع؟ قلنا: أنت أعلم. قال: إنما قدمت أتوكف خروج نبي قد أظل زمانه، وهذه البلدة مهاجره، كنت أرجو أن يبعث فأتبعه، وقد أظلكم زمانه، فلا تسبقن إليه يا معشر يهود، إنه يبعث بسفك الدماء وسبي الذراري والنساء ممن خالفه، فلا يمنعكم ذلك منه. فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم وحاصر خيبر قال هؤلاء الفتية، وكانوا شبابا أحداثا: يا بني قريظة، والله إنه للنبي الذي كان عهد إليكم فيه ابن التيهان. قالوا: ليس به فنزل هؤلاء وأسلموا وأحرزوا دماءهم وأموالهم وأهاليهم. وبه، قال ابن إسحاق: وكانت خديجة قد ذكرت لعمها ورقة بن نوفل، وكان قد قرأ الكتب وتنصر، ما حدثها ميسرة من قول الراهب وإظلال الملكين، فقال: لئن كان هذا حقا يا خديجة إن محمدا لنبي هذه الأمة، وقد عرفت أن لهذه الأمة نبيا ينتظر زمانه، قال: وجعل ورقة يستبطئ الأمر ويقول: حتى متى؟ وقال: لججت وكنت في الذكرى لجوجا ... لهم طالما بعث النشيجا ووصف من خديجة بعد وصف ... فقد طال انتظاري يا خديجا ببطن المكتين على رجائي ... حديثك أن أرى منه خروجا بما خبرتا من قول قس ... من الرهبان أكره أن يعوجا بأن محمدا سيسود قوما ... ويخصم من يكون له حجيجا ويظهر في البلاد ضياء نور ... يقيم به البرية أن تموجا

فيلقى من يحاربه خسارا ... ويلقى من يسالمه فلوجا فيا ليتني إذا ما كنت ذاكم ... شهدت فكنت أولهم ولوجا فإن يبقوا وأبق تكن أمور ... يضج الكافرون لا ضجيجا وقال سليمان بن معاذ الضبي، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن بمكة لحجرا يسلم عليّ ليالي بعثت إني لأعرفه الآن" 1. رواه أبو داود. وقال يحيى بن أبي كثير: حدثنا أبو سلمة، قال: سألت جابرا: أي القرآن أنزل أول {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر: 1] ، أو {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1] ؟ فقال: ألا أحدثكم بما حدثني بِهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: "إني جاورت بحراء شهرا، فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي، وعن يميني وشمالي، فلم أر شيئا، ثم نظرت إلى السماء، فإذا هو على عرش في الهواء -يعني الملك- فأخذني رجفة، فأتيت خديجة، فأمرتهم فدثروني، ثم صبوا عليّ الماء، فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ} " 2. [المدثر: 1، 2] . وقال الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحدث عن فترة الوحي، قال: "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت رأسي، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه رعبا، فرجعت، فقلت: زملوني فدثروني، ونزلت: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} إلى قوله: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ". [المدثر: 1-5] ، وهي الأوثان. متفق عليه3. وهو نص في {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} نزلت بعد فترة الوحي الأول، {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} فكان الوحي الأول للنبوة والثاني للرسالة.

_ 1 حسن: أخرجه الطيالسي "1907"، وأحمد "5/ 89، 95، 105"، وابن أبي شيبة "11/ 464". ومسلم "2277"، والترمذي "3624"، والدارمي "1/ 21"، والطبراني في "الكبير" "1907" و"1961" و"1965" و"2028"، وفي "الأوسط" "2033"، وفي "الصغير" "167"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "2/ 153"، والبغوي "3709" من طرق عن سماك بن حرب، به. قلت: إسناده حسن، سماك بن حرب، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". 2 صحيح: أخرجه البخاري "4924" حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا عبد الصمد، حدثنا حرب، حدثنا يحيى، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "4"، ومسلم "161" "255" من طريق ابن شهاب، به.

فأول من آمن به خديجة، رضي الله عنها

فأول من آمن به خديجة رضي الله عنها: قال عز الدين أبو الحسن ابن الأَثِيْرِ: خَدِيْجَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللهِ أَسْلَمَ بِإِجْمَاعِ المسلمين، لم يتقدمها رجل ولا امرأة. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَابْنُ إسحاق، والواقدي، وسعيد بن يحيى الأموي، وغيرهم: أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ: خَدِيْجَةُ، وَأَبُو بكر، وعليّ. وقال حسان بن ثابت وجماعة: أبو بكر أول من أسلم. وقال غير واحد: بل علي. وعن ابن عباس: فيهما قولان، لكن أسلم علي وله عشر سنين أو نحوها على الصحيح، وقيل: وله ثمان سنين، وقيل: تسع، وقيل: اثنتا عشرة، وقيل: خمس عشرة، وهو قول شاذ، فإن ابنه محمدا، وأبا جعفر الباقر، وأبا إسحاق السبيعي وغيرهم، قالوا: توفي وله ثلاث وستون سنة. فهذا يقضي بأنه أسلم وله عشر سنين، حتى إن سفيان بن عيينة روى عن جعفر الصادق، عن أبيه، قال: قتل علي وله ثمان وخمسون سنة. وقال ابن إسحاق: أول ذكر آمن بالله علي -رضي الله عنه- وهو ابن عشر سنين، ثم أسلم زَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم أسلم أبو بكر. وقال الزهري: كانت خديجة أول من آمن بالله، وقبل الرسول رسالة ربه وانصرف إلى بيته، وجعل لا يمر على شجرة ولا صخرة إلا سلمت عليه، فلما دخل على خديجة قال: "أرأيتك الذي كنت أحدثك أني رأيته في المنام، فإنه جبريل استعلن لي، أرسله إليّ ربي". وأخبرها بالوحي. فقالت: أبشر، فوالله لا يفعل الله بك إلا خيرا، فاقبل الذي جاءك من الله فإنه حق، ثم انطلقت إلى عداس غلام عتبة بن ربيعة، وكان نصرانيا من أهل نينوى فقالت: أذكرك الله إلا ما أخبرتني، هل عندك علم من جبريل؟ فقال عداس: قدوس قدوس. قالت: أخبرني بعلمك فيه. قال: فإنه أمين الله بينه وبين النبيين، وهو صاحب موسى، وعيسى -عليهما السلام- فرجعت من عنده إلى ورقة. فذكر الحديث. وقد رواه ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بن الزبير بنحو منه، وزاد: ففتح جبريل عينا من ماء فتوضأ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ينظر إليه، فوضأ وجه ويديه إلى المرفقين، ومسح رأسه ورجليه إلى الكعبين، ثم نضح فرجه، وسجد سجدتين مواجه البيت، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم كما رأى جبريل يفعل.

من معجزاته الأول

من معجزاته الأول: وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي، عن بعض أهل العلم، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أراد الله كرامته وابتدأه بالنبوة، كان لا يمر بحجر ولا شجر إلا سلم عليه وسمع منه، وكان يخرج إلى حراء في كل عام شهرا من السنة ينسك فيه. وقال سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث". أخرجه مسلم1. وقال الوليد بن أبي ثورة وغيره، عن إسماعيل السدي، عن عباد بن عبد الله، عن علي -رضي الله عنه- قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بمكة، فخرج في بعض نواحيها، فما استقبله شجر ولا جبل إلا قال: السلام عليك يا رسول الله. أخرجه الترمذي2، وقال: غريب. وقال يوسف بن يعقوب القاضي: حدثنا أبو الربيع، قال: أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج من مكة، قد خضبه أهل مكة بالدماء، قال: ما لك؟ قال: "خضبني هؤلاء بالدماء وفعلوا وفعلوا". قال: تريد أن أريك آية؟ قال: "نعم". قال: ادع تلك الشجرة. فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت تخط الأرض حتى قامت بين يديه، قال: مرها فلترجع إلى مكانها قال: ارجعي إلى مكانك فرجعت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حسبي". هذا حديث صحيح3. وقال ابن إسحاق: حدثني وهب بن كيسان، قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي: حدثنا يا عبيد الله عن كيف كان بدء ما ابتدئ بِهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من

_ 1 حسن: تقدم تخريجنا له قريبا برقم تعليق "92". 2 ضعيف: أخرجه الترمذي "3626" حدثنا عباد بن يعقوب الكوفي، حدثنا الوليد بن أبي ثور، عن السدي، عن عباد بن أبي يزيد، عن علي بن أبي طالب، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. قلت: يشير الترمذي إلى ضعف الحديث بقوله: "حديث غريب" وهذا مشهور في اصطلاحه يعرفه الأصاغر بله الأكابر من طلاب علم الحديث، وفي الإسناد علتان: الأولى: الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني الكوفي، ضعيف. والعلة الثانية: عباد بن أبي يزيد، أو ابن يزيد الكوفي، مجهول. أما السدي، فهو إسماعيل بن عبد الرحمن السدي صدوق يهم. 3 صحيح: أخرجه ابن ماجه "4028".

النبوة حين جاءه جبريل. فقال عبيد بن عمير: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرا، وكان ذلك مما تتحنث به قريش في الجاهلية. والتحنث التبرر. قال ابن إسحاق: فكان يجاور ذلك في كل سنة، يطعم من جاءه من المساكين، فإذا قضى جواره من شهره، كان أول ما يبدأ به الكعبة، فيطوف ثم يرجع إلى بيته، حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله كرامته، وذلك الشهر رمضان، خرج صلى الله عليه وسلم إلى حراء ومعه أهله، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته، جاءه جبريل بأمر الله تعالى. قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "جاءني وأنا نائم بنمط من ديباج فيه كتاب، فقال اقرأ. قلت: ما أقرأ؟ قال: فغتني1 به حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ. قلت: وما أقرأ؟ فغتني حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ. قلت: وما أقرأ؟ ما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود لي بمثل ما صنع بي فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} إلى قوله: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1-5] ، فقرأتها ثم انتهى عني، وهببت من نومي، فكأنما كتبت في قلبي كتابا". في هذا المكان زيادة، زادا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، وهي: "ولم يكن في خلق الله أحد أبغض إليّ من شاعر أو مجنون فكنت لا أطيق أنظر إليهما، فقلت: إن الأبعد -يعني نفسه- لشاعر أو مجنون، ثم قلت: لا تحدث عني قريش بهذا أبدا، لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحن نفسي فلأستريحن، فخرجت حتى إذا كنت في وسط من الجبل، سمعت صوتا من السماء يقول: يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل، فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء، فقال: يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل. فوقفت أنظر إليه، فما أتقدم ولا أتأخر، وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء، فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك، فما زلت واقفا حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي، فبلغوا أعلى مكة ورجعوا إليها، وأنا واقف في مكاني ذلك. ثم انصرف عني، فانصرفت إلى أهلي، حتى أتيت خديجة، فجلست إلى فخذها مضيفا إليها فقالت: يا أبا القاسم أين كنت؟ فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا أعلى مكة ورجعوا. ثم حدثتها بالذي رأيت، فقالت: أبشر يابن عمي واثبت فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة". ثم قامت فجمعت عليها ثيابها، ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل، وهو ابن عمها، وكان قد تنصر وقرأ الكتب، فأخبرته بما رأى وسمع، فقال ورقة: قدوس، والذي نفسي بيده لئن كنت

_ 1 الغت والغط سواء، كأنه أراد عصرني عصرا شديدا حتى وجدت منه المشقة كما يجد من يغمس في الماء قهرا.

صدقت يا خديجة، لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وإنه لنبي هذه الأمة فقولي له فليثبت. فرجعت خديجة إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته بقول ورقة، فلما قضى جواره طاف الكعبة، فلقيه ورقة وهو يطوف فقال: أخبرني بما رأيت وسمعت، فأخبره، فقال: والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة، ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى ولتكذبنه ولتؤذنه ولتخرجنه ولتقاتلنه، ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصرا يعلمه، ثم أدنى رأسه منه فقبل يافوخه. وقال موسى بن عقبة في "مغازيه": كان صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا أول ما رأى أن الله أراه رؤيا في المنام، فشق ذلك عليه، فذكرها لخديجة، فعصمها الله وشرح صدرها بالتصديق، فقالت: أبشر. ثم أخبرها أنه رأى بطنه شق ثم طهر وغسل ثم أعيد كما كان، قالت: هذا والله خير فأبشر. ثم استعلن له جبريل وهو بأعلى مكة، فأجلسه في مجلس كريم معجب كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: أجلسني على بساط كهيئة الدرنوك1 فيه الياقوت واللؤلؤ، فبشره برسالة الله -عز وجل- حتى اطمأن. الذي فيها من شق بطنه يحتمل أن يكون أخبرها بما تم له في صغره ويحتمل أن يكون شق مرة أخرى، ثم شق مرة ثالثة حين عرج به إلى السماء. وقال ابن بكير عن ابن إسحاق، فأنشد ورقة: إن يك حقا يا خديجة فاعلمي ... حديثك إيانا فأحمد مرسل وجبريل يأتيه وميكال معهما ... من الله وحي يشرح الصدر منزل يفوز به من فاز فيها بتوبة ... ويشقى به العاني الغوي المظلل فسبحان من تهوى الرياح بأمره ... ومن هو في الأيام ما شاء يفعل ومن عرشه فوق السماوات كلها ... وأقضاؤه في خلقه لا تبدل وقال ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي حَكِيْمٍ أن خديجة قَالَتْ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أي ابن عم، إن استطعت أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك. قال: "نعم" قال: فَلَمَّا جَاءهُ قَالَ: "يَا خَدِيْجَةُ هَذَا جِبْرِيْلُ". قالت: ابن عم قم فاجلس على فخذي اليسرى، فقام فجلس عليها، قالت: هل تراه؟ قال: "نعم". قالت: فتحول فاقعد على فخذي اليمنى. فتحول فقعد على فخذها، قالت: هل تراه؟ قال: "نعم". قالت: فاجلس في

_ 1 الدرنوك: ستر له خمل، وجمعه درانك.

حجري. ففعل، قالت: هل تراه؟ قال: "نعم". فتحسرت فألقت خمارها، ثم قالت: هل تراه؟ قال: "لا". قالت: اثبت وأبشر فوالله إنه لملك وما هذا بشيطان. قال: وحدثت عبد الله بن حسن هذا الحديث فقال: قد سمعت أمي فاطمة بنت حسين تحدث هذا الحديث، عن خديجة، إلا أني سمعتها تقول: أدخلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وبين درعها فذهب عند ذلك جبريل، فقالت: إن هذا لملك وما هو بشيطان. وقال أبو صالح: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر المخزومي أنه سمع بعض علمائهم يقول: كان أول ما أنزل الله على نبيه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} إلى قوله: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1-5] ، فقالوا: هذا صدرها الذي أنزل عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حراء، ثم أنزل آخرها بعد بما شاء الله. وقال ابن إسحاق: ابتدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنزيل في رمضان، قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [القدر: 1] ، وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3] . قال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: همز جبريل بعقبه في ناحية الوادي، فانفجرت عين، فتوضأ جبريل ومحمد عليهما السلام ثم صلى ركعتين ورجع، قد أقر الله عينه، وطابت نفسه، فأخذ بيد خديجة، حتى أتى بها العين فتوضأ كما توضأ جبريل، ثم صلى ركعتين هو وخديجة، ثم كان هو وخديجة يصليان سرا، ثم إن عليا جاء بعد ذلك بيوم فوجدهما يصليان فقال علي: ما هذا يا محمد؟ فقال: "دين اصطفاه الله لنفسه وبعث به رسله فأدعوك إلى الله وحده وكفر باللات والعزى". فقال علي: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلست بقاض أمرا حتى أحدث به أبا طالب. وكره رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يفشي عليه سره قبل أن يستعلن عليه أمره، فقال له: "يا علي! إن لم تسلم فاكتم". فمكث علي تلك الليلة ثم أوقع الله في قلبه الإسلام، فأصبح فجاء إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقي يأتيه على خوف من أبي طالب، وكتم إسلامه. وأسلم زيد بن حارثة فمكثا قريبا من شهر، يختلف علي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مما أنعم الله على علي أنه كان فِي حَجْرِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الإسلام. وقال سلمة بن الفضل، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: أصابت قريشا أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس عمه -وكان موسرا: "إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى،

فانطلق لنخفف عنه من عياله". فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم عليا، فضمه إليه، فلم يزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله نبيا فاتبعه علي وآمن به. وقال الدراوردي، عن عمر بن عبد الله، عن محمد بن كعب القرظي، قال: إن أول من أسلم خديجة، وأول رجلين أسلما أبو بكر وعلي، وإن أبا بكر أول من أظهر الإسلام، وإن عليا كان يكتم الإسلام فرقا من أبيه، حتى لقيه أبوه فقال: أسلمت؟ قال: نعم، قال: وازر ابن عمك وانصره. وقال: أسلم علي قبل أبي بكر. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحصين التميمي أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر، إلا أبا بكر، ما عتم منه حين ذكرته وما تردد فيه". وقال إسرائيل، عن ابن إسحاق، عن أبي ميسرة أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذا برز، سمع من يناديه، يا محمد، فإذا سمع الصوت انطلق هاربا، فأسر ذلك إلى أبي بكر، وكان نديما له في الجاهلية.

إسلام السابقين الأولين

إسلام السابقين الأولين: قال ابن إسحاق: ذكر بعض أهل العلم أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا حضرت الصلاة، خرج إلى شعاب مكة ومعه علي فيصليان فإذا أمسيا رجعا، ثم إن أبا طالب عبر عليهما وهما يصليان، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يابن أخي ما هذا؟ قال: "أي عم هذا دين الله ودين ملائكته ورسله ودين إبراهيم، بعثني الله به رسولا إلى العباد وأنت أي عم أحق من بذلت له النصيحة ودعوته إلى الهدى وأحق من أجابني وأعانني". فقال أبو طالب: أي ابن أخي لا أستطيع أن أفارق دين آبائي، ولكن والله لا يخلص إليك بشيء تكرهه ما بقيت، ولم يكلم عليا بشيء يكره، فزعموا أنه قال: أما إنه لم يدعك إلا إلى خير فاتبعه. ثم أسلم زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أول ذكر أسلم، وصلى بعد علي، رضي الله عنهما. وكان حكيم بن حزام قدم من الشام برقيق، فدخلت عليه خديجة بنت خويلد فقال: اختاري أي هؤلاء الغلماء شئت فهو لك، فاختارت زيدا، فأخذته، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فاستوهبه، فوهبته له، فأعتقه وتبناه قبل الوحي، ثم قدم أبوه حارثة لموجدته عليه وجزعه فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ شئت فأقم عندي، وإن شئت فانطلق مع أبيك". قال: بل أقيم عندك، وكان يدعى زيد بن محمد، فلما نزلت {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] ، قال: أنا زيد بن حارثة. قال ابن إسحاق: وكان أبو بكر رجلا مألفا لقومه محببا سهلا، وكان أنسب قريش لقريش، وكان تاجرا ذا خلق ومعروف، فجعل لما أسلم يدعو إلى الله وإلى الإسلام من وثق به من قومه، ممن يغشاه، ويجلس إليه، فأسلم بدعائه: عثمان، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، فجاء بهم إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أسلموا وصلوا، فكان هؤلاء النفر الثمانية أول من سبق بالإسلام وصلوا وصدقوا. ثم أسلم أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله المخزومي، وَالأَرْقَمُ بنُ أَبِي الأَرْقَمِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ الله المخزومي، وعثمان بن مظعون الجمحي، وأخواه قدامة وعبد الله، وعبيدة بنُ الحَارِثِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ المُطَّلِبِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ العدوي، وامرأته فاطمة أخت عمر بن الخطاب، وأسماء بنت أبي بكر، وخباب بن الأرت حَلِيْفُ بَنِي زُهْرَةَ، وَعُمَيْرُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ أخو سعد، وعبد الله بن مسعود، وَسَلِيْطُ بنُ عَمْرِو بنِ عَبْدِ شَمْسٍ العَامِرِيُّ، وأخوه حاطب، وَعَيَّاشُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ بنِ المُغِيْرَةِ المَخْزُوْمِيُّ، وامرأته أسماء, وخنيس بن حذافة السهمي، وعامر

ابن ربيعة حليف آل الخطاب، وعبد الله وأبو أحمد ابنا جحش بن رئاب الأسدي، وجعفر بن أبي طالب، وَامْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَحَاطِبُ بنُ الحَارِثِ الجمحي، وامرأته فاطمة بنت المجلل، وأخوه خطاب، وامرأته فكيهة بنت يسار، ومعمر بن الحارث أخوهما، والسائب بن عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ، وَالمُطَّلِبُ بنُ أَزْهَرَ بنِ عبد عوف العدوي الزهري، وامرأته رملة بنت أبي عوف، والنحام وهو نعيم بن عبد الله بن أسد العدوي، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر، وَخَالِدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ، وامرأته أمينة بنت خلف، وحاطب بن عمرو، وأبو حذيفة مهشم ابن عتبة بن ربيعة، وواقد بن عبد الله حَلِيْفُ بَنِي عَدِيٍّ، وَخَالِدٌ، وَعَامِرٌ، وَعَاقِلٌ، وَإِيَاسٌ بنو البكير حلفاء بني عدي، وعمار بن ياسر حليف بني مخزوم، وصهيب بن سنان النمري حليف بني تميم. وقال محمد بن عمر الواقدي: حدثني الضحاك بن عثمان، عن مخرمة بن سليمان الوالبي، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، قال: قال طلحة بن عبيد الله: حضرت سوق بصرى، فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل الموسم، أفيهم أحد من أهل الحرم؟ قال طلحة: قلت: نعم أنا. فقال: هل ظهر أحمد بعد؟ قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، مخرجه من الحرم ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ، فإياك أن تسبق إليه. قال طلحة: فوقع في قلبي، فأسرعت إلى مكة، فقلت: هل من حدث؟ قالوا: نعم، محمد بن عبد الله الأمين تنبأ، وقد تبعه ابن أبي قحافة، فدخلت عليه فقلت: اتبعت هذا الرجل؟ قال: نعم، فانطلق فاتبعه. فأخبره طلحة بما قال الراهب، فخرج به حتى دخلا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم طلحة، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فلما أسلم أبو بكر وطلحة أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية فشدهما في حبل واحد، ولم تمنعهما بنو تيم، وكان نوفل يدعى "أسد قريش"، فلذلك سمي أبو بكر وطلحة: القرينين. وقال إسماعيل بن مجالد، عَنْ بَيَانِ بنِ بِشْرٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ همام، قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلاَّ خَمْسَةُ أَعْبُدٍ وَامْرَأَتَانِ وَأَبُو بكر. أخرجه البخاري1. قلت: ولم يذكر عليا لأنه كان صغيرا ابن عشر سنين. وقال العباس بن سالم، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عن عمرو بن عبسة، قال:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3660" حدثنا أحمد بن أبي الطيب، حدثنا إسماعيل بن مجالد، به.

أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بمكة مستخفيا، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: "نَبِيٌّ". قُلْتُ: وَمَا النبي؟ قال: "رسول الله" قلت: الله أرسلك؟ قال: "نعم". قلت: بم أرسلك؟ قال: "بأن يعبد الله وتكسر الأوثان وتوصل الأرحام". قلت: نعم ما أرسلك به، فمن تبعك؟ قال: "حر وعبد". يعني أبا بكر وبلال، فكان عمرو يقول: لقد رأيتني وأنا رابع أو ربع، فأسلمت وقلت: أتبعك يا رسول الله، قال: "لا، ولكن الحق بقومك، فإذا أخبرت بأني قد خرجت فاتبعني" أخرجه مسلم1. وقال هاشم بن هاشم، عن ابن المسيب، أنه سمع سعد بن أبي وقاص يقول: لقد مكثت سبعة أيام، وإني لثلث الإسلام. أخرجه البخاري2. وقال زائدة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلاَمَهُ سبعة: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وعمار وأمه، وصهيب، وبلال، والمقداد. تفرد به يحيى بن أبي بكير. وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن سعيد بن زيد، قال: والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي وأخته على الإسلام، قبل أن يسلم عمر, ولو أن أحدا ارفض للذي صنعتم بعثمان لكان. أخرجه البخاري3. وقال الطيالسي في "مسنده": حدثنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود، قال: كنت يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط بمكة فأتى عليَّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر، وقد فرا من المشركين فقالا: "يا غلام هل عندك لبن تسقينا"؟ قلت: إني مؤتمن ولست بساقيكما. فقالا: "هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل". قلت: نعم، فأتيتهما بها، فاعتقلها أبو بكر، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الضرع فدعا، فحفل الضرع، وأتاه أبو بكر بصخرة منقعرة، فحلب فيها، ثم شربا وسقياني، ثم قال للضرع: "اقلص". فقلص فلما كان بعد، أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: علمني من هذا القول الطيب، يعني القرآن فقال: "إنك غلام معلم". فأخذت من فيه سبعين سورة ما ينازعني فيها أحد4.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "832"، والنسائي "1/ 283-284"، وابن ماجه "1364". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3727" حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زائدة، حدثنا هَاشِمِ بنِ هَاشِمِ بنِ عُتْبَةَ بنِ أَبِي وقاص، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3862" وتمامه: " ... ولو أن أحدا ارفض للذي صنعتم بعثمان لكان محقوقا أن يرفض" وقوله: ارفض: أي زال من مكانه. 4 حسن: أخرجه أحمد "1/ 379، 462"، والطبراني في "الكبير" "8456" وعاصم هو ابن النجود، صدوق، حسن الحديث.

فصل: في دعوة النبي صلى الله عليه وسله عشيرته إلى الله وما لقى من قومه

فصل: في دعوة النبي صلى الله عليه وسله عشيرته إلى الله وما لقى من قومه وقال جرير، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن أبي هريرة، قال: لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ، دعا النبي صلى الله عليه وسلم قريشا، فاجتمعوا فعم وخص، فقال: "يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئا، غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها". أخرجه مسلم1 عن قتيبة وزهير، عن جرير، واتفقا عليه من حديث الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وقال سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن قبيصة بن المخارق، وزهير بن عمرو، قالا: لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ، انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رضمة من جبل، فعلاها ثم نادى: "يا بني عبد مناف، إني نذير، إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربأ أهله، فخشي أن يسبقوه فهتف: يا صباحاه" 2. أخرجه مسلم. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل، واستكتمني اسمه، عن ابن عباس، عن علي، قال: لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عرفت أني إن بادأت قومي رأيت منهم ما أكره، فصمت عليها، فجاءني جبريل فقال: يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرك به ربك عذبك". قال علي: فدعاني فقال: "يا علي إن الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فعرفت أني إن بادأتهم بذلك رأيت منهم ما أكره، فصمت، ثم جاءني جبريل فقال: إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك، فاصنع لنا يا علي رجل شاة على صاع من طعام وأعد لنا عس لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب". ففعلت, فاجتمعوا له، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون، فيهم أعمامه أبو طالب، وحمزة والعباس، وأبو لهب، فقدمت إليهم تلك الجفنة فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حذية، فشقها بأسنانه، ثم رمى بها في نواحيها وقال: "كلوا باسم الله". فأكل القوم حتى نهلوا عنه ما نرى إلا آثار أصابعهم، والله إن كان الرجل منهم يأكل

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4771"، ومسلم "204". 2 صحيح: أخرجه مسلم "207".

مثلها، ثم قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اسقهم يا علي". فجئت بذلك القعب، فشربوا منه حتى نهلوا جميعا، وايم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله، فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتكلم بدره أبو لهب فقال: لهدما سحركم صاحبكم. فتفرقوا ولم يكلمهم، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الغد: "عد لنا يا علي بمثل ما صنعت بالأمس". ففعلت وجمعتهم، فصنع رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا صنع بالأمس، فأكلوا حتى نهلوا، وشربوا من ذلك القعب حتى نهلوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم، إني قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة". قال أحمد بن عبد الجبار العطاردي: بلغني أن ابن إسحاق إنما سمعه من عبد الغفار بن القاسم أبي مريم، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث. وقال يونس، عن ابن إسحاق: فكان بين ما أخفى النبي صلى الله عليه وسلم أمره إلى أن أمر بإظهاره ثلاث سنين. وقال الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ، ورهطك منهم المخلصين خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صعد الصفا فهتف؛ يا صباحاه. قالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد، فاجتمعوا إليه، فقال: "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي". قالوا: ما جربنا عليك كذبا، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد". فقال أبو لهب: تبا لك، ألهذا جمعتنا، ثم قام، فنزلت: "تبت يدا أبي لهب وقد تب". كذا قرأ الأعمش. متفق عليه1 إلا "وقد تب" فعند بعض أصحاب الأعمش، وهي في صحيح مسلم. وقال ابن عيينة: حدثنا الوليد بن كثير، عن ابن تدرس، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] ، أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب، ولها ولولة، وفي يدها فهر وهي تقول: مذمما أبينا ... ودينه قلينا وأمره عصينا والنبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، فقال أبو بكر: يا رسول الله قد أقبلت وأخاف أن تراك. قال:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4971"، ومسلم "208" "355".

إنها لن تراني، وقرأ قرآنا فاعتصم به وقرأ: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء: 45] ، فوقفت على أبي بكر، ولم تر النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أخبرت أن صاحبك هجاني, فقال: لا ورب هذا البيت ما هجاك، فولت وهي تقول قد علمت قريش أني ابنة سيدها. روى نحوه علي بن مسهر، عن سعيد بن كثير، عن أبيه، عن أسماء. وقال أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "انظروا قريشا كيف يصرف الله عني شتمهم ولعنهم، يشتمون مذمما ويلعنون مذمما، وأنا محمد". أخرجه البخاري1. وقال ابن إسحاق: وفشا الإسلام بمكة ثم أمر الله رسوله فقال: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر: 94] ، وقال: {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ} [الحجر: 89] قال: وكان أصحاب رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صلوا ذهبوا في الشعاب واستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينا سعد بن أبي وقاص في نفر بشعب، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون فناكروهم وعابوا عليهم وقاتلوهم، فضرب سعد رجلا من المشركين بلحي بعير فشجه، فكان أول دم في الإسلام، فلما بادأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه وصدع بالإسلام، لم يبعد منه ولم يردوا عليه -فيما بلغني- حتى عاب آلهتهم، فأعظموه وناكروه وأجمعوا خلافه وعداوته، فحدب عليه عمه أبو طالب، ومنعه وقام دونه، فلما رأت قريش أن محمدا صلى الله عليه وسلم لا يعتبهم من شيء أنكروه عليه، ورأوا أن عمه يمنعه مشوا إلى أبي طالب فكلموه، وقالوا: إما أن تكفه عن آلهتنا وعن الكلام في ديننا، وإما أن تخلي بيننا وبينه. فقال لهم قولا رفيقا، وردهم ردا جميلا، فانصرفوا. ثم بعد ذلك تباعد الرجال وتضاغنوا، وأكثرت قريش ذكر رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحض بعضهم بعضا عليه، ومشوا إلى أبي طالب مرة أخرى، فقالوا: إن لك نسبا وشرفا فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله ما نصبر على شتم آلهتنا وتسفيه أحلامنا حتى تكفه أو ننازله وإياك في ذلك، حتى يهلك أحد الفريقين. ثم انصرفوا عنه، فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوته لهم، ولم يطلب نفسا أن يسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ولا أن يخذله. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بنِ يَحْيَى بن عبيد الله، عن موسى بن طلحة قال: أخبرني عقيل بن أبي طالب، قال: جاءت قريش إلى أبي طالب، فقالوا: إن ابن أخيك هذا

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3533".

قد آذانا في نادينا ومسجدنا، فانهه عنا، فقال: يا عقيل انطلق فائتني بمحمد. فانطلقت إليه فاستخرجته من حفش أو كبس -يقول: بيت صغير- فلما أتاهم قال أبو طالب: إن بني عمك هؤلاء قد زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم فانته عن أذاهم. فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء، فقال: "أترون هذه الشمس"؟ قالوا: نعم، قال: "فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك منكم على أن تستشعلوا منها شعلة". فقال أبو طالب: والله ما كذبنا ابن أخي قط فارجعوا. رواه البخاري في "التاريخ" عن أبي كريب، عن يونس1. وقال ابن إسحاق: وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة أن قريشا حين قالت لأبي طالب ما قالوا، بَعَثَ إِلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يابن أخي إن قومك قد جاءوا إليَّ فقالوا: كذا وكذا، فأبق عليَّ وعلى نفسك, ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق. فظن رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قد بدا لعمه بداء وأنه خاذله ومسلمه، فقال: "يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته". ثم استعبر رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قام، فلما ولى ناداه أبو طالب، فقال: أقبل يابن أخي. فأقبل إليه فقال: اذهب فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك أبدا2. قال ابن إسحاق فيما رواه عنه يونس: ثم قال أبو طالب في ذلك شعرا. والله لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتى أوسد في التراب دفينا فامض لأمرك ما عليك غضاضة ... أبشر وقر بذاك منك عيونا ودعوتني وزعمت أنك ناصحي ... فلقد صدقت وكنت قدما أمينا وعرضت دينا قد عرفت بأنه ... من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذاري سبة ... لوجدتني سمحا بذاك مبينا وقال الحارث بن عبيد: حدثنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يحرس حتى نزلت: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] ، فأخرج رأسه من القبة فقال لهم: "أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله". وقال محمد بن عمرو بن علقمة عن محمد بن المنكدر، عن ربيعة بن عباد الدؤلي، قال:

_ 1 حسن: أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" "4/ 1/ 51"، وابن عساكر "11/ 363/ 1" و"19 /11 /201" من طريق يونس بن بكير، به. 2 ضعيف: أخرجه ابن إسحاق كما في سيرة هشام "1/ 186" ط. دار الحديث, وإسناده ضعيف لإعضاله، يعقوب بن عتبة من ثقات أتباع التابعين، مات سنة "128هـ".

رأيت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُوْقِ ذِي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله، ووراءه رجل أحول تقد وجنتاه، وهو يقول: لا يغرنكم عن دينكم ودين آبائكم. قلت: من هذا؟ قالوا: أبو لهب. وقال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيْهِ, عن ربيعة بن عباد من بني الديل، وكان جاهليا فأسلم، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذي المجاز1، وهو يمشي بين ظهراني الناس يقول: "يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا" 2. ووراءه أبو لهب. فذكر الحديث. قال ربيعة: وأنا يومئذ أزفر القربة لأهلي. وقال شعبة، عن الأشعث بن سليم، عن رجل من كنانة، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسوق ذي المجاز، وهو يقول: "قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا". وإذا خلفه رجل يَسفي عليه التراب، فإذا هو أبو جهل ويقول: لا يغرنكم هذا عن دينكم، فإنما يريد أن تتركوا عبادة اللات والعزى. إسناده قوي. وقال المعتمر بن سليمان، عن أبيه: حدثني نُعَيْمِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قيل: نعم، فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه. فَأُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يصلي ليطأ على رقبته، فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، فقيل له: ما لك؟ قال: إن بيني وبينه لخندقا من نار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا". أخرجه مسلم3. وقال عكرمة، عن ابن عباس: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطأن عنقه. فبلغ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "لَوْ فعل لأخذته الملائكة عيانا". أخرجه البخاري4. وقال محمد بن إسحاق: ثم إن قريشا أتوا أبا طالب فقالوا: يا أبا طالب هذا عمارة بن

_ 1 ذو المجاز: موضع سوق لمكة في الجاهلية بعرفة على فرسخ منها، كانت تقام إذا أهل هلال ذي الحجة وتستمر إلى يوم التروية، وهو الثامن من ذي الحجة كما في "معجم البلدان" "5/ 55". 2 حسن: أخرجه أحمد "3/ 492". فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، عبد الله بن ذكوان، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب" وبقية رجاله ثقات. 3 صحيح: أخرجه مسلم "2797". 4 صحيح: أخرجه البخاري "4958" حدثنا يحيى, حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، به.

الوليد أنهد فتى في قريش وأجمله، فخذه فلك عقله ونصرته واتخذه ولدا فهو لك، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذي قد خالف دينك ودين آبائك نقتله، فإنما رجل كرجل. فقال: بئس والله ما تسومونني، أتعطوني ابنكم أغذوه لكم، وأعطيكم ابني تقتلونه! هذا والله ما لا يكون أبدا. فقال المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف: والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك وشهدوا على التخلص مما تكره، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا. فقال: والله ما أنصفوني ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم عليّ، فاصنع ما بدا لك. فحقب الأمر، وحميت الحرب، وتنابذ القوم، فقال أبو طالب: ألا قل لعمرو والوليد ومطعم ... ألا ليت حظي من حياطتكم بكر1 من الخور حبحاب2 كثير رغاؤه ... يرش على الساقين من بوله قطر أرى أخوينا من أبينا وأمنا ... إذا سئلا قالا إلى غيرنا الأمر أخص خصوصا عبد شمس ونوفلا ... هما نبذانا مثلما ينبذ الجمر وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي شيخ من أهل مصر، منذ بضع وأربعين سنة، عن عكرمة، عن ابن عباس في قصة طويلة جرت بين المشركين وبين النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قام عنهم قال أبو جهل: يا معشر قريش إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وسب آلهتنا، وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر، فإذا سجد فضخت به رأسه فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم. فلما أصبح أبو جهل أخذ حجرا وجلس، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقام يصلي بين الركنين الأسود واليماني، وكان يصلي إلى الشام، وجلست قريش في أنديتها ينظرون، فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل أبو جهل الحجر ثم أقبل نحوه، حتى إذا دنا منه رجع مرعوبا منتقعا لونه، قد يبست يداه على حجره، حتى قذف به من يده، وقامت إليه رجال قريش فقالوا: ما لك يا أبا الحكم؟ فقال: قمت إليه لأفعل ما قلت لكم فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل، والله ما رأيت مثل هامته ولا قصرته3 ولا أنيابه لفحل قط، فهم أن يأكلني.

_ 1 البكر: الفتي من الناس. والبكرة بمنزلة الفتاة، والقلوص بمنزلة الجارية. 2 الحبحاب: الصغير الجسم، المتداخل العظام. 3 القصرة: بالتحريك: أصل العنق. قال اللحياني: إنما يقال لأصل العنق: قصرة إذا غلظت، والجمع قصر.

قال ابن إسحاق: فذكر لي أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ذاك جبريل -عليه السلام- لو دنا مني لأخذه. وقال المحاربي وغيره، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: مر أبو جهل بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فقال: ألم أنهك عن أن تصلي يا محمد؟ لقد علمت ما بهذا أحد أكثر ناديا مني. فانتهره النبي صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ، سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} [العلق: 17، 18] ، والله لو دعا ناديه لأخذته زبانية العذاب. وقال البيهقي: أخبرنا الحاكم، قال: أخبرنا محمد بن علي الصنعاني بمكة، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوْبَ، عن عكرمة، عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرأ عليه القرآن، فكأن رق له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه فقال: يا عم إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالا. قال: لم؟ قال: ليعطوك فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله. قال: قد علمت أني من أكثرها مالا. قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر لها، أو أنك كاره له. قال: وماذا أقول؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه ولا بقصيدته مني، ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، ووالله إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته. قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه. قال: فدعني حتى أفكر فيه. فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر، يأثره عن غيره، فنزلت: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} [المدثر: 11] ، يعني الآيات. هكذا رواه الحاكم موصولا. ورواه معمر، عن عباد بن منصور، عن عكرمة مرسلا. ورواه مختصرا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة مرسلا. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حدثني محمد بن أبي محمد، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش، وكان ذا سن فيهم، وقد حضر الموسم، فقال: إن وفود العرب ستقدم عليكم فيه، وقد سمعوا بأمر صاحبكم فأجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا. قالوا: فقل وأقم لنا رأيا. قال: بل أنتم فقولوا وأنا أسمع. قالوا: نقول كاهن. فقال: ما هو بكاهن، لقد رأيت الكهان، فما هو بزمزمة الكاهن وسحره. فقالوا: نقول مجنون. فقال: ما هو بمجنون، ولقد رأينا الجنون، وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته. قال: فنقول شاعر. قال: ما هو بشاعر، قد عرفنا الشعر برجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر. قالوا: فنقول ساحر. قال: ما هو بساحر، قد رأينا السحار وسحرهم، فما هو بنفثه ولا

عقده. فقالوا: ما تقول يا أبا عبد شمس؟ قال: والله إن لقوله حلاوة وإن أصله لغدق وإن فرعه لجني، فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل، وإن أقرب القول أن نقول ساحر يفرق بين المرء وبين ابنه وبين المرء وبين أخيه وبين عشيرته. فتفرقوا عنه بذلك، فجعلوا يجلسون للناس حين قدموا الموسم، لا يمر بهم أحد إلا حذروه. فأنزل في الوليد: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} إلى قوله: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} [المدثر: 11-26] ، وأنزل الله في الذين كانوا معه: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} [الحجر: 91] ، أي: أصنافا، {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 92] . وقال ابن بكير، عن ابن إسحاق، عن رجل، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قام النضر بن الحارث بن كلدة العبدري، فقال: يا معشر قريش، إنه والله لقد نزل بكم أمر ما ابتليتم بمثله، لقد كان محمد فيكم غلاما حدثا، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب، وجاءكم بما جاءكم، قلتم ساحر، لا والله ما هو بساحر، ولا بكاهن، ولا بشاعر، قد رأينا هؤلاء وسمعنا كلامهم، فانظروا في شأنكم. وكان النضر من شياطين قريش، ممن يُؤْذِي رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وينصب له العداوة. وقال محمد بن فضيل: حدثنا الأجلح، عن الذيال بن حرملة، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ أبو جهل والملأ من قريش: لقد انتشر علينا أمر محمد، فلو التمستم رجلا عالما بالسحر والكهانة والشعر، فكلمه ثم أتانا ببيان من أمره. فقال عتبة: لقد سمعت بقول السحرة والكهانة والشعر، وعلمت من ذلك علماء، وما يخفى عليّ إن كان كذلك. فأتاه، فلما أتاه قال له عتبة: يا محمد أنت خير أم هاشم؟ أنت خير أم عبد المطلب؟ أنت خير أم عبد الله؟ فلم يجبه، قال: فبم تشتم آلهتنا وتضلل آباءنا؟ فإن كنت إنما بك الرياسة عقدنا لك ألويتنا، فكنت رأسنا ما بقيت, وإن كان بك الباءة زوجناك عشر نسوة تختار من أي أبيات قريش شئت، وإن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستغني به أنت وعقبك من بعدك، وَرَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ، فلما فرغ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بسم الله الرحمن الرحيم {حم، تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ". [فصلت: 2] ، فقرأ حتى بلغ {أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13] ، فأمسك عتبة على فيه، وناشده الرحم أن يكف عنه، ولم يخرج إلى أهله واحتبس عنهم، فقال أبو جهل: يا معشر قريش والله ما نرى عتبة إلا قد صبأ إلى محمد، وأعجبه طعامه، وما ذاك إلا من حاجة أصابته، انطلقوا بنا إليه. فأتوه، فقال أبو جهل: والله يا عتبة ما حسبنا إلا أنك صبوت، فإن كانت بك حاجة جمعنا لك ما يغنيك

عن طعام محمد. فغضب وأقسم بالله لا يكلم محمدا أبدا، وقال: لقد علمتم أني من أكثر قريش مالا ولكني أتيته، فقص عليهم القصة، فأجابني بشيء والله ما هو بسحر ولا شعر ولا كهانة، قرأ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {حم، تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} ". [فصلت: 1-3] ، حتى بلغ {أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13] ، فأمسكت بفيه، وناشدته الرحم أن يكف، وقد علمتم أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب، فخفت أن ينزل بكم العذاب. رواه يحيى بن معين عنه. وقال داود بن عمرو الضبي: حدثنا المثنى بن زرعة، عن محمد بن إسحاق، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على عتبة بن ربيعة {حم، تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} أتى أصحابه فقال لهم: يا قوم أطيعوني في هذا اليوم واعصوني فيما بعده، فوالله لقد سمعت من هذا الرجل كلاما ما سمعت أذناي قط كلاما مثله، وما دريت ما أرد عليه. قال ابن إسحاق: حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن محمد بن كعب القرظي، قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة، لما أسلم حمزة قالوا له: يا أبا الوليد كلم محمدا. فأتاه فقال: يابن أخي إنك منا حيث علمت من البسطة والمكان في النسب، وإنك أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به بينهم، وسفهت أحلامهم، وعبت به آلهتهم، فاسمع مني. قال: قل يا أبا الوليد. قال: إن كنت تريد مالا جمعنا لك، حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد شرفا سودناك وملكناك، وإن كان الذي يأتيك رئيا طلبنا لك الطب. حتى إذا فرغ قال: فاسمع مني. قال: أفعل. قال: {حم، تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ} [فصلت: 1-3] ، ومضى، فأنصت عتبة، وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما يسمع منه، فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة سجد، ثم قال: "قد سمعت يا أبا الوليد فأنت وذاك". فقام إلى أصحابه، فقال بعضهم: نحلف والله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به. فلما جلس قالوا: ما وراءك؟ قال: ورائي أني سمعت قولا، والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني، واجعلوها بي، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله نبأ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب، فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به. قالوا: سحرك والله بلسانه. قال: هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني الزهري. قال: حدثت أن أبا جهل، وأبا سفيان, والأخنس بن شريق خرجوا ليلة يلتمسون يتسمعون مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يصلي في جوف بيته، وأخذ كل رجل منهم مجلسا، وكلا لا يعلم بمكان صاحبه، فلما أصبحوا تفرقوا

فجمعهم الطريق، فتلاوموا وقالوا: لا نعود فلو رآنا بعض السفهاء لوقع في نفسه شيء، ثم عادوا لمثل ليلتهم، فلما تفرقوا تلاقوا فتلاوموا كذلك، فلما كان في الليلة الثالثة وأصبحوا جمعتهم الطريق فتعاهدوا أن لا يعودوا، ثم إن الأخنس بن شريق أتى أبا سفيان في بيته، فقال: أخبرني عن رأيك فيما سمعت من محمد؟ فقال: يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها، وأعرف ما يراد بها. فقال الأخنس: وأنا والذي حلفت به. ثم أتى أبا جهل فقال: ما رأيك؟ فقال: ماذا سمعت؟ تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركب، وكنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك هذه، والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه. فقام الأخنس عنه. وقال يونس بن بكير، عَنْ هِشَامِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عن المغيرة بن شعبة، قال: إن أول يوم عرفت رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّيْ أمشي أنا وأبو جهل، إذ لَقِيْنَا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لأبي جهل: "يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله، أدعوك إلى الله". فقال أبو جهل: يا محمد هل أنت منته عن سب آلهتنا، هل تريد إلا أن نشهد أن قد بلغت، فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حقا ما اتبعتك. فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبل عليَّ فقال: والله إني لأعلم أن ما يقول حق، ولكن بني قصي قالوا: فينا الحجابة، فقلنا: نعم، فقالوا: ففينا الندوة، قلنا: نعم، ثم قالوا: فينا اللواء، فقلنا: نعم، وقالوا: فينا السقاية، فقلنا: نعم، ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا: منا نبي. والله لا أفعل. وقال ابن إسحاق: ثم إن قريشا وثبت كل قبيلة على من أسلم منهم يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم، فمنع الله رسوله صلى الله عليه وسلم بعمه أبي طالب، فقام أبو طالب فدعا بني هاشم وبني عبد المطلب إلى ما هو عليه من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم والقيام دونه، فاجتمعوا إليه وقاموا معه، إلا ما كان من الخاسر أبي لهب، فجعل أبو طالب يمدحهم ويذكر قديمهم، ويذكر فضل محمد صلى الله عليه وسلم، وقال في ذلك أشعارا، ثم إنه لما خشي دهماء العرب أن يركبوه مع قومه، لما انتشر ذكره قال قصيدته التي منها: ولما رأيت القوم لا ود فيهم ... وقد قطعوا كل العرى والوسائل وقد صارحونا بالعداوة والأذى ... وقد طاوعوا أمر العدو المزايل صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة ... وأبيض عضب من تراث المقاول وأحضرت عند البيت رهطي وإخوتي ... وأمسكت من أثوابه بالوصائل أعوذ برب الناس من كل طاعن ... علينا بسوء أو ملح بباطل

وفيها يقول: كذبتم وبيت الله نبزى محمدا ... ولما نطاعن دونه ونناضل ونسلمه حتى نصرع حوله ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل وينهض قوم نحوكم غير عزل ... ببيض حديث عهدها بالصياقل وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل يلوذ به الهلاك من آل هاشم ... فهم عنده في رحمة وفواضل لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد ... وإخوته دأب المحب المواصل فمن مثله في الناس أي مؤمل ... إذا قاسه الحكام عند التفاضل حليم رشيد عادل غير طائش ... يوالي إلها ليس عنه بغافل فوالله لولا أن أجيء بسبة ... تجر على أشياخنا في المحافل لكنا اتبعناه على كل حالة ... من الدهر جدا غير قول التهازل لقد علموا أن ابننا لا مكذب ... لدينا ولا يعنى بقول الأباطل فأصبح فينا أحمد ذو أرومة ... يقصر عنها سورة المتطاول حدبت بنفسي دونه وحميته ... ودافعت عنه بالذرى والكلاكل جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا ... عقوبة شر عاجلا غير آجل فلما انتشر ذكر رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين العرب ذكر بالمدينة، ولم يكن حي من العرب أعلم بِأَمْرِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ ذكر، وقبل أن يذكر، من الأوس والخزرج, وذلك لما كانوا يسمعون من الأحبار، وكانوا حلفاء يعني اليهود في بلادهم. وكان أبو قيس بن الأسلت يحب قريشا, وكان لهم صهرا، وعنده أرنب ابنة أسد بن عبد العزى, وكان يقيم بمكة السنين بزوجته، فقال: أيا راكبا إما عرضت فبلغن ... مغلغلة عني لؤي بن غالب رسول امرئ قد راعه ذات بينكم ... على النأي محزون بذلك ناصب أعيذكم بالله من شر صنعكم ... وشر تباغيكم ودس العقارب متى تبعثوها تبعثوها ذميمة ... هي الغول للأقصين أو للأقارب

أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتم ... لنا غاية قد نهتدي بالذوائب فقوموا فصلوا ربكم وتمسحوا ... بأركان هذا البيت بين الأخاشب فعندكم منه بلاء مصدق ... غداة أبي يكسوم هادي الكتائب فلما أتاكم نصر ذي العرش ردهم ... جنود المليك بين ساف وحاصب فولوا سراعا هاربين ولم يؤب ... إلى أهله ملجيش غير عصائب أبو يكسوم: ملك أصحاب الفيل. وقال ابن إسحاق: فحدثني يَحْيَى بنُ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قال: قلت له: ما أكثر ما رأيت أصابت قريش مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا كانوا يظهرون من عداوته؟ قال: حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوما في الحجر, فذكروا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من أمر هذا الرجل قط، قد سفه أحلامنا، وسب آلهتنا, وفعل وفعل. فطلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستلم الركن وطاف بالبيت، فلما مر غمزوه ببعض القول، فعرفت ذلك في وجهه، فلما مر الثانية غمزوه، فلما مر الثالثة غمزوه، فوقف, فقال: "أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح". قال: فأخذت القوم كلمته حتى ما فيهم رجل إلا كأن على رأسه طائرا واقع، حتى إن أشدهم فيه وطأة ليرفؤه1 بأحسن ما يجد من القول، حتى إنه ليقول: انصرف يا أبا القاسم، فوالله ما كنت جهولا. فانصرف صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من الغد اجتمعوا في الحجر، وأنا معهم، فقال بعضهم لبعض: ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه، حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه. فبينا هم في ذلك، إذ طلع النبي صلى الله عليه وسلم فوثبوا إليه وثبة رجل واحد، فأحاطوا به يقولون: أنت الذي تقول كذا وكذا؟ فيقول: "نعم". فلقد رأيت رجلا منهم أخذ بمجمع ردائه، فقام أبو بكر دونهم يبكي ويقول: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} [غافر: 28] ، ثم انصرفوا عنه، فحدثني بعض آل أبي بكر، أن أم كلثوم بنت أبي بكر قالت: لقد رجع أبو بكر يومئذ وقد صدعوا فرق رأسه مما جذبوه بلحيته، وكان كثير الشعر.

_ 1 يرفؤه: أي يسكنه من الرعب.

إسلام أبي ذر، رضي الله عنه

إسلام أبي ذر، رضي الله عنه: وقال سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارَ، وَكَانُوا يُحِلُّوْنَ الشَّهْرَ الحَرَامَ، فَخَرَجْتُ أنا وأخي أنيس وأمنا، فانطلقنا حتى نزلنا على خال لنا ذي مال وهيئة فأكرمنا, فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ، فَقَالُوا: إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ عَنْ أهلك خالف إليهم أنيس. فجاء خالنا فنثا1 علينا ما قيل له. فقلت له: أَمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوْفِكَ، فَقَدْ كَدَّرْتَهُ ولا جماع لك فيما بعد، فقربنا صرمتنا2 فاحتملنا عليها، وتغطى خالنا ثوبه، فجعل يبكي، فانطلقنا فنزلنا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ، فَنَافَرَ3 أُنَيْسٌ عَنْ صِرْمَتِنَا وَعَنْ مثلها، فأتينا الكاهن فخير4 أنيسا، فأتانا بصرمتنا ومثلها معها. قال: وقد صليت يابن أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاَثٍ سنين، فقلت: لمن؟ قال لله. قلت: فأين توجه؟ قال: أتوجه حيث يوجهني اللهُ أُصَلِّي عِشَاءً, حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخر الليل ألقيت كأني خفاء -يعني الثوب- حتى تعلوني الشمس. فَقَالَ أُنَيْسٌ: إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي حتى آتيك. فأتى مكة فراث -أي أبطأ- عليَّ، ثم أتاني فقلت ما حبسك؟ قال: لقيت رجلا بمكة يزعم أن الله أرسله على دينك. قلت: ما يقول الناس؟ قال: يقولون: إنه شاعر، وساحر، وكاهن، وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ. فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قول الكهنة، فما هو بقولهم، ولو وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْوَالِ الشُّعَرَاءِ, فَمَا يَلْتَئِمُ على لسان أحد بعدي أنه شعر، ووالله إنه لصادق، وإنهم لكاذبون قال: قلت له: هل أنت كافيني حتى أنطلق فأنظر؟ قال: نعم، وكن من أهل مكة على حذر، فإنهم قد شنفوا له وتجهموا. فأتيت مكة، فتضعفت رجلا، فقلت: أين هذا الذي تدعونه الصابئ؟ قال: فأشار إلى الصَّابِئُ. قَالَ: فَمَالَ عليَّ أَهْلُ الوَادِي بِكُلِّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ، حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيّاً عليَّ، فَارْتَفَعْتُ حِيْنَ ارْتَفَعْتُ، كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ، فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فشربت من مائها، وغسلت عني الدم، فدخلت بين الكعبة وأستارها، ولقد لبثت يابن أخي ثلاثين من بين ليلة ويوم، وما لِي طَعَامٌ إِلاَّ مَاءُ زَمْزَمَ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تكسرت عكن بطني5، وما

_ 1 نثا: أي أشاع وأذاع وأفشى. 2 صرمتنا: قطعة من الإبل. وتطلق أيضا على القطعة من الغنم. 3 نافر: أي فاخر. والمنافرة: المفاخرة والمحاكمة. 4 خير: قال ابن الأثير: فضل وغلب. 5 عكن بطني: الأطواء في البطن من السمن. وواحدة العكن عكنة، وتعكن البطن: صار ذا عكن.

وجدت على كبدي سخفة جوع1. فبينما أهل مكة، في قمراء إضحيان، قد ضرب الله على أصمخة أهل مكة فما يطوف بالبيت أحد غير امرأتين، فأتتا عليَّ، وهما تدعوان إِسَافاً وَنَائِلَةَ، فَأَتَتَا عَلَيَّ فِي طَوَافِهِمَا، فَقُلْتُ: أنكحا أحدهما الأخرى. قال: فما تناهتا عن قولهما -وفي لفظ: فما ثناهما ذلك عما قالتا- فَأَتَتَا عَلَيَّ فَقُلْتُ: هَنٌ مِثْلُ الخَشَبَةِ، غَيْرَ أني لا أكنى. فانطلقتا تولولان، وتقولان: لو كان ههنا أحد من أنفارنا. فاستقبلهما رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر، وهما هابطان من الجبل، فقالا لهما: مَا لَكُمَا؟ قَالَتَا: الصَّابِئُ بَيْنَ الكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا. قالا: ما قال لكما؟ قالتا: قال لنا كلمة تملأ الفم. فَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصاحبه، فاستلم الحجر، ثم طافا، فلما قضى صلاته أتيته، فكنت أول من حياه بتحية الإسلام. فقال: "وعليك ورحمة الله". ثم قال: "ممن أنت؟ " قلت: من غفار، فأهوى بيده فوضعها على جبينه فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أَنِّي انْتَمَيْتُ إِلَى غفار، فأهويت لآخذ بيده، فقدعني صاحبه، وكان أعلم به مني, ثم رفع رأسه، فقال: "متى كنت ههنا؟ " قلت: قد كنت ههنا منذ ثلاثين بين ليلة ويوما. قَالَ: "فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ؟ " قُلْتُ: مَا كَانَ لي طعام إلا ماء زمزم. فقال: "إنها مباركة، إنها طعام طعم، وشفاء سقم". فقال أبو بكر: ائذن لي يا رسول الله في طعامه الليلة. ففعل، فانطلقا، وانطلقت معهما، حتى فتح أَبُو بَكْرٍ بَاباً، فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زبيب الطائف، فكان ذلك أول طعام أكلته بها. قال: فغبرت ما غبرت ثم أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "إني قد وجهت إلى أرض ذات نخل لا أحسبها إِلاَّ يَثْرِبَ، فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ وَيَأْجُرَكَ فِيْهِم؟ ". فانطلقت حتى أتيت أخي أنيسا فقال لي: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: صَنَعْتُ أَنِّي أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ. ثم أتينا أمنا فقالت: ما بي رغبة عن دينكما. فأسلمت، ثم احتملا حتى أتينا قومنا غفار، فأسلم نصفهم قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِيْنَةَ، وكان يؤمهم خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري، وكان سيدهم يومئذ، وقال بقيتهم: إذا قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسلمنا، فقدم المدينة فأسلم بقيتهم. وَجَاءتْ أَسْلَمُ فَقَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِخْوَانُنَا، نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ، فَأَسْلَمُوا فَقَالَ: "غِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ". أخرجه مسلم2 عن هدبة، عن سليمان. وفي الصحيحين من حديث مثنى بن سعيد، عن أبي جمرة الضبعي، أن ابن عباس

_ 1 سخفة جوع: يعني رقته وهزاله. والسخف بالفتح: رقة العيش, وبالضم: رقة العقل، وقيل هي الخفة التي تعتري الإنسان إذا جاع من السخف وهي الخفة في العقل وغيره. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2473" في آخر حديث طويل.

حدثهم بإسلام أبي ذر، قال: أرسلت أخي فرجع وقال: رأيت رجلا يأمر بالخير. فلم يشفني, فأتيت مكة، فجعلت لا أعرفه، وأشرب من زمزم، فمر بي عليٌّ، فقال: كأنك غَرِيْبٌ. قُلتُ: نَعَمْ قَالَ: انْطَلِقْ إِلَى المَنْزِلِ فانطلقت معه، فلم أسأله، فلما أصبحنا، جئت المسجد، ثم مر بي عليٌّ، فقال: أما آن لك أن تعود؟ قلت: لا. قال: ما أمرك؟ قلت: إن كتمت عليَّ أخبرتك, ثم قلت: بلغنا أنه خرج نبي. قال: قد رشدت فاتبعني. فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: اعرض عليَّ الإسلام. فعرضه عليَّ، فأسلمت، فقال: اكتم إسلامك وارجع إلى قومك. قلت: والله لأصرخن بها بين أظهرهم، فجاء في المسجد, فقال: يا معاشر قريش أشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ. فَقَالُوا: قُوْمُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئ فَقَامُوا، فَضُرِبْتُ لأَمُوْتَ، فَأَدْرَكَنِي العَبَّاسُ فَأَكَبَّ عليَّ وقال: تقتلون، ويلكم رجلا من بني غِفَارَ، وَمَتْجَرُكُم وَمَمَرُّكُم عَلَى غِفَارَ؟! فَأَطْلَقُوا عَنِّي. ثم فعلت من الغد كذلك، وأدركني العباس أيضا1. وقال النضر بن محمد اليمامي: حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل سماك بن الوليد، عَنْ مَالِكِ بنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أبي ذر قال: كنت ربع الإسلام، أسلم قبل ثلاثة نفر، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: السلام عليك يا رسول الله، أشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عبده ورسوله، فرأيت الاستبشار في وجهه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3681"، ومسلم "2474".

إسلام حمزة، رضي الله عنه

إسلام حمزة، رضي الله عنه: وقال ابن إسحاق: حدثني رجل من أسلم، كان واعية، أن أبا جهل مر برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا، فآذاه وشتمه، فلم يكلمه النبي صلى الله عليه وسلم، ومولاة لعبد الله بن جدعان، تسمع، ثم انصرف عنه، فعمد إلى نادي قريش عند الكعبة, فجلس معهم، فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشحا قوسه، راجعا من قنص له، وكان صاحب قنص، وكان إذا رجع من قنصه بدأ بالطواف بالكعبة، وكان أعز فتى في قريش، وأشده شكيمة، فلما مر بالمولاة قالت له: يا أبا عمارة ما لقي ابن أخيك آنفا من أبي الحكم، وجده ههنا جالسا فآذاه وسبه وبلغ منه، ولم يكلمه محمد. فاحتمل حمزة الغضب، لما أراد الله به من كرامته، فخرج يسعى مغذا لأبي جهل، فلما رآه جالسا في القوم أقبل نحوه، حتى إذا قام على رأسه رفع القوس، فضربه بها، فشجه شجة منكرة، ثم قال: أتشتمه! فأنا على دينه أقول ما يقول، فرد على ذلك إن استطعت، فقامت رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل، فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة فوالله لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا، وتم حمزة على إسلامه، فلما أسلم، عرفت قُرَيْشٌ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد عز وامتنع، وأن حمزة -رضي الله عنه- سيمنعه، فكفوا بعض الشيء.

إسلام عمر، رضي الله عنه

إسلام عمر, رضي الله عنه: قال عبد بن حميد وغيره: حدثنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا خارجة بن عبد الله بنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك: بعمر بن الخطاب، أو بأبي جهل بن هشام" 1. وروى نحوه عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر. وقال مُبَارَك بن فَضَالَة، عَنْ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اللهم أعز الدين بعمر". وقال عبد العزيز الأويسي: حدثنا الماجشون بن أبي سلمة، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة". قال إسماعيل بن أبي خالد: حدثنا قيس، قال ابن مسعود: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر. أخرجه البخاري2. وقال أحمد في "مسنده": حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا صفوان, قال: حدثنا شريح بن عبيد قال: قال عمر: خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أعجب من تأليف القرآن، فقلت: هذا والله شاعر، كما قالت قريش، فقرأ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} [الحاقة: 40، 41] الآيات، فوقع في قلبي الإسلام كل موقع3. وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن عبد الله بن المؤمل، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ أول إسلام عمر أن عمر قال: ضرب أختي المخاض ليلا،

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 95"، وفي "فضائل الصحابة" "312"، وابن سعد "3/ 267" والترمذي "3681"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "2/ 215-216" من طريق أبي عامر العقدي، به. 2 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 22-23"، وابن سعد "3/ 270"، وعبد الله في زيادته على "فضائل الصحابة" "368" و"372"، والبخاري "3684"، والطبراني "8821" و"8822"، والحاكم "3/ 84"، وأبو نعيم في "الحلية" "8/ 211"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "2/ 215" من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. 3 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 17"، وهو ضعيف لانقطاعه بين شريح بن عبيد، وعمر بن الخطاب، فإنه لم يدركه.

فخرجت من البيت، فدخلت في أستار الكعبة في ليلة قرة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل الحجر، وعليه تبان1، فصلى ما شاء الله، ثم انصرف، فسمعت شيئا لم أسمع مثله، فخرج، فاتبعته فقال: "من هذا؟ " قلت: عمر. قال: "يا عمر ما تدعني ليلا ولا نهارا"، فخشيت أن يدعو عليَّ فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وأنك رسول الله. فقال: "يا عمر أسره". قلت: لا والذي بعثك بالحق لأعلننه، كما أعلنت الشرك. وقال محمد بن عبيد الله ابن المنادى: حدثنا إسحاق الأزرق، قال: حدثنا القاسم بن عثمان البصري، عن أنس بن مالك، قال: خرج عمر -رضي الله عنه- متقلدا السيف، فلقيه رجل من بني زهرة فقال له: أين تعمد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمدا. قال: فكيف تأمن في بني هاشم وبني زهرة، وقد قتلت محمدا؟ فقال: ما أراك إلا قد صبوت. قال: أفلا أدلك على العجب، إن ختنك وأختك قد صبوا وتركا دينك. فمشى عمر فأتاهما، وعندهما خباب، فلما سمع بحس عمر توارى في البيت، فدخل فقال: ما هذه الهينمة؟ وكانوا يقرءون "طه"، قالا: ما عدا حديثا تحدثناه بيننا. قال: فلعلكما قد صبوتما؟ فقال له ختنه: يا عمر إن كان الحق في غير دينك. فوثب عليه فوطئه وطئا شديدا, فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها، فنفحها نفحة بيده فدمّى وجهها، فقالت وهي غضبى: وإن كان الحق في غير دينك إني أشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عبده ورسوله. فقال عمر: أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرؤه، وكان عمر يقرأ الكتاب، فقالت أخته: إنك رجس، وإنه لا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل أو توضأ، فقام فتوضأ، ثم أخذ الكتاب فقرأ: {طه} حتى انتهى إلى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} [طه: 1-14] ، فقال عمر: دلوا على محمد، فلما سمع خباب قول عمر خرج فقال: أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس: "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام". وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصل الدار التي في أصل الصفا. فانطلق عمر حتى أتى الدار وعلى بابها حمزة، وطلحة، وناس، فقال حمزة: هذا عمر، إن يرد الله به خيرا يسلم وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا. قال: والنبي صلى الله عليه وسلم داخل يوحى إليه، فخرج حتى أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال: "ما أنت منته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة؟ فهذا عمر! اللهم أعز الإسلام بعمر". فقال عمر: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنَّكَ عبد الله ورسوله.

_ 1 تبان: سروال صغير يستر العورة المغلظة فقط، ويكثر لبسه الملاحون.

وقد رواه يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، وقال فيه: زوج أخته سعيد بن زيد بن عمرو. وقال ابن عيينة، عن عمرو، عن ابن عمر، قال: إني لعلى سطح، فرأيت الناس مجتمعين على رجل وهم يقولون: صبأ عمر، صبأ عمر. فجاء العاص بن وائل عليه قباء ديباج، فقال: إن كان عمر قد صبأ فمه أنا له جار. قال فتفرق الناس عنه. قال: فعجبت من عزه. أخرجه البخاري1 عن ابن المديني، عنه. قال البكائي, عن ابن إسحاق: حدثني نافع، عن ابن عمر، قال: لما أسلم عمر، قال: أي قريش أثقل للحديث؟ قيل: جميل بن معمر الجمحي. فغدا عليه، قال ابن عمر: وغدوت أتبع أثره وأنا غلام أعقل، حتى جاءه، فقال: أعلمت أني أسلمت؟ فوالله ما راجعه حتى قام يجر رداءه، حتى قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش، ألا إن ابن الخطاب قد صبأ قال: يقول عمر من خلفه: كذب، ولكني أسلمت. وثاروا إليه فما برح يقاتلهم، ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رءوسهم. قال: وطلح2 فقعد وقاموا على رأسه وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم، فأحلف بالله أن لو كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا. فبينا هو على ذلك إذ أقبل شيخ عليه حلة حبرة، وقميص موشى، حتى وقف عليهم، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: صبأ عمر. قال: فمه! رجل اختار لنفسه أمرا فماذا تريدون! أترون بني كعب بن عدي يسلمون! خلوا عنه. قال: فوالله لكأنما كانوا ثوبا كشط عنه، فقلت لأبي بعد أن هاجر: يا أبة، من الرجل الذي زجر القوم عنك؟ قال: العاص بن وائل. أخرجه ابن حبان، من حديث جرير بن حازم، عن ابن إسحاق. وقال إسحاق بن إبراهيم الحنيني، عن أسامة بنُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جده، قال: قال لنا عمر: كنت أشد الناس عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبينا أنا في يوم حار بالهاجرة، في بعض طريق مكة، إذ لقيني رجل فقال: عجبا لك يابن الخطاب، إنك تزعم أنك وأنك، وقد دخل علينا الأمر في بيتك. قلت: وما ذاك؟ قال: أختك قد أسلمت. فرجعت مغضبا حتى قرعت الباب، وَقَدْ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إذا أسلم الرجل والرجلان ممن لا شيء له ضمهما إلى من في

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3865" حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار، به. 2 طلح: أي أعيا، يقال: طلح يطلح طلوحا فهو طليح.

يده سعة فينالان من فضل طعامه، وقد كان ضم إلى زوج أختي رجلين, فلما قرعت الباب قيل: من هذا؟ قلت: عمر. فتبادروا فاختفوا مني, وقد كانوا يقرءون صحيفة بين أيديهم وتركوها أو نسوها، فقامت أختي تفتح الباب، فقلت: يا عدوة نفسها، أصبوت. وضربتها بشيء في يدي على رأسها، فسال الدم وبكت، فقالت: يابن الخطاب ما كنت فاعلا فافعل فقد صبوت. قال: ودخلت حتى جلست على السرير، فنظرت إلى الصحيفة فقلت: ما هذا؟ ناولنيها. قالت: لست من أهلها، أنت لا تطهر من الجنابة، وهذا كتاب لا يمسه إلا المطهرون. فما زلت بها حتى ناولتنيها، ففتحتها، فإذا فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم", فكلما مررت باسم من أسماء الله عز وجل ذعرت منه فألقيت الصحيفة ثم رجعت إلى نفسي فتناولتها، فإذا فيها: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} فذعرت، فقرأت إلى: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحديد: 1-7] ، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ. فخرجوا متبادرين وكبروا، وقالوا: أبشر فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا يوم الإثنين فقال: "اللهم أعز دينك بأحب الرجلين إليك إما أبو جهل وإما عمر". ودلوني عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بيت بأسفل الصفا، فخرجت حتى قرعت الباب، فقالوا: من؟ قلت: ابن الخطاب، وقد علموا شدتي عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما اجترأ أحد يفتح الباب، حتى قال: "افتحوا له". ففتحوا لي، فأخذ رجلان بعضدي، حتى أتيا بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "خلوا عنه". ثم أخذ بمجامع قميصي وجذبني إليه، ثم قال: "أسلم يابن الخطاب, اللهم اهده". فتشهدت، فكبر المسلمون تكبيرة سمعت بفجاج مكة، وكانوا مستخفين, فلم أشأ أن أرى رجلا يضرب ويضرب إلا رأيته، ولا يصيبني من ذلك شيء، فجئت خالي وكان شريفا، فقرعت عليه الباب، فقال: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب وقد صبوت. قال: لا تفعل. ثم دخل وأجاف الباب دوني. فقلت: ما هذا شيء. فذهبت إلى رجل من عظماء قريش، فناديته، فخرج إليّ، فقلت مثل مقالتي لخالي، وقال لي مثل ما قال خالي، فدخل وأجاف الباب دوني, فقلت: ما هذا شيء، إن المسلمين يضربون وأنا لا أضرب، فقال لي رجل: أتحب أن يعلم بإسلامك؟ قلت: نعم. قال: فإذا جلس الناس في الحجر فأت فلانا -لرجل لم يكن يكتم السر- فقل له فيما بينك وبينه: إني قد صبوت، فإنه قلما يكتم السر. فجئت، وقد اجتمع الناس في الحجر، فقلت فيما بيني وبينه: إني قد صبوت. قال: أوقد فعلت؟ قلت: نعم. فنادى بأعلى صوته: إن ابن الخطاب قد صبأ، فبادروا إليَّ، فما زلت أضربهم ويضربوني، واجتمع عليَّ الناس، قال خالي: ما هذه الجماعة؟ قيل: عمر قد صبأ، فقام على الحجر، فأشار بكمه: ألا إني قد أجرت ابن أختي،

فتكشفوا عني، فكنت لا أشاء أن أرى رجلا من المسلمين يضرِب ويضرَب إلا رأيته، فقلت: ما هذا شيء حتى يصيبني, فأتيت خالي فقلت: جوارك رد عليك، فما زلت أضرِب وأضرَب حتى أعز الله الإسلام. ويروى عن ابن عباس بإسناد ضعيف، قال: سألت عمر، لأي شيء سميت الفاروق؟ قال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، فخرجت إلى المسجد، فأسرع أبو جهل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسبه، فأخبر حمزة، فأخذ قوسه وجاء إلى المسجد، إلى حلقة قريش التي فيها أبو جهل، فاتكأ على قوسه مقابل أبي جهل، فنظر إليه، فعرف أبو جهل الشر في وجهه، فقال: ما لك يا أبا عمارة, فرفع القوس فضرب بها أخدعيه، فقطعه فسالت الدماء، فأصلحت ذلك قريش مخافة الشر، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، فانطلق حمزة فأسلم. وخرجت بعده بثلاثة أيام، فإذا فلان المخزومي فقلت: أرغبت عن دين آبائك واتبعت دين محمد؟ قال: إن فعلت فقد فعله من هو أعظم عليك حقا مني، قلت: ومن هو؟ قال: أختك وختنك. فانطلقت فوجدت همهمة، فدخلت فقلت: ما هذا؟ فما زال الكلام بيننا حتى أخذت برأس ختني ضربته وأدميته، فقامت إليَّ أختي فأخذت برأسه، وقالت: قد كان ذلك على رغم أنفك. فاستحييت حين رأيت الدماء، فجلست وقلت: أروني هذا الكتاب. فقالت: إنه لا يمسه إلا المطهرون. فقمت فاغتسلت، فأخرجوا إليَّ صحيفة فيها: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" قلت: أسماء طيبة طاهرة. {طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} إلى قوله: {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [ط: 1-8] ، فتعظمت في صدري، وقلت: مِنْ هذا فرت قريش. فأسلمت، وقلت: أين رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: فإنه في دار الأرقم. فأتيت فضربت الباب، فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: ما لكم؟ قالوا: عمر. قال: وعمر! افتحوا له الباب، فإن أقبل قبلنا منه، وإن أدبر قتلناه. فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فخرج فتشهد عمر، فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد. قلت: يا رسول الله ألسنا على الحق؟ قال: "بلى". قلت: ففيم الاختفاء. فخرجنا صفين أنا في أحدهما، وحمزة في الآخر، حتى دخلنا المسجد، فنظرت قريش إليَّ وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة شديدة, فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم "الفاروق" يومئذ، وفرق بين الحق والباطل. وقال الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الزهري، عن ابن المسيب، قال: أسلم عمر بعد أربعين رجلا وعشر نسوة، فلما أسلم ظهر الإسلام بمكة.

وقال الواقدي: حدثنا معمر، عن الزهري أن عمر أسلم بعد أن دخل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَارَ الأَرْقَمِ، وبعد أربعين أو نيف وأربعين من رجال ونساء، فلما أسلم نزل جبريل فقال: يا محمد استبشر أهل السماء بإسلام عمر. وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: كان إسلام عمر بعد خروج من خرج من الصحابة إلى الحبشة. فحدثني عبد الرحمن بن الحارث، عن عبد العزيز بن عبد الله بن عامر ابن ربيعة، عن أمه ليلى، قالت: كان عمر من أشد الناس علينا في إسلامنا، فلما تهيأنا للخروج إلى الحبشة، جاءني عمر، وأنا على بعير، نريد أن نتوجه، فقال: إلى أين يا أم عبد الله؟ فقلت: قد آذيتمونا في ديننا، فنذهب في أرض الله حيث لا نؤذى في عبادة الله. فقال: صحبكم الله، ثم ذهب، فجاء زوجي عامر بن ربيعة فأخبرته بما رأيت من رقة عمر بن الخطاب، فقال: ترجين أن يسلم؟ قلت: نعم. قال: فوالله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب. يعني من شدته على المسلمين. قال يونس، عن ابن إسحاق: والمسلمون يومئذ بضع وأربعون رجلا، وإحدى عشرة امرأة.

الهجرة الأولى إلى الحبشة ثم الثانية

الهجرة الأولى إلى الحبشة ثم الثانية: قال يعقوب الفسوي في "تاريخه": حدثني العباس بن عبد العظيم، قال: حدثني بشار بن موسى الخفاف، قال: حدثنا الحسن بن زياد البرجمي -إمام مسجد محمد بن واسع- قال: حدثنا قتادة, قال: أول من هاجر إلى الله بأهله عثمان بن عفان. قال: سمعت النضر بن أنس يقول: سمعت أبا حمزة يعني أنس بن مالك، يقول: خرج عثمان برقية بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الحبشة، فأبطأ خبرهم، فقدمت امرأة من قريش, فقالت: يا محمد قد رأيت ختنك ومعه امرأته، فقال: "على أي حال رأيتهما؟ " قالت: رأيته حمل امرأته على حمار من هذه الدبابة، وهو يسوقها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صحبهما الله، إن عثمان أول من هاجر بأهله بعد لوط". ورواه يحيى بن أبي طالب، عن بشار. عن عبد الله بن إدريس، قال: حدثنا ابن إسحاق، قال: حدثني الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وعروة، وعبد الله بن أبي بكر، وصلت الحديث عن أبي بكر، عن أم سلمة, قالت: لما أمرنا بالخروج إلى الحبشة، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رأى ما يصيبنا من البلاء: "الحقوا بأرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، فأقيموا ببلاده حتى يجعل الله مخرجا مما أنتم فيه". فقدمنا عليه فاطمأننا في بلاده ... الحديث. قال البغوي في تاسع "المخلصيات": وَرَوَى ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بنِ إِسْحَاقَ، عن عمرو بن العاص بعض هذا الحديث. وقال البكائي: قال ابن إسحاق: فَلَمَّا رَأَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يصيب أصحابه من البلاء، وما هو فيه من العافية بمكانة من الله، ومن عمه، وأنه لا يقدر أن يمنعهم من البلاء، قال لهم: "لو خرجتم إلى أرض الحبشة, فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه" فخرج عند ذلك المسلمون مخافة الفتنة، وفرارا بدينهم إلى الله. فخرج عثمان بزوجته، وأبو حذيفة ولد عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بزوجته سهلة بنت سهيل بن عمرو فولدت له بالحبشة محمدا، والزبير بن العوام، ومصعب بن عمير العبدري، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وزوجته أم سلمة أم المؤمنين، وعثمان بن مظعون الجمحي، وعامر بن ربيعة حليف آل الخطاب، وامرأته ليلى بنت

أبي حثمة العدوية، وأبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى العامري، وسهيل بن بيضاء، وهو سهيل بن وهب الحارثين, فكانوا أول من هاجر إلى الحبشة. قال: ثم خرج جعفر بن أبي طالب، وتتابع المسلمون إلى الحبشة. ثم سمى ابن إسحاق جماعتهم، وقال: فكان جميع من لحق بأرض الحبشة، أو ولد بها، ثلاثة وثمانين رجلا، فعبدوا الله وحمدوا جوار النجاشي, فقال عبد الله بن الحارث بن قيس السهمي: يا راكبا بلغن عني مغلغلة ... من كان يرجو بلاغ الله والدين كل امرئ من عباد الله مضطهد ... ببطن مكة مقهور ومفتون أنا وجدنا بلاد الله واسعة ... تنجي من الذل والمخزاة والهون فلا تقيموا على ذل الحياة وخز ... ي في الممات وعيب غير مأمون إنا تبعنا نبي الله واطرحوا ... قول النبي وعالوا في الموازين فاجعل عذابك في القوم الذي بغوا ... وعائذ بك أن يعلوا فيطغوني وقال عثمان بن مظعون يعاتب أمية بن خلف ابن عمه، وكان يؤذيه: أتيم بن عوف والذي جاء بغضة ... ومن دونه الشرمان والبرك أكتع أأخرجتني من بطن مكة أيمنا ... وأسكنتني في سرح بيضاء نقذع تريش نبالا لا يواتيك ريشها ... وتبري نبالا ريشها لك أجمع وحاربت أقواما كراما أعزة ... وأهلكت أقواما بهم كنت تفزع ستعلم إن نابتك يوما ملمة ... وأسلمك الأرياش ما كنت تصنع وقال موسى بن عقبة: ثم إن قريشا ائتمروا واشتد مكرهم، وهموا بقتل رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ إخراجه، فعرضوا على قومه أن يعطوهم ديته ويقتلوه، فأبوا حمية. وَلَمَّا دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم شعب بني عبد المطلب، أمر أصحابه بالخروج إلى الحبشة فخرجوا مرتين؛ رجع الذين خرجوا في المرة الأولى حين أنزلت سورة "النجم"، وكان المشركون يقولون: لو كان محمد يذكر آلهتنا بخير قررناه وأصحابه، ولكنه لا يذكر من حالفه من اليهود والنصارى بمثل ما يذكر به آلهتنا من الشتم، والشر. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمنى هداهم، فأنزلت: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: 19، 20] ، فألقى الشيطان عندها كلمات "وإنهن الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن ترتجى" فوقعت في قلب كل مشرك بمكة, وذلت بها

ألسنتهم وتباشروا بها. وقالوا: إن محمدا قد رجع إلى ديننا. فلما بلغ آخر النجم سجد صلى الله عليه وسلم وسجد كل من حضر من مسلم أو مشرك، غير أن الوليد بن المغيرة كان شيخا كبيرا رفع ملء كفيه ترابا فسجد عليه، فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود، بسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم، عجب المسلمون بسجود المشركين معهم، ولم يكن المسلمون سمعوا ما ألقى الشيطان، وأما المشركون فاطمأنوا إلى رسول الله صلى الله عله وسلم وأصحابه، لما ألقى في أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وحدثهم الشيطان أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قرأها في السجدة، فسجدوا تعظيما لآلهتهم. وفشت تلك الكلمة في الناس، وأظهرها الشيطان، حتى بلغت أرض الحبشة ومن بها من المسلمين؛ عثمان بن مظعون وأصحابه، وحدثوا أن أهل مكة قد أسلموا كلهم وصلوا، وأن المسلمين قد آمنوا بمكة، فأقبلوا سراعا، وقد نسخ الله ما ألقى الشيطان، وأنزلت: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52] الآيات، فلما بين الله قضاءه وبرأه من سجع الشيطان انقلب المشركون بضلالتهم وعداوتهم1. وكان عثمان بن مظعون وأصحابه، فيمن رجع، فلم يستطيعوا أن يدخلوا مكة إلا بجوار، فأجار الوليد بن المغيرة عثمان بن مظعون، فلما رأى عثمان ما يلقى أصحابه من البلاء، وعذب طائفة منهم بالسياط والنار، وعثمان معافى لا يعرض له، استحب البلاء، فقال للوليد: يا عم قد أجرتني، وأحب أن تخرجني إلى عشيرتك فتبرأ مني. فقال: يابن أخي لعل أحدا آذاك أو شتمك؟ قال: لا والله ما اعترض لي أحد ولا آذاني. فلما أبى إلا أن يتبرأ منه أخرجه إلى المسجد، وقريش فيه، كأحفل ما كانوا، ولبيد بن ربيعة الشاعر ينشدهم، فأخذ الوليد بيد عثمان وقال: إن هذا قد حملني على أن أتبرأ من جواره، وإني أشهدكم أني بريء منه، إلا أن يشاء. فقال عثمان: صدق، أنا والله أكرهته على ذلك، وهو مني بريء. ثم جلس مع القوم فنالوا منه.

_ 1 حديث باطل: أرسله الزهري، قال ابن كثير في "تفسيره" "3/ 239": قد ذكر كثير من المفسرين قصة الغرانيق، وما كان من رجوع كثير من المهاجرة إلى أرض الحبشة، ظنا منهم أن مشركي قريش قد أسلموا، ولكنها من طرق كلها مرسلة، ولم أرها مسندة من وجه صحيح والله أعلم. ثم قال ابن كثير في تفسيره "3/ 240" بعد أن ساق مرسل الزهري: قلت: وقد ذكرها محمد بن إسحاق في السيرة بنحو من هذا، وكلها مرسلات ومنقطعات والله أعلم. قلت: وهذا مما يؤيد بطلان هذه القصة لانقطاعها مع مخالفة ذلك لعصمة الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولولا ضيق المقام لأوعبنا طرقها، ولبينا وهاء هذه الطرق وبطلانها إذ كيف يقع مثل هذا مع العصمة المضمونة من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم.

قال موسى: وخرج جعفر بن أبي طالب وأصحابه فرارا بدينهم إلى الحبشة، فبعثت قُرَيْشٌ عَمْرَو بنَ العَاصِ، وَعُمَارَةَ بنَ الوَلِيْدِ ابن المغيرة، وأمروهما أن يسرعا ففعلا، وأهدوا للنجاشي فرسا وجبة ديباج، وأهدوا لعظماء الحبشة هدايا، فقبل النجاشي هديتهم، وأجلس عمرا على سريره، فقال: إن بأرضك رجالا منا سفهاء ليسوا على دينك ولا ديننا، فادفعهم إلينا. فقال: حتى أكلمهم وأعلم على أي شيء هم. فقال عمرو: هم أصحاب الرجل الذي خرج فينا، وإنهم لا يشهدون أن عيسى ابن الله، ولا يسجدون لك إذا دخلوا. فأرسل النجاشي إلى جعفر وأصحابه، فلم يسجد له جعفر ولا أصحابه وحيوه بالسلام، فقال عمرو: ألم نخبرك خبر القوم. فقال النجاشي: حدثوني أيها الرهط، ما لكم لا تحيوني كما يحييني من أتاني من قومكم؟ وأخبروني ما تقولون في عيسى وما دينكم؟ أنصارى أنتم؟ قالوا: لا. قال: أفيهود أنتم؟ قالوا: لا. قال: فعلى دين قومكم؟ قالوا: لا. قال: فما دينكم؟ قالوا: الإسلام. قال: وما الإسلام؟ قالوا: نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا. قال: من جاءكم بهذا؟ قالوا: جاءنا به رجل منا قد عرفنا وجهه ونسبه، بعثه الله كما بعث الرسل إلى من كان قبلنا، فأمرنا بالبر والصدقة والوفاء والأمانة، ونهانا أن نعبد الأوثان، وأمرنا أن نعبد الله، فصدقناه، وعرفنا كلام الله، فعادانا قومنا وعادوه وكذبوه، وأرادونا على عبادة الأصنام، ففررنا إليك بديننا ودمائنا من قومنا. فقال النجاشي: والله إن خرج هذا الأمر إلا من المشكاة التي خرج منها أمر عيسى. قال: وأما التحية فإن رسولنا أخبرنا أن تحية أهل الجنة السلام، فحييناك بها، وأما عيسى فهو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه وابن العذراء البتول. فخفض النجاشي يده إلى الأرض، وأخذ عودا فقال: والله ما زاد ابن مريم على هذا وزن هذا العود. فقال عظماء الحبشة: والله لئن سمعت هذا الحبشة لتخلعنك. فقال: والله لا أقول في عيسى غير هذا أبدا، وما أطاع الله الناس فيَّ حين رد إليَّ ملكي، فأنا أطيع الناس في دين الله! معاذ الله من ذلك. وكان أبو النجاشي ملك الحبشة، فمات والنجاشي صبي، فأوصى إلى أخيه أن إليك ملك قومك حتى يبلغ ابني، فإذا بلغ فله الملك. فرغب أخوه في الملك، فباع النجاشي لتاجر، وبادر بإخراجه إلى السفينة، فأخذ الله عمه قعصا1 فمات، فجاءت الحبشة بالتاجر، وأخذوا النجاشي فملكوه، وزعموا أن التاجر قال: ما لي بد من غلامي أو مالي. قال النجاشي: صدق، ادفعوا إليه ماله. قال: فقال النجاشي حين كلمه جعفر: ردوا إلى هذا هديته -يعني عمرا- والله لو رشوني على هذا دبر

_ 1 قعصه وأقعصته: إذا قتلته قتلا سريعا.

ذهب -والدبر بلغته الجبل- ما قبلته، وقال لجعفر وأصحابه: امكثوا آمنين، وأمر لهم بما يصلحهم من الرزق. وألقى الله العداوة بين عمرو وعمارة بن الوليد في مسيرهما، فمكر به عمرو وقال: إِنَّكَ رَجُلٌ جَمِيْلٌ، فَاذْهَبْ إِلَى امْرَأَةِ النَّجَاشِيِّ فَتَحَدَّثْ عِنْدَهَا إِذَا خَرَجَ زَوْجُهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ عَوْنٌ لَنَا فِي حَاجَتِنَا. فَرَاسَلَهَا عُمَارَةُ حَتَّى دخل عليها، فلما دخل عليها انطلق عمرو إلى النجاشي، فقال: إن صاحبي هذا صاحب نساء، وإنه يريد أهلك فاعلم علم ذلك. فبعث النجاشي، فإذا عمارة عند امرأته، فأمر به فنفخ في إحليله شحوة ثم ألقي في جزيرة من البحر فجن، وصار مع الوحش، ورجع عمرو خائب السعي. وقال البكائي قال ابن إسحاق: حدثني الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أم سلمة، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلْنَا أَرْضَ الحَبَشَةِ، جَاوَرْنَا بِهَا خَيْرَ جَارٍ النَّجَاشِيَّ، أَمِنَّا عَلَى دِيْنِنَا، وَعَبَدْنَا الله تعالى، لا نؤذي، ولا نسمع ما نكره، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشاً ائْتَمَرُوا أَنْ يَبْعَثُوا إلى النجاشي رجلين جلدين, وأن يهدوا للنجاشي، فبعثوا بالهدايا مع عبد الله بن أبي ربيعة، وعمرو بن العاص. وذكر القصة بطولها، وستأتي إن شاء الله، رواها جماعة، عن ابن إسحاق. وذكر الواقدي أن الهجرة الثانية كانت سنة خمسة من المبعث. وقال حُدَيْجُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عتبة، عن ابن مسعود، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي، ونحن ثمانون رجلا، ومعنا جعفر، وعثمان بن مظعون، وبعثت قريش عمارة، وعمرو بن العاص، وبعثوا معهما بهدية إلى النجاشي، فلما دخلا عليه سجدا له، وبعثا إليه بالهدية، قالا: إن ناسا من قومنا رغبوا عن ديننا، وقد نزلوا أرضك. فبعث إليهم، فقال لنا جعفر: أنا خطيبكم اليوم. قال: فاتبعوه حتى دخلوا على النجاشي، فلم يسجدوا له، فقال: وما لكم لم تسجدوا للملك؟ فقال: إن الله قد بعث إلينا نبيه, فأمرنا أن لا نسجد إلا لله. فقال النجاشي: وما ذاك؟ قال عمرو: إنهم يخالفونك في عيسى. قال: فما تقولون في عيسى وأمه؟ قال: نقول كما قال الله، هو رُوْحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى العَذْرَاءِ البَتُوْلِ1، التي لم يمسها بشر، ولم يفرضها2 ولد. فتناول النجاشي عودا، فقال: يا معشر القسيسين والرهبان، ما تزيدون على ما يقول هؤلاء ما يزن هذا،

_ 1 البتول: المنقطعة عن الرجال، لا شهوة لها فيهم، وبها سميت مريم أم المسيح -عليهما السلام، وسميت فاطمة البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا، وقيل: لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى. 2 ولم يفرضها: من الافتراض، والفرض: القطع، أي: لم يؤثر فيها ولد قبل المسيح.

فمرحبا بكم وبمن جئتم من عنده، وأنا أشهد أنه نبي، ولوددت أني عنده فأحمل نعليه -أو قال أخدمه- فانزلوا حيث شئتم من أرضي. فجاء ابن مسعود فشهد بدرا. رواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" عن حديج1. وقال عبيد الله بن موسى: أخبرنا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَنْطَلِقَ مَعَ جَعْفَرٍ إلى الحبشة. وساق كحديث حديج. ويظهر لي أن إسرائيل وهم فيه، دخل عليه حديث في حديث، وإلا أين كان أبو موسى الأشعري ذلك الوقت. رجعنا إلى تمام الحديث الذي سقناه عن أم سلمة قالت: فلم يبق بطريق من بطارقة النجاشي إلا دفعا إليه هدية، قبل أن يكلما النجاشي, وأخبرا ذلك البطريق بقصدهما، ليشير على الملك بدفع المسلمين إليهم، ثم قربا هدايا النجاشي فقبلها، ثم كلماه فقالا: أيها الملك إنه قدم إلى بلادك مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ، فَارَقُوا دِيْنَ قَوْمِهِم، وَلَمْ يدخلوا في دينك، جاءوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن، ولا أنت، فقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من أقاربهم لتردهم عليهم، فَهُمْ أَعْلَى بِهِم عَيْناً، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عليهم. قالت: ولم يكن أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع كلامهم النجاشي، فقالت بطارقته حوله: صدقا أيها الملك، قَوْمَهُم أَعْلَى بِهِم عَيْناً، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عليهم من دينهم، فأسلمهم إليهما. فغضب ثم قال: لاها الله إذن لا أسلمهم إليهما، ولا يكاد قوم جَاوَرُوْنِي، وَنَزَلُوا بِلاَدِي، وَاخْتَارُوْنِي عَلَى مَنْ سِوَايَ، حتى أدعوهم فأسألهم عما تقولان. فأرسل إلى الصحابة فدعاهم، فلما جاءوا وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم، سألهم فقال: ما دينكم؟ فكان الذي كلمه جعفر، فقال: أيها الملك، كُنَّا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ المَيْتَةَ، وَنَأْتِي الفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ، وَنُسِيْءُ الجِوَارَ، وَيَأْكُلُ القَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيْفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ, حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا رَسُوْلاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ، وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ، وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللهِ

_ 1 ضعيف: أخرجه الطيالسي "346"، وأحمد "1/ 461"، والبيهقي في "الدلائل" "2/ 298" من طريق حديج بن معاوية، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" "6/ 24" وقال: "رواه الطبراني، وفيه حديج بن معاوية، وثقه أبو حاتم، وقال: في بعض حديثه ضعف، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات". قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: حديج بن معاوية، ضعفه ابن معين والنسائي. وقال البخاري يتكلمون في بعض حديثه. الثانية: أبو إسحاق، هو عمرو بن عبد الله السبيعي، مدلس، وقد عنعنه.

لنوحده ونعبده، ونخلع ما كان يعبد آباؤنا من الحجارة، وأمرنا بالصدق والأمانة وصلة الرحم -وعدد عليه أمور الإسلام- فصدقناه وَاتَّبَعْنَاهُ، فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَعَذَّبُوْنَا، وَفَتَنُوْنَا عَنْ ديننا، وضيقوا علينا، فخرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك، وَرَجَوْنَا أَنْ لاَ نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا المَلِكُ. قالت: فقال: وهل مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنِ اللهِ مِنْ شيء؟ قال جعفر: نعم، وقرأ عليه صدرا من {كهيعص} [مريم: 1] ، فبكى والله النجاشي، حتى أخضل لحيته، وبكت أساقفته، حتى أخضلوا مصاحفهم، ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِيُّ: إِنَّ هَذَا، وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوْسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ، انْطَلِقَا، فلا والله لا أسلمهم إليكما ولا يكاد. قالت: فلما خرجا من عنده قال عمرو: والله لآتينهم غدا بما أستأصل به خضراءهم. فقال له ابن أَبِي رَبِيْعَةَ، وَكَانَ أَتْقَى الرَّجُلَيْنِ فِيْنَا: لاَ تفعل، فإن لهم أرحاما. قَالَ: وَاللهِ لأُخْبِرَنَّهُ أَنَّهُم يَزْعُمُوْنَ أَنَّ عِيْسَى عبد. ثم غدا عليه، فقال له ذلك، فطلبنا، قَالَتْ: وَلَمْ يَنْزِلْ بِنَا مِثْلُهَا، فَاجْتَمَعَ القَوْمُ، ثم قال بعضهم لبعض: ما تقولون في عيسى ابن مريم إذا سألكم عنه؟ قالوا: نقول, والله، ما قال الله، كائنا في ذلك مَا كَانَ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ لَهُم: ما تقولون في عيسى ابن مريم؟ فقال له جعفر بن أبي طالب: نقول: هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُوْلُهُ، وَرُوْحُهُ، وَكَلِمَتُهُ، أَلْقَاهَا إلى مريم العذراء البتول. فأخذ النجاشي عُوْداً ثُمَّ قَالَ: مَا عَدَا عِيْسَى مَا قلت هذا العود. فتناخرت بطارقته حوله، فَقَالَ: وَإِنْ نَخَرْتُمْ، وَاللهِ، اذْهَبُوا فَأَنْتُم سُيُوْمٌ بأرضى -والسيوم: الآمنون- مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دبرا من ذهب، وأني آذيت رجلا منكم، ردوا هداياهما فلا حاجة لي فيها، فَوَاللهِ مَا أَخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِيْنَ رَدَّ عليَّ مُلْكِي، فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيْهِ، وَمَا أطاع الناس فيَّ فأطيعهم فيه. قالت: فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به. قالت: فإنا على ذلك، إذ نزل به رجل من الحبشة ينازعه في ملكه، فوالله ما علمنا حزنًا حزنا قط كان أشد علينا من حزن حزناه عند ذلك، تخوفا أن يظهر ذلك الرجل عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَيَأْتِي رَجُلٌ لاَ يَعْرِفُ مِنْ حقنا ما كان النجاشي يعرف منه. فسار إليه النجاشي، وكان بينهما عَرْضُ النِّيْلِ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَتَّى يحضر الوقعة، ثم يأتينا بالخبر؟ فقال الزبير: أنا، فَنَفَخُوا لَهُ قِرْبَةً، فَجَعَلَهَا فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ سبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها يلتقي القوم، ثم انطلق حتى حضرهم، ودعونا الله تعالى للنجاشي، فإنا لعلى ذلك، إذ طلع الزبير يسعى فلمع بثوبه، وهو يقول: ألا أبشروا، فقد ظهر النجاشي، وقد أهلك الله عدوه، ومكن له في بلاده.

قال الزهري: فحدثت عروة بن الزبير هذا الحديث فقال: هل تدري ما قوله: ما أخذ الله مني الرشوة إلى آخره؟ قلت: لا. قال: فإن عائشة أم المؤمنين حَدَّثَتْنِي أَنَّ أَبَاهُ كَانَ مَلِكَ قَوْمِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ إِلاَّ النَّجَاشِيُّ، وَكَانَ لِلنَّجَاشِيِّ عم من صلبه اثنا عشر رجلا، فقالت الحبشة: لو أنا قتلنا هذا وَمَلَّكْنَا أَخَاهُ، فَإِنَّهُ لاَ وَلَدَ لَهُ غَيْرَ هذا الغلام، ولأخيه اثنا عشر ولدا، فتوارثوا ملكه من بعده بقيت الحبشة بعد دَهْراً، فَعَدَوْا عَلَى أَبِي النَّجَاشِيِّ فَقَتَلُوْهُ، وَمَلَّكُوا أخاه. فمكثوا حينا، ونشأ النجاشي مع عمه، فكان لبيبا حازما فَغَلَبَ عَلَى أَمْرِ عَمِّهِ، وَنَزَلَ مِنْهُ بِكُلِّ مَنْزِلَةٍ، فَلَمَّا رَأَتِ الحَبَشَةُ مَكَانَهُ مِنْهُ قَالَتْ بينها: والله لقد غلب هذا على عمه، وإنا لنتخوف أن يملكه علينا، وإن ملك ليقتلنا بأبيه، فكلموا الملك، فقال: ويلكم، قتلت أباه بالأمس، وأقتله اليوم! بل أخرجه من بلادكم. قالت: فخرجوا به فباعوه لتاجر بستمائة درهم، فقذفه في سفينة وانطلق به، حتى إذا كان آخر النهار، هاجت سحابة، فَخَرَجَ عَمُّهُ يَسْتَمْطِرُ تَحْتَهَا، فَأَصَابَتْهُ صَاعِقَةٌ فَقَتَلَتْهُ، ففزعت الحبشة إلى ولده، فإذا هو محمق ليس في ولده خير، فمرج الأمر، فقالوا: تعلموا، وَاللهِ أَنَّ مَلِكَكُمُ الَّذِي لاَ يُقِيْمُ أَمْرَكُمْ غيره للذي بعتموه غدوة. فخرجوا في طلبه فأدركوه، وأخذوه من التاجر، ثم جاءوا بِهِ فَعَقَدُوا عَلَيْهِ التَّاجَ، وَأَقْعَدُوْهُ عَلَى سَرِيْرِ ملكه، فجاء التاجر فقال: مالي. قالوا: لا نعطيك شيئا، فكلمه، فأمرهم فقال: أعطوه دراهمه أو عبده. قالوا: بل نعطيه دراهمه، فكان ذلك أول ما خبر من عدله، رضي الله عنه. وروى يزيد بن رومان، عن عروة، قال: إنما كان يكلم النجاشي عثمان بن عفان، رضي الله عنه. أخبرنا إبراهيم بن حمد، وجماعة، قالوا: أخبرنا ابن ملاعب، قال: حدثنا الأرموي، قال: أخبرنا جابر بن ياسين، قال: أخبرنا المخلص، قال: حدثنا البغوي، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ، قال: حدثنا أسد بن عمرو البجلي، عن مجالد، عن الشعبي، عن عبد الله بن جعفر, عن أبيه، قال: بعثت قريش عمرا وعمارة بهدية إلى النجاشي ليؤذوا المهاجرين، وذكر الحديث، فقال النجاشي: أعبيد هم لكم؟ قالوا: لا. قال: فلكم عليهم دين؟ قالوا: لا. قال: فخلوهم فقال عمرو: إنهم يقولون في عيسى غير ما تقول فأرسل إلينا، وكانت الدعوة الثانية أشد علينا، فقال: ما يقول صاحبكم فِي عِيْسَى؟ قَالَ: يَقُوْلُ هُوَ رُوْحُ اللهِ وكلمته ألقاها إلى عذراء بتول. فقال: ادعوا لي فلانا القس، وفلانا الراهب، فأتاه أناس منهم، فقال: ما تقولون في عيسى؟ قالوا: أنت أعلمنا. قال: وأخذ شيئا من

الأرض، فقال: ما عدا عيسى ما قال هؤلاء مثل هذا. ثم قال: أيؤذيكم أحد؟ قالوا: نعم. فنادى: من آذى أحدا منهم فأغرمه أربعة دراهم، ثم قال: أيكفيكم؟ قلنا: لا. فأضعفها، قال: فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهاجر أخبرناه، قال فرودنا وحملنا، ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْ صَاحِبَكَ بِمَا صَنَعْتُ إِلَيْكُم، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وأنه رسول الله، وقل له يستغفر لي. فأتينا المدينة، فتلقاني النبي صلى الله عليه وسلم فاعتنقني وقال: "ما أدري أنا بقدوم جعفر أفرح أم بفتح خيبر؟ "، وقال: "اللهم اغفر للنجاشي". ثلاث مرات، وقال المسلمون: آمين1.

_ 1 ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" "2/ 1478" من طريق أبي كريب، قال، حدثنا أسد بن عمرو الكوفي، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" "6/ 30" وقال: "رواه الطبراني من طريق أسد بن عمرو، عن مجالد وكلاهما ضعيف، وقد وثقا". قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: أسد بن عمرو، أبو المنذر البجلي، قال يزيد بن هارون: لا يحل الأخذ عنه. وقال يحيى: كذوب ليس بشيء. وقال البخاري: ضعيف. وقال ابن حبان: كان يسوي الحديث على مذهب أبي حنيفة. والعلة الثانية: مجالد بن سعيد، قال النسائي: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال البخاري: كان يحيى بن سعيد يضعفه.

إسلام ضماد

إسلام ضماد: داود بن أبي هند، عن عمرو بن سعيد، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: قدم ضماد مكة، وهو من أزد شنوءة، وكان يرقي من هذه الرياح، فسمع سفهاء من سفهاء الناس يقولون: إن محمدا مجنون، فقال: آتي هذا الرجل لعل الله أن يشفيه على يدي. قال: فلقيت محمدا فقلت: إني أرقي من هذه الرياح، وإن الله يشفي على يدي من يشاء، فهلم. فقال محمد: "إن الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ له". "ثلاث مرات"، وأن محمدا عبده ورسوله، أما بعد. فقال: والله لقد سمعت قول الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات ولقد بلغن قاموس البحر، فهلم يدك أبايعك على الإسلام. فبايعه رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ له: "وعلى قومك". فقال: وعلى قومي. فَبُعِثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فمروا بقوم ضماد، فقال صاحب الجيش للسرية: هل أصبتم من هؤلاء شيئا؟ فقال رجل منهم: أصبت منهم مطهرة. فقال: ردوها عليهم فإنهم قوم ضماد. أخرجه مسلم1.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "868" من طريق عبد الأعلى "وهو أبو همام" حدثنا داود به.

إسلام الجن

إسلام الجن: قال الله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} [الأحقاف: 29] ، وقال: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} [الأنعام: 130] وأنزل فيهم سورة الجن. وقال أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: ما قرأ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الجن ولا رآهم، انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ, وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها. قال: فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله وهو بنخلة، عامدا إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم فقالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} ، فأنزلت: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} [الجن: 1] ، متفق عليه1. ويحمل قول ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ما قرأ على الجن ولا رآهم، يعني أول ما سمعت الجن القرآن، ثم إن داعي الجن أتى النبي صلى الله عليه وسلم كما في خبر ابن مسعود، وابن مسعود قد حفظ القصتين، فقال سفيان الثوري عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قال: هبطوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة، فلما سمعوه أنصتوا، قالوا: صه، وكانوا سبعة أحدهم زوبعة، فأنزل الله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ} [الأحقاف: 29] . وقال مسعر، عن معن، قال: حدثنا أبي، قال: سألت مسروقا: من آذن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة استمعوا القرآن؟ فقال: حدثني أبوك، يعني ابن مسعود: أنه آذنته بهم شجرة. متفق عليه2. وقال داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، قال: قلت لابن مسعود: هل صحب

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "773"، ومسلم "449". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3859"، ومسلم "450" "153" من طريق أبي أسامة، عن مسعر، به.

رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الجن منكم أحد؟ فقال: ما صحبه منا أحد، ولكنا فقدناه ذات ليلة بمكة، فقلنا اغتيل، استطير، ما فعل؟ فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما كان في وجه الصبح -أو قال: في السحر- إذا نحن به يجيء من قبل حراء، فقلنا: يا رسول الله، فذكروا الذي كانوا فيه، فقال: "إنه أتاني داعي الجن فأتيتهم فقرأت عليهم". فانطلق فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم. رواه مسلم1. وقد جاء ما يخالف هذا، فقال عبد الله بن صالح: حدثني الليث، قال: حدثني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو عثمان بن سنة الخزاعي من أهل الشام، أنه سمع ابن مسعود يقول: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأصحابه، وهو بمكة: "من أحب منكم أن يحضر الليل أمر الجن فليفعل". فلم يحضر منهم أحد غيري حتى إذا كنا بأعلى مكة خط لي برجله خطا، ثم أمرني أن أجلس فيه، ثم انطلق حتى قام، فافتتح القرآن فغشيته أسودة كثيرة، حالت بيني وبينه، حتى سمعت ما أسمع صوته، ثم انطلقوا وطفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب، ذاهبين، حتى ما بقي منهم رهط، وفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الفجر، فانطلق فتبرز، ثم أتاني فقال: "ما فعل الرهط؟ " فقلت: هم أولئك يا رسول الله، فأخذ عظما وروثا فأعطاهم إياه زادا، ثم نهى أن يستطيب أحد بعظم أو بروث. أخرجه النسائي من حديث يونس. وقال سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، أن ابن مسعود أبصر زطًّا1 في بعض الطريق فقال: ما هؤلاء؟ قالوا: هؤلاء الزط، قال: ما رأيت شبههم إلا الجن ليلة الجن، وكانوا مستثفرين يتبع بعضهم بعضًا. صحيح. يقال: استثفر الرجل بثوبه، إذا أخذ ذيله من بين فخذيه إلى حجزته فغرزه. وكذا يقال في الكلب، إذا جعل ذنبه بين فخذيه، ومنه قوله للحائض: استثفري. وقال عثمان بن عمرو بن فارس، عن مستمر بن الريان، عن أبي الجوزاء، عن ابن مسعود، قال: انطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن، حتى أتى الحجون فخط عليَّ خطًّا، ثم تقدم إليهم، فازدحموا عليه، فقال سيد لهم يقال له وردان: إني أنا أرحلهم عنك، فقال: إني لن يجيرني من الله أحد. وقال زهير بن محمد التميمي، عن ابن المنكدر، عن جابر، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "450" "150" حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الأعلى، عن داود، به. 2 الزط: جنس من السودان والهند.

"الرحمن"، ثم قال: "ما لي أراكم سكوتًا؟ لَلْجن كانوا أحسن ردًّا منكم، ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13] ، إلا قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد". زهير ضعيف. وقال عَمْرُو بنُ يَحْيَى بنِ سَعِيْدِ بنِ عَمْرٍو بن العاص، عن جده سعيد، قال: كان أبو هريرة يَتْبَعُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإداوة لوضوئه. فذكر الحديث، وفيه: "أتاني جن نصيبين فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بروثة، ولا بعظم إلا وجدوا طعامًا". أخرجه البخاري1. ويدخل هذا الباب في باب شجاعته صلى الله عليه وسلم وقوة قلبه. ومنه حديث مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ عفريتًا من الجن تفلَّتَ عليَّ البارحة ليقطع عليَّ صلاتي، فأمكنني الله منه، فأخذته وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد، حتى تنظروا إليه كلكم، فذكرت دعوة أخي سليمان: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35] ، فرددته خاسئًا". وفي لفظ: "فأخذته فذغته". يعني خنقته، متفق عليه2.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3860" حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 298" والبخاري "4808"، ومسلم "541"، والبيهقي "2/ 219"، والبغوي "746" من طرق عن شعبة، عن محمد بن زياد، به.

فصل: فيما ورد من هواتف الجان وأقوال الكهان قال ابن وهب: أخبرنا عمر بن محمد، قال: حدثني سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: ما سمعت عمر رضي الله عنه يقول لشيء قط إني لأظنه كذا، إلا كان كما يظن، فبينا عمر جالس إذ مر به رجل جميل فقال: لقد أخطأ ظني، أو إن هذا على دينه في الجاهلية، أو لقد كان كاهنهم، على الرجل، فَدُعيَ له، فقال له عمر: لقد أخطأ ظني أو أنك على دينك في الجاهلية، أو لقد كنت كاهنهم. فقال: ما رأيت كاليوم استقبل به رجل مسلم، قال: فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني. فقال: كنت كاهنهم في الجاهلية. فقال: ما أعجب ما جاءتك به جنيتك؟ قال: بينا أنا جالس جاءتني أعرف فيها الفزع قالت: ألم تر الجن وإبلاسها ... ويأسها بعد وإبلاسها ولحوقها بالقلاص وأحلاسها ... وإياسها من أنساكها قال عمر: صدق، بينا أنا نائم عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل فذبحه، فصرخ منه صارخ لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه يقول: لا إله إلا الله. فوثب القوم، قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى: يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا الله. قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، فأعاد قوله، قال: فقمت فما نشبت أن قيل هذا نبي1. أخرجه البخاري عن رجل عنه هكذا. وظاهره أن عمر بنفسه سمع الصارخ من العجل، وسائر الروايات تدل على أن الكاهن هو الذي سمع. فروى يحيى بن أيوب، عن ابن الهاد، عن عبد الله بن سليمان، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَمَا رجل مار، فقال عمر: قد كنت مرة ذا فراسة، وليس لي رئي، ألم يكن قد كان هذا الرجل ينظر ويقول في الكهانة، ادعوه لي، فدعوه، فقال عمر: من أين قدمت؟ قال: من الشام. قال: فأين تريد؟ قال: أردت هذا البيت، ولم أكن أخرج حتى آتيك. قال: هل كنت تنظر في الكهانة؟ قال: نعم. قال: فحدثني. قال: إني ذات ليلة بواد، إذ سمعت صائحا يقول: يا جليح، خبر نجيح، رجل يصيح، يقول: لا إله إلا الله، الجن وإياسها، والإنس وإبلاسها، والخيل وأحلاسها، فقلت: من هذا؟ إن هذا لخبر يئست منه الجن، وأبلست منه الإنس، وأعلمت فيه الخيل، فما حال الحول حتى بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3866" حدثنا يحيى بن سليمان، قال حدثني ابن وهب، به.

ورواه الوليد بن مزيد العذري، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، عن ابن مسكين الأنصاري، قال: بينا عمر جالس. وهذا منقطع. ورواه حجاج بن أرطاة، عن مجاهد. ويروى عن ابن كثير أحد القراء، عن مجاهد موقوفا. ويشبه أن يكون هذا الكاهن هو سواد بن قارب المذكور في حديث أحمد بن موسى الحمار الكوفي، قال: حدثنا زياد بن يزيد القصري، قال: حدثنا محمد بن تراس الكوفي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن البراء، قال: بينا عمر يخطب إذ قال: أفيكم سواد بن قارب؟ فلم يجبه أحد تلك السنة، فلما كانت السنة المقبلة قال: أفيكم سواد بن قارب؟ قالوا: وما سواد بن قارب؟ قال: كان بدء إسلامه شيئا عجبا، فبينا نحن كذلك، إذ طلع سواد بن قارب، فقال له: حدثنا ببدء إسلامك يا سواد، قال: كنت نازلا بالهند، وكان لي رئي من الجن، فبينا أنا ذات ليلة نائم إذ جاءني في منامي ذلك، قال: قم فافهم واعقل إن كنت تعقل، قد بعث رسول من لؤي بن غالب, ثم أنشأ يقول: عجبت للجن وأنجاسها ... وشدها العيس بأحلاسا تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما مؤمنوها مثل أرجاسها فانهض إلى الصفوة من هاشم ... وآسم بعينيك إلى راسها يا سواد! إن الله قد بعث نبيا فانهض إليه تهتد وترشد، فلما كان من الليلة الثانية أتاني فأنبهني، ثم قال: عجبت للجن وتطلابها ... وشدها العيس بأقتابها تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ليس قداماها كأذنابها فانهض إلى الصفوة من هاشم ... واسم بعينيك إلى نابها فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فأنبهني، ثم قال: عجبت للجن وتخبارها ... وشدها العيس بأكوارها تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ليس ذوو الشر كأخيارها فانهض إلى الصفوة من هاشم ... ما مؤمنو الجن ككفارها فوقع في قلبي حب الإسلام، وشددت رحلي، حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا هو بالمدينة، والناس عليه كعرف الفرس، فلما رآني قال: "مرحبا بسواد بن قارب، قد علمنا ما جاء بك". قلت: يا رسول الله قد قلت شعرا فاسمعه مني:

أتاني رئي بعد ليل وهجعة ... ولم يك فيما قد بلوت بكاذب ثلاث ليال قوله كل ليلة ... أتاك نبي من لؤي بن غالب فشمرت عن ساقي الإزار ووسطت ... بي الذغلب الوجناء عند السباسب1 فأشهد أن الله لا شيء غيره ... وأنك مأمون على كل غائب وأنك أدنى المرسلين شفاعة ... إلى الله يابن الأكرمين الأطايب فمرنا بما يأتيك يا خير من مشى ... وإن كان فيما جاء شيب الذوائب فكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة ... سواك بمغن عن سواد بن قارب فَضَحِكَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لي: "أفلحت يا سواد! " فقال له عمر: هل يأتيك رئيك الآن؟ قال: منذ قرأت القرآن لم يأتني، ونعم العوض كتاب الله من الجن. هذا حديث منكر بالمرة، ومحمد بن تراس وزياد مجهولان لا تقبل روايتهما، وأخاف أن يكون موضوعا على أبي بكر بن عياش، ولكن أصل الحديث مشهور. وقد قال أبو يعلى الموصلي، وعلي بن شيبان: حدثنا يحيى بن حجر الشامي، قال: حدثنا علي بن منصور الأبناوي، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن الوقاصي، عن محمد بن كعب القرظي، قال: بينما عمر جالس إذ مر به رجل، فقال قائل: أتعرف هذا؟ قال: ومن هو؟ قال: سواد بن قارب، فأرسل إليه عمر فقال: أنت سواد بن قارب؟ قال: نعم. قال: أنت الذي أتاه رئيه بظهور النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نِعْمَ. قال: فأنت على كهانتك. فغضب وقال: ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت. قال عمر: سبحان الله ما كنا عليه من الشرك أعظم، قال: فأخبرني بإتيانك رئيك بظهور رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: بينا أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان، إذ أتاني فضربني برجله، وقال: قم يا سواد بن قارب اسمع مقالتي واعقل، إن كنت تعقل، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى عبادة الله، ثم ذكر الشعر قريبا مما تقدم، ثم أنشأ عمر يقول: كنا يوما في حي من قريش يقال لهم: آل ذريح, وقد ذبحوا عجلا، والجزار يعالجه

_ 1 الذعلب الوجناء والذعلبة: الناقة السريعة، شبهت بالذعلبة، وهي النعامة لسرعتها. وجمع الذعلبة الذعاليب. والسباسب والبسابس: القفار، واحدها سبسب وبسبس قاله أبو عبيد. وقال أبو خيرة: السبسب: الأرض الجدبة.

إذ سمعنا صوتا من جوف العجل ولا نرى شيئا هو يقول: يا آل ذريح، أمر نجيح، صائح يصيح، بلسان فصيح، يشهد أن لا إله إلا الله. أبو عبد الرحمن اسمه عثمان بن عبد الرحمن، متفق على تركه، وعلي بن منصور فيه جهالة، مع أن الحديث منقطع. وقد رواه الحسن بن سفيان، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، عن بشر بن حجر أخي يحيى بن حجر، عن علي بن منصور، عن عثمان بن عبد الرحمن، بنحوه. وقال ابن عدي في "كامله": حدثنا الوليد بن حماد، بالرملة، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، قال: حدثنا الحكم بن يعلى المحاربي، قال: حدثنا أبو معمر عباد بن عبد الصمد، قال: سمعت سعيد بن جبير، يقول: أخبرني سواد بن قارب قال: كنت نائما على جبل من جبال الشراة، فأتاني آت فضربني برجله وقال: قم يا سواد أتى رسول من لؤي بن غالب، فذكر الحديث. كذا فيه سعيد يقول: أخبرني سواد، وعباد ليس بثقة يأتي بالطامات. وقال معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين، قال: أول ما سمع بالمدينة أن امرأة من أهل يثرب تدعى فطيمة، كان لها تابع من الجن، فجاء يوما فوقع على جدارها، فقالت: ما لك لا تدخل؟ فقال: إنه قد بعث نبي يحرم الزنى. فحدثت بذلك المرأة عن تابعها من الجن، فكان أول خبر تحدث به بالمدينة. وقال يحيى بن يوسف الزمي: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، عن جابر، قال: أول خبر قدم عن النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أن امرأة كان لها تابع، فجاء في صورة طائر حتى وقع على حائط دراهم، فقالت له المرأة: انزل. قال: لا. إنه قد بعث بمكة نبي يحرم الزنى، قد منع منا القرار. في الباب عدة أحاديث عامتها واهية الأسانيد.

إنشقاق القمر

انشقاق القمر: قال الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ، وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ، وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} [القمر: 1-3] ، قال: شيبان، عن قتادة، عن أنس: إن أهل مكة سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر مرتين. أخرجاه1 من حديث شيبان، لكن لم يقل البخاري مرتين. وقال معمر، عن قتادة، عن أنس مثله، وزاد: "فانشق فرقتين". وللبخاري نحو منه، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة. وأخرجاه من حديث شعبة عن قتادة. وقال ابن عيينة وغيره: عَنِ ابْنِ أَبِي نُجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ أبي معمر، عن ابن مسعود، قال: رأيت القمر منشقا شقتين بمكة، قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم شقة على أبي قبيس، وشقة على السويداء، فقالوا: سحر القمر. لفظ عبد الرزاق، عن ابن عيينة، وأراد "قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم" يعني إلى المدينة. أخرجاه من حديث ابن عيينة، ولفظه: انشق القمر عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شقتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشهدوا" 2. وأخرجاه عن عمر بن حفص، عن أبيه، عن الأعمش، قال: حدثنا إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد الله، قال: انفلق القمر، وَنَحْنُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فصارت فلقة من وراء الجبل، وفلقة دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشهدوا". وأخرجاه من حديث شعبة، عن الأعمش. وقال أبو داود الطيالسي في "مسنده": حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ الله، قال: انشق القمر عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت قريش: هذا سحر ابن أبي كبشة فقالوا: انظروا ما يأتيكم به السفار، فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم، فجاء السفار فقالوا: ذلك صحيح. وقال هشيم، عن مغيرة، نحوه. وقال بَكْرُ بنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ رَبِيْعَةَ، عن عراك بن مالك، عن عبيد الله بن عبد الله

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4867"، ومسلم "2802". 2 صحيح: أخرجه البخاري "4864" و"4865"، ومسلم "2800".

ابن عتبة، عن ابن عباس أنه قال: إن القمر انشق على زَمَانِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. متفق عليه من حديث بكر1. وقال شُعْبَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِد، عَنِ ابْنِ عمر، في قوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] ، قال: قد كان ذلك عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انشق فلقتين، فلقة من دون الجبل، وفلقة من خلف الجبل، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ اشهد". أخرجه مسلم2. وقال ابراهيم بن طهمان، وهشيم، عن حصين، عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده، قال: انشق القمر، ونحن بمكة عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكذا رواه أبو كدينة، والمفضل بن يونس، عن حصين. ورواه محمد بن كثير، عن أخيه سليمان بن كثير، عن حصين، عن محمد بن جبير، عن أبيه. والأول أصح.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4866"، ومسلم "2803". 2 صحيح: أخرجه مسلم "2801".

باب: ويسألونك عن الروح

باب: ويسألونك عن الروح قال يحيى بن أبي زائدة, عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قالت قريش لليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل. فقالوا: سلوه عن الروح، فنزلت: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [الإسراء: 85] ، قالوا: نحن لم نؤت من العلم إلا قليلا؟ وقد أوتينا التوراة فيها حكم الله، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا. قال: فنزلت: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي} [الكهف: 109] ، وهذا إسناد صحيح1. وقال يونس، عن ابن إسحاق، قال: حدثني رجل من أهل مكة، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أن مشركي قريش، بعثوا النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة، وقالوا لهم: سلوهم عن محمد، وصفوا لهم صفته، وأخبروهم بقوله، فإنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصفوا لهم أمره ببعض قوله، فقالت لهم أحبار اليهود: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل. سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، ما كان من أمرهم، فإنه كان لهم حديث عجب. وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها وما كان نبؤه. وسلوه عن الروح ما هو. فقدما مكة، فقالا: يا معشر قريش قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد، قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور، فجاءوا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يا محمد أخبرنا، وسألوه، فقال: "أخبركم غدا"، ولم يستثن، فانصرفوا عنه، فمكث خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا، ولم يأته جبريل، حتى أرجف أهل مكة، وقالوا: وعدنا غدا واليوم خمس عشر. وأحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي، ثم جاءه جبريل بسورة أصحاب الكهف فيها معاتبته إياه على حزنه، وخبر الفتية والرجل الطواف، وقال: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85] 2.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 255"، والترمذي "3140"، وأبو يعلى "2501"، والحاكم "2/ 531"، والبيهقي في "دلائل" "2/ 269" من طريق يحيى بن أبي زائدة به. 2 ضعيف: لأجل الرجل المبهم في الإسناد.

وأما حديث ابن مسعود1، فيدل على أن سؤال اليهود عن الروح كان بالمدينة. ولعله صلى الله عليه وسلم سئل مرتين. وقال جرير بن عبد الحميد، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: سأل أهل مكة رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يجعل لهم الصفا ذهبا، وأن ينحي عنهم الجبال فيزرعوا فيها. فقال الله: إن شئت آتيناهم ما سألوا، فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من كان قبلهم، وإن شئت أن أستأني بهم. لعلنا نستحيي منهم، وأنزل الله: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} [الإسراء: 59] ، حديث صحيح2. ورواه سلمة بن كهيل، عن عمران، عن ابن عباس، وروي عن أيوب، عن سعيد بن جبير.

_ 1 حديث ابن مسعود: أخرجه البخاري "4721"، ومسلم "2794" حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أبي، حدثنا الأعمش، حدثني إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: بينما أنا أمشي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حرث وهو متكئ على عسيب، إذ مر بنفر من اليهود، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح. فقالوا: ما رابكم إليه؟ لا يستقبلكم بشيء تكرهونه. فقالوا: سلوه. فقام إليه بعضهم فسأله عن الروح. قال: فأسكت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليه شيئا. فعلمت أنه يوحى إليه, قال: فقمت مكاني. فلما نزل الوحي قال: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] . 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "1/ 258"، والبزار "2225" كشف الأستار، والنسائي في "الكبرى" "11290"، وابن جرير في "تفسيره" "15/ 108"، والحاكم "2/ 362"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "2/ 271" من طرق عن جرير بن عبد الحميد، به.

ذكر أذية المشركين للنبي -صلى الله عليه وسلم- وللمسلمين

ذكر أذية المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين: الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، قَالَ: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، قال: حدثني عروة، قال: سألت عبد الله بن عمرو قلت: حدثني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: أقبل عقبة بن أبي معيط والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة، فلوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه، فدفعه عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} [غافر: 28] أخرجه البخاري1. ورواه ابن إسحاق، عن يحيى بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ. ورواه سليمان بن بلال، وعبدة2، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عمرو بن العاص. وهذه علة ظاهرة، لكن رواه محمد بن فليح، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ أَبِيْه، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، فهذا ترجيح للأول. وقال سفيان، وشعبة، واللفظ له، قال: حدثنا أبو إسحاق، قال: سمعت عمرو بن ميمون يحدث عن عبد الله، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس من قريش، وثم سلى بعير، فقالوا: من يأخذ سلى هذا الجزور فيقذفه على ظهره. فجاء عقبة بن أبي معيط فقذفه على ظهره صلى الله عليه وسلم، وجاءت فاطمة فأخذته عن ظهره، ودعت على من صنع ذلك، قال عبد الله: فما رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا عليهم إلا يومئذ فقال: "اللهم عليك الملأ من قريش، اللهم عليك أبا جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، وأمية بن خلف" -أو أبي ابن خلف، شك شعبة، ولم يشك سفيان أنه أمية- قال عبد الله: فقد رأيتهم قتلوا يوم بدر وألقوا في القليب، غير أن أمية كان رجلا بادنا، فتقطع قبل أن يبلغ به البئر. أخرجاه3 من حديث شعبة، ومن حديث سفيان.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4815" حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الاوزاعي، به. 2 هو عبدة بن سليمان الكلابي، أبو محمد الكوفي، قيل: اسمه عبد الرحمن، وعبدة لقب، وكلاب إخوة رؤاس من قيس عيلان، وقال محمد بن سعد: عبدة بن سليمان بن حاجب بن زرارة بن عبد الرحمن بن صرد بن سمير بن مليل بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ كلاب. والذي أدرك الإسلام وأسلم صرد. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3854"، ومسلم "1794" من طريق أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن ابن مسعود، به.

وقال مسلم1: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ، قال: أخبرنا عبد الرحيم بن سليمان، عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله، قال: بينما رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، وقد نحرت جزور بالأمس، فقال: أبو جهل: أيكم يقوم إلى سلى2 جزور فيضعه على كتفي محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقاهم3، فأخذه فوضعه بين كتفيه، فضحكوا وجعل بعضهم يميل إلى بعض، وأنا قائم أنظر لو كانت لي منعة طرحته، والنبي صلى الله عليه وسلم ما يرفع رأسه، فجاءت فاطمة، وهي جويرية فطرحته عنه وسبتهم، فلما قضى صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم، وكان إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثا، ثم قال: "اللهم عليك بقريش" ثلاثا، فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته، ثم قال: "اللهم عليك بأبي جهل، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عقبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط". وذكر السابع ولم أحفظه. فوالذي بعث محمدا بالحق، لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب، قليب بدر4. وقال زائدة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قال: إن أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلاَمَهُ سَبْعَةٌ: رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلاَلٌ، وَالمِقْدَادُ. فَأَمَّا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللهُ بعمه أبي طالب. وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللهُ بِقَوْمِهِ. وَأَمَّا سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد، وأوقفوهم في الشم، فما من أَحَدٌ إِلاَّ وَقَدْ وَاتَاهُم عَلَى مَا أَرَادُوا غير بِلاَلٌ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَعْطَوْهُ الوِلْدَانَ فَجَعَلُوا يَطُوْفُوْنَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أحد. حديث صحيح. وقال هشام الدستوائي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بعمار وأهله، وهم يعذبون، فقال: "أبشروا آل عمار فإن موعدكم الجنة". وقال الثوري، عن منصور، عن مجاهد، قال: كان أول شهيد في الإسلام أم عمار سمية، طعنها أبو جهل بحربة في قبلها.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1794" "107". 2 سلا: هو اللفافة التي يكون فيها الولد في بطن الناقة وسائر الحيوان. وهي من الآدمية المشيمة. 3 أي بعثته نفسه الخبيثة من دونه فأسرع السير، وهو عقبة بن أبي معيط كما صرح به مسلم في الرواية الثانية "1794" "108". 4 القليب: هي البئر التي لم تطو. وإنما ضعوا في القليب تحقيرا لهم، ولئلا يتأذى الناس برائحتهم، وليس هو دفنا، لأن الحربي لا يجب دفنه.

وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ أبا بكر أعتق ممن كان يعذب في الله سبعة، فذكر منهم الزنيرة، قال: فذهب بصرها، وكانت ممن يعذب في الله على الإسلام، فتأبى إلا الإسلام، فقال المشركون: ما أصاب بصرها إلا اللات والعزى، فقالت: كلا والله، ما هو كذلك. فرد الله عليها بصرها. وقال إسماعيل بن أبي خالد وغيره: حدثنا قيس، قال: سمعت خبابا يقول: أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو متوسد برده في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلت: يا رسول الله ألا تدعو الله؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: "إن كان من كان قبلكم ليمشط أحدهم بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله عز وجل" 1. متفق عليه، وزاد البخاري من حديث بيان بن بشر: "والذئب على غنمه". وقال البكائي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير, قلت لابن عباس: أكان المشركون يبلغون مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من العذاب ما يعذرون به في ترك دينهم؟ قال: نعم والله، إن كانوا ليضربون أحدهم، يجيعونه ويعطشونه، حتى ما يقدر على أن يستوي جالسا من شدة الضر الذي نزل به، حتى يعطيهم ما سألوه من الفتنة، حتى يقولون له: اللات والعزى إلهك من دون الله؟ فيقول: نعم، حتى إن الجعل ليمر بهم فيقولون له: أهذا الجعل إلهك من دون الله، فيقول: نعم، افتداء منهم مما يبلغون من جهده. وحدثني الزبير بن عكاشة، أنه حدث، أن رجالا من بني مخزوم مشوا إلى هشام بن الوليد، حين أسلم أخوه الوليد بن الوليد، وكانوا قد أجمعوا أن يأخذوا فتية منهم كانوا قد أسلموا، منهم سلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، قال: فقالوا له وخشوا "شرهم"2: إنا قد أردنا أن تعاتب هؤلاء الفتية على هذا الدين الذي قد أحدثوا، فإنا نأمن بذلك في "غيرهم"2. قال: هذا فعليكم به فعاتبوه، يعني أخاه الوليد، ثم إياكم ونفسه، وقال:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3852"، وأبو داود "2649" من طريق إسماعيل، به. 2 في الأصل: "شره"، والصواب: "شرهم"، والتصويب من سيرة ابن هشام "1/ 226" ط. دار الحديث. وكذا وقع: "غيره"، والصواب: "غيرهم".

ألا لا تقتلن أخي عييش ... فيبقى بيننا أبدا تلاحي احذروا على نفسه، فأقسم بالله لئن قتلتموه لأقتلن أشرفكم رجلا، [قال: فقالوا: اللهم العنه، ومن يغزر بهذا الخبيث، فوالله لو أصيب في أيدينا لقتل أشرفنا رجلا. قال: فتركوه ونزعوا عنه] 1. فتركوه، فكان ذلك مما دفع الله به عنه. وقال عمرو بن دينار، فيما رواه عنه ابن عيينة: لما قدم عمرو بن العاص من الحبشة جلس في بيته فقالوا: ما شأنه، ما له لا يخرج؟ فقال: إن أصحمة يزعم أن صاحبكم نبي. ويروى عن ابن إسحاق، من طريق محمد بن حميد الرازي، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إلى النجاشي يدعوه إلى الإسلام، وذلك مع عمرو بن أمية الضمري، وأن النجاشي كتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من النجاشي أصحمة بن أبجر، سلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك رسول الله، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك، وأسلمت على يديه لله رب العالمين، وقد بعثت إليك أريحا ابني، فإني لا أملك إلا نفسي، وإن شئت أن آتيك فعلت، يا رسول الله. قال يونس، عن ابن إسحاق: كان اسم النجاشي مصحمة، وهو بالعربية عطية، وإنما النجاشي اسم الملك، كقولك كسرى وهرقل. وفي حديث جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى على أصحمة النجاشي، وأما قوله: "مصحمة" فلفظ غريب.

_ 1 ما بين المعكوفين سقط في النص، استدركناه من سيرة ابن هشام. ط. دار الحديث "1/ 226".

ذكر شعب أبي طالب والصحيفة

ذكر شعب أبي طالب والصحيفة: قال موسى بن عقبة، عن الزهري، قال: ثم إنهم اشتدوا على المسلمين كأشد ما كانوا، حتى بلغ المسلمين الجهد، واشتد عليهم البلاء، واجتمعت قريش في مكرها أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم علانية. فلما رأى أبو طالب عملهم جمع بني أبيه وأمرهم أن يدخلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبهم ويمنعوه ممن أراد قتله، فاجتمعوا على ذلك مسلمهم وكافرهم، فمنهم من فعله حمية، ومنهم من فعله إيمانا، فلما عرفت قريش أن القوم قد منعوه أجمعوا أمرهم أن لا يجالسوهم ولا يبايعوهم، حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل، وكتبوا في مكرهم صحيفة وعهودا ومواثيق، لا يقبلوا من بني هاشم أبدا صلحا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموه للقتل. فلبث بنو هاشم في شعبهم، يعني ثلاث سنين، واشتد عليهم البلاء، وقطعوا عنهم الأسواق، وكان أبو طالب إذا نام الناس أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاضطجع على فراشه، حتى يرى ذلك من أراد مكرا به واغتياله، فإذا نام الناس أمر أحد بنيه أو إخوته فاضطجع عَلَى فِرَاشِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فراش ذلك فينام عليه. فلما كان رأس ثلاث سنين، تلاوم رجال من بني عبد مناف، ومن بني قصي، ورجال أمهاتهم من نساء بني هاشم، ورأوا أنهم قد قطعوا الرحم واستخفوا بالحق، واجتمع أمرهم من ليلتهم على نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر والبراءة منه. وبعث الله على صحيفتهم الأرضة، فلحست كل ما كان فيها من عهد وميثاق، ويقال: كانت معلقة في سقف البيت، فلم تترك اسما لله إلا لحسته، وبقي ما كان فيها من شرك أو ظلم، فأطلع الله رسوله على ذلك، فأخبر به أبا طالب، فقال أبو طالب: لا والثواقب ما كذبني. فانطلق يمشي بعصابة من بني عبد المطلب، حتى أتى المسجد وهو حافل من قريش، فأنكروا ذلك، فقال أبو طالب: قد حدثت أمور بينكم لم نذكرها لكم، فائتوا بصحيفتكم التي تعاهدتم عليها، فلعله أن يكون بيننا وبينكم صلح. فأتوا بها وقالوا: قد آن لكم أن تقبلوا وترجعوا إلى أمر يجمع قومكم، فإنما قطع بيننا وبينكم رجل واحد، جعلتموه خطرا للهلكة. قال أبو طالب: إنما أتيتكم لأعطيكم أمرا لكم فيه نصف، إن ابن أخي قد أخبرني ولم يكذبني، أن الله برئ من هذه الصحيفة، ومحا كل اسم هو له فيها، وترك فيها غدركم وقطيعتكم، فإن كان كما قال، فأفيقوا، فوالله لا نسلمه أبدا حتى نموت من عند آخرنا، وإن كان الذي قال باطلا، دفعناه إليكم، فرضوا وفتحوا الصحيفة، فلما رأتها قريش كالذي قال

أبو طالب، قالوا: والله إن كان هذا قط إلا سحرا من صاحبكم، فارتكسوا وعادوا لكفرهم، فقال بنو عبد المطلب: إن أولى بالكذب والسحر غيرنا، فكيف ترون، وإنا نعلم أن الذي اجتمعتم عليه قطيعتنا أقرب إلى الجبت والسحر من أمرنا، ولولا أنكم اجتمعتم على السحر لم تفسد الصحيفة، وهي في أيديكم، أفنحن السحرة أم أنتم؟ فقال أبو البختري، ومطعم بن عدي، وزهير بن أبي أمية بن المغيرة، وزمعة بن الأسود، وهشام بن عمرو -وكانت الصحيفة عنده، وهو من بني عامر بن لؤي- في رجال من أشرافهم: نحن برآء مما في هذه الصحيفة. فقال أبو جهل: هذا أمر قضي بليل. وذكر نحو هذه القصة ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ. وذكر ابن إسحاق نحوا من هذا، وقال: حدثني حسين بن عبد الله أن أبا لهب -يعني حين فارق قومه من الشعب- لقي هندا بنت عتبة بن ربيعة، فقال لها: هل نصرت اللات والعزى وفارقت من فارقها؟ قالت: نعم فجزاك الله خيرا أبا عتبة. وأقام بنو هاشم سنتين أو ثلاثا حتى جهدوا، لا يصل إليهم شيء إلا سرا مستخفى به. وقد كان أبو جهل فيما يذكرون لقي حكيم بن حزام بن خويلد، ومعه غلام يحمل قمحا، يريد به عمته خديجة -رضي الله عنها- وهي في الشعب فتعلق به، وقال: أتذهب بالطعام إلى بني هاشم، والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك بمكة. فجاءه أبو البختري بن هشام، فقال: ما لك وله! قال: يحمل الطعام إلى بني هاشم! قال: طعام كان لعمته عنده أفتمنعه أن يأتيها بطعامها، خل سبيل الرجل. فأبى أبو جهل حتى نال أحدهما من صاحبه، فأخذ له أبو البختري لحي بعير، فضربه فشجه ووطئه وطئا شديدا، وحمزة يرى ذلك، يكرهون أن يبلغ ذَلِكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُه، فيشمتوا بهم، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك يدعو قومه ليلا ونهارا، سرا وجهرا. وقال موسى بن عقبة: فلما أفسد الله الصحيفة، خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورهطه، فعاشوا وخالطوا الناس.

باب: إنا كفيناك المستهزئين

باب: إنا كفيناك المستهزئين قال الثوري، عن جعفر بن إياس، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قول الله -عز وجل: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ} [الحجر: 95] ، قال: المستهزئون: الوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث الزهري، وأبو زمعة الأسود بن المطلب من بني أسد بن عبد العزى، والحارث بن عيطل السهمي، والعاص بن وائل، فأتاه جبريل فشكاهم النبي صلى الله عليه وسلم إليه، فأراه الوليد، وأومأ جبريل إلى أبجله1 فقال: "ما صنعت"؟ قال: كفيته. ثم أراه الأسود، فأومأ جبريل إلى عينيه، فقال: "ما صنعت"؟ قال: كفيته. ثم أراه أبا زمعة، فأومأ إلى رأسه، فقال: "ما صنعت"؟ قال: كفيته، ثم أراه الحارث، فأومأ إلى رأسه أو بطنه، وقال: كفيته. ومر به العاص فأومأ إلى أخمصه، وقال: كفيته. فأما الوليد، فمر برجل من خزاعة، وهو يريش نبلا له فأصاب أبجله فقطعها، وأما الأسود فعمي، وأما ابن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح فمات منها، وأما الحارث فأخذه الماء الأصفر في بطنه، حتى خرج خرؤه من فيه فمات منها، وأما العاص فدخل في رأسله شبرقة2، حتى امتلأت فمات منها، وقال غيره: إن ركب إلى الطائف حمارا فربظ به على شوكة، فدخلت في أخمصه فمات منها. حديث صحيح.

_ 1 الأبجل: عرق في باطن الذراع، وهو من الفرس والبعير بمنزلة الأكحل من الإنسان وقيل: هو عرق غليظ في الرجل فيما بين العصب والعظم. 2 شبرقة: الشبرق: نبت حجازي يؤكل وله شوك، وإذا يبس سمي الضريع.

دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش بالسنة

دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش بالسِّنَة: قال الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوْقٍ، قَالَ: بينما رجل يحدث في المسجد، إذ قال فيما يقول: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} ، قال: دخان يكون يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكمة، فقمنا فدخلنا على عبد الله بن مسعود فأخبرناه، فقال: أيها الناس من علم منكم علما فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، إن من العلم أن يقول العالم لما لا يعلم الله أعلم، قال الله لرسوله: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86] . وسأحدثكم عن الدخان: إن قريشا لما استعصت عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبطئوا عن الإسلام قال: "اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف". فأصابتهم سنة فحصت كل شيء حتى أكلوا الجيف والميتة، حتى إن أحدهم كان يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع، ثم دعوا فكشف عنهم، يعني قولهم: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} [الدخان: 12] ، ثم قرأ عبد الله: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: 15] ، قال: فعادوا فكفروا فأخروا إلى يوم بدر {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} [الدخان: 16] ، قال عبد الله: يوم بدر فانتقم منهم. متفق عليه1. وقال علي بن ثابت الدهان -وقد توفي سنة تسع عشرة ومائتين: أخبرنا أسباط بن نصر، عن منصور، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ الله، قال: لما رَأَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الناس إدبارا قال: "اللهم سبع كسبع يوسف". فأخذتهم سنة حتى أكلوا الميتة والجلود والعظام، فجاءه أبو سفيان وغيره، فقال: إنك تزعم أنك بعثت رحمة، وإن قومك قد هلكوا، فادع الله لهم، فدعا فسقوا الغيث. قال ابن مسعود: مضت آية الدخان، وهو الجوع الذي أصابهم، وآية الروم، والبطشة الكبرى، وانشقاق القمر. وأخرجا من حديث الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوْقٍ، قَالَ عبد الله: خمس قد مضين: اللزام2، والروم، والدخان، والقمر، والبطشة3.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4822"، ومسلم "2798" من طريق الأعمش به. 2 اللزام: الفيصل جدا. وقوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [الفرقان: 77] ، أي: عذابا لازما لكم؛ قال الزجاج: قال أبو عبيدة: فيصلا. قالوا: وهو ما جرى عليهم يوم بدر من القتل والأسر، وهي البطشة الكبرى. 3 صحيح: أخرجه مسلم "2798" "41".

وقال أيوب وغيره، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: جاء أبو سفيان إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستغيث من الجوع، لأنهم لم يجدوا شيئا، حتى أكلوا العِلهز1 بالدم، فنزلت: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: 76] .

_ 1 العلهز: هو شيء يتخذونه في سني المجاعة، يخلطون الدم بأوبار الإبل ثم يشوونه بالنار ويأكلونه. وقيل غير ذلك.

ذكر الروم

ذكر الروم: وقال أبو إسحاق الفزاري، عن سفيان، عن حبيب بن أبي عمرة، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: كان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس، لأنهم أهل كتاب، وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم، لأنهم أهل أوثان، فذكر ذلك المسلمون لأبي بكر، فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أما إنهم سيظهرون". فذكر أبو بكر لهم ذلك، فقالوا: اجعل بيننا وبينكم أجلا، فجعل بينهم أجلَ خمسِ سنين فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "ألا جعلته -أراه قال- دون العشرة"، قال: فظهرت الروم بعد ذلك. فذلك قوله تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ، فِي بِضْعِ سِنِينَ} [الروم: 2-4] . قال سفيان الثوري: وسمعت أنهم ظهروا يوم بدر. وقال الحسين بن الحسن بن عطية العوفي: حدثني أبي، عن جدي، عن ابن عباس: {غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: 1، 2] قال: قد مضى ذلك وغلبتهم فارس، ثم غلبتهم الروم بعد ذلك، ولقي نبي الله صلى الله عليه وسلم مشركي العرب، والتقت الروم وفارس، فنصر الله النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين، ونصر الروم على مشركي العجم، ففرح المؤمنون بنصر الله إياهم ونصر أهل الكتاب. قال عطية: فسألت أبا سعيد الخدري عن ذلك، فقال: التقينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن ومشركو العرب، والتقت الروم وفارس، فنصرنا الله على المشركين، ونصر الله أهل الكتاب على المجوس، ففرحنا بنصرنا ونصرهم1. وقال الليث: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، قال: لما نزلت هاتان الآيتان -يعني أول الروم- ناحب أبو بكر بعض المشركين -يعني راهن قبل أن يحرم القمار- على شيء، إن لم تغلب فارس في سبع سنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم فعلت؟ فكل ما دون العشر بضع". فكان ظهور فارس على الروم في سبع

_ 1 ضعيف: أخرجه الترمذي "2935" و"3192" من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن سليمان الأعمش، عن عطية، به. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. قلت: إسناده ضعيف، آفته عطية العوفي، فإنه ضعيف.

سنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم فعلت"؟ فكان ظهور فارس على الروم في تسع سنين، ثم أظهر الله الروم عليهم زمن الحديبية، ففرح بذلك المسلمون. وقال ابن أبي عروبة، عن قتادة {فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} [الروم: 3] ، قال: غلبهم أهل فارس على أدنى الشام، قال: فصدق المسلمون ربهم، وعرفوا أن الروم سيظهرون بعد، فاقتمروا هم والمشركون على خمس قلائص، وأجلوا بينهم خمس سنين، فولي قمار المسلمين أبو بكر، وولي قمار المشركين أبي بن خلف، وذلك قبل أن ينهى عن القمار، فجاء الأجل، ولم تظهر الروم، فسأل المشركون قمارهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم تكونوا أحقاء أن تؤجلوا أجلا دون العشر، فإن البضع ما بين الثلاث إلى العشر, فزايدوهم ومدوهم في الأجل". ففعلوا، فأظهر الله الروم عند رأس السبع من قمارهم الأول، وكان ذلك مرجعهم من الحديبية، وفرح المسلمون بذلك. وقال الوليد بن مسلم: حدثنا أسيد الكلابي، أنه سمع العلاء بن الزبير الكلابي يحدث عن أبيه، قال: رأيت غلبة فارس الروم، ثم رأيت غلبة الروم فارس، ثم رأيت غلبة المسلمين فارس والروم، وظهورهم على الشام والعراق، كل ذلك في خمس عشرة سنة.

ثم توفي عمه أبو طالب وزوجته خديجة

ثم توفي عمه أبو طالب وزوجته خديجة: يقال في قوله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [الأنعام: 26] أنها نزلت في أبي طالب ونزل فيه: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] . قال سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عمن سمع ابن عباس يقول في قوله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ} قال: نزلت في أبي طالب، كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وينأى عنه. ورواه حمزة الزيات، عن حبيب، فقال: عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وقال مَعْمَرٌ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أبيه، قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا عم قل: لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله". فقالا: أي أبا طالب! أترغب عن ملة عبد المطلب! قال: فكان آخر كلمة أن قال: على ملة عبد المطلب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأستغفرن لك ما لم أنه عنك". فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113، 114] الآيتين، ونزلت: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] ، أخرجه مسلم1. وللبخاري مثله من حديث شعيب بن أبي حمزة. وقد حكى عن أبي طالب، واسمه عبد مناف، ابنه علي، وأبو رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ابن عون، عن عمرو بن سعيد، أن أبا طالب، قال: كنت بذي المجاز مع ابن أخي، فعطشت، فشكوت إليه، فأهوى بعقبه إلى الأرض، فنبع الماء فشربت. وعن بعض التابعين، قال: لم يكن أحد يسود في الجاهلية إلا بمال، إلا أبو طالب وعتبة بن ربيعة. قلت: ولأبي طالب شعر جيد مدون في السيرة وغيرها. وفي "مسند أحمد" من حديث يَحْيَى بنُ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن حبة العرني، قال: رأيت عليا ضحك على المنبر حتى بدت نواجذه، ثم ذكر قول أبي طالب، ظهر علينا أبو

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4675"، ومسلم "24".

طالب وَأَنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم نصلي ببطن نخلة فقال: ماذا تصنعان يابن أخي؟ فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فقال: ما بالذي تصنعان من بأس، ولكن الله لا تعلوني استى أبدا، فضحكت تعجبا من قول أبي1. وروى معتمر بن سليمان، عن أبيه أن قريشا أظهروا لبني عبد المطلب العداوة والشتم، فجمع أبو طالب رهطه، فقاموا بين أستار الكعبة يدعون الله على من ظلمهم، وقال أبو طالب: إن أبى قومنا إلا البغي علينا فعجل نصرنا، وحل بينهم، وبين الذي يريدون من قتل ابن أخي، ثم دخل بآله الشعب. ابن إسحاق: حدثني العباس بن عبد الله بن معبد، عن بعض أهله، عن ابن عباس، قال: لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم أبا طالب قال: "أي عم، قل: لا إله إلا الله أستحل لك بها الشفاعة". قال: يابن أخي، والله لولا أن تكون سبة على أهل بيتك، يرون أني قلتها جزعا من الموت، لقلتها، لا أقولها إلا لأسرك بها، فلما ثقل أبو طالب رؤي يحرك شفتيه، فأصغى إليه أخوه العباس ثم رفع عنه فقال: يا رسول الله! قد والله قالها، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لم أسمع". قلت: هذا لا يصح، ولو كان سمعه العباس يقولها لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هل نفعت عمك بشيء، ولما قال علي بعد موته، يا رسول الله إن عمك الشيخ الضال قد مات. صح أن عمرو بن دينار روى عن أبي سعيد بن رافع، قال: سألت ابن عمر: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] ، نزلت في أبي طالب؟ قال: نعم. زيد بن الحباب، قال: حدثنا حماد، عن ثابت، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن العباس، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما ترجو لأبي طالب؟ قال: "كل الخير من ربي". أيوب، عن ابن سيرين، قال: لما اختصر أبو طالب دعا النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يابن أخي إذا أنا مت فأت أَخْوَالَكَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، فَإِنَّهُم أَمنَعُ النَّاسِ لما في بيوتهم. قال عروة بن الزبير: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما زالت قريش كاعة عني حتى مات عمي. كاعة: جمع كائع، وهو الجبان، يقال: كع: إذا جبن وانقبض.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه الطيالسي "188"، وأحمد "1/ 99"، والبزار "751"، وأبو يعلى "447" من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل، به. قلت: إسناده ضعيف جدا، فيه علتان: الأولى: يحيى بن سلمة بن كهيل، متروك الحديث، وفي حديثه عن أبيه مناكير. والعلة الثانية: حبة العرني، ضعيف.

وقال يزيد بن كيسان: حدثني أبو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لعمه: "قل: لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة". فقال: لولا أن تعيرني قريش، يقولون: إنما حمله عليه الجزع لأقررت بها عينك. فأنزل الله: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} الآية. أخرجه مسلم1. وقال أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ، عَنْ العباس أنه قال: يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: "نعم. هو في ضحضاح من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" 2. أخرجاه وكذلك رواه السفيانان، عن عبد الملك. وقال الليث، عن ابن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يقول -وذكر عنده عمه أبو طالب فقال: "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه" 3. أخرجاه. وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي عثمان، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أهون أهل النار عذابا أبو طالب منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه". مسلم4. وقال الثوري وغيره، عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا مات أبو طالب أتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ الشيخ الضال قد مات. قال: "اذهب فوار أباك ولا تحدثن شيئا حتى تأتيني". فأتيته فأمرني فاغتسلت، ثم دعا لي بدعوات ما يسرني أن لي بهن ما على الأرض من شيء5. ورواه الطيالسي في "مسنده" عن شعبة.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "25". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3883"، ومسلم "209" "357" من طريق عبد الملك بن عمير، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3885"، ومسلم "210" "360" من طريق ليث، به. 4 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "13/ 157-158"، وأحمد "1/ 290"، ومسلم "212"، وأبو عوانة "1/ 98"، والحاكم "4/ 581"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "2/ 348" من طرق عن حماد بن سلمة، به. 5 ضعيف: أخرجه ابن أبي شيبة "3/ 269"، "12/ 67"، وأحمد "1/ 131"، وابن سعد "1/ 124"، وأبو داود "3214"، والنسائي في "المجتبى" "4/ 79"، وفي "الكبرى" "195"، وفي "الخصائص" "149"، والدارقطني في "العلل" "4/ 146"، والبيهقي في "السنن" "3/ 398"، وفي "الدلائل" "2/ 348-349" من طرق عن سفيان الثوري، به.

عن أبي إسحاق فزاد بعد اذهب فواره: "فقلت: إنه مات مشركا" قال: "اذهب فواره" وفي حديث تصريح السماع من ناجية قال: شهدت عليا يقول: وهذا حديث حسن متصل. وقال عبد الله بن إدريس: حدثنا محمد بن إسحاق، عمن حدثه، عن عروة بن الزبير، عن عبد الله بن جعفر، قال: لما مات أبو طالب عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم سفيه من قريش، فألقى عليه ترابا، فرجع إلى بيته، فأتت بنته تمسح عن وجهه التراب وتبكي فجعل يقول: "أي بنية لا تبكين، فإن الله مانع أباك"، ويقول ما بين ذلك: "ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب". غريب مرسل. وروي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عارض جنازة أبي طالب، فقال: "وصلتك رحم يا عم وجزيت خيرا" تفرد به إبراهيم بن عبد الرحمن الخوارزمي. وهو منكر الحديث يروي عنه عيسى غنجار، والفضل السيناني. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي العباس بن عبد الله بن معبد، عن بعض أهله، عن ابن عباس، قال: لما أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا طالب في مرضه قال: "أي عم، قل: لا إله إلا الله أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة". فقال: يابن أخي والله لولا أن تكون سبة عليك وعلى أهل بيتك من بعدي يرون أني قلتها جزعا حين نزل بي الموت لقلتها، لا أقولها إلا لأسرك بها، فلما ثقل أبو طالب رؤي يحرك شفتيه، فأصغى إليه العباس ليستمع قوله، فرفع العباس عنه، فقال: يا رسول الله، قد والله قال الكلمة التي سألته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لم أسمع". إسناده ضعيف لأن فيه مجهولا، وأيضا، فكان العباس ذلك الوقت على جاهليته، ولهذا إن صح الحديث لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم روايته وقال له: لم أسمع، وقد تقدم أنه بعد إسلامه قال: يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك، فلو كان العباس عنده علم من إسلام أخيه أبي طالب لما قال هذا، ولما سكت عند قول النبي صلى الله عليه وسلم: "هو في ضحضاح من النار"، ولقال: إني سمعته يقول: لا إله إلا الله، ولكن الرافضة قوم بهت.

_ = وأخرجه الشافعي في "مسنده" "1/ 207"، والطيالسي "120"، وأحمد "1/ 97"، والنسائي "1/ 110"، وابن الجارود "550"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "2/ 248" من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: أبو إسحاق، هو السبيعي، مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه. الثانية: ناجية بن كعب، هو الأسدي، مجهول.

وقال ابن إسحاق: ثم إن خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأبا طالب ماتا في عام واحد فتتابعت عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المصائب بهلاكهما. وكانت خديجة وزيرة صدق على الإسلام، كان يسكن إليها. وذكر الواقدي أنهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين، وأنهما توفيا في ذلك العام، وتوفيت خديجة قبل أبي طالب بخمسة وثلاثين يوما. وذكر أبو عبد الله الحاكم أن موتها كان بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام، وكذا قال غيره. وهي خديجة بنت خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قصي الأسدية. قال الزبير بن بكار: كانت تدعى في الجاهلية الطاهرة، وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم العامرية. وكانت خديجة تحت أبي هالة بن زرارة التميمي، واختلف في اسم أبي هالة، ثم خلف عليها بعده عتيق بن عائذ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ، ثم النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن إسحاق: بل تزوجها أبو هالة بعد عتيق. وكانت وزيرة صدق على الإسلام. وعن عَائِشَةَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ خَدِيْجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصلاة، وقيل: كان موتها في رمضان، ودفنت بالحجون، وقيل: إنها عاشت خمسا وستين سنة. وقال الزبير: تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ولها أربعون سنة، وأقامت معه أربعا وعشرين سنة. قال مروان بن معاوية الفزاري، عَنْ وَائِلِ بنِ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ البَهِيِّ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا كان خَدِيْجَةَ لَمْ يَكَدْ يَسْأَمُ مِنْ ثَنَاءٍ عَلَيْهَا، واستغفار لها، فذكرها يوما، فاحتملتني الغَيْرَةُ، فَقُلْتُ: لَقَدْ عَوَّضَكَ اللهُ مِنْ كَبِيْرَةِ السن، فَرَأَيْتُهُ غَضِبَ غَضَباً أُسْقِطْتُ فِي خَلَدَي، وَقُلْتُ في نفسي: اللهم إنك إِنْ أَذْهَبْتَ غَضَبَ رَسُوْلِكَ عَنِّي لَمْ أَعُدْ إلى ذكرها بِسُوْءٍ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَقِيْتُ قَالَ: "كَيْفَ قُلْتِ! وَاللهِ لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، وصدقتني إذ كذبني النَّاسُ، وَرُزِقْتُ مِنْهَا الوَلَدَ، وَحُرِمْتُمُوْهُ مِنِّي". قَالَتْ: فغدا وراح عليَّ بها شهرا. وقال هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قالت: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيْجَةَ، مِمَّا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ ذِكْرِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا، وَمَا تَزَوَّجَنِي إِلاَّ بَعْدَ مَوْتِهَا بِثَلاَثِ

سِنِيْنَ، وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لاَ صَخَبَ فِيْهِ ولا نصب1. متفق عليه. وقال الزهري: توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة2. وقال ابن فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: أَتَى جِبْرِيْلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَذِهِ خَدِيْجَةُ، أَتَتْكَ معها إناء فيه إدام طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيْهِ ولا نصب3. متفق عليه. وقال عبد الله بن جعفر: سمعت عليا رضي الله عنه يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وخير نسائها مريم بنت عمران" 4. أخرجه مسلم.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3816"، ومسلم "2435". 2 ضعيف جدا: لإعضاله، فبين الزهري وخديجة رضي الله عنها مفاوز تنقطع دونها أعناق المطي. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3820"، ومسلم "2432". 4 صحيح: أخرجه البخاري "3815"، ومسلم "2430".

ذكر الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى

ذكر الاسراء برسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المَسْجِدِ الأقصى: قال موسى بن عقبة، عن الزهري: أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس قبل الهجرة بسنة. وكذا قال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ. وقال أبو إسماعيل الترمذي: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزبيدي بن زبريق، قال: حدثا عمرو بن الحارث، عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي محمد بن الوليد، قال: حدثنا الوليد بن عبد الرحمن، أن جبير بن نفير قال: حدثنا شداد بن أوس، قال: قلنا يا رسول الله كيف أسري بك؟ قال: "صليت لأصحابي صلاة العتمة بمكة معتما، فأتاني جبريل بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل، فقال: اركب، فاستصعب عليّ، فرازها1 بأذنها، ثم حملني عليها، فانطلقت تهوي بنا، يقع حافرها حيث أدرك طرفها، حتى بلغنا أرضا ذات نخل، فأنزلني فقال: صل. فصليت، ثم ركبنا، فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم. قال: صليت بيثرب، صليت بطيبة. فانطلقت تهوي بنا، يقع حافرها حيث أدرك طرفها، ثم بلغنا أرضا، فقال: انزل فصل. ففعلت، ثم ركبنا. قال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم. قال صليت بمدين عند شجرة موسى -عليه السلام- ثم انطلقت تهوي بنا، يقع حافرها حيث أدرك طرفها، ثم بلغنا أرضا بدت لنا قصور، فقال: انزل، فصليت وركبنا. فقال لي: صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى. ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني، فأتى قبلة المسجد فربط فيه دابته، ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس والقمر، فصليت من المسجد حيث شاء الله، وأخذني من العطش أشد ما أخذني، فأتيت بإناءين لبن وعسل، أرسل إليَّ بهما جميعا، فعدلت بينهما، ثم هداني الله فأخذت اللبن، فشربت حتى قرعت2 به جبيني، وبين يدي شيخ متكئ على مثراة له، فقال: أخذ صاحبك الفطرة إنه ليهدى. ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي"3. قلت: يا رسول الله، كيف وجدتها؟ قال: "مثل الحمأة4 السخنة. ثم انصرف بي، فمررنا بعير لقريش،

_ 1 رازها: أي اختبرها. 2 قرعت: أي ضربه، يعني أنه شرب جميع ما فيه. 3 الزرابي: واحدتها الزربية: وهي الطنفسة، وقيل: البساط ذو الخمل. وتكسر زايها وتفتح وتضم. 4 الحمأة والحمأ: اللين الأسود المنتن. قال أبو عبيدة: واحدة الحمإ حمأة كقصبة، واحدة القصب.

بمكان كذا وكذا، قد ضلوا بعيرا لهم، قد جمعه فلان، فسلمت عليهم، فقال بعضهم: هذا صوت محمد. ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة، فأتاني أبو بكر فقال: أين كنت الليلة، فقد التمستك في مظانك؟ قلت: علمت أني أتيت بيت المقدس الليلة، فقال: يا رسول الله إنه مسيرة شهر، فصفه لي. قال: ففتح لي صراط كأني أنظر إليه، لا يسألني عن شيء إلا أنبأته عنه. قال: أشهد أنك رسول الله. فقال المشركون: انظروا إلى ابن أبي كبشة، يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة. فقال: إني مررت بعير لكم، بمكان كذا، وقد أضلوا بعيرا لهم، فجمعه فلان، وإن مسيرهم ينزلون بكذا، ثم كذا، ويأتونكم يوم كذا، يقدمهم جمل آدم، عليه مسح أسود، وغرارتان سوداوان. فلما كان اليوم، أشرف الناس ينظرون حتى كان قريبا من نصف النهار، حين أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل"1. قال البيهقي: هذا إسناد صحيح. قلت: ابن زبريق تكلم فيه النسائي. وقال أبو حاتم: شيخ. قال حماد بن سلمة: حدثنا أبو حمزة، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "أتيت بالبراق فركبته خلف جبريل، فسار بنا، فكان إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه، وإذا هبط ارتفعت يداه، فسار بنا في أرض فيحاء طيبة، فأتينا على رجل قائم يصلي، فقال: من هذا معك يا جبريل؟ قال: أخوك محمد، فرحب ودعا بالبركة، وقال: سل لأمتك اليسر". ثم سار, فذكر أنه مر على موسى وعيسى، قال: "ثم أتينا على مصابيح فقلت: ما هذا؟ قال: هذه شجرة أبيك إبراهيم، تحب أن تدنو منها؟ قلت: نعم. فدنونا منها، فرحب بي، ثم مضينا حتى أتينا بيت المقدس, ونشر لي الأنبياء من سمى الله ومن لم يسم، وصليت بهم إلا هؤلاء النفر الثلاثة: موسى، وعيسى، وإبراهيم، فربطت الدابة بالحلقة التي تربط بها الأنبياء، ثم دخلت المسجد فقربت لي الأنبياء، من سمى الله منهم، ومن لم يسم، فصليت بهم". هذا حديث غريب، وأبو حمزة هو ميمون، ضعف. وقال يُوْنُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

_ 1 ضعيف: أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" "2/ 357"، وآفته إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيري الحمصي، قال أبو داود: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة. وكذبه محدث حمص محمد بن عوف الطائي.

ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن، فنظر إليهما، فأخذ اللبن، فقال له جبريل: الحمد لله الذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك. متفق عليه1. قرأت على القاضي سليمان بن حمزة، أخبركم محمد بن عبد الواحد الحافظ, قال: أخبرنا الفضل بن الحسين، قال: أخبرنا علي بن الحسن الموازيني، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا يوسف القاضي, قال: أخبرنا أبو يعلى التميمي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الوساوسي, قال: حدثنا ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن أبي صالح مولى أم هانئ، عن أم هانئ، قَالَتْ: دَخَلَ عليَّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغَلَس2 وأنا على فراشي فقال: "شعرت أني نمت الليلة في المسجد الحرام، فأتى جبريل فذهب بي إلى باب المسجد، فإذا دابة أبيض، فوق الحمار، ودون البغل، مضطرب الأذنين, فركبته، وكان يضع حافره مد بصره، إذا أخذ بي في هبوط طالت يداه، وقصرت رجلاه، وإذا أخذ بي في صعود طالت رجلاه وقصرت يداه، وجبريل لا يفوتني، حتى انتهينا إلى بيت المقدس، فأوثقه بالحلقة التي كانت الأنبياء توثق بها، فنشر لي رهط من الأنبياء، فيهم إبراهيم، وموسى، وعيسى، فصليت بهم وكلمتهم، وأتيت بإناءين أحمر وأبيض، فشربت الأبيض فقال لي جبريل: شربت اللبن وتركت الخمر، لو شربت الخمر لارتدت أمتك. ثم ركبته إلى المسجد الحرام، فصليت به الغداة". قالت: فتعلقت بردائه، وقلت: أنشدك الله يابن عم أن تحدث بهذا قريشا فيكذبك من صدقك. فضرب بيده على ردائه فانتزعه من يدي، فارتفع عن بطنه، فنظرت إلى عكنه فوق إزاره وكأنه طي القراطيس، وإذا نور ساطع عند فؤاده، يكاد يختطف بصري، فخررت ساجدة، فلما رفعت رأسي إذا هو قد خرج، فقلت لجاريتي نبعة: ويحك اتبعيه فانظري. فلما رجعت أخبرتني أنه انتهى إلى قريش في الحطيم، فيهم المطعم بن عدي، وعمرو بن هشام، والوليد بن المغيرة، فقص عليهم مسراه، فقال عمرو كالمستهزئ: صفهم لي. قال: "أما عيسى ففوق الربعة، عريض الصدر، ظاهر الدم، جعد الشعر، تعلوه صهبة، كأنه عروة بن مسعود الثقفي، وأما موسى فضخم، آدم، طوال، كأنه من رجال شنوءة كثير الشعر، غائر العينين، متراكب الأسنان، مقلص الشفتين، خارج اللثة، عابس، وأما إبراهيم، فوالله لأشبه الناس بي خَلْقا وخُلُقا". فضجوا وأعظموا ذلك، فقال المطعم: كل

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3394" و"4709" و"5576"، ومسلم "168"، والنسائي "8/ 312"، والبيهقي في "السنن" "8/ 286"، وفي "دلائل النبوة" "2/ 357" من طرق عن الزهري، به. 2 الغلس: ظلام آخر الليل.

أمرك كان قبل اليوم أممًا، غير قولك اليوم، أنا أشهد أنك كاذب! نحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس شهرا، أتيته في ليلة! وذكر باقي الحديث، وهو حديث غريب، الوساوسي ضعيف تفرد به. وقال مسلم: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا حجين بن المثنى، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عبد الله بن الفضل الهاشمي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لقد رأيتني في الحجر، وقريش تسألني عن مسراي، فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربا ما كربت مثله قط، فرفعه الله لي، أنظر إليه، ما يسألونني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد، كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم قائم يصلي, أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم -يعني نفسه- فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال لي قائل: يا محمد هذا مالك صاحب النار، فسلم عليه, فالتفت إليه, فبدأني بالسلام" 1. وقد رواه أبو سلمة أيضا، عن جابر مختصرا. قال الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو سلمة، قال: سمعت جابر بن عبد الله يحدث، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يقول: "لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلا الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه". أخرجاه2. وقال إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ، عن ابن شهاب: سمعت ابن المسيب يقول: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين انتهى إلى بيت المقدس لقي فيه إبراهيم وموسى، وعيسى، ثم أخبر أنه أسري به، فافتتن ناس كثير كانوا قد صلوا معه. وذكر الحديث وهذا مرسل. وقال محمد بن كثير المصِّيصي: حدثنا مَعْمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس ممن آمن، وسعوا إلى أبي بكر، فقالوا: هل لك في صاحبك، يزعم أنه أسري به الليلة إلى

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "172" "278" حدثني زهير بن حرب، حدثنا حجين بن المثنى، به. 2 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "5/ 329"، وأحمد "3/ 377 و377-378"، والبخاري "3886" و"4710"، ومسلم "170"، والترمذي "3132"، وأبو عوانة "1/ 124 و125 و131", وابن منده "738" و"739"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "2/ 359"، والبغوي "3762" من طريق الزهري، به.

بيت المقدس! قال: أوقال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: لئن قال ذلك لقد صدق. قالوا: وتصدقه! قال: نعم إني لأصدقه بما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة. فلذلك سمي أبو بكر الصديق. وقال معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، سمع أنسا يقول: حدثني بعض أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ به مر على موسى وهو يصلي في قبره. وذكر الحديث. وقال عبد العزيز بن عمران بن مقلاص الفقيه، ويونس، وغيرهما: حدثنا ابن وهب قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن أبيه، عن عبد الرحمن بنِ هَاشِمِ بنِ عُتْبَةَ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عن أنس بن مالك، قال: لما جاء جبريل -عليه السلام- إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالبراق، كأنها أمرت ذنبها، فقال لها جبريل: مه يا براق! فوالله إن ركبك مثله. وسار رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هو بعجوز على جانب الطريق، فقال: "ما هذه يا جبريل؟ " قال له: سر يا محمد، فسار ما شاء الله أن يسير فإذا شيء يدعوه متنحيا عن الطريق يقول: هلم يا محمد، فقال جبريل: سر يا محمد. فسار ما شاء الله أن يسير، قال: فلقيه خلق من الخلق فقالوا: السلام عليك يا آخر، السلام عليك يا حاشر فرد السلام، فانتهى إلى بيت المقدس، فعرض عليه الماء، والخمر، واللبن، فتناول اللبن، فقال له جبريل: أصبت الفطرة، ولو شربت الماء لغرقت أمتك وغرقت، ولو شربت الخمر لغويت وغوت أمتك. ثم بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء، فأمهم رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الليلة، ثم قال له جبريل: أما العجوز فلم يبق من الدنيا إلى ما بقي من عمر تلك العجوز، وأما الذي أراد أن تميل إليه، فذاك عدو الله إبليس، أراد أن تميل إليه، وأما الذين سلموا عليك فإبراهيم، وموسى، وعيسى. أنبئنا عن ابن كليب، عن ابن بيان، قال: أخبرنا بشر ابن القاضي، قال: حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني، قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا أبو عمر ابن النحاس، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثني الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِي سلمة قال: رؤي عبادة بن الصامت على حائط بيت المقدس يبكي فقيل: ما يبكيك؟ فقال: من ههنا حدثنا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رأى ملكا يقلب جمرا كالقطف. إسناده جيد. وقال النضر بن شميل، وروح، وغندر: أخبرنا عوف، قال: حدثنا زرارة بن أوفى، قال: قال ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لما كانت ليلة أسري بي، ثم أصبحت بمكة، فظعت بأمري، وعلمت بأن الناس يكذبوني". قال: فقعد معتزلا حزينا، فمر به أبو جهل، فجاء فجلس فقال كالمستهزئ: هل كان من شَيْءٌ؟ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "نعم". قال: ما

هو؟ قال: "إني أسري بي الليلة" قال: إلى أين؟ قال: "إلى بيت المقدس". قال: ثم أصبحت بين أظهرنا! قال: "نعم". قال: فلم ير أنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث، فدعا قومه، فقال: أرأيت إن دعوت إليك قومك أتحدثهم بما حدثتني؟ قال: "نعم". فدعا قومه فقال: يا معشر بني كعب بن لؤي هلم، فانتقضت المجالس، فجاءوا حتى جلسوا إليهما، فقال: حدثهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أسري بي الليلة". قالوا: إلى أين؟ قال: "إلى بيت المقدس". قالوا: ثم أصبحت بين ظهرينا! قال: "نعم". قال: فمن بين مصفر وواضع يده على رأسه مستعجب للكذب، زعم, قال: وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد فقال: هل تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فذهبت أنعت، فما زلت حتى التبس علي بعض النعت"، قال: فجيء بالمسجد حتى وضع دون دار عقيل أو عقال قال: فنعته وأنا أنظر إليه. فقالوا: أما النعت فقد والله أصاب ورواه هوذة، عن عوف. مسلم بن إبراهيم: قال: حدثنا الحارث بن عبيد، قال: حدثنا أبو عمران، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "بينما أنا قاعد ذات يوم، إذا دخل جبريل، فوكز بين كتفي، فقمت إلى شجرة فيها مثل وكري الطائر، فقعد في واحدة، وقعدت في أخرى، فارتفعت حتى سدت الخافقين، فلو شئت أن أمس السماء لمسست، وأنا أقلب طرفي فالتفت إلى جبريل، فإذا هو لاطئ، فعرفت فضل علمه بالله، وفتح لي باب السماء ورأيت النور الأعظم، ثم أوحى الله إليَّ ما شاء أن يوحى". إسناده جيد حسن، والحارث من رجال مسلم. سعيد بن منصور: حدثنا أبو معشر، عن أبي وهب مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أسري به، قال: "يا جبريل إن قومي لا يصدقوني" قال: يصدقك أبو بكر وهو الصديق. رواه إسحاق بن سليمان، عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا مسعر، عن أبي وهب هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: فحدثهم صلى الله عليه وسلم بعلامة بيت المقدس، فارتدوا كفارا، فضرب الله رقابهم مع أبي جهل. وقال أبو جهل: يخوفنا محمد بشجرة الزقوم، هاتوا تمرا وزبدا، فتزقموا ورأى الدجال في صورته رؤيا عين، ليس برؤيا منام، وعيسى، وموسى، وإبراهيم. وذكر الحديث. وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أتي بالبراق، وهو

دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل، فلم يزايلا ظهره هو وجبريل، حتى انتهيا به إلى بيت المقدس، فصعد به جبريل إلى السماء، فاستفتح جبريل، فأراه الجنة والنار، ثم قال لي: هل صلى في بيت المقدس؟ قلت: نعم. قال: اسمك يا أصلع. قلت: زر بن حبيش. قال: فأين تجده صلاها؟ فتأولت الآية: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] قال: فإنه لو صلى لصليتم كما تصلون في المسجد الحرام قلت: لحذيفة: أربط الدابة بالحلقة التي كانت تربط بها الأنبياء؟ قال: أكان يخاف أن تذهب منه وقد أتاه الله بها. كأن حذيفة لم يبلغه أنه صلى في المسجد الأقصى, ولا ربط البراق بالحلقة. وقال ابن عيينة، عن عمر، عن عكرمة، عن ابن عباس {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قال: هي رؤيا عين أريها رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أسرى به. {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} [الإسراء: 60] قال: هي شجرة الزقوم. أخرجه البخاري1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3888" حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان به.

ذكر معراج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى السماء

ذكر معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء: قال الله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى، وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 5-11] ، وقال: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 13، 14] ، تفسير ذلك: قال زائدة وغيره، عن أبي إسحاق الشيباني، قال: سألت زر بن حبيش عن قوله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} فقال: حدثنا عبد الله بن مسعود، أنه رأى جبريل له ستمائة جناح أخرجاه1. وروى شعبة، عن الشيباني هذا، لكن قال: سألته عن قوله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النَّجْمُ: 18] ، فذكر أنه رأى جبريل له ستمائة جناح. وقال البخاري: قبيصة: حدثنا سفيان، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} قال: رأى رفرفا أخضر قد ملأ الأفق2. وقال حماد بن سلمة: حدثنا عاصم، عن زر، عن عبد الله {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: رأيت جبريل عند سدرة، عليه ستمائة جناح، ينفض من ريشه التهاويل الدر والياقوت. عاصم بن بهدلة القارئ، ليس بالقوي. وقال مالك بن مغول، عن الزبير بن عدي، عن طلحة بن مصرف، عن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، قال: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة -كذا قال- وإليها ينتهي ما يصعد به، حتى يقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها، حتى يقبض منها {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم: 16] ، قال: غشيها فراش من ذهب، وأعطي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَواتُ الخمس، وخواتيم سورة البقرة, وغفر لمن لا يشكر بالله من أمته المقحمات3. أخرجه مسلم.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3232"، ومسلم "174" من طريق أبي إسحاق الشيباني به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4858" حدثنا قبيصة، به. وأخرجه البخاري "3233" حدثنا حفص بن عمر، شعبة عن الأعمش به. 3 صحيح: أخرجه مسلم "173" حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أبو أسامة، حدثنا مالك بن مغول، به. وقوله "المقحمات": معناه الذنوب العظام الكبائر التي تهلك أصحابها وتوردهم النار وتقحمهم فيها والتقحم: الوقوع في المهالك. والمعنى: من مات من هذه الأمة غير مشرك بالله غفر له المقحمات.

وقال إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ عَبْدِ الله {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] ، قَالَ: رَأَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جبريل عليه حلة من رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض. وقال عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن أبي هريرة {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] ، قال: رأى جبريل -عليه السلام- أخرجه مسلم1. وقال زكريا بن أبي زائدة، عن ابن أشوع، عن الشعبي، عن مسروق، قال: قلت لعائشة: فأين قوله تعالى: {دَنَا فَتَدَلَّى} ؟ قالت: إنما ذاك جبريل، كان يأتيه في صورة الرجل، وإنه أتاه في هذه المرة في صورته التي هي صورته، فسد أفق السماء. متفق عليه2. وقال ابن لهيعة: حدثني أبو الأسود، عن عروة، عن عائشة أن نبي الله -عليه السلام- كان أول شأنه يرى المنام، فكان أول ما رأى جبريل بأجياد، أنه خرج لبعض حاجته، فصرخ به: يا محمد يا محمد فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئا، ثم نظر، فلم ير شيئا، فرفع بصره، فإذا هو ثانيا إحدى رجليه على الأخرى في الأفق، فقال: يا محمد جبريل جبريل، يسكنه، فهرب حتى دخل في الناس، فنظر فلم ير شيئا، ثم رجع فنظر فرآه، فذلك قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 1-2] . محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن ابن عباس {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} قال: دنا ربه منه فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى قال ابن عباس: قد رآه النبي صلى الله عليه وسلم. إسناده حسن. أخبرنا التاج عبد الخالق، قال: أخبرنا ابن قدامة، قال: أخبرنا أبو زرعة، قال: أخبرنا المقدمي، قال: أخبرنا القاسم بن أبي المنذر، قال: حدثنا ابن سلمة، قال: أخبرنا ابن ماجة، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حدثنا الحسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي الصلت، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أتيت ليلة أسري بي على قوم، بطونهم كالبيوت، فيها الحيات، ترى من خارج بطونهم، فقلت: من هؤلاء

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "175" حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا علي بن مسهر، عن عبد الملك، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4855"، ومسلم "177" من طريق الشعبي، عن مسروق؛ به.

يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا" رواه أحمد في "مسنده"1 عن الحسن، وعفان، عن حماد وزاد فيه: "رأيت ليلة أسري بي لما انتهينا إلى السماء السابعة". أبو الصلت مجهول. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، قال: أخبرنا هبة الله بن الحسن بن هلال، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ زِكْرِيّ سنة أربع وثمانين وأربعمائة, قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو، قال: حدثنا سعدان بن نصر، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عون، قال: أنبأنا القاسم بن محمد، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ الفِرْيَةَ عَلَى اللهِ، وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيْلَ مَرَّتَيْنِ فِي صُوْرَتِهِ وَخَلْقِهِ، سَادّاً مَا بَيْنَ الأُفُق. أَخرجه البُخَارِيُّ2 عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الثَّلْجِ، عن الأنصاري. قلت: قد اختلف الصحابة -رضي الله عنهم- في رؤية محمد صلى الله عليه وسلم ربه، فأنكرتها عائشة، وأما الروايات عن ابن مسعود، فإنما فيها تفسير ما في النجم، وليس في قوله ما يدل على نفي الرؤية لله. وذكرها في الصحيح وغيره. وقال يونس، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ أبو ذر يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "فرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل -عليه السلام- ففرج صدري, ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا ثم أفرغها في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا، فقال لخازنها: افتح، قال: من هذا؟ قال: جبريل قال: هل معك أحد؟ قال: نعم محمد. قال: أرسل إليه؟ قال: نعم ففتح، فلما علونا السماء الدنيا، إذا رجل عن يمينه أسودة، وعن يساره أسودة، فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، فقال: مرحبا بالنبي الصالح، والابن الصالح. قلت: يا جبريل من هذا؟ [قال هذا آدم، وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه، فأهل اليمين أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى] 3

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن أبي شيبة "14/ 307"، وأحمد "2/ 363"، وابن ماجه "2273" من طريق حماد ابن سلمة، عن علي بن زيد، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: علي بن زيد، هو ابن جدعان، ضعيف لسوء حفظه والثانية: أبو الصلت, مجهول. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3234" حدثنا محمد بن عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عبد الله الأنصاري، به. 3 في الأصل: عبارة وقع بها سقط وتكرار لبعض الألفاظ صوبناه من حديث مسلم "163".

ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية، فقال لخازنها: افتح. فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا، ففتح". قال أنس: فذكر أنه وجد في السموات: آدم، وإدريس، وعيسى، وموسى، وإبراهيم، ولم يثبت -يعني أبا ذر- كيف منازلهم، غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا، وإبراهيم في السادسة، فلما مر جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بإدريس، قال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح. قال: ثم مر، "قلت: من هذا؟ قال: إدريس، قال: ثم مررت بموسى فقال: مرحبا بالنبي الصالح، والأخ الصالح. قلت: من هذا؟ قال: موسى. ثم مررت بعيسى، فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح. قلت: من هذا؟ قال: عيسى. ثم مررت بإبراهيم، فقال: مرحبا بالنبي الصالح، والابن الصالح. قلت: من هذا؟ قال: إبراهيم". قال ابن شهاب: وأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يَقُوْلاَنِ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام" 1. قال ابن شهاب: قال ابن حزم، وأنس بن مالك: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ففرض الله -عز وجل- على أمتي خمسين صلاة، قال: فرجعت بذلك حتى أمر بموسى، فقال: ماذا فرض ربك على أمتك؟ قلت: فرض عليهم خمسين صلاة. قال موسى: فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك. قال: فراجعت ربي، فوضع عني شطرها، فرجعت إلى موسى فأخبرته، قال: فراجع ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعت ربي فقال: هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي. فرجعت إلى موسى فقال: ارجع إلى ربك. فقلت: قد استحييت من ربي. قال: ثم انطلق بي حتى أتى سدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، قال: ثم دخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ 2 اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك". أخبرنا بهذا الحديث يحيى بن أحمد المقرئ بالإسكندرية، ومحمد بن حسين الفوى بمصر، قالا: أخبرنا محمد بن عماد، قال: أخبرنا عبد الله بن رفاعة، قال: أخبرنا علي بن الحسن الشافعي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر البزار، قال: حدثنا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، المَدِيْنِيّ، قال: حدثنا أبو موسى يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال:

_ 1- صحيح: أخرجه مسلم "163" حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس، عن ابن شهاب، به. وصريف الأقلام: تصويتها حال الكتابة، قال الخطابي: هو صوت ما تكتبه الملائكة من أقضية الله تعالى ووحيه وما ينسخونه من اللوح المحفوظ. 2 جنابذ: هي القباب. واحدتها جنبذة. والحديث عند مسلم "163".

حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، فذكره. رواه مسلم1 عن حرملة، عن ابن وهب. وروى النسائي شطره الثاني من قول ابن شهاب: وأخبرني ابن حزم أن ابن عباس، وأبا حبة، إلى آخره، عن يونس، فوافقناه بعلو. وقد أخرجه البخاري من حديث الليث، عن يونس وتابعه عقيل، عن الزهري. وقال همام: سمعت قادة يحدث، عن أنس، أن مالك بن صعصعة حدثه، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثهم عن ليلة أسري به، قال: "بينما أنا في الحطيم" وربما قال قتادة: في الحجر "مضطجعا إذ أتاني آت" فجعل يقول لصاحبه الأوسط بين الثلاثة قال: فأتاني وقد سمعت قتادة يقول: "فشق ما بين هذه إلى هذه"، قال قتادة: قلت لجارود، وهو إلى جنبي: ما يعني؟ قال: من ثغرة نحره إلى شعرته؟ قال: "فاستخرج قلبي، ثم أتيت بطست من ذهب مملوء إيمانا، فغسل قلبي، ثم حشي، ثم أعيد، ثم أتيت بدابة دون البغل، وفوق الحمار أبيض" فقال له الجارود: هو البراق يا أبا حمزة؟ قال: نعم. "يضع خطوه عند أقصى طرفه، فحملت عليه، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قال: مرحبا به ونعم المجيء جاء. ففتح له، فلما خلصت فإذا آدم فيها، فقال: هذا أبوك آدم فسلم عليه، فسلمت عليه. فرد السلام، ثم قال: مرحبا بالابن الصالح، والنبي الصالح، ثم صعد حتى أتى السماء الثانية، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال جبريل: قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ [قال: نعم قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء. ففتح. فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة. قال: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، فسلمت فردا ثم قالا: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء. ففتح، فلما خلصت إذا يوسف، قال: هذا يوسف فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي] 2 حتى السماء الرابعة فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به ونعم المجيء جاء. قال: ففتح، فلما خلصت فإذا إدريس، قال: هذا إدريس فسلم عليه، فسلمت ورد، ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي

_ 1 صحيح: راجع تعليقنا السابق. 2 سقط من الأصل استدركناه من حديث البخاري "3887" حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بنُ يحيى به.

الصالح. ثم صعد حتى أتى السماء الخامسة، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به ونعم المجيء جاء. قال: ففتح، فلما خلصت فإذا هارون، قال: هذا هارون فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح. ثم صعد حتى أتى السماء السادسة، فاستفتح, فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به ونعم المجيء جاء. قال: ففتح، فلما خلصت فإذا موسى -عليه السلام- فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، قال: فلما جاوزت بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأنه غلام بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي. ثم صعد حتى أتى السماء السابعة، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم فقال: مرحبا به ونعم المجيء جاء. ففتح فلما خلصت فإذا إبراهيم -عليه السلام- قال: هذا [أبوك] 1 فسلم عليه فسلمت عليه، فرد، وقال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح. ثم رفعت إلى سدرة المنتهى. فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، فقال: هذه سدرة المنتهى. وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران. فقلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات. ثم رفع البيت المعمور، [ثم أتيت بإناء من خمر، وإناء من لبن، وإناء من عسل] 2، فأخذت اللبن. فقال: هذه الفطرة التي أنت عليها وأمتك. قال: ثم فرضت عليَّ الصلاة، خمسون صلاة في كل يوم، فرجعت فمررت على موسى فقال: بم أمرت؟ قلت: بخمسين صلاة في كل يوم. قال: إن أمتك لا تستطيع ذلك، فإني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، قال: فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى، فقال: بما أمرت؟ قلت: بأربعين صلاة كل يوم. قال: إن أمتك لا تستطيعها فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف. فرجعت فوضع عني عشرا أخر، ثم رجعت إلى موسى". فذكر الحديث إلى أن قال: "إن أمتك لا تستطيع بخمس صلوات كل يوم، وإني خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف. قلت: قد سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم. فلما نفرت ناداني مناد: قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي". أخرجه البخاري، عن هدبة عنه3.

_ 1 في الأصل: [هذا إبراهيم] ، والصواب: [هذا أبوك] ، كما في البخاري "3887" عن هدبة، به. 2 ما بين المعكوفين سقط في الأصل، وما أثبتناه من رواية البخاري "3887" عن هدبة بن خالد، به. 3 أخرجه البخاري "3887" حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بنُ يحيى، به.

وقال مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، قال: حدثنا أنس، عن مالك بن صَعْصَعَةَ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فذكر نحوه، وزاد فيه: فأتيت بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا، فشق من النحر إلى مراق البطن، فغسل بماء زمزم، ثم ملئ حكمة وإيمانا. أخرجه مسلم بطوله. وقال سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، عن مالك بن صعصعة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "بينما أنا عند البيت، بين النائم واليقظان، إذ سمعت قائلا يقول: أحد الثلاثة بين الرجلين. قال: فأتيت فانطلق بي، ثم أتيت بسطت من ذهب فيه من ماء زمزم، فشرح صدري إلى كذا وكذا". قال قتادة: قلت لصاحبي: ما يعني؟ قال: إلى أسفل بطني. "فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم، ثم أعيد مكانه، وحشي". أو قال: كنز إيمانا وحكمة -شك سعيد- "ثم أتيت بدابة أبيض يقال له البراق، فوق الحمار ودون البغل، يقع خطوه عند أقصى طرفه، فحملت عليه ومعي صاحبي لا يفارقني، فانطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا". وساق الحديث كحديث همام، إلى قوله: البيت المعمور فزاد: "يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، حتى إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهم". قلت: وهذه زيادة رواها همام في حديثه، وهو أتقن من ابن أبي عروبة، فقال: قال قتادة، فحدثنا الحسن، عن أبي هريرة أنه رأي البيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه. ثم رجع إلى حديث أنس، وفي حديث ابن أبي عروبة: "في سدرة المنتهى" إن ورقها مثل آذان الفيلة، ولفظه: "ثم أتيت على موسى فقال: بم أمرت؟ قلت: بخمسين صلاة، قال: إني قد بلوت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا يطيقون ذلك، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك. فرجعت، فحط عني خمس صلوات، فما زلت أختلف بين ربي وبين موسى كلما أتيت عليه، قال لي مثل مقالته، حتى رجعت بخمس صلوات، كل يوم، فلما أتيت على موسى قال كمقالته، قلت: لقد رجعت إلى ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم. فنوديت أن قد أمضيت، وخففت عن عبادي، وجعلت بكل حسنة عشر أمثالها". أخرجه مسلم. وقد رواه ثابت البناني، وشريك بن أبي نمر، عن أنس، فلم يسنده لهما، لا عن أبي ذر، ولا عن مالك بن صعصعة، ولا بأس بمثل ذلك، فإن مرسل الصحابي حجة. قال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أتيت بالبراق، وهو دابة أبيض، فركبته حتى أتينا ببيت المقدس، فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء، ثم دخلت

فصليت فأتاني بإناءين خمر ولبن، فاخترت اللبن، فقال: أصبت الفطرة. ثم عرج بي إلى السماء الدنيا، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: أنا جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل، ففتح لنا، فإذا بآدم". فذكر الحديث وفيه: "فإذا بيوسف، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن، فرحب بي ودعا لي بخير". إلى أن قال لما فتح له السماء السابعة: "فإذا بإبراهيم -عليه السلام- وإذا هو مستند إلى البيت المعمور، فرحب بي، ودعا لي بخير، فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى، فإذا ورقها كآذان الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال، قال: فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت. فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها، قال: فدنا فتدلى وأوحى إلى عبده ما أوحى، وفرض عليّ في كل يوم خمسون صلاة، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى، قال: ما فرض ربك على أمتك؟ قلت: خمسين صلاة في كل يوم وليلة. قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإن أمتك لا تطيق ذلك؛ فإني قد بلوت بني إسرائيل وجربتهم وخبرتهم. قال: فرجعت فقلت: أي رب خفف عن أمتي. فحط عني خمسا، فرجعت حتى انتهيت إلى موسى، فقال: ما فعلت؟ قلت: قد حط عني خمسا، فقال: إن أمتك لا تطيق ذلك، ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك. فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى حتى قال: هي خمس صلوات في كل يوم وليلة، بكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة" 1. أخرجه مسلم دون قوله: فدنا فتدلى، وذلك ثابت في رواية حجاج بن منهال، وهو ثبت في حماد بن سلمة. وقال سليمان بن بلال، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، قال: سمعت أنسا يقول، وذكر حديث الإسراء، وفيه: ثم عرج به إلى السماء السابعة، ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله، حتى جاء سدرة المنتهى، ودنا الجبار رب العزة، فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى2. أخرجه البخاري، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن سليمان. وقال شيبان، عن قتادة، عن أبي العالية، قال: حدثنا ابن عباس، قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت ليلة أسري بي موسى -عليه السلام- رجلا طوالا جعدا، كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس". قال: ورأى مالكا خازن النار والدجال في آيات أراهن الله إياه قال: {فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} [السجدة: 23] ، فكان قتادة يفسرها أَنَّ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ لقي موسى. أخرجه مسلم.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "162" "259". 2 صحيح: أخرجه البخاري "7517".

وفي الصحيحين، من حَدِيْثِ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أسري به: "لقيت موسى وعيسى -ثم نعتهما- ورأيت إبراهيم، وأنا أشبه ولده به" 1. وقال مروان بن معاوية الفزاري، عن قنان النهمي، قال: حدثنا أبو ظبيان الجنبي، قال: كنا جلوسا عند أبي عبيدة بن عبد الله ومحمد بن سعد بن أبي وقاص، فقال محمد لأبي عبيدة: حدثنا عن أبيك ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال أبو عبيدة: لا، بل حدثنا أنت عن أبيك. قال: لو سألتني قبل أن أسألك لفعلت. فأنشأ أبو عبيدة يحدث، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أتاني جبريل بدابة فوق الحمار ودون البغل، فحملني عليه، فانطلق يهوي بنا، كلما صعد عقبة استوت رجلاه مع يديه، وإذا هبط استوت يداه مع رجليه، حتى مررنا برجل طوال سبط آدم، كأنه من رجال أزد شنوءة، وهو يقول ويرفع صوته ويقول: أكرمته وفضلته، فدفعنا إليه، فسلمنا، فرد السلام، فقال: من هذا معك يا جبريل؟ قال: هذا أحمد. قال: مرحبا بالنبي الأمي الذي بلغ رسالة ربه ونصح لأمته. قال: ثم اندفعنا، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: موسى. قلت: ومن يعاتب؟ قال: يعاتب ربه فيك. قلت: ويرفع صوته على ربه! قال: إن الله قد عرف له حدته. قال: ثم اندفعنا حتى مررنا بشجرة كأن ثمرها السرج وتحتها شيخ وعياله، فقال لي جبريل: اعمد إلى أبيك إبراهيم، فسلمنا عليه فرد السلام وقال: من هذا معك يا جبريل؟ قال: ابنك أحمد. فقال: مرحبا بالنبي الأمي الذي بلغ رسالة ربه ونصح لأمته، يا بني إنك لاق ربك الليلة، فإن استطعت أن تكون حاجتك أو جلها في أمتك فافعل. قال: ثم اندفعنا حتى انتهينا إلى المسجد الأقصى، فنزلت فربطت الدابة بالحلقة التي في باب المسجد التي كانت الأنبياء تربط بها، ثم دخلت المسجد فعرفت النبيين ما بين قائم وراكع وساجد، ثم أتيت بكأسين من عسل ولبن، فأخذت اللبن فشربته، فضرب جبريل منكبي، وقال: أصبت الفطرة ورب محمد. ثم أقيمت الصلاة، فأممتهم، ثم انصرفنا فأقبلنا". هذا حديث حسن غريب. فإن قيل: فقد صح عن ثابت، وسليمان التيمي، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أتيت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر، هو قائم يصلي في قبره"، وقد صح عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى يصلي، وذكر إبراهيم، وعيسى قال: فحانت الصلاة فأممتهم". ومن حديث ابن المسيب أنه لقيهم في بيت المقدس، فكيف الجمع بين هذه الأحاديث وبين ما تقدم، من أن رأى هؤلاء الأنبياء في السموات، وأنه راجع موسى؟

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3437"، ومسلم "168".

فالجواب: أنهم مثلوا له، فرآهم غير مرة، فرأى موسى في مسيرة قائما يصلي في قبره، ثم رآه ببيت المقدس، ثم رآه في السماء السادسة هو وغيره، فعرج بهم، كما عرج بنبينا صلوات الله على الجميع وسلامه، والأنبياء أحياء عند ربهم كحياة الشهداء عند ربهم، وليست حياتهم كحياة أهل الدنيا، ولا حياة أهل الآخرة، بل لون آخر، كما ورد أن حياة الشهداء بأن جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُم فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ، تسرح في الجنة وتأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش، فهم أحياء عند ربهم بهذا الاعتبار كما أخبر سبحانه وتعالى، وأجسادهم في قبورهم. وهذه الأشياء أكبر من عقول البشر، والإيمان بها واجب كما قال تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: 3] . أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ، قال: أخبرنا أَبُو رَوْحٍ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ كِتَابَةً، أن تميم بن أبي سعيد الجرجاني أخبرهم، قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا هدبة بن خالد، قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِرَائِحَةٍ طَيِّبَةٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ يَا جِبْرِيْلُ؟ قَالَ: هَذِهِ مَاشِطَةُ بِنْتِ فِرْعُوْنَ، كَانَتْ تُمَشِّطُهَا، فوقع المشط من يدها، فقالت: باسم الله. قالت بنت فِرْعُوْنَ: أَبِي. قَالَتْ: رَبِّي وَرَبُّ أَبِيْكِ. قَالَتْ: أَقُوْلُ لَهُ إِذاً. قَالَتْ: قُوْلِي لَهُ. قَالَ لَهَا: أَوَلَكِ رَبٌّ غَيْرِي! قَالَتْ: رَبِّي وَرَبُّكَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ. قَالَ: فَأَحْمَى لَهَا بَقَرَةً مِنْ نُحَاسٍ، فَقَالَتْ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي. قَالَ: ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا لِمَا لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الحَقِّ. فألقى ولدها في البقرة، واحدا وَاحِداً وَاحِداً، فَكَانَ آخِرَهُم صَبِيٌّ، فَقَالَ: يَا أُمَّه اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الحَقِّ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَرْبَعَةٌ تَكَلَّمُوا وَهُم صِبْيَانٌ: ابْنُ مَاشِطَةِ بنت فرعون، وصبي جريج، وعيسى ابن مريم، والرابع لا أحفظه. هذا حديث حسن. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، عن أبي بكر بن أبي سبرة وغيره، قالوا: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يريه الجنة والنار، فلما كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت من رمضان، قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم في بيته أتاه جبريل بالمعراج، فإذا هو أحسن شيء منظرا، فعرج به إلى السموات سماء سماء، فلقي فيها الأنبياء، وانتهى إلى سدرة المنتهى. قال ابن سعد: وأخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني أسامة بن زيد، الليثي، عن عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده. قال محمد بن عمر: وحدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن

أبيه، عن جده، عن أم سلمة. وحدثنا موسى بن يعقوب، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. وحدثني إسحاق بن حازم، عن وهب بن كيسان، عن أبي مرة، عن أم هانئ. وحدثني عبد الله بن جعفر، عن زكريا بن عمرو، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، دخل حديث بعضهم في بعض، قالوا: أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأول قبل الهجرة من شعب أبي طالب إلى بيت المقدس، وساق الحديث إلى أن قال: وقال بعضهم في الحديث: فتفرقت بنو عبد المطلب يطلبونه حين فقد يلتمسونه، حتى بلغ العباس ذا طوى، فجعل يصرخ: يا محمد يا محمد، فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لبيك". فقال: يابن أخي عنيت قومك منذ الليلة، فأين كنت؟ قال: "أتيت من بيت المقدس". قال: في ليلتك! قال: "نعم". قال: هل أصابك إلا خير؟ قال: "ما أصابني إلا خير". وقالت أم هانئ: ما أسري به إلا من بيتنا: نام عندنا تلك الليلة بعد ما صلى العشاء، فلما كان قبل الفجر أنبهناه للصبح، فقام، فلما صلى الصبح قال: "يا أم هانئ جئت بيت المقدس، فصليت فيه، ثم صليت الغداة معكم". فقالت: لا تحدث الناس فيكذبونك، قال: "والله لأحدثنهم". فأخبرهم فتعجبوا، وساق الحديث. فرق الواقدي، كما رأيت، بين الإسراء والمعراج، وجعلهما في تاريخين. وقال عبد الوهاب بن عطاء: أخبرنا راشد أبو محمد الحماني، عَنْ أَبِي هَارُوْنَ العَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم أنه قال له أصحابه: يا رسول الله أخبرنا عن ليلة أسري بك فيها، فقرأ أول {سُبْحَانَ} وقال: "بينا أنا نائم عشاء في المسجد الحرام، إذ أتاني آت فأيقظني، فاستيقظت، فلم أر شيئا، ثم عدت في النوم، ثم أيقظني، فاستيقظت، فلم أر شيئا، ثم نمت، فأيقظني، فاستيقظت، فلم أر شيئا، فإذا أنا بهيئة خيال فأتبعته بصري، حتى خرجت من المسجد، فإذا أنا بدابة أدنى شبهه بدوابكم هذه بغالكم، مضطرب الأذنين، يقال له البراق، وكانت الأنبياء تركبه قبلي، يقع حافره مد بصره، فركبته، فبينا أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يميني: يا محمد انظرني أسألك. فلم أجبه، فسرت، ثم دعاني داع عن يساري: يا محمد انظرني أسألك. فلم أجبه، ثم إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها، وعليها من كل زينة، فقالت: يا محمد انظرني أسألك. فلم ألتفت إليها، حتى أتيت بيت المقدس، فأوثقت دابتي بالحلقة، فأتاني جبريل بإناءين: خمر ولبن، فشربت اللبن، فقال: أصبت الفطرة. فحدثت جبريل عن الداعي الذي عن يميني، قال: ذاك داعي اليهود، لو أجبته لتهودت أمتك، والآخر داعي النصارى، لو أجبته لتنصرت أمتك، وتلك المرأة الدنيا، لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة. ثم دخلت أنا وجبريل بيت المقدس، فصلينا

ركعتين، ثم أتيت بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم، فلم تر الخلائق أحسن من المعراج، أما رأيتم الميت حيث يشق بصره طامحا إلى السماء، فإنما يفعل ذلك عجبه به، فصعدت أنا وجبريل، فإذا أنا بملك يقال له إسماعيل، وهو صاحب سماء الدنيا، وبين يديه سبعون ألف ملك، مع كل ملك جنده مائة ألف ملك، قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوْ} [المدثر: 31] ، فاستفتح جبريل، قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: أو قد بعث إليه؟ قال: نعم. فإذا أنا بآدم كهيئته يوم خلقه الله على صورته، تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول: روح طيبة ونفس طيبة اجعلوها في عليين، ثم تعرض عليه أرواح ذريته من الفجار، فيقول: روح خبيثة ونفس خبيثة، اجعلوها في سجين. ثم مضيت هنيهة، فإذا أنا بأخونة - يعني بالخوان المائدة- عليها لحم مشرح، ليس يقربها أحد، وإذا أنا بأخونة أخرى، عليها لحم قد أروح، ونتن، وعندها أناس يأكلون منها: قلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء من أمتك يتركون الحلال ويأتون الحرام. قال: ثم مضيت هنيهة، فإذا أنا بأقوام بطونهم أمثال البيوت، كلما نهض أحدهم خر يقول: اللهم لا تقم الساعة، وهم على سابلة آل فرعون، فتجيء السابلة فتطؤهم، فسمتهم يضجون إلى الله، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء من أمتك الذين يأكلون الربا. ثم مضيت هنيهة، فإذا أنا بأقوام مشافرهم كمشافر الإبل، فتفتح أفواههم ويلقمون الجمر، ثم يخرج من أسافلهم فيضجون، قلت: من هؤلاء؟ قال: الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما. ثم مضيت هنيهة، فإذا أنا بنساء يعلقن بثديهن، فسمعتهن يضججن إلى الله، قلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: الزناة من أمتك. ثم مضيت هنيهة، فإذا أنا بأقوام يقطع من جنوبهم اللحم، فيلقمون، فيقال له: كل ما كنت تأكل من لحم أخيك، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون. ثم صعدت إلى السماء الثانية فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله، قد فضل على الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب، قلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أخوك يوسف، ومعه نفر من قومه. فسلمت عليه وسلم علي، ثم صعدت إلى السماء الثالثة، فإذا أنا بيحيى وعيسى ومعهما نفر من قومهما. ثم صعدت إلى الرابعة، فإذا أنا بإدريس، ثم صعدت إلى السماء الخامسة، فإذا أنا بهارون ونصف لحيته بيضاء ونصفها سوداء، تكاد لحيته تصيب سرته من طولها، قلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا المحبب في قومه، هذا هارون بن عمران، ومعه نفر من قومه. فسلمت عليه، ثم صعدت إلى السماء السادسة، فإذا أنا بموسى رجل آدم كثير الشعر، لو كان عليه قميصان لنفذ شعره دون القميص، وإذا هو يقول: يزعم الناس أني أكرم على الله من هذا، بل هذا أكرم على الله مني. قلت: من هذا؟ قال: موسى

ثم صعدت السابعة، فإذا أنا بإبراهيم، ساند ظهره إلى البيت المعمور، فدخلته ودخل معي طائفة من أمتي، عليهم ثياب بيض، ثم دفعت إلى سدرة المنتهى، فإذا كل ورقة منها تكاد أن تغطي هذه الأمة، وإذا فيها عين تجري، يقال لها سلسبيل، فيشق منها نهران، أحدهما الكوثر والآخر نهر الرحمة، فاغتسلت فيه، فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، ثم إني دفعت إلى الجنة، فاستقبلتني جارية، فقلت: لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة. ثم عرضت علي النار، ثم أغلقت، ثم إني دفعت إلى سدرة المنتهى فتغشى لي، وكان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى، قال: ونزل على كل ورقة ملك من الملائكة، وفرضت علي الصلاة خمسين، ثم دفعت إلى موسى" -فذكر مراجعته في التخفيف. أنا اختصرت ذلك وغيره إلى أن قال- فقلت: "رجعت إلى ربي حتى استحييته". ثم أصبح بمكة يخبرهم بالعجائب، فقال: إني أتيت البارحة بيت المقدس، وعرج بي إلى السماء، ورأيت كذا، ورأيت كذا، فقال أبو جهل: ألا تعجبون مما يقول محمد، وذكر الحديث. هذا حديث غريب عجيب حذفت نحو النصف منه، رواه يحيى بن أبي طالب، عن عبد الوهاب، وهو صدوق، عن راشد الحماني، وهو مشهور، روى عنه حماد بن زيد، وابن المبارك، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، عن أبي هارون عمارة بن جوين العبدي، وهو ضعيف شيعي. وقد رواه عن أبي هارون أيضا هشيم، ونوح بن قيس الحداني بطوله نحوه، حدث به عنهما قتيبة بن سعيد. ورواه سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن روح بن القاسم، عن أبي هارون العبدي بطوله. ورواه أسد بن موسى، عن مبارك بن فضالة. ورواه عبد الرزاق، عن معمر. والحسن بن عرفة، عن عمار بن محمد، كلهم عن أبي هارون، وبسياق مثل هذا الحديث صار أبو هارون متروكا. عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ} [الإسراء: 60] ، قال: رأي عين. ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أسري بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم على فراشه. معمر عن قتادة عن الحسن، قال: أسري بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم على فراشه. وقال إبراهيم بن حمزة الزبيري: حدثنا حاتم بن إسماعيل، قال: حدثني عيسى بن ماهان، عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، عن أبي هريرة. "ح". وقال هاشم بن القاسم،

ويونس بن بكير، وحجاج الأعور: حدثنا أبو جعفر الرازي، وهو عيسى بن ماهان، عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، عن أبي هريرة أو غيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الآية {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] ، قال: أتي بفرس فحمل عليه، خطوه منتهى بصره، فسار وسار معه جبريل، فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم، كلما حصدوا عاد كما كان، فقال: يا جبريل، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء المهاجرون في سبيل الله، تضاعف لهم الحسنة بسبع مائة ضعف {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39] ، ثم أتى على قوم ترضخ رءوسهم بالصخر، كلما رضخت عادت! قال: يا جبريل، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين تتثاقل رءوسهم عن الصلاة. ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع، وعلى أدبارهم رقاع، يسرحون كما تسرح الأنعام عن الضريع والزقوم، ورضف جهنم، قال: يا جبريل ما هؤلاء؟ قال: الذين لا يؤدون الزكاة. ثم أتى على خشبة على الطريق لا يمر بها شيء إلا قصعته، يقول الله تعالى: {وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ} [الأعراف: 86] ، ثم مر على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها، وهو يريد أن يزيد عليها، قال: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا رجل من أمتك عليه أمانة، لا يستطيع أداءها، وهو يزيد عليها. ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد، كلما قرضت عادت كما كانت. قال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء خطباء الفتنة. ثم نعت الجنة والنار، إلى أن قال: ثم سار حتى أتى بيت المقدس، فدخل وصلى، ثم أتى أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم. وذكر حديثا طويلا في ثلاث ورقات كبار. تفرد به أبو جعفر الرازي، وليس هو بالقوي، والحديث منكر يشبه كلام القصاص، إنما أوردته للمعرفة لا للحجة. وروى في المعراج إسحاق بن بشير، وليس بثقة، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس حديثا. وقال مَعْمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فُرِضَتِ الصَّلاَة عَلَى النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّم بمكة ركعتين ركعتين، فلما خرج إلى المدينة فرضت أربعا، وأقرت صلاة السفر ركعتين1 أخرجه البخاري. آخر الإسراء.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3935".

زواجه -صلى الله عليه وسلم- بعائشة وسودة أمي المؤمنين

زواجه صلى الله عليه وسلم بعائشة وسودة أمي المؤمنين: قال هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم متوفى خديجة، قبل الهجرة، وَأَنَا ابْنَةُ سِتٍّ، وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَأَنَا ابْنَةُ تسع سنين جَاءنِي نِسْوَةٌ وَأَنَا أَلْعَبُ عَلَى أُرْجُوْحَةٍ، وَأَنَا مُجَمَّمَةٌ1، فَهَيَّأْنَنِي وَصَنَعْنَنِي، ثُمَّ أَتَيْنَ بِي إِلَيْهِ. قال عروة: ومكثت عنده تسع سنين2. وهذا حديث صحيح. وقال أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: توفيت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين، فلبث سَنَتَيْنِ أَوْ قَرِيْباً مِنْ ذَلِكَ، وَنَكَحَ عَائِشَةَ وهي بنت ست سنين، ثم بنى بها وهي ابنة تسع. أخرجه البخاري3 هكذا مرسلا. وقال هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "رأيتك في المنام مرتين، أرى أن رجلا يحملك في سرقة 4 حرير فيقول: هذه امرأتك، فأكشف فأراك فأقول: إن كان هذا من عند الله يمضه". متفق عليه5. وقال عبد الله بن إِدْرِيْسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَاطِبٍ، قَالَ: قَالَتْ عائشة رضي الله عنها: لَمَّا مَاتَتْ خَدِيْجَةُ جَاءتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيْمٍ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: أَلاَ تَزَوَّجُ؟ قَالَ: "وَمَنْ"؟ قَالَتْ: إِنْ شِئْتَ بِكْراً وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّباً. قَالَ: "مَنِ البِكْرُ ومن الثيب"؟ فقالت: أَمَّا البِكْرُ فَعَائِشَةُ ابْنَةُ أَحَبِّ خَلْقِ اللهِ إِلَيْكَ. وَأَمَّا الثَّيِّبُ فَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، قَدْ آمَنَتْ بِكَ وَاتَّبَعَتْكَ. قَالَ: "اذْكُرِيْهِمَا عَلَيَّ". قَالَتْ: فَأَتَيْتُ أُمَّ رُوْمَانَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ رُوْمَانَ مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عَلَيْكُمْ مِنَ الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ! قَالَتْ: مَاذَا؟ قَالَتْ: رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ عَائِشَةَ. قَالَتْ: انْتَظِرِي فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ آتٍ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَذَكَرَتْ ذلك له. فقال: أوتصلح لَهُ وَهِيَ ابْنَةُ أَخِيْهِ؟ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا أَخُوْهُ وَهُوَ أخي وابنته تصلح لي". قالت: وقام أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَتْ لِي أُمُّ رُوْمَانَ: إِنَّ المطعم بن عدي قد كان ذَكَرَهَا عَلَى ابْنِهِ، وَوَاللهِ مَا أُخْلِفُ وَعْداً قط، تعني أبا بكر. قَالَتْ: فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ المُطْعِمَ فَقَالَ: مَا تقول في أمر هذه الجارية. قالت:

_ 1 الجمة من شعر الرأس: ما سقط على المنكبين. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3896"، ومسلم "1422" من طريق أبي أسامة، عن هشام، به. 3 صحيح: راجع تخريجنا السابق. 4 سرقة حرير: أي قطعة من جيد الحرير، وجمعها سرق. 5 صحيح: أخرجه البخاري "3895"، ومسلم "2478" من طريق هشام بن عروة، به.

فأقبل على امرأته فقال لها: مَا تَقُوْلِيْنَ؟ فَأَقْبَلَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَتْ: لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى إليك تصبئه وتدخله فِي دِيْنِكَ. فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: ما تقول أنت؟ فقال: إِنَّهَا لَتَقُوْلُ مَا تَسْمَعُ. فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ وَلَيْسَ فِي نَفْسِهِ مِنَ المَوْعِدِ شَيْءٌ، فَقَالَ لَهَا: قُوْلِي لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فليأت. فَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فملكها، قالت: ثم انطلقت إلى سودة بنت زمعة، وأبوها شيخ كبير قد جلس عن الموسم فحييته بتحية أهل الجاهلية وقلت: أنعم صباحا. قال: من أنت؟ قلت: خولة بنت حكيم. فرحب بي وقال ما شاء الله أن يقول، قلت: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ يذكر سودة بنت زمعة. قال: كفؤ كريم، ماذا تقول صاحبتك؟ قلت: تحب ذلك. قال: قولي له فليأت. قالت فَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فملكها. قالت: وقدم عبد بن زمعة فجعل يحثو على رأسه التراب، فقال بعد أن أسلم: إني لسفيه يوم أحثو على رأسي التراب أن تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سودة. إسناده حسن.

عرض نفسه -صلى الله عليه وسلم- على القبائل

عرض نفسه صلى الله عليه وسلم على القبائل: قال إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعرِضُ نَفْسَه عَلَى النَّاسِ بِالمَوْقِفِ فَيَقُوْلُ: "هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ، فَإِنَّ قُرَيْشاً قَدْ مَنَعُوْنِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلاَمَ رَبِّي" أخرجه أبو داود1 عن محمد بن كثير، عن إسرائيل، وهو على شرط البخاري. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في تلك السنين يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم، ويكلم كل شريف قوم، لا يسألهم مع ذلك إلا أن يؤوه ويمنعوه، ويقول: لا أكره أحدا منكم على شيء، من رضي منكم بالذي أدعوه إليه فذاك، ومن كره لم أكرهه، إنما أريد أن تحرزوني مما يراد بي من الفتك، حتى أبلغ رسالات ربي، وحتى يقضي الله لي ولمن صحبني بما شاء. فلم يقبله أحد ويقولون: قومه أعلم به، أترون أن رجلا يصلحنا وقد أفسد قومه، ولفظوه، فكان ذلك مما ذخر الله للأنصار. وتوفي أبو طالب، وابتلي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ ما كان، فعمد لثقيف بالطائف، رجاء أن يؤوه، فوجد ثلاثة نفر منهم، هم سادة ثقيف: عبد ياليل، وحبيب، ومسعود بنو عمرو، فعرض عليهم نفسه، وشكا إليهم البلاء، وما انتهك منه قومه. فقال أحدهم: أنا أسرق أستار الكعبة إن كان الله بعثك قط. وقال الآخر: أعجز على الله أن يرسل غيرك. وقال الآخر: والله لا أكلمك بعد مجلسك هذا، والله لئن كنت رسول الله لأنت أعظم شرفا وحقا من أن أكلمك، ولئن كنت تكذب على الله، لأنت أشر من أكلمك. وتهزؤوا به، وأفشوا في قومهم الذي راجعوه به، وقعدوا له صفين على طريقه، فلما مر جعلوا لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة، ودموا رجليه، فخلص منهم وهما تسيلان الدماء، فعمد إلى حائط من حوائطهم، واستظل في ظل سمرة حبلة منه، وهو مكروب موجع، فإذا في الحائط عتبة بن ربيعة، وشيبة أخوه، فلما رآهما كره مكانهما لما يعلم من عدواتهما، فلما رأياه أرسلا إليه غلاما لهما يدعى عداسا، وهو نصراني من أهل نينوى، معه عنب، فلما جاء عداس، قَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أي أرض أنت يا عداس"؟ قال: من أهل نينوى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من مدينة الرجل الصالح يونس بن متى"؟ فقال: وما يدريك من يونس بن متى؟ قال: "أنا رسول الله، والله أخبرني خبر يونس" فلما أخبره خر عداس ساجدا

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 390"، وأبو داود "3734".

لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل يقبل قدميه وهما تسيلان الدماء، فلما أبصر عتبة، وشيبة ما يصنع غلامهما سكتا، فلما أتاهما قالا: ما شأنك سجدت لمحمد وقبلت قدميه؟ قال: هذا رجل صالح، أخبرني بشيء عرفته من شأن رسول بعثه الله إلينا يدعى يونس بن متى، فضحكا به، وقالا: لا يفتنك عن نصرانيتك، فإنه رجل خداع. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة. وقال يونس بن يزيد، عن الزهري: أخبرني عروة، أن عائشة حدثته، أنها قَالَتْ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل أتى عليك يوم أشد عليك من يوم أحد؟ قال: "ما لقيت من قومك كان أشد منه، يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب1، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا هو جبريل، فناداني: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. ثم ناداني ملك الجبال فسلم علي، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قومك، وأنا ملك الجبال، قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت، إن شئت يطبق عليهم الأخشبين"2. فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَلْ أرجو أن يخرج الله من أسرارهم -أو قال: من أصلابهم- من يعبد الله لا يشرك به شيئا" 3. أخرجاه. وقال البكائي، عن ابن إسحاق: فحدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي قال: لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، عمد إلى نفر من ثقيف، وهم يومئذ سادتهم، وهم إخوة ثلاثة: عبد ياليل بن عمر، وأخواه مسعود، وحبيب، وعند أحدهم امرأة من قريش من جمح، فجلس إليهم ودعاهم إلى الله، فقال أحدهم: هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك، وقال الآخر: أما وجد الله من يرسله غيرك؟ وقال الآخر: والله لا أكلمك. وذكره كما في حديث ابن شهاب، وفيه زياد وهي: فلما اطمأن صلى الله عليه وسلم قال فيما ذكر لي: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني، أو إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور

_ 1 قرن الثعالب: موضع على مسافة يوم وليلة من مكة. 2 الأخشبان: الجبلان المطيفان بمكة، وهما أبو قبيس والأحمر، وهو جبل مشرف وجهه على قعيقعان. والأخشب: كل جبل خشن غليظ الحجارة. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3231"، ومسلم "1795".

وجهك الكريم الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك" 1. وحدثني حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عباس، قال: سمعت ربيعة بن عباد يحدث أبي، قال: إني لغلام شاب مع أبي بمنى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقف على القبائل من العرب، يقول: "يا بني فلان إني رسول الله إليكم، يأمركم أن تعبدوه لا تشركوا به شيئا، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه، وأن تؤمنوا وتصدقوني وتمنعوني حتى أبين عن الله ما بعثني به". قال: وخلفه رجل أحول وضيء، له غديرتان، عليه حلة عدنية، فإذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله قال: يا بني فلان إن هذا إنما يدعوكم إلى أن تسلخوا اللات والعزى وحلفاءكم من الحي من بني مالك بن أقيش، إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تطيعوه ولا تسمعوا منه. فقلت لأبي: من هذا؟ قال: هذا عمه عبد العزى أبو لهب. وحدثني ابن شهاب أنه صلى الله عليه وسلم أتى كندة في منازلهم، وفيهم سيد لهم يقال له مليح، فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم نفسه، فأبوا عليه. وحدثني مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حصين، أنه أتى كلبا في منازلهم، إلى

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" -كما في "سيرة ابن هشام"، "2/ 47-48" ومن طريقه الطبري في "تاريخه"، "1/ 554" قال حدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي مرسلا. قلت: إسناده ضعيف لإرساله، محمد بن كعب القرظي، تابعي من الطبقة الثالثة، ولد سنة أربعين على الصحيح، ووهم من قال ولد فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد قال البخاري: إن أباه كان ممن لم ينبت يوم قريظة فترك. وأخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"، "1901"، والطبراني في "الكبير" مختصرا من طريق ابن إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عبد الله بن جعفر قال: لما توفي أبو طالب خرج ماشيا على قدميه إلى الطائف، فدعاهم إلى الله، فلم يجيبوه، فأتى ظل شجرة، فصلى ركعتين ثم قال: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي". الحديث مع تغيير يسير في بعض ألفاظه. وقال الهيثمي في "المجمع"، "6/ 35": "وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات". قلت: فالحديث يرسف في أغلال الضعف، ولا فكاك له؛ فمداره على ابن إسحاق، وقد انفرد به، ولم يرو من غير طريقه. وقوله "يتجهمني": أي يلقاني بالغلظة والوجه الكريه. وقد ذكرت الحديث في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" المجلد الأول حديث رقم "205"ط. مكتبة الدعوة بالأزهر فراجعه ثمت إن شئت يسر الله طبع بقية مجلدات هذا الكتاب، وأكثر النفع به، وجعله في ميزان حسناتنا وسائر أعمالنا بكرمه ومنه.

بطن منهم يقال له: بنو عبد الله، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه، حتى إنه ليقول: يا بني عبد الله إن الله قد أحسن اسم أبيكم، فدعاهم إلى الله فلم يقبلوا. وحدثني بعض أصحابنا أنه أتى بني حنيفة في منازلهم، ودعاهم إلى الله، وعرض عليهم نفسه، فلم يكن أحد من العرب أقبح ردا منهم. وحدثني الزهري أنه أتى بني عامر بن صعصعة فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم نفسه، فقال رجل منهم يقال له بحيرة بن فراس: والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب، ثم قال له: أرأيت إن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: "الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء". قال: أفنهدف نحورنا للعرب دونك؟ فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك فأبوا عليه. وقال يونس بن بكير، عن إسحاق: حدثني عاصم بن عمرو بن قتادة، عن أشياخ من قومه، قالوا: قدم سويد بن الصامت أخو بني عمرو بن عوف مكة حاجا أو معتمرا، وكان سويد يسميه قومه فيهم "الكامل" لسنه وجلده وشعره، فتصدى لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعاه إلى الله، فقال سويد: فلعل الذي معك مثل الذي معي. فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَمَا الذي معك"؟ قال: مجلة لقمان، يعني: حكمة لقمان، قال: "اعرضها". فعرضها عليه، فقال: "إن هذا الكلام حسن، والذي معي أفضل منه، قرآن أنزله الله علي". فتلا عليه القرآن، ودعاه إلى الإسلام، فلم يبعد منه، وقال: إن هذا لقول حسن. ثم انصرف فقدم المدينة على قومها، فلم يلبث أن قتلته الخزرج، فكان رجال من قومه يقولون: إنا لنرى أنه قتل وهو مسلم، وكان قتله يوم بعاث. وقال البكائي، عن ابن إسحاق، قال: وسويد الذي يقول: ألا رب من تدعو صديقا ولو ترى ... مقالته بالغيب ساءك ما يفرى مقالته كالشهد ما كان شاهدا ... وبالغيب مأثور على ثغرة النحر يسرك باديه وتحت أديمه ... تميمة غش تبترى عقب الظهر تبين لك العينان ما هو كاتم ... من الغل والبغضاء بالنظر الشزر فرشني بخير طالما قد بريتني ... وخير الموالي من يريش ولا يبري

حديث يوم بعاث 1: قال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ، عن محمود بن لبيد، قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذ، يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فقال لهم: "هل لكم إلى خير مما جئتم له"؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: "أنا رسول الله بعثني الله إلى العباد". ثم ذكر لهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فقال إياس، وكان غلاما حدثا: يا قوم هذا والله خير مما جئتم له. فيأخذ أبو الحيسر حفنة من الحصباء، فضرب بها وجه إياس، وقال: دعنا منك، فلعمري لقد جئنا لغير هذا. فسكت، وقام النبي صلى الله عليه وسلم عنهم وانصرفوا إلى المدينة، وكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج، ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك. قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضره من قومي أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات، وكانوا لا يشكون أنه مات مسلما. وقد كان استشعر من الإسلام في ذلك المجلس، حين سَمِعَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا سمع. وقال هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قالت: كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله، فقدم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِيْنَةَ، وقد افترق ملؤهم وقتلت سرواتهم -يعني: وجرحوا- قدمه الله لرسوله في دخولهم في الإسلام. أخرجه البخاري2.

_ 1 بعاث، بضم الباء، يوم مشهور كان فيه حرب بين الأوس والخزرج، وبعاث اسم حصن للأوس، وبعضهم يقوله بالغين المعجمة، وهو تصحيف. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3777" حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، به. وقوله "سرواتهم": بفتح المهملة والراء والواو أي خيارهم.

ذكر مبدأ خبر الأنصار والعقبة الأولى

ذكر مبدأ خبر الأنصار والعقبة الأولى: قال أحمد بن المقدام العجلي: حدثنا هشام بن محمد الكلبي، قال: حدثنا عبد الحميد بن أبي عيسى بن خير، عن أبيه، قال: سمعت قريش قائلا يقول في الليل على أبي قبيس: فَإِنْ يَسْلَمِ السَّعْدَانِ يُصْبِحْ مُحَمَّدٌ ... بِمَكَّةَ لاَ يخشى خلاف المخالف فلما أصبحوا قال أبو سفيان: من السعدان؟ سعد بن بكر، سعد تميم؟ فلما كان في الليلة الثانية سمعوا الهاتف يقول: أيا سَعْدَ الأَوْسِ كُنْ أَنْتَ نَاصِراً ... وَيَا سَعْدُ سعد الخزرجين الغطارف أَجِيْبَا إِلَى دَاعِي الهُدَى وَتَمَنَّيَا ... عَلَى اللهِ فِي الفِرْدَوْسِ مُنْيَةَ عَارِفِ فَإِنَّ ثَوَابَ اللهِ لِلطَّالِبِ الهُدَى ... جِنَانٌ مِنَ الفِرْدَوْسِ ذَاتُ رَفَارِفِ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: هُوَ وَاللهِ سَعْدُ بنُ معاذ، وسعد بن عبادة. وقال البكائي، عن ابن إسحاق: لما أراد الله إظهار دينه، وإعزاز نبيه، خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الموسم الذي لقيه فيه الأنصار، فعرض نفسه على القبائل، كما كان يصنع، فبينا هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج، فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما لقيهم قال: "من أنتم"؟ قالوا: نفر من الخزرج. قال: "أمن موالي يهود"؟ قالوا: نعم. قال: "أفلا تجلسون أكلمكم"؟ قالوا: بلى. فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن، وكان مما صنع الله به في الإسلام أن يهود كانوا معهم في بلادهم، وكانوا أهل كتاب وعلم، وكانوا أهل شرك وأوثان، وكانوا قد غزوهم ببلادهم، فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا: إن نبيا مبعوث الآن، قد أظل زمانه، نتبعه، فنقتلكم معه قتل عاد وإرم. فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر، ودعاهم إلى الله، قال بعضهم لبعض: يا قوم تعلموا والله إنه للنبي الذي تواعدكم به يهود، فلا يسبقنكم إليه. فأجابوه وأسلموا، وقالوا: إنا تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، وعسى أن يجمعهم الله بك فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك, ونعرض عليهم الذي أجبناك به، إن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك. ثم انصرفوا. قال ابن إسحاق: وهم فيما ذكر ستة من الخزرج: أسعد بن زرارة، وعوف بن عفراء، ورافع بن مالك الزرقي، وقطبة بن عامر السلمي، وعقبة بن عامر. رواه جرير بن حازم عن

ابن إسحاق، فقال بدل عقبة: معوذ بن عفراء، وجابر بن عبد الله أحد بني عدي بن غنم. فلما قدموا المدينة ذكروا لقومهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعوهم إلى الإسلام، وفشا فيهم ذكر رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كان العام المقبل، وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا، فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة، وهي "العقبة الأولى"، فبايعوا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بيعة النساء، وذلك قبل أن تفترض عليهم الحرب، وهم أسعد بن زرارة، وعوف، ومعوذ ابنا الحارث وهما ابن عفراء، وذكوان بن عبد قيس، ورافع بن مالك، وعبادة بن الصامت، ويزيد بن ثعلبة البلوي، وعباس بن عبادة بن نضلة، وقطبة بن عامر، وعقبة بن عامر، وهم من الخزرج، وأبو الهيثم ابن التيهان، وعويم بن ساعدة، وهما من الأوس. وقال يونس وجماعة، عن ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بنِ عبد الله اليزني، عن أبي عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عسيلة، قال: حدثني عبادة بن الصامت، قَالَ: بَايَعنَا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ العقبة الأولى، ونحن اثنا عشر رجلا، فبايعناه بيعة النساء على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف، وذلك قبل أن تفترض الحرب، فإن وفيتم بذلك فلكم الجنة، وإن غشيتم شيئا فأمركم إلى الله، إن شاء غفر، وإن شاء عذب. أخرجاه عن قتيبة، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. أخبرنا الخضر بن عبد الرحمن، وإسماعيل بن أبي عمرو، قالا: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بن البن، قال: أخبرنا جدي أبو القاسم الحسين، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي العلاء سنة تسع وسبعين وأربعمائة، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان المعدل، قال: أخبرنا علي بن يعقوب، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم القرشي، قال: أخبرنا محمد بن عائذ، قال: أخبرني إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن عبادة بن الصامت، قَالَ: بَايَعنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن نقول في الله عز وجل، لا تأخذنا فيه لومة لائم، وعلى أن ننصره إذا قدم علينا يثرب، فنمنعه مما نمنع أنفسنا وأزواجنا، ولنا الجنة. رواه زهير بن معاوية، عن ابن خثيم، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، أن عبادة قال نحوه. خالفه داود بن عبد الرحمن العطار ويحيى بن سليم، فرويا عن ابن خثيم هذا المتن بإسناد آخر، وهو عن أبي الزبير عن جابر. وسيأتي. وقال البكائي، عن ابن إسحاق: فلما انصرف القوم, بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصعب بن

عمير العبدري يقرئهم ويفقههم في الدين، فنزل على أسعد بن زرارة، فحدثني عاصم ابن عمر أنه كان يصلي بهم، وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض. قال ابن إسحاق: وكان يسمى مصعب بالمدينة المقرئ. وحدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، قال: كنت قائد أبي حين ذهب بصره، فكنت إذا خَرَجْتُ بِهِ إِلَى الجُمُعَةِ، فَسَمِعَ الأَذَانَ صَلَّى على أبي أمامة أسعد بن زرارة، واستغفر، فقلت: يا أبه مالك إذا سمعت الأذان للجمعة صليت على أبي أمامة! قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، كَانَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ بنا بالمدينة في هزم مِنْ حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ يُقَالُ لَهُ نَقِيْعُ الخضمات. قلت: وكم كنتم يومئذ؟ قال: أربعون رجلا. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: فلما حضر الموسم حج نفر من الأنصار، منهم معاذ بن عفراء، وأسعد بن زرارة، ورافع بن مالك، وذكوان، وعبادة بن الصامت، وأبو عبد الرحمن بن تغلب، وأبو الهيثم بن التيهان، وعويم بن ساعدة، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرهم خبره، وقرأ عليهم القرآن، فأيقنوا به واطمأنوا، وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب، فصدقوه، ثم قالوا: قد علمت الذي كان بين الأوس والخزرج من سفك الدماء، ونحن حراص على ما أرشدك الله به، مجتهدون لك بالنصيحة, وإنا نشير عليك برأينا، فامكث على اسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنذكر لهم شأنك, وندعوهم إلى الله، فلعل الله يصلح ذات بينهم، ويجمع لهم أمرهم فنواعدك الموسم من قابل. فرضي بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجعوا إلى قومهم فدعوهم سرا وتلوا عليهم القرآن، حتى قل دار من الأنصار إلا قد أسلم فيها ناس، ثم بعثوا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معاذ بن عفراء، ورافع بن مالك أن ابعث إلينا رجلا من قبلك يفقهنا. فبعث مصعب بن عمير، فنزل في بني تميم على أسعد يدعو الناس سرا، ويفشو فيهم الإسلام ويكثر، ثم أقبل مصعب وأسعد، فجلسا عند بئر بني مرق، وبعثا إلى رهط من الأنصار، فأتوهما مستخفين، فأخبر بذلك سعد بن معاذ -ويقول بعض الناس: بل أسيد بن حضير -فأتاهم في لأمته معه الرمح، حتى وقف عليهم، فقال لأبي أمامة أسعد: علام أتيتنا في دورنا بهذا الوحيد الغريب الطريد، يسفه ضعفاءنا بالباطل ويدعوهم إليه، لا أراك بعدها تسيء من جوارنا. فقاموا، ثم إنهم عادوا مرة أخرى لبئر بني مرق، أو قريبا منها، فذكروا لسعد بن معاذ الثانية فجاءهم، فتواعدهم وعيدا دون وعيده الأول، فقال له أسعد: يابن خالة، اسمع من قوله، فإن سمعت حقا فأجب إليه، وإن سمعت منكرا فاردده بأهدى منه، فقال: ماذا يقول؟ فقرأ عليه مصعب: {حم، وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ، إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا

عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الزخرف: 1-3] ، فقال سعد: ما أسمع إلا ما أعرفه. فرجع سعد وقد هداه الله، ولم يظهر لهما إسلامه، حتى رجع إلى قومه فدعا بني عبد الأشهل إلى الإسلام، وأظهر لهم إسلامه وقال: من شك منكم فيه فليأت بأهدى منه، فوالله لقد جاء أمر لتحزَّنَّ منه الرقاب. فأسلمت بنو عبد الأشهل عند إسلام سعد بن معاذ، إلا من لا يذكر. ثم إن بني النجار أخرجوا مصعب بن عمير، واشتدوا على أسعد، فانتقل مصعب إلى سعد بن معاذ يدعو آمنا ويهدي الله به. وأسلم عمرو بن الجموح، وكسرت أصنامهم، وكان المسلمون أعز من بالمدينة، وكان مصعب أول من جمع الجمعة بالمدينة، ثم رجع إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هكذا قال ابن شهاب: إن مصعبا أول من جمع بالمدينة. وقال البكائي، عن ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن المغيرة بن معيقيب، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير، يريد به دار بني عبد الأشهل، ودار بني ظفر، وكان سعد بن معاذ ابن خالة أسعد بن زرارة، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر، وقالا: على بئر مرق، فاجتمع إليهما ناس، وكان سعد وأسيد بن حضير سيدي بني عبد الأشهل، فلما سمعا به قال سعد لأسيد: انطلق إلى هذين فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارينا، فلولا، أسعد بن زرارة ابن خالتي كفيتك ذلك. فأخذ أسيد حربته، ثم أقبل إليهما، فلما رآه أسعد قال: هذا سيد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه. قال مصعب: إن يجلس أكلمه. قال: فوقف عليهما، فقال: ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا، اعتزلانا إن كان لكما بأنفسكما حاجة، فقال له مصعب: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرا قبلته، وإن كرهته كف عنك ما تكره. قال: أنصف. ثم ركز حربته وجلس إليهما، فكلمه مصعب بالإسلام، وقرأ عليه القرآن، فقالا فيما بلغنا: والله لعرفنا في وجه الإسلام، قبل أن يتكلم في إشراقه وتسهله، ثم قال: ما أحسن هذا وأجمله! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟ قالا: تغتسل وتطهر وتطهر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلي. فقام فاغتسل وأسلم وركع ركعتين ثم قال لهما: إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه من قومه أحد، وسأرسله إليكما. ثم انصرف إلى سعد بن معاذ وقومه، وهم جلوس في ناديهم، فلما رآه سعد مقبلا قال: أقسم بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ولى به، ثم قال له: ما فعلت؟ قال: كلمت الرجلين، فما رأيت بهما بأسا، وقد تهيبتهما فقالا: لا نفعل ما أحببت، وقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد ليقتلوه، وذلك أنهم عرفوا أنه ابن خالتك ليخفروك. فقام سعد مغضبا مبادرا متخوفا، فأخذ الحربة، وقال: والله ما أراك أغنيت عنا شيئا. ثم خرج إليهما، فلما رآهما سعد مطمئنين عرف أن أسيدا إنما أراد منه أن يسمع منهما،

فوقف عليهما متبسما. ثم قال لأسعد: يا أبا أمامة، والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت مني هذا، أتغشانا في دارينا بما نكره! وقد قال أسعد لمصعب: أي مصعب جاءك والله سيد من وراءه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان. فقال: أو تقعد فتسمع، فإن رضيت أمرا ورغبت فيه قبلته، وإن كرهت عزلنا عنك ما تكره. قال: أنصفت. فعرض عليه الإسلام، وقرأ عليه القرآن، فعرفنا في وجهه، والله، الإسلام قبل أن يتكلم به، لإشراقه وتسهله. ثم فعل كما عمل أسيد، وأسلم، وأخذ حربته، وأقبل عامدا إلى نادي قومه، ومعه أسيد, فلما رآه قومه، قالوا: نحلف بالله لقد رجع سعد إليكم بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم، قال: يا بني عبد الأشهل كيف تعرفون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا رأيا وأيمننا نقيبة. قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا. فوالله ما أمسى فِي دَارِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ رَجُلٌ وَلاَ امرأة إلا مسلما ومسلمة، ورجع مصعب وأسعد إلى منزلهما، ولم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء ومسلمون، إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد، وخطمة، ووائل، وواقف، وتلك أوس الله وهم من الأوس بن حارثة، وذلك أنه كان فيهم أبو قيس بن الأسلت، وهو صيفي، وكان شاعرا لهم وقائدا، يستمعون منه ويطيعونه فوقف بهم عن الإسلام، فلم يزل على ذلك حتى مضت أحد والخندق.

العقبة الثانية

العقبة الثانية: قال يحيى بن سليم الطائفي، وداود العطار, وهذا لفظه: حدثنا ابن خثيم، عن أبي الزبير المكي، عن جابر بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في المواسم: مجنة وعكاظ، ومنى، يقول: "من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة"؟ فلا يجد، حتى إن الرجل يرحل صاحبه من مضر أو اليمن، فيأتيه قومه أو ذو رحمه يقول: احذر فتى قريش لا يفتنك، يمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل، يشيرون إليه بأصابعهم، حتى بعثنا الله له من يثرب، فيأتيه الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لم يبق دار من يثرب إلا وفيها رهط يظهرون الإسلام. ثم ائتمرنا واجتمعنا سبعين رجلا منا، فقلنا: حتى متى نذر رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف في جبال مكة ويخاف. فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم، فواعدنا شعب العقبة، فاجتمعنا فيه من رجل ورجلين، حتى توافينا عنده، فقلنا: يا رسول الله علام نبايعك؟ قال: "على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله، لا تأخذكم فيه لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب، تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة". فقمنا نبايعه، فأخذ بيده أسعد بن زرارة، وهو أصغر السبعين، إلا أنا، فقال: رويدا يا أهل يثرب، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله، إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على عض السيوف إذا مستكم، وعلى قتل خياركم، وعلى مفارقة العرب كافة، فخذوه وأجركم على الله، وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة، فذروه فهو أعذر لكم عند الله عز وجل. قلنا: أمط يدك يا أسعد، فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها، فقمنا إليه نبايعه رجلا رجلا، يأخذ علينا شرطه، ويعطينا على ذلك الجنة. زاد في وسطه يحيى بن سليم: فقال له عمه العباس: يابن أخي لا أدري ما هذا القوم الذين جاءوك، إني ذو معرفة بأهل يثرب. قال: فاجتمعا عنده من رجل ورجلين، فلما نظر العباس في وجوهنا، قال: هؤلاء قوم لا أعرفهم أحداث، فقلنا: علام نبايعك. وقال أبو نعيم: حدثنا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم معه عمه العباس، إلى السبعين من الأنصار، عند العقبة تحت الشجرة، قال: ليتكلم متكلمكم ولا يطيل الخطبة، فإن عليكم من المشركين عينا. فقال أسعد: سل يا محمد لربك ما شئت، ثم سل لنفسك، ثم

أخبرنا ما لنا على الله. قال: "أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تؤونا وتنصرونا وتمنعونا مما تمنعون منه أنفسكم". قَالُوا: فَمَا لَنَا إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ؟ قَالَ: "لكم الجنة". قالوا: فلك ذلك. وقال أبو نعيم: حدثنا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم معه عمه العباس، إلى السبعين من الأنصار، عند العقبة تحت الشجرة، قال: ليتكلم متكلمكم ولا يطيل الخطبة، فإن عليكم من المشركين عينا. فقال أسعد: سل يا محمد لربك ما شئت، ثم سل لنفسك، ثم أخبرنا ما لنا على الله. قال: "أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا, وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تؤونا وتنصرونا وتمنعونا مما تمنعون منه أنفسكم". قَالُوا: فَمَا لَنَا إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ؟ قَالَ: "لكم الجنة". قالوا: فلك ذلك. ورواه أحمد بن حنبل، عَنْ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا بن أَبِي زَائِدَةَ، قال: أخبرنا مجالد، عن الشعبي، عن أبي مسعود الأنصاري بنحوه، قال: وكان أبو مسعود أصغرهم سنا. وقال ابن بكير، عن ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر، وعبد الله بن أبي بكر، أن العباس بن عبادة بن نضلة أخا بني سالم قال: يا معشر الخزرج هل تدرون على ما تبايعون رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ إِنَّكُم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود، فإن كنتم ترون أنها إذا أنهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتل، تركتموه وأسلمتموه، فمن الآن، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أنكم مستضلعون به وافون له، فهو والله خير الدنيا والآخرة. قال عاصم: فوالله ما قال العباس هذه المقالة إلا ليشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بها العقد. وقال ابن أبي بكر: ما قالها إلا ليؤخر بها أمر القوم تلك الليلة، ليشهد أمرهم عبد الله بن أبي، فيكون أقوى. قالوا: فما لنا بذلك يا رسول الله؟ قال: "الجنة". قالوا: ابسط يدك. وبايعوه، فقال عباس بن عبادة: إن شئت لنملين عليهم غدا بأسيافنا، فقال: "لم أؤمر بذلك". وقال الزهري -ورواه ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ- وقاله موسى بن عقبة، وهذا لفظه: إن العام المقبل حج من الأنصار سبعون رجلا، أربعون من ذوي أسنانهم وثلاثون من شبانهم، أصغرهم أبو مسعود عقبة بن عمرو، وجابر بن عبد الله، فلقوه بالعقبة، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه العباس، فلما أخبرهم بما خصه الله من النبوة والكرامة، ودعاهم إلى الإسلام وإلى البيعة أجابوه، وقالوا: اشترط علينا لربك ولنفسك ما شئت. فقال: "أشترط لربي أن لا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم". فلما طابت بذلك أنفسهم من الشرط أخذ عليهم العباس المواثيق لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالوفاء، وعظم

العباس الذي بينهم وَبَيْنَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر أن أم عبد المطلب سلمى بنت عمرو بن زيد بن عدي بن النجار. وذكر الحديث بطوله. قال عروة: فجميع من شهد العقبة من الأنصار سبعون رجلا وامرأة وقال ابن إسحاق: سبعون رجلا وامرأتان، إحداهما أم عمارة وزوجها وابناهما. وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: فحدثني معبد بن كعب بن مالك بن القين، عن أخيه عبيد الله، عن أبيه كعب رضي الله عنه قال: خرجنا في الحجة التي بايعنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة مع مشركي قومنا، ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا، حتى إذا كنا بظاهر البيداء، قال: يا هؤلاء تعلمون أني قد رأيت رأيا، والله ما أدري توافقوني عليه أم لا؟ فقلنا: وما هو يا أبا بشر؟ قال: إني قد أردت أن أصلي إلى هذه البنية ولا أجعلها مني بظهر. فقلنا: لا والله لا تفعل، والله ما بلغنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم يصلي إلا إلى الشام. قال: فإني والله لمصل إليها. فكان إذا حضرت الصلاة توجه إلى الكعبة، وتوجهنا إلى الشام, حتى قدمنا مكة، فقال لي البراء: يابن أخي انطلق بنا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى أسأله عما صنعت، فلقد وجدت في نفسي بخلافكم إياي. قال: فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليبه وسلم فلقينا رجلا بالأبطح، فقلنا: هل تدلنا على محمد؟ قال: وهل تعرفانه إن رأيتماه؟ قلنا: لا والله. قال: فهل تعرفان العباس؟ فقلنا: نعم، وقد كنا نعرفه، كان يختلف إلينا بالتجارة، فقال: إذا دخلتما المسجد فانظرا العباس، فهو الرجل الذي معه. قال: فدخلنا المَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والعباس ناحية المسجد جالسين، فسلمنا، ثم جلسنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تعرف هذين يا أبا الفضل؟ قال: نعم، هَذَا البَرَاءُ بنُ مَعْرُوْرٍ سَيِّدُ قَوْمِهِ، وَهَذَا كعب بن مالك، فوالله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشاعر"؟ قال: نعم. فقال له البراء: يا رسول الله إني قد كنت رأيت في سفري هذا رأيا، وقد أحببت أن أسألك عنه. قال: وما ذاك؟ قال: رَأَيْتُ أَنْ لاَ أَجْعَلَ هَذِهِ البَنِيَّةَ مِنِّي بظهر فصليت إليها. فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَدْ كُنْتَ عَلَى قِبْلَةٍ لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهَا". فرجع إلى قِبْلَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأهله يقولون: قد مات عليها، ونحن أعلم به، قد رجع إلى قِبْلَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصلى معنا إلى الشام. ثُمَّ وَاعَدَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم العقبة، أوسط أيام التشريق، ونحن سبعون رجلا للبيعة، ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر، وإنه لعلى شركه، فأخذناه فقلنا: يا أبا جابر والله إنا لنرغب بك أن تموت على ما أنت عليه، فتكون لهذه النار غدا حطبا، وإن الله قد بعث رسولا يأمر بتوحيده وعبادته، وقد أسلم رجال من قومك، وقد وَاعَدَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للبيعة. فأسلم وطهر ثيابه، وحضرها معنا فكان نقيبا، فلما كانت الليلة التي وعدنا فيها رسول

الله صلى الله عليه وسلم بمنى أول الليل مع قومنا، فلما استثقل الناس من النوم تسللنا من فرشنا تسلل القطا، حتى اجتمعنا بالعقبة، فَأُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعمه العباس، ليس معه غيره، أحب أن يحضر أمر ابن أخيه، فكان أول متكلم، فقال: يا معشر الخزرج إن محمدا منا حيث قد علمتم، وهو في منعة من قومه وبلاده، قد منعناه ممن هو على مثل رأينا منه، وقد أبى إلا الانقطاع إليكم، وإلى ما دعوتموه إليه، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما وعدتموه، فأنتم وما تحملتم، وإن كنتم تخشون من أنفسكم خذلانا فاتركوه في قومه، فإنه في منعة من عشيرته وقومه. فقلنا: قد سمعنا ما قلت، تكلم يا رسول الله. فتكلم ودعا إلى الله، وتلا القرآن، ورغب في الإسلام، فأجبناه بالإيمان والتصديق له، وقلنا له: خذ لربك ولنفسك. فقال: إني أبايعكم على أن تمنعوني مما منعتم منه أبناءكم ونساءكم. فأجابه البراء بن معرور فقال: نعم والذي بعثك بالحق نمنعك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحروب وأهل الحلقة، ورثناها كابرا عن كابر. فعرض في الحديث أبو الهيثم بن التيهان، فقال: يا رسول الله إن بيننا وبين أقوام حبالا، وإنا قاطعوها، فهل عسيت إن الله أظهرك ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فقال: "بل الدم الدم والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم". فقال له البراء بن معرور: ابسط يدك يا رسول الله نبايعك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا". فأخرجوهم له، فكان نقيب بني النجار: أسعد بن زرارة، ونقيب بني سلمة: البراء بن معرور، وعبد الله بن عمرو بن حرام، ونقيب بني ساعدة: سعد بن عبادة، والمنذر ابن عمرو، ونقيب بني زريق: رافع بن مالك، ونقيب بني الحارث بن الخزرج: عبد الله بن رواحة، وسعد بن الربيع، ونقيب بني عوف بن الخزرج: عبادة بن الصامت -وبعضهم جعل بدل عبادة بن الصامت خارجة بن زيد- ونقيب بني عمرو بن عوف: سعد بن خيثمة، ونقيب بني عبد الأشهل -وهم من الأوس- أسيد بن حضير، وأبو الهيثم بن التيهان، قال: فأخذ البراء بِيَدِ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَرَبَ عليها، وكان أول من بايع، وتتابع الناس فبايعوا، فصرخ الشيطان على العقبة بأنفذ -والله- صوت سمعته قط، فقال: يا أهل الجباجب هل لكم من مذمم والصباة معه قد اجتمعوا على حربكم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا أزب العقبة، هذا ابن أزيب، أما والله لأفرغن لك، ارفضوا إلى رحالكم". فقال العباس بن عبادة أخو بني سالم: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا. فقال: "إنا لم نؤمر بذلك" فرحنا إلى رحالنا فاضطجعنا، فلما أصبحنا، أقبلت جلة من قريش فيهم الحارث بن هشام، فتى شاب وعليه نعلان له جديدتان، فقالوا: يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم جئتم إلى صاحبنا لتستخرجوه من بين أظهرنا، وإنه والله ما من العرب أحد أبغض

إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم. فانبعث من هناك من قومنا من المشركين يحلفون لهم بالله، ما كان من هذا من شيء، وما فعلناه. فلما تثور القوم لينطلقوا قلت كلمة كأني أشركهم في الكلام: يا أبا جابر -يريد عبد الله بن عمرو- أنت سيد من سادتنا وكهل من كهولنا، لا تستطيع أن تتخذ مثل نعلي هذا الفتى من قريش. فسمعه الحارث، فرمى بهما إليّ وقال: والله لتلبسنهما. فقال أبو جابر: مهلا أحفظت لعمر الله الرجل -يقول: أخجلته- اردد عليه نعليه. فقلت: لا والله لا أردهما، فأل صالح إني لأرجو أن أسلبه. قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر، قال: ثم انصرفوا عنهم فأتوا عبد الله بن أبي يعني ابن سلول فسألوه، فقال: إن هذا الأمر جسيم وما كان قومي ليتفوتوا عليّ بمثله. فانصرفوا عنه. وقال ابن إدريس، عن ابن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لهم: "ابعثوا منكم اثني عشر نقيبا كفلاء على قومهم، ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم". فقال أسعد بن زرارة: نعم يا رسول الله، قال: فأنت نقيب على قومك، ثم سمى النقباء كرواية معبد بن مالك. وقال ابن وهب: حدثني مالك، قال: حدثني شيخ من الأنصار أن جبريل -عليه السلام- كان يشير للنبي صلى الله عليه وسلم إلى من يجعله نقيبا. قال مالك: كنت أعجب كيف جاء من قبيلة رجل، ومن قبيلة رجلان، حتى حدثني هذا الشيخ أن جبريل كان يشير إليهم يوم البيعة، قال مالك: وهم تسعة نقباء من الخزرج، وثلاثة من الأوس. وقال: ابن إسحاق: تسمية من شهد العقبة: قلت: تركت النقباء لأنهم قد تقدموا. فمن الأوس: سلمة بن سلامة بن وقش. مومن بني حارثة: ظهير بن رافع، وأبو بردة بن نيار، وبهير بن الهيثم. ومن بني عمرو بن عوف: رفاعة بن عبد المنذر -وعده ابن إسحاق نقيبا عوض أبي الهيثم بن التيهان- وعبد الله بن جبير بن النعمان أمير الرماة يوم أحد ويومئذ استشهد، ومعن بن عدي قتل يوم اليمامة، وعويم بن ساعدة. فجميع من شهد العقبة من الأوس أحد عشر رجلا.

ومن الخزرج من بني النجار: أبو أيوب خالد بن زيد, ومعاذ بن عفراء وأخوه عوف، وعمارة بن حزم، وقتل يوم اليمامة. ومن بني عمرو بن مبذول: سهل بن عتيك، بدري. ومن بني عمرو بن النجار، وهم بنو حديلة: أوس بن ثابت، وأبو طلحة زيد بن سهل. ومن بني مازن بن النجار: قيس بن أبي صعصعة، وعمرو بن غزية. ومن بلحارث بن الخزرج: خارجة بن زيد، استشهد يوم أحد، وبشير بن سعد، وعبد الله بن زيد صاحب النداء، وخلاد بن سويد، استشهد يوم قريظة، وأبو مسعود عقبة بن عمرو. ومن بني بياضة: زياد بن لبيد، وفروة بن عمرو، وخالد بن قيس. ومن بني زريق: ذكوان بن عبد قيس، وكان خرج إلى مكة، فكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يقال له: مهاجري أنصاري، واستشهد يوم أحد، وعباد بن قيس، والحارث بن قيس. ومن بني سلمة: بشر بن البراء بن معرور ابن أحد النقباء، وسنان ابن صيفي, والطفيل ابن النعمان، واستشهد يوم الخندق، ومعقل بن المنذر، ومسعود بن يزيد, والضحاك بن حارثة، ويزيد بن حرام، وجبار بن صخر، والطفيل بن مالك. ومن بني غنم بن سواد: سليم بن عمرو، وقطبة بن عامر، ويزيد بن عامر، وأبو اليسر كعب بن عمرو، وصيفي بن سواد. ومن بني نابي بن عمرو: ثعلبة بن غنمة، وقتل بالخندق، وأخوه عمرو، وعبس بن عامر، وعبد الله بن أنيس، وخالد بن عدي. ومن بني حرام: جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ حرام، ومعاذ بن عمرو بن الجموح، وثابت بن الجذع، استشهد بالطائف، وعمير بن الحارث، وخديج بن سلامة, ومعاذ بن جبل. ومن بني عوف بن الخزرج: العباس بن عبادة، استشهد يوم أحد، وأبو عبد الرحمن يزيد بن ثعلبة البلوي حليف لهم، وعمرو بن الحارث. ومن بني سالم بن غنم بن عوف: رفاعة بن عمرو، وعقبة بن وهب. ومن بني ساعدة: النقيبان سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو الذي كان أميرا يوم بئر معونة فاستشهد.

وأما المرأتان: فأم منيع أسماء بنت عمرو بن عدي، وأم عمارة نسيبة بنت كعب، حضرت ومعها زوجها زيد بن عاصم بن كعب، وابناها حبيب وعبد الله، وحبيب هو الذي مثل به مسيلمة الكذاب وقطعه عضوا عضوا. قال ابن إسحاق: فلما تفرق الناس عن البيعة، فتشت قريش من الغد عن الخبر والبيعة، فوجدوه حقا، فانطلقوا في طلب القوم، فأدركوا سعد بن عبادة، وهرب منذر بن عمرو، فشدوا يدي سعد إلى عنقه بنسعة، وكان ذا شعر كثير، فطفقوا يجبذونه بجمته ويصكونه ويلكزونه، إلى أن جاء مطعم بن عدي، والحارث بن أمية، وكان سعد يجبرهما إذا قدما المدينة فأطلقاه من أيديهم وخليا سبيله. قال: وكان معاذ بن عمرو بن الجموح قد شهد العقبة، وكان أبوه من سادة بني سلمة، وقد اتخذ في داره صنما من خشب يقال له مناف، فلما أسلم فتيان بني سلمة: معاذ بن جبل، وابنه معاذ بن عمرو وغيرهما، كانوا يدخلون بالليل على صنمه فيأخذونه ويطرحونه في بعض الحفر، وفيها عذر الناس، منكسا على رأسه، فإذا أصبح عمرو قال: ويلكم من عدا على إلهنا في هذه الليلة! ثم يلتمسه حتى إذا وجده غسله وطهره وطيبه، ثم قال: أما والله لو أعلم من يصنع بك هذا لأخزيته. فإذا أمسى ونام فعلوا به مثل ذلك، وفعل مرات، وفي الآخر علق عليه سيفه، ثم قال: إني والله ما أعلم من يصنع بك ما ترى، فإن كان فيك خير فامتنع، وهذا السيف معك. فلما كان الليل أخذوا السيف من عنقه، ثم أخذوا كلبا ميتا فعلقوه وربطوه به وألقوه في جب عذره، فغدا عمرو فلم يجده، فخرج يتبعه حتى وجدوه في البئر منكسا مقرونا بالكلب، فلما رآه أبصر شأنه، وكلمه من أسلم من قومه فأسلم وحسن إسلامه، وقال: تالله لَوْ كُنْتَ إِلَهاً لَمْ تَكُنْ ... أَنْتَ وَكَلْبٌ وسط بئر في قرن أف لمصرعك إلا مستدن ... الآن فتشناك عن سوء الغبن الحمد لله العلي ذي المنن ... الواهب الرزق وديان الدين هو الذي أنقذني من قبل أن ... أكون في ظلمة قبر مرتهن

ذكر أول من هاجر إلى المدينة

ذكر أول من هاجر إلى المدينة: عقيل وغيره، وعن الزهري عن عروة، عَنْ عَائِشَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم للمسلمين بمكة: "قد أريت دار هجرتكم، أريت سبخة ذات نخل بين لابتين". وهما الحرتان. فهاجر من هاجر قبل المدينة عند ذلك، ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين، وتجهز أبو بكر مهاجرا، فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَلَى رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي". فقال أبو بكر: وترجو ذلك بأبي أنت وأمي؟ قال: "نعم". فحبس أبو بكر نفسه عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليصحبه، وعلف راحلتين عنده ورق السمر أربعة أشهر. أخرجه البخاري1. وقال البكائي، عن ابن إسحاق، قال: فلما أذن الله لنبيه في الحرب وبايعه هذا الحي من الأنصار على الإسلام والنصرة، أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قومه بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها واللحوق بالأنصار، فخرجوا أرسالا، فكان أول من هاجر أبو سلمة بن عبد الأسد إلى المدينة، هاجر إليها قبل العقبة الكبرى بسنة، وقد كان قدم من الحبشة مكة، فآذته قريش، وبلغه أن جماعة من الأنصار قد أسلموا، فهاجر إلى المدينة. فعن أم سلمة، قالت: لما أجمع أبو سلمة الخروج رحل لي بعيره، ثم حملني وابني عليه، ثم خرج بي يقودني. فلما رأته رجال بني المغيرة قاموا إليه، فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، هذه، علام نتركك تسير بها في البلاد! فنزعوا خطام البعير من يده، فأخذوني منه، وغضب عند ذلك رهط أبي سلمة، فقالوا: والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا. فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، وحبسني بنو المغيرة عندهم، فانطلق زوجي إذ فرقوا بيننا، فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح، فلا أزال أبكي حتى أمسي، سنة أو قريبا منها. حتى مر بي رجل من بني عمي فرحمني، فقال: ألا تحرجون من هذه المسكينة، فرقتم بينها وبين ولدها؟ فقالوا لي: الحقي بزوجك. قالت: ورد بنو عبد الأسد إلي عند ذلك ابني. فارتحلت بعيري، ثم وضعت سلمة في حجري، وخرجت أريد زوجي بالمدينة، وما معي أحد من خلق الله، قلت: أتبلغ بمن لقيت حتى أقدم على زوجي، حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة العبدري، فقال: إلى أين يا ابنة أبي أمية؟ قلت: أريد زوجي بالمدينة. قال: أوما معك أحد؟ قالت: لا والله إلا الله وبني هذا. قال: والله

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3905" حدثنا يحيى بن بكير، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، به في حديث طويل.

ما لك من مترك. فأخذ بخطام البعير، فانطلق معي يهوي بي، فوالله ما صحبت رجلا من العرب، أرى أنه أكرم منه، كان أبدا إذا بلغ المنزل أناخ بي، ثم استأخر عني حتى إذا نزلت استأخر ببعيري، فحط عنه، ثم قيده في الشجرة, ثم تنحى إلى الشجرة، فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فرحله، ثم استأخر عني وقال: اركبي، فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه، فقادني حتى ينزل بي، فلم يزل يصنع ذلك حتى أقدمني المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء، قال: زوجك في هذه القرية، ثم انصرف راجعا. ثم كان أول من قدمها بعد أبي سلمة: عامر بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب مع امرأته، ثم عبد الله بن جحش حليف بني أمية، مع امرأته وأخيه أبي أحمد، وكان أبو أحمد ضرير البصر، وكان يمشي بمكة بغير قائد، وكان شاعرا، وكانت عنده الفرعة بنت أبي سفيان بن حرب، وكانت أمه أميمة بنت عبد المطلب، فنزل هؤلاء بقباء على مبشر بن عبد المنذر. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: فلما اشتدوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه بالهجرة، فخرجوا رسلا رسلا، فخرج منهم قبل مخرج رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو سلمة وامرأته، وعامر بن ربيعة، وامرأته أم عبد الله بنت أبي حثمة، ومصعب بن عمير، وعثمان بن مظعون، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وعبد الله بن جحش، وعثمان بن الشريد، وعمار بن ياسر, ثم خرج عمر وعياش بن أبي ربيعة وجماعة، فطلب أبو جهل والحارث بن هشام عياشا، وهو أخوهم لأمهم، فقدموا المدينة فذكروا له حزن أمه، وأنها حلفت لا يظلها سقف، وكان بها برا، فرق لها وصدقهم، فلما خرجا به أوثقاه وقدما به مكة، فلم يزل بها إلى قبل الفتح. قلت: وهو الذي كان يدعو له النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي القُنُوت: "اللهم أنج سلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة". الحديث1. قال ابن شهاب: وخرج عبد الرحمن بن عوف، فنزل على سعد بن الربيع، وخرج عثمان، والزبير، وطلحة بن عبيد الله، وطائفة ومكث ناس من الصحابة بمكة، حتى قدموا المدينة بعد مقدمه، منهم: سعد بن أبي وقاص، على اختلاف فيه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2932" حدثنا قبيصة حدثنا سفيان، عن ابن ذكوان، عن الأعرج، عن أبي هريرة، به مرفوعا وتمامه: "اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم أشدد وطأتك على مضر، اللهم سنين كسني يوسف".

وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني نافع، عن ابن عمر، عن أبيه عمر بن الخطاب، قال: لما اجتمعنا للهجرة اتعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاص بن وائل، وقلنا: الميعاد بيننا التناضب من أضاة بني غفار، فمن أصبح منكم لم يأتها فقد حبس. فأصبحت عندها أنا وعياش، وحبس هشام وفتن فافتتن وقدمنا المدينة فكنا نقول: ما الله بقابل من هؤلاء توبة, قوم عرفوا الله وآمنوا به وصدقوا رسوله، ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم في الدنيا فأنزلت: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الزمر: 53] ، فكتبتها بيدي كتابا، ثم بعثت بها إلى هشام، فقال هشام بن العاص: فلما قدمت عليَّ خرجت بها إلى ذي طوى أصعد فيها النظر وأصوِّبه لأفهمها، فقلت: اللهم فهمنيها، فعرفت إنما أنزلت فينا لما كنا نقول في أنفسنا، ويقال فينا، فرجعت فجلست على بعيري، فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقتل هشام بأجنادين. وقال عبد العزيز الدراوردي، عَنْ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قال: قدمنا من مكة فنزلنا العصبة عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة، وسالم مولى أبي حذيفة، فكان يؤمهم سالم، لأنه كان أكثرهم قرآنا. وقال إسرائيل، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قدم علينا مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ، فَقُلْنَا لَهُ: مَا فَعَلَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: هو مكانه وأصحابه على أثري ثم أتى بعد عمرو بن أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر، ثم عمار بن ياسر، وسعد بن أبي وقاص، وابن مسعود، وبلال، ثم أتانا عمر بن الخطاب في عشرين راكبا، ثم أَتَانَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر معه، فلم يقدم عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قرأت سورا من المفصل1. أخرجه مسلم. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ, عَنْ عُرْوَةَ قال: ومكث رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الحج بقية ذي الحجة، والمحرم، وصفر، وإن مشركي قريش أجمعوا أمرهم ومكرهم، على أن يأخذوا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِمَّا أن يقتلوه أو يحبسوه أو يخرجوه، فأخبره الله بمكرهم في قوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الأنفال: 30] ، الآية, فخرج رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر تحت الليل قِبَل الغار بثور، وعمد عليٌّ فرقد عَلَى فِرَاشِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يواري عنه العيون. وكذا قال موسى بن عقبة، وزاد: فباتت قريش يختلفون ويأتمرون أيهم يجثم على صاحب الفراش فيوثقه، إلى أن أصبحوا، فإذا هم بعلي -رضي الله عنه- فسألوه عن

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3924" و"3925"، ولم يخرجه مسلم.

النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرهم أنه لا علم له به، فعلموا عند ذلك أنه قد خرج فارا منهم، فركبوا في كل وجه يطلبونه. وكذا قال ابن إسحاق، وقال: لما أيقنت قريش أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد بويع، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان بمكة من أصحابه أن يلحقوا بإخوانهم بالمدينة، توامروا فيما بينهم فقالوا: الآن، فأجمعوا في أمر محمد فوالله لكأنه قد كر عليكم بالرجال، فأثبتوه أو اقتلوه أو أخرجوه. فاجتمعوا له في دار الندوة ليقتلوه، فلما دخلوا الدار اعترضهم الشيطان في صورة رجل جميل في بَتٍّ له فقال: أأدخل؟ قالوا: من أنت؟ قال: أنا رجل من أهل نجد، سمع بالذي اجتمعتم له، فأراد أن يحضره معكم فعسى أن لا يعدمكم منه نصح ورأي. قالوا: أجل فادخل. فلما دخل قال بعضهم لبعض: قد كان من الأمر ما قد علمتم، فأجمعوا رأيا في هذا الرجل، فقال قائل: أرى أن تحبسوه. فقال النجدي: ماذا برأي، والله لئن فعلتم ليخرجن رأيه وحديثه إلى من وراءه من أصحابه، فأوشك أن ينتزعوه من أيديكم، ثم يغلبونكم على ما في أيديكم من أمركم. فقال قائل منهم: بل نخرجه فننفيه, فإذا غيب عنا وجهه وحديثه ما نبالي أين وقع؟ قال النجدي: ماذا برأي، أما رأيتم حلاوة منطقه، وحسن حديثه، وغلبته على من يلقاه، ولئن فعلتم ذلك ليدخل على قبيلة من قبائل العرب فأصفقت معه على رأيه، ثم سار بهم إليكم حتى يطأكم بهم. فقال أبو جهل: والله إن لي فيه لرأيا، ما أراكم وقعتم عليه، قالوا: وما هو؟ قال: أرى أن تأخذوا من كل قبيلة من قريش غلاما جلدا نهدا نسيبا وسيطا، ثم تعطوهم شفارا صارمة، فيضربوه ضربة رجل واحد، فإذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل، فلم تدر عبد مناف بعد ذلك ما تصنع، ولم يقووا على حرب قومهم، وإنما غايتهم عند ذلك أن يأخذوا العقل فتدونه لهم. قال النجدي: لله در هذا الفتى، هذا الرأي وإلا فلا شيء، فتفرقوا على ذلك واجتمعوا له، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر وأمر أن لا ينام على فراشه تلك الليلة، فلم يبت موضعه، بل بيَّتَ عليا في مضجعه. رواه سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، عن أبيه. حدثنا ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس "ح". قال ابن إسحاق: وحدثني الكلبي عن باذان مولى أم هانئ, عن ابن عباس، فذكر معنى الحديث، وزاد فيه: وأذن الله عند ذلك بالخروج، وأنزل عليه بالمدينة "الأنفال" يذكر نعمته عليه وبلاءه عنده {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ} [الأنفال: 30] .

سياق خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرا

سياق خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرا: قال عقيل: قال ابن شهاب: وأخبرني عروة أن عائشة زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلاَّ وَهُمَا يَدِيْنَانِ الدِّيْنَ، ولم يمر علينا يوم إلا ويأتينا فِيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طرفي النهار بكرة وعشيا, فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا قبل أرض الحبشة، حتى إذا بلغ برك الغماد، لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة, قال: أين تريد يا أبا بكر؟ قال: أخرجني قومي، فأريد أن أسبح في الأرض وأعبد ربي. قال: إن مثلك لا يخرج، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق, وأنا لك جار، فارجع فاعبد ربك ببلادك. وارتحل ابن الدغنة مع أبي بكر، فطاف في أشراف قريش، فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرُج مثله ولا يخرَج، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق! فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة، وقالوا له: مر أبا بكر يعبد ربه في داره, فليصل وليقرأ ما شاء، ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به، فإنا نخشى أن يفتن أبناؤنا ونساؤنا. فقال ذلك لأبي بكر، فلبث يعبد ربه ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره، ثم بدا لأبي بكر، فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز، فيصلي فيه ويقرأ القرآن، فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم، يعجبون وينظرون إليه، وكان أبو بكر لا يكاد يملك دمعه حين يقرأ، فأفزع ذلك أشراف قريش فأرسلوا إلى ابن الدغنة، فقدم عليهم، فقالوا له: إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره، وإنه جاوز ذلك، وابتنى مسجدا بفناء داره، وأعلن الصلاة والقراءة، وإنا قد خشينا أن يفتن أبناؤنا ونساؤنا، فأته فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يعلن ذلك فسله أن يرد عليك جوارك، فإنا قد كرهنا أن نخفرك، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان. قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال: قد علمت الذي عقدت لك عليه، فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترد إليَّ ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له. قال أبو بكر: أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين: "قد أريت دار هجرتكم، أريت سبخة ذات نخل بين لابتين". وهما الحرتان، فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة وتجهز أبو بكر مهاجرا فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَلَى رسلك، فإني أرجو أن يؤذن لي". قال: هل ترجو بأبي أنت ذلك؟ قال: "نعم". فحبس أبو بكر نفسه عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر. فبينا نحن جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة، قيل لأبي بكر: هذا رسول الله مقبلا متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا

فيها. فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، أما والله إن جاء به في هذه الساعة إلا أمر. قالت: فجاء واستأذن، فأذن له فدخل، فقال لأبي بكر: "أخرج من عندك". قال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله. فقال: "اخرج فقد أذن لي في الخروج". قال: فخذ مني إحدى راحلتي. قال: "بالثمن". قالت عائشة: فجهزتهما أحث الجهاز، فصنعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فأوكت به الجراب، فبذلك كانت تسمى "ذات النطاقين"، ثم لحق رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر بغار في جبل يقال له ثور، فمكثا فيه ثلاث ليال، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، وهو غلام شاب لقن ثقف، فيدلج من عندهما بسحر، فيصبح في قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أمرا يكيدون به إلا وعاه، حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة، ويريح عليهما حين تذهب ساعة من الليل، فيبيتان في رسل منحتهما حتى ينعق بهما عامر بن فهيرة بغلس، يفعل ذلك كل ليلة من الليالي الثلاث. واستأجر رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر رجلا من بني الديل هاديا خريتا، قد غمس يمين حلف في آل العاص بن وائل، وهو على جاهليته، فدفعا إليه راحلتيهما ووعداه غار ثور، فأتاهما براحلتيهما صبيحة ثلاث، فارتحلا، وانطلق عامر بن فهيرة والدليل الديلي، فأخذ بهما في طريق الساحل. أخرجه البخاري1. عن عمر -رضي الله عنه- قال: والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عمر، خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هاربا من أهل مكة ليلا، فتبعه أبو بكر، فجعل يمشي مرة أمامه، ومرة خلفه يحرسه، فمشي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلته حتى حفيت رجلاه، فلما رآهما أبو بكر حمله على كاهله، حتى أتى به فم الغار، وكان فيه خرق فيه حيات، فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيء يُؤْذِي رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فألقمه قدمه، فجعلن يضربنه ويلسعنه -الحيات والأفاعي- ودموعه تتحدر، ورسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] ، وأما يومه، فلما ارتدت العرب قلت: يا خليفة رسول الله تألف الناس وارفق بهم، فقال: جبار في الجاهلية خوار في الإسلام، بم أتألفهم أبشعر مفتعل أم بقول مفترى! وذكر الحديث. وهو منكر، سكت عنه البيهقي، وساقه من حديث يحيى بن أبي طالب، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي، قال: حدثني فرات بن السائب، عن ميمون، عن ضبة بن محصن، عن عمر. وآفته من هذا الراسبي فإنه ليس بثقة، مع كونه مجهولا، ذكره الخطيب في تاريخه فغمزه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3905".

وقال الأسود بن عامر: حدثنا إسرائيل، عن الأسود، عن جندب، قال: كان أَبُو بَكْرٍ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في الغار، فأصاب يده حجر فقال: إن أَنْتِ إِلاَّ إِصْبَعٌ دَمِيْتِ ... وَفِي سَبِيْلِ اللهِ ما لقيت الأسود: هو ابن قيس، سمع من جندب البجلي، واحتجا به في الصحيحين. وقال همام: حدثنا ثابت، عن أنس أن أبا بكر حدثه، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في الغار، فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم ينظر إلى تحت قدميه لأبصرنا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما". متفق عليه1. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ أنهم ركبوا في كل وجه يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم، وبعثوا إلى أهل المياه يأمرونهم به، ويجعلون لهم الجعل العظيم إلى أن قال: فأجاز بهما الدليل أسفل مكة، ثم مضى بهما حتى جاء الساحل أسفل من عسفان ثم سلك في أمج، ثم أجاز بهما حتى عارض الطريق بعد أن أجاز قديدا، ثم سلك في الخرار، ثم أجاز على ثنية المرة، ثم سلك نقعا، مدلجة ثقيف، ثم استبطن مدلجة محاج، ثم بطن مرجح ذي العصوين، ثم أجاز القاحة، ثم هبط للعرج، ثم أجاز في ثنية الغابر عن يمين ركوبة، ثم هبط بطن رئم ثم قدم قباء من قبل العالية. وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا عون بن عمرو القيسي, قال: سمعت أبا مصعب المكي، قال: أدركت المغيرة بن شعبة وأنس بن مالك وزيد بن أرقم، فسمعتهم يتحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الغار أمر الله بشجرة فنبتت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسترته، وأمر الله العنكبوت فنسجت فسترته، وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقعتا بفم الغار، وأقبل فتيان قريش بعصيهم وسيوفهم، فجاء رجل ثم رجع إلى الباقين فقال: رأيت حمامتين بفم الغار، فعلمت أنه ليس فيه أحد. وقال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما، فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمله إلى رحلي، فقال له عازب: لا حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما، والمشركون يطلبونكما. قال: أدلجنا من مكة ليلا، فأحيينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا، وقام قائم الظهيرة، فرميت ببصري هل أرى من ظل نأوي إليه، فإذا صخرة فانتهيت إليها، فإذا بقية ظل لها فسويته، ثم

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3653"، ومسلم "2381".

فرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فروة، ثم قلت: اضطجع يا رسول الله. فاضطجع, ثم ذهبت أنفض ما حولي هل أرى من الطلب أحدا، فإذا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة, ويريد منها الذي أريد، يعني الظل، فسألته: لمن أنت؟ فقال: لرجل من قريش، فسماه فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم. قلت: هل أنت حالب لي؟ قال: نعم. فأمرته، فاعتقل شاة من غنمه، وأمرته أن ينفض ضرعها من التراب، ثم أمرته أن ينفض كفيه، فقال هكذا، فضرب إحداهما على الأخرى، فحلب لي كثبة من لبن، وقد رويت معي لرسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة، على فمها خرقة، فصببت على اللبن حتى برد أسفله، فَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوافيته وقد استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله. فشرب حتى رضيت، ثم قلت: قد آن الرحيل. قال: فارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله. قال: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] ، فلما أن دنا منا، وكان بيننا وبينه قيد رمحين أو ثلاثة، قلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله. وبكيت، فقال: "ما يبكيك"؟ قلت: أما والله ما على نفسي أبكي، ولكني إنما أبكي عليك. فدعا عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "اللهم اكفناه بما شئت". فساخت به فرسه في الأرض إلى بطنها، فوثب عنها، ثم قال: يا محمد قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه، فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب، وهذه كنانتي فخذ منها سهما، فإنك ستمر بإبلي وغنمي بمكان كذا وكذا، فخذ منها حاجتك، فقال رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ حاجة لنا في إبلك وغنمك". ودعا له، فانطلق راجعا إلى أصحابه، ومضى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا معه حتى قدمنا المدينة ليلا1. أخرجاه من حديث زهير بن معاوية، سمعت أبا إسحاق، قال سمعت البراء. وأخرج البخاري حديث إسرائيل، عن عبد الله بن رجاء، عنه. وقال عقيل، عن الزهري: أخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي أن أباه أخبره، أنه سمع سراقة بن مالك بن جعشم يقول: جاءنا رسل كفار قريش يجعلون فِي رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر دية كل واحد منهما في قتله أو أسره، فبينا أنا جالس في مجلس قومي بني مدلج، أقبل رجل منهم، حتى قام علينا ونحن جلوس، فقال: يا سراقة إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل، أراها محمدا وأصحابه. قال سراقة: فعرفت أنهم هم، فقلت: إنهم ليسوا بهم، ولكن رأيت فلانا وفلانا، انطلقوا باغين، ثم قلَّ ما لبثتُ في المجلس حتى قمت فدخلت بيتي، فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي فتهبطها من وراء أكمة فتحبسها عليَّ، فأخذت برمحي

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3615"، ومسلم "3014".

وخرجت من ظهر البيت، فخططت بزجه الأرض، وخفضت عالية الرمح حتى أتيت فرسي فركبتها، فرفعتها تقرب بي، حتى إذا دنوت منهم عثرت بي فرسي فخررت, فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي، فاستخرجت منها الأزلام، فاستقسمت بها أضرهم أو لا أضرهم، فخرج الذي أكره: لا أضرهم، فركبت فرسي وعصيت الأزلام، فرفعتها تقرب بي، حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر التلفت, ساخت يدا فرسي في الأرض، حتى بلغت الركبتين، فخررت عنها، ثم زجرتها فنهضت، فلم تكد تخرج يداها، فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها غبار ساطع في السماء مثل الدخان، فاستقسمت بالأزلام، فخرج الذي أكره "لا أضرهم"، فناديتهما بالأمان، فوقفا لي وركبت فرسي حتى جئتهما، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهما، أنه سيظهر رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ له: إن قومك قد جعلوا فيكما الدية، وأخبرتهما أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع، فلم يرزءوني شيئا، ولم يسألني، إلا أن قال: "أخف عنا". فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به، فأمر عامر بن فهيرة، فكتب في رقعة من أدم مضى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه البخاري1. وقال موسى بن عقبة: حدثنا ابن شهاب الزهري، قال: حدثني عبد الرحمن بن مالك بن جعشم المدلجي أن أباه أخبره، أن أخاه سراقة بن جعشم أخبره، ثم ساق الحديث، وزاد فيه: وأخرجت سلاحي ثم لبست لأمتي، وفيه: فكتب لي أبو بكر، ثم ألقاه إلي فرجعت فسكت، فلم أذكر شيئا مما كان حتى فتح الله مكة، وفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين خرجت لألقاه ومعي الكتاب، فدخلت بين كتيبة من كتائب الأنصار، فطفقوا يقرعونني بالرماح ويقولون: إليك إليك، حتى دنوت مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو على ناقته، أنظر إلى ساقه في غرزه كأنها جمارة، فرفعت يدي بالكتاب فقلت: يا رسول الله هذا كتابك. فقال: "يوم وفاء وبر ادن". قال: فأسلمت، ثم ذكرت شيئا أسأل عنه رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ابن شهاب: سأله عن الضالة وشيء آخر، قال: فانصرفت وسقت إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدقتي. وقال البكائي، عن ابن إسحاق: حدثت عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: لما خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر، أتى نفر من قريش، فيهم أبو جهل، فوقفوا على باب أبي بكر، فَخَرَجتُ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا: أَيْنَ أَبُوْكِ؟ قُلْتُ: لاَ أدري والله أين أبي، فرفع أبو جهل يده -وكان فاحشا خبيثا- فلطمني على خدي لطمة طرح منها قرطي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3906".

وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه عن جدته أسماء بنت أبي بكر قالت: لما خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخرج معه أبو بكر، احتمل أبو بكر ماله كله معه، خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم، فانطلق به معه، فدخل علينا جدي أبو قحافة -وقد ذهب بصره- فقال: والله إني لأراه فجعكم بماله مع نفسه. قالت: قلت: كلا يا أبه، قد ترك لنا خيرا كثيرا. قالت: فأخذت أحجارا فوضعتها في كوة من البيت كان أبي يضع فيها ماله، ثم وضعت عليها ثوبا، ثم أخذت بيده فقلت: ضع يدك على هذا المال فوضع يده عليه فقال: لا بأس إذا كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن, وفي هذا بلاغ لكم، قالت: ولا والله ما ترك لنا شيئا، ولكني أردت أن أسكن الشيخ. وحدثني الزهري، أن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم حدثه، عن أبيه، عن عمه سراقة بن مالك بن جعشم، قال: لما خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة مهاجرا، جعلت قريش فيه مائة ناقة لمن رده، قال: فبينا أنا جالس، أقبل رجل منا فقال: والله لقد رأيت ركبا ثلاثة مروا علي آنفا، إني لأراهم محمدا وأصحابه، فأومأت إليه، يعني أن اسكت، ثم قلت: إنما هم بنو فلان يبتغون ضالة لهم، قال: لعله، فمكثت قليلا، ثم قمت فدخلت بيتي، فذكر نحو ما تقدم. قال: وحدثت عن أسماء بنت أبي بكر قالت: فمكثنا ثلاث ليال ما ندري أين وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب، وإن الناس ليتبعونه، ويسمعون صوته، حتى خرج من أعلى مكة، وهو يَقُوْلُ: جَزَى اللهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... رفيقين حلا خيمتي أم معبد هما نزلا بالبر ثم تروحا ... فأفلح من أمسى رفيق محمد ليهن بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد قالت: فعرفنا حيث وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ وجهه إلى المدينة. قلت: قد سقت خبر أم معبد بطوله في صفته صلى الله عليه وسلم، كما يأتي إن شاء الله تعالى. وقال يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن ابن الأصبهاني، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بكر الصديق قال: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ مكة، فانتهينا إلى حي من أحياء العرب، فَنَظَرَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بيت متنحيا، فقصد إليه، فلما نزلنا لم يكن فيه إلا امرأة، فقالت: يا عبدي الله

إنما أنا امرأة وليس معي أحد، فعليكما بعظيم الحي إن أردتم القرى. قال: فلم يجبها، وذلك عند المساء، فجاء ابن لها بأعنز له يسوقها، فقالت له: يا بني انطلق بهذه العنز والشفرة إليهما فقل: اذبحا هذه وكلا وأطعمانا، فلما جاء قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "انطلق بالشفرة وجئني بالقدح" قال: إنها قد عزبت وليس لها لبن. قال: "انطلق". فانطلق فجاء بقدح، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم ضرعها، ثم حلب حتى ملأ القدح، ثم قال: "انطلق به إلى أمك". فشربت حتى رويت، ثم جاء به فقال: "انطلق بهذه وجئني بأخرى". ففعل بها كذلك، ثم سقى أبا بكر، ثم جاء بأخرى، ففعل بها كذلك، ثم شرب صلى الله عليه وسلم، قال: فبتنا ليلتنا ثم انطلقنا، فكانت تسميه "المبارك"، وكثر غنمها حتى جلبت جلبا إلى المدينة، فمر أبو بكر فرآه ابنها فعرفه فقال: يا أمه إن هذا الرجل الذي كان مع المبارك. فقامت إليه فقالت: يا عبد الله من الرجل الذي كان معك؟ قال: وما تدرين من هو! قالت: لا، قال: هو النبي صلى الله عليه وسلم قالت: فأدخلني عليه، فأدخلها عليه فأطعمها وأعطاها. رواه محمد بن عمران بن أبي ليلى، وأسد بن موسى، عن يحيى، وإسناده نظيف لكن منقطع بين أبي بكر، وعبد الرحمن بن أبي ليلى. أوس بن عبد الله بن بريدة: أخبرنا الحسين بنُ وَاقِدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يتفاءل، وكانت قريش قد جعلت مائة من الإبل لمن يرده عليهم، فركب بريدة في سبعين من بني سهم، فلقي نبي الله ليلا فقال له: "من أنت"؟ قال: بريدة. فالتفت إلى أبي بكر فقال: "برد أمرنا وصلح". ثم قال: "وممن"؟ قال: من أسلم. قال لأبي بكر: "سلمنا". ثم قال: "ممن"؟ قال: من بني سهم. قال: "خرج سهمك". فأسلم بريدة والذين معه جميعا، فلما أصبحوا قال بريدة للنبي صلى الله عليه وسلم: لا تدخل المدينة إلا ومعك لواء، فحل عمامته ثم شدها في رمح، ثم مشى بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: يا نبي الله تنزل عليَّ. قال: إن ناقتي مأمورة فسار حتى وقفت على باب أبي أيوب فبركت. قلت: أوس متروك. وقال الحافظ أبو الوليد الطيالسي: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط، قال: حدثنا أبي، عن قيس بن النعمان، قال: لما انطلق النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ مستخفيين مروا بعبد يرعى غنما فاستسقياه اللبن، فقال: ما عندي شاة تحلب، غير أن ههنا عناقا حملت أول الشتاء، وقد أخدجت وما بقي لها لبن. فقال: "ادع بها". فدعا بها، فاعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم ومسح ضرعها ودعا حتى أنزلت، وجاء أبو بكر بمجن فحلب فسقى أبا بكر، ثم حلب فسقى الراعي، ثم حلب فشرب، فقال: الراعي: بالله من أنت، فوالله ما رأيت مثلك قط؟ قال: "أتكتم علي حتى أخبرك"؟. قال: نعم. قال: "فإني محمد رسول الله". فقال: أنت الذي تزعم قريش أنه

صابئ؟ قال: "إنهم ليقولون ذلك". قال: فأشهد أنك نبي، وأشهد أن ما جئت به حق، وأنه لا يفعل ما فعلت إلا نبي، وأنا متبعك. قال: "إنك لن تستطيع ذلك يومك، فإذا بلغك أني قد ظهرت فائتنا". وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فحدثني مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بن الزبير، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُوَيْمِ بنِ سَاعِدَةَ، عن رجال من قومه، قالوا: لما بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، كنا نخرج كل غداة فنجلس له بظاهر الحرة، نلجأ إلى ظل الجدر حتى تغلبنا عليه الشمس, ثم نرجع إلى رحالنا، حتى إذا كان اليوم الذي جاء فِيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جلسنا كما كنا نجلس، حتى إذا رجعنا جَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرآه رجل من اليهود، فنادى: يا بني قيلة هذا جدكم قد جاء، فخرجنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد أناخ إلى ظل هو وأبو بكر، والله ما ندري أيهما أسن، هما في سن واحدة، حتى رأينا أبا بكر ينحاز له عن الظل، فعرفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، وقد قال قائل منهم: إن أبا بكر قام فأظل رسول الله صلى الله عليه وسلم بردائه، فعرفناه. وقال محمد بن حمير، عن إبراهيم بن أبي عبلة: حدثني عقبة بن وساج، عَنْ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قدم، يعني المدينة، وليس في أصحابه أشمط غير أبي بكر، فغفلها بالحناء والكتم1 أخرجه البخاري، من حديث محمد بن حمير. وقال شعبة: أنبأنا أبو إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: أول من قدم علينا من الصحابة مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم، وكانا يقرئان القرآن، ثم جاء عمار، وبلال، وسعد، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين راكبا، ثم جَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء قط فرحهم به، حتى رأيت الولائد والصبيان يسعون في الطرق يقولون: جَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا قدم المدينة حتى تعلمت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] في مثلها من المفصل. خ2. وقال إسرائيل عن أبي إسحاق، عن البراء، في حديث الرحل، قال أبو بكر: ومضى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا معه، حتى قدمنا المدينة ليلا، فتنازعه القوم أيهم ينزل عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أنزل الليلة على بني النجار أخوال بني عبد المطلب أكرمهم بذلك". وقدم الناس حين قدمنا المدينة، في الطريق وعلى البيوت، والغلمان والخدم يقولون: جاء رسول الله،

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3919". 2 صحيح: تقدم تخريجنا له قريبا برقم "218".

جَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الله أكبر جاء محمد صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح انطلق فنزل حيث أمر. متفق عليه. وقال هاشم بن القاسم: حدثنا سليمان -هو ابن المغيرة- عن ثابت، عن أنس، قال: إني لأسعى في الغلمان يقولون: "جاء محمد"، وأسعى ولا أرى شيئا، ثم يقولون: "جاء محمد"، فأسعى، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر فكمنا في بعض جدار المدينة، ثم بعثا رجلا من أهل البادية ليؤذن بهما الأنصار، قال: استقبلهما زهاء خمس مائة من الأنصار، حتى انتهوا إليهما، فقالوا: انطلقا آمنين مطاعين. فأقبل رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبُهُ بين أظهرهم، فخرج أهل المدينة، حتى إن العواتق لفوق البيوت يتراءينه يقلن: أيهم هو؟ أيهم هو؟ قال: فما رأينا منظرا شبها به يومئذ. صحيح. وقال الوليد بن محمد الموقري وغيره، عن الزهري، قال: فأخبرني عروة أن الزبير كان في ركب تجار بالشام، فقفلوا إلى مكة، فعارضوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر بثياب بياض، وسمع المسلمون بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه، حتى يردهم نحر الظهيرة، فانقلبوا يوما بعدما أطالوا انتظاره، فلما أووا إلى بيوتهم، أوفى رجل من يهود أطما من آطامهم لشأنه، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معشر العريب هذا جدكم الذي تنتظرون، فثار المسلمون إلى السلاح، فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة، فعدل بهم رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ اليمين، حتى نزل في بني عمرو بن عوف من الأنصار، وذلك يوم الإثنين من شهر ربيع الأول، فقام أبو بكر يذكر الناس، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا، فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسبه أبا بكر، حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرفوا رسول الله عند ذلك، فلبث في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة. وأسس المسجد الذي أسس على التقوى، فصلى فيه، ثم ركب راحلته فسار، فمشى معه الناس، حتى بركت بالمدينة عند مسجده صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مربدا للتمر لسهل وسهيل، غلامين يتيمين أخوين في حجر أسعد بن زرارة من بني النجار، فقال حين بركت به راحلته: "هذا إن شاء الله المنزل". ثم دعا الغلامين فساومهما المربد ليتخذه مسجدا، فقال: بل نهبه لك. فأبى حتى ابتاعه وبناه. وقال عبد الوارث بن سعيد وغيره: حدثنا أبو التياح، عن أنس، قال: لما قدم

رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة نزل في علوم المدينة في بني عمرو بن عوف، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى ملأ بني النجار، فجاءوا متقلدين سيوفهم، فكأني أنظر إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر ردفه، وملأ بني النجار حوله، حتى ألقى بفناء أبي أيوب. متفق عليه. وقال عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم المدينة مر على عبد الله بن أبي وهو جالس على ظهر الطريق، فوقف عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر أن يدعوه إلى المنزل، وهو يومئذ سيد أهل المدينة في أنفسهم، فقال عبد الله: انظر الذين دعوك فأتهم، فعمد إلى سعد بن خيثمة، فنزل عليه في بني عمرو بن عوف ثلاث ليال، واتخذ مكانه مسجدا فكان يصلي فيه، ثم بناه بنو عمرو، فهو الذي أسس على التقوى والرضوان. ثم إنه ركب يوم الجمعة، فمر على بني سالم، فجمع فيهم, وكانت أول جمعة صلاها حين قدم المدينة، واستقبل بيت المقدس، فلا أبصرته اليهود صلى قبلتهم طمعوا فيه للذي يجدونه مكتوبا عندهم، ثم ارتحل فاجتمعت له الأنصار يعظمون دين الله بذلك، يمشون حول نَاقَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لاَ يزال أحدهم ينازع صاحبه زمام الناقة، فقال: "خلوا سبيل الناقة، فإنما أنزل حيث أنزلني الله". حتى انتهى إلى دار أبي أيوب في بني غنم، فبركت على الباب، فنزل، ثم دخل دار أبي أيوب، فنزل عليه حتى ابتنى مسجده ومسكنه في بني غنم، وكان المسجد موضعا للتمر لابني أخي أسعد بن زرارة، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعطى ابني أخيه مكانه نخلا له في بني بياضة، فقالوا: نعطيه رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ نأخذ له ثمنا، وبنى النبي صلى الله عليه وسلم لحمزة ولعلي ولجعفر، وهم بأرض الحبشة، وجعل مسكنهم في مسكنه، وجعل أبوابهم في المسجد مع بابه، ثم إنه بدا له، فصرف باب حمزة وجعفر. كذا قال: وهم بأرض الحبشة، وإنما كان علي بمكة. رواه ابن عائذ، عن محمد بن شعيب، عنه. وقال موسى بن عقبة: يقال: لما دنا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر من المدينة، وقدم طلحة بن عبيد الله من الشام، خرج طلحة عامدا إلى مكة، لما ذكر لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر، خرج إما متلقيا لهما، وإما عامدا عمده بمكة، ومعه ثياب أهداها لأبي بكر من ثياب الشام، فلما لقيه أعطاه الثياب، فلبس رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر منها. وقال الوليد بن مسلم، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ أَبِي البداح بن عاصم بن عدي، عن أبيه: قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة يوم الإثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، فأقام بالمدينة عشر سنين.

وقال ابن إسحاق: المعروف أنه قدم المدينة يوم الإثنين لثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، قال: ومنهم من يقول لليلتين مضتا منه. رواه يونس وغيره، عن ابن إسحاق. وقال عبد الله بن إدريس: حدثنا ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عويم، قال: أخبرني بعض قومي، قَالَ: قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الإثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، فأقام بقباء بقية يومه وثلاثة أيام, وخرج يوم الجمعة على ناقته القصواء، وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنه لبث فيهم ثماني عشرة ليلة. وقال زكريا بن إسحاق: حدثنا عمرو بن دينار، عن ابن عباس، قال: مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثة عشرة، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين. متفق عليه. وقال سفيان بن عيينة: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عجوز لهم، قالت: رأيت ابن عباس يختلف إلى صرمة بن قيس الأنصاري, كان يروي هذه الأبيات: ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... يذكر لو ألفى صديقا مواتبا ويعرض في أهل المواسم نفسه ... فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا فلما أتانا واطمأنت به النوى ... وأصبح مسرورا بطيبة راضيا وأصبح ما يخشى ظلامه ظالم ... بعيد ولا يخشى من الناس راعيا بذلنا له الأموال من جل مالنا ... وأنفسنا عند الوغي والتآسيا نعادي الذي عادى من الناس كلهم ... جميعا وإن كان الحبيب المواسيا ونعلم أن الله لا شيء غيره ... وأن كتاب الله أصبح هاديا وقال عَبْدُ الوَارِثِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ صُهَيْبٍ، عَنِ أَنَسٍ قَالَ: أقبل نبي اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المَدِيْنَةِ، وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ يعرف، ونبي الله صلى الله عليه وسلم شاب لا يعرف -يريد دخول الشيب في لحيته دونه لا في السن- قال أنس: فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا رجل يهديني السبيل. فيحسب الحاسب أنه يعني الطريق، وإنما يعني طريق الخير. فإذا هو بفارس قد لحقهم، فقال: يا نبي الله هذا فارس قد لحق، فقال: "اللهم اصرعه" فصرعه فرسه، ثم قامت تحمحم. فقال: يا نبي الله مرني بم شئت. قال: "تقف مكانك لا تتركن أحدا يلحق بنا" قال: فكان أول النهار جاهدا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآخر النهار مسلحة له، فَنَزَلَ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جانب الحرة، وأرسل إلى الأنصار، فجاءوا رسول الله، فسلموا عليهما. فقالوا: اركبا آمنين مطاعين. فركبا وحفوا

حولهما بالسلاح، فقيل في المدينة: جاء رسول الله، جاء رسول الله وأقبل حتى نزل إلى جانب بيت أبي أيوب، قال: فإنه ليحدث أهله إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله، يخترف لهم منه، فعجل أن يضع التي يخترف فيها فجاءه وهي معه، فسمع من نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أهله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي بيوت أهلنا أقرب"؟ فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله هذه داري، قال: "اذهب فهيء لنا مقيلا" فذهب فهيأ لهما مقيلا، ثم جاء فقال: يا نبي الله قد هيأت لكما مقيلا، قوما على بركة الله فقيلا. فلما جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم، جاء عبد الله بن سلام، فقال: أشهد أنك رسول الله حقا، وأنك جئت بحق، ولقد علمت يهود أني سيدهم وأعلمهم. وذكر الحديث1 أخرجه البخاري.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3911".

السنة الأولى من الهجرة

السنة الأولى من الهجرة: روى البخاري في صحيحه1 من حديث الزهري، عن عروة، عن عائشة أن المسلمين بالمدينة سمعوا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكانوا يغدون إلى الحرة ينتظرونه، حتى يردهم حر الشمس، فانقلبوا يوما، فأوفى يهودي على أطم فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب، فأخبرني عُرْوَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام فكسا الزبير -رضي الله عنه- رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثياب بياض. قال: فلم يملك اليهودي أن صاح، يا معشر العرب، هذا جدكم الذي تنتظرون. فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوه بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل في بني عمرو بن عوف يوم الإثنين مع ربيع الأول. فقام أبو بكر للناس فطفق من لم يعرف رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أبي بكر حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر يظله بردائه، فعرف الناس عند ذَلِكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فلبث في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس مسجدهم. ثم ركب راحلته وسار حوله الناس يمشون، حتى بركت به مكان المسجد، وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين -وكان مربدا لسهل وسهيل- فدعاهما فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا، فقالا: بل نهبه لك يا رسول الله. ثم بناه مسجدا، وكان ينقل اللبن معهم ويقول: هذا الحمال لا حمال خيبر ... هذا أبر ربنا وأطهر ويقول: اللهم إن الأجر أجر الآخره ... فارحم الأنصار والمهاجره وخرج البخاري من حديث أبي إسحاق عن البراء حديث الهجرة بطوله. وخرج من حديث عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ عَنِ أَنَسٍ قَالَ: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو مردف أبا بكر. وأبو بكر شيخ يعرف، والنبي صلى الله عليه وسلم شاب لا يعرف، فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: من هذا بين يديك؟ فيقول: رجل يهديني الطريق، وإنما يعني طريق الخير إلى أن قال:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3906" من طريق ابن شهاب، به. وقال الحافظ في "الفتح": هو موصول بإسناد حديث عائشة، وقد أفرده البيهقي في "الدلائل" وقبله الحاكم في "الإكليل" من طريق ابن إسحاق "حدثني محمد بن مسلم هو الزهري، به" وكذلك أورده الإسماعيلي منفردا من طريق معمر والمعافى في الجليس من طريق صالح بن كيسان كلاهما عن الزهري.

فَنَزَلَ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جانب الحرة، ثم بعث إلى الأنصار، فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسلموا عليهما، وقالوا: اركبا آمنين مطاعين. فركبا، وحفوا دونهما بالسلاح. فقيل في المدينة: جاء نبي الله، جاء نبي الله، فأقبل يسير حتى نزل إلى جانب دار أبي أيوب، وذكر الحديث. وروينا بإسناد حسن، عن أبي البداح بن عاصم بن عدي، عن أبيه قَالَ: قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم المدينة يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، فأقام في المدينة عشر سنين. وقال محمد بن إسحاق: فقدم ضحى يوم الإثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول، فأقام في بني عمرو بن عوف؛ فيما قيل؛ يوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، ثم ظعن يوم الجمعة، فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف، فصلاها بمن معه. وكان مكان المسجد؛ مربدا لغلامين يتيمين، وهما سهل وسهيل ابنا رافع بن عمرو من بني النجار فيما قال موسى بن عقبة، وكانا في حجر أسعد بن زرارة. وقال ابن إسحاق: كان المربد لسهل وسهيل ابني عمرو، وكانا في حجر معاذ بن عفراء. وغلط ابن مندة فقال: كان لسهل وسهيل ابني بيضاء، وإنما ابنا بيضاء من المهاجرين. وأسس رسول الله صلى الله عليه وسلم في إقامته ببني عمرو بن عوف مسجد قباء. وصلى الجمعة في بني سالم في بطن الوادي. فخرج معه رجال منهم، وهم: العباس بن عبادة، وعتبان بن مالك، فسألوه أن ينزل عندهم ويقيم فيهم، فقال: "خلوا الناقة فإنها مأمورة". وسار والأنصار حوله حتى أتى بني بياضة، فتلقاه زياد بن لبيد، وفروة بن عمرو، فدعوه إلى النزول فيهم، فقال: "دعوها فإنها مأمورة". فأتى دور بني عدي بن النجار؛ وهم أخوال عبد المطلب؛ فتلقاه سليط بن قيس، ورجال من بني عدي، فدعوه إلى النزول والبقاء عندهم، فقال: "دعوها فإنها مأمورة". ومشى حتى أتى دور بني مالك بن النجار، فبركت الناقة في موضع المسجد، وهو مربد تمر لغلامين يتيمين. وكان فيه نخل وخرب، وقبور للمشركين. فلم ينزل عن ظهرها، فقامت ومشت قليلا، وهو صلى الله عليه وسلم لا يهيجها، ثم التفت فكرت إلى مكانها وبركت فيه، فنزل عنها فأخذ أبو أيوب الأنصاري رحلها فحمله إلى داره. ونزل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ من دار أبي أيوب. فلم يزل ساكنا عند أبي أيوب حتى بنى مسجده وحُجَرَه في المربد. وكان قد طلب شراءه فأبت بنو النجار من بيعه، وبذلوه لله وعوضوا اليتيمين. فأمر بالقبور فنبشت، وبالخرب فسويت. وبنى عضادتيه بالحجارة، وجعل سواريه من جذوع النخل، وسقفه بالجريد, وعمل فيه المسلمون حسبة.

فمات أبو أمامة أسعد بن زرارة الأنصاري تلك الأيام بالذبحة. وكان من سادة الأنصار ومن نقبائهم الأبرار. ووجد النبي صلى الله عليه وسلم وجدا لموته، وكان قد كواه. ولم يجعل على بني النجار بعده نقيبا وقال: أنا نقيبكم. فكانوا يفخرون بذلك. وكانت يثرب لم تمصر، وإنما كانت قرى مفرقة: بنو مالك بن النجار في قرية، وهي مثل المحلة، وهي دار بني فلان. كما الحديث: "خير دور الأنصار دار بني النجار" 1. وكان بنو عدي بن النجار لهم دار، وبنو مازن بن النجار كذلك، وبنو سالم كذلك، وبنو ساعدة كذلك، وبنو الحارث بن الخزرج كذلك، وبنو عمرو بن عوف كذلك، وبنو عبد الأشهل كذلك وسائر بطون الأنصار كذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وفي كل دور الأنصار خير" 2. وأمر -عليه السلام- بأن تبنى المساجد في الدور. فالدار -كما قلنا- هي القرية. ودار بني عوف هي قباء. فوقع بناء مسجده صلى الله عليه وسلم في بني مالك بن النجار، وكانت قرية صغيرة. وخرج البخاري من حديث أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل في بني عمرو بن عوف، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة. ثم أرسل إلى بني النجار فجاءوا. وآخى في هذه المدة بين المهاجرين والأنصار. ثم فرضت الزكاة. وأسلم الحبر عبد الله بن سلام، وأناس من اليهود، وكفر سائر اليهود.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 424-425"، والبخاري "1481" و"3791"، ومسلم "ص1786"، "1392"، "12" من طريق عمرو بن يحيى, عن العباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبي حميد الساعدي، به. 2 صحيح: راجع تخريجنا السابق فهو جزء من هذا الحديث.

قصة إسلام ابن سلام

قصة إسلام ابن سلام: قال عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ، عَنِ أَنَسٍ، قَالَ: جاء عبد الله بن سلام فقال: أشهد أنك رسول الله حقا. ولقد علمت يهود أَنِّي سَيِّدُهُمْ وَابْنُ سَيِّدِهِمْ، وَأَعْلَمُهُمْ وَابْنُ أَعْلَمِهِمْ، فادعهم فَسَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أسلمت. فأرسل إليهم فأتوا، فقال لهم: "يا معشر يهود، ويلكم اتقوا الله، فوالذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله فأسلموا". قالوا: ما نعلمه، فأعاد ذلك عليهم ثلاثا. ثم قال: "فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام"؟ قالوا: ذلك سَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا. قَالَ: "أفرأيتم إن أسلم"؟ قالوا: حاش لله، ما كان ليسلم. قال: "يابن سلام اخرج عليهم". فخرج عليهم، فقال: ويلكم اتقوا الله، فوالذي لا إله إلا هو إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُوْنَ أَنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ حَقّاً، قَالُوا: كَذَبْتَ. فَأَخْرَجَهُمْ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه البخاري بأطول منه1. وأخرج من حديث حميد عن أنس، قال: سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في أرض، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إِلاَّ نَبِيٌّ: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وَمَا أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: "أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيْلُ آنفاً". قَالَ: ذَاكَ عَدُوُّ اليهود من الملائكة. قال: ثم قرأ: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ} [البقرة: 97] ، "أما أول أشراط الساعة، فنار تخرج على الناس من المشرق إلى المغرب. وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت. وغذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد إلى أبيه، وإذا سبق ماء المرأة نزع إلى أمه". فتشهد وقال: إِنَّ اليَهُوْدَ قَوْمٌ بُهْتٌ، وَإِنَّهُم إِنْ يَعْلَمُوا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني. فجاءوا، فقال: "أي رجل عبد الله بن سلام فيكم" قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا. قال: "أرأيتم إن أسلم"؟ قالوا: أعاذه الله من ذلك. فخرج فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ. فَقَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شرنا، وتنقصوه. قال: هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله2. وقال عوف الأعرابي، عَنْ زُرَارَةُ بنُ أَوْفَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سلام قال: لما قدم رسول

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3911" حدثني محمد، حدثني عبد الصمد، حدثنا أبي، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 108"، والبخاري "3329" و"3938" و"4480"، والبيهقي في "دلائل النبوة"، "2/ 528-529"، والبغوي في "شرح السنة" "3769" من طرق عن حميد، به.

الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِيْنَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ قبله، قالوا: قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فجئت لأنظر، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كذاب. فكان أول شيء سمعته منه أن قال: "أيها الناس، أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الجنة بسلام" 1. صحيح. وروى أَسْبَاطُ بنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي مالك، وأبي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ مُرَّةَ عَنِ ابن مسعود وعن ناس مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} [البقرة: 89] ؛ قال: كانت العرب تمر باليهود فيؤذونهم وكانوا يجدون محمدا في التوراة، فيسألون الله أن يبعثه فيقاتلون معه العرب. فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به حين لم يكن من بني إسرائيل.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 451"، والترمذي "2485"، وابن ماجه "1334"، "3251"، والدارمي "1/ 340"، والحاكم "3/ 13" من طرق عن عوف بن أبي جميلة، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. قلت: وهو كما قالا. وقوله: "انجفل الناس قبله" أي ذهبوا إليه مسرعين.

قصة بناء المسجد

قصة بناء المسجد: قال أبو التياح، عن أنس: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملأ بني النجار فجاءوا فقال: "يا بني النجار، ثامنوني بحائطكم هذا". قالوا: لا والله، لا نطلب ثمنه إلا إلى الله. فكان فيه ما أقول لكم: كان فيه قبور المشركين، وكان فيه خرب ونخل. فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع. فصفوا النخل قبلة، وجعلوا عضادتيه حجارة، وجعلوا ينقلون الصخر، وهم يرتجزون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم، ويقولون: اللهم لا خير إلا خير الآخره ... فانصر الأنصار والمهاجره متفق عليه1. وفي رواية: فاغفر للأنصار. وقال موسى بن عقبة, عن ابن شهاب، في قصة بناء المسجد: فطفق هو وأصحابه ينقلون اللبن، ويقول وهو ينقل اللبن معهم: هذا الحمال لا حمال خيبر ... هذا أبر ربنا وأطهر ويقول: اللهم لا خير إلا خير الآخره ... فارحم الأنصار والمهاجره قال ابن شهاب: فتمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعر رجل من المسلمين لم يسم في الحديث. ولم يبلغني في الحديث أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تمثل ببيت شعر غير هذه الأبيات. ذكره البخاري في صحيحه. وقال صالح بن كيسان: حدثنا نافع أن عبد الله أخبره أن المسجد كان عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مبنيا باللبن، وسقفه الجريد، وعمده خشب النخل. فلم يزد فيه أبو بكر شيئا. وزاد فيه عمر، وبناه على بنيانه فِي عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باللبن والجريد، وأعاد عمده خشبا. وغيره

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "2085"، وأحمد "3/ 211-212"، والبخاري "428" و"1868" و"2106" و"2771" و"2774" و"2779" و"3932"، ومسلم "524" "9"، وأبو داود "453"، والنسائي "2/ 39-40"، والبيهقي "2/ 438"، والبغوي "3765" من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، عن أبي التياح، به.

عثمان، فزاد فيه زيادة كبيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة، وجعل عمده من حجارة منقوشة، وسقفه بالساج. أخرجه البخاري1. وقال حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن يعلى بن شداد، عن عبادة، أن الأنصار جمعوا مالا، فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابن بهذا المسجد وزينه، إلى متى نصلي تحت هذا الجريد؟ فقال: "ما بي رغبة عن أخي موسى، عريش كعريش موسى". وروي عن الحسن البصري في قوله: "كعريش موسى"؛ قال: إذا رفع يده بلغ العريش، يعني السقف. وقال عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق بن علي، عن أبيه قال: بنيت مع النبي صلى الله عليه وسلم مسجد المدينة، فكان يقول: قربوا اليمامي من الطين، فإنه من أحسنكم له بناء. وقال أبو سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المسجد الذي أسس على التقوى مسجدي هذا أخرجه مسلم بأطول منه2. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة". صحيح3. وقال أبو سعيد: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار يحمل لبنتين لبنتين؛ يعني في بناء المسجد،

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "446" حدثنا علي بن عبد الله، قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال حدثني أبي، عن صالح بن كيسان، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 8 و89"، ومسلم "1398"، والترمذي "3099"، والنسائي "2/ 36"، والحاكم "1/ 487" و"2/ 334" من حديث أبي سعيد الخدري، به. 3 صحيح: ورد من حديث أبي هريرة, وابن عمر، وسعد بن أبي وقاص, وجبير بن مطعم، وَجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الزبير، رضي الله عنهم جميعا. فمن حديث أبي هريرة: أخرجه مسلم "1394"، والدارمي "1/ 330"، وأحمد "2/ 528" من طرق عنه، به مرفوعا وإسناده صحيح. وأما حديث ابن عمر: فقد أخرجه مسلم "1395" والدارمي "1/ 330" من طريق عبيد الله، عن نافع، عنه، به. وإسناده صحيح. وأما حديث سعد بن أبي وقاص: فهو عند أحمد "1/ 184". وأجتزئ بما ذكرت لعدم الإطالة، وقد خرجت الحديث بإسهاب في كتاب "الجواب الباهر في زوار المقابر" ط. دار الجيل بيروت لبنان "ص23".

فرآه النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل ينفض عنه التراب ويقول: "ويح عمار، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، يَدْعُوْهُم إِلَى الجَنَّةِ وَيدْعُوْنَهُ إلى النار". أخرجه البخاري1 دون قوله: "تقتله الفئة الباغية"، وهي زيادة ثابتة الإسناد. ونافق طائفة من الأوس والخزرج، فأظهروا الإسلام مداراة لقومهم. فممن ذكر منهم: من أهل قباء: الحارث بن سويد بن الصامت، وكان أخوه خلاد رجلا صالحا، وأخوه الجلاس، دون خلاد في الصلاح. ومن المنافقين: نبتل بن الحارث، وبجاد بن عثمان، وأبو حبيبة ابن الأزعر أحد من بنى مسجد الضرار، وجارية بن عامر، وابناه: زيد ومجمع -وقيل: لم يصح عن مجمع النفاق، وإنما ذكر فيهم لأن قومه جعلوه إمام مسجد الضرار- وعباد بن حنيف، وأخواه سهل وعثمان من فضلاء الصحابة. ومنهم: بشر، ورافع، ابنا زيد، ومربع، وأوس، ابنا قيظي، وحاطب بن أمية، ورافع بن وديعة، وزيد بن عمرو، وعمرو بن قيس؛ ثلاثتهم من بني النجار، والجد بن قيس الخزرجي؛ من بني جشم، وعبد الله بن أبي بن سلول، من بني عوف بن الخزرج، وكان رئيس القوم. وممن أظهر الإيمان من اليهود ونافق بعد: سعد بن حنيف، وزيد بن اللصيت، ورافع بن حرملة، ورفاعة بن زيد بن التابوت، وكنانة بن صوريا. ومات فيها: البراء بن معرور السلمي أحد نقباء العقبة -رضي الله عنه- وهو أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة، وكان كبير الشأن. وتلاحق المهاجرون الذين تأخروا بمكة بالنبي صلى الله عليه وسلم فلم يبق إلا محبوس أو مفتون، ولم

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 90-91"، والبخاري "447" و"2812" من طريق خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن أبي سعيد، به. وأخرجه أحمد "3/ 5"، والطيالسي "2168" من طريق داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، به. وأخرجه أحمد "3/ 28" وابن سعد "3/ 252" من طريق شعبة, عن عمرو بن دينار، عن هشام، عن أبي سعيد مرفوعا بلفظ: "وَيْحَ ابْنِ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، يَدْعُوْهُم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار". وقد خرجت الحديث بإسهاب في عدة مواضع من كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" منها تعليق رقم "186" بالجزء الرابع, وغيره من مواضع فراجعه ثمت إن شئت زيادة.

يبق دار من دور الأنصار إلا أسلم أهلها، إلا أوس الله، وهم حي من الأوس؛ فإنهم أقاموا على شركهم. ومات فيها: الوليد بن المغيرة المخزومي والد خالد، والعاص بن وائل السهمي والد عمرو بمكة على الكفر. وكذلك: أبو أحيحة سعيد بن العاص الأموي توفي بماله بالطائف. وفيها: أرِيَ الأذان عبد الله بن زيد، وعمر بن الخطاب، فشرع الأذان على ما رأيا. وفي شهر رمضان عقد النبي صلى الله عليه وسلم لواء لحمزة بن عبد المطلب يعترض عيرا لقريش. وهو أول لواء عقد في الإسلام. وفيها: بعث النبي صلى الله عليه وسلم حارثة وأبا رافع إلى مكة لينقلا بناته وسودة أم المؤمنين. وفي ذي القعدة عقد لواء لسعد بن أبي وقاص، ليغير على حي من بني كنانة أو بني جهينة. ذكره الواقدي. وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن محمد بن إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ رُوْمَانَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِيْنَةَ، فكان أول راية عقدها راية عبيدة بن الحارث. وفيها: آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ المهاجرين والأنصار، على المواساة والحق. وقد روى أبو داود الطيالسي، عن سليمان بن معاذ، عَنْ سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين المهاجرين والأنصار، وورث بعضهم من بعض، حتى نزلت: {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأنفال: 75] 1. والسبب في قلة من توفي في هذا العام وما بعده من السنين، أن المسلمين كانوا قليلين بالنسبة إلى من بعدهم فإن الإسلام لم يكن إلا ببعض الحجاز، أو من هاجر إلى الحبشة. وفي خلافة عمر -رضي الله عنه- بل وقبلها انتشر الإسلام في الأقاليم، فبهذا يظهر لك سبب قلة من توفي في صدر الإسلام، وسبب كثرة من توفي في زمان التابعين فمن بعدهم.

_ 1 ضعيف: أخرجه الطيالسي "2676" حدثنا سليمان، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: سليمان، بن قرم بن معاذ، أبو داود البصري النحوي، سيئ الحفظ. والعلة الثانية: سماك، هو ابن حرب، صدوق، لكن روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة.

وكان في هذا القرب أبو قيس بن الأسلت بن جشم بن وائل الأوسي الشاعر، وكان يعدل بقيس بن الخطيم في الشجاعة والشعر، وكان يحض الأوس على الإسلام، وكان قبل الهجرة يتأله ويدعي الحنيفية، ويحض قريشا على الإسلام، فقال قصيدته المشهورة التي أولها: أيا راكبا إما عرضت فبلغن ... مغلغلة عني لؤي بن غالب أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتمو ... لنا قادة قد يقتدى بالذوائب روى الواقدي عن رجاله قالوا: خرج ابن الأسلت إلى الشام، فتعرض آل جفنة فوصلوه، وسأل الرهبان فدعوه إلى دينهم فلم يرده، فقال له راهب: أنت تريد دين الحنيفية، وهذا وراءك من حيث خرجت. ثم إنه قدم مكة معتمرا، فلقي زيد بن عمرو بن نفيل، فقص عليه أمره، فكان أبو قيس بعد يقول: ليس أحد على دين إبراهيم إلا أنا وزيد. فلما قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة؛ وقد أسلمت الخزرج والأوس، إلا ما كان من أوس الله فإنها وقفت مع ابن الأسلت، وكان فارسها وخطيبها، وشهد يوم بعاث، فقيل له: يا أبا قيس، هذا صاحبك الذي كنت تصف. قال: رجل قد بعث بالحق. ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعرض عليه شرائع الإسلام، فقال: ما أحسن هذا وأجمله، أنظر في أمري. وكاد أن يسلم، فلقيه عبد الله ابن أبي، فأخبره بشأنه فقال: كرهت والله حرب الخزرج. فغضب وقال: والله لا أسلم سنة. فمات قبل السنة. فروى عن ابْنُ أَبِي حَبِيْبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ، عن أشياخه أنهم كانوا يقولون: لقد سمع يوحد عند الموت، والله أعلم.

سنة اثنتين من الهجرة

سنة اثنتين من الهجرة: غزوة الأبواء: في صفرها غزوة الأبواء، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة غازيا، واستعمل على المدينة سعد بن عبادة حتى بلغ ودان يريد قريشا وبني ضمرة، فوادع بني ضمرة بن عبد مناة بن كنانة، وعقد ذلك معه سيدهم مخشي بن عمرو، ثم رجع إلى المدينة. وودان على أربع مراحل. بعث حمزة: ثم في أحد الربيعين بعث عمه حمزة في ثلاثين راكبا من المهاجرين إلى سيف البحر من ناحية العيص، فلقي أبا جهل في ثلاث مائة. وقال الزهري: في مائة وثلاثين راكبا. وكان مجدي بن عمرو الجهني وقومه حلفاء الفريقين جميعا، فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني. بعث عبيدة: وبعث في هذه المدة عُبَيْدَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مناف، في ستين راكبا أو نحوهم من المهاجرين، فنهض حتى بلغ ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة، فلقي بها جمعا من قريش، عليهم عكرمة بن أبي جهل، وقيل مكرز بن حفص، فلم يكن بينهم قتال. إلا أن سعد بن أبي وقاص كان في ذلك البعث، فرمى بسهم، فكان أول سهم رمي في سبيل الله. وفر من الكفار يومئذ إلى المسلمين: المقداد بن عمرو البهراني حليف بني زهرة، وعتبة بن غزوان المازني حليف بني عبد مناف، وكان مسلمين, ولكنهما خرجا ليتوصلا بالمشركين.

غزوة بواط، وغزوة العشيرة

غزوة بواط، وغزوة العشيرة غزوة بواط: وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول غازيا، فاستعمل على المدينة السائب أخا عثمان بن مظعون، حتى بلغ بواط من ناحية رضوى ثم رجع ولم يلق حربا. غزوة العشيرة: وخرج غازيا في جمادى الأولى, واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد، حتى بلغ العشيرة، فأقام هناك أياما، ووادع بني مدلج. ثم رجع فأقام بالمدينة أياما. والعشيرة من بطن ينبع. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني يزيد بن محمد بن خشيم عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثني أبوك محمد بن خثيم المحاربي، عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة من بطن ينبع. فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بها شهرا، فصالح بها بني مدلج، فقال لي علي: هل لك يا أبا اليقظان أن نأتي هؤلاء؛ نفرا من بني مدلج يعملون في عين لهم؛ ننظر كيف يعملون؟ فأتيناهم فنظرنا إليهم ساعة، ثم غشينا النوم فنمنا، فوالله ما أهبنا إِلاَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقدمه، فجلسنا، فيومئذ قال لعلي: "يا أبا تراب". لما عليه من التراب.

بدر الأولى

بدر الأولى: وخرج في جمادى الآخرة في طلب كرز بن جابر الفهري، وكان قد أغار على سرح المدينة، فبلغ صلى الله عليه وسلم وادي سَفَوان من ناحية بدر، فلم يلق حربا، وسميت بدرا الأولى، ولم يدرك كُرْزا. سرية سعد بن أبي وقاص: وبعث سعد بن أبي وقاص في ثمانية من المهاجرين، فبلغ الخوار، ثم رجع إلى المدينة. بعث عبد الله بن جحش: قال عروة: ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم -في رجب- عبد الله بن جحش الأسدي، ومعه ثمانية، وكتب معه كتابا، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين. فلما قرأ الكتاب وجده: إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل بين نخلة والطائف، فترصد لنا قريشا، وتعلم لنا من أخبارهم. فلما نظر عبد الله في الكتاب قال لأصحابه: قد أَمَرَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أمضي إلى نخلة، ونهاني أن أستكره أحدا منكم. فمن كان يريد الشهادة فلينطلق، ومن كره الموت فليرجع، فأما أنا فماض لأمر رسول الله. فمضى ومضى معه الثمانية، وهم: أبو حذيفة بن عتبة، وعكاشة بن محصن، وعتبة بن غزوان، وسعد بن أبي وقاص، وعامر بن ربيعة، وواقد بن عبد الله التميمي، وسهيل بن بيضاء الفهري، وخالد بن البكير. فسلك بهم على الحجاز، حتى إذا كان بمعدن فوق الفُرْع يقال له بحران، أضل سعد بن أبي وقاص، وعتبة بن غزوان بعيرا لهما، فتخلفا في طلبه. ومضى عبد الله بمن بقي حتى نزل بنخلة. فمرت بهم عير لقريش تحمل زبيبا وأدما، وفيها عمرو بن الحضرمي وجماعة. فلما رآهم القوم هابوهم. فأشرف لهم عكاشة؛ وكان قد حلق رأسه؛ فلما رأوه أمنوا، وقالوا: عمار لا بأس عليكم منهم.

وتشاور القوم فيهم، وذلك في آخر رجب، فقالوا: والله لئن تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن منكم به، ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام. وترددوا, ثم أجمعوا على قتلهم وأخذ تجارتهم، فرمى واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي فقتله، واستأسروا عثمان بن عبد الله، والحكم بن كيسان، وأفلت نوفل بن عبد الله. وأقبل ابن جحش وأصحابه بالعير والأسيرين، حتى قدموا المدينة وعزلوا خمس ما غنموا للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزل القرآن كذلك. وأنكر النبي صلى الله عليه وسلم قتل ابن الحضرمي، فنزلت: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} [البقرة: 217] ، وقبل النبي صلى الله عليه وسلم الفداء في الأسيرين فأما عثمان فمات بمكة كافرا، وأما الحكم فأسلم واستشهد ببئر معونة. وصرفت القبلة في رجب، أو قريبا منه، والله أعلم.

غزوة بدر الكبرى: من السيرة لابن إسحاق، رواية البكائي

غزوة بدر الكبرى: من السيرة لابن إسحاق، رواية البكائي قال ابن إسحاق: سمع النبي صلى الله عليه وسلم إن أبا سفيان بن حرب قد أقبل من الشام في عير لقريش وتجارة عظيمة، فيها ثلاثون أو أربعون رجلا من قريش، منهم: مخرمة بن نوفل، وَعَمْرُو بنُ العَاصِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها". فانتدب الناس، فخف بعضهم, وثقل بعض، ظنا منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يلقى حربا. واستشعر أبو سفيان فجهز منذرا إلى قريش يستنفرهم إلى أموالهم. فأسرعوا الخروج، ولم يتخلف من أشرافهم أحد، إلا أن أبا لهب قد بعث مكانه العاص أخا أبي جهل. ولم يخرج أحد من بني عدي بن كعب. وكان أمية بن خلف شيخا جسيما فأجمع القعود. فأتاه عقبة بن أبي معيط -وهو في المسجد- بمجمرة وبخور وضعها بين يديه، وقال: أبا علي، استجمر! فإنما أنت من النساء. قال: قبحك الله، ثم تجهز وخرج معهم. وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ثامن رمضان، واستعمل على المدينة عمرو بن أم مكتوم على الصلاة. ثم رد أبا لبابة من الروحاء واستعمله على المدينة ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير. وكان أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم رايتان سوداوان؛ إحداهما مع علي، والأخرى مع رجل أنصاري. وكانت راية الأنصار مع سعد بن معاذ. فكان مع المسلمين سبعون بعيرا يعتقبونها، وكانوا يوم بدر ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي، ومرثد بن أبي مرثد يعتقبون بعيرا. وكان أبو بكر، وعمر، وعبد الرحمن بن عوف يعتقبون بعيرا. فلما قرب النبي صلى الله عليه وسلم من الصفراء بعث اثنين يتجسسان أمر أبي سفيان. وأتاه الخبر بخروج نفير قريش، فاستشار الناس، فقالوا خيرا. وقال المقداد بن عمرو: يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو

إسرائيل لموسى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم له خيرا ودعا له. وقال سعد بن معاذ: يا رسول الله، والله لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك. فسر رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَه، وقال: "سيروا وأبشروا، فإن ربي قد وعدني إحدى الطائفتين: إما العير وإما النفير". وسار حتى نزل قريبا من بدر. فلما أمسى بعث عليا والزبير وسعدا في نفر إلى بدر يلتمسون الخبر. فأصابوا راوية لقريش فيها أسلم وأبو يسار من مواليهم، فأتوا بهما النبي صلى الله عليه وسلم. فسألوهما فقالا: نحن سقاة لقريش. فكره الصحابة هذا الخبر ورجوا أن يكونوا سقاة للعير. فجعلوا يضربونهما، فإذا آلمهما الضرب قالا: نحن من عير أبي سفيان. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فلما سلم قال: "إذا صدقا ضربتموهما، وإذا كذبا تركتموهما". ثم قال: "أخبراني أين قريش"؟ قالا: هم وراء هذا الكثيب. فسألهما: "كم ينحرون كل يوم"؟ قالا: عشرا من الإبل أو تسعا: فقال: "القوم ما بين التسعمائة إلى الألف". وأما اللذان بعثهما النبي صلى الله عليه وسلم يتجسسان، فأناخا بقرب ماء بدر واستقيا في شنهما، ومجدي بن عمرو بقربهما لم يفطنا به، فسمعا جاريتين من حواري الحي تقول إحداهما للأخرى: إنما تأتي العير غدا أو بعد غد، فأعمل لهم ثم أقضيك. فصرفهما مجدي، وكان عينا لأبي سفيان. فرجعا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ. ولما قرب أبو سفيان من بدر تقدم وحده حتى أتى ماء بدر فقال لمجدي: هل أحسست أحدا؟ فذكر له الراكبين، فأتى أبو سفيان مناخهما، فأخذ من أبعار بعيريهما ففته، فإذا فيه النوى، فقال: هذه والله علائف يثرب. فرجع سريعا فصرف العير عن طريقها، وأخذ طريق الساحل فنجى، وأرسل يخبر قريشا أنه قد نجا فارجعوا. فأبى أبو جهل، وقال: والله لا نرجع حتى نرد ماء بدر، ونقيم عليه ثلاثا، فتهابنا العرب أبدا. ورجع الأخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة ببني زهرة كلهم، وكان فيهم مطاعا. ثم نزلت قريش بالعدوة القصوى من الوادي. وسبق النبي صلى الله عليه وسلم إلى ماء بدر، ومنع قريشا من السبق إلى الماء مطر عظيم لم يصب المسلمين منه إلا ما لبد لهم الأرض. فنزل النبي صلى الله عليه وسلم على أدنى ماء من مياه بدر إلى المدينة فقال الحباب بن المنذر بن عمرو بن الجموح: يا رسول الله أرأيت هذا المنزل، أمنزل أنزلكه الله فليس لنا أن نتقدمه أو نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال: "بل هو الرأي والحرب

بالنّاس، وتحمل أمر حليفك عمرو بن الحضرمي، قال: قد فعلت، أنت علي بذلك، إنما هو حليفي فعلي عقله وما أصيب من ماله، فأت ابن الحنظلية -والحنظلية أم أبي جهل- فإني لا أخشى أن يشجر أمر الناس غيره. ثم قام عتبة خطيبا فقال: يا معشر قريش، إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمدا وأصحابه شيئا, والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه الرجل يكره النظر إليه، قتل ابن عمه وابن خاله أو رجلا من عشيرته، فارجعوا وخلوا بين محمد وبين سائر العرب، فإن أصابوه فذاك، وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون. قال حكيم: فأتيت أبا جهل فوجدته قد شد درعا من جرابها فهو يهيؤها فقلت له: يا أبا الحكم، إن عتبة قد أرسلني بكذا وكذا. فقال: انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه. كلا، والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد، وما بعتبة ما قال، ولكنه قد رأى محمدا وأصحابه أكلة جزور، وفيهم ابنه قد تخوفكم عليه. ثم بعث إلى عامر بن الحضرمي فقال: هذا حليفك يريد أن يرجع بالناس، وقد رأيت ثأرك بعينك، فقم فانشد خفرتك ومقتل أخيك. فقام عامر فكشف رأسه وصرخ: واعمراه، واعمراه. فحميت الحرب وحقب أمر الناس واستوسقوا على ما هم عليه من الشر، وأفسد على الناس رأي عتبة الذي دعاهم إليه. فلما بلغ عتبة قول أبي جهل: انتفخ والله سحره، قال: سيعلم مصفر استه من انتفخ سحره. ثم التمس عتبة بيضة لرأسه، فما وجد في الجيش بيضة تسعه من عظم هامته، فاعتجر على رأسه ببرد له. وخرج الأسود بن عبد الأسد المخزومي -وكان شرسا سيئ الخلق- فقال: أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه. وأتاه فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- فالتقيا فضربه حمزة فقطع ساقه، وهو دون الحوض، فوقع على ظهره تشخب رجله دما. ثم جاء إلى الحوض حتى اقتحم فيه ليبر يمينه، واتبعه حمزة فقتله في الحوض. ثم إن عتبة بن ربيعة خرج للمبارزة بين أخيه شيبة، وابنه الوليد بن عتبة، ودعوا للمبارزة، فخرج إليه عوف ومعوذ ابنا عفراء وآخر من الأنصار. فقالوا: من أنتم؟ قالوا: من الأنصار. قالوا: ما لنا بكم من حاجة، ليخرج إلينا أكفاؤنا من قومنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قم يا عبيدة بن الحارث، ويا حمزة، ويا علي". فلما دنوا منهم، قالوا: من أنتم؟ فتسموا لهم. فقال: أكفاء كرام فبارز عبيدة -وكان أسن القوم- عتبة، وبارز حمزة شيبة، وبارز علي الوليد. فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله. وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله. واختلف عتبة

بالنّاس، وتحمل أمر حليفك عمرو بن الحضرمي، قال: قد فعلت، أنت علي بذلك، إنما هو حليفي فعلي عقله وما أصيب من ماله، فأت ابن الحنظلية -والحنظلية أم أبي جهل- فإني لا أخشى أن يشجر أمر الناس غيره. ثم قام عتبة خطيبا فقال: يا معشر قريش، إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمدا وأصحابه شيئا, والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه الرجل يكره النظر إليه، قتل ابن عمه وابن خاله أو رجلا من عشيرته، فارجعوا وخلوا بين محمد وبين سائر العرب، فإن أصابوه فذاك، وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون. قال حكيم: فأتيت أبا جهل فوجدته قد شد درعا من جرابها فهو يهيؤها فقلت له: يا أبا الحكم، إن عتبة قد أرسلني بكذا وكذا. فقال: انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه. كلا، والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد، وما بعتبة ما قال، ولكنه قد رأى محمدا وأصحابه أكلة جزور، وفيهم ابنه قد تخوفكم عليه. ثم بعث إلى عامر بن الحضرمي فقال: هذا حليفك يريد أن يرجع بالناس، وقد رأيت ثأرك بعينك، فقم فانشد خفرتك ومقتل أخيك. فقام عامر فكشف رأسه وصرخ: واعمراه، واعمراه. فحميت الحرب وحقب أمر الناس واستوسقوا على ما هم عليه من الشر، وأفسد على الناس رأي عتبة الذي دعاهم إليه. فلما بلغ عتبة قول أبي جهل: انتفخ والله سحره، قال: سيعلم مصفر استه من انتفخ سحره. ثم التمس عتبة بيضة لرأسه، فما وجد في الجيش بيضة تسعه من عظم هامته، فاعتجر على رأسه ببرد له. وخرج الأسود بن عبد الأسد المخزومي -وكان شرسا سيئ الخلق- فقال: أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه. وأتاه فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- فالتقيا فضربه حمزة فقطع ساقه، وهو دون الحوض، فوقع على ظهره تشخب رجله دما. ثم جاء إلى الحوض حتى اقتحم فيه ليبر يمينه، واتبعه حمزة فقتله في الحوض. ثم إن عتبة بن ربيعة خرج للمبارزة بين أخيه شيبة، وابنه الوليد بن عتبة، ودعوا للمبارزة، فخرج إليه عوف ومعوذ ابنا عفراء وآخر من الأنصار. فقالوا: من أنتم؟ قالوا: من الأنصار. قالوا: ما لنا بكم من حاجة، ليخرج إلينا أكفاؤنا من قومنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قم يا عبيدة بن الحارث، ويا حمزة، ويا علي". فلما دنوا منهم، قالوا: من أنتم؟ فتسموا لهم. فقال: أكفاء كرام فبارز عبيدة -وكان أسن القوم- عتبة، وبارز حمزة شيبة، وبارز علي الوليد. فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله. وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله. واختلف عتبة

وعبيدة بينهما ضربتين كلاهما أثبت صاحبه. وكر علي وحمزة على عتبة فدففا عليه. واحتملا عبيدة إلى أصحابهما. والصحيح كما سيأتي إنما بارز حمزة عتبة، وعلي شيبة, والله أعلم. ثم تزاحف الجمعان. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن لا يحملوا حتى يأمرهم وقال: "انضحوهم عنكم بالنبل". وهو صلى الله عليه وسلم في العريش، ومعه أبو بكر، وذلك يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة رمضان. قال سفيان، عن قتادة: إن وقعة بدر صبيحة يوم الجمعة سابع عشر رمضان. وقال قرة بن خالد: سألت عبد الرحمن بن القاسم عن ليلة القدر، فقال: كان زيد بن ثابت يعظم سابع عشرة ويقول: هي وقعة بدر. وكذلك قال إسماعيل السدي وغيره في تاريخ يوم بدر، وقاله عروة بن الزبير، ورواه خالد بن عبد الله الواسطي عن عمرو بن يحيى عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أبيه عن عامر بن ربيعة قال: كانت صبيحة بدر سبع عشرة من رمضان؛ لكن روى قتيبة عن جرير عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ ابن مسعود في ليلة القدر قال: تحروها لإحدى عشرة بقين، صبيحتها يوم بدر، كذا قال ابن مسعود1 والمشهور ما قبله. ثم عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف بنفسه، ورجع إلى العريش ومعه أبو بكر فقط، فجعل يناشد ربه ويقول: "يا رب إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد في الأرض". وأبو بكر يقول: يا نبي الله بعض مناشدتك ربك، فإن الله منجز لك ما وعدك. ثم خفق صلى الله عليه وسلم فانتبه وقال: "أبشر يا أبا بكر، أتاك النصر، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده، على ثنايا النقع". فرمي مهجع -مولى عمر- بسهم، فكان أول قتيل في سبيل الله. ثم رمي حارثة بن سراقة النجاري بسهم وهو يشرب من الحوض، فقتل. ثم خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الناس يحرضهم على القتال، فقاتل عمير بن الحمام حتى قتل، ثم قاتل عوف ابن عفراء -وهي أمه- حتى قتل. ثم أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رمى المشركين بحفنة من الحصباء وقال: "شاهت الوجوه". وقال لأصحابه: "شدوا عليهم". فكانت الهزيمة، وقتل الله من قتل من صناديد الكفر: فقتل سبعون وأسر مثلهم.

_ 1 الصواب ما رواه ابن عمر مرفوعا بلفظ: "ليلة القدر التمسوها في العشر الأواخر، وإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن عن السبع البواقي" أخرجه الطيالسي "1912"، وأحمد "2/ 44 و75 و91"، ومسلم "1165" "209". وروى مسلم "1165" "210" "211" عن ابن عمر مرفوعا: "من كان ملتمسها فليلتمسها في العشر الأواخر".

ورجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى العريش، وقام سعد بن معاذ على الباب بالسيف في نفر من الأنصار، يخافون عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كرة العدو. ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه: "إني قد عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها لا حاجة لهم بقتالنا، فمن لقي أحدا من بني هاشم فلا يقتله، ومن لقي أبا البختري بن هشام بن الحارث فلا يقتله، ومن لقي العباس فلا يقتله فإنه إنما خرج مستكرها". فقال أبو حذيفة: أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا ونترك العباس، والله لئن لقيته لألجمنه بالسيف. فبلغت رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لعمر: "يا أبا حفص أيضرب وجه عَمِّ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالسيف"؟. فقال عمر: دعني فلأضرب عنق هذا المنافق. فكان أبو حذيفة يقول: ما أنا آمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ، ولا أزال منها خائفا، إلا أن تكفرها عني الشهادة. فاستشهد يوم اليمامة. وكان أبو البختري أكف القوم عن رسول الله، وقام في نقض الصحيفة، فلقيه المجذر بن ذياد البلوي حليف الأنصار. فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد نهانا عن قتلك. فقال: وزميلي جنادة الليثي؟ فقال المجذر: لا والله ما أمرنا إلا بك وحدك. فقال: لأموتن أنا وهو، لا يتحدث عني نساء مكة أني تركت زميلي حرصا على الحياة. فاقتتلا، فقتله المجذر. ثم أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: والذي بعثك بالحق لقد جهدت عليه أن يستأسر، فآتيك به، فأبى إلا أن يقاتلني. وعن عبد الرحمن بن عوف: كان أمية بن خلف صديقا لي بمكة، قال: فمررت به ومعي أدراع قد استلبتها، فقال لي: هل لك فيَّ، فأنا خير لك من الأدراع؟ قلت: نعم، ها الله إذًا. وطرحت الأدراع، فأخذت بيده ويد ابنه، وهو يقول: ما رأيت كاليوم قط. أما لكم حاجة في اللبن؟ يعني: من أسرني افتديت منه بإبل كثيرة اللبن. ثم جئت أمشي بهما، قال لي أمية: من الرجل المعلم بريشة نعامة في صدره؟ قلت: حمزة قال: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل. فوالله إني لأقودهما، إذ رآه بلال؛ وكان يعذب بلالا بمكة، فلما رآه قال: رأس الكفر أمية بن خلف؟ لا نجوت إن نجا. قلت: أي بلال، أبأسيري؟ قال: لا نجوت إن نجا. قال: أتسمع يابن السوداء ما تقول؟ ثم صرخ بلال بأعلى صوته: يا أنصار الله، رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا. قال: فأحاطوا بنا، وأنا أذب عنه. فأخلف رجل السيف، فضرب رجل ابنه فوقع، فصاح أمية صيحة عظيمة، فقلت: انج بنفسك، ولا نجاء، فوالله ما أغني عنك شيئا. فهبروهما بأسيافهم، فكان يقول: رحم الله بلالا، ذهبت أدراعي، وفجعني بأسيري. وعن ابن عباس، عن رجل من غفار، قال: أقبلت أنا وابن عم لي حتى أصعدنا في جبل

يشرف بنا على بدر، ونحن مشركان، ننتظر الدائرة على من تكون، فننتهب مع من ينتهب. فبينا نحن في الجبل، إذ دنت منا سحابة، فسمعت فيها حمحمة الخيل، فسمعت قائلا يقول: أقدم حيزوم1، فأما ابن عمي فانكشف قناع قلبه فمات مكانه، وأما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت. رواه عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، عمن حدثه، عن ابن عباس. وروى الذي بعده ابن حزم عمن حدثه من بني ساعدة عن أبي أسيد مالك بن ربيعة قال: لو كان معي بصري وكنت ببدر لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة. قال ابن إسحاق: فحدثني أبي، عن رجال، عن أبي داود المازني، قَالَ: إِنِّي لأَتْبَعُ رَجُلاً مِنَ المُشْرِكِيْنَ يَوْمَ بدر لأضربه بالسيف، إذ وقع رَأْسُهُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ سَيْفِي، فَعَرَفْتُ أنه قتله غيري. وعن ابن عباس قال: لم تقاتل الملائكة إلا يوم بدر. وأما أبو جهل بن هشام فاحتمى في مثل الحرجة -وهو الشجر الملتف- وبقي أصحابه يقولون: أبو الحكم لا يوصل إليه. قال معاذ بن عمرو بن الجموح: فلما سمعتها جعلته من شأني، فصمدت نحوه، فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة أطنت2 قدمه بنصف ساقه. فوالله ما أشبهها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى حين يضرب بها. فضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي, فتعلقت بجلدة من جنبي، وأجهضني القتال عنه، فلقد قاتلت عَامَّةَ يَوْمِي، وَإِنِّي لأَسْحَبُهَا خَلْفِي. فَلَمَّا آذَتْنِي وضعت عليها قدمي، ثم تمطيت بها عليها حتى طرحتها. قال: ثُمَّ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى زَمَنِ عُثْمَانَ. ثم مر بأبي جهل معوذ ابن عَفْرَاءَ، فَضَرَبَهُ حَتَّى أَثْبَتَهُ, وَتَرَكَهُ وَبِهِ رَمَقٌ، وقاتل مُعَوِّذُ حَتَّى قُتِلَ، وَقُتِلَ أَخُوْهُ عَوْفٌ قَبْلَهُ، واسم أبيهما: الحارث بن رفاعة بن الحارث الزرقي. ثم مر عبد الله بن مسعود بأبي جهل حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتماسه، وقال فيما بلغنا: "إن خفي عليكم في القتلى فانظروا إلى أثر جرح في ركبته، فإني ازدحمت أنا وهو يوما على مأدبة لعبد الله بن جدعان، ونحن غلامان؛ وكنت أشف 3 منه بيسير، فدفعته فوقع على ركبته

_ 1 حيزوم: اسم فرس جبريل، عليه السلام. وقال الجوهري: حيزوم اسم فرس من خيل الملائكة. 2 أطنت: أي قطعت. 3 أشف منه: أي أكبر منه قليلا.

فجحش 1 فيها". قال ابن مسعود: فوجدته بآخر رمق، فوضعت رجلي على عنقه. وقد كان ضبث2 بي مرة بمكة، فآذاني ولكزني. فقلت له: هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال: وبماذا أخزاني، وهل فوق رجل قتلتموه؟ أخبرني لمن الدائرة اليوم؟ قلت: لله ولرسوله، ثم قال: لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقى صعبا. قال: فاحتززت رأسه وجئت بِهِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ الله! هذا رأس عدو الله أبي جهل. قال: "آلله الذي لا إله غيره"؟. قلت: نعم. وألقيت رأسه بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم أمر بالقتلى أن يطرحوا في قليب هناك. فطرحوا فيه إلا ما كان من أمية بن خلف، فإنه انتفخ في درعه فملأها، فذهبوا ليخرجوه فتزايل، فأقروه به، وألقوا عليه التراب فغيبوه. فلما ألقوا في القليب، وقف عليهم النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا أهل القليب هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا". فقالوا: يا رسول الله أتنادي قوما قد جيفوا؟ فقال: "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا". وفي رواية: فناداهم في جوف الليل: "يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا أمية بن خلف، ويا أبا جهل بن هشام". فعدد من كان في القليب. زاد ابن إسحاق: وحدثني بعض أهل العلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: "يا أهل القليب، بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم؛ كذبتموني وصدقني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس، وقاتلتموني ونصرني الناس". وعن أنس: لما سحب عتبة بن ربيعة إلى القليب نَظَرَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وجه أبي حذيفة ابنه، فإذا هو كئيب متغير. فقال: "لعلك قد دخلك من شأن أبيك شيء"؟. قال: لا والله ما شككت في أبي ولا في مصرعه، ولكني كنت أعرف منه رأيا وحلما، فكنت أرجو أن يسلم، فلما رأيت ما أصابه وما مات عليه أحزنني ذلك. فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُ خيرا. وكان الحارث بن ربيعة بن الأسود، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة، وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة، وعلي بن أمية بن خلف، والعاص بن منبه بن الحجاج قد أسلموا، فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حبسهم آباؤهم وعشائرهم، وفتنوهم عن الدين فافتتنوا -نعوذ بالله من فتنة الدين-

_ 1 جحش: أي انخدش جلده وانسحج "أي انقشر". 2 ضبث بي: أي قبض علي. يقال ضبثت على الشيء إذا قبضت عليه.

ثم ساروا مع قومهم يوم بدر، فقتلوا جميعا. وفيهم نزلت: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النساء: 97] . وعن عبادة بن الصامت قال: فينا أهل بدر نزلت الأنفال حين تنازعنا في الغنيمة وساءت فيها أخلاقنا، فنزعه الله من أيدينا وجعله إلى رسوله، فقسمه بين المسلمين على السواء. ثم بعث النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدِ اللهِ بنِ رواحة، وزيد بن حارثة، بشيرين إلى المدينة. قال أسامة: أتانا الخبر حين سوينا على رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبرها، كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفني عليها مع عثمان. ثم قفل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الأسارى؛ فيهم: عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث. فلما خرج من مضيق الصفراء قسم النفل، فلما أتى الروحاء لقيه المسلمون يهنئونه بالفتح، فقال لهم سلمة بن سلامة: ما الذي تهنئونا به؟ فوالله إن لقينا إلا عجائز ضلعا كالبدن المعقلة فنحرناها. فتبسم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "أي ابن أخي، أولئك الملأ". يعني الأشراف والرؤساء. ثم قتل النضر بن الحارث العبدري بالصفراء، وقتل بعرق الظبية عقبة بن أبي معيط، فقال عقبة حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله: فمن للصبية يا محمد؟ قال: النار. فقتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وقيل: علي. وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عن الشعبي قال: لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل عقبة قال: أتقتلني يا محمد من بين قريش؟ قال: "نعم، أتدرون ما صنع هذا بي؟ جاء وأنا ساجد خلف المقام فوضع رجله على عنقي وغمزها، فما رفع حتى ظننت أن عيني ستندران، وجاء مرة أخرى بسلى شاة فألقاه على رأسي وأنا ساجد، فجاءت فاطمة فغسلته عن رأسي". واستشهد يوم بدر: مهجع وَذُوْ الشِّمَالَيْنِ عُمَيْرُ بنُ عَبْدِ عَمْرٍو الخُزَاعِيُّ، وعاقل بن البكير، وصفوان بن بيضاء، وعمير بن أبي وقاص أخو سعد، وعبيدة بنُ الحَارِثِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ المطلبي الذي قطع رجله عتبة، مات بعد يومين بالصفراء. وهؤلاء من المهاجرين. وعمير بن الحمام، وابنا عفراء، وحارثة بن سراقة، ويزيد بن الحارث فُسحُم، وَرَافِعُ بنُ المُعَلَّى الزُّرَقِيُّ، وَسَعْدُ بنُ خَيْثَمَةَ الأَوْسِيُّ، وَمُبَشِّرُ بنُ عَبْدِ المُنْذِرِ أَخُو أبي لبابة. فالجملة أربعة عشر رجلا. وقتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وهما ابنا أربعين ومائة سنة. وكان شيبة أكبر بثلاث سنين.

قال ابن إسحاق: وكان أول من قدم مكة بمصاب قريش: الحسمان بن عبد الله الخزاعي. فقالوا: ما وراءك؟ قال: قتل عتبة، وشيبة, وأبو جهل، وأمية، وزمعة بن الأسود، ونبيه، ومنبه، وأبو البختري بن هشام. فلما جعل يعدد أشراف قريش قال صفوان بن أمية وهو قاعد في الحجر: والله إن يعقل هذا فسلوه عني. فقالوا: ما فعل صفوان؟ قال: ها هو ذاك جالسا، قد والله رأيت أباه وأخاه حين قتلا. وعن أبي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: كُنْتُ غُلاَماً لِلعَبَّاسِ وَكَانَ الإِسْلاَمُ قَدْ دَخَلَنَا أهل البيت، فأسلم العباس وأسلمت، وكان العباس يهاب قومه ويكره الخلاف ويكتم إسلامه، وكان ذا مال كثير متفرق في قومه. وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر، فلما جاءه الخبر بمصاب قريش كبته الله وأخزاه، ووجدنا في أنفسنا قوة وعزة, وكنت رجلا ضعيفا، وكنت أنحت الأقداح في حجرة زمزم، فإني لجالس أنحت أقداحي، وعندي أم الفضل، وقد سرنا الخبر، إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه بشر، حتى جلس على طنب1 الحجرة، فكان ظهره إلى ظهري. فبينا هو جالس إذ قال الناس: هذا أَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ قد قدم. فقال أبو لهب: إليَّ، فعندك الخبر. قال: فجلس إليه، والناس قيام عليه، فقال: يابن أخي، أخبرني كيف كان أمر الناس؟ قال: والله ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا ويأسرونا، وايم الله ما لمت الناس، لقينا "رجالا بيضا"2 على خيل بلق3 بين السماء والأرض، والله ما تليق4 شيئا ولا يقوم لها شيء. قال أبو رافع: فرفعت طنب الحجرة بيدي، ثم قلت: تلك والله الملائكة. فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي ضربة شديدة قال: وثاورته، فحملني وضرب بي الأرض، ثم برك علي يضربني، وكنت رجلا ضعيفا. فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة، فأخذته فضربته به ضربة, فلقت في رأسه شجة منكرة، وقالت: استضعفته أن غاب عنه سيده؟ فقام موليا ذليلا، فوالله ما عاش إلا سبع ليال, حتى رماه الله بالعدسة فقتلته. وكانت قريش تتقي هذه العدسة كما يتقى الطاعون، حتى قال رجل من قريش لابنيه: ويحكما؟ ألا تستحيان أن أباكما

_ 1 الطنب: الطرف والناحية. 2 في الأصل: "رجال بيض"، وهو خطأ نحوي، والصواب: "رجالا بيضا" وهو ما أثبتناه. 3 البلق: سواد وبياض، وكذلك البلقة، بالضم. قال ابن سيده: البلق والبلقة مصدر الأبلق ارتفاع التحجيل إلى الفخذين. 4 ما تليق شيئا: أي لم يلق شيئا إلا قطعه حسامه.

قد أنتن في بيته ألا تدفنانه؟ فقالا: نخشى عدوى هذه القرحة. فقال: انطلقا فأنا أعينكما فوالله ما غسلوه إلا قذفا بالماء عليه من بعيد. ثم احتملوه إلى أعلى مكة، فأسندوه إلى جدار، ثم رضموا عليه الحجارة. رواه محمد بن إسحاق من طريق يونس بن بكير عنه بمعناه. قال: حدثني الحُسَيْنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: حدثني أبو رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروى عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: ناحت قريش على قتلاها ثم قالوا: لا تفعلوا فيبلغ محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم. وكان الأسود بن المطلب قد أصيب له ثلاثة من ولده: زمعة، وعقيل، والحارث فكان يحب أن يبكي عليهم. قال ابن إسحاق: ثم بعثت قريش في فداء الأسارى، فقدم مكرز بن حفص في فداء سهيل بن عمرو، فقال عمر: دعني يا رسول الله أنزع ثنيتي سهيل يدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبدا، فقال: "لا أمثل به فيمثل الله بي، وعسى أن يقوم مقاما لا تذمه". فقام في أهل مكة بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحو من خطبة أبي بكر الصديق، وحسن إسلامه. وانسل المطلب بن أبي وداعة، ففدى أباه بأربعة آلاف درهم، وانطلق به. وبعثت زينب بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فداء زوجها أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس، بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص. فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ رَقَّ لَهَا, وَقَالَ: "إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيْرَهَا وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا". قَالُوا: نَعَمْ، يا رسول الله. وَأَطْلَقُوْهُ. فَأَخَذَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخْلِيَ سَبِيْلَ زَيْنَبَ, وَكَانَتْ مِنَ المُسْتَضْعَفِيْنَ مِنَ النِّسَاءِ، وَاسْتَكْتَمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ذلك, وبعث زيد بن حارثة ورجلا من الانصار، فقال: كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فتصحبانها حتى تأتياني بها. وَذَلِكَ بَعْد بَدْرٍ بِشَهْرٍ. فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو العَاصِ مَكَّةَ أَمَرَهَا بِاللُّحُوْقِ بِأَبِيْهَا، فَتَجَهَّزَتْ فَقَدَّمَ أخو زوجها كنانة بن الربيع بعيرا، فركبته وأخذ قوسه وكنانته، ثم خرج بها نهارا يقودها. فتحدث بذلك رجال، فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهَا، فَبَرَكَ كِنَانَةُ وَنَثَرَ كِنَانَتَهُ لما أدركوها لذي طُوَى، فَرَوَّعَهَا هَبَّارُ بنُ الأَسْوَدِ بِالرُّمْحِ. فَقَالَ كنانة: والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما. فتكركر الناس عنه وأتى أبو سفيان في جلة من قريش، فقال: أيها الرجل كف عَنَّا نَبْلَكَ حَتَّى نُكَلِّمَكَ. فَكَفَّ فَوَقَفَ

عليه أبو سفيان فَقَالَ: إِنَّكَ لَمْ تُصِبْ، خَرَجْتَ بِالمَرْأَةِ عَلَى رءوس النَّاسِ عَلاَنِيَةً، وَقَدْ عَرَفْتَ مُصِيْبَتَنَا وَنَكْبَتَنَا وَمَا دخل علينا من محمد، فيظن الناس إذا خرجت بابنته إليه علانية أن ذلك على ذل أصابنا، وأن ذلك منا وهن وضعف، وَلَعَمْرِي مَا بِنَا بِحَبْسِهَا عَنْ أَبِيْهَا مِنْ حاجة، ولكن ارجع بالمرأة، حتى إذا هدأت الأَصْوَاتُ، وَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّا رَدَدْنَاهَا، فَسُلَّهَا سِرّاً وألحقها بأبيها. قال: ففعل، ثم خرج بها ليلا، بَعْدَ لَيَالٍ، فَسَلَّمَهَا إِلَى زَيْدٍ وَصَاحِبِهِ، فَقَدِمَا بها على النبي صلى الله عليه وسلم فأقامت عنده. فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ الفَتْحِ، خَرَجَ أَبُو العَاصِ تاجرا إلى الشام بماله، وبمال كَثِيْرٍ لقُرَيْشٍ، فَلَمَّا رَجَعَ لَقِيَتْهُ سَرِيَّةٌ فَأَصَابُوا ما معه، وأعجزهم هاربا، فقدموا بما أصابوا. وأقبل أبو العاص فِي اللَّيْلِ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ، فَاسْتَجَارَ بها فأجارته، وجاء في طلب ماله. فلما خرج صلى الله عليه وسلم إلى الصبح وكبر وكبر الناس معه، صَرَخَتْ زَيْنَبُ مِنْ صُفَّةِ النِّسَاءِ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا العَاصِ بنَ الرَّبِيْعِ. وَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّرِيَّةِ الَّذِيْنَ أَصَابُوا مَالَهُ فَقَالَ: "إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ، وَقَدْ أَصَبْتُمْ لَهُ مالا، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له، فَإِنَّا نُحِبَّ ذَلِكَ، وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَهُوَ فَيْءُ الله الذي أفاء عليكم، فَأَنْتُم أَحَقُّ بِهِ". قَالُوا: بَلْ نَرُدُّهُ فَرَدُّوْهُ كُلَّهُ. ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى مَكَّةَ، فَأَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي مَالٍ مَالَهُ. ثُمَّ قَالَ: يا معشر قريش، هل بقي لأحد منكم عندي مال؟ قالوا: لا، فجزاك الله خيرا، فقد وجدناك وفيا كريما. قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، وَاللهِ مَا منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أَنْ تَظُنُّوا أَنِّي إِنَّمَا أَرَدْتُ أَكْلَ أَمْوَالِكُم. ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ على النكاح الأول، لم يحدث شيئا. ومن الأسارى: الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، أسره عبد الله بن جحش، وقيل: سليط المازني. وقدم في فدائه أخواه: خالد بن الوليد، وهشام بن الوليد، فافتكاه بأربعة آلاف درهم، وذهبا به. فلما افتدي أسلم، فقيل له في ذلك فقال: كرهت أن يظنوا بي أني جزعت من الأسر، فحبسوه بمكة، وكان رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعُو له في القنوت، ثم هرب ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الحديبية، وتوفي قديما؛ لعل فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فبكته أم سلمة، وهي بنت عمه:

يا عين فابكي للوليـ ... ـد بن الوليد بن المغيره قد كان عيثا في السنيـ ... ـن ورحمة فينا وميره1 ضخم الدسيعة2 ماجدا ... يسمو إلى طلب الوتيره مثل الوليد بن الوليد ... أبي الوليد كفى العشيره ومن الأسرى: أبو عزة عمرو بن عبد الله الجمحي. كان محتاجا ذا بنات، قال للنبي صلى الله عليه وسلم: قد عرفت أني لا مال لي، وأني ذو حاجة وعيال، فامنن عليَّ. فمن عليه، وشرط عليه أن لا يظاهر عليه أحدا. وقال عروة بن الزبير: جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية، بعد مصاب أهل بدر بيسير، في الحجر، وكان عمير من شياطين قريش، وممن يؤذي المسلمين، وكان ابنه وهيب في الأسرى، فذكر أصحاب القليب ومصابهم، فقال صفوان: "والله ما في العيش بعدهم خير"3. فقال عمير: صدقت، والله لولا دين عليّ ليس عندي له قضاء، وعيال أخشى عليهم، لركبت إلى محمد حتى أقتله، فإن لي فيهم علة؛ ابني أسير في أيديهم. فاغتنمها صفوان فقال: عليّ دينك وعيالك. قال: فاكتم عليّ. ثم شحذ سيفه وسمه، ومضى إلى المدينة. فبينا عمر في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر، إذ نظر عمر إلى عمير حين أناخ على باب المسجد متوشحا بالسيف. فقال: هذا الكلب عدو الله عمير، قال: وهو الذي حزرنا يوم بدر. ثم دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هذا عمير. قال: أدخله عليّ. فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه، فلببه به، وقال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار: ادخلوا على رسول الله فاجلسوا عنده واحذروا عليه هذا الخبيث. ثم دخل به, فقال عليه السلام: "أرسله يا عمر، ادن يا عمير". فدنا، ثم قال: أنعموا صباحا، قال: "فما جاء بك"؟. قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم. قال: "فما بال السيف في عنقك"؟. قال: قبحها الله من سيوف، وهل أغنت شيئا؟ قال: "اصدقني ما الذي جئت له". قال: ما جئت إلا لذلك. قال: "بلى، قعدت أنت وصفوان في الحجر". وقص له ما قالا. فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنَّكَ رسوله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما تأتينا به من خبر السماء، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا

_ 1 الميرة: الطعام. 2 الدسيعة: مائدة الرجل إذا كانت كريمة. 3 وقع في الأصل "والله أنَّ في العيش بعدهم لخير"، والصواب: ما أثبتناه وهو ما يقتضيه السياق.

وصفوان فوالله لأعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام. فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: "فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن وأطلقوا له أسيره". ففعلوا. ثم قال: يا رسول الله إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله، وأنا أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله ورسوله، لعل الله أن يهديهم، وإلا آذيتهم في دينهم. فأذن له ولحق بمكة. وكان صفوان يعد قريشا يقول: أبشروا بوقعة تأتيكم الآن تنسيكم وقعة بدر. وكان صفوان يسأل عنه الركبان، حتى قدم راكبا فأخبره عن إسلامه، فحلف لا يكلمه أبدا ولا ينفعه بشيء أبدا. ثم أقام يدعو إلى الإسلام، ويؤذي المشركين، فأسلم على يديه ناس كثير. بقية أحديث غزوة بدر: وهي كالشرح لما قدمناه، منها: قال إسرائيل: عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مَسْعُوْدٍ، قَالَ: انْطَلَقَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ مُعْتَمِراً: فَنَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ -وَكَانَ أُمَيَّةُ ينزل عليه إذا سافر إلى الشام- فقال لسعد: انْتَظِرْ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ وَغَفِلَ النَّاسُ فطف قال: فبينما هو يَطُوْفُ إِذْ أَتَاهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ: مَنِ أنت. قال: سعد. قال: أتطوف آمنا وقد آويتم محمدا وأصحابه، وتلاحيا. فقال أمية لسعد: لاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الحَكَمِ فَإِنَّهُ سيد أهل الوادي. فقال: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن عليك متجرك بالشام. وجعل أُمَيَّةُ يَقُوْلُ: لاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ. فَغَضِبَ وَقَالَ: دعنا منكم، فَإِنِّي سَمِعْتُ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلُكَ، قَالَ: إِيَّايَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قال: والله ما يكذب محمد فكاد أن يحدث، فرجع فقال لامرأته: أتعلمين ما قال أخي اليثربي؟ قالت: وما قال؟ قال: زعم أن محمدا يزعم أنه قاتلي. قالت: فوالله ما يكذب. فلما خرجوا لبدر وجاء الصريخ قالت له امرأته: أما علمت ما قال اليثربي! قال: فإني إذن لا أخرج. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: إِنَّكَ مِنْ أَشْرَافِ أَهْلِ الوَادِي فَسِرْ مَعَنَا يَوْماً أَوْ يَوْمَيْنِ. فسار معهم، فقتل. أخرجه البخاري1. وأخرجه أيضا من حديث إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السبيعي، عن أبيه، عن جده، وفيه: فلما استنفر أبو جهل الناس وقال: أدركوا عيركم، كره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهل فقال: يا أبا صفوان إنك متى يراك الناس تخلفت -وأنت سيد أهل الوادي- تخلفوا

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3632" حدثني أحمد بن إسحاق، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، به.

معك فلم يزل به حتى قال: إذ غلبتني فوالله لأشترين أجود بعير مكة. ثم قال: يا أم صفوان جهزيني فما أريد أن أجوز معهم إلا قريبا. فلما خرج أخذ لا ينزل منزلا إلا عقل بعيره، فلم يزل بذاك حتى قتله الله ببدر. البخاري1. وذكر الزهري قال: إنما خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمن خرج من أصحابه يريدون عير قريش التي قدم بها أبو سفيان من الشام، حتى جمع الله بين الفئتين من غير ميعاد. قال الله تعالى: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ} [الأنفال: 42] . رؤيا عاتكة: قال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس. "ح" قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن رومان، عن عروة، قالا: رأت عاتكة بنت عبد المطلب فيما يرى النائم قبل مقدم ضمضم بن عمرو الغفاري على قريش مكة بثلاث ليال، رؤيا، فأصبحت عاتكة فأعظمتها، فبعثت إلى أخيها العباس فقالت له: يا أخي لقد رأيت الليلة رؤيا ليدخلن منها على قومك شر وبلاء. فقال: وما هي؟ قالت: رأيت فيما يرى النائم أن رجلا أقبل على بعير له فوقف بالأبطح فقال: انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث، فاجتمعوا إليه، ثم أرى بعيره دخل به المسجد واجتمع الناس إليه. ثم مثل به بعيره فإذا هو على رأس الكعبة، فقال: انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث. ثم أرى بعيره مثل به على رأس أبي قبيس، فقال: انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث. ثم أخذ صخرة فأرسلها من رأس الجبل فأقبلت تهوي، حتى إذا كانت في أسفله ارفضت2 فما بقيت دار من دور قومك ولا بيت إلا دخل فيه بعضها. فقال العباس: والله إن هذه لرؤيا، فاكتميها. فقالت: أنت فاكتمها، لئن بلغت هذه قريشا ليؤذننا. فخرج العباس من عندها، فلقي الوليد بن عتبة -وكان له صديقا- فذكرها له واستكتمه، فذكرها الوليد لأبيه، فتحدث بها، ففشا الحديث، فقال العباس: والله إني لغاد

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3950" حدثني أحمد بن عثمان، حدثنا شريح بن مسلمة، حدثنا إبراهيم بن يوسف، به. 2 ارفضت: أي تفرقت.

إلى الكعبة لأطوف بها، فإذا أبو جهل في نفر يتحدثون عن رؤيا عاتكة، فقال أبو جهل: يا أبا الفضل تعال. فجلست إليه فقال: متى حدثت هذه النبية فيكم؟ ما رضيتم يا بني عبد المطلب أن ينبأ رجالكم حتى تنبأ نساؤكم، سنتربص بكم هذه الثلاث التي ذكرت عاتكة، فإن كان حقا فسيكون، وإلا كتبنا عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت في العرب. قال: فوالله ما كان إليه مني من كبير، إلا أني أنكرت ما قالت، وقلت: ما رأت شيئا ولا سمعت بهذا، فلما أمسيت لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلى أتتني فقلن: صبرتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم، ثم قد تناول النساء وأنت تسمع، فلم يكن عندك في ذلك غير. فقلت: قد والله صدقتن وما كان عندي في ذلك من غير إلا أني أنكرت، ولا تعرضن له، فإن عاد لأكفينه. فغدوت في اليوم الثالث أتعرض له ليقول شيئا فأشاتمه، فوالله إني لمقبل نحوه، وكان رجلا حديد الوجه، حديد النظر، حديد اللسان، إذ ولى نحو باب المسجد يشتد، فقلت في نفسي: اللهم العنه، كل هذا فرقا أن أشاتمه. وإذا هو قد سمع ما لم أسمع، صوت ضمضم بن عمرو، وهو واقف بعيره بالأبطح؛ قد حول رحله وشق قميصه وجدع بعيره؛ يقول: يا معشر قريش، اللطيمة اللطيمة! أموالكم مع أبي سفيان، قد عرض لها محمد، فالغوث الغوث! فشغله ذلك عني، وشغلني عنه، فلم يكن إلا الجهاز حتى خرجنا، فأصاب قريشا ما أصابهم يوم بدر، فقالت عاتكة: ألم تكن الرؤيا بحق وجاءكم ... بتصديقها فل من القوم هارب فقلتم ولم أكذب كذبت وإنما ... يكذبنا بالصدق من هو كاذب وقال أبو إسحاق: سمعت البراء يقول: استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر. وكنا -أصحاب محمد- نتحدث أن عدة أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر، كعدة أصحاب طالوت الذين جازوا معه النهر، وما جازه إلا مؤمن. أخرجه البخاري1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3955" و"3956" من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر، وكان المهاجرون يوم بدر نيفا على ستين، والأنصار نيفا وأربعين ومائتين. وأخرجه البخاري "3957" حدثنا عمرو بن خالد، حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء -رضي الله عنه- يقول: حدثني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا أنهم كانوا عدة أصحاب طالوت الذين جازوا معه النهر: بضعة عشر وثلاثمائة. قال البراء: لا والله ما جاوز النهر إلا مؤمن. وأخرجه البخاري "3958" حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.

وقال: سمعت البراء يقول: كان المهاجرون يوم بدر نيفا وثمانين. أخرجه البخاري1. وقال ابن لهيعة: حدثني يزيد بن أبي حبيب، حدثني أسلم أبو عمران أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول: قَالَ لَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ونحن بالمدينة: "هل لكم أن نخرج فنلقى العير لعل الله يغنمنا"؟. قلنا: نعم. فخرجنا، فلما سرنا يوما أو يومين أمرنا أن نتعاد، ففعلنا، فإذا نحن ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، فأخبرناه بعدتنا، فسر بذلك وحمد الله، وقال: "عدة أصحاب طالوت". وقال ابن وهب: حَدَّثَنِي حُيَيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج يوم بدر بثلاثمائة وخمسة عشر من المقاتلة كما خرج طالوت فدعا لهم رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ خرج فقال: "اللهم إنهم حفاة فاحملهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأشبعهم". ففتح الله لهم، فانقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين، واكتسوا وشبعوا. وقال أبو إسحاق، عن البراء، قال: لم يكن يوم بدر فارس غير المقداد. وقال أبو إسحاق، عن حارثة بن مضرب: إن عليا قال: لقد رأيتنا ليلة بدر وما منا أحد إلا وهو نائم إِلاَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ يصلي إلى شجرة ويدعو حتى أصبح، ولقد رأيتنا وما منا أحد فارس يومئذ إلا المقداد. رواه شعبة عنه. ومن وجه آخر عن علي، قال: ما كان معنا إلا فرسان. فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود. وعن إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ البَهِيِّ، قَالَ: كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم فارسان، الزبير على الميمنة، والمقداد على الميسرة. وقال عروة: كان عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عمَامَةٌ صَفْرَاءُ، فَنَزَلَ جبريل على سيما الزبير.

_ 1 الذي رواه البخاري "3956" عن البراء قال: استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر، وكان المهاجرون يوم بدر نيفا على ستين، والأنصار نيفا وأربعين ومائتين. وقال الحافظ في "الفتح": وقد وقع عند الحاكم من طريق عبد الملك بن إبراهيم الجسري، عن شعبة في هذا الحديث: "إن المهاجرين كانوا نيفا وثمانين" وهو خطأ في هذه الرواية لإطباق أصحاب شعبة على ما وقع في البخاري -أي في الحديث "3956"- وفيه "نيفا على ستين".

وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قال: كنا يوم بدر نتعاقب ثلاثة على بعير، فكان علي وأبو لبابة زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان إذا حانت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولان له: اركب حتى نمشي فيقول: "إني لست بأغنى عن الأجر منكما، ولا أنتما بأقوى على المشي مني". المشهور عند أهل المغازي: مرثد بن أبي مرثد الغنوي بدل أبي لبابة، فإن أبا لبابة رده النبي صلى الله عليه وسلم واستخلفه على المدينة. وقال معمر: سمعت الزهري يقول: لم يشهد بدرا إلا قرشي أو أنصاري أو حليف لهما. وعن الحسن، قال: كان فيهم اثنا عشر من الموالي. وقال عمرو العنقزي: حدثنا إسرائيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بنِ مُضَرِّبٍ، عن علي عنه قال: أخذنا رجلين يوم بدر، أحدهما عربي والآخر مولى، فأفلت العربي وأخذنا المولى؛ مولى لعقبة بن أبي معيط؛ فقلنا: كم هم؟ قال: كثير عددهم شديد بأسهم, فجعلنا نضربه، حتى انتهينا بِهِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأبى أن يخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كم ينحرون من الجزر"؟. فقال: في كل يوم عشرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القوم ألف، لكل جزور مائة". وقال يونس، عن ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بكر، أن سعد بن معاذ قَالَ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إلا نبني لك عريشا، فتكون فيه، وننيخ لك ركائبك ونلقى عدونا، فإن أظهرنا الله عليهم فذاك، وإن تكن الأخرى فتجلس على ركائبك وتلحق بمن وراءنا من قومنا، فقد تخلف عنك أقوام ما نحن بأشد لك حبا منهم، ولو علموا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك، ويوادونك وينصرونك. فأثنى عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيرا ودعا له. فبني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش، فكان فيه وأبو بكر ما معهما غيرهما. وقال البخاري: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا إسرائيل، عن مخارق، عن طارق بن شهاب، سمع ابن مسعود يقول: شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه كان أحب إلي مما عدل به: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَدْعُو على المشركين فقال: لا نقول لك كما قال قوم موسى لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] ، ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك، قال: فَرَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشرق لذلك، وسره1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3952" و"4609" حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسرائيل، به.

وقال مسلم وأبو داود: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ندب أصحابه فانطلق إلى بدر، فإذا هم بروايا قريش, فيها عبد أسود لبني الحجاج، فأخذه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا يسألونه: أين أبو سفيان؟ فيقول: والله ما لي بشيء من أمره علم، ولكن هذه قريش قد جاءت، فيهم أبو جهل، وعتبة، وشيبة ابنا ربيعة، وأمية بن خلف. قال: فإذا قال لهم ذلك ضربوه، فيقول: دعوني دعوني أخبركم. فإذا تركوه قال كقوله سواء، والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يسمع ذلك فلما انصرف، قال: "والذي نفسي بيده إنكم لتضربونه إذا صدقكم وتدعونه إذا كذبكم، هذه قريش قد أقبلت لتمنع أبا سفيان". قال أنس: وَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَذَا مصرع فلان غدا". ووضع يده على الأرض, "وهذا مصرع فلان" , ووضع يده على الأرض، "وهذا مصرع فلان"، ووضع يده على الأرض. قال: والذي نفسي بيده ما جاوز أحد منهم عن موضع يده صلى الله عليه وسلم قال: فأمر بهم رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ بأرجلهم، فسحبوا فألقوا في قليب بدر1. صحيح. وقال حماد أيضا، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان، فتكلم أبو بكر فأعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض عنه، فقام سعد بن عبادة -كذا قال، والمعروف ابن معاذ- فقال: إيانا تريد يا رسول الله؟ والذي نفسي بيده لو أمرتنا أَنْ نُخِيْضَهَا البَحْرَ لأَخَضْنَاهَا، وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا. قال: فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، فانطلقوا حتى نزلوا بدرا وساق الحديث المذكور قبل هذا. أخرجه مسلم2. ورواه أيضا من حديث سليمان بن المغيرة أخصر منه عن ثابت، عن أنس: حدثنا عمر، قَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليخبرنا عن مصارع القوم بالأمس: هذا مصرع فلان إن شاء الله غدا، هذا مصرع فلان إن شاء الله غدا. فوالذي بعثه بالحق، ما أخطئوا تلك الحدود، وجعلوا يصرعون حولها، ثم ألقوا في القليب.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 219-220 و257-258"، ومسلم "1779"، وأبو داود "2681" من طرق عن حماد بن سلمة، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1779" حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، به. وقوله: "أن نخيضها البحر لأخضناها": يعني الخيل. أي لو أمرتنا بإدخال خيولنا في البحر وتمشيتنا إياها فيه لفعلنا. برك الغماد: موضع من وراء مكة بخمس ليال بناحية الساحل. وقيل: بلدتان وقال القاضي عياض وغيره: هو موضع بأقاصي هجر.

وجاء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا". فقلت: يا رسول الله أتكلم أجسادا لا أرواح فيها؟ فقال: "والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يردوا عليّ". وقال شعبة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قال: ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد على فرس أبلق، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إِلاَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت سمرة يصلي ويبكي، حتى أصبح. وقال أبو عَلِيٍّ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المَجِيْدِ الحَنَفِيِّ: حدثنا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَوْهبٍ، قال: أخبرني إسماعيل بن عون بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن علي، قال: لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال، ثم جئت لأنظر إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما فعل، فجئت فإذا هو ساجد يقول: يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، لا يزيد عليها. فرجعت إلى القتال، ثم جئت وهو ساجد يقول أيضا. غريب. وقال الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ, عَنِ عبد الله، قال: ما سمعت مناشدا ينشد حقا أشد من مناشدة محمد صلى الله عليه وسلم يوم بدر, جعل يقول: "اللهم أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد". ثم التفت وكأن شق وجهه القمر؛ فقال: "كأنما أنظر إلى مصارع القوم عشية". وقال خالد, عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وهو في قبته يوم بدر: "اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا". فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك؛ وهو في الدرع. فخرج وهو يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القَمَرُ: 45، 46] ، أخرجه البخاري. وقال عكرمة بن عمار: حدثني أبو زميل سماك الحنفي، قال: حدثني ابن عباس، عن عمر، قال: لما كان يوم بدر نَظَرَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المشركين وهم ألف, وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا. فاستقبل القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه فقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9] ، فأمده الله بالملائكة فحدثني ابن

عباس قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس: أقدم حيزوم. إذ نظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط، فاخضر ذلك أجمع. فجاء الأنصاري، فحدث ذَلِكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة". فقتلوا يومئذ سبعين، وأسروا سبعين. أخرجه مسلم1. وقال سلامة بن روح، عن عقيل، حدثني ابن شهاب قال: قال أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ أبو أسيد الساعدي بعدما ذهب بصره: يابن أخي، والله لو كنت أنا وأنت ببدر، ثم أطلق الله لي بصري لأريتك الشعب الذي خرجت علينا منه الملائكة، غير شك ولا تمار. وقال الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيْبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس. وحدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يا أبا بكر أبشر هذا جبريل معتجر بعمامة صفراء آخذ بعنان فرسه بين السماء والأرض. فلما نزل إلى الأرض، تغيب عني ساعة ثم طلع، على ثناياه النقع يقول: أتاك نصر الله إذ دعوته". وقال عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يوم بدر: "هذا جبريل آخذ برأس فرسه، عليه أداة الحرب". أخرجه البخاري2. وقال موسى بن يعقوب الزمعي: حدثني أبو الحويرث، قال: حدثني محمد بن جبير بن مطعم أنه سمع عليا -رضي الله عنه- خطب الناس فقال: بينما أنا أمتح3 من قليب بدر إذ جاءت ريح شديدة لم أر مثلها ثم ذهبت، ثم جاءت ريح شديدة كالتي قبلها، فكانت الريح الأولى جبريل نزل في ألف من الملائكة, وكانت الثانية ميكائيل نزل في ألف من الملائكة، وجاءت ريح ثالثة كان فيها إسرافيل في ألف. فلما هزم الله أعداءه حملني رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فرسه, فجرت بي، فوقعت على عقبي، فدعوت الله فأمسكت، فلما استويت عليها طعنت بيدي هذه في القوم حتى اختضب هذا، وأشار إلى إبطه. غريب، وموسى فيه ضعف.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1763" حدثنا هناد بن السري، حدثنا ابن المبارك، عن عكرمة بن عمار، به. قوله "خطم أنفه": الخط الأثر على الأنف. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3995" و"4041" حدثني إبراهيم بن موسى، أخبرنا عبد الوهاب، حدثنا خالد، عن عكرمة، به. 3 أمتح: أستقي من البئر بالدلو من أعلى البئر.

وقوله: "حملني على فرسه" لا يعرف إلا من هذا الوجه. وقال يحيى بن بكير: حدثني محمد بن يحيى بن زكريا الحميري، قال: حدثنا العلاء بن كثير، قال: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ المسور بن مخرمة، قال: حدثني أبو أمامة بن سهل، قال: قال أبي: يا بني لقد رأيتنا يوم بدر وإن أحدنا ليشير بسيفه إلى رأس المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف. وقال ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مَنْ لاَ أَتَّهِمُ، عَنِ مقسم، عن ابن عباس، قال: كان سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضا قد أرسلوها في ظهورهم ويوم حنين عمائم حمرا، ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى يوم بدر، وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام عددا ومددا. وجاء في قوله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [الأنفال: 12] ؛ ذكر الواقدي، عن إبراهيم بن أبي حبيبة؛ حدثه عن داود بن الحصين، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الملك يتصور في صورة من يعرفون من الناس، يثبتونهم، فيقول: إني قد دنوت منهم فسمعتهم يقولون: لو حملوا علينا ما ثبتنا. إلى غير ذلك من القول. وقال إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ علي، قال: لما قدمنا المدينة، أصبنا من ثمارها فاجتويناها وأصابنا بها وعك، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخبر عن بدر. فلما بلغنا أن المشركين قد أقبلوا، سَارَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بدر -وهي بئر- فسبقنا المشركين إليها، فوجدنا فيها رجلين: رجلا من قريش ومولى لعقبة بن أبي معيط. أما القرشي فانفلت، وأما مولى عقبة فأخذناه فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم والله كثير عددهم شديد بأسهم. فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه، حتى انتهوا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: "كم القوم"؟ قال: هم كثير عددهم شديد بأسهم، فجهد أن يخبره كم هم فأبى, ثم سأله: "كم ينحرون كل يوم من الجزور"؟ فقال: عشرة. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "القوم ألف، كل جزور بمائة وتبعها". ثم إنه أصابنا من الليل طش1 من مطر، فانطلقنا تحت الشجر والحجف2 نستظل تحتها. وبات رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعُو ربه ويقول: "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في

_ 1 الطش: الضعيف القليل. 2 الجحفة: الترس وجمعها حجف، قيل: هي من الجلود خاصة، وقيل: هي من جلود الإبل مقورة.

الأرض". فلما طلع الفجر نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلاة جامعة". فجاء الناس من تحت الشجر والحجف والجرف1 فصلى بِنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحض على القتال، ثم قال: "إن جمع قريش عند هذه الضلع الحمراء من الجبل". فلما دنا القوم منا وضايقناهم إذا رجل منهم يسير في القوم على جمل أحمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا علي ناد لي حمزة -وكان أقربهم من المشركين- من صاحب الجمل الأحمر؟ وماذا يقول لهم"؟. ثم قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن يك في القوم أحد يأمر بخير فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر". فجاء حمزة فقال: هو عتبة بن ربيعة، وهو ينهى عن القتال ويقول: يا قوم إني أرى أقواما مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خير، يا قوم اعصبوها اليوم برأسي وقولوا: جبن عتبة. وقد تعلمون أني لست بأجبنكم. فسمع بذلك أبو جهل فقال: أنت تقول هذا؟ والله لو غيرك يقول هذا لأعضضته. قد ملئت جوفك رعبا، فقال: إياي تعني يا مصفر استه؟ ستعلم اليوم أينا أجبن؟ فبرز عتبة وابنه الوليد وأخوه حمية، فقال: من يبارز؟ فخرج من الأنصار شببة، فقال عتبة: لا نريد هؤلاء، ولكن يبارزنا من بني عمنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قم يا علي، قم يا حمزة، قم يا عبيدة بن الحارث". فقتل الله عتبة، وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة، وجرح عبيدة. فقتلنا منهم سبعين وأسرنا سبعين، فجاء رجل من الأنصار قصير برجل من بني هاشم أسيرا فقال الرجل: إن هذا والله ما أسرني، ولقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجها على فرس أبلق, ما أراه في القوم. فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله فقال: "اسكت، فقد أيدك الله بملك كريم". قال: فأسر من بني عبد المطلب: العباس، وعقيل، ونوفل بن الحارث. وقال إسحاق بن منصور السلولي: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ عبد الله، قال: لقد قلوا في أعيننا يوم بدر، حتى قلت لرجل إلى جنبي: أتراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة. فأسرنا رجلا, فقلت: كم كنتم؟ قال: ألفا. وقال سليمان بن المغيرة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم بدر: "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض". قال: يقول عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله عرضها السموات والأرض؟ فقال: "نعم". قال: بخ بخ! قال: "ما يحملك على قولك: بخ بخ"؟. قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها. قال: "فإنك من أهلها". فأخرج

_ 1 الجرف: موضع الخصب والكلأ الملتف، وهي أماكن رعي الإبل.

تميرات من قرنه1 فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة فرمى بهن، ثم قاتل حتى قتل. أخرجه مسلم2. وقال عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد, عَنْ أَبِيْهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حين اصطففنا يوم بدر: إذا أكثبوهم؛ يعني: إذا غشوكم، فارموهم بالنبل، واستبقوا نبلكم. أخرجه البخاري3. وروى عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ عروة بن الزبير، قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المهاجرين يوم بدر: يا بني عبد الرحمن، وشعار الخزرج: يا بني عبد الله، وشعار الأوس: يا بني عبيد الله. وسمى خيله: خيل الله. أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وابنة عمه ست الأهل بنت علوان -سنة ثلاث وتسعين- وآخرون قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الفقيه، قال: أنبأتنا شهدة بنت أحمد، قالت: أخبرنا الحسين بن طلحة، قال: أخبرنا أبو عمر بعد الواحد بن مهدي، قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل، قال: حدثنا محمود بن خداش، قال: حدثنا هشيم, قال: أخبرنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، قال: سمعت أبا ذر -رضي الله عنه- يقسم قسما: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] ، أنها نزلت في الذين برزوا يوم بدر: حمزة، وعلي، وعبيدة بن الحارث -رضي الله عنهم- وعتبة، وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة4. أخرجه البخاري عن يعقوب الدورقي وغيره، ومسلم عن عمرو بن زرارة، عن هشيم، عن أبي هاشم يحيى بن دينار الرماني الواسطي، عن أبي مجلز لاحق بن حميد السدوسي البصري. وهو من الأبدال العوالي. وعبيدة بنُ الحَارِثِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ المطلبي، أمه ثقفية, وكان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، أسلم هو وأبو سلمة بن عبد الأسد وعثمان بن مظعون في وقت.

_ 1 قرنه: أي جعبة النشاب. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1901" من طريق هاشم بن القاسم، حدثنا سليمان بن المغيرة به. 3 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 498"، والبخاري "3984" و"3985"، وأبو داود "2663" من طريق أبي أحمد الزبيري، حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، به. 4 صحيح: أخرجه البخاري "4743" قال حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا هشيم، أخبرنا أبو هاشم، به. وأخرجه البخاري "4744" من طريق معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي، قال: حدثنا أبو مجلز، به.

وهاجر هو وأخواه الطفيل والحصين. وكان عبيدة كبير المنزلة عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مربوعا مليحا، توفي بالصفراء. وهو الذي بارز عتبة بن ربيعة، فاختلفا ضربتين، كلاهما أثبت صاحبه، كما تقدم. وقد جهزه النبي صلى الله عليه وسلم في ستين راكبا من المهاجرين أمره عليهم؛ فكان أول لواء عقده النبي صلى الله عليه وسلم لواء عبيدة، فالتقى بقريش وعليهم أبو سفيان عند ثنية المرة، فكان أول قتال في الإسلام. قاله محمد بن إسحاق. وقال ابن إسحاق وغيره عن الزهري، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ صُعَيْرِ أن المستفتح يوم بدر أبو جهل، قال لما التقى الجمعان: اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرف، فأحنه الغداة. فقتل، ففيه أنزلت: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} [الأنفال: 19] . وقال معاذ بن معاذ: حدثنا شعبة، عن عبد الحميد صاحب الزيادي، سمع أنسا يقول: قال أبو جهل: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} ، [الأنفال: 32] ، فنزلت: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 32] ، فنزلت: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33] ، متفق عليه1. وعن ابن عباس في قوله: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} [الأنفال: 34] ، قال: يوم بدر بالسيف قاله عبد الله بن صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بن أبي طلحة، عنه. وبه عنه في قوله: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ} [الأنفال: 7] ، قال: أقبلت عير أهل مكة تريد الشام -كذا قال- فبلغ أهل المدينة ذلك, فخرجوا ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون العير. فبلغ ذلك أهل مكة فأسرعوا السير، فسبقت العير رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ الله وعدهم إحدى الطائفتين. وكانوا أن يلقوا العير أحب إليهم، وأيسر شوكة وأحضر مغنما. فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد القوم، فكره المسلمون مسيرهم لشوكة القوم، فَنَزَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالمُسْلِمُوْنَ، وبينهم وبين الماء رملة دعصة، فأصاب المسلمين ضعف شديد، وألقى الشيطان في قلوبهم القنط يوسوسهم: تزعمون أنكم أولياء الله وفيكم رسوله، وقد غلبكم المشركون على الماء، وأنتم كذا. فأنزل الله عليهم مطرا شديدا، فشرب المسلمون وتطهروا، فأذهب الله عنهم رجز الشيطان، وصار الرمل؛ يعني ملبدا. وأمدهم الله بألف من الملائكة. وجاء إبليس في جند من الشياطين، معه رايته في صورة رجال بني مدلج، والشيطان في

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4648" و"1649"، ومسلم "2796" من طريق عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شعبة، به.

صورة سراقة بن مالك بن جعشم، فقال للمشركين: {لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ} [الأنفال: 48] ، فلما اصطف القوم قال أبو جهل: اللهم أولانا بالحق فانصره. ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال: "يا رب إنك إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا". فقال له جبريل: خذ قبضة من التراب. فأخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه، فولوا مدبرين, وأقبل جبريل إلى إبليس، فلما رآه وكانت يده في يد رجل من المشركين نزع يده وولى مدبرا وشيعته. فقال الرجل: يا سراقة، أما زعمت أنك لنا جار؟ قال: {إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ} [الأنفال: 48] . وقال يوسف بن الماجشون: أخبرنا صَالِحُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: إِنِّي لواقف يوم بدر في الصف, فنظرت عن يمين وشمالي، فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلاَمَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ حَدِيْثَةٌ أَسْنَانُهُمَا. فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُوْنَ بَيْنَ أَضْلُعٍ1 مِنْهُمَا. فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ: يَا عَمّ أَتَعْرِفُ أَبَا جهل؟ قلت: نعم، وما حاجتك إليه؟ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ رَأَيْتُهُ لاَ يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوْتَ الأَعْجَلُ مِنَّا. فتعجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَغَمَزَنِي الآخَرُ فَقَالَ لي مِثْلَهَا. فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ وَهُوَ يَجُوْلُ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ: أَلاَ تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه. فابتدراه بسيفيهما فضرباه حَتَّى قَتَلاَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟ فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ. فَقَالَ: "هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا"؟ قالا: لا. قال: فنظر في السيفين، فقال: "كلاهما قَتَلَهُ". وَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بنِ عَمْرٍو، وَالآخَرُ معاذ بن عفراء. متفق عليه2. وقال زهير بن معاوية: حدثنا سليمان التيمي، قال: حدثني أنس، عنه قال: قال رسول

_ 1 الأضلع: الشديد القوي الأضلاع. 2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 192-193"، والبخاري "3141" و"3964"، ومسلم "1752" والطحاوي "3/ 227-228"، وأبو يعلى "866"، والحاكم "3/ 425"، والبيهقي "6/ 305-306 و306" من طريق أبي سلمة يوسف بن يعقوب الماجشون، عن صَالِحُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، به. وأخرجه البزار "1013" من طريق أبي سلمة، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن صالح، به. وأخرجه بنحوه البخاري "3988" من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، به. وقوله: "سوادي سواده": أي شخصي شخصه.

الله صلى الله عليه وسلم: من ينظر ما صنع أبو جهل؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد. قال: أنت أبو جهل؟ فأخذ بلحيته. فقال: هل فوق رجل قتلتموه، أو قتله قومه؟ أخرجه البخاري ومسلم1. وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس, عن عبد الله أنه أتى أبا جهل فقال: قد أخزاك الله. فقال: هل أعمد من رجل قتلتموه؟ أخرجه البخاري2. وقال عثام بن علي: حدثنا الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ عبد الله، قال: انتهيت إلى أبي جهل وهو صريع، وعليه بيضة, ومعه سيف جيد، ومعي سيف رث. فجعلت أنقف رأسه بسيفين وأذكر نقفا كان ينقف رأسي بمكة، حتى ضعفت يده، فأخذت سيفه, فرفع رأسه فقال: على من كانت الدبرة، لنا أو علينا؟ ألست رويعينا بمكة؟ قال: فقتلته. ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم, فقلت: قتلت أبا جهل. فَقَالَ: "اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ"؟. فاستحلفني ثلاث مرار. ثم قام معي إليهم, فدعا عليهم. وروي نحوه عن سفيان الثوري, عن أبي إسحاق وفيه: فاستحلفني وقال: "الله أكبر، الحمد لله الذي صدق وعده, ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، انطلق فأرنيه". فانطلقت فأريته. فقال: "هذا فرعون هذه الأمة". وروي عن أبي إِسْحَاقَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بلغه قتله خر ساجدا. وقال الواقدي: وَقَفَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مصرع ابني عفراء فقال: "يرحم الله ابني عفراء، فهما شركاء في قتل فرعون هذه الأمة ورأس أئمة الكفر". فقيل: يا رسول الله، ومن قتله معهما؟ قال: "الملائكة، وابن مسعود قد شرك في قتله".

_ 1 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "14/ 373"، وأحمد "3/ 115 و129 و236"، والبخاري "3962" و"3963" و"4020"، ومسلم "1800"، وأبو يعلى "4063" و"4074"، وأبو عونة "4/ 228 و228-229"، والبيهقي في "السنن" "9/ 92"، وفي "الدلائل" "3/ 86" من طرق عن سليمان التيمي، به. ابنا عفراء: هما معاذ ومعوذ، وعفراء أمهما. وهل فوق رجل قتلتموه: أي لا عار علي في قتلكم إياي. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3961" حدثنا ابن نمير، حدثنا أبو أسامة، حدثنا إسماعيل، به. وقوله: "هل أعمد من رجل قتلتموه": أعمد بالمهملة أفعل تفضيل من عمد أي هلك، يقال عمد البعير عمدا بالتحريك إذا ورم سنامه من عض القتب فهو عميد، ويكنى بذلك عن الهلاك، وقيل غير ذلك. وقيل معنى أعمد أعجب، وقيل بمعنى أغضب، وقيل معناه هل زاد على سيد قتله قومه قاله أبو عبيدة.

وقال أبو نعيم: حدثنا سلمة بن رجاء، عن الشعثاء؛ امرأة من بني أسد، قالت: دخلت على عبد الله بن أبي أوفى، فرأيته صلى الضحى ركعتين، فقالت له امرأته: إنك صليت ركعتين. فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى الضحى ركعتين حين بشر بالفتح، وحين جيء برأس أبي جهل. وقال مجالد، عن الشعبي أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني مررت ببدر, فرأيت رجلا يخرج من الأرض، فيضربه رجل بمقمعة حتى يغيب في الأرض، ثم يخرج، فيفعل به مثل ذلك مرارا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاك أبو جهل بن هشام يعذب إلى يوم القيامة". وقال البخاري ومسلم من حديث ابن أبي عروبة، عن قتادة قال: ذكر لنا أنس، عن أبي طلحة أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش، فقذفوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث. وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال. فلما كان ببدر اليوم الثالث، أمر براحلته فشد عليها، ثم مشى ما تبعه أصحابه، فقالوا: ما نراه إلا ينطلق لبعض حاجته، حتى قام على شفة الركى فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: "يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله، فإنا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً، فَهَلْ وجدتم ما وعد ربكم حق ا"؟. فقال عمر: يا رسول الله، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟ فقال: "والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم". قال قتادة: أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندامة1. صحيح. وقال هشام، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وقف على قليب بدر فقال: إنهم ليسمعون ما أقول. قال عروة: فبلغ عائشة فقالت: ليس هكذا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنما قال: إنهم ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق، إنهم قد تبوءوا مقاعدهم من جهنم، إن الله يقول: {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80] ، {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر: 22، 23] ، أخرجه البخاري2. ما روت عائشة لا ينافي ما روى ابن عمر وغيره، فإن علمهم لا يمنع من سماعهم قوله -عليه السلام- وأما إنك لا تسمع الموتى، فحق لأن الله أحياهم ذلك الوقت كما يحيي الميت لسؤال منكر ونكير.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3065" و"3976"، ومسلم "2875" من طريق سعيد بن أبي عروبة، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3980" و"3981" حدثنا عثمان، حدثنا عبدة، عن هشام به.

وقال عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله: {بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا} [إبراهيم: 28] ، قال: هم كفار من قريش {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28] ؛ قال: النار يوم بدر. أخرجه البخاري1. وقال إِسْرَائِيْلُ، عَنْ سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا فَرَغَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من القتلى قيل له: عليك العير ليس دونها شيء. فناداه العباس وهو في الوثاق: إنه لا يصلح لك. قال: لم؟ قال: لأن الله -عز وجل- وعدك إحدى الطائفتين، وقد أنجز لك ما وعدك. هذا إسناد صحيح، رواه جعفر بن محمد بن شاكر، عن أبي نعيم، عنه. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي خبيب بن عبد الرحمن قال: ضرب خبيب بن عدي يوم بدر فمال شقه، فتفل عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولأمه ورده، فانطبق. أحمد بن الأزهر: حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أبي عمران الجوني، عن أنس أو غيره قال: شهد عمير بن وهب الجمحي بدرا كافرا، وكان في القتلى. فمر به رجل فوضع سيفه في بطنه، فخرج من ظهره. فلما برد عليه الليل لحق بمكة فصح. فاجتمع هو وصفوان بن أمية فقال: لولا عيالي ودَيني لكنت الذي أقتل محمدا. فقال صفوان: وكيف تقتله؟ قال: أنا رجل جريء الصدر جواد لا ألحق، فأضربه وألحق بالجبل فلا أدرك. قال: عيالك في عيالي ودَينك عليَّ. فانطلق فشحذ سيفه وسمه، وأتى المدينة، فرآه عمر فقال للصحابة: احفظوا أنفسكم فإني أخاف عميرا إنه رجل فاتك، ولا أدر ما جاء به. فأطاف المسلمون برسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء عمير، متقلدا سيفه، إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أنعم صباحا. قال: "ما جاء بك يا عمير"؟. قال: حاجة. قال: "فما بال السيف"؟. قال: قد حملناها يوم بدر فما أفلحت ولا أنجحت. قال: "فما قولك لصفوان وأنت في الحجر"؟. وأخبره بالقصة فقال عمير: قد كنت تحدثنا عن خبر السماء فنكذبك، وأراك تعلم خبر الأرض. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنَّكَ رسول الله، بأبي أنت وأمي، أعطني منك علما يعلم أهل مكة أني أسلمت. فأعطاه، فقال عمر: لقد جاء عمير وإنه لأضل من خنزير، ثم رجع وهو أحب إليَّ من ولدي. وقال يونس، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا عكاشة الذي قاتل بسيفه يوم بدر حتى انقطع في يده، فَأُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعطاه جذلا من حطب، فقال: "قاتل بهذا". فلما أخذه هزه فعاد سيفا في يده، طويل القامة شديد المتن أبيض الحديدة. فقاتل بها، حتى فتح الله على رسوله،

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3977" حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو بن دينار، به.

ثم لم يزل عنده يشهد به المَشَاهِدَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، حتى قتل في قتال أهل الردة وهو عنده، وكان ذلك السيف يسمى القوي. هكذا ذكره ابن إسحاق بلا سند. وقد رواه الواقدي، قال: حدثني عمر بن عثمان الجحشي، عن أبيه، عن عمته، قالت: قال عكاشة بن محصن: انقطع سيفي يوم بدر، فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا، فإذا هو سيف أبيض طويل. فقاتلت به. وقال الواقدي: حدثني أسامة بن زيد الليثي، عن داود بن الحصين، عن جماعة، قالوا: انكسر سيف سلمة بن أسلم يوم بدر، فبقي أعزل لا سلاح معه، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قضيبا كان في يده من عراجين، فقال: اضرب به. فإذا هو سيف جيد. فلم يزل عنده حتى قتل يوم جسر أبي عبيد.

ذكر غزوة بدر: من مغازي موسى بن عقبة فإنها من أصح المغازي

ذكر غزوة بدر: من مغازي موسى بن عقبة فإنها من أصح المغازي قد قال إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثني مطرف ومعن وغيرهما أن مالكا إذا سئل عن المغازي قال: عليك بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة، فإنه أصح المغازي. قال محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة قال: قال ابن شهاب "ح" وقال إسماعيل بن أبي أويس: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة -وهذا لفظه- عن عمه موسى بن عقبة، قال: مكث رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ قتل ابن الحضرمي شهرين، ثم أقبل أبو سفيان في عير لقريش، ومعه سبعون راكبا من بطون قريش؛ منهم: مخرمة بن نوفل وعمرو بن العاص، وكانوا تجارا بالشام، ومعهم خزائن أهل مكة، ويقال: كانت عيرهم ألف بعير. ولم يكن لقريش أوقية فما فوقها إلا بعثوا بها مع أبي سفيان؛ إلا حويطب بن عبد العزى، فلذلك تخلف عن بدر فلم يشهدها. فذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد كانت الحرب بينهم قبل ذاك، فبعث عدي ابن أبي الزغباء الأنصاري، وبسبس بن عمرو، إلى العير، عينا له، فسارا، حتى أتيا حيا من جهينة، قريبا من ساحل البحر، فسألوهم عن العير، فأخبروهما بخبر القوم. فرجعا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبراه. فاستنفر المسلمين للعير، في رمضان. قدم أبو سفيان على الجهنيين وهو متخوف من المسلمين, فسألهم فأخبروه خبر الراكبين، فقال أبو سفيان: خذوا من بعر بعيريهما. ففته فوجد النوى فقال: هذه علائف أهل يثرب. فأسرع وبعث رجلا من بني غفار يقال له، ضمضم بن عمرو، إلى قريش أن انفروا فاحموا عيركم من محمد وأصحابه. وكانت عاتكة قد رأت قبل قدوم ضمضم؛ فذكر رؤيا عاتكة،

إلى أن قال: فقدم ضمضم فصاح: يا آل غالب بن فهر انفروا فقد خرج محمد وأهل يثرب يعترضون لأبي سفيان. ففزعوا، وأشفقوا من رؤيا عاتكة، ونفروا على كل صعب وذلول، وقال أبو جهل: أيظن محمد أن يصيب مثل ما أصاب بنخلة؟ سيعلم أنمنع عيرنا أم لا؟ فخرجوا بخمسين وتسعمائة مقاتل، وساقوا مائة فرس, ولم يتركوا كارها للخروج. فأشخصوا العباس بن عبد المطلب، ونوفل بن الحارث، وطالب بن أبي طالب، وأخاه عقيلا، إلى أن نزلوا الجحفة. فوضع جهيم بن الصلت بن مخرمة المطلبي رأسه فأغفى، ثم نزع فقال لأصحابه: هل رأيتم الفارس الذي وقف علي آنفا. قالوا: لا، إنك مجنون فقال: قد وقف عليَّ فارس فقال: قتل أبو جهل وعتبة وشيبة وزمعة وأبو البختري وأمية بن خلف، فعد جماعة. فقالوا: إنما لعب بك الشيطان. فرفع حديثه إلى أبي جهل، فقال: قد جئتمونا بكذب بني عبد المطلب مع كذب بني هاشم، سترون غدا من يقتل. وَخَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في طلب العير، فسلك على نقب بني دينار، ورجع حين رجع من ثنية الوداع، فنفر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، وأبطأ عنه كثير من أصحابه وتربصوا. وكانت أول وقعة أعز الله فيها الإسلام. فخرج في رمضان ومعه المسلمون على النواضح يعتقب النفر منهم على البعير الواحد. وكان زميل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بن أبي طالب، ومرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب، ليس مع الثلاثة إلا بعير واحد فساروا، حتى إذا كانوا بعرق الظبية لقيهم راكب من قبل تهامة، فسألوه عن أبي سفيان فقال: لا علم لي به. فقالوا: سلم عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وفيكم رسول الله؟ قالوا: نعم. وأشاروا إليه فقال له: أنت رسول الله؟ قال: "نعم". قال: إن كنت رسول الله فحدثني بما في بطن ناقتي هذه فغضب سلمة بن سلامة بن وقش الأنصاري، فقال: وقعت على ناقتك فحملت منك. فكره رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قال سلمة فأعرض عنه. ثم سار لا يلقاه خبر ولا يعلم بنفرة قريش، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشيروا علينا. فقال أبو بكر: أنا أعلم بمسافة الأرض، أخبرنا عدي بن أبي الزغباء: أن العير كانت بوادي كذا. وقال عمر: يا رسول الله، إنها قريش وعزها، والله ما ذلت منذ عزت ولا آمنت منذ كفرت، والله لتقاتلنك، فتأهب لذلك. فقال: "أشيروا عليَّ".

قال المقداد بن عمرو: إنا لا نقول لك كما قال أصحاب موسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم متبعون. فقال: "أشيروا عليَّ". فلما رأى سعد بن معاذ كثرة استشارته ظن سعد أنه يستنطق الأنصار شفقا أن لا يستحوذوا معه، أو قال: أن لا يستجلبوا معه على ما يريد، فقال: لعلك يا رسول الله تخشى أن لا تكون الأنصار يريدون مواساتك، ولا يرونها حقا عليهم، إلا بأن يروا عدوا في بيوتهم وأولادهم ونسائهم، وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم، فاظعن حيث شئت، وصل حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذته منا أحب إلينا مما تركته علينا، فوالله لو سرت حتى تبلغ البرك من غمد ذي يمن لسرنا معك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيروا على اسم الله -عز وجل- فإني قد أريت مصارع القوم. فعمد لبدر. وخفض أبو سفيان فلصق بساحل البحر، وأحرز ما معه، فأرسل إلى قريش، فأتاهم الخبر بالجحفة. فقال أبو جهل: والله لا نرجع حتى نقدم بدرا فنقيم بها. فكره ذلك الأخنس بن شريق وأشار بالرجعة، فأبوا وعصوه، فرجع ببني زهرة فلم يحضر أحد منهم بدرا. وأرادت بنو هاشم الرجوع فمنعهم أبو جهل. ونزل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أدنى شيء من بدر, ثم بعث عليا والزبير وجماعة يكشفون الخبر، فوجدوا وارد قريش عند القليب، فوجدوا غلامين فأخذوهما فسألوهما عن العير، فطفقا يحدثانهم عن قريش، فضربوهما. وذكر الحديث، إلى أن قال: فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أشيروا عليَّ في المنزل. فقام الحباب بن المنذر السلمي: أنا يا رسول الله عالم بها وبقلبها؛ إن رأيت أن تسير إلى قليب منها قد عرفتها كثيرة الماء عذبة، فتنزل عليها وتسبق القوم إليها ونغوِّر ما سواها. فقال: سيروا، فإن الله قد وعدكم إحدى الطائفتين. فوقع في قلوب ناس كثير الخوف, فتسارع المسلمون والمشركون إلى الماء، فأنزل الله تلك الليلة مطرا واحدا؛ فكان على المشركين بلاء شديدا منعهم أن يسيروا، وكان على المسلمين ديمة خفيفة لبد لهم الأرض، فسبقوا إلى الماء فنزلوا عليه شطر الليل، فاقتحم القوم في القليب فماحوها1 حتى كثر ماؤها، وصنعوا حوضا عظيما، ثم غوروا ما سواه من المياه.

_ 1 قال الأزهري عن الليث: الميح في الاستقاء أن ينزل الرجل إلى قرار البئر إذا قل ماؤها، فيملأ الدلو بيده يميح فيها بيده ويميح أصحابه.

ويقال: كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسان؛ على أحدهما: مصعب بن عمير، وعلى الآخر: سعد بن خيثمة. ومرة الزبير بن العوام، والمقداد. ثم صف رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الحياض، فلما طلع المشركون قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فيما زعموا: "اللهم هذه قريش قد جاءت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك". واستنصر المسلمون الله واستغاثوه، فاستجاب الله لهم. فنزل المشركون وتعبئوا للقتال، ومعهم إبليس في صورة سراقة المدلجي يحدثهم أن بني كنانة وراءه قد أقبلوا لنصرهم. قال: فسعى حكيم بن حزام إلى عتبة بن ربيعة فقال: هل لك أن تكون سيد قريش ما عشت؟ قال: فأفعل ماذا؟ قال: تجير بين الناس وتحمل دية بن الحضرمي، وبما أصاب محمد في تلك العير، فإنهم لا يطلبون من محمد غير هذا. قال عتبة: نعم قد فعلت، ونعما قلت، فاسع في عشيرتك فأنا أتحمل بها. فسعى حكيم في أشراف قريش بذلك. وركب عتبة جملا له، فسار عليه في صفوف المشركين فقال: يا قوم أطيعوني ودعوا هذا الرجل؛ فإن كان كاذبا ولى قتله غيركم من العرب فإن فيهم رجالا لكم فيهم قرابة قريبة، وإنكم إن تقتلوهم لا يزال الرجل ينظر إلى قاتل أخيه أو ابنه أو ابن أخيه أو ابن عمه، فيورث ذلك فيكم إحنا وضغائن. وإن كان هذا الرجل ملكا كنتم في ملك أخيكم. وإن كان نبيا لم تقتلوا النبي فتسبوا بهز ولن تخلصوا إليهم حتى يصيبوا أعدادكم، ولا آمن أن تكون لهم الدبرة عليكم. فحسده أبو جهل على مقالته: وأبى الله إلا أن ينفذ أمره, وعتبة يومئذ سيد المشركين. فعمد أبو جهل إلى ابن الحضرمي -وهو أخو المقتول- فقال: هذا عتبة يخذل بين الناس، وقد تحمل بدية أخيك، يزعم أنك قابلها، أفلا تستحيون من ذلك أن تقبلوا الدية؟ وقال لقريش: إن عتبة قد علم أنكم ظاهرون على هذا الرجل ومن معهن وفيهم ابنه وبنو عمه، وهو يكره صلاحكم وقال لعتبة: انتفخ سحرك1. وأمر النساء أن يعولن عمرا، فقمن يصحن: واعمراه واعمراه؛ تحريضا على القتال.

_ 1 يقال للجبان الذي ملأ الخوف جوفه انتفخ سحرك وهو الرئة حتى رفع القلب إلى الحلقوم، ومنه قوله تعالى: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [الأحزاب: 10] ، وكذلك قوله: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ} [غافر: 18] ؛ كل هذا يدل على أن انتفاخ السحر مثل لشدة الخوف وتمكن الفزع، وأنه لا يكون من البطنة.

وقام رجال فتكشفوا؛ يعيرون بذلك قريشا، فأخذت قريش مصافها للقتال. فذكر الحديث إلى أن قال: فأسر نفر ممن أوصى بهم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لا يقتلوهم إلا أبا البختري, فإنه أبى أن يستأسر, فذكروا له أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أمرهم أن لا يقتلوه إن استأسر، فأبى. ويزعم ناس أن أبا اليسر قتل أبا البختري, ويأبى عظم الناس إلا أن المجذر هو الذي قتله. بل قتله أبو داود المازني. قال: ووجد ابن مسعود أبا جهل مصروعا, بينه وبين المعركة غير كثير, مقنعا في الحديد واضعا سيفه على فخذيه ليس به جرح, ولا يستطيع أن يحرك منه عضوا، وهو منكب ينظر إلى الأرض. فلما رآه ابن مسعود أطاف حوله ليقتله وهو خائف أن يثور إليه، وأبو جهل مقنع بالحديد، فلما أبصره لا يتحرك ظن أنه مثبت جراحا، فأراد أن يضربه بسيفه، فخشي أن لا يغني سيفه شيئا, فأتاه من ورائه, فتناول قائم سيفه فاستله وهو منكب، فرفع عبد الله سابغة البيضة عن قفاه فضربه، فوقع رأسه بين يديه ثم سلبه. فلما نظر إليه إذا هو ليس به جراح، وأبصر في عنقه خدرا, وفي يديه وفي كتفيه كهيئة آثار السياط، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: ذلك ضرب الملائكة. قال: وأذل الله بوقعة بدر رقاب المشركين والمنافقين, فلم يبق بالمدينة منافق ولا يهودي إلا وهو خاضع عنقه لوقعة بدر. وكان ذلك يوم الفرقان؛ يوم فرق الله بين الشرك والإيمان. وقالت اليهود: تيقنا أنه النبي الذي نجد نعته في التوراة, والله لا يرفع راية بعد اليوم إلا ظهرت. وأقام أهل مكة على قتلاهم النوح بمكة شهرا. ثم رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة، فدخل من ثنية الوداع. ونزل القرآن فعرفهم الله نعمته فيما كرهوا من خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فقال: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} [الأنفال: 5] ، وثلاث آيات معها. ثم ذكر موسى بن عقبة الآيات التي نزلت في سورة الأنفال في هذه الغزوة وآخرها. وقال رجال ممن أسر: يا رسول الله، إنا كنا مسلمين، وإنما أخرجنا كرها، فعلام يؤخذ منا الفداء؟ فنزلت: {قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [الأنفال: 70] .

حذفت من هذه القصة كثيرا مما سلف من الأحاديث الصحيحة استغناء بما تقدم. وقد ذكر هذه القصة -بنحو قول موسى بن عقبة- ابْنُ لَهِيْعَةَ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، ولم يذكر أبا داود المازني في قتل أبي البختري، وزاد يسيرا. وقال هو وابن عقبة: إن عدد من قتل من المسلمين ستة من قريش، وثمانية من الأنصار. وقتل من المشركين تسعة وأربعون رجلا، وأسر تسعة وثلاثون رجلا. كذا قالا. وقال ابن إسحاق: استشهد أربعة من قريش وسبعة من الأنصار. وقتل من المشركين بضعة وأربعون، وكانت الأسارى أربعة وأربعين أسيرا. وقال الزهري عن عروة: هزم المشركون وقتل منهم زيادة على سبعين، وأسر مثل ذلك. ويشهد لهذا القول حديث البراء الذي في البخاري؛ قال: أصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين يوم بدر أربعين ومائة؛ سبعين أسيرا وسبعين قتيلا، وأصابوا منا يوم أحد سبعين. وقال حماد بن سلمة، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم خلف عثمان وأسامة بن زيد على بنته رقية أيام بدر. فجاء زيد بن حارثة على العضباء، نَاقَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالبشارة. قال أسامة: فسمعت الهيعة، فخرجت فإذا أبي قد جاء بالبشارة، فوالله ما صدقت حتى رأينا الأسارى، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان بسهمه. وقال عبدان بن عثمان: حدثنا ابن المبارك، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عبد الرحمن -رجل من أهل صنعاء- قال: أرسل النجاشي إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فدخلوا عليه وهو في بيت، عليه خلقان جالس على التراب. قال جعفر: فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال فقال: أبشركم بما يسركم؛ إنه جاءني من نحو أرضكم عين لي فأخبرني أن الله قد نصر نبيه صلى الله عليه وسلم وأهلك عدوه، وأسر فلان وفلان، التقوا بواد يقال له بدر، كثير الأراك، كأني أنظر إليه، كنت أرعى به لسيدي -رجل من بني ضمرة- إبله. فقال له جعفر: ما بالك جالس على التراب، ليس تحتك بساط، وعليك هذه الأخلاق؟ قال: إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى -عليه السلام- أن حقا على عباد الله أن يحدثوا تواضعا عندما أحدث لهم من نعمته. فلما أحدث الله لي نصر نبيه أحدثت له هذا التواضع. ذكر مثل هذه الحكاية الواقدي في مغازيه بلا سند.

في غنائم بدر والأسرى: قال خالد الطحان، عن داود، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بدر: "من فعل كذا وكذا، فله من النفل كذا وكذا". قال: فتقدم الفتيان، ولزم المشيخة الرايات. فلما فتح الله عليهم قالت المشيخة: كنا ردءا لكم، لو انهزمتم، فئتم إلينا، فلا تذهبوا بالمغنم ونبقى. فأبى الفتيان وقالوا: جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا، فأنزل الله -تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} إلى قوله: {وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} [الأنفال: 1-5] ، يقول: فكان ذلك خيرا لهم. فكذلك أيضا: أطيعوني فإني أعلم بعاقبة هذا منكم. أخرجه أبو داود. ثم ساقه من وجه آخر عن داود بإسناده. وقال: فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسواء. وقال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم تنفل سيفه ذا الفقار يوم بدر. وقال عمر بن يونس: حدثني عكرمة بن عمار، قال: حدثني أبو زميل، قال: حدثني ابن عباس، قال: حدثني عمر قال: لما كان يوم بدر، فذكر القصة. قال ابن عباس: فلما أسروا الأسارى قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما ترون في هؤلاء"؟. فقال أبو بكر: هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار، فعسى الله أن يهديهم إلى الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ترى يابن الخطاب"؟. قلت: لا والله يا رسول الله لا أرى الذي رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم؛ فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكني من فلان؛ نسيب لعمر؛ فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها. فهوى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت: فلما كان من الغد جئت، فَإِذَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر يبكيان, قلت: يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكيان، فإن وجدت بكاء بكيت وإلا تباكيت لبكائكما. فقال: "أبكي للذي عرض عليَّ أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض عليَّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة"؛ شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} إلى قوله: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 67-69] ، فأحل الله لهم الغنيمة. أخرجه مسلم1.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1763" من طريق ابن المبارك، عن عكرمة بن عمار، به في حديث طويل.

وقال جرير، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أبي عبيدة بن عبد الله، عن أبيه قال: لما كان يوم بدر قال لهم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا تقولون في هؤلاء الأسارى"؟. فقال عبد الله بن رواحة: أنت في واد كثير الحطب فأضرم نارا ثم ألقهم فيها. فقال العباس: قطع الله رحمك. فقال عمر: قادتهم ورءوسهم قاتلوك وكذبوك، فاضرب أعناقهم. فقال أبو بكر: عشيرتك وقومك. ثم دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبعض حاجته. فقالت طائفة: القول ما قال عمر. فخرج رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "ما تقولون في هؤلاء إن مثل هؤلاء كمثل إخوة لهم كانوا من قبلهم؛ قال نوح: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26] ، وقال موسى: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [يونس: 88] ، وقال إبراهيم: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36] ، وقال عيسى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} [المائدة: 118] الآية، وأنتم قوم بكم عيلة، فلا ينفلتن أحد منهم إلا بفداء أو بضربة عنق". فقلت: إلا سهيل بن بيضاء فإنه لا يقتل، قد سمعته يتكلم بالإسلام. فسكت, فما كان يوم أخوف عندي أن يلقي الله عليَّ حجارة من السماء من يومي ذلك، حَتَّى قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إلا سهيل بن بيضاء" 1. وقال ابن إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ أَوْ غَيْرِهِ, قَالَ: جَاءَ رجل من الأنصار بالعباس قد أسره إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ العباس: ليس هذا أسرني، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لقد آزرك الله بملك كريم". وقال ابن إسحاق: حدثني من سمع عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان الذي أسر العباس أبو اليسر كعب بن عمرو السلمي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَيْفَ أسرته"؟. فقال: لقد أغلق عَلَيْهِ رَجُلٌ مَا رَأَيْتُهُ قَبْلُ وَلاَ بَعْدُ، هيئته كذا وكذا. فقال: "لقد أعانك عليه ملك كريم". وقال للعباس: "افد نفسك وابن أخيك عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث". فأبى وقال: إني

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 417" و"14/ 370-372"، وأحمد "1/ 383-384"، والترمذي "1714" و"3084"، والبيهقي في "السنن" "6/ 321"، وأبو نعيم في "الحلية" "4/ 207-208" من طريق أبي معاوية، حدثنا الأعمش، به. قلت: إسناده ضعيف؛ لانقطاعه بين أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، وأبيه، فإنه لم يسمع منه وأبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش، هو سليمان بن مهران. وعمرو بن مرة: هو المرادي الكوفي.

كنت مسلما وَإِنَّمَا اسْتَكْرَهُوْنِي. قَالَ: "اللهُ أَعْلَمُ بِشَأْنِكَ إِنْ يَكُ مَا تَدَّعِي حَقّاً فَاللهُ يَجْزِيْكَ بِذَلِكَ، وَأَمَّا ظَاهِرُ أَمْرِكَ فَقَدْ كَانَ عَلَيْنَا، فَافْدِ نفسك". وكان قد أخذ معه عشرون أوقية ذهبا، فقال: يَا رَسُوْلَ اللهِ احْسُبْهَا لِي مِنْ فِدَائِي. قَالَ: "لاَ، ذَاكَ شَيْءٌ أَعْطَانَا اللهُ مِنْكَ". وقال عبد العزيز بن عمران الزهري، وهو ضعيف: حدثني محمد بن موسى، عَنْ عُمَارَةَ بنِ عَمَّارِ بنِ أَبِي اليَسَرِ، عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ جَدِّهِ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى العباس يوم بدر، وهو قائم كَأَنَّهُ صَنَمٌ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ، فَقُلْتُ: جَزَاكَ اللهُ من ذي رحم شرا، تقاتل ابْنَ أَخِيْكَ مَعَ عَدُوِّهِ؟ قَالَ: مَا فَعَلَ، أَقُتِلَ؟ قُلْتُ: اللهُ أَعَزُّ لَهُ وَأَنْصَرُ مِنْ ذلك. قال: ما تريد إليَّ؟ قلت: إسار، فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِكَ. قَالَ: لَيْسَتْ بِأَوَّلِ صِلَتِهِ. فأسرته. وروى ابن إسحاق، عن رجل، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: فبعثت قريش في فداء أسراهم. وقال العباس: إني كنت مسلما. فنزل فيه: {إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [الأنفال: 70] ، قال العباس: فأعطاني الله مكان العشرين أوقية عشرين عبدا كُلُّهُمْ فِي يَدِهِ مَالٌ يَضْرِبُ بِهِ، مَعَ ما أرجو من المغفرة. وقال أزهر السمان، عن ابن عون، عن محمد، عن عبيدة، عن علي، وبعضهم يرسله قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأسارى يوم بدر: "إن شئتم قتلتموهم، وإن شئتم فاديتموهم واستمتعتم بالفداء، واستشهد منكم بعدتهم". وكان آخر السبعين ثابت بن قيس، قتل يوم اليمامة. هذا الحديث داخل في معجزاته صلى الله عليه وسلم، وإخباره عن حكم الله فيمن يستشهد، فكان كما قال. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي نبيه بن وهب العبدري، قال: لما أَقْبَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالأسارى فرقهم على المسلمين، وقال: "استوصوا بهم خيرا". قال نبيه: فسمعت من يذكر عن أبي عزيز, قال: كنت في الأسارى يوم بدر، فَسَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "استوصوا بالأسارى خيرا". فإن كان ليقدم إليهم الطعام فما تقع بيد أحدهم كسرة إلا رمى بها إلى أسيره، ويأكلون التمر. فكنت أستحيي فآخذ الكسرة فأرمي بها إلى الذي رمى بها إليَّ، فيرمي بها إليَّ.

أبو عزيز هو أخو مصعب بن عمير، يقال: إنه أسلم. وقال ابن الكلبي وغيره: إنه قتل يوم أحد كافرا. وعن ابن عباس، قال: جعل النبي صلى الله عليه وسلم فداء أهل الجاهلية يوم بدر أربعمائة. أخرجه أبو داود من حديث شعبة، عن أبي العنبس، عن أبي الشعثاء عنه. وقال أسباط، عن إسماعيل السدي: كان فداء أهل بدر: العباس، وعقيل ابن أخيه، ونوفل، كل رجل أربعمائة دينار. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني العباس بن عبد الله بن معبد، عن بعض أهله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم بدر: "إني قد عرفت أن ناسا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها، لا حاجة لهم بقتالنا، فمن لقي منكم أحدا منهم فلا يقتله، ومن لقي أبا البختري بن هشام فلا يقتله، ومن لقي العباس فلا يقتله فإنه إنما أخرج مستكرها". فقال أبو حذيفة بن عتبة: أنقتل آباءنا وإخواننا ونترك العباس؟ والله لئن لقيته لألحمنه بالسيف. فبلغت رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لعمر بن الخطاب: "يا أبا حفص، أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف"؟. فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه فوالله لقد نافق. فكان أبو حذيفة بعد يقول: والله ما آمن من تلك الكلمة التي قلت، ولا أزال منها خائفا، إلا أن يكفرها الله عني بشهادة. فاستشهد يوم اليمامة. قال ابن إسحاق: إنما نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ قتل أبي البختري لأنه كان أكف القوم عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بمكة. وكان العباس أكثر الأسرى فداء لكونه موسرا، فافتدى نفسه بمائة أوقية ذهب. وقال ابن شهاب: حدثني أنس أن رجالا من الأنصار استأذنوا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ائذن لنا فلنترك لابن أختنا فداءه. فقال: "لا والله لا تذرن درهما". أخرجه البخاري. وقال إِسْرَائِيْلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالوا: يا رسول الله، بعدما فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ، عَلَيْكَ بِالْعِيْرِ لَيْسَ دُوْنَهَا شَيْءٌ. فَقَالَ العَبَّاسُ وَهُوَ فِي وَثَاقِهِ: لاَ يصلح. قال: "ولِمَ"؟. قال: لأن الله وعدك إحدى الطائفتين، وقد أعطاك ما وعدك. وقد ذكر إرسال زينب بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقلادتها في فداء أبي العاص زوجها، رضي الله عنهما.

وقال سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أيوب، قال: حدثنا ابن الهاد، قال: حدثني عمر بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قدم المدينة خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة -أو ابن كنانة- فخرجوا في أثرها فأدركها هبار بن الأسود، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها، وألقت ما في بطنها وأهريقت دما. فتحملت فاشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية. فقالت بنو أمية: نحن أحق بها. وكانت تحت أبي العاص، فكانت عند هند بنت عتبة بن ربيعة, وكانت تقول لها هند: ها من سبب أبيك. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة: "ألا تنطلق فتأتي بزينب"! فقال: بلى يا رسول الله قال: "فخذ خاتمي فأعطها إياه". فانطلق زيد, فلم يزل يتلطف حتى لقي راعيا فقال له: لمن ترعى؟ قال: لأبي العاص قال: فلمن هذه الغنم؟ قال: لزينب بنت محمد فسار معه شيئا ثم قال له: هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إياه، ولا تذكره لأحد؟ قال: نعم فأعطاه الخاتم وانطلق الراعي حتى داخل فأدخل غنمه وأعطاها الخاتم، فعرفته فقالت: من أعطاك هذا؟ قال: رجل قالت: فأين تركته؟ قال: بمكان كذا وكذا. فسكتت، حتى إذا كان الليل خرجت إليه فقال لها: اركبي بين يدي على بعيره. فقالت: لا، ولكن اركب أنت بين يدي. وركبت وراءه حتى أتت المدينة. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هي أفضل بناتي، أصيبت فيَّ". قال: فبلغ ذلك علي بن الحسين، فانطلق إلى عروة فقال: ما حديث بلغني عنك أنك تحدثه تنتقص به فاطمة؟ فقال عروة: والله ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب وأني أتنقص فاطمة حقا هو لها، وأما بعد فلك أن لا أحدثه أبدا. أسماء من شهد بدرا: جمعها الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد في جزء كبير. فذكر من أجمع عليه ومن اختلف فيه من البدريين، ورتبهم على حروف المعجم. فبلغ عددهم ثلاثمائة وبضعة وثلاثين رجلا. وإنما وقعت هذه الزيادة في عددهم من جهة الاختلاف في بعضهم. وقد جاء في فضلهم حديث سَعْدُ بنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي، عن علي، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا مرث الغنوي، والزبير، والمقداد، وكلنا فارس، فقال: "انطلقوا حتى تأتو روضة خاخ". وهو موضع بين مكة والمدينة فذكرت الحديث، ومكاتبة حاطب بن أبي بلتعة قريشا, قال عمر: دعني أضرب عنقه فقد خان الله ورسوله. فقال:

"أليس هو من أهل بدر؟ وما يدريك لعل الله اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شئتم، فقد وجبت لكم الجنة أو قد غفرت لكم". فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم. متفق عليه1. وقال اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ عبدا لحاطب بن أبي بلتعة جاء يشكوه فقال: يا رسول الله ليدخلن حاطب النار فقال: "كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدرا والحديبية". أخرجه مسلم2. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري، عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي -وكان أبوه بدريا- أنه كان يقول لابنه: ما أحب أني شهدت بدرا ولم أشهد العقبة قال: سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم: كيف أهل بدر فيكم؟ قال: "خيارنا". قال: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة هم خيار الملائكة. أخرجه البخاري3. ذكر طائفة من أعيان البدريين: أبو بكر, وعمر, وعلي, واحتبس عنها عثمان يمرض زوجته رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم فتوفيت في العشر الأخير من رمضان يوم قدوم المسلمين المدينة من بدر، وضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره. ومن البدريين: سعد بن أبي وقاص وأما سعيد بن زيد، وطلحة بن عبيد الله فكانا بالشام فقدما بعد بدر وأسهم لهما النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الزُّبَيْر بن العَوَّامِ، أبو عبيدة بن الجراح، عبد الرحمن بن عوف، حمزة بن عبد المطلب،

_ 1 صحيح: أخرجه الحميدي "49". وأحمد "1/ 79"، والبخاري "3007" و"4274" و"4890"، ومسلم "2494"، وأبو داود "2650"، والترمذي "3305"، وأبو يعلى "394" و"398"، والبيهقي في "السنن" "9/ 146"، وفي "دلائل النبوة" "5/ 17"، والبغوي في "معالم التنزيل" "4/ 328" من طرق عن سفيان، عن عمرو، عن الحسن بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي رافع، عن علي، به. قلت: إسناده صحيح، عمرو، هو ابن دينار. والحسن بن محمد، هو ابن علي بن أبي طالب. وروضة خاخ: موضع قرب حمراء الأسد من المدينة. 2 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 155"، وأحمد "3/ 349"، ومسلم "2195"، والترمذي "3864"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "191"، والحاكم "3/ 301"، والطبراني في "الكبير" "3064" من طرق عن الليث، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3992" و"3993" من طريق يحيى بن سعيد، به.

زيد بن حارثة، عبيدة بن الحارث بن المطلب، وأخواه: الطفيل، والحصين، وابن عمه: مِسْطَحُ بنُ أُثَاثَةَ بنِ عَبَّادِ بنِ المُطَّلِبِ، وأربعتهم لم يعقبوا، مصعب بن عمير العبدري، المقداد بن الأسود، عبد الله بن مسعود، صهيب بن سنان، أبو سلمة بن عبد الأسد، عمار بن ياسر، زيد بن الخطاب أخو عمر. ومن أعيان الأنصار، من الأوس: سعد بن معاذ. ومن بني عبد الأشهل: عباد بن بشر، محمد بن مسلمة أبو الهيثم بن التيهان. ومن بني ظفر: قتادة بن النعمان. ومن بني عمرو بن عوف: مبشر بن عبد المنذر، وأخوه: رفاعة. ولم يحضرها أخوهما أبو لبابة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رده فاستعمله على المدينة، وضرب له بسهمه وأجره. ومن بني النجار: أبو أيوب خالد بن زيد، عوف، ومعوذ، ومعاذ, بنو الحارث بن رفاعة بن الحَارِثِ بنِ سَوَادِ بنِ مَالِكِ بنِ غَنْمِ بن عوف، وهم بنو عفراء، أبي بن كعب، أبو طلحة زيد بن سهل، بلال مولى أبي بكر، عبادة بن الصامت، معاذ بن جبل الخزرجي، عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، عتبان بن مالك الخزرجي، عكاشة بن محصن، كعب بن عمرو أبو اليسر السلمي، معاذ بن عمرو بن الجموح حشرنا الله في زمرتهم وقد ذكرنا من استشهد منهم. وقتل من المشركين: حنظلة بن أبي سفيان بن حرب، وعبيد بن سعيد بن العاص، وأخوه: العاص، وعتبة، وشيبة، ابنا ربيعة، وولد عتبة: الوليد، وعقبة بن أبي معيط، قتل صبرا، والحارث بن عامر النوفلي، وابن عمه طعيمة بن عدي، وزمعة بن الأسود، وابنه: الحارث, وأخوه: عقيل، وأبو البختري بن هشام بن الحارث بن أسد -واسمه العاص- ونوفل بن خويلد أَخُو خَدِيْجَةَ، وَالنَّضْرُ بنُ الحَارِثِ, قُتِلَ صَبْراً بعد يومين، وعمير بن عثمان التيمي عم طلحة بن عبيد الله، وأبو جهل، وأخوه: العاص بن هشام، ومسعود بن أبي أمية المَخْزُوْمِيُّ أَخُو أُمِّ سَلَمَةَ، وَأَبُو قَيْسٍ أَخُو خالد بن الوليد، والسائب بن أبي السائب المخزوم، وقيل: لم يقتل، بل أسلم بعد ذلك, وقيس بن الفاكه بن المغيرة، ومنبه ونبيه ابْنَا الحَجَّاجِ بنِ عَامِرٍ السَّهْمِيِّ، وَوَلَدَا مُنَبِّهٍ: الحارث والعاص، وأمية بن خلف الجمحي، وابنه: علي.

وذكر ابن إسحاق وغيره سائر المقتولين، وكذا سمى الذين أسروا. تركتهم خوفا من التطويل. وفي رمضان: فرض الله صوم رمضان, ونسخ فرضية يوم عاشوراء. وفي آخره: فرضت الفطرة. وفي شوال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة, وهي بنت تسع سنين. وفي صفر: توفي أبو جبير المطعم بن عدي بن نوفل -ونوفل هو أخو هاشم بن عبد مناف بن قصي- توفي مشركا عن سن عالية، وكان من عقلاء قريش وأشرافهم. وهو الَّذِي قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ حَيّاً وَكلَّمَنِي في هؤلاء النتن لأجبته". وكانت له عند النبي صلى الله عليه وسلم يد، لأنه قام في نقض الصحيفة. وفيها توفي أبو السائب عثمان بن مظعون -رضي الله عنه- ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي، بعد بدر بيسير. وقد شهدها هو وأخواه: قدامة، وعبد الله. وعثمان هذا أحد السابقين، أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى، ولما قدم أجاره الوليد بن المغيرة أياما. ثم رد على الوليد جواره. وكان صواما قواما قانتا لله. وفيها: توفي أبو سلمة "ت ق" عبد الله بن عبد الأسد بن هِلاَلِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ -رضي الله عنه- مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر. وَهُوَ ابْنُ عَمَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وأخوه من الرضاعة، وأمه برة بنت عبد المطلب. من السابقين الأولين, شهد بدرا، وتزوجت أم سلمة بعده بالنبي صلى الله عليه وسلم، وروت عنه القول عند المصيبة، وقيل: توفي سنة ثلاث بعد أحد أو قبلها. وفيها: ولد عبد الله بن الزبير، بالمدينة، والمسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم: بمكة. قصة النجاشي: من السيرة ثم إن قريشا قالوا: إن ثأرنا بأرض الحبشة، فانتدب إليها عمرو بن العاص، وابن أبي ربيعة. قال الزهري: بلغني أن مخرجهما كان بعد وقعة بدر. فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم مخرجهما، بعث عمرو بن أمية الضمري بكتابه إلى النجاشي. وقال سعيد بن المسيب وغيره: فبعث الكفار مع عَمْرَو بنَ العَاصِ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي

ربيعة للنجاشي، ولعظماء الحبشة هدايا فلما قدما على النجاشي قبل الهدايا، وأجلس عمرو بن العاص على سريره. فكلم النجاشي فقال: إن بأرضكم رجالا منا ليسوا على دينك ولا على ديننا، فادفعهم إلينا. فقال عظماء الحبشة للنجاشي: صدق، فادفعهم إليه فقال: حتى أكلمهم. وقال الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أم سلمة، قالت: نزلنا الحبشة، فجاورنا بِهَا خَيْرَ جَارٍ، النَّجَاشِيَّ، أَمِنَّا عَلَى دِيْنِنَا وعبدنا الله -عز وجل- لاَ نُؤْذَى وَلاَ نَسْمَعُ شَيْئاً نَكْرُهُهُ. فَلَمَّا بلغ ذلك قريش ائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى النجاشي مع رجلين بما يستطرف من مَكَّةَ. وَكَانَ مِنْ أَعْجَبِ مَا يَأْتِيْهِ مِنْهَا: الأَدَمُ فَجَمَعُوا لَهُ أَدَماً كَثِيْراً وَلَمْ يَتْرُكُوا بطريقا عنده إلا أهدوا له. وبعثوا عبد الله بن أبي ربيعة، وعمرو بن العاص وقالوا: ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلما النجاشي فقدما، وقالا لكل بطريق: إِنَّهُ قَدْ ضَوَى1 إِلَى بَلَدِ المَلِكِ مِنَّا غلمان سفهاء، خالفوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينكم. وقد بعثنا أشرافنا إلى الملك ليردهم، فإذا كلمناه فأشيروا عليه أن يسلمهم إلينا. فقالوا: نعم. ثم قربا هداياهما إلى النجاشي فقبلها، فكلماه فقالت بطارقته: صدقا أيها الملك، قَوْمَهُم أَعْلَى بِهِم عَيْناً، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عليهم, فغضب النجاشي، ثم قال: لاها الله أبدا، لا أرسلهم إليهم. قوم جاوروني ونزلوا بلادي، واختاروني على سواي، حتى أدعوهم فأسألهم عما يقولون. ثم أرسل إِلَى أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا جاء رسوله اجتمعوا، وقال بعضهم لبعض: ما تقولون إِذَا جِئْتُمُوْهُ؟ قَالُوا: نَقُوْلُ وَاللهِ مَا عَلِمْنَا الله، وأمرنا به نبينا، كائن في ذلك ما كان, فلما جاءوه وقد دعا النجاشي أساقفته ونشروا مصاحفهم حوله سألهم: مَا هَذَا الدِّيْنُ الَّذِي فَارَقْتُمْ فِيْهِ قَوْمَكُم، ولم تدخلوا به فِي دِيْنِي وَلاَ فِي دِيْنِ أَحَدٍ مِنْ الملل. قالت: فكلمه جعفر بن أبي طالب، فقال: أيها الملك: كُنَّا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء إلى الجار ويأكل القوي منا الضعيف كنا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا رَسُوْلاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعا إلى الله لنعبده وحده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا مِنَ الحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الحَدِيْثِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الجِوَارِ، وَالكَفِّ عَنِ المَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّوْرِ، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله

_ 1 ضوى: أوى ولجأ.

ولا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وعد أمور الإسلام. قال: فصدقناه واتبعناه، فلما قهرونا وظلمونا وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِيْنِنَا، خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ، وآثرناك على من سواك فرغبنا فِي جِوَارِكَ، وَرَجَوْنَا أَنْ لاَ نُظْلَمَ عِنْدَكَ. قال: فهل معك شيء مما جاء به عن الله؟ قال جعفر: نعم فقرأ: {كهيعص} . قالت: فبكى النجاشي وأساقفته حتى أخضلوا لحاهم، حين سمعوا القرآن. فقال النَّجَاشِيُّ: إِنَّ هَذَا وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوْسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ. انْطَلِقَا, فَوَاللهِ لاَ أسلمهم إليكما أبدا. قالت: فلما خرجنا من عنده، قال عمرو بن العاص: والله لآتينه غدا بما أستأصل به خضراءهم. فقال له ابن أَبِي رَبِيْعَةَ؛ وَكَانَ أَتْقَى الرَّجُلَيْنِ فِيْنَا: لاَ تَفْعَلْ، فَإِنَّ لَهُم أَرْحَاماً، وَإِنْ كَانُوا قَدْ خالفونا. قال: فوالله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى عبد. قالت: ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَيُّهَا المَلِكُ، إِنَّهُم يقولون في عيسى قولا عظيما. فأرسل إلينا ليسألنا. قالت: ولم ينزل بنا مثلها. فقال: ما تقولون في عيسى؟ فقال جَعْفَرٌ: نَقُوْلُ فِيْهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُوْلُهُ وَرُوْحُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مريم العذراء البتول. فضرب النجاشي بيده إلى الأرض، وأخذ منها عودا، وقال: ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا المقدار. قال: فتناخرت بطارقته1 حين قال ما قال، فقال: وإن نخرتم والله ثم قال لجعفر وأصحابه: اذهوا آمنين. ما أحب أن لي دبر ذهب، وأني آذيت واحدا منكم -والدبر بلسان الحبشة: الجبل- ردوا عليهما هديتهما، فلا حاجة لنا فيها، فوالله ما أخذ الله فيَّ الرشوة فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيْهِ، وَمَا أَطَاعَ النَّاسُ فيَّ فأطيعهم فيه. فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به. قالت: فوالله إنا لعلى ذلك، إذ نزل به رجل من الحبشة ينازعه في ملكه، فوالله ما علمنا

_ 1 تناخرت بطارقته: أي تكلمت وكأنه كلام مع غضب ونفور.

حزنا قط أشد من حزن حزناه عند ذلك، تخوفا أن يظهر عليه من لا يعرف حقنا. فسار إليه النَّجَاشِيُّ، وَبَيْنَهُمَا عَرْضُ النِّيْلِ. فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُوْلِ الله صلى الله عليه وسلم: من يخرج حتى يحضر الوقعة ويخبرنا؟ فقال الزبير بن العوام: أنا أخرج. وَكَانَ مِنْ أَحْدَثِ القَوْمِ سِنّاً. فَنَفَخُوا لَهُ قربة فجعلها في صدره, وسبح عليها إلى الناحية التي فيها الوقعة، ودعونا الله للنجاشي، فوالله إنا لعلى ذلك، متوقعون لما هو كائن، إذ طلع علينا الزبير يسعى ويلوح بثوبه: ألا أبشروا, فقد ظهر النجاشي، وأهلك الله عدوه فوالله ما علمنا فرحة مثلها قط. ورجع النجاشي سالما، وَاسْتَوْسَقَ لَهُ أَمْرُ الحَبَشَةِ فَكُنَّا عِنْدَهُ فِي خَيْرِ مَنْزِلٍ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة1. أخرجه أبو داود من حديث ابن إسحاق عن الزهري. وهؤلاء قدموا مكة، ثم هاجروا إلى المدينة، وبقي جعفر وطائفة بالحبشة إلى عام خيبر. وقد قيل إن إرسال قريش إلى النجاشي كان مرتين، وأن المرة الثانية كان مع عمرو: عمارة بن الوليد المخزومي أخو خالد ذكر ذلك ابن إسحاق أيضا وذكر ما دار لعمرو بن العاص مع عمارة بن الوليد من رميه إياه في البحر، وسعي عمرو به إلى النجاشي في وصوله إلى بعض حرمه أو خدمه، وأنه ظهر ذلك في ظهور طيب الملك عليه، وأن الملك دعا بسحرة فسحروه ونفخوا في إحليله. فتبرر ولزم البرية، وهام، حتى وصل إلى موضع رام أهله أخذه فيه، فلما قربوا منه فاضت نفسه فمات. وقال ابن إسحاق، قال الزهري: حدثت عروة بن الزبير حديث أبي بكر عن أم سلمة، فقال: هل تدري ما قوله: مَا أَخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِيْنَ رَدَّ عليَّ مُلْكِي فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيْهِ, وَمَا أَطَاعَ الناس فيَّ فأطيعهم فيه؟ قلت: لا. قال: فإن عَائِشَةَ حَدَّثَتْنِي أَنَّ أَبَاهُ كَانَ مَلِكَ قَوْمِهِ، لم يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ إِلاَّ النَّجَاشِيُّ. وَكَانَ لِلنَّجَاشِيِّ عَمٌّ، لَهُ مِنْ صُلْبِهِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً، وكانوا أهل بيت

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "1/ 201-203"، وابن هشام في "السيرة" "1/ 234-237" "ط. دار الحديث"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "2/ 301-304"، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" "194" من طريق محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هشام المخزومي، به. قلت: إسناده حسن، رجاله ثقات رجال البخاري ومسلم خلا محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي، فإنه صدوق يدلس، وقد صرح بالتحديث فأمنا شر تدليسه.

مملكة الحبشة. فقالت الحبشة: لَوْ أَنَّا قَتَلْنَا أَبَا النَّجَاشِيِّ وَمَلَّكْنَا أَخَاهُ لتوارث بنوه ملكه بعده، ولبقيت الحبشة دهرا. قالت: فقتلوه وملكوا أخاه. فنشأ النجاشي مع عمه وكان لبيبا حازما، فغلب على أمر عمه. فلما رأت الحبشة ذلك قالت: إنا نتخوف أن يملكه بعده، ولئن ملك ليقتلنا بأبيه فشموا إلى عمه فقالوا: إِمَّا أَنْ تَقْتُلَ هَذَا الفَتَى، وَإِمَّا أَنْ تخرجه من بين أظهرنا فقال: ويلكم! قتلت أباه بالأمس، وأقتله اليوم؟ بل أخرجه قال: فخرجوا به فباعوه من تاجر بستمائة درهم فانطلق به في سفينة فلما كان العشي هاجت سحابة من سحائب الخَرِيْفِ فَخَرَجَ عَمُّهُ يَسْتَمْطِرُ تَحْتَهَا فَأَصَابَتْهُ صَاعِقَةٌ فقتلته. ففزعت الحبشة إلى ولده فإذا هو محمق1 لَيْسَ فِي وَلَدِهِ خَيْرٌ فَمَرَجَ عَلَى الحَبَشَةِ أمرهم وضاق عليهم ما هم فيه. فقال بعضهم لبعض: تعلموا، وَاللهِ أَنَّ مَلِكَكُمُ الَّذِي لاَ يُقِيْمُ أَمْرَكُمْ غيره للذي بعتم قال: فخرجوا في طلبه وطلب الذي باعوه منه، حتى أدركوه فأخذوه منه. ثم جاءوا به فعقدوا عليه التاج وأجلسوه على سرير الملك فجاء التَّاجِرُ فَقَالَ: إِمَّا أَنْ تُعْطُوْنِي مَالِي وَإِمَّا أَنْ أُكَلِّمَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالُوا: لاَ نُعْطِيْكَ شيئا قال: إذن والله أكلمه قَالُوا: فَدُوْنَكَ. فَجَاءهُ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَيُّهَا المَلِكُ، ابْتَعْتُ غُلاَماً مِنْ قَوْمٍ بِالسُّوْقِ بستمائة درهم حتى إذا سرت به أدركوني فأخذوه ومنعوني دراهمي فقال النجاشي: لتعطنه غلامه أو دراهمه. قَالُوا: بَلْ نُعْطِيْهِ دَرَاهِمَهُ. قَالَتْ: فَلِذَلِكَ يَقُوْلُ: ما أخذ الله مني رشوة حِيْنَ رَدَّ عليَّ مُلْكِي، فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيْهِ. وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا خُبِرَ مِنْ صَلاَبَتِهِ في دينه وعدله. قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، قالت: لما مات النجاشي كان يتحدث أنه لا يزال على قبره نور. قال: وَحَدَّثَنِي جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: اجتمعت الحبشة فقالوا للنجاشي: إنك فَارَقْتَ دِيْنَنَا، وَخَرَجُوا عَلَيْهِ. فَأَرْسَلَ إِلَى جَعْفَرٍ وأصحابه فهيأ لهم سفنا, وقال: اركبوا فيها، وكونوا كما أنتم، فإن هزمت فامضوا حتى تلحقوا بحيث شئتم, وَإِنْ ظَفِرْتُ فَاثْبُتُوا. ثُمَّ عَمَدَ إِلَى كِتَابٍ فكتب: هُوَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، وَيَشْهَدُ أَنَّ عِيْسَى عبده ورسوله وروحه وكلمته. ثُمَّ جَعَلَهُ فِي قُبَائِهِ وَخَرَجَ إِلَى الحَبَشَةِ، وَصَفُّوا لَهُ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الحَبَشَةِ، أَلَسْتُ أَحَقَّ النَّاسِ بِكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى قَالَ: فَكَيْفَ رَأَيْتُمْ سِيْرَتِي فِيْكُم؟ قَالُوا: خَيْرَ سِيْرَةٍ. قَالَ: فما

_ 1 محمق: أي بالغ الحماقة. وحقيقة الحمق: وصنع الشيء في غير موضعه مع العلم بقبحه.

بَالُكُم؟ قَالُوا: فَارَقْتَ دِيْنَنَا وَزَعَمْتَ أَنَّ عِيْسَى عبد. قال: فما تقولون أنتم؟ قالوا: هو ابن الله فوضع يده على صدره، على قبائه، وقال: هو يشهد أن عيسى بن مريم لم يزد على هذا شيئا. وإنما يعني عَلَى مَا كَتَبَ. فَرَضُوا وَانْصَرَفُوا. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ صلى عليه واستغفر له -رضي الله عنه- وإنما ذكرنا بعد بدر استطرادا، والله أعلم. سرية عمير بن عدي الخطمي: ذكر الواقدي أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه لخمس بقين من رمضان, إلى عصماء بنت مروان، من بني أمية بن زيد, وكانت تعيب الإسلام، وتحرض على النبي صلى الله عليه وسلم، وتقول الشعر، فجاءها عمير بالليل فقتلها غيلة. غزوة بني سليم: قال ابن إسحاق: لم يقم رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُنْصَرَفَهُ عن بدر بالمدينة، إلا سبعة أيام. ثم خرج بنفسه يريد بني سليم, واستخلف على المدينة سباع عرفطة الغفاري, وقيل: ابن أم مكتوم. فبلغ ماء يقال له: الكدر، فأقام عليه ثلاثا, ثم انصرف, ولم يلق أحدا. سرية سالم بن عمير لقتل أبي عفك: وذكر الواقدي أن أبا عفك اليهودي، كان قد بلغ مائة وعشرين سنة، وهو من بني عمرو بن عوف، كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول الشعر، ويحرض عليه. فانتدب له سالم بن عمير، فقتله غيلة، في شوال منها.

غزوة السويق: في ذي الحجة

غزوة السويق: في ذي الحجة قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: كان أبو سفيان بن حرب، حين بلغه وقعة بدر، نذر أن لا يمس رأسه دهن ولا غسل، ولا يقرب أهله، حتى يغزو محمدا ويحرق في طوائف المدينة فخرج من مكة سرا خائفا، في ثلاثين فارسا, ليحل يمينه. حتى نزل بجبل من جبال المدينة يقال له: نبت فبعث رجلا أو رجلين من أصحابه، وأمرهما أن يحرقا أدنى نخل يأتيانه من نخل المدينة فوجدا صورا من صيران نخل العريض. فأحرقا فيها وانطلقا، وانطلق أبو سفيان مسرعا. وَخَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى بلغ قرقرة الكدر ففاته أبو سفيان، فرجع. وذكر مثل هذا ابْنُ لَهِيْعَةَ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، وقال: وركب المسلمون في آثارهم، فأعجزوهم وتركوا أزوادهم، فسميت غزوة أبي سفيان: غزوة السويق. وقال ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، ويزيد بن رومان، وحدثني من لا أتهم، عن عبيد الله بن كعب بن مالك، قالوا: لما رجع أبو سفيان إلى مكة، ورجع فل قريش من يوم بدر، نذر أن لا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا. فخرج في مائتي راكب، إلى أن نزل بحبل يقال له: نبت، على نحو بريد من المدينة. ثم خرج من الليل حتى أتى حيي بن أخطب، فضرب عليه بابه، فلم يفتح له وخافه. فانصرف إلى سلام بن مشكم، وكان سيد بني النضير، فأذن له وقراه، وأبطن له من خير الناس. ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه، فبعث رجاله، فأتوا ناحية العريض، فوجدوا رجلين من المسلمين، فقتلوهما وردوا ونذر بهم الناس. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم، حتى بلغ قرقرة الكدر، ثم انصرف، وقد فاته أبو سفيان، وأصحابه, قد رموا زادا لهم في جرب, وسويقا كثيرا، يتخففون منها للنجاء. فقال المسلمون حين رجع بهم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رسول الله! أنطمع أن تكون لنا غزوة؟ فقال: نعم قال: وذلك بعد بدر بشهرين. وفي هذه السنة: تزوج عثمان بأم كلثوم، رضي الله عنهما. وفيها تزوج علي -رضي الله عنه- بفاطمة الزهراء، رضي الله عنها. قال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن أبي نجيح، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: خطبت فاطمة إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت لي مولاة لي: علمت أن فاطمة خطبت إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: لا. قالت: فما يمنعك أن تأته فيزوجك؟ فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ قالت: إنك إن جئته زوجك. قال: فوالله ما زالت ترجيني، حتى دَخَلْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جلالة وهيبة, فأفحمت، فوالله ما استطعت أن أتكلم. فقال: "ما حاجتك، ألك حاجة"؟. فسكت. ثم قال: "لعلك جئت تخطب فاطمة"؟. قلت: نعم. قال: "وهل عندك من شيء تستحلها به"؟. فقلت: لا والله فقال: "ما فعلت درع سلحتكها"؟. فوالذي نفس علي بيده إنها لحطيمة ما ثمنها أربعة دراهم, فقلت: عندي. فقال: "قد زوجتكها, فابعث إليَّ بها". فإن كانت لصداق فاطمة، رضي الله عنها.

وقال أيوب، عَنْ عِكْرِمَةَ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا تزوج علي فاطمة -رضي الله عنهما- قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أعطها شيئا". قال: ما عندي شيء. قال: "أين درعك الحطمية"؟. أخرجه أبو داود1. وقال عطاء بن السائب عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ عَلِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: جهز رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةُ في خميل وقربة, ووسادة أدم حشوها إذخر2. وفيها: توفي سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة الخزرجي الساعدي، والد سهل بن سعد. وكان تجهز إلى بدر فمات قبلها في رمضان. فيقال: أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب له بسهمه، ورده على ورثته. وفيها: بعد بدر، توفي خنيس بن حذاة السهمي، أحد المهاجرين، شهد بدرا. وتأيمت منه حفصة بنت عمر بن الخطاب. وفي شوال: بنى النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة -رضي الله عنها- وعمرها تسع سنين.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "2125" و"2127"، والنسائي "6/ 130"، وأبو يعلى "2439"، والطبراني "12000", والبيهقي في "الدلائل" "3/ 161" من طريق عكرمة, عن ابن عباس, به. وأخرجه النسائي "6/ 129-130"، والبيهقي "7/ 252" من طريق هشام بن عبد الملك، عن حماد بن سلمة, عن أيوب, عن عكرمة, عن ابن عباس, عن علي, فجعله من "مسند علي". وأخرجه أحمد "1/ 80"، وابن سعد "8/ 20"، والبيهقي "7/ 234" من طريق سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عن أبيه، عن رجل قد سماه، سمع عليا ... فذكره. 2 حسن: أخرجه أحمد "1/ 84 و104 و106", وفي "فضائل الصحابة" "1194" والنسائي "6/ 135"، والحاكم "2/ 185"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "3/ 161" من طريق عطاء بن السائب، به. قلت: إسناده حسن، عطاء بن السائب, صدوق، وقد روى عنه زائدة بن قدامة -ممن روى عنه- قبل الاختلاط.

ثم دخلت سنة ثلاث من الهجرة

ثم دخلت سنة ثلاث من الهجرة: غزوة ذي أمر: في المحرم، غزا النبي صلى الله عليه وسلم نجدا، يريد غطفان، واستعمل على المدينة عثمان، فأقام بنجد صفرا كله، ورجع من غير حرب. قاله ابن إسحاق. وأما الواقدي فقال: كانت في ربيع الأول، وأن غيبته أحد عشر يوما. ثم روى عن أشياخه، عن التابعين: عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، وغيره، قالوا: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن جمعا من غطفان، من بني ثعلبة، بذي أمر، قد تجمعوا يريدون أن يصيبوا من أطراف المسلمين، والله أعلم. غزوة بحران: قال ابن إسحاق: أقام رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالمَدِيْنَةِ، ربيع الأول ثم غزا يريد قريشا. قال عبد الملك بن هشام: فبلغ بحران، معدنا بالحجاز، فأقام هناك ربيع الآخر كله، وجمادى الأولى. وبحران من ناحية الفرع ثم رجع ولم يلق كيدا. وقال الواقدي: غزا النبي صلى الله عليه وسلم بني سليم ببحران، لست خلون من جمادى الأولى. وبحران من ناحية الفرع بينها وبين المدينة ثمانية برد. فغاب عشر ليال. وكان بلغه أن بها جمعا من بني سليم، فخرج في ثلاثمائة، واستخلف ابن أم مكتوم. الفرع: بضم الفاء وسكون الراء بين مكة والمدينة.

إنك ترى أنا كقومك؟ لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة إنا والله لو حاربتنا لتعلمن أنا نحن الرجال. عن ابن عباس، قال: ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيهم: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ} [آل عمران: 12] . وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة: أن بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا وحاربوا فيما بين بدر وأحد. قال: وعن أبي عون، قال: كان أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوقهم، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فلم تفعل، فعمد الصائغ إلى طف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوءتها فضحكوا، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، فشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فأغضب المسلمين ووقع الشر. وحدثني عاصم، قال: فحاصرهم رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نزلوا على حكمه فقام إليه عبد الله بن أبي بن سلول حين أمكنه الله منهم، فقال: يا محمد، أحسن في مواليَّ. فأعرض عنه، فأدخل يده في جيب درع رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أرسلني". وغضب، "أرسلني، ويحك". قال: والله لا أرسلك حتى تحسن في مواليَّ: أربعمائة حاسر، وثلاثمائة دارع، قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة، إني والله امرؤ أخشى الدوائر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم لك". وحدثني أبي إسحاق، عن عبادة بن الوليد، قال: لما حاربت بنو قنيقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم، تشبث بأمرهم ابن سلول وقام دونهم. قال: ومشى عبادة بن الصامت إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أحد بني عوف، لهم من حلفه مثل الذي لابن سلول، فجعلهم إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتبرأ إلى الله ورسوله من حلفهم، وقال: أتولى الله ورسوله والمؤمنين، فنزلت فيه وفي ابن سلول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} إلى قوله: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} إلى قوله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [المَائِدَةُ: 51-55] ، وذلك لتولي عبادةُ اللهَ ورسولهَ. وذكر الواقدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم حاصرهم خمس عشرة ليلة، إلى هلال ذي القعدة. وكانوا أول من غدر من اليهود، وحاربوا حتى قذف الله في قلوبهم الرعب، ونزلوا على حكمه، وأن له أموالهم. فأمر صلى الله عليه وسلم بهم فكتفوا، واستعمل على كتافهم المنذر بن قدامة السلمي، من بني السلم، فكلم عبد الله بن أبي فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألح عليه فقال: "خذهم". وأمر بهم أن يجلوا من المدينة، وولي إخراجهم منها عبادة بن الصامت، فلحقوا بأذرعات، فما كان أقل من بقائهم فيها. وتولى قبض أموالهم محمد بن مسلمة، ثم خمست، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم من سلاحهم ثلاثة أسياف، ودرعين، وغير ذلك.

غزوة بني النضير

غزوة بني النضير: قال معمر، عن الزهري، عن عروة: كانت غزوة بني النضير، وهم طائفة من اليهود، على رأس ستة أشهر من وقعة بدر وكانت منازلهم ونخلهم بناحية المدينة، فحاصرهم رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نزلوا على الجلاء، وعلى أن لهم ما أقلت الإبل إلا السلاح، فأنزلت: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر: 2] الآيات. فأجلاهم إلى الشام، وكانوا من سبط لم يصبهم جلاء وكان الله قد كتب عليهم الجلاء، ولولا ذلك لعذبهم في الدنيا بالقتل والسبي. وقوله: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} ، فكان جلاؤهم ذلك أول حشر في الدنيا إلى الشام. ويرويه عقيل عن الزهري، قوله. وأسنده زيد بن المبارك الصنعاني، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة وذكر عائشة فيه غير محفوظ. وقال ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر: أن يهود بني النضير، وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجلى بني النضير، وأقر قريظة ومن عليهم، حتى حاربوا بعد ذلك. أخرجه البخاري1. وقال معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عَنْ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن كفار قريش كتبوا إلى ابن أبي ومن كان يعبد معه الأوثان من الأوس والخزرج قبل وقعة بدر: إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه أو لنسيرن إليكم بجمعنا حتى نقتل مقاتلكم ونستبيح نساءكم. فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي وأصحابه، اجتمعوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغه ذلك فلقيهم فقال: "لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4028" حدثنا إسحاق بن نصر، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، به.

كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم, تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم؟ فلما سمعوا ذلك تفرقوا. فبلغ ذلك كفار قريش فكتبوا، بعد بدر، إلى اليهود: إنكم أهل الحلقة والحصن وإنكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا وكذا، ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شيء. وهي الخلاخيل. فلما بلغ كتابهم للنبي صلى الله عليه وسلم، أجمعت بنو النضير بالغدر، وأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: اخرج إلينا في ثلاثين رجلا من أصحابك، وليخرج منا ثلاثون حبرا, حتى نلتقي بمكان المنصف، فيسمعوا منك، فإن صدقوا وآمنوا بك آمنا بك. فقص خبرهم. فلما كان الغد، غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتائب فحصرهم، فقال لهم: "إنكم والله لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه فأبوا أن يعطوه عهدا، فقاتلهم يومهم ذلك". ثم غدا على بني قريظة بالكتائب، وترك بني النضير، ودعاهم إلى أن يعاهدوه، فعاهدوه، فانصرف عنهم. وغدا إلى بني النضير بالكتائب، فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء. فجلت بنو النضير، واحتملوا ما أقلت الإبل من أمتعتهم وأبوابهم وخشبهم فكان نخل بني النضير لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، أعطاه الله إياها، فقال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ} [الحشر: 6] ، يقول: بغير قتال. فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم أكثرها المهاجرين وقسمها بينهم، وقسم منها لرجلين من الأنصار كانوا ذوي حاجة. وبقي منها صدقة رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي في أيدي بني فاطمة، رضي الله عنها. وذهب موسى بن عقبة، وابن إسحاق إلى أن غزوة بني النضير كانت بعد أحد، وكذلك قال غيرهما. ورواه ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ. وهذا حديث موسى وحديث عُرْوَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج إلى بني النضير يستعينهم في عقل الكلابيين. وكانوا -يزعمون- قد دسوا إلى قريش حين نزلوا بأحد لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحضوهم على القتال ودلوهم على العورة. فلما كلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقل الكلابيين, قالوا: اجلس يا أبا القاسم حتى تطعم وترجع بحاجتك ونقوم فنتشاور فجلس بأصحابه، فلما خلوا والشيطان معهم، ائتمروا بقتل رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا: لن تجدوه أقرب منه الآن، فاستريحوا منه تأمنوا. فقال رجل: إن شئتم ظهرت فوق البيت الذي هو تحته فدليت عليه حجرا فقتلته. فأوحى الله إليه فأخبره بشأنهم وعصمه، فقام كأنه يقضي حاجة. وانتظره أعداء الله، فراث عليه. فأقبل رجل من المدينة فسألوه عنه فقال: لقيته قد دخل أزقة المدينة. فقالوا لأصحابه: عجل أبو

القاسم أن نقيم أمرنا في حاجته. ثم قام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعوا ونزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} [المائدة: 11] الآية. وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجلائهم، وأن يسيروا حيث شاءوا. وكان النفاق قد كثر بالمدينة. فقالوا: أين تخرجنا؟ قال: "أخرجكم إلى الحشر". فلما سمع المنافقون ما يراد بأوليائهم أرسلوا إليهم: إنا معكم محيانا ومماتنا، إن قوتلتم فلكم علينا النصر، وإن أخرجتم لم نتخلف عنكم. وسيد اليهود أبو صفية حيي بن أخطب. فلما وثقوا بأماني المنافقين عظمت غرتهم ومناهم الشيطان الظهور، فنادوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: إنا، والله، لا نخرج ولئن قاتلتنا لنقاتلنك. فمضى النبي صلى الله عليه وسلم لأمر الله فيهم، وأمر أصحابه فأخذوا السلاح ثم مضى إليهم، وتحصنت اليهود في دورهم وحصونهم فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى أزقتهم وحصونهم كره أن يمكنهم من القتال في دورهم وحصونهم، وحفظ الله له أمره وعزم له على رشده، فأمر أن يهدم الأدنى فالأدنى من دورهم، وبالنخل أن تحرق وتقطع، وكف الله أيديهم وأيدي المنافقين فلم ينصروهم، وألقى في قلوب الفريقين الرعب ثم جعلت اليهود كلما خلص رسول الله صلى الله عليه وسلم من هدم ما يلي مدينتهم، ألقى الله في قلوبهم الرعب، فهدموا الدور التي هم فيها من أدبارها، ولم يستطيعوا أن يخرجوا على النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه يهدمون شيئا فشيئا. فلما كادت اليهود أن يبلغ آخر دورها، وهم ينتظرون المنافقين وما كانوا منوهم، فلما يئسوا مما عندهم، سألوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كَانَ عرض عليهم قبل ذلك، فقاضاهم على أن يجليهم، ولهم أن يحملوا ما استقلت به الإبل إلا السلاح وطاروا كل مطير، وذهبوا كل مذهب. ولحق بنو أبي الحقيق بخيبر ومعهم آنية كثيرة من فضة، فرآها النبي صلى الله عليه وسلم. وعمد حيي بن أخطب حتى قدم مكة على قريش، فاستغواهم عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وبين الله لرسوله حديث أهل النفاق، وما بينهم وبين اليهود، وكانوا قد عيروا المسلمين حين قطعوا النخل وهدموا. فقالوا: ما ذنب الشجرة وأنتم تزعمون أنكم مصلحون؟ فأنزل الله {سَبَّحَ لِلَّهِ} سورة الحشر ثم جعلها نفلا لرسوله، فقسمها فيمن أراه الله من المهاجرين. وأعطى منها أبا دجانة سماك بن خرشة، وسهل بن حنيف، الأنصاريين, وأعطى -زعموا- سعدَ بن معاذ سيفَ ابنِ أبي الحقيق. وكان إجلاء بني النضير في المحرم سنة ثلاث. وأقامت بنو قريظة في المدينة في مساكنهم، لم يؤمر فيهم النبي صلى الله عليه وسلم بقتل ولا إخراج حتى فضحهم الله بحيي بن أخطب وبجموع الأحزاب.

هذا لفظ موسى بن عقبة، وحديث عروة بمعناه، إلى إعطاء سعد السيف. وقال موسى بن عقبة وغيره، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطع نخل بني النضير وحرق، ولها يقول حسان بن ثابت: وهان على سراة بني لؤي ... حريق بالبويرة مستطير وفي ذلك نزلت هذه الآية: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} [الحشر: 5] , متفق عليه1. وقال عمرو بن دينار، عن الزهري، عن مالك بن أوس، عن عمر، أن أموال بني النضير كانت مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة ينفق منها على أهله نفقة سنة, وما بقي جعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله. أخرجاه2. سرية زيد بن حارثة إلى القردة: قال ابن إسحاق: وسرية زيد التي بَعَثَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها، حين أصاب عير قريش، وفيها أبو سفيان، على القردة، ماء من مياه نجد. وكان من حديثها أن قريشا خافوا طريقهم التي كانوا يسلكون إلى الشام حين جرت وقعة بدر، فسلكوا طريق العراق فخرج منهم تجار فيهم أبو سفيان، واستأجروا رجلا من بني بكر بن وائل يقال له: فرات بن حيان يدلهم, فَبُعِثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد بن حارثة فلقيهم على ذلك الماء، فأصاب تلك العير وما فيها، وأعجزهم الرجال، فقدم بها عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4031" و"4032"، ومسلم "1746" من طرق عن نافع، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4033" من طريق شعيب، ومسلم "1757" "49" من طريق مالك كلاهما عن الزهري، به.

غزوة قرقرة الكدر

غزوة قرقرة الكدر: قال الواقدي: إنها في المحرم سنة ثلاث وهي ناحية معدن بني سليم, واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم. وكان صلى الله عليه وسلم بلغه أن بهذا الموضع جمعا من سليم وغطفان. فلم يجد في المحال أحدا، ووجد رعاء منهم غلام يقال له: يسار، فانصرف رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ ظفر بالنعم، فانحدر به وقال محمد بن يونس الجمال المخرمي -الذي قال فيه ابن عدي: كان عندي ممن يسرق الحديث. قلت: لكن روى عنه مسلم- حدثنا ابن عيينة، قال: حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قدم حيي بن أخطب، وكعب بن الأشرف مكة على قريش فحالفوهم على قتال رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا لهم: أنتم أهل العلم القديم وأهل الكتاب، فأخبرونا عنا وعن محمد، قالوا: ما أنتم وما محمد؟ قالوا: نحن ننحر الكوماء1، ونسقي اللبن على الماء، ونفك العناة، ونسقي الحجيج، ونصل الأرحام قالوا: فما محمد؟ قالوا: صنبور2 قطع أرحامنا واتبعه سراق الحجيج بنو غفار قالوا: لا، بل أنتم خير منه وأهدى سبيلا. فأنزل الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [النساء: 51] الآية. قال سفيان: كانت غفار سرقة في الجاهلية. وقال إبراهيم بن جعفر بن محمود بن مسلمة، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قال: ولحق كعب بن الأشرف بمكة إلى أن قدم المدينة معلنا بمعاداة النبي صلى الله عليه وسلم وهجائه، فكان أول ما خرج منه قوله: أذاهب أنت لم تحلل بمنقبة ... وتارك أنت أم الفضل بالحرم صفراء رادعة لو تعصر انعصرت ... من ذي البوارير والحناء والكتم إحدى بني عامر هام الفؤاد بها ... ولو تشاء شفت كعبا من السقم . . .3 لم أر شمسا قبل طلع ... حتى تبدت لنا في ليلة الظلم وقال: طحنت رحى بدر لمهلك أهلها الأبيات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم يوما: "من لكعب بن الأشرف؟ فقد آذانا بالشعر وقوى المشركين علينا". فقال محمد بن مسلمة: أنا يا رسول الله. قال: "فأنت". فقام فمشى ثم رجع فقال: إني قائل. فقال: قل فأنت في حل. فخرج محمد، بعد يوم أو يومين، حتى أتى كعبا وهو في حائط فقال: يا كعب، جئت لحاجة، الحديث.

_ 1 الكوماء: الناقة المشرفة السنام عاليته. 2 الصنبور: الأبتر، لا عقب له. 3 بياض بالأصل، وكتب على هامشه: "لعله: أقْسمتُ".

وقال ابن عيينة: قال عمرو بن دينار: سمعت جابرا يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله"؟. فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله، أعجب إليك أن أقتله؟ قال: "نعم". قال: فأذن لي أن أقول شيئا. قال: قل. فأتاه محمد بن مسلمة فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة، وقد عنانا، وإني قد أتيتك أستسلفك. قال: وأيضا لتملنه. قال: إنا قد اتبعناه فنكره أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه, وقد أردنا أن تسلفنا. قال: ارهنوني نساءكم. قال: نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب؟ قال: فارهنوني أبناءكم. قال: كيف نرهنك أبناءنا فيقال رهن بوسق أو وسقين؟ قال: فأي شيء؟ قال: نرهنك اللأمة. فواعده أن يأتيه ليلا، فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة، وهو أخو كعب من الرضاعة، فدعاه من الحصن فنزل إليهم، فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة؟ قال: إنما هو أخي أبو نائلة ومحمد بن مسلمة، إن الكريم لو دعي إلى طعنة بليل لأجاب. قال محمد: إذا ما جاء فإني قائم بشَعْرِه فأشمه ثم أشمكم، فإذا رأيتموني أثبتُّ يدي فدونكم, فنزل إليهم متوشحا، وهو ينفح منه ريح الطيب، فقال محمد: ما رأيت كاليوم ريحا، أي: أطيب، أتأذن لي أن أشم رأسك؟ قال: نعم فشمه ثم شم أصحابه، ثم قال: أتأذن لي؟ يعني ثانيا. قال: نعم. فلما استمكن منه قال: دونكم. فضربوه فقتلوه وأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه. أخرجه البخاري1. وقال شعيب بن أبي حمزة، عن الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، عن أبيه، أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرا، وكان يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه كفار قريش في شعره. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وأهلها أخلاط، منهم المسلمون، ومنهم عبدة الأوثان، ومنهم اليهود، وهم أهل الحلقة والحصون، وهو حلفاء الأوس والخزرج، فأراد رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ قدم المدينة استصلاحهم كلهم، وكان الرجل يكون مسلما وأبوه مشرك أو أخوه، وكان المشركون واليهود حين قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة يؤذونه أشد الأذى، فأمر الله رسوله والمسلمين بالصبر والعفول، فقال تعالى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيرًا} [آل عمران: 186] ، وقال: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [البقرة: 109] . فأمر رسول الله سعد بن معاذ أن يبعث رهطا ليقتلوا كعبا، فبعث إليه سعدٌ محمدَ بن

_ 1 صحيح: أخرج البخاري "4037"، ومسلم "1801" من طريق سفيان بن عيينة، به.

مسلمة وأبا عبس، والحارث ابن أخي سعد بن معاذ في خمسة رهط أتوه عشية، وهو في مجلسهم بالعوالي. فلما رآهم كعب أنكرهم وكاد يذعر منهم، فقال لهم: ما جاء بكم؟ قالوا: جاءت بنا إليك حجة. قال: فليدن إليَّ بعضكم فليحدثني بها. فدنا إليه بعضهم, فقال: جئناك لنبيعك أدراعا لنا لنستنفق أثمانها. فقال: والله لئن فعلتم ذلك لقد جهدتم، قد نزل بكم هذا الرجل. فواعدهم أن يأتوه عشاء حين يهدأ عنهم الناس. فجاءوا فناداه رجل منهم، فقام ليخرج, فقالت امرأته: ما طرقوك ساعتهم هذه لشيء تحب. فقال: بل إنهم قد حدثوني حديثهم. فاعتنقه أبو عبس، وضربه محمد بن مسلمة بالسيف، وطعنه بعضهم بالسيف في خاصرته, فلما قتلوه فزعت اليهود ومن كان معهم من المشركين. فغدوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أصبحوا فقالوا: إنه طرق صاحبنا الليلة وهو سيد من ساداتنا فقتل، فذكر لهم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كان يقول في أشعاره، ودعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يكتب بينه وبينهم كتابا، فكتب بينهم صحيفة. وكانت تلك الصحيفة بعده عند علي. أخرجه أبو داود. وذكر موسى بن عقبة وغيره أن عباد بن بشر كان معهم، فأصيب في وجهه بالسيف أو رجله. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي ثور بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ومشى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد، ثم وجههم وقال: "انطلقوا على اسم الله، اللهم أعنهم". وذكر البكائي، عن ابن إسحاق هذه القصة بأطول مما هنا وأحسن عبارة، وفيه: فاجتمع في قتله محمد، وسلكان بن سلامة بن وقش، وهو أبو نائلة الأشهلي، وعباد بن بشر، وأبو عبس بن جبر الحارثي. فقدَّموا إلى ابن الأشرف سلكانَ، فجاءه فتحدث معه ساعة وتناشدا شعرا، ثم قال: ويحك يابن الأشرف، إني قد جئت لحاجة أريد ذكرها لك فاكتم عني. قال: أفعل. قال: كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء من البلاء، عادتنا العرب ورمونا عن قوس واحدة، وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال وجهدنا. فقال: أنا ابن الأشرف! أما والله لقد أخبرتك يابن سلامة أن الأمر سيصير إلى ما أقول. فقال: إني أردت أن تبيعنا طعاما ونرهنك ونوثق لك، وتحسن في ذلك. فقال: أترهنوني أبناءكم؟ قال: لقد أردت أن تفضحنا، إن معي أصحابا لي على مثل رأيي، وقد أردت أن آتيك بهم فتبيعهم، وتحسن في ذلك، ونرهنك من الحلقة ما فيه وفاء. قال: فرجع سلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره، وأمرهم أن يأخذوا السلاح ثم ينطلقوا فيجتمعوا إليه واجتمعوا، وساق القصة.

قال ابن إسحاق: وأطلق رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ اليهود، وقال: "من ظفرتم به من اليهود فاقتلوه". وحينئذ أسلم حويصة بن مسعود، وكان قد أسلم قبله أخوه محيصة, فقتل محيصةُ ابنَ سنينة اليهودي التاجر، فقال حويصة قبل أن يسلم وجعل يضرب أخاه ويقول: أي عدو الله قتلته؟ أما والله لرب شحم في بطنك من ماله. فقال: والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك. قال: والله إن دينا بلغ بك هذا لعجب فأسلم حويصة. وفي رمضان: وُلِدَ السيد أبو محمد الحسن بن علي، رضي الله عنهما. وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر. وفي هذه السنة: تزوج أيضا بزينب بنت خزيمة، من بني عامر بن صعصعة، وهي أم المساكين، فعاشت عنده شهرين أو ثلاثة، وتوفيت وقيل: أقامت عنده ثمانية أشهر، فالله أعلم.

غزوة أحد: وكانت في شوال

غزوة أحد: وكانت في شوال قال شيبان، عن قتادة: واقَعَ نبي اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ من العام المقبل بعد بدر في شوال، يوم السبت لإحدى عشرة ليلة مضت من شوال وكان أصحابه يومئذ سبعمائة والمشركون ألفين أو ما شاء الله من ذلك. وقال ابن إسحاق: للنصف من شوال. وقال مالك: كان القتال يومئذ في أول النهار. وقال بُرَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "رأيت أني قد هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت في رؤياي بقرا، والله خير، فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذي آتانا يوم بدر". أخرجاه1.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه البخاري "3622" و"4081" و"7035" و"7041"، ومسلم "2722"، وابن ماجه "3921"، والدارمي "2/ 129"، والبغوي "3296" من طريق أبي أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى، به. قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأبو أسامة، هو حماد بن أسامة. وبريد: هو ابن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.

وقال ابن وهب: أخبرني ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: تنفل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفَهُ ذا الفقار يوم بدر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد. وذلك أنه لما جاءه المشركون يوم أحد كان رَأَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يقيم بالمدينة فيقاتلهم فيها، فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرا: تخرج بنا يا رسول الله إليهم نقاتلهم بأحد، ورجوا من الفضيلة أن يصيبوا ما أصاب أهل بدر فما زالوا برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لبس أداته، ثم ندموا وقالوا: يا رسول الله، أقم فالرأي رأيك. فقال لهم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه". قالوا: وكان ما قال لهم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أن يلبس أداته: "إني رأيت أني في درع حصينة فأولتها المدينة، وأني مردف كبشا فأولته كبش الكتيبة، ورأيت أن سيفي ذا الفقار فل فأولته فلا فيكم، ورأيت بقرا تذبح، فبقر والله خير، فبقر والله خير" 1. وقال يونس عن الزهري في خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد، قال: حتى إذا كان بالشوط من الجنانة، انخزل عبد الله بن أبي بقريب من ثل الجيش ومضى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم في سبعمائة وتعبأت قريش وهم ثلاثة آلاف، ومعهم مائتا فرس قد جنبوها، وجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد، وعلى ميسرتها عكرمة بن أبي جهل. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون وهم ألف، والمشركون ثلاثة آلاف. فَنَزَلَ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدا، ورجع عنه عبد الله بن أبي في ثلاثمائة، فسقط في أيدي الطائفتين, وهمتا أن تفشلا، والطائفتان: بنو سلمة وبنو حارثة.

_ 1 حسن: أخرجه ابن هشام "3/ 19" "ط. دار الحديث" من طريق محمد بن مسلم الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان، وعاصم بن عمر بن قتادة، وغيرهم مرسلا. وأخرجه الحاكم "2/ 128-129"، ومن طريقه البيهقي في "السنن" "7/ 41"، وفي "دلائل النبوة" "3/ 204-205" من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن أبي الزناد به. قلت: إسناده حسن, ابن أبي الزناد، هو عبد الرحمن بن أَبِي الزِّنَادِ، عَبْدِ اللهِ بنِ ذَكْوَانَ، المَدَنِيُّ، مولى قريش، صدوق حسن الحديث وبقية رجال إسناده ثقات. وأخرجه أوله إلى قوله "يوم أحد": الترمذي في إثر الحديث "1561"، وابن ماجه "2808"، والطحاوي "3/ 302"، والطبراني "10733"، والحاكم "3/ 39"، والبيهقي في "السنن" "6/ 304"، وفي "الدلائل" "3/ 136-137" من طرق عن ابن أبي الزناد به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وقال الترمذي: حسن غريب. وأخرجه أحمد "1/ 271" مختصرا حدثنا سريج، حدثنا ابن أبي الزناد, به.

وقال ابن عيينة، عن عمرو عن جابر: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا} [آل عمران: 122] ، بنو سلمة وبنو حارثة، ما أحب أنها لم تنزل لقوله: {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} 1 [آل عمران: 122] . متفق عليه. وقال شعبة، عن عدي بن ثابت، سمع عبد الله بن يزيد يحدث، عن زيد بن ثابت، قال: لما خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أحد، رجع ناس خرجوا معه فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين، فرقة تقول: نقاتلهم. وفرقة تقول: لا نقاتلهم، فنزلت: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} [النساء: 88] ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة2. متفق عليه. وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 179] ، قال: ميزهم يوم أحد. وقال البكائي، عن ابن إسحاق قال: كان من حديث أحد، كما حدثني الزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعاصم بن عمر، والحصين بن عبد الرحمن، وغيرهم كل قد حدث بعض الحديث، وقد اجتمع حديثهم كله فيما سقت من هذا الحديث عن يوم أحد، أن كفار قريش لما أصيب منهم أصحاب القليب، ورجع فلهم إلى مكة، ورجع أبو سفيان بن حرب بالعير، مشى عبد الله بن أبي ربيعة، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، في رجال من قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم، فكلموا أبا سفيان ومن كان له في تلك العير تجارة, فقالوا: يا معشر قريش! إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا ندرك منه ثأرا بمن أصاب منا فاجتمعوا لحرب رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ فعل ذلك أبو سفيان وأصحاب العير بأحابيشها ومن أطاعها من قبائل كنانة وأهل تهامة. وكان أبو عزة الجمحي قد من عَلَيْهِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ ذا عيال وحاجة، فقال: يا رسول الله! إني فقير ذو عيال وحاجة، فامنن عليَّ. فقال له صفوان: يا أبا عزة، إنك امرؤ شاعر فأعنا بلسانك فاخرج معنا. فقال: إن محمدا قد منَّ عليَّ فلا أريد أن أظاهر عليه. قالوا: بلى, فأعنا بنفسك، فلك الله عليَّ إن رجعت أن أعينك، وإن أصبت أن أجعل بناتك

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4051" و"4558" من طريق سفيان بن عيينة, به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4050"، ومسلم "2776" من طريق شعبة، به.

مع بناتي يصيبهن ما أصابهن من عسر ويسر. فخرج أبو عزة يسير في تهامة ويدعو بني كنانة، ويقول: إيهًا بني عبد مناة الرزام1 ... أنتم حماة وأبوكم حام لا تعدوني نصركم بعد العام ... لا تسلموني لا يحل إسلام وخرج مسافع بن عبد مناف الجمحي إلى بني مالك بن كنانة يدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول شعرا. ودعا جبير بن مطعم غلاما له حبشيا يقال له: وحشي، يقذف بحربة له قذف الحبشة قلما يخطئ بها، فقال له: اخرج مع الناس فإن أنت قتلت حمزة بعمي طعيمة بن عدي فأنت عتيق. فخرجت قريش بحدها وحديدها وأحابيشها ومن تابعها، وخرجوا معهم بالظُعن التماس الحفيظة وأن لا يفروا. وخرج أبو سفيان وهو قائد الناس, بهند بنت عتبة، وخرج عكرمة بأم حكيم بنت الحارث بن هشام, حتى نزلوا بعينين بجبل أحد ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مقابل المدينة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا، فإن أقاموا أقاموا بشر مقام، وإن هم دخلوا علينا قتلناهم فيها وكان يكره الخروج إليهم. فقال رجال ممن فاته يوم بدر: يا رسول الله! اخرج بنا إليهم لا يرون أنا جبنا عنهم. فلم يزالوا برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل فلبس لأمته، وذلك يوم الجمعة حين فرغ الناس من الصلاة فذكر خروجه وانخزال ابن أبي بثلث الناس، فاتبعهم عبد الله والد جابر، يقول: أذكركم الله أن تخذلوا قومكم ونبيكم. قالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم، ولكنا لا نرى أنه يكون قتال. وقالت الأنصار: يا رسول الله، ألا نستعين بحلفائنا من يهود؟ قال: "لا حاجة لنا فيهم". ومضى حتى نزل الشعب من أحد في عدوة الوادي إلى الجبل، فجعل ظهره وعسكره إلى أحد وقال: لا يقاتلن أحد حتى نأمره بالقتال. وتعبأ للقتال وهو في سبعمائة، وأمَّر على الرماة عبد الله بن جبير وهم خمسون رجلا، فقال: "انضحوا عنا الخيل بالنبل، لا يأتونا من خلفنا، إن كانت لنا أو علينا، فاثبت مكانك لا نؤتين من قبلك". وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير. وتعبأت قريش وهم ثلاثة آلاف معهم مائتا فرس قد جنبوها فجعلوا على الميمنة خالدا، وعلى الميسرة عكرمة. وقال سلام بن مسكين، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: كانت راية

_ 1 الرزام من الرجال: الصعب المتشدد، وذكر ابن منظور البيتين في "لسان العرب", ثم قال: ويروى الرزام جمع رازم.

رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أحد مرطا أسود كان لعائشة، وراية الأنصار يقال لها: العقاب، وعلى ميمنته علي، وعلى ميسرته المنذر بن عمرو الساعدي، والزبير بن العوام كان على الرجال، ويقال: المقداد بن الأسواد، وكان حمزة على القلب، واللواء مع مصعب بن عمير، فقتل، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عليا، قال: ويقال: كانت له ثلاثة ألوية، لواء إلى مصعب بن عمير للمهاجرين، ولواء إلى علي، ولواء إلى المنذر. وقال ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ سيفا يوم أحد فقال: "من يأخذ مني هذا السيف بحقه"؟. فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول: أنا، أنا. فقال: "من يأخذه بحقه"؟. فأحجم القوم، فقال له أبو دجانة سماك: أنا آخذه بحقه. قال: فأخذه ففلق به هام المشركين1. أخرجه مسلم. وقال ابن إسحاق: حتى قام إليه أبو دجانة سماك بن خرشة، أخو بني ساعدة، فقال: وما حقه؟ قال: "تضرب به في العدو حتى ينحني". قال: فأنا آخذه يا رسول الله. فأعطاه إياه، وكان رجلا شجاعا يختال عند الحرب، وكان إذا قاتل علم بعصابة له حمراء فاعتصب بها على رأسه، ثم جعل يتبختر بين الصفين. فبلغنا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال حين رآه يبختر: "إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن". وقال عمرو بن عاصم الكلابي: حدثني عبيد الله بن الوازع، قال: حدثني هشام بن عروة، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ، قَالَ: عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا يوم أحد فقال: "من يأخذه بحقه"؟. فقمت فقلت: أنا يا رسول الله! فأعرض عني, ثم قال: "من يأخذ هذا السيف بحقه"؟. فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال: أنا يا رسول الله! فما حقه؟ قال: "أن لا تقتل به مسلما ولا تفر به عن كافر". قال: فدفعه إليه، وكان إذا أراد القتال أعلم بعصابة، فقلت:

_ 1 صحيح: أخرجه الحاكم "3/ 230" من طريق علي بن عبد العزيز ومحمد بن كثير قالا حدثنا حَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس، به. وهو صحيح الإسناد. وأخرجه الحاكم "3/ 230" من طريق عمرو بن عاصم الكلابي، حدثني عبيد الله بن الوازع بن ثور، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ عَنِ الزبير بن العوام, به. قلت: وإسناده ضعيف، آفته عبيد الله بن الوازع الكلابي، فإنه مجهول كما قال الحافظ في "التقريب". وأخرجه البيهقي "9/ 155" من حديث هنيدة رجل من خزاعة مرفوعا. وله شواهد ذكرها الهيثمي في "مجمع الزوائد" "6/ 108-109".

لأنظرن إليه كيف يصنع؟ قال: فجعل لا يرتفع له شيء إلا هتكه وأفراه, حتى انتهى إلى نسوة في سفح جبل معهن دفوف لهن، فيهن امرأة وهي تقول: نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق1 إن تقبلوا نعانق ... أو تدبروا نفارق فراق غير وامق2 قال: فاهوى بالسيف إلى امرأة ليضربها، ثم كف عنها. فلما انكشف القتال قلت له: كل عملك قد رأيت ما خلا رفعك السيف على المرأة ثم لم تضربها. قال أكرمت سَيْفَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أقتل به امرأة. وروى جعفر بن عبد الله بن أسلم, مولى عمر، عن معاوية بن معبد بن كَعْبِ بنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال حين رأى أبا دجانة يتبختر: إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن. وقال ابن إسحاق، عن الزهري وغيره: إن رجلا من المشركين خرج يوم أحد، فدعا إلى البراز، فأحجم الناس عنه حتى دعا ثلاثا، وهو على جمل له، فقام إليه الزبير فوثب حتى استوى معه على بعيره, ثم عانقه فاقتتلا فوق البعير جميعا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الذي يلي حضيض الأرض مقتول". فوقع المشرك ووقع عليه الزبير فذبحه. ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرب الزبير فأجلسه على فخذه وقال: "إن لكل نبي حواريا والزبير حواريي". قال ابن إسحاق: واقتتل الناس حتى حميت الحرب، وقاتل أبو دجانة حتى أمعن في الناس، وحمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وآخرون. وقال زهير بن معاوية: حدثنا أبو إسحاق، قال: سمعت البراء يحدث قال: جعل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرماة يوم أحد, وكانوا خمسين, عبد الله بن جبير, وقال: "إذا رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم". قال: فهزمهم فأنا والله رأيت النساء يشتددن على الجبل قد بدت خلاخيلهن وسوقهن رافعات ثيابهن. فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة، أي قوم، الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ فقال عبد الله لهم: أنسيتم ما قال لكم

_ 1 النمارق: الوسائد. 2 الوامق: المحب.

رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالُوا: لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة. فأتوهم فصرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين. فذلك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم. فلم يَبْقَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلا اثنا عشر رجلا, فأصابوا منا سبعين. فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ ثلاث مرات. فنهاهم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يجيبوه. ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن أبي قحافة؟ ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ ثلاثا. ثم رجع إلى أصحابه, فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا. فما ملك عمر نفسه أن قال: كذبت يا عدو الله، إن الذي عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسوءك. فقال: يوم بيوم بدر والحرب سجال، إنكم ستجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني. ثم أخذ يرتجز: اعل هبل، اعل هبل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إلا تجيبوه"؟. قالوا: ما نقول؟ قال: "قولوا: الله أعلى وأجل". ثم قال: لنا العزى ولا عزى لكم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تجيبوه"؟. قالوا: ما نقول؟ قال: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم". أخرجه البخاري. وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: فحدثني الحصين بن عبد الرحمن، عن محمود بن عمرو بن يزيد بن السكن, أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم أحد حين غشيه القوم: من رجل يشري لنا نفسه؟ فقام زياد بن السكن في خمسة من الأنصار، وبعض الناس يقول: هو عمارة ابن زياد بن السكن، فقاتلوا دُوْنَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجُلٌ ثم رجل يقتلون دونه، حتى كان آخرهم زيادا أو عمارة فقاتل حتى أثبتته الجراحة. ثم فاءت من المسلمين فئة فأجهضوهم عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أدنوه مني". فأدنوه منه, فوسده قدمه, فمات وخده على قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وترَّسَ دُوْنَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو دجانة بنفسه، يقع النبل في ظهره, وهو منحنٍ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى كثرت فيه النبل. وقال حماد بن سلمة عن ثابت, وغيره, عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رهقوه قال: "من يردهم عنا وله الجنة -أو- هو رفيقي في الجنة"؟. فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، وتقدم آخر فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قتل السبعة، فقال لصاحبيه: "ما أنصفنا أصحابنا". رواه مسلم. وقال سليمان التيمي، عن أبي عثمان، قَالَ: لَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم، في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن غير طلحة بن عبيد الله وسعد، عن حديثهما. متفق عليه.

وقال قيس بن أبي حازم: رأيت يد طلحة شلاء وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعني يوم أحد. أخرجه البخاري. وقال عبد الله بن صالح: حدثني يحيى بن أيوب، عَنْ عمَارَةَ بن غَزِيَّةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مولى حكيم بن حزام، عن جابر قال: انهزم الناس عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد، فبقي معه أحد عشر رجلا من الأنصار، وطلحة بن عبيد الله وهو يصعد في الجبل، فلحقهم المشركون فقال: "ألا أحد لهؤلاء"؟. فقال طلحة: أنا يا رسول الله! قال: "كما أنت يا طلحة". فقال رجل من الأنصار: فأنا يا رسول الله! فقاتل عنه، وصعد رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ معه ثم قتل الأنصار فلحقوه, فقال: "ألا أحد لهؤلاء"؟. فقال طلحة مثل قوله, وَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ قوله، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله! فأذن له فقاتل ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يصعدون، ثم قتل, فلحقوه فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل قوله ويقول طلحة: أنا. فيحبسه ويستأذنه رجل من الأنصار فيأذن له، حتى لم يبق معه إلا طلحة فغشوهما، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لهؤلاء"؟. فقال طلحة: أنا. فقاتل مثل قتال جميع من كان قبله وأصيبت أنامله, فَقَالَ: حَسِّ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "لو قلت بسم الله أو ذكرت اسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون إليك حتى تلج بك في جو السماء". ثم صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم مجتمعون. وقال عبد الوارث: حدثنا عبد العزيز, عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انهزم الناس عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو طلحة بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يجوب عنه بحجفة معه. وكان أبو طلحة رجلا رَامِياً شَدِيْدَ النَّزْعِ، كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثلاثة وكان الرجل يمر بالجعبة فيها النبل فينثرها لأبي طلحة ويشرف نبي الله صلى الله عليه وسلم فينظر إِلَى القَوْمِ, فَيَقُوْلُ أَبُو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ الله! بأبي أنت وأمي، لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك. ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر، وأم سليم وإنهما مشمرتان أرى خدم سوقهما، تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم. ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة من النعاس إما مرتين أو ثلاثة. متفق عليه. وقال ابْنُ إِسْحَاقَ: وَقَاتَلَ مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ دُوْنَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قتل، قتله ابن قميئة الليثي، وهو يظنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فرجع إلى قريش فقال: قتلت محمدا. ولما قُتِلَ مُصْعَبٌ أَعْطَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللِّوَاءَ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ورجالا من المسلمين. وقال موسى بن عقبة: واستجلبت قريش من شاءوا من مشركي العرب، وسار أبو سفيان

في جمع قريش. ثم ذكر نحو ما تقدم، وفيه: فأصابوا وجهه، يعني النبي صلى الله عليه وسلم وقصموا رباعيته، وخرقوا شفته. يزعمون أن الذي رماه عتبة بن أبي وقاص. وعنده -يعني عند ابن عقبة- المنام، وفيه: "فأولت الدرع الحصينة المدينة، فامكثوا واجعلوا الذراري في الآطام، فإن دخلوا علينا في الأزقة قاتلناهم ورموا من فوق البيوت". وكانوا قد سكوا أزقة المدينة بالبنيان حتى كانت كالحصن. فأبى كثير من الناس إلا الخروج، وعامتهم لم يشهدوا بدرا. قال: وليس مع المسلمين فرس. وكان حامل لواء المشركين طلحة بن عثمان، أخو شيبة العبدري، وحامل لواء المسلمين رجل من المهاجرين، فقال: أنا عاصم إن شاء الله لما معي. فقال له طلحة بن عثمان: هل لك في المبارزة؟ قال: نعم. فبدره ذلك الرجل فضرب بالسيف على رأسه حتى وقع السيف في لحيته. فكان قتل صاحب المشركين تصديقا لرؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "أراني أني مردف كبشا". فلما صرع انتشر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وصاروا كتائب متفرقة فجاسوا العدو ضربا حتى أجهضوهم عن أثقالهم. وحملت خيل المشركين على المسلمين ثلاث مرات، كل ذلك تنضح بالنبل فترجع مفلولة وحمل المسلمون فنهكوهم قتلا، فلما أبصر الرماة الخمسون أن الله قد فتح، قالوا: والله ما نجلس ههنا لشيء. فتركوا منازلهم التي عهد إليهم النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يتركوها، وتنازعوا وفشلوا وعصوا الرسول صلى الله عليه وسلم، فأوجفت الخيل فيهم قتلا، وكان عامتهم في العسكر فلما أبصر ذلك المسلمون اجتمعوا، وصرخ صارخ: أخراكم أخراكم، قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسقط في أيديهم، فقتل منهم من قتل، وأكرمهم الله بالشهادة. وأصعد الناس في الشعب لا يلوون على أحد، وثبت الله نبيه، وأقبل يدعو أصحابه مصعدا في الشعب، والمشركون على طريقه، ومعه عصابة منهم طلحة بن عبيد الله والزبير، وجعلوا يسترونه حتى قُتِلوا إلا ستة أو سبعة. ويقال: كان كعب بن مالك أول من عرف عيني رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِيْنَ فقد، من وراء المغفر فنادى بصوته الأعلى: الله أكبر، هذا رسول الله، فأشار إليه -زعموا- رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ اسكت. وجرح رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه وكسرت رباعيته. وكان أبي بن خلف قال حين افتدى: والله إن عندي لفرسا أعلفها كل يوم فرق ذرة، ولأقتلن عليها محمدا. فبلغ قوله رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "بل أنا أقتله إن شاء الله". فأقبل أبي

مقنعا في الحديد على فرسه تلك يقول: لا نجوت إن نجا محمد فحمل عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ موسى: قال سعيد بن المسيب: فاعترض له رجال، فَأَمَرَهُم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخلوا طريقه، واستقبله مصعب بن عمير يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتل مصعبا. وأبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقوة أبي من فرجة بين سابغة البيضة والدرع، فطعنه فيها بحربته، فوقع أبي عن فرسه، ولم يخرج من طعنته دم. قال سعيد: فكُسِرَ ضلع من أضلاعه، ففي ذلك نزلت: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17] ، فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور فقالوا: ما جزعك؟ إنما هو خدش. فذكر لهم قول رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَلْ أنا أقتل أبيا". ثم قال: والذي نفسي بيده، لو كان هذا الذي بي بأهل المجاز لماتوا أجمعون. فمات قبل أن يقدم مكة. وقال ان إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده، أن الزبير قال: والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم سوق هند وصواحباتها مشمرات هوارب، ما دون أخذهن قليل ولا كثير، إذ مالت الرماة إلى العسكر حين كشفنا القوم عنه يريدون النهب، وخلوا ظهورنا للخيل، فأتينا من أدبارنا، وصرخ صارخ: ألا إن محمدا قد قتل، فانكفأنا وانكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحاب لوائهم، حتى ما يدنو منه أحد من القوم. قال ابن إسحاق: لم يزل لواؤهم صريعا حتى أخذته عمرة بنت علقمة الحارثية، فرفعته لقريش فلاذوا به. وقال وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله تعالى: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} أي: تقتلونهم, {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ} يعني: إقبال من أقبل منهم على الغنيمة، {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} ، {مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 152-153] ، يعني النصر. ثم أديل للمشركين عليهم بمعصيتهم الرسول حتى حصبهم النبي صلى الله عليه وسلم. وروى السدي، عن عبد خير، عن عبد الله، قال: ما كنت أرى أن أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يريد الدنيا حتى نزلت فينا: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [آل عمران: 152] . وقال هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: هُزم المشركون يوم أحد هزيمة بينة، فصرخ إبليس: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم واجتلدوا هم وأخراهم. فنظر حذيفة فإذا هو

بأبيه اليمان، فقال: أبي، أبي. فوالله ما نحجزوا عنه حتى قتلوه. فقال حذيفة: غفر الله لكم. قال عروة: فوالله ما زالت في حذيفة بقية خير حتى لقي الله. أخرجه البخاري. وقال ابن عون عن عمير بن إسحاق، عن سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: كَانَ حَمْزَةُ يُقَاتِلُ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَيْفَيْنِ، وَيَقُوْلُ: أَنَا أَسَدُ اللهِ رَوَاهُ يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ عُمَيْرٍ مُرْسَلاً وَزَادَ: فَعَثَرَ فَصُرِعَ مُسْتَلْقِياً وَانْكَشَفَتِ الدِّرْعُ عَنْ بَطْنِهِ، فَزَرَقَهُ الحبشي العبد, فبقره. وقال عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ عمرو بن أمية الضمري، قال: خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار إلى الشام فلما أن قدمنا حمص قال لي عبيد الله: هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة؟ قلت: نعم. وكان وحشي يسكن حمص، فسألنا عنه، فقيل لنا: هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ كَأَنَّهُ حَمِيْتٌ. فجئنا حتى وقفنا عليه يسيرا فسلمنا فرد علينا السلام وكان عبيد الله مُعْتَجِراً بِعِمَامَتِهِ، مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلاَّ عَيْنَيْهِ ورجليه. فقال عبيد الله: يا وحشي تعرفني؟ فنظر إليه فقال: لاَ وَاللهِ إِلاّ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بنَ الخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: أُمُّ فثال بِنْتُ أَبِي العَيْصِ، فَوَلَدَتْ غُلاَماً بِمَكَّةَ فَاسْتَرْضَعَتْهُ، فحملتُ ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه، لكأني نظرت إِلَى قَدَمَيْكَ. قَالَ: فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللهِ عَنْ وجهه، ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال: نعم, إن حمزة قُتِلَ طُعَيْمَةُ بنُ عَدِيِّ بنِ الخِيَارِ بِبَدْرٍ. فقال لي مولاي جبير بن مطعم: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ فَلَمَّا خَرَجَ النَّاسُ عَنْ عَيْنَيْنَ -وَعَيْنُوْنُ جَبَلٌ تَحْتَ أحد, بينه وبين أحد واد- خرجت مع الناس إلى القتال فلما أن اصطفوا للقتال خرج سباع, فقال: هل من مبارز؟ فخرج إليه حمزة فقال: يا سباع يابن مُقَطِّعَةِ البُظُوْرِ، تُحَادُّ اللهَ وَرَسُوْلَهُ؟ ثُمَّ شَدَّ عليه, فكان كأمس الذاهب. قال فمكنت لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ حَتَّى مَرَّ عليَّ، فَرَمَيْتُهُ بحربتي فأضعها في ثنته حتى خرجت من وركه، فكان ذاك العهد به, فلما رجع الناس رجعت معهم، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام، ثم خرجت إلى الطائف. قال: وأرسلوا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رسلا، وَقِيْلَ: إِنَّهُ لاَ يَهِيْجُ الرُّسُلُ، فَخَرَجْتُ مَعَهُم, فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: "أَنْتَ وَحْشِيٌّ"؟. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "الَّذِي قَتَلَ حَمْزَةَ"؟. قُلْتُ: نَعَمْ, قَدْ كان الأمر الذي بلغك. قال: "ما تَسْتَطِيْعُ أَنْ تُغَيِّبَ عَنِّي وَجْهَكَ"؟. قَالَ: فَرَجَعْتُ فلما تُوُفِّيَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ، قُلْتُ: لأَخْرُجَنَّ إِلَيْهِ لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فأكافئ بِهِ حَمْزَةَ. فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِم مَا كَانَ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي ثُلْمَةِ جِدَارٍ كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرٌ رَأْسُهُ. قال: فَأَرْمِيْهِ بِحَرْبَتِي فَأَضَعَهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ.

قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ: فَسَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يقول: قالت جارية على ظهر بيت: وا أمير المؤمنين، قتله العبد الأسود. أخرجه البخاري. وقال ابن إسحاق: ذكر الزهري، قال: كان أَوَّلَ مَنْ عَرَفَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الهزيمة, وقول الناس: قُتِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. كعبُ بن مالك, قال: عرفت عينيه تزهران من تحت المغفر، فناديت: يا معشر المسلمين! أبشروا هَذَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأشار إليَّ: أن انصت. ومعه جماعة فلما أسند في الشعب أدركه أبي بن خلف وهو يقول: يا محمد! لا نجوتُ إن نجوتَ ... الحديث. وقال هاشم بن هاشم الزهري: سمعت سعيد بن المسيب، سمع سَعْداً يَقُوْلُ: نَثَلَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِنَانَتَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَقَالَ: "ارم، فداك أبي وأمي". أخرجه البخاري. وقال ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله, عن أبيه، عن جده، عن الزبير، قال: فَرَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ظاهر بين درعين يومئذ، فلم يستطع أن ينهض إليها، يعني إلى صخرة في الجبل، فجلس تحته طلحة بن عبيد الله فنهض رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى استوى عليها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوجب طلحة". وقال حميد وغيره، عن أنس، قال: غاب أنس بن النضر، عم أنس بن مالك عن قتال بدر فقال: غبت عن أول قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين، لئن الله أشهدني قتالا ليرين الله ما أصنع, فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ به هؤلاء يعني المشركين وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين من الهزيمة فمشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال: أي سعد إني لأجد ريح الجنة دون أحد واهًا لريح الجنة! فقال سعد: يا رسول الله! فما استطعت أن أصنع كما صنع. قال أنس بن مالك: فوجدناه بين القتلى، به بضع وثمانون جراحة من ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم، فما عرفناه، حتى عرفته أخته ببنانه، فكنا نتحدث أن هذه الآية: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] ، نزلت فيه وفي أصحابه. متفق عليه, لكن مسلم من حديث ثابت البناني، عن أنس. وقال مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أبي هريرة, أن عمرو بن أقيش كان له ربًا في الجاهلية، فكره أن يسلم حتى يأخذه. فجاء يوم أحد فقال: أين بنو عمي؟ قالوا: بأحد. فلبس لأمته وركب فرسه ثم توجه قبلهم، فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنا. قال: إني قد آمنت. فقاتل حتى جرح، فحمل جريحا, فجاءه سعد بن معاذ, فقال لأخته: سليه، حمية

لقومك أو غضبا لله؟ قال: بل غضبا لله ورسوله فمات فدخل الجنة وما صلى صلاة. أخرجه أبو داود. وقال حيوة بن شريح المصري: حدثني أبو صخر حميد بن زياد، أن يحيى بن النضر حدثه عن أبي قتادة، قال: أتى عمرو بن الجموح إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رسول الله، أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل، أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة وكان أعرج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم". فقتل يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهم، فمر رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: "كأني أراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة". وأمر بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد. وقال ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنِ ابن المسيب قال: قال عبد الله بن جحش: اللهم إني أقسم عليك أن ألقى العدو غدا فيقتلوني ثم يبقروا بطني ويجدعوا أنفي وأذني، ثم تسألني: بم ذاك؟ فأقول: فيك. قال سعيد بن المسيب: إني لأرجو أن يبر الله آخر قسمه كما أبر أوله. وروى الزبير بن بكار في "الموفَّقيات", أن عبد الله بن جحش، انقطع سيفه، قال: فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرْجُوْناً فصار في يده سيفا. فكان يسمى العرجون، ولم يزل يتناول حتى بيع من بغا التركي بمائتي دينار. وكان عبد الله من السابقين، أسلم قبل دار الأرقم، وهاجر إلى الحبشة هو وإخوته وشهد بدرا. وقال معمر، عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي: حدثنا أشياخنا أن عبد الله بن جحش جاء إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد وقد ذهب سيفه، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عسيبا من نخل، فرجع في يد عبد الله سيفا. مرسل. عَنْ خَارِجَةَ بنِ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد لطلب سعد بن الربيع، وقال لي: "إن رأيته فأقرئه مِنِّي السَّلاَمَ وَقُلْ لَهُ: يَقُوْلُ لَكَ رَسُوْلُ الله: كيف تجدك"؟. فجعلت أطواف بَيْنَ القَتْلَى، فَأَصَبْتُهُ وَهُوَ فِي آخِرِ رَمَقٍ وبه سبعون ضربة, فقلت: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ عليك السلام ويقول لك: "خبرني كيف تجدك"؟. قال: عَلَى رَسُوْلِ اللهِ السَّلاَمُ وَعَلَيْكَ، قُلْ لَهُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَجِدُ رِيْحَ الجَنَّةِ، وَقُلْ لِقَوْمِي الأَنْصَارِ: لاَ عُذْرَ لَكُم عِنْدَ اللهِ إِنْ خُلِصَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيْكُم شَفْرٌ يَطْرُفُ. قَالَ: وَفَاضَتْ نفسه. أخرجه البيهقي، ثم ساقه فيما بعد من حديث محمد بن إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عبد الرحمن المازني، منقطعا، فهو شاهد لما رواه خارجة.

وقال موسى بن عقبة: ثم انكفأ المشركون إلى أثقالهم، لا يدري المسلمون ما يريدون. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ رأيتموهم ركبوا وجعلوا الأثقال تتبع آثار الخيل، فهم يريدون أن يدنوا من البيوت والآطام التي فيها الذراري، وأقسم بالله لئن فعلوا لأواقعنهم في جوفها، وإن كانوا ركبوا الأثقال وجنبوا الخيل فهم يريدون الفرار". فلما أدبروا بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدِ بن أبي وقاص في آثارهم. فلما رجع قال: رأيتهم سائرين على أثقالهم والخيل مجنوبة. قال: فطابت أنفس القوم، وانتشروا يَبْتَغُوْنَ قَتْلاَهُمْ. فَلَمْ يَجِدُوا قَتِيْلاً إِلاَّ وَقَدْ مَثَّلُوا بِهِ، إِلاَّ حَنْظَلَةَ بنَ أَبِي عَامِرٍ، وكان أبوه مَعَ المُشْرِكِيْنَ فَتُرِكَ لأَجْلِهِ. وَزَعَمُوا أَنَّ أَبَاهُ وَقَفَ عَلَيْهِ قَتِيْلاً فَدَفَعَ صَدْرَهُ بِرِجْلِهِ ثُمَّ قال: ذنبان أَصَبْتُهُمَا، قَدْ تقدمتُ إِلَيْكَ فِي مَصْرَعِكَ هَذَا يا دبيس، وَلَعَمْرُ اللهِ إِنْ كُنْتَ لَوَاصِلاً لِلرَّحِمِ بَرّاً بالوالد. ووجدوا حمزة بن عبد المطلب قد بُقِرَ بطنه وحُمِلَت كبده، احتملها وحشي وهو الذي قتله، فذهب بكبده إلى هند بنت عتبة فِي نَذْرٍ نَذَرَتْهُ حِيْنَ قُتِلَ أَبَاهَا يَوْمَ بَدْرٍ. فَدُفِنَ فِي نَمِرَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ، إِذَا رُفِعَتْ إِلَى رَأْسِهِ بَدَتْ قَدَمَاهُ، فَغَطُّوا قَدَمَيْهِ بشيء من الشجر. وقال الزهري: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "زملوهم بدمائهم, فإنه ليس أحد يكلم في الله إلا وهو يأتي يوم القيامة وجرحه يدمي, لونه لون الدم وريحه ريح المسك". وقال: إن المشركين لن يصيبوا منا مثلها. وقد كان أبو سفيان ناداهم حين ارتحل المشركون: إن موعدكم الموسم, موسم بدر. وهي سوق كانت تقوم ببدر كل عام, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا له: نعم". قال: ودخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وإذا النَّوْح في الدور. قال: "ما هذا"؟. قالوا: نساء الأنصار يبكين قتلاهم. وأقبلت امرأة تحمل ابنها وزوجها على بعير، قد ربطتهما بحبل ثم ركبت بينهما, وحُمِلَ قتلى، فدفنوا في مقابر المدينة، فنهاهم عن ذلك وقال: "واروهم حيث أصيبوا". وقال لما سمع البكاء: "لكن حمزة لا بواكي له". واستغفر له، فسمع ذلك سعد بن معاذ وابن رواحة وغيرهما، فجمعوا كل نائحة وباكية بالمدينة، فقالوا: والله لا تبكين قتلى الأنصار حتى تبكين عَمِّ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا سمع رسول الله بالبكاء، قال: "ما هذا"؟. قال: فأخبر، فاستغفر لهم وقال لهم خيرا، وقال: "ما هذا أردت وما أحب البكاء". ونهى عنه. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني القاسم بن عبد الرحمن بن نافع الأنصاري، قال: انتهى أنس بن النضر إلى عمر، وطلحة، ورجال قد ألقوا بأيديهم فقال: ما يجلسكم؟ فقالوا:

قتل رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فما تصنعون بالحياة بعده؟ فقوموا فموتوا على ما مات عَلَيْهِ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ استقبل القوم فقاتل حتى قُتِلَ. قال ابن إسحاق: وقد كان حنظلة بن أبي عامر التقي هو وأبو سفيان بن حرب، فلما استعلاه حنظلة رآه شداد بن الأسود فضرب حنظلة بالسيف فقتله. وحدثني عاصم بن عمر بن قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن صاحبكم لتغسله الملائكة". يعني حنظلة، فسألوا أهله: ما شأنه؟ فسئلت صاحبته قالت: خرج وهو جنب حين سمع الهيعة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لذلك غسلته الملائكة". وقال البكَّائي، عن ابن إسحاق: وخلص العدو إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدُثَّ بالحجارة حتى وقع لشقه فأصيبت رباعيته، وشج في وجهه، وكلمت شفته وكان الذي أصابه عتبة بن أبي وقاص. فحدثني حميد الطويل عن أنس، قال: كسرت رباعية النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، وشج في وجهه، فجعل الدم يسيل على وجهه وهو يمسحه ويقول: "كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم"؟. فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] . وقال عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن سهل بن سعد، قال: جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه, فكانت فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تغسل الدم، وعليٌّ يسكب الماء عليه بالمجن. فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة، أخذت قطعة حصير أحرقته، حتى إذا صار رمادا ألصقته بالجرح، فاستمسك الدم. أخرجاه. ورواه مسلم من حديث سعيد بن أبي هلال، عن أبي حازم، عن سهل، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أحد أصيبت رباعيته وهشمت بيضته. وذكر باقي الحديث. وقال مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اشتد غضب الله على قوم فعلوا برسول الله"، وهو يشير إلى رباعيته، "اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله في سبيل الله". متفق عليه. وللبخاري مثله من حديث عكرمة، عن ابن عباس. لكن فيه: "دموا وجه رسول الله"، بدل ذكر رباعيته. وقال ابن المبارك، عن إسحاق بنِ يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ: أخبرني عيسى بن طلحة، عن عائشة، قالت: كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى ثم قال: ذاك يوم كان كله يوم طلحة. ثم أنشأ يحدث، قال: كنت أول من فاء يوم أحد، فرأيت رجلا يقاتل مع

رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دونه. وأراه قال: يحميه، فقلت: كن طلحة، حيث فاتني، قلت: يكون رجلا من قومي أحب إليَّ، وبيني وبين المشرق رجل لا أعرفه، وأنا أقرب إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منه، وهو يخطف المشي خطفا لا أخطفه. إذا هو أبو عبيدة. فانتهينا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وقد كسرت رباعيته, وشج في وجهه، وقد دخل في وجهه حلقتان من حلق المغفر, قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عليكما صاحبكما". يريد طلحة, وقد نزف, فلم نلتفت إلى قوله، وذهبت لأنزع ذلك من وجهه, فقال أبو عبيدة: أقسمت عليك بحقي لما تركتني فكره أن يتناولها بيده فيؤذي النبي، فأزم عليهما بفيه، فاستخرج إحدى الحلقتين. ووقعت ثنيته مع الحلقة وذهبت لأصنع ما صنع، فقال: أقسمت عليك بحقي لما تركتني. ففعل ما فعل في المرة الأولى، فوقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتمًا, فأصلحنا من شأن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أتينا طلحة في بعض تلك الجفار، فإذا بضع وسبعون، أقل أو أكثر، من بين طعنة ورمية وضربة, وإذا قد قطعت إصبعه. فأصلحنا من شأنه. وروى الواقدي عن ابن أبي سبرة، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنِ أبي الحويرث، عن نافع بن جبير، قال: سمعت رجلا من المهاجرين يقول: شهدت أحدا، فنظرت إلى النبل يأتي من كل ناحية، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطها، كل ذلك يصرف عنه. ولقد رأيت عبد الله بن شهاب الزهري يقول يومئذ: دلوني على محمد, فلا نجوت إن نجا, ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه ما معه أحد، ثم تجاوزه فعاتبه في ذلك صفوان، فقال: والله ما رأيته، أحلف بالله إنه منا ممنوع، خرجنا أربعة فتعاهدنا على قتله، فلم نخلص إلى ذلك. قال الواقدي: الثبت عندنا أن الذي رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجنتيه: ابن قمئة، والذي رمى شفتيه وأصاب رباعيته: عتبة بن أبي وقاص. وقال ابن إسحاق: حدثني صالح بن كيسان، عمن حدثه، عن سعد بن أبي وقاص، قال: والله ما حرصت على قتل أحد قط ما حرصت على قتل عتبة بن أبي وقاص، وإن كان ما علمته لسيئ الخلق مبغضا في قومه، ولقد كفاني منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله". وقال معمر، عن الزهري، عن عثمان الجزري، عن مقسم أن النبي صلى الله عليه وسلم على عتبة حين كسر رباعيته: "اللهم لا تحل عليه الحول حتى يموت كافرا". فما حال عليه الحول حتى مات كافرا إلى النار. مرسل. ابن وهب: أخبرنا عمرو بن الحارث قال: حدثني عمر بن السائب، أنه بلغه أن والد

أبي سعيد الخدري، لما جرح النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، مص جرحه حتى أنقاه ولاح أبيض، قيل له: مجه فقال: لا والله لا أمجه أبدا ثم أدبر فقاتل، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أراد أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، فلينظر إلى هذا". فاستشهد. قال ابن إسحاق قال حسان بن ثابت: إذا الله جازى معشرا بفعالهم ... ونصرهم الرحمن رب المشارق فأخزاك ربي يا عتيب بن مالك ... ولقاك قبل الموت إحدى الصواعق بسطت يمينا للنبي تعمدا ... فأدميت فاه قطعت بالبوارق فهلا ذكرت الله والمنزل الذي ... تصير إليه عند إحدى البوائق قال ابن إسحاق: وعن أبي سعيد الخدري، أن عتبة كسر رباعية النبي صلى الله عليه وسلم اليمنى السفلى، وجرح شفته السفلى، وأن عبد الله بن شهاب شجه في جبهته، وأن ابن قمئة جرح وجنته، فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته، ووقع صلى الله عليه وسلم في حفرة من الحفر التي عمل أبو عامر ليقع فيها المسلمون، فأخذ عليَّ بِيَدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورفعه طلحة حتى استوى قائما. ومص مالك بن سنان, أبو أبي سعيد, الدم عن وجهه ثم ازدرده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مس دمه دمي لم تمسه النار". منقطع. قال البكائي: قال ابن إسحاق: وحدثني عَاصِمِ بنِ عُمَرُ، إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم رمى عن قوسه حتى اندقت سِيتُها، فأخذها قتادة بن النعمان، فكانت عنده. وأصيبت يومئذ عين قتادة، حتى وقعت على وجنته فحدثني عَاصِمِ بنِ عُمَرُ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ردها بيده، وكانت أحسن عينيه وأحدهما. وقال الواقدي: حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن عمته، عن أمها، عن المقداد بن عمرو قال: فربما رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائما يوم أحد يرمي عن قوسه، ويرمي بالحجر، حتى تحاجزوا، وثبت رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا هو في عصابة صبروا معه. هذا الحديثان ضعيفان، وفيهما أنه رمى بالقوس. وقال سليمان بن أحمد نزيل واسط: حدثنا محمد بن شعيب، قال: سمعت إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، يحدث عن عِيَاضُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي سَرْحٍ، عن أبي سعيد الخدري، عن قتادة بن النعمان، وكان أخا أبي سعيد لأمه، أن عينه ذهبت يوم أحد، فجاء بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فردها، فاستقامت.

وقال يحيى الحماني: حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن قتادة بن النعمان، أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لا". فدعا به فغمز حدقته براحته فكان لا يدري أي عينيه أصيبت. كذا قال ابن الغسيل: يوم بدر. وقال موسى بن عقبة: إن أبا حذيفة بن اليمان، واسمه حسيل بن جبير حليف للأنصار، أصابه المسلمون -زعموا- في المعركة لا يدرون من أصابه فتصدق حذيفة بدمه على من أصابه. قال موسى: وجميع من استشهد من المسلمين تسعة وأربعون رجلا. وقتل من المشركين ستة عشر رجلا. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قال: حمل أبي بن خلف على النبي صلى الله عليه وسلم يريد قتله، فاستقبله مصعب بن عمير، فقتل مصعبا وأبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقوة أبي فطعنه بحربته فوقع عن فرسه، ولم يخرج منها دم فأتاه أصحابه فاحتملوه وهو يخور. وروى نحوه الزهري، عن ابن المسيب. وذكره الواقدي، عن يونس بن محمد, عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، عَنْ أبيه. قال الواقدي: وكان ابن عمر يقول: مات أبي ببطن رابغ، فإني لأسير ببطن رابغ بعد هوى من الليل إذا نار تأجج لي فهبتُها، فإذا رجل يخرج منها في سلسلة يجتذبها يصيح: العطش. ورجل يقول: لا تسقه, فإن هذا قتيل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا أبي بن خلف. وقال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، عن ابن عباس، قال: ما نُصر النبي صلى الله عليه وسلم في موطن كما نُصر يوم أحد فأنكرنا ذلك، فقال ابن عباس: بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله, إن الله تعالى يقول في يوم أحد: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} والحس: القتل, {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 152] الآية، وإنما عني بهذا الرماة وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقامهم في موضع وقال: "احموا ظهورنا، فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا". فلما غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم وانكفأ عسكر المشركين، نزلت

الرماة دخلوا في العسكر ينتهبون، وقد التفت صفوف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم هكذا، وشبك أصابعه، والتبسوا. فلما خلى الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها، دخلت الخيل من ذلك الموضع على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضرب بعضهم بعضا والتبسوا وقتل من المسلمين ناس كثير وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أول النهار، حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة، وجال المسلمون جولة نحو الجبل، وصاح الشيطان: قُتل محمد. فلم يشك فيه أنه حق, وساق الحديث. وقال سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، عن أبي طلحة، قال: كنت ممن تغشاه النعاس يوم أحد، حتى سقط سيفي من يدي مرارا. أخرجه البخاري. وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسٍ, عن أبي طلحة، قال: رفعت رأسي يوم أحد, فجعلت أنظر, وما منهم أحد إلا وهو يميد تحت حجفته من النعاس. فذلك قوله: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} [آل عمران: 154] . وقال يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده، عن الزبير، قال: والله لكأني أسمع قول معتب بن قشير, وإن النعاس ليغشاني ما أسمعها منه إلا كالحلم، وهو يقول: {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} [آل عمران: 154] . وروى الزهري، عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، عن أبيه، عن أبيه، قال: ألقي علينا النوم يوم أحد. وقال ابن إسحاق عن عاصم بن عمر، والزهري وجماعة، قالوا: كان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص اختبر الله به المؤمنين ومحق به المنافقين ممن كان يظهر إسلامه بلسانه، ويوم أكرم الله فيه بالشهادة غير واحد، وكان مما نزل من القرآن في يوم أحد ستون آية من آل عمران. وقال المدائني، عن سلام بن مسكين، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: كَانَتْ رَايَةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أحد مرطا أسود كان لعائشة، وراية الأنصار يقال لها: العقاب، وعلى الميمنة علي، وعلى الميسرة المنذر بن عمرو الساعدي، والزبير بن العوام على الرجال، ويقال: المقداد بن عمرو، وحمزة بن عبد المطلب على القلب. ولواء قريش مع طلحة بن أبي طلحة فقتله علي -رضي الله عنه- فأخذ اللواء سعد بن أبي طلحة فقتله سعد بن مالك، فأخذه عثمان بن أبي طلحة، فقتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح, فأخذه الجلاس بن طلحة، فقتله ابن أبي الأقلح أيضا، ثم كلاب والحارث ابنا

طلحة، فقتلها قزمان حليف بني ظفر، وأرطاة بن عبد شرحبيل العبدري قتله مصعب بن عمير، وأخذه أبو يزيد بن عمير العبدري، وقيل: عبد حبشي لبني عبد الدار، قتله قزمان. قال ابن إسحاق: وبقي اللواء ما يأخذه أحد، وكانت الهزيمة على قريش. وقال مروان بن معاوية الفزاري: حدثنا عبد الواحد بن أيمن، قال: حدثنا عبيد بن رفاعة الزرقي، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انكفأ المشركون، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "استووا حتى أثني على ربي". فصاروا خلفه صفوفا فقال: "اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت، ولا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ, اللهم ابسط علينا من بركاتك، أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول, اللهم عائذا بك من سوء ما أعطيتنا وشر ما منعت منا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين, اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب, إله الحق". هذا حديث غريب منكر، رواه البخاري في الأدب، عن علي بن المديني، عن مروان. عدد الشهداء: قد مر أن البخاري أخرج من حديث البراء، أن المشركين أصابوا منا سبعين. وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسٍ، قال: يا رب السبعين من الأنصار، سبعين يوم أحد، وسبعين يوم بئر معونة، وسبعين يوم مؤتة، وسبعين يوم اليمامة. وقال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المسيب، قال: قتل من الأنصار في ثلاثة مواطن سبعون سبعون: يوم أحد، ويوم اليمامة، ويوم جسر أبي عبيد. وقال ابن جريج: أخبرني عمر بنِ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، في قوله تعالى: {قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} [آل عمران: 165] ، قال: قتل المسلمون من المشركين يوم بدر سبعين وأسروا سبعين, وقتل المشركون يوم أحد من المسلمين سبعين. وأما ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، فقال: جميع من قتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، من قريش والأنصار: أربعة، أو قال: سبعة وأربعون رجلا. وجميع من قتل يوم أحد، يعني من المشركين تسعة عشر رجلا.

وقال موسى بن عقبة: جميع من استشهد من المسلمين، من قريش والأنصار سبعة وأربعون رجلا. وقال ابن إسحاق: جميع من استشهد من المسلمين، من المهاجرين والأنصار، يوم أحد، خمسة وستون رجلا وجميع قتلى المشركين اثنان وعشرون. قلت: قول من قال سبعين أصح ويحمل قول أصحاب المغازي هذا على عدد من عرف اسمه من الشهداء، فإنهم عدوا أسماء الشهداء بأنسابهم. قال ابن إسحاق: استشهد من المهاجرين: حمزة، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَحْشِ بنِ رِئَابٍ الأَسَدِيُّ، حليف بني عبد شمس، وهو ابن عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ دفن مع حمزة في قبر واحد، ومصعب بن عمير، وعثمان بن عثمان، ولقبه شماس، وهو عثمان بن عثمان بن الشريد بن سويد بن هرمي بن عامر بن مخزوم القرشي المخزومي، ابن أخت عتبة بن ربيعة، هاجر إلى الحبشة وشهد بدرا، ولقب شماسا لملاحته. ومن الأنصار: عمرو بن معاذ بن النعمان الأَوْسِيُّ، أَخُو سَعْدٍ، وَابْنُ أَخِيْهِ الحَارِثُ بنُ أوس بن معاذ، والحارث بن أنيس بن رافع، وعمارة بن زياد بن السكن، وسلمة، وعمرو، ابنا ثابت بن وقش، وعمهما: رفاعة بن وقش، وصيفي بن قيظي، وأخوه: حباب، وَعَبَّادُ بنُ سَهْلٍ, وَعُبَيْدُ بنُ التَّيِّهَانِ، وَحَبِيْبُ بنُ زَيْدٍ, وَإِيَاسُ بنُ أَوْسٍ، الأَشْهَلِيُّوْنَ، وَاليَمَانُ أبو حذيفة، حليف لهم، ويزيد بن حاطب بن أمية الظفري، وأبو سفيان بن الحارث بنِ قَيْسٍ، وَغَسِيْلُ المَلاَئِكَةِ حَنْظَلَةُ بنُ أَبِي عامر الراهب، وَمَالِكُ بنُ أُمَيَّةَ؛ وَعَوْفُ بنُ عَمْرٍو، وَأَبُو حية بن عمرو بن ثابت, وعبد الله بن جبير بن النعمان أمير الرماة، وأنس بن قتادة وخيثمة والد سعد بن خيثمة وحليفه: عبد الله بن سلمة العجلاني، وسبيع بن حاطب بن الحارث، وحليفه: مالك بن أوس، وعمير بن عدي الخطمي. وكلهم من الأوس. واستشهد من الخزرج: عمرو بن قيس النجاري، وابنه: قيس، وثابت بن عمرو بن زيد، وَعَامِرُ بنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو هُبَيْرَةَ بنُ الحَارِثِ بن علقمة، وَعَمْرُو بنُ مُطَرِّفٍ, وَإِيَاسُ بنُ عَدِيٍّ، وَأَوْسُ أخو حسان بن ثابت، وهو والد شداد بن أوس، وأنس بن النضر بن ضمضم، وقيس بن مخلد، وعشرتهم من بني النجار، وعبد لهم اسمه: كيسان، وَسُلَيْمُ بنُ الحَارِثِ، وَنُعْمَانُ بنُ عَبْدِ عَمْرٍو، وهما من بني دينار بن الحارث.

وَمِنْ بَنِي الحَارِثِ بنِ الخَزْرَجِ: خَارِجَةُ بنُ زيد بن أبي زهير، وسعد بن الربيع بن عمرو ابن أبي زهير، وأوس بن أرقم بن زيد، أخو زيد بن أرقم. ومن بني خدرة: مالك بن سنان، وسعيد بن سويد، وعتبة بن ربيع. ومن بني ساعدة: ثعلبة بن سعد بن مالك، وَثَقْفُ بن فَرْوَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو بن وهب وضمرة، حليف لهم من جهينة. ومن بني عوف بن الخزرج، ثم من بني سالم: عمرو بنُ إِيَاسٍ، وَنَوْفَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَعُبَادَةُ بن الحسحاس، والعباس بن عبادة بن نضلة، والنعمان بن مالك، والمجذر ذياد البلوي، حليف لهم. ومن بني الحبلى: رفاعة بن عمرو. ومن بني سواد بن مالك: مالك بن إياس. ومن بني سلمة: عبد الله بن عمرو بن حرام، وعمرو بن الجموح بن زيد بن حرام، وكانا متواخيين وصهرين، فدفنا في قبر واحد، وخلاد بن عمرو بن الجموح، ومولاه أسير، أبو أيمن، مولى عمرو. ومن بني سواد بن غنم: سليم بنُ عَمْرِو بنِ حَدِيْدَةَ، وَمَوْلاَهُ عَنْتَرَةُ، وَسُهَيْلُ بن قيس. ومن بني زريق: ذكوان بن عبد قيس، وعبيد بن المعلى بن لوذان. قال ابن إسحاق: وزعم عاصم بن عمر بن قتادة أن ثابت بن وقش قتل يومئذ مع ابنيه. وذكر الواقدي جماعة قتلوا سوى من ذكرنا. وقال البكائي: قال ابن إسحاق، عن محمود بن لبيد، قَالَ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلى أحد رفع حسيل بن جابر -والد حذيفة بن اليمان- وثابت بن وقش في الآطام مع النساء والصبيان، فقال أحدهما لصاحبه -وهما شيخان كبيران: لا أبا لك، ما ننتظر؟ فوالله ما بقي لواحدنا من عمره إلا ظمء حمار، إنما نحن هامة اليوم أو غد، أفلا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله يرزقنا الشهادة مع رسوله؟ فخرجا حتى دخلا في الناس، ولم يعلم بهما فأما ثابت فقتله المشركون، وأما حسيل فقتله المسلمون ولا يعرفونه. قال: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، قال: كان فينا رجل أتى لا يدرى ممن هو، يقال له قزمان، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ذكر له: "إنه لمن أهل النار". فلما كان يوم أحد قتل وحده ثمانية أو سبعة من المشركين وكان ذا بأس، فأثبتته الجراحة، فاحتمل إلى دار بني ظفر،

فجعلوا يقولون له: والله لقد أبليت اليوم يا قزمان، فأبشر. قال: بماذا أبشر؟ والله إن قاتلت إلا عن أحساب قومي، ولولا ذلك لما قاتلت. فلما اشتدت عليه جراحته أخذ سهما فقتل به نفسه. قال ابن إسحاق: وكان ممن قتل يومئذ مخيريق، وكان أحد بني ثعلبة بن العيطون، قال لما كان يوم أحد: يا معشر يهود، والله لقد علمتم أن نصر محمد عليكم لحق. قالوا: إن اليوم يوم السبت قال: لا سبت فأخذ سيفه وعدته وقال: إن أصبت فمالي لمحمد يصنع فيه ما شاء ثم غَدَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقاتل معه حتى قُتِلَ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بلغنا: "مخيريق خير يهود". ووقعت هند بنت عتبة والنسوة اللاتي معها يمثلن بالقتلى؛ يجدعن الآذان والأنف، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وأنوفهم خدما، وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها، فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها ثم علت على صخرة مشرفة، فصرخت بأعلى صوتها: نحن جزيناكم بيوم بدر ... والحرب بعد الحرب ذات سعر ما كان عن عتبة لي من صبر ... ولا أخي وعمه وبكري شفيتُ صدري وقضيت نذري ... شفيتَ وحشي غليل صدري وقتل من المشركين -على ما ذكر ابن إسحاق- أحد عشر رجلا من بني عبد الدار، وهم: طلحة وأبو سعيد وعثمان: بنو أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى ومولاهم: صؤاب، وبنو طلحة المذكور: مسافع, والحارث, والجلاس, وكلاب. وأبو زيد بن عمير أخو مصعب بن عمير وابن عمه: أرطاة بن شرحبيل بن هاشم، وابن عمهم: قاسط بن شريح. ومن بني أسد: عبد الله بن حميد بن زهير الأسدي، وسباع بن عبد العزى الخزاعي حليف بني أسد. وأربعة من بني مخزوم: أخو أم سلمة: هشام بن أبي أمية بن المغيرة، والوليد بن العاص بن هشام بن المغيرة وأبو أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة، وحليفهم خالد بن الأعلم. ومن بني زهرة: أبو الحكم بن الأخنس بن شريق، حليف لهم. ومن بني جمح: أبي بن خلف، وأبو عزة عمرو بن عبد الله بن عمير، أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بضرب عنقه صبرا، وذلك أنه أسر يوم بدر، وأطلقه النبي صلى الله عليه وسلم بلا فداء لفقره، وأخذ

عليه أن لا يعين عليه، فنقض العهد وأسر يوم أُحُدٍ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "والله لا تمسح عارضيك بمكة تقول خدعت محمدا مرتين وأمر به فضربت عنقه". وقيل: لم يؤسر سواه. ومن بني عامر بن لؤي: عبيد بن جابر، وشيبة بن مالك. وقال سليمان بن بلال, عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي فروة، عن قطن بن وهب، عن عبيد بن عمير، عن أبي هريرة ورواه حاتم بن إسماعيل، عن عبد الأعلى -فأرسله مرة وأسنده مرة- عن أبي ذر عوض أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حين انصرف من أحد مر على مصعب بن عمير وهو مقتول -على طريقه- فوقف عليه ودعا له ثم قرأ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] ، ثم قال: "أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة، فأتوهم وزوروهم، والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام". وقال ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، وحدثنيه بُرَيْدَةُ بنُ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ، قال: لما رَأَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بحمزة من المثل -جدع أنف ولعب به- قال: "لولا أن تجزع صفية وتكون سنة من بعدي ما غيب حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير". وحدثني بريدة، عن محمد بنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَئِنْ ظَفِرْتُ بِقُرَيْشٍ لأُمَثِّلَنَّ بِثَلاَثِيْنَ مِنْهُم". فَلَمَّا رَأَى أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بِهِ مِنَ الجَزَعِ قَالُوا: لَئِنْ ظَفِرْنَا بِهِم لَنُمَثِّلَنَّ بِهِم مُثْلَةً لَمْ يُمَثِّلْهَا أَحَدٌ مِنَ العرب بأحد فأنزل الله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ} [النَّحْلُ: 126] ، إِلَى آخِرِ السُّوْرَةِ فَعَفَا رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى ابن إسحاق، عن شيوخه الذين روى عنهم قصة أحد، أن صفية أقبلت لتنظر إلى حمزة -وهو أخوها لأبويها- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير: "القها فأرجعها، لا ترى ما بأخيها". فلقيها فقال: أي أمه، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمرك أن ترجعي, قالت: ولم؟ فقد بلغني أنه مثل بأخي، وذلك في الله فما أرضانا بما كان من ذلك، فلأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله. فجاء الزبير فأخبره قولها, قال: "فخل سبيلها". فأتته، فنظرت إليه واسترجعت واستغفرت له ثم أمر به فدفن. وقال أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: لما قتل حمزة أقبلت صفية فَلَقِيَتْ عَلِيّاً وَالزُّبَيْرَ فَأَرَيَاهَا أَنَّهُمَا لاَ يَدْرِيَانِ. فَجَاءتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "فَإِنِّي أَخَافُ عَلَى عَقْلِهَا". فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهَا وَدَعَا لَهَا، فَاسْتَرْجَعَتْ وَبَكَتْ ثُمَّ جَاءَ فقام

عَلَيْهِ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ فَقَالَ: "لَوْلاَ جَزَعُ النِّسَاءِ لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يُحْشَرَ مِنْ حَوَاصِلِ الطَّيْرِ وَبُطُوْنِ السِّبَاعِ". ثُمَّ أَمَرَ بِالقَتْلَى فَجَعَلَ يُصَلَّي عليهم سبع تَكْبِيْرَاتٍ، وَيُرْفَعُوْنَ وَيَتْرُكُ حَمْزَةَ، ثُمَّ يُجَاءُ بِسَبْعَةٍ فيكبر عليهم سبعا، حتى فرغ منهم. وحديث جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصِلِّ عَلَيْهِم أَصَحُّ. وَفِي الصَّحِيْحَيْنِ مِنْ حديث عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى على قتلى أحد صلاته على الميت. فالله أعلم. عثمان بن عمر، وروح بن عبادة, بإسناد الحاكم في "المستدرك" إليهما: حدثنا أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ مَرَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحمزة وَقَدْ جُدِعَ وَمُثِّلَ بِهِ فَقَالَ: "لَوْلاَ أَنْ تجد صفية تركته حتى يحشره الله من بطون الطير والسباع". فكفنه في نمرة ولم يصل على أحد من الشهداء غيره ... الحديث. وقال يحيى الحماني: حدثنا قيس -هو ابن الربيع- عن ابن أبي ليلى, عَنِ الحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم قتل حمزة ومثل به: "لَئِنْ ظَفِرْتُ بِقُرَيْشٍ لأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِيْنَ مِنْهُم". فَنَزَلَتْ: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126] ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل نصبر يا رب". إسناده ضعيف من قبل قيس. وقد روى نحوه حجاج بن منهال وغيره عن صالح المري -وهو ضعيف- عن سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أبي هريرة، وزاد: فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شيء قط أوجع لقلبه منه. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعدٍ القَاضِي، قال: حدثنا الحسن بن أحمد الزاهد ببيت المقدس سنة تسع وعشرين وستمائة قال: أخبرنا أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الفارسي قال: حدثنا يعقوب الفسوي قال: حدثنا عبد الله بن عثمان قال: حدثنا عيسى بن عبيد الكندي، قال: حدثني ربيع بن أنس، قال: حَدَّثَنِي أَبُو العَالِيَةِ عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ أنه أصيب من الأنصار يوم أحد أربعة وستون وأصيب من المهاجرين ستة، منهم حمزة فَمَثَّلُوا بِقَتْلاَهُم فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: لَئِنْ أَصَبْنَا مِنْهُم يَوْماً مِنَ الدَّهْرِ لَنُرْبِيَنَّ عَلَيْهِم. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ نَادَى رَجُلٌ لاَ يُعْرَفُ: لاَ قُرَيْشَ بَعْدَ اليَوْمِ، مَرَّتَيْنِ فَأَنْزَلَ اللهُ على نبيه صلى الله عليه وسلم: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126] الآيَة، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كفوا عن القوم".

وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: جَاءتْ صَفِيَّةُ يَوْمَ أُحُدٍ ومعها ثَوْبَانِ لِحَمْزَةَ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ أَنْ تَرَى حَمْزَةَ عَلَى حَالِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا الزُّبَيْرَ يَحْبِسُهَا وَأَخَذَ الثَّوْبَيْنِ. وَكَانَ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ قَتِيْلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَكَرِهُوا أَنْ يَتَخَيَّرُوا لِحَمْزَةَ، فَقَالَ: "أَسْهِمُوا بَيْنَهُمَا، فَأَيُّهُمَا طَارَ لَهُ أَجْوَدُ الثَّوْبَيْنِ فَهُوَ لَهُ". فَأَسْهَمُوا بَيْنَهُمَا، فَكُفِّنَ حَمْزَةُ فِي ثَوْبٍ والأنصاري في ثوب. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني الزهري، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ صُعَيْرِ، قال: لما أشرف رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قتلى أحد، قال: "أنا الشهيد على هؤلاء، ما من جريح يجرح في الله إلا بعث يَوْم القِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دماً، اللُوْنُ لُوْنُ الدم والريح ريح المسك، انظروا أكثرهم جمعا للقرآن فاجعلوه أمام صاحبه في القبر". فكانوا يدفنون الاثنين والثلاثة في القبر. قال ابن إسحاق: وحدثني والدي, عن رجال من بني سلمة, أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال حين أصيب عمرو بن الجموح، وعبد الله بن عمرو بن حرام: "اجمعوا بينهما، فإنهما كانا متصافيين في الدنيا". قال أبي: فحدثني أشياخ من الأنصار قالوا: لما ضرب معاوية عينه التي مرت على قبور الشهداء استصرخنا عليهم وقد انفجرت عليهما في قبرهما, فأخرجناهما وعليهما بردتان قد غطي بهما وجوههما، وعلى أقدامهما شيء من نبات الأرض، فأخرجناهما يتثنيان كأنما دفنا بالأمس. وهذا هو عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم الأنصاري السلمي, سيد بني سلمة قال ابن سعد وغيره: شهد بدرا. وابنه معاذ بن عمرو بن الجموح هو الذي قطع رجل أبي جهل وقضى النبي صلى الله عليه وسلم بسلبه لمعاذ. وكان عمرو بن الجموح زوج أُخْتُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ حَرَامٍ. ثابت البناني، عن عكرمة قال: كان مناف في بيت عمرو بن الجموح فلما قدم مصعب بن عمير المدينة بعث إليهم عمرو: ما هذا الذي جئتمونا به؟ قالوا: إن شئت جئنا وأسمعناك، فواعدهم فجاءوا فقرأ عليه: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} [يوسف: 1] فقرأ ما شاء الله أن يقرأ، فقال: إِنَّ لَنَا مُؤَامَرَةً فِي قَوْمِنَا -وَكَانَ سَيِّدَ بني سلمة- فخرجوا، فدخل عَلَى مَنَافٍ، فَقَالَ: يَا مَنَافُ! تَعْلَمُ وَاللهِ مَا يُرِيْدُ القَوْمُ غَيْرَكَ فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ نكير؟ قال: فقلده سيفا وخرج فقام أهله فأخذوا السيف فجاء فوجدهم أخذوا السيف، فقال: يا مناف أين السيف وَيَحْكَ، إِنَّ العَنْزَ لَتَمْنَعُ اسْتَهَا، وَالله مَا أَرَى فِي أَبِي جِعَارٍ غَداً مِنْ خَيْرٍ. ثُمَّ قَالَ لَهُم: إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى مَالِي فاستوصوا بمناف خيرا فذهب فكسروا مناف وربطوه

مع كلب ميت. فلما جاء رأى مناف, فبعث إلى قومه فجاءوه، فَقَالَ: أَلَسْتُم عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ؟ قَالُوا: بلى، أنت سيدنا. قال: فإني أشهدكم أني قد آمنت بمحمد فلما كان يوم أحد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض". فقام وهو أعرج، فقاتل حتى قتل. أبو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "نعم الرجل عمرو بن الجموح". وروى مُحَمَّدُ بنُ مُسلمٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وروى فطر بنِ خَلِيْفَةَ, عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ وغيرهما، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا بَنِي سَلِمَة مَنْ سَيِّدُكُم؟ قَالُوا: الجدُّ بنُ قَيْسٍ، وَإِنَّا لَنُبَخِّلُهُ، قَالَ: وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ البُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُم الجَعْدُ الأَبْيَضُ عمرو بن الجموح. وقد قال الواقدي: لم يشهد بدرا, ولما أراد الخروج إلى أحد منعه بنوه وقالوا: قد عذرك الله وبك عرج، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: "أما أنت فقد عذرك الله". وقال لبنيه: "لا تمنعوه لعل الله يرزقه الشهادة". فخرج فاستشهد هُوَ وَابْنُهُ خَلاَّدٌ. إِسْرَائِيْلُ عَنْ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ, عَنْ أَبِي الضُّحَى, أَنَّ عَمْرَو بنَ الجموح قال لبنيه: مَنَعْتُمُوْنِي الجَنَّةَ يَوْمَ بَدْرٍ وَاللهِ لَئِنْ بَقِيْتُ لأدخلن الجنة. فكان يوم أحد في الرعيل الأول. وقال حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوْبَ عَنْ أَبِي الزبير عن جابر قال: استصرخنا إلى قتلانا يوم أحد وذلك حين أجرى معاوية العين فأتيناهم فأخرجناهم تتثنى أطرافهم رطابا، على رأس أربعين سنة. قال حماد: وزادني صاحب لي في الحديث: أصاب قدم حمزة فانثعب دما. وقال ابن عيينة عن الأسود، عن نبيح العنزى، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقتلى أحد أن يردوا إلى مصارعهم. وقال أبو عوانة: حدثنا الأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ العَنَزِيِّ، عَنْ جابر قَالَ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، إلى المشركين لقتالهم فقال لي أبي: ما عليك أن تكون في النظارة حتى تعلم إلى ما يصير أمرنا, فوالله لولا أني أترك بنات لي بعدي لأحببت أن تقتل بين يدي فبينما أنا في النظارين إذ جاءت عمتي بأبي وخالي عادلتهما على ناضح، فدخلت بهما المدينة لتدفنهما في مقابرنا، فجاء رجل ينادي: إِلاَّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمركم أن ترجعوا بالقتلى فتدفنوها في مصارعها فبينما أنا في خلافة معاوية، إذ جاءني رجل فقال: يا جابر، قد والله أثار أباك عمال معاوية فبدت طائفة منه قال: فأتيته فوجدته على النحو الذي تركته لم يتغير منه شيء إلا ما لم يدع القتيل، فواريته.

وقال حسين المعلم، عن عطاء عن جابر، قال: لما حضر أحد قال أبي: ما أراني إلا مقتولا، وإني لا أترك بعدي أعز عليَّ منك غير نفس رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ عليَّ دينا فاقض واستوص بأخواتك خيرا فأصبحنا فكان أول قتيل فدفنت معه آخر في قبر، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع آخر، فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم وضعته هنية غير أذنه. أخرجه البخاري. وقال الزهري، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب ثم يقول: أيهما أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلوا. أخرجه البخاري عن قتيبة عن الليث عنه. وقال أيوب، عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ عَنْ هِشَامِ بنِ عامر قال: قالوا يوم أحد: يا رسول الله قد أصابنا قرح وجهد فكيف تأمر؟ قال: "احفروا وأوسعوا وأعمقوا واجعلوا الاثنين والثلاثة في القبر، وقدموا أكثرهم قرآنا". ومنهم من يقول: حميد بن هلال، عن سعيد بن هشام بن عامر، عن أبيه. وقال شعبة, عن ابن المنكدر: سمعت جابرا يقول: لما قتل أبي جعلت أبكي وأكشف الثوب عنه، وجعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينهوني، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني، وقال: "لا تبكيه -أو- ما تبكيه، فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه". أخرجاه. وأخرج البخاري من حديث جَابِرٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بدفن قتلى أحد في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم. وكان يجمع بين الرجلين في الثوب الواحد, ثم يقول: أيهما أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد. وقال علي بن المديني: حدثنا موسى بن إبراهيم الأنصاري، سمع طلحة بن خراش، قال: سمعت جابر بن عبد الله، قال: نظر إليَّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "ما لي أراك مهتما"؟. قلت: يا رسول الله قتل أبي وترك دينا وعيالا، فقال: "ألا أخبرك؟ ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب، وإنه كلم أباك كفاحا, فقال له: يا عبدي سلني أعطك، فقال: أَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلَ فِيْكَ ثَانِياً، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُم إِلَيْهَا لاَ يُرْجَعُوْنَ، قَالَ يَا رَبِّ فَأَبْلِغْ من ورائي". فأنزل الله -عز وجل: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ} [آل عمران: 169] . ويروى نحوه عن عروة، عن عائشة.

وكان أبو جابر من سادة الأنصار شهد بدرا، وهو أحد النقباء ليلة العقبة، وهو عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ حَرَامِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ حَرَامِ بنِ كَعْبِ بنِ غَنْمِ بنِ كعب بن سلمة وأمه الرباب بنت قيس من بني سلمة شهد معه العقبة ولده جابر. وقال إبراهيم بن سعد عن أبيه، عن جده، قال: أتي ابن عوف بطعام فقال: قتل مصعب بن عمير -وكان خيرا مني- فلم يوجد له إلا بردة يكفن فيها، ما أظننا إلا قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا. أخرجه البخاري. وقال الأعمش عن أبي وائل عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله، فوجب أجرنا على الله فمنا من ذهب لم يأكل من أجره، وكان مِنْهُم مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، ولم يكن له إلا نمرة، كنا إذا غطينا رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رَأْسُهُ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "غطوا بها رَأْسَهُ وَاجْعَلُوا عَلَى رِجلَيْهِ مِنَ الإِذْخِرِ". وَمِنَّا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها. متفق عليه. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني عبد الواحد بن أبي عون، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، قال: كانت امرأة من الأنصار من بني دينار قد أصيب زوجها وأخوها يوم أحد فلما نعوا لها قالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: خيرا، يا أم فلان. فقالت: أرونيه حتى أنظر إليه فأشاروا لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل؛ أي: هين. ويكون في غير ذا بمعنى عظيم. وعن أبي برزة أن جليبيبا كان من الانصار فقال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ لرجل: "زوجني ابنتك" قال: نعم ونعمة عين. قال: "لست أريده لنفسي" قال: فلمن؟ قال: "لجليبيب" قال: حتى أستأمر أمها. فأتاها فأجابت: لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: إِنَّمَا يريد ابنتك لجليبيب. قالت: ألجليبيب؟ لا لعمر الله لا أزوجه فلما قام أبوها ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم قالت الفتاة من خدرها لأبويها: من خطبني؟ قالا: رسول الله. قالت: أفتردون عليه أمره؟ ادفعوني إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه لن يضيعني. فذهب أَبُوْهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: شأنك بها فزوجها جليبيبا، ودعا لهما. فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغزى له قال: "هل تفقدون من أحد"؟. قالوا: نفقد فلانا ونفقد فلانا قال: "لكني أفقد جليبيبا". فاطلبوه, فنظروا فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا مني وأنا منه قتل سبعة ثم قتلوه". فوضعوه على ساعديه ثم حفروا له، ماله سرير إلا ساعدا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى وضعه في قبره. قال ثابت البناني: فما في الأنصار أنفق منها.

أخرجه مسلم من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت، عن كنانة بن نعيم، عن أبي برزة. وقال الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُرَّةَ، عَنْ مسروق: سألنا عبد الله بن مسعود عن قوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ} [آل عمران: 169] ، قال: أما إنا قد سألنا عن ذلك، فقال: أرواحهم في جوف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش. قال: فبينما هم كذلك إذ اطلع عليهم ربك اطلاعة فقال: سلوني ما شئتم. فقالوا: يا ربنا وما نسألك ونحن نسرح في الجنة في أيها شئنا؟ فلما رأوا أن لا يتركوا من أن يسألوا. قالوا: نسألك أن ترد أرواحنا إلى أجسادنا في الدنيا فنقتل في سبيلك. فلما رأى أنهم لا يسألون إلا هذا، تركوا. أخرجه مسلم. وقال عبد الله بن إدريس، عن مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ، عن أبي الزبير عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَّا أُصِيْبَ إِخْوَانُكُم بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُم فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَ الجَنَّةِ وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيْلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ العَرْشِ فَلَمَّا وَجَدُوا طِيْبَ مَأْكَلِهِم وَمَشْرَبِهِم وَمَقِيْلِهِم، قَالُوا: مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَنَا عنا أنا أَحْيَاءٌ فِي الجَنَّةِ نُرْزَقُ، لِئَلاَّ يَنْكلُوا عِنْدَ الحَرْبِ وَلاَ يَزْهَدُوا فِي الجِهَادِ قَالَ اللهُ تعالى: أنا أبلغهم عنكم، فَأُنْزِلَتْ: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} [آل عمران: 169] ". وَقَالَ يُوْنُسُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَاصِمٌ بن عمر بن قتادة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيْهِ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابُ أُحُدٍ: "أَمَا وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي غُوْدِرْتُ مَعَ أصحاب نحص الجبل". يقول: قتلت معهم. وقال اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ أبي الخير، عن عقبة بن عَامِر، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْماً فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلاَتَه عَلَى المَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى المِنْبَر فَقَالَ: "إني فرطكم وأنا شهيد عليكم" 1. الحديث أخرجه البخاري. وروى العطاف بن خالد: حدثني عَبْدِ الأَعْلَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي فروة، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَ قبور الشهداء بأحد. وروى عبد العزيز بن عمران بن موسى, عن عباد بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يأتي قبور الشهداء، فإذا أتى فرضة الشعب يقول: "السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار". وكان يفعله أبو بكر ثم عمر بعده ثم عثمان. وذكر نحو هذا الحديث الواقدي في "مغازيه" بلا سند. وقال أبو حسان الزيادي: ومات في شوال يوم جمعة عمرو بن مالك الأنصاري أحد بني النجار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد فصلى عليه في موضع الجبان. وكان أول من فعل به ذلك.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 149 و153-154"، والبخاري "1344" و"3596" و"4085" و"6426" و"6590"، ومسلم "2296"، وأبو داود "3223"، والنسائي "4/ 61-62"، والطحاوي "1/ 504"، والبيهقي "4/ 14"، والطبراني في "الكبير" "17/ 767"، والبغوي "3823" من طرق عن الليث بن سعد، به.

غزوة حمراء الأسد

غزوة حمراء الأسد: قال ابن إسحاق: فلما كان الغد من يوم الأحد يعني صبيحة وقعة أحد؛ أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس لطلب العدو، وأذن مؤذنه: "لا يخرج معنا أحد إلا أحد حضر يومنا بالأمس". وإنما خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرهبا للعدو ليبلغهم أنه قد خرج في أثرهم وليظنوا به قوة. وقال ابن لهيعة: حدثنا أبو الأسود، عن عروة قال: قدم رجل فاستخبره النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي سفيان فقال: نازلتهم فسمعتهم يتلاومون، يقول بعضهم لبعض: لم تصنعوا شيئا، أصبتم شوكة القوم وحدهم، ثم تركتموهم ولم تبيدوهم، وقد بقي منهم رءوس يجمعون لكم. فامر رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ -وبهم أشد القرح- بطلب العدو، ليسمعوا بذلك. وقال: "لا ينطلقن معي إلا من شهد القتال". فقال عبد الله بن أبي: أركب معك؟ قال: لا. فاستجابوا لله والرسول على ما بهم من البلاء. فانطلقوا، فطلبهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ حمراء الأسد. وقال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبي السائب مولى عائشة بنت عثمان؛ أن رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من بني عبد الأشهل قال: شهدت أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأخ لي، فرجعنا جريحين, فلما أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج في طلب العدو، قلت لأخي، فقال لي: تفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ووالله ما لنا من دابة نركبها وما منا إلا جريح. فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت أيسر جراحة منه، فكان إذا غلب حملته عقبة ومشى عقبة، حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون. فخرج رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انتهى إلى حمراء الأسد، وهي من المدينة على ثمانية أميال، فأقام بها ثلاث ثم رجع.

وقال هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قالت: يابن أختي كان أبواك تعني -الزُّبَيْرَ وَأَبَا بَكْرٍ- مِن الَّذِيْنَ اسْتَجَابُوا لِلِّهِ والرسول من بعد ما أصابهم القرح قال: لَمَّا انْصَرَفَ المُشْرِكُوْنَ مِنْ أُحُدٍ وَأَصَابَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ مَا أَصَابَهُمْ، خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا فَقَالَ: "مَنْ يُنْتَدَبُ لِهَؤُلاَءِ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى يَعْلَمُوا أَنَّ بِنَا قُوَّةً"؟. قال: فانتدب أبو بكر والزبير في سبعين خرجوا في آثار القوم فسمعوا بهم وانقلبوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوْءٌ قال: لم يلقوا عدوا1. أخرجاه. وقال ابن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ أن معبدا الخزاعي مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد وكانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبة نصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم، صفوهم معه لا يخفون عليه شيئا كان بها، ومعبد يومئذ مشرك فقال: يا محمد، والله لقد عز علينا ما أصابك في أصحابك ولوددنا أن الله عافاك فيهم ثم خرج حتى لقي أبا سفيان ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا الرجعة وقالوا: أصبنا حد أصحاب محمد وقادتهم, ثم نرجع قبل أن نستأصلهم! لنكون على بقيتهم فلنفرغن منهم فلما رأى أبو سفيان معبدا قال: ما وراءك؟ قال: محمد قد خرج في طلبكم في جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا، قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم، وندموا على ما صنعوا، فيهم من الحنق عليكم شيء لم أر مثله قط. قال: ويلك ما تقول؟ قال: والله ما أرى أن ترتحل حتى ترى نواصي الخيل. قال: فوالله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصلهم. قال: فإني أنهاك ذاك، والله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيهم أبياتا. قال: وما قلت؟ قال: كادت تهدمن الأصوات راحلتي ... إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل2 تردي بأسد كرام لا تنابلة ... عند اللقاء ولا ميل معازيل3 فظلت عدوا أظن الأرض مائلة ... لما سموا برئيس غير مخذول فقلت ويل ابن حرب من لقائكم ... إذا تغطمطت4 البطحاء بالجيل5

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4077" حدثنا محمد حدثنا أبو معاوية عن هشام به. 2 الجرد: من الخيل والدواب كلها: القصير الشعر. وفرس أجرد: قصير شعر، والأبابيل: الجماعات. 3 المعازيل: الذين لا سلاح معهم. 4 تغطمطت: التغطط هو الصوت مع بحح. 5 الجيل: كل صنف من الناس.

إني نذرت لأهل البسل ضاحية ... لكل ذي إربة منهم ومعقول1 من جيش أحد لا وخش تنابلة ... وليس يوصف ما أنذرت بالقيل2 قال: فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه. ومر ركب من عبد القيس، فقال أبو سفيان: أين تريدون؟ قالوا: المدينة لنمتار. فقال: أما أنتم مبلغون عني محمدا رسالة، وأحمل لكم على إبلكم هذه زبيبا بعكاظ غدا إذا وافيتموه؟ قالوا: نعم. قال: إذا جئتم محمدا فأخبروه أنا قد أجمعنا الرجعة إلى أصحابه لنستأصلهم. فلما مر الركب برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد أخبروه, فقال هو والمسلمون: "حسبنا الله ونعم الوكيل". فأنزلت: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [آل عمران: 173] الآيات. وقال البكائي: قال ابن إسحاق: وكان عبد الله بن أبي بن سلول، كما حدثني الزهري، له مقام يقومه كل جمعة لا يتركه شرفا له في نفسه وفي قومه. فكان إذا جلس رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الجمعة يخطب قام فقال: أيها الناس هَذَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أظهركم أكرمكم الله به وأعزكم به، فعزروه وانصروه واسمعوا له وأطيعوا. ثم يجلس حتى إذا صنع يوم أحد ما صنع ورجع الناس، قام يفعل كفعله، فأخذ المسلمون ثيابه من نواحيه، وقالوا: اجلس أي عدو الله، لست لذلك بأهل، وقد صنعت ما صنعت، فخرج يتخطى رقاب الناس ويقول: والله لكأني قلت هجرا أن قمت أشد أمره. فلقيه رجال من الأنصار بباب المسجد فقالوا: ما لك؟ ويلك! قال: قمت أشد أمره فوثب عليَّ رجال من أصحابه يجبذونني ويعنفونني، لكأنما قلت هجرا. قال: ويلك ارجع يستغفر لَكِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: والله ما أبغي أن يستغفر لي. فائدة: قال الواقدي: حدثنا إبراهيم بن جعفر، عن أبيه وحدثنا سعيد بن محمد بن أبي زيد، قال: حدثنا يحيى بن عبد العزيز بن سعيد، قالوا: كان سويد بن الصامت قد قتل ذيادا، فقتله به المجذر بن ذياد, فهيج بقتله وقعة بعاث. فلما قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِيْنَةَ أسلم المجذر، والحارث بن سويد بن الصامت، فشهدا بدرا. فجعل الحارث يطلب مجذرا ليقتله بأبيه. فلما كان يوم أحد أتاه من خلفه فقتله.

_ 1 أهل البسل: البسل ثمانية أشهر حرم كانت لقوم لهم صيت وذكر في غطفان وقيس. والمقصود أهل غطفان وقيس أو أهل مكة. والضاحية: البارزة للشمس. وذي الإربة: الإربة والأربة: الدهاء والبصر بالأمور، وهو من العقل. 2 الوخش: رذالة الناس وصغارهم وغيرهم. والتنابلة: قال ابن سيدة: التنبال والتنبل والتنبالة الرجل القصير.

فلما رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حمراء الأسد أتاه جبريل فأخبره بأنه قتل مجذرا. فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء، فأتاه الحارث بن سويد في ملحفة مورسة. فلما رآه دعا عويم بن ساعدة وقال: "اضرب عنق الحارث بمجذر بن ذياد". فقال: والله ما قتلته رجوعا عن الإسلام ولكن حمية، وإني أتوب إلى الله وأخرج ديته وأصوم وأعتق وجعل يتمسك بركاب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْ فرغ من كلامه, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قدمه يا عويم فاضرب عنقه". فضرب عنقه على باب المسجد، والله أعلم.

السنة الرابعة من الهجرة

السنة الرابعة من الهجرة: سرية أبي سلمة إلى قطن في أولها: قال الواقدي: حدثنا عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد اليَرْبُوْعِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الأَسَدِ، وَغَيْرِهِ، قَالُوا: شَهِدَ أَبُو سَلَمَةَ أُحُداً، وَكَانَ نازلا في بني أمية بن زيد بالعالية، حين تحول من قباء فَجُرِحَ بِأُحُدٍ، وَأَقَامَ شَهْراً يُدَاوِي جُرْحَهُ. فَلَمَّا كان هلال المحرم دعاه رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "اخرج في هذه السرية فقد استعملتك عليها". وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً وَقَالَ: "سِرْ حَتَّى تَأْتِيَ أَرْضَ بَنِي أَسَدٍ فَأَغِرْ عَلَيْهِم". وَكَانَ مَعَهُ خَمْسُوْنَ وَمَائَةٌ، فَسَارُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى أَدْنَى قطن -ماء من مياههم- فيجدون سرحا لبني أسد، فأغاروا عليه وأخذوا مماليك ثلاثة، وأفلت سائرهم. ثم رجع إلى المدينة فغاب بِضْع عَشْرَة لَيْلَةً. قَالَ عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ أَبُو سَلَمَةَ المَدِيْنَةَ انْتَقَضَ جُرْحُهُ، فَمَاتَ لثلاث بقين من جمادى الآخرة. غزوة الرجيع: وهي في صفر من السنة الرابعة، فيما ورخه الواقدي، وقال: هي على سبعة أميال من عسفان. فحدثني موسى بن يعقوب، عن أبي الأسود، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحاب الرجيع عيونا إلى مكة ليخبروه. قال إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب: أخبرني عمر بن أسيد بن جارية الثقفي، أن أبا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرة رهط عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري, فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة؛ بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم: بنو لحيان، فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام. فاقتصوا آثارهم, حتى وجدوا مأكلهم التمر، فقالوا: نوى يثرب، فاتبعوا آثارهم. فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى قردد، أي: فدفد من الأرض فأحاط بهم القوم، فقالوا لهم: انزلوا -فأعطوا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدا. فقال عاصم: أما أنا فوالله لا أنزل في ذمة مشرك, اللهم أخبر عنا نبيك. فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة من أصحابه، ونزل إليهم ثلاثة على العهد والميثاق: خبيب، وزيد بن الدثنة، وآخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها, فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء أسوة. يريد القتلى فجروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم فقتلوه، وانطلقوا بخبيب، وزيد، حتى

باعوهما بمكة بعد وقعة بدر. فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل خبيبا. وكان خبيب هو قتل الحارث يوم بدر. وفائدة: قال الدمياطي: هذا وهم، ما شهد خبيب بن عدي الأوسي بدرا ولا قتل الحارث بن عامر، إنما الذي شهدها وقتله هو خبيب بن أساف الخزرجي. رجعٌ, قال: فلبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا على قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها للقتل فأعارته. فدرج بني لها وهي غافلة حتى أتاه، فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك، فقالت: والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، والله لقد رأيته، أو وجدته، يأكل قطفا من عنب وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة، وكانت تقول: إنه لرزق رزقه الله خبيبا. فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم: دعوني أركع ركعتين. فتركوه فركع ركعتين، ثم قال: والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع من القتل لزدت، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا، وقال: فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الاله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع ثم قال إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله. وكان خبيب هو سن لكل مسلم، قتل صبرا، الصلاة. واستجاب الله لعاصم يوم أصيب، فأخبر رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ يوم أصيبوا خبرهم. وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت ليؤتوا منه بشيء يعرف، وكان قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله على عاصم مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسلهم فلم يقدروا على أن يقطعوا منه شيئا. أخرجه البخاري1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3989"، وأحمد "2/ 294-295" من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، به. وقوله "الدبر": بسكون الباء النحل وقيل: "الزنابير. والظلة: السحاب".

وقال موسى بن عقبة، وغير واحد: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاصم بن ثابت وأصحابه عينا له، فسلكوا النجدية، حتى إذا كانوا بالرجيع فذكروا القصة. قال موسى: ويقال: كان أصحاب الرجيع ستة منهم: عاصم وخبيب وزيد بن الدثنة وعبد الله بن طارق -حليف لبني ظَفَرٍ- وَخَالِدُ بنُ البُكَيْرِ اللَّيْثِيُّ، وَمَرْثَدُ بنُ أبي مرثد الغنوي؛ حليف حمزة. وساق حديثهم. وَقَالَ يُوْنُسُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَاصِمٌ بن عمر بن قتادة: أن نفرا من عضل والقارة قَدِمُوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة بعد أحد، فقالوا: إن فينا إسلاما، فابعث معنا نفرا من أصحابك ليفقهونا في الدين ويقرئونا القرآن، فَبُعِثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معهم خبيب بن عدي. قال ابن إسحاق: بعث معهم ستة، أمر عليهم مرثد بن أبي مرثد الغنوي. وسماهم كما قال موسى. قال ابن إسحاق: فخرجوا مع القوم، حتى إذا كانوا على الرجيع -ماء لهذيل بناحية الحجاز على صدور الهدء- غدروا بهم، فاستصرخوا عليهم هذيلا، فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال بأيديهم السيوف، فأخذوا أسيافهم ليقاتلوهم. فقالوا لهم: والله ما نريد قتلكم ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة، ولكم عهد الله وميثاقه أن لا نقتلكم. أما مرثد، وعاصم، وابن البكير فقالوا: والله لا نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا أبدا. وأرادت هذيل أخذ رأس عاصم ليبيعوه من سلافة بنت سعد وكانت قد نذرت حين أصاب ابنيها يوم أحد، لئن قدرت على عاصم لتشربن في قفحه الخمر، فمنعته الدبر، فانتظروا ذهابها عنه، فأرسل الله الوادي فحمل عاصما فذهب به. وقد كان عاصم أعطى الله عهدا أن لا يمسه مشرك ولا يمس مشركا أبدا تنجسا. وأسروا خبيبا وابن الدثنة وعبد الله بن طارق ثم مضوا بهم إلى مكة ليبيعوهم، حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبد الله يده من القران ثم أخذ سيفه واستأخر عن القوم، فرموه بالحجارة حتى قتلوه فقبره بالظهران. وقال البكائي، عن ابن إسحاق: حدثني يحيى, عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عقبة بن الحارث سمعته يقول: ما أنا والله قتلت خبيبا، لأنا كنت أصغر من ذلك، ولكن أبا ميسرة أخا بني عبد الدار أخذ الحربة فجعلها في يدي، ثم أخذ بيدي وبالحربة، ثم طعنه بها حتى قتله.

ثم ذكر ابن إسحاق أن خبيبا قال: لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا ... قبائلهم واستجمعوا كل مجمع وكلهم مبدي العداوة جاهد ... علي لأني في وثاق مضيع وقد جمعوا أبناءهم ونساءهم ... وقربت من جذع طويل ممنع إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي ... وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي فذا العرش صبرني على ما يراد بي ... فقد بضعوا لحمي وقد ياس مطمعي وذلك في ذات الاله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع وقد خيروني الكفر والموت دونه ... وقد هملت عيناي من غير مجزع وما بي حذار الموت إني لميت ... ولكن حذاري جحم نار ببلقع ووالله لم أحفل إذا مت مسلما ... على أي جنب كان في الله مصرعي فلست بمبد للعدو تخشعا ... ولاجزعا إني إلى الله مرجعي وقال يونس بن بكير، وجعفر بن عون، عن إبراهيم بن إسماعيل: حدثني جعفر بن عمرو بن أمية أن أباه حدثه عن جده، وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه عينا؛ قال: فجئت إلى خشبة خبيب فرقيت فيها وأنا أتخوف العيون، فأطلقته فوقع بالأرض، ثم اقتحمت فانتبذت قليلا، ثم التفت فلم أر خبيبا، فكأنما ابتلعته الأرض. زاد جعفر بن عون: فلم تذكر لخبيب رمة حتى الساعة.

غزوة بئر معونة

غزوة بئر معونة: قال ابن إسحاق: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحاب بئر معونة في صفر، على رأس أربعة أشهر من أحد. وقال موسى بن عقبة قال الزهري: حدثني عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبٍ بنِ مَالِكٍ، ورجال من أهل العلم، أن عامر بن مالك الذي يدعى ملاعب الأسنة، قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مشرك، فعرض عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإِسْلاَمُ، فأبى أن يسلم، وأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فقال: "إني لا أقبل هدية مشرك". فقال: ابعث معي من شئت من رسلك، فأنا لهم جار، فبعث رهطا، فيهم المنذر بن عمرو الساعدي؛ وهو الذي يقال له: أعنق ليموت، بعثه عينا له في أهل نجد، فسمع بهم عامر بن الطفيل، فاستنفر بني عامر، فأبوا أن يطيعوه، فاستنفر بني سليم فنفروا معه، فقتلوهم ببئر معونة، غير عمرو بن أمية الضمري، فإنه أطلقه عامر بن الطفيل، فقدم عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال ابن إسحاق: حدثني والدي، عَنِ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بن هشام، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، وغيرهما، قالوا: قدم أبو البراء عامر بن مالك بن جعفر، ملاعب الأسنة عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، فلم يسلم ولم يبعد من الإسلام، وقال: يا محمد لو بعثت معي رجالا من أصحابك إلى أهل نجد يدعونهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك. قال: أخشى عليهم أهل نجد قال أبو البراء: أنا لهم جار فبعث المنذر بن عمرو في أربعين رجلا، فيهم الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان؛ أخو بني عدي بن النجار، وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي، ورافع بنِ وَرْقَاءَ الخُزَاعِيُّ، وَعَامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أبي بكر، في رجال من خيار المسلمين، فساروا حتى نزلوا بئر معونة، بين أرض بني عامر وحرة بني سليم. ثم بعثوا حرام بن ملحان بِكِتَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَامِرِ بنِ الطُّفَيْلِ، فَلَمْ يَنْظُرْ فِي الكِتَابِ حَتَّى قُتِلَ الرَّجُلُ ثُمَّ اسْتَصْرَخَ بَنِي سليم فأجابوه وأحاطوا بالقوم فقاتلوهم حتى استشهدوا كلهم إلا كعب بن زيد، من بني النجار تركوه وبه رمق فارتث من بين القتلى فعاش حتى قتل يوم الخندق. وكان في سرح القوم عمرو بن أمية ورجل من الأنصار، فلم يخبرهما بمصاب القوم إلا الطير تحوم على العسكر، فقالا: والله إن لهذه الطير لشأنا، فأقبلا فنظرا، فإذا القوم في دمائهم وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة. فقال الأنصاري لعمرو: ماذا ترى؟ قال: أرى أن نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره الخبر فقال الأنصاري: لكني لم أكن لأرغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو، وما كنت لأخبر عنه الرجال. وقاتل حتى قتل وأسروا عمرا. فلما أخبرهم أنه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل وجز ناصيته وأعتقه. فلما كان بالقرقرة أقبل رجلان من بني عامر حتى نزلا في ظل هو فيه، وكان معهما عهد مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجوار لم يعلم به عمرو. حتى إذا ناما عدا عليهما فقتلهما. فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبره، فقال: "قد قتلت قتيلين، لأدينهما". ثم قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هذا عمل أبي براء، قد كنت لهذا كارها متخوفا". فبلغ ذلك أبا براء فشق عليه إخفار عامر أبا براء، فحمل ربيعة ولد أبي براء على عامر بن الطفيل فطعنه في فخذه فأشواه، فوقع من فرسه, وقال: هذا عمل أبي براء؛ إن مت فدمي لعمي فلا يتبعن به، وإن أعش فسأرى رأيي. وقال موسى بن عقبة: ارتث في القتلى كعب بن زيد، فقتل يوم الخندق.

وقال حماد بن سلمة: أخبرنا ثابت، عن أنس أن ناسا جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث معنا رجالا يعلموننا القرآن، والسنة فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم القراء، وفيهم خالي حرام بن ملحان، يقرءون القرآن ويتدارسون بالليل ويتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعون ويشترون به الطعام لأهل الصفة، فبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم, فتعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان قالوا: اللهم بلغ عنا نبيك أن قد لقيناك فرضيت عنا ورضينا عنك قال: وأتى رجل خالي من خلفه فطعنه بالرمح حتى أنفذه، فقال حرام: فزت ورب الكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "إن إخوانكم قد قتلوا وقالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أن قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا". رواه مسلم1. وقال همام وغيره، عَنْ إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ: حَدَّثَنِي أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث خاله حراما في سبعين رجلا فقتلوا يوم بئر معونة وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل، وكان أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أخيرك بين ثلاث خصال: أن يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر، أو أكون خليفتك من بعدك، أو أغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء، قال: فطعن في بيت امرأة من بني فلان فقال: غدة كغدة البكر في بيت امرأة من بني فلان ائتوني بفرسي، فركبه فمات على ظهر فرسه وانطلق حرام ورجلان معه أحدهما أعرج فقال: كونا قريبا مني حتى آتيهم فإن آمنوني كنت كفوا، وإن قتلوني أتيتم أصحابكم. فأتاهم حرام فقال: أتؤمنوني أبلغكم رسالة رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَجَعَلَ يحدثهم، وأومئوا إلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه, قال همام وأحسبه قال: فزت ورب الكعبة قال: وقتل كلهم إلا الأعرج، كان في رأس الجبل. قال أنس: أنزل علنيا، ثم كان من المنسوخ، "إنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضيناه" فَدَعَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وعصية عصت الله ورسوله. أخرجه البخاري، وقال: ثلاثين صباحا، وهو الصحيح2. وروى نحوه قتادة, وثابت وغيرهما، عن أنس. وبعضهم يختصر الحديث، وفي بعض طرقه: سبعين صباحا. قال سليمان بن المغيرة، عن ثابت، قال: كتب أنس في أهله كتابا فقال: اشهدوا معاشر

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "677" حدثنا محمد بن حاتم، حدثنا عفان، حدثنا حماد، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4091" حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا همام، به.

القراء فكأني كرهت ذلك فقلت: لو سميتم بأسمائهم وأسماء آبائهم فقال: وما بأس أن أقول لكم معاشر القراء, أفلا أحدثكم عن إخوانكم الذين كنا ندعوهم عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القراء؟ قال: فذكر أنس سبعين من الأنصار كانوا إذا جهم الليل أووا إلى معلم بالمدينة فيبيتون يدرسون، فإذا أصبحوا فمن كانت عنده قوة أصاب من الحطب واستعذب من الماء ومن كانت عنده سعة أصابوا الشاة فأصلحوها، فكان معلقا بحجر رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا أصيب خبيب بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيهم خالي حرام فأتوا على حي من بني سليم فقال حرام لأميرهم: دعني فلأخبر هؤلاء أنا ليس إياهم نريد فيخلون وجوهنا. فأتاهم فقال ذلك، فاستقبله رجل منهم برمح فأنفذه به. قال: فلما وجد حرام مس الرمح قال: الله أكبر فزت ورب الكعبة. قال: فانطووا عليهم فما بقي منهم مخبر. قال: فما رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجد على شيء وجده عليهم. فقال أنس: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو عليهم, فلما كان بعد ذلك، إذا أبو طلحة يقول: هل لك في قاتل حرام؟ قلت: ما له، فعل الله به وفعل. فقال: لا تفعل، فقد أسلم. وقال أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كان عامر بن فهيرة غلاما لعبد الله بن الطفيل بن سخبرة، أخي عائشة لأمها؛ وكانت لأبي بكر منحة، فكان يروح بها ويغدو، ويصبح فيدلج إليهما ثم يسرح فلا يفطن به أحد من الرعاء، ثم خرج بهما يعقبانه حتى قدم المدينة معهما. فقتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة، وأسر عمرو بن أمية. فقال له عامر بن الطفيل: من هذا؟ وأشار إلى قتيل قال: هذا عامر بن فهيرة فقال: لقد رأيته بعدما قتل رفع إلى السماء حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض. وذكر الحديث. أخرجه البخاري1. قال ابن إسحاق: فقال حسان بن ثابت يحرض بني أبي البراء على عامر بن الطفيل: بني أم البنين ألم يرعكم ... وأنتم من ذوائب أهل نجد تهكم عامر بأبي براء ... ليخفره وما خطأ كعمد ألا أبلغ ربيعة ذا المساعي ... فما أجدثت في الحدثان بعدي أبوك أبو الحروب أبو براء ... وخالك ماجد حكم بن سعد

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4093" حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة به.

ذكر الخلاف في غزوة بني النضير, وقد تقدمت في سنة ثلاث: ذهب الزهري إلى أنها كانت قبل أحد وقال غير واحد: كانت بعد أحد، وبعد بئر معونة. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، قال: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بن البن، قال: أخبرنا جدي، قال: أخبرنا أبو القاسم المصيصي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي نصر، قال: أخبرنا علي بن أبي العقب، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم, قال: حدثنا محمد بن عائذ، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قَالَ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في نفر من أصحابه إلى بني النضير يستعينهم في عقل الكلابيين. وكانوا -زعموا- قد دسوا إلى قريش حين نزلوا بأحد لقتال رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ يحضونهم على القتال ودلوهم على العورة فلما كلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقل الكلابيين، قالوا: اجلس أبا القاسم، حتى تطعم وترجع بحاجتك. ثم ساق الحديث كله، وتقدم ذكره. وقال الواقدي: حدثني إبراهيم بن جعفر، عن أبيه قال: لما خرجت بنو النضير أقبل عمرو بن سعدى فأطاف بمنازلهم، فرأى خرابها وفكر ثم رجع إلى بني قريظة فيجدهم في الكنيسة فينفخ في بوقهم، فاجتمعوا فقال الزبير بن باطا: يا أبا سعيد أين كنت منذ اليوم؟ وكان لا يفارق الكنيسة وكان يتأله في اليهودية, قال: رأيت اليوم عبرا قد عبرنا بها، رأيت منازل إخواننا خالية بعد ذلك العز والجلد والشرف الفاضل والعقل البارع، قد تركوا أموالهم وملكها غيرهم، وخرجوا خروج ذل. ولا والتوراة ما سلط هذا على قوم قط لله بهم حاجة. فقد أوقع قبل ذلك بابن الأشرف ذي عزهم، بيته في بيته آمنا، وأوقع بابن سنينة سيدهم، وأوقع ببني قينقاع فأجلاهم وهم جد يهود، وكانوا أهل عدة وسلاح ونجدة، فحصرهم فلم يخرج منهم إنسان رأسه حتى سباهم، وكلم فيهم فتركهم على أن أجلاهم من يثرب، يا قوم قد رأيتم ما رأيت فأطيعوني وتعالوا نتبع محمدا، فوالله إنكم لتعلمون أنه نبي، وقد بشرنا به وبأمره ابن الهيبان وابن جواس، وهما أعلم يهود، جاءانا من بيت المقدس يتوكفان قدومه، أمرا باتباعه، وأمرانا أن نقرئه منهما السلام، ثم ماتا على دينهما، فأسكت القوم، فأعاد هذا القول ونحوه، وتخوفهم بالحرب والسباء والجلاء. فقال ابن باطا: قد والتوراة قرأت صفته التي أنزلت على موسى، ليس في المثاني التي أحدثنا. فقال له كعب بن أسد: ما يمنعك يا أبا عبد الرحمن من اتباعه؟ قال: أنت. قال كعب: ولم -والتوراة- ما حلت بينك وبينه قط. قال الزبير: أنت صاحب عهدنا وعقدنا فإن اتبعته اتبعناه وإن أبيت أبينا. فأقبل عمرو بن سعدى على كعب فذكر ما تقاولا في ذلك، إلى أن قال كعب: ما عندي في أمره إلا ما قلت، ما تطيب نفسي أن أصبر تابعا. وقال ابن إسحاق: كانت غزوة بني النضير في ربيع الأول سنة أربع وحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم ست ليال، ونزل تحريم الخمر، والله أعلم.

غزوة بني لحيان

غزوة بني لحيان: قال ابن إسحاق: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جمادى الأول، على رأس ستة أشهر من صلح بني قريظة إلى بني لحيان يطلب بأصحاب الرجيع: خبيب وأصحابه، وأظهر أنه يريد الشام ليصيب من القوم غرة. وقال يونس، عن ابن إسحاق، عن عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ مُحَمَّدِ بن حزم، وغيره، قالوا: لما أصيب خبيب وأصحابه خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طالبا لدمائهم ليصيب من بني لحيان غرة، فسلك طريق الشام وورَّى على الناس أنه لا يريد بني لحيان، حتى نزل أرضهم -وهم من هذيل- فوجدهم قد حذروا فتمنعوا في رءوس الجبال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أنا هبطنا عسفان لرأت قريش أنا قد جئنا مكة". فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائتي راكب حتى نزل عسفان، ثم بعث فارسين حتى جاءا كراع الغميم ثم انصرفا إليه. فذكر أبو عياش الزرقي أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بعسفان صلاة الخوف. وقال بعض أهل المغازي: إن غزوة بني لحيان كانت بعد قريظة، فالله أعلم.

غزوة ذات الرقاع

غزوة ذات الرقاع: قال ابن إسحاق: إنها في جمادى الأولى سنة أربع، وهي غزوة خصفة من بني ثعلبة من غطفان. وقال محمد بن إسماعيل رحمه الله: كانت بعد خيبر، لأن أبا موسى جاء بعد خيبر، يعني وشهدها قال: وإنما جاء أبو هريرة فأسلم أيام خيبر. وقال ابن إسحاق: في هذه الغزوة سَارَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نزل نخلا، فلقي بها جمعا من غطفان، فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب. وقد خاف الناس بعضهم بعضا، حتى صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأصحابه صلاة الخوف ثم انصرف بالناس. وقال الواقدي: إنما سميت ذات الرقاع لأنه جبل كان فيه بقع حمرة وسواد وبياض، فسمي ذات الرقاع. قَالَ: وَخَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لعشر خلون من المحرم، على رأس سبعة وأربعين شهرا، قدم صرارا لخمس بقين من المحرم. وذات الرقاع قريبة من النخيل بين السعد والشقرة.

قال الواقدي: فحدثني الضحاك بن عثمان، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر، وحدثني هِشَامُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عن جابر، قال: وعن مالك، وغيره، عن وهب بن كيسان، عن جابر، قال: قدم قادم بجلب له، فاشترى بسوق النبط، وقالوا: من أين جلبك؟ قال: جئت به من نجد، وقد رأيت أنمارا وثعلبة قد جمعوا لكم جموعا، وأراكم هادين عنهم. فبلغ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَه، فخرج في أربعمائة من أصحابه -وقيل سبعمائة- وسلك على المضيق ثم أفضى إلى وادي الشقرة، فأقام بها يوما، وبث السرايا، فرجعوا إليه مع الليل وأخبروه أنهم لم يروا أحدا، وقد وطئوا آثارا حديثة. ثم سار النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ، حتى أتى محالهم، فإذا ليس فيها أحد، وهربوا إلى الجبال، فهم مطلون على النبي صلى الله عليه وسلم. وخاف الناس بعضهم بعضا. وفيها صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأصحابه صلاة الخوف. وقال عبد الملك بن هشام: وإنما قيل لها ذات الرقاع لأنهم رقعوا فيها راياتهم. قال: ويقال ذات الرقاع شجرة هناك والظاهر أنهما غزوتان. وقال شعيب، عن الزهري: حدثني سنان بن أبي سنان الدؤلي، وأبو سلمة, عن جابر أنه غزا مع رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ نجد، فلما قفل قفل معه، فأدركته القائلة في واد كثير العِضَاه، فنزل وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر، وقال هو تحت شجرة فعلق بها سيفه، فنمنا نومة، فَإِذَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعونا فأجبناه، فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال: من يمنعك مني؟ قلت: الله. فشام السيف وجلس". فلم يعاقبه رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ فعل ذلك. متفق عليه. وشام: أغمد. قال أبو عوانة، عن أبي بشر: اسم الأعرابي "غورث بن الحارث". ثم روى أبو بشر، عن سليمان بن قيس، عن جابر، قال: قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب بن خصفة بنخل، فرأوا من المسلمين غرة، فجاء رجل منهم يقال له: غورث بن الحارث، حتى قام على رَأْس رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالسيف فقال: من يمنعك مني؟ قال: "الله". قال: فسقط السيف من يده فأخذه رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "من يمنعك مني"؟. قال: كن خير آخذ. قال: "تشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنِّي رَسُوْلُ الله"؟. قال: لا، ولكن أعاهدك على أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلى سبيله فأتى أصحابه وقال: جئتكم من عند خير الناس ثم ذكر صلاة الخوف، وأنه صلى بكل طائفة ركعتين وهذا حديث صحيح إن شاء الله. وقال البكائي، عن ابن إسحاق: حدثني وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إلى غزوة ذات الرقاع من نخل على جمل لي ضعيف، فلما قف رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت الرفاق تمضي، وجعلت أتخلف، حتى أدركني رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ما لك يا جابر؟ قلت: يا رسول الله أبطأ بي جملي هذا. قال: أنخه وساق قصة الجمل.

غزوة بدر الموعد

غزوة بدر الموعد: قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، وروى عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استنفر المسلمين لموعد أبي سفيان بدرا. وكان أهلا للصدق والوفاء صلى الله عليه وسلم، فاحتمل الشيطان أولياءه من الناس، فمشوا في الناس يخوفونهم، وقالوا: قد أخبرنا أن قد جمعوا لكم مثل الليل من الناس، يرجون أن يوافقوكم فيتنهبوكم، فالحذر الحذر لا تغدوا. فعصم الله المسلمين من تخويف الشيطان فاستجابوا لله ولرسوله وخرجوا ببضائع لهم، وقالوا: إن لقينا أبا سفيان فهو الذي خرجنا له، وإن لم نلقه ابتعنا ببضائعنا. وكان بدر متجرا يوافى في كل عام. فانطلقوا حتى أتوا موسم بدر، فقضوا منه حاجتهم، وأخلف أبو سفيان الموعد، فلم يخرج هو ولا أصحابه. وأقبل رجل من بني ضمرة، بينه وبين المسلمين حلف، فقال: والله إن كنا لقد أخبرنا أنه لم يبق منكم أحد، فما أعملكم إلى أهل هذا الموسم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يريد أن يبلغ ذلك عدوه من قريش: "أعملنا إليه موعد أبي سفيان وأصحابه وقتالهم، وإن شئت مع ذلك نبذنا إليك وإلى قومك حلفهم ثم جالدناكم". فقال الضمري: معاذ الله. قال: وذكروا أن ابن الحمام قدم على قريش، فقال: هذا محمد وأصحابه ينتظرونكم لموعدكم فقال أبو سفيان: قد والله صدق فنفروا وجمعوا الأموال فمن نشط منهم قووه، ولم يقبل من أحد منهم دون أوقية ثم سار حتى أقام بمجنة من عسفان ما شاء الله أن يقيم، ثم ائتمر هو وأصحابه، فقال أبو سفيان: ما يصلحكم إلا عام خصب ترعون فيه السمر وتشربون من اللبن، ثم رجع إلى مكة، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بنعمة من الله وفضل، وكانت تلك الغزوة تدعى غزوة جيش السويق. وكانت في شعبان سنة أربع. وقال الواقدي: كانت بدر الموعد، وتسمى بدر الصغرى, لهلال ذي القعدة على رأس خمسة وأربعين شهرا من مهاجره -عليه الصلاة والسلام- وأنه خرج في ألف وخمسمائة من أصحابه، واستخلف على المدينة عبد الله بن رواحة، وكان موسم بدر يجتمع فيه العرب لهلال ذي القعدة إلى ثامنه. فأقام بها المسلمون ثمانية أيام وباعوا بضائع، فربح الدرهم درهما، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل.

غزوة الخندق

غزوة الخندق: قال موسى بن عقبة: كانت في شوال سنة أربع. وقال ابن إسحاق: كانت في شوال سنة خمس. فالله أعلم. ويقوي الأول قول ابن عمر: إنه عرض يوم أحد وهو ابن أربع عشرة، فلم يجزه النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض عليه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة فأجازه لكن هذه التقوية مردودة بما سنذكره في سنة خمس، إن شاء الله تعالى. وفيها: توفي عبد الله ابن رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو عثمان -رضي الله عنه- عن ست سنين ونزل أبوه في حفرته. وفيها: في شعبان ولد الحسين بن علي -رضي الله عنهما. وفيها قتل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح وأصحابه. وقد ذكروا. وكنية عاصم: أبو سليمان، واسم جده أبي الأقلح: قيس بن عصمة من بني عمرو بن عوف، ومن ذريته الأحوص الشاعر ابن عبد لله بن محمد بن عاصم بن ثابت. وكان عاصم من الرماة المذكورين، ثبت يوم أحد وقتل غير واحد، وشهد بدرا. وقتل يوم بئر معونة من الصحابة: عامر بن فهيرة مولى الصديق -رضي الله عنه- وكان من سادة المهاجرين. ومن قريش: الحكم بن كيسان المخزومي، ونافع بن بديل بن ورقاء السهمي. وقتل يومئذ من الأنصار: الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول أبو سعد. فعن محمد بن إبراهيم التيمي، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَ الحارث بن الصمة وصهيب. وقال الواقدي: شهد الحارث أحدا، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعه على الموت، وقتل عثمان بن عبد الله بن المغيرة. وعن المسور بن رفاعة أن الحارث خَرَجَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلى بدر، فكسر بالروحاء، فَرَدَّهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة وضرب له بسهمه وأجره قال ابن سعد: وله ذرية بالمدينة وبغداد. حرام بن ملحان، واسم ملحان مالك بنِ خَالِدِ بنِ زَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ جُنْدَبِ بنِ عَامِرِ بنِ غَنْمِ بنِ عَدِيِّ بن النجار، شهد بدرا، وهو أخو أم سليم, قال لما طعن يوم بئر معونة: فزت ورب الكعبة، رحمه الله ورضي عنه. عطية بن عمرو، من بني دينار. وهذا لم أره في الصحابة لابن الأثير.

المنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود الساعدي، أحد النقباء ليلة العقبة. شهد بدرا وأحدا. وخنيس هو المعروف بالمعنق ليموت. أنس بن معاوية بن أنس، أحد بني النجار. أبو شيخ بن ثابت بن المنذر، وسهل بن سعد، من بني النجار كلاهما. معاذ بن ناعض الزرقي، بدري. عروة بن الصلت السلمي حليف الأنصار. مالك بن ثابت، وأخوه: سفيان كلاهما من بني النبيت. فهؤلاء الذين حفظت أسماؤهم من الشهداء السبعين الذين صح أنه نزل فيهم: "بلغو عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا" ثم نسخت. وقيل: بل كانوا اثنين وعشرين راكبا. ولعل الراوي عد الركاب دون الرجالة. أخبرنا إسماعيل بن أبي عمرو، أخبرنا ابن البن، قال: أخبرنا جدي، قال: أخبرنا ابن أبي العلاء، قال: أخبرنا ابن أبي نصر، قال: أخبرنا ابن أبي العقب، قال: أخبرنا أحمد بن البسري، قال: حدثنا محمد بن عائذ، قال: أخبرني حجوة بن مدرك الغساني، عن الحسن بن عمارة، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: بعث عامر بن مالك ملاعب الأسنة إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابعث إليَّ رهطا ممن معك يبلغوني عنك وهم في جواري. فأرسل إليه المنذر بن عمرو -رضي الله عنه- في اثنين وعشرين راكبا، فلما أتوا أداني أرض بني عامر بعث أربعة ممن معه إلى بعض مياههم، أو قال إلى بعضهم قال: وسمع عامر بن الطفيل فأتاهم فقاتلهم فقتلهم قال: ورجع الأربعة رهط الذين كان وجه بهم المنذر، فلما دنوا إذا هم بنسور تحوم، قالوا: إنا لنرى نسورا تحوم، وإنا نرى أصحابنا قد قتلوا. فلما أتوهم قال رجلان منهم: لا نطلب الشهادة بعد اليوم، فقاتلا حتى قتلا. ورجع الرجلان إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلقيا رجلين من بني عامر فسألاهما ممن هما فأخبراهما فقتلاهما وأخذا ما معهما, وأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه خبر أصحابهم وخبر الرجلين العامريين، وأتياه بما أصاب لهما. فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حلتين كان كساهما، فقال: "قد كانا منا في عهد". فوداهما إلى قومهما دية الحرين المسلمين. وقال حسان بعد موت عامر بن مالك يحرض ابنه ربيعة: بني أم البنين ألم يرعكم فذكر الأبيات.

فقال ربيعة: هل يرضى مني حسان طعنة أطعنها عامرا؟ قيل: نعم, فشد عليه فطعنه فعاش منها. وفيها توفيت أم المؤمنين زينب بِنْتُ خُزَيْمَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة القيسية الهوازنية العامرية الهلالية -رضي الله عنها- وكانت تسمى أم المساكين لإحسانها إليهم، تزوجت أولا بالطفيل بنُ الحَارِثِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ -رَضِيَ اللهُ عنه- ثم طلقها فتزوجها أخوه عبيدة بن الحارث -رضي الله عنه- فاستشهد يوم بدر، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة ثلاثة، ومكثت عنده على الصحيح ثمانية أشهر، وقيل: كانت وفاتها في آخر ربيع الآخر، وصلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع، ولها نحو ثلاثين سنة. وفيها تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ سَلَمَةَ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ واسمه حذيفة، وقيل: سهيل، ويدعى زاد الراكب؛ ابْنِ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ القرشية المخزومية، وكانت قبله عند ابْنُ عَمَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هِلاَلِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ، وأمه برة بنت عبد المطلب، وهاجر بها إلى الحبشة فولدت له هناك زينب، وولدت له سلمة وعمر ودرة، وَكَانَ أَخَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، أرضعتهما وحمزة ثويبة مولاة أبي لهب، ويقال: إنه كان أسلم بعد عشرة أنفس، وكان أول من هاجر إلى الحبشة، ثم كان أول من هاجر إلى المدينة، ولما عبر إلى الله كان الذي أغمضه رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دعا له، وكان قد جرح بأحد جرحا، ثم انتقض عليه، فمات منه في جمادى الآخرة سنة أربع. فلما توفي تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِيْنَ حلت في شوال، وكانت من أجمل النساء؛ وهي آخر نسائه وفاة. ثم تزوج بعدها بأيام يسيرة، بنت عمته أم الحكم؛ زينب بنت جحش بن رئاب الأسدي، وكان اسمها برة فسماها زينب. وكانت هي وإخوتها من المهاجرين، وأمهم أميمة بنت عبد المطلب، وهي التي نزلت هذه الآية فيها: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأَحْزَابُ: 37] ، وكانت تفخر عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من السماء. وفيها نزلت آية الحجاب، وتزوجها وهي بنت خمس وثلاثين سنة. وفي هذه السنة رجم النبي صلى الله عليه وسلم اليهودي واليهودية اللذين زنيا. وفيها توفيت أم سعد بن عبادة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب في بعض مغازيه, ومعه ابنها سعد، قال قتادة، عن سعيد بن المسيب: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى على قبر أم سعد بعد أشهر، والله أعلم.

السنة الخامسة من الهجرة

السنة الخامسة من الهجرة: غزوات ذات الرقاع، وغزوة دُومة الجندل بضم الدال غزوة ذات الرقاع: خرج لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشر خلون من المحرم. قاله الواقدي كما تقدم. وقال ابن إسحاق: إنها في جمادى الأولى سنة أربع. غزوة دُومة الجندل: وهي بضم الدال: قيل سميت بدومى بن إسماعيل -عليه السلام- لكونها كانت منزله. ودَومة بالفتح موضع آخر. وهذه الغزوة كانت في ربيع الأول. ورجع النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يصل إليها، ولم يلق كيدا. وقال المدائني: خرج صلى الله عليه وسلم في المحرم، يريد أكيدر دومة، فهرب أكيدر، وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الواقدي: حدثني ابن أبي سبرة، عن عبد الله بن أبي لبيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, عَنْ عبد الله بن أبي بكر وغيرهما، قالوا: أَرَادَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يقرب إلى أدنى الشام ليرهب قيصر, وذكر له أن بدومة الجندل جمعا عظيما يظلمون من مر بهم وكان بها سوق وتجار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف يسير الليل ويكمن النهار، ودليله مذكور العذري، فنكب عن طريقهم، فلما كان بينه وبين دومة يوم قوي، قال له: يا رسول الله إن سوائمهم ترعى عندك، فأقم حتى أنظر. وسار مذكور حتى وجد آثار النعم، فرجع وقد عرف مواضعهم، فهجم بالنبي صلى الله عليه وسلم على ماشيتهم ورعائهم فأصاب من أصاب، وجاء الخبر إلى دومة فتفرقوا، ورجع النبي صلى الله عليه وسلم. وهي تبعد عن المدينة ستة عشر يوما، وبينها وبين دمشق خمس ليال للمجد، وبينها وبين الكوفة سبع ليال، وهي أرض ذات نخل، يزرعون الشعير وغيره، ويسقون على النواضح وبها عين ماء.

غزوة المريسيع

غزوة المريسيع: وتسمى غزوة بني المصطلق، كانت في شعبان سنة خمس على الصحيح, بل المجزوم به. قال الواقدي: استخلف النبي صلى الله عليه وسلم فيها على المدينة زيد بن حارثة. فحدثني شعيب بن عباد عن المسور بن رفاعة، قَالَ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في سبعمائة. وقال يونس بن بكير: قال ابن إسحاق: حدثني محمد بن يحيى بن حبان، وعاصم بن عمر، وعبد الله بن أبي بكر، قالوا: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبلغه أن بني المصطلق يجمعون له، وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية أم المؤمنين، فسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل بالمريسيع، ماء من مياههم؛ فأعدوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتزاحف الناس فاقتتلوا، فهزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بني المصطلق وقتل من قتل منهم ونفل نساءهم وأبناءهم وأموالهم، وأقام عليهم من ناحية قديد والساحل. وقال الواقدي، عن معمر وغيره: أن بني المصطلق من خزاعة كانوا ينزلون ناحية الفرع، وهم حلفاء بني مدلج، وكان رأسهم الحارث بن أبي ضرار، وكان قد سار في قومه ومن قدر عليه، وابتاعوا خيلا وسلاحا، وتهيئوا للمسير إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الواقدي: وحدثني سعيد بن عبد الله بن أبي الأبيض، عن أبيه, عن جدته، وهي مولاة جويرية, سمعت جويرية تقول: أَتَانَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن على المريسيع، فأسمع أبي يقول: أتانا ما لا قبل لنا به. قالت: وكنت أرى من الناس والخيل والعدة ما لا أصف من الكثرة، فلما أن أسلمت وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعنا جعلت أنظر إلى المسلمين فليسوا كما كنت أرى، فعرفت أنه رعب من الله، وكان رجل منهم قد أسلم يقول: لقد كنا نرى رجالا بيضا على خيل بلق، ما كنا نراهم قبل ولا بعد. قال الواقدي: ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم الماء، وضربت له قبة من أدم، ومعه عائشة وأم سلمة، وصف رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ، ثم أمر عمر فنادى فيهم، قولوا: لا إله إلا الله، تمنعوا بها أنفسكم وأموالكم، ففعل عمر، فأبوا. فكان أول من رمى رجل منهم بسهم، فرمى المسلمون ساعة بالنبل، ثم أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر أصحابه أن يحملوا، فحملوا، فما أفلت منهم إنسان، فقتل منهم عشرة وأسر سائرهم، وقتل من المسلمين رجل واحد. وقال ابن عون: كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال، فكتب: إنما كان ذلك في أول الإسلام، قد أغار رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بني المصطلق وهم غارون، وأنعامهم تسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم وسبى سبيهم، فأصاب يومئذ -أحسبه قال: جويرية- وحدثني ابن عمر بذلك، وكان في ذلك الجيش. متفق عليه. وقال إسماعيل بن جعفر، عن ربيعة الرأي، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، سمع أبا سعيد يقول: غَزَوْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بني المصطلق فسبينا كرائم العرب، وطالت علينا العزبة، ورغبنا في الفداء فأردنا أن نستمتع ونعزل، فسألنا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:

"لا عليكم أن لا تفعلوا، ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون". متفق عليه، عن قتيبة عن إسماعيل. تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجويرية: وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا قَسَّمَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية في السهم لثابت بن قيس بن شماس، أو لابن عم له فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه, فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهتها، وقلت: سيري منها مثل ما رأيت. فلما دَخَلْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الحَارِثِ سَيِّدِ قَوْمِهِ، وَقَدْ أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، وَقَدْ كَاتَبْتُ فَأَعِنِّي فَقَالَ: "أَوْ خَيْرٌ مِنْ ذلك أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك". فقالت: نعم. ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ الناس أنه قد تزوجها، فقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم. فَأَرْسَلُوا مَا كَانَ فِي أَيْدِيْهِمْ مِنْ بَنِي المُصْطَلِقِ فَلَقَدْ أُعْتِقَ بِهَا مائَةُ أَهْلِ بَيْتٍ من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها وكان اسمها برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني محمد بن يحيى بن حبان، وعبد الله بن أبي بكر، وعاصم بن عمر بن قتادة، في قصة بني المصطلق: فبينا النبي صلى الله عليه وسلم مقيم هناك، إذ اقتتل على الماء جهجاه بن سعيد الغفاري أجير عمر، وسنان بن زيد. قال: فحدثني محمد بن يحيى أنهما ازدحما على الماء فاقتتلا، فقال سنان: يا معشر الأنصار وقال جهجاه: يا معشر المهاجرين وكان زيد بن أرقم ونفر من الأنصار عند عبد الله بن أبي، يعني: ابن سلول، فلما سمعها قال: قد ثاورونا في بلادنا والله ما أعدنا وجلابيب قريش هذه إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك، والله لئن رَجَعْنَا إِلَى المَدِيْنَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ. ثم أقبل على من عنده من قومه، فقال: هذا ما صنعتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو كففتم عنهم لتحولوا عنكم من بلادكم فسمعها زيد، فذهب بِهَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو غليم، وعنده عمر فأخبره الخبر فقال عمر: يا رسول الله مر عباد بن بشر فليضرب عنقه فقال: "كيف إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه؟ لا ولكن ناد يا عمر في الرحيل". فلما بلغ ذلك ابن أبي أتى النبي صلى الله عليه وسلم يعتذر، وحلف له بالله ما قال ذلك، وكان عند قومه بمكان. فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى أن يكون هذا الغلام أوهم وراح رسول الله صلى الله عليه وسلم مهجرا في ساعة كان لا يروح فيها فلقيه أسيد بن حضير فسلم عليه بتحية النبوة ثم قال:

والله لقد رحت في ساعة منكرة فقال: "أما بلغك ما قال صاحبك ابن أبي"؟. فقال: يا رسول الله فأنت والله العزيز وهو الذليل. ثم قال: يا رسول الله ارفق به، فوالله لقد جاء الله بك وإنا لننظم له الخرز لنتوجه فإنه ليرى أن قد استلبته ملكا فسار رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ بقية يومه وليلته، حتى أصبحوا وحتى اشتد الضحى. ثم نزل بالناس بقية يومه وليلته، حتى أصبحوا وحتى اشتد الضحى. ثم نزل بالناس ليشغلهم عما كان من الحديث، فلم يأمن الناس أن وجدوا مس الأرض فناموا. ونزلت سورة المنافقين. وقال ابن عيينة: حدثنا عمرو بن دينار قال: سمعت جابرا يقول: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزاة، فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار. فقال الأنصاري: يا للأنصار. وقال المهاجري: يا للمهاجرين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بال دعوى الجاهلية؟ دعوها فإنها منتنة". فقال عبد الله بن أبي بن سلول: أو قد فعلوها؟ والله لئن رَجَعْنَا إِلَى المَدِيْنَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ. قال: وكانت الأنصار بالمدينة أكثر من المهاجرين حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم ثم كثر المهاجرون بعد ذلك, فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه". متفق عليه1. وقال عبيد الله بن موسى: أخبرنا إسرائيل، عن السدي عن أبي سعيد الأزدي، قال: حدثنا زيد بن أرقم قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وكان معنا ناس من الأعراب فكنا نبتدر الماء وكانت الأعراب يسبقوننا, فيسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض ويجعل حوله حجارة ويجعل النطع عليه حتى يجيء أصحابه، فأتى أنصاري فأرخى زمام ناقته لتشرب فمنعه فانتزع حجرا فغاض الماء, فرفع الأعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشجه، فأتى عبد الله بن أبي فأخبره فغضب, وقال: لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى ينفضوا من حوله؛ يعني الأعراب وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منه الأذل. قال زيد: فسمعته فأخبرت عمي، فانطلق فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحلف وجحد، فَصَدَّقَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكذبني فجاء إليَّ عمي فقال: ما أردت أن مقتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبك المسلمون. فوقع عليَّ من الغم ما لم يقع على أحد قط فبينا أن أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خفقت برأسي من الهم، إذ أَتَانِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعرك أذني وضحك في وجهي، فما كان يسرني أن لي بها الخلد أو الدنيا. ثم إن أبا بكر لحقني فقال: ما قال لَكِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

_ 1 صحيح: أخرجه الحميدي "1239"، والطيالسي "1708"، والبخاري "4905" و"4907"، ومسلم "2584" "63"، والترمذي "3315"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "977"، وأبو يعلى "1824"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "4/ 53-54" من طرق عن سفيان بن عيينة، به.

قلت: ما قال لي شيئا. فقال أبشر فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين حتى بلغ منها: {الْأَذَلَّ} [المنافقون: 8] . وقال إسرائيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ، قال: سمعت عبد الله بن أبي يقول لأصحابه: لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ حتى ينفضوا من حوله. وقال: لئن رَجَعْنَا إِلَى المَدِيْنَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ. فذكرت ذلك لعمي فذكره لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فحلفوا ما قالوا، فصدقهم وكذبني، فأصابني هم، فأنزل الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنافقون: 1] ، فأرسل إليَّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرأها عليَّ، وقال: "إن الله صدقك يا زيد". أخرجه البخاري1. وقال أنس بن مالك: زيد بن أرقم هو الذي يقول لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَذَا الذي أوفى الله له بأذنه". أخرجه البخاري، من حديث عبد الله بن الفضل عن أنس2. وقال الأعمش، عن أبي سفيان عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قدم من سفر، فلما كان قرب المدينة هاجت ريح تكاد أن تدفن الراكب، فزعم أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "بعثت هذه الريح لموت منافق". قال: فقدم المدينة فإذا منافق عظيم قد مات. أخرجه مسلم3. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ قال: فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق عمان سرحوا ظهرهم، وأخذتهم ريح شديدة، حتى أشفق الناس منها، وقيل: يا رسول الله ما شأن هذه الريح؟ فقال: "مات اليوم منافق عظيم النفاق، ولذلك عصفت الريح وليس عليكم منها بأس إن شاء الله". وذلك في قصة بني المصطلق. وقال يونس، عن ابن إسحاق، عن شيوخه الذين روى عنهم قصة بني المصطلق، قالوا: فانصرف رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إذا كان ببقعاء من أرض الحجاز دون البقيع هبت ريح شديدة فخافها النَّاسَ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تخافوا فإنها هبت لموت عظيم من عظماء الكفر". فوجدوا رفاعة بن زيد بن التابوت قد مات يومئذ، وكان من بني قينقاع، وكان قد أظهر الإسلام وكان كهفا للمنافقين. وحدثني عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِيْنَةَ من بني المصطلق، أتاه

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4900" حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا إسرائيل به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4906" من طريق موسى بن عقبة، قال حدثني عبد الله بن الفضل, به. 3 صحيح: أخرجه مسلم "2782" حدثني أبو كريب محمد بن العلاء، حدثنا حفص بن غياث, عن الأعمش, به.

عبد الله بن عبد الله بن أبي، فقال: يا رسول الله بلغني أنك تريد قتل أبي، فإن كنت فاعلا فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه فوالله لقد علمت الخزرج ما كان بها رجل أبر بوالده مني، ولكني أخشى أن تأمر به رجلا مسلما فيقتله، فلا تدعني نفسي أن أنظر إلى قاتل عبد الله يمشي في الأرض حيا حتى أقتله، فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل نحسن صحبته ونترفق به ما صحبنا". والله أعلم. حديث الإفك: وكان في هذه الغزوة قال سليمان بن حرب: حدثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَالنُّعْمَانِ بنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أراد سفرا أقرع بين نسائه. قالت: فأقرع بيننا في غزاة المُرَيْسِيْعِ، فَخَرَجَ سَهْمِي، فَهَلَكَ فيَّ مَنْ هَلَكَ. وكذلك قال ابن إسحاق، والوقاد وغيرهما: أن حديث الإفك في غزوة المريسيع. وروي عن عباد بن عبد الله، قال: قلت يا أماه حدثيني حديثك في غزوة المريسيع. قرأت على أبي مُحَمَّدٍ عَبْدُ الخَالِقِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، بِبَعْلَبَكَّ، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الحق اليوسفي، قال: أخبرنا أبو سعد بن خشيش، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، قال: أخبرنا ميمون بن إسحاق، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قالت: لقد تحدث بأمري في الإفك واستفيض فيه وما أشعر وَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أناس من أصحابه، فسألوا جارية لي سوداء كانت تخدمني، فقالوا: أخبرينا ما علمك بعائشة؟ فقالت: والله ما أعلم منها شيئا أعيب من أنها ترقد ضحى حتى إن الداجن داجن أهل البيت تأكل خميرها. فأداروها وسألوها حتى فطنت، فقالت: سبحان الله، والذي نفسي بيده ما أعلم على عائشة إلا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر. قالت: فكان هذا وما شعرت. ثم قَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: "أَمَّا بَعْدُ، أَشِيْرُوا عليَّ فِي أُنَاسٍ أَبَنُوا 1 أَهْلِي، وَايمُ اللهِ إِنْ عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي مِنْ سُوْءٍ قَطُّ، وَأَبَنُوْهُمْ بِمَنْ وَاللهِ إِنْ علمت عليه سوء قط، ولا دخل على أهلي إلا وأنا شاهد، ولا غبت في سفر إلا غاب معي". فقال سعد بن معاذ: أرى يا رسول الله أن تضرب أعناقهم. فقال رجل من

_ 1 أبنوا: أي اتهموا.

الخزرج, وكانت أم حسان من رهطه، وكان حسان من رهطه: والله ما صدقت، ولو كان من الأوس ما أشرت بهذا. فكاد يكون بين الأوس والخزرج شر في المسجد، ولا علمت بشيء منه، ولا ذكره لي ذاكر، حتى أمسيت من ذلك اليوم فخرجت في نسوة لحاجتنا، وخرجت معنا أم مسطح -بنت خالة أبي بكر- فإنا لنمشي ونحن عامدون لحاجتنا، عثرت أم مسطح فقالت: تعس مسطح. فقلت: أي أم، أتسبين ابنك؟ فلم تراجعني. فعادت ثم عثرت، فقالت: تعس مسطح. فقلت: أي أم, أتسبين ابنك صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فلم تراجعني. ثم عثرت الثالثة، فقالت: تعس مسطح. فقلت: أي أم, أتسبين ابنك صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالت: والله ما أسبه إلا من أجلك وفيك. فقلت: وفي أي شأني؟ قالت: وما علمت بما كان؟ فقلت: لا، وما الذي كان؟ قالت: أشهد أنك مبرأة مما قيل فيك ثم بقرت لي الحديث، فلأكر راجعة إلى البيت ما أجد مما خرجت له قليلا ولا كثيرا. وركبتني الحمى فحممت فدخل عليَّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فسألني عن شأني، فقلت: أجدني موعوكة، ائذن لي أذهب إلى أبوي. فأذن لي، وأرسل معي الغلام، فقال: "امش معها". فجئت فوجدت أمي في البيت الأسفل ووجدت أبي يصلي في العلو فقلت لها: أي أمه، ما الذي سمعت؟ فإذا هي لم ينزل بها من حيث نزل مني, فقالت: أي بنية وما عليك، فما من امرأة لها ضرائر تكون جميلة يحبها زوجها إلا وهي يقال لها بعض ذلك. فقلت: وقد سمعه أبي؟ فقالت: نعم. فقلت: وسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: ورسول الله صلى الله عليه وسلم. فبكيت، فسمع أبي البكاء، فقال: ما شأنها؟ فقالت: سمعت الذي تحدث به. ففاضت عيناه يبكي, فقال: أي بنية، ارجعي إلى بيتك، فرجعت وأصبح أبواي عندي حتى إذا صليت العصر دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بين أبوي، أحدهما عن يميني والآخر عن شمالي، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: "أما بعد يا عائشة إن كنت ظلمت أو أخطأت أو أسأت فتوبي وراجعي أمر الله واستغفري". فوعظني، وبالباب امرأة من الأنصار قد سلمت, فهي جالسة بباب البيت في الحجرة وأنا أقول: ألا تستحيي أن تذكر هذا, والمرأة تسمع, حتى إذا قضى كلامه قلت لأبي, وغمزته: ألا تكلمه؟ فقال: وما أقول له؟ والتفت إلى أمي فقلت: ألا تكلمينه؟ فقالت: وماذا أقول له؟ فحمدت الله وأثنيت عليه بما هو أهله ثم قلت: أما بعد فوالله لئن قلت لكم: أن قد فعلت والله يشهد أني لبريئة ما فعلت لتقولن: قد باءت به على نفسها واعترفت به، ولئن قلت: لم أفعل والله يعلم أني لصادقة ما أنتم بمصدقي لقد دخل هذا في أنفسكم واستفاض فيكم، وما أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلاً إِلاَّ قَوْلَ أَبِي يوسف العبد الصالح؛ وما أعرف يومئذ اسمه: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] .

ونزل الوحي ساعة قضيت كلامي، فعرفت والله البشر فِي وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أن يتكلم فمسح جبهته وجبينه ثم قال: أبشري يا عائشة، فقد أنزل الله عذرك. وتلا القرآن. فكنت أشد ما كنت غضبا، فقال لي أبواي: قومي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمده ولا إياكما ولكني أحمد الله الذي برأني. لقد سمعتم فما أنكرتم ولا جادلتم ولا خاصمتم. فقال الرجل الذي قيل له ما قيل، حين بلغه نزول العذر: سبحان الله، فوالذي نفسي بيده ما كشفت قط كنف أنثى. وكان مسطح يتيما في حجر أبي بكر ينفق عليه, فحلف لا ينفع مسطحا بنافعة أبدا. فأنزل الله: {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى} إلى قوله: {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النُّوْرُ: 22] ، فقال أبو بكر: بلى والله يا رب، إني أحب أن تغفر لي وفاضت عيناه فبكى رضي الله عنه1. وهذا عال حسن الإسناد، أخرجه البخاري تعليقا؛ فقال: وقال أبو أسامة، عن هشام بن عروة فذكره. وقال الليث -واللفظ له- وابن المبارك، عن يونس بن يزيد، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ وَابْنُ المُسَيِّبِ وَعَلْقَمَةُ بنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ حَدِيْثِ عَائِشَةَ، حِيْنَ قَالَ لَهَا أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله؛ وكل حدثني بطائفة من الحديث، وَبَعْضُ حَدِيْثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضاً، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ. قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أن يخرج أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بها مَعَهُ. فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ سهمي فخرجت معه بعدما نزل الحجاب وأنا أحمل في هودجي وَأُنْزَلُ فِيْهِ فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرغَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ المَدِيْنَةِ, آذَنَ لَيْلَةً بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل, فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي، فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جزع ظفار قد انقطع فالتمسته، وحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي واحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري الذي كنت ركبت وَهُمْ يَحْسَبُوْنَ أَنِّي فِيْهِ. وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافاً لَمْ يُثْقِلْهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا يَأْكُلْنَ العلقة2 من الطعام، فلم يستنكروا خفة الهودج حِيْنَ رَفَعُوْهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيْثَةَ السِّنِّ فَبَعَثُوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعدما اسْتَمَرَّ الجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلاَ مُجِيْبٌ فَأَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ فِيْهِ، وظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إليَّ، فبينا أَنَا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ. وَكَانَ صَفْوَانُ بن

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4141" من طرق عن عائشة، به في حديث طويل. 2 العلقة: البلغة من الطعام.

المُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الجَيْشِ. فَأَدْلَجَ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِيْنَ عَرَفْتُ، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، وَاللهِ مَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً وَلاَ سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ. فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطِئَ عَلَى يَدَيْهَا فَرَكِبْتُهَا، فَاْنَطَلَق يَقُوْدُ بِيَ الرَّاحِلَةَ حَتَّى أتينا الجيش بعدما نَزَلُوا مُوْغِرِيْنَ فِي نَحْرِ الظَّهِيْرَةِ, فَهَلَكَ مَنْ هلك. وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول. فقدمنا المدينة، فاشتكيت حين قدمت شَهْراً، وَالنَّاسُ يُفِيْضُونَ فِي قَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ، ولا أشعر بشيء من ذلك وهو يريبني فِي وَجَعِي أَنِّي لاَ أَعْرِفُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِيْنَ أَشْتَكِي. إِنَّمَا يَدْخُلُ عليَّ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُوْلُ: "كَيْفَ تِيْكُمْ"؟. ثُمَّ يَنْصَرِفُ. فَذَلِكَ الَّذِي يُرِيْبُنِي وَلاَ أَشْعُرُ بِالشَّرِّ، حتى خرجت يوما بعدما نَقِهْتُ. فَخَرَجْتُ مَعَ أُمِّ مِسْطَحٍ قِبَلَ المَنَاصِعِ؛ وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا؛ وَكُنَّا لاَ نَخْرُجُ إِلاَّ لَيْلاً إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكُنُفُ قَرِيْباً مِنْ بُيُوْتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ العَرَبِ الأول في التبرز قبل الغائط، وكنا نتأذى بالكنف نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوْتِنَا. فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ وهي ابنة أَبِي رُهْمٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهَا ابْنَةُ صَخْرِ بنِ عَامِرٍ خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ وَابْنُهَا مِسْطَحُ بنُ أُثَاثَةَ بنِ المُطَّلِبِ، فَأَقْبَلْتُ أنا وأم مسطح قِبَلَ بَيْتِي، قَدْ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ أم مسطح في مرطها فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ، أَتَسُبِّيْنَ رَجُلاً شَهِدَ بَدْراً؟ قَالَتْ: أَيْ هَنْتَاهُ، أَوَ لَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ؟ قُلْتُ: وماذا؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك. فَازْدَدْتُ مَرَضاً عَلَى مَرَضِي فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي وَدَخَلَ عليَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: "كَيْفَ تِيْكُمْ"؟. فَقُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ؟ وَأَنَا أُرِيْدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الخَبَرَ مِنْ قِبَلِهَمَا، فَأَذِنَ لي، فجئت أبوي فقلت لأمي: يَا أُمَّتَاهُ مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ قَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِي عليكِ، فَوَاللهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قط وَضِيْئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا لَهَا ضَرَائِرُ، إِلاَّ كثرن عليها. فقلت: سبحان الله، ولقد تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟ فَبَكَيْتُ اللَّيْلَةَ حَتَّى لاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ, ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي. فَدَعَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ حِيْنَ اسْتَلْبَثَ الوَحْيُ يَسْتَأْمِرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ. فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ لهم في نفسه من الود، فقال أسامة: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَهْلُكَ وَلاَ نَعْلَمُ إِلاَّ خيرا. وأما عليٌّ فقال: يا رسول الله لَمْ يُضَيِّقِ اللهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيْرٌ، واسأل الجارية تصدقك. قالت: فَدَعَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيْرَةَ فَقَالَ: "أَيْ بَرِيْرَةُ هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيْبُكِ"؟. قَالَتْ: لاَ, وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْراً أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيْثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله. فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول، فقال

وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ: "يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِيْنَ مَنْ يعذرني من رجل قد بلغنا أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي؟ فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ في أَهْلِي إِلاَّ خَيْراً، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلاً مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْراً، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلاَّ مَعِي". فَقَامَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَنَا أَعْذِرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وإن كان من إخواننا الخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ فَقَامَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الخَزْرَجِ -وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلاً صَالِحاً- وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الحمية، فقال: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لاَ تَقْتُلُهُ وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ فَقَامَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ، فَقَالَ كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ المُنَافِقِيْنَ، فَتَثَاوَرَ الحَيَّانِ: الأَوْسُ وَالخَزْرَجُ، حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا، وَرَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى المِنْبَرِ، فَلَمْ يَزَلْ يَخْفِضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ. قَالَتْ: فَبَكَيْتُ يَوْمِي ذَلِكَ وَلَيْلَتِي لاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ فَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي، وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْماً لاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ وَلاَ يَرْقَأُ لِي دمع، حتى يظنان أَنَّ البُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي. فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي، اسْتَأْذَنَتْ عليَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأنصار فجلست تبكي معي. فبينا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسلم ثم جَلَسَ، وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيْلَ لِي ما قيل وقد لَبِثَ شَهْراً لاَ يُوْحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي شيء. قالت: فتشهد حين جلس ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ! فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيْئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللهَ وَتُوْبِي إِلَيْهِ فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ". قالت: فلما قَضَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتْهُ، قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً, فَقُلْتُ لأَبِي: أَجِبْ رَسُوْلَ اللهِ فِيْمَا قَالَ. قَالَ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُوْلُ له؟ فقلت لأمي: أجيبي رسول الله. قالت: ما أدري ما أقول له؟ فَقُلْتُ وَأَنَا يَوْمئذٍ حَدِيْثَةُ السِّنِّ لاَ أَقْرَأُ كَثِيْراً مِنَ القُرْآنِ: إِنِّي وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَقَدْ سَمِعْتُمْ هَذَا الحَدِيْثَ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيْئَةٌ، وَاللهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيْئَةٌ، لاَ تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللهُ يَعْلَمُ أني بريئة لتصدقني، والله ما أجد لكم مَثَلاً إِلاَّ قَوْلَ أَبِي يُوْسَفَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يُوْسُفُ: 18] ، ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنِّي بريئة وأن الله يبرئني ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل فِي شَأْنِي وَحْياً يُتْلَى، وَلَشَأْنِي كَانَ فِي نَفْسِي أَحْقَرُ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللهُ فيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى، وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللهُ بِهَا قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا قَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ حتى أنزل عليه، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ البُرَحَاءِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الجُمَانِ مِنَ العَرَقِ، وَهُوَ فِي يَوْمٍ شاتٍ مِنْ ثِقَلِ القَوْلِ الَّذِي يَنْزِلُ عَلَيْهِ. فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَضْحَكُ كَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ

بِهَا: يَا عَائِشَةُ أَمَا وَاللهِ لَقَدْ بَرَّأَكِ اللهُ. فَقَالَتْ أُمِّي: قُوْمِي إِلَيْهِ. فَقُلْتُ: وَاللهِ لاَ أَقُوْمُ إِلَيْهِ، وَلاَ أَحْمَدُ إِلاَّ اللهَ. وأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النُّوْرُ: 11] ، العَشْرُ الآيَاتُ كُلُّهَا. فَلَمَّا أَنْزَلَ اللهُ هَذَا فِي بَرَاءتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ لِقَرَابَتِهِ وَفَقْرِهِ: وَاللهِ لاَ أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئاً أبدا بعد الذي قال لعائشة. فأنزل الله تعالى: {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22] ، قال أبو بكر: بَلَى وَاللهِ إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لِي. فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: وَاللهِ لاَ أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَداً. قَالَتْ: وَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَنِ أَمْرِي، فَقَالَتْ: أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي مَا عَلِمْتُ إِلاَّ خَيْراً، وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِيْنِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَصَمَهَا اللهُ بِالوَرَعِ، وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ لَهَا فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك. متفق عليه من حديث يونس الأيلي. وقال أبو معشر: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُغِيْرَةِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الوَلِيْدِ بنِ عبد الملك فذكر الحديث بطوله عن الأربعة عن عائشة، فقال الوليد: وما ذاك؟ قَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزا غزوة بني المصطلق فساهم بين نسائه، فخرج سهمي وسهم أم سلمة. وقال عَبْدِ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الوَلِيْدِ بن عبد الملك فقال: الذي تولى كبره منهم عليٌّ. فَقُلْتُ: لاَ, حَدَّثَنِي سَعِيْدٌ، وَعُرْوَةُ, وَعَلْقَمَةُ، وعبيد الله كلهم سمع عائشة تقول: الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ. فَقَالَ لِي: فَمَا كَانَ جُرْمُهُ؟ قُلْتُ: سُبْحَانَ الله, أخبرني رجلان من قومك: أبو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هشام أَنَّهُمَا سَمِعَا عَائِشَةَ تَقُوْلُ: كَانَ مُسِيْئاً فِي أمري. أخرجه البخاري. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا تَلاَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القِصَّةَ التي نزل بِهَا عُذْرِي عَلَى النَّاسِ، نَزَلَ, فَأَمَرَ بِرَجُلَيْنِ وَامْرَأَةٍ مِمَّنْ كَانَ تَكَلَّمَ بِالفَاحِشَةِ فِي عَائِشَةَ, فُجُلِدُوا الحَدَّ. قَالَ: وَكَانَ رَمَاهَا ابْنُ أُبَيٍّ، ومسطح، وحسان, وحمنة بنت جحش. وقال شعبة، عن سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى, عَنْ مَسْرُوْقٍ، قَالَ: دَخَلَ حسان بن ثابت على عائشة -رضي الله عنها- فشبب بأبيات له:

حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيْبَةٍ ... وَتُصْبِحُ غَرْثَى من لحوم الغوافل قالت: لستَ كذلك. قلت: تَدَعِيْنَ مِثْلَ هَذَا يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ أَنْزَلَ الله -عز وجل: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النُّوْرُ: 11] ، قَالَتْ: وَأَيُّ عَذَابٍ أَشَدُّ مِنَ العَمَى؟ وقالت: كَانَ يَرُدُّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم1. متفق عليه. وقال يونس، عن ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ، قال: وكان صَفْوَانُ بنُ المُعَطَّلِ قَدْ كَثَّرَ عَلَيْهِ حَسَّانٌ فِي شَأْنِ عَائِشَةَ, وَقَالَ يعرِّض بِهِ: أَمْسَى الجَلاَبِيْبُ قَدْ عَزُّوا وَقَدْ كَثُرُوا ... وَابْنُ الفُرَيْعَةِ أَمْسَى بَيْضَةَ البَلَدِ فَاعْتَرَضَهُ صَفْوَانُ لَيْلَةً وَهُوَ آتٍ مِنْ عِنْدِ أَخْوَالِهِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَضَرَبَهُ بالسيف على رأسه، فيعدو عَلَيْهِ ثَابِتَ بنَ قَيْسٍ، فَجَمَعَ يَدَيْهِ إِلَى عنقه بحبل أسود, وقاده إلى دار بني حارثة، فلقيه عبد الله بن رَوَاحَةَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: مَا أَعْجَبَكَ! عَدَا عَلَى حَسَّانٍ بِالسَّيْفِ فَوَاللهِ مَا أُرَاهُ إِلاَّ قَدْ قَتَلَهُ. فَقَالَ: هَلْ عَلِمَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا صَنَعْتَ بِهِ؟ فَقَالَ: لاَ. فَقَالَ: وَاللهِ لَقَدِ اجْتَرَأْتَ، خل سبيله فسنغدوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنعلمه أمره فخل سَبِيْلَهُ. فَلَمَّا أَصْبَحُوا غَدَوْا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: "أَينَ ابْنُ المُعَطَّلِ"؟. فَقَامَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: هَا أنذا يَا رَسُوْلَ اللهِ، فَقَالَ: "مَا دَعَاكَ إِلَى ما صنعت"؟. قال: آذاني وكثَّر عليَّ وَلَمْ يَرْضَ حَتَّى عرَّض بِي في الهجاء، فاحتملني الغضب، وها أنذا، فَمَا كَانَ عليَّ مِنْ حَقٍّ فَخُذْنِي بِهِ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادعوا لي حسان". فأتي به؛ فقال: "يا حَسَّانُ! أَتَشَوَّهْتَ عَلَى قَوْمِي أَنْ هَدَاهُمُ اللهُ لِلإِسْلاَمِ". يَقُوْلُ: تَنَفَّسْتَ عَلَيْهِم يَا حَسَّانُ! "أَحْسِنْ فيما أصابك". فقال: هي لك يا رسول الله! فأعطاه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِيْرِيْنَ القُبْطِيَّةَ. فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأَعْطَاهُ أَرْضاً كَانَتْ لأَبِي طلحة تصدق بها عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وحدثني يعقوب بن عتبة، أن صفوان بن المعطل قال حين ضرب حسان: تلق ذباب السيف عنك فإنني ... غلام إذا هوجيت لست بشاعر وقال حسان لعائشة -رضي الله عنها:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4146"، ومسلم "2488" حدثني بشر بن خالد، أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، به. وأخرجه البخاري "4756"، ومسلم "2488" من طريق ابن أبي عدي، أنبأنا شعبة، به. وأخرجه البخاري "4755" من طريق سفيان، عن الأعمش، به.

رَأَيْتُكِ وَلْيَغْفِرْ لَكِ اللهُ حُرَّةً ... مِنَ المُحْصَنَاتِ غَيْرِ ذَاتِ غَوَائِلِ حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيْبَةٍ ... وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُوْمِ الغَوَافِلِ وَإِنَّ الَّذِي قَدْ قِيْلَ لَيْسَ بِلائِقٍ ... بِكِ الدَّهْرَ بَلْ قِيْلُ امْرِئٍ مُتَمَاحِلِ فَإِنْ كُنْتُ أَهْجُوْكُمْ كَمَا بَلَّغُوْكُمُ ... فَلاَ رَفَعَتْ سَوطِي إِلَيَّ أَنَامِلِي فكيف وُوُدِّي مَا حَيِيْتُ وُنُصْرَتِي ... لآلِ رَسُوْلِ اللهِ زَيْنِ المَحَافِلِ وَإِنَّ لَهُمْ عِزّاً يُرَى النَّاسُ دونه ... قصارا وطال العز كل التطاول منها: عَقِيْلَةُ حَيٍّ مِنْ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ ... كِرَامِ المَسَاعِي مَجْدُهُمْ غَيْرُ زَائِلِ مُهَذَّبَةٌ قَدْ طَيَّبَ اللهُ خِيْمَهَا ... وَطَهَّرَهَا مِنْ كُلِّ سُوْءٍ وَبَاطِلِ استشهد صفوان في وقعة أرمينية سنة تسع عشرة. قاله ابن إسحاق. وعن عائشة قالت: لقد سألوا عن ابن المعطل فوجدوه حصورا ما يأتي النساء. ثم قتل بعد ذلك شهيدا.

غزوة الخندق

غزوة الخندق: قال الواقدي: وهي غزوة الأحزاب، وكانت في ذي القعدة. قالوا: لما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير ساروا إلى خيبر، وخرج نفر من وجوههم إلى مكة فألبوا قريشا ودعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاهدوهم على قتاله، وواعدوهم لذلك وقتا. ثم أتوا غطفان وسليما, فدعوهم إلى ذلك, فوافقوهم. وتجهزت قريش وجمعوا عبيدهم وأتباعهم، فكانوا في أربعة آلاف، وقادوا معهم نحو ثلاثمائة فرس من سوى الإبل. وخرجوا وعليهم أبو سفيان بن حرب، فوافتهم بنو سليم بمر الظهران، وهم سبعمائة وتلقتهم بنو أسد يقودهم طليحة بن خويلد الأسدي، وخرجت فزارة وهم في ألف بعير يقودهم عيينة بن حصن، وخرجت أشجع وهم أربعمائة يقودهم الحارث بن عوف, وقيل: إنه رجع ببني مرة، والأول أثبت، فكان جميع الأحزاب عشرة آلاف وأمر الكل إلى أبي سفيان وكان المسلمون في ثلاثة آلاف. هذا كلام الواقدي. وأما ابن إسحاق فقال: كانت غزوة الخندق في شوال. قال: وكان من حديثها أن سلام بن أبي الحقيق، وحيي بن أخطب، وكنانة بن الربيع، وهوذة في نفر من بني النضير ونفر من بني وائل، وهم الذين حزبوا الأحزاب عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قدموا مكة فدعوا قريشا إلى القتال، وقالوا: إنا نكون معكم حتى نستأصل محمدا. فقالت قريش: يا معشر يهود، إنكم أهل كتاب وعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد, أفديننا خير أم دينه؟ قالوا: بل دينكم خير من دينه وأنتم أولى بالحق. وفيهم نزل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [النساء: 51] الآيات، فلما قالوا ذلك لقريش سرهم ونشطوا إلى الحرب واتعدوا لهم. ثم خرج أولئك النفر اليهود حتى جاءوا غطفان، فدعوهم فوافقوهم. فخرجت قريش، وخرجت غطفان وقائدهم عيينة في بني فزارة، والحارث بن عوف المري في قومه، ومسعود بن زحلية فين تابعه من قومه أشجع. فلما سمع بهم النبي صلى الله عليه وسلم حفر الخندق على المدينة وعمل فيه بيده، وأبطأ عن المسلمين في عمله رجال منافقون، وعمل المسلمون فيه حتى أحكموه. وكان في حفره أحاديث بلغتني، منها: بلغني أن جابرا كان يحدث أنهم اشتدت عليهم كدية فشكوها إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعا بإناء من ماء فتفل فيه، ثم دعا بما شاء الله، ثم نضح الماء على الكدية حتى عادت كثيبا. وحدثني سعيد بن ميناء، عن جابر بن عبد الله قال: عملنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق فكانت عندي شُويهة، فقلت: والله لو صنعناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرت امرأتي فطحنت لنا شيئا من شعير، فصنعت لنا منه خبزا، وذبحت تلك الشاة فشويناها، فلما أمسينا وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الانصراف، وكنا نعمل في الخندق نهارا فإذا أمسينا رجعنا إلى أهالينا، فقلت: يا رسول الله إني قد صنعت كذا وكذا، وأحب أن تنصرف معي، وإنما أريد أن ينصرف معي وحده فلما قلت له ذلك قال: "نعم". ثم أمر صارخا فصرخ أن انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت جابر. فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، فأقبل وأقبل الناس معه، فجلس وأخرجناها إليه، فبرك وسمى، ثم أكل وتواردها الناس كلما فرغ قوم قاموا وجاء ناس، حتى صدر أهل الخندق عنها. وحدثني سعيد بن ميناء, أنه حدث أن ابنة لبشير بن سعد قالت: دعتني أمي عمرة بنت رواحة فأعطتني حفنة من تمر في ثوبي، ثم قالت: أي بنية اذهبي إلى أبيك وخالك عبد الله بغدائهما. فانطلقت بها فمررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألتمس أبي وخالي، فقال: ما هذا معك؟ قلت: تمر بعثت به أمي إلى أبي وخالي، قال: هاتيه فصببته في كفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فملأتهما، ثم أمر بثوب فبسط، ثم دحا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب، ثم قال لإنسان عنده:

"اصرخ في أهل الخندق أن هلموا إلى الغداء". فاجتمعوا فجعلوا يأكلون منه وجعل يزيد، حتى صدر أهل الخندق عنه وإنه ليسقط من أطراف الثوب. وحدثني من لا أتهم، عن أبي هريرة، أنه كان يقول حين فتحت هذه الأمصار في زمان عمر وعثمان وما بعده: افتحوا ما بدا لكم، والذي نفسي بيده، أو نفس أبي هريرة بيده، ما افتتحتم من مدينة ولا تفتحونها إلى يوم القيامة إلا وقد أعطى الله محمدا صلى الله عليه وسلم مفاتيحها قبل ذلك. وقال: وحدثت عن سلمان الفارسي، قال: ضربت في ناحية من الخندق فغلظت عليَّ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قريب مني، فلما رآني أضرب, نزل وأخذ المعول فضرب به ضربة فلمعت تحت المعول برقة، ثم ضرب أخرى فلمعت تحته أخرى, ثم ضرب الثالثة فلمعت أخرى. قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! ما هذا؟ قال: "أو قد رأيت"؟. قلت: نعم. قال: أما الأولى، فإن الله فتح عليَّ بها اليمن، وأما الثانية، فإن الله فتح عليَّ بها الشام والمغرب، وأما الثالثة, فإن الله فتح عليَّ بها المشرق". قال ابن إسحاق: ولما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع السيول من دومة بين الجرف وزغابة في عشر آلاف من أحابيشهم ومن تبعهم من بني كنانة وأهل تهامة وغطفان، فنزلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد بذنب تعمر إلى جانب أحد. وَخَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالمُسْلِمُوْنَ حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع في ثلاثة آلاف، فعسكروا هنالك، والخندق بينه وبين القوم, فذهب حيي بن أخطب إلى كعب بن أسد القرظي صاحب عقد بني قريظة وعهدهم وقد كان وادع رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قومه، فلما سمع كعب بحيي أغلق دونه الحصن فأبى أن يفتح له, فناداه: يا كعب افتح لي. قال: إنك امرؤ مشئوم، وإني قد عاهدت محمدا, فلست بناقض ما بيني وبينه، ولم أر منه إلا وفاء وصدقا. قال: ويحك افتح لي أكلمك. قال: ما أنا بفاعل. قال: والله إن أغلقت دوني إلا عن جشيشتك أن آكل معك منها. فأحفظه, ففتح له, فقال: ويحك يا كعب، جئتك بعز الدهر وببحر طام، جئتك بقريش على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال من دومة، وبغطفان على قادتها وسادتها فأنزلتهم بذنب تعمر إلى جانب أحد، قد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه. قال له كعب: جئتني والله بذل الدهر وبجهام1 قد هراق ماءه

_ 1 الجهام، بالفتح: السحاب الذي لا ماء فيه، وقيل: الذي قد هراق ماءه مع الريح.

برعد وبرق ليس فيه شيء، يا حيي فدعني وما أنا عليه فإني لم أر من محمد إلا صدقا ووفاء. فلم يزل حيي بكعب حتى سمح له بأن أعطاه عهدا لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدا أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك. فنقض كعب عهده وبرئ مما كان بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولما انتهى الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعث سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، سيدا الأنصار، ومعهما عبد الله بن رواحة وخوات بن جبير، فقال: "انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء؟ فإن كان حقا فالحنوا لي لحنا أعرفه، ولا تفتوا في أعضاد الناس، وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس". فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم، فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه، وكان فيه حدة، فقال له ابن عبادة: دع عنك مشاتمتهم، فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة ثم رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه، وقالوا: عَضل والقَارة، أي كغدر عَضل والقارة بأصحاب الرجيع خُبيب وأصحابه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر! أبشروا يا معشر المسلمين". فعظم عند ذلك الخوف. قال الله تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} [الأحزاب: 10، 11] . وتكلم المنافقون حتى قال معتب بن قُشير أحد بني عمرو بن عوف: كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط. فَأَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقام عليه المشركون بضعا وعشرين ليلة لم يكن بينهم حرب إلا الرمي بالنبل والحصار. ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إلى عيينة بن حصن وإلى الحارث بن عوف، فأعطاهما ثلث ثمار المدينة على أن يرجعا بمن معهما، فجرى بينه وبينهما صلح، حتى كتبوا الكتاب ولم تقع الشهادة ولا عزيمة الصلح، إلا المراوضة في ذلك. فلما أَرَادَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يفعل، بعث إلى السعدين فاستشارهما، فقالا: يا رسول الله أمرا تحبه فنصنعه، أم شيئا أمرك الله به لا بد لنا منه، أم شيئا تصنعه لنا؟ قال: بل شيء أصنعه لكم، والله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم. فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله، قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك ولا يطمعون أن يأكلوا منا تمرة إلا قرى أو بيعا، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وأعزنا

بك نعطيهم أموالنا؟ ما لنا بهذا من حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم. قال: فأنت وذاك. فأخذ سعد الصحيفة فمحاها، ثم قال: ليجهدوا علينا. وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والأحزاب، فلم يكن بينهم قتال إلا فوارس من قريش، منهم عمرو بن عبد ود، وعكرمة بن أبي جهل، وهبيرة بن أبي وهب، وضرار بن الخطاب، تلبسوا للقتال ثم خرجوا على خيلهم، حتى مروا بمنازل بني كنانة، فقالوا: تهيئوا للقتال يا بني كنانة فستعلمون من الفرسان اليوم، ثم أقبلوا تُعنق بهم خيلهم حتى وقفوا على الخندق، فلما رأوه قالوا: والله إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها، قال: فتيمموا مكانا من الخندق ضيقا فضربوا خيلهم، فاقتحمت منه بهم في السبخة بين الخندق وسلع. وخرج علي -رضي الله عنه- في نفر من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة، فأقبلت الفرسان تعنق نحوهم، وكان عمرو بن عبد ود قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة فلم يشهد يوم أحد، فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مكانه، فلما وقف هو وخيله، قال: من يبارزني؟ فبرز له علي -رضي الله عنه- فقال: يا عمرو إنك كنت عاهدت الله لا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتهما منه. قال له: أجل. قال: فإني أدعوك إلى الله وإلى رسوله وإلى الإسلام. قال: لا حاجة لي بذلك. قال: فإني أدعوك إلى النزال. قال له: لم يا ابن أخي؟ فوالله ما أحب أن أقتلك. قال علي -كرم الله وجهه: لكني والله أحب أن أقتلك. فحمي عمرو واقتحم عن فرسه فعقره وضرب وجهه، ثم أقبل على علي فتنازلا وتجاولا، فقتله علي -رضي الله عنه- وخرجت خيلهم منهزمة حتى اقتحمت من الخندق. وألقى عكرمة يومئذ رمحه وانهزم وقال علي -رضي الله عنه- في ذلك: نصر الحجارة من سفاهة رأيه ... ونصرت دين محمد بضراب نازلته فتركته متجدلا ... كالجذع بين دكادك وروابي لا تحسبن الله خاذل دينه ... ونبيه يا معشر الأحزاب وحدثني أَبُو لَيْلَى عَبْدُ اللهِ بنِ سَهْلٍ، أَنَّ عائشة -رضي الله عنها- كَانَتْ فِي حِصْنِ بَنِي حَارِثَةَ يَوْمَ الخَنْدَقِ، وكانت أم سعد بن معاذ معها في الحصن، فمر سعد وعليه درع مقلصة قد خرجت منها ذراعه كلها، وفي يده حربة يرفل با وَيَقُوْلُ: لَبِّثْ قَلِيْلاً يَشْهدِ الهَيْجَا حَمَلْ ... لاَ بأس بالموت إذا حان الأجل فقالت له أمه: الحق أي بني فقد أخرت. قالت عائشة: فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ سَعْدٍ لَوَدِدْتُ أَنَّ

دِرْعَ سَعْدٍ كَانَتْ أَسْبَغَ مِمَّا هِيَ. فُرُمِيَ سعد بسهم قطع منه الأكحل، ورماه ابْنُ العَرِقَةِ فَلَمَّا أَصَابَهُ قَالَ: خُذْهَا مِنِّي وأنا ابن العرقة. فقال له سعد: عَرَّقَ اللهُ وَجْهَكَ فِي النَّارِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْئاً فَأَبْقِنِي لَهَا فَإِنَّهُ لاَ قَوْمَ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا رسولك وَكَذَّبُوْهُ وَأَخْرَجُوْهُ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ وَضَعْتَ الحَرْبَ بينهم وبيننا فاجعله لِي شِهَادَةً وَلاَ تُمِتْنِي حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِي من بني قريظة. وكانت صفية بنت عبد المطلب في فارع -حصن حسان بن ثابت- وكان معها فيه مع النساء والولدان، قالت: فمر بنا يهودي فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة ونقضت وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، والنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون في نحور عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا. فقالت: يا حسان! إن هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن, وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا من وراءنا من يهود، وقد شغل عنا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، فانزل إليه فاقتله. فقال: غفر الله لك يا ابنة عبد المطلب، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. فلما قال لي ذلك ولم أر عنده شيئا احتجزت ثم أخذت عمودا ونزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته. فلما فرغت رجعت إلى الحصن فقلت: يا حسان انزل إليه فاسلبه، فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل قال: ما لي بسلبه من حاجة. وأقام رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ فيما وصف الله تعالى من الخوف والشدة لتظاهر عدوهم عليهم وإتيانهم من فوقهم ومن أسفل منهم. وروى نحوه يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عن أبيه. ثم إن نعيم بن مسعود الغطفاني أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، وقال: إن قومي لم يعلموا بإسلامي فمرني بما شئت يا رسول الله. قال: "إنما أنت فينا رجل واحد فخذل عنا ما استطعت فإن الحرب خدعة". فأتى قريظة -وكان نديما لهم في الجاهلية- فقال لهم: قد عرفتم ودي إياكم. قالوا: صدقت. قال: إن قريشا وغطفان ليسوا كأنتم، البلد بلدكم وبه أموالكم وأولادكم ونساؤكم، لا تقدروا أن تتحولوا عنه إلى غيره، وإن قريشا وغطفان جاءوا لحرب محمد وأصحابه, وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فليسوا كأنتم، فإن رأوا نهزة أصابوها، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم، ولا طاقة لكم به إن خلا بكم، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم يكونون بأيديكم ثقة لكم على أن يقاتلوا معكم محمدا حتى تناجزوه. فقالوا: لقد أشرت بالرأي.

ثم خرج حتى أتى قريشا فقال لأبي سفيان ومن معه: قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمدا، وإنه قد بلغني أمر قد رأيت عليَّ حقا أن أبلغكموه نصحا لكم فاكتموه عليَّ. قالوا: نفعل. قال: تعلموا أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد، وقد أرسلوا إليه أنا قد ندمنا على ما فعلنا، فهل يرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين، قريش وغطفان، رجالا من أشرافهم، فنعطيكهم فتضرب أعناقهم، ثم نكون معك على من بقي منهم حتى نستأصلهم فأرسل إليهم: نعم. فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون رهنا منكم من رجالكم فلا تفعلوا. ثم خرج فأتى غطفان، فقال: يا معشر غطفان أنتم أصلي وعشيرتي وأحب الناس إليَّ، ولا أراكم تتهموني. قالوا: صدقت، ما أنت عندنا بمتهم. قال: فاكتموا عني. قالوا: نفعل. ثم قال لهم مثل ما قال لقريش، وحذرهم ما حذرهم. فلما كانت ليلة السبت من شوال، وكان من صنع الله لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أرسل أبو سفيان ورءوس غطفان، إلى بني قريظة، عكرمة بن أبي جهل في نفر من قريش وغطفان, فقالوا: إنا لسنا بدار مقام، قد هلك الخف والحافر، فاغدوا للقتال حتى نناجز محمدا. فأرسلوا إليهم الجواب أن اليوم يوم السبت وهو يوم لا نعمل فيه شيئا، وقد كان بعضنا أحدث فيه حدثا فأصابه ما لم يخف عليكم، ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم محمدا حتى تعطونا رهنا من رجالكم يكونون بأيدينا ثقة لنا حتى نناجز محمدا، فإنا نخشى إن ضرستكم الحرب أن تنشمروا إلى بلادكم وتتركونا والرجل في بلادنا، ولا طاقة لنا بذلك. فلما رجعت إليهم الرسل بما قالت بنو قريظة، قالت قريش وغطفان: والله لقد حدثكم نعيم بن مسعود بحق. فأرسلوا إلى بني قريظة: إنا والله ما ندفع إليكم رجلا من رجالنا, فإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا. فقالت بنو قريظة حين انتهت إليهم الرسل بهذا: إن الذي ذكر لكم نعيم لحق، ما يريد القوم إلا أن يقاتلون، فإن رأوا فرصة انتهزوها، وإن كان غير ذلك انشمروا إلى بلادهم. فأرسلوا إلى قريش وغطفان: إنا والله لا نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا. فأبوا عليهم. وخذل الله بينهم. فلما أنهي ذلك إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دعا حذيفة بن اليمان فبعثه ليلا لينظر ما فعل القوم. قال: فحدثني يزيد بن أبي زياد، عن محمد بن كعب القرظي، قال: قال رجل من أهل الكوفة لحذيفة: يا أبا عبد الله! رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه؟ قال: نعم يابن أخي.

قال: فكيف كنتم تصنعون؟ قال: والله لقد كنا نجهد. فقال: والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض ولحملناه على أعناقنا. فقال: يابن أخي والله لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق، وصلى هويا من الليل، ثم التفت إلينا, فقال: "من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع" -يشرط لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرجعة- "أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة". فما قام أحد من شدة الخوف وشدة الجوع والبرد فلما لم يقم أحد دعاني فلم يكن لي من القيام بد حين دعاني. فقال: "يا حذيفة اذهب فادخل في القوم، فانظر ماذا يفعلون ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا". فذهبت فدخلت في القوم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل، لا يقر لهم قرار ولا نار ولا بناء. فقام أبو سفيان فقال: يا معشر قريش! لينظر امرؤ من جليسه. قال حذيفة -رضي الله عنه: فأخذت بيد الرجل الذي كان إلى جنبي فقلت: من أنت، فقال: فلا بن فلان، ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش! إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فإني مرتحل. ثم قام إلى جملة وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث، فوالله ما أطلق عقاله إلا وهو قائم. ولولا عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لا تحدث شيئا حتى تأتيني، ثم شئت لقتلته بسهم. قال: فرجعتُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو قائم يصلي في مرط لبعض نسائه مراحل -وهو ضرب من وشي اليمن فسره ابن هشام- فلما رآني أدخلني إلى رجليه وطرح عليَّ طرف المرط، ثم ركع وسجد وإني لفيه، فلما سلم أخبرته الخبر. وسمعت غطفان بما فعلت قريش، فانشمروا راجعين إلى بلادهم. قال الله تعالى: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25] . وهذا كله من رواية البكائي عن محمد بن إسحاق. وقال يونس بن بكير، عَنْ هِشَامِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، أن رجلا قال لحذيفة: صحبتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدركتموه. فذكر الحديث نحو حديث محمد بن كعب، وفي آخره: فجعلت أخبر رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ أبي سفيان، فجعل يضحك حتى جعلت أنظر إلى أنيابه. وقال موسى بن عقبة، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاتل يوم بدر في رمضان سنة اثنين، ثم قاتل يوم أحد في شوال سنة ثلاث، ثم قاتل يوم الخندق، وهو يوم الأحزاب وبني

قريظة، في شوال سنة أربع. وكذا قال عروة في حديث ابن لهيعة عن أبي الأسود عنه. كذا قالا: سنة أربع, وقالا: في قصة الخندق إنها كانت بعد أحد بسنتين. وقال قتادة من رواية شيبان عنه: كان يوم الأحزاب بعد أحد بسنتين، فهذا هو المقطوع به وقول موسى وعروة إنها في سنة أربع وهم بين، ويشبهه قول عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "عرضني رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أحد، وأنا ابن أربع عشرة فلم يجزني. فلما كان يوم الخندق عرضت عليه وأنا ابن خمس عشرة فأجازني". فيحمل قوله على أنه كان قد شرع في أربع عشرة سنة، وأنه يوم الخندق كان قد استكمل خمس عشرة سنة، وزاد عليها فلم يعد تلك الزيادة. والعرب تفعل هذا في عددها وتواريخها وأعمارها كثيرا، فتارة يعتدون بالكسر ويعدونه سنة، وتارة يسقطونه. وذهب بعض العلماء إلى ظاهر هذا الحديث وعضدوه بقول موسى بن عقبة وعروة أن الأحزاب في شوال سنة أربع، وذلك مخالف لقول الجماعة, ولما اعترف به موسى وعروة من أن بين أحد والخندق سنتين، والله أعلم. وقال أبو إسحاق الفزاري، عن حميد، عن أنس، قَالَ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في غداة باردة إلى الخندق، والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق بأيديهم، ولم يكن لهم عبيد: فلما رأى ما بهم من الجوع والنصب قال: اللهم إن العيش عيش الآخره ... فاغفر للأنصار والمهاجره فقالوا مجيبين له: نحن الذين بايعوا محمدا ... على الجهاد ما بقينا أبدا أخرجه البخاري1. ولمسلم نحوه من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت. وقال عَبْدُ الوَارِثِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ نحوه، وزاد, قال: ويؤتون بمثل حفنتين شعيرا يصنع لهم بإهالة سنخة وهي بشعة في الحلق، ولها ريح منكرة فتوضع بين يدي القوم. أخرجه البخاري2. وقال شعبة وغيره: حدثنا أبو إسحاق، سمع البراء يَقُوْلُ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ينقل معنا التراب يوم الأحزاب، وقد وارى التراب بياض إبطه وهو يقول:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4099" حدثنا عبد الله بن محمد، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عن حميد، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4100" حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، به.

اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا إن الألي قد بغوا علينا ... وإن أرادوا فتنة أبينا رفع بها صوته. أخرجه البخاري1. وعنده أيضا من وجه آخر: ويمد بها صوته. وقال عبد الواحد بن أيمن المخزومي، عن أبيه، سمع جابرا يقول: كنا يوم الخندق نحفر الخندق فعرضت فيه كدانة -وهي الجبل- فقلنا: يا رسول الله: إن كدانة قد عرضت. فقال: "رشوا عليها". ثم قام فأتاها وبطنه معصوب بحجر من الجوع، فأخذ المعول أو المسحاة فسمى ثلاثا ثم ضرب، فعادت كثيبا أهيل، فقلت له: ائذن لي يا رسول الله إلى المنزل، ففعل، فقلت للمرأة: هل عندك من شيء؟ وذكر نحو ما تقدم وما سقناه من مغازي ابن إسحاق. أخرجه البخاري2. وقال هوذة بن خليفة: حدثنا عوف الاعرابي، عن ميمون بن أستاذ الزهراني، قال: حدثني البراء بن عازب، قال: لما كان حين أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحفر الخندق، عرض لنا في بعض الخندق صخرة عظيمة شديدة لا تأخذ فيها المعاول، فشكوا ذلك إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما رآها أخذ المعول وقال: "بسم الله". وضرب ضربة فكسر ثلثها. فقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام, والله إني لأبصر قصورها الحمر إن شاء الله". ثم ضرب الثانية وقطع ثلثا آخر فقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض". ثم ضرب الثالثة فقال: "بسم الله"، فقطع بقية الحجر فقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة". وقال الثوري: حدثنا ابن المنكدر، سمعت جابرا يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الأحزاب: "من يأتينا بخبر القوم"؟. فقال الزبير: أنا. فقال: "من يأتينا بخبر القوم"؟. فقال الزبير: أنا. فقال: "إن لكل نبي حواريا وحواريي الزبير". أخرجه البخاري3.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4104" حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا شعبة, به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4101" حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا عبد الواحد بن أيمن، به. 3 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 314 و365"، وابن أبي شيبة "12/ 92"، والبخاري "2846" و"2847" و"2997" و"7261" و"4113"، ومسلم "2415"، والترمذي "3745", والنسائي في "الفضائل" "107"و "108"، وابن ماجه "122"، والبيهقي في "الدلائل" "3/ 431" من طرق عن محمد بن المنكدر، به.

وقال الحسن بن الحسن بن عطية العوفي: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9] ، قال: كان ذلك يوم أبي سفيان؛ يوم الأحزاب. {وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ} [الأحزاب: 13] ، قال: هم بنو حارثة، قالوا: بيوتنا مخلية نخشى عليها السرق. قوله: {وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ} [الأحزاب: 22] ، قال: لأن الله قال لهم في سورة البقرة: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ} [البقرة: 214] ، فلما مسهم البلاء حيث رابطوا الأحزاب في الخندق، تأول المؤمنون ذلك، ولم يزدهم إلا إيمانا وتسليما. وقال حماد بن سلمة: أخبرنا حجاج، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أن رجلا من المشركين قتل يوم الأحزاب، فبعث المشركون إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن ابعث إلينا بجسده ونعطيهم اثني عشر ألفا. فقال: "لا خير في جسده ولا في ثمنه". وقال الأصمعي: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، قال: ضرب الزبير بن العوام يَوْمَ الخَنْدَقِ عُثْمَانَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ المغيرة بالسيف على مغفره فقدَّه إِلَى القَرَبُوسِ1, فَقَالُوا: مَا أَجْوَدَ سَيْفَكَ، فَغَضِبَ, يريد أن العمل ليده لا لسيفه. قال شعبة، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم كان يوم الأحزاب قاعدا على فرضة من فرض الخندق، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "شَغَلُوْنَا عَنِ الصَّلاَةِ الوسطى حتى غربت الشمس، ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا -أو- بطونهم". أخرجه مسلم2.

_ 1 القربوس: حنو السرج، وللسرج قربوسان، أما القربوس المقدم ففيه العضدان، وهما رجلا السرج، ويقال لهما: حنواه. والقربوس الآخر فيه رجلا المؤخرة، وهما حنواه. 2 صحيح: أخرجه مسلم "627" "204"، والطبري في "تفسيره" "5425"، وأبو يعلى "388" من طريق شعبة، به. وأخرجه أحمد "1/ 122"، والبخاري "2931" و"4111" و"4533" و"6396"، ومسلم "627"، وأبو داود "409"، والدارمي "1/ 280"، والبغوي في "شرح السنة" "388" من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة السلماني، عن عليٍّ، به.

وقال يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن جابر، أن عمر يوم الخندق بعدما غربت الشمس جعل يسب كفار قريش، وقال: يا رسول الله! ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس أن تغرب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأنا والله ما صليتها بعد". فنزلت مع رسول الله -أحسبه قال: إلى بطحان- فتوضأ للصلاة وتوضأنا، فصلى العصر بعدما غربت الشمس، ثم صلى المغرب. متفق عليه. وقال جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: كنا عند حذيفة بن اليمان، فقال رجل: لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلت معه وأبليت. فقال: أنت كنت تفعل ذاك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب في ليلة ذات ريح شديدة وقر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا رجل يأتي بخبر القوم يكون معي يوم القيامة"؟. فلم يجبه منا أحد، ثم الثانية، ثم الثالثة مثله. ثم قال: "يا حذيفة قم فأتنا بخبر القوم". فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم. فقال: "ائتني بخبر القوم ولا تذعرهم عليَّ". قال: فمضيت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم, فإذا أبو سفيان يصلي ظهره بالنار فوضعت سهمي في كبد قوسي وأردت أن أرميه، ثم ذكرت قول رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تذعرهم عليَّ". ولو رميته لأصبته قال: فرجعت كأنما أمشي في حمام فَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أصابني البرد حين فرغت وقررت، فَأَخْبَرْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فألبسني من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائما حتى الصبح، فلما أن أصبحت قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قم يا نومان". أخرجه مسلم1. وقال أبو نعيم: حدثنا يوسف بن عبد الله بن أبي بردة عن موسى بن أبي المختار، عن بلال العبسي، عن حذيفة: أن الناس تَفَرَّقُوا عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الأحزاب، فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا، فَأَتَانِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا جاث من البرد، فقال: "انطلق إلى عسكر الأحزاب". فقلت: والذي بعثك بالحق ما قمت إليك من البرد إلا حياء منك. قال: "فانطلق يابن اليمان فلا بأس عليك من حر ولا برد حتى ترجع إليَّ". فانطلقت إلى عسكرهم، فوجدت أبا سفيان يوقد النار في عصبة حوله، قد تفرق الأحزاب عنه، حتى إذا جلست فيهم، حس

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1788"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 354"، والبيهقي في "السنن" "9/ 148-149"، وفي "الدلائل" "3/ 449-450" من طريق جرير، به.

أبو سفيان أنه دخل فيهم من غيرهم، فقال: يأخذ كل رجل منكم بيد جليسه. قال: فضربت بيدي على الذي عن يميني فأخذت بيده، ثم ضربت بيدي إلى الذي عن يساري فأخذت بيده. فكنت فيهم هنية ثم قمت فَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو قائم يصلي، فأومأ إليَّ بيده أن: ادن. فدنوت ثم أومأ إليَّ فدنوت حتى أسبل عليَّ من الثوب الذي عليه وهو يصلي فلما فرغ قال: ما الخبر؟ قلت: تفرق الناس عن أبي سفيان، فلم يبق إلا في عصبة يوقد النار، قد صب الله عليه من البرد مثل الذي صب علينا, ولكنا نرجو من الله ما لا يرجو. وقال عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبيد الحنفي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة، قال: ذكر حذيفة مشاهدهم، فقال جلساؤه: أما والله لو كنا شهدنا ذلك لفعلنا وفعلنا. فقال حذيفة: لا تمنوا ذلك، فلقد رأيتنا ليلة الأحزاب. وساق الحديث مطولا. وقال إسماعيل بن أبي خالد: حدثنا ابن أبي أوفى، قال: دَعَا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الأحزاب فقال: "اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم" 1. متفق عليه. وقال الليث: حدثني المقبري عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: "لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده لا شيء بعده". متفق عليه2. وقال إسرائيل وغيره عن أبي إسحاق، عن سُلَيْمَان بن صُرَد، قَالَ: قَالَ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حين أجلى عنه الأحزاب: "الآن نغزوهم ولا يغزونا؛ نسير إليهم". أخرجه البخاري3.

_ 1 صحيح: أخرجه الحميدي "719"، وأحمد "4/ 353", والبخاري "2933" و"4115" و"6392" و"7489"، ومسلم "1742"، والترمذي "1678"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، "602"، وابن ماجه "2796"، والبغوي "1353" من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4114"، ومسلم "2724"، وأحمد "2/ 307 و341 و494" من طرق عن الليث به. قوله: "وغلب الأحزاب وحده": أي قبائل الكفار, المتحزبين عليه وحده. أي من غير قتال الآدميين بل أرسل عليهم ريحا وجنودا لم تروها. وقوله "فلا شيء بعده": أي سواه. 3 صحيح: أخرجه البخاري "4110" حدثني عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ آدم، حدثنا إسرائيل، به.

وقال خارجة بن مصعب، عَنِ الكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} [الممتحنة: 7] ، قال: تزويج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان، فصارت أم المؤمنين، وصار معاوية خال المؤمنين. كذا روى الكلبي وهو متروك. وذهب العلماء في أمهات المؤمنين أن هذا حكم مختص بهن ولا يتعدى التحريم إلى بناتهن ولا إلى إخوتهن ولا أخواتهن. واستشهد يوم الأحزاب: عبد الله بن سهل بن رافع الأشهلي، تفرد ابن هشام بأنه شهد بدرا. وأنس بن أوس بن عتيك الأشهلي، والطفيل بن النعمان بن خنساء، وثعلبة بن عنمة؛ كلاهما من بني جشم بن الخزرج. وكعب بن زيد أحد بني النجار، أصابه سهم غرب، وقد شهد هؤلاء الثلاثة بدرا. ذكر ابن إسحاق أن هؤلاء الخمسة قتلوا يوم الأحزاب. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ قال: قتل من المشركين يوم الخندق: نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي؛ أقبل على فرس له ليوثبه الخندق، فوقع في الخندق فقتله الله، وكبر ذلك على المشركين وأرسلوا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنا نعطيكم الدية على أن تدفعوه إلينا فندفنه. فرد إليهم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ خبيث الدية لعنه الله ولعن ديته ولا نمنعكم أن تدفنوه، ولا أرب لنا في ديته".

غزوة بني قريظة

غزوة بني قريظة: وكانوا قد ظاهروا قريشا وأعانوهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيهم نزلت: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ} [الأحزاب: 26، 27] . قال هشام, عن أبيه، عن عاشة, قالت: لَمَّا رَجَعَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل وقال: وضعت السلاح؟ والله ما وضعناه، اخرج إليهم. قال: "فأين"؟. قال: ههنا. وأشار إلى بني قريظة. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم. متفق عليه1. وقال حميد بن هلال، عن أنس: كأني أنظر إلى الغبار ساطعا من سكة بني غنم، موكب جبريل حين سار إلى بني قريظة. البخاري2. وقال جويرية، عن نافع، عن ابن عمر، قال: نادى فِيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ انصرف من الأحزاب أن: "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة". فتخوف ناس فوت الوقت فصلوا دون قريظة. وقال آخرون: لا نصلي إلا حيث أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ فاتنا الوقت. فما عنف واحدا من الفريقين. متفق عليه3. وعند مسلم في بعض طرقه: الظهر بدل العصر, وكأنه وهم. وقال بشر بن شعيب، عن أبيه قال: حدثنا الزهري قال: أخبرنا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبٍ بنِ مَالِكٍ، أن عمه عبيد الله بن كعب أَخْبِرْهُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما رجع من طلب الأحزاب وضع عنه اللأمة واغتسل واستجمر، فتبدى له جبريل -عليه السلام- فقال: عذيرك من محارب، ألا أراك قد وضعت اللأمة وما وضعناها بعد, فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا فعزم على الناس أن لا يصلوا العصر حتى يأتوا بني قريظة. فلبسوا السلاح، فلم يأتوا بني قريظة حتى غربت الشمس، فاختصم الناس عند غروبها، فقال بعضهم: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عزم علينا أن لا نصلي حتى نأتي بني قريظة، وإنما نحن في عزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس علينا إثم. وصلى طائفة من الناس احتسابا، وتركت طائفة حتى غربت الشمس فصلوا حين جاءوا بني قريظة. فلم يعنف رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا من الفريقين. وروى نحوه عبد الله بن عمر، عن أخيه عبد الله، عن القاسم عن عائشة, وفيه أن رجلا سلم علينا ونحن في البيت, فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فزعا، فقمت في إثره فإذا بدحية الكلبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا جبريل يأمرني أن أذهب إلى بني قريظة". وقال: وضعتم السلاح لكنا لم نضع السلاح طلبنا المشركين حتى بلغنا حمراء الأسد وفيه: فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجالس بينه وبين بني قريظة، فقال: "هل مر بكم من أحد"؟. قالوا: مر علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج قال: "ليس ذاك بدحية الكلبي ولكنه جبريل أرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم ويقذف في قلوبهم الرعب". فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر أصحابه أن يستروه بالحجف حتى يسمعهم كلامه فناداهم: "يا إخوة القردة والخنازير". فقالوا: يا أبا

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4117"، ومسلم "1769"، "65"، وأحمد "6/ 56 و131 و280" من طريق هشام، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4118" حدثنا موسى، حدثنا جرير بن حازم، عن حميد بن هلال, به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "4119"، ومسلم "1770" من طريق جويرية بن أسماء, به. ووقع عند مسلم "الظهر" بدل "العصر".

القاسم لم تك فحاشا. فحاصرهم حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ وكانوا حلفاءه، فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم. وقال مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ علقمة، عن عائشة قالت: جاء جبريل وعلى ثناياه النقع، فقال: أوضعت السلاح؟ والله ما وضعته الملائكة، اخرج إلى بني قريظة. فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته، وأذن بالرحيل، ثم مر على بني عمرو فقال: "من مر بكم"؟. قالوا: دحية. وكان دحية يشبه لحيته ووجهه جبريل فأتاهم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة، ثم نزلوا على حكم سعد، وذكر الحديث بطوله في مسند أحمد. وقال يونس، عن ابن إسحاق: قدَّم رسول الله عليا معه رايته وابتدر الناس. وقال موسى بن عقبة: وَخَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إثر جبريل، فمر على مجلس بني غنم وهم ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألهم: "مر عليكم فارس آنفا"؟. فقالوا: مر علينا دحية على فرس أبيض تحته نمط أو قطيفة من ديباج عليه اللأمة. قال: "ذاك جبريل". وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشبه دحية بجبريل قال: ولما رأى علي بن أبي طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا تلقاه وقال: ارجع يا رسول الله، فإن الله كافيك اليهود وكان علي سمع منهم قولا سيئا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه. فكره عليٌّ أن يسمع ذلك, فقال: لم تأمرني بالرجوع؟ فكتمه ما سمع منهم. قال: "أظنك سمعت لي منهم أذى؟ فامض فإن أعداء الله لو قد رأوني لم يقولوا شيئا مما سمعت". فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصنهم، وكانوا في أعلاه، نادى بأعلى صوته نفرا من أشرافها حتى أسمعهم فقال: "أجيبونا يا معشر يهود يا إخوة القردة، لقد نزل بكم خزي الله". فحاصرهم صلى الله عليه وسلم بكتائب المسلمين بضع عشرة ليلة، ورد الله حيي بن أخطب حتى دخل حصنهم، وقذف الله في قلوبهم الرعب، واشتد عليهم الحصار، صرخوا بأبي لبابة بن عبد المنذر وكانوا حلفاء الأنصار فقال: لا آتيهم حتى يأذن لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال: "قد أذنت لك فأتاهم". فبكوا إليه وقالوا: يا أبا لبابة ماذا ترى فأشار بيده إلى حلقه يريهم أن ما يراد بكم القتل, فلما انصرف سُقط في يده ورأى أنه قد أصابته فتنة عظيمة, فقال: والله لا أنظر فِي وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أحدث لله توبة نصوحا يعلمها الله من نفسي فرجع إلى المدينة فربط يديه إلى جذع من جذوع المسجد فزعموا أنه ارتبط قريبا من عشرين لَيْلَةٍ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، كما ذُكِرَ، حين راث عليه1 أبو لبابة: "أما فرغ أبو لبابة من

_ 1 راث عليه: أي أبطأ عليه.

حلفائه"؟. قالوا: يا رسول الله! قد والله انصرف من عند الحصن وما ندري أين سلك؟ فقال: "قد حدث له أمر". فأقبل رجل فقال: يا رسول الله! رأيت أبا لبابة ارتبط بحبل إلى جذع من جذوع المسجد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد أصابته بعدي فتنة". ولو جاءني لاستغفرت له, فإذ فعل هذا فلن أحركه من مكانه حتى يقضي الله فيه ما شاء". وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، فذكر نحو ما قص موسى بن عقبة، وعنده: فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته وأذن بالخروج، وأمرهم أن يأخذوا السلاح ففزع الناس للحرب وبعث عليا على المقدمة ودفع إليه اللواء ثم خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى آثارهم. ولم يقل بضع عشرة ليلة. وقال يونس بن بكير والبكائي -واللفظ له- عن ابن إسحاق قال: حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين ليلة، حتى جهدهم الحصار وقذف الله في قلوبهم الرعب وكان حيي بن أخطب دخل مع بني قريظة في حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان، وفاء لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه، فلما أيقنوا بأن رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيَّرَ منصرف عنهم حتى يناجزهم، قال كعب بن أسد: يا معشر يهود، قد نزل بكم من الأمر ما ترون، وإني عارض عليكم خلالا ثلاثا، فخذوا أيها شئتم قالوا: وما هي؟ قال: نبايع هذا الرجل ونصدقه، فوالله لقد تبين لكم أنه لنبي مرسل, وأنه للذي تجدونه في كتابكم فتأمنون على دمائكم وأموالكم. قالوا: لا نفارق حكم التوراة أبدا ولا نستبدل به غيره. قال: فإذ أبيتم عليَّ هذه، فهلم فلنقتل أبناءنا ونساءنا، ثم نخرج إلى محمد وأصحابه مصلتين السيوف لم نترك وراءنا ثقلا، حتى يحكم الله بيننا وبين محمد، فإن نهلك نهلك ولم نترك وراءنا نسلا نخشى عليه، وإن نظهر فلعمري لنتخذن النساء والأبناء. قالوا: نقتل هؤلاء المساكين فما خير العيش بعدهم؟ قال: فإن أبيتم هذه فإن الليلة ليلة السبت وإنه عسى أن يكون محمد وأصحابه قد أمنوا فيها فانزلوا لعلنا نصيب من محمد وأصحابه غرة. قالوا: نفسد سبتنا ونحدث فيه ما لم يحدث من كان قبلنا، إلا من قد علمت فأصابه ما لم يخف عليك من المسخ؟ قال: ما بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة واحدة من الدهر حازما. رواه يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، لكنه قال عن أبيه، عن معبد بن كعب بن مالك، فذكره وزاد فيه: ثم بعثوا يطلبون أبا لبابة، وذكر ربطه نفسه. وزعم سعيد بن المسيب: أن ارتباطه بسارية التوبة كان بعد تخلفه عن غزوة تبوك حين أعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عليه عاتب، بما فعل يوم قريظة، ثم تخلف عن غزوة تبوك فيمن تخلف. والله أعلم.

وفي رواية علي بن أبي طلحة، وعطية العوفي، عن ابن عباس في ارتباطه حين تخلف عن تبوك ما يؤكد قول ابن المسيب وقيل: نزلت هذه الآية في أبي لبابة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} [الأنفال: 27] . وقال البكائي، عن ابن إسحاق: حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط، أن توبة أبي لبابة نزلت عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في بيت أم سلمة، قالت أم سلمة: فَسَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من السحر وهو يضحك، فقلت: مم تضحك؟ قال: "تيب على أبي لبابة". قلت: أفلا أبشره؟ قال: "إن شئتِ". قال: فقامت على باب حجرتها، وذلك قبل أن يضرب عليهم الحجاب، فقالت: يا أبا لبابة! أبشر فقد تاب الله عليك. قالت: فثار إليه الناس ليطلقوه. فقال: لا والله حتى يكون رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الذي يطلقني بيده. فلما مر عليه خارجا إلى صلاة الصبح أطلقه. قال عبد الملك بن هشام: أقام أبو لبابة مرتبطا بالجذع ست ليال؛ تأته امرأته في وقت كل صلاة تحله للصلاة، ثم يعود فيرتبط بالجذع، فيما حدثني بعض أهل العلم الآية التي نزلت في توبته: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} [التوبة: 102] . قال ابن إسحاق: ثم إن ثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسد بن عبيد، وهم نفر من هدل، أسلموا تلك الليلة التي نزل فيها بنو قريظة عَلَى حُكْمِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. شُعْبَةُ: أخبرني سعد بن إبراهيم قال: أبا أمامة بن سهل يحدث عن أبي سعيد قال: نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فأتاه على حمار فلما دنا قريبا من المجد قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قوموا إلى سيدكم -أو- إلى خيركم". فقال: "إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك". فقال: تقتل مقاتلتهم وتسبى ذريتهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد حكمت عليهم بحكم الله". وربما قال: "بحكم الملك". متفق عليه1. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: قاموا إليه فقالوا: يا أبا عمرو! قد ولاك رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّرَ مواليك لتحكم فيهم. فقال سعد: عليكم بذلك عهد الله وميثاقه؟ قالوا:

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "3/ 22 و71" والبخاري "3043" و"3804" و"4121" و"4262"، ومسلم "1768"، "64"، وأبو داود "5215" و"5216"، والنسائي في "الفضائل"، "118"، وابن سعد "3/ 424"، والطبراني "5323"، والبيهقي "6/ 57-58" و"9/ 63"، والبغوي "2718" من طرق عن شعبة، به.

نعم. قال: وعلى من ههنا من الناحية التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، وهو معرض عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إجلالا لَهُ؛ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "نعم". فقال سعد: أحكم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري. شعبة وغيره: عن عبد الملك بن عمير، عن عطية القرظي، قال: كنت في سبي قريظة، فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أنبت أن يقتل، فكنت فيمن لم ينبت. موسى بن عقبة: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سألوه أن يحكم فيهم رجلا: "اختاروا من شئتم من أصحابي"؟. فاختاروا سعد بن معاذ، فرضي بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلوا على حكمه. فأمر -عليه السلام- بسلاحهم فجعل في قبته، وأمر بهم فكتفوا وأوثقوا وجعلوا في دار أسامة وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد، فأقبل على حمار أعرابي يزعمون أن وطاءه برذعة من ليف، واتبعه رجل من بني عبد الأشهل، فجعل يمشي معه ويعظم حق بني قريظة ويذكر حلفهم والذي أبلوه يوم بعاث، ويقول: اختاروك على من سواك رجاء رحمتك وتحننك عليهم, فاستبقهم فإنهم لك جمال وعدد فأكثر ذلك الرجل، وسعد لا يرجع إليه شيئا، حتى دنوا، فقال الرجل: ألا ترجع إليَّ فيما أكلمك فيه؟ فقال سعد: قد آن لي أن لا تأخذني في الله لومة لائم. ففارقه الرجل، فأتى قومه فقالوا: ما وراءك؟ فأخبرهم أنه غير مستبقيهم، وَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتل مقاتلتهم، وكانوا فيما زعموا ستمائة مقاتل قتلوا عند دار أبي جهم بالبلاط، فزعموا أن دماءهم بلغت أحجار الزيت التي كانت بالسوق، وسبى نساءهم وذراريهم، وقسم أموالهم بين من حضر من المسلمين. وكانت خيل المسلمين ستة وثلاثين فرسا. وأخرج حيي بن أخطب فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هل أخزاك الله"؟. قال له: لقد ظهرت عليَّ وما ألوم إلا نفسي في جهادك والشدة عليك. فأمر به فضربت عنقه كل ذلك بعين سعد. وكان عمرو بن سعدى اليهودي في الأسرى، فلما قدموه ليقتلوه فقدوه, فقيل: أين عمرو؟ قالوا: والله ما نراه، وإن هذه لرمته التي كان فيها، فما ندري كيف انفلت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفلتنا بما علم الله في نفسه". وأقبل ثابت بن قيس بن شماس إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هب لي الزبير. يعني ابن باطا وامرأته فوهبهما له، فرجع ثابت إلى الزبير، فقال: يا أبا عبد الرحمن هل تعرفني -وكان الزبير يومئذ أعمى كبيرا- قال: هل ينكر الرجل أخاه؟ قال ثابت: أردت أن أجزيك اليوم بيدك، قال: افعل فإن الكريم يجزى الكريم. فأطلقه فقال: ليس لي قائد، وقد أخذتم امرأتي وبني، فرجع ثابت إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله

ذرية الزبير وامرأته، فوهبهم له، فرجع إليه فقال: قد رد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأتك وبنيك قال الزبير: فحائط لي فيه أعذق ليس لي ولأهلي عيش إلا به. فوهبه لَهُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ له ثابت: أسلم. قال: ما فعل المجلسان؟ فذكر رجالا من قومه بأسمائهم, فقال ثابت: قد قتلوا وفرغ منهم، ولعل الله أن يهديك. فقال الزبير: أسألك بالله وبيدي عندك إلا ما ألحقتني بهم، فما في العيش خير بعدهم. فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمر بالزبير فقتل. وقال الله تعالى في بني قريظة في سياق أمر الأحزاب: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ} يعني: الذين ظاهروا قريشا: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا} [الأحزاب: 26] . وقال عروة في قوله: {وَأَرْضًا لَمْ تَطَأُوهَا} [الأحزاب: 27] ، هي خيبر. وقال البكائي، عن ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن علقمة بن وقاص الليثي، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لسعد: "لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة". وقال البكائي، عن ابن إسحاق: فحبسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار بنت الحارث النجارية، وخرج إلى سوق المدينة، فخندق بها خنادق، ثم بعث إليهم فضرب أعناقهم في تلك الخنادق وفيهم حيي بن أخطب وكعب بن أسد رأس القوم وهم ستمائة أو سبعمائة، والمكثر يقول: كانوا بين الثمان والتسعمائة. وقد قالوا لكعب وهو يذهب بهم إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسالا: يا كعب ما تراه يصنع بنا؟ قال: أفي كل موطن لا تعقلون أما ترون الداعي لا ينزع وأنه من ذهب منكم لا يرجع؟ هو والله القتل وأتي بحيي بن أخطب وعليه حلة فقاحية قد شقها من كل ناحية قدر أنملة لئلا يسلبها، مجموعة يداه إلى عنقه بحبل فلما نظر إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أما والله ما لمت نفسي في عداوتك، ولكنه من يخذل الله يخذل. ثم أقبل على الناس فقال: أيها الناس إنه لا بأس بأمر الله. كتاب وقدر وملحمة كتبت على بني إسرائيل. ثم جلس فضربت عنقه. وقال ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عمه عروة، عن عائشة، قالت: لم يقتل من نسائهم إلا امرأة واحدة، قالت: إنها والله لعندي تحدث معي وتضحك ظهرا وبطنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل رجالهم بالسوق إذ هتف هاتف: يا بنت فلانة! قالت: أنا والله. قلت: ويلك ما لك؟ قالت: أقتل. قلت: ولم؟ قالت: حدث أحدثته فانطلق بها فضربت عنقها.

قال عكرمة وغيره: صياصيهم: حصونهم. وقال يونس، عن ابن إسحاق: ثم بعث النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدِ بنِ زيد، أخا بني عبد الأشهل بسبايا بني قريظة إلى نجد، فابتاع له بهم خيلا وسلاحا. وكان صلى الله عليه وسلم قد اصطفى لنفسه ريحانة بنت عمرو بن خنافة، وكانت عنده حتى توفي وهي في ملكه، وعرض عليها أن يتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول الله بل تتركني في مالك فهو أخف عليك وعليَّ. فتركها وقد كانت أولا توقفت عن الإسلام ثم أسلمت، فسر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، والله أعلم. وفي ذي الحجة: وفاة سعد بن معاذ من سنة خمس هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قالت: أصيب سعد يوم الخندق، رماه رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: حِبَّانُ بنُ العرقة، رماه فِي الأَكْحَلِ، فَضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْمَةً فِي المَسْجِدِ لِيَعُوْدَهُ من قريب, فلما رجع من الخندق؛ وذكر الحديث، وفيه قالت عائشة: ثم إن كلمه تحجر للبرء فقال: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إليَّ أن أجاهد فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني لهم حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها واجعل موتي فيها. قال: فانفجر من لبته، فلم يرعهم -ومعهم في المسجد أهل خيمة من بني غفار- إلا والدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة، هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد جرحه يغذو فمات منها. متفق عليه1. وقال الليث: حدثني أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: رُمِيَ سَعْدُ يَوْمَ الأَحْزَابِ, فَقَطَعُوا أَكْحَلَهُ، فَحَسَمَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّارِ، فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ، فتركه, فنزفه الدم فحسمه أُخْرَى. فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: اللَّهُمَّ لاَ تُخْرِجْ نَفْسِي حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ. فَاسْتَمْسَكَ عَرَقُهُ فَمَا قَطَرَتْ مِنْهُ قَطْرَةٌ، حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فحكم أن تقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذراريهم، قال: وكانوا أربعمائة. فلما فرغ من قتلهم، انفتق عرقه فمات. حديث صحيح2. وقال ابن راهويه: حدثنا عمرو بن محمد القرشي، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4122"، ومسلم "1769"، من طريق عبد الله بن نمير، عن هشام به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 350", وابن سعد "3/ 429", والترمذي "1582"، والنسائي في "الكبرى" "7679", والطحاوي في "شرح الآثار" "4/ 321"، من طرق عن الليث بن سعد، به.

عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن هذا الذي تحرك له العرش -يعني سعد بن معاذ- وشيع جناته سبعون ألف ملك، لقد ضم ضمة ثم فرج عنه". وقال سليمان التيمي، عن الحسن: اهتز عرش الرحمن فرحا بروحه. وقال يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ، عَنْ مُعَاذِ بنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ جبريل إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا العَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي مَاتَ؛ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتَحَرَّكَ لَهُ العرش؟ قال: فخرج رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا سعد بن معاذ، فجلس رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قبره وهو يدفن، فبينما هو جالس قال: "سُبْحَانَ اللهِ". مَرَّتَيْنِ, فَسَبَّحَ القَوْمُ. ثُمَّ قَالَ: "الله أكبر الله أكبر". فكبر القوم فَقَالَ: "عَجِبْتُ لِهَذَا العَبْدِ الصَّالِحِ شُدِّدَ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ حَتَّى كَانَ هَذَا حِيْنَ فُرِّجَ له". روى بعضه محمد بن إسحاق، عن معاذ بن رفاعة، قال: أخبرني محمود بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح، عن جابر. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني معاذ بن رفاعة الزرقي، قال: أخبرني مَنْ شِئْتُ مِنْ رِجَالِ قَوْمِي أَنَّ جِبْرِيْلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في جوف الليل مُعْتَجِراً بِعِمَامَةٍ مِنْ إِسْتَبْرَقٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ هَذَا المَيِّتُ الَّذِي فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السماء واهتز له العرش؟ فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجر ثوبه مبادرا إلى سعد بن معاذ فوجده قد قبض. وقال البكائي عن ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مَنْ لاَ أَتَّهِمُ عَنِ الحسن البصري قال: كان سعد رجلا بادنا فلما حمله الناس وَجَدُوا لَهُ خِفَّةً فَقَالَ رِجَالٌ مِنَ المُنَافِقِيْنَ: والله إن كان لبادنا وما حملنا من جنازة أَخَفَّ مِنْهُ, فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "إِنَّ لَهُ حَمَلَةً غَيْرَكُم، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدِ اسْتَبْشَرَتِ المَلاَئِكَةُ بروح سعد واهتز له العرش". وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني أمية بن عبد الله أنه سأل بعض أهل سعد: ما بلغكم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا؟ فقالوا: ذكر لنا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عن ذلك فقال: "كان يقصر في بعض الطهور من البول". وقال يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْتُ يَوْمَ الخندق أقفوا آثار الناس، فسمعت وئيد الأرض، تعني حس الأرض، ورائي, فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ وَمَعَهُ ابْنُ أَخِيْهِ الحَارِثُ بنُ أَوْسٍ يَحْمِلُ مجنه. فجلست، فمر سعد وهو يقول:

لبث قليلا يدرك الهيجا حمل ... ما أحسن الموت إذا حان الأجل قالت: وعليه درع قد خرجت منها أطرافه، فتخوفت على أطرافه، وكان من أطول الناس وأعظمهم. قالت: فَاقْتَحَمْتُ حَدِيْقَةً، فَإِذَا فِيْهَا نَفَرٌ فِيْهِم عُمَرُ، وفيهم رجل عليه مغفر فقال لي عمر: ما جاء بك؟ والله إنك لجريئة، وما يؤمنك أن يكون تحوزا وبلاء. فَمَا زَالَ يَلُوْمُنِي حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الأَرْضَ انشقت ساعتئذ, فدخلت فيها. قالت: فرفع الرجل المغفر عن وجهه، فإذا طلحة بن عبيد الله, فَقَالَ: ويحكَ، قَدْ أَكْثَرْتَ وَأَيْنَ التَّحَوُّزُ وَالفِرَارُ إلا إلى الله؟ قالت: ويرمي سعدا رجل من قريش، يقال له: ابن العرقة بسهم، قال: خذها، وأنا ابن العرقه، فأصاب أكحله. فدعا الله سعد فقال: اللهم لا تمتني حتى تشفيني من قريظة. وكانوا مواليه وحلفاءه في الجاهلية فرقأ كلمه وبعث الله الريح على المشركين. وساق الحديث بطوله, وفيه قالت: فانفجر كلمه وقد كان برئ حتى ما يرى منه إلا مثل الخرص1. ورجع إلى قبته. قالت: وحضره رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فإني لأَعْرِفُ بُكَاء أَبِي بَكْرٍ مِنْ بُكَاءِ عُمَرَ، وأنا في حجرتي، وكانوا كما قال الله تعالى: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] ، قال: فقلت: مَا كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يصنع؟ قالت: كانت عيناه لا تدمع على أحد ولكنه إذا وجد فإنما هو آخذ بلحيته. وقال حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد, عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بنِ مُعَاذٍ، أَنَّ بَنِي قُرَيْظَةَ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأرسل إلى سعد بن معاذ فأتى بِهِ مَحْمُوْلاً عَلَى حِمَارٍ وَهُوَ مُضْنَىً مِنْ جُرْحِهِ، فَقَالَ لَهُ: "أَشِرْ عليَّ فِي هَؤُلاَءِ". فقال: إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ قَدْ أَمَرَكَ فِيْهِم بِأَمْرٍ أَنْتَ فَاعِلُهُ. قَالَ: "أَجَلْ، وَلَكِنْ أَشِرْ عليَّ فيهم". فقال: لو وليت أمرهم قتلت مقاتلتهم وسبيت ذراريهم وقسمت أموالهم. فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ أَشَرْتَ عليَّ فيهم بالذي أمرني الله به" 2. وقال محمد بن سعد: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثني مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ، عَنْ سَعْدِ بنِ إبراهيم، سمع عَامِرِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: لَمَّا حكم سعد بن معاذ في قريظة أن

_ 1 الخرص: الحلقة الصغيرة من الحلي، وهو من حلي الأذن. 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 22 و71"، والبخاري "3043" و"3804" و"4121" و"6262"، ومسلم "1768"، "64"، وأبو داود "5215"، "5216" من حديث أبي سعيد الخدري به. وأخرجه أحمد "6/ 141-142"، وابن أبي شيبة "14/ 408-411"، وابن سعد "3/ 421-423" من طريق يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عن عائشة به في حديث طويل.

يقتل من جرت عليه الموسى، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ حَكَمَ فِيْهِم بِحُكْمِ اللهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ مِنْ فَوْقِ سبع سماوات". وقال ابن سعد: أخبرنا يزيد، قال: أخبرنا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأنصار قال: لما قضى سعد في قُرَيْظَةَ ثُمَّ رَجَعَ انْفَجَرَ جُرْحُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتاه فأخذ رأسه فوضعه في حجره، وسجي بثوب أبيض إذا مد على وجهه بدت رجلاه، وَكَانَ رَجُلاً أَبْيَضَ جَسِيْماً، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ إِنَّ سَعْداً قَدْ جَاهَدَ فِي سَبِيْلِكَ وَصَدَّقَ رَسُوْلَكَ وَقَضَى الَّذِي عَلَيْهِ، فَتَقَبَّلْ رُوْحَهُ بِخَيْرِ مَا تَقَبَّلْتَ روح رجل". فَلَمَّا سَمِعَ سَعْدٌ كَلاَمَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم فتح عينيه، فقال: السلام عليك يا رسول الله! أشهد أنك رسول الله. قال: وأمه تبكي وَتَقُوْلُ: وَيْلَ امِّ سَعْدٍ سَعْدَا ... حزَامَةً وَجِدَّا فَقِيْلَ لَهَا: أَتَقُوْلِيْنَ الشِّعْرَ عَلَى سَعْدٍ؟ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَعُوْهَا فغيرها من الشعراء أكذب". وقال عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ لَبِيْدٍ، قَالَ: لَمَّا أُصِيْبَ أكحل سعد حولوه عند امرأة يقال لها: رفيدة، وكانت تداوي الجرحي، قال: وكان النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّ به يقول: "كيف أمسيت"؟. وإذا أصبح قال: "كيف أصبحت"؟. فيخبره، فذكر القصة. وقال: فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم المشي إلى سعد, فَشَكَا ذَلِكَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ, فَقَالَ: "إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَسْبِقَنَا إِلَيْهِ المَلاَئِكَةُ فَتُغَسِّلُهُ كَمَا غَسَّلَتْ حنظلة". فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البَيْتِ وَهُوَ يُغَسَّلُ، وَأُمُّهُ تَبْكِيْهِ وَتَقُوْلُ: وَيْلَ أم سعد سعدا ... حزامة وجدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل نائحة تَكْذِبُ إِلاَّ أُمَّ سَعْدٍ". ثُمَّ خَرَجَ بِهِ فقالوا: ما حملنا ميتا أخف منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يمنعكم أن يخف عليكم وَقَدْ هَبَطَ مِنَ المَلاَئِكَةِ كَذَا وَكَذَا لَمْ يهبطوا قط، قد حملوه معكم". وقال شعبة: أخبرني سماك بن حرب، قال: سمعت عَبْدَ الله بنَ شَدَّادٍ يَقُوْلُ: دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَعْدِ بنِ معاذ وهو يكيد بنفسه1 فَقَالَ: "جَزَاكَ اللهُ خَيْراً مِنْ سَيِّدِ قَوْمٍ، فقد أنجزت الله ما وعدته ولينجزنك الله ما وعدك".

_ 1 يكيد بنفسه: أي يجود بنفسه.

وقال ابن نمير: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: بلغني أنه شهد سعدا سبعون ألف ملك لم ينزلوا إلى الأرض. رواه غيره: عن عبيد الله، عن نافع، فقال: عن ابن عمر. وقال شبابة: أخبرنا أبو معشر، عن المقبري، قال: لما دَفْنِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعدا قَالَ: "لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَغْطَةِ القَبْرِ لَنَجَا سَعْدٌ وَلَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً اخْتَلَفَتْ مِنْهَا أضلاعه من أثر البول". وقال يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عن مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ شُرَحْبِيْلَ، أن رجلا أخذ قبضة من تراب قبر سعد يوم دفن، فتحها بعد فإذا هي مسك. وقال محمد بن موسى الفطري: أخبرنا معاذ بن رفاعة الزرقي، قال: دفن سعد بن معاذ إلى أس دار عقيل بن أبي طالب. قال محمد بن عمرو بن علقمة: حدثني عاصم بن عمر بن قَتَادَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استيقظ فجاءه جبريل، أو قال: ملك. فقال: من رجل من أمتك مات الليلة استبشر بموته أهل السماء؟ قال: "لا أعلمه إلا أن سعد بن معاذ أمسى قريبا، ما فعل سعد"؟. قالوا: يا رسول الله قبض وجاء قومه فاحتملوه إلى دارهم. فصلى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ الصبح, ثم خرج وخرج الناس مشيا حتى إن شسوع نعالهم تقطع من أرجلهم وإن أرديتم لتسقط من عوائقهم، فقال قائل: يا رسول الله قد بتتَّ الناس مشيا، قال: "أخشى أن تسبقنا إليه الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة". شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً، وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِياً مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بنُ معاذ". شعبة: حدثني أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُرَحْبِيْلَ، قَالَ: لما انفجر جرح سعد بن معاذ التزمه رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَتْ الدماء تسيل على النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر فقال: واكسر ظهرناه. فقال: "مه يا أبا بكر". ثم جاء عُمَرُ فَقَالَ: إِنَّا لِلِّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ. روى عُقْبَةُ بنُ مُكْرَمٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن شعبة, عن سعد بن إبراهيم عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عائشة مرفوعا: "لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ القَبْرِ لَنَجَا منها سعد". وقد تقدم هذا, وما فيه صفية. وليس هذا الضغط مِنْ عَذَابِ القَبْرِ فِي شَيْءٍ، بَلْ هُوَ من روعات المؤمن كنزع روحه، وكألمه من بكاء حميمه عليه، وكروعته من هجوم ملكي الامتحان عليه، وكروعته يوم الموقف وساعة ورود جهنم، ونحو ذلك نسأل الله أن يؤمن روعاتنا.

وقال يزيد بن هارون: أخبرنا حمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده، عن عائشة، قالت: ما كان أحد أشد فقدا على المسلمين بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا مِنْ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ. وقال الواقدي: أخبرنا عتبة بنُ جَبيرة، عَنِ الحُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عمرو بن سعد بن معاذ، قال: كان سعد بن معاذ أَبْيَضَ طُوَالاً، جَمِيْلاً، حَسَنَ الوَجْهِ، أَعْيَنَ, حَسَنَ اللحية. فرمي يوم الخندق سنة خمس فمات منها، وهو ابن سبع وثلاثين سنة. ودفن بالبقيع. وقال أبو معاوية عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اهتز عرش الله لموت سعد بن معاذ". وقال عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ, عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اهتز العرش لموت سعد بن معاذ". وقال يزيد بن هارون: أخبرنا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ راشد، عن امرأة من الأنصار يقال لها: أسماء بنت يزيد بن السكن، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأم سعد بن معاذ: "ألا يرقأ دمعك ويذهب حزنك بأن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش"؟. وقال يُوْسُفُ بنُ المَاجِشُوْنِ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ رُمَيْثَةَ أنها قالت: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وَلَو أَشَاءُ أَنْ أُقَبِّلَ الخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كتفيه من قربي منه لفعلت- يقول لسعد بن معاذ يوم مات: "اهتز له عرش الرحمن". وقال مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: اهْتَزَّ العَرْشُ لِحُبِّ لِقَاءِ اللهِ سَعْداً قَالَ: إِنَّمَا يعني السرير قال: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} [يوسف: 100] ، قال: تفسخت أَعْوَادُهُ. قَالَ: وَدَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهُ فَاحْتُبِسَ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيْلَ له: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: "ضُمَّ سعد في القبر ضمة فدعوت الله يكشف عنه". وقال الثوري وغيره، عن أبي إسحاق، عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بثوب حرير، فجعل أصحابه يتعجبون من لينه فقال: "إن مناديل سعد بن معاذ في الجنة ألين من هذا". متفق على صحته. وقال يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بنِ مَالكٍ؛ وَكَانَ وَاقِدٌ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِم؛ فَقَالَ لِي: من أنت؟

قُلْتُ: أَنَا وَاقِدُ بنُ عَمْرِو بنِ سَعْدِ بن معاذ. فقال: إِنَّكَ بِسَعْدٍ لَشَبِيْهٌ, ثُمَّ بَكَى فَأَكْثَرَ البُكَاءَ. ثُمَّ قَالَ: يَرْحَمُ اللهُ سَعْداً، كَانَ مِنْ أعظم الناس وأطولهم. ثم قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشاً إِلَى أُكَيْدِر دُوْمَةَ، فَبَعَثَ إِلَى رَسُوْلِ الله بِجُبَّةٍ مِنْ دِيْبَاجٍ مَنْسُوْجٍ فِيْهَا الذَّهَبُ، فَلَبِسَهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ الناس يَمْسَحُوْنَهَا وَيَنْظُرُوْنَ إِلَيْهَا, فَقَالَ: "أَتَعْجَبُوْنَ مِنْ هَذِهِ الجُبَّةِ"؟. قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ مَا رَأَيْنَا ثَوْباً قَطُّ أَحْسنَ مِنْهُ. قَالَ: "فَوَاللهِ لَمَنَادِيْلُ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ فِي الجَنَّةِ أَحْسَنُ مِمَّا ترون". قلت: هو سَعْدُ بنُ مُعَاذِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ امْرِئِ القيس بن زيد بنِ عَبْدِ الأَشْهَلِ بنِ جُشَمَ بنِ الحَارِثِ بن الخزرج بن عمرو، ولقبه النبيت، ابن مالك بن الأوس؛ أخي الخزرج وهما ابنا حارثة بن عمرو؛ ويدعى حارثة العنقاء؛ وإليه جماع الأوس والخزرج أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويكنى سعد أبا عمرو، وأمه كبشة بنت رافع الأنصاري، من المبايعات أسلم هو وأسيد بن الحضير على يد مصعب بن عمير، وكان مصعب قدم المدينة قبل العقبة الآخرة يدعو إلى الإسلام ويقرئ القرآن. فلما أسلم سعد لم يبق من بني عبد الأشهل -عشيرة سعد- أحد إلا أسلم يومئذ ثم كان مصعب في دار سعد هو وأسعد بن زرارة، يدعوان إلى الله. وكان سعد وأسعد ابني خالة. وَآخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَعْدٍ بنِ مُعَاذٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ. قاله ابن إسحاق. وقال الواقدي، عن عبد الله بن جعفر، عن سعد بن إبراهيم، وغيره: آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وبين سعد بن أبي وقاص. شهد سعد بدرا، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين ولى الناس. وقال أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُسلمٍ العَبْدِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو المُتَوَكِّلِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الحُمَّى، فَقَالَ: مَنْ كَانَتْ بِهِ فَهِيَ حَظُّهُ مِنَ النَّارِ فَسَأَلَهَا سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ رَبَّهُ، فَلَزِمَتْهُ فَلَمْ تُفَارِقْهُ حَتَّى فارق الدنيا. وكان لسعد من الولد: عمرو، وعبد الله، وأمهما: عمة أسيد بن الحضير هند بنت سماك من بني عبد الأشهل، صحابية. وكان تزوجها أوس بن معاذ أخو سعد -وقتل عبد الله بن عمرو بن سعد- يوم الحرة. وكان لعمرو من الولد: واقد بن عمرو، وجماعة قيل إنهم تسعة. وقتل عمرو أخو سعد بن معاذ يوم أحد، وقتل ابن أخيهما الحارث بن أوس يومئذ شابا،

وقد شهدوا بدرا، والحارث أصابه السيف ليلة قتلوا كعب بن الأشرف، واحتمله أصحابه. وشهد بعد ذلك أحدا. روى عن سعد بن معاذ: عبد الله بن مسعود قصته بمكة مع أمية بن خلف، وذلك في صحيح البخاري. وحصن بني قريظة على أميال من المدينة، حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين ليلة. واستشهد من المسلمين: خلاد بن سويد الأنصاري الخزرجي، طرحت عليه رحى، فشدخته. ومات في مدة الحصار أبو سنان بن محصن، بدري مهاجري، وهو أخو عكاشة بن محصن الأسدي. شهد هو وابنه سنان بدرا. ودفن بمقبرة بني قريظة التي يتدافن بها من نزل دورهم من المسلمين، وعاش أربعين سنة، ومنهم من قال: بقي إلى أن بايع تحت الشجرة.

إسلام ابني سعية وأسد بن عبيد: قال يونس بن بكير، وجرير بن حازم، عن ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن شيخ من بني قريظة، أنه قال: هل تدري عم كان إسلام ثعلبة وأسد ابني سعية، وأسد بن عبيد، نفر من هدل، لم يكونوا من بني قريظة ولا نضير، كانوا فوق ذلك؟ قلت: لا. قال: إنه قدم علينا رجل من الشام يهودي، يقال له: ابن الهيبان، ما رأينا خيرا منه. فكنا نقول إذا احتبس المطر: استسق لنا. فيقول: لا والله، حتى تخرجوا صدقة صاعا من تمر أو مدا من شعير. فنفعل فيخرج بنا إلى ظاهر حرتنا فوالله ما يبرح مجلسه حتى تمر بنا الشعاب تسيل. قد فعل ذلك غير مرة ولا مرتين فلما حضرته الوفاة، قال: يا معشر يهود! ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع؟ قلنا: أنت أعلم. قال: أخرجني نبي أتوقعه يبعث الآن فهذه البلدة مهاجره، وإنه يبعث بسفك الدماء وسبي الذرية، فلا يمنعنكم ذلك منه ولا تسبقن إليه. ثم مات. زاد يونس بن بكير في حديثه: فلما كانت الليلة التي افتتحت فيها قريظة, قال أولئك الثلاثة، وكانوا شبابا أحداثا: يا معشر يهود! هذا الذي كان ذكر لكم ابن الهيبان. قالوا: ما هو؟ فقالوا: بلى والله إنه لهو بصفته. ثم نزلوا فأسلموا وخلوا أموالهم وأهلهم، وكانت في الحصن، فلما فتح رد ذلك عليهم. تم الجزء الأول ويليه الجزء الثاني وأوله: سنة ست من الهجرة.

فهرس الموضوعات: الصفحة الموضوع 5 مقدمة المحقق 115 مخطوطة الكتاب 143 ذكر نسب سيد البشر 147 مولده المبارك صلى الله عليه وسلم 151 أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته 155 ذكر ما ورد في قصة سطيح وخمود النيران ليلة المولد وانشقاق الإيوان 159 باب: منه 162 وأرضعته ثويبة 162 ثم أرضعته حليمة السعدية 163 شق الصدر 165 وفاة والده 165 وفاة أمه وكفالة جده وعمه 167 وقد رعى الغنم 168 سفره مع عمه إن صح 171 شأن خديجة رضي الله عنها 172 بنيان الكعبة 177 ما عصمه الله به من أمر الجاهلية 181 ذكر زيد بن عمرو بن نفيل 184 باب: صفته صلى الله عليه وسلم في التوراة 186 قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه 194 ذكر مبعثه صلى الله عليه وسلم 199 فأول من آمن به خديجة رضي الله عنها 200 من معجزاته الأول 205 إسلام السابقين الأولين 208 فصل: في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم عشيرته إلى الله وما لقى من قومه 220 إسلام أبي ذر رضي الله عنه 223 إسلام حمزة رضي الله عنه 224 إسلام عمر رضي الله عنه 230 الهجرة الأولى إلى الحبشة ثم الثانية

الصفحة الموضوع 239 إسلام ضماد 240 إسلام الجن 243 فصل: فيما ورد من هواتف الجان وأقوال الكهان 247 انشقاق القمر 249 باب: ويسألونك عن الروح 251 ذكر أذية المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين 255 ذكر شعب أبي طالب والصحيفة 257 باب: إنا كفيناك المستهزئين 258 دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش بالسِّنَة 260 ذكر الروم 262 ثم توفي عمه أبو طالب وزوجته خديجة 268 ذكر الاسراء برسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المَسْجِدِ الأقصى 275 ذكر معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء 289 زواجه صلى الله عليه وسلم بعائشة وسودة أمي المؤمنين 291 عرض نفسه صلى الله عليه وسلم على القبائل 295 حديث يوم بعاث 296 ذكر مبدأ خبر الأنصار والعقبة الأولى 301 العقبة الثانية 305 تسمية من شهد العقبة 308 ذكر أول من هاجر إلى المدينة 312 سياق خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة 324 السنة الأولى من الهجرة 327 قصة إسلام ابن سلام 329 قصة بناء المسجد 334 سنة اثنتين من الهجرة 334 غزوة الأبواء 334 بعث عبيدة 334 غزوة بواط 334 غزوة العشيرة 335 بدر الأولى 335 سرية سعد بن أبي وقاص 335 بعث عبد الله بن جحش 336 غزوة بدر الكبرى من السيرة لابن إسحاق رواية البكائي 344 واستشهد يوم بدر 349 بقية أحاديث غزوة بدر 350 رؤيا عاتكة 365 ذكر غزوة بدر: من مغازي موسى بن عقبة

الصفحة الموضوع 371 غنائم بدر والأسرى 375 أسماء من شهد بدرا 376 ذكر طائفة من أعيان البدريين 378 قصة النجاشي، من السيرة 383 سرية عمير بن عدي الخطمي 383 غزوة بني سليم 383 سرية سالم بن عمير لقتل أبي عفك 383 غزوة السويق، في ذي الحجة 386 ثم دخلت سنة ثلاث من الهجرة 386 غزوة ذي أمر 386 غزوة بحران 386 غزوة بني قينقاع 388 غزوة بني النضير 391 سرية زيد بن حارثة إلى القردة 391 غزوة قرقرة الكدر 392 مقتل كعب بن الأشرف 396 غزوة أحد 415 عدد الشهداء 426 غزوة حمراء الأسد 430 السنة الرابعة من الهجرة 430 سرية أبي سلمة إلى قطن في أولها 430 غزوة الرجيع 433 غزوة بئر معونة 437 ذكر الخلاف في غزوة بني النضير "وقد تقدمت في سنة ثلاث" 438 غزوة بني لحيان 438 غزوة ذات الرقاع 440 غزوة بدر الموعد 441 غزوة الخندق 441 وقتل يوم بئر معونة 444 السنة الخامسة من الهجرة 444 غزوة ذات الرقاع 444 غزوة دومة الجندل 444 غزوة المريسيع "غزوة بني المصطلق" 446 تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم بجويرية 449 حديث الإفك 456 غزوة الخندق "الأحزاب" 469 واستشهد يوم الأحزاب 469 غزوة بني قريظة 476 وفاة سعد بن معاذ رضي الله عنه 484 إسلام ابني سعية وأسد بن عبيد 485 فهرس الموضوعات

سنة ست من الهجرة

المجلد الثاني بسم الله الرحمن الرحيم سنة ست من الهجرة: قال البكائي، عن ابن إسحاق: ثم أقام رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالمَدِيْنَةِ ذا الحجة والمحرم وصفرًا وشهري ربيع، وخرج في جمادى الأولى إلى بني لحيان يطلب بأصحاب الرجيع: خبيب بن عدي وأصحابه، وأظهر أنه يريد الشام ليصيب من القوم غرة، فوجدهم قد حذروا وتمنعوا في رؤوس الجبال، فقال: لو أنا هبطنا عسفان لرأى أهل مكة أنا قد جئنا مكة. فهبط في مائتي راكب من أصحابه حتى نزل عسفان. ثم بعث فارسين من أصحابه حتى بلغا كراع الغميم، ثم كرّا. وراح قافلًا. غزوة ذي قرد: ثم قدم المدينة فأقام بها ليالي، فأغار عُيينة بن حصن في خيل من غطفان على لقاح النبي -صلى الله عليه وسلم- بالغابة، وفيها رجل من بني غفار وامرأة، فقتلوا الرجل واحتملوا المرأة في اللقاح. وكان أول من نذرَ بهم سلمة بن الأكوع، غدا يريد الغابة ومعه غلام لطلحة بن عبيد الله معه فرسه، حتى إذا علا ثنية الوداع نظر إلى بعض خيولهم فأشرف في ناحية من سَلع، ثم صرخ: واصباحاه، ثم خرج يشتد في آثار القوم، وكان مثل السَّبُع، حتى لحق بالقوم. وجعل يردهم بنبله، فإذا وجهت الخيل نحوه هرب ثم عارضهم فإذا أمكنه الرمي رمى. وبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك فصرخ بالمدينة: "الفزع الفزع". فترامت الخيول إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: المقداد، وعباد بن بشر، وأسيد بن ظهير، وعكاشة بن محصن وغيرهم. فأمَّر عليهم سعد بن زيد، ثم قال: اخرج في طلب القوم حتى ألحقك بالناس، وَقَدْ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيما بلغني -لأبي عياش: "لو أعطيت فرسك رجلًا أفرس منك"؟ فقلت: يا رسول الله أنا أفرس الناس. وضربت الفرس فوالله ما مشى بي إلا خمسين ذراعًا حتى طرحني فعجبت أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لو أعطيته أفرس منك وجوابي له". ولم يكن سلمة بن الأكوع يومئذ فارسًا، وكان أول من لحق القوم على رجليه. وتلاحق الفرسان في طلب القوم، فأول من أدركهم محرز بن نضلة الأسدي، فأدركهم ووقف لهم بين أيديهم ثم قال: قفوا يا معشر بني اللكيعة حتى يلحق بكم من وراءكم من المسلمين. فحمل عليه رجل منهم فقتله، ولم يُقْتَل من المسلمين سواه.

قال عبد الملك بن هشام: وقتل يومئذ من المسلمين وقاص بن مجزز المدلجي. وقال البكائي، عن ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مَنْ لاَ أَتَّهِمُ عَنِ عبد الله بن كعب بن مالك، أن مجززًا إنما كان على فرس عكاشة يقال له: الجناح، فقتل مجزز واستلب الجناح. ولما تلاحقت الخيل قتل أبو قتادة بن ربعي. حبيب بن عيينة بن حصن، وغشاه ببرده، ثم لحق بالناس. وأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمسلمين، فاسترجعوا وقالوا: قُتِلَ أبو قتادة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس بأبي قتادة ولكنه قتيل لأبي قتادة وضع عليه برده لتعرفوا أنه صاحبه". وأدرك عُكاشة بن محصن أوبارًا وابنه عمرو بن أوبار، كلاهما على بعير، فانتظمهما بالرمح فقتلهما جميعًا، واستنقذوا بعض اللقاح. وسار رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى نزل بالجبل من ذي قَرَد، وتلاحق الناس، فَنَزَلَ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- به، وأقام عليه يومًا وليلة. وقال سلمة: يا رسول الله لو سرحتني في مائة رجل لاستنقذت بقية السرح، وأخذت بأعناق القوم. فقال رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فِيمَا بلغني: إنهم الآن ليغبقون1 في غطفان. فقسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أصحابه، في كل مائة رجل، جزورًا. وأقاموا عليها ثم رجعوا إلى المدينة. قال: وانفلتت امرأة الغفارى على ناقة من إبل رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى قدمت عليه، وقالت: إني نذرت لله أن أنحرها إن نجاني الله عليها. قال: فتبسم رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قال: "بئس ما جزيتها أن حملك الله عليها ونجاك بها ثم تنحرينها، إنه لا نذر فيما لا يملك ابن آدم إنما هي ناقة من إبلي، ارجعي على بركة الله". قلت: هذه الغزوة تسمى غزوة الغابة، وتسمى غزوة ذي قرد. وذكر ابن إسحاق وغيره: أنها كانت في سنة ست. وأخرج مسلم2 أنها كانت زمن الحديبية. قال أبو النضر هاشم بن القاسم: حدثنا عكرمة بن عمّار، قال: حدثنى إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: قدمنا المدينة زمن الحديبية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرجت أنا ورباح -غلام النبي- بظهر رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَرَجْتُ بِفَرسٍ لِطَلْحَةَ بن عبيد الله كنت أريد أن أنديه3

_ 1 الغبوق: شرب اللبن عشيا وهو مقابل الصبوح. 2 صحيح: انظر الحديث الآتي وهو عند مسلم "1807". 3 التندية: أن يورد الرجل الإبل والخيل فتشرب قليلا، ثم يردها إلى المرعى ساعة، ثم تعاد إلى الماء. والتندية أيضا: تضمير الفرس، وإجراؤه حتى يسيل عرقه، ويقال لذلك العرق: الندى، ويقال: نديت الفرس والبعير تندية.

مع الإبل. فلما كان بغلس، أغار عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقتل راعيها وخرج يطردها هُوَ وَأَنَاسٌ مَعَهُ فِي خَيْلٍ. فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ اقعُدْ عَلَى هَذَا الفَرَسِ فَألْحِقْهُ بِطَلْحَةَ وأخبر رسول الله الخبر. وقمت على تل فجعلت وجهي من قبل المدينة ثم ناديت ثلاث مرات: يا صباحاه. ثم اتبعت القوم معي سيفي ونبلي، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِم وَأَعْقِرُ بِهِم وَذَلِكَ حِيْنَ يَكْثُرُ الشجر، فإذا رجع إليَّ فارس جلست له في أصل شجرة ثم رميت، فلا يقبل عليَّ فارس إلا عقرت به. فجعلت أَرمِيْهِم وَأَقُوْلُ: أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ ... وَاليَوْمُ يَوْمُ الرضع فألحق برجل منهم فأرميه وهو على راحلة رحله، فيقع سهمي في الرحل حتى انتظمت كتفه، فقلت: خذها وأنا ابن الأكوع. وَكُنْتُ إِذَا تَضَايَقَتِ الثَّنَايَا علوتُ الجَبلَ فَرَدَأْتُهُم بالحجارة، فما زال ذلك شأني وشأنهم أتبعهم فأرتجز، حتى ما خلق الله شيئًا من سرح النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلاَّ خَلَّفْتُهُ ورائي واستنقذته من أيديهم. ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أَرْمِيْهِم حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِيْنَ رُمْحاً وَأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِيْنَ بُرْدَةً يستخفون منها، ولا يلقون من ذلك شَيْئاً إِلاَّ جَعَلْتُ عَلَيْهِ حِجَارَةً وَجَمَعتُهُ عَلَى طَرِيقِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى إذا مُدّ الضُّحَاء أتاهم عيينة بن بدر الفزاري مَدَداً لَهُم، وَهُم فِي ثَنِيَّةٍ ضَيِّقَةٍ. ثُمَّ علوت الجبل، فقال عيينة: ما هذا الذي أرى؟ قَالُوا: لَقِيْنَا مِنْ هَذَا البَرْح، مَا فَارَقَنَا بسحر حتى الآنَ، وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ كَانَ فِي أَيْدِيْنَا وجعله وراء ظهره. فقال عيينة: لولا أن هذا يرى أن وراءه مددًا لقد ترككم، ليقم إليه نفر منكم. فقام إليَّ أربعة فصعدوا في الجبل. فَلَمَّا أَسْمَعتُهُم الصَّوتَ قُلْتُ: أَتَعرِفُونِي؟ قَالُوا: وَمَنْ أنت؟ قلت: أنا ابن الأكوع، والذي كَّرم وَجْهَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُم فَيُدْرِكَنِي وَلاَ أَطْلُبُهُ فَيَفُوتَنِي. قال رجل منهم: إني أظن؛ يعني كما قال. فما برحت مقعدي ذلك حَتَّى نَظَرتُ إِلَى فَوَارِسِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَخَلَّلُوْنَ الشَّجَرَ، وَإِذَا أَوَّلُهُمُ الأخرم الأسدي وعلى إثره أبو قتادة، وعلى إثره المقداد، فولى المشركون. فأنزل من الجبل فأعترض الأخرم فآخذ عنان فرسه، فقلت: يا أخرم انذر القوم يعني احذرهم فإني لا آمن أن يقطعوك، فاتئد حتى يلحق النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه. فقال: إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فلا تحل بيني وبين الشهادة، قال: فخليت عنان فرسه فيلحق بعبد الرحمن بن عيينة، وطعنه عبد الرحمن فقتله. وَتَحوَّلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى فَرَسِ الأَخْرَمِ فَيَلْحَقُ أبو قتادة به، فاختلفا طعنتين، فعقر بأبي قتادة، وقتله أبو قتادة، وتحول على فرس الأخرم. ثم إني خرجت أَعْدُو فِي أَثَرِ القَوْمِ حَتَّى مَا أَرَى من غبار أصحابي

شيئًا ويعرضون قبل المَغِيبِ إِلَى شِعْبٍ فِيْهِ مَاءٌ يُقَالَ لَهُ: ذو قرد، فأرادوا أن يشربوا منه، فَأَبْصرُوْنِي أَعْدُو وَرَاءهُم، فَعَطَفُوا عَنْهُ وَأَسْنَدُوا فِي الثنية، ثنية ذي تير، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَأَلْحَقُ رَجُلاً فَأَرمِيْهِ فَقُلْتُ: خُذْهَا وأنا ابن الأكوع. قال: فَقَالَ: يَا ثُكْلَ أُمِّي، أَكْوَعِيٌّ بُكْرَة؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ، وَكَانَ الَّذِي رَمَيتُهُ بُكْرة، فأتْبعتُه سَهْماً آخَرَ فَعَلِقَ بِهِ سَهمَانِ. ويخلفون فرسين فجبذتهما أسوقهما إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو على الماء الذي جليتهم عنه ذو قرد؛ فإذا نبي الله -صلى الله عليه وسلم- في خمس مائة، وإذا بلال قد نَحَرَ جَزُوْراً مِمَّا خَلَّفْتُ، فَهُوَ يَشوِي لِرَسُوْلِ الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ خَلِّنِي فأنتخبُ مِنْ أَصْحَابِكَ مائَةً واحدة فآخذ على الكفار بِالعَشْوَةِ فَلاَ يَبْقَى مِنْهُم مُخَبِّرٌ. قَالَ: أَكُنْتَ فاعلًا يا سلمة؟ قلت: نعم، والذي أكرمك. فَضَحِكَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ فِي ضَوءِ النَّارِ. ثُمَّ قال: إنهم يُقْرَون الآن بأرض غطفان. فجاء رجل من غطفان فقال: مَرُّوا عَلَى فُلاَنٍ الغَطَفَانِيِّ فَنَحَرَ لَهُم جَزُوْراً، فلما أخذوا يكشطون جلدها رأوا غبرة، فتركوها وخرجوا هُرَّابًا. فَلَمَّا أَصْبَحنَا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خير فرساننا اليوم أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ". وَأَعطَانِي سَهْمَ الرَّاجِلِ وَالفَارِسِ جَمِيْعاً. ثُمَّ أَرْدَفَنِي وَرَاءهُ عَلَى العَضْبَاءِ1 رَاجِعِيْنَ إِلَى المَدِيْنَةِ. فَلَمَّا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا قَرِيباً مِنْ ضَحْوَةٍ، وَفِي القَوْمِ رَجُلٌ من الأنصار كان لا يسبق، فجعل ينادي: هل من مسابق؟ وكرر ذلك. فقلت له: أما تُكرِمُ كَرِيْماً وَلاَ تَهَابُ شَرِيفاً؟ قَالَ: لاَ، إِلاَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قُلْتُ: يا رسول الله بأبي أنت وأمي خلني فلأسابقه. قال: "إن شئت". قلت: أذهب إليك. فطفر عن راحلته، وثنيت رجلي فطفرت عن الناقة. ثم إني ربطت عليه شرفًا أو شرفين؛ يعني اسْتبْقَيْتُ نَفسِي2، ثُمَّ إِنِّيْ عَدَوْتُ حَتَّى أَلحَقَهُ فأصُكّ بين كتفيه بيدي. قلت: سبقتك والله. فضحك وقال: إن أظن حتى قدمنا إلى المدينة. أخرجه مسلم عن شيخ، عن هاشم3. قرأت على أبي الحسن علي بن عبد الغني الحراني بمصر، وعلي أبي الحسن علي بن أحمد

_ 1 العضباء: هو لقب ناقة النبي -صلى الله عليه وسلم-. والعضباء: مشقوقة الأذن، ولم تكن ناقته -صلى الله عليه وسلم- كذلك، وإنما هو لقب لزمها. 2 ربطت عليه شرفًا أو شرفين، يعني استبقيت نفسي: معنى ربطت حبستُ نفسي عن الجري الشديد والشرف: ما ارتفع من الأرض. وقوله: "استبقيت نفسي": أي لئلا يقطعني البهر. 3 صحيح: أخرجه مسلم "1807" حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هاشم بن القاسم، به.

الهاشمي بالإسكندرية، وعلى أبي سعيد سنقر بن عبد الله بحلب، وعلي أحمد بن سليمان المقدس بقاسيون وأخبرنا محمد بن عبد السلام الفقيه، وأبو الغنائم بن محاسن، وعمر بن إبراهيم الأديب، قالوا: أخبرنا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ روزبة. "ح" وقرأت على أبي الحسين اليونيني، ومحمد بن هاشم العباسي، وإسماعيل بن عثمان الفقيه، ومحمد بن حازم، وعلي بن بقاء، وأحمد بن عبد الله بن عزيز، وخلق سواهم: أخبركم أبو عبد الله الحسين بن أبي بكر بن الزبيدي؛ قالا: أخبرنا أبو الوقت السجزي، قال: أخبرنا أبو الحسن الدراوردي، قال: أخبرنا أبو محمد بن حمويه، قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا يَزِيْدُ بنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ أَنَّهُ أخبره، قال: خرجت من المدينة ذاهبًا نحو الغابة، حتى إذا كنت بثنية الغابة لقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف، قلت: ويحك ما بك؟ قال: أخذت لقاح النبي -صلى الله عليه وسلم. قلت: من أخذها؟ قال: غطفان وفزارة. فصرخت ثلاث صرخات أسمعت ما بين لابتيها: يا صباحاه، يا صباحاه. ثم اندفعت حتى ألقاهم وقد أخذوها، فجعلت أَرمِيْهِم وَأَقُوْلُ: أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ ... وَاليَوْمُ يَوْمُ الرضع فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا. فأقبلت بها أسوقها، فلقيني النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقُلْتُ: يَا رسول الله إن القوم عطاش، وإني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم، فابعث في أثرهم. فقال: يا ابن الأكوع ملكت فأسجح، إن القوم يقرون في قومهم.

مقتل أبي رافع

مقتل أبي رافع: وهو سلام بن أبي الحقيق؛ وقيل: عبد الله بن أبي الحقيق اليهودي، لعنه الله. قال البكائي، عن ابن إسحاق: ولما انقضى شأن الخندق وأمر بني قريظة، وكان سلام بن أبي الحقيق أبو رافع فيمن حزب الأحزاب عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وكانت الأوس قبل أحد قد قتلت كعب بن الأشرف. فاستأذنت الخزرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قتل ابن أبي الحُقيق وهو كبير، فأذن لهم. وحدثني الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، قال: كان مما صنع الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم: أن هذين الحيين من الأنصار كانا يتصاولان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تصاول الفحلين لا تصنع الأوس شيئًا فيه غناء عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلا قالت الخزرج: والله لا يذهبون بهذه فضلًا علينا عِنْد رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وفي الإسلام. فلا ينتهون حتى يوقعوا مثلها. وإذا فعلت الخزرج شيئًا قالت الأوس مثل ذلك. ولما أصابت الأوس كعب بن الأشرف في عداوته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قالت الخزرج: والله لا يذهبون بهذه فضلًا علينا. فتذاكروا من رجل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كابن الأشرف، فذكروا ابن أبي الحُقَيق وهو بخيبر. فاستأذنوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأذن لهم. فخرج إليه من الخزرج خمسة من بني سلمة: عبد الله بن عتيك، ومسعود بن سنان، وعبد الله بن أنيس، وأبو قتادة بن ربعي، وآخر حليف لهم. فأمَّر عليهم ابن عتيك، فخرجوا حتى قدموا خيبر، فأتوا دار ابن أبي الحقيق ليلا، فلم يدعوا بيتًا في الدار إلا أغلقوه على أهله، ثم قاموا على بابه فاستأذنوا، فخرجت إليهم امرأته فقالت: من أنتم؟ قالوا: نلتمس الميرة. قال: ذاكم صاحبكم، فادخلوا عليه. قال: فلما دخلنا أغلقنا علينا وعليها الحجرة تخوفًا أن تكون دونه مجاولة تحول بينا وبينه. قال: فصاحت امرأته فنوهت بنا، وابتدرناه وهو على فراشه، والله ما يدلنا عليه في سواد البيت إلا بياضه، كأنه قُبطية ملقاة. فلما صاحت علينا جعل الرجل منا يرفع سيفه عليها ثم يذكر نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ قتل النساء، فيكف يده. فلما ضربناها بأسيافنا تحامل عليه عبد الله بن أنيس بسيفه في بطنه حتى أنفذه، وهو يقول: قطني قطني؛ أي: حسبي. قال: وخرجنا، وكان ابن عتيك سيئ البصر فوقع من الدرجة، فَوثئَتْ يدهُ وثأ1 شديدًا وحملناه حتى نأتي منهرًا2 من عيونهم فندخل فيه. فأوقدوا النيران واشتدوا في كل وجه يطلبون، حتى إذا يئسوا رجعوا إلى صاحبهم فاكتنفوه. فقلنا: كيف لنا بأن نعلم أنه هلك؟ فقال رجل منا: أنا أذهب فأنظر لكم. فانطلق حتى دخل في الناس. قال: فوجدتُها وفي يدها المصباح وحوله رجال وهي تنظر في وجهه وتحدثهم وتقول: أما والله لقد سمعت صوت ابن عتيك ثم أكذبت نفسي فقلت: أنى ابن عتيك بهذه البلاد؟ ثم أقبلت عليه تنظر في وجهه، ثم قالت: فاض، وإله يهود. فما سمعُت من كلمة كانت ألذ إليَّ منها. قال: ثم جاء فأخبرنا الخبر، فاحتملنا صاحبنا فقدمنا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبرناه واختلفنا في قتله، فكلنا يدعيه. فقال: هاتوا أسيافكم، فجئنا بها فنظر إليها فقال لسيف عبد الله بن أنيس: هذا قتله، أرى فيه أثر الطعام والشراب.

_ 1 وثئت يده وثأ شديدًا: أي أصابها وهن، دون الخَلْع والكسر. 2 المَنْهَر: خَرْقٌ في الحِصْن نافِذٌ يدخل فيه الماء، وهو مفعل من النهر، والميم زائدة.

وقال زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن البراء، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رهطًا من الأنصار إلى أبي رافع، فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلًا فقتله وهو نائم. أخرجه البخاري1. وقال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى أبي رافع رجالًا من الأنصار، عليهم عبد الله -يعني ابن عتيك. وكان أبو رافع يُؤْذِي رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويعين عليه، وكان في حصن له بأرض الحجاز. فلما دنوا وقد غربت الشمس وراح الناس بسَرْحِهم؛ قال: عبد الله لأصحابه: اجلسوا مكانكم فإني منطلق فمتلطف للبواب لعلي أدخل. فأقبل حتى دنا من الباب ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجته. وقد دخل الناس، فهتف به البواب: يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فادخل لأغلق. فدخلت فكمنت، فأغلق الباب وعلق الأقاليد على ود، فقمت ففتحت الباب. وكان أبو رافع يسمر عنده وكان في علالي. فلما أن ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه، وجعلت كلما فتحت بابًا أغلقته عليَّ من داخل، وقلت: إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله. فانتهيت إليه فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت. قلت: يا أبا رافع، قال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف، وأنا دهش، فما أغنى شيئًا، فصاح، فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه فقلت: ما هذا الضرب أبا رافع؟ قال: لأمك الويل، إن رجلًا في البيت ضربني قبل بالسيف. قال: فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله، ثم وضعت صدر السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره فعلمت أني قد قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابًا فبابًا حتى انتهيت إلى درجة، فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض، فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي، فعصبتها بعمامتي، ثم انطلقت حتى جلست عند الباب. فقلت: لا أبرح الليلة حتى أعلم أقتلته أم لا. فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال: أنعي أبا رافع. فانطلقت إلى أصحابي، فقلت: النجاء النجاء، فقد قتل الله أبا رافع، فانتهينا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وحدثناه فقال: "ابسط رجلك"، فبسطتها، فمسحها، فكأنما لم أشكها قط. أخرجه البخاري2.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4038" حدثنا إسحاق بن نصر، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن أبي زائدة، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4039" حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل به. وقوله: "على ود" أي على وتد.

وأخرجه أيضا من حديث إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن جده، عن البراء بنحوه. وفيه: ثم انطلقت إلى أبواب بيوتهم فغلقتها عليهم من ظاهر. وفيه: ثم جئت كأني أغيثه وغيرت صوتي، وقلت: ما لك يا أبا رافع. قال: ألا أعجبك، دخل علي رجل فضربني بالسيف. قال: فعمدت له أيضًا فأضربه أخرى فلم تغن شيئًا. فصاح وقام أهله، ثم جئت وغيرت صوتي كهيئة المغيث، وإذا هو مستلق على ظهره، فأضع السيف في بطه ثم أتكئ عليه حتى سمعت صوت العظم. ثم خرجت دهشًا إلى السلم، فسقطت فاختلعت رجلي فعصبتها. ثم أتيت أصحابي أحجُل فقلت: انطلقوا فبشروا رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِنِّي لا أبرح حتى أسمع الناعية. فلما كان وجه الصبح صعد الناعية، فقال: أنعي أبا رافع. فقمت أمشي، ما بي قلبة، فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فبشرته1. وقال ابن لهيعة: حدثنا أبو الأسود، عن عروة، قال: كان سلام بن أبي الحُقيق قد أجلب في غطفان ومن حوله من مشركي العرب يدعوهم إلى قتال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويجعل لهم الجعل العظيم. فبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه جماعة فبيتوه ليلًا. وقال موسى بن عقبة في مغازيه: فطرقوا أبا رافع اليهودي بخيبر فقتلوه في بيته.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4040" حدثنا أحمد بن عثمان، حدثنا شريح هو ابن مسلمة، حدثنا إبراهيم بن يوسف، به. وقوله: "ما بي قلبة" بفتح القاف واللام والموحدة: أي علَّة أنقلب بها. وقال الفراء: أصل القلاب بكسر القاف داء يصيب البعير فيموت من يومه، فقيل لكل من سلم من علة: ما به قلبة، أي ليست به علة تهلكه.

قتل ابن نبيح الهذلي

قتل ابن نبيح الهذلي: ابن لهيعة: حدثنا أبو الأسود: عن عروة، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدِ الله بن أنيس السلمي إلى سفيان بن نُبيح الهذلي ثم اللحياني ليقتله وهو بعرنة وادي مكة. وقال محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أنيس، عن أبيه، قال: دعاني رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "إنه بلغني أن ابن نبيح الهذلي يجمع الناس ليغزوني وهو بنخلة أو بعُرنَةَ، فأتِه فاقتله". قلت: يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه. قال: "آية ما بينك وبينه أنك إذا رأيته وجدت له قشعريرة". فخرجت متوشحًا سيفي، حتى دُفعتُ إليه في ظعن يرتاد لهن منزلًا وقت العصر. فلما رأيته وجدت له ما وصف لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من القُشَعريرة. فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه مجاولة تشغلني عن الصلاة، فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي إيماء. فلما انتهت إليه قال: من الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاء لذلك. قال: أجل نحن في ذلك. فمشيتُ معه حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف فقتلته، ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه. فلما قَدِمْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أفلح الوجه". قلت: قد قتلته يا رسول الله. قال: "صدقت". ثم قام بي فدخل بي بيته فأعطاني عصًا، فقال: "أمسك هذه عندك". فخرجت بها على الناس. فقالوا: ما هذه العصا؟ فقلت: أعطانيها رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَنِي أن أمسكها عندي. قالوا: أفلا ترجع فتسأله فرجعت فسألته: لم أعطيتنيها يا رسول الله؟ قال: "آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المتخصرن يومئذ". قال: فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه، حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه، فدفنا جميعًا1. رواه عبد الوارث بن سعيد، عن ابن إسحاق، فقال: إلى خالد بن سفيان الهذلي. وقال موسى بن عقبة: بَعَثَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى سفيان بن عبد الله بن أبي نبيح الهذلي، والله أعلم.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 496" حدثنا يعقوب، حدثنا أبي قال: عن ابن إسحاق، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد الله بن عبد الله بن أنيس، فإنه مجهول، وقد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" "3/ ق1/ 125"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "2/ ق2/ 90" ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع

غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع: قال ابن إسحاق: غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بني المصطلق من خزاعة، في شعبان سنة ست. كذا قال ابن إسحاق. وقال ابن شهاب وعروة: هي في شعبان سنة خمس. وكذلك يروى عن قتادة. وقاله أيضًا الواقدي، فقال: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الاثنين لليلتين خلتا من شعبان سنة خمس، وقدم المدينة لهلال رمضان. قلت: وفيها حديث الإفك، وقد تقدم ذلك في سنة خمس. وهو الصحيح.

سرية نجد قيل إنها كانت في المحرم سنة ست

سرية نجد: قيل إنها كانت في المحرم سنة ست: قال الليث بن سعد: حدثني سعيد المقبري أنه سمع أبا هريرة يقول: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خيلًا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "ما عندك"؟ قال: عندي يا محمد خير، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت. فتركه رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى كان من الغد، فقال: "ما عندك يا ثُمامة"؟ قال: عندي ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت. فقال: "أطلقوه". فانطلق إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل ثم دخل المسجد فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنَّ مُحَمَّداً رسول الله. يا محمد، والله ما كان على وجه الأرض أبغض إليَّ من وجهك، وقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه كلها إليَّ. والله ما كان دين أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك أحب الدين كله إليَّ. والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليَّ، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأمره أن يعتمر. فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت يا ثمامة. قال: لا، ولكني أسلمت، فوالله لا يأتيكم من اليمامة حبة حتى يأذن فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. متفق عليه1، "وأخرجه" مسلم أيضًا من حديث عبد الحميد بن جعفر عن المقبري، به2. خالفهما محمد بن إسحاق، فيما روى يونس بن بكير عنه: حدثني سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: كان إسلام ثمامة بن أثال أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دعا الله حين عرض لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما عرض له وهو مشرك، فأراد قتله، فأقبل معتمرًا حتى دخل المدينة، فتحير فيها حتى أخذ، فَأَتَى بِهِ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأمر به فَرُبِطَ إلى عمود من عمد المسجد. وفيه: وإن تسأل مالًا تعطه. قال أبو هريرة: فجعلنا المساكين نقول: ما نصنع بدم ثمامة؟ والله لأكلهٌ من جزور سمينة من فدائه أحب إلينا من دمه.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 453"، والبخاري "462" و"469" و"2422" و"2423" و"4372"، ومسلم "1764"، وأبو داود "2679"، والنسائي "1/ 109-110"، وابن خزيمة "252"، والبيهقي في "السنن "1/ 171" وفي "دلائل النبوة" "4/ 78" من طرق عن الليث، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1764" "60" حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، به.

قلت: وهذا يدل على أن إسلام ثمامة كان بعد إسلام أبي هريرة، وهو في سنة سبع فذكر الحديث، وفيه: فانصرف من مكة إلى اليمامة، ومنع الحمل إلى مكة حتى جهدت قريش، فكتبوا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامة يخلي لهم حمل الطعام. وكانت اليمامة ريف مكة. قال: فأذن النبي -صلى الله عليه وسلم. وفيها: كان من السرايا، على ما زعم الواقدي: قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ربيع الأول أو الآخر عُكاشة بن محصن في أربعين رجلًا إلى الغمْر، وفيهم ثابت بن أقرم وشجاع بن وهب. فأسرعوا، ونذر بهم القوم وهربوا. فنزل عكاشة على مياههم وبعث الطلائع فأصابوا من دلهم على بعض ماشيتهم، فوجدوا مائتي بعير، فساقوها إلى المدينة. وقال: وفيها بعث سرية أبي عبيدة إلى القصة، في أربعين رجلًا، فساروا ليلهم مشاة ووافوا ذا القصة مع عماية الصبح، فأغار عليهم وأعجزهم هربًا في الجبال. وأصابوا رجلًا فأسلم، وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محمد بن مسلمة، في عشرة، فكمن القوم لهم حتى نام هو وأصحابه، فما شعروا إلا بالقوم، فقتل أصحاب محمد، وأفلت هو جريحًا. قال: وفيها كانت سرية زيد بن حارثة بالجموم. فأصاب امرأة من مزينة، يقال لها: حليمة، فدلتهم على مكان فأصابوا مواشي, أسراء، منهم زوجها، فوهبها النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسها وزوجها. وفيها سرية زيد بن حارثة إلى الطرف؛ إلى بني ثعلبة في خمسة عشر رجلًا. فهربت الأعراب وخافوا، فأصاب من نعمهم عشرين بعيرًا. وغاب أربع ليال. وفيها كانت سرية زيد بن حارثة إلى العيص؛ في جمادى الأولى؛ وأخذت الأموال التي كانت مع أبي العاص، فاستجار بزينب بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأجارته. وحدثني موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: أقبل دحية الكلبي من عند قيصر، قد أجازه بمال. فأقبل حتى كان بُحْسمي، فلقيه ناس من جُذَام، فقطعوا عليه الطريق وسلبوه، فَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْلَ أن يدخل بيته فأخبره. فبعث زيد بن حارثة إلى حُسْمَى؛ وهي وراء وادي القرى وكانت في جمادى الآخرة. ثم سرية زيد إلى وادي القرى في رجب. ثم قال: وحدثني عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ عتبة، قال: خرج علي -رضي الله عنه- في مائة إلى فدك إلى حي من بني سعد بن بكر. وذلك أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بلغه عنهم أن

لهم جمعًا يريدون أن يمدوا يهود خيبر. فسار إليهم الليل وكمن النهار، وأصاب عينا فأقر له أنه بُعِثَ إلى خيبر يعرض عليهم نصرهم على أن يجعلوا لهم تمر خيبر. قال الواقدي: وذلك في شعبان. وكانت غزوة أم قرفة في رمضان سار إليها زيد بن حارثة؛ لأنها كانت تؤذي النبي -صلى الله عليه وسلم، ذكره الواقدي. قال: وفيها سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دُومة الجندل في شعبان، فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن أطاعوا فتزوج ابنة ملكهم". فأسلم القم، وتزوج عبد الرحمن تماضر بنت الأصبغ؛ والدة أبي سلمة، وكان أبوها ملكهم. وفي شوال كانت سرية كُرز بن جابر الفهري إلى العُرنيين الذي قتلوا راعي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستاقوا الإبل. فبعثه في عشرين فارسًا وراءهم. وقال ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رهطًا من عكل وعرينة أتوا رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: إنا أناس من أهل ضرع، ولم نكن أهل ريف، فاستوخمنا المدينة. فأمر لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذود وزاد، وأمرهم أن يخرجوا فيها فيشربوا من أبوالها وألبانها. فانطلقوا حتى إذا كانوا في ناحية الحرة قتلوا راعي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستاقوا الذود، وكفروا بعد إسلامهم. فبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- في طلبهم، فأمر بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم، وتركهم في ناحية الحرة حتى ماتوا وهم كذلك. قال قتادة: فذكر لنا أن هذه الآية نزلت فيهم: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المائدة: 33] ، قال قتادة: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يحث في خطبته بعد ذلك على الصدقة وينهى عن المثلة. متفق عليه1. وفي بعض طرقه: من عكل، أو عُرينة.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 163 و170 و177 و233 و287 و290"، والبخاري "1501" و"4192" و"5727"، ومسلم "1671" "13"، والنسائي "1/ 158" و"7/ 97"، وابن خزيمة "115"، والبيهقي "10/ 4" من طرق عن قتادة، به. وأخرجه البخاري "4193" و"4610"، ومسلم "1671" "10" و"11" و"12"، والنسائي "7/ 93-94" من طريق أبي رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، به. وأخرجه البخاري "333" و"6805"، وأبو داود "4364" من طريق سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ أَبِي قلابة، به.

ورواه شعبة، وهمام، وغيرهما، عن قتادة فقال: من عرينة؛ من غير شكٍّ. وكذلك قال حميد، وثابت، وعبد العزيز بن صهيب، عن أنس. وقال زهير: حدثنا سماك بن حرب، عن معاوية بن قرة، عن أنس: أن نفرًا من عرينة أتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبايعوه، وقد وقع في المدينة الموم -وهو البرسام- فقالوا: هذا الوجع قد وقع يا رسول الله، فلو أذنت لنا فرحنا لي الإبل. قال: "نعم، فاخرجوا وكونوا فيها". أخرجوا، فقتلوا أحد الراعيين وذهبوا بالإبل، وجاء الآخر وقد جُرحَ، قال: قد قتلوا صاحبي ذهبوا بالإبل. وعنده شباب من الأنصار قريب من عشرين، فأرسلهم إليهم وبعث معهم قائفًا يقتص أثرهم. فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم. أخرجه مسلم1. وقال أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: قدم رهط من عُكْل فأسلموا فاجتووا الأرض، فذكره، وفيه: فلم ترتفع الشمس حتى أتى بهم، فأمر بمسامير فأحميت لهم، فكواهم وقطع أيديهم وأرجلهم، ولم يحسمهم2 وألقاهم في الحرة يستسقون فلا يسقون حتى ماتوا. أخرجه البخاري3.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1671" "13"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "3/ 180" من طريق زهير بن معاوية، به. وقوله "الموم": هو نوع من اختلال العقل. ويطلق على ورم الرأس وورم الصدر. وهو معرب. وأصل اللفظة سريانية. 2 وقوله: "ولم يحسمهم" أي لم يكوهم. والحسم في اللغة: كي العرق بالنار لينقطع الدم. 3 صحيح: راجع تخريجنا السابق رقم "358". وهو عند البخاري "233" و"6805" وغير فراجعه ثمت.

إسلام أبي العاص مبسوطا

إسلام أبي العاص مبسوطًا: أسلم أَبُو العَاصِ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قصي العبشمي، خَتَنِ1 رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على ابنته زينب، أم أمامة، في وسط سنة ست. واسمه لقيط، قاله ابن معين والفلاس. وقال ابن سعد: اسمه مقسم، وأمه هالة بنت خويلد خالة زوجته، فهما أبناء خالة. تزوج بها قبل المبعث، فولدت له عليًا فمات طفلًا، وأمامة التي صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو حاملها وهي التي تزوجها علي -رضي الله عنه- بعد موت خالتها فاطمة -رضي الله عنها- وكان أبو العاص يُدْعَى جَرْو البطحاء، وأسر يوم بدر، وكانت زينب مكة. قال يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، قالت: فبعثت في فدائه بمال منه قلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها. فَلَمَّا رَأَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- القلادة رَقَّ لَهَا وَقَالَ: "إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا". ففعلوا. فأخذ عليه عهدًا أن يخلي زينب إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سرًّا. وقال ابن إسحاق: فَبُعِثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زيد بن حارثة ورجلًا، فقال: كونا ببطن يأجَج حتى تمر بكما زينب. وذلك بعد بدر بشهر. قال: وكان أبو العاص من رجال قريش المعدودين مالًا وأمانة وتجارة. وكان الإسلام قد فرَّق بينه وبين زينب، إلا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ لا يقدر أن يفرق بينهما. قال يونس: عن ابن إِسْحَاقَ: حَدَّثني عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، قال: خرج أبو العاص تاجرًا إلى الشام، وكان رجلًا مأمونًا. وكانت معه بضائع لقريش. فأقبل قافلًا فلقيته سرية للنبي -صلى الله عليه وسلم، فاستقوا عيره وهرب. وقدموا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بما أصابوا فقسمه بيهم، وأتى أبو العاص حتى دخل على زينب فاستجار بها، وسألها أن تطلب له مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رد ماله عليه. فَدَعَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- السرية فقال لهم: "إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ، وقد أصبتم له مالًا ولغيره مما كان معه، وهو فيء، فإن رأيتم أن تردوا عليه فافعلوا، وإن كرهتم فأنتم وحقكم". قالوا: بل نرده عليه. فردوا والله عليه ما أصابوا، حتى إن الرجل ليأتي بالشنة، والرجل بالإداوة وبالحبل. ثم خرج حتى قدم مكة، فأدَّى إلى الناس بضائعهم، حتى إذا فرغ قال: يا معشر قريش، هل بقي لأحد منكم معي مال؟ قالوا: لا، فجزاك الله خيرًا. فقال: أما والله ما منعني أن أسلم قبل أن أقدم عليكم إلا تخوفت أن تظنوا أني إنما أسلمت لأذهب بأموالكم، فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنَّ محمَّدًا عبده ورسوله. وأما موسى بن عقبة فذكر أن أموال أبي العاص إنما أخذها أبو بصير في الهدنة بعد هذا التاريخ. وقال ابن نمير، عن إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قدم أبو العاص من الشام ومعه أموال المشركين، وقد أسلمت امرأته زينب وهاجرت، فقيل له: هل لك أن تسلم وتأخذ هذه الأموال التي معك؟ فقال: بئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي، فكفلت عنه امرأته أن يرجع فيؤدي إلى كل ذي حق حقه؛ فيرجع ويسلم. ففعل. وما فرق بينهما، يعني النبي -صلى الله عليه وسلم. وقال ابن لهيعة عن موسى بن جبير الأنصاري، عن عراك بن مالك، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أم سلمة أن زينب بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أرسل إليها زوجها أبو العاص أن خذي لي أمانًا من أبيك. فأطلعت رأسها من باب حجرتها، والنبي -صلى الله عليه وسلم- في الصبح، فقالت: أيها الناس إني زينب بنت رسول الله، وإني قد أجرت أبا العاص. فلما فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الصلاة قال: "أيها الناس إني لا علم لي بهذا حتى سمعتموه، ألا وإنه يجير على الناس أدناهم". وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: رد النبي -صلى الله عليه وسلم- ابنته على أبي العاص على النكاح الأول بعد ست سنين. وقال حجاج بن أرطاة، عن محمد بن عبيد الله العرزمي -وهو ضعيف- عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ردها بمهر جديد ونكاح جديد. قال الإمام أحمد: هذا حديث ضعيف، والصحيح أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أقرهما على النكاح الأول. وقال ابن إسحاق: ثم إن أبا العاص رجع إلى مكة مسلمًا، فلم يَشْهَدْ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مشهدًا. ثم قدم المدينة بعد ذلك، فتوفي في آخر سنة اثنتي عشرة، والله أعلم.

_ 1 ختن: زوج ابنته.

سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن زارم في شوال

سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن زارم في شوال: قيل: إن سلام بن أبي الحقيق لما قتل أمرت يهود عليهم أسير بن زارم فسار في غطفان وغيرهم يجمعهم لحرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فوجه رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْنَ رواحة في ثلاثة نفر سرًا، فسأل عن خبره وغرته فأخبر بذلك. فقدم عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبره. فندب رسول الله -صلى الله عليه وسلم الناس فانتدب له ثلاثون رجلًا، فبعث عليهم ابن رواحة. فقدموا على أسير فقالوا: نحن آمنون نعرض عليك ما جئنا له؟ قال: نعم، ولي منكم مثل ذلك. فقالوا: نعم. فقالوا: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعثنا إليك لتخرج إليك فيستعملك على خيبر ويحسن إليك. فطمع في ذلك فخرج، وخرج معه ثلاثون من اليهود، مع كل رجل رديف من المسلمين. حتى إذا كانوا بقرقرة ثبار ندم أسير فقال عبد الله بن أنيس -وكان في السرية: وأهوى بيده إلى سيفي ففطنت له ودفعت بعيري وقلت: غدرًا، أي عدو الله. فعل ذلك مرتين. فنزلت فسقت بالقوم حتى انفردت إلى أسير فضربته بالسيف فأندرت1 عامة فخذه، فسقط وبيده مخرش2، فضربني فشجني مأمومة3، وملنا إلى أصحابه فقتلناهم، وهرب منهم رجل. فقدمنا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "لقد نجاكم الله من القوم الظالمين". وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ، "ح" وموسى بن عقبة عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعث عبد الله بن رواحة في ثلاثين راكبًا فيهم عبد الله بن أنيس إلى بُشَير بن رزام اليهودي حتى أتوه بخيبر، فذكر نحو ما تقدم، والله أعلم.

_ 1 أندرت: أسقطت. 2 المخرش: عصا معوجة الرأس. 3 المأمومة: الشجة التي بلغت أم الرأس، وهي الجلدة التي تجمع الدماغ.

قصة غزوة الحديبية وهي على تسعة أميال من مكة

قصة غزوة الحديبية وهي على تسعة أميال من مكة: خرج إليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذي القعدة سنة ست. قاله نافع، وقتادة، والزهري، وابن إسحاق، وغيرهم، وعروة في "مغازيه"، رواية أبي الأسود. وتفرد عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خرج إلى الحديبية في رمضان وكانت الحديبية في شوال. وفي الصحيحين عن هدبة، عن همام، قال: حدثنا قتادة، أن أنسًا أخبره أَنَّ نَبِيَّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اعتمر أَرْبَعَ عُمَرٍ كُلُّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ، إِلاَّ العمرة التي مع حجته: عمرة الحديبية زمن الحديبية في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل، وعمرة من الجعرانة، حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته1. وقال الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خرج عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه، فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي وأشعره، وأحرم منها. أخرجه البخاري2. وقال شعبة، عن عمرو بن مرَّة، سمع ابن أبي أوفى -وكان قد شهد بيعة الرضوان- قال: كنا يومئذ ألفًا وثلاث مائة. وكانت أسلم يومئذ ثمن المهاجرين. أخرجه مسلم. وعلقه البخاري في صحيحه3.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4148"، ومسلم "1253" حدثنا هدبة بن خالد، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4157" و"4158" حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان، عن الزهري، به. 3 أخرجه البخاري "4155" معلقًا قال: قال عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شعبة، به وقال الحافظ في "الفتح": كذا ذكره بصيغة التعليق، وقد وصله أبو نعيم في "المستخرج على مسلم" من طريق الحسن بن سفيان "حدثا عبيد الله بن معاذ به" وقال مسلم "حدثنا عبيد الله بن معاذ به".

وقال حصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر، قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة. متفق عليه1. وخالفه الأعمش، عن سالم، عن جابر، فقال: كنا أربع عشرة مائة، أصحاب الشجرة، اتفقا عليه أيضًا. وكأن جابرًا قال ذلك على التقريب. ولعلهم كانوا أربع عشرة مائة كاملة تزيد عددًا لم يعتبره، أو خمس عشرة مائة تنقص عددًا لم يعتبره والعرب تفعل هذا كثيرًا، كما تراهم قد اختلفوا في سَنَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فاعتبروا تارة السنة التي ولد فيها والتي توفي فيها فأدخلوهما في العدد. واعتبروا تارة السنين الكاملة وسكتوا عن الشهور الفاضلة. ويبين هذا أن قتادة قال: قلت لسعيد بن المسيب: كم كان الذين شهدوا بيعة الرضوان؟ قال: خمس عشرة مائة. قلت: إن جابرًا قال: كانوا أربع عشرة مائة، قال: يرحمك الله، وهم. هو حدثني أنهم كانوا خمس عشرة مائة. أخرجه البخاري2. وقال عمرو بن دينار: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مائة. فقال لَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أنتم خير أهل الأرض". اتفقا عليه من حديث ابن عيينة. وقال الليث، عن أبي الزبير، عن جابر: كنا يوم الحديبية ألفًا وأربع مائة. صحيح. وقال الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر: نحرنا عام الحديبية سبعين بدنة، البدنة عن سبعة. قلنا لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: ألفًا وأربع مائة بخيلنا ورجلنا. وكذلك قاله البراء بن عازب، ومعقل بن يسار، وسلمة بن الأكوع، في أصح الروايتين عنه، والمسيب بن حزم، من رواية قتادة، عن سعيد، عن أبيه. قال البخاري3: معمر، عن الزهري، عن عروة، عن المسور، ومروان بن الحكم، يصدق كل واحد منهم حديث صاحبه، قالا: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زمن الحديبية في بضع

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4152"، ومسلم "1856" "73" من طريق حصين، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4153" حدثنا الصَّلت بن محمد، حدثنا يزيد بن زُريع، عن سعيد، عن قتادة، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "4178" و"4179" حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قال: سمعتُ الزهري حين حدث هذا الحديث حفظتُ بعضه، وثبتني معمر، عن عروة بن الزبير، به.

عشرة مائة من أصحابه. حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدي وأشعره، وأحرم بالعمرة. وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش. وسار حتى إذا كان بعذبة الأشطاط قريبا من عسفان أتاه عينه الخزاعي فقال: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا لك جموعا، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أشيروا علي، أترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم؟ فإن قعدوا قعدوا موتورين وإن لجوا تكن عنقا قطعها الله، أم ترون أن نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه "؟ قال أبو بكر: الله ورسوله أعلم إنما جئنا معتمرين ولم نجئ لقتال أحد، ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه. قال: "فروحوا إذا". قال الزهري في الحديث: فراحوا، حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين". فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هو بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيرا لقريش. وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثنية التى يهبط عليهم منها بركت راحلته، فقال الناس: حل حل، فألحت، فقالوا: خلأت القصواء خلأت القصواء. قال: فروحوا إذا. قال الزهري: قال أبو هريرة: ما رأيت أحدا كان أكثر مشاورة لأصحابه مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ المسور ومروان في حديثهما1: فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش" -رجع الحديث إلى موضعه- قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا خلأت القصواء وما ذلك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل". ثم قال: "والذي نفسى بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها". ثم زجرها فوثبت به. قال: فعدل حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء، إنما يتبرضه

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "9720"، وأحمد "4/ 328- 331و 331-332"، والبخاري "1694" و "1695" و "2731"و "2732"، وأبو داود "2765" و"4655"، والطبري "28/ 71و 97- 101و 101"، والطبراني في "الكبير" "20/ 13و 14و 15و 842"، البيهقي "5/ 215"و "7/ 171" و "9/ 144و 218-221"و "10/ 109" مِنْ طَرِيْقِ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بن الزبير، عن المسور ابن مخرمة، ومروان بن الحكم، به في حديث طويل. قوله: "حل حل": كلمة تقال للناقة إذا تركت السير. قوله: "فألحت": أي تمادت على عدم القيام. قوله: "خلأت القصواء": أي بركت فلم تبرح. والقصواء اسم نَاقَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

الناس تبرضا1، فلم يلبثه الناس أن نزحوه، فشكو إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العطش. فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، قال: فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه. فبينا هم كذلك إذ جاءه بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة، وكانوا عيبة نصح2 لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أهل تهامة. فقال: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية، معهم العوذ، المطافيل3، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت. قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنا لم نجئ لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم، فإن شاؤوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس، وإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جموا 4، وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي 5 أو لينفذن الله أمره". فقال بديل: سأبلغهم ما تقول. فانطلق حتى أتى قريشا، فقال: إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل وسمعناه يقول قولا، فإن شئتم نعرضه عليكم فعلنا؛ فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا في أن تحدثنا عنه بشيء، وقال ذوو الرأي منهم: هات ما سمعته. قال: سمعته يقول كذا كذا. فحدثهم بما قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ عروة بن مسعود الثقفي، فقال: أي قوم ألستم بالوالد؟ قالوا: بلى. قال: ألست بالولد؟ قالوا: بلى. قال: هل تتهموني؟ قالوا: لا. قال: ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا6 عليه جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا: بلي. قال: فإن هذا قد عرض عليكم خطة رشد، فاقبلوها ودعوني آته. قالوا: ائته فأتاه فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال نحوا من قوله لبديل. فقال: أي محمد أرأيت إن استأصلت قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أصله قبلك؟ وإن تكن الأخرى فوالله إني لأرى وجوها وأرى أوباشا7 من

_ 1 يتبرضه الناس تبرضا": أي يأخذونه قليلا قليلا. 2 عيبة نصح: عيبه الرجل: موضع سره، أي أنهم موضع النصح له والأمانة على سره. 3 العوذ المطافيل: العوذ: جمع عائذ، وهى الناقة ذات اللبن. والمطافيل: الأمهات اللاتي معها أطفالها. 4 جموا: استراحوا. وهو بفتح الجيم وتشديد الميم المضمومة: أي قووا. 5 سالفتي: السالفة: صفحة العنق، وكنى بذلك عن القتل؛ لأن القتيل تنفرد مقدمة عنقه. وقال الداودي المراد الموت: أي حتى أموت وأبقى منفردا في قبري. 6 بلحوا: أي امتنعوا من الإجابة. وبلح الغريم إذا امتنع من أداء ما عليه. 7 أوباشا: أي أخلاطا من السفلة. ووقع عند البخاري: "وإني لأرى أشوابا من الناس والأشواب: الأخلاط من أنواع شتى. والأوباش أخص من الأشواب.

الناس خلقاء أن يفروا ويدعوك. فقال له أبو بكر -رضي الله عنه- امصص بظر اللات، أنحن نفر عنه وندعه؟ قال: من ذا؟ قال: أبو بكر. قال: والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك. قال: وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم كلما كلمه أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على رَأْس رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ السيف وعليه المغفر، فكلما أهوى عروة إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم، ضرب يده بنعل السيف وقال: أخر يدك. فرفع رأسه فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة. فقال: أي غدر، أولست أسعى في غدرتك؟ قال: وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَّا الإسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء". ثم إن عروة جعل يرمق صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم؛ فوالله ما تنخم رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نُخَامَةً إلا وقعت في كف رجل منهم يدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم بأمر ابتدروه، وإذا توضأ ثاروا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له. فرجع عروة إلى أصحابه، فقال: أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك؛ وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا. والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، ولا يحدون إليه النظر تعظيما له، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها. فقال رجل من بني كنانة: دعونى آته. فقالوا: ائته. فلما أشرف على النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن، فابعثوها له. فبعثت له. واستقبله القوم يلبون. فلما رأى ذلك قال: سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت، فرجع إلى أصحابه فقال: رأيت البدن قد قلدت وأشعرت، فما أرى أن يصدوا عن البيت. فقام رجل منهم يقال له: مكرز بن حفص فقال: دعوني آته. فقالوا: ائته. فلما أشرف عليهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هذا مكرز وهو رجل فاجر". فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم. فبينا هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو. قال معمر: وأخبرني أيوب، عن عكرمة أنه قال: لما جاء سهيل قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قد سهل لكم من أمركم". قال الزهري في حديثه: فجاء سهيل بن عمرو، فقال: هات اكتب بيننا وبينك كتابًا.

فدعا الكاتب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم". فقال سهيل: أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو، ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب. فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أكتب باسمك اللهم" ثم قال-: "هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله". فقال سهيل: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد اللهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب محمد بن عبد الله". قال الزهري: وذلك لقوله: لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف". فقال: والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة، ولكن لك من العام المقبل. فكتب. فقال سهيل: على أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا. فقال: المسلمون: سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما؟ فبينا هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده1 قد خرج من أسفل مكة حتى رمى نفسه بين أظهر المسلمين. فقال سهيل: وهذا أول ما أقاضيك عليه أن ترده. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنا لم نقض الكتاب بعد". قال: فوالله إذا لا نصالحك علي شيء أبدا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فأجره لي" 2. قال: ما أنا بمجيره لك. قال: "بلى، فافعل" قال: ما أنا بفاعل. قال مكرز: بلى قد أجرناه. قال أبو جندل: معاشر المسلمين أأرد إلى المشركين وقد جئت مسلما، ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذابا شديدا في الله. فقال عمر: والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ، فأتيت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رسول الله، ألست نبي الله؟ قال: "بلى"، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: "بلى"، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: "إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري". قلت: أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف حقا؟ قال: "بلي"، أنا أخبرتك أنك تأتيه العام؟ قلت: لا. قال: "فإنك آتيه ومطوف به". قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا؟ قال: بلى. قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: أيها الرجل إنه رسول وليس يعصي ربه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه حتى تموت، فوالله إنه لعلى الحق. قلت: أوليس كان يحدثنا أنه

_ 1 يرسف في قيوده: أي يمشي مشيا بطيئا بسبب القيد. 2 فأجره لي: أي أمض لي فعلي فيه، فلا أرده إليك أو أستثنيه من القضية.

سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ قلت: لا. قال: فإنك آتيه ومطوف به. قال: الزهري. قال عمر: فعلمت لذلك أعمالا. فلما فرغ من قضية الكتاب قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قوموا فانحروا ثم احلقوا". قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ثلاث مرات. فلما لم يقم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا كلمة حتى تنحر بدنك، ثم تدعو بحالقك فيحلقك. فقام فخرج فلم يكلم أحدا حتى فعل ذلك. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما، ثم جاءه نسوة مؤمنات، وأنزل الله: {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} حتى بلغ {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [الممتحنة: 10] ، فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك، فتزوج إحداهما معاوية، والأخرى صفوان بن أمية. ثم رَجَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى المدينة، فجاءه أبو بصير، رجل من قريش، وهو مسلم، فأرسلوه في طلبه رجلين فقالوا: العهد الذي جعلت لنا. فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم. فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك هذا جيدا جدا. فاستله الآخر فقال: أجل، والله إنه لجيد، لقد جربت به ثم جربت. فقال أبو بصير: أرني أنظر إليه. فأمكنه منه فضربه حتى برد. وفر الآخر حتى بلغ المدينة فدخل المسجد يعدو، فقال للنبي -صلى الله عليه وسلم: قتل والله صاحبي وإني لمقتول. قال: فجاء أبو بصير فقال: يا نبي الله قد أوفي الله ذمتك، والله قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "ويل أمه 1 مسعر حرب 2 لو كان له أحد". فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم.

_ 1 "ويل أمه": قال الحافظ في "الفتح" "5/ 350" "ط. دار المعرفة": ويل بضم اللام ووصل الهمزة وكسر الميم المشددة: وهى كلمة ذم تقولها العرب في المدح ولا يقصدون معنى ما فيها من الذم؛ لأن الويل الهلاك فهو كقولهم: "لأمه الويل" قال بديع الزمان في رسالة له: والعرب تطلق "تربت يمينه" في الأمر إذا أهم ويقولون "ويل أمه" ولا يقصدون الذم. والويل يطلق على العذاب والحرب والزجر. وقال الفراء: أصل قولهم: ويل فلان "وي" لفلان: أي فكثر الاستعمال فألحقوا بها اللام، فصارت كأنها منها، وأعربوها، وتبعه ابن مالك إلا أنه قال تبعا للخليل: إن "وي" كلمة تعجب، وهي من أسماء الأفعال واللام بعدها مكسورة ويجوز ضمها اتباعا للهمزة وحذفت الهمزة تخفيفا، والله أعلم. 2 قوله: "مسعر حرب": بكسر الميم وسكون المهملة وفتح العين المهملة وبالنصب على التمييز، وأصله من مسعر حرب، أي يسعرها. قال الخطابي: كأنه يصفه بالإقدام في الحرب والتسعير لنارها.

فخرج حتى أتى سيف البحر. وينفلت منهم أبو جندل ابن سهيل فلحق بأبي بصير، فلا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة. قال: فوالله لا يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم. فأرسلت قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم، فمن أتاه منهم فهو آمن. فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فأنزل: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} حتى بلغ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 24- 26] ، وكانت حميتهم أنهم لم يقروا بنبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم، وحالوا بينهم وبين البيت. أخرجه البخاري، عن المسندي، عن عبد الرزاق، عن معمر، بطوله1. وقال قرة، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: من يصعد الثنية، ثنية المرار، فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل. فكان أول من صعد خيل بني الخزرج. ثم تبادر الناس بعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم مغفور له إلا صاحب الجمل الأحمر". فقلنا: تعال يستغفر لَكِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: والله لأن أجد ضالتي أحب إلي من أن يستغفر لي صاحبكم. وإذا هو رجل ينشد ضالة. أخرجه مسلم2. وقال البخاري: عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: تعدون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحا، ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية. كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربع عشرة مائة، والحديبية بئر، فنزحناها فما تركنا فيها قطرة، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتاها فجلس على شفيرها، ثم دعا بإناء من ماء منها فتوضأ ثم تمضمض ودعا ثم صبه فيها فتركها غير بعيد، ثم إنها أصدرتنا نحن وركابنا. أخرجه البخاري3. وقال عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بنِ سَلَمَةَ بن الأكوع، عن أبيه، قال: قدمنا مع رسول

_ 1 صحيح: سبق تخريجنا له بإسهاب في تعليقنا رقم "372"، وهو عند البخاري "1694" و"1695" و"2731" و"2732" فراجعه ثمت. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2880" "12" حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا قرة بن خالد، به. قوله: "إلا صاحب الجمل الأحمر": قال القاضي عياض: قيل: هذا الرجل هو الجد بن قيس، المنافق. وقوله: "ينشد ضالة" أي يسأل عنها. 3 صحيح: أخرجه البخاري "4150" حدثنا عبيد الله بن موسى، به.

الله صلى الله عليه وسلم الحديبية، ونحن أربع عشرة مائة، وعليها خمسون شاة ما ترويها، فقعد رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جباها، فإما دعا وإما بزق فيها فجاشت فسقينا واستقينا. أخرجه مسلم1. وقال البكائي: قال ابن إسحاق: حدثني الزهري، عن عروة، عن مسور، ومروان بن الحكم أنهما حدثاه، قالا: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الحديبية يريد زيارة البيت، لا يريد قتالا. وساق معه الهدي سبعين بدنة، وكان الناس سبع مائة رجل، فكانت كل بدنة عن عشرة نفر. قال ابن إسحاق: وكان جابر بن عبد الله فيما بلغني يقول: كنا أصحاب الحديبية أربع عشرة مائة. قلت: قد ذكرنا عن جماعة من الصحابة كقول جابر. ثم ساق ابن إسحاق حديث الزهري بطوله، وفيه ألفاظ غريبة، منها: وجعل عروة بن مسعود يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، والمغيرة واقف على رَأْس رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديد. قال: فجعل يقرع يد عروة إذا تناول لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: اكفف يدك عن لحية رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لا تصل إليك. فيقول عروة: ويحك ما أفظك وأغلظك. قال: فتبسم رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ له عروة: من هذا يا محمد؟ قال: "هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة". قال: أي غدر، وهل غسلت سوءتك إلا بالأمس؟ قال ابن هشام: أراد عروة بقوله هذا أن المغيرة قبل إسلامه قتل ثلاثة عشر رجلا من بني مالك بن ثقيف، فتهايج الحيان من ثقيف رهط المقتولين، والاحلاف رهط المغيرة، فودى عروة المقتولين ثلاثة عشر دية، وأصلح الأمر. وقال ابن لهيعة: حدثنا أبو الأسود، قال عروة: وخرجت قريش من مكة، فسبقوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى بلدح وإلى الماء، فنزلوا عليه، فَلَمَّا رَأَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ قد سبق نزل على الحديبية، وذلك في حر شديد وليس بها إلا بئر واحدة، فأشفق القوم من الظمأ وهم كثير، فنزل فيها رجال يميحونها، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء فتوضأ في الدلو ومضمض فاه ثم مج فيه، وأمر أن يصب في البئر، ونزع سهما من كنانته فألقاه في البئر ودعا الله تعالى، ففارت بالماء حتى جعلوا يغترفون بأيديهم منها، وهم جلوس على شفتها. وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلك على غير الطريق التي بلغه أن قريشا بها.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1807" من طريق عكرمة بن عمار، به. وقوله: "جباها": الجبا ما حول البئر. والركي البئر. وجاشت: أي ارتفعت وفاضت. وقال: جاش الشيء يجيش جيشانا إذا ارتفع.

قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي بكر، أن رجلا من أسلم قال: أَتَانَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فسلك بهم طريقا وعرا أخزل من شعاب، فلما خرجوا منه وقد شق ذلك على المسلمين، وأفضوا إلى أرض سهلة عند منقطع الوادي، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قولوا: نستغفر الله ونتوب إليه" فقالوا ذلك. فقال: "والله إنها للحطة التى عرضت على بني إسرائيل فلم يقولوها". قال عبد الملك بن هشام: فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال: "اسلكوا ذات اليمين بين ظهري المحمص في طريق تخرجه على ثنية المرار، مهبط الحديبية من أسفل مكة" فلما رأت قريش قترة الجيش قد خالفوا عن طريقهم ركضوا راجعين إلى قريش. وقال شعبة، وغيره، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قلت لجابر: كم كنتم يوم الشجرة؟ قال: كنا ألفا وخمس ومائة: وذكر عطشا أصابهم، فَأُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بماء في تور فوضع يده فيه، فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون، فشربنا ووسعنا وكفانا، ولو كنا مائة ألف لكفانا. وقد أخرجه البخاري من أوجه أخر عن حصين. وقال أبو عوانة، عَنِ الأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ العَنَزِيِّ، قال: جابر بن عبد الله: غزونا أو سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن يومئذ أربع عشرة مائة، فحضرت الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل في القوم من طهور"؟ فجاء رجل يسعى بإداوة فيها شيء من ماء ليس في القوم ماء غيره، فصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قدح ثم توضأ، ثم انصرف وترك القدح. قال: فركب الناس ذلك القدح وقالوا: تمسحوا تمسحوا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على رسلكم"، حين سمعهم يقولون ذلك. قال: فوضع كفه في الماء والقدح وقال: "سبحان الله". ثم قال: "أسبغوا الوضوء". فوالذي ابتلاني ببصري لقد رأيت العيون عيون الماء تخرج من بين أصابع رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يرفعها حتى توضؤوا أجمعون1. رواه مسدد، عنه. وقال عكرمة بن عمار العجلي: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في غزوة، فأصابنا جهد، حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا. فأمر نبي الله صلى الله عليه وسلم فجمعنا مزاودنا فبسطنا له نطعا، فاجتمع زاد القوم على النطع. فتطاولت لأحزركم هو؟ فحزرته كربضة العنز ونحن أربع عشرة مائة. قال: فأكلنا حتى شعبنا جميعا ثم حشونا

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 292و 357"، والدارمي "1/ 13-14"، وابن خزيمة "107" من طريق الأسود بن قيس، به.

جرباننا. ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "هل من وضوء"؟ فجاء رجل بإداوة له، فيها نطفة فأفرغها في قدح. فتوضأنا كلنا، ندغفقه دغفقة، أربع عشرة مائة. قال: ثم جاء بعد ذلك ثمانية فقالوا: هل من طهور؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فرغ الوضوء". أخرجه مسلم1. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: قال ابن عباس: لَمَّا رَجَعَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الحديبية كلمه بعض أصحابه فقالوا: جهدنا وفي الناس ظهر فانحره. فقال عمر: لا تفعل يا رسول الله فإن الناس إن يكن معهم بقية ظهر أمثل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ابسطوا أنطاعكم وعباءكم". ففعلوا. ثم قال: "من كان عنده بقية من زاد وطعام فلينثره". ودعا لهم ثم قال: "قربوا أوعيتكم". فأخذوا ما شاء الله. يحدثه نافع بن جبير. وقال يحيى بن سليم الطائفي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، عن أبي الطفيل، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما نزل مر الظهران في صلح قريش قال أصحابه: لو انتحرنا يا رسول الله من ظهورنا فأكلنا من لحومها وشحومها وحسونا من المرق أصبحنا غدا إذا عدونا عليهم وبنا جمام. قال: "لا، ولكن ائتوني بما فضل من أزوادكم". فبسطوا أنطاعا ثم صبوا عليها فضول أزوادهم. فدعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة، فأكلوا حتى تضلعوا شبعا، ثم لففوا فضول ما فضل من أزوادهم في جربهم. مالك، عن إسحاق بن أبي طلحة، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحانت صلاة العصر والتمسوا الوضوء، فلم يجدوه. فأتى بوضوء، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء وأمر الناس أن يتوضؤوا منه. قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه. فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم. متفق عليه2.

_ 1 صحيح أخرجه مسلم "1729" حدثنا أحمد بن يوسف الأزدي، حدثنا النضر "يعني ابن محمد اليمامي"، حدثنا عكرمة "وهو ابن عمار"، به. ووقع عند مسلم "جُرُبنا" بدل "جُرْباننا". وقوله: "جربنا" الجرب جمع جراب ككتاب وكتاب. وهو الوعاء من الجلد يجعل فيه الزاد. وقوله: "بإداوة": هي المطهرة. "فيها نطفة": أي فيها قليل من الماء. "ندغفقه دغفقة": أي نصبه صبا شديدا. 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "1/ 32"، والشافعي "2/ 186"، وأحمد "3/ 132"، والبخاري "169" و"3573"، ومسلم "2279" "5"، والترمذي "3631"، والنسائي "1/ 60" عَنْ إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك، به.

وقال حماد بن زيد: حدثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم دعا بماء فأتي بقدح رحراح فجعل القوم يتوضؤون. فحزرت ما بين السبعين إلى الثمانين من توضأ منه، فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه. متفق عليه1. وقال عَبْدُ اللهِ بنُ بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُمَيْد، عَنْ أنس، قال: حضرت الصلاة، فقام من كان قريب الدار إلى أهله يتوضأ وبقي قوم. فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بمخضب من حجارة فيه ماء، فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه فتوضأ القوم. قلنا: كم هم؟ قال: ثمانون وزيادة. أخرجه البخاري2. وجاء: أنهم كانوا بقباء. وقال ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بالزوراء يتوضؤون. فوضع كفه في الماء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه حتى توضؤوا. فقلنا لأنس: كم كنتم؟ قال: زهاء ثلاث مائة. أخرجه مسلم، والبخاري أيضا بمعناه3. والزوراء بالمدينة عند السوق والمسج. وقال أبو عبد الرحمن المقرئ: حدثنا عبد الرحمن بن زياد، قال: حدثني زياد بن نعيم الحضرمي، قال: سمعت زياد بن الحارث الصدائي، قال: بَايَعْتُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ حديثا طويلا منه: فوضع كفه صلى الله عليه وسلم في الماء فرأيت بين إصبعين من أصابعه عينا تفور. فَقَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْلاَ أن أستحيي من ربي لسقينا واستقينا". عبد الرحمن ضعيف. وهذه الأحاديث تدل على البركة في الماء غير مرة. وقال إسرائيل، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قال: كنا نأكل مع

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "3/ 147"، وابن سعد "1/ 178"، والبخاري "2000"، ومسلم "2279" "4"، وابن خزيمة "124"، والبيهقي في "الاعتقاد" "ص 273-274" من طرق عن حماد بن زيد، به. 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه ابن أبي شيبة "11/ 475"، وأحمد "3/ 106"، والبخاري "3575" من طريق يزيد بن هارون، عن حميد، به. 3 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 170و 215و 289"، والبخاري "3572"، ومسلم "2279"، وأبو يعلى "2895"و "3172"و "3193"، والبغوي "3714"، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" "1480" من طرق عن قتادة، به.

النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع تسبيح الطعام. وأتي بإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم. فقال: "حي على الطهور المبارك والبركة من السماء". حتى توضأنا كلنا. أخرجه البخاري1. وقال أبو كدينة، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، قال: أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإناء من ماء، فجعل أصابعه في فم الإناء وفتح أصابعه، فرأيت العيون تنبع من بين أصابعه. وذكر الحديث. إسناده جيد. وقال ابن لهيعة: حدثنا أبو الأسود، قال: قال عروة في نزوله صلى الله عليه وسلم بالحديبية: ففزعت قريش لنزوله عليهم، فأحب أن يبعث إليهم رجلا. فدعا عمر ليبعثه فقال: إني لا آمنهم، وليس بمكة أحد من بني كعب يغضب لي، فأرسل عثمان فإن عشيرته بها. فدعا عثمان فأرسله وقال: أخبرهم أنا لم نأت لقتال، وادعهم إلى الإسلام. وأمره أن يأتي رجالا بمكة مؤمنين ونساء مؤمنات فيدخل عليهم ويبشرهم بالفتح. فانطلق عثمان فمر على قريش ببلدح. فقالت قريش: إلى أين؟ فَقَالَ: بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليكم لأدعوكم إلى الإسلام، ويخبركم أنا لم نأت لقتال وإنما جئنا عمارا. فدعاهم عثمان كما أَمَّرَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قالوا: قد سمعنا ما تقول فانفذ لحاجتك. وقام إليه أبان بن سعيد بن العاص فرحب به وأسرج فرسه، فحمل عليه عثمان فأجاره، وردفه أبان حتى جاء مكة. ثم إن قريشا بعثوا بديل بن ورقاء؛ فذكر الحديث والصلح. وذكر أنهم أمن بعضهم بعضا وتزاوروا. فبيناهم كذلك، وطوائف من المسلمين في المشركين، إذ رمى رجل رجلا من الفريق الآخر. فكانت معاركة، وتراموا بالنبل والحجارة، وصاح الفريقان وارتهن كل واحد من الفريقين من فيهم، فارتهن المسلمون سهيل بن عمرو وغيره، وارتهن المشركون عثمان وغيره. ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيعة. ونادى مُنَادِي رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلاَّ إن روح القدس قد نزل عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمر بالبيعة، فاخرجوا على اسم الله فبايعوا. فثار المسلمون إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو تحت الشجرة، فبايعوه على أن لا يفروا أبدا. فذكر القصة بطولها، وفيها: فقال المسلمون وهم بالحديبية قبل أن يرجع عثمان بن عفان: خلص عثمان من بيننا إلى البيت فطاف بِهِ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "ما أظنه طاف بالبيت ونحن محصورون". قالوا: وما يمنعه يا رسول الله وقد خلص؟ قال: "ذلك ظني به أن لا يطوف بالكعبة حتى يطوف معنا". فرجع إليهم عثمان، فقال المسلمون: اشتفيت يا أبا عبد الله من الطواف بالبيت؟

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3579" حدثني محمد بن المثنى، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا إسرائيل به.

فقال: عثمان: بئس ما ظننتم بي، فوالذي نفسى بيده لو مكثت بها مقيما سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقيم بالحديبية ما طفت بها حتى بِهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولقد دعتني قريش إلى الطواف بالبيت فأبيت. وقال البكائي، عن ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي بكر أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال حين بلغه أن عثمان قد قتل: "لا نبرح حتى نناجز القوم". فدعا الناس إلى البيعة. فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة. فكان الناس يقولون: بايعهم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الموت، وكان جابر يقول: لم يبايعنا على الموت ولكن بايعنا على أن لا نفر. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني بعض آل عثمان أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرب بإحدى يديه على الأخرى، وقال: هذه لي وهذه لعثمان إن كان حيًّا: ثم بلغهم أن ذلك باطل، ورجع عثمان. ولم يتخلف عن بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد إلا الجد بن قيس أخو بني سلمة. قال جابر: والله لكأني أنظر إليه لاصقا بإبط نَاقَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ ضبأ إليهايستتر بها من الناس. قال الحسن بن بشر البجلي: حدثنا الحكم بن عبد الملك -وليس بالقوي قال النسائي- عن قتادة، عن أنس، قال: لما أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ببيعة الرضوان كان عثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة. فبايع النَّاسَ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن عثمان في حاجة الله ورسوله". فضرب بإحدى يديه على الأخرى فكانت يَدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعثمان خيرا من أيديهم لأنفسهم. وقال ابن عيينة: حدثنا أبو الزبير، سمع جابرا يقول: لما دَعَا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس إلى البيعة وجدنا رجلا منا يقال له: الجد بن قيس مختبئا تحت إبط بعير. أخرجه مسلم من حديث ابن جريج، عن أبي الزبير، وبه قال: لم نبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الموت، ولكن بايعناه على أن لا نفر. أخرجه مسلم عن ابن أبي شيبة، عن ابن عيينة، وأخرجه من حديث الليث، عن أبي الزبير، وقال: فبايعناه وعمر -رضي الله عنه- آخذ بيده تحت الشجرة، وهي سمرة. وقال خالد الحذاء، عن الحكم بن عبد الله الأعرج، عن معقل بن يسار، قال: لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه، ونحن أربع عشرة مائة. ولم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على أن لا نفر. أخرجه مسلم1.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1858" حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا يزيد بن زريع، عن خالد، عن الحكم بن عبد الله بن الأعرج، عن معقل بن يسار، به.

وقال ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشعبي، قال: لم دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة كان أول من انتهى إليه أبو سنان الأسدي، فقال: ابسط يدك أبايعك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "علام تبايعني" قال: على ما في نفسك. وقال مكي بن إبراهيم، وأبو عاصم -واللفظ له- عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: بَايَعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الحديبية، ثم عدلت إلى ظل شجرة. فلما خف الناس قال: "يا ابن الأكوع ألا تبايع" قلت: قد بايعت يا رسول الله. قال: "وأيضا". فبايعته الثانية فقلت لسلمة: يا أبا مسلم على أى شي كنتم تبايعون يومئذ؟ قال: على الموت. متفق عليه1. وقال عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بنِ سَلَمَةَ، عن أبيه، فذكر الحديث، وقال: ثم أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا البيعة في أصل الشجرة، فبايعته أول الناس ويايع، حتى إذا كان في وسط الناس، قال: "بايعني يا سلمة". فقلت: يا رسول الله قد بايعتك. قال: "وأيضا". قال: ورآني عزلا فأعطاني حجفة أو درقة. ثم بايع، حتى إذا كان في آخر الناس قال: "ألا تبايع"؟ قلت: يا رسول الله قد بايعتك في أول الناس وأوسطهم. قال: "وأيضا". فبايعت الثالثة. فقال: "يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك"؟ قلت: لقيني عامر فأعطيتها إياه. فضحك ثم قال: "إنك كالذي قال الأول: اللهم ابغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي". ثم إن مشركي مكة راسلونا بالصلح حتى مشى بعضنا إلى بعض فاصطلحنا. وكنت خادما لطلحة بن عبيد الله أسقي فرسه وأحسه2 وآكل من طعامه. وتركت أهلي ومالي مهاجرا إلى الله ورسوله. فلما اصطلحنا واختلط بعضنا ببعض أتيت شجرة فكسحت شوكها فاضطجعت في ظلها. فأتاني أربعة من أهل مكة، فجعلوا يقعون فِي رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأبغضتهم، فتحولت إلى شجرة أخرى، فعلقوا سلاحهم واضطجعوا. فبينا هم كذلك إذ ناد مناد من أسفل الوادي: يا للمهاجرين، قتل ابن زنيم. فاخترطت سيفي فشددت على أولئك الأربعة وهم رقد، فأخذت سلاحهم فجعلته ضغثا في يدي، ثم قلت: والذي كرم وَجْهَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يرفع أحد منكم إلا ضربت الذي فيه عيناه، ثم جئت بهم أسوقهم إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وجاء عمي عامر برجل من العبلات يقال له: مكرز يقوده حتى وقفنا بهم على

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4169"، ومسلم "1860" حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم "يعني ابن إسماعيل" عن يزيد بن أبي عبيد، به. 2 أحسه: أنفض عنه التراب.

رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعين من المشركين، فنظر إليهم. وقال: "دعوهم، يكون لهم بدء الفجور وثناؤه". فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزلت: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} [الفتح: 24] ، أخرجه مسلم1. وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أن رجالا من أهل مكة هبطوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قبل جبل التنعيم ليقاتلوه. قال: فأخذهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذا، فأعتقهم. فأنزل الله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} الآية، أخرجه مسلم2. وقال الوليد بن مسلم: حدثنا عمر بن محمد العمري، قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر، أن الناس كانوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الحديبية، قد تفرقوا في ظلال الشجر، فإذا الناس محدقون برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال -يعني عمر: يا عبد الله انظر ما شأن الناس؟ فوجدهم يبايعون، فبايع ثم رجع إلى عمر، فخرج فبايع. أخرجه البخاري3 فقال: وقال هشام بن عمار، حدثنا الوليد. قلت: ورواه دحيم، عن الوليد. قلت: وسميت بيعة الرضوان من قوله -تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18] . قال أبو عوانة، عن طارق بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قال: كان أبي ممن بايع رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الشجرة، قال: فانطلقنا في قابل حاجين، فخفي علينا مكانها، فإن كانت تبينت لكم فأنتم أعلم. متفق عليه4. وقال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير المكي أنه سمع جابرا يقول: أخبرتني أم مبشر أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول عند حفصة: "لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1807" من طريق عكرمة بن عمار، به. ووقع عند مسلم: "وهم رقود" بدل "رقد". وقوله: "العبلات": قال الجوهري في الصحاح: العبلات من قريش، وهم أمية الصغرى والنسبة إليهم عبلي. ترده إلى الواحد. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1808" حدثني عمرو بن محمد الناقد، حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "4187" حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، به. 4 صحيح: أخرجه البخاري "4164"، ومسلم "1859" "77" من طريق أبي عوانة به. وأخرجه البخاري "4165"، ومسلم "1859" "78" من طريق سفيان، عن طارق بن عبد الرحمن، به.

"الذين بايعوا تحتها أحد". قلت: بلى يا رسول الله، فانتهرها، فقال: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] ، فقال: قد قال -تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72] ، أخرجه مسلم1. قرأت على عبد الحافظ بن بدران: أخبركم موسى بن عبد القادر، والحسين بن أبي بكر، قالا: أخبرنا عبد الأول بن عيسى، قال: أخبرنا محمد بن أبي مسعود، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح، قال: حدثنا أبو القاسم البغوي، قال: حَدَّثَنَا العَلاَءُ بنُ مُوْسَى إِمْلاَءً، سَنَةَ سَبْعٍ وعشرين ومائتين، قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير المكي، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لا يدخل أحد ممن بايع تحت الشجرة النار". أخرجه النسائي2. وقال قتيبة: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ عبدا لحاطب بن أبي بلتعة جَاءَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يشكو حاطبا؛ قال: يا رسول الله ليدخلن حاطب النار. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "كذبت لا يدخلها، فإنه شهد بدرا والحديبية" 3. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، ومروان في قصة الحديبية؛ قالا: فدعت قريش سهيل بن عمرو؛ قالوا: اذهب إلى هذا الرجل فصالحه ولا تكونن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا، لا تحدث العرب أنه دخلها علينا عنوة. فخرج سهيل من عندهم، فَلَمَّا رَآهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مقبلا، قال: "قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل". فوقع الصلح على أن توضع الحرب بينهما عشر

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 420"، ومسلم "2496"، والطبري "25/ 269" من طريق ابن جريج، به. وأخرجه أحمد "6/ 285"، وابن ماجه "4281"، والطبري "16/ 112"، والطبراني "23/ 358 و363" من طريق أبي معاوية، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عن أم مبشر، عن حفصة، به. وأخرجه أحمد "6/ 362"، والطبري في "جامع البيان" "6/ 112"، والطبراني "25/ 266" من طريق ابن إدريس، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، به. 2 صحيح: أخرجه الترمذي "3860"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "191" من طريق الليث بن سعد، به. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. قلت: وقد سبق لنا تخريجنا لهذا الحديث في التعليق السابق فراجعه ثمت. 3 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 349"، وابن أبي شيبة "12/ 155"، ومسلم "2195"، والترمذي "3864"، والحاكم "3/ 301"، والطبراني في "الكبير" "3064" من طرق عن الليث، به.

سنين، وأن يخلوا بينه وبين مكة من العام المقبل، فيقيم بها ثلاثا، وأنه لا يدخلها إلا بسلاح الراكب والسيوف في القرب، وأنه من أتانا من أصحابك بغير إذن وليه لم نرده عليك، ومن أتاك منا بغير إذن وليه رددته علينا، وأن بينا وبينك عيبة مكفوفة، وأنه لا إسلال ولا إغلال. وذكر الحديث. الإسلال: الخفية، وقيل: الغارة، وقيل: سل السيوف والإغلال: الغارة. وقال شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: لما صالح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشركي مكة كتب بينهم كتابا: "هذا ما صالح عليه محمد رسول الله". قالوا: لو علمنا أنك رسول الله لم نقاتلك. قال لعلي: "امحه". فأبى، فمحاه رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ، وكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله. واشتراطوا عليه أن يقيموا ثلاثا، وأن لا يدخلوا مكة بسلاح إلا جلبان السلاح، يعني السيف بقرابه. متفق عليه1. وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ نحوه أو قريبا منه. أخرجه مسلم2. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بنُ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ أن كاتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للصلح كان عليا -رضي الله عنه- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو". فجعل علي يتلكأ ويأبى أن يكتب إلا: محمد رسول الله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اكتب، فإن لك مثلها تعطيها وأنت مضطهد"، فكتب: "هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله". وقال عبد العزيز بن سياه: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل، قال: قام سهل بن حنيف يوم صفين فقال: أيها الناس اتهموا أنفسكم، لقد كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يوم الحديبية، ولو نرى قتالا لقاتلنا. فأتي عمر فقال: ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ قال: بلى. قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى. قال: ففيم نعطي الدنية في أنفسنا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ قال: "يا ابن الخطاب، إني رسول الله ولن يضيعني الله"، فانطلق متغيظا إلى أبي بكر، فقال له كما قَالَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ونزل القرآن، فأرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى عمر فأقرأه إياه. فقال: يا رسول الله، أوفتح هو؟ قال: "نعم"، فطابت نفسه ورجع. متفق عليه3.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2698"، ومسلم "1783" من طريق شعبة، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1784" حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3182"، ومسلم "1785" من طريق عبد العزيز بن سياه به.

وقال يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن المسور، ومروان، قالا: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من عند أم سلمة فلم يكلم أحدا حتى أتى هديه فنحر وحلق. فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا وحلق بعض وقصر بعض. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر للمحلقين". فقيل: يا رسول الله والمقصرين؟ فقال: "اغفر للمحلقين"، ثلاثا. قيل: يا رسول الله وللمقصرين؟ قال: "وللمقصرين". وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قيل له: لم ظاهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمحلقين ثلاثا وللمقصرين واحدة؟ فقال: إنهم لم يشكوا. وقال يونس -هو ابن بكير- عن هشام الدستوائي، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِي إبراهيم، عن أبي سعيد، قال: حلق أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الحديبية كلهم غير رجلين؛ قصرا ولم يحلقا. أبو إبراهيم مجهول. وقال ابن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن وهب بن عبد الله بن قارب، قال: كنت مع أبي، فَرَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "يرحم الله المحلقين". قال رجل: والمقصرين يا رسول الله؟ فلما كانت الثالثة، قال: "والمقصرين". وقال يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زهير بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: نحر يوم الحديبية سبعون بدنة فيها جمل أبي جهل، فلما صدت عن البيت حنت كما تحن إلى أولادها. ويروى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُهدِيَ في عمرة الحديبية جملا كان لأبي جهل، في أنفه برة من ذهب أهداه ليغيظ به قريشا. وقال فليح بن سليمان، [عَنْ نَافِعٍ] عَنِ ابْنِ عُمَرُ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- خرج معتمرا، فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية، وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل، ولا يحمل سلاحا عليها إلا سيوفا، ولا يقيم بها إلا ما أحبوا، فاعتمر من العام المقبل، فدخلها كما صالحهم. فلما أن أقام بها ثلاثا، أمروه أن يخرج فخرج. أخرجه البخاري1. وقال مالك عن أبي الزبير، عن جابر، نحرنا بالحديبية البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة. رواه مسلم2.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2701" حدثنا محمد بن رافع، حدثنا سريح بن النعمان، حدثنا فليح، عن نافع، عن ابن عمر، به، ووقع في الأصل [فليح، عن رافع، عن ابن عمر] وتحرف فيه [نافع] إلى [رافع] وما أثبتناه في البخاري كما ترى. 2 صحيح: أخرجه مالك "2/ 486"، ومسلم "1318" "350"، وأبو داود "2809" والترمذي "904"، وابن ماجه "3132"، والدارمي "2/ 78"، والبيهقي "5/ 168-169و 216و 234" و "9/ 294"، والبغوي "1130" عن أبي الزبير، به.

نزول سورة الفتح

نزول سورة الفتح: قال مالك، عن زيد بن أسلم، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يسير في بعض أسفاره، وعمر معه ليلا. فسأله عمر عن شيء فلم يجبه، ثم سأله فلم يجيه، ثم سأله فلم يجبه، فقال عمر: ثكلتك أمك، نزرت رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فحركت بعيري حتى تقدمت أمام الناس وخشيت أن ينزل في قرآن، فلم أنشب أن سمعت صارخا يصرخ، قال: قلت: لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن، فجئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسلمت عليه، فقال: "لقد أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس"، ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح] ، أخرجه البخاري1. وقال يونس بن بكير، عن عبد الرحمن المسعودي، عن جامع بن شداد، عن عبد الرحمن بن أبي علقمة، عن ابن مسعود؛ قال: لما أَقْبَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من الحديبية، جعلت ناقته تثقل، فتقدمنا، فأنزل عليه: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} . وقال شعبة، عن قتادة، عن أنس: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} قال: فتح الحديبية، فقال رجل: هنيئا مريئا يا رسول الله هذا لك، فما لنا؟ فأنزلت: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} [الفتح: 5] . قال شعبة: فقدمت الكوفة فحدثتهم عن قتادة، عن أنس، ثم قدمت البصرة فذكرت ذلك لقتادة، فقال: أما الأول فعن أنس، وأما الثاني: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} ، فعن عكرمة، أخرجه البخاري2. وقال همام: حدثنا قتادة، عن أنس، قال: لما نزلت: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} إلى آخر الآية عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرجعه من الحديبية، وأصحابه مخالطو الحزن والكآبة، فقال:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4833" حدثنا عبد الله بن سلمة، عن مالك، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4172" حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا شعبة، به.

"نزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا". فلما تلاها قال رجل: قد بين الله ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟ فأنزلت التي بعدها: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} . أخرجه مسلم1. وقال يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن المسور، ومروان قالا في قصة الحديبية: ثم انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- راجعا، فلما أن كان بين مكة والمدينة نزلت عليه سورة الفتح. فكانت القصة في سورة الفتح وما ذكر الله من بيعة الرضوان تحت الشجرة. فلما أمن الناس وتفاوضوا، لم يكلم أحد بالإسلام إلا دخل فيه. فلقد دخل في تينك السنتين في الإسلام أكثر مما كان فيه قبل ذلك. وكان صلح الحديبية فتحا عظيما. وقال ابن لهيعة: حدثنا أبو الأسود، عن عروة؛ قالوا: وأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الحديبية راجعا. فقال رجال مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: والله ما هذا بفتح؛ لقد صددنا عن البيت وصد هدينا، وعكف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحديبية ورد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلين من المسلمين خرجا. فبلغ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَوْلٌ رجال من أصحابه: إن هذا ليس بفتح، فقال: "بئس الكلام، هذا أعظم الفتح، لقد رضي المشركون أن يدفعوكم بالراح عن بلادهم ويسألونكم القضية ويرغبون إليكم في الأمان، وقد رأوا منكم ما كرهوا، وقد أظفركم الله عليهم وردكم سالمين غانمين مأجورين، فهذا أعظم الفتوح. أنسيتم يوم أحد، إذ تصعدون ولا تلوون على أحد وأنا أدعوكم في أخراكم؟ أنسيتم يوم الأحزاب، إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم"؟، فقال المسلمون: صدق الله ورسوله، هذا أعظم الفتوح والله يا نبي الله. قال ابن أبي عروبة، عن قتادة، قال: ظهرت الروم على فارس عند مرجع المسلمين من الحديبية، وقال مثل ذلك عقيل، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بن مسعود. وكانت بين الروم وبين فارس ملحمة مشهودة نصر الله -تعالى- فيها الروم، ففرح المسلمون بذلك، لكون أهل الكتاب في الجملة نصروا على المجوس. وقال مغيرة، عن الشعبي في قوله: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} ؛ قال: فتح الحديبية، وبايعوا بيعة الرضوان، وأطعموا نخيل خيبر، وظهرت الروم على فارس. ففرح المؤمنون بتصديق كتاب الله ونصر أهل الكتاب على المجوس.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1786" من طريق همام وغيره، عن قتادة به.

وقال شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي ليلى: {وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18] ، قال: خيبر. {وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا} [الفتح: 21] ، قال: فارس والروم. وقال وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أَرَى رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو بالحديبية أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين، فقالوا له حين نحر بالحديبية: أين رؤياك يا رسول الله؟ فأنزل الله: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ} إلى قوله: {فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 27] ، يعني النحر بالحديبية، ثم رجعوا ففتحوا خيبر، فكان تصديق رؤياه في السنة المقبلة. وَقَالَ هُشَيْمٌ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيْدٍ، وعكرمة: {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} [الفتح: 16] ، قالا: هوازن يوم حنين. رواه سعيد بن منصور في سننه. وقال بندار: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة، عن هشيم، فذكره، وزاد: هوازن وبنو حنيفة. وقال عبد الله بن صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس، في قوله: {أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} ، قال: فارس. وقال: {السَّكِينَة} هي الرحمة. وقال أبو حذيفة النهدي: حدثنا سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن علي {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح: 4] ، قال: السكينة لها وجه كوجه الإنسان، ثم هي بعد ريح هفافة. وقال وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: السكينة كهيئة الريح، لها رأس كرأس الهرة وجناحان. وقال المسعودي، عن قتادة عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَة} ، قال السرية، {أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ} ، قال: هو محمد -صلى الله عليه وسلم. {حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ} [الرعد: 31] ، قال: فتح مكة. وعن مجاهد: {أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ} ، قال: الحديبية ونحوها. رواه شريك، عن منصور، عنه.

وقال الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني عروة أنه سمع مروان بن الحكم، والمسور، يخبران عَنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما كاتب سهيل بن عمرو، فذكر الحديث، وفيه: وكانت أُمُّ كُلْثُوْمٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بنِ أَبِي مُعَيْطٍ ممن خرج إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يومئذ وهي عاتق، فجاء أهلها يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرجعها إليهم فلم يرجعها إليهم لما أنزل الله فيهن: {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ} [الممتحنة: 10] . قال عروة: فأخبرتني عَائِشَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يمتحنهن بهذه الآية: {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} الآية [الممتحنة: 12] ، قالت: فمن أقر بهذا الشرط منهن قال لها: $"قد بايعتك"، كلاما يكلمها به، والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، ما بايعهن إلا بقوله. أخرجه البخاري1. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: ولما رجع رسول الله إلى المدينة انفلت من ثقيف أبو بصير بن أسيد بن جارية الثقفي من المشركين، فذكر من أمره نحوًا مما قدمناه. وفيه زيادة وهي: فخرج أبو بصير معه خمسة كانوا قدموا من مكة، ولم ترسل قريش في طلبهم كما أرسلوا في أبي بصير، حتى كانوا بين العيص وذي المروة من أرض جهينة على طريق عير قريش مما يلي سيف البحر، لا يمر بهم عير لقريش إلا أخذوها وقتلوا أصحابها. وانفلت أبو جندل في سبعين راكبا أسلموا وهاجروا، فلحقوا بأبي بصير، وقطعوا مادة قريش من الشام، وكان أبو بصير يصلي بأصحابه، فلما قدم عليه أبو جندل كان يؤمهم. واجتمع إلى أبي جندل حين سمعوا بقدومه ناس من بني غفار وأسلم وجهينة وطوائف، حتى بلغوا ثلاث مائة مقاتل وهم مسلمون، فأرسلت قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسألونه أن يبعث إلى أبي بصير ومن معه فيقدموا عليه، وقالوا: من خرج منا إليك فأمسكه، قال: ومر بأبي بصير أبو العاص بن الربيع من الشام فأخذوه، فقدم على امرأته زينب سرا. وقد تقدم شأنه. وأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتابه إلى أبي بصير أن لا يعترضوا لأحد. فقدم الكتاب على أبي جندل وأبي بصير، وأبو بصير يموت، فمات وكتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يده يقرؤه، فدفنه أبو جندل مكانه، وجعل عند قبره مسجدا. وقال يحيى بن أبي كثير: حدثني أبو سلمة، أن أبا هريرة حَدَّثَهُ، إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إذا صلى العشاء الآخرة نصب في الركعة الآخرة بعدما يقول: "سمع الله لمن حمده"، ويقول: "اللهم نج الوليد بن الوليد، اللهم نج سلمة بن هشام، اللهم نج عياش بن أبي ربيعة، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين، اللهم أشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين مثل سني يوسف" 2. ثم لم يزل يدعو حتى نجاهم الله -تعالى- ثم ترك الدعاء لهم بعد ذلك.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4891" من طريق ابن أخي ابن شهاب عن عمه، عن عروة، به. 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "2/ 255"، والبخاري "4560"، ومسلم "675" "294" والنسائي "2/ 201" والدارمي "1/ 374"، وابن خزيمة "619"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 241و 242" وأبو عوانة "2/ 280و 283"، والبيهقي "2/ 197"، والبغوي "637" من طريق الزهري، به.

وفي سنة ست

وفي سنة ست: مات سعد بن خولة -رضي الله عنه- في الأسر بمكة. ورثى له النبي -صلى الله عليه وسلم- لكونه مات بمكة. وفيها قتل هشام بن صبابة أخو مقيس، قتله رجل من المسلمين وهو يظن أنه كافر، فأعطى النبي -صلى الله عليه وسلم- مقيسا ديته. ثم إن مقيسا قتل قاتل أخيه، وكفر وهرب إلى مكة. وفي ذي الحجة: ماتت أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، أم عائشة -رضي الله عنهما- أخرج البخاري من رواية مسروق عنها حديثا وهو منقطع؛ لأنه لم يدركها، أو قد أدركها فيكون تاريخ موتها هذا خطأ. والله أعلم.

السنة السابعة

السنة السابعة: غزوة خيبر: قال عبد الله بن إدريس، عن ابن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ، قال: كان افتتاح خيبر في عقب المحرم، وقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في آخر صفر. قلت: وكذا رواه ابن إسحاق عن غير عبد الله بن أبي بكر. وذكر الواقدي، عن شيوخه، في خروج النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى خَيْبَرَ: في أول سنة سبع. وشذ الزهري فقال، فيما رواه عنه موسى بن عقبة في مغازيه، قال: ثم قاتل رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ خيبر من سنة ست. وهذا لا يصح إلا إذا جعلنا ذلك في السنة السادسة من ساعة قدومه المدينة. والله أعلم. وخيبر: بليدة على ثمانية برد من المدينة. قال وهيب: حَدَّثَنَا خُثَيْمُ بنُ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ نفر من بني غفار، قالوا: إن أبا هريرة قدم المدينة وقد خَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى خيبر، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري. قال أبو هريرة: فوجدناه في صلاة الصبح، فقرأ في الركعة الأولى {كهيعص} [مريم: 1] ، وقرأ في الثانية {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِين} [المطففين: 1] ، قال أبو هريرة: فأقول في صلاتي: ويل لأبي فلان له مكيالان، إذا اكتال بالوافي، وإذا كال كال بالناقص. قال: فلما فرغنا من صلاتنا أتينا سباع ابن عرفطة فزودنا شيئا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقد فتح خيبر، فكلم المسلمين فأشركونا في سهمانهم. وقال مالك، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار: أخبرني سويد بن النعمان، أنه خَرَجَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عام خيبر، حتى إذا كانوا بالصهباء -وهي أدنى خيبر- صلى العصر، ثم دعا بأزواد فلم يؤت إلا بالسويق، فأمر به فثري، فَأَكَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأكلنا. ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا، ثم صلى ولم يتوضأ. أخرجه البخاري1. وقال حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، قال: خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى خيبر فسرنا ليلا. فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع: ألا تسمعنا من هنيهاتك؟. وكان عامر رجلا شاعرا فنزل يحدو بالقوم ويقول:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4195" حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، به.

اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا فاغفر فداء لك ما اقتفينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا وألقين سكينة علينا ... إنا إذا صيح بنا أتينا وبالصياح عولوا علينا فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من هذا السائق"؟ قالوا: عامر. قال: "يرحمه الله". قال رجل من القوم: وجبت يا رسول الله، لولا أمتعتنا به. فأتينا خيبر فحاصرهم، حتى أصابتنا مخمصة شديدة. فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ما هذه النيران على أي شي توقد"؟ قالوا: على لحم حمر إنسية. فقال: "أهريقوها واكسروها". فقال رجل: أو يهريقوها ويغسلوها. قال: "أو ذاك". قال: فلما تصاف القوم كان سيف عامر فيه قصر، فتناول به ساق يهودي ليضربه، فيرجع ذباب سيفه فأصاب عين ركبة عامر، فمات منه. فلما قفلوا قال سلمة، وهو آخذ بيدي لما رَآنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ساكتا، قال: "مالك"؟ قلت: فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرا حبط عمله. قال: "من قاله"؟ قلت: فلان وأسيد بن حضير. فقال: "كذب من قاله، له أجران، وجمع بين أصبعيه، إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله". متفق عليه1. وقال مالك: عن حميد، أَنَسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين خرج إلى خيبر أتاها ليلا. وكان إذا أتى قوما بليل لم يغر حتى يصبح. فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه قالوا: محمد والله، محمد والخميس. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر خربت خيبر. إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين". أخرجه البخاري2. وأخرجاه من حديث ابن صهيب، عن أنس3. وقال غير واحد: شعبة، وابن فضيل، عن مسلم الملائي، عَنْ أَنَس، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويجيب دعوة الملوك، ويركب الحمار، ولقد رأيته يوم خيبر على حمار خطامه ليف.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4196"، ومسلم "1802" من طريق حاتم بن إسماعيل، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4197" حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، به. وقوله: "والخميس": يعني الجيش. 3 صحيح: أخرجه البخاري "371"، ومسلم "1365" "120" "ص 1426-1427" من طريق إسماعيل ابن علية، قال حدثنا عبد العزيز بن صهيب، به.

وقال يَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ: أخبرني سهل بن سعد، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال يوم خيبر: "لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله". قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كلهم يرجوا أن يعطاها. فقال: "أين علي بن أبي طالب"؟ قيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأتي به فبصق رسول الله في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كان لم يكن به وجع. فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: "انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم". أخرجه عن قتيبة، عن يعقوب1. وقال سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لأعطين الراية غدا رجلا يجب الله ورسوله، يفتح الله على يديه". فقال عمر: أحببت الإمارة قط حتى يؤمئذ. فدعا عليا فبعثه، ثم قال: "اذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك ولا تلتفت"، قال علي: علام أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عبده ورسوله. فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا دِمَاءهُم وَأَمْوَالَهُم إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُم عَلَى اللهِ". أخرجه مسلم2، وأخرجا نحوه من حديث سلمة بن الأكوع. وقال عكرمة بن عمار: حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع، قال: حدثني أبي أن عمه عامرا حدا بهم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "غفر لك ربك". قال: وما خص بها أحد إلا استشهد. فقال عمر: هلا متعتنا بعامر؟ فقدمنا خبير، فخرج مرحب وهو يخطر بسيفه، ويقول: قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فبرز له عامر، وهو يقول:

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "5/ 333"، وفي "فضائل الصحابة" "1037"، والبخاري "3009"و"4210"، ومسلم "2406"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "46"، وفي "الخصائص" "17"، وسعيد بن منصور في "سننه" "2482"، والطحاوي "3/ 207"، والطبراني "5991"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 62"، والبغوي "3906" من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 384-385"، وفي "فضائل الصحابة" "1030"، وابن سعد "2/ 110"، والطيالسي "2441"، ومسلم "2405"، والنسائي في "خصائص علي" "19و20و 21" وسعيد بن منصور في "سننه" "2474"، وابن أبي عاصم "1378" من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به.

قد علمت خيبر أني عامر ... شاكي السلاح بطل مغامر قال: فاختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر، فذهب عامر يسفل له، فرجع بسيفه على نفسه فقطع أكحله، وكانت نفسه. قال سلمة: فخرجت فإذا نفر مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقولون: بطل عمل عامر، قتل نفسه. فَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا أبكي، قال: "ما لك"؟ فقلت: قالوا إن عامرا بطل عمله. قال: "من قال ذلك "؟ قلت: نفر من أصحابك. فقال: "كذب أولئك بل له من الأجر مرتين" قال: فأرسل إلى علي يدعوه وهو أرمد فقال: لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فجئت به أقوده. قال: فبصق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عينيه فبرأ، فأعطاه الراية. قال: فبرز مرحب وهو يقول: قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح1 بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب قال: فبرز له علي -رضي الله عنه- وهو يقول: أنا الذي سمتني أمي حيدره ... كليث غابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع كيل السندره2 فضرب مرحبا ففلق رأسه فقتله، وكان الفتح. أخرجه مسلم3. وقال البكائي: قال ابن إسحاق، فحدثني محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي الهيثم بن نصر الأسلمي أن أباه حدثه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم- يقول -في مسيره لخيبر- لعامر بن الأكوع: خذ لنا من هناتك فنزل يرتجز، فقال: والله لَوْلاَ اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صلينا

_ 1 شاكي السلاح: أي تام السلاح. يقال: شاكي السلاح، وشاك السلاح، وشاك في السلاح، من الشوكة، وهي القوة. والشوكة أيضا السلاح. ومنه قوله تعالى: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} [الأنفال: 7] . 2 أوفيهم بالصاع كيل السندرة: معناه أقتل الأعداء قتلا واسعا ذريعا. والسندرة مكيال واسع. وقيل: هي العجلة أي أقتلهم عاجلا. 3 صحيح: أخرجه مسلم "1807".

إنا إذا قوم بغوا علينا ... وإن أرادوا فتنة أبينا فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يرحمك الله". فقال عمر: وجب والله يا رسول الله، لو أمتعتنا به. فقتل يوم خيبر شهيدا. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ، قَالَ: فخرج علي -رضي الله عنه- بالراية يهرول وإنا نخلفه حتى ركزها في رضم من حجارة تحت الحصن. فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال: من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب: فقال اليهودي: غلبتم -وعند البكائي: علوتم -وما أنزل على موسى. فما رجع حتى فتح الله عليه. وقال يونس بن بكير، عن المسيب بن مسلم الأزدي: حدثنا عبد الله بن بريدة، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ربما أخذته الشقيقة1 فيلبث اليوم واليومين لا يخرج، ولما نزل خيبر أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس، وأن أبا بكر أخذ راية رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ نهض فقاتل قتالا شديدا، ثم رجع. فأخذها عمر فقاتل قتالا شديدا هو أشد من القتال الأول، ثم رجع فأخبر بذلك رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: "لأعطينها غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يأخذها عنوة"، وليس ثم علي. فتطاولت لها قريش، رجاكل رجل منهم أن يكون صاحب ذلك. فأصبح وجاء علي على بعير حتى أناخ قريبا، وهو أرمد قد عصب عينه بشق برد قطري. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ما لك"؟ قال: رمدت بعدك، قال: "ادن مني"، فتفل في عينه، فما وجعها حتى مضى لسبيله، ثم أعطاه الراية فنهض بها، وعليه جبة أرجوان حمراء قد أخرج خملها، فأتى مدينة خيبر. وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر مظهر يماني وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه، وهو يرتجز، فارتجز علي واختلفا ضربتين، فبدر علي بضربة، فقد الحجر والمغفر ورأسه ووقع في الأضراس، وأخذ المدينة. وقال عوف الأعرابي، عن ميمون أبي عبد الله الأزدي، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: فاختلف مرحب وعلي ضربتين، فضربه علي على هامته حتى عض السيف بأضراسه. وسمع أهل العسكر صوت ضربته. وما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح الله له ولهم.

_ 1 الشقيقة: نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس وإلى أحد جانبيه.

وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن الحسن، عن بعض أهله، عن أبي رافع مولى رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: خرجنا مع علي حِيْنَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- برايته. فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده، فتناول علي باب الحصن فترس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه. ثم ألقاه من يده، فلقد رأيتني مع نفر سبعة أنا ثامنهم، نجهد أن نقلب ذلك الباب فما استطعنا أن نقلبه. رواه البكائي، عن ابن إسحاق، عن أبي رافع منقطعا، وفيه: فتناول على بابا كان عند الحصن. والباقى بمعناه. وقال إسماعيل بن موسى السدي: حدثنا مطلب بن زياد، عن ليث بن أبي سليم، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، قَالَ: دخلت عليه، فقال: حدثني جابر بن عبد الله أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه، فافتتحوها، وأنه خرب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلًا. تابعه فضيل بن عبد الوهاب، عن مطلب. وقال يونس بن بكير، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي ليلى، عن الحكم، والمنهال بن عمرو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كان علي يلبس في الحر والشتاء القباء المحشو الثخين وما يبالي الحر، فأتاني أصحابي فقالوا: إنا قد رأينا من أمير المؤمنين شيئا فهل رأيته؟ فقتلت: وهو؟ قالوا: رأيناه يخرج علينا في الحر الشديد في القباء المحشو وما يبالي الحر، ويخرج علينا في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين وما يبالي البرد، فهل سمعت في ذلك شيئا؟ فقلت: لا. فقالوا: سل لنا أباك فإنه يسمر معه. فسألته فقال: ما سمعت في ذلك شيئا. فدخل عليه فسمر معه فسأله فقال علي: أو ما شهدت معنا خيبر؟ قال: بلي. قال: فما رَأَيتُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ دعا أبا بكر فعقد له وبعثه إلى القوم، فانطلق فلقي القوم، ثم جاء بالناس وقد هزموا؟ فقال: بلي. قال: ثم بعث إلى عمر فعقد له وبعثه إلى القوم، فانطلق فلقي القوم فقاتهلم ثم رجع وقد هزم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: "لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله يفتح الله عليه غير فرار"، فدعاني فأعطاني الراية، ثم قال: "اللهم اكفه الحر والبرد"، فما وجدت بعد ذلك حرا ولا بردا. وقال أبو عوانة، عن مغيرة الضبي، عن أم موسى، قالت: سمعت عليا يقول: ما رمدت ولا صدعت مذ دفع إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الراية يوم خيبر. رواه أبو داود الطيالسي في مسنده.

فصل فيمن ذكر أن مرحبا قتله محمد بن مسلمة

فصل فيمن ذكر أن مرحبا قتله محمد بن مسلمة: قال موسى بن عقبة، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قام يوم خيبر فوعظهم. وفيه: فخرج اليهود بعاديتها، فقتل صاحب عادية اليهود فانقطعوا. وقتل محمد بن مسلمة الأشهلي مرحبا اليهودي. وقال ابن لهيعة: حدثنا أبو الأسود، عن عروة، نحوه. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن سهل الحارثي، عن جابر بن عبد الله، قال: خرج مرحب اليهودي من حصن خيبر، قد جمع سلاحه وهو يرتجز ويقول: من يبارز؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من لهذا"؟ فقال محمد بن مسلمة: أنا له، أنا والله الموتور الثاثر، قتلوا أخي بالأمس. قال: "قم إليه، اللهم أعنه عليه". فلما تقاربا دخلت بينهما شجرة عمرية، فجعل كل واحد منها يلوذ بها من صاحبه، كلما لاذ بها أحدهما اقتطع بسيفه ما دونه، حتى برز كل واحد منهما، وصارت بينهما كالرجل القائم ما فيها فنن، ثم حمل على محمد فضربه فاتقاه بالدرقة، فعضت بسيفه فأمسكته، وضربه محمد حتى قتله، فقيل: إنه ارتجز فقال: قد علمت خيبر أني ماضي ... حلو إذا شئت وسم قاضي وكان ارتجاز مرحب: قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب إذا الليوث أقبلت تلهب ... وأحجمت عن صولة المغلب أطعن أحيانا وحينا أضرب ... إن حماي للحمى لا يقرب وقال الواقدي: حدثني محمد بن الفضل بن عبيد الله بن رافع بن خديج، عن أبيه، عن جابر، قال: وحدثني زكريا بن زيد، عن عبد الله بن أبي سفيان، عن أبيه، عن سلمة بن سلامة، قال: وعن مجمع بن يعقوب، عن أبيه، عن مجمع بن جارية، قالوا جميعا: إن محمد بن مسلمة قتل مرحبا. وذكر الواقدي، عن إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مسلمة، عن أبيه، أن عليا حمل على مرحب فقطره على الباب، وفتح على الباب الآخر، وكان للحصن بابان.

قال الواقدي: وقيل: إن محمد بن مسلمة ضرب ساقي مرحب فقطعهما، فقال: أجهز علي يا محمد. فقال: ذق الموت كما ذاقه أخي محمود، وجاوزه، ومر به علي فضرب عنقه وأخذ سلبه. فاختصما إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في سلبه، فأعطاه محمدا. وكان عند آل محمد بن مسلمة فيه كتاب لا يدرى ما هو، حتى قرأه يهودي من يهود تيماء فإذا فيه: هذا سيف مرحب من يذقه يعطب. قال الواقدي: حدثني محمد بن الفضل بن عبيد الله بن رافع، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قال: برز مرحب وكان طوالا جَسِيْماً، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حين برز وطلع: "أترونه خمسة أذرع"؟ وهو يدعو إلى البراز؛ فبرز له علي فضربه ضربات، كل ذلك لا يصنع شيئا، حتى ضرب ساقيه فبرك، ثم دفف عليه وأخذ سلاحه. قال ابن إسحاق: ثم خرج بعد مرحب أخوه ياسر، فبرز له الزبير فقتله. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ. ورواه موسى بن عقبة -واللفظ له- قال: ثم دخلوا حصنا لهم منيعا يدعى القموص، فحاصرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- قريبا من عشرين ليلة. وكانت أرضًا وخمة شديدة الحر، فجهد المسلمون جهدا شديدا، فوجدوا أحمرة ليهود، فذكر قصتها، ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أكلها. ثم قال: وجاء عبد حبشي من أهل خيبر كان في غنم لسيده، فلما رأى أهل خيبر قد أخذوا السلاح، سألهم ما تريدون؟ قالوا: نقاتل هذا الذي يزعم أنه نبي. فوقع في نفسه، فأقبل بغنمه حتى عمد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأسلم، وقال: ماذا لي؟ قال: "الجنة" فقال: يا رسول الله إن هذه الغنم عندي أمانة. قَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أخرجها من عسكرنا وارمها بالحصباء فإن الله سيؤدي عنك أمانتك"، ففعل؛ فرجعت الغنم إلى سيدها. ووعظ النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس، إلى أن قال: "وقتل من المسلمين العبد الأسود، فاحتملوه فأدخل في فسطاط،" فزعموا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اطلع في الفسطاط، ثم أقبل على أصحابه فقال: "لقد أكرم الله هذا العبد، وقد رأيت عند رأسه اثنتين من الحور العين". وقال ابن وهب: أخبرني حيوة بن شريح، عن ابن الهاد، عن شرحبيل بن سعد، عن جابر بن عبد الله، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في غزوة خيبر، فخرجت سرية فأخذوا إنسانا معه غنم يرعاها، فجاؤوا بِهِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فكلمه، فقال له الرجل: إني قد آمنت بك فكيف بالغنم فإنها أمانة، وهي للناس الشاة والشاتان، قال: "احصب وجوهها ترجع إلى أهلها". فأخذ قبضة من حصباء أو تراب فرمى بها وجوهها، فخرجت تشتد حتى دخلت كل

شاة إلى أهلها. ثم تقدم إلى الصف، فأصابه سهم فقتله. ولم يصل لله سجدة قط، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أدخلوه الخباء" فأدخل خباء رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عليه ثم خرج فقال: "لقد حسن إسلام صاحبكم، لقد دخلت عليه وإن عنده لزوجتين له من الحور العين". وهذا حديث حسن أو صحيح. وقال مؤمل بن إسماعيل: حدثنا حماد، قال: حدثنا ثابت، عن أنس، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يا رسول الله إني رجل أسود اللون، قبيح الوجه، منتن الريح، لا مال لي، فإن قاتلت هؤلاء حتى أقتل أدخل الجنة؟ قال: "نعم". فتقدم فقاتل حتى قتل. فأتى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو مقتول، فقال: "لقد أحسن الله وجهك وطيب روحك وكثر مالك". قال: وقال -لهذا أو لغيره: "لقد رأيت زوجتيه من الحور العين ينازعانه جبته عنه، يدخلان فيما بين جلده وجبته". وهذا حديث صحيح. وقال يونس، عن ابن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ، عن بعض أسلم، أن بعض بنى سهم من أسلم أتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخيبر، فقالوا: يا رسول الله، والله لقد جهدنا وما بأيدينا شيء، فلم يجدوا عِنْد رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شيئا، فقال: "اللهم إنك قد علمت حالهم وأنهم ليست لهم قوة وليس بيدي ما أعطيهم إياه، فافتح عليهم أعظم حصن بها غني، أكثره طعاما وودكا". فغدا الناس ففتح الله عليهم حصن الصعب بن معاذ، وما بخبير حصن أكثر طعاما وودكا منه. فَلَمَّا افْتَتَحَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- من حصونهم ما افتتح، وحاز من الأموال ما حاز انتهوا إلى حصنيهم الوطيح والسلالم، وكانا آخر حصون خيبر افتتاحا، فحاصرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بضع عشرة ليلة.

ذكر صفية

ذكر صفية: وقال البكائي، عن ابن إسحاق، قال: وتدنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأموال، يأخذها مالا مالا، ويفتحها حصنا حصنا. فكان أول حصونهم افتتح حصن ناعم، وعنده قتل محمود بن مسلمة الأنصاري أخو محمد، ألقيت عليه رحى فقتلته. ثم القموص؛ حصن ابن أبي الحقيق. وأصاب رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْهُمُ سبايا، منهن صفية بنت حيي بن أخطب، وبنتا عم لها، فأعطاهما دحية الكلبي. وقال يونس، عن ابن إسحاق، حدثني ابن لمحمد بن مسلمة الأنصاري عمن أدرك من أهله، وحدثنيه مكنف، قالا: حاصر رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَهْلُ خيبر في حصنيهم الوطيح والسلالم، حتى إذا أيقنوا بالهلكة، سَأَلُوا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يسيرهم ويحقن دماءهم، ففعل. وكان رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ حاز الأموال كلها: الشق والنطاة والكتيبة وجميع حصونهم، إلا ما كان في ذينك الحصنين. فلما سمع بهم أهل فدك قد صنعوا ما صنعوا، بعثوا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسألونه أن يسيرهم ويحقن دماءهم، ويخلون بينه وبين الأموال، ففعل. فكان ممن مشى بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وبينهم، في ذلك، محيصة بن مسعود. فلما نزلوا على ذلك سَأَلُوا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يعاملهم على الأموال على النصف، وقال: "نحن أعلم بها منكم وأعمر لها". فصالحهم على النصف على أنا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم. وصالحه أهل فدك على مثل ذلك. فكانت أموال خيبر فيئا بين المسلمين، وكانت فدك خالصة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن المسلمين لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب. وقال حماد بن زيد، عن ثابت، وعبد العزيز بن صهيب، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما ظهر على أهل خيبر قتل المقاتلة وسبى الذراري، فصارت صفية لدحية الكلبي، ثم صارت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم تزوجها وجعل صداقها عتقها. متفق عليه. وقال يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس، قال: ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- جمال صفية، وكانت عروسًا وقتل زوجها، فاصطفاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه، فلما كنا بسد الصهباء حلت، فبنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم: واتخذ حيسا في نطع صغير، وكانت وليمته. فرأيته يحوي لها بعباءة خلفه، ويجلس عند ناقته، فيضع ركبته فتجيء صفية فتضع رجلها على ركبته ثم تركب. فلما بدا لنا أُحُدٍ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هذا جبل يحبنا ونحبه". أخرجه البخاري، بأطول من هذا، ومسلم. وقال محمد بن جعفر بن أبي كثير: أخبرني حميد، سمع أنسا، قال: أقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يبني عليه بصفية، فدعوت المسلمين إلى وليمة رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مَا كان فيها من خبز ولا لحم، وما كان إلا أن أمر بالأنطاع فبسطت، وألقي عليها التمر والأقط والسمن. فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين هي أو مما ملكت يمينه؟ قالوا: إن حجبها فهي إحدى أمهات المؤمنين، وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه. فلما ارتحل وطأ لها خلفه، ومد الحجاب بينها وبين الناس. أخرجه البخاري. وقال حماد بن سلمة: حدثنا عبيد الله بن عمر- فيما أحسب- عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرُ، إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قاتل أهل خيبر حتى ألجأهم إلى قصرهم، فغلب على الأرض والزرع والنخل، فصالحوه على أن يجلوا منها، ولهم ما حملت ركابهم، ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصفراء

والبيضاء، ويخرجون منها، واشترط عليهم أن لا يكتموا ولا يغيبوا شيئا، فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد. فغيبوا مسكا فيه مال وحلي لحيي بن أخطب، كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعم حيي: "ما فعل مسك حيي الذي جاء به من النضير"؟ قال: أذهبته النفقات والحروب. فقال: " العهد قريب والمال أكثر من ذلك". فدفعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الزبير، فمسه بعذاب، وقد كان حيي قبل ذلك دخل خربة، فقال عمه: قد رأيت حييا يطوف في خربة ههنا. فذهبوا فطافوا، فوجدوا المسك في الخربة. فقتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابني حقيق، وأحدهما زوج صفية. وسبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نساءهم وذراريهم، وقسم أموالهم بالنكث الذي نكثوا. وأراد أن يجليهم منها، فقالوا: يا محمد، دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها. ولم يكن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها، فأعطاهم على النصف ما بَدَا لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فكان عبد الله بن رواحة يأتيهم كل عام فيخرصها عليهم ثم يضمنهم الشطر. فشكوا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شدة خرصه، وأرادوا أن يرشوه فقال: يا أعداء الله تطمعوني السحت؟ والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي، ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل عليكم. فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض. قال: ورأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعين صفية خضرة، فقال: "ما هذه"؟ قالت: كان رأسي في حجر ابن أبي الحقيق وأنا نائمة، فرأيت كأن قمرا وقع في حجري فأخبرته بذلك، فلطمني وقال: تمنين ملك يثرب؟ قَالَتْ: وَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- من أبغض الناس إلي، قتل أبي وزوجي. فما زال يعتذر إلي ويقول: "إن أباك ألب العرب علي وفعل وفعل"، حتى ذهب ذلك من نفسي. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعطي كل امرأة من نسائه ثمانين وسقا من تمر كل عام، وعشرين وسقا من شعير. فلما كان زمن عمر غشوا المسلمين، وألقوا ابن عمر من فوق بيت، ففدعوا يديه، فقال عمر: من كان له سهم بخيبر فليحضر، حتى قسمها بينهم. وقال رئيسهم: لا تخرجنا، دعنا نكون فيها كما أقرنا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بكر. فقال له: أتراه سقط عني قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف بك إذا رقصت بك1 راحلتك تخوم الشام يوما ثم يوما ثم يوما. وقسمها عمر بين من كان شهد خيبر من أهل الحديبية.

_ 1 رقصت بك: أي أسرعت بك.

استشهد به البخاري في كتابه، فقال: ورواه حماد بن سلمة. وقال أبو أحمد المرار بن حمويه: حدثنا محمد بن يحيى الكناني، عَنْ مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا فدعت1 بخيبر قام عمر خطيبا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عامل يهود خيبر على أموالها، وقال: "نقركم ما أقركم الله"، وان عبد الله بن عمر خرج إلى خيبر، ما له هناك، فعدي عليه من الليل ففدعت يداه، وليس لنا هناك عدو غيرهم، وهم تهمتنا2، وقد رأيت إجلاءهم. فلما أجمع على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق3 فقال: يا أمير المؤمنين، تخرجنا وقد أقرنا محمد وعاملنا؟ فقال: أظننت أني نسيت قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك4 ليلة بعد ليلة. فأجلاهم وأعطاهم قيمة مالهم من الثمر مالًا وإبلًا وعروضا من أقتاب وحبال وغير ذلك. أخرجه البخاري عن أبي أحمد5. وقال ابن فضيل، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، عن رجال مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما ظهر على خيبر قسمها على ستة وثلاثين سهما، جمع كل سهم مائة سهم، فكان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وللمسلمين النصف من ذلك. وعزل النصف الباقي لمن نزل به من الوفود والأمور ونوائب الناس. أخرجه أبو داود. وقال سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قسم خيبر ستة وثلاثين سهما، فعزل للمسلمين ثمانية عشر سهما، يجمع كل سهم مائة،

_ 1 الفدع: بفتحتين زوال المفصل، وفدعت يداه إذا أزيلتا من مفاصلهما وقال الخليل: الفدع عوج في المفاصل، وفي خلق الإنسان الثابت إذا زاغت القدم من أصلها من الكعب وطرف الساق فهو الفدع، وقال الأصمعي: هو زيغ في الكف بينها وبين الساعد، وفي الرجل بينها وبين الساق. هذا الذي في جميع الروايات وعليها شرح الخطابي، وهو الواقع في هذه القصة. ووقع في رواية ابن السكن بالغين المعجمة أي "فدغ" وجزم به الكرماني، وهو وهم؛ لأن الفدغ بالمعجمة كسر الشيء المجوف قاله الجوهري، ولم يقع ذلك لابن عمر في القصة. 2 وهم تهمتنا: بضم المثناة وفتح الهاء ويجوز إسكانها، أي الذين نتهمهم بذلك. 3 قوله: "أحد بني الحقيق" بمهملة وقافين مصغر، وهو رأس يهود خيبر. 4 قوله: "تعدو بك قلوصك": بفتح القاف وبالصاد المهملة: الناقة الصابرة على السير وقيل: الشابة وقيل: أول ما يركب من إناث الإبل وقيل: الطويلة القوائم. وأشار -صلى الله عليه وسلم- إلى إخراجهم من خيبر وكان ذلك من إخباره بالمغيبات قبل وقوعها. 5 صحيح: أخرجه البخاري "2730" حدثنا أبو أحمد، حدثنا محمد بن يحيى أبو غسان الكناني، به.

والنبي -صلى الله عليه وسلم- معهم وله سهم كسهم أحدهم. وعزل النصف لنوائبه وما ينزل به من أمور المسلمين، فكان ذلك الوطيح والسلالم والكتيبة وتوابعها، فلما صارت الأموال بيد النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين، لم يكن لهم عمال يكفونهم عملها، فدعا اليهود فعاملهم. قال البيهقي -رحمه الله: وهذا لأن بعض خيبر فتح عنوة، وبعضها صلحا. فقسم ما فتح عنوة بين أهل الخمس والغانمين، وعزل ما فتح لنوائبه وما يحتاج إليه في مصالح المسلمين. وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عَنْ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابن عمر، أن خيبر يوم أشركها النبي -صلى الله عليه وسلم- كان فيها زرع، ونخل فكان يقسم لنسائه كل سنة لكل واحدة منهن مائة وسق تمر، وعشرين وسق شعير لكل امرأة. رواه الذهلي، عن عبد الرزاق، فأسقط منه: ابن عمر. وقال ابن وهب: قال يحيى بن أيوب: حدثني إبراهيم بن سعد، عن كثير مولى بني مخزوم، عن عطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قسم لمائتي فرس يوم خيبر سهمين سهمين. قال ابن وهب: وقال لي يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وصالح بن كيسان مثل ذلك. وقال ابن عيينة، حدثنا يحيى بن سعد، عن صالح بن كيسان، قال: كانوا يوم خيبر ألفا وأربع مائة، وكانت الخيل مائتي فرس. وقال يونس، عن ابن إسحاق: أخبرني الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن جبير بن مطعم، قال: لم قسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهم ذوي القربى من خيبر على بني هاشم وبني المطلب، مشيت أنا وعثمان فقلنا: يا رسول الله، هؤلاء إخوتك بنو هاشم لا ننكر فضلهم لمكانك الذي جعلك الله به منهم، أرأيت إخوتنا من بني المطلب أعطيتهم وتركتنا، وإنما نحن وهم بمنزل واحد منك. فقال: "إنهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام، إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد"، ثم شبك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يديه إحداهما في الأخرى. استشهد به البخاري. وقال شعبة، عَنْ حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مغفل، قال: دلى جراب من شحم يوم خيبر فالتزمته، وقلت: هذا لا أعطي أحدا منه شيئا. فالتفت فإذا النبي -صلى الله عليه وسلم- يتبسم فاستحييت منه. متفق عليه. وقال أبو معاوية: حدثنا أبو إسحاق الشيباني، عن محمد بن أبي مجالد، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: قلت: أكنتم تخمسون الطعام فِي عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أصبنا طعاما يوم خيبر فكان الرجل يجيء فيأخذ منه مقدار ما يكفيه ثم ينصرف. أخرجه أبو داود. وقال أبو معاوية، عن عاصم الأحوال، عن أبي عثمان النهدي -أو عن أبي قلابة- قال: لما قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خيبر قدم والتمرة خضرة، فأشرع الناس فيها فحموا، فشكوا ذلك إليه فأمرهم أن يقرسوا الماء في الشنان، ثم يحدرون عليهم بين أذاني الفجر، ويذكرون اسم الله عليه، قال: ففعلوا فكأنما نشطوا من عقل. وقال بشر بن المفضل، عن محمد بن زيد: حدثني عمير مولى آبي اللحم، قال: شهدت خيبر، مع سادتي، فكلموا فِي رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأمر به فقلدت سيفا، فإذا أنا أجره، فأخبر أني مملوك، فأمر لي بشيء من خرثي المتاع. أخرجه أبو داود.

ذكر من استشهد على خيبر

ذكر من استشهد على خيبر: على ما ذكر ابن إسحاق، قال: من حلفاء بني أمية: ربيعة بن أكثم، وثقف بن عمرو، ورفاعة بن مسروح. ومن بني أسد بن عبد العزى: عبد الله بن الهبيب. ومن الأنصار: فضيل بن النعمان السلمي، ومسعود بن سعد الزرقي، وأبو الضياح بن ثابت، أحد بني عمرو بن عوف، والحارث بن حاطب، وعروة بن مرة، وأوس بن القائف، وأنيف بن حبيب، وثابت بن أثلة، وطلحة، وعمارة بن عقبة الغفاري. وقد تقدم: عامر بن الأكوع، ومحمود بن مسلمة، والأسود الراعي. وزاد عبد الملك بن هشام، فقال: مسعود بن ربيعة، حليف بني زهرة، وأوس بن قتادة الأنصاري. وزاد بعضهم، فقال: ومبشر بن عبد المنذر، وأبو سفيان بن الحارث، وليس بالهاشمي، والله أعلم.

قدوم جعفر بن أبي طالب ومن معه

قدوم جعفر بن أبي طالب ومن معه: البخاري ومسلم قالا: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى الأشعري، قال: بلغنا مخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم، أحدهما أبو رهم، والآخر أبو بردة، إما قال: بضع، وإما قال: في ثلاثة، أو اثنين وخمسين رجلا من قومي، فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده. فقال جعفر: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعثنا وأمرنا؛ يعني بالإقامة؛ فأقيموا معنا، فأقمنا معه، حتى قدمنا جميعا، فوافقنا رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ فتح خيبر. فأسهم لنا، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر شيئا إلا لمن شهد معه، إلا أصحاب سفينتنا، مع جعفر وأصحابه، قسم لهم معهم. قال: فكان أناس من الناس يقولون لنا: سبقناكم بالهجرة. قال: ودخلت أسماء بنت عميس؛ وهي ممن قدمت معنا؛ على حفصة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- زائرة وقد كانت هاجرت إلى النجاشي. فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها، فقال عمر حين رأي أسماء: من هذه؟ فقال: أسماء بنت عميس، قال: عمر: الحبشية هذه؟ البحرية هذه؟ فقالت أسماء: نعم. فقال عمر: سبقناكم بالهجرة، نحن أحق برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فغضبت، فقالت كلمة: يا عمر! كلا والله، كُنْتُمْ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم، وكنا في دار -أو أرض- البعداء، أو البغضاء، بالحبشة، وذلك في الله وفي رسوله، وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونحن كنا نؤذي ونخاف، وسأذكر له ذلك وأسأله. فلما جاء قالت: يا نبي الله، إن عمر قال كذا وكذا. قال: "ليس بأحق بي منكم، له ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم -أهل السفينة- هجرتان". قلت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالا، يسألونني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفراج ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ أبو بردة: قالت: أسماء: فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني. وقال: "لَكُمُ الهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ، هَاجَرْتُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَهَاجَرْتُمْ إلي". وقال أجلح بن عبد الله، عن الشعبي، قال: لما قدم جعفر من الحبشة تلقاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقبل جبهته، ثم قال: "والله ما أدري بأيهما أفرح، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر". وبعضهم يقول: عن أجلح، عن الشعبي، عن جابر. وقال ابن عيينة: حدثنا الزهري، أنه سمع عنبسة بن سعيد القرشي يحدث عن أبي هريرة، قال: قدمت المدينة وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِخَيْبَرَ حين افتتحها، فسألته أن يسهم لي. فتكلم بعض ولد سعيد بن العاص فقال: لا تسهم له يا رسول الله. فقلت: هذا قاتل ابن قوقل.

فقال: أظنه ابن سعيد بن العاص: يا عجبي لوبر قد تدلى علينا من قدوم ضال يعيرني بقتل امرئ مسلم أكرمه الله على يدي، ولم يهني على يديه. هذا لفظ أبي داود، وأخرجه البخاري، لكن قال: من قدوم ضأن. وقال إسماعيل بن عياش، عن الزبيدي، عن الزهري: أخبرني عنبسة بن سعيد، أنه سمع أبا هريرة يخبر سعيد بن العاص، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبان على سرية قبل نجد، فقدم أبان وأصحابه عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بخيبر بعد فتحها، وإن حزم خيلهم لليف، فقلت: يا رسول الله لا تقسم لهم. فقال أبان: وأنت بهذا يا وبر تحدر من رأس ضال. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أبان، اجلس. فلم يقسم لهم. علقه البخاري في صحيحه، فقال: ويذكر عن الزبيدي. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: كانت بنو فزارة ممن قدم على أهل خيبر ليعينوهم، فراسلهم رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ لا يعينوهم، وسألهم أن يخرجوا عنهم، ولكم من خبير كذا وكذا. فأبوا عليه. فلما فتح الله خيبر، أتاه من كان هنالك من بني فزارة، قالوا: حظنا والذي وعدتنا. فقال: "حظكم"؛ أو قال: لكم ذو الرقيبة -لجبل من جبال خيبر- قالوا: إذا نقاتلك. فقال: "موعدكم جنفاء". فلما سمعوا ذلك هربوا. جنفاء: ماء من مياه بني فزارة. وقال البخاري: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد بن أبي عبيد، قال: رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت: يا أبا مسلم، ما هذه الضربة؟ فقال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيتها حتى الساعة. قال عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن سهل، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- التقى هو والمشركون في بعض مغازيه، فاقتتلوا. فمال كل قوم إلى عسكرهم، وفي المسلمين رجل لا يدع للمشركين شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما إنه من أهل النار". فقالوا: أينا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار؟ فقال رجل: والله لا يموت على هذه الحال أبدا، فاتبعه حتى جرح، فاشتدت جراحته واستعجل الموت، فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فجاء الرجل إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أشهد أنك لرسول الله، قال: "وما ذاك"؟ فأخبره, فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإنه من أهل النار، وإنه ليعمل بعمل أَهْلِ النَّارِ فِيْمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أهل الجنة". متفق عليه. وأخرج البخاري من حديث شعيب بن أبي حمزة، عن الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: شهدنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيبر، فقال لرجل؛ يعني النبي -صلى الله عليه وسلم: "إن هذا من أهل النار"، فلما حضر القتال قاتل الرجل. فذكر نحو حديث سهل بن سعد. وقال يحيى القطان وغيره، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يحيى بن حبان، عن أبي عمرة، عن زيد بن خالد الجهني أن رجلا توفي يوم خيبر، فذكر لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: "صلوا على صاحبكم"، فتغيرت وجوههم، فقال: إن صاحبكم غل في سبيل الله. ففتشنا متاعه، فوجدنا خرزا من خرز اليهود لا يساوي درهمين.

شأن الشاة المسمومة

شان الشاة المسمومة: وقال ليث بن سعد، عن سعيد، عن أبي هريرة، قال: لما فتحت خيبر أَهديتُ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَاةً فيها سم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اجمعوا من كان ههنا من اليهود". فجمعوا له، فقال لهم رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّيْ سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه"؟ قالوا: نعم، يا أبا القاسم. فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من أبوكم"؟ قالوا: أبونا فلان. قال: "كذبتم، بل أبوكم فلان". قالوا: صدقت وبررت. قال لهم: "هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه"؟ قالوا: نعم، يا أبا القاسم، وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في آبائنا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من أهل النار"؟ قالوا: نكون فيها يسيرا ثم تخلفوننا فيها. فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اخسؤوا فيها فوالله لا نخلفكم"، ثم قال: "هل أنتم صادقي"؟، قالوا: نعم قال: "أجعلتم في هذه الشاة سما"؟ قالوا: نعم. قال: "فما حملكم على ذلك"؟ قالوا: أردنا إن كنت كاذبا أن نستريح منك، وإن كنت نبيا لم يضرك. أخرجه البخاري1. وقال خالد بن الحارث: حدثنا شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس أن يهودية أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- بشاة مسمومة، فأكل منها، فجيء بِهَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فسألها عن ذلك، قالت: أردت لأقتلك. فقال: "ما كان الله ليسلطك على ذلك". أو قال: "علي"، قالوا: ألا نقتلها. قال: "لا" فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. متفق عليه من حديث خالد2. وقال عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة وابن المسيب،

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3169" و"5777" من طريق الليث، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "2617"، ومسلم "2190" من طريق خالد بن الحارث، به.

عن أبي هريرة؛ أن امرأة من اليهود أهدت إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شاة مسمومة، فقال: $"أمسكوا فإنها مسمومة"، وقال: $"ما حملك على ما صنعت"؟ قالت: أردت أن أعلم إن كنت نبيا فسيطلعك الله، وإن كنت كاذبا أريح الناس منك. قال: عرض لها رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى عن جابر نحوه. وقال معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، أن يهودية أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاة مصلية1 بخيبر، فأكل وأكلوا، ثم قال: "امسكوا". وقال لها: "هل سميت هذه الشاة"؟ قالت: من أخبرك؟ قال: $"هذا العظم". قالت: نعم. فاحتجم على الكاهل، وأمر أصحابه فاحتجموا، فمات بعضهم. قال الزهري: فأسلمت، فتركها. وقال أبو داود في سننه: حدثنا سليمان المهري، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: كان جابر يحدث أن يهودية سمت شاة أهدتها للنبي صلى الله عليه وسلم ... الحديث. وقال خالد الطحان، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهدت له يهودية بخيبر شاة، نحو حديث جابر، قال: فمات بشر بن البراء بن معرور، وأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فقتلت. ويحتمل أنه لم يقتلها أولا، ثم لما مات بشر قتلها. وبشر شهد العقبة وبدرًا، وأبوه فأحد النقباء ليلة العقبة. وهو الَّذِي قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا بَنِي سَلِمَة، مَنْ سَيِّدُكُم"؟ قَالُوا: الجدُّ بن قيس، على بخل فيه. فَقَالَ: "وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ البُخْلِ؟ بَلْ سيدكم الأبيض الجعد بشر بن البراء". وقال موسى بن عقبة، وابن شهاب، وعروة، واللفظ لموسى، قالوا: لها فتحت خيبر أهدت زينب بنت الحارث اليهودية -وهي ابنة أخي مرحب- لصفية شاة مصلية وسمتها وأكثرت في الذراع؛ لأنه بلغها أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب الذراع. وذكر الحديث. وعن عروة، وموسى بن عقبة، قالا: كان بين قريش حين سمعوا بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر تراهن وتبايع، منهم من يقول: يظهر محمد، ومنهم من يقول: يظهر الحليفان ويهود خيبر. وكان الحجاج بن علاط السلمي البهزي قد أسلم وشهد فتح خيبر، وكانت تحته

_ 1 مصلية: مشوية.

أم شيبة العبدرية، وكان الحجاج ذا مال، وله معادن من أرض بني سليم. فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم على خيبر، قال الحجاج: يا رسول الله، إن لي ذهبا عند امرأتي، وإن تعلم هي وأهلها بإسلامي فلا مال لي، فائذن لي فأسرع السير ولا يسبق الخبر. وقال محمد بن ثور -واللفظ له- وعبد الرزاق، عن معمر: سمعت ثابتا البناني، عن أنس، قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم خيبر، قال الحجاج بن علاط: يا رسول الله، إن لي بمكة مالا، وإن لي بها أهلا أريد إتيانهم، فأنا في حل إن أنا نلت منك فقلت شيئا؟ فأذن لَهُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ لامرأته، وقال لها: أخفي علي واجمعى ما كان عندك لي، فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه، فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم. ففشا ذلك بمكة، واشتد على المسلمين وبلغ منهم، وأظهر المشركون فرحا وسرورا، فبلغ العباس الخبر فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم. قال معمر: فأخبرني عثمان الجريري، عن مقسم، قال: فأخذ العباس ابنا له يقال له: قثم واستلقى ووضعه على صدره وهو يقول: حي قثم ... شبيه ذي الأنف الأشم فتى ذي النعم ... برغم من رغم قال معمر في حديث أنس: فأرسل العباس غلاما له إلى الحجاج، أن ويلك، ما جئت به وما تقول؟ والذي وعد الله خير مما جئت به. قال الحجاج: يا غلام، أقرئ أبا الفضل السلام، وقل له: فليخل لي في بعض بيوته فآتيه، فإن الأمر على ما يسره. فلما بلغ العبد باب الدار، قال: أبشر يا أبا الفضل. فوثب العباس فرحا حتى قبل ما بين عينيه وأعتقه، ثم جاء الحجاج فأخبره بافتتاح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، وغنم أموالهم، وَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اصطفى صفية، ولكن جئت لمالي، وأني استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم فأذن لي، فأخف علي يا أبا الفضل ثلاثًا، ثم اذكر ما شئت. قال: وجمعت له امرأته متاعه، ثم انشمر، فلما كان بعد ثلاث، أتى العباس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك؟ قالت: ذهب، لا يحزنك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك. فقال: أجل، لا يحزنني الله، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحب؛ فتح الله على رسوله، وجرت سهام الله في خيبر، واصطفى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ لنفسه، فإن كان لك في زوجك حاجة فالحقي به. قالت: أظنك والله صادقا. ثم أتى مجالس قريش وحدثهم. فرد الله ما كان بالمسلمين من كآبة وجزع على المشركين

غزوة وادي القرى

غزوة وادي القرى: مالك، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عام خيبر، فلم نغنم ذهبا ولا ورقا، إلا الثياب والمتاع. فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو وادي القرى، وقد أُهْدِيَ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد أسود يقال له: مدعم. حتى إذا كانوا بوادي القرى، بينما مدعم يحط رحل رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ جاء سهم فقتله فقال الناس: هنيئا له الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلا، والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارًا". فلما سمعوا بذلك، جاء رجل بشراك أو شراكين إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ -عليه السلام: "شراك من نارا أو قال: شراكان من نار". متفق عليه1. وقال الواقدي: حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من خيبر إلى وادي القرى، وكان رفاعة بن زيد الجذامي قد وهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا يقال له: مدعم، نزلنا بوادي القرى، انتهينا إلى يهود وقد ثوى إليها ناس من العرب، فينما مدعم يحط رحل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ استقبلنا يهود بالرمي حيث نزلنا، ولم نكن على تعبئة، وهم يصيحون في آطامهم، فيقبل سهم عائر، فأصاب مدعما فقتله. فقال الناس: هنيئا له الجَنَّةَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كلا والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارًا". فلما سمع بذلك الناس، جاء رَجُلٌ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشراك أو بشراكين، فقال: "شراك أو شراكان، من نار". فعبأ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ للقتال وصفهم، ودفع لواءه إلى سعد بن عبادة، ودفع راية إلى الحباب بن المنذر، وراية إلى سهل بن حنيف، وراية إلى عباد بن بشر، ثم دعاهم إلى الإسلام وأخبرهم أنهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم وحقنوا دماءهم، فبرز رجل، فبرز له الزبير فقتله، ثم برز آخر، فبرز إليه علي فقتله، ثم برز آخر، فبرز إليه أبو دجانة فقتله، حتى قتل منهم أحد عشر رجلا ثم أعطوا من الغد بأيديهم. وفتحها الله عنوة. وأقام رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَادِي القرى أربعة أيام، فلما بلغ ذلك أهل تيماء صالحوا على الجزية. فلما كان عمر، أخرج يهود خيبر وفدك، ولم يخرج أهل تيماء ووادي القرى؛ لأنهما داخلتان في أرض الشام؛ ويرى أن ما دون وادي القرى إلى المدينة حجاز، وما وراء ذلك من الشام.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4234"، ومسلم "115"من طريق مالك بن أنس، به.

وقال ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي يُوْنُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قفل من غزوة خيبر، فسار ليله حتى إذا أدركنا الكرى عرس رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لبلال: اكلأ لنا الليل. فغلبت بلالا عيناه فلم يستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ولا بلال إلا بحر الشمس ... الحديث. أخرجه مسلم1. وروى أن ذلك كان في طريق الحديبية. رواه شعبة، عن جامع بن شداد، عن عبد الرحمن بن أبي علقمة، عن ابن مسعود، ويحتمل أن يكون نومهم مرتين. وقد رواه زافر بن سليمان، عن شعبة، فذكر أن ذلك كان في غزة تبوك. وقد روي النوم عن الصلاة: عمران بن حصين، وأبو قتادة الأنصاري. والحديثان صحيحان رواهما مسلم، وفيهما طول. وقال عمارة بن عكرمة، عن عائشة: لما افتتحنا خيبر، قلنا: الآن نشبع من التمر. وقال ابن وهب: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، عن أنس، قال: لما قدم المهاجرون المدينة قدموا وليس بأيديهم شيء، وكان الأنصار أهل أرض، فقاسموا المهاجرين على أن أعطوهم أنصاف ثمار أموالهم كل عام، ويكفونهم العمل والمؤونة. وكانت أم أنس، وهي أم سليم، أعطت رسول الله صلى الله عليه وسلم عذاقا لها، فأعطاهن رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ أيمن مولاته أم أسامة بن زيد. فأخبرني أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما فرغ من قتال أهل خيبر، وانصرف إلى المدينة، رد المهاجرون إلى الأنصار متاعهم، ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمي عذاقها، وأعطى أم أيمن مكانهن من حائطه. قال ابن شهاب: وكان من شأن أم أسامة بن زيد أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب، وكانت من الحبشة، فلما ولدت آمنة رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ أم أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقها، ثم أنكحها زيد بن حارثة، ثم توفيت بعدما تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخمسة أشهر. أخرجه مسلم2؟.

_ 1 صحيح: أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ "680"، وَأَبُو دَاوُدَ "435"، وَالنَّسَائِيُّ "2/ 296"، وَابْنُ مَاجَهْ "697"، وأبو عوانة "2/ 253"، والبيهقي في "السنن" "2/ 217" من طريق ابن وهب، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1771" "70" من طريق ابن وهب، به. وقوله: "عذاقا" جمع عذق. وهي النخلة.

وقال معتمر: حدثنا أبي، عن أنس، أن الرجل كان يعطي من ماله النخلات أو ما شاء الله من ماله، النبي صلى الله عليه وسلم، حتى فتحت عليه قريظة والنضير، فجعل يرد بعد ذلك، فأمرني أهلي أن آتيه فأسأله الذي كانوا أعطوه أو بعضه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه أم أيمن، أو كما شاء الله. قال: فسألته، فأعطانيهن. فجاءت أم أيمن فلوت الثَّوْبَ فِي عُنُقِي، وَجَعَلَتْ تَقُوْلُ: كَلاَّ وَاللهِ الذي لا إله إلا هو، لا يعطيكهن وقد أعطانيهن. فقال نبي اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أُمَّ أيمن اتركي ولك كذا وكذا". وَهِيَ تَقُوْلُ: كَلاَّ وَاللهِ. حَتَّى أَعطَاهَا عَشْرَةَ أمثال ذلك، أو نحوه. وفي لفظ في الصحيح: وهي تقول: كلا والله حتى أعطي عشرة أمثاله. أخرجاه1. وفي سنة سبع: قدم حاطب به أبي بلتعة من الرسلية إلى المقوقس ملك ديار مصر، ومعه منه هدية للنبي صلى الله عليه وسلم، وهي مارية القبطية، أم إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأختها شيرين التي وهبها لحسان بن ثابت، وبغلة النبي صلى الله عليه وسلم دلدل، وحماره يعفور. وفيها: توفيت ثويبة مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم بلبن ابنها مسروح، وكانت مولاة لأبي لهب أعتقها عام الهجرة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث إليها إلى مكة بصلة وكسوة. حتى جاءه موتها سنة سبع مرجعة من خيبر، فقال: "ما فعل ابنها مسروح"؟ قالوا: مات قبلها. وكانت خديجة تكرمها، وطلبت شراءها من أبي لهب فامتنع. رواه الواقدي، عن غير واحد. أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل حليمة أياما، وأرضعت أيضا حمزة بن عبد المطلب، وأبا سلمة بن عبد الأسد، رضي الله عنهما.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4030"، ومسلم "1771" "71" من طرق عن المتعمر بن سليمان التيمي، به.

سرية أبي بكر -رضي الله عنه- إلى نجد

سرية أبي بكر -رضي الله عنه- إلى نجد: وكانت بعد خيبر سنة سبع. قال عكرمة بن عمار: حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكر -رضي الله عنه- إلى بني فزارة، وخرجت معه حتى إذا دنونا من الماء عرس بنا أبو بكر، حتى إذا ما صلينا الصبح، أمرنا فشننا الغارة، فوردنا الماء. فقتل أبو بكر من قتل، ونحن معه، فرأيت عنقا من الناس فيهم الذراري، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل، فأدركتهم، فرميت بسهمي، فلما رأوه قاموا، فإذا امرأة عليها قشع من أدم، معها ابنتها من أحسن العرب فجئت أسوقهم. فلما رأوه قاموا، فإذا امرأة عليها قشع من أدم، معها ابنتها من أحسن العرب فجئت أسوقهم إلى أبي بكر فنفلني أبو بكر ابنتها فلم أكشف لها ثوبا حتى قدمت المدينة، ثم باتت عندي فلم أكشف لها ثوبا، حتى لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق فقال: $"يا سلمة، هب لي المرأة"، قلت: يا نبي الله والله لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا. فسكت حتى كان من الغد، فقال: "يا سلمة، هب لي المرأة لله أبوك". قلت: هي لك يا رسول الله. قال: فَبُعِثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أهل مكة، ففدى بها أسرى من المسلمين أخرجه مسلم1. وقيل: كان ذلك في شعبان.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1755"، وأبو داود "2967"، وأحمد "4/ 46" من طريق عكرمة بن عمار، به. قوله: "عرس بنا" التعريس نزول آخر الليل. قوله: "شن الغارة": أي فرقها. قوله: "عنقا من الناس": أي جماعة. قوله: "فيهم الذراري" يعني النساء والصبيان. قوله: "قشع": بفتح القاف أو كسرها هو النطع من الجلد. "لله أبوك": كلمة مدح تعتاد العرب الثناء بها. مثل قولهم: "لله درك" فإن الاضافة إلى العظيم تشريف. فإذا وجد من الولد ما يحمد يقال: لله أبوك، حيث أتى بمثلك.

سرية عمر -رضي الله عنه- إلى عجز هوازن

سرية عمر -رضي الله عنه- إلى عجز هوازن: قال الواقدي: حدثنا أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبي بكر عمر بن عبد الرحمن، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمر إلى تربة عجز هوازن، في ثلاثين راكبا، فخرج ومعه دليل. فكانوا يسيرون الليل ويكمنون النهار. فأتى الخبر هوازن، فهربوا. وجاء عمر محالهم، فلم يلق منهم أحدا، فانصرف إلى المدينة، حتى سلك النجدية. فلما كانوا بالجدد، قال الدليل لعمر: هل لك في جمع آخر تركته من خثعم جاؤوا سائرين، قد أجدبت بلادهم؟ فقال عمر: ما أَمَرَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهم. ورجع إلى المدينة. وذلك في شعبان.

سرية بشير بن سعد

سرية بشير بن سعد: قال الواقدي: حدثني عبد الله بن الحارث بن الفضل، عن أبيه، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشير بن سعد في ثلاثين رجالا إلى بني مرة بفدك. فخرج فلقي رعاء الشاء، فاستاق الشاء والنعم منحدرا إلى المدينة. فأدركه الطلب عند الليل، فباتوا يرامونهم بالنبل حتى فني نبل أصحاب بشير، فأصابوا أصحابه وولى منهم من ولى، وقاتل بشير قتالا شديدا حتى ضربت كعباه، وقيل: قد مات، ورجعوا بنعمهم وشائهم، وتحامل بشير حتى انتهى إلى فدك، فأقام عند يهودى حتى ارتفع من الجراح، ثم رجع إلى المدينة.

سرية غالب بن عبد الله الليثي

سرية غالب بن عبد الله الليثي: قال الواقدي: حدثني أفلح بن سعيد، عن بشير بن محمد ابن الذي أري الأذان عبد الله بن زيد، قال: كان مع غالب بن عبد الله: أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري، وكعب بن عجرة، وعلبة بن زيد. فلما دنا غالب منهم بعث الطلائع ثم رجعوا فأخبروه فأقبل يسير حتى إذا كان بمنظر العين منهم ليلا وقد احتلبوا وهدأوا، قام فحمد الله وأثنى عليه وأمر بالطاعة، قال: وإذا كبرت فكبروا، وجردوا السيوف. فذكر الحديث في إحاطتهم بهم. قال: ووضعنا السيوف حيث شئنا منهم، ونحن نصيح بشعارنا: أمت أمت. وخرج أسامة فحمل على رجل فقال: لا إله إلا الله. وذكر الحديث. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ: حدثني شيخ من أسلم، عن رجال من قومه، قَالُوا: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غالب بن عبد الله الكلبي، كلب ليث، إلى أرض بني مرة، فأصاب بها مرداس بن نهيك، حليف لهم من الحرقة فقتله أسامة. فحدثني محمد بن أسامة بن محمد بن أسامة، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، قال: أدركته، يعني مرداسا، أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا شَهَرْنَا عَلَيْهِ السَّيْفَ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، فَلَمْ نَنْزِعْ عَنْهُ حَتَّى قَتَلْنَاهُ. فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَاهُ خَبَرَهُ، فَقَالَ: "يَا أُسَامَةُ مَنْ لَكَ بلا إله إلا الله"؟ فقلت: يَا رَسُوْلَ اللهِ، إِنَّمَا قَالَهَا تَعَوُّذاً مِنَ القتل. قال: "فمن لك بلا إله إلا الله". فالذي بعثه بالحق، ما زال يرددها علي حَتَّى لَوَدِدْتُ أَنَّ مَا مَضَى مِنْ إِسْلاَمِي لَمْ يَكُنْ. وَأَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ وَلَمْ أَقْتُلْهُ. وقال هشيم: أخبرنا حصين بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو ظبيان، قال: سمعت أسامة بن زيد يحدث، قال: أتينا الحرقة من جهينة، قال: فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله. قال: فكف عنه الأنصاري، وطعنته أنا برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال: "أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله، ثلاث مرات". قلت: يا رسول الله، إنما كان متعوذا، قال: فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أن أسلمت قبل يومئذ. متفق عليه. وقال محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق: حدثني يعقوب بن عتبة، عن مسلم بن عبد الله الجهني، عن جندب بن مكيث الجهني، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غالب بن عبد الله إلى بني الملوح بالكديد، وأمره أن يغير عليهم، وكنت في سريته، فمضينا حتى إذا كنا بقديد، لقينا به الحارث بن مالك بن البرصاء الليثي، فأخذناه، فقال: إني إنما جئت لأسلم. فقال له غالب:

إن كنت إنما جئت لتسلم فلا يضرك رباط يوم وليلة، وإن كنت على غير ذلك استوثقنا منك. قال: فأوثقه رباطا وخلف عليه رويجلا أسود، قال: امكث عليه حتى نمر عليك، فإن نازعك فاحتز رأسه، وأتينا بطن الكديد فنزلناه بعد العصر. فبعثني أصحابي إليه، فعمدت إلى تل يطلعني على الحاضر، فانبطحت عليه، وذلك قبل الغروب. فخرج رجل فنظر فرآني منبطحا على التل فقال لامرأته: إني لأرى سوادا على هذا التل ما رأيته في أول النهار، فانظري لا تكون الكلاب اجترت بعض أوعيتك. فنظرت فقالت: والله ما أفقد شيئا. قال: فناوليني قوسي وسهمين من نبلي. فناولته فرماني بسهم فوضعه في جبيني، أو قال: في جنبي، فنزعته فوضعته ولم أتحرك، ثم رماني بالآخر، فوضعه في رأس منكبي، فنزعته فوضعته ولم أتحرك. فقال لامرأته: أما والله لقد خالطه سهماي، ولو كان زائلا لتحرك، فإذا أصبحت فابتغي سهمي فخذيهما، لا تمضغهما علي الكلاب. قال: ومهلنا حتى راحت روائحهم، وحتى إذا احتلبوا وعطنوا وذهب عتمة من الليل شننا عليهم الغارة فقتلنا من قتلنا واستقنا النعم فوجهنا قافلين به، وخرج صريخ القوم إلى قومهم، قال: وخرجنا سراعا حتى نمر بالحارث بن مالك بن البرصاء وصاحبه، فانطلقنا به معنا. وأتانا صريخ الناس فجاءنا ما لا قبل لنا به، حتى إذا لم يكن بيننا وبينهم إلا بطن الوادي من قديد، بعث الله من حيث شاء ماء ما رأينا قبل ذلك مطرا ولا خالا، فجاء بما لا يقدر أحد يقدم عليه، لقد رأيتهم وقوفا ينظرون إلينا ما يقدر أحد منهم أن يقدم عليه، ونحن نحدوها فذهبنا سراعا حتى أسندناها في المشلل، ثم حدرنا عنه وأعجزناهم.

سرية حنان

سرية حنان: قال الواقدي في مغازيه: حدثني يحيى بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة، عن بشير بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدٍ، قال: قدم رجل من أشجع يقال له: حسيل بن نويرة، وكان دليل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ، فقال له: "من أين يا حسيل" قال: من يمن وحنان، قال: "وما وراءك"؟ قال: تركت جمعا من يمن وغطفان وحنان وقد بعث إليهم عيينة: إما أن تسيروا إلينا وإما أن نسير إليكم، فأرسلوا إليه أن سر إلينا، وهم يريدونك أو بعض أطرافك. فَدَعَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكر وعمر فذكر لهما ذلك فقالا جميعا: ابعث بشير بن سعد، فعقد له لواء وبعث معه ثلاث مائه رجل، وأمرهم أن يسيروا الليل ويكمنوا النهار، ففعلوا، حتى أتوا أسفل خيبر، فأغاروا وقتلوا فأغاروا وقتلوا عينا لعيينة. ثم لقوا جمع عيينة فناوشوهم، ثم انكشف جمع عيينة وأسر منهم رجلان، وقدموا بهما على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلما.

سرية أبي حدرد إلى الغابة

سرية أبي حدرد إلى الغابة: قال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: كان من حديث أبي حدرد الأسلمي ما حدثني جعفر بن عبد الله بن أسلم، عن أبي حدرد، قال: تزوجت امرأة من قومي، فأصدقتها مائتي درهم. فَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أستعينه على نكاحي، فقال: "كم أصدقت"؟ قلت: مائتي درهم. فقال: "سبحان الله، والله لو كنتم تأخذونها من واد ما زاد، لا والله ما عندي ما أعينك به". فلبث أياما، ثم أقبل رجل من جشم بن معاوية يقال له: رفاعة بن قيس أو قيس بن رفاعة، في بطن عظيم من جشم، حتى نزل بقومه ومن معه بالغابة، يريد أن يجمع قيسا على حرب رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ ذا شرف، فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم ورجلين من المسلمين، فقال: "اخرجوا إليه، حتى تأتوا منه بخبر وعلم". وقدم لنا شارفا عجفاء، فحمل عليها أحدنا، فوالله ما قامت به ضعفا، حتى دعمها الرجال من خلفها بأيديهم، حتى استقلت وما كادت، وقال: تبلغوا على هذه. فخرجنا، حتى إذا جئنا قريبا من الحاضر مع غروب الشمس، فمكنت في ناحية، وأمرت صاحبي فكمنا في ناحية، وقلت: إذا سمعتماني قد كبرت وشددت في العسكر، فكبروا وشدوا معي، فوالله إنا لكذلك نتنظر أن نرى غرة وقد ذهبت فحمة العشاء، وقد كان لهم راع قد سرح في ذلك البلد فأبطأ عليهم، فقام زعيمهم رفاعة فأخذ سيفه وقال: لأتبعن أثر راعينا. فقالوا: نحن نكفيك. قال: لا والله لا يتبعني أحد منكم. وخرج حتى يمر بي، فلما أمكنني نفحته بسهم فوضعته في فؤاده، فوالله ما نطق، فوثبت إليه، فاحتززت رأسه، ثم شددت في ناحية العسكر وكبرت وكبر صاحباي، فوالله ما كان إلا النجاء ممن كان فيه: عندك! بكل ما قدروا عليه من نسائهم وأبنائهم وما خف معهم، واستقنا إبلا عظيمة وغنما كثيرة، فجئنا بِهَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجئت برأسه أحمله معي، فأعطاني من تلك الإبل ثلاثة عشر بعيرًا في صداقي، فجمعت إلي أهلي.

سرية محلم بن جثامة

سرية محلم بن جثامة: قال محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق: حدثني يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قُسَيْطٍ، عَنِ ابن عبد الله بن أبي حدرد، عن أبيه، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضم في نفر من المسلمين منهم أبو قتادة، ومحلم بن جثامة بن قيس. حتى إذا كنا ببطن إضم، مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قعود له، معه متيع له، ووطب من لبن، فسلم علينا بتحية الإسلام. فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم فقتله لشيء كان بينه وبينه، وأخذ بعيره ومتاعه، فلما قَدِمْنَا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبرناه الخبر. فنزل فينا القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94] ، إلى آخر الآية. ورواه حماد بن سلمة، عن ابن إسحاق. وقال حماد بن سلمة، عن ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، سمعت زياد بن ضميرة بن سعد الضمري يحدث عن أبيه وجده، وقد شهدا حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى الظهر وجلس في ظل شجرة، فقام إليه عيينة بن بدر يطلب بدم عامر بن الأضبط، سيد قيس، وجاء الأقرع بن حابس يرد عن محلم بن جثامة، وهو سيد خندف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوم عامر: "هل لكم أن تأخذوا منا الآن خمسين بعيرا، وخمسين إذا رجعنا إلى المدينة"؟ فقال عيينة بن بدر: والله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحر مثل ما أذاق نسائي. فقام رجل من بني ليث يقال له: ابن مكيتيل، وهو قصد من الرجال، فقال: يا رسول الله، ما أجد لهذا القتيل مثلا في غرة الإسلام إلا كغنم وردت فرميت أولاها ففرت أخراها، اسنن اليوم وغير غدا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل لكم أن تأخذوا خمسين بعيرا الآن وخمسين إذا رجعنا" فلم يزل بهم حتى رضوا بالدية. قال قوم محلم: ائتوا به حتى يستغفر لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فجاء رجل طوال ضرب اللحم في حلة قد تهيأ فيها للقتل، فقام بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تغفر لمحلم". قالها ثلاثا. فقام وإنه ليتلقى دموعه بطرف ثوبه. قال ابن إسحاق: وزعم قوم أنه استغفر له بعد. وقال أبو داود في سننه: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: فحدثني محمد بن جعفر، سمعت زياد بن ضميرة. "ح" قال: وحدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ووهب بن بيان، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن الحارث، عن محمد بن جعفر، أنه سمع زياد بن سعد بن ضميرة السلمي. وهذا حديث وهب وهو أتم، يحدث عروة بن الزبير، عن أبيه، قال موسى: وجده، وكانا شهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، يعني أباه وجده. ثم رجعنا إلى حديث وهب: أن محلم بن جثامة قتل رجلا من أشجع في الإسلام. وذلك أول غير قَضَى بِهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فتكلم عيينة في قتل الأشجعي؛ لأنه من غطفان، وتكلم الأقرع بن حابس، فذكر القصة إلى أن قال: ومحلم رجل طويل آدم، وهو طرف الناس، فلم يزالوا حتى تخلص فجلس بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وعيناه تدمعان. فقال: يا رسول الله، إني قد فعلت الذي بلغك، وإني أتوب إلى الله، فاستغفر لي يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقتلته بسلاحك في غرة الإسلام؟ اللهم لا تغفر لمحلم". بصوت عال. زاد أبو سلمة: فقام وإنه ليتلقى دموعه بطرف ردائه. والله -تعالى- أعلم.

سرية عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي

سرية عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي: قال ابن جريج: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْْ} [النساء: 59] ، نزلت في عبد الله بن حذافة السهمي، بَعَثَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سرية. أخبرنيه يعلى بن مسلم، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. أخرجاه في الصحيح. وقال الأعمش، عن سَعْدُ بنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي، عن علي بن أبي طالب: استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأنصار على سرية، وأمرهم أن يطيعوه، فأغضبوه في شيء فقال: اجمعوا لي حطبا. فجمعوا، وأمرهم فأوقدوه، ثم قال: ألم يأمركم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تسمعوا لي وتطيعوا؟ قالوا: بلى. قال: فادخلوها. فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا: إنما فررنا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النار. فسكن غضبه، وطفئت النار. فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكروا له ذلك. فقال: "لو دخلوها ما خرجوا منها، إنما الطاعة في المعروف". أخرجاه. وفيها كانت غزوة ذات الرقاع، وقد تقدمت سنة أربع، وأوردنا الخلاف فيها، فلعلهما غزوتان. والله أعلم.

عمرة القضية

عمرة القضية: روى نافع بن أبي نعيم، عن نافع مولى ابن عمر، قال: كانت عمرة القضية في ذي القعدة سنة سبع. وقال معتمر بن سليمان، عن أبيه، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر، بعث سرايا وأقام بالمدينة حتى استهل ذو القعدة. ثم نادى في الناس أن تجهزوا إلى العمرة، فتجهزوا، وخرجوا معه إلى مكة. وقال ابن شهاب: ثم خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذي القعدة حتى بلغ يأجج وضع الأداة كلها: الحجف والمجان والرماح والنبل، ودخلوا بسلاح الراكب: السيوف. وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفرا بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حزن العامرية فخطبها عليه، فجعلت أمرها إلى العباس؛ وكانت أختها تحته، وهي أم الفضل فزوجها العَبَّاسُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا قدم أمر أصحابه، فقال: اكشفوا عن المناكب واسعوا في الطواف، ليرى المشركون جلدهم وقوتهم، وكان يكايدهم بكل ما استطاع. فاستلف أهل مكة -الرجال والنساء والصبيان- ينظرون إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه وهم يطوفون بالبيت، وعبد الله بن رواحة يرتجز بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم متوشحا بالسيف يقول:

خلوا بني الكفار عن سبيله ... أنا الشهيد أنه رسوله قد أنزل الرحمن في تنزيله ... في صحف تتلى على رسوله فاليوم نضربكم على تأويله ... كما ضربناكم عَلَى تَنْزِيْلِهِ ضَرْباً يُزِيْلُ الهَامَ عَنْ مَقِيْلِهِ ... ويذهل الخليل عن خليله وتغيب رجال من أشرافهم أن ينظروا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غيظا وحنقا، ونفاسة وحسدا، خرجوا إلى الخندمة. فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، وأقام ثلاث ليال، وكان ذلك آخر الشرط، فلما أصبح من اليوم الرابع أتاه سهيل بن عمرو وغيره، فصاح حويطب بن عبد العزى: نناشدك الله والعقد لما خرجت من أرضنا فقد مضت الثلاث. فقال سعد بن عبادة: كذبت لا أم لك ليس بأرضك ولا بأرض آبائك، والله لا نخرج. ثم نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم سهيلا وحويطبا، فقال: "إني قد نكحت فيكم امرأة فما يضركم أن أمكث حتى أدخل بها، ونصنع الطعام فنأكل وتأكلون معنا". قالوا: نناشدك الله والعقد إلا خرجت عنا. فامر رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا رافع فأذن بالرحيل. وركب رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نزل بطن سرف وأقام المسلمون، وخلف رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا رافع ليحمل ميمونة إليه حين يمسي. فأقام بسرف حتى قدمت عليه، وقد لقيت عناء وأذى من سفهاء قريش، فبنى بها. ثم أدلج فسار حتى قدم المدينة. وقدر الله -تعالى- أن يكون موت ميمونة بسرف بعد حين. وقال فليح، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم خرج معتمرا، فحال كفار قريش بينه وبين البيت. فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية، وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل، ولا يحمل سلاحا إلا سيوفا، ولا يقيم بها إلا ما أحبوا. فاعتمر من العام فدخلها كما صالحهم، فلما أن أقام بها ثلاثا أمروه أن يخرج، فخرج. أخرجه البخاري. وقال الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابن عمر، قال: لم تكن هذه العمرة قضاء ولكن شرطا على المسلمين أن يعتمروا قابل في الشهر الذي صدهم المشركون. وقال مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عمرو بن ميمون، سمعت أبا حاضر الحضرمي يحدث أبي: ميمون بن مهران، قال: خرجت معتمرا سنة حوصر ابن الزبير، وبعث معي رجال من قومي بهدي، فلما انتهينا إلى أهل الشام منعونا أن ندخل الحرم، فنحرت الهدي مكاني، ثم أحللت ثم رجعت. فلما كان من العام المقبل خرجت لأقضي عمرتي، فأتيت ابن عباس فسألته، فقال: أبدل الهدي فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أصحابه أن

يبدلوا الهدي الذي نحروا عام الحديبية في عمرة القضاء. زاد فيه يونس عن ابن إسحاق، قال: فعزت الإبل عليهم، فرخص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في البقر. وقال الواقدي: حدثني غانم بن أبي غانم، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر، قال: قد ساق النبي صلى الله عليه وسلم، في القضية ستين بدنة. قال: ونزل رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ الظهران، وقدم السلاح إلى بطن يأجج، حيث ينظر إلى أنصاب الحرم. وتخوفت قريش، فذهب في رؤوس الجبال وخلوا مكة. وقال معمر، عن الزهري، عن أنس، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ في عمرة القضاء، مشى ابن رواحة بين يديه وهو يقول: خلوا بني الكفار عن سبيله ... قد نزل الرحمن في تنزيله بأن خير القتل في سبيله ... نحن قتلناكم على تأويله كما قتلناكم على تنزيله ... يا رب إني مؤمن بقيله وقال أيوب، عن سعيد بن جبير، حدثه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة، وقد وهنتهم حمى يثرب. فقال المشركون: إنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم الحمى، ولقوا منها شرا. فأطلع الله نبيه على ما قالوه، فأمرهم أن يرملوا الأشواط الثلاثة، وأن يمشوا بين الركنين. فلما رأوهم رملوا، قالوا: هؤلاء الذين ذكرتم أن الحمى وهنتهم؟ هؤلاء أجلد منا. قال ابن عباس: ولم يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا للإبقاء عليهم. أخرجاه. وقال يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: أَخْبَرَنَا الجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: إن قومك يزعمون أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد رمل وأنها سنة. قال: صدقوا وكذبوا؛ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم مكة والمشركون على قعيقعان، وكان أهل مكة قوما حسدا، فجعلوا يتحدثون بينهم أن أصحاب محمد ضعفاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أروهم ما يكرهون منكم". فرمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليريهم قوته وقوة أصحابه، وليست بسنة. أخرجه مسلم. وقد بقي الرمل سنة في طواف القدوم؛ وإن كان قد زالت علته فإن جابرا قد حكى في حجة النبي صلى الله عليه وسلم رمله، ورملوا في عمرة الجعرانة. وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى سمعه يقول: اعتمرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنا نستره -حين طاف- من صبيان مكة لا يؤذونه. وأرانا ابن أبي أوفى ضربة أصابته مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خيبر. البخاري.

تزويجه -عليه السلام- بميمونة

تزويجه -عليه السلام- بميمونة: قال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي أبان بن صالح، وعبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد وعطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج ميمونة، وكان الذي زوجه العباس. فَأَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة ثلاثا. فأتاه حويطب بن عبد العزى، في نفر من قريش، فقالوا: قد انقضى أجلك فاخرج عنا. قال: "لو تركتموني فعرست بين أظهركم، وصنعنا طعاما فحضرتموه". قالوا لا حاجة لنا به. فخرج، وخلف أبا رافع مولاه على ميمونة، حتى أتاه بها بسرف، فبنى عليها. وقال وهيب: حدثنا أَيُّوْبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُوْنَةَ وهو محرم، وبنى بها وهو حلال، وماتت بسرف. رواه البخاري1. وقال عبد الرزاق: قال لي الثوري: لا تلتفت إلى قول أهل المدينة. أخبرني عمرو، عن أبي الشعثاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج وهو محرم. وقد رواه الثوري أيضا عن ابن خثيم، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وهما في الصحيح. وقال الأوزاعي: حدثنا عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُوْنَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ سعيد بن المسيب: وهل وإن كانت خالته. وما تزوجها رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ بعد ما أحل. أخرجه البخاري، عن أبي المغيرة، عنه. وقال حماد بن سلمة، عن حبيب الشهيد، عن ميمون بن مهران، عَنْ يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُوْنَةَ، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ونحن حلالان بسرف. رواه أبو داود. وقد أخرجه مسلم من وجه آخر عن يزيد بن الأصم. وقال سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا مطر الوراق، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ميمونة وهو حلال، وبنى بها وهو حلال. وكنت الرسول بينهما. وقال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة. فذكر الحديث بطوله. وفيه: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني من مكة، فتبعتهم ابنة

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 245"، والبخاري "4258" و"4259"، وأبو داود "1844" والترمذي "842" و"843"، والنسائي "5/ 191"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "2/ 269" من طرق عن عكرمة، به.

حمزة، فنادت: يا عم يا عم. فتناولها علي -رضي الله عنه- وقال لفاطمة: دونك، فحملتها. قال: فاختصم فيها علي وزيد بن حارثة وجعفر، فقال علي: أنا أخذتها وهي ابنة عمي، وقال جعفر: ابنة عمى، وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي، فَقَضَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها لخالتها، وقال: "الخالة بمنزلة الأم"، وقال لعلي: "أنت مني وأنا منك"، وقال لجعفر: "أشبهت خلقي وخلقي"، وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا"، أخرجه البخاري1 عن عبيد الله، عنه. وقال الواقدي: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيْبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عمارة بنت حمزة، وأمها سلمى بنت عميس كانتا بمكة. فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم، كلم عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: علام نترك بنت عمنا يتيمة بين ظهراني المشركين؟ فلم ينه النبي صلى الله عليه وسلم عن إخراجها، فخرج بها، فتكلم زيد بن حارثة، وكان وصي حمزة، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ آخى بينهما. وذكر الحديث؛ وفيه: فقضى بها لجعفر وقال: "تحتك خالتها، ولا تنكح المرأة على خالتها ولا عمتها". وعن ابن شهاب، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رجع من عمرته في ذي الحجة سنة سبع بعث ابن أبي العوجاء في خمسين إلى بني سليم، كما سيأتي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1844" و"2699" و"4251"، والدارمي "2/ 237-238" وأحمد "4/ 298" من طريق إسرائيل، به.

ثم دخلت سنة ثمان من الهجرة

ثم دخلت سنة ثمان من الهجرة: قال الواقدي: حدثني محمد بن عبد الله، عن عمه ابن شهاب، قال: سار ابن أبي العوجاء السلمي في خمسين رجلا إلى بني سليم، وكان عين لبني سليم معه، فلما فصل من المدينة، خرج العين إلى قومه فحذرهم. فجمعوا كثيرا. وجاءهم ابن أبي العوجاء وهم معدون. فلما رآهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأوا جمعهم، دعوهم إلى الإسلام، فرشقوهم بالنبل، ولم يسمعوا قولهم، فرمهم ساعة، وجعلت الأمداد تأتي، وأحدقوا بهم، فقاتلوا حتى قتل عامتهم، وأصيب ابن أبي العوجاء جريحا في القتلى، ثم تحامل حتى بَلَغَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقدم المدينة في أول صفر.

إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد

إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد: وفيها: أسلم عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد. قال الواقدي: أخبرنا عبد الحميد، بن جعفر، عن أبيه، قال: قال عمرو بن العاص كنت للإسلام مجانبا معاندا، حضرت بدرا مع المشركين فنجوت، ثم حضرت أحدا والخندق فنجوت، فقلت في نفسي: كم أوضع، والله ليظهرن محمد على قريش. فلحقت بمالي بالوهط. فلما كان صلح الحديبية، جعلت أقول: يدخل محمد قابلا مكة بأصحابه، ما مكة بمنزل ولا الطائف، وما شيء خير من الخروج. فقدمت مكة فجمعت رجالا من قريش كانوا يرون رأيي ويسمعون مني، فقلت: تعلمون -والله- إني لأرى أمر محمد يعلو علوا منكرا، وإني قد رأيت رأيا. قالوا: وما هو؟ قلت: نلحق بالنجاشي فنكون معه، فإن يظهر محمد كنا عند النَّجَاشِيِّ، أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَكُوْنَ تَحْتَ يد محمد. وإن تظهر قريش فنحن من قد عرفوا. قالوا: هذا الرأى. قلت: فاجمعوا ما تهدونه له، وكان أحب مَا يُهْدَى إِلَيْهِ مِنْ أَرْضِنَا الأَدَمُ. فَجَمَعْنَا له أدما كثيرا، ثم خرجنا حتى أتيناه، فإنا لعنده؛ إذ جاء عمرو بن أمية الضمري بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ليزوجه بأم حبيبة بنت أبي سفيان فدخل عليه ثم خرج من عنده، فقلت لأصحابي: لو دخلت على النجاشي، فسألته هذا فأعطانيه لقتلته لأسر بذلك قريشا. فدخلت عليه فسجدت له فقال: مرحبا بصديقي، أهديت لي من بلادك شيئا؟ قلت: نعم أيها الملك أهديت لك أدما، وقربته إليه، فأعجبه، ففرق منه أشياء بين بطارقته، ثم قلت: إني رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول عدو لنا قد وترنا وقتل أشرافنا، فأعطنيه فأقتله، فغضبب ورفع يده فضرب بها أنفي ضربة ظننت أنه كسره، فابتدر منخراي فجعلت أتلقى الدم

بثيابي، فأصابني من ذلك الذل ما لو انشقت لي الأرض دخلت فيها فرقا منه. ثم قلت: أيها الملك: لو ظننت أنك تكره ما قلت ما سألتكه. قال: فاستحيا، وقال: يا عمرو، تسألني أن أعطيك رسول من يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وعيسى -عليهما السلام- لتقتله؟ قال عمرو: وغير الله قلبي عما كنت عليه، وقلت في نفسي: عرف هذا الحق العرب والعجم وتخالف أنت؟ قلت: أتشهد أيها الملك بهذا؟ قال: نعم، أشهد به عند الله يا عمرو، فأطعني واتبعه، فوالله إنه لعلى الحق، وليظهرن على من خالفه، كما ظهر موسى على فرعون. قلت: أفتبايعني له على الإسلام؟ قال: نعم، فبسط يده فبايعني على الإسلام، ثم دعا بطست، فغسل عني الدم، وكسانى ثيابا، وكانت ثيابي قد امتلأت بالدم فألقيتها. وخرجت على أصحابي فلما رأوا كسوة النجاشي سروا بذلك، وقالوا: هل أدركت من صاحبك ما أردت؟ فقلت: كرهت أن أكلمه في أول مرة، وقلت: أعود إليه- ففارقتهم، وكأني أعمد لحاجة- فعمدت إلى موضع السفن فأجد سفينة قد شحنت تدفع. فركبت معهم، ودفعوها حتى انتهوا إلى الشعبية، وخرجت من الشعيبة ومعي نفقة، فابتعت بعيرا، فإذا رجلان قد سبقاني بغير كثير، يريدان منزلا، وأحدهما داخل في خيمة، والآخر قائم يمسك الراحلتين. فنظرت فإذا خالد بن الوليد. فقلت: أبا سليمان؟ قال: نعم. قلت: أين تريد؟ قال: محمدًا، دخل الناس في الإسلام فلم يبق أحد به طعم، والله لو أقمت لأخذ برقابنا كما يؤخذ برقبة الضبع في مغارتها. قلت: وأنا والله قد أردت محمدا وأردت الإسلام. فخرج عثمان بن طلحة، فرحب بي، فنزلنا جميعا ثم ترافقنا إلى المدينة، فما أنسى قول رجل لقينا بدير أبي عنبة يصيح: يا رباح، يا رباح. فتفاءلنا بقوله، وسرنا ثم نظر إلينا، فأسمعه يقول: قد أعطت مكة المقادة بعد هذين. فظننت أنه يعنيني خالد بن الوليد. وولى مدبرا إلى المسجد سريعا فظننت أنه بشر النبي صلى الله عليه وسلم بقدومنا، فكان كما ظننت. وأنخنا بالحرة فلبسنا من صالح ثيابنا، ونودي بالعصر، فانطلقنا حتى اطلعنا عليه، وإن لوجهه تهللا، والمسلمون حوله قد سروا بإسلامنا. وتقدم خالد فبايع، ثم تقدم عثمان بن طلحة فبايع، ثم تقدمت فوالله ما هو إلا أن جلست بين يديه، فما استطعت أن أرفع طرفي إليه حياء منه، فَبَايَعْتُهُ عَلَى أَنْ يُغْفَرَ لِي مَا تَقدَّمَ من ذنبي، ولم يحضرني ما تأخر. فقال: "إن الإسلام يجب ما كان قبله، والهجرة تجب ما كان قبلها". فوالله مَا عَدَلَ بِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبخالد أحدا في أمر حزبه منذ أسملنا، ولقد كنا عند أبي بكر بتلك المنزلة، ولقد كنت عند عمر بتلك الحال، وكان عمر على خالد كالعاتب.

قال عبد الحميد بن جعفر: فذكرت هذا الحديث ليزيد بن أبي حبيب، فقال: أخبرني راشد مولى حبيب بن أوس الثقفي، عن حبيب، عن عمرو؛ نحو ذلك. فقلت ليزيد: ألم يوقت لك متى قدم عمرو خالد؟ قال: لا، إلا أنه قال: قبل الفتح. قلت: فإن أبي أخبرني أن عمرا وخالدا وعثمان قدموا المدينة لهلال صفر سنة ثمان. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ رَاشِدٍ مَوْلَى حبيب، عن حبيب بن أبي أَوْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ العَاصِ، قَالَ: لَمَّا انْصَرَفْنَا مِنَ الخَنْدَقِ، جَمَعْتُ رِجَالاً مِنْ قريش، فقلت: والله إني لأرى أَمْرَ مُحَمَّدٍ يَعْلُو عُلُوّاً مُنْكَراً، وَاللهِ مَا يقوم له شيء، وقد رأيت رأيا ما أدري كيف رأيكم فيه؟ قالوا: وما هو؟ قلت: أن نحلق بالنجاشي. فذكر الحديث، لكن فيه: فضرب بيده أنف نفسه حتى ظننت أنه قد كسره. والباقي بمعناه مختصرا. وقال الواقدي: حدثني يحيى بن المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هشام، قال: سمعت أبي يحدث عن خالد بن الوليد، قال: لما أراد الله بي ما أراد من الخير قذف في قلبي الإسلام، وحضرني رشدي، وقلت: قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد فليس موطن أشهده إلا أنصرف وأنا أرى في نفسي أني موضع في غير شي، وأن محمدًا يسظهر. فلما خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الحديبية، خرجت في خيل المشركين، فَلَقِيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أصحابه بعسفان، فأقمت بإزائه وتعرضت له، فصلى بأصحابه الظهر أمامنا، فهممنا أن نغير عليه، ثم لم يعزم لنا، وكانت فيه خيرة، فأطلع على ما أنفسنا من الهموم، فصلى بأصحابه صلاة العصر صلاة الخوف. فوقع ذلك منا موقعا، وقلت: الرجل ممنوع. فافترقا، وعدل عن سنن خيلنا، وأخذت ذات اليمين. فلما صالح قريشا قلت: أي شيء بقي؟ أين المذهب؟ إلى النجاشي؟ فقد اتبع محمدا، وأصحابه عنده آمنون. فأخرج إلى هرقل؟ فأخرج من ديني إلى النصرانية أو اليهودية فأقيم مع عجم تابعا مع عيب ذلك؟ أو أقيم في داري فيمن بقي؟ فأنا على ذلك، إذ دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عمرة القضية، فتغيبت. وكان أخي الوليد بن الوليد قد دخل مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عمرة القضية، فطلبني فلم يجدني، فكتب إلى كتابا فإذا فيه: أما بعد؛ فإني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام. وعقلك عقلك، ومثل الإسلام يجهله أحد؟ قد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك فقال: أين خالد؟ فقلت: يأتي الله به. فقال: ما مثله جهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وجده مع

المسلمين على المشركين كان خيرا له ولقدمناه على غيره، فاستدرك يا أخي ما قد فاتك. فلما جاءني كتابه، نشطت للخروج، وزادني رغبة في الإسلام، وأرى في النوم كأني في بلاد ضيقة جدبة، فخرجت إلى بلاد خضراء واسعة، قلت: إن هذه لرؤيا. فلما قدمنا المدينة، قلت: لأذكرنها لأبي بكر، فذكرتها، فقال: هو مخرجك الذي هداك الله للإسلام، والضيق هو الشرك. قال: فلما أجمعت الخروج إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: من أصحاب إلى محمد؟ فلقيت صفوان بن أمية، فقلت: يا أبا وهب، أما ترى ما نحن فيه، إنما كنا كأضراس، وقد ظهر محمد على العرب والعجم، فلو قدمنا على محمد فاتبعناه فإن شرفه لنا شرف. فأبى أشد الإباء، وقال: لو لم يبق غيري ما اتبعته أبدًا. فافترقنا وقلت: هذا رجل قتل أخوه وأبوه ببدر. فلقيت عكرمة بن أبي جهل فقلت له مثل ما قلت لصفوان، فقال لي مثل ما قال صفوان. قلت: فاكتم ذكر ما قلت لك. وخرجت إلى منزلي، فأمرت براحلتي أن تخرج إلى أن ألقى عثمان بن طلحة. فقلت: إن هذا لي صديق، فذكرت له، فقال: نعم، إني عمدت اليوم، وأنا أزيد أن أغدو، وهذه راحلتي بفخ مناخة. قال: فاتعدت أنا وهو بيأجج، وأدلجنا سحرا، فلم يطلع الفجر حتى التقينا بيأجج، فغدونا حتى انتهينا إلى الهدة، فنجد عمرو بن العاص بها، فقال: مرحبا بالقوم. فقلنا: وبك. فذكر الحديث. وقال: كان قدومنا في صفر سنة ثمان، فوالله مَا كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من يوم أسلمت يعدل بي أحدا من أصحابه فيما حزبه.

سرية شجاع بن وهب الأسدي

سرية شجاع بن وهب الأسدي: قال الواقدي: حدثني ابن أبي سبرة، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنِ عمر بن الحكم، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شجاع بن وهب في أربعة وعشرين رجلًا، إلى جمع من هوازن، وأمره أن يغير عليهم. فخرج يسير الليل ويكمن النهار، حتى صبحهم غارين، فأصابوا نعمًا وشاء، فاستاقوا ذلك إلى المدينة. فكانت سهمانهم خمسة عشر بعيرًا لكل رجل منهم، وعدلوا البعير من الغنم. وغابت السرية خمس عشرة ليلة. قال ابن أبي سبرة: فحدثت بن مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ عثمان، فقال: كذبوا، قد أصابوا في ذلك الحاضر نسوة فاستاقوهن، فكانت فيهن جارية وضيئة، فقدموا بها المدينة، ثم قدم وفدهم مسلمين، فكلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السبي. فكلم النبي صلى الله عليه وسلم شجاعا وأصحابه في ردهن، فردوهن. قال ابن أبي سبرة: فأخبرت شيخا من الأنصار بذلك، فقال: أما الجارية الوضيئة فأخذها شجاع بثمن فأصابها، فلما قدم الوفد، خيرها فاختارت شجاعا، فقتل يوم اليمامة وهي عنده.

سرية نجد

سرية نجد: قال نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ، إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بعث سرية قبل نجد وأنا فيهم. فغنموا إبلا كثيرة، فبلغت سهمانهم لكل واحد اثني عشر بعيرا، ثم نفلوا بعيرا بعيرا، فلم يغير رسول الله صلى الله عليه وسلم1. متفق عليه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4338"، وأحمد "2/ 10" من طريق أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، به.

سرية كعب بن عمير

سرية كعب بن عمير: قال الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الزهري، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كعب بن عمير الغفاري، في خمسة عشر رجلا حتى انتهوا إلى ذات أطلاح من الشام، فوجدوا جمعا من جمعهم كثيرا، فدعوهم إلى الإسلام، فلم يستجيبوا لهم، ورشقوهم بالنبل، فلما رأى ذلك المسلمون قاتلوهم أشد القتال، حتى قتلوا، فأفلت منهم رجل جريح في القتلى، فلما برد عليه الليل، تحامل حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهم بالبعثة إليهم، فبلغه أنهم ساروا إلى موضع آخر، فتركهم. والله أعلم.

غزوة مؤتة

غزوة مؤتة: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عمر، قال: حدثني ربيعة بن عثمان، عن عمر بن الحكم، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحارث بن عمير الأزدي إلى ملك بصرى بكتابه، فلما نزل مؤتة عرض للحارث شرحبيل بن عمرو الغساني، فقال: أين تريد؟ قال: الشام. قال: لعلك من رسل محمد؟ قال: نعم، فأمر به فضربت عنقه. ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم رسول غيره. وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، فاشتد عليه، وندب الناس فأسرعوا. وكان ذلك سبب خروجهم إلى غزوة مؤتة. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من عمرة القضاء في ذي الحجة، فأقام بالمدينة حتى بعث إلى مؤتة في جمادى من سنة ثمان، وأمر على الناس زيد بن حارثة. وقال إن أصيب فجعفر، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، فإن أصبت فليرتض المسلمون رجلا. فتهيؤوا للخروج، وودع الناس أُمَرَاءُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فبكى ابن رواحة، فقالوا: ما يبكيك؟ فقال: أما والله ما

بي حب للدنيا، ولا صبابة إليها، ولكني سمعت الله يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] ، فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود؟ فقال المسلمون: صحبكم الله وردكم إلينا صالحين ودفع عنكم. فقال عبد الله بن رواحة: لكنني أسأل الرحمن مغفرة ... وضربة ذات فرع تقذف الزبدا أو طعنة بيدي حران مجهزة ... بحربه تنفذ الأحشاء والكبدا حتى يقولوا إذا مروا على جدثي ... يا أرشد الله من غاز وقد رشدا ثم إنه ودع النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: ثبت اللهُ مَا آتَاكَ مِنْ حَسَنٍ ... تَثْبِيْتَ مُوْسَى، ونصرا كالذي نصروا إني تفرست فيك الخير نافلة ... والله يعلم أني ثابت بصر أنت الرسول فمن يحرم نوافله ... والوجه منه فقد أزرى به القدر ثم خرج القوم حتى نزلوا معان، فبلغهم أن هرقل قد نزل مآرب فِي مَائَةِ أَلْفٍ مِنَ الرُّوْمِ، وَمَائَةِ أَلْفٍ من المستعربة، فأقاموا بمعان يومين، وقالوا: نبعث إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخبره. فشجع الناس عبد الله بن رواحة، فقال: يا قوم، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم لها تطلبون، الشهادة. وما نقاتل الناس بعدد ولا كثرة، وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فإن يظهرنا الله به فربما فعل، وإن تكن الأخرى فهي الشهادة، وليست بشر المنزلتين. فقال الناس: والله لقد صدق فانشمر الناس، وهم ثلاثة آلاف، حتى لقوا جموع الروم بقرية من قرى البلقاء يقال له: مشارف، ثم انحاز المسلمون إلى مؤتة، قرية فوق أحساء. وكانوا ثلاثة آلاف. وقال الواقدي: حدثني ربيعة بن عثمان، عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: شهدت مؤتة، فلما رآنا المشركون رأينا ما لا قبل لأحد به من العدة والسلاح والكراع والديباج والذهب. فبرق بصري، فقال لي ثابت بن أقرم: مالك يا أبا هريرة، كأنك ترى جموعا كثيرة؟ قلت: نعم. قال: لم تشهد معنا بدرا، إنا لم ننصر بالكثرة. وقال المُغِيْرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، عن نافع، عن ابن عمر، قَالَ: أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة مؤتة زيد بن حارثة، فإن قتل زيد فجعفر، وان قتل جعفر فعبد الله بن رواحة. قال ابن عمر: كنت معهم، ففتشناه -يعني ابن رواحة- فوجدنا فيما أقبل من جسده بضعا وسبعين، بين طعنة ورمية.

وقال مصعب الزبيري وغيره، عن مغيرة: بضعا وتسعين. أخرجه البخاري. وقال الواقدي: حدثني ربيعة بن عثمان، عن عمر بن الحكم، عن أبيه، قال: جاء النعمان بن مهص اليهودي، فوقف مع الناس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "زيد بن حارثة أمير الناس، فإن قتل زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن قتل فعبد الله بن رواحة، فإن قتل عبد الله فليرتض المسلمون رجلا فليجعلوه عليهم". فقال النعمان: أبا القاسم، إن كنت نبيا، فسميت من سميت قليلا أو كثيرا أصيبوا جميعا. إن الأنبياء في بني إسرائيل كانوا إذا استعملوا الرجل على القوم، فقالوا: إن أصيب فلان ففلان، فلو سموا مائة أصيبوا جميعا. ثم جعل اليهودي يقول لزيد: اعهد، فلا ترجع إن كان محمد نبيا. قال زيد: أشهد أنه نبي بار صادق. وقال يونس، عن ابن إسحاق: كان على ميمنة المسلمين قطبة بن قتادة العذري، وعلى الميسرة عباية بن مالك الأنصاري. والتقى الناس، فحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: حدثني أبي من الرضاعة، وكان أحد بني مرة بن عوف، قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر بن أبي طالب يَوْمَ مُؤْتَةَ حِيْنَ اقْتَحَمَ عَنْ فَرَسٍ لَهُ شقراء فعقرها ثم تقدم فقاتل حتى قتل. قال ابن إسحاق: فهو أول من عقر في الإسلام، وقال جعفر: يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة باردة شَرَابُهَا وَالرُّوْمُ رُوْمٌ قَدْ دَنَا عَذَابُهَا ... عَلَيَّ إن لاقيتها ضرابها فلما قتل أخذ الراية عبد الله بن رواحة. حدثني مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ، قال: أخذها عبد الله بن رواحة فالتوى بها بَعْضَ الاَلْتِوَاءِ، ثُمَّ تَقَدَّمَ بِهَا عَلَى فَرَسِهِ فجعل يستنزل نفسه ويتردد. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ ابن رواحة قال عند ذلك: أقسمت يا نفس لتنزلنه ... طائعة أو سوف تكرهنه إِنْ أَجْلَبَ النَّاسُ وَشَدُّوا الرَّنَّهْ ... مَا لِي أراك تكرهين الجنة يا طالما قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّهْ ... هَلْ أَنْتِ إِلاَّ نُطْفَةٌ في شنه1

_ 1 الشنة: السقاء الخلق، وهي أشد تبريدًا للماء من الجدد.

ثم نزل فقاتل حتى قتل. قال ابن إسحاق: وَقَالَ أَيْضاً: يَا نَفْسُ إِنْ لاَ تُقْتَلِي تموتي ... هذا حمام الموت قد صليت وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ أُعْطِيْتِ ... إِنْ تَفْعَلِي فِعْلَهُمَا هديت وإن تأخرت فقد شقيت فلما نزل أتاه ابن عم له بعرق لحم، فقال: شد بها صلبك، فنهس منه نهسة، ثم سمع الحطمة1 في ناحية، فقال: وأنت في الدنيا؟ فألقاه من يده. ثم قاتل حتى قتل. فحدثني محمد بن جعفر، عن عروة، قال: ثم أخذ الراية ثابت بن أقرم، فقال: اصطلحوا يا معشر المسلمين على رجل. قالوا: أنت لها. فقال: لا، فاصطلحوا على خالد بن الوليد. فحاش بالناس، فدافع وانحاز وانحيز عنه، ثم انصرف بالناس. وقال حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس، قال: نعى النبي صلى الله عليه وسلم جعفرا وزيد بن حارثة، وابن رواحة، نعاهم قبل أن يجيء خبرهم، وعيناه تذرفان. أخرجه البخاري، وزاد فيه: فنعاهم، وقال: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها ابن رواحة. ثم أخذ الراية بعدهم سيف من سيوف الله: خالد بن الوليد. قال: فجعل يحدث الناس وعيناه تذرفان2. وقال سليمان بن حرب: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بنِ سُمَيْرٍ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رَبَاحٍ الأنصاري، وكانت الأنصار تفقهه، فغشيه الناس، فغشيته فيمن غشيه من الناس، فقال: حدثنا أبو قتادة فَارِسَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جيش الأمراء، وقال: "عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب فجعفر، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة"، فوثب جعفر فقال: يا رسول الله، ما كنت أرهب أن تستعمل زيدا علي. قال: "فامض. فإنك لا تدري أي ذلك خير". فانطلقوا، فلبثوا ما شاء الله. فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

_ 1 الحطمة: أي زحام الناس وحطم بعضهم بعضا. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4262" حدثنا أحمد بن واقد، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ حميد بن هلال، عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم ... " الحديث.

المنبر، وأمر فنودي: الصلاة جامعة. فاجتمع النَّاسِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "أخبركم عن جيشكم هذا: إنهم انطلقوا فلقوا العدو، فقتل زيد شهيدا"، فاستغفر له. ثم قال: "أخذ اللواء جعفر فشد على القوم حتى قتل شهيدا"، شهد له بالشهادة واستغفر له. "ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة، فأثبت قدميه حتى قتل شهيدا"، فاستغفر له، "ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد، ولم يكن من الأمراء وهو أمر نفسه"، ثم قال: "اللهم إنه سيف من سيوفك، فأنت تنصره". فمن يومئذ سمي خالد "سيف الله". وقال البكائي، عن ابن إسحاق: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أخذ الراية زيد فقاتل بها حتى قتل شهيدا، ثم أخذها جعفر فقاتل حتى قتل شهيدا"، ثم صمت، حتى تغيرت وجوه الأنصار، وظنوا أنه قد كان في عبد الله بعض ما يكرهون. فقال: "ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدا"، ثم قال: "لقد رفعوا إلى الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب. فرأيت في سرير عبد الله ازورارًا عن سريري صاحبيه. فقلت: عم هذا؟ فقيل لي: مضيا وتردد عبد الله بعض التردد ثم مضى". وقال الواقدي: حدثني عبد الله بن الحارث بن فضيل، عن أبيه، قال: لما أخذ خالد الراية: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الآن حمي الوطيس". قال: فحدثني العطاف بن خالد، قال: لما قتل ابن رواحة مساء، بات خالد، فلما أصبح غدا وقد جعل مقدمته ساقة، وساقته مقدمة، وميمنته ميسرة، وميسرته ميمنة. فأنكروا ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيئتهم، وقالوا: قد جاءهم مدد، فرعبوا فانكشفوا منهزمين، فقتلوا مقتلة ثم يقتلها قوم. وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس: سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية. أخرجه البخاري1. وقال الواقدي: حدثني محمد بن صالح التمار، عن عاصم بن عمر بن قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَمَّا قتل زيد أخذ الراية جعفر فجاءه الشيطان فحبب إليه الحياة وكره إليه الموت ومناه الدنيا، فقال: الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين، تمنيني الدنيا؟ ثم مضى قدما حتى استشهد"، فصلى عليه ودعا له، وقال: "استغفروا له، فإنه دخل الجنة وهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث يشاء من الجنة".

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4265"و "4266" من طريق إسماعيل بن أبي خالد، به.

وقال إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ إِنْ ابن عمر كان إِذَا سَلَّمَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَر، قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين. رواه البخاري1. وقال عبد الوهاب الثقفي: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: أخبرتني عمرة، قالت: سمعت عائشة تقول: لماء جاء قتل جعفر وابن حارثة وابن رواحة، جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد يعرف فيه الحزن, وأنا أطلع من شق الباب، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله، إن نساء جعفر؛ وذكر بكاءهن، فأمره أن ينهاهن. فذهب الرجل ثم أتى فقال: قد نهيتهن. وذكر أنهن لم يطعنه، فأمره الثانية أن ينهاهن، فذهب ثم أتى فقال: والله قد غلبننا. فزعمت أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "فاحث في أفواههن التراب". فقلت: أرغم الله أنفك، ما أنت تفعل، وما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء. أخرجاه عن محمد بن المثنى، عنه2. وقال يونس، عن ابن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، عن أم عيسى الجزار، عن أم جعفر، عن جدتها أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: لَمَّا أُصِيْبَ جَعْفَرٌ وأصحابه، دَخَلَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد عجنت وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم. فقال: "ائتيني ببني جعفر". فأتيته بهم، فشمهم، فدمعت عيناه. فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه؟ فقال: "نعم. أصيبوا هذا اليوم". فقمت أصيح، واجتمع الناس. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله، فقال: "لا تغفلوا آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاما، فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم". قال ابن إسحاق: فسمعت عبد الله بن أبي بكر، يقول: لقد أدركت الناس بالمدينة إذا مات لهم ميت؛ تكلف جيرانهم يومهم ذلك طعامهم؛ فلكأني أنظر إليهم قد خبزوا خبزا صغارا، وصنعوا لحما، فيجعل في جفنة، ثم يأتون به أهل الميت، وهم يبكون على ميتهم مشتغلين فيأكلونه. ثم إن الناس تركوا ذلك. فائدة: أخرج مسلم في صحيحه، من حديث عوف بن مالك، قال: خرجت في غزوة مؤته، فرافقني مَدَدِيٌّ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُ سيفه. فنحر رجل جزورا فسأله المددي طائفة من جلده، فأعطاه فاتخذه كهيئة الدرقة. ومضينا فلقينا جموع الروم، وفيهم رجل على فرس له أشقر وعليه سرج مذهب وسلاح مذهب، فجعل يفري بالمسلمين. وقعدوا له المددي خلف صخرة، فمر به الرومي فعرقب فرسه، فخر وعلاه فقتله وحاز فرسه وسلاحه. فأخذه

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4264" من طريق عمر بن علي، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4263" حدثنا قتيبة، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، به.

منه خالد بن الوليد، فأتيته فقلت: أما عَلِمْتُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى بالسلب للقاتل؟ قال: بلى، ولكني استكثرته. قلت: لتردنه أو لاعرفنكها عِنْد رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فاجتمعنا، فقصصت عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القصة، فقال لخالد: "ما حملك على ما صنعت"؟ قال: استكثرته. قال: "رد عليه ذلك". فقلت: دونك يا خالد، ألم أقل لك؟ فقال رسول الله: "ما ذاك"؟ فأخبرته. قال: فغضب وقال: "يا خالد لا ترده عليه. هل أنتم تاركوا لي أمرائي، لكم صفوة أمرهم وعليهم كدره" 1. وقال الواقدي: حدثني محمد بن مسلم، عن يحيى بن أبي يعلى، قال: سمعت عبد الله بن جعفر يقول: أنا أحفظ حين دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أمي، فنعى لها أبي، فأنظر إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي، وعيناه تهراقان الدموع، ثم قال: "اللهم إن جعفرا قد قدم إليك إلى أحسن ثواب، فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته". ثم قال: "يا أسماء، ألا أبشرك"؟ قالت: بلي، بأبي أنت وأمي. قال: "إن الله جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة". قالت: فأعلم الناس ذلك. وذكر الحديث. وقال الواقدي: حدثني سليمان بن بلال، قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، عَنْ جابر بن عبد الله، قال: أصيب بها ناس من المسلمين، وغنم المسلمون بعض أمتعة المشركين. فكان مما غنموا خاتم جاء به رَجُلٌ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قتلت صاحبه يومئذ، فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه. وقال عوف بن مالك الأشجعي: لقيناهم في جماعة من قضاعة وغيرهم من نصارى العرب، فصافوا، فجعل رجل من الروم يشتد على المسلمين، فجعلت أقول في نفسي: من لهذا؟ وقد رافقني رجل من أمداد حمير، ليس معه إلا السيف، إذ نحر رجل جزورا فسأله

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1753" من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني معاوية بن صالح عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عوف بن مالك، به. وقوله: "لكم صفوة أمرهم وعليهم كدره": أي فصفوه لكم، يعني الرعية، وكدره عليهم يعني على الأمراء. قال أهل اللغة: الصفو، هنا بفتح الصاد لا غير، وهو الخالص، فإذا ألحقوه الهاء فقالوا الصفوة -كانت الصاد مضمومة ومفتوحة ومكسورة ثلاث لغات. ومعنى الحديث: أن الرعية يأخذون صفو الأمور فتصلهم أعطياتهم بغير نكد. وتبتلى الولاة بمقاساة الأمور وجمع الأموال من وجوهها، وصرفها في وجوهها، وحفظ الرعية، والشفقة عليهم والذب عنهم وإنصاف بعضهم من بعض، ثم متى وقع شيء أو عتب في بعض ذلك، توجه على الأمراء دون الناس. "مؤتة": بالهمز وترك الهمز. وهي قرية معروفة في طرف الشام عند الكرك.

المددي طائفة من جلده، فوهبه منه، فجعله في الشمس وأوتد في أطرافه أوتادًا، فلما جف اتخذ منه مقبضا وجعله درقة. قال: فلما رأى ذلك المددي فعل الرومي، كمن له خلف صخرة، فلما مر به خرج عليه فعرقب فرسه، فقعد الفرس على رجليه وخر عنه العلج، فشد عليه فعلاه بالسيف فقتله. قال: وحدثني بُكَيْرُ بنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عُمَارَةَ بنِ خُزَيْمَةَ بن ثابت، عن أبيه، قال: حضرت مؤتة فبارزني رجل منهم، فأصبته وعليه بيضة له فيها ياقوتة، فأخذتها، فلما انكشفنا فانهزمنا رجعت إلى المدينة، فأتيت بِهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنفلنيها، فبعتها زمن عثمان بمائة دينار، فاشتريت بها حديقة نخل. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي محمد بن جعفر، عن عروة، قال: لما أقبل أصحاب مؤتة تلقاهم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالمُسْلِمُوْنَ معه. فجعلوا يحثون عليهم التراب ويقولون: يا فرار فررتم في سبيل اللهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ليسوا بالفرار، ولكنهم الكرار إن شاء الله". فحدثني عبد الله بن أبي بكر، عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، أن أم سلمة قالت لامرأة سلمة بن هشام بن المغيرة: ما لي لا أرى سلمة يحضر الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ والله ما يستطيع أن يخرج، كلما خرج صاح به الناس: يا فرار، فررتم في سبيل الله، وكان في غزوة مؤتة. وعن زيد بن أرقم، قال: كنت يتيما لعبد الله بن رواحة في حجره، فخرج بي في سفره ذلك، مردفي على حقيبة رحله، فوالله إنه ليسير إذ سمعته ينشد أبياته هذه: إذا أدنيتني وحملت رحلي ... مسيرة أربع بعد الحساء فشأنك فانعمى وخلاك ذم ... ولا أرجع إلى أهلي ورائي وآب المسلمون وغادروني ... بأرض الشام مشهور الثواء وردك كل ذي نسب قريب ... إلى الرحمن منقطع الإخاء هنالك لا أبالي طلع بعل ... ولا نخل، أسافلها رواء فلما سمعتهن بكيت، فخفقني بالدرة، وقال: ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة، وترجع بين شعبتي الرحل! وقال عبد الملك بن هشام: حدثني من أثق به أن جعفرا أخذ اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قتل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة. فأثابه الله -تعالى- بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء. وروى أنهم قتلوه بالرماح.

ترجمة جعفر بن أبي طالب

ترجمة جعفر بن أبي طالب: قلت: وكان جعفر من السابقين الأولين، هاجر الهجرتين. قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أشبهت خلقي وخلقي" 1. وقال عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَا احْتَذَى النِّعَالَ وَلاَ رَكِبَ المَطَايَا بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ مِنْ جَعْفَرِ. وكنا نسميه أبا المساكين. وقال مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جعفر، قال: ما سألت عليا -رضي الله عنه- شيئا بحق جعفر إلا أعطانيه. وعن ابن عمر، قال: وجدت في مقدم جسد جعفر يوم مؤتة بضعا وأربعين ضربة. ولما قدم جعفر من الحبشة عند فتح خيبر، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتنقه وقال: "ما أدري أنا أسر بقدوم جعفر أو بفتح خيبر"؟. وقال مهدي بن ميمون، عن مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَعْقُوْبَ، عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن جعفر، قال: لما نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفرا أتانا فقال: "أخرجوا إلي بني أخي". فأخرجتنا أمنا أغيلمة ثلاثة كأنهم أفرخ: عبد الله، وعون، ومحمد.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 298"، والبخاري "1844"و "2699"و "4251" من حديث البراء، به وأخرجه ابن أبي شيبة "1/ 105"، وابن سعد "4/ 36"، والحاكم "3/ 120" من حديث علي، به.

ترجمة زيد بن حارثة

ترجمة زيد بن حارثة: وأما أبو أسامة زيد بن حارثة شراحيل الكلبي حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول من آمن به من الموالي؛ فإنه من كبار السابقين الأولين وكان من الرماة المذكورين. آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين حمزة بن عبد المطلب، وعاش خمسا وخمسين سنة، وهو الذي سمى الله في كتابه في قوله: {تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا} يعني من زينب بنت جحش: {زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37] ، وكان المسلمون يدعونه زيد ابن النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} [الأحزاب: 40] ، وقال -تعالى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} [الأحزاب: 4] ، وقال: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب: 5] . روى عن زيد ابنه أسامة وأخوه جبلة. واختلف في سنه، فروى الواقدي أن محمد بن الحسن بن أسامة بن زيد حدثه، عن أبيه، قال: كان بين رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ زيد بن حارثة عشر سنين؛ رسول الله أكبر منه، وكان قصيرًا شديد الأدمة أفطس. قال محمد بن سَعْدٍ: كَذَا صِفَتُهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ، وَجَاءتْ من وجه آخر أنه كان أبيض وكان ابنه أسود. ولذلك أعجب النبي صلى الله عليه وسلم بقول مجزز المدلجي القائف: "إن هذه الأقدام بعضها من بعض". قلت: وعلى هذه الرواية أيضا يكون عمره خمسين سنة أو نحوها. وقال أبو إسحاق السبيعي: إن زيد بن حارثة أغارت عليه خيل من تهامة، فوقع إلى خديجة فاشترته، ثم وهبته للنبي صلى الله عليه وسلم. ويروى أنها اشترته بسبع مائه درهم. وقال الزهري: ما علمنا أحد أسلم قبله. وقال موسى بن عقبة: حدثنا سالم بنِ عَبْدِ اللهِ، عَن ابْن عُمَر، قَالَ: ما كنا ندعوا زيدا إِلاَّ زَيْدَ بنَ مُحَمَّدٍ. فَنَزَلَتْ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] 1. وقال يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الاكوع قال: غزوت مع زيد بن حارثة سبع غزوات، كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤمره علينا. كذا رواه الفسوي عن أبي عاصم عن يزيد. وقال ابن عيينة: أخبرنا عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يقول: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّرَ أُسَامَةَ عَلَى قَوْمٍ، فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمَارَتِهِ. فَقَالَ: "إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ طَعَنْتُم فِي إِمَارَةِ أَبِيْهِ، وَايمُ اللهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيْقاً لِلإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا لأَحَبُّ النَّاسِ إلي بعده" 2.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 77"، والبخاري "4782"، ومسلم "2425" "62"، والترمذي "3209" و"3814"، وابن سعد "3/ 43"، والطبراني "1317"، والبيهقي "7/ 161" من طرق عن موسى بن عقبة، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 110"، والبخاري "3730" و"4469" و"6627"، ومسلم "2426" "63" من طرق عن عبد الله بن دينار، به.

وقال ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي: "يَا زَيْدُ أَنْتَ مَوْلاَيَ وَمِنِّي وَإِلَيَّ وَأَحَبُّ القوم إلي". وقال محمد بن عبيد: حدثنا إسماعيل، عن مجالد، عن عامر، عن عائشة أنها كانت تقول: "لَوْ أَنَّ زَيْداً كَانَ حَيّاً لاَسْتَخْلَفَهُ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم"1. ورواه محمد بن عبيد مرة أخرى، فقال: حدثنا وَائِلُ بنُ دَاوُدَ، عَنِ البَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قالت: ما بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد بن حارثة فِي جَيْشٍ قَطُّ إِلاَّ أَمَّرَهُ عَلَيْهِم، وَلَوْ بقي بعده استخلفه. وقال حسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عَنْ أَبِيْهِ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، قَالَ: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَاسْتَقْبَلَتْنِي جَارِيَةٌ شَابَّةٌ، فَقُلْتُ: لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة". إسناده حسن، رواه الروياني في مسنده، ورواه حماد بن سلمة عَنْ أَبِي هَارُوْنَ العَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، يرفعه. وقال حماد بن يزيد، عن خالد بن سلمة المخزومي، قال: أصيب زيد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم منزله، فجهشت بنت زيد زيد فِي وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فبكى حتى انتحب. فقال له سعد بن عبادة: يا رسول الله، ما هذا؟ قال: "شوق الحبيب إلى حبيبه". له

_ 1 ضعيف: آفته مجالد، وهو ابن سعيد، فإنه ضعيف، أجمعوا على ضعفه. وعامر هو ابن شراحيل الشعبي، أبو عمرو الكوفي.

ترجمة ابن رواحة

ترجمة ابن رواحة: وأما عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري أبو عمرو، أحد النقباء ليلة العقبة، شهد بدرا والمشاهد، وكان شاعر النبي صلى الله عليه وسلم، وأخا أبي الدرداء لأمه. روى عنه أبو هريرة، وابن أخته النعمان بن بشير، وزيد بن أرقم، وأنس قوله، وأرسل عنه جماعة من التابعين. وقال الواقدي: كنيته أبو محمد. وقيل: أبو رواحة. وروت أم الدرداء، عن أبي الدرداء قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السفر في يوم شديد الحر، وما فينا صَائِمٌ إِلاَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعبد الله بن رواحة. وقال معمر: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: تزوج رجل امرأة عبد الله بن رواحة فقال لها: هل تدرين لم تزوجتك؟ قالت: لا، قال: لِتُخْبِرِيْنِي عَنْ صَنِيْعِ عَبْدِ اللهِ

فِي بَيْتِهِ. فَذَكَرَتْ لَهُ شَيْئاً لاَ أَحْفَظُهُ، غَيْرَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَإِذَا دَخَلَ بيته صلى ركعتين، لا يدع ذلك أبدا. وقال هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لما نزلت: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُون} [الشعراء] ، قال: ابن رواحة: قد علم الله أني منهم. فأنزلت: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات} الآية [الشعراء: 227] وقيل: هذا البيت بن رواحة يخاطب زيد بن أرقم: يا زيد زيد اليعملات الذبل ... تطاول الليل هديت فانزل يعني: انزل فسق بالقوم. وعن مصعب بن شيبة، قال: لما نزل ابن رواحة للقتال طعن فاستقبل الدم بيده، فدلك به وجهه، ثم صرع بين الصفين فجعل يقول: يا معشر المسلمين ذبوا عن لحم أخيكم. فكانوا يحملون حتى يجوزونه. فلم يزالوا كذلك حتى مات مكانه. وقال ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، قال: حدثني نافع، قَالَ: كَانَت لابْنِ رَوَاحَةَ امْرَأَةٌ وَكَانَ يَتَّقِيْهَا. وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ وفرقت أن يكون قد فعل فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ. قَالَتْ: اقْرَأْ عَلَيَّ إِذاً، فَإِنَّكَ جُنُبٌ. فَقَالَ: شَهِدْتُ بِإِذْنِ اللهِ أَنَّ مُحَمَّداً ... رَسُوْلُ الَّذِي فَوْقَ السَّمَوَاتِ مِنْ عَلُ وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى وَيَحْيَى كِلاَهُمَا ... لَهُ عَمَلٌ من ربه متقبل وقد رويا لحسان. وقال ابن وهب، عن عبد الرحمن بن سلمان، عن ابن الهاد، أن امرأة عبد الله بن رواحة رأته على جارية له فجحدها. فقالت له: فاقرأ، فقال: شَهِدْتُ بِأَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ ... وَأَنَّ النَّارَ مثوى الكافرينا وأن العرش فوق الماء طاف ... وفوق العريش رَبُّ العَالَمِيْنَا وَتَحْمِلُهُ مَلاَئِكَةٌ كِرَامٌ ... مَلاَئِكَةُ الإِلَهِ مقربينا فقالت: آمنت بالله وكذبت البصر. فحدث ابن رواحة النبي صلى الله عليه وسلم، فضحك1. وقال موسى بن جعفر بن أبي كثير: حدثنا عبد العزيز الماجشون، عن الثقة أن ابن رواحة اتهمته امرأته. فذكر القصة. وقال ابن إسحاق: لم يعقب ابن رواحة.

_ 1 منكر: فهو منقطع بين ابن الهاد، وهو يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُسَامَةَ بنِ الهاد، وعبد الله بن رواحة، فيزيد هذا من الطبقة الخامسة، وهي الطبقة الصغرى من التابعين فأنى له لقيا ابن رواحة. وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" "82" من طريق يحيى بن أيوب، حدثني عمارة بن غزية، عن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب أنه حدثه أن عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- وقع بجارية له؛ فقالت له امرأته: فعلتها؟ قال: أما أنا فأقرا القرآن. فقالت: أما أنت فلا تقرأ القرآن وأنت جنب، فقال: أنا أقرأ لك فقال: شهدت بأن وعد الله حق.." إلخ؛ فقالت: آمنت بالله وكذبت البصر". قلت: وإسناده ضعيف، قدامة بن إبراهيم، مقبول كما قال الحافظ في "التقريب" -أي إذا توبع- وهو منقطع، فقدامة لم يدرك عبد الله بن رواحة كما قال الذهبي في "العلو" "ص42" ومتنه منكر إذ كيف لا يعرف الصحابة الفرق بين الشعر والقرآن؟!!.

واستشهد بمؤته

واستشهد بمؤته: عباد بن قيس الخزرجي؛ أحد من شهد بدرا، والحارث بن النعمان بن أساف النجاري، ومسعود بن سويد بن حارثة الأنصاري، ووهب بن سعد بن أبي سرح العامري، وزيد بن عبيد بن المعلى الخزرجي؛ الذي قتل أبوه يوم أحد، وعبد الله بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي، وقيل: قتل هذا يوم اليمامة، وأبو كلاب، وجابر ابنا أبي صعصعة الخزرجي، رضي الله عنهم.

ذكر رسل النبي صلى الله عليه وسلم

ذكر رسل النبي صلى الله عليه وسلم: وفي هذا السنة كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك النواحى يدعوهم إلى الله تعالى. قال سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب قبل موته إلى كسرى، وإلى قيصر، وكتب إلى النجاشي، يعني الذي ملك الحبشة بعد النجاشي المسلم، وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله، عز وجل. رواه مسلم1. وليس في هَذَا الحَدِيْثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَتَبَ إلى النجاشي الثاني يدعوه إلى الله في هذه السنة. بل ذلك مسكوت عنه، وإنما كان ذلك بعد النجاشي الأول المسلم وموته، كما سيأتي في سنة تسع. والله أعلم. وقال إبراهيم بن سعد، صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابن عباس أنه أَخْبِرْهُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام. وبعث بكتابه إليه مع دحية الكلبي، وَأَمَرَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر. فدفعه عظيم بصرى إلى قيصر، وكان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس، مشى من حمص إلى إيلياء شكرًا لما أبلاه الله -تعالى- فلما أن جاء قيصر كِتَابُ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ حين قرأه: التمسوا لي ههنا أحدا من قومه لنسألهم. قال ابن عباس: فأخبرني أبو سفيان أنه كان بالشام في رجال من قريش قدموا للتجارة، في المدة التي كانت بين رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ كفار قريش. قال أبو سفيان: فوجدنا رسول قيصر ببعض الشام، فانطلق بنا حتى قدمنا إيلياء، فأدخلنا عليه، فإذا هو جالس في مجلسه وعليه التاج، وحوله عظماء الروم، فقال لترجمانه: سلهم أيهم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ قلت: أنا أقربهم إليه نسبا. قال: ما قرابة ما بينك وبينه؟ قلت: هو ابن عمي. قال: وليس في الركب يومئذ أحد من بني عبد مناف غيري، قال: أدنوه مني. ثم أمر بأصحابي فجعلهم خلف ظهري، عند كتفي، ثم قال لترجمانه: قل لأصحابه إني سائله عن هذا الذي يزعم أنه نبي، فإن كذب فكذبوه. قال أبو سفيان: والله لولا الحياء يومئذ أن يأثر عني أصحابي الكذب لكذبته عنه. ثم قال لترجمانه: قل له: كيف نسب هذا الرجل فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب. قال: فهل قال هذا القول أحد منكم قبله؟ قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: فهل من آبائه من ملك؟ قلت: لا. قال فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم. قال: فيزيدون أو ينقصون؟ قلت: بل يزيدون. قال: فهل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا. قال: فهل يغدر؟ قلت: لا. ونحن الآن منه في مدة ونحن نخاف منه أن يغدر؛ ولم يمكنى كلمة أدخل فيها شيئا أنتقصه بها، لا أخاف أن تؤثر عني غيرها. قال: فهل قاتلتموه وقاتلكم؟ قلت: نعم. قال: فكيف حربكم وحربه؟ قلت: كانت دولا وسجالا، يدال عينا المرة ويدال عليه الأخرى، قال: فماذا يأمركم به؟ قلت: يأمرنا أن نعبد الله وحده، ولا نشرك به شيئا، وينهانا عما كان يعيد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1774"، والترمذي "2716" من طريق سعيد بن أبي عروبة، به. وأخرجه مسلم "1774"، والبيهقي "9/ 107" من طريق نصر بن علي الجهضمي، أخبرني أبي، حدثني خالد بن قيس، عن قتادة، عن أنس أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إلى كسرى وإلى قيصر وإلى النجاشي، وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله تعالى. وأخرجه مسلم "2092" 58"، والترمذي في "الشمائل" "87" من طريق نصر بن علي الجهضمي، حدثنا نوح بن قيس، عن خالد بن قيس، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كتب إلى كسرى وقيصر والنجاشي، فقيل له: إنهم لا يقبلون كتابا إلا بخاتم، فصاغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما حلقته فضة ونقش فيه محمد رسول الله".

قال فقال لترجمانه قل له: إني سألتك عن نسبه فيكم، فزعمت أنه ذو نسب، وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك هل قال هذا القول أحد قبله، فزعمت أن لا، فقلت: لو كان أحد منكم قال هذا القول قبله لقلت: رجل يأتم قد قيل قبله. وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله. وسألتك: هل كان من آبائه من ملك، فزعمت أن لا، فقلت: لو كان من آبائه ملك قلت: رجل يطلب ملك آبائه. وسالتك: أشراف الناس يتبعونه أو ضعفاؤهم، فزعمت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل. وسألتك: هل يزيدون أو ينقصون، فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم. وسألتك: هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد. وسألتك: هل يغدر، فزعمت أن لا، وكذلك الرسل لا يغدرون. وسألتك: هل قاتلتموه وقاتلكم، فزعمت أن قد فعل، وأن حربكم وحربه يكون دولا، وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة. وسألتك ماذا يأمركم به، فزعمت أن يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة، وهذه صفة نبي، قد كنت أعلم أنه خارج، ولكن لم أظن أنه منكم؛ وإن يكن ما قلت حقا فيوشك أن يملك موضع قدمي هاتين، ولو أرجو أن أخلص إليه لتجشمت لقيه، ولو كنت عنده لغسلت قدميه. قال: ثم دعا بِكِتَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمر به فقرئ فإذا فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم: سلام على من اتبع الهدى. أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين. وإن توليت فعليك إثم الأريسيين. و: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64] . قال أبو سفيان: فلما أن قضى مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم، فلا أدري ما قالوا، وأمر بنا فأخرجنا. فلما أن خرجت مع أصحابي وخلوت بهم قلت لهم: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة؛ هذا ملك بني الأصفر يخافه. قال أبو سفيان: ووالله ما زلت ذليلا، مستيقنا بأن أمره سيظهر حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا كاره. أخرجاه من حديث إبراهيم. وأخرجاه من حديث معمر، عن الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أن أبا سفيان

حدثه، قال: انطلقت في المدة التى كانت بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فبينا أنا بالشام. فذكر حديث إبراهيم. ورواه يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن الزهري بسنده. وفيه قال أبو سفيان: فلما كانت هدنة الحديبية بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم خرجت تاجرًا إلى الشام. فوالله ما علمت بمكة امرأة ولا رجلا إلا قد حملني بضاعة. فقدمت غزة، وذلك حين ظهر قيصر على من كان ببلاده من الفرس، فأخرجهم منها. ورد عليه صليبه الأعظم، وكان منزله بحمص فخرج منها متشكرا إلى بيت المقدس، تبسط له البسط وتطرح له عليها الرياحين. حتى انتهى إلى إيلياء، فصلى بها. فأصبح ذات غداة مهموما يقلب طرفه إلى السماء، فقالت له بطارقته: أيها الملك، لقد أصبحت مهموما. فقال: أجل. قالوا: وما ذاك؟ قال: أريت في هذه الليلة أن ملك الختان ظاهر. فقالوا: والله ما نعلم أمة من الأمم تختتن إلا يهود، وهم تحت يدك وفي سلطانك، فإن كان قد وقع هذا في نفسك منهم، فابعث في مملكتك كلها فلا يبقى يهودي إلا ضربت عنقه فتستريح من هذا الهم. فبينما هم في ذلك؛ إذ أتاهم رسول صاحب بصرى برجل من العرب قد وقع إليهم. فقال: أيها الملك هذا رجل من العرب من أهل الشاء والإبل، يحدثك عن حدث كان ببلاده، فسله عنه. فلما انتهى إليه قال لترجمانه: سله ما هذا الخبر الذي كان في بلاده؟ فسأله فقال: هو رجل من قريش خرج يزعم أنه نبي، وقد تبه أقوام وخالفه آخرون، فكانت بينهم ملاحم، فقال: جردوه. فإذا هو مختون فقال: هذا والله الذي أريت، لا ما تقولون. ثم دعا صاحب شرطته فقال له: قلب لي الشام ظهرا وبطنا حتى تأتي برجل من قوم هذا أسأله عن شأنه. فوالله إني وأصحابي لبغزة إذ هجم علينا فسألنا: ممن أنتم؟ أخبرناه. فساقنا إليه جميعا. فلما انتهينا إليه -قال أبو سفيان: فوالله ما رأيت من رجل قط أزعم أنه كان أدهى من ذلك الأغلف1 -يعني هرقل- فلما انتهينا إليه قال: أيكم أمس به رحما؟ فقلت: أنا. قال: أدنوه. وساق الحديث، ولم يذكر فيه كتابًا وفيه كما ترى أشياء عجيبة ينفرد بها ابن إسحاق دون معمر وصالح. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني الزهري، قال: حدثني أسقف من النصارى قد أدرك ذلك الزمان، قال: لما قدم دحية بن خليفة على هرقل بالكتاب، وفيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم: سلام على من

_ 1 الأغلف: أي عليه غشاء عن سماع الحق وقبوله.

"اتبع الهدى. أما بعد؛ فأسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن أبيت فإن إثم الأكارين1 عليك". فلما قرأه وضعه بين فخذه، وخاصرته، ثم كتب إلى رجل من أهل رومية، كان يقرأ من العبرانية ما يقرأ، يخبره عما جاءه مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكتب إليه أنه النبي الذي ينتظر لا شك فيه فاتبعه. فأمر بعظماء الروم فجمعوا له في دسكره2 ملكه، ثم أمر بها فأشرجت3 عليهم، واطلع عليهم من علية له، وهو منهم خائف فقال: يا معشر الروم إنه قد جاءني كتاب أحمد، وإنه والله للنبي الذي كنا ننتظر ونجد ذكره في كتابنا، نعرفه بعلاماته. فأسلموا واتبعوه تسلم لكم دنياكم وآخرتكم. فنخروا نخرة رجل واحد، وابتدروا أبواب الدسكرة، فوجدوها مغلقة دونهم. فخافهم، فقال: ردوهم علي. فكروهم عليه، فقال: إنما قلت لكم هذه المقالة أغمزكم بها لأنظر كيف صلابتكم في دينكم، فقد رأيت منكم ما سرني. فوقعوا له سجدا، ثم فتحت لهم الأبواب فخرجوا4. وقال ابن لهيعة: حدثنا أبو الأسود، عن عروة، قال: خرج أبو سفيان تاجرا وبلغ هرقل شأن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فأدخل عليه أبو سفيان في ثلاثين رجلا، وهو في كنيسة إيلياء. فسألهم فقالوا: ساحر كذاب. فقال أخبروني بأعلمكم به وأقربكم منه. قالوا: هذا ابن عمه. وذكر شبيها بحديث الزهري. وقال البخاري: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: حدثني عبيد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث بكتابه إلى كسرى، وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين ليدفعه إلى كسرى. قال: فلما قرأه كسرى مزقه. فحسبت ابن المسيب قال: فدعا عليهم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يمزقوا كل ممزق5. وقال الذهلي محمد بن يحيى: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد القاري، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام ذات يوم على المنبر خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه وتشهد، ثم قال: "أما بعد،

_ 1 الأكار: الزراع. 2 دسكرة: بناء على هيئة القصر، فيه منازل وبيوت للخدم والحشم، وليست بعربية محضة. 3 أشرجت: أغلقت. 4 صحيح: أخرجه البخاري "7" من طريق الزهري، به. 5 صحيح: أخرجه البخاري "7264".

"فإني أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك الأعاجم، فلا تختلفوا علي كما اختلفت بنو إسرائيل على عيسى". فقال المهاجرون: والله لا نختلف عليك في شيء، فمرنا وابعثنا. فبعث شجاع بن وهب إلى كسرى، فخرج حتى قدم على كسرى، وهو بالمدائن، واستأذن عليه. فأمر كسرى بإيوانه أن يزين، ثم أذن لعظماء فارس، ثم أذن لشجاع بن وهب، فلما دخل عليه أمر بِكِتَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يقبض منه. قال شجاع: لا، حتى أدفعه أنا كما أَمَرَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال كسرى: ادنه، فدنا فناوله الكتاب ثم دعا كاتبا له من أهل الحيرة فقرأه، فإذا فيه: "من محمد عبد الله ورسوله إلى كسرى عظيم فارس". فأغضبه حين بدأ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَفْسِهِ، وصاح غضب ومزق الكتاب قبل أن يعلم ما فيه، وأمر بشجاع فأخرج، فركب راحلته وذهب، فلما سكن غضب كسرى، طلب شجاعا فلم يجده. وأتى شجاع النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: "اللهم مزق ملكه". وقال أبو عوانة، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لتفتحن عصابة من المسلمين كنوز كسرى التي في القصر الأبيض" 1. أخرجه مسلم. رواه أسباط بن نصر، عن سماك، عن جابر فزاد، قال: فكنت أنا وأبي فيهم، فأصابنا من ذلك ألف درهم. وقال أحمد بن الوليد الفحام: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ، عن أبي بكرة، أن رجلا من أهل فارس أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ ربي قد قتل ربك، يعني كسري". قال: وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إنه قد استخلف بنته، فقال: "لا يفلح قوم تملكهم امرأة" 2. ويروى أن كسرى كتب إلى باذام عامله باليمن يتوعده ويقول: ألا تكفيني رجلا خرج بأرضك يدعوني إلى دينه؟ لتكفنيه أو لأفعلن بك. فبعث العامل إلى النبي صلى الله عليه وسلم رسلا وكتابا، فتركهم النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة، ثم قال: "اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا: إن ربي قد قتل ربك الليلة".

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2919" "78" من طريق أبي عوانة، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4425" و"7099"، والترمذي "2262" من طريق الحسن عن أبي بكرة قال: لقد نفعني الله بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيام الجمل بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم. قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال: لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة" واللفظ للبخاري في الموضع الأول.

وروى أبو بكر بن عياش، عن داود بن أبي هند، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: أقبل سعد إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هلك -أو قال: قتل- كسرى. فقال: "لعن الله كسرى، أول الناس هلاكا فارس ثم العرب". وقال محمد بن يحيى: حدثنا يَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ صَالِحٍ، قال: قال: ابن شهاب. وقد رواه الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، كلاهما يقول عن أبي سلمة، واللفظ لصالح قال: بلغني أن كسرى بينما هو في دسكرة ملكه، بعث له -أو قيض له- عارض فعرض عليه الحق، فلم يفجأ كسرى إلا الرجل يمشي وفي يده عصا فقال: يا كسرى هل لك في الإسلام قبل أن أكسر هذه العصا؟ قال: كسرى: نعم؟ فلا تكسرها. فولى الرجل. فلما ذهب أرسل كسرى إلى حجابه فقال: من أذن لهذا؟ قالوا: ما دخل عليك أحد. قال: كذبتم. وغضب عليهم وعنفهم، ثم تركهم. فلما كان رأس الحول أتاه ذلك الرجل بالعصا فقال كمقالته. فدعا كسرى الحجاب وعنفهم. فلما كان الحول المستقبل، أتاه ومعه العصا فقال: هل لك يا كسرى في الإسلام قبل أن أكسر العصا؟ قال: لا تكسرها، فكسرها فأهلك الله كسرى عند ذلك. وقال الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا هلك كسرى فلا كسرى بعده. وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده. والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله". أخرجه مسلم1. وروى يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر. فأما قيصر فوضعه، وأما كسرى فمزقه، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "أما هؤلاء فيمزقون، وأما هؤلاء فسيكون لهم بقية". وقال الربيع: أخبرنا الشافعي، قال: حفظنا أن قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، ووضعه في مسك2. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثبت ملكه". قال الشافعي: وقطع الله الأكاسرة عن العراق وفارس، وقطع قيصر ومن قام بالأمر بعده

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "20814"، والشافعي "2/ 186"، والحميدي "1094"، وأحمد "2/ 233و 240"، والبخاري "3618" و"6630"، ومسلم "2918"، والترمذي "2216"، والبيهقي في "السنن" "9/ 177"، وفي "الدلائل" "4/ 393"، والبغوي "3728" من طرق عن الزهري، به. 2 مسك، بسكون السين: الجلد.

عن الشام. وقال في كسرى: "مزق ملكه"، فلم يبق للأكاسرة ملك، وقال في قيصر: "ثبت ملكه" فثبت له ملك بلاد الروم إلى اليوم. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثنا الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية، فمضى بِكِتَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقبل الكتاب وأكرم حاطبا وأحسن نزله، وأهدى معه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بغلة وكسوة وجاريتين؛ إحدهما أم إبراهيم، والأخرى وهبها النبي صلى الله عليه وسلم لجهم بن قيس العبدي، فهي أم زكريا بن جهم، خليفة عمرو بن العاص على مصر. وقال أبو بشر الدولابي: حدثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد الفهري، قال: حدثنا هارون بن يحيى الحاطبي، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن، قال: حدثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبيه، قال: حدثنا يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَاطِبٍ، عَنْ أبيه، عن جده حاطب بن أبي بلتعة، قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المقوقس ملك الإسكندرية، فجئته بِكِتَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنزلني في منزله، وأقمت عنده. ثم بعث إلي وقد جمع بطارقته فقال: إني سأكلمك بكلام وأحب أن تفهمه مني. قلت: نعم، هلم. قال: أخبرني عن صاحبك، أليس هو نبي؟ قلت: بلى، هو رسول الله. قال: فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه. قلت: عيسى؛ أليس تشهد أنه رسول الله، فما له حديث أخذه قومه فأرادوا أن يصلبوه أن لا يكون دعا عليهم بأن يهلكم الله حتى رفعه الله إليه إلى السماء الدنيا. قال: أنت حكيم جاء من عند حكيم. هذه هدايا أبعث بها معك إليه. فأهدى ثلاث جوار، منهن أم إبراهيم، وواحدة وهبها رسول الله لأبي جهم بن حذيفة العدوي، وواحدة وهبها لحسان بن ثابت. وأرسل بطرف من طرفهم.

غزوة ذات السلاسل

غزوة ذات السلاسل 1: قيل: إنه ماء بأرض جذام. قال ابن لهيعة: حدثنا أبو الأسود، عن عروة، ورواه موسى بن عقبة، واللفظ له، قالا: غزوة ذات السلاسل من مشارف الشام في بلى وسعد الله ومن يليهم من قضاعة. وفي رواية عروة: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرو بن العاص في بلي، وهو أخوال العاص بن وائل، وبعثه فيمن يليهم من قضاعة وأمره عليهم. قال ابن عقبة: فخاف عمرو من جانبه الذي هو به، فَبَعَثَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستمده. فندب رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُهَاجِرِيْنَ، فانتدب فيهم أبو بكر وعمر وجماعة، أمر عليهم أبا عبيدة، فأمد بهم عمرًا، فلما قدموا عليه، قال: أنا أميركم، وأنا أرسلت إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أستمده بكم. فقال المهاجرون: بل أنت أمير أصحابك، وأبو عبيدة أمير المهاجرين. قال: إنما أنتم مدد أمددته. فلما رأى أبو عبيدة، وكان رجلا حسن الخلق لين الشيمة، سعى لأَمْرِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعهده، قال: تعلم يا عمرو أن آخر ما عهد إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن قال: إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا، وإنك عصيتني لأطيعنك. فسلم أبو عبيدة الإمارة لعمرو. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحصين التميمي، عن غزوة ذات السلاسل من أرض بلى وعذرة، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرو بن العاص لستنفر العرب إلى الإسلام. وذلك أن أم العاص بن وائل كانت من بلى، فبعثه إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتألفهم بذلك. حتى إذا كان بأرض جذام، على ماء يقال له: السلاسل، خاف فبعث يستمد النبي صلى الله عليه وسلم. وقال علي بن عاصم: أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جيش ذي السلاسل، وفي القوم أبو بكر وعمر. فحدثت نفسي أنه لم يبعثني عليهما إلا لمنزلة لي عنده، فأتيته حتى قعدت بين يديه فقلت: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قال: "عائشة"، قلت: إني لم أسألك عن أهلك. قال: "فأبوها" قلت: ثم من؟ قال: "عمر". قلت: ثم من؟ حتى عد رهطا، قال: قلت في نفسى: لا أعود أسأل عن هذا2. رواه غيره عن خالد، وهو في الصحيحين مختصرا. وكيع، وغيره: حدثنا مُوْسَى بنُ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، سمع عمرو بن العاص: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا عمرو اشدد عليك سلاحك وائتني". ففعلت، فجئته وهو يتوضأ، فصعد في البصر وصوبه وقال: "يا عمرو إني أريد أن أبعثك وجها فيسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك رغبة من المال صالحة". قلت: إني لم أسلم رغبة في المال إنما أسلمت رغبة في الجهاد والكينونة معك. قال: "يا عمرو نعما بالمال الصالح للمرء الصالح" 3.

_ 1 هي وراء وادي القرى بضم السين الأولى وفتحها لغتان، وبينها وبين المدينة عشرة أيام، وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان. 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجها البخاري "3662" و"4358"، ومسلم "2384" من طريق خالد الحذاء، به. 3 حسن: أخرجه أحمد "4/ 197و 202"، والبخاري "299"، والحاكم "2/ 2و 236" والقضاعي "1315"، والبغوي "2495" من طريق عن موسى بن علي، عن أبيه، به. قلت: إسناده حسن، موسى بن علي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

ابن عون وغيره، عن محمد، استعمل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْراً على جيش ذات السلاسل وفيهم أبوبكر وعمر. رواه إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعى بنحوه. وكيع، عن المنذر بن ثعلبة، عن ابن بريدة: قال أبو بكر: إنما ولاه النبي صلى الله عليه وسلم، يعني عمرا، علينا لعلمه بالحرب. قلت: ولهذا استعمل أبو بكر عمرًا على غزو الشام. وقال الواقدي: حدثني ربيعة بن عثمان، عن يزيد بن رومان، أن أبا عبيدة لما أتى عمرا صاروا خمس مائة، وسار الليل والنهار حتى وطئ بلاد بلي ودوخها، وكلما انتهى إلى موضع بلغه أنه كان بذلك الموضع جمع، فلما سمعوا به تفرقوا حتى انتهى إلى أقصى بلاد بلي وعذرة وبلقين، ولقي في آخر ذلك جمعا، فاقتتلوا ساعة وتراموا بالنبل. ورمي يومئذ عامر بن ربيعة، فأصيب ذراعه. وحمل المسلمون عليهم فهربوا وأعجزوا هربا في البلاد. ودوخ عمرو ما هناك. وأقام أياما يغير أصحابه على المواشي. وقال إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرو بن العاص فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ، فَأَصَابَهُم بَرْدٌ فَقَالَ لهم عمرو: لا يوقدون أحد نارا. فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شكوه، فقال: يا نبي الله، كان في أصحابي قلة فخشيت أن يرى العدو قلتهم، ونهيتم أَنْ يَتَّبِعُوا العَدُوَّ مَخَافَةَ أَنْ يَكُوْنَ لَهُم كَمِيْنٌ. فَأَعْجَبَ ذَلِكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال جرير بن حازم: حدثنا يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عمرو بن العاص، قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب". فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله يقول: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29] ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يقل شيئا1. وقال عمرو بن الحارث، وغيره، عن يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ أن عمرا كان على سرية، فذكر نحوه. قال: فغسل مغابنه، وتوضأ وضوءه للصلاة ثم صلى بهم. لم يذكر التيمم. أخرجهما أبو داود.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 203- 204"، وأبو داود "334"، والدارقطني "1/ 178" من طريق يزيد بن أبي حبيب، به.

غزوة سيف البحر

غزوة سيف البحر: قال ابن عيينة، عن عمرو، عن جابر: بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث مائة راكب، وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح، نرصد عيرا لقريش، فأصابنا جوع شديد، حتى أكلنا الخبط1فسمي جيش الخبط. قال: ونحر رجل ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر. ثم إن أبا عبيدة نهاه. قال: فألقى لنا البحر دابة يقال لها: العنبر، فأكلنا منه نصف شهر وادهنا منه، حتى ثابت منه أجسامنا وصلحت، فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه، فنظر إلى أطول رجل في الجيش وأطول جمل فحمله عليه ومر تحته. متفق عليه2. زاد البخاري في حديث عمرو، عن جابر: قال جابر: وكان رجل في القوم نحر ثلاث جزائر، ثم ثلاثا، ثم ثلاثا، ثم إن أبا عبيدة نهاه. قال: وكان عمرو يقول: أخبرنا أبو صالح أن قيس بن سعد قال لأبيه: كنت في الجيش فجاعوا، قال أبوه: انحر. قال: نحرت، قال: ثم جاعوا. قال: انحر، قال: نحرت، ثم جاعوا. قال: انحر. قال: نهيت3. وقال مالك: عن وهب بن كيسان، عن جابر، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثا قبل الساحل، وأمر عليهم أبا عبيدة وهم ثلاث مائة وأنا فيهم، حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد، فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش، فجمع ذلك كله، فكان مزودي تمر، فكان يقوتنا كل يوم قليلا قليلا، حتى فني. ولم يكن يصيبا إلا تمرة تمرة. قال: فقلت: وما تغني تمرة؟ قال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت. ثم انتهينا إلى البحر، فإذا حوت مثل الظرب وهو الجبل، فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة. ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا، ثم أمر براحلة فرحلت، ثم مر تحتهما فلم تصبهما. أخرجاه. وقال زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نتلقى عيرا لقريش، وزودنا جرابا من تمر. فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة. وكنا نضرب بعصينا الخبط ثم نبله بالماء فنأكله. فانطلقنا على ساحل البحر، فرفع لنا كهيئة الكثيب فأتيناه فإذا دابة تدعى العَنْبَرُ. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: ميتَةٌ، ثُمَّ قَالَ: لا، بل نحن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي سبيل الله، وقد اضطررتم فكلوا. فأقمنا عليها شهرا ونحن ثلاث مائة حتى سمعنا. ولقد كنا نغترف من وقب عينه بالقلال الدهن ونقتطع منه الفدر كالثور. ولقد أخذ أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في عينه، وأخذ ضلعا من أضلاعه فأقامها ثم رحل أعظم بعير منها فمر تحتها. وتزودنا من لحمه وشائق، فلما قدمنا المدينة أتينا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَّرَنَا ذلك له فقال: "هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه شيء تطعموننا"؟ قال: فأرسلنا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منه فأكل. أخرجه مسلم4. قلت: زعم بعض الناس أن هذه السرية كانت في رجب سنة ثمان.

_ 1 الخبط: الورق الساقط من الشجر بعد ضربه بالعصا ليتناثر، وهو من علف الإبل. 2 صحيح أخرجه البخاري "4361"و "5494"، ومسلم "1935" "18" من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه البخاري "4362" و"5493" حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، به. 3 صحيح: راجع تعليقنا السابق، وهو عند البخاري "4361". 4 صحيح أخرجه مسلم "1935" "17" حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، به. والكثيب: هو الرمل المستطيل المحدودب. وقب: هو داخل عينه ونقرتها. بالقلال: جمع قلة. وهى الجرة الكبيرة. الفدر: هي القطع.

سرية أبي قتادة إلى خضرة

سرية أبي قتادة إلى خضرة: قال الواقدي في مغازيه: قَالُوا بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا قتادة بن ربعي الأنصاري إلى غطفان في خمسة عشر رجلا، وأمره أن يشن عليهم الغارة. فسار وهجم على حاضر منهم عظيم فأحاط به، فصرخ رجل منهم: يا خضرة! وقاتل منهم رجال فقتلوا من أشرف لهم، وأستاقوا النعم، فكانت بعير وألفي شاة. وسبوا سبيا كثيرا. وغابوا خمس عشرة ليلة وذلك في شعبان من السنة. ثم كانت سريته إلى إضم على إثر ذلك في رمضان.

وفاة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم

وفاة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم: وكانت أكبر بناته. توفيت في هذه السنة وغسلتها أم عطية الأنصارية وغيرها. وأعطاهن النبي صلى الله عليه وسلم حقوه1، فقال: "أشعرنها إياه" 2. وبنتها أمامة بنت أبي العاص، هى التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحملها في الصلاة

_ 1 الحقو: معقد الإزار، وجمعه أحق وأحقاء، ثم سمي به الإزار للمجاورة. 2 أشعرنها إياه: اجعلنه شعارها. والشعار: الثوب الذي يلي الجسد؛ لأنه يلي شعره.

فتح مكة شرفها الله وعظمها

فتح مكة شرفها الله وعظمها: قال البكائي، عن ابن إسحاق: ثم إن بني بكر بن عبد مناة بن كنانة عدت على خزاعة، وهم على ماء بأسفل مكة يقال له: الوتير. وكان الذي هاج ما بين بكر وخزاعة أن رجلًا من بني الحضرمي خرج تاجرًا، فلما توسط أرض خزاعة عدوا عليه فقتلوه وأخذوا ماله. فعدت بنو بكر على رجل من خزاعة فقتلوه، فعدت خزاعة قبيل الإسلام على سلمى وكلثوم وذؤيب بني الأسود بن رزن الديلي، وهو مفخر بني كنانة وأشرافهم، فقتلوهم بعرفة. فبينا بنو بكر وخزاعة على ذلك حجز بينهم الإسلام، وتشاغل الناس به. فلما كان صلح الحديبية بين رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ قريش، كان فيما شرطوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشرط لهم أنه من أحب أن يدخل في عقد رسول الله وعهده فليدخل معه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم فليدخل فيه. فدخلت بنو بكر في عقد قريش، ودخلت خزاعة في عَقَدَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مؤمنها وكافرها. فلما كانت الهدنة اغتنمها بنو الديل، أحد بني بكر من خزاعة، وأرادوا أن يصيبوا منهم ثارًا بأولئك الإخوة. فخرج نوفل بن معاوية الديلي في قومه حتى بيت خزاعة على الوتير فاقتتلوا. وردفت قريش بني الدليل بالسلاح، وقوم من قريش أعانت خزاعة بأنفسهم، مستخفين بذلك، حتى حازوا خزاعة إلى الحرم. فقال قوم نوفل له: اتق إلهك ولا تستحل الحرم. فقال: لا إله لي اليوم، والله يا بني كنانة إنكم لتسرقون في الحرم، أفلا تصيبون فيه ثأركم؟ فقتلوا رجلا من خزاعة. ولجأت خزاعة إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعي، ودار رافع مولى خزاعة. فلما تظاهر بنو بكر وقريش على خزاعة، كان ذلك نقضا للهدنة التي بينهم وَبَيْنَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَخَرَجَ عمرو بن سالم الخزاعي فقدم عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طائفة مستغيثين به، فوقف عمرو عليه، وهو جالس في المسجد بين ظهري الناس، فقال: يا رب إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا قد كنتم ولدا وكنا والدا ... ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا فانصر هداك الله نصرا أعتدا ... وادع عباد الله يأتوا مدا فيهم رسول الله قد تجردا ... إن سيم خسفا وجهه تربدا في فيلق كالبحر يجري مزبدا ... إن قريشا أخلفوك الموعدا

ونقضوا ميثاقك المؤكدا ... وجعلوا لي في كداء رصدا وزعموا أن لست أدعو أحدا ... وهم أذل وأقل عددا هم بيتونا بالوتير هجدا ... وقتلونا ركعا وسجدا فانصر، هداك الله، نصرا أيدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نصرت يا عمرو بن سالم". ثم عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم عنان من السماء، فقال: إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب؛ يعني خزاعة. رواه أطول من هذا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن الزهري سماعا، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم. وقال ابن إسحاق: ثم قدم بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه. وَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم ليشد العقد ويزيد في المدة". ومضى بديل وأصحابه فلقوا أبا سفيان بن حرب بعسفان، قد جاء ليشد العقد ويزيد في المدة، وقد رهبوا الذي صنعوا. فلما لقي بديل بن ورقاء، قال: من أين أقبلت يا بديل؟ وظن إِنَّهُ أَتَى رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: سرت في خزاعة على الساحل. فقال: أوما جئت محمدا؟ قال: لا. فلما راح بديل إلى مكة قال: أبو سفيان: لئن كان جاء إلى المدينة لقد علف بها النوى. فأتى مبرك راحلته ففته فرأى فيه النوى، فقال: أحلف بالله لقد أتى محمدا. ثم قدم أبو سفيان المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة أم المؤمنين. فلما ذهب ليجلس عَلَى فِرَاشِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طوته عنه، فقال: ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟ قالت: بل هو فِرَاشِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتَ رجل مشرك، نجس. قال: والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر. ثم خرج حتى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يرد عليه شيئا. فذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم لَهُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ما أنا بفاعل. ثم أتى عمر فكلمه فقال: أأنا أشفع لكم إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! فوالله لو لم أجد إلا الذر لجالدتكم عليه. ثم خرج حتى أتى عليا -رضي الله عنه- وعنده فاطمة وابنها الحسن وهو غلام يدب، فقال: يا علي إنك أمس القوم بي رحما، وإني قد جئت في حاجة فلا أرجعن كما جئت خائبا، فاشفع لي إلى رسول الله. فقال: ويحك يا أبا سفيان، لقد عزم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه. فالتفت إلى فاطمة فقال: يا ابنة محمد، هل لك أن تأمري بنيك هذا فيجير بين الناس فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر؟ قالت: والله ما بلغ بني ذلك، وما يجبر أحد عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قال: يا أبا حسن، إني أري الأمور قد اشتدت على فانصحني. قال: والله ما أعلم شيئا يغني عنك، ولكنك سيد بني كنانة، فقم فأجر بين الناس ثم الحق بأرضك. قال: أوترى ذلك مغنيا عني شيئا؟ قال: لا والله ما أظنه، ولكن لا أجد لك غير ذلك. فقام أبو سفيان في المسجد، فقال: أيها الناس إني قد أجرت بين الناس، ثم ركب بعيره وانطلق، فلما قدم على قريش قالوا: ما وراءك؟ فقص شأنه، وأنه جار بين الناس، قالوا: فهل أجاز ذلك محمد؟ قال: لا. قالوا: والله إن زاد الرجل على أن لعب بك. ثم أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجهاز، وأمر أهله أن يجهزوه. ثم أعلم الناس بأنه يريد مكة، وقال: "اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتهم في بلادهم". فعن عروة وغيره، قالوا: لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى مكة، كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش بذلك مع امرأة، فجعلته في رأسها ثم قتلت عليه قرونها ثم خرجت به. وأتى النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بفعله، فأرسل في طلبها عليا والزبير. وذكر الحديث. أخبرنا محمد بن أبي الحرم القرشي، وجماعة، قالوا: حدثنا الحسن بن يحيى المخزومي قال: حدثنا عبد الله بن رفاعة، قال: أخبرنا علي بن الحسن الشافعي، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ، قال: أخبرنا عثمان بن محمد السمرقندي، قال: حدثنا أحمد بن شعبان، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن حسن بن محمد، قال: أخبرني عبيد الله بن أبي رافع -وهو كاتب علي- قال: سمعت عليا -رضي الله عنه- يقول: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد، قال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها. فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة. قلنا: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي كتاب، قلنا: لتخرجن الكتاب أو لتقلعن الثياب. فأخرجته من عقاصها، فأتينا بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا حاطب ما هذا"؟ قال: يا رسول الله لا تعجل، إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها، وكان من كان من المهاجرين معك لهم قرابات يحمون بها أهليهم بمكة، ولم يكن لي قرابة، فأحببت أن أتخذ فيهم يدا -إذ فاتني ذلك- يحمون بها قرابتي، وما فعلته كفرا ولا ارتدادا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه قد صدقكم". فقال عمر -رضي الله عنه: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق. قال:

"إنه شهد بدرا، وما يدريك لعل الله -تعالى- اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شئتم فقد غفرت لكم" 1. أخرجه البخاري عن قتيبة، ومسلم عن ابن أبي شيبة، وأبو داود عن مسدد، كلهم عن سفيان. أبو حذيفة النهدي: حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل، عن ابن عباس، قال: قال عمر: كتب حاطب إلى المشركين بكتاب فجيء بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا حاطب ما دعاك إلى هذا"؟ قال: كان أهلي فيهم وخشيت أن يصرموا عليهم، فقلت: أكتب كتابا لا يضر الله ورسوله. فاخترطت السيف فقلت: يا رسول الله، أضرب عنقه فقد كفر. فقال: "وما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". هذا حديث حسن. وعن ابن إسحاق نحوه، وزاد: فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: 1] . وعن ابن إسحاق، قال: وعن ابن عباس، قال: ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لسفره، واستعمل على المدينة أبا رهم الغفاري. وخرج لعشر مضين من رمضان. فصام وصام الناس معه، حتى إذا كان بالكديد، بين عسفان وأمج أفطر. اسم أبي رهم: كلثوم بن حصين. وقال سعيد بن بشير، عن قتادة: أن خزاعة أسلمت في دراهم، فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلامها، وجعل إسلامها في دارها. وقال سعيد بن عبد العزيز، وغيره: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أدخل في عهده يوم الحديبية خزاعة.

_ 1 صحيح: أخرجه الحميدي "49"، وأحمد "1/ 79"، والبخاري "3007" و"4274" و"4890"، ومسلم "2494"، وأبو داود "2650"، والترمذي "3305"، والطبري في "جامع البيان" "28/ 58"، وأبو يعلى "394" و"398"، والبيهقي في "السنن" "9/ 146" وفي "دلائل النبوة" "5/ 17" من طرق عن سفيان، به. وروضة خاخ: موضع قرب حمراء الأسد من المدينة. عقاصها: ضفائرها، جمع عقيصة أو عقصة. وقيل: هو الخيط الذي تعقص به أطراف الذوائب. والأول أوجه.

وقال الوليد بن مسلم: أخبرني من سمع عمرو بن دينار، عن ابن عمر، قال: كانت خزاعة حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفاثة حلف أبي سفيان. فعدت نفاثة على خزاعة، فأمدتها قريش. فلم يغز رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا حتى بعث إليهم ضمرة، فخيرهم بين إحدى ثلاث: أن يدوا قتلى خزاعة، وبين أن يبرأ من حلف نفاثة، أو ينبذ إليهم على سواء. قالوا: ننبذ على سواء. فلما سار ندمت قريش، وأرسلت أبا سفيان يسأل تجديد العهد. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قال: كانت بين نفاثة من بني الديل، وبين كعب، حرب. فأعانت قريش وبنو كنانة بني نفاثة على بني كعب. فنكثوا العهد إلا بنو مدلج، فإنهم وفوا بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلن. فذكر القصة، وشعر عمرو بن سالم. فقال رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ نصرت إن لم أنصر بني كعب مما أنصر منه نفسي". فأنشأت سحابة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذه السحابة تستهل بنصر بني كعب، أبصروا أبا سفيان فإنه قادم عليكم يلتمس تجديد العهد والزيادة في المدة". فأقبل أبو سفيان، فقال: يا محمد جدد العهد وزدنا في المدة. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو لذلك قدمت؟ هل كان من حدث قبلكم"؟ قال: معاذ اللهِ. قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فنحن على عهدنا وصلحنا". ثم ذكر ذهابه إلى أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وأنه قال له: أنت أكبر قريش فأجر بينها. قال: صدفت إني كذلك فصاح: ألا إني قد أجرت بين الناس، وما أظن أن يرد جواري ولا يخفر بي، قال: أنت تقول ذلك يا أبا حنظلة؟ ثم خرج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين أدبر: "اللهم سد على أبصارهم وأسماعهم فلا يروني إلا بغتة". فانطلق أبو سفيان حتى قدم مكة فحدث قومه، فقالوا: رضيت بالباطل وجئتنا بما لا يغني عنا شيئا، وإنما لعب بك علي. وأغبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجهاز، مخفيا لذلك. فدخل أبو بكر على ابنته، فرأى شيئا من جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكر وقال: أين يريد رسول الله؟ فقالت عائشة: تجهز، فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غاز قومك، قد غضب لبني كعب. فَدَخَلَ رَسُوْل اللهِ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فأشفقت عائشة أن يسقط أبوها بما أخبرته قبل أن يذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشارت إلى أبيها بعينها، فسكت. فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة يتحدث مع أبي بكر، ثم قال: "تجهزت يا أبا بكر"؟ قال: لماذا يا رسول الله؟ قال: "لغزو قريش، فإنهم قد غدروا ونقضوا العهد، وإنا قوم غازون إن شاء الله". وأذن في الناس بالغزو، فكتب حاطب إلى قريش فذكر حديثه، وقال: ثم خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اثني عشر ألفا من المهاجرين، والأنصار، وأسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة،

وبني سليم، وقادوا الخيول حتى نزلوا بمر الظهران، ولم تعلم بهم قريش، قال: فبعثوا حكيم بن حزام وأبا سفيان وقالوا: خذوا لنا جوارا أو آذنونا بالحرب. فخرجا فلقيا بديل بن ورقاء فاستصحباه، فخرج معهما حتى إذا كانوا بالأراك بمكة، وذلك عشاء، رأوا الفساطيط والعسكر، وسمعوا صهيل الخيل ففزعوا: هؤلاء بنو كعب جاشت بهم الحرب. قال بديل: هؤلاء أكثر من بني كعب، ما بلغ تأليبها هذا. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بعث بين يديه خيلا لا يتركون أحدا يمضي. فلما دخل أبو سفيان وأصحابه عسكر المسلمين أخذتهم الخيل تحت الليل وأتوا بهم. فقام عمر إلى سفيان فوجأ عنقه، والتزمه القوم وخرجوا به ليدخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم به، فحبسه الحرس أن يخلص إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخاف القتل، وكان العباس بن عبد المطلب خالصة له في الجاهلية، فنادى بأعلى صوته: ألا تأمر بي إلى عباس؟ فأتاه عباس فدفع عنه، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبضه إليه. فركب به تحت الليل، فسار به في عسكر القوم حتى أبصره أجمع. وكان عمر قال له حين وجأه: لا تدن مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى تموت. فاستغاث بالعباس وقال: إني مقتول. فمنعه من الناس. فلما رأى كثرة الجيش، قال: لم أر كالليلة جمعا لقوم. فخلصه عباس من أيديهم، وقال: إنك مقتول إن لم تسلم وتشهد أن محمدا رسول الله، فجعل يريد أن يقول الذي يأمره به عباس، ولا ينطلق به لسانه وبات معه. وأما حكيم وبديل فدخلا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلما. وجعل يستخبرهما عن أهل مكة. فلما نودي بالفجر تحسس القوم، ففزع أبو سفيان وقال: يا عباس، ما يريدون؟ قال: سمعوا النداء بالصلاة فتيسروا لحضور النبي صلى الله عليه وسلم فلما أبصرهم أبو سفيان يمرون إلى الصلاة، وأبصرهم يركعون ويسجدون إذا سجد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَا عباس، ما يأمرهم بشيء إلا فعلوه؟! فقال: لو نهاهم عن الطعام والشراب لأطاعوه. فقال: يا عباس، فكلمه في قومك، هل عنده من عفو عنهم؟ فانطلق عباس بأبي سفيان حتى أدخله عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رسول الله هذا أبو سفيان، فقال أبو سفيان: يا محمد إني قد استنصرت بإلهي واستنصرت إلهك، فوالله ما لقيتك من مرة إلا ظهرت علي، فلو كان إلهي محقا وإلهك باطلا ظهرت عليك، فأشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رسول الله. وقال عباس: يا رسول الله إني أحب أن تأذن لي إلى قومك فأنذرهم ما نزل بهم، وأدعوهم إلى الله ورسوله. فأذن له. قال: كيف أقول لهم؟ قال: "من قال: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ

"وحده لا شريك له، وشهد أن محمدا عبده ورسوله، وكف يده، فهو آمن، ومن جلس عند الكعبة ووضع سلاحه فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن". قال: يا رسول الله، أبو سفيان ابن عمنا، فأحب أن يرجع معي، فلو خصصته بمعروف. فقال: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن". فجعل أبو سفيان يستفهمه. ودار أبي سفيان بأعلى مكة. وقال: من دخل دارك يا حكيم فهو آمن. ودار حكيم في أسفل مكة. وحمل النبي صلى الله عليه وسلم العباس على بغلته البيضاء التى أهداها إليه دحية الكلبي، فانطلق العباس وأبو سفيان قد أردفه. ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم في إثره، فقال: "أدركوا العباس فردوه علي". وحدثهم بالذي خاف عليه، فأدركه الرسول، فكره عباس الرجوع، وقال: أترهب يا رسول الله أن يرجع أبو سفيان راغبا في قلة الناس فيكفر بعد إسلامه؟ فقال: "احبسه" فحبسه. فقال أبو سفيان: غدرا يا بني هاشم؟ فقال عباس: إنا لسنا بغدر، ولكن لي إليك بعض الحاجة. قال: وما هي، فأقضيها لك؟ قال: إنما نفاذها حين تقدم عليك خالد بن الوليد والزبير بن العوام. فوقف عباس بالمضيق دون الأراك، وقد وعى منه أبو سفيان حديثه. ثم بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخَيْلُ بعضها على إثر بعض، وقسم الخيل شطرين، فبعث الزبير في خيل عظيمة. فلما مروا بأبي سفيان قال للعباس: من هذا؟ قال: الزبير. وردفه خالد بن الوليد بالجيش من أسلم وغفار وقضاعة، فقال أبو سفيان: أهذا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عباس؟ قال: لا، ولكن هذا خالد بن الوليد. وبعث رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدِ بن عبادة بين يديه في كتيبة الأنصار، فقال: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة. ثم دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كتيبة الإيمان من المهاجرين والأنصار. فلما رأى أبو سفيان وجوها كثيرة لا يعرفها قال: يا رسول الله، اخترت هذه الوجوه على قومك؟ قال: "أنت فعلت ذلك وقومك. إن هؤلاء صدقوني إذ كذبتموني، ونصروني، إذ أخرجتموني"، ومع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ الأقرع بن حابس، وعباس بن مرداس، وعيينة بن بدر، فلما أبصرهم حول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ هؤلاء يا عباس؟ قال: هذه كتيبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومع هذه الموت الأحمر، هؤلاء المهاجرون والأنصار. قال: امض يا عباس، فلما أر كاليوم جنود قط ولا جماعة، وسار الزبير بالناس حتى إذا وقف بالحجون، واندفع خالد حتى دخل من أسفل مكة. فلقيته بنو بكر فقاتلهم فهزمهم، وقتل منهم قريبا من عشرين، ومن هذيل ثلاثة أو أربعة، وهزموا وقتلوا بالحزورة، حتى دخلوا الدور، وارتفعت طائفة منهم على الجبل على الخندمة، واتبعهم المسلمون بالسيوف.

وَدَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أخريات الناس، ونادى مناد: من أغلق عليه داره وكف يده فإنه آمن. وكان النبي صلى الله عليه وسلم نازلًا بذي طوى، فقال: "كيف قال حسان"؟ فقال رجل من أصحابه: قال: عدمت بنيتي إن لم تروها ... تثير النقع من كنفي كداء فأمرهم فأدخلوا الخيل من حيث قال حسان. فأدخلت من ذي طوى من أسفل مكة. واستحر القتل ببني بكر. فأحل الله له مكة ساعة من نهار، وذلك قوله -تعالى: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ، وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} [البلد: 1، 2] ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحلت الحرمة لأحد قبلي ولا بعدي، ولا أحلت لي إلا ساعة من نهار". ونادى أبو سفيان بمكة: أسلموا تسلموا فكفهم الله عن عباس. فأقبلت هند فأخذت بلحية أبي سفيان، ثم نادت: يا آل غالب اقتلوا الشيخ الأحمق. قال: أرسلي لحيتى، فأقسم لئن أنت لم تسلمى لتضربن عنقك ويلك جاءنا بالحق ادخلي بيتك واسكتي. وَدَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فطاف سبعا على راحلته. وفر صفوان بن أمية عامدا للبحر، وفر عكرمة عامدا لليمن، وأقبل عمير بن وهب إلى رسل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ الله آمن صفوان فقد هرب، وقد خشيت أن يهلك نفسه، فأرسلني إليه بأمان فإنك قد آمنت الأحمر والأسود، فقال: "أدركه فهو آمن". فطلبه عمير فأدركه ودعاه فقال: قد آمنك رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ صفوان: والله لا أوقن لك حتى أرى علامة بأماني أعرفها. فرجع فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم برد حبرة كان معتجرا به حين دخل مكة، فأقبل به عمير، فقال صفوان: يا رسول الله، أعطيتني ما يقول هذا من الأمان؟ قال: "نعم". قال: اجعل لي شهرا، قال: "لك شهران، لعل الله أن يهديك". واستأذنت أم حكيم بنت الحارث بن هشام وهي يومئذ مسلمة، وهي تحت عكرمة بن أبي جهل، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب زوجها، فأذن لها وآمنه، فخرجت بعبد لها رومي فأرادها عن نفسها، فلم تزل تمنيه وتقرب له حتى قدمت على ناس من عك فاستعانتهم عليه فأوثقوه، فأدركت زوجها ببعض تهامة وقد ركب في السفينة، فلما جلس فيها نادى باللات والعزى. فقال أصحاب السفينة: لا يجوز ههنا من دعاء بشيء إلا الله وحده مخلصا، فقال عكرمة: والله لئن كان في البحر، إنه لفي البر وحده، أقسم بالله لأرجعن إلى محمد، فرجع عكرمة مع امرأته، فدخل عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعه، وقبل منه.

ودخل رجل من هذيل على امرأته، فلامته وعيرته بالفرار، فقال: وأنت لو رأيتنا بالخندمه ... إذ فر صفوان وفر عكرمه قد لحقتهم بالسيوف المسلمه ... يقطعن كل ساعد وجمجمه لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه وكان دخول النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ فِي رمضان، واستعار النبي صلى الله عليه وسلم من صفوان فأعطاه فيما زعموا مائة درع وأداتها، وكان أكثر شيء سلاحا. وأقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بضع عشرة ليلة. وقال ابن إسحاق: مضى النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف، فسبعت سليم، وبعهضم يقول: ألفت، وألفت مزينة. ولم يتخلف أحد من المهاجرين والأنصار. وقد كان العباس لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الطريق. قال عبد الملك بن هشام: لقيه بالجحفة مهاجرًا بعياله. قال ابن إسحاق: وقد كان أَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة؛ قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنيق العقاب -فيما بين مكة والمدينة- فالتسما الدخول عليه، فكلمته أم سليم فيهما، فقالت: يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك. قال: "لا حاجة لي بهما، أما ابن عمي فهتك عرضي، وأما ابن عمتي فهو الذي قال لي بمكة ما قال". فلما بلغهما قوله قال أبو سفيان: والله ليأذنن لي أو لآخذن بيد بني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا. فلما بلغ ذَلِكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رق لهما، وأذن لهما، فدخلا وأسلما، وقال أبو سفيان: لعمرك إني يوم أحمل راية ... لتغلب خيل اللات خيل محمد لكالمدلج الحيران أظلم ليله ... فهذا أواني حين أهدى وأهتدي هداني هاد غير نفسي ونالني ... مع الله من طردت كل مطرد أصد وأنأى جاهدا عن محمد ... وأدعى وإن لم أنتسب من محمد فذكروا أنه حين أنشد النبي صلى الله عليه وسلم هذه ضرب في صدره، وقال: "أنت طردتنى كل مطرد"! وقال سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ عَطِيَّةَ بنِ قيس، عن أبي سعيد الخدري، قال: خرجنا

لغزوة فتح مكة لليلتين خلتا من شهر رمضان صواما، فلما كنا بالكديد، أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالفطر. وقال الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صام في مخرجه ذلك حتى بلغ الكديد فأفطر وأفطر الناس. أخرجه البخاري. وقال الأوزاعي: حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة، قال: دخل أبو بكر وعمر عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمر الظهران، وهو يتغدى فقال: "الغداء" فقالا: إنا صائمان، فقال: "اعملوا لصاحبيكم، ارحلوا لصاحبيكم، كلا، كلا". مرسل. وقوله هذا مقدر بالقول يعني: يقال هذا لكونكما صائمين. وقال معمر: سمعت الزهري يقول: أخبرني عبيد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم خرج في رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف، وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة، فسار بمن معه من المسلمين إلى مكة، يصوم ويصومون، حتى بلغ الكديد؛ وهو بين عسفان وقديد؛ فأفطر، وأفطر الناس. قال الزهري: وكان الفطر آخر الأمرين. وإنما يؤخذ بالآخر فالآخر مِنْ أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الزهري: فصبح رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان. أخرجه البخاري، ومسلم دون قول الزهري. وكذا ورخه يونس عن الزهري. وقال عبد الله بن إدريس، عن ابن إسحاق، عن ابن شهاب، ومحمد بن علي بن الحسين، وعمرو بن شعيب، وعاصم بن عمر وغيرهم، قالوا: كان فتح مكة في عشر بقين من رمضان. وقال الواقدي: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الأربعاء لعشر خلون من رمضان بعد العصر، فما حل عقدة حتى انتهى إلى الصلصل. وخرج المسلمون وقادوا الخيل وامتطوا الإبل. وكانوا عشرة آلاف. وذكر عروة وموسى بن عقبة أنه صلى الله عليه وسلم خرج في اثني عشر ألفا. وقال ابن إدريس، عن ابن إسحاق، عن الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاءه العباس بأبي سفيان فأسلم بمر الظهران. فقال: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فلو جعلت له شيئا؟ قال: "نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن".

زاد فيه الثقة، عن ابن إسحاق قال: ناده، فقال أبو سفيان: وما تسع داري؟ قال: "من دخل الكعبة فهو آمن"، قال: وما تسع الكعبة؟ قال: "من دخل المسجد فهو آمن". قال: وما يسع المسجد؟ قال: "من أغلق بابه فهو آمن". فقال: هذه واسعة. وقال حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، قال: فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران، قال العباس وقد خَرَجَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من المدينة: يا صباح قريش، والله لئن بغتها رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البَيْضَاءِ، وقال: أخرج إلى الأراك لعلي أرى حطابا أو صاحب لبن، أو داخلا يدخل مكة، فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتوه فيستأمنوه، فخرجت فوالله إني لأطوف بالأراك إذ سمعت صوت أبي سُفْيَانَ وَحَكِيْمَ بنَ حِزَامٍ وَبُدَيْلَ بنَ وَرْقَاءَ وقد خرجوا يتجسسون الخبر عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسمعت صوت أبي سفيان وهو يقول: ما رأيت كاليوم قط نيرانا، فقال بديل: هذه نيران خزاعة حمشتها الحرب، فقال أبو سفيان: خزاعة ألأم من ذلك وأذل. فعرفت صوته، فقلت: يا أبا حنظلة، فقال: أبو الفضل؟ قلت: نعم. فقال: لبيك، فداك أبي وأمي، ما وراءك؟ قلت: هَذَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الناس قد دلف إليكم بما لا قبل لكم به في عشرة آلاف من المسلمين. قال: فكيف الحيلة، فداك أبي وأمي؟ فقلت: تركب في عجز هذه البغلة، فأستأمن لَكِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك. فردفني فخرجت أركض به نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلما مررت بنار من نيران المسلمين نظروا إلي وقالوا: عم رسول الله على بغلة رسول الله. حتى مررت بنار عمر فقال: أبو سفيان؟! الحمد لله الذي أمكن منك بغير عهد ولا عقد. ثم اشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم. وركضت البغلة حتى اقتحمت باب القبة وسبقت عمر بما تسبق به الدابة البطيئة الرجل البطيء. ودخل عمر، فقال: يا رسول الله هذا أبو سفيان عدو الله، قد أمكن الله منه بغير عهد ولا عقد، فدعني أضرب عنقه. فقلت: يا رسول الله، إني قد آمنته. ثم جلست إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذت برأسه وقلت: والله لا يناجيه الليلة أحد دوني. فلما أكثر فيه عمر، قلت: مهلا يا عمر، فوالله ما تصنع هذا إلا؛ لأنه رجل من بني عبد مناف، ولو كان من بني عدي بن كعب ما قلت هذا. مهلا يا عباس، فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم، وما ذاك إلا أني قد عرفت أن إسلامك كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من إسلام الخطاب لو أسلم. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اذهب به فقد آمناه، حتى تغدو به علي الغداة"، فرجع به العباس إلى منزله. فلما أصبح غدا به عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "ويحك يا أبا

"سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إلا الله"؟ فقال: بأبي وأمي ما أوصلك وأكرمك، والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى شيئا بعد. فقال: "ويحك أولم يأن لك أن تعلم أني رسول الله"؟ قال: بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأحلمك وأكرمك، أما هذه فإن في النفس منها شيئا. قال العباس: فقلت: ويلك تشهد شهادة الحق قبل، والله، أن تضرب عنقك. فتشهد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تشهد: "انصرف به يا عباس فاحبسه عند حطم الجبل بمضيق الوادي، حتى تمر عليه جنود الله". فقلت له: إن أبا سفيان يا رسول الله رجل يحب الفخر، فاجعل له شيئا يكون له في قومك. فقال: " نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن". فخرجت به حتى حبسته عند حطم الجبل بمضيق الوادي، فمرت عليه القبائل، فيقول: من هؤلاء يا عباس؟ فأقول: سليم. فيقول: ما لي ولسليم. وتمر به القبيلة فيقول: من هذه؟ فأقول: أسلم. فيقول ما لي ولأسلم. وتمر جهينة. حتى مَرَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كتيبته الخضراء من المهاجرين والأنصار، في الحديد، لا يرى منهم إلا الحدق. فقال يا أبا الفضل من هؤلاء؟ فقلت: هَذَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المهاجرين والأنصار، فقال: يا أبا الفضل، لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما. فقلت: ويحك، إنها النبوة. قال: فنعم إذن. قلت: الحق الآن بقومك فحذرهم. فخرج سريعا حتى جاء مكة، فصرخ في المسجد: يا معشر قريش؛ هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به. فقالوا: فمه؟ قال: "من دخل داري فهو آمن". قالوا: وما دارك، وما تغني عنا؟ قال: "من دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق داره عليه فهو آمن". هكذا رواه بهذا اللفظ ابن إسحاق، عن حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس موصولا، وأما أيوب السختياني فأرسله. وقد رواه ابن إدريس، عن ابن إسحاق، عن الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بمعناه. وقال عروة: أخبرني نافع بن جبير بن مطعم، قال: سمعت العباس يقول للزبير: يا أبا عبد الله، ههنا أمرك رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تركز الراية. قال: وأمر رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ خالد بن الوليد أن يدخل مكة من كداء. ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من كداء، فقتل من خيل خالد يومئذ رجلان: جيش بن الأشعر، وكرز بن جابر الفهري. وقال الزهري، وغيره: أخفى الله مسير النبي صلى الله عليه وسلم على أهل مكة، حتى نزل بمر الظهران. وفي مغازيه موسى بن عُقْبَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لخالد بن الوليد: "لم قاتلت، وقد نهيتك

"عن القتال"؟ قال: هم بدؤونا بالقتال ووضعوا فينا السلاح وأشعرونا بالنبل، وقد كففت يدي ما استطعت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قضاء الله خير". ويقال: قال أبو بكر يومئذ: يا رسول الله أراني في المنام وأراك دنونا من مكة، فخرجت إلينا كلبة تهر، فلما دنونا منه استلقت على ظهرها، فإذا هي تشخب لبنا. فقال: "ذهب كلبهم وأقبل درهم، وهم سائلوكم بأرحامكم وإنكم لاقون بعضهم، فإن لقيتم أبا سفيان فلا تقتلوه". فلقوا أبا سفيان وحكيما بمر. وقال حسان: عدمت بُنَيَّتِي إِنْ لَمْ تَرَوْهَا ... تُثِيْرُ النَّقْعَ مَوْعِدُهَا كداء ينازعن الأعنة مصحبات ... تلطمهن بِالخُمُرِ النِّسَاءُ فَإِنْ أَعْرَضْتُمُ عَنَّا اعْتَمَرْنَا ... وَكَانَ الفتح وانكشف الغطاء وإلا فاصبروا لجلاد يوم ... يعز الله فيه من يشاء وَجِبْرِيْلٌ رَسُوْلُ اللهِ فِيْنَا ... وُرُوْحُ القُدْسِ لَيْسَ له كفاء هَجَوْتَ مُحَمَّداً فَأَجَبْتُ عَنْهُ ... وَعِنْدَ اللهِ فِي ذاك الجزاء فَمَنْ يَهْجُو رَسُوْلَ اللهِ مِنْكُم ... وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سواء لساني صارم لا عيب فيه ... وبحري ما تكدره الدلاء فذكروا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبسم إلى أبي بكر حين رأى النساء يلطمن الخيل بالخمر؛ أي: ينفضن الغبار عن الخيل. وقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هلال، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "اهجوا قريشا فإنه أشد عليها من رشق النبل". وأرسل إلى ابن رواحة فقال: "اهجهم". فلما فهجاهم فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت. فلما دخل قال: "قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه". ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، فقال: والذي بعثك بالحق لأفرينهم فري الأديم. فقال رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تعجل فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها وإن لي فيهم نسبا، حتى يخلق لك نسبي". فأتاه حسان ثم رجع فقال: يا رسول الله قد أخلص لي نسبك، فوالذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين.

قالت عائشة: فَسَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يقول لحسان: "إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله". وقالت: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "هجاهم حسان فشفى وأشفى". وذكر الأبيات، وزاد فيها: هجوت محمدا برا حنيفا ... رسول الله شيمته الوفاء فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وقاء فَإِنْ أَعْرَضْتُمُ عَنَّا اعْتَمَرْنَا ... وَكَانَ الفَتْحُ وَانْكَشَفَ الغطاء وَقَالَ اللهُ: قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْداً ... يَقُوْلُ الحَقَّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءُ وَقَالَ اللهُ: قَدْ سَيَّرْتُ جندا ... هم الأنصار عرضتها اللقاء لنا في كل يوم من معد ... سباب أو قتال أو هجاء أخرجه مسلم1. وقال سليمان بن المغيرة وغيره: حدثنا ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح قال: وفدنا إلى معاوية ومعنا أبو هريرة، وكان بعضنا يصنع لبعض الطعام. وكان أبو هريرة ممن يصنع لنا فيكثر، فيدعو إلى رحله. قلت: لو أمرت بطعام فصنع ودعوتهم إلى رحلي، ففلعت. ولقيت أبا هريرة بالعشي فقلت: الدعوة عندي الليلة. فقال: سبقتني يا أخا الأنصار. قال: فإنهم لعندي إذ قال أبو هريرة: ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار؟ فذكر فتح مكة. وقال: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خالد بن الوليد على إحدى المجنبتين، وبعث الزبير على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسر؟ ثم رآني فقال: "يا أبا هريرة". قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله. قال: "اهتف لي بالأنصار ولا تأتني إلا بأنصاري". قال: ففعلته. ثم قال: "انظروا قريشا وأوباشهم فاحصدوهم حصدا". فانطلقنا فما أحد منهم يوجه إلينا شيئا، وما منا أحد يريد أحدا منهم إلا أخذه. وجاء أبو سفيان، فقال: يا رسول الله: أبيدت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن". فألقوا سلاحهم.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2490" من طريق الليث، به. قوله: "أدلع لسانه": أي أخرجه عن الشفتين. لأفرينهم: أي لأمزقن أعراضهم تمزيق الجلد.

وَدَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبدأ بالحجر فاستلمه، ثم طاف سبعا وصلى خلف المقام ركعتين. ثم جاء ومعه القوس آخذ بسيتها، فجعل يطعن بها في عين صنم من أصنامهم، وهو يقول: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] ، ثم انطلق حتى أتى الصفا، فعلا منه حتى يرى البيت، وجعل يحمد الله ويدعوه، والأنصار عنده يقولون: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته. وجاء الوحي، وكان الوحي، إذا جاء لم يخف علينا. فلما أن رفع الوحي، قال: "يا معشر الأنصار قلتم كذا وكذا، فما اسمي إذا؟ كلا، إني عبد الله ورسوله. المحيا محياكم والممات مماتكم". فأقبلوا يبكون وقالوا: يا رسول الله ما قلت إلا الضن بالله وبرسوله. فقال: "إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم". أخرجه مسلم1، وعنده: "كلا إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم". وفي الحديث دلالة على الإذن بالقتل قبل عقد الأمان. وقال سلام بن مسكين: حدثني ثابت البناني، عن عبد الله بن بارح، عن أبي هريرة، قال: ما قتل يوم الفتح إلا أربعة. ثم دخل صناديد قريش الكعبة وهم يظنون أن السيف لا يرفع عنهم. ثم طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب، فقال: "ما تقولون وما تظنون"؟ قالوا: نقول: ابن أخ وابن عم حليم رحيم". فقال: "أقول كما قال يوسف: {لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} [يوسف: 92] ". قال: فخرجوا كما نشروا من القبور، فدخلوا في الإسلام. وقال عروة، عن عائشة: دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الفتح من كداء من أعلى مكة2. وقال عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفتح رأى النساء يلطمن وجوه الخيل بالخمر، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر، وقال: "كيف قال حسان"؟ فأنشده أبو بكر: عدمت بنيتي إن لم تروها ... تثير النقع من كنفي كداء ينازعن الأعنة مسرجات ... يلطمهن بالخمر النساء

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "2424"، وابن أبي شيبة "14/ 471-473"، وأحمد "2/ 538"، ومسلم "1780" "84" "85"، وأبو داود "1872"، والبيهقي "9/ 117-118" من طريق سليمان بن المغيرة، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4290" من طريق حفص بن ميسرة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، به.

فقال: "ادخلوا من حيث قال حسان". وقال الزهري: عن أنس، دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفتح مكة وعلى رأسه، المغفر، فلما وضعه جاء رجل فقال: هذا ابن خطل متعلق بأستار الكعبة. فقال: "اقتلوه". متفق عليه1. وكان صلى الله عليه وسلم قد أهدر دم ابن خطل وثلاثة غيره. وقال منصور بن أبي مزاحم: حدثنا أبو معشر، عن يوسف بن يعقوب، عن السائب بن يزيد، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتل عبد الله بن خطل يوم أخرجوه من تحت الأستار، فَضَرَبَ عُنُقَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالمَقَامِ، ثُمَّ قَالَ: "لا يقتل قرشي بعدها صبرا". وقال معاوية بن عمار الدهني، عن أبي الزبير، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الفَتْحِ وَعَلَيْهِ عمامة سوداء بغير إحرام، أخرجه مسلم. وفي مسند الطيالسي: حدثنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل يوم الفتح وعليه عمامة سوداء. وقال مساور الوراق: سمعت جَعْفَرِ بنِ عَمْرِو بنِ حُرَيْث، عَنْ أَبِيْهِ، قال: كأني أنظر إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم فتح مكة، وعليه عمامة سوداء حرقانية، قد أرخى طرفها بين كتفيه. أخرجه مسلم 2. وقال ابن إسحاق، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ عائشة قالت: كَانَ لِواءُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الفتح أبيض، ورايته سوداء؛ قطعه مرط لي مرحل، وكانت الراية تسمى العقاب. قال عبد الله بن أبي بكر، لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي طوى ورأى ما أكرمه الله به من الفتح جعل يتواضع لله حتى إنك لتقول: قد كاد عثنونه أن يصيب واسطة الرحل. وقال ثابت، عن أنس: دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الفتح وذقنه على رحله متخشعا. حديث صحيح. وقال شعبة، عن معاوية بن قرة، سمع عبد الله بن مغفل، قال: قرأ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الفتح سورة الفتح وهوعلى بعير، فرجع فيها. ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفل عن

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4286"، ومسلم "1357" من طريق مالك بن أنس، عن ابن شهاب، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1358" "453" من طريق أبي أسامة، عن مساور الوراق، به.

النبي صلى الله عليه وسلم فرجع وقال: لولا أن يجتمع الناس لرجعت كما رجع ابن مُغَفَّلٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متفق عليه، ولفظه للبخاري1. وقال ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي معمر، عن عبد الله بن مسعود، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ يوم الفتح، وحول الكعبة ثلاثة مائة وستون نصبا، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49] ، {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] 2، متفق عليه. وقال ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بكر، عَنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أبيه، قال: دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الفتح، وعلى الكعبة ثلاث مائة صنم، فأخذ قضيبه فجعل يهوي به إلى صنم صنم، وهو يهوي حتى مر عليها كلها. حديث حسن. وقال القاسم بن عبد الله العمري -وهو ضعيف- عن عبد الله دينار، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما دخل مكة وجد بها ثلاث مائة وستين صنما. فأشار إلى كل صنم بعصا من غير أن يسمها، وقال: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] ، فكان لا يشير إلى صنم إلا سقط. وقال عبد الوارث، عن أَيُّوْبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ مكة، أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل وفي أيديهما الأزلام، فقال: "قاتلهم الله، أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط". ودخل البيت وكبر في نواحيه. أخرجه البخاري 3. وقال معمر، عن أَيُّوْبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رأى الصور في البيت لم يدخله حتى أمر بها فمحيت. ورأى إبراهيم وإسماعيل بأيديهما الأزلام، فقال: "قاتلهم الله، والله ما استقسما بها قط" 4. صحيح.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4281". 2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 377"، والبخاري "2478"و "4287"و"4720" و"1781"، والترمذي "3138" والطبراني "10427"، والبيهقي "6/ 101" من طرق عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، به. 3 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 334"، والبخاري "1601" و"4288"، وأبو داود "2027"، والبيهقي "5/ 158"، والبغوي "3815" من طريق عبد الوارث، به. 4 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "19485"، وأحمد "1/ 365"، والبخاري "3352"، والحاكم "2/ 550"، والطبراني "11845"، والبغوي "3214" من طريق معمر، به.

وروى أبو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يدخل البيت حتى محيت الصور. صحيح. وقال هوذة: حدثنا عوف الأعرابي، عن رجل، قال: دَعَا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفتح، شيبة بن عثمان فأعطاه المفتاح، وقال له: "دونك هذا، فأنت أمين الله على بيته". قال الواقدي: هذا غلط، إنما أعطى المفتاح عثمان بن طلحة؛ ابن عم شيبة؛ يوم الفتح، وشيبة يومئذ كافر. ولم يزل عثمان على البيت حتى مات ثم ولي شيبة. قلت: قول الواقدي: لم يزل عثمان على البيت حتى مات، فيه نظر، فإن أراد لم يزل منفردا بالحجابة، فلا نسلم، وإن أراد مشاركا لشيبة، فقريب، فإن شيبة كان حاجبا في خلافة عمر. ويحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم ولى الحجابة لشيبة لم أسلم، وكان إسلامه عام الفتح، لا يوم الفتح. وقال محمد بن حمران: حدثنا أبو بشر، عن مسافع بن شيبة، عن أبيه، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكعبة يصلي، فإذا فيها تصاوير، فقال: "يا شيبة، اكفني هذه". فاشتد ذلك عليه. فقال له رجل: طينها ثم الطخها بزعفران. ففعل. تفرد بن محمد، وهو مقارب الأمر. وقال يونس، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته مردفا أسامة، ومعه بلال وعثمان بن طلحة، من الحجبة، حتى أناخ في المسجد، فأمر عثمان أن يأتي بمفتاح البيت، ففتح وَدَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أسامة وبلال وعثمان، فمكث فيها نهارا طويلا، ثم خرج فاستبق الناس، وكان عبد الله بن عمر أول من دخل، فوجد بلالا وراء الباب، فسأله: أين صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فأشار إلى المكان الذي صلى فيه. قال ابن عمر: فنسيت أن أسأله: كم صلى من سجدة؟. صحيح. علقه البخاري محتجا به. وقال ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي ثور، عن صفية بنت شيبة، قالت: لما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، طاف على بعيره، يستلم "الحجر" بالمحجن. ثم دخل الكعبة فوجد حمامة عيدان فاكتسرها، ثم قال بها على باب الكعبة -وأنا أنظر- فرمى بها. وذكر أسباط، عن السدي، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: لما كان يوم فتح مكة، آمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، إلا أربعة نفر وامرأتين، وقال: "اقتلوهم، وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح". فأما ابن خطل فأدرك وهو متعلق بالأستار، فاستبق إليه سعيد بن

حريث وعمار بن ياسر، فسبق سعيد عمارا، فقتله. وأما مقيس فقتلوه في السوق. وأما عكرمة فركب البحر، وذكر قصته، ثم أسلم، وأما ابن أبي سرح فاختبأ عند عثمان، فلما دَعَا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس إلى البيعة، جاء به عثمان حتى أوقفه عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رسول الله، بايع عبد الله. فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا، كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث. ثم أقبل على أصحابه فقال: "أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا، حيث رآني كففت، فيقتله"؟. قالوا: ما يدرينا يا رسول الله، ما في نفسك، هلا أومأت إلينا بعينك؟ قال: "إنه لا ينبغي أن يكون لنبي خائنة الأعين". وقال ابن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ، قال: قدم مقيس بن صبابة عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وقد أظهر الإسلام، يطلب بدم أخيه هشام، وكان قتله رجل من المسلمين يوم بني المصطلق ولا يحسبه إلا مشركا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما قتل أخوك خطأ". وأمر له بديته، فأخذها، فمكث مع المسلمين شيئا، ثم عدا على قاتل أخيه فقتله، ولحق بمكة كافرا. فامر رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -عَامَ الفتح- بقتله، فقتله رجل من قومه يقال له: نميلة بن عبد الله؛ بين الصفا والمروة. وحدثني عبد الله بن أبي بكر، وأبو عبيدة بن محمد بن عَمَّارٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما أمر بقتل ابن أبي سرح؛ لأنه كان قد أسلم، وكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فرجع مشركا ولحق بمكة. قال ابن إسحاق: وإنما أمر بقتل عبد الله بن خطل؛ أحد بني تميم بن غالب؛ لأنه كان مسلما، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا، وبعث معه رجلا من الأنصار، وكان معه مولى يخدمه وكان مسلمًا. فنزلا منزلا، فأمر المولى أن يذبح تيسا ويصنع له طعامًا، ونام فاستيقظ ولم يصنع له شيئا فقتله وارتد. وكان له قينة وصاحبتها تغنيان بهجاء رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ بقتلهما معه، وكان ممن يُؤْذِي رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ القُمِّيُّ: حَدَّثَنَا جَعْفَرِ بنِ أَبِي المُغِيْرَةِ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، قال: لما افْتَتَحَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة، جاءت عجوز حبشية شمطاء تخمش وجهها وتدعو بالويل. فقيل: يا رسول الله، رأينا كذا وكذا. فقال: "تلك نائلة أيست أن تعبد ببلدكم هذا أبدا". كأنه منقطع. وقال يونس بن بكير، عن زكريا، عن الشعبي، عن الحارث بن ملك؛ هو ابن برصاء؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الفتح يقول: "لا تغزى مكة بعد اليوم أبدا إلى يوم القيامة".

وقال محمد بن فضيل: حدثنا الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، قال: لَمَّا فَتَحَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مكة، بعث خالد بن الوليد إلى نخلة، وكانت بها العزى، فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات، فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها. ثم أتي النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: "ارجع، فإنك لم تصنع شيئا". فرجع خالد، فلما نظرت إليه السدنة؛ وهم حجابها؛ أمعنوا في الجبل وهم يقولون: يا عزى خبليه، يا عزى عوريه، وإلا فموتي برغم. فأتاها خالد، فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحثو التراب على رأسها، فعممها بالسيف حتى قتلها. ثم رجع إلى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: "تلك العزى". أبو الطفيل له رؤية. وقال ابن إسحاق: حدثني أبي، قال: حدثني بعض آل جبير بن مطعم أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما دخل مكة، أمر بلالا فعلا على ظهر الكعبة، فأذن عليها، فقال بعض بني سعيد بن العاص: لقد أكرم الله سعيدا قبل أن يرى هذا الأسود على ظهر الكعبة. وقال عروة: أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلالا يوم الفتح فأذن على الكعبة. وقال اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ سعيد بن أبي هند: أن أبا مرة مولى عقيل حدثه، أن أم هانئ بنت أبي طالب حدثته؛ أنه لما كان عام الفتح فر إليها رجلان من بني مخزوم، فأجارتهما. قالت: فدخل علي علي، فقال: أقتلهما. فَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو بأعلى مكة، فلما رآني رحب بي، فقال: "ما جاء بك يا أم هانئ"؟ قالت: يا نبي الله، كنت قد أمنت رجلين من أحمائي فأراد علي قلتهما. فقال: "قد أجرنا من أجرت". ثم قام إلى غسله، فسترت عليه فاطمة. ثم أخذ ثوبا فالتحف به ثم صلى ثمان ركعات؛ سبحة الضحى. أخرجه مسلم. وقال الليث، عن المقبري، عن أبي شريح العدوي، أنه قال لعمرو بن سعيد، وهو يبعث البعوث إلى مكة: ائذن لي أيها الأمير، أحدث قولا قام بِهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغد من يوم الفتح؟ سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به؛ أنه حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "إن الله حرم مكة ولم يحرمها الناس، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص بقتال رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيْهَا، فقولوا له: إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار. وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس. فليبلغ الشاهد الغائب". فقيل لأبي شريح: ماذا قال لك عمرو؟ قال: قال: أنا أعلم بذاك منك يا أبا شريح، إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة. متفق عليه.

وقال ابن عيينة، عن علي بن زيد، عمن حدثه عن ابن عمر، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكة وهو على درجة الكعبة: "الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. ألا إن قتيل العمد الخطأ بالسوط أو العصا فيه مائة من الإبل، منها أربعون خلفة في بطونها أولادها. ألا إن كل مأثرة في الجاهلية ودم مال تحت قدمي هاتين إلا ما كان من سدانة البيت وسقاية الحاج، فقد أنضيتها لأهلها". ضعيف الإسناد. وقال ابن إسحاق: حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عام الفتح، ثم قال: "أيها الناس؛ ألا إنه لا حلف في الإسلام، وما كان من حلف في الجاهلية فإن الإسلام لا يزيده إلا شدة. والمؤمنون يد على من سواهم، يجير عليهم أدناهم، ويرد عليهم أقصاهم، ترد سراياهم على قعيدتهم. لا يقتل مؤمن بكافر. 8 دية الكافر نصف دية المسلم. لا جلب ولا جنب. ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم". وقال أبوالزناد، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "منزلنا، إن شاء الله إذا فتح الله، الخيف؛ حيث تقاسموا على الكفر". أخرجه البخاري. وقال أبو الأزهر النيسابوري: حدثنا محمد بن شرحبيل الأبناوي، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان، أن محمد بن الأسود بن خلف، أخبره أن أباه الأسود حضر النبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس يوم الفتح، وجلس عند قرن مستقلة، فجاءه الصغار والكبار والرجال والنساء فبايعوه على الإسلام والشهادة. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله، عَنِ أَبِيْهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قالت: لما كان عام الفتح ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا طوى، قال أبو قحافة لابنة له كانت من أصغر ولده: أي بنية: أشرفي بي على أبي قبيس، وقد كف بصره. فأشرفت به عليه. فقال: ماذا ترين؟ قالت: أرى سوادًا مجتمعا، وأرى رجلا يشتد بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا. فقال: تلك الخيل يا بنية، وذلك الرجل الوازع. ثم قال: ماذا ترين؟ قالت: أرى السواد انتشر. فقال: فقد والله إذن دفعت الخيل، فأسرعي بي إلى بيتي. فخرجت سريعا، حتى إذا هبطت به إلى الأبطح، لقيتها الخيل، وفي عنقها طول لها من روق، فاقتطعه إنسان من عنقها. فلما دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسجد، خرج أبو بكر حتى جاء بأبيه يقوده، فَلَمَّا رَآهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "هلا تركت الشيخ في بيته حتى أجيئه"؟ فقال: يمشي هو إليك يا رسول الله أحق من أن تمشي إليه. فأجلسه بين يديه ثم مسح صدره وقال: "أسلم تسلم". فأسلم. ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته فقال: أنشد بالله والإسلام طوق أختي. فوالله ما أجابه

أحد، ثم قال الثانية، فما أجابه أحد، فقال: يا أخيه، احتسبي طوقك، فوالله إن الأمانة اليوم في الناس لقليل. وقال أبو الزبير، عن جابر: أن عمر أخذ بيد أبي قحافة فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "غيروا هذا الشيب ولا تقربوه سوادًا" 1. وقال زيد بن أسلم: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هنأ أبا بكر بإسلام أبيه. مرسل. وقال مالك: عن ابن شهاب: أنه بلغه أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان على عهده نساء يسلمن بأرضهن، منهن ابنة الوَلِيْدِ بنِ المُغِيْرَةِ، وَكَانَتْ تَحْتَ صَفْوَانَ بنِ أمية، فأسلمت يوم الفتح وهرب صفوان، فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن عمه عمير بن وهب برداء رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمَاناً لِصَفْوَانَ، وَدَعَاهُ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَنْ يَقْدَمَ عليه، فإن رضي أمرا قبله، وإلا سيره شهرين. فقدم فنادى على رؤوس الناس: يا محمد، هذا عمير بن وهب جاءني بردائك وزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك، فإن رضيت أمرا قبلته، وإلا سيرتني شهرين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انزل أبا وهب". فقال: لا والله، لا أنزل حتى تبين لي. فقال: لَكَ تَسْيِيْرُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ. فَخَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ هوازن، فأرسل إلى صفوان يستعيره أداة وسلاحا. فقال صفوان: أطوعا أو كرها؟ فقال: بل طوعا. فأعاره الأداة والسلاح. وَخَرَجَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وهو كافر، فشهد حنينا والطائف، وهو كافر وامرأته مسلمة، فلم يفرق رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا حَتَّى أَسْلَمَ، وَاسْتَقَرَّتْ عِنْدَهُ بِذَلِكَ النِّكَاحِ، وكان بين إسلامهما نحو من شهر. وكانت أم حكيم بنت الحارث بن هشام تحت عكرمة بن أبي جهل، فأسلمت يوم الفتح، وهرب عكرمة حتى قدم اليمن، فارتحلت أم حكيم حتى قدمت عليه باليمن ودعته إلى الإسلام فأسلم. وقدم عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما رآه وثب فرحا به، ورمى عليه رداءه حتى بايعه، فثبتا على نكاحهما ذلك. وقال الواقدي: حدثني عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ الهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي حصين الهذلي، قال: استقرض رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفوان بن أمية خمسين ألف درهم، ومن عبد الله بن أبي ربيعة أربعين ألفا، ومن حويطب بن عبد العزى أربعين ألفا، فقسمها بين أصحابه من أهل الضعف. ومن ذلك المال بعث إلى جذيمة.

_ 1 أخرجه عبد الرزاق "20179"، وأحمد "3/ 316و 322و 338"، ومسلم "2102" "78" و"79"، وأبو داود "4204"، والنسائي "8/ 138"، والحاكم "3/ 244"، وأبو يعلى "1819" والبيهقي "7/ 310"، والبغوي "3179" من طرق عن أبي الزبير، به.

وقال يونس: عن ابن شهاب، حدثني عروة، قال: قالت عائشة: إن هند بنت عتبة بن ربيعة، قالت: يا رسول الله، ما كان مما على ظهر الأرض أخباء أو خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك. قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وأيضا، والذي نفس محمد بيده". قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل ممسك -أبو قالت: مسيك- فهل على من خرج أن أطعم من الذي له؟ قال: "لا، إلا بالمعروف". أخرجه البخاري. وأخرجاه، من حديث شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري. وعنده: فهل علي حرج أن أطعم من الذي له عيالنا. قال: "لا عليك أن تطعميهم بالمعروف". وقال الفريابي: حدثنا يونس، عن ابن إسحاق، عن أبي السفر، عن ابن عباس، قال: رأى أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي والناس يطأون عقبه. فقال في نفسه: لو عاودت هذا الرجل القتال. فجاءه رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ضرب في صدره، فقال: "إذا يخزيك الله". قال: أتوب إلى الله وأستغفر الله. وروى نحوه، مرسلا، أبو إسحاق السبيعي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ. وقال موسى بن أعين، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن ابن المسيب، قال: لما كان ليلة دخل الناس مكة، لم يزالوا في تكبير وتهليل وطواف بالبيت حتى أصبحوا. فقال أبو سفيان لهند: أترى هذا من الله؟ ثم أصبح فغدا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ له: "قلت لهند أترين هذا من الله، نعم هذا من الله". فقال: أشهد أنك عبد الله ورسوله، والذي يحلف به أبو سفيان، ما سمع قولي هذا أحد من الناس إلا الله وهند. وقال ابن المبارك: أخبرنا عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يوما، يصلي ركعتين. أخرجه البخاري. وقال حفص بن غياث، بن عاصم الأحول: سبعة عشر يوما. صحيح. وقال ابن علية: أَخْبَرَنَا عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عمران بن حصين: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأقام بمكة ثماني عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين، يقول: يا أهل البلد صلوا أربعا، فإنا سفر. أخرجه أبو داود، علي ضعيف. وقال ابن إسحاق، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الله: أقام رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفتح خمس عشرة يقصر الصلاة.

ثم روى ابن إسحاق، عن جماعة، مثل هذا. قال البيهقي: الأصح رواية ابن المبارك التى اعتمدها البخاري. وقال الواقدي: وفي رمضان بعثة خالد بن الوليد إلى العزى، فهدمها. وبعث عمرو بن العاص إلى سواع في رمضان، وهو صنم هذيل، فهدمه، وقال: قلت للسادن: كيف رأيت؟ قال: أسلمت لله. قال: وفي رمضان بعث سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة، وكانت بالمشلل، للأوس والخزرج وغسان. فلما كان يوم الفتح بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدِ بن زيد الأشهلى في عشرين فارسا حتى انتهى إليها، وتخرج إلى سعد امرأة سوداء عريانة ثائرة الرأس تدعو بالوبل، فقال لها السادن: مناة، دونك بعض غضباتك. وسعد يضربها، فقتلها، وأقبل إلى الصنم، فهدموه لست بقين من رمضان. وقال منصور، عن مجاهد، عن طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفتح، ولكن جهاد ونية، وإن استنفرتم فانفروا". قاله يوم الفتح. متفق عليه1. وقال عَمْرِو بنِ مُرَّةَ: سَمِعْتُ أَبَا البَخْتَرِيِّ يُحَدِّثُ عن أبي سعيد الخدري، قال: لما نزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] ، قرأها رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قال: "إني وأصحابي حيز والناس حيز، لا هجرة بعد الفتح". فحدثت به مروان بن الحكم -وكان على المدينة- فقال: كذبت. وعنده زيد بن ثابت، ورافع بن خديج، وكانا معه على السرير. فقلت: إن هذين لو شاءا لحدثاك، ولكن هذا؛ يعني زيدا؛ يخاف أن تنزعه عن الصدقة، والآخر يخاف أن تنزعه عن عرافة فومه. قال: فشد عليه بالدرة، فلما رأيا ذلك قالا: صدق. وقال حماد بن زيد، عن أيوب: حدثني أبو قلابة، عن عمرو بن سلمة، ثم قال: هو حي، ألا تلقاه فتسمع منه؟ فلقيت عمرا فحدثني بالحديث، قال: كنا بممر الناس، فتمر بنا الركبان فنسألهم: ما هذا الأمر؟ وما للناس؟ فيقولون: نبي يزعم أن الله قد أرسله، وأن الله أوحى إليه كذا وكذا. وكانت العرب تلوم بإسلامها الفتح، ويقولون: أنظروه، فإن ظهر فهو نبي فصدقوه، فلما كان وقعة الفتح نادى كل قوم بإسلامهم، فانطلق أبي بإسلام حوائنا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقدم فأقام عنده كذا وكذا. ثم جاء فتلقيناه، فقال: جئتكم من عند رسول الله حقا، وإنه يأمركم بكذا، وصلاة كذا وكذا، وإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثرك قرآنا. فنظروا في أهل حوائنا فلم يجدوا أكثر قرآنا مني فقدموني، وأنا ابن سبع سنين، أو ست سنين. فكنت أصلي بهم، فإذا سجدت تقلصت بردة علي. تقول امرأة من الحي: غطوا عنا است قارئكم هذا. قال: فكسيت معقدة من معقد البحرين بستة دراهم أو بسبعة، فما فرحت بشيء كفرحي بذلك. أخرجه البخاري2، عن سليمان بن حرب، عنه، والله أعلم.

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "9713"، وأحمد "1/ 226و 266و 315-316و 355"، والبخاري "1834" "2783" و "2825"و "3077"، ومسلم "1353"، وأبو داود "2480"، والترمذي "1590"، والنسائي "7/ 146"، والدارمي "2/ 239"، وابن الجارود "1030"، والطبراني "10944"، والبيهقي "5/ 195" و"9/ 16"، والبغوي "2003" من طرق عن منصور، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4302" حدثنا سليمان بن حرب، به. قوله: "تلوم" بفتح أوله واللام وتشديد الواو: أي تنتظر. تقلصت: أي انجمعت وارتفعت.

غزوة بني جذيمة

غزوة بني جذيمة: قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم السرايا فيما حول مكة يدعوم إلى الله -تعالى- ولم يأمرهم بقتال. فكان ممن بعث، خالد بن الوليد، وأمره أن يسير بأسفل تهامة داعيا، ولم يبعثه مقاتلا، فوطئ بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة، فأصاب منهم. وقال مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خالد بن الوليد إلى -أحسبه قال:- بني جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام. فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا، صبأنا. وجعل خالد بهم قتلا وأسرا، ودفع إلى كل رجل منا أسيره. حتى إذا أصبح يوما أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره. فقال ابن عمر: فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره. قال: فقدموا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر له صنيع خالد. فقال؛ ورفع يديه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ". مرتين. أخرجه البخاري1. وقال ابن إسحاق: حدثني حَكِيْمِ بنِ حَكِيْمِ بنِ عَبَّادِ، بنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد، فخرج حتى نزل ببني جذيمة، وهم على مائهم، وكانوا قد أصابوا في الجاهلية عمه الفاكه بن المغيرة، ووالد عبد

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "2/ 150-151"، والبخاري "4339" و"7189"، والنسائي "8/ 236-237و 237" من طريق معمر، به.

الرحمن بن عوف؛ فذكر الحديث، وفيه: فأمر خالد برجال منهم فأسروا وضربت أعناقهم. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "اللهم إني أبرأ إليك مما عمل خالد بن الوليد". ثم دَعَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيّاً فقال: "اخرج إلى هؤلاء القوم، فأد دماءهم وأموالهم، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك". فخرج علي، وقد أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مالا، فودى لهم دماءهم وأموالهم، حتى إنه ليعطيهم ثمن ميلغة1 الكلب، فبقي مع علي بقية من مال، فقال: أعطيكم هذا احتياطا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما لا يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما لا تعلمون. فأعطاهم إياه، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخبره الخبر، فقال: "أحسنت وأصبت". وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يعقوب بن عتبة بن المغيرة، عن الزهري، قال: حدثني ابن أبي حدرد، عن أبيه، قال: كنت في الخيل التي أصاب فيها خالد بني جذيمة، إذا فتى منهم مجموعة يده إلى عنقة برمة -يقول: بحبل- فقال: يا فتى، هل أنت آخذ بهذه الرمة فمقدمي إلى هذه النسوة، حتى أقضي إليهن حاجة، ثم تصنعون ما بدا لكم؟ فقلت: ليسير ما سألت. ثم أخذت برمته فقدمته إليهن، قال: أسلم حبيش، على نفاد العيش، ثم قال: أرأيت إن طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو أدركتكم بالخوانق ألم يك حقا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق فلا ذنب لي، قد قلت، إذ أهلنا معا ... أثيبي بود قبل إحدى الصفائق أثيبي بود قبل أن تشحط النوى ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق فإني لا سر لدي أضعته ... ولا راق عيني بعد وجهك رائق على أن ما ناب العشيرة شاغل ... عن اللهو إلا أن تكون بوائق فقالت: وأنت حييت عشرا، وسبعا وترا، وثمانيا تترى. ثم قدمناه فضربنا عنقه. قال ابن إسحاق: فحدثنا أبو فراس الأسلمي، عن أشياخ من قومه قد شهدوا هذا مع خالد؛ قالوا: فلما قتل قامت إليه، فما زالت ترشفه حتى ماتت عليه.

_ 1 الميلغة: الإناء الذي يلغ فيه الكلب.

غزوة حنين

غزوة حنين: قال يونس، عن ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عن أبيه، وحدثني عمرو بن شعيب، والزهري، وعبد الله بن أبي بكر، عن حديث حنين، حين سار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وساروا إليه. فبعضهم يحدث بما لا يحدث به بعض، وقد اجتمع حديثهم: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما فرغ من فتح مكة، جمع عوف بن مالك النصري بني نصر وبني جشم وبني سعد بن بكر، وأوزاعا من بني هلال؛ وهم قليل؛ وناسا من بني عمرو بن عامر، وعوف بن عامر، وأوعبت معه ثقيف الأحلاف، وبنو مالك. ثم شار بهم إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وساق معه الأموال والنساء والأبناء، فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، فقال: "اذهب فادخل في القوم، حتى تعلم لنا من علمهم". فدخل فيهم، فمكث فيهم يومًا أو اثنين. ثم أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ خبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب: "ألا تسمع ما يقول ابن أبي حدرد"؟ فقال عمر: كذب. فقال ابن أبي حدرد: والله لئن كذبتني يا عمر لربما كذبت بالحق. فقال عمر: ألا تسمع يا رسول الله ما يقول ابن أبي حدرد؟ فقال: "قد كنت يا عمر ضالا فهداك الله". ثم بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى صفوان بن أمية؛ فسأله أدراعا عنده؛ مائة درع، وما يصلحها من عدتها. فقال: أغصبا يا محمد؟ قال: بل عارية مضمونة. ثم خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سائرا. قال ابن إسحاق: حدثنا الزهري، قَالَ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلى حنين في ألفين من مكة، وعشرة آلاف كانوا معه، فسار بهم. وقال ابن إسحاق: واستعمل على مكة عتاب بنِ أَسِيْدِ بنِ أَبِي العِيْصِ بنِ أُمَيَّةَ. وبالإسناد الأول: أن عوف بن مالك أقبل فيمن معه ممن جمع من قبائل قيس وثقيف، ومعه دريد بن الصمة؛ شيخ كبير في شجار له يقاد به، حتى نزل الناس بأوطاس. فقال دريد حين نزلوها فسمع رغاء البعير ونهيق الحمير ويعار الشاء وبكاء الصغير: بأي واد أنتم؟ فقالوا: بأوطاس. فقال: نعم مجال الخيل، لا حزن ضرس، ولا سهل دهس، ما لي أسمع رغاء البعير وبكاء الصغير ويعار الشاء؟ قالوا: ساق مالك مع الناس أموالهم وذراريهم. قال: فأين هو؟ فدعي، فقال: يا مالك، إنك أصبحت رئيس قومك، وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام، فما دعاك إلى أن تسوق مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم؟ قال: أردت أن أجعل

خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم. فأنفض به دريد وقال: يا راعي ضأن والله؛ وهل يرد وجه المنهزم شيء؟ إنها إن كانت لك لا ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك، فارفع الأموال والنساء والذراري إلى عليا قومهم وممتنع بلادهم. ثم قال دريد: وما فعلت كعب وكلاب؟ فقالوا: لم يحضرها منهم أحد. فقال فعلها: غاب الحد والجد، لو كان يوم علاء ورفعة لم تغب عنه كعب وكلاب ولوددت لو فعلتم فعلها، فمن حضرها؟ قالوا: عمرو بن عامر، وعوف بن عامر، فقال: ذانك الجذعان لا يضران ولا ينفعان. فكره مالك أن يكون لدريد فيها رأى، فقال: إنك قد كبرت وكبر علمك، والله لتطيعن يا معشر هوازن، أو لأتكئن على هذا السيف حتى يخرج من ظهري فقالوا: أطعناك. ثم قال مالك للناس: إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم، ثم شدوا شدة رجل واحد. وقال الواقدي: سَارَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة لست خلون من شوال، في اثني عشر ألفا، فقال أبو بكر: لا نغلب اليوم من قلة. فانتهوا إلى حنين، لعشر خلون من شوال، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتعبئة، ووضع الألوية والرايات في أهلها، وركب بغلته ولبس درعين والمغفر والبيضة. فاستقبلهم من هوازن شيء لم يروا مثله من السواد والكثرة، وذلك في غبش الصبح. وخرجت الكتائب من مضيق الوادي وشعبه، فحملوا حملة واحدة، فانكشفت خيل بني سليم مولية، وتبعهم أهل مكة، وتبعهم الناس. فَجَعَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "يا أنصار الله، وأنصار رسوله، أنا عبد الله ورسوله". وثبت معه يومئذ: عمه العباس وابنه الفضل، وعلي بن أبي طالب، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأخوه ربيعة، وأبو بكر، وعمر، وأسامة بن زيد، وجماعة. وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني أمية بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ عُثْمَانَ، أنه حدث أن مالك بن عوف بعث عيونا، فأتوه وقد تقطعت أوصالهم، فقال: ويلكم، ما شأنكم؟ فقالوا: أتانا رجال بيض على خيل بلق، فوالله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى. فلما رده ذلك عن وجهه أن مضى على ما يريد. منقطع. وعن الربيع بن أنس، أن رجلا قال: لن نغلب من قلة. فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، ونزلت {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} الآية [التوبة: 25] . وقال معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، سمع أبا سلام يقول: حدثني السلولي، أنه حدثه سهل الحنظلية، أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فأطنبوا السير حتى كان عشية، فحضرت صلاة الظهر عِنْد رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاء فارس، فقال: يا رسول الله إني

انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم، بظعنهم ونعمهم وشائهم، اجتمعوا إلى حنين. فتبسم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله"، ثم قال: من يحرسنا الليلة؟ قال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله. قال: فاركب فرسا له، رجاء إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ له: "استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه، ولا نغرن من قبلك الليلة". فلما أصبحنا خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى مصلاة فركع ركعتين، ثم قال: "هل أحسستم فارسكم"؟ قالوا: يا رسول الله، لا. فثوب بالصلاة فَجَعَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي ويلتفت إلى الشعب، حتى إذا قضى صلاته وسلم قال: "أبشروا، فقد جاء فارسكم". فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب، فإذا هو قد جاء، حتى وقف عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أَمَرَنِي رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أصبحت اطلعت الشعبين، فنظرت فلم أر أحدا. فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هل نزلت الليلة"؟ قال: لا، إلا مصليا أو قاضي حاجة. فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قد أوجبت، فلا عليك أن لا تعمل بعدها". أخرجه أبو داود. قال يونس، عن ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عن أبيه، قال: خرج مالك بن عوف بمن معه إلى حنين، فسبق رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها، فأعدوا وتهيأوا في مضايق الوادي وأحنائه، وأقبل رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، فانحط بهم في الوادي في عماية الصبح. فلما انحط الناس ثارت في وجوههم الخيل فشدت عليهم، وانكفأ الناس منهزمين لا يقبل أحد على أحد، وانحاز رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ اليمين يقول: "أيها الناس، هلموا، إني أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله". فلا ينثني أحد، وركبت الإبل بعضها بعضا. فَلَمَّا رَأَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ الناس، ومعه رهط من أهل بيته ورهط من المهاجرين، والعباس آخذ بحكمة بغلته البيضاء، وثبت معه علي، وأبو سفيان، وربيعة؛ ابنا الحارث، والفضل بن عباس، وأيمن بن أم أيمن، وأسامة، ومن المهاجرين أبو بكر وعمر. قال: ورجل من هوازن على جمل له أحمر بيده راية سوداء أمام هوازن، إذا أدرك الناس طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فيتبعوه. فلما انهزم من كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جفاة أهل مكة، تكلم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغن، فقال أبو سفيان بن حرب: لا تنتهي هزيمتهم دون البحور. وإن الأزلام لمعه في كنانته. قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي بكر، قال: سار أبو سفيان إلى حنين، وإنه ليظهر الإسلام، وإن الأزلام التي يستقسم بها في كنانته.

قال شيبة بن عثمان العبدري: اليوم أدرك ثأري -وكان أبوه قتل يوم أحد- اليوم أقتل محمدًا. قال: فأدرت برسول الله لأقتله، فأقبل شيء حتى تغشى فؤادي، فلم أطلق، فعرفت أنه ممنوع. وحدثني عاصم، عن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رأى من الناس ما رأى قال: "يا عباس، اصرخ: يا معشر الأنصار، يا أصحاب السمرة". فأجابوا: لبيك لبيك. فجعل الرجل منهم يذهب ليعطف بعيره، فلا يقدر على ذلك، فيقذف درعه من عنقه، ويؤم الصوت، حتى اجتمع إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم مائة. فاستعرضوا الناس، فاقتتلوا. وكانت الدعوة أول ما كانت للأنصار، ثم جعلت آخرا بالخزرج، وكانوا صبرا عند الحرب، وأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركائبه؛ فنظر إلى مجتلد القوم فقال: "الآن حمي الوطيس". قال: فوالله ما رجعت راجعة الناس إلا والأسارى عِنْد رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقتل الله من قتل منهم، وانهزم من انهزم منهم، وأفاء الله على رسوله أموالهم ونساءهم وأبناءهم. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، وقاله موسى بن عُقْبَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج إلى حنين، فخرج معه أهل مكة، لم يتغادر منهم أحد، ركبانا ومشاة؛ حتى خرج النساء مشاة؛ ينظرون ويرجون الغنائم، ولا يكرهون الصدمة برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وقال ابن عقبة: جعل أبو سفيان كلما سقط ترس أو سيف من الصحابة، نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطونيه أحمله، حتى أوقر جمله". قالا: فلما أصبح القوم، اعتزل أبو سفيان، وابنه معاوية، وصفوان بن أمية، وحكيم بن حزام، وراء تل، ينظرون لمن تكون الدبرة. وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبل الصفوف؛ فأمرهم، وحضهم على القتال. فبينا هم على ذلك حمل المشركون عليهم حملة رجل واحد، فولوا مدبرين. فقال حارثة بن النعمان: لقد حزرت من بقي مع رسول الله حين أدبر الناس فقلت مائة رجل. ومر رجل من قريش على صفوان، فقال: أبشر بهزيمة محمد وأصحابه، فوالله لا يجتبرونها أبدا. فقال: أتبشرني بظهور الأعراب؟ فوالله لرب من قريش أحب إلي من رب الأعراب. ثم بعث غلاما له فقال: اسمع لمن الشعار؟ فجاءه الغلام فقال: سمعتهم يقولون: يا بني عبد الرحمن، يا بني عبد الله، يا بني عبيد الله. فقال: ظهر محمد. وكان ذلك شعارهم في الحرب. وَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا غشيه القتال قام في الركابين، ويقولون رفع يديه إلى الله -تعالى- يدعوه يقول: "اللهم إني أنشدك ما وعدتني، اللهم لا ينبغي لهم أن يظهروا علينا". ونادى أصحابه: "يا أصحاب البيعة يوم الحديبية، الله الله،

الكرة على نبيكم". ويقال: قال: "يا أنصار الله وأنصار رسوله، يا بني الخزرج"، وأمر من يناديهم بذلك. وقبض قبضة من الحصباء فحصب بها وجوه المشركين، ونواحيهم كلها، وقال: "شاهت الوجوه". وأقبل إليه أصحابه سراعا، وهزم الله المشركين، وفر مالك بن عوف حتى دخل حصن الطائف في ناس من قومه. وأسلم حينئذ ناس كثير من أهل مكة، حين رأوا نصر الله رسوله. مختصر من حديث ابن عقبة. وليس عند عروة قيام النبي صلى الله عليه وسلم في الركابين، ولا قوله: $"يا أنصار الله". وقال شعبة، عن أبي إسحاق، سمع البراء، وقال له رجل: يا أبا عمارة، أفررتم عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين؟ فقال: لكن رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يفر، إن هوازن كانوا رماة، فلما لقيناهم وحملنا عليهم انهزموا، فأقبل الناس على الغنائم، فاستقبلونا بالسهام، فانهزم الناس فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو سفيان بن الحارث آخذ بلجام بغلته، والنبي صلى الله عليه سلم يقول: "أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ المطلب" متفق عليه. وأخرجه البخاري ومسلم، من حديث زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، وفيه: ولكن خرج شبان أصحابه وأخفاؤهم حسرا ليس عليهم كبير سلاح، فلقوا قَوْماً رُمَاةً لاَ يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُم سَهْمٌ. وزاد فيه مسلم، من حديث زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق: "اللهم نزل نصرك". قال: وكنا إذا حمي البأس نتقي به صلى الله عليه وسلم. وقال هشيم، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن سعيد بن العاص، قال: أخبرني سيابة بن عاصم: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم حنين: "أنا ابن العواتك". وقال أبو عوانة، عن قَتَادَةَ؛ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في بعض مغازيه: "أنا ابن العواتك". وقال يونس، عن ابن شهاب، قال: حدثني كثير بن العباس بن عبد المطلب، قال: قال العباس: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فلزمته أنا وأبو سفيان بن الحارث، وَرَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بغلته البيضاء، أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي، فلما التقى المسلمون والكفار، ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار، وأنا آخذ بلجامها أكفها إرادة أن لا تسرع، وأبو سفيان آخذ بركابه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أي عباس، ناد أصحاب

السمرة. فقال عباس -وكان رجلا صيتا- فقلت بأعلى صوتى: أي أصحاب السمرة. قال: فوالله، لكأنما عطفتهم حين سمعوا صوتي، عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيكاه، يا لبيكاه. فاقتتلوا هم والكفار، والدعوة في الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار. ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج، يا بني الحارث بن الخزرج. فَنَظَرَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو على بغلته، كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال: "هذا حين حمي الوطيس". ثم أخذ حصيات فرمى بهن في وجوه الكفار، ثم قال: "انهزموا ورب محمد". فذهبت أنظر، فإذا القتال على هيئته فيما أرى، فوالله ما هو إلا أن رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصياته، فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا. أخرجه مسلم. وروى معمر، عن الزهري، عن كثير، نحوه، لكن قال: فروة بن نعامة الجذامي، وقال: "انهزموا ورب الكعبة". وقال عكرمة بن عمار: حدثني إياس بن سلمة، قال: حدثني أبي، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم حنينا، فلما واجهنا العدو، تقدمت فأعلوا ثنية فأستقبل رجلا من العدو فأرميه بسهم، وتوارى عني، فما دريت ما صنع. ثم نظرت إلى القوم، فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى، فالتقوا هم والمسلمون فولى المسلمون، فأرجع منهزما، وعلي بردتان متزر بإحداهما، مرتد بالأخرى. ومررت عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهزما وهو على بغلته الشهباء، فقال: لقد رأى ابن الأكوع فزعا. فلما غشوا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ من البغلة، ثم قبض قبضة من تراب، ثم استقبل به وجوههم، فقال: "شاهت الوجوه". فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا من تلك القبضة فولوا مدبرين. وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين. أخرجه مسلم. وقال أبو داود في مسنده: حدثنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بنِ عَطَاءٍ، عن عبد الله بن يسار، عن أبي عبد الرحمن الفهري، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في حنين، فذكر الحديث، وفيه: فحدثني من كان أقرب إليه مني أنه أخذ حفنة من تراب، فحثا بها في وجوه القوم، وقال: "شاهدت الوجوه". قال يعلى بن عطاء: فأخبرنا أبناؤهم عن آبائهم أنهم قالوا: ما بقي منا أحد إلا امتلأت عيناه وفمه من التراب، وسمعنا صلصلة من السماء كمر الحديد على الطست، فهزمهم الله. وقال عبد الواحد بن زياد: حدثنا الحارث بن حصيرة، قال: حدثنا القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قال ابن مسعود: كُنْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يوم حنين، فولى عنه الناس، وبقيت معه في ثمانين رجلا من المهاجرين والأنصار، وهم الذين أنزل الله عليهم

السكينة. قال: ورسوله اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ يمضي قدما، فحادت بغلته، فمال عن السرج، فشد نحوه، فقلت: ارتفع، رفعك الله. قال: "ناولني كفا من تراب". فناولته، فضرب به وجوههم، فامتلأت أعينهم ترابا. قال: "أين المهاجرون والأنصار"؟ فقلت: هم ههنا قال: "اهتف بهم". فهتفت بهم، فجاؤوا وسيوفهم بأيمانهم كأنهم الشهب، وولى المشركون أدبارهم. وقال البخاري في تاريخه: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، قال: أخبرني عبد الله بن عياض بن الحارث، عَنْ أَبِيْهِ؛ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى هوازن في اثني عشر ألفا، فقتل من أهل الطائف يوم حنين مثل من قتل يوم بدر، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفا من حصباء فرمى به وجوهنا، فانهزمنا. وقال جعفر بن سليمان: حدثنا عوف، قال: حدثنا عبد الرحمن مولى أم برثن، عمر شهد حنينا كافرا، قال: لما التقينا والمسلمون لم يقوموا لنا حلب شاة، فجئنا نهش سيوفنا بين يدي رسول الله، حتى إذا غشيناه إذا بيننا وبينه رجال حسان الوجوه، فقالوا: شاهت الوجوه، فارجعوا. فهزمنا من ذلك الكلام. إسناده جيد. وقال الوليد بن مسلم، وغيره: حدثني ابن المبارك، عن أبي بكر الهذلي، عن عكرمة، عن شيبة بن عثمان، قال: لما رَأَيتُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حنين قد عري، ذكرت أبي وعمي وقتل علي وحمزة إياهما. فقلت: اليوم أدرك ثأري من محمد. فذهبت لأجيئه عن يمينه، فإذا أنا بالعباس قائم، عليه درع بيضاء كأنها فضة يكشف عنها العجاج، فقلت: عمه ولن يخذله. قال: ثم جئته عن يساره، فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث، فقلت: ابن عمه ولن يخذله. قال: ثم جئته من خلفه فلم يبق إلا أن أسوره سورة بالسيف، إذ رفع لي شواظ من نار بيني وبينه كأنه برق، فخفت يمحشني، فوضعت يدي على بصري ومشيت القهقرى. والتفت رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "يا شيب يا شيب، ادن مني. اللهم أذهب عنه الشيطان". فرفعت إليه بصري، فلهو أحب إلي من سمعي وبصري. وقال: "يا شيب، قاتل الكفار". غريب جدا. وقال أيوب بن جابر، عن صدقة بن سعيد، عن مصعب بن شيبة، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، والله ما أخرجني إسلام، ولكن أنفت أن تظهر هوازن على قريش. فقلت وأنا واقف معه: يا رسول الله، إني أرى خيلا بلقا. قال: "يا شيبة، إنه لا يراها إلا كافر". فضرب يده على صدري، ثم قال: "اللهم اهد شيبة"؛ فعل ذلك ثلاثا، حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إلي منه. وذكر الحديث.

وقال ابن إسحاق: وقال مالك بن عوف، يذكر مسيرهم بعد إسلامه: اذكر مسيرهم للناس إذ جمعوا ... ومالك فوقه الرايات تختفق ومالك مالك ما فوقه أحد ... يومي حنين عليه التاج يأتلق حتى لقوا الناس خير الناس يقدمهم ... عليهم البيض والأبدان والدرق فضاربوا الناس حتى لم يروا أحدا ... حول النبي وحتى جنه الغسق حتى تنزل جبريل بنصرهم ... فالقوم منهزم منهم ومعتنق منا ولو غير جبريل يقاتلنا ... لمنعتنا إذا أسيافنا الغلق وقد وفى عمر الفاروق إذ هزموا ... بطعنة بل منها سرجه العلق وقال مَالِكٌ، فِي المُوَطَّأِ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بنِ كَثِيْرِ بنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في عام حنين، فلما التقينا كان للمسلمين جولة. قال: فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين، فاستدرت له فضربته بالسيف على حبل عاتقه، فأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني. فأدركت عمر فقلت: ما بال الناس؟ قال: أمر الله. ثم إن الناس رجعوا، وجلس رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه". فقمت ثم قلت: من يشهد لي؟ ثم جلست. ثم قال: "من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه". فقمت ثم قلت: من يشهد لي. ثم الثالثة، فقمت، فقال: "ما لك يا أبا قتادة"؟ فاقتصصت عليه القصة. فقال رجل من القوم: صَدَقَ يَا رَسُوْلَ اللهِ، وَسَلَبُ ذَلِكَ القَتِيْلِ عندي، فأرضه منه. فقال أبو بكر الصديق، لاها الله إذا، يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللهِ يُقَاتِلُ عن الله وعن رسوله، فيعطيك سلبه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدق فأعطه إياه". فأعطانيه. فبعت الدرع، فابتعت بِهِ مِخْرَفاً فِي بَنِي سَلِمَةَ. فَإِنَّهُ لأَوَّلُ مال تأثلته في الإسلام. أخرجه البخاري، وأبو داود عن القعنبي، ومسلم1. وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ الله، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: "مَنْ قَتَلَ قَتِيْلاً فَلَهُ سَلَبُهُ". فقتل يومئذ أبو طلحة عشرين رجلا وأخذ أسلابهم صحيح. وبه، عن أنس، قال: لقي أبو طلحة أم سليم يوم حنين ومعها خنجر، فقال: يا أم سليم، ما هذا؟ قالت: أردت إن دنا مني بعضهم أن أبعج به بطنه. فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخرجه مسلم2.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "2/ 454-455"، والبخاري "2100" و"3142" و"4321"، و"4322" تعليقا، ووصله "7170"، ومسلم "1751"، وأبو داود "2717"، والترمذي "1562" مختصرا، وابن الجارود "1076"، والبيهقي "6/ 306"، والبغوي "2717"، والترمذي "1562" مختصرا، وابن الجارود "1076"، والبيهقي "6/ 306"، والبغوي "2724" من طريق يحيى بن سعيد، به. قوله: "مخرفا" بالمعجمة الساكنة والفاء مفتوح الأول هو البستان. وبكسر الميم: الوعاء الذي يجمع فيه الثمار. "تأثلته": بالمثلثة قبل اللام أي جمعته قال ابن فارس. وقال القزاز: جعلته أصل مالي، وأثلة كل شيء أصلة. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1809" حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، به.

غزوة أوطاس

غزوة أوطاس: وقال شيخنا الدمياطي في "السيرة" له: كان سيما الملائكة يوم حنين عمائم حمرا قد أرخوها بين أكتافهم. وَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه". وأمر بطلب العدو، فانتهى بعضهم إلى الطائف، وبعضهم نحو نخلة، ووجه قوم منهم إلى أوطاس. فعقد النبي صلى الله عليه وسلم لأبي عامر الأشعري لواء ووجهه في طلبهم، وكان معه سلمة بن الأكوع، فانتهى إلى عسكرهم، فإذا هم ممتنعون، فقتل أبو عامر منهم تسعة مبارزة، ثم برز له العاشر معلما بعمامة صفراء فضرب أبا عامر فقتله. واستخلف أبو عامر أبا موسى الأشعري، فقاتلهم. حتى فتح الله عليه. وقال أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى، قَالَ: لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من حنين، بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصمة، فقتل دريد، وهزم الله أصحابه، ورمي أبو عامر في ركبته، رماه رجل من بني جشم، فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه، فقلت: يا عم، من رماك؟ فأشار إلي أن ذاك قاتلي تراه. فقصدت له، فاعتمدته، فلحقته. فلما رآني ولى عني ذاهبا، فاتبعته، وجعلت أقول له: ألا تستحي؟ ألست عربيا، ألا تثبت؟ فكف، فالتقينا، فاختلفنا ضربتين، أنا وهو، فَقَتَلْتُهُ. ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي عَامِرٍ فَقُلْتُ: قد قتل

الله صاحبك. قال: فنتزع هَذَا السَّهْمَ. فَنَزَعْتُهُ، فَنَزَا مِنْهُ المَاءُ. فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، انْطَلِقْ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَقْرِهِ مِنِّي السَّلاَمَ، ثم قل له: يستغفر لي. قال: وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاسِ، فَمَكَثَ يَسِيْراً ومات. وذكر الحديث. متفق عليه. وقال ابن إسحاق: وقتل يوم حنين من ثقيف سبعون رجلا تحت رايتهم. وانهزم المشركون، فأتوا الطائف ومعهم مالك بن عوف، وعسكر بعضهم بأوطاس، وتوجه بعضهم نحو نخلة. وتبعت خيل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القوم، فأدرك ربيعة بن رفيع؛ ويقال له: ابن لدغة؛ دريد بن الصمة؛ فأخذ بخطام جمله، وهو يظن أنه امرأة، فإذا شيخ كبير ولم يعرفه الغلام. فقال له دريد: ماذا تريد بي؟ قال: أقتلك. قال: ومن أنت؟ قال: ربيعة بن رفيع السلمي. ثم ضربه بسيفه فلم يغن شيئا. فقال: بئس ما سلحتك أمك، خذ سيفي هذا من مؤخر الرحل، ثم أضرب به، وارفع عن الطعام، واخفض عن الدماغ، فإني كذلك كنت أضرب الرجال، ثم إذا أتيت أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصمة، فرب يوم والله قد منعت فيه نساءك. فقتله. فقيل: لما ضربه ووقع تكشف، فإذا عجانه وبطون فخذيه أبيض كالقرطاس من ركوب الخيل أعراء. فلما رجع إلى أمه أخبرها بقتله، فقالت: أما والله لقد أعتق أمهات لك. وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في آثار من توجه إلى أوطاس، أبا عامر الأشعري فرمي بسهم فقتل، فأخذ الراية أبو موسى فهزمهم. وزعموا أن سلمة بن دريد هو الذي رمى أبا عامر بسهم. واستشهد يوم حنين: أيمن بن عبيد، ولد أم أيمن؛ مولى بني هاشم، ويزيد بن زمعة بن الأسود الأسدي القرشي، وسراقة بن حباب بن عدي العجلاني الأنصاري، وأبو عامر عبيد الأشعري. ثم جمعت الغنائم، فكان عليها مسعود بن عمرو، وإنما تقسم بعد الطائف.

غزوة الطائف

غزوة الطائف: فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين يريد الطائف في شوال، وقدم خالد بن الوليد على مقدمته. وقد كانت ثقيف رموا حصنهم وأدخلوا فيه ما يكفيهم لسنة، فلما انهزموا من أوطاس دخلو الحصن وتهيأوا للقتال. قال محمد بن شعيب، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ثم سَارَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بلغ الطائف فحاصرهم، ونادى مناديه: من خرج منهم من عبيدهم فهو حر. فاقتحم إليه من حصنهم نفر، منهم أبو بكرة بن مسروح أخو زياد من أبيه، فأعتقهم، ودفع كل رجل منهم إلى رجل من أصحابه ليحمله. ورجع رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أتى على الجعرانة. فقال: "إني معتمر". وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، وقال إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى، قالا: ثم سَارَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الطائف، وترك السبي بالجعرانة، وملئت عرش مكة منهم. ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأكمة عند حصن الطائف بضع عشرة ليلة، يقاتلهم، وثقيف ترمي بالنبل، وكثرت الجراح، وقطعوا طائفة من أعنابهم ليغيظوهم بها، فقالت ثقيف: لا تفسدوا الأموال فإنها لنا أو لكم. واستأذنه المسلمون في مناهضة الحصن، فقال: ما أرى أن نفتحه، وما أذن لنا فيه. وزاد عروة، قَالَ: أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسلمين أن يقطع كل رجل من المسلمين خمس نخلات أو حبلات من كرومهم. فأتاه عمر فقال: يا رسول الله، إنها عفاء لم تؤكل ثمارها. فأمرهم أن يقطعوا ما أكلت ثمرته، الأول فالأول. وبعث مناديا ينادي: من خرج إلينا فهو حر. وقال ابن إسحاق: لم يشهد حنينا ولا حصار الطائف عروة بن مسعود ولا غيلان بن سلمة، كانا بجرش يتعلمان صنعة الدبابات والمجانيق. ثم سَارَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نخلة إلى الطائف، وابتنى بها مسجدا وصلى فيه. وقتل ناس من أصحابه بالنبل، ولم يقدر المسلمون أن يدخلوا حائطهم، أغلقوه دونهم. وحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم بضعا وعشرين ليلة، ومعه امرأتان من نسائه؛ إحداهما أم سلمة بنت أبي أمية. فلما أسلمت ثقيف بنى علي مصلى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو أمية بن عمرو بن وهب مسجدا. وكان في ذلك المسجد سارية لا تطلع عليها الشمس يوما من الدهر؛ فيما يذكرون، إلا سمع لها نقيض. والنقيض: صوت المحامل. وقال يونس بن بكير، عن هشام بن سنبر، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي نجيح السلمي، قال: حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر الطائف، فَسَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من بلغ بسهم فله درجة في الجنة". فبلغت يومئذ ستة عشر سهما. وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل محرر". وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أم سلمة، عن أمها، قالت: كان عندي مخنث، فقال لأخي عبد الله: إن فتح الله عليكم الطائف غدا، فإني أدلك على ابنة غيلان،

فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان. فسمع رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَه فقال: "لا يدخلن هذا عليكم". متفق عليه بمعناه. وقال الواقدى عن شيوخه، أن سلمان قَالَ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أرى أن تنصب المنجنيق على حصنهم -يعني الطائف- فإنا كنا بأرض فارس ننصبه على الحصون، فإن لم يكن منجنيق طال الثواء. فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فعمل منجنيقا بيده، فنصبه على حصن الطائف. ويقال: قدم بالمنجنيق يزيد بن زمعة، ودابتين. ويقال: الطفيل بن عمرو قدم بذلك. قال: فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار، فحرقت الدبابة. فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع أعنابهم وتحريقها. فنادى سفيان بن عبد الله الثقفي: لم تقطع أموالنا؟ فإنما هي لنا أو لكم. فتركها. وقال أبو الأسود، عن عروة، من طريق ابن لهيعة: أقبل عيينة بن بدر حتى جَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ائذن لي أن أكلمهم، لعل الله أن يديهم. فأذن له، فانطلق حتى دخل الحصن، فقال: بأبي أنتم، تمسكوا بمكانكم، والله لنحن أذل من العبيد، وأقسم بالله لئن حدث به حدث لتملكن العرب عزا ومنعة، فتمسكوا بحصنكم. ثم خرج فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ماذا قلت لهم"؟. قال: دعوتهم إلى الإسلام، وحذرتهم النار وفعلت. فقال: $"كذبت، بل قلت: كذا وكذا". قال: صدقت يا رسول الله، أتوب إلى الله وإليك. أخبرنا محمد بن عبد العزيز المقرئ سنة اثنين وتسعين وستة مائة، ومحمد بن أبي الحزم، وحسن بن علي، ومحمد بن أبي الفتح الشيباني، ومحمد بن أحمد العقيلي، ومحمد بن يوسف الذهبي، وآخرون، قالوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ. "ح" وأخبرنا عبد المعطي بن عبد الرحمن؛ بالإسكندرية، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مكي. "ح" وأخبرنا لؤلؤ المحسني؛ بمصر، وعلي بن أحمد، وعلي بن محمد الحنبليان، وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو الحسن علي بن هبة الله الفقيه، قالوا: أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سِلَفَةَ الحافظ، قال: أخبرنا أبو الحسن مكي بن منصور الكرجي. وقرأت على سنقر القضائي بحلب: أخبرك عبد اللطيف بن يوسف. وسمعته سنة اثنتين وتسعين على عائشة بنت عيسى بن الموفق، قالت: أخبرنا جدي أبو محمد بن قدامة سنة أربع عشرة وست مائة حضورا، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ المقدسي، قال: أخبرنا محمد بن أحمد الساوي سنة سبع وثمانين وأربع مائة، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ

القاضي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا زكريا بن يحيى المروزي ببغداد، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ أَبِي العَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عمر، قال: حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف، فلم ينل منهم شيئا. قال: إنا قافلون غدا إن شاء الله. فقال المسلمون: أترجع ولم نفتحه؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اغدوا على القتال غدا". فأصابهم جراح. فقال لهم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا قافلون غدا إن شاء الله". فأعجبهم ذلك. فضحك النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أبي بكر بن أبي شيبة، عن سفيان هكذا. وعنده: عبد الله بن عمرو، في بعض النسخ بمسلم. وأخرجه البخاري، عن ابن المديني، عن سفيان، فقال: عبد الله بن عمرو. قال البخاري: قال الحميدي، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمرو، قال: سمعت أبا العباس الأعمى، يقول: عبد الله بن عمر بن الخطاب. وقال أبو القاسم البَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حدثنا ابن عيينة، فذكره، وقال فيه: عبد الله بن عمرو. ثم قال أبو بكر: وسمعت ابن عيينة يحدث به مرة أخرى، عن ابن عمر. وقال المفضل بن غسان الغلابي، أظنه عن ابن معين. قال أبو العباس الشاعر، عن عبد الله بن عمرو، وابن عمر؛ في فتح الطائف: الصحيح ابن عمر. قال: واسم أبي العباس: السائب بن فروخ مولى بني كنانة. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ: أن النبي صلى الله عليه وسلم ارتحل عن الطائف بأصحابه ودعا حين ركب قافلا: "اللهم اهدهم واكفنا مؤنتهم". وقال ابن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ، وعبد الله بن المكدم، عمن أدركوا، قالوا: حاصر رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلُ الطائف ثلاثين ليلة أو قريبا من ذلك. ثم انصرف عنهم، فقدم المدينة، فجاءه وفدهم في رمضان فأسلموا. قال ابن إسحاق: واستشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائف: سعيد بن سعيد بن العاص بن أمية، وعرفطة بن حباب، وعبد الله بن أبي بكر الصديق، رمي بسهم فمات بالمدينة في خلافة أبيه، وعبد الله بن أمية بنَ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ المخزومي؛ أخو أم سلمة، وأمه عاتكة بنت عبد المطلب، وكان يقال لأبي أمية؛ واسمه حذيفة: زاد الراكب، وكان عبد الله شديدا على المسلمين، قيل: هو الذي قال: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} [الإسراء: 90] ، وما بعدها، ثم أسلم قبل فتح مكة بيسير، وحسن إسلامه، وهو الذي قال له هيت المخنث: يا عبد الله، إن فتح الله عليكم الطائف، فإني أدلك على ابنة غيلان ... الحديث -وعبد الله بن عامر بن ربيعة، والسائب بن الحارث، وأخوه: عبد الله، وجليحة بن عبد الله. ومن الأنصار: ثابت بن الجذع، والحارث بن سهل بن أبي صعصعة، والمنذر بن عبد الله، ورقيم بن ثابت. فذلك اثنا عشر رجلا، رضي الله عنهم. وَيُرْوَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استشار نوفل بن معاوية الديلي في أهل الطائف، فقال: ثعلب في جحر، إن أقمت عليه أخذته، وإن تركته لم يضرك.

قسم غنائم حنين وغير ذلك

قسم غنائم حنين وغير ذلك: قال ابن إسحاق: ثم خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى رحيل، حتى نزل بالناس بالجعرانة، وكان معه من سبي هوازن ستة آلاف من الذرية، ومن الإبل والشاء ما لا يدرى عدته. وقال معتمر بن سليمان، عن أبيه: حدثنا السميط، عن أنس، قال: افتتحنا مكة، ثم إنا غزونا حنينا، فجاء المشركون بأحسن صفوت رأيت. قال: فصف الخيل، ثم صفت المقاتلة، ثم صف النساء من وراء ذلك، ثم صف الغنم، ثم صف النعم. قال: ونحن بشر كثير قد بلغنا ستة آلاف؛ أظنه يريد الأنصار. قال: وعلي مجنبة خيلنا خالد بن الوليد، فجعلت خيلنا تلوذ خلف ظهورنا، فلم نلبث أن انكشفت خيلنا وفرت الأعراب، فنادى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا للمهاجرين يا للمهاجرين، يا للأنصار يا للأنصار". قال أنس: هذا حديث عمية. قلنا: لبيك، يا رسول الله. فتقدم، فايم الله ما أتيناهم حتى هزمهم الله. وقال: فقبضنا ذلك المال، ثم انطلقنا إلى الطائف. قال فحاصرناهم أربعين ليلة، ثم رجعنا إلى مكة ونزلنا. فَجَعَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعطي الرجل المائة، ويعطي الرجل المائة. فتحدثت الأنصار بينهم: أما من قاتله فيعطيه، وأما من لم يقاتله فلا يعطيه. قال: ثم أمر بسراة المهاجرين والأنصار -لما بلغه الحديث- أن يدخلوا عليه. فدخلنا القبة حتى ملأناها. فقال: "يا معشر الأنصار؛ -ثلاث مرات، أو كما قال- ما حديث أتاني"؟ قالوا: ما أتاك يا رسول الله؟ قال: "أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وتذهبوا برسول الله حتى تدخلوه بيوتكم"؟ قالوا: رضينا. فقال:

"لو أخذ الناس شعبا وأخذت الأنصار شعبا أخذت شعب الأنصار". قالوا: رضينا يا رسول الله. قال: "فارضوا". أخرجه مسلم1. وقال ابن عون، عن هشام بن زيد، عن أنس، قال: لما كان يوم حنين؛ فذكر القصة، إلى أن قال: وأصاب رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ غنائم كثيرة، فقسم في المهاجرين والطلقاء، ولم يعط الأنصار شيئا. فقالت الأنصار: إذا كانت الشدة فنحن ندعى، ويعطى الغنيمة غيرنا. قال: فبلغه ذلك، فجمعهم في قبة وقال: "أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا، وتذهبوا برسول الله تحوزونه إلى بيوتكم"؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، رضينا. فقال: "لو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار شعبا، لأخذت شعب الأنصار". متفق عليه2. وقال شعب، وغيره، عن الزهري: حدثني أنس، أن ناسا من الأنصار، قالوا: لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حين أفاء الله عليهم من أموال هوازن ما أفاءه، فطفق يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل؛ فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يعطي قريشا ويدعنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم. فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدع معهم أحدا غيرهم، فلما اجتمعوا، قال: ما حديث بلغني عنكم؟ فقال له فقهاؤهم: أما ذوو رأينا فلم يقولوا شيئا. فقال: "فإني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعون إلى رحالكم برسول الله؟ فوالله ما تنقلبون به خير ما ينقلبون به". قالوا: قد رضينا. فقال: "إنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض". قال أنس: فلم نصبر. متفق عليه3. وقال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن أبي سعيد، قال: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم للمتألفين من قريش، وفي سائر العرب، ولم يكن في الأنصار منها قليل ولا كثير، وجدوا في أنفسهم. وذكر نحو حديث أنس.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 157-158"، ومسلم "1059" "136" من طريق معتمر بن سليمان التيمي، به. وأخرجه أحمد "3/ 172و 275"، والبخاري "4334"، ومسلم "1059" "133"، والترمذي "3901" وأبو يعلى "3002" من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنس، به. 2 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "14/ 522"، وأحمد "3/ 279-280"، والبخاري "4333" و"4337"، ومسلم "1059" "135" من طريق ابن عون، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3147"و "4331"و"5860" و "7441"، ومسلم "1059" "132" من طرق عن الزهري، به.

وقال ابن عيينة، عن عمر بن سعيد بن مسروق، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أعطى المؤلفة قلوبهم من سبي حنين، كل رجل منهم مائة من الإبل. فأعطى أبا سفيان بن حرب مائة، وأعطى صفوان بن أمية مائة، وأعطى عيينة بن حصن مائة، وأعطى الأقرع بن حابس مائة، وأعطى علقمة بن علاثة مائة، وأعطى مالك بن عوف النصري مائة، وأعطى العباس بن مرداس دون المائة. فأنشأ العباس يقول: أتجعل نهبي ونهب العبيـ ... ـد بين عيينة والأقرع وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في المجمع وقد كنت في الحرب ذا تدرأ ... فلم أعط شيئا ولم أمنع وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تضع اليوم لا يرفع فأتم له مائة. أخرجه مسلم1، دون ذكر مالك بن عوف، وعلقمة، ودون البيت الثالث. وقال عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى المؤلفة قوبلهم: أبا سفيان، وحكيم بن حزام، والحارث بن هشام المخزومي، وصفوان بن أمية الجمحي، وحويطب بن عبد العزى العامري؛ أعطى كل واحد مائة ناقة. وأعطى قيس بن عدي السهمي خمسين ناقة، وأعطى سعيد بن يربوع خمسين. فهؤلاء من أعطى من قريش. وأعطى العلاء بن جارية مائة ناقة، وأعطى مالك بن عوف مائة ناقة، ورد إليه أهله، وأعطى عيينة بن بدر الفزاري مائة ناقة، وأعطى عباس بن مرداس كسوة. فقال عبد الله بن أبي بن سلول للأنصار: قد كنت أخبركم أنكم ستلون حرها ويلي بردها غيركم. فتكلمت الأنصار، فقالوا: يا رسول الله، عم هذه الأثرة؟ فقال: "يا معشر الأنصار، ألم أجدكم مفترقين فجمعكم الله، وضلالا فهداكم الله، ومخذولين فنصركم الله". ثم قال: "والذي نفسي بيده، لو تشاؤون لقلتم ثم لصدقتم ولصدقتم: ألم نجدك مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، ومحتاجا فواسيناك". قالوا: لا نقول ذلك، إنما الفضل من الله ورسوله والنصر من الله ورسوله، ولكنا أحببنا أن نعلم فيم هذه الأثر؟ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قوم حديثو عهد بعز وملك، فأصابتهم نكبة فضعضعتهم ولم يفقهوا

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1060" "137" حدثنا محمد بن أبي عمر المكي، حدثنا سفيان، به.

كيف الإيمان، فأتألفهم، حتى إذا علموا كيف الإيمان، وفقهوا فيه علمتهم كيف القسم وأين موضعه". وساق باقي الحديث. وقال جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن أبي وائل، عبد الله، قال: لما كان يوم حنين أَثَرَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناسا في القسمة، فأعطى الأقرع مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى ناسا من أشراف العرب وآثرهم يومئذ، فقال رجل: والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله. فقلت: والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتيته فأخبرته، فتغير وجهه حتى صار كالصرف، وقال: "فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله"؟، ثم قال: "يرحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر". فقلت: لا جرم لا أرفع إليه بعد هذا حديثا. متفق عليه1. وقال الليث، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: أتى رجل بالجعرانة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم غنائم منصرفه من حنين، وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها يعطي الناس. فقال: يا محمد، اعدل. فقال: "ويلك، ومن يعدل إذا لم أكن أعدل؟ لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل". فقال عمر: دعني أقتل هذا المنافق. قال: "معاذ الله، أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابى، إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّيْنِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية". أخرجه مسلم2. وقال شعيب، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقسم قسما، إذ أتاه ذو الخويصرة التميمى فقال: يا رسول الله اعدل. فقال: "ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أعدل". فقال عمر: إيذن لي فيه يا رسول الله أضرب عنقه. قال: "دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية". وذكر الحديث. أخرجه البخاري3.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه البخاري "3150" و "4336"، ومسلم "1062" "140" من طريق جرير، عن منصور، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 353و 354"، ومسلم "1063"، والنسائي في "فضائل القرآن" "112" من طرق عن يحيى بن سعيد، به. قلت: وقد صرح أبو الزبير المكي بالتحديث؛ فأمنا شر تدليسه. 3 صحيح: أخرجه البخاري "6163"، والبيهقي في "الدلائل" "6/ 427-428" من طريق الأوزاعي، عن الزهري، به.

وقال عقيل، عن ابن شهاب، قال عروة: أخبرني مروان، والمسور بن مخرمة: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوا أن يرد إليهم أموالهم ونساءهم. فقال: "معي من ترون، وأحب الحديث إلي أصدقه. فاختاروا إما السبي، وإما المال، وقد كنت استأنيت بكم". وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم انتظرهم تسع عشرة ليلة حين قفل من الطائف. فلما تبين لهم أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين، قالوا: إنا نختار سبينا، فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسلمين، فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قال: "أما بعد، فإن إخوانكم هؤلاء قد جاؤونا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم. فمن أحب أن يطيب ذلك فليفعل، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل". فقال الناس: قد طيبنا ذلك يا رسول الله لهم. فقال: "إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم". فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم. ثم رجعوا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبروه الخبر بأنهم قد طيبوا وأذنوا. أخرجه البخاري1. وقال موسى بن عقبة: ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف إلى الجعرانة؛ وبها السبي، وقدمت عليه وفود هوازن مسلمين، فيهم تسعة من أشرافهم فأسلموا وبايعوا، ثم كلموه فيمن أصيب، فقالوا: يا رسول الله. إن فيمن أصبتم الأمهات والأخوات والعمات والخالات، وهن مخازي الأقوام، ونرغب إلى الله وإليك. وكان صلى الله عليه وسلم رحيما جوادا كريما. فقال: سأطلب لكم ذلك. قال في القصة: وقال ابن شهاب: حدثني سعيد بن المسيب، وعروة: أن سبي هوازن كانوا ستة آلاف. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بحنين، فلما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم، أدركه وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا، فقالوا: يا رسول الله، لنا أصل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك، فامنن علينا، من الله عليك. وقام خطيبهم زهير بن صرد، فقال: يا رسول الله: إنما في الحظائر من السبايا خالاتك وعماتك وحواضنك اللائي كن يكلفنك، فلو أنا ملحنا ابن أبي شمر، أو النعمان بن المنذر، ثم أصابنا منهما مثل الذي أصابنا منك، رجونا عائدتهما وعطفهما، وأنت خير المكفولين. ثم أنشده أبياتا قالها:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2307"و "2308" من طريق الليث، حدثني عقيل، به.

أمنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وندخر أمنن على بيضة اعتاقها حزز ... ممزق شملها في دهرها غير أبقت لها الحرب هتافا على حرن ... على قلوبهم الغماء والغمر إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أرجح الناس حلما حين يختبر امنن على نسوة قد كنت ترضعها ... إذ فوك يملؤه من محضها درر امنن على نسوة قد كنت ترضعها ... وإذ يزينك ما تأتي وما تذر لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منا، فإنا معشر زهر إنا لنشكر آلاء وإن كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نساؤكم أحب إليكم أم أموالكم"؟ فقالوا: خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا، أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا. فقال: "أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وإذا أنا صليت بالناس فقوموا وقولوا: إنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين، وبالمسلمين إلى رسول الله، في أبنائنا ونسائنا، سأعينكم عند ذلك وأسأل لكم". فلما صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالناس الظهر، قاموا فقاموا ما أمرهم به، فقال: "أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم". فقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله. وقالت الأنصار كذلك. فقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا. فقال العباس بن مرداس السلمي: أما أنا وبنو سليم فلا. فقالت بنو سليم: بل ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال عيينة بن بدر: أما أنا وبنو فزارة فلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أمسك منكم بحقه فله بكل إنسان ست فرائض من أول فيء نصيبه". فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم. ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعه الناس يقولون: يا رسول الله، اقسم علينا فيئنا، حتى اضطروه إلى شجرة فانتزعت منه رداءه، فقال: "ردوا علي ردائي، فوالذي نفسي بيده لو كان لي عدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم، ثم ما لقيتموني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا". ثم قال إلى جنب بعير وأخذ من سنامه وبرة فجعلها بين إصبعيه، وقال: "أيها الناس، والله ما لي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم. فأدوا الخياط والمخيط، فإن الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة". فجاء رجل من الأنصار بكبة من خيوط شعر فقال: أخذت هذه لأخيط بها برذعة بعير لي دبر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما حقي منها فلك". فقال الرجل: أما إذ بلغ الأمر هذا فلا حاجة لي بها. فرمى بها.

وقال أَيُّوْبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ سأل النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة، فقال: إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف يوما في المسجد الحرام. قال: "اذهب فاعتكف". وكان رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أعطاه جارية من الخمس. فلما أن أَعْتَقَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبايا الناس، قال عمر: يا عبد الله، اذهب إلى تلك الجارية فخل سبيلها. أخرجه مسلم1. وقال ابن إسحاق: حدثني أبو وجزة السعدي: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى من سبي هوازن علي بن أبي طالب جارية، وأعطى عثمان وعمر، فوهبها عمر لابنه. قال ابن إسحاق: فحدثني نافع، عن ابن عمر، قال: بعثت بجاريتي إلى أخوالي من بني جمح ليصلحوا لي منها حتى أطوف بالبيت ثم آتيهم. فخرجت من المسجد فإذا الناس يشتدون، فقلت: ما شأنكم؟ فقالوا: رد عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نساءنا. فقلت: دونكم صاحبتكم فهي في بني جمح، فانطلقوا فأخذوها. قال ابن إسحاق: وحدثني أبو وجزة يزيد بن عبيد: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لوفد هوازن: "ما فعل مالك بن عوف". قالوا: هو بالطائف. فقال: "أخبروه إن أتاني مسلما رددت إليه أهله وماله، وأعطيته مائة من الإبل". فأتى مالك بذلك، فخرج إليه من الطائف. وقد كان مالك خاف من ثقيف على نفسه من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأمر براحلة فهيئت، وأمر بفرس له فأتى به، فخرج ليلا ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأدركه بالجعرانة أو بمكة، فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل، فقال: ما إن رأيت ولا سمعت بمثله ... في الناس كلهم بمثل محمد أوفى وأعطى للجزيل إذا اجتدي ... وإذا تشا يخبرك عما في غد وإذا الكتيبة عردت أنيابها2 ... أم العدى فيها بكل مهند3 فكأنه ليث لدى أشباله ... وسط المباءة خادر4 في مرصد فاستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه، وتلك القبائل من ثمالة وسلمة وفهم، كان يقاتل بهم ثقيفا، لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه حتى يصيبه. قال ابن عساكر: شهد مالك بن عوف فتح دمشق، وله بها دار. وقال أبو عاصم: حدثنا جعفر بن يحيى بن ثوبان، قال: أخبرني عمي عمارة بن ثوبان، أن أبا الطفيل أخبره، قال: كنت غلامًا أحمل عضو البعير، ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لحما بالجعرانة، فجاءته امرأة فبسط لها رداءه. فقلت: من هذه؟ قالوا: أمه التي أرضعته. وروى الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، قال: لما كان يوم فتح هوازن جاءت امرأة إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: أنا أختك شيماء بنت الحارث. فقال: "إن تكوني صادقة فإن بك مني أثرًا لن يبلى". قال: فكشفت عن عضدها. ثم قالت: نعم يا رسول الله، حملتك وأنت صغير فعضضتنى هذه العضة. فبسط لها رداءه ثم قال: "سلي تعطي، واشفعي تشفعي". الحكم ضعفه ابن معين.

_ 1 صحيح على شرطهما: أخرجه أحمد "2/ 35"، والبخاري "3142" ومسلم "1656" "28" من طريق أيوب، به. 2 عردت أنيابها: غلظت واشتدت. 3 المهند: السيف المطبوع من حديد الهند. 4 المباءة: البيت في الجبل. وأسد خادر: مقيم في عرينه داخل الخدر ومخدر أيضا. وخدر الأسد في عرينه.

عمرة الجعرانة

عمرة الجعرانة: قال همام، عن قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر أَرْبَعَ عُمَرٍ كُلُّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ إِلاَّ التي في حجته: عمرة زمن الحديبية -أو من الحديبية- في ذي القعدة، وعمرة؛ أظنه قال: العام المقبل، وعمرة من الجعرانة؛ حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته. متفق عليه1. وقال موسى بن عقبة، وهو في "مغازي عُرْوَةَ": أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل بالعمرة من الجعرانة في ذي القعدة، فقدم مكة فقضى عمرته. وكان حين خرج إلى حنين استخلف معاذا على مكة وأمره أن يعلمهم القرآن ويفقههم في الدين. ثم صدر إلى المدينة وخلف معاذا على أهل مكة. وقال ابن إسحاق: ثم سَارَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الجعرانة معتمرا، وأمر ببقايا الفيء فحبس بمجنة، فلما فرغ من عمرته انصرف إلى المدينة واستخلف عتاب بن أسيد على مكة، وخلف معه معاذا يفقه الناس. قلت: ولم يزل عتاب على مكة إلى أن مات بها يوم وفاة أبي بكر. وهو عتاب بنِ أَسِيْدِ بنِ أَبِي العِيْصِ بنِ أُمَيَّةَ الأموي. فبلغنا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: يا عتاب، تدري على من استعملتك استعملتك على أهل الله، ولو أعلم لهم خيرا منك استعملته عليهم. وكان عمره إذ ذاك نيفا وعشرين سنة، وكان رجلا صالحا. روي عنه أنه قال: أصبت في عملي هذا بردين معقدين كسوتهما غلامي، فلا يقولن أحدكم أخذ مني عتاب كذا، فقد رزقني رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلَّ يوم درهمين، فلا أشبع الله بطنا لا يشبعه كل يوم درهمان. وحج الناس تلك السنة على ما كانت العرب تحج عليه. والله أعلم.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1778" و"1779" و"4148" ومسلم "1253" "217" من طرق عن همام، به.

قصة كعب بن زهير

قصة كعب بن زهير: ولما قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من منصرفه، كتب بجير بن زهير؛ يعني إلى أخيه كعب بن زهير، يخبره أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه، وأن من بقي من شعراء قريش؛ ابن الزبعري، وهبيرة بن أبي وهب، قد ذهبوا في كل وجه، فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا، وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك من الأرض. وكان كعب قد قال: ألا أبلغا عني بجيرا رسالة ... فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا فبين لنا إن كنت لست بفاعل ... على أي شيء غير ذلك دلكا على خلق لم ألف يوما أبا له ... عليه وما تلفي عليه أخا لكا فإن أنت لم تفعل فلست بآسف ... ولا قاتل إما عثرت: لعا لكا سقاك بها المأمون كأسا روية ... فأنهلك المأمون منها وعلكا فلما أتت بجيرا كره أن يكتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده إياها. فقال لما سمع "سقاك بها المأمون": "صدق وإنه لكذوب". ولما سمع: "على خلق لم تلف أما ولا أبا عليه". قال: "أجل لم يلف عليه أباه ولا أمه". ثم قال بجير لكعب: من مبلغ كعبا فهل لك في التي ... تلوم عليها باطلا وهي أحزم

إلى الله -لا العزى ولا اللات- وحده ... فتنجو إذا كان النجاء وتسلم لدى يوم لا تنجو ولست بمفلت ... من الناس إلا طاهر القلب مسلم فدين زهير وهو لا شيء دينه ... ودين أبي سلمى علي محرم فلما بلغ كعبا الكتاب ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأشفق على نفسه، وأرجف به من كان في حاضره من عدوه، فقالوا: هو مقتول. فلما لم يجد من شيء بدا قال قصيدته، وقدم المدينة. وقال إبراهيم بن ديزيل، وغيره: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدثنا الحجاج ابن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني، عن أبيه، عن جده، قال: خرج كعب وبجير أخوه ابنا زهير حتى أتيا أبرق العزاف، فقال بجير لكعب: اثبت هنا حتى آتي هذا الرجل فأسمع ما يقول. قال: فَجَاءَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَضَ عليه الإسلام فأسلم، فبلغ ذلك كعبا، فقال: ألا أبلغا عني بجيرا رسالة ... فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا سقاك بها المأمون كاسا روية ... وأنهلك المأمور منها وعلكا ويروى: سقاك أبو بكر بكأس روية. ففارقت أسباب الهدى وتبعته ... على أي شيء ويب1 غيرك دلكا على مذهب لم تلف أما ولا أبا ... عليه، ولم تعرف عليه أخا لكا فاتصل الشعر بالنبي صلى الله عليه وسلم فأهدر دمه. فكتب بجير إليه بذلك، ويقول له: النجاء وما أراك تنفلت. ثم كتب إليه: اعلم أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يأتيه أحد يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنَّ مُحَمَّداً رسول الله إلا قبل ذلك منه، وأسقط ما كان قبل ذلك. فأسلم كعب، وقال قصيدته التي يمدح فيها رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أقبل حتى أناخ راحلته بباب مَسجدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه مكان المائدة من القوم، والقوم متحلقون معه حلقة دون حلقة، يلتفت إلى هؤلاء مرة فيحدثهم، وإلى هؤلاء مرة فيحدثهم. قال كعب: فأنخت راحلتي، ودخلت، فعرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفة، فتخطيت حتى

_ 1 ويب: ويل.

جلست إليه فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وأنك رسول الله، الأمان يا رسول الله. قال: "ومن أنت"؟ قلت: أنا كعب بن زهير. قال: "الذي يقول": ثم التفت إلى أبي بكر، فقال: "كيف يا أبا بكر". فأنشده: سقاك أبو بكر بكأس روية ... وأنهلك المأمور منها وعلكا قلت: يا رسول الله، ما قلت هكذا. قال: "فكيف قلت"؟. قلت: إنما قلت: وأنهلك المأمون منها وعلكا فقال: "مأمون، والله". قال: ثم أنشده: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول1 ... متيم إثرها لم يلف مكبول وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ... إلا أغن غضيض الطرف مكحول تجلوا عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... كأنه منهل بالراح معلول شجت بذي شبم من ماء محنية ... صاف بأبطح أضحى وهو مشمول2 تنفي الرياح القذى عنه وأفرطه ... من صوب سارية بيض يعاليل3 أكرم بها خلة لو أنها صدقت ... موعودها، أو لو أن النصح مقبول لكنها خلة قد سيط من دمها ... فجع وولع وإخلاف وتبديل4 فما تدوم على حال تكون بها ... كما تلون في أثوابها الغول5

_ 1 متبول: أي مصاب بتبل، وهو الذحل والعداوة. قلب متبول إذا غلبه الحب وهيمه. وتبله الحب يتبله وأتبله: أسقمه وأفسده، وقيل: تبله تبلا ذهب بعقله. 2 شجت: مزجت وخلطت. وذي شبم: ماء بارد. ومشمول: ريح الشمال وقد ضربته فبرد ماؤه وصفا. 3 اليعاليل: سحائب بعضها فوق بعض، الواحد يعلول. ويقال: اليعاليل نفاخات تكون فوق الماء من وقع المطر، والياء زائدة، واليعلول: المطر بعد المطر. 4 سيط: خلط. الفجع: الرزية والمصيبة المؤلمة. والولع: بالتسكين الكذب. 5 الغول: الداهية.

ولا تمسك بالعهد الذي زعمت ... إلا كما يمسك الماء الغرابيل فلا يغرنك ما منت وما وعدت ... إن الأماني والأحلام تضليل كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ... وما مواعيدها إلا الأباطيل أرجو وآمل أن تدنو مودتها ... وما إخال لدينا منك تنويل أمست سعاد بأرض لا يبلغها ... إلا العتاق النجيبات المراسيل ولن يبلغها إلا عذافرة1 ... فيها على الأين إرقال وتبغيل2 من كل نضاخة الذفرى3 إذا عرقت ... عرضتها طامس الأعلام مجهول ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق4 ... إذا توقدت الحزان والميل5 ضخم مقلدها، فعم6 مقيدها ... في خلقها عن بنات الفحل تفضيل غلباء وجناء علكوم مذكرة7 ... في دفها سعة قدامها ميل وجلدها من أطوم ما يؤيسه ... طلح بضاحية المتنين مهزول8 حرف أبوها أخوها من مهجنة ... وعمها خالها قوداء شمليل9

_ 1 العذافرة: الناقة الشديدة الأمينة الوثيقة الظهيرة وهي الأمون. 2 الأين: الإعياء والتعب. الإرقال والتبغيل: مشى فيه سرعة. 3 الذفرى من القفا هو الموضع الذي يعرق من البعير خلف الأذن. 4 المفرد: ثور الوحش شبه به الناقة. واللهق: الأبيض. 5 الحزان: الغليظ من الأرض المرتفعة. قال ابن شميل: أول حزون الأرض قفافها وجبالها وقواقيها وخشنها ورضمها، ولا تعد أرض طيبة، وإن جلدت حزنا، وجمعها حزون. 6 الفعم: الممتلئ. 7 غلباء: غليظة الرقبة. والوجناء: الغليظة الصلبة الشديدة للحم الوجنة. 8 الأطوم: الزرافة يصف جلدها بالقوة والملاسة. لا يؤيسه: لا يؤثر فيه. 9 حرف: يصف الناقة بالحرف؛ لأنها ضامر، وتشبه بالحرف من حروف المعجم، وهو الألف لدقتها. وتشبه بحرف الجبل إذا وصفت بالعظم. ومهجنة: أي أنها ممنوعة من فحول الناس إلا من فحول بلادها لعتقها وكرمها. وقيل: حمل عليها في صغرها، وقيل: أراد بالمهجنة أنها من إبل كرام. والقوداء: الثنية الطويلة في السماء والشمليل: الخفيفة السريعة.

تسعى الوشاة بدفيها وقيلهم ... إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول وقال كل صديق كنت آمله: ... لا ألهينك، إني عنك مشغول خلوا طريق يديها لا أبا لكم ... فكل ما قدر الرحمن مفعول كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ... يوما على آله حدباء محمول أنبئت أن رسول الله أوعدني ... والعفو عند رسول الله مأمول مهلا رسول الله الذي أعطاك نافلة الـ ... ـقرآن، فيه مواعيظ وتفصيل لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم ... أذنب، ولو كثرت عني الأقاويل لقد أقوم مقاما لو يقوم به ... أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل لظل يرعد إلا أن يكون له ... من الرسول بإذن الله تنويل حتى وضعت يميني لا أنازعه ... في كف ذي نقمات قيله القيل لذلك أخوف عندي إذ أكلمه ... وقيل: إنك منسوب ومسؤول من ضيغم من ليوث الأسد مسكنه ... من بطن عثر غيل دونه غيل إن الرسول لنور يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول في فتية من قريش قال قائلهم ... ببطن مكة لما أسلموا: زولوا زالوا، فما زال أنكاس ولا كشف1 ... عند اللقاء، ولا خيل معازيل2 شم العرانين أبطال لبوسهم ... من نسج داود في الهيجا سرابيل يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم ... ضرب إذا عرد السود التنابيل لا يفرحون إذا نالت سيوفهم ... قوما، وليسوا مجازيعًا إذا نيلوا لا يقع الطعن إلا في نحورهم ... وما لهم عن حياض الموت تهليل

_ 1 الكشف: جمع أكشف، وهو الذي لا ترس معه كأنه منكشف غير مستور. 2 المعازيل: الذين لا سلاح معهم.

وفي سنة ثمان توفيت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم وأكبر بناته، وهي التي غسلتها أم عطية الأنصارية، وأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم حقوه، وقال: أشعرنها إياه. فجعلته شعارها تحت كفنها. وقد ولدت زينب من أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس أمامة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحملها في الصلاة. وفيها: عمل منبر النبي صلى الله عليه وسلم، فخطب عليه، وحن إليه الجذع الذي كان يخطب عنده. وفيها: ولد إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيها: وهبت سودة أم المؤمنين يومها لعائشة، رضي الله عنها. وفيها: توفي مُغَفَّلِ بنِ عَبْدِ نَهْمٍ بنِ عَفِيْفٍ المُزَنِيُّ؛ والد عبد الله؛ وله صحبة. وفيها: مات ملك العرب بالشام؛ الحارث بن أبي شمر الغساني، كافرا. وولي بعده جبلة بن الأيهم. فروى أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، عن ابن عائذ، عن الواقدي، عن عمر بن عثمان الجحشي، عن أبيه، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شجاع بن وهب إلى الحارث بن أبي شمر وهو بالغوطة، فسار من المدينة في ذي الحجة سنة ست. قال: فأتيته فوجدته يهيئ الإنزال لقيصر، وهو جاء من حمص إلى إيلياء؛ إذ كشف الله عنه جنود فارس؛ تشكر الله. فلما قرأ الكتاب رمي به؛ وقال: ومن ينزع مني ملكي؟ أنا سائر إليه بالناس. ثم عرض إلى الليل، وأمر بالخيل تنعل، وقال: أخبر صاحبك بما ترى. فصادف قيصر بإيلياء وعنده دحية الكلبي بِكِتَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَكَتَبَ قيصر إليه: أن لا يسير إليه، واله عنه، وواف إيلياه. قال شجاع: فقدمت، وأخبرت رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "باد ملكه". ويقال: حج بالناس عتاب بن أسيد أمير مكة. وقيل: حج الناس أوزاعا1. حكاهما الواقدي. والله أعلم.

_ 1 أوزاعًا: متفرقين.

السنة التاسعة

السنة التاسعة: قيل: وفي ربيع الأول بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جيشا إلى القرطاء، عليهم الضحاك بن سفيان الكلابي، ومعه الأصيد بن سلمة بن قرط، فلقوهم بالزج، زج لاوة، فدعوهم إلى الإسلام، فأبوا، فقاتلوهم فهزموهم، فلحق الأصيد أباه سلمة، فدعاه إلى الإسلام وأعطاه الأمان، فسبه وسب دينه، فعرقب الأصيد عرقوبي فرسه. ثم جاء رجل من المسلمين فقتل سلمة، ولم يقتله ابنه. وفي ربيع الآخر، قيل: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلغه أن ناسا من الحبشة تراآهم أهل جدة. فبعث النبي صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزز المدلجي في ثلاث مائة، فانتهى إلى جزيرة في البحر، فهربوا منه. وفي ربيع الآخر سرية علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وأرضاه إلى الفلس؛ صنم طيئ، ليهدمه، في خمسين ومائة رجل من الأنصار، على مائة بعير وخمسين فرسًا، ومعه راية سوداء، ولواء أبيض. فشنوا الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر، فهدموا الفلس وخربوه، وملأوا أيديهم من السبي والنعم والشاء، وفي السبي أخت عدي بن حاتم، وهرب عدي إلى الشام. وفي هذه الأيام كانت سرية عكاشة بن محصن إلى أرض عذرة. ذكر هذه السرايا شيخنا الدمياطي في "مختصر السيرة"، وأظنه أخذه من كلام الواقدي. وفي رجب: صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ مسيره إلى تبوك على أصحمة النجاشي، صاحب الحبشة -رضي الله عنه- وأصحمة بالعربي: عطية. وكان قد آمن بالله ورسوله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قد مات أخ لكم بالحبشة". فخرج بهم إلى المصلى، وصفهم، وصلى عليه. قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، قالت: لم مات النجاشي كان يتحدث أَنَّهُ لاَ يَزَالُ يُرَى عَلَى قَبْرِهِ نُوْرٌ. "ويكتب هنا الخبر الذي في السيرة قبل إسلام عمر".

وفي رجب غزوة تبوك

وفي رجب غزوة تبوك: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِم بنِ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلما كان يخرج في غزوة إلا أظهر أنه يريد غيرها، إلا غزوة تبوك فإنه قال: أيها الناس، إني أريد الروم. فأعلمهم. وذلك في شدة الحر وجدب من البلاد، وحين طابت الثمار؛ والناس يحبون المقام في ثمارهم. فبينا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يوم في جهازه، إذ قال للجد بن قيس: "يا جد، هل لك في بنات بني الأصفر"؟. فقال: يا رسول الله، لقد علم قومي أنه ليس أحد أشد عجبا بالنساء مني، وإني أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنني، فائذن لي يا رسول الله. فأعرض عنه رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: "قد أذنت لك". فنزلت: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} [التوبة: 49] ، قال: وقال رجل من المنافقين: {لا تَنْفِرُوا فِي الْحَر} ، فنزلت {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} [التوبة: 81] . ولم ينفق أحد أعظم من نفقة عثمان، وحمل على مائتي بعير. قال عمرو بن مرزوق: حدثنا السكن بن أبي كريمة، عن الوليد بن أبي هشام، عن فرقد أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن خباب، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحث على جيش العسرة، قال: فقام عثمان -رضي الله عنه- فقال: يا رسول الله، علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله. قال: ثم حث ثانية، فقام عثمان فقال: يا رسول الله، علي مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله. ثم حض، أو قال: حث، الثالثة، فقام عثمان فقال: يا رسول الله، علي ثلاث مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله. قال عبد الرحمن: أنا شَهِدْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول على المنبر: "ما على عثمان ما عمل بعد اليوم". أو قال: "بعدها". رواه أبو داود الطيالسي وغيره، عن السكن بن المغيرة. وقال ضمرة، عن ابن شوذب، عن عبد الله بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة، عن مولاه، قال: جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينارحين جهز جيش العسرة، ففرغها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يقلبها ويقول: "ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم". قالها مرارا. وقال بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى، قَالَ: أرسلني أصحابي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسأله لهم الحملان، إذ هم معه في جيش العسرة؛ وهي غزوة تبوك. وذكر الحديث. متفق عليه.

وقال: وَرَوَى عُثْمَانُ بنُ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، عن عكرمة، عن ابن عباس، في غزوة تبوك، قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالصدقة والنفقة في سبيل الله، فأنفقوا احتسابا، وأنفق رجال غير محتسبين. وحمل رجال من فقراء المسلمين، وبقي أناس. وأفضل ما تصدق به يومئذ أحد عبد الرحمن بن عوف؛ تصدق بمائتي أوقية، وتصدق عمر بمائة أوقية، وتصدق عاصم الأنصاري بتسعين وسقا من تمر. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن: "هل تركت لأهلك شيئا"؟ قال: نعم، أكثر مما أنفقت وأطيب. قال: كم؟ ما وعد الله ورسوله من الرزق والخير، رضي الله عنه. وقال ابن إسحاق: ثم إن رجالا أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم البكاؤون، وهم سبعة منهم من الأنصار، سالم بن عمير، وعلبة بن زيد، وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب، وعمرو بن الحمام بن الجموح، وعبد الله بن المغفل؛ وبعضهم يقول: عبد الله بن عمرو المزني؛ وهرم بن عبد الله، والعرباض بن سارية الفزاري. فاستحملوا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا أهل حاجة فقال: {لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [التوبة: 92] ، فبلغني أن يامين بن عمرو، لقي أبا ليلى وعبد الله بن مغفل وهما يبكيان، فقال: ما يبكيكما؟ فقالا: جئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحملنا، فلم نجد عنده ما يحملنا، وليس عندنا ما نتقوى به على الخروج، فأعطاهما ناضحا له فارتحلاه وزودهما شيئا من لبن. وأما علبة بن زيد فخرج من الليل فصلى ما شاء الله، ثم بكى، وقال: اللهم إنك قد أمرت بالجهاد ورغبت فيه، ثم لم تجعل عندي ما أتقوى به، ولم تجعل في يد رسولك ما يحملني عليه، وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني بها في مال أو جسد أو عرض. ثم أصبح مع النَّاسَ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أين المتصدق هذه الليلة"؟ فلم يقم أحد. ثم قال: "أين المتصدق؟ فليقم". فقام إليه فأخبره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبشر، فوالذي نفس محمد بيده لقد كتبت في الزكاة المتقبلة". {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ} [التوبة: 90] ، فاعتذروا فلم يعذرهم الله. فذكر أنهم نفر من بني غفار. قال: وقد كان نفر من المسلمين أبطأت بهم النية عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى تخلفوا عن غير شك ولا ارتياب، منهم كعب بن مالك أخو بني سلمة، ومرارة بن الربيع أحد بني عمرو بن عوف، وهلال بن أمية أخو بني واقف، وأبو خيثمة أخو بني سالم بن عوف. وكانوا رهط صدق.

ثم خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الخميس، واستخلف على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري. فلما خرج ضرب عسكره على ثنية الوداع، ومعه زيادة على ثلاثين ألفا من الناس. وضرب عبد الله بن أبي بن سلول عسكره على ذي حدة، عسكره أسفل منه، وما كان فيما يزعمون بأقل العسكرين. فلما سَارَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تخلف عنه ابن سلول فيمن تخلف من المنافقين وأهل الريب. وخلف رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بن أبي طالب على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استثقالا له وتخففا منه. فلما قال ذلك المنافقون، أخذ علي سلاحه ثم خرج حتى أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو نازل بالجرف، فقال: يا رسول الله، زعم المنافقون أنك إنما خلفتني تستثقلني وتخفف مني، قال: "كذبوا، ولكن خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، ألا ترضى أَنْ تَكُوْنَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُوْنَ مِنْ مُوْسَى، إلا أنه لا نبي بعدي" فرجع إلى المدينة. وأخرجا في الصحيحين من حديث الحكم بن عتيبة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: خلف رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليا في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله، أتخلفني في النساء والصبيان؟ قال: "أما ترضى أَنْ تَكُوْنَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُوْنَ مِنْ مُوْسَى، غير أنه لا نبي بعدي". ورواه عامر، وإبراهيم، ابنا سعد بن أبي وقاص، عن أبيهما. قال ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بنُ سُفْيَانَ، عَنْ محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن مَسْعُوْدٍ، قَالَ: لَمَّا سَارَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى تَبُوْكٍ، جَعَلَ لاَ يَزَالُ يَتَخَلَّفُ الرَّجُلُ فَيَقُوْلُوْنَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، تخلف فلان. فيقول: "دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غَيْرُ ذَلِكَ فَقَدْ أَرَاحَكُمُ اللهُ مِنْهُ". حَتَّى قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، تَخَلَّفَ أَبُو ذَرٍّ وأبطأ به بعيره. فقال: "دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وَإِنْ يَكُنْ غَيْرُ ذَلِكَ فَقَدْ أَرَاحَكُمُ اللهُ منه"، فتلوم أبو ذر بعيره فَلَمَّا أَبْطَأَ عَلَيْهِ أَخَذَ مَتَاعَهُ فَجَعَلَهُ عَلَى ظهره، ثم خرج يَتْبَعُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ماشيا. ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض منازله، ونظر ناظر من المسلمين، فقال: يا رسول الله، إِنَّ هَذَا لَرَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الطَّرِيْقِ. فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كن أَبَا ذَرٍّ" فَلَمَّا تَأَمَّلَهُ القَوْمُ قَالُوا: هُوَ وَاللهِ أَبُو ذَرٍّ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَرْحَمُ اللهُ أَبَا ذَرٍّ، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده". فَضَرَبَ الدَّهْرُ مِنْ ضَرْبِهِ، وَسُيِّرَ أَبُو ذَرٍّ إلى الربذة، فلما حضره الموت أوصى امرأته وغلامه: إذا مت فاغسلاني وَكَفِّنَانِي وَضَعَانِي عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيْقِ، فَأَوَّلُ رَكْبٍ يمرون بكم فقولوا: هذا أبو ذر. فلما مات فعلوا بِهِ ذَلِكَ. فَاطَّلَعَ رَكْبٌ، فَمَا عَلِمُوا بِهِ حتى كادت ركائبهم توطأ سريره، فإذا ابن مَسْعُوْدٍ فِي رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ. فَقَالَ:

ما هذا؟ فقيل: جِنَازَةُ أَبِي ذَرٍّ. فَاسْتَهَلَّ ابْنُ مَسْعُوْدٍ يَبْكِي، فَقَالَ: صَدَقَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَرْحَمُ اللهُ أَبَا ذَرٍّ، يَمْشِي وَحْدَهُ، وَيَمُوْتُ وَحْدَهُ، وَيُبْعَثُ وَحْدَهُ" فَنَزَلَ، فَوَلِيَهُ بِنَفْسِهِ حتى أجنه. وقال ابن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ أبا خيثمة، أحد بني سالم، رجع -بعد مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما- إلى أهله في يوم حار، فوجد امرأتين له في حائط قد رشت كل واحدة منهما عريشها، وبردت له فيه ماء، وهيأت له فيه طعاما، فلما دخل قام على باب العريش، فقال: رسول الله في الضح والريح والحر، وأنا في ظل بارد وما بارد وطعام مهيأ وامرأة حسناء، في مالي مقيم؟ ما هذا بالنصف. ثم قال: لا، والله، لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فهيئا لي زادا. ففعلتا. ثم قد ناضحه فارتحله. ثم خرج في طلب رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أدركه بتبوك حين نزلها. وقد كان أدركه عمير بن وهب في الطريق فترافقا، حتى إذا دنوا من تبوك، قال أبو خيثمة لعمير: إن لي ذنبا، تخلف عني حتى أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ففعل. فسار حتى دنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كن أبا خيثمة". فقالوا: هو والله أبو خيثمة، فأقبل وسلم، فقال له: "أولى لك أبا خيثمة". ثم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، فقال له خيرًا. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ. وقاله موسى بن عقبة فذكرا نحوا من سياق ابن إسحاق. وقال معمر، عبد الله بن محمد بن عقيل: في قوله -تعالى: {اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة} [التوبة: 117] قال: خرجوا في غزوة تبوك، الرجلان والثلاثة على بعير، وخرجوا في حر شديد، فأصابهم يوما عطش حتى جعلوا ينحرون إبلهم ليعصروا أكراشها ويشربوا ماءها. وقال مَالِكُ بنُ مِغْوَل، عَنْ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في مسير، فنفدت أزواد القوم، حتى هم أحدهم بنحر بعض حمائلهم ... الحديث. رواه مسلم. وقال الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أو عن أبي سعيد؛ شك الأعمش؛ قال: لما كان يوم غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة، فقالوا: يا رسول الله، لو أذنت لنا فننحر نواضحنا، فأكلنا وادهنا. فقال: "أفعل". فجاء عمر فقال: يا رسول الله، إن فعلت قل الظهر، ولكن ادع بفضل أزوادهم، وادع الله لهم فيها بالبركة. فقال: نعم. فدعا بنطع

فبسطه، ثم دعا بفضل أزوادهم. فجعل الرجل يأتي بكف ذرة، ويجيء الآخر بكف تمر، ويجيء الآخر بكسرة، حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير. فَدَعَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالبركة، ثم قال لهم: "خذوا في أوعيتكم". حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملأوه، وأكلوا حتى شبعوا، وفضلت فضلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنِّي رَسُوْلُ الله؛ لا يلقى الله بها عبد غير شاك فيحجب عن الجنة". أخرجه مسلم. وقال عَمْرُو بنُ الحَارِثِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هلال، عن عتبة بن أبي عتبة، عَنْ نَافِعِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنه قيل لعمر -رضي الله عنه: حدثنا من شأن العسرة. فقال: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش، حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الرجل، فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع، حتى إن كان الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده. فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن الله قد عودك في الدعاء خيرا فادع الله لنا. قال: "أتحب ذلك"؟ قال: نعم. فرفع يديه، فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأظلت ثم سكبت، فملأوا ما معهم. ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جازت العسكر. حديث حسن قوي. وقال مالك، وغيره، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال لأصحابه: "لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين، إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، لا يصيبكم مثل ما أصابهم"؛ يعني أصحاب الحجر. وقال سليمان بن بلال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر، أمرهم أن لا يشربوا من بئرها، ولا يسقوا منها. فقالوا: قد عجنا منها واستقينا. فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويريقوا ذلك الماء. أخرجهما البخاري, ولمسلم مثل الأول منهما. وقال عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عبد الله: أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر، فاستقوا من آبارها وعجنوا به. فأمرهم أن يهريقوا الماء، ويعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت الناقة ترده. أخرجه مسلم. وقال مالك، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، أن معاذ بن جبل أخبره أَنَّهُم خَرَجُوا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عام تبوك، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ وَبَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ. قال: فأخر الصلاة يوما، ثم خرج فصلى الظُّهْرَ وَالعَصْرَ جَمِيْعاً، ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ فصلى المغرب والعشاء جميعا، ثم قال: "إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن

تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي. قال: فجئناها وقد سبق إليها رجلان، والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء. فسألهما رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَلْ مسستما من مائها شيئا"؟ قالا: نعم. فسبهما، وقال لهما ما شاء الله أن يقول. ثم غرفوا من العين قليلا قليلا، حتى اجتمع في شيء ثم غسل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيْهِ وجهه، ثم أعاده فيها. فجرت العين بماء كثير، فاستقى الناس. ثم قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يوشك يا معاذ، إن طالت بك حياة، أن ترى ما ههنا قد ملئ جنانا". أخرجه مسلم. وقال سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى، عن عباس بن سهل، عن أبي حميد، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في غزوة تبوك فأتينا وادي القرى، على حديقة لامرأة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخرصوها". فخرصناها وخرصها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أوسق، وقال: "احصيها حتى نرجع إليك إن شاء الله". فانطلقنا حتى قدمنا تبوك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقم فيها أحد منكم فمن كان له بعير فليشد عقاله". فهبت ريح شديدة، فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيئ، وجاء ابن العلماء صاحب أيلة إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكتاب، وأهدى له بغلة بيضاء، فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وأهدى له بردا. ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى، فَسَأَلَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المرآة عن حديقتها كم بلغ ثمرها، فقالت: بلغ عشرة أوسق. فقال: "إني مسرع فمن شاء منكم فليسرع". فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة. فقال: "هذه طابة، وهذا أحد، وهو جبل يحبنا ونحبه" أخرجه مسلم أطول منه؛ وللبخاري نحوه. وقال ابن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ، عن عباس بن سهل: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين مر بالحجر استقوا من بئرها. فلما راحوا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تشربوا من مائها، ولا توضأوا منه، وما كان من عجين عجنتموه منه فاعلفوه الإبل، ولا يخرجن أحد منكم الليلة إلا ومعه صاحب له". ففعل الناس ما أمرهم، إلا رجلين من بني ساعدة؛ خرج أحدهما لحاجته والآخر لطلب بعير له. فأما الذي ذهب لحاجته فإنه خنق على مذهبه، وأما الآخر فاحتملته الريح حتى طرحته بجبلي طيئ. فأخبر بذلك رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "ألم أنهكم"؟ ثم دعا للذي أصيب على مذهبه فشفي. وأما الآخر فإنه وصل إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قدم من تبوك. هذا مرسل منكر. وقال ابن وهب: أخبرني معاوية، عن سعيد بن غزوان، عن أبيه: أنه نزل بتبوك وهو حاج، فإذا رجل مقعد، فسألته عن أمره، فقال: سأحدثك حديثا فلا تحدث به ما سمعت أني

حي: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل بتبوك إلى نخلة، فقال: "هذه قبلتنا". ثم صلى إليها. فأقبلت، وأنا غلام، أسعى حتى مررت بينه وبينها، فقال: "قطع صلاتنا، قطع الله أثره". قال: فما قمت عليها إلى يومي هذا. وقال سعيد بن عبد العزيز، عن مولى ليزيد بن نمران، عن يزيد بن نمران، قال: رأيت مقعدا بتبوك. فقال: مررت بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا على حمار وهو يصلي. فقال: "اللهم اقطع أثره". فما مشيت عليهما بعد. أخرجهما أبو داود. وقال يزيد بن هارون: أخبرنا العلاء أبو محمد الثقفي، قال: سمعت أنس بن مالك، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بتبوك، فطلعت الشمس، بضياء وشعاع ونور لم أرها طلعت فيما مضى، فأتى جبريل رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يا جبريل، ما لي أرى الشمس اليوم طلعت بضياء ونور وشعاع لم أرها طلعت فيما مضى"؟ فقال: ذاك أن معاوية بن معاوية الليثي مات بالمدينة اليوم، فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه. قال: "وفيم ذاك"؟ قال: كان يكثر قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} [الإخلاص:1] ، بالليل والنهار، وفي ممشاه وقيامه وقعوده، فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه؟ قال: "نعم"، قال: فصلى عليه، ثم رجع. العلاء منكر الحديث واه. ورواه الحسن الزعفراني، عن يزيد. وقال يونس بن محمد: حدثنا صدقة بن أبي سهل، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، أن معاوية بن معاوية المزني توفي والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكٍ، فأتاه جبريل، فقال: هل لك في جنازة معاوية المزني؟ قال: "نعم". فقال: هكذا؛ ففرج له عن الجبال والآكام. فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمشي ومعه جبريل في سبعين ألف ملك، فصلى عليه. فقال: "يا جبريل، بم بلغ هذا؟ " قال: بكثرة قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} [الأخلاص: 1] ، كان يقرؤها قائما وقاعدا وراكبا وماشيا. مرسل. وقال ابن جوصا، وعلي بن سعيد الرازي، وأبو الدحداح أحمد بن محمد -واللفظ له- قالوا: حدثنا نوح بن عمرو بن حوى السكسكي، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا محمد بن زياد الألهاني، نا أبي أمامة، قال: نزل جبريل عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بتبوك، فقال: احضر جنازة معاوية بن معاوية المزني. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهبط جبريل في سبعين ألفا من الملائكة، فوضع جناحة على الجبال فتواضعت حتى نظروا إلى مكة والمدينة. فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل والملائكة. فلما قضى صلاته، قال: "يا جبريل، بم أدرك معاوية بن معاوية هذه المنزلة من الله؟ " قال: بقراءة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} قائما وقاعدا وراكبا وماشيا.

قلت: ما عملت في نوح جرحا، ولكن الحديث منكر جدا، ما أعلم أحدا تابعه عليه أصلا عن بقية. وقد أورد ابن حبان حديث العلاء، وقال: حديث منكر لا يتابع عليه. قال: ولا أحفظ في الصحابة من يقال له: معاوية بن معاوية. وقد سرق هذا الحديث شيخ من أهل الشام، ورواه عن بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الباهلي. وقال عثمان بن الهيثم المؤذن: حدثنا محبوب بن هلال، عَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي مَيْمُوْنَةَ، عَنْ أَنَسِ، قال: جاء جبريل فقال: يا محمد، مات معاوية بن معاوية المزني، أفتحب أن تصلي عليه؟ قال: نعم. فضرب بجناحه فلم يبق من شجرة ولا أكمة إلا تضعضت له. فصلى عليه وخلفه صفان من الملائكة، في كل صف سبعون ألف ملك. قلت: "يا جبريل، بم نال هذا؟ " قال: بحبه {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} يقرؤها قائما وقاعدا وذاهبا وجائيا، وعلى كل حال. محبوب مجهول، لا يتابع على هذا. وقال البكائي: قال ابن إسحاق: فلما أصبح الناس، يعني من يوم الحجر، ولا ماء معهم، دَعَا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأرسل الله سحابة فأمطرت حتى ارتوى الناس. فحدثني عاصم، قال: قلت لمحمود بن لبيد: هل كان الناس يعرفون النفاق فيهم؟ قال: نعم والله، لقد أخبرني رجال من قومي، عن رجل من المنافقين؛ لما كان من أمر الحجر ما كان؛ ودعا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ دعا فأرسل الله السحابة، فأمطرت. قالوا: أقبلنا عليه نقول: ويحك، هل بعد هذا شيء؟ قال: سحابة سائرة. قال ابن إسحاق: ثم أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فضلت ناقته، فخرج أصحابه في طلبها، وعند رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ من أصحابه يقال له: عمارة بن حزم، وكان عقبيا بدريا، وكان في رحله زيد بن اللصيت القينقاعي كان منافقا، فقال زيد، وهو في رحل عمارة: أليس يزعم محمد أنه نبي، ويخبركم عن خبر السماء، وهو لا يدري أين نَاقَتَهُ؟ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وعمارة عنده: "إن رجلا قال كذا وكذا. وإني والله ما أعلم إلا ما علمني الله. وقد دلني الله عليها، وهي في هذا الوادي في شعب كذا، وقد حبستها شجرة بزمامها". فذهبوا فجاؤوا بها. فذهب عمارة إلى رحلة، فقال: والله عجب من شيئ حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا، من مقالة قائل أخبره الله عنه بكذا وكذا، فقال رجل ممن كان في رحل عمارة، ولم يحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم، زيد والله، قال هذه المقالة قبل أن تأتي. فأقبل عمارة على زيد يجأ في عنقه، ويقول: أي عباد الله، إن في رحلي لداهية وما أشعر. اخرج أي عدو الله من رحلي. فزعم بعضهم أن زيدا تاب بعد ذلك.

قال ابن إسحاق: وقد كان رهط، منهم وديعة بن ثابت، ومخشن بن حمير؛ يشيرون إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو منطلق إلى تبوك، فقال بعضهم لبعض: أتحسبون جلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضا؟ والله لكأنا بكم غدا مقرنين في الحبال؛ إرجافا وترهيبا للمؤمنين. فقال مخشن بن حمير: والله لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل منا مائة جلدة، وأنا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه. وَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيْمَا بلغني، لعمار بن ياسر: "أدرك القوم، فإنهم قد احترقوا، فسلهم عما قالوا، فإن أنكروا فقل: بلى، قلتم كذا وكذا". فانطلق إليهم عمار، فقال ذلك لهم. فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذرون. فقال وديعة بن ثابت: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب. فنزلت: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} [التوبة: 65] ، فقال مخشن بن حمير: يا رسول الله، قعد بي اسمي واسم أبي. فكان الذى عفي عنه في هذه الآية مخشن؛ يعني {إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ} [التوبة: 66] ، فتسمى عبد الرحمن، فسأل الله أن يقتله شهيدا لا يعلم بمكانه. فقتل يوم اليمامة ولم يوجد له أثر. ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، أتاه يحنة بن رؤبة صاحب أيلة، فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه الجزية. وأتاه أهل جرباء وأذرح فأعطوه الجزية. وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا، فهو عندهم. وقال موسى بن عقبة: قال ابن شهاب: بَلَغَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوته تلك تبوكا ولم يتجاوزها. وأقام بضع عشرة ليلة؛ يعني بتبوك. وقال يحيى بن أبي كثير، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَوْبَان، عن جابر، قال: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك عشرين يوما يقصر الصلاة. أخرجه أبو داود. وإسناده صحيح. فائدة: قال ابن إسحاق: أَعْطَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلُ أيلة بردة مع كتابه، فاشتراها منهم أبو العباس عبد الله بن محمد -يعني السفاح- بثلاث مائة دينار. وقال يونس، عن ابن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ، ويزيد بن رومان: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك؛ رجل من كندة، وكان ملكا على دومة وكان نصرانيا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد: "إنك ستجده يصيد البقر". فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه منظر العين في ليلة مقمرة صافية، وهو على سطح ومعه امرأته، فأتت البقر تحك بقرونها باب القصر. فقالت له امرأته: هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا والله. قالت:

فمن يترك مثل هذا؟ قال: لا أحد. فنزل فأمر بفرسه فأسرج، وركب معه نفر من أهل بيته، فيهم أخوه حسان. فتلقتهم خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذته وقتلوا أخاه، وقدموا به عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحقن دمه وصالحه على الجزية، وأطلقه. فائدة: قال عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن أبيه، عن قيس بن النعمان السكوني، قال: خرجت خيل رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ بها أكيدر، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: بلغنا أن خيلك انطلقت فخفت على أرضي، فاكتب لي كتابا فإني مقر بالذي علي. فكتب له. فأخرج قباء من ديباج مما كان كسرى يكسوهم، فقال: يا محمد اقبل عني هذا هدية. قال: "ارجع بقبائك فإنه ليس يلبس هذا أحد إلا حرمه في الآخرة". فشق عليه أن رده. قال: "فادفعه إلى عمر". فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رسول الله، أحدث في أمر؟ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى وضع يده، أو ثوبه، على فيه ثم قال: "ما بعثت به إليك لتلبسه، ولكن تبيعه وتستعين بثمنه". وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قال: ولما تَوَجَّهَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قافلا إلى المدينة، بعث خالدا في أربع مائة وعشرين فارسا إلى أكيدر دومة الجندل، فلما عهد إليه عهده، قال خالد: يا رسول الله، كيف بدومة الجندل وفيها أكيدر، وإنما نأتيها في عصابة من المسلمين؟ فقال: "لعل الله يكفيكه". فسار خالد، حتى إذا دنا من دومة نزل في أدبارها. فبينما هو وأصحابه في منزلهم ليلا، إذ أقبلت البقر حتى جعلت تحتك بباب الحصن، وأكيدر يشرب ويتغنى بين امرأتيه. فاطلعت إحداهما فرأت البقر، فقالت: لم أر كالليلة في اللحم. فثار وركب فرسه، وركب غلمته وأهله، فطلبها. حتى مر بخالد وأصحابه فأخذوه ومن معه فأوثقوهم. ثم قال خالد لأكيدر: أرأيت إن أجرتك تفتح لي دومة؟ قال: نعم. فانطلق حتى دنا منها، فثار أهلها وأرادوا أن يفتحوا له، فأبى عليهم أخوه. فلما رأى ذلك قال لخالد: أيها الرجل، حلني، فلك الله لأفتحنها لك، إن أخي لا يفتحها ما علم أني في وثاقك. فأطلقه خالد، فلما دخل أوثق أخاه وفتحها لخالد، ثم قال: اصنع ما شئت. فدخل خالد وأصحابه. ثم قال: يا خالد، إن شئت حكمتك، وإن شئت حكمتني. فقال خالد: بل نقبل منك ما أعطيت. فأعطاهم ثمان مائة من السبي وألف بعير وأربع مائة درع وأربع مائة رمح. وأقبل خالد بأكيدر إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأقبل معه يحنة بن رؤبة عظيم أيلة. فقدم عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأشفق أن يبعث إليه كما بعث إلى أكيدر، فاجتمعا عِنْد رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقاضاهما على قضيته؛ على دومة وعلى تبوك وعلى أيلة وعلى تيماء، وكتب لهم به كتابا، ورجع قافلا إلى المدينة.

ثم ذكر عروة قصة في شأن جماعة من المنافقين هموا بأذية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلعه الله على كيدهم. وذكر بناء مسجد الضرار. وذكر ابن إسحاق، عن ثقة من بني عمرو بنُ عَوْفٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقبل من تبوك حتى نزل بذي أوان؛ بينه وبين المدينة ساعة من نهار. وكان مسجد الضرار قد أتوه، وهو يتجهز إلى تبوك، فقالوا: قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة، وإنا نحب أن تأتي فتصلي لنا فيه. فقال: إني على جناح سفر، فلو رجعنا -إن شاء الله- أتيناكم. فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي أوان، أتاه خبر السماء، فدعا مالك بن الدخشم ومعن بن عدي، فقال: "انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وأحرقاه". فخرجنا سريعين حتى دخلاه وفيه أهله فحرقاه وهدماه وتفرقوا عنه. ونزل فيه من القرآن ما نزل. وقال أبو الأصبغ عبد العزيز بن يحيى الحراني: حدثنا بن سلمة، عن ابن إسحاق، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أبي البختري، عن حذيفة، قال: كنت آخذا بخطام نَاقَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقود به، وعمار يسوقه؛ أو قال: عمار يقوده وأنا أسوقه؛ حتى إذا كنا بالعقبة، فإذا أنا باثني عشر راكبا قد اعترضوه فيها، فأنبهت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فصرخ بهم فولوا مدبرين. فقال لَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هل عرفتم القوم"؟ قلنا: لا، قد كانوا ملثمين. قال: "هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة، أرادوا أن يزحموني في العقبة لأقع". قلنا: يا رسول الله، أولا تبعث عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم؟ قال: "لا، أكره أن يتحدث العرب أن محمدا قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم". ثم قال: "اللهم ارمهم بالدبيلة". قلنا: يا رسول الله، وما الدبيلة؟ قال: "شهاب من نار يقع على نياط قلب أحدهم فيهلك". وقال قتادة، عن أبي نضرة، عن قيس بن عباد، في حديث ذكره عن عمار بن ياسر، أن حذيفة حدثه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "في أصحابي اثنا عشر منافقا، منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط". أخرجه مسلم. وقال عبد الله بن صالح المصري: حدثنا مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طلحة، عن ابن عباس: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا} [التوبة: 107] ، قال: أناس بنوا مسجدا فقال لهم أبو عامر: ابنوا مسجدكم واستمدوا ما استطعتم من قوة وسلاح، فإني ذاهب إلى قيصر فآتي بجند من الروم، فأخرج محمدا وأصحابه. فلما فرغوا من مسجدهم أموا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: نحب أن تصلي فيه. فنزلت: {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا} [التوبة] . وقال ابن عيينة، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، قال: أذكر أنا حين قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غزوة تبوك، خرجنا مع الصبيان نتلقاه إلى ثنية الوداع. أخرجه البخاري1. وقال غير واحد، عن حميد، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما رجع من غزوة تبوك ودنا مِنَ المَدِيْنَةِ، قَالَ: "إِنَّ بِالمَدِيْنَةِ لأَقْوَاماً مَا سرتم من مسير ولا قطعتم من واد، إِلاَّ كَانُوا مَعَكُم فِيْهِ". قَالُوا: يَا رَسُوْلَ الله، وهم بالمدينة؟ قال: "نعم، حبسهم العذر". أخرجه البخاري2.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4426" حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن الزهري، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 103"، والبخاري "2839" و "4423"، وابن ماجه "2764" من طرق عن حميد الطويل، به.

أمر الذين خلفوا

أمر الذين خلفوا: قال شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي سعيد بن المسيب، أن بني قريظة كانوا حلفاء لأبي لبابة، فاطلعوا إليه، وهو يدعوهم إلى حكم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا لبابة، أتأمرنا أن ننزل؟ فأشار بيده إلى حلقه أنه الذبح. فأخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال له: لم تر عيني؟ فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أحسبت أن الله غفل عن يدك حين تشير إليهم بها إلى حلقك"؟ فلبث حينا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عاتب عليه. ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوكا، فتخلف عنه أبو لبابة فيمن تخلف. فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه أبو لبابة يسلم عليه، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففزع أبو لبابة، فارتبط بسارية التوبة، التي عند باب أم سلمة، سبعا بين يوم وليلة، في حر شديد، لا يأكل فيهن ولا يشرب قطرة. وقال: لا يزال هذا مكانى حتى أفارق الدنيا أو يتوب الله علي. فلم يزل كذلك حتى ما يسمع الصوت من الجهد، وَرَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إليه بكرة وعشية. ثم تاب الله عليه فنودي: إن الله قد تاب عليك. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ليطلق عنه رباطه، فأبى أن يطلقه عند أحد إِلاَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فجاءه فأطلق عنه بيده. فقال أبو لبابة حين أفاق: يا رسول الله، إني أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب، وأنتقل إليك فأساكنك، وإني أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله. فقال: "يجزئ عنك الثلث". فهجر دار قومه وتصدق بثلث ماله، ثم تاب فلم ير منه بعد ذلك في الإسلام إلا خير، حتى فارق الدنيا. مرسل. وقال وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قوله: {اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ} [التوبة: 102] ، قال: هو أبو لبابة، إذ قال لقريظة ما قال، وأشار إلى حلقه بأن محمدا

يذبحكم إن نزلتم على حكمه. وزعم محمد بن إسحاق أن ارتباطه كان حينئذ. ولعله ارتبط مرتين. وقال عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طلحة، عن ابن عباس: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ} [التوبة: 102] ، قال: كانوا عشرة رهط تخلفوا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غزوة تبوك. فلما حضر رُجُوْعِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوثق سبعة منهم أنفسهم بسواري المسجد، وكان ممر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم. فلما رآهم قال: "من هؤلاء"؟ قالوا: هذا أبو لبابة وأصحاب له تخلفوا عنك يا رسول حتى تطلقهم وتعذرهم. قال: "وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم، حتى يكون الله هو الذي يطلقهم، رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين". فلما بلغهم ذلك قالوا: ونحن لا نطلق أنفسنا حتى يكون الله هو الذي يطلقنا فأنزلت: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 102] ، و"عسى" من الله واجب. فلما نزلت، أرسل إليهم فأطلقهم وعذرهم. ونزلت؛ إذ بذلوا أموالهم: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103] ، وروى نحوه عطية العوفي، عن ابن عباس. وقال عقيل، عن ابن شهاب، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، أن أباه، قال: سمعت كعبا يحدث حديثه حين تخلف عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك. قال كعب: لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة غزاها قط، إلا في غزوة تبوك، غير أني تخلفت عن غزوة بدر، ولم يعاتب الله أحدا تخلف عنها، إنما خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد عير قريش، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد. ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة، وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر، يعني أذكر في الناس منها. وكان من خبري حين تخلفت عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك، أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة. والله ما اجتمعت عندي قبلها راحلتان حتى جمعتهما تلك الغزوة. ولم يَكُنْ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد غزوة إلا ورى بغيرها. حتى كانت تلك الغزوة غزاها في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم، وأخبرهم بوجهه الذي يريد، والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ؛ يريد الديوان. قال كعب: فمل رجل يريد أن يتغيب إلا ظن سيخفي له

ما لم ينزل فيه وحي. وغزا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الغزوة حين طابت الثمار والظلال، فأنا إليها أصعر. فتجهز والمسلمون معه. وطفقت أغدو لكي أتجهز معهم ولم أقض شيئا، وأقول في نفسي: أنا قادر على ذلك إذا أردته. فلم يزل يتمادى بي حتى أستمر بالناس الجد. فأصبح رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالمُسْلِمُوْنَ معه، ولم أقض من جهازي شيئا. فقلت: أتجهز بعده يوما أو يومين ثم ألحقهم. فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم أقض شيئا، ثم غدوت ثم رجعت ولم أقض شيئا. فلم يزل ذلك يتمادي بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو، وهممت أن أرتحل فأدركهم، وليتني فعلت، فلم يقدر لي ذلك. فكنت إذا خرجت في الناس أحزنني أني لا أرى إلا رجلا مغموصا من النفاق1؛ أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء. فلم يذكرني رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بلغ تبوك، قال وهو جالس في القوم: "ما فعل كعب"؟ فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله، حبسه براده ينظر في عطفه. فقال له معاذ بن جبل: بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا إلا خيرا. فلما بَلَغَنِي أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد توجه قافلا من تبوك، حضرني همي فطفقت أتذكر الكذب وأقول: بماذا أخرج من سخطه غدا؟ وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي. فلما قيل: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أظل قادما زاح عني بالباطل، وعرفت أني لا أخرج منه أبدا بشيء فيه كذب، فأجمعت صدقه. وأصبح قادما، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس للناس. فلما فعل ذلك جاء المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلا. فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم، وبايعهم، واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله. فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب، ثم قال: تعال. فجئت أمشي حتى جلست بين يديه. فقال: " ما خلفك؟ ألم تكن ابتعت ظهرك" فقلت: بلى، يا رسول الله، إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر، ولقد أعطيت جدلا، ولكن والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديثا كاذبا ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخط علي، ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه، إني لأرجو عفو الله. لا، والله ما كان لي من عذر، ووالله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك. قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أما هذا فقد صدق، قم حتى يقضي الله فيك". فقمت، وثار رجال من بني سلمة فقالوا: لا والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا، أعجزت أن لا تكون

_ 1 مغموصا من النفاق: أي مطعونا في دينه متهما بالنفاق.

أعتذرت إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما أعتذر إليه المخلفون، قد كان كافيك لذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك. فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي. ثم قلت: هل لقي هذا معي أحد؟ قالوا: نعم، رجلان قالا مثل ما قلت. وقيل لهما مثل ما قيل لك. فقلت: من هما؟ فقالوا: مرارة بن الربيع العمري، وهلال بن أمية الواقفي. فذكروا رجلين صالحين قد شهدا بدرا، فيهما أسوة، فمضيت حين ذكروهما لي. وَنَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، واجتنبنا الناس وتغيروا لنا، حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة. فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيتهما، وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم، فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق، ولا يكلمني أحد. وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأسلم عليه فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا؟ ثم أصلي فأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي، فإذا التفت نحوه أعرض عني، حتى إذا طال علي ذلك من جفوة المسلمين تسورت جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي وأحب الناس إلي؛ فسلمت عليه، فوالله ما رد. فقلت: يا أبا قتادة، أنشدك الله هل تعلم أني أحب الله ورسوله؟ قال: فسكت، فعدت له فسكت، فناشدته الثالثة، فقال: الله ورسوله أعلم. ففاضت عيناي، وتوليت حتى تسورت الجدار. قال: فبينا أنا أمشي بسوق المدينة، إذا نبطي من أنباط الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدل على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له إلي. حتى إذا جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان؛ وكنت كاتبا؛ فإذا فيه: أما بعد، فقد بلغني أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك. وهذا أيضا من البلاء، فتيممت به التنور فسجرته به، حتى إذا مضى لنا أربعون ليلة من الخميس إذا رسول رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرك أن تعتزل امرأتك. فقلت: أطلقها أم ماذا أفعل بها؟ فقال: لا، بل اعتزلها فلا تقربنها. وأرسل إلي صاحبي بمثل ذلك. فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله هذا الأمر. قال كعب: فجاءت امرأة هلال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن هلالا شيخ ضائع ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟ فقال: لا، ولكن لا يقربنك. قالت: إنه والله ما به حركة إلى شيء، والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومي هذا. فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول الله في امرأتك؟ فقلت: لا والله، وما يدريني ما يقول لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ استأذنته فيها، وأنا رجل شاب. فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة. فلما

أن صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة، وأنا على ظهر بيت من بيوتنا، فبينا أنا جالس على الحال التى ذكر الله منا؛ قد ضاقت علي نفسي، وضاقت علي الأرض بما رحبت؛ سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع: يا كعب بن مالك، أبشر. فخررت ساجدا، وعرفت أن قد جاء الفرج. وآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا، حين صلى صلاة الفجر. فذهب الناس يبشروننا، وذهب قبل صاحبي مبشرون. وركض رجل إلي فرسا، وسعى ساع من أسلم فأوفى على الجبل، وكان الصوت أسرع إلي من الفرس. فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني، نزعت ثوبي فكسوتهما إياه ببشراه، ووالله ما أملك غيرهما يومئذ. واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بالتوبة؛ يقولون: ليهنك توبة الله عليك. حتى دخلت المسجد، فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني، والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره، ولا أنساها لطلحة. وَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يبرق وجهه بالسرور: "أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك". قلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال: "لا، بل من عند الله". وكان رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بشر ببشارة يبرق وجهه كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه. فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله: إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى الرسول. قال: "أمسك بعض مالك فهو خير لك". فقلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر. وقلت: يا رسول الله، إن الله إنما نجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت. فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين ابتلاه الله -تعالى- في صدق الحديث أحسن مما ابتلاني، ما تعمدت مذ ذكرت ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذبًا، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي. وأنزل الله -تعالى- على رسوله: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} إلى قوله: {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين} [التوبة: 117- 119] ، فوالله ما أنعم الله علي من نعمة، بعد أن هداني للإسلام، أعظم في نفسي من صدقي رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ، أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الذين كذبوه، فإن الله -تعالى- قال للذين كذبوه، حين نزل الوحي، شر ما قال لأحد قال: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 95، 96] . قال كعب: وكنا خلفنا -أيها الثلاثة- عن أمر أولئك الذين قبل منهم رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ حلفوا له، وأرجأ أمرنا حتى قضى الله فيه. فبذلك قال -تعالى: {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} [التوبة: 118] ، وليس الذي ذكر الله تخلفنا عن الغزو، وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن تخلف واعتذر، فقبل مِنْهُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. متفق عليه.

موت عبد الله بن أبي

موت عبد الله بن أبي: قال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد، قال: دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عبد الله بن أبي يعوده في مرضه الذي مات فيه، فلما عرف فيه الموت، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أما والله إن كنت لأنهاك عن حب يهود". فقال: قد أبغضهم أسعد بن زرارة، فمه؟ وقال الواقدي: مرض عبد الله بن أبي بن سلول في أواخر شوال، ومات في ذي القعدة، وكان مرضه عشرين ليلة. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده فيها. فلما كان اليوم الذي مات فيه، دخل عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يجود بنفسه، فقال: "قد نهيتك عن حب يهود". فقال: قد أبغضهم أسعد فما نفعه؟ ثم قال: يا رسول الله، ليس هذا بحين عتاب، هو الموت، فإن مت فاحضر غسلي، وأعطني قميصك أكفن فيه، وصل علي واستغفر لي. هذا حديث معضل واه، لو أسنده الواقدي لما نفع، فكيف وهو بلا إسناد؟ وقال ابن عيينة، عن ابن عمرو، عن جابر، قال: أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبر عبد الله بن أبي بعدما أدخل حفرته فأمر به فأخرج، فوضع على ركبتيه، أو فخذيه، فنفث عليه من ريقه وألبسه قميصه. والله أعلم. متفق عليه. وقال أبو أسامة، وغيره: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابن عمر، قال: لما توفي عبد الله بن أبي، أتى ابنه عبد الله بن عَبْدَ اللهِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله أن يعطيه قميصه ليكفنه فيه، فأعطاه. ثم سأله أن يصلي عليه؛ فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عليه، فقام عمر فأخذ ثوبه، فقال: يا رسول الله، أتصلي عليه وقد نهاك الله عنه؟ قال: إن ربي خيرني، فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] ، وسأزيد على السبعين. فقال: إنه منافق. قال: فصلى عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 84] ، متفق عليه.

وفيها: قتل عروة بن مسعود الثقفي، وكان سيدا شريفا من عقلاء العرب ودهاتهم، دعا قومه إلى الإسلام فقتلوه. فيروى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مثله مثل صاحب ياسين، دعا قومه إلى الله فقتلوه". وفيها: توفيت السيدة أم كلثوم بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، زوجة عثمان، رضي الله عنهما. وفيها: توفي عبد الله ذو البجادين -رضي الله عنه- ودفن بتبوك، وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأثنى عليه ونزل في حفرته، وأسنده في لحده. وقال: "اللهم إني أمسيت عنه راضيًا، فارض عنه". وقال محمد بن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: كان عبد الله ذو البجادين من مزينة. وكان يتيما في حجر عمه، وكان يحسن إليه. فلما بلغه أنه قد أسلم، قال: لئن فعلت لأنزعن منك جميع ما أعطيتك. قال: فإني مسلم. فنزع كل شيء أعطاه، حتى جرده ثوبه، فأتى أمه، فقطعت بجادا لها باثنين، فاتزر نصفا وارتدى نصفا، ولزم باب رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ يرفع صوته بالقرآن والذكر. وتوفي فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيها: قدم وفد ثقيف من الطائف، فأسلموا بعد تبوك، وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا. وفيها بعد مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك، مات سهيل، أخو سهل بن بيضاء، وهي أمهما، وأسمها دعد بنت جحدم، وأما أبوه فوهب بن ربيعة الفهري. ولسهيل صحبة ورواية حديث، وهو حديث يحيى بن أيوب المصري، عَنِ ابْنُ الهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ سعيد بن الصلت، عن سهيل بن بيضاء، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "من مات يشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ". وليحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم، نحوه. وأما الدراوردي، فقال: عَنِ ابْنُ الهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ سعيد بن الصلت، عن عبد الله بن أنيس. وهذا متصل عن سهيل، إذ سعيد بن الصلت تابعي كبير لا يمكنه أن يسمع من سهيل، ولو سمع منه لسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكان صحابيا، لكن المرسل أشهر. وكان سهيل بن بيضاء من السابقين الأولين، شهد بدرا وغيرها. وكذلك أخوه سهل، وقد توفي أيضا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال عبد الوهاب بن عطاء: أخبرنا حميد، عن أنس، قال: كان أبو عبيدة، وأبي بن كعب، وسهيل بن بيضاء، عند أبي طلحة، وأنا أسقيهم، حتى كاد الشراب أن يأخذ فيهم.

ثم ذكر تحريم الخمر بطوله. وقال ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عائشة، قالت لما توفي سعد: أدخلوه المسجد حتى أصلي عليه، فأنكر ذلك عليها، فقالت: والله لقد صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابني بيضاء في المسجد سهيل وسهل. وقال فيه غير الضحاك: ما أسرع ما نسوا؛ لقد صلى على سهيل بن بيضاء في المسجد. وفيها: توفي زيد بن سعية؛ بالياء، وبالنون أشهر؛ وهو أحد الأحبار الذين أسلموا. وكان كثير العلم والمال. وخبر إسلامه رواه الوليد بن مسلم، عن محمد بن حمزة بن يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لما أراد الله هدى زيد بن سعنة، قال: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد حين نظرت إليه، إلا شيئين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل إلا حلما. وذكر الحديث بطوله. وهو في الطوالات للطبراني، وآخره: فقال زيد: أشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عبده ورسوله. وآمن به وبايعه، وشهد معه مشاهد، وتوفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر. والحديث غريب، من الأفراد. قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: وفيها قتلت فارس ملكهم شهرابرز بن شيرويه، وملكوا عليهم بوران بنت كسرى، وبلغ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة". وفيها: توفي عبد الله بن سعد بن سفيان الأنصاري، من بني سالم بن عوف، كنيته أبو سعد. شهد أحدا والمشاهد. وتوفي منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك، فيقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كفنه في قميصه. وفي هذه المدة: توفي زيد بن مهلهل بن زيد أبو مكنف الطائي، فارس طيئ. وهو أحد المؤلفة قلوبهم، أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل، وكتب له بإقطاع. وكان يدعى زيد الخيل. فَسَمَّاهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد الخير. ثم إنه رجع إلى قومه فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ ينج زيد من حمى المدينة". فلما انتهى إلى نجد أصابته الحمى ومات. وفيها: حج بالناس أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على الموسم في أواخر ذي القعدة ليقيم للمسلمين حجهم. فنزلت: {بَرَاءَة} [التوبة: 1] ، إثر خروجه. وفي أولها نقض ما بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين من العهد الذي كانوا عليه.

قال ابن إسحاق: فخرج علي -رضي الله عنه- على نَاقَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العضباء، حتى أدرك أبا بكر -رضي الله عنه- بالطريق. فلما رآه أبو بكر، قال: أميرا أو مأمور؟ قال: لا، بل مأمور. ثم مضيا. فأقام أبو بكر للناس حجهم، حتى إذا كان يوم النحر، قام علي عند الجمرة فأذن في الناس بالذي أَمَّرَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "أيها الناس، إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عهد عِنْد رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ له إلى مدته. وأجل الناس أربعة أشهر من يوم أذن فيهم، ليرجع كل قوم إلى مأمنهم من بلادهم، ثم لا عهد لمشرك". وقال عقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أن أبا هريرة، قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف النبي صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب فأمره أن يؤذن ببراءة. قال: فأذن معنا على في أهل منى يوم النحر ببراءة، أَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ وَلاَ يطوف بالبيت عريان. أخرجه البخاري. وأخرجاه من حديث يونس، عن الزهري. وقال سفيان بن حسين، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث أبا بكر وأتبعه عليا. فذكر الحديث. وفيه: فكان علي ينادي بها، فإذا بح قام أبو هريرة فنادى بها. وقال أبو إسحاق السبيعي، عن زيد بن يثيع، قال: سألنا عليا -رضي الله عنه: بأي شيء بعثت في ذي الحجة؟ قال: بعثت بأربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مؤمن وكافر في المسجد الحرام بعد عامه هذا، ومن كان بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد، فعهده إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر. والله أعلم.

ذكر قدوم وفود العرب

ذكر قدوم وفود العرب: قال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بن الزبير، قال: فلما صدر أبو بكر وعلي -رضي الله عنهما- وأقاما للناس الحج، قدم عروة بن مسعود الثقفي عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما. وكذا قال موسى بن عقبة، وأما ابن إسحاق فذكر أن قدوم عروة بن مسعود كان في إثر رحيل النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل الطائف وعن مكة، وأنه لقيه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم، وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام، فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنهم قاتلوك".

ثم بعد أشهر، قدم وفد ثقيف

ثم بعد أشهر، قدم وفد ثقيف: وقال حاتم بن إسماعيل، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن عبد الكريم، عن علقمة بن سفيان بن عبد الله الثقفي، عن أبيه، قال: كنا في الوفد الذين وفدوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فضرب لنا قبتين عند دار المغيرة بن شعبة. قال: وكان بلال يأتينا بفطرنا فنقول: أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: نعم، ما جئتكم حتى أفطر، فيضع يده فيأكل ونأكل. وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ الثقفي: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنزلهم في قبة في المسجد، ليكون أرق لقلوبهم. واشترطوا عليه حين أسلموا أن لا يحشروا ولا يعشروا ولا يجبوا، فقال رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ خير في دين ليس فيه ركوع، ولكن أن لا تحشروا ولا تعشروا". وقال أبو داود في "السنن": حدثنا الحسن بن الصباح، وقال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن وهب، قال: سألت جابرًا عن شأن ثقيف إذ بايعت، قال: اشترطت عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لا صدقة عليها ولا جهاد، وأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يقول: "سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا". وقال موسى بن عقبة، عن عروة بمعناه، قال: فأسلم عروة بن مسعود، واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرجع إلى قومه. فقال: إني أخاف أن يقتلوك. قال: لو وجدوني نائما ما أيقظوني. فأذن لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فرجع إلى الطائف، وقدم الطائف عشيا فجاءته ثقيف فحيوه، ودعاهم إلى الإسلام ونصح لهم، فاتهموه وعصوه، وأسمعوه من الأذى ما لم يكن يخشاهم عليه. فخرجوا من عنده، حتى إذا أسحر وطلع الفجر، قام على غرفة له في داره فأذن بالصلاة وتشهد، فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله. فزعموا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال حين بلغه قتله: "مثل عروة مثل صاحب ياسين، دعا قومه إلى الله فقتلوه". وأقبل -بعد قتله- من وفد ثقيف بضعة عشر رجلا هم أشراف ثقيف، فيهم كنانة بن عبد ياليل وهو رأسهم يومئذ، وفيه عثمان بن أبي العاص بن بشر، وهو أصغرهم. حتى قَدِمُوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة يريدون الصلح، حين رأوا أن قد فتحت مكة وأسلمت عامة العرب.

فقال المغيرة بن شعبة: يا رسول الله، أنزل علي قومي فأكرمهم، فإني حديث الجرم فيهم. فقال: لا أمنعك أن تكرم قومك، ولكن منزلهم حيث يسمعون القرآن. وكان جرم المغيرة في قومه أنه كان أجيرا لثقيف، وأنهم أقبلوا من مصر، حتى إذا كانوا ببصاق، عدا عليهم وهم نيام فقتلهم، ثم أقبل بأموالهم حتى أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقَالَ: يا رسول الله، خمس مالي هذا. فقال: "وما نبأه"؟ فأخبره، فقال: "إنا لسنا نغدر". وأبى أن يخمسه. وأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد ثقيف في المسجد، وبنى لهم خياما لكي يسمعوا القرآن ويروا الناس إذا صلوا. وكان رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خطب لم يذكر نفسه. فلما سمعه وفد ثقيف قالوا: يأمرنا أن نشهد أنه رسول الله، ولا يشهد به في خطبته. فلما بلغه ذلك قال: فإني أول من شهد أني رسول الله. وكانوا يغدون عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل يوم، ويخلفون عثمان بن أبي العاص على رحالهم. فكان عثمان، كلما رجعوا وقالوا بالهاجرة، عمد إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله عن الدين واستقرأه القرآن، حتى فقه في الدين وعلم. وكان إذا وَجَدَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نائما عمد إلى أبي بكر. وكان يكتم ذلك من أصحابه. فَأَعْجَبَ ذَلِكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعجب منه وأحبه. فمكث الوفد يختلفون إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يدعوهم إلى الإسلام، فأسلموا، فقال كنانة بن عبد ياليل: هل أنت مقاضينا حتى نرجع إلى قومنا؟ قال: "نعم، إن أنتم أقررتم بالإسلام قاضيتكم، وإلا فلا قضية ولا صلح بيني وبينكم". قالوا: أفرأيت الزنى، فإنا قوم نغترب لا بد لنا منه؟ قال: "هو عليكم حرام". قالوا: فالربا؟ قال: "لكم رؤوس أموالكم". قالوا: فالخمر؟ قال: "حرام". وتلا عليهم الآيات في تحريم هذه الأشياء. فارتفع القوم وخلا بعضهم ببعض، فقالوا: ويحكم، إنا نخاف -إن خالفناه- يوما كيوم مكة. انطلقوا نكاتبه على ما سألنا. فأتوه فقالوا: نعم، لك ما سألت. أرأيت الربة ماذا نصنع فيها؟ قال: "اهدموها". قالوا: هيهات، لو تعلم الربة ماذا تصنع فيها أو أنك تريد هدمها قتلت أهلها. فقال عمر: ويحك يا ابن عبد ياليل، ما أحمقك، إنما الربة حجر. قال: إنا لم نأتك يا ابن الخطاب. وقالوا: يا رسول الله، تول أنت هدمها، فأما نحن فإنا لن نهدمها أبدا. قال: "فسأبعث إليكم من يهدمها". فكاتبوه وقالوا: يا رسول الله، أمر علينا رجلا يؤمنا. فأمر عليهم عثمان لما رأى من حرصه على الإسلام. وكان قد تعلم سورا من القرآن.

وقال ابن عبد ياليل: أنا أعلم الناس بثقيف، فاكتموهم الإسلام وخوفوهم الحرب، وأخبروا أن محمدا سألنا أمورا أبيناها. قال: فخرجت ثقيف يتلقون الوفد. فلما رأوهم قد ساروا العنق، وقطروا الإبل، وتغشوا ثيابهم، كهيئة القوم قد حزنوا وكربوا ولم يرجعوا بخير. فلما رأت ثقيف ما في وجوههم، قالوا: ما وفدكم بخير ولا رجعوا به. فدخل الوفد فعمدوا اللات فنزلوا عندها. واللات بيت بين ظهري الطائف يستر ويهدى له الهدي، كما يهدى للكعبة. فقال ناس من ثقيف حين نزل الوفد إليها: إنه لا عهد لهم برؤيتها. ثم رجع كل واحد إلى أهله، وجاء كل رجل منهم خاصته فسألوهم فقالوا: أتينا رجلا فظا غليظا يأخذ من أمره ما يشاء، قد ظهر بالسيف وأداخ العرب ودانت له الناس. فعرض علينا أمورا شدادا: هدم اللات، وترك الأموال في الربا إلا في رؤوس أموالكم، وحرم الخمر والزنى، فقالت ثقيف: والله لا نقبل هذا أبدا. فقال الوفد: أصلحوا السلاح وتهيأوا للقتال ورموا حصنكم. فمكثت ثقيف بذلك يومين أو ثلاثة يريدون القتال. ثم ألقى الله في قلوبهم الرعب، فقالوا: والله ما لنا به طاقة، وقد أداخ العرب كلها، فارجعوا إليه فأعطوه ما سأل. فلما رأى ذلك الوفد أنهم قد رعبوا قالوا: فإنا قد قاضيناه وفعلنا ووجدناه أتقى الناس وأرحمهم وأصدقهم. قالوا: لم كتمتمونا وغممتمونا أشد الغم؟ قالوا: أردنا أن ينزع الله من قلوبكم نخوة الشيطان. فأسلموا مكانهم. ثم قدم عليهم رسل رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ أمر عليهم خالد بن الوليد، وفيهم المغيرة. فلما قدموا عمدوا للات ليهدموها، واستكفت ثقيف كلها، حتى خرج العواتق، لا ترى عامة ثقيف أنها مهدومة. فقام المغيرة فأخذ الكرزين وقال لأصحابه: والله لأضحكنكم منهم. فضرب بالكرزين، ثم سقط يركض. فارتج أهل الطائف بصيحة واحدة، وقالوا: أبعد الله المغيرة، قد قتلته الربة. وفرحوا، وقالوا: من شاء منكم فليقترب وليجتهد على هدمها، فوالله لا يستطاع أبدا. فوثب المغيرة بن شعبة فقال: قبحكم الله؛ إنما هي لكاع حجارة ومدر، فاقبلوا عافية الله واعبدوه. ثم ضرب الباب فكسره، ثم علا على سورها، وعلا الرجال معه، فهدموها. وجعل صاحب المفتح يقول: ليغضبن الأساس، فليخسفن بهم، فقال المغيرة لخالد: دعني أحفر أساسها. فحفره حتى أخرجوا ترابها، وانتزعوا حليتها، وأخذوا ثيابها. فبهتت ثقيف، فقالت عجوز منهم: أسلمها الرضاع وتركوا المصاع، وأقبل الوفد حتى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بحليتها وكسوتها، فقسمه.

وقال ابن إسحاق: أقامت ثقيف، بعد قتل عروة بن مسعود، أشهرا. ثم ذكر قدومهم على النبي صلى الله عليه وسلم، وإسلامهم. وذكر أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أبا سفيان بن حرب والمغيرة يهدمان الطاغية. وقال سَعِيْدُ بنُ السَّائِبِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عيَاض، عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي العاص؛ إن النبي صلى الله عليه وسلم، أَمرَه أَنْ يَجْعَلَ مَسْجِدَ الطَّائِف حَيْثُ كَانَتْ طاغيتهم. رواه أبو همام محمد بن محبب الدلال، عن سعيد، والله أعلم. ولما فرغ ابن إسحاق من شأن ثقيف، ذكر بعد ذلك حجة أبي بكر الصديق بالناس.

السنة العاشرة

السنة العاشرة: ثم قال ابن إسحاق: ولما فتح الله على نبيه مكة، وفرغ من تبوك، وأسلمت ثقيف، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه. وإنما كان العرب تربص بالإسلام أمر هذا الحي من قريش، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن قريشا كانوا إمام الناس. قال: فقدم عطارد بن حاجب في وفد عظيم من بني تميم، منهم الأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر، ومعهم عيينة بن حصن. فلما دخلوا المسجد، نادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء حجرات: اخرج إلينا يا محمد. وآذى ذَلِكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صياحهم فخرج إليهم فقالوا: يا محمد جئناك نفاخرك، فائذن لشاعرنا وخطيبنا. قال: "قد أذنت لخطيبكم، فليقم". فقام عطارد، فقال: الحمد لله الذي له علينا الفضل والمن، وهو أهله، الذي جعلنا ملوكا، ووهب لنا أموالا عظاما نفعل فيها المعروف، وجعلنا أعز أهل المشرق، وأكثره عددا، وأيسره عدة. فمن مثلنا في الناس؟ ألسنا برؤوس الناس وأولي فضلهم؟ فمن فاخرنا فليعدد مثل ما عددنا، وإن لو نشأ لأكثرنا الكلام، ولكن نستحيي من الإكثار. أقول هذا لأن تأتوا بمثل قولنا، وأمر أفضل من أمرنا. ثم جلس: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن الشماس الخزرجي: "قم فأجبه". فقام، فقال: الحمد لله الذي السموات والأرض خلقه، قضى فيهن أمره، ووسع كرسيه علمه، ولم يكن شيء قط إلا من فضله. ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكا، واصطفى من خير خلقه رسولا؛ أكرمه نسبا، وأصدقه حديثا، وأفضله حسبا، فأنزل عليه كتابه، وائتمنه على خلقه، فكان خيرة الله من العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان فآمن به المهاجرون من قومه وذوي رحمه، أكرم الناس أحسابا، وأحسن الناس وجوها، وخير العالمين فعالا، ثم كان أول الخلق استجابة إذ دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن، فنحن الأنصار، أنصار الله ووزراء رسوله، نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله ورسوله. فمن آمن منع ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه في الله أبدا، وكان قتله علينا يسيرا. أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات، والسلام عليكم. فقام الزبرقان بن بدر، فقال:

نحن الكرام فلا حي يعادلنا ... منا الملوك وفينا تنصب البيع وكم قسرنا من الأحياء كلهم ... عند النهاب، وفضل العز يتبع ونحن نطعم عند القحط مطعمنا ... من الشواء إذا لم يؤنس القزع1 بما ترى الناس تأتينا سراتهم ... من كل أرض هويا ثم نصطنع في أبيات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قم يا حسان، فأجبه". فقال حسان: إن الذوائب من فهر وإخواتهم ... قد بينوا سنة للناس تتبع يرضى بها كل من كانت سريرته ... تقوى الإله وكل الخير يصطنع قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم ... أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا سجية تلك منهم غير محدثة ... إن الخلائق فاعلم، شرها البدع في أبيات. فقال الأقرع بن حابس: وأبي، إن هذا الرجل لمؤتى له. إن خطيبه أفصح من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا. قال: فلما فرغ القوم أسلموا، وأحسن النبي صلى الله عليه وسلم جوائزهم. وفيهم نزلت: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: 4] . وقال سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن محمد بن الزبير الحنظلي، قال: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، وعمر بن الأهتم. فقال لعمرو بن الأهتم: أخبرني عن هذا الزبرقان، فأما هذا فلست أسألك عنه. قال: وأراه قال قد عرف قيسا. فقال: مطاع في أدنيه، شديد العارضة، مانع لما وراء ظهره. فقال الزبرقان: قد قال ما قال وهو يعلم أني أفضل مما قال. فقال عمرو: ما علمتك إلا زمر المروءة، ضيق العطن، أحمق الأب، لئيم الخال. ثم قال: يا رسول الله، قد صدقت فيهما جميعا؛ أرضاني فقلت بأحسن ما أعلم، وأسخطني فقلت بأسوأ ما فيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من البيان سحرا".

_ 1القزع: السحاب المتفرق واحدتها قزعة.

وقد روى نحوه علي بن حرب الطائي، عن أبي سعد الهيثم بن محفوظ، عن أبي المقوم الأنصاري يحيى بن يزيد، عن الحكم بن عتيبتة، عن مقسم، عن ابن عباس؛ متصلا. وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا الأسود بن شيبان، قال: حدثنا أبو بكر بن ثمامة بن النعمان الراسبي، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، قال: وفد أبي في وفد بني عامر إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أنت سيدنا وذو الطول علينا. فقال: "مه مه، قولوا بقولكم ولا يستجرئنكم الشيطان، السيد الله، السيد الله". وقال الزبير بن بكار: حدثتني فاطمة بنت عبد العزيز بن مؤملة، عن أبيها، عن جدها مؤملة بن جميل، قال: أتى عامر بن الطفيل رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا عامر، أسلم. قال: أسلم على أن الوبر لي ولك المدر. قال: يا عمر أسلم. فأعاد قوله. قال: لا. فولى وهو يقول: يا محمد، لأملأنها عليك خيلا جردا ورجالا مردًا، ولأربطن بكل نخلة فرسا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ اكفني عامرا واهد قومه". فخرج حتى إذا كان بظهر المدينة صادف امرأة يقال لها: سلولية، فنزل عن فرسه ونام في بيتها، فأخذته غدة في حلقه، فوثب على فرسه، وأخذ رمحه، وجعل يجول، ويقول: غدة كغدة البكر، وموت في بيت سلولية. فلم تزل تلك حاله حتى سقط ميتا. وقال ابن إسحاق: قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد بني عامر، فيهم: عامر بن الطفيل، وأربد بن قيس، وخالد بن جعفر، وحيان بن أسلم، وكانوا رؤساء القوم وشياطينهم. فقدم عامر عدو الله عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يريد أن يغدر به. فقال له قومه: إن الناس قد أسلموا. فقال: قد كنت آليت أن لا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي، فأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش؟ ثم قال لأربد: إذا قدمنا عليه فإني شاغل عنك وجهه، فإذا فعلت ذلك فاعله بالسيف. فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عامر: يا محمد، خلني. فقال: "لا والله، حتى تؤمن بالله وحده"، فقال: "والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا". فلما ولى قال: "اللهم اكفني عامرا". ثم قال لأربد: أين ما أمرتك به؟ قال: لا أبا لك، والله ما هممت بالذي أمرتني به من مرة إلا دخلت بيني وبينه، أفأضربك بالسيف؟ فبعث الله ببعض الطريق على عامر الطاعون في عنقه، فقتله الله في بيت امرأة من سلول. وأما الآخر فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة أحرقتهما. وقال همام، عَنْ إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ: حدثني أنس، قال: كان رئيس المشركين عامر بن الطفيل، وكان أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أخيرك بين ثلاث خصال؛ يكون لك أهل السهل ويكون لي أهل المدر، أو أكون خليفتك من بعدك، أو أغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء. قال: فطعن في بيت امرأة، فقال: غدوة كغدة البكر في بيت امرأة من بني فلان، ائتوني بفرسي, فركب فمات على ظهر فرسه. أخرجه البخاري1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4091" حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا همام، به.

وافد بني سعد

وافد بني سعد: قال ابن إسحاق، عن محمد بن الوليد، عن كريب، عن ابن عباس: بعثت بنو سعد بن بكر، ضمام بن ثعلبة وافدا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ جلدا أشعر ذا غديرتين، فأقبل حتى وقف فقال: أيكن ابن عبد المطلب؟ فقال: أنا. فقال: أنت محمد؟ قال: "نعم". قال: إني سائلك ومغلظ عليك في المسألة، فلا تجدن في نفسك. أنشدك الله إلهك وإله من قبلك وإله من هو كائن بعدك، آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئا، وأن نخلع هذه الأنداد؟ قال: "اللهم نعم". قال: فأنشدك الله إلهك وإله من قبلك وإله من هو كائن بعدك، آلله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس؟ قال: "نعم". ثم جعل يذكر فرائض الإسلام ينشده عنده كل فريضة. ثم قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رسول الله، وسأؤدي هذه الفرائض، وأجتنب ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أنقص. ثم انصرف إلى بعيره راجعا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة". فقدم على قومه فاجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن قال: باست اللات والعزى. قالوا: مه يا ضمام، اتق البرص، اتق الجنون. قال: ويلكم، إنهما والله لا يضران ولا ينفعان. إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به وما نهاكم عنه. قال: فوالله ما أمسى ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلما. قال: يقول ابن عباس: فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام. وقال إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي: حدثني حمزة بن الحارث بن عمير، قال: حدثنا أبي، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبي هريرة، قال: جاء رجل من أهل البادية إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أنشدك برب من قبلك ورب من بعدك، آلله أرسلك؟ وذكر الحديث، وفيه:

فإني قد آمنت وصدقت، وأنا ضمام بن ثعلبة، فلما ولى قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $"فقه الرجل". قال: فكان عمر يقول: ما رأيت أحدا أحسن مسألة ولا أوجز من ضمام بن ثعلبة. الحارث بن عمير ضعيف، وقصة ضمام في الصحيحين من حديث أنس. قال ابن إسحاق: وَفَدَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجارود بن عمرو أخو بني عبد القيس -قال عبد الملك بن هشام: وكان نصرانيا- فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام. فقال: يا محمد، تضمن لي ديني؟ قال: "نعم، قد هداك الله إلى ما هو خير منه". قال: فأسلم، وأسلم أصحابه. قال ابن إسحاق: وقدم عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد بني حنيفة، فيهم مسيلمة بن حبيب الكذاب، فكان منزلتهم في دار بنت الحارث الأنصارية. فحدثني بعض علمائنا أن بني حنيفة أتت بِهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تستره بالثياب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه معه عسيب نخل في رأسه خوصات. فلما كلم النبي صلى الله عليه وسلم وسأله قال: "لو سألتني هذا العسيب ما أعطيتكه". قال ابن إسحاق: وحدثني شيخ من أهل اليمامة أن حديثه كان على غير هذا؛ زعم أن وفد بني حنيفة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفوا مسيلمة في رحالهم، فلما أسلموا ذكروا له مكانه فأمر لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثل ما أمر به لهم، وقال: "أما إنه ليس بأشركم مكانا"؛ يعني حفظه ضيعة أصحابه. ثم انصرفوا وجاؤوه بالذي أعطاه. فلما قدموا اليمامة ارتد عدو الله وتنبأ، وقال: إني أشركت في الأمر مع محمد، ألم يقل لكم حين ذكرتموني له أما إنه ليس بأشركم مكانا؟ وما ذاك إلا لما يعلم أني قد أشركت معه. ثم جعل يسجع السجعات فيقول لهم فيما يقول مضاهاة للقرآن: لقد أنعم الله على الحبلى، أخرج منها نسمة تسعى، من بين صفاق1 وحشى. ووضع عنهم الصلاة وأحل لهم الزنى والخمر، وهو مع ذلك يشهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نبي. فأصفقت2 معه بنو حنيفة على ذلك. وقال شعيب بن أبي حمزة، عن عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حسين، قال: حدثنا نَافِعِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قدم مسيلمة الكذاب على عهد الله رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِيْنَةَ، فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده اتبعته. وقدمها في بشر كثير من قومه. فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم قطعة جريد، حتى وقف على مسيلمة في أصحابه، فقال: "إن سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك،

_ 1 الصفاق: الجلد الأسفل الذي تحت الجلد الذي عليه الشعر. 2 أصفقت معه: اجتمعت معه.

ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني أراك الذي أريت فيه ما رأيت، وهذا ثابت بن قيس يجيبك عني" ثم انصرف. قال ابن عباس: فسألت عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك الذي أريت فيه ما رأيت"، فأخبرني أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما، فأوحي إلي في المنام أن أنفخهما، فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان من بعدي". قال: فهذا أحدهما العنسي صاحب صنعاء، والآخر مسيلمة صاحب اليمامة. أخرجاه1. وقال مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بينا أنا نائم إذ أتيت بخزائن الأرض، فوضع في يدي سواران من ذهب. فكبرا علي وأهماني، فأوحي إلي أن أنفخهما، فنفختهما، فذهبا، فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما؛ صاحب صنعاء وصاحب اليمامة". متفق عليه2. وقال البخاري: حدثنا الصلت بن محمد، قال: حدثنا مهدي بن ميمون، قال: سمع أبا رجاء؛ هو العطاردي؛ يقول: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا به، لحقنا بمسيلمة الكذاب؛ لحقنا بالنار؛ وكنا نعبد الحجر في الجاهلية، وإذا لم نجد حجرا جمعنا حثية من تراب ثم حلبنا عليها اللبن، ثم نطوف به. وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: جاء رجل إلى ابن مسعود، فقال: إني مررت ببعض مساجد بني حنيفة وهم يقرأون قراءة ما أنزلها الله: الطاحنات طحنا، والعاجنات عجنا، والخابزات خيزا، والثاردات ثردا، واللاقمات لقما، فأرسل إليهم عبد الله فأتى بهم، وهم سبعون رجلا ورأسهم عبد الله بن النواحة. قال: فأمر به عبد الله فقتل. ثم قال: ما كنا بمحرزين الشيطان من هؤلاء، ولكنا نحدرهم إلى الشام لعل الله أن يكفيناهم. وقال المسعودي، عن عاصم، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جاء ابن النواحة وابن أثال رسولين لمسيلمة إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لهما النبي صلى الله عليه وسلم: "تشهدان أني رسول الله"؟ فقالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله. فقال: "آمنت بالله ورسله، ولو كانت قاتلا رسولا لقتلتكما".

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3621"، ومسلم "2274" من طريق أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن عبد الله بن أبي حسين، حدثنا نافع بن جبير، عن ابن عباس، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4375"، ومسلم "2274" "22" من طريق معمر، عن همام بن منبه، به.

قال عبد الله: فمضت السنة بأن الرسل لا تقتل. قال عبد الله: أما ابن أثال فقد كفانا الله، وأما ابن النواحة فلم يزل في نفسي حتى أمكن الله منه. رواه أبو داود الطيالسي في "مسنده"، عن المسعودي. وله شاهد. قال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني سعد بن طارق، عن سلمة بن نعيم، بن مسعود، عَنْ أَبِيْهِ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حين جاءه رسولا مسيلمة الكذاب بكتابه يقول لهما: "وأنتما تقولان بمثل ما يقول"؟ قالا: نعم. فقال: "أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما". قال ابن إسحاق: وقد كان مسيلمة كتب إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخر سنة عشر: من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله. سلام عليك، أما بعد، فإني قد أشركت في الأمر معك، وإن لنا نصف الأرض، ولكن قريشا قوم يعتدون. فكتب إليه: "من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب. سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين". ثم قد وفد طيئ، عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيهم زيد الخيل سيدهم، فأسلموا، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير، وقطع له فيد وأرضين، وخرج راجعا إلى قومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ينج زيد من حمى المدينة". فإنه يقال قد سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم غير الحمى، فلم نثبته. فلما انتهى من بلد نجد إلى ماء من مياهه، يقال له: قردة، أصابته الحمى فمات بها. قال: فعمدت امرأته إلى ما معه من كتب فحرقتها. وقال شعبة: حدثنا سمك بن حرب، قال سمعت عباد بن حبيش، يحدث عن عدي بن حاتم، قال: جاءت خيل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بعقرب، فأخذوا عمتي وناسا. فلما أتوا بهم رسول الله، قالت: يا رسول الله، غاب الوافد، وانقطع الولد، وأنا عجوز كبيرة، فمن علي من الله عليك. قال: "من وافدك"؟ قالت: عدي بن حاتم. قال: "الذي فر من الله ورسوله"؟ قالت: فمن علي، ورجل إلى جنبه تراه عليا، فقال: "سليه حملانا"، فأمر لها به. قال: فأتتني، فقالت: لقد فعلت فعلة ما كان أبوك يفعلها. إيته راغبا أو راهبا، فقد أتاه فلان فأصاب منه، وأتاه فلان فأصاب منه. قال عدي: فأتيته، فإذا عند امرأة وصبيان؛ أو صبي، فذكر قربهم مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

فعرفت أنه ليس ملك كسرى ولا قيصر، فأسلمت. فرأيت وجهه قد استبشر، وقال: "إن المغضوب عليهم اليهود والضالين النصارى". وذكر باقي الحديث. وقال حماد زيد، عن أيوب، عن محمد، قال: قال أبو عبيدة بن حذيفة، قال رجل: كنت أسأل عن حديث عدي وهو إلى جنبي لا أسأله، فأتيته، فقال: بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فكرهته أشد ما كرهت شيئا قط. فخرجت حتى أقصى أرض العرب مما يلي الروم. ثم كرهت مكاني فقلت: لو أتيته وسمعت منه. فأتيت إلى المدينة، فاستشرفني الناس؛ وقالوا: جاء عدي بن حاتم، جاء عدي بن حاتم. فقال: "يا عدي بن حاتم، أسلم تسلم". فقلت: إني على دين: قال: "أنا أعلم بدينك منك، ألست ركوسيا"؟ 1 قلت: بلى. قال: "أَلَسْتَ تَرْأَسُ قَوْمَكَ"؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: "أَلَسْتَ تأخذ المِرْبَاعَ" قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: "فَإِنَّ ذَلِكَ لاَ يحل في دينك". قال: فوجدت بها علي غضاضة. ثم قال: "إنه لعله أن يمنعك أن تسلم أن ترى بمن عندنا خصاصة، وترى الناس علينا إلبا واحدا. هل رأيت الحيرة"؟ قلت: لم أرها، وقد علمت مكانها. قال: "فإن الظعينة سترحل من الحيرة حتى تطوف بالبيت بغير جوار، ولتفتحن علينا كنوز كسرى بن هرمز". قلت: كنوز كسرى بن هرمز؟ قال: "نعم، وَلَيَفِيْضَنَّ المَالُ حَتَّى يَهِمَّ الرَّجُلُ مَنْ يَقْبَلُ ماله منه صدقة". قال: فلقد رأيت الظعينة ترحل من الحيرة بغير جوار، وكنت في أول خيل أغارت على المدائن. ووالله لتكونن الثالثة، إنه لِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى نحوه هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة. وقال ابن إسحاق: قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فروة بن مسيك المرادي، مفارقا لملوك كندة، فاستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مراد وزبيد ومذحج كلها، وبعث معه على الصدقة خالد بن سعيد بن العاص، فكان معه حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وقدم عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد كندة، ثمانون راكبا فيهم الأشعث بن قيس. فلما دَخَلُوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "ألم تسلموا"؟ قالوا: بلى. قال: فما بال هذا الحرير في أعناقكم؟ قال: فشقوه وألقوه. قال: وقدم عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صرد بن عبد الله الأزدي فأسلم، في وفد من الأزد. فأمره على من أسلم من قومه، ليجاهد من يليه.

_ 1 الركوسية: هو دين بين النصاري والصابئين.

إسلام ملوك اليمن

إسلام ملوك اليمن: قال: وقدم عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتاب ملوك حمير؛ مقدمه من تبوك، ورسولهم إليه بإسلامهم: الحارث بن عبد كلال، ونعيم بن عبد كلال، والنعمان قيل ذي رعين، ومعافر، وهمدان. وبعث إليه ذو يزن، مالك بن مرة الرهاوي بإسلامهم. فكتب إليهم النبي صلى الله عليه وسلم كتابا يذكر فيه فريضة الصدقة، وأرسل إليهم معاذ بن جبل في جماعة، وقال لهم: إني قد أرسلت إليكم من صالحي أهلي، وأولي دينهم وأولي علمهم، وآمركم بهم خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وقال إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السبيعي، عن أبيه، عن جده، عن البراء، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ خالد بن الوليد إلى أهل اليمن، يدعوهم إلى الإسلام. قال البراء: فكنت فيمن خرج مع خالد، فأقمنا ستة أشهر يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه. ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عليا -رضي الله عنه- فأمره أن يقفل خالدا، إلا رجل كان يمم مع خالد أحب أن يعقب مع علي فليعقب معه. فكنت فيمن عقب مع علي. فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا، فصلى بنا علي، ثم صفنا صفا واحدا، ثم تقدم بين أيدينا وقرأ عليهم كِتَابُ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلمت همدان جمعا. فكتب علي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما قرأ الكتاب خر ساجدا ثم رفع رأسه فقال: "السلام على همدان، السلام على همدان". هذا حديث صحيح أخرج البخاري بعضه بهذا الإسناد. وقال الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البختري، عن علي: بعثني النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اليَمَنِ، فقلت: يا رسول الله، تبعثني وأنا شاب أقضي بينهم ولا علم لي بالقضاء؟ فضرب بيده في صدري، وقال: "اللهم اهد قلبه وثبت لسانه". فما شككت في قضاء بين اثنين أخرجه ابن ماجه. وقال محمد بن علي، وعطاء، عن جابر، أن عليا قدم من اليمن عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع. متفق عليه. من حديث عطاء. وقال شعبة، وغيره، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي مُوْسَى؛ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه ومعاذ بن جبل إلى اليمن، فقال: "يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا". متفق عليه، ومن أوجه أخر بأطول من هذا. وفي "الصحيح" للبخاري، من حديث طارق بن شهاب، عن أبي موسى، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أرض قومي. قال: فجئته وهو منيخ بالأبطح. قال: فسلمت عليه.

فقال: "أحججت يا عبد الله بن قيس"؟ قلت: نعم. قال: "كيف قلت"، قال: قلت: لبيك إهلالا كإهلالك. فقال: "أسقت هديا"؟ قلت: لم أسق هديا. قال: "فطف بالبيت واسع ثم حل". ففعلت. وذكر الحديث. أما معاذ فالأشبه أنه لم يرجع من اليمن حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ ابن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، عن أبيه، قال: هذا كِتَابُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَنَا، الذي كتبه لعمرو بن حزم، حين بعثه إلى اليمن يفقه أهلها ويعلمهم السنة ويأخذ صدقاتهم، فكتب له كتابا وعهدا وأمره فيه أمره: "بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب من الله ورسوله. يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود. عهدا مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن. أمره بتقوى الله في أمره كله. فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وأمره أن يأخذ الحق كما أمره، وأن يبشر الناس بالخير، ويأمرهم به، ويعلم الناس القرآن، ويفقههم فيه، ولا يمس القرآن أحد، إلا وهو طاهر، ويخبر الناس بالذي لهم، والذي عليهم، ويلين في الحق، ويشتد عليهم في الظلم، فإن الله كره الظلم ونهى عنه، وقال: {أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِين} [هود: 18] ، ويبشر الناس بالجنة وبعملها، وينذر الناس من النار وعملها، ويستألف الناس حتى يفقهوا في الدين، ويعلم الناس معالم الحج وسننه وفرائضه وما أمر الله به، والحج الأكبر والحج الأصغر، فالحج الأصغر العمرة. وينهى الناس أن يصلي الرجل في ثوب واحد صغير، إلا أن يكون واسعا فيخالف بين طرفيه على عاتقيه، وينهى أن يحتبي الرجل في ثوب واحد ويفضي إلى السماء بفرجه. ولا يعقد شعر رأسه إذا عفي في قفاه. وينهى الناس إن كان بينهم هيج أن يدعوا إلى القبال والعشائر، وليكن دعاؤهم إلى الله وحده لا شريك له. فمن لم يدع إلى الله -عز وجل- ودعا إلى العشائر والقبائل فليعطفوا بالسيف حتى يكون دعاؤهم إلى الله وحده لا شريك له، ويأمر بإسباغ الوضوء؛ وجوهم وأيديهم إلى المرافق، وأرجلهم، إلى الكعبين، وأن يمسحوا رؤوسهم كما أمر الله، وأمروا بالصلاة لوقتها، وإتمام الركوع والخشوع، وأن يغلس بالصبح، ويهجر بالهاجرة حين تميل الشمس، وصلاة العصر والشمس في الأرض مدبرة، والمغرب حين يقبل الليل، لا تؤخر حتى تبدو النجوم في السماء، والعشاء أول الليل. وأمره بالسعي إلى الجمعة إذا نودي بها، والغسل عند الرواح إليها. وأمره أن يأخذ من المغانم خمس الله -عز وجل- وما كتب على المؤمنين في الصدقة من العقار فيما سقى الغيل وفيما سقت السماء العشر، وفيما سقت الغرب فنصف العشر. ثم ذكر زكاة الإبل والبقر"، مختصرا.

قال: وعلى كل حالم، ذكر أو أنثى، حر أو عبد، من اليهود والنصاري، دينار واف أو عرضه من الثياب. فمن أدى ذلك كان له ذمة الله ذمة رسوله، ومن منع ذلك فإنه عدو الله ورسوله والمؤمنين. وقد روى سليمان بن داود، عن الزهري، عن أبي بَكْرٍ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، عن أبيه، عن جده، نحو هذا الحديث موصولا؛ بزيادات كثيرة في الزكاة، ونقص عما ذكرنا في السنن. وقال أَبُو اليَمَانِ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ راشد بن سعد، عن راشد بن حميد السكوني: أن معاذا لَمَّا بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اليمن، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يُوْصِيْهِ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: "يَا مُعَاذُ، إِنَّكَ عَسَى أَنْ لاَ تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي". فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعاً لِفِرَاقِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "لا تبك يا معاذ، البكاء من الشيطان". وقال ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، قال: لما قدم وقد نجران عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دخلوا عليه مسجده بعد العصر فحانت صلاتهم، فقاموا يصلون في مسجده، فأراد الناس منعهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوهم". فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم. وقال ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بنُ سُفْيَانَ، عَنْ ابن البيلماني، عن كرز بن علقمة، قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد نصارى نجران؛ ستون راكبا، منهم أربعة وعشرون من أشرافهم، منهم: العاقب أمير القوم وذو رأيهم، صاحب مشورتهم، والذين لا يصدرون إلا عن رأيه وأمره؛ واسمه عبد المسيح. والسيد ثمالهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم؛ واسمه الأيهم. وأبو حارثة بن علقمة، أحد بكر بن وائل؛ أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم. وكان أبو حارثة قد شرف فيهم ودرس كتبهم حتى حسن علمه في دينهم. وكانت ملوك الروم من أهل النصرانية قد شرفوه ومولوه وبنوا له الكنائس. فلما توجهوا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نجران، جلس أبو حارثة على بغلة له موجها إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلى جنبه أخ له، يقال له: كرز بن علقمة؛ يسايره، إذ عثرت بغلة أبي حارثة، فقال له كرز: تعس الأبعد؛ يريد رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ له أبو حارثة: بل أنت تعست. فقال له: لم يا أخي؟ فقال: والله إنه للنبي الذي كنا ننتظره. قال له كرز: فما يمنعك وأنت تعلم هذا؟ قال: ما صنع بنا هؤلاء

القوم؛ شرفونا ومولونا، وقد أبوا إلا خلافة، ولو فعلت نزعوا منا كل ما ترى. فأضمر عليها أخوه كرز بن علقمة حتى أسلم بعد ذلك. قال ابن إسحاق: وحدثني مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى زَيْدِ بنِ ثابت، وقال: حدثني سعيد بن جبير، أو عكرمة، عن ابن عباس، قال: اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عِنْد رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتنازعوا، فقالت الأحبار: ما كان إبراهيم إلا يهوديا، وقالت النصارى: ما كان إلا نصرانيا. فأنزل الله فيهم: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْأِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ} [آل عمران: 65] . فقال أبو رافع القرظي: أتريد منا يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى بن مريم؟ فقال رجل من نجران يقال له الربيس: وذلك تريد يا محمد وإليه تدعو؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "معاذ الله أن آمر بعبادة غير الله". فنزلت: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ} [آل عمران: 79] ، إلى قوله: {مِنَ الشَّاهِدِين} [آل عمران: 81] . وقال إسرائيل وغيره، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن ابن مسعود؛ ورواه شعبة، وسفيان، عن أبي إسحاق فقالا حذيفة بدل ابن مسعود: إن السيد والعاقب أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأراد أن يلاعنهما، فقال أحدهما لصاحبه: لا تلاعنه، فوالله لئن كان نبيا فلاعنته لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالوا له: نعطيك ما سألت، فابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا. فَقَالَ: "لأَبْعَثَنَّ مَعَكُم رَجُلاً أَمِيْناً حَقَّ أَمِيْنٍ". فاستشرف لها أصحابه: فقال: "قم يا أبا عبيدة بن الجراح". فلما قام قال: "هذا أمين هذه الأمة". أخرجه البخاري من حديث حذيفة. وقال إدريس الأودي، عن سِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ وَائِلٍ، عن المغيرة بن شعبة، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى نجران، فقالوا فيما قالوا: أرأيت ما تقرأون {يَا أُخْتَ هَارُون} [مريم: 28] ، وقد كان بين عيسى وموسى ما قد علمتم؟ قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: "أفلا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين قبلهم". أخرجه مسلم. وقال ابن إسحاق: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خالد بن الوليد في شهر ربيع الآخر، أو جمادى الأولى، سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بنجران، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام، قبل أن يقاتلهم، ثلاثا. فخرج خالد حتى قدم عليهم، فبعث الركبان يضربون في كل وجه ويدعون

إلى الإسلام، ويقولون: أيها الناس، أسلموا تسلموا. فأسلم الناس، فأقام خالد يعلمهم الإسلام، وكتب إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك. ثم قدم وفدهم مع خالد إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن أعيانهم: قيس بن الحصين ذو الغصة، ويزيد بن عبد المدان، ويزيد بن المحجل. قال: فأمر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم قيسا. وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث إليهم، بعد أن ولى وفدهم، عمرو بن حزم ليفقههم ويعلمهم السنة، ويأخذ منهم صدقاتهم. وفي عاشر ربيع الأول: توفي إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو ابن سنة ونصف، وغسه الفضل بن العباس، ونزل قبره الفضل وأسامة بن زيد فيما قيل، وكان أبيض مسمنا، كثير الشبه بوالده صلى الله عليه وسلم. وقال ثابت، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولد لي الليلة غلام فسميته بأبي إبراهيم"، ففيه دليل على تسمية الولد ليلة مولده. ثم دفعه إلى أم سيف؛ يعني امرأة قين بالمدينة يقال له أبو سيف. قال أنس: فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنه وانطلقت معه، فدخل فدعا بالصبي فضمه إليه، وقال ما شاء الله أن يقول. قال أنس: فلقد رأيت إبراهيم بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وهو يكيد بنفسه، فدمعت عينا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "تدمع العين ويحزن القَلْبُ وَلاَ نَقُوْل إِلاَّ مَا يَرضِي الرّبَّ. والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون". أخرجه مسلم والبخاري تعليقا مجزوما به. وقال شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء، قال: لما توفي إبراهيم ابن رسول اللهِ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن له مرضعا تتم رضاعه في الجنة". أخرجه البخاري. وقال جعفر بن محمد الصادق، عَنْ أَبِيْهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى على ابنه إبراهيم حين مات. وفيها: مات أبو عامر الراهب، الذي كان عند هرقل عظيم الروم. وفيها: ماتت بوران بنت كسرى ملكة الفرس، وملكوا بعدها أختها آزرمن. قاله أبو عبيدة. وفي أواخر ذي القعدة: ولد محمد بن أبي بكر الصديق، ولدته أسماء بن عميس، بذي الحليفة، وهي مع النبي صلى الله عليه وسلم. قال جابر بن عبد الله: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إليه: كيف أصنع؟ فقال: "اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي". وفيها: ولد محمد بن عمرو بن حزم، بنجران، وأبوه بها.

حجة الوداع

حجة الوداع: قال جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جابر، قال: أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس بالحج، فاجتمع في المدينة بشر كثير. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس بقين من ذي القعدة، أو لأربع، فلما كان بذي الحليفة ولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر الصديق، فأرسلت إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كيف أصنع؟ فقال: "اغتسلي واستثفري بثوب". وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، وركب القصواء حتى استوت به على البيداء، فنظرت إلى مد بصري، بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك. فأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد، وأهل الناس بهذا الذي يهلون به، فلم يرد عليهم شيئا منه. ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته. ولسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة، حتى أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا، ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى} [البقرة: 125] ، فجعل المقام بينه وبين البيت. قال جعفر: فكان أبي يقول: -لا أعلمه ذكره إلا عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كان يقرأ في الركعتين {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} [الأخلاص] ، و: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون] ، ثم رجع إلى البيت فاستلم الركن، ثم خرج من الباب إلى الصفا، حتى إذا دنا من الصفا قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّه} [البقرة: 158] ، أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فرقي عليه، حتى إذا رأى البيت فكبر وهلل وقال: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، لاَ شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيي وَيُمِيتُ، وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. ثم دعا بين ذلك، فقال مثل ذلك ثلاث مرات. ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبت قدماه رمل في بطن الوادي، حتى إذا صعد مشى حتى أتى المروة، فعلا عليها وفعل كما فعل على الصفا. فلما كان آخر الطواف على المروة، قال: "إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة. فمن كان منكم ليس معه هدي فليحلل وليجعلها عمرة". فحل الناس كلهم وقصروا، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه الهدي.

فقام سراقة بن مالك بن جعشم، فقال: يا رسول الله ألعامنا هذا أم للأبد؟ قال: فشبك أصابعه وقال: "دخلت العمرة في الحج هكذا؛ مرتين، لا؛ بل لأبد الأبد". وقدم علي، رضي الله عنه، من اليمن ببدن إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد فاطمة ممن حل ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت، فأنكر عليها. فقالت: أبي أمرني بهذا. فكان علي يقول بالعراق: فذهبت إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محرشا بالذي صنعته، مستفتيا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "صدقت، صدقت. فماذا قلت حين فرضت الحج"؟ قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك. قال: "فإن معي الهدي فلا تحلل". قال: فكان الهدي الذي جاء معه، والهدي الذي أُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المدينة مائة. ثم حل الناس وقصروا، إِلاَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن معه هدي. فلما كان يوم التروية وجهوا إلى منى، أهلوا بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح. ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر فضربت له بنمرة، فسار رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجازه رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أتى عرفة، فوجد القبة فنزل بها، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له، فركب حتى أتى بطن الوادي، فخطب الناس فقال: "إن دِمَاءكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا وإن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي، ودماء الجاهلية موضوعة، وأول دم أضعه من دمائنا دم ربيعة بن الحارث؛ كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل. وربا الجاهلية موضوع كله. فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، وإن لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به؛ كتاب الله تعالى، وأنتم مسؤولون عني، فما أنتم قائلون"؟ قالوا: نشهد أن قد بلغت وأديت ونصحت. فقال: بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وينكبها إلى الناس: "اللهم اشهد"؛ ثلاث مرات. ثم أذن بلال، ثم أقام، فصلى الظهر، ثم أقام، فصلى العصر، لم يصل بينهما شيئا. ثم ركب حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلا حين غاب القرص، وأردف أسامة بن زيد خلفه فدفع وقد شنق للقصواء الزمام، حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده: "أيها الناس، السكينة السكينة"، كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد. حتى أتى المزدلفة، فصلى بها

المغرب والعشاء بأذان وإقامتين، ولم يصل بينهما شيئا. ثم اضطجع حتى طلع الفجر، فصلى الفجر حتى تبين له الصبح وبأذان وإقامه. ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فرقي عليه فحمد الله وكبره وهلله. فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا، ثم دفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلا حسن الشعر وسيما. فلما دفع رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ الظعن يجرين، فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل، فصرف الفضل وجهه من الشق الآخر، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل، حتى إذا أتى محسرا حرك قليلا، ثم سلك الطريق الوسطى التى تخرجك على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند المسجد، فرمى بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف رمى من بطن الوادي. ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثا وستين بدنة، وأعطى عليا - رضي الله عنه- فنحر ما غبر وأشركه في هديه. ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر، وطبخت، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها. ثم أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيت، فصلى بمكة الظهر، فأتى على بني عبد المطلب يسقون من بئر زمزم، فقال: "انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم". فناولوه دلوا فشرب منه. أخرجه مسلم1، دون قوله: يحيي ويميت. وقال شعبة، عن قتادة، عن أبي حَسَّانٍ الأَعْرَجُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أتى ذا الحليفة أشعر بدنة من جانب سنامها الأيمن، ثم سلت عنها الدم، وأهل بالحج. أخرجه مسلم2. وقال أيمن بن نابل: حدثني قُدَامَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرمي جمرة العقبة على ناقة حمراء؛ وفي رواية؛ صهباء؛ لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك. حديث حسن3.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1218" "147" من طريق حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمد، به. قوله: "الحبال" جمع حبل، وهو التل اللطيف من الرمل الضخم. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1243" "205" من طريق شعبة، عن قتادة، به. 3 حسن: أخرجه أحمد "3/ 412و 413"، والنسائي في "المجتبى" "5/ 270"، وفي "الكبرى" "4067"، وابن ماجه "3035"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني "1449"، والطبراني في "الكبير" "19/ 78" من طريق أيمن بن نابل، به. قلت: إسناده حسن، أيمن بن نابل، صدوق يهم كما الحافظ في "التقريب".

وقال ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد، عن عبد الله بن لحي، عن عبد الله بن قرط، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أفضل الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر، يستقر فيه الناس، وهو الذي يلي يوم النحر". قدم إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدنات، خمس أو ست، فطفقن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ، فلما وجبت جنوبها قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلمة خفية لم أفهمها، فقلت للذي إلى جنبي: ما قال؟ قال: قال: "من شاء اقتطع". حديث حسن1. وقال هشام، عن ابن سيرين، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رمى الجمرة، ثم رجع إلى المنزلة بمنى، فذبح، ثم دعا بالحلاق فأخذ بشق رأسه الأيمن، فحلقه، فجعل يقسمه الشعرة والشعرتين، ثم أخذ بشق رأسه الأيسر فحلقه، ثم قال: ههنا أبو طلحة؟ فدفعه إلى أبي طلحة. رواه مسلم2. وقال أبان العطار: حدثنا يحيى، قال: حدثني أبو سلمة، أن محمد بن عبد الله بن زيد حدثه، أن أباه شهد المنحر عِنْد رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقسم بين أصحابه ضحايا، فلم يصبه ولا رفيقه. قال: فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في ثوبه فأعطاه، فقسم منه على رجال، وقلم أظفاره فأعطى صاحبه، فإنه لمخضوب عندنا بالحناء والكتم3. وقال علي بن الجعد: حدثنا الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، قال: حج رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رحل رث وقطيفة تساوي، أو لا تساوي، أربعة دراهم، وقال: "اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة"4. يزيد ضعيف. وقال أبو عميس، عن قَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بنِ شِهَابٍ، قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر -رضي الله عنه- فقال: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، آيَة فِي كِتَابكُم تَقْرَؤُونهَا لوعلينا معشر اليهود نَزَلَتْ لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ اليَوْم عيداً. قَالَ: أَيّ آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 350"، وأبو داود "1765"، والحاكم "4/ 221" من طريق ثور بن يزيد، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. ويوم القر: هو اليوم الذي يلي يوم النحر، سمي بذلك؛ لأن الناس يقرون فيه بمنى، وقد فرغوا من طواف الإفاضة والنحر، فاستراحوا وقروا. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1305" "324" من طريق حفص بن غياث، عن هشام، به. 3 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 42"، وابن خزيمة "2931" و"2932" من طريق أبان العطار، به. 4 ضعيف: آفته يزيد بن أبان الرقاشي، قال النسائي وغيره: متروك. وقال الدارقطني وغيره: ضعيف. وقال أحمد: كان يزيد منكر الحديث.

عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3] ، فقال: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه: نزلت عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعرفات في يوم جمعة. متفق عليه1. وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بنِ أَبِي عمار، قال: كنت عند ابن عباس وعنده يهودي، فقرأ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم} الآية [المائدة: 3] ، فقال اليهودي: لو أنزلت علينا لاتخذنا يومها عيدا. فقال ابن عباس: فإنها نزلت في يوم عيد، يوم جمعة، يوم عرفة. صحيح على شرط مسلم. وقال ابن جريج، عن أبي الزبير، أخبره، أنه سمع جابرا، يَقُوْلُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي الجَمْرَةَ عَلَى راحلته يوم النحر، ويقول: "خذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه". أخرجه مسلم2. وقال إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثور بن يزيد، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطب الناس في حجة الوداع، فقال: "إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم، ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم، فاحذروه. أيها الناس: إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا أبدا؛ كتاب الله وسنه نبيه. إن كل مسلم أخو المسلم، المسلمون إخوة، ولا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس، ولا تظلموا، ولا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض". وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: وكان ربيعة بن أمية بن خلف الجمحي هو الذي يصرخ يوم عرفة تحت لبة نَاقَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ له: "اصرخ: أيها الناس" -وكان صيتا- "هل تدرون أي شهر هذا"؟ فصرخ، فقالوا: نعم، الشهر الحرام. قال: "فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة شهركم هذا". وذكر الحديث. وقال الزهري، من حديث الأوزاعي، عنه، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أراد أن ينفر من منى قال: "إنا نازلون غدا إن شاء بالمحصب بخيف بني

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "45" و"4407" و"4606" و"7268"، ومسلم "3017" من طريق قيس بن مسلم، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1297" من طريق عيسى، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يَقُوْلُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرمي على راحلته يوم النحر، ويقول: "لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه".

"كنانة، حيث تقاسموا على الكفر". وذلك أن قريشا تقاسموا على بني هاشم وعلى بني عبد المطلب أن لا يناكحوهم ولا يخالطوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. اتفقا عليه1. وقال أَفلح بن حُمَيْدٍ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ليالي الحج. قالت: فلما تفرقنا من منى نزلنا المحصب. وذكر الحديث. متفق عليه2. وقال أبو إسحاق السبيعي، عن زيد بنِ أَرْقَمَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزا تسع عشرة غزوة، وحج بعد ما هاجر حجة الوداع، لم يحج بعدها. قال أبو إسحاق من قبله: وواحدة بمكة. اتفقا عليه3. ويروى عن ابن عباس أنه كان يكره أن يقال: حجة الوداع، ويقول: حجة الإسلام. وقال زيد بن الحباب: حدثنا سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّ ثلاث حجج قبل أن يهاجر، وحجة بعدما هاجر معها عمرة، وساق ستا وثلاثين بدنة، وجاء علي بتمامها من اليمن، فيها جمل لأبي جهل في أنفه برة من فضة، فنحرها رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. تَفَرَّدَ به زيد، وقيل: إنه أخطأ، وإنما يروى عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن مجاهد؛ مرسلا. قال أبو بكر البيهقي: قوله: "وحجة معها عمرة" فإنما يقول ذلك أنس -رضي الله عنه- ومن ذهب من الصحابة إلى أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرن. فأما من ذهب إلى أنه أفرد، فإنه لا يكاد تصح عنده هذه اللفظة لما في إسناده من الاختلاف وغيره. وقال وكيع: عن سفيان، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال: حج رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَ حجج؛ حجتين وهو بمكة قبل الهجرة، وحجة الوداع، والله أعلم. وفي آخر السنة: كان ظهور الأسود العنسي، وسيأتي ذكره.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1590"، ومسلم "1314" "344" من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا الاوزاعي، حدثني الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "1560"، ومسلم "1211" "123" من طريق أفلح بن حميد، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "4404" ومسلم "1254" "218" من طريق زهير بن حرب، حدثنا أبو إسحاق السبيعي قال: حدثني زيد بن أرقم، به.

سنة إحدى عشرة

سنة إحدى عشرة: سرية أسامة: في يوم الاثنين لأربع بقين من صفر. ذكر الواقدي أنهم قالوا: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لغزو الروم، ودعا أسامة بن زيد، فقال: سر إلى موضع مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش، فأغر صباحا على أهل أبنى، وأسرع السير، تسبق الأخبار. فإن ظفرت فأقلل اللبث فيهم، وقدم العيون والطلائع أمامك. فلما كان يوم الأربعاء، بدئ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فحم وصدع. فلما أصبح يوم الخميس، عقد لأسامة لواء بيده، فخرج بلوائه معقودا؛ يعني أسامة. فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، وعسكر بالجرف. فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة؛ فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة. فتكلم قوم، وقالوا: يستعمل هذا الغلام على هؤلاء؟ فقال ابن عيينة، وغيره، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، سَمِعَ ابْنَ عمر يَقُوْلُ: أَمَرَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسامة، فطعن الناس في إمارته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنْ يَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أَبِيْهِ، وَايمُ اللهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيْقاً للإمارة، وإن كان من أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا لَمِنْ أحب الناس إلي بعده". متفق على صحته. قال شيبان، عن قتادة: جميع غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه: ثلاث وأربعون. ثم دخل شهر ربيع الأول، وبدخوله تكملت عشر سنين من التاريخ للهجرة النبوية. والحمد لله وحده.

فصل في معجزاته صلى الله عليه وسلم

فصل في معجزاته صلى الله عليه وسلم: سوى ما مضى في غضون المغازي: قال حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عُبَادَةُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار، قبل أن يهلكوا، فكان أول من لقينا أبو اليسر صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه غلام له. فذكر الحديث، ثم قال: حتى أتينا جابر بن عبد الله في مسجده فقال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا أفيح، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته واتبعته بإداوة من ماء، فَنَظَرَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ ير شيئا يستتر به، وإذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: "انقادي علي بإذن الله". فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائدة، حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: "انقادي علي بإذان الله". فانقادت معه كذلك، حتى إذا كان بالمنصف1، فيما بينهما، لأم بينهما، فقال: "التئما علي بإذان الله". فالتأمتا، قال جابر: فخرجت أحضر مخافة أن يحس رسول الله صلى الله عليه وسلم بقربي -يعني فيتبعد- فجلست أحدث نفسي، فحانت مني لفتة، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا، وإذا الشجرتان قد افترقتا، فَرَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقف وقفة فقال برأسه هكذا، يمينا وشمالا، ثم أقبل، فلما انتهى إلي قال: "يا جابر هل رأيت مقامي"؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدة غصنا فأقبل بهما، حتى إذا قمت مقامي فأرسل غصنا عن يمينك وغصنا عن يسارك، قال: فقمت فأخذت حجرا فكسرته وجشرته، فانذلق2 لي، فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنا، ثم أقبلت أجرهما، حتى إذا قمت مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت غصنا عن يميني وغصنا عن يساري، ثم لحقت، فقلت: قد فعلت يا رسول الله فعم ذاك. قال: "إني مررت بقبرين يعذبان، فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما ما دام الغصنان رطبين".

_ 1 المنصف: المنتصف. 2 وجشرته: شققته. فانذلق: أي صار له حد يقطع.

ثم ذكر حديثا طويلا، وفيه إعواز الناس الماء، وأنه أتاه بيسير ماء فوضع يده فيه في قصة، قال: فرأيت الماء يتفور من بين أصابعه، فاستقى منه الناس حتى رووا. أخرجه مسلم1. وقال الأعمش وغيره، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قال: بينما نحن فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إذ حضرت الصلاة، وليس معنا ماء إلا يسير، فدعا بماء، فصبه في صحفة، ووضع كفه فيه، فجعل الماء يتفجر من بين أصابعه، فأقبل الناس فتوضئوا وشربوا. قال الأعمش: فحدثت به سالم بن أبي الجعد فقال: حدثنيه جابر، فقلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: خمس عشرة مائة. أخرجه البخاري2. وقال عمرو بن مرة، وحصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في سفر، فأصابنا عطش، فجهشنا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوضع يده في تور من ماء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه كأنه العيون، فقال: "خذوا باسم الله"، فشربنا فوسعنا وكفانا، ولو كنا مائة ألف لكفانا. قلت: كم كنتم؟ قال: ألفا وخمس مائة3. صحيح. وقال حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي رافع، عن عمر بن الخطاب، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ على الحجون لما آذاه المشركون، فقال: "اللهم أرني اليوم آية لا أبالي من كذبني بعدها". قال: فأمر فنادى شجرة فأقبلت تخد الأرض، حتى انتهت إليه، ثم أمرها فرجعت. وروى الأعمش نحوه، عن أبي سفيان، عن أنس. وروى المبارك بن فضالة نحوا منه، عن الحسن مرسلا.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "3012"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 7-10" من طريق حاتم بن إسماعيل، به. قوله: "البعير المخشوش": قال النووي في "شرحه على مسلم": هو الذي يجعل في أنفه خشاش -بكسر الخاء- وهو عود يجعل في أنف البعير إذا كان صعبا، ويشد فيه حبل ليذل وينقاد، وقد يتمانع لصعوبته، فإذا اشتد عليه وآلمه انقاد شيئا، ولهذا قال: الذي يصانع قائده. 2 صحيح: أخرجه البخاري "5639" من طريق الأعمش، قال: حدثني سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3576" و"4152" من طريق حصين، به. وأخرجه مسلم "2279" من طرق عن أنس، به.

وقال عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ: حَدَّثَنَا محمد بن فضيل، عن أبي حيان، عن عطاء، عن ابن عمر، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سفر، فأقبل أعرابي، فلما دنا منه قال: "أين تريد"؟ قال الأعرابي: إلى أهلي. قال: "هل لك إلى خير"؟ قال: ما هو؟ قال: "تسلم". قال: هل من شاهد؟ قال: هذه الشجرة، فدعاها فأقبلت تخد الأرض خدا، فقامت بين يديه، فاستشهد ثلاثا، فشهدت له كما قال، ثم رجعت إلى منبتها، ورجع الأعرابي إلى قومه، فقال: إن يتبعوني آتك بهم، وإلا رجعت إليك فكنت معك. غريب جدا، وإسناده جيد. أخرجه الدارمي في "مسنده" عن محمد بن طريف، عن ابن فضيل. وقال شريك، عن سماك، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس: جاء أعرابي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: بم أعرف أنك رسول الله؟ قال: "أرأيت لو دعوت هذا العذق من هذه النخلة، أتشهد أني رسول الله"؟ قال: نعم. فدعاه، فجعل ينزل من النخلة حتى سقط في الأرض. فجعل ينقز، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ له: "ارجع". فرجع حتى عاد إلى مكانه. فقال: أشهد أنك رسول الله، وآمن. رواه البخاري في "تاريخه" عن محمد بن سعيد ابن الأصبهاني عنه. وقال يونس بن بكير، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن جابر، قَالَ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لحاجته، وتبعته بالإداوة، فإذا شجرتان بينهما أذرع فقال: "انطلق فقل لهذه الشجرة: الحقى بصاحبتك حتى أجلس خلفهما". ففعلت، فرجعت حتى لحقت بصاحبتها، فجلس خلفهما حتى قضى حاجته، ثم رجعتا. وقال أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل من بني عامر، فقال: إنى أطب الناس، فإن كان بك جنون داويتك. فقال: "أتحب أن أريك آية"؟ قال: نعم. قال: "فادع ذاك العذق". فدعاه، فجاءه ينقز على ذنبه، حتى قام بين يديه، ثم قال: "ارجع" فرجع، فقال: يا لعامر، ما رأيت رجلا أسحر من هذا. أخبرنا عمر بن محمد وغيره، قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر، قال: أخبرنا عبد الأول بن عيسى، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الداودي، قال أخبرنا عبد الله بن حمويه، قال: أخبرنا عيسى بن عمر، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بسمرقند، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في سفر، وكان لا يأتي البراز حتى يتغيب فلا يرى، فنزلنا بفلاة من الأرض ليس فيها شجر ولا علم، فقال: "يا جابر اجعل في إداوتك ماء ثم انطلق بنا". قال: فانطلقنا حتى لا

نرى، فإذا هو بشجرتين بينهما أربعة أذرع، فقال: "انطلق إلى هذه الشجرة فقل: يقول لك: الحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما". فرجعت إليها، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفهما، ثم رجعتا إلى مكانهما. فركبنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بيننا كأنما علينا الطير تظلنا، فعرض له امرأة معها صبي، فقالت: يا رسول الله إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يوم ثلاث مرات. فتناوله فجعله بينه وبين مقدم الرحل ثم قال: "اخس عدو الله، أنا رسول الله، اخس عدو الله، أن رسول الله"، ثلاثا، ثم دفعه إليها. فلما قضينا سفرنا مررنا بذلك المكان، فعرضت لنا المرأة معها صبيها ومعها كبشان تسوقهما، فقالت: يا رسول الله اقبل مني هديتي، فوالذي بعثك بالحق ما عاد إليه بعد، فقال: "خدوا منها واحدا وردوا عليها الآخر". قال: ثم سرنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا كأنما علينا الطير تظلنا، فإذا جمل ناد حتى إذا كان بين السماطين خر ساجدا، فجلس رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ على الناس: "من صاحب الجمل"؟ فإذا فتية من الأنصار قالوا: هو لنا يا رسول الله. قال: "فما شأنه"؟ قالوا: استنينا عليه منذ عشرين سنة، وكانت له شحيمة، فأردنا أن ننحره فنقسمه بين غلماننا فانفلت منا. قال: "بيعونيه". قالوا: هو لك يا رسول الله. قال: "أما لي فأحسنوا إليه حتى يأتيه أجله". فقال المسلمون عند ذلك: يا رسول الله نحن أحق بالسجود لك من البهائم، قال: "لا ينبغي لشيء أن يسجد لشيء، ولو كان ذلك كان النساء لأزواجهن". رواه يونس بن بكير، عن إسماعيل، وعنده: "لا ينبغي لبشر أن يسجد لبشر" وهو أصح. وقد رواه بمعناه يونس بن بكير، ووكيع، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن يعلى بن مرة، عن أبيه، قال: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت منه أشياء: نزلنا منزلا فقال: "انطلق إلى هاتين الأشاءتين فقل: إن رسول الله يقول لكما أن تجتمعا". وذكر الحديث. مرة: هو ابن أبي مرة الثقفي. وقد رواه وكيع مرة، فقال فيه: عن يعلى بن مرة، قال: رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم عجبا ... الحديث. قال البخاري: إنما هو عن يعلى نفسه. قلت: ورواه البيهقي من وجهين، من حديث عطاء بن السائب، عن عبد الله بن حفص، ومن حديث عمر بن عبد الله بن يعلى، عن أبيه، كلاهما عن يعلى نفسه. وقال مهدي بن ميمون: أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَعْقُوْبَ، عن الحَسَنِ بنِ سَعْدٍ مَوْلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يوم خلفه،

فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثاً لاَ أُحَدِّثُ بِهِ أَحَداً، وكان أحب ما استتر به لحاجته هدف أو حائش نخل، فدخل حائطا لرجل من الأنصار، فإذا فيه جَمَلٌ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حن إليه وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فسمح ذفريه فسكن، فقال: "ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكت الله إياها، فإنه شكا لي أنك تجيعه وتدئبه". أخرج مسلم1 منه إلى قوله: "حائش نخل". وباقيه على شرط مسلم. وقال إسماعيل بن جعفر: حدثنا عمرو بن أبي عمرو، عن رجل من بني سلمة -ثقة- عن جابر بن عبد الله أن ناضحا لبعض بني سلمة اغتلم، فصال عليهم وامتنع حتى عطشت نخله، فَانْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاشتكى ذلك إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انطلق. وذهب النبي صلى الله عليه وسلم معه، فلما بلغ باب النخل قال: يا رسول الله لا تدخل. قال: "اخلوا لا بأس عليكم". فلما رآه الجمل أقبل يمشي واضعا رأسه حتى قام بين يديه، فسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ائتوا جملكم فاخطموه وارتحلوه"، ففعلوا، وقالوا: سجد لك يا رسول الله حين رآك، قال: "لا تقولوا ذلك لي، لا تقولوا ما لم أبلغ، فلعمري ما سجد لي ولكن الله سخره لي". وقال عفان: حدثنا حماد بن سلمة، قال: سمعت شيخا من قيس يحدث عن أبيه قال: جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم وعندنا بكرة صعبة لا نقدر عليها، فدنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ضرعها فحفل فاحتلب وشرب. وفي الباب حديث عبد الله بن أبي أوفى، تفرد بن فائد بو الورقاء، وهو ضعيف، وحديث لجابر آخر تفرد به الأجلح، عن الذيال بن حرملة عنه. أخرجه الدارمي وغيره. وقال يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مجَاهِدِ، عَنْ عائشة، قالت: كان لأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش فإذا خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعب وذهب وجاء. فإذا جَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربض فلم يترمرم2، ما دام رسول الله في البيت. صحيح. وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا المسعودي عن الحسن بن سعد، عن عبد الرحمن بن عبد

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "342" مختصرا من طريق مهدي "وهو ابن مَيْمُوْنٍ" حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يعقوب؛ به. قوله: "هدف أو حائش نخل": الهدف ما ارتفع من الأرض. وحائش النخل بستان النخل. 2 ربض: يربض في المكان إذا لصق به وأقام ملازما له. ويترمرم: أي سكن ولم يتحرك.

الله بن مسعود، عن أبيه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سفر فدخل رجل غيضة فأخرج بيضة حمرة، فجاءت الحمرة ترفرف على رأس النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال: "أيكم فجمع هذه". فقال رجل: أنا أخذت بيضتها. فقال: "رده رده رحمة لها". عبد الرحمن لم يسمع من أبيه. وقال أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري: حدثنا علي بن قادم، قال: حدثنا أبو العلاء خالد بن طهمان، عن عطية، عن أبي سعيد، قَالَ: مَرَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بظبية مربوطة إلى خباء، فقالت: يا رسول الله حلني حتى أذهب فأرضع خشفي، ثم أرجع، فتربطني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صيد قوم وربيطة قوم". قال: فأخذ عليها فحلفت له. فحلها، فما مكثت إلا قليلا حتى جاءت وقد نفضت ما في ضرعها، فربطها رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ استوهبها منهم، فوهبوها له، فحلها، ثم قال: "لو تعلم البهائم من الموت ما تعلمون ما أكلتم منها سمينا أبدا". علي، وأبو العلاء صدوقان، وعطية فيه ضعف. وقد روي نحوه عن زيد بن أرقم. وقال القاسم بن الفضل الحداني، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: بينما راع يرعى بالحرة، إذا عرض ذئب لشاة، فحال الراعي بين الذئب والشاة، فأقعى الذئب على ذنبه، ثم قال للراعي: ألا تتقى الله تحول بيني وبين رزق ساقه الله إلي؟ فقال الراعي: العجب من ذئب مقع على ذنبه يتكلم بكلام الإنس! فقال الذئب: ألا أحدثك بأعجب مِنِّي: رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق. فساق الراعي شاءه حتى أتى المدينة فزواها زاوية، ثم دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحدثه بحديث الذئب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فقال الراعي: "قم فأخبرهم". قال: فأخبر الناس بما قال الذئب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدق الراعي، ألا أنه من أشراط الساعة كلام السباع للإنس، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، ويكلم الرجل شراك نعله وعذبة سوطه، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده". أخرجه الترمذي، وقال: صحيح غريب. وقال عبد الحميد بن بهرام، ومعقل بن عبيد الله، عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أو عن أبي سعيد الخدري نحوه. وهو حديث حسن صحيح الإسناد. وقال سفيان بن حمزة: حدثنا عبد الله بن عامر الأسلمي، عن ربيعة بن أوس، عن أنس

ابن عمرو، عن أهبان بن أوس، أنه كان في غنم له، فكلمه الذئب، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم. قال البخاري: ليس إسناده بالقوي. وقال يوسف بن عدي: حدثنا جعفر بن جسر، قال: أخبرني أبي، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيْدِ بن المسيب، قال: قال ابن عمر: كان راع عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غنم له، إذ جاء الذئب فأخذ شاة، ووثب الراعي حتى انتزعها من فيه فقال له الذئب: أما تتقي الله أن تمنعني طعمة أطعمنيها الله تنزعها مني! وذكر الحديث. وقال مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ونحن نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. البخاري1. وقال قريش بن أنس: حدثنا صالح بن أبي الاخضر، عن الزهري، عن رجل، قال: سمعت أبا ذر -رضي الله عنه- يقول: لا أذكر عثمان إلا بخير بعد شيء رأيته: كنت رجلا أتتبع خلوات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته وحده، فجلست، فجاء أبو بكر فسلم وجلس، ثم جاء عمر، ثم عثمان، وبين يدي النبي صلى الله عليه وسلم سبع حصيات، فأخذهن فوضعهن في كفه، فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم أخذهن فوضعهن في يد أبي بكر فسبحن، ثم وضعهن فخرسن، ثم وضعهن في يد عمر فخرسن، ثم وضعهن في يد عثمان فسبحن، ثم وضعهن فخرسن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذه خلافة النبوة". صالح لم يكن حافظا، والمحفوظ رواية شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: ذكر الوليد بن سويد إن رجلا من بني سليم كبير السن، كان ممن أدرك أبا ذر بالربذة ذكر له، فذكر هذا الحديث عن أبي ذر. ويروى مثله عن جبير بن نفير، وعن عاصم بن حميد، عن أبي ذر. وجاء مثله عن أنس من وجهين منكرين.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3579" حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا إسرائيل، عن منصور، به. وتمامه "كنا نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفا، كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في سفر فقل الماء، فقال: "اطلبوا فضلة من ماء"، فجاءوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الاناء ثم قال: "حي على الطهور المبارك، والبركة من الله"، فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل".

وقال عبد الواحد بن أيمن: حدثني أبي، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو إلى نخلة، فقيل: ألا نجعل لك منبرا؟ قال: "إن شئتم". فجعلوا له منبرا، فلما كان يوم الجمعة ذهب إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، فنزل فضمها إليه. كانت تئن أنين الصبي الذي يسكت قال: "كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها". البخاري. ورواه جماعة عن جابر. وقال أبو حفص بن العلاء المازني -واسمه عمر- عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يخطب إلى جذع، فلما وضع له المنبر حن إليه حتى أتاه فمسحه، فسكن. أخرجه البخاري1 عن ابن مثنى، عن يحيى بن كثير، عنه، وهو من غرائب الصحيح. وقال عَبْدُ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، عَنْ الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إلى جذع ويخطب إليه، فصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فلما جاوز النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الجذع خار حتى تصدع وانشق، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع صوت الجذع، فمسحه بيده، ثم رجع إلى المنبر، فلما هدم المسجد أخذ ذلك الجذع أبي فكان عنده في بيته حتى بلي وأكلته الأرضة وعاد رفاتا. روى من وجهين عن ابن عقيل2. مالك بن أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "هل ترون قبلتي ههنا، فوالله ما يخفى علي ركوعكم ولا سجودكم، إني لأراكم وراء ظهري". متفق عليه3. قال الشافعي: هذه كرامة من الله أبانه بها من خلفه. وقال المختار بن فلفل، عن أنس نحوه، وفيه: "فإني أراكم من أمامي ومن خلفي، وايم

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3583" حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان، حدثنا أبو حفص واسمه عمر بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء قال سمعت نافعا عن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر تحول إليه، فحن الجذع، فأتاه فمسح يده عليه". 2 عبد الله بن محمد بن عقيل الباوردي، صاحب النجاد، ضعيف، قال عبد الرحمن بن مندة: قال لي: من لم يكن معتزليا فليس بمسلم. 3 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "1/ 167"، وأحمد "2/ 303و 375"، والبخاري "418" و"741"، ومسلم "424"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 73"، والبغوي "3712" من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.

الذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا". قالوا: يا رسول الله وما رأيت؟ قال: "رأيت الجنة والنار". أخرجه مسلم1. وقال بشر بن بكر: حدثنا الأوزاعي، عن ابن شهاب، قال: أخبرني القاسم بن محمد، عن عائشة، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مستترة بقرام فيه صورة، فهتكه، ثم قال: "إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله" 2. قال الأوزاعي: قالت عائشة: أَتَانِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببرنس فيه تمثال عقاب، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليه فأذهبه الله -عز وجل- وهذه الزيادة منقطعة. وقال عاصم، عن زر، عبد الله، قال: كنت غلاما يافعا في غنم لعقبة بن أبي معيط أرعاها، فأتى عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه أبو بكر، فقال: "يا غلام هل عندك لبن"؟ قلت: نعم ولكن مؤتمن. قال: "فائتني بشاة لم ينز عليها الفحل". فأتيته بعناق جذعة، فاعتقلها رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دعا ومسح ضرعها حتى أنزلت، فاحتلب في صحفة، وسقى أبا بكر، وشرب بعده، ثم قال للضرع: "اقلص"، فقلص فعاد كما كان، ثم أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: "عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا القَوْلِ"، فَمَسَحَ رَأْسِي، وَقَالَ: "إنك غلام معلم"، فأخذت عنه سبعين سورة ما نازعنيها بشر. إسناده حسن قوي. مالك، عَنْ إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قال: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا، أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم. فأخرجت أقراصا من شعير، ثم أخذت خمارا لها فلفته فيه، ودسته تحت ثوبي، وأرسلتني إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوجدته جالسا في المسجد ومعه الناس، فقمت عليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرسلك أبو طلحة"؟ قلت: نعم. فقال لمن معه: "قوموا". قال: فانطلق وانطلقت بين أيديهم، حتى جئت أبا طلحة فأخبرته، فقال: يا أم سليم قد جَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "426" "112" من طريق علي بن مسهر، عن المختار بن فلفل، عن أنس قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يوم، فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه، فقال: "أيها الناس، إني إمامكن، فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف، فإني أراكم أمامي ومن خلفي: ثم قال: "والذي نفس محمد بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبلكيتم كثيرا". قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال: "رأيت الجنة والنار". 2 أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 483"، والبخاري "6109"، ومسلم "2107" "91"، والنسائي "8/ 214"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "4/ 283"، والبيهقي "7/ 267" من طرق عن الزهري، به. قوله: "وهي مستترة": أي متخذة سترا. والقرام: هو الستر الرقيق.

وليس عندنا ما نطعمهم. فقالت: الله ورسوله أعلم. قال: فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل معه حتى دخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هلمي ما عندك يا أم سليم". فأتت بذلك الخبز، فأمر بِهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ففت، وعصرت عليه أم سليم عكة لها فأدمته، ثم قَالَ فِيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شاء الله أن يقول، ثم قال: "ائذن لعشرة"، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، فأكل القوم وشبعوا، وهم سبعون أو ثمانون رجلا. متفق عليه1. وقد مر مثل هذا في غزوة الخندق من حديث جابر. وقال سليمان التيمي، عن أبي العلاء، عن سمرة بن جندب، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتي بقصعة، فيها طعام، فتعاقبوها إلى الظهر منذ غدوه، يقوم قوم ويقعد آخرون، فقال رجل لسمرة: هل كانت تمد؟ قال: فمن أيش تعجب؟ ما كانت تمد إلا من ههنا، وأشار إلى السماء، وأشار يزيد بن هارون إلى السماء. هذا حديث صحيح2. وقال زيد بن الحباب، عن الحسين بنِ وَاقِدٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ بُرَيْدَةَ، عن أبيه، أن سلمان أتى النبي صلى الله عليه وسلم بهدية، فقال: "لمن أنت"؟ قال لقوم. قال: "فاطلب إليهم أن يكاتبوك". قال: فكاتبوني على كذا وكذا نخلة أغرسها لهم، ويقوم عليها سلمان حتى تطعم، قَالَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغرس النخل كله، إلا نخلة واحدة غرسها عمر، فأطعم نخله من سنته إلا تلك النخلة، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ غرسها"؟ قالوا: عمر، فغرسها رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، فحملت من عامها3. رواته ثقات. أخبرنا ابن أبي عمر، وابن أبي الخير كتابة، عن محمد بن أحمد وجماعة، أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم، قالت: أخبرنا ابن ريذة، قال: أخبرنا الطبراني، قال: حدثنا الوليد بن حماد الرملي، قال: حدثنا عبد الله بن الفضل، قال: حدثني أبي، عن أبيه عاصم بن عمر،

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "6/ 927-928" ومن طريقه أخرجه البخاري "422" و"3587" و"5381" و"6688"، ومسلم "2040"، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" "1483"، والبيهقي في "السنن" "7/ 273"، وفي "دلائل النبوة" " 6/ 88"، وفي الاعتقاد "ص280"، والبغوي "3721". 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه ابن أبي شيبة "11/ 366"، وأحمد "5/ 12و 18"، والترمذي "3625"، والدارمي "1/ 30"، والطبراني في "الكبير" "6967"، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" "335"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 93" من طريق يزيد بن هارون أخبرنا سليمان التيمي، به. 3 حسن: أخرجه أحمد "5/ 354" من طريق زيد بن الحباب، حدثني حسين بن واقد، به. قلت: إسناده حسن، زيد بن الحباب، صدوق يخطئ كما قال الحافظ في "التقريب".

عن أبيه، عن جده قتادة بن النعمان، قال: أهدي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوس، فدفعها إلي يوم أحد، فرميت بها بين يديه حتى اندقت عن سيتها، ولم أزل عن مقامي نصب وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْقَى السهام بوجهي، كلما مال سهم منها إلى وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ميلت رأسي لأقي وجهه، فكان آخر سهم ندرت منه حدقتي على خدي، وافترق الجمع، فأخذت حدقتي بكفي، فسعيت بِهَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما رآها في كفي دمعت عيناه فقال: "اللهم إن قتادة فدى وجه نبيك بوجهه، فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرًا" فكانت أحد عينيه نظرا. غريب وروي من وجه آخر ذكرناه. وقال حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنَا المُهَاجِرُ مَوْلَى آلِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَمَرَاتٍ، فَقُلْتُ: ادْعُ لِي فِيْهِنَّ بالبركة. قال: فَقَبَضَهُنَّ ثُمَّ دَعَا فِيْهِنَّ بِالبَرَكَةِ، ثُمَّ قَالَ: "خُذْهُنَّ فَاجْعَلْهُنَّ فِي مِزْوَدٍ، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُنَّ، فَأَدْخِلْ يَدَكَ، فَخُذْ وَلاَ تَنْثُرْهُنَّ نثرا". قال: فَحَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا وَسْقاً فِي سَبِيْلِ اللهِ، وَكُنَّا نَأْكُلُ وَنُطْعِمُ، وَكَانَ المِزْوَدُ مُعَلَّقاً بَحَقْوِي لاَ يُفَارِقُ حَقْوِي، فَلَمَّا قتل عثمان انقطع، أخرجه الترمذي، وقال: حسن غريب. وروي في "جزء الحفار" من حديث أبي هريرة، وفيه: فَأَخَذْتُ مِنْهُ خَمْسِيْنَ وَسْقاً فِي سَبِيْلِ اللهِ، وكان مُعَلَّقاً خَلْفَ رَحْلِي، فَوَقَعَ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ فذهب. وله طريق أخرى غريبة. وقال معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، عن جابر، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يستطعمه، فأطعمه شطر وسق شعير، فما زال الرجل يأكل منه وامرأته ومن ضيفاه حتى كاله، فأتى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: "لو لم تكله لأكلتم منه وأقام لكم" 1. وكانت أم مالك تهدي للنبي صلى الله عليه وسلم في عكة لها سمنا، فيأتيها بنوها فيسألون الأدم، وليس عندهم شيء، فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فتجد فيه سمنا، فما زال يقيم لها أدم بنيها حتى عصرته، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "أعصرتيها"؟ قالت: نعم، قال: "لو تركتيها مازال قائما". أخرجه مسلم2.

_ 1 أخرجه مسلم "2281" حدثني سلمة بن شبيب، حدثنا الحسن بن أعين، حدثنا معقل بن عبيد الله، به. 2 أخرجه مسلم "2280" حدثني سلمة بن شبيب، حدثنا الحسن بن أعين، حدثنا معقل، عن أبي الزبير، عن جابر أن أم مالك كانت تهدي للنبي صلى الله عليه وسلم في عكة لها سمنا فيأتيها بنوها فيسألون الأدم.." الحديث.

وقال طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في مسير. فنفدت أزواد القوم، حتى هم أحدهم بنحر بعض حمائلهم، فقال عمر: يا رسول الله لو جمعت ما بقي من الأزواد فدعوت الله عليها. ففعل، فجاء ذو البر ببره، وذو التمر بتمره، فدعا حتى إنهم ملأوا أزوادهم، فقال عند ذلك: "أشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنِّي رَسُوْلُ الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة". أخرجه مسلم1. وروى نحوه وأطول منه المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، عن أبيه -رضي الله عنه- وزاد: فما بقي في الجيش وعاء إلا ملؤوه وبقي مثله، فضحك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُه، وقال: "أشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنِّي رَسُوْلُ الله، لا يلقى الله عبد مؤمن بها إلا حجب عن النار"، رواه الأوزاعي عنه2. وقال سلم بن زرير: سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: حدثنا عمران بن حصين أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فأدلجوا ليلتهم، حتى إذا كان في وجه الصبح عرس رسول الله فغلبتهم أعينهم حتى ارتفعت الشمس، فكان أول من استيقظ أبو بكر، فاستيقظ عمر بعده، فقعد عند رَأْس رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يكبر ويرفع صوته، حتى يستقيظ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا استيقظ والشمس قد بزغت، قال: "ارتحلوا". فسار بنا حتى ابيضت الشمس، فنزل فصلى بنا واعتزل رجل فلم يصل، فلما انصرف قال: "يا فلان ما منعك أن تصلي معنا"؟ قال: يا رسول الله أصابتني جنابة. فأمره أن يتيمم بالصعيد، ثم صلى، وعجلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركوب بين يديه أطلب الماء، وكنا قد عطشنا عطشا شديدًا، فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين، قلنا لها: أين الماء؟ قالت: أي هاة فقلنا: كم بين أهلك وبين الماء؟ قالت: يوم وليلة. فقلنا: انطلقي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: ما رسول الله؟ فلم نملكها من أمرها شيئا حتى استقبلنا بِهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحدثته أنها موتمة3، فأمر بمزادتيها فمج في

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "27" "44" من طريق عبيد الله الأشجعي، عن مَالِكُ بنُ مِغْوَل عَنْ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، به. 2 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "3/ 417-418" حدثنا علي بن إسحاق أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا الأوزاعي قال: حدثني المطلب بن حنطب المخزومي، به. قلت: إسناده حسن، المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب المخزومي، صدوق كثير التدليس، وقد صرح بالتحديث فأمنا شر تدليسه، وبقية رجاله ثقات، لكن الحديث يرتقي للصحة بما قبله. والله أعلم. 3 مويمة: أي لها أيتام ترعاهم.

العزلاوين العلياوين، فشربنا عطاشا أربعين رجلا حتى روينا وملأنا كل قربة معنا وكل إداوة. وغسلنا صاحبنا، وهي تكاد تضرج من الماء، ثم قال لنا: "هاتوا ما عندكم". فجمعنا لها من الكسر والتمر، حتى صر لها صرة فقال: "اذهبي فأطعمي عيالك، واعلمي أنا لم نرزأ من مائك شيئا". فلما أتت أهلها قالت: لقد أتيت أسحر الناس، أو هو نبي كما زعموا، فهدى الله ذلك الصرم1 بتلك المرأة، فأسلمت وأسلموا. اتفقا عليه2. وقال حماد بن سلمة وغيره، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في سفر، فقال: "إن لا تدركوا الماء تعطشوا". فانطلق سرعان الناس تريد الماء، ولزمت رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الليلة، فمالت به راحلته فنعس، فمال فدعمته فادعم ومال، فدعمته فادعم، ثم مال حتى كاد أن ينقلب، فدعمته فانتبه، فقال: "من الرجل"؟ قلت: أبو قتادة. فقال: "حفظك الله بما حفظت به رسول الله"، ثم قال: "لو عرسنا"، فمال إلى شجرة، فنزل فقال: "انظر هل ترى أحدا"؟. فقلت: هذا راكب، هذان راكبان، حتى بلغ سبعة. فقال: "احفظوا علينا صلاتنا"، قال: فنمنا فما أيقظنا إلا حر الشمس، فانتبهنا فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار وسرنا هنية، ثم نزلنا، فقال: "أمعكم ماء"؟ قلت: نعم ميضأة فيها شيء من ماء. قال: فأتني بها، فتوضئوا وبقي في الميضأة جرعة، فقال: "ازدهر 3 بها يا أبا قتادة، فإنه سيكون لها شأن"، ثم أذن بلال فصلى الركعتين قبل الفجر، ثم صلى الفجر، ثم ركب وركبنا، فقال بعض لبعض: فرطنا في صلاتنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تقولون؟ إن كان أمر دنياكم فشأنكم، وإن كان أمر دينكم فإلي". قلنا: فرطنا في صلاتنا. قال: "لا تفريط في النوم إنما التفريط في اليقظة، فإذا كان ذلك فصلوها من الغد لوقتها". ثم قال: "ظنوا بالقوم". فقلنا: إنك قلت بالأمس: "إن لا تدركوا الماء غدا تعطشوا"، فأتى الناس الماء. فقال: "أصبح الناس وقد فقدوا نبيهم"، فقال بعض القوم: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالماء، وفي القوم أبو بكر وعمر، قالا: أيها الناس أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن ليسبقكم إلى الماء ويخلفكم سقط، وإن يطع الناس أبا بكر وعمر يرشدوا قالها ثلاثا. فلما اشتدت الظهيرة رفع لهم رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يا رسول الله هلكنا، عطشنا، انقطعت الأعناق. قال: "لا هلك عليكم"، ثم قال: "يا أبا قتادة ائتني بالميضأة". فأتيته بها فقال: "حل لي غمري" -يعني قدحه- فحللته، فجعل يصب فيه ويسقي

_ 1 الصرم: الجماعة ينزلون بإبلهم ناحية من الماء. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3571"و"682" من طريق سلم بن وزير، به. 3 ازدهر: احتفظ بها.

الناس، فقال: "أحسنوا الملء، فكلكم سيصدر عن ري". فشرب القوم حتى لم يبق غيري ورسول الله صلى الله عليه وسلم، فصب لي فقال: "اشرب"، قلت: اشرب أنت يا رسول الله، قال: "إن ساقي القوم آخرهم شربا". فشربت ثم شرب بعدي، وبقي من الميضأة نحو مما كان فيها، وهو يومئذ ثلاثة مائة. قال عبد الله: فسمعني عمران بن حصين وأنا أحدث هذا الحديث في المسجد، فقال: من الرجل؟ فقلت: أنا عبد الله بن رباح الأنصاري. فقال: القوم أعلم حديثهم، انظر كيف تحدث فإني أحد السبعة تلك الليلة، فلما فرغت قال: ما كنت أحب أحسب أن أحدا يحفظ هذا الحديث غيري. ورواه بكر بن عبد الله المزني أيضا عن عبد الله بن رباح. رواه مسلم1. وقال الأوزاعي: حدثني إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، قال: حدثني أنس، قال: أصابت الناس سنة عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبينا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المنبر يوم الجمعة يخطب الناس، فأتاه أعرابي، فقال: يا رسول الله هلك المال وجاع العيال، فادع الله لنا. فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعهما حتى ثارت سحابة أمثال الجبال، ثم ينزل عن المنبر حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته، فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد، ومن بعد الغد، حتى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو غيره، فقال: يا رسول الله تهدم البناء وجاع العيال فادع الله لنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وقال: "اللهم حوالينا ولا علينا". فما يشير بيديه إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، حتى صارت المدينة مثل الجوبة، وسال الوادي، وادي قناة شهرا، ولم يجئ أحد من ناحية من النواحي إلا حدث بالجود. اتفقا عليه2. ورواه ثابت وعبد العزيز بن صهيب وغيرهما عن أنس. وقال عثمان بن عمر: وروح بن عبادة: حدثنا شعبة، عن أبي جعفر الخطمي، سمع عمارة بن خزيمة بن ثابت يحدث، عن عثمان بن حنيف، أن رجلا ضريرا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ادع الله أن يعافيني. قال: "فإن شئت أخرت ذلك فهو خير لك، وإن شئت دعوت

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "681" من طريق سليمان "يعني ابن المغيرة"، حدثنا ثابت، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "1033"، ومسلم "897" "9" من طريق الأوزاعي، به.

الله". قال: فادعه. قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء، ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه، فتقضيها لي، اللهم شفعه في وشفعني في نفسي". ففعل الرجل فبرأ 1. قال البيهقي: وكذلك رواه حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الخَطْمِيّ. وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي: حدثني أبي، عن روح بن القاسم، عن أبي جعفر المديني الخطمي، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه عثمان بن حنيف، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجاءه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره، فقال: "ائت الميضأة فتوضأ، ثم صل ركعتين ثم قل: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيجلي لي عن بصري، اللهم شفعه في وشفعني في نفسي". قال عثمان: فوالله ما تفرقنا ولا طال الحديث حتى دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضرر قط. رواه يعقوب الفسوي وغيره، عن أحمد بن شبيب. وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: حاب يهودي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ جمله"، قال: فاسود شعره حتى صار أشد سوادا من كذا وكذا2. ويروى نحوه عن ثمامة، عن أنس، وفيه: "فاسودت لحيته بعد ما كانت بيضاء". وقال سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، قال: أخبرني سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن جدة قتادة بن النعمان، قال: كانت ليلة شديدة الظلمة والمطر فقلت: لو أني اغتنمت العتمة مع النبي صلى الله عليه وسلم ففعلت، فلما انصرف أبصرني ومعه عرجون يمشي عليه، فقال: "يا قتادة هذه الساعة"؟ قلت: اغتنمت شهود الصلاة معك. فأعطاني العرجون فقال: "إن الشيطان في خلفك في أهلك فاذهب بهذا العرجون فاستعن به حتى تأتي بيتك، فتجده في زاوية البيت فاضربه في أهلك بالعرجون". فخرجت من المسجد فأضاء العرجون مثل الشمعة نورا، فاستضأت به فأتيت أهلي فوجدتهم رقودا، فنظرت في الزاوية فإذا فيها قنفذ، فلم أزل أضربه به، حتى خرج.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 138"، والترمذي "3578"، وابن ماجه "1385"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 166" من طريق عثمان بن عمر، حدثنا شعبة، به. 2 ضعيف: لإرساله. وهو عند البيهقي في "الدلائل" "6/ 210".

عاصم عن جده ليس بمتصل، لكنه قد روي من وجهين آخرين عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وحديث أبي سعيد حديث قوي. وقال حرمي بن عمارة: حدثنا عزرة بن ثابت، عن علباء بن أحمر، قال: حدثني أبو زيد الأنصاري، قَالَ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "ادن مني". قال: فمسح بيده على رأسي ولحيتي، ثم قال: "اللهم جمله وأدم جماله". قال: فبلغ بضعا ومائة سنة وما في لحيته بياض إلا نبذ يسير، ولقد كان منبسط الوجه لم يتقبض وجهه حتى مات. قال البيهقي: هذا إسناد صحيح موصول، وأبوزيد هو عمرو بن أخطب. وقال عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ شَقِيق: حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بن واقد، قال: حدثنا أبو نهيك الأزدي عن عمرو بن أخطب -وهو أبو زيد- قال: استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته بإناء فيه ماء، وفيه شعرة فرفعتها ثم ناولته، فقال: "اللهم جمله"، قال: فرأيته ابن ثلاث وتسعين سنة، وما في رأسه ولحيته طاقة بيضاء. وقال مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي العلاء، قال: كنت عند قتادة بن ملحان في مرضه، فمر رجل في مؤخر الدار، قال: فرأيته في وجهه، قال: وكان رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ وجهه، قال: وكنت قلما رأيته إلا رأيته كأن على وجهه الدهان رواه عارم، ويحيى بن معين، عن معتمر. وقال عكرمة بن عمار: حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، قال: حدثني أبي أن رجلا أكل عِنْد رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشماله فقال: "كل بيمينك". قال: لا أستطيع. قال: "لا استطعت، ما منعه إلا الكبر". قال: فما رفعها إلى فيه بعد. أخرجه مسلم1. وقال حميد: عن أنس، قال: جاء عبد الله بن سلام إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقدمه المَدِيْنَةِ، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلاَثٍ لاَ يعلمهن إِلاَّ نَبِيٌّ: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، وَمَا أول طعام يأكله أهل الجنة، والولد ينزع إلى أبيه وينزع إلى أمه. قال: "أخبرني بهن جبريل آنفا" -قال عبد الله: ذاك عدو اليهود من الملائكة- "أما أول أشراط الساعة، فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يَأكُلُهُ أَهْلُ الجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوْتٍ، وَأَمَّا الولد، فإذا سبق ماء الرجل

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "4/ 45-46و 46و 50"، ومسلم "2021" من طريق عكرمة، به. قلت: إسناده حسن، عكرمة بن عمار، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

نزعه إلى أبيه، وإذا سبق ماء المرأة نزعة إلى أمه". فأسلم ابن سلام. وذكر الحديث1. أخرجه البخاري. وقال يونس بن بكير، عن أبي معشر المدني، عن المقبري مرسلا، فذكر نحوا منه، وفيه: "فأما الشبه فأي النطفتين سبقت إلى الرحم فالولد به أشبه". وقال معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام: أخبرني أبو أسماء الرحبي أن ثوبان حدثه، قال: كنت قائما عِنْد رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاء حبر، فقال: السلام عليك يا محمد. فدفعته دفعة كاد يصرع منها، فقال: لم تدفعني؟ قلت: ألا تقول: يا رسول الله! قال: إنما سميته باسمه الذي سماه به أهله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن اسمى الذي سماني به أهلى محمد". فقال اليهودي: أين الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض؟ قال: "في الظلمة دون الجسر"، فمن أول الناس إجازة؟ قال: "فقراء المهاجرين". قال: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: "زيادة كبد نون". قال: فما غذاؤهم على أثره؟ قال: "ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها". قال: فما شرابهم عليه؟ قال: "من عين فيها تسمى سلسبيلا"، قال: صدقت. قال: وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان. قال: "ينفعك إن حدثتك"؟. قال: أسمع بأذني. فقال: "سل". قال: جئت اسألك عن الولد، قال: "ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله". فقال اليهودي: صدقت وإنك لنبي. ثم انصرف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه سألني هذا الذي سألني عنه، وما أعلم شيئا منه حتى أتاني الله به". رواه مسلم2. وقال عبد الحميد بن بهرام، عن شهر، قال: حدثني ابن عباس، قال: حضرت عصابة من اليهود يوما النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: حدثنا عن خلال نسألك عنها لا يعلمها إلا نبي. قال: "سلوا عما شئتم، ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما أخذ يعقوب على بنيه، إن أنا حدثتكم بشيء تعرفونه لتبايعني على الإسلام" قالوا: لك ذلك، قال: "فسلوني عما شئتم". قالوا: أخبرنا عن أربع خلال نسألك: أخبرنا عن الطعام الذي حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة، وأخبرنا عن ماء الرجل كيف يكون الذكر منه، حتى يكون ذكرا، وكيف تكون

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3938". 2 صحيح: أخرجه مسلم "315".

الأنثى منه حتى تكون أنثى، ومن وليك من الملائكة، قال: "فعليكم عهد الله لئن أنا حدثتكم لتبايعني"، فأعطوه ما شاء الله من عهد وميثاق، قال: "أنشدكم بالله الذي أنزل التورة على موسى، هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب مرض مرضا شديدا طال سقمه منه، فنذر لله لئن شفاه الله من سقمه ليحرمن أحب الشراب إليه: ألبان الإبل، وأحب الطعام إليه لحمانها"؟ قالوا: اللهم نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اشهد عليهم"، قال: "أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله، فإن علا ماء الرجل ماء المرأة كان ذكرا بإذن الله، وإن علا ماء المرأة ماء الرجل كانت أنثى بإذن ال له "؟ قالوا: اللهم نعم. قال: "اللهم اشهد"، قال: "أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن هذا النبي تنام عيناه ولا ينام قلبه"؟ قالوا: اللهم نعم. قال: "اللهم اشهد عليهم". قالوا: أنت الآن حدثنا من وليك من الملائكة، فعندها نجامعك أو نفارقك، قال: "وليي جبريل، ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه"، قالوا: فعندها نفارقك، لو كان وليك غيره من الملائكة لبايعناك وصدقناك، قال: "ولم"؟ قالوا: إنه عدونا من الملائكة. فأنزل الله -عز وجل: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ} الآية [البقرة: 97] ، ونزلت: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [البقرة: 90] 1.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه أحمد "1/ 278"، وابن سعد في "الطبقات" "1/ 174-176" والطيالسي "2731"، والطبري "1/ 431- 432"، والطبراني "13012"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 266-267" من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، به. قلت: إسناده ضعيف، في إسناده شهر بن حوشب، وهو ضعيف لسوء حفظه، لكن رواية عبد الحميد بن بهرام عنه قال فيها أحمد بن حنبل: عبد الحميد حديثه مقارب من حديث شهر، وكان يحفظها كأنه يقرأ سورة. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ حَفْصٍ المَدَائِنِيُّ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ بَهْرَامَ فَقَالَ: صَدُوْقٌ، إلا أنه يحدث عن شهر. وأخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام "2/ 402" ط. دار الحديث- ومن طريقه الطبري "1/ 432-433" قال: حدثني عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حسين المكي، عن شهر بن حوشب الأشعري أن نفرا من أحبار يهود جاؤوا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... " الحَدِيْثَ، ولم يذكر فيه ابن عباس. وله طريق آخر أخرجه أحمد "1/ 274" من طريق عبد الله بن الوليد العجلي، عن بكير بن شهاب، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به نحوه. قلت: في إسناده بكير بن شهاب، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": "مقبول". وقال أبو حاتم: شيخ. وقال الذهبي في "الميزان": عراقي صدوق.

وقال يزيد بن هارون: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الله بن سلمة، عن صفوان بن عسال، قال: قال يهودي لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي فنسأله، فقال الآخر: لا تقل نبي، فإنه إن سمعك تقول: نبي كانت له أربعة أعين. فانطلقا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسألاه عن قول تسع آيات بينات. قال: "لا تشركوا بالله شيئا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تسحروا، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان فيقتله، ولا تأكلوا الربا، ولا تفروا من الزحف، ولا تقذفوا محصنة -شك شعبة- وعليكم خاصة معشر اليهود أن لا تعدوا في السبت". فقبلا يديه ورجليه، وقالا: نشهد أنك نبي قال: "فما يمنعكما أن تسلما"؟ قالا: إن داود سأل ربه أنه لا يزال في ذريته نبي، ونحن نخاف إن أسلمنا أن تقتلنا اليهود1. وقال عفان: أخبرنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن أبيه، قال: إن الله ابتعث نبيه لإدخال الرجال الجنة، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم كنيسة فإذا هو بيهود، وإذا يهودي يقرأ التوراة، فلما أتى على صفته أمسك، وفي ناحيتها رجل مريض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما لكم أمسكتم"؟ فقال المريض: إنهم أتوا على صفة نبي فأمسكوا. ثم جاء المريض يحبو حتى أخذ التوراة، وقال: ارفع يدك، فقرأ، حتى أتى على صفته، فقال: هذه صفتك وصفة أمتك، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنَّكَ رسول الله، ثم مات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لوا أخاكم" 2. وقال يزيد بن هارون: أخبرنا حماد بن سلمة، عن الزبير أبي عبد السلام، عن أيوب بن عبد الله بن مكرز، عن وابصة -هو الأسدي- قَالَ: أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أريد أن لا أدع

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "4/ 239"، والترمذي "2733"، والنسائي "7/ 111"، وأبو نعيم في "الحلية" "5/ 97-98" من طرق عن شعبة، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد الله بن سلمة، فإنه ضعيف لسوء حفظه. 2 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 416"، والطبراني في "الكبير" "10295"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 272-273" من طريق حماد بن سلمة، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" "8/ 231" وقال: "رواه أحمد والطبراني، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط". قلت: قد صحح العلماء سماع حماد بن سلمة من عطاء بن السائب قبل الاختلاط، فليست هذه علة الحديث، لكن العلة في الانقطاع بين أبي عبيدة، وأبيه عبد الله بن مسعود، فإنه لم يسمع منه.

شيئا من البر والإثم إلا سألته عنه، فجعلت أتخطى الناس، فقالوا: إليك يا وابصة عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقلت: دعوني أدنو منه، فإنه من أحب الناس إلي أن أدنو منه. فقال: "ادن وابصة". فدنوت حتى مست ركبتي ركبته، فقال: "يا وابصة أخبرك بما جئت تسألني عنه، أو تسألني "؟ فقلت: أخبرني يا رسول الله. قال: "جئت تسأل عن البر والإثم"؟ قلت: نعم. قال: فجمع أصابعه فجعل ينكت بها في صدري ويقول: "يا وابصة استفت قلبلك، استفت نفسك، البر: ما اطمأن إليه القلب، وأطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك". وقال ابن وهب: حدثني معاوية، عن أبي عبد الله محمد الأسدي، سمع وابصة الأسدي، قال: جِئْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسأله عن البر والإثم، فقال من قبل أن أسأله: "جئت تسألني عن البر والإثم"؟ قلت: إي والذي بعثك بالحق، إنه للذي جئت أسألك عنه. فقال: "البر ما انشرح له صدرك، والإثم ما حاك في نفسك، وإن أفتاك عنه الناس". وقال محمد بن إسحاق، وروح بن القاسم، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ، عَنْ بُجَيْرِ بنِ أبي بجير، سمع عبد الله بن عمرو أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجنا إِلَى الطَّائِفِ، فَمَرَرْنَا بِقَبْرٍ، فَقَالَ: "هَذَا قَبْرُ أبي رغال، وهو أبو ثقيف، وكان من قوم ثمود، فلما أهلك الله قومه منعه مكانه من الحرم، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْهُ أَصَابَتْهُ النِّقْمَةُ الَّتِي أَصَابَتْ قَوْمَهُ بِهَذَا المَكَانِ، فَدُفِنَ فِيْهِ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ دُفِنَ مَعَهُ غُصْنٌ مِنْ ذَهَبٍ، إِنْ أنتم نبشتم عنه أصبتموه". قال: فابتدرناه فاستخرجنا الغصن1.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "3088"، وإسناده ضعيف؛ آفته بجير بن أبي بجير قال الحافظ في "التقريب": مجهول.

باب من إخباره بالكوائن بعده فوقعت كما أخبر: شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن حذيفة، قال: لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يكون حتى تقوم الساعة، غير أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة منها، رواه مسلم1. وقال الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: قَامَ فِيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مقاما ما ترك فيه شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه، وجهله من جهله -وفي لفظ: حفظه من حفظه -وإنه ليكون منه الشيء فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه، ثم إذا رآه عرفه2 رواه الشيخان بمعناه. وقال عزرة بن ثابت: حدثنا علباء بن أحمر، قال: حدثنا أبو زيد، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفجر، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى أظنه قال: حضرت العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد فخطبنا حتى غربت الشمس، قال: فأخبرنا بما كان وبما هو كائن، فأحفظنا أعلمنا رواه مسلم3. وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن خباب، قال: شكونا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو متوسد برده في ظل الكعبة فقلنا: ألا تدعو الله لنا، ألا تستنصر الله لنا؟ فجلس محمارا وجهه، ثم قال: "والله إن من كان قبلكم ليؤخذ الرجل فتحفر له الحفرة، فيوضع المنشار على رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، أو يمشط بأمشاط الحديد ما بين عصبه ولحمه، ما يصرف عن دينه وليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب منكم من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله -عز وجل- أو الذئب على غنمه، ولكنكم تعجلون". متفق عليه4.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2891" "24" من طريق شعبة، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "6604"، ومسلم "2891" "23" من طريق الأعمش، به. 3 صحيح: أخرجه مسلم "2892" من طريق أبي عاصم، أخبرنا عزرة بن ثابت، به. 4 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 109و 110و 111" و "6/ 395"، والبخاري "3612" و"3852" و"6943"، وأبو داود "2649"، والطبراني "4/ 3638-3640"، والبيهقي "6/ 5" من طرق عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، به.

وقال الثوري، عن ابن المندكر، عن جابر قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "هل لك من أنماط". قلت: يا رسول الله وأنى يكون لي أنماط؟ قال: أما إنها ستكون. قال: فأنا أقول اليوم لامرأتي: نحي عني أنماطك، فتقول: أَلَمْ يقلْ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إنها ستكون لكم أنماط بعدي، فأتركها. متفق عليه1. وقال هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ الله بن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير النميري، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم تفتح الشام، فيأتي قوم فيبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم تفتح العراق، فيأتي قوم فيبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون". أخرجاه2. وقال الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء بن زبر: حدثنا بسر بن عبيد الله، أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول: سمعت عوف بن مالك الأشجعي يقول: أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك، وهو في قبة من أدم، فقال لي: "يَا عَوْفُ اعْدُدْ سِتّاً بَيْن يَدَيَّ السَّاعَةَ: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان، يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال فيكم، حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الاصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا". أخرجه البخاري3. وقال ابن وهب: أخبرني حَرْمَلَةُ بنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ شماسة، سمع أبا ذر يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما" رواه مسلم4. قال الليث وغيره، عن ابن شهاب، عن ابن لكعب بنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة ورحما". مرسل مليح الإسناد.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3631"، ومسلم "2083" من طريق سفيان، به. وقوله: "أنماط" جمع نمط. وهو ظهارة الفراش. وقيل: ظهر الفراش. 2 صحيح: أخرجه البخاري "1875"، ومسلم "1388" من طريق هشام بن عروة، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3176" من طريق الوليد بن مسلم، به. 4 صحيح: أخرجه مسلم "2543" من طريق ابن وهب، به.

وقد رواه موسى بن أعين، عن إسحاق بن راشد، عن ابن شهاب، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، عن أبيه متصلا. قال ابن عيينة، من الناس من يقول: هاجر أم إسماعيل كانت قبطية، ومن الناس من يقول: مارية أم إبراهيم قبطية. وقال مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "يهلك كسرى، ثم لا يكون كسرى بعده، وقيصر ليهلكن، ثم لا يكون قيصر بعده، ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله". متفق عليه1. أما كسرى وقيصر الموجودان عند مقالته صلى الله عليه وسلم فإنهما هلكا، ولم يكن بعد كسرى كسرى آخر، ولا بعد قيصر بالشام قيصر آخر ونفقت كنوزهما في سبيل الله في إمرة عمر -رضي الله عنه- وبقي للقياصرة ملك بالروم وقسطنطينية، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ثبت ملكه" حين أكرم كتاب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْ يقضي الله -تعالى- فتح القسطنطينية، ولم يبق للأكاسرة ملك لقوله -عليه السلام: "يمزق ملكه" حين مزق كتاب النبي صلى الله عليه وسلم. وروى حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن، أن عمر -رضي الله عنه- أتى بفروة كسرى فوضعت بين يديه، وفي القوم سرافة بن مالك بن جعشم، قال: فألقى إليه سواري كسرى بن هرمز، فجعلهما في يديه فبلغا منكبيه، فلما رآهما عمر في يدي سراقة قال: الحمد لله سوارا كسرى في يد سراقة، أعرابي من بني مدلج. وقال ابن عيينة، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عن عدي بن حاتم، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب وإنكم ستفتحونها". فقام رجل فقال: يا رسول الله هب لي ابنة بقيلة، قال: "هي لك". فأعطوه إياها، فجاء أبوها فقال: أتبيعها؟ قال: نعم. قال: بكم؟ احكم ما شئت. قال: ألف درهم. قال: أخذتها، قالوا له: لو قلت: ثلاثين ألفا لأخذها. قال: وهل عدد أكثر من ألف. وقال سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، ومكحول، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبيد الله بن حوالة الأزدي، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إنكم ستجندون أجنادا، جندا بالشام، وجندا بالعراق، وجندا باليمن". فقلت: يا رسول الله خر لي. قال: "عليك

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "20815"، ومن طريقه أحمد "2/ 313"، والبخاري "3027" ومسلم "2918" "76"، والبغوي "3729" عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة، به.

بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه ويسق من غدره، فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله"، قال أبو إدريس: من تكفل الله به فلا ضيعة عليه. صحيح. وقال مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تَقُوْمُ السَّاعَةُ حَتَّى تقاتلوا خوز وكرمان -قوما من الأعاجم- حمر الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين، كأن وجوههم المجان المطرقة". وقال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر". البخاري1. وقال هشيم، عن سيار أبي الحكم، عن جبر بن عبيدة، عن أبي هريرة، قال: وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الهند، فإن أدركتها أنفق فيها مالي ونفسي، فإن استشهدت كنت من أفض الشهداء، وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحرر. غريب. وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٌ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رأيت ذات ليلة كأنا في دار عقبة بن رافع، وأتينا برطب من رطب ابن طاب، فأولت الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب". رواه مسلم2. وقال شعبة، عن فرات القزاز، سمع أبا حازم، يقول: قاعدت أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يقول عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلف نبي، وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر". قالوا: فما تأمرنا؟ قال: "فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم". اتفقا عليه3.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3590" حدثنا يحيى، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، به. قوله: "وجوههم المجان المطرقة": المجان التروس. وهؤلاء هم الترك. قال الحافظ في "الفتح" "6/ 608": -"قيل: إن بلادهم ما بين مشارق خراسان إلى مغارب الصين وشمال الهند إلى أقصى المعمور، قال البيضاوي: شبه وجوههم بالترسة وتدويرها وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها". 2 صحيح: أخرجه مسلم "2270" حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدثنا حماد بن سلمة، به. قوله: "وأن ديننا قد طاب": أي كمل واستقرت أحكامه وتمهدت قواعده. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3455"، ومسلم "1842" حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، به. قوله: "تسوسهم الأنبياء": أي يتولون أمورهم كما تفعل الأمراء والولاة بالرعية. والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه.

وقال جرير بن حازم، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بن الجراح، ومعاذ بنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إن الله بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة، وكائنا خلافة ورحمة، وكائنا ملكا عضوضا، وكائنا عتوة وجبرية وفسادا في الأمة، يستحلون الفروج والخمور والحرير وينصرون على ذلك، ويرزقون أبدا حتى يلقوا الله". وقال عبد الوارث وغيره، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك من يشاء". قال لي سفينة: أمسك أبو بكر سنتين، وعمر عشرا، وعثمان اثنتي عشرة، وعلي ستا، قلت لسفينة: إن هؤلاء يزعمون أن عليا لم يكن خليفة؟ قال: كذبت أستاه بني الزرقاء، يعني بني مروان. كذا قال في على "ستا"، وإنما كانت خلافة علي خمس سنين إلا شهرين، وإنما تكمل الثلاثون سنة بعشرة أشهر زائدة عما ذكر لأبي بكر وعمر1. أخرجه أبو داود. وقال صالح بن كيسان، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اليوم الذي بدئ فيه، فقلت: وارأساه. فقال: "وددت أن ذاك كان وأنا حي، فهيأتك ودفنتك". فقلت غيرى: كأني بك في ذلك اليوم عروسا ببعض نسائك. فقال: "بل أنا وارأساه، ادع لي أباك وأخاك، حتى أكتب لأبي بكر كتابا، فإني أخاف أن يقول قائل ويتمنى متمن: إنا، ولا، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر". رواه مسلم2، وعنده: "فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: إنا، ولا".

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "5/ 221"، والطيالسي "1107"، وأبو داود "4646"و "4647" والترمذي "2226"، والطبراني في "الكبير" "6442"و "6444"، والبيهقي في "الدلائل" "6/ 341و 342" من طريق سعيد بن جمهان، عن سفينة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: إسناده حسن، سعيد بن جمهان، بضم الجيم وإسكان الميم، الأسلمي، أبو حفص البصري، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". وله شاهد من حديث أبي بكره: عند أحمد "5/ 44و 50"، وابن أبي شيبة "12/ 18"، وأبي داود "6435" وابن أبي عاصم "1335"، والبيهقي في "الدلائل" "6/ 342و 348" مرفوعا بلفظ: "خلافة نبوة ثلاثون عاما ثم يؤتي الله الملك من يشاء". وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. قوله: "كذبت أستاه بني الزرقاء": أستاه جمع است، وهو العجز أو حلقة الدبر. وهذه الجملة التى قالها سفينة الصحابي قالها للتحقير والإزدراء لمن خالفه. 2 صحيح: أخرجها مسلم "2387" من طريق إبراهيم بن سعد، حدثنا صالح بن كيسان، به.

وقال سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه النبي صلى الله عليه وسلم برجله، وقال: "اثبت عليك نبي وصديق وشهيدان". أخرجه البخاري1. وقال أبو حازم، عن سهل بن سعد نحوه، لكنه قال "حراء" بدل "أحد"، وإسناده صحيح. وقال سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان على حراء، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، فتحركت الصخرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اهْدَأْ فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيْقٌ، أو شهيد". رواه مسلم2. أبو بكر صديق، والباقون قد استشهدوا. وقال إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب: أخبرني إسماعيل بن محمد بن ثابت الأنصاري، عن أبيه، أَنَّ ثَابِتَ بنَ قَيْسٍ، قَالَ: يَا رَسُوْلَ الله لقد خشيت أن أكون قد هلكت. قال: "ولم؟ " قال: نهانا الله أن نحب أن نحمد بما لم نفعل، وأجدني أحب الحمد، ونهانا عن الخيلاء، وأجدني أحب الجمال، ونهانا أن نرفع أصواتنا فوق صوتك، وأنا جهير الصوت. فقال: "يا ثابت ألا تَرْضَى أَنْ تَعِيْشَ حَمِيْداً، وَتُقْتَلَ شَهِيْداً، وَتَدْخُلَ الجنة"؟ قال: بلى يا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فعاش حميدا، وقتل شهيدا يوم مسيلمة الكذاب. مرسل، وثبت أنه قتل يوم اليمامة. وقال الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن التحريش". رواه مسلم3. وقال الشعبي، عن مسروق، عن عائشة: حدثني فاطمة: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسر إلي أنك أول أهل بيتي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك4. متفق عليه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3686"، وأبو داود "4651"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "32"، وأبو يعلى "2910", "3196" من طريق سعيد بن أبي عروبة، حدثنا قتادة، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: فذكره. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2417" حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ "يعني ابن محمد"، عن سهيل، به. 3 صحيح: أخرجه مسلم "2812" من طريق جرير، عن الأعمش، به. 4 صحيح: أخرجه البخاري "6285" و"6286"، ومسلم "2450" "99".

وقال سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنه كان في الأمم محدثون، فإن يكن في هذه الأمة فهو عمر بن الخطاب". رواه مسلم1. وقال شعبة بن عن قيس، عن طارق بن شهاب، قال: كنا نتحدث أن عمر ينطق على لسان ملك. ومن وجوه، عن علي: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر. وقال يحيى بن أيوب المصري، عن ابْنُ عَجْلاَنَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بعث جيشا، وأمر عليهم رجلا يدعى سارية، فبينما عمر يخطب، فجعل يصيح: يا ساري الجبل، فقدم رسول من ذلك الجيش فقال: يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمونا، فإذا صائح يصيح: يا ساري الجبل، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل فهزمهم الله، فقلنا لعمر: كنت تصيح بذلك. وقال ابن عجلان: وحدثنا إياس بن معاوية بذلك. وقال الجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أُسَيْرِ بنِ جابر، فذكر حديث أويس القرني بطوله، وفيه: فوفد أهل الكوفة إلى عمر، وفيهم رجل يدعى أويسا فقال عمر: أما هنا من القرنيين أحد؟. قال: فدعي ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حدثنا أن رجلًا من أهل اليمن يقدم عليكم، ولا يدع بها إلا أما لَهُ، قَدْ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَدَعَا اللهَ أن يذهبه عنه، فأذهبه عنه إلا مثل موضع الدرهم، يقال له: أويس، فمن لقيه منكم فليأمره فليستغفر لكم2. أخرجه مسلم مختصرا عن رجاله عن الجريري، وأخرجه أيضا مختصرا من وجه آخر3. وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنِ الجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نضرة، عن أسير، قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ أَهْلُ اليَمَنِ جَعَلَ عُمَرُ يَسْتَقْرِئُ الرِّفَاقَ، فَيَقُوْلُ: هَلْ فِيْكُم أَحَدٌ مِنْ قرن؟ حتى على قرن، قال: فوقع

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2398" من طريق عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة، به. وأخرجه أحمد "2/ 339"، والبخاري "3469" و"3689"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "19"، والبغوي "3873" من طريق إبراهيم بن سعد، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون". قوله: "محدثون": قال ابن وهب: ملهمون. وقيل: مصيبون، إذا ظنوا فكأنهم حدثوا بشيء فظنوه. وقيل: تكلمهم. وقال البخاري: يجري الصواب على ألسنتهم. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2542" "223" من طريق سليمان بن المغيرة، حدثني سعيد الجريري، به. 3 صحيح: أخرجه مسلم "2542" "224" من طريق حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، به.

زمام عمر أو زمام أويس، فناوله عمر، فعرفه بالنعت، فقال عمر: ما اسمك؟ قال: أويس. قال: هل كانت لك والدة؟ قال: نعم. قال: هل كَانَ بِكَ مِنَ البَيَاضِ شَيْءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، دعوت اللهَ فَأَذْهَبَهُ عَنِّي إِلاَّ مَوْضِعَ الدِّرْهَمِ مِنْ سرتي لأذكر به ربي. فقال لَهُ عُمَرُ: اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي، أَنْتَ صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِيْنَ رَجُلٌ يقال له: أويس القرني، وله والدة، وكان به بياض" 1. الحديث. وقال هشام الدستوائي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بنِ أَوْفَى، عَنِ أسير بن جابر، قال: كان عمر إذا أتت عليه أمداد اليَمَنِ سَأَلَهُم: أَفِيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ؟ حَتَّى أتى أُوَيْسٍ، فَقَالَ: أَنْتَ أويس بنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ؟ قال: نعم. قال: كان بِكَ بَرَصٌ فَبَرِأْتَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قال: نعم. قال: ألك والدة؟ قا: نعم. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "يَأْتِي عَلَيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ اليَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قرن، كان به برص فبرأ منه إلا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أن يستغفر لك فافعل". فاستغفر لي. فاستغفر له، ثم قال لَهُ عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيْدُ؟ قَالَ: الكُوْفَةَ. قَالَ: ألا أكتب إلى عاملها فيستوصوا بك خيرا؟ فقال: لأن أكون في غبراء الناس أحب إلي. فلما كان في العام المقبل حج رجل من أشرافهم، فسأله عمر عن أويس، كيف تركته؟ قال: رث البيت قليل المتاع، قال عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "يأتي عليكم أويس مع أمداد اليمن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يستغفر لك فافعل"، فلما قدم الرجل أتى أُوَيْساً فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: أَنْتَ أَحْدَثُ عهدا بسفر صالح فاستغفر لي. وقال: لقيت عمر بن الخطاب؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاسْتَغْفَرْ لَهُ. قَالَ: فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ، فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ. قَالَ أُسَيْرٌ بن جابر: فكسوته بردا، فكان إذا رآه إنسان، قال: من أين لأويس هذا. رواه مسلم بطوله2. وقال شَرِيْكٌ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن أبي ليلى، قال: لما كان يوم صفين، نادى مناد من أصحاب معاوية أصحاب علي: "أفيكم أويس القرني"؟ قالوا: نعم. فضرب دابته حتى دخل معهم، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "خير التابعين أويس القرني".

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2542" "224" من طريق حماد بن سلمة، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2542" "225".

وقال الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة، قال: كنا جلوسا عند عمر -رضي الله عنه- فقال: أيكم يَحفظُ حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الفتنة؟ قلت: أنا. قال: هات إنك لجريء. فقلت: ذكر فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره، تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال: ليس هذا أعني، إنما أعني التى تموج موج البحر. قلت: يا أمير المؤمنين ليس ينالك من تلك شيء، إن بينك وبينها بابا مغلقا. قال: أرأيت الباب يفتح أو يكسر؟ قال: لا، بل يكسر. قال: إذا لا يغلق أبدا. قلت: أجل. فقلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم من الباب؟ قال: نعم، كما يعلم أن غدا دونه الليلة، وذلك إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط. فسأله مسروق: من الباب؟ قال: عمر. أخرجاه1. وقال شريك بن أبي نمر، عن ابن المسيب، عن أبي موسى الأشعري في حديث القف: فجاء عثمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ائذن له وبشره بالجنة، على بلوى -أبو بلاء- يصيبه". متفق عليه2. وقال القطان، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عن أبي سهلة مولى عثمان، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ادعي لي -أو ليت عندي- رجلا من أصحابي". قالت: قلت: أبو بكر؟ قال: "لا"، قلت: عمر؟ قال: "لا"، قلت: ابن عمك علي؟ قال: "لا"، قلت فعثمان؟ قال: "نعم". قالت: فجاء عثمان، فقال: $"قومي". قال: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلى عثمان، ولون عثمان يتغير، فلما كان يوم الدار قلنا: ألا تقاتل؟ قال: لا، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد إلي أمرا، فأنا صابر نفسي عليه. وقال إسرائيل وغيره، عن منصور، عن ربعي، عن البراء بن ناجية الكاهلي -فيه جهالة- عن ابن مَسْعُوْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "تدور رحى الإسلام عند رأس خمس أو ست وثلاثين سنة، فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإلا تروخي عنهم سبعين سنة". فقال عمر: يا رسول الله من هذا أو من مستقبله؟ قال: "من مستقبله" 3. وقال إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: لما بلغت عائشة بعض ديار بني عامر، نبحث عليها كلاب الحوأب، فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: الحوأب. قالت: ما أظنني إلا

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "525"، ومسلم "144" من طريق الأعمش، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3674"، ومسلم "2403" "29" من طريق شريك بن أبي نمر، به. 3 صحيح: أخرجه أبو داود "4254" من طريق سفيان، عن منصور، به.

راجعة، سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: "كيف بإحداكن إذا نبحتها كلاب الحوأب". فقال الزبير: تقدمي لعل الله أن يصلح بك بين الناس. وقال أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تَقُوْمُ السَّاعَةُ حَتَّى تقتتل فائتان عظيمتان، تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة" رواه البخاري1. وأخرجا من حديث همام، عن أبي هريرة نحوه. وقال صفوان بن عمرو: كان أهل الشام ستين ألفا، فقتل منهم عشرون ألفا، وكان أهل العراق مائة ألف وعشرين ألفا، فقتل منهم أربعون ألفا، وذلك يوم صفين. وقال شعبة: حدثنا أبو مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ: حدثني من هو خير مني -يعني أبا قتادة- أن النبي صلى الله عليه قال لعمار: "تقتلك الفئة الباغية". وقال الحسن، عن أمه، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُهُ. رواهما مسلم. وقال عبد الرزاق: أخبرنا ابن عيينة، قال: أخبرني عمر بن دينار، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ المِسْوَرِ بنِ مخرمة، قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: أما علمت أنا كنا نقرأ: جاهدوا في الله حق جهاده في آخر الزمان كما جاهدتم في أوله! قال: فقال عبد الرحمن: ومتى ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: إذا كانت بنو أمية الأمراء وبنو المغيرة الوزراء. رواه الرمادي عنه. وقال أبو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق" رواه مسلم2. وقال سعيد بن مسروق، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سعيد، أن عليا -رضي الله عنه- بَعَثَ إِلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -يعني وهو باليمن- بذهب في تربتها فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة: بين عيينة بن بدر الفزاري، وعلقمة بن علاثة الكلابي، والأقرع بن حابس الحنظلي، وزيد الخيل الطائي، فغضبت قريش والأنصار، وقالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما أعطيهم أتألفهم"، فقام رجل غائر العينين، محلوق الرأس، مشرف الوجنتين، ناتئ الجبين، فقال: اتق الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فمن يطع الله إن عصيته أيأمنني أهل السماء ولا تأمنوني"؟ فاستأذنه رجل في قتله، فأبى ثم قال:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "7121" حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1065" "150" من طريق القاسم بن الفضل الحداني، حدثنا أبو نضرة به.

يخرج من ضئضئ هذا قَوْمٌ يَقْرَؤُوْنَ القُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُوْنَ من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، والله لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد". رواه مسلم1 وللبخاري بمعناه2. الأوزاعي، عن الزهري: حدثني أبو سلمة، والضحاك، يعني المشرقي، عن أبي سعيد، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ذات يوم قسما، فقال ذو الخويصرة من بني تميم: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم اعدل! فقال: "ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل" فقام عمر قال: يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه قال: "لا، إن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم يَمْرُقُوْنَ مِنَ الدِّيْنِ مُرُوْقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ينظر إلى نصله فلا يوجد في شيء ثم ينظر إلى رصافة فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء آيتهم رجل أدعج إحدى يديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر". قال أبو سعيد: أشهد لسمعت هذا مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأشهد أني كنت مع علي -رضي الله عنه- حين قتلهم فالتمس في القتلى وأتى به على النعت الذي نعت رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه البخاري3. وقال أيوب، عن ابن سيرين، عَنْ عَبِيْدَةَ قَالَ: ذَكَرَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَهْلَ النَّهْرَوَانِ فَقَالَ: فِيْهِم رَجُلٌ مُوْدَنُ اليد أو مثدون اليَدِ أَوْ مُخْدَجُ اليَدِ، لَوْلاَ أَنْ تَبْطَرُوا لنبأتكم بما وعد الله الذين يقاتلونهم عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: أنت سمعت هذا؟ قال: إي ورب الكعبة. رواه مسلم4.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1064" "143" حدثنا هناد بن السري، حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3344" من طريق سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3610" من طريق شعيب، عن الزهري، به. قوله: "الرصاف": هو عقب يلوي على مدخل النصل فيه. "النضي" نصل السهم وقيل: هو السهم قبل أن ينحت إذا كان قدحا وهو أولى؛ لأنه قد جاء في الحديث ذكر النصل بعد النضي. القذذ: ريش السهم واحدتها: قذة. البضعة: القطعة من اللحم وقد تكسر و "تدردر" أي ترجرج تجيء وتذهب، والأصل تتدردر، فحذف إحدى التاءين تخفيفا. 4 صحيح: أخرجه مسلم "1066" "155" من طريق إسماعيل بن علية، عن أيوب، به.

وقال حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ جَمِيْلِ بنِ مُرَّةَ، عن أبي الوضي السحيمي قال: كنا مع علي بالنهروان، فقال لنا: التمسوا المخدج. فالتمسوه فلم يجدوه، فأتوه فقال: ارجعوا فالتمسوا المخدج، فوالله ما كذبت ولا كذبت، حتى قال ذلك مرارا. فرجعوا فقالوا: قد وجدناه تحت القتلى في الطين فكأني أنظر إليه حبشيا، له ثدي كثدي المرأة، عليه شعيرات كشعيرات التي على ذنب اليربوع، فسر بذلك علي. رواه أبو داود الطيالسي في "مسنده". وقال شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب، قال: جاء رأس الخوارج إلى علي، فقال له: اتق الله فإنك ميت. فقال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ولكني مقتول من ضربة على هذه تخضب هذه -وأشار بيده إلى لحيته- عهد معهود وقضاء مقضي، وقد خاب من افترى. وقال أبو النضر: حدثنا محمد بن راشد، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري -وكان أبوه بدريا- قال: خرجت مع أبي عائدا لعلي -رضي الله عنه- من مرض أصابه ثقل منه، فقال له أبي: ما يقيمك بمنزلك هذا، لو أصابك أجلك لم يلك إلا أعراب جهينة! حمل إلى المدينة، فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد إلي أني لا أموت حتى أؤمر، ثم تخضب هذه من دم هذه -يعني لحيته من دم هامته فقتل، وقتل أبو فضالة مع علي يوم صفين. وقال الحسن عن أبي بَكْرَةَ: رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المنبر، والحسن بن علي إِلَى جَنْبِهِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فئتين من المسلمين عظيمتين" 1 أخرجه البخاري دون "عظيمتين". وقال ثَوْرَ بنَ يَزِيْدَ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، عن عمير بن الأسود، حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت، وهو بساحل حمص، وهو في بناء له، ومعه امرأته أم حرام، قال: فحدثتنا أم حرام أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا" قالت أم حرام: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: "أنت فيهم" قال: ثم قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم" قالت أم حرام: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: "لا" أخرجه البخاري2 فيه إخباره -عليه السلام- أن أمته يغزون البحر، ويغزون مدينة

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3629" حدثني عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ آدم، حدثنا حسين الجعفي، عن أبي موسى، عن الحسن، عن أبي بكرة، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "2924" من طريق يحيى بن حمزة، قال: حدثني ثور بن يزيد، به.

قيصر. وقال شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا دجالا كلهم يزعم أنه نبي" رواه مسلم1، واتفقا عليه من حديث أبي هريرة2. وقال الأَسْوَدُ بنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ بنِ أبي عقرب، عن أسماء بنت أبي بكر، أنها قالت للحجاج: أما أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثنا أن في ثقيف كذابا ومبيرا، فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فلا إخالك إلا إياه. أخرجه مسلم3 تعني بالكذاب المختار بن أبي عبيد. وقال الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَرْوَانَ بنِ سَالِمٍ الجزري: حدثنا الأحوص بن حكيم، وعن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يكون في أمتي رجل يقال له: وهب، يهب الله له الحكمة، ورجل يقال له: غيلان، هو أضر على أمتي من إبليس" مروان ضعيف. وقال ابن جريج: أخبرنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يَقُوْلُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل موته بشهر يقول: "تسألون عن الساعة، إنما علمها عند اله فأقسم بالله، ما على ظهر الأرض من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة" 4. رواه مسلم. وقال شعيب، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة،

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2923" من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سماك، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3609"، ومسلم "157" من طريق معمر، عن همام، عن أبي هريرة، به. 3 حديث حسن: أخرجه مسلم "2545" من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، أخبرنا الأسود بن شيبان، به في حديث طويل. قلت: إسناده حسن، يعقوب بن إسحاق الحضرمي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب"، وأبو نوفل ابن أبي عقرب الكناني، ثقة من رجال البخاري ومسلم. كذابا: هو المختار بن أبي عبيد الثقفي، كان شديد الكذب. ومبير: المبير: هو المهلك والمعني به: هو الحجاج بن يوسف الثقفي كما قالت له أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه. "إخالك": بفتح الهمزة وكسرها وهو أشهر، ومعناه أظنك. 4 صحيح: أخرجه مسلم "2538" من طريق حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْج، أخبرني أبو الزبير،

أن ابن عمر، قال: صلى لَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةُ العشاء ليلة في آخر حياته، فلما سلم قام فقال: "أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد". متفق عليه1. فقال الجريري: كنت أطوف مع أبي الطفيل، فقال: لم يبق أحد ممن لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري، قلت: كَيْفَ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: كان أبيض مليحا مقصدا. أخرجه مسلم2. وأصح الأقوال أن أبا الطفيل توفي سنة عشر ومائة. وقال إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: "يَعِيْشُ هَذَا الغُلاَمُ قَرْناً"، قَالَ: فَعَاشَ مائَةَ سنة. وقال بشر بن بكر، والوليد بن مسلم: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني الزهري، قال: حدثني سعيد بن المسيب، قال: ولد لأخي أم سلمة غلام، فسموه الوليد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تسمون بأسماء فراعنتكم، غيروا اسمه -فسموه عبد الله- فإنه سيكون فِي هَذِهِ الأُمَّةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: الوَلِيْدُ، هو شر لأمتي من فرعون لقومه" 3.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "116"، ومسلم "2537" من طريق الزهري، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2340" "99" من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن الجريري، عن أبي الطفيل، به قوله: "مقصدًا": هو الذي ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير. 3 باطل: أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 505" من طريق بشر بن بكر والوليد بن مسلم كلاهما عن الأوزاعي، به وأخرجه الحاكم "4/ 494" من طريق نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، عَنِ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي كعادته!!. قلت: نعيم بن حماد كثير الخطأ، والوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية وقد عنعنه، ومتن الحديث باطل. وأخرجه أحمد "1/ 18"، وابن حبان في "المجروحين" "1/ 125"، وابن الجوزي في "الموضوعات" "2/ 46" عن إسماعيل بن عياش، قال: حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ عمر بن الخطاب، به. وقال ابن حبان في إثره: "هذا خبر باطل ما قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا، ولا عمر رواه، ولا سعيد حدث به، ولا الزهري رواه، ولا هو من حديث الأوزاعي بهذا الإسناد". وقال ابن الجوزي بعد ذكره كلام ابن حبان: "فلعل هذا قد أدخل على إسماعيل بن عياش في كبره، وقد رواه وهو مختلط، قال أحمد بن حنبل: كان إسماعيل بن عياش يروى عن كل ضرب". وهذا الحديث ذكره الحافظ العراقي فيما أورده على "المسند" على أنه أول الأحاديث التسعة الموضوعة. وذكره الحافظ ابن حجر في "القول المسدد".

هذا ثابت عن ابن المسيب، ومراسيله حجة على الصحيح. وقال سليمان بن بلال، عَنِ العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إذا بلغ بنو أبي العاص أربعين رجلا، اتخذوا دين الله دغلا، وعباد الله خولا، ومال الله دولا". غريب، ورواته ثقات. وقد روى الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد مرفوعا مثله، لكنه قال: "ثلاثين رجلا". وقال سليمان بن حيان الأحمر: حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، عن طلحة النصري قال: قدمت المدينة مهاجرا، وكان الرجل إذا قدم المدينة، فإن كان له عريف نزل عليه، وإن لم يكن له عريف نزل الصفة، فنزلت الصفة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرافق بين الرجلين، ويقسم بينهما مدا من تمر، فبينا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يوم في صلاته، إذ ناداه رجل قال: يا رسول الله أحرق بطوننا التمر، وتخرقت عنا الخنف. قال: وَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمد الله وأثنى عليه، وذكر ما لقي من قومه ثم قال: "لقد رأيتني وصاحبي، مكثنا بضع عشرة ليلة ما لنا طعام غير البرير -وهو ثمر الأراك- حتى أتينا إخواننا من الأنصار فآسونا من طعامهم، وكان جل طعامهم التمر، والذي لا إله إلا هو لو قدرت لكم على الخبز واللحم لأطعمتكموه، وسيأتي عليكم زمان أو من أدركه منكم، تلبسون أمثال أستار الكعبة، ويغدى ويراح عليكم بالجفان". قالوا: يا رسول الله أنحن يومئذ خير أم اليوم؟ قال: "بل أنتم اليوم خير، أنت اليوم إخوان، وأنتم يومئذ يضرب بعضكم رقاب بعض". وقال محمد بن يوسف الفريابي: ذكر سيان عن يحيى بن سعيد، عن أبي موسى يحنس، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم، سلط بعضهم على ربعض". حديث مرسل. وقال عثمان بن حكيم، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عن أبيه، قال: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حتى مررنا على مسجد بني معاوية، فدخل فصلى ركعتين، وصلينا معه، فناجى ربه طويلا، ثم قال: "سألت ربي ثلاثة: سألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسم بينهم فمنعنيها". رواه مسلم1.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "10/ 320"، وأحمد "1/ 175، 181-182"، ومسلم "2890"، وأبو يعلى "734"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 526"، والبغوي "4014" من طرق عن عثمان بن حكيم به.

وقال أَيُّوْبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ ثوبان قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الاحمر والابيض، وإني سألت ربي لامتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال لي: يا محمد إني إذا قضيت قضاء لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يسبي بعضا وبعضهم يقتل بعضا". وقال: "إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين. وإذا وضع السيف في أمتي لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُم إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَلاَ تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين حتى يعبدوا الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي. ولا تزال طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِيْنَ، لاَ يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله عز وجل". رواه مسلم1. وقال يونس وغيره، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله، عَنْ أَبِي مُوْسَى، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "بين يدي الساعة الهرج". قيل: وما الهرج؟ قال: "القتل" قالوا: أكثر مما نقتل؟ قال: "إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضا". قالوا: ومعنا يومئذ عقولنا؟ قال: "إنه تنزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان، ويخلف لهم هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شيء، وليسوا على شيء" 2.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 278، 284"، ومسلم "2889"، وأبو داود "4254"، والترمذي "2176"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 526-527"، والبغوي "4015" من طرق عن حماد بن زيد، عن أيوب به. قوله: "زوى لي الأرض": أي جمعها وقبضها و"السنة": هي الجدب والقحط. "يستبيح بيضتهم": أي مجتمعهم وموضع سلطانهم، ومستقر دعوتهم. وبيضة الدار: وسطلها ومعظمها أراد عدوا يستأصلهم ويهلكهم جميعهم. قيل: أراد إذا أهلك أصل البيضة كان هلاك كل ما فيها من طعم أو فرخ، وإذا لم يهلك أصل البيضة ربما سلم بعض فراخها. وقيل: أراد بالبيضة الخوذة، فكأنه شبه مكان اجتماعهم والتئامهم ببيضة الحديد. 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 406"، وابن ماجه "3959" من طريق الحسن، حدثنا أسيد بن المتشمس قال: حدثنا أبو موسى، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين خلا أسيد، وهو ثقة كما قال الحافظ في "التقريب".

قال سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا". رواه مسلم1. وقال أبو عبد السلام، عن ثوبان، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها". فقال قائل: من قلة نحن يومئذ؟ قال: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن". فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت". أخرجه أبو داود2 من حديث عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن يَزِيْدَ بنِ جَابِر، قَالَ: حدثنا أبو عبد السلام. وقال معمر، عن همام: حدثنا أبو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "والذي نفسي بيده، ليأتين على أحدكم يوم لأن يراني، ثم لأن يراني، أحب إليه من مثل أهله وماله معهم". رواه مسلم3. وللبخاري مثله من حديث أبي هريرة4. وقال صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بنُ عَبْدِ الله الحرازي، عن أبي عامر الهوزني، عن معاوية بن أبي سفيان قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن أهل الكتاب افترقوا في دينهم على

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "2/ 355-356، 440"، ومسلم "2128"، والبيهقي "2/ 234" والبغوي "2578" من طريق سهيل، به. قلت: إسناده حسن، سهيل بن أبي صالح، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". 2 صحيح: أخرجه أبو داود "4297" من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به. قلت: في إسناده أبو عبد السلام، مجهول لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه أبو أسماء الرحبي، عن ثوبان، به. أخرجه أحمد "5/ 278"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 182" من طريق المبارك بن فضالة حدثنا مرزوق أبو عبد الله الحمصي، أخبرنا أبو أسماء الرحبي، به. قلت: رجال إسناده ثقات، والمبارك بن فضالة، وإن كان مدلسا فقد صرح بالتحديث فأمنا شر تدليسه. 3 صحيح: أخرجه مسلم "2364" حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، به. 4 صحيح: أخرجه البخاري "3589" حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعاً بلفظ: "وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهل وماله".

اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة".أخرجه أبو داود1. وقال عبد الوارث، عن أبي التياح، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، ويثبت الجهل، وتشرب الخمر، ويظهر الزنى". متفق عليه2. وقال هِشَامٍ، عَنِ أَبِيْه، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالم اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا". متفق عليه3. وقال كثير النواء، عن إبراهيم بن الحسن بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جده، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "يكون في أمتي قوم يسمون الرافضة هم براء من الإسلام". كثير ضعيف تفرد به. وقال شعبة: أخبرني أبو جمرة، قال: أخبرنا زهدم أنه سمع عمران بن حصين قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خيركم قرني، ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم، ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم، ثُمَّ يكون قوم بعدهم يخونون، ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن". رواه مسلم4. والأحاديث الصحيحة والضعيفة في إخباره بما يكون بعده كثيرة إلى الغاية، اقتصرنا على هذا القدر منها، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور، نسأل الله -تعالى- أن يكتب الإيمان في قلوبنا، وأن يؤيدنا بروح منه.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "4/ 102"، ومن طريقه أبو داود "4597" عن أبي المغيرة، حدثنا صفوان بن عمرو، به. قلت: إسناده حسن، رجاله ثقات خلا أزهر بن عبد الله الحرازي، فإنه صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". وأبو عامر الهوزني، هو عبد الله بن لحى، بضم اللام وباللام وبالمهملة مصغرا، وهو ثقة. 2 صحيح: أخرجه البخاري "80"، ومسلم "2671" من طريق عبد الوارث، به. 3 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 162، 190"، والبخاري "100"، ومسلم "2673" "13" والترمذي "2652"، وابن ماجه "52"، والدارمي "1/ 77"، والبغوي "147"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" "1/ 148-149، 150" من طرق عن هشام بن عروة، به. 4 صحيح: أخرجه مسلم "2535" "214" من طريق غندر، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة به. وأخرجه البخاري "3651" من طريق سفيان، عن منصور، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ -رضي الله عنه- به.

باب جامع من دلائل النبوة

باب جامع من دلائل النبوة: قال سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة، وآل عمران، كان يَكْتُبُ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب، قال: فرفعوه، قالوا: هذا كان يكتب لمحمد فأعجبوا به، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم، فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، ثم عادوا فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، فتركوه منبوذا. رواه مسلم1. وقال عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس، قال: كان رجل نصراني فأسلم، وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيا، وكان يقول: ما أرى يحسن محمد إلى ما كنت أكتب له، فأماته الله، فأقبروه، فأصبح وقد لفظته الأرض، قالوا: هذا عمل محمد وأصحابه. قال: فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض. فقالوا: عمل محمد وأصحابه قال: فحفروا وأعمقوا ما استطاعوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فعلموا أنه من الله عز وجل أخرجه البخاري2. وقال اللَّيْثُ عَنْ سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "وَمَا من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة". متفق عليه3. قلت: هذه هي المعجزة العظمى، وهي القرآن فإن النبي من الأنبياء -عليهم السلام- كان يأتي بالآية وتنقضي بموته، فقل لذلك من يتبعه، وكثر أتباع نبينا صلى الله عليه وسلم لكون معجزته الكبرى باقية بعده، فيؤمن بالله ورسوله كثير ممن يسمع القرآن على ممر الأزمان، ولهذا قال: فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة. وقال زائدة، عن المختار بن فلفل، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "ما صدق نبي ما صدقت، إن من الأنبياء من لا يصدقه من أمته إلا الرجل الواحد". رواه مسلم4.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2781" من طريق سليمان بن المغيرة، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3617" حدثا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "4981"، ومسلم "152" من طريق ليث بن سعد، به. 4 صحيح: أخرجه مسلم "196" "332" حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حسين بن علي، عن زائدة، عن المختار بن فلفل، به ولفظه: "أنا أول شفيع في الجنة، لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن من الأنبياء نبيا ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد".

وقال جرير، عن منصور، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، في قوله -عز وجل: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] ، قال: أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا، وكان بموقع النجوم فكان الله -عز وجل- ينزل عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بعضه في إثر بعض. قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان: 32] .

باب آخر سور نزلت

باب آخر سور نزلت: قال أبو العميس، عَنْ عَبْدِ المَجِيْدِ بنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، قا: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْح} [النصر: 1] ، قال: صدقت. رواه مسلم1. وقال أَبُو بِشْرٍ عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قوله: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْح} [النصر: 1] قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه، إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك. قال ذلك لعمر -رضي الله عنه- فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا ابن عباس. أخرجه البخاري بمعناه2. وقال شعبة، عن أبي إسحاق، سمع البراء يقول: آخر سورة نزلت "براءة" وآخر آية أنزلت "يستفتونك". متفق عليه3. وقال الثوري، عن عاصم الأحول، عن الشعبي عن ابن عباس، قال: آخر آية أنزلها الله آية الربا. وقال الحُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ، عَنْ يَزِيْدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عكرمة عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البَقَرَةُ: 281] . وقال ابن أبي عروبة، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: قال عمر: آخر ما أنزل الله -عز وجل- آية الربا فدعوا الربا والريبة4. صحيح.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3024" من طريق جعفر بن عون، أخبرنا أبو عميس، به. 2 صحيح: أخرجه البُخَارِيُّ "4970" حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عن أبي بشر، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "4654"، ومسلم "1618" "11" من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، به. 4 حسن: أخرجه أحمد "1/ 36، 50"، وابن ماجه "2276"، والطبري "3/ 114"، وابن الضريس في "فضائل القرآن" "23" من طريق ابن أبي عروبة، به. قلت: رجاله ثقات رجال الشيخين، بيد أن سعيد بن المسيب أدرك عمر ولم يسمع منه. وأخرجه ابن أبي شيبة "6/ 563"، والطبري "3/ 114" من طريق الشعبي، عن عمر، به. وفي الباب عن ابن عباس: عند البخاري "4544" ولفظه: "آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا".

وقال أبو جعفر، عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، عن أبي، قال: آخر آية أنزلت {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} [التوبة: 129] . فحاصله أن كلا منهم أخبر بمقتضى ما عنده من العلم. وقال الحسين بن واقد: حدثني يزيد النحوي، عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن، قالا: نزل من القرآن بالمدينة: ويل للمطففين، والبقرة، وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، والمائدة، والممتحنة والنساء وإذا زلزلت والحديد، ومحمد، والرعد، والرحمن، وهل أتى، والطلاق، ولم يكن، والحشر، وإذا جاء نصر الله، والنور، والحج، والمنافقون، والمجادلة، والحجرات، والتحريم، والصف، والجمعة، والتغابن، والفتح، وبراءة. قالا: ونزل بمكة فذكرا ما بقي من سور القرآن.

باب في النسخ والمحو من الصدور

باب في النسخ والمحو من الصدور: وقال أَبُو حَرْبٍ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيْهِ، عن أبي موسى، قال: كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة، فأنسيتها، غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها، غير أني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون، فتكتب شهادة في أعناقكم، فتسألون عنها يوم القيامة. أخرجه مسلم1. وقال شعيب بن أبي حمزة وغيره، عن الزهري: أخبرني أبو أمامة بن سهل، أن رهطا من الأنصار مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أخبروه، أن رجلا قام في جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كان قد وعاها، فلم يقدر منها على شيء إلا: بسم الله الرحمن الرحيم، فأتى باب رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ أصبح ليسأله عن ذلك، ثم جاء آخر حتى اجتمعوا، فسأل بعضهم بعضا ما جمعهم؟ فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة ثم أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبرهم، وسألوه عن السورة فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا، ثم قال: "نسخت البارحة"، فنسخت من صدورهم، ومن كل شيء كانت فيه. رواه عقيل، عن ابن شهاب، قال فيه: وابن المسيب جالس لا ينكر ذلك. نسخ هذه السورة ومحوها من صدورهم من براهين النبوة، والحديث صحيح.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1050" حدثني سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، عن داود، عَنْ أَبِي حَرْبٍ بنِ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ أبيه، به. وقوله: "المسبحات": هي من السور ما افتتح بسبحان، وسبح، وسبح اسم ربك.

ذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم

ذكر صفة النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن جده، سمع البراء يَقُوْلُ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أحسن الناس وجها، وأحسنه خلقا، ليس بالطويل الذاهب، ولا بالقصير. اتفقا عليه من حديث إبراهيم1. وقال البخاري: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق، قال رجل للبراء: أكان وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ السيف؟ قال: لا، مثل القمر2. وقال إسرائيل، عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة قال له رجل: أَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجهه مثل السيف؟ قال: لا بل مثل الشمس والقمر مستديرا. رواه مسلم3. وقال المحاربي وغيره، عن أشعث، عن أبي إسحاق، عن جابر بن سمرة قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ليلة إضحيان، وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو كان أحسن في عيني من القمر4. وقال عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبٍ بنِ مَالِكٍ، عن أبيه، عن جده، قال: لا أن سلمت عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يبرق وجهه، وكان إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر. أخرجه البخاري5. وقال ابن جريج، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما مسرورا وأسارير وجهه تبرق، وذكر الحديث. متفق عليه6.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3549"، ومسلم "2337" "93" من طريق إسحاق بن منصور، عن إبراهيم بن يوسف، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3552" حدثنا أبو نعيم، به. 3 صحيح: أخرجه مسلم "2344" "109" حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عبيد الله، عن إسرائيل، به. 4 ضعيف: أخرجه الترمذي "2811"، وفي "الشمائل" "12"، وفي إسناده علتان: الأولى: الأشعث بن سوار، ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب" الثانية: أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي، مدلس، وقد عنعنه. 5 صحيح: أخرجه البخاري "3556" حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، به. 6 صحيح: أخرجه البخاري "3555"، ومسلم "1459" "40" من طريق عبد الرزاق حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني ابن شهاب، به.

وقال يعقوب الفسوي: حدثا سعيد، قال: حدثنا يونس بن أبي يعفور العبدي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن امرأة من همدان سماها قالت: حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فرأيته على بعير له يطوف بالكعبة، بيده محجن، فقلت لها: شبهيه. قالت: كالقمر ليلة البدر، لم أر قبله ولا بعده مثله. وقال يعقوب بن محمد الزهري: حدثنا عبد الله بن موسى التيمي، قال: حدثنا أسامة بن زيد، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارٍ بن ياسر، قال: قلنا للربيع بنت معوذ: صفي لَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: لو رأيته، لقلت: الشمس طالعة1. وقال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: سمعت أنسا وهو يصف رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كان ربعة من القوم، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، أزهر اللون، ليس بأبيض أمهق، ولا آدم، ليس بجعد قطط، ولا بالسبط، بعث على رأس أربعين سنة، وتوفي وهو ابن سِتِّيْنَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُوْنَ شعرة بيضاء. متفق عليه2. وقال خالد بن عبد الله، عن حميد، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أسمر اللون. وقال ثابت، عن أنس: كان أزهر اللون. وقال علي بن عاصم: أخبرنا حميد، قال: سمعت أنسا يقول: كان صلى الله عليه وسلم أبيض، بياضه إلى السمرة. وقال سعيد الجريري: كنت أنا وأبو الطفيل نطوف بالبيت، فقال: ما بقي أحد رأى

_ 1 ضعيف: في إسناده ثلاث علل: الأولى: يعقوب بن محمد، هو ابن عيسى بن عبد الملك الزهري، ضعيف لسوء حفظه وروايته عن الضعفاء. الثانية: عبد الله بن موسى هو ابن إبراهيم بن محمد بن طلحة التيمي ضعيف، سيئ الحفظ الثالثة: جهالة أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، لذا قال الحافظ في "التقريب: "مقبول" -أي إذا توبع. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3547"، ومسلم "2347" من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن، به. قوله: "ليس بالطويل البائن": أي المفرط الطول. وليس بأبيض أمهق: هو الكريه البياض كلون الجص. يرد أنه كان نير البياض. ولا آدم: الأدمة: السمرة الشديدة. القطط: الشديدة الجعودة. السبط: هو المنبسط المسترسل. والمراد أن شعره كان وسطا بينهما.

رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري. قلت: صفه لي. قال: كان أبيض مليحا مقصدا. أخرجه مسلم1، ولفظه: كان أبيض مليح الوجه. وقال ابن فضيل، عن إسماعيل، عن أبي جحيفة، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبيض قد شاب، وكان الحسن بن علي يشبهه. متفق عليه2. وقال عَبْدُ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، عَنْ محمد بن الحنفية، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أزهر اللون. رواه عنه حماد بن سلمة. وقال المسعودي، عن عثمان بن عبد الله بن هرمز، عن نافع بن جبير، عن علي: كان صلى الله عليه وسلم مشربا وجهه حمرة. رواه شريك عن عبد الملك بن عمير، عن نافع مثله. وقال عبد الله بن إدريس وغيره: حدثنا ابن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم، عن أبيه، أن سراقة بن جعشم قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما دنوت منه، وهو على ناقته، أنظر إلى ساقه كأنها جمارة3. وقال ابن عيينة: أخبرنا إسماعيل بن أمية، عن مزاحم بن أبي مزاحم، عن عَبْدِ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ أَسِيْدٍ، عن محرش الكعبي، قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ليلا، فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة4. وقال يعقوب الفسوي: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، قال: حدثني عمرو بن الحارث قال: حدثني عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، قال: أخبرني محمد بن مسلم، عن سعيد بن المسيب، أنه سمع أبا هريرة يصف رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كان شديد البياض. وقال رشدين بن سعد، عَنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، عَنْ أَبِي يُوْنُسَ مولى أبي هريرة، عن أبي

_ 1 صحيح: مر تخريجنا له قريبا برقم تعليق "274"، وهو عند مسلم "2340" "99". وقوله: "مقصدا": هو الذي ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3544"، ومسلم "2343" من طريق ابن فضيل، به. 3 ضعيف: آفته محمد بن إسحاق، وهو مدلس، ومشهور بالتدليس، وقد عنعنه. وقوله: "جمارة": الجمارة: قلب النخلة وشحمتها، شبه ساقة ببياضها. 4 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 426" حدثنا سفيان بن عيينة، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته مزاحم بن أبي مزاحم المكي، فإنه مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": "مقبول" -أي عند المتابعة.

هريرة، قال: ما رأيت شيئا أحسن من النبي صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحدا أسرع في مشيته منه صلى الله عليه وسلم، كأن الأرض تطوى له، إنا لنجتهد، وإنه غير مكترث1. رواه ابن لهيعة، عن أبي يونس. وقال شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ضليع الفم، أشكل العينين، منهوس الكعبين. أخرجه مسلم2. ورواه أبو داود، عن شعبة فقال: أشهل العينين، منهوس العقب. وقال أبو عبيد: الشكلة: كهيئة الحمرة تكون في بياض العين، والشهلة: حمرة في سواد العين قلت: ومنهوس الكعب: قليل لحم العقب. كذا فسره سماك بن حرب لشعبة. وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا عباد عن حجاج عن سماك عن جابر بن سمرة عن صفَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كنت إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ قُلْتَ: أَكْحَلُ العَيْنَيْنِ، وَلَيْسَ بأكحل، وكان في ساقيه حموشة، وكان لا يضحك إلا تبسما. وقال عَبْدُ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، عَنْ محمد بن علي، عَنْ أَبِيْهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عظيم العينين، أهدب الأشفار، مشرب العين بحمرة، كث اللحية.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه ابن سعد "1/ 379-380، 415" من طريق عبد الله بن المبارك، عن رشدين بن سعد، به. قلت: قد سقط من الموضع الثاني [رشدين بن سعد] ، والإسناد ضعيف، آفته رشدين هذا، فإنه ضعيف. قال ابن معين: ليس بشيء وقال أبو زرعة: ضعيف وقال الجوزجاني: عنده مناكير كثيرة وقال النسائي: متروك. وقال الذهبي: كان صالحا عابدا سيئ الحفظ غير معتمد. قلت: وقد توبع؛ فقد أخرجه أحمد "3/ 350"، والترمذي "3648"، وابن سعد "1/ 415" من طريق الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن أبي يونس، به. وقال الترمذي: "هذا حديث غريب". قلت: قد أشار الترمذي إلى ضعفه بقوله: "هذا حديث غريب"، وهذا معروف في اصطلاحه فالإسناد ضعيف آفته ابن لهيعة فإنه ضعيف لسوء حفظه، لكن الحديث يرتقي إلى درجة الحسن لغيره بمجموع طريقيه. والله تعالى أعلى وأعلم. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2339"، والترمذي "3646"، "3647" من طريق شعبه، به قوله: "منهوس الكعبين": أي لحمهما قليل.

وقد خالد بن عبد الله الطحان، عن عبيد اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، قال: قيل لعلي -رضي الله عنه: انعت لَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: كان أبيض مشربا بياضه حمرة، وكان أسود الحدقة، أهدب الأشفار. وقال عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يصف رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كان مفاض الجبين، زهدب الأشفار، أسود اللحية، حسن الثغر، بعيد ما بين المنكبين، يطأ بقدميه جميعا، ليس له أخمص. وقال عبد العزيز بن أبي ثابت الزهري: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أفلج الثنيتين، إذا تكلم رؤي كالنور بين ثناياه. عبد العزيز متروك. وقال المسعودي، عن عثمان بن عبد الله بن هرمز، عن نافع بن جبير، عن علي: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس واللحية، شثن الكفين والقدمين، ضخم الكراديس، طويل المسربة1. روى مثله شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن علي، ولفظه: كان ضخم الهامة، عظيم اللحية. وقال سعيد بن منصور: حدثنا نوح بن قيس، قال: حدثنا خالد بن خالد التميمي، عن يوسف بن مازن الراسبي أن رجلا قال لعلي: انعت لنا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ أبيض مشربا حمرة، ضخم الهامة، أغر أبلج أهدب الأشفار2. وقال جرير بن حازم: حدثنا قتادة، قال: سئل أنس عن شعره صلى الله عليه وسلم، فقال: كان لا سبط ولا جعد بين أذنيه وعاتقه. متفق عليه3.

_ 1 "شثن الكفين والقدمين" أي أنهما يميلان إلى الغلظ والقصر. وقيل: هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر، ويحمد ذلك في الرجال؛ لأنه أشد لقبضهم، ويذم في النساء. ضخم الكراديس: هي رؤوس العظام، واحدها كردوس. وقيل: هي ملتقى كل عظمين ضخمين، كالركبتين، والمرفقين، والمنكبين، أراد أنه ضخم الأعضاء. المسربة: بضم الراء: ما دق من شعر الصدر سائلا إلى الجوف. 2 أهدب الأشفار: أي طويل شعر الأجفان. 3 صحيح: أخرجه البخاري "5905"، "5906"، ومسلم "2338" "94" من طريق جرير بن حازم، به.

وقال همام، عن قتادة، عن أنس: كان شَعْرِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضرب منكبيه. البخاري1. وقال حميد، عن أنس، كان إلى أنصاف أذنيه. مسلم2. قلت: والجمع بينهما ممكن. وقال معمر، عن ثابت، عن أنس: كان إلى شحمة أذنيه. أبو داود في "السنن"3. وقال شعبة: أخبرنا أبو إسحاق، قال: سمعت البراء يَقُوْلُ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مربوعًا، بعيد ما بين المنكبين، يبلغ شعره شحمة أذنيه، عليه حلة حمراء، ما رأيت شيئا أحسن منه. متفق عليه4. وأخرجه البخاري من حديث إسرائيل، ولفظه: ما رأيت أحدا من خلق الله في حلة حمراء، أحسن منه، وإن جمته تضرب قريبا من منكبيه5. وأخرجه مسلم من حديث الثوري، ولفظه: له شعر يضرب منكبيه، وفيه: ليس بالطويل ولا بالقصير6. وقال شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن نافع بن جبير، قال: وصف لنا علي -رضي الله عنه- النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَانَ كثير شعر الرأس رجله. إسناده حسن. وقال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ شعر النبي صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة، ودون الجمة. أخرجه أبو داود7، وإسناده حسن.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5903"، "5904" من طريق همام، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2338" "96" من طريق إسماعيل بن علية، عن حميد، به. 3 صحيح: أخرجه أبو داود "4185" من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، به. 4 صحيح: أخرجه البخاري "3551"، ومسلم "2337" "91" من طريق شعبة، به. وقوله: "مربوعا":أي ليس بالطويل ولا بالقصير. 5 صحيح: أخرجه البخاري "5901" حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: ما رأيت أحدا أحسن في حلة حمراء من النبي صلى الله عليه وسلم ... " الحديث. 6 صحيح: أخرجه مسلم "2337" "92" من طريق وكيع عن سفيان، به. 7 حسن: أخرجه أبو داود "4187" حدثنا ابن نفيل، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، به. قلت: إسناده حسن، رجاله ثقات خلا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عبد الله بن ذكوان، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". قوله: "فوق الوفرة ودون الجمة": الجمة من شعر الرأس: ما سقط على المنكبين. والوفرة: شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الاذن.

وقال ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِد، قال: قالت أم هانئ: قدم النبي صلى الله علبه السلام مكة قدمة، وله أربع غدائر، تعني ضفائر. لم يدرك مجاهد أم هانئ، وقيل: سمع منها، وذلك ممكن. وقال إبراهيم بن سعد: حدثنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر يه. وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، فسدل ناصيته ثم فرق بعد. البخاري ومسلم1. وقال ربيعة الرأي: رأيت شعرا مِنْ شَعْرِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هو أحمر، فسألت، فقيل: من الطيب. أخرجه البخاري ومسلم2. وقال أيوب، عن ابن سيرين: سألت أنسا: أخضب رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: لم ير من الشيب إلا قليلا. أخرجاه3، وله طرق في الصحيح بمعناه عن أنس. وقال المثنى بن سعيد، عن قتادة، عن أنسن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يختضب، إنما كان شمط عند العنفقة يسيرا، وفي الصدغين يسيرا، وفي الرأس يسيرا. أخرجه مسلم4. وقال زهير بن معاوية وغيره، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة: رَأَيْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ

_ 1 صحيح: أخرجه البخار "3558"، ومسلم "2336" من طرق عن ابن شهاب، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3547"، ومسلم "2347" -دون زيادة ربيعة- من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "5894"، ومسلم "2341" "102" من طريق معلى بن أسد، حدثنا وهيب بن خالد، عن أيوب، به. 4 صحيح: أخرجه مسلم "2341" "104" حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا أبي، حدثنا المثنى بن سعيد، به. العنفقة: الشعر الذي في الشفة السفلى.

منه بيضاء، ووضع زهير بعض أصابعه على عنفقته1. أخرجه مسلم. وأخرجه مسلم من حديث إسرائيل2. وقال البخاري: حدثنا عاصم بن خالد قال: حدثنا حريز بن عثمان، قلت: لعبد الله بن بسر: أكان النبي صلى الله عليه وسلم شَيْخاً؟ قَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيْضٌ3. وقال شعبة وغيره، عن سماك، عن جابر بن سمرة، وذكر شمط النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ إذا ادهن لم ير، وإذا لم يدهن تبين. أخرجه مسلم4. وقال إسرائيل، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كان قد شمط مقدم رأسه ولحيته، وإذا ادهن ومشطه لم يستبن. أخرجه مسلم5. وقال أبو حمزة السكري، عن عثمان بن عبد الله بن موهب القرشي، قال: دخلنا على أم سلمة، فأخرجت إلينا من شعر رسول اله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو أحمر مصبوغ بالحناء والكتم. صحيح أخرجه البخاري6، ولم يقل: "بالحناء والكتم"، من حديث سلام بن أبي مطيع، عن عثمان. وقال إسرائيل، عن عثمان بن موهب قال: كان عند أم سلمة جلجل من فضة ضخم، فيه مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان إذا أصاب إنسانا الحمى، بعث إليها فخضخضته فيه، ثم ينضحه الرجل على وجهه، قال: بعثني أهلي إليها فأخرجته، فإذا هو هكذا -وأشار إسرائيل بثلاث أصابع- وكان فيه شعرات حمر. البخاري7. محمد بن أبان المستملي: حدثنا بشر بن السري، قال: حدثنا أبان العطار، عن يحيى بن

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3545"، ومسلم "2342" من طريق أبي إسحاق، به. 2 إنما رواه البخاري "3545" وليس مسلما من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن وهب أبي جحيفة السوائي، به. فمسلم لم يروه من هذا الطريق. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3546" حدثنا عصام بن خالد، به. 4 حسن: أخرجه مسلم "2344" "108" من طريق شعبة، به. قلت: إسناده حسن، سماك بن حرب، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". 5 حسن: أخرجه مسلم "2344" "109" من طريق عبيد الله، عن إسرائيل، به. قلت: إسناده حسن، سماك بن حرب، صدوق حسن الحديث. 6 صحيح: أخرجه البخاري "5897" من طريق سلام، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، به. 7 صحيح: أخرجه البخاري "5896" حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا إسرائيل، به.

أبي كثير، عن أبي سلمة، أن محمد بن عبد الله بن زيد حدثه أن أباه شهد النبي صلى الله عليه وسلم في المنحر، هو ورجل من الأنصار، فقسم ضحايا بين أصحابه، فلم يصبه شيء هو وصاحبه، فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في ثوبه، وأعطاه إياه، فقسم منه على رجال وقلم أظفاره، فأعطاه صاحبه قال: فإنه لمخضوب عندنا بالحناء والكتم، يعني: الشعر. هذا خبر مرسل. وقال شريك، عَنْ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابن عمر، قال: كان شيب رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْواً من عشرين شعرة، رواه يحيى بن آدم، عنه. وقال جعفر بن برقان: حدثنا عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، قَالَ: قدم أنس بن مالك المدينة، وعمر بن عبد العزيز وال عليها، فبعث إليه عمر، وقال للرسول: سله هل خضب رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنِّي قد رأيت شعرا من شعره قد لون؟ فقال أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان قد متع بالسواد، ولو عددت ما أقبل علي من شيبه في رأسه ولحيته، ما كنت أزيدهن على إحدى عشرة شيبة، وإنما هذا الذي لون من الطيب الذي كان يطيب به شَعْرِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الذي غير لونه. وقال أبو حمزة السكري، عن عبد الملك بن عمير، عن إياد بن لقيط، عن أبي رمثة، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه بردان أخضران، وله شعر قد علاه الشيب، وشيبه أحمر مخضوب بالحناء. وقال أبو نعيم: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط، قال: حدثني أبي، عن أبي رمثة، قال: انطلقت مع أبي نحو رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رأيته قال لي: هل تدري من هذا؟ قلت: لا. قال: إن هَذَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاقشعررت حين قال ذلك، كنت أَظُنُّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئاً لا يشبه الناس، فإذا هو بشر ذو وفرة بها ردع من حناء، وعليه بردان أخضران. وقال عمرو بن محمد العنقزي: أخبرنا ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يلبس النعال السبتية، ويصفر لحيته بالورس والزعفران. وقال النضر بن شميل: حدثنا صالح بن أبي الاخضر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كأنما صيغ من فضة، رجل الشعر، مفاض البطن، عظيم مشاش المنكبين، يطأ بقدميه جميعا، إذا أقبل أقبل جميعا، وإذا أدبر أدبر جميعا. وقال جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس: كان صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين، لم أر بعده مثله، وفي لفظ: كان ضخم الكفين والقدمين، سائل العرق. أخرج البخاري بعضه. وقال معمر وغير، عن قتادة، عن أنس: كان صلى الله عليه وسلم شثن الكفين والقدمين.

وقال أبو هلال، عن قتادة، عن أنس -أو عن جابر بن عبد الله، شك موسى بن إسماعيل فيه- عن أبي هلال، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ ضخم القدمين والكفين، لم أر بعده شبيها به صلى الله عليه وسلم. أخرجهما البخاري تعليقا، وهما صحيحان. وقال شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ضليع الفم، أشكل العينين، منهوس العقبين. قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم، قلت: ما أشكل العينين؟ قال: طويل شق العين قلت: ما منهوس العقب؟ قال: قليل لحم العقب. أخرجه مسلم. وقال يزيد بن هارون: حدثنا عبد الله بن يزيد بن مقسم بن ضبة، قال: حدثتني عمتي سارة، عن ميمونة بنت كردم، قَالَتْ: رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، وهو على ناقة له، وأنا مع أبي، وبيد النبي صلى الله عليه وسلم درة كدرة الكباث، فدنا منه أبي، فأخذ بقدمه، فأقر له رسول الله صلى الله صلى عليه وسلم. قالت: فما نسيت طول إصبعه السبابة على سائر أصابعه. وقال عثمان بن عمر بن فارس: حدثنا حرب بن سريج الخلقاني، قال: حدثني رجل من بلعدوية، قال: حدثني جدي، قال: انطلقت إلى المدينة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا رجل حسن الجسم، عظيم الجبهة، دقيق الأنف، دقيق الحاجبين، وإذا من لدن نحره إلى سرته كالخيط الممدود شعره، ورأيته بين طمرين فدنا مني فقال: "السلام عليك". وقال المسعودي، عن عثمان بن عبد الله بن هرمز، وقاله شريك، عن عبد الملك بن عمير، كلاهما عن نافع بن جبير، واللفظ لشريك قال: وصف لنا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَانَ لا قصير ولا طويل وكان يتكفأ في مشيته كأنما يشمي في صبب -ولفظ المسعودي: كأنما ينحط من صبب- لم أر قبله ولا بعده مثله. أخرجه النسائي. عَوْنِ بنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: صلى الله عليه وسلم بالبطحاء، وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم، فأخذت يده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب ريحا من المسك. أخرجه البخاري تعليقا. وقال خالد بن عبد الله، عن عبيد اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، قال: قيل لعلي: انعت لنا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: كَانَ لا قصير ولا طويل، وهو إلى الطول أقرب، وكان شثن الكف والقدم، في صدره مسربة، كأن عرقة لؤلؤ، إذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد ورؤي نحوه من وجه آخر عن علي.

وقال حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، قال: ما مسست بيدي ديباجا ولا حريرا، ولا شيئا ألين من كف رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلاَ شممت رائحة قط أطيب من ريح رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه البخاري. وأخرجه مسلم من وجه آخر عن ثابت. وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، فذكر مثله وزاد: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون، كأن عرقه اللؤلؤ، إذ مشى تكفأ. أخرجه مسلم. وقال شعبة، عن يعلى بن عطاء: سمعت جابر بن يزيد بن الأسود، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وهو بمنى فقلت: ناولني يدك، فناولنيها، فإذا هي من الثلج وأطيب ريحا من المسك. وقال سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق، فاستيقظ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا أم سليم ما هذا الذي تصنعين"؟ قالت: هذا عرق نجعله لطيبنا، وهو أطيب الطيب. أخرجه مسلم. وقال وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أنس فذكره، وفيه: وكان صلى الله عليه وسلم كثير العرق. رواه مسلم.

خاتم النبوة: قال حاتم بن إسماعيل: حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، قال: سمعت السائب بن يزيد قال: ذهبت بي خالتي فقالت: يا رسول الله إن ابن أختي وجع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجلة. أخرجاه1، ووهم من قال: رز الحجلة، وهو بيضها. وقال إسرائيل، عن سماك، سمع جابر بن سمرة، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وجهه مستديرا مثل الشمس والقمر، ورأيت خاتم النبوة بين كتفيه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده2. أخرجه مسلم. وقال حماد بن زيد وغيره: حدثنا عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سَرْجِسَ قال: درت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند نغض كتفه اليسرى، جمعا، عليه خيلان كأمثال الثآليل3. أخرجه مسلم أطول من هذا. وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا قرة بن خالد، قال: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رسول الله أرني الخاتم: قال أدخل يدك، فأدخلت يدي في جربانة4، فجعلت ألمس أنظر إلى الخاتم، فإذا هو على نغض كتفه مثل البيضة، فما منعه

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3541"، ومسلم "2345" من طريق حاتم بن إسماعيل، به. قوله: "زر الحجلة": المراد بالحجلة واحدة الحجال، وهي بيت كالقبة لها أزرار كبار وعرى وقيل: المراد بالحجلة الطائر المعروف وزرها بيضها. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2344" "109" حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عبيد الله، عن إسرائيل، به. 3 صحيح: أخرجه مسلم "2346" "112" من طريق حماد بن زيد وعلي بن مسهر، وعبد الواحد بن زياد ثلاثتهم عن عاصم الأحول، به. نغض كتفه: النغض أعلى الكتف. وقيل: هو العظم الرقيق الذي على طرفه. جمعا: معناه أنه تجمع الكف وهو صورته بعد أن تجمع الأصابع وتضمها. خيلان: جمع خال، وهو الشامة في الجسد. الثآليل: جمع ثؤلول. وهي حبيبات تعلو الجسد. 4 الجربان: بالضم وتشديد الباء: جيب القميص، والألف والنون زائدتان.

ذاك أن جعل يدعو لي، وإن يدي لفي جربانه. رواه يحيى بن أبي طالب، عن أبي داود، لكن قال: "مثل السلعة". قال عبيد الله بن إياد بن لقيط: حدثني أبي، عن أبي رمثة، قال: انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى مثل السلعة بين كتفيه، فقال: يا رسول الله إني كأطب الرجال، أفأعالجها لك؟ قال: "لا، طببها الذي خلقها" رواه الثوري، عن إياد بن لقيط، وقال: "مثل التفاحة". وإسناده صحيح. وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا عبد الله بن ميسرة، قال: حدثنا عتاب، قال: سمعت أبا سعيد يقول: الخاتم الذي بين كتفي النفي صلى الله عليه وسلم لحمة نابتة. وقال قيس بن حفص الدارمي: حدثنا مسلمة بن علقمة، قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن سماك بن حرب، عن سلامة العجلي، عن سلمان الفارسي، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فألقى إلي رداءه، وقال: انظر إلى ما أمرت به. قال: فرأيت الخاتم بين كتفيه مثل بيضة الحمام. إسناده حسن. وقال الحميدي: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن ابن خثيم عن سعيد بن أبي راشد، قال: لقيت التنوخي رسول هرقل إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحمص، وكان جارا لي شيخا كبيرا قد بلغ الفند1 أو قريبا، فقلت: ألا تخبرني؟ قال: بلى، قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبوك، فانطلقت بكتاب هرقل، حتى جئت تبوك، فإذا هو جالس بين ظهري أصحابه محتب على الماء فقال: "يا أخا تنوخ"، فأقبلت أهوي حتى قمت بين يديه، فحل حبوته عن ظهره، ثم قال: "ههنا امض لما أمرت به" فجلت في ظهره، فإذا أنا بخاتم في موضع غضروف الكتف مثل المحجمة الضخمة.

_ 1 أي: هرم.

باب جامع من صفاته صلى الله عليه وسلم: قال عيسى بن يونس: حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة، قال: حدثني إبراهيم بن محمد من ولد علي، قال: كان علي -رضي الله عنه- إذا نعت رسول صلى الله عليه وسلم قال: لم يكن بالطويل الممغط ولا القصير المتردد، كان ربعة من القوم، ولم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط، كان جعدا رجلا، ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم، وكان في وجهه تدوير، أبيض مشرب، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتف -أو قال الكتد- أجرد ذا مسربة، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب، وإذا التفت التفت معا، بين كتفيه خاتم النبوة، أجود الناس كفا وأجرى الناس صدرا، وأصدقهم لهجة، وأوفاهم بذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم. وقال أبو عبيد في "الغريب": حدثنيه أبو إسماعيل المؤدب، عن عمر مولى غفرة، عن إبراهيم بن محمد ابن الحنفية قال: كان علي إذا نعت، فذكره. قوله: ليس بالطويل الممغط: يقول: ليس بالبائن الطول ولا القصير المتردد: يعني الذي تردد خلقه بعضه على بعض، فهو مجتمع ليس بسبط الخلق، يقول: ليس هو كذلك ولكنه ربعة. والمطهم: قال الأصمعي: التام كل شيء منه على حدته، فهو بارع الجمال، وقال غيره، المكلثم: المدور الوجه، يقول: ليس هو كذلك ولكنه مسنون. والدعج: شدة سواد العين. والجليل: المشاش: العظيم رؤوس العظام مثل الركبتين والمرفقين والمنكبين. والكتد: الكاهل وما يليه من الجسد. وشثن الكفين: يعني أنها إلى الغلظ. والصبب: الانحدار. والقطط: مثل شعر الحبشة. والأزهر: الذي يخالط بياضه شيء من الحمرة.

والأمهق: الشديد البياض. وشبح الذراعين: يعني عبل الذراعين عريضهما. والمسربة: الشعر المستدق ما بين اللبة إلى السرة. وقال الأصمعي: التقلع: المشي بقوة. وقال يعلى بن عبيد، عن مجمع بن يحيى الأنصاري، عن عبد الله بن عمران، عن رجل من الأنصار، أنه سأل عليا، عن نعت رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كان أبيض مشرب حمرة، أدعج، سبط الشعر، ذو وفرة، دقيق المسربة، كأن عنقه إبريق فضة، من لبته إلى سرته شعر، يجري كالقضيب، ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، شثن الكف والقدم، إذا مشى كأنا ينحدر من صبب، وإذا مشى كأنما يتقلع من صخر، وإذا التفت التفت جميعا، كأن عرقه اللؤلؤ، ولريح عرقة أطيب من المسك، ليس بالطويل ولا بالقصير، ولا العاجز ولا اللئيم، لم أر قبله ولا بعده مثله. قال البيهقي: أخبرنا أبو علي الروذباري، قال: أخبرنا عبد الله بن عمر بن شوذب، قال: أخبرنا شعيب بن أيوب الصريفيني عنه. وقال حفص بن عبد الله النيسابوري: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن حميد، عن أنس، قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالآدم، ولا الأبيض الشديد البياض، فوق الربعة ودون الطويل، كان من أحسن من رأيت من خلق الله، وأطيبه ريحا وألينه كفا، كان يرسل شعره إلى أنصاف أذنيه، وكان يتوكأ إذا مشى. وقال معمر، عن الزهري، قال: سئل أبو هريرة عن صفة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَانَ أحسن الناس صفة وأجملها، كان ربعة إلى الطول ما هو، بعيد ما بين المنكبين، أسيل الخدين، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، أهدب، إذا وطئ بقدمه وطئ لكلها، ليس أخمص، إذا وضع رداءه عن منكبه فكأنه سبيكة فضة، وإذا ضحك يتلألأ، لم أرق قبله ولا بعده مثله، رواه عبد الرزاق عنه. وقال أبو هشام محمد بن سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان الكعبي الخزاعي: حدثني عمي أيوب بن الحكم، عن حزام بن هشام، عن أبيه، عن جده حبيش بن خالد -رضي الله عنه- الذي قتل بالبطحاء يوم الفتح، وهو أخو عاتكة -أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ من مكة هو وأبو بكر، ومولى لأبي بكر عامر بن فهيرة، ودليلهم عبد الله بن الأريقط الليثي، فمروا على خيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء القبة، ثم تسقي وتطعم، فسألوها تمرا ولحما يشترونه منها، فلم يصيبوا شيئا، وكان القوم مرملين مسنتين، فَنَظَرَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى

شاة في كسر الخيمة، فقال: "ما هذه الشاة يا أم معبد"؟ قالت: شاة خلفها الجد عن الغنم. فقال: "هل بها من لبن"؟ قالت: هي أجهد من ذلك قال: "أتأذنين أن أحلبها"؟ قالت: نعم بأبي وأمي، إن رأيت بها حلبا فاحلبها. فدعا بها، فمسح بيده ضرعها، وسمى الله، ودعا لها في شاتها، فتفاجت عليه، ودرت واجترت، ودعا بإناء يربض الرهط، فحلب ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب آخرهم. ثم حلب ثانيا بعد بدء، حتى ملأ الإناء، ثم غادر عندها وبايعها، وارتحلوا عنها. فقل ما لبثت، حتى جاء زوجها أبو معبد، يسوق أعنزا عجافا تساوكن هزلا مخهن قليل. فلما رأي أبو معبد اللبن عجب، وقال: من أين لك هذا يا أم معبد؟ والشاء عازب حيال، ولا حلوب في البيت؟ قالت: لا والله، إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا، قال: صفيه لي، قالت: رجل ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، ولم تزر به صعلة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف، وفي صوته صحل، وفي عنقه سطع، وفي لحيته كثاثة، أزج أقرن، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأحلاه من قريب، حلو المنطق، فصل لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة لا يائس من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس ولا مفند. قال أبو معبد: هذا والله صاح قريش، الذي ذكر لنا من أمه، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا. وأصبح صوت بمكة عال، يسمعون الصوت، ولا يدرون من صاحبه، وهو يَقُوْلُ: جَزَى اللهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... رفيقين قالا خيتمي أم معبد هما نزلاها بالهدى واهتدت به ... فقد فاز من أمسى رفيق محمد فيال قصي ما زوى الله عنكم ... به من فعال لا تجاري وسؤدد ليهن بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ... فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد دعاها بشاة حائل فتحلبت ... عليه صريحا ضرة الشاة مزبد فغادرها رهنا لديها لحالب ... يرددها في مصدر ثم مورد

فلما سمع بذلك حسان بن ثابت شبب يجاوب الهاتف، فقال: لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم ... وقدس من يسري إليهم ويغتدي ترحل عن قوم فضلت عقولهم ... وحل على قوم بنور مجدد هداهم به بعد الضلالة ربهم ... وأرشدهم من يتبع الحق يرشد وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا ... عمايتهم هاد به كل مهتد وقد نزلت منه على أهل يثرب ... ركاب هدى حلت عليهم بأسعد نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ... ويتلوا كتاب الله في كل مسجد وإن قال في يوم مقالة غائب ... فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد ليهن أبا بكر سعادة جده ... بصحبته من يسعد الله يسعد قوله: إذا مشى تكفأ: يريد أنه يميد في مشيته، ويمشي في رفق غير مختال. وقوله: فخما مفخما: قال أبو عبيد: الفخامة في الوجه نبله وامتلاؤه، مع الجمال والمهابة وقال ابن الأنباري: معناه أنه كان عظيما معظما في الصدور والعيونن ولم يكن خلقه في جسمه ضخما. وأقنى العرنين: مرتفع الأنف قليلا مع تحدب، وهو قريب من الشمم. والشنب: ماء ورقة في الثغر. والفلج: تباعد ما بين الأسنان. والدمية: الصورة المصورة. وقد روى حديث أم معبد أبو بكر البيهقي فقال: أخبرنا أبو نصر بن قتادة، قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن موسى بن عيسى الحلواني، قال: حدثنا مكرم بن محرز بن مهدي، قال: حدثنا أبي، عن حزام بن هشام. فذكر نحوه. ورواه أبو زيد عبد الواحد بن يوسف بن أيوب بن الحكم الخزاعي بقديد، إملاء على أبي عمرو بن مطر، قال: حدثنا عمي سليمان بن الحكم. وسمعه ابن مطر بقديد أيضا، من محمد بن محمد بن سليمان بن الحكم، عن أبيه.

ورواه عن مكرم بن محرز الخزاعي -وكنيته أبو القاسم- يعقوب بن سفيان الفسوي، مع تقدمه، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وجماعة آخرهم القطيعي. وقال الحاكم: سمعت الشيخ الصالح أبا بكر أحمد بن جعفر القطيعي يقول: حدثنا مكرم بن محرز عن آبائه، فذكر الحديث، فقلت له: سمعته من مكرم؟ قال: إي والله، حج بي أبي، وأنا ابن سبع سنين، فأدخلني على مكرم. ورواه البيهقي أيضا في اجتياز النبي صلى الله عليه وسلم بخيمتي أم معبد، من حديث الحسن بن مكرم، وعبد الله بن محمد بن الحسن القيسي، قالا: حدثنا أبو أحمد بشر بن محمد المروزي السكري، قال: حدثنا عبد الملك بن وهب المذحجي، قال: حدثنا الحر بن الصياح، عن أبي معبد الخزاعي، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما خرج هو، وأبو بكر، وعامر بن فهيرة، ودليلهم عبد الله بن أريقط الليثي -كذا قال: الليثي، وهو الديلي- مروا بخيمتي أم معبد، فذكر الحديث بطوله. وقولها ظاهر الوضاءة: أي ظاهر الجمال. ومرملين: أي: قد نفد زادهم. ومسنتين: أي: داخلين في السنة والجدب. وكسر الخيمة: جانبها. وتفاجت: فتحت ما بين رجليها. ويربض الرهط: يرويهم حتى يثقلوا فيربضوا، والرهط من الثلاثة إلى العشرة. والثج: السيل. والبهاء: وبيض رغوة اللبن، فشربوا حتى أرضوا، أي: رووا كذا جاء في بعض طرقه. وتساوكن: تمايلن من الضعيف، ويروى: تشاركن، أي: عمهن الهزال. والشاء عازب: بعيد في المرعى. وأبلج الوجه: مشرق الوجه مضيئه. والثجلة: عظم البطن مع استرخاء أسفله. والصعلة: صغر الرأس، ويروى صقلة وهي الدقة والمضرة، والصقل: منقطع الأضلاع من الخاصرة.

والوسيم: المشهور بالحسن، كأنه صار الحسن له سمة. والقسيم: الحسن قسمة الوجه. والوطف: الطول. والصحل: شبه البحة. والسطع: طول العنق. لا تقتحمه عين من قصر: أي: لا تزدريه لقصره فتجاوزه إلى غيره، بل تهابه وتقبله. والمحفود: المخدوم. والمحشود: الذي يجتمع الناس حوله. والمفند: المنسوب إلى الجهل وقلة العقل. والضرة: أصل الضرع. ومزبد: خفض على المجاورة. وقوله: فغادرها رهنا لديها لحالب: أي: خلف الشاة عندها مرتهنة بأن تدر. قال سفيان بن وكيع بن الجراح: حدثنا جميع بن عمر العجلي إملاء، قال: حدثنا رجل من بني تميم -من ولد أبي هالة زوج خديجة، يكنى أبا عبد الله- عن ابن لأبي هالة، عن الحسن بن علي -رضي الله عنهما- قال: سألت خالي هند بن أبي هالة -وكان وصافا- عن حلية النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به، فَقَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فخما مفخما، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر، أطول من المربوع وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إذا انفرقت عقيصته فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين. أزج الحواجب: سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادن، متماسك، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن، وما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، شثن الكفين والقدمين، سائل -أو سائر- الأطراف، خمصان الأخمصين، مسيح

القدمين، ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفيا، ويمشي هونا، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت جميعا، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، ويبدر من لقبه بالسلام. قال: قلت: صف لي منطقه، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، طويل السكت، لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام، بأشداقه، ويختمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم، فصل لا فضول ولا تقصير، دمث ليس بالجافي ولا المهين، يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم شيئا، غير أنه لم يكن يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا وما كان لها، فإذا تعدي الحق، لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها، يضرب براحته اليمنى باطن راحته اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام. قال الحسن: فكتمتها الحسين زمانا، ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه، يعني إلى هند بن أبي هالة، فسأله عما سألته عنه، ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومخرجه وشكله، فلم يدع منه شيئا. قال الحسين: فسألت أبي عن دُخُوْلِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك، وكان إذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءا لله، وجزءا لأهله، وجزءا لنفسه، ثم جزء جزأه بينه وبين الناس، ورد ذلك بالخاصة على العامة، ولا يدخر عنهم شيئا، فكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه، وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم، وإخبارهم بالذي ينبغي لهم، يقول: ليبلغ الشاهد الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها، فغنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ثبت الله قدميه يوم القيامة، ولا يذكر عنده إلى ذلك ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون روادا، ولا يفترقون إلا عن ذواق ويخرجون أدلة يعني على الخير. فسألته عن مخرجه، كيف كان يصنع فيه؟ قال: كان يخزن لسانه إلا مما يعنيه، ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم، من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه، ويتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهيه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفلوا مخافة أن يغفلوا أو

يملوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق، ولا يجاوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده أحسنهم مواساة. فسألته عن مجلسه كيف كان يصنع فيه؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يقوم ولا يجلس إلا على ذكر، ولا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، يعطي كل جلسائه نصيبه، ولا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه. من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف. ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها، أو بميسور من القول قد وسع الناس منه بسطة وخلقه، فصار لهم أبا، وصاروا عنده في الحق سواء. مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم، ولا تنثي فلتاته، متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون فيه الكبير، ويرحمون فيه الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب. أخرج الترمذي أكثره مقطعا في "كتاب الشمائل". ورواه زكريا بن يحيى السجزي، وغيره، عن سفيان بن وكيع. ورواه إسحاق بن راهوية، وعلي بن محمد بن أبي الخصيب، عن عمرو بن محمد العنقزي، قال: حدثنا جميع بن عمر العجلي، عن رجل يقال له: يزيد بن عمر التميمي -من ولد أبي هالة- عن أبيه، عن الحسن بن علي، وفيه زائد من هذا الوجه وهو: فسألته عن سيرته في جلسائه، فقال: كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب، ولا فحاش، ولا عياب، ولا مزاح، يتغافل عما لا يشتهيه، ولا يؤيس منه، ولا يحبب في، قد ترك نفسه من ثلاث: من المراء، والإكثار وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه. إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم أنصتوا له، وكان يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقة ومسألته، حتى إن كان أصحابه ليتسجلبونهم، ويقول: "إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فارفدوه"، ولا يقبل الثناء إلا عن مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه بنهي أو قيام. فسألته: كيف كان سكوته؟ قال: على أربع: على الحلم، والحذر، والتدبر، والتفكر، فأما تدبره، ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس، وأما تفكره ففيما يبقى ويفنى، وجمع له الحلم في الصبر، فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه. وجمع له الحذر في أربع: أخذه بالخير

ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهى عنه، واجتهاده الرأي فيما يصلح أمته والقيام بهم، والقيام فيما جمع لهم أمر الدنيا والآخرة صلى الله عليه وسلم. ورواه بطوله كله يعقوب الفسوي: حدثنا أبو غسان النهدي، وسعيد بن حماد الأنصاري المصري، قالا: حدثنا جميع بن عمر، قال: حدثني رجل بمكة، عن ابن لأبي هالة، فذكره. ورواه الطبراني، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي غسان النهدي. قرأت على أبي الهدى عيسى بن يحيى السبتي، أخبركم عبد الرحيم بن يوسف الدمشقي، قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الحَافِظ، قال: أخبرنا أبو سعد الحسين بن الحسين الفانيذي، وَأَبُو مُسْلِم عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عمر السِّمْنَانِي، وأبو سعد محمد بن عبد الملك الأسدي، قالوا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم التاجر، قال: أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بن الحسن بن جعفر بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالب العلوي المعروف بابن أخي أبي طاهر، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي، قال: حدثني علي بن جعفر بن محمد بن علي، عن أخيه موسى، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ علي بن الحسين، قال: قال الحسن بن علي -رضي الله عنهما: سألت خالي هند بن أبي هالة، عن حلية رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ وصافا، وأنا أرجو أن يصف لي منه شيئا أتعلق به، فقال: كان فخما مفخما. فذكر مثل حديث جميع بن عمر بطوله، إلا في ألفاظ: قال في عريض الصدر: فسيح الصدر، وقال: رحب الجبهة بدل رحب الراحة، وقال: يبدأ بدل يبدر من لقيه بالسلام، وقال: طويل السكوت بدل السكت، وقال: لم يكن ذواقا ولا مدحة بدل لا يذم ذواقا ولا يمدحه، وأشياء سوى هذا بالمعنى. قوله متماسك: أي ممتلئ البدن غير مسترخ ولا رهل، والمتجرد: المتعري، واللبة: النحر، والسائر والسائل: هو الطويل السابغ، والأخمص: ما يلصق من القدم بالأرض، والممسوح: الأملس الذي ليس فيه شقوق، ولا وسخ، ولا تكسر، فالماء ينبو عنهما لذلك إذا أصابهما. وقوله: زال قلعا، المعنى أنه كان يرفع رجليه من الأرض رفعا بقوة لا كمن يمشي اختيالا ويشحط مداسه دلكا بالأرض، ويروى: زال قلعا. ومعناه: التثبت، والذريع: السريع. يسوق أصحابه: أي يقدمهم أمامه، والجافي: المتكبر، والمهين: الوضيع، والذوق: الطعام،

وأشاح: أي اجتنب ذاك وأعرض عنه. وحب الغمام: البرد، والشكل: النحو والمذهب، والعتاد: ما يعد للأمر مثل السلاح وغيره. وقوله: لا تؤبن فيه الحرم: أي: لا تذكر بقبيح، ولا تنثى فلتاته: أي: لا تذاع، أي: لم يكن لمجلسه فلتات فتذاع، والنثا في الكلام: القبيح والحسن. وقد مر في حديث الإسراء أنه قال: رأيت إبراهيم وهو قائم يصلي، فإذا أشبه الناس به صاحبكم، يعني نفسه صلى الله عليهما. وقال إِسْرَائِيْلُ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أن قريشا أتوا كاهنة فقالوا لها: أخبرينا بأقربنا شبها بصاحب هذا المقام، قالت: إن جررتم كساء على هذه السهلة، ثم مشيتم عليها أنبأتكم ففعلوا، فأبصرت أثر قدم محمد صلى عليه وسلم قالت: هذا أقربكم شبها به، فمكثوا بعد ذلك عشرين سنة أو نحوها، ثم بعث عليه السلام1. وقال أبو عاصم، عن عمرو بن سعيد بن أبي حسن، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عُقْبَةَ بنِ الحارث، قال: صلى بنا أبو بكر -رضي الله عنه- العصر، ثم خرج هو وعلي يمشيان، فرأى الحسن يلعب مع الغلماء، فأخذه فحمله على عاتقه ثم قال: بأبي شبيه النبي ... ليس شبيها بعلي وعلي يتبسم. أخرجه البخاري2 عن أبي عاصم. وقال إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئ عَنْ علي -رضي الله عنه- قال: الحسن أَشبَهُ بِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ الصَّدْرِ إِلَى الرَّأْسِ، وَالحُسَيْنُ أَشْبَهُ بِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كان أسفل من ذلك3.

_ 1 ضعيف: رواية سماك بن حرب، عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير سماك بأخرة، فكان ربما يلقن. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3750" من طريق عمرو بن سعيد بن أبي حسين، به. 3 ضعيف: أخرجه الترمذي "3779" حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ موسى، عن إسرائيل، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الولى: هانئ بن هانئ الهمداني، بالسكون، الكوفي فإنه مجهول لذا قال الحافظ في "التقريب": "مستور". والعلة الثانية: أبو إسحاق، وهو عمرو بن عبد الله السبيعي، فإنه مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه.

باب قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم} : قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" 1. وقال البخاري ومسلم: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين، إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإذا كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم لنفسه إِلاَّ أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللهِ، فَيَنْتَقِمُ للهِ بها2. وقال هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده شيئا قط، لا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا نيل منه شيء قط، فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله. رواه مسلم3. وقال أنس: خدمته صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فوالله ما قال لي: أف قط، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلت كذا، ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا؟. وقال عبد الوارث، عن أبي التياح، عَنْ أَنَس، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أحسن الناس خلقا. أخرجه مسلم4. وقال حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس: كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجمل الناس، وأشجع الناس. متفق عليه5.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "2/ 250، 472"، ومن طريقه أبو داود "4682"، والترمذي "1162" والحاكم "1/ 3"، وأبو نعيم في "الحلية" "9/ 248" والبغوي "3495"، والقضاعي في "مسند الشهاب "1291" من طرق عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة مرفوعا. قلت: إسناده حسن، محمد بن عمرو، هو ابن علقمة الليثي، فإنه صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3560"، ومسلم "2327" من طريق مالك، به. 3 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 31، 32، 229، 281"، ومسلم "2327"، "2328"، والترمذي في "الشمائل" "341"، والدارمي "2/ 147"، والبيهقي "10/ 192" من طرق عن هشام بن عروبة، به. 4 صحيح: أخرجه مسلم "2150" حدثنا أبو الربيع، سليمان بن داود العتكي، حدثنا عبد الوارث به. 5 صحيح: أخرجه البخاري "2908"، ومسلم "2307" من طريق حماد بن زيد، به.

وقال فليح، عن هلال بن علي، عن أنس: لَمْ يَكُنْ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم سبابا ولا فاحشا، ولا لعانا، كان يقول لأحدنا عند المعتبة: ما له ترب جبينه. أخرجه البخاري1. وقال الأعمش، عن شقيق، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ فاحشا ولا متفحشا، وأنه كان يقول: خياركم أحسنكم أخلاقا. متفق عليه2. وقال أبو داود: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، سمع أبا عبد الله الجدلي يقول: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لم يكن فاحشًا، ولا متفحشا، ولا سخابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح3. وقال شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أبي عتبة، قال: سمعت أبا سعيد الخدري يَقُوْلُ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إذا كره شيئا عرفناه في وجهه. متفق عليه4. وقال ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الحياء من الإيمان" 5. وقال مالك، عَنْ إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد غليظ الحاشية، فأدركها أعرابي فجبذ بردائه جبذا شديدا، حتى نظرت إلى صفحة عاتقه قد أثرت بها حاشية البرد، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فضحك، ثم أمر له بعطاء. متفق عليه6. وقال عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن ثمامة بن عقبة، عن زيد بن أرقم، قال: كان رجل من الأنصار يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ويأمنه، وأنه عقد للنبي صلى الله عليه وسلم عقدا، فألقاه في بئر فصرع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه ملكان يعودانه، فأخبراه أن فلانا عقد له عقدا، وهي

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6031" حدثنا أصبغ، قال: أخبرني ابن وهب، وأخبرنا أبو يحيى فليح بن سليمان، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "6029"، ومسلم "2321" من طريق الأعمش، به. 3 صحيح: أخرجه أبو داود الطيالسي "1520" حدثنا شعبة، به. قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات، وقد صرح أبو إسحاق السبيعي بالتحديث فأمنا شر تدليسه، وأبو عبد الله الجدلي، هو عبد الرحمن بن عبد، ثقة. 4 صحيح: أخرجه البخاري "3562"، ومسلم "2320" من طريق شعبة، به. 5 صحيح: أخرجه البخاري "24"، ومسلم "36" من طريق الزهري، عن سالم، عن أبيه، به. 6 صحيح: أخرجه البخاري "6088"، ومسلم "1057" من طريق مالك بن أنس، به.

في بئر فلان، ولقد اصفر الماء من شدة عقده، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم فاستخرج العقد، فوجد الماء قد اصفر، فحل العقد، ونام النبي صلى الله عليه وسلم فلقد رأيت الرجل بعد ذلك يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فما رأيته في وجه النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات. وقال أبو نعيم: حدثنا عمران بن زيد أبو يحيى الملائي، قال: حدثني زيد العمى، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إذا صافحه الرجل لا ينزع يده من يده، حتى يكون الرجل ينزع، وإن استقبله بوجهه، لا يصرفه عنه، حتى يكون الرجل ينصرف، ولم ير مقدما ركبته بين يدي جليس له. أخرجهما الفسوي عنهما في تاريخه. وقال مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: ما رأيت رجلا التقم أذن النبي صلى الله عليه وسلم فينحي رأسه، حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه، وما رأيت رسول الله أخذ بيد رجل فترك يده، حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده. أخرجه أبو داود1. وقال سليمان بن يسار، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مستجمعا ضاحكا، حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم. متفق عليه2. وقال سماك بن حرب: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نِعْمَ كثيرا، كان لا يقوم من مصلاه حتى تطلع الشمس، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسم. رواه مسلم3. وقال الليث بن سعد، عن الوليد بن أبي الوليد، أن سليمان بن خارجة أخبره، عن أبيه أن نفرا دخلوا على زيد بن ثابت أبيه، فقالوا: حدثنا عن بعض أخلاق رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كنت جاره فكان إذا نزل الوحي بعث إلي فآتيه، فأكتب الوحي وكنا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبوداود "4794" حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا أبو قطن، أخبرنا مبارك بن فضالة، به. قلت: إسناده ضعيف آفته مبارك بن فضالة فإنه مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه. 2 صحيح: أخرجه البخاري "6092"، ومسلم "899" "16" من طريق عبد الله بن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث، أن أبا النضر حدثه عن سليمان بن يسار، عن عائشة، به. لهواته: اللهوات جمع لهاة وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أعلى الحنك قال الأصمعي. 3 حسن: أخرجه مسلم "2322" حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا أبو خيثمة عن سماك بن حرب، به. قلت: إسناده حسن، سماك بن حرب، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

وقال إسرائيل: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بنِ مُضَرِّبٍ، عن علي قال: لما كان يوم بدر، اتقينا المشركين برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أشد الناس بأسا، وما كان أحد أقرب إلى المشركين منه. وقال الثوري، عن محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابرا يقول: لم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال: لا. متفق عليه1. وقال يونس، عن الزهري، عن عبد الله عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان. متفق عليه2. وقال حميد الطويل، عن موسى بن أنس، عن أبيه قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فسأله، فأمر له بغنم بين جبلين، فأتى قومه فقال: أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفاقة. أخرجه مسلم3. وقال مَعْمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في بيته يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته. وقال أَبُو صَالِحٍ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ يحيى بن سعيد، عن عمرة، قيل لعائشة: مَا كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يعمل فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ بَشَراً مِنَ البَشَرِ، يفلي ثوبه، ويحلب شاتهن ويخدم نفسه. وقال شعبة: حدثني مسلم الأعور أبو عبد الله، سمع أنسا يَقُوْلُ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يركب الحمار، ويلبس الصوف، ويجيب دعوة المملوك، ولقد رأيته يوم خيبر على حمار، خطامه من ليف. وقال مروان بن محمد الطاطري: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثني عمار بن غزية، عَنْ إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من أفكه الناس مع صبي4.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6034"، ومسلم "2311" من طريق سفيان الثوري -وليس ابن عيينة فإنه خطأ- عن ابن المنكدر، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3554"، ومسلم "2308" من طريق ابن شهاب، به. 3 صحيح: أخرجه مسلم "2312" من طريق خالد بن الحارث حدثنا حميد الطويل، به. 4 ضعيف: آفته ابن لهيعة، قد ضعف لسوء حفظه.

وفي "الصحيح" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أبا عمير ما فعل النغير"؟ 1. وقال حماد بن سلمة: أخبرنا ثابت، عن أنس، أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله إن لي إليك حاجة، فقال: "يا أم فلان، انظري، أي طريق شئت قومي فيه، حتى أقوم معك"، فخلا معها يناجيها، حتى قضت حاجتها. أخرجه مسلم2.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6129" من طريق شعبة، حدثنا أبو التياح، قال: سمعت أنس بن مالك -رضي الله عنه- يقول: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: "يا أبا عمير، ما فعل النغير"؟. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2326" من طريق يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، به.

باب هيبته وجلاله وحبه وشجاعته وقوته وفصاحته: قال جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي مسعود، قال: إني لأضرب غلاما لي، إذ سمعت صوتا من خلفي: "اعلم أبا مسعود"، قال: فجعلت لا ألتفت إليه من الغضب، حتى غشيني، فإذا هو رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رأيته وقع السوط من يدي من هيبته، فقال لي: "والله، لله أقدر عليك منك من هذا"، فقلت: والله يا رسول الله لا أضرب غلاما لي أبدا1. هذا حديث صحيح. وقال شعبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين". أخرجه مسلم2. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} [الحجرات: 2] ، فقال أبو بكر وغيره: لا نكلمك يا رسول الله إلا كأخي السرار. وقال تعالى: {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63] . وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 73] . وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "نصرت بالرعب، يسير بين يدي مسيرة شهر". وقال زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بنِ مُضَرِّبٍ، عن علي -رضي الله عنه- قال: كنا إذا احمر البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يكون منا أحد أقرب إلى القوم منه، وقد ثبت النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ ويوم حنين، كما يأتي في غزواته. قال زهير، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن يوم حنين، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقي على

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1659" "34" من طريق جرير، وسفيان، وأبو عوانة ثلاثتهم عن الأعمش، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "13"، ومسلم "44" "70" من طريق شعبة، عن قتادة عن أنس، به.

بغلته البيضاء، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود بلجامها، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم واستنصر، ثم قال: "أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ المطلب". ثم تراجع الناس1. وسيأتي هذا مطولا. وقال حماد بن زيد، عن ثابت، عَنْ أَنَس، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أجمل الناس وجها، وأجودهم كفا، وأشجعهم قلبا، خرج وقد فزع أهل المدينة، فركب فرسا لأبي طلحة عربا، ثم رجع وهو يقول: "لن تراعوا، لن تراعوا". متفق عليه2. وقال حاتم بن الليث الجوهري: حدثنا حماد بن أبي حمزة السكري، قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد، قال: حدثنا أبي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، قال: يا رسول الله ما لك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا؟ قال: "كانت لغة إسماعيل قد درست، فجاء بها جبريل فحفظنيها". هذا من "جزء الغطريف". وقال عباد بن العوام: حَدَّثَنِي مُوْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ، عن أبيه، قال رجل: يا رسول الله ما أفصحك، ما رأيت الذي هو أعرب منك. قال: "حق لي، وإنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين" 3. وقال هشيم، عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أعطيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه". قلنا: علمنا مما علمك الله، فعلمنا التشهد في الصلاة4.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2930"، ومسلم "1776" "80" من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 185"، والبخاري "2820"، "2908"، "3040"، "6033" ومسلم "2307" "48" من طريق حماد بن زيد، به. 3 منكر: في إسناده علتان: الأولى: موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، منكر الحديث كما قال الحافظ في "التقريب". الثانية: الإرسال. 4 صحيح لغيره: أخرجه أبو يعلى من طريق هشيم، به. قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات خلا عبد الرحمن بن إسحاق، وهو أبو شيبة الواسطي فإنه ضعيف بالاتفاق. لكن للحديث شاهد عن ابن مسعود قال: =

باب زهده صلى الله عليه وسلم: وبذلك يوزن الزهد وبه يحد: قال الله تعالى: {وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه: 131] . وقال بقية بن الوليد، عن الزبيدي، عن الزهري، عن محمد بن عبد الله بن عباس، قال: كان ابن عباس يحدث أن الله -تعالى- أرسل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ملكا من الملائكة معه جبريل -عليه السلام- فقال الملك: إن الله يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا، وبين أن تكون ملكا نبيا، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له، فأشار جبريل إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن تواضع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل أكون عبدا نبيا". قال: فما أكل بعد تلك الكلمة طعاما متكئا حتى لقي ربه تعالى. وقال عكرمة بن عمار، عن أبي زميل، قال: حدثني ابن عباس، أن عمر -رضي الله عنهم- قَالَ: دَخَلتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خزانته، فإذا هو مضطجع على حصير، فأدنى عليه إزاره وجلس، وإذا الحصير قد أثر بجنبه، فقلبت عيني في خزانة رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا ليس فيها شيء من الدنيا غير قبضتين -أو قال قبضة- من شعير، وقبضة من قرظ، نحو الصاعين، وإذا أفيق معلق أو أفيقان، قال: فابتدرت عيناي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيك يا ابن الخطاب"؟ قلت: يا رسول الله وما لي لا أبكي وأنت صفوة الله -عز وجل- ورسوله وخيرته، وهذه خزانتك! وكسرى وقيصر في الثمار والأنهار، وأنت هكذا. فَقَالَ:

_ = "إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علم فواتح الخير وجوامعه، أو جوامع الخير وفواتحه، وإنا كنا لا ندري ما نقول في صلاتنا حتى علمنا فقال: قولوا: "التحيات لله ... " إلخ التشهد. أخرجه أحمد "1/ 408"، وابن ماجه "1792" من طريق أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، به. وتابعهما شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يحدث عن أبي الأحوص به بلفظ: "إن محمدا صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخير وجوامعه وخواتمه فقال: "إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا: التحيات لل هـ ... ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع ربه عز وجل". أخرجه أحمد "1/ 437"، وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، فإن شعبة قد سمع من أبي إسحاق السبيعي قبل الاختلاط.

"يا ابن الخطاب أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا"؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: "فاحمد الله عز وجل". أخرجه مسلم1. وقال مَعْمَرٌ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي ثور، عن ابن عباس، عن عمر في هذه القصة، قال: فما رأيت في البيت شيئا يرد البصر إلا أهب ثلاثة، فقلت: ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك، فقد وسع على فارس والروم، وهم لا يعبدون الله، فاستوى جالسا وقال: "أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا". فقلت: أستغفر الله، وكان أقسم أن لا يدخل على نسائه شهرا من شدة موجدته عليهن حتى عاتبه الله تعالى. اتفقا عليه من حديث الزهري2. قَرَأْتُ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُعَدَّلِ، سنة أربع وتسعين، أخبركم العلامة أبو محمد بن قدامة، أن شهدة بنت أبي نصر أخبرتهم، قالت: أخبرنا أبو غالب الباقلاني، قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان، قال: أخبرنا أبو سهل بن زياد، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنِ أنس قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ على سرير مرمول3 بشريط، وتحت رأسه مرفقة حشوها ليف، فدخل عليه ناس من أصحابه فيهم عمر -رضي الله عنه- فاعوج النبي صلى الله عليه وسلم اعوجاجة، فرأيى عمر أثر الشريط في جنب النبي صلى الله عليه وسلم فبكى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما يبكيك"؟ قال: كسرى وقيصر يعيثان فيما يعيثان فيه، وأنت على هذا السرير! فقال: "أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة"؟ قال: بلى، فقال: "فهو والله كذلك". إسناده حسن. وقال المسعودي، عن عمرو بن مرة، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قال:

_ 1 حسن: أخرجه مسلم "1479" من طريق عمر بن يونس الحنفي، حدثنا عكرمة بن عمار، به في حديث طويل. قلت: إسناده حسن، عكرمة بن عمار، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب" وأبو زميل، بالتصغير، هو سماك بن الوليد الحنفي اليمامي ثم الكوفي، ليس به بأس. 2 صحيح: أخرجه البخاري "5191"، ومسلم "1479" "34" من طريق الزهري به. في حديث طويل. 3 مرمول: أي أن السرير كان قد نسج وجهه بالسعف، ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير.

اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على حصير، فأثر بجلده، فجعلت أمسحه عنه وأقول: بأبي وأمي ألا آذنتنا فنبسط لك؟ قال: "ما لي وللدنيا، إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها" 1. هذا حديث حسن قريب من الصحة. وقال يونس، عن الزهري، عن عبيد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لو أن لي مثل أحد ذهبا ما يسرني أن تأتي علي ثلاث ليال، وعندي منه شيء، إلا شيء أرصده لديني". أخرجه البخاري2. وقال الأعمش، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا" 3. أخرجه مسلم والبخاري من وجه آخر. وقال إبراهيم النخعي، عن الأسود، عن عائشة، قالت: ما شبع رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَةٌ أيام تباعا من خبز بر حتى توفي. أخرجه مسلم4. وقال الثوري: حدثنا عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة، عن أبيه، أن عائشة قالت: كنا نخرج الكراع بعد خمس عشرة فنأكله، فقلت: ولم تفعلون؟ فضحكت وقالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز مأدوم حتى لحق بالله. أخرجه البخاري5. وقال هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: كنا يمر بنا الهلال والهلال والهلال، ما نوقد

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "277"، وأحمد "1/ 391، 441"، والترمذي "2377" والحاكم "4/ 310"، وأبو يعلى "5292"، وأبو نعيم في "الحلية" "2/ 102"، "4/ 234" من طرق عن المسعودي، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال أبو نعيم: لم يروه عن عمرو بن مرة متصلا مرفوعا إلا المسعودي. قلت: إسنده صحيح رجاله ثقات، والمسعودي، هو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، وعمرو بن مرة، هو الجملي. وإبراهيم النخعي هو إبراهيم بن يزيد، وعلقمة، هو ابن قيس النخعي وله شاهد من حديث ابن عباس: عند ابن حبان "2526" موارد، والحاكم "4/ 309-310". 2 صحيح: أخرجه البخاري "6445" من طريق الليث، حدثني يونس، به. 3 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 232"، والبخاري "6460" ومسلم "1055" من طريق عمارة بن القعقاع، به. 4 صحيح: أخرجه مسلم "2970" "20" من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم النخعي، به. 5 صحيح: أخرجه البخاري "5423" حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا سفيان، به. الكراع: ما دون الركبة من الساق.

بنار لطعام، إلا أنه التمر والماء، إلا أن حولنا أهل دور من الأنصار، فيبعثون بغزيرة الشاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فكان للنبي صلى الله عليه وسلم من ذلك اللبن. متفق عليه1. وقال همام: حدثنا قتادة: كنا نأتي أنس بن مالك، وخبازه قائم، فقال: كلوا، فما أعلم رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رغيفا مرققا، حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سميطا بعينه قط. أخرجه البخاري2. وقال هشام الدستوائي، عَنْ يُوْنُسَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ما أكل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خِوَانٍ وَلا في سكرجة ولا خبز له مرقق فقلت لأنس: على ما كانوا يأكلون؟ قال: على السفر. أخرجه البخاري3. وقال شعبة عن أبي إسحاق: سمعت عبد الرحمن بن يزد يحدث، عن الأسود، عن عائشة قالت: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين، حتى قبض. أخرجه مسلم4. وقال هشام بن أبي عبد الله، عن قتادة، عن أنس أنه مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير، وإهالة سنخة ولقد رهن درعه عند يهودي، فأخذ لأهله شعيرا، ولقد سمعته ذات يوم يقول: ما أمسى عند آل محمد صاع تمر ولا صاع حب، وإنهم يومئذ تسعة أبيات. أخرجه البخاري5. وقال هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: كان فِرَاشِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أدم حشوه ليف. متفق عليه6.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6458"، ومسلم "2972" "26" من طريق هشام، به. وأخرجه البخاري "6459"، ومسلم "2972" "28" من طريق يزيد بن رومان، عن عروة، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "6457" حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بنُ يحيى، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "5386" من طريق معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، به. سكرجة: بضم السين والكف والراء والتشديد: إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم، وهي فارسية. 4 صحيح أخرجه مسلم "2970" "22" من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، به. 5 صحيح: أخرجه البخاري "2069" من طريق أبي اليسع البصري، حدثنا هشام الدستوائي، به. إهالة سنخة: الشحم المتغير الريح. 6 صحيح: أخرجه البخاري "6456"، ومسلم "2082" من طرق عن هشام، به.

أخبرنا الخضر بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الخير، كتابة أن عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب أجاز لهم، قال: أخبرنا علي بن بنان، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو علي الصفار سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا عباد بن عباد المهلبي، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَرَأتْ فِرَاشِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَاءةً مَثْنِيَّةً، فَانْطَلَقَتْ فَبعثَتْ إِلَيَّ بفِرَاشٍ حشوه الصوف فدخل عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "ما هذا يا عائشة"؟ قلت: فلانة رأت فراشك، فبعثت إلي بهذا. فقال: "رديه يا عائشة". قالت: فَلَمْ أَرُدَّهُ، وَأَعْجَبَنِي أَنْ يَكُوْنَ فِي بَيْتِي، حتى قال ذلك ثلاث مرار، قال: فَقَالَ: "رُدِّيهِ فَوَاللهِ لَوْ شِئْتُ لأَجْرَى اللهُ مَعِيَ جِبَالَ الذَّهَبِ والفضة" 1. أخرجه الإمام أحمد في "الزهد"، عن إسماعيل بن محمد، عن عباد بن عباد -وهو ثقة- عن مجالد، وليس بالقوي. وأخرجه محمد بن سعد الكاتب، عن سعيد بن سليمان الواسطي، عن عباد بن عباد. وقال زائدة: حدثنا عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بنِ حراش، عن أم سلمة، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو ساهم الوجه، فحسبت ذلك من وجع، فقلت: يا رسول الله ما لي أراك ساهم الوجه؟ قال: من أجل الدنانير السبعة التي أتتنا أمس، وأمسينا ولم ننفقهن، فكن في خمل الفراش. هذا حديث صحيح الإسناد. وقال بكر بن مضر، عن مُوْسَى بنُ جُبَيْر، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بن سهل، قال: دخلت علي عائشة أنا وعروة، فقالت: لو رأيتما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض له، وكانت عندي ستة دنانير زو سبعة، فأمرني أن أفرقها، فشغلني وجعه حتى عافاه الله، ثم سألني عنها، ثم دعا بها فوضعها في كفه فقال: "ما ظن نبي الله لو لقي الله وهذه عنده". وقال جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لا يدخر شيئا لغد. وقال بكار بن محمد السيريني: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل على بلال، فوجد عنده صبرا من تمر، فقال: "ما هذا يا بلال"؟ قال:

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد في "الزهد" "ص20"، وآفته مجالد، وهو ابن سعيد، ليس بالقوي كما قال الحافظ في "التقريب".

تمرا أدخره. قال: "ويحك يا بلال، أو ما تخاف أن يكون لك بخار في النار، أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا". بكار ضعيف. وقال معاوية بن سلام عن زيد، أنه سمع أبا سلام قال: حدثني عبد الله أبو عامر الهوزني، قال: لقيت بلالا مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلب، فقلت: حدثني كيف كانت نفقة النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا كان له شيء من ذلك إلا أنا الذي كنت ألي ذلك منه، منذ بعثه الله إلى أن توفي، فكان إذا أتاه الإنسان المسلم، فرآه عاريا يأمرني فأنطلق فأستقرض فأشتري البردة والشيء فأكسوه وأطعمه، حتى اعترضني رجل من المشركين، فقال: يا بلال إن عندي سعة فلا تستقرض من أحد إلا مني، ففعلت، فلما كان ذات يوم، توضأت، ثم قمت لأوذن بالصلاة، فإذا المشرك في عصابة من التجار، فلما رآني قال: يا حبشي! قلت: يا لبيه، فتجهمني، وقال قولا غليظا، فقال: أتدري كم بينك وبين الشهر؟ قلت: قريب قال: إنما بينك وبينه أربع ليال، فآخذك بالذي لي عليك، فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك، ولا من كرامة صاحبك، ولكن أعطيتك لتجب لي عبدا، فأردك ترعى الغنم، كما كنت قبل ذلك. فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس، فانطلقت ثم أذنت بالصلاة، حتى إذا صليت العتمة رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أهله، فاستأذنت عليه، فاذن لي، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي إن المشرك قال لي: كذا وكذا، وليس عندك ما تقضي عني، ولا عندي، وهو فاضحي، فأذن لي أن آتي بعض هؤلاء الأحياء الذين قد أسلموا، حتى يرزق الله رسوله ما يقضي عني. فخرجت، حتى أتيت منزلي، فجعلت سيفي وجرابي ورمحي ونعلي عند رأسي، واستقبلت بوجهي الأفق، فكلما نمت انتبهت، فإذا رأيت علي ليلا نمت، حتى انشق عمود الصبح الأول، فأردت أن أنطلق، فإذا إنسان يسعى، يدعو: يا بلال أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت حتى أتيته، فغذا أربع ركائب عليهن أحمالهن، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذنت، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أبشر، فقد جاءك الله بقضائك". فحمدت الله قال: "ألم تمر على الركائب المناخات الأربع "؟ قلت: بلى قال: "فإن لك رقابهن وما عليهن". فإذا عليهن كسوة وطعام أهداهن له عظيم فدك، فحططت عنهن، ثم عقلتهن، ثم عمدت إلى تأذين صلاة الصبح، حتى إذا صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرجت إلى البقيع، فجعلت إصبعي في أذني، فناديت وقلت: من كان يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم دينا فليحضر، فما زلت أبيع وأقضي حتى لم يبق عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دين في الأرض، حتى فضل عندي أوقيتان، أو أوقية ونصف، ثم انطلقت إلى المسجد، وقد ذهب عامة النهار، فَإِذَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاعد في المسجد وحده، فسلمت عليه فقال لي: "ما فعل ما قبلك"؟ قلت: قضى الله كل شيء كان على رسول

اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَبْقَ شيء فقال: "فضل شيء"؟ قلت: نعم ديناران. قال: "انظر أن تريحني منهما فلست بداخل على أحد من أهلي حتى تريحني منهما". فلم يأتنا أحد، فبات في المسجد حتى أصبح، وظل في المسجد اليوم الثاني، حتى كان في آخر النهار جاء راكبان، فانطلقت بهما، فكسوتهما وأطعمتهما، حتى إذا صلى العتمة دعاني فقال: "ما فعل الذي قبلك"؟ قلت: قد أراحك الله منه فكبر وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت، وعنده ذلك، ثم اتبعته، حتى جاء أزواجه، فسلم على امرأة امرأة، حتى أتى مبيته. أخرجه أبو داود1 عن أبي توبة الحلبي، عن معاوية. وقال أبو الوليد الطيالسي: حدثنا أبو هاشم الزعفراني، قال: حدثنا محمد بن عبد الله، أن أنس بن مالك حدثه أن فاطمة -رضي الله عنهما- جاءت بكسرة خبز إِلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "مَا هذه"؟ قالت: قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة، فقال: "أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام". وقال أبو عاصم، عن زينب بنت أبي طليق، قالت: حدثني حبان بن جزء -أو بحر- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يشد صلبه بالحجر من الغرث2. وقال أبو غسان النهدي: حدثنا إسرائيل، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، قال: بينما عائشة ذات يوم إذ بكت، فقلت: ما يبكيك؟ قالت: ما ملأت بطني من طعام فشئت أن أبكي إلا بكيت أذكر رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا كان فيه من الجهد. وقال خالد بن خداش: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني جرير بن حازم، عن يونس، عن الحسن، قال: خطب رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "والله ما أمسى في آل محمد صاع من طعام، وإنها لتسعة أبيات". والله ما قالها استقلال لرزق الله، ولكن أراد أن تتأسى به أمته. روى الأربعة "ابن سعد" عن هؤلاء. وقال أبان، عن قتادة، عن أنس، أن يهوديا دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه. وقال أنس: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم تمر، فرأيته يأكل منه مقعيا من الجوع. وقالت أسماء بنت يزيد: توفي النبي صلى الله عليه وسلم، ودرعه مرهونة عند يهودي على شعير.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "3055". 2 الغرث: الجوع.

فصل من شمائله وأفعاله: وكان النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع". وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَ وَالعَسَلَ واللحم، ولا سيما الذراع. وكان يأتي النساء، ويأكل اللحم، ويصوم، ويفطر، وينام، ويتطيب إذا أحرم وإذا حل، وإذا أتى الجمعة، وغير ذلك، ويقبل الهدية، ويثيب عليها ويأمر بها، ويجيب دعوة من دعاه، ويأكل ما وجد، ويلبس ما وجد من غير تكلف لقصد ذا ولا ذا، ويأكل القثاء بالرطب، والبطيخ بالرطب، وإذا ركب أردف بين يديه الصغير أو يردف وراءه عبده أو من اتفق، ويلبس الصوف ويلبس البرود الحبرة، وكانت أحب اللباس إليه، وهي برود يمنية فيها حمرة وبياض، ويتختم في يمينه بخاتم فضة نقشه "محمد رسول الله" وربما تختم في يساره. وكان يواصل في صومه، ويبقى أياما لا يأكل، وينهى عن الوصال، ويقول: "إني لست مثلكم، إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني". وكان يعصب على بطنه الحجر من الجوع، وقد أتى بمفاتيح خزائن الأرض كلها، فأبى أن يقبلها، واختار الآخرة عليها، وكان كثير التبسم، يحب الروائح الطيبة وكان خلقه القرآن، يرضى لرضاه، ويغضب لغضبه. وكان لا يكتب ولا يقرأ ولا معلم له من البشر، نشأ في بلاد جاهلية، وعبادة وثن، ليسوا بأصحاب علم ولا كتب، فآتاه الله من العلم ما لم يؤت أحدا من العالمين، قال الله في حقه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: 3، 4] . وكل هذه الأطراف من الأحاديث فصحاح مشهورة. وقال صلى الله عليه وسلم: "حبب إلي النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة". وقال أنس: طاف النبي صلى الله عليه وسلم على نسائه في ضحوة بغسل واحد. وكان يحب من النساء عائشة -رضي الله عنها- ومن الرجال أباها أبا بكر -رضي الله عنه- وزيد بن حارثة، وابنه أسامة، ويقول: "آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار".

ويحب الحسن والحسين سبطيه، ويقول: "هما ريحانتاي من الدنيا". ويحب أن يليه المهاجرون والأنصار ليأخذوا عنه. ويحب التيمن في ترجله وتنعله، وفي شأنه كله. وكان يقول: "إني أخشاكم الله وأعلمكم بما اتقى". وقال: "لَو تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيْلاً وَلَبَكَيْتُمْ كثيرا". وقال: "شيبتني هود وأخواتها". وكل هذا في الصحاح.

باب من اجتهاده وعبادته صلى الله عليه وسلم: قال ابن عيينة، عن زياد بن علاقة: عن المغيرة بن شعبة، قال: قَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تورمت قدماه، فقيل: يا رسول الله أليس قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟، قال: "أفلا أكون عبدا شكورا". متفق عليه1. وقال منصور، عن إبراهيم، عن علقمة: سألت عائشة: كيف كان عمل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ كان يخص شيئا من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع مَا كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يستطيع؟ متفق عليه2. وقال معمر، عن همام، حدثنا أبو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إياكم والوصال". قَالُوا: فَإِنَّك تُوَاصِلُ يَا رَسُوْلَ اللهِ، قَالَ: "إني لست مثلكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني، فاكفلوا من العمل ما لكم به طاقة". وفي الصحيح مثله من حديث ابن عمر، وعائشة، وأنس، بمعناه. وقال مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مائة مرة". هذا حديث حسن. وقال حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي، وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء. وقال أبو كريب: حدثنا معاوية بن هشام عن شيبان، عن أبي إسحاق، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ ابو بكر: يا رسول الله أراك شبت قال: "شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت". وأما تهجده، وتلاوته، وتسبيحه، وذكره وصومه، وحجه، وجهاده، وخوفه، وبكاؤه، وتواضعه، ورقته، ورحمته لليتيم والمسكين، وصلته للرحم، وتبليغه الرسالة، ونصحه الأمة، فمسطور في السنن على أبواب العلم.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4836"، ومسلم "2819" "80"، والنسائي "3/ 219"، وأحمد "4/ 251، 255"، والحميدي "759" من طريق سفيان بن عيينة، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "1987"، ومسلم "783"، وأبو داود "1370" من طريق منصور، به.

باب في مزاحه ودماثة أخلاقه الزكية: قال مبارك بن فضالة، عَنْ بَكْرِ بن عَبْدِ اللهِ المُزَنِيّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إني لأمزح، ولا أقول إلا حقا" 1. إسناده قريب من الحسن. وقال أبو حفص بن شاهين: حدثنا عثمان بن جعفر الكوفي قال: حدثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن المقبري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إنك تداعبنا قال: "إني لا أقول إلا حقا" 2. تابعه أبو معشر، عن المقبري، وهو صحيح. وقال الزبير بن بكار: حدثني حمزة بن عتبة، عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة أنها مزحت عِنْد رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: إنه بعض دعابات هذا الحي من بني كنانة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل بعض مزحنا هذا الحي من قريش". حمزة لا أعرفه، والمتن منكر. وقال زيد بن أبي الزرقاء، عن ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عَنْ إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أفكه الناس. تفرد به ابن لهيعة، وضعفه معروف. وجاء من طريق ابن لهيعة: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ أفكه الناس مع صبي. وقال أبو تميلة يحيى بن واضح، عن أبي طيبة عبد الله بن مسلم، عن ابن بريدة، عن أبيه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سفر، فثقل على القوم بعض متاعهم، فجعلوا يطرحونه علي، فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "أنت زاملة".

_ 1 حسن لغيره: وهذا إسناد ضعيف، آفته مبارك بن فضالة، مدلس، وقد عنعنه لكن يشهد له حديث أبي هريرة الآتي، وهو حسن فيرتقي إلى درجة الحسن لغيره. 2 حسن: أخرجه الترمذي "1990" من طريق عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عَنْ سَعِيْدٍ المقبرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: إسناده حسن، فيه أسامة بن زيد، وهو الليثي مولاهم، أبو زيد المدني، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

وقال حشرج بن نباتة، عن سعيد بن جمهان: سمعت سفينة يقول: ثقل على القوم متاعهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ابسط كساءك". فجعلوا فيه متاعهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احمل فإنما أنت سفينة". قال: فلو حملت من يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة، حتى بلغ سبعة ما ثقل علي. وهذا يدخل في معجزاته. وقال علي بن عاصم، وخالد بن عبد الله: حدثنا حميد، عن أنس قال: استحمل أعرابي رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "أنا أحملك على ولد الناقة". فقال: وما أصنع بولد ناقة يا رسول الله؟ فقال: "وهل تلد الإبل إلا النوق "؟. صحيح غريب. وقال الأنصاري: حدثنا حميد، عن أنس قال: كان ابن لأم سليم، يقال له: أبو عمير، كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازحه ... الحديث. وقال شريك، عن عاصم، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال له: "يا ذا الأذنين"1. وقال مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرحمن بن حاطب، أن عائشة قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بخزيرة2 طبختها، فقلت لسودة والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها: كلي فأبت، فقلت: لتأكلي أو لألطخن وجهك فأبت، فوضعت يدي فيها فلطختها وطليت وجهها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فمر عمر فقال: يا عبد الله يا عبد الله، فظن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيدخل، فقال: "قوما فاغسلا وجوهكما". فما زلت أهاب عمر لهيبة رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ. وقال عبد الله بن إدريس، عَنْ حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس، قَالَ: مَرَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بحسان بن ثابت، وقد رش فناء أطمه3، ومعه أصحابه سماطين، وجارية يقال لها: سيرين، معها مزهرها تختلف بين السماطين تغنيهم، فلما مَرَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يأمرهم ولم ينههم، وهي تقول في غنائها: هل على ويحكم ... إن لهوت من حرج

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "5002"، والترمذي "1992" من طريق شريك، عن عاصم به. قلت: إسناده ضعيف، آفته شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، ضعيف لسوء حفظه. 2 الخزيرة: لحم يقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضبح ذر عليه الدقيق فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة. وقيل: هي حسا من دقيق ودسم. وقيل: إذا كان من دقيق فهي حريرة، وإذا كان من نخالة فهو خزيرة. 3 الأطم بالضم: البناء المرتفع، وجمعه آطام.

فتبسم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "لا حرج إن شاء الله"1. حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ العباس بن عبد المطلب هذا مدني، تركه ابن المديني وغيره. وقال بَكْرُ بنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ الهَادِ، عَنْ محمد بن أبي سلمة، عن عائشة قالت: دخلت الحبشة المسجد يلعبون، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أتحبين أن تنظري إليهم"؟ قلت: نعم فقالت: "تعالي"، فقام بالباب، وجئت فوضعت ذقني على عاتقه، وأسندت وجهي إلى خده، قالت: ومن قولهم يومئذ: "وأبو القاسم طيب"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حسبك". قلت: لا تعجل يا رسول الله، قالت: وما بي حب النظر إليهم، ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه2. وفي بعض طرقه: فلا ينصرف حتى أكون أنا الذي أَنْصَرِفُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الجَارِيَةِ الحَدِيْثَةِ السِّنِّ، الحَرِيْصَةِ على اللهو3. وفي رواية: والحبشة في المسجد يلعبون بحرابهم ويزفنون4. وقال زيد بن الحباب: أخبرني خارجة بن عبد الله قال: حدثنا يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة قالت: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فسمعنا لغطا وصوت الصبيان، فقام، فإذا حبشية ترقص والصبيان حولها فقال: "يا عائشة تعالي فانظري" فجئت فوضعت ذقني على منكبه صلى الله عليه وسلم، فجعلت أنظر، فقال: "ما شبعت"؟ فجعلت أقول: لا لأنظر منزلتي عنده إذ طلع عمر -رضي الله عنه فارفض الناس عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فرقوا من عمر". خارجة بن عبد الله، قال ابن عدي: لا بأس به.

_ 1 منكر: آفته حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عباس الهاشمي، قال ابن معين: ضعيف وقال أحمد: له أشياء منكرة. وقال البخاري: قال علي: تركت حديثه وقال النسائي: متروك. 2 صحيح: أخرجه البخاري "949"، "950"، ومسلم "982" "19" من طريق ابن وهب، قال: أخبرنا عمرو أن محمد بن عبد الرحمن الأسدي حدثه عن عروة عن عائشة، به. 3 صحيح: أخرجه مسلم "982" "19" من طريق ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُوْنُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عن عروة عن ابن الزبير، عن عائشة، به. 4 يزفنون: معناه يرقصون. وحمله العلماء على التوثب بسلاحهم ولعبهم بحرابهم قريبا من هيئة الرقص. وهو في مسلم "982"، "18"، "20".

وقال النسائي: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَابَقَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسبقته ما شاء الله، حَتَّى إِذَا رَهِقَنِي اللَّحْمُ سَابَقَنِي فَسَبَقَنِي، فَقَالَ: "هذه بتلك". صحيح. وأخرجه أبو داود1 من حديث عروة، عن أبي سلمة عنها وقيل في إسناده غير ذلك. وقال خالد بن عبد الله الطحان، عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة -وغير خالد يسقط منه أبا هُرَيْرَةَ- قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يدلع لسانه للحسين، فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش إليه، فقال له عيينة بن بدر: ألا أراك تصنع هذا، فوالله إني ليكون لي الولد قد خرج وجهه ما قبلته قط. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لا يرحم لا يرحم". وقال جعفر بن عون، عن معاوية بن أبي مزرد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيد الحسن أو الحسين، وهو يقول: "ترق عين بقه". فيضع الغلام قدمه على قدم النبي يرفعه إلى صدره، ثم قبل فاه وقال: "اللهم إني أحبه فأحبه". وقال خالد بن الحارث، عن أشعث، عن الحسن، عن أنس، قَالَ: دَخَلتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مستلق، والحسن بن علي على ظهره. وقال محمد بن عمران بن أبي ليلى: حدثني أبي، حدثني ابن أبي ليلى، عن عيسى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ أبيه قال: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاءه الحسن فأقبل يتمرغ عليه، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدم قميصه فقبل زبيبته. وقال أبو أحمد الزبيري: حدثنا زمعة بن صالح عن الزهري، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبِ بنِ زَمْعَةَ، عن أم سلمة، أن أبا بكر خرج تاجرا إلى بصرى قَبْلَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعام أو عامين، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وهما بدريان، وكان سويبط على زادهم، فجاء نعيمان فقال: أطعمني، فقال: لا، حتى يأتي أبو بكر وكان نعيمان مزاحا، فقال: لأبيعنك ثم قال لأناس: ابتاعوا مني غلاما، وهو رجل ذو لسان، ولعله يقول: أنا حر، فإن كنتم تاركيه إذا قال ذلك فدعوني ولاتفسدوا علي غلامي قالوا: لا بل نبتاعه فباعه بعشر قلائص، ثم جاءهم فقال: هو هذا فقال سويبط: هو كاذب، وأنا رجل حر. قالوا: قد أخبرنا بخبرك وطرحوا الحبل والعمامة في رقبته، وذهبوا به، فجاء أبو بكر فأخبروه، فذهب وأصحاب له فردوا القلائص، وأخذوه، فضحك منها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا2. هذا حديث حسن.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 39" والحميدي "261" وأبو داود "2578"، وابن ماجه "1979"، والطحاوي وفي "مشكل الآثار" "2/ 360" من طريق هشام بن عروة، به. 2 ضعيف: أخرجه ابن ماجه "3719" من طريق زمعة بن صالح، به. قلت: إسناده ضعيف آفته زمعة بن صالح الجندي، بفتح الجيم والنون، اليماني، أبو وهب ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب" وقد روى له مسلم مقرونا بغيره. وقد ضعفه أحمد وابن معين.

وقال الأسود بنُ عَامِرٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الخطمي، أن رجلا كان يكنى أبا عمرة، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا أم عمرة". فضرب الرجل بيده إلى مذاكيره، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مه". قال: والله ما ظننت إلا أني امرأة لما قلت لي: يا أم عمرة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر مثلكم أمازحكم"1. حديث مرسل. وقال عبد الرزاق: حدثنا معمر، عن ثابت، عن أنس، أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهر، فكان يهدي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هدية من البادية، فيجهزه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: "إن زاهرا باديتنا، ونحن حاضرته". وكان دميما فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوما، وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال: أرسلني، من هذا؟ والتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم، وَجَعَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من يشتري مني العبد". فقال: يا رسول الله، إذا والله تجدني كاسدا. فقال: "لكن أنت عند الله غال" 2. صحيح غريب. وقال خالد بن عبد الله الواسطي، عن حصين بن عبد الرحمن، عن ابن أبي ليلى، عن أسيد بن الحضير، قال: بينا رجل من الأنصار عِنْد رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتحدث، وكان فيه مزاح يحدث القوم ويضحكون، فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خاصرته، فقال: "اصبر لي". قال: "أصطبر". قال: لأن عليك قميص، ولم يكن علي قميص. فرفع النبي صلى الله عليه وسلم قميصه. فاحتضنه وجعل يقبل كشحه ويقول: إنما أردت هذا يا رسول الله. رواته ثقات3. وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير، قال: ما حجبني رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم.

_ 1 منكر: وهو مرسل بل معضل، أبو جعفر الخطمي، هو عمير بن يزيد بن عمير بن حبيب الأنصاري، وهو من الطبقة السادسة طبقة صغار التابعين، فبينه وبين رسول الله مفاوز وبراري تنقطع دونها أعناق المطي، ومتن الحديث ظاهر النكارة لكل من أمعن نظره في دواوين السنة المشرفة. 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه عبد الرزاق "19688"، ومن طريقه أخرجه أحمد "3/ 161"، والترمذي في "الشمائل" "239"، وأبو يعلى "3456"، والبزار "2735"، والبيهقي "6/ 169"، "10/ 248"، والبغوي "3604". 3 صحيح: أخرجه أبو داود "5224"، وابن أبي ليلى، هو عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، المدني، ثم الكوفي، ثقة مخضرم.

باب في ملابسه صلى الله عليه وسلم: قال خالد بن يزيد: حدثنا عاصم بن سليمان، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جده، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يلبس القلانس البيض، والمزرورات، وذوات الآذان. عاصم هذا بصري متهم بالكذب. وعن جابر: كان للنبي صلى الله عليه وسلم عمامة سوداء يلبسها في العيدين ويرخيها خلفه. تفرد به حاتم بن إسماعيل، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ العَرْزَمِيِّ، عَنْ أبي الزبير، عن جابر. وقال وكيع، عن عبد الرحمن بن الغسيل، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ الناس وعليه عصابة دسماء1. حديث صحيح. وعن ركانة أنه صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس". أخرجه أبو داود2. وعن عروة، عن عائشة: كانت للنبي صلى الله عليه وسلم كمة3 بيضاء. وعن جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الفَتْحِ وعليه عمامة سوداء. رواته ثقات. قلت: كانت -لعل- تحت الخوذة، فإنه دخل يوم الفتح وعلى رأسه المغفر.

_ 1 دسماء: أي سوداء. 2 حسن: أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" "1/ ترجمة 221"، وأبو داود "4078" والترمذي والحاكم "3/ 452" من طريق أبي الحسن العسقلاني، عن أبي جعفر بن محمد بن علي بن ركانة، عن أبيه أن ركانة صاع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم قال ركانة: وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس". وضعفه الترمذي بقوله: "حديث غريب، وإسناده ليس بالقائم، ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني ولا ابن ركانة". وقال ابن حبان: في إسناده نظر. وللحديث شاهد مرسل صحيح عند البيهقي "10/ 18" من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، به مرسلا. وقال البيهقي: "وهو مرسل جيد، وقد روى بإسناد آخر موصولا، إلا أنه ضعيف. والله أعلم". 3 الكمة: القلنسوة الصغيرة.

وعن بعضهم بإسناد واه: كانت له صلى الله عليه وسلم عمامة تسمى السحاب، يلبس تحتها القلانس اللاطئة، ويرتدي. قال مُسَاوِر الوَرَّاق، عَنْ جَعْفَرِ بنِ عَمْرِو بنِ حريث، عن أبيه: رَأَيْتُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المِنْبَرِ، وعليه، عمامة سوداء، قد أرخى طرفها بين كتفيه. وعلى الحسن: كانت راية النبي صلى الله عليه وسلم سوداء، تسمى العقاب، وعمامته سوداء، وكان إذا اعتم يرخي عمامته بين كتفيه. مرسل. وقال عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اعتم يرخي عمامته بين كتفيه. وكان ابن عمر يفعله. وقال عبيد الله بن عمر: رأيت القاسم وسالما يفعلان ذلك. وقال عروة: أُهْدِيَ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمامة معلمة، فقطع علمها ولبسها. مرسل. وقال المغيرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح على ناصيته وعمامته، وقال: لبس جبة ضيقة الكمين. ويروى عن أنس: كان قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم قطنا، قصير الطول قصير الكمين. وعن بديل بن ميسرة عن شهر عن أسماء بنت يزيد قالت: كان كمه صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ. وعن ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يلبس قميصا قصير اليدين والطول. وعن عرورة -وهو مرسل- قال: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ طول ردائه أربعة أذرع، وعرضه ذراعان وشبر. وقال زكريا بن أبي زائدة، عن مصعب بن شيبة، عن صفية بنت شيبة، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم وعله مرط من شعر أسود. أخرجه أبو داود. وذكر الواقدي أن بردة النبي صلى الله عليه وسلم كانت طول ستة أذرع في ثلاثة وشبر، وإزاره من نسج عمان، طوله أربعة أذرع وشبر في ذراعين وشبر، كان يلبسهما يوم الجمعة والعيدين ثم يطويان. حديث معضل. وقال عروة: إن ثوب رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كان يخرج فيه إلى الوفد رداء حضرمي طوله أربعة أذرع، وعرضه ذراعان وشبر، فهو عند الخلفاء قد خلق، فطروه بثوب، يلبسونه يوم الأضحى والفطر. رواه ابن المبارك، عن ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ.

وقال معن بن عيسى: حدثنا محمد بن هلال، قال: رأيت على هشام بن عبد الملك برد النبي صلى الله عليه وسلم من حبرة له حاشيتان. قلت: هذا البرد غير برد النبي صلى الله عليه وسلم الذي يتداوله الخلفاء من بني العباس، ذاك البرد اشتراه أبو العباس السفاح بثلاث مائة دينار من صاحب أيلة. وذكر ابن إسحاق أنه برد كساه النبي صلى الله عليه وسلم لصاحب أيلة. فالله أعلم. وقال حميد الطويل: حدثنا بكر بن عبد الله المزني، عن حمزة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه، قال: تخلفت مع رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قضى حاجته أتيته بمطهرة، فغسل كفيه ووجهه، ثم ذهب يحسر عن ذراعيه فضاق كم الجبة، فأخرج يديه من تحتها، وألقى الجبة على منكبيه، فغسل ذراعيه ومسح ناصيته، وعلى العمامة، ثم ركب وركبنا، وفي لفظ: وعليه جبة شامية ضيقة الكمين، وفي لفظ: وعليه جبة من صوف. وقال أيوب، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه إزار يتقعقع1. وعن عكرمة: رأيت ابن عباس إذا ائتزر أرخى مقدم إزاره حتى تقع حاشيتاه على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، وقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأتزر هذه الإزرة2. وعن ابن عباس قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتزر تحت سرته، وتبدو سرته، ورأيت عمر يأتزر فوق سرته، وقال صلى الله عليه وسلم: "إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقية" 3. وعن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، ان النبي صلى الله عليه وسلم اشترى حلة بسبع وعشرين أوقية. وعن محمد بن سيرين أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى حلة بتسع وعشرين ناقة. وهذان ضعيفان لإرسالهما. وقال أبو داود: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 141، 147". 2 صحيح: أخرجه أبو داود "4096". 3 صحيح: أخرجه الطيالسي "2228"، وأحمد "3/ 5، 6، 30-31-44، 52، 97"، وابن أبي شيبة "8/ 391"، وأبو داود "4093"، وابن ماجه "3573"، والبيهقي "2/ 244" من طريق العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أبي سعيد الخدري، به.

أنس، أن ملك ذي يزن أهدى إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلة أخذها بثلاثة وثلاثين بعيرا فقبلها1. وقال الحمادان، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن سمرة بن جندب، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "عليكم بالبياض من الثياب فليلبسها أحياؤكم، وكفنوا فيها موتاكم". زاد حماد بن زيد في حديثه: "فإنها من خير ثيابكم" 2. وروى مثله الثوري، والمسعودي، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن سمرة بن جندب نحوه. ورواه المسعودي مرة عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، عن سعد بن جبير، عن ابن عباس رفعه: "البسوا الثياب البيض، وكفنوا فيها موتاكم" 3. ورواه أبو بكر الهذلي، عن أبي قلابة، فأرسله. وقال عَبْدُ المَجِيْدِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ: حدثنا ابن سالم، قال: حدثنا صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، عن أبي الدرداء، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن خير ما زرتم الله به في مصلاكم وقبوركم البياض". رواه ابن ماجه4. وقال أبو إسحاق السبيعي، عن البراء: ما رأيت أحدا أحسن في حلة حمراء مِنْ رَسُوْلِ اللهِ5 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي لفظ: لقد رأيت عليه حلة حمراء -فذكره.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "4034"، وأحمد "3/ 221" من طريق عمارة بن زاذان، به. قلت: إسناده ضعيف، عمارة بن زاذان، ضعيف لسوء حفظه. 2 صحيح: أخرجه النسائي "8/ 205" من طريق حماد، عن أيوب، به. 3 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "6200"، "6201" وأحمد "1/ 247، 274، 328، 355، 363"، وأبو داود "3878"، والترمذي "994"، وابن ماجه "1472"، "3566"، والطبراني "12485-12493"، والحاكم "1/ 354"، والبيهقي "3/ 245"، "5/ 33"، والبغوي "1477" من طرق عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، به. 4 ضعيف: أخرجه ابن ماجه "3568" من طريق عبد المجيد بن أبي رواد، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه مروان بن سالم، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب" "مقبول" أي عند المتابعة وليس ثم من تابعه. 5 صحيح: أخرجه البخاري "5848" حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق سمع البراء -رضي الله عنه- يَقُوْلُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مربوعا، وقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت شيئا أحسن منه".

عبد الله بن صالح: حدثنا الليث، قال: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ عِرَاكِ بنِ مَالِكٍ، أَنَّ حَكِيْمَ بنَ حِزَامٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبَّ رجل إلي، فلما نبئ وخرج إلى المدينة، شهد حكيم الموسم، فوجد حلة لذي يزن فاشتراها، ثم قدم بها ليهديها إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "لا نقبل من المشركين شيئا، ولكن بالثمن". قال: فأعطيته إياها حين أبى الهدية، فَلَبِسَهَا، فَرَأَيْتُهَا عَلَيْهِ عَلَى المِنْبَرِ، فَلَمْ أَرَ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ فِيْهَا، ثُمَّ أَعْطَاهَا أُسَامَةَ، فَرَآهَا حَكِيْمٌ عَلَى أُسَامَةَ، فَقَالَ: يَا أُسَامَةُ أَتَلْبَسُ حُلَّةَ ذِي يَزَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ والله لأنا خير من ذي يزن، وَلأَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيْهِ. فَانْطَلَقْتُ إِلَى مَكَّةَ فأعجبتهم بقول أسامة1. وقال عَوْنِ بنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بالأبطح وهو في قبة له حمراء، فخرج وعليه حلة حمراء، فكأني أنظر إلى بريق ساقيه. صحيح الإسناد. وقال حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي جعفر، عن جابر بن عبد الله قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة. رواه هشيم، عن حجاج، عن أبي جعفر محمد بن علي فأرسله. وقال عبيد الله بن إياد، عن أبيه، عن أبي رمثة، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه بردان أخضران2. إسناده صحيح.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 401"، والحاكم "3/ 484-485" من طريق ليث بن سعد، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. 2 صحيح: أخرجه أبو داود "4206"، والترمذي "2812"، والنسائي "3/ 185"، وأحمد "3/ 227، 228" من طريق إياد بن لقيط، به.

باب منه: وقال وكيع: حدثنا ابن أبي ليلى، عن محمد بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَعْدِ بنِ زُرَارَةَ، عن محمد بن عمرو بن شرحبيل، عن قيس بن سعد، قال: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعنا له غسلا فاغتسل، ثم أتيته بملحفة ورسية، فاشتمل بها، فكأني أنظر أثر الورس على عكنه. وقال هشام بن سعد، عن يحيى بن عبد الله بنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يصبغ ثيابه بالزعفران: قميصه ورداءه وعمامته. مرسل. وقال مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري: سمعت أبي يخبر عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه رداء وعمامة مصبوغين بالعبير. قال مصعب: العبير عندنا: الزعفران. مصعب فيه لين. وعن أم سلمة، قالت: ربما صبغ لرسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه ورداؤه بزعفران وورس. أخرجه محمد بن سعد، عن ابن أبي فديك، عن زكريا بن إبراهيم، عن ركيح بن أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ زَمْعَةَ، عن أبيه، عن أمه، عن أم سلمة. وهذا إسناد عجيب مدني. وعن زيد بن أسلم: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ ثيابه حتى العمامة بالزعفران. وهذه المراسيل لا تقاوم ما في الصحيح من نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ التزعفر، وفي لفظ: "نهى أن يتزعفر الرجل" 1 ولعل ذلك كان جائزا، ثم نهى عنه. وقال حماد بن سلمة عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ -وَهُوَ ضعيف- عن أنس بن مالك، قال: أهدى ملك الروم إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مستقة من سندس، فلبسها، فكأني أنظر إلى يديها تذبذبان من طولهما، فجعل القوم يقولون: يا رسول الله أنزلت عليك من السماء؟ فقال: "وما تعجبون منها، فوالذي نفسي بيده إن منديلا من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها". ثم بعث بها إلى جعفر بن أبي طالب فلبسها، فقال صلى الله عليه وسلم: "إني لم أعطكها لتلبسها". قال: فما أصنع بها؟ قال: "ابعث بها إلى أخيك النجاشي". وقال الليث بن سعد: حدثني يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عن عقبة بن عامر أنه

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2101" من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، به.

أهدى إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فروج -يعني قباء حرير- فلبسه، ثم صلى فيه، ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له، ثم قال: "لا ينبغي هذا للمتقين" 1. وقال مالك، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، عن عائشة: أهدى أبو الجهم بن حذيفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة شامية لا علم، فشهد فيها الصلاة، فلما انصرف قال: "ردوا هذه الخميصة على أبي جهم، فإني نظرت إلى علمها في الصلاة فكاد يفتنني". وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة: رَأَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي في بيت أم سلمة مشتملا في ثوب واحد2. وصح مثله عن أنس رفعه. وعن ابن عباس أنه رَأَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ واحد يتقي بفضوله حر الأرض وبردها. وقال جَابِرٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في إزار واحد مؤتزرا به، ليس عليه غيره. وقال يونس بن الحارث الثقفي، عن أبي عون محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الحصير والفروة المدبوغة. أخرجه أبو داود3. وقال شعبة عن حبيب بن أبي ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يلبس الصوف. وقال حميد بن هلال، عن أبي بردة، قال: دخلت على عائشة، فأخرجت إلينا إزارا غليظا مما يصنع باليمن، وكساء من هذه الملبدة، فأقسمت أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبض فيهما. أخرجه مسلم4.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "375" عن طريق الليث، عن يزيد، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "354" حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا هشام بن عروة، به. 3 ضعيف: أخرجه أبو داود "659"، وفيه علتان: الأولى: يونس بن الحارث الثقفي، فإنه ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب". والعلة الثانية: عبيد الله بن سعيد الثقفي، والد محمد، مجهول وأشار ابن حبان إلى أن حديثه عن المغيرة منقطع. 4 صحيح: أخرجه مسلم "2080" من طريق سليمان بن المغيرة، حدثنا حميد، به. الملبدة: الملبد بفتح الباء هو المرقع.

وقال هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قالت: كان ضجاع النبي صلى الله عليه وسلم من أدم محشوا ليفا1. وقد تقدم أحاديث في هذا المعنى في زهده عليه السلام. وقال غير واحد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء". أخرجه البخاري2. وعند مسلم "على عاتقيه". وقال عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله مولى أسماء، عن أسماء بنت أبي بكر، أنها أخرجت جبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج وفرجيها مكفوفين بالديباج، فقالت: هذه جبة رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يلبسها، فنحن نغسلها للمريض يستشفي بها3. أخرجه مسلم. ورواه أحمد في "مسنده" وفيه: جبة طيالسة عليها لبنة شبر من ديباج كسرواني.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن ماجه "4151" من طريق عبد الله بن نمير وأبي خالد، عن هشام بن عروة، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "359"، ومسلم "516" من طريق أبي الزناد، به. 3 صحيح: أخرجه مسلم "2069" من طريق عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر، به. لبنة: بكسر اللام وإسكان الباء هي رقعة في جيب القميص.

باب خواتيم النبي صلى الله عليه وسلم: قال عبيد الله وغيره، عن نافع، عن ابن عمر، قال: اتَّخَذَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاتما من ذهب، فكان يجعل فصه في بطن كفه إذا لبسه في يده اليمنى، فصنع الناس خواتيم من ذهب، فجلس على المنبر، ونزعه ورمى به وقال: "والله لا ألبسه أبدا". فنبذ الناس خواتيمهم1. وروي نحوه عن مجاهد، وعن محمد بن علي مرسلين. وكان هذا قبل تحريم الذهب. وفي "الصحيح" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن خاتم الذهب2. وصح عن أنس، قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر ولم يختمه، فقيل له: إن كتابك لا يقرأ إلا أن يكون مختوما. فاتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من فضة فنقشه "محمد رسول الله"، فكأني أنظر إلى بياضه في يَدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3، وَكَانَ من فضة، ونهى أن ينقش الناس على خواتيمهم نقشته4، وقال: "كان من فضة، فصه منه" 5. وصح عنه، قال: اتَّخَذَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاتما من ورق، فصه حبشي، ونقشه "محمد رسول الله"6. وصح عن ابن عمر، قال: اتَّخَذَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاتما من ورق، فكان في يده، ثم كان

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5866" من طريق أبي أسامة حدثنا عبيد الله، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2087" من طريق إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "5872" من طريق يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، به. 4 صحيح: أخرجه البخاري "5874" من طريق عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ الله عنه- قال: صنع النبي صلى الله عليه وسلم خاتما قال: "إنا اتخذنا خاتما ونقشنا فيه نقشا، فلا ينقش عليه أحد". قال: فإني لأرى بريقة في خنصره". 5 صحيح: أخرجه البخاري "5870" من طريق حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ خاتمه من فضه، وكان فصه مه. 6 صحيح: أخرجه مسلم "2094" من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، حدثني أنس بن مالك قال: كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورق، وكان فصه حبشيا".

في يد أبي بكر، ثم كان في يد عمر، ثم كان في يد عثمان، حتى وقع بئر أريس، نقشه "محمد رسول الله"1. وفي رواية عن ابن عمر: فجعل فصه في بطن كفه2. وعن مكحول، وإبراهيم النخعي من وجهين عنهما أن خاتم النبي صلى الله عليه وسلم كان حديدا ملوي عليه فضة. وروى مثله أبو نعيم، عن إسحاق، عن سعيد، عن خالد بن سعيد، ولم يدرك سعيد خالدا، وقال أحمد بن محمد الأزرقي: حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد القرشي، عن جده، قال: دخل عمرو بن سعيد بن العاص، حين قدم من الحَبَشَةِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "ما هذا الخاتم في يدك يا عمرو"؟ قال: هذه حلقة. قال: "فما نقشها"؟ قال: "محمد رسول الله" فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتختمه، فكان في يده حتى قبض، ثم في يد أبي بكر، ثم في يد عمر، ثم عثمان، فبينا هو يحفر بئرا لأهل المدينة، يقال له: بئر أريس، وهوجالس على شفتها، يأمر بحفرها، سقط الخاتم في البئر، وكان عثمان يخرج خاتمه من يده كثيرا، فالتمسوه فلم يقدروا عليه. وقال أنس: كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أسطر: "محمد" سطر، و"رسول" سطر، و"الله" سطر3. وقال: فكان في يد عثمان ست سنين، فكنا معه على بئر أريس، وهو يحول الخاتم في يده، فوقع في البئر فطلبناه مع عثمان ثلاثة أيام، فلم نقدر عليه. وعن عبد الله بنِ جَعْفَرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يتختم في يمينه. وعن أَبِي سَعِيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يلبس خاتمه في يساره. وعن ابن عمر مثله. وصح أن ابن عمر كان يتختم في يساره.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5873"، ومسلم "2091" من طريق عبد الله بن نمير، عَنْ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2091" من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب بنُ مُوْسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "5878"، والترمذي "1747"، "1748" من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس أن أبا بكر -رضي الله عنه- لما استخلف كتب له، وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر: محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر".

باب نعل النبي صلى الله عليه وسلم وخفه: قال همام، عن قتادة، عن أنس: كان لنعل النبي صلى الله عليه وسلم قبالان. صحيح. وعن عبد الله بن الحارث، قال: كانت نعل رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا زمامان شراكهما مثني في العقد. وقال هشام بن عروة: رأيت نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مخصرة معقبة ملسنة لها قبالان. وقال أبو عوانة، عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد، سألت أنسا: أكان النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نعليه؟ قال: نعم1. وروى مثله من غير وجه. وقال حماد بن سلمة، عن أبي نعامة السعدي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: بينما رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إذ وضع نعله على يساره، فألقى الناس نعالهم، فلما قضى صلاته قال: "ما حملكم على إلقاء نعالكم"؟ قالوا: رأيناك ألقيت فألقينا. فقال: "إن جبريل أخبرني أن فيهما قذرا -أو أذى- فمن رأى ذلك فليمسحهما، ثم ليصل فيهما" 2. وعن عبيد بن جريج، قلت لابن عمر: أراك تستحب هذه النعال السبتية، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلبسها ويتوضأ فيها3. السبت: بالكسر، جلود البقر المدبوغة بالقرظ. وعن عبد الله بن بريدة أن النجاشي أُهْدِيَ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خفين أسودين ساذجين، فلبسهما ومسح عليهما.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5850" حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد، عن سعيد أبي مسلمة، به. 2 صحيح: أخرجه أبو داود "650" من طريق حماد بن زيد -وليس ابن سلمة- عن أبي نعامة السعدي، به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وأبو نضرة العبدي، هو المنذر بن مالك بن قطعة، ثقة روى له البخاري تعليقا، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. 3 صحيح: أخرجه البخاري "5851" حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، به.

باب مشطه ومكحلته صلى الله عليه وسلم مرآته وقدحه وغير ذلك: قال أبو نعيم: حدثنا مندل، عَنْ ثَوْرَ بنَ يَزِيْدَ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسافر بالمشط، والمرآة، والمدهن، والسواك، والكحل. مرسل. وعن ابن عباس، قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل بها عند النوم ثلاثا في كل عين1. وقال حبان بن علي، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكتحل بالإثمد وهو صائم2. إسناده لين. وقال الزُهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أن المقوقس أهدى إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدح زجاج كان يشرب فيه. وقال حميد: رأيت قدح النبي صلى الله عليه وسلم عند أنس، فيه فضه قد شده بها. حديث صحيح. وقال عاصم الأحول: رأيت قدح النبي صلى الله عليه وسلم عند أنس، وكان قد انصدع فسلسله بفضة. قال عاصم: وهو قدح جيد عريض من نضار، فقال أنس: قد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا القدح أكثر من كذا وكذا. قال: وقال ابن سيرين: إنه كان فيه حلقة من حديد، فأراد أن يجعل مكانها أنس حلقة من فضة أو ذهب، فقال له أبو طلحة: لا تغيرن شيئا صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتركه. أخرجه البخاري3. يروى عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكثر تسريح لحيته. إسناده واه.

_ 1 ضعيف: أخرجه الترمذي "1757"، وابن ماجه "3499" من طريق عَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عباد بن منصور". قلت: إسناده ضعيف، آفته عباد بن منصور، فإنه مدلس، وقد عنعنه. 2 ضعيف: في إسناده علتان: الأولى: حبان بن علي العنزي، قال الدارقطني: متروك وقال مرة: ضعيف. وقال أبو زرعة: لين. وقال النسائي وغيره: ضعيف. والعلة الثانية: مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ، ضعفوه. قال ابن معين: ليس حديثه بشيء وقال أبو حاتم: منكر الحديث جدا. 3 صحيح: أخرجه البخاري "5638" من طريق أبي عوانة، عن عاصم الأحول، به.

باب سلاح النبي صلى الله عليه وسلم ودوابه وعدته: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ قِرَاءةً، عَنْ أبي القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي، عن أبي القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ، قال: أخبرنا سليمان بن إبراهيم الحافظ، وعبد الله بن محمد النيلي، قالا: أخبرنا علي بن القاسم المقرئ، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي، قال: كان سلاح رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذا الفقار، وكان سيفا أصابه يوم بدر. وكان له سيف ورثه من أبيه، وأعطاه سعد بن عبادة سيفا يقال له: العضب وأصاب من سلاح بني قينقاع سيفا قلعيا، وفي رواية كان يقال له: البتار واللخيف1، وكان له المخذم2، والرسوب، وكانت ثمانية أسياف. وقال شيخنا شرف الدين الدمياطي: أول سيف ملكه سيف يقال له: المأثور، وهو الذي يقال: إنه من عمل الجن، ورثه من أبيه، فقدم به في هجرته إلى المدينة وأرسل إليه سعد بن عبادة بسيف يدعى "القضب" حين سار إلى بدر وكان له ذو الفقار؛ لأنه كان في وسطه مثل فقرات الظهر، صار إليه يوم بدر، وكان للعاص بن منبه أخي نبيه ابني الحجاج بن عامر السهمي -قتل العاص، وأبوه، وعمه كفارا يوم بدر- وكانت قبيعته، وقائمته وحلقته، وذؤابته، وبكراته، ونعله، من فضة والقائمة هي الخشبة التي يمسك بها، وهي القبضة. وروى الترمذي من حديث هود بن عبد الله بن سعد بن مزيدة، عن جده مزيدة، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الفتح، وعلى سيفه ذهب وفضة. وهو -بالكسر جمع فقرة، وبالفتح جمع فقارة- سمى بذلك لفقرات كانت فيه، وهي حفر كانت في متنه حسنة، ويقال: كان أصله من حديدة وجدت مدفونة عند الكعبة من دفن جرهم، فصنع منها ذو الفقار وصمصامة عمرو بن معدي كرب الزبيدي، التي وهبا لخالد بن سعيد بن العاص. وأخذ من سلاح بني قينقاع ثلاثة أسياف: سيفا قلعيا، منسوب إلى مرج القلعة -بالفتح- موضع بالبادية، والبار، والحنف، وكان عنده بعد ذلك الرسوب -من رسب في الماء إذا

_ 1 اللخيف: اسم فرسه عليه الصلاة والسلام. 2 المخذم: السريع القطع.

سفل -والمخذم وهو القاطع، أصابهما من الفلس: صنم كان لطيئ، وسيف يقال له القضيب، وهو فعيل بمعنى فاعل، والقضب: القطع. وذكر الترمذي، عن ابن سيرين قال: صنعت سيفي على سيف سمرة، وزعم سمرة أنه صنعه على سَيْفَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ حنفيا1. رواه عثمان بن سعد، عن ابن سيرين، وليس بالقوي، وهو الذي روى عن أنس أن قبيعة سيف النبي صلى الله عليه وسلم كانت من فضة. والحنف: الاعوجاج. قال شيخنا: وكانت له صلى الله عليه وسلم درع يقال لها: ذات الفضول، لطولها، أرسل بها إليه سعد بن عبادة حين سار إلى بدر. وذات الوشاح وهي الموشحة، وذات الحواشي، ودرعان من بني قينقاع، وهما السغدية وفضة، وكانت السغدية درع عكير القينقاعي، وهي درع داود -عليه الصلاة والسلام- التي لبسها حين قتل جالوت. ودرع يقال لها: البتراء، ودرع يقال لها: الخرنق، والخرنق ولد الأرنب. ولبس يوم أحد درعين ذرات الفضول وفضة. وكان عليه يوم خيبر: ذات الفضول والسغدية. وقد توفي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة بثلاثين صاعا من شعير، أخذها قوتا لأهله. وقال عبيس بن مرحوم العطار: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ محمد، عن أبيه، قال: كان في درع رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقتان من فضة في موضع الصدر، وحلقتان من خلف ظهره، قال محمد بن علي: فلبستها فجعلت أخطها في الأرض. قال شيخنا: وكان له خمسة أقواس: ثلاث من سلاح بني قينقاع، وقوس تدعى الزوراء، وقوس تدعى الكتوم، وكانت جعبته تدعى الكافور. وكانت له منطقة من أديم مبشور، فيها ثلاث حلق من فضة، وترس يقال له: الزلوق،

_ 1 ضعيف: أخرجه الترمذي "1683" من طريق أبي عبيدة الحداد، عن عثمان بن سعد، عن ابن سيرين، به. وأشار الترمذي إلى ضعفه بقوله: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلت: إسناده ضعيف، آفته عثمان بن سعد، أبو بكر البصري، وهو ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب".

يزلق عنه السلاح، وترس يقال له: العنق، وأهدى له ترس فيه تمثال عقاب أو كبش، فوضع يده عليه فأذهب الله ذلك التمثال. وأصاب ثلاثة أرماح من سلاح بني قينقاع. وكان له رمح يقال له: المثوى، وآخر يقال له: المتثنى، وحربة اسمها البيضاء، وأخرى صغيرة كالعكاز. وكان له مغفر من سلاح بني قينقاع، وآخر يقال له: السبوغ. وكانت له راية سوداء مربعة من نمرة مخملة، تدعى: العقاب. وأخرج أبو داود، من حديث سماك بن حرب، عن رجل من قومه عن آخر قال: رأيت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم صفراء1، وكانت ألويته بيضا2. وربما جعل فيها الأسود، وربما كانت من خمر بعض أزواجه. وكان فسطاطه يسمى الكن. وكان له محجن قدر ذراع أو أكثر، يمشي ويركب به، ويعلقه بين يديه على بعيره. وكانت له مخصرة تسمى: العرجون، وقيب يسمى: الممشوق. واسم قدحه: الريان. وكان له قدح مضبب غير الريان، يقدر أكثر من نصف المد. وقال ابن سيرين، عن أنس: إن قدح النبي صلى الله عليه وسلم انكسر، واتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة. أخرجه البخاري3.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "2593" من طريق شعبة، عن سماك، عن رجل من قومه، عن آخر منهم قال: فذكره. قلت: إسناده ضعيف لإبهام الرجلين. 2 حسن: أخرجه الترمذي "1681"، وابن ماجه "2818" من طريق يحيى بن إسحاق وهو السالحاني، حدثنا يزيد بن حبان قال: سمعت أبا مجلز لاحق بن حميد يحدث عن ابن عباس قال: كَانَتْ رَايَةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم سوداء ولواؤه أبيض". وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس". قلت: إسناده حسن، يحيى بن إسحاق السالحاني، صدوق، وكذا يزيد بن حبان، صدوق أيضا كما قال الحافظ في "التقريب". 3 صحيح: أخرجه البخاري "5638" من طريق يحيى بن حماد، أخبرنا أبو عوانة، عن عاصم الأحول، عن أنس، به.

وكان له قدح من زجاج، وتور من حجارة، يتوضأ منه كثيرا، ومخضب من شبه. وركوة تسمى: الصادرة، ومغسل من صفر، وربعة أهداها له المقوقس، يجعل فيها المرآة ومطا من عاج، والمكحلة، والمقص، والسواك. وكانت له نعلان سبتيتان، وقصعة، وسرير، قطيفة. وكان يتبخر بالعود والكافور. وقال ابن فارس بإسنادي الماضي إليه: يقال: ترك يوم توفي صلى الله عليه وسلم ثوبي حبرة، وإزارا عمانيا، وثوبين صحاريين، وقميصا صحاريا وقميصا سحوليا، وجبة يمنية، وخميصة، وكساء أبيض، وقلانس صغارا ثلاثا أو أربعا، وإزارا طوله خمسة أشبار، وملحفة يمنية مورسة. وأكثر هذا الباب كما ترى بلا إسناد، نقله هكذا ابن فارس، وشيخنا الدمياطي، فالله أعلم هل هو صحيح أم لا؟ وأما دوابه فروى البخاري من حديث عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، كان للنبي صلى الله عليه وسلم في حائطنا فرس يقال له: اللحيف. وروى عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد -وهو ضعيف- عن أبيه، عن جده قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أفراس يعلفهن عند أبي سعد بن سعد الساعدي، فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يسميهن: اللزاز، والظرب، واللحيف. رواه الواقدي عنه، وزاد في الحديث بالسند: فأما لزاز فأهداه له المقوقس، وأما اللحيف فأهداه له ربيعة بن أبي البراء، فأثابه عليه فرائض من نعم بني كلاب، وأما الظرب فأهداه له فروة بن عمرو الجذامي. واللزاز من قولهم: لازرته أي: لاصقته، والملزز: المجتمع الخلق. والظرب: واحد الظراب، وهي الروابي الصغار، سمي به لكبره وسمنه، وقيل: لقوته، وقاله الواقدي بطاء مهملة، وقال: سمي الطرب لتشوفه وحسن صهيله. واللحيف: بمعنى لاحف، كأنه يلحف الأرض بذنبه لطوله، وقيل: اللحيف، مصغرا. وأول فرس ملكه: السكب، وكان اسمه عند الأعرابي: الضرس، فاشتراه منه بعشر أواقي، أول ما غزا عليه أحدا، ليس مع المسلمين غيره، وفرس لأبي بردة بن نيار. وكان له فرس يدعى: المرتجز، سمي به لحسن صهيله، وكان أبيض. والفرس وإذا كان خفيف الجري فهو سكب وفيض كانسكاب الماء. وأهدى له تميم الداري فرسا يدعى الورد، فأعطاه عمر.

والورد: بين الكميت والأشقر. وكانت له فرس تدعى سبحة، من قولهم: طرف سابح، إذا كان حسن مد اليدين في الجري. قال الدمياطي: فهذه سبعة أفراس متفق عليها، وذكر بعدها خمسة عشر فرسا مختلف فيها، وقال: قد شرحناها في "كتاب الخيل". قال: وكان سرجه دفتاه من ليف. وكانت له بغلة أهداها له المقوقس، شهباء يقال لها: دلدل، مع حمار يقال له: عفير، وبغلة يقال لها: فضة، أهداها له فروة الجذامى، مع حمار يقال له: يعفور، فوهب البغلة لأبي بكر، وبغلة أخرى. قال أبو حميد الساعدي: غزونا تبوك، فجاء رسول ابن العلماء صاحب أيلة إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكتاب، وأهدى له بغلة بيضاء، فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وأهدى له بردة، وكتب له ببحرهم. والحديث في الصحاح. وقال ابن سعد: وبعث صاحب دومة الجندل إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببغلة وجبة سندس. وفي إسناد عبد الله بن ميمون القداح، وهو ضعيف ويقال: إن كسرى أهدى له بغلة، وهذا بعيد؛ لأنه -لعنه الله- مزق كتاب النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت له الناقة التي هاجر عليها من مكة، تسمى القصواء، والعضباء، والجدعاء، وكانت شهباء. وقال أَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ، عَنْ قُدَامَةَ بنِ عَبْدِ الله، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ناقة صهباء يرمي الجمرة، لا ضرب ولا طرد، ولا إليك إليك. حديث حسن. الصهباء: الشقراء. وكانت له صلى الله عليه وسلم لقاح أغارت عليها غطفان وفزارة، فاستنقذها سلمة ابن الأكوع وجاء بها يسوقها. أخرجه البخاري1. وهو من الثلاثيات.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3041"، ومسلم "1806" من طريق يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، به.

وجاء أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُهدِيَ يوم الحديبية جملا في أنفه برة من فضة، كان غنمه من أبي جهل يوم بدر، أهداه ليغيظ بذلك المشركين إذا رأوه، وكان مهريا يغزو عليه ويضرب في لقاحه. وقيل: كان له صلى الله عليه وسلم عشرون لقحة بالغابة، يراح إليه منها كل ليلة بقربتين من لبن. وكانت له خمس عشرة لقحة، يرعاها يسار مولاه الذي قتله العرنيون واستاقوا اللقاح، فجيء بهم فسملهم. وكان له من الغنم مائة شاة، لا يريد أن تزيد، كلما ولد الراعي بهمة ذبح مكانها شاة.

وقد سحر النبي صلى الله عليه وسلم وسم في شواء: قال وهيب، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سحر، حتى كان يخيل إليه أنه يصنع الشيء ولم يصنعه، حتى إذا كان ذات يوم رأيته يدعو، فقال: "أشعرت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته: أتاني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما: ما وجع الرجل؟ قال الآخر: مطبوب، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: فبم؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعه ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في ذي أروان". فانطلق رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رجع أخبر عائشة، فقال: كأن نخلها رؤوس الشياطين، وكأن ماءوها نقاعة الحناء فقلت: يا رسول الله أخرجه للناس. قال: أما أنا فقد شفاني الله، وخشيت أن أثور على الناس منه شرا1. في لفظ: في بئر ذي أروان2. روى عمر مولى غفرة -وهو تابعي- أن لبيد بن أعصم سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى التبس بصره وعاده أصحابه، ثم إن جبريل وميكائيل أخبراه، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فاعترف، فاستخرج السحر من الجب، ثم نزعه فحله، فكشف عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعفا عنه. وروى يونس، عن الزهري قال في ساحر أهل العهد: لا يقتل، قد سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي، فلم يقتله. وعن عكرمة أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عفا عنه. قال الواقدي: هذا أثبت عندنا ممن روى أنه قتله. وقال أَبُو مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: كانوا يقولون: إن اليهود سمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمت أبا بكر. وفي الصحيح عن ابن عباس أن امرأة من يهود خيبر أهدت لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً مسمومة3. وعن جابر، وأبي هريرة، وغيرهما أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما افتتح خيبر واطمأن جعلت

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5763"، ومسلم "2189" من طريق هشام بن عروة، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2189" "43"، وهي بئر في المدينة في بستان بني زريق. 3 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 305" حدثنا سريج، حدثنا عباد، عن هلال، عن عكرمة، عن ابن عباس به. وإسنده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح خلا هلال، وهو ابن خباب، وهو ثقة وأخرجه البخاري "2617"، ومسلم "2190" من طريق خالد بن الحارث، حدثنا شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك، به.

زينب بنت الحارث -وهي بنت أخي مرحب وامرأة سلام بن مشكم- سما قاتلا في عنز لها ذبحتها وصلتها، وأكثرت السم في الذراعين والكتف، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم المغرب انصرف وهي جالسة عند رحلة، فقالت: يا أبا القاسم هدية أهديتها لك. فأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فأخذت منها، ثم وضعت بين يديه وأصحابه حضور، منهم بشر بن البراء بن معرور، وتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهش من الذراع، وتناول بشر عظما آخر، فانتهش منه، وأكل القوم منها فلما أَكَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقمة قال: "ارفعوا أيديكم فإن هذه الذراع تخبرني أنها مسمومة". فقال بشر: والذي أكرمك، لقد وجدت ذلك من أكلتي، فما منعني أن ألفظها إلا أني كرهت أن أبغض إليك طعامك، فلما أكلت ما في فيك لم أرغب بنفسي عن نفسك، ورجوت أن لا تكون ادردتها وفيها بغي فلم يقم بشر حتى تغير لونه، وما طله وجعه سنة ومات1. وقال بعضهم: لم يرم بشر من مكانه حتى توفي، فدعاها فقال: ما حملك؟ قالت: نلت من قومي، وقتلت أبي وعمي وزوجي، فقلت: غن كان نبيا فستخبره الذراع، وإن كان ملكا استرحنا منه، فدفعها إلى أولياء بشر يقتلونها. وهو الثبت. وقال أبو هريرة: لم يعرض لها واحتجم النبي صلى الله عليه وسلم على كاهله. حجمه أبو هند بقرن وشفرة، وأمر أصحابه فاحتجموا أوساط رؤوسهم، وعاش بعد ذلك ثلاث سنين. وكان في مرض موته يقول: "ما زلت أجد من الأكلة التي أكلتها بخيبر، وهذا أوان انقطاع أبهري"، وفي لفظ: "ما زالت أكلة خيبر يعاودني ألم سمها" -والأبهري عرق في الظهر- وهذا سياق غريب. وأصل الحديث في "الصحيح". وروى أبو الأحوص، عن أبي مسعود، قال: لأن أحلف بالله تسعا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة، يعني أنه مات موتا، وذلك بأن الله اتخذه نبيا وجعله شهيدا.

_ 1 حسن من حديث أبي هريرة: وهو عند أبي داود "4512" حدثنا وهب بن بقية عن خالد، عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة، به. قلت: إسناده حسن، محمد بن عمرو، هو ابن علقمة بن وقاص الليثي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب" وبقية رجاله ثقات. وأبو سلمة، هو ابن عبد الرحمن بن عوف القرشي المدني. وخالد، هو ابن عبد الله الواسطي وأما حديث جابر: فأخرجه أبو داود "4510" حدثنا سليمان بن داود المهري، حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن جابر، به. قلت: إسناده ضعيف لانقطاعه بين ابن شهاب وجابر بن عبد الله. وبقية رجاله ثقات يونس، هو ابن يزيد الأيلي وابن وهب، هو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي، أبو محمد المصري.

باب ما وجد من صورة نبينا: وصور الأنبياء عند أهل الكتاب بالشام: قال عبد الله بن شبيب الربعي وهو ضعيف بمرة: حدثنا محمد بن عمر بن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم، قال: حدثتني أم عثمان عمتي، عن أبيها سعيد، عن أبيه، أنه سمع أباه جبير بن مطعم يقول: لما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم، وظهر أمره بمكة، خرجت إلى الشام، فلما كنت ببصرى أتتني جماعة من النصارى فقالوا لي: أمن الحرم أنت؟ قلت: نعم قالوا: فتعرف هذا الذي تنبأ فيكم؟ قلت: نعم. فأدخلوني ديرا لهم فيه صور فقالوا: انظر هل ترى صورته؟ فنظرت فلم أر صورته، قلت: لا أرى صورته، فأدخلوني ديرا أكبر من ذاك فنظرت، وإذا بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصورته وبصفة أبي بكر وصورته، وهو آخذ بعقب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا لي: هل ترى صفته؟ قلت: نعم قالوا: أهو هذا؟ قلت: اللهم نعم، أشهد أنه هو. قالوا: أتعرف هذا الذي أخذ بعقبه؟ قلت: نعم قالوا: نشهد أن هذا صاحبكم وأن هذا الخليفة من بعده. رواه البخاري في "تاريخه" عن محمد، غير منسوب عن محمد بن عمر بن سعيد، أخصر من هذا. وقال إبراهيم بن الهيثم البلدي: حدثنا عبد العزيز بن مسلم بن إدريس، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن شرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، عن هشام بن العاص الأموي، قال: بعثت أنا ورجل من قريش إلى هرقل ندعوه إلى الإسلام، فنزلنا على جبلة بن الأيهم الغساني، فدخلنا عليه، وإذا هو على سرير له، فأرسل إلينا برسول نكلمه، فقلنا: والله لا نكلم رسولا، إنما بعثنا إلى الملك، فأذن لنا وقال: تكلموا فكلمته ودعوته إلى الإسلام وإذا عليه ثياب سواد قلنا: ما هذه؟ قال: لبستها وحلفت أن لا أنزعها حتى أخرجكم من الشام قلنا: ومجلسك هذا، فوالله لنأخذنه منك، ولنأخذن ملك الملك الأعظم إن شاء الله، أخبرنا بذلك نبينا قال: لستم بهم، بل هم قوم يصومون بالنهار فكيف صومكم؟ فأخبرناه، فملأ وجهه سوادا وقال: قوموا، وبعث معنا رسولا إلى الملك، فخرجنا حتى إذا كنا قريبا من المدينة، قال الذي معنا: إن دوابكم هذه لا تدخل مدينة الملك، فإن شئتم

حلمناكم على براذين وبغال؟ قلنا: والله لا ندخل إلا عليها، فأرسلوا إلى الملك أنهم يأبون، فدخلنا على رواحلنا متقلدين سيوفنا، حتى انتهينا إلى غرفة له، فأنخنا في أصلها، وهو ينظر إلينا، فقلنا: لا إله إلا الله والله أكبر، والله يعلم لقد تنقضت الغرفة حتى صارت كأنها عذق تصفقه الرياح، فأرسل إلينا: ليس لكم أن تجهروا علينا بدينكم، وأرسل إلينا أن أدخلوا، فدخلنا عليه، وهو على فراش له، عنده بطارقته من الروم، وكل شيء في مجلسه أحمد، وما حوله حمرة، وعليه ثياب من الحمرة، فدنوا منه، فضحك وقال: ما كان عليكم لو حييتموني بتحيتكم. فإذا عنده رجل فصيح بالعربية، كثير الكلام، فقلنا: إن تحيتنا فيما بيننا لا تحل لك، وتحيتك التي تحيا بها لا يحل لنا أن نحييك بها قال: كيف تحيتكم فيما بينكم؟ قلنا: السلام عليكم قال: فبم تحيون ملككم؟ قلنا: بها قال: وكيف يرد عليكم؟ قلنا: بها قال: فما أعظم كلامكم؟ قلنا: لا إله إلا الله والله أكبر. فلما تكلمنا با قال: والله يعلم لقد تنقضت الغرفة، حتى رفع رأسه إلينا فقال: هذه الكلمة التي قلتموها حيث تنقضت الغرفة كلما قلتموها في بيوتكم تنقض بيوتكم عليكم؟ قلنا: لا، ما رأيناها فعلت هذه قط إلا عندك قال: لوددت أنكم كلما قلتم تنقض كل شيء عليكم، وأني خرجت من نصف ملكي قلنا: لم؟ قال: لأنه كان أيسر لشأنها، وأجدر ألا يكون من أمر النبوة، وأن يكون من حيل الناس ثم سألنا عما أراد، فأخبرناه، ثم قال: كيف صلاتكم وصومكم؟ فأخبرناه، فقال: قوموا، فقما، فأمر لنا بمنزل حسن ونزل كثير، فأقمنا ثلاثا، فأرسل إلينا ليلا فدخلنا عليه، فاستعاد قولنا، ثم دعا بشيء كهيئة الربعة العظيمة، مذهبة فيها بيوت صغار، عليها أبواب، ففتح بيتا وقفلا، واستخرج حريرة سوداء فنشرها فإذا فيها صورة حمراء، وإذا فيها رجل ضخم العينين عظيم الأليتين، لم أر مثل طول عنقه، وإذا ليست له لحية، وإذا ضفيرتان أحسن ما خلق الله، قال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال هذا آدم عليه السلام ثم فتح لنا بابا آخر، فاستخرج منه حريرة سوداء، وإذا فيها صورة بيضاء، وإذا له شعر كشعر القطط، أحمر العينين ضخم الهامة حسن اللحية، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا نوح عليه السلام ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة سوداء، وإذا فيها رجل شديد البياض حسن العينين صلت الجبين طويل الخد أبيض اللحية كأنه يتبسم، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا إبراهيم عليه السلام، ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة سوداء، فإذا فيها صورة بيضاء وإذا والله رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أتعرفون هذا؟ قلنا: نعم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبكينا قال: والله يعلم أنه قام قائما ثم جلس وقال: والله إنه لهو؟ قلنا: نعم إنه لهو، كأنما تنظر إليه، فأمسك ساعة ينظر إليها، ثم قال: أما إنه كان آخر البيوت، ولكني

عجلته لكم لأنظر ما عندكم، ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة سوداء، فإذا فيها صورة أدماء سحماء وإذا رجل جعد قطط، غائر العينين، حديد النظر، عابس، متراكب الأسنان، مقلص الشفة، كأنه غضبان، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا موسى عليه السلام وإلى جنبه صورة تشبهه إلا أنه مدهان الرأس، عريض الجبين، في عينه قبل، فقال: هل عرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا هارون بن عمران، ثم فتح بابا آخر، فاستخرج حريرة بيضاء، فإذا فيها صورة رجل آدم سبط ربعة كأنه غضبان، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا لوط عليه السلام ثم فتح بابا آخر، فاستخرج منه حريرة بيضاء، فإذا فيها صورة رجل أبيض مشرب حمرة، أقنى، خفيف العارضين، حسن الوجه، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال هذا إسحاق عليه السلام، ثم فتح بابا آخر، فاستخرج منه حريرة بيضاء، فإذا فيها صورة تشبه إسحاق إلا أنه على شفته السفلى خال، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا يعقوب عليه السلام، ثم فتح بابا آخر، فاستخرج منه حريرة سوداء، فيها صورة رجل أبيض حسن الوجه أقنى الأنف حسن القامة يعلو وجهه نور يعرف في وجه الخشوع يضرب إلى الحمرة فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا إسماعيل جد نبيكم، ثم فتح بابا آخر، فاستخرج حريرة بيضاء فيها صورة كأنها صورة آدم، كأنه وجهه الشمس، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا يوسف عليه السلام، ثم فتح بابا آخر، فاستخرج حريرة بيضاء، فيها صورة رجل أحمر، حمش الساقين، أخفش العينين، ضخم البطن، ربعة متقلد سيفا، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا داود عليه السلام ثم فتح بابا آخر فاستخرج حريرة بيضاء، فيها صورة رجل ضخم الأليتين، طويل الرجلين، راكب فرس، فقال: هذا سليمان عليه السلام، ثم فتح بابا آخر، فاستخرج صورة، وإذا شاب أبيض، شديد سواد اللحية، كثير الشعر، حسن العينين، حسن الوجه فقال: هذا عيسى عليه السلام فقلنا: من أين لك هذه الصور؟ لأنا نعلم أنها على ما صورت؛ لأنا رأينا نبينا صلى الله عليه وسلم وصورته مثله، فقال: إن آدم سأل ربه تعالى أن يريه الأنبياء من ولده، فأنزل عليه صورهم وكانت في خزانة آدم عند مغرب الشمس فاستخرجها ذو القرنين من مغرب الشمسن فدفعها إلى دانيال عليه السلام، يعني فصورها دانيال في خرق من حرير، فهذه بأعيانها التي صورها دانيال، ثم قال: أما والله لوددت أن نفسي طابت بالخروج من ملكي، وأني كنت عبدا لشركم ملكة حتى أموت، ثم أجازنا بأحسن جائزة وسرحنا. فلما قدمنا على أبي بكر رضي الله عنه، حدثناه بما رأيناه، وما قال لنا، فبكى أبو بكر

وقال: مسكين، لو أراد الله بن خيرا لفعل، ثم قَالَ: أَخْبَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم واليهود يجدون نعت محمد صلى الله عليه وسلم عندهم. روى هذه القصة أبو عبد الله بن مندة، عن إسماعيل بن يعقوب. ورواها أبو عبد الله الحاكم، عن عبد الله بن إسحاق الخراساني، كلاهما عن البلدي، عن عبد العزيز، ففي رواية الحاكم كما ذكرت من السند وعند ابن مندة، قال: حدثنا عبيد الله عن شرحبيل، وهو سند غريب. وهذه القصة قد رواها الزبير بن بكار، عن عمه مصعب بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن أبيه مصعب، عن عبادة بن الصامت: بعثني أبو بكر الصديق في نفر مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلى هرقل ملك الروم لندعوه إلى الإسلام، فخرجنا نسير على رواحلنا حتى قدمنا دمشق، فذكره بمعناه. وقد رواه بطوله: علي بن حرب الطائي فقال: حدثنا دلهم بن يزيد، قال: حدثنا القاسم ان سويد، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر الأنصاري، عن أيوب بن موسى قال: كان عبادة بن الصامت يحدث، فذكر نحوه. أنبأنا الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر وجماعة، عن عبد الوهاب بن علي الصوفي، قال: أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم الخبري، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن الفضل الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد الكاتب من لفظه سنة ثلاث عشرة وأربع مائة، قال: أخبرنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ بنِ المغيرة الجوهري، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدمشقي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني عمي مصعب بن عبد الله، عن جدي عبد الله بن مصعب، عن أبيه، عن جده، عن عبادة بن الصامت قال: بعثني أبو بكر في نفر من الصحابة إلى ملك الروم لأدعوه إلى الإسلام، فخرجنا نسير على رواحلنا حتى قدمنا دمشق، فإذا على الشام لهرقل جبلة، فاستأذنا عليه، فأذن لنا، فلما نظر إلينا كره مكاننا وأمر بنا فأجلسنا ناحية، وإذا هو جالس على فرش له مع السقف، وأرسل إلينا رسولا يكلمنا ويبلغه عنها، فقلنا: والله لا نكلمه برسول أبدا. فانطلق الرسول فأعلمه ذلك، فنزل عن تلك الفرش إلى فرش دونها، فأذن لنا فدنونا منه، فدعوناه إلى الله وإلى الإسلام، فلم يجب إلى خير، وإذا عليه ثياب سود، فقلنا: ما هذه المسوح؟ قال: لبستها نذرا لا أنزعها حتى أخرجكم من بلادي. قال: قلنا له: تيدك لا تعجل، أتمنع منا مجلسك هذا! فوالله لنأخذنه وملك الملك الأعظم، خبرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم قال: أنتم إذا السمراء قلنا: وما السمراء؟ قال: لستم بهم.

قلنا: ومن هم؟ قال: قوم يقومون الليل ويصومون النهار. قلنا: فنحن والله نصوم النهار ونقوم الليل، قال: فكيف صلاتكم؟ فوصفناها له، قال: فكيف صومكم؟ فأخبرناه به. وسألنا عن أشياء فأخبرناه، فيعلم الله لعلا وجهه سواد حتى كأنه مسح أسود، فانتهرنا وقال لنا: قوموا فخرجنا وبعث معنا أدلاء إلى ملك الروم، فسرنا فلما دنونا من القسطنطينية قالت الرسل الذين معنا: إن دوابكم هذه لا تدخل مدينة الملك، فأقيموا حتى نأتيكم ببغال وبراذين. قلنا: والله لا ندخل إلا على دوابنا، فأرسلوا إليه يعلمونه، فأرسل: أن خلوا عنهم فتقلدنا سيوفنا وركبنا رواحلنا، فاستشرف أهل القسطنطينية لنا، وتعجبوا، فلما دنونا إذا الملك في غرفة له، ومعه بطارقة الروم، فلما انتهينا إلى أصل الغرفة أنخنا ونزلنا وقلنا: "لا إله إلا الله" فيعلم الله لنقضت الغرفة حتى كأنها عذق نخلة تصفقها الرياح، فإذا رسول يسعى إلينا يقول: ليس لكم أن تجهروا بدينكم على بابي. فصعدنا فإذا رجل شاب قد وخطه الشيب، وإذا هو فصيح بالعربية، وعليه ثياب حمر، وكل شيء في البيت أحمر، فدخلنا ولم نسلم، فتبسم وقال: ما منعكم أن تحيوني بتحيتكم؟ قلنا: إنها لا تحل لكم قال: فكيف هي؟ قلنا: السلام عليكم، قال: فما تحيون به ملككم؟ قلنا: بها. قال: فما كنتم تحيون به نبيكم؟ قلنا: با قال: فماذا كان يحييكم به؟ قلنا: كذالك قال: فهل كان نبيكم يرث منكم شيئا؟ قلنا: لا، يموت الرجل فيدع وارثا أو قريبا فيرثه القريب، وأما نبينا فلم يكن يرث منها شيئا قال: فكذلك ملككم؟ قلنا: نعم قال: فما أعظم كلامكم عندكم؟ قلنا: لا إله إلا الله فانتفض وفتح عينيه، فنظر إلينا وقال: هذه الكلمة التي قلتموها فنقضت لها الغرفة؟ قلنا: نعم قال: وكذلك إذا قلتموها في بلادكم نقضت لها سقوفكم؟ قلنا: لا وما رأيناها صنعت هذا قط، وما هو إلا شيء وعظت به. قال: فالتفت إلى جلسائه فقال: ما أحسن الصدق، ثم أقبل علينا فقال: والله لوددت أني خرجت من نصف ملكي وأنكم لا تقولونها على شيء إلا نقض لها قلنا: ولم ذاك؟ قال: ذلك أيسر لشأنها وأحرى أن لا تكون من النبوة، وأن تكون من حيلة الناس ثم قال لنا: فما كلامكم الذي تقولونه حين تفتتحون المدائن؟ قلنا: "لا إله إلا الله والله أكبر". قال: تقولون: "لا إله إلا الله" ليس معه شريك؟ قلنا: نعم قال: وتقولون: "الله أكبر" أي: ليس شيء أعظم منه ليس في العرض والطول؟ قلنا: نعم وسألنا عن أشياء فأخبرناه، فأمر لنا بنزل كثير ومنزل، فقمنا، ثم أرسل إلينا بعد ثلاث في جوف الليل فأتيناه، وهو جالس وحده ليس معه أحد، فأمرنا فجلسنا، فاستعادنا كلامنا، فأعدناه عليه، فدعا بشيء كهيئة الربعة العظيمة مذهبة، ففتحها فإذا فيها بيوت مقفلة، ففتح بيتا منها، ثم استخرج خرقة حرير سوداء.

فذكر الحديث نحو ما تقدم وفيه: فاستخرج صورة بيضاء، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما ننظر إليه حيا، فقال: أتدرون من هذا؟ قلنا: هذه صوة نبينا عليه السلام فقال: آلله بدينكم إنه لهو هو؟ قلنا: نعم، آلله بديننا إنه لهو هو، فوثب قائما، فلبث مليا قائما، ثم جلس مطرقا طويلا، ثم أقبل علينا فقال: أما إنه في آخر البيوت، ولكني عجلته لأخبركم وأنظر ما عندكم، ثم فتح بيتا، فاستخرج خرقة من حرير سوداء فنشرها، فإذا فيها صورة سوداء شديدة السواد، وإذا رجل جعد قطط، كث اللحية، غائر العينين، مقلص الشفتين، مختلف الأسنان، حديد النظر كالغضبان، فقال: أتدرون من هذا؟ قلنا: لا. قال: هذه صورة موسى عليه السلام. وذكر الصور إلى أن قال: قلنا: أخبرنا عن هذه الصور، قال: إن آدم سأل ربه أن يريه أنبياء ولده، فأنزل الله صورهم، فاستخرجها ذو القرنين من خزانة آدم من مغرب الشمس، فصورها دانيال في خرق الحرير، فلم يزل يتوارثها ملك بعد ملك، حتى وصلت إلي، فهذه هي بعينها. فدعوناه إلى الإسلام فقال: أما والله لوددت أن نفسي سخنت بالخروج من ملكي واتباعكم، وأني مملوك لأسوإ رجل منكم خلقا وأشده ملكة، ولكن نفسي لا تسخو بذلك. فوصلنا وأجازنا، وانصرفنا.

باب: في خصائصه صلى الله عليه وسلم وتحديثه أمته بها امتثالا لأمر الله تعالى، بقوله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث}

باب: في خصائصه صلى الله عليه وسلم وتحديثه أمته بها امتثالا لأمر الله تعالى، بقوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث} قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الهاشمي بالإسكندرية، أخبركم محمد بن أحمد بن عمر ببغداد، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهاشمي سنة إحدى وخمسين وخمس مائة، قال: أخبرنا الحسن بن عبد الرحمن الشافعي، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبقسي، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الديبلي سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة، قال: حدثنا محمد بن أبي الأزهر قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال: أخبرنا عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السمان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مثلي ومثل الأنبياء قبلي، كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل من مر من الناس ينظرون إليه ويتعجبون منه ويقولون: هلا وضع هذه اللبنة؟ قال: أنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين". صلى الله عليه وسلم. البخاري1 البخاري عن قتيبة، عن إسماعيل. قال الزهري، عن ابن المسيب وأبي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "نصرت بالرعب وأعطيت جوامع الكلم، وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوضعت بين يدي". أخرجه مسلم والبخاري2. وقال العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فضلت على الأنبياء بستك أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون". أخرجه مسلم3.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 398"، والبخاري "3535"، ومسلم "2286" "22"، والبيهقي في "الدلائل" "1/ 366"، والبغوي "3621" من طرق عن إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السمان، عن أبي هريرة، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "2977"، ومسلم "523" "6" من طريق ابن شهاب، به. 3 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 411-412"، ومسلم "523" "5"، والترمذي في إثر حديث رقم "1553"، "2/ 433"، "9/ 5"، والبيهقي "3617" من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي، به.

وقال مالك بن مغول، عن الزبير بن عدي، عن مرة الهمداني، عن عبد الله قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى أعطي ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن كان من أمته لا يشرك بالله المقحمات. تقحم: أي: تلقى في النار1. والحديث صحيح. وقال أبو عوانة: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "فضلت على الناس بثلاث: جعلت الأرض كلها لنا مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات، من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش" 2. صحيح. وقال بشر بن بكر، عن الأوزاعي: قال: حدثني أبوعمار، عن عبد الله بن فروخ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أنا سيد بني آدم يوم القيامة، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع وأول مشفع" 3. اسم أبي عمار: شداد. أخرجه مسلم. وقال أبو حيان التيمي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلحم، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فنهس منها، فقال: "أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداني وينفذهم البصر". -فذكر حديث الشفاعة بطوله. متفق عليه4. وقال ليث بن سعد، عن ابن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس: سمعت

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "173" حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أبو أسامة، حدثنا مالك بن مغول، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "522" من طريق محمد بن فضيل، عن أبي مالك الاشجعي، عن ربعي، به. 3 صحيح: أخرجه مسلم "2278" من طريق هقل بن زياد، عن الأوزاعي، به. 4 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه ابن أبي شيبة "11/ 444"، وأحمد "2/ 435-436"، والبخاري "3340" و"3361" و"4712"، ومسلم "194"، والترمذي "2434"، وابن أبي عاصم في "السنة" "811"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص242-244"، وابن منده "879"، "880"، "881" وأبو عوانة "1/ 170-173، 173، 174"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص315"، والبغوي "4332" من طرق عن أبي حيان يحيى بن سعيد، عن أبي زرعة، به.

النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، ولا فخر، وأعطيت لواء الحمد، ولا فخر، وأنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر". -وساق الحديث بطوله في الشفاعة1. وفي الباب حديث ابن عباس. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وفي القرآن آيات متعددة في شرف المصطفى عليه السلام. وعن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، قال: ما خلق الله خلقا أحب إليه من محمد صلى الله عليه وسلم، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد إلا بحياته فقال: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر: 72] . وفي "الصحيح" من حديث قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بينا أنا نائم أريت أني أسير في الجنة، فإذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيْلُ؟ قَالَ: هَذَا الكوثر الذي أعطاك الله، قال: فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر". وقال الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "حوضي كما بين صنعاء وأيلة، وفيه من الأباريق عدد نجوم السماء" 2. وقال يزيد بن أبي حبيب: حدثنا أبو الخير، أنه سمع عقبة بن عامر، يقول: آخر ما خَطَبَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صلى على شهداء أحد، ثم رقي المنبر وقال: "إني لكم فرط وأنا شهيد عليكم، وأنا أنظر إلى حوضي الآن، وأنا في مقامي هذا، وإني والله ما أخاف أن تشركوا

_ 1 صحيح: وإسناده صحيح رجاله ثقات رجال البخاري ومسلم. وابن الهاد، هو يزيد بن عبد الله بن الهاد الليثي، أبو عبد الله المدني الأعرج. روى له الجماعة. وورد عن أبي سعيد: أخرجه أحمد "3/ 2"، والترمذي "3148"، وابن ماجه "4308" من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عنه، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: إسناده ضعيف، آفته علي بن زيد بن جدعان، فإنه ضعيف، لكنه يرتقي للصحة بشاهد أنس الصحيح والله تعالى أعلى وأعلم. 2 صحيح: أخرجه البخاري "6580"، ومسلم "2303" من طريق ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُوْنُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، به.

بعدي، ولكني أريت أني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، فأخاف عليكم أن تنافسوا فيها" 1. وروى "مسلم" من حديث جابر بن سمرة، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني فرطكم على الحوض، وإن بعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة، كأن الأباريق فيه النجوم" 2. وقال مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمِ بنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إن الله يدخل من أمتي يوم القيامة سبعين ألفا بغير حساب". فقال رجل: يا رسول الله فما سعة حوضك؟ قال: ما بين عدن وعمان وأوسع، وفيه مثعبان من ذهب وفضة، شرابه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب ريحا من المسك، من شرب منه لا يظمأ بعدها أبدا، ولن يسود وجهه أبدا". هذا حديث حسن. وروى ابن ماجه من حديث عطية -وهو ضعيف- عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لي حوض طوله ما بين الكعبة إلى بيت المقدس أشد بياضا من اللبن، آنيته عدد النجوم، وإني أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة". وقال عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ عَنْ مُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "الكوثر نهر في الجنة حافتاه الذهب، ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك وأشد بياضا من الثلج". وثبت أن ابن عباس قال: الكوثر: الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه رواه سعيد بن جبير، وقال: النهر: الذي في الجنة من الخير الكثير. وصح من حديث عائشة قالت: الكوثر نهر في الجنة أعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، شاطئه در مجوف. وروي عن عائشة قالت: من أحب أن يسمع خرير الكوثر فليضع إصبعيه في أذنيه. وصح عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة، وأول من يشفع".

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6590"، ومسلم "2296" من طريق ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2305" من طريق زياد بن خيثمة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، به.

وصح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وكان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة". وقال سليمان التيمي، عن سيار، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إن الله فضلني على الأنبياء، أو قال: أمتي على الأمم -بأربع: أرسلني إلى الناس كافة، وجعل الأرض كلها لي لأمتي مسجدا وطهورا فأينما أدرك الرجل من أمتي الصلاة فعنده مسجده وطهوره، ونصرت بالرعب، يسير بين يدي مسيرة شهر يقذف في قلوب أعدائي، وأحلت لنا الغنائم". إسناده حسن، وسيار صدوق. أخرجه أحمد في "مسنده". وقال سَعِيْدُ بنُ بَشِيْرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "فضلت على الناس بأربع: بالشجاعة، والسماحة، وكثرة الجماع، وشدة البطش".

باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم

باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم قال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن عمر بن ربيعة، عن عبيد مولى الحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ، عن أبي مويهبة مولى رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أنبهني رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فقال: "يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع". فخرجت معه حتى أتينا البقيع، فرفع يديه فاستغفر لهم طويلا ثم قال: "ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولا، للآخرة شر من الأولى، يا أبا مويهبة إني قد أعطيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة". فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة، فقال: "والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي والجنة". ثم انصرف، فلا أصبح ابتدئ بوجعه الذي قبضه الله فيه". رواه إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، وعبيد بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص. وقال معمر، عن ابن طاوس، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "خيرت بين أن أبقى حتى أرى ما يفتح على أمتي وبين التعجيل، فاخترت التعجيل". وقال الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: اجتمع نساء رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم تغادر منهن امرأة، فَجَاءتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي مَا تُخْطِئُ مِشْيَتُهَا مِشْيَةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "مرحبا بابنتي"، فأجلسها عن يمينه أو شماله، فسارها بشيء، فبكت، ثم سارها فضحكت، فقلت لها: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسرار وتبكين! فلما أن قام قلت لها: أخبريني بما سارك؟ قالت: ما كنت لأفشي سره. فلما توفي قلت لها: أسألك بما لي عليك من الحق لما أخبرتيني قالت: أما الآن فنعم، سارني فقال: "إن جبريل -عليه السلام- كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أرى ذلك إلا لاقتراب أجلي، فاتقي الله واصبري فنعم السلف أنا لك". فبكيت، ثم سارني فقال: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين -أو سيدة نساء هذه الأمة- ". يعني فضحكت. متفق عليه. وروى نحو عروة، عن عائشة، وفيه أنها ضحكت؛ لأنه أخبرها أنها أول أهله يتبعه. رواه مسلم. وقال عباد بن العوام، عَنْ هِلاَلِ بنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نزلت

{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْح} [النصر: 1] ، دَعَا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةُ فقال: "إنه قد نعيت إلي نفسي". فبكت ثم ضحكت، قالت: "أخبرني أنه نعي إليه نفسه فبكيت"، فقال لي: "اصبري فإنك أول أهلي لاحقا بي"، فضحكت. وقال سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، قال: قالت عائشة: وارأساه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك". فقالت: واثكلاه والله إني لأظنك تحب موتي، ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك. فقال: "بل أنا وارأساه لقد هممت -أو أردت- أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون، ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون". رواه البخاري هكذا. وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يعقوب بن عتبة، عن الزهري، عن عبيد الله، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يصدع وأنا أشتكي رأسي، فقلت: وارأساه. فقال: "بل أنا والله وارأساه، وما عليك لو مت قبلي فوليت أمرك وصليت عليك وواريتك". فقلت: والله إني لأحسب أن لو كان ذلك، لقد خلوت ببعض نسائك في بيتي في آخر النهار فأعرست بها، فَضَحِكَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تمادى به وجعه، فاستعز برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدور على نسائه في بيت ميمونة، فاجتمع إليه أهله، فقال العباس: إنا لنرى برسول الله صلى الله عليه وسلم ذات الجنب فهلموا فلنلده، قلدوه، وأفاق رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "من فعل هذا"؟ قالوا: عمك العباس، تخوف أن يكون بك ذات الجنب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها من الشيطان، وما كان الله تعالى ليسلطه علي، لا يبقى في البيت أحد إلا لددتموه إلا عمي العباس"، فلد أهل البيت كلهم، حتى ميمونة، وإنها لصائمة يومئذ، وذلك بعين رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ استأذن نساءه أن يمرض في بيتي، فخرج صلى الله عليه وسلم إلى بيتي، وهو بين العباس وبين رجل آخر، تخط قدماه الأرض إلى بيت عائشة، قال عبيد الله: فحدثت بهذا الحديث ابن عباس فقال: تدري من الرجل الآخر الذي لم تسمه عائشة؟ قلت: لا قال: هو علي رضي الله عنه. وقال البخاري: قال يونس، عن ابن شهاب، قال عروة: كانت عائشة تقول: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ في مرضه الذي توفي فيه: "يا عائشة لم أزل أجد ألم الأكلة التي أكلت بخيبر، فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم". وقال الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أن عائشة

قالت: لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتد به الوجع استأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة، فأذن له، فخرج بين رجلين تخط رجلاه في الأرض، قالت: لما أدخل بيتي اشتد وجعه فقال: "أهرقن علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس". فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسم، ثم طفقنا نصب عليه، حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن، فخرج إلى الناس فصلى بهم ثم خطبهم. متفق عليه. وقال سالم أبو النضر، عن بسر بن سعيد وعبيد بن حنين، عن أبي سعيد قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال: "إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله". فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه، فكان المخير رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أبو بكر أعلمنا به، فقال: "لا تبك يا أبا بكر، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذته خليلا، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقى في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر". متفق عليه. وقال أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أبي المعلى، عن أبيه أحد الأنصار، فذكر قريبا من حديث أبي سعيد الذي قبله. وقال جرير بن حازم: سمعت يَعْلَى بنِ حَكِيْمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بخرقة، فصعد المِنْبَرِ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إنه ليس من الناس أحد أمن علي بنفسه وماله من أبي بكر، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر". أخرجه البخاري. وقال زيد بن أبي أنيسة، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن الحارث: حدثني جندب أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يتوفى بخمس يقول: "قد كان لي منكم إخوة وأصدقاء وإني أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيْلٍ مِن خُلَّتِهِ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذاً خَلِيْلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيْلاً، وإن ربي اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، وإن قوما ممن كانوا قبلكم يتخذون قبور أنبيائهم وصلحائهم مساجد، فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك". رواه مسلم. مؤمل بن إسماعيل، عن نافع بن عمر، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَة، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرضه الذي قبض فيه أغمي عليه، فلما أفاق قال: "ادعي لي أبا بكر فلأكتب له لا يطمع طامع في أمر أبي بكر ولا يتمنى متمن"، ثم قال: "يأبى الله ذلك والمؤمنون" -ثلاثا- قالت: فأبى الله إلا أن يكون أبي.

قال أبو حاتم الرازي: حدثناه يسرة بن صفوان، عن نافع، عن ابن أبي مليكة مرسلا، وهو أشبه. وقال عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج من مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بعصابة دسماء ملتحفا بملحفة على منكبيه، فجلس على المنبر وأوصى بالأنصار، فكان آخر مجلس جلسه. رواه البخاري. ودسماء: سوداء. وقال ابن عيينة: سمعت سليمان يذكر عن سعيد بن جبير، قال: قال ابن عباس: يوم الخميس، وما يوم الخميس، ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت: يا أبا عباس: وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال: "ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا". قال: فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا: ما شأنه، أهجر؟! استفهموه، قال: فذهبوا يعيدون عليه، قال: "دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه" قال: وأوصاهم عند موته بثلاث فقال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، قال: وسكت عن الثالثة، أو قالها فنسيتها. متفق عليه. وقال الزُهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عن ابن عباس، قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي البيت رجال فيهم عمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا". فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عِنْد رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: "قوموا". فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم. متفق عليه. وإنما أراد عمر -رضي الله عنه- التخفيف عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حين رآه شديد الوجع، لعلمه أن الله قد أكمل ديننا، ولو كان ذلك الكتاب واجبا لكتبه النبي صلى الله عليه وسلم لهم، ولما أخل به. وقال يونس، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله، عن أبيه، قال: لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس". فقالت له عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء. فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس". فعاودته مثل مقالتها فقال: "أنتن صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس". أخرجه البخاري. وقال محمد بن إسحاق، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الله، عن ابن عباس، عن

أمه أم الفضل قالت: خرج إِلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عاصب رأسه في مرضه، فصلى بنا المغرب، فقرأ بالمرسلات، فما صلى بعدها حتى لقي الله، يعني فما صلى بعدها بالناس. وإسناده حسن. ورواه عقيل، عن الزهري، ولفظه أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في المغرب بالمرسلات، ما صلى لنا بعدها. البخاري. وقال موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله، حدثتني عائشة قالت: ثَقُلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "أصلي الناس"؟ فقلنا: لا، هم ينتظرونك. قال: "ضعوا لي ماء في المخضب". ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب لينوء، فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: "أصلى الناس"؟ فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله فقال: "ضعوا لي ماء في المخضب". قالت: ففعلنا، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: "أصلى الناس"؟ فقلنا: لا، وهم ينتظرونك، والناس عكوف في المجسد ينتظرون رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةُ العشاء. قالت: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر يصلي بالناس، فأتاه الرسول بذلك، فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا: يا عمر صل بالناس فقال له عمر: أنت أحق بذلك مني قالت: فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام، ثم أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجد من نفسه خفة، فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر، وأبو بكر يصلي بالناس، قالت: فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يتأخر، وقال لهما: أجلساني إلى جنبه، فأجلساه إلى جنب أبي بكر، فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم بِصَلاَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والناس يصلون بصلاة أبي بكر، والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد. قال عبيد الله: فعرضته على ابن عباس ما أنكر منه حرفا. متفق عليه. وكذلك رواه الأسود بن يزيد، وعروة، أن أبا بكر علق صلاته بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك روى الأرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس. وكذلك روى غيرهم. وأما صلاته خلف أبي بكر فقال شعبة، عَنْ نُعَيْمِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي وائل، عن مسروق، عن عائشة، قالت: صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مرضه الذي مات فيه خلف أبي بكر قاعدا. وروى شعبة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى خلف أبي بكر. وروى هشيم، ومحمد بن جعفر بن أبي كثر، واللفظ لهشيم، عن حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ

النبي صلى الله عليه وسلم خرج وأبو بكر يصلي بالناس، فجلس إلى جنبه وهو في بردة قد خالف بين طرفيها، فصلى بصلاته. وروى سَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بنِ أيوب، قال: حدثني حميد الطويلن عن ثابت، حدثه عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى خلف أبي بكر في ثوب واحد برد، مخالفا بين طرفيه، فلما أراد أن يقوم قال: "ادعوا لي أسامة بن زيد"، فجاء فأسند ظهره إلى نحره، فكانت آخر صلاة صلاها. وكذلك رواه سليمان بن بلال بزيادة ثابت البناني فيه. وفي هذا دلالة على أن هذه الصلاة كانت الصبح، فإنها آخر صلاة صلاها، وهي التي دعا أسامة عند فراغه منها، فأوصاه في مسيره بما ذكر أهل المغازي. وهذه الصلاة غير تلك الصلاة التي ائتم فيها أبو بكر به، وتلك كانت صلاة الظهر من يوم السبت أو يوم الأحد. وعلى هذا يجمع بين الأحاديث، وقد استوفاها الحافظ الإمام الحبر أبو بكر البيهقي. رحمه الله. وقال موسى بن عقبة: اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم في صفر، فوعك أشد الوعك؛ واجتمع إليه نساؤه يمرضنه أياما، وهو في ذلك ينحاز إلى الصلوات حتى غلب، فجاءه المؤذن فآذنه بالصلاة، فنهض فلم يستطع من الضعف فقال للمؤذن: "اذهب إلى أبي بكر فمره فليصل". فقالت عائشة: إن أبا بكر رجل رقيق، وإنه إن قام مقامك بكى، فأمر عمر فليصل بالناس فقال: "مروا أبا بكر"، فأعادت عليه، فقال: "إنكن صواحب يوسف". فلم يزل أبو بكر يصلي بالناس حتى كان ليلة الاثنين من ربيع الأول، فأقلع عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوعك وأصبح مفيقا، فغدا إلى صلاة الصبح يتوكأ على الفضل وغلام له يدعى نوبا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما، وقد سجد الناس مع أبي بكر من صلاة الصبح، وهو قائم في الأخرى، فتخلص رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف يفرجون له، حتى قام إلى جنب أبي بكر فاستأخر أبو بكر، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوبه فقدمه في مصلاه فصفا جميعا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، وأبو بكر قائم يقرأ، فلما قضى قراءته قَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فركع معه الركعة الآخرة، ثم جلس أبو بكر يتشهد والناس معه، فلما سلم أتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الركعة الآخرة، ثم انصرف إلى جذع من جذوع المسجد، والمسجد يومئذ سقفه من جريد وخوص، ليس على السقف كبير طين، إذا كان المطر امتلأ المسجد طينا، إنما هو كهيئة العريش، وكان أسامة قد تجهز للغزو.

باب: حال النبي صلى الله عليه وسلم لما احتضر قال الزهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أن عائشة، وابن عباس قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". يحذر ما صنعوا. متفق عليه1. حدثنا أحمد بن إسحاق بمصر قال: أخبرنا عمر بن كرم ببغداد، قال: أخبرنا عبد الأول بن عيسى، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن أحمد الثقفي من لفظه سنة سبعين وأربع مائة، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن حسين السلمي إملاء، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل موته بثلاث يقول: "أحسنوا الظن بالله عز وجل" 2. هذا حديث صحيح من العوالي. وقال سليمان التيمي، عن قتادة، عن أنس، قال: كانت عامة وصية النبي صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت: "الصلاة وما ملكت أيمانكم"، حتى جعل يغرغر بها في صدره، وما يفيض بها لسانه3. كذا قال سليمان. وقال همام: حدثنا قتادة، عن أبي الخليل، عن سفينة، عَنْ أُمِّ سَلَمَة، قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول في مرضه: "الله الله، الصلاة وما ملكت أيمانكم". قالت: فجعل يتكلم به وما يكاد يفيض. وهذا أصح.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3453"، "3454"، "4443"، "4444"، ومسلم "531"، والنسائي "2/ 41"، والدارمي "1/ 326"، وأحمد "1/ 218"، "6/ 34، 229، 275"، وابن الجارود "175" والبيهقي "2/ 435"، "4/ 80" من طرق عن الزهري، به. وقد خرجته في كتاب [الجواب الباهر في زوار المقابر] لابن تيمية ط. دار الجبل بيروت "ص24-25" بأوسع من هنا فراجعه ثمت تفد علما جما كثيرا فالحمد لله على أن حباني بنعمة العلم حمدا كثيرا طيبا نقوله من باب التحدث بنعمة الله علينا كما قال: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث} [الضحى: 11] . 2 صحيح: أخرجه مسلم "2877" من طريق يحيى بن زكريا، عن الأعمش، به ولفظه مرفوعا: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن". 3 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 117"، وابن ماجه "2697".

وقال الليث، عن يزيد بن الهاد، عن موسى بن سرجس، عن القاسم، عن عائشة، قَالَتْ: رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يموت وعنده قدح فيه ماء، يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء، ثم يقول: "اللهم أعني على سكرة الموت". وقال سعد بن إبراهيم، عن عروة، عن عائشة، قالت: كنا نتحدث أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَمُوتُ حَتَّى يخير بين الدنيا والآخرة، فلما مرض عرضت له بحة، فسمعته يقول: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النِّسَاءُ: 69] ، فظننا أنه كان يخير. متفق عليه1. وقال نحوه الزهري، عن ابن المسيب وغيره، عن عائشة. وفيه زيادة: قالت عائشة: كانت تلك الكلمة آخر كلمة تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم: "الرفيق الأعلى". البخاري2. وقال مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قال: لما قالت فاطمة عليهما السلام: "واكرباه" قال لها رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ قد حضر من أبيك ما ليس بتارك منه أحدا الموافاة يوم القيامة" 3. وبعضهم يقول: مبارك، عن الحسن، ويرسله. وقال حماد بن زيد بن ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما ثقل جعل يتغشاه -يعني الكرب- فقالت فاطمة: "واكرب أبتاه". فقال رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ كرب على أبيك بعد اليوم". أخرجه البخاري4.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4435"، ومسلم "2444" "86" من طريق محمد بن جعفر حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4436" من طريق شعبة، عن عروة، عن عائشة قالت: لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم المرض الذي مات فيه جعل يقول: " في الرفيق الأعلى". 3 حسن لغيره: أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" من طريق مبارك بن فضالة، به. قلت: إسناده ضعيف، مبارك بن فضالة، مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه. لكن لم ينفرد به فقد تابعه عبد الله بن الزبير الباهلي أبو الزبير، قال حدثنا ثابت البناني، به. أخرجه ابن ماجه "1629"، وإسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن الزبير الباهلي، قال أبو حاتم: مجهول لا يعرف. وقال الحافظ في "التقريب": "مقبول" -أي عند المتابعة- وقد توبع من مبارك بن فضالة، فالحديث بمجموع طريقيهما حسن. والله أعلم. 4 صحيح: أخرجه البخاري "4462" من طريق سليمان بن حرب، حدثنا حماد، به.

باب: وفاته صلى الله عليه وسلم قال أيوب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَة، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيتي ويومي وبين سحري ونحري، وكان جبريل يعوذه بدعاء إذا مرض، فذهبت أدعو به، فرفع بصره إلى السماء وقال: "في الرفيق الأعلى، في الرفيق الأعلى". ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده جريدة رطبة، فنظر إليها، فظننت أن له بها حاجة، فأخذتها فنفضتها ودفعتها إليه، فاستن بها أحسن ما كان مستنا، ثم ذهب يناولنيها، فسقطت من يده، فجمع الله بَيْنَ رِيْقِي وَرِيْقِهِ فِي آخرِ يَوْمٍ مِنَ الدنيا. رواه البخاري1 هكذا. لم يسمعه ابن أبي مليكة، من عائشة؛ لأن عيسى بن يونس قال: عَنْ عُمَرَ بنِ سَعِيْدِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، أن ذكوان مولى عائشة أخبره، أن عائشة كانت تقول: إن من نعمة الله عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي فِي بَيْتِي، وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحرِي وَنَحْرِي، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند الموت، دخل علي أخي بسواك وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صدري، فرأيته ينظر إليه، وقد عرفت أنه يحب السواك ويألفه، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته له، فأمره على فيه، وبين يديه ركوة -أو علبة- فيها ماء، فجعل يدخل يده في الماء فيمسح وجهه، ثم يقول: "لا إله إلا الله، إن للموت سكرات"، ثم نصب إصبعه اليسرى فجعل يقول: "في الرفيق الأعلى، في الرفيق الأعلى". حتى قبض، ومالت يده. رواه البخاري2. وقال حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال: قالت فاطمة: لما مات النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي: يا أبتاه من ربه ما أدناه، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه، يا أباه أجاب ربا دعاه. قال: وقالت: يا أنس، كيف طابت أنفسكم أن تحسوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التراب؟ البخاري3. وقال يونس، عن ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ عَبَّادٍ، عَنْ أبيه، عن عائشة، قالت: مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بين سحري ونحري، في بيتي وفي يومي، لم أظلم فيه أحدا، فمن سفاهة رأيي وحداثة سني أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مات في حجري، فأخذت وسادة فوسدتها رأسه ووضعته من حجري، ثم قمت مع النساء أبكي وألتدم. الالتدام: اللطم.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4451" من طريق سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4449" من طريق عمر بن سعيد، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "4462" حدثنا سليمان، بن حرب، حدثنا حماد، به.

وقال مَرْحُوْمُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ العَطَّارُ: حَدَّثَنَا أَبُو عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس1 أنه أتى عائشة، فَقَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إذا مر بحجرتي ألقى إلي الكلمة تقر بها عيني، فمر ولم يتكلم، فعصبت رأسي ونمت على فراشي، فمر رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "ما لك"؟ قلت: رأسي فقال: "بل أنا وارأساه، أنا الذي أشتكي رأسي". وذلك حين أخبره جبريل أنه مقبوض، فلبثت أياما، ثم جيء به يحمل في كساء بين أربعة، فأدخل علي، فقال: يا عائشة أرسلي إلى النسوة، فلما جئن قال: "إني لا أستطيع أن أختلف بينكن، فأذن لي فأكون في بيت عائشة". قلن: نعم، فرأيته يحمر وجهه يعرق، ولم أكن رأيت ميتا قط، فقال: "أقعديني"، فأسندته إلي، ووضعت يدي عليه، فقلب رأسه فرفعت يدي وظننت أنه يريد أن يصيب من رأسي، فوقعت من فيه نقطة باردة على ترقوتي أو صدري، ثم مال فسقط على الفراش، فسجيته بثوب، ولم أكن رأيت ميتا قط، فأعرف الموت بغيره، فجاء عمر يستأذن ومعه المغيرة بن شعبة، فأذنت لهما، ومددت الحجاب، فقال عمر: يا عائشة ما لنبي الله؟ قلت: غشي عليه منذ ساعة، فكشف عن وجهه فقال: واغماه، إن هذا لهو الغم، ثم غطاه، ولم يتكلم المغيرة، فلما بلغ عتبة الباب، قال المغيرة: مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عمر، فقال: كذبت، ما مات رسول الله، ولا يموت حتى يأمر بقتال المنافقين، بل أنت تحوسك فتنة2. فجاء أبو بكر فقال: ما لرسول الله؟ قلت: غشي عليه، فكشف عن وجهه، فوضع فمه بين عينيه، ووضع يديه على صدغيه ثم قال: وانبياه واصفياه واخليلاه، صدق الله ورسوله {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُون} [الزمر: 30] ، {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} [الأنبياء: 34] ، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْت} [آل عمران: 185] ، ثم غطاه وخرج إلى الناس فقال: أيها الناس، هل مع أحد منكم عهد مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالوا: لا. قال: من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمد فإن محمدا قد مات، وقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُون} والآيات. فقال عمر: أفي كتاب الله هذا يا أبا بكر؟ قال: نعم قال عمر: هذا أبو بكر صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الغار، وثاني اثنين فبايعوه، فحينئذ بايعوه.

_ 1 يزيد بن بابنوس، بصري مجهول لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة. 2 تحوسك فتنة: أي تخالطك وتحثك على ركوبها وكل موضع خالطته ووطئته فقد حسته وجسته.

رواه محمد بن أبي بكر المقدمي عنه. ورواه أحمد في "مسنده" بطوله عن بهز بن أسد، عن حماد بن سلمة، قال: أخبرنا أبو عمران الجوني، فذكره بمعناه. وقال عقيل، عن الزهري، عن أبي سلمة قال: أخبرتني عائشة أن أبا بكر أقبل على فرس من مسكنه بالسنح1 حتى نزل، فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على، فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مغشي ببرد حبرة، فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه يقبله، ثم بكى، ثم قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، والله لا يجمع الله عليك موتتين أبدا، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها2. وحدثني أبو سلمة عن ابن عباس، أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس فقال: اجلس يا عمر، فأبى، فقال: اجلس فأبى فتشهد أبو بكر، فأقبل الناس إليه، وتركوا عمر فقال أبو بكر: أما بعد، فمن كان منكم يعبد محمدا فإنه قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144] ، فكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها. وأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر قال: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها ففرقت، أو قال: فعقرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض، وعرفت حين تلاها أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد مات3. أخرجه البخاري. وقال يزيد بن الهاد: أخبرني عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عائشة قالت: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين حاقنتي وذاقنتي4، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا، بعد مَا رَأَيْتُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حديث صحيح. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ قال: كان أسامة بن زيد قد تجهز للغزو وخرج ثقلة إلى الجرف فأقام تلك الأيام لوجع النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَدْ أمره على جيش عامتهم المهاجرون، وفيهم عمر، وأمره أن يغير على أهل مؤتة، وعلى جانب فلسطين، حيث أصيب

_ 1 السنح: مسكن زوجة أبي بكر الصديق. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4452"، "4453" من طريق الليث، عن عقيل، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "4453"، "4454" من طريق الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، به. 4 الحاقنة: الوهدة المنخفضة بين الترقوتين من الحلق. والذاقنة: الذقن.

أبوه زيد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جذع في المسجد، يعني صبيحة الاثنين، واجتمع المسلمون يسلمون عليه ويدعون له بالعافية، فدعا أسامة فقال: "اغد على بركة الله والنصر والعافية". قال: بأبي أنت يا رسول الله، قد أصبحت مفيقا، وأرجو أن يكون الله قد شفاك، فأذن لي أن أمكث حتى يشفيك الله، فإن أنا خرجت على هذا الحال خرجت في قلبي قرحة من شأنك، وأكره أن أسأل عنك الناس، فسكت رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يراجعه، وقام فدخل بيت عائشة، وهو يومها، فدخل أبو بكر على ابنته عائشة، فقال: قد أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم مفيقا، وأرجو أن يكون الله قد شفاه، ثم ركب أبو بكر فلحق بأهله بالسنح، هنالك امرأته حبيبة بنت خارجة بن زيد الأنصاري، وانقلبت كل امرأة مِنْ نسَاء النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بيتها، وذلك يوم الاثنين. ولما استقر صلى الله عليه وسلم ببيت عائشة وعك أشد الوعك، واجتمع إليه نساؤه، واشتد وجعه، فلم يزل بذلك حتى زاغت الشمس، وزعموا أنه كان يغشى عليه، ثم شخص بصره إلى السماء فيقول: "نعم في الرفيق الأعلى"، وذكر الحديث إلى أن قال: فأرسلت عائشة إلى أبي بكر، وأرسلت حفصة إلى عمر، وارسلت فاطمة إلى علي، فلم يجتمعوا حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صدر عائشة، وفي يومها يوم الاثنين، وجزع الناس، وظن عامتهم أنه غير ميت، منهم من يقول: كيف يكون شهيدا علينا ونحن شهداء على الناس، فيموت، ولم يظهر على الناس، ولكنه رفع كما فعل بعيسى بن مريم، فأوعدوا من سمعوا يقول: إنه قد مات، ونادوا على الباب "لا تدفنوه فإنه حي". وقام عمر يخطب الناس ويوعد بالقتل والقطع ويقول: إنه لم يمت وتواعد المنافقين والناس قد ملأوا المسجد يبكون ويموجون، حتى أقبل أبو بكر من السنح. وقال يونس بن بكير، عن أبي معشر، عن محمد بن قيس، عن أم سلمة قالت: وضعت يدي على صَدْرِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مات، فمر بي جمع آكل وأتوضأ، ما يذهب ريح المسك من يدي. وقال ابن عون، عن إبراهيم بن يزيد -هو التيمي- عن الأسود، قال: قيل لعائشة: إنهم يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى إلى علي وقد رأيته دعا بطست ليبول فيها، وأنا مسندته إلى صدري، فانحنث فمات، ولم أشعر فيم يقول هؤلاء: إنه أوصى إلى علي. متفق عليه1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4459"، ومسلم "1636" من طريق ابن عون، به. وقوله: "انحنث": أي مال وسقط.

تاريخ وفاته صلى الله عليه وسلم: قال الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قالت: قال لي أبو بكر: أي يوم تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: يوم الاثنين، قال: إني أرجو أن أموت فيه، فمات فيه1. وقال ابْنِ لَهِيْعَةَ، عَنْ خَالِدِ بنِ أَبِي عِمْرَانَ، عن حنش، عن ابن عباس، قال: ولد نبيكم صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، ونبئ يوم الاثنين، وخرج من مكة يوم الاثنين، وفتح مكة يوم الاثنين، ونزلت سورة المائدة يوم الاثنين {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم} [المائدة: 3] ، وتوفي يوم الاثنين. قد خولف في بعضه، فإن عمر -رضي الله عنه- قال: نزلت {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم} يوم عرفة يوم جمعة2. وكذلك قال عَمَّارِ بنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وقال موسى بن عقبة: توفي يوم الاثنين حين زاغت الشمس لهلال شهر ربيع الأول. وقال سليمان التيمي: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اليَوْمُ العاشر من مرضه، وذلك يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول. رواه معتمر، عن أبيه. وقال الواقدي: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ قَيْسٍ قال: اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر يوما وتوفي يوم الاثنين لليلتين خلا من ربيع الأول سنة إحدى عشرة. وذكر الطبري، عن ابن الكلبي، وأبي مخنف وفاته في ثاني ربيع الأول. وقال محمد بن إسحاق: توفي لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، في اليوم الذي قدم المدينة مهاجرا، فاستكمل في هجرته عشر سنين كوامل. وقال الواقدي، عن عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ علي، عن أبيه، عن جده قال: اشتكى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الأربعاء لليلة بقيت من صفر، وتوفي يوم الاثنين لاثنتي عشرة مضت من ربيع الأول.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1387" من طريق وهيب، عن هشام، به. 2 أخرجه البخاري "4606".

ويروى نحو هذا في وفاته، عن عائشة، وابن عباس إن صح، وعليه اعتمد سعيد بن عفير، ومحمد بن سعد الكاتب، وغيرهما. أخبرنا الخضر بن عبد الرحمن الأزدي، قال: أخبرنا أبو محمد بن البن، قال: أخبرنا جدي، قال: أخبرنا علي بن محمد الفقيه، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي نصر، قال: أخبرنا علي بن أبي العقب قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن عائذ، قال: حدثنا الهيثم بن حميد، قال: أخبرني النعمان، عن مكحول، قَالَ: وُلِدَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَوْم الاثنين، وأوحى إليه يوم الاثنين، وهاجر يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين لاثنتين وستين سنة وأشهر، وكان له قبل أن يوحى إليه اثنتان وأربعون سنة، واستخفى عشر سنين وهو يوحى إليه، ثم هاجر إلى المدينة، فمكث يقاتل عشر سنين ونصفا، وكان الوحي إليه عشرين سنة ونصفا، وتوفي، فمكث ثلاثة أيام لا يدفن، يدخل الناس عليه رسلا رسلا يصلون عليه، والنساء مثل ذلك. وطهره الفضل بن العباس، وعلي بن أبي طالب، وكان يناولهم العباس الماء، وكفن في ثلاثة رياط1 بيض يمانية، فلما طهر وكفن دخل عليه الناس في تلك الأيام الثلاثة يصلون عليه عصبا عصبا، تدخل العصبة فتصلي عليه ويسلمون، ولا يصفون ولا يصلي بين أيديهم مصل، حتى فرغ من يريد ذلك، ثم دفن، فأنزله في القبر العباس وعلي والفضل، وقال عند ذلك رجل من الأنصار: أشركونا في موت رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ قد أشركنا في حياته، فنزل عهم في القبر وولى ذلك معهم. ورواه محمد بن شعيب بن شابور، عن النعمان. وعن عثمان بن محمد الأخنسي قال: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الاثنين حين زاغت الشمس، ودفن يوم الأربعاء. وعن عروة أنه توفي يوم الاثنين، ودفن من آخر ليلة الأربعاء. وعن الحسن قال: كان موته في شهر أيلول. قلت: إذا تقرر أن كل دور في ثلاث وثلاثين سنة كان في ست مائة وستين عاما عشرون دورا، فإلى سنة ثلاث وسبع مائة من وقت موته أحد وعشرون دورا في ربيع الأول منها كان

_ 1 رياط: جمع ريطة، وهي كل ملاءة ليست بلفقين. وقيل: كل ثوب رقيق لين.

وقوع تشرين الأول وبعض أيلول في صفر، وكان آب في المحرم، وكان أكثر تموز في ذي الحجة فحجة الوداع كانت في تموز. قال أبو اليمن ابن عساكر وغيره: لا يمكن أن يكون موته يوم الاثنين من ربيع الأول إلا يوم ثاني الشهر أو نحو ذلك، فلا يتهيأ أن يكون ثاني عشر الشهر للإجماع أن عرفة في حجة الوداع كان يوم الجمعة، فالمحرم بيقين أوله الجمعة أو السبت، وصفر أوله على هذا السبت أو الأحد أو الاثنين، فدخل ربع الأول الأحد، وهو بعيد، إذ يندر وقوع ثلاثة أشهر نواقص، فترجح أن يكون أوله الاثنين، وجاز أن يكون الثلاثاء، فإن كان استهل الاثنين فهو ما قال موسى بن عقبة من وفاته يوم الاثنين لهلال ربيع الأول، فعلى هذا يكون الاثنين الثاني منه ثامنه، وإن جوزنا أن أوله الثلاثاء فيوم الاثنين سابعه أو رابع عشره، ولكن بقي بحث آخر: كان يوم عرفة الجمعة بمكة، فيحتمل أن يكون كان يوم عرفة بالمدينة يوم الخميس مثلا أو يوم السبت، فيبنى على حساب ذلك. وعن مالك: قال بلغني أنه توفي يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء.

باب: عمر النبي صلى الله عليه وسلم والخلف فيه قال ربيعة، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ الله عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، فَأَقَامَ بمكة عشرا وبالمدينة عشرا، وتوفي على رأس ستين سنة. البخاري ومسلم1. وقال عُثْمَانُ بنُ زَائِدَة، عَنِ الزُّبَيْر بن عَدِيٍّ، عن أنس قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة، وقبض أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وقبض عمر وهو ابن ثلاث وستين. رواه مسلم2. قوله في الأول على رأس ستين سنة، على سبيل حذف الكسور القليلة، لا على سبيل التحرير، ومثل ذلك موجود في كثير من كلام العرب. وقال عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة. قال ابن شهاب: وأخبرني ابن المسيب بذلك. متفق عليه3. وقال زَكَرِيَّا بنِ إِسْحَاقَ: عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة. متفق عليه4. ولمسلم مثله من حديث أبي جمرة عن ابن عباس. وللبخاري مثله من حديث عكرمة، عن ابن عباس. وأما ما رواه هشيم، قال: حدثنا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوْسُفَ بنِ مِهْرَانَ، عن ابن عباس، قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين سنة فعلي ضعيف الحديث ولا سيما وقد خالفه غيره. وقد قال شبابة، حدثنا شعبة، عن يونس بن عبيد، عن عمار مولى بن هاشم، سمع ابن عباس يقول: توفي وهو ابن خمس وستين.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3547"، ومسلم "2347" من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2348" من طريق حَكَّامُ بنُ سَلْم، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ زَائِدَة، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3536"، ومسلم "2349" من طريق الليث، عن عقيل، به. 4 صحيح: أخرجه البخاري "3903"، ومسلم "2351" من طريق روح بن عبادة، من طريق زكريا بن إسحاق، به.

وهذا حديث غريب لكن تقويه رواية هشام، عن قتادة، عن الحسن، عن دغفل بن حنظلة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض وهو ابن خمس وستين. وهو غسناد صحيح مع أن الحسن لم يعتمد على ما روى عن دغفل بل قال: توفي وهو ابن ثلاث وستين. قاله أشعث عنه. وقال هشام بن حسان عنه: توفي وهو ابن ستين سنة. وقال شعبة، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن جرير بن عبد الله، عن معاوية، قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وكذلك أبو بكر وعمر. أخرجه مسلم1. وكذلك قال سعيد بن المسيب، والشعبي، وأبو جعفر الباقر، وغيرهم. وهو الصحيح الذي قطع به المحققون، وقال قتادة: توفي وهو ابن اثنتين وستين سنة.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2353" "120" من طريق شعبة سمعت أبا إسحاق يحدث عن عامر بن سعد البجلي، عن جرير، به.

باب: غسله وكفنه ودفنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله، عن أبيه، سمع عائشة تقول: لما أرادوا غسل النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: والله ما ندري أنجرد رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ نغسله وعليه ثيابه، فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صده، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو: أن اغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه، فقاموا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغسلوه وعليه قميص، يصبون الماء فوق القميص ويدلكونه بالقميص دون أيديهم، فكانت عائشة تقول: لَوْ اسْتَقبلتُ مِنْ أَمرِي مَا اسْتدبرتُ مَا غسله إلا نساؤه. صحيح أخرجه أبو داود. وقال أبو معاوية: حدثنا بريد بن عبد الله أبو بردة، عن علقمة بن مرثد، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: لما أخذوا في غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناداهم مناد من الداخل: "لا تخرجوا عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قميصه". وقال ابن فضيل، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن الحارث، قال: غسل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى، وعليه قميصه وعلى يد علي -رضي الله عنه- خرقة يغسله بها، فأدخل يده تحت القميص وغسله والقميص عليه فيه ضعف. وقال إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم غسله علي، وأسامة، والفضل بن العباس، وأدخلوه قبره، وكان علي يقول وهو يغسله: بأبي وأمي، طبت حيا وميتا. مرسل جيد. وقال عبد الواحد بن زياد: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المسيب: قال: قال علي: غسلت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا، وكان طيبا حيا وميتا. وولى دفنه وإجنانه دون الناس أربعة: علي، والعباس، والفضل، وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحدا، ونصب عليه اللبن نصبا. وقال عبد الصمد بن النعمان: حدثنا أبو عمر كيسان، عن مولاه يزيد بن بلال قال:

سمعت عليا -رضي الله عنه- يقول: أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يغسله أحد غيري، فإنه "لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه". قال علي: فكان العباس، وأسامة، يناولاني الماء، وراء الستر، وما تناولت عضوا إلا كأنما يقلبه معي ثلاثون رجلا، حتى فرغت من غسله. كيسان القصار يروى عنه أيضا القاسم بن مالك، وأسباط، ومولاه كأنه مجهول، وهو ضعيف. وقال أبو معشر: عن محمد بن قيس، قال: كان الذي غسل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى، والفضل بن عباس يصب عليه، قال: فما كنا نريد أن نرفع منه عضوا لنغسله إلا رفع لنا، حتى انتهينا إلى عورته فسمعنا من جانب البيت صوت: "لا تكشفوا عن عورة نبيكم". مرسل ضعيف. وقال ابن جريج: سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقول: غسل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا بالسدر، وغسل من بئر بقباء كان يشرب منها. وقال هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة. متفق عليه1. ولمسلم فيه زيادة وهي: سحولية من كرسف. فأما الحلة فإنما شبه على الناس فيها أنها اشتريت له حلة ليكفن فيها، فتركت الحلة، فأخذها عبد الله بن أبي بكر فقال: لأحبسنها لنفسي حتى أكفن فيها، ثم قال: لو رضيها الله لنبيه لكفنه فيها، فباعها وتصدق بثمنها. رواه مسلم2. وروى علي بن مسهر، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قالت: أدرج النبي صلى الله عليه وسلم في حلة يمانية، ثم نزعت عنه، وكفن في ثلاثة أثواب. وروى نحوه القاسم عن عائشة. واما ما روى شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفن في ثلاثة أثواب أحدها برد حبرة، وروى نحو ذا عن مقسم، عن ابن عباس، فلعله قد اشتبه على من قال ذلك، بكونه صلى الله عليه وسلم أدرج في حلة يمانية، ثم نزعت عنه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1264"، ومسلم "941" من طريق هشام بن عروة، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "941" "45" من طريق هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به.

وقال زكريا عن الشعبي، قال: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب سحولية برود يمنية غلاظ: إزار ورداء ولفافة. وقال الحسن بن صالح بن حي، عن هارون بن سعد، عن أبي وائل قال: كان عند علي -رضي الله عنه- مسك فأوصى أن يحنط به. وقال علي: هو فضل حنوط رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ ابن إسحاق: حدثني الحُسَيْنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عباس، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أدخل الرجال فصلوا عليه بغير إمام أرسالا حتى فرغوا، ثم أدخل النساء فصلين عليه، ثم أدخل الصبيان فصلوا عليه ثم أدخل العبيد، لم يؤمهم أحد. وقال الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُوْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التيمي، قال: وجدت بخط أبي، قال: لما كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع على سريره، دخل أبو بكر، وعمر، ونفر من المهاجرين والأنصار فقالا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهِ، وسلم المهاجرون والأنصار كذلك، ثم صفوا صفوفا لا يؤمهم أحد، فقال أبو بكر وعمر وهما في الصف الأول: اللهم إنا نشهد أن قد بلغ ما أنزل إليه، ونصح لأمته، وجاهد في سبيل الله، حتى أعز الله دينه، وتمت كلمته وأومن به وحده لا شريك له، فاجعلنا إلهنا ممن يتبع القول الذي أنزل معه، واجمع بيننا وبينه حتى تعرفه بنا وتعرفنا به، فإنه كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما، لا نبغي بالإيمان بدلا، ولا نشتري به ثمنا أبدا، فيقول الناس: آمين آمين، فيخرجون ويدخل آخرون، حتى صلى عليه الرجال، ثم النساء، ثم الصبيان. مرسل ضعيف لكنه حسن المتن. وقال سلمة بن نبيط بن شريط، عن أبيه، عن سالم بن عبيد -وكان من أصحاب الصفة- قال: قالوا: هل ندفن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأين يدفن؟ فقال أبو بكر: حيث قبضه الله، فإنه لم يقبض روح إلا في مكان طيب، فعلموا أنه كما قال. زاد بعضهم بعد سلمة "نعيم بن أبي هند". وقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبوعبيدة بن الجراح يضرح لأهل مكة، وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة، فأرسل العباس خلفهما رجلين، وقال: اللهم خر لرسولك، أيهما جاء حفر له، فجاء أبو طالحة فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عثمان بن محمد الأخنسي، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم اختلفوا في موضع قبره، فقال قائل: في البقيع، فقد كان يكثر الاستغفار لهم. وقال قائل: عند منبره، وقال قائل: في مصلاه، فجاء أبو بكر فقال: إن عندي من هذا خبرا وعلما، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "ما قبض نبي إلا دفن حيث توفي". وقال ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنِ سعيد بن المسيب، قال: عرضت عائشة على أبيها رؤيا -وكان من أعبر الناس- قالت: رأيت ثلاثة أقمار وقعن في حجرتي، فقال: إن صدقت رؤياك دفن في بيتك من خير أهل الأرض ثلاثة، فلما قبض النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا عائشة هذا خير أقمارك. وقال الواقدي: حدثني ابن أبي سبرة، عن عباس بن عبد الله بن معبد، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم موضوعًا على سريره من حين زاغت الشمس يوم الثلاثاء يصلون الناس عليه، وسريره على شفير قبره، فلما أرادوا أن يقبروه، نحوا السرير قبل رجليه، فأدخل من هناك، ونزل حفرته العباس وعلي، وقثم بن العباس، والفضل بن العباس، وشقران. وقال ابن إسحاق: حدثني الحسين بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، قال: كان الذين نزلوا القبر، فذكرهم سوى العباس، وقد كان شقران حين وَضَعَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حفرته أخذ قطيفة حمراء قد كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها ويفترشها، فدفنها معه في القبر، وقال: والله لا يلبسها أحد بعدك، فدفنت معه. وقال أبو جمرة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا توفي ألقى في قبره قطيفة حمراء. أخرجه مسلم. وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي: حدثني أبو مرحب قال: كأني أنظر إليهم في قَبْرِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ أحدهم عبد الرحمن بن عوف. وقال سليمان التيمي: لما فرغوا من غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكفينه، صلى الناس عليه يوم الاثنين والثلاثاء، ودفن يوم الأربعاء. وقال أبو جعفر محمد بن علي: لبث يوم الاثنين ويوم الثلاثاء إلى آخر النهار.

وقال ابن جريج: مات في الضحى يوم الاثنين. ودفن من الغد في الضحى. هذا قول شاذ، وإسناده صحيح. وقال ابن إسحاق: حدثتني فاطمة بنت محمد، عن عمرة، عن عائشة أنها قالت: ما علمنا بدفن رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سمعنا صوت المساحي في جوف ليلة الأربعاء. قال ابن إسحاق: وكان المغيرة بن شعبة يدعى قال: أخذت خاتمي فألقيته في قَبْرِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقلت حين خرج القوم: إن خاتمي قد سقط في القبر، وإنما طرحته عمدا لأمس رسول الله، فأكون آخر الناس عهدا به. هذا حديث منقطع. وقال الشافعي في "مسنده": أخبرنا القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ علي بن الحسين، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاءت التعزية، وسمعوا قائلا يقول: "إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك، ودركا من كل فائت، فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب". وأخرج الحاكم في "مستدركه" لأبي ضمرة، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جابر قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عزتهم الملائكة يسمعون الحس، ولا يرون الشخص، فذكر نحوه. وقد تقدم صلاتهم عليه من غير أن يؤمهم أحد، فالله أعلم.

صفة قبره صلى الله عليه وسلم: قال عمرو بن عثمان بن هانئ، عن القاسم، قال: قلت لعائشة: اكشفي لي عن قَبْرِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصاحبيه، فكشفت لي عن ثلاثة قبور، لا مشرفة ولا لاطئة، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء. أخرجه أبو داود هكذا1. وقال أبو بكر بن عياش، عن سفيان التمار أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما. أخرجه البخاري2. وقال الواقدي: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: جعل قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسطوحا. هذا ضعيف. وقال عروة عن عائشة قالت: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ في مرضه الذي لم يقم منه: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". قالت: ولال ذلك لأبرز قبره، غير أنه خاف أو خيف أن يتخذ مسجدا. أخرجه البخاري3.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "3220"، وآفته عمرو بن عثمان بن هانئ، فهو مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مستور. 2 صحيح: أخرجه البخاري "1390" حدثنا محمد بن مقاتل، أخبرنا عبد الله، أخبرنا أبو بكر بن عياش، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "1390" من طريق أبي عوانة، عن هلال، عن عروة، به.

باب: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستخلف ولم يوص إلى أحد بعينه بل نبه على الخلافة بأمر الصلاة قال هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَضَرْتُ أبي حين أصيب فأثنوا عليه، وقالوا: جزاك الله خيرا، فقال: راغب، راهب. قالوا: استخلف. فقال: أتحمل أمركم حيا وميتا؟ لوددت أن حظي منكم الكفاف لا علي ولا لي، إن أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي -يعني أبا بكر- وإن أترككم فقد ترككم مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عبد الله: فعرفت أنه غير مستخلف حين ذكر رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. متفق عليه1. واتفقا عليه من حديث سالم بن عبد الله، عن أبيه. وقال الثوري، عن الأسود بن قيس، عن عمرو بن سفيان، قال: لما ظهر علي يوم الجمل قال: أيها الناس أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعهد إلينا في هذه الإمارة شيئا حتى رأينا من الرأي أن تستخلف أبا بكر، فأقام واستقام حتى مضى لسبيله، ثم إن أبا بكر رأى من الرأي أن يستخلف عمر، فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه، ثم إن أقواما طلبوا الدنيا فكانت أمور يقضي الله فيها. إسناده حسن. وقال أحمد في "مسنده": حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَة، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعبد الرحمن بن أبي بكر: ائتني بكتف أو لوح حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه. فلما ذه عبد الرحمن ليقوم قال: أبي الله والمؤمنون أن يختلف عليك يا أبا بكر. ويروى عن أنس نحوه. وقال شعيب بن ميمون، عن حصين بن عبد الرحمن عن الشعبي، عن أبي وائل، قال: قيل لعلي: ألا تستخلف علينا؟ قال: ما استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستخلف. تفرد به شعيب، وله مناكير. وقال شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، أن ابن عباس أخبره، أن عليا خرج مِنْ عِنْد رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وجعه الذي توفى فيه، فقال الناس: يا أبا

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "7218"، ومسلم "1823" من طريق هشام بن عروة، به.

حسن كيف أصبح رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أصبح بحمد الله بارئا. فأخذ بيده العباس فقال: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا، وإني والله لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يتوفاه الله من وجعه هذا، إني أعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، فاذهب بنا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلنسأله فيمن هذا الأمر، فإن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا كلمناه فاوصى بنا، قال علي: إنا والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده أبدا، وإني والله لا أسألها رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَاهُ البخاري1 ورواه معمر وغيره. وقال أبو حمزة السكري، عن إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قال العباس لعلي -رضي الله عنهما-: إني أكاد أعرف فِي وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم الموت، فانطلق بنا نسأله، فإن يستخلف منا فذاك، وإلا أوصى بنا فقال علي للعباس كلمة فيها جفاء، فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قال العباس لعلي: ابسط يدك فلنبايعك قال: فقبض يده قال الشعبي: لو أن عليا أطاع العباس -في أحد الرأيين- كان خيرا من حمر النعم. وقال: لو أن العباس شهد بدرا ما فضله أحد من الناس رأيا ولا عقلا. وقال أبو إسحاق عن أرقم بن شرحبيل: سمعت ابن عباس يقول: مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يوص. وقال طلحة بن مصرف: سألت عبد الله بن أبي أوفى: هل أوصى رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لا. قلت: فلم أمر بالوصية؟ قال: أوصى بكتاب الله. قال طلحة: قال هزيل بن شرحبيل: أبو بكر يتأمر على وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ود أبو بكر أنه وجد عهدا مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخزم أنفه بخزام. متفق عليه2. وقال همام عن قتادة عن أبي حسان أن عليا قال: ما عهد إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا خاصة دون الناس إلا ما في هذه الصحيفة ... الحديث. وأما الحديث الذي فيه وصية النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عليُّ إن للمؤمن ثلاث علامات: الصلاة، والصيام، والزكاة"، فذكر حديثا طويلا موضوعا، تفرد به حماد بن عمرو -وكان يكذب- عن السري بن خالد عن جعفر الصادق عن آبائه. وعند الرافضة أباطيل في أن عليا عهد إليه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6266" من طريق شعيب، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "2740"، ومسلم "1634" من طريق مَالِكُ بنُ مِغْوَل عَنْ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ. به.

وقال ابن إسحاق: حدثني صالح بن كيسان، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الله قال: لم يوص رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ موته إلا بثلاث: أوصى للرهاويين بجاد مائة وسق، وللداريين بجاد مائة وسق، وللشنيين بجاد مائة وسق، للأشعريين بجاد مائة وسق من خيبر، وأوصى بتنفيذ بعث أسامة، وأوصى أن لا يترك بجزيرة العرب دينان. مرسل. وقال إسماعيل بن أبي خالد، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ قال: كنت باليمن فلقيت رجلين من أهل اليمن ذا كلاع وذا عمرو، فجعلت أحدثهم عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالا لي: إن كان ما تقول حقا مضى صاحبك على أجله منذ ثلاث. قال: فأقبلت وأقبلا معي، حتى إذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركب من قبل المدينة، فسألناهم فقالوا: قُبِضَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ والناس صالحون، فقالا لي: أخبر صاحبك أنا قد جئنا ولعلنا إن شاء الله سنعود، ورجعا إلى اليمن، وذكر الحديث. أخرجه البخاري1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4359" من طريق ابن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

باب: تركة رسول الله صلى الله عليه وسلم

باب: تركة رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أبو إسحاق، عن عمرو بن الحارث الخزاعي أَخِي جُوَيْرِيَّة، قَالَ: وَاللهِ مَا تَرَكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ دِيْنَاراً وَلاَ دِرْهَماً وَلاَ عَبْداً وَلاَ أَمَةً، وَلاَ شَيْئاً إِلاَّ بغلته البيضَاء وَسلاَحه وَأَرْضاً تركها صدقة. أخرجه البخاري1. وقال الأعمش، عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت: مَا تَرَكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشيء. مسلم2. وقال مسعر، عن عاصم، عن زر، قالت عائشة: تسألوني عن ميراث رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ مَا تَرَكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا وليدة. وقال عروة عن عائشة قالت: لقد مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا في بيتي إلا شطر شعير، فأكلت منه حتى ضجرت، فكلته ففني، وليتني لم أكله. متفق عليه3. وقال الأسود، عن عَائِشَةُ: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ودرعه مرهونة بثلاثين صاعا من شعير. أخرجه البخاري4. وأما البرد الذي عند الخلفاء آل العباس، فقد قال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في قصة غزوة تبوك أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى أهل أيلة برده مع كتابه الذي كتب لهم أمانا لهم، فاشتراه أبو العباس عبد الله بن محمد -يعني السفاح- بثلاث مائة دينار.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2739" من طريق زهير بن معاوية الجعفي، حدثنا أبو إسحاق، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1635" من طريق الأعمش، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "6451"، ومسلم "2973" من طريق أبي أسامة، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، به. 4 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "6/ 16"، وعبد الرزاق "14094"، وأحمد "6/ 42، 160، 230"، والبخاري "2200"، "2251"، "2513"، "2916"، "4467"، ومسلم "1603"، والنسائي "7/ 288"، وابن ماجه "2436"، والبيهقي "6/ 36"، والبغوي "2129"، "2130" من طرق عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، به. قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وإبراهيم هو ابن يزيد النخعي، والأسود، هو ابن يزيد النخعي.

وقال ابن عيينة، عن الوليد بن كثير، عن حسن بن حسين عن فاطمة بنت الحُسَيْنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبض وله بردان في الحف يعملان. هذا مرسل، والحف هي الخشبة التي يلف عليها الحائك وتسمى المطواة. وقال زمعة بن صالح، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ قال: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله جبة صوف في الحياكة. إسناده صالح. وقال الزهري: حدثني عروة، أن عائشة أخبرته أن فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما أفاء الله على رسوله، وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم التي بالمدينة وفدك، وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا نورث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال -يعني مال الله- ليس لهم أن يزيدوا على المأكل"، وإني والله لا أغير صدقات النبي صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليه فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولأعملن فيها بما عمل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيْهَا، وأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا، فوجدت فاطمة على أبي بكر من ذلك، وذكر الحديث. رواه البخاري1. وقال أبو بردة: دخلت على عائشة فأخرجت إلينا إزارا غليظا مما يصنع باليمن، وكساء من هذه التي تدعونها الملبدة، فأقسمت بالله لقد قُبِضَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذين الثوبين. متفق عليه2. وقال الزهري: حدثني علي بن الحسين أنهم حين قدموا المدينة مقتل الحسين لقيه المسور بن مخرمة، فقال له: هَلْ لَكَ إِلَيَّ مِنْ حَاجَةٍ تَأْمُرُنِي بِهَا؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ: هَلْ أَنْتَ مُعْطِيَّ سَيْفَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَغْلِبَكَ القَوْمُ عَلَيْهِ، وَايْمُ اللهِ لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أحد حتى يبلغ نفسي. اتفقا عليه3.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3092"، ومسلم "1759" من طريق ابن شهاب، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "5818"، ومسلم "2080" "35" من طريق إسماعيل، عن أَيُّوْبُ عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ عَنْ أَبِي بردة، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3110"، ومسلم "2449" "95" من طريق يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي أن الوليد بن كثير، حدثه عن محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي، عن ابن شهاب، به.

وقال عيسى بن طهمان: أخرج إلينا أنس نعلين جرداوين لهما قبالان، فحدثني ثابت بعد عن أنس أنهما نعلا النبي صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري1. وقال سعيد بن أبي عروبة، عن قَتَادَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج خمس عشرة امرأة، ودخل بثلاث عشرة، واجتمع عنده منهن إحدى عشرة، وقبض عن تسع. فأما اللتان لم يدخل بهن فأفسدهما النساء فطلقهما، وذلك أن النساء قلن لإحداهما: إذا دنا منك فتمنعي، فتمنعت، فطلقها، وأما الأخرى فلما مات ابنه إبراهيم قالت: لو كان نبيا ما مات ابنه، فطلقها. وخمس منهن من قريش: عائشة، وحفصة، وأم حبيبة، وأم سلمة، وسودة بنت زمعة. وميمونة بنت الحارث الهلالية، وجويرية بنت الحارث الخزاعية، وزينب بنت جحش الأسدية، وصفية بنت حيي بن أخطب الخيبرية. قبض صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء رضي الله عنهن2. روى داود بن أبي هند، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم تزوج قتيلة أخت الأشعث بن قيس، فمات قبل أن يخبرها فبرأها الله منه. وقال إبراهيم بن الفضل: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عَنْ دَاوُدَ بنِ أبي هند، عن الشعبي أن عكرمة بن أبي جهل تزوج قتيلة بنت قيس، فأراد أبو بكر أن يضرب عنقه، فقال له عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لم يعرض لها ولم يدخل بها، وارتدت مع أخيها فبرئت من الله ورسوله، فلم يزل به حتى كف عنه. وأما الواقدي فروى عن ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، أن الوليد بن عبد الملك كتب إليه يسأله: هل تزوج النبي قتيلة أخت الأشعث؟ فقال: ما تزوجها قط، ولا تزوج كندية إلا أخت بني الجون، فلما أتي بها وقدمت المدينة نظر إليها فطلقها ولم يبن بها3. ويقال: إنها فاطمة بنت الضحاك: فحدثني مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: هي

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3107" من طريق محمد بن عبد الله الأسدي، حدثنا عيسى بن طهمان، به. جرداوين: أي لا شعر لهما. 2 ضعيف: لإرساله. 3 ضعيف جدا: آفته الواقدي، فإنه متروك.

فاطمة بنت الضحاك، استعاذت منه فطلقها، فكانت تلقط البعر وتقول: أنا الشقية. تزوجها في سنة ثمان وتوفيت سنة ستين. وقال ابن إسحاق: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسماء بنت كعب الجونية، فلم يدخل بها حتى طلقها. وتزوج عمرة بنت يزيد، وكانت قبله عند الفضل بن العباس بن عبد المطلب. كذا قال، وهذا شيء منكر. فإن الفضل يصغر عن ذلك. وعن قتادة قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من اليمن أسماء بنت النعمان الجونية، فَلَمَّا دَخَلَ بِهَا دَعَاهَا، فَقَالَتْ: تَعَالَ أَنْتَ، فطلقها1. وقال الواقدي: حدثني عبد الله بن جعفر، عن عمرو بن صالح، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، قال: استعاذت الجونية منه، وقيل لها: "هو أحظى لك عنده"، وإنما خدعت لما روي من جمالها وهيئتها، ولقد ذكر له من حملها على ما قالت له، فقال: "إنهن صواحب يوسف". وذلك سنة تسع. وقال هشام بن الكلبي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: لما استعاذت أسماء بنت النعمان من النبي صلى الله عليه وسلم خرج مغضبا، فقال له الأشعث بن قيس: لا يسوؤك الله يا رسول الله، ألا أزوجك من ليس دونها في الجمال والحسب؟ فقال: "من"؟ قال: أختي قتيلة قال: "قد تزوجتها" فانصرف الأشعث إلى حضرموت ثم حملها، فبلغه وَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فردها وارتدت معه. ويروى عن قتادة وغيره، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج سناء بنت الصلت السلمية، فماتت قبل أن يصل إليها. وعن ابن عمر من وجه لا يصح قال: كان فِي نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سناء بنت سفيان الكلابية، وبعث أبا أسيد الساعدي يخطب عليه امرأة من بني عامر، يقال لها: عمرة بنت يزيد، فتزوجها، ثم بلغه أن بها بياضا فطلقها. قال الواقدي: وحدثني أبو معشر أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج مليكة بنت كعب، وكانت تذكر بجمال بارع، فدخلت عليها عائشة فقالت: أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك؟ فاستعاذت

_ 1 ضعيف: لإرساله.

منه، فطلقها فجاء قومها فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها صغيرة، ولا رأى لها، وإنها خدعت فارتجعها. فأبى عليهم، فاستأذنوه أن يزوجوها، فأذن لهم. وأبوها قتله خالد يوم الفتح1. وهذا حديث ساقط كالذي قبله. وأوهى منهما ما روى الواقدي، عن عبد العزيز الجندعي، عن أبيه، عن عطاء الجندعي، قال: تزوج رسول اله صلى الله عليه وسلم مليكة بنت كعب الليثي في رمضان سنة ثمان، ودخل بها، فماتت عنده. قال الواقدي: وأصحابنا ينكرون ذلك. وقال عقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم تزوج امرأة من بني كلاب، ثم فارقها. قال أحمد ابن أبي خيثمة: هي العالية بنت ظبيان فيما بلغني. وقال هشام بن الكلبي: تزوج بالعالية بنت ظبيان، فمكثت عنده دهرا، ثم طلقها، حدثني ذلك رجل من بني كلاب. وروى المفضل الغلابي، عن علي بن صالح، عن علي بن مجاهد، قال: نَكَحَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خولة بنت هذيل الثعلبية، فحملت إليه من الشام، فماتت في الطريق، فنكح خالتها شراف بنت فضالة، فماتت في الطريق أيضا. ويروى عن سهل بن زيد الأنصاري قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً من بني غفار، فدخل بها، فرأى بها بياضا من برص، فقال: الحقي بأهلك، وأكمل لها صداقها. هذا ونحوه إنما أوردته للتعجب لا للتقرير. ومن سراريه: مارية أم إبراهيم. وقال الواقدي: حدثني ابن أبي ذئب، عن الزهرين قال: كانت ريحانة أمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزوجها، فكانت تحتجب في أهلها، وتقول: لا يراني أحد بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. قَالَ الواقدي: وهذا أثبت عندنا، وكان زوج ريحانة قبل النبي صلى الله عليه وسلم الحكم، وهي من بني النضير، فحدثنا عاصم بن عبد الله بن الحكم، عن عمر بن الحكم قَالَ: أَعْتَقَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم

_ 1 ضعيف جدا: آفته الواقدي، وهو متروك. 2 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 129-130"، وفيه الواقدي، وهو متروك.

ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة، وكانت ذات جمال، قالت: فتزوجني وأصدقني اثنتي عشرة أوقية ونشا1 وأعرس بي وقسم لي. وكان معجبا بها، توفيت مرجعه من حجة الوداع، وكان تزويجه بها في المحرم سنة ست. وأخبرني عبد الله بن جعفر، عن ابن الهاد، عن ثعلبة بن أبي مالك، قال: كانت ريحانة من بني النضير، فسباها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقها وتزوجها وماتت عنده. وقال ابن وهب: أخبرنا يونس، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استسر ريحانة، ثم أعتقها فلحقت بأهلها قلت: هذا أشبه وأصح. قال أبو عبيدة: كان للنبي صلى الله عليه وسلم أربع ولائد: مارية، وريحانة من بني قريظة، وجميلة فكادها نساؤه، وكانت له جارية نفيسة وهبتها له زينب بنت جحش. وقال زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} [الأحزاب: 51] ، قال: كان نساء وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم، فدخل ببعضهن وأرجى بعضهن، فلم يُنْكَحْنَ بعده، منهن أم شريك، يعني الدوسية. وقال هشام بن عروة عن أبيه قال: كنا نتحدث أن أمر شريك كانت وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت امرأة صالحة. وقال هشام بن الكلبي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس: أقبلت ليلى بنت الخطيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم تعرض نفسها عليه، قال: قد فعلت فرجعت إلى قومها، فقالت: قد تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا: أنت امرأة غيري تغارين من نسائه فيدعو عليك. فرجعت، فقالت: أقلني. قال: "قد أقلتك" 2. وقد خطب صلى الله عليه وسلم أم هانئ بنت أبي طالب، وضباعة بنت عامر، وصفية بنت بشامة ولم يقض له أن يتزوج بهن. آخر الترجمة النبوية.

_ 1 النش: نصف الأوقية، وهو عشرون درهما والأوقية: أربعون، فيكون الجميع خمسمائة درهم. 2 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 150"، وفيه هشام بن محمد بن السائب، وأبوه وهما متروكان.

الطبقة الأولى: الصحابة وكبار التابعين

بسم الله الرحمن الرحيم سير الخلفاء الراشدين: 2- أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ خَلِيْفَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسمه عبد الله -ويقال: عتيق- بنِ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانَ بنِ عَامِرِ بنِ عَمْرِو بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ القرشي التيمي رضي الله عنه. روى عنه خلق من الصحابة وقدماء التابعين، من آخرهم: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَطَارِقِ بنِ شِهَابٍ، وَقَيْسِ بن أبي حازم، ومرة الطيب. قال ابن أبي مليكة وغيره: إنما كان عتيق لقبا له. وعن عائشة، قالت: اسمه الذي سماه أهله به "عبد الله" ولكن غلب عليه "عتيق"1. وقال ابن معين: لقبه عتيق لأن وجهه كان جميلا، وكذا قال الليث بن سعد.

_ 1 أخرج الترمذي "3679"، والطبراني في "الكبير" "9" من طريق إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ إسحاق بن طلحة، عن عائشة أن أبا بكر دَخَلَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أنت عتيق الله من النار، فيومئذ سمي عتيقا". وأشار الترمذي إلى ضعفه بقوله: هذا حديث غريب. وله طريق أخرى: رواه صالح بن موسى الطلحي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المؤمنين أن أباب بكر -رضي الله عنه- مر بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من أراد أن ينظر إلى عتيق من النار، فلينظر إلى هذا". أخرجه الطبراني في "الكبير" "10"، والحاكم "3/ 61"، وابن عبد البر في "الاستيعاب" "3/ 964". وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ورده الذهبي بقوله: "قلت: صالح ضعفوه، والسند مظلم" وقال الحافظ في صالح هذا: متروك. وله شاهد من حديث عبد الله بن الزبير قال: كان اسم أبي بكر: عبد الله بن عثمان، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت عتيق الله من النار". فسمي عتيقا. أخرجه ابن حبان "2171"، وابن الأعرابي في "معجمه" "41/ 2"، والدولابي في "الكنى" "1/ 7"، والطبراني في "الكبير" "7"، والبزار "2483" كشف الأستار من طريق حامد بن يحيى، حدثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، خلا حامد بن يحيى، وهو ثقة.

وقال غيره: كان أعلم قريش بأنسابها. وقيل: كان أبيض نحيفا خفيف العارضين، معروق الوجه، غائر العينين، ناتئ الجبهة، يخضب شيبه بالحناء والكتم. وكان أول من آمن من الرجال. وقال ابن الأعرابي: العرب تقول للشيء قد بلغ النهاية في الجودة: عتيق. وعن عائشة، قالت: ما أسلم أبو أحد من المهاجرين إلا أبو بكر. وعن الزهري، قال: كان أبو بكر أبيض أصفر لطيفا جعدا مسترق الوركين، لا يثبت إزاره على وركيه. وجاء أنه اتجر إلى بصرى غير مرة، وأنه أنفق أمواله على النبي صلى الله عليه وسلم وفي سبيل اللهِ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر" 1. وقال عروة بن الزبير: أسلم أبو بكر يوم أسلم وله أربعون ألف دينار. وقال عمرو بن العاص: يا رسول الله أي الرجال أحب إليك؟ قال: "أبو بكر" 2. وقال أبو سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لاَ يُبْغِضُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مُؤْمِنٌ وَلاَ يحبهما منافق"3. وقال الشعبي، عن الحارث، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إلى أبي بكر وعمر، فقال:

_ 1 صحيح على شرط البخاري: أخرجه أحمد "2/ 253، 366"، وفي "فضائل الصحابة" "25، 32" وابن أبي شيبة "12/ 6-7"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "9"، وابن ماجه "94"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1229" من طريق الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به مرفوعا. 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه البخاري "3662"، "4358"، ومسلم "2384" من طريق خالد الحذاء، حدثنا عن أبي عثمان، قال: حدثني عمرو بن العاص -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ ... " الحديث. 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "4/ 288"، والخطيب في "تاريخه" "10/ 236" من طريق عبد الرحمن بن مالك بن مغول، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، به. قلت: إسناده ضعيف جدا، آفته عبد الرحمن بن مالك بن مغول، قال أحمد والدارقطني: متروك وقال أبو داود: كذاب.

"هَذَانِ سَيِّدَا كُهُوْلِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِيْنَ والآخرين إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي" 1. وروى نحوه من وجوه مقاربة عن زر بن حبيش، وعن عاصم بن ضمرة، وهرم، عن علي وقال طَلْحَة بنِ عَمْرو عَنْ عَطَاء، عَنِ ابْنِ عباس مثله. وقال محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس مثله. أخرجه الترمذي2، قال: حديث حسن غريب. ثم رواه من حديث الموقري، عن الزهري3، ولم يصح. قال ابن مَسْعُوْدٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو كُنْتُ مُتَّخِذاً خَلِيْلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيْلاً" 4.

_ 1-3 صحيح بشواهده: أخرجه الترمذي "3666"، وابن ماجه "95"، والقطيعي في "فضائل الصحابة" "632"، "633"، "666" من طريق عن الشعبي، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته الحارث، وهو ابن عبد الله الأعور، فإنه ضعيف. وأخرجه الترمذي "3665" من طريق الوليد بن محمد الموقري، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن علي بن أبي طالب، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: الوليد بن محمد الموقري، يضعف في الحديث. والعلة الثانية: الانقطاع بين علي بن الحسين، وعلي بن أبي طالب، فإنه لم يسمع منه. وله شاهد من حديث أنس بن مالك مرفوعًا: أخرجه الترمذي "3664"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1420"، والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" "192" من طرق عن محمد بن كثير عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس، به وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. قلت: بل إسناده ضعيف، محمد بن كثير المصيصي، أبو يوسف الصنعاني، وهو الشامي، الثقفي، اختلف فيه، فضعفه أحمد. وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ضعيف جدا. وقال أحمد في رواية ابنه عنه يروي أشياء منكرة وقال: حدث بمناكير ليس لها أصل. وقال يحيى بن معين: ثقة. وذكر الذهبي الحديث في ترجمته في "الميزان". وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري: عند البزار "2492". وفي إسناده ثلاثة ضعفاء: علي بن عابس، وكثير بن إسماعيل، يباع النوى، وعطية العوفي وقد خرجت الحديث في كتاب "منهاج السنة النبوية" الجزء السابع بتعليقنا رقم "176" فراجعه ثمت إذا رمت زيادة علم. 4 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 377، 389، 409، 433"، وفي "فضائل الصحابة" "155"، "157" والحميدي "113"، وابن أبي شيبة "12/ 5"، ومسلم "2383" "7"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "4"، وابن ماجه "93"، وأبو يعلى "5180"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1226"، والبغوي "3867" من طرق عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، به.

روى مثله ابن عباس، فزاد: "ولكن أخي وصاحبي في الله، سدوا كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر" 1. هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عن عمر أنه قال: أبو بكر سيدنا وخيرنا وأحبنا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. صححه الترمذي. وصحح من حديث الجريري، عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة: أي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قالت: عمر، قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة، قلت: ثم من؟ فسكتت3. مالك في "الموطأ عن أبي النضر، عن عبيد بن حنين، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلس على المنبر، فقال: "عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده"، فقال أبو بكر: فديناك يا رسول الله بآبائنا وأمهاتنا، قال: فعجبنا فقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ عبد خيره الله، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، قال: فكان رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ المخير وكان أبو بكر أعلمنا به، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنْ أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذاً خَلِيْلاً لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيْلاً، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ، لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر". متفق على صحته4. وقال أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أبي المعلى، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فذكر نحوه5، والأول أصح.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 270"، وفي "فضائل الصحابة" "67"، وأبو بكر القطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" "134"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "1"، والطبراني "11938" من طريق جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بنِ حَكِيْمٍ، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وأخرجه مختصرا البخاري "3656"، "3657" من طريق أيوب، عن عكرمة عن ابن عباس، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3668"، والترمذي "3656" من طريق سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، به. 3 صحيح: أخرجه الترمذي "3657"، ومسلم "102" من طريق الجريري، به. 4 صحيح: أخرجه البخاري "3904"، ومسلم "2382"، والترمذي "3660"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "2"، والبغوي "3821" من طريق مالك، به. الخوخة: باب صغير كالنافذة الكبيرة وتكون بين بيتين ينصب عليها باب. 5 صحيح لغيره: أخرجه الترمذي "3659" من طريق أبي عوانة، به. قلت: إسناده ضعيف لجهالة ابن أبي المعلى، لكن يشهد له الحديث الذي قبله.

وعن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا يدا يكافئه الله بها يوم القيامة، وما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذاً خَلِيْلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خليلا ألا وإن صاحبكم خليل الله". قال الترمذي1: حديث حسن غريب. وكذا قال في حديث كثير النواء، عن جميع بن عمير، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأبي بكر: "أنت صاحبي على الحوض وصاحبي في الغار" 2. وروي عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره". تفرد به عيسى بن ميمون، عن القاسم، وهو متروك الحديث. وقال محمد بن جبير بن مطعم: أخبرني أبي أن امرأة أَتَتْ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكلمته في شيء، فأمرها بأمر فقالت: أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك؟ قال: "إن لم تجديني فأتى أبا بكر". متفق على صحته3. وقال أبو بكر الهذلي، عن الحسن، عن علي، قال: لقد أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا

_ 1 أخرجه الترمذي "3661" حدثنا علي بن الحسن الكوفي، حدثنا محبوب بن محرز القواريري عن داود بن يزيد الأزدي، عن أبيه، عن أبي هريرة، به. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. قلت: إسناده ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: محبوب بن محرز التميمي، القواريري العطار، أبو محرز الكوفي لين الحديث كما قال الحافظ في "التقريب". والعلة الثانية: داود بن يزيد الأودي، أبو يزيد الكوفي، الأعرج، ضعيف. والعلة الثالثة: يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي، والد "داود" مجهول لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة لكن يشهد له الحديث قبل السابق. 2 موضوع: أخرجه الترمذي "3670" من طريق مالك بن إسماعيل، عن منصور بن أبي الأسود، حدثني كثير أبو إسماعيل، عن جميع بن عمير التميمي، عن ابن عمر، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. قلت: إسناده موضوع، فيه علتان: الأولى: كثير بن إسماعيل النواء، أبو إسماعيل، ضعفه أبو حاتم، والنسائي: والعلة الثانية: -جميع بن عمير التيمي الكوفي قال ابن حبان: رافضي يضع الحديث. وقال ابن نمير: كان من أكذب الناس وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. 3 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 82"، والشافعي في "مسنده" "2/ 404" بترتيب الساعاتي، والبخاري "3659"، "7220"، "7360"، ومسلم "2386"، والترمذي "3676" والبيهقي "8/ 153"، والبغوي "3868" من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، به.

بكر أن يصلي بالناس، وإني لشاهد وما بي مرض، فرضينا لدنيانا من رضي به النبي صلى الله عليه وسلم لديننا1. وقال صالح بن كيسان، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في مرضه: "ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل، ويأبي الله والمؤمنون إلا أبا بكر". هذا حديث صحيح2. وقال نافع بن عمر: حدثنا ابن أبي مليكة، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ: "ادْعُوا لِي أبا بكر وابنه فليكتب لكيلا يطمع في أمر أبي بكر طامع ولا يتمنى متمن"، ثم قال: "يأبى الله ذلك والمسلمون". تابعه غير واحد، منهم عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، ولفظه: "معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر" 3. وقال زائدة، عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، فأتاهم عمر فقال: ألستم تعلمون أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أمر أبا بكر فأم الناس، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ فقالوا: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر رضي الله عنه4. وأخرج البخاري من حديث أبي إدريس الخولاني، قال: سمعت أبا الدرداء يقول: كان بين أبي بكر وعمر محاورة، فأغضب أبو بكر عمر، فانصرف عنه عمر مغضبا فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أبو الدرداء: ونحن عنده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما صاحبكم هذا فقد غامر". قال: وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقص عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخبر، قال أبو الدرداء: وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول الله لأنا

_ 1 ضعيف جدا: فيه علتان: الأولى: أبو بكر الهذلي، متروك والعلة الثانية: الحسن مدلس، وقد عنعنه. 2 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 144"، ومسلم "2387" من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا إبراهيم بن سعد، حدثنا صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. 3 صحيح: راجع تخريجنا السابق. 4 حسن: أخرجه أحمد "1/ 396، 405"، والنسائي "2/ 74-75" من طريق زائدة، به. قلت: إسناده حسن، عاصم هو ابن بهدلة صدوق. وبقية رجاله ثقات. زر هو ابن حبيش وزائدة هو ابن قدامة الثقفي، أبو الصلت الكوفي.

كنت أظلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل أنتم تاركو لي صاحبي؟ إني قلت: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا، فقلتم: كذبت وقال أبو بكر: صدقت" 1. وأخرج أبو داود من حديث عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدالاني قال: حدثني أبو خالد مولى جعدة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سلم: "أتاني جبريل فأخذ بيدي فأراني الباب الذي تدخل منه أمتي الجنة"، فقال أبو بكر: وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه قال: "أما إنك أول من يدخل الجنة من أمتي" 2. أبو خالد مولى جعدة لا يعرف إلا بهذا الحديث. وقال إسماعيل بن سميع، عن مسلم البطين، عن أبي البختري، قال: قال عمر لأبي عبيدة: ابسط يدك حتى أبايعك، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "أنت أمين هذه الأمة"، فقال: ما كنت لأتقدم بين يدي رجل أَمَّرَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يؤمنا، فأمنا حتى مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3. وَقَالَ أبو بكر بن عياش: أبو بكر خَلِيْفَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في القرآن؛ لأن في القرآن في المهاجرين: {أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون} [الحجرات: 15] ، فمن سماه الله صادقا لم يكذب، هم سموه وقالوا: يا خليفة رسول الله. وقال إبراهيم بن طهمان، عن خالد الحذاء، عن حميد بن هلال، قال: لما بويع أبو بكر أصبح وعلى ساعده أبراد، فقال عمر: ما هذا؟ قال: يعني لي عيال، فقال: انطلق يفرض لك أبو عبيدة. فانطلقنا إلى أبي عبيدة، فقال: أفرض لك قوت رجل من المهاجرين وكسوته، ولك ظهرك إلى البيت. وقالت عائشة: لما استخلف أبو بكر ألقى كل دينار ودرهم عنده في بيت المال، وقال: قد كنت أتجر فيه وألتمس به، فلما وليتهم شغلوني. وقال عطاء بن السائب: لما استخلف أبو بكر أصبح وعلى رقبته أثواب يتجر فيها، فلقيه

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3661" من طريق صَدَقَةُ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ وَاقِدٍ، عن بسر بن عبيد الله، عن عائذ الله أبي إدريس عن أبي الدرداء، به. 2 ضعيف: أخرجه أبو داود "4652" وإسناده ضعيف، آفته جهالة أبي خالد مولى جعدة. 3 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 35"، والحاكم "3/ 267" من طريق محمد بن فضيل، حدثنا إسماعيل بن سميع، به. قلت: إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو البختري -اسمه سعيد بن فيروز- لم يدرك عمر رضي الله عنه.

عمر وأبو عبيدة فكلماه فقال: فمن أين أطعم عيالي؟ قالا: انطلق حتى نفرض لك. قال: ففرضوا له كل يوم شطر شاة، وماكسوه1 في الرأس والبطن، وقال عمر: إلي القضاء، وقال أبو عبيدة: إلي الفيء. فقال عمر: لقد كان يأتي علي الشهر ما يختصم إلي فيه اثنان. وعن ميمون بن مهران، قال: جعلوا له ألفين وخمس مائة. وقال محمد بن سيرين: كان أبو بكر أعبر هذه الأمة لرؤيا بعد النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الزبير بن بكار، عن بعض أشياخه، قال: خطباء الصحابة: أبو بكر، وعلي. وقال عنبسة بن عبد الواحد: حدثني يونس، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أنها كانت تدعو على من زعم أن أبا بكر قال هذه الأبيات، وقالت: والله ما قال أبو بكر شعرا في جاهلية ولا في إسلام، ولقد ترك هو وعثمان شرب الخمر في الجاهلية. وقال كثير النواء: عن أبي جعفر الباقر: إن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعلي: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا} [الحجر: 47] . وقال حصين، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى أَنَّ عمر صعد المنبر، ثم قال: ألا إن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، فمن قال غير ذلك بعد مقامي هذا فهو مفتر، عليه ما على المفتري. وقال أبو معاوية وجماعة: حدثنا سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ ابن عمر قال: كنا نقول عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا ذهب أبو بكر وعمر، وعثمان استوى الناس، فيبلغ ذَلِكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلاَ ينكره. وقال عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وعمر. هذا والله العظيم قاله علي وهو متواتر عنه؛ لأنه قاله على منبر الكوفة فلعن الله الرافضة ما أجهلهم؟ وقال السدي، عن عبد خير، عن علي، قال: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر، كان أول من جمع القرآن بين اللوحين. إسناده حسن. وقال عقيل: عن الزهري أن أبا بكر والحارث بن كلدة كانا يأكلان خزيرة2 أهديت

_ 1 المماكسة في البيع: انتقاص الثمن واستحطاطه. والمنابذة بين المتبايعين. وقد ماكسه يماكسه مكاسا ومماكسة. 2 الخزيرة: لحم يقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة. وقيل: هي حسا من دقيق ودسم وقيل: إذا كان من دقيق فهي حريرة. وإذا كان من نخالة فهي خزيرة.

لأبي بكر، فقال الحارث: ارفع يدك يا خليفة رسول الله، والله إن فيها لسم سنة، وأنا وأنت نموت في يوم واحد، قال: فلم يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحد عند انقضاء السنة. وعن عائشة قالت: أول ما بدئ مرض أبي بكر أنه اغتسل، وكان يوما باردًا فحم خمسة عشر يوما لا يخرج إلى صلاة، وكان يأمر عمر بالصلاة، وكانوا يعودونه، وكان عثمان ألزمهم له في مرضه. وتوفي مساء ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة، وكانت خلافته سنتين ومائة يوم. وقال أبو معشر: سنتين وأربعة أشهر إلا أربع ليال، عن ثلاث وستين سنة. وقال الواقدي: أخبرني ابن أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ المَجِيْدِ بنِ سُهَيْلٍ، عن أبي سلمة. قال: وأخبرنا بردان بن أبي النضر عن محمد بن إبراهيم التيمي. وأخبرنا عمرو بن عبد الله، عن أبي النضر، عن عبد الله النخعي، دخل حديث بعضهم في بعض: أن أبا بكر لما ثقل دعا عبد الرحمن بن عوف، فقال: أخبرني عن عمر، فقال: ما تسألني عن أمر إلا وأنت أعلم به مني، قال: وإن، فقال: هو والله أفضل من رأيك فيه. ثم دعا عثمان فسأله عن عمر، فقال: علمي فيه أن سريرته خير من علانيته وأنه ليس فينا مثله فقال: يرحمك الله، والله لو تركته ما عدوتك، وشاور معهما سعيد بن زيد، وأسيد بن الحضير وغيرهما، فقال قائل: ما تقول لربك إذا سألك عن استخلافك عمر وقد ترى غلظته؟ فقال: أجلسوني، أبالله تخوفوني! أقول: استخلفت عليهم خير أهلك. ثم دعا عثمان، فقال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها، وعند أول عهده بالآخرة داخلا فيها، حيث يؤمن الكافر، ويوقن الفاجر، ويصدق الكاذب إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا، وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيرا، فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فه، وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب، والخير أردت ولا أعلم الغيب {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون} [الشعراء: 227] . وقال بعضهم في الحديث: لما أن كتب عثمان الكتاب أغمي على أبي بكر، فكتب عثمان من عنده اسم عمر، فلما أفاق أبو بكر قال: اقرأ ما كتبت، فقرأ، فلما ذكر "عمر" كبر أبو بكر وقال: أراك خفت إن افتلتت نفسي الاختلاف، فجزاك الله عن الإسلام خيرا، والله إن كنت لها أهلا. وقال علوان بن داود البجلي، عن حميد بن عبد الرحمن، عن صالح بن كيسان، عن

حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيْهِ. وقد رواه الليث بن سعد، عن علوان، عن صالح نفسه، قال: دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه فسلمت عليه وسألته: كيف أصبحت؟ فقال: بحمد الله بارئا، أما إني على ما ترى وجع، وجعلتم لي شغلا مع وجعي؛ جعلت لكم عهدا بعدي، واخترت لكم خيركم في نفسي فكلكم ورم لذلك أنفه رجاء أن يكون الأمر له. ثم قال: أما إني لا آسى على شيء إلا على ثلاث فعلتهن، وثلاث لم أفعلهن، وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن: وددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وإن أغلق على الخرب، وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق عمر أو أبي عبيدة، ووددت أني كنت وجهت خالد بن الوليد إلى أهل الردة، وأقمت بذي القصة، فإن ظفر المسلمون وإلا كنت لهم مددا وردءا، وودت أني يوم أتيت بالأشعث أسيرا ضربت عنقه، فإنه يخيل إلي أنه لا يكون شر إلا طار إليه، ووددت أني يوم أتيت بالفجاءة السلمي لم أكن حرقته وقتلته أو أطلقته، ووددت أني حيث وجهت خالد بن الوليد إلى الشام وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق، فأكون قد بسطت يميني وشمالي في سبيل الله، وودت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم في من هذا الأمر ولا ينازعه أهله، وأني سألته هل للأنصار في هذا الأمر شيء؟ وأني كنت سألته عن العمة وبنت الأخ، فإن في نفسي منها حاجة. رواه هكذا وأطول من هذا ابن وهب، عن الليث بن سعد، عن صالح بن كيسان، أخرجه كذلك ابن عائذ. وقال مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ، عن أبيه، عن جده، أن عائشة قالت: حضرت أبي وهو يموت فأخذته غشية فتمثلت: من لا يزال دمعه مقنعا1 ... فإنه لا بد مرة مدفوق فرفع راسه وقال: يا بنية ليس كذاك، ولكن كما قال الله تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] . وقال مُوْسَى الجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَفْصٍ بن عمر أن عائشة تمثلت لا احتضر أبو بكر: لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر فقال: ليس كذاك ولكن: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} ، إني قد نحلك حائطا، وإن في نفسي منه شيئا فرديه على الميراث، قالت: نعم، قال: أما إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم

_ 1 مقنعا: أي محبوسا في جوفه، ويجوز أن يراد: من كان دمعه مغطى في شؤونه كامنا فهيا فلابد أن يبرزه البكاء.

أنأكل لهم دينارا ولا درهما ولكنا أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا، ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا، وليس عندنا من فيء المسلمين شيء إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة، فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر، ففعلت. وقال القاسم عن عائشة، أن أبا بكر حين حضره الموت قال: إني لا أعلم عند آل أبي بكر غير هذه اللقحة وغير هذا الغلام الصيقل، كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا، فإذا مت فادفعيه إل عمر، فلما دفعته إلى عمر قال: رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده. وقال الزهري: أوصى أبو بكر أن تغسله امرأته أسماء بنت عميس، فإن لم تستطع استعانت بابنه عبد الرحمن. وقال عبد الواحد بن أيمن وغيرهم، عن أبي جعفر الباقر، قال: دخل علي على أبي بكر بعد ما سجي، فقال: ما أحد ألقى الله بصحيفته أحب إلي من هذا المسجي. وعن القاسم، قال: أوصى أبو بكر أن يدفن إِلَى جَنْبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فحفر له، وجعل رأسه عند كتفي رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَنْ عامر بن عبد الله بن الزبير قال: رأس أبي بكر عند كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأس عمر عند حقوي أبي بكر. وقالت عائشة: مات ليلة الثلاثاء، ودفن قبل أن يصبح. وعن مجاهد قال: كلم أبو قحافة في ميراثه من ابنه، فقال: قد رددت ذلك على ولده، ثم لم يعش بعده إلا ستة أشهر وأياما. وجاء أنه ورثه أبوه وزوجاه أسماء بنت عميس، وحبيبة بنت خارجة والدة أم كلثوم، وعبد الرحمن، ومحمد، وعائشة، وأسماء، وأم كلثوم. ويقال: إن اليهود سمته في أرزة فمات بعد سنة، وله ثلاث وستون سنة رضي الله عنه وأرضاه. ذكر عمال أبي بكر: قال موسى بن أنس بن مالك: إن أبا بكر استعمل أباه أنسا على البحرين. وقال خليفة: وجه أبو بكر زياد بن لبيد على اليمن أو المهاجر بن أبي أمية، واستعمل الآخر على كدام، وأقر على الطائف عثمان بن أبي العاص. ولما حج استخلف على المدينة

قتادة بن النعمان. وكان كاتبه عثمان بن عفان، وحاج به سديد مولاه. ويقال: كتب له زيد بن ثابت، وكان وزيره عمر بن الخطاب، وكان أيضا على قضائه، وكان مؤذنه سعد القرظ مولى عمار بن ياسر. خلافة الصديق -رضي الله عنه- وأرضاه: قال هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم توفي وأبو بكر بالسنح1، فقال عمر: والله ما مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنه الله فيقطع أيدي رجال وأرجلهم. فجاء أبو بكر الصديق فكشف عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقبله، وقال: بأبي أنت وأمي، طبت حيا وميتا، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله موتتين أبدا. ثم خرج فقال: أيها الحالف على رسلك. فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُون} [الزمر: 30] ، وقال: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144] ، فنشج الناس يبكون، واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا: منا أمير ومنكم أمير. فذهب إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة، فذهب عمر يتكلم فسكته أبو بكر، فكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر، فتكلم فأبلغ، فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء. فقال الحباب بن المنذر: لا والله لا نفعل أبدا، منا أمير ومنكم أمير. فقال أبو بكر: لا، ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء، قريش أوسط العرب دارا وأعزهم أحسابا، فبايعوا عمر بن الخطاب أو أبا عبيدة. فقال عمر: بل نبايعك، أنت خيرنا وسيدنا وأحبنا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخذ عمر بيده فبايعه، وبايعه الناس فقال قائل: قتلتم سعد بن عبادة فقال عمر: قتله الله2. رواه سليمان بن بلال عنه، وهو صحيح السند. وقال مالك، عن الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أن عمر خطب الناس فقال في خطبته: وقد بلغني أن قائلا يقول: "لو مات عمر بايعت فلانا". فلا يغترن امرؤ أن يقول: كانت

_ 1 السنح: هي بضم السين والنون. وقيل: بسكونها موضع بعوالي المدينة فيه منازل بني الحارث بن الخزرج، وكان منزل أبي بكر بها. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3667"، "3668" من طريق سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، به.

بيعة أبي بكر فلته، وليس منكم من تقطع العناق إليه مثل أبي بكر، وإنه كان خيرنا، حِيْنَ تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجتمع المهاجرون، وتخلف علي والزبير في بيت فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتخلفت الأنصار في سقيفة بني ساعدة، فقلت: يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار. فانطلقنا نؤمهم، فلقينا رجلان صالحان من الأنصار. فقالا: لا عليكم أن لا تأتوهم وأبرموا أمركم. فقلت: والله لنأتينهم، فأتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا هم مجتمعون على رجل مزمل بالثياب، فقلت: من هذا؟ قالوا: سعد بن عبادة مريض فجلسنا، وقام خطيبهم فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قال: أما بعد فنحن الأنصار وكتيبة الإيمان، وأنتم معشر المهاجرين رهط منا، وقد دفت إليكم دافة1 يريدون أن يختزلونا2 من أصلنا ويحضنونا3 من الأمر. قال عمر: فلما سكت أردت أن أتكلم بمقالة قد كانت أعجبتني بين يدي أبي بكر، فقال أبو بكر: على رسلك. وكنت أعرف منه الحد، فكرهت أن أغضبه وهو كان خيرا مني وأوفق وأوقر، ثم تكلم فوالله ما ترك كلمة أعجبتني إلا قد قالها وأفضل منها حتى سكت، ثم قال: أما بعد: ما ذكرتم من خير فهو فيكم معشر الأنصار، وأنتم أهله وأفضل منه، ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا ودارًا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم، وأخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح قال: فما كرهت شيئا مما قال غيرها، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر إلا أن تتغير نفسي عند الموت. فقال رجل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب4، منا أمير ومنكم أمير معشر المهاجرين قال: وكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى خشيت الاختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر. فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون وبايعته الأنصار، ونزوا5 على سعد بن عبادة، فقال قائل: قتلتم

_ 1 الدافة: القوم يسيرون جماعة سيرا ليس بالشديد، يقال: هم يدفون دفيفا. 2 يختزلونا: يقتطعونا ويذهبوا بنا منفردين. 3 يحضنونا: أي يخرجونا. يقال: حضنت الرجل عن الأمر أحضنه حضنا وحضانة: إذا نحيته عنه وانفردت به دونه، كأنه جعله في حضن منه، أي جانب. 4 "أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب": العذيق بالذال المعجمة تصغير عذق وهو النخلة والمرجب بالجيم والموحدة أي يدعم النخلة إذا كثر حملها، والجديل بالتصغير أيضا وبالجيم، والجدل عود ينصب للإبل الجرباء لتحتك به، والمحكك بكافين الأولى مفتوحة، فأراد أنه يستشفى برأيه. 5 نزوا: أي وقعوا عليه ووطئوه.

سعدا. فقلت: قتل الله سعدا قال عمر: فوالله ما وجدنا فيما حضرنا أمرا أوفق من مبايعة أبي بكر، خشينا إن نحن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة، فإما بايعناهم على ما لا نرضى، وإما خالفناهم فيكون فساد. رواه يونس بن يزيد، عن الزهري بطوله، فزاد فيه: قال عمر: "فلا يغترن امرؤ أن يقول: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت، فإنها قد كانت كذلك إلا أن الله وقى شرها، فمن بايع رجلا عن غير مشورة، فإنه لا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا"1. متفق على صحته2. وقال عاصم بن بهدلة، عن زر، عن عبد الله قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير فأتاهم عمر، فقال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن أبا بكرقد أَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يؤم الناس؟ قالوا: بلى، قال: فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ -يعني في الصلاة- فقال الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر. رواه الناس، عن زائدة عنه. وقال يزيد بن هارون: أخبرنا العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى عمر أبا عبيدة، فقال: ابسط يدك لأبايعك، فإنك أمين هذه الأمة على

_ 1 تغرة أن يقتلا: مصدر غررته إذا ألقيته في الغرر، وهي من التغرير، كالتعلة من التعليل. وفي الكلام مضاف محذوف تقديره: خوف تغرة أن يقتلا: أي خوف وقوعهما في القتل، فحذف المضاف الذي هو الخوف، وأقام المضاف إليه الذي هو تغرة مقامه، وانتصب على أنه مفعول له. ويجوز أن يكون قوله: "أن يقتلا" بدل من "تغرة" ويكون المضاف محذوفا كالأول ومن أضاف "تغرة" إلى "أن يقتلا" فمعناه خوف تغرته قتلهما. 2 صحيح: أخرجه مالك "2/ 832" مختصرًا، ومن طريقه أخرجه أحمد "1/ 55-56" والبخاري "2462"، "3928"، والنسائي في "الكبرى" "7157"، "7158"، وابن حبان "414" وقرن البخاري والنسائي في "الموضع الثاني" بمالك يونس بن يزيد الأيلي. وأخرجه ابن أبي شيبة "10/ 75-76"، "14/ 563-577"، والحميدي "3445"، "4021"، "6829"، "6830"، "7323"، ومسلم "1691"، وأبو داود "4418"، وابن ماجه "2553" والترمذي في "الشمائل" "323"، والبزار "194"، والنسائي "7156"، "7159"، "7160"، وأبو يعلى "153"، وابن حبان "413"، "6239"، والبيهقي "8/ 211" من طرق عن الزهري، به. قوله: "إن بيعة أبي بكر كانت فلتة": أراد بالفلتة الفجأة ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مهيجة للشر والفتنة فعصم الله من ذلك ووقي. والفتلة: كل شيء فعل من غير روية، وإنما بودر بها خوف انتشار الأم. وقيل غير ذلك.

لسان رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ أبو عبيدة لعمر: ما رأيت لك فهة1 قبلها منذ أسلمت، أتبايعني وفيكم الصديق وثاني اثنين؟ وروى نحوه عن مسلم البطين، عن أبي البختري. وقال ابن عون، عن ابن سيرين، قال أبو بكر لعمر: ابسط يدك نبايع لك. فقال عمر: أنت أفضل مني فقال أبو بكر: أنت أقوى مني. قال: إن قوتي لك مع فضلك. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا توفي اجتمعت الأنصار إلى سعد، فأتاهم أبو بكر وجماعة، فقام الحباب بن المنذر، وكان بدريا، فقال: منا أمير ومنكم أمير. وقال وهيب: حدثنا دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ خطباء الأنصار، فجعل منهم من يقول: يا معشر المهاجرين أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان منا ومنكم. قال: وتتابعت خطباء الأنصار على ذلك، فَقَامَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان من المهاجرين، وَإِنَّمَا يَكُوْنُ الإِمَامُ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ، وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ، كما كنا أنصار رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَامَ أبو بكر، فقال: جزاكم الله خيرا من حي يا معشر الأنصار وثبت قائلكم، أم والله لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم. ثم أخذ زيد بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه. قال: فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا، فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا به، فقال أبو بكر: ابْنِ عَمِّ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين! فقال: لا تثريب2 يا خليفة رسول الله، فبايعه، ثم لم ير الزبير، فسأل عنه حتى جاؤوا به، فقال: ابن عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين! فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله، فبايعاه. روى منه أحمد في "مسنده" إلى قوله: "لما صالحناكم" عن عفان، عن وهيب. ورواه بتمامه ثقة، عن عفان. وقال الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ عمر في خطبته: وإن عليا والزبير

_ 1 فهة: أي سقطة وجهلة. يقال: فه الرجل يفه فهاهة وفهة، فهو فة وفهيه: إذا جاءت منه سقطة. من العي وغيره. 2 التثريب: التوبيخ، والتقريع، والتأنيب، والتعيير، والاستقصاء في اللوم.

ومن معهما تخلفوا عنا، وتخلفت الأنصار عنا بأسرها، فاجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فبينا نحن في منزل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رجل ينادي من وراء الجدار: اخرج يا ابن الخطاب، فخرجت، فقال: إن الأنصار قد اجتمعوا فأدركوهم قبل أن يحدثوا أمرا يكون بيننا وبينهم فيه حرب، وقال في الحديث: وتابعه المهاجرون والأنصار فنزونا على سعد بن عبادة، فقال قائل: قتلتم سعدا. قال عمر: فقلت وأنا مغضب: قتل الله سعدا فإنه صاحب فتنة شر. وهذا من حديث جويرية بن أسماء، عن مالك. وروى مثله الزبير بن بكار، عن ابن عيينة، عن الزهري. وقال أبو بكر الهذلي، عن الحسن، عن قيس بن عباد، وابن الكواء، أن عليا -رضي الله عنه- ذكر مسيره وبيعة المهاجرين أبا بكر، فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يمت فجاءة، مرض ليالي، يأتيه بلال فيؤذيه بالصلاة فيقول: "مروا أبا بكر بالصلاة"، فأرادت امرأة من نسائه أن تصرفه إلى غيره فغضب، وقال: "إنكن صواحب يوسف"، فملا قُبِضَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخترنا واختار المهاجرون والمسلمون لدنياهم من اختاره رسول الله لدينهم، وكانت الصلاة عظم الأمر وقوام الدين. وقال الوليد بن مسلم: فحدثني محمد بن حرب، قال: حدثنا الزبيدي، قال: حدثني الزهري، عن أنس أنه سمع خطبة عمر الآخرة، قال: حين جلس أبو بكر عَلَى مِنْبَرِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غدا من متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشهد عمر، ثم قال: أما بعد، فإني قلت لكم أمس مقالة، وإنها لم تكن كما قلت، وما وجدت في المقالة التي قلت لكم في كتاب الله ولا في عهد عهده رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ رجوت أنه يعيش حتى يدبرنا -يقول حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم آخرنا -فاختار الله لرسوله ما عنده على الذي عندكم، فإن يكن رسول الله قد مات، فإن الله قد جعل بين أظهركم كتابه الذي هدى به محمدا، فاعتصموا به تهتدوا بما هدى به محمدا صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر أبا بكر صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وثاني اثنين وأنه أحق الناس بأمرهم، فقوموا فبايعوه، وكان طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت البيعة على المنبر بيعة العامة. صحيح غريب. وقال موسى بن عقبة، عن سعد بن إبراهيم: حدثني أبي أن أباه عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر، وأن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير، ثم خطب أبو بكر واعتذر إلى الناس، وقال: والله ما كنت حريصا على الإمارة يوما ولا ليلة ولا سألتها الله في سر ولا علانية. فقبل المهاجرون مقالته. وقال علي والزبير: ما غضبنا إلا؛ لأنا أخرنا عن المشاورة، وإنا نرى أبا

بكر أحق الناس بها بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ لصاحب الغار، وإنا لنعرف شرفه وخيره، ولقد أَمَّرَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصلاة بالناس وهو حي. وقد قيل: إن عليا -رضي الله عنه- تمادى عن المبايعة مدة، فقال يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي صالح بن كيسان، عن عروة، عن عائشة قالت: لما توفيت فاطمة بعد وفاة أبيها بستة أشهر اجتمع إلى علي أهل بيته، فبعثوا إلى أبي بكر: ائتنا. فقال عمر: لا والله لا تأتهم فقال أبو بكر: والله لآتينهم وما تخاف علي منهم! فجاءهم حتى دخل عليهم فحمد الله، ثم قال: إني قد عرفت رأيكم، قد وجدتم علي في أنفسكم من هذه الصدقات التي وليت عليكم، والله ما صنعت ذاك إلا أني لم أكن أريد أن أكل شيئا مِنْ أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنْتُ أرى أثره فيه وعمله إلى غيري حتى أسلك به سبيله وأنفذه فيما جعله الله، ووالله؛ لأن أصلكم أحب إلي من أن أصل أهل قرابتي لقرابتكم مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولعظيم حقه. ثم تشهد علي، وقال: يا أبا بكر والله ما نفسنا عليك خيرًا جعله الله لك أن لا تكون أهلا لما أسند إليك، ولكنا كنا من الأمر حيث قد علمت فتفوت به علينا، فوجدنا في أنفسنا، وقد رايت أن أبايع وأدخل فيمادخل فيه الناس، وإذا كانت العشية1 فصل بالناس الظهر، واجلس على المنبر حتى آتيك فأبايعك. فلما صلى أبو بكر الظهر ركب المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر الذي كان من أمر علي، وما دخل فيه من أمر الجماعة والبيعة، وها هو ذا فاسمعوا منه، فقام علي فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذك أبا بكر وفضله وسنه، وأنه أهل لما ساق الله إليه من الخير، ثم قام إلى أبي بكر فبايعه. أخرجه البخاري2 من حديث عقيل عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وفيه: وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلا توفيت استنكر علي وجوه الناس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته. قصة الأسود العنسي: قال سيف بن عمر التميمي: حدثنا المستنير بن يزيد النخعي، عن عروة بن غزية، عن الضحاك بن فيروز الديلمي، عن أبيه قال: أول ردة كانت في الإسلام عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يد عبهلة بن كعب، وهو الأسود، في عامة مذحج: خرج بعد حجة الوداع،

_ 1 العشي: ما بعد الزوال إلى المغرب عشى. وقيل: العشي من زوال الشمس إلى الصباح. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4240"، "4241"، ومسلم "1759" "52" من طريق ليث، عن عقيل، به.

وكان شعباذا يريهم الأعاجيب، ويسبي قلوب من يسمع منطقه، فوثب هو ومذحج بنجران إلى أن سار إلى صنعاء فأخذها، ولحق بفروة من تم على إسلامه، ولم يكاتب الأسود رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يكن معه أحد يشاغبه، وصفا له ملك اليمن. فروى سيف، عن سهل بن يوسف، عن أبيه، عن عبيد بن صخر، قال: بينما نحن بالجند قد أقمناهم على ما ينبغي، وكتبنا بيننا وبينهم الكتب، إذا جاءنا كتاب من الأسود أن أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا، ووفروا ما جمعتم فنحن أولى به، وأنتم على ما أنتم عليه، فبينا نحن ننظر في أمرنا إذ قيل: هذا الأسود بشعوب، وقد خرج إليه شهر بن باذام، ثم أتانا الخبر أنه قتل شهرا وهزم الأبناء، وغلب على صنعاء بعد نيف وعشرين ليلة، وخرج معاذ هاربا حتى مر بأبي موسى الأشعري بمأرب، فاقتحما حضرموت. وغلب الأسود على ما بين أعمال الطائف إلى البحرين وغير ذلك، وجعل يستطير استطارة الحريق، وكان معه سبع مائة فارس يوم لقي شهرا، وكان قواده: قيس بن عبد يغوث، ويزيد بن مخزوم، وفلان، وفلان واستغلظ أمره وغلب على أكثر اليمن، وارتد معه خلق، وعامله المسلمون بالتقية. وكان خليفته في مذحج عمرو بن معد يكرب، وأسند أمر جنده إلى قيس بن عبد يغوث، وأمر الأبناء إلى فيروز الديلمي، وذادويه. فلما أثخن في الأرض استخف بهؤلاء، وتزوج امرأة شهر، وهي بنت عم فيروز، قال: فبينا نحن كذلك بحضرموت ولا نأمن أن يسير إلينا الأسود، وقد تزوج معاذ في السكون، إذ جاءتنا كتب النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا فيها أن نبعث الرجال لمجاولته ومصاولته، فقام معاذ في ذلك، فعرفنا القوة ووثقنا بالنصر. وقال سيف: حدثنا المستنير، عن عروة، عن الضحاك بن فيروز، عن جشنس بن الديلمي، قال: قدم علينا وبر بن يحنس بِكِتَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمرنَا فيه بالنهوض في أمر الأسود فرأينا أمر كثيفا، ورأينا الأسود قد تغير لقيس بن عبد يغوث، فأخبرنا قيسا وأبلغناه عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكأنا وقعنا عليه، فأجابنا، وجاء وبر وكاتبنا الناس ودعوناهم، فأخبر الأسود شيطانه فأرسل إلى قيس، فقال: ما يقول الملك؟ قال: يقول: عمدت إلى قيس فأكرمته، حتى إذا دخل منك كل مدخل مال ميل عدوك. فحلف له وتنصل، فقال: أتكذب الملك؟ قد صدق وعرفت أنك تائب. قال: فأتانا قيس وأخبرنا فقلنا: كن على حذر، وأرسل إلينا الأسود: ألم أشرفكم على قومكم، ألم يبلغني عنكم؟ فقلنا: أقلنا مرتنا هذه، فقال: فلا يبلغني عنكم فاقتلكم. فنجونا ولم نكد، وهو في ارتياب من أمرنا. قال: فكاتبنا عامر بن شهر، وذو الكلاع، وذو ظليم، فأمرناهم أن لا يتحركوا بشيء، قال: فدخلت على امرأته آزا

فقلت: يا ابنة عم قد عرفت بلاء هذا الرجل، وقتل زوجك وقومك وفضح النساء، فهل من ممالأة عليه؟ قالت: ما خلق الله أبغض إلي منه، ما يقوم لله على حق ولا ينتهي عن حرمة. فخرجت فإذا فيروز وزادويه ينتظراني، وجاء قيس ونحن نريد أن نناهضه، فقال له رجل قبل أن يجلس: الملك يدعوك. فدخل في عشرة فلم يقدر على قتله معهم، وقال: أنا عبهلة أمني تتحصن بالرجال؟ ألم أخبرك الحق وتخبرني الكذب، تريد قتلي! فقال: كيف وأنت رسول الله فمرني بما أحببت، فأما الخوف والفزع فأنا فيهما فاقتلني وأرحني فرق له وأخرجه، فخرج علينا، وقال: اعملوا عملكم، وخرج علينا الأسود في جمع، فقمنا له، وبالباب مائة بقرة وبعير فنحرها، ثم قال: أحق ما بلغني عنك يا فيروز؟ لقد هممت بقتلك فقال: اخترتنا لصهرك وفضلتنا على الأبناء، وقد جمع لنا أمر آخرة ودنيا، فلا تقبلن علينا أمثال ما يبلغك. فقال: اقسم هذه، فجعلت آمر للرهط بالجزور ولأهل البيت بالبقرة. ثم اجتمع بالمرأة، فقالت: هو متحرز، والحرس محيطون بالقصر سوى هذا الباب فانقلبوا عليه، وهيأت لنا سراجا. وخرجت فتلقاني الأسود خارجا من القصر، فقال: ما أدخلك؟ ووجأ رأسي فسقطت، فصاحت المرأة وقالت: ابن عمي زارني. فقال: اسكتي لا أبا لك قد وهبته لك. فأتيت أصحابي وقلت: النجاء، وأخبرتهم الخبر، فأنا على ذلك إذ جاءني رسولها: لا تدعن ما فارقتك عليه، فقلنا لفيروز: ائتها وأتقن أمرنا، وجئنا بالليل دخلنا، فإذا سراج تحت جفنة، فاتقينا بفيروز، وكان أنجدنا، فلما دنا من البيت سمع غطيطا شديدا، وإذا المرأة جالسة. فلما قام فيروز على الباب أجلس الأسود شيطانه وكلمه فقال: وأيضا فما لي ولك يا فيروز! فخشي إن رجع أن يهلك هو والمرأة، فعاجله وخالطه وهو مثل الجمل، فأخذ برأسه فدق عنقه وقتله، ثم قام ليخرج فأخذت المرأة بثوبه تناشده، فقال: أخبر أصحابي بقتله. فأتانا فقمنا معه، فأردنا حز رأسه فحركه الشيطان واضطرب، فلم نضبطه، فقال: اجلسوا على صدره. فجلس اثنان وأخذت المرأة بشعره، وسمعنا بربرة1 فألجمته بملاءة. وأمر الشفرة على حلقه، فخار كأشد خوار ثور، فابتدر الحرس الباب: ما هذا؟ ما هذا؟ قالت: النبي يوحى إليه قال: وسمرنا ليلتنا كيف نخبر أشياعنا، فأجمعنا على النداء بشعارنا ثم بالأذان، فلما طلع الفجر نادى داذويه بالشعار، ففزع المسلمون والكافرون، واجتمع الحرس فأحاطوا بنا، ثم ناديت بالأذان، وتوافت خيولهم إلى الحرس، فنادينهم: أشهد أن محمدا رسول الله، وأن عبهلة كذاب، وألقينا إليهم الرأس، وأقام وبر الصلاة، وشنها القوم غارة، ونادينا: يا أهل صنعاء من دخل عليه داخل فتعلقوا به، فكثر النهب والسبي، وخلصت صنعاء والجند، وأعز

_ 1 البربرة: التخليط في الكلام مع غضب ونفور.

الله الإسلام، وتنافسنا الإمارة، وتراجع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاصطلحنا على معاذ بن جبل، فكان يصلي بنا، وكتبنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم الخير فقدمت رسلنا، وَقَدْ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صبيحتئذ فأجابنا أبو بكر رضي الله عنه. وروى الواقدي عن رجاله، قال: بعث أبو بكر قيس بن مكشوح إلى اليمن، فقتل الأسود العنسي، هو وفيروز الديلمي ولقيس هذا أخبار، وقد ارتد، ثم أسره المسلمون فعفا عنه أبو بكر، وقتل مع علي بصفين. جيش أسامة بن زيد رضي الله عنهما: قال هشام بن عروة، عن أبيه، قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه: "أنفذوا جيش أسامة"، فسار حتى بلغ الجرف، فأرسلت إليه امرأته فاطمة بنت قيس تقول: لا تعجل فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثقيل، فلم يبرح حتى قُبِضَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قبض رجع إلى أبي بكر فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثني وأنا على غير حالكم هذه، وأنا أتخوف أن تكفر العرب، وإن كفرت كانوا أول من نقاتل، وإن لم تكفر مضيت، فإن معي سروات الناس وخيارهم، قال: فخطب أبو بكر الناس، ثم قال: وَاللهِ لأَنْ تَخْطَفَنِي الطَّيْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبْدَأَ بِشَيْءٍ قَبْلَ أَمْرِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فبعثه أبو بكر، واستأذن لعمر أن يتركه عنده، وأمر أن يجزر في القوم، أن يقطع الأيدي، والأرجل والأوساط في القتال، قال: فمضى حتى أغار، ثم رجعوا وقد غنموا وسلموا. فكان عمر يقول: ما كنت لأحيي أحدا بالإمارة غير أسامة؛ لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض وهو أمير، قال: فسار فلما دنوا من الشَّامَ أَصَابَتْهُمْ ضَبَابَةٌ شَدِيْدَةٌ فَسَتَرَتْهُمْ، حَتَّى أَغَارُوا وأصابوا حاجتهم، قال: فقدم بنعي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هرقل وإغارة أسامة في ناحية أرضه خبرا واحدا، فَقَالَتِ الرُّوْمُ: مَا بَالُ هَؤُلاَءِ يَمُوْتُ صَاحِبُهُمْ وأغاروا على أرضنا؟ وعن الزهري، قال: سار أسامة في ربيع الأول حتى بلغ أرض الشام وانصرف، فكان مسيره ذاهبا وقافلا أربعين يوما. وقيل: كان ابن عشرين سنة. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قال: فلما فرغوا من البيعة، واطمأن الناس قال أبو بكر لأسامة بن زيد: امض لوجهك. فكلمه رجال من المهاجرين والأنصار وقالوا: أمسك أسامة وبعثه فإنا نخشى أن تميل علينا العرب إذا سمعوا بِوَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فقال: أنا أحبس جيشا بعثهم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! لَقَدْ اجترأت على أمر عظيم، والذي نفسي بيده لأن تميل علي العرب أحب إلي من أن أحبس جيشا بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، امض يا أسامة في جيشك للوجه الذي أمرت به، ثم اغز حيث أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم من ناحية فلسطين، وعلى أهل مؤتة، فإن الله سيكفي ما تركت، ولكن إن رأيت أن تاذن لعمر فأستشيره وأستعين به فافعل، ففعل أسامة ورجع عامة العرب عن دينهم وعامة أهل المشرق وغطفان، وأسد عامة أشجع، وتمسكت طيئ بالإسلام. شأن أبي بكر وفاطمة رضي الله عنهما: قال الزهري عن عروة، عن عائشة أن فاطمة سألت أبا بكر بَعْدَ وَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يقسم لها ميراثها مما تَرَكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما أفاء الله عليه، فقال لها: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا نورث ما تركنا صدقة". فغضبت وهجرت أبا بكر حتى توفيت1. وأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن مما أفاء الله على رسوله، حتى كنت أنا رددتهن فقلت لهن: ألا تتقين الله؟ ألم تسمعن مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا نورث، ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال" 2. وقال أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا يقتسم ورثتي دينارًا، ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤونة عاملي فهو صدقة" 3. وقال محمد بن السائب -وهو متروك- عن أبي صالح مولى أم هانئ، أن فاطمة دخلت على أبي بكر، فقالت: يا أبا بكر أرأيت لو مت اليوم من كان يرثك؟ قال: أهلي وولدي. فقالت: مالك ترث رسول الله صلى الله عليه وسلم من دون أهله وولده! فقال: ما فعلت يا ابنة رسول الله. قالتك بلى قد عمدت إلى فدك وكانت صافية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذتها، وعمدت إلى ما أنزل الله من المساء فرفعته منا، فقال: لم أفعل، حدثني رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ الله يطعم النبي الطعمة

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3092"، "3093"، "3711"، "3712"، "4035"، "4036"، "6725"، "6726"، ومسلم "1759"، وأبو داود "2970"، والنسائي "7/ 132"، والبيهقي "6/ 300" من طرق عن الزهري، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "6730"، ومسلم "1758"، وأبو داود "2976"، "2977" من طريق ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "6729"، ومسلم "1760"، وأبو داود "2974" من طريق مالك، عن أبي الزناد، به.

ما كان حيا فإذا قبضه رفعها. قالت: أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم، ما أنا بسائلتك بعد مجلسي هذا. ابن فضيل، عن الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت فاطمة إلى أبي بكر: أنت وريث رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ أهله؟ فقال: لا بل أهله. قالت: فأين سهمه؟ قَالَ: إِنِّيْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن الله إذا أطعم نبيا طعمة ثم قبضه جعلها للذي يقوم من بعده"، فرأيت أن أرده على المسلمين. قالت: أنت وَمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعلم. رواه أحمد في "مسنده"1، وهو منكر، وأنكر ما فيه قوله: "لا، بل أهله". وقال الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد: حدثنا صدقة أبو معاوية، عن مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، عن يزيد الرقاشي، عن أنس أن فاطمة أتت أبا بكر فقالت: قد علمت الذي خلفنا عنه من الصدقات أهل البيت. ثم قرأت عليه {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} [الأنفال: 41] ، إلى آخر الآية، فقال لها: بأبي وأمي أنت ووالدك وولدك، وعلي السمع والصبر، كتاب الله وحق رسول وحق قرابته، أنا أقرأ من كتاب الله مثل الذي تقرئين، ولا يبلغ علمي فيه أن أرى لقرابة رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا السهم كله من الخمس يجري بجماعته عليهم. قالت: أفلك هو ولقرابتك؟ قال: لا، وأنت عندي أمينة مصدقة، فإن كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليك في ذلك عهدا، ووعدك موعدا أوجبه لك حقا صدقتك وسلمته إليك. قالت: لا، إِلاَّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أنزل عليه في ذلك قال: أبشروا آل محمد فقد جاءكم الغنى. فقال أبو بكر: صدقت فلك الغنى، ولم يبلغ علمي فيه ولا بهذه الآية أن يسلم هذا السهم كله كاملا، ولكن لكم الغنى الذي يغنيكم، ويفضل عنكم، فانظري هل يوافقك على ذلك أحد منهم، فانصرفت إلى عمر فذكرت له كما ذكرت لأبي بكر، فقال لها مثل الذي راجعها به أبو بكر، فعجبت وظنت أنهما قد تذاكر ذلك واجتمعا عليه2. وبالإسناد إلى محمد بن عبد الله -من دون ذكر الوليد بن مسلم- قال: حدثني الزهري، قال: حدثني من سمع ابن عباس يقول: كان عمر عرض علينا أن يعطينا من الفيء بحق ما يرى أنه لنا من الحق، فرغبنا عن ذلك وقلنا: لنا ما سمى الله من حق ذي القربى، وهو خمس

_ 1 أحمد "1/ 4". 2 ضعيف: آفته يزيد بن أبان الرقاشي، ضعيف.

الخمس، فقال عمر: ليس لكم ما تدعون لكم حق، إنما جعل الله الخمس لأصناف سماهم، فأسعدهم فيه حظا أشدهم فاقة وأكثرهم عيالًا. قال: فكان عمر يعطي من قبل منا من الخمس والفيء نحو ما يرى أنه لنا، فأخذ ذلك منا ناس وتركه ناس1. وذكر الزهري أن مالك بن أوس بن الحدثان النصري قال: كنت عند عمر -رضي الله عنه- فقال لي: يا مالك إنه قدم علينا من قومك أهل أبيات وقد أمرت فيهم برضخ فاقسمه بينهم، قلت: لو أمرت به غيري، قال: اقبضه أيها المرء، قال: وأتاه حاجبه يرفأ فقال: هل لك في عثمان، والزبير، وعبد الرحمن وسعد يستأذنون؟ قال: نعم، فدخلوا وسلموا وجلسوا، ثم لبث يرفأ قليلا، ثم قال لعمر: هل لك في علي والعباس؟ قال: نعم فلما دخلا سلما فجلسا، فقال عباس: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا الظالم الفاجر الغادر الخائن، فاستبا، فقال عثمان وغيره: يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر. فقال: أنشدكما بالله هل تعلمان أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا نورث ما تركنا صدقة"؟ قالا: قد قال ذلك قال: فإني أحدثكم عن هذا الأمر: إن الله كان قد خص رسوله في هذا الفيء بشيء لم يعطه غيره، فقال تعالى: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ} [الحشر: 6] ، فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم، لقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يجعل ما بقي مجعل مال الله. أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم توفى الله نبيه، فقال أبو بكر: أنا وَلَّى رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الله عليه وسلم، فقبضها وعمل فيها بما عمل بِهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها، وأنتما تزعمان أن أبا بكر فيها كاذب فاجر غادر، والله يعلم أنه فيها لصادق بار راشد، ثم توفاه الله فقلت: أنا وَلَّى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وولي أبي بكر، فقبضتها سنتين من إمارتي، أعمل فيها بعمله، وأنتم حينئذ، وأقبل علي علي، وعباس يزعمون أني فيها كاذب فاجر غادر، والله يعلم أني فيها لصادق بار راشد تابع للحق، ثم جئتماني وكلمتكما واحدة وأمركما جميع، فجئتني تسألني عن نصيبك من ابن أخيك، وجاءني هذا يسألني عن نصيب امرأته من أبيها فقلت: لكما: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا نورث ما تركنا صدقة" فلما بدا لي أن أدفعها إليكما قلت: إن شئتما دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه فتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما عمل فيها أبو بكر وإلا فلا تكلماني فقلتما: ادفعها إلينا بذلك، فدفعتها إليكما؛

_ 1 ضعيف: لجهالة الراوي عن ابن عباس.

أنشدكم بالله هل دفعتها إليهما بذلك؟ قال الرهط: نعم، فأقبل على علي وعباس فقال: أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك؟ قالا: نعم قال: أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك! فوالذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها غير ذلك حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي أكفيكماها1. قال الزهري: وحدثني الأعرج أنه سمع أبا هريرة يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: "والذي نفسي بيده لا يقتسم ورثتني شيئا مما تركت، ما تركنا صدقة" 2. فكانت هذه الصدقة بيد علي غلب عليها العباس، وكانت فيها خصومتهما، فأبى عمر أن يقسمها بينهما حتى أعرض عنها عباس غلبه عليها علي، ثم كانت على يدي الحسن، ثم كانت بيد الحسين، ثم بيد علي بن الحسين والحسن بن الحسن، كلاهما يتداولانها، ثم بيد زيد، وهي صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا. خبر الردة: لما اشتهرت وفة النبي صلى الله عليه وسلم بالنواحي، ارتد طوائف كثيرة من العرب عن الإسلام ومنعوا الزكاة، فنهض أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- لقتالهم، فأشار عليه عمر وغيره أن يفتر عن قتالهم. فقال: والله لو منعوني عقالا أو عناقا3 كانوا يؤدونها إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقاتلتهم على منعها فقال عمر: كيف تقاتل الناس وَقَدْ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله فمن قالها عصم مني ماله ودمه إلا بحقها وحسابه على الله"؟ فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال وقد قال: "إلا بحقها" قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق4. فعن عروة وغيره قال: فخرج أبو بكر في المهاجرين والأنصار حتى بلغ نقعا حذاء

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3094"، ومسلم "1757" من طريق الزهري، به. 2 صحيح: أخرجه مالك برواية يحيى "2/ 993"، ومن طريقه أخرجه البخاري "2776"، "3096"، "6729"، ومسلم "1760"، وأبو داود "2974"، والبيهقي "6/ 302" عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. 3 العناق: الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة. 4 صحيح: أخرجه البخاري "1399"، ومسلم "20"، وأبو داود "1556" من طريق الزُهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بن مسعود، عن أبي هريرة، به.

نجد، وهربت الأعراب بذراريهم، فكلم الناس أبا بكر، وقالوا: ارجع إلى المدينة وإلى الذرية والنساء وأمر رجلا على الجيش، ولم يزالوا به حتى رجع وأمر خالد بن الوليد، وقال له: إذا أسلموا وأعطوا الصدقة فمن شاء منكم فليرجع، ورجع أبو بكر إلى المدينة. وقال غيره: كان مسيره في جمادى الآخر فبلغ ذا القصة، وهي على بريدين وأميال من ناحية طريق العراق، واستخلف عن المدينة سنانا الضمري، وعلى حفظ أنقاب المدينة عبد الله بن مسعود. وقال ابن لهيعة: أخبرنا أسامة بن زيد، عن الزهري، عن حنظلة بن علي الليثي، أن أبا بكر بعث خالدا، وأمره أن يقاتل الناس على خمس، من ترك واحدة منهن قاتله كما يقاتل من ترك الخمس جميعا: على شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنَّ مُحَمَّداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان. وقال عروة، عن عائشة: لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضمها1، اشرأب النفاق بالمدينة وارتدت العرب، فوالله ما اختلفوا في نقطة إلا طار أبي بحظها من الإسلام. وعن يزيد بن رومان أن الناس قالوا له: إنك لا تصنع بالمسير بنفسك شيئا، ولا تدري لمن تقصد، فأمر من تثق به وارجع إلى المدينة، فإنك تركت بها النفاق يغلي، فعقد لخالد على الناس، وأمر على الأنصار خاصة ثابت بن قيس بن شماس، وأمر خالدا أن يصمد لطليحة الأسدي. وعن الزهري، قال: سار خالد بن الوليد من ذي القصة في ألفين وسبع مائة إلى ثلاثة آلاف، يريد طليحة، ووجه عكاشة بن محصن الأسدي حليف بني عبد شمس، وثابت بن أقرم الأنصاري -رضي الله عنهما- فانتهوا إلى قطن2 فصادفوا فيها حبالا3 متوجها إلى طليحة بثقله، فقتلوه وأخذوا ما معه، فساق وراءهم طليحة وأخوه سلمة فقتلا عكاشة وثابتا. وقال الوليد الموقري، عن الزهري، قال: فسار خالد فقاتل طليحة الكذاب فهزمه الله، وكان قد بايع عيينة بن حصن، فلما رأى طليحة كثرة انهزام أصحابه قال: ما يهزمكم؟ فقال

_ 1 هاضها: أي كسرها والهيض: الكسر بعد الجبر وهو أشد ما يكون من الكسر. وقد هاضه الأمر يهيضه. 2 جبل لبني عبس كثير النخل والمياه بين الرمة وبين أرض بني أسد. 3 حبالا: هو شقيق طليحة.

رجل: أنا أحدثك، ليس منا رجل إلا وهو يحب أن يموت صاحبه قبله، وإنا نلقى قوما كلهم يحب أن يموت قبل صاحبه، وكان طليحة رجلا شديد البأس في القتال، فقتل طليحة يومئذ عكاشة بن محن وثابت بن أقرم، وقال طليحة: عشية غادرت ابن أقرم ثاويا ... وعكاشة الغنمي تحت مجالي أقمت لهم صدر الحمالة إنها ... معاودة قتل الكماة نزالي فيوما تراها في الجلال مصونة ... ويوما تراها في ظلال عوال فما ظنكم بالقوم إذ تقتلونهم ... أليسوا وإن لم يسلموا برجال فإن يك ذا ود أصبن ونسوة ... فلم ترهبوا فرغا بقتل حبال فلما غلب الحق طليحة ترجل. ثم أسلم وأهل بعمرة، فركب يسير في الناس آمنا، حتى مر بأبي بكر بالمدينة، ثم سار إلى مكة فقضى عمرته، ثم حسن إسلام. وفي غير هذه الرواية أن خالدا لقي طليحة ببزاخة، ومع طليحة عيينة بن حصن، وقرة بن هبيرة القشيري، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم رب طليحة وأسر عيينة وقرة، وبعث بهما إلى أبي بكر فحقن دماءهما. وذكر أن قيس بن مكشوح أحد من قتل الأسود العنسي ارتد، وتابعه جماعة من أصحاب الأسود، وخافه أهل صنعاء، وأتى قيس إلى فيروز الديلمي وذادويه يستشيرهما في شأن أصحاب الأسود خديعة منه، فاطمأنا إليه، وصنع لهما من الغد طعاما، فأتاه ذادويه فقتله. ثم أتاه فيروز ففطن بالأمر فهرب، ولقيه جشيش بن شهر ومضى معه إلى جبال خولان، وملك قيس صنعاء، فكتب فيروز إلى أبي بكر يستمده. فأمده، فلقوا قيسا فهزمواه ثم أسروه وحملوه إلى أبي بكر -رضي الله عنه- فوبخه، فأنكر الردة فعفا عنه أبو بكر. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قال: فسار خالد -وكان سيفا من سيوف الله- فأسرع السير حتى نزل ببزاخة، وبعثت إليه طيء إن شئت أن تقدم علينا فإنا سامعون مطيعون، وإن شئت نسير إليك؟ قال خالد: بل أنا ظاعن إليكم إن شاء الله، فلم يزل ببزاخة، وجمع له هناك العدو بنو أسد وغطفان فاقتتلوا، حتى قتل من العدو خلق وأسر منهم أسارى، فأمر خالد بالحظر أن تبنى، ثم أوقد فيها النيران وألقى الأسارى فيها، ثم ظعن يريد طيئا، فأقبلت بنو عامر وغطفان والناس مسلمين مقرين بأداء الحق، فقبل منهم خالد.

وقتل في ذلك الوجه مالك بن نويرة التميمي في رجال معه من تميم، فقالت الأنصار: نحن راجعون، قد أقرت العرب بالذي كان عليها، فقال خالد ومن معه من المهاجرين: قد لعمري آذن لكم وقد أجمع أميركم بالمسير إلى مسيلمة بن ثمامة الكذاب، ولا نرى أن تفرقوا على هذه الحال، فإن ذلك غير حسن، وإنه لا حجة لأحد منكم فارق أميره وهو أشد ما كان إليه حاجة، فأبت الأنصار إلا الرجوع، وعزم خالد ومن معه، وتخلفت الأنصار يوما أو يومين ينظرون في أمرهم، وندموا وقالوا: ما لكم والله عذر عند الله، ولا عند أبي بكر إن أصيب هذا الطرف وقد خذلناهم، فأسرعوا نحو خالد ولحقوا بهن فسار إلى اليمامة، وكان مجاعة بن مرارة سيد بني حنيفة خرج في ثلاثة وعشرين فارسا يطلب دما في بني عامر، فأحاط بهم المسلمون، فقتل أصحاب مجاعة وأوثقه. وقال العطاف بن خالد: حدثني أخي عبد الله عن بعض آل عدي، عن وحشي، قال: خرجنا حتى أتينا طليحة فهزمهم الله، فقال خالد: لا أرجع حتى آتي مسيلمة حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فقال له ثابت بن قيس: إنما بعثنا إلى هؤلاء وقد كفى اللهم مؤونتهم، فلم يقبل منه، وسار، ثم تبعه ثابت بعد يوم في الأنصار. مقتل مالك بن نويرة التميمي الحنظلي اليربوعي: قال ابن إسحاق: أتى خالد بن الوليد بمالك بن نويرة في رهط من قومه بني حنظلة، فضرب أعناقهم، وسار في أرض تميم، فلما غشوا قوما منهم أخذوا السلاح، وقالوا: نحن مسلمون، فقيل لهم: ضعوا السلاح فوضعوه، ثم صلى المسلمون وصلوا. فروى سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: قدم أبو قتادة الأنصاري على أبي بكر فأخبره بقتل مالك بن نويرة وأصحابه، فجزع لذلك، ثم ودى مالك ورد السبي والمال. وروي أن مالكا كان فارسا شجاعا مطاعا في قومه وفيه خيلاء، كان يقال له: الجفول. قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسلم فولاه صدقة قومه، ثم ارتد، فلما نازله خالد قال: أنا آتي بالصلاة دون الزكاة. فقال: أما علمت أن الصلاة والزكاة معا؟ لا تقبل واحدة دون الأخرى! فقال: قد كان صاحبك يقول ذلك. قال خالد: وما تراه لك صاحبا! والله لقد هممت أن أضرب عنقك، ثم تحاورا طويلا فصمم على قتله: فكلمه أبو قتادة الأنصاري وابن عمر، فكره كلامهما، وقال لضرار بن الأزور: اضرب عنقه، فالتفت مالك إلى زوجته وقال: هذه التي قتلتني، وكانت في غاية الجمال، قال خالد: بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام فقال: أنا على الإسلام.

فقال: اضرب عنقه، فضرب عنقه، وجعل رأسه أحد أثافي قدر طبخ فيها طعام، ثم تزوج خالد بالمرأة1، فقال أبو زهير السعدي من أبيات: قضى خالد بغيا عليه لعرسه ... وكان له فيها هوى قبل ذلكا وذكر ابن الأثير في "كامله"2 وفي "معرفة الصحابة"3، قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب، وظهرت سجاح وادعت النبوة صالحها مالك، ولم تظهر منه ردة، وأقام بالبطاح، فلما فرغ خالد من أسد وغطفان سار إلى مالك وبث سرايا، فأتى بمالك. فذكر الحديث وفيه: فلما قدم خالد قال عمر: يا عدو الله قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته، لأرجمنك وفيه أن أبا قتادة شهد أنهم أذنوا وصلوا4. وقال الموقري5، عن الزهري قال: وبعث خالد إلى مالك بن نويرة سرية فيهم أبو قتادة، فساروا يومهم سراعا حتى انتهوا إلى محلة الحي، فخرج مالك في رهطة فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المسلمون، فزعم أبو قتادة أنه قال: وأنا عبد الله المسلم، قال: فضع السلاح، فوضعه في اثني عشر رجلا، فلما وضعوا السلاح ربطهم أمير تلك السرية وانطلق بهم أسارى، وسار معهم السبي حتى أتوا بهم خالدا، حدث أبو قتادة خالدًا أن لهم أمانا وأنهم قد ادعوا إسلاما، وخالف أبا قتادة جماعة السرية، فأخبروا خالدا أنه لم يكن لهم أمان،

_ 1 كذب ومين: أخرجه ابن جرير الطبري في "تاريخ الأمم والملوك" "3/ 279" بإسناد مظلم من طريق سيف بن عمر، عن خزيمة بن شجرة، عن عثمان بن سويد الرياحي، عن سويد الرياحي. قلت: وهذا إسناد مظلم، رجاله هم بين كذاب دجال ومتهم. فهذه الحكاية عن خالد من الافتراءات إذ لا يعقل أن يرتكبها صغار الصحابة فكيف بصحابي كبير مثل خالد بن الوليد، سيف الله المسلول، فلقد كان صلى الله عليه وسلم يوصي الجيش ألا يقتلوا شيخا أو امرأة أو طفلا أو يحرقوا شجرة، فكيف يقتله -وهو مسلم- ليتزوج امرأته، بل ويوقد في رأسه النار ليطبخ عليها هذا وأيم الله إفك مبين. ولا يعني إيراد الذهبي وغيره من المؤرخين لهذه النصوص غير الصحيحة أنهم يقرونها فإنهم يعتمدون على ذكر الإسناد لتبرأ ذمتهم، ويتركون للقارئ هذه الأسانيد ليميزها، فيعرف الصحيح والزغل الدخيل. 2 الكامل في التاريخ "2/ 358". 3 أسد الغابة في معرفة الصحابة. 4 كذب ومين: هذه القصة باطلة بل من أفحش الكذب، إذ كيف يعقل أن يقتل سيف الله المسلول مسلما ليتزوج امرأته بل، ويوقد برأسه النار ليطبخ عليها؟!! سبحانك هذا بهتان عظيم وإفك مبين لا يصدقه إلا الجهلة الطغام. 5 الوليد بن بن محمد الموقري، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به؛ وكذبه يحيى بن معين وله مناكير وبلايا ذكر بعضها الذهبي في "الميزان".

وإنما أسروا قسرا، فأمر بهم خالد فقتلوا وقبض سبيهم، فركب أبو قتادة فرسه وسار قبل أبي بكر فلما قدم عليه قال: تعلم أنه كان لمالك بن نويرة عهد وأنه ادعى إسلاما، وإني نهيت خالدا فترك قولي، وأخذ بشهادات الأعراب الذين يريدون الغنائم فقام عمر فقال: يا أبا بكر إن في سيف خالد رهقًا، وإن هذا لم يكن حقا فإن حقا عليك أن تقيده1، فسكت أبو بكر. ومضى خالد قبل اليمامة، وقدم متمم بن نويرة فأنشد أبا بكر مندبة ندب بها أخاه، وناشده في دم أخيه وفي سبيهم، فرد إليه أبو بكر السبي، وقال لعمر وهو يناشد في القود: ليس على خالد ما تقول، هبه تأول فأخطأ. قلت: ومن المندبة: وكنا كندماني جديمة حقبة ... من الدهر حتى قيل: لن يتصدعا فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا وقال الثوري، عن قَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بنِ شِهَابٍ، قال: لما قدم وفد بزاخة أسد وغطفان على أبي بكر يسألونه الصلح خيرهم أبو بكر بين حرب مجلية أو خطة مخزية، فقالوا: يا خليفة رسول الله أما الحرب فقد عرفناها، فما الخطة المخزية؟ قال: يؤخذ منكم الحلقة والكراع2، وتتركون أقواما تتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة نبيه والمؤمنين أمرا يعذرونكم به، وتؤدون ما أصبتم منا ولا نؤدي ما أصبنا منكم، وتشهدون أن قتلانا في الجنة وأن قتلاكم في النار، وتدون قتلانا ولا ندي قتلاكم. فقال عمر: أما قولك: "تدون قتلانا" فإن قتلانا قتلوا على أمر الله لا ديات لهم. فاتبع عمر، وقال عمر في الباقي: نعم ما رأيت. قتال مسيلمة الكذاب: ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قال: سار خالد إلى اليمامة إلى مسيلمة، وخرج مسيلمة بجموعه فنزلوا بعفرا فحل بها خالد عليهم، وهي طرف اليمامة، وجعلوا الأموال خلفها كلها وريف اليمامة وراء ظهورهم، وقال شرحبيل بن سلمة: يا بني حنيفة اليوم يوم الغيرة، اليوم إن هزمتم ستردف النساء سبيات وينكحن غير حظيات، فقاتلوا عن أحسابكم. فاقتتلوا بعفرا قتالا شديدا، فجال المسلمون جولة، ودخل ناس من بني حنيفة فسطاط خالد،

_ 1 من القود وهو القصاص: وقد أقدته به أقيده إقادة. 2 الكراع: اسم لجميع الخيل.

وفيه مجاعة أسير وأم تميم امرأة خالد، فأرادوا أن يقتلوها فقال مجاعة: أنا لها جار، ودفع عنها، وقال ثابت بن قيس حين رأى المسلمين مدبرين: أف لكم ولما تعملون، وكر المسلمون فهزم الله العدو، ودخل نفر من المسلمين فسطاط خالد فأرادوا قتل مجاعة، فقالت أم تميم: والله لا يقتل، وأجارته. وانهزم أعداء الله حتى إذا كانا عند حديقة الموت اقتتلوا عندها، أشد القتال وقال محكم بن الطفيل: يا بني حنيفة ادخلوا الحديقة فإني سأمنع أدباركم، فقاتل دونهم ساعة وقتل، وقال مسيلمة: يا قوم قاتلوا عن أحسابكم، فاقتتلوا قتالا شديدا، وقتل مسيلمة وحشي مولى بني نوفل. وقال الموقري، عن الزهري: قاتل خالد مسيلمة ومن معه من بني حنيفة، وهم يومئذ أكثر العرب عددا وأشده شوكة، فاستشهد خلق كثير، وهزم الله بني حنيفة، وقتل مسيلمة، قتله وحشي بحربة. وكان يقال: قتل وحشي خير أهل الأرض بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشر أهل الأرض. وعن وحشي، قال: لم أر قط أصبر على الموت من أصحاب مسيلمة، ثم ذكر أنه شارك في قتل مسيلمة. وقال ابن عون عن موسى بن أنس، عن أبيه، قال: لما كان يوم اليمامة دخل ثابت بن قيس فتحنط، ثم قام فأتى الصف والناس منهزمون، فقال هكذا عن وجوهنا، فضارب القوم ثم قال: بئسما عودتم أقرانكم، ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد رضي الله عنه. وقال الموقري، عن الزهري، قال: ثم تحصن من بني حنيفة من أهل اليمامة ستة آلا مقاتل في حصنهم، فنزلوا على حكم خالد فاستحياهم. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قال: وعمدت بنو حنيفة حين انهزموا إلى الحصون فدخلوها، فأراد خالد أن ينهد إليهم الكتائب، فلم يزل مجاعة حتى صالحه على الصفراء والبيضاء والحلقة والكراع، وعلى نصف الرقيق، وعلى حائط من كل قرية، فتقاضوا على ذلك. وقال سلامة بن عمير الحنفي: يا بني حنيفة قاتلوا ولا تقاضوا خالدا على شيء، فإن الحصن حصين، والطعام كثير، وقد حضر الشتاء فقال مجاعة: لا تطيعوه فإنه مشؤوم. فأطاعوا مجاعة، وقاضاهم، ثم إن خالدا دعاهم إلى الإسلام والبراءة مما كانوا عليه، فأسلم سائرهم.

وقال ابن إسحاق: إن خالدا قال: يا بني حنيفة ما تقولون؟ قالوا: منا نبي ومنكم نبي، فعرضهم على السيف، يعني العشرين الذي كانوا مع مجاعة بن مرارة، وأوثقه هو في الحديد، ثم التقى الجمعان فقال زيد بن الخطاب حين كشف الناس: لا نجوت بعد الرحال، ثم قاتل حتى قتل. وقال ابن سيرين: كانوا يرون أن أبا مريم الحنفي قتل زيدا. وقال ابن إسحاق: رمي عبد الرحمن بن أبي بكر محكم اليمامة بن طفيل بسهم فقتله. قلت: واختلفوا في وقعة اليمامة متى كانت: فقال خليفة بن خياطن ومحمد بن جرير الطبري: كانت في سنة إحدى عشرة. قال عبد الباقي بن قانع: كانت في آخر سنة إحدى عشرة. وقال أبو معشر: كانت اليمامة في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة. فجميع من قتل يومئذ أربع مائة وخمسون رجلا. وقال الواقدي: كانت سنة اثنتي عشرة، وكذلك قال أبو نعيم، ومعن بن عيسى، ومحمد بن سعد، كاتب الواقدي وغيرهم. قلت: ولعل مبدأ وقعة اليمامة كان في آخر سنة إحدى عشرة كما قال ابن قانع، ومنتهاها في أوائل سنة اثنتي عشرة، فإنها بقيت أياما لمكان الحصار، وسأعيد ذكرها والشهداء بها في أول سنة اثنتي عشرة. وفاة فاطمة رضي الله عنهما: وهي سيدة نساء هذه الأمة كنيتها فيما بلغنا أم أبيها دخل بها علي -رضي الله عنه- بعد وقعة بدر، وقد استكملت خمس عشرة سنة أو أكثر. روى عَنْهَا: ابْنُهَا الحُسَيْنُ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَأَنَسُ، وغيرهم. وقد ذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أسر إليها في مرضه وقالت لأنس: كَيْفَ طَابَتْ أَنفُسُكُم أَنْ تَحْثَوُا التُّرَابَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ولها مناقب مشهورة، وقد جمعها أبو عبد الله الحاكم. وكانت أصغر من زينب، ورقية، وانقطع نسب رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ منها؛ لأن أمامة بنت بنته زينب تزوجت بعلي، ثم بعده المغيرة بن نوفل، وجاءها منهما أَوْلاَدٌ قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: انْقَرَضَ عَقِبُ زينب.

وصح عن المسور أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إنما فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يَرِيْبُنِي مَا رَابَهَا وَيُؤْذِيْنِي مَا آذاها" 1. وفي فاطمة وزوجها وبنيها نزلت: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] ، فجللهم رسول الله بكساء، وقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي" 2. وأخرج الترمذي، مِنْ حَدِيْثِ عَائِشَةَ أَنَّهَا قِيْلَ لَهَا: أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: فَاطِمَةُ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ، وَمِنَ الرِّجَالِ زَوْجُهَا، وَإِنْ كَانَ مَا علمت صواما قواما3. وفي الترمذي، عن زيد بنِ أَرْقَمَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعلي وفاطمة وابنيهما: "أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُم" 4.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "4/ 328"، وفي "فضائل الصحابة" "1328"، والبخاري "5230"، ومسلم "2449"، وأبو داود "2071"، والترمذي "3867"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "265"، وابن ماجه "1998"، والبيهقي "7/ 307، 308"، "10/ 288-289" والبغوي "3957"، "3958" من طريق ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 107"، وفي "فضائل الصحابة" "978"، وابن أبي شيبة "12/ 72-73"، وابن جرير الطبري في "جامع البيان" "22/ 7"، والحاكم "3/ 147"، والطبراني "2670"، "22/ 160" والبيهقي "2/ 152" من طريق عن الأوزاعي، عن شداد أبي عمار، عن واثلة بن الأسقع، به. 3 موضوع: أخرجه الترمذي "3874" من طريق عبد السلام بن حرب، عن أبي الجحاف، عن جميع بن عمير التيمي، عن عائشة، به. قلت: إسناده تالف بمرة، آفته جميع بن عمير التيمي الكوفي؛ قال ابن حبان: رافضي يضع الحديث. وقال ابن نمير: كان من أكذب الناس وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وذكر له الذهبي في "الميزان" بعض أحاديثه من بلاياه. وأبو الجحاف اسمه داود بن أبي عوف سويد التميمي، صدوق شيعي، ربما أخطأ، من صغار التابعين. 4 ضعيف: أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 97"، والترمذي "3870"، وابن ماجه "145"، والطبراني "2619"، "5030"، والحاكم "3/ 149" من طريق أسباط بن نصر، عن السدي، عن صبيح مولى أم سلمة، عن زيد بن أرقم، به. وقال الترمذي: "هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، وصبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف". قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: أسباط بن نصر الهمداني، وثقه ابن معين، وتوقف أحمد، وضعفه أبو نعيم، وقال النسائي: ليس بالقوي وذكر الذهبي الحديث في ترجمته في "الميزان" واتهمه به وقال: تفرد به أسباط العلة الثانية: صبيح، مولى أم سلمة، قال الترمذي: غير معروف وذكر الذهبي في "ميزان الاعتدال" هذا الحديث في ترجمته أيضا.

وقد أخبرها أنها سيدة نساء الأمة في مرضه كما تقدم. وخلفت من الأولاد: الحسن، والحسين، وزينب، وأم كلثوم. فأما زينب فتزوجها عبد الله بن جعفر، فتوفيت عنده وولدت له عونا وعليا. وأما أم كلثوم فتزوجها عمر، فولدت له زيدًا، ثم تزوجها بعد قتل عمر عون بن جعفر فمات، ثم تزوجها أخوه محمد بن جعفر، فولدت له بنته، ثم تزوج بها أخوهما عبد الله بن جعفر، فماتت عنده. قاله الزهري. وقال الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لأُمِّهِ: اكْفِي فَاطِمَةَ الخدمة خارجا، وتكفيك العمل في البيت والعجن والخبز والطحن. أبو العباس السراج، قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا علي بن هاشم، عَنْ كَثِيْرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ فَاطِمَةَ وَهِيَ مَرِيْضَةٌ فَقَالَ لَهَا: "كَيْفَ تَجِدِيْنَكِ"؟ قالتك إني وجعة وإنه ليزيدني أني مَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ، قَالَ: "يَا بُنَيَّةُ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ". قَالَتْ: فَأَيْنَ مَرْيَمُ؟ قَالَ: "تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِكِ، أَمَا وَاللهِ لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة". هذا حديث ضعيف، وأيضا فقد سقط بين كثير وعمران رجل. وقال عِلْبَاءُ بنُ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ، وَآسِيَةُ" 1. رواه أبو داود. وقال أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ مثله مرفوعا ولفظه: "خير نساء العالمين أربع". وقال معمر، عن قتادة، عن أنس، يرفعه: حسبك من نساء العالمين أربع، فذكرهن. ويروى نحوه من حديث أبي هريرة، وغيره. وقال مَيْسَرَةُ بنُ حَبِيْبٍ، عَنِ المِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة،

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 293"، وفي "فضائل الصحابة" "250"، "252"، "259"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "148"، وأبو يعلى "2722"، والطبراني "11928"، "22/ 1019"، والحاكم "2/ 594"، "3/ 160، 185" من طرق عن داود بن الفرات، عن علباء بن أحمر، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وهو كما قالا. قلت: ولم يرو الحديث أبو داود، فإنه وهم من المصنف رحمه الله إنا ورد من طريق داود بن الفرات كما ذكرنا إسناده.

قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَشْبَهَ كَلاَماً وَحَدِيْثاً بِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَاطِمَةَ، وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إليها فقبلها ورحب بها كما كانت هي تصنع به، وقد شبهت عائشة مشيتها بمشية النبي صلى الله عليه وسلم. وقد كانت وجدت على أبي بكر حين طلبت سهمها من فدك، فقال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "ما تركنا صدقة". وقال أبو حمزة السكري، عن ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا مَرِضَتْ فاطمة -رضي الله عنها- أتاها أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا فَاطِمَةُ هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكِ، فَقَالَتْ: أَتُحِبُّ أن آذن له؟ قال: نعم، فَأَذِنَتْ لَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَتَرَضَّاهَا وَقَالَ: وَاللهِ ما تركت الدار والمال والأهل والعشير إِلاَّ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَرَسُوْلِهِ وَمَرْضَاتِكُم أَهْلَ البيت، ثم ترضاها حتى رضيت. وقال الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن فاطمة عاشت بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستة أشهر، ودفنت ليلا. وقال الوَاقِدِيُّ: هَذَا أَثْبَتُ الأَقَاوِيْلِ عِنْدَنَا. قَالَ: وَصَلَّى عَلَيْهَا العَبَّاسُ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا هُوَ وَعَلِيٌّ، والفضل بن العباس. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ: مَاتَتْ لَيْلَةَ الثُّلاَثَاءِ لثلاث خلون من رمضان، وهي بنت سبع وعشرين أو نحوها، ودفنت ليلا. وقال يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن الحارث قال: مكثت فاطمة بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَهِيَ تَذُوْبُ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ: مَاتَتْ بَعْدَ أَبِيْهَا بِثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ. وروى عن الزهري أنه توفيت بعده بثلاثة أشهر. وروي عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَة، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كان بينها وبين أبيها شهران. وهذا غريب. قلت: والصحيح أن عمرها أربع وعشرون سنة رضي الله عنها وأرضاها. وقد روي عن أبي جعفر محمد بن علي أنها توفيت بنت ثمان وعرين سنة، كان مولدها وقريش تبني الكعبة، وغسلها علي.

قال قتيبة: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى، عَنْ عَوْنِ بنِ محمد بن علي بن أبي طالب، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَعْفَرٍ، وَعَنْ عُمَارَةَ بنِ مُهَاجِرٍ، عَنِ أُمِّ جَعْفَرٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ قَالَتْ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: إِنِّي أَسْتَقْبِحُ مَا يُصْنَعُ بالنساء: يطرح على المرأة الثوب فيصفها فقالت: يَا ابْنَةَ رَسُوْلِ اللهِ أَلاَ أُرِيْكِ شَيْئاً رَأَيْتُهُ بِالحَبَشَةِ؟ فَدَعَتْ بِجَرَائِدَ رَطْبَةٍ فَحَنَتْهَا ثُمَّ طرحت عليها ثوبا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ، إِذَا أنا مت فغسليني أنت وعلي، ولا يدخل أحد علي. فلما توفيت جاءت عائشة تدخل، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: لاَ تَدْخُلِي، فَشَكَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَ فَوَقَفَ عَلَى البَابِ فَكَلَّمَ أَسْمَاءَ، فَقَالَتْ: هِيَ أَمَرَتْنِي، قَالَ: فَاصْنَعِي مَا أَمَرَتْكِ، ثم انصرف قال ابن عبد البر: فهي أَوَّلُ مِنْ غُطِّيَ نَعْشُهَا فِي الإِسْلاَمِ عَلَى تلك الصفة. وفاة عبد الله بن أبي بكر الصديق: قيل: إنه أسلم قديما، لكن لم يسمع له بمشهد، جرح يوم الطائف، رماه يومئذ بسهم أبو محجن الثقفي، فلم يزل يتألم منه، ثم اندمل الجرح، ثم إنه انتقض عليه، وتوفي في شوال سنة إحدى عشرة، ونزل في حفرته عمر، وطلحة، وعبد الرحمن بن أبي بكر أخوه. ذكره محمد بن جرير وغيره. وقيل: هو الذي كان يأتي بالطعام وبأخبار قريش إلى الغار تلك الليالي الثلاث. سنة اثنتي عشرة: وقعة اليمامة: في أوائلها -على الأشهر- وقعة اليمامة، وأمير المسلمين خالد بن الوليد، ورأس الكفر مسيلمة الكذابن فقتله الله. واستشهد خلق من الصحابة. أبو حذيفة بنِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قصي، قيل: اسمه مهشم. سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة، قال الواقدي بإسناده، عن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس، قال: لما انكشف المسلمون يوم اليمامة قال سالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحفر لنفسه حفرة، فقام فيها ومعه راية المهاجرين يومئذ، ثم قاتل حتى قتل شهيدا سنة اثنتي عشرة رضي الله عنه. شجاع بن وهب بن ربيعة الأسدي، أبو وهب، مهاجري بدري، استشهد عن بضع وأربعين سنة. زبد بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي، أبو عبد الرحمن، وكان أسن من عمر، وأسلم قبله. وجاء أن راية المسلمين يوم اليمامة كانت مع زيد، فلم يزل يتقدم بها في نحر

العدو، ثم قاتل حتى قتل، فأخذها سالم مولى أبي حذيفة. وكان زيد يقول ويصيح: اللهم إني أعتذر إليك من فرار أصحابي وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة ومحكم بن الطفيل. حزن بن أَبِي وَهْبٍ بنِ عَمْرِو بنِ عَائِذِ بنِ عمران بن مخزوم المخزومي، جد سعيد بن المسيب، قتل يوم اليمامة، وقيل: يوم بزاخة. عبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود القرشي العامري، أبو سهيل. استشهد يومئذ وله ثمان وثلاثون سنة. مالك بن عمرو، حليف بني غنم، مهاجري بدري، استشهد يومئذ رضي الله عنه. الطفيل بن عمرو الدوسي الأزدي، كان يسمى ذا الطفيتين. يزيد بن رقيش بن رئاب الأسدي، شهد بدرا، وقتل يوم اليمامة. وممن استشهد يومئذ: الحكم بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي. والسائب بن عثمان بن مظعون -وهو شاب- أصابه سهم. ويزيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد الأنصاري، أخو زيد بن ثابت. ومخرمة بن شريح الحضرمي، حليف بني عبد شمس. وجبير بن مالك، وأمه بحينة، وهو أخو عبد الله بن مالك من الأزد، وهم حلفاء بني المطلب بن عبد مناف. والسائب بن العوام بن خويلد الأسدي، أخو الزبير. ووهب بن حزن بن أبي وهب المخزومي عم سعيد بن المسيب، وأخوه حكيم، وأخوهما عبد الرحمن بن حزن، وأبوهم وقد ذكر. وعامر بن البكير الليثي حليف بني عدي، وهو أحد من شهد بدرا. ومالك بن ربيعة، حليف بني عبد شمس. وأبو أمية صفوان بن أمية بن عمرو، وأخوه مالك المتقدم. ويزيد بن أوس، حليف بني عبد الدار. وحيي -وقيل: معلى- بن جارية الثقفي.

وحبيب بن أسيد بن جارية الثقفي. والوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزومي. وعبد الله بن عمرو بن بجرة العدوي. وأبو قيس بن الحارث بن قيس السهمي، وعبد الله بن الحارث بن قيس السهمي أخوه، وهما من مهاجرة الحبشة. وعبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر العامري. من المهاجرين الأولين، شهد بدرا والمشاهد، كنيته أبو محمد، وعاش إحدى وأربعين سنة، ومن ذريته نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة. وعمرو بنِ أُوَيْسِ بنِ سَعْدِ بنِ أَبِي سَرْحٍ العامري، وسليط بن سليط بن عمرو العامري، وربيعة بن أبي خرشة العامري، وعبد الله بن الحارث بن رحضة؛ من بني عامر. والسائب بن عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، وأمه خولة بنت حكيم السلمية بنت ضعيفة بنت العاص بن أمية بن عبد شمس، أصابه يوم اليمامة سهم فمات منه. واستشهد من الأنصار: عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأوسي البدري، أبو الربيع، من فضلاء الصحابة، عاش خمسا وأربعين سنة فلما أسلم سماه النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدِ اللهِ. معن بن عدي بن الجد بن العجلان الأنصاري، أحد حلفاء بني مالك بن عوف. عبد الله بن عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم- الذي يقال له: الحبلى لعظم بطنه- بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري المعروف بابن سلول، وهي أم أبي بن مالك وكانت خزاعية، وأبوه المنافق المشهور. كان عبد الله من فضلاء الصحابة، وكان اسمه الحباب، وبه كان يكنى أبوه، فلما أسلم سماه النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدِ اللهِ. ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، من بني الحارث بن الخزرج. لم يشهد بدرا وكان أمير الأنصار في قتال أهل الردة كما ذكرنا، قال ابن إسحاق: قال ثابت بن قيس: بئسما عودتم أنفسكم يا معشر المسلمين، ثم قاتل حتى قتل، وزحف المسلمون حتى ألجؤوهم إلى الحديقة وفيها مسيلمة عدو الله، فقال البراء بن مالك: يا معشر المسلمين ألقوني عليهم، فاحتمل حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم إليهم فقاتلهم حتى فتح الحديقة للمسلمين.

أبو دجانة سماك بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد الساعدي، وهو ممن شرك في قتل مسيلمة، وقال ثابت عن أنس، أن أبا دجانة رمى بنفسه إلى داخل الحديقة فانكسرت رجله، فقاتل وهو مكسور الرجل حتى قتل. عمارة بن حزم بن زيد بن لوذان، من بني مالك بن النجار، وهو أخو عمرو بن حزم. شهد عمارة العقبة وبدرا، وكانت معه راية بني مالك بن النجار يوم الفتح ولم يعقب. عقبة بن عامر بن نابئ بن زيد بن حرام السلمي شهد العقبة الأولى، ويجعل في الستة النفر الذ أسلموا بمكة أول الأنصار، وشهد بدرا والمشاهد، وليس له عقب. ثابت بن هزال من بني سالم بن عوف شهد بدرا في قول جماعة، وقتل يومئذ. أبو عقيل بن عبد الله بن ثعلبة، من بني جحجبا، اسمه: عبد الرحمن. شهد بدرًا والمشاهد كلها، وكان من سادة الأنصار، أصابه سهم يوم اليمامة فنزعه، وتحزم وأخذ السيف وقاتل حتى قتل، فوجد به جراحات كثيرة. وممن استشهد يومئذ من الأنصار: عبد الله بن عتيك، ورافع بن سهل، وحاجب بن يزيد الأشهلي، وسهل بن عدي، ومالك بن أو بن عتيك، وعمير بن أوس أخوه، وطلحة بن عتبة من بني جحجبا، ورباح مولى الحارث، ومعبد بن عدي العجلاني بخلف، وجرو بن مالك بن عامر الأنصاري من بني جحجبا -وقيل: جزء بالزاي- وودقة بن إياس بن عمرو الخزرجي الأنصاري أحد من شهد بدرا، وجرول بن العباس، وعامر بن ثابت، وبشر بن عبد الله الخزرجين وكليب بن تميم، وعبد الله بن عتبان، وإياس بن وديعة، وأسيد بن يربوع، وسعد بن حارثة، وسهل بن حمان، ومخاشن من حمير، وسلمة بن مسعود -وقيل: مسعود بن سنان- وضمرة بن عياض، وعبد الله بن أنيس، وأبو حبة بن غزية المازني، وحبيب بن زيد، وحبيب بن عمرو بن محصن، وثابت بن خالد، وفروة بن النعمان، وعائذ بن ماعص. قال خليفة: فجميع من استشهد من المهاجرين والأنصار ثمانية وخمسون رجلًا، يعني يوم اليمامة. وقيل: إن مسيلمة -لعنه الله- قتل عن مائة وخمسين سنة، وكان قد ادعى النبوة، وتسمى برحمان اليمامة فيما قيل: قبل أن يولد عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وسلم، وقرآن مسيلمة ضحكة للسامعين.

وقعة جواثا: بعث الصديق -رضي الله عنه- العلاء بن الحضرمي إلى البحرين، وكانوا قد ارتدوا -إلا نفرا ثبتوا مع الجارود- فالتقوا بجواثا فهزمهم الله. قال ابن إسحاق: حاصرهم العلاء بجواثا حتى كاد المسلمون يهلكون من الجهد، ثم إنهم سكروا ليلة في حصنهم، فبيتهم العلاء، فقيل: إن عبد الله بن عبد الله بن أبي استشهد يوم جاثا لا يوم اليمامة، شهد بدرا. وفيها بعث الصديق عكرمة بن أبي جهل إلى عمان وكانوا ارتدوا. وبعث المهاجر بن أبي أمية المخزومي إلى أهل النجير، وكانوا ارتدوا، وبعث زياد بن لبيد الأنصاري إلى طائفة من المرتدة، فقال ابن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ زيادا بيتهم فقتل ملوكا أربعة: جمدا، ومخوصا ومشرحا، وأبضعة. وفيها أقام الحج أبو بكر للناس. وفيها: بعد فراغ قتال أهل الردة بعث أبو بكر الصديق خالد بن الوليد إلى أرض البصرة، وكانت تسمى أرض الهند، فسار خالد بمن معه من اليمامة إلى أرض البصرة، فغزا الأبلة فافتتحها، ودخل ميسان فغنم وسبى من القرى، ثم سار نحو السواد، فأخذ على أرض كسكر وزندورد بعد أن استخلف على البصرة قطبة بن قتادة السدوسي، وصالح خالد أهل أليس على ألف دينار في شهر رجب من السنة، ثم افتتح نهر الملك، وصالحه ابن بقيلة صاحب الحيرة على تسعين ألفا، ثم سار نحو أهل الأنبار فصالحوه. ثم حاصر عين التمر ونزلوا على حكمه، فقتل وسبى. وقتل من المسلمين بعين التمر: بشير بن سعد بن ثعلبة أبو النعمان الأنصاري الخزرجي، وكان من كبار الأنصار، شهد بدرا والعقبة. وقيل: إنه أول من أسلم من الأنصار رضي الله عنه. وفيها لما استحر القتل بقراء القرآن يوم اليمامة أمر أبو بكر بكتابة القرآن زيد بن ثابت، فأخذ يتتبعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى جمعه زيد في صحف. قال محمد بن جرير الطبري: ولما فرغ خالد من فتوح مدائن كسرى التي بالعراق صلحا، وحربا خرج لخمس بقين من ذي القعدة مكتتما بحجته، ومعه جماعة يعتسف البلاد حتى أتى مكة، فتأتي له من ذلك ما لم يتأت لدليل، فسار طريقا من طرق الحيرة لم ير قط أعجب منه ولا أصعب، فكانت غيبته عن الجند يسيرة، فلم يعلم بحجه أحد إلا من أفضى إليه بذلك.

فلما علم أبو بكر بحجة عتبة وعنفه وعاقبه بأن صرفه إلى الشام، فلما وافاه كتاب أبي بكر عند منصرفه من حجه بالحيرة يأمره بانصرافه إلى الشام حتى يأتي من بها من جموع المسلمين باليرموك، ويقول له: إياك أن تعود لمثلها. قلت: وإنما جاء الكتاب بأن يسير إلى الشام في أوائل سنة ثلاث عشرة. قلت: سار خالد بجيشه من العراق إلى الشام في البرية، وكادوا يهلكون عطشا. قال الواقدي: حدثنا مُوْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أبيه، قال: أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر أن اكتب إلى خالد بن الوليد يسير بمن معه إلى عمرو بن العاص مددا له، فلما أتى كتاب أبي بكر خالدا، قال: هذا عمل عمر حسدني على فتح العراق وأن يكون على يدي، فأحب أن يجعلني مددا لعمرو، فإن كان فتح كان ذكره له دوني. سنة ثلاث عشرة: قال ابن إسحاق: لا قفل أبو بكر -رضي الله عنه- عن الحج بعث عمرو بن العاص قبل فلسطين، ويزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة، وأمرهم أن يسلكوا على البلقاء. وروى ابن جرير، قال: قالوا: لما وجه أبو بكر الجنود إلى الشام أول سنة ثلاث عشرة، فأول لواء عقده لواء خالد بن سعيد بن العاص، ثم عزله قبل أن يسير خالد، وقيل: بل عزله بعد أشهر من مسيره، وكتب إلى خالد فسار إلى الشام، فأغار على غسان بمرج راهط، ثم سار فنزل على قناة بصرى، وقدم أبو عبيدة وصاحباه فصالحوا أهل بصرى، فكانت أول ما فتح من مدائن الشام، وصالح خالد في وجه ذلك أهل تدمر. قال ابن إسحاق: ثم ساروا جميعا قبل فلسطين، فالتقوا بأجنادين بين الرملة، وبيت جبرين، والأمراء كل على جنده، وقيل: إن عمرا كان عليهم جميعا، وعلى الروم القيقلان فقتل، وانهزم المشركون يوم السبت لثلاث من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة. فاستشهد نعيم بن عبد الله بن النحام، وهشام بن العاص، والفضل بن العباس، وأبان بن سعيد. وقال الواقدي: الثبت عندنا أن أجنادين كانت في جمادى الأولى، وبشر بها أبو بكر وهو بآخر رمق. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قال: قتل من المسلمين يوم أجنادين عمرو، وأبان، وخالد: بنو سعيد بن العاص بن أمية، والطفيل بن عمرو، وعبد الله بن عمرو

الدوسيان، وضرار بن الأزور، وعكرمة بن أبي جهل بن هشام، وسلمة بن هشام بن المغيرة عم عكرمة، وهبار بن سفيان المخزومي، ونعيم بن النحام، وصخر بن نصر العدويان، وهشام بن العاص السهمي، وتميم وسعيد ابنا الحارث بن قيس. وقال محمد بن سعد: قتل يومئذ طليب بن عمير، وأمه أروى هي عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَنْ أبي الحويرث، قال: برز يوم أجنادين بطريق، فَبَرَزَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ بنِ عبد المطلب بن هاشم -رضي الله عنه، فقتله عبد الله، ثم برز بطريق آخر فقتله عبد الله بعد محاربة طويلة، فعزم عَلَيْهِ عَمْرُو بنُ العَاصِ أَنْ لاَ يُبَارِزَ، فقال: والله ما أجدني أصبر، فلما اختلطت السيوف وجد مقتولا. قال الواقدي: عاش ثلاثين سنة، ولا نعلمه رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: إنه كان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين. قال ابن جرير: قتل يوم أجنادين: الحارث بن أوس بن عتيك، وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدري. كذا قال ابن جرير. وقعة مرج الصفر: قال خليفة: كانت لاثنتي عشرة بقيت من جماى الأولى، والأمير خالد بن الوليد قال ابن إسحاق: وعلى المشري يومئذ قلقط، وقتلمن المشركين مقتلة عظيمة وانهزموا. وروى خليفة عن الوليد بن هشام عن أبيه قال: استشهد يوم مرج الصفر خالد بن سعيد بن العاص، ويقال: أخوه عمرو قتل أيضا، والفضل بن العباس، وعكرمة بن أبي جهل، وأبان بن سعيد يومئذ بخلف. وقال غيره: قتل يومئذ نميلة بن عثمان الليثي، وسعد بن سلامة الأشهلي، وسلم بن أسلم الأشهلي. وقيل: إن وقعة مرج الصفر كانت في أول سنة أربع عشرة، والأول أصح. وقال سعيد بن عبد العزيز: التقوا على النهر عند الطاحونة، فقتلت الروم يومئذ حتى جرى النهر وطحنت طاحونتها بدمائهم فأنزل النصر. وقتلت يومئذ أم حكيم سبعة من الروم بعمود فسطاطها، وكانت تحت عكرمة بن أبي جهل، ثم تزوجها خالد بن سعيد بن العاص. قال محمد بن شعيب: فلم يقم معها إلا سبعة أيام عند قنطرة أم حكيم بالصفر، وهي بنت الحارث بن هشام المخزومي، ثم تزوجها فيما قيل عمر.

وقعة فحل: قال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قال: كانت وقعة فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة. وعن عبد الله بن عمرو، قال: شهدنا أجنادين ونحن يومئذ عشرون ألفا، وعلينا عمرو بن العاص، فهزمهم الله، ففاءت فئة إلى فحل في خلافة عمر، سار إليهم عمرو في الجيش فنفاهم عن فحل. وفيها توفي خَلِيْفَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بكر الصديق لثمان بقين من جمادى الآخرة، وعهد بالأمر بعده إلى عمر، وكتب له بذلك كتابا. فأول ما فعل عمر عزل خالد بن الوليد عن إمرة أمراء الشام، وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح، وكتب إليه بعهده، ثم بعث جيشا من المدينة إلى العراق أمر عليهم أبا عبيد بن مسعود الثقفي والد المختار الكذاب، وكان أبو عبيد من فضلاء الصحابة، فالتقى مع أهل العراق كما سيأتي.

سيرة عمر الفاروق رضي الله عنه

3- سيرة عمر الفاروق رضي الله عنه: عمر بن الخطاب بن نفيل بن عَبْدِ العُزَّى بنِ رِيَاحِ بنِ قُرْطِ بنِ رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، أمير المؤمنين، أبو حفص القرشي العدوي، الفاروق رضي الله عنه. استشهد في أواخر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين. وأمه حنتمة بنت هشام المخزومية أخت أبي جهل. أسلم في السنة السادسة من النبوة وله سبع وعشرون سنة. روى عنه: علي، وابن مسعود، وابن عباس وأبو هريرة، وعدة من الصحابة، وعلقمة بن وقاص، وقيس بن أبي حازم، وطارق بن شهاب، ومولاه أسلم، وزر بن حبيش، وخلق سواهم. وعن عبد الله بن عمر، قال: كان أبي أبيض تعلوه حمرة، طوالا، أصلع، أشيب. وقال غيره: كان أمهق1 طوالا، أصلع آدم، أعسر يسر2. وقال أبو رجاء العطاردي: كان طويلا جسيما، شديد الصلع، شديد الحمرة3، وفي عارضيه خفة وسبلته4 كبيرة وفي أطرافها صهبة5، إذا حزبه أمر فتلها. وقال سماك بن حرب: كان عمر أروح كأنه راكب والناس يمشون، كأنه من رجال بني سدوس. والأروح: الذي يتدانى قدماه إذا مشى. وقال أنس: كان يخضب بالحناء.

_ 1 الأمهق: شديد البياض قال أبو عبيد: الامهق الابيض الشديد البياض الذي لا يخالط بياضه شيء من الحمرة وليس بنير، ولكن كلون الجص أو نحوه. 2 أي يعمل بيديه جميعا. 3 الأحمر الأبيض مطلقا، فإن العرب تقول: امرأة حمراء أي بيضاء وسئل ثعلب: لم خص الأحمر دون الأبيض؟ فقال: لأن العب تقول: رجل أبيض؛ من بياض اللون وإنما الأبيض عندهم الطاهر النقي من العيوب، فإذا أرادوا الأبيض من اللون قالوا: أحمر. ولكن في هذا القول نظر فإنهم قد استعملوا الأبيض في ألوان الناس وغيرهم. 4 السبلة بالتحريك: الشارب، والجمع السبال. 5 الصهبة: مختصة بالشعر، وهي حمرة يعلوها سواد.

وقال سماك: كان عمر يسرع في مشيته. ويروى عن عبد الله بن كعب بن مالك، قال: كان عمر يأخذ بيده اليمني أذنه اليسرى، ويثب على فرسه فكأنما خلق على ظهره. وعن ابن عمر وغيره -من وجوه جيدة- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب" 1. وقد ذكرنا إسلامه في "الترجمة النبوية". وقال عكرمة: لم يزل الإسلام في اختفاء حتى أسلم عمر. وقال سعيد بن جبير: {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِين} [التحريم: 4] ، نزلت في عمر خاصة. وقال ابن مسعود: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر2. وقال شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له أبو بكر وعمر: إن الناس يزيدهم حرصا على الإسلام أن يروا عليك زيا حسنا من الدنيا فقال: "أفعل، وايم الله لو أنكما تتفقان لي على أمر واحد ما عصيتكما في مشورة أبدا"3. وقال ليث بن أبي سليم عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض، فوزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل، ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر وعمر"4. وروى نحوه من وجهين عن أبي سعيد الخدري.

_ 1 حسن: أخرجه ابن ماجه "105"، وفيه عبد الملك بن الماجشون، ضعفه أبو حاتم والنسائي. وقال البخاري: منكر الحديث. وأخرجه أحمد "2/ 95"، وفي "فضائل الصحابة" "312"، والترمذي "3681"، وابن سعد "3/ 267"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "2/ 215-216" من طريق عبد الملك بن عمرو أبي عامر العقدي، عن خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت، عن نافع، عن ابن عمر، به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر. قلت: إسناده حسن، خارجة بن عبد الله بن سليمان، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". وله شاهد من حديث ابن عباس: عند عبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة" "311" من طريق النضر بن عبد الرحمن، عن عكرمة، عنه. والنضر متروك. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3684". 3 ضعيف: آفته شهر بن حوشب، فإنه ضعيف لسوء حفظه. 4 ضعيف: أخرجه الترمذي "3680"، وفيه علتان: الأولى: تليد بن سليمان، ضعيف والعلة الثانية: عطية، وهو ابن سعد بن جنادة العوفي، ضعيف لسوء حفظه.

قال الترمذي في حديث أبي سعيد: حديث حسن. قلت: وكذلك حديث ان عباس حسن. وعن محمد بن ثابت البناني، عن أبيه، عن أنس نحوه. وفي "مسند أبي يعلى" من حديث أبي ذر يرفعه: "إن لكل نبي وزيرين، ووزيراي أبو بكر وعمر". وعن أبي سلمة، عن أبي أروى الدوسي، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فَطَلَعَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ: "الحَمْدُ للهِ الذي أيدني بكما". تفرد به عاصم بن عمر، وهو ضعيف. وقد مر في ترجمة الصِّدِّيقِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إلى أبي بكر وعمر مقبلين، فقال: "هذان سيدا كهول أهل الجنة" ... الحديث1. وروى الترمذي من حديث ابْنِ عُمَرُ، إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم خرج ذات يوم فدخل المسجد، وأبو بكر وعمر معه وهو آخذ بأيديهما فقال: "هكذا نبعث يوم القيامة". إسناده ضعيف2. وقال زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنِ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر" 3.

_ 1 صحيح بشواهده: مر تخريجنا له في هذا الجزء بتعليقنا رقم "5" فراجعه ثمت. 2 ضعيف: أخرجه الترمذي "3669"، وابن ماجه "99" من طريق سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، به. وقال الترمذي: وسعيد بن مسلمة ليس عندهم بالقوي. قلت: إسناده ضعيف، آفته سعيد بن سلمة بنِ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: ضعيف. 3 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 382"، 385، 402"، وفي "فضائل الصحابة" "478"، والحميدي "449"، وابن أبي شيبة "12/ 11"، والترمذي "3662"، وابن ماجه "97"، وابن سعد "2/ 334"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "2/ 83-84"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1148"، "1149"، والحاكم "3/ 75"، والخطيب في "تاريخه" "12/ 20"، وأبو نعيم في "الحلية" "9/ 109" من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.

ورواه سالم أبو العلاء -وهو ضعيف- عن عمرو بن هرم، عن ربعي1. وحديث زائدة حسن. وروى عبد العزيز بن المطلب بن حنطب، عن أبيه، عن جده، قال: كنت جالسا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ طلع أبو بكر وعمر، فقال: "هذان السمع والبصر"2. ويروى نحوه من حديث ابن عمر وغيره. وقال يَعْقُوْبُ القُمِّيُّ عَنْ جَعْفَرِ بنِ أَبِي المُغِيْرَةِ، عن سعيد بن جبير، قال: جاء جبريل إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "أقرئ عمر السلام وأخبره أن غضبه عز ورضاه حكم". المرسل أصح، وبعضهم يصله عن ابن عباس. وقال محمد بن سعد بن أبي وقاص، عَنْ أَبِيْهِ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إيها يا ابن الخطاب فوالذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك" 3. وعن عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن الشيطان يفرق من عمر". رواه مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عائشة4. وعنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ في زفن الحبشة لما أتى عمر: "إن لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر". صححه الترمذي5.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "5/ 399"، وفي "فضائل الصحابة" "479"، والترمذي "3663"، وابن سعد "2/ 334"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "2/ 85" من طريق سالم المرادي أبي العلاء، به. قلت: إسناده ضعيف لجهاله سالم بن عبد الواحد المرادي، أبي العلاء الكوفي، قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة- لكن الحديث يصح بما قبله. 2 ضعيف: أخرجه الترمذي "3671" من طريق ابن أبي فديك، عن عبد العزيز بن عبد المطلب به. وقال الترمذي: هذا حديث مرسل، وفيه عبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3683"، ومسلم "2396" من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن زيد، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، به. 4 صحيح لغيره: في إسناده مبارك بن فضالة، وهو مدلس، وقد عنعنه لكن يشهد له الحديث الذي قبله فيرتقي إلى الصحة. 5 حسن: أخرجه الترمذي "3691" حدثنا الحسن بن صباح البزاز، حدثنا زيد بن حباب، عن خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت، أخبرنا يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. قلت: إسناده حسن خارجة بن عبد الله بن سليمان، صدوق وكذا زيد بن الحباب، صدوق والحسن بن الصباح البزاز، صدوق. وبقية رجاله ثقات. الزفن: الرقص. وأصل الزفن: اللعب والدفع.

وقال حُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ بريدة، عن أبيه أن أمه سوداء أَتَتْ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رجع من غزاة، فقالت: إني نذرت إن ردك الله صالحًا أن أضرب عندك بالدف، قال: "إن كنت نذرت فافعلي". فضربت، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل عمر فجعلت دفها خلفها وهي مقعية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان ليفرق منك يا عمر" 1. وقال يحيى بن يمان، عن الثوري، عن عمر بن محمد، عن سالم بن عبد الله، قال: أبطأ خبر عمر على أبي موسى الأشعري، فأتى امرأة في بطنها شيطان فسألها عنه، فقالت: حتى يجيء شيطاني، فجاء فسألته عنه، فقال: تركته مؤتزرًا وذاك رجل لا يراه شيطان إلا خر لمنخريه، الملك بين عينيه وروح القدس ينطق بلسانه. وقال زر: كان ابن مسعود يخطب ويقول: إني لأحسب الشيطان يفرق من عمر أن يحدث حدثا فيرده، وإني لأحسب عمر بين عينيه ملك يسدده ويقومه. وقال عَائِشَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قد كان في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر بن الخطاب". رواه مسلم"2. وعن ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه". رواه جماعة عن نافع عنه3. وروى نحوه عن جماعة من الصحابة. وقال الشعبي: قال علي -رضي الله عنه: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر.

_ 1 حسن: أخرجه الترمذي "3690" حدثنا الحسين بن حريث، حدثا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي حدثنا عبد الله بن بريدة، به. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة. قلت: إسناده حسن علي بن الحسين بن واقد المروزي، صدوق يهم كما قال الحافظ في "التقريب". 2 صحيح: أخرجه الحميدي "253"، وأحمد "6/ 55"، وأبو بكر القطيعي في زياداته على فضائل الصحابة لأحمد" "516"، "517"، ومسلم "2398"، والترمذي "3693"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "18"، والحاكم "3/ 86" من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة، به. وقوله: "محدثون": ملهمون. 3 صحيح: ورد من حديث أبي هريرة، وابن عمر رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: فأخرجه أحمد "2/ 401"، وابن أبي شيبة "12/ 25"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1250" والبزار "2501" من طريق الجهم بن أبي الجهم عن المسور بن مخرمة، عن أبي هريرة، به. وأما حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: أخرجه أحمد "2/ 53، 95"، وفي "فضائل الصحابة" "313" وابن سعد في "الطبقات" "2/ 335"، والترمذي "3682"، والطبراني في "الأوسط" "291" من طريق نافع، عن ابن عمر به مرفوعا.

وقال أنس: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي قوله: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُن} [التحريم: 5] 1. وقال حيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو، عن مشرح، عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لو كان بعدي نبي لكان عمر" 2. وجاء من وجهين مختلفين عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن الله باهى بأهل عرفة عامة وباهى بعمر خاصة"3.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 24، 36-37"، وفي "فضائل الصحابة" "434"، "435"، "437" والبخاري "4483"، "4790"، "4916"، والترمذي "2959"، "2960"، وابن ماجه "1009"، والبغوي "3887" من طرق عن حميد الطويل، عن أنس، به. 2 حسن لغيره: أخرجه أحمد "4/ 154"، والترمذي "3686"، والحاكم "3/ 85"، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" "2/ 226"، وابن عساكر "3/ 210/ 2" من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح، به. قلت: في إسناده مشرح بن هاعان، قال الحافظ في "التقريب": "مقبول -أي عند المتابعة وقال الحافظ الذهبي في "الميزان": صدوق، لينه ابن حبان. وقال ابن معين: ثقة. وقال ابن حبان: يروى عن عقبة مناكير لا يتابع عليها. لكن للحديث شاهدان أحدهما من حديث عصمة، رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار، وهو ضعيف والشاهدالآخر عن أبي سعيد الخدري، رواه الطبراني في "الأوسط". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" وفيه عبد المنعم بن بشير، وهو ضعيف". والخلاصة: فإن الحديث يرتقي لمرتبة الحسن بهذين الشاهدين. والله أعلم. 3 باطل: ورد من حديث ابن عباس، وأبي هريرة، وعقبة بن عامر وأبي سعيد الخدري، وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين. أما حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: فأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" "ص171"، وابن عساكر في "تاريخه" "13/ 20" -بالمخطوط- وابن الجوزي في "العلل المتناهية" "307" من طريق بكر بن سهل الدمياطي، أخبرنا عبد الغني بن سعيد، أخبرنا موسى بن عبد الرحمن الصنعاني، عن ابن جريج، به. قلت: إسناده موضوع فيه أربع علل ظلمات بعضها فوق بعض: الأولى: بكر بن سهل الدمياطي، ضعفه النسائي. الثانية: عبد الغني بن سعيد الثقفي، ضعفه ابن يونس. الثالثة: موسى بن عبد الرحمن الصنعاني قال ابن حبان في "المجروحين" "2/ 242": "شيخ دجال يضع الحديث وضع على ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس كتابا في التفسير جمعه من كلام الكلبي، ومقاتل بن سليمان، وألزقه بابن جريج عن عطاء، عن ابن عباس، ولم يحدث به ابن عباس، ولا عطاء سمعه، ولا ابن جريج سمعه من عطاء، وإنما سمع ابن جريج من عطاء الخراساني عن ابن عباس في التفسير أحرفا شبيها بجزء، وعطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس شيئا ولا رواه، ولا تحل الرواية عن هذا الشيخ، ولا النظر في كتابه إلا على سبيل الاعتبار". =

ويروى مثله عن ابن عمر، وعقبة بن عامر.

_ = العلة الرابعة: ابن جريج، مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه. وروي من طريق آخر عن ابن عباس: عند الطبراني في "الكبير" "11/ 11430"، وابن عساكر في "تاريخه" "13/ 20" بالمخطوط من طريق من طريق يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا أبي عثمان بن صالح، حدثنا رشدين بن سعد، عن أبي حفص المكي، عن ابن جريج، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 70" وقال: "رواه الطبراني، وفيه رشدين بن سعد، وهو مختلف في الاحتجاج به". قلت: إسناده واه بمرة، فيه ثلاث علل: الأولى: رشدين بن سعد، ضعيف رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة كما قال الحافظ في "التقريب" العلة الثانية: أبو حفص المكي، ما إخاله إلا عمر بن قيس المعروف بسندل، تركه أحمد، والنسائي، والدارقطني. وقال يحيى ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أحمد: أحاديثه بواطيل. العلة الثالثة: ابن جريج، مدلس، وقد عنعنه. وأما حديث أبي هريرة: فهو عند الطبراني في "الأوسط" "1251"، وفيه عبد الرحمن بن إبراهيم القاص قال يحيى: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بالقوي. وأما حديث عقبة بن عامر: فهو عند ابن عدي في "الكامل" "2/ 31"، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" "13/ 20" في المخطوط، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" "306"، وفيه علتان: الولى: بكر بن يونس بن بكير الشيباني، قال البخاري: منكر الحديث وضعفه أبو حاتم وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وذكر الذهبي الحديث في ترجمته ثم قال في إثره: "هذا منكر جدا". والعلة الثانية: ابن لهيعة، ضعيف سيئ الحفظ. وأما حديث أبي سعيد الخدري: فهو عند الطبراني في "الأوسط" "7/ 6722"، وإسناده واه، فيه علتان الأولى جهالة أبي سعد، خادم الحسن البصري، قال الذهبي في "الميزان" "4/ 529": "لا يدري من ذا وخبره باطل. ثم ساق له الذهبي هذا الحديث في ترجمته. العلة الثانية: الحسن البصري، مدلس، وقد عنعنه. وأما حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: فهو عند تمام في "فوائده" "645"، وابن عساكر في تاريخه المخطوط "13/ 20" وإسناده موضوع، فيه علتان: الأولى: خالد بن يزيد أبو الهيثم العمري المكي، كذه أبو حاتم ويحيى. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات. والعلة الثانية: عبد العزيز بن أبي رواد، قال ابن الجنيد: ضعيف. وقال ابن حبان: روى عن نافع، عن ابن عمر نسخة موضوعة. وقد ذكرت الحديث بإسهاب في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" المجلد الثاني حديث رقم "472"، وقد أوعبت الكلام على طرقه بما يروي ظمأ علماء وطلاب علم الحديث، فراجعه ثمت تفد علما جما فالحمد لله أن حباني بنعمة العلم حمدا كثيرا طيبا نقوله من باب التحدث بنعمة الله كما قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث} [الضحى: 11] .

وقال معن القزاز: حدثنا الحارث بن عبد الملك الليثي، عن القاسم بن يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قُسَيْطٍ، عَنِ أبيه، عن عطاء، عن ابن عباسن عن أخيه الفضل، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "الحق بعدي مع عمر حيث كان"1. وقال ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "بينا أنا نائم أتيت بقدح من لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر". قالوا: فما أولت ذلك؟ قال: "العلم" 2.

_ 1 منكر: أخرجه الطبراني في "الكبير" "18/ 718"، والأوسط "3/ 2650"، والبيهقي في "الدلائل" "7/ 179-180"، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" "425"، والقضاعي في "الشهاب" "246"، والعقيلي في "الضعفاء" "3/ 482-483" من طريق معن بن عيسى القزاز، به. في حديث طويل. وقال الطبراني في إثره: لا يروى هذا الحديث عن الفضل إلا بهذا الإسناد، تفرد به الحارث بن عبد الملك". قلت: إسناده واه بمرة، فيه ثلاث علل: الأولى: جهالة الحارث بن عبد الملك بن إياس الليثي، مجهول، لذا فقد ذكره البخاري في "تاريخه" "1/ 2/ 273"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "1/ 2/ 80" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. العلة الثانية: القاسم بن عبد الله بن يزيد بن قسيط. قال الذهبي في "الميزان": أخاف أن يكون كذابا مختلقا. وقال أيضا: "حديثه منكر ذكره العقيلي بطرق معللة". العلة الثالثة: الانقطاع المحتمل بين عطاء وابن عباس قال علي بن المديني: هو عندي عطاء بن يسار، وليس لهذا الحديث أصل من حديث عطاء بن أبي رباح، ولا عطاء بن يسار، وأخاف وأن يكون عطاء الخراساني؛ لأن عطاء الخراساني يرسل، عن عبد الله بن عباس". والحديث ذكره العقيلي "3/ 482" بهذا الإسناد مختصرا، ولم يذكر فيه الفضل بن عباس"، ولفظه كما ذكر المصنف وقد ذكر الحديث ابن كثير في "البداية والنهاية" "5/ 213" وقال: "وفي إسناده ومتنه غرابة شديدة". وقال الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" "ص228": هو حديث طويل منكر". وقد ذكرت الحديث بإسهاب في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" المجلد الثالث حديث رقم "889"، وقد تكلمت على طرقه وأشبعت الكلام عليه فراجعه ثمت تفد علما جما كثيرا. 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 83، 108، 130، 147، 154"، وفي "فضائل الصحابة" "320"، "515"، "570" والبخار "82"، "3681"، "7006"، "7007"، "7027"، "7032"، ومسلم "2391"، والترمذي "2284"، "3687"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "22"، والدارمي "2/ 128"، وابن أبي عاصم في "السنَّة" "1255"، "1256"، والبغوي "3880" من طرق عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره.

وقال أبو سَعِيْدٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بينا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلِيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يبلغ دون ذلك، ومر علي عمر عليه قميص يجره". قالوا: ما أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟ قَالَ: "الدِّيْنُ" 1. وقال أَنَسٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر" 2. وقال أَنَسٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دخلت الجنة فرأيت قصرا من ذهب فقلت: لمن هذا؟ فقيل: لشاب من قريش فظننت أني أنا هو، فقيل: لعمر بن الخطاب" 3. وفي الصحيح أيضًا من حديث جابر مثله4. وقال أبو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة توضأ إلى

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 86"، والبخاري "23"، "3691"، "7008"، "7009"، ومسلم "2390"، والترمذي "2286"، والنسائي "8/ 113-114"، وفي "فضائل الصحابة" "20"، وأبو يعلى "1290"، والبغوي "3294" من طريق الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فذكره. 2 صحيح: أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" "1252" من طريق سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس بن مالك، به. وأخرجه أحمد "3/ 184، 281"، والطيالسي "2096"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "138"، "182"، وابن ماجه "155"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "1/ 350-351، 351"، والحاكم "3/ 422"، وأبو نعيم في "الحلية" "3/ 122"، والبيهقي "6/ 210"، والبغوي "2930" من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: إسنده صحيح على شرط البخاري، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. 3 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 27"، وأحمد "3/ 107، 179، 263"، وأحمد في "فضائل الصحابة" "715"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "26"، والترمذي "3688"، والطحاوي "2/ 389-390" من طرق عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، به مرفوعا. 4 صحيح: أخرجه البخاري "5226"، "7024"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "25" من طريق معتمر بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، به مرفوعا. وأخرجه الحميدي "1235"، "1236"، وأحمد "3/ 309"، وابن أبي شيبة "12/ 28"، ومسلم "2394"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "24" من طرق عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، وعمر بن دينار، عن جابر بن عبد الله، به مرفوعا.

"جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر، فذكرت غيرة عمر، فوليت مدبرا". قال: فبكى عمر، وقال: بأبي أنت يا رسول الله أعليك أغار؟ 1. وقا الشعبي وغيره: قال علي -رضي الله عنه-: بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر وعمر، فقال: "هَذَانِ سَيِّدَا كُهُوْلِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِيْنَ والآخرين إلا النبيين والمرسلين لا تخبرهما يا علي" 2. هذا الحديث سمعه الشعبي من الحارث الأعور، وله طرق حسنة عن علي، منها: عاصم، عن زر، وأبو إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، قال الحافظ ابن عساكر: والحديث محفوظ عن علي رضي الله عنه. قلت: وروى نحوه من حديث أبي هريرة، وابن عمر، وأنس، وجابر. وقال مجالد عن أبي الوداك، وقاله جماعة عن عطية، كلاهما عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أهل الدرجات العلا ليرون من فوقهم كَمَا تَرَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما" 3. وعن إسماعيل بن أمية، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ المسجد وعن يمينه أبو

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3242"، "3680"، "7023"، "7025"، ومسلم "2395"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "27"، وابن ماجه "107"، والبغوي "3291" من طرق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أبي هريرة، به مرفوعًا. 2 صحيح بشواهده: تقدم تخريجنا له في هذا الجزء بتعليقنا رقم "5" فراجعه ثمت. 3 حسن لغيره: أخرجه الحميدي "755"، وأحمد "3/ 27، 50، 72، 93، 98"، وأبو داود "3987" والترمذي "3658"، وابن ماجه "96"، وأبو يعلى "1130"، "1178"، "1299"، والطبراني في "الأوسط" "3451"، "5483"، "7336"، "9484"، وفي "الصغير" "353"، "570"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1416"، والسهمي في "تاريخ جرجان" "ص180-181، 237"، وأبو نعيم في "الحلية" "7/ 250"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "3/ 195"، "11/ 58"، "12/ 124"، والبيهقي في "البعث" "250"، والبغوي "2893" من طرق عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، به. قلت: إسناده ضعيف لضعف عطية بن سعد العوفي، لكنه توبع من أبي الوداك جبر بن نوف؛ فقد أخرجه أحمد "3/ 26، 61"، وأبو يعلى "1278" من طريق مجالد، عن أبي الوداك. جبر بن نوف، فقد أخرجه أحمد "3/ 26، 61"، وأبو يعلى "1278" من طريق مجالد، عن أبي الوداك جبر بن نوف عن أبي سعيد، به. قلت: إسناده ضعيف آفته مجالد وهو ابن سعيد الهمداني، فإنه ضعيف فالحديث حسن بمجموع طريقيهما والله تعالى أعلى وأعلم.

بكر وعن يساره عمر، فقال: "هكذا نبعث يوم القيامة". تفرد به سعيد بن مسلمة الأموي وهو ضعيف عن إسماعيل1. وقال علي -رضي الله عنه- بالكوفة على منبرها في ملأ من الناس أيام خلافته: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وخيرها بعد ابي بكر عمر، ولو شئت أن أسمي الثالث لسميته2. وهذا متواتر عن علي -رضي الله عنه، فقبح الله الرافضة. وقال الثوري، عن أبي هاشم القاسم بن كثير، عن قيس الخارفي، قال: سمعت عليا يقول: سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى أبو بكر، وثلث عمر، ثم خبطتنا فتنة فكان ما شاء الله. ورواه شريك، عن الأسود بن قيس، عن عمرو بن سفيان، عن علي مثله. وقال ابن عيينة، عن زائدة، عن عبد الملك بن عميرة، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر" 3. وكذا رواه سفيان بن حسين الواسطي عن عبد الملك. وكان سفيان ربما دلسه وأسقط منه زائدة. ورواه سفيان الثوري، عن عبد الملك، عن هلال مولى ربعي، عن ربعي. وقالت عائشة: قال أبو بكر: ما على ظهر الأرض رجل أحب إلي من عمر. وقالت عائشة: دخل ناس على أبي بكر في مرضه، فقالوا: يسعك أن تولي علينا عمر وأنت ذاهب إلى ربك فماذا تقول له؟ قال: أقول: وليت عليهم خيرهم. وقال الزهري: أول من حيا عمر بأمير المؤمنين المغيرة بن شعبة. وقال القاسم بن محمد: قال عمر: ليعلم من ولي هذا الأمر من بعدي أن سيريده عنه القريب والبعيد، أني لأقاتل الناس عن نفسي قتالا، ولو علمت أن أحدا أقوى عليه مني لكنت أن أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أليه.

_ 1 ضعيف: سبق تخريجا له في هذا الجزء بتعليقنا رقم "76"، وهو عند الترمذي "3669" وابن ماجه "99" فراجعه ثمت. 2 حسن: أخرجه ابن ماجه "106" من طريق شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الله بن سلمة، عن علي -رضي الله عنه- به. قلت: إسناده حسن، عبد الله بن سلمة، بكسر اللام هو المرادي، الكوفي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". 3 صحيح: سبق تخريجنا له في هذا الجزء بتعليقنا رقم "77" فراجعه ثمت.

وعن ابن عباس، قال: لما ولي عمر قيل له: لقد كاد بعض الناس أن يحيد هذا الأمر عنك. قال: وما ذاك؟ قال: يزعمون أنك فظ غليظ. قال: الحمد لله الذي ملأ قلبي لهم رحما وملأ قلوبهم لي رعبا. وقال الأحنف بن قيس: سمعت عمر يقول: لا يحل لعمر من مال الله إلا حلتين: حلة للشتاء وحلة للصيف، وما حج به واعتمر، وقوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم، ثم أنا رجل من المسلمين. وقال عروة: حج عمر بالناس إمارته كلها. وقال ابن عمر: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حين قبض أجد ولا أجود من عمر1. وقال الزهري: فتح الله الشام كله على عمر، والجزيرة ومصر والعراق كله، ودون الدواوين قبل أن يموت بعام، وقسم على الناس فيئهم. وقال عاصم بن أبي النجود، عن رجل من الأنصار، عن خزيمة بن ثابت: أن عمر كان إذا استعمل عاملا كتب له، واشترط عليه أن لا يركب برذونا، ولا يأكل نقيا، ولا يلبس رقيقا، ولا يغلق بابه دون ذوي الحاجات، فإن فعل فقد حلت عليه العقوبة. وقال طارق بن شهاب: إن كان الرجل ليحدث عمر بالحديث فيكذبه الكذبة فيقول: احبس هذه، ثم يحدثه بالحديث فيقول: احبس هذه، فيقول له: كل ما حدثتك حق إلا ما أمرتني أن أحبسه. وقال ابن مسعود: إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر؛ إن عمر كان أعلمنا بكتاب الله وأفقهنا في دين الله. وقال ابن مسعودك لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان ووضع علم أحياء الأرض في كفة لرجح علم عمر بعلمهم. وقال شمر، عن حذيفة، قال: كأن علم الناس كان مدسوسا في جحر مع عمر. وقال ابن عمر: تعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة، فلما تعلمها نحر جزورًا.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3687".

وقال العوام بن حوشب: قال معاوية: أما أبو بكر فلم يرد الدنيا ولم ترده، وأما عمر فأرادته الدنيا ولم يردها، وأما نحن فتمرغنا فيها ظهرا لبطن. وقال عكرمة بن خالد، وغيره: إن حفصة وعبد الله وغيرهما كلموا عمر، فقالوا: لو أكلت طعاما طيبا كان أقوى لك على الحق. قال: أكلكم على هذا الرأي؟ قالوا: نعم قال: قد علمت نصحكم ولكني تركت صاحبي على جادة، فإن تركت جادتهما لم أدركهما في المنزل. قال: وأصاب الناس سنة فما أكل عامئذ سمنا ولا سمينا. وقال ابن أبي مليكة: كلم عتبة بن فرقد عمر في طعامه، فقال: ويحك آكل طيباتي في حياتي الدنيا وأستمتع بها؟! وقال مبارك، عن الحسن: دخل عمر على ابنه عاصم وهو يأكل لحما فقال: ما هذا؟ قال: قرمنا إليه. قال: أوكلما قرمت إلى شيء أكلته! كفى بالمرء سرفا أن يأكل كل ما اشتهى. وقال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبيه، عن جده، قال عمر: لقد خطر على قلبي شهوة السمك الطري، قال: ورحل يرفأ راحلته وسار أربعا مقبلا ومدبرا، واشترى مكتلا فجاء به، وعمد إلى راحلته فغسلها فأتى عمر فقال: انطلق حتى أنظر إلى الراحلة، فنظر وقال: نسيت أن تغسل هذا العرق الذي تحت أذنها، عذبت بهيمة في شهوة عمر، لا والله لا يذوق عمر مكتلك. وقال قتادة: كان عمر يلبس، وهو خليفة، جبة من صوف مرقوعة بعضها بأدم، ويطوف في الأسواق على عاتقه الدرة يؤدب الناس بها، ويمر بالنكث والنوى فيلقطه في منازل الناس لينتفعوا به. قال أنس: رأيت بين كتفي عمر أربع رقاع في قميصه. وقال أبو عثمان النهدي: رأيت على عمر إزارًا مرقوعا بأدم. وقال عبد الله بن عامر بن ربيعة: حججت مع عمر، فما ضرب فسطاطا ولا خباء، كان يلقي الكساء والنطع على الشجرة ويستظل تحته. وقال عَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمِ بنِ هرمزٍ، عَنْ أبي الغادية الشامي، قال: قدم عمر الجابية على جمل أورق تلوح صلعته بالشمس، ليس عليه قلنسوة ولا عمامة، قد طبق رجليه بين شعبتي الرحل بلا ركاب، ووطاؤه كساء أنبجاني من صوف، وهو فراشه إذا نزل، وحقيبته محشوة

ليفا، وهي إذا نزل وساده، وعليه قميص من كرابيس قد دسم وتخرق جيبه، فقال: ادعوا لي رأس القرية، فدعوه له فقال: اغسلوا قميصي وخيطوه وأعيروني قميصا، فأتى بقميص كتان، فقال: ما هذا؟ قيل: كتان قال: وما الكتان؟ فأخبروه فنزع قميصه فغسلوه ورقعوه ولبسه، فقال له رأس القرية: أنت ملك العرب وهذ بلاد لا تصلح فيها الإبل. فأتى ببرذون فطرح عليه قطيفة بلا سرج ولا رحل، فلما سار هنيهة قال: احبسوا، ما كانت أظن الناس يركبون الشيطان، هاتوا جملي. وقال المُطَّلِبُ بنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عيسى: كان في وجه عمر بن الخطاب خطان أسودان من البكاء. وعن الحسن، قال: كان عمر يمر بالآية من ورده فيسقط حتى يعاد منها أياما. وقال أنس: خرجت مع عمر فدخل حائطا فسمعته يقول وبيني وبينه جدار: عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ، والله لتتقين الله بني الخطاب أو ليعذبنك. وقال عبد الله بن عامر بن ربيعة: رأيت عمر أخذ تبنة من الأرض، فقال: يا ليتني هذه التبنة، ليتني لم أك شيئا، ليت أمي لم تلدني. وقال عبيد الله بن عمر بن حفص: إن عمر بن الخطاب حمل قربة على عنقه، فقيل له في ذلك فقال: إن نفسي أعجبتني فأردت أن أذلها. وقال الصلت بن بهرام، عن جميع بن عمير التيمي، عن ابن عمر، قال: شهدت جلولاء فابتعت من المغنم بأربعين ألفا، فلما قدمت على عمر، قال: أرأيت لو عرضت على النار فقيل لك: افتده، أكنت مفتدي به؟ قلت: والله ما من شيء يؤذيك إلا كنت مفتديك منه، قال: كأني شاهد الناس حين تبايعوا فقالوا: عبد الله بن عمر صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن أمير المؤمنين وأحب الناس إليه، وأنت كذلك فكان أن يرخصوا عليك أحب إليهم من أن يغلوا عليك، وإني قاسم مسئول وأنا معطيك أكثر ما ربح تاجر من قريش، لك ربح الدرهم درهم. قال: ثم دعا التجار فابتاعوه منه بأربع مائة ألف درهم، فدفع إلى ثمانين ألفا وبعث بالباقي إلى سعد بن أبي وقاص ليقسمه. وقال الحسن: رأى عمر جارية تطيش هزالا، فقال: من هذه؟ فقال عبد الله: هذه إحدى بناتك قال: وأي بناتي هذه؟ قال: بنتي قال: ما بلغ بها ما أرى؟ قال: عملك! لا تنفق عليها قال: إني والله ما أعول ولدك فاسع علهم أيها الرجل.

وقال محمد بن سيرين: قدم صهر لعمر عليه، فطلب أن يعطيه عمر من بيت المال فانتهره عمر، وقال: أردت أن ألقى الله ملكا خائنا!؟ فلما كان بعد ذلك أعطاه من صلب ماله عشرة آلاف درهم. قال حذيفة: والله ما أعرف رجلا لا تأخذه في الله لومة لائم إلا عمر. وقال حذيفة: كنا جلوسا عند عمر فقال: أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قلت: أنا قال: إنك لجريء، قلت: فتنة الرجل في أهله وماله وولده تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال: ليس عنها أسألك، ولكن الفتنة التي تموج موج البحر. قلت: ليس عليك منها بأس، إن بينك وبينها بابا مغلقا قال: أيكسر أم يفتح؟ قلت: بل يكسر قال: إذا لا يغلق أبدا قلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم من الباب؟ قال: نعم، كما يعلم أن دون غد الليلة، إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط فسأله مسروق: من الباب؟ قال: الباب عمر. أخرجه البخاري1. وقال إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: أتى عمر بكنوز كسرى، فقال عبد الله بن الأرقم: أتجعلها في بيت المال حتى تقسمها؟ فقال عمر: لا والله لا آويها إلى سقف حتى أمضيها، فوضعها في وسط المسجد وباتوا يحرسونها، فلما أصبح كشف عنها فرأى من الحمراء والبيضاء ما يكاد يتلألأ، فبكى فقال له أبي: ما يبكيك يا أمير المؤمنين فوالله إن هذا ليوم شكر ويوم سرور! فقال: ويحك إن هذا لم يعطه قوم إلا ألقيت بينهم العداوة والبغضاء. وقال أسلم مولى عمر: استعمل عمر مولى له على الحمى، فقال: يا هني اضمم جناحك عن المسلمين واتق دعوة المظلوم فإنها مستجابة، وأدخل رب الصريمة والغنيمة، وإياي ونعم ابن عوف ونعم ابن عفان فإنهما إن تهلك ما شيتهما يرجعان إلى زرع ونخل، وإن رب الصريمة والغنيمة إن تهلك ماشيتهما يأتيني ببنيه فيقول: يا أمير المؤمنين! أفتاركهم أنا لا أبا لك! فالماء والكلأ أيسر علي من الذهب والفضة، وايم الله إنهم ليرون أني قد ظلمتهم، إنها لبلادهم قاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام، والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شبرا. أخرجه البخاري2.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاي "525"، ومسلم "144" من حديث حذيفة، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3059".

وقال أبو هريرة: دون عمر الديوان، وفرض للمهاجرين الأولين خمسة آلاف خمسة آلاف، وللأنصار أربعة آلاف أربعة آلاف، وأمهات المؤمنين اثني عشر ألفا اثني عشر ألفا. وقال إبراهيم النخعي: كان عمر يتجر وهو خليفة. وقال الأعمش، عن أبي صالح، عن مالك الدار، قال: أصاب الناس قحط في زمان عمر فجاء رجل إلى قَبْرِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رسول الله استسق الله لأمتك، فإنهم قد هلكوا. فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال: ائت عمر فأقرئه مني السلام وأخبره أنهم مسقون وقل له: عليك الكيس الكيس، فأتى الرجل فأخبر عمر فبكى، وقال: يا رب ما آلو ما عجزت عنه. وقال أنس: تقرقر بطن عمر من أكل الزيت عام الرمادة؛ كان قد حرم نفسه السمن، قال: فنقر بطنه بإصبعه، وقال: إنه ليس عندنا غيره حتى يحيا الناس. وقال الواقدي: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: لما كان عام الرمادة جاءت العرب من كل ناحية فقدموا المدينة، فكان عمر قد أمر رجالا يقومون بمصالحهم، فسمعته يقول ليلة: "احصوا من يتعشى عندنا". فأحصوهم من القابلة فوجدوهم سبعة آلاف رجل، وأحصوا الرجال المرضى والعيالات فكانوا أربعين ألفا، ثم بعد أيام بلغ الرجال والعيال ستين ألفا، فما برحوا حتى أرسل الله السماء، فلما مطرت رأيت عمر قد وكل بهم يخرجونهم إلى البادية ويعطونهم قوتا وحملانا إلى باديتهم، وكان قد وقع فيهم الموت فأراه مات ثلثاهم، وكانت قدور عمر يقوم إليها المال من السحر يعملون الكركور ويعملون العصائد. وعن أسلم، قال: كنا نقول: لو لم يرفع الله المحل عام الرمادة لظننا أن عمر يموت. وقال سفيان الثوري: من زعم أن عليا كان أحق بالولاية من أبي بكر وعمر فقد خطأ أبا بكر وعمر والمهاجرين والأنصار. وقال شريك: ليس يقدم عليا على أبي بكر وعمر أحد فيه خير. وقال أبو أسامة: تدرون من أبو بكر وعمر؟ هما أبوا الإسلام وأمه. وقال الحسن بن صالح بن حيي: سمعت جعفر بن محمد الصادق يقول: أنا بريء ممن ذكر أبا بكر وعمر إلا بخير.

ذكر نسائه وأولاده: تزوج زينب بنت مظعون، فولدت له عبد الله وحفصة، وعبد الرحمن. وتزوج مليكة الخزاعية، فولدت له عبيد الله، وقيل: أمه وأم زيد الأصغر أم كلثوم بنت جرول. وتزوج أم حكيم بنت الحارث بن هشام المخزومية، فولدت له فاطمة. وتزوج جميلة بنت عاصم بن ثابت فولدت له عاصما. وتزوج أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء وأصدقها أربعين ألفا، فولدت له زيدا ورقية. وتزوج لهية امرأة من المن فولدت له عبد الرحمن الأصغر. وتزوج عاتكة بنت زيد بن عمر بن نفيل التي تزوجها بعد موته الزبير. الفتوح في عهده: وقال الليث بن سعد: استخلف عمر فكان فتح دمشق، ثم كان اليرموك سنة خمس عشرة، ثم كانت الجابية سنة ست عشرة، ثم كانت إيلياء وسرغ لسنة سبع عشرة، ثم كانت الرمادة وطاعون عمواس سنة ثماني عشرة، ثم كانت جلولاء سنة تسع عشرة، ثم كان فتح باب ليون وقيسارية بالشام، وموت هرقل سنة عشرين؛ وفيها فتحت مصر، وسنة إحدى وعشرين فتحت نهاوند، وفتحت الإسكندرية سنة اثنتين وعشرين؛ وفيها فتحت إصطخر وهمذان؛ ثم غزا عمرو بن العاص أطرابلس المغرب؛ وغزوة عمورية، وأمير مصر وهب بن عمير الجمحي، وأمير أهل الشام أبو الأعور سنة ثلاث وعشرين. ثم قتل عمر مصدر الحاج في آخر السنة. قال خليفة: وقعة جلولاء سنة سبع عشرة. استشهاده: وقال سعيد بن المسيب: إن عمر لما نفر من منى أناخ بالأبطح، ثم كوم كومة من بطحاء واستلقى ورفع يديه إلى السماء، ثم قال: "اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط". فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن فمات. وقال أبو صالح السمان: قال كعب لعمر: أجدك في التوراة تقتل شهيدا، قال: وأنى لي بالشهادة وأنا بجزيرة العرب؟.

وقال أسلم، عن عمر أنه قال: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك1. أخرجه البخاري. وقال معدان بن أبي طلحة اليعمري: خطب عمر يوم جمعة وذكر نبي الله وأبا بكر، ثم قال: رأيت كأن ديكا نقرني نقرة أو نقرتين، وإني لا أراه إلا لحضور أجلي، وإن قوما يأمروني أن أستخلف وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته، فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عنهم راض. وقال الزهري: كان عمر لا يأذن لسبي قد احتلم في دخول المدينة حتى كتب المغيرة بن شعبة، وهو على الكوفة يذكر له غلاما عنده صنعا ويستأذنه أن يدخل المدينة ويقول: إن عنده أعمالا كثيرا فيها منافع للناس: إنه حداد نقاش نجار، فأذن له أن يرسل به، وضرب عليه المغيرة مائة درهم في الشهر، فجاء إلى عمر يشتكي شدة الخراج، قال: ما خراجك بكثير، فانصرف ساخطا يتذمر، فلبث عمر ليالي، ثم دعاه فقال: ألم أخبر أنك تقول: لو أشاء لصنعت رحى تطحن بالريح؟ فالتفت إلى عمر عابسا، وقال: لأصنعن لك رحى يتحدث الناس بها. فلما ولى قال عمر لأصحابه: أوعدني العبد آنفا. ثم اشتمل أبو لؤلؤة على خنجر ذي رأسين نصابه في وسطه، فكمن في زاوية من زوايا المسجد في الغلس. وقال عمرو بن ميمون الأودي: إن أبا لؤلؤ عبد المغيرة طعن عمر بخنجر له رأسان طعن معه اثنا عشر رجلا، مات منهم ستة، فألقى عليه رجل من أهل العراق ثوبا، فلما اغتم فيه قتل نفسه. وقال عامر بن عبد الله بن الزبير، قال: جئت من السوق وعمر يتوكأ علي، فمر بنا أبو لؤلؤة، فنظر إلى عمر نظرة ظننت أنه لولا مكاني بطش به، فجئت بعد ذلك إلى المسجد الفجر فإني لبين النائم واليقظان، إذ سمعت عمر يقول: قتلني الكلب، فماج الناس ساعة، ثم إذا قراءة عبد الرحمن بن عوف. وقال ثابت البناني، عن أبي رافع: كان أبو لؤلؤة عبدا للمغيرة يصنع الأرحاء، وكان المغيرة يستغله كل يوم أربعة دراهم، فلقي عمر، فقال: يا أمير المؤمنين إن المغيرة قد أثقل علي فكلمه، فقال: أحسن إلى مولاك، ومن نية عمر أن يكلم المغيرة فيه، فغضب وقال: يسع الناس كلهم عدله غيري، وأضمر قتله واتخذ خنجرا وشحذه وسمه، وكان عمر يقول:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1890".

"أقيموا صفوفكم" قبل أن يكبر، فجاء فقام حذاءه في الصف وضربه في كتفه وفي خاصرته، فسقط عمر، وطعن ثلاث عشر رجلا معه، فمات منهم ستة، وحمل عمر إلى أهله، وكادت الشمس أن تطلع، فصلى ابن عوف بالناس بأقصر سورتين، وأتى عمر بنبيذ فشربه فخرج من جرحه فلم يتبين، فسقوه لبنا فخرج من جرحه، فقالوا: لا بأس عليك، فقال: إن يكن بالقتل بأس فقد قتلت. فجعل الناس يثنون عليه ويقولون: كنت وكنت، فقال: أما والله وددت أني خرجت منها كفافا لا علي ولا لي وأن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت لي. وأثنى عليه ابن عباس، فقال: لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من هول المطلع، وقد جعلتها شورى في عثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد. وأمر صهيبا أن يصلي بالناس، وأجل الستة ثلاثا. وعن عمرو بن ميمون أن عمر قال: "الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام". ثم قال لابن عباس: كنت أنت وأبوك تحبان أن يكثر العلوج بالمدينة. وكان العباس أكثرهم رقيقا. ثم قال: يا عبد الله! انظر ما علي من الدين، فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوها، فقال: إن وفى مال آل عمر فأده من أموالهم وإلا فاسأل في بني عدي، فإن لم تف أموالهم فسل في قريش؛ اذهب إلى أم المؤمنين عائشة فقل: يستأذن عمر أن يدفن مع صاحبيه. فذهب إليها فقالت: كنت أريده -تعني المكان- لنفسي ولأؤثرنه اليوم على نفسي. قال: فأتى عبد الله، فقال: قد أذنت لك، فحمد الله. ثم جاءت أم المؤمنين حفصة والنساء يسترنها، فلما رأيناها قمنا، فمكثت عنده ساعة، ثم استأذن الرجال فولجت داخلا ثم سمعنا بكاءها. وقيل له: أوص يا أمير المؤمنين واستخلف. قال: ما أرى أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عنهم راض، فسمى الستة، وقال: يشهد عبد الله بن عمر معهم وليس لهم من الأمر شيء -كهيئة التعزية له- فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك وإلا فليستعن به أيكم ما أمر، فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة، ثم قال: أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله، وأوصيه بالمهاجرين والأنصار، وأوصيه بأهل الأمصار خيرًا، في مثل ذلك من الوصية. فلما توفي خرجنا به نمشي، فسلم عبد الله بن عمر، وقال: عمر يستأذن، فقالت عائشة: أدخلوه فأدخل فوضع هناك مع صاحبيه.

فلما فرغ من دفنه ورجعوا اجتمع هؤلاء الرهط، فقال عبد الرحمن بن عوف: اجعلوا أمركم إلا ثلاثة منكم. فقال الزبير: قد جعلت أمري إلى علي، وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن وقال طلحة: قد أمري إلى عثمان. قال: فخلا هؤلاء الثلاثة فقال عبد الرحمن: أنا لا أريدها فأيكما يبرأ من هذا الأمر ونجعله إليه، والله عليه والإسلام، لينظرن أفضلهم في نفسه وليحرصن على صلاح الأمة. قال: فسكت الشيخان علي وعثمان، فقال عبد الرحمن: اجعلوه إلي والله علي لا آلو عن أفضلكم. قالا: نعم، فخلا بعلي وقال: لك من القدم في الإسلام والقرابة ما قد علمت، الله عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عليك لتسمعن ولتطيعن، قال: ثم خلا بالآخر فقال له كذلك، فلما أخذ ميثاقهما بايع عثمان وبايعه علي. وقال المسور بن مخرمة: لما أصبح عمر بالصلاة من الغد، وهو مطعون، فزعوه فقالوا: الصلاة ففزع وقال: نعم ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. فصلى وجرحه يثعب دما. وقال النضر بن شميل: حدثنا أبو عامر الخزاز، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: لما طعن عمر جاء كعب فقال: والله لئن دعا أمير المؤمنين ليبعثنه الله وليرفعنه لهذه الأمة حتى يفعل كذا وكذا. حتى ذكر المنافقين فيمن ذكر، قال: قلت: أبلغه ما تقول؟ قال: ما قلت إلا وأنا أريد أن تبلغه، فقمت وتخطيت الناس حتى جلست عند رأسه فقلت: يا أمير المؤمنين، فرفع رأسه فقلت: إن كعبا يحلف بالله لئن دعا أمير المؤمنين ليبقينه الله وليرفعنه لهذه الأمة. قال: ادعوا كعبا فدعوه، فقال: ما تقول؟ قال: أقول كذا وكذا، فقال: لا والله لا أدعو الله ولكن شقي عمر إن لم يغفر الله له. قال: وجاء صهيب، فقال: وا صفياه وا خليلاه وا عمراه. فقال: مهلا يا صهيب أو ما بلغك أن المعول عليه يعذب ببعض بكاء أهله عليه. وعن ابن عباس قال: كان أبو لؤلؤة مجوسيا. وَعَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قَالَ ابن عمر: يا أمير المؤمنين ما عليك لو أجهدت نفسك ثم أمرت عليهم رجلا؟ فقال عم: أقعدوني. قال عبد الله: فتمنيت أن بيني وبينه عرض المدينة فرقا منه حين قال: أقعدوني، ثم قال: من أمرتم بأفواهكم؟ قلت: فلانا قال: إن تؤمروه فإنه ذو شيبتكم، ثم أقبل على عبد الله، فقال: ثكلتك أمك أرأيت الوليد ينشأ مع الوليد وليدا وينشأ معه كهلا، أتراه يعرف من خلقه؟ فقال: نعم يا أمير المؤمنين قال: فما أنا قائل لله إذا سألني عمن أمرت عليهم فقلت: فلانا، وأنا أعلم منه ما أعلم! فلا والذي نفسي

بيده لأرددنها إلى الذي دفعها إلي أول مرة، ولوددت أن عليها من هو خير مني لا ينقضي ذلك مما أعطاني الله شيئا. وقال سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: دخل على عمر عثمان، وعلى والزبير وابن عوف، وسعد -وكان طلحة غائبا- فنظر إليهم ثم قال: إني قد نظرت لكم في أمر الناس فلم أجد عند الناس شقاقا إلا أن يكون فيكم، ثم قال: إن قومكم إنما يؤمرون أحدكم أيها الثلاثة، فإن كنت على شيء من أمر الناس يا عبد الرحمن فلا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس، وإن كنت على شيء من أمر الناس يا عثمان فلا تحملن أقاربك على رقاب الناس، وإن كنت على شيء من أمر الناس يا علي فلا تحملن بني هاشم على رقاب الناس، قوموا فتشاوروا وأمروا أحدكم، فقاموا يتشاورون. قال ابن عمر: فدعاني عثمان مرة أو مرتين ليدخلني في الأمر ولم يسمني عمر، ولا والله ما أحب أني كنت معهم علما منه بأنه سيكون من أمرهم ما قال أبي، والله لقل ما سمعته حول شفتيه بشيء قط إلا كان حقا، فلما أكثر عثمان دعائي قلت: ألا تعقلون! تؤمرون وأمير المؤمنين حي! فوالله لكأنما أيقظتهم فقال عمر: أمهلوا فإن حدث بي حدث فليصل للناس صهيب ثلاثا ثم أجمعوا في اليوم الثالث أشراف الناس، وأمراء الأجناد فأمروا أحدكم، فمن تأمر عن غير مشورة فاضربوا عنقه. وقال ابن عمر: كان رأس عمر في حجري، فقال: ضع خدي على الأرض، فوضعته، فقال: ويل لي وويل أمي إن لم يرحمني ربي. وعن أبي الحويرث، قال: لما مات عمر ووضع ليصلى عليه أقبل علي وعثمان أيهما يصلي عليه، فقال عبد الرحمن: إن هذا لهو الحرص على الإمارة، لقد علمتما ما هذا إليكما ولقد أمر به غيركما، تقدم يا صهيب فصل عليه. فصلى عليه. وقال أبو معشر، عن نافع عن ابن عمر قال: وضع عمر بين القبر والمنبر، فجاء علي حتى قام بين الصفوف، فقال: رحمة الله عليك ما من خلق أحب إلي من أن ألقى الله بصحيفته بعد صحيفة النبي صلى الله عليه وسلم من هذا المسجى عليه ثوبه. وقد روي نحوه من عدة وجوه عن علي. وقال معدان بن أبي طلحة: أصيب عمر يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة. وكذا قال زيد بن أسلم وغير واحد.

وقال إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص: إنه دفن يوم الأحد مستهل المحرم. وقال سعيد بن المسيب: توفي عمر وهو ابن أربع أو خمس وخمسين سنة، كذا رواه الزهري عنه. وقال أَيُّوْبَ، وَعُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: مات عمر وهو ابن خمس وخمسين سنة. وكذا قال سالم بن عبد الله، وأبو الأسود يتيم عروة، وابن شهاب. وروى أبو عاصم، عن حنظلة، عن سالم، عن أبيه: سمعت عمر قبل أن يموت بعامين أو نحوهما يقول: أنا ابن سبع أو ثمان وخمسين. تفرد به أبو عاصم. وقال الواقدي: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عن أبيه: توفي عمر وله ستون سنة. قال الواقدي: هذا أثبت الأقاويل، وكذا قال مالك. وقال قتادة: قتل عمر وهو ابن إحدى وستين سنة. وقال عامر بن سعد البجلي، عن جرير بن عبد الله أنه سمع معاوية يخطب ويقول: مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثلاث وستين، وأبو بكر وعمر وهما ابنا ثلاث وستين. وقال يحى بن سعيد: سمعت سعيد بن المسيب، قال: قبض عمر وقد استكمل ثلاثا وستين. قد تقدم لابن المسيب قول آخر. وقال الشعبي مثل قول معاوية. وأكثر ما قيل قول ابن جريج، عن أبي الحويرث، عن ابن عباس: قبض عمر وهو ابن ست وستين سنة، والله أعلم.

الحوادث في خلافة عمر الفاروق: سنة أربع عشرة: فيها فتحت دمشق، وحمص، وبعلبك، والبصرة، والأبلة، ووقعة جسر أبي عبيد بأرض نجران، ووقعة فحل بالشام، في قول ابن الكلبي. فأما دمشق فقال الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده، قال: كان خالد على الناس فصالح أهل دمشق، فلم يفرغ من الصلح حتى عزل وولي أبو عبيدة، فأمضى صلح خالد ولم يغير الكتاب. وهذا غلظ؛ لأن عمر عزل خالدا حين ولي. قاله خليفة بن خياط، وقال: حدثني عبد الله بن المغيرة، عن أبيه، قال: صالحهم أبو عبيدة على أنصاف كنائسهم ومنازلهم وعلى رؤوسهم، وأن لا يمنعوا من أعيادهم. وقال ابن الكلبي: كان الصلح يوم الأحد للنصف من رجب سنة أربع عشرة، صالحهم أبو عبيدة. وقال ابن إسحاق: صالحهم أبو عبيدة في رجب. وقال ابن جرير: سار أبو عبيدة إلى دمشق، وخالد على مقدمة الناس، وقد اجتمعت الروم على رجل يقال له: باهان بدمشق، وكان عمر عزل خالدا واستعمل أبا عبيدة على الجميع، والتقى المسلمون والروم فيما حول دمشق، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم هزم الله الروم، ودخلوا دمشق وغلقوا أبوابها، ونازلها المسلمون حتى فتحت، وأعطوا الجزية. وكان قدم الكتاب على أبي عبيدة بإمارته وعزل خالد، فاستحيا أبو عبيدة أن يقرئ خالدا الكتاب حتى فتحت دمشق وجرى الصلح على يدي خالد، وكتب الكتاب باسمه فلما صالحت دمشق لحق باهان بصاحب الروم هرقل. وقيل: كان حصار دمشق أربعة أشهر. وقال محمد بن إسحاق: إن عمر كان واجدا على خالد بن الوليد لقتله ابن نويرة، فكتب إلى أبي عبيدة أن انزع عمامته وقاسمه ماله، فلما أخبره، قال: ما أنا بالذي أعصي أمير المؤمنين، فاصنع ما بدا لك، فقاسمه حتى أخذ نعله الواحدة. وقال ابن جرير: كان أول محصور بالشام أهل فحل ثم أهل دمشق، وبعث أبو عبيدة ذا الكلاع حتى كان بين دمشق وحمص ردءًا، وحصروا دمشق، فكان أبو عبيدة على ناحية، ويزيد بن أبي سفيان على ناحية، وعمرو بن العاص على ناحية، وهرقل يومئذ على حمص،

فحاصروا أهل دمشق نحوا من سبعين ليلة حصارا شديدا بالمجانيق، وجاءت جنود هرقل نجدة لدمشق، فشغلتها الجنود التي مع ذي الكلاع، فلما أيقن أهل دمشق أن الأمداد لا تصل إليهم فشلوا ووهنوا. وكان صاحب دمشق قد جاءه مولود فصنع طعاما واشتغل يومئذ، وخالد بن الوليد لا ينام ولا ينيم قد هيأ حبالا كهيئة السلالم، فلما أمسى هيأ أصحابه، وتقدم هو والقعقاع بن عمرو، ومذعور بن عدي وأمثالهم وقالوا: إذا سمعتم تكبيرنا على السور فارقوا إلينا وانهدوا الباب قال: فلما انتهى خالد ورفقاؤه إلى الخندق رموا بالحبال إلى الشرف، وعلى ظهورهم القرب التي سبحوا بها في الخندق، وتسلق القعقاع ومذعور فلم يدعا أحبولة إلا أثبتاها في الشرف، وكان ذلك المكان أحصن مكان بدمشق فاستوى على السور خلق من أصحابه ثم كبروا وانحدر خالد إلى الباب فقتل البوابين، وثار أهل البلد إلى مواقفهم لا يدرون ما الشأن فتشاغل أهل كل جهة بما يليهم، وفتح خالد الباب ودخل أصحابه عنوة، وقد كان المسلمون دعوهم إلى الصلح والمشاطرة فأبوا، فلما رأوا البلاء بذلوا الصلح، فأجابهم من يليهم، وقبلوا فقالوا: ادخلوا وامنعونا من أهل ذاك الباب، فدخل أهل كل باب بصلح ما يليهم، فالتقى خالد والأمراء في وسط البلد، هذا استعراضا ونهبا، وهؤلاء صلحا، فأجروا ناحية خالد على الصلح بالمقاسمة. وكتب إلى عمر بالفتح. وكتب عمر إلى أبي عبيدة أن يجهز جيشا إلى العراق نجدة لسعد بن أبي وقاص، فجهز له عشرة آلاف عليهم هاشم بن عتبة، وبقي بدمشق يزيد بن أبي سفيان في طائفة من أمداد اليمن، فبعث يزيد دحية بن خليفة الكلبي في خيل إلى تدمر، وأبا الأزهر إلى البثنية وحوران. فصالحهم، وسار طائفة إلى بيسان فصالحوا. وفيها كان سعد بن أبي قاص فيما ورد إلينا على صدقات هوازن، فكتب إليه عمر بانتخاب ذي الرأي والنجدة ممن له سلاح أو فرس، فجاءه كتاب سعد: إني قد انتخبت لك ألف فارس، ثم قدم عليه فأمره على حرب العراق، وجهزه في أربعة آلاف مقاتل، فأبى عليه بعضهم إلا المسير إلى الشام، فجهزهم عمر إلى الشام. ثم إن عمر أمد سعدا بعد مسيره بألف نجدي وألفي يماني، فشتا سعد بزرود، وكان المثنى بن حارثة على المسلمين بما فتح الله من العراق، فمات من جراحته التي جرحها يوم جسر أبي عبيدة، فاستخلف المثنى على الناس بشير بن الخصاصية، وسعد يومئذ بزرود، ومع بشير وفود أهل العراق، ثم سار سعد إلى العراق، وقدم عليه الأشعث بن قيس في ألف وسبع مائة من اليمانيين.

وقعة الجسر: كان عمر قد بعث في سنة ثلاث عشرة جيشًا، عليهم أبو عبيد الثقفي -رضي الله عنه- فلقي جابان في سنة ثلاث عشرة وقيل: في أول سنة أربع عشرة بين الحيرة والقادسية. فهزم الله المجوس، وأسر جابان، وقتل مردانشاه، ثم إن جابان فدى نفسه بغلامين وهو لا يعرف أنه المقدم، ثم سار أبو عبيد إلى كسكر فالتقى هو ونرسى فهزمه، ثم لقي جالينوس فهزمه. ثم إن كسرى بعث ذا الحاجب، وعقد له على اثني عشر ألفا، ودفع إليه سلاحا عظيما، والفيل الأبيض، فبلغ أبا عبيد مسيرهم، فعبر الفرات إليهم وقطع الجسر، فنزل ذو الحاجب قس الناطف، وبينه وبين أبي عبيد الفرات، فأرسل إلى أبي عبيد: إما أن تعبر إلينا وإما أن نعبر إليك. فقال أبو عبيد: نعبر إليكم، فعقد له ابن صلوبا الجسر، وعبر فالتقوا في مضيق في شوال. وقدم ذو الحاجب جالينوس معه الفيل فاقتتلوا أشد قتال، وضرب أبو عبيد مشفر الفيل، وضرب أبو محجن عرقوبه. ويقال: إن أبا عبيد لما رأى الفيل قال: يا لك من ذي أربع ما أكبرك ... لأضربن بالحسام مشفرك وقال: إن قتلت فعليكم ابني جبر، فإن قتل فعليكم حبيب بن ربيعة أخو أبي محجن، فإن قتل فعليكم أخي عبد الله، فقتل جميع الأمراء، واستحر القتل في المسلمين فطلبوا الجسر، وأخذ الراية المثنى بن حارثة فحماهم في جماعة ثبتوا معه. وسبقهم إلى الجسر عبد الله بن يزيد فقطعه، وقال: قاتلوا عن دينكم، فاقتحم الناس الفرات، فغرق ناس كثير، ثم عقد المثنى الجسر وعبره الناس. واستشهد يومئذ فيما قال خليفة: ألف وثمان مائة، وقال سيف: أربعة آلاف ما بين قتيل وغريق. وعن الشعبي، قال: قتل أبو عبيد في ثمان مائة من المسلمين. وقال غيره: بقي المثنى بن حارثة الشيباني على الناس وهو جريح إلى أن توفي، واستخلف على الناس ابن الخصاصية كما ذكرنا.

حمص: وقال أبو مسهر: حدثني عبد الله بن سالم، قال: سار أبو عبيدة إلى حمص في اثني عشر ألفا، منهم من السكون ستة آلاف فافتتحها. وعن أبي عثمان الصنعاني، قال: لما فتحنا دمشق خرجنا مع أبي الدرداء في مسلحة برزة، ثم تقدمنا مع أبي عبيدة ففتح الله بنا حمص. وورد أن حمص وبعلبك فتحتا صلحا في أواخر سنة أربع عشرة، وهرب هرقل عظيم الروم من أنطاكية إلى قسطنطينية. وقيل: إن حمص فتحت سنة خمس عشرة. البصرة: وقال علي المدائني عن أشياخه: بعث عمر في سنة أربع عشرة شريح بن عامر أحد بني سعد بن بكر إلى البصرة، وكان ردءا للمسلمين، فسار إلى الأهواز فقتل بدارس، فبعث عمر عتبة بن غزوان المازني في السنة، فمكث أشهرا لا يغزو. وقال خالد بن عمير العدوي: غزونا مع عتبة الأبلة فافتتحناها ثم عبرنا إلى الفرات، ثم مر عتبة بموضع المربد، فوجد الكذان الغليظ، فقال: هذه البصرة انزلوها باسم الله. وقال الحسن: افتتح عتبة الأبلة فقتل من المسلمين سبعون رجلا في موضع مسجد الأبلة، ثم عبر إلى الفرات فأخذها عنوة. وقال شعبة عن عقيل بن طلحة، عن قبيصة، قال: كنا مع عتبة بالخريبة. وفيها: أمر عتبة بن غزوان محجن بن الأدرع فخط مسجد البصرة الأعظم وبناه بالقصب، ثم خرج عتبة حاجا وخلف مجاشع بن مسعود وأمره بالغزو، وأمر المغيرة بن شعبة أن يصلي بالناس حتى يقدم مجاشع، فمات عتبة في طريق. وأمر عمر المغيرة على البصرة، وبعث جرير بن عبد الله على السواد، فلقي جرير مهران، فقتل مهران، ثم بعث عمر سعدا فأمر جريرا أن يطيعه. وفيها: ولد عبد الرحمن بن أبي بكر، وهو أول من ولد بالبصرة.

وفيها استشهد جماعة عظيمة، ومات طائفة "منهم": أوس بن أوس بن عتيك، استشهد يوم جسر أبي عبيد، على يومين من الكوفة بينها وبين نجران. بشير بن عنبس بن يزد الظفري، شهد أحدا وهو ابن عم قتادة بن النعمان، وكان يعرف بفارس الحواء وهم اسم فرسه، قتل يومئذ. ثابت بن عتيك من بني عمرو بن مبذول، أنصاري له صحبة، قتل يومئذ. ثعلبة بن عمرو بن محصن، قتل يوم الجسر، وهو أحد بني مالك بن النجار، وكان بدريا رضي الله عنه. الحارث بن عتيك بن النعمان، أبو أخزم، قتل يومئذ، وهو من بني النجار، شهدا أحدا، وهو أخو سهل الذي شهد بدرا. الحارث بن مسعود بن عبدة، له صحبة، وقتل يومئذ. الحارث بن عدي بن مالك، قتل يومئذ، وقد شهد أحدا، وكلاهما من الأنصار. خالد بن سعيد بن العاص الأموي، قيل: استشهد يوم مرج الصفر، وأن يوم مرج الصفر كان في المحرم سنة أربع عشرة، وقد ذكر. خزيمة بن أوس بن خزيمة الأشهلي، يوم الجسر. ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، ورخه ابن قانع. زيد بن سراقة، يوم الجسر. سعد بن سلامة بن وقش الأشهلي. سعد بن عبادة الأنصاري، يقال: مات فيها. سلمة بن أسلم بن حريش، يوم الجسر. سلمة بن هشام، يوم مرج الصفر، وقد تقدم. سليط بن قيس بن عمرو الأنصاري، يوم الجسر. ضمرة بن غزية، يوم الجسر. عبد الله، وعبد الرحمن، وعباد، بنو مربع بن قيظي بن عمرو، قتلوا يومئذ.

عقبة، وعبد الله، ابنا قيظي بن قيس. حضرا مع أبيهما يوم جسر أبي عبيد، وقتلا يومئذ. عمر بن أبي اليسر، يوم الحسر. قيس بن السكن بن قيس بن زعوراء بنِ حَرَامِ بنِ جُنْدُبِ بنِ عَامِرِ بنِ غنم بن عدي بن النجار، أبو زيد الأنصاري النجاري، مشهور بكنيته. شهد بدرا، واستشهد يوم جسر أبي عبيد فيما ذكر موسى بن عقبة. قال الواقدي وابن الكلبي: هو أحد من جع القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودليله قول أنس؛ لأنه قال: أحد عمومتي، وكلاهما يجتمعان في حرام. وكذا ساق الكلبي نسب أبي زيد، لكنه جعل عوض زعوراء زيدا، ولا عبرة بقول من قال: إن الذي جمع القرآن أبو زيد سعد بن عبيد الأوسي، فإن قول أنس بن مالك: أحد عمومتي، ينفي قول من قال: هو سعد بن عبيد، لكونه أوسيا. ويؤيده أيضا ما روى قتادة عن أنس، قال: افتخر الحيان الأوس والخزرج، فَقَالَتِ الأَوْسُ: مِنَّا غَسِيْلُ المَلاَئِكَةِ حَنْظَلَةُ بنُ أبي عامر، ومنا الذي حمته الدبر: عاصم بن ثابت، ومنا الذي اهتز لموته العرش سعد بن معاذ، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت، فقالت الخزرج: منا أربعة جمعوا القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبي، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. المثنى بن حارثة الشيباني، الذي أخذ الراية وتحيز بالمسلمين يوم الجسر. نافع بن غيلان، يومئذ. نوفل بن الحارث يقال: توفي فيها، وكان أسن من عمه العباس. واقد بن عبد الله، يوم1. هند بنت عتبة بنت ربيعة بن عبد شمس، أم معاوية بن أبي سفيان، توفيت في أول العام. يزيد بن قيس بن الخطيم -بفتح الخاء المعجمة- الأنصاري الظفري. صحابي شهدا أحدا والمشاهد وجرح يوم أحد عدة جراحات، وأبوه من الشعراء الكبار، قتل يزيد يوم الجسر. أبو عبيد بن مسعود بن عمرو الثقفي، والد المختار وصفية زوجة ابن عمر. أسلم فِي عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستعمله عمر وسيره على جيش كثيف إلى العراق،

_ 1 بياض.

وإليه ينسب جسر أبي عبيد، وكانت الواقعة عند هذا الجسر كما ذكرنا، وقتل يومئذ أبو عبيد -رحمه الله، والجسر بين القادسية والحيرة، ولم يذكره أحد في الصحابة إلا ابن عبد البر، ولا يبعد أن يكون له رؤية وإسلام. أبو قحافة عثمان بن عامر التيمي، في المحرم عن بضع وتسعين سنة، وقد أسلم يوم الفتح فأتى به ابنه أبو بكر الصديق يقوده لكبره وضرره ورأسه كالثغامة فأسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هلا تركت الشيخ حتى نأتيه"، إكراما لأبي بكر، وقال: "غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد". عبد الله بن صعصعة بن وهب الأنصاري، أحد بني عدي بن النجار، شهد أحدًا وما بعدها، وقتل يوم جسر أبي عبيد، قاله ابن الأثير. سنة خمس عشرة: في أولها افتتح شرحبيل بن حسنة الأردن كلها عنوة إلا طبرية فإنهم صالحوه، وذلك بأمر أبي عبيدة. يوم اليرموك: كانت وقعة مشهودة، نزلت الروم اليرموك في رجب سنة خمس عشرة، وقيل: سنة ثلاث عشرة وأراه وهما، فكانوا في أكثر من مائة ألف، وكان المسلمون ثلاثين ألفا، وأمراء الإسلام أبو عبيدة، ومعه أمراء الأجناد، وكانت الروم قد سلسلوا أنفسهم الخمسة والستة في السلسلة لئلا يفروا، فلما هزمهم الله جعل الواحد يقع في وادي اليرموك، فيجذب من معه في السلسلة حتى ردموا الوادي، واستووا فيما قيل بحافتيه، فداستهم الخيل، وهلك خلق لا يحصون. واستشد يومئذ جماعة من أمراء المسلمين. وقال محمد بن إسحاق: نزلت الروم اليرموك وهم مائة ألف، عليهم السقلاب، خصي لهرقل. وقال ابن الكلبي: كانت الروم ثلاث مائة ألف، عليهم ماهان، رجل من أبناء فراس تنصر ولحق بالروم، قال: وضم أبو عبيدة إليه أطرافه، وأمده عمر بسعيد بن عامر بن حذيم، فهزم الله المشركين بعد قتال شديد في خامس رجب سنة خمس عشرة. وقال سعيد بن عبد العزيز: إن المسلمين -يعني يوم اليرموك- كانوا أربعة وعشرين ألفا، وعليهم أبو عبيدة، والروم عشرون ومائة ألف، عليهم باهان وسقلاب.

إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن المسيب، عن أبيه، قال: خمدت الأصوات يوم اليرموك، والمسلمون يقاتلون الروم إلا صوت رجل يقول: "يا نصر الله اقترب، يا نصر الله اقترب"، فرفعت رأسي فإذا هو أبو سفيان بن حرب تحت راية ابنه يزيد بن أبي سفيان. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبيِهِ عن ابن المسيب عن جبير بن الحويرث، قال: حضرت اليرموك فلا أسمع إلا نقف الحديد إلا أني سمعت صائحًا يقول: يا معشر المسلمين يوم من أيام الله أبلوا الله فيه بلاء حسنا، فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه. قال سويد بن عبد العزيز، عن حصين، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ، قَالَ: لما هزمنا العدو يوم اليرموك أصبنا يلامق ديباج فلبسناها فقدمنا على عمر ونحن نرى أنه يعجبه ذلك، فاستقبلناه وسلمنا عليه، فشتمنا ورجمنا بالحجارة حتى سبقناه نعدو، فقال بعضنا: لقد بلغه عنكم شر، وقال بعض القوم: لعله في زيكم هذا، فضعوه، فوضعنا تلك الثياب وسلمنا عليه، فرحب وساءلنا وقال: إنكم جئتم في زي أهل الكفر، وإنكم الآن في زي أهل الإيمان وإنه لا يصلح من الديباج والحرير إلا هكذا، وأشار بأربع أصابعه. وعن مالك بن عبد الله، قال: ما رأيت أشرف من رجل رأيته يوم اليرموك إنه خرج إليه علج فَقَتَلَهُ، ثُمَّ آخَرُ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ آخَرُ فَقَتَلَهُ، ثم انهزموا وتبعهم وتبعته، ثم انصرف إلى خباء عظيم له فنزل، فدعا بالجفان ودعا من حوله، قلت: من هذا؟ قالوا: عمرو بن معدي كرب. وعن عروة: قتل يومئذ النضر بن الحارث بن علقمة العبدري، وعبد الله بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي. وقال ابن سعد: قتل يومئذ نعيم بن عبد الله النحام العدوي قلت: وقد ذكر. وقيل: كان على مجنبة أبي عبيدة يومئذ قباث بن أشيم الكناني الليثي. ويقال: قتل يومئذ عكرمة بن أبي جهل، وعبد الرحمن بن العوام، وعياش بن أبي ربيعة، وعامر بن أبي وقاص الزهري. وقعة القادسية: كانت وقعة القادسية بالعراق في آخر السنة فيما بلغنا، وكان على الناس سعد بن أبي وقاص، وعلى المشركين رستم ومعه الجالينوي، وذو الحاجب. قال أبو وائل: كان المسلمون ما بين السبعة إلى الثمانية آلاف. ورستم في ستين ألفا، وقيل: كانوا أربعين ألفا، وكان معهم سبعون فيلا.

وذكر المدائني أنهم اقتتلوا قتالا شديدا ثلاثة أيام في آخر شوال، وقيل: في رمضان، فقتل رستم وانهزموا، وقيل: إن رستم مات عطشا، وتبعهم المسلمون فقتل جالينوس وذو الحاجب، وقتلوهم ما بين الخرار إلى السيلحين إلى النجف، حتى ألجؤوهم إلى المدائن، فحصروهم بها حتى أكلو الكلاب، ثم خرجوا على حامية بعيال فساروا حتى نزلوا جلولاء. قال أبو وائل: اتبعناهم إلى الفرات فهزمهم الله، واتبعناهم إلى الصراة فهزمهم الله، فألجأناهم إلى المدائن. وعن أبي وائل قال: رأيتني أعبر الخندق مشيا على الرجال، قتل بعضهم بعضا. وعن حبيب بن صهبان، قال: أصبنا يومئذ من آنية الذهب حتى جعل الرجل يقول: صفراء ببيضاء، يعني ذهبا بفضة. وقال المدائني: ثم سار سعد من القادسية يتبعهم. فأتاه أهل الحيرة فقالوا: نحن على عهدنا. وأتاه بسطام فصالحه. وقطع سعد الفرات، فلقي جمعا عليهم بصبهرا؛ فقتله زهرة بن حوية، ثم لقوا جمعا بكوثا عليهم الفيرزان فهزموهم، ثم لقوا جمعا كثيرا بدير كعب عليهم الفرخان فهزموهم، ثم سار سعد بالناس حتى نزل المدائن فافتتحها. وأما محمد بن جرير فإنه ذكر القادسية في سنة أربع عشرة، وذكر أن في سنة خمس عشرة مصر سعد الكوفة؛ وأن فيها فرض عمر الفروض ودون الدواوين، وأعطى العطاء على السابقة. قال: ولما فتح الله على المسلمين غنائم رستم، وقدمت على عمر الفتوح من الشام والعراق جمع المسلمين، فقال: ما يحل للوالي من هذا المال؟ قالوا: أما لخاصته ففوته وقوت عياله لا وكس ولا شطط، وكسوته وكسوتهم، ودابتان لجهاده وحوائجه، وحمالته إلى حجة وعمرته، والقسم بالسوية أن يعطي أهل البلاء على قدر بلائهم، ويرم أمور المسلمين ويتعاهدهم. وفي القوم علي -رضي الله عنه- ساكت، فقال: ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال: ما أصلحك وأصلح عيالك بالمعروف. وقيل: إن عمر قعد على رزق أبي بكر حتى اشتدت حاجته، فأرادوا أن يزيدوه فأبى عليهم. وكان عماله في هذه السنة: عتاب بن أسيد، كذا قال ابن جرير، وقد قدمنا موت عتاب،

قال: وعلى الطائف يعلى بن منية، وعلى الكوفة سعد، وعلى قضائها أبو قرة، وعلى البصرة المغيرة بن شعبة، وعلى اليمامة والبحرين عثمان بن أبي العاص، وعلى عمان حذيفة بن محصن، وعلى ثغور الشام أبو عبيدة بن الجراح. المتوفون فيها: سعد بن عبيد بن النعمان، أبو زيد الأنصاري الأوسي. أحد القراء الذين حفظوا القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، استشهد بوقعة القادسية، وقيل: إنه ولد عمير بن سعد الزاهد أمير حمص لعمر. شهد سعد بدرا وغيرها، وكان يقال له: سعد القارئ. وذكر محمد بن سعد أن القادسية سنة ست عشرة، وأنه قتل بها وله أربع وستون سنة. وقال قيس بن مسلم، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ سعد بن عبيد أنه خطبهم، فقال: إنا لاقو العدو غدا وإنا مستشهدون غدا، فلا تغسلوا عنا دما ولا نكفن إلا في ثوب كان علينا. سعيد بن الحارث بن قيس بن عدي القرشي السهمي، هو وإخوته: الحجاج، ومعبد، وتميم، وأبو قيس، وعبد الله، والسائب، كلهم من مهاجرة الحبشة، ذكرهم ابن سعد. استشهد أكثرهم يوم اليرموك، ويوم أجنادين رضي الله عنه. عبد الله بن سفيان. هذا ابن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي. له صحبة وهجرة إلى الحبشة ورواية، روى عنه: عمرو بن دينار منقطعا، واستشهد باليرموك. عمرو بن أم مكتوم الضرير. كان مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستخلفه على المدينة في غير غزوة، قيل: كان اللواء معه يوم القادسية، واستشهد يومئذ. وقال ابن سعد: رجع إلى المدينة بعد القادسية، ولم نسمع له بذكر بعد عمر. قلت: روى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى، وَأَبُو رَزِيْنٍ الأسدي، وله ترجمة طويلة في كتاب ابن سعد. عمرو بن الطفيل بن عمرو بن طريف، قتل باليرموك.

عياش بن أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عياش المخزومي، صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي سماه في القنوت ودعا له بالنجاة. رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعنه ابنه عبد الله وغيره. وهو أخو أبي جهل لأمه، كنيته: أبو عبد الله. استشهد يوم اليرموك. فراس بن النضر بن الحارث، يقال: استشهد باليرموك. قيس بن عدي بن سعد بن سهم، من مهاجرة الحبشة، قتل باليرموك. قيس بن أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف الأنصاري المازني. شهد العقبة وبدرا، وورد له حديث من طريق ابن لهيعة عن حبان بن واسع بن حبان، عن أبيه، عنه، قلت: في كم أقرأ القرآن يا رسول الله؟ قال: "في خمس عشرة"، قلت: أجدني أقوى من ذلك. وفيه دليل على أنه جمع القرآن. وكان أحد أمراء الكراديس يوم اليرموك. نضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عَبْدِ مَنَاف بن عَبْدِ الدَّارِ بنِ قصي العبدري القرشي. من مسلمة الفتح ومن حلماء قريش، وَقِيْلَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاه مائة من الإبل من غنائم حنين، تألفه بذلك. فتوقف في أخذها وقال: لا أرتشي على الإسلام ثم قال: والله ما طلبتها ولا سألتها وهي عطية مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخذها، وحسن إسلامه، واستشهد يوم اليرموك، وأخوه النضر قتل كافرا في نوبة بدر. سنة ست عشرة: قيل: كانت وقعة القادسية في أولها، واستشهد يومئذ مائتان، وقيل: عشرون ومائة رجل. قال خليفة: فيها فتحت الأهواز ثم كفروا، فحدثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده، قال: سار المغيرة بن شعبة إلى الأهواز فصالحه البيروان على الفي ألف درهم وثماني مائة ألف درهم، ثم غزاهم الأشعري بعده. وقال الطبري: فيها دخل المسلمون مدينة بهرشير وافتتحوا المدائن، فهرب منها يزدجرد ابن شهريار. فلما نزل سعد بن أبي وقاص بهرشير- وهي المدينة التي فيها نزل كسرى- طلب السفن

ليعبر بالناس إلى المدينة القصوى، فلم يقدر على شيء منها، وجدهم قد ضموا السفن، فبقي أياما حتى أتاه أعلاج فدلوه على مخاضة، فأبى، ثم إنه عزم له أن يقتحم دجلة، فاقتحمها المسلمون وهي زائدة ترمي بالزبد، ففجئ أهل فارس أمر لم يكن لهم في حساب، فقاتلوا ساعة ثم انهزموا وتركوا جمهور أموالهم، واستولى المسلمون على ذلك كله، ثم أتوا إلى القصر الأبيض، وبه قوم قد تحصنوا ثم صالحوا. وقيل: إن الفرس لما رأوا اقتحام المسلمين الماء تحيروا، وقالوا: والله ما نقاتل الإنس ولا نقاتل إلا الجن، فانهزموا. ونزل سعد القصر الأبيض، واتخذ الإيوان مصلى، وإن فيه لتماثيل جص فما حركها. ولما انتهى إلى مكان كسرى أخذ يقرأ: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، وَزُرُوعٍ} [الدخان: 25، 26] . قالوا: وأتم سعد الصلاة يوم دخلها، وذلك أنه أراد المقام بها، وكانت أول جمعة جمعت بالعراق، وذلك في صفر سنة ست عشرة. قال الطبري: قسم سعد الفيء بعدما خمسه، فأصاب الفارس اثنا عشر ألفا، وكل الجيش كانوا فرسانا. وقسم سعد دور المدائن بين الناس وأوطنوها، وجمع سعد الخمس وأدخل فيه كل شيء من ثياب كسرى وحليه وسيفه، وقال للمسلمين: هل لكم أن تطيب أنفسكم عن أربعة أخماس هذا القطف فنبعث به إلى عمر، فيضعه حيث يرى ويقع من أهل المدينة موقعا؟ قالوا: نعم، فبعثه على هيئته. وكان ستين ذراعا في ستين ذراعا بساطا واحدا مقدار جريب، فيه طرق كالصور، وفصوص كالنهار، وخلال ذلك كالدر، في حافاته كالأرض المزروعة، والأرض كالمبقلة بالنبات في الربيع من الحرير على قصبات الذهب. ونواره بالذهب والفضة ونحوه. فقطعه عمر وقسمه بين الناس، فأصاب عليا قطعة منه فباعها بعشرين ألفا. واستولى المسلمون في ثلاثة أعوام علي كرسي مملكة كسرى، وعلى كرسي مملكة قيصر، وعلى أمي بلادهما. وغنم المسلمون غنائم لم يسمع بمثلها قط من الذهب والجوهر والحرير والرقيق والمدائن، والقصور. فسبحان الله العظيم الفتاح. وكان لكسرى وقيصر ومن قبلهما من الملوك في دولتهم دهر طويل؛ فأما الأكاسرة والفرس وهم المجوس فملكوا العراق والعجم نحوا من خمس مائة سنة، فأول ملوكهم دارا، وطال عمره فيقال: إنه بقي في الملك مائتي سنة، وعدة ملوكهم خمسة وعشرون نفسا، منهم

امرأتان، وكان آخر القوم يزدجر الذي هلك في زم عثمان، وممن ملك منهم ذو الأكتاف سابور، عقد له بالأمر وهو في بطن أمه؛ لأن أباه مات وهذا حمل، فقال الكهان: هذا يملك الأرض، فوضع التاج على بطن الأم، وكتب منه إلى الآفاق وهو بعد جنين، وهذا شيء لم يسمع بمثله قط، وإنما لقب بذي الأكتاف؛ لأنه كان ينتزع أكتاف من غضب عليه، وهو الذي بنى الإيوان الأعظم، وبنى نيسابور وبنى سجستان. ومن متأخري ملوكهم أنوشروان، كان حازما عاقلا، كان له اثنتا عشرة ألف امرأة وسرية، وخمسون ألف دابة، وألف فيل إلا واحدا، وولد نبينا صلى الله عليه وسلم في زمان، ثم مات أنوشروان وقت موت عبد المطلب، ولما استولى الصحابة على الإيوان أحرقوا ستره، فطلع منه ألف ألف مثقال ذهبا. وقعة جلولاء: في هذه السنة قال ابن جرير الطبري: فقتل الله من الفرس مائة ألف، جللت القتلى المجال وما بين يديه وما خلفه، فسميت جلولاء. وقال غيره: كانت في سنة سبع عشرة. وعن أبي وائل قال: سميت جلولاء لما تجللها من الشر قال سيف: كانت سنة سبع عشرة. وقال خليفة بن خياط: هرب يزدجرد بن كسرى من المدائن إلى حلوان، فكتب إلى الجبال، وجمع العساكر ووجههم إلى جلولاء، فاجتمع له جمع عظيم، عليهم خرزاد بن جرمهر، فكتب سعد إلى عمر يخبره، فكتب إليه: أقم مكانك ووجه إليهم جيشا، فإن الله ناصرك ومتمم وعده، فعقد لابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص فالتقوا، فجال المسلمون جولة، ثم هزم الله المشركين، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وحوى المسلمون عسكرهم وأصابوا أموالا عظيمة وسبايا، فبلغت الغنائم ثمانية عشر ألف ألف. وجاء عن الشعبي أن فيء جلولاء قسم على ثلاثين ألف ألف. وقال أبو وائل: سميت جلولاء "فتح الفتوح". وقال ابن جرير: أقام هاشم بن عتبة بجلولاء، وخرج القعقاع بن عمرو في آثار القوم إلى خانقين، فقتل من أدرك منهم، وقتل مهران، وأفلت الفيرزان، فلما بلغ ذلك يزدجرد تقهقر إلى الري. وفيها: جهز سعد جندا فاتتحوا تكريت واقتسموها، وخمسوا الغنائم، فأصاب الفارس منها ثلاثة آلاف درهم. وفيها: سار عمر -رضي الله عنهم- إلى الشام وافتتح البيت المقدس، وقدم إلى الجابية -

وهي قصبة حوران- فخطب بهاخطبة مشهورة متواترة عنه. قال زهير بن محمد المروزي: حدثني عبد الله بن مسلم بن هرمز أنه سمع أبا الغادية المزني، قال: قدم علينا عمر الجابية، وهو على جمل أورق، تلوح صلعته للشمس، ليس عليه عمامة ولا قلنسوة، بين عودين، وطاؤه فرو كبش نجدي، وهو فراشه إذا نزل، وحقيبته شملة أو نمرة محشوة ليفا وهي وسادته، عليه قميص قد انخرق بعضه ودسم جيبه. رواه إسماعيل المؤدب. عن ابن هرمز، فقال: عن أبي العالية الشامي. قنسرين: وفيها: بعث أبو عبيدة عمرو بن العاص -بعد فراغه من اليرموك- إلى قنسرين، فصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية على الجزية، وفتح سائر بلاد قنسرين عنوة. وفيها: افتتحت سروج والرها على يدي عياض بن غنم. وفيا قاله ابن الكلبي: سار أبو عبيدة وعلى مقدمته خالد بن الوليد، فحاصر أهل إيلياء فسألوه الصلح على أن يكون عمر هو الذي يعطيهم ذلك ويكتب لهم أمانا، فكتب أبو عبيدة إلى عمر، فقدم عمر إلى الأرض المقدسة فصالحهم وأقام أياما ثم شخص إلى المدينة. وفيها: كانت وقعة قرقيسياء، وحاصرها الحارث بن يزيد العامري، وفتحت صلحا. وفيها: كتب التاريخ في شهر ربيع الأول، فعن ابن المسيب، قال: أول من كتب التاريخ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لسنتين ونصف من خلافته، فكتب لست عشرة من الهجرة بمشورة علي رضي الله عنه. وفيها ندب لحرب أهل الموصل ربعي بن الأفكل. سنة سبع عشرة: يقال: كانت فيها وقعة جلولاء المذكورة. وفيا: خرج عمر -رضي الله عنه- إلى سرغ، واستخلف على المدينة زيد بن ثابت، فوجد الطاعون بالشام، فرجع لما حدثه عبد الرحمن بن عوف عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أمر الطاعون. وفيها: زاد عمر فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعمله كما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم. وفيها: كان القحط بالحجاز، وسمي عام المرادة، واستسقى عمر للناس بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم.

وفيها: كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري بإمرة البصرة، وبأن يسير إلى كور الأهواز، فسار واستخلف على البصرة عمران بن حصين، فافتتح أبو موسى الأهواز صلحا وعنوة، فوظف عمر عليها عشرة آلاف ألف درهم وأربع مائة وجهد زياد في إمرته أن يخلص العنوة من الصلح فما قدر. قال خليفة: وفيها شهد أبو بكرة، ونافع ابنا الحارث، وشبل بن معبد، وزياد على المغيرة بالزنى ثم نكل بعضهم، فعزله عمر عن البصرة وولاها أبا موسى. وقال خليفة: حدثنا ريحان بن عصمة، قال: حدثنا عمر بن مرزوق، عن أبي فرقد، قال: كنا مع أبي موسى الأشعري بالأهواز، وعلى خيله تجافيف الديباج. وفيها: تزوج عمر بأم كلثوم بنت فاطمة الزهراء، وأصدقها أربعين ألف درهم فيما قيل. سنة ثماني عشرة: فيها قال ابن إسحاق: استسقى عمر للناس وخرج ومعه العباس، فقال: "اللهم إنا نستسقيك بعم نبيك". وفيها: افتتح أبو موسى جنديسابور والسوس صلحا، ثم رجع إلى الأهواز. وفيا: وجه سعد بن أبي وقاص جرير بن عبد الله البجلي إلى حلوان بعد جلولاء، فافتتحها عنوة. ويقال: بل وجه هاشم بن عتبة، ثم انتقضوا حتى ساروا إلى نهاوند، ثم سار هاشم إلى ماه فأجلاهم إلى أذربيجان، ثم صالحوا. ويقال: فيها افتتح أبو موسى رامهرمز، ثم سار إلى تستر فنازلها. وقال أبو عبيدة بن المثنى: فيها حاصر هرم بن حيان أهل دست هر، فرأى ملكهم امرأة تأكل ولدها من الجوع، فقال: الآن أصالح العرب، فصالح هرما على أن خلى لهم المدينة. وفيها: نزل الناس الكوفة، وبناها سعد باللبن، وكانوا بنوها بالقصب فوقع بها حريق هائل. وفيها: كان طاعون عمواس بناحية الأردن، فاستشهد فيه خلق من المسلمين. ويقال: إنه لم يقع بمكة ولا بالمدينة طاعون. وفيها: افتتح أبو موسى الأشعري الرها وسميساط عنوة. وفي أوئلها: وجه أبو عبيدة بن الجراح عياض بن غنم الفهري إلى الجزيرة، فوافق أبا

موسى قد قدم من البصرة، فمضيا فافتتحا حران ونصيبين وطائفة من الجزيرة عنوة، وقيل: صلحا. وفيها: سار عياض بن غنم إلى الموصل فافتتحها ونواحيها عنوة. وفيها: بني سعد جامع الكوفة. سنة تسع عشرة: قال خليفة: فيها فتحت قيسارية، وأمير العسكر معاوية بن أبي سفيان وسعد بن عامر بن حذيم، كل أمير على جنده، فهزم الله المشركين، وقتل منهم مقتلة عظيمة، ورخها ابن الكلبي. وأما ابن إسحاق فقال: سنة عشرين. وفيها: كانت وقعة صهاب -بأرض فارس- في ذي الحجة، وعلى المسلمين الحكم بن أبي العاص، فقتل سهرك مقدم المشركين. قال خليفة: وفيها أسرت الروم عبد الله بن حذافة السهمي. وقيل: فيها فتحت تكريت. ويقال: فيها كانت جلولاء، وهي وقعة أخرى كانت بالعجم أو بفارس. وفيها: وجه عمر عثمان بن أبي العاص إلى أرمينية الرابعة، فكان عندها شيء من قتال، أصيب فيه: صفوان بن المعطل بن رحضة السلمي الذكواني. وفيها: توفي يزيد بن أبي سفيان في قول، وقد تقدم. سنة عشرين: فتح مصر: فيها: فتحت مصر. روى خليفة -عن غير واحد- وغيره أن فيها كتب عمر إلى عمرو بن العاص أن يسير إلى مصر، فسار وبعث عمر الزبير بن العوام مددا له، ومعه بسر بن أرطأة، وعمير بن وهب الجمحي، وخارجة بن حذافة العدوي، حتى أتى باب أليون فتحصنوا، فافتتحها عنوة وصالحه أهل الحصن، وكان الزبير أول من ارتقى سور المدينة ثم تبعه الناس، فكلم الزبير عمرا أن يقسمها بين من افتتحها، فكتب عمرو إلى عمر، فكتب عمر: أكلة، وأكلات خير من أكلة، أقروها.

وعن عمرو بن العاص أنه قال على المنبر: لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر علي عهد ولا عقد، إن شئت قتلت، وإن شئت بعت، وإن شئت خمست إلا أهل أنطابلس، فإن لهم عهدا نفي به. وعن علي بن رباح، قال: المغرب كله عنوة. وعن ابن عمر قال: افتتحت مصر بغير عهد وكذا قال جماعة. وقال يزيد بن أبي حبيب: مصر كلها صلح إلا الإسكندرية. غزوة تستر: قال الوليد بن هشام القحذمي، عن أبيه وعمه أن أبا موسى لما فرغ من الأهواز، ونهر تيرى، وجنديسابور، ورامهرمز، توجه إلى تستر، فنزل باب الشرقي، وكتب يستمد عمر، فكتب إلى عمار بن ياسر أن أمده، فكتب إلى جرير وهو بحلوان أن سر إلى أبي موسى، فسار في ألف فأقاموا شهرا، ثم كتب أبو موسى إلى عمر: إنهم لم يغنوا شيئا فكتب عمر إلى عمار أن سر بنفسك، وأمده عمر من المدينة. وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: أقاموا سنة أو نحوها، فجاء رجل من تستر فقال لأبي موسى: أسألك أن تحقن دمي وأهل بيتي ومالي، على أن أدلك على المدخل، فأعطاه، قال: فابغني إنسانا سابحا ذا عقل يأتيك بأمر بين، فأرسل معه مجزأة بن ثور السدوسي، فأدخل من مدخل الماء ينبطح على بطنه أحيانا ويحبو حتى دخل المدينة وعرف طرقها، وأراه العلج الهرمزان صاحبها، فهم بقتله ثم ذكر قول أبي موسى: "لا تسبقني بأمر". ورجع إلى أبي موسى، ثم إنه دخل بخمسة وثلاثين رجلا كأنهم البط يسبحون، وطلعوا إلى السور وكبروا، واقتتلوا هم ومن عندهم على السور، فقتل مجزأة وفتح أولئك البلد، فتحصن الهرمزان في برج. وقال قتادة، عن أنس: لم نصل يومئذ الغداة حتى انتصف النهار فما يسرني بتلك الصلاة الدنيا كلها. وقال ابن سيرين: قتل يومئذ البراء بن مالك. وقيل: أول من دخل تستر عبد الله بن مغفل المزني. وعن الحسن، قال: حوصرت تستر سنتين.

وعن الشعبي قال: حاصرهم أبو موسى ثمانية عشر شهرا، ثم نزل الهرمزان على حكم عمر. فقال حميد، عن أنس: نزل الهرمزان على حكم عمر. فلما انتهينا إليه -يعني إلى عمر- بالهرمزان قال: تكلم قال: كلام حي أو كلام ميت؟ قال: تكلم فلا بأس، قال: إنا وإياكم معشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم، كنا نغصبكم ونقتلكم ونفعل، فلما كان الله معم لم تكن لنا بكم يدان. قال: يا أنس ما تقول؟ قلت: يا أمير المؤمنين تركت بعدي عددا كثيرا وشوكة شديدة، فإن تقتله ييأس القوم من الحياة ويكون أشد لشوكتهم، قال: فأنا أستحيي قاتل البراء ومجزأة بن ثور!؟ فلما أحسست بقتله قلت: ليس إلى قتله سبيل، قد قلت له: تكلم فلا بأس، قال: لتأتيني بمن يشهد به غيرك، فلقيت الزبير فشهد معي، فأمسك عنه عمر، وأسلم الهرمزان، وفرض له عمر، وأقام بالمدينة. وفيها هلك هرقل عظيم الروم، وهو الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام، وقام بعده ابنه قسطنطين. وفيها قسم عمر خيبر وأجلى عنها اليهود، وقسم وادي القرى، وأجلى يهود نجران إلى الكوفة. قاله محمد بن جرير الطبري. سنة إحدى وعشرين: قيل: فيها فتح عمرو بن العاص الإسكندرية. وقد مرت. وفيها شكا أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص وتعنتوه، فصرفه عمر وولى عمار بن ياسر على الصلاة، وابن مسعود على بيت المال، وعثمان بن حنيف على مساحة أرض السواد. وفيها: سار عثمان بن أبي العاص فنزل توج ومصرها. وبعث سوار بن المثنى العبدي إلى سابور، فاستشهد، فأغار عثمان بن أبي العاص على سيف البحر والسواحل، وبعث الجارود بن المعلى فقتل الجارود أيضًا. عن المُفَضَّلُ بنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَيَّاشِ بنِ عَبَّاسٍ القتباني، وعن غير واحد أن عمرا سار من فلسطين بالجيش من غير أمر عمر إلى مصر فافتتحها، فعتب عمر عليه إذ لم يعلمه، فكتب يستأذن عمر بمناهضة أهل الإسكندرية، فسار عمرو في سنة إحدى وعشرين، وخلف على الفسطاط خارجة بن حذافة العدوي، فالتقى القبط فهزمهم بعد قتال شديد، ثم التقاهم عند الكريون فقاتلوا قتالا شديدا، ثم انتهى إلى الإسكندرية، فأرسل إليه المقوقس يطلب الصلح

والهدنة منه، فأبى عليه، ثم جد في القتال حتى دخلها بالسيف، وغنم ما فيها من الروم، وجعل فيها عسكرا عليهم عبد الله بن حذافة السهمي، وبعث إلى عمر بالفتح، وبلغ الخبر قسنطين بن هرقل فبعث خصيا له يقال له: منويل في ثلاث مائة مركب حتى دخلوا الإسكندرية، فقتلوا بها المسلمين ونجا من هرب، ونقض أهلها، فزحف إليها عمرو في خمسة عشر ألفا، ونصب عليها المجانيق، وجد في القتال حتى فتحها عنوة، وخرب جدرها. رؤي عمرو يخرب بيده. رواه حماد بن سلمة عن أبي عمران، عن علقمة. نهاوند: وقال النهاس بن قهم، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن السائب بن الأقرع، قال: زحف للمسلمين زحف لم ير مثله قط، زحف لهم أهل ماه وأهل أصبهان وأهل همذان والري وقومس ونهاوند وأذربيجان، قال: فبلغ ذلك عمر -رضي الله عنه- فشاور المسلمين، فقال علي -رضي الله عنه-: أنت أفضلنا رأيا وأعلمنا بأهلك. فقال: لأستعملن على الناس رجلا يكون لأول أسنة يلقاها، يا سائب اذهب بكتابي هذا إلى النعمان بن مقرن، فليسر بثلثي أهل الكوفة، وليبعث إلى أهل البصرة، وأنت على ما أصابوا من غنيمة، فإن قتل النعمان فحذيفة الأمير، فإن قتل حذيفة فجرير بن عبد الله، إن قتل ذلك الجيش فلا أراك. وروى علقمة بن عبد الله المزني، عن معقل بن يسار أن عمر شاور الهرمزان في أصبهان، وفارس وأذربيجان فأيتهن يبدأ، فقال: يا أمير المؤمنين أصبهان الرأس، وفارس وأذربيجان الجناحان، إن قطعت أحد الجناحين مال الرأس بالجناح الآخر، وإن قطعت الرأس وقع الجناحان، فدخل عمر المسجد فوجد النعمان بن مقرن يصلي فسرحه وسرح مع الزبير بن العوام، وحذيفة بن اليمان، والمغيرة بن شعبة، وعمرو بن معد يكرب، والأشعث بن قيس، وعبد الله بن عمر، فسار حتى أتى نهاوند، فذكر الحديث إلى أن قال النعمان لما التقى الجمعان: إن قتلت فلا يلوي علي أحد، وإني داعي الله بدعوة فأمنوا ثم دعا: اللهم ارزقني الشهادة بنصر المسلمين والفتح عليهم، فأمن القوم وحملوا فكان النعمان أول صريع. وروى خليفة بإسناد، قال: التقوا بنهاوند يوم الأربعاء فانكشفت مجنبة المسلمين اليمنى شيئا، ثم التقوا يوم الخميس فثبتت الميمنة وانكشف أهل الميسرة، ثم التقوا يوم الجمعة فأقبل النعمان يخطبهم ويحضهم على الحملة، ففتح الله عليهم. وقال زياد الأعجم: قدم علينا أبو موسى بكتاب عمر إلى عثمان بن أبي العاص: أما

بعد، فإني قد أمددتك بأبي موسى، وأنت الأمير فتطاوعا والسلام، فلما طال حصار إصطخر بعث عثمان بن أبي العاص عدة أمراء فأغاروا على الرساتيق. وقال ابن جرير في وقعة نهاوند: لما انتهى النعمان إلى نهاوند في جيشه طرحوا له حسك الحديد، فبعث عيونا فساروا لا يعلمون، فزجر بعضهم فرسه وقد دخل في حافره حسكة، فلم يبرح فنزل فإذا الحسك فأقبل بها، وأخبر النعمان فقال النعمان: ما ترون؟ فقالوا: تقهقر حتى يروا أنك هارب فيخرجوا في طلبك فتأخ النعمان وكنست الأعاجم الحسك، وخرجوا فعطف عليهم النعمان وعبأ كتائبه وخطب الناس، وقال: إن أصبت فعليكم حذيفة، فإن أصيب فعليكم جرير البجلي، وإن أصيب فعليكم قيس بن مكشوح، فوجد المغيرة في نفسه إذ لم يستخلفه، قال: وخرجت الأعاجم وقد شدوا أنفسهم في السلاسل لئلا يفروا، وحمل عليهم المسلمون، فرمي النعمان بسهم فقتل، ولفه أخوه سويد بن مقرن ف ثوبه وكتم قتله حتى فتح الله عليهم، ودفع الراية إلى حذيفة. وقتل الله ذا الحاجب، يعني مقدمهم، وافتتحت نهاوند، ولم يكن للأعاجم بعد ذلك جماعة. وبعث عمر السائب بن الأقرع مولى ثقيف -وكان كاتبا حاسبا- فقال: إن فتح الله على الناس فاقسم عليهم فيئهم واعزل الخمس. قال السائب: فإني لأقسم بين الناس إذ جاءني أعجمي، فقال: أتؤمنني على نفسي وأهلي على أن أدلك على كنز يكون لك ولصاحبك؟ قلت: نعم، وبعثت معه رجلا، فأتى بسفطين عظيمين ليس فيهما إلا الدر والزبرجد واليواقيت، قال: فاحتملتهما معي، وقدمت على عمر بهما فقال: أدخلهما بيت المال، ففعلت ورجعت إلى الكوفة سريعا، فما أدركني رسول عمر إلا بالكوفة، أناخ بعيره على عرقوب بعيري، فقال: الحق بأمير المؤمنين، فرجعت حتى أتيته، فقال: ما لي ولابن أم السائب، وما لابن أم السائب ولي، قلت: وما ذاك؟ قال: والله ما هو إلا أن نمت، فباتت ملائكة تسحبني إلى ذينك السفطين يشتعلان نارا يقول: "لنكوينك بهما"، فأقول: "إني سأقسمهما بين المسلمين"، فخذهم عني لا أبا لك فالحق بهما فبعهما في أعطية المسلمين وأرزاقهم، قال: فخرجت بهما حتى وضعتهما في مسجد الكوفة، وغشيني التجار، فابتاعهما مني عمرو بن حريث بألف ألف درهم، ثم خرج بهما إلى أرض العجم فباعهما بأربعة آلاف ألف، فما زال أكثر أهل الكوفة مالا. وفيها: سار عمرو بن العاص إلى برقة فافتتحها، وصالحهم على ثلاث عشر ألف دينار.

وفيها صالح أبو هاشم بنِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ على أنطاكية وملقية، وغير ذلك. وأبو هاشم من مسلمة الفتح، حسن إسلامه، وله حديث في سنن النسائي وغيرها. روى عنه: أبو هريرة، وسمرة بن سهم وهو خال معاوية. شهد فتوح الشام. سنة اثنتين وعشرين: فيها: فتحت أذربيجان على يد المغيرة بن شعبة، قاله ابن إسحاق فيقال: إنه صالحهم على ثمان مائة ألف درهم. وقال أبو عبيدة: افتتحها حبيب بن مسلمة الفهري بأهل الشام عنوة ومعه أهل الكوفة، وفيهم حذيفة فافتتحها بعد قتال شديد. فالله أعلم. وفيها: غزا حذيفة مدينة الدينور فافتتحها عنوة، وقد كانت فتحت لسعد ثم انتقضت. ثم غزا حذيفة ماه سندان فافتتحها عنوة، على خلف في ماه وقيل: افتتحها سعد، فانتقضوا. وقال طارق بن شهاب: غزا أهل البصرة ماه فأمدهم أهل الكوفة، عليهم عمار بن ياسر، فأرادوا أن يشركوا في الغنائم، فأبى أهل البصرة، ثم كتب إليهم عمر: الغنيمة لمن شهد الوقعة. وقال أبو عبيدة: ثم غزا حذيفة همذان، فافتتحها عنوة ولم تكن فتحت. وإليها انتهى فتوح حذيفة. وكل هذا في سنة اثنتين. قال: ويقال: همذان افتتحها المغيرة بن شعبة سنة أربع وعشرين، ويقال: افتتحها جرير بن عبد الله بأمر المغيرة. وقال خليفة بن خياط: فيها افتتح عمرو بن العاص أطرابلس المغرب ويقال: في السنة التي بعدها. وفيها: عزل عمار عن الكوفة. وفيها: افتتحت جرجان. وفيها: فتح سويد بن مقرن الري، ثم عسكر وسار إلى قومس فافتتحها. وولد فيها يزيد بن معاوية. وقال محمد بن جرير: إن عمر أقر على فرج الباب عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي وأمره

بغزو الترك، فسار بالناس حتى قطع الباب، فقال له شهريران: ما تريد أن تصنع؟ قال: أناجزهم في ديارهم، وبالله إن معي لأقواما لو يأذن لنا أميرنا في الإمعان لبلغت بهم السد. ولما دخل عبد الرحمن على الترك حال الله بينهم وبين الخروج عليه، وقالوا: ما اجترأ على هذا الأمر إلا ومعهم الملائكة تمنعهم من الموت، ثم هربوا وتحصنوا، فرجع بالظفر والغنيمة. ثم إنه غزاهم مرتين في خلافة عثمان فيسلم ويغنم، ثم قاتلهم فاستشهد -أعني عبد الرحمن بن ربيعة -رحمه الله تعالى- فأخذ أخوه سلمان بن ربيعة الراية، وتحيز بالناس، قال: فهم -يعني الترك- يستسقون بجسد عبد الرحمن حتى الآن. خبر السد: الوليد: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة قال: أخبرني رجلان، عن أبي بكرة الثقفي، أن رجلا أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إني قد رأيت السد، قال: كيف رأيته؟ قال: رأيته كالبرد المحبر. رواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة مرسلا، وزاد: طريقة سوداء وطريقة حمراء، قال: قد رأيته، قلت: يريد حمرة النحاس وسواد الحديد. سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبي رافع، عن أبي هريرة، يروى ذلك عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إن يأجوج ومأجوج يحفرونه كل يوم، حتى إذا كادوا أن يروا شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفروه غدا، فيعيده الله كأشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم حفروا، حتى إذا كادوا أن يروا الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه إن شاء الله غدا، فيعودن إليه كهيئته حين تركوه فيحفرونه، فيخرجون على الناس، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع فيها كهيئة الدماء، فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء، فيبعث الله نغفا فيقتلهم بها". ذكر ابن جرير في "تاريخه" من حديث عمرو بن معد يكرب عن مطر بن بلج التميمي، قال: دخلت على عبد الرحمن بن ربيعة بالباب وشهريران عنده، فأقبل رجل عليه شحوبة حتى دخل على عبد الرحمن فجلس إلى شهريران، وكان على مطر قباء برد يمنى أرضه حمراء ووشيه أسود. فتساءلا، ثم إن شهريران، قال: أيها الأمير أتدري من أين جاء هذا الرجل؟ هذا رجل بعثته نحو السد منذ سنتين ينظر ما حاله ومن دونه، وزودته مالا عظيما، وكتبت له إلى من يليني وأهديت له، وسألته أن يكتب له إلى من وراء، وزودته لكل ملك هدية، ففعل ذلك بكل ملك بينه وبينه، حتى انتهى إلى ذلك السد في ظهره، فكتب له إلى عامله على ذلك البلد فأتاه، فبعث معه بأزياره ومعه عقابه وأعطاه حريرة، فلما انتهينا إذا

جبلان، بينهما سد مسدود حتى ارتفع على الجبلين، وإن دون السد خندقا أشد سوادا من الليل لبعده، فنظرت إلى ذلك كله وتفرست فيه، ثم ذهبت لأنصرف، فقال لي البازيار: على رسلك أكافك؛ لأنه لا يلي ملك بعد ملك إلا تقرب إلى الله بأفضل ما عنده من الدنيا فيرمي به هذا اللهب، قال: فشرح بضعة لحم معه وألقاها في ذلك الهواء، وانقضت عليها العقاب، وقال: إن أدركتها قبل أن تقع فلا شيء، فخرج عليه العقاب باللحم في مخاليبه، فإذا قد لصق فيه ياقوتة فأعطانيا وها هي ذه، فتناولها شهريران فرآها حمراء، فتناولها عبد الرحمن ثم ردها، فقال شهريران: إن هذا لخير من هذا -يعني الباب- وأيم الله لأنتم أحب إلي ملكة من آل كسرى، ولو كنت في سلطانهم ثم بلغهم خبرها لانتزعوها مني، وأيم الله لا يقوم لكم شيء ما وفيتم أو وفى ملككم الأكبر. فأقبل عبد الرحمن على الرسول وقال: ما حال السد وما شبهه؟ فقال: مثل هذا الثوب الذي على مطر، فقال مطر: صدق والله الرجل لقد بعد ورأى ووصف صفة الحديد والصفر. فقال عبد الرحمن لشهريران: كم كانت قيمة هاتيك؟ قال: مائة ألف في بلادي هذه، وثلاثة آلا ألف في تلك البلدان. وحدث سلام الترجمان قال: لما رأى الواثق بالله كأن السد الذي بناه ذو القرنين قد فتح وجهني وقال لي: عاينه وجئني بخبره، وضم إلي خمسين رجلان، وزودنا، وأعطانا مائتي بغل تحمل الزاد، فشخصنا من سامراء بكتابه إلى إسحاق وهو بتفليس، فكتب لا إسحاق إلى صاحب السرير، وكتب لنا صاحب السرير إلى ملك اللان، وكتب لنا ملك اللان إلى فيلانشاه، وكتب لنا إلى ملك الخزر، فوجه معنا خمسة أدلاء، فسرنا من عنده ستة وعشرين يوما، ثم صرنا إلى أرض سوداء منتنة، فكنا نشتم الخل، فسرنا فيها عشرة أيام، ثم صرنا إلى مدائن خراب ليس فيها أحد، فسرنا فيها سبعة وعشرين يوما فسألنا الأدلاء عن تلك المدن، فقالوا: هي التي كان يأجوج ومأجوج يطرقونها فأخربوها. ثم صرنا إلى حصون عند السد بها قوم يتكلمون بالعربية والفارسية، مسلمون يقرؤون القرآن، لهم مساجد وكتاتيب فسألونا، فقلنا: نحن رسل أمير المؤمنين، فأقبلوا يتعجبون ويقولون: أمير المؤمنين! فنقول: نعم، فقالوا: أشيخ هو أم شاب؟ قلنا: شاب، قالوا: أين يكون؟ فقلنا: بالعراق بمدينة يقال لها سر من رأى، فقالوا: ما سمعنا بهذا قط. ثم صرنا إلى جبل أملس ليس عليه خضراء، وإذا جبل مقطوع بواد عرضه مائة ذراع، فرأينا عضادتين مبنيتين مما يلي الجبل من جنبتي الوادي عرض كل عضادة خمسة وعشرون ذراعا، الظاهر من تحتها عشرة أذرع خارج الباب، وكله بناء بلبن من حديد مغيب في نحاس،

في سمك خمسين ذراعا، قد ركب على العضادتين على كل واحد بمقدار عشرة أذرع في عرض خمسة، وفوق الدروند بناء بذلك اللبن الحديد إلى رأس الجبل، وارتفاعه مدى البصر، وفوق ذلك شرف حديد لها قرنان يلج كل واحد منهما إلى صاحبه، وإذا باب حديد له مصراعان مغلقان عرضهما مائة ذراع في طول مائة ضراع في ثخانة خمسة أذرع وعليه قفل طول سبعة أذرع في غلظ باع، وفوقه بنحو قامتين غلق طوله أكثر من طول القفل، وقفيزاه كل واحد منهما ذراعان، وعلى الغلق مفتاح معلق طوله ذراع ونصف، في سلسلة طولها ثمانية أذرع، وهي في حلقة كحلقة المنجنيق. ورئيس تلك الحصون يركب في كل جمعة في عشرة فوارس، مع كل فارس مرزبة من حديد فيضربون القفل بتلك المرازب ثلاث ضربات، يسمع من وراء الباب الضرب فيعلمون أن هناك حفظة، ويعلم هؤلاء أن أولئك لم يحدثوا في الباب حدثا، وإذا ضربوا القفل وضعوا آذانهم يتسمعون، فيسمعون دويا كالرعد. وبالقرب من هذا الموضع حصن كبير، ومع الباب حصنان يكون مقدار كل واحد منهما مائتا ذراع، في مائتي ذراع، وعلى باب كل حصن شجرة، وبين الحصنين عين عذبة، وفي أحد الحصنين آلة بناء السد من قدور ومغارف وفضلة اللبن قد التصق بعضه ببعض من الصدإ، وطول اللبنة ذراع ونصف في مثله في سمك شبر. فسألنا أهل الموضع هل رأوا أحدا من يأجوج ومأجوج، فذكروا أنهم رأوا مرة أعدادا منهم فوق الشرف، فهبت ريح سوداء فألقتهم إلى جانبهم، وكان مقدار الرجل منهم شبرا ونصفا، فلما انصرفنا أخذ بنا الأدلاء، إلى ناحية خراسان، فسرنا إليها حتى خرجنا خلف سمرقند بتسعة فراسخ، وكان أصحاب الحصون زودونا ما كفانا. ثم صرنا إلى عبد الله بن طاهر، قال سلام الترجمان: فأخبرته خبرنا، فوصلني بمائة ألف درهم، ووصل كل رجل معي بخمس مائة درهم، ووصلنا إلى سر من رأى بعد خروجنا منها بثمانية وعشرين شهرا. قال مصنف كتاب "المسالك والممالك": هكذا أملى علي سلام الترجمان. سنة ثلاث وعشرين: فيها: بينما عمر -رضي الله عنه- يخطب إذ قال: "يا سارية الجبل"، وكان عمر قد بعث سارية بن زنيم الدئلي إلى فسا ودارابجرد فحاصرهم، ثم إنهم تداعوا وجاؤوه من كل ناحية والتقوا بمكان، وكان إلى جهة المسلمين جبل لو استندوا إليه لم يؤتوا إلا من وجه واحد،

فلجؤوا إلى الجبل، ثم قاتلوهم فهزموهم. وأصاب سارية الغنائم فكان منها سفط جوهر، فبعث به إلى عمر فرده وأمره أن يقسمه بين المسلمين، وسأل النجاب أهل المدنة عن الفتح وهل سمعوا شيئا، فقال: نعم "يا سارية الجبل الجبل" وقد كدنا نهلك، فلجأنا إلى الجبل، فكان النصر. ويروى أن عمر -رضي الله عنه- سئل فيما بعد عن كلامه "يا سارية الجبل" فلم يذكره. وفيها: كان فتح كرمان، وكان أميرها سهيل بن عدي. وفيها: فتحت سجستان، وأميرها عاصم بن عمرو. وفيا: فتحت مكران، وأميرها الحكم بن عثمان، وهي من بلاد الجبل. وفيها: رجع أبو موسى الأشعري من أصبهان، وقد افتتح بلادها. وفيها: غزا معاوية الصائفة حتى بلغ عمورية. ذكر من توفي في خلافة عمر -رضي الله عنه- مجملا: الأقرع بن حابس التميمي المجاشعي. أحد المؤلفة قلوبهم وأحد الأشراف أقطعه أبو بكر، له ولعيينة بن بدر، فعطل عليهما عمر ومحا الكتاب الذي كتب لهما أبو بكر، وكانا من كبار قومهما، وشهد الأقرع مع خالد حرب أهل العراق وكان على المقدمة. وقيل: إن عبد الله بن عامر استعمله على جيش سيره إلى خراسان فأصيب هو والجيش بالجوزجان وذلك في خلافة عثمان. وقال ابن دريد: اسمه فراس بن حابس بن عقال، ولقب الأقرع لقرع برأسه. الحباب بن المنذر بن الجموح، أبو عمرو الأنصاري، أحد بني سلمة بن سعد، وقيل: كنيته أبو عمر، وكان يقال له: ذو الرأي. أشار يوم بدر عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ ينزل على آخر ماء ببدر ليبقى المشركون على غير ماء، وهو الذي قال يوم سقيفة بني ساعدة: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير. والجذل: هو عود ينصب للإبل الجربى لتحتك به. والعذق: النخلة، والمرجب: أن تدعم النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لكثرة حملها أن تقع، يقال: رجبتها فهي مرجبة. روى عنه: أبو الطفيل، وتوفي بالمدينة في خلافة عمر.

علقمة بن علاثة بن عوف العامري، الكلابي، من المؤلفة قلوبهم. أسلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أشراف قومه، وكان يكون بتهامة، وقد قدم دمشق قبل فتحها في طلب ميراث له، ووفد على عمر في خلافته. روى عنه: أنس. علقمة بن مجزز بن الأعور المدلجي. اسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعْضِ جيوشه، وولاه الصديق حرب فلسطين، وحضر الجابية مع عمر، ثم سيره عمر في جيش إلى الحبشة في ثلاثة مائة، فغرقوا كلهم، وقيل: كان ذلك في أيام عثمان بن عفان. وأبوه مجزز هو المعروف بالقيافة. عمرو بن عوف، حليف بني عامر من لؤي من مولدي مكة، سماه ابن إسحاق عمرا، وسماه موسى بن عقبة عميرا. شهد بدرا وأحدا. وروى عنه المسور بن مخرمة حديث قدوم أبي عبيدة بمال من البحرين. أخرجه البخاري، وصلى عليه عمر رضي الله عنه. عمارة بن الوليد، أخو خالد بن الوليد، المخزومي. قال الوقادي: حدثني عبد الله بن جعفر، عن ابن أبي عون، قال: لما كان من أمر عمرو بن العاص ما كان بالحبشة، وصنع النجاشي، بعمارة بن الوليد ما صنع، وأمر السواحر فنفخن في إحليله، فهام مع الوحش، فخرج إليه في خلافة عمر عبد الله بن أبي ربيعة ابن عمه فرصده على ماء بأرض الحبشة كان يرده فأقبل في حمر الوحش، فلما وجد ريح الإنس هرب حتى إذا جهده العطش ورد فشرب، قال عبد الله: فالتزمته فجعل يقول: يا بحير أرسلني إني أموت إن أمسكوني. وكان عبد الله يسمى بحيرا، قال: فضبطته فمات في يدي مكانه، فواريته ثم انصرفت، وكان شعره قد غطى كل شيء منه. غيلان بن سلمة الثقفي: له صحبة ورواية، وهو الذي أسلم وتحته عشر نسوة، وكان شاعرا محسنا وفد قبل الإسلام على كسرى فسأله أن يبني له حصنا في الطائف. أسلم زمن الفتح. روى عنه: ابنه عروة، وبشر بن عاصم. معمر بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب الجمحي، أخو حاطب وخطاب، وأمهم قيلة أخت عثمان بن مظعون. أسلم معمر قبل دخول دار الأرقم، وهاجر، وَآخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين معاذ بن عفراء وشهد بدرا.

ميسرة بن مسروق العنسي: شيخ صالح يقال: له صحبة شهد اليرموك، وروى عن أبي عبيدة. وعنه أسلم مولى عمر، ودخل الروم أميرا على ستة آلاف، فوغل فيها وقتل وسبى وغنم فجمعت له الروم، وذلك في سنة عشرين، فواقعهم ونصره الله عليهم، وكانت وقعة عظيمة. الهرمزان صاحب تستر: قد مر من شأنه في سنة عشرين، وهو من جملة الملوك الذين تحت يد يزدجرد. قال ابن سعد: بعثه أبو موسى الأشعري إلى عمر ومعه اثنا عشر نفسا من العجم، عليهم ثياب الديباج، ومناطق الذه وأساورة الذهب، فقدموا بهم المدينة، فعجب الناس من هيئتهم، فدخلوا فوجدو عمر في المسجد نائما متوسدا رداءه، فقال الهرمزان: هذا ملككم؟ قالوا: نعم قال: أما له حاجب ولا حارس؟ قالوا: الله حارسه حتى يأتيه أجله، قال: هذا الملك الهني. فقال عمر: الحمد لله الذي أذل هذا وشيعته بالإسلام، ثم قال للوفد: تكلموا. فقال أنس بن مالك: الحمد لله الذي أنجز وعده وأعز دينه وخذل من حاده، وأورثنا أرضهم وديارهم، وأفاء علينا أبناءهم وأموالهم. فبكى عمر ثم قال للهرمزان: كيف رأيت صنيع الله بكم؟ فلم يجبه، قال: مالك لا تتكلم؟ قال: أكلام حي أم كلام ميت؟ قال: أولست حيا! فاستسقى الهرمزان، فقال عمر: لا يجمع عليك القتل والعطش، فأتوه بماء فأمسكه، فقال عمر: اشرب لا بأس عليك، فرمى بالإناء وقال: يا معشر العرب كنتم وأنتم على غير دين نتعبدكم ونقتلكم وكنتم أسوأ الأمم عندنا حالا، فلما كان الله معكم لم يكن لأحد بالله طاقة. فأمر عمر بقتله، فقال: أولم تؤمني! قال: كيف؟ قال: قلت لي: تكلم لا بأس عليك، وقلت: اشرب لا أقتلك حتى تشربه، فقال الزبير وأنس: صدق قال عمر: قاتله الله أخذ أمانا وأنا لا أشعر، فنزع ما كان عليه، فقال عمر لسراقة بن مالك بن جعشم وكان أسود نحيفا: ألبس سواري الهرمزان، فلبسهما ولبس كسوته. فقال عمر: الحمد لله الذي سلب كسرى وقومه حليهم وكسوتهم وألبسها سراقة، ثم دعا الهرمزان إلى الإسلام فأبى، فقال علي بن أبي طالب: يا أمير المؤمنين فرق بين هؤلاء. فحمل عمر الهرمزان وجفينة وغيرهما في البحر، وقال: اللهم اكسر بهم، وأراد أن يسير بهم إلى الشام فكسر بهم ولم يغرقوا فرجعوا فأسلموا، وفرض لهم عمر في ألفين ألفين، وسمى الهرمزان عرفطة.

قال المسور بن مخرمة: رأيت الهرمزان بالروحاء مهلا بالحج مع عمر. وروى إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت الهرمزان مهلا بالحج مع عمر، وعليه حلة حبرة. وقال علي بن زيد بن جدعان عن أنس قال: ما رأيت رجلا أخمص بطنا ولا أبعد ما بين المنكبين من الهرمزان. عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب أن عبد الرحمن بن أبي بكر -ولم تجرب عليه كذبة قط- قال: انتهيت إلى الهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجى فتبعتهم، وسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه، فقال عبد الرحمن: فانظروا بما قتل عمر، فنظروا بما قتل عمر، فنظروا فوجدوه خنجرا على تلك الصفة، فخرج عبيد الله بن عمر بن الخطاب مشتملا على السيف حتى أتى الهرمزان، فقال: اصحبني ننظر فرسًا لي -وكان بصيرا بالخيل- فخرج يمشي بين يديه فعلاه عبيد الله بالسيف، فلما وجد حد السيف قال: لا إله إلا الله فقتله. ثم أتى جفينة وكان نصرانيا، فلما أشرف له علاه بالسيف فصلب بين عينيه. ثم أتى بنت أبي لؤلؤة جارية صغيرة تدعي الإسلام فقتلها، وأظلمت الأرض يومئذ على أهلها، ثم أقبل بالسيف صلتا في يده وهو يقول: والله لا أترك المدينة سبيا إلا قتلته وغيرهم، كأنه يعرض بناس من المهاجرين، فجعلوا يقولون له: ألق السيف فأبى ويهابونه أن يقربوا منه حتى أتاه عمرو بن العاص فقال: أعطني السيف يا ابن أخي. فأعطاه إياه، ثم ثار إليه عثمان فأخذ برأسه فتناصيا حتى حجز الناس بينهما، فملا ولي عثمان، قال: أشيروا علي في هذا الذي فتق في الإسلام ما فتق، فأشار المهاجرون بقتله، وقال جماعة الناس: قتل عمر بالأمس ويتبعونه ابنه اليوم! أبعد الله الهرمزان وجفينة، فقال عمرو: إن الله قد أعفاك أن يكون هذا الأمر في ولايتك فاصفح عنه، فتفرق الناس على قولم عمرو، وودى عثمان الرجلين والجارية. رواه ابن سعد عن الواقدي عن معمر، وزاد فيه: كان جفينة من نصارى الحيرة وكان ظئرا لسعد بن أبي وقاص يعلم الناس الخط بالمدينة، وقال فيه: وما أحسب عمرا كان يومئذ بالمدينة بل بمصر إلا أن يكون قد حج، قال: وأظلمت الأرض فعظم ذلك في النفوس وأشفقوا أن تكون عقوبة. وعن أبي وجزة، عن أبيه قال: رأيت عبيد الله يومئذ وإنه ليناصي عثمان، وعثمان يقول له: قاتلك الله قتلت رجلا يصلي وصبية صغيرة وآخر له ذمة، ما في الحق تركك. وبقى عبيد الله بن عمر وقتل يوم صفين مع معاوية.

معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن عمر أن أباه قال: يرحم الله حفصة إن كانت لمن شيع عبيد الله على قتل الهرمزان وجفينة. قال معمر: بلغنا أن عثمان قال: أنا ولي الهرمزان وجفينة والجارية، وإني قد جعلتها دية. وذكر محمد بن جرير الطبري بإسناد له أن عثمان أقاد ولد الهرمزان من عبيد الله، فعفا ولد الهرمزان عنه. هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَبْدِ شمس العبشمية، أم معاوية بن أبي سفيان. أسلمت زمن الفتح وشهدت اليرموك، وهي القائلة للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطي ما يكفيني وولدي، قال: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف". وكان زوجها قبل أبي سفيان حفص بن المغيرة عم خالد بن الوليد، وكان من الجاهلية. وكانت هند من أحسن نساء قريش وأعقلهن، ثم إن أبا سفيان طلقا في آخر الأمر، فاستقرضت من عمر من بيت المال أربعة آلاف درهم، فخرجت إلى بلاد كلب فاشترت وباعت. وأتت ابنها معاوية وهو أمير على الشام لعمر، فقالت: أي بني إنه عمر وإنما يعمل لله ولها شعر جيد. واقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عزيز الحنظلي اليربوعي، حليف بني عدي. من السابقين الأولين، أسلم قبل دار الأرقم، وشهد بدرا والمشاهد كلها، وَآخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين بشر بن البراء بن معرور، وكان واقد في سرية عبد الله بن جحش إلى نخلة، فقتل واقد عمرو بن الحضرمي، فكانا أول قاتل ومقتول في الإسلام. وتوفي واقد في خلافة عمر. أبو خراش الهذلي الشاعر، اسمه خويلد بن مرة، من بني قرد بن عمرو الهذلي. وكان أبو خراش ممن يعدو على قدميه فيسبق الخيل، وكان في الجاهلية من فتاك العرب ثم أسلم. قال ابن عبد البر: لم يبق عربي بعد حنين والطائف إلا أسلم، فمنهم من قدم ومنهم من لم يقدم، وأسلم أبو خراش وحسن إسلامه. وتوفي زمن عمر، أتاه حجاج فمشى إلى الماء ليملأ لهم فنهشته حية، أقبل مسرعا فأعطاهم الماء وشاة وقدرا ولم يعلمهم بما تم له، ثم أصبح وهو في الموت، فلم يبرحوا حتى دفنوه.

أبو ليلى المازني، واسمه عبد الرحمن بن كعب بن عمرو. شهد أحدا وما بعدها، وكان أحد البكائين الذين نزل فيهم: {تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [التوبة: 92] . أبو محجن الثقفي: في اسمه أقوال قدم مع وفد ثقيف فأسلم، ولا رواية له، وكان فارس ثقيف في زمانه إلا أنه كان يدمن الخمر زمان وكان أبو بكر -رضي الله عنه- يستعين به وقد جلد مرارا، وحتى إن عمر نفاه إلى جزيرة، فهرب ولحق بسعد بن أبي وقاص بالقادسية، فكتب عمر إلى سعد فحبسه. فلما كان يوم قس الناطف، والتحم القتال سأل أبو محجن من امرأة سعد أن تحل قيده وتعطيه فرسا لسعد، وعاهدها إن سلم أن يعود إلى القيد، فحلته وأعطته فرسا فقاتل وأبلى بلاء جميلا ثم عاد إلى قيده. قال ابن جرير: بلغني أنه حد في الخمر سبع مرات. وقال أيوب، عن ابن سيرين، قال: كان أبو محجن لا يزال يجلد في الخمر، فلما أكثر سجنوه، فلماكان يوم القادسية رآهم فكلم أم ولد سعد فأطلقته وأعطته فرسا وسلاحا، فجعل لا يزال يحمل على رجل فيقتله ويدق صلبه، فنظر إليه سعد فبقي يتعجب ويقول: من الفارس؟ فلم يلبثوا أن هزمهم ورجع أبو محجن وتقيد، فجاء سعد وجعل يخبر المرأة ويقول: لقينا ولقينا، حتى بعث الله رجلا على فرس أبلق لولا أني تركت أبا محجن في القيود لظننت أنها بعض شمائله قالت: والله إنه لأبو محجن، وحكت له، فدعا به وحل قيوده، وقال: لا نجلدك على خمر أبدا فقال: وأنا والله لا أشربها أبدا، كنت آنف أن أدعها لجلدكم، فلم يشربها بعد. روى نحوه أبو معاوية الضرير، عن عمرو بن مهاجر، عن إبراهيم بن محمد بن سعد، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ القَادِسِيَّةِ أتى بأبي محجن سكران فقيده سعد، وذكر الحديث. ونقل أهل الأخبار أن أبا محجن هو القائل: إذا مت فادفني إلى جنب كرمة ... تروي عظامي بعد موتي عروقها ولا تدفنني بالفلاة فإنني ... أخاف إذا ما مت ألا أذوقها فزعم الهيثم بن عدي أنه أخبره من رأى قبر أبي محجن بأذربيجان -أو قال: في نواحي جرجان- وقد نبتت عليه كرمة وظللت وأثمرت، فعجب الرجل وتذكر شعره.

سيرة ذي النورين عثمان رضي الله عنه

4- سيرة ذي النورين عثمان رضي الله عنه: عثمان بن عفان بنِ أَبِي العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شمس، أمير المؤمنين، أبو عمرو، وأبو عبد الله، القرشي الأموي. رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ الشيخين. قال الداني: عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم. وعرض عليه أبو عبد الرحمن السلمي، والمغيرة بن أبي شهاب، وأبو الأسود، وزر بن جيش. روى عنه بنوه: أبان وسعيد وعمرو، ومولاه حمران، وأنس، وأبو أمامة بن سهل، والأحنف بن قيسن وسعيد بن المسيب، وأبو وائل، وطارق بن شهاب، وعلقمة، وأبو عبد الرحمن السلمي، ومالك بن أوس بن الحدثان، وخلق سواهم. أحد السابقين الأولين، وذو النورين، وصاحب الهجرتين، وزوج الابنتين. قدم الجابية مع عمر. وتزوج رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل المبعث، فولدت له عبد الله، وبه كان يكنى، وبابنه عمرو. وأمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس، وأمها البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم فهاجر برقية إلى الحبشة، وخلفه النبي صلى الله عليها في غزوة بدر ليداويها في مرضها، فتوفيت بعد بدر بليال، وضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه من بدر وأجره، ثم زوجه بالبنت الأخرى أم كلثوم. ومات ابنه عبد الله، وله ست سنين، سنة أربع من الهجرة. وكان عثمان فيما بلغنا لا بالطويل، ولا بالقصير، حسن الوجه كبير اللحية أسمر اللون عظيم الكراديس1 بعيد ما بين المنكبين يخضب بالصفرة، وكان قد شد أسنانه بالذهب.

_ 1 الكراديس: هي رءوس العظام، واحدها كردوس، وقيل: هي ملتقى كل عظمين ضخمين كالركبتين والمرفقين والمنكبين. أراد أنه ضخم الأعضاء.

وعن أبي عبد الله مولى شداد، قال: رأيت عثمان يخطب، وعليه إزار غليظ ثمنه أربعة دراهم، وريطة1 كوفية ممشقة، ضرب اللحم -أي خفيفه- طويل اللحية، حسن الوجه. وعن عبد الله بن حزم، قال: رأيت عثمان فما رأيت ذكرا ولا أنثى أحسن وجها منه. عن الحسن قال: رأيته وبوجهه نكتات جدرى، وإذا شعره قد كسا ذراعيه. وعن السائب، قال: رأيته يصفر لحيته، فما رأيت شيخا أجمل منه. وعن أبي ثور الفهمي قال: قدمت على عثمان فقال: لقد اختبأت عند ربي عشرا: إني لرابع أربعة في الإسلام، وما تعتيت ولا تمنيت، ولا وضعت يميني على فرجي مُنْذُ بَايَعْتُ بِهَا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلاَ مرتب بي جمعة منذ أسلمت إلا وأنا أعتق فيها رقبة، إلا أن لا يكون عندي فأعتقها بعد ذلك، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام قط. وعن ابْنِ عُمَرُ، إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: "إنا نشبه عثمان بأبينا إبراهيم صلى الله عليه وسلم"2. وعن عائشة نحوه إن صحا. وعن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى عثمان عند باب المسجد، فقال: "يا عثمان هذا جبريل يخبرني أن الله زوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية، وعلى مثل صحبتها". أخرجه ابن ماجه3. ويروى عن أنس أو غيره قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إلا أبو أيم، ألا أخو أيم يزوج

_ 1 الريطة: كل ملاءة ليست بلفقين. وقيل: كل ثوب رقيق لين. والجمع ريط ورياط. 2 ضعيف: أخرجه العقيلي في "الضعفاء" "3/ 173-174" من طريق عمر بن صالح بن المختار بن قيس الرهوي، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ العُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: عمر بن صالح، مدني مجهول، لا يعرف إلا بهذا ولا يتابع عليه. والعلة الثانية: عبد الله بن عمر العمري، ضعيف. 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن ماجه "110" من طريق عثمان بن خالد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. قلت: إسناده واه، آفته عثمان بن خالد، وهو ابن عمر بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان، متروك كما قال الحافظ في "التقريب".

عثمان، فإني قد زوجته ابنتين، ولو كان عندي ثالثة لزوجته وما زوجته إلا بوحي من السماء"1. وعن الحسن قال: إنما سمي عثمان "ذا النورين"؛ لأنا لا نعلم أحدا أغلق بابه على ابنتي نبي غيره. وروى عطية، عن أبي سعيد، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رافعا يديه يدعو لعثمان2. وعن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه، حين جهز جيش العسرة، فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يقلبها بيده ويقول: "ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم". رواه أحمد في "مسنده" وغيره3. وفي "مسند أبي يعلى"، من حديث عبد الرحمن بن عوف أنه جهز جيش العسرة بسبع مائة أوقية من ذهب. وقال خليد، عن الحسن قال: جهز عثمان بسبع مائة وخمسين ناقة، وخمسين فرسا، يعني في غزوة تبوك4.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" "1291" حدثنا حمد بن عثمان بن خالد، حدثنا أبي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الاعرج، عن أبي هريرة، به. قلت: إسناده واه بمرة آفته عثمان بن خالد بن عمر الأموي متروك الحديث كما قال الحافظ في "التقريب". وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" "1301" حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده محمد بن أبي بكر، عن عثمان بنحوه في قصة. قلت: إسناده موضوع آفته عبد الملك بن هارون بن عنترة، قال يحيى: كذاب. وقال أبو حاتم: متروك. ذاهب الحديث وقال ابن حبان: يضع الحديث. وقال السعدي: عبد الملكبن هارون دجال كذاب. وقد خرجت الحديث بإسهاب في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" "ج4/ تعليقنا 78" فراجعه ثمت إذا رمت زيادة. 2 ضعيف: آفته عطية، وهو ابن سعد العوفي، ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب". 3 حسن: أخرجه أحمد "5/ 63"، والترمذي "3701" من حديث عبد الرحمن بن سمرة، به مرفوعا وقد خرجت الحديث في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض الشيعة والقدرية" لابن تيمية "ج7/ بتعليقنا رقم15" فراجعه ثمت إن رمت زيادة. 4 ضعيف: في خليد، وهو ابن دعلج السدوسي البصري ضعيف، وهو مرسل، أرسله الحسن وهو البصري.

وعن حبة العرني، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "رحم الله عثمان تستحييه الملائكة"1. وقال المحاربي، عن أبي مسعود، عن بشر بن بشير الأسلمي، عن أبيه، قال: لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها: رومة، وكان يبيع منها القرية بمد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبيعها بعين في الجنة"؟ فقال: ليس لي يا رسول الله عين غيرها، لا أستطيع ذلك. فبلغ ذلك عثمان فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم، ثم أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أتجعل لي مثل الذي جعلت له عينا في الجنة إن اشتريتها؟ قال: "نعم". قال: قد اشتريتها وجعلتها للمسلمين. وعن أبي هريرة قال: اشترى عثمان مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجنة مرتين: يوم رومة، ويوم جيش العسرة. وقالت عَائِشَةُ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر، ثم عمر، وهو على تلك الحال فتحدثا، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه، فدخل فتحدث، فلما خرج قلت: يا سول الله دخل أبو بكر، فلم تجلس له، ثم دخل عمر، فلم تهش له، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك، قال: "ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة"؟. رواه مسلم2. وروي نحوه من حديث علي وأبي هريرة وابن عباس. وقال أَنَسٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُم فِي دِيْنَ اللهِ عُمَرُ وَأَصْدَقُهُم حَيَاءً عُثْمَانُ" 3.

_ 1 ضعيف: آفته حبة، وهو ابن جوين العرني الكوفي، من غلاة الشيعة. قال الجوزجاني: غير ثقة. وقال يحيى بن معين: كان غير ثقة. لكن قد صح عند مسلم "2401" من حديث عائشة مرفوعا: "ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة". وورد عند مسلم "2402" من حديث عائشة مرفوعا: "إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن يبلغ إلي في حاجته". 2 صحيح: أخرجه مسلم "2401". 3 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 184، 281"، والطيالسي "2096"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "138، 182"، وابن ماجه "155"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "1/ 350-351، 351"، والحاكم "3/ 422"، وأبو نعيم في "الحلية" "3/ 122"، والبيهقي "6/ 210"، والبغوي "2930" من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلاة الجرمي، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره. قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.

وعن طلحة بن عبيد اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لكل نبي رفيق، ورفيقي عثمان". أخرجه الترمذي1. وفي حديث القف: ثم جاء عثمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه" 2. وقال شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قال الوليد بن سويد: إن رجلا من بني سليم، قال: كنت في مجلس فيه أبو ذر، وأنا أظن في نفسي أن في نفس أبي ذر على عثمان معتبة لإنزاله إياه بالربذة، فلا ذكر له عثمان عرض له بعض أهل المجلس بذلكن فقال أبو ذر: لا تقل في عثمان إلا خيرا، فإني أشهد لقد رأيت منظرا، وشهدت مشهدا لا أنساه، كنت التمست خلوات النبي صلى الله عليه وسلم لأسمع منه، فجاء أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، قال: فقبض رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حصيات، فسبحن في يده حتى سمع لهن حنين كحنين النحل، ثم ناولهن أبا بكر، فسبحن في كفه، ثم وضعهن في الأرض فخرسن، ثم ناولهن عمر، فسبحن في كفه، ثم أخذهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعن في الأرض فخرسن، ثم ناولهن عثمان فسبحن في كفه ثم أخذهن منه، فوضعهن فخرسن3. وقال سليمان بن يسار: أخذ جهجاه الغفاري عصا عثمان التي كان يتخصر بها، فكسرها على ركبته، فوقعت في ركبته الأكلة.

_ 1 ضعيف: أخرجه الترمذي "3698" حدثنا أبو هاشم الرفاعي، حدثنا يحيى بن اليمان عن شيخ من بني زهرة، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن طلحة بن عبيد الله، به. وأشار الترمذي إلى ضعفه بقوله: "هذا حديث غريب ليس إسناده بالقوي وهو منقطع". قلت: إسناده ضعيف فيه علتان: الولى إبهام الشيخ من بني زهرة. والعلة الثانية: الانقطاع بين الحارث بن عبد الرحمن وهو من صغار التابعين، وطلحة بن عبيد الله فإنه لم يدركه. وأخرجه ابن ماجه "109" من طريق عثمان بن خالد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ، عن الأعرج عن أبي هرية أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فذكره. قلت: إسناده واه بمرة، آفته عثمان بن خالد، فإنه متروك كما قال الحافظ في "التقريب". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3674"، ومسلم "2403" "29" من طريق يَحْيَى بنُ حَسَّانٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ، عَنْ شرِيْكِ بنِ أَبِي نمر، عن سعيد بن المسيب، عن أبي موسى الأشعري، به في حديث طويل. والقف: حافة البئر. وأصله الغليظ المرتفع من الأرض. 3 ضعيف: لجهالة الرجل من بني سليم.

وقال ابن عمر: كنا نقول عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبو بكر ثم عمر، ثم عثمان. رواه جماعة عن ابن عمر. وقال الشعبي: لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء من الصحابة غير عثمان، ولقد فارق علي الدنيا وما جمعه. وقال ابن سيرين: كان أعلمهم بالمناسك عثمان، وبعده ابن عمر. وقال ربعي عن حذيفة: قال لي عمر بمنى: من ترى الناس يولون بعدي؟ قلت: قد نظروا إلى عثمان. وقال أبو إسحاق، عن حارثة بن مضرب، قال: حججت مع عمر، فكان الحادي يحدو: إن الأمير بعده ابن عفان وحججت مع عثمان فكان الحادي يحدو: إن الأمير بعده علي وقال الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن الاقرع مؤذن عمر، أن عمر دعا الاسقف فقال: هل تجدونا في كتبكم؟ قال: نجد صفتكم وأعمالكم، ولا نجد أسماءكم. قال: كيف تجدني؟ قال: قرن من حديد، قال: ما قرن من حديد؟ قال: أمير شديد قال عمر: الله أكبر، قال: فالذي بعدي؟ قال: رجل صالح يؤثر أقرباءه. قال عمر: يرحم الله ابن عفان. قال: فالذي من بعده؟ قال: صدع -وكان حماد بن سلمة يقول: صدأ- من حديد فقال عمر: وادفراه وادفراه. قال: مهلا يا أمير المؤمنين، إنه رجل صالح، ولكن تكون خلافته في هراقة من الدماء. وقال حماد بن زيد: لئن قلت: إن عليا أفضل من عثمان لقد قلت إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خانوا. وقال ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، قال: كان نقش خاتم عثمان "آمنت بالذي خلق فسوى". وقال ابن مسعود حين استخلف عثمان: أمرنا خير من بقى ولم نأل. وقال مبارك بن فضالة، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ نَائِماً فِي المجد ورداؤه تحت

رأسه، فيجيء الرجل فيجلس إليه، ويجيء الرجل فيجلس إليه، كأنه أحدهم، وشهدته يأمر في خطبته بقتل الكلاب، وذبح الحمام. وعن حيم بن عباد قال: أول منكر ظهر بالمدينة طيران الحمام، والرمي -يعني بالبندق- فأمر عثمان رجلا فقصها وكسر الجلاهقات1. وصح من وجوه، أن عثمان قرأ القرآن كله في ركعة. وقال عبد الله بن المبارك، عن الزبير بن عبد الله، عن جدته، أن عثمان كان يصوم الدهر. وقال أنس: إن حذيفة قدم على عثمان، وكان يغزو مع أهل العراق قبل أرمينية، فاجتمع في ذلك الغزو أهل الشام وأهل العراق، فتنازعوا في القرآن حتى سمع حذيفة من اختلافهم ما يكره، فركب حتى أتى عثمان فقال: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى في الكتب. ففزع لذلك عثمان فأرسل إلى حفصة أم المؤمنين: أن أرسلي بالصحف التي جمع فيها القرآن، فأرسلت إليه بها فأمر زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن ينسخوها في المَصَاحِفَ وَقَالَ: إِذَا اخْتَلَفْتُم أَنْتُم وَزَيْدٌ فِي عربية فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن إنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى كتبت المصاحف، ثم رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل جند من أجناد المسلمين بمصحف، وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي أرسل إليهم به، فذلك زمان حرقت فيه المصاحف بالنار. وقال مصعب بن سعد بن أبي وقاص: خطب عثمان الناس، فقال: أيها الناس، عهدكم بنبيكم بضع عشرة، وأنتم تمترون في القرآن، وتقولون: قراءة أبي، وقراءة عبد الله، يقول الرجل: والله ما تقيم قراءتك، فأعزم على كل رجل منكم كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به. فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن، حتى جمع من ذلك كثيرا ثم دخل عثمان، فدعاهم رجلا رجلا، فناشدهم: أسمعته مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أمله عليك؟ فيقول: نعم، فلما فرغ من ذلك قال: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت، قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال عثمان: فليمل سعيد وليكتب زيد، فكتب مصاحف ففرقها في الناس.

_ 1 الجلاهق: البندق، ومنه قوس الجلاهق، وأصله بالفراسية جله وهي كبة غزل.

وروى رجل، عن سويد بن غفلة، قال: قال علي في المصاحف: لو لم يصنعه عثمان لصنعته. وقال أبو هلال: سمعت الحسن يقول: عمل عثمان اثنتي عشرة سنة، ما ينكرون من إمارته شيئا. وقال سعيد بن جمهان، عن سفينة، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم يكون ملكا" 1. وقال قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن مرة البهزي، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "تهيج فتنة كالصياصي، فهذا ومن معه على الحق". قال: فذهبت وأخذت بمجامع ثوبه فإذا هو عثمان2. ورواه الأشعث الصنعاني، عن مرة. ورواه محمد بن سيرين، عن كعب بن عجرة. وروى نحو عن ابن عمر. وقال قيس بن أبي حازم، عن أبي سهلة مولى عثمان، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل يسار عثمان، ولون عثمان يتغير، فلما كان يوم الدار وحصر فيها، قلنا: يا أمير المؤمنين ألا تقاتل؟ قَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد إلي عهدا، وإني صابر نفسي عليه. أبو سهلة وثقه أحمد العجلي. وقال الجريري: حدثني أبو بكر العدوي، قال: سألت عائشة: هل عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أحد من أصحابه عند موته؟ قالت: معاذ الله إلا أنه سار عثمان، أخبره أنه مقتول، وأمره أن يكف يده.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "5/ 221"، والطيالسي "1107"، وأبو داود "4646"، "4647" والترمذي "2226"، والطبراني في "الكبير" "6442"، "6444" والبيهقي في "الدلائل" "6/ 341، 342" من طريق سعيد بن جمهان، عن سفينة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فذكره. قلت: إسناده حسن، سعيد بن جمهان، أبو حفص البصري، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". وللحديث شاهد من حديث أبي بكرة: عند أحمد "5/ 44، 50"، وابن أبي شيبة "12/ 18"، وأبو داود "6435"، وابن أبي عاصم "1335"، والبيهقي في "الدلائل" "6/ 342، 348" مرفوعا بلفظ: "خلافة نبوة ثلاثون عاما ثم يؤتي الله الملك من يشاء". وإسناده ضعيف، آفته علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. 2 حسن: أخرجه أحمد "5/ 33" من طريق أبي هلال عن قتادة به. قلت: إسناده حسن أبو هلال محمد بن سليم الراسبي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

وقال شعبة: أخبرني أبو حمزة: سمعت أبي يقول: سمعت عليا يقول: الله قتل عثمان وأنا معه، قال أبو حمزة: فذكرته لابن عباس، فقال: صدق يقول: الله قتل عثمان ويقتلني معه. قلت: قد كان علي يقول: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لتخضبن هذه من هذه". وقد روى شعبة، عن حبيب بن الزبير، عن عبد الرحمن بن الشرود، أن عليا قال: إني لارجو أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله تَعَالَى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] . ورواه عبد الله بن الحارث عن علي. وقال مطرف بن الشخير: لقيت عليا، فقال: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا بَطَّأَ بِكَ، أَحُبُّ عُثْمَانَ؟ ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ كَانَ أَوْصَلَنَا لِلرَّحِمِ وَأَتْقَانَا لِلرَّبِّ. وَقَالَ سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: لو انقض أحد لما صنعتم بابن عفان لكان حقيقا. وقال هشام: حدثنا محمد بن سِيْرِيْنَ، عَنْ عُقْبَةَ بنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو، قال: يكون على هذه الأمة اثنا عشر خليفة، منهم أبو بكر الصديق، أصبتم اسمه، وعمر الفاروق قرن من حديد، أصبتم اسمه، وعثمان ذو النورين، أوتي كفلين من الرحمة، قتل مظلوما، أصبتم اسمه. رواه غير واحد عن محمد. وقال عبد الله بن شوذب: حدثني زهدم الجرمي، قال: كنت في سمر عند ابن عباس، فقال: لأحدثنكم حديثا: إنه لما كان من أمر هذا الرجل -يعني عثمان- ما كان قلت لعلي: اعتزل هذا الأمر، فوالله لو كنت في حجر لأتاك الناس حتى يبايعوك، فعصاني، وايم الله ليتأمرن عليه معاوية، ذلك بأن اللهَ يَقُوْلُ: {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} [الإسراء: 33] . وقال أبو قلابة الجرمي: لما بلغ ثمامة بن عدي قتل عثمان -وكان أميرا على صنعاء- بكى فأطال البكاء، ثم قال: هذا حين انتزعت خلافة النبوة من أمة محمد، فصار ملكا وجبرية، من غلب على شيء أكله. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: قال أبو حميد الساعدي -وكان بدريا- لما قتل عثمان: اللهم إن لك علي أن لا أضحك حتى ألقاك.

قال قتادة: ولي عثمان اثنتي عشرة سنة، غير اثني عشر يوما وكذا قال خليفة بن خياط، وغيره. وقال أبو معشر السندي: قتل لثماني عشرة خلت من ذي الحجة، يوم الجمعة. زاد غيره فقال: بعد العصر، ودفن بالبقيع بين العشاءين، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة وهو الصحيح. وقيل: عاش ستا وثمانين سنة. وعن عبد الله بن فروخ، قال: شهدته ودفن في ثيابه بدمائه، ولم يغسل. رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ فِي "زِيَادَاتِ المُسْنَدِ". وقيل: صلى عليه مروان، ولم يغسل. وجاء من رواية الواقدي: أن نائلة خرجت وقد شقت جيبها وهي تصرخ، ومعها سراج، فقال جبير بن مطعم: اطفئي السراج لا يفطن بنا، فقد رأيت الغوغاء. ثم انتهوا إلى البقيع، فصلى عليه جبير بن مطعم، وخلفه أبو جهم بن حذيفة، ونيار بن مكرم، وزوجتا عثمان نائلة، وأم البنين، وهما دلتاه في حفرته على الرجال الذين نزلوا في قبره ولحدوا له وغيبوا قبره وتفرقوا. ويروى أن جبير بن مطعم صلى عليه في ستة عشرة رجلا والأول أثبت. وروي أن نائلة بنت الفرافصة كانت مليحة الثغر، فكسرت ثناياها بحجر، وقالت: والله لا يجتليكن أحد بعد عثمان، فلما قدمت على معاوية الشام، خطبها فأبت. وقال فيها حسان بن ثابت: قتلتم ولي الله في جوف داره ... وجئتم بأمر جائز غير مهتدي فلا ظفرت ايمان قوم تعاونوا ... على قتل عثمان الرشيد المسدد وقال كعب بن مالك: يا للرجال لأمر هاج لي حزنا ... لقد عجبت لمن يبكي على الدمن إني رأيت قتيل الدار مضطهدا ... عثمان يهدى إلى الأجداث في كفن وقال بعضهم: لعمر أبيك فلا تكذبن ... لقد ذهب الخير إلا قليلا لقد سفه الناس في دينهم ... وخلى ابن عفان شرا طويلا

الحوادث في خلافة ذي النورين عثمان: سنة أربع وعشرين: بيعة عثمان: دفن عمر -رضي الله عنه- في أول المحرم، ثم جلسوا للشورى، فروي عن عبد الله بن أبي ربيعة أن رجلا قال قبل الشورى: إن بايعتم لعثمان أطعنا، وإن بايعتم لعلي سمعنا وعصينا. وقال المسور بن مخرمة: جاءني عبد الرحمن بن عوف بعد هجع من الليل فقال: ما ذاقت عيناي كثير نوم منذ ثلاث ليال فادع لي عثمان وعليا والزبير وسعدا، فدعوتهم، فجعل يخلو بهم واحدا واحدا يأخذ عليه، فلما أصبح صلى صهيب بالناس، ثم جلس عبد الرحمن فحمد الله وأثنى عليه، وقال في كلامه، إني رأيت الناس يأبون إلا عثمان. وقال حميد بن عبد الرحمن بن عوف: أخبرني المسور أن النفر الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا فقال عبد الرحمن: لست بالذي أنافسكم هذا الأمر ولكن إن شئتم اخترت لكم منكم، فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن، قال: فوالله ما رأيت رجلا بذ قوما أشد ما بذهم حين ولوه أمرهم، حتى ما من رجل من الناس يبتغي عند أحد من أولئك الرهط رأيا ولا يطؤون عقبه، ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه ويناجونه تلك الليالي، لا يخلو به رجل ذو رأي فيعدل بعثمان أحدا، وذكر الحديث إلى أن قال: فتشهد وقال: أما بعد يا على فإني قد نظرت في الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلن على نفسك سبيلا، ثم أخذ بيد عثمان فقال: نبايعك على سنة رسوله وسنة الخليفتين بعده. فبايعه عبد الرحمن بن عوف وبايعه المهاجرون والأنصار. وعن أنس قال: أرسل عمر إلى أبي طلحة الأنصاري، فقال: كن في خمسين من الأنصار مع هؤلاء النفر أصحاب الشورى، فإنهم فيما أحسب سيجتمعون في بيت، فقم على ذلك الباب بأصحابك فلا تترك أحدا يدخل عليهم ولا تتركهم يمضي اليوم الثالث حتى يؤمروا أحدهم، اللهم أنت خليفتي عليهم. وفي زيادات "مسند أحمد" من حديث أبي وائل، قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف: كيف بايعتم عثمان وتركتم عليا! قال: ما ذنبي قد بدأت بعلي فقلت: أبايعك على كتاب الله

وسنة رسوله وسيرة أبي بكر وعمر، فقال: فيما استطعت. ثم عرضت ذلك على عثمان، فقال: نعم1. وقال الواقدي: اجتمعوا على عثمان لليلة بقيت من ذي الحجة. ويروى أن عبد الرحمن قال لعثمان خلوة: إن لم أبايعك فمن تشير علي؟ فقال: علي، وقال لعلي خلوة: إن لم أبايعك فمن تشير علي؟ قال: عثمان، ثم دعا الزبير، فقال: إن لم أبايعك فمن تشير علي؟ قال: علي أو عثمان، ثم دعا سعدا، فقال: من تشير علي؟ فأما أنا وأنت فلا نريدها. فقال: عثمان، ثم استشار عبد الرحمن الأعيان فرأى هوى أكثرهم في عثمان، ثم نودي "الصلاة جامعة" وخرج عبد الرحمن عليه عمامته التي عممه بِهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متقلدا سيفه، فصعد المنبر ووقف طويلا يدعو سرا، ثم تكلم فقال: أيها الناس إني قد سأتلكم سرا وجهرا على أمانتكم فلم أجدكم تعدلون عن أحد هذين الرجلين: إما علي وإما عثمان، قم إلي يا علي، فقام فوقف بجنب المنبر فأخذ بيده، وقال: هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر؟ قال: اللهم لا. ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي. فقال: قم يا عثمان فأخذ بيده في موقف علي، فقال: هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر؟ قال: اللهم نعم قال: فرفع رأسه إلى سقف المسجد ويده في يده، ثم قال: اللهم اشهد، اللهم إني قد جعلت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان. فازدحم الناس يبايعون عثمان حتى غشوه عند المنبر وأقعدوه على الدرجة الثانية، وقعد عبد الرحمن مقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، قال: وتلكأ علي، فقال عبد الرحمن: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح] . فرجع علي يشق الناس حتى بايع عثمان وهو يقول: خدعة وأيما خدعة. ثم جلس عثمان في جانب المسجد ودعا بعبيد الله بن عمر بن الخطاب، وكان محبوسًا في دار سعد، وسعد الذي نزع السيف من يد عبيد الله بعد أن قتل جفينة والهرمزان وبنت أبي لؤلؤة، وجعل عبيد الله يقول: والله لأقتلن رجالا ممن شرك في دم أبي، يعرض بالمهاجرين والأنصار، فقام إليه سعد فنزع السيف من يده وجبذه بشعره حتى أضجعه وحبسه، فقال

_ 1 ضعيف: أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند "1/ 75" حدثني سيان بن وكيع، حدثني قبيصة، عن أبي بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وائل، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته سفيان بن وكيع، فإنه ضعيف.

عثمان لجماعة من المهاجرين: أشيروا علي في هذا الذي فتق في الإسلام ما فتق، فقال علي: أرى أن تقتله، فقال بعضهم: قتل أبوه بالأمس ويقتل هو اليوم؟! فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين إن الله قد أعفاك أن يكون هذا الحدث ولك على المسلمين سلطان، إنما تم هذا ولا سلطان لك، قال عثمان: أنا وليهم وقد جعلتها دية واحتملتها من مالي. قلت: والهرمزان هو ملك تستر، وقد تقدم إسلامه، قتله عبيد الله بن عمر لما أصيب عمر، فجاء عمار بن ياسر فدخل على عمر، فقال: حدث اليوم حدث في الإسلامن قال: وما ذاك؟ قال: قتل عبيد الله الهرمزان، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون علي به، وسجنه. قال سعيد بن المسيب: اجتمع أبو لؤلؤة وجفينة، رجل من الحيرة، والهرمزان، معهم خنجر له طرفان مملكة في وسطه، فجلسوا مجلسا فأثارهم دابة فوقع الخنجر، فأبصرهم عبد الرحمن بن أبي بكر، فلما طعن عمر حكى عبد الرحمن شأن الخنجر واجتماعهم وكيفية الخنجر، فنظروا فوجدوا الأمر كذلك، فوثب عبيد الله فقتل الهرمزان، وجفينة، ولؤلؤة بنت أبي لؤلؤة، فلما استخلف عثمان قال له علي: أقد عبيد الله من الهرمزان، فقال عثمان: ما له ولي غيري، وإني قد عفوت ولكن أديه. ويروى أن الهرمزان لما عضه السيف قال: لا إله إلا الله. وأما جفينة فكان نصرانيا، وكان ظئرا لسعد بن أبي وقاص أقدمه إلى المدينة للصلح الذي بينه وبينهم، وليعلم الناس الكتابة. وفيها: افتتح أبو موسى الأشعري الري، وكانت قد فتحت على يد حذيفة، وسويد بن مقرن، فانتقضوا. وفيها: أصاب الناس رعاف كثير، فقيل لها: سنة الرعاف، وأصاب عثمان رعاف حتى تخلف عن الحج وأوصى. وحج بالناس عبد الرحمن بن عوف. وفيها: عزل عثمان عن الكوفة المغيرة بن شعبة وولاها سعد بن أبي وقاص. وفيها: غزا الوليد بن عقبة أذربيجان وأرمينية لمنع أهلها ما كانوا صالحوا عليه، فسبى وغنم ورجع. وفيها: جاشت الروم حتى استمدت أمراء الشام من عثمان مددا فأمدهم بثمانية آلاف من العراق، فمضوا حتى دخلوا إلى ارض الروم مع أهل الشام. وعلى أهل العراق سلمان بن ربيعة الباهلي، وعلى أهل الشام حبيب بن مسلمة الفهري، فشنوا الغارات وسبوا وافتتحوا حصونا كثيرة. وفيها: ولد عبد الملك بن مروان الخليفة.

سنة خمس وعشرين: فيها: عزل عثمان سعدا عن الكوفة واستعمل عليها الوَلِيْدُ بنُ عُقْبَةَ بنِ أَبِي مُعَيْطٍ بنِ أبي عمرو بن أمية الأموي، أخو عثمان لأمه، كنيته أبو وهب، وله صحبة ورواية. روى عنه: أبو موسى الهمداني، والشعبي. قال طارق بن شهاب: لما قدم الوليد أميرا أتاه سعد، فقال: أكست بعدي أو استحمقت بعدك؟ قال: ما كسنا ولا حمقت ولكن القوم استأثروا عليك بسلطانهم. وهذا مما نقموا على عثمان كونه عزل سعدا وولى الوليد بن عقبة، فذكر حضين بن المنذر أن الوليد صلى بهم الفَجْرَ أَرْبَعاً وَهُوَ سَكْرَانُ، ثُمَّ التَفَتَ وَقَالَ: أزيدكم! ويقال: فيها سار الجيش من الكوفة عليهم سلمان بن ربيعة إلى بردغة، فقتل وسبى. وفيها: انتقص أهل الإسكندرية، فغزاهم عمرو بن العاص أمير مصر وسباهم، فرد عثمان السبي إلى ذمتهم، وكان ملك الروم بعث إليها منويل الخصي في مراكب فانتقض أهلها -غير المقوقس- فغزاهم عمرو في ربيع الأول، فافتتحها عنوة غير المدينة، فإنها صلح. وفيها: عزل عثمان عمرا عن مصر، واستعمل عليها عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي سَرْحٍ. والصحيح أن ذلك في سنة سبع وعشرين، واستأذن ابن أبي سرح عثمان في غزو إفريقية فأذن له. ويقال: فيها ولد يزيد بن معاوية. وحج بالناس عثمان رضي الله عنه. سنة ست وعشرين: فيها: زاد عثمان في المسجد الحرام ووسعه، واشترى الزيادة من قوم، وأبى آخرون، فهدم عليهم ووضع الأثمان في بيت المال، فصاحوا بعثمان فأمر بهم إلى الحبس، وقال: ما جرأكم علي إلا حلمي، وقد فعل هذا بكم عمر فلم تصيحوا عليه، ثم كلموه فيهم فأطلقهم. وفيها: فتحت سابور، أميرها عثمان بن أبي العاص الثقفي، فصالحهم على ثلاثة آلاف ألف وثلاث مائة ألف. وقيل: عزل عثمان سعدا عن الكوفة؛ لأنه كان تحت دين لابن مسعود فتقاضاه واختصما، فغضب عثمان من سعد وعزله، وقد كان الوليد عاملا لعمر على بعض الجزيرة، وكان فيه رفق برعيته.

سنة سبع وعشرين: فيها: غزا معاوية قبرس فركب البحر بالجيوش، وكان معه عبادة بن الصامت، وزوجة عبادة أم حرام "سوى ت" بنت ملحان الأنصارية خالة أنس، فصرعت عن بغلتها فماتت شهيدة -رحمها الله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يغشاها ويقيل عندها، وبشرها بالشهادة، فقبرها بقبرس يقولون: هذا قبر المرأة الصالحة. رَوَتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنها: أنس بن مالك وعمير بن الأسود العنسي، ويعلى بن شداد بن أوس وغيرهم. وقال داود بن أبي هند: صالح عثمان بن أبي العاص وأبو موسى سنة سبع وعشرين أهل أرجان على ألفي ألف ومائتي ألف، وصالح أهل دارابجرد على ألف ألف وثمانين ألفا. وقال خليفة: فيها عزل عثمان عن مصر عمرا وولى عليها عبد الله بن سعد، فغزا إفريقية ومعه عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، فالتقى هو وجرجير بسبيلطة على يومين من القيروان، وكان جرجير في مائتي ألف مقاتل، وقيل: في مائة وعشرين ألفا، وكان المسلمون في عشرين ألفا. قال مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: حَدَّثَنَا أَبِي وَالزُّبَيْرُ بنُ خُبَيْبٍ، قَالاَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: هَجَمَ علينا جرجير في معسكرنا في عشرين ومائة ألفن فأحاطوا بنا ونحن في عشرين ألفا. واختلفت الناس على عبد الله بن أبي سرح، فدخل فسطاطا له فخلا فيه، ورأيت أنا غِرَّةً مِنْ جُرْجِيْرَ بَصُرْتُ بِهِ خَلْفَ عَسَاكِرِهِ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَشْهَبَ مَعَهُ جَارِيَتَانِ تُظَلِّلاَنِ عَلَيْهِ بريش الطواويس، وبينه وبين جنده أرض بيضاء ليس بها أحد، فخرجت إلى ابْنَ أَبِي سَرْحٍ فَنَدَبَ لِيَ النَّاسَ، فَاختَرتُ منهم ثَلاَثِيْنَ فَارِساً وَقُلْتُ لِسَائِرِهِم: الْبَثُوا عَلَى مَصَافِّكُم، وحملت في الوجه الذي رأيت فيه جرجير وقلت لأصحابي: احموا لي ظهري، فوالله ما نشبت أن خرقت الصف إليه فخرجت صامدا له، وَمَا يَحْسِبُ هُوَ وَلاَ أَصْحَابُهُ إِلاَّ أَنِّي رَسُولٌ إِلَيْهِ، حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُ فَعَرَفَ الشَّرَّ، فوثب على برذونه وولى مبادرا، فأدركته ثم طعنته، فسقط، ثم دففت عليه بالسيف، ونصبت رأسه على رمح وكبرت وحمل المسلمون، فارفض أصحابه من كل وجه، وركبنا أكتافهم. وقال خليفة: حدثنا من سمع ابن لهيعة يقول: حدثنا أبو الأسود، قثال: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيْسَ أَنَّهُ غَزَا مَعَ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعْدٍ إِفْرِيْقِيَةَ فَافْتَتَحَهَا، فَأَصَابَ كُلُّ إنسان ألف دينار.

وقال غيره: سبوا وغنموا، فبلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار، وفتح الله إفريقية سهلها وجبلها، ثم اجتمعوا على الإسلام حسنت طاعتهم. وقسم ابن أبي سرح ما أفاء الله علهم وأخذ خمس الخمس بأمر عثمان، وبعث إليه بأربعة أخماسه، وضر فسطاطا في موضع القيروان ووفدوا وفدا، فشكوا عبد الله فيما أخذ فقال: أنا نفلته، وذلك إليكم الآن، فإن رضيتم فقد جاز، وإن سخطتم فهو رد، قالوا: إنا نسخطه قال: فهو رد وكتب إلى عبد الله برد ذلك واستصلاحهم. قالوا: فاعزله عنا. فكتب إليه أن استخلف على إفريقية رجلا ترضاه واقسم ما نفلتك فإنهم قد سخطوا. فرجع عبد الله بن أبي سرح إلى مصر، وقد فتح الله إفريقية، فما زال أهلها اسمع الناس وأطوعهم إلى زمان هشام بن عبد الملك. وروى سيف بن عمر، عن أشياخه، أن عثمان أرسل عبد الله بن نافع بن الحصين، وعبد الله بن نافع الفهري من فورهما ذلك إلى الأندلس، فأتياها من قبل البحر، وكتب عثمان إلى من انتدب إلى الأندلس: أما بعد فإن القسطنطينية إنما تفتح من قبل الأندلس، وإنكم إن افتتحتموها كنتم شركاء في فتحها في الأجر، وسلام فعن كعب، قال: يعبر البحر إلى الأندلس أقوام يفتحونها يعرفون بنورهم يوم القيامة قال: فخرجوا إليها فأتوها من برها وبحرها، ففتحها الله على المسلمين، وزاد في سلطان المسلمين مثل إفريقية. ولم يزل أمر الأندلس كأمر إفريقية، حتى أمر هشام فمنع البربر أرضهم. ولما نزع عثمان عمرا عن مصر غضب وحقد على عثمان، فوجه عبد الله بن سعد فأمره أن يمضي إلى إفريقية، وندب عثمان الناس معه إلى إفريقية، فخرج إليها في عشرة آلاف، وصالح ابن سعد أهل إفريقية على ألفي ألف دينار وخمس مائة ألف دينار وبعث ملك الروم من قسطنطينية أن يؤخذ من أهل إفريقية ثلاث مائة قنطار ذهبا، كما أخذ منهم عبد الله بن سعد فقالوا: ما عندنا مال نعطيه، وما كان بأيدينا فقد افتدينا به، فأما الملك فإنه سيدنا فليأخذ ما كان له عندنا من جائزة كما كنا نعطيه كل عام، فلما رأى ذلك منهم الرسول أمر بحبسهم، فبعثوا إلى قوم من أصحابهم فقدموا عليهم فكسروا السجن وخرجوا. وعن يزيد بن أبي حبيب، قال: كتب عبد الله بن سعد إلى عثمان يقولك إن عمرو بن العاص كسر الخراج، وكتب عمرو: إن عبد الله بن سعد أفسد علي مكيدة الحرب فكتب عثمان إلى عمرو: انصرف وولي عبد الله الخراج والجند، فقدم عمرو مغضبا، فدخل على عثمان وعليه جبة له يمانية محشوة قطنا، فقال له عثمان: ما حشو جبتك؟ قال: عمرو قال: قد علمت أن حشوها عمرو، ولم أرد هذا، إنما سألتك أقطن هو أم غيره؟

وبعث عبد الله بن سعد إلى عثمان مالا من مصر وحشد فيه فدخل عمرو، فقال عثمان: هل تعلم أن تلك اللقاح درت بعدك؟ قال عمرو: إن فصالها هلكت. وفيها: حج عثمان بالناس. سنة ثمان وعشرين: قيل: في أولها غزوة قبرس، وقد مرت فروى سيف، عن رجاله، قالوا: ألح معاوية في إمارة عمر عليه في غزو البحر وقرب الروم من حمص، فقال عمر: إن قرية من قرى حمص يسمع أهلها نباح كلابهم وصياح ديوكهم أحب إلي من كل ما في البحر، فلم يزل بعمر حتى كاد أن يأخذ بقلبه، فكتب عمر إلى عمرو بن العاص أن صف لي البحر وراكبه، فكتب إليه: إني رأيت خلقا كبيرا يركبه خلق صغير، إن ركد حرق القلوب، وإن تحرك أراع العقول، يزداد فيه اليقين قلة، والشك كثرة، وهم فيه كدود على عود، إن مال غرق، وإن نجا برق. فلما قرأ عمر الكتاب كتب إلى معاوية: والله لا أحمل فيه مسلما أبدًا. وقال أبو جعفر الطبري: غزا معاوية قبرس فصالح أهلها على الجزية. وقال الواقدي: في هذه السنة غزا حبيب بن مسلمة سورية من أرض الروم. وفيها: تزوج عثمان نائلة بنت الفرافصة فأسلمت قبل أن يدخل بها. وفيها: غزا الوليد بن عقبة أذربيجان فصالحهم مثل صلح حذيفة. وقل من مات وضبط موته في هذه السنوات كما ترى. سنة تسع وعشرين: فيها: عزل عثمان أبا موسى عن البصرة بعبد الله بن عامر بن كريز، وأضاف إليه فارس. وفيها: افتتح عبد الله بن عامر إصطخر عنوة فقتل وسبى، وكان على مقدمته عبيد الله بن معمر بن عثمان التيمي أحد الأجواد؛ وكل منهما رأى النبي صلى الله عليه وسلم. وكان على إصطخر قتال عظيم قتل فيه عبيد الله بن معمر، وكان من كبار الأمراء، افتتح سابور عنوة وقلعة شيراز، وقتل وهو شاب، فأقسم ابن عامر لئن ظفر بالبلد ليقتلن حتى يسيل الدم من باب المدينة، وكان بها يزدجرد بن شهريار بن كسرى فخرج منها في مائة ألف وسار فنزل مرو، وخلف على إصطخر أميرا من أمرائه في جيش يحفظونها. فتقب المسلمون المدينة فما دروا إلا والمسلمون معهم في المدينة، فأسرف ابن عامر في قتلهم، وجعل الدم لا يجري من

الباب، فقيل له: أفنيت الخلق، فأمر بالماء فصب على الدم حتى خرج الدم من الباب، ورجع إلى حلوان فافتتحها ثانيا فأكثر فيهم القتل لكونهم نقضوا الصلح. وفيها: انتقضت أذربيجان فغزاهم سعيد بن العاص فافتتحها. وفيها: غزا ابن عامر وعلى مقدمته عبد الله بن بديل الخزاعي فأتى أصبهان، ويقال: افتتح أصبهان سارية بن زنيم عنوة وصلحا. وقال أبو عبيدة: لما قدم ابن عامر البصرة قدم عبيد الله بن معمر إلى فارس، فأتى أرجان فأغلقوا في وجهه، وكان عن يمين البلد وشماله الجبال والأسياف وكانت الجبال لا تسلكها الخيل ولا تحمل الأسياف -يعني السواحل- الجيش، فصالحهم أن يفتحوا له باب المدينة، فيمر فيها مارا ففعلوا، ومضى حتى انتهى إلى النوبندجان فافتتحها، ثم نقضوا الصلح، ثم سار فافتتح قلعة شيراز، ثم سار إلى جور فصالحهم وخلف فيهم رجلا من تميم، ثم انصرف إلى إصطخر فحاصرها مدة، فبينما هم في الحصار إذ قتل أهل جور عاملهم، فساق ابن عامر إلى جور فناهضهم فافتتحها عنوة فقتل منها أربعين ألفا يعدون بالقصب، ثم خلف عليهم مروان بن الحكم أو غيره، ورد إلى إصطخر وقد قتلوا عبيد الله بن معمر فافتتحها عنوة ثم مضى إلى فسا فافتتحها. وافتتح رساتيق من كرمان. ثم إنه توجه نحو خراسان على المفازة فأصابهم الرمق فأهلك خلقا. وقال ابن جرير: كتب ابن عامر إلى عثمان بفتح فارس، فكتب عثمان يأمره أن يولي هرم بن حيان اليشكري، وهرم بن حيان العبدي، والخريت بن راشد على كور فارس، وفرق خراسان بين ستة نفر: الأحنف بن قيس على المروين، وحبيب بن قرة اليربوعي على بلخ، وخالد بن زهير على هراة، وأمير بن أحمد اليشكري على طوس، وقيس بن هبيرة السلمي على نيسابور. وفيهاك زاد عثمان فِي مَسجدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوسعه وبناه بالحجارة المنقوشة وجعل عده من حجارة وسقفه بالساج، وجعل طوله ستين ومائة ذراع، وعرضه خمسين ومائة ذراع، وجعل أبوابه كما كانت زمن عمر ستة أبواب. وحج عثمان بالناس وضرب له بمنى فسطاط، وأتم الصلاة بها وبعرفة، فعابوا عليه ذلك فجاءه علي، فقال: والله ما حدث أمر ولا قدم عهد، ولقد عهدت نبيك صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين، ثم أبا بكر، ثم عمر، ثم أنت صدرا من ولايتك فقال: رأي رأيته.

وكلمه عبد الرحمن بن عوف، فقال: إني أخبرت عن جفاة الناس قد قالوا: إن الصلاة للمقيم ركعتان وقالوا: هذا عثمان يصلي ركعتين فصليت أربعا لهذا، وإني قد اتخذت بمكة زوجة. فقال عبد الرحمن: ليس هذا بعذر. قال: هذا رأي رأيته. سنة ثلاثين: فيها: عزل الوليد بن عقبة عن الكوفة بسعيد بن العاص، فغزا سعيد طبرستان، فحاصرهم فسألوه الأمان، على ألا يقتل منهم رجلا واحدا، فقتلهم كلهم إلا رجلا واحدا، يفتي نفسه بذلك. وفيها: فتحت جور من أرض فارس على يد ابن عامر فغنم شيئا كثيرا، وافتتح ابن عامر في هذا القرب بلادا كثيرة من أرض خراسان. قال داود بن أبي هند: لما افتتح ابن عامر أرض فارس سنة ثلاثين، هرب يزدجرد بن كسرى فأتبعه ابن عامر، مجاشع بن مسعود السلمي، ووجه ابن عامر، فيا ذكر خليفة، زياد بن الربيع الحارثي إلى سجستان فافتتح زالق وناشروذ، ثم صالح أهل مدينة زرنج على ألف وصيف مع كل وصيف جام من ذهب، ثم تَوَجَّهَ ابْنُ عَامِرٍ إِلَى خُرَاسَانَ وَعَلَى مُقَدَّمَتِهِ الأحنف بن قيس، فلقي أهل هراة فهزمهم. ثم افتتح ابن عامر أبرشهر -وهي نيسابور- صلحا، ويقال: عنوة. وكان بها فيما ذكر غير خليفة ابنتا كسرى بن هرمز. وبعث جيشا فتحوا طوس وأعمالها صلحا. ثم صالح من جاءه من أهل سرخس على مائة خمسين ألفا وبعث الأسود بن كلثوم العدوي إلى بيهق. وبعث أهل مرو يطلبون الصلح، فصالحهم ابن عامر على ألفي ألف ومائتي ألف. وسار الأحنف بن قيس في أربعة آلاف، فجمع له أهل طخارستان وأهل الجوزجان والفارياب، وعليهم طوقانشاه، فاقتتلوا قتالا شديدًا، ثم هزم الله المشركين، وكان النصر. ثم سار الأحنف على بَلْخَ، فَصَالَحُوْهُ عَلَى أَرْبَعِ مائَةِ أَلْفٍ ثُمَّ أتى خوارزم فلم يطقها ورجع. وفتحت هراة ثم نكثوا. وقال ابن إسحاق: بعث ابن عامر جيشا إلى مرو فصالحوا وفتحت صلحا. ثم خرج ابن عامر من نيسابور معتمرا وقد أحرم منها، وساتخلف على خراسان الأحنف بن قيسن فلما قضى عمرته أتى عثمان -رضي الله عنه- واجتمع به، ثم إن أهل خراسان نقضوا وجمعوا جمعا كثيرا وعسكروا بمرو، فنهض لقتالهم الأحنف وقاتلهم فهزمهم، وكانت وقعة مشهورة.

ثم قدم ابن عامر من المدينة إلى البصرة، فلم يزل عليها إلى أن قتل عثمان، وكذا معاوية على الشام. ولما فتح ابن عامر هذه البلاد الواسعة كثر الخراج على عثمان وأتاه المال من كل وجه حتى اتخذ له الخزائن وأدر الأرزاق، وكان يأمر للرجل بمائة ألف بدرة في كل بدرة أربعة آلاف وافية. وقال أبو يوسف القاضي: أخرجوا من خزائن كسرى مائتي ألف بدرة في كل بدرة أربعة آلاف. ذكر من توفي في سنة ثلاثين: جبار بن صخر بن أمية بن خنساء، أبو عبد الرحمن الأنصار السلمي. شهد بدرا والعقبة، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم خارصا إلى خيبر، توفي بالمدينة وله ستون سنة. الطفيل بن الحارث بن المطلب المطلبي -فيما قاله سعيد بن عفير- وهو أخو عبيدة بن الحارث والحصين بن الحارث. كان من السابقين الأولين. شهد بدرا. عبد الله بن كعب بن عمرو المازني الأنصاري البدري. كان على الخمس يوم بدر، يكنى أبا الحارث، وقيل: أبا يحيى، وصلى عليه عثمان، وهو أخو أبي ليلى المازني. معمر بن أبي سرح بن ربيعة بن هلال القرشي، أبو سعد الفهري، وقيل: اسمه عمرو، كذا سماه ابن إسحاق وغيره، وهو بدري قدم الصحبة. مسعود بن ربيعة، وقيل: ابن الربيع أبو عمير القاري، والقرارة حلفاء بني زهرة. شهد بدرا وغيرها، وعاش نيفا وستين سنة تقدم. سنة إحدى وثلاثين: قال أبو عبد الله الحاكم: أجمع مشايخنا على أن نيسابور فتحت صلحا، وكان فتحها في سنة إحدى وثلاثين. ثم روى بإسناده إلى مصعب بن أبي الزهراء أن كنار صاحب نيسابور كتب إلى سعيد بن العاص والي الكوفة، وإلى عبد الله بن عامر والي البصرة يدعوهما إلى خراسان، ويخبرهما أن مرو قد قتل أهلها يزدجرد. فندب سعيد بن العاص الحسن بن علي

وعبد الله بن الزبير لها، فأتى ابن عامر دهقان، فقال: ما تجعل لي إن سبقت بك؟ قال: لك خراجك وخراج أهل بيتك إلى يوم القيامة. فأخذ به على قومس، واسرع إلى أن نزل على نيسابور، فقاتل أهلها سبعة أشهر ثم فتحها، فاستعمله عثمان عليها أيضا، وكان ابن خالة عثمان. ويقال: تفل النبي صلى الله عليه وسلم في فيه وهو صغير. وفيا قال خليفة: أحرم عبد الله بن عامر من نيسابور، واستخلف قيس بن الهيثم وغيره على خراسان، وقيل: إن ذلك كان في السنة الماضية. وفيها: غزوة الأساود، فغزا عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي سَرْحٍ من مصر في البحر، وسار فيه إلى ناحية مصيصة. سنة اثنتين وثلاثين: فيها: كانت وقعة المضيق بالقرب من قسطنطينية، وأميرها معاوية. وتوفي فيها: سنان بن أبي سنان بن محصن الأسدي، حليف بني عبد شمس. وكان أسن من عمه عكاشة، هاجر هو وأبوه وشهدا بدرا، توفي أبوه والنبي صلى الله عليه وسلم يحاصر بني قريظة، وكان سنان من سادة الصحابة، قال الواقدي: هو أول من بايع تحت الشجرة. الطفيل بن الحارث بن المطلب، فيها في قول، وقد ذكر. وأخوه الحصين توفي بعده بأربعة أشهر، وقد شهدا بدرا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام". سنة ثلاث وثلاثين: وفيها: كانت غزوة قبرس -قاله ابن إسحاق وغيره- وغزوة إفريقية، وأمير الناس عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي سَرْحٍ. قاله الليث. وفيها قال خليفة: جمع قارن جمعا عظيما بباذغيس وهراة، وأقبل في أربعين ألفا فترك قيس بن الهيثم البلاد وهرب، فقام بأمر المسلمين عبد الله بن خازم السلمي، وجمع أربعة آلاف مقاتل، والتقى هو وقارن، ونصره الله وقتل وسبى، وكتب إلى ابن عامر بالفتح، فاستعمله ابن عامر على خراسان. ثم وجه ابن عامر عبد الرحمن بن سمرة على سجستان، فصالحه صاحب زرنج وبقي بها حتى حوصر عثمان. قال خليفة: وفيها غزا معاوية ملطية وحصن المرأة من أرض الروم.

قال: وفيها غزا عبد الله بن أبي سرح الحبشة، فأصيبت فيها عين معاوية بن حديج. سنة أربع وثلاثين: فيها: وثب أهل الكوفة على أميرهم سعيد بن العاص فأخرجوه، ورضوا بأبي موسى الأشعري، وكتبوا فيه إلى عثمان فولاه عليهم، ثم إنه بعد قليل رد إليهم على الإمرة سعيد بن العاص فخرجوا ومنعوه. وفيها: كانت غزوة ذات الصواري في البحر من ناحية الإسكندرية، وأميرها ابن أبي سرح. سنة خمس وثلاثين: فيها: غزوة ذي خشب، وأمير المسلمين عليها معاوية. وفيها: حج بالناس وأقام الموسم عبد الله بن عباس. مقتل عثمان: وفيها: مقتل عثمان -رضي الله عنه: خرج المصريون وغيرهم على عثمان وصاروا إليه ليخلعوه من الخلافة. قال إسماعيل بن أبي خالد: لما نزل أهل مصر الجحفة، وأتوا يعاتبون عثمان صعد عثمان المنبر فقال: جزاكم الله يا أصحاب محمد عني شرا: أذعتم السيئة وكتمتم الحسنة، وأغريتم بي سفهاء الناس، أيكم يذهب غلى هؤلاء القوم فيسألهم ما نقموا وما يريدون؟ قال ذلك ثلاثا ولا يجيبه أحد. فقام علي فقال: أنا. فقال عثمان: أنت أقربهم رحما فأتاهم فرحبوا به، فقال: ما الذي نقمتم عليه؟ قالوا: نقمنا أنه محا كتاب الله -يعني كونه جمع الأمة على مصحف- وحمى الحمى، واستعمل أقرباءه، وأعطى مروان مائة الفن وتناول أصحاب رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فرد عليهم عثمان: أما القرآن فمن عند الله، إنما نهيتكم عن الاختلاف فاقرؤوا على أي حرف شئتم، وأما الحمى فوالله ما حميته لإبلي ولا لغنمي، وإنما حميته لإبل الصدقة. وأما قولكم: إني أعطيت مروان مائة ألف، فهذا بيت مالهم فليستعملوا عليه من أحبوا وأما قولكم: تناول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإنما أنا بشر أغضب وأرضى، فمن ادعى قبلي حقا أو مظلمة فها أنا ذا، فإن شاء قودا وإن شاء عفوا. فرضي الناس واصطلحوا ودخلوا المدينة.

وقال محمد بن سعد: قالوا: رحل من الكوفة إلى المدينة: الأشتر النخعي -واسمه مالك بن الحارث- ويزيد بن مكنف، وثابت بن قيسن وكميل بن زياد، وزيد، وصعصعة ابنا صوحان، والحارث الأعور، وجندب بن زهير، وأصفر بن قيس، يسألون عثمان عزل سعيد بن العاص عنهم فرحل سعيد أيضا إلى عثمان فوافقهم عنده، فأبى عثمان أن يعزله. فخرج الأشتر من ليلته في نفرن فسرى عشرا إلى الكوفة واستولى عليها وصعد المنبر فقال: هذا سعيد بن العاص قد أتاكم يزعم أن السواد بستان الأغيلمة من قريش، والسواد مساقط رؤوسكم ومراكز رماحكم، فمن كان يرى لله عليه حقا فلينهض إلى الجرعة. فخرج الناس فعسكروا بالجرعة، فأقبل سعيد حتى نزل العذيب، فجهز الأشتر غليه ألف فارس مع يزيد بن قيس الأرحبي، وعبد الله بن كنانة العبدي، فقال: سيروا وأزعجاه وألحقاه بصاحبه، فإن أبى فاضربا عنقه. فأتياه، فلما رأى منهما الجد رجع. وصعد الأشتر منبر الكوفة، وقال: يا أهل الكوفة ما غضبت إلا لله ولكم، وقد وليت أبا موسى الأشعري صلاتكم، وحذيفة بن اليمان فيئكم، ثم نزل وقال: يا أبا موسى اصعد. فقال: ما كنت لأفعل، ولكن هلموا فبايعوا لأمير المؤمنين وجددوا البيعة في رقابكم فأجابه الناس وكتب إلى عثمان بما صنع، فأعجب عثمان، فقال عتبة بن الوعل شاعر أهل الكوفة: تصدق علينا يا ابن عفان واحتسب ... وأمر علينا الأشعري لياليا فقال عثمان: نعم وشهورا وسنين إن عشت، وكان الذي صنع أهل الكوفة بسعيد أول وهن دخل على عثمان حين اجترئ عليه. وعن الزهري قال: ولي عثمان، فعمل ست سنين لا ينقم عليه الناس شيئا، وإنه لأحب إليهم من عمر؛ لأن عمر كان شديدا عليهم، فلما وليهم عثمان لان لهم ووصلهم، ثم إنه توانى في أمرهم، واستعمل أقرباءه وأهل بيته في الست الأواخر، وكتب لمروان بخمس مصر أو بخمس إفريقية، وآثر أقرباءه بالمال، وتأول في ذلك الصلة التي أمر الله بها، واتخذ الأموال، واستسلف من بيت المال، وقال: إن أبا بكر وعمر تركا من ذلك ما هو لهما، وإني أخذته فقسمته في أقربائي، فأنكر الناس عليه ذلك. قلت: ومما نقموا عليه أنه عزل عمير بن سعد عن حمص، وكان صالحا زاهدا، وجمع الشام لمعاوية، ونزع عمرو بن العاص عن مصر، وأمر ابن أبي سرح عليها، ونزع أبا موسى الأشعري عَنِ البَصْرَةِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللهِ بنَ عامر، نزع المغيرة بن شعبة عن الكوفة وأمر عليها سعيد بن العاص.

وقال القاسم بن الفضل: حدثنا عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، قال: دعا عثمان ناسا من الصحابة فيهم عمار فقال: إني سائلكم وأحب أن تصدقوني: نشدتكم الله أتعلمون أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يؤثر قريشا على سائر الناس، ويؤثر بني هاشم على سائر قريش؟ فسكتوا، فقال: "لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتا بني أمية حتى يدخلوها". وعن أبي وائل أن عبد الرحمن بن عوف كان بينه وبين عثمان كلام، فأرسل إليه: لم فررت يوم أحد وتخلفت عن بدر وخالفت سنة عمر؟ فأرسل إليه: تخلفت عن بدر؛ لأن بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شغلتني بمرضها، وأما يوم أحد فقد عفا الله عني، وأما سنة عمر فوالله ما استطعتها أنا ولا أنت. وقد كان بين علي وعثمان شيء فمشى بينهما العباس، فقال علي: والله لو أمرني أن أخرج من داري لفعلت، فأما أداهن أن لا يقام بكتاب الله فلم أكن لأفعل. وقال سيف بن عمر، عن عطية، عن يزيد الفقعسي، قال: لما خرج ابن السوداء إلى مصر نزل على كنانة بن بشر مرة، وعلى سودان بن حمران مرة، وانقطع إلى الغافقي فشجعه الغافقي فتكلم، وأطاف به خالد بن ملجم، وعبد الله بن رزين، وأشباه لهم، فصرف لهم القول، فلم يجدهم يجيبون إلى شيء ما يجيبون إلى الوصية، فقال: عليكم بناب العرب وحجرهم، ولسنا من رجاله، فأروه أنكم تزرعون، ولا تزرعوا العام شيئا حتى تنكسر مصر، فتشكوه إلى عثمان فيعزله عنكم، ونسأل من هو أضعف منه ونخلوا بما نريد، ونظر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكان أسرعهم إلى ذلك محمد بن أبي حذيفة، وهو ابن خال معاوية، وكان يتيما في حجر عثمان، فكبر، وسأل عثمان الهجرة إلى بعض الأمصار، فخرج إلى مصر، وكان الذي دعاه إلى ذلك أنه سأل عثمان العمل، فقال: لست هناك. قال: ففعلوا ما أمرهم به ابن السوداء، ثم إنهم خرجوا ومن شاء الله مهم، وشكوا عمرا واستعفوا منه، وكلما نهنه عثمان عن عمرو قوما وسكتهم انبعث آخرون بشيء آخر، وكلهم يطلب عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي سَرْحٍ، فقال لهم عثمان: أما عمرو فسننزعه عنكم ونقره على الحرب ثم ولى ابن أبي سرح خراجهم، وترك عمرا على الصلاة. فمشى في ذلك سودان، وكنانة بن بشر، وخارجة، فيما بين عبد الله بن سعد، وعمرو بن العاص، وأغروا بينهما حتى تكاتبا على قدر ما أبلغوا كل واحد، وكتبا إلى عثمان، فكتب ابن أبي سرح: إن خراجي لا يستقيم ما دام عمرو على الصلاة. وخرجوا فصدقوه واستعفوا من عمرو، وسألوا ابن أبي

سرح، فكتب عثمان إلى عمرو: إنه لا خير لك في صحبة من يكرهك فأقبل. ثم جمع مصر لابن أبي سرح. وقد روي أنه كان بين عمار بن ياسر، وبين عباس بن عتبة بن أبي لهب كلام، فضربهما عثمان. وقال سيف، عن مبشر، وسهل بن يوسف، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، قال: قدم عمار بن ياسر من مصر وأبي شاك، فبلغه، فبعثني إليه أدعوه، فقام معي وعليه عمامة وسخة وجبة فراء. فلما دخل على سعد قال له: ويحك يا أبا اليقظان إن كنت فينا لمن أهل الخير، فما الذي بلغني عنك من سعيك في فساد بين المسلمين، والتاليب على أمير المؤمنين، أمعك عقلك أم لا؟! فأهوى عمار إلى عمامته وغضب فنزعها، وقال: خلعت عثمان كما خلعت عمامتي هذه. فقال سعد: "إنا لله وإنا إليه راجعون" ويحك حين كثرت شيبتك ورق عظمك ونفد عمرك خلعت ربقة الإسلام من عنقك وخرجت من الدين عريانا. فقام عمار مغضبا موليا وهو يقول: أعوذ بربي من فتنة سعد. فقال سعد: ألا في الفتنة سقطوا، اللهم زد عثمان بعفوه وحلمه عندك درجات. حتى خرج عمار من الباب، فأقبل علي سعد يبكي حتى أخضل لحيته وقال: من يأمن الفتنة يا بني لا يخرجن منك ما سمعت منه، فإنه من الأمانة، وإني أكره أن يتعلق به الناس عليه يتناولونه، وَقَدْ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الحق مع عمار ما لم تغلب عليه دلهة الكبر". فقد دله وخرف. وممن قام على عثمان محمد بن أبي بكر الصديق، فسئل سالم بن عبد الله فيما قيل عن سبب خروج محمد قال: الغضب والطمع، وكان من الإسلام بمكان، وغره أقوام فطمع، وكانت له دالة، ولزمه حق، فأخذه عثمان من ظهره. وحج معاوية، فقيل: إنه لما رأى لين عثمان واضطراب أمره، قال: انطلق معي إلى الشام قبل أن يهجم عليك من لا قبل لك به، فأهل الشام على الطاعة فقال: أنا لا أبيع جوار رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ وإن كان فيه قطع خيط عنقي. قال: فأبعث إليك جندا. قال: أنا أقتر على جيران رسول الله الأرزاق بجند تساكنهم! قال: يا أمير المؤمنين والله لتغتالن ولتغزين قال: حسبي الله ونعم الوكيل. وقد كان أهل مصر بايعوا أشياعهم من أهل الكوفة والبصرة وجميع من أجابهم، واتعدوا يوما حيث شخص أمراؤهم، فلم يستقم لهم ذلك، لكن أهل الكوفة ثار فيهم يزيد بن قيس الأرحبي واجتمع عليه ناس، وعلى الحرب يومئذ القعاع بن عمرو، فأتاه وأحاط الناس بهم

فناشدوهم، وقال يزيد للقعقاع: ما سبيلك علي وعلى هؤلاء، فوالله إني لسامع مطيع، وإني لازم لجماعتي إلا أني أستعفي من إمارة سعيد. ولم يظهروا سوى ذلك، واستقبلوا سعيدا فردوه من الجرعة، واجتمع الناس على أبي موسى، فأقره عثمان. ولما رجع الأمراء لم يكن للسبئية سبيل إلى الخروج من الأمصار، فكاتبوا أشياعهم أن يتوافوا بالمدينة لينظروا فيما يريدون، وأظهروا أنهم يأمرون بالمعروف، وأنهم يسألون عثمان عن أشياء لتطير في الناس ولتحقق عليه. فتوفوا بالمدينة، فأرسل عثمان رجلين من بني مخزوم ومن بني زهرة، فقال: انظرا ما يريدون، وكانا ممن ناله من عثمان أدب، فاصطبرا للحق ولم يضطغنا، فلما رأوهما باثوهما وأخبروهما، فقالا: من معكم على هذا من أهل المدينة؟ قالوا: ثلاثة قالا: فكيف تصنعون؟ قالوا: نريد أن نذكر له أشياء قد زرعناها في قلوب الناس، ثم نرجع إليهم ونزعم لهم أنا قد قررناه بها، فلم يخرج منها ولم يتب، ثم نخرج كأننا حجاج حتى نقدم فنحيط به فنخلعه، فإن أبى قتلناه. فرجعا إلى عثمان بالخبر، فضحك، وقال: اللهم سلم هؤلاء فإنك إن لم تسلمهم شقوا، فأما عمار فحمل علي ذنب ابن أبي لهب وعركة بي، وأما محمد بن أبي بكر فإنه أعجب حتى رأى أن الحقوق لا تلزمه، وأما ابن سارة فغنه يتعرض للبلاء. وأرسل إلى المصريين والكوفيين ونادى: الصلاة جامعة -وهم عنده في أصل المنبر- فأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، وأخبرهم بالأمر، وقام الرجلان، فقال الناس: اقتل هؤلاء فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "من دعا إلى نفسه أو إلى أحد، وعلى الناس إمام فعليه لعنة الله، فاقتلوه". وقال عثمان: بل نعفو ونقبل، ونبصرهم بجهدنا، إن هؤلاء قالوا: أتم الصلاة في السفر، وكانت لا تتم، ألا وإني قدمت بلدا فيه أهلي فأتممت لهذا. قالوا: وحميت الحمى، وإني والله ما حميت إلا ما حمي قبلي، وإني قد وليت وإني لأكثر العرب بعيرا وشاء، فمالي اليوم غير بعيرين لحجتي، أكذاك؟ قالوا: نعم. قال: وقالوا: كان القرآن كتبا فتركتها إلا واحدا ألا وإن القرآن واحد جاء من عند واحد، وإنما أنا في ذلك تابع هؤلاء، أفكذاك؟ قالوا: نعم. وقالا: إني رددت الحكم وقد سيره رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ثم رده، فرسول الله صلى الله عليه وسلم سيره وهو رده، أفكذاك؟ قالوا: نعم

وقالوا: استعملت لأحداث. ولم استعمل إلا مجتمعا مرضيا، وهؤلاء أهل عملي فسلوهم، وقد ولي من قبلي أحدث منه، وقيل في ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشد مما قيل لي في استعماله أسامة، أكذاك؟ قالوا: نعم. وقالوا: إني أعطيت ابن أبي سرح ما أفاء الله عليه. وإني إنما نفلته خمس الخمس، فكان مائة ألف، وقد نفل مثل ذلك أبو بكر وعمر، وزعم الجند أنهم يكرهون ذلك فرددته عليهم، وليس ذلك لهم، أكذاك؟ قالوا: نعم. وقالوا: إني أحب أهل بيتي وأعطيهم. فأما حبهم فلم يوجب جورا، وأما إعطاؤهم، فإنما أعطيهم من مالي، ولا استحل أموال المسلمين لنفسي ولا لأحد. وكان قد قسم ماله وأرضه في بني أمية، وجعل ولده كبعض من يعطى. قال: ورجع أولئك إلى بلادهم وعفا عنهم قال: فتكاتبوا وتواعدوا إلى شوال، فلما كان شوال خرجوا كالحجاج حتى نزلوا بقرب المدينة، فخرج أهل مصر في أربع مائة، وأمراؤهم عبد الرحمن بن عديس البلوي، وكنانة بن بشر الليثي، وسودان بن حمران السكوني، وقتيرة السكوني، ومقدمهم الغافقي بن حرب العكي، ومعهم ابن السوداء. وخرج أهل الكوفة في نحو عدد أهل مصر، فيهم زيد بن صوحان العبدي، والأشتر النخعي، وزياد بن النضر الحارثي، وعبد الله بن الأصم، ومقدمهم عمرو بن الأصم. وخرج أهل البصرة وفيهم حكيم بن جبلة، وذريح بن عباد العبديان، وبشر بن شريح القيسي، وابن محرش الحنفي، وعليهم حرقوص بن زهير السعدي. فأما أهل مصر فكانوا يشتهون عليا، وأما أهل البصرة فكانوا يشتهون طلحة، وأما أهل الكوفة فكانوا يشتهون الزبير، وخرجوا ولا تشك كل فرقة أن أمرها سيتم دون الأخرى، حتى كانوا من المدينة على ثلاث، فتقدم ناس من أهل البصرة فنزلوا ذا خشب. وتقدم ناس من أهل الكوفة فنزلوا الأعوص، وجاءهم ناس من أهل مصر، ونزل عمتهم بذي المروة، ومشى فيما بين أهل البصرة وأهل مصر زياد بن النضر، وعبد الله بن الأصم ليكشفوا خبر المدينة، فدخلا فلقيا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وطلحة، والزبير، وعليا، فقالا: إنما نؤم هذا البيت، ونستعفي من بعض عمالنا، واستأذنوهم للناس بالدخول، فكلهم أبى ونهى، فرجعا. فاجتمع من أهل مصر نفر فأتوا عليا، ومن أهل البصرة نفر فأتوا طلحة، ومن أهل الكوفة نفر فأتوا الزبير، وقال كل فريق منهم: إن بايعنا صاحبنا وإلا كدناهم وفرقنا جماعتهم، ثم كررنا حتى نبغتهم.

فأتى المصريون عليا وهو عسكر عند أحجار الزيت، وقد سرح ابنه الحسن إلى عثمان فيمن اجتمع إليه، فسلم على علي المصريون، وعرضوا له، فصاح بهم وطردهم، وقال: لقد علم الصالحون أنكم ملعونون، فارجعوا لا صحبكم الله، فانصرفوا، وفعل طلحة والزبير نحو ذلك. فذه القوم وأظهروا أنهم راجعون إلى بلادهم، فذهب أهل المدينة إلى منازلهم، فلما ذهب القوم إلى عساكرهم كروا بم، وبغتوا أهل المدينة ودخلوها، وضجوا بالتكبير، ونزلوا في مواضع عساكرهم، وأحاطوا، بعثمان وقالوا: من كف يده فهو آمن. ولزم الناس بيوتهم، فأتى علي -رضي الله عنه- فقال: ما ردكم بعد ذهابكم؟ قالوا: وجدنا مع بريد كتابا بقتلنا. وقال الكوفيون والبصريون: نحن نمنع إخواننا وننصرهم فعلم الناس أن ذلك مكر منهم. وكتب عثمان إلى أهل الأمصار يستمدهم، فساروا إليه على الصعب والذلول، وبعث معاوية إليه حبيب بن مسلمة، وبعث ابن أبي سرح معاوية بن حديج، وسار إليه من الكوفة القعقاع بن عمرو. فلما كان يوم الجمعة صلى عثمان بالناس وخطب قال: يا هؤلاء الغزاء الله الله، فوالله إن أهل المدينة ليعلمون أنكم مَلْعُوْنُوْنَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فامحوا الخطأ بالصواب، فإن الله لا يمحو السيئ إلا بالحسن. فقام محمد بن مسلمة، فقال: أنا أشهد بذلك، فاقعده حكيم بن جبلة فقام زيد بن ثابت فقال: ابغني الكتاب. فثار إليه من ناحية أخرى محمد بن أبي قتيرة فأقعده وتكلم فأفظع، وثار القوم بأجمعهم، فحصبوا الناس حتى أخرجوهم، وحصبوا عثمان حتى صرع عن المنبر مغشيا عليه، فاحتمل وأدخل الدار. وكان المصريون لا يطمعون في أحد من أهل المدينة أن ينصرهم إلا ثلاثة، فإنهم كانوا يراسلونهم، وهم: محمد بن أبي بكر الصديق ومحمد بن جعفر، وعمار بن ياسر. قال: واستقتل أناس: منهم زيد بن ثابت، وأبو هريرة، وسعد بن مالك، والحسن بن علي، ونهضوا لنصرة عثمان، فبعث إليهم يعزم عليهم لما انصرفوا، فانصرفوا وأقبل علي حتى دخل على عثمان هو وطلحة والزبير يعودونه من صرعته، ثم رجعوا إلى منازلهم. وقال عمرو بن دينار عن جابر قال: بعثنا عثمان خمسين راكبا، وعلنيا محمد بن مسلمة حتى أتينا ذا خشب، فإذا رجل معلق المصحف في عنقه، وعيناه تذرفان، والسيف بيده وهو يقول: ألا إن هذا -يعني المصحف- يأمرنا أن نضرب بهذا، يعني السيف، على ما في

هذا، يعني المصحف، فقال: محمد بن مسلمة: اجلس فقد ضربنا بهذا على ما في هذا قبلك، فجلس فلم يزل يكلمهم حتى رجعوا. وقال الواقدي: حدثني ابن جريج، وغيره عن عمرو عن جابر أن المصريين لما أقبلوا يريدون عثمان دعا عثمان محمد بن مسلمة فقال: اخرج إليهم فارددهم وأعطهم الرضا، وكان رؤساؤهم أربعة: عبد الرحمن بن عديس، وسودان بن حمران، وعمرو بن الحمق الخزاعي، وابن البياع، فأتاهم ابن مسلمة، فلم يزل بهم حتى رجعوا، فلما كانوا بالبويب رأوا جملا عليه ميسم الصدقة، فأخذوه، فإذا غلام لعثمان، ففتشوا متاعه، فوجدوا قصبة من رصاص، فيها كتاب في جوف الإداوة في الماء. إلى عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي سَرْحٍ أن أفعل بفلان كذا وبفلان كذا من القوم الذين شرعوا في قتل عثمان، فرجع القوم ثانية، ونازلوا عثمان وحصروه. قال الواقدي: فحدثني عبد الله بن الحارث، عن أبيه قال: أنكر عثمان أن يكون كتب ذلك الكتاب وقال: فعل ذلك بلا أمري. وقال أبو نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد فذكر طرفا من الحديث، إلى أن قال: ثم رجعوا راضين، فبينما هم بالطريق ظفروا برسول إلى عامل مصر أن يصلبهم ويفعل ويفعل، فردوا إلى المدينة، فأتوا عليا فقالوا: ألم تر إلى عدو الله، فقم معنا قال: والله لا أقوم معكم قالوا: فلم كتبت إلينا؟ قال: والله ما كتبت إليكم. فنظر بعضهم إلى بعض، وخرج علي من المدينة، فانطلقوا إلى عثمان، فقالوا: أكتبت فينا بكذا؟ فقال: إنما هما اثنان، تقيمون رجلين من المسلمين -يعني شاهدين- أو يميني بالله الذي لا إله إلا هو ما كتبت ولا علمت، وقد يكتب الكتاب على لسان الرجل وينقش الخاتم على الخاتم. فقالوا: قد أحل الله دمك، ونقض العهد والميثاق. وحصروه في القصر. وقال ابن سيرين: إن عثمان بعث إليهم عليا فقال: تعطون كتاب الله وتعتبون من كل ما سخطتم. فأقبل معه ناس من وجوههم، فاصطلحوا على خمس: على أن المنفي يقلب، والمحروم يعطى، ويوفر الفيء، ويعدل في القسم، ويستعمل ذو الأمانة والقوة، كتبوا ذلك في كتاب، وأن يردوا ابن عامر إلى البصرة وأبا موسى إلى الكوفة. وقال أبو الأشهب، عن الحسن قال: لقد رأيتهم تحاصبوا في المسجد حتى ما أبصر السماء، وإن رجلا رفع مصحفا من حجرات النبي صلى الله عليه وسلم ثم نادى: ألم تعلموا أن محمدا قد برئ ممن فرقوا دينهم وكانوا شيعا.

وقال سلام: سمعت الحسن، قال: خرج عثمان يوم الجمعة، فقام إليه رجل، فقال: أسألك كتاب الله. فقال: ويحك أليس معك كتاب الله! قام: ثم جاء رجل آخر فنهاه، وقام آخر، وآخر، حتى كثروا، ثم تحاصبوا حتى لم أر أديم السماء. وَرَوَى بِشْرُ بنُ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن سلام، قال: بينما عثمان يخطب، فقام رجل فنال نه، فوذأته فاتذأ، فقال رجل: لا يمنعك مكان ابن سلام أن تسب نعثلا، فإنه من شيعته، فقلت له: لقد قلت القول العظيم في الخليفة من بعد نوح. وذأته: زجرته وقمعته. وقالوا لعثمان "نعثلا" تشبيها له برجل مصري اسمه نعثل كان طويل اللحية، والنعثل: الذكر من الضباع، وكان عمر يشبه بنوح في الشدة. وقال ابن عمر: بينما عثمان يخطب إذ قام إليه جهجاه الغفاري، فأخذ من يده العصا فكسرها على ركبته، فدخلت منها شظية في ركبته، فوقعت فيها الأكلة. وقال غيره: ثم إنهم أحاطوا بالدار وحصروه، فقال سعد بن إبراهيم، عن أبيه: سمعت عثمان يقول: إن وجدتم في الحق أن تضعوا رجلي في القيود فضعوهما. وقال ثمامة بن حزن القشيري: شهدت الدار وأشرف عليهم عثمان، فقال: ائتوني بصاحبيكم اللذين ألباكم. فدعيا له، كأنهما جملان أو حماران، فقال: أنشدكما الله أتعلمون أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم المدينة وليس يها ماء عذب غير بئر رومة، قال: "من يشتريها فيكون دلوه كدلاء المسلمين، وله في الجنة خير منها". فاشتريتها، وأنتم اليوم تمنعوني أن أشرب منها حتى أشرب من الماء المالح؟ قالا: اللهم نعم قال: أنشدكم الله والإسلام، هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يشتري بقعة بخير له منها في الجنة"، فاشتريتها وزدتها في المسجد، وأنت تمنعوني اليوم أن أصلي فيها؟ قالا: اللهم نعم قال: أنشدكما الله هل تعلمون أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان على ثبير مكة، فتحرك وعليه أبو بكر وعم وأنا فقال: "اسكن فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان". قالا: اللهم نعم فقال: الله أكبر شهدا ورب الكعبة أني شهيد. ورواه أبو سلمة بن عبد الرحمن بنحوه، وزاد فيه أنه جهز جيش العسرة. ثم قال: ولكن طال عليكم أمري فاستعجلتم، وأردتم خلع سربال سربلنيه الله، وإني لا أخلعه حتى أموت أو أقتل. وعن ابن عمر، قال: فأشرف عليهم وقال: علام تقتلونني؟ فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

"لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: كفر بعد إسلام، أو رجل زنى بعد إحصان، أو رجل قتل نفسا". فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام، ولا قتلت رجلا ولا كفرت. قال أبو أمامة بن سهل بن حنيف: إني لمع عثمان وهو محصور، فكنا ندخل إليه مدخلا -إذا دخل إليه الرجل- سمع كلام من على البلاط، فدخل يوما فيه وخرج إلينا وهو متغير اللون فقال: إنهم يتوعدوني بالقتل، فقلنا: يكفيكهم الله. وقال سهل السراج، عن الحسن قال عثمان: لئن قتلوني لا يقاتلون عدوا جميعا أبدا، ولا يقتسمون فيئا جميعا أبدا، ولا يصلون جميعا أبدا. وقال مثله عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي ليلى الكندي، وزاد فيه: ثم أرسل إلى عبد الله بن سلام فقال: ما ترى؟ فقال: الكف الكف، فإنه أبلغ لك في الحجة. فدخلوا عليه فقتلوه وهو صائم رضي الله عنه وأرضاه. وقال الحسن: حدثني وثاب، قال: بعثني عثمان، فدعوت له الأشتر، فقال: ما يريد الناس؟ قالك إحدى ثلاث: يخيرونك بين الخلع، وبين أن تقتص من نفسك، فإن أبيت فإنهم قاتلوك. فقال: ما كت لخلع سربالا سربلنيه الله، وبدني ما يقوم لقصاص. وقال حميد بن هلال: حدثنا عبد الله بن مغفل، قال: كان عبد الله بن سلام يجيء من أرض له على حمار يوم الجمعة، فلما هاجوا بعثمان قال: يا أيها الناس لا تقتلوا عثمان، واستعتبوه، فوالذي نفسي بيده ما قتلت أمة نبيها فصلح ذات بينهم حتى يهريقوا دم سبعين ألفا، وما قتلت أمة خليفتها فيصلح الله بينهم حتى يهريقوا دم أربعين ألفًان وما هلكت أمة حتى يرفعوا القرآن على السلطان: قال: فلم ينظرو فيما قال، وقتلوه، فجلس على طريق علي بن أبي طالب، فقال له: لا تأت العراق والزم منبر رسول الله، فوالذي نفسي بيده لئن تركته لا تراه أبدًا. فقال من حول علي: دعنا نقتله. قال: دعوا عبد الله بن سلام، فإنه رجل صالح. قال عبد الله بن مغفل: كنت استأمرت عبد الله بن سلام في أرض أشتريها، فقال بعد ذلك: هذه رأس أربعين سنة، وسيكون بعدها صلح فاشترها. قيل لحميد بن هلال: كيف ترفعون القرآن على السلطان؟ قال: ألم تر إلى الخوراج كيف يتأولون القرآن على السلطان؟ ودخل ابن عمر على عثمان وهو محصور، فقال: ما ترى؟ قال: أرى أن تعطيهم ما سألوك من وراء عتبة بابك غير أن لا تخلع نفسك. فقال: دونك عطاءك -وكان واجدًا عليه- فقال: ليس هذا يوم ذاك. ثم خرج ابن عمر إليهم فقال: إياكم وقتل هذا الشيخ، والله لئن

قتلتموه لم تحجوا البيت جميعا أبدا، ولم تجاهدوا عدوكم جميعا أبدا، ولم تقتسموا فيئكم جميعا أبدا إلا أن تجتمع الأجساد والأهواء مختلفة، ولقد رأيتنا وَأَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متوافرون نقول: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان. رواه عاصم بن محمد العمري، عن أبيه، عن ابن عمر. وعن أبي جعفر القارئ، قال: كان المصريون الذين حصروا عثمان ستة مائة: رأسهم كنانة بن بشر، وابن عديس البلوي، وعمرو بن الحمق، والذين قدموا من الكوفة مائتين، رأسهم الأشتر النخعي، والذين قدموا من البصرة مائة، رأسهم حكيم بن جبلة، وكانوا يدا واحدة في الشر، وكانت حثالة من الناس قد ضووا إليهم، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين خذلوه كرهوا الفتنة وظنوا أن الأمر لا يبلغ قتله، فلا قتل ندموا على ما ضيعوا في أمره، ولعمري لو قاموا أو قام بعضهم فحثا في وجوه أولئك التراب لانصرفوا خاسئين. وقال الزبير بن بكار: حدثني محمد بن الحسن، قال: لما كثر الطعن على عثمان تنحى علي إلى ماله بينبع، فكتب إليه عثمان: أما بعد فقد بلغ الحزام الطبيين، وخلف السيل الزبى، وبلغ الأمر فوق قدره، وطمع في الأمر من لا يدفع عن نفسه: فإن كنت مأكولا فكن خير آكل ... وإلا فأدركني ولما أمزق والبيت لشاعر من عبد القيس. الطبي: موضع الثدي من الخيل. وقال محمد بن جبير بن مطعم: لما حصر عثمان أرسل إلى علي: إن ابن عمك مقتول، وإنك مسلوب. وعن أبان بن عثمان قال: لما ألحوا على عثمان بالرمي، خرجت حتى أتيت عليا فقلت: يا عم أهلكتنا الحجارة فقام معي، فلم يزل يرمى حتى فتر منكبه، ثم قال: يا ابن أخي، اجمع حشمك، ثم يكون هذا شأنك. وقال حبيب بن أبي ثابت، عن أبي جعفر محمد بن علي: إن عثان بعث إلى علي يدعوه وهو محصور، فأراد أن يأتيه، فتعلقوا به ومنعوه، فحسر عمامة سوداء عن رأسه وقال: اللهم لا أرضى قتله ولا آمر به. وعن أبي إدريس الخولاني، قال: أرسل عثمان إلى سعد، فأتاه، فكلمه فقال له سعد: أرسل إلى علي، فإن أتاك ورضى صلح الأمر قال: فأنت رسولي إليه فأتاه فقام معه

علي، فمر بمالك الأشتر، فقال الأشترلأصحابه: أين يريد هذا؟ قالوا: يريد عثمان، فقال: والله لئن دخل عليه لتقتلن عن آخركم، فقام إليه في أصحابه حتى اختلجه عن سعد وأجلسه في أصحابه، وأرسل إلى أهل مصر: إن كنتم تريدون قتله فأسرعوا. فدخلوا عليه فقتلوه. وعن أبي حبيبة قال: لما اشتد الأمر قالوا لعثمان -يعني الذين عنده في الدار- ائذن لنا في القتال، فقال: أعزم على من كانت لي عليه طاعة أن لا يقاتل. أبو حبيبة هو مولى الزبير، روى عنه موسى بن عقبة. وقال محمد بن سعد: حدثنا محمد بن عمر، قال: حدثني شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه. وحدثني عبد الحميد بن عمران، عن أبي، عن مسور بن مخرمة "ح" وحدثني موسى بن يعقوب، عن عمه، عن ابن الزبير. "ح" وحدثنا ابْنُ أَبِي حَبِيْبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ، عن عكرمة، عن ابن عباس، قالوا: بعث عثمان المسور بن مخرمة إلى معاوية يعلمه أنه محصور، ويأمره أن يجهز إليه جيشا سريعا. فلما قدم على معاوية ركب معاوية لوقته هو ومسلم بن عقبة، ومعاوية بن حديج، فساروا من دمشق إلى عثمان عشرا. فدخل معاوية نصف الليل، وقبل رأس عثمان، فقال: أين الجيش؟ قال: ما جئت إلا في ثلاثة رهط فقال: عثمان: لا وصل الله رحمك، ولا أعز نصرك، ولا جزاك خيرا، فوالله لا أقتل إلا فيك، ولا ينقم علي إلا من أجلك. فقال: بأبي أنت وأمي، لو بعثت إليك جيشا فسمعوا به عاجلوك فقتلوك، ولكن معي نجائب، فاخرج معي، فما شعر بي أحد، فوالله ما هي إلا ثلاث حتى نرى معالم الشام. فقال: بئس ما أشرت به، وأبى أن يجيبه. فأسرع معاوية راجعا. ورد المسور يريد المدينة فلقي معاوية بذي المروة راجعا، وقدم على عثمان وهو ذام لمعاوية غير عاذر له. فلما كان في حصره الآخر، بعث المسور ثانيا إلى معاوية لينجده، فقال: إن عثمان أحسن فأحسن الله به، ثم غير فغير الله به، فشددت عليه، فقال: تركتم عثمان حتى إذا كانت نفسه في حنجرته قلتم: اذهب فادفع عنه الموت، وليس ذلك بيدي، ثم أنزلني في مشربة على رأسه، فما دخل علي داخل حتى قتل عثمان. وأما سيف بن عمر، فروى عن أبي حارثة وأبي عثمان، قالا: لما أتى معاوية الخبر أرسل إلى حبيب بن مسلمة الفهري فقال: أشر علي برجل منفذ لأمري، ولا يقصر، قال: ما أعرف لذاك غيري قال: أنت لها وجعل على مقدمته يزيد بن شجعة الحميري في ألف وقال: إن قدمت يا حبيب وقد قتل، فلا تدعن أحدا أشار إليه ولا أعان عليه إلا قتلته، وإن أتاك الخبر قبل أن تصل، فأقم حتى أنظر. وبعث يزيد بن شجعة في ألف على البغال، يقودون

الخيل، معهم الإبل عليها الروايا فأغذ السير، فأتاه قتله بقرب خيبر. ثم أتاه النعمان بن بشير، معه القميص الذي قتلوه فيه، فيه الدماء وأصابع امرأته نائلة، قد قطعوها بضربة سيف، فرجعوا، فنصب معاوية القميص على منبر دمشق، والأصابع معلقة فيه، وآلى رجال من أهل الشام لا يأتون النساء ولا يمسون الغسل إلا من حلم، ولا ينامون على فراش حتى يقتلوا قتلة عثمان، أو تفنى أرواحهم، وبكوه سنة. وقال الأوزاعي: حدثني محمد بن عبد الملك بن مروان، أن المغيرة بن شعبة، دخل على عثمان وهو محصور، فقال: إنك إمام العامة، وقد نزل بك ما ترى، وإني أعرض عليك خصالا: إما أن تخرج فتقاتلهم، فإن معك عددا وقوة، وإما أن تخرق لك بابا سوى الباب الذي هم عليه، فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة، فإنهم لن يستحلوك وأنت بها، وإما أن تلحق بالشام، فإنهم أهل الشام، وفيهم معاوية فقال: إني لن أفارق دار هجرتي، ولن أكون أول من خلف رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أمته بسفك الدماء. وقال نافع عن ابن عمر: أصبح عثمان حدث الناس قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الليلة في المنام، فقال: "أفطر عندنا غدًا"، فأصبح صائما، وقتل من يومه. وقال محمد بن سيرين: ما أعلم أحدا يتهم عليا في قتل عثمان، وقتل وإن الدار غاصة، فيهم ابن عمر، والحسن بن علي، ولكن عثمان عزم عليهم أن لا يقاتلوا. ومن وجه آخر، عن ابن سيرين قال: انطلق الحسن والحسين وابن عمر، ومروان، وابن الزبير، كلهم شاك السلاح، حتى دخلوا على عثمان، فقال: أعزم عليكم لما رجعتم فوضعتم أسلحتكم ولزمتم بيوتكم، فقال ابن الزبير ومروان: نحن نعزم على أنفسنا أن لا نبرح. وخرج الآخرون. وقال ابن سيرين: كان مع عثمان يومئذ في الدار سبع مائة، لو يدعهم لضربوهم حتى يخرجوهم من أقطارها. وروي أن الحسن بن علي ما راح حتى جرح. وقال عبد الله بن الزبير: قلت لعثمان: قاتلهم، فوالله لقد أحل الله لك قتالهم، فقال: لا أقاتلهم أبدا، فدخلوا عليه وهو صائم وقد كان عثمان أمر ابن الزبير على الدار، وقال: أطيعوا عبد الله بن الزبير. وقال ابن سيرين: جاء زيد بن ثابت في ثلاث مائة من الأنصار، فدخل على عثمان، فقال: هذه الأنصار بالباب. فقال: أما القتال فلا.

وقال أبو صالح، عن أبي هريرة، قال: دخلت على عثمان يوم الدار فقلت: طاب الضرب. فقال: أيسرك أن يقتل الناس جميعا وأنا معهم؟ قلت: لا، قال: فإنك إن قتلت رجلا واحدا، فكأنما قتلت الناس جميعا. فانصرفت ولم أقاتل. وعن أبي عون مولى المسور قال: ما زال المصريون كافين عن القتال، حتى قدمت أمداد العراق من عند ابن عامر، وأمداد ابن أبي سرح من مصر، فقالاك نعالجه قبل أن تقدم الأمداد. وعن مسلم أبي سعيد قال: أعتق عثمان عشرين مملكا ثم دعا بسراويل، فشدها عليه ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام، وقال: أَنِّي رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البارحة، وأبا بكر، وعمر، فقال: "اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة". ثم نشر المصحف بين يديه، فقتل وهو بين يديه. وقال ابن عون، عن الحسن: أنبأني وثاب مولى عثمان قال: جاء رويحل كأنه ذئب، فاطلع من باب، ثم رجع، فجاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا، فدخل حتى انتهى إلى عثمان، فأخذ بلحيته، فقال بها حتى سمعت وقع أضراسه، فقال: ما أغنى عنك معاوية، ما أغنى عنك ابن عامر، ما أغنت عنك كتبك. فقال: أرسل لحيتي يا ابن أخي. قال: فأا رأيته استعدى رجلا من القوم عليه يعينه، فقام إلى عثمان بمشقص، حتى وجأ به في رأسه ثم تعاوروا عليه حتى قتلوه. وعن ريطة مولاة أسامة قالت: كنت في الدار، إذ دخلوا، فجاء محمد فأخذ بلحية عثمان فهزها، فقال: يا ابن أخي دع لحيتي فإنك لتجذب ما يعز على أبيك أن تؤذيها. فرأيته كأنه استحيى، فقام، فجعل بطرف ثوبه هكذا: ألا ارجعوا ألا ارجعوا. قالت: وجاء رجل من خلف عثمان بسعفة رطبة، فضرب بها جبهته فرأيت الدم يسيل، وهو يمسحه ويقول: "اللهم لا يطلب بدمي غيرك"، وجاء آخر فضربه بالسيف على صدره فأقعصه، وتعاوروه بأسيافهم، فرأيتهم ينتهبون بيته. وقال مجالد، عن الشعبي قال: جاء رجل من تجيب من المصريين، والناس حول عثمان، فاستل سيفه، ثم قال: أفرجوا، ففرجوا له، فوضع ذباب سيفه في بطن عثمان، فأمسكت نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان السيف لتمنع عنه، فحز السيف أصابعها.

وقيل: الذي قتله رجل يقال له: حمار. وقال الواقدي: حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد، أن محمد بن أبي بكر تسور من دار عمرو بن حزم على عثمان، ومعه كنانة بن بشر، وسودان، وعمرو بن الحمق، فوجدوه عند نائلة يقرأ في المصحف، فتقدمهم محمد، فأخذ بلحيته، وقال: يا نعثل قد أخزاك الله فقال: لست بنعثل ولكنني عبد الله، وأمير المؤمنين. فقال محمد: ما أغنى عنك معاوية وفلان وفلان قال: يا ابن أخي دع لحيتي، فما كان أبوك ليقبض على ما قبضت. فقال: ما يراد بك أشد من قبضتي، وطعن جنبه بمشقص، ورفع كنانة مشاقص فوجأ بها في أذن عثمان، فمضت حتى دخلت في حلقه، ثم علاه بالسيف قال عبد الرحمن بن عبد العزيز: فسمعت ابن أبي عون يقول: ضرب كنانة بن بشر جبينه بعمود حديد، وضربه سودان المرادي فقتله، ووثب عليه عمرو بن الحمق، وبه رمق، وطعنه تسع طعنات، وقال: ثلاث لله، وست لما في نفسي عليه. وعن المغيرة قال: حروه اثنين وعشرين يوما، ثم أحرقوا الباب، فخرج من في الدار. وقال سليمان التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ مولى أبي أسيد، قال: فتح عثمان الباب ووضع المصحف بين يديه، فدخل عليه رجل، فقال: بيني وبينك كتاب الله، فخرج وتركه ثم دخل عليه آخر، فقال: بيني وبينك كتاب الله، فأهوى إليه بالسيف، فاتقاه بيده فقطعها، فقال: أما والله إنها لأول كف خطت المفصل ودخل عليه رجل يقال له: الموت الأسود، فخنقه قبل أن يضرب بالسيف، قال: فوالله ما رأيت شيئا ألين من حلقه، لقد خنقته حتى رأيت نفسه مثل الجان تردد في جسده. وعن الزهري قال: قتل عند صلاة العصر، وشد عبد لعثمان على كنانة بن بشر فقتله، وشد سودان على العبد فقتله. وقال أبو نضرة، عن أبي سعيد، قال: ضربوه فجرى الدم على المصحف على: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [البقرة: 137] . وقال عمران بن حدير، إلا يكن عبد الله بن شقيق حدثني: أن أول قطرة قطرت من دمه على: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} فإن أبا حريث ذكر أنه ذهب وهو وسهيل المرى، فأخرجوا إليه المصحف، فإذا قطرة الدم على {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} قال: فإنها في المصحف ما حكت.

وقال محمد بن عيسى بن سميع، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري: قلت لسعيد بن المسيب: هل أنت مخبري كيف كان قتل عثمان؟ قال: قتل مظلوما، ومن خذله كان معذورا، ومن قتله كان ظالما، وإنه لما استخلف كره ذلك نفر من الصحابة؛ لأنه كان يحب قومه ويوليهم، فكان يكون منهم ما تنكره الصحابة فيستعتب فيهم، فلا يعزلهم، فلما كان في الست الحجيج الأواخر استأثر ببني عمه فولاهم وما أشرك معهم، فولى عبد الله بن أبي سرح مصر، فمكث عليها، فجاء أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه. وقد كان قبل ذلك من عثمان هنات إلى ابن مسعود وأبي ذر وعمار فحنق عليه قومهم، وجاء المصريون يشكون ابن أبي سرح، فكتب إليه يتهدده فأبى أن يقبل، وضرب بعض من أتاه ممن شكاه فقتله. فخرج من أهل مصر سبع مائة رجل، فنزلوا المسجد، وشكوا إلى الصحابة ما صنع ابن أبي سرح بهم، فقام طلحة فكلم عثمان بكلام شديد، وأرسلت إليه عائشة تقول له: أنصفهم من عاملك، ودخل عليه علي، وكان متكلم القوم، فقال: إنما يسألونك رجلا مكان رجل، وقد ادعوا قبله دما، فاعزله، واقض بينهم فقال: اختاروا رجلا أوله فأشاروا عليه بمحمد بن أبي بكر، فكتب عهده، وخرج معهم عدد من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بين أهل مصر وابن أبي سرح. فلما كان محمد على مسيرة ثلاث من المدينة، إذا هم بغلام أسود على بعير مسرعا فسألوه فقال: وجهني أمير المؤمنين إلى عامل مصر، فقالوا له: هذا عامل أهل مصر، وجاؤوا به إلى محمد، وفتشوه فوجدوا إداوته تتقلقل، فشقوها، فإذا فيها كتاب من عثمان إلى ابن أبي سرح، فجمع محمد من عنده من الصحابة، ثم فك الكتاب، فإذا فيه: إذا أتاك محمد، وفلان، وفلان فاستحل قتلهم، وأبطل كتابه، واثبت على عملك. فلما قرأوا الكتاب رجعوا إلى المدينة، وجمعوا طلحة، وعليا، والزبير، وسعدا، وفضوا الكتاب، فلم يبق أحد إلا حنق على عثمان، وزاد ذلك غضبا وحنقا أعوان أبي ذر، وابن مسعود، وعمار. وحاصر أولئك عثمان وأجلب عليه محمد بن أبي بكر ببني تيم، فلما رأى ذلك علي بعث إلى طلحة، والزبير، وعمار، ثم دخل على عثمان، ومعه الكتاب والغلام والبعير فقال: هذا الغلام والبعير لك؟ قال: نعم، قال: فهذا كتابك؟ فحلف أنه ما كتبه ولا أمر به، قال: فالخاتم خاتمك؟ قال: نعم فقال: كيف يخرج غلامك ببعيرك بكتاب عليه خاتمك ولا تعلم به! وعرفوا أنه خط مروان وسألوه أن يدفع إليهم مروان، فأبى وكان عنده في الدار، فخرجوا من عنده غضابا، وشكوا في أمره، وعلموا أنه لا يحلف بباطل ولزموا بيوتهم.

وحاصره أولئك حتى منعوه الماء، فأشرف يوما، فقال: أفيكم علي؟ قالوا: لا قال: أفيكم سعد؟ قالوا: لا فسكت، ثم قال: ألا أحد يسقينا ماء. فبلغ ذلك عليا، فبعث إليه بثلاث قرب فجرح في سببها جماعة حتى وصلت إليه، وبلغ عليا أن عثمان يراد قتله فقال: إنما أردنا منه مروان، فأما عثمان، فلا ندع أحدا يصل إليه. وبعث إليه الزبير ابنه، وبعث طلحة ابنه، وبعث عدة من الصحابة أبناءهم، يمنعون الناس منه، ويسألونه إخراج مروان، فلما راى ذلك محمد بن أبي بكر، ورمى الناس عثمان بالسهام، حتى خضب الحسن بالدماء على بابه، وأصاب مروان سهم، وخضب محمد بن طلحة، وشج قنبر مولى علي، فخشي محمد أن يغضب بنو هاشم لحال الحسن، فاتفق هو وصاحباه، وتسوروا من دار، حتى دخلوا عليه، ولا يعلم أحد من أحل الدار؛ لأنهم كانوا فوق البيوت، ولم يكن مع عثمان إلا امرأته. فدخل محمد فأخذ بلحيته، قال: والله لو رآك أبوك لساءه مكانك مني فتراخت يده، ووثب الرجلان عليه فقتلاه، وهربوا من حيث دخلوا، ثم صرخت المرأة، فلم يسمع صراخها لما في الدار من الجلبة، فصعدت إلى الناس وأخبرتهم، فدخل الحسن والحسين وغيرهما فوجوده مذبوحا. وبلغ عليا وطلحة والزبير الخبر، فخرجوا -وقد ذهبت عقولهم- ودخلوا فرأوه مذبوحا، وقال علي: كيف قتل وأنتم على الباب؟ ولطم الحسن وضرب صدر الحسين، وشتم ابن الزبير، وابن طلحة، وخرج غضبان إلى منزله. فجاء الناس يهرعون إليه ليبايعوه، قال: ليس ذاك إليكم، إنما ذاك إلى أهل بدر، فمن رضوه فهو خليفة. فلم يبق أحد من البدريين إلا أتى عليا، فكان أول من بايعه طلحة بلسانه، وسعد بيده، ثم خرج إلى المسجد فصعد المنبر، فكان أول من صعد إليه طلحة، فبايعه بيده، ثم بايعه الزبير وسعد والصحابة جميعا، ثم نزل فدعا الناس، وطلب مروان، فهرب منه هو وأقاربه. وخرجت عائشة اكية تقول: قتل عثمان، وجاء علي إلى امرأة عثمان، فقال: من قتله؟ قالت: لا أدري، وأخبرته بما صنع محمد بن أبي بكر فسأله علي، فقال: تكذب، قد والله دخلت عليه، وأنا أريد قتله، فذكر لي أبي، فقمت وأنا تائب إلى الله والله ما قتلته ولا أمسكته، فقالت: صدق، ولكنه أدخل اللذين قتلاه. وقال مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ، عن أبيه، عن جده، قال: اجتمعنا في دار مخرمة للبيعة بعد قتل عثمان، فقال أبو جهم بن حذيفة: أما من بايعنا منكم فلا يحول بيننا

وبين قصاص. فقال عمار: أما دم عثمان فلا فقال: يا ابن سمية، أتقتص من جلدات جلدتهن، ولا تقتص من دم عثمان! فتفرقوا يومئذ عن غير بيعة. وروى عمر بن علي بن الحسين، عن أبيه قال: قال مروان: ما كان في القوم أدفع عن صاحبنا من صاحبكم -يعني عليا عن عثمان- قال: فقلت: ما بالكم تسبونه على المنابر! قال: لا يستقيم الأمر إلا بذلك. رواه ابن أبي خيثمة. بإسناد قوي، عن عمر. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سعيد بن أبي زيد، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الله، قال: كان لعثمان عند خازنه يوم قتل ثلاثون ألف ألف درهم، وخمسون ومائة ألف دينار، فانتهيت وذهبت، وترك ألف بعير بالربذة، وترك صدقات بقيمة مائتي ألف دينار. وقال ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، قال: بلغني أن الركب الذين ساروا إلى عثمان عامتهم جنوا. وقال ليث بن أبي سليم، عن طاووس، عن ابن عباس سمع عليا يقول: والله ما قتلت -يعني عثمان- ولا أمرت، ولكن غلبت، يقول ذلك ثلاثا. وجاء نحوه عن علي من طرق، وجاء عنه أنه لعن قتلة عثمان. وعن الشعبي قال: ما سمعت من مراثي عثمان أحسن من قول كعب بن مالك: فَكَفَّ يَدَيْهِ ثُمَّ أَغْلَقَ بَابَهُ ... وَأَيْقَنَ أَنَّ الله ليس بغافل وقال لأهل الدار: لا تقتلوهم ... عَفَا اللهُ عَنْ كُلِّ امْرِئٍ لَمْ يُقَاتِلِ فَكَيْفَ رَأَيْتَ اللهَ صَبَّ عَلَيْهِمُ الـ ... ـعَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ بَعْدَ التَّوَاصُلِ وَكَيْفَ رَأَيْتَ الخَيْرَ أَدْبَرَ بعده ... عن الناس إدبار النعام الجوافل ورثاه حسان بن ثابت بقوله: من سره الموت صرفا لا مزاج له ... فليأت مأدبة في دار عثمانا ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطع الليل تسبيحا وقرآنا صبرا فدى لكم أمي وما ولدت ... قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا ليسمعن وشيكا في دياهم: ... الله أكبر يا ثارات عثمانا

فصل: فيه ذكر من توفي في خلافة عثمان تقريبا أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم الأنصاري، أخو عبادة، وكلاهما قد شهد بدرًا. وأوس هو زوج المجادلة في زوجها خولة -ويقال لها: خويلة- بنت ثعلبة، وقد آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين مرثد بن أبي مرثد الغنوي. أنس بن معاذ بن أنس بن قيس الأنصاري النجاري، ويقال: اسمه أنيس، فربما صغر. شهد بدرًا والمشاهد. توفي في خلافة عثمان أوس بن خولى من بني الحبلى. أنصاري شهد بدرا. وهو الذي حضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في قبره. توفي قبل مقتل عثمان. الجد بن قيس. يقال: إنه تاب من النفاق وحسن أمره. الحطيئة الشاعر، أبو مليكة العبسي، قيل: اسمه جرول. عاش دهرًا في الجاهلية وصدرًا في الإسلام، ودخل على عمر وأنشده: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس وكان جوالا في الآفاق يمتدح الكبار ويستجديهم، وكان سؤولا بخيلا، ركب مرة ليفد على الملوك، فقال لأهله: عدي السنين إذا خرجت لغيبة ... ودعي الشهور فإنهم قصار زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير الأنصاري الخزرجي المتكلم بعد الموت. له صحبة ورواية، قتل أبوه يوم أحد. قال سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، أن زيد بن خارجة توفي زمن عثمان، فسجي بثوب ثم إنهم سمعوا جلجلة في صدره، ثم تكلم، فقال: أحمد أحمد في الكتاب الأول، صدق صدق أبو بكر الضعيف في نفسه القوي في أمر الله في الكتاب الأول صدق صدق عمر القوي الأمين في الكتاب الأول، صدق صدق عثمان على منهاجهم، مضت أربع سنين وبقيت سنتان، أتت الفتن وأكل الشديد الضعيف، وقامت الساعة وسيأتيكم خبر بئر أريس وما بئر أريس. قال ابن المسيب: ثم هلك رجل من بني خطمة، فسجى بثوب فسمعوا جلجلة في صدره، ثم تكلم، فقال: إن أخا بني الحارث بن الخزرج صدق صدق.

قال ابن عبد البر: هذا هو الذي تكلم بعد الموت لا يختلفون في ذلك، وذلك أنه غشي عليه وأسري بروحه، ثم راجعته نفسه فتكلم بكلام في أبي بكر، وعمر، وعثمان، ثم مات لوقته. رواه ثقات الشاميين عن النعمان بن بشير. سلمان بن ربيعة الباهلي، يقال: له صحبة. وقد سمع من عمر، روى عنه: أبو وائل، والصبي بن معبد، وعمرو بن ميمون. وكان بطلا شجاعا فاضلا عابدا، ولاه عمر قضاء الكوفة، ثم ولي زمن عثمان غزو أرمينية فقتل ببلنجر، وقيل: بل الذي قتل بها أخوه عبد الرحمن، وقيل: إن الترك إذا قحطوا يستسقون بقبر سلمان، وهو مدفون عندهم، وقد جعلوا عظامه في تابوت. روى له مسلم. عبد الله بن سراقة بن المعتمر العدويّ. له صحبة ورواية. شهد أحدا وغيرها وقال الزهري: إنه شهد بدرا. روى عنه عبد الله بن شقيق وعقبة بن وساج وغيرهما. وروى أيضا عن أبي عبيدة، وهو أخو عمرو. وقيل: إن الذي روى عن أبي عبيدة وروى عنه عبد الله بن شقيق في الدجال أزدي شريف من أهل دمشق. قاله الغلابي وغيره. عبد الله بن قيس بن خالد الأنصاري النجاري المالكي، شهد بدرا. قال الواقدي: لم يبق له عقب، وتوفي في زمن عثمان. عبد الرحمن بن سهل بن زيد الأنصاري الحارثي. قال ابن عبد البر: شهد بدرًا. وقال أبو نعيم: شهد أحدا، والخندق، وهو الذي نهش فرقاه عمارة بن حزم. استعمله عمر على البصرة بعد موت عتبة بن غزوان. وعن القاسم بن محمد قال: جاءت جدتان إلى أبي بكر فأعطى السدس أم الأم دون أم الأب، فقال له عبد الرحمن بن سهل رجل من بني حارثة قد شهد بدرا: أعطيت التي لو ماتت لم يرثها، وتركت التي لو ماتت لورثها، فجعله أبو بكر بينهما. وقد ورد أن هذا غزا في خلافة عثمان. عمرو بن سراقة بن المعتمر بن أنس القرشي العدوي، بدري كبير، وهو أخو عبد الله. روى عامر بن ربيعة قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ومعنا عمرو بن سراقة -وكان

لطيف البطن طويلا -فجاع، فانثنى صلبه، أخذنا صفيحة من حجارة فربطناها على بطنه، فمشى يوما، فجئنا قوما فضيفونا، فقال عمرو: كنت أحسب الرجلين تحمل البطن فإذا البطن يحمل الرجلين! عروة بن حزام، أبو سعيد. شاب عذري قتله الغرام، وهو الذي كان يشبب بابنة عمه عفراء بنت مهاصر. خرج أهلها من الحجاز إلى الشام فتبعهم عروة وامتنع عمه من تزويجه بها لفقرة، وزوجها بابن عم آخر غني فهلك في محبتها عروة. ومن قوله فيها: وما هو إلا أن أراها فجاءة ... فأبهت حتى ما أكاد أجيب وأصرف عن رأي الذي كنت أرتئي ... وأنسى الذي أعددت حين تغيب عيينة بنِ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرِ بنِ عَمْرِو بنِ جُوَيَّةَ بنِ لَوْذَانَ بنِ ثَعْلَبَةَ بن عدي بن فزارة الفزاري، من قيس غيلان، واسم عيينة حذيفة، فأصابته لقوة فجحظت عيناه فسمي عيينة. ويكنى أبا مالك، وهو سيد بني فزارة وفارسهم. قال الواقدي: حدثني إبراهيم بن جعفر، عن أبيه قال: أجدبت بلاد آل بدر، فسارعيينة في نحو مائة بيت من آله حتى أشرف على بطن نخل فهاب النبي صلى الله عليه وسلم، فورد المدينة ولم يسلم ولم يبعد، وقال: أريد أدنو من جوارك فوادعني فوادعه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر، فلما فرغت انصرف عيينة إلى بلادهم فأغار على لقاح النبي صلى الله عليه وسلم بالغابة، قال له الحارث بن عوف: ما جزيت محمدًا سمنت في بلاده ثم غزوته!؟ وقال الواقدي: حدثني عبد العزيز بن عقبة بن سلمة، عن عمه إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: أغار عيينة في أربعين رجلا على لقاح رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ عشرين لقحة فساقها وقتل ابنا لأبي ذر كان فيها، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في طلبهم إلى ذي قرد فاستنقذ عشر لقاح وأفلت القوم بالباقي، وقتلوا حبيب بن عيينة، وابن عمه مسعدة، وجماعة. الواقدي عن محمد بن عبد الله عن الزهري، عن ابن المسيب قال: كان عيينة بن حصن أحد رؤوس الأحزاب فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليه وإلى الحارث بن عوف: أرأيتما إن جعلت لكم ثلث تمر المدينة، أترجعان بمن معكما؟ فرضيا بذلك، فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يكتب لهم الصلح جاء أسيد بن حضير، وعيينة ماد رجليه بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا

عين الهجرس اقبض رجليك، والله لولا رسول الله صلى الله عليه وسلم خضبتك بالرمح، ثم أقبل عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: إن كان أمر من السماء فامض له، وإن كان غير ذلك فوالله لا نعطيهم إلا السيف، متى طعمتم هذا منا وقال السعدان كذلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "شق الكتاب". فشقه فقال عيينة: أما والله للتي تركتم خير لكم من الخطة التي أخذتم، وما لكم بالقوم طاقة، فقال عاد بن بشر: يا عيينة، أبالسيف تخوفنا! ستعلم أينا أجزع، والله لولا مكان رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا وصلتم إلى قومكم. فرجعا وهما يقولان: والله ما نرى أنا ندرك منهم شيئا. قال الواقدي: فلما انكشف الأحزاب رد عيينة إلى بلاده، ثم أسلم قبل الفتح بيسير. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ علي بن سليم، عن الزبير بن خبيب، قال: أقبل عيينة بن حصن، فتلقاه ركب خارجين من المدينة، فسألهم فقالوا: الناس ثلاثة: رجل أسلم فهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل العرب، ورجل لم يسلم فهو يقاتله، ورجل يظهر الإسلام ويظهر لقريش أنه معهم، قال: ما يسمي هؤلاء؟ قال: يسمون المنافقين. قال: ما في من وصفتم أحزى من هؤلاء، اشهدوا أنني منهم. ثم ساق ابن سعد قصة طويلة بلا إسناد في نافق عيينة يوم الطائف، وفي أسره عجوزا يوم هوازن يلتمس بها الفداء، فجاء ابنها فبذل فيها مائة من الإبل، فتقاعد عيينة، ثم غاب عنه، ونزله إلى خمسين، فامتنع ثم لم يزل به إلى أن بذل فيها عشرة من الإبل، فغضب وامتنع، ثم جاءه فقال: يا عم أطلقها وأشكرك، قال: لا حاجة لي بمدحك، ثم قال: ما رأيت كاليوم أمرا أنكد، وأقبل يلوم نفسه فقال الفتى: أنت صنعت هذا: عمدت إلى عجوز والله ما ثديها بناهد ولا بطنها بوالد، ولا فوها ببارد، ولا صاحبها بواجد، فأخذتها من بين من ترى، فقال: خُذْهَا لاَ بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيْهَا. قَالَ الفتى: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد كسا السبي فأخطأها من بينهم الكسوة، فهلا كسوتها؟ قال: لا والله. فما فارقه حتى أخذ منه سمل ثوب، ثم ولى الفتى وهو يقول: إنك لغير بصير بالفرص. وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم عيينة من الغنائم مائة من الإبل. الواقدي: حدثنا مُوْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة -رضي الله عنها، قالت: دخل عيينة بن حصن عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عنده، فقال: من هذه الحميراء؟ قال: "هذه عائشة بنت أبي بكر". فقال: ألا أنزل لك عن أحسن الناس: ابنة جمرة؟ قال: "لا"، فلما خرج قلت: يا رسول الله من هذا؟ قال: "هذا الحمق المطاع".

قال ابن سعد: قالوا: وارتد عيينة حين ارتدت العرب، ولحق بطليحة الأسدي حين تنبأ فآمن به، فلما هزم طليحة أخذ خالد بن الوليد عيينة فأوثقه وبعث به إلى الصديق قال ابن عباس: فنظرت إليه والغلمان ينخسونه بالجريد ويضربونه ويقولون: أي عدو الله كفرت بعد إيمانك! فيقول: والله ما كنت آمنت، فلما كلمه أبو بكر رجع إلى الإسلام فأمنه. المدائني عن عامر بن أبي محمد قال: قال عيينة لعمر: احترس أو أخرج العجم من المدينة، فإني لا آمن أن يطعنك رجل منهم. المدائني عن عبد الله بن فائد، قال: كانت أم البنين بنت عيينة عند عثمان فدخل عيينة على عثمان بلا إذن، فعتبه عثمان فقال: ما كنت أرى أنني أحجب عن رجل من مضر، فقال عثمان: ادن فأصب من العشاء قال: إني صائم، قال: تصوم الليل! قال: إني وجدت صوم الليل أيسر علي! قال المدائني: ثم عمي عيينة في إمرة عثمان. أبو الأشهب، عن الحسن قال: عاتب عثمان عيينة، فقال: ألم أفعل ألم أفعل وكنت تأتي عمر ولا تأتينا؟! فقال: كان عمر خيرا لنا منك، أعطانا فأغنانا، وأخشانا فأتقانا. قطبة بن عامر، أبو زيد الأنصاري السلمي، شهد بدرا والعقبتين. قيس بن قهد بن قيس بن ثعلبة الأنصاري، أحد بني مالك بن النجار. قال مصعب الزبيري: هو جد يحيى بن سعيد الأنصاري، وخالفه الأكثر وقيل: هُوَ جَدُّ أَبِي مَرْيَمَ عَبْدِ الغَفَّارِ بنِ القاسم الكوفي. وقال ابن ماكولا: إنه شهد بدرا، روى عنه ابنه سليم، وقيس بن أبي حازم. وله حديث في الركعتين بعد الفجر. لبيد بن ربيعة العامري، الشاعر المشهور الَّذِي قَالَ فِيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أصدق كلمة قالتها العرب كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل". قال مالك: بلغني أن لبيدا عمر مائة وأربعين سنة، ويكنى أبا عقيل. قال ابن أبي حاتم: بعث الوليد بن عقبة إلى منزل لبيد عشرين جزورا فنحرت. وقيل: إنه توفي سنة إحدى وأربعين.

المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي، ممن بايع تحت الشجرة. روى عنه: ابنه سعيد بن المسيب. محمد بن جعفر بن أبي طالب، أبو القاسم الهاشمي. ولدته أسماء بنت عميس بالحبشة في أيام هجرة أبويه إليها وتوفي شابا. قال أبو أحمد الحاكم: إنه تزوج بأم كلثوم بنت علي بعد عمر بن الخطاب. وقال ابن عبد البر: إنه استشهد بتستر، فالله أعلم. قال جرير بن حازم: حدثنا محمد بنِ أَبِي يَعْقُوْبَ، عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعْدٍ، عن عبد الله بنِ جَعْفَرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نعى أباه جعفرا أمهل ثلاثا لا يأتيهم، ثم أتاهم فقال: "لا تبكوا على أخي بعد اليوم". ثم قال: "ادعوا لي بني أخي"، فجيء بنا كأننا أفرح فأمر بحلاق فحلق رؤوسنا، ثم قال: "أما محمد فيشبه عمنا أبا طالب، وأما عبد الله فيشبه خلقي وخلقي"، ثم أخذ بيدي فأشالها، وقال: "اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَراً فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ الله في صفقة يمينه". ثلاثا، ثم جاءت أمنا أسماء، فَذَكَرَتْ يُتْمَنَا، فَقَالَ: "العَيْلَةَ تَخَافِيْنَ عَلَيْهِم، وَأَنَا وليهم في الدنيا والآخرة"! منقذ بن عمرو الأنصاري، أحد بني مازن بن النجار. كان قد أصابته آمة1 في رأسه فكسرت لسانه ونازعت عقله. وهو الذي كان يغبن في البيوع فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا بعت فقل: لا خلابة". نعيم بن مسعود، أبو سلمة الغطفاني الأشجعي. أسلم زمن الخندق، وهو الذي خذل بين الأحزاب، وكان يسكن المدينة. وله عقب روى عنه ابنه سلمة. أبو خزيمة بن أوس بن زيد، أحد بني النجار. شهد بدرا والمشاهد، وهو الذي وجد زيد بن ثابت معه الآيتين من آخر سورة براءة. توفي زمن عثمان. أبو ذؤيب الهذلي، خويلد بن خالد، الشاعر المشهور.

_ 1 الآمة: الشجة التي بلغت أم الرأس. وهي الجلدة التي تجمع الدماغ.

أدرك الجاهلية وأسلم في خلافة الصديق، وكان أشعر هذيل، وكانت هذيل أشعر العرب. ومن شعره: وَإِذَا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا ... أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيْمَةٍ لا تنفع وَتَجَلُّدِي لِلشَّامِتِيْنَ أُرِيْهُمُ ... أَنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لاَ أتضعضع توفي غازيا بإفريقية في خلافة عثمان، وقد شهد سقيفة بني ساعدة وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أبو زبيد الطائي الشاعر، اسمه حرملة بن المنذر النصراني. أنشد عثمان قصيدة في الأسد بديعة فقال له: تفتأ تذكر الأسد ما حييت إني لأحسبك جبانا، وكان أبو زبيد يجالس الوليد بن عقبة. أبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود القرشي العامري. قديم الإسلام يقال: إنه هاجر إلى الحبشة وقد شهد بدرا والمشاهد بعدها. وهو أخو أبي سلمة بن عبد الأسد، وأمهما برة بنت عبدا لمطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أبي سبرة، وبين سلمة بن سلامة بن وقش. قال الزبير بن بكار: لا نعلم أحدا من أهل بدر رجع إلى مكة فنزلها، غير أبي سبرة فإنه سكنها بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وولده ينكرون ذلك. وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه. أبو لبابة بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية الأنصاري، اسمه بشير، وقيل: رفاعة. رده النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر من الروحاء، فاستعمله على المدينة وضرب له بسهمه وأجره وكان من سادة الصحابة. توفي في خلافة عثمان وقيل: في خلافة علي، وقيل: في خلافة معاوية، هو أحد النقباء ليلة العقبة. روى عنه: ابناه السائب، وعبد الرحمن، وعبد الله بن عمر، وسالم بن عبد الله، ونافع مولى ابن عمر، وعبيد الله بن أبي يزيد، وعبد الله بن كعب بن مالك، وسلمان الأغر، ورواية بعض هؤلاء عنه مرسلة لعدم إدراكهم إياه. أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة، تقدم في سنة إحدى وعشرين، وتوفي في خلافة عثمان. اسمه خالد، وقيل: شيبة وقيل: هشيم، وقيل: مهشم وهو أخو أبي حذيفة. كان صالحا زاهدا، وهو أخو مصعب بن عمير لأمه أسلم يوم الفتح، وذهبت عينه يوم اليرموك.

سيرة أبي الحسنين علي رضي الله عنه

5- سيرة أبي الحسنين علي رضي الله عنه: عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ، أمير المؤمنين، أبو الحسن القرشي الهاشمي. وأمه فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مناف الهاشمية، وهي بنت عم أبي طالب. كانت من المهاجرات، توفيت فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة. قال عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، عَنْ علي: قلت لأمي اكفي فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سقاية الماء والذهاب في الحاجة، وتكفيك هي الطحن والعجن. وهذا يدل على أنها توفيت بالمدينة. روى الكثير عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض عليه القرآن وأقرأه. عرض عليه أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو الأسود الدؤلي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى. وروى عن علي: أبو بكر، وعمر، وبنوه: الحسن، والحسين، ومحمد، وعمر، وابن عمه ابن عباس، وابن الزبير، وطائفة من الصحابة، وَقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ، وَعَلْقَمَةُ بنُ قَيْسٍ، وعبيدة السلماني، ومسروق، وأبو رجاء العطاردي، وخلق كثير. وكان من السابقين الأولين، شهد بدرا وما بعدها، وكان يكنى أبا تراب أيضا. قال عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن سهل، أن رجلا من آل مروان استعمل على المدينة، فدعاني وأمرني أن أشتم عليا فأبيت، فقال: أما إذا أبيت فالعن أبا تراب، فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه منه، إن كان ليفرح إذا دعي به، فقال له: أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب؟ فقال: جَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتٌ فاطمة، فلم يجد عليا في البيت، فقال: "أين ابن عمك"؟ قالت: قد كان بيني وبينه شيء فغاظني، فخرج ولم يقل عندي، فقال لإنسان: "اذهب انظر أين هو". فجاء فقال: يا رسول الله هو راقد في المسجد، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه، فأصابه تراب، فَجَعَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عنه التراب ويقول: "قم أبا تراب قم أبا تراب". أخرجه مسلم1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "441"، ومسلم "2409" حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أبي حازم، عن سهل بن سعد، به.

قال أبو رجاء العطاردي: رأيت عليا شيخا أصلع كثير الشعر، كأنما اجتاب1 إهاب شاة، ربعة عظيم البطن، عظيم اللحية. وقال سوادة بن حنظلة: رأيت عليا أصفر اللحية. وعن محمد ابن الحنفية، قال: اختضب علي بالحناء مرة ثم تركه. وعن الشعبي قال: رأيت عليا ورأسه ولحيته بيضاء، كأنهما قطن. وقال الشعبي: رأيت عليا أبيض اللحية، ما رأيت أعظم لحية منه، وفي رأسه زغيبات2. وقال أبو إسحاق: رأيته يخطب، وعليه إزار ورداء، أنزع، ضخم البطن، أبيض الرأس واللحية. وعن أبي جعفر الباقر قال: كان علي آدم شديد الأدمة ثقيل العينين، عظيمهما، وهو إلى القصر أقرب. قال عروة: أسلم علي وهو ابن ثمان. وقال الحسن بن زيد بن الحسن: أسلم وهو ابن تسع. وقال المغيرة: أسلم وله أربع عشرة سنة رواه جرير عنه. وثبت عن ابن عباس، قال: أول من أسلم علي. وعن محمد القرظي، قال: أول من أسلم خديجة، وأول رجلين أسلما أبو بكر وعلي، وإن أبا بكر أول من أظهر الإسلام، وكان علي يكتم الإسلام فرقا من أبيه، حتى لقيه أبو طالب، فقال: أسلمت؟ قال: نعم، قال: وازر ابن عمك وانصره وأسلم علي قبل أبي بكر. وقال قتادة: إن عليا كان صاحب لواء رسول الله صلى الله يوم بدر، وفي كل مشهد. وقال أبو هريرة وغيره: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم خيبر: "لأعطين الراية رجلا يحب

_ 1 اجتاب: أي لبس. يقال: اجتبت القميص: إذا لبسته. 2 زغيبات: شعيرات قليلة.

الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ويفتح الله على يديه". قال عمر: فما أحببت الإمارة قبل يومئذ قال: فدعا عليا فدفعها إليه، وذكر الحديث1، كما تقدم في غزوة خيبر بطرقه. وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن المنهال، عن عبد الله بن أبي ليلى، قال: كان أبي يسمر مع علي، وكان علي يلبس ثياب الصيف في الشتاء، وثياب الشتاء في الصيف، فقلت لأبي: لو سألته فسأله فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر، فقلت: يا رسول الله إني أرمد، فتفل في عيني، وقال: "اللهم أذهب عنه الحر والبرد". فما وجدت حرا ولا بردا منذ يومئذ2. وقال جرير، عن مغيرة عن أم موسى: سمعت عليا يقول: ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهي وتفل في عيني3. وقال المطلب بن زياد، عن ليث، عن أبي جعفر، عن جابر بن عبد الله، أن عليا حمل

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 384-385"، وفي "فضائل الصحابة" "1030"، "1031" والطيالسي "2441"، ومسلم "2405"، وسعيد بن منصور في "سننه" "2474"، والنسائي في "الخصائص" "19"، "20"، "21"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1377"، و"1378" من طرق عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن أبي هريرة، به. 2 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 99، 133" من طريق ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. قلت: إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى، هو محمد بن عبد الرحمن سيئ الحفظ. وأخرجه ابن ماجه "117" من طريق وكيع، حدثنا ابن أبي ليلى، حدثنا الحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، به. قلت: إسناده ضيعف فيه ابن أبي ليلى، وهو ضعيف لسوء حفظه كما ذكرنا. 3 ضعيف: أخرجه الطيالسي "189"، وأحمد "1/ 78"، وأبو يعلى "593" من طريق المغيرة، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته أم موسى، سرية علي، قيل: اسمها فاختة، وقيل: حبيبة مجهولة لذا قال الحافظ في "التقريب" مقبولة -أي عند المتابعة-. لكن يغني عنه ما ورد عند البخاري "2942"، "3009"، "3701"، "4210"، ومسلم "2406" من حديث سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم: أيهم يعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها. فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه فأتى به فبصق رسول الله في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية ... " الحديث.

الباب على ظهره يوم خيبر، حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها يعني خيبر، وأنهم جروه بعد ذلك، فلم يحمله أربعون رجلا1. تفرد به إسماعيل ابن بنت السدي، عن المطلب. وقال ابن إسحاق في "المغازي": حدثني عبد الله بن الحسن، عن بعض أهله، عن أبي رافع مولى رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: خرجنا مع علي حين بَعَثَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برايته، فلما دنا من الحصن، خرج إليه أهله، فقاتلهم، فضربه رجل من اليهود فطرح ترسه من يده، فتناول علي بابا عند الحصن، فتترس به عن نفسه، فلم يزل في يده، وهو يقاتل، حتى فتح الله علينا، ثم ألقاه، فلقد رأيتنا ثمانية نفر، نجهد أن نقلب ذلك الباب، فما استطعنا أن نقلبه. وقال غندر: حدثنا عوف، عن ميمون أبي عبد الله، عن البراء، وزيد بنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعلي: "انت مني كهارون من موسى غير أنك لست بنبي" 2. ميمون صدوق. وقال بكير بن مسمار، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أمر معاوية سعدا فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلن أسبه؛ لأن تكون لي واحدا منهن أحب إلي من حمر النعم، سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول، وخلف عليا في بعض مغازيه، فقال: يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان!؟ قال: "أما ترضى أَنْ تَكُوْنَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُوْنَ مِنْ مُوْسَى إِلاَّ أَنَّهُ لا نبي بعدي" 3. أخرجه الترمذي وقال: صحيح غريب. وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فدفعها إليه ففتح الله عليه4. ولما نزلت هذه الآية: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُم} [آل عمران: 61] ، دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفاطمة، وحسنا وحسينا، فقال: "اللهم هؤلاء أهلي". بكير احتج به مسلم5.

_ 1 ضعيف: آفته ليث، وهو ابن أبي سليم، فإنه ضعيف لسوء حفظه. 2 صحيح: انظر تعليقنا الآتي. 3 صحيح: أخرجه من طرق عن سعد بن أبي وقاص: أحمد "1/ 173، 175، 184، 185"، والبخاري "3706"، ومسلم "2404"، والترمذي "3724"، وابن ماجه "115"، "121"، وابن أبي عاصم "1335"، "1336"، "1338"، "1342"، "1343"، والحاكم "3/ 108-109". 4 صحيح: تقدم تخريجه مرات عدة. 5 صحيح: أخرجه مسلم "2404" "32".

وقال إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مهاجر بن مسمار، عن أبيه، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أما والله أشهد لقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي يوم غدير خم، وأخذ بضبعيه: "أيها الناس من مولاكم"؟ قالوا: الله ورسوله. قال: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" ... الحديث إبراهيم هذا قال النسائي: ضعيف. ويروى عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال لابنته فاطمة: "قد زوجتك أعظمهم حلما، وأقدمهم سلما وأكثرهم علما". وروى نحوه جابر الجعفي -وهو متروك- عن ابن بريدة عن أبيه. وقال الأجلح الكندي، عن عبد الله بن بريدة عَنْ أَبِيْهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَا بريدة لا تقعن في علي فإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي". وقال الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن عبد الله بنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من كنت وليه فعلي وليه" 1. وقال غندر: حدثنا شعبة عن ميمون أبي عبد الله، عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ". هَذَا حَدِيْثٌ صحيح2. وقال أبو الجواب: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن البراء، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مجنبتين على إحداهما علي، وعلى الآخرة خالد بن الوليد، وقال: "إذا كان قتال فعلي على الناس". فافتتح علي حصنا، فأخذ جارية لنفسه، فكتب خالد في ذلك، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب، قال: "ما تقول في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله"؟. قلت: أعوذ بالله من غضب الله. أبو الجواب ثقة، أخرجه الترمذي3 وقال: حديث حسن.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 350، 358، 361"، وفي "فضائل الصحابة" "947"، "1177"، وابن أبي شيبة "12/ 57"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "41"، وفي "الخصائص" "80"، والبزار "2535" والحاكم "2/ 129-130، 130" وابن أبي عاصم في "السنة" "1354" من طريق الأعمش، به. 2 صحيح: أخرجه النسائي في "الخصائص" "79"، والبزار "2538"، والحاكم "3/ 109"، والطبراني "4969" من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي وهو كما قالا. 3 ضعيف: أخرجه الترمذي "1704"، "3725" حدثنا عبد الله بن أبي زياد، حدثنا الأحوص بن جواب ابو الجواب، به. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلت: إسناده ضعيف، فيه أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، عَمْرُو بنُ عَبْدِ اللهِ مدلس، مشهور بالتدليس وقد عنعنه.

قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ: أَخْبَرَكُمُ الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ. "ح" وأخبرنا يحيى بن أبي منصور، وجماعة إجازة، قالوا: أخبرنا أبو الفتوح محمد بن علي بن الجلاجلي؛ قالا: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسين الحاسب، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النقور، قال: حدثنا عيسى بن علي بن الجراح إملاء سنة تسع وثمانين وثلاث مائة، قال: حدثنا أبوالقاسم عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سويد بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ حُبْشِيِّ بنِ جُنَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْ عَلِيٍّ، لاَ يُؤَدِّي عَنِّي إِلاَّ أنا أو هو"1. رواه ابن ماجه عن سويد ورواه الترمذي، عن إسماعيل بن موسى عن شريك وقال: صحيح غريب. ورواه يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن جده، أخرجه النسائي في الخصائص. وقال جعفر بن سليمان الضبعي: حدثنا يزيد الرشك، عَنْ مُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَ عليهم عليا، وكان المسلمون إذ قدموا من سفر أو غزو أتوا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أن يأتو رحالهم، فأخبروه بمسيرهم، فأصاب علي جارية، فتعاقد أربعة مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لنخبرنه، قال: فقدمت السرية فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بمسيرهم، فقام إليه أحد الأربعة، فقال: يا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أصاب علي جارية، فأعرض عنه، ثم قام الثاني، فقال: صنع كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم الثالث كذلك، ثم الرابع، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم مغضبا، فقال: "ما تريدون من علي، علي مني وأنامنه، هو ولي كل مؤمن بعدي" 2. أخرجه أحمد في "المسند" والترمذي وحسنه والنسائي. وقالت زينب بنت كعب بن عجرة، عن أبي سعيد قال: اشتكى الناس عليا، فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فينا خطيبا فقال: "لا تشكوا عليا فوالله إنه لأخشن في ذات الله -أو في

_ 1 ضعيف: أخرجه الترمذي "3719"، وابن ماجه "119" من طرق عن شريك، عن أبي إسحاق، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث شريك. قلت: إسناده ضعيف فيه شريك وهو ابن عبد الله النخعي، ضعيف لسوء حفظه. 2 حسن: أخرجه الطيالسي "829"، وأحمد "4/ 437-438"، وفي "فضائل الصحابة" "1035"، وأبو بكر القطيعي في زياداته على فضائل الصحابة "1060"، والترمذي "3712"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "43"، وفي "خصائص علي" "89"، وابن عدي في "الكامل" "2/ 145-146"، والحاكم "3/ 110-111" من طرق عن جعفر بن سليمان الضبعي، به. قلت: إسناده حسن، جعفر بن سليمان، صدوق كما قال الحافظ في"التقريب".

سبيل الله" 1. رواه سعد بن إسحاق، وابن عمه سليمان بن محمد بنا كعب، عن عمتهما. ويروى عن عمرو بن شاس الأسلمي: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من آذى عليا فقد آذاني"2. وقال فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل قال: جمع علي -رضي الله عنه- الناس في الرحبة، ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام. فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ للناس: "أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم"؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: "من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"، ثم قال لي زيد بن أرقم: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ذلك له3.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "3/ 86" والحاكم "1/ 68" حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: فحدثني عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَعْمَرِ بن حزم، عن سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة، عن عمته زنب بنت كعب، به. قلت: إسناده حسن، محمد إسحاق بن يسار، صدوق، وقد صرح بالتحديث فأمنا شر تدليسه وبقية رجاله ثقات. قوله: "اشتكى عليا الناس": أي اشتكوا شدته في المعاملة. وقوله: "لأخيشن" تصغير الخشن، أي أن فيه خشونة في الله، لا يراعي فيه أحدا، وهذا لا يوجب الشكاية منه. 2 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 483"، والحاكم "3/ 122" من طريق يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن الفضل بن معقل بن سنان، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ نِيَارٍ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ عمرو بن شاس الأسلمي، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعنه. والعلة الثانية: الفضل بن معقل بن سنان مجهول ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" "4/ 1/ 114"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "3/ ق2/ 67" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وأخرجه البخاري في "التاريخ" "3/ 2/ 306-307"، والبيهقي في "الدلائل" "5/ 395" من طريق محمد بن إسحاق، به. 3 حسن: أخرجه أحمد "4/ 370"، وفي "فضائل الصحابة" "1167"، والنسائي في "خصائص علي" "93"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1367"، من طرق عن فطر بن خليفة، به. قلت: إسناده حسن، فطر بن خليفة المخزومي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". وأبو الطفيل هو عامر بن واثلة، صحابي صغير لد عام أحد، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم وعمر إلى أن مات سنة عشر ومائة على الصحيح، وهو آخر من مات من الصحابة، قاله مسلم وغيره وروى له الجماعة.

قال شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة -أو زيد بن أرقم، شك شعبة- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "من كنت مولاه فعلي مولاه". حسنه الترمذي1، ولم يصححه؛ لأن شعبة رواه عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم نحوه، والظاهر أنه عند شعبة من طريقين، والأول رواه بندار، عن غندر، عنه2. وقال كامل أبو العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة، عن زيد بنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعلي يوم غدير خم: "من كنت مولاه فعلي مولاه" 3. وروى نحوه يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى، أنه سمع عليا ينشد الناس في الرحبة4. وروى نحوه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه، من حديث سماك بن عبيد، عن ابن أبي ليلى. وله طرق أخرى ساقها الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي يصدق بعضها بعضا. وقال حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وأبي هارون، عن عدي بن ثابت، عن البراء، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في حجة الوداع فلما أتينا على غدير خم كسح لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شجرتين، ونودي في الناس: "الصلاة جامعة"، ودعا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيّاً فأخذ بيده، وأقامه عن يمينه، فقال: "ألست أولى بكل مؤمن من نفسه"؟. قالوا: بلى فقال: "فإن هذا

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "3713" من طريق شعبة به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. 2 بندار، هو محمد بن بشار بن عثمان العبدي، البصري، أبو بكر ثقة، مات سنة اثنتين وخمسين وله بضع وثمانون سنة روى له الجماعة. وغندر، هو محمد بن جعفر المدني، البصري المعروف بغندر، ثقة صحيح الكتاب، إلا أن فيه غفلة، مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين، روى له الجماعة. وراجع تخريجنا له بتعليقنا السابق رقم "136" في هذا الجزء. 3 صحيح: راجع تخريجنا السابق في هذا الجزء بتعليقنا رقم "136"، وهو عند النسائي في "خصائص علي" "79"، والبزار "2538"، والحاكم "3/ 109" وغيرهم فراجعه ثمت. 4 حسن لغيره: أخرجه أحمد "3/ 119"، وأبو يعلى "567"، والبزار "632" من طريق يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى، به. وقرن البزار بيزيد مسلم بن سالم. وأخرجه أحمد "3/ 119" من طريق زيد بن الحباب، حدثنا الوليد بن عقبة بن نزار القيس، حدثنا سماك بن عبيد بن الوليد العبسي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. قلت: إسناده ضعيف لجهالة الوليد بن عقبة، وسماك بن عبيد.

مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه". فلقيه عمر بن الخطاب، فقال: هنيئا لك يا علي، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة1. ورواه عبد الرزاق، عن معمر، عن علي بن زيد. وقال عبيد الله بن موسى، وغيره، عن عيسى بن عمر القارئ عن السدي قال: حدثنا أنس بن مالك قال: أهدي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أطيار، فقسمها، وترك طيرا فقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك"، فجاء علي، وذكر حديث الطير2. وله طرق كثيرة عن أنس

_ 1 حسن: رواه أحمد "4/ 281"، وفي "فضائل الصحابة" "1042" وابن ماجه "116"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1363" من طريق حماد بن سلمة، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو إن كان ضعيفا، فقد تابعه أبو هارون العبدي، وهو ضعيف ضعفه جمع من العلماء، فالحديث حسن بمتابعته. 2 موضوع: أخرجه الترمذي "3721" حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن عمر به. وأشار الترمذي إلى ضعفه بقوله: "حديث غريب لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه". وقال ابن الجوزي: موضوع وأخرجه الحاكم "3/ 130-131" من طريق محمد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة، حدثنا أبي حدثنا يحيى بن حسان، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قالت: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرخ مشوي، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير. قال: فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، فجاء علي -رضي الله عنه- فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة ثم جاء فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، ثم جاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افتح فدخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حبسك علي؟ فقال: إن هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس يزعم أنك على حاجة فقال: ما حملك على ما صنعت؟ فقلت: يا رسول الله سمعت دعاءك فأحببت أن يكون رجلا من قومي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل قد يحب قومه". وصححه الحاكم. وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: ابن عياض لا أعرفه ولقد كنت أظن زمانا طويلا أن حديث الطير لم يجسر الحاكم أن يودعه في مستدركه فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهول من الموضوعات التي فيه فإذا حديث الطير لم يجسر الحاكم أن يودعه في مستدركه فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهول من الموضوعات التي فيه، فإذا حديث الطير بالنسبة إليه سماء قال: وقد رواه عن أنس جماعة أكثر من ثلاثين نفسا، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد وسفينة". ا. هـ. قلت: ما أعظم تساهل الحافظ الذهبي في موافقة الحاكم أبي عبد الله، وقد ضربنا أمثلة على تساهلهما في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" ط. مكتبة الدعوة بالأزهر -والحاكم إنما صحح هذا الحديث لتشيعه، فقد كان يميل إلى التشيع كما قال الذهبي نفسه في كتابه هذا "سير أعلام النبلاء" في ترجمة الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله بن البيع رقم ترجمة عام "3725" وقد ذك الذهبي هذا الحديث في ترجمته وحديث: "من كنت مولاه فعلي مولاه" دليلا على تشيعه. =

متكلم فيها، وبعضها على شرط السنن، من أجودها حديث قطن بن نسير شيخ مسلم، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا عبد الله بن المثنى، عن عبد الله بن أنس بن مالك، عن أنس، قال: أهدى إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حجل مشوي، فقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي". وذكر الحديث1. وقال جَعْفَرٌ الأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة، ومن الرجال علي، أخرجه الترمذي2 وقال: حسن غريب.

_ = وقال الذهبي في "السير" معقبا عليهما: فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ ذَلِكَ، وَلَمْ يَلْتَفتُوا إلى قوله" يقول محمد أيمن الشبراوي: الحديث موضوع وكذب كما ذكر ابن الجوزي. وقال الذهبي في ترجمته في "السير": قال أَبو نُعَيم الحَدَّاد: سَمِعْتُ الحَسَنَ بن أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيَّ الحَافِظَ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّاذْيَاخِي الحَاكِم يَقُوْلُ: كُنَّا فِي مَجْلِس السَّيِّد أَبِي الحَسَنِ، فسُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ عَنْ حَدِيْثِ الطَّير فَقَالَ: لاَ يصحُّ، وَلَوْ صَحَّ لَمَا كَانَ أَحدٌ أَفضَلَ مِنْ عَلِيٍّ بَعْدَ النبي صلى الله عليه وسلم، فَهَذِهِ حِكَايَةٌ قويَةٌ، فَمَا بَالُه أَخرجَ حَدِيْث الطَّير فِي "الْمُسْتَدْرك" فَكَأَنَّهُ اخْتلف اجْتِهَادُه، وَقَدْ جمعت طرق حديث الطير في جزء، وطريق حديث: "من كنت مولاه". وهو أصح. ا. هـ. من سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي عبد الله الحاكم. يقول محمد أيمن الشبراوي عفا الله عنه: هذا نص كلام الذهبي نقلا عن الحاكم في "سير أعلام النبلاء" وقد ذهل في "التلخيص" فوافق الحاكم على تصحيحه!! وكثيرا ما يذهل الذهبي ويصحح أحاديث فيا مجروحين، نقل هو تجريح الأئمة لهم في كتابه "ميزان الاعتدال". وجملة القول: فإن الحديث موضوع وكذب لا يصح كما اعترف الحاكم بنفسه ونقله الذهبي عنه في ترجمة الحاكم في "السير" والله تعالى أعلى وأعلم، وبه الهداية ومنه التوفيق، وله الحمد سبحانه على ما أعطاني من علم فهذا التحقيق لن تجده مجموعا في كتاب مطبوع متداول بين الناس، ولم أره في مخطوط فلله الحمد والمنة على توفيقه. 1 موضوع: راجع تعليقنا السابق. 2 منكر: أخرجه الترمذي "3868" من طريق الأسود بن عامر، عن جعفر الأحمر، به. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب. قلت: متنه منكر، ويخالف ما رواه البخاري "3668"، والترمذي "3656" عن عائشة في حديث طويل "أنت سيدنا وخيرنا, وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم". قالها عمر في سقيفة بني ساعدة لأبي بكر أمام جموع من الصحابة وأقروه ووافقوه ثم ماذا؟ "فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس". وورد عند البخاري "3662"، "4358"، ومسلم "2384" من حديث عمرو بن العاص أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة". فقلت: من الرجال قال: "أبوها". قلت: ثم من: قال: "ثم عمر بن الخطاب". فعد رجالا فالأحاديث في فضائل أبي بكر وعمر تتضافر على أنهما أحب الصحابة، وأقربهم إلى قلبه صلى الله عليه وسلم.

وقال أبو إسحاق السبيعي، عن أبي عبد الله الجدلي، قال: دخلت على أم سلمة، فقالت لي: أيسب فِيْكُمْ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قُلْتُ: معاذ الله قالت: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من سب عليا فقد سبني". رواه أحمد في "مسنده"1. وقال الأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ علي، قال: إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ إِنَّهُ: "لاَ يُحِبَّكَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَلاَ يُبْغِضُكَ إِلاَّ مُنَافِقٌ". أخرجه مسلم، والترمذي2 وصححه. وقال أبو صالح السمان، وغيره، عن أبي سعيد، قال: إن كنا لنعرف المنافقين ببغضهم عليا3. وقال أبو الزبير، عن جابر، قال: ما كنا نعرف منافقي هذه الأمة إلا ببغضهم عليا4. قال المختار بن نافع -أحد الضعفاء-: حدثنا أَبُو حَيَّان التَّيْمِيّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَلِيّ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَحِمَ اللهُ أَبَا بكر، زوجني ابنته، وحملني إِلَى دَار الهِجْرَةِ، وَأَعْتَقَ بِلالاً. رَحِمَ اللهُ عُمَرَ، يَقُوْلُ الحَقَّ، وَإِنْ كَانَ مرّاً، تركَه الحق وماله مِنْ صَدِيْقٍ. رَحِمَ اللهُ عُثْمَانَ تَسْتحييه المَلاَئِكَةُ، رَحِمَ اللهُ عَلِيّاً اللَّهُمَّ أَدِر الحَقَّ مَعَهُ حيث دار". أخرجه الترمذي5، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "6/ 323" من طريق يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا إسرئيل، عن أبي إسحاق، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، مدلس، وقد عنعنه. 2 صحيح: أخرجه الحميدي "58"، وابن أبي شيبة "12/ 56"، وأحمد "1/ 84، 95، 128"، ومسلم "78"، والترمذي "3736"، وابن ماجه "114"، والنسائي "8/ 115-116"، وفي "الكبرى" "8153"، وفي "خصائص علي" "100"، "102"، وابن أبي عاصم "1325"، والبزار "560"، وأبو يعلى "291" وابن حبان "6924"، وابن منده في "الإيمان" "261"، وأبو نعيم في "الحلية" "4/ 185"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "14/ 426"، والبغوي "3909" من طرق عن الأعمش، به. 3 ضعيف: أخرجه الترمذي "3717" من طريق جعفر بن سليمان، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري به. وأشار الترمذي إلى ضعف الحديث بقوله: "هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث أبي هارون، وقد تكلم شعبة في أبي هارون". قلت: إسناده ضعيف، آفته أبو هارون العبدي، واسمه عمارة بن جوين، مجمع على ضعفه. 4 ضعيف: آفته أَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ تَدْرُسَ المكي، فإنه مدلس، وقد عنعنه. 5 ضعيف: أخرجه الترمذي "3714" من طريق أبي عتاب سهل بن حماد، حدثنا المختار بن نافع، به وأشار الترمذي إلى ضعفه بقوله: "هذا حديث غريب، لا عرفه إلا من هذا الوجه، والمختار بن نافع شيخ بصري كثير الغرائب، وأبو حيان التيمي اسمه يحيى بن سعيد بن حيان التيمي كوفي، وهو ثقة". قلت: إسناده ضعيف، مختار بن نافع التميمي، أبو إسحاق التمار الكوفي، ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب".

وقال الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن الحارث، عن علي، قال: يهلك في رجلان، مبغض مفتر، ومحب مطر1. وقال يحيى الحماني: حدثنا أبو عوانة، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عن عائشة، قالت: كنت قاعدة مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ أقبل علي فقال: "يا عائشة هذا سيد العرب". قلت: يا رسول الله، ألست سيد العرب؟ قال: "أنا سيد ولد آدم، وهذا سيد العرب"2. وروي من وجهين مثله عن عائشة. وهو غريب. وقال أبو الجحاف، عن جميع بن عمير التيمي، قال: دخلت مع عمتي على عائشة، فسئلت: أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالت: فاطمة، فقيل: من الرجال، فقالت: زَوْجُهَا، وَإِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُ صَوَّاماً قَوَّاماً. أخرجه الترمذي3، وقال: حسن غريب. قلت: جميع كذبه غير واحد. وقال عَبْدُ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلى نخيل

_ 1 ضعيف: في إسناده الحارث، وهو ابن عبد الله الاعور الهمداني، وهو ضعيف. 2 باطل: أخرجه الحاكم "3/ 124" من طريق أبي حفص عمر بن الحسن الراسبي، حدثنا أبو عوانة، به. وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وفي إسناده عمر بن الحسن وأرجو أنه صدوق ولولا ذلك لحكمت بصحته على شرط الشيخين!. وتعقبه الذهبي في "التلخيص" بقوله: "قلت: أظن أنه هو الذي وضع هذا". قلت: بل إسناده موضوع، آفته عمر بن الحسن الراسبي، ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: "لا يكاد يعرف وأتى بخبر باطل؛ متنه: علي سيد العرب". هكذا حكم الذهبي عليه بالبطلان في "الميزان" وحكم عليه بالوضع في "التلخيص" وذهل عنه هنا في "السير" وأخرجه الحاكم "3/ 124" من طريق الحسين بن علوان، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به. وسكت الحاكم عليه، وتعقبه الذهبي في "التلخيص" بقوله "قلت: وضعه ابن علوان ورواه عمر بن موسى الوجيهي، عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا. قلت: عمر وضاع. قلت: وقوله: "أنا سيد ولد آدم" ثابت صحيح. 3 منكر: أخرجه الترمذي "3874". وقال الترمذي: حديث حسن غريب. قلت: بل إسناده تالف آفته جميع بن عمير، قال ابن حبان: رافضي يضع الحديث. وقال ابن نمير: كان من أكذب الناس، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

امرأة من الأنصار، فقال: "يطلع عليكم رجل من أهل الجنة". فطلع أبو بكر، فبشرناه، ثم قال: "يطلع عليكم رجل من أهل الجنة". فطلع عمر فبشرناه، ثم قال: "يطلع عليكم رجل من أهل الجنة"، وجعل ينظر من النخل ويقول: "اللهم إن شئت جعلته عليا". فطلع علي رضي الله عنه. حديث حسن1. وعن سعيد بنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "اثبت حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد"، وعليه أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي. وذكر بقية العشرة2. وقال محمد بن كعب القرظي: قال علي: لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني لأربط الحجر على بطني من الجوع، وإن صدقة مالي لتبلغ اليوم أربعين ألفا رواه شريك، عن عاصم بن كليب، عنه. أخرجه أحمد في "مسنده"3. وعن الشعبي: قال: قال علي: ما كان لنا إلا إهاب كبش ننام على ناحية، وتعجن فاطمة على ناحية. يعني: ننام على وجه، وتعجن على وجه. وقال عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، عَنْ علي، قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اليَمَنِ، وأنا حديث السن، ليس لي علم بالقضاء، فضرب صدري، وقال: "اذهب فإن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك". قال: فما شككت في قضاء بين اثنين بعد4.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "3/ 331، 356، 380، 387" وفي "فضائل الصحابة" "233"، "1038" من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، به. قلت: إسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل صدوق في حديثه لين. 2 صحيح: أخرجه الطيالسي "235"، والحميدي "84"، وأحمد "1/ 188، 189"، وأبو داود "4648"، والترمذي "3757"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "87"، "101"، وابن ماجه "134"، والحاكم "3/ 450-451" والبغوي "3927" من طريق حصين بن عبد الرحمن، عَنْ هِلاَلِ بنِ يِسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ ظَالِمٍ المَازِنِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ بن عمرو بن نفيل، به. 3 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 59" من طريق شريك عن عاصم بن كليب، عن محمد بن كعب القرظي، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: شريك، وهو ابن عبد الله النخعي سيئ الحفظ، الثانية: الانقطاع؛ محمد بن كعب القرظي لم يدرك عليا. 4 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "10/ 176"، "12/ 58"، وعبد بن حميد "94"، وأحمد "1/ 136". والنسائي في "خصائص علي" "32"، "33"، وابن ماجه "2310"، والبزار "912"، وأبو يعلى "401"، والحاكم "3/ 135"، من طرق عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، به.

وقال الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبي، قال: خطبنا علي، فقال: من زعم أن عندنا شيئا نقرؤه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة، وفيها أسنان الإبل وشيء من الجراحات، فقد كذب. وعن سليمان الأحمسي، عن أبيه، قال: قال علي: والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت، وعلى من نزلت، وإن ربي وهب لي قلبا عقولا، ولسانا ناطقا. وقال محمد بن سيرين: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبطأ علي عن بيعة أبي بكر، فلقيه أبو بكر، فقال: أكهت إمارتي؟! فقال: لا، ولكن آليت لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة، حتى أجمع القرآن، فزعموا أنه كتبه على تنزيله. قال محمد: لو أصبت ذلك الكتاب كان فيه العلم. وقال سعيد بن المسيب: لم يكن أحد من الصحابة يقول: "سلوني" إلا علي. وقال ابن عباس: قال عمر: علي أقضانا، وأبى أقرؤنا. وقال ابن مسعود: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي. وقال ابن المسيب، عن عمر، قال: أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن. وقال ابن عباس: إذا حدثنا ثقة بفتيا عن علي لم نتجاوزها. وقال سفيان، عن كليب، عن جسرة، قالت: ذكر عند عائشة صوم عاشوراء، فقالت: من يأمركم بصومه؟ قالوا: علي قالت: أما إنه أعلم من بقي بالسنة. وقال مسروق: انتهى علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر، وعلي، وعبد الله. وقال محمد بن منصور الطوسي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما ورد لأحد مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من الفضائل ما ورد لعلي رضي الله عنه. وقال أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، قَالَ: شهدت عمر يوم طعن، فذكر قصة الشورى، فلما خرجوا من عنده قال عمر: إن يولوها الأجيلح يسلك بهم الطريق المستقيم. فقال له ابنه عبد الله: فما يمنعك؟! -يعني أن توليه- قال: أكره أن أتحملها حيا وميتا. وقال سفيان الثوري، عن الأسود بن قيس، عن سعيد بن عمرو، قال: خطبنا علي فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعهد إلينا في الإمارة شيئا، ولكن رأي رأيناه، فاستخلف أبو بكر، فقام واستقام، ثم استخلف عمر، فقام واستقام، ثم ضرب الدين بجرانه، وإن أقواما طلبوا الدنيا، فمن شاء الله أن يعذب منهم عذب، ومن شاء أن يرحم رحم.

وقال علي بن زيد بن جدعان، عن الحسن، عن قيس بن عباد، قال: سمعت عليا يقول: والله ما عهد إلي رسول الله عهدا إلا شيئا عهده إلى الناس، ولكن الناس وقعوا في عثمان فقتلوه، فكان غيري فيه أسوأ حالا وفعلا مني، ثم إني رأيت أني أحقهم بهذا الأمر، فوثبت عليه، فالله أعلم أصبنا أم أخطأنا1. قرأ على أبي الفهم بن أحمد السلمي: أَخْبَرَكُم أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ سَنَةَ سَبْعَ عشرة وست مائة، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، قال: أخبرنا مالك بن أحمد سنة أربع وثمانين وأربع مائة، قال: حدثنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل إملاء سنة ست وأربع مائة، قال: حدثنا أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة، قال: حدثنا عبد الله بن روح قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، عن الحسن، قال: لما قدم علي رضي الله عنه- البصرة قام إليه ابن الكواء، وقيس بن عباد، فقالا له: ألا تخبرنا عن مسيرك هذا الذي سرت فيه، تتولى على الأمة، تضرب بعضهم ببعض، أعهد من رسول الله عهده إليك، فحدثنا فأنت الموثوق المأمون على ما سمعت. فقال: أما أن يكون عندي عهد من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فلا، والله إن كنت أول من صدق به، فلا أكون أول من كذب عليه، ولو كان عندي من النبي صلى الله عليه وسلم عهد في ذلك، ما تركت أخا بني تيم بن مرة، وعمر بن الخطاب يقومان على منبره، ولقاتلتهما بيدي، ولو لم أجد إلا بردي هذا. وَلَكِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يقتل قتلا، ولم يمت فجاءة، مكث في مرضه أياما وليالي، يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة، فيأمر أبا بكر فيصلي بالناس، هو يرى مكاني، ثم يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة، فيأمر أبا بكر فيصلي بالناس، وهو يرى مكاني، ولقد أرادت امرأة من نسائه أن تصرفه عن أبي بكر فأبى وغضب، وقال: "أنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر يصلي بالناس" 2. فلما قبض الله نبيه، نظرنا في أمورنا، فاخترنا لدنيانا من رضيه نبي الله لديننا، وكانت الصلاة أصل الإسلام، وهي عظم الأمر، قوام الدين. فبايعنا أبا بكر، وكان لذلك أهلا، لم يختلف عليه منا اثنان، ولم يشهد بعضنا على بعض، ولم نقطع منه البراءة، فأديت إلى أبي بكر حقه، وعرفت له طاعته، وغزوت معه في جنوده، وكنت آخذ إذا أعطاني، وأغزوا إذا

_ 1 ضعيف: فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. 2 صحيح لغيره: وهذا الإسناد ضعيف جدا، آفته أبو بكر الهذلي، وهو متروك. وقد ورد من حديث عائشة: أخرجه ابن أبي شيبة "2/ 329"، وأحمد "6/ 210"، والبخاري "664"، "712" ومسلم "418" "95"، "96"، وأبو عوانة "2/ 115، 116"، والبيهقي "3/ 82" من طرق عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، به.

أغزاني، وأضرب بين يديه بسوطي، فلما قبض، ولاها عمر، فأخذ بسنة صاحبه، وما يعرف من أمره، فبايعنا عمر، ولم يختلف عليه منا اثنان، ولم يشهد بعضنا على بعض، ولم نقطع منه البراءة. فأديت إلى عمر حقه، وعرفت طاعته، وغزوت معه في جيوشه، وكنت آخذ إذا أعطاني، وأغزو إذا أغزاني، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي. فلا قبض تذكرت في نفسي قرابتي وسابقتي وسالفتي وفضلي، وأنا أظن أن لا يعدل بي، ولكن خشي أن لا يعمل الخليفة بعده ذنبا إلا لحقه في قبره، فأخرج منها نفسه وولده، ولو كانت محاباة منه لآثر بها ولده فبرئ منها إلى رهط من قريش ستة، أنا أحدهم. فلما اجتمع الرهط تذكرت في نفسي قرابتي وسابقتي وفضلي، وأنا أظن أن لا يعدلوا بي، فأخذ عبد الرحمن مواثيقنا على أن نسمع ونطيع لمن ولاه الله أمرنا، ثم أخذ بيد ابن عفان فضرب بيده على يده، فنظرت في أمري، فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي، وإذا ميثاقي قد أخذ لغيري، فبايعنا عثمان فأديت له حقه، وعرفت له طاعته، وغزوت معه في جيوشه، وكنت آخذ إذا أعطاني، وأغزاني، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي. فلما أصيب نظرت في أمري، فإذا الخليفتان اللذان أخذاها بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهما بالصلاة قد مضيا1، وهذا الذي قد أخذ له الميثاق، قد أصيب، فبايعني أهل الحرمين، وأهل هذين المصرين. روى إسحاق بن راهويه نحوه، عن عبده سليمان، قال: حدثنا أبو العلاء سالم المرادي2، سمعت الحسن، روى نحوه وزاد في آخره: فوثب فيها من ليس مثلي، ولا قرابته كقرابتي، ولا علمه كعلمي، ولا سابقته كسابقتي، وكنت أحق بها منه. قالا: فأخبرنا عن قتالك هذين الرجلين -يعنيان: طلحة والزبير- قال: بايعاني بالمدينة، وخلعاني بالبصرة، ولو أن رجلا ممن بايع أبا بكر وعمر خلعه لقاتلناه. وروى نحوه الجريري، عن أبي نضرة. وقال أبو عتاب الدلال: حدثنا مختار بن نافع التيمي، قال: حدثنا أَبُو حَيَّان التَّيْمِيّ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَحِمَ اللهُ أَبَا بكر، زوجني

_ 1 هذا لا يصح، فلقد أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ يصلي أبو بكر وحده بالناس ولم يأمر أبا بكر وعمر. وهذا الخبر مداره على أبي بكر الهذلي، وهو متروك. 2 سالم بن عبد الواحد المرادي، ضعيف.

ابنته، وحملني إِلَى دَار الهِجْرَةِ، وَأَعْتَقَ بِلالاً. رَحِمَ اللهُ عُمَرَ، يَقُوْلُ الحَقَّ، وَإِنْ كَانَ مرّاً، تركَه الحق وماله مِنْ صَدِيْقٍ. رَحِمَ اللهُ عُثْمَانَ تَسْتحييه المَلاَئِكَةُ. رَحِمَ اللهُ عَلِيّاً، اللَّهُمَّ أَدِر الحَقَّ مَعَهُ حيث دار"1. وقال إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد، سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله". فقال أبو بكر: أنا هو؟ قال: "لا". قال عمر: أنا هو؟ قال: "لا، ولكنه خاصف النعل"، وكان أعطى عليا نعله يخصفها2. قلت: فقاتل الخوارج الذين أولوا القرآن برأيهم وجهلهم. وقال خارجة بن مصعب، عن سلام بن أبي القاسم، عن عثمان بن أبي عثمان، قال: جاء أناس إلى علي، فقالوا: أنت هو، قال: من أنا! قالوا: أنت هو، قال: ويلكم من أنا؟ قالوا: أنت ربنا، قال: ارجعوا فأبوا، فضرب أعناقهم، ثم خد لهم في الأرض، ثم قال: يا قنبر ائتني بحزم الحطب، فحرقهم بالنار، وقال: لما رأيت الأمر أمرا منكرا ... أوقدت ناري ودعوت قنبرا وقال أبو حيان التيمي: حدثني مجمع، أن عليا -رضي الله عنه- كان يكنس بيت المال ثم يصلي فيه، رجاء أن يشهد له أنه لم يحبس فيه المال عن المسلمين. وقال أبو عمرو بن العلاء، عن أبيه، قال: خطب علي -رضي الله عنه- فقال: أيها الناس، والله الذي لا إله إلا هو، ما رزأت من مالكم قليلا ولا كثيرا، إلا هذه القارورة، وأخرج قارورة فيها طيب، ثم قال: أهداها إلي دهقان. وقال ابن لهيعة: حدثنا عبد الله بن هبيرة، عن عبد الله بن زرير الغافقي، قال: دخلت على علي يوم الأضحى فقرب إلينا خزيرة، فقلت: لو قربت إلينا من هذا الوز، فإن الله قد أكثر الخير قَالَ: إِنِّيْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا يحل للخيفة من مال الله إلا قصعتان، قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين يدي الناس".

_ 1 ضعيف: سبق تخريجنا له قريبا برقم "155"، وهو عند الترمذي "3714". 2 حسن: أخرجه أحمد "3/ 31، 33، 82" من طرق عن فطر بن خليفة، عن إسماعيل بن رجاء، به. قلت: إسناده حسن، فيه فطر بن خليفة، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب"، وكذلك رجاء بن ربيعة الزبيدي، أبو إسماعيل الكوفي، صدوق.

وقال سفيان الثوري: إذا جاءك عن علي شيء فخذ به، ما بنى لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، ولقد كان يجاء بجيوبه في جراب. وقال عباد بن العوام، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، قال: دخلت على علي بالخورنق، وعليه سمل قطيفة، فقلت: يا أمير المؤمنين إن الله قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال نصيبا، وأنت تفعل هذا بنفسك! فقال: إني والله ما أرزؤكم شيئا، وما هي إلا قطيفتي التي أخرجتها من بيتي. وعن علي أنه اشترى قميصا بأربعة دراهم فلبسه، وقطع ما فضل عن أصابعه من الكم. عن جرموز، قال: رأيت عليا وهو يخرج من القصر، وعليه إزار إلى نصف الساق، ورداء مشمر، ومعه درة له يمشي بها في الأسواق، وأمرهم بتقوى الله وحسن البيع، ويقول: أوفوا الكيل والميزان، ولا تنفخوا اللحم. وقال الحسن بن صالح بن حي: تذاكروا الزهاد عند عمر بن عبد العزيز رحمه الله، فقال: أزهد الناس في الدنيا علي بن أبي طالب. وعن رجل أنه رأى عليا قد ركب حمارا ودلى جليه إلى موضع واحد، ثم قال: أنا الذي أهنت الدنيا. وقال هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن عمار الحضرمي، عن أبي عمر زاذان، أن رجلا حدث عليا بحديث، فقال: ما أراك إلا قد كذبتني. قال: لم أفعل. قال: إن كنت كذبت أدعو عليك. قال: ادع. فدعا، فما برح حتى عمي. وقال عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن علي، قال: وأبردها على الكبد إذا سئلت عما لا أعلم أن أقول: الله أعلم. وقال خيثمة بن عبد الرحمن: قال علي: من أراد أن ينصف الناس من نفسه فليحب لهم ما يحب لنفسه. وقال عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، قَالَ: جاء رجل إلى علي فأثنى عليه، وكان قد بلغه عنه أمر، فقال: إني لست كما تقول، وأنا فوق ما في نفسك. وقال محمد بن بشر الأسدي -وهو صدوق-: حدثنا موسى بن مطير -وهو واه- عن

أبيه، عن صعصعة بن صوحان، قال: لا ضرب علي أتيناه، فقلنا: استخلف، قال: إن يرد الله بكم خيرًا استعمل عليكم خيركم، كما أراد بنا خيرا واستعمل علينا أبا بكر. وروى الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن أبي وائل، قال: قيل لعلي: ألا توصي؟ قال: ما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوصي، ولكن إن يرد الله بالناس خيرًا سيجمعهم على خيرهم، كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم. وروي بإسناد آخر، عن الشعبي، عن أبي وائل. وروى عبد الملك بن سلع الهمداني، عن عبد خير، عن علي، قال: استخلف أبو بكر، فعمل بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته ... الحديث. وقال الأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ الله بن سبع، سمع عليا يقول: لتخضبن هذه من هذه، فما ينتظرني إلا شقي. قالوا: يا أمير المؤمنين، فأخبرنا عنه لنبيرن عترته، قال: أنشدكم بالله أن يقتل غير قاتلي. قالوا: فاستخلف علينا قال: لا، ولكني أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا: فما تقول لربك إذا أتيته؟ قال: أقول: اللهم تركتني فيهم ما بدا لك، ثم قبضتني إليك، وأنت فيهم، إن شئت أصلحتهم، وإن شئت أفسدتهم. وقال الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد الحماني، قال: سمعت عليا يقول: أشهد أنه كان يسر إلي النبي صلى الله عليه وسلم: "لتخضبن هذه من هذه -يعني لحيته من رأسه- فما يحبس أشقاها". وقال شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن زيد بن وهب، قال: قدم على علي قوم من البصرة من الخوارج، فقال منهم الجعد بن بعجة: اتق الله يا علي فإنك ميت، فقال علي: بل مقتول؛ ضربة على هذه تخضب هذه، عهد معهود وقضاء مقضي، وقد خاب من افترى. قال: وعاتبه في لباسه، فقال: ما لكم ولباسي، هو أبعد من الكثير، وأجدر أن يقتدى بي المسلم. وقال فطر، عن أبي الطفيل؛ أن عليا -رضي الله عنه- تمثل: اشدد حيازيمك للموت ... فإن الموت لاقيكا ولا تجزع من القتل ... إذا حل بواديكا

وقال ابن عيينة، عن عبد الملك بن أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه، عن علي، قال: أتاني عبد الله بن سلام، وقد وضعت قدمي في الغرز، فقال لي، لا تقدم العراق فإني أخشى أن يصيبك بها ذباب السيف. قلت: وايم الله لقد أخبرني بِهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أبو الأسود: فما رأيت كاليوم قط محاربا يخبر بذا عن نفسه. قال ابن عيينة: كان عبد الملك رافضيًّا. وقال يونس بن بكير: حدثني علي بن أبي فاطمة قال: حدثني الأصبغ الحنظلي، قال: لما كانت الليلة التي أصيب فيها علي -رضي الله عنه- أتاه ابن النباح حين طلع الفجر، يؤذنه بالصلاة، فقام يشمي، فلما بلغ الباب الصغير، شد عليه عبد الرحمن بن ملجم، فضربه، فخرجت أم كلثوم فجعلت تقول: ما لي ولصلاة الصبح، قتل زوجي عمر صلاة الغداة، وقتل أبي صلاة الغداة. وقال أبو جناب الكلبي: حدثني أبو عون الثقفي، عن ليلة قتل علي، قال: قال الحسن بن علي: خرجت البارحة أمير المؤمنين يصلي، فقال لي: يا بني إني بت البارحة أوقظ أهلي؛ لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر، لسبع عشرة من رمضان، فملكتني عيناي، فسنح لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ الله، ماذا لقيت من أمتك من الأود واللدد؟ ! فقال: "ادع عليهم". فقلت: اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم، وأبدلهم بي من هو شر مني. فجاء ابن النباح فآذنه بالصلاة، فخرج، وخرجت خلفه، فاعتوره رجلان: أما أحدها فوقعت ضربته في السدة، وأما الآخر فأثبتها في رأسه. وقال جعفر بن محمد، عن أبيه، أن عليا -رضي الله عنه- كان يخرج إلى الصلاة، وفي يده درة يوقظ الناس بها، فضربه ابن ملجم، فقال علي: أطعموه واسقوه فإن عشت فأنا ولي دمي. رواه غيره، وزاد: فإن بقيت قتلت أو عفوت، وإن مت فاقتلوه قتلتي، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين. وقال محمد بن سعد: لقي ابن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعي، فأعلمه بما عزم عليه من قتل علي، فوافقه، قال: وجلسا مقابل السدة التي يخرج منها علي. قال الحسن: وأتيته سحرا فجلست إليه، فقال: إني ملكتني عيناي وأنا جالس، فسنح لي النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر المنام المذكور قال: وخرج وأنا خلفه، وابن النباح بن يديه، فلما خرج من الباب نادى: أيها الناس

الصلاة الصلاة، وكذلك كان يصنع في كل يوم، ومعه درته يوقظ الناس، فاعترضه الرجلان، فضربه ابن ملجم على دماغه، وأما سيف شبيب فوقع في الطاق، وسمع الناس عليا يقول: لا يفوتنكم الرجل. فشد الناس عليهما من كل ناحية، فهرب شبيب، وأخذ عبد الرحمن، وكان سم سيفه. ومكث علي يوم الجمعة والسبت، وتوفي ليلة الأحد، لإحدى عشرة ليلة بقيت من رمضان. فلما دفن أحضروا ابن ملجم، فاجتمع الناس، وجاؤوا بالنفط والبواري، فقال محمد ابن الحنفية والحسين وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب: دعونا نشتف منه، فقطع عبد الله يديه ورجليه، فلم يجزع ولم يتكلم، فكحل عينيه، فلم يجزع، وجعل يقول: إنك لتكحل عيني عمك، وجعل يقرأ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق} [العلق: 1] ، حتى ختمها، وإن عينيه لتسيلان، ثم أمر به فعولج عن لسانه ليقطع، فجزع، فقيل له في ذلك. فقال: ما ذاك بجزع، ولكني أكره أن أبقى في الدنيا فواقا لا أذكر الله، فقطعوا لسانه، ثم أحرقوه في قوصرة. وكان أسمر، حسن الوجه، أفلج، شعره مع شحمة أذنيه، وفي جبهته أثر السجود. ويروى أن عليا -رضي الله عنه- أمرهم أن يحرقوه بعد القتل. وقال جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: صلى الحسن على علي، ودفن بالكوفة، عند قصر الإمارة، وعمي قبره. وعن أبي بكر بن عياش، قال: عموه لئلا تنبشه الخوارج. وقال شريك، وغيره: نقله الحسن بن علي إلى المدينة. وذكر المبرد، عن محمد بن حبيب، قال: أول من حول من قبر إلى قبر علي. وقال صالح بن أحد النحوي: حدثنا صالح بن شعيب، عن الحسن بن شعيب الفروي، أن عليا -رضي الله عنه- صير في صندوق، وكثروا عليه الكافور، وحمل على بعير، يريدون به المدينة، فلما كان ببلاد طيئ، أضلوا البعير ليلا، فأخذته طيئ وهم يظنون أن في الصندوق مالا، فلما رأوه خافوا أن يطلبوا، فدفنوه ونحروا البعير فأكلوه. وقال مطين: لو علمت الرافضة قبر من هذا الذي يزار بظاهر الكوفة لرجمته، هذا قبر المغيرة بن شعبة.

قال أبو جعفر الباقر: قتل علي -رضي الله عنه- هو ابن ثمان وخمسين. وعنه رواية أخرى أنه عاش ثلاثا وستين سنة، وكذا روي عن ابن الحنفية، وقاله أبو إسحاق السبيعي، وأبو بكر بن عياش، وينصر ذلك ما رواه ابن جريج، عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، أنه أخبره أن عليا توفي لثلاث أو أربع وستين سنة. وعن جعفر الصادق، عن أبيه، قال: كان لعلي سبع عشرة سرية. وقال أبو إسحاق السبيعي، عن هبيرة بن يريم، قال: خطبنا الحسن بن علي، فقال: لقد فارقكم بالأمس رجل ما سبقه إلا الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون، كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيه الراية، فلا ينصرف حتى يفتح له، ما ترك بيضاء ولا صفراء، إلا سبع مائة درهم فضلت من عطائه، كان أرصدها، لا خادم لأهله. وقال أبو إسحاق، عن عمرو الأصم، قال: قلت للحسن بن علي: إن الشيعة يزعمون أن عليا مبعوث قبل يوم القيامة. فقال: كذبوا والله ما هؤلاء بشيعة، لَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ مَبْعُوْثٌ مَا زَوَّجْنَا نِسَاءهُ، ولا قسمنا ميراثه. ورواه شريك عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ، بدل عمرو. ولو استوعبنا أخبار أمير المؤمنين -رضي الله عنه- لطال الكتاب.

الحوادث في خلافة علي رضي الله عنه: سنة ست وثلاثين وقعة الجمل: لما قتل عثمان صبرا، سقط في أيدي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبايعوا عليا، ثم إن طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَالزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ، وأم المؤمنين عائشة، ومن تبعهم رأوا أنهم لا يخلصهم مما وقعوا فيه من توانيهم في نصرة عثمان، إلا أن يقوموا في الطلب بدمه، والأخذ بثأره من قتلته، فساروا من المدينة بغير مشورة من أمير المؤمنين علي، وطلبوا البصرة. قال خليفة: قدم طلحة، والزبر، وعائشة البصرة، وبها عثمان بن حنيف الأنصاري واليا لعلي، فخاف وخرج عنها. ثم سار علي من المدينة، بعد أن استعمل عليها سهل بن حنيف أخا عثمان، وبعث ابنه الحسن، وعمار بن ياسر إلى الكوفة بين يديه يستنفران الناس، ثم إنه وصل إلى البصرة. وكان قد خرج منها قبل قدومه إليها حكيم بن جبلة العبدي في سبع مائة، وهو أحد الرؤوس الذن خرجوا على عثمان كما سلف، فالتقى هو وجيش طلحة والزبير، فقتل الله حكيما في طائفة من قومه، وقتل مقدم جيش الآخرين أيضا مجاشع بن مسعود السلمي. ثم اصطلحت الفئتان، وكفوا عن القتال، على أن يكون لعثمان بن حنيف دار الإمارة والصلاة، وأن ينزل طلحة والزبير حيث شاءا من البصرة، حتى يقدم علي رضي الله عنه. وقال عمار لأهل الكوفة: أما والله إني لأعمل أنها -يعني عائشة- زوجة نبيكم فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللهَ ابْتَلاَكُمْ بِهَا لينظر أتتبعونه أو إياها. قال سعد بن إبراهيم الزهري: حدثني رجل من أسلم، قال: كنا مع علي أربعة آلاف من أهل المدينة. وقال سعيد بن جبير: كان مع علي يوم وقعة الجمل ثمان مائة من الأنصار، وأربع مائة ممن شهد بيعة الرضوان. رواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد. وقال المطلب بن زياد، عن السدي: شهد مع علي يوم الجمل مائة وثلاثون بدرا وسبع مائَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل بينهما ثلاثون ألفا، لم تكن مقتلة أعظم منها. وكان الشعبي يبالغ ويقول: لم يشهدها إلى علي، وعمار، وطلحة، والزبير من الصحابة.

وقال سلمة بن كهيل: فخرج من الكوفة ستة آلاف، فقدموا على علي بذي قار، فسار في نحو عشرة آلاف، حتى أتى البصرة. وقال أبو عبيدة: كان على خيل علي يوم الجمل عمار، وعلى الرجالة محمد بن أبي بكر الصديق، وعلى الميمنة علباء بن الهيثم السدوسي، ويقال: عبد الله بن جعفر، ويقال: الحسن بن علي، وعلى الميسرة الحسين بن علي، وعلى المقدمة عبد الله بن عباس، ودفع اللواء إلى ابنه محمد ابن الحنفية. وكان لواء طلحة والزبير مع عبد الله بن حكيم بن حزام، وعلى الخيل طلحة، وعلى الرجالة عبد الله بن الزبير، وعلى الميمنة عَبْدَ اللهِ بنَ عَامِرِ بنِ كُرَيْزٍ، وَعَلَى الميسرة مروان بن الحكم. وكانت الوقعة يوم الجمعة، خارج البصرة، عند قصر عبيد الله بن زياد. قال الليث بن سعد، وغيره: كانت وقعة الجمل في جمادى الأولى. وقال أبو اليقظان: خرج يومئذ كعب بن سور الأزدي في عنقه المصحف، ومعه ترس، فأخذ بخطام جمل عائشة، فجاءه سهم غرب فقتله. قال محمد بن سعد: وكان كعب قد طين عليه بيتا، وجعل فيه كوة يتناول منها طعامه وشرابه اعتزالا للفتنة، فقيل لعائشة: إن خرج معك لم يتخلف من الأزد أحد، فركبت إليه فنادته وكلمته فلم يجبها، فقالت: ألست أمك؟ ولي عليك حق، فكلمها، فقالت: إنما أريد أن اصلح بين الناس، ذلك حين خرج ونشر المصحف، ومشى بين الصفين يدعوهم إلى ما فيه، فجاءه سهم فقتله. وقال حصين بن عبد الرحمن: قام كعب بن سور فنشر مصحفا بين الفريقين، ونشدهم الله والإسلام في دمائهم فما زال حتى قتل. وقال غيره: اصطف الفريقان، وليس لطلحة ولا لعلي رأسي الفريقين قصد في القتال، بل ليتكلموا في اجتماع الكلمة، فترامى أوباش الطائفتين بالنبل، وشبت نار الحرب، وثارت النفوس، وبقي طلحة يقول: "أيها الناس أنصتوا"، والفتنة تغلي، فقال: أف فراش النار، وذئاب طمع، وقال: اللهم خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى، إنا داهنا في أمر عثمان، كنا أمس يدا على من سوانا، وأصبحنا اليوم جبلين من حديد، يزحف أحدنا إلى صاحبه، ولكنه كان مني في أمر عثمان ما لا أرى كفارته، إلا بسفك دمي، وبطلب دمه. فروى قتادة، عن الجارود بن أبي سبرة الهذلي، قال: نظر مروان بن الحكم إلى طلحة يوم الجمل، فقال: لا أطلب ثأري بعد اليوم، فرمى طلحة بسهم فقتله.

وقال قيس بن أبي حازم: رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم، فوقع في ركبته، فما زال يسح1 حتى مات. وفي بعض طرقه: رماه بسهم، وقال: هذا ممن أعان على عثمان. وعن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمه، أن مروان رمى طلحة، والتفت إلى أبان بن عثمان وقال: قد كفيناك بعض قتلة أبيك. وروى زيد بن أبي أنيسة، عن رجل، أن عليا قال: بشروا قاتل طلحة بالنار. وعن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خرجنا مع علي إلى الجمل في ست مائة رجل، فسلكنا على طريق الربذة، فقام إليه ابنه الحسن، فبكى بين يديه وقال: ائذ لي فأتكلم، فقال: تَكلَّمْ، وَدَعْ عَنْكَ أَنْ تَحِنَّ حَنِينَ الجَارِيَةِ قال: لقد كنت أشرت عليك بالمقام، وأنا أشيره عليك الآنَ، إِنَّ لِلْعَرَبِ جَولَةً، وَلَوْ قَدْ رَجَعَتْ إليها غوازب أحلامها، لضربوا إِلَيْكَ آبَاطَ الإِبِلِ، حَتَّى يَسْتَخْرِجُوكَ، وَلَوْ كُنْتَ في مثل جحر الضب. فقال علي: أتراني لا أبا لك كنت منتظر كما ينتظر الضبع اللدم. وروى نحوه من وجهين آخرين. روح بن عبادة، قال: حدثنا أبو نعامة العدوي، قال: حدثنا حميد بن هلال، عن حجيز بن الربيع أن عمران بن حصين أرسله إلى بني عدي أن ائتهم، فأتاه فقال: يقرأ عليكم السلام، ويقول: إني لكم ناصح، ويحلف بالله لأن يكون بعدا مجدعا يرعى في رأس جبل حتى يموت أحب إليه من أن يرمى في واحد من الفريقين بسهم، فأمسكوا فداكم أبي وأمي. فقالوا: دعنا منك، فإنا والله لا ندع ثَقُلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فغزوا يوم الجمل، فقتل خلق حول عائشة يومئذ سبعون كلهم قد جمعوا القرآن، ومن لم يجمع القرآن أكثر. روى الواقدي عن رجاله، قال: كان يعلى بن منية التميمي حليف بني نوفل بن عبد مناف عاملا لعثمان على الجند، فوافى الموسم عام قتل عثمان. وعن ابن أبي مليكة، قال: جاء يعلى بن أمية إلى عائشة وهي في الحج، فقال: قد قتل خليفتك الذي كنت تحرضين عليه. قالت: برئت إلى الله من قاتله. وعن الواقدي، عن الوليد بن عبد الله، قال: قال يعلى بن أمية: أيها الناس، من خرج يطلب بدم عثمان فعلي جهازه.

_ 1 أي يسيل.

وعن علي بن أبي سارة، قال: قدم يعلى بأربع مائة ألف فأنفقها في جهازهم إلى البصرة. وعن غيره، قال: حمل يعلى بن أمية عائشة على جملة عسكر، وقال: هذه عشرة آلاف دينار من غر مالي أقوي بها من طلب بدم عثمان. فبلغ عليا، فقال: من أين له؟ سرق اليمن ثم جاء! والله لئن قدرت عليه لآخذن ما أقر به. وعن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عم له، قال: لما كان يوم الجمل نادى علي في الناس: لا ترموا أحدا بسهم، وكلموا القوم، فإن هذا مقام من فلح فيه، فلح يوم القيامة، قال: فتوافينا حتى أتانا حر الحديد، ثم إن القوم نادوا بأجعهم: "يا لثارات عثمان"، قال: وابن الحنفية أمامنا رتوة1 معه اللواء، فمد علي يديه، وقال: اللهم أكب قتلة عثمان على وجوههم. ثم إن الزبير قال لأساورة معه: ارموهم ولا تبلغوا، وكأنه إنما أراد أن ينشب القتال. فلما نظر أصحابنا إلى النشاب لم ينتظروا أن يقع إلى الأرض، وحملوا عليهم فهزمهم الله. ورمى مروان طلحة بسهم فشك ساقه بجنب فرسه. وعن أبي جرو المازني، قال: شهدت عليا والزبير حين تواقفا، فقال له علي: يا زبير أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنك تقاتلني وأنت ظالم لي"؟ قال: نعم ولم أذك إلا في موقفي هذا، ثم انصرف. وقال الحسن البصري، عن قيس بن عباد قال: قال علي يوم الجمل: يا حسن، ليت أباك مات منذ عشرين سنة. فقال له: يا أبت قد كنت أنهاك عن هذا. قال: يا بني لم أر أن الأمر يبلغ هذا. وقال ابن سعد: إن محمد بن طلحة تقدم فأخذ بخطام الجمل، فحمل عليه رجل، فقال محمد: أذكركم "حم" فطعنه فقتله، ثم قال في محمد: وأشعت قوام بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلم هتكت له بالرمح جيب قميصه ... فخر صريعا لليدين وللفم يذكرني "حم" والرمح شاجر ... فهلا تلا "حم" قبل التقدم على غير شيء غير أن ليس تابعا ... عليا ومن لا يتبع الحق يندم

_ 1 الرتوة: الخطوة.

فسار علي ليلته في القتلى، معه النيران، فمر بمحمد بن طلحة قتيلا، فقال: يا حسن، محمد السجاد ورب الكعبة، ثم قال: أبوه صرعه هذا المصرع، ولولا بره بأبيه ما خرج. فقال الحسن: ما كان أغناك عن هذا! فقال: ما لي وما لك يا حسن. وقال شريك، عن الأسود بن قيس: حدثني من رأى الزبير يوم الجمل، وناداه علي: يا أبا عبد الله، فأقبل حتى التقت أعناق دوابهما، فقال: أنشدك بالله، أتذكر يوم كنت أناجيك، فأتانا الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: "تناجيه فوالله ليقاتلنك وهو لك ظالم"1. قال: فلم يعد أن سمع الحديث، فضرب وجه دابته وانصرف. وقال هلال بن خباب، فيما رواه عنه أبو شهاب الحناط، وغيره، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ يوم الجمل للزبير: يا ابن صفية، هذه عائشة تملك طلحة، فأنت على ماذا تُقَاتِلُ قَرِيْبَكَ عَلِيّاً؟ فَرَجَعَ الزُّبَيْرُ، فَلَقِيَهُ ابْنُ جرموز فقتله. وقال يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى، قال: انصرف الزبير يوم الجمل عن علي، وهم في المصاف، فقال له ابنه عبد الله: جبنًا جبنًا، فقال: قد علم الناس أني لست بجبان، ولكن ذكرني علي شيئا سمعته مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحلفت أن لا أقاتله، ثم قال: ترك الأمور التي أخشى عواقبها ... في الله أحسن في الدنيا وفي الدين وكيع، عن عصام بن قدامة -وهو ثقة- عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيَّتُكُنَّ صاحبة الجمل الأدبب، يقتل حواليها قتلى كثيرون، وتنجوا بعد ما كادت" 2. وقيل: إن أول قتيل كان يومئذ مسلم الجهني، أمره علي فحمل مصحفا، فطاف به على القوم يدعوهم إلى كتاب الله، فقتل. وقطعت يومئذ سبعون يدا من بني ضبة بالسيوف، صار كلما أخذ رجل بخطام الجمل الذي لعائشة، قطعت يده، فيقوم آخر مكانه ويرتجز، إلى أن صرخ صارخ اعقروا الجمل، فعقره رجل مختلف في اسمه، وبقي الجمل والهودج الذي عليه، كأنه قنفذ من النبل، وكان الهودج ملبسا بالدروع، وداخله أم المؤمنين، وهي تشجع الذين حول الجمل، فما شَاءَ اللهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يكن.

_ 1 ضعيف: فيه شريك، وهو ابن عبد الله النخعي القاضي، وهو سيئ الحفظ. وفيه جهالة من رأى الزبير. 2 حديث: صحيح.

ثم إنها -رضي الله عنها- ندمت، وندم علي -رضي الله عنه- لأجل ما وقع. سنة سبع وثلاثين وقعة صفين: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عمر، قال: لما قتل عثمان -رضي الله عنه، كتبت نائلة زوجته إلى الشام إلى معاوية كتابا تصف فيه كيف دخل على عثمان -رضي الله عنه- وقتل، وبعثت إليه بقميصه بالدماء، فقرأ معاوية الكتاب على أهل الشام، وَطِيْفَ بِالقَمِيْصِ فِي أَجْنَادِ الشَّامِ، وَحَرَّضَهُمْ عَلَى الطلب بدمه، فبايعوا معاوية على الطلب بدمه. ولما بويع علي بالخلافة قال له ابنه الحسن وابن عباس: اكْتُبْ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَأَقِرَّهُ عَلَى الشَّامِ، وَأَطْمِعْهُ فإنه سيطمع ويكفيك نَفْسَهُ وَنَاحِيَتَهُ، فَإِذَا بَايَعَ لَكَ النَّاسُ أَقْرَرْتَهُ أو عزلته، قال: فإنه لا يرضى حتى أعطيه عهد الله تعالى وميثاقه أن لا أعزله قالا: لا تعطه ذلك وبلغ ذلك مُعَاوِيَةَ. فَقَالَ: وَاللهِ لاَ أَلِي لَهُ شَيْئاً ولا أبايعه، وأظهر بالشام أن الزبير بن العوام قادم عليهم، وأنه مبايع له، فلما بلغه أمر الجمل أمسك، فلما بلغه قتل الزبير ترحم عليه، وقال: لو قدم علينا لبايعناه وكان أهلا. فلما انصرف علي من البصرة، أرسل جرير بن عبد الله البجلي إلى معاوية، فكلم معاوية، وعظم أمر علي ومبايعته واجتماع الناس عليه، فأبى أن يبايعه، وجرى بينه وبين جرير كلام كثير، فانصرف جرير إلى علي فأخبره، فأجمع على المسير إلى الشام، وبعث مُعَاوِيَةُ أَبَا مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيَّ إِلَى عَلِيٍّ بِأَشْيَاءَ يطلبها منه، منها أن يدفع إليه قتلة عثمان، فأبى علي، وجرت بينهما رسائل. ثم سار كل منهما يريد الآخر، فالتقوا بصفين لسبع بقين من المحرم، وشبت الحرب بينهم في أول صفر، فاقتتلوا أياما. فحدثني ابن أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ المَجِيْدِ بنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي عُثْمَانُ عَلَى الحَجِّ، فأقمت للناس الحج، ثم قدمت وقد قتل وبويع لعلي، فقال: سِرْ إِلَى الشَّامِ فَقَدْ وَلَّيْتُكَهَا. قُلْتُ: مَا هذا برأي، معاوية ابْنُ عَمِّ عُثْمَانَ وَعَامِلُهُ عَلَى الشَّامِ، وَلَسْتُ آمن أن يضرب عنقي بعثمان، وأدنى مَا هُوَ صَانِعٌ أَنْ يَحْبِسَنِي. قَالَ عَلِيٌّ: ولم؟ قلت: لقرابتي منك، وَأَنَّ كُلَّ مَنْ حَمَلَ عَلَيْكَ حَمَلَ عَلَيَّ، ولكن اكتب إلى معاوية فَمَنِّهِ وَعِدْهُ. فَأَبَى عَلِيٌّ وَقَالَ: لاَ وَاللهِ لا كان هذا أبدا. روى أبو عبيد القاسم بن سلام، عمن حدثه، عن أبي سنان العجلي، قال: قال ابن

عباس لعلي: ابعثني إلى معاوية، فوالله لأفتلن له حبلا لا ينقطع وسطه، قال: لست من مكرك ومكره في شيء، ولا أعطيه إلا السيف، حتى يغلب الحق الباطل، فقال ابن عباس: أو غير هذا؟ قال: كيف؟ قال: لأنه يطاع ولا يعصى، وأنت عن قليل تعصى ولا تطاع. قال: فلما جعل أهل العراق يختلفون على علي -رضي الله عنه- قال: لله در ابن عباس، إنه لينظر إلى الغيب من ستر رقيق. وقال مجالد، عن الشعبي، قال: لما قتل عثمان، أرسلت أم حبيبة بنت أبي سفيان إِلَى أَهْلِ عُثْمَانَ: أَرْسِلُوا إِلَيَّ بِثِيَابِ عُثْمَانَ التي قتل فيها، فبعثوا إليها بقميصه مضرجا بالدم، وخصلة الشعر التي نتفت من لحيته، ثم دعت النعمان بن بشير، فبعثته إلى معاوية، فمضى بذلك وبكتابها، فصعد معاوية المنبر، وجمع الناس، ونشر القميص عليهم، وذكر ما صنع بعثمان، وَدَعَا إِلَى الطَّلَبِ بِدَمِهِ. فَقَامَ أَهْلُ الشَّامِ فقالوا: هُوَ ابْنُ عَمِّكَ وَأَنْتَ وَلِيُّهُ، وَنَحْنُ الطَّالِبُوْنَ معك بدمه، وبايعوا له. وقال يونس، عن الزهري قال: لما بلغ معاوية قتل طلحة والزبير، وَظُهُوْرُ عَلِيٍّ، دَعَا أَهْلَ الشَّامِ لِلْقِتَالِ مَعَهُ عَلَى الشُّوْرَى وَالطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ، فَبَايَعُوْهُ عَلَى ذلك أميرا غير خليفة. وذكر يحيى الجعفي في "كتاب صفين" بإسناد أن معاوية قال لجرير بن عبد الله: اكْتُبْ إِلَى عَلِيٍّ أَنْ يَجْعَلَ لِيَ الشَّامَ، وأنا أبايع له، قال: وبعث الوليد بن عقبة إليه يقول: مُعَاوِيُ إِنَّ الشَّامَ شَامُكَ فَاعْتَصِمْ ... بِشَامِكَ لاَ تُدْخِلْ عَلَيْكَ الأَفَاعِيَا وَحَامِ عَلَيْهَا بِالقَنَابِلِ وَالقَنَا ... وَلاَ تَكُ مَخْشُوْشَ الذِّرَاعَيْنِ وَانِيَا فَإِنَّ عَلِيّاً نَاظِرٌ مَا تُجِيْبُهُ ... فَأَهْدِ لَهُ حَرْباً تُشِيْبُ النواصيا وحدثني يعلى بن عبيد، قال: حدثنا أبي، قال: قال أبو مسلم الخولاني وجماعة لمعاوية: أَنْتَ تُنَازِعُ عَلِيّاً! أَمْ أَنْتَ مِثْلُهُ؟ فَقَالَ: لا والله إني لأعلم أن عليا أَفْضَلُ مِنِّي وَأَحَقُّ بِالأَمْرِ مِنِّي، وَلَكِنْ أَلَسْتُم تَعْلَمُوْنَ أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ مَظْلُوْماً، وَأَنَا ابْنُ عمه، وإنما أطلب بدمه، فأتوا عليا فَقُوْلُوا لَهُ، فَلْيَدْفَعْ إِلَيَّ قَتَلَةَ عُثْمَانَ وَأُسْلِمَ له. فأتوا عليا فكلموه بذلك، فلم يدفعهم إليه. وحدثني خلاد بن يزيد الجعفي قال: حدثنا عَمْرُو بنُ شَمِرٍ، عَنْ جَابِرٍ الجُعْفِيِّ، عَنِ الشعبي -أو أبي جعفر الباقر شك خلاد- قَالَ: لَمَّا ظَهَرَ أَمْرُ مُعَاوِيَةَ دَعَا عَلِيٌّ -رضي الله عنه- رجلا، أمره أَنْ يَسِيْرَ إِلَى دِمَشْقَ، فَيَعْقِلَ رَاحِلَتَهُ عَلَى باب المسجد، ويدخل بهيئة السفر، ففعل الرجل، وكان قد وصاه بما يقول، فسألوه: من أين جئت؟ قال: من العراق، قالوا: ما

وَرَاءكَ؟ قَالَ: تَرَكْتُ عَلِيّاً قَدْ حَشَدَ إِلَيْكُم، ونهد في أهل العراق. فبلغ معاوية، فأرسل أبا الأعور السلمي يحقق أمره، فأتاه فسأله، فأخبره بالأمر الذي شاع، فنودي: الصلاة جامعة. وامتلأ الناس في المسجد، فصعد معاوية المنبر وَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ عَلِيّاً قَدْ نَهَدَ إليكم في أهل العراق، فَمَا الرَّأْيُ؟ فَضَرَبَ النَّاسُ بِأَذْقَانِهِم عَلَى صُدُوْرِهِم، ولم يرفع إليه أحد طَرْفَهُ، فَقَامَ ذُو الكَلاَعِ الحِمْيَرِيُّ، فَقَالَ: عَلَيْكَ الرَّأْيُ وَعَلَيْنَا أَمْ فِعَالُ -يَعْنِي الفِعَالَ- فَنَزَلَ معاوية ونودي في الناس: اخرجوا إلى معسكركم، ومن تخلف بعد ثلاث أحل بنفسه. فخرج رسول علي حتى وافاه، فأخبره بذلك، فأمر علي فنودي: الصلاة جامعة. فاجتمع الناس، وصعد المِنْبَرِ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إن رسولي الذي أرسلته إلى الشام قد قدم علي، وأخبرني أن معاوية قد نهد إليكم في أهل الشام، فما الرأي؟ قال: فأضب أهل المسجد يقولون: يا أمير المؤمنين الرَّأْيُ كَذَا، الرَّأْيُ كَذَا، فَلَمْ يَفْهَمْ عَلِيٌّ كلامهم من كثرة من تكلم، وكثر اللغط، فَنَزَلَ وَهُوَ يَقُوْلُ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون، ذهب بها ابن أكالة الأكباد، يعني معاوية. وقال الأعمش: حدثني من رَأَى عَلِيّاً يَوْمَ صِفِّيْنَ يُصَفِّقُ بِيَدَيْهِ، وَيَعَضُّ عليها، ويقول: واعجبًا! أعصى ويطاع معاوية. وقال الواقدي: اقتتلوا أياما حتى قتل خَلْقٌ وَضَجِرُوا، فَرَفَعَ أَهْلُ الشَّامِ المَصَاحِفَ، وَقَالُوا: نَدْعُوْكُم إِلَى كِتَابِ اللهِ وَالحُكْمِ بِمَا فِيْهِ. وكان ذلك مكيدة من عمرو بن العاص، يعني لما رأى ظهور جيش علي، فاصطلحوا كما يأتي. وقال الزهري: اقتتلوا قتالا لم تقتتل هذه الأمة مثله قط، وغلب أهل العراق على قتلى أهل حمص، وغلب أهل الشام على قتلى أهل العالية، وكان على ميمنة علي الأشعث بن قيس الكندي، وعلى الميسرة عبد الله بن عباس، وعلى الرجالة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي، فقتل يومئذ. ومن أمراء علي يومئذ: الأحنف بن قيس التميمي، وعمار بن ياسر العنسي، وسليمان بن صرد الخزاعي، وعدي بن حاتم الطائي، والأشتر النخعي، وعمرو بن الحمق الخزاعي، وشبث بن ربعي الرياحي، وسعيد بن قيس الهمداني، وكان رئيس همدان المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي، وقيس بن مكشوح المرادي، وخزيمة بن ثابت الأنصاري، وغيرهم. وكان علي في خمسين ألفا، وقيل: في تسعين ألفا، وقيل: كانوا مائة ألف. وكان معاوية في سبعين ألفا، وكان لواؤه مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي، وعلى ميمنته عمرو بن العاص، وقيل: ابنه عبد الله بن عمرو، وعلى الميسرة حبيب بن مسلمة

الفهري، وعلى الخيل عبيد الله بن عمر بن الخطاب، ومن أمرائه يومئذ: أبو الأعور السلمي، وزفر بن الحارث، وذو الكلاع الحميري، ومسلمة بن مخلد، وبسر بن أرطأة العامري، وحابس بن سعد الطائي، ويزيد بن هبيرة السكوي، وغيرهم. قال عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سلمة قال: رأيت عمار بن ياسر بصفين، ورأى راية معاوية، فقال: إن هذه راية قاتلتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مرات ثم قاتل حتى قتل. وقال غيره: برز الأشعث بن قيس في ألفين، فبرز لهم أبو الأعور في خمسة آلاف، فاقتتلوا: ثم غلب الأشعث على الماء وأزالهم عنه. ثم التقوا يوم الأربعاء سابع صفر، ثم يوم الخميس والجمعة وليلة السبت، ثم رفع أهل الشام لما رأوا الكسرة المصاحف بإشارة عمرو، ودعوا إلى الصلح والتحكيم، فأجاب علي إلى تحكيم الحكمين، فاختلف عليه حينئذ جيشه وقالت طائفة، لا حكم إلا لله. وخرجوا عليه فهم "الخوارج". وقال ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، قال: قتل مع علي بصفين خمسة وعشرون بدريا. ثوير متروك. قال الشعبي: كان عبد الله بن بديل يوم صفين عليه درعان ومعه سيفان، فكان يضرب أهل الشام ويقول: لم يبق إلا الصبر والتوكل ... ثم التمشي في الرعيل الأول مشي الجمال في حياض المنهل ... والله يقضي ما يشا ويفعل فلم يزل يضرب بسيفه حتى انتهى إلى معاوية فأزاله عن موقفه، وأقبل أصحاب معاوية يرمونه بالحجارة حتى أثخنوه وقتل، فأقبل إليه معاوية، وألقى عبد الله بن عامر عليه عمامته غطاه بها وترحم عليه، فقال معاوية لعبد الله: قد وهبناه لك، هذا كبش القوم ورب الكعبة، اللهم أظفر بالأشتر والأشعث، والله ما مثل هذا إلا كما قال الشاعر: أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها ... وإن شمرت يوما به الحرب شمرا كليث هزبر كان يحمي ذماره ... رمته المنايا قصدها فتقصرا ثم قال: لو قدرت نساء خزاعة أن تقاتلني فضلا عن رجالها لفعلت. وفي "الطبقات" لابن سعد، من حديث عمرو بن شراحيل، عن حنش بن عبد الله

الصنعاني، عن عبد الله بن زرير الغافقي، قال: لقد رأيتنا يوم صفين، فاقتتلنا نحن وأهل الشام، حتى ظننت أنه لا يبقى أحد، فأسمع صائحا يصيح: معشر الناس، الله الله في النساء والولدان، من للروم ومن للترك، الله الله، والتقينا، فأسمع حركة من خلفي، فإذا علي يعدو بالراية حتى أقامها، ولحقه ابنه محمد ابن الحنفية، فسمعته يقول: يا بني الزم رايتك، فإني متقدم في القوم، فأنظر إليه يضرب بالسيف حتى يفرج له، ثم يرجع فيهم. وقال خليفة: شهد مع علي من البدريين: عمار بن ياسر، وسهل بن حنيف، وخوات بن جبير، وأبو سعد الساعدي، وأبو اليسر، ورفاعة بن رافع الأنصاري، وأبو أيوب الأنصاري بخلف فيه. قال: وشهد معه من الصحابة ممن لم يشهد بدرا، خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن سعد بن عبادة، وأبو قتادة، وسهل بن سعد الساعدي، وقرظة بن كعب، وجابر بن عبد الله، وابن عباس، والحسن، والحسين، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأبو مسعود عقبة بن عمرو، وأبو عياش الزرقي، وعدي بن حاتم، والأشعث بن قيس، وسليمان بن صرد، وجندب بن عبد الله، وجارية بن قدامة السعدي. وعن ابن سيرين، قال: قتل يوم صفين سبعون ألفا يعدون بالقصب. وقال خليفة وغيره: افترقوا عن ستين ألف قتيل، وقيل: عن سبعين ألفا، منهم خمسة وأربعون ألفا من أهل الشام. وقال عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن جعفر -أظنه ابن أبي المغيرة- عن عبد الله بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: شهدنا مع علي ثمان مائة ممن بايع بيعة الرضوان، قتل منهم ثلاثة وستون رجلا، منهم عمار. وقال أبو عبيدة وغيره: كانت راية علي مع هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وكان على الخيل عمار بن ياسر. وقال غيره: حيل بين علي وبين الفرات؛ لأن معاوية سبق إلى الماء، فأزالهم الأشعث عن الماء. قلت: ثم افترقوا وتواعدوا ليوم الحكمين. وقتل مع علي: خزيمة بن ثابت، وعمار بن ياسر، وهاشم بن عتبة، وعبد الله بن بديل، وعبد الله بن كعب المرادي، وعبد الرحمن بن كلدة الجمحي، وقيس بن مكشوح المرادي، وأبي بن قيس النخعي أخو علقمة، وسعد بن الحارث بن الصمة الأنصاري، وجندب بن زهير الغامدي، وأبو ليلى الأنصاري.

وقتل مع معاوية: ذو الكلاع، وحوشب ذو ظليم، وحابس بن سعد الطائي قاضي حمص، وعمرو بن الحضرمي، وعبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، وعروة بن داود، وكريب بن الصباح الحميري أحد الأبطال، قتل يومئذ جماعة، ثم بارزه علي فقتله. قال نصر بن مزاحم الكوفي الرافضي: حدثنا عمر بن سعد، عن الحارث بن حصيرة، أن ولد ذي الكلاع أرسل إلى الأشعث بن قيس يقول: إن ذا الكلاع قد أصيب، وهو في الميسرة، أفتأذن لنا في دفنه؟ فقال: الأشعث لرسوله أقرئه السلام، وقل إني أخاف أن يتهمني أمير المؤمنين، فاطلبوا ذلك إلى سعيد بن قيس الهمداني فإنه في الميمنة، فذهب إلى معاوية فأخبره، فقال: ما عسيت أن أصنع، وقد كانوا منعوا أهل الشام أن يدخلوا عسكر علي، خافوا أن يفسدوا أهل العسكر، فقال معاوية لأصحابه: لأنا أشد فرحا بقتل ذي الكلاع مني بفتح مصر لو افتتحتها؛ لأن ذا الكلاع كان يعرض لمعاوية في أشياء كان يأمر بها، فخرج ابن ذي الكلاع إلى سعيد بن قيس، فاستأذنه في أبيه فأذن له، فحملوه على بغل وقد انتفخ. وشهد صفين مع معاوية من الصحابة: عمرو بن العاص السهمي، وابنه عبد الله، وفضالة بن عبيد الأنصاري، ومسلمة بن مخلد، والنعمان بن بشير، ومعاوية بن حديج الكندي، وأبو غادية الجهني قاتل عمار، وحبيب بن مسلمة الفهري، وأبو الأعور السلمي، وبسر بن أرطأة العامري. تحكيم الحكمين: عن عكرمة قال: حكم معاوية عمرو بن العاص، فقال الأحنف بن قيس لعلي: حكم أنت ابْنَ عَبَّاسٍ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ مُجَرَّبٌ. قَالَ: أَفْعَلُ. فأبت اليمانية، وقالوا: لا، حَتَّى يَكُوْنَ مِنَّا رَجُلٌ. فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ إلى علي لما رآه قد هم أن يحكم أبا موسى الأشعري، فقال له: علام تحكم أبا موسى، فوالله لَقَدْ عَرَفْتَ رَأْيَهُ فِيْنَا، فَوَاللهِ مَا نَصَرَنَا، وَهُوَ يَرْجُو مَا نَحْنُ فِيْهِ، فَتُدْخِلُهُ الآنَ فِي مَعَاقِدِ أَمْرِنَا، مَعَ أَنَّه لَيْسَ بِصَاحِبِ ذاك، فإذ أَبَيْتَ أَنْ تَجْعَلَنِي مَعَ عَمْرٍو، فَاجْعَلِ الأَحْنَفَ بنَ قَيْسٍ، فَإِنَّهُ مُجَرَّبٌ مِنَ العَرَبِ، وَهُوَ، قرن لعمرو. فقال علي: أفعل. فَأَبَتِ اليَمَانِيَةُ أَيْضاً. فَلَمَّا غُلِبَ جَعَلَ أَبَا موسى، فسمعت ابن عباس يقول: قلت لعلي يوم الحكمين: لاَ تُحَكِّمْ أَبَا مُوْسَى، فَإِنَّ مَعَهُ رَجُلاً حذرًا مرسًا قارحًا، فلزني إلى جَنْبِهِ، فَإِنَّهُ لاَ يَحُلُّ عُقْدَةً إِلاَّ عَقَدْتُهَا وَلاَ يَعْقِدُ عُقْدَةً إِلاَّ حَلَلْتُهَا. قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا أَصْنَعُ؟ إِنَّمَا أُوْتَى مِنْ أصحابي، قد ضعفت نيتهم وكلوا في الحرب، هذا الاشعث بن قيس يَقُوْلُ: لاَ يَكُوْنُ فِيْهَا مُضَرِيَّانِ أَبَداً حَتَّى يكون أحدهما يمانٍ، قال: فعذرته وعرفت أنه مضطهد، وأن أصحابه لا نية لهم.

وقال أبو صالح السمان: قال علي لأبي موسى: احكم ولو على حز عنقي. وقال غيره: حكم معاوية عمرا، وحكم علي أبا موسى، على أن من ولياه الخلافة فهو الخليفة، ومن اتفقا على خلعه خلع. وتواعدا أن يأتيا في رمضان، وأن يأتي مع كل واحد جمع من وجوه العرب. فلما كان الموعد سار هذا من الشام، وسار هذا من العراق، إلى أن التقى الطائفتان بدومة الجندل، وهي طرف الشام من جهة زاوية الجنوب والشرق. فعن عمر بن الحكم، قال: قال ابن عباس لأبي موسى الأشعري: احذر عمرا، فإنما يريد أن يقدمك ويقول: أَنْتَ صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسن مني فتكلم حتى أتكلم، وإنما يريد أن يقدمك في الكلام لتخلع عليا. قال: فاجتمعا على إمرة، فأدار عمرو أبا موسى، وذكر له معاوية فأبى، وقال أبو موسى: بل عبد الله بن عمر، فقال عمرو: أخبرني عن رأيك؟ فقال أبو موسى: أرى أن نخلع هذين الرجلين، ونجعل هذا الأمر شورى بين المسلمين، فيختاروا لأنفسهم من أحبوا قال عمرو: الرأي ما رأيت. قال: فأقبلا على الناس وهم مجتمعون بدومة الجندل، فقال عمرو: يا أبا موسى أعلمهم أن رأينا قد اجتمع، فقال: نعم، إن رأينا قد اجتمع على أمر نرجو أن يصلح الله به أمر الأمة. فقال عمرو: صدق وبر، ونعم الناظر للإسلام وأهله، فتكلم يا أبا موسى. فأتاه ابن عباس، فخلا به، فقال: أنت في خدعة، ألم أقل لك لا تبدأه وتعقبه، فإني أخشى أن يكون أعطاك أمرا خاليا، ثم ينزع عنه على ملأ من الناس، فقال: لا تخش ذلك فقد اجتمعنا واصطلحنا. ثم قام أبو موسى فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا الناس، قد نظرنا في هذا الأمر وأمر هذه الأمة، فلم نر شيئا هو أصلح لأمرها ولا ألم لشعثها من أن لا نثير أمرها ولا بعضه، حتى يكون ذلك عن رضا منها وتشاور، وقد اجتمعت أنا وصاحبي على أمر واحد: على خلع علي ومعاوية، وتستقيل الأمة هذا الأمر فيكون شورى بينهم يولون من أحبوا، وإني قد خلعت عليا ومعاوية، فولوا أمركم من رأيتم. ثم تأخر. وأقبل عمرو فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هذا قد قال ما سمعتم، وخلع صاحبه، وإني خلعت صاحبه وأثبت صاحبي معاوية، فإنه ولي عثمان، والطالب بدمه، وأحق الناس بمقامه، فقال سعد بن أبي وقاص: ويحك يا أبا موسى ما أضعفك عن عمرو ومكايده، قال: ما أصنع به، جامعني على أمر، ثم نزع عنه. فقال ابن عباس: لا ذنب لك، الذنب للذي قدمك، فقال: رحمك الله غدر بي، فما أصنع؟ وقال أبو موسى: يا عمرو إنما مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث. أو تتركه يلهث. فقال عمرو: إنما مثلك كمثل الحمار يحمل

أسفارا. فقال ابن عمر: إلى ما صير أمر هذه الأمة! إلى رجل لا يبالي ما صنع، وآخر ضعيف. قال المسعودي في "المروج": كان لقاء الحكمين بدومة الجندل في رمضان، سنة ثمان وثلاثين، فقال عمرو لأبي موسى: تكلم. فقال: بل تكلم أنت فقال: ما كنت لأفعل، ولك حقوق كلها واجبة. فحمد الله أبو موسى وأثنى عليه، ثم قال: هلم يا عمرو إلى أمر يجمع الله به الأمة، ودعا عمرو بصحيفة، وقال للكاتب: اكتب وهو غلام لعمرو، وقال: إن للكلام أولا وآخرًا، ومتى تنازعنا الكلام لم نبلغ آخره حتى ينسى أوله، فاكتب ما نقول. قال: لا تكتب شيئا يأمرك به أحدنا حتى تستأمر الآخر، فإذا أمرك فاكتب، فكتب: هذا ما تقاضي عليه فلان وفلان. إلى أن قال عمرو: وإن عثمان كان مؤمنا، فقال أبو موسى: ليس لهذا قعدنا. قال عمرو: لا بد أن يكون مؤمنا أو كافرا. قال: بل كان مؤمنا. قال: فمر أن يكتب، فكتب. قال عمرو: ظالما قتل أو مظلومًا؟ قال أبو موسى: بل قتل مظلومًا. قال عمرو: أفليس قد جعل الله لوليه سلطانا يطلب بدمه؟ قال أبو موسى: نعم قال عمرو: فعلى قاتله القتل، قال: بلى قال: أفليس لمعاوية أن يطلب بدمه حتى يعجز؟ قال: بلى قال عمرو: فإنا نقيم البينة على أن عليا قتله. قال أبو موسى: إنما اجتمعنا لله، فهلم إلى ما يصلح الله به أمر الأمة. قال: وما هو؟ قال: قد علمت أن أهل العراق لا يحبون معاوية أبدًا، وأهل الشام لا يحبون عليا أبدا، فهلم نخلعهما معا، ونستخلف ابن عمر -وكان ابن عمر على بنت أبي موسى- قال عمرو: أيفعل ذلك عبد الله؟ قال: نعم إذا حمله الناس على ذلك. فصوبه عمرو، وقال: فهل لك في سعد؟ وعدد له جماعة، وأبو موسى يأبى إلا ابن عمر، ثم قال: قم حتى نخلع صاحبينا جميعا، واذكر اسم من تستخلف، فقام أبو موسى وخطب وقال: إنا نظرنا في أمرنا، فرأينا أقرب ما نحقن به الدماء، ونلم به الشعث خلعنا معاوية وعليًّا، فقد خلعتهما كما خلعت عمامتي هذه، واستخلفنا رجلا قد صَحِبَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَفْسِهِ، وله سابقة: عبد الله بن عمر، فأطراه ورغب الناس فيه. ثم قام عمرو فقال: أيها الناس، إن أبا موسى قد خلع عليا، وهو أعلم، وقد خلعته معه، وأثبت معاوية علي وعليكم، وإن أبا موسى كتب في هذه الصحيفة أن عثمان قتل مظلوما، وأن لوليه أن يطلب بدمه، فقام أبو موسى، فقال: كذب عمرو، ولم نستخلف معاوية، ولكنا خلعنا معاوية وعليا معا.

قال المسعودي: ووجدت في رواية أنهما اتفقا وخلعا عليا ومعاوية، وجعلا الأمر شورى، فقام عمرو بعده، فوافقه على خلع علي، وعلى إثبات معاوية، فقال له: لا وفقك الله، غدرت وقنع شريح بن هانئ الهمداني عمرا بالسوط. وانخذل أبو موسى، فلحق بمكة، ولم يعد إلى الكوفة، وحلف لا ينظر في وجه علي ما بقي. ولحق سعد بن أبي وقاص وابن عمر ببيت المقدس فأحرما، وانصرف عمرو، فلم يأت معاوية، فأتاه وهيأ طعاما كثيرا، وجرى بينهما كلام كثير، وطلب الأطعمة، فأكل عبيد عمرو، ثم قاموا ليأكل عبيد معاوية، وأمر من أغلق الباب وقت أكل عبيده، فقال عمرو: فعلتها؟ قال: إي والله بايع وإلا قتلتك. قال: فمصر، قال: هي لك ما عشت. وقال الواقدي: رفع أَهْلُ الشَّامِ المَصَاحِفَ وَقَالُوا: نَدْعُوْكُم إِلَى كِتَابِ الله والحكم بما فيه فاصطلحوا، وكتبوا بينهما كتابا على أن يوافوا رأس الحول أذرح ويحكموا حكمين، ففعلوا ذلك فلم يقع اتفاق، ورجع علي بالاختلاف والدغل من أصحابه، فَخَرَجَ مِنْهُم الخَوَارِجُ، وَأَنْكَرُوا تَحْكِيْمَهُ، وَقَالُوا: لاَ حكم إلا لله، ورجع معاوية بالألفة واجتماع الكلمة عليه. ثم بايع أهل الشام معاوية بِالخِلاَفَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ. كذا قال. وقال خليفة وغيره: إنهم بايعوه في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين، وهو أشبه؛ لأن ذلك كان إثر رجوع عمرو بن العاص من التحكيم. وقال مُحَمَّدُ بنُ الضَّحَّاكِ الحِزَامِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قام علي على منبر الكوفة، فقال، حين اختلف الحكمان: لقد كنت نهيتكم عن هذه الحكومة فعصيتموني. فقام إليه شاب آدم، فقال: إنك والله ما نهيتنا ولكن أمرتا ودمرتنا، فلما كان منها ما تكره برأت نفسك ونحلتنا ذنبك. فقال علي: ما أنت وهذا الكلام قبحك الله، والله لقد كانت الجماعة فكنت فيها خاملا، فلما ظهرت الفتنة نجمت فيها نجوم الماغرة. ثم قال: لله منزل نزله سعد بن مالك وعبد الله بن عمر، والله لئن كان ذنبا إنه لصغير مغفور، وإن كان حسنا إنه لعظيم مشكور. قلت: ما أحسنها لولا أنها منقطعة السند. وقال الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: دخلت على حفصة، فقلت: قد كان بين النَّاسِ مَا تَرَيْنَ، وَلَمْ يُجْعَلْ لِي مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ. قَالَتْ: فَالْحَقْ بِهِم، فَإِنَّهُم يَنتظِرُوْنَكَ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُوْنَ فِي احْتِبَاسِكَ عَنْهُم فرقة، فذهب. فَلَمَّا تَفرَّقَ الحَكمَانِ خَطَبَ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ: مَنْ كَانَ يُرِيْدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الأَمْرِ فليطلع إلي قرنه فلنحن أحق بهذا الأمر مِنْهُ وَمِنْ أَبِيْهِ -يُعَرِّضُ بِابْنِ عُمَرَ- قَالَ ابن عمر: فحللت

حبوتي وهممت أن أقول: أحق به مَنْ قَاتَلَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الإِسْلاَمِ. فَخَشِيتُ أَنْ أقول كلمة تفرق الجمع وتسفك الدَّمُ، فَذَكَرتُ مَا أَعَدَّ اللهُ فِي الجنَانِ. قال جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى، عَنْ نَافِعٍ، قال: قال أبو موسى: لا أرى لها غير ابن عمر، فقال عمرو لابن عمر: أما تريد أَنْ نُبَايِعَكَ؟ فَهلْ لَكَ أَنْ تُعطَى مَالاً عظيما على أن تدع هَذَا الأَمْرَ لِمَنْ هُوَ أَحْرَصُ عَلَيْهِ مِنْكَ. فغضب ابن عمر وقام. رواه معمر. عن الزهري. وفيها أخرج علي سهل بن حنيف على أهل فارس، فمانعوه، فوجه علي زيادا، فصالحوه وأدوا الخراج. وفيها قال أبو عبيدة: خرج أهل حروراء في عشرين ألفا، عليهم شبث بن ربعي، فكلمهم علي فحاجهم، فرجعوا. وقال سليمان التيمي، عن أنس، قال: قال شبث بن ربعي: أنا أول من حرر الحرورية، فقال رجل: ما في هذا ما تمتدح به. وعن مغيرة قال: أول من حكم ابن الكواء، وشبث. قلت: معنى قوله: "حكم" هذه كلمة قد صارت سمة للخوارج، يقال: "حكم" إذا خرج وقال: لا حكم إلا الله. وتوفي فيها: جهجاه بن قيس -وقيل بن سعيد- الغفاري، مدني، له صحبة شهد بيعة الرضوان، وكان في غزوة المريسع أجيرا لعمر، ووقع بينه وبين سنان الجهني، فنادى: يا للمهاجرين: ونادى سنا: يا للأنصار. وعن عطاء بن يسار، عن جهجاه أنه هو الذي شرب حلاب سبع شياه قبل أن يسلم، فلما أسلم لم يتم حلاب شاة. وقال ابن عبد البر: هو الذي تناول العصا من يد عثمان -رضي الله عنه- وهو يخطب، فكسرها على ركبته، فوقعت فيها الآكلة، وكانت عصَا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. تُوُفِّيَ بعد عثمان بسنة. حابس بن سعد الطائي: ولي قضاء حمص زمن عمر، وكان أبو بكر قد وجهه إلى الشام، وكان من العباد. روى عنه: جبير بن نفير. قتل يوم صفين مع معاوية.

ذو الكلاع الحميري، اسمه السميفع، ويقال: سميفع بن ناكور. وقيل: اسمه أيفح، كنيته أبو شرحبيل. أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: له صحبة، فروى ابن لهيعة، عن كعب بن علقمة، عن حسان بن كليب، سمع ذا الكلاع، يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: "اتركوا الترك ما تركوكم". كان ذو الكلاع سيد قومه، شهد يوم اليرموك، وفتح دمشق، وكان على ميمنة معاوية يوم صفين. روى عن: عمر، وغير واحد روى عنه: أبو أزهر بن سعيد، وزامل بن عمرو، وأبو نوح الحميري. والدليل على أنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم ما روى إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير، قال: كنت باليمن، فلقيت رجلين من أهل اليمن: ذا الكلاع، وذا عمرو، فجعلت أحدثهم عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأقبلا معي، حتى إذا كنا في بعض الطريق، رفع لنا ركب من قبل المدينة، فسألناهم، فقالوا: قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أبو بكر. الحديث رواه مسلم. وروى علوان بن داود، عن رجل، قال: بعثني أهلي بهدية إلى ذي الكلاع، فلبثت على بابه حولا لا أصل إليه، ثم إنه أشرف من القصر، فلم يبق حوله أحد إلا سجد له، فأمر بهديتي فقبلت، ثم رأيته بعد في الإسلام، وقد اشترى لحما بدرهم فسمطه على فرسه. وروى أن ذا الكلاع لما قدم مكة كان يتلثم خشية أن يفتتن أحد بحسنه. وكان عظيم الخطر عند معاوية، وربما كان يعارض معاوية، فيطيعه معاوية. عبد الله بن بديل بن ورقاء بن عبد العزى الخزاعي، كنيته أبو عمرو. روى البخاري في "تاريخه" أنه ممن دخل على عثمان، فطعن عثمان في ودجه، وعلا التنوخي عثمان بالسيف. أسلم مع أبيه قبل الفتح، وشهد الفتح وما بعدها، وكان شريفا وجليلا. قتل هو وأخوه عبد الرحمن يوم صفين مع علي، وكان على الرجالة. قال الشعبي: كان على عبد الله يومئذ درعان وسيفان، فأقبل يضرب أهل الشام حتى انتهى إلى معاوية، فتكاثروا عليه فقتلوه، فلما رآه معاوية صريعا قال: والله لو استطاعت نساء خزاعة لقاتلتنا فضلا عن رجالها. عبد الله بن كعب المرادي، من كبار عسكر علي. قتل يوم صفين، ويقال: إن له صحبة.

عبيد اللهِ ابْنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ القرشي العدوي المدني. ولد في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع أباه، وعثمان، وَأَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كنيته أبو عيسى، غزا في أيام أبيه. وأمه أم كلثوم الخزاعية. وعن أسلم، أن عمر ضرب ابنه عبيد الله بالدرة، وقال: أتكتني بأبي عيسى، أو كان لعيسى أب! وقد ذكرنا أن عبيد الله لما قتل عمر أخذ سيفه وشد على الهرمزان فقتله، وقتل جفينة، ولؤلؤة بنت أبي لؤلؤة، فلما بويع عثمان هم بقتله، ثم عفا عنه. وكان قد أشار علي على عثمان بقتله، فلما بويع ذهب عبيد الله هاربا منه إلى الشام. وكان مقدم جيش معاوية يوم صفين، فقتل يومئذ. ويقال: قتله عمار بن ياسر، وقيل: رجل من همدان، ورثاه بعضهم بقصيدة مليحة. أبو فضالة الأنصاري، بدري، قتل مع علي يوم صفين انفرد بهذا القول محمد بن راشد، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، وليسا بحجة. أبو عمرة الأنصاري، بشير بن عمرو بن محصن الخزرجي النجاري، وقيل اسم أبي عمرة: بشير، وقيل: ثعلبة، وقيل: عمرو. بدري كبير، له رواية في النسائي، روى عنه: ابنه عبد الرحمن بن أبي عمرة، ومحمد ابن الحنفية، وقتل يوم صفين مع علي، قاله ابن سعد. سنة ثمان وثلاثين: فيها: وجه معاوية من الشام عبد الله بن الحضرمي في جيش إلى البصرة ليأخذها، وبها زياد بن أبيه من جهة علي، فنزل ابن الحضرمي في بني تميم، وتحول زياد إلى الأزد، فنزل على صبرة بن شيمان الحداني، وكتب إلى علي فوجه علي أعين بن ضبيعة المجاشعي، فقتل أعين غيلة على فراشه. فندب علي جارية بن قدامة السعدي، فحاصر ابن الحضرمي في الدار التي هو فيها، ثم حرق عليه.

أمر الخوارج: وفي شعبان: ثارت الخوارج وخرجوا على علي رضي الله عنه، وأنكروا عليه كونه حكم الحكمين، وقالوا: حكمت في دين الله الرجال، والله يقول: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّه} [الأنعام: 57] ، وكفروه، واحتجوا بقوله: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] ، فناظرهم، ثم أرسل إليهم عبد الله بن عباس، فبين لهم فساد شبههم، وفسر لهم، واحتج بقوله تعالى: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُم} [المائدة: 95] ، وبقوله: {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} [النساء: 35] ، فرجع إلى الصواب منهم خلق، وسار الآخرون، فلقوا عبد الله بن خباب بن الأرت، ومعه امرأته، فقالوا: من أنت؟ فانتسب لهم، فسألوه عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، فأثنى عليهم كلهم، فذبحوه وقتلوا امرأته، وكانت حبلى، فبقروا بطنها، وكان من سادات أبناء الصحابة. وفيها: سارت الخوارج لحرب علي، فكانت بينهم "وقعة النهروان"، وكان على الخوارج عبد الله بن وهب السبئي، فهزمهم علي وقتل أكثرهم، وقتل ابن وهب. وقتل من أصحاب علي اثنا عشر رجلا. وقيل في تسميتهم "الحرورية"؛ لأنهم خرجوا على علي من الكوفة، وعسكروا بقرية قريب من الكوفة يقال لها: "حروراء"، واستحل علي قتلهم لما فعلوا بابن خباب وزوجته. وكانت الوقعة في شعبان سنة ثمان، وقيل: في صفر. قال عكرمة بن عمار: حدثني أبو زميل أن ابن عباس قال: لما اجتمعت الخوارج في دارها، وهم ستة آلاف أو نحوها، قلت لعلي: يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة لعلي ألقى هؤلاء، فإني أخافهم عليك، قال: كلا. قال: فلبس ابن عباس حلتين من أحسن الحلل، وكان جهيرا جميلا، قال: فأتيت القوم، فلما رأوني، قالوا: مرحبا بابن عباس وما هذه الحلة؟ قلت: وما تنكرون من ذلك؟ لقد رأيت عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلة من أحسن الحلل، قال: ثم تلوت عليهم: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف: 32] . قالوا: فما جاء بك؟ قلت: جئتكم من عند أمير المؤمنين، ومن عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أرى فيكم أحدا منهم، ولأبلغنكم ما قالوا، ولأبلغنهم ما تقولون، فما تنقمون من ابْنِ عَمِّ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصهره؟ فأقبل بعضهم على بعض، فقالوا: لا تكلموه فإن الله يقول: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُون} [الزخرف: 58] ، وقال بعضهم: ما يمنعنا من كلامه،

ابْنِ عَمِّ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويدعونا إلى كتاب الله. قال: فقالوا: ننقم عليه ثلاث خلال: إحداهن أنه حكم الرجال في دين الله، وما للرجال ولحكم الله، والثانية: أنه قاتل فلم يسب ولم يغنم، فإن كان قد حل قتالهم فقد حل سبيهم، وإلا فلا، والثالثة: محا نفسه من "أمير المؤمنين"، فإن لم يكن أمير المؤمنين، فهو أمير المشركين. قلت: هل غير هذا؟ قالوا: حسبنا هذا. قلت: أرأيتم إن خرجت لكم من كتاب الله وسنة رسوله أراجعون أنتم؟ قالوا: وما يمنعنا، قلت: أما قولكم أما قولكم إنه حكم الرجال في أمر الله، فإني سمعت الله تعالى يقول في كتابه: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُم} [المائدة: 95] ، وذلك في ثمن صيد أرنب أو نحوه قيمته ربع درهم فوض الله الحكم فيه إلى الرجال، ولو شاء أن يحكم لحكم، وقال: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ} [النساء: 35] ، أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم. قلت: وأما قولكم: قاتل فلم يسب، فغنه قاتل أمكم؛ لأن الله يقول: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُم} [الأحزاب: 6] ، فإن زعمتم أنها ليست بأمكم فقد كفرتم، وإن زعمتم أنها أمكم فما حل سباؤها، فأنتم بين ضلالتين، أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم. قلت: وأما قولكم: إنه محا اسمه من أمير المؤمنين، فإني أنبئكم عن ذلك: أما تعلمون أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الحديبية جرى الكتاب بينه وبين سهيل بن عمرو، فقال: "يا علي اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الل هـ -صلى الله عليه وسلم "، فقالوا: لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك، فقال: "اللهم إنك تعلم أني رسولك"، ثم أخذ الصحيفة فمحاها بيده، ثم قال: "يا علي اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله"، فوالله ما أخرجه ذلك من النبوة، أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم. قال: فرجع ثلثهم، وانصرف ثلثهم، وقتل سائرهم على ضلالة. قال عوف: حدثنا أبو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "تفترق أمتي فرقتين، تمرق بينهما مارقة تقتلهم أولى الطائفتين بالحق" 1. وكذا رواه قتادة، وسليمان التيمي، عن أبي نضرة.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1065"، وأبو داود "4667".

وقال ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بنُ الحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بنِ سَعِيْدٍ، عن عبيد الله بن أبي رافع، أن الحرورية لما خرجت على علي، قالوا: لا حكم إلا لله، فقال علي: كلمة حق أريد بها باطل، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصف ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء الذين يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم -وأشار إلى حلقه- من أبغ خلق الله إليه، منهم أسود إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي، فلما قاتلهم علي، قال: انظروا فلم يجدوا شيئا، قال: ارجعوا، فوالله ما كذبت ولا كذبت، ثم وجدوه في خربة، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه. قال عبيد الله: وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم. وقال يَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عبيد الله بن عياض، أن عبد الله بن شداد بن الهاد دخل على عائشة ونحن عندها ليالي قتل علي، فقالت: حدثني عن هؤلاء الذين قاتلهم علي، قال: إن عليا لما كاتب معاوية وحكم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس -يعني عبادهم- فنزلوا بأرض حروراء من جانب الكوفة، وقالوا: انسلخت من قميص ألبسك الله وحكمت في دين الله الرجال، ولا حكم إلا لله. فلما بلغ عليا ما عتبوا عليه، جمع أهل القرآن، ثم دعا بالمصحف إماما عظيما، فوضع بين يديه، فطفق يحركه بيده ويقول: أيها المصحف حدث الناس. فناداه الناس ما تسأل؟ إنما هو مداد وورق، ونحن نتكلم با روينا منه، فماذا تريد؟ فقال: أصحابكم الذين خرجوا، بيني وبينهم كتاب الله تعالى، يقول في كتابه: {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} [النساء: 35] ، فأمة محمد أعظم حقا وحرمة من رجل وامرأة، وذكر الحديث شبه ما تقدم، قال: فرجع منهم أربعة آلاف، فيهم ابن الكواء، ومضى الآخرون. قالت عائشة: فلم قتلهم؟ قال قطعوا السبيل، واستحلوا أهل الذمة، وسفكوا الدم. سنة تسع وثلاثين: فيها: كانت وقعة الخوارج بحروراء بالنخيلة، قاتلهم علي -رضي الله عنه- فكسرهم، وقتل رؤوسهم، وسجد شكرا لله تعالى لما أتى بالمخدج إليه مقتولا. وكان رؤوس الخوارج زيد بن حصن الطائي، وشريح بن أوفى العبسي، وكانا على المجنبتين، وكان رأسهم عبد الله بن وهب السبئي، وكان على رجالتهم حرقوص بن زهير. وفيها: بعث معاوية يزيد بن شجرة الرهاوي ليقيم الحج، فنازعه قثم بن العباس ومانعه،

وكان من جهة علي، فتوسط بينهما أبو سعيد الخدري وغيره، فاصطلحا، على أن يقيم الموسم شيبة بن عثمان العبدري حاجب الكعبة. وقيل: توفي فيها أم المؤمنين ميمونة، وحسان بن ثابت الأنصاري، وسيأتيان. وكان علي قد تجهز يريد معاوية، فرد من عانات، واشتغل بحرب الخوارج الحرورية، وهم العباد والقراء من أصحاب علي الذين مرقوا من الإسلام، وأوقعهم الغلو في الدين إلى تكفير العصاة بالذنوب، وإلى قتل النساء والرجال، إلا من اعترف لهم بالكفر وجدد إسلامه. ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، سمع محمد ابن الحنفية يقول: كان أبي يريد الشام، فجعل يعقد لواءه، ثم يحلف لا يحله حتى يسير فيأبى عليه الناس، وينتشر عليه رأيهم، ويجبنون فيحله ويكفر عن يمينه، فعل ذلك أربع مرات، وكنت أرى حالهم فأرى ما لا يسرني، فكلمت المسور بن مخرمة يومئذ، وقلت: ألا تكلمه أين يسير بقوم لا والله ما أرى عندهم طائلا. قال: يا أبا القاسم يسير لأمر قد حم، قد كلمته فرأيته يأبى إلا المسير. قال ابن الحنفية: فلما رأى منهم ما رأى، قال: اللَّهُمَّ إِنِّيْ قَدْ مَلِلْتُهُم وَمَلُّوْنِي، وَأَبْغَضْتُهُم وَأَبْغَضُوْنِي، فأبدلني بهم خيرا منهم، وأبدلهم بي شرا مني. سنة أربعين: فيهاك بعث معاوية إلى اليمن بسر بن أبي أرطاة القرشي العامري في جنود، فتنحى عنها عامل علي عبيد الله بن عباس، وبلغ عليا فجهز إلى اليمن جارية بن قدامة السعدي فوثب بسر على ولدي عبيد الله بن عباس صبيين، فذبحهما بالسكين وهرب، ثم رجع عبيد الله على اليمن. قال ابن سعد: قالوا: انتدب ثلاثة من الخوارج، وهم: عبد الرحمن بن ملجم المرادي، والبرك بن عبد الله التميمي، وعمرو بن بكير التميمي، فاجتمعوا بمكة، فتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلن هؤلاء الثلاثة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، ويريحوا العباد منهم فقال ابن ملجم: أنا لعلي، وقال البرك: أنا لكم لمعاوية، وقال الآخر: أنا أكفيكم عمرا. فتواثقوا أن لا ينكصوا، واتعدوا بينهم أن يقع ذلك ليلة سبع عشرة من رمضان، ثم توجه كل رجل منهم إلى بلد بها صاحبه، فقدم ابن ملجم الكوفة،

فاجتمع بأصحابه من الخوارج، فأسر إليهم، وكان يزورهم ويزورونه. فرأى قطام بنت شجنة من بني تيم الرباب، وكان علي قتل أباها وأخاها يوم النهروان، فأعجبته، فقالت: لا أتزوجك حتى تعطيني ثلاثة آلاف درهم، وتقتل عليا، فقال: لك ذلك. ولقي شبيب بن بجرة الأشجعي، فأعلمه ودعاه إلى أن يكون معه، فأجابه. وبقي ابن ملجم في الليلة التي عزم فيها على قتل علي يناجي الأشعث بن قيس في مسجده حتى كاد يطلع الفجر، فقال له الأشعث: فضحك الصبح، فقام هو وشبيب، فأخذوا أسيافهما، ثم جاءا حتى جلسا مقابل السدة التي يخرج منها علي، فذكر مقتل علي رضي الله عنه، فلما قتل أخذوا عبد الرحمن بن ملجم، وعذبوه وقتلوه. وقال حَجَّاجُ بنُ أَبِي مَنِيْعٍ: حَدَّثَنَا جَدِّي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: تَعَاهَدَ ثَلاَثَةٌ مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ عَلَى قَتْلِ مُعَاوِيَةَ، وَعَمْرِو بنِ العاص، وحبيب بن مسلمة، وأقبلوا بعد ما بويع معاوية. من توفي فيها: الحارث بن خزمة بن عدي، أبو بشير الأنصاري الأشهلي. شهد بدرا والمشاهد كلها، وهو من حلفاء بني عبد الأشهل. توفي بالمدينة سنة أربعين وله سبع وستون سنة. وخزمة: بفتحتين، قيده ابن ماكولا. خارجة بن حذافة بن غانم. قال ابن ماكولا: له صحبة، وشهد فتح مصر، وكان أمير ربع المدد الذين أمد بهم عمر بن الخطاب عمرو بن العاص، وكان على شرطة مصر في خلافة عمر، وفي خلافة معاوية، قتله عمرو بن بكير الخارجي بمصر، وهو يعتقد أنه عمر بن العاص. روى عنه عبد الله بن أبي مرة حديثا. شرحبيل بن السمط بن الأسود الكندي، أبو يزيد، ويقال: أبو السمط. له صحبة ورواية. وروى أيضا عن عمر، وسلمان الفارسي. وعنه: جبير بن نفير، وكثير بن مرة، وجماعة. قال البخاري: كان على حمص، وهو الذي افتتحها وكان فارسا بطلا شجاعا، قيل: إنه شهد القادسية. وكان قد غلب الأشعث بن قيس على شرف كندة، واستقدمه معاوية قبل صفين يستشيره.

وقد قال الشعبي: إن عمر استعمل شرحبيل بن السمط على المدائن، واستعمل أباه بالشام، فكتب إلى عمر: إنك تأمر أن لا يفرق بين السبايا وأولادهن، فإنك قد فرقت بيني وبين ابني، قال: فألحقه بابنه. قال يزيد بن عبد ربه الحمصي: توفي شرحبيل سنة أربعين. عبد الرحمن بن ملجم المرادي، قاتل علي رضي الله عنه. خارجي مفتر، ذكره ابن يونس في "تاريخ مصر" فقال: شهد فتح مصر، واختط بها مع الأشراف، وكان ممن قرأ القرآن، والفقه، وهوأحد بني تدول وكان فارسهم بمصر. قرأ القرآن على معاذ بن جبل، وكان من العباد، ويقال: هو الذي أرسل صبيغا التميمي إلى عمر، فسأله عما سأله من مستعجم القرآن. وقيل: إن عمر كتب إلى عمرو بن العاص: أن قرب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ليعلم الناس القرآن والفقه، فوسع له مكان داره، وكانت إلى جانب دار عبد الرحمن بن عديس البلوي، يعني أحد من أعان على قتل عثمان. ثم كان ابن ملجم من شيعة علي بالكوفة سار إليه إلى الكوفة، وشهد معه صفين. قلت: ثم أدركه الكتاب، وفعل ما فعل، وهو عند الخوارج من أفضل الأمة، وكذلك تعظمه النصيرية. قال الفقيه أبو محمد بن حزم: يقولون: إن ابن ملجم أفضل أهل الأرض، خلص روح اللاهوت من ظلمة الجسد وكدره. فاعجبوا يا مسلمون لهذا الجنون. وفي ابن ملجم يقول عمران بن حطان الخارجي. يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا ... إِلاَّ لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي العَرْشِ رِضْوَانَا إِنِّي لأَذْكُرُهُ حِيْناً فَأَحْسِبُهُ ... أَوْفَى البَرِيَّةِ عِنْدَ اللهِ ميزانا وابن ملجم عند الروافض أشقى الخلق في الآخرة. وهو عندنا أهل السنة ممن نرجو له النار، ونجوز أن الله يتجاوز عنه، لا كما يقول الخوارج والروافض فيه، وحكمه حكم قاتل عثمان، وقاتل الزبير، وقاتل طلحة، وقاتل سعيد بن جبير، وقاتل عمار، وقاتل خارجة، وقاتل الحسين، فكل هؤلاء نبرأ منهم ونبغضهم في الله، ونكل أمورهم إلى الله عز وجل.

المتوفون في خلافة علي تحديدا وتقريبا على الحروف: رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان، أبو معاذ الأنصاري الزرقي، أخو مالك وخلاد. شهد بدرا هو وأخوه خلاد، وكان أبوه من نقباء الأنصار، له أحاديث. روى عنه ابناه: عبيد ومعاذ، وابن أخيه يحيى بن خلاد، وغيرهم. وله عقب كثير بالمدينة، وبغداد. توفي في حدود سنة أربعين. وقال ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ. صفوان بن عسال المرادي: غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة غزوة، وله أحاديث. روى عنه: زر بن حبيش، وعبد الله بن مسلمة المرادي، وأبو الغريف عبيد الله بن خليفة، وأبو سلمة بن عبد الرحمن. وسكن الكوفة. قرظة بن كعب الأنصاري الخزرجي: أحد فقهاء الصحابة، وهو أحد العشرة الذين وجههم عمر إلى الكوفة ليعلموا الناس، ثم شهد فتح الري زمن عمر، وولاه علي على الكوفة، ثم سار إلى الجمل مع علي، ثم شهد صفين. توفي بالكوفة، وصلى عليه علي على الصحيح، وهو أول من نيح عليه بالكوفة، وقيل: توفي بعد علي. القعقاع بن عمرو التميمي: قيل: إنه شهد وَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وله أثر عظيم في قتال الفرس في القادسية وغيرها، وكان أحد الأبطال المذكورين، يقال: إن أبا بكر قال: صوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل. وشهد الجمل مع علي وكان الرسول في الصلح يومئذ بين الفريقين، وسكن الكوفة. سحيم عبد بني الحسحاس: شاعر مفلق، بديع القول، لا صحبة له. روى معمر، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن السائب، قال: قيل لعمر -رضي الله عنه: هذا عبد بني الحسحاس يقول الشعر، دعاه فقال: كيف قلت؟ فقال: ودع سليمى إن تجهزت غاديا ... كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا قال: حسبك، صدقت صدقت. هذا حديث صحيح. وهذه قصيدة طنانة يقول بها:

جنونا بها فيما اعتلقنا علاقة ... علاقة حب ما استسر وباديا ليالي تصطاد الرجال بفاحم ... تراه أثيثا ناعم النبت عافيا وجيد كجيد الريم ليس بعاطل ... من الدر والياقوت أصبح حاليا كأن الثريا علقت فوق نحرها ... وجمر غضى هبت له الريح زاكيا إذا اندفعت في ريطة وخميصة ... وألقت بأعلى الرأس سبا يمانيا تريك غداة البين كفا ومعصما ... ووجها كدينار الأعزة صافيا فلو كنت وردا لونه لعشقتني ... ولكن ربي شانني بسواديا أتكتم حييتم على الناي تكتما ... تحية من أمسى بحبك مغرما وماشية مشي القطاة اتبعتها ... من السر تخشى أهلها أن تكلما فقالت له: يا ويح غيرك إنني ... سمعت كلاما بينهم يقطر الدما وله من قصيدة: وإن لا تلاقي الموت في اليوم فاعلمن ... بأنك رهن أن تلاقيه غدا رأيت المنايا لم يدعن محمدا ... ولا أحدا إلا له الموت أرصدا وقيل: إن سحيما لما أكثر التشبيب بنساء الحي عزموا على قتله، فبكت امرأة كان يرمى بها فقال: أمن سمية دمع العين مذروف ... لو أن ذا منك قبل اليوم معروف المال مالكم والعبد عبدكم ... فهل عذابك عني اليوم مصروف كأنها يوم صدت ما تكلمنا ... ظبي بعسفان ساجي الطرف مطروف ثم قتل عفا الله عنه. تم الجزء الثاني ويليه: الجزء الثالث وأوله: أبو عبيدة بن الجراح

فهرس الموضوعات الصفحة الموضوع 5 سنة ست من الهجرة 5 غزوة ذي قرد 9 مقتل أبي رافع اليهودي 12 قتل ابن نبيح الهذلي 13 غزوة بني المصطلق كما أرخها ابن إسحاق، وتقدمت سنة خمس 14 سرية نجد 15 سرية عكاشة بن محصن 15 سرية أبي عبيدة إلى ذي القصة 15 سرية زيد بن حارثة بالجموم 15 سريد زيد بن حارثة إلى الطرف 15 سرية زيد بن حارثة إلى العيص 15 سرية زيد بن حارثة إلى وادي القرى 16 سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دُومة الجندل 16 سرية كُرز بن جابر الفهري إلى العُرنيين 17 إسلام أبي العاص بن الربيع 19 سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن زارم. 20 قصة غزوة الحديبية 39 نزول سورة الفتح 43 بعض الحودث في سنة ست 44 السنة السابعة 44 غزوة خيبر 46 حديث الراية 50 فصل: فيمن ذكر أن مرحبا قتله محمد بن مسلمة 52 ذكر صفية رضي الله عنها 57 ذكر من استشهد على خيبر 57 قدوم جعفر بن أبي طالب ومن معه 60 شأن الشاة المسمومة 63 غزوة وادي القرى 65 قدوم حاطب بن أبي بلتعة من الرسلية إلى المقوقس 65 وفاة ثوبية مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم

65 سرية أبي بكر -رضي الله عنه- إلى نجد 66 سرية عمر -رضي الله عنه- إلى عجز هوازن 66 سرية بشير بن سعد 67 سرية غالب بن عبد الله الليثي 68 سرية حنان 69 سرية أبي حدرد إلى الغابة 69 سرية محلم بن جثامة 71 سرية عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي 71 عمرة القضية 74 تزويجه صلى الله عليه وسلم بميمونة 76 سنة ثمان من الهجرة 76 إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد 79 سرية شجاع بن وهب الأسدي 80 سرية نجد 80 سرية كعب بن عمير 80 غزوة مؤتة 88 ترجمة جعفر بن أبي طالب 88 ترجمة زيد بن حارثة 90 ترجمة عبد الله بن رواحة 92 شهداء مؤنة 92 ذكر رسل النبي صلى الله عليه وسلم 99 غزوة ذات السلاسل 102 غزوة سيف البحر 103 سرية أبي قتادة إلى خضرة 103 وفاة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم 104 فتح مكة شرفها الله وعظمها 128 غزوة بني جذيمة 130 غزوة حنين 138 غزوة أوطاس 139 غزوة الطائف 143 قسم غنائم حنين وغير ذلك 150 عمرة الجعرانة 151 قصة كعب بن زهير 157 السنة التاسعة 157 ذكر بعض أحداثها 158 غزوة تبوك في رجب 169 أمر الذين خلفوا 174 موت عبد الله بن أبي 177 ذكر قدوم وفود العرب 178 وفد ثقيف 182 السنة العاشرة 182 وفد بني تميم 184 وفد بني عامر 185 وافد بني سعد 186 وفد بني حنيفة 188 وفد طيئ

189 قدوم فروة بن مسيك المرادي 189 وفد كندة 190 إسلام ملوك اليمن 190 بعث خالد بن الوليد إلى أهل اليمن 194 وفاة إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 195 حجة الوداع 201 سنة إحدى عشرة 201 سرية أسامة 202 فصل: في معجزاته صلى الله عليه وسلم 222 باب: من إخباره بالكوائن بعده، فوقعت كما أخبر. 240 باب: جامع من دلائل النبوة 242 باب: آخر سورة نزلت 244 باب: في النسخ والمحو من الصدور 245 ذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم 256 خاتم النبوة 258 باب: جامع من صفاته صلى الله عليه وسلم 268 باب: قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم} 273 باب: هيبته وجلاله وحبه وشجاعته وقوته وفصاحته 275 باب: زهده صلى الله عليه وسلم 282 فصل: من شمائله وأفعاله صلى الله عليه وسلم 282 باب: من اجتهاده وعبادته صلى الله عليه وسلم 285 باب: في مزاحه ودماثة أخلاقه الزكية 290 باب: في ملابسه صلى الله عليه وسلم 295 باب: منه 298 باب: خواتيم النبي صلى الله عليه وسلم 300 باب: نعل النبي صلى الله عليه وسلم وخفه 301 باب: مشطه ومكحلته صلى الله عليه وسلم ومرآته وقدحه وغير ذلك 302 باب: سلاح النبي صلى الله عليه وسلم ودوابه وعدته 308 وقد سحر النبي صلى الله عليه وسلم وسم في شواء 310 باب: ما وجد من صورة نبينا وصور الأنبياء عند أهل الكتاب بالشام 316 باب: في خصائصه صلى الله عليه وسلم وتحديثه أمته بها 321 باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم 327 باب: حال النبي صلى الله عليه وسلم لما احتضر 329 باب: وفاته صلى الله عليه وسلم 333 تاريخ وفاته صلى الله عليه وسلم 336 باب: عمر النبي صلى الله عليه وسلم والخلف فيه 338 باب: غسله وكفنه ودفنه صلى الله عليه وسلم 343 صفة قبره صلى الله عليه وسلم 344 باب: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستخلف ولم يوص إلى أحد بعينه بل نبه على الخلافة بأمر الصلاة 347 باب: تركة رسول الله صلى الله عليه وسلم 355 ترجمة أبي بكر الصديق ومناقبه 365 ذكر عمال أبي بكر

366 خلافة الصديق 371 قصة الأسود العنسي 374 جيش أسامة بن زيد رضي الله عنها 375 شأن أبي بكر وفاطمة رضي الله عنهما 381 خبر الردة 378 مقتل مالك بن نويرة التميمي الحنظلي اليربوعي 381 قتال مسيلمة الكذاب 383 وفاة فاطمة رضي الله عنها 385 وفاة عبد الله بن أبي بكر الصديق 389 سنة اثنتي عشرة وقعة اليمامة 389 من استشهد من الصحابة يوم اليمامة وقعة جواثا 393 أبو بكر يبعث خالد بن الوليد إلى أرض البصرة 393 أبو بكر يأمر بكتابة القرآن 394 مسير خالد إلى الشام 394 سنة ثلاث عشرة أبو بكر يوجه الجنود إلى الشام 395 وقعة مرج الصفر 396 وقعة فحل 396 وفاة أبي بكر رضي الله عنه 397 سيرة عمر الفاروق رضي الله عنه 397 ترجمة عمر الفاروق ومناقبه 713 ذكر نسائه وأولاده 713 الفتح في عهده 713 استشهاده رضي الله عنه 419 الحوادث في خلافة عمر الفاروق 419 سنة أربع عشرة 419 فتح دمشق 419 توجيه الجيوش إلى العراق 420 وقعة الجسر 421 حمص 422 البصرة 423 شهداء موقعة الجسر وغيرها 425 بعض حوادث السنة 425 سنة خمس عشرة 425 فتح الأردن 425 يوم اليرموك 426 وقعة القادسية 428 بعض من توفي في هذه السنة 429 سنة ست عشرة 429 فتح الأهواز 430 دخول المسلمين مدينة بهرشير 431 وقعة جلولاء 432 قنسرين 432 بعض حوادث النسة 432 سنة سبع عشرة 433 عام الرمادة

433 عمر يولي أبا موسى إمرة البصرة 433 تزويج عمر بأم كلثوم بنت فاطمة الزهراء رضي الله عنهم 433 سنة ثمان عشرة 433 فتح حلوان 433 طاعون عمواس 434 فتح حران ونصيبين وغيرها 434 سنة تسع عشرة 434 فتح قيسارية 434 بعض حوادث السنة 434 سنة عشرين 434 فتح مصر 435 غزوة تستر 436 عمر يجلي اليهود من جزيرة العرب 436 سنة إحدى وعشرين 437 نهاوند 438 فتح برقة وأنطاكية وملقية وغيرها 439 سنة اثنتين وعشرين 439 فتح أذربيجان والدينور وهمذان وغيرها 439 فتح جرجان والري وغيرهما 440 خبر السد 442 سنة ثلاث وعشرين 442 عمر ينادي: يا سارية الجبل 443 فتح كرمان وسجستان ومكران وأصبهان وغيرها 433 ذكر بعض من توفي في خلافة عمر -رضي الله عنه- مجملا 449 سيرة ذي النورين عثمان رضي الله عنه 449 ترجمة ذي النورين عثمان ومناقبه 459 الحودث في خلافة ذي النورين عثمان 459 سنة أربع وعشرين 459 بيعة عثمان 461 بعض حوادث السنة 462 سنة خمس وعشرين 462 عَزَلَ سَعْدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ الكُوْفَةِ 462 انتقاض أهل الإسكندرية 462 بعض حوادث السنة 462 سنة ست وعشرين 462 عثمان يوسع المسجد الحرام 462 فتح سابور 463 سنة سبع وعشرين 463 معاوية يغزو قبرس 463 عزل عمرو بن العاص عن مصر 463 عبد الله بن سعد يفتح إفريقية 465 سنة ثمان وعشرين وبعض حوادثها 465 سنة تسع وعشرين 465 عثان يعزل أبا موسى الأشعري عن البصرة بعبد الله بن عامر 465 فتح إصطخر

465 فتح فارس 466 عثمان يوسع المسجد النبوي 466 بعض حوادث السنة 467 سنة ثلاثين 467 عزل الوليد بن عقبة عن الكوفة 467 غزوة طبرستان وفتح جور من بلاد الفرس 467 فتح نيسابور 467 فتوح الأحنف بن قيس على عهد عثمان 468 كثرة الخراج على عهد عثمان 468 بعض من توفي في سنة ثلاثين 468 سنة إحدى وثلاثين 469 فتح نيسابور على قول الحاكم 469 عبد الله بن سعد يغزو في البحر 469 سنة اثنتين وثلاثين بعض حوادثها ومن توفي فيها 469 سنة ثلاث وثلاثين 470 سنة أربع وثلاثين 470 سنة خمس وثلاثين 470 مقتل عثمان رضي الله عنه 470 رد عثمان على منتقديه 471 أهل الكوفة تطلب إمرة أبي موسى 742 أهل مصر يطلبو عزل عمرو 473 عمار ين ياسر غاضب على عثمان 473 معاوية يطلب من عثمان الخروج إلى الشام 474 دور السبئية 476 عثمان يستمد أهل الأمصار 477 غلام عثمان في رسالة لوالي مصر. 478 حصار عثمان في داره 480 عثمان يرسل إلى علي 481 عثمان ينهى عن القتال الخارجين عليه 482 رؤيا عثمان 484 اقتحام دار عثمان 487 من مراثي عثمان 488 ذكر من توفي في خلافة عثمان تقريبا 495 سيرة أبي الحسنين رضي الله عنه 495 ترجمة أبي الحسنين علي ومناقبه 496 وصف علي رضي الله عنه 496 علي يوم خيبر 499 ولاية علي 502 حديث غدير خم 507 حديث أثبت حراء 507 بعث علي على القضاء 510 البيعة لعلي -رضي الله عنه- بعد مقتل عثمان 517 الحوادث في خلافة علي 517 سنة ست وثلاثين

517 وقعة الجمل 522 سنة سبع وثلاثين 522 وقعة صفين 527 تحكيم الحكمين 531 بعض من توفي فيها 533 سنة ثمان وثلاثين 534 أمر الخوارج 536 سنة تسع وثلاثين 537 سنة أربعين 537 معاوية يبعث بسر بن أبي أرطأة إلى اليمن 537 انتداب ثلاثة من الخوارج لقتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص 537 بعض من توفي هذه السنة 539 ترجمة المفتري عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي رضي الله عنه 540 المتوفون في خلافة علي تحديدا وتقريبا 543 فهرس الموضوعات

بقية العشرة المشرين بالجنة

المجلد الثالث أبو عبيدة بن الجراح بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ وَبِهِ نَسْتَعِيْنُ 6- أَبُو عبيدة بن الجراح 1 "م، ق": عامر بن عبد الله بن الجَرَّاحِ بنِ هِلاَلِ بنِ أُهَيْبِ بنِ ضَبَّةَ بنِ الحَارِثِ بنِ فِهْرِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ بنِ كِنَانَةَ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ إِلْيَاسَ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ القُرَشِيُّ الفِهْرِيُّ المَكِّيُّ. أَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ، وَمَنْ عَزَمَ الصِّدِّيْقُ عَلَى تَوْلِيَتِهِ الخلافة، وأشار به يوم السَّقِيْفَةِ2 لِكَمَالِ أَهْلِيَّتِهِ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ. يَجْتَمِعُ فِي النَّسَبِ هُوَ وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي فِهْرٍ. شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالجَنَّةِ، وَسَمَّاهُ أَمِيْنَ الأُمَّةِ، وَمَنَاقِبُهُ شَهِيْرَةٌ جَمَّةٌ. رَوَى أَحَادِيْثَ مَعْدُوْدَةً3، وَغَزَا غَزَوَاتٍ مَشْهُوْدَةً. حَدَّثَ عَنْهُ العِرْبَاضُ بنُ سَارِيَةَ وَجَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو أُمَامَةَ البَاهِلِيُّ، وَسَمُرَةُ بنُ جُنْدَبٍ، وَأَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَنْمٍ، وَآخَرُوْنَ. لَهُ فِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" حَدِيْثٌ وَاحِدٌ، وَلَهُ فِي "جَامِعِ أَبِي عِيْسَى" حَدِيْثٌ، وَفِي "مُسْنَدِ بَقِيّ" لَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً. الرِّوَايَةُ عَنْهُ: أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ، قِرَاءةً عَلَيْهِ في سنة أربع وتسعين وستمائة، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ أَبُو

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 409-415" و"7/ 384-385"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2942"، التاريخ الصغير "1/ 48"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1807" حلية الأولياء "1/ ترجمة 10" الإصابة "4400"، تاريخ الخميس "2/ 244" مسند أحمد "1/ 195-196"، الزهد لأحمد بن حنبل: 184، المستدرك "3/ 262-268" شذرات الذهب "1/ 29" تهذيب تاريخ دمشق "7/ 160-168". 2 حديث صحيح: أخرجه البخاري "6830" عن ابن عباس في حديث طويل: وقد خرجت حديث سقيفة بني ساعدة مرات عديدة في كتاب [منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية] لابن تيمية رحمه الله. ط. دار الحديث. 3 أحاديثه في مسند أحمد بن حنبل "1/ 195-196"، وعددها اثنا عشر حديثا.

القَاسِمِ المَعَرِّيُّ، فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وخمسمائة بِهَرَاةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاوِيَةَ القُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سُرَاقَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقُوْلُ: "إنه لم يَكُنْ نَبِيٌّ بَعْدَ نُوْحٍ إلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوْهُ". فَوَصَفَهُ لَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: "لَعَلَّهُ سَيُدْرِكُهُ بَعْضُ مَنْ رَآنِي أَوْ سَمِعَ كَلاَمِي". قَالُوْا: يَا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ كَيْفَ قُلُوْبُنَا يَوْمَئِذٍ? أَمِثْلُهَا اليَوْمَ? قَالَ: "أَوْ خَيْرٌ"1. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الجُمَحِيِّ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ، وَقَالَ: وَفِي البَابِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ وَغَيْرِهِ. وَهَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ غَرِيْبٌ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي "الطَّبَقَاتِ" أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، عَنْ مَالِكِ بنِ يَخَامِرَ أَنَّهُ وَصَفَ أَبَا عُبَيْدَةَ، فَقَالَ: كَانَ رَجُلاً نَحِيْفاً مَعْرُوْقَ الوَجْهِ خَفِيْفَ اللِّحْيَةِ طُوَالاً أَحْنَى2، أَثْرَمَ3 الثَّنِيَّتَيْنِ4. وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ رُوْمَانَ قَالَ: انْطَلَقَ ابْنُ مَظْعُوْنٍ وَعُبَيْدَةُ بنُ الحَارِثِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ، وَأَبُو سلمة بنُ عَبْدِ الأَسَدِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ حَتَّى أَتَوْا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الإِسْلاَمَ، وَأَنْبَأَهُمْ بِشَرَائِعِهِ، فَأَسْلَمُوا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ دُخُوْلِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَارَ الأَرْقَمِ. وَقَدْ شَهِدَ أَبُو عُبَيْدَةَ بَدْراً فَقَتَلَ يَوْمَئِذٍ أَبَاهُ، وَأَبْلَى يَوْمَ أُحُدٍ بَلاَءً حَسَناً وَنَزَعَ يومئذ

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن أبي شيبة "15/ 135"، والبخاري في "التاريخ الكبير" تعليقا "5/ 97"، وأبو داود "4756"، والترمذي "2234"، وأبو يعلى "875" والحاكم "4/ 542-543"، وابن حبان "6778"، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" "594" من طريق حماد بن سلمة، أخبرنا خالد الحذاء، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: جهالة عبد الله بن سراقة، فإنه لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وهما معروفان بتوثيق المجاهيل والمجروحين. الثانية: الانقطاع بين عبد الله بن سراقة وأبي عبيدة بن الجراح، فإنه لا يعرف له سماع منه، كما قال البخاري. فالحديث بهاتين العلتين ضعيف، والله تعالى أعلم. 2 رجل أحنى الظهر: أي في ظهره انحناء، والمرأة حنياء وحنواء، أي: في ظهرها احديداب. 3 أثر: انكسار الثنية. 4 ضعيف جدًّا: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" "3/ 414"، والحاكم "3/ 264" وآفته محمد بن عمر الواقدي، فإنه متروك.

الحَلْقَتَيْنِ اللَّتَيْنِ دَخَلَتَا مِنَ المِغْفَرِ فِي وَجْنَةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ضَرْبَةٍ أَصَابَتْهُ فَانْقَلَعَتْ ثَنِيَّتَاهُ، فَحَسُنَ ثَغْرُهُ بِذَهَابِهِمَا حتى قيل ما رؤي هَتْمٌ قَطُّ أَحْسَنُ مِنْ هَتْمِ أَبِي عُبَيْدَةَ1. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ وَقْتَ وَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَقِيْفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ: قَدْ رَضِيْتُ لَكُم أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ: عُمَرَ، وَأَبَا عُبَيْدَةَ. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: قَدِ انْقَرَضَ نَسْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَوَلَدُ إِخْوَتِهِ جَمِيْعاً، وَكَانَ مِمَّنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الحَبَشَةِ. قَالَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، وَالوَاقِدِيُّ2 قُلْتُ: إِنْ كَانَ هَاجَرَ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ لَمْ يُطِلْ بِهَا اللَّبْثَ. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْدُوْداً فِيْمَنْ جَمَعَ القُرْآنَ العَظِيْمَ. قَالَ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ فِي "مَغَازِيْهِ": غَزْوَةُ عَمْرِو بنِ العَاصِ هِيَ غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلاَسِلِ3 مِنْ مَشَارِفِ الشَّامِ، فَخَافَ عَمْرٌو مِنْ جانبه ذلك، فاستمد رسول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَانْتَدَبَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي سَرَاةٍ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ فَأَمَّرَ نَبِيُّ اللهِ عَلَيْهِم أَبَا عُبَيْدَةَ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ قَالَ: أَنَا أَمِيْرُكُم، فَقَالَ المُهَاجِرُوْنَ: بَلْ أَنْتَ أَمِيْرُ أَصْحَابِكَ، وَأَمِيْرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، فَقَالَ عَمْرٌو: إِنَّمَا أَنْتُم مَدَدٌ أُمْدِدْتُ بِكُم. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ، وَكَانَ رَجُلاً حَسَنَ الخُلُقِ، لَيِّنَ الشِّيْمَةِ، مُتَّبِعاً لأَمْرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَهْدِهِ فَسَلَّمَ الإِمَارَةَ لِعَمْرٍو. وَثَبَتَ مِنْ وجوهٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْناً وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ" 4.

_ 1 أخرجه ابن سعد في "الطبقات" "3/ 410"، وابن عبد البر في "الاستيعاب" "2/ 792"، والحافظ ابن حجر في "الإصابة" "4400"، والحاكم في "مستدركه" "3/ 266"، وابن هشام "3/ 35"، وقد أخرج البخاري ومسلم نحوه من طريق أبي قلابة عن أنس. والبخاري نحوه من حديث حذيفة. والهتم: انكسار الثنايا من أصولها خاصة. 2 أخرجه الحاكم "3/ 266"، وابن سعد في "الطبقات" "3/ 410". وأورده ابن هشام في "السيرة" "1/ 231". 3 هذه الغزوة ذكرها ابن حجر في "الإصابة" "4400"، وابن جرير الطبري "3/ 21-32"، وابن هشام "4/ 481"، وابن كثير في "البداية" "5/ 208"، وابن الأثير في "الكامل في التاريخ" "2/ 232". 4 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "3/ 133، 189، 245، 281"، وابن سعد "3/ 412"، والبخاري "3744"، و"4382"، ومسلم "2419" "53"، والنسائي في "الفضائل" "96"، وابن سعد "3/ 412"، وأبو يعلى "2808"، وأبو نعيم "7/ 157" من طرق عن خَالِدٌ الحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك مرفوعا، وأخرجه أحمد "3/ 125، 146، 175، 213، 286" ومسلم "2419" "54"، وابن سعد "3/ 411"، وأبو نعيم "7/ 157" من طريق ثابت عن أنس، به.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَغَيْرُهُ إِجَازَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَنْبَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ المُذْهِبِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو المُغِيْرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ شُرَيْحِ بنِ عُبَيْدٍ، وَرَاشِدِ بنِ سَعْدٍ وَغَيْرِهِمَا قَالُوا: لَمَّا بَلَغَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ سَرْغَ1، حُدِّثَ أَنَّ بِالشَّامِ وَبَاءً شَدِيْداً، فَقَالَ: إِنْ أَدْرَكَنِي أَجَلِي، وَأَبُو عُبَيْدَةَ حَيٌّ، اسْتَخْلَفْتُهُ، فَإِنْ سَأَلَنِي اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ: لِمَ اسْتَخْلَفْتَهُ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ? قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِنَّ لِكُلِّ أمةٍ أَمِيْناً وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ" قَالَ: فَأَنْكَرَ القَوْمُ ذَلِكَ وَقَالُوا: مَا بَالُ عَلْيَاءِ قُرَيْشٍ? يَعْنُوْنَ بَنِي فِهْرٍ. ثُمَّ قَالَ: وَإِنْ أَدْرَكَنِي أَجَلِي، وَقَدْ تُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ، أَسْتَخْلِفْ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ، فَإِنْ سَأَلَنِي رَبِّي قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّكَ يَقُوْلُ: "إِنَّهُ يُحْشَرُ يَوْمَ القِيَامَةِ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ برتوةٍ" 2.

_ 1 سرغ: بالغين المعجمة، وبالعين المهملة لغة فيه، وهو أول الحجاز وآخر الشام بين المغيثة وتبوك. وقال مالك بن أنس: هي قرية بوادي تبوك، وهناك لقي عمر بن الخطاب من أخبره بطاعون عمواس، كما في "معجم البلدان" "3/ 211". 2 حسن لغيره: أخرجه أحمد "1/ 18" من طريق صفوان، عن شريح بن عُبَيْدٍ، وَرَاشِدِ بنِ سَعْدٍ، وَغَيْرِهِمَا، قَالُوا: "لَمَّا بلغ عمر بن الخطاب سرغ...." فذكره. قلت: إسناده ضعيف، رجاله ثقات بيد أن شريح بن عبيد وراشد بن سعد، لم يدركا عمر. وأخرجه أحمد في "الفضائل" "1287"، وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" "3/ 886" من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن شهر بن حوشب قال: قال عمر ... قلت: وإسناده ضعيف مثل سابقه للانقطاع بين شهر بن حوشب وعمر، فإنه لم يدركه، وأخرجه بنحوه مختصرا ابن سعد "3/ 413"، وأحمد في "الفضائل" "1285"، والحاكم "3/ 286" من طريق كثير بن هشام، عن جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ، عَنْ ثَابِتِ بنِ الحَجَّاجِ، قال: بلغني أن عمر بن الخطاب قال: لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح لاستخلفته وما شاورت فيه.... " قلت: إسناده ضعيف أيضا للانقطاع بين ثابت بن الحجاج وعمر بن الخطاب. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" "3/ 418"، وعمر بن شبة في "تاريخ المدنية" "3/ 886" من طريق ضمرة بن ربيعة، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ العجفاء قال: قال عمر: فذكره، وله طرق أخرى عند ابن أبي شيبة "12/ 135"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" "3/ 419" عن محمد بن عبد الله الثقفي مرفوعا. وعند الطبراني في "الكبير" "20/ 41"، وأبي نعيم في "الحلية" "1/ 229" عن محمد بن كعب القرظي مرفوعا، وقوله: "برتوة": الرتوة كما في "النهاية": رمية سهم، وقيل: ميل، وقيل: مدى البصر.

وَرَوَى حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنِ الجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ العَاصِ قَالَ: قِيْلَ يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ? قَالَ: "عَائِشَةُ" قِيْلَ مِنَ الرِّجَالِ? قَالَ: "أَبُو بَكْرٍ" قِيْلَ: ثُمَّ مَنْ? قَالَ: "ثُمَّ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ" 1. كَذَا يَرْوِيْهِ حَمَّادٌ، وَخَالَفَهُ جَمَاعَةٌ فَرَوَوْهُ، عَنِ الجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أَيُّ أصحاب رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ? قَالَتْ: أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عمر ثم أبو عبيدة بن الجراح2. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُعَدَّلُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَالِبٍ بِقِرَاءتِهِ عَلَى أَبِي العَبَّاسِ بنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُم مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الوَلِيْدِ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ سَمِعْتُ صِلَةَ بنَ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنِّي أَبْعَثُ إِلَيْكُم رَجُلاً أَمِيْناً" فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بنَ الجَرَّاحِ. اتَّفَقَا عَلَيْهِ مِنْ حَدِيْثِ شُعْبَةَ. وَاتَّفَقَا مِنْ حَدِيْثِ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ" 3. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَلِّمُ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ رَوَاحَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3662"، 4358" من حديث عمرو بن العاص -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: $"عائشة"، فقلت: من الرجال؟ قال: "أبوها". قلت: ثم من؟ قال: "ثم عمر بن الخطاب"، فعد رجالا، وقد خرج الحديث عدة مرات في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقص كلام الشيعة والقدرية"، فراجعه ثم إن رمت زيادة. 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه الطيالسي "412" والبخاري "3745"، "4381"، "7254"، ومسلم "2420" "55"، والنسائي في "الفضائل" "95"، وابن ماجه "135"، وابن سعد "3/ 412"، والبغوي "3929"، وأبو نعيم "7/ 175-176" من طرق عن شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بنِ زُفَرَ، عن حذيفة، به. وأخرجه أحمد "5/ 385، 401"، وفي "الفضائل" له "1276"، وابن أبي شيبة "12/ 136"، والبخاري "4380"، ومسلم "2420" والترمذي "3796"، والنسائي "94"، وابن ماجة "135"، وابن سعد "3/ 412"، والحاكم "3/ 267" من طريق أبي إسحاق، به. 3 صحيح على شرط الشيخين: سبق تخريجنا له قبل صفحات بتعليق رقم "11" فراجعه ثم.

أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْفِيُّ، وَأَبُو غَالِبٍ البَاقِلاَنِيُّ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الفَاكِهِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بنُ أَبِي مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عِيْسَى الوَاسِطِيُّ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ كنت فِي الجَيْشِ الَّذِيْنَ مَعَ خَالِدٍ الَّذِيْنَ أَمَدَّ بِهِم أَبَا عُبَيْدَةَ وَهُوَ مُحَاصِرٌ دِمَشْقَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَيْهِم قَالَ لِخَالِدٍ تَقَدَّمْ فَصَلِّ فَأَنْتَ أَحَقُّ بِالإِمَامَةِ لأَنَّكَ جِئْتَ تَمُدُّنِي فَقَالَ خَالِدٌ مَا كُنْتُ لأَتَقَدَّمَ رَجُلاً سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ" 1. أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ زَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُسْقُفَا نَجْرَانَ العَاقِبُ وَالسَّيِّدُ فَقَالاَ ابْعَثْ مَعَنَا أَمِيْناً حَقَّ أَمِيْنٍ فَقَالَ: "لأَبْعَثَنَّ مَعَكُم رَجُلاً أَمِيْناً حَقَّ أمينٍ" فَاسْتَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ فَقَالَ: "قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ" فَأَرْسَلَهُ مَعَهُم. قَالَ وَحَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ نَحْوَهُ2. التَّرْقُفِيُّ3 فِي جُزْئِهِ حَدَّثَنَا أَبُو المُغِيْرَةِ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أبو حسبة4 مسلم بن أكيس مولى بن كُرَيْزٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: ذَكَرَ لِي من دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ يَبْكِي فَقَالَ: مَا يُبْكِيْكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ? قَالَ: يُبْكِيْنِي أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ يَوْماً مَا يَفْتَحُ اللهُ عَلَى المُسْلِمِيْنَ حَتَّى ذَكَرَ الشَّامَ فَقَالَ: "إِنْ نَسَأَ اللهُ فِي أَجَلِكَ فحسبك من الخدم

_ 1 صحيح لغيره: وهذا الإسناد ضعيف، آفته يحيى بن أبي زكريا. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" "7/ 281" من طريق سعيد بن أبي سليمان، عن أبي أمامة، عن عمر بن حمزة، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" "14/ 165" من طريق شعبة، عن أيوب وخالد، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" "1/ 40" من طريق مقدم بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن ابن خثيم. به. ويشهد له الحديث السابق بتعليقنا رقم "11"، "15"، "16". 2 صحيح على شرط الشيخين: سبق تخريجنا له في تعليقنا رقم "15". 3 هو عَبَّاسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عِيْسَى الواسطي، نزيل بغداد، المعروف بالترقفي بفتح المثناة، وسكون الراء وضم القاف بعدها فاء، نسبة إلى ترقف من أعمال واسط، وهو ثقة عابد، من الطبقة الحادية عشرة، وروى له ابن ماجه في "سننه". 4 هو مسلم بن أكيس، أو حسبة، شيخ لصفوان بن عمرو، قال الحافظ في "ميزان الاعتدال" "8481". مجهول.

ثَلاَثَةٌ: خَادِمٌ يَخْدُمُكَ، وَخَادِمٌ يُسَافِرُ مَعَكَ، وَخَادِمٌ يَخْدمُ أَهْلَكَ. وَحَسْبُكَ مِنَ الدَّوَابِّ ثَلاَثَةٌ: دَابَّةٌ لرحلك ودابة لثقلك ودابة لغلامك". ثم هأنذا أَنْظُرُ إِلَى بَيْتِي قَدِ امْتَلأَ رَقِيْقاً وَإِلَى مربطي قد قَدِ امْتَلأَ خَيْلاً فَكَيْفَ أَلْقَى رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَهَا? وَقَدْ أَوْصَانَا: "إِنَّ أَحَبَّكُم إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَنْ لَقِيَنِي عَلَى مِثْلِ الحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكُمْ عَلَيْهَا"1. حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ رَوَاهُ أَيْضاً: أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ، عَنْ أبي المغيرة. وكيع بن الجراح حدثنا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلَّا لَوْ شِئْتُ لأَخَذْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ خُلُقِهِ إلَّا أَبَا عُبَيْدَةَ"2 هَذَا مُرْسَلٌ. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَوْصُوْفاً بِحُسْنِ الخُلُقِ، وَبِالحِلْمِ الزَائِدِ، وَالتَّوَاضُعِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الله، حدثنا بن عيينة، عن بن أَبِي نَجِيْحٍ قَالَ عُمَرُ لِجُلَسَائِهِ: تَمَنُّوْا، فَتَمَنَّوْا، فَقَالَ عُمَرُ: لَكِنِّي أَتَمَنَّى بَيْتاً مُمْتَلِئاً رِجَالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح3.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 195-196" من طريق أبي المغيرة، حدثنا صفوان بن عمرو، به. قلت: إسناده ضعيف، مسلم بن أكيس، قال أبو حاتم: مجهول، وروايته عن أبي عبيدة مرسلة. وأبو المغيرة، هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. 2 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 266" من طريق الهيثم بن جميل، حدثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن مرفوعا، به،. وقال الحاكم: هذا مرسل غريب ورواته ثقات. ووافقه الذهبي في "التلخيص" فقال: مرسل. قلت: وهو كما قالا، فالإسناد ضعيف لإرساله. 3 حسن لغيره: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" "3/ 413"، والحاكم "3/ 262" من طريق ابن أبي نجيح، قال: قال عمر: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، لانقطاعه بين ابن أبي نجيح وعمر بن الخطاب، فإنه لم يدركه، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" "1/ 102"، والبخاري في "التاريخ الصغير" "1/ 54" في حديث طويل من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا حيوة، أخبرني أبو صخر: أن زيد بن أسلم، حدثه عن أبيه، عن عمر بن الخطاب أنه قال لأصحابه: تمنوا. فقال رجل: أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله، ثم قال: تمنوا، فقال رجل: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤة وزبرجدا وجوهرا أنفقه في سبيل الله وأتصدق. ثم قال: تمنوا، فقالوا: ما ندري يا أمير المؤمنين. فقال عمر: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح، واللفظ لأبي نعيم، وحديث البخاري أطول وأتم منه. قلت: إسناده حسن، حميد بن زياد، أبو صخر، ابن أبي المخارق الخراط، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُوْنُسَ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ أَصْحَابِي أَحَدٌ إلَّا لَوْ شِئْتُ أَخَذْتُ عَليْهِ إلَّا أَبَا عُبَيْدَةَ"1. وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي عبيدة قال: قال بن مَسْعُوْدٍ: أَخِلاَّئِي مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثَةٌ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ2. خَالَفَهُ غَيْرُهُ، فَفِي "الجَعْدِيَاتِ"، أَنْبَأَنَا زهير، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ فَذَكَرَهُ3. قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: وَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ بَيْتَ المَالِ4. قُلْتُ يَعْنِي: أَمْوَالَ المُسْلِمِيْنَ، فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ عُمِلَ بَيْتُ مَالٍ، فَأَوَّلُ مِنِ اتَّخَذَهُ عُمَرُ. قَالَ خَلِيْفَةُ: ثُمَّ وَجَّهَهُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الشَّامِ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ أَمِيْراً، وَفِيْهَا استُخْلِفَ عُمَرُ، فَعَزَلَ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ، وَوَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ5. قَالَ القَاسِمُ بنُ يَزِيْدَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بنِ فَيَّاضٍ، عَنْ تَمِيْمِ بنِ سَلَمَةَ أَنَّ عُمَرَ لَقِي أَبَا عُبَيْدَةَ فَصَافَحَهُ وَقَبَّلَ يَدَهُ وَتَنَحَّيَا يبكيان6. وقال بن المُبَارَكِ فِي "الجِهَادِ" لَهُ، عَنْ هِشَامِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ حُصِرَ بِالشَّامِ، وَنَالَ مِنْهُ العَدُوُّ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ مَا نَزَلَ بِعَبْدٍ مُؤْمِنٍ شِدَّةٌ، إلَّا جَعَلَ اللهُ بَعْدَهَا فَرَجاً، وَإِنَّهُ لاَ يَغْلِبُ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} [آل عمران: 200] الآية.

_ 1 ضعيف: إسناده ضعيف لإرساله، فالحسن هو ابن يسار البصري. 2 ضعيف: أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ لم يسمع من أبيه، كما ذهب العلماء ونقله العلائي في "جامع التحصيل". 3 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 262-263" من طريق سفيان، عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال: كان عبد الله يقول: كان أَخِلاَّئِي مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ثلاثة ... " الأثر. قلت: إسناده ضعيف لانقطاعه بين أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، وأبيه، كما قال غير واحد من علماء الجرح. 4 ذكره خليفة بن خياط في "تاريخه" "ص123". 5 نقل الذهبي كلام خليفة بن خياط بالمعنى، وانظر "تاريخ خليفة" "ص119". 6 ضعيف: رجاله ثقات إلا أنه منقطع تميم بن سلمة الكوفي، من الثالثة، وهي الطبقة الوسطى من التابعين، فبينه وبين عمر بن الخطاب مفاوز وقفارات تنقطع دونها أعناق المطي. فالإسناد ضعيف للانقطاع.

قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْدَةَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللهَ يَقُوْلُ {إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْو} إِلَى قَوْلِهِ: {مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحَدِيْدُ: 20] ، قَالَ فخرج عمر بِكِتَابِهِ فَقَرَأَهُ عَلَى المِنْبَرِ فَقَالَ يَا أَهْلَ المَدِيْنَةِ! إِنَّمَا يُعَرِّضُ بِكُم أَبُو عُبَيْدَةَ أَوْ بِي ارْغَبُوا فِي الجِهَادِ1. ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ؛، عَنْ هِشَامِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ مُعَاذاً سَمِعَ رَجُلاً يَقُوْلُ لَوْ كَانَ خَالدُ بنُ الوَلِيْدِ مَا كَانَ بِالنَّاسِ دَوْكٍ2، وَذَلِكَ فِي حَصْرِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَقَالَ مُعَاذٌ فَإِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ تَضْطَرُّ المُعْجِزَةُ لاَ أَبَا لَكَ! وَاللهِ إِنَّهُ لَخَيْرُ مَنْ بَقِيَ عَلَى الأَرْضِ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ" وَابْنُ سَعْدٍ3. وَفِي "الزُّهْدِ" لابْنِ المُبَارَكِ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ فَتَلَقَّاهُ الأُمَرَاءُ وَالعُظَمَاءُ فَقَالَ أَيْنَ أَخِي أَبُو عُبَيْدَةَ? قَالُوا: يَأْتِيْكَ الآنَ، قَالَ: فَجَاءَ عَلَى نَاقَةٍ مَخْطُوْمَةٍ بِحَبْلٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ انْصَرِفُوا عَنَّا فَسَارَ مَعَهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ فَنَزَلَ فيه فَلَمْ يَرَ فِي بَيْتِهِ إلَّا سَيْفَهُ وَتُرْسَهُ وَرَحْلَهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَوِ اتَّخَذْتَ مَتَاعاً أو قال شيئًا فقال يا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! إِنَّ هَذَا سَيُبَلِّغُنَا المَقِيْلَ4. ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ بن عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ حِيْنَ قَدِمَ الشَّامَ قَالَ لأَبِي عُبَيْدَةَ اذْهَبْ بِنَا إِلَى مَنْزِلِكَ قَالَ وَمَا تَصْنَعُ عِنْدِي? مَا تُرِيْدُ إلَّا أَنْ تُعَصِّرَ عَيْنَيْكَ عَلَيَّ قَالَ فَدَخَلَ فَلَمْ يَرَ شَيْئاً قَالَ أَيْنَ مَتَاعُكَ? لاَ أَرَى إلَّا لِبْداً وَصَحْفَةً وَشَنّاً وَأَنْتَ أَمِيْرٌ أَعِنْدَكَ طَعَامٌ? فَقَامَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى جَوْنَةٍ فَأَخَذَ مِنْهَا كُسَيْرَاتٍ فَبَكَى عُمَرُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ: قَدْ قُلْتُ لَكَ: إِنَّكَ سَتَعْصِرُ عَيْنَيْكَ عَلَيَّ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يَكْفِيْكَ مَا يُبَلِّغُكَ المَقِيْل قَالَ عُمَرُ غَيَّرَتْنَا الدُّنْيَا كُلَّنَا غَيْرَكَ يَا أبا عبيدة 5.

_ 1 حسن: إسناده حسن، هشام بن سعد المدني، أبو عباد، أو أبو سعد، صدوق له أوهام. 2 الدوك، الاختلاط. وقع القوم في دَوكة ودُوكة وبُوح أي وقعوا في اختلاط من أمرهم وخصومة وشر وجمع الدوكة دوك وديك. وباتوا يدوكون دوكا إذا باتوا في اختلاط ودوران. وتداوك القوم أي تضايقوا في حرب أو شر. قاله ابن منظور في "اللسان". 3 أخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" "1/ 58" وابن سعد في "الطبقات" "3/ 413-414". 4 ضعيف: أخرجه عبد الرزاق "11/ 20628"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 101-102"، والزهد لأحمد بن حنبل "ص184"، وابن حجر في "الإصابة" "4400" من طريق مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ به. قلت: إسناده ضعيف لانقطاعه، حديث عروة بن الزبير، عن عمر مرسل كما قال أبو حاتم، وأبو زرعة. 5 ضعيف: آفته عبد الله بن عمر، وهو عبد اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصُ بنُ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، أبو عبد الرحمن العمري المدني، ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب".

أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي "سُنَنِهِ" مِنْ طَرِيْقِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ. وَهَذَا وَاللهِ هُوَ الزُّهْدُ الخَالِصُ، لاَ زُهْدُ مَنْ كَانَ فَقِيْراً مُعْدِماً. مَعْنُ بنُ عِيْسَى، عَنْ مَالِكٍ أَنَّ عُمَرَ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بِأَرْبَعَةِ آلاَفٍ أَوْ بِأَرْبَعِ مئة دِيْنَارٍ وَقَالَ لِلرَّسُوْلِ انْظُرْ مَا يَصْنَعُ بِهَا قَالَ فَقَسَّمَهَا أَبُو عُبَيْدَةَ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى مُعَاذٍ بِمِثْلِهَا قَالَ فَقَسَّمَهَا إلَّا شَيْئاً قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ نَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَلَمَّا أَخْبَرَ الرَّسُوْلُ عُمَرَ قَالَ الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الإسلام من يصنع هَذَا1. الفَسَوِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، عَنْ جَرِيْرِ بنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الحَسَنِ عِمْرَانَ بنِ نِمْرَانَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ كَانَ يَسِيْرُ فِي العَسْكَرِ فَيَقُوْلُ" إلَّا رُبَّ مُبَيِّضٍ لِثِيَابِهِ مُدَنِّسٍ لِدِيْنِهِ! إلَّا رُبَّ مُكْرِمٍ لِنَفْسِهِ وَهُوَ لَهَا مُهِيْنٌ! بَادِرُوا السَّيِّئَاتِ القَدِيْمَاتِ بِالحَسَنَاتِ الحَدِيْثَاتِ2. وَقَالَ ثَابِتٌ البُنَانِيُّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَمَا مِنْكُم مِنْ أَحْمَرَ وَلاَ أَسْوَدَ يَفْضُلُنِي بِتَقْوَى إلَّا وَدِدْتُ أَنِّي فِي مِسْلاَخِهِ3. مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ كَبْشاً فَيَذْبَحُنِي أَهْلِي فَيَأْكُلُوْنَ لَحْمِي ويَحْسُوْنَ مَرَقِي. وَقَالَ عِمْرَانُ بنُ حُصَيْنٍ: وَدِدْتُ أَنِّي رَمَادٌ تَسْفِيْنِي الرِّيْحُ. شُعْبَةُ:، عَنْ قَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقٍ أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ فِي الطَّاعُوْنِ إِنَّهُ قَدْ عَرَضَتْ لِي حَاجَةٌ وَلاَ غِنَى بِي عَنْكَ فِيْهَا فَعَجِّلْ إِلَيَّ فَلَمَّا قَرَأَ الكِتَابَ قَالَ: عَرَفْتُ حَاجَةَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ إِنَّهُ يُرِيْدُ أَنْ يَسْتَبْقِيَ مَنْ لَيْسَ بِبَاقٍ فَكَتَبَ إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ حَاجَتَكَ فَحَلِّلْنِي مِنْ عَزِيْمَتك فَإِنِّي فِي جُنْدٍ مِنْ أَجْنَادِ المُسْلِمِيْنَ لاَ أَرْغَبُ بِنَفْسِي عَنْهُم فَلَمَّا قَرَأَ عُمَرُ الكِتَابَ بَكَى فَقِيْلَ لَهُ مَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ? قَالَ لاَ وَكَأَنْ قَدْ4.

_ 1 ذكره ابن سعد في "الطبقات" "3/ 413". 2 ذكره الفسوي في "المعرفة والتاريخ" "2/ 427-428"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 102"، والحافظ في "الإصابة" "2/ 254"، وقال الحافظ ابن حجر: سنده مرسل. 3 أخرجه ابن سعد "3/ 412-413"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 101"، وابن حجر في "الإصابة" "2/ ترجمة 4400". 4 صحيح: أخرجه الحاكم "3/ 263" من طريق الحميدي، حدثنا سفيان، عن أيوب بن عائذ الطائي، عن قَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بنِ شِهَابٍ، به بأطول مما ذكره المصنف هنا. وقال الحاكم في إثره: رواة هذا الحديث كلهم ثقات وهو عجيب بمرة، وتعقبه الذهبي بقوله في "المختصر"، قلت: هو على شرط البخاري ومسلم.

قَالَ: فَتُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَانْكَشَفَ الطَّاعُوْنُ. قَالَ أَبُو المُوَجِّهِ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو المَرْوَزِيُّ: زَعَمُوا أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ كَانَ فِي سِتَّةٍ وَثَلاَثِيْنَ أَلْفاً مِنَ الجُنْدِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُم إلَّا سِتَّةُ آلاَفِ رَجُلٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ، أنبأنا بن حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاءَ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنِ بن أَبِي سَيْفٍ المَخْزُوْمِيِّ، عَنِ الوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَامِيٌّ فَقِيْهٌ، عَنْ عِيَاضِ بنِ غُطَيْفٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ فِي مَرَضِهِ وَامْرَأَتُهُ تُحَيْفَةُ جَالِسَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ وَهُوَ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى الجِدَارِ فَقُلْتُ: كَيْفَ بَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ? قَالَتْ بَاتَ بِأَجْرٍ فَقَالَ: إِنِّي وَاللهِ مَا بتُّ! بِأَجْرٍ فَكَأَنَّ القَوْمَ سَاءهُمْ فَقَالَ إلَّا تَسْأَلُوْنِي عَمَّا قُلْتُ? قَالُوا: إِنَّا لَمْ يُعْجِبْنَا مَا قُلْتَ فَكَيْفَ نَسْأَلُكَ? قَالَ إِنِّيْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيْلِ اللهِ فَبِسَبْعِ مَائَةٍ وَمَنْ أَنْفَقَ عَلَى عِيَالِهِ أَوْ عَادَ مَرِيْضاً أَوْ مَاز أذى فالحسنة بعشر أمثالها والصوم جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا وَمَنِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِبَلاَءٍ فِي جَسَدِهِ فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ" 1. أَنْبَأَنَا جَمَاعَةٌ قَالُوا، أَنْبَأَنَا ابْنُ طَبَرْزَدَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبَانٍ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنِي جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي بَشَّارُ بنُ أَبِي سَيْفٍ، حَدَّثَنِي الوليد بن عبد الرحمن، عن عياض بن غطيف قال:

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "1/ 195"، والدارمي "2763"، والبخاري في "التاريخ الكبير" "7/ 21"، والنسائي "4/ 167"، وابن أبي عاصم في "الجهاد" "73، 74"، وأبو يعلى "878"، والدولابي في "الأسماء والكنى" "1/ 12"، والبيهقي في "السنن" "9/ 171-172"، وفي "شعب الإيمان" "4271" من طريق واصل مولى أبي عيينة، عن بشار بن أبي سيف الجرمي، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، به. قلت: إسناده حسن، بشار بن أبي سيف الجرمي، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات. قوله: ماز بالزاي: أي أماط وأزال. وقوله: حطة: أي تحط عنه خطاياه وذنوبه، وهي فعلة من حط الشيء يحطه: إذا أنزله وألقاه، كذا قال ابن الأثير في "النهاية" "1/ 402".

مَرِضَ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُوْدُهُ، فَقَالَ: سَمِعتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "الصِّيَامُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا" 1. وَقَدِ اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَا عُبَيْدَةَ غَيْرَ مَرَّةٍ، مِنْهَا المَرَّةُ الَّتِي جَاعَ فيها عسكره وكانوا ثلاث مئة فَأَلْقَى لَهُمُ البَحْرُ الحُوْتَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: العَنْبَرُ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ ميتَةٌ، ثُمَّ قَالَ: لاَ نَحْنُ رُسُلُ رَسُوْلِ اللهِ وَفِي سَبِيْلِ اللهِ فَكُلُوا ... وَذَكَرَ الحَدِيْثَ وَهُوَ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ"2. وَلَمَّا تَفَرَّغَ الصِّدِّيْقُ مِنْ حَرْبِ أَهْل الرِّدَّةِ، وَحَرْبِ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ، جَهَّزَ أُمَرَاءَ الأَجْنَادِ لِفَتْحِ الشَّامِ فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَيَزِيْدَ بنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَعَمْرَو بنَ العَاصِ، وَشُرَحْبِيْلَ بنَ حَسَنَةَ، فَتَمَّتْ وَقْعَةُ أَجْنَادِيْنَ3 بِقُرْبِ الرَّمْلَةِ، وَنَصَرَ اللهُ المُؤْمِنِيْنَ، فَجَاءتِ البُشْرَى، وَالصِّدِّيْقُ فِي مَرَضِ المَوْتِ، ثُمَّ كَانَتْ وَقْعَةُ فِحْلٍ4، وَوَقْعَةُ مَرْجِ الصُفَّرِ5، وكان قد سير

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "1/ 196" من طريق يزيد بن هارون، أنبأنا هشام، عن واصل، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن عياض بن غطيف قال: فذكره. قلت: إسناده حسن، إن كان واصل مولى أبي عيينة سمعه من الوليد بن عبد الرحمن فإنه يروي هذا الحديث عن بشار بن أبي سيف، عن الوليد بن عبد الرحمن كما في الحديث السابق، وهو شاهد له. 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "2/ 930"، ومن طريقه أخرجه البخاري "2483"، "4360"، ومسلم "1935" "21"، والبيهقي "9/ 252"، والبغوي "2806" من طريقه عن أبي نعيم وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنه- أنه قَالَ: "بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثا قبل الساحل، فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح، وهم ثلاثمائة وأنا فيهم، فخرجنا، حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد، فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع ذلك كله، فكان مزودي تمر، فكان يقوتناه كل يوم قليلا قليلا حتى فني، فلم يكن يُصيبنا إلا تمرة تمرة، فقلت: وما يُغني تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت. قال: ثم انتهينا إلى البحر، فإذا حوت مثل الظرب: وما يغني تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت. قال: ثم انتهينا إلى البحر، فإذا حوت مثل الظرب، فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة، ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا، ثم أمر براحلة فرحلت، ثم مرت تحتهما، فلم تصبهما". وأخرجه عبد الرزاق "8666" والبخاري "2938"، ومسلم "1935" "20"، والترمذي "2475"، والنسائي "7/ 207"، والبيهقي "9/ 252"، والبغوي "2805" من طريقين عن وهب بن كيسان به. وقال الترمذي: صحيح. والظرب: الجبل الصغير. 3 ذكرها ابن جرير الطبري "7/ 417-419" وابن الأثير في "الكامل" "2/ 498-500"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" "1/ 478". 4 ذكرها الطبري في "تاريخه" "3/ 433-443"، وابن الأثير في "الكامل في التاريخ" "2/ 429"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" "1/ 478". وفحل هي بكسر الفاء وسكون الحاء كما في "معجم البلدان" لياقوت. 5 مرح الصفر: بضم الصاد وتشديد الفاء: موضع بغوطة دمشق، كان به وقعة للمسلمين مع الروم. راجع تاريخ الطبري "3/ 391-410"، والكامل في "التاريخ" لابن الأثير "2/ 427".

أَبُو بَكْرٍ خَالِداً لِغَزْوِ العِرَاقِ ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِ لِيُنْجِدَ مَنْ بِالشَّامِ فَقَطَعَ المَفَاوِزَ عَلَى بَرِّيَّةِ السَّمَاوَةِ فَأَمَّرُهُ الصِّدِّيْقُ عَلَى الأُمَرَاءِ كُلِّهِم وَحَاصَرُوا دِمَشْقَ وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ فَبَادَرَ عُمَرُ بِعَزْلِ خَالِدٍ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الكُلِّ أَبَا عُبَيْدَةَ فَجَاءهُ التَّقْلِيْدُ فَكَتَمَهُ مُدَّةً وَكُلُّ هَذَا مِنْ دِيْنِهِ وِلِيْنِهِ وَحِلْمِهِ فَكَانَ فَتْحُ دِمَشْقَ عَلَى يده فعند ذلك أظهر التقليد ليعقد الصُّلْحَ لِلرُّوْمِ فَفَتَحُوا لَهُ بَابَ الجَابِيَةِ صُلْحاً وَإِذَا بِخَالِدٍ قَدِ افْتَتَحَ البَلَدَ عَنْوَةً مِنَ البَابِ الشَّرْقِيِّ فَأَمْضَى لَهُم أَبُو عُبَيْدَةَ الصُّلْحَ. فَعَنِ المُغِيْرَةِ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ صَالَحَهُم عَلَى أَنْصَافِ كَنَائِسِهِم وَمَنَازِلَهِم ثُمَّ كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ رَأْسَ الإِسْلاَمِ يَوْمَ وَقْعَةِ اليَرْمُوْكِ الَّتِي اسْتَأْصَلَ اللهُ فِيْهَا جُيُوْشَ الرُّوْمِ وَقُتِلَ مِنْهُم خَلْقٌ عظيم. روى بن المُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ لَهُ قَالَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ قَالَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَنْمٍ، عَنْ حَدِيْثِ الحَارِثِ بنِ عُمَيْرَةَ قَالَ أَخَذَ بِيَدِي مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ فَأَرْسَلَهُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ فَسَأَلَهُ كَيْفَ هُوَ! وَقَدْ طُعِنَّا فَأَرَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ طَعْنَةً خَرَجَتْ فِي كَفِّهِ فَتَكَاثَرَ شَأْنُهَا فِي نَفْسِ الحَارِثِ وَفَرَقَ مِنْهَا حِيْنَ رَآهَا فَأَقْسَمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِاللهِ مَا يُحِبُّ أَنَّ لَهُ مَكَانَهَا حُمْرَ النَّعَمِ1. وَعَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ وَجَعَ عَمَوَاسَ كَانَ مُعَافَىً مِنْهُ أَبُو عُبَيْدَةَ وَأَهْلُهُ فَقَالَ اللَّهُمَّ نَصِيْبَكَ فِي آلِ أَبِي عُبَيْدَةَ! قَالَ فَخَرَجْتُ بِأَبِي عُبَيْدَةَ في خنصره بثرة فجعل ينظر

_ 1 حسن لغيره: أخرجه ابن المبارك في "الزهد" "883"، والحاكم "3/ 263"، والطبراني في "الكبير" "364" من طريق عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بنِ حوشب، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه شهر بن حوشب، ليس بالقوي كما قال النسائي وابن عدي، وغيرهما. وقال الحافظ في "التقريب": كثير الإرسال والأوهام. وعبد الحميد بهرام، صدوق. وله شاهد عند أحمد "5/ 241" من طريق أبي أحمد الزبيري، حدثنا مسرة بن مَعْبَدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "سَتُهَاجِرُوْنَ إِلَى الشام فيفتح لكم ويكون فيكم داء كالدمل أو كالحرة يأخذ بمراق الرجل يستشهد الله به أنفسهم ويزكي به أعمالهم. اللهم إن كنت تعلم أن معاد بن جبل سَمِعَهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطِهِ هُوَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ الحَظَّ الأَوْفَرَ مِنْهُ" فَأَصَابَهُمُ الطَّاعُوْنُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُم أَحَدٌ فَطُعِنَ فِي أُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ فَكَانَ يَقُوْلُ: مَا يسرني أن لي بها حمر النعم". قلت: إسناده ضعيف، إسماعيل بن عبيد الله لم يدرك معاذا، فبينهما مفاوز تنقطع دونها أعناق المطي، فهو من الطبقة الرابعة، وجل روايتهم عن كبار التابعين. أما مسرة بن معبد اللخمي، فهو صدوق. وأبو أحمد الزبيري، هو محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمرو الأسدي الكوفي، ثقة ثبت.

إِلَيْهَا فَقِيْلَ لَهُ إِنَّهَا لَيْسَتْ بِشَيْءٍ. فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ يُبَارِكَ اللهُ فِيْهَا فَإِنَّهُ إِذَا بَارَكَ فِي القَلِيْلِ، كَانَ كَثِيْراً1. الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ صَالِحِ بنِ أَبِي المُخَارِقِ قَالَ انْطَلَقَ أَبُو عُبَيْدَةَ مِنَ الجَابِيَةِ إِلَى بَيْتَ المَقْدِسِ للصلاة فَاسْتَخْلَفَ عَلَى النَّاسِ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ2. قَالَ الوَلِيْدُ فَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عُرْوَةَ بنَ رُوَيْمٍ، قَالَ: فَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ بِفِحْلٍ فَتُوُفِّيَ بِهَا بِقُرْبِ بَيْسَانَ3. طَاعُوْنُ عَمَوَاسَ: مَنْسُوْبٌ إِلَى قَرْيَةِ عَمَوَاسَ وَهِيَ بَيْنَ الرَّمْلَةِ وَبَيْنَ بَيْتِ المَقْدِسِ، وَأَمَّا الأَصْمَعِيُّ فَقَالَ هُوَ مِنْ قَوْلِهِم زَمَنَ الطَّاعُوْنِ: عَمَّ، وَآسَى. قَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: تُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ، وَلَهُ ثَمَانٌ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ، وَالكَتَمِ4 وَكَانَ لَهُ عَقِيْصَتَانِ وَقَالَ كَذَلِكَ فِي وَفَاتِهِ جماعة وانفرد بن عَائِذٍ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ أَنَّهُ قَرَأَ فِي كِتَابِ يَزِيْدَ بنِ عُبَيْدَةَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ توفي سنة سبع عشرة.

_ 1 ضعيف: لانقطاعه، عروة بن الزبير لم يدرك أبا عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح رضي الله عنه. 2، 3 ذكر هذين الأثرين الحافظ في "الإصابة" "2/ ترجمة رقم 4400" في آخرها. 4 الكتم: هو نبت يخلط مع الوسمة، ويصبغ به الشعر الأسود وقيل هو الوسمة. وهو دهن أحمر، يجعل فيه الزعفران، والحناء إذا خضب به مع الكتم جاء أسود. وقد صح النهي عن السواد.

طلحة بن عبيد الله

7- طلحة بن عبيد الله 1: "ع" بن عثمان بنِ عَمْرِو بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبِ بنِ فِهْرِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ بنِ كِنَانَةَ القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، المكي، أبو محمد، أَحَدُ العَشَرَةِ المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ، لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَهُ فِي "مُسْنَدِ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ" بِالمُكَرَّرِ ثمانية وثلاثون حديثًا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 214-225"، تاريخ خليفة "63"، "180-186"، وطبقات خليفة "18"، "189" ومصنف ابن أبي شيبة "13/ 15781"، ومسند أحمد "1/ 160"، وتاريخ البخاري الكبير "4/ ترجمة رقم 3069" وتاريخه الصغير "1/ 69، 75، 78، 83، 84، 88، 169"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 2072"، والإصابة "2/ ترجمة رقم 4266"، والاستيعاب "2/ 764"، والكاشف "2/ ترجمة رقم 2496" والعبر "2/ 105"، تهذيب الكمال "13/ ترجمة رقم 2975"، تهذيب التهذيب "5/ 20" تقريب التهذيب "1/ 379"، شذرات الذهب "1/ 42، 43، 56".

لَهُ حَدِيْثَانِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا، وَانْفَرَدَ لَهُ البُخَارِيُّ بِحَدِيْثَيْنِ، وَمُسْلِمٌ بِثَلاَثَةِ أَحَادِيْثَ. حَدَّثَ عَنْهُ بَنُوْهُ: يَحْيَى وَمُوْسَى وَعِيْسَى وَالسَّائِبُ بنُ يَزِيْدَ وَمَالِكُ بنُ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ وَقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ وَمَالِكُ بنُ أَبِي عَامِرٍ الأَصْبَحِيُّ، وَالأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ التَّمِيْمِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ: كَانَ رَجُلاً آَدَمَ، كَثِيْرَ الشَّعْرِ، لَيْسَ بِالجَعْدِ القَطَطِ، وَلاَ بِالسَّبْطِ، حَسَنَ الوَجْهِ، إِذَا مَشَى أَسْرَعَ، وَلاَ يُغَيِّرُ شَعْرَهُ1. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ، عَنْ عبد العزيز بن عمران، حدثني إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى، حَدَّثَنِي مُوْسَى بنُ طَلْحَةَ قَالَ كَانَ أَبِي أَبْيَضَ يَضْربُ إِلَى الحُمْرَةِ مَرْبُوْعاً إِلَى القِصَرِ هُوَ أَقْرَبُ، رَحْبَ الصَّدْرِ، بَعِيْدَ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ، ضَخْمَ القَدَمَيْنِ إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيْعاً2. قُلْتُ: كَانَ مِمَّنْ سَبَقَ إِلَى الإِسْلاَمِ وَأُوْذِيَ فِي اللهِ ثُمَّ هَاجَرَ فَاتَّفَقَ أَنَّهُ غَابَ، عَنْ وَقْعَة بَدْرٍ فِي تِجَارَةٍ لَهُ بِالشَّامِ وَتَأَلَّمَ لِغَيْبَتِهِ، فَضَرَبَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَهْمِهِ، وأجره3.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه الحاكم "3/ 370"، والطبراني في "الكبير" "191" واللفظ له من طريق عبد العزيز بن عمران، حدثني إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ عَنْ عَمِّهِ موسى بن طلحة قال: كان طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- أبيض يضرب إلى الحمرة مربوعا هو إلى القصر أقرب رحب الصدر عريض المنكبين إذا التفت التفت جميعا ضخم القدمين. قال الزبير: وحدثني -يعني إبراهيم بن المنذر- عن الواقدي قال: "كان طلحة بن عبيد الله أدم كثير الشعر ليس بالجعد ولا السبط حسن الوجه دقيق العرنين إذا مشى أسرع كان لا يغير شيبه، قتل يوم الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين". قلت: إسناده واه بمرة، آفته عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز الأعرج، المعروف بابن أبي ثابت، متروك كما قال الحافظ في "التقريب". 2 انظر السابق. 3 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 368"، والطبراني في "الكبير" "189" من طريق أبي علاَثةَ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ خَالِدٍ الحَرَّانِيِّ، حدثنا أبي، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود، عن عروة بن الزبير قال: طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعيد بن تيم بن مرة وكان بالشام فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهمه فضرب له بسهمه فقال وأجري يا رسول الله قال وأجرك من يوم بدر". قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: الانقطاع بين عروة وطلحة. والثانية: ابن لهيعة، ضعيف لسوء حفظه.

قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَسَاكِرَ الحَافِظُ فِي تَرْجَمَتِهِ: كَانَ مَعَ عُمَرَ لَمَّا قَدِمَ الجَابِيَةَ وَجَعَلَهُ عَلَى المُهَاجِرِيْنَ وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَتْ يَدُهُ شَلاَّءَ مِمَّا وَقَى بِهَا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُدٍ1. الصَّلْتُ بنُ دِيْنَارٍ:، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيْدٍ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ" 2. أَخْبَرَنِيْهُ الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي الجُوْدِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ الطلاَبَةِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ الأَنْمَاطِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ حَدَّثَنَا البَغَوِيُّ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بن رشيد حدثنا مكي حدثنا الصلت.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 161"، والبخاري "4063"، وابن ماجه "128"، والطبراني في "الكبير" "192" من طريق وكيع، عن إسماعيل، عن قيس قال: "رأيت يد طلحة شلاء وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ". 2 صحيح لغيره: أخرجه الطيالسي "1793"، والترمذي "3740"، وابن ماجه "125" من طريق الصلت بن دينار، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله". قلت: إسناده ضعيف جدا، آفته الصلت بن دينار، فإنه متروك، وأخرجه الطبراني في "الكبير" "215" من طريق سليمان بن أيوب، حدثني أبي، عن جدي، عَنْ مُوْسَى، بنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا رآني قال: "من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض..... " الحديث. قلت: إسناده ضعيف، فيه سليمان بن أيوب الطلحي الكوفي، صاحب مناكير، وقال أبو زرعة: عامة أحاديثه لا يتابع عليها. وأبوه أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة، مجهول ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "1/ 1/ 248" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وجده عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله لم أجد له ترجمة. وأخرجه ابن سعد "3/ 218"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 88" من طريق صالح بن موسى، عن معاوية بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة قالت: "إني لفي بيتي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالفناء، وبيني وبينهم الستر، أقبل طلحة بن عبيد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة". قلت: إسناده ضعيف جدا، آفته صالح بن موسى، فإنه متروك، وأخرجه الحاكم "2/ 415-416" من طريق إسماعيل بن يحيى بن طلحة، عن عمه موسى بن طلحة قال: بينما عائشة بنت طلحة تقول لأمها أم كلثوم بنت أبي بكر: أبي خير من أبيك، فقالت عائشة أم المؤمنين: ألا أقضي بينكما إن أبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار. قالت: فمن يومئذ سمي عتيقا. ودخل طلحة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنت يا طلحة ممن قضى نحبه". وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: بل إسحاق متروك، قاله أحمد". قلت: وهو كذلك، فالإسناد ضعيف جدا، وله شاهد آخر مرسل صحيح عند ابن سعد "3/ 1/ 156" عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة.

وَفِي "جَامِعِ أَبِي عِيْسَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال يوم أحد: "أوجب طلحة" 1. قال بنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ الَّتِي وَقَى بِهَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُدٍ شَلاَّءَ أَخْرَجَهُ البخاري2. وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيْثِ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ وَآخَرَ، عَنْ عمَارَةَ بن غَزِيَّةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَوَلَّى النَّاسُ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي نَاحِيَةٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً مِنْهُم طَلْحَةُ فَأَدْرَكَهُمُ المُشْرِكُوْنَ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لِلْقَوْمِ?" قَالَ طَلْحَةُ أَنَا قَالَ كَمَا أَنْتَ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا قَالَ أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا المُشْرِكُوْنَ فَقَالَ مَنْ لَهُمْ قَالَ طَلْحَةُ أَنَا قَالَ كَمَا أَنْتَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أَنَا قَالَ أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى بَقِيَ مَعَ نَبِيِّ اللهِ طَلْحَةُ فَقَالَ مَنْ لِلْقَوْمِ? قَالَ طَلْحَةُ أَنَا فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الأَحَد عَشَر حَتَّى قُطِعَتْ أَصَابِعُهُ فَقَالَ حَسِّ فَقَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لو قُلْتَ بِاسْمِ اللهِ لَرَفَعَتْكَ المَلاَئِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُوْنَ" ثُمَّ رَدَّ اللهُ المُشْرِكِيْنَ3. رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي بنُ أَبِي عَصْرُوْن الشَّافِعِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أحمد بن علي

_ 1 حسن: أخرجه ابن المبارك في "الجهاد" "93"، وابن سعد "3/ 218"، وابن أبي شيبة "12/ 91"، وأحمد "1/ 165"، وفي الفضائل "1290"، والترمذي "1692"، "3738"، وفي "الشمائل" "103"، وابن أبي عاصم "1397"، "1398"، والبزار "972"، وأبو يعلى "670"، والحاكم "3/ 373"، 374، 374" والبيهقي "6/ 370"، "9/ 46" والبغوي "3915" من طرق عن محمد بن إسحاق، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عن الزبير، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول يومئذ: "أوجب طلحة"، حين صنع بِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا صنع، يعني حين برك له طلحة، فصعد رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ظهره". قلت: إسناده حسن، محمد بن إسحاق، صدوق، وقد صرح بالتحديث فانتفت علة تدليسه. 2 صحيح: سبق تخريجنا له قبل قليل بتعليق رقم "54"، وهو عند أحمد "1/ 161"، والبخاري "4063"، وابن ماجه "128"، والطبراني في "الكبير" "192" من حديث قيس. فراجعه ثَمَّ. 3 ضعيف: أخرجه النسائي "6/ 29-30" من طريق أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، به مرفوعا قلت: إسناده ضعيف آفته أبو الزبير المكي محمد بن مسلم بن تدرس المكي، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه.

التَّمِيْمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، وعبد الأعلى، قالا: حَدَّثَنَا المُعْتَمِرُ سَمِعتُ أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ قَالَ لَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي تِلْكَ الأَيَّامِ الَّتِي كَانَ يُقَاتِلُ بِهَا رَسُوْلُ اللهِ غَيْرُ طَلْحَةَ وَسَعْدٍ، عَنْ حَدِيْثِهِمَا. أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ، عَنِ المُقَدَّمِيِّ1. وَبِهِ إِلَى التَّمِيْمِيِّ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بنِ يَحْيَى، عن موسى وعيسى ابني طلحة، عن أبيهما إن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- قَالُوا لأَعْرَابِيٍّ جَاءَ يَسْأَلُهُ عَمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ مَنْ هُوَ وَكَانُوا لاَ يَجْتَرِؤُوْنَ عَلَى مَسْأَلَتِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوَقِّرُوْنَهُ وَيَهَابُوْنَهُ فَسَأَلَهُ الأَعْرَابِيُّ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ إِنِّي اطَّلَعْتُ مِنْ بَابِ المَسْجِدِ - وعلي ثياب خضر - فلما رَآنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أين السائل عَمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ"؟ قَالَ الأَعْرَابِيُّ أَنَا قَالَ: "هَذَا مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ" 2. وَأَخْرَجَهُ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيْثِ مُعَاوِيَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ "طَلْحَةُ ممن قضى نحبه" 2. وَفِي صَحِيْحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ عَلَى حِرَاءَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ "اهْدَأْ! فَمَا عَلَيْكَ إلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيْقٌ أَوْ شَهِيْدٌ" 3. سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ مُوْسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طلحة" 4.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3722"، "3723"، "4060"، "4061"، ومسلم "2414" من طرق عن مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي عثمان قال: فذكره. 2 صحيح لغيره: سبق تخريجنا له بتعليق رقم "55"، وهو من حديث جابر، وليس من حديث معاوية. وهو عند الطيالسي "1793"، والحاكم "2/ 415-416"، وغيرهما فراجعه ثَمَّتَ 3 صحيح: أخرجه مسلم "2417"، والترمذي "3696" حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- به مرفوعا. وسبق لنا تخريج هذا الحديث مرارا في "منهاج السنة النبوية" لشيخ الإسلام ابن تيمية فراجعه ثَمَّ. 4 صحيح لغيره سبق تخريجنا له في تعليقنا رقم "55" من حديث جابر بن عبد الله، ومن حديث عائشة، وهو عند ابن سعد "3/ 218"، وأبي نعيم في "الحلية" "1/ 88"، وغيرهما فراجعه ثَمَّ.

قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ نَضْرُ بنُ مَنْصُوْرٍ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بنُ عَلْقَمَةَ اليَشْكُرِيُّ سَمِعْتُ عَلِيّاً يَوْمَ الجَمَلِ يَقُوْلُ سَمِعْتُ مِنْ فِيِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ جاراي في الجنة"1. وهكذا رواه: بن زَيْدَانَ البَجَلِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الجَارُوْدِيُّ، عَنِ الأَشَجِّ وَشَذَّ أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ فَقَالَ، عَنْ نَضْرٍ، عن أبيه، عن عقبة. دُحَيْمٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، عَنْ مُوْسَى بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ قَالَ: ابْتَاعَ طَلْحَةُ بِئْراً بِنَاحِيَةِ الجَبَلِ وَنَحَرَ جزُوْراً فَأَطْعَمَ النَّاسَ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنْتَ طَلْحَةُ الفَيَّاضُ" 2. سُلَيْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ عِيْسَى بنِ مُوْسَى بنِ طَلْحَةَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ مُوْسَى بنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ سَمَّاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَلْحَةَ الخَيْرَ. وَفِي غَزْوَةِ ذِي العَشِيْرَةِ طَلْحَةَ الفَيَّاضَ وَيَوْمَ خَيْبَرَ طَلْحَةَ الجُوْدَ3. إسناده لين.

_ 1 ضعيف: أخرجه الترمذي "3741"، والحاكم "3/ 364" من طريق أبي عبد الرحمن النضر بن منصور العنزي، عن عقبة بن علقمة اليشكري قال: سمعت علي بن أبي طالب قال: سمعتْ أذني من فِي رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول: فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. قلت: أنى له الحسن، والإسناد ضعيف، آفته النضر بن منصور الذهلي، أبو عبد الرحمن الكوفي، كما قال الحافظ في "التقريب". 2 حسن لغيره: أخرجه الطبراني في "الكبير" "7/ 6224" من طريق دحيم، حدثنا محمد بن طلحة التيمي. به. وأورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 148": "رواه الطبراني، وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم، وهو مجمع على ضعفه" وله شاهد عن موسى بن طلحة أن طلحة نحر جزورا وحفر بئرا يوم ذي قرد فأطعمهم وسقاهم فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $"يَا طلحة الفياض"، فسمي طلحة الفياض. رواه الطبراني في "الكبير" "198"، وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة، وقد وثق على ضعفه كما قال الهيثمي "9/ 148". قلت: إسناده ضعيف، إسحاق بن يحيى، ضعيف، كما قال الحافظ في "التقريب"، فالحديث يرتقي به إلى درجة الحسن. 3 ضعيف: أخرجه الحاكم " 3/ 374"، والطبراني في "الكبير" "197"، "218" من طريق سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بنِ مُوْسَى بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ حدثني أبي، به، وأورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 147-148"، وقال: "رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم، وسليمان بن أيوب الطلحي وثق وضعف". قلت: إسناده ضعيف، فيه ثلاث علل، الأولى: سليمان بن أيوب بن عيسى بن موسى بن طلحة، صاحب مناكير، وقال أبو زرعة: عامة أحاديثه لا يُتابع عليها. الثانية: أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة، مجهول، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "1/ 1/ 248"، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. الثالثة: عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، لم أجد له ترجمة.

قَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ قَبِيْصَةَ بنِ جَابِرٍ قَالَ صَحِبْتُ طَلْحَةَ فَمَا رَأَيْتُ أَعْطَى لِجَزِيْلِ مَالٍ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ مِنْهُ1. أَبُو إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ عِيْسَى بنِ مُوْسَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ مُوْسَى، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّهُ أتاه مال من حَضْرَمَوْتَ سَبْعُ مَائَةِ أَلْفٍ فَبَاتَ لَيْلَتَهُ يَتَمَلْمَلُ فقالت له زوجته مالك? قَالَ تَفَكَّرْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ فَقُلْتُ مَا ظَنُّ رَجُلٍ بِرَبِّهِ يَبِيْتُ وَهَذَا المَالُ فِي بَيْتِهِ? قَالَتْ فَأَيْنَ أَنْتَ، عَنْ بَعْضِ أَخِلاَّئِكَ فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَادْعُ بِجِفَانٍ وَقِصَاعٍ فَقَسِّمْهُ فَقَالَ لَهَا رَحِمَكِ اللهُ إِنَّكِ مُوَفَّقَةٌ بِنْتُ مُوَفَّقٍ وَهِيَ أُمُّ كُلْثُوْم بِنْتُ الصِّدِّيْقِ فَلَمَّا أَصْبَحَ دَعَا بِجِفَانٍ فَقَسَّمَهَا بَيْنَ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ فَبَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ مِنْهَا بِجَفْنَةٍ فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ أَبَا مُحَمَّدٍ أَمَا كَانَ لَنَا فِي هَذَا المَالِ مِنْ نَصِيْبٍ? قَالَ فَأَيْنَ كُنْتِ مُنْذُ اليَوْم? فَشَأْنُكِ بِمَا بَقِيَ قَالَتْ فَكَانَتْ صُرَّةً فِيْهَا نَحْوُ أَلْفِ دِرْهَمٍ2. أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ، وَجَمَاعَةٌ كِتَابَةً قَالُوا، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَعْلَى حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ دِيْنَارٍ، عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى طَلْحَةَ يَسْأَلُهُ فَتَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِرَحِمٍ فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ لَرَحِمٌ مَا سَأَلَنِي بِهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ إِنَّ لِي أَرْضاً قَدْ أَعْطَانِي بِهَا عُثْمَانُ ثَلاَثَ مَائَةِ أَلْفٍ فَاقْبَضْهَا وَإِنْ شِئْتَ بِعْتُهَا مِنْ عُثْمَانَ وَدَفَعْتُ إِلَيْكَ الثَّمَنَ فَقَالَ الثمن فأعطاه. الكديمي: حدثنا الأصمعي، حدثنا بن عِمْرَانَ قَاضِي المَدِيْنَةِ أَنَّ طَلْحَةَ فَدَى عَشْرَةً مِنْ أُسَارَى بَدْرٍ بِمَالِهِ وَسُئِلَ مَرَّةً بِرَحِمٍ فقال قد بعت لي حائطًا بسبع مئة أَلْفٍ وَأَنَا فِيْهِ بِالخِيَارِ فَإِنْ شِئْتَ خُذْهُ وإن شئت ثمنه.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 221"، والطبراني في "الكبير" "194"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 88" من طريق مجالد بن سعيد، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 147"، وقال: وإسناده حسن "! ". قلت: أنى له الحسن، وإسناده، آفته مجالد بن سعيد، وهو ضعيف. 2 ضعيف: فيه الثلاث علل التي ذكرناها في التعليق قبل السابق رقم "65" سُلَيْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ عِيْسَى، صاحب مناكير، وأبوه أيوب بن سليمان مجهول، وعيسى بن موسى بن طلحة، لم أجد له ترجمة.

إسناده منقطع مع ضعف الكديمي1. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ مُوْسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ إِسْحَاقَ بِنْتَيْ طَلْحَةَ قَالَتَا: جُرِحَ أَبُوْنَا يَوْمَ أُحُدٍ أَرْبَعاً وَعِشْرِيْنَ جِرَاحَةً وَقَعَ مِنْهَا فِي رَأْسِهِ شَجَّةٌ مُرَبَّعَةٌ وَقُطِعَ نِسَاهُ- يَعْنِي العِرْقَ - وَشُلَّتْ أُصْبُعُهُ وَكَانَ سَائِرُ الجِرَاحِ فِي جَسَدِهِ وَغَلَبَهُ الغَشْيُ وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكْسُوْرَة رَبَاعِيَتُهُ مَشْجُوْجٌ فِي وَجْهِهِ قَدْ عَلاَهُ الغَشْيُ وَطَلْحَةُ مُحْتَمِلُهُ يَرْجعُ بِهِ القَهْقَرَى كُلَّمَا أَدْرَكَهُ أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِيْنَ قَاتَلَ دُوْنَهُ حَتَّى أَسْنَدَهُ إِلَى الشِّعْبِ2. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بنِ يَحْيَى، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي سُعْدَى بِنْتُ عَوْفٍ المُرِّيَّةُ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى طَلْحَةَ يَوْماً وَهُوَ خَاثِرٌ3 فَقُلْتُ: مَا لَكَ? لَعَلَّ رَابَكَ مِنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ? قَالَ: لاَ وَاللهِ وَنِعْمَ حَلِيْلَةُ المُسْلِمِ أَنْتِ، وَلَكِنْ مَالٌ عِنْدِي قَدْ غَمَّنِي. فَقُلْتُ: مَا يَغُمُّكَ? عَلَيْكَ بِقَوْمِكَ. قَالَ: يَا غُلاَمُ! ادْعُ لِي قَوْمِي فَقَسَّمَهُ فِيْهِم فَسَأَلْتُ الخَازِنَ: كَمْ أعطى? قال: أربعمائة أَلْفٍ. هِشَامٌ وَعَوْفٌ، عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ أَنَّ طلحة بن عبد اللهِ بَاعَ أَرْضاً لَهُ بِسَبْعِ مَائَةِ أَلْفٍ فَبَاتَ أَرِقاً مِنْ مَخَافَةِ ذَلِكَ المَالِ حَتَّى أَصْبَحَ فَفَرَّقَهُ. مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ طَلْحَةُ يغل بالعراق أربع مئة ألف ويغل بالسراة4 عَشْرَةُ آلاَفِ دِيْنَارٍ، أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَر،وَبِالأَعْرَاضِ5 لَهُ غلاَّتٍ وَكَانَ لاَ يَدَعُ أَحَداً مِنْ بَنِي تَيْمِ عَائِلاً إلَّا كَفَاهُ، وَقَضَى

_ 1 الكديمي: هو محمد بن يونس بن موسى الكديمي البصري، أحد المتروكين. قال ابن عدي: قد اتهم الكديمي بالوضع، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَعَلَّهُ قَدْ وَضَعَ أَكْثَر من ألف حديث، وقال أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: رَأَيْتُ أَبَا دَاوُدَ يُطْلِقُ في الكديمي الكذب، وسئل عنه الدارقطني فقال: يتهم بوضع الحديث. 2 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "3/ 217-218" وفيه صالح بن موسى، وهو متروك. 3 خاثر: أي: ثقيل النفس غير طيب ولا نشيط. 4 السراة: سراة كل شيء: ظهره وأعلاه. ومنه الحديث: "ليس للنساء سروات الطرق" أي: لا يتوسطنها، ولكن يمشين في الجوانب. 5 الأعراض: أعراض المدينة هي قراها التي في أوديتها، وقال شمر: أعراض المدينة: بطون سوادها حيث الزروع والنخل، كما في "معجم البلدان" لياقوت.

دَيْنَهُ وَلَقَدْ كَانَ يُرْسِلُ إِلَى عَائِشَةَ إِذَا جَاءتْ غَلَّتُهُ كُلَّ سَنَةٍ بِعَشْرَةِ آلاَفٍ وَلَقَدْ قَضَى، عَنْ فُلاَن التَّيْمِيِّ ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً1. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ طَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ قَضَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مَعْمَرٍ وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ كُرَيْزٍ ثَمَانِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. قال الحميدي: حدثنا بن عُيَيْنَةَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ أَخْبَرَنِي مَوْلَى لِطَلْحَةَ قَالَ كَانَتْ غَلَّةُ طَلْحَةَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ وافٍ2. قَالَ الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى، عَنْ مُوْسَى بنِ طَلْحَةَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَأَلَهُ كَمْ تَرَكَ أَبُو مُحَمَّدٍ مِنَ العَينِ قَالَ تَرَكَ أَلْفَي أَلْفِ دِرْهَمٍ وَمَائَتَي أَلْفِ دِرْهَمٍ وَمِنَ الذَّهَبِ مَائَتَي أَلْفِ دِيْنَارٍ فَقَالَ معاوية عاش حميدًا سخيًّا شَرِيْفاً وَقُتِلَ فَقِيْداً رَحِمَهُ اللهُ3. وَأَنْشَدَ الرِّيَاشِيُّ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ: أَيَا سَائِلِي، عَنْ خِيَار العِبَادِ ... صَادَفْتَ ذَا العِلْمِ وَالخِبْرَه خِيَارُ العِبَادِ جَمِيْعاً قُرَيْشٌ ... وَخَيْرُ قُرَيْشٍ ذَوُو الهِجْرَه وخَيْرُ ذوي الهجرة السابقون ... ثمانية وحدهم نصره

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "3/ 221"، وفي إسناده مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ مَوْلاَهُمْ الواقدي المدني، قال البخاري وأبو حاتم: متروك، وقال أبو حاتم أيضا والنسائي: يضع الحديث. وقال أحمد بن حنبل: هو كذاب يقلب الأحاديث، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه. وقال ابن راهويه: هو عندي ممن يضع الحديث واستقر الإجماع على وهن الواقدي. 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "3/ 220"، والطبراني في "الكبير" "196"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 88" من طرق عن سفيان بن عيينة، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 148"، وقال: "رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أنه مرسل". قلت: قد سمع عمرو بن دينار من كثير من موالي الصحابة الكبار، فما الذي يمنع سماعه من مولى طلحة، والإسناد متصل إلى عمرو بن دينار، وإخاله قد سمع من مولى طلحة، فالأثر صحيح إن شاء الله، والوافي: درهم وأربعة دوانيق، قال شمر: بلغني عن ابن عيينة أنه قال الوافي درهم ودانقان. وقال غيره: هو الذي وفى مثقالا. وقيل: درهم واف وفى بزنته لا زيادة فيه ولا نقص. 3 ضعيف جدا في إسناده محمد بن عمر بن واقد الأسلمي الواقدي، متروك، والخبر عند ابن سعد "3/ 221" ووقع في الأصل: "وقتل فقيرا" وهو خطأ والصواب ما أثبتناه وهو ما يقتضيه السياق.

علي وعثمان ثم الزبير ... طلحة وَاثنَانِ مِنْ زُهْرَهْ وبَرَّانِ قَدْ جَاوَرَا أَحْمَداً ... وَجَاوَرَ قَبْرُهُهَمَا قَبْرَه فَمَنْ كَانَ بَعْدَهُمْ فَاخِراً ... فَلاَ يَذكُرَنْ بَعْدَهُمْ فَخْرَه يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُصْعَبٍ أَخْبَرَنِي مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ لِلطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ عَرَّجُوا، عَنْ مُنْصَرَفِهِمْ بِذَاتِ عِرْقٍ فَاسْتَصْغَرُوا عُرْوَةَ بنَ الزُّبَيْرِ وَأَبَا بَكْرٍ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرَدُّوْهُمَا قَالَ وَرَأَيْتُ طَلْحَةَ وَأَحَبُّ المجَالِسِ إِلَيْهِ أَخْلاَهَا وَهُوَ ضَارِبٌ بِلِحْيَتِهِ عَلَى زَوْرِهِ فَقُلْتُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنِّي أَرَاكَ وَأَحَبُّ المجَالِسِ إِلَيْكَ أَخْلاَهَا إِنْ كُنْتَ تَكْرَهُ هَذَا الأَمْرَ فَدَعْهُ فَقَالَ يَا عَلْقَمَةَ! لاَ تَلُمْنِي كُنَّا أَمْسِ يَداً وَاحِدَةً عَلَى مَنْ سِوَانَا فَأَصْبَحْنَا اليَوْمَ جبلين من حديد يزحف أحدنا إلى صاحبه وَلَكِنَّهُ كَانَ مِنِّي شَيْءٌ فِي أَمْرِ عُثْمَانَ مِمَّا لاَ أَرَى كَفَّارَتَهُ إلَّا سَفْكَ دَمِي وطلب دمه1. قُلْتُ: الَّذِي كَانَ مِنْهُ فِي حَقِّ عُثْمَانَ تَمَغْفُلٌ وَتَأْليبٌ فَعَلَهُ بِاجْتِهَادٍ ثُمَّ تَغَيَّرَ عِنْدَمَا شَاهَدَ مَصْرَعَ عُثْمَانَ فَنَدِمَ عَلَى تَرْكِ نُصْرَتِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- وَكَانَ طَلْحَةُ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَ عَلِيّاً أَرْهَقَهُ قَتَلَةُ عُثْمَانَ وَأَحْضَرُوهُ حَتَّى بَايَعَ. قَالَ البُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ أَعْيَنَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ فِي حَدِيْثِ عَمْرِو بنِ جَاوَانَ قَالَ التَقَى القَوْمُ يَوْمَ الجَمَلِ فَقَامَ كَعْبُ بنُ سُورٍ مَعَهُ المُصْحَفُ فَنَشَرَهُ بَيْنَ الفَرِيْقَيْنِ وَنَاشَدَهُمُ اللهَ وَالإِسْلاَمَ فِي دِمَائِهِمْ فَمَا زَالَ حَتَّى قُتِلَ وَكَانَ طَلْحَةُ مِنْ أَوَّلِ قَتِيْلٍ وَذَهَبَ الزُّبَيْرُ لِيَلْحَقَ بِبَنِيْهِ فَقُتِلَ. يَحْيَى القَطَّانُ، عَنْ عَوْفٍ، حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءَ قَالَ رَأَيْتُ طَلْحَةَ عَلَى دَابَّتِهِ وَهُوَ يَقُوْلُ: أَيُّهَا النَّاسُ أَنْصِتُوا فَجَعَلُوا يَرْكَبُوْنَهُ وَلاَ يُنْصِتُونَ فَقَالَ أُفٍّ! فَرَاشُ النَّارِ وَذُبابُ طَمَعٍ. قال بن سَعْدٍ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيْمِ بنِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ

_ 1 حسن أخرجه الحاكم "3/ 371-372" من طريق يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ، به وسكت الحاكم عنه، وقال الذهبي في "التلخيص": "قلت: سنده جيد". قلت: إسناده حسن، عبد الله بن مصعب هو ابن ثَابِتِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ الأَسَدِيُّ، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "2/ 2/ 178" وقال: قال أبي: "هو شيخ بابة عبد الرحمن بن أبي الزناد".

طَلْحَةُ: إِنَّا دَاهَنَّا فِي أَمْرِ عُثْمَانَ فَلاَ نَجِدُ اليَوْمَ أَمْثَلَ مِنْ أَنْ نَبْذُلَ دِمَاءنَا فِيْهِ اللَّهُمَّ خُذْ لِعُثْمَانَ مِنِّي اليَوْمَ حَتَّى تَرْضَى1. وَكِيْعٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ رَأَيْتُ مَرْوَانَ بنَ الحَكَمِ حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في ركبته فما زال ينسح حتى مَاتَ2. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْهُ، وَلَفْظُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ صَالِحٍ عَنْهُ هَذَا أَعَانَ عَلَى عُثْمَانَ وَلاَ أَطْلُبُ بِثَأْرِي بَعْدَ اليَوْمِ3. قُلْتُ: قَاتِلُ طَلْحَةَ فِي الوِزْرِ، بِمَنْزِلَةِ قَاتِلِ عَلِيٍّ. قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: حَدَّثَنَا مَنْ سَمِعَ جُوَيْرِيَةَ بنَ أَسْمَاءَ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ عَمِّهِ أَنَّ مَرْوَانَ رَمَى طَلْحَةَ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبَانَ فَقَالَ قَدْ كَفَيْنَاكَ بَعْضَ قَتَلَةِ أَبِيْكَ4. هُشَيمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: رَأَى عَلِيٌّ طَلْحَةَ فِي وَادٍ مُلْقَى، فَنَزَلَ فَمَسَحَ التُّرَابَ، عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَ عَزِيْزٌ عليَّ أَبَا مُحَمَّدٍ بِأَنْ أَرَاكَ مُجَدَّلاً فِي الأَوْدِيَةِ تَحْتَ نُجُومِ السَّمَاءِ إِلَى اللهِ أَشْكُو عُجَرِي وَبُجَرِي قَالَ الأَصْمَعِيُّ مَعْنَاهُ سَرَائِرِي وَأَحْزَانِي الَّتِي تَمُوجُ فِي جَوْفِي5. عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ: عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ أَنَّ عَلِيّاً انْتَهَى إِلَى طَلْحَةَ وَقَدْ مات،

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 222" وإسناده ضعيف لجهالة الواسطة بين ابن سعد، وإسماعيل ابن أبي خالد. 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "3/ 223"، والحاكم "3/ 370"، والطبراني في "الكبير" "201" من طريق وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد به. وأورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 150"، وقال: رواه الطبراني، ورجاله "رجال الصحيح" وأخرجه يعقوب بن سفيان بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم قال: فذكره. كما في "الإصابة" ترجمة رقم "2/ 4266". 3 صحيح: أورده خليفة بن خياط في "تاريخه" "ص181" من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن الجارود، عن أبي سبرة قال: نظر مروان بن الحكم إلى طلحة بن عبيد الله يوم الجمل، فقال: "لا أطلب بثأري بعد اليوم، فرماه بسهم فقتله" وأخرجه أبو القاسم البغوي بسند صحيح عن الجارود، به. كما ذكره الحافظ في "الإصابة" "2/ ترجمة 4266". 4 ذكره خليفة بن خياط في "تاريخه" "ص181"، والحاكم "3/ 371" من طريق جويرية بن أسماء، به. 5 ضعيف: في إسناده مجالد بن سعيد، وهو ضعيف.

فَنَزَلَ، عَنْ دَابَّتِهِ وَأَجْلَسَهُ وَمَسَحَ الغُبَارَ، عَنْ وجهه ولحيته وَهُوَ يَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ وَقَالَ لَيْتَنِي مُتُّ قَبْلَ هَذَا اليَوْمِ بِعِشْرِيْنَ سَنَةٍ. مُرْسَلٌ1. وَرَوَى زَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ عَلِيّاً قَالَ بَشِّرُوا قَاتِلَ طَلْحَةَ بِالنَّارِ. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ حَدَّثَنَا الخَضِرُ بنُ مُحَمَّدٍ الحرَّانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ مَالِكِ بنِ أَبِي عَامِرٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى طَلْحَةَ فَقَالَ أَرَأَيْتُكَ هَذَا اليَمَانِيَّ هُوَ أَعْلَمُ بِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ مِنْكُم -يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ- نَسْمَعُ مِنْهُ أَشْيَاءَ لاَ نَسْمَعُهَا مِنْكُم قَالَ أَمَّا أَنْ قَدْ سَمِعَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا لَمْ نَسْمَعْ فَلاَ أَشُكُّ وَسَأُخْبِرُكَ إِنَّا كُنَّا أَهْلَ بُيُوْتٍ وَكُنَّا إِنَّمَا نَأْتِي رَسُوْلَ اللهِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً وَكَانَ مِسْكِيْناً لاَ مَالَ لَهُ إِنَّمَا هُوَ عَلَى بَابِ رَسُوْلِ اللهِ فَلاَ أَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ سَمِعَ مَا لَمْ نَسْمَعْ وَهَلْ تَجِدُ أَحَداً فِيْهِ خَيْرٌ يَقُوْلُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا لَمْ يَقُلْ؟ 2. وَرَوَى مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ يَقُوْلُ لِطَلْحَةَ ما لي أَرَاكَ شَعِثْتَ وَاغْبرَرْتَ مُذْ تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ? لَعَلَّهُ أَنَّ مَا بك إمارة بن عَمِّكَ -يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ- قَالَ مَعَاذَ اللهِ إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: "إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُوْلُهَا رَجُلٌ يَحْضُرُهُ المَوْتُ إلَّا وَجَدَ رُوْحَهُ لَهَا رَوحاً حِيْنَ تَخْرُجُ مِنْ جَسَدِهِ وَكَانَتْ لَهُ نُوْراً يَوْمَ القِيَامَةِ" فَلَمْ أَسَأَلْ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْهَا وَلَمْ يُخْبِرْنِي بِهَا فَذَاكَ الَّذِي دَخَلَنِي قَالَ عُمَرُ فَأَنَا أَعْلَمُهَا قَالَ فَلِلَّهِ الحَمْدُ فَمَا هِيَ? قَالَ: الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا لِعَمِّهِ قَالَ صَدَقْتَ3.

_ 1 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 372-373" من طريق ليث، عن طلحة بن مصرف، به. قلت: إسناده ضعيف فيه ليث، وهو ابن أبي سليم، ضعيف، لسوء حفظه، وفيه الانقطاع بين طلحة بن مصرف، وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فإنه لم يدركه، وهو عند الحاكم "3/ 372"، والطبراني في "الكبير" "202". 2 ضعيف: أخرجه الترمذي "3837" من طريق محمد بن سلم الحراني، عن محمد بن إسحاق، به. وإسناده ضعيف، آفته محمد بن إسحاق، مدلس، وقد عنعنه. 3 صحيح لغيره: مجالد هو ابن سعيد، ضعيف، وقد صح الحديث فقد أخرجه أحمد "1/ 161"، وأبو يعلى "655"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "1099" والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص98" من طرق عن مطرف، عن عامر الشعبي، عن يحيى بن طلحة، عن أبيه قال: رأى عمر طلحة بن عبيد الله ثقيلا، فقال: مالك يا أبا فلان؟ لعلك ساءتك إمْرَة ابن عمك يا أبا فلان؟ قال: لا، إلا أني سمعت من=

أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَغَيْرُهُ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي حَبِيْبَةَ، مَوْلَىً لِطَلْحَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ مَعَ عِمْرَان بنِ طَلْحَةَ بَعْدَ وَقْعَةِ الجَمَلِ فَرَحَّبَ بِهِ وَأَدْنَاهُ ثُمَّ قَالَ إني لأرجو أن يجعلني الله وَأَبَاكَ مِمَّنْ قَالَ فِيْهِمْ {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الْحجر 47] فَقَالَ رَجُلاَنِ جَالِسَانِ أَحَدُهُمَا الحَارِثُ الأَعْوَرُ اللهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَقْبَلَهُمْ وَيَكُونُوا إخواننا فِي الجَنَّةِ قَالَ قُوْمَا أَبْعَدَ أَرْضٍ وَأَسْحَقَهَا فَمَنْ هُوَ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَنَا وَطَلْحَةَ! يابن أَخِي إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةً فَائْتِنَا. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "لَقَدْ رَأَيْتَنِي يَوْمَ أُحُدٍ وَمَا قُرْبِي أَحَدٌ غَيْرَ جِبْرِيْلَ، عَنْ يَمِيْنِي وَطَلْحَةَ، عَنْ يَسَارِي" فَقِيْلَ فِي ذَلِكَ: وَطَلْحَةُ يَوْمَ الشِّعْبِ آسَى مُحَمَّداً ... لَدَى سَاعَةٍ ضَاقَتْ عَلَيْهِ وَسُدَّتِ وَقَاهُ بِكَفَّيْهِ الرِّمَاحَ فَقُطِّعَتْ ... أَصَابِعُهُ تَحْتَ الرِّمَاحِ فَشُلَّتِ وَكَانَ إِمَامَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ... أَقَرَّ رَحَا الإِسْلاَمِ حَتَّى اسْتَقَرَّتِ1 وَعَنْ طَلْحَةَ قَالَ: عُقِرْتُ يَوْمَ أُحُدٍ فِي جَمِيْعِ جَسَدِي، حَتَّى فِي ذَكَرِي. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى، عَنْ جَدَّتِهِ سُعْدَى بِنْتِ عَوْفٍ قَالَتْ قُتِلَ طَلْحَةُ وَفِي يَدِ خَازِنِهِ أَلْفُ أَلْفِ دِرْهَمٍ ومائتا أَلْفِ دِرْهَمٍ وَقُوِّمَتْ أُصُوْلُهُ وَعَقَارُهُ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ ألف درهم2.

_ = رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيْثاً ما منعني أن أسأله عنه إلا القدرة عليه حتى مات، سمعته يقول: "إني لاعلم كلمة، لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه، ونفس الله عنه كربته". قال: فقال عمر: إني لاعلم ما هي. قال: وما هي؟ قال: تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر بها عمه عند الموت، لا إله إلا الله؟ قال طلحة: صدقت، هي -والله- هي"، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" "1101"، وابن ماجه "3795"، وابن حبان "205" من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن يحيى بن طلحة، عن أمه سعدى المرية زوج طلحة بن عبيد الله، قالت: مر عمر بن الخطاب بطلحة بَعْدَ وَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مالك مكتئبا، أساءتك إمرة ابن عمك؟ ... " فذكره. 1 ضعيف جدا: أخرجه الحاكم "3/ 378" من طريق صالح بن موسى الطلحي، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به مرفوعا. قلت: إسناده ضعيف جدا، آفته صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة التيمي، الكوفي متروك، كما قال الحافظ في "التقريب". 2 ضعيف جدا: هو في "الطبقات" "3/ 222"، وآفته إسحاق بنِ يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، قال ابن معين: لا يكتب حديثه. وقال أحمد والنسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: يتكلمون في حفظه

أَعْجَبُ مَا مَرَّ بِي قَوْلُ ابْنِ الجَوْزِيِّ فِي كَلاَمٍ لَهُ عَلَى حَدِيْثٍ قَالَ: وَقَدْ خَلَّفَ طَلْحَةُ ثَلاَثَ مَائَةِ حِمْلٍ مِنَ الذَّهَبِ. وَرَوَى سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، عَنِ المُثَنَّى بنِ سَعِيْدٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ عَائِشَةَ بِنْتَ طَلْحَةَ فَقَالَ رَأَيْت طَلْحَةَ فِي المَنَامِ فَقَالَ قُلْ لِعَائِشَةَ تُحَوِّلَنِي مِنْ هَذَا المَكَانِ! فَإِنَّ النزَّ قَدْ آذَانِي فَرَكِبَتْ فِي حَشَمِهَا فَضَرَبُوا عَلَيْهِ بِنَاءً وَاسْتَثَارُوْهُ قَالَ فَلَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْهُ إلَّا شُعَيْرَاتٌ فِي إِحْدَى شِقَّيْ لِحْيَتِهِ أَوْ قَالَ رَأْسِهِ وَكَانَ بَيْنَهُمَا بِضْعٌ وَثَلاَثُوْنَ سَنَة. وحكَى المَسْعُوْدِيُّ أَنَّ عَائِشَةَ بِنْتَهُ هِيَ الَّتِي رَأَتِ المَنَامَ. وَكَانَ قَتْلُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، وَقِيْلَ: فِي رَجَبٍ، وهو ابن اثنتين وَسِتِّينَ سَنَةٍ أَوْ نَحْوِهَا وَقَبْرُهُ بِظَاهِرِ البَصْرَةِ1. قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، وَخَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ، وَأَبُو نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيُّ: إِنَّ الَّذِي قَتَلَ طَلْحَةَ، مَرْوَانُ بنُ الحَكَمِ. وَلِطَلْحَةَ أَوْلاَدٌ نُجَبَاءُ، أَفْضَلُهُمْ مُحَمَّدٌ السَّجَّادُ كَانَ شَابّاً، خَيِّراً، عَابِداً، قَانِتاً لِلِّهِ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُتِلَ يَوْمَ الجَمَلِ أَيْضاً، فَحَزِنَ عليه علي وقال: صرعه بره بأبيه.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه الطبراني في "الكبير" "199" من طريق الواقدي قال حدثني إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ عيسى بن طلحة قال: كان طلحة يوم قتل ابن اثنين وستين سنة، قال الواقدي: وقتل يوم الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين. قال الواقدي: وحدثني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيمي قال: قتل طلحة وهو ابن أربع وستين، ودفن بالبصرة في ناحية ثقيف، وأورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 150": في إسنادهما الواقدي، وهو ضعيف. قلت: آفته الواقدي، وهو متروك فالإسناد به ضعيف جدا.

الزبير بن العوام

8- الزبير بن العوام 2: "ع" ابْنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ. حَوَارِيُّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَابْنُ عَمَّتِهِ صَفِيَّةَ بنت عد المُطَّلِبِ وَأَحَدُ العَشرَةِ المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَهْلِ الشُّوْرَى وَأَوَّلُ مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَسْلَمَ وَهُوَ حَدَثٌ لَهُ سِتَّ عشرة سنة.

_ 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 100"، والمصنف لابن أبي شيبة "13/ رقم 15781"، وطبقات خليفة بن خياط "13، 189، 291"، ومسند أحمد "1/ 164-167"، وفضائل الصحابة "2/ 732" وتاريخ البخاري الكبير "3/ ترجمة رقم 1359" وتاريخ الصغير "1/ 75"، والحلية لأبي نعيم "1/ 89-92"، والاستيعاب "2/ 510"، وصفوة الصفوة "1/ 132"، وتهذيب الأسماء واللغات "1/ 194-196"، وتهذيب الكمال "9/ ترجمة رقم 1971"، وتهذيب التهذيب "3/ ترجمة رقم: 592" والجرح والتعديل "3/ ترجمة رقم 2627"، وتجريد أسماء الصحابة "1/ 188"، وأسد الغابة "2/ 196"، والإصابة "1/ ترجمة رقم 2789".

وَرَوَى اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ ابْنُ ثَمَانِ سِنِيْنَ وَنَفَحَتْ نَفْحَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ أُخِذَ بِأَعْلَى مَكَّةَ فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ غُلاَمٌ ابْنُ اثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَةً بِيَدِهِ السَّيْفُ فَمَنْ رَآهُ عجب وقال: الغُلاَمُ مَعَهُ السَّيْفُ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ"؟ فَأَخْبَرَهُ وَقَالَ أَتَيْتُ أَضْرِبُ بِسَيْفِي مَنْ أَخَذَكَ1. وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ رَجُلاً طَوِيْلاً2 إِذَا رَكِبَ خَطَّتْ رِجْلاهُ الأَرْضَ وَكَانَ خَفِيْفَ اللِّحْيَةِ وَالعَارِضَيْنِ2. رَوَى أَحَادِيْثَ يَسِيْرَةً. حَدَّثَ عَنْهُ بَنُوْهُ: عَبْدُ اللهِ وَمُصْعَبٌ، وَعُرْوَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَمَالِكُ بنُ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ، وَالأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرِ بنِ كُرَيْزٍ وَمُسْلِمُ بنُ جُنْدَبٍ وَأَبُو حَكِيْمٍ مَوْلاَهُ وَآخَرُوْنَ. اتَّفَقَا لَهُ عَلَى حَدِيْثَيْنِ وَانْفَرَدَ لَهُ البُخَارِيُّ بِأَرْبَعَةِ أَحَادِيْثَ وَمُسْلِمٌ بِحَدِيْثٍ3. أَخْبَرَنَا المُسْلِمُ بنُ مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَةٌ -إِذْناً- قَالُوا: أَنْبَأَنَا حَنْبَلٌ، أَنْبَأَنَا ابن الحصين، حدثنا

_ 1 صحيح: أخرجه الحاكم "1/ 360-361" من طريق ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته ابن لهيعة، وهو ضعيف لسوء حفظه. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" "1/ 89" من طريق حماد بن أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قال: فذكره. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات. 2 ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" "223" من طريق عبد الله بن محمد يحيى بن عروة بن الزبير قال: "كان الزبير بن العوام -رضي الله عنه- أبيض طويلا محففا خفيف العارضين". قلت: إسناده واه بمرة، قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات. وقال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث، وأخرج الطبراني في "الكبير" "224" من طريق أبي غزية، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: "كَانَ الزبير بن العوام -رضي الله عنه- طويلا يخط رجلاه الأرض إذا ركب الدابة أشعر، وربما أخذت بشعر كتفيه" وأورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 150"، وقال: "وفيه أبو غزية ضعفه الجمهور ووثقه الحاكم". 3 ذكر المؤلف هذه الأحاديث في أثناء ترجمته، وسيأتي تخريجنا لها.

ابْنُ المُذْهِبِ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الطَّبِيْبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَامِرٍ وَلفْظُ أَبِي يَعْلَى سَمِعْتُ عَامِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ قلت لأبي مَالَكَ لاَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ قَالَ مَا فَارَقْتُهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَكِنْ سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" لَمْ يَقُلْ أبو يعلى متعمدًا1. أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ سُنْقُرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَلَبِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الحَقِّ اليُوْسُفِيُّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ المُقْرِئُ حَدَّثَنَا عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بن مسلم حدثنا أبو الوليد وَحَدَّثَنَا بِشْرٌ حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ حَكَّامٍ قَالاَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ قُلْتُ لأَبِي مَا لَكَ لاَ تُحَدِّثُ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما يحدث بن مَسْعُوْدٍ? قَالَ أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَليَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رَوَاهُ خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ، عَنْ بَيَانِ بنِ بِشْرٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ نَحْوَهُ أَخْرَجَ طَرِيْقَ شُعْبَةَ البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائَيُّ وَالقَزْوِيْنِيُّ2. قَالَ إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى: عَنْ مُوْسَى بنِ طَلْحَةَ قَالَ كَانَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَسَعْدٌ عِذَارَ عَامٍ وَاحِدٍ يَعْنِي وُلِدُوا فِي سَنَةٍ. وَقَالَ المَدَائِنِيُّ كَانَ طَلْحَةُ والزبير وعلي أترابًا.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: وهو حديث متواتر. أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 760"، والطيالسي "191"، وأحمد "1/ 166-167" والبخاري "107"، والنسائي في الكبرى" "5912"، وابن ماجه "36" والبزار "970" من طريق عن شعبة، عن جامع بن شداد، عن عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أبيه قال: قلت لأبي "الزبير بن العوام" -رضي الله عنه- مَا لَكَ لاَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "ما فارقته منذ أسلمت ولكني سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: "مَنْ كَذَبَ عليَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". وأخرجه أبو داود "3651"، والبزار "971"، وأبو يعلى "674" من طريق وبرة بن عبد الرحمن، عن عامر بن عبد الله، به. وأخرجه الدارمي "233" من طريق عبد الله بن عروة، عن عبد الله بن الزبير، به. 2 صحيح على شرط الشيخين: وهو حديث صحيح متواتر. وراجع تخريجنا السابق.

وَقَالَ يَتِيْمُ عُرْوَةَ1 هَاجَرَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةٍ وَكَانَ عَمُّهُ يُعَلِّقُهُ وَيُدَخِّنُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُوْلُ لاَ أَرْجِعُ إِلَى الكُفْرِ أبدًا2. قَالَ عُرْوَةُ: جَاءَ الزُّبَيْرُ بِسَيْفِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "مَا لَكَ"؟ قَالَ أُخْبِرْتُ أَنَّكَ أُخِذْتَ قَالَ: "فَكُنْتَ صَانعاً مَاذَا"؟ قَالَ كُنْتُ أَضْرِبُ بِهِ مَنْ أَخَذَكَ فَدَعَا لَهُ وَلِسَيْفِهِ. وَرَوَى: هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ عُرْوَةَ أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ طَوِيْلاً تَخُطُّ رِجْلاَهُ الأَرْضَ إِذَا رَكِبَ الدَّابَّةَ أَشْعَرَ وَكَانَتْ أُمُّهُ صَفِيَّةُ تَضْرِبُهُ ضَرْباً شَدِيْداً وَهُوَ يَتِيْمٌ فَقِيْلَ لَهَا قَتَلْتِهِ أَهْلَكْتِهِ قَالَتْ: إِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَي يَدِبّ ... وَيَجُرَّ الجَيْشَ ذَا الجَلَبْ3 قَالَ: وَكَسَرَ يَدَ غُلاَمٍ ذَاتَ يَوْمٍ فَجِيْءَ بِالغُلاَمِ إِلَى صَفِيَّةَ فقيل لها ذلك فقالت: كيف وجدت زبرًا4 ... أَأَقِطاً5 أَمْ تَمْرَا أَمْ مُشْمَعِلاَّ6 صَقْرَا# قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَأَسْلَمَ عَلَى مَا بَلَغَنِي عَلَى يَدِ أَبِي بَكْرٍ الزُّبَيْرُ وَعُثْمَانُ وَطَلْحَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَسَعْدٌ. وَعَنْ عُمَرَ بنِ مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ قَالَ قَاتَلَ الزُّبَيْرُ مَعَ نَبِيِّ اللهِ وله سبع عشرة.

_ 1 هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود بن نوفل القرشي، أبو الأسود المدني، يتيم عروة، قدم مصر سنة ست وثلاثين ومائة فيما ذكر عبد الله بن لهيعة، وكان جده الأسود من مهاجرة الحبشة، وممن مات بها، وكان أبوه أوصى به إلى عروة بن الزبير فقيل له: يتيم عروة لذلك. 2 صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير" "239" من طريق عبد الله بن وهب، حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الأسود قال: أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثمان سنين، وهاجر وهو ابن ثمان عشرة، وكان عم الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار وهو يقول: ارجع إلى الكفر فيقول الزبير لا أكفر أبدا. قلت: إسناده ضعيف لانقطاعه بين أبي الأسود، والزبير بن العوام، لكن قد وصله الحاكم "3/ 360" فرواه عن بكير، حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال: أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثمان سنين وهاجر وهو ابن ثمان عشرة سنة....." فذكره. قلت: ورجاله ثقات، والإسناد صحيح. 3 ورد الشطر الأول في "الإصابة" ترجمة الزبير بن العوام رقم "2789" "ويهزم الجيش ويأتي بالسلب"، 4 وقع في "الإصابة"، وفي "لسان العرب" مادة "شمعل": "كيف رأيت زبرا" بالزاي وليس بالواو كما وقع بالأصل، "وبرا" فأثبتناه بالزاي كما في "الإصابة" واللسان. 5 الأقط: لبن مجفف يابس مستحجر يُطبخ به. 6 المشمعل: السريع يكون في الناس والإبل.

أَسَدُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا جَامِعٌ أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ البَهِيِّ قَالَ كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَارِسَانِ الزُّبَيْرُ عَلَى فَرَسٍ عَلَى المَيْمَنَةِ وَالمِقْدَادُ بنُ الأَسْوَدِ عَلَى فَرَسٍ عَلَى المَيْسَرَةِ1. وَقَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ قَالَ كَانَتْ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عمَامَةٌ صَفْرَاءُ فَنَزَلَ جِبْرِيْلُ عَلَى سِيْمَاءِ الزُّبَيْرِ2. الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، عَنْ عُقْبَةَ بنِ مُكْرَمٍ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بنُ سَلاَمٍ، عَنْ سَعْدِ بنِ طَرِيْفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ قَالَ كَانَتْ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عمَامَةٌ صَفْرَاءُ فنزلت الملائكة كذلك3. وَفِيْهِ يَقُوْلُ عَامِرُ بنُ صَالِحٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ: جَدِّي ابْنُ عَمَّةِ أَحْمَدٍ وَوَزِيْرُهُ ... عِنْدَ البَلاَءِ وَفَارِسُ الشَّقْرَاءِ وَغَدَاةَ بَدْرٍ كَانَ أَوَّلَ فَارِسٍ ... شَهِدَ الوَغَى فِي اللاَّمَةِ الصَّفْرَاءِ نَزَلَتْ بِسِيْمَاهُ المَلاَئِكُ نُصْرَةً ... بِالحَوْضِ يَوْمَ تَأَلُّبِ الأَعْدَاءِ وَهُوَ مِمَّنْ هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ فِيْمَا نَقَلَهُ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ ولم يُطِل الإقامة بها.

_ 1 ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" "231" من طريق أسد بن موسى، به. وهو ضعيف لإرساله. 2 ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" "230" من طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة، عن عروة، به، وهو ضعيف لإرساله. 3 صحيح: هذا إسناد ضعيف جدا، فيه علتان: سعد بن طريف الإسكاف الحنظلي الكوفي، متروك كما قال النسائي والدارقطني. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث. والعلة الثانية الإرسال، محمد بن علي بن الحسين، أبو جعفر الباقر، من الطبقة الرابعة لم يلق الزبير، فالإسناد منقطع، وأخرجه الطبراني في "الكبير" "230" من طريق أسد بن موسى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بنِ عروة، عن عروة قال: "نزل جبريل صلى الله عليه وسلم يوم بدر على سيماء الزبير بن العوام وهو معتجر بعمامة صفراء". وأورده الهيثمي في "المجمع" "6/ 83"، وقال: وهو مرسل صحيح الإسناد، وأخرجه الحاكم "3/ 361" من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن هشام بن عروة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال: فذكره. قلت: وهو مرسل، فالإسناد ضعيف. وأخرجه ابن سعد "3/ 102-103" من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، عن الزبير، به. والإسناد واه بمرة، آفته موسى بن محمد بن إبراهيم، فإنه منكر الحديث، وأخرج ابن سعد من طريق وكيع، عن هشام بن عروة، عن رجل من ولد الزبير، وقال مرة: عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير. وقال مرة: عن حمزة بن عبد الله قال: كان على الزبير. فالأثر صحيح بمجموع هذا المراسيل إن شاء الله.

أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَتْ عائشة يابن أُخْتِي كَانَ أَبُوَاكَ -يَعْنِي الزُّبَيْرَ وَأَبَا بَكْرٍ- مِن {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آلُ عِمْرَانَ 172] . لَمَّا انْصَرَفَ المُشْرِكُوْنَ مِنْ أُحُدٍ وأصاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه مَا أَصَابَهُمْ خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا فَقَالَ: "مَنْ يُنْتَدَبُ لِهَؤُلاَءِ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى يَعْلَمُوا أَنَّ بِنَا قُوَّةً"؟ فَانْتُدِبَ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ فِي سَبْعِيْنَ فَخَرَجُوا فِي آثَارِ المُشْرِكِيْنَ فَسَمِعُوا بِهِم فَانْصَرَفُوا قَالَ تَعَالَى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوء} [آلُ عِمْرَانَ 174] لَمْ يَلْقَوا عَدُوّاً1. وَقَالَ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ: جَابِرٌ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم الخَنْدَقِ: "مَنْ يَأْتِيْنَا بِخَبَرِ بَنِي قُرَيْظَةَ"؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا فَذَهَبَ عَلَى فَرَسٍ فَجَاءَ بِخَبَرِهِمْ ثم قَالَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ الزُّبَيْرُ أَنَا فَذَهَبَ ثُمَّ الثَّالِثَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ" رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ عَنْهُ2. وَرَوَى جَمَاعَةٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيّاً وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ" 3. أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي وحواري من أمتي" 4.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4077"، ومسلم "2418"، والحميدي "263" من طرق عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنهما: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172] ، قالت لعروة: يابن أختي: كان أبواك منهم، الزبير وأبو بكر. لما أصاب رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أصاب يوم أحد وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا، قال: من يذهب في إثراهم؟ فانتدب منهم سبعون رجلا قال: كان فيهم أبو بكر والزبير". واللفظ للبخاري، ووقع عند مسلم والحميدي مختصرا. 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 314"، وابن أبي شيبة "12/ 92"، ومسلم "2415"، والنسائي في "الفضائل" "107، 108" من طريق هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم الخندق فذكره، وأخرجه أحمد "3/ 307، 338، 365"، وفي "الفضائل" "1264"، والبخاري "2846، 2847"، "2997"، "3719"، "7261"، ومسلم "2415"، والترمذي "3745"، والنسائي في "الفضائل" "107" وابن ماجه "122"، وأبو عوانة "4/ 301" من طريق عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، به. 3 صحيح: راجع تخريجنا السابق. 4 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "3/ 314"، وابن أبي شيبة "12/ 92"، والنسائي في "الكبرى" "8212" من طريق أبي معاوية به.

يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ أَخَذَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِي فَقَالَ: "لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ وَابْنُ عَمَّتِي" 1. وَبِإِسْنَادِي فِي المُسْنَدِ إِلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بن عمرو حدثنا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ بن جُرْمُوْزٍ عَلَى عَلِيٍّ وَأَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ عَلِيٌّ: بشر قاتل بن صَفِيَّةَ بِالنَّارِ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ" تَابَعَهُ شَيْبَانُ وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ2. وَرَوَى جَرِيْرٌ الضَّبِّيُّ، عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوْسَى قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ فَذَكَرَهُ. وَرَوَى يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ مَرْثَدٍ اليَزَنِيِّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "وَحَوَارِيَّ مِنَ الرَّجَالِ الزُّبَيْرُ وَمِنَ النِّسَاءِ عَائِشَةُ" 3. ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يَقُوْلُ: يابن حَوَارِيِّ رَسُوْلِ اللهِ! فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ كُنْتَ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ وَإِلاَّ فَلاَ4. رَوَاهُ ثِقَتَانِ عَنْهُ وَالحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ، وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: الحَوَارِيُّ: الخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَقَالَ الكَلْبِيُّ الحواري الخليل. هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: جَمَعَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبويه5.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن سعد "3/ 105"، والحاكم "3/ 362" من طريق يونس بن بكير، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وهو كما قالا. 2 حسن: أخرجه ابن سعد "3/ 105"، وأحمد "1/ 89، 102، 103"، وابن أبي شيبة "12/ 93"، وابن أبي عاصم "1389"، والطيالسي "163"، والبزار "556"، و"559"، والطبراني في الكبير" "228"، "243"، من طريق عاصم بن بهدلة. عن زر بن حبيش قال: فذكره. قلت: إسناده حسن، عاصم بن بهدلة، وهو ابن أبي النجود، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". وابن صفية: هو الزبير بن العوام، أمة صفية بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 3 ضعيف: لإرساله فقد أرسله مرثد بن عبد الله اليزني، أبو الخير المصري، فهو وإن كان ثقة إلا أنه من الطبقة الثالثة، وهي الطبقة الوسطى من التابعين. 4 أخرجه الطبراني في "الكبير" "225" من طريق سعيد بن أبي عروبة به، وأورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 151" وقال: رواه البزار ورجاله ثقات ولم ينسبه إلى الطبراني. 5 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "1/ 164"، ابن ماجه "123"، والنسائي في "اليوم والليلة" "200" وأبو يعلى "672" من طريق أبي معاوية، حدثنا هِشَامٍ، عَنِ أَبِيْه، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الزبير، عن الزبير، به، قوله: "جمع لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبويه"، أي قال له: فداك أبي وأمي.

أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ المُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الأَدِيْبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ بنُ أَشْرَسَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن سلمة، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ لَهُ: يَا أَبَةِ! قَدْ رَأَيْتُكَ تَحْمِلُ عَلَى فَرَسِكَ الأَشْقَرِ يَوْمَ الخَنْدَقِ قَالَ يَا بُنَيَّ رَأَيْتَنِي? قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَئِذٍ لَيَجْمَعُ لأَبِيْكَ أَبَوَيْهِ يَقُوْلُ: "ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي" 1. أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ": حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الخَنْدَقِ كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ فِي الأُطُمِ الَّذِي فِيْهِ نِسَاءُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُطُمِ حَسَّان فَكَانَ عُمَرُ يَرْفَعُنِي وَأَرْفَعُهُ فَإِذَا رَفَعَنِي عَرَفْتُ أَبِي حِيْنَ يَمُرُّ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَيُقَاتِلُهُمْ2. الرياشي حدثنا الأصمعي حدثنا بن أَبِي الزِّنَادِ قَالَ ضَرَبَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الخَنْدَقِ عُثْمَانَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ المُغِيْرَةِ بِالسَّيْفِ عَلَى مِغْفَرِهِ فَقَطَعَهُ إِلَى القَرَبُوسِ3 فَقَالُوا مَا أَجْوَدَ سَيْفَكَ! فَغَضِبَ الزُّبَيْرُ يُرِيْدُ أَنَّ العَمَلَ لِيَدِهِ لاَ لِلسَّيْفِ. أَبُو خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ المَدِيْنِيُّ حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ بِنْتُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُخْتِهَا عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيْهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَاهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِوَاءِ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ فَدَخَلَ الزُّبَيْرُ مَكَّةَ بِلِوَاءَيْنِ4.

_ 1 راجع تخريجنا لحديث التالي. 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "1/ 164"، ومسلم "2416" من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، به. وأخرجه ابن سعد "3/ 106"، ومسلم "2416"، والترمذي "3743"، والبزار "966"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "201" وأبو يعلى "673"، من طرق عن هشام بن عروة به. وتمام الحديث. ".... من يأتي بني قريظة فيقاتلهم؟ فقلت له حين رجع: يا أبة، إن كنت لاعرفك حين تمر ذاهبا إلى بني قريظة، فقال: يا بني. أما الله إِنْ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ليجمع لي أبويه جميعا يتفداني بهما قول: "فداك أبي وأمي"، واللفظ لأحمد. 3 القربوس: مقدم ومؤخر السرج، والقربوس المقدم رجلا السرج، والقربوس الآخر فيه رجلا المؤخرة، وهما حنواه. 4 ضعيف جدا: آفته محمد بن الحسن المديني: وهو ابن زبالة المخزومي. قال أبو داود: كذاب. وقال يحيى: ليس بثقة. وقال النسائي والازدي: متروك. وقال أبو حاتم: واهي الحديث. وقال الدارقطني وغيره: منكر الحديث. وأورده الهيثمي في "المجمع" "6/ 169" وقال: "رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن الحسن بن زبالة، وهو ضعيف جدا".

وَعَنْ أَسمَاءَ قَالَتْ: عِنْدِي لِلزُّبَيْرِ سَاعِدَانِ مِنْ دِيْبَاجٍ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ، فَقَاتَلَ فِيْهِمَا. رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي "مسند" من طريق ابن لهيعة1. علي بن حرب: حدثنا بن وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ أَعْطَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الزُّبَيْرَ يَلْمَقَ2 حَرِيْرٍ مَحْشُوٍّ بِالقَزِّ يُقَاتِلُ فِيْهِ. وَرَوَى يَحْيَى بنُ يَحْيَى الغَسَّانِيُّ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ قَالَ الزُّبَيْرُ مَا تَخَلَّفْتُ، عَنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا المُسْلِمُوْنَ إلَّا أَنْ أُقْبِلَ فَأَلْقَى نَاساً يَعْقِبُوْنَ. وَعَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ نَجْدَةُ الصَّحَابَةِ: حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ وَفِي صَدْرِهِ أَمْثَالُ العُيُوْنِ مِنَ الطَّعْنِ وَالرَّمْي. مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ كَانَ فِي الزُّبَيْرِ ثَلاَثُ ضَرَبَاتٍ بِالسَّيْفِ إِحْدَاهُنَّ فِي عَاتِقِهِ إِنْ كُنْتُ لأُدْخِلُ أَصَابِعِي فيها ضرب اثنتين يَوْمَ بَدْرٍ وَوَاحِدَةً يَوْمَ اليَرْمُوْكِ. قَالَ عُرْوَةُ قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ حِيْنَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَا عُرْوَةَ! هَلْ تَعْرِفُ سَيْفَ الزُّبَيْرِ? قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَمَا فِيْهِ? قُلْتُ فَلَّةٌ فَلَّهَا يَوْمَ بَدْرٍ فَاسْتَلَّهُ فَرَآهَا فِيْهِ فقال: بهن فلول من قراع الكتائب3

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "6/ 352" من طريق معمر، عن عبد الله بن المبارك، عَنِ ابْنِ لهيعة، عن خالد بن يزيد المصري، قال سمعت عبد الله مولى أسماء يحدث أنه سمع أسماء بنت أبي بكر تقول: "عِنْدِي لِلزُّبَيْرِ سَاعِدَانِ مِنْ دِيْبَاجٍ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "أعطاهما إياه يقاتل فيهما". قلت: إسناده، فيه عبد الله بن لهيعة، صدوق، وقد روى عنه عبد الله بن المبارك، وقد روى عنه قبل احتراق كتبه. 2 اليلمق: القباء المحشو، وجمعة يلامق، وهو فارسي معرب، وهو بالفارسية يلمه. 3 هذا شطر بيت للنابغة الذبياني من بايئته المشهورة وأول البيت: "ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم" وأول القصيدة: كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب يقول فيها: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب وهو من المدح في معرض الذم؛ لأن الفل في السيف نقص حسي، لكنه لما كان دليلا على قوة ساعد صاحبه كان من جملة كماله.

ثُمَّ أَغْمَدَهُ وَرَدَّهُ عَلَيَّ فَأَقَمْنَاهُ بَيْنَنَا بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ فَأَخَذَهُ بَعْضُنَا وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ أَخَذْتُهُ1. يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان على حراء فَتَحَرَّكَ فَقَالَ: "اسْكُنْ حِرَاءُ! فَمَا عَلَيْكَ إلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيْقٌ أَوْ شَهِيْدٌ" وَكَانَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ2. الحَدِيْثُ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعاً وَذَكَرَ مِنْهُم عَلِيّاً. وَقَدْ مَرَّ فِي تَرَاجِمِ الرَّاشِدِيْنَ أَنَّ العَشَرَةَ فِي الجَنَّةِ وَمَرَّ فِي تَرْجَمَةِ طلحة، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الجَنَّةِ"3. أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: إِنَّهُمْ يَقُوْلُوْنَ اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا فَإِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ فَالأَمْرُ فِي هَؤُلاَءِ السِّتَّةِ الَّذِيْنَ فَارَقَهُمْ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ثُمَّ سَمَّاهُمْ. أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مَرْوَانَ وَلاَ إِخَالُهُ مُتَّهَماً عَلَيْنَا قَالَ: أَصَابَ عُثْمَانَ رُعَافٌ سَنَةَ الرُّعَافِ حَتَّى تَخَلَّفَ، عَنِ الحَجِّ وَأَوْصَى فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ: اسْتَخْلِفْ قَالَ: وَقَالُوْهُ? قَالَ: نَعَمْ قَالَ: مَنْ هُوَ? فَسَكَتَ قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ آخَرَ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ وَرَدَّ عَلَيْهِ نَحْوَ ذَلِكَ. قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ قَالُوا الزُّبَيْرَ? قَالُوا: نَعْم قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ كَانَ لأَخْيَرَهُمْ مَا عَلِمْتُ وَأَحَبَّهُم إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ4. رَوَاهُ أَبُو مَرْوَانَ الغَسَّانِيُّ5، عَنْ هشام نحوه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3973". 2 صحيح: أخرجه مسلم "2417"، من طريق إسماعيل بن أبي أويس، حدثني سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، به. 3 ضعيف: سبق تخريجنا له قريبا بتعليق رقم "63"، وهو عند الترمذي "3741"، والحاكم "3/ 364"، وآفته النضر بن منصور الذهلي، أبو عبد الرحمن الكوفي، فإنه ضعيف كما ذكرنا هناك. 4 صحيح أخرجه أحمد "1/ 64" وفي "فضائل الصحابة" "1262" والبخاري "3717"، 3718"، من طريق هشام به. 5 هو: يحيى بن أبي زكريا الغساني الواسطي يكنى أبا مروان من طبقة زيد بن هارون. قال أبو حاتم: شيخ، وقال أبو داود: ضعيف أخرج له البخاري حديثا واحدا متابعة.

وَقَالَ هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ عُمَرُ: لَوْ عَهِدْتَ أَوْ تَرَكْتَ تَرِكَةً كَانَ أَحَبُّهُمْ إِليَّ الزُّبَيْرُ إِنَّهُ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الدِّيْنِ1. ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ أَوْصَى إِلَى الزُّبَيْرِ سَبْعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْهُم عُثْمَانُ وَابْنُ مَسْعُوْدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى الوَرَثَةِ مِنْ مَالِهِ وَيَحْفَظُ أَمْوَالَهُمْ. ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ الحَارِثِ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ الزُّبَيْرَ خَرَجَ غَازِياً نَحْوَ مِصْرَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَمِيْرُ مِصْرَ: إِنَّ الأَرْضَ قَدْ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُوْنُ فَلاَ تَدْخُلْهَا فَقَالَ إِنَّمَا خَرَجْتُ لِلطَّعْنِ وَالطَّاعُوْنِ فَدَخَلَهَا فَلَقِيَ طَعْنَةً فِي جَبْهَتِهِ فَأَفْرَقَ2. عَوْفٌ: عَنْ أَبِي رَجَاء العُطَارِدِيُّ قَالَ شَهِدْتُ الزُّبَيْرَ يَوْماً وَأتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ? أَرَاكُمْ أَخَفَّ النَّاسِ صَلاَةً؟ قَالَ: نُبَادِرُ الوَسْوَاسَ. الأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي نُهَيْكُ بنُ مَرْيَمَ، حدثنا مغيث بن سمي قال: كان لِلزُّبَيْرِ بنِ العَوَّام أَلفُ مَمْلُوْكٍ يُؤَدُّوْنَ إِلَيْهِ الخَرَاجَ فَلاَ يُدْخِلُ بَيْتَهُ مِنْ خَرَاجِهِمْ شَيْئاً. رَوَاهُ: سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ نَحْوَهُ وَزَادَ بَلْ يَتَصَدَّقُ بِهَا كُلِّهَا. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي أَبُو غَزِيَّةَ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُصْعَبٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: مَرَّ الزُّبَيْرُ بِمَجْلِسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَحَسَّانُ يُنْشِدُهُمْ مِنْ شِعْرِهِ وَهُمْ غَيْرُ نِشَاطٍ لِمَا يَسْمَعُوْنَ مِنْهُ فَجَلَسَ معهم الزبير ثم قال: ما لي أَرَاكُمْ غَيْرَ أَذِنِيْنَ لِمَا تَسْمَعُوْنَ مِنْ شِعْرِ ابْنِ الفُرَيْعَةِ! فَلَقَدْ كَانَ يعرضُ بِهِ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيُحْسِنُ اسْتمَاعَهُ وَيُجْزَلُ عَلَيْهِ ثَوَابَهُ وَلاَ يَشْتَغِلُ عَنْهُ فَقَالَ حسان يمدح الزبير:

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه الطبراني في "الكير" "232" من طريق عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ عروة، عن هشام بن عروة، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 151"، وقال: "وإسناده حسن" "! " "! ". قلت: أنى له الحسن، وفي الإسناد عبد الله بن محمد بن يحيى، وهو متروك، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي المَوْضُوْعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ، فالإسناد ضعيف جدا. 2 أفرق: أي برأ. وفي الحديث "عدوا من أفرق من الحي". أي برأ من الطاعون. يقال أفرق المريض من مرضه إذا أفاق وقيل: إن ذلك لا يقال إلا في علة تصيب الإنسان مرة، كالجدري والحصبة.

أَقَامَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ وَهَدْيِهِ ... حَوَارِيُّهُ وَالقَوْلُ بِالفِعْلِ يُعْدَلُ أَقَامَ عَلَى مِنْهَاجِهِ وَطَرِيْقِهِ ... يُوَالِي وَلِيَّ الحَقِّ وَالحَقُّ أَعْدَلُ هُوَ الفَارِسُ المَشْهُوْرُ وَالبَطَلُ الَّذِي ... يَصُوْلُ إِذَا مَا كَانَ يَوْمٌ مُحَجَّلُ إِذَا كَشَفَتْ، عَنْ سَاقِهَا الحَرْبُ حَشَّهَا ... بأبيض سباق إلى الموت يرقل1 وإن امرأً كَانَتْ صَفِيَّةُ أُمَّهُ ... وَمِنْ أَسَدٍ فِي بَيْتِهَا لَمُؤَثَّلُ لَهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ قُرْبَى قَرِيْبَةٌ ... وَمِنْ نُصْرَةِ الإِسْلاَمِ مَجْدٌ مُؤَثَّلُ2 فَكَمْ كُرْبَةٍ ذَبَّ الزُّبَيْرُ بِسَيْفِهِ ... عَنِ المُصْطَفَى وَاللهُ يُعْطِي فيجزل ثناؤك خير من فعال معاشر ... وفعلك يابن الهَاشِمِيَّةِ أَفْضَلُ3 قَالَ جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ: بَاعَ الزُّبَيْرُ دَاراً لَهُ بِسِتِّ مَائَةِ أَلفٍ فَقِيْلَ لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ غُبنت! قَالَ: كَلاَّ هِيَ فِي سَبِيْلِ اللهِ. اللَّيْثُ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ أَنَّ الزُّبَيْرَ لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ مَحَا نَفْسَهُ مِنَ الدِّيْوَانِ وَأَنَّ ابْنَهُ عَبْدَ اللهِ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ مَحَا نَفْسَهُ مِنَ الدِّيْوَانِ. أَحْمَدُ فِي "المُسْنَدِ": حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ مَا جَاءَ بِكُمْ? ضَيَّعْتُمُ الخَلِيْفَةَ حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ جِئْتُمْ تَطْلُبُوْنَ بِدَمِهِ? قَالَ إِنَّا قَرَأْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ:

_ 1 الإرقال: ضرب من الخبب. وروى أبو عبيد عن أصحابه: الإرقال والإجذام والإجماز سرعة سير الإبل. وأرقلت الدابة والناقة إرقالا: أسرعت. وأرقل القوم إلى الحرب إرقالا: أسرعوا. قال النابغة: إذا استنزلوا عنهن للطعن أرقلوا ... إلى الموت إرقال الجمال المصاعب 2 التأثيل: التأصيل: وتأثيل المجد: بناؤه. وفي حديث أبي قتادة: إنه لأول مال تأثلته، ومجد مؤثل: قديم، ومجد أثيل: أي مجد قديم. 3 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 362-363، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 90" من طريق عبد الله بن مصعب بن ثابت، عن هشام بن عروة، به، وأورده الهيثمي في "المجمع" "8/ 125" وقال: "رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن مصعب الزبيري، وهو ضعيف". قلت: هو كما قال فقد ضعفه ابن معين، والأبيات في "ديوان حسان" ط. دار صادر - بيروت "ص199-200".

{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأَنْفَال: 25] ، لَمْ نَكُنْ نَحْسِبُ أَنَّا أَهْلُهَا حَتَّى وَقَعَتْ مِنَّا حَيْثُ وَقَعَتْ1. مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، عَنِ الحَسَنِ أَنَّ رَجُلاً أَتَى الزُّبَيْرَ وَهُوَ بِالبَصْرَةِ فَقَالَ: ألَّا أَقْتُلُ عَلِيّاً? قَالَ: كَيْفَ تَقْتُلُهُ وَمَعَهُ الجُنُوْدُ? قَالَ: ألحق بِهِ فَأَكُونُ مَعَكَ ثُمَّ أَفْتِكُ بِهِ قَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "الإيمان قيد الفتك لا يفتك مُؤْمِنٌ" 2 هَذَا فِي "المُسْنَدِ" وَفِي "الجَعْدِيَّاتِ". الدُّوْلاَبِيُّ فِي "الذُّرِّيَّةِ الطَّاهِرَةِ" حَدَّثَنَا الدَّقِيْقِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ سَمِعْتُ شَرِيْكاً، عَنِ الأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ يَقْتَفِي آثَارَ الخَيْلِ قَعْصاً بِالرُّمْحِ فَنَادَاهُ عَلِيٌّ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! فأقبل عليه حتى التقت أعناق دوابهما فقال: أنشدك بالله أَتَذْكُرُ يَوْمَ كُنْتُ أُنَاجِيْكَ فَأَتَانَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "تناجيه! فوالله ليقاتلنك وهو لك ظالم"؟ قال: فلم يعد أَنْ سَمِعَ الحَدِيْثَ فَضَرَبَ وَجْهَ دَابَّتِهِ وَذَهَبَ3.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "1/ 165"، والبزار "976" من طريق شَدَّادُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ، به. قلت: إسناد حسن، شداد بن سعيد، أبو طلحة الراسبي، صدوق، ومطرف، هو ابن عبد الله بن الشخير. 2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 166" من طريق مبارك بن فضالة، به. قلت: رجاله ثقات رجال الشيخين خلا المبارك فقد علق له البخاري. وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجه. وهو مدلس مشهور بالتدليس، إلا أنه قد صرح بالتحديث فأمنا شر تدليه، وقد توبع المبارك بن فضالة، فقد أخرجه عبد الرزاق "9676" من طريق إسماعيل بن مسلم و"9677" من طريق قتادة، وابن أبي شيبة "15/ 123"، "279" من طريق عوف الأعرابي، ثلاثتهم عن الحسن، بهذا الإسناد، وللحديث شواهد من حديث معاوية عند أحمد "4/ 92"، ومن حديث أبي هريرة عند أبي داود "2769"، فالحديث صحيح، وقوله: "الفتك" هو أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار غافل فيشد عليه فيقتله. وأما الغيلة: أن يخدعه ثم يقتله في موضع خفي. 3 حسن: آفة إسناده شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، أبو عبد الله الكوفي القاضي، سيئ الحفظ، وفيه جهالة الرجل الذي أخبر بالقصة، وأخرجه الحاكم "3/ 366" من طريق عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الرقاشي، عن جده عبد الملك، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، فذكره بنحوه، وقال الحاكم حديث صحيح، ووافقه الذهبي. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: عبد الله بن محمد بن عبد الملك الرقاشي. قال أبو حاتم: في حديثه نظر. وقال البخاري: فيه نظر. الثانية: عبد الملك بن مسلم الرقاشي، قال البخاري: لم يصح حديثه، والحديث يرتقي لدرجة الحسن بمجموع هذين الطريقين.

قَالَ أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ وَغَيْرُهُ، عَنْ هِلاَلِ بنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الجَمَلِ يابن صفية! هذه عائشة تملك الملك طَلْحَةَ فَأَنْتَ عَلاَمَ تُقَاتِلُ قَرِيْبَكَ عَلِيّاً? زَادَ فِيْهِ غَيْرُ أَبِي شِهَابٍ: فَرَجَعَ الزُّبَيْرُ فَلَقِيَهُ ابْنُ جُرْمُوْزٍ فَقَتَلَهُ. قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَخِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: حَارَبَنِي خَمْسَةٌ: أَطْوَعُ النَّاسِ فِي النَّاسِ: عَائِشَةُ وَأَشْجَعُ النَّاسِ: الزُّبَيْرُ وَأَمْكَرُ النَّاسِ: طَلْحَةُ لَمْ يُدْرِكْهُ مَكْرٌ قَطُّ وَأَعْطَى النَّاسِ: يَعْلَى بنُ مُنْيَةَ1 وَأَعَبَدُ النَّاسِ: مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ كَانَ مَحْمُوداً حَتَّى اسْتَزَلَّهُ أَبُوْهُ وَكَانَ يَعْلَى يُعطِي الرَّجُلَ الوَاحِدَ ثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً وَالسِّلاَحَ وَالفَرَسَ عَلَى أَنْ يُحَارِبَنِي. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي جَرْوٍ المَازِنِيِّ قَالَ شَهِدْتُ عَلِيّاً وَالزُّبَيْرَ حِيْنَ تَوَاقَفَا فَقَالَ عَلِيٌّ يَا زُبَيْرُ! أنشدك الله أسمعت رسول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ إِنَّكَ تُقَاتِلُنِي وَأَنْتَ لِي ظَالِمٌ? قَالَ: نَعَمْ وَلَمْ أَذْكُرْهُ إلَّا فِي موقفي هذا ثم انصرف. رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ وَقَدْ رَوَى نَحْوَهُ مِنْ وُجُوْهٍ سُقْنَا كَثِيْراً مِنْهَا فِي كتاب "فتح المطال". قَالَ يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى قال: انصرف الزبير يَوْمَ الجَمَلِ، عَنْ عَلِيٍّ فَلَقِيَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ فَقَالَ جُبْناً جُبْناً! قَالَ قَدْ عَلِمَ الناس أني لست بجبان ولكن ذكرني علي شيئا سمعته مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فحلفت أن لا أقاتله ثم قال: ترك الأمور التي أخشى عواقبها ... في الله أحسن في الدنيا وفي الدين2

_ 1 هو يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة التميمي، أبو خلف، ومنية، هي أمه، ويقال جدته، وهي مُنْيَةَ بِنْتِ غَزْوَانَ أُخْتِ عُتْبَةَ بنِ غَزْوَانَ، ويقال: منية بنت جابر بن وهيب بن مسيب بن زيد. أسلم يوم فتح مكة، وشهد الطائف، وحنينا، وتبوك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 456"، وتاريخ خليفة "123/ 179"، ومسند أحمد "4/ 222"، وتاريخ البخاري الكبير "8/ ترجمة "3535"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 1293"، والاستيعاب "4/ 1585"، وتهذيب الكمال "32/ ترجمة 7110"، وتهذيب التهذيب "11/ 399". 2 ضعيف أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "1/ 91" من طريق يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته يزيد بن أبي زياد الكوفي، قال يحيى: ليس بالقوى، وقال أيضا: لا يحتج به. وقال ابن المبارك: ارم، به.

وَقِيْلَ إِنَّهُ أَنْشَدَ: وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَوِ انَّ عِلْمِيَ نَافِعِي ... أَنَّ الحَيَاةَ مِنَ المَمَاتِ قَرِيْبُ فلم ينشب أن قتله بن جُرْمُوْزٍ. وَرَوَى حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بنِ جَاوَانَ قَالَ قُتِلَ طَلْحَةُ وَانْهَزَمُوا فَأَتَى الزُّبَيْرُ سَفَوَانَ فَلَقِيَهُ النَّعِرُ المُجَاشِعِيُّ فَقَالَ يَا حَوَارِيَّ رَسُوْلِ اللهِ! أَيْنَ تَذْهَبُ? تَعَالَ فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي فَسَارَ مَعَهُ وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى الأَحْنَفِ فَقَالَ إِنَّ الزُّبَيْرَ بِسَفَوَانَ فَمَا تَأْمُرُ إِنْ كَانَ جَاءَ فَحَمَلَ بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ حَتَّى إِذَا ضَرَبَ بَعْضُهُمْ حَوَاجِبَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ أراد أن يلحق ببنيه? قال فسمعها عُمَيْرُ بنُ جُرْمُوْزٍ وفَضَالَةُ بنُ حَابِسٍ وَرَجُلٌ يُقَالُ لَهُ نُفَيْعٌ فَانْطَلَقُوا حَتَّى لَقَوْهُ مُقْبِلاً مَعَ النَّعِرِ وَهُمْ فِي طَلَبِهِ فَأَتَاهُ عُمَيْرٌ مِنْ خَلْفِهِ وَطَعَنَهُ طَعْنَةً ضَعِيْفَةً فَحَمَلَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ فَلَمَّا اسْتَلْحَمَهُ وَظَنَّ أَنَّهُ قَاتِلُهُ قَالَ: يَا فَضَالَةُ! يَا نُفَيْعُ! قَالَ فَحَمَلُوا عَلَى الزُّبَيْرِ حَتَّى قَتَلُوْهُ. عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا فُضَيلُ بنُ مَرْزُوْقٍ، حَدَّثَنِي شقِيْقُ بنُ عُقْبَةَ، عَنْ قُرَّةَ بنِ الحَارِثِ، عَنْ جونِ بنِ قتَادَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الزُّبَيْرِ يَوْمَ الجمل وكانوا يسلمون عليه بالإمارة إلى أن قال: فطعنه بن جُرْمُوْزٍ ثَانِياً فَأَثْبَتَهُ فَوَقَعَ وَدُفِنَ بِوَادِي السِّبَاعِ وَجَلَسَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَبْكِي عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ. قُرَّةُ بنُ حَبِيْبٍ: حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ أَبِي الحَكَمِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ جِيْءَ بِرَأَسِ الزُّبَيْرِ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ عَلِيٌّ تَبَوَّأْ يَا أَعْرَابِيُّ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ، حَدَّثَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ قاتل الزبير في النار. شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ الشعبي يقول أدركت خمس مئة أَوْ أَكْثَرَ مِنَ الصَّحَابَةِ يَقُوْلُوْنَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ. قُلْتُ لأَنَّهُم مِنَ العَشْرَةِ المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ وَمِنَ البَدْرِيِّيْنَ وَمِنْ أَهْلِ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ وَمِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ الَّذِيْنَ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ رَضِيَ عَنْهُم وَرَضُوْا عَنْهُ وَلأَنَّ الأَرْبَعَةَ قُتِلُوا وَرُزِقُوا الشَّهَادَةَ فَنَحْنُ مُحِبُّوْنَ لَهُم بَاغِضُوْنَ لِلأَرْبَعَةِ الَّذِيْنَ قَتَلُوا الأَرْبَعَةَ. أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ لَقِيْتُ يَوْمَ بَدْرٍ عُبَيْدَةَ بنَ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ وَهُوَ مُدَجَّجٌ لاَ يُرَى إلَّا عَيْنَاهُ وَكَانَ يُكْنَى أَبَا ذَاتِ الكَرِشِ فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالعَنَزَةِ فَطَعَنْتُهُ فِي عَيْنِهِ فَمَاتَ فَأُخْبِرْتُ أَنَّ الزُّبَيْرَ قَالَ: لَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي عَلَيْهِ ثُمَّ تَمَطَّيْتُ فَكَانَ الجهدَ أَنْ نَزَعْتُهَا -يَعْنِي الحَرْبَةَ- فَلَقَدِ انْثَنَى طَرَفُهَا.

قَالَ عُرْوَةُ: فَسَأَلَهُ إِيَّاهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا فَلَمَّا قُبِضَ أَخَذَهَا ثُمَّ طَلَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ سَألَهَا عُمَرُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا فَلَمَّا قُبضَ عُمَرُ أَخَذَهَا ثُمَّ طَلَبَهَا عُثْمَانُ مِنْهُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا فَلَمَّا قُبِضَ وَقَعَتْ عِنْدَ آلِ عَلِيٍّ فَطَلَبَهَا عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ فَكَانَتْ عِنْدَهُ حَتَّى قُتِلَ1. غَرِيْبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: البُخَارِيُّ. ابْنُ المُبَارَكِ: أَنْبَأَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قَالُوا لِلزُّبَيْرِ إلَّا تَشُدُّ فَنَشُدُّ مَعَكَ? قَالَ إِنِّي إِنْ شَدَدْتُ كَذَّبْتُم فَقَالُوا لاَ نَفْعَلُ فَحَمَلَ عَلَيْهِم حَتَّى شَقَّ صُفُوْفَهُم فَجَاوَزَهُمْ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلاً فَأَخَذُوا بِلِجَامِهِ فَضَرَبُوْهُ ضَرْبَتَيْنِ ضَرْبَةً عَلَى عَاتِقِهِ بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْم بَدْرٍ قَالَ عُرْوَةُ فَكُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيْرٌ قَالَ وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ وهو بن عَشْرِ سِنِيْنَ فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ وَوَكَّلَ بِهِ رَجُلاً2. قُلْتُ: هَذِهِ الوَقْعَةُ هِيَ يَوْمُ اليَمَامَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ فَإِنَّ عَبْدَ اللهِ كَانَ إذ ذاك بن عَشْرِ سِنِيْنَ. أَبُو بَكْرِ بنِ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ لَمَّا ظَفرَ عَلِيٌّ بِالجَمَلِ دَخَلَ الدَّارَ وَالنَّاسُ مَعَهُ فَقَالَ عَلِيّ: إِنِّي لأَعْلَمُ قَائِدَ فِتْنَةٍ دَخَلَ الجَنَّةَ وَأَتْبَاعُهُ إِلَى النَّارِ فَقَالَ الأَحْنَفُ مَنْ هُوَ? قَالَ الزُّبَيْرُ. فِي إِسْنَادِهِ إِرْسَالٌ وَفِي لَفْظِهِ نَكَارَةٌ فَمَعَاذَ الله أَنْ نَشْهَدَ عَلَى أَتْبَاعِ الزُّبَيْرِ أَوْ جُنْدِ مُعَاوِيَةَ أَوْ عَلِيٍّ بِأَنَّهُمْ فِي النَّارِ بَلْ نُفَوِّضُ أَمْرَهُمْ إِلَى اللهِ وَنَسْتَغْفِرُ لَهُمْ بَلَى: الخَوَارِجُ كِلاَبُ النَّارِ وَشَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيْمِ السَّمَاءِ لأَنَّهُمْ مَرَقُوا مِنَ الإِسْلاَمِ ثُمَّ لاَ نَدْرِيْ مَصِيْرَهُمْ إِلَى مَاذَا وَلاَ نَحْكُمُ عَلَيْهِم بِخُلُوْدِ النَّارِ بَلْ نَقِفُ. وَلِبَعْضِهِم: إِنَّ الرَّزِيَّةَ مَنْ تَضَمَّنَ قَبْرُهُ ... وَادِي السِّبَاعِ لكل جنبٍ مصرع لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ ... سُوْرُ المَدِيْنَةِ وَالجِبَالُ الخُشَّعُ قَالَ البُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ قُتِلَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ. وَادِي السِّبَاعِ عَلَى سبعة فراسخ من البصرة.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3998". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3975".

قَالَ الوَاقِدِيُّ وَابْنُ نُمَيْرٍ: قُتِلَ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً وَقَالَ غَيْرُهُمَا قِيْلَ وَلَهُ بِضْعٌ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً وَهُوَ أَشْبَهُ. قَالَ القَحْذَمِيُّ: كَانَتْ تَحْتَهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ وَعَاتِكَةُ أُخْتُ سَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ وَأُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَالِدِ بن سعيد وأم مصعب الكلبية. قال بن المديني: سمعت سفيان يقول جاء بن جُرْمُوْزَ إِلَى مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ - يَعْنِي لَمَّا وَلِيَ إِمْرَةَ العِرَاقِ لأَخِيْهِ الخَلِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ- فَقَالَ: أَقِدْنِي بِالزُّبَيْرِ فَكَتَبَ فِي ذلك يشاور بن الزبير فجاءه الخبر أنا أقتل بن جُرْمُوْزٍ بِالزُّبَيْرِ? وَلاَ بِشِسْعِ نَعْلِهِ. قُلْتُ: أَكَلَ المُعَثَّرُ يَدَيْهِ نَدَماً عَلَى قَتْلِهِ وَاسْتَغْفَرَ لاَ كَقَاتِلِ طَلْحَةَ وَقَاتِلِ عُثْمَانَ وَقَاتِلِ عَلِيٍّ. الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ صَالِحٍ، عَنْ عَامِرِ بنِ صَالِحٍ، عَنْ مُسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ عُمَيْرَ بنَ جُرْمُوْزٍ أَتَى حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِ مُصْعَبٍ فَسَجَنَهُ وَكَتَبَ إِلَى أَخِيْهِ فِي أَمْرِهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ بِئْسَ مَا صَنَعْتَ أَظَنَنْتَ أَنِّي قَاتِلٌ أَعْرَابِياً بِالزُّبَيْرِ? خَلِّ سَبِيْلَهُ فَخَلاَّهُ فَلَحِقَ بقصر بالسواد عليه أَزَجٌ ثُمَّ أَمَرَ إِنْسَاناً أَنْ يَطْرَحَهُ عَلَيْهِ فَطَرَحَهُ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ وَكَانَ قَدْ كَرِهَ الحَيَاةَ لِمَا كَانَ يُهَوَّلُ عَلَيْهِ وَيُرَى فِي مَنَامِهِ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ الزُّبَيْرَ تَرَكَ مِنَ العُرُوْضِ بِخَمْسِيْنَ أَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَمِنَ العَيْنِ خَمْسِيْنَ أَلفِ أَلفِ دِرْهَمٍ كَذَا هَذِهِ الرِّوَايَةُ وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ اقْتُسِمَ مَالُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَرْبَعِيْنَ أَلْفِ أَلْفٍ. أَبُو أُسَامَةَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الجَمَلِ دَعَانِي فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! إِنَّهُ لاَ يُقْتَلُ اليَوْمَ إلَّا ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُوْمٌ وَإِنِّي لاَ أُرَانِي إلَّا سَأُقْتَلُ اليَوْمَ مَظْلُوْماً وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي أَفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئاً? يَا بُنَيَّ! بِعْ مَا لَنَا فَاقْضِ دَيْنِي فَأُوْصِي بِالثُّلُثِ وَثُلُثِ الثُّلُثِ إِلَى عَبْدِ اللهِ فَإِنْ فَضَلَ مِنْ مَالِنَا بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ فَثُلُثٌ لِوَلَدِكَ. قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِ عَبْدِ اللهِ قَدْ وَازَى بَعْضَ بَنِي الزُّبَيْرِ خُبَيْبٌ وَعَبَّادٌ وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ بَنَاتٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ فَجَعَلَ يُوصِيْنِي بِدَيْنِهِ وَيَقُوْلُ يَا بُنَيَّ! إِنْ عَجِزْتَ، عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِنْ بِمَوْلاَيَ قَالَ فَوَاللهِ مَا دَرَيْتُ مَا عَنَى حَتَّى قُلْتُ يَا أَبَةِ! مَنْ مَوْلاَكَ? قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: فَوَاللهِ مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إلَّا قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ فَيَقْضِيَهُ.

قَالَ: وَقُتِلَ الزُّبَيْرُ، وَلَمْ يَدَعْ دِيْنَاراً وَلاَ دِرْهَماً إلَّا أَرَضِيْنَ بِالغَابَةِ وَدَاراً بِالمَدِيْنَةِ، وَدَاراً بِالبَصْرَةِ، وَدَاراً بِالكُوْفَةِ، وَدَاراً بِمِصْرَ. قَالَ: وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجُلَ يَجِيْءُ بِالمَالِ فَيَسْتَوْدِعُهُ فَيَقُوْلُ الزُّبَيْرُ: لاَ وَلَكِنْ هُوَ سَلَفٌ، إِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ. وَمَا وَلِيَ إِمَارَةً قَطُّ، وَلاَ جِبَايَةً وَلاَ خَرَاجاً وَلاَ شَيْئاً إلَّا أَنْ يَكُوْنَ فِي غَزْوٍ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ فَحَسَبْتُ دَيْنَهُ فَوَجَدْتُهُ أَلْفَي أَلْفٍ وَمَائَتَي أَلْفٍ فَلَقِيَ حَكِيْمُ بنُ حِزَامٍ الأسدي عبد الله فقال: يابن أَخِي! كَمْ عَلَى أَخِي مِنَ الدَّيْنِ? فَكَتَمَهُ وَقَالَ: مَائَةُ أَلْفٍ فَقَالَ حَكِيْمٌ: مَا أَرَى أَمْوَالَكُمْ تَتَّسِعُ لِهَذِهِ! فَقَالَ عَبْدُ اللهِ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَتْ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمَائَتَيْ أَلفٍ؟ قَالَ: مَا أَرَاكُمْ تُطِيْقُونَ هَذَا، فَإِنْ عَجِزْتُمْ، عَنْ شَيْءٍ فَاسْتعِيْنُوا بِي وَكَانَ الزُّبَيْرُ قَدِ اشْتَرَى الغَابَةَ بِسَبْعِيْنَ وَمَائَةِ أَلْفٍ فَبَاعَهَا عَبْدُ اللهِ بِأَلْفِ أَلْفٍ وَسِتِّ مَائَةِ أَلْفٍ وَقَالَ مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا بِالغَابَةِ فَأَتَاهُ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ وَكَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ أَرْبَعُ مَائَةِ أَلْفٍ فَقَالَ لابْنِ الزُّبَيْرِ: إِنْ شِئْتَ تَرَكْتُهَا لَكُمْ قَالَ: لاَ قَالَ: فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً قَالَ: لَكَ مِنْ ههنا إلى ههنا قَالَ: فَبَاعَهُ بِقَضَاءِ دَيْنِهِ قَالَ: وَبَقِيَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ فَقَالَ المُنْذِرُ بنُ الزُّبَيْرِ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْماً بِمَائَةِ أَلْفٍ وَقَالَ عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْماً بِمَائَةِ أَلْفٍ وَقَالَ ابْنُ رَبِيْعَةَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْماً بِمَائَةِ أَلْفٍ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: كَمْ بَقِيَ? قَالَ: سَهْمٌ وَنِصْفٌ قَالَ: قَدْ أَخَذْتُ بِمَائَةٍ وَخَمْسِيْنَ أَلفاً قَالَ: وَبَاعَ ابْنُ جَعْفَرٍ نَصِيْبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِسِتِّ مَائَةِ أَلْفٍ فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْنِهِ قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ: اقْسِمْ بيننا ميراثنا قال: لا والله حَتَّى أُنَادِي بِالمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِيْنَ إلَّا مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا فَلْنَقْضِهِ فَجَعَلَ كُلَّ سَنَةٍ يُنَادِي بِالمَوْسِمِ فَلَمَّا مَضَتْ أَرْبَعُ سِنِيْنَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ فَكَانَ لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ قَالَ: فَرَفَعَ الثُّلُثَ فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأةٍ أَلْفَ أَلْفٍ وَمَائَةَ أَلْفٍ فَجَمِيْعُ مَالِهِ خَمْسُوْنَ أَلْفَ أَلْفٍ وَمَائِتَا أَلْفٍ1. لِلزُّبَيْرِ فِي مُسْنَدِ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ ثَمَانِيَةٌ وَثَلاَثُوْنَ حَدِيْثاً، مِنْهَا فِي الصَّحِيْحَيْنِ حَدِيْثَانِ وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِسَبْعَةِ أَحَادِيْثَ. قَالَ هِشَامٌ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: بَلَغَ حِصَّةُ عَاتِكَةَ بِنْتِ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ زَوْجَةِ الزُّبَيْرِ مِنْ مِيْرَاثِهِ ثَمَانِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. وقالت ترثيه:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري بتمامه "3129"، وابن سعد "3/ 108-110"، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 91".

غدر بن جُرْمُوْزٍ بِفَارِسِ بهمةٍ1 ... يَوْمَ اللِّقَاءِ وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ2 يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ ... لاَ طَائِشاً رَعشَ البَنَانِ وَلاَ اليَدِ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِنْ ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ ... فِيْمَا مَضَى مِمَّا تَرُوْحُ وَتَغْتَدِي كَمْ غَمْرَةٍ3 قَدْ خَاضَهَا لَمْ يَثْنِهِ ... عنها طرادك يابن فَقْعِ الفَدْفَدِ4 وَاللهِ رَبِّكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِماً ... حلت عليك عقوبة المتعمد5#

_ 1 البهمة بالضم: الشجاع، وقيل: هو الفارس الذي لا يدرى من أين يُؤتى له من شدة بأسه. والجمع بهم، وفي التهذيب: لا يدرى مقاتله من أين يدخل عليه. 2 معرد: التعريد: الفرار، وقيل: التعريد سرعة الذهاب في الهزيمة. وعرد الرجل تعريدا أي: فر. وعرد الرجل: إذا هرب. 3 الغمرة الشدة. وغمرة الموت شدة همومة. 4 الفدفد: المكان المرتفع فيه صلابة، وقيل: الفدفد الأرض المستوية وابن فقع الفدفد، مثل يضرب للذليل. 5 قال الكرماني: أشارت بقولها: "عقوبة المتعمد" إلى قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93] ، وقال غيره: عقوبة المتعمد: أن يقتل قصاصا، والأبيات في طبقات ابن سعد "3/ 112"، وأوضح المسالك" 2/ 264"، وخزانة الأدب "4/ 348

عبد الرحمن بن عوف

9- عبد الرحمن بن عوف 1: "ع" ابْنِ عَبْدِ عَوْفِ بنِ عَبْدِ بنِ الحَارِثِ بنِ زُهْرَةَ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ أَبُو مُحَمَّدٍ. أَحَدُ العَشْرَةِ وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَهْلِ الشُّوْرَى وَأَحَدُ السَّابِقِيْنَ البَدْرِيِّيْنَ القُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ وَهُوَ أَحَدُ الثَّمَانِيَةِ الَّذِيْنَ بَادَرُوا إِلَى الإِسْلاَمِ. لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ، وَبَنُوهُ إِبْرَاهِيْمُ، وَحُمَيْدٌ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَعَمْرٌو، وَمُصْعَبٌ بَنُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمَالِكُ بنُ أَوْسٍ وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم لَهُ في

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "2/ 340"، "3/ 124-137". وتاريخ خليفة "79، 98، 117"، 120، 123، 125، 129، 157، 166"، وعلل ابن المديني "80، 84" ومسند أحمد "1/ 190-195"، وفضائل الصحابة لأحمد "2/ 728"، وتاريخ البخاري الكبير "5/ ترجمة رقم 790"، وتاريخه الصغير "1/ 50، 51، 61، 90، 124، 206"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة رقم 1179"، والاستيعاب "2/ 844"، وأسد الغابة "3/ 313"، والإصابة "2/ ترجمة رقم 5179"، وتهذيب الكمال "17/ ترجمة رقم 3923"، تهذيب التهذيب "6/ 244-246"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 3744".

"الصحيحين" حديثان، وانفرد له البخاري بخمسة أَحَادِيْثَ وَمَجْمُوْعُ مَا لَهُ فِي مُسْنَدِ بَقِيٍّ خَمْسَة وَسِتُّوْنَ حَدِيْثاً. وَكَانَ اسْمُهُ فِي الجَاهِلِيَّةِ: عَبْدُ عَمْرٍو وَقِيْلَ عَبْدُ الكَعْبَةِ فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدُ الرَّحْمَنِ. وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً مِنَ الصَّحَابَةِ: جُبَيْرُ بنُ مُطْعِمٍ وَجَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَالمِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ. وَقَدِمَ الجَابِيَةَ مَعَ عُمَرَ فَكَانَ عَلَى المَيْمَنَةِ وَكَانَ فِي نَوْبَةِ سَرْغٍ عَلَى المَيْسَرَةِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَازِمِ بنِ حَامِدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ فَضْلٍ قَالاَ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ صَصْرى، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ الْبن الأَسَدِيُّ وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّوْرِيُّ قَالاَ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ هِبَةِ اللهِ التَّغْلِبِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ الْبن وَنَصْرُ بنُ أَحْمَدَ السُّوْسِيُّ قَالاَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الفَقِيْهُ، أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدٌ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ، أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ سَهْلِ بنِ الصَّبَاحِ بِبَلَدٍ1 فِي رَبِيْعٍ الآخَرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مَائَةٍ قَالاَ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ الإِمَامُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ سَمِعَ بَجَالَةَ يَقُوْلُ كُنْتُ كَاتِباً لِجُزْءِ بنِ مُعَاوِيَةَ عَمِّ الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ فَأَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ أَنِ اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَسَاحِرَةٍ وفرقوا بَيْنَ كُلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنَ المَجُوْسِ وَانْهُوْهُمْ، عَنِ الزَّمْزَمَةِ فَقَتَلْنَا ثَلاَثَ سَوَاحِرَ وَجَعَلْنَا نُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَحَرِيْمَتِهِ فِي كِتَابِ اللهِ وَصَنَعَ لَهُمْ طَعَاماً كَثِيْراً وَدَعَا المَجُوْسَ وَعَرَضَ السَّيْفَ عَلَى فَخِذِهِ وَأَلْقَى وِقْرَ بَغْلٍ أَوْ بَغْلَيْنِ مِنْ وَرِقٍ وَأَكَلُوا بِغَيْرِ زَمْزَمَةٍ وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ أَخَذَ الجِزْيَةَ مِنَ المَجُوسَ حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخَذَهَا مِنْ مَجُوْسِ هجر2.

_ 1 بلد: مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل، بينهما سبع فراسخ. ويقال بلط. وإليها ينسب عدد كبير من العلماء، كما قال ياقوت في "معجم البلدان" "1/ 481". 2 صحيح على شرط البخاري: "أخرجه أحمد "1/ 190-191"، والطيالسي "225"، والشافعي في "الرسالة" "1183"، وعبد الرزاق "9973"، "19391"، والحميدي "64"، وأبو عبيد في الأموال" "77" وابن أبي شيبة "12/ 243"، والبخاري "3156"، "3157"، وأبو داود "3043"، والترمذي "1587"، والدارمي "2501"، والنسائي في "الكبري" "8768"، وابن الجارود "1105"، وأبو يعلى "860"، والبيهقي "8/ 247-248"، "9/ 189"، والبغوي "2750" من طريق سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، به. وقوله: "وانهوهم عن الزمزمة": الزمزمة هي كلام يقولونه عند أكلهم بصوت خف، وقوله: "حريمته في كتاب الله": أي المحرمة عليهم في كتاب الله تعالى، وهو القرآن، وقوله: "وقر بغل" أي حمل بغل.

هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ مُخَرَّجٌ فِي صَحِيْحِ البُخَارِيِّ وسنن أبي داود والنسائي والترمذي مِنْ طَرِيْقِ سُفْيَانَ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً1. وَرَوَاهُ حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرٍو مُخْتَصَراً وَرَوَى مِنْهُ أَخْذَ الجِزْيَةِ مِنَ المَجُوْسِ أَبُو دَاوُدَ، عَنِ الثِّقَةِ، عَنْ يَحْيَى بنِ حَسَّانٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ قُشَيْرِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ بَجَالَةَ بنِ عَبَدَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَوْفٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ العَلَوِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عبيد الله المجلد وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الشِّبْلِيُّ قَالاَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ فَضْلٍ الحُدَّانِيُّ، عَنِ النَّضْرِ بنِ شَيْبَانَ قَالَ قُلْتُ لأَبِي سَلَمَةَ، حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِيْكَ يُحَدِّثُ بِهِ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ، حَدَّثَنِي أَبِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ شَهَرَ رَمَضَانَ وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيْمَاناً وَاحْتِسَاباً خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"2. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ غَرِيْبٌ أَخْرَجَهُ النَّسَائَيُّ، عَنِ ابْنِ رَاهَوَيْه، عَنِ النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ وَابْنُ مَاجَه، عَنْ يَحْيَى بنِ حَكِيْمٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ جَمِيْعاً، عَنِ الحُدَّانِيِّ قَالَ النَّسَائَيُّ: الصَّوَابُ حَدِيْثُ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

_ 1 البدل: صورته أن يروي المحدث حديثا موجودا في أحد الكتب بإسناد لنفسه، فيصل في إسناده إلى شيخ شيخ المؤلف. 2 ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه أحمد "1/ 191"، والطيالسي "224"، وعبد بن حميد "158"، والنسائي "4/ 158"، وابن ماجه "1328"، والبزار "1048"، وأبو يعلى "863، 864"، من طريق القاسم بن الفضل حدثنا النضر بن شيبان به. قلت: إسناده ضعيف، آفته النضر بن شيبان، وهو الحراني البصري. قال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء. وعلل البخاري والدارقطني حديثه، وقد صح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه"، وهو حديث صحيح أخرجه ابن أبي شيبة "3/ 2"، وأحمد "2/ 232"، والبخاري "38"، والنسائي "4/ 157"، وابن ماجه "1641" من طرق عن محمد بن فضيل، عن يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة به.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ العَصْرُوْنِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ الجُرْجَانِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُورِيُّ، أنبأنا محمد بن أحمد الحيري، أنبأنا ابن عَلِيٍّ المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ بن إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَكْحُوْلٌ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَلَسْنَا مَعَ عُمَرَ فَقَالَ هَلْ سَمِعْتَ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَيْئاً أَمَرَ بِهِ المَرْءَ المُسْلِمَ إِذَا سَهَا فِي صَلاَتِهِ كَيْفَ يَصْنَعُ? فَقُلْتُ لاَ وَاللهِ أَوَ مَا سَمِعْتَ أَنْتَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ فِي ذَلِكَ شَيْئاً? فَقَالَ لاَ وَاللهِ فَبَيْنَا نَحْنُ فِي ذَلِكَ أَتَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ فَقَالَ فِيْمَ أَنْتُمَا? فَقَالَ عُمَرُ سَأَلْتُهُ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَكِنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْمُرُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَأَنْتَ عِنْدَنَا عَدْلٌ فَمَاذَا سَمِعْتَ? قَالَ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِذَا سَهَا أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ حَتَّى لاَ يَدْرِي أَزَادَ أَمْ نَقَصَ فإن كان شك في الواحدة والاثنتين فليجعلها واحدة وإذا شك في الاثنتين أو الثلاث فليجعلها اثنتين وَإِذَا شَكَّ فِي الثَّلاَثِ وَالأَرْبَعِ فَلْيَجْعَلْهَا ثَلاَثاً حَتَّى يَكُوْنَ الوَهْمُ فِي الزِّيَادَةِ ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ ثُمَّ يُسَلِّمُ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَرَوَاهُ، عَنْ بُنْدَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدِ بنِ عَثْمَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ فَطَرِيْقُنَا أَعْلَى بِدَرَجَةٍ وَرَوَاهُ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي صَدْرِ ترجمة بن عَوْفٍ وَفِيْهِ فَقَالَ فَحَدِّثْنَا فَأَنْتَ عِنْدَنَا العَدْلُ الرضا فَأَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَإِنْ كَانُوا عُدُولاً فَبَعْضُهُم أَعْدَلُ مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتُ فَهُنَا عُمَرُ قَنَعَ بِخَبَرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَفِي قِصَّةِ الاسْتِئْذَانِ يَقُوْلُ: ائْتِ بِمَنْ يَشْهَدُ معك2 وعلي

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "1/ 190"، والترمذي "398" من طريق محمد بن إسحاق، عن مكحول به. قلت: إسناده حسن، فيه محمد بن إسحاق، صدوق الحديث، وإن كان مدلسا مشهورا بالتدريس، فقد صرح بالتحديث كما في إسناده أبي يعلى أحمد بن علي الموصلي. 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 6"، والبخاري "6245"، ومسلم "2153"، "33"، وأبو داود "5180" من طريق يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيد قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: كنت جالسا بالمدينة في مجلس الانصار، فأتانا أبو موسى فزعا أو مذعورا. قلنا: ما شأنك؟ قال: إن عمر أرسل إليَّ أن آتيه. فأتيت بابه فسلمت ثلاثا فلم يرد عليَّ فرجعت فقال: ما منعك أن تأتينا؟ فقلت: إني أتيتك فسلمت على بابك ثلاثا، فلم يردوا علي فرجعت، وَقَدْ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له، فليرجع"، فقال عمر: "أقم عليه البينة وإلا أوجعتك. فقال أبي بن كعب: لا يقوم معه إلا أصغر القوم. قال أبو سعيد: قلت: أنا أصغر القوم قال: فاذهب به". وهذا لفظ مسلم، وأخرجه الطيالسي "2164"، وعبد الرزاق "19423"، وأحمد "3/ 19"، "4/ 393-394، 403، 410، 418"، ومسلم "2153"، "35"، والترمذي "2690"، وابن ماجه "3706"، والدارمي "2/ 274"، والبغوي "3318" من طرق عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، به.

ابن أَبِي طَالِبٍ يَقُوْلُ: كَانَ إِذَا حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَحْلَفْتُهُ وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ1 وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَحْتَجْ عَلِيٌّ أَنْ يَسْتَحْلِفَ الصِّدِّيْقَ وَاللهُ أعلم. قَالَ المَدَائِنِيُّ: وُلِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدَ عَامِ الفِيْلِ بِعَشْرِ سِنِيْنَ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ: وُلِدَ الحَارِثُ بنُ زُهْرَةَ عَبْداً وَعَبْدُ اللهِ وَأُمُّهُمَا قَيْلَةُ ومن ولد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفِ بنِ عَبْدِ عَوْفٍ بن عبد. وكذا نسبه بن إِسْحَاقَ، وَابْنُ سَعْدٍ وَأَسْقَطَ البُخَارِيُّ وَالفَسَوِيُّ عَبْداً مِنْ نَسَبِهِ وَقَالَهُ قَبْلَهُمَا عُرْوَةُ وَالزُّهْرِيُّ. وَقَالَ الهَيْثَمُ الشَّاشِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيُّ وَغَيْرُهُمَا عَبْدُ عَوْفٍ بنُ عَبْدِ الحَارِثِ بنِ زُهْرَةَ. وَأُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هِيَ الشِّفَاءُ بِنْتُ عَوْفِ بنِ عَبْدِ بنِ الحَارِثِ بنِ زُهْرَةَ قَالَهُ جَمَاعَةٌ وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ أُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ زُهْرَةَ بنِ كِلاَبٍ وَيُقَالُ الشِّفَاءُ بِنْتُ عَوْفٍ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ قَالَ كَانَ اسْمِي عَبْدَ عَمْرٍو فَلَمَّا أَسْلَمْتُ سَمَّانِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدُ الرَّحْمَنِ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيْدِ بن زياد، عَنْ حَسَنِ بنِ عُمَرَ، عَنْ سَهْلَةَ بِنْتِ عَاصِمٍ قَالَتْ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ أَبْيَضَ أَعْيَنَ أَهَدَبَ الأَشْفَارِ أَقْنَى طَوِيْلَ النَّابَيْنِ الأَعْلَيَيْنِ رُبَّمَا أَدْمَى نَابُهُ شَفَتَهُ لَهُ جُمَّةٌ أسفل من أذنيه أعنق ضخم الكتفين.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 2"، وابن أبي شيبة "2/ 387"، والحميدي "4"، وابن ماجه "1395"، والبزار "9"، وأبو يعلى "12" من طرق عن وكيع قال: حدثنا مسعر وسفيان، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن علي بن ربيعة الوالي، عن أسماء بن الحكم الفزاري، عن علي -رضي الله عنه- قال: كنت إذا سَمِعْتَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثا نفعني الله بما شاء منه، وإذا حدثني عنه غيري استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وإن أبا بكر -رضي الله عنه- حدثني -وصدق أبو بكر- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا من رجل يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الوضوء، قال مسعر: "ويصلي"، وقال سفيان: "ثم يصلي ركعتين، فيستغفر الله -عز وجل- إلا غفر له"، وأخرجه أحمد "1/ 10"، والحميدي "1"، وابن ماجه "1395"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "415"، والبزار "11" وأبو يعلى "1"، والطبراني في "الدعاء" "1842" من طريق عثمان بن المغيرة الثقفي، به.

وروى زياد البكائي، عن بن إِسْحَاقَ قَالَ كَانَ سَاقِطَ الثَّنِيَّتَيْنِ أَهْتَمَ أَعْسَرَ أَعْرَجَ كَانَ أُصِيْبَ يَوْمَ أُحُدٍ فُهُتِمَ وَجُرِحَ عِشْرِيْنَ جِرَاحَةً بَعْضُهَا فِي رِجْلِهِ فَعَرَجَ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ عُتْبَةَ قَالَ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رَجُلاً طُوَالاً حَسَنَ الوَجْهِ رَقِيْقَ البَشْرَةِ فِيْهِ جَنَأٌ أَبْيَضَ مُشْرَباً حُمْرَةً لاَ يُغَيِّرُ شَيْبَهُ. وَقَالَ بن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ كُنَّا نَسِيْرُ مَعَ عُثْمَانَ فِي طَرِيْقِ مَكَّةَ إِذْ رَأَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ فَقَالَ عُثْمَانُ مَا يَسْتَطِيْعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْتَدَّ عَلَى هَذَا الشَّيْخِ فَضْلاً فِي الهِجْرَتَيْنِ جَمِيْعاً. رَوَى نَحْوَهُ: العقدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بنِ حَمُّوْيَةَ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ خُزَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بنُ زَاذَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ لَمَّا هَاجَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُثْمَانَ كَذَا هَذَا فَقَالَ: إِنَّ لِي حَائِطَيْنِ فَاخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ قَالَ بَلْ دُلَّنِي عَلَى السُّوْقِ إِلَى أَنْ قَالَ: فكثر ماله حتى قدمت له سبع مئة رَاحِلَةٍ تَحْمِلُ البُرَّ وَالدَّقِيْقَ وَالطَّعَامَ فَلَمَّا دَخَلَتْ سُمِعَ لأَهْلِ المَدِيْنَةِ رَجَّةٌ فَبَلَغَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "عَبْدُ الرَّحْمَنِ لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلَّا حَبْواً" فَلَمَّا بَلَغَهُ قَالَ يَا أُمَّهْ! إِنِّي أُشْهِدُكِ أَنَّهَا بِأَحْمَالِهَا وَأَحْلاَسِهَا فِي سَبِيْلِ اللهِ1. أَخْرَجَهُ: أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ حَسَّانٍ، عَنْ عُمَارَةَ وَقَالَ: حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "6/ 115"، والطبراني في "الكبير" "264" من طريق عمارة، عن ثابت البناني، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- به. وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" "2/ 13"، وقال الإمام أحمد: هذا الحديث كذب منكر. قلت: إسناده ضعيف، آفته عمارة بن زاذان البصري الصيدلاني، أبو سلمة. قال البخاري: ربما يضطرب في حديثه. وقال أحمد: له مناكير. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ وَلاَ يُحْتَجُّ به. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال أبو داود: ليس بذاك، ورواه البزار من طريق أغلب بن تميم، والإسناد واه بمرة، فأغلب هذا. قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء، وقد ذكر الحافظ في "القول المسدد" هذا الحديث "ص32"، وقال "والذي أراه عدم التوسع في الكلام عليه فإنه يكفينا شهادة الإمام أحمد بأنه كذب". وكذا قال النسائي: الحديث موضوع. والاحلاس: جمع حلس، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب -أي رحله.

قُلْتُ: وَفِي لَفْظِ أَحْمَدَ فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "قَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَدْخُلُ الجَنَّةَ حَبْواً" فَقَالَ: إِنِ اسْتَطَعْتُ لأَدْخُلَنَّهَا قَائِماً فَجَعَلَهَا بِأَقْتَابِهَا1 وَأَحْمَالِهَا فِي سَبِيْلِ اللهِ. أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ -كِتَابَةً- عَنْ أَبِي الفَرَجِ بنِ الجَوْزِيِّ وَأَجَازَ لَنَا ابْنُ عَلاَّنَ وَغَيْرُهُ، أَنْبَأَنَا الكِنْدِيُّ قَالاَ، أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّازُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا ابْنُ المُذْهِبِ، أَنْبَأَنَا القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هُذَيْلُ بنُ مَيْمُوْن، عَنْ مُطَّرِحِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ عُبَيْدِ الله بن زحر، عن عَلِيُّ بنُ يَزِيْدَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشَفَةً فَقُلْتُ: مَا هَذَا? قِيْلَ: بِلاَلٌ إِلَى أَنْ قَالَ: فاستبطأت عبد الرحمن بن عوف ثم جاء بعد الإياس فقلت عبد الرحمن? فقال: بأبي وَأُمِّي يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَا خَلَصْتُ إِلَيْكَ حتى ظننت أني لا أنظر إليك أبدا. قال: وما ذاك? قال: من كثرة مالي أُحَاسَبُ وَأُمَحَّصُ"2. إِسْنَادُهُ وَاهٍ وَأَمَّا الَّذِي قَبْلَهُ فَتَفَرَّدَ بِهِ: عمَارَةُ، وَفِيْهِ لِيْنٌ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ وَقَالَ ابْنُ معِيْنٍ: صَالِحٌ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عِنْدِي لاَ بَأْسَ بِهِ قُلْتُ: لَمْ يَحْتَجَّ بِهِ النَّسَائَيُّ. وَبِكُلِّ حَالٍ، فَلَوْ تَأَخَّرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ رِفَاقِهِ لِلْحِسَابِ وَدَخَلَ الجَنَّةَ حَبْواً عَلَى سَبِيْلِ الاسْتِعَارَةِ وَضَرْبِ المَثَلِ فَإِنَّ مَنْزِلَتَهُ فِي الجَنَّةِ لَيْسَتْ بِدُوْنِ منزلة عَلِيٍّ وَالزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ، عَنِ الكُلِّ. وَمِنْ مَنَاقِبِهِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَهِدَ لَهُ بِالجَنَّةِ وَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ الَّذِيْنَ قِيْلَ لَهُم "اعْمَلُوا مَا شِئْتُم" 3. وَمِنْ أَهْلِ هَذِهِ الآيَةِ {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفَتْحُ: 18] ، وَقَدْ صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وراءه.

_ 1 القتب: إكاف البعير -أي رحله- وقد يؤنث، والتذكير أعم. 2 ضعيف: اخرجه أحمد "5/ 259"، وفي إسناده علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف. 3 صحيح على شرط الشيخين: وهي قطعة من حديث طويل أخرجه أحمد "1/ 79-80"، والحميدي "49"، والبخاري "3007"، "4274"، "4890"، ومسلم "2494"، وأبو داود "2650"، والترمذي "3305"، والنسائي في "الكبري" "11585" وأبو يعلى "394، 398"، والطبري "28/ 58"، وابن حبان "6499"، والبيهقي في "السنن" "9/ 146"، وفي الدلائل" له "5/ 17" والواحدي في "أسباب النزول "ص283"، والبغوي في "معالم التنزيل" "4/ 328" من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو، قال: أخبرني حسن بن محمد بن علي، أخبرني عبيد الله بن أبي رافع، وقال مرة: إن عبيد الله بن أبي رافع أخبره أنه سمع عليا يقول: بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا والزبير والمقداد، فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها" فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة. فإذا نحن بالظعينة...." وذكر الحديث بطوله في قصة حاطب بن أبي بلتعة. والحديث أخرجه أبو يعلى "397"، والطبري "28/ 59" من طريق أبي سنان، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، عن الحارث الأعور، عن على. والإسناد ضعيف آفته الحارث فإنه ضعيف.

أَحْمَدُ فِي "المُسْنَدِ"، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ، عن محمد، عن عمرو بن، وهب الثَّقَفِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ المُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ فَسُئِلَ هَلْ أَمَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ? فَقَالَ: نَعَمْ فَذَكَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَعِمَامَتِهِ وَأَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وَأَنَا مَعَهُ رَكْعَةً مِنَ الصُّبْحِ وَقَضَيْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي سُبِقْنَا1. وَلِحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ نَحْوُهُ، عَنْ بكر بن عبد الله، عن حمزة بن المُغِيْرَةِ، عَنْ أَبِيْهِ2. إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- انْتَهَى إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَأَرَادَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنْ يَتَأَخَّرَ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ مَكَانَكَ فَصَلَّى وَصَلَّى رَسُوْلُ اللهِ بِصَلاَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ3. وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "المُسْنَدِ"، عَنِ الهَيْثَمِ بنِ خَارِجَةَ، عَنْ رِشْدِيْنَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الوَلِيْدِ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بنَ عَبْدِ الرحمن، عن أبيه بنحوه4.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 244"، ومسلم في "الطهارة" "81"، وأبو داود "150" من طريق عن المغيرة بن شعبة، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 248"، وابن ماجة "1236" من طريق محمد بن أبي عدي، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَن حمزة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه قال: تخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهينا إلى القوم، وقد صلى بهم عبد الرحمن بن عوف ركعة. فلما أحس بالنبي صلى الله عليه وسلم ذهب يتأخر. فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يتم الصلاة قال: "وقد أحسنت كذلك فافعل". 3 ذكره ابن سعد في "الطبقات" "3/ 128-129 و129". 4 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "1/ 191-192" من طريق هيثم بن خارجة، به. قلت: وإسناده ضعيف، آفته رشدين بن سعد، ضعفه أحمد، وابن معين، والنسائي، وأبو داود، وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وفي الإسناد الانقطاع بين أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبيه. وأخرجه الطيالسي "223"، والبزار "1014" وأبو يعلى "853" من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن عبد الرحمن بن عوف: "انتهى إليه، وهو يصلي بالناس، فأراد أن يتأخر، فأومأ إليه: أن مكانك، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة عبد الرحمن بن عوف". قلت: وإسناده صحيح رجاله ثقات، وهو على شرط الشيخين.

هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنِ المُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ بِمِثْلِ هَذَا وَرَوَاهُ زُرَارَةُ بنُ أَوْفَى، عَنِ المُغِيْرَةِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى خَلْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وَجَاءَ عَنْ خُلَيْدِ بنِ دَعْلَجٍ، عَنِ الحَسَنِ، عَنِ المُغِيْرَةِ وَالحَسَنُ مُدَلِّسٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ المُغِيْرَةِ. عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ فِي سَرِيَّةٍ وَعَقَدَ لَهُ اللِّوَاءَ بِيَدِهِ1. عُثْمَانُ ضَعِيْفٌ لَكِنْ رَوَى نَحْوَهُ أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ نَافِعِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ فَرْوَةَ بنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} [التَّوْبَةُ: 79] ، قَالَ: تَصَدَّقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ بِشَطْرِ مَالِهِ أَرْبَعَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ فَقَالَ أُنَاسٌ مِنَ المُنَافِقِيْنَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ لَعَظِيْمُ الرِّيَاءِ. وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: تَصَدَّقَ ابْنُ عَوْفٍ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِشَطْرِ مَالِهِ أَرْبَعَةِ آلاَفٍ ثُمَّ تَصَدَّقَ بِأَرْبَعِيْنَ أَلْفِ دِيْنَارٍ وَحَمَلَ عَلَى خَمْسِ مَائَةِ فَرَسٍ فِي سَبِيْلِ اللهِ ثُمَّ حَمَلَ عَلَى خَمْسِ مَائَةِ رَاحِلَةٍ فِي سَبِيْلِ اللهِ وَكَانَ عَامَّةُ مَالِهِ مِنَ التِّجَارَةِ2 أَخْرَجَهُ فِي الزُّهْدِ لَهُ. سُلَيْمَانُ بنُ بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، أَنْبَأَنَا خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "يابن عَوْفٍ! إِنَّكَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ وَلنْ تَدْخُلَ الجَنَّةَ إلَّا زَحْفاً فَأَقْرِضِ اللهَ تَعَالَى يُطْلِقْ لَكَ قَدَمَيْكَ قَالَ فَمَا أُقْرِضُ يَا رَسُوْلَ اللهِ? فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَتَانِي جِبْرِيْلُ فَقَالَ مُرْهُ فَلْيُضِفِ الضيف وليعط في النائبة وليطعم المسكين"3.

_ 1 ضعيف: آفته عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخرساني، ضعفه مسلم وابن معين والدارقطني، وغيرهم، كذا قال الحافظ في "التقريب": ضعيف. 2 ضعيف: لانقطاعه فيما بين الزهري، وعبد الرحمن بن عوف. وهو عند الطبراني في "الكبير" "265"، وأبي نعيم في "الحلية" "1/ 99". 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "3/ 131-132"، والطبراني، والحاكم "3/ 311"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 99"، "8/ 334" من طريق خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: فذكره. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ورده الحافظ الذهبي في "التلخيص" بقوله: "قلت: خالد ضعفه جماعة، وقال النسائي: ليس بثقة". قلت: إسناده واه، خَالِدُ بنُ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي مَالِكٍ الدمشقي، وهاه ابن معين. وقال أحمد: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة.

خَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَغَيْرُهُ قَالاَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ رَأَيْتُ الجَنَّةَ وَأَنِّي دَخَلْتُهَا حَبْواً وَرَأَيْتُ أَنَّهُ لاَ يَدْخُلُهَا إلَّا الفُقَرَاءُ. قُلْتُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ1 فَهُوَ وَغَيْرُهُ مَنَامٌ، وَالمَنَامُ لَهُ تَأْوِيْلٌ وقد انتفع بن عَوْفٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِمَا رَأَى وَبِمَا بلغه حتى تصدق بأموال عظيمة أطلقت له - ولله الحمد - قدميه وصار من ورثة الفردوس، فلا ضير. أنبأنا بن أبي عمر، أنبأنا حنبل، أنبأنا بن الحصين، حدثنا بن المُذْهِبِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيْقٍ قَالَ دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ يَا أُمَّ المُؤْمِنِيْنَ! إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَكُوْنَ قَدْ هَلَكْتُ إِنِّي مِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالاً بِعْتُ أَرْضاً لِي بِأَرْبَعِيْنَ أَلْفِ دِيْنَار قَالَتْ يَا بُنَيَّ! أَنْفِقْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَنْ يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ" فَأَتَيْتُ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُ فَأَتَاهَا فَقَالَ بِاللهِ أَنَا مِنْهُم? قَالَتْ اللَّهُمَّ لاَ وَلَنْ أُبْرِئَ أَحَداً بَعْدَكَ. رَوَاهُ أَيْضاً أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ فَقَالَ، عَنْ شَقِيْقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ2. زَائِدَةُ: عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ شَيْءٌ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَعُوا لِي أَصْحَابِي أَوْ أُصَيْحَابِي فَإِنَّ أَحَدَكُم لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحِدٍ ذَهَباً لم يدرك مد أحدهم ولا نصيفه" 3.

_ 1 ضعيف: آفته الانقطاع بين أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبيه. 2 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 317" من طريق محمد بن عبيد، قال: حدثنا الأعمش به. وإسناده صحيح، وأخرجه أحمد "6/ 312" من طريق حجاج قال: حدثنا شريك، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فقالت: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: فذكره، وأخرجه أحمد "6/ 298" حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك به. 3 صحيح: أخرجه البزار "2768" "كشف الأستار" من طريق زائدة، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" "10/ 15" وقال: "رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، غير عاصم بن أبي النجود، وقد وثق". قلت: إسناده حسن، عاصم بن أبي النجود، صدوق، وورد عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: $"لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه". أخرجه مسلم "2540"، وابن ماجه "161" من طريق أبي معاوية، عن الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به مرفوعا.

وَأَمَّا الأَعْمَشُ فَرَوَاهُ، عَنْ: أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ1 وَفِي البَابِ حَدِيْثُ زُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ2. أَبُو إسماعيل المؤدب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: شَكَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ خَالِداً إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "يَا خَالِدُ! لاَ تُؤْذِ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ قَالَ يَقَعُوْنَ فِيَّ فَأَرُدُّ عَلَيْهِم فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تُؤْذُوا خَالِداً فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ صَبَّهُ اللهُ عَلَى الكُفَّارِ" 3. لَمْ يَرْوِهِ، عَنِ المُؤَدِّبِ سِوَى الرَّبِيْعِ بنِ ثَعْلَبٍ4 وَقَدْ رَوَى نَحْوَهُ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، عَنِ الحَسَنِ مُرْسَلاً.

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "2183"، وأحمد في "المسند" "3/ 54، 55"، وفي "فضائل الصحابة" له "7"، والبخاري "2673"، ومسلم "2541"، والترمذي "3861"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "203"، وابن أبي عاصم في "السنة" "989"، والبغوي في "شرح السنة" "3859" من طريق شعبة، عن الأعمش، به. 2 أخرجه أحمد "3/ 266" حدثنا أحمد بن عبد الملك، حدثنا زهير، ثنا حميد الطويل، عن أنس قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام، فقال خالد لعبد الرحمن: تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها، فبلغنا أن ذلك ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "دعوا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما بلغتم أعمالهم"، وأورده الهيثمي في "المجمع" "10/ 15"، وقال: "رجاله رجال الصحيح". قلت: إسناده ضعيف، آفته حميد بن أبي حميد الطويل، صاحب أنس، وهو وإن كان ثقة إلا أنه مشهور بكثرة التدليس عنه، حتى قيل إن معظم حديثه عنه بواسطة ثابت وقتادة، وقد عنعنه فالإسناد ضعيف، لكن يشهد له حديث أبي سعيد الخدري أبي هريرة، فيصح الحديث. 3 صحيح: أخرجه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" "13"، والبزار "2592"، "2719" من طريق عبد الله بن عون الخرار، حدثنا أبو إسماعيل المؤدب، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد الله بن أبي أوفى به مرفوعا، ووقع عند البزار في الموضعين "إسماعيل بن إبراهيم بن سليمان"، وهو خطأ، والصواب "أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان"، وأخرجه عبد الله بن أحمد "13"، والطبراني في "الكبير" "4/ 3801"، وفي "الصغير" "580"، والحاكم "3/ 298"، والخطيب في "تاريخه" "12/ 149-150" من طريق الربيع بن ثعلب، عن أبي إسماعيل المؤدب، به، وقال الحاكم: حديث صحيح، ورده الذهبي بقوله في "التلخيص": "قلت: رواه ابن إدريس عن ابن أبي خالد، عن الشعبي مرسلا، وهو أشبه". قلت: وعلى فرض انقطاعه بين الشعبي وابن أبي أوفى، فللحديث شواهد ذكرتها في تعليقنا الآتي رقم "538". 4 الربيع بن ثعلب البغدادي: ترجمة ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "1/ ق2 / 456"، ووثقه.

شُعْبَةُ: أَنْبَأَنَا حُصَيْنٌ سَمِعْتُ هِلاَلَ بن يِسَافٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ ظَالِمٍ المَازِنِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان على حراء وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف فَقَالَ: "اثْبُتْ حِرَاءُ! فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيْقٌ أَوْ شَهِيْدٌ" 1. وَذَكَرَ سَعِيْدٌ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُمْ. وَكَذَا رَوَاهُ جَرِيْرٌ وَهُشَيْمٌ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَالأَبَّارُ، عَنْ حُصَيْنٍ. وَأَخْرَجَهُ أَرْبَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ من طريق شعبة، وجماعة كذلك ورواه بن إِدْرِيْسَ وَوَكِيْعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ هِلاَلِ بنِ يِسَافٍ قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَرَوَاهُ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُوْرٍ فَقَالَ، عَنْ هِلاَلٍ، عَنِ ابْنِ حَيَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيْدٍ تَابَعَهُ قَاسِمٌ الجرْمِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَجَاءَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُوْرٍ وَحُصَيْنٍ، عَنْ هِلاَلٍ، عَنْ سَعِيْدٍ نَفْسِهِ. أَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَعْنٍ الغِفَارِيِّ، حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بنُ يَعْقُوْبَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُجَمِّعٍ أَنَّ عمر قال لأم كلثوم بنت

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "1/ 188"، والطيالسي "235"، وابن ماجه "134"، والنسائي في "الكبرى" "8205" من طريق شعبة، به. قلت: إسناده حسن فيه عبد الله بن ظالم، صدوق، وأخرجه أحمد "1/ 187"، والحاكم "3/ 316-317" من طريق سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُوْرٍ عَنْ هِلاَلِ بنِ يِسَافٍ، عن عبد الله بن ظالم، وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد فضائل الصحابة" "84"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1425"، والنسائي في "الكبرى" "8192"، "8206" من طريق سفيان عن منصور، عن هلال، عن فلان بن حيان، عن عبد الله بن ظالم، به، وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد فضائل الصحابة" "83"، والدارقطني في "العلل" "4/ 412"، من طريق سفيان، عن منصور، عن هلال، عن حبان بن غالب، عن سعيد بن زيد. وأخرجه الدارقطني "4/ 413" من طريق مسدد، عن يحيى، عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن رجل، عن سعيد، به، وأخرجه الطيالسي "235"، والحميدي "84"، وابن شيبة "12/ 14"، وأبو داود "4648"، والترمذي "3757"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1427"، وعبد الله في "زوائد الفضائل" "81" والنسائي في "الكبرى" "8190"، 8191، 8208"، وأبو يعلى "969"، والعقيلي في "الضعفاء" "2/ 268"، وابن حبان "6996"، والحاكم "3/ 450-451"، والبغوي "3927" من طرق، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلاَلِ بنِ يِسَافٍ، عَنْ عبد الله بن ظالم، به. وللحديث طرق أخرى عن سعيد بن زيد، يضيق المقام عن ذكرها.

عُقْبَةَ، امْرَأَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ أَقَالَ لَكِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $"انْكِحِيْ سَيِّدَ المُسْلِمِيْنَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ" قالت: نعم1. علي بن المدني، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ أُمَّ كُلْثُوْمٍ بِنَحْوِهِ وَيُرْوَى مِنْ وَجْهَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُوْمٍ نَحْوَهُ. مَعْمَرٌ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَى رَهْطاً فِيْهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ فَلَمْ يُعْطِهِ فَخَرَجَ يَبْكِي فَلَقِيَهُ عُمَرُ فَقَالَ: مَا يُبْكِيْكَ? فَذَكَرَ لَهُ وَقَالَ: أَخْشَى أَنْ يَكُوْنَ مَنَعَهُ مَوْجِدَةٌ وَجَدَهَا عَلَيَّ فَأَبْلَغَ عُمَرُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "لَكِنِّي وَكَلْتُهُ إِلَى إِيْمَانِهِ"2. قُرَيْشُ بنُ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "خِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِي" فَأَوْصَى لَهُنَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِحَدِيْقَةٍ قُوِّمَتْ بِأَرْبَعِ مَائَةِ أَلْفٍ3. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ بَكْرٍ بِنْتُ المِسْوَرِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بَاعَ أرضًا له

_ 1 حسن لغيره: إسناده ضعيف فيه أربع علل: الأولى: أَبُو قِلاَبَةَ، عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ. قال الدارقطني: كثير الوهم، لا يحتج به. وقال أيضا: صدوق كثير الخطأ. الثانية: عمر بن أيوب الغفاري، ذكر له الذهبي في ترجمته حديثا وقال: وهذا منكر كذب على مالك. الثالثة: جهالة يعقوب بن مجمع بن زيد بن جارية الأنصاري، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول. الرابعة: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُجَمِّعٍ، لم أجد من ترجم له. وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" "1/ 90" من طريق إبراهيم بن حمزة: عن سليمان بن سالم، مولى عبد الرحمن بن حميد، عن عبد الرحمن بن حميد، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم دعا بسرة بنت صفوان وقال: "من يخطب أم كلثوم؟ قالت: فلان، وفلان، وعبد الرحمن بن عوف قال: أنكحوا عبد الرحمن من خيار المسلمين، فأرسلت إلى أخيها الوليد أنكحني عبد الرحمن الساعة" وإسناده ضعيف لإرساله، حميد بن عبد الرحمن بن عوف من الطبقة الثانية، لكن يشهد له الطريق الأول، ويرتقي لدرجة الحسن، والله تعالى أعلم وأعلم. 2 ضعيف: أخرجه عبد الرزاق "20410"، وهو ضعيف لإرساله. 3 حسن: أخرجه أبو نعيم "في "أخبار أصبهان" "2/ 294"، والحاكم "3/ 311" من طريق قريش بن أنس، عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "خيركم خيركم لأهلي من بعدي ... " الحديث، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. قلت: بل إسناده حسن حسب، وليس بصحيح، محمد بن عمرو هو ابن علقمة بن وقاص الليثي، صدوق له أوهام، كما قال الحافظ في "التقريب".

مِنْ عُثْمَانَ بِأَرْبَعِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ فَقَسَمَهُ فِي فقراء بني زُهْرَةَ وَفِي المُهَاجِرِيْنَ وَأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ المِسْوَرُ فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ بِنَصِيْبَهَا فَقَالَتْ: مَنْ أَرْسَلَ بِهَذَا? قُلْتُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَتْ أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "لاَ يَحْنُو عَلَيْكُنَّ بَعْدِي إلَّا الصَّابِرُوْنَ" سَقَى اللهُ ابْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيْلِ الجَنَّةِ. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"1. عَلِيُّ بنُ ثَابِتٍ الجَزَرِيُّ، عَنِ الوَازِعِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَمَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نِسَاءهُ فِي مَرَضِهِ فَقَالَ: "سَيَحْفَظُنِي فِيْكُنَّ الصَّابِرُوْنَ الصَّادِقُوْنَ"2. وَمِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَزْلُهُ نَفْسَهُ مِنَ الأَمْرِ وَقْتَ الشُّورَى وَاخْتِيَارُهُ لِلأُمَّةِ مَنْ أَشَارَ بِهِ أَهْلُ الحِلِّ وَالعَقْدِ فَنَهَضَ فِي ذَلِكَ أَتَمَّ نُهُوضٍ عَلَى جَمْعِ الأُمَّةِ عَلَى عُثْمَانَ وَلَوْ كَانَ مُحَابِياً فِيْهَا لأَخَذَهَا لِنَفْسِهِ أَوْ لَوَلاَّهَا ابْنَ عَمِّهِ وَأَقْرَبَ الجَمَاعَةِ إِلَيْهِ سَعْدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ. وَيُرْوَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ نِيَارٍ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ مِمَّنْ يُفْتِي فِي عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ بِمَا سَمِعَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: حَدَّثَنَا أَبُو المُعَلَّى الجزري، عن ميمون بن مهران، عن بن عمر: أن

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "6/ 103-104، 135"، والحاكم "3/ 310-311"، من طريق أُمُّ بَكْرٍ بِنْتُ المِسْوَرِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ باع أرضا له بأربعين ألف دينار ... " الحديث. وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي بقول: "قلت: ليس بمتصل". قلت: وأم بكر بنت المسور بن مخرمة، مجهولة، لذا قال الحافظ في "التقريب"، "مقبولة" لكن للحديث شاهدا ساقه الحاكم من طريق محمد بن إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحصين بن عوف، عن أم سلمة قالت: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لأزواجه: "إن الذي يحنو عليكن بعدي هو الصادق البار، اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة". وقال الحاكم في إثره: "فقد صح الحديث عن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما"، وله شاهد آخر آخرجه الحاكم "3/ 312" من طريق بكر بن مضر، حدثنا صخر بن عبد الله بن حرملة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن حدثه قال: دخلت على عائشة -رضي الله عنها- فقالت لي: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي: "أمركن مما يهمني بعدي ولن يصبر عليكن إلا الصابرون"، ثم قالت: فسقى الله إياك من سلسبيل الجنة، وكان عبد الرحمن بن عوف قد وصلهن بمال فبيع بأربعين ألف". 2 ضعيف جدا: في إسناده الوازع بن نافع العقيلي الجزري، قال ابن معين وأحمد: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك.

عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ لأَهْلِ الشُّورَى هَلْ لَكُم أَنْ أَخْتَارَ لَكُمْ وَأَنْفَصِلَ مِنْهَا? قَالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَضِيَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "إنك أمين في أهل السماء أمين فِي أَهْلِ الأَرْضِ"1. أَخْرَجَهُ الشَّاشِيُّ2 فِي "مُسْنَدِهِ" وَأَبُو المُعلَّى ضَعِيْفٌ. ذَكَرَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ حَجَّ بِالمُسْلِمِيْنَ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ. جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ:، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدٍ أَنَّ سَعْدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ أَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَجُلاً وَهُوَ قَائِمٌ يَخْطُبُ أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ إِلَى أَمْرِ النَّاسِ أَيِ ادْعُ إِلَى نَفْسِكَ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! إِنَّهُ لَنْ يَلِيَ هَذَا الأَمْرَ أَحَدٌ بَعْدَ عُمَرَ إلَّا لاَمَهُ النَّاسُ. تَابَعَهُ أَبُو أُوَيْسٍ عَبْدُ الله، عن الزهري. بن سَعْدٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ الأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ، عَنْ أَبِيْهَا المِسْوَرِ قَالَ لَمَّا وَلِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عوف الشورى كَانَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ يَلِيَهُ فَإِنْ تَرَكَ فَسَعْدٌ فَلَحِقَنِي عَمْرُو بنُ العَاصِ فَقَالَ مَا ظَنُّ خَالِكَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِاللهِ إِنْ وَلَّى هَذَا الأَمْرَ أَحَداً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْهُ فَأَتَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ وَاللهِ لأَنْ تُؤخَذُ مِدْيَةٌ فَتُوْضَعُ فِي حَلْقِي ثُمَّ يُنْفَذُ بِهَا إِلَى الجَانِبِ الآخَرِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ. ابْنُ وَهْبٍ: حدثنا بن لَهِيْعَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِي عبيد بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَزْهَرَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ عُثْمَانَ اشْتَكَى رُعَافاً فَدَعَا حُمْرَانَ فَقَالَ اكْتُبْ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ العَهْدَ مِنْ بَعْدِي فَكَتَبَ لَهُ وَانْطَلَقَ حُمْرَانُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ البُشْرَى! قَالَ وَمَا ذَاكَ? قَالَ إِنَّ عُثْمَانَ قَدْ كَتَبَ لَكَ العَهْدَ مِنْ بَعْدِهِ فَقَامَ بَيْنَ القبر والمنبر فدعا،

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "3/ 134"، والحاكم "3/ 310"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 98" من طريق أبي المعلى الجزري، به. وصححه الحاكم ورده الذهبي في "التلخيص" بقوله: "قلت: أبو المعلى هو فرات بن السائب تركوه". قلت: نعم، فالإسناد واه بمرة، آفته فرات بن السائب، قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال الدارقطني وغيره: متروك. 2 الشاشي، هو الإمام الحافظ الثقة الرجال، أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج بنِ مَعْقِل الشَّاشِيُّ التُّركِيُّ، صَاحِبُ "المُسْنَد الكَبِيْر" أصله من مرو، وتوفي بِسَمَرْقَنْدَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. ترجمته في "الأنساب" "7/ 246"، تذكرة الحفاظ "3/ 848-849"، العبر "2/ 242"، طبقات الحفاظ "351"، شذرات الذهب "2/ 342"، الرسالة المستطرفة "73".

فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ مِنْ تَوْلِيَةِ عُثْمَانَ إِيَّايَ هَذَا الأَمْرَ فَأَمِتْنِي قَبْلَهُ، فَلَمْ يَمْكُثْ إِلاَّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ. يَعْقُوْبُ بنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْفٍ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ عِيَالاً عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ: ثُلُثٌ يُقْرِضُهُمْ مَالَهُ، وَثُلُثٌ يَقْضِي دَيْنَهُمْ، وَيَصِلُ ثُلثاً. مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ: عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ قَالَ: كَانَ بَيْنَ طَلْحَةَ وَابنِ عَوْفٍ تَبَاعُدٌ، فَمَرِضَ طَلْحَةُ، فجاء عبد الرحمن يعوده. فقال طلحة: أَنْتَ وَاللهِ يَا أَخِي خَيْرٌ مِنِّي قَالَ: لاَ تَفْعَلْ يَا أَخِي! قَالَ: بَلَى وَاللهِ لأَنَّكَ لَوْ مَرِضْتَ مَا عُدْتُكَ. ضَمْرَةُ بنُ ربيعة: ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةِ، عَنْ سَعْدِ بنِ الحَسَنِ قَالَ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ لاَ يُعْرَفُ مِنْ بَيْنِ عَبِيْدِهِ. شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ فِي وَجَعِهِ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ فَاضَتْ نَفْسُهُ حَتَّى قَامُوا مِنْ عِنْدِهِ وَجَلَّلُوْهُ فَأَفَاقَ يُكَبِّرُ فَكَبَّرَ أَهْلَ البَيْتِ ثُمَّ قَالَ لَهُم غُشِيَ عَلَيَّ آنِفاً? قَالُوا نَعَمْ قَالَ صَدَقْتُم! انْطَلَقَ بِي فِي غَشْيَتِي رَجُلاَنِ أَجِدُ فِيْهِمَا شِدَّةً وَفَظَاظَةً فَقَالاَ انْطَلِقْ نُحَاكِمْكَ إِلَى العَزِيْزِ الأَمِيْنِ فَانْطَلَقَا بِي حَتَّى لَقِيَا رَجُلاً قَالَ أَيْنَ تَذْهَبَانِ بِهَذَا? قَالاَ نُحَاكِمُهُ إِلَى العَزِيْزِ الأَمِيْنِ فَقَالَ ارْجِعَا فَإِنَّهُ مِنَ الَّذِيْنَ كَتَبَ اللهُ لَهُمُ السَّعَادَةَ وَالمَغْفِرَةَ وَهُمْ فِي بُطُوْنِ أُمَّهَاتِهِم وَإِنَّهُ سَيُمَتَّعُ بِهِ بَنُوْهُ إِلَى مَا شَاءَ اللهُ، فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْراً. رَوَاهُ الزُّبَيْدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَرَوَاهُ سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ أَبِيْهِ. ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ أَوْصَى بِخَمْسِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ فِي سَبِيْلِ اللهِ فَكَانَ الرَّجُلُ يُعْطَى مِنْهَا أَلْفُ دِيْنَارٍ. وَعَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَوْصَى للبدريين فوجدوا مئةً فأعطى كل واحد منهم أربع مئة دِيْنَارٍ فَكَانَ مِنْهُم عُثْمَانُ فَأَخَذَهَا. وَبِإِسْنَادٍ آخَرَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَوْصَى بِأَلْفِ فَرَسٍ فِي سَبِيْلِ اللهِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ سَمِعَ عَلِيّاً يَقُوْلُ يَوْمَ مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ اذهب يابن عَوْفٍ! فَقَدْ أَدْرَكْتَ صَفْوَهَا وَسَبَقْتَ رَنْقَهَا. الرَّنْقُ: الكدر.

قَالَ سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: رَأَيْتُ سَعْداً فِي جِنَازَة عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وَهُوَ بَيْنَ يَدَي السَّرِيْرِ وَهُوَ يَقُوْلُ: وَاجَبَلاَهُ! رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ سَعْدٍ. مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ قُسِمَ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ بعد موته مائة ألف. وَرَوَى هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، قَالَ: اقْتَسَمْنَ ثُمُنَهُنَّ ثَلاَثَ مَائَةِ أَلْفٍ وَعِشْرِيْنَ أَلْفاً. وَرَوَى نَحْوَهُ لَيْثُ بنُ أَبِي مُسلمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَدِ اسْتَوْفَى صَاحِبُ تَارِيْخِ دِمَشْقَ أَخْبَارَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي أَرْبَعَةِ كَرَارِيْسَ. وَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى المَدِيْنَةِ كَانَ فَقِيْراً لاَ شَيْءَ لَهُ فَآخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بنِ الرَّبِيْعِ أَحَدِ النُّقَبَاءِ فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُشَاطِرَهُ نِعْمَتَهُ وَأَنْ يُطَلِّقَ لَهُ أَحْسَنَ زَوْجَتَيْهِ فَقَالَ لَهُ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَلَكِنْ دُلَّنِي عَلَى السُّوْقِ فَذَهَبَ فَبَاعَ وَاشْتَرَى وَرَبِحَ، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ أَنْ صَارَ مَعَهُ دَرَاهِمَ فَتَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى زِنَةٍ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ رَأَى عَلَيْهِ أَثَراً مِنْ صُفْرَةٍ: "أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ" ثُمَّ آلَ أَمْرُهُ فِي التِّجَارَةِ إِلَى مَا آلَ1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2048"، "3780" من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده قال: قال عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه: لما قدمنا المدينة آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيني وبين سعد بن الربيع، فقال سعد بن الربيع: إني أكثر الانصار مالا، فأقسم لك نصف مالي، وانظر أي زوجتي هويت نزلت لك عنها، فإذا حلت تزوجتها. قال: فقال له عبد الرحمن: لا حاجة لي في ذلك، هل من سوق فيه تجارة؟ قال: سوق قينقاع. قال: فغدا إليه عبد الرحمن فأتى بأقط وسمن. قال: ثم تابع الغدو، فما لبث أن جاء عبد الرحمن عليه أثر صفرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تزوجت"؟ قال: نعم. قال: "ومن"؟ قال: امرأة من الانصار. قال: "كم سقت"؟ قال: زنة نواةٍ من ذهب -أو نواة من ذهب- فقال له النبي صلى الله عليه وسم: "أولم ولو بشاة". وأخرجه مالك في "الموطأ" "2/ 545"، والحميدي "1218"، وعبد الرزاق "10411"، وأحمد "3/ 90، 204-205، 271"، والبخاري "2049"، "3781"، "3937"، "5072"، "5153"، "5167"، "6082"، ومسلم "1427"، "81"، وأبو داود "2109"، والترمذي "1933"، والنسائي "6/ 119-120، 137"، وابن الجارود "726"، وأبو يعلى "3781، 3824"، والطبراني "728"، والبيهقي "7/ 236، 237"، والبغوي "2308، 2310"، من طريق حميد الطويل، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: "قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة، فآخى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سعد بن الربيع الأنصاري ... " الحديث.

أَرَّخَ المَدَائِنِيُّ، وَالهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ وَفَاتَهَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. وَقَالَ المَدَائِنِيُّ وَدُفِنَ بِالبَقِيْعِ وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ المُغِيْرَةِ عَاشَ خَمْساً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ مَجْدُوْداً فِي التِّجَارَةِ خَلَّفَ أَلْفَ بعير وثلاثة آلاف شاة ومئة فَرَسٍ وَكَانَ يَزْرَعُ بِالجُرْفِ عَلَى عِشْرِيْنَ نَاضِحاً. قلت: هذا هو الغني الشاكر وأويس فَقِيْرٌ صَابِرٌ وَأَبُو ذَرٍّ أَوْ أَبُو عُبَيْدَةَ زاهد عفيف. حسين الجعفي، عن جعفر بن برقان قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ أَعْتَقَ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ بَيْتٍ.

سعد بن أبي وقاص

10- سعد بن أبي وقاص 1: "ع" وَاسْمُ أَبِي وَقَّاصٍ: مَالِكُ بنُ أُهَيْبِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ زُهْرَةَ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لؤي. الأَمِيْر أَبُو إِسْحَاقَ القُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ المَكِّيُّ أَحَدُ العَشَرَةِ وَأَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ وَأَحَدُ مَنْ شَهِدَ بَدْراً وَالحُدَيْبِيَةَ وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَهْلِ الشُّوْرَى. رَوَى جُمْلَةً صَالِحَةً مِنَ الحَدِيْثِ، وَلَهُ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" خَمْسَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً وَانْفَرَدَ لَهُ البُخَارِيُّ بِخَمْسَةِ أَحَادِيْثَ وَمُسْلِمٌ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً. حَدَّثَ عَنْهُ بن عُمَرَ وَعَائِشَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَالسَّائِبُ بنُ يَزِيْدَ وَبَنُوْهُ عَامِرٌ وَعُمَرُ وَمُحَمَّدٌ وَمُصْعَبٌ وَإِبْرَاهِيْمُ وَعَائِشَةُ وَقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ وَعُمَرُ بنُ مَيْمُوْن وَالأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ وَعَلْقَمَةُ بنُ قَيْسٍ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وَمُجَاهِدٌ وَشُرَيْحُ بنُ عُبَيْدٍ الحِمْصِيُّ وَأَيْمَن المَكِّيُّ وَبِشْرُ بنُ سَعِيْدٍ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو صَالِحٍ ذَكْوَانُ وعروة بن الزبير، وخلق سواهم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 137-149"، "6/ 12-13"، والمصنف لابن أبي شيبة "13/ ترجمته "15757"، وتاريخ خليفة "223"، ومسند أحمد "1/ 168-187"، وفضائل الصحابة "2/ 748"، وتاريخ البخاري الكبير "4/ ترجمة 1908"، وتاريخه الصغير "1/ 26، 51، 69، 72، 83، 91، 100، 101، 104، 108، 114"، والكنى للدولابي "1/ 63"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 405"، وحلية الأولية "1/ ترجمة 72"، والاستيعاب "2/ 606"، وأسد الغابة "2/ 290"، والإصابة "2/ ترجمة 3194"، تهذيب الأسماء واللغات "1/ 213"، وتاريخ الإسلام "2/ 281"، والعبر "1/ 60"، والكاشف "1/ ترجمة 1863"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 9"، وتهذيب التهذيب "3/ 483"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2403".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ المُطَهَّرِ التَّمِيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ سَمِعْتُ جَابِرَ بنَ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ عُمَر لسَعد: قَدْ شَكَوْكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي الصَّلاَةِ قَالَ أما أنا فإني أمد في الأولين وَأَحذِفُ فِي الأُخْرَيَيْن وَمَا آلُوا مَا اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلاَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ أَوْ كَذَاكَ الظَّنُّ بِكَ1. أَبُو عَوْنَ الثَّقَفِيُّ: هُوَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَبِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي وَالِدِي، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ مَرَرْتُ بِعُثْمَانَ فِي المَسْجِدِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَمَلأَ عَيْنَيْهِ مِنِّي ثُمَّ لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ فَأَتَيْتُ عُمَرَ فَقُلْتُ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! هَلْ حَدَثَ فِي الإِسْلاَمِ شَيْءٌ? قَالَ وَمَا ذَاكَ? قُلْتُ إِنِّي مَرَرْتُ بِعُثْمَانَ آنِفاً فَسَلَّمْتُ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى عُثْمَانَ فَأَتَاهُ فَقَالَ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَكُوْنَ رَدَدْتَ عَلَى أَخِيْكَ السَّلاَمَ? قَالَ مَا فَعَلْتُ قُلْتُ بَلَى حَتَّى حَلَفَ وَحَلَفْتُ ثُمَّ إِنَّهُ ذَكَرَ فَقَالَ بَلَى فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوْبُ إِلَيْهِ إِنَّكَ مَرَرْتَ بِي آنِفاً وَأَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِي بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ وَاللهِ مَا ذَكَرْتُهَا قَطُّ إلَّا يَغْشَى بَصَرِي وَقَلْبِي غِشَاوَةً فَقَالَ سَعْدٌ فَأَنَا أُنْبِئُكَ بِهَا إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ ذَكَرَ لَنَا أَوَّلَ دَعْوَةٍ ثُمَّ جَاءهُ أَعْرَابِيٌّ فَشَغَلَهُ ثُمَّ قَامَ رَسُوْلُ الله فاتبعته فلما أَشْفَقْتُ أَنْ يَسْبِقَنِي إِلَى مَنْزِلِهِ ضَرَبْتُ بِقَدَمِي الأَرْضَ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَالْتَفَتُّ فَقَالَ: "أَبُو إِسْحَاقَ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُوْلَ اللهِ قَالَ: "فَمَهْ"؟ قُلْتُ: لاَ وَاللهِ إلَّا أَنَّكَ ذَكَرْتَ لَنَا أَوَّلَ دَعْوَةٍ ثُمَّ جَاءَ هَذَا الأَعْرَابِيُّ فَقَالَ: "نَعَم دَعْوَةُ ذِي النُّونِ: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين} [الأَنْبِيَاءُ: 87] ، فَإِنَّهَا لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ رَبَّهُ فِي شيء قط إلَّا استجاب له".

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه الطيالسي "216"، وأحمد "1/ 175"، والبخاري "770"، ومسلم "453، 159"، وأبو داود "803"، والنسائي "2/ 174"، والبزار "1063"، وأبو يعلى "692، 741، 742"، وأبو عوانة "2/ 150"، والبغوي في "الجعديات" "612"، والبيهقي "2/ 65" من طرق عن شعبة، به.

أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيْقِ الفِرْيَابِيِّ، عَنْ يُوْنُسَ1. بن وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنِي بن شِهَابٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ المِسْوَرِ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ أَبِي وَسَعْدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ بنِ عَبْدِ يَغُوْثَ عَامَ أَذْرح فَوَقَعَ الوَجَعُ بِالشَّامِ فَأَقَمْنَا بِسَرْغٍ خَمْسِيْنَ لَيْلَةً وَدَخَلَ عَلَيْنَا رَمَضَانَ فَصَامَ المِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَفْطَرَ سَعْدٌ وَأَبَى أَنْ يَصُوْمَ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا إِسْحَاقَ! أَنْتَ صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى الله عيه وَسَلَّمَ وَشَهِدْتَ بَدْراً وَأَنْتَ تُفْطِرُ وَهُمَا صَائِمَانِ? قال: أنا أفقه منهما. بن جُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بنُ عَمْرَو أَنَّ سَعْدَ بن أبي وقاص وفد على مُعَاوِيَةَ فَأَقَامَ عِنْدَهُ شَهْراً يَقْصُرُ الصَّلاَةَ وَجَاءَ شَهْرَ رَمَضَان فَأَفْطَرَهُ مُنْقَطِعٌ. شُعْبَةُ وَغَيْرُهُ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ المِسْوَرِ قَالَ كُنَّا فِي قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الشَّامِ يُقَالُ لَهَا عَمَّانُ وَيُصَلِّي سَعْدٌ ركعتين فسألناه فقال أنا نحن أعلم. بن عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ شَهِدَ سَعْدٌ وَابْنُ عمر الحكمين. بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ قُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ مَنْ أَنَا? قَالَ سَعْدُ بنُ مَالِكِ بنِ وُهَيْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ زُهْرَةَ مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَعَلَيْهِ لَعنَةُ اللهِ2. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَأُمُّهُ حَمْنَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ مناف. قال ابن مندة أسلم سعد بن سبع عشرة سنة وكان قصيرًا دحداحًا شَثْنَ الأَصَابِعِ غَلِيْظاً ذَا هَامَةٍ تُوُفِّيَ بِالعَقِيْقِ فِي قَصْرِهِ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ مِنَ المَدِيْنَةِ وحمل إليها سنة خمس وخمسين.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "1/ 170"، والترمذي مختصرا "3505"، والنسائي في "اليوم والليلة" "656" وأبو يعلى "772"، والطبراني في "الدعاء" "124"، والحاكم "1/ 505"، "2/ 382، 383"، والبزار "3150" كشف الأستار، والبيهقي في الشعب" "620" من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، به. قلت: في إسناده إسماعيل بن عمر، أبو المنذر الواسطي، قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن معين: ليس به بأس. 2 ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" "289"، والحاكم "3/ 495"، والفسوي "3/ 166"، وابن سعد "3/ 137" من طريق علي بن زيد بن جدعان، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته علي بن زيد بن جدعان، فإنه ضعيف.

الوَاقِدِيُّ، عَنْ بُكَيْرِ بنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ كَانَ أَبِي رَجُلاً قَصِيْراً دَحْدَاحاً غَلِيْظاً ذَا هامةٍ شَثْنَ الأَصَابِعِ أَشْعَرَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. وَعَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ قَالَ كَانَ سَعْدٌ جَعْدَ الشَّعْرِ أَشْعَرَ الجَسَدِ آدَمَ أَفْطَسَ طَوِيْلاً1. يَعْقُوْبُ بنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنِ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ المِسْوَرِ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ رَدَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عُمَيْرَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ بَدْرٍ اسْتَصْغَرَهُ فَبَكَى عُمَيْرٌ فَأَجَازَهُ فَعَقَدْتُ عَلَيْهِ حِمَالَةَ سَيْفِهِ وَلَقَدْ شَهِدْتُ بَدْراً وَمَا فِي وَجْهِي شَعْرَةٌ وَاحِدَةٌ أَمْسَحُهَا بِيَدِي2. جَمَاعَةٌ، عَنْ هَاشِمِ بنِ هَاشِمِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ سَمِعْتُ سعدًا يَقُوْلُ مَا أَسْلَمَ أَحَداً فِي اليَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَ لَيَالٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلاَمِ3. وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ المَاجِشُوْنِ سَمِعْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ سَعْدٍ تَقُوْلُ مَكَثَ أَبِي يَوْماً إِلَى اللَّيْلِ وَإِنَّهُ لَثُلُثُ الإِسْلاَمِ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ قَالَ سَعْدُ بنُ مَالِكٍ مَا جَمَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ قَبْلِي وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ ليقول لي يا سعد ارم فذاك أَبِي وَأُمِّي! وَإِنِّي لأَوَّلُ المُسْلِمِيْنَ رَمَى المُشْرِكِيْنَ بِسَهْمٍ وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَابِعَ سَبْعَةٍ مَا لَنَا طَعَامٌ إلَّا وَرَقَ السَّمُرِ حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الإِسْلاَمِ لَقَدْ خِبْتُ إِذَنْ وَضَلَّ سَعْيِي4. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ إسماعيل.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه الطبراني في "الكبير" "293"، وفيه عبد العزيز بن عمران الزهري المدني، وهو عبد العزيز بن أبي ثابت، قال البخاري: لا يكتب حديثه، وقال النسائي وغيره: متروك. وقال يحيى بن معين: ليس بثقة. 2 ضعيف جدا: في إسناده عبد العزيز بن عمران، وهو عبد العزيز بن أبي ثابت، متروك كما ذكرنا في التعليق السابق. 3 صحيح أخرجه البخاري "3726"، "7727"، "3858". 4 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه الطيالسي "212"، وأحمد "1/ 174، 181، 186"، والحميدي "78"، ووكيع في "الزهد" "123"، وهناد في "الزهد" "771" والبخاري "3728"، "5412"، ومسلم "2966، وأبو يعلى "732"، من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. قوله: "مالنا طعام إلا ورق السمر" هو ضرب من شجر الطلح الواحدة سمرة، وقوله: "أصبحت بنو أسد تعززني على الإسلام" أي توقفني عليه. وقيل: توبخني على التقصير فيه.

وَرَوَى المَسْعُوْدِيُّ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أول من رمى بسهم في سبيل الله سعد وإنه من أحوال النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَاتَمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ بُكَيْرِ بنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَمَعَ لَهُ أَبَوَيْهِ قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِنَ المُشْرِكِيْنَ قَدْ أَحْرَقَ المُسْلِمِيْنَ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ: "ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي" فَنَزَعْتُ بِسَهْمٍ لَيْسَ فِيْهِ نَصْلٌ فَأَصَبْتُ جَبْهَتَهُ فَوَقَعَ وَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ فَضَحِكَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُه1. عَبْدُ اللهِ بنُ مُصْعَبٍ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ عقبة، عن بن شِهَابٍ قَالَ قَتَلَ سَعْدٌ يَوْمَ أُحدٍ بِسَهْمٍ رُمِيَّ بِهِ فَقَتَلَ فَرُدَّ عَلَيْهِم فَرَمَوا بِهِ فَأَخَذَهُ سَعْدٌ فَرَمَى بِهِ الثَّانِيَةَ فَقَتَلَ فَرُدَّ عَلَيْهِم فَرَمَى بِهِ الثَّالِثَةَ فَقَتَلَ فَعَجِبَ النَّاسُ مِمَّا فَعَلَ. إِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ. ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي صالح بن كيسان، عن بعض آل سعد، عَنْ سَعْدٍ أَنَّهُ رَمَى يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُنَاوِلُنِي النَّبْلَ وَيَقُوْلُ: "ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي" حَتَّى إِنَّهُ لَيُنَاوِلُنِي السَّهْمَ مَا لَهُ من نصل فأرمي به. قَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: كَانَ جَيِّدَ الرَّمْي سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: جَمَعَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ2. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، وَقَدْ سَاقَهُ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ بِضْعَةَ عَشَرَ وَجْهاً. وَسَاقَ حَدِيْثَ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ مِنْ سَبْعَةَ عَشَرَ طَرِيْقاً بِأَلْفَاظِهَا وَبِمِثْلِ هَذَا كَبِرَ تَارِيْخُهُ وَسَاقَ حَدِيْثَ عَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَلِيٍّ مَا سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَمَعَ أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ غَيْرَ سَعْدٍ مِنْ سِتَّةِ عَشَرَ وَجْهاً رَوَاهُ: مِسْعَرٌ، وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ عَنْهُ. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنِ بن المُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْمَعُ أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ غير سعد. تفرد به بن عيينة.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2412"، والطبراني في "الكبير" "315". 2 صحيح على شرط الشيخين: "أخرجه ابن سعد "3/ 141"، وابن أبي شيبة "12/ 87"، "14/ 390"، والطيالسي "220"، وأحمد "1/ 174، 180"، والبخاري "3725"، و"4057"، ومسلم "2412"، والترمذي "2830، 3754"، وابن ماجه "130"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1406"، والبزار "1067"، والنسائي في "الكبرى" "8216"، وفي "عمل اليوم والليلة" "195، "196"، وأبو يعلى "795"، والخطيب في تاريخه "13/ 320"، من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وَقَدْ رَوَاهُ: شُعْبَةُ وَزَائِدَةُ وَغَيْرُهُمَا، عَنْ يَحْيَى بن سعيد، عن سعد وهو أصح. ابْنُ زَنْجَوَيْه: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ سَمِعْتُهَا تَقُوْل أَنَا ابْنَةُ المُهَاجِرِ الَّذِي فَدَاهُ رَسُوْلُ اللهِ يَوْمَ أُحُدٍ بِالأَبَوَيْنِ. الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ لَقَدْ رَأَيْتُ سَعْداً يُقَاتِلُ يَوْمَ بَدْرٍ قِتَالَ الفَارِسِ فِي الرِّجَالِ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ، عَنِ الأَعْمَشِ فَقَالَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ. يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَقَّاصِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرِيَّةً فِيْهَا سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى جَانِبٍ مِنَ الحِجَازِ يُدْعَى: رَابِغٍ، وَهُوَ مِنْ جَانِبِ الجُحْفَةِ، فَانْكَفَأَ المُشْرِكُوْنَ عَلَى المُسْلِمِيْنَ، فَحَمَاهُمْ سَعْدٌ يَوْمَئِذٍ بِسِهَامِهِ، فَكَانَ هَذَا أَوَّلُ قِتَالٍ فِي الإِسْلاَمِ فَقَالَ سَعْدٌ: أَلاَ هَلْ أَتَى رَسُوْلَ اللهِ أَنِّي ... حَمَيْتُ صَحَابَتِي بِصُدُورِ نَبْلِي فَمَا يَعتَدُّ رامٍ فِي عدوٍّ ... بِسَهْمٍ يَا رَسُوْلَ اللهِ قَبْلِي وَفِي البُخَارِيِّ لِمَرْوَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ: أَخْبَرَنِي هَاشِمُ بنُ هَاشِمٍ سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ سَمِعْتُ سَعْداً يَقُوْلُ نَثَلَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كِنَانَتَهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَقَالَ: "ارْمِ! فِدَاكَ أَبِي وأمي"1. أنبأنا به أحمد بن سلامة، عن بن كليب، أنبأنا بن بيان، أنبأنا بنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ فَذَكَرَهُ. القَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ أَرِقَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: "لَيْتَ رَجُلاً صَالِحاً مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ" قَالَتْ: فَسَمِعْنَا صَوْتَ السِّلاَحِ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ مَنْ هَذَا? قَالَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَا يَا رَسُوْلَ اللهِ جِئْتُ أَحْرُسُكَ فَنَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيْطَهُ2. أَبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ عَبْدُ الكَبِيْرِ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ أَنَّ أَبَاهُ سَعْداً كَانَ فِي غَنَمٍ لَهُ فَجَاءَ ابْنُهُ عُمَرُ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ أَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ قَالَ يَا أَبَةِ أَرَضِيْتَ أَنْ تَكُوْنَ أَعْرَابِياً فِي غَنَمِكَ وَالنَّاسُ يتنازعون في الملك بالمدينة فضرب

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4055". 2 صحيح: أخرجه البخاري "2885"، "7231"، ومسلم "2410".

صَدْرَ عُمَرَ وَقَالَ: اسْكُتْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "إن اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِيَّ، الغَّنِيَّ، الخَفِيَّ" 1. روحٌ وَالأَنْصَارِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، أَنْبَأَنَا ابْنُ عون، عن محمد بن محمد بن الأسود، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضَحِكَ يوْمَ الخَنْدَقِ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ كَانَ رَجُلٌ مَعَهُ تُرْسٌ وَكَانَ سَعْدٌ رَامِياً فَجَعَلَ يَقُوْلُ كَذَا يُحَوِّي بِالتُّرْسِ وَيُغَطِّي جَبْهَتَهُ فَنَزَعَ لَهُ سَعْدٌ بِسَهْمٍ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ رَمَاهُ فَلَمْ يُخْطِ هَذَهِ مِنْهُ يَعْنِي جَبْهَتَهُ فانْقَلَبَ وَأَشَالَ بِرِجْلِهِ فَضَحِكَ رَسُوْلُ اللهِ مِنْ فِعْلِهِ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ2. يَحْيَى القَطَّانُ وَجَمَاعَةٌ، عَنْ صَدَقَةَ بنِ المُثَنَّى، حَدَّثَنِي جَدِّي رِيَاحِ بنِ الحَارِثِ أَنَّ المُغِيْرَةَ كَانَ فِي المَسْجِدِ الأَكْبَرِ، وَعِنْدَهُ أَهْلُ الكُوْفَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ، فَاسْتَقْبَلَ المُغِيْرَةَ فَسَبَّ وَسَبَّ. فَقَالَ سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ: مَنْ يَسُبُّ هَذَا يَا مُغِيْرَةُ? قَالَ يَسُبُّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ يَا مُغير بن شُعَيِّب يَا مُغير بن شُعَيِّب? إلَّا تَسْمَعُ أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُسَبُّوْنَ عِنْدَكَ وَلاَ تُنْكِرُ وَلاَ تُغَيِّرُ فَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَا سَمِعْتْ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَرْوِي عَنْهُ كَذِباً إِنَّهُ قَالَ: "أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ وَعلِيٌّ فِي الجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِي الجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي الجَنَّةِ وَسَعْدُ بنُ مَالِكٍ فِي الجَنَّةِ" وَتَاسِعُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الجَنَّةِ وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ فَضَجَّ أَهْلُ المَسْجِدِ يُنَاشِدُوْنَهُ يَا صَاحِبَ رَسُوْلِ اللهِ مَنِ التَّاسِعُ? قَالَ نَاشَدْتُمُوْنِي بِاللهِ وَاللهُ عَظِيْمٌ أَنَا هُوَ وَالعَاشِرُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاللهِ لَمَشْهَدٌ شَهِدَهُ رَجُلٌ مَعَ رَسُوْلِ الله -صلى الله عليه وسلم- أفضل من عَمَلِ أَحَدِكُم وَلَوْ عُمِّرَ مَا عُمِّرَ نُوْحٌ3. أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائَيُّ، وَابْنُ مَاجَه، مِنْ طريق صدقة.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "1/ 168" ومسلم "2965"، وأبو يعلى "737"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 24-25، 94"، والبيهقي في "الشعب" "10370"، والبغوي "4228"، من طريق بكير بن مسمار، به. قلت: إسناده حسن، بكير بن مسمار الزهري، صدوق، وقوله: "الغني" قال النووي في "شرح مسلم": المراد بالغنى غنى النفس، هذا هو الغنى المحبوب لقوله صلى الله عليه وسلم: "ولكن الغنى غنى النفس" وأشار القاضي إلى أن المراد: الغنى بالمال، وقوله: "الخفي" هو المعتزل عن الناس الذي يخفى عليهم مكانه. 2 صحيح: مر قريبا برقم "185". 3 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 187"، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الفضائل" "90، 91" وابن أبي شيبة "12/ 12، 42"، وأبو داود "4650"، وابن ماجه "133"، وابن أبي عاصم "1434، 1435"، والنسائي في "الكبرى" "8219" من طريق صدقة بن المثنى، به.

شُعْبَةُ، عَنِ الحُرِّ: سَمِعْتُ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الأَخْنَسِ قَالَ: خَطَبَ المُغِيْرَةُ بنُ شُعْبَةَ فَنَالَ مِنْ عَلِيٍّ فَقَامَ سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ فَقَالَ: مَا تُرِيْدُ إِلَى هَذَا؟ أَشْهَدُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "عَشْرَةٌ فِي الجَنَّةِ رَسُوْلُ اللهِ فِي الجَنَّةِ وَأَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ ... " الحَدِيْثُ1. الحُرُّ: هُوَ ابْنُ الصَّيَّاحِ. عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ، عَنِ الحَسَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الحُرُّ بِنَحْوِهِ. بن أَبِي فُدَيْكٍ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ يَعْقُوْبَ، عَنْ عُمَرَ بنِ سَعِيْدِ بنِ سُرَيْجٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ حُمَيْد حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيْهِ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ فِي نَفَرٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "عَشْرَةٌ فِي الجَنَّةِ أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ ... " وَسَمَّى فِيْهِم أَبَا عُبَيْدَةَ2. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُعَيْرِ بنِ الخِمْسِ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ: "عَشْرَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ ... " ثُمَّ سَمَّى العَشْرَةَ3. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَجَمَاعَةٌ إِذْناً قَالُوا، أَنْبَأَنَا حَنْبَلٌ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ المُذْهِبِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 88، 90، 92، 94"، وأحمد "1/ 188"، والطيالسي "236"، وأبو داود "4649"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1429، 1430، 1431"، من طريق شعبة، عن الحر بن الصباح، به، وأخرجه ابن أبي شيبة "12/ 15"، والنسائي في "الكبرى" "8156، 8204"، من طريق الحر بن الصياح، به. وفي إسناده عبد الرحمن بن الأخنس، مستور، وللحديث طريق أخرى يرتقي به إلى درجة الصحة، وراجع تعليقنا القادم رقم "195". 2 صحيح لغيره: أخرجه الترمذي "3748"، والنسائي في "الكبرى" "8195"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1436"، والحاكم "3/ 440"، من طريق ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن عمر بن سعيد، به. قلت: موسى بن يعقوب، وعمر بن سعيد بن سريج، كلاهما ضعيف. لكن يشهد للحديث ما ورد عن عبد الرحمن بن عوف أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وَعلِيٌّ فِي الجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وَسَعِيْدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ فِي الجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ فِي الجنة". أخرجه أحمد "1/ 193"، والترمذي "3747"، والنسائي في "الكبرى" "8194"، وأبو يعلى "835"، والبغوي "3925" من طريق قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ محمد الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، به. 3 صحيح لغيره: في إسناده حبيب بن أبي ثابت، مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه، لكن يصح بما قبله، وبما بعده.

جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلاَلِ بنِ يِسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ ظَالِمٍ قَالَ: خَطَبَ المُغِيْرَةُ فَنَالَ مِنْ عَلِيٍّ فَخَرَجَ سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ فَقَالَ: إلَّا تَعْجَبُ مِنْ هَذَا يَسُبُّ عَلِيّاً أَشْهَدُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّا كُنَّا عَلَى حِرَاءٍ أَوْ أُحُدٍ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اثْبُتْ حِرَاءُ أَوْ أُحُدُ! فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيْقٌ أَوْ شَهِيْدٌ" فَسَمَّى النَّبِيَّ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيّاً وطلحة والزبير وسعدًا وعبد الرحمن وسمى سعيدًا نَفْسَهُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِم1 وَلَهُ طُرُقٌ. وَمِنْهَا: عَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، عن أبيه، عن هلال بن يِسَافٍ، عَنْ سَعِيْدٍ نَفْسِهِ وَقَالَ: "اسْكُنْ حِرَاءُ". أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الخَيْرِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الغَنِيِّ الحَافِظُ فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا، أَنْبَأَنَا المُبَارَكُ بنُ المُبَارَكِ السِّمْسَارُ، أَنْبَأَنَا النِّعَالِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ المُنْذِرِ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الدَّقِيْقِيُّ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ الهَادِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ قَالَ: جَاءتْ أَرْوَى بِنْتُ أُوَيْسٍ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ فَقَالَتْ: إِنَّ سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قَدْ بَنَى ضَفِيْرَةً فِي حَقِّي فَائْتِهِ فَكَلِّمْهُ فَوَاللهِ لَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ لأَصِيْحَنَّ بِهِ فِي مَسجدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهَا لاَ تُؤْذِي صَاحِبَ رَسُوْلِ اللهِ! مَا كَانَ لِيَظْلِمَكِ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ لَكِ حَقّاً. فَخَرَجَتْ فَجَاءتْ عمَارَةَ بنَ عَمْرٍو وَعَبْدَ اللهِ بنَ سَلَمَةَ فَقَالَتْ لَهُمَا ائْتِيَا سَعِيْدَ بن زَيْدٍ فَإِنَّهُ قَدْ ظَلَمَنِي وَبنَى ضَفِيْرَةً فِي حَقِّي فَوَاللهِ لَئِنْ لَمْ يَنْزَعْ لأَصِيْحَنَّ بِهِ فِي مَسْجِدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَخَرَجَا حَتَّى أَتَيَاهُ فِي أَرْضِهِ بِالعَقِيْقِ فَقَالَ لَهُمَا مَا أَتَى بِكُمَا? قَالاَ جَاءَ بِنَا أَرْوَى زَعَمَتْ أَنَّكَ بَنَيْتَ ضَفِيْرَةً فِي حَقِّهَا وَحَلَفَتْ بِاللهِ لَئِنْ لَمْ تَنْزعْ لَتَصِيْحَنَّ بِكَ فِي مَسْجِدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَحْبَبْنَا أَنْ نَأْتِيَكَ وَنُذَكِّرَكَ بِذَلِكَ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "من أخذ شبرا من الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقٍّ طُوِّقَهُ يَوْمَ القِّيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِيْنَ" لَتَأْتِيَنَّ فَلْتَأْخُذْ مَا كَانَ لَهَا مِنْ حَقٍّ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ كَذَبَتْ عليَّ فَلاَ تُمِتْهَا حَتَّى تُعْمِي بَصَرَهَا وَتَجْعَلَ مَنِيَّتهَا فِيْهَا. ارْجِعُوا فَأَخْبِرُوْهَا بِذَلِكَ فَجَاءتْ فَهَدَمَتِ الضَّفِيْرَةَ وَبَنَتْ بَيْتاً فَلَمْ تَمْكُثْ إلَّا قَلِيْلاً حَتَّى عَمِيَتْ وَكَانَت تَقُوْمُ مِنَ اللَّيْلِ وَمَعَهَا جَارِيَةٌ تَقُوْدُهَا فَقَامَتْ لَيْلَةً وَلَمْ تُوْقِظِ الجَارِيَةَ فَسَقَطَتْ فِي البِئْرِ فَمَاتَتْ2. هَذَا يُؤَخَّرُ إِلَى تَرْجَمَةِ سعيد بن زيد.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "1/ 188، 189"، والطيالسي "235"، وابن ماجه "134"، والنسائي في "الكبرى" "8205" من طريق شعبة، عن حصين به، وإسناده حسن، عبد الله بن ظالم، صدوق. لكن يشهد له ما قبله. 2 صحيح أخرجه مسلم "1610" "139"، ورواه مختصرا البخاري "3198".

أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ الهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلَيْنِ، عَنْ يَمِيْنِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيَسَارِهِ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيْضُ يُقَاتِلاَنِ عَنْهُ كَأَشَدِّ القِتَالِ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلاَ بَعْدُ1. الثَّوْرِيُّ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: اشْتَرَكْتُ أَنَا وَسَعْدٌ وَعَمَّارٌ يَوْمَ بَدْرٍ فِيْمَا أَصَبْنَا من الغنيمة فجاء سَعْدٌ بِأَسِيْرَيْنِ وَلَمْ أَجِئْ أَنَا وَعَمَّارٌ بِشَيْءٍ. شَرِيْكٌ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ أَشَدُّ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ عُمَرُ وَعَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ. أَبُو يَعْلَى فِي "مُسْنَدِهِ": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كُنَّا جُلُوْساً عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قَالَ: "يَدْخُلُ عَلَيْكُم مِنْ هَذَا البَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ" فَطَلَعَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ. رِشْدِيْنُ بنُ سَعْدٍ، عَنِ الحَجَّاجِ بنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الغِفَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا البَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ" فَدَخَلَ سعد بن أبي وقاص. ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا عقِيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي مَنْ لاَ أَتَّهِمُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ بَيْنَا نَحْنُ جُلُوْسٌ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "يَطْلُعُ عَلَيْكُم الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ" فَاطَّلَعَ سَعْدٌ. الثَّوْرِيُّ، عَنِ المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَعْدٍ {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم} [الأَنْعَامُ: 52] ، قَالَ نَزَلَتْ فِي سِتَّةٍ: أَنَا وَابْنُ مَسْعُوْدٍ مِنْهُم2. مَسْلَمَةُ بنُ عَلْقَمَةَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ أَنَّ سَعْداً قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فيَّ {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا} [العَنْكَبُوْتُ: 8] ، قَالَ كُنْتُ بَرّاً بِأُمِّي فَلَمَّا أَسْلَمْتُ قَالَتْ: يَا سَعْدُ مَا هَذَا الدِّيْنُ الَّذِي قَدْ أَحْدَثْتَ? لَتَدَعَنَّ دِيْنَكَ هَذَا أَوْ لاَ آكُلُ وَلاَ أَشْرَبُ حَتَّى أَمُوْتَ فَتُعَيَّرَ بِي فَيُقَالُ: يَا قَاتِلَ أُمِّهِ قُلْتُ: لاَ تَفْعَلِي يَا أُمَّهُ إِنِّي لاَ أَدَعُ دِيْنِي هَذَا لِشَيْءٍ. فَمَكَثَتْ يَوْماً لاَ تَأْكُلُ وَلاَ تَشْرَبُ وَلَيْلَةً، وأصبحت وقد

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 171"، والطيالسي "206"، والبخاري "4054"، ومسلم "2306"، "47"، والبيهقي "3/ 254"، من طريق إبراهيم بن سعد، به، وأخرجه أحمد "1/ 171" من طريق يعقوب وسعد قالا: ثنا أبي، عن أبيه، عن جده، به. وأخرجه "1/ 177" من طريق محمد بن عبيد، حدثنا مسعر، عن سعد بن إبراهيم، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2413"، وابن ماجه "4128" من طريق المقدام بن شريح، به.

جُهِدَتْ فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ يَا أُمَّهُ! تَعْلَمِيْنَ -وَالله- لَوْ كَانَ لَكِ مَائَةُ نَفْسٍ فَخَرَجَتْ نَفْساً نَفْساً مَا تَرَكْتُ دِيْنِي إِنْ شئت فكلي أو لا تأكلي. فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ أَكَلَتْ1. رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ. مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ أَقْبَلَ سَعْدُ بنُ مَالِكٍ فقال رسول الله: "هَذَا خَالِي فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ" 2. قُلْتُ لأَنَّ أُمَّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زُهْرِيَّةٌ وَهِيَ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ ابْنَةُ عَمِّ أَبِي وَقَّاصٍ. يَحْيَى القَطَّانُ، عَنِ الجَعْدِ بنِ أَوْسٍ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ قَالَتْ: قَالَ سَعْدٌ: اشْتَكَيْتُ بِمَكَّةَ فَدَخَلَ عليَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعُوْدُنِي فَمَسَحَ وَجْهِي وَصَدْرِي وَبَطْنِي وَقَالَ: "اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْداً" فَمَا زِلْتُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنِّي أَجِدُ بَرْدَ يَدِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى كبدي حتى الساعة3. أخرجه البخاري والنسائي.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "1/ 181"، ومسلم مختصرا "1748" "34"، والطيالسي "208"، وعبد بن حميد "132"، والطحاوي "3/ 279"، وأبو عوانة "4/ 103-104، 104"، والبيهقي في "السنن" "6/ 291" من طريق شعبة، حدثني سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد قال: "أنزلت في أبي أربع آيات......" فذكره. قلت: إسناده حسن، سماك بن حرب، صدوق. 2 صحيح: أخرجه الترمذي "3752" من طريق أبي أسامة، عن مجالد، عن عامر الشعبي، عن جابر بن عبد الله قال: أقبل سعد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حَسَنٌ غَرِيْبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيْثِ مجالد. قلت: مجالد، هو ابن سعيد بن عمير، ضعيف، لكن قد تابعه إسماعيل بن أبي خالد عند الحاكم "3/ 498" فرواه عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن جابر، به، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قلت: وهو كما قالا: وقد خرجت هذا الحديث في تخريجنا وتعليقنا على كتاب [منهاج السنة] لابن تيمية الجزء السادس بتعليق رقم "197" ط/ دار الحديث، فرجعه ثم إن شئت. 3 صحيح على شرط البخاري: أخرجه أحمد "1/ 171"، والبخاري "5659"، وفي "الأدب المفرد" "499"، وأبو داود "3104"، والنسائي في "الكبرى" "6318"، "7504"، والبيهقي "3/ 381" من طريق الجعد بن أوس، به.

أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"، حَدَّثَنَا أَبُو المُغِيْرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ يَزِيْدَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَّرَنَا وَرَقَّقَنَا فَبَكَى سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَأَكْثَرَ البُكَاءَ فَقَالَ: يَا لَيْتَنِي مِتُّ فَقَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يا سَعْدُ أَتَتَمَنَّى المَوْتَ عِنْدِي"? فَرَدَّدَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ: "يَا سَعْدُ! إِنْ كُنْتَ خُلِقْتَ لِلْجَنَّةِ فَمَا طَالَ عُمُرُكَ أَوْ حَسُنَ مِنْ عَمَلِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"1. مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ البُسْرِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ قَيْسٍ أَخْبَرَنِي سَعْدٌ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ" 2. رَوَاهُ جَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ قَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَهُ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَغْرَاءَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المَرْزُبَانِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال يَوْمَ أُحُدٍ: "اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ" ثَلاَثَ مَرَّاتٍ3. ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ قُسَيْطٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ جَحْشٍ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ إلَّا تَأْتِي نَدْعُو اللهَ تَعَالَى فَخَلَوْا فِي نَاحِيَةٍ فَدَعَا سَعْدٌ فَقَالَ يَا رَبّ! إِذَا لَقِيْنَا العَدُوَّ غدًا، فلقني رجلًا شديدًا بأسه، شديدًا

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "5/ 266، 267"، وآفته علي بن يزيد الألهاني، فهو ضعيف. 2 صحيح: أخرجه الترمذي "3751"، والبزار "2579"، وابن حبان "2215"، موارد، والحاكم "3/ 499" من طرق عن جعفر بن عون، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ بن أبي حازم قال: سمعت سعدا يَقُوْلُ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فذكره، وأخرجه أحمد في "الفضائل" "1308" عن يحيى القطان، عن إسماعيل بن أبي خالد، به، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" "1/ 93"، من طريق موسى بن عقبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، به، وأخرجه ابن أبي عاصم "في السنة" "1408" حدثنا الحسن بن علي، حدثنا جعفر بن عون، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. قلت: وإسناده حسن: الحسن بن علي بن عفان الكوفي، وجعفر بن عون كلاهما صدوق، وأخرجه الحاكم "3/ 500" من طريق إبراهيم بن يحيى الشجري، عن أبيه حدثنى موسى بن عقبة، حدثني إسماعيل بن أبي خالد، به. قلت: وإسناده ضعيف، آفته إبراهيم بن يحيى الشجري، وأبوه يحيى بن محمد بن عباد الشجري، كلاهما ضعيف، وقد خرجت الحديث في كتاب [منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية] لابن تيمية ط/ دار الحديث، بتعليق رقم "120" في الجزء الثامن، فراجعه إن شئت. 3 ضعيف جدا: فيه عبد الرحمن بن مغراء، أبو زهير تركه ابن المديني، وقال ابن عدي: هو من جملة الضعفاء، وفي إسناده سعيد بن المرزبان، أبو سعد البقال، تركه الفلاس، وقال ابن معين: لا يكتب حديثه. وقال البخاري: منكر.

حَرَدُهُ، أَقَاتِلُهُ وَيُقَاتِلُنِي، ثُمَّ ارْزُقْنِي الظَّفَرَ عَلَيْهِ حَتَّى أَقْتُلَهُ، وَآخُذَ سَلَبَهُ، فَأَمَّنَ عَبْدَ اللهِ. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي غَداً رَجُلاً شَدِيْداً بَأْسُهُ، شَدِيْداً حَرَدُهُ، فَأُقَاتِلُهُ وَيقَاتِلُنِي، ثُمَّ يَأْخُذُنِي فَيَجْدَعُ أَنْفِي وَأُذُنِي، فَإِذَا لَقِيْتُكَ غَداً قُلْتَ لي: يا عبد الله! فبم جُدِعَ أَنْفُكَ وَأُذُنَاكَ؟ فَأَقُوْلُ: فِيْكَ وَفِي رَسُوْلِكَ. فَتَقُوْلُ: صَدَقْتُ. قَالَ سَعْدٌ: كَانَتْ دَعْوَتُهُ خَيْراً مِنْ دَعْوَتِي، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ آخِرَ النَّهَارِ، وَإِنَّ أَنْفَهُ وَأُذُنَهُ لَمُعَلَّقٌ فِي خَيْطٍ. أَبُو عَوَانَةَ، وَجَمَاعَةٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، عَنْ جابر بن سمرة، قال: شَكَا أَهْلُ الكُوْفَةِ سَعْداً إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لاَ يُحْسِنُ أَنْ يُصَلِّي. فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِم صَلاَةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلاَتَي العَشِيِّ، لاَ أَخْرِمُ مِنْهَا، أَرْكُدُ فِي الأُوْلَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ. فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ. فَبَعَثَ رِجَالاً يَسْأَلُوْنَ عَنْهُ بِالكُوْفَةِ، فَكَانُوا لاَ يَأْتُوْنَ مَسْجِداً مِنْ مَسَاجِدِ الكُوْفَةِ إِلاَّ قَالُوا خيرا، حتى أتوا مسجدا لبني عيسى، فَقَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سعدَةَ: أَمَا إِذْ نَشَدْتُمُوْنَا بِاللهِ، فَإِنَّهُ كَانَ لاَ يَعْدِلُ في القضية، ولا يقسم بالسوبة، وَلاَ يَسِيْرُ بِالسَّرِيَّةِ. فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ. قَالَ عَبْدُ المَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ يَتَعَرَّضُ لِلإِمَاءِ فِي السِّكَكِ، فَإِذَا سُئِلَ كَيْفَ أَنْتَ؟ يَقُوْلُ: كَبِيْرٌ مَفْتُوْنٌ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ1. مُحَمَّدُ بنُ جُحَادَةَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بنُ عَدِيٍّ، عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ: أَنَّ سَعْداً خَطَبَهُمْ بِالكُوْفَةِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ! أَيُّ أَمِيْرٍ كُنْتُ لَكُم؟ فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُكَ لاَ تَعْدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ، وَلاَ تَقْسِمُ بِالسَّوِيِّةِ، وَلاَ تَغْزُو فِي السَّرِيَّةِ، فَقَالَ سَعْدٌ: "اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَعْمِ بَصَرَهُ"، وَعَجِّلْ فَقْرَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وعرضه للفتن. قَالَ: فَمَا مَاتَ حَتَّى عَمِيَ، فَكَانَ يَلْتَمِسُ الجُدُرَاتِ، وَافْتَقَرَ حَتَّى سَأَلَ، وَأَدْرَكَ فِتْنَةَ المُخْتَارِ، فقتل فيها. عمروبن مرزوق: حدثنا شعبة، عن سعيد بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: خَرَجَتْ جَارِيَةٌ لِسَعْدٍ، عَلَيْهَا قَمِيْصٌ جَدِيْدٌ، فَكَشَفَتْهَا الريح، فشد عمر عليها بالدرة، وجاء

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "1/ 175"، والطيالسي "216"، والبخاري "770"، ومسلم "453" "159" وأبو داود "803" والنسائي "2/ 174"، وأبو يعلى "692" و"741"، وأبو عوانة "2/ 150"، والبغوي "في "الجعديات" "612" وابن حبان "1937"، "2140"، والبيهقي "2/ 65" من طريق شعبة أخبرني أبو عون، قال بهز: سَمِعْتُ جَابِرَ بنَ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لسعد: شكاك الناس في كل شيء...." فذكره.

سَعْدٌ لِيَمْنَعَهُ، فَتَنَاوَلَهُ بِالدِّرَّةِ، فَذَهَبَ سَعْدٌ يَدْعُو عَلَى عُمَرَ، فَنَاوَلَهُ الدِّرَّةَ، وَقَالَ: اقْتَصَّ. فَعَفَا عَنْ عُمَرَ. أَسَدُ بنُ مُوْسَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: كان لابن مسعود على سعد مال، قال لَهُ ابْنُ مَسْعُوْدٍ: أَدِّ المَالَ. قَالَ: وَيْحَكَ مَا لِي وَلَكَ؟ قَالَ: أَدِّ المَالَ الَّذِي قِبَلَكَ. فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللهِ إِنِّي لأَرَاكَ لاَقٍ مِنِّي شَرّاً، هَلْ أَنْتَ إِلاَّ ابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَعَبْدُ بَنِي هُذَيْلٍ. قَالَ: أَجل وَاللهِ! وَإِنَّكَ لابن حمة. فَقَالَ لَهُمَا هَاشِمُ بنُ عُتْبَةَ: إِنَّكُمَا صَاحِبَا رسول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَيْكُمَا النَّاسُ. فَطَرَحَ سَعْدٌ عُوْداً كَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ! فَقَالَ له عبد الله: قل قولا ولا تعلن. فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَاللهِ لَوْلاَ اتِّقَاءُ اللهِ لَدَعَوْتُ عَلَيْكَ دَعْوَةً لاَ تُخْطِئُكَ. رَوَاهُ ابْنُ المَدِيْنِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، وَكَانَ قَدْ أَقْرَضَهُ شَيْئاً مِنْ بَيْتِ المَالِ. وَمِنْ مَنَاقِبِ سَعْدٍ أَنَّ فَتْحَ العِرَاقِ كَانَ على يد سَعْدٍ، وَهُوَ كَانَ مُقَدَّمَ الجُيُوْشِ يَوْمَ وَقْعَةِ القَادِسِيَّةِ، وَنَصَرَ اللهُ دِيْنَهُ. وَنَزَلَ سَعْدٌ بِالمَدَائِنِ، ثُمَّ كَانَ أَمِيْرَ النَّاسِ يَوْمَ جَلُوْلاَءَ، فَكَانَ النَّصْرُ عَلَى يَدِهِ، وَاسْتَأْصَلَ اللهُ الأَكَاسِرَةَ. فَرَوَى زِيَادٌ البَكَّائِيُّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَبِيْصَةَ بنِ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَمٍّ لَنَا يَوْمَ القَادِسِيَّةِ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ نَصْرَهُ ... وَسَعْدٌ بِبَابِ القَادِسِيَّةِ مُعْصَمُ فأبنا وقد أمت نساء كثيرة ... وسنوه سعد ليس فيهم أَيِّمُ فَلَمَّا بَلَغَ سَعْداً قَالَ اللَّهُمَّ اقْطَعْ عَنِّي لِسَانَهُ وَيَدَهُ فَجَاءتْ نُشَّابَةٌ أَصَابَتْ فَاهُ فَخَرِسَ ثُمَّ قُطِعَتْ يَدُهُ فِي القِتَالِ وَكَانَ فِي جَسَدِ سَعْدٍ قُرُوْحٌ فَأَخْبَرَ النَّاسَ بِعُذْرِهِ، عَنْ شُهُوْدِ القِتَالِ. وَرَوَى نَحْوَهُ سَيْفُ بنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ. هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي مُسلمٍ، عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ أَنَّ رَجُلاً نال من علي فَنَهَاهُ سَعْدٌ فَلَمْ يَنْتَهِ فَدَعَا عَلَيْهِ فَمَا بَرِحَ حَتَّى جَاءَ بَعِيْرٌ نَادٌّ فَخَبَطَهُ حَتَّى مَاتَ. وَلِهَذِهِ الوَاقِعَةِ طُرُقٌ جَمَّةٌ، رَوَاهَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي "مُجَابِيّ الدَّعْوَةِ". وَرَوَى نَحْوَهَا الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ وَحَدَّثَ بِهَا أَبُو كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ وَرَوَاهَا ابْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، عن ابن عون، عن محمد بن محمد بن الأسود.

وَقَرَأْتُهَا عَلَى عُمَرَ بنِ القَوَّاسِ، عَنِ الكِنْدِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ القَاضِي، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ البَرْمَكِيُّ حُضُوْراً، أَنْبَأَنَا ابْنُ مَاسِي، أَنْبَأَنَا أَبُو مسلم، حدثنا الأنصاري، حدثنا بن عَوْنٍ وَحَدَّثَ بِهَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ. وَرَوَاهَا ابْنُ جُدْعَانَ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ: أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَقَعُ فِي عَلِيٍّ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ فَجَعَلَ سَعْدٌ يَنْهَاهُ وَيَقُوْلُ لاَ تَقَعْ فِي إِخْوَانِي فَأَبَى فَقَامَ سَعْدٌ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَدَعَا فَجَاءَ بُخْتِيّ يَشُقُّ النَّاسَ فَأَخَذَهُ بِالبلاَطِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ كِرْكِرَتِهِ وَالبلاَطِ حَتَّى سَحَقَهُ فَأَنَا رَأَيْتُ النَّاسَ يَتْبَعُوْنَ سَعْداً يَقُوْلُوْنَ هَنِيْئاً لك يا أبا إسحاق! استجيبت دعوتك. قُلْتُ: فِي هَذَا كَرَامَةٌ مُشْتَرَكَة بَيْنَ الدَّاعِي وَالَّذِيْنَ نِيْلَ مِنْهُم. جَرِيْرٌ الضَّبِّيُّ، عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ زُرْنَا آلَ سَعْدٍ فَرَأَيْنَا جَارِيَّةً كَأَنَّ طُوْلَهَا شِبْرٌ قُلْتُ مَنْ هَذِهِ? قَالُوا مَا تَعْرِفِيْنَهَا? هَذِهِ بِنْتُ سَعْدٍ غَمَسَتْ يَدَهَا فِي طهُوره فَقَالَ قَطَعَ اللهُ قرنَك فَمَا شِبْتُ بَعْدُ. وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مِيْنَا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَطَّلِعُ عَلَى سَعْدٍ فَيَنْهَاهَا فَلَمْ تَنْتَهِ فَاطَّلَعَتْ يَوْماً وَهُوَ يَتَوَضَّأ فَقَالَ شَاهَ وَجْهُكِ فَعَادَ وَجْهُهَا فِي قَفَاهَا. مِيْنَا: مَتْرُوْكٌ1. حَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ:، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَبِيْبَةَ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ دَعَا سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ يَا رَبِّ! بَنِيَّ صِغَارٌ فَأَخِّرْ عَنِّي المَوْتَ حَتَّى يَبْلُغُوا فَأَخَّرَ عَنْهُ المَوْتَ عِشْرِيْنَ سَنَةً. قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: وَفِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَقْعَةُ القَادِسِيَّةِ وَعَلَى المُسْلِمِيْنَ سَعْدٌ وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ شَكَا أَهْلُ الكُوْفَةِ سعدًا أميرهم إلى عمر، فعزله. وَقَالَ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ فَتْحُ جَلُوْلاَءَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ افْتَتَحَهَا سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ. قُلْتُ: قُتِلَ المَجُوْسُ يَوْمَ جَلُوْلاَءَ قَتْلاً ذَرِيْعاً فَيُقَالُ بَلَغَتِ الغَنِيْمَةُ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: سُمِّيَتْ جَلُوْلاَءُ فتح الفتوح.

_ 1 مينا بن أبي مينا، قال أبو حاتم: يكذب. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الدارقطني: متروك.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ عَزَلَ، عَنِ الكُوْفَةِ المُغِيْرَةَ وَأَمَّرَ عَلَيْهَا سَعْداً. وَرَوَى: حُصَيْنٌ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ لَمَّا أُصِيْبَ جَعَلَ الأَمْرَ شُوْرَى فِي السِّتَّةِ وَقَالَ مَنِ اسْتَخْلَفُوْهُ فَهُوَ الخَلِيْفَةُ بَعْدِي وَإِنْ أَصَابَتْ سَعْداً وَإِلاَّ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ الخَلِيْفَةُ بَعْدِي فَإِنَّنِي لَمْ أَنْزَعْهُ يَعْنِي، عَنِ الكُوْفَةِ مِنْ ضَعْفٍ وَلاَ خِيَانَةٍ. ابْنُ عُلَيَّةَ: حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ سَعْداً قَالَ مَا أَزْعُمُ أَنِّي بِقَمِيْصِي هَذَا أَحَقُّ مِنِّي بِالخِلاَفَةِ جَاهَدْتُ وَأَنَا أَعْرَفُ بِالجِهَادِ وَلاَ أَبْخَعُ نَفْسِي إِنْ كَانَ رَجُلاً خَيْراً مِنِّي لاَ أُقَاتِلُ حَتَّى يَأْتُوْنِي بِسَيْفٍ لَهُ عَيْنَانِ وَلِسَانٌ فيقول هذا مؤمن وهذا كافر. وَتَابَعَهُ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوْبَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الغَنَائِمِ القَيْسِيُّ وَجَمَاعَةٌ كِتَابَةً قَالُوا، أَنْبَأَنَا حَنْبَلٌ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ المُذْهِبِ، أَنْبَأَنَا القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا كَثِيْرُ بنُ زَيْدٍ، عَنِ المُطَّلِبِ، عَنْ عُمَرَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّهُ جَاءهُ ابْنُهُ عَامِرٌ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ! أَفِي الفِتْنَةِ تَأْمُرُنِي أَنْ أَكُوْنَ رَأْساً؟ لاَ وَاللهِ حَتَّى أُعْطَى سَيْفاً إِنْ ضَرَبْتُ بِهِ مُسْلِماً نَبَا عَنْهُ وَإِنْ ضَرَبْتُ كَافِراً قَتَلَهُ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الغَنِيَّ الخَفِيَّ التَّقِيَّ" 1. الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الضَّحَّاكِ الحِزَامِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ قام علي على منبر الكوفة فقال حين اختلف الحكمان لقد كنت نهيتكم، عن هذه الحكومة فعصيتموني فقام إليه فَتَى آدَمُ فَقَالَ: إِنَّكَ وَاللهِ مَا نَهَيْتَنَا بَلْ أَمَرْتَنَا وَذَمَرْتَنَا2، فَلَمَّا كَانَ مِنْهَا مَا تكره برأت نفسك ونحلتنا ذنبك فقال علي -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مَا أَنْتَ وَهَذَا الكَلاَم قبحك الله! والله لقد كانت الجماعة فكنت فيها خاملا فلما ظهرت الفتنة نجمت فيها نجوم قَرْنِ المَاعِزِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: لله منزل نزله سعد بن مالك وعبد الله بن عمر والله لئن كان ذنبا إِنَّهُ لَصَغِيْرٌ مَغْفُوْرٌ وَلَئِنْ كَانَ حسناً إِنَّهُ لَعَظِيْمٌ مَشْكُوْرٌ. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جُحَادَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ حُسَيْنِ بنِ خَارِجَةَ الأَشْجَعِيِّ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ أَشْكَلَتْ عَلَيَّ الفِتْنَةُ فقلت: "اللهم أرني من الحق

_ 1 حسن: سبق تخريجنا له قريبا برقم تعليق "189" فراجعه ثمت. 2 ذمرتنا: أي حثثتنا.

أَمْراً أَتَمَسَّكُ بِهِ. فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ بَيْنَهُمَا حَائِطٌ فَهَبَطْتُ الحَائِطَ فَإِذَا بِنَفَرٍ فَقَالُوا نَحْنُ المَلاَئِكَةُ قُلْتُ فَأَيْنَ الشُّهَدَاءُ? قَالُوا اصْعَدِ الدَّرَجَاتِ فَصَعَدْتُ دَرَجَةً ثُمَّ أُخْرَى فَإِذَا مُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيْمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا وَإِذَا مُحَمَّدٌ يَقُوْلُ لإِبْرَاهِيْمَ: اسْتَغْفِرْ لأُمَّتِي قَالَ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُم اهْرَاقُوا دِمَاءهُم وَقَتَلُوا إِمَامَهُم إلَّا فَعَلُوا كَمَا فَعَلَ خَلِيْلِي سَعْدٌ? قَالَ: قُلْتُ: لَقَدْ رَأَيْتُ رُؤْيَا فَأَتَيْتُ سَعْداً فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ فَمَا أَكْثَرَ فَرحاً وَقَالَ: قَدْ خَابَ مَنْ لَمْ يَكُنْ إِبْرَاهِيْمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَلِيْلَهُ قُلْتُ: مَعَ أَيِّ الطَّائِفَتَيْنِ أَنْتَ? قَالَ: مَا أَنَا مَعَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي? قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ غَنَمٍ? قُلْتُ: لاَ قَالَ: فَاشْتَرِ غَنَماً فَكُنْ فِيْهَا حَتَّى تَنْجَلِي. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ الدّقَاقُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: "مَرِضْتُ عَامَ الفَتْحِ مَرَضاً أَشْفَيْتُ مِنْهُ فَأَتَانِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعُوْدُنِي فَقُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنَّ لِي مَالاً كَثِيْراً وَلَيْسَ يَرِثُنِي إلَّا ابْنَةٌ أَفَأُوْصِي بِمَالِي كُلِّهِ? قَالَ: "لاَ" قُلْتُ: فَالشَّطْرُ قَالَ: "لاَ" قُلْتُ: فَالثُّلُثُ قَالَ: "وَالثُّلُثُ كَثِيْرٌ إِنَّكَ أَنْ تَتْرُكَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُوْنَ النَّاسَ لَعَلَّكَ تُؤَخَّرُ عَلَى جَمِيْعِ أَصْحَابِكَ وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تُرِيْدُ بِهَا وَجْهَ اللهِ إلَّا أُجِرْتَ فِيْهَا حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِيِّ امْرَأَتِكَ" قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنِّي أَرْهَبُ أَنْ أَمُوْتَ بِأَرْضٍ هَاجَرْتُ مِنْهَا قَالَ: "لَعَلَّكَ أَنْ تَبْقَى حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُوْنَ اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُم وَلاَ تَرُدَّهُم عَلَى أَعْقَابِهِم لَكِنِ البَائِسُ سَعْدُ بنُ خَوْلَةَ" يَرْثِي لَهُ أَنَّهُ مَاتَ بِمَكَّةَ1. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ من طرق، عن الزهري.

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "195، 197"، وعبد الرزاق "16357"، والحميدي "66"، وابن سعد "3/ 144"، وأحمد "1/ 176، 179"، والبخاري "3936"، "5668"، "6373"، و"6733"، ومسلم "1628"، "5"، والترمذي "2116"، والنسائي "6/ 241-242"، وابن ماجه "2708"، وأبو يعلى "747"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "4/ 379"، وابن الجارود "947"، والبيهقي "6/ 268-269"، من طرق عن الزهري، عن عامر بن سعد بن مالك، به. وقد خرجت الحديث في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" لشيخ الإسلام ابن تيمية، بتعليقنا رقم "230" ط/ دار الحديث - الجزء الخامس، فراجعه ثم إن شئت.

وَعَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ لَمَّا كَانَ الهَيْجُ فِي النَّاسِ جَعَلَ رَجُلٌ يَسْأَلُ، عَنْ أَفَاضِلِ الصَّحَابَةِ فَكَانَ لاَ يَسْأَلُ أَحَداً إلَّا دَلَّهُ عَلَى سَعْدِ بنِ مَالِكٍ. وَرَوَى: عُمَرُ بنُ الحَكَمِ، عَنْ عَوَانَةَ قَالَ دَخَلَ سَعْدٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِ بِالإِمْرَةِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَوْ شِئْتَ أَنْ تَقُوْلَ غَيْرَهَا لَقُلْتَ قَالَ فَنَحْنُ المُؤْمِنُوْنَ وَلَمْ نُؤَمِّرْكَ فَإِنَّكَ مُعْجَبٌ بِمَا أَنْتَ فِيْهِ وَاللهِ مَا يَسُرُّنِي أَنِّي عَلَى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ وَأَنِّي هَرَقْتُ مِحْجَمَةَ دَمٍ. قُلْتُ: اعْتَزَلَ سَعْدٌ الفِتْنَةَ فَلاَ حَضَرَ الجَمَلَ وَلاَ صِفِّيْنَ وَلاَ التَّحْكِيْمَ وَلَقَدْ كَانَ أَهْلاً لِلإِمَامَةِ كَبِيْرَ الشَّأْنِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. رَوَى نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيْسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: أَنَّ سَعْدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ طَافَ عَلَى تِسْعِ جَوَارٍ فِي لَيْلَةٍ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَتِ العَاشِرَةُ لَمَّا أَيْقَظَهَا، فَنَام هُوَ، فَاسْتَحْيَتْ أَنْ تُوْقِظَهُ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَأْسُ أَبِي فِي حجْرِي وَهُوَ يَقْضِي فَبَكَيْتُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ مَا يُبْكِيْكَ? قُلْتُ: لِمَكَانِكَ وَمَا أَرَى بِكَ قَالَ: لاَ تَبْكِ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُعَذِّبُنِي أَبَداً وَإِنِّي مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ. قُلْتُ: صَدَقَ وَاللهِ فَهَنِيْئاً لَهُ. اللَّيْثُ: عَنْ عقِيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ سَعْدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ لَمَّا احْتُضِرَ، دَعَا بِخَلَقِ جُبَّةِ صُوْفٍ فَقَالَ: كَفِّنُوْنِي فِيْهَا فَإِنِّي لَقِيْتُ المشركين فيها يوم بدر وَإِنَّمَا خَبَأْتُهَا لِهَذَا اليَوْمِ. ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا محمد بن عمر، حدثنا فروة بن زييد، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: أَرْسَلَ أَبِي إِلَى مَرْوَانَ بِزَكَاتِهِ خَمْسَةَ آلاَفٍ، وَتَرَكَ يَوْمَ مَاتَ مَائتَيْ أَلْفٍ وَخَمْسِيْنَ أَلْفاً. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ سَعْدٌ قَدِ اعْتَزَلَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ فِي قَصْرٍ بَنَاهُ بِطَرَفِ حَمْرَاء الأَسَدِ. وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ سَعْدٌ، وَجِيْءَ بِسَرِيْرِهِ فَأُدْخِلَ عَلَيْهَا جَعَلت تَبْكِي وَتَقُوْلُ: بَقِيَّةُ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. النُّعْمَانُ بنُ رَاشِدٍ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ سَعْدٌ آخِرَ المُهَاجِرِيْنَ وَفَاةً. قَالَ المَدَائِنِيُّ وَأَبُو عبيدة وجماعة: توفي سنة خمس وخمسين. وَرَوَى نُوْحُ بنُ يَزِيْدَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ: أَنَّ سَعْداً مَاتَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَقِيْلَ: سَنَةَ سَبْعٍ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَتَبِعَهُ قَعْنَبُ بنُ المحرزِ وَالأَوَّلُ هُوَ الصَّحِيْحُ. وَقَعَ لَهُ فِي "مُسْنَدِ بَقِيِّ بن مخلد": مئتان وَسَبْعُوْنَ حَدِيْثاً فَمِنْ ذَاكَ فِي الصَّحِيْحِ ثَمَانِيَةٌ وثلاثون حديثًا.

سعيد بن زيد

11- سعيد بن زيد 1: "ع" ابن عمرو بن نفيل العدوي، ابْنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ رِيَاحِ بنِ قُرْطِ بن رزاح بن عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ، أَبُو الأَعْوَرِ، القُرَشِيُّ، العَدَوِيُّ. أَحَدُ العَشَرَةِ المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ، وَمِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ البَدْرِيِّيْنَ، وَمِنَ الَّذِيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- رضوا عَنْهُ. شَهِدَ المَشَاهِدَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَشَهِدَ حِصَارَ دِمَشْقَ، وَفَتَحَهَا فولاه عَلَيْهَا أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ، فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ عَمِلَ نِيَابَةَ دِمَشْقَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ. وَلَهُ أَحَادِيْثَ يَسِيْرَةً: فَلَهُ حَدِيْثَانِ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ لَهُ بِحَدِيْثٍ2. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو الطُّفَيْلِ وَعَمْرُو بنُ حُرَيْثٍ وَزِرُّ بنُ حُبَيْشٍ وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ وَعَبْدُ اللهِ بنُ ظَالِمٍ وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَطَائِفَةٌ. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، أَخْبَرَكُمُ الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَسِتِّ مَائَةٍ أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ الكَاتِبَةُ بِقِرَاءَتِي، أَنْبَأَنَا طِرَادُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ رِزْقَوَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الطَّائِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مَائَةٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ الَّذِيْ أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيْلَ وماؤها شفاء للعين".

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 379-385"، "6/ 13"، تاريخ خليفة "218"، وتاريخ البخاري الكبير "3/ ترجمة 1509"، وتاريخه الصغير "1/ 101، 108، 112، 113"، والكني للدولابي "1/ 11"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 85"، وحلية الأولياء "1/ ترجمة 8"، والاستيعاب "2/ 614"، وأسد الغابة "2/ 306"، والإصابة "2/ ترجمة 3261"، وتهذيب التهذيب "4/ 34". 2 ستأتي هذه الأحاديث خلال ترجمته.

أخرجه البخاري1 من طريق بن عيينة، فوقع لنا بدلًا عاليًا. قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ عِيْسَى التَّغْلِبِيِّ، أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الصُّوْفِيُّ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مَائَةٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ الثَّقَفِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ، أَنْبَأَنَا حَاجِبُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ هُوَ ابْنُ مُنِيْبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شِبراً طُوِّقَهُ مِنْ سَبعِ أَرَضِيْنَ وَمَنْ قُتِلَ دُوْنَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيْدٌ" 2. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ، لَكِنَّهُ فِيْهِ انْقِطَاعٌ؛ لأَنَّ طَلْحَةَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْفٍ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ سَعِيْدٍ رَوَاهُ مَالِكٌ وَيُوْنُسُ وَجَمَاعَةٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فَأَدْخَلُوا بَيْنَ طَلْحَةَ وَسَعِيْدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَمْرِو بنِ سَهْلٍ الأَنْصَارِيَّ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي اليَمَانِ، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. كَانَ وَالِدُهُ زَيْدُ بنُ عَمْرٍو مِمَّنْ فَرَّ إِلَى اللهِ مِنْ عِبَادَةِ الأَصْنَامِ، وَسَاحَ فِي أَرْضِ الشَّامِ يَتَطَلَّبُ الدِّيْنَ القَيِّمِ فرأى النصارى واليهود فكره دينهم وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَلَى دِيْنِ إِبْرَاهِيْمَ وَلَكِنْ لَمْ يَظْفَرْ بِشَرِيْعَةِ إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَمَا يَنْبَغِي وَلاَ رَأَى مَنْ يُوْقِفُهُ عَلَيْهَا، وَهُوَ من

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه ابن أبي شيبة "6/ 565"، "8/ 89"، وأحمد "1/ 187، 188"، والبخاري "4639"، و"5708"، ومسلم "2049" "157، 158، 161، 162"، والترمذي "2067"، وابن ماجه "3454"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"، "228"، والنسائي في "الكبرى" "6667، 6668، 7564، 7565، 11188"، وأبو يعلى "961، 967"، وأبو عوانة "5/ 399، 400، 401، 402"، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" "564" من طرق عن عبد الملك بن عمير به. وقوله: "الكمأة" هي فطر من الفصيلة الكميئة، وهي أرضية، تنتفخ حاملات أبواغها فتنجني وتؤكل مطبوخة، وأما المن فهو الذي أنزله الله على بني إسرائيل، وهو الطل الذي يسقط على الشجر، فيجمع ويؤكل حلوا، فكأنه شبه به الكمأة بجامع ما بينهما من وجود كل منهما عفوا بغير علاج. 2 صحيح على شرط البخاري: أخرجه أحمد "1/ 187"، من طريق سفيان، عن الزهري، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، به مرفوعا. وأخرجه أحمد "1/ 188"، وعبد بن حميد "105"، والترمذي "1418"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" "230"، وابن الجارود "1019"، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" 663" من طريق عبد الرزاق: حدثنا معمر، عن الزهري، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، عن عبد الرحمن بن سهل، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، به مرفوعا، وأخرجه أحمد "1/ 189"، والبخاري "2452" من طريق أبي اليمان: حدثنا شعيب، عن الزهري، حدثني طلحة بن عبد الله بن عوف أن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل أخبره أن سعيد بن زيد قال: فذكره.

أَهْلِ النَّجَاةِ فَقَدْ شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَنَّهُ "يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ"1. وَهُوَ ابْنُ عَمِّ الإِمَامِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَعِشْ حَتَّى بُعِثَ. فَنَقَلَ يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، وَهُوَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ بِالسِّيَرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ قَالَ قَدْ كَانَ نَفَرَ مِنْ قُرَيْشٍ زَيْدُ بنُ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ وَوَرَقَةُ بنُ نَوْفَلٍ وَعُثْمَانُ بنُ الحَارِثِ بنِ أَسَدٍ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ جَحْشٍ وَأُمَيْمَةُ ابْنَةُ عَبْدِ المُطَّلِبِ حَضَرُوا قُرَيْشاً عِنْدَ وَثَنٍ لَهُم كَانُوا يَذْبَحُوْنَ عِنْدَهُ لِعِيْدٍ مِنْ أَعْيَادِهِمْ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا خَلاَ أُوْلَئِكَ النَّفَرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَقَالُوا: تَصَادَقُوا وَتَكَاتَمُوا فَقَالَ قَائِلُهُمْ تَعْلَمُنَّ وَاللهِ مَا قومكم على شيء لقد أخطئوا دِيْنَ إِبْرَاهِيْمَ وَخَالفُوْهُ فَمَا وَثَنٌ يُعَبْدُ لاَ يَضرُّ وَلاَ يَنْفَعُ فَابْتَغُوا لأَنْفُسِكُمْ قَالَ: فَخَرَجُوا يَطْلُبُوْنَ وَيَسِيْرُوْنَ فِي الأَرْضِ يَلْتَمِسُوْنَ أَهْلَ كِتَابٍ مِنَ اليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى وَالمِلَلِ كُلِّهَا يَتَطَلَّبُوْنَ الحَنِيْفِيَّةَ فَأَمَّا وَرَقَةُ فَتَنَصَّرَ وَاسْتَحْكَمَ فِي النَّصْرَانِيَّةِ وَحَصَّلَ الكُتُبَ وَعَلِمَ عِلْماً كَثِيْراً وَلَمْ يَكُنْ فِيْهِم أَعْدَلُ شَأْناً مِنْ زَيْدٍ اعْتَزَلَ الأَوْثَانَ وَالمِلَلَ إلَّا دِيْنَ إِبْرَاهِيْمَ يُوَحِّدُ اللهَ تَعَالَى وَلاَ يَأْكُلُ مِنْ ذَبَائِحِ قَوْمِهِ وَكَانَ الخَطَّابُ عَمُّهُ قَدْ آذَاهُ فَنَزَحَ عَنْهُ إِلَى أَعْلَى مَكَّةَ فَنَزَلَ حِرَاءَ فَوَكَّلَ بِهِ الخَطَّابُ شَبَاباً سُفَهَاءَ لاَ يَدَعُوْنَهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ فَكَانَ لاَ يَدْخُلُهَا إلَّا سِرّاً وَكَانَ الخَطَّابُ أَخَاهُ أَيْضاً مِنْ أُمِّهِ فَكَانَ يَلُوْمُهُ عَلَى فِرَاقِ دِيْنِهِ فَسَارَ زَيْدٌ إِلَى الشَّامِ وَالجَزِيْرَةِ وَالمَوْصِلِ يَسَأَلُ، عَنِ الدين. أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي بَكْرٍ الحَجَّارُ، أَنْبَأَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بن أحمد بن البنا، وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ، أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ الزَّاغُوْنِيِّ وَقَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ إِجَازَةً فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّ مَائَةٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ قَالُوا، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ حَمَّادٍ، أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنِ أَبِيْهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ زَيْدَ بنَ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ قَائِماً مُسْنِداً ظَهْرَهُ إِلَى الكَعْبَةِ يَقُوْلُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! وَاللهِ مَا فِيْكُمْ أَحَدٌ عَلَى دِيْنِ إِبْرَاهِيْمَ غَيْرِيْ وكان يحيي المؤودة يَقُوْلُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ: مَهْ! لاَ تَقْتُلْهَا أَنَا أَكْفِيْكَ مُؤْنَتَهَا فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَالَ لأَبِيْهَا: إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مُؤْنَتَهَا. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ غَرِيْبٌ تَفَرَّدَ بِهِ اللَّيْثُ وَإِنَّمَا يَرْوِيْهِ، عن هشام كتابة وقد علقه

_ 1 يأتي في التعليق الآتي تخريجنا له.

البُخَارِيُّ فِي "صَحِيْحِهِ" فَقَالَ: وَقَالَ اللَّيْثُ: كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ فَذَكَرَهُ وَقَدْ سَمِعَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ من هشام. وَعِنْدِي بِالإِسْنَادِ المَذْكُوْرِ إِلَى اللَّيْثِ، عَنْ هِشَامٍ نُسْخَةٌ، فَمَنْ أَنْكَرَ مَا فِيْهَا، عَنْ أَبِيْهِ عُرْوَةَ أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ وَرَقَةُ بنُ نَوْفَلٍ عَلَى بِلاَلٍ وَهُوَ يُعَذَّبُ يُلْصَقُ ظَهْرُهُ بِالرَّمْضَاءِ وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ فَقَالَ وَرَقَةُ: أَحَدٌ أَحَدٌ يَا بِلاَلُ صَبْراً يَا بِلاَلُ لِمَ تُعَذِّبُوْنَهُ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوْهُ لأَتَّخِذَنَّهُ حَنَاناً يَقُوْلُ: لأَتَمَسَّحَنَّ بِهِ هَذَا مُرْسَلٌ وَوَرَقَةُ لَوْ أَدْرَكَ هَذَا لَعُدَّ مِنَ الصَّحَابَةِ وَإِنَّمَا مَاتَ الرَّجُلُ فِي فَتْرَةِ الوَحْيِ بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَقَبْلَ الرِّسَالَةِ كَمَا فِي الصَّحِيْحِ. يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّ وَرَقَةَ كَانَ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنِّي لَوْ أَعْلَمُ أَحبَّ الوُجُوْهِ إِلَيْكَ عَبَدْتُكَ بِهِ وَلَكِنِّي لاَ أَعْلَمُ ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَى رَاحُتِهِ. يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ وَعِدَّةٌ، عَنِ المَسْعُوْدِيِّ، عَنْ نُفَيْلِ بنِ هِشَامِ بنِ سَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: مَرَّ زَيْدُ بنُ عَمْرٍو عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَزَيْدِ بنِ حَارِثَةَ فدعواه إلى سفرة لهما فقال: يابن أَخِي إِنِّي لاَ آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ فَمَا رُؤِيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ ذَلِكَ اليَوْمِ يَأْكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ المَسْعُوْدِيُّ لَيْسَ بِحُجَّةٍ. أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"، عَنْ يَزِيْدَ، عَنِ المَسْعُوْدِيِّ، ثُمَّ زَادَ فِي آخِرِهِ قَالَ سَعِيْدٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنَّ أَبِي كَانَ كَمَا قَدْ رَأَيْتَ وَبَلَغَكَ وَلَو أَدْرَكَكَ لآمَنَ بِكَ وَاتَّبَعَكَ فَاسْتَغْفِرْ لَهُ قَالَ: "نَعَم فَأَسْتَغْفِرُ له فإنه يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ"1. وَقَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، عَنِ المَسْعُوْدِيِّ، عَنْ نُفَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: مَرَّ زَيْدٌ بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبِابْنِ حَارِثَةَ وَهُمَا يَأْكُلاَنِ فِي سُفْرَةٍ فَدَعَوَاهُ فَقَالَ: إِنِّي لاَ آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ قَالَ: وَمَا رُؤِيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آكلًا مما ذبح على النصب2.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 189، 190"، والطيالسي "234"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "2/ 123-124"، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" "568"، والطبراني "350" من طريق المَسْعُوْدِيِّ، عَنْ نُفَيْلِ بنِ هِشَامِ بنِ سَعِيْدِ بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته المسعودي، واسمه عبد الرحمن بن عبد الله، فقد اختلط، وفيه نفيل بن هشام، وهشام بن سعيد بن زيد لم يوثقهما غير ابن حبان، وهو من المعروفين بالتساهل في توثيق المجاهيل والمجروحين. 2 ضعيف: آفته المسعودي، وقد بينا حاله في التعليق السابق.

فَهَذَا اللَّفْظُ مَلِيْحٌ يُفَسِّرُ مَا قَبْلَهُ، وَمَا زَالَ المُصْطَفَى مَحْفُوظاً مَحْرُوْساً قَبْلَ الوَحْيِ وَبَعْدَهُ وَلَوِ احْتُمِلَ جَوَازُ ذَلِكَ فَبِالضَّرُوْرَةِ نَدْرِي أَنَّهُ كان يأكل من ذبائح قُرَيْشٍ قَبْلَ الوَحْيِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى الإِبَاحَةِ وَإِنَّمَا تُوْصَفُ ذَبَائِحُهُمْ بِالتَّحْرِيْمِ بَعْدَ نُزُوْلِ الآيَةِ كَمَا أَنَّ الخَمْرَةَ كَانَتْ عَلَى الإِبَاحَةِ إِلَى أَنْ نَزَلَ تَحْرِيْمُهَا بِالمَدِيْنَةِ بَعْدَ يَوْمِ أُحُدٍ وَالَّذِي لاَ رَيْبَ فِيْهِ أَنَّهُ كَانَ مَعْصُوْماً قَبْلَ الوَحْيِ وَبَعْدَهُ وَقَبْلَ التَّشْرِيْعِ مِنَ الزِّنَى قَطْعاً وَمِنَ الخِيَانَةِ وَالغَدْرِ وَالكَذِبِ وَالسُّكْرِ وَالسُّجُوْدِ لِوَثَنٍ وَالاسْتِقْسَامِ بِالأَزْلاَمِ وَمِنَ الرَّذَائِلِ وَالسَّفَهِ وَبَذَاءِ اللِّسَانِ وَكَشْفِ العَوْرَةِ فَلَمْ يَكُنْ يَطُوْفُ عُرْيَاناً وَلاَ كَانَ يَقِفُ يَوْمَ عَرَفَةَ مَعَ قَوْمِهِ بِمُزْدَلِفَةَ بَلْ كَانَ يَقِفُ بِعَرَفَةَ وَبِكُلِّ حَالٍ لَوْ بَدَا مِنْهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ لَمَا كَانَ عَلَيْهِ تَبِعَةٌ لأَنَّهُ كَانَ لاَ يَعْرِفُ وَلَكِنَّ رُتْبَةَ الكَمَالِ تَأْبَى وُقُوْعَ ذَلِكَ مِنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَسْلِيْماً. أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دخلت الجَنَّةَ فَرَأَيْتُ لِزَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ دَوْحَتَيْنِ". غَرِيْبٌ رَوَاهُ البَاغَنْدِيُّ، عَنِ الأَشَجِّ عَنْهُ1. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: رَأَيْتُ زَيْدَ بنَ عَمْرٍو شَيْخاً كَبِيْراً مُسنِداً ظهره إلى الكعبة وهو يقول: وَيْحَكُم يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِيَّاكُمْ وَالزِّنَى فَإِنَّهُ يُوْرِثُ الفَقْرَ. أَبُو الحَسَنِ المَدَائِنِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ الخَطَّابِ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بنُ عَمْرٍو: شَامَمْتُ النَّصْرَانِيَّةَ وَاليَهُوْدِيَّةَ فَكَرِهْتُهُمَا فَكُنْتُ بِالشَّامِ فَأَتَيْتُ رَاهِباً فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ أَمْرِي فَقَالَ: أَرَاكَ تُرِيْدُ دِيْنَ إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا أَخَا أَهْلِ مَكَّةَ! إِنَّكَ لَتَطْلُبُ دِيْناً مَا يُوْجَدُ اليَوْمَ فَالْحَقْ بِبَلَدِكَ فَإِنَّ اللهَ يَبْعَثُ مِنْ قَوْمِكَ مَنْ يَأْتِي بِدِيْنِ إِبْرَاهِيْمَ بِالحَنِيْفِيَّةِ وَهُوَ أَكْرَمُ الخَلْقِ عَلَى اللهِ2. وَبِإِسْنَادٍ ضَعِيْفٍ، عَنْ حُجَيْرِ بنِ أَبِي إِهَابٍ قَالَ: رَأَيْتُ زَيْدَ بنَ عَمْرٍو يُرَاقِبُ الشَّمْسَ

_ 1 حسن: رواه ابن عساكر "6/ 337/ 2" من طريق محمد بن محمد الباغندي، نا عبد الله بن سعيد الكندي الأشج، نا مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ مرفوعا. وسنده حسن. والباغندي هو الإِمَامُ المُحَدِّثُ العَالِمُ الصَّادِقُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بن سليمان بن الحارث الواسطي، قيل إِنَّ أَبَا دَاوُدَ جلس بَيْنَ يَدَيْهِ، وَحَمَلَ عنه. 2 ضعيف: فيه مجالد، وهو ابن سعيد، ضعيف، وكذلك أبو الحسن المدائني الأخباري علي بن محمد، قال ابن عدي: ليس بالقوي في الحديث.

فَإِذَا زَالَتِ اسْتَقْبَلَ الكَعْبَةَ فَصَلَّى رَكْعَةً وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَأَنْشَدَ الضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ الحِزَامِيُّ لِزَيْدٍ: وَأَسْلَمْتُ وَجْهِي لِمَنْ أَسْلَمَتْ ... لَهُ المُزْنُ تَحْمِلُ عَذْباً زُلاَلاَ إِذَا سُقِيَتْ بَلْدَةٌ مِنْ بِلاَدٍ ... سِيْقَتْ إِلَيْهَا فَسَحَّتْ سِجَالاَ وَأَسْلَمْتُ نَفْسِي لِمَنْ أسلمت ... له الأرض تحمل صخرًا ثقالًا دَحَاهَا فَلَمَّا اسْتَوَتْ شَدَّهَا ... سَوَاءً وَأَرْسَى عَلَيْهَا الجِبَالاَ وَرَوَى: هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، فِيْمَا نَقَلَهُ عنه بن أَبِي الزِّنَادِ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ زَيْدَ بنَ عَمْرٍو كَانَ بِالشَّامِ، فَلَمَّا بَلَغَهُ خَبَرَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَقْبَلَ يُرِيْدُهُ فَقَتَلَهُ أَهْلُ مَيْفَعَةٍ بِالشَّامِ. وَرَوَى الوَاقِدِيُّ: أَنّه مَاتَ فَدُفِنَ بِأَصْلِ حِرَاءٍ، وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قُتِلَ بِبِلاَدِ لَخْمٍ. عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المُخْتَارِ: أَنْبَأَنَا مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ: سَمِعَ بن عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بنَ عَمْرٍو أَسْفَلَ بَلْدَحَ قَبْلَ الوَحْي فَقَدَّمَ إِلَى زَيْدٍ سُفْرَةً فِيْهَا لَحْمٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ وَقَالَ: لاَ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُوْنَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ أَنَا لاَ آكُلُ إلَّا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ. أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ: وَكَانَ يَعِيْبُ عَلَى قُرَيْشٍ وَيَقُوْلُ: الشَّاةُ خَلَقَهَا اللهُ وَأَنْزَلَ لَهَا مِنَ السَّمَاءِ وَأَنْبَتَ لَهَا مِنَ الأَرْضِ ثُمَّ تَذْبَحُوْنَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللهِ?1 أَبُو أُسَامَةَ وَغَيْرُهُ قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَيَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ حَارِثَةَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ مُرْدِفِي إِلَى نُصُبٍ مِنَ الأَنْصَابِ فَذَبَحْنَا لَهُ ضَمِيْرُ "لَهُ" رَاجِعٌ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَاةً وَوَضَعْنَاهَا فِي التَّنُّوْرِ، حَتَّى إِذَا نَضَجَتْ جَعَلْنَاهَا فِي سُفْرَتِنَا ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسِيْرُ وَهُوَ مُرْدِفِي فِي أَيَّامِ الحَرِّ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَعْلَى الوَادِي لَقِيَ زَيْدَ بنَ عَمْرٍو فَحَيَّى أَحَدُهُمَا الآخَرَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفُوا لَكَ" أَيْ: أَبْغَضُوْكَ? قَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنَّ ذَلِكَ مِنِّي لِغَيْرِ نَائِرَةٍ كَانَتْ مِنِّي إِلَيْهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاهُمْ عَلَى ضَلاَلَةٍ فَخَرَجْتُ أَبْتَغِي الدِّيْنَ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى أَحْبَارِ أَيْلَةَ فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللهَ وَيُشْرِكُوْنَ بِهِ فَدُلِلْتُ عَلَى شَيْخٍ بِالجَزِيْرَةِ فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: إِنَّ كُلَّ مَنْ رَأَيْتَ فِي ضَلاَلَةٍ إِنَّكَ لَتَسْأَلُ، عَنْ دِيْنٍ هُوَ دِيْنُ اللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَقَدْ خَرَجَ فِي أَرْضِكَ نَبِيٌّ أَوْ هُوَ خَارِجٌ ارْجِعْ إِلَيْهِ وَاتَّبِعْهُ فَرَجَعْتُ فَلَمْ أَحِسَّ شَيْئاً فَأَنَاخَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- البَعِيْرَ، ثُمَّ قَدَّمْنَا إِلَيْهِ السُّفْرَةَ. فَقَالَ: مَا هَذِهِ? قُلْنَا: شَاةٌ

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3826"، "5499".

ذَبَحْنَاهَا لِلنُّصُبِ، كَذَا قَالَ. فَقَالَ: إِنِّي لاَ آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللهِ ثُمَّ تَفَرَّقَا وَمَاتَ زَيْدٌ قَبْلَ المَبْعَثِ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "يَأْتِي أُمَّةً وَحْدَهُ". رَوَاهُ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ فِي "الغَرِيْبِ"، عَنْ شَيْخَيْنِ لَهُ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ثُمَّ قَالَ: فِي ذَبْحِهَا عَلَى النُّصُبِ وَجْهَانِ إِمَّا أَنَّ زَيْداً فَعَلَهُ، عَنْ غَيْرِ أَمْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ فَنُسِبَ ذَلِكَ إِلَيْهِ لأَنَّ زَيْداً لَمْ يَكُنْ مَعَهُ من العصمة والتوفيق مَا أَعْطَاهُ اللهُ لِنَبِيِّهِ وَكَيْفَ يَجُوْزُ ذَلِكَ وَهُوَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَدْ مَنَعَ زَيْداً أَنْ يَمَسَّ صَنَماً وَمَا مَسَّهُ هُوَ قَبْلَ نُبُوَّتِهِ فَكَيْفَ يَرْضَى أَنْ يَذْبَحَ لِلصَّنَمِ هَذَا مُحَالٌ. الثَّانِي: أَنْ يَكُوْنَ ذُبِحَ لِلِّهِ وَاتّفَقَ ذَلِكَ عِنْدَ صَنَمٍ كَانُوا يَذْبَحُوْنَ عِنْدَهُ. قُلْتُ: هَذَا حَسَنٌ فَإِنَّمَا الأَعْمَالٌ بِالنِّيَّةِ. أَمَّا زَيْدٌ فَأَخَذَ بِالظَّاهِرِ وَكَانَ البَاطِنُ لِلِّهِ وَرُبَّمَا سَكَتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الإِفْصَاحِ خَوْفَ الشَّرِّ فَإِنَّا مَعَ عِلْمِنَا بِكَرَاهِيَتِهِ لِلأَوْثَانِ نَعْلَمُ أَيْضاً أَنَّهُ مَا كَانَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ مُجَاهِراً بِذَمِّهَا بَيْنَ قُرَيْشٍ وَلاَ مُعْلِناً بِمَقْتِهَا قَبْلَ المَبْعَثِ وَالظَّاهِرُ أَنَّ زَيْداً رَحِمَهُ اللهُ تُوُفِّيَ قَبْلَ المَبْعَثِ فَقَدْ نَقَلَ ابْنُ إِسْحَاقَ أَنَّ وَرَقَةَ بنَ نَوْفَلٍ رَثَاهُ بِأَبْيَاتٍ وَهِيَ: رَشَدْتَ وَأَنْعَمْتَ ابْنَ عَمْرٍو وَإِنَّمَا ... تَجَنَّبْتَ تَنُّوْراً مِنَ النَّارِ حَامِيَا بِدِيْنِكَ رَبّاً لَيْسَ رَبٌّ كَمِثِلِهِ ... وَتَرْكِكَ أَوْثَانَ الطَّوَاغِي كَمَا هِيَا وَإِدْرَاكِكَ الدِّيْنَ الَّذِي قَدْ طَلَبْتَهُ ... وَلَمْ تَكُ، عَنْ تَوْحِيْدِ رَبِّكَ سَاهِيَا فَأَصْبَحْتَ فِي دَارٍ كَرِيْمٍ مُقَامُهَا ... تُعَلَّلُ فِيْهَا بِالكَرَامَةِ لاَهِيَا وَقَدْ تُدْرِكُ الإِنْسَانَ رحمة ربه ... كَانَ تَحْتَ الأَرْضِ سَبْعِيْنَ وَادِيَا نَعَم، وَعَدَّ عُرْوَةُ سَعِيْدَ بنَ زَيْدٍ فِي البَدْرِيِّيْنَ فَقَالَ: قَدِمَ مِنَ الشَّامِ بَعْدَ بدرٍ فَكَلَّمَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَضَرَبَ لَهُ بسهمه وأجره وكذلك قال موسى بن عُقْبَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ. وَامْرَأَتُهُ: هِيَ ابْنَةُ عَمِّهِ فَاطِمَةُ أُخْتُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ. أَسْلَمَ سَعِيْدٌ قَبْلَ دُخُوْلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَارَ الأَرْقَمِ. وَأَخْرَجَ البُخَارِيُّ مِنْ ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: قَالَ سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّ عُمَرَ لَمُوْثِقِي عَلَى الإِسْلاَمِ وَأُخْتَهُ وَلَوْ أَنَّ أَحَداً انْقَضَّ بِمَا صَنَعْتُم بِعُثْمَانَ لَكَانَ حقيقًا1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3862".

وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي إِسْلاَمِ عُمَرَ فَصْلاً فِي المعنى. وذكر بن سَعْدٍ فِي "طَبَقَاتِهِ"، عَنِ الوَاقِدِيِّ، عَنْ رِجَالِهِ قَالُوا: لَمَّا تَحَيَّنَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- وصول عير قريش من الشام بَعَثَ طَلْحَةَ وَسَعِيْدَ بنَ زَيْدٍ قَبْلَ خُرُوْجِهِ مِنَ المَدِيْنَةِ بِعَشْرٍ يَتَحَسَّسَانِ خَبَرَ العِيْرِ، فَبَلَغَا الحوراء فلم يزالا مقيمين هناك حتى مرت بِهِمُ العِيْرُ فَتَسَاحَلَتْ فَبَلَغَ نَبِيَّ اللهِ الخَبْرُ قبل مَجِيْئِهِمَا فَنَدَبَ أَصْحَابَهُ وَخَرَجَ يَطْلُبُ العِيْرَ فَتَسَاحَلَتْ وَسَارُوا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَرَجَعَ طَلْحَةُ وَسَعِيْدٌ لِيُخْبِرَا فَوَصَلاَ المَدِيْنَةَ يَوْمَ الوَقْعَةِ فَخَرَجَا يَؤُمَّانِهِ وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَهْمِهِمَا وَأُجُوْرِهِمَا وَشَهِدَ سَعِيْدٌ أُحُداً وَالخَنْدَقَ وَالحُدَيْبِيَةَ وَالمَشَاهِدَ. وَقَدْ تَقَدَّمَتْ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ فِي أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَأَنَّهُ مِنَ الشُّهَدَاءِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي، عَنِ الشَّهَادَةِ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَر أَنَّهُمَا فِي الجَنَّةِ فَقَالَ: نَعَمْ اذْهَبْ إِلَى حَدِيْثِ سَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ. هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ أَرْوَى بِنْتَ أُوَيْسٍ ادَّعَتْ أَنَّ سَعِيْدَ بنَ زَيْدٍ أَخَذَ شَيْئاً مِنْ أَرْضِهَا فَخَاصَمَتْهُ إِلَى مَرْوَانَ فَقَالَ سَعِيْدٌ: أَنَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول اللهِ سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: $"مَنْ أَخَذَ شَيْئاً مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ إِلَى سَبْعِ أَرَضِيْنَ" قَالَ مَرْوَانُ: لاَ أَسَأَلُكَ بَيِّنَةً بَعْدَ هَذَا فَقَالَ سَعِيْدٌ: اللهم إن كانت كاذبةً فأعم بصرها وقتلها فِي أَرْضِهَا فَمَا مَاتَتْ حَتَّى عَمِيَتْ وَبَيْنَا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حُفْرَةٍ فَمَاتَتْ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1 وَرَوَى عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ العَلاَءِ بن عبد الرَّحْمَنِ نَحْوَهُ، عَنْ أَبِيْهِ. وَرَوَى المُغِيْرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوَهُ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ فِي حَدِيْثِهِ: سَأَلَتْ أَرْوَى سَعِيْداً أَنْ يَدْعُوَ لَهَا، وَقَالَتْ: قَدْ ظَلَمْتُكَ. فَقَالَ: لاَ أَرُدُّ عَلَى اللهِ شَيْئاً أَعْطَانِيْهِ. قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ سَعِيْداً مُتَأَخِّراً، عَنْ رُتْبَةِ أَهْلِ الشُّوْرَى فِي السَّابِقَةِ وَالجَلاَلَةِ وَإِنَّمَا تَرَكَهُ عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لِئَلاَّ يَبْقَى لَهُ فِيْهِ شَائِبَةُ حَظٍّ لأَنَّهُ خَتَنُهُ وَابْنُ عَمِّهِ وَلَوْ ذَكَرَهُ فِي أَهْلِ الشُّوْرَى لَقَالَ الرَّافِضِيُّ: حَابَى ابْنَ عَمِّهِ فَأَخْرَجَ مِنْهَا وَلَدَهُ وَعَصَبَتَهُ فكذلك فليكن العمل لله.

_ 1 صحيح: تقدم تخريجنا له قريبا برقم تعليق "213".

خَالِدٌ الطَّحَّانُ، عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ قال: كتب مُعَاوِيَةُ إِلَى مَرْوَانَ وَالِي المَدِيْنَةِ لِيُبَايِعَ لابْنِهِ يَزِيْدَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُنْدِ الشَّامِ: مَا يَحْبِسُكَ? قَالَ: حَتَّى يَجِيْءُ سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ فَيُبَايِعُ فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ البَلَدِ وَإِذَا بَايَعَ بَايَعَ النَّاسُ قَالَ: أَفَلاَ أَذْهَبُ فَآتِيْكَ بِهِ? ... وَذَكَرَ الحَدِيْثَ. أُنْبِئْنَا وَأُخْبِرْنَا، عَنْ حَنْبَلٍ -سَمَاعاً- أَنْبَأَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ المُذْهِبِ، أَنْبَأَنَا القَطِيْعِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ وَمَنْصُوْرٍ، عَنْ هِلاَلِ بنِ يِسَافٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ -وَقَالَ حُصَيْنٌ: عَنِ ابْنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اسْكُنْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيْقٌ أَوْ شَهِيْدٌ" وَعَلَيْهِ النَّبِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَسَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ1. ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ اسْتُصْرِخَ عَلَى سَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ يَوْمَ الجُمُعَةِ، بعد ما ارتفع النهار، فأتاه بن عُمَرَ بِالعَقِيْقِ، وَتَرَكَ الجُمُعَةَ. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ2. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أُمَيَّةَ: عَنْ نَافِعٍ قَالَ: مَاتَ سعيد بن زيد وكان يذرب3. فَقَالَتْ أُمُّ سَعِيْدٍ لِعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ: أَتُحَنِّطُهُ بِالمِسْكِ? فَقَالَ: وَأَيُّ طِيْبٍ أَطْيَبُ مِنَ المِسْكِ! فَنَاوَلَتْهُ مِسْكاً. سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ: حَدَّثَنَا الجُعَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: مَاتَ سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ بِالعَقِيْقِ فَغَسَّلَهُ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَكَفَّنَهُ وَخَرَجَ مَعَهُ. وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: مَاتَ سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ وَسَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ بِالعَقِيْقِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً وَقُبرِ بِالمَدِيْنَةِ نَزَلَ فِي قَبْرِهِ سَعْدٌ وَابْنُ عُمَرَ وَكَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَيَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ وَشِهَابٌ قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ سَعِيْدٌ رَجُلاً آدَمَ طَوِيْلاً أَشْعَرَ وَقَدْ شَذَّ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ فَقَالَ: مَاتَ بِالكُوْفَةِ وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ: مَاتَ سَنَةَ اثنتين وخمسين -رضي الله عنه.

_ 1 صحيح لغيره: تقدم تخريجنا له بتعليق رقم "195". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3990". 3 يذرب: الذرب داء يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام، ويفسد فيها فلا تمسكه.

فَهَذَا مَا تَيَسَّرَ مِنْ سِيْرَةِ العَشَرَةِ وَهُمْ أَفْضَلُ قُرَيْشٍ وَأَفْضَلُ السَّابِقِيْنَ المُهَاجِرِيْنَ وَأَفْضَلُ البَدْرِيِّيْنَ وَأَفْضَلُ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ وَسَادَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَأَبْعَدَ اللهُ الرَّافِضَةَ مَا أَغْوَاهُمْ وَأَشَدَّ هَوَاهُمْ كَيْفَ اعْتَرَفُوا بِفَضْلِ وَاحِدٍ مِنْهُم وَبَخَسُوا التِّسْعَةَ حَقَّهُمْ وَافْتَرَوْا عَلَيْهِمْ بِأنَّهُمْ كَتَمُوا النَّصَّ فِي عَلِيٍّ أَنَّهُ الخَلِيْفَةُ فَوَاللهِ مَا جَرَى مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ وَأَنَّهُمْ زَوَّرُوا الأَمْرَ عَنْهُ بِزَعْمِهِمْ وَخَالَفُوا نَبِيَّهُمْ وَبَادَرُوا إِلَى بَيْعَةِ رجل من بني تيم يتجر ويتكسب لاَ لرغبةٍ فِي أَمْوَالِهِ وَلاَ لِرَهْبَةٍ مِنْ عَشِيْرَتِهِ وَرِجَالِهِ وَيْحَكَ! أَيَفْعَلُ هَذَا مَنْ لَهُ مسْكَةُ عَقْلٍ? وَلَوْ جَازَ هَذَا عَلَى وَاحِدٍ لَمَا جَازَ عَلَى جَمَاعَةٍ وَلَوْ جَازَ وُقُوْعُهُ مِنْ جَمَاعَةٍ لاَسْتَحَالَ وُقُوْعُهُ وَالحَالَةُ هَذِهِ مِنْ ألوفٍ مِنْ سَادَةِ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ وَفُرْسَانِ الأُمَّةِ وَأَبْطَالِ الإِسْلاَمِ لَكِنْ لاَ حِيْلَةَ فِي بُرْء الرَّفْضِ فَإِنَّهُ دَاءٌ مُزْمِنٌ وَالهُدَى نُوْرٌ يَقْذِفُهُ اللهُ فِي قَلْبِ مَنْ يَشَاءُ فَلاَ قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ. حَدِيْثٌ مُشْتَرَكٌ، وَهُوَ مُنْكَرٌ جِدّاً. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعْجَمِ الكَبِيْرِ": حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، وَقَالَ أَبُو عَمْروِ بنُ حَمْدَانَ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ فِي "مُسْنَدِهِ" قَالاَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ عَبَّادٍ العَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ مَعْنٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ شُرَحْبِيْلَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَبِي أَوْفَى -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَسْجِدَ المَدِيْنَةِ فَجَعَلَ يَقُوْلُ: "أَيْنَ فُلاَنٌ أَيْنَ فُلاَنٌ?" فَلَمْ يَزَلْ يَتَفَقَّدُهُمْ وَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ حَتَّى اجْتَمَعُوا فَقَالَ: "إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيْثٍ فَاحْفَظُوْهُ وَعُوْهُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى مِنْ خَلْقِهِ خَلْقاً يُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ وَإِنِّي مُصْطَفٍ مِنْكُم وَمُؤَاخٍ بَيْنَكُمْ كَمَا آخَى اللهُ بَيْنَ المَلاَئِكَةِ قُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ! " فَقَامَ فَقَالَ: "إِنَّ لَكَ عِنْدِي يَداً إِنَّ اللهَ يَجْزِيْكَ بِهَا فَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذاً خَلِيْلاً لاَتَّخَذْتُكَ فَأَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ قَمِيْصِي مِنْ جَسَدِي ادْنُ يَا عُمَرُ! " فَدَنَا فَقَالَ: "قَدْ كُنْتَ شَدِيْدَ الشَّغَبِ عَلَيْنَا فَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُعِزَّ بِكَ الدِّيْنَ أَوْ بِأَبِي جَهْلٍ فَفَعَلَ اللهُ بِكَ ذَلِكَ وَأَنْتَ مَعِي فِي الجَنَّةِ ثَالثَ ثَلاَثَةٍ" ثُمَّ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ فَلَمْ يَزَلْ يُدْنِيْهِ حَتَّى أَلْصَقَ رُكْبَتَهُ بِرُكْبَتِهِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَسَبَّحَ ثَلاَثاً ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ لَكَ شَأْناً فِي أَهْلِ السَّمَاءِ أَنْتَ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الحوض وأوداجه تشخب فأقول: مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا? فتَقُوْلُ فُلاَنٌ" ثُمَّ دَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ فَقَالَ: "ادْنُ يَا أَمِيْنَ اللهِ وَالأَمِيْنُ فِي السَّمَاءِ يُسَلِّطُكَ اللهُ عَلَى مَالِكَ بِالحَقِّ أَمَا إِنَّ لَكَ عِنْدِي دَعْوَةٌ قَدْ أَخَّرْتُهَا" قَالَ: خِرْ لِي يَا رَسُوْلَ اللهِ! قَالَ: "حَمَّلْتَنِي أَمَانَةً أَكْثَرَ اللهُ مَالَكَ" وَآخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُثْمَانَ ثُمَّ دَعَا طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ فَدَنَوا مِنْهُ فَقَالَ: "أَنْتُمَا حَوَارِيَّ كَحَوَارِيِّ عِيْسَى" وَآخَى بَيْنَهُمَا ثُمَّ دَعَا سَعْداً وَعَمَّاراً فَقَالَ: "يَا عَمَّارُ! تَقْتُلُكَ الفِئَة البَاغِيَةُ" ثُمَّ آخَى بَيْنَهُمَا. ثُمَّ دَعَا أَبَا الدرداء وسلمان،

فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ! أَنْتَ مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ وَقَدْ آتَاكَ اللهُ العِلْمَ الأَوَّلَ وَالعِلْمَ الآخِرَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ! إِنْ تَنْقُدْهُمْ يَنْقُدُوْكَ وَإِنْ تَتْرُكْهُمْ يَتْرُكُوْكَ وَإِنْ تَهْرُبْ مِنْهُمْ يُدْرِكُوكَ فَأَقْرِضْهُمْ عِرْضَكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ ثُمَّ آخَى بَيْنَهُمَا ثُمَّ نَظَرَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي يَهْدِي مِنَ الضَّلاَلَةِ فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! ذَهَبَ رُوْحِي وَانْقَطَعَ ظَهْرِي حِيْنَ تَرَكْتَنِي قَالَ مَا أَخَّرْتُكَ إلَّا لِنَفْسِي وَأَنْتَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ هَارُوْنَ مِنْ مُوْسَى وَوَارِثِي قَالَ: مَا أَرِثُ مِنْكَ? قَالَ: كِتَابَ اللهِ وَسُنَةَ نَبِيِّهِ وَأَنْتَ مَعِي فِي قَصْرِي فِي الجَنَّةِ مَعَ فَاطِمَةَ. وَتَلاَ {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الْحجر: 47] . زَيْدٌ: لاَ يُعْرَفُ إلَّا فِي هَذَا الحَدِيْثِ المَوْضُوْعِ. وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ، عَنْ حُسَيْنٍ الدَّارِعِ، عَنْ عَبْدِ المُؤْمِنِ فَأَسْقَطَ مِنْهُ، عَنْ رَجُلٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ الجَهْمِ السِّمَّرِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ صُهَيْبٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شُرَحْبِيْلَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَيْدٍ. وَرَوَاهُ مُطَيَّنٌ مُخْتَصَراً، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بنُ يَعْقُوْبَ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بنُ حَمَّادٍ النَّصْرِيُّ، عَنْ مُوْسَى بنِ صُهَيْبٍ، عَنْ عُبَادَةَ بنِ نُسَيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى. وَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحلوَانِيُّ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ البَاهِلِيُّ يُقَالُ -اسْمُهُ جَعْفَرُ بنُ مَرْزُوْقٍ- عَنْ غِيَاثِ بنِ شُقَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَابِطٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَامِرٍ الجُمَحِيِّ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ: "يَا أَبَا بَكْرٍ! تَعَالَ وَيَا عُمَرُ! تَعَالَ" وَذَكَرَ حَدِيْثَ المُؤَاخَاةِ إلَّا أَنَّهُ خَالَفَ فِي أَسْمَاءِ الإِخْوَانِ وَزَادَ وَنَقَصَ مِنْهُمْ. تَفَرَّدَ بِهِ شَبَابَةُ، وَلاَ يَصِحُّ. وَالمَحْفُوْظُ أَنَّهُ آخَى بَيْنَ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ، لِيَحْصَلَ بِذَلِكَ مُؤَازَرَةٌ وَمُعَاوَنَةٌ لِهَؤُلاَءِ بِهَؤُلاَءِ. لِسَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ ثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً اتَّفَقَا لَهُ على حديثين، وانفرد البخاري بثالث.

السابقون الأولون

السَّابِقُوْنَ الأَوَّلُوْنَ: هُمْ: خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلدٍ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ، وَزَيْدُ بنُ حَارِثَةَ النَّبَوِيُّ، ثُمَّ عُثْمَانُ، وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَطَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ، ثُمَّ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الأَسَدِ وَالأَرْقَمُ بنُ أَبِي الأَرْقَمِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ المَخْزُوْمِيَّانِ وَعُثْمَانُ بنُ مَظْعُوْنٍ الجُمَحِيُّ وَعُبَيْدَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ المُطَّلِبِ المُطَّلِبِيُّ وَسَعِيْدُ بنُ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ العَدَوِيُّ وَأَسْمَاءُ بِنْتُ الصِّدِّيْقِ وَخَبَّابُ بنُ الأَرَتِّ الخُزَاعِيُّ حَلِيْفُ بَنِي زُهْرَةَ وَعُمَيْرُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ أَخُو سَعْدٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ الهُذَلِيُّ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ وَمَسْعُوْدُ بنُ رَبِيْعَةَ القَارِئُ مِنَ البَدْرِيِّيْنَ وَسَلِيْطُ بنُ عَمْرِو بنِ عَبْدِ شَمْسٍ العَامِرِيُّ وَعَيَّاشُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ بنِ المُغِيْرَةِ المَخْزُوْمِيُّ وَامْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ سَلاَمَةَ التَّمِيْمِيَّةُ وَخُنَيْسُ بنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ وَعَامِرُ بنُ رَبِيْعَةَ العَنْزِيُّ حَلِيْفُ آلِ الخَطَّابِ وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَحْشِ بنِ رِئَابٍ الأَسَدِيُّ حَلِيْفُ بَنِي أُمَيَّةَ وَجَعْفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيُّ وَامْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ وَحَاطِبُ بنُ الحَارِثِ الجُمَحِيُّ وَامْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ المُجَلَّلِ العَامِرِيَّةُ وَأَخُوْهُ خَطَّابٌ وَامْرَأَتُهُ فُكيهة بِنْتُ يَسَارٍ وَأَخُوْهُمَا مَعْمَرُ بنُ الحَارِثِ وَالسَّائِبُ وَلَدُ عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ وَالمُطَّلِبُ بنُ أَزْهَرَ بنِ عَبْد عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ وَامْرَأَتُهُ َرملة بِنْتُ أَبِي عَوْفٍ السَّهْمِيَّةُ وَالنَّحَّامُ نُعَيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَدَوِيُّ وَعَامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى الصِّدِّيْقِ وَخَالِدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ وَامْرَأَتُهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ خَلَفٍ الخُزَاعِيَّةُ وَحَاطِبُ بنُ عَمْرٍو العَامِرِيُّ وَأَبُو حُذَيْفَةَ بنُ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ العَبْشَمِيُّ وَوَاقِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ التَّمِيْمِيُّ اليَرْبُوْعِيُّ حَلِيْفُ بَنِي عَدِيٍّ وَخَالِدٌ وَعَامِرٌ وَعَاقِلٌ وإياس بنو البكير بن عَبْدِ يَا لَيْل اللَّيْثِيُّ حُلفَاءُ بَنِي عَدِيٍّ وَعَمَّارُ بنُ يَاسِرِ بنِ عَامِرٍ العَنْسِيُّ بِنُوْنٍ حَلِيْفُ بَنِي مَخْزُوْمٍ، وَصُهَيْبُ بنُ سِنَانِ بن مَالِكٍ النَّمِرِيُّ الرُّوْمِيُّ المَنْشَأِ وَوَلاَؤُهُ لِعَبْدِ اللهِ بنِ جُدْعَانَ، وَأَبُو ذَرٍّ جُنْدبُ بنُ جُنَادَةَ الغِفَارِيُّ وَأَبُو نُجَيْحٍ عَمْرُو بنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ البَجَلِيُّ لَكِنَّهُمَا رَجَعَا إِلَى بِلاَدِهِمَا. فَهَؤُلاَءِ الخَمْسُوْنَ مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ. وَبَعْدَهُم أَسْلَمَ: أَسَدُ اللهِ حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَالفَارُوْقُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ عِزُّ الدِّيْنِ، -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- أَجْمَعِيْنَ.

مصعب بن عمير

12- مصعب بن عمير 1: ابن هَاشم بن عَبْدِ مَنَاف بنِ عَبْدِ الدَّارِ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ. السَّيِّدُ، الشَّهِيْدُ، السَّابِقُ، البَدْرِيُّ، القُرَشِيُّ، العَبْدَرِيُّ. قَالَ البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ المُهَاجِرِيْنَ مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ فَقُلْنَا لَهُ مَا فَعَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-? فَقَالَ هُوَ مَكَانَهُ وأصحابه على أثري ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُ عَمْرُو بنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ أَخُو بَنِي فِهْرٍ، الأَعْمَى..... وَذَكَرَ الحَدِيْثَ2. الأَعْمَشُ:، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ هَاجَرْنَا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وَنَحْنُ نَبْتَغِي وَجْهَ اللهِ فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللهِ فَمِنَّا مَنْ مَضَى لِسَبِيْلِهِ لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئاً مِنْهُم مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَلَمْ يَتْرُكْ إلَّا نَمِرَةً كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا رَأْسَهُ بَدَتْ رِجْلاَهُ وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "غَطُّوا رَأْسَهُ وَاجْعَلُوا عَلَى رِجلَيْهِ مِنَ الإِذْخِرِ" وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يُهْدِبُهَا3. شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُوْلُ: أُتِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ بِطَعَامٍ فَجَعَلَ يَبْكِي فَقَالَ قُتِل حَمْزَة فَلَمْ يُوْجَدْ مَا يُكَفَّنُ فِيْهِ إلَّا ثوبًا وَاحِداً وَقُتِلَ مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ فَلَمْ يُوْجَدْ مَا يُكَفَّنُ فِيْهِ إلَّا ثَوْباً وَاحِداً لَقَدْ خَشِيْتُ أَنْ يَكُوْنَ عُجِّلَتْ لَنَا طَيِّبَاتُنَا فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا وَجَعَلَ يَبْكِي4. ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَزِيْدُ بنُ زِيَادٍ، عَنِ القُرَظِيِّ، عَمَّنْ سَمِعَ علي بن أبي طالب يقول:

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 17، 116، 122، 420"، تاريخ خليفة "69"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1400"، حلية الأولياء "1/ ترجمة 12"، العبر "1/ 5". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3924، 3925". 3 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه عبد الرزاق "6195"، والحميدي "155"، وأحمد "5/ 109-111-112"، "6/ 395"، والبخاري "1276، 3897، 3913، 3914، 4047، 4082، 6432، 6448"، ومسلم "940"، وأبو داود "3155" والترمذي "3853"، والنسائي "4/ 38-39"، وابن الجارود "522"، وابن حبان "7019"، والبيهقي "3/ 401"، والطبراني "3657-3664"، والبغوي "1479" من طرق عن الأعمش، عن شقيق أبي وائل، به. قوله: "يهد بها": أي يجنيها يأكل منها. قوله: "نمرة": بردة من صوف تلبسها الأعراب. 4 صحيح: أخرجه البخاري "1274، 1275، 4045".

ومن شهداء يوم أحد

وَمِنْ شُهَدَاءِ يَوْمِ أُحُدٍ: حَمْزَةُ، وَعَبْدُ اللهِ بن جحش الأسدي بن أُخْتِ حَمْزَةَ فَدُفِنَا فِي قَبْرٍ وَعُثْمَانُ بنُ عُثْمَانَ المَخْزُوْمِيُّ، لَقَبُهُ شَمَّاسُ لِمَلاَحَتِهِ. وَمِنَ الأَنْصَارِ: عَمْرُو بنُ مُعَاذٍ الأَوْسِيُّ، أَخُو سَعْدٍ، وَابْنُ أَخِيْهِ الحَارِثُ بنُ أَوْسٍ، وَالحَارِثُ بنُ أنيْسٍ، وَعمَارَةُ بنُ زِيَادِ بنِ السَّكَنِ، وَرِفَاعَةُ بنُ وَقشٍ، وَابْنَا أَخِيْهِ عَمْرٌو وَسَلَمَةُ ابْنَا ثَابِتِ بنِ وَقشٍ وَصَيْفِيُّ بنُ قَيْظِيٍّ وَأَخُوْهُ جنَابٌ وَعَبَّادُ بنُ سَهْلٍ وَعُبَيْدُ بنُ التَّيِّهَانِ وَحَبِيْبُ بنُ زَيْدٍ وَإِيَاسُ بنُ أَوْسٍ الأَشْهَلِيُّوْنَ وَاليَمَانُ وَالِدُ حُذَيْفَةَ وَزَيْدُ بنُ حَاطِبٍ الظَّفَرِيُّ وَأَبُو سُفْيَانَ بنُ حَارِثِ بنِ قَيْسٍ وَغَسِيْلُ المَلاَئِكَةِ حَنْظَلَةُ بنُ أَبِي عَامِرٍ وَمَالِكُ بنُ أُمَيَّةَ وَعَوْفُ بنُ عَمْرٍو وَأَبُو حَيَّةَ بنُ عَمْرٍو وَعَبْدُ اللهِ بنُ جُبَيْرِ بنِ النُّعْمَانِ وَخَيْثَمَةُ وَالِدُ سَعْدٍ وَحَلِيْفُهُ عَبْدُ اللهِ وَسُبَيْعُ بنُ حَاطِبٍ وَحَلِيْفُهُ مَالِكٌ وَعُمَيْرُ بنُ عَدِيٍّ فَهَؤُلاَءِ مِنَ الأَوْسِ. وَمِنَ الخَزْرَجِ: عَمْرُو بنُ قَيْسٍ، وَوَلَدُهُ قَيْسٌ، وَثَابِتُ بنُ عَمْرٍو، وَعَامِرُ بنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو هُبَيْرَةَ بنُ الحَارِثِ وَعَمْرُو بنُ مُطَرِّفٍ وَإِيَاسُ بنُ عَدِيٍّ وَأَوْسُ بنُ ثَابِتٍ وَالِدُ شَدَّادٍ وَأَنَسُ بنُ النَّضْرِ وَقَيْسُ بنُ مُخَلَّدٍ النَّجَّارِيُّوْنَ وَكَيْسَانُ مَوْلَى بَنِي النَّجَّارِ وَسُلَيْمُ بنُ الحَارِثِ وَنُعْمَانُ بنُ عَبْدِ عَمْرٍو. وَمِنْ بَنِي الحَارِثِ بنِ الخَزْرَجِ خَارِجَةُ بنُ زَيْدِ بنُ أَبِي زُهَيْرٍ وَأَوْسُ بنُ أَرْقَم وَمَالِكٌ وَالِدُ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ وَسَعِيْدُ بنُ سُوَيْدٍ وعتبه بن ربيع وَثَعْلَبَةُ بنُ سَعْدٍ وَثَقْفُ بن فَرْوَةَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو وَضَمْرَةُ الجُهَنِيُّ وَعَمْرُو بنُ إِيَاسٍ وَنَوْفَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَعُبَادَةُ بنُ الحَسْحَاسِ وَعَبَّاسُ بنُ عُبَادَةَ وَنُعْمَانُ بنُ مَالِكٍ وَالمُجَذَّرُ بنُ زِيَادٍ البَلَوِيُّ وَرِفَاعَةُ بنُ عَمْرٍو وَمَالِكُ بنُ إِيَاسٍ وَعَبْدُ اللهِ وَالِدُ جَابِرٍ وَعَمْرُو بنُ الجَمُوْحِ وَابْنُهُ خَلاَّدٌ وَمَوْلاَهُ أَسِيْر وتسليم بنُ عَمْرِو بنِ حَدِيْدَةَ وَمَوْلاَهُ عَنْتَرَةُ وَسُهَيْلُ بنُ قَيْسٍ وَذَكْوَانُ، وَعُبَيْدُ بنُ المُعَلَّى بن لوذان.

أبو سلمة

13- أبو سلمة 1: "ت، ق" ابن عبد الأسد بن هِلاَلِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ بنِ يَقَظَةَ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ. السَّيِّدُ الكَبِيْرُ، أَخُو رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الرَّضَاعَةِ وَابْنُ عَمَّتِهِ بَرَّةَ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَأَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى المَدِيْنَةِ وَشَهِدَ بَدْراً وَمَاتَ بَعْدَهَا بِأَشْهُرٍ وَلَهُ أَوْلاَدٌ صَحَابَةٌ كَعُمَرَ وَزَيْنَب وَغَيْرِهِمَا وَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَوْجَتِهِ أُمّ سَلَمَةَ تَزَوَّجَ بِهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَوَتْ، عَنْ زَوْجِهَا أَبِي سَلَمَةَ القَوْلَ عِنْدَ المُصِيْبَةِ وَكَانَتْ تَقُوْلُ مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ وَمَا ظَنَّتْ أَنَّ اللهَ يُخْلِفُهَا فِي مُصَابِهَا بِهِ بِنَظِيْرِهِ فَلَمَّا فُتِحَ عَلَيْهَا بسيد البشر اغتبطت أيما اغتباط. مَاتَ كَهْلاً، فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ مِنَ الهِجْرَةِ -رضي الله عنه. قال بن إِسْحَاقَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ ثُمَّ قَدِمَ مَعَ عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ حِيْنَ قَدِمَ مِنَ الحَبَشَةِ فَأجَارَهُ أَبُو طَالِبٍ. قُلْتُ: رَجَعُوا حِيْنَ سَمِعُوا بِإِسْلاَمِ أَهْلِ مَكَّةَ عِنْدَ نُزُوْلِ سُوْرَة وَالنَّجْمِ. قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: وَلَدَتْ لَهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِالحَبَشَةِ: سَلَمَةَ وَعُمَرَ وَدُرَّةَ وَزَيْنَب. قُلْتُ: هَؤُلاَءِ مَا وُلِدُوا بِالحَبَشَةِ إلَّا قَبْلَ عَامِ الهِجْرَةِ. الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيْقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا حَضَرْتُمْ المَيِّتَ فَقُوْلُوا خَيْراً فَإِنَّ المَلاَئِكَةَ تُؤَمِّنُ عَلَى مَا تَقُوْلُوْنَ". قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ! كَيْفَ أَقُوْلُ? قَالَ: "قُوْلِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَأَعْقِبْنَا منهُ عُقْبَى صَالِحَةً"، فَأَعْقَبَنِي اللهُ خَيْراً مِنْهُ، رَسُوْلَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 239-242"، وتاريخ البخاري الكبير "5/ ترجمة 8"، وتاريخه الصغير "1/ 2، 3، 4، 21، 22، 162"، والكنى للدولابي "1/ 33"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 493"، والاستيعاب "3/ 939"، "4/ 1682"، وأسد الغابة "3/ 195"، والإصابة "2/ ترجمة 4783"، وتهذيب التهذيب "5/ 287-288"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3603". 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه عبد الرزاق "6066"، وابن أبي شيبة "3/ 236"، وأحمد "6/ 291، 306، 322"، ومسلم "919"، وأبو داود "3115"، والنسائي "4/ 4-5"، وفي "عمل اليوم والليلة "1069"، والحاكم "4/ 16"، والبيهقي "3/ 383-384"، والطبراني "23/ 722، 723"، والبغوي "1641" من طرق عن الأعمش، به.

حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَصَابَتْ أَحَدَكُمْ مُصِيْبَةٌ فَلْيَقُلْ إِنَّا لِلِّهِ وإنا إليه رَاجِعُوْنَ اللَّهُمَّ عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيْبَتِي فَأْجُرْنِي فِيْهَا وَأَبْدِلْنِي خَيْراً مِنْهَا". فَلَمَّا احْتُضِرَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتَ ذَلِكَ وَأَرَدْتُ أَنْ أَقُوْلَ وَأَبْدِلْنِي خَيْراً مِنْهَا فَقُلْتُ وَمَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ? فَلَمْ أَزَلْ حَتَّى قُلْتُهَا فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَرَدَّتْهُ وَخَطَبَهَا عُمَرُ فَرَدَّتْهُ فَبَعَثَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ مَرْحَباً بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وبرسوله وذكر الحديث1. قَالَ الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ اليَرْبُوْعِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ وَغَيْرِهِ قَالُوا: شَهِدَ أَبُو سَلَمَةَ أُحُداً وَكَانَ نَازِلاً بِالعَالِيَةِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بنِ زَيْدٍ فَجُرِحَ بِأُحُدٍ وَأَقَامَ شَهْراً يُدَاوِي جُرْحَهُ فَلَمَّا هَلَّ المُحَرَّمُ دَعَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: "اخْرُجْ فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ" وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً وَقَالَ: $"سِرْ حَتَّى تَأْتِيَ أَرْضَ بَنِي أَسَدٍ فَأَغِرْ عَلَيْهِم" وكان معه خمسون ومئة فَسَارُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى أَدْنَى قطنٍ مِنْ مِيَاهِهِم فَأَخَذُوا سرْحاً لَهُم ثُمَّ رَجَعَ إِلَى المَدِيْنَةِ بَعْدَ بِضْع عَشْرَة لَيْلَةً. قَالَ عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُبَيْدٍ قَالَ لَمَّا دَخَلَ أَبُو سَلَمَةَ المَدِيْنَةَ انْتَقَضَ جُرْحُهُ فَمَاتَ لِثَلاَثٍ بَقِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ يَعْنِي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَقِيْلَ: مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ سنة ثلاث.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "1/ 236"، والطيالسي "809"، وأحمد "6/ 309"، ومسلم "918"، والحاكم "2/ 178-179"، والطبراني في "الكبير" "23/ 550، 692، 957، 958، 1001"، وفي "الدعاء له" "1231-1234"، من طرق عن أم سلمة، به.

عثمان بن مظعون

14- عثمان بن مظعون 1: بن حبيب بن وَهْبِ بنِ حُذَافَةَ بنِ جُمَح بنِ عَمْرِو بنِ هُصَيْصِ بن كعب الجمحي أبو السائب. مِنْ سَادَةِ المُهَاجِرِيْنَ، وَمِنْ أَوْلِيَاءِ اللهِ المُتَّقِيْنَ الَّذِيْنَ فَازُوا بِوَفَاتِهِم فِي حَيَاةِ نَبِيِّهِم فَصَلَّى عَلَيْهِم وَكَانَ أَبُو السَّائِبِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أول من دفن بالبقيع.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 393-400، 409"، تاريخ خليفة "65"، تاريخ البخاري الكبير "6/ 210"، التاريخ الصغير، "1/ 20-21"، حلية الأولياء "1/ 102-106"، والإصابة "2/ ترجمة 5453".

رَوَى كَثِيْرُ بنُ زَيْدٍ المَدَنِيُّ:، عَنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا دَفَنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عُثْمَانَ بنَ مَظْعُوْنٍ قَالَ لِرَجُلٍ: "هَلُمَّ تِلْكَ الصَّخْرَةَ فَاجْعَلْهَا عِنْدَ قَبْرِ أَخِي أَعْرِفْهُ بِهَا أَدْفُنُ إِلَيْهِ مَنْ دَفَنْتُ مِنْ أَهْلِي" فَقَامَ الرَّجُلُ فَلَمْ يُطقها فَقَالَ -يَعْنِي الَّذِي حَدَّثَهُ: فَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ سَاعِدَيْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ احْتَمَلَهَا حَتَّى وَضَعَهَا عِنْدَ قَبْرِهِ1. هَذَا مُرْسَلٌ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ: سَمِعْتُ سَعْداً يَقُوْلُ رَدَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له لاختصينا2. قَالَ أَبُو عُمَرَ النَّمِرِيُّ: أَسْلَمَ أَبُو السَّائِبِ بَعْدَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً وَهَاجَرَ الهِجْرَتَيْنِ وَتُوُفِّيَ بَعْدَ بَدْرٍ وَكَانَ عَابِداً مُجْتَهِداً وَكَانَ هُوَ وَعَلِيٌّ وَأَبُو ذَرٍّ هَمُّوا أَنْ يَخْتَصُوا. وَرُوِيَ مِنْ مَرَاسِيْلِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ بِبَقِيْعِ الغَرْقَدِ عُثْمَانُ بنُ مَظْعُوْنٍ فَوَضَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَ رَأْسِهِ حَجَراً وَقَالَ: "هَذَا قَبْرُ فَرَطِنَا"3. وَكَانَ مِمَّنْ حَرَّمَ الخَمْرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ. ابْنُ المُبَارَكِ: عَنْ عُمَرَ بنِ سَعِيْدٍ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ: قَالَ عُثْمَانُ بنُ مَظْعُوْنٍ لاَ أَشْرَبُ شَرَاباً يُذهب عَقْلِي ويُضحك بِي مَنْ هُوَ أَدْنَى مِنِّي وَيَحْمِلُنِي عَلَى أَنْ أَنْكَحَ كَرِيْمَتِي فَلَمَّا حُرِّمت الخَمْرُ قَالَ: تَبّاً لَهَا قَدْ كَانَ بَصَرِي فِيْهَا ثَاقِباً. هَذَا خَبَرٌ مُنْقَطِعٌ لاَ يَثْبُتُ وَإِنَّمَا حُرِّمَتِ الخَمْرُ بعد موته. سُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ، عَنْ زياد،

_ 1 حسن لغيره: أخرجه أبو داود "3206" من طريق كثير بن زيد المدني، عن المطلب -وهو ابن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث المخزومي- قال: "لما مات عثمان بن مظعون...." الحديث. قلت: إسناده ضعيف؛ لأن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب تابعي، وقد أرسله، لكن له شاهد عند ابن ماجه "1561" بإسناد حسن عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعلم قبر عثمان بن مظعون بصخرة. 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "1/ 175، 176، 183"، وابن أبي شيبة "4/ 126"، والطيالسي "219"، وابن سعد "3/ 394"، والبخاري "5073"، 5074"، ومسلم "1402"، والنسائي "6/ 58"، وابن ماجه "1848"، والبزار "1069"، وأبو يعلى "788"، وابن الجارود "674"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 92"، والبيهقي "7/ 79"، من طرق عن الزهري، أخبرني سعيد بن المسيب، به. 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "3/ 397"، والحاكم "3/ 190" وفي إسناده الواقدي، وهو متروك. وقال الذهبي في "التلخيص": "قلت: سنده واه كما تراه".

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ حِيْنَ مَاتَ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَكَأَنَّهُم رَأَوْا أَثَرَ البُكَاءِ ثُمَّ جَثَا الثَّانِيَةَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَرَأَوْهُ يَبْكِي ثُمَّ جَثَا الثَّالِثَةَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَلَهُ شَهِيْقٌ فَعَرَفُوا أَنَّهُ يَبْكِي فَبَكَى القَوْم فَقَالَ: "مَهْ هَذَا مِنَ الشَّيْطَانِ" ثُمَّ قَالَ: "أَسْتَغْفِرُ اللهَ أَبَا السَّائِبِ! لَقَدْ خَرَجْتَ مِنْهَا وَلَمْ تَلَبَّس مِنْهَا بِشَيْءٍ"1. حَمَّادُ بن سلمة، عن علي بن زيد، عَنْ يُوْسُفَ بنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال لَمَّا مَاتَ ابْنُ مَظْعُوْنٍ قَالَتِ امْرَأَتُهُ: هَنِيْئاً لَكَ الجَنَّة فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَظَرَ غَضَبٍ وَقَالَ مَا يُدْرِيْكِ? قَالَتْ فَارِسُكَ وَصَاحِبُكَ. قَالَ: "إِنِّي رَسُوْلُ اللهِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِهِ" فَأَشْفَقَ النَّاسُ عَلَى عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ فَبَكَى النِّسَاءُ فَجَعَلَ عُمَرُ يُسْكِتُهُنَّ فَقَالَ: مَهْلاً يا عمر! ثم قال: "إِيَّاكُنَّ وَنَعِيْقَ الشَّيْطَانِ مَهْمَا كَانَ مِنَ العَيْنِ فَمِنَ اللهِ وَمِنَ الرَّحْمَةِ وَمَا كَانَ مِنَ اليَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ"2. يَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الإِفْرِيْقِيُّ، عَنْ سَعْدِ بنِ مَسْعُوْدٍ أَنَّ عُثْمَانَ بنَ مَظْعُوْنٍ قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! لاَ أُحِبُّ أَنْ تَرَى امْرَأَتِي عَوْرَتِي. قَالَ: ولِمَ? قَالَ: أَسْتَحْيِي مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: "إِنَّ اللهَ قَدْ جَعَلَهَا لَكَ لِبَاساً وَجَعَلَكَ لِبَاساً لَهَا"3. هَذَا مُنْقَطِعٌ. ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عُثْمَانَ بنَ مَظْعُوْنٍ أَرَادَ أَنْ يختصي ويسيح في الأرض.

_ 1 موضوع: في إسناده سفيان بن وكيع بن الجراح، أبو محمد الرؤاسي الكوفي، قَالَ البُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُوْنَ فِيْهِ لأَشْيَاءَ لَقَّنُوهُ إِيَّاهَا. وقال أبو زرعة: يتهم بالكذب، وأخرجه الطبراني في "الكبير" "10/ 10826". حدثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص المصري، حدثنا أبي، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بنُ الحَارِثِ به. قلت: في إسناده عمر بن عبد العزيز بن مقلاص المصري، وأبوه، لم أجد من ترجم لهما. والمتن بالغ النكارة فقد جعل واضعه -عامله الله بما يستحق- البكاء من الشيطان وهو مخالف لما ثبت في الصحيحين أنه بكى على ابنه إبراهيم وقال: "إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون"، وفي الصحيحين أنه قال: "إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحم". 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 398-399"، والحاكم "3/ 190" من طريق علي بن زيد، به. وفي إسناده علي بن زيد، وهو ضعيف. 3 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 394"، وفي إسناده عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زِيَادِ بنِ أَنْعُمَ الإِفْرِيْقِيُّ، مجمع على ضعفه. وثمة علة أخرى هي الانقطاع بين سعد بن مسعود وهو التجيبي الكندي، وعثمان بن مظعون، فإن سعد بن مسعود من التابعين، وقد مات عثمان فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَيْسَ لَكَ فيَّ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ وَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنِ اخْتَصَى أَوْ خَصَى"1. أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ: دَخَلَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَأَيْنَهَا سَيِّئَةَ الهَيْئَةِ فَقُلْنَ لَهَا: مالك? فَمَا فِي قُرَيْشٍ أَغْنَى مِنْ بَعْلِكِ! قَالَتْ أَمَّا لَيْلُهُ فَقَائِمٌ وَأَمَّا نَهَارُهُ فَصَائِمٌ فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَمَا لَكَ بِي أُسْوَةٌ ... " الحَدِيْث2. قَالَ: فَأَتَتْهُنَّ بَعْد ذَلِكَ عَطِرَةً كَأَنَّهَا عَرُوْسٌ. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ أَنَّ عُثْمَانَ بنَ مَظْعُوْنٍ قَعَدَ يَتَعَبَّدُ فَأَتَاهُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "يَا عُثْمَانُ إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي بِالرِّهْبَانِيَّةِ وَإِنَّ خَيْرَ الدِّيْنِ عِنْدَ اللهِ الحَنِيْفِيَّةُ السَّمْحَةُ" 3. عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ قَالَتْ: نَزَلَ عُثْمَانُ وَقُدَامَةُ وَعَبْدُ اللهِ بَنُو مَظْعُوْنٍ وَمَعْمَرُ بنُ الحَارِثِ حِيْنَ هَاجَرُوا عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ سَلَمَةَ العَجْلاَنِيِّ قَالَ الوَاقِدِيُّ: آلُ مَظْعُوْنٍ مِمَّنْ أَوْعَبَ فِي الخُرُوْجِ إِلَى الهِجْرَةِ وَغُلِّقَتْ بُيُوْتُهُمْ بِمَكَّةَ4. وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ قَالَ: خَطَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لآلِ مظعون موضع دارهم اليوم بالمدينة5. ومات في شعبان سنة ثلاث.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 394"، وهو معضل بين الزهري وعثمان بن مظعون. لكن قد صَحَّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن التبتل، وقد خرجناه بتعليق "رقم "235". 2 صحيح رجاله رجال الشيخين: أخرجه أحمد "6/ 226"، وابن سعد "3/ 395"، وعبد الرَّزَّاق "6/ 10375"، عَنْ مَعْمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ وعمرة، عن عائشة قالت: دخلت امرأة عثمان بن مظعون أحسب اسمها خولة بنت حكيم على عائشة، وهي باذة الهيئة فسألتها ما شأنك، فقالت: زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت عائشة ذلك له فلقى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانُ، فقال: "يا عثمان إن الرهبانية لم تكتب علينا أفمالك في أسوة فوالله إني أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده"، وإسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سمع عروة من خالته عائشة، رضي الله عنه. 3 صحيح لغيره: أخرجه ابن سعد في "طبقاته" "3/ 395"، عن معاوية بن [أبي] عياش الجرمي، عن أبي قلابة به. قلت: وهذا إسناد مرسل، لا بأس به في الشواهد، ورجاله ثقات رجال الشيخين خلا الجرمي، فقد ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "4/ 1/ 380"، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقد روى عنه ثلاثة من الثقات. لكن الحديث يشهد له ما قبله فصح، والله تعالى أعلى وأعلم. 4، 5 أخرجه ابن سعد "3/ 396".

الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبَّل عُثْمَانَ بنَ مَظْعُوْنٍ1 وَهُوَ مَيتٌ وَدُمُوْعُهُ تَسِيْلُ عَلَى خَدِّ عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ. صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ. مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: لَمَّا مُرَّ بِجِنَازَةِ عثمان بن مظعون قال رسول الله "ذهبت ولم تلبس منها بشيء" 2. إبراهيم بن سعد:، عن بن شِهَابٍ، عَنْ خَارِجَةَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ العَلاَءِ مِنَ المُبَايِعَاتِ فَذَكَرَتْ أَنَّ عُثْمَانَ بنَ مَظْعُوْنٍ اشْتَكَى عِنْدَهُم فمرَّضناه حَتَّى تُوُفِّيَ فَأَتَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: شَهَادَتِي عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللهُ! فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ "وَمَا يُدْرِيْكِ?" قُلْتُ: لاَ أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُوْلَ اللهِ فَمَنْ? قَالَ: "أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءهُ اليَقِيْنُ وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الخَيْرَ وَإِنِّي لَرَسُوْلُ اللهِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفعَلُ بِي". قَالَتْ: فَوَاللهِ لاَ أزكِّي بَعْدَهُ أَحَداً. قَالَتْ: فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ لِعُثْمَانَ عَيْناً تَجْرِي فَأَخْبَرْتُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "ذَاكَ عَمَلُهُ" 3. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوْسُفَ بنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بنحوه

_ 1 ضعيف: أخرجه الطيالسي "1415"، وأحمد "6/ 43، 55، 206"، وأبو داود "3163"، والترمذي "989"، وابن ماجه "1456"، والحاكم "1/ 361" من طريق عاصم بن عبيد الله، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: "هذا حديث متداول بين الأئمة، إلا أن الشيخين لم يحتجا بعاصم بن عبيد الله"، وكذا قال الذهبي. قلت: وهو كما قالا فالإسناد ضعيف. وثمة شاهد له عند البزار "809" من طريق عاصم بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ، عَنْ أبيه قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل عثمان بن مظعون". وأورده الهيثمي في "المجمع "3/ 20"، وقال: "رواه البزار وإسناده حسن". قلت: أنى له الحسن، وفي إسناده عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب". 2 صحيح: أخرجه مالك "1/ 242"، ومن طريقه ابن سعد "3/ 397" عن أبي النضر، به. قلت: أبو النضر: هو سالم بن أبي أمية، مولى عمر بن عبيد الله التيمي المدني، تابعي من الخامسة، فالإسناد مرسل. وقال الزرقاني: وصله ابن عبد البر من طريق يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ. قلت: فالإسناد صحيح باتصاله ورجاله ثقات. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3929، 7003، 7004، 7018".

وَزَادَ: فَلَمَّا مَاتَتْ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْحَقِي بِسَلَفِنَا الخيِّر عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ"1. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بنُ مَظْعُوْنٍ وَلَمْ يُقْتَلْ هَبَطَ مِنْ نَفْسِي حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: وَيْك إِنَّ خِيَارَنَا يَمُوْتُوْنَ ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ فَرَجَعَ عُثْمَانُ فِي نَفْسِي إِلَى المَنْزِلَةِ2. وَعَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ قَالَتْ: كَانَ بَنُو مَظْعُوْنٍ مُتَقَارِبِيْنَ فِي الشَّبَهِ. كَانَ عُثْمَانُ شَدِيْدَ الأُدْمَة كبير اللحية. -رضي الله عنه3.

_ 1 ضعيف: أخرجه "1/ 237"، وابن سعد "3/ 398-399"، والطيالسي "2694"، والحاكم "3/ 190"، والطبراني "8317، 12931"، وأبو نعيم "1/ 105"، من طرق عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، به. قلت: إسناد ضعيف، فيه علتان: علي بن زيد، وهو ابن جدعان، ضعيف، ويوسف بن مهران، قال أحمد: لا يعرف. وقال الحافظ في "التقريب": ليس هو يوسف بن ماهك، ذاك ثقة، وهذا لم يرو عنه إلا ابن جدعان، هو لين الحديث. 2 ضعيف جدا: آفته الواقدي، فقد أجمعوا على تركه، والخبر رواه ابن سعد "3/ 399". 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "3/ 400"، وفيه الواقدي، متروك.

قدامة بن مظعون

15- قُدَامَةُ بنُ مَظْعُوْنٍ 1: أَبُو عَمْرٍو الجُمَحِيُّ. مِنَ السَّابِقِيْنَ البَدْرِيِّيْنَ وَلِيَ إِمْرَةَ البَحْرَيْنِ لِعُمَرَ وَهُوَ مِنْ أَخْوَالِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ حَفْصَةَ وَابنِ عُمَرَ وَزَوْجُ عَمَّتِهَا صَفِيَّةَ بِنْتِ الخَطَّابِ، إِحْدَى المُهَاجِرَاتِ. وَلِقُدَامَةَ هِجْرَةٌ إِلَى الحَبَشَةِ، وَقَدْ شَرِبَ مَرَّةً الخَمْرَةَ متأوِّلًا مُسْتَدِلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] الآية، فحدَّه عمر، وعزله من البحرين. قَالَ أَيُّوْبُ السَّخْتِيَانِيُّ: لَمْ يُحدَّ بدريٌ فِي الخَمْرِ سِوَاهُ. قُلْتُ: بَلَى، وَنُعَيْمَانُ بنُ عَمْرٍو الأنصاري النجاري، صاحب المزاح. قال بن سَعْدٍ لِقُدَامَةَ مِنَ الوَلَدِ: عُمَرُ وَفَاطِمَةُ وَعَائِشَةُ وَهَاجَرَ الهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ إِلَى الحَبَشَةِ وَشَهِدَ بَدْراً وَأُحُداً. وَعَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ: أَنَّ أَبَاهَا تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَلَهُ ثَمَانٍ وَسِتُّوْنَ سَنَةً وَكَانَ لاَ يُغَيِّرُ شَيْبَهُ وَكَانَ طَوِيْلاً أسمر -رضي الله عنه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 401" وتاريخ البخاري الكبير "7/ ترجمة 794"، وتاريخه الصغير "1/ 43"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 723"، والإصابة "3/ ترجمة 7088".

عبد الله بن مظعون الجمحي

16- عَبْدُ اللهِ بنُ مَظْعُوْنٍ الجُمَحِيُّ 1: أَبُو مُحَمَّدٍ مِنَ السَّابِقِيْنَ شَهِدَ بَدْراً هُوَ وَإِخْوَتُهُ: عُثْمَانُ وَقُدَامَةُ وَالسَّائِبُ وَلَدُ أَخِيْهِ وَهَاجَرَ عَبْدُ اللهِ إلى الحبشة الهجرة الثانية. قال بن سَعْدٍ شَهِدَ بَدْراً وَأُحُداً وَالخَنْدَقَ وَآخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بينه وبين سَهْلِ بنِ عُبَيْدِ بنِ المُعَلَّى الأَنْصَارِيِّ قَالَ: وَمَاتَ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَهُوَ بن ستين سنة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 400"، والإصابة "2/ ترجمة 4964".

السائب بن عثمان

17- السائب بن عثمان 1: ابن مَظْعُوْنٍ الجُمَحِيُّ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيْمٍ السُّلَمِيَّةُ وَأُمُّهَا ضعيْفَةُ بِنْتُ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ. هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ المَذْكُوْرِيْنَ وَآخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَارِثَةَ بنِ سُرَاقَةَ الأنصاري المقتول ببدر الذي أصاب الفردوس2. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَشَهِدَ السَّائِبُ بنُ عُثْمَانَ بَدْراً فِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَالوَاقِدِيِّ. وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ عُقْبَةَ وَكَانَ هِشَامُ بنُ الكَلْبِيِّ يَقُوْلُ: الَّذِي شَهِدَهَا هُوَ السَّائِبُ بنُ مَظْعُوْنٍ أَخُو عُثْمَانَ لأَبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هَذَا وَهْمٌ إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَصَابَهُ سَهْمٌ يَوْمَ اليَمَامَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قَالَ: ومات منه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 401" والجرح والتعديل "2/ 1/ 241"، الإصابة "2/ ترجمة 3068". 2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 260، 264، 272"، والبخاري "2809، 3982، 6560، 6567".

أبو حذيفة

18- أبو حذيفة 1: السيد الكبير الشهيد أبو حذيفة بن شَيْخِ الجَاهِلِيَّةِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبِ القرشي العبشمي، البدري. أَحَدُ السَّابِقِيْنَ وَاسْمُهُ مِهْشَمٌ فِيْمَا قِيْلَ: أَسْلَمَ قَبْلَ دُخُوْلِهِم دَارَ الأَرْقَمِ وَهَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ مَرَّتَيْنِ. وَوُلِدَ لَهُ بِهَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حُذَيْفَةَ ذَاكَ الثَّائِرُ عَلَى عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ وَلَدَتْهُ لَهُ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو وَهِيَ المُسْتَحَاضَةُ وَقَدْ تَزَوَّجَ بِهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ وَهِيَ الَّتِي أَرْضَعَتْ سَالِماً وَهُوَ كَبِيْرٌ لِتَظْهَرَ عَلَيْهِ وخُصَّا بِذَاكَ الحُكْمِ عِنْدَ جُمْهُوْرِ العُلَمَاءِ. وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بنَ عُتْبَةَ دَعَا يَوْمَ بَدْرٍ أَبَاهُ إِلَى البرَازِ فَقَالَتْ أُخْتُهُ أُمُّ مُعَاوِيَةَ هِنْدُ بنت عتبة: الأَحْوَلُ الأَثْعَلُ المَذْمُوْمُ طَائِرُهُ ... أَبُو حُذَيْفَةَ شَرُّ النَّاسِ فِي الدِّيْنِ أَمَا شَكَرْتَ أَباً رََّباك مِنْ صِغَرٍ ... حَتَّى شَبَبْتَ شَبَاباً غَيْرَ مَحْجُوْنِ2 قَالَ: وَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ طَوِيْلاً، حَسَنَ الوَجْهِ، مُرَادفَ الأَسْنَانِ، وَهُوَ الأَثْعَلُ. اسْتُشْهِدَ أَبُو حُذَيْفَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَوْمَ اليَمَامَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ هُوَ وَمَوْلاَهُ سَالِمٌ. وَتَأَخَّرَ إِسْلاَمُ أَخِيْهِ أَبِي هَاشِمٍ بنِ عُتْبَةَ فَأَسْلَمَ يَوْمَ الفَتْحِ وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ وَجَاهَدَ وَسَكَنَ الشَّامَ وَكَانَ صَالِحاً دَيِّناً لَهُ رِوَايَةٌ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي "الترمذي" "والنسائي" "وابن مَاجَه". مَاتَ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ وَهُوَ أَخُو الشَّهِيْدِ مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ لأُمِّهِ وَخَالُ الخَلِيْفَةِ مُعَاوِيَةَ. رَوَى مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بنُ سَهْمٍ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى أَبِي هَاشِمٍ بنِ عُتْبَةَ وَهُوَ طَعِيْنٌ فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ يَعُوْدُهُ فَبَكَى فَقَالَ: مَا يُبْكِيْكَ يَا خَالُ? أوجعٌ أَوْ حرصٌ عَلَى الدُّنْيَا? قَالَ: كُلاًّ لاَ وَلَكِنْ عَهِدَ إِلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَهْداً لَمْ آخُذْ بِهِ. قَالَ لِي: "يَا أَبَا هَاشِمٍ لَعَلَّكَ أَنْ تُدْرِكَ أَمْوَالاً تُقْسَمُ بَيْنَ أَقْوَامٍ وَإِنَّمَا يَكْفِيْكَ مِنْ جَمْعِ الدُّنْيَا خَادِمٌ وَمَرْكِبٌ فِي سَبِيْلِ اللهِ" وَقَدْ وَجدْتُ وَجَمَعْتُ3. وَفِي رِوَايَةٍ مُرْسَلَةٍ: "فَيَا لَيْتَهَا بَعرًا محِيْلاً". قِيْلَ عَاشَ أَبُو حُذَيْفَةَ ثَلاَثاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 84-85"، الإصابة "4/ 264". 2 المحجن: العصى المعوجة معقفة الرأس. 3 حسن: أخرجه ابن ماجه "2327"، والنسائي "8/ 218-219" من طريق منصور، عن أبي وائل، عن سمرة بن سهم، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته سمرة بن سهم الأسدي، مجهول كما قال الحافظ في "التقريب"، وأخرجه الترمذي "2327"، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان عن منصور والأعمش، عن أبي وائل قال: "جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عتبة، وهو مريض يعوده...." الحديث. قلت: والإسناد مرسل، لكن الحديث يرتقي لمرتبة الحسن بمجموع الطريقين، والله أعلم.

سالم مولى أبي حذيفة

19- سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ 1: مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ، البَدْرِيِّيْنَ، المُقَرَّبِيْنَ، العَالِمِيْنَ. قَالَ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ: هُوَ سَالِمُ بنُ مَعْقِلٍ أَصْلُهُ مِنْ إِصْطَخْرَ. وَالَى أَبَا حُذَيْفَةَ وَإِنَّمَا الَّذِي أَعْتَقَهُ هِيَ ثُبَيْتَةُ بِنْتُ يعَار الأَنْصَارِيَّةُ زَوْجَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ بنِ عُتْبَةَ وَتَبَنَّاهُ أَبُو حُذَيْفَةَ كَذَا قَالَ. بن أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلٍ أَتَتْ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهِيَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنَّ سَالِماً مَعِي وَقَدْ أَدْرَكَ مَا يُدْرِكُ الرِّجَالُ فَقَالَ: "أَرْضِعِيْهِ فَإِذَا أَرْضَعْتِهِ فَقَدْ حَرُمَ عَلَيْكِ مَا يَحْرُمُ مِنْ ذِي المَحْرَمِ". قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَبَى أَزْوَاجُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَدْخُلَ أحدٌ عَلَيْهِنَّ بِهَذَا الرَّضَاعِ وَقُلْنَ: إنما هي رخصةٌ لسالم خاصة2. وعن بن عُمَرَ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ المُهَاجِرِيْنَ الَّذِيْنَ قَدِمُوا مِنْ مَكَّةَ حِيْنَ قَدِمَ المَدِيْنَةَ لأَنَّهُ كَانَ أَقْرَأَهُم. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ يَؤُمُّ المُهَاجِرِيْنَ بِقُبَاءَ فِيْهِم عُمَرُ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3. حَنْظَلَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَابِطٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اسْتَبْطَأنِي رَسُوْلُ اللهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: "مَا حَبَسَكِ?" قُلْتُ إِنَّ فِي المَسْجِدِ لأحسن من سمعت صوتًا

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 85-88"، تاريخ البخاري الكبير "2/ 2/ 107"، حلية الأولياء "1/ 176-178". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1453"، "27"، من طريق ابن أبي مليكة به. 3 ضعيف جدا، أخرجه ابن سعد "3/ 87"، وفيه الواقدي: متروك.

بِالقُرْآنِ فَأَخَذَ رِدَاءهُ وَخَرَجَ يَسْمَعُهُ فَإِذَا هُوَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ فَقَالَ: "الحَمْدُ لِلِّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَكَ" إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ1. عَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عن نافع، عن بن عُمَرَ أَنَّ المُهَاجِرِيْنَ نَزَلُوا بِالعُصْبَةِ إِلَى جَنْبِ قُبَاءَ فأمَّهم سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ لأَنَّهُ كان أَكْثَرَهُم قُرْآناً فِيْهِم عُمَرُ وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الأَسَدِ2. وَرَوَاهُ أُسَامَةُ بنُ حَفْصٍ، عَنْ عبيد الله ولفظه: لما قدم المهاجرين الأَوَّلُوْنَ العُصْبَةَ قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ سَالِمٌ يَؤُمُّهُم. وَرُوِيَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: وَآخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَبَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ. هَذَا مُنْقَطِعٌ. وَجَاءَ مِنْ رِوَايَةِ الوَاقِدِيِّ: أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ قَالَ: لما انكشف المسلمون يوم اليمامة قال سالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحفر لنفسه حفرة فقام فيها ومعه راية المُهَاجِرِيْنَ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ3. وَرَوَى عُبَيْدُ بنُ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ أَنَّ سَالِماً بَاعَ مِيْرَاثَهُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فَبَلَغَ مَائتَيْ دِرْهَمٍ فَأَعْطَاهَا أُمَّهُ فَقَالَ: كليهَا. وَقِيْلَ: إِنَّ سَالِماً وُجِدَ هُوَ وَمَوْلاَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ رَأْسُ أَحَدِهِمَا عِنْدَ رِجْلَي الآخر صريعين -رضي الله عنهما.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 165"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 371، والحاكم "3/ 225-226" من طريق حنظلة بن أبي سفيان، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. قلت: إسناده صحيح، ولكنه على شرط مسلم حسب، وليس على شرط الشيخين عبد الرحمن بن سابط من رجال مسلم دون البخاري، وهذا من تساهل الحاكم والذهبي، وقد بينت كثيرا من تساهلهما في كتابنا [الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة] ، وقد طبع المجلد الأول من المجلدات الثلاث في مكتبة الدعوة بالأزهر يسر الله طبع باقي مجلداته وأكثر النفع به وجعله في ميزان حسناتنا، وكل من ساعد على نشره، وترويجه بين الناس، آمين. 2 صحيح: أخرجه البخاري "692"، "7175". 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "3/ 88"، وفيه الواقدي، وهو متروك.

ومن مناقب سالم: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا:، أَخْبَرَنَا حَنْبَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ المُذْهِبِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ وَفَاتِي مِنْ سَبْيِ العَرَبِ فَهُوَ مِنْ مَالِ اللهِ. فَقَالَ سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَشَرْتَ بِرَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِيْنَ لاَئْتَمَنَكَ النَّاسُ وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ وَائْتَمَنَهُ النَّاسُ فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُ مِنْ أَصْحَابِي حِرْصاً سَيِّئاً وَإِنِّي جَاعِلُ هَذَا الأَمْرِ إِلَى هَؤُلاَءِ النَّفَرِ السِّتَّةِ. ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَدْرَكَنِي أَحَدُ رَجُلَيْنِ ثُمَّ جَعَلْتُ إِلَيْهِ الأَمْرَ لَوَثِقْتُ بِهِ: سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ1. عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ ليِّن فَإِنْ صَحَّ هَذَا فَهُوَ دَالٌّ عَلَى جَلاَلَةِ هَذَيْنِ فِي نَفْسِ عُمَرَ وَذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ يُجَوِّزُ الإِمَامَةَ في غير القرشي والله أعلم.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 342-343"، وأحمد "1/ 20" من طريق عفان، عن حماد بن سلمة، وإسناده ضعيف، آفته علي بن زيد، وهو ابن جدعان، ضعيف. وأبو رافع، هو نفيع بن رافع الصائغ.

شهداء بدر

شُهَدَاءُ بَدْرٍ: عُبَيْدَةُ بنُ الحَارِثِ المُطَّلِبِيُّ، وَعُمَيْرُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيُّ أَخُو سَعْدٍ وَصَفْوَانُ بنُ بَيْضَاءَ وَاسْمُ أَبِيْهِ وَهْبُ بنُ رَبِيْعَةَ الفِهْرِيُّ وَذُوْ الشِّمَالَيْنِ عُمَيْرُ بنُ عَبْدِ عَمْرٍو الخُزَاعِيُّ وَعُمَيْرُ بنُ الحُمَامِ بنِ الجَمُوْحِ الأَنْصَارِيُّ الَّذِي رَمَى التَّمَرَاتِ وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ وَمُعَاذُ بنُ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ السُّلَمِيُّ وَمُعَاذُ بنُ عَفْرَاءَ وَأَخُوْهُ عَوْفٌ وَاسْمُ أَبِيْهِمَا الحَارِثُ بنُ رِفَاعَةَ مِنْ بَنِي غَنْمِ بنِ عَوْفٍ وَحَارِثَةُ بنُ سُرَاقَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيُّ جاءه سهم غرب وهو غلام حَدَثٌ وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيْهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أُمَّ حَارِثَةَ! إِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى" وَيَزَيْدُ بنُ الحَارِثِ بنِ قَيْسٍ الخَزْرَجِيُّ وَأُمُّهُ هِيَ فُسحم وَيُقَالُ لَهُ هُوَ فُسحُم وَرَافِعُ بنُ المُعَلَّى الزُّرَقِيُّ وَسَعْدُ بنُ خَيْثَمَةَ الأَوْسِيُّ وَمُبَشِّرُ بنُ عَبْدِ المُنْذِرِ أَخُو أَبِي لُبَابَةَ وَعَاقِلُ بنُ البكير بن عبد ياليل الكِنَانِيُّ اللَّيْثِيُّ أَحَدُ الإِخْوَةِ الأَرْبَعَةِ البَدْرِيِّيْنَ فَعِدَّتُهُم أَرْبَعَةَ عَشَرَ شَهِيْداً. وَقُتِلَ مِنَ المُشْرِكِيْنَ: عُتْبَةُ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عبد مناف، وأخوه شيبة، ولهما مئة وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً. وَأَبُو جَهْلٍ عَمْرُو بنُ هِشَامِ بنِ المُغِيْرَةِ المَخْزُوْمِيُّ، وَأُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ الجُمَحِيُّ، وَابْنُهُ عَلِيٌّ. وَعُقْبَةُ بنُ أَبِي مُعَيْطٍ ذُبِحَ صَبْراً وَأَبُو البَخْتَرِيِّ العَاصُ بنُ هِشَامٍ الأَسَدِيُّ، وَالعَاصُ أَخُو أَبِي جَهْلٍ وَحَنْظَلَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ أَخُو مُعَاوِيَةَ، وَعُبَيْدٌ وَالعَاصُ ابْنَا أَبِي أُحَيْحَةَ وَالحَارِثُ بنُ عَامِرٍ النَّوْفَلِيُّ وَطُعَيْمَةُ عَمُّ جُبَيْرِ بنِ مُطْعَمٍ وَحَارِثُ بنُ زَمْعَةَ بنِ الأَسْوَدِ وَأَبُوْهُ وَعَمُّهُ عقِيْلٌ وَنَوْفَلُ بنُ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ أَخُو خَدِيْجَةَ وَالنَّضْرُ بنُ الحَارِثِ قُتِلَ صَبْراً وَعُمَيْرُ بنُ عُثْمَانَ عَمُّ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ وَمَسْعُوْدٌ المَخْزُوْمِيُّ أَخُو أُمِّ سَلَمَةَ وَأَبُو قَيْسٍ أَخُو خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ وَقَيْسُ بنُ العَادِ بنِ المُغِيْرَةِ المَخْزُوْمِيُّ وَنُبَيْهُ وَمُنَبِّهُ ابْنَا الحَجَّاجِ بنِ عَامِرٍ السَّهْمِيِّ وَوَلَدَا مُنَبِّهٍ حارثة والعاص.

حمزة بن عبد المطلب

20- حمزة بن عبد المطلب 1: ابن هاشم بن عبد مناف، ابن قصي بن كلاب ... الإِمَامُ، البَطَلُ، الضِّرْغَامُ، أَسَدُ اللهِ أَبُو عُمَارَةَ، وَأَبُو يَعْلَى القُرَشِيُّ الهَاشِمِيُّ المَكِّيُّ ثُمَّ المَدَنِيُّ البَدْرِيُّ الشَّهِيْدُ عَمُّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأخوه من الرضاعة. قال بن إِسْحَاقَ: لَمَّا أَسْلَمَ حَمْزَةُ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد امْتَنَعَ وَأَنَّ حَمْزَةَ سَيَمْنَعُهُ فَكَفُّوا، عَنْ بَعْضِ مَا كَانُوا يَنَالُوْنَ مِنْهُ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عن حارثة بن مضرب، عن علي قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "نَادِ حَمْزَةَ" فَقُلْتُ مَنْ هُوَ صَاحِبُ الجَمَلِ الأَحْمَرِ? فَقَالَ حَمْزَةُ هُوَ عُتْبَةُ بنُ رَبِيْعَةَ فَبَارَزَ يَوْمَئِذٍ حَمْزَةُ عُتْبَةَ فَقَتَلَهُ. وَرَوَى أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نِسَاءَ الأَنْصَارِ يَبْكِيْنَ عَلَى هَلْكَاهُنَّ، فَقَالَ: "لَكِنَّ حَمْزَةَ لاَ بَوَاكِيَ لَهُ" فَجِئْنَ فَبَكَيْنَ عَلَى حَمْزَةَ عِنْدَهُ، إِلَى أَنْ قَالَ: "مُرُوْهُنَّ لا يبكين على هالكٍ بعد اليوم" 2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 8-19 و166"، تاريخ خليفة "68"، والجرح والتعديل "2/ 1/ 212"، الإصابة "1/ ترجمة 1826". 2 حسن: أخرجه ابن سعد "3/ 17"، وابن أبي شيبة "3/ 394"، 14/ 392-393"، وأحمد "2/ 40، 84، 92"، وابن ماجه "1591"، والطحاوي "4/ 293"، وأبو يعلى "3576، 3610"، والحاكم "3/ 194، 195، 197"، والطبراني "2944"، والبيهقي "4/ 70" من طرق عن أسامة بن زيد الليثي، به. قلت: إسناده حسن، أسامة بن زيد الليثي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

وَفِي كِتَابِ "المُسْتَدْرَكِ" لِلْحَاكِمِ: عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوْعاً: "سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ: حَمْزَةُ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ، فَأَمَرَهُ، وَنَهَاهُ، فَقَتَلَهُ" 1. قُلْتُ: سَنَدُهُ ضَعِيْفٌ. الدَّغُوْلِيُّ2، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا رَافِعُ بنُ أَشْرَس، حَدَّثَنَا خُلَيْدٌ الصَّفَّارُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ الصَّائِغِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حمزة بن عبد المطلب" 3. هذا غريب. أسامة بن زيد، عن نافع، عن بن عُمَرَ قَالَ رَجَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُدٍ فَسَمِعَ نِسَاءَ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ يَبْكِيْنَ عَلَى هَلْكَاهُنَّ فَقَالَ: "لَكِنَّ حَمْزَةَ لاَ بَوَاكِيَ لَهُ" فَجِئْنَ نِسَاءَ الأَنْصَارِ فَبَكِيْنَ عَلَى حَمْزَةَ عِنْدَهُ فَرَقَدَ فَاسْتَيْقَظَ وَهُنَّ يبكين فقال: "يا ويحهن! أهن ههنا حَتَّى الآنَ مُرُوْهُنَّ فَلْيَرْجِعْنَ وَلاَ يَبْكِيْنَ عَلَى هَالِكٍ بَعْدَ اليَوْمِ" 4. ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ بنِ رَبِيْعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ عَمْرِو بنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ خَرَجْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَدِيِّ بنِ الخِيَارِ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ غَازِيَيْنِ فَمَرَرْنَا بِحِمْصَ وَكَانَ وَحْشِيٌّ بها فقال بن عَدِيٍّ هَلْ لَكَ أَنْ نَسْأَلَ وَحْشِيّاً كَيْفَ قَتَلَ حَمْزَةَ. فَخَرَجْنَا نُرِيْدُهُ فَسَأَلْنَا عَنْهُ، فَقِيْلَ لنا: إنكما ستجدانه بفناء داره، على

_ 1 حسن: أخرجه الحاكم "3/ 195" من طريق رافع بن أشرس، المروزي، حدثنا حفيد الصفار عن إبراهيم الصائغ، عن عطاء، عن جابر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فذكره، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". ورده الذهبي بقوله: "قلت: الصفار لا يدري من هو؟! ". قلت: ومثله رافع بن أشرس المروزي، فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "1/ 2/ 482"، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فهو مجهول الحال، وأخرجه الخطيب في "تاريخه" "6/ 377"، "11/ 302"، من طريق عمار بن نصر، وأحمد بن شجاع المروزي، عن حكيم بن زيد الأشعري، عن إبراهيم الصائغ، به. قلت: إسناده حسن، فيه حكيم بن زيد، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "1/ 2/ 204-205"، وقال سألت أبي عنه، فقال: "صالح، هو شيخ". 2 الدغولي: بفتح الدال المهملة وضم الغين المعجمة، هو أبو العباس مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الرحمن الدغولي، كان زعيم سرخس، وأحد أئمة المسلمين، وكان له بها مجلس إملاء، توفي بها سنة "365هـ"، كما في ترجمته في "الأنساب" للسمعاني "5/ 359"، واللباب "1/ 503-504"، 3 حسن: انظر تعليقنا قبل السابق. 4 حسن: تقدم بتعليقنا رقم "267".

طِنْفِسَةٍ لَهُ وَهُوَ رَجُلٌ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الخَمْرُ فَإِنْ تَجِدَاهُ صَاحِياً تَجِدَا رَجُلاً عَرَبِيّاً فَأَتَيْنَاهُ فَإِذَا نَحْنُ بِشَيْخٍ كَبِيْرٍ أَسْوَدَ مِثْلَ البُغَاثِ1 عَلَى طِنْفِسَةٍ لَهُ وَهُوَ صَاحٍ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى عُبَيْدِ اللهِ بنِ عديٍّ فقال: بن لِعَدِيٍّ وَالله ابْنُ الخِيَارِ أَنْتَ? قَالَ: نَعَمْ ... فَقَالَ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُكَ مُنْذُ نَاوَلْتُكَ أُمَّكَ السَّعْدِيَّةَ الَّتِي أَرْضَعَتْكَ بِذِي طُوَى وَهِيَ عَلَى بَعِيْرِهَا فَلَمَعَتْ لِي قَدَمَاكَ قُلْنَا إِنَّا أَتَيْنَا لِتُحَدِّثَنَا كَيْفَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ؟ قَالَ سَأُحَدِّثُكُمَا بِمَا حَدَّثْتُ بِهِ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُنْتُ عَبْدَ جُبَيْرِ بنِ مُطْعَمٍ وَكَانَ عَمُّهُ طُعَيْمَةُ بنُ عَدِيٍّ قُتِلَ يَوْم بَدْرٍ فقال لي إن قتلت حمزة فَأَنْتَ حُرٌّ وَكُنْتُ صَاحِبَ حَرْبَةٍ أَرْمِي قَلَّمَا أُخْطِئُ بِهَا فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ فَلَمَّا الْتَقَوْا أَخَذْتُ حَرْبَتِي وَخَرَجْتُ أَنْظُرُ حَمْزَةَ حَتَّى رَأَيْتُهُ فِي عُرْضِ النَّاسِ مِثْلَ الجَمَلِ الأَوْرَقِ2 يَهُدُّ النَّاسَ بِسَيْفِهِ هَدّاً مَا يُلِيْقُ شَيْئاً فَوَاللهِ إِنِّي لأَتَهَيَّأُ لَهُ إِذْ تَقَدَّمَنِي إِلَيْهِ سِبَاعُ بنُ عَبْدِ العُزَّى الخُزَاعِيُّ فَلَمَّا رَآهُ حَمْزَةُ قال هلم إلي يابن مُقَطِّعَةِ البُظُوْرِ3 ثُمَّ ضَرَبَهُ حَمْزَةُ فَوَاللهِ لَكَأَنَّ مَا أَخْطَأَ رَأْسَهُ مَا رَأَيْتُ شَيْئاً قَطُّ كَانَ أَسْرَعَ مِنْ سُقُوْطِ رَأْسِهِ فَهَزَزْتُ حَرْبَتِي حَتَّى إِذَا رَضِيْتُ عَنْهَا دَفَعْتُهَا عَلَيْهِ فَوَقَعَتْ فِي ثُنَّتِهِ4 حَتَّى خَرَجَتْ بَيْنَ رِجْلَيْهِ فَوَقَعَ فَذَهَبَ لِيَنُوْءَ5 فَغُلِبَ فَتَرَكْتُهُ وَإِيَّاهَا حَتَّى إِذَا مَاتَ قُمْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذْتُ حَرْبَتِي ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى العَسْكَرِ فَقَعَدْتُ فِيْهِ وَلَمْ يَكُنْ لِي حَاجَةٌ بِغَيْرِهِ فَلَمَّا افْتَتَحَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ هَرَبْتُ إِلَى الطَّائِفِ فَلَمَّا خَرَجَ وَفْدُ الطَّائِفِ لِيُسْلِمُوا ضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَقُلْتُ أَلْحَقُ بِالشَّامِ أَوِ اليَمَنِ أَوْ بَعْضِ البِلاَدِ فَوَاللهِ إِنِّي لَفِي ذَلِكَ مِنْ هَمِّي إِذْ قَالَ رَجُلٌ وَاللهِ إِنْ يَقْتُلُ مُحَمَّدٌ أَحَداً دَخَلَ فِي دِيْنِهِ فخرجت حتى قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "وَحْشِيٌّ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: "اجْلِسْ فَحَدِّثْنِي كَيْفَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ" فَحَدَّثْتُهُ كَمَا أُحَدِّثُكُمَا فَقَالَ: "وَيْحَكَ! غَيِّبْ عَنِّي وَجْهَكَ فَلاَ أَرَيَنَّكَ" فَكُنْتُ أَتَنَكَّبُ6 رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- حيث كان حتى قبض.

_ 1 البغاثة: الضعيف من الطير، وجمعها بغاث. وقيل هي لئامها وشرارها. 2 الأورق: الأسمر. 3 البظر: بفتح الباء: الهنة التي تقطعها الخافضة من فرج المرأة عند الختان. والبظور: جمع بظر. وقد دعاه بذلك؛ لأن أمه كانت تختن النساء. والعرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذم، وإن لم تكن أم من يُقال له خاتنة. 4 الثنة: ما بين السرة والعانة من أسفل البطن. 5 لينوء: ينهض. 6 أتنكب: أتجنب، وأتنحى عنه.

فَلَمَّا خَرَجَ المُسْلِمُوْنَ إِلَى مُسَيْلِمَةَ، خَرَجتُ مَعَهُم بِحَرْبَتِي الَّتِي قَتَلْتُ بِهَا حَمْزَةَ فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ نَظَرْتُ إِلَى مُسَيْلِمَةَ وَفِي يَدِهِ السَّيْفُ فَوَاللهِ مَا أَعْرِفُهُ وَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُرِيْدهُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى فَكِلاَنَا يَتَهَيَّأُ لَهُ حَتَّى إِذَا أَمْكَنَنِي دَفَعْتُ عَلَيْهِ حَرْبَتِي فَوَقَعَتْ فِيْهِ وَشَدَّ الأَنْصَارِيُّ عَلَيْهِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا قَتَلَهُ فَإِنْ أَنَا قَتَلْتُهُ فَقَدْ قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَتَلْتُ شَرَّ النَّاسِ1. وَبِهِ، عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلاً يَقُوْلُ قَتَلَهُ العبد الأسود يعني مسيلمة2. أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَقَفَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى حَمْزَةَ وَقَدْ جُدِعَ وَمُثِّلَ بِهِ فَقَالَ: "لَوْلاَ أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ فِي نَفْسِهَا لَتَرَكتُهُ حَتَّى يَحْشُرَهُ اللهُ مِنْ بُطُوْنِ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ". وَكُفِّنَ فِي نَمِرَةٍ إِذَا خُمِّرَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلاَهُ وَإِذَا خُمِّرَتْ رِجْلاَهُ بَدَا رَأْسُهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الشُّهَدَاءِ وَقَالَ: "أَنَا شَهِيْدٌ عَلَيْكُم" وَكَانَ يَجْمَعُ الثَّلاَثَةَ فِي قَبْرٍ وَالاثْنَيْنِ فَيَسْأَلُ أَيُّهُمَا أَكْثَرُ قُرْآناً فَيُقَدِّمُهُ فِي اللَّحْدِ وَكَفَّنَ الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلاَثَةَ فِي ثَوْبٍ3. ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ كَانَ حَمْزَةُ يُقَاتِلُ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَيْفَيْنِ وَيَقُوْلُ أَنَا أَسَدُ اللهِ4. رَوَاهُ يونس بن بكير، عن بن عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مُرْسَلاً وَزَادَ فَعَثَرَ فَصُرِعَ مُسْتَلْقِياً وَانْكَشَفَتِ الدِّرْعُ، عَنْ بَطْنِهِ فَزَرَقَهُ5 العَبْدُ الحبشي فبقره.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4072" من طريق جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري في نهاية حديث رقم "4027". 3 حسن: أخرجه ابن سعد "3/ 14-15"، وابن أبي شيبة "14/ 260، 291، 292"، وعبد بن حميد "1164"، وأحمد "3/ 128"، وأبو داود "3136"، والترمذي "1016"، والطحاوي "1/ 502-503"، والدارقطني "4/ 116-117، 117"، والحاكم "3/ 196"، وأبو يعلى "3568"، من طرق عن أسامة بن زيد الليثي، به. قلت: إسناده حسن، أسامة بن زيد الليثي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". 4 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 12"، والحاكم "3/ 194" من طريق ابن عون، عن عمير بن إسحاق مرسلا عن سعد بن أبي وقاص قال: فذكره. 5 زرقه: طعنه أو رماه قاله ابن منظور.

عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجِشُوْنِ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جَعْفَرِ بنِ عَمْرٍو الضَّمْرِيِّ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ الخِيَارِ إِلَى الشَّامِ فَسَأَلْنَا، عَنْ وَحْشِيٍّ فَقِيْلَ هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ كَأَنَّهُ حَمِيْتٌ1 فَجِئْنَا فَسَلَّمْنَا وَوَقَفْنَا يَسِيْراً وَكَانَ ابْنُ الخِيَارِ مُعْتَجِراً بِعِمَامَتِهِ مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَقَالَ يَا وَحْشِيُّ! تَعْرِفُنِي? قَالَ لاَ وَاللهِ إلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بنَ الخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أَبِي العَيْصِ فَوَلَدَتْ غُلاَماً بِمَكَّةَ فَاسْتَرْضَعَتْهُ فَحَمَلْتُهُ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى قَدَمَيْكَ قَالَ فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ إلَّا تُخْبِرُنَا، عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ قَالَ نَعَمْ إِنَّهُ قُتِلَ طُعَيْمَةُ بنُ عَدِيِّ بنِ الخِيَارِ بِبَدْرٍ فَقَالَ لِي مَوْلاَيَ جُبَيْرٌ إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ فَلَمَّا خَرَجَ النَّاسُ، عَنْ عَيْنَيْنَ - وَعَيْنُوْنُ جَبَلٌ تَحْتَ أُحُدٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُحُدٍ وَادٍ - قَالَ سِبَاعٌ هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ? فَقَالَ حَمْزَةُ يابن مُقَطِّعَةِ البُظُوْرِ! تُحَادُّ اللهَ وَرَسُوْلَهُ? ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ. فَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ حَتَّى مَرَّ عليَّ فَرَمَيْتُهُ فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتِ الحَرْبَةُ مِنْ وِرْكِهِ. إِلَى أَنْ قَالَ: فَكُنْتُ بِالطَّائِفِ فَبَعَثُوا رُسُلاً إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقِيْلَ إِنَّهُ لاَ يَهِيْجُ الرُّسُلُ. فَخَرَجْتُ مَعَهُم فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: "أَنْتَ وَحْشِيٌّ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "الَّذِي قَتَلَ حَمْزَةَ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَدْ كَانَ الأَمْرُ الَّذِي بلغك. قال: "ما تَسْتَطِيْعُ أَنْ تُغَيِّبَ عَنِّي وَجْهَكَ" قَالَ فَرَجَعْتُ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ، وَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ قُلْتُ: لأَخْرُجَنَّ إِلَيْهِ لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِيَ بِهِ حَمْزَةَ فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِم مَا كَانَ فَإِذَا رجل قائم في ثملة جِدَارٍ كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرٌ رَأْسُهُ فَأَرْمِيْهِ بِحَرْبَتِي فَأَضَعَهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ يسار: فسمعت بن عُمَرَ يَقُوْلُ: قَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ قَتَلَهُ العَبْدُ الأَسْوَدُ2. قَالَ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ: ثُمَّ انْتَشَرَ المُسْلِمُوْنَ يَبْتَغُوْنَ قَتْلاَهُمْ فَلَمْ يَجِدُوا قَتِيْلاً إلَّا وَقَدْ مَثَّلُوا بِهِ إلَّا حَنْظَلَةَ بنَ أَبِي عَامِرٍ وَكَانَ أَبُوْهُ أَبُو عَامِرٍ مَعَ المُشْرِكِيْنَ فَتُرِكَ لأَجْلِهِ وَزَعَمُوا أَنَّ أَبَاهُ وَقَفَ عَلَيْهِ قَتِيْلاً فَدَفَعَ صَدْرَهُ بِرِجْلِهِ ثُمَّ قَالَ ديْنَانِ قَدْ أَصَبْتُهُمَا قَدْ تقدمتُ إِلَيْكَ فِي مَصْرَعِكَ هَذَا يَا دنيس وَلَعَمْرُ اللهِ إِنْ كُنْتَ لَوَاصِلاً لِلرَّحِمِ بَرّاً بِالوَالِدِ. وَوَجَدُوا حَمْزَةَ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ وَاحْتَمَلَ وَحْشِيٌّ كَبِدَهُ إِلَى هِنْدٍ فِي نَذْرٍ نَذَرَتْهُ حين قتل أباها

_ 1 الحميت: هو النحي والزق الذي يكون فيه السمن ونحوه. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4072"، وقد مر تخريجنا له قريبا بتعليق رقم "277، 278".

يَوْمَ بَدْرٍ فَدُفِنَ فِي نَمِرَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ إِذَا رُفِعَتْ إِلَى رَأْسِهِ بَدَتْ قَدَمَاهُ فَغَطُّوا قَدَمَيْهِ بِشَيْءٍ مِنَ الشَّجَرِ. ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ ظَفِرْتُ بِقُرَيْشٍ لأُمَثِّلَنَّ بِثَلاَثِيْنَ مِنْهُم فَلَمَّا رَأَى أصحاب رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا بِهِ مِنَ الجَزَعِ قَالُوا لَئِنْ ظَفِرْنَا بِهِم لَنُمَثِّلَنَّ بِهِم مُثْلَةً لَمْ يُمَثِّلْهَا أَحَدٌ مِنَ العَرَبِ بِأَحَدٍ فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِه} [النَّحْلُ: 126] ، إِلَى آخِرِ السُّوْرَةِ فَعَفَا رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا قُتِلَ حَمْزَةُ أَقَبْلَتْ صَفِيَّةُ أُخْتُهُ فَلَقِيَتْ عَلِيّاً وَالزُّبَيْرَ فَأَرَيَاهَا أَنَّهُمَا لاَ يَدْرِيَانِ فَجَاءتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "فَإِنِّي أَخَافُ عَلَى عَقْلِهَا" فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهَا وَدَعَا لَهَا فَاسْتَرْجَعَتْ وَبَكَتْ ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ عَلَيْهِ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ فَقَالَ: "لَوْلاَ جَزَعُ النِّسَاءِ لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يُحْشَرَ مِنْ حَوَاصِلِ الطَّيْرِ وَبُطُوْنِ السِّبَاعِ" ثُمَّ أَمَرَ بِالقَتْلَى فَجَعَلَ يُصَلَّي عَلَيْهِم بِسَبْعِ تَكْبِيْرَاتٍ وَيُرْفَعُوْنَ وَيَتْرُكُ حَمْزَةَ ثُمَّ يُجَاءُ بِسَبْعَةٍ فَيُكَبِّرُ عَلَيْهِم سَبْعاً حتى فرغ منهم2. يَزِيْدُ لَيْسَ بِحُجَّةٍ وَقَوْلُ جَابِرٍ لَمْ يُصِلِّ عليهم أصح.

_ 1 ضعيف جدا: في إسناده علتان: الأولى: الإرسال. الثانية: بريدة بن سفيان الأسلمي، قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو داود: لم يكن بذلك، وكان يتكلم في عثمان. وقال الدارقطني: متروك. وقال أبو حاتم: هو ضعيف الحديث، كما أورده ابنه في الجراح والتعديل" "1/ 1/ 424"، وقال النسائي: ليس بالقوي. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سألت أبي عن بريدة بن سفيان كيف حديثه؟ قال له: بلية. 2 حسن: أخرجه ابن ماجه "1513"، مختصرا، وابن سعد "3/ 14"، والحاكم "1/ 197" عن أبي بكر بن عياش، به، وسكت عنه الحاكم. وقال الذهبي في "التلخيص": "سمعه أبو بكر بن عياش من يزيد وليسا بمعتمدين". قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: أبو بكر بن عياش، ضعيف، لسوء حفظه. الثانية: يزيد بن أبي زياد الكوفي، سيئ الحفظ، قال ابن معين: ليس بالقوي، وقال أيضا: لا يحتج به، وقال ابن المبارك: ارم به. وقال أحمد: حديثه ليس بذاك، وأخرجه أحمد "3/ 128"، وأبو داود "3136، 3137"، والترمذي "1016"، والدارقطني "4/ 116، 117"، من طريق أسامة بن زيد عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، به. قلت: إسناده حسن، أسامة بن زيد الليثي، صدوق.

وَفِي الصَّحِيْحَيْنِ مِنْ حَدِيْثِ عُقْبَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ صَلاَتَهُ عَلَى المَيِّتِ فَهَذَا كَانَ قَبْلَ موته بأيام1. ويروى من حديث بن عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: "لَئِنْ ظَفِرْتُ بِقُرَيْشٍ لأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِيْنَ مِنْهُم" فَنَزَلَتْ {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} [النحل: 126] الآيَةُ2. عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عُبَيْدٍ الكِنْدِيُّ، حَدَّثَنِي رَبِيْعُ بنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي أَبُو العَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ أَنَّهُ أُصِيْبَ مِنَ الأَنْصَارِ يَوْمَ أُحُدٍ سَبْعُوْنَ. قَالَ فَمَثَّلُوا بِقَتْلاَهُم فَقَالَتِ الأَنْصَارُ لَئِنْ أَصَبْنَا مِنْهُم يَوْماً مِنَ الدَّهْرِ لَنُرْبِيَنَّ عَلَيْهِم فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ نَادَى رَجُلٌ لاَ يُعْرَفُ لاَ قُرَيْشَ بَعْدَ اليَوْمِ! مَرَّتَيْنِ فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} [النحل: 126] الآيَة. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كفوا، عن القوم" 3. يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ جَاءتْ صَفِيَّةُ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَهَا ثَوْبَانِ لِحَمْزَةَ فَلَمَّا رَآهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَرِهَ أَنْ تَرَى حَمْزَةَ عَلَى حَالِهِ فَبَعَثَ إِلَيْهَا الزُّبَيْرَ يَحْبِسُهَا وَأَخَذَ الثَّوْبَيْنِ وَكَانَ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ قَتِيْلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَكَرِهُوا أَنْ يَتَخَيَّرُوا لِحَمْزَةَ فَقَالَ: "أَسْهِمُوا بَيْنَهُمَا فَأَيُّهُمَا طَارَ لَهُ أَجْوَدُ الثَّوْبَيْنِ فَهُوَ لَهُ" فَأَسْهَمُوا بَيْنَهُمَا فَكُفِّنَ حَمْزَةُ فِي ثوب والأنصاري في ثوب4.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 149، 153"، والبخاري "1344، 3596، 4042، 4085، 6426، 6590"، ومسلم "2296" وأبو داود "3223"، والنسائي "4/ 61، 62"، والطحاوي "1/ 504"، والبيهقي "4/ 14"، والطبراني في "الكبير" "17/ 767"، والبغوي "3823"، من طريق اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ أبي الخير، عن عقبة بن عامر قَالَ: صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قتلى أحد، ثم صعد المنبر كالمودع للاحياء والاموات، فقال: "إني فرطكم على الحوض وإن عرضه كما بين أَيْلة إلى الجحفة إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي. ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها، وتقتتلوا، فتهلكوا، كما هلك من كان قبلكم". قال عقبة. "فكانت آخر مَا رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المنبر". واللفظ لمسلم. 2 ضعيف جدا: تقدم تخريجنا له بتعليق رقم "284". 3 حسن: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" "5/ 135"، والترمذي "1328"، والحاكم "2/ 358، 359" والبيهقي في "دلائل النبوة" "3/ 289"، من طريق عيسى بن عبيد الكندي، به. قلت: إسناده حسن، الربيع بن أنس، صدوق له أوهام كما قال الحافظ في "التقريب". 4 حسن: أخرجه أحمد "1/ 165"، والبزار "980"، وأبو يعلى "686"، والبيهقي في "السنن" "3/ 401-402" من طريق سليمان بن داود الهاشمي: أخبرنا عبد الرحمن -يعني ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ- عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، به. قلت: إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد، صدوق.

ابن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن بن عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَّا أُصِيْبَ إِخْوَانُكُم بِأُحُدٍ جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُم فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَ الجَنَّةِ وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيْلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ العَرْشِ فَلَمَّا وَجَدُوا طِيْبَ مَأْكَلِهِم وَمَشْرَبِهِم وَمَقِيْلِهِم قَالُوا مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَنَا عَنَّا أَنَّنَا أَحْيَاءٌ فِي الجَنَّةِ نُرْزَقُ لِئَلاَّ يَنْكلُوا عِنْدَ الحَرْبِ وَلاَ يَزْهَدُوا فِي الجِهَادِ قَالَ اللهُ: أَنَا أُبَلِّغُهُم عَنْكُم". فَأُنْزِلَتْ {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} [آلُ عِمْرَانَ: 169] 1. ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيْهِ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابُ أُحُدٍ: "أَمَا وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي غُوْدِرْتُ مَعَ أَصْحَابِ فَحْصِ الجَبَلِ" 2. يَقُوْلُ قُتِلْتُ مَعَهُم. وَجَاءَ بِإِسْنَادٍ فِيْهِ ضَعْفٌ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا رَأَى حَمْزَةَ قَتِيْلاً بَكَى فَلَمَّا رَأَى ما مثل به شهق3.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "2520"، والحاكم "2/ 88، 297" من طريق عبد الله بن إدريس، عن مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ، به، وأخرجه أحمد "1/ 266"، وابن أبي شيبة "5/ 294-295"، وهناد في "الزهد" "155"، وابن أبي عاصم في "الجهاد" "194، 195"، من طريق محمد بن إسحاق، به. وأخرجه مسلم "1887" نحوه عن عبد الله بن مسعود. 2 حسن: أخرجه أحمد "3/ 375"، والحاكم "2/ 76"، "3/ 28"، والبيهقي في "الدلائل" "3/ 304" من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث، وهو صدوق ووقع في "المسند" "نحض الجبل"، والصواب [نحص الجبل] ، وهو ما أثبتناه. وقد أثبته أيضا ابن الأثير في "النهاية" "5/ 28"، وقال: "نحص الجبل": النحض بالضم: أصل الجبل وسفحه، تمنى أن يكون استشهد معهم يوم أحد. 3 ضعيف جدا: أخرجه الحاكم "3/ 199" من طريق أبي حماد الحنفي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ قال: سمعت جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- يقول: فذكره، وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد. ووافقه البيهقي. قلت: كل هذا من تساهلهما، فالإسناد ضعيف جدا، آفته أبو حماد مفضل بن صدقة الحنفي الكوفي قال النسائي: متروك. وقال يحيى: ليس بشيء. وقد ذكر الذهبي هذا في ترجمته في "الميزان" وذهل عنه هنا، فوافق الحاكم على تصحيح الإسناد ذهولا منه، وقد وقع له كثير من ذلك في كتابه [التلخيص] وبيَّنا نماذج كثيرة من تساهل الحاكم والذهبي في كتابنا [الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة] ، وقد طبع المجلد الأول من هذا الكتاب بمكتبة الدعوة بالأزهر، يسر الله طبع بقية مجلداته، ويسر النفع به وجعله في ميزان حسناتنا وكل من يساعد على طبعه ونشره، آمين.

عاقل بن البكير

21- عاقل بن البكير 1: وَقِيْلَ: عَاقِلُ بنُ أَبِي البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ ياليل بن نَاشِبِ بنِ غيرَةَ بنِ سَعْدِ بنِ لَيْثِ بنِ بُكَيْرِ بنِ عَبْدِ مَنَاةَ بنِ كِنَانَةَ اللَّيْثِيُّ. نَسَبَهُ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، وَقَالَ: كَانَ اسْمُهُ غَافِلاً فَسَمَّاهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَاقِلاً. وَكَانَ أَبُو البُكَيْرِ حَالَفَ نُفيل بنَ عَبْدِ العُزَّى جَدَّ عُمَرَ وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ وَالوَاقِدِيُّ يَقُوْلاَنِ: ابْنُ أَبِي البُكَيْرِ قَالَ: وَكَانَ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ الكَلْبِيِّ يَقُوْلُوْنَ: ابْنُ بُكَيْرٍ. أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ رُوْمَانَ قَالَ: أَسْلَمَ غَافِلٌ وَعَامِرٌ وَإِيَاسٌ وَخَالِدٌ بَنُو أَبِي البُكَيْرِ جَمِيْعاً وَهُمْ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ فِي دَارِ الأَرْقَمِ. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: خَرَجَ بَنُو أَبِي البُكَيْرِ مُهَاجِرِيْنَ فَأَوْعَبُوا رِجَالُهُم وَنِسَاؤُهُمْ حَتَّى غُلِّقَتْ أَبْوَابُهُم فَنَزَلُوا عَلَى رِفَاعَةَ بنِ عَبْدِ المُنْذِرِ بِالمَدِيْنَةِ ثُمَّ قَالَ: وَقَالُوا وَآخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ عَاقِلٍ وَبَيْنَ مُبَشّرِ بنِ عبد المنذر فقتلا معًا ببدر وَقِيْلَ: آخَى بَيْنَ عَاقِلٍ وَبَيْنَ مُجَذَّرِ بنِ زِيَادٍ. اسْتُشْهِدَ عَاقِلٌ يَوْمَ بَدْرٍ شَهِيْداً وَهُوَ بن أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً قَتَلَهُ مَالِكُ بنُ زُهَيْرٍ الجشمي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 388، 456"، الإصابة "2/ ترجمة رقم 4361".

أخوه خالد بن البكير

22 - أخوه خالد بن البكير 1: أو بن أَبِي البُكَيْرِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: آخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بينه وبين زَيْدِ بنِ الدَّثِنَةِ. شَهِدَ خَالِدٌ بَدْراً، وَأُحُداً، وَقُتِلَ يَوْمَ الرَّجِيْعِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وله أربع وثلاثون سنة. أخوهما

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 389"، الإصابة "1/ ترجمة رقم 2148".

أخوهما إياس بن أبي البكير

أخوهما إياس بن أبي البكير 23- إياس بن أَبِي البُكَيْرِ 1: قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: آخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بينه وبين الحَارِثِ بنِ خَزَمَةَ وَشَهِدَ بَدْراً وَالمَشَاهِدَ كُلَّهَا وَشَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 389"، الإصابة "1/ ترجمة رقم 373".

أخوهم الرابع: عامر بن أبي البكير

24- أخوهم الرابع عامر بن أَبِي البُكَيْرِ 1: قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: آخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بينه وبين ثَابِتِ بنِ قَيْسِ بنِ شَمَّاسٍ شَهِدَ بَدْراً وَالمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: مَا شَهِدَ بَدْراً إِخْوَةٌ أربعة سواهم واستشهد عامر يوم اليمامة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 389-390"، الإصابة "2/ ترجمة رقم "4368".

مسطح بن أثاثة

25- مسطح بن أثاثة 1: ابن عباد بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ المُطَّلِبِيُّ المُهَاجِرِيُّ البَدْرِيُّ المَذْكُوْرُ فِي قِصَّةِ الإِفْكِ. كَانَ فَقِيْراً يُنْفِقُ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ2. ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ فَقَالَ: كَانَ قَصِيْراً غَائِرَ العَيْنَيْنِ شَثْنَ الأَصَابِع عَاشَ سِتّاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. قَالَ: وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. إِيَّاكَ يَا جَرِي أَنْ تَنْظُرَ إِلَى هَذَا البَدْرِيِّ شَزْراً لِهَفْوَةٍ بَدَتْ مِنْهُ فَإِنَّهَا قَدْ غُفِرَتْ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَإِيَّاك يَا رَافِضِيُّ أَنْ تُلَوِّحَ بِقَذْفِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ بَعْدَ نُزُوْلِ النَّصِّ فِي بَرَاءتِهَا فَتَجِبُ لَكَ النَّارُ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "2/ 7" و"3/ 53" و "8/ 228"، الجرح والتعديل "4/ 1/ 425"، الإصابة "3/ ترجمة 7935". 2 صحيح: أخرجه البخاري "4750" من حديث عائشة الطويل الوارد في حادثة الإفك.

أبو عبس

26- أبو عبس 1: "خ، ت، س" ابن جبر بن عمرو بن زَيْدِ بنِ جُشَمَ بنِ حَارِثَةَ بنِ الحَارِثِ الأوسي واسمه عَبْدُ الرَّحْمَنِ. بَدْرِيٌّ كَبِيْرٌ، لَهُ ذُرِّيَّةٌ بِالمَدِيْنَةِ وَبِبَغْدَادَ وَكَانَ يَكْتُبُ بِالعَرَبِيَّةِ وَكَانَ هُوَ وَأَبُو بُرْدَةَ بنُ نِيَارٍ يَكْسِرَانِ أَصْنَامَ بَنِي حَارِثَةَ. آخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ خُنَيْسِ بنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ شَهِدَ بَدْراً وَالمَشَاهِدَ وَكَانَ فِيْمَنْ قَتَلَ كَعْبَ بنَ الأَشْرَفِ2 وَكَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ يَبْعَثَانِهِ مُصَدِّقاً3. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ زَيْدٌ وَحَفِيْدُهُ أَبُو عَبْسٍ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَبْسٍ وَعَبَايَةُ بنُ رِفَاعَةَ مَاتَ بِالمَدِيْنَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عثمان وعاش سبعين سنة وقبره بالبقيع.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 393" و"8/ 332" والإصابة "2/ ترجمة 5096". 2 صحيح: أخرجه البخاري "4037"، ومسلم "1801" من طريق سفيان بن عمرو، عن جابر بن عبد الله. 3 المُصَدِّق: بتخفيف الصاد العامل الذي يأخذ الحقوق من الإبل والغنم.

ابن التيهان

27- ابْنُ التَّيِّهَانِ 1: أَبُو الهَيْثَمِ مَالِكُ بنُ التَّيِّهَانِ بن بَلِيِّ بنِ عَمْرِو بنِ الحَافِ بنِ قُضَاعَةَ الأَنْصَارِيُّ حَلِيْفُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ. قَالَهُ جَمَاعَةٌ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عمَارَةَ الأَنْصَارِيُّ: هُوَ مِنَ الأَوْسِ، مِنْ أَنْفُسِهِم. ثُمَّ قَالَ: هُوَ ابْنُ التَّيِّهَانِ بنِ مَالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ جُشَمَ بنِ الحَارِثِ بنِ الخَزْرَجِ بنِ عَمْرِو بنِ مَالِكِ بنِ الأَوْسِ. وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي جُشَم المَذْكُوْرِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ أَبُو الهَيْثَمِ يَكْرَهُ الأَصْنَامَ فِي الجَاهِلِيَّةِ ويؤفِّف بِهَا وَيَقُوْلُ بِالتَّوْحِيْدِ هُوَ وَأَسَعْدُ بنُ زُرَارَةَ وَكَانَا مِنْ أَوَّلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الأَنْصَارِ بِمَكَّةَ وَيُجْعَلُ فِي الثَّمَانِيَةِ الَّذِيْنَ لَقَوْا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَكَّةَ وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ وَفِي أَهْلِ العَقَبَةِ الأُوْلَى الاثْنَيْ عَشَرَ، وَفِي السَّبْعِيْنَ. آخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ شَهِدَ بَدْراً وَالمَشَاهِد وَبَعَثَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى خَيْبَرَ خَارِصاً2 بَعْدَ ابْنِ رَوَاحَةَ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَبَّانَ: أَنَّ أَبَا الهَيْثَمِ بَعَثَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَارِصاً ثُمَّ بَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَبَى وَقَالَ إِنِّي كُنْتُ إِذَا خَرَصْتُ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَجَعْتُ دَعَا لِي. وَعَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ، قَالَ: تُوُفِّيَ أبو الهيثم في خلافة عمر.

_ 1 ترجمته في في طبقات ابن سعد "3/ 447-449"، الجرح والتعديل "4/ ق1/ 207"، الإصابة "3/ ترجمة رقم 7601". 2 الخرص: هو حزر ما على النخلة والكرمة من الرطب تمرا ومن العنب زبيبا، وهو من الخرض: الظن؛ لأن الحزر إنما هو تقدير بظن، والاسم الخرص بالكسر. يقال: كم خرص أرضك؟ وفاعل ذلك الخارص.

وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: هَذَا أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِمَّنْ رَوَى أَنَّهُ قُتِلَ بِصِفِّيْنَ مَعَ عَلِيٍّ. أَخْبَرَنَا سُنْقُرُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الحَقِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ الحاجب، أنبأنا أبو الحسن الحمامي، أنبأنا بن قَانِعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَامِعٍ العَطَّارُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَكِيْمِ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ بنِ التَّيِّهَانِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "المستشار مؤتمن" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 274"، وعبد بن حميد "235"، وابن ماجه "3746"، وابن حبان "1991"، موارد، والطبراني "638"، والبيهقي "10/ 112" من طرق عن الأسود بن عامر عن شريك، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أبي مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، لضعف شريك وهو ابن عبد الله القاضي. وأبو عمرو الشيباني، هو سعد بن إياس، وأبو مسعود، هو عقبة بن عمرو الأنصاري، وله شاهد من حديث أبي هريرة: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" "256"، وأبو داود "5128"، والترمذي في "السنن" "2369، 2822"، وفي "الشمائل" "134، والحاكم "4/ 131"، والبيهقي في "السنن" "10/ 112"، وفي شعب الإيمان "4604" من طريق شيبان، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- به في قصة، وله شاهد من حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنه- أخرجه الخطيب في "تاريخه" "13/ 285" من طريق داود بن الزبرقان، عن محمد بن عبيد الله، عن قرظة العجلي، عنه به.

أبو جندل

38- أبو جندل 1: بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس، بنِ عَبْدِ وُدٍّ بنِ نَصْرِ بنِ حِسْلِ بنِ عَامِرِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبِ بنِ فِهْرٍ العَامِرِيُّ القُرَشِيّ وَاسْمُهُ العَاصُ. كَانَ مِنْ خِيَارِ الصَّحَابَةِ، وَقَدْ أَسْلَمَ وَحَبَسَهُ أَبُوْهُ وَقَيَّدَهُ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ هَرَبَ يَحْجِلُ فِي قُيُوْدِهِ وَأَبُوْهُ حَاضِرٌ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِكتَابِ الصُّلْحِ فَقَالَ هَذَا أَوَّلُ مَنْ أُقَاضِيْكَ عَلَيْهِ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ هَبْهُ لِي فَأَبَى فَرَدَّهُ وَهُوَ يَصِيْحُ وَيَقُوْلُ يَا مُسْلِمُوْنَ! أُرَدُّ إِلَى الكُفْرِ? ثُمَّ إِنَّهُ هَرَبَ2. وَلَهُ قِصَّةٌ مَشْهُوْرَةٌ مَذْكُوْرَة فِي "الصَّحِيْحِ"، وَفِي المَغَازِي ثُمَّ خَلصَ وَهَاجَرَ وَجَاهَدَ ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى جِهَادِ الشَّامِ فَتُوُفِّيَ شَهِيْداً فِي طَاعُوْنِ عَمَوَاسَ بِالأُرْدُنِّ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "2/ 97" و"4/ 99" و"7/ 405"، والإصابة "4/ ترجمة رقم 203"، شذرات الذهب "1/ 30". 2 صحيح: أخرجه البخاري "2700"، "2731، 2732".

وأخوه عبد الله بن سهيل

29- وأخوه عبد الله بن سهيل 1: خَرَجَ مَعَ أَبِيْهِ إِلَى بَدْرٍ يَكْتُمُ إِيْمَانَهُ، فَلَمَّا الْتَقَى الجَمْعَانِ، تَحَوَّلَ إِلَى المُسْلِمِيْنَ، وَقَاتَلَ، وَعُدَّ بَدْرِيّاً، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَلَهُ غَزَوَاتٌ ومواقف، واستشهد يوم اليمامة، وله ثمان وثمانون سَنَةً. وَقِيْلَ: بَلْ هُوَ مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ، وَإِنَّهُ هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ الهِجْرَةَ الأُوْلَى، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَذَكَرَ الوَاقِدِيُّ، قَالَ: لَمَّا حَجَّ أبو بكر بالناس قيل حَجَّةِ الوَدَاعِ، لَقِيَهُ سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَقَالَ: بَلَغَنِي يَا أَبَا بَكْرٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "قَالَ: "يَشْفَعُ الشَّهِيْدُ لِسَبْعِيْنَ مِنْ أَهْلِهِ" 2. فَأَرْجُو أن يبدأ عبد الله بي. فَهَذَا لاَ يَسْتَقِيْمُ، لَكِنْ قَالَهُ -إِنْ كَانَ قَالَهُ- لَمَّا اسْتُشْهِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ بِاليَمَامَةِ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "8/ 347"، والجرح والتعديل "2/ ق2/ 67"، والإصابة 2 ترجمة رقم "4736". 2 حسن لغيره: إسناده ضعيف جدا، فيه الواقدي، متروك. وقد أخرجه أبو داود "2522" من طريق الوليد بن رباح الذماري، حدثني عمي نمران بن عتبة الذماري قال: دخلنا على أم الدرداء ونحن أيتام، فقالت: أبشروا فإني سمعت أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، لجهالة نمران بن عتبة الذماري، لذا قال الحافظ في "التقريب" مقبول -أي عند المتابعة- وللحديث شاهد عن المقدام بن معدي كرب: أخرجه الترمذي "1663" من طريق بقية بن الوليد، عن بَحِيْرُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، عَنِ المِقْدَامِ بنِ معدي كرب قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه". وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب. قلت: بل إسناده ضعيف، آفته بقية بن الوليد، وهو مشهور بتدليس التسوية، وقد عنعنه، لكن الحديث يرتقي بمجموع الطريقين إلى درجة الحسن، والله تعالى أعلى وأعلم.

وسهيل بن عمرو أبوهما

30- وسهيل بنُ عَمْرٍو أَبُوْهُمَا 1: يُكْنَى أَبَا يَزِيْدَ. وَكَانَ خَطِيْبَ قُرَيْشٍ وَفَصِيْحَهُم وَمِنْ أَشْرَافِهِم لَمَّا أَقْبَلَ فِي شَأْنِ الصُّلْحِ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَهُلَ أَمْرُكُم" 2. تَأَخَّرَ إِسْلاَمُهُ إِلَى يَوْمِ الفَتْحِ ثُمَّ حَسُنَ إِسْلاَمُهُ وَكَانَ قَدْ أُسِرَ يَوْم بَدْرٍ وَتَخَلَّصَ قَامَ بِمَكَّةَ وَحَضَّ على النفير وقال يا آل غَالِبٍ! أَتَارِكُوْنَ أَنْتُم مُحَمَّداً وَالصُّبَاةَ3 يَأْخُذُوْنَ عِيْرَكُم? مَنْ أَرَادَ مَالاً فَهَذَا مَالٌ وَمَنْ أَرَادَ قُوَّةً فَهَذِهِ قُوَّةٌ وَكَانَ سَمْحاً جَوَاداً مُفَوَّهاً وَقَدْ قَامَ بِمَكَّةَ خَطِيْباً عِنْدَ وَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِنَحْوٍ مِنْ خطبة الصديق بالمدينة فسكنهم وعظم الإسلام. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ سُهَيْلُ بَعْدُ كَثِيْرَ الصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ وَالصَّدَقَةِ خَرَجَ بِجَمَاعَتِهِ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِداً وَيُقَالُ إِنَّهُ صَامَ وَتَهَجَّدَ حَتَّى شَحُبَ لَوْنُهُ وَتَغَيَّرَ وَكَانَ كَثِيْرَ البُكَاءِ إِذَا سَمِعَ القُرْآنَ وَكَانَ أَمِيْراً عَلَى كُرْدُوْسٍ4 يَوْم اليَرْمُوْكِ. قَالَ المَدَائِنِيُّ وَغَيْرُهُ: اسْتُشْهِدَ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ وَقَالَ الشَّافِعِيُّ وَالوَاقِدِيُّ مَاتَ فِي طَاعُوْنِ عَمَوَاسَ. حَدَّثَ عَنْهُ يَزِيْدُ بنُ عَمِيْرَةَ الزُّبَيْدِيُّ وَغَيْرُهُ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 405، 406" و"7/ 404-405" و"8/ 262"، والجرح والتعديل "2/ ق1/ 245"، والتاريخ الكبير "2/ ق 2 / 103-104"، والإصابة "2/ ترجمة رقم "3573". 2 صحيح: أخرجه البخاري "2731، 2732"، في جزء من حديث طويل من طريق أيوب، عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن عمرو، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قد سهل لكم من أمركم". 3 الصباة: بغير همز، كأنه جمع الصابي غير مهموز، كقاض وقضاة وغاز وغزاة. وكانت العرب تسمي النبي صلى الله عليه وسلم، الصابئ؛ لأنه خرج من دين قريش إلى الإسلام، ويسمون من يدخل في دين الإسلام مصبوا؛ لأنهم كانوا لا يهمزون، فأبدلوا من الهمزة واوا، ويسمون المسلمين الصباة، بغير همز. 4 الكردوس: هي القطعة العظيمة من الخيل والجيش، والجمع كراديس، والكراديس، الفرق منهم.

البراء بن مالك

31- البراء بن مالك 1: ابن النضر بن ضمضم بنِ زَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ جُنْدَبِ بنِ عَامِرِ بنِ غَنْمِ بنِ عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ المَدَنِيُّ. البَطَلُ الكَرَّارُ صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَخُوْ خَادِمِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَسِ بنِ مَالِكٍ شهد أحدًا، وبايع تحت الشجرة. قِيْلَ: كَتَبَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إِلَى أُمَرَاءِ الجَيْشِ لاَ تَسْتَعْمِلُوا البَرَاءَ عَلَى جَيْشٍ فَإِنَّهُ مَهْلَكَةٌ مِنَ المَهَالِكِ يَقْدَمُ بِهِم. وَبَلَغَنَا أَنَّ البَرَاءَ يَوْمَ حَرْبِ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أن يحملوه عَلَى تُرْسٍ عَلَى أَسِنَّةِ رِمَاحِهِم وَيُلْقُوْهُ فِي الحَدِيْقَةِ فَاقْتَحَمَ إِلَيْهِم وَشَدَّ عَلَيْهِم وَقَاتَلَ حَتَّى افْتَتَحَ بَابَ الحَدِيْقَةِ. فَجُرِحَ يَوْمَئِذٍ بِضْعَةً وَثَمَانِيْنَ جُرْحاً وَلِذَلِكَ أَقَامَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ عَلَيْهِ شَهْراً يُدَاوِي جِرَاحَهُ. وَقَدِ اشْتُهِرَ أَنَّ البَرَاءَ قَتَلَ فِي حُرُوْبِهِ مَائَةَ نَفْسٍ مِنَ الشُّجْعَانِ مُبَارَزَةً. مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ قَالَ: قَالَ الأَشْعَرِيُّ -يَعْنِي فِي حِصَارِ تُسْتَرَ-2 لِلْبَرَاءِ بنِ مَالِكٍ: إِنْ قَدْ دُلِلْنَا عَلَى سِرْبٍ يَخْرُجُ إِلَى وَسْطِ المَدِيْنَةِ فَانْظُرْ نَفَراً يَدْخُلُوْنَ مَعَكَ فِيْهِ فَقَالَ البَرَاءُ لِمَجْزَأَةَ بنِ ثَوْرٍ انْظُرْ رَجُلاً مِنْ قَوْمِكَ طَرِيْفاً جَلْداً فَسَمِّهِ لِي. قَالَ: وَلِمَ? قَالَ: لِحَاجَةٍ. قَالَ: فإني أنا ذلك الرجل. قَالَ: دُلِلْنَا عَلَى سِرْبٍ وَأَرَدْنَا أَنْ نَدْخُلَهُ قَالَ: فَأَنَا مَعَكَ فَدَخَلَ مَجْزَأَةُ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ السِّرْبِ شَدَخُوْهُ بِصَخْرَةٍ ثُمَّ خَرَجَ النَّاسُ مِنَ السِّرْبِ فَخَرَجَ البَرَاءُ فَقَاتَلَهُم فِي جَوْفِ المَدِيْنَةِ وَقُتِلَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِم. سَلاَمَةُ، عَنْ عَمِّهِ عقِيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً قَالَ: "كَمْ مِنْ ضعيفٍ متضعفٍ ذِي طِمْرَيْنِ لَوْ أقسم على الله لأبره" منهم البراء بن مَالِكٍ وَإِنَّ البَرَاءَ لَقِيَ المُشْرِكِيْنَ وَقَدْ أَوْجَعَ المُشْرِكُوْنَ فِي المُسْلِمِيْنَ فَقَالُوا لَهُ يَا بَرَاءُ! أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّكَ لَوْ أَقْسَمْتَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّكَ فَأَقْسِمْ عَلَى رَبِّكَ" قَالَ: أُقْسِمُ عَلَيْكَ يَا رب لما منحتنا أكتافهم. وذكر الحديث3.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 16-17"، والتاريخ الكبير "1/ ق2/ 117"، والجرح والتعديل "1/ ق1 / 399"، حلية الأولياء "1/ 350-351"، والإصابة "1/ ترجمة 620". 2 تستر: هي أعظم مدينة بخوزستان. 3 صحيح لغيره: أخرجه الحاكم "3/ 291-292" من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن عزيز قال: حدثنا سلامة، عن عقيل، عن ابن شهاب، به. قلت: في إسناده ثلاث علل: الأولى محمد بن إسحاق، مدلس، وقد عنعنه. الثانية: محمد بن عزيز الأيلي، فيه ضعف، وقد تكلموا في صحة سماعة من عمه سلامة. الثالثة: سلامة هو ابن روح، قيل لم يسمع من عمه عقيل بن خالد، ورواه الترمذي "3854" من طريق جعفر عن ثابت وعلي بن زيد، عن أنس، به.=

عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُطَهَّر: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ البصري، عن محمد بن سيرين، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَخِيْهِ البَرَاءِ وَهُوَ يَتَغَنَّى فَقَالَ: تَتَغَنَّى? قَالَ: أَتَخْشَى عَلَيَّ أَنْ أَمُوْتَ عَلَى فِرَاشِي وَقَدْ قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِيْنَ نَفَساً مِنَ المُشْرِكِيْنَ مُبَارَزَةً سِوَى مَا شَارَكْتُ فِيْهِ المُسْلِمِيْنَ?. وَفِي رِوَايَةٍ: يَا أَخِي! تَتَغَنَّى بِالشِّعْرِ وَقَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ القُرْآنَ؟ وَقَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: زَعَمَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى البَرَاءِ وَهُوَ يَتَغَنَّى وَيُرَنِّمُ قَوْسَهُ فَقُلْتُ: إِلَى مَتَى هَذَا? قَالَ: أَترَانِي أَمُوْتُ عَلَى فِرَاشِي? وَاللهِ لَقَدْ قَتَلْتُ بضعًا وتسعين. بن عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: بَارَزَ البَرَاءُ مرزبَانَ الزَّارَةِ1 فَطَعَنَهُ فَصَرَعَهُ وَأَخَذَ سَلَبَهُ. اسْتُشْهِدَ يَوْمَ فتح تستر سنة عشرين.

_ = وورد عن أنس بلفظ: "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره"، وهو صحيح أَخْرَجَهُ البُخَارِيّ "4500" عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُنِيْر، عن عبد الله بن بكر السهمي، عن حميد الطويل، عنه، به. وله شاهد عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "رب أشعث ذي طمرين تنبو عنه أعين الناس، لو أقسم على الله لأبره". أخرجه الحاكم "4/ 328" من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب، عنه مرفوعا، والمطلب هذا مدلس وقد عنعنه: وأخرجه مسلم "2622، 2854"، والبغوي "4069" من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عنه، به. والأشعث: هو المغبر الرأس، المنتف الشعر، الحاف الذي لم يدهن. والطمر: الثوب الخلق. 1 الزارة: قرية كبيرة بالبحرين.

نوفل

32- نوفل 1: ابْنِ عَمِّ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيُّ أَبُو الحَارِثِ أَخُو أَبِي سُفْيَانَ بنِ الحَارِثِ. كَانَ نَوْفَلُ أَسَنَّ مِنْ عَمِّهِ العَبَّاسِ. حَضَرَ بَدْراً مَعَ المُشْرِكِيْنَ فَأُسِرَ فَفَدَاهُ عَمُّهُ العَبَّاسُ ثُمَّ أَسْلَمَ وَهَاجَرَ عَامَ الخَنْدَقِ. وَقِيْلَ: آخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ العَبَّاسِ وَقَدْ كَانَا شَرِيْكَيْنِ فِي الجَاهِلِيَّةِ مُتَصَافِيَيْنِ شَهِدَ نَوْفَلُ بَيْعَةَ الرّضْوَانِ وَأَعَانَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ حُنَيْنٍ بِثَلاَثَةِ آلاَفِ رُمْحٍ وَثَبَتَ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ وَمَا عَلِمْتُ لَهُ رِوَايَةً وَلاَ ذِكْراً بِأَكْثَرَ مِمَّا أَوْرَدْتُ. قِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَكَانَ أَسَنَّ بَنِي هَاشِمٍ فِي زَمَانِهِ.

_ 1 ترجمته في "الجرح والتعديل" "4/ ق1/ 487"، والإصابة "3/ ترجمة رقم 8826".

وابنه الحارث بن نوفل

33- وابنه الحارث بن نوفل 1: أَسْلَمَ مَعَ أَبِيْهِ وَوَلِيَ مَكَّةَ لِعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى بَعْضِ العَمَلِ وَقِيْلَ إِنَّهُ نَزَلَ البَصْرَةَ وَبَنَى بِهَا دَاراً. مَاتَ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ، عن نحو من سبعين سنة.

_ 1 ترجمته في "الجرح والتعديل" "1/ ق2/ 91" والإصابة "1/ ترجمة 1500".

وابنه عبد الله بن الحارث

34- وابنه عبد الله بن الحارث 1: "ع" ابن نوفل الهاشمي وَلَقَبُهُ ببَّة وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اجْتَمَعَ أَهْلُ البَصْرَةِ عِنْدَ مَوْتِ يَزِيْدَ عَلَى تَأْمِيْرِهِ عَلَيْهِم. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: هُوَ ابْنُ أُخْتِ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ وَاسْمُهَا هِنْدٌ. هِيَ كَانَتْ تُنَقِّزُهُ وَتَقُوْلُ: يَا ببَّة يَا ببَّه ... لأُنْكِحَنَّ ببَّه جَارِيَةً خِدَبَّهْ ... تَسُوْدُ أَهْلَ الكَعْبَهْ اصْطَلَحَ أَهْلُ البَصْرَةِ فَأَمَّرُوْهُ عِنْدَ هُرُوْبِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ وَكَتَبُوا إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ بِالبَيْعَةِ لَهُ قَالَ فَأَقَرَّهُ عَلَيْهِم. حَدَّثَ، عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ وَعَلِيٍّ وَالعَبَّاسِ وَكَعْبِ الأَحْبَارِ وَطَائِفَةٍ وَأَرْسَلَ حَدِيْثاً. شَهِدَ الجَابِيَةَ مَعَ عُمَرَ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنَاهُ إِسْحَاقُ وَعَبْدُ اللهِ وَأَبُو التياح يزيد بن حميد وابن شِهَابٍ وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ وَمَوْلاَهُ يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ ثِقَةٌ تَابِعِيٌّ أَتَتْ بِهِ أَمُّهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ دَخَلَ عَلَيْهَا فَتَفَلَ فِي فِيْهِ وَدَعَا لَهُ. قَالَ: وَخَرَجَ هَارِباً مِنَ البَصْرَةِ إِلَى عُمَانَ خَوْفاً مِنَ الحَجَّاجِ عِنْدَ فِتْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الأَشْعَثِ فَمَاتَ بِعُمَانَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ وَحَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ وَكَانَ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ يُحَدِّثُ أَيْضاً، عَنْ صَفْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ وَأُمِّ هَانِئ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، وَحَكِيْمِ بنِ حِزَامٍ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 56-57" و"5/ 295-471" و"6/ 340"، والتاريخ الكبير "3/ ق1/ 63"، والجرح والتعديل "2/ ق2/ 30"، تهذيب التهذيب "5/ 180"، والإصابة "3/ ترجمة 6583".

وابنه عبد الله بن عبد الله بن الحارث

35- وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحارث 1: "خ، م" ابن نوفل أَبُو يَحْيَى الهَاشِمِيُّ، أَخُو إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدٍ. حدَّثَ، عَنْ أَبِيْهِ، وَابنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ خَبَّابِ بنِ الأَرَتِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَخُوْهُ عَوْنٌ وَالزُّهْرِيُّ وَعَاصِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ وَعَبْدُ الحَمِيْدِ الخَطَّابِيُّ وَكَانَ مِنْ صَحَابَةِ سُلَيْمَانَ الخَلِيْفَةِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ قَلِيْلُ الحَدِيْثِ قَتَلَتْهُ السَّمُوْمُ بِالأَبْوَاءِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَهُوَ مَعَ الخَلِيْفَةِ سُلَيْمَانَ فَصَلَّى عليه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ق1/ 126"، وتهذيب التهذيب "5/ 284".

سعيد بن الحارث

36- سعيد بن الحارث 1: ابن عبد المطلب بن عَمِّ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لَهُ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ فِيْمَنْ لَقِيَ اللهَ مُؤْمِناً دَخَلَ الجَنَّةَ2 رَوَاهُ عَنْهُ سَلْمَانُ الأَغَرُّ لَكِنْ فِي إِسْنَادِهِ ابْنُ لَهِيْعَةَ. ذَكَرَهُ الحَاكِمُ فِي الصَّحَابَةِ مِنْ صَحِيْحِهِ وَمَا رَأَيْتُ مَنْ ذَكَرَهُ غيره.

_ 1 ترجمته في "الإصابة" "2/ ترجمة رقم "3250". 2 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 247"، وفي إسناده ابن لهيعة، ضعيف لسوء حفظه.

أبو سفيان بن الحارث

37- أبو سفيان بن الحارث 1: هُوَ ابْنُ عَمِّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المُغِيْرَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ الهاشمي أخو نوفل وربيعة. تَلَقَّى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الطَّرِيْقِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ مُسْلِماً فَانْزَعَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَعْرَضَ عَنْهُ

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 49-54"، والإصابة "3/ ترجمة "8176".

لأَنَّهُ بَدَتْ مِنْهُ أُمُوْرٌ فِي أَذِيَّةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَذَلَّلَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى رَقَّ لَهُ ثُمَّ حَسُنَ إِسْلاَمُهُ وَلَزِمَ هُوَ وَالعَبَّاسُ رَسُوْلَ اللهِ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ فَرَّ النَّاسُ وَأَخَذَ بِلِجَامِ البَغْلَةِ وَثَبَتَ مَعَهُ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ عَبْدُ المَلِكِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَا بَنِي هَاشِمٍ! إِيَّاكُمْ وَالصَّدَقَةَ". وَكَانَ أَخَا النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الرَّضَاعَةِ أَرْضَعَتْهُمَا حَلِيْمَةُ. سَمَّاهُ هِشَامُ بنُ الكَلْبِيِّ، وَالزُّبَيْرُ: مُغِيْرَةَ وَقَالَ طَائِفَةٌ اسْمُهُ كُنْيَتُهُ وَإِنَّمَا المُغِيْرَةُ أَخُوْهُم. وَقِيْلَ: كَانَ الَّذِيْنَ يُشَبَّهُوْنَ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَعْفَرٌ وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ وَقُثَمُ بنُ العَبَّاسِ وَأَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ. وَكَانَ أَبُو سُفْيَانَ مِنَ الشُّعَرَاءِ وَفِيْهِ يَقُوْلُ حَسَّان: أَلاَ أَبْلِغْ أَبَا سُفْيَانَ عَنِّي ... مُغَلْغَلَةً فَقَدْ بَرِحَ الخَفَاءُ هَجَوْتَ مُحَمَّداً فَأَجَبْتُ عَنْهُ ... وَعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الجَزَاءُ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ عَمَّنْ حدثه قال: تراجع الناس يوم حُنَيْنٍ. ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَبَّ أَبَا سُفْيَانَ هَذَا وَشَهِدَ لَهُ بِالجَنَّةِ وَقَالَ: "أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ خَلَفاً مِنْ حَمْزَةَ"1. قِيْلَ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ حَجَّ، فَحَلَقَهُ الحَلاَّقُ فَقَطَعَ ثُؤْلُوْلاً فِي رَأْسِهِ فَمَرِضَ مِنْهُ وَمَاتَ بَعْدَ قُدُوْمِهِ بِالمَدِيْنَةِ وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ. وَيُقَالُ: مَاتَ بَعْدَ أَخِيْهِ نَوْفَلِ بنِ الحَارِثِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ: لَمَّا احْتُضِرَ أَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ قَالَ: لاَ تَبْكُوا عَلَيَّ فَإِنِّي لَمْ أَتَنَطَّفْ بِخَطِيْئَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَلأَبِي سُفْيَانَ يَرْثِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرِقْتُ فَبَاتَ لَيْلِي لاَ يَزُوْلُ ... وَلَيْلُ أَخِي المُصِيْبَةِ فِيْهِ طُوْلُ وَأَسْعَدَنِي البُكَاءُ وَذَاكَ فِيْمَا ... أُصِيْبَ المُسْلِمُوْنَ بِهِ قَلِيْلُ فَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيْبَتُنَا وَجَلَّتْ ... عَشِيَّةَ قِيْلَ قَدْ قُبِضَ الرَّسُوْلُ فَقَدْنَا الوَحْيَ وَالتَّنْزِيْلَ فِيْنَا ... يَرُوْحُ بِهِ وَيَغْدُو جبرئيل

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "4/ 52"، وفيه مبهم، وأخرجه ابن سعد "4/ 53" من طريق حماد بن سلمة، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ سَيِّدُ فِتْيَانِ أهل الجنة" وإسناده ضعيف لإرساله.

وَذَاكَ أَحَقُّ مَا سَالَتْ عَلَيْهِ ... نُفُوْسُ الخَلْقِ أَوْ كَادَتْ تَسِيْلُ نَبِيٌّ كَانَ يَجْلُو الشَّكَّ عَنَّا ... بِمَا يُوْحَى إِلَيْهِ وَمَا يَقُوْلُ وَيَهْدِيْنَا فَلاَ نَخْشَى ضَلاَلاً ... عَلَيْنَا وَالرَّسُوْلُ لَنَا دَلِيْلُ فَلَمْ نَرَ مِثْلَهُ فِي النَّاسِ حَيّاً ... وَلَيْسَ له من الموتى عديل أَفَاطِمُ إِنْ جَزِعْتِ فَذَاكَ عُذْرٌ ... وَإِنْ لَمْ تَجْزَعِي فَهُوَ السَّبِيْلُ فَعُوْدِي بِالعَزَاءِ فَإِنَّ فِيْهِ ... ثَوَابَ اللهِ وَالفَضْلُ الجَزِيْلُ وَقُوْلِي فِي أَبِيْكِ وَلاَ تَمَلِّي ... وَهَلْ يَجْزِي بِفَضْلِ أَبِيْكِ قِيْلُ فَقَبْرُ أَبِيْكِ سَيِّدُ كُلِّ قَبْرٍ ... وَفِيْهِ سَيِّدُ النَّاسِ الرَّسُوْلُ وَقَدِ انْقَرَضَ نَسْلُ أَبِي سُفْيَانَ. قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ:، عَنْ علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بنَ الحَارِثِ كَانَ يُصَلِّي فِي الصَّيْفِ نِصْفَ النَّهَارِ حَتَّى تُكره الصلاةُ ثُمَّ يُصَلِّي مِنَ الظُّهْرِ إِلَى العَصْرِ. حَمَّادُ بن سلمة، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ سَيِّدُ فِتْيَانِ أَهْلِ الجَنَّةِ" فَحَجَّ فَحَلَقَهُ الحَلاَّقُ وَفِي رَأْسِهِ ثُؤْلُوْلٌ فَقَطَعَهُ فَمَاتَ. فَيَرَوْنَهُ شَهِيْداً1. وَيُقَالُ مَاتَ سنة عشرين بالمدينة.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "4/ 53". وهو ضعيف لإرساله.

جعفر بن أبي سفيان

38- جَعْفَرِ بنِ أَبِي سُفْيَانَ 1: صُحْبَةٌ وَثَبَتَ مَعَهُ هُوَ وَأَبُوْهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَعَاشَ إِلَى وَسْطِ خلافة معاوية. قاله ابن سعد.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 55"، الجرح والتعديل "1/ ق1/ 480".

جعفر بن أبي طالب

39- جعفر بن أبي طالب 1: السَّيِّدُ الشَّهِيْدُ الكَبِيْرُ الشَّأْنِ عَلَمُ المُجَاهِدِيْنَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدِ مَنَافٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ الهَاشِمِيُّ أَخُو عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وهو أسن من علي بعشر سنين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 34-41"، وتاريخ خليفة "86-87"، والتاريخ الكبير "1/ ق2 / 185"، والجرح والتعديل "1/ ق1/ 482"، تهذيب التهذيب "2/ 98"، والإصابة "1/ ترجمة 1166".

هَاجَرَ الهِجْرَتَيْنِ وَهَاجَرَ مِنَ الحَبَشَةِ إِلَى المَدِيْنَةِ فَوَافَى المُسْلِمِيْنَ وَهُمْ عَلَى خَيْبَرَ إِثْرَ أَخْذِهَا فَأَقَامَ بِالمَدِيْنَةِ أَشْهُراً ثُمَّ أَمَّرَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى جَيْشِ غَزْوَةِ مُؤْتَةَ بِنَاحِيَةِ الكَرَكِ فَاسْتُشْهِدَ. وَقَدْ سُرَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَثِيْراً بِقُدُوْمِهِ وَحَزِنَ وَاللهِ لِوَفَاتِهِ. رَوَى شَيْئاً يَسِيْراً وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ مَسْعُوْدٍ وَعَمْرُو بنُ العَاصِ وَأُمُّ سَلَمَةَ وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ. حُدَيْجُ بنُ مُعَاوِيَةَ:، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى النَّجَاشِيِّ ثَمَانِيْنَ رَجُلاً: أَنَا وَجَعْفَرٌ وَأَبُو مُوْسَى وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُرْفُطَةَ وَعُثْمَانُ بنُ مَظْعُوْنٍ وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ عَمْرَو بنَ العَاصِ وَعُمَارَةَ بنَ الوَلِيْدِ بِهَدِيَّةٍ. فَقَدِمَا عَلَى النَّجَاشِيِّ فَلَمَّا دَخَلاَ سَجَدَا له وابتدراه فقعد واحدًا، عَنْ يَمِيْنِهِ وَالآخَرُ، عَنْ شِمَالِهِ فَقَالاَ: إِنَّ نَفَراً مِنْ قَوْمِنَا نَزَلُوا بِأَرْضِكَ فَرَغِبُوا، عَنْ مِلَّتِنَا. قَالَ: وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالُوا: بِأَرْضِكَ فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِهِم فَقَالَ جَعْفَرٌ: أَنَا خَطِيْبُكُم فَاتَّبَعُوْهُ. فدخل فسلم فقالوا: مالك لاَ تَسْجُدُ لِلْمَلِكِ? قَالَ: إِنَّا لاَ نَسْجُدُ إلَّا لِلِّهِ. قَالُوا: وَلِمَ ذَاكَ? قَالَ: إِنَّ اللهَ أَرْسَلَ فِيْنَا رَسُوْلاً وَأَمَرَنَا أَنْ لاَ نَسْجُدَ إلَّا لِلِّهِ وَأَمَرَنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ. فَقَالَ عَمْرٌو: إِنَّهُم يُخَالِفُوْنَكَ فِي ابْنِ مَرْيَمَ وَأُمِّهِ. قَالَ: مَا تَقُوْلُوْنَ فِي ابْنِ مَرْيَمَ وَأُمِّهِ? قَالَ جَعْفَرٌ: نَقُوْلُ كَمَا قَالَ اللهُ: رُوْحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى العَذْرَاءِ البَتُوْلِ الَّتِي لَمْ يَمَسَّهَا بَشَرٌ. قَالَ: فَرَفَعَ النَّجَاشِيُّ عُوْداً مِنَ الأَرْضِ وَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الحَبَشَةِ وَالقِسِّيْسِيْنَ وَالرُّهْبَانِ مَا تُرِيْدُوْنَ مَا يَسُوْؤُنِي هَذَا! أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ وَأَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيْسَى فِي الإِنْجِيْلِ وَاللهِ لَوْلاَ مَا أَنَا فِيْهِ مِنَ المُلْكِ لأَتَيْتُهُ فَأَكُوْنَ أَنَا الَّذِي أَحْمِلُ نَعْلَيْهِ وَأُوَضِّئُهُ. وَقَالَ: انْزِلُوا حَيْثُ شِئْتُم وَأَمَرَ بِهَدِيَّةِ الآخَرَيْنِ فَرُدَّتْ عَلَيْهِمَا. قَالَ: وَتَعَجَّلَ ابن مسعود فشهد بدرًا1.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه أحمد "1/ 461"، والطيالسي "346" والبيهقي في "الدلائل" "2/ 298" من طريق حديج بن معاوية أخي زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان. الأولى: حديج بن معاوية، أخو زهير بن معاوية ضعفه ابن معين والنسائي. الثانية: أبو إسحاق السبيعي، مدلس، وقد عنعنه، وقد اختلط بأخرة، ولا يعلم روى عنه حديج قبل الاختلاط أم بعده؟. ولكن الحديث يرتقي لدرجة الحديث الحسن بما بعده.

وَرَوَى نَحْواً مِنْهُ: مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيْهِ1 وَرَوَى نحوه بن عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بنِ العَاصِ2. مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ:، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أم سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا ضَاقَتْ عَلَيْنَا مَكَّةُ وَأُوْذِيَ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وَفُتِنُوا وَرَأَوْا مَا يُصِيْبُهُم مِنَ البَلاَءِ وَأَنَّ رَسُوْلَ اللهِ لاَ يَسْتَطِيْعُ دَفْعَ ذَلِكَ عَنْهُم وَكَانَ هُوَ فِي مَنَعَةٍ مِنْ قَوْمِهِ وَعَمِّهِ لاَ يَصِلُ إِلَيْهِ شَيْءٌ مِمَّا يَكْرَهُ مِمَّا يَنَالُ أَصْحَابَهُ. فَقَالَ لَهُم رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ مَلِكاً لا يُظلم أحدًا عِنْدَهُ فَالْحَقُوا بِبِلاَدِهِ حَتَّى يَجْعَلَ اللهُ لَكُم فَرَجاً وَمَخْرَجاً " فَخَرَجْنَا إِلَيْهِ أَرْسَالاً حَتَّى اجْتَمَعْنَا فَنَزَلْنَا بِخَيْرِ دَارٍ إِلَى خَيْرِ جَارٍ أمنَّا عَلَى دِيْنِنَا3. قَالَ الشَّعْبِيُّ: تَزَوَّجَ عَلِيٌّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ فَتَفَاخَرَ ابْنَاهَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ. فَقَالَ كُلٌّ مِنْهُمَا: أَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيْكِ. فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا أَسْمَاءُ! اقْضِي بَيْنَهُمَا. فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَابّاً كَانَ خَيْراً مِنْ جَعْفَرٍ وَلاَ كَهْلاً خَيْراً مِنْ أَبِي بَكْرٍ. فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا تَرَكْتِ لَنَا شَيْئاً وَلَوْ قُلْتِ غَيْرَ هَذَا لَمَقَتُّكِ. فَقَالَتْ: وَاللهِ إِنَّ ثَلاَثَةً أَنْتَ أخسُّهم لَخِيَارٌ. مُجَالِدٌ:، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ قَالَ: مَا سَأَلْتُ عَلِيّاً شَيْئاً بِحَقِّ جعفر إلَّا أعطانيه.

_ 1 حسن لغيره: أخرجها ابن عساكر من طريق أبي القاسم بن البغوي قال حدثنا أبو عبد الرحمن الجعفي، عن عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا أسد بن عمرو البجلي، عن مجالد بن سعيد، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه مجالد بن سعيد، ضعيف. والثانية: أسد بن عمرو البجلي، قال يزيد بن هارون: لا يحل الأخذ عنه. وقال يحيى: كذوب ليس بشيء، وقال البخاري: ضعيف. لكن الحديث يحسن بما قبله، وبما بعده. 2 حسن لغيره: في إسناده عمير بن إسحاق، قال الحافظ في "التقريب": مقبول أي عند المتابعة، ولكن الحديث يرتقي بما قبله، لدرجة الحسن لغيره. 3 حسن: أخرجه أحمد "1/ 201-203"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 115-116"، وفي "دلائل النبوة" "194"، والطبراني مختصرا من طريق ابن إسحاق حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هشام المخزومي، عن أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: فذكرته. قلت: إسناده حسن، محمد بن إسحاق، صدوق، مشهور بالتدليس، ولكنه صرح بالتحديث، فانتفت علة تدليسه، فالحديث حسن، والله تعالى أعلى وأعلم.

ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بنِ شُمَيْرٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رَبَاحٍ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَيْشَ الأُمَرَاءِ وَقَالَ: "عَلَيْكُم زَيْدٌ فَإِنْ أُصِيْبَ فَجَعْفَرٌ فَإِنْ أُصِيْبَ جَعْفَرٌ فَابْنُ رَوَاحَةَ" فَوَثَبَ جَعْفَرٌ وَقَالَ: بِأَبِي أنت وأمي! ما كنت أرهب أن تَسْتَعْمِلَ زَيْداً عَلَيَّ. قَالَ: "امْضُوا فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي أَيُّ ذَلِكَ خَيْرٌ" فَانْطَلَقَ الجَيْشُ فَلَبِثُوا مَا شَاءَ اللهُ. ثُمَّ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَعِدَ المِنْبَرَ وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى: الصَّلاَةُ جَامِعَةٌ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلاَ أُخْبِرُكُم عَنْ جَيْشِكُم إِنَّهُم لَقُوا العَدُوَّ فَأُصِيْبَ زَيْدٌ شَهِيْداً فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرٌ فَشَدَّ عَلَى النَّاسِ حتى قتل ثم أخذه بن رَوَاحَةَ فَأَثْبَتَ قَدَمَيْهِ حَتَّى أُصِيْبَ شَهِيْداً ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدٌ" وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الأُمَرَاءِ هُوَ أَمَّرَ نَفْسَهُ فَرَفَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُصْبُعَيْهِ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ هُوَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِكَ فَانْصُرْهُ" - فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ سَيْفَ اللهِ. ثُمَّ قَالَ: "انْفِرُوا فَامْدُدُوا إِخْوَانَكُم وَلاَ يَتَخَلَّفَنَّ أَحَدٌ" فَنَفَرَ النَّاسُ فِي حَرٍّ شَدِيْدٍ1. بن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي الَّذِي أَرْضَعَنِي وَكَانَ مِنْ بَنِي مُرَّةَ بنِ عَوْفٍ قَالَ: لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى جَعْفَرٍ يَوْمَ مُؤْتَةَ حِيْنَ اقْتَحَمَ، عَنْ فَرَسٍ لَهُ شَقْرَاءَ فَعَقَرَهَا ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ2. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ عقر في الإسلام وقال: يَا حَبَّذَا الجَنَّةُ وَاقْتِرَابُهَا ... طيبةٌ وباردٌ شَرَابُهَا وَالرُّوْمُ رُوْمٌ قَدْ دَنَا عَذَابُهَا ... عَلَيَّ إِنْ لاَقَيْتُهَا ضِرَابُهَا الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ علي، عن أبيه قَالَ: ضَرَبَهُ رُوْمِيٌّ فَقَطعَهُ بِنِصْفَيْنِ. فَوُجِدَ فِي نصفه بضعة وثلاثون جرحًا.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "5/ 299، 300، 301" حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، به. قلت: إسناده حسن، خالد بن شمير السدوسي البصري، صدوق يهم قليلا، كما قال الحافظ في "التقريب". 2 حسن: أخرجه أبو داود "2573" حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، حدثني يحيى بن عباد، به. قلت: إسناده حسن، رجاله ثقات خلا محمد بن إسحاق، فإنه صدوق، ومدلس مشهور بالتدليس، لكنه قد صرح بالتحديث فأمنا شر تدليسه.

أَبُو أُوَيْسٍ1:، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عن بن عُمَرَ قَالَ: فَقَدْنَا جَعْفَراً يَوْمَ مُؤْتَةَ فَوَجَدْنَا بَيْنَ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ بِضْعاً وَتِسْعِيْنَ. وَجَدْنَا ذَلِكَ فِيْمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ2. أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ الليثي، عن نافع أن بن عُمَرَ قَالَ: جَمَعْتُ جَعْفَراً عَلَى صَدْرِي يَوْمَ مُؤْتَةَ فَوَجَدْتُ فِي مُقَدَّمِ جَسَدِهِ بِضْعاً وَأَرْبَعِيْنَ من بين ضربة وطعنة3. أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيْهِ: سَأَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ جَعْفَرٍ فَقَالَ رَجُلٌ: رَأَيْتُهُ حِيْنَ طَعَنَهُ رَجُلٌ فَمَشَى إِلَيْهِ فِي الرُّمْحِ فَضَرَبَهُ فَمَاتَا جَمِيْعاً4. سَعْدَانُ بنُ الوَلِيْدِ: عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بَيْنَمَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسٌ وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ قَرِيْبَةٌ إِذْ قَالَ: "يَا أَسْمَاءُ! هَذَا جَعْفَرٌ مَعَ جِبْرِيْلَ وَمِيْكَائِيْلَ مرَّ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ لَقِي المُشْرِكِيْنَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا فسلَّم فرُدِّي عَلَيْهِ السَّلاَمَ". وَقَالَ: "إِنَّهُ لَقِي المُشْرِكِيْنَ فَأَصَابَهُ فِي مَقَادِيْمِهِ ثَلاَثٌ وَسَبْعُوْنَ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ بِيَدِهِ اليُمْنَى فَقُطِعَتْ ثُمَّ أَخَذَ بِاليُسْرَى فَقُطِعَتْ. قَالَ: فَعَوَّضَنِي اللهُ مِنْ يَدَيَّ جَنَاحَيْنِ أَطِيْرُ بِهِمَا مَعَ جِبْرِيْلَ وَمِيْكَائِيْلَ فِي الجَنَّةِ آكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا"5. وَعَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَعَا بَنِي جعفر فرأيته شمَّهم، وذرفت

_ 1 هو: أبو أويس المدني، عبد الله بن عَبْدِ اللهِ بنِ أُوَيْسِ بنِ مَالِكِ بنِ أبي عامر الأصبحي، قريب مالك، وصهره، وهو صدوق يهم، من الطبقة السابعة، مات سنة "67هـ"، روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4261"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 115-116" من طريق مغيرة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سعيد، عن نافع، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قَالَ: أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة زيد بن حارثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن قتل زيد فجعفر، وان قتل جعفر فعبد الله بن رواحة". قال عبد الله: كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب، فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية. 3 صحيح: وهذا إسناد حسن، فيه أسامة بن زيد الليثي، صدوق، لكن أخرجه البخاري "4260" من طريق عمرو عن أبي هلال قال: وأخبرني نافع أن ابن عمر أخبره أنه وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل، فعددت به خمسين بين طعنة وضربة ليس منها شيء في دبره. يعني في ظهره. 4 ضعيف: فيه علتان الأولى: عمرو بن ثابت، وهو ابن أبي المقدام الكوفي ضعيف، رمي بالرفض الثانية: أبو المقدام ثابت بن هرمز الكوفي الحداد، بينه وَبَيْنَ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفاوز تنقطع دونها أعناق المطي، فالإسناد معضل. 5 أخرجه الحاكم "3/ 210" من طريق سعدان بن الوليد، به. قلت: في إسناده سعدان، لم أجد من ترجم له.

عَيْنَاهُ. فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَبَلَغَكَ، عَنْ جَعْفَرٍ شَيْءٌ? قَالَ: "نَعَمْ قُتِلَ اليَوْمَ" فَقُمْنَا نَبْكِي وَرَجَعَ فَقَالَ: "اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَاماً فقد شغلوا، عن أنفسهم" 1. وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا جَاءتْ وَفَاةُ جَعْفَرٍ عَرَفْنَا فِي وَجْهِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحُزْنَ2. أَبُو شَيْبَةَ العَبْسِيُّ:، حَدَّثَنَا الحَكَمُ، عن مقسم، عن بن عَبَّاسٍ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَأَيْتُ جَعْفَرَ بنَ أَبِي طَالِبٍ مَلَكاً فِي الجَنَّةِ مُضَرَّجَةً قَوَادِمُهُ بِالدِّمَاءِ يَطِيْرُ فِي الجنة"3.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "6/ 370" عن محمد بن إسحاق قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر، عن أم عيسى الجزار، عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب عن جدتها أسماء بنت عميس، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: أم عيسى الجزار، ويقال لها أم عيسى الخزاعية لا يعرف حالها، كما قال الحافظ في "التقريب". الثانية: أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب مجهولة أيضا، لذا قال الحافظ في "التقريب". "مقبولة" أي: عند المتابعة، وله شاهد عن عبد الله بن جعفر قال: لما جاء نعي جعفر حين قتل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اصنعوا الآل جعفر طعاما، فقد أتاهم أمر يشغلهم -أو أتاهم ما يشغلهم". أخرجه الشافعي "1/ 216"، وعبد الرزاق "6665"، والحميدي "537"، وأحمد "1/ 205"، وأبو داود "3132"، والترمذي "998"، وابن ماجه "1610" وأبو يعلى "6801"، والحاكم "1/ 372"، والبيهقي "4/ 61"، والبغوي "1552" من طريق سفيان بن عيينة حدثنا جعفر بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، به. قلت: إسناده حسن، خالد هو ابن سارة، ويقال خالد بن عبيد بن سارة المخزومي المكي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1299، 1305، 4263" من طريق عبد الوهاب قال: سمعت يحيى قال: أخبرتني عمرة قالت: سمعت عائشة -رضي الله عنها- قالت: لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قتل ابن حارثة وجعفر وابن رواحة جلس يُعرف فيه الحزن، وأنا أنظر من صائر الباب شق الباب......" وأخرجه الحاكم "3/ 209" من طريق محمد بن إسحاق قال: حدثني القاسم، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما أتى نعي جعفر عرفنا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحزن". 3 ضعيف جدا: أخرجه الطبراني في "الكبير" "2/ 1467"، "11/ 12112" من طريق أبي شيبة، عن الحكم، به. قلت: إسناده ضعيف جدا، آفته أبو شيبة العبسي الكوفي، إبراهيم بن عثمان كذبه شعبة. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال البخاري: سكتوا عنه. وقال النسائي: متروك الحديث. وانظر التعليق الآتي.

عبد الله بن جعفر المدنيي: عَنِ العَلاَءِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعاً: "رَأَيْتُ جَعْفَراً لَهُ جَنَاحَانِ فِي الجَنَّةِ" 1. وجاء نحوه، عن بن عَبَّاسٍ وَالبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَيُقَالُ عَاشَ بِضْعاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. عَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ:، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ خَيْبَرَ تَلَقَّاهُ جَعْفَرٌ فَالْتَزَمَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَقَالَ: "مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أَفْرَحُ: بِقُدُوْمِ جَعْفَرٍ أَمْ بِفَتْحِ خَيْبَرَ"2. وَفِي روَايَةِ مُحَمَّدِ بنِ رَبِيْعَةَ، عَنْ أَجْلَح: فَقَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَضَمَّهُ وَاعْتَنَقَهُ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: آخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ فَأَنْكَرَ هَذَا الوَاقِدِيُّ وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَتِ المُؤَاخَاةُ قَبْلَ بَدْرٍ فَنَزَلَتْ آيَةُ الميراث وانقطعت المؤخاة وجعفر يومئذ بالحبشة.

_ 1 صحيح لغيره: إسناد ضعيف، فيه عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ نَجِيْحٍ، وَالِدُ علي بن المديني متفق على ضعفة قال يحيى: ليس بشيء. وقال ابن المديني: أبي ضعيف، وقال أبو حاتم: منكر الحديث جدا. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الجوزجاني: واه، وقد أخرجه الترمذي "3763"، والحاكم "3/ 209" من طريق عبد الله بن جعفر هذا عن العلاء، به. وقال الترمذي في إثره: "هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ بن جعفر، وقد ضعفه، يحيى بن معين وغيره، وعبد الله بن جعفر والد علي بن المديني". لكن للحديث شاهد عن الشعبي أن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان إذا سلم على ابن جعفر قال: "السلام عليك يابن ذي الجناحين"، أخرجه البخاري "3709" من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، به. وقال أبو عبد الله -أي البخاري- الجناحان كل ناحيتين، وله شاهد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "مر بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة، وهو مخضب الجناحين بالدم أبيض الفؤاد". أخرجه الحاكم "3/ 212" من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الله بن المختار، عن محمد بن سيرين عنه، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وكذا قال الحافظ في "الفتح" "7/ 76"، وقال الحافظ في "الفتح "7/ 76": ورواه الطبراني عن ابن عباس مرفوعا: "دخلت البارحة الجنة فرأيت فيها جعفرا يطير مع الملائكة"، وفي طريق أخرى عنه "أن جعفرا يطير مع جبريل وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه"، وإسناده هذه جيد. 2 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 211" الحسن بن الحسين العرني، حدثنا أجلح بن عبد الله، به. قلت: هو مرسل. وفيه أجلح بن عبد الله اختلفوا فيه، فقد وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال النسائي: ضعيف، له رأي سوء. وقال القطان: في نفسي منه شيء. وقال ابن عدي: شيعي صدوق. وكذا قال الحافظ في "التقريب" صدوق.

حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ ابْنَةَ حَمْزَةَ لَتَطُوْفُ بَيْنَ الرِّجَالِ إِذْ أَخَذَ عَلِيٌّ بِيَدِهَا فَأَلْقَاهَا إِلَى فَاطِمَةَ فِي هَوْدَجِهَا فَاخْتَصَمَ فِيْهَا هُوَ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدٌ فَقَالَ عَلِيٌّ: ابْنَةُ عَمِّي وَأَنَا أَخْرَجْتُهَا وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي وَخَالَتُهَا تَحْتِي. فَقَضَى بِهَا لِجَعْفَرٍ وَقَالَ: الخَالَةُ وَالِدَةٌ. فَقَامَ جَعْفَرٌ فَحَجلَ حَوْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَارَ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا هَذَا? قَالَ" شَيْءٌ رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم1. أمها سلمى بنت عميس وخالتها أسماء. بن إسحاق، عن بن قُسَيْطٍ2، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ: سَمِعَ النَّبِيَّ يَقُوْلُ لِجَعْفَرٍ: "أَشْبَهَ خَلقُكَ خَلْقي وَأَشْبَهَ خُلقكَ خُلُقي فَأَنْتَ مِنِّي وَمِنْ شَجَرَتِي"3. إِسْرَائِيْلُ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ وَعَنْ هُبَيْرَةَ بنِ مَرْيَمَ وَهَانِئ بنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالاَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِجَعْفَرٍ: "أشبَهتَ خَلْقي وخُلُقي" 4. حماد بن سلمة، عن ثابت وَعَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ ذَلِكَ لِجَعْفَرٍ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى عَبْدِ الله بن جعفر قال: السلام عليك يابن ذي الجناحين5.

_ 1 ضغيف: أخرجه ابن سعد "4/ 35" وهو مرسل بل معضل، محمد بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالب، أبو جعفر الباقر، من الطبقة الرابعة، فبينه وبين علي بن أبي طالب، وجعفر، وزيد مفاوز تنقطع دونها أعناق المطي. لكن خبر اختصام علي وزيد وجعفر في ابنة حمزة، ورد عند البخاري "2669"، دون ذكر الحجل، والحجل: أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح. وقد يكون بالرجلين إلا أنه قفز، وقيل الحجل: مشي المقيد. وأخرجه أحمد "1/ 108"، وأبو يعلى "526"، و"554" من طريق يحيى بن آدم، حدثنا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئ بنِ هانئ، وهبيرة بن يريم بن علي، به. 2 ابن قسيط: هو يزيد بن عبد الله بن قسيط بن أسامة بن عمير الليثي أبو عبد الله المدني الأعرج، روى له الجماعة. مات سنة اثنتين وعشرين ومائة بالمدينة. وذكر أبو حسان الزيادي أنه بلغ تسعين سنة. 3 ضعيف: أخرجه أحمد "5/ 204"، وفي سنده محمد بن إسحاق، صدوق مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه. لكن فقرة: "أشبه خَلْقك خَلْقي وأشبه خُلقك خُلقي". وردت عند البخاري "2699" بلفظ: "وقال لجعفر "أشبهت خَلقي وخُلقي". 4 صحيح لغيره: إسناده ضعيف، فيه عنعنة ابن إسحاق، فهو مدلس كما بينا في التعليق السابق، لكن الحديث ورد عند البخاري "2699". 5 صحيح: أخرجه البخاري "3709" من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، به. وقد سبق لنا ذكره في تعليقنا القريب رقم "342".

ابْنِ إِسْحَاقَ:، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ فِي شَأْنِ هِجْرَتِهِم إِلَى بِلاَدِ النَّجَاشِيِّ وَقَدْ مَرَّ بَعْضُ ذَلِكَ قَالَتْ: فَلَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ ذَلِكَ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يُرْسِلُوا إِلَيْهِ فَبَعَثُوا عَمْرَو بنَ العَاصِ وَعَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي رَبِيْعَةَ فَجَمَعُوا هَدَايَا لَهُ وَلِبَطَارِقَتِهِ فَقَدِمُوا عَلَى المَلِكِ وَقَالُوا: إِنَّ فِتْيَةً مِنَّا سُفَهَاءَ فَارَقُوا دِيْنَنَا وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِيْنِكَ وَجَاؤُوا بِدِيْنٍ مُبْتَدَعٍ لاَ نَعْرِفُهُ وَلَجَؤُوا إِلَى بِلاَدِكَ فَبُعِثْنَا إِلَيْكَ لِتَرُدَّهُم فَقَالَتْ بَطَارِقتُهُ: صَدَقُوا أَيُّهَا المَلِكُ فَغَضِبَ. ثُمَّ قَالَ: لاَ لعمرُ اللهِ لاَ أردهم إليهم حتى أكلمهم. قوم لجئوا إِلَى بِلاَدِي وَاخْتَارُوا جِوَارِي. فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى عَمْرٍو وَابنِ أَبِي رَبِيْعَةَ مِنْ أَنْ يَسْمَعَ المَلِكُ كَلاَمَهُم فَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُوْلُ النَّجَاشِيِّ اجْتَمَعَ القَوْمُ وَكَانَ الَّذِي يُكَلِّمُهُ جَعْفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: مَا هَذَا الدِّيْنُ? قَالُوا: أَيُّهَا المَلِكُ! كُنَّا قَوْماً عَلَى الشِّرْكِ نَعْبُدُ الأَوْثَانَ وَنَأْكُلُ المَيْتَةَ وَنُسِيْءُ الجِوَارَ وَنَسْتَحِلُّ المَحَارِمَ وَالدِّمَاءَ فَبَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا نَبِيّاً مِنْ أَنْفُسِنَا نَعْرِفُ وَفَاءهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ فَدَعَانَا إِلَى أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَصِلَ الرَّحِمَ وَنُحْسِنَ الجِوَارَ وَنُصَلِّيَ وَنَصُوْمَ. قَالَ: فَهَلْ مَعَكُم شَيْءٌ مِمَّا جَاءَ بِهِ? -وَقَدْ دَعَا أَسَاقِفَتَهُ فَأَمَرَهُمْ فَنَشَرُوا المَصَاحِفَ حَوْلَهُ- فَقَالَ لَهُمْ جَعْفَرٌ: نَعَمْ فَقَرَأَ عَلَيْهِم صَدْراً مِنْ سُوْرَةِ {كهيعص} [مريم: 1] . فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخضلُوا مَصَاحِفَهُم ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا الكَلاَمَ لَيَخْرُجُ مِنَ المِشْكَاةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا مُوْسَى انْطَلِقُوا رَاشِدِيْنَ لاَ وَاللهِ لاَ أَرُدُّهُم عَلَيْكُم وَلاَ أُنْعِمُكُم عَيْناً فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ عَمْرٌو لآتينَّه غَداً بِمَا أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءهُم فَذَكَرَ لَهُ مَا يَقُوْلُوْنَ فِي عِيْسَى1. قَالَ شَبَابٌ: عَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَعَقِيْلٌ أُمُّهُم فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: هَاجَرَ جَعْفَرٌ إِلَى الحَبَشَةِ بِزَوْجَتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ فَوَلَدَتْ هُنَاكَ عَبْدَ اللهِ وَعَوْناً وَمُحَمَّداً. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ أَسْلَمَ جَعْفَرٌ بَعْدَ أَحَدٍ وَثَلاَثِيْنَ نَفْساً. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أُوَيْسٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الحَسَنِ بنِ زَيْدٍ أَنَّ عَلِيّاً أَوَّلُ ذَكَرٍ أَسْلَمَ ثُمَّ أَسْلَمَ زَيْدٌ ثُمَّ جَعْفَرٌ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الرَّابِعَ أَوِ الخَامِسَ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ: ضَرَبَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ بَدْرٍ لِجَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ.

_ 1 حسن: سبق تخريجنا له قريبا بتعليق رقم "331"، وهو عند أحمد "1/ 201-203"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 115-116"، وفي "دلائل النبوة" له "194".

وَرُوِيَ مِنْ وُجُوْهٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ قَالَ: "لأَنَا بقدوم جعفر أَسَرُّ مني بفتح خيبر"1. فِي رِوَايَةٍ: تَلَقَّاهُ وَاعْتَنَقَهُ وَقبَّلَهُ. وَفِي الصَّحِيْحِ مِنْ حَدِيْثِ البَرَاءِ وَغَيْرِهِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِجَعْفَرٍ: "أَشْبَهْتَ خَلْقي وخُلُقي" 2. أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا احْتَذَى النِّعَالَ وَلاَ رَكِبَ المَطَايَا بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفضل مِنْ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ3 -يَعْنِي فِي الجُوْدِ وَالكَرَمِ. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ خَالِدٍ وَلَهُ عِلَّةٌ يَرْوِيْهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ابن عَجْلاَنَ، عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا نُسَمِّي جَعْفَراً أَبَا المَسَاكِيْنِ كَانَ يَذْهَبُ بِنَا إِلَى بَيْتِهِ فَإِذَا لَمْ يَجِدْ لَنَا شَيْئاً أَخْرَجَ إِلَيْنَا عُكَّةً أَثَرُهَا عَسَلٌ فنشقها ونلعقها4.

_ 1 ضعيف: سبق تخريجنا له برقم تعليق "343" وهو عند الحاكم "3/ 211". 2 صحيح: سبق تخريجنا له في الصفحة السابقة بتعليق رقم "347". 3 صحيح على شرط البخاري: "أخرجه أحمد "2/ 413"، والترمذي "3764"، والنسائي في "الكبرى" "8157"، والحاكم "3/ 41، 209" والطبراني في "الأوسط" "7069" من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة به. 4 صحيح: أخرجه البخاري "3708".

عقيل بن أبي طالب الهاشمي

40- عَقِيْلُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيُّ 1: هُوَ أَكْبَرُ إِخْوَتِهِ وَآخِرُهُم مَوْتاً وَهُوَ جَدُّ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ المُحَدِّثِ وَلَهُ أَوْلاَدٌ: مُسلمٌ وَيَزِيْدُ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى وَسَعِيْدٌ وَجَعْفَرٌ وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَحْوَلُ وَمُحَمَّدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ الله.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 42-44"، وتاريخ البخاري الكبير "4/ ق1/ 50/ 51" والجرح والتعديل "3/ 218" ومصنف ابن أبي شيبة "13/ 15782"، والاستيعاب "3/ 1078"، والإصابة "2/ 2628"، وتهذيب التهذيب "7/ 254"، وخلاصة الخزرجي "2/ 4918"، وتقريب التهذيب "2/ ترجمة 265".

شَهِدَ بَدْراً مُشْرِكاً، وَأُخْرِجَ إِلَيْهَا مُكْرَهاً فَأُسِرَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ فَفَدَاهُ عَمُّهُ العَبَّاسُ. وروي أن عقيلًا قال للنبي صلىالله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أُسِرَ: مَنْ قَتَلْتَ مِنْ أَشْرَافِهِم? قَالَ "قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ" قَالَ: الآنَ صفا لك الوادي. قال بن سَعْدٍ: خَرَجَ عَقِيْلٌ: مُهَاجِراً فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَشَهِدَ مُؤْتَةَ ثُمَّ رَجَعَ فَتَمَرَّضَ مُدَّةً فَلَمْ يُسْمَعْ لَهُ بِذِكْرٍ فِي فَتْحِ مَكَّةَ وَلاَ حُنَيْنٍ وَلاَ الطَّائِفِ. وَقَدْ أَطْعَمَهُ رَسُوْلُ الله -صلى الله عليه وسلم- بخيبر مئة وأربعين وسقًا كل سنة. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ: أَنَّ جَدَّهُ أَصَابَ يَوْمَ مُؤْتَةَ خَاتَماً فِيْهِ تَمَاثِيْلُ فَنَفَلَهُ أَبَاهُ. مَعْمَرٌ:، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ قَالَ: جَاءَ عَقِيْلٌ بِمِخْيَطٍ فَقَالَ لامْرَأَتِهِ: خِيْطِي بِهَذَا ثِيَابَكِ. فَسَمِعَ المُنَادِي إلَّا لاَ يَغُلَّنَّ1 رَجُلٌ إِبْرَةً فَمَا فَوْقَهَا فَقَالَ عَقِيْلٌ لَهَا: مَا أَرَى إِبْرَتَكِ إلَّا قَدْ فَاتَتْكِ. عِيْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِعَقِيْلٍ: $"يَا أَبَا يَزِيْدَ! إِنِّي أُحِبُّكَ حبين: لقرابتك ولحب عمي لك". ابن جريح:، عَنْ عَطَاء رَأَيْتُ عَقِيْلَ بنَ أَبِي طَالِبٍ شَيْخاً كَبِيْراً يُقِلُ الغَرْبَ. قَالُوا: تُوُفِّيَ زَمَنَ معاوية وسيأتي من أخباره بعد.

_ 1 قوله: "لا يغلن" من الغلول، وهو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسيمة. يقال: غل في المغنم يغل غلولا فهو غال. وكل من خان في شيء خفية فقد غل. وسميت غلولا لأن الأيدي فيها مغلولة: أي ممنوعة مجعول فيها غل، وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه.

زيد بن حارثة

41- زيد بن حارثة 1: بن شرَاحِيْلَ أَوْ شُرَحْبِيْلَ بنِ كَعْبِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ يَزِيْدَ بنِ امْرِئِ القَيْسِ بنِ عَامِرِ بنِ النُّعْمَانِ. الأَمِيْرُ الشَّهِيْدُ النَّبَوِيُّ المُسَمَّى فِي سُوْرَةِ الأَحْزَابِ أَبُو أُسَامَةَ الكَلْبِيُّ ثُمَّ المُحَمَّدِيُّ سَيِّدُ المَوَالِي وَأَسْبَقُهُم إِلَى الإِسْلاَمِ وَحِبُّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو حبِّه وَمَا أَحَبَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلا

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 40-47"، تاريخ خليفة "77، 85، 87"، ومسند أحمد "4/ 116"، وتاريخ البخاري الكبير "3/ ترجمة 1275، 1300"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 2530"، وأسد الغابة "2/ 224" والإصابة "1/ ترجمة 2890"، وتهذيب التهذيب "3/ 401"، تقريب التهذيب "2/ ترجمة 167".

إلَّا طَيِّباً وَلَمْ يُسَمِّ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ صَحَابِيّاً بِاسْمِهِ إلَّا زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ وَعِيْسَى بنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ الَّذِي يَنْزِلُ حَكَماً مُقْسِطاً وَيَلْتَحِقُ بِهَذِهِ الأُمَّةِ المَرْحُوْمَةِ فِي صَلاَتِهِ وَصِيَامِهِ وَحَجِّهِ وَنِكَاحِهِ وَأَحْكَامِ الدِّيْنِ الحَنِيْفِ جَمِيْعِهَا فَكَمَا أَنَّ أَبَا القَاسِمِ سَيِّدُ الأَنْبِيَاءِ وَأَفْضَلُهُم وَخَاتَمُهُم فَكَذَلِكَ عِيْسَى بَعْدَ نُزُوْلِهِ أَفْضَلُ هَذِهِ الأُمَّةِ مُطْلَقاً وَيَكُوْنُ خِتَامَهُم وَلاَ يَجِيْءُ بَعْدَهُ مَنْ فِيْهِ خَيْرٌ بَلْ تَطْلُعُ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا وَيَأَذْنُ اللهُ بِدُنُوِّ السَّاعَةِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ عَسَاكِرَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حدثنا بندار، حدثنا عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَيَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْماً حَارّاً مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ وَهُوَ مُرْدِفِي إِلَى نُصُبٍ مِنَ الأَنْصَابِ وَقَدْ ذَبَحْنَا لَهُ شَاةً فَأَنْضَجْنَاهَا. فَلَقِيَنَا زَيْدُ بنُ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا زَيْدُ مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفوا لَكَ"؟ قَالَ: وَاللهِ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ ذَلِكَ لِغَيْرِ نَائِلَةٍ لِي فِيْهِم وَلَكِنِّي خَرَجْتُ أَبْتَغِي هَذَا الدِّيْنَ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى أَحْبَارِ فَدَكَ فَوَجَدْتُهُم يَعْبُدُوْنَ اللهَ وَيُشْرِكُوْنَ بِهِ. فَقَدِمْتُ عَلَى أَحْبَارِ خَيْبَرَ فَوَجَدْتُهُم كَذَلِكَ فَقَدِمْتُ عَلَى أَحْبَارِ الشَّامِ فَوَجَدْتُ كَذَلِكَ فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِالدِّيْنِ الَّذِي أَبْتَغِي. فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُم: إِنَّكَ لَتَسْأَلُ، عَنْ دِيْنٍ مَا نَعْلَمُ أَحَداً يَعْبُدُ اللهَ بِهِ إلَّا شَيْخٌ بِالحِيْرَةِ. فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدُمَ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ? قُلْتُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اللهِ. قَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ قَدْ ظَهَرَ بِبِلاَدِكَ قَدْ بُعِثَ نَبِيٌّ طَلَعَ نَجْمُهُ وَجَمِيْعُ مَنْ رَأَيْتَهُم فِي ضَلاَلٍ. قَالَ: فَلَمْ أُحِسَّ بِشَيْءٍ. قَالَ: فَقَرَّبَ إِلَيْهِ السُّفْرَةَ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُحَمَّدُ? قَالَ: شَاةٌ ذَبَحْنَاهَا لِنُصُبٍ. قَالَ: فَإِنِّي لاَ آكُلُ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ. وَتَفَرَّقْنَا فَأَتَى رَسُوْلُ اللهِ البَيْتَ فَطَافَ بِهِ وَأَنَا مَعَهُ وَبِالصَّفَا وَالمَرْوَةِ وَكَانَ عِنْدَهُمَا صَنَمَانِ مِنْ نُحَاسٍ: إِسَافٌ وَنَائِلَةُ. وَكَانَ المُشْرِكُوْنَ إِذَا طَافُوا تَمَسَّحُوا بِهِمَا فَقَالَ النَّبِيُّ: "لاَ تَمْسَحْهُمَا فَإِنَّهُمَا رِجْسٌ" فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لأمسنَّهما حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُوْلُ. فَمَسَسْتُهُمَا فَقَالَ: "يَا زَيْدُ أَلَمْ تُنْهَ". قَالَ وَمَاتَ زَيْدُ بنُ عَمْرٍو وَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لزيد: "إِنَّهُ يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ". فِي إِسْنَادِهِ مُحَمَّدٌ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ وَفِي بَعْضِهِ نَكَارَةٌ بَيِّنَةٌ. عَنِ الحَسَنِ بنِ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَكْبَرَ مِنْ زَيْدٍ بِعَشْرِ سِنِيْنَ. قَالَ: وَكَانَ قَصِيْراً شَدِيْدَ الأُدْمَةِ أَفْطَسَ. رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الواقدي، حدثنا محمد بن الحسن بن أسامة، عَنْ أَبِيْهِ، ثُمَّ قَالَ ابْنُ

سَعْدٍ: كَذَا صِفَتُهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَجَاءتْ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّهُ كَانَ شَدِيْدَ البَيَاضِ. وَكَانَ ابْنُهُ أُسَامَةُ أَسْوَدَ وَلِذَلِكَ أُعْجِبَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَوْلِ مُجَزِّزٍ القَائِفِ حَيْثُ يَقُوْلُ: "إِنَّ هَذِهِ الأَقْدَامَ بَعْضُهَا من بعض" 1. لُوَيْنُ: حَدَّثَنَا حُدَيْجٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ جَبَلَةُ بنُ حَارِثَةَ فِي الحَيِّ. فَقَالُوا لَهُ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ زَيْدٌ? قَالَ: زَيْدٌ أَكْبَرُ مِنِّي وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ. وَسَأُخْبِرُكُم: إِنَّ أُمَّنَا كَانَتْ مِنْ طَيِّئٍ فَمَاتَتْ فَبَقِيْنَا فِي حَجْرِ جَدِّنَا فَقَالَ عَمَّايَ لِجَدِّنَا: نَحْنُ أَحَقُّ بَابْنَي أَخِيْنَا. فَقَالَ: خُذَا جَبَلَةَ وَدَعَا زَيْداً فَأَخَذَانِي فَانْطَلَقَا بِي فَجَاءتْ خَيْلٌ مِنْ تِهَامَةَ فَأَخَذَتْ زَيْداً فَوَقَعَ إِلَى خَدِيْجَةَ فَوَهَبَتْهُ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ:، حَدَّثَنَا أَبُو فَزَارَةَ قَالَ: أَبْصَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ غُلاَماً ذَا ذُؤَابَةٍ قَدْ أَوْقَفَهُ قَوْمُهُ بِالبَطْحَاءِ لِلْبَيْعِ فَأَتَى خَدِيْجَةَ فَقَالَتْ: كَمْ ثَمَنُهُ? قَالَ: "سَبْعُ مَائَةٍ" قَالَتْ: خُذْ سَبْعَ مَائَةٍ. فَاشْتَرَاهُ وَجَاءَ بِهِ إِلَيْهَا فَقَالَ: "أَمَا إِنَّهُ لَوْ كَانَ لِي لأَعْتَقْتُهُ" قَالَتْ: فهو لك. فأعتقه. وَعَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ وَغَيْرِهِ قَالُوا: أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ. مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: مَا كُنَّا نَدْعُوْ زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ إلَّا زَيْدَ بنَ مُحَمَّدٍ. فَنَزَلَتْ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّه} [الأَحْزَابُ:5] 2. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ:، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي جَبَلَةُ بنُ حَارِثَةَ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت: يا رسول الله! ابعث معي أخي زَيْداً قَالَ: "هُوَ ذَا فَإِنِ انْطَلَقَ لَمْ أَمْنَعْهُ" فَقَالَ زَيْدٌ: لاَ وَاللهِ لاَ أَخْتَارُ عَلَيْكَ أَحَداً أَبَداً. قَالَ: فَرَأَيْتُ رَأْيَ أَخِي أَفْضَلَ مِنْ رَأْيِي. سَمِعَهُ عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ مِنْهُ. ذَكَرَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ فِيْمَنْ شَهِدَ بَدْراً. وَقَالَ سَلَمَةُ بنُ الأَكْوَعِ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَغَزَوْتُ مَعَ زَيْدِ بنِ حَارِثَةَ - كَانَ يُؤمِّرُه عَلَيْنَا3

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2555، 6770، 6771"، وأحمد "6/ 82، 226" من حديث عائشة. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4782"، ومسلم "2425". 3 صحيح: أخرجه البخاري "4272".

الواقدي: حدثنا محمد بن الحسن بن أسامة، عَنْ أَبِي الحُوَيْرِثِ قَالَ: خَرَجَ زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ أَمِيْراً سَبْعَ سَرَايَا. الوَاقِدِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَقَدِمَ زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ مِنْ وَجْهِهِ ذَلِكَ -تَعْنِي مِنْ سَرِيَّةِ أُمِّ قِرْفَةَ- وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَيْتِي فَقَرَعَ زَيْدٌ البَابَ فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجُرُّ ثَوْبَهُ عُرْيَاناً مَا رَأَيْتُهُ عُرْيَاناً قَبْلَهَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى اعْتَنَقَهُ وَقبَّلَهُ ثُمَّ سَاءلَهُ فَأَخْبَرَهُ بِمَا ظَفَّرَهُ اللهُ1. ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِزَيْدِ بنِ حَارِثَةَ: "يَا زَيْدُ! أَنْتَ مَوْلاَيَ وَمِنِّي وَإِلَيَّ وَأَحَبُّ القَوْمِ إِلَيَّ". رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي "المُسْنَدِ"2. إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَّرَ أُسَامَةَ عَلَى قَوْمٍ فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمَارَتِهِ فَقَالَ: "إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ طَعَنْتُم فِي إِمَارَةِ أَبِيْهِ وَايمُ اللهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيْقاً لِلإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا لأحبُّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ" 3. لَفْظُ إِسْمَاعِيْلَ "وَإِنَّ ابْنَهُ لَمِنْ أحبِّ". إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَفِيْهِ: "وَإِنْ كَانَ أَبُوْهُ لَخَلِيْقاً لِلإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ لأحبَّ الناس كلهم إلي".

_ 1 منكر: إسناده واه، الواقدي متروك، لكن قد أخرجه الترمذي "2732" حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المدني، حدثني أبي يحيى بن محمد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه. قلت: إسناده ضعيف، فيه ثلاث علل: الأولى: إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد، ضعفه ابن أبي حاتم. وقال الأزدي: منكر الحديث. الثانية: يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجري، أبو إبراهيم، ضعفه أبو حاتم الرازي. الثالثة: محمد بن إسحاق مدلس، مشهور بالتدليس، وقد ضعفه، وقد أورد الذهبي الحديث في ترجمة يحيى بن محمد بن عباد في ترجمته في "الميزان" "4/ ترجمة 9618". وقال في إثره. هذا حديث منكر، تفرد به إبراهيم، عن أبيه. 2 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "5/ 204"، وابن سعد "3/ 1/ 29-30". وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وقد عنعنه، ولكن يشهد له ما بعده. 3 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 20"، وابن سعد "4/ 65"، والبخاري "3730، 4469، 7187"، والترمذي "3816"، والبيهقي "3/ 128"، "8/ 154" من طرق عن عبد الله بن دينار، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

قَالَ سَالِمٌ: مَا سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ بِهَذَا الحَدِيْثِ قَطُّ إلَّا قَالَ: وَاللهِ مَا حَاشَا فَاطِمَة. إِبْرَاهِيْمُ بنُ يَحْيَى بنِ هَانِئ الشَّجَرِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَانَا زَيْدُ ابن حارثة فقام إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَجُرُّ ثَوْبَهُ فَقَبَّلَ وَجْهَهُ وَكَانَتْ أُمُّ قِرْفَةَ جَهَّزَتْ أَرْبَعِيْنَ رَاكِباً مِنْ وَلَدِهَا وَوَلَدِ وَلَدِهَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُقَاتِلُوْهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِم زَيْداً فَقَتَلَهُم وَقَتَلَهَا وَأَرْسَلَ بِدِرْعِهَا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فنصبه بالمدينة بين رمحين1. رواه المحامي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شبيْبٍ عَنْهُ وَرَوَى مِنْهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنِ البُخَارِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ هَذَا وَحَسَّنَهُ. مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَوْ أَنَّ زَيْداً كَانَ حَيّاً لاَسْتَخْلَفَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَائِلُ بنُ دَاوُدَ، عَنِ البَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ مَا بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ زَيْداً فِي جَيْشٍ قَطُّ إلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِم وَلَوْ بَقِيَ بَعْدَهُ اسْتَخْلَفَهُ. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَرَضَ عُمَرُ لأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ أَكْثَرَ مِمَّا فَرَضَ لِي فَكَلَّمْتُهُ في ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ مِنْكَ وَإِنَّ أَبَاهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من أَبِيْكَ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: عَقَدَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِزَيْدٍ عَلَى النَّاسِ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ وَقَدَّمَهُ عَلَى الأُمَرَاءِ فَلَمَّا الْتَقَى الجَمْعَانِ كَانَ الأُمَرَاءُ يُقَاتِلُوْنَ عَلَى أَرْجُلِهِم فَأَخَذَ زَيْدٌ اللِّوَاءَ فَقَاتَلَ وَقَاتَلَ مَعَهُ النَّاسُ حَتَّى قُتِلَ طَعْناً بِالرِّمَاحِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ أَيْ دَعَا لَهُ وَقَالَ: اسْتَغْفِرُوا لأَخِيْكُم قَدْ دَخَلَ الجَنَّةَ وَهُوَ يَسْعَى. وَكَانَتْ مُؤْتَةُ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. جَمَاعَةٌ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ لَمَّا بَلَغَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُتِلَ زَيْدٍ وَجَعْفَرٍ وَابنِ رَوَاحَةَ قَامَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ شَأْنَهُم فَبَدَأَ بِزَيْدٍ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِزَيْدٍ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِزَيْدٍ ثَلاَثاً اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِجَعْفَرٍ وَعَبْدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ"2. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ سَلَمَةَ المَخْزُوْمِيِّ قَالَ: لَمَّا جَاءَ مُصَابُ زَيْدٍ وَأَصْحَابِهِ، أتى

_ 1 منكر: تقدم تخريجنا له قريبا بتعليق رقم "360". 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 46"، والإسناد ضعيف لإرساله، أبو ميسرة، هو عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي، ثقة مخضرم. وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي. مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه.

رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْزِلَهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَقِيَتْهُ بِنْتُ زَيْدٍ فَأَجْهَشَتْ بِالبُكَاءِ فِي وَجْهِهِ فَلَمَّا رَآهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَكَى حَتَّى انتحب فقيل ما هَذَا يَا رَسُوْلَ اللهِ? قَالَ: "شَوْقُ الحَبِيْبِ إِلَى الحَبِيْبِ"1 رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَسُلَيْمَانُ بن حَرْبٍ عَنْهُ. حُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَاسْتَقْبَلَتْنِي جَارِيَةٌ شَابَّةٌ فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتِ? قَالَتْ: أَنَا لِزَيْدِ بن حارثة" إسناد حسن.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 47"، وإسناده ضعيف لإرساله، خالد بن سلمة، هو ابن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي، الكوفي، من الطبقة الخامسة، وهي الطبقة الصغرى من التابعين. ووقع عند ابن سعد [خالد بن شمير] ، وهو خطأ، إنما هو خالد بن سلمة المخزومي، فلم يرو حماد بن زيد. عن ابن شمير.

عبد الله بن رواحة

42- عبد الله بن رواحة 1: ابن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثَعْلَبَةَ. الأَمِيْرُ السَّعِيْدُ الشَّهِيْدُ أَبُو عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ البَدْرِيُّ النَّقِيْبُ الشَّاعِرُ. لَهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَنْ بِلاَلٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَنَسُ بنُ مَالِكٍ وَالنُّعْمَانُ بنُ بَشِيْرٍ وأرسل عنه قيس بن أبي حَازِمٍ وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعطَاءُ بنُ يَسَارٍ وَعِكْرِمَةُ وَغَيْرُهُم. شَهِدَ بَدْراً وَالعَقَبَةَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأَبَا رَوَاحَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ وَهُوَ خَالُ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ الأَنْصَارِ اسْتَخْلَفَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى المَدِيْنَةِ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ الموعد وبعثه النبي عليه السلام سَرِيَّةً فِي ثَلاَثِيْنَ رَاكِباً إِلَى أُسَيْرِ بنِ رِزَامٍ اليَهُوْدِيِّ بِخَيْبَرَ فَقَتَلَهُ. قَالَ الوَاقِدِيُّ وَبَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَارِصاً عَلَى خَيْبَرَ. قُلْتُ جَرَى ذَلِكَ مَرَّةً وَاحِدَةً وَيُحْتَمَلُ عَلَى بُعْدٍ مَرَّتَيْنِ. قَالَ قُتَيْبَةُ: ابْنُ رَوَاحَةَ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَخَوَانِ لأُمٍّ. أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنْ زِيَادٍ النَّمِيْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ رَوَاحَةَ إذا لقي الرجل من أحابه يَقُوْلُ: تَعَالَ نُؤْمِنْ سَاعَةً فَقَالَهُ يَوْماً لِرَجُلٍ،

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 525-530 و612-613"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 230، أسد الغابة "3/ 156"، الإصابة "2/ ترجمة 4676"، تهذيب التهذيب "5/ 212"، والتقريب "1/ 415".

فَغَضِبَ فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! إلَّا تَرَى ابْنَ رَوَاحَةَ يَرْغَبُ، عَنْ إِيْمَانِكَ إِلَى إِيْمَانِ سَاعَةٍ فَقَالَ: "رَحِمَ اللهُ ابْنَ رَوَاحَةَ إِنَّهُ يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة"1. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ رَوَاحَةَ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَخْطُبُ فَسَمِعَهُ وَهُوَ يَقُوْلُ: "اجْلِسُوا" فَجَلَسَ مَكَانَهُ خَارِجَ المَسْجِدِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "زَادَكَ اللهُ حِرْصاً عَلَى طَوَاعِيَةِ اللهِ وَرَسُوْلِهِ"2. وَرُوِيَ بَعْضُهُ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ رَوَاحَةَ أُغْمِيَ عليه فأتاه النبي فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ حَضَرَ أَجَلُهُ فَيَسِّرْ عَلَيْهِ وَإِلاَّ فَاشْفِهِ" فَوَجَدَ خِفَّةً فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أُمِّي قَالَتْ: وَاجَبَلاَهُ وَاظَهْرَاهُ! وَمَلَكٌ رَفَعَ مِرْزَبَةً مِنْ حَدِيْدٍ يَقُوْلُ أَنْتَ كَذَا فَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَقَمَعَنِي بِهَا. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنْ كُنَّا لَنَكُوْنُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي السَّفَرِ فِي اليوم الحَارِّ مَا فِي القَوْمِ أَحَدٌ صَائِمٌ إلَّا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ3. رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْهُ. مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: تَزَوَّجَ رَجُلٌ امْرَأَةَ ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَالَ لَهَا: تَدْرِيْنَ لِمَ تَزَوَّجْتُكِ لِتُخْبِرِيْنِي، عَنْ صَنِيْعِ عَبْدِ اللهِ فِي بَيْتِهِ فَذَكَرَتْ لَهُ شَيْئاً لاَ أَحْفَظُهُ غَيْرَ أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَإِذَا دَخَلَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يَدَعُ ذَلِكَ أَبَداً. قَالَ عُرْوَةُ لَمَّا نزلت {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224] قَالَ ابْنُ رَوَاحَةَ: أَنَا مِنْهُم فَأَنْزَلَ اللهُ {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات} [الشعراء: 227] .

_ 1 ضعيف: "أخرجه أحمد "3/ 265"، وإسناده ضعيف، فيه علتان، الأولى: عمارة هو ابن زاذان البصري الصيدلاني، أبو سلمة، أجمعوا على ضعفه. الثانية: زياد بن عبد الله النميري، متفق على ضعفه. 2 ضعيف: لانقطاعه بين عبد الرحمن بن أبي ليلى الذي توفي سنة ست وثمانين، وبين عبد الله بن رواحة، الذي استشهد بمؤتة فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فابن أبي ليلى لم يدرك ابن رواحة. 3 صحيح: أخرجه البخاري "1945"، ومسلم "1122".

قَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ: كَانَ شُعَرَاءُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدَ الله بن رَوَاحَةَ وَحَسَّانَ بنَ ثَابِتٍ وَكَعْبَ بنَ مَالِكٍ. قِيْلَ: لَمَّا جَهَّزَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى مُؤْتَةَ الأُمَرَاءَ الثَّلاَثَةَ فَقَالَ: "الأَمِيْرُ زيد فَإِنْ أُصِيْبَ فَجَعْفَرٌ فَإِنْ أُصِيْبَ فَابْنُ رَوَاحَةَ" فَلَمَّا قُتِلاَ كَرِهَ ابْنُ رَوَاحَةَ الإِقْدَامَ فَقَالَ: أَقْسَمْتُ يَا نَفْسُ لَتَنْزِلَنَّهْ ... طَائِعَةً أَوْ لاَ لَتُكْرَهِنَّهْ فَطَالَمَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّهْ ... مَا لِي أَرَاكِ تَكْرَهِيْنَ الجَنَّهْ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. قَالَ مُدْرِكُ بنُ عُمَارَةَ: قَالَ ابْنُ رَوَاحَةَ: مَرَرْتُ بِمَسْجِدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: "كَيْفَ تَقُوْلُ الشِّعْرَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَقُوْلَ"؟ قُلْتُ: أَنْظُرُ فِي ذَاكَ ثُمَّ أَقُوْلُ قَالَ: "فَعَلَيْكَ بِالمُشْرِكِيْنَ" ولَمْ أَكُنْ هَيَّأْتُ شَيْئاً ثُمَّ قُلْتُ: فَخَبِّرُوْنِي أَثْمَانَ العَبَاءِ مَتَى ... كُنْتُمْ بَطَارِقَ أَوْ دَانَتْ لَكُم مُضَرُ فَرَأَيْتُهُ قَدْ كَرِهَ هَذَا أَنْ جَعَلْتُ قَوْمَهُ أَثْمَانَ العَبَاءِ فَقُلْتُ: يَا هَاشِمَ الخَيْرِ إِنَّ اللهَ فَضَّلَكُمْ ... عَلَى البَرِيِّةِ فَضْلاً مَا لَهُ غِيْرُ إِنِّي تَفَرَّسْتُ فِيْكَ الخَيْرَ أَعْرِفُهُ ... فِرَاسَةً خَالَفَتْهُم فِي الَّذِي نَظَرُوا وَلَوْ سَأَلْتَ إِنْ اسْتَنْصَرْتَ بَعْضَهُمُ ... فِي حِلِّ أَمْرِكَ مَا آوَوْا وَلاَ نَصَرُوا فَثَبَّتَ اللهُ مَا آتَاكَ مِنْ حسنٍ ... تَثْبِيْتَ مُوْسَى وَنَصْراً كَالَّذِي نُصِرُوا فَأَقْبَلَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِوَجْهِهِ مُسْتَبْشِراً وَقَالَ: "وإياك فثبت الله". وَقَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ: كَانَ حَسَّان وَكَعْبٌ يُعَارِضَانِ المُشْرِكِيْنَ بِمِثْلِ قَوْلِهِم بِالوَقَائِعِ وَالأَيَّامِ وَالمَآثِرِ وَكَانَ ابْنُ رَوَاحَةَ يُعَيِّرُهُم بِالكُفْرِ وَيَنْسِبُهُم إِلَيْهِ فَلَمَّا أَسْلَمُوا وَفَقِهُوا كَانَ أَشدَّ عَلَيْهِم. ثَابِتٌ، عَنْ أَنَس قَالَ دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ القَضَاءِ وَابْنُ رَوَاحَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ يَقُوْلُ: خَلُّوا بَنِي الكُفَّارِ عَنْ سَبِيْلِهِ ... اليَوْمَ نَضْرِبْكُم عَلَى تَنْزِيْلِهِ ضَرْباً يُزِيْلُ الهَامَ عَنْ مَقِيْلِهِ ... وَيُذْهِلُ الخَلِيْلَ عَنْ خَلِيْلِهِ فقال عمر: يابن رَوَاحَةَ! فِي حَرَمِ اللهِ وَبَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ الله له تَقُوْلُ الشِّعْرَ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَلِّ يَا عُمَرُ فَهُوَ أَسْرَعُ فِيْهِم مِنْ نَضْحِ النَّبْلِ".

وَفِي لَفْظٍ "فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَلاَمُهُ عَلَيْهِم أَشَدُّ مِنْ وَقْعِ النَّبْلِ" 1. وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَجَاءَ فِي غَيْرِ هَذَا الحَدِيْثِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ القَضَاءِ وَكَعْبٌ يَقُوْلُ ذَلِكَ. قَالَ: وَهَذَا أَصَحُّ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ لأَنَّ ابْنَ رَوَاحَةَ قُتِلَ يوم مؤتة وَإِنَّمَا كَانَتْ عُمْرَةُ القَضَاءِ بَعْدَ ذَلِكَ. قُلْتُ: كَلاَّ بَلْ مُؤْتَةُ بَعْدَهَا بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ جَزْماً. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حنبل: فحديث أنس دخل النبي عليه السلام مَكَّةَ وَابْنُ رَوَاحَةَ آخِذٌ بِغِرْزِهِ فَقَالَ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ. وَعَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لابْنِ رَوَاحَةَ: "انْزِلْ فَحَرِّكِ الرِّكَابَ". قَالَ يَا رَسُوْلَ اللهِ! لَقَدْ تَرَكْتُ قَوْلِي فَقَالَ لَهُ عُمَرُ اسْمَعْ وَأَطِعْ فَنَزَلَ وَقَالَ: تَاللهِ لَوْلاَ اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا وَسَاقَ بَاقِيْهَا. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ قَالَ: بَكَى ابْنُ رَوَاحَةَ وَبَكَتِ امْرَأَتُهُ فَقَالَ: مَا لَكِ? قَالَتْ: بَكَيْتُ لِبُكَائِكَ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنِّي وَارِدٌ النَّارَ وَمَا أَدْرِي أَنَاجٍ مِنْهَا أَمْ لاَ. الزُّهْرِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَبْعَثُ ابْنَ رَوَاحَةَ إِلَى خَيْبَرَ فَيَخْرُصُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَهُوْدَ فَجَمَعُوا حُلِيّاً مِنْ نِسَائِهِم فَقَالُوا: هَذَا لَكَ وَخَفِّفْ عَنَّا قَالَ يَا مَعْشَرَ يَهُوْدَ! وَاللهِ إِنَّكُم لَمِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللهِ إِلَيَّ وَمَا ذَاكَ بِحَامِلِي عَلَى أَنْ أَحِيْفَ عَلَيْكُم وَالرِّشْوَةُ سُحْتٌ. فَقَالُوا: بِهَذَا قَامَتِ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ. وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ -فِيْمَا نَحْسِبُ- عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوَهُ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُسْندِ بالمزة، أنبأنا عبدان بن رزين،

_ 1 حسن: أخرجه الترمذي "2847"، وفي "الشمائل" "245"، والنسائي "5/ 202، 211-212"، وأبو يعلى "3440"، وأبو نعيم في "الحلية" "6/ 292"، والبيهقي "10/ 228"، والبغوي "3404" من طرق عن جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت، به. قلت: إسناده حسن، جعفر بن سليمان، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

حَدَّثَنَا نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الفَقِيْهُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ الزَّيْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عياذ، حدثنا عبد العزيز بن أَخِي المَاجِشُوْنِ بَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَتْ لِعَبْدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ جَارِيَةٌ يَسْتَسِرُّهَا، عَنْ أَهْلِهِ فَبَصُرَتْ بِهِ امْرَأَتُهُ يَوْماً قَدْ خَلاَ بِهَا فَقَالَتْ: لَقَدِ اخْتَرْتَ أمتَك عَلَى حُرَّتِكَ? فَجَاحَدَهَا ذَلِكَ قَالَتْ: فَإِنْ كُنْتَ صَادِقاً فَاقْرَأْ آيَةً مِنَ القُرْآنِ قَالَ: شَهِدْتُ بِأَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ ... وَأَنَّ النَّارَ مَثْوَى الكَافِرِيْنَا قَالَتْ: فَزِدْنِي آيَةً فَقَالَ: وَأَنَّ العَرْشَ فَوْقَ المَاءِ طافٍ ... وَفَوْقَ العَرْشِ رَبُّ العَالَمِيْنَا وَتَحْمِلُهُ مَلاَئِكَةٌ كِرَامٌ ... مَلاَئِكَةُ الإِلَهِ مُقَرَّبِيْنَا فَقَالَتْ: آمَنْتُ بِاللهِ وَكَذَّبْتُ البَصَرَ فَأُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَدَّثَهُ فَضَحِكَ وَلَمْ يُغَيِّرْ عَلَيْهِ. ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ أَنَّ نَافِعاً حَدَّثَهُ قَالَ: كَانَت لابْنِ رَوَاحَةَ امْرَأَةٌ وَكَانَ يَتَّقِيْهَا وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ لَهُ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! قَالَتْ: اقْرَأْ عَلَيَّ إِذاً فَإِنَّكَ جُنُبٌ فَقَالَ: شَهِدْتُ بِإِذْنِ اللهِ أَنَّ مُحَمَّداً ... رَسُوْلُ الَّذِي فَوْقَ السَّمَوَاتِ مِنْ عَلُ وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى وَيَحْيَى كِلاَهُمَا ... لَهُ عَمَلٌ مِنْ رَبِّهِ مُتَقَبَّلُ وَقَدْ رُوِيَا لِحَسَّانٍ. شَرِيْكٌ، عَنِ المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ كَانَ يَتَمَثَّلُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِشِعْرِ عَبْدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ وَربَّمَا قَالَ: وَيَأَتِيْكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ ابْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ -يَعْنِي بَعْدَ قَتْلِ صَاحِبِهِ- قَالَ: فَالْتَوَى بَعْضَ الاَلْتِوَاءِ ثُمَّ تَقَدَّمَ بِهَا عَلَى فَرَسِهِ فَجَعَلَ يَسْتَنْزِلُ نَفْسَهُ وَيَتَرَدَّدُ بِهَا بَعْضَ التَّردُّدِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ أَنَّهُ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ:

أَقْسَمْتُ بِاللهِ لَتَنْزِلِنَّهْ ... طَائِعَةً أَوْ لاَ لَتُكْرَهِنَّهْ إن أجلب الناس وشدوا الرنه ... مالي أَرَاكِ تَكْرَهِيْنَ الجَنَّهْ قَدْ طَالَ مَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّهْ ... هَلْ أَنْتِ إلَّا نُطْفَةٌ فِي شنه ثم نزل فقاتل حتى قتل. وَقَالَ أَيْضاً: يَا نَفْسُ إِنْ لاَ تُقْتَلِي تَمُوْتِي ... هَذَا حِمَامُ المَوْتِ قَدْ لَقِيْتِ وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ أُعْطِيْتِ ... إِنْ تَفْعَلِي فِعْلَهُمَا هُدِيْتِ وَإِنْ تَأَخَّرْتِ فَقَدْ شَقِيْتِ قَالَ الوَلِيْدُ بنُ مُسلمٍ: فَسَمِعْتُ أَنَّهُم سَارُوا بِنَاحِيَةِ مُعَانَ فَأُخْبِرُوا أَنَّ الرُّوْمَ قَدْ جَمَعُوا لَهُم جُمُوْعاً كَثِيْرَةً فَاسْتَشَارَ زَيْدٌ أَصْحَابَهُ فَقَالُوا: قَدْ وَطِئْتَ البِلاَدَ وَأَخَفْتَ أَهْلَهَا فَانْصَرَفَ وَابْنُ رَوَاحَةَ سَاكِتٌ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: إِنَّا لَمْ نَسِرْ لِغَنَائِمَ وَلَكِنَّا خَرَجْنَا لِلِّقَاءِ وَلَسْنَا نُقَاتِلُهُم بِعَدَدٍ وَلاَ عُدَّةٍ وَالرَّأْيُ المَسِيْرُ إِلَيْهِم. قَالَ عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِنْ أُصِيْبَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَلْيَرْتَضِ المُسْلِمُوْنَ رَجُلاً" ثُمَّ سَارُوا حَتَّى نَزَلُوا بِمُعَانَ فَبَلَغَهُم أَنَّ هِرَقْلَ قَدْ نَزَلَ بِمَآبَ فِي مَائَةِ أَلْفٍ مِنَ الرُّوْمِ وَمَائَةِ أَلْفٍ مِنَ المُسْتَعْرِبَةِ فَشَجَّعَ النَّاسَ ابْنُ رَوَاحَةَ وَقَالَ: يَا قَوْمُ! وَاللهِ إِنَّ الَّذِي تَكْرَهُوْنَ لَلَّتِي خَرَجْتُم لَهَا الشَّهَادَةُ وَكَانُوا ثَلاَثَةَ آلاف.

فصل: شهداء يوم الرجيع

فَصْلٌ: شُهَدَاءُ يَوْمِ الرَّجِيْعِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَشْرَةَ رهط عينا عليهم عاصم بن ثابت بنِ أَبِي الأَقْلَحِ الأَنْصَارِيُّ. فَأَحَاطَ بِهِم بِقُرْبِ عُسْفَانَ حَيٌّ مِنْ هُذَيْلٍ هُمْ نَحْوُ المَائَةِ. فَقَتَلُوا ثَمَانِيَةً وَأَسَرُوا خُبَيْبَ بنَ عَدِيٍّ وَزَيْدَ بنَ الدَّثِنَّةِ فَبَاعُوْهُمَا بِمَكَّةَ. وَمِنَ الثَّمَانِيَةِ: عَبْدُ اللهِ بنُ طَارِقٍ -حَلِيْفُ بَنِي ظَفَرٍ- وَخَالِدُ بنُ البُكَيْرِ اللَّيْثِيُّ وَمَرْثَدُ بنُ أَبِي مَرْثَدٍ الغَنَوِيُّ. وَتَحْرِيْرُ ذَلِكَ ذَكَرْتُهُ فِي مَغَازِي النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

شهداء بئر معونة

شُهَدَاءُ بِئْرِ مَعُوْنَةَ: بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْبَعِيْنَ رَجُلاً سَنَةَ أَرْبَعٍ أَمَّرَ عَلَيْهِم المُنْذِرَ بنَ عَمْرٍو السَّاعِدِيَّ -أَحَدَ البَدْرِيِّيْنَ- وَمِنْهُمُ حَرَامُ بنُ مِلْحَانَ النَّجَّارِيُّ وَالحَارِثُ بنُ الصِّمَّةِ وَعُرْوَةُ بنُ أَسْمَاءَ، وَنَافِعُ بنُ بُدَيْلِ بنِ وَرْقَاءَ الخُزَاعِيُّ وَعَامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى الصِّدِّيْقِ. فَسَارُوا حَتَّى نَزَلُوا بِئْرَ مَعُوْنَةَ فَبَعَثُوا حَرَاماً بِكِتَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عَامِرِ بنِ الطُّفَيْلِ. فَلَمْ يَنْظُرْ فِي الكِتَابِ حَتَّى قُتِلَ الرَّجُلُ. ثُمَّ اسْتَصْرَخَ بَنِي سُلَيْمٍ وَأَحَاطَ بِالقَوْمِ فَقَاتَلُوا حَتَّى اسْتُشْهِدُوا كُلُّهُم مَا نَجَا سِوَى كَعْبُ بنُ زَيْدٍ النَّجَّارِيُّ تُرِكَ وَبِهِ رَمَقٌ فَعَاشَ ثُمَّ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ الخَنْدَقِ وَأَعْتَقَ [عَامِرُ بنُ] الطُّفَيْلِ عَمْرَو بنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ لأَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ مِنْ مُضَرَ.

كلثوم بن الهدم

43- كلثوم بن الهدم 1: ابن امرئ القيس بن الحارث بن زَيْدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ زَيْدِ بنِ مَالِكِ بنِ عَوْفِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفِ بنِ مَالِكِ بنِ الأَوْسِ الأَنْصَارِيُّ العَوْفِيُّ شَيْخُ الأَنْصَارِ وَمَنْ نَزَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِيْنَةَ بِقُبَاءَ. وَكَانَ قَدْ شَاخَ. قَالَ صَاحِبُ "الطَّبَقَاتِ": أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بنُ يَعْقُوْبَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ رُقَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَارِيَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُجَمِّعٍ "ح" وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حدثنا بن أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ وَثَّابٍ، عَنْ أَبِي غَطْفَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالاَ: كَانَ كُلْثُوْمُ بنُ الهِدْمِ رَجُلاً شَرِيْفاً وَكَانَ مُسِنّاً أَسْلَمَ قَبْلَ مَقْدَمِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- المدنية فَلَمَّا هَاجَرَ نَزَلَ عَلَيْهِ وَكَانَ يَتَحَدَّثُ فِي مَنْزِلِ سَعْدِ بنِ خَيْثَمَةَ وَكَانَ يُسَمَّى مَنْزِلَ العزاب. فَلِذَلِكَ قَالَ الوَاقِدِيُّ: قِيْلَ: نَزَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى سَعْدِ بنِ خَيْثَمَةَ وَنَزَلَ عَلَى كُلْثُوْمِ بنِ الهِدْمِ جَمَاعَةٌ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ تُوُفِّيَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَذَلِكَ قَبْلَ بَدْرٍ. وَكَانَ رَجُلاً صالحًا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 623-624"، الإصابة "3/ ترجمة 7444".

أبو دجانة الأنصاري

44- أَبُو دُجَانَةَ الأَنْصَارِيُّ 1: سِمَاكُ بنُ خَرَشَةَ، بنِ لوذان بن عبد ود بن زيد الساعدي. كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ حَمْرَاءُ. يُقَالُ: آخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُتْبَةَ بنِ غَزْوَانَ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: ثَبَتَ أَبُو دُجَانَةَ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبَايَعَهُ عَلَى المَوْتِ وَهُوَ مِمَّنْ شَارَكَ فِي قَتْلِ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ ثُمَّ اسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: لأَبِي دجانة عقب بالمدينة وببغداد إلى اليوم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 556-557"، الإصابة "4/ ترجمة 373".

وَقَالَ زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ: دُخِلَ عَلَى أَبِي دُجَانَةَ وَهُوَ مَرِيْضٌ وَكَانَ وَجْهُهُ يَتَهَلَّلَ. فَقِيْلَ لَهُ: مَا لِوَجْهِكَ يَتَهَلَّلُ? فَقَالَ: مَا مِنْ عَمَلِ شَيْءٍ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنِ اثْنَتَيْنِ: كُنْتُ لاَ أَتَكَلَّمُ فِيْمَا لاَ يَعْنِيْنِي وَالأُخْرَى فَكَانَ قلبي للمسلمين سليمًا. وَعَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: رَمَى أَبُو دُجَانَةَ بِنَفْسِهِ يَوْمَ اليَمَامَةِ إِلَى دَاخِلِ الحَدِيْقَةِ فانكسرت رجله فقاتل وهو مكسور الرجل حتى قُتِلَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَقِيْلَ: هُوَ سِمَاكُ بنُ أَوْسِ بنِ خَرَشَةَ. صَالِحُ بنُ مُوْسَى، عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا وَضَعَتْ الحَرْب أَوْزَارَهَا افْتَخَرَ أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَيَّامِهِم وَطَلْحَةُ سَاكِتٌ لاَ يَنْطِقُ وَسِمَاكُ بنُ خَرَشَةَ أَبُو دُجَانَةَ سَاكِتٌ لاَ يَنْطِقُ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ رَأَى سُكُوْتَهُمَا: "لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أُحُدٍ وَمَا فِي الأَرْضِ قُرْبِي مَخْلُوْقٌ غَيْرَ جِبْرِيْلَ، عَنْ يَمِيْنِي وَطَلْحَةَ، عَنْ يَسَارِي"1. وَكَانَ سيف أبي دحانة غَيْرَ ذَمِيْمٍ. وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَرَضَ ذَلِكَ السَّيْفَ حَتَّى قَالَ: "مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ"؟ فَأَحْجَمَ النَّاسُ عَنْهُ. فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ: وَمَا حَقُّهُ يَا رَسُوْلَ اللهِ قَالَ: "تُقَاتِلُ بِهِ فِي سَبِيْلِ اللهِ حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْكَ أَوْ تُقْتَلَ" فَأَخَذَهُ بِذَلِكَ الشَّرْطِ. فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ الهَزِيْمَة يَوْمَ أُحُدٍ خَرَجَ بِسَيْفِهِ مُصْلَتاً وَهُوَ يَتَبَخْتَرُ مَا عَلَيْهِ إلَّا قَمِيْصٌ وَعِمَامَةٌ حَمْرَاءُ قَدْ عصب بها رأسه وأنه ليرتجز ويقول: إِنِّي امْرُؤٌ عَاهَدَنِي خَلِيْلِي ... إِذْ نَحْنُ بِالسَّفْحِ لَدَى النَّخِيْلِ أَنْ لاَ أُقِيْمَ الدَّهْرَ فِي الكُبُوْلِ ... أَضْرِبْ بِسَيْفِ اللهِ وَالرَّسُوْلِ قَالَ: يَقُوْلُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنها لَمِشْيَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ وَرَسُوْلُهُ إلَّا فِي مِثْلِ هَذَا المَوْطِنِ"2. وَحِرْزُ أَبِي دُجَانَةَ شَيْءٌ لَمْ يصح ما أدري من وضعه.

_ 1 ضعيف جدا: تقدم تخريجنا له بتعليق رقم "85". 2 ضعيف بهذا التمام: رواه ابن إسحاق كما في البداية والنهاية "4/ 17" من طريق جعفر بن عبد الله بن أسلم مولى عمر بن الخطاب عن رجل من الأنصار من بني سلمة قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره بتمامه. قلت: إسناده ضعيف، لجهالة جعفر بن عبد الله بن أسلم، ابن أخي زيد بن أسلم، مولى عمر، فقد قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة. وقال ابن كثير "4/ 18": وهذا حديث يروى عن شعبة، ورواه إسرائيل كلاهما عن أبي إسحاق عن هند بنت خالد أو غيره يرفعه.=

..................................

_ = قلت: في إسناده ابن إسحاق، وهو مدلس، مشهور بتدليسه، وقد عنعنه، وفي الإسناد هند بنت خالد لم أجد من ترجم لها، ثم إنه مرسل. فالحديث لا يصح بهذا التمام. لكن صح عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد، فقال: "من يأخذ هذا السيف"؟ فأخذه قوم فجعلوا ينظرون إليه، فقال: "من يأخذه بحقه"؟ فأحجم القوم، فقال أبو دجانة سماك: أنا آخذه بحقه. فأخذه ففلق هام المشركين". أخرجه ابن سعد "3/ 556"، وابن أبي شيبة "14/ 398"، وأحمد "3/ 123"، ومسلم "2470"، وابن أبي عاصم في "الجهاد" "292"، والحاكم "3/ 230" من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، به. قوله: ففلق هام المشركين: أي شق رءوسهم. قوله: "في الكبول": أي في مؤخر الصفوف.

خبيب بن عدى

45- خبيب بن عدي 1: ابن عامر بن مجدعة بن جِحْجَبا الأنصاري الشهيد. ذكره بن سَعْدٍ فَقَالَ: شَهِدَ أُحُداً وَكَانَ فِيْمَنْ بَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَعَ بَنِي لِحْيَانَ فَلَمَّا صَارُوا بِالرَّجِيْعِ غَدَرُوا بِهِم وَاسْتَصْرَخُوا عَلَيْهِم وَقَتَلُوا فِيْهِم وَأَسَرُوا خُبَيْباً وَزَيْدَ بنَ الدَّثِنَةِ فَبَاعُوْهُمَا بِمَكَّةَ فَقَتَلُوْهُمَا بِمَنْ قَتَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ قَوْمِهِم وَصَلَبُوْهُمَا بِالتَّنْعِيْمِ2. قَالَ مَسْلَمَةُ بنُ جُنْدَبٍ: عَنِ الحَارِثِ بنِ البَرْصَاءِ قَالَ: أُتِيَ بِخُبَيْبٍ فَبِيْعَ بِمَكَّةَ فَخَرَجُوا بِهِ إِلَى الحِلِّ لِيَقْتُلُوْهُ فَقَالَ: دَعُوْنِي أصلي ركعتين. ثم قَالَ: لَوْلاَ أَنْ تَظُنُّوا أَنَّ ذَلِكَ جَزَعٌ لَزِدْتُ اللَّهُمَّ أَحْصِهِم عَدَداً. قَالَ الحَارِثُ: وَأَنَا حَاضِرٌ فَوَاللهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ سَيَبْقَى مِنَّا أَحَدٌ. ابْنُ إِسْحَاقَ: عَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنْ غَدْرِ عَضَلٍ وَالقَارَةِ بِخُبَيْبٍ وَأَصْحَابِهِ بِالرَّجِيْعِ قَدِمُوا بِهِ وَيَزِيْدَ بن الدثنة فأما خبيب فابتاعه حُجَيْرُ بنُ أَبِي إِهَابٍ لِعُقْبَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَامِرٍ وَكَانَ أَخَا حُجَيْرٍ لأُمِّهِ لِيَقْتُلَهُ بِأَبِيْهِ. فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ لِيَقْتُلُوْهُ وَقَدْ نَصَبُوا خشبته

_ 1 ترجمته في "حلية الأولياء" "1/ ترجمة 16"، الإصابة "1/ ترجمة 2222". 2 صحيح: أخرجه الطيالسي "2597"، وابن سعد "2/ 55-56"، وأحمد "2/ 294"، والبخاري "3989"، وأبو داود "2660"، "3112"، والطبراني في "الكبير" "2192"، "17/ 463"، والبيهقي في "السنن" "9/ 145-146، 146"، وفي "دلائل النبوة" "3/ 323-325"، من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، ويعقوب قال: حدثنا أبي عن ابن شهاب، قال أبي: وهذا حديث سليمان الهاشمي عن عمرو بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة، وكان من أصحاب أبي هريرة أن أبا هريرة قال: فذكر قصة بعث النبي صلى الله عليه وسلم لخبيب مع عشرة رهط مع بني لحيان.

لِيَصْلِبُوْهُ فَانْتَهَى إِلَى التَّنْعِيْمِ فَقَالَ: إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تَدَعُوْنِي أَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ فَقَالُوا: دُوْنَكَ. فَصَلَّى ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَوْلاَ أَنْ تَظُنُّوا طَوَّلْتُ جَزَعاً مِنَ القَتْلِ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الصَّلاَةِ. فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الصَّلاَةَ عِنْدَ القَتْلِ. ثُمَّ رَفَعُوْهُ عَلَى خَشَبَتِهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَحْصِهِم عَدَداً وَاقْتُلْهُم بَدَداً وَلاَ تُغَادِرْ مِنْهُم أَحَداً اللَّهُمَّ إِنَّا قَدْ بَلَّغْنَا رِسَالَةَ رَسُوْلِكَ فَبَلِّغْهُ الغَدَاةَ مَا أَتَى إِلَيْنَا. قَالَ: وَقَالَ مُعَاوِيَةُ كُنْتُ فِيْمَنْ حَضَرَهُ فَلَقَدْ رَأَيْتْ أَبَا سُفْيَانَ يُلْقِيْنِي إِلَى الأَرْضِ فَرَقاً مِنْ دَعْوَةِ خُبَيْبٍ وَكَانُوا يَقُوْلُوْنَ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا دُعي عَلَيْهِ فَاضْطَجَعَ زلَّت عَنْهُ الدَّعْوَةُ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُقْبَةَ بنِ الحَارِثِ قَالَ: وَاللهِ مَا أَنَا قَتَلْتُهُ لأَنَا كُنْتُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنْ أَخَذَ بِيَدِي أَبُو مَيْسَرَةَ العَبْدَرِيُّ فَوَضَعَ الحَرْبَةَ عَلَى يَدِي ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى يَدِي فَأَخَذَهَا بِهَا ثُمَّ قَتَلَهُ. عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بنِ مَوْهَبٍ مَوْلَى الحَارِثِ بنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ مَوْهَبٌ: قَالَ لِي خُبَيْبٌ وَكَانُوا جعلُوْهُ عِنْدِي: أَطْلُبُ إِلَيْكَ ثَلاَثاً: أَنْ تَسْقِيَنِي العَذْبَ وَأَنْ تُجَنِّبَنِي مَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تُؤْذِنِّي إِذَا أَرَادُوا قتلي. ابن إسحاق: حدثنا بن أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مَاوِيَّةَ مَوْلاَةِ حُجَيْرٍ وَكَانَ خُبَيْبٌ حُبِسَ فِي بَيْتِهَا فَكَانَتْ تُحَدِّثُ بَعْد مَا أَسْلَمَتْ قَالَتْ: وَاللهِ إِنَّهُ لَمَحْبُوْسٌ إِذْ اطَّلَعْتُ مِنْ صِيْرِ البَابِ إِلَيْهِ وَفِي يَدِهِ قِطَفُ عِنَبٍ مِثْلُ رَأْسِ الرَّجُلِ يَأْكُلُ مِنْهُ وَمَا أَعْلَمُ فِي الأَرْضِ حَبَّةَ عِنَبٍ ثُمَّ طَلَبَ مِنِّي مُوْسَى يَسْتَحِدُّهَا.

معاذ بن عمرو بن الجموح

46- معاذ بن عمرو بن الجموح 1: ابن كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ السَّلَمِيُّ المَدَنِيُّ البَدْرِيُّ العَقَبِيُّ قَاتِلُ أَبِي جَهْلٍ. قَالَ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ مُعَاذُ بنُ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ بنِ زَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ كَعْبِ بنِ غَنْمِ بنِ كَعْبِ بنِ سَلِمَةَ شَهِدَ بدرًا. رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ. وَعَاشَ إِلَى أَوَاخِرِ خِلاَفَةِ عُمَرَ. وَفِي "الصَّحِيْحَيْنِ" مِنْ طَرِيْقِ يُوْسُفَ بنِ المَاجِشُوْنِ، أَنْبَأَنَا صَالِحُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ يَوْمَ بَدْرٍ فِي الصف فنظرت فإذا

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 566"، التاريخ الكبير "4/ ق1/ 360"، الجرح والتعديل "4/ ق1/ 245"، الإصابة "3/ ترجمة 8051".

أَنَا بَيْنَ غُلاَمَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ حديثةٌ أَسْنَانُهُمَا فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُوْنَ بَيْنَ أَضْلُعٍ مِنْهُمَا. فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ: يَا عَمّ! أَتَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ? قُلْتُ: نَعَمْ. وَمَا حَاجَتُكَ? قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ رَأَيْتُهُ لاَ يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوْتَ الأَعْجَلُ مِنَّا. فتعجَّبْتُ لِذَلِكَ فَغَمَزَنِي الآخَرُ فَقَالَ مِثْلَهَا، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ وَهُوَ يَجُوْلُ فِي النَّاسِ. فَقُلْتُ: أَلاَ تَرَيَانِ? هَذَا صَاحِبُكُمَا. قَالَ: فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا حَتَّى قَتَلاَهُ ثُمَّ انْصَرَفَا إلى النبي فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ: "أَيُّكُمَا قَتَلَهُ"؟ فَقَالَ كُلٌّ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ فَقَالَ: "هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا"؟ قَالاَ: لاَ. فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ فَقَالَ: "كِلاَكُمَا قَتَلَهُ" وَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بنِ عَمْرٍو. وَالآخَرُ هُوَ مُعَاذُ بنُ عَفْرَاءَ1. وَعَنْ مُعَاذِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: جَعَلْتُ أَبَا جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ شَأْنِي. فَلَمَّا أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ فَضَرَبْتُهُ فَقَطَعْتُ قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ وَضَرَبَنِي ابْنُهُ عِكْرِمَةُ بنُ أَبِي جَهْلٍ عَلَى عَاتِقِي فَطَرَحَ يَدِي وَبَقِيَتْ معلقةً بجلدة بجنبي وأجهضني عَنْهَا القِتَالُ فَقَاتَلْتُ عَامَّةَ يَوْمِي وَإِنِّي لأَسْحَبُهَا خَلْفِي فَلَمَّا آذَتْنِي وَضَعْتُ قَدَمِي عَلَيْهَا ثُمَّ تَمَطَّأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى طَرَحْتُهَا2. هَذِهِ وَاللهِ الشَّجَاعَةُ لاَ كَآخَرُ مِنْ خُدْشٍ بِسَهْمٍ يَنْقَطِعُ قَلْبُهُ وَتَخُوْرُ قِوَاهُ. نَقَلَ هَذِهِ القِصَّةَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَقَالَ: ثُمَّ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى زَمَنِ عُثْمَانَ. قَالَ: وَمرَّ بِأَبِي جَهْلٍ معوَّذ بنُ عَفْرَاءَ فَضَرَبَهُ حَتَّى أَثْبَتَهُ وَتَرَكَهُ وَبِهِ رَمَقٌ. ثُمَّ قَاتَلَ معوَّذ حَتَّى قُتِلَ وَقُتِلَ أَخُوْهُ عَوْفٌ قَبْلَهُ وَهُمَا ابْنَا الحَارِثِ بنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ. ثُمَّ مَرَّ ابْنُ مَسْعُوْدٍ بِأَبِي جَهْلٍ فَوَبَّخَهُ وَبِهِ رَمَقٌ ثُمَّ احْتَزَّ رَأْسَهُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ الجَمَّالِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الأبَّار، حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا رِشْدين بنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الوَلِيْدِ التُّجِيْبِيِّ، عَنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بن الجموح يقول:

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "1/ 193"، والبخاري "3141، 3964"، ومسلم "1752"، وأبو يعلى "866"، والطحاوي "3/ 227-228"، والحاكم "3/ 425"، والبيهقي "6/ 305-306، 306"، من طريق أبي سلمة يوسف بن يعقوب الماجشون، عن صَالِحُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن جده عبد الرحمن بن عوف أنه قال: فذكره. 2 أخرجه ابن هشام "1/ 473-474"، من طريق ابن إسحاق حدثني ثور بن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس وعبد الله بن أبي بكر قالا، قال معاذ بن عمرو بن الجموح: فذكره. قلت: إسناده حسن، رجاله ثقات خلا ابن إسحاق، فإنه صدوق، وقد أمنا شر تدليسه، فقد صرح بالتحديث. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" "3/ 82-85".

أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْ عِبَادِي وَأَحِبَّائِي مِنْ خَلْقِي الَّذِيْنَ يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم"1. تَفَرَّدَ بِهِ رِشْدين وَهُوَ ضَعِيْفٌ. وَلَيْسَ هَذَا الحَدِيْثُ لِصَاحِبِ التَّرْجَمَة بَلْ لأَبِيْهِ وَقَدْ قَالُوا: إِنَّ عَمْراً قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فَكَيْفَ يَسْمَعُ منه أبو منصور?!

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 430" من طريق الهيثم، حدثنا رشدين بن سعد، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه رشدين بن سعد، وعبد الله بن الوليد التجيبي كلاهما ضعيف. وفيه الانقطاع بين أبي منصور، وعمرو بن الجموح، فلم يلقه.

معوذ بن عمرو

47- معوذ بن عمرو 1: ابن الجَمُوْحِ الأَنْصَارِيُّ السَّلَمِيُّ. شَهِدَ مَعَ أَخَوَيْهِ مُعَاذٍ وَخَلاَّدٍ بَدْراً لَكِنْ لَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ فالله أعلم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 566"، الإصابة "3/ ترجمة رقم 8163".

أخوهما خلاد بن عمرو

48- أخوهما خلاد بن عمرو 1: شهد بدرًا واستشهد يوم أحد.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 566"، والإصابة "1/ ترجمة 2279".

وأبوهم عمرو بن الجموح

49- وَأَبُوْهُم عَمْرُو بنُ الجَمُوْحِ 1: بنِ زَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ كَعْبِ بنِ غَنْمِ بنِ كَعْبِ بن سلمة بن سعد بن علي بن أَسَدِ بنِ سَارِدَةَ بنِ تَزِيْدَ بنِ جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ الأَنْصَارِيُّ السَّلَمِيَ الغَنْمِيُّ. وَالِدُ مُعَاذٍ ومُعَوًّذ وخلادٍ المذكورين وعبد الرحمن وهند. رَوَى ثَابِتٌ البُنَانِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَدِمَ مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ المَدِيْنَةَ يُعَلِّمُ النَّاسَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَمْرُو بنُ الجَمُوْحِ: مَا هَذَا الَّذِي جِئْتُمُوْنَا? قَالُوا: إِنْ شِئْتَ جِئْنَاكَ فَأَسْمَعْنَاكَ القُرْآنَ. قَالَ: نَعَمْ. فَقَرَأَ صَدْراً مِنْ سُوْرَةِ يُوْسُفَ فقال عمرو: إن لنا مآمرة فِي قَوْمِنَا وَكَانَ سَيِّدَ بَنِي سَلِمَةَ فَخَرَجُوا وَدَخَلَ عَلَى مَنَافٍ فَقَالَ: يَا مَنَافُ! تَعْلَمُ وَاللهِ مَا يُرِيْدُ القَوْمُ غَيْرَكَ فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ نَكِيْرٍ? قَالَ: فَقَلَّدَهُ السَّيْفَ وَخَرَجَ فَقَامَ أَهْلُهُ فَأَخَذُوا السَّيْفَ فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: أَيْنَ السَّيْفُ يَا مَنَافُ? وَيَحْكَ! إِنَّ العَنْزَ لَتَمْنَعُ اسْتَهَا. وَالله مَا أَرَى فِي أَبِي جِعَارٍ غَداً مِنْ خَيْرٍ. ثُمَّ قَالَ لَهُم: إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى مَالِي فَاسْتَوْصُوا بِمَنَافٍ خَيْراً فَذَهَبَ فأخذوه فكسروه

_ 1 راجع ترجمته في الإصابة "2/ ترجمة رقم 5797".

وَرَبَطُوْهُ مَعَ كَلْبٍ مَيتٍ وَأَلْقَوْهُ فِي بِئْرٍ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: كَيْفَ أَنْتُم? قَالُوا: بِخَيْرٍ يَا سَيِّدَنَا طَهَّرَ اللهُ بُيُوْتَنَا مِنَ الرِّجْسِ قَالَ: وَاللهِ إِنِّي أَرَاكُمْ قَدْ أَسَأْتُم خِلاَفَتِي فِي مَنَافٍ. قَالُوا: هُوَ ذَاكَ انْظُرْ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ البِئْرِ. فَأَشْرَفَ فَرَآهُ فَبَعَثَ إِلَى قَوْمِهِ فَجَاؤُوا فَقَالَ: أَلَسْتُم عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ? قَالُوا: بَلَى أَنْتَ سَيِّدُنَا. قَالَ: فَأُشْهِدُكُم أَنِّي قَدْ آمَنْتُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قُوْمُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِيْنَ" فَقَامَ وَهُوَ أَعْرَجُ فَقَالَ: وَاللهِ لأَقْحَزَنَّ1 عَلَيْهَا فِي الجَنَّةِ. فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. وَعَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ: أَنَّ إِسْلاَمَ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ تَأَخَّر وَكَانَ لَهُ صنمٌ يُقَالُ لَهُ: مَنَافٌ وَكَانَ فِتْيَانُ بَنِي سَلِمَةَ قَدْ آمَنُوا فَكَانُوا يُمْهِلُوْنَ حتى إذا ذهب الليل دَخَلُوا بَيْتَ صَنَمِهِ فَيَطْرَحُوْنَهُ فِي أَنْتَنِ حُفْرَةٍ مُنَكَّساً فَإِذَا أَصْبَحَ عَمْرٌو غَمَّهُ ذَلِكَ فَيَأْخُذَهُ فَيَغْسِلَهُ وَيُطَيِّبَهُ. ثُمَّ يَعُوْدُوْنَ لِمِثْلِ فِعْلِهِم. فَأَبْصَرَ عَمْرٌو شَأْنَهُ وَأَسْلَمَ وَقَالَ أَبيَاتاً مِنْهَا: وَاللهِ لَوْ كُنْتَ إِلَهاً لَمْ تَكُنْ ... أَنْتَ وكلبٌ وَسْطَ بِئْرٍ فِي قرنْ2 أفٍ لِمَثْوَاكَ إِلَهاً مُسْتَدَنْ3 ... فَالآنَ فَتَّشْنَاكَ عَنْ شَرِّ الغبنْ رَوَى مُحَمَّدُ بنُ مُسلمٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ "ح" وَفِطْرِ بنِ خَلِيْفَةَ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أبي ثابت وبن عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَا بَنِي سَلِمَة! مَنْ سَيِّدُكُم"؟ قَالُوا: الجدُّ بنُ قَيْسٍ وَإِنَّا لنبخِّلُه. قَالَ: "وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ البُخْلِ? بَلْ سَيِّدُكُم الجَعْدُ الأَبْيَضُ عَمْرُو بنُ الجَمُوْحِ" 4. قَالَ الوَاقِدِيُّ: لَمْ يَشْهَدْ بَدْراً. كَانَ أَعْرَجَ. وَلَمَّا خَرَجُوا يَوْمَ أُحُدٍ مَنَعَهُ بَنُوْهُ وقالوا:

_ 1 لأقحزن: قحز الرجل، يقحز: إذا قلق واضطراب. 2 القرن: الحبل من اللحاء 3 مستدن: من السدانة، قال أبو عبيد سدانة الكعبة خدمتها وتولى أمرها وفتح بابها وإغلاقه. ورجل سادن من قوم سدنة وهم الخدم، وكان لكل صنم سدنة يخدمون البيت الذي يوضع فيه. 4 صحيح لغيره: إسناده ضعيف، لإرساله. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" "296"، من طريق الحجاج الصواف، قال: حدثني أبو الزبير، قال: حدثنا جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره. وإسناده صحيح.

عَذَرَكَ اللهُ. فَأَتَى رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُوْهُم. فَقَالَ: "لاَ عَلَيْكُم أَنْ لا تمنعوه لعل الله يرزقه الشهادة"1. قَالَتِ امْرَأَتُهُ هِنْدٌ أُخْتُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ حَرَامٍ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ قَدْ أَخَذَ دَرَقَتَهُ وَهُوَ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ لاَ تَرُدَّنِي. فَقُتِلَ هُوَ وَابْنُهُ خَلاَّدٌ. إِسْرَائِيْلُ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى: أَنَّ عَمْرَو بنَ الجَمُوْحِ قَالَ لِبَنِيْهِ: أَنْتُم مَنَعْتُمُوْنِي الجَنَّةَ يَوْمَ بَدْرٍ. وَاللهِ لَئِنْ بَقِيْتُ لأَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قَالَ عُمَرُ: لَمْ يَكُنْ لِي هَمٌّ غَيْرَهُ فَطَلَبْتُهُ فَإِذَا هُوَ فِي الرَّعِيْلِ الأَوَّلِ. قَالَ مَالِكٌ: كُفِّنَ هُوَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ حَرَامٍ فِي كَفَنٍ وَاحِدٍ. مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي صَعْصَعَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَمْرَو بنَ الجَمُوْحِ وَابنَ حَرَامٍ كَانَ السَّيْلُ قَدْ خَرَّبَ قَبْرَهُمَا فَحَفَرَ عَنْهُمَا لِيُغَيَّرَا مِنْ مَكَانِهِمَا فَوُجِدَا لَمْ يَتَغَيَّرَا كَأَنَّمَا مَاتَا بِالأَمْسِ وَكَانَ أَحَدُهُمَا قَدْ جُرِحَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جُرْحِهِ فَدُفِنَ كَذَلِكَ. فَأُمِيْطَتْ يَدُهُ، عَنْ جُرْحِهِ ثُمَّ أُرْسِلَتْ فَرَجَعَتْ كَمَا كَانَتْ. وَكَانَ بَيْنَ يَوْمِ أُحُدٍ وَيَوْمَ حُفِرَ عَنْهُمَا سِتٌّ وأربعون سنة.

_ 1 حسن: إسناده ضعيف جدا فيه الواقدي، وهو متروك. وله شاهد عند أحمد "5/ 299" من طريق حميد بن زياد أن يحيى بن النضر حدثه عن أبي قتادة أنه حضر ذلك، قال أتى عمرو بن الجموح إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رسول الله أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتاد أمشي برجلي هذه صحيحة الجنة، وكانت رجله عرجاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: $"نعم" فقتلوا يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهم فمر عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: $"كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة"، فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد. قلت: إسناده حسن، حميد بن زيد، هو أبو صخر، ابن أبي المخارق الخراط صدوق يهم، كما قال الحافظ في "التقريب".

عبيدة بن الحارث

50- عبيدة بن الحارث 1: ابن المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ القُرَشِيُّ المُطَّلِبِيُّ. وَأُمُّهُ مِنْ ثَقِيْفٍ. وَكَانَ أَحَدَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ: وَهُوَ أسنُّ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَشْرِ سِنِيْنَ. هَاجَرَ هُوَ وَأَخُوْهُ الطُّفَيْلُ وَحُصَيْنٌ. وَكَانَ رَبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ مَلِيْحاً كَبِيْرَ المَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ الَّذِي بَارَزَ رَأْسَ المُشْرِكِيْنَ يَوْمَ بَدْرٍ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَأَثْبَتَ كُلٌّ مِنْهُمَا الآخَرَ. وَشَدَّ عَلِيٌّ وَحَمْزَةُ عَلَى عُتْبَةَ فَقَتَلاَهُ وَاحْتَملاَ عُبَيْدَةَ وَبِهِ رَمَقٌ ثُمَّ تُوُفِّيَ بِالصَّفْرَاءِ فِي العَشْرِ الأَخِيْرِ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَّرَهُ عَلَى سِتِّيْنَ رَاكِباً مِنَ المُهَاجِرِيْنَ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً. فَكَانَ أَوَّلَ لِوَاءٍ عُقِدَ فِي الإِسْلاَمِ. فَالْتَقَى قُرَيْشاً وَعَلَيْهِم أَبُو سُفْيَانَ عِنْدَ ثَنِيَّةِ المَرَةِ وَكَانَ ذَاكَ أَوَّلَ قِتَالٍ جَرَى فِي الإِسْلاَمِ. قَالَهُ ابن إسحاق.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "2/ 7 و17 و23" و"3/ 17 و51، 52 و101 و565" و"8/ 115" والإصابة "2/ ترجمته 5375".

أعيان البدريين

أَعْيَانُ البَدْرِيِّيْنَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَسَعْدٌ، وَالزُّبَيْرُ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ، وَزَيْدُ بنُ حَارِثَةَ، وَمِسْطَحُ بنُ أُثَاثَةَ، وَمُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَالمِقْدَادُ، وَصُهَيْبٌ، وَعَمَّارٌ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَزَيْدُ بنُ الخَطَّابِ، وَسَعْدُ بنُ مُعَاذٍ، وَعَبَّادُ بنُ بِشْرٍ، وَأَبُو الهَيْثَمِ بنُ التَّيِّهَانِ، وَقَتَادَةُ بنُ النُّعْمَانِ، وَرِفَاعَةُ، وَمُبَشِّرٌ ابْنَا عَبْدِ المُنْذِرِ وَلَمْ يَحْضُرْهَا أَخُوْهُمَا أَبُو لُبَابَةَ لأَنَّهُ اسْتُخْلِفَ عَلَى المَدِيْنَةِ وَأَبُو أَيُّوْبَ وَأُبَيُّ بنُ كَعْبٍ وَبَنُو عَفْرَاءَ وَأَبُو طَلْحَةَ وَبِلاَلٌ وَعُبَادَةُ وَمُعَاذٌ وَعِتْبَانُ بنُ مَالِكٍ وَعُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنٍ وَعَاصِمُ بنُ ثَابِتٍ وَأَبُو اليَسَرِ -رَضِيَ الله عنهم. 51- ربيعة بن الحارث 1: ابن عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ الهَاشِمِيُّ. أَبُو أَرْوَى. وَلَهُ مِنَ الوَلَدِ: مُحَمَّدٌ وَعَبْدُ اللهِ وَالحَارِثُ وَالعَبَّاسُ وَأُمَيَّةُ وَعَبْدُ شَمْسٍ وَعَبْدُ المُطَّلِبِ وَأَرْوَى الكُبْرَى وَهِنْدٌ وَأَرْوَى وَآدَمُ. وَآدَمُ: هُوَ المُسْتَرْضَعُ لَهُ فِي هُذيل فَقَتَلَهُ بَنُو لَيْثِ بنِ بَكْرٍ فِي حَرْبٍ كَانَتْ بَيْنَهُم. وَكَانَ صَغِيْراً يَحْبُو أَمَامَ البُيُوْتِ فَأَصَابَهُ حَجَرٌ قَتَلَهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَأَوَّلُ دَمٍ أَضَعُهُ دَمُ ابْنِ رَبِيْعَةَ بنِ الحَارِثِ" 2 وَيُرْوَى أن قال فيه: "آدم" رأى في الكِتَابِ دَمَ ابْنِ رَبِيْعَةَ فَزَادَ أَلِفاً وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لِصِغَرِهِ مَا حَفِظَ اسْمَهُ وَقِيْلَ: كَانَ اسْمُهُ تَمَّامُ بنُ رَبِيْعَةَ. قَالُوا: وَكَانَ رَبِيْعَةُ أسنَّ مِنْ عَمِّهِ العَبَّاسِ بِسَنَتَيْنِ. وَنَوْبَةَ بدرٍ كان ربيعة غائبًا بالشام.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 47-48"، والتاريخ الكبير "2/ ق1/ 283"، والإصابة "1/ ترجمة 2592"، وتهذيب التهذيب "3/ 253". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1218".

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَلَمَّا خَرَجَ العَبَّاسُ وَنَوْفَلٌ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُهَاجِرِيْنَ أَيَّامَ الخَنْدَقِ شَيَّعَهُمَا رَبِيْعَةُ إِلَى الأَبْوَاءِ ثُمَّ أَرَادَ الرُّجُوْعَ فَقَالاَ لَهُ: أَينَ تَرْجِعُ? إِلَى دَارِ الشِّرْكِ تُقَاتِلُوْنَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتُكَذِّبُوْنَهُ وَقَدْ عَزَّ وَكَثُفَ أَصْحَابُهُ ارْجِعْ فَسَارَ مَعَهُمَا حَتَّى قَدِمُوا جَمِيْعاً مسلمين. وأطعم رسول الله صلى الله عيه وسلم ربيعة بخيبر مئة وَسقٍ كُلَّ سَنَةٍ وَشَهِدَ مَعَهُ الفَتْحَ وَحُنَيْناً وَابْتَنَى دَاراً بِالمَدِيْنَةِ وَتُوُفِّيَ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ. ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نِعْمَ العَبْدُ رَبِيْعَةُ بنُ الحَارِثِ لَوْ قَصَّرَ مِنَ شَعْرِهِ وَشَمَّرَ مِنْ ثَوْبِهِ". وَكَانَ رَبِيْعَةُ شَرِيْكاً لِعُثْمَانَ فِي التِّجَارَةِ وَقَدْ جَاءَ في حديث جابر الذي في المَنَاسِكِ "وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ دَمَ ابْنِ رَبِيْعَةَ بنِ الحَارِثِ" أَرَادَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ رَبِيْعَةُ بِهِ الدِّيَةَ مِنْ أَجْلِ وَلَدِهِ. وَقِيْلَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ. وَأُمُّهُ: هِيَ غَزِيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بنِ طَرِيْفٍ.

عبد الله بن الحارث

52- عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ 1: بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيُّ. أَخُو رَبِيْعَةَ وَنَوْفَلٍ. وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ شَمْسٍ فغُيِّر. فَرَوَوْا أَنَّهُ هَاجرَ قُبَيْلَ الفَتْحِ فسماه النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدِ اللهِ. وَخَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَعْضِ مَغَازِيْهِ فَمَاتَ بِالصَّفْرَاءِ فَكَفَّنَهُ فِي قَمِيْصِهِ - يَعْنِي قَمِيْصَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ قِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ فِيْهِ: "هُوَ سَعِيْدٌ أَدْرَكَتْهُ السَّعَادَةُ". كَذَا أَوْرَدَ ابْنُ سَعْدٍ هَذَا بِلاَ إِسْنَادٍ. وَلاَ نَسْلَ لِهَذَا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 48-49"، و"الإصابة "2/ ترجمة 4602".

خالد بن سعيد

53- خالد بن سعيد 1: ابن العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ مناف بن قصي. السَّيِّدُ الكَبِيْرُ أَبُو سَعِيْدٍ القُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ أَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ. رُوِيَ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ قَالَتْ: كَانَ أَبِي خَامِساً فِي الإِسْلاَمِ وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الحَبَشَةِ وَأَقَامَ بِهَا بِضْعَ عشرة سنة وولدت أنا بها.

_ 1 راجع ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 94-100"، التاريخ الكبير "2/ ق1/ 152"، الجرح والتعديل "1/ ق2 / 334"، الإصابة "1/ ترجمة رقم 2167".

وَرَوَى إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ قَالَتْ: أَبِي أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ. وَرُوِيَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَعْمَلَهُ عَلَى صَنْعَاءَ وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَمَّرَهُ عَلَى بَعْضِ الجَيْشِ فِي غَزْوِ الشَّامِ. قَالَ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ: أَخْبَرَنَا أَشْيَاخُنَا أَنَّ خَالِداً قَتَلَ مُشْرِكاً ثُمَّ لَبِسَ سَلَبَهُ دِيْبَاجاً أَوْ حَرِيْراً فَنَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَهُوَ مَعَ عَمْرٍو. فَقَالَ: مَا لَكُم تَنْظُرُوْنَ? مَنْ شَاءَ فَلْيَفْعَلْ مِثْلَ عَمَلِ خَالِدٍ ثُمَّ يَلْبِسْ لِبَاسَهُ. وَيُرْوَى أَنَّ خَالِداً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- اسْتُشْهِدَ فَقَالَ الَّذِي قَتَلَهُ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ: مَنْ هَذَا الرَّجُلُ? فَإِنِّي رَأَيْتُ نُوْراً لَهُ سَاطِعاً إِلَى السَّمَاءِ. وَقِيْلَ: كَانَ خَالدُ بنُ سَعِيْدٍ وَسِيْماً جَمِيْلاً قُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادِيْنَ وَهَاجَرَ مَعَ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى المَدِيْنَةِ زَمَنَ خَيْبَرَ. وَبِنْتُهُ المَذْكُوْرَةُ عُمِّرَتْ! وَتَأَخَّرَتْ إِلَى قَرِيْبِ عَامِ تِسْعِيْنَ. وَكَانَ أَبُوْهُ أَبُو أُحَيْحَةَ مِنْ كُبَرَاءِ الجَاهِلِيَّةِ مَاتَ قَبْلَ غَزْوَةِ بدر مشركًا. وله عدة أولاد منهم:

أبان بن سعيد

54- أبان بن سعيد 1: أَبُو الوَلِيْدِ الأُمَوِيُّ. تَأَخَّرَ إِسْلاَمُهُ وَكَانَ تَاجِراً مُوْسِراً سَافَرَ إِلَى الشَّامِ. وَهُوَ الَّذِي أَجَارَ ابْنَ عَمِّهِ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ حِيْنَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَسُوْلاً إِلَى مَكَّةَ فَتَلَقَّاهُ أَبَانُ وَهُوَ يَقُوْلُ: أقْبِلْ وأَنْسِلْ وَلاَ تَخَفْ أَحَداً ... بَنُو سعيدٍ أعزَّةُ البَلَدِ ثُمَّ أَسْلَمَ يَوْمَ الفَتْحِ لاَ بَلْ قَبْلَ الفَتْحِ وَهَاجَرَ. وَذَلِكَ أَنَّ أَخَوَيْهِ خَالِداً المَذْكُوْرَ وَعَمْراً لَمَّا قَدِمَا مِنْ هِجْرَةِ الحَبَشَةِ إِلَى المَدِيْنَةِ بَعَثَا إِلَيْهِ يَدْعُوَانِهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى فَبَادَرَ وَقَدِمَ المَدِيْنَةَ مُسْلِماً. وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَنَةَ تِسْعٍ عَلَى البَحْرَيْنِ ثُمَّ إِنَّهُ اسْتُشْهِدَ هُوَ وَأَخُوْهُ خَالِدٌ يَوْمَ أَجْنَادِيْنَ عَلَى الصَّحِيْحِ. وأبان هو ابن عمة أبي جهل.

_ 1 ترجمته في "التاريخ الكبير" "1/ ق1/ 450"، والجرح والتعديل "1/ ق1/ 295"، والإصابة "1/ ترجمة رقم 2".

وأخوهما عمرو بن سعيد الأموي

55- وأخوهما عمرو بن سعيد الأُمَوِيُّ 1: لَهُ هِجْرَتَانِ: إِلَى الحَبَشَةِ ثُمَّ إِلَى المدينة. وله حديث في "مسند الإمام أَحْمَدَ" اسْتُشْهِدَ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ وَيُقَالُ: يَوْم أَجْنَادِيْنَ مع أخويه -رضي الله عنهم. وروى عمر بنُ سَعِيْدٍ الأَشْدَقُ: أَنَّ أَعْمَامَهُ خَالِداً وَأَبَاناً وَعَمْراً رَجَعُوا، عَنْ أَعْمَالِهِم حِيْنَ بَلَغَهُم مَوْتُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أحدٌ أحقَّ بِالعَمْلِ مِنْ عُمَّالِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ارْجِعُوا إِلَى أَعْمَالِكُم فَأَبَوا وَخَرَجُوا إِلَى الشَّامِ فقتلوا. -رضي الله عنهم.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ 1/ 236"، وتاريخ البخاري الكبير "3/ ق2/ 338"، والإصابة "3/ ترجمة رقم 6848"، وتهذيب التهذيب "8/ 27-29"، وتقريب التهذيب "2/ 70"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5299".

العلاء بن الحضرمي

56- العَلاَءُ بنُ الحَضْرَمِيِّ 1: "ع" وَاسْمُهُ: العَلاَءُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِمَادِ بنِ أَكْبَرَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ مُقَنَّعِ بنِ حَضْرَمَوْتَ. كَانَ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ وَمِنْ سَادَةِ المُهَاجِرِيْنَ. وَأَخُوْهُ مَيْمُوْنُ بنُ الحَضْرَمِيِّ هُوَ المَنْسُوْبُ إِلَيْهِ بِئْرُ مَيمُوْنٍ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ احْتَفَرَهَا قَبْلَ المَبْعَثِ. وأخواهما: عمرو وعامر. وَلاَّهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- البَحْرَيْنِ ثُمَّ وَلِيَهَا لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. وَقِيْلَ: إِنَّ عُمَرَ بَعَثَهُ عَلَى إِمْرَةِ البَصْرَةِ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا. وَوَلِيَ بَعْدَهُ البَحْرَيْنِ لِعُمَرَ: أَبُو هُرَيْرَةَ. لَهُ حَدِيْثُ: "مُكْثُ المُهَاجِرِ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ بِمَكَّةَ ثَلاَثاً" 2. رَوَاهُ عَنْهُ السَّائِبُ بنُ يَزِيْدَ وَرَوَى عَنْهُ أَيْضاً حَيَّانُ الأعرج وزياد بن حدير.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 359"، والجرح والتعديل "3/ 1/ 357"، وتاريخ البخاري الكبير "3/ ق2/ 3130"، والإصابة "2/ ترجمة 5642"، وتهذيب التهذيب "8/ 178-179"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5504". 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه الشافعي "1/ 368"، وأحمد "4/ 339"، "5/ 52، والحميدي "844"، والبخاري "3933"، ومسلم "1352" "442"، وأبو داود "2022"، والترمذي "949"، والنسائي "3/ 121-122"، وابن ماجه "1073"، والطبراني "18/ 169-173"، والبيهقي "3/ 147" من طريق السائب بن يزيد عن علاء بن الحضرمي عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مكث المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثا". واللفظ لمسلم.

رَوَى مَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، عَنِ ابْنِ العَلاَءِ أَنَّ العَلاَءَ بنَ الحَضْرَمِيِّ كَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ1. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَانَ وَالِدُهُم الحَضْرَمِيُّ حِلْفَ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ وَهُوَ مِنْ بِلاَدِ حَضْرَمَوْتَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ عباد بن الصدف. ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ بَعَثَهُ - يَعْنِي العَلاَءَ - أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ فِي جَيْشٍ قِبَلَ البَحْرَيْنِ وَكَانُوا قَدِ ارْتَدُّوا فَسَارَ إِلَيْهِم وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهُمُ البَحْرُ -يَعْنِي الرَّقْرَاقُ- حَتَّى مَشَوْا فِيْهِ بِأَرْجُلِهِم فَقَطَعُوا كَذَلِكَ مَكَاناً كَانَتْ تَجْرِي فِيْهِ السُّفُنُ وَهِيَ اليَوْمَ تَجْرِي فِيْهِ أَيْضاً فَقَاتَلَهُم وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِم وَبَذَلُوا الزَّكَاةَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ. وَرُوِيَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَعَ العَلاَءِ بنِ الحَضْرَمِيِّ وَوَصَّاهُ بِي فَكُنْتُ أؤذِّنُ لَهُ2. وَقَالَ المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ: بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- العَلاَءَ إِلَى البَحْرَيْنِ ثُمَّ عَزَلَهُ بِأَبَانَ بنِ سَعِيْدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ العَلاَءَ بنَ الحَضْرَمِيِّ فَخَرَجَ مِنَ المَدِيْنَةِ فِي سِتَّةَ عَشَرَ رَاكِباً وَكَتَبَ لَهُ كِتَاباً أَنْ يَنْفِرَ مَعَهُ كُلُّ مَنْ مرَّ بِهِ مِنَ المُسْلِمِيْنَ إِلَى عَدُوِّهِم. فَسَارَ العَلاَءُ فِيْمَنْ تَبِعَهُ حَتَّى لَحِقَ بِحِصْنِ جُوَاثَى فَقَاتَلَهُم فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُم أَحَدٌ ثُمَّ أَتَى القَطِيْفَ وَبِهَا جمع فقاتلهم فانهزموا فانضمت الأَعَاجِمُ إِلَى الزَّارَةِ فَأَتَاهُمُ العَلاَءُ فَنَزَلَ الخَطَّ عَلَى سَاحِلِ البَحْرِ فَقَاتَلَهُم وَحَاصَرَهُم إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ الصِّدِّيْقُ فَطَلَبَ أَهْلُ الزَّارَةِ الصُّلْحَ فَصَالَحَهُم،

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "4/ 339"، وأبو داود "5135" من طريق هشيم حدثنا منصور، عن ابن سيرين، عن ابن العلاء بن الحضرمي قال أبي ثنا به هشيم مرتين مرة عن ابن العلاء، ومرة لم يصل أن أباه كَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبدأ بنفسه. قلت: إسناده ضعيف لجهالة ابن العلاء بن الحضرمي، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة. 2 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "4/ 360" من طريق محمد بن عمر الواقدي، قال حدثني عبد الله بن يزيد، عن سالم مولى بن نصر قال: سمعت أبا هريرة يقول: "بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع العلاء بن الحضرمي، وأوصاه بي خيرا، فلما فصلنا قال لي: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أوصاني بك خيرا فانظر ماذا تحب؟ قال: قلت: تجعلني أؤذن لك، ولا تسبقني بآمين. فأعطاه ذلك". قلت: إسناده ضعيف جدا، آفته الواقدي، فإنه متروك كما ذكرنا ذلك من قبل.

ثُمَّ قَاتَلَ أَهْلَ دَارِيْنَ فَقَتَلَ المُقَاتِلَةَ وَحَوَى الذَّرَارِي وَبَعَثَ عَرْفَجَةَ إِلَى سَاحِلِ فَارِسٍ فَقَطَعَ السُّفُنَ وَافْتَتَحَ جَزِيْرَةً بِأَرْضِ فَارِسٍ وَاتَّخَذَ بِهَا مَسْجِداً. مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى العَلاَءِ بنِ الحَضْرَمِيِّ وَهُوَ بِالبَحْرَيْنِ أَنْ سِرْ إِلَى عُتْبَةَ بنِ غَزْوَانَ فَقَدْ وَلَّيْتُكَ عَمَلَهُ وَظَنَنْتُ أَنَّكَ أَغْنَى مِنْهُ فَاعْرِفْ لَهُ حَقَّهُ فَخَرَجَ العَلاَءُ فِي رَهْطٍ مِنْهُم أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَبُو بَكْرَةَ فَلَمَّا كَانُوا بِنيَاس مَاتَ العَلاَءُ. وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ مِنَ العَلاَءِ ثَلاَثَةَ أَشْيَاءَ لاَ أَزَالُ أُحِبُّهُ أَبَداً: قَطَعَ البَحْرَ عَلَى فَرَسِهِ يَوْمَ دَارِيْنَ وَقَدِمَ يُرِيْدُ البَحْرَيْنِ فَدَعَا اللهَ بِالدَّهْنَاءِ فَنَبَعَ لَهُم مَاءً فَارْتَوَوْا وَنَسِيَ رَجُلٌ مِنْهُم بَعْضَ مَتَاعِهِ فرد فلقيه ولم يجد الماء. وَمَاتَ وَنَحْنُ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ فَأَبْدَى اللهُ لَنَا سَحَابَةً فَمُطِرْنَا فَغَسَّلْنَاهُ وَحَفَرْنَا لَهُ بِسُيُوْفِنَا وَدَفَنَّاهُ وَلَمْ نُلْحِدْ لَهُ.

سعد بن خيثمة

57- سعد بن خيثمة 1: ابن الحارث بن مَالِكِ بنِ كَعْبِ بنِ النَّحَّاطِ بنِ كَعْبِ بنِ حَارِثَةَ بنِ غَنْمِ بنِ السَّلْمِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ البَدْرِيُّ النَّقِيْبُ أَخُو أَبِي ضَيَّاحٍ النُّعْمَانِ بنِ ثَابِتٍ لأُمِّهِ. انْقَرَضَ عَقِبُهُ سَنَةَ مَائتَيْنِ. وَكَانَ ابْنُ الكَلْبِيِّ يُخَالِفُ فِي النَّحَّاطِ، وَيَجْعَلُهُ الحَنَّاطَ بنَ كَعْبٍ. آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الأَسَدِ. قَالُوا: وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ الاثْنَيْ عَشَرَ. وَلَمَّا نَدَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُسْلِمِيْنَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَأَسْرَعُوا، قَالَ خَيْثَمَةُ لابْنِهِ سَعْدٍ آثِرْنِي بِالخُرُوْجِ، وَأَقِمْ مَعَ نِسَائِكَ. فَأَبَى، وَقَالَ: لَوْ كَانَ غَيْرَ الجَنَّةِ آثَرْتُكَ بِهِ فَاقْتَرَعَا فَخَرَجَ سَهْمُ، سَعْدٍ فَخَرَجَ، وَاسْتُشْهِدَ بِبَدْرٍ، وَاسْتُشْهِدَ أَبُوْهُ خَيْثَمَةُ يوم أحد.

_ 1 راجع ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 481-482"، تاريخ البخاري الكبير "2/ ق2/ 49"، الجرح والتعديل "2/ ق1/ 82"، الإصابة 2/ ترجمة 3148".

البراء بن معرور

58- البراء بن معرور 1: ابن صخر بن خنساء بن سنان. السَّيِّدُ النَّقِيْبُ، أَبُو بِشْرٍ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ وَهُوَ ابْنُ عَمَّةِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ وَكَانَ نَقِيْبَ قَوْمِهِ بَنِي سَلِمَةَ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَ لَيْلَةَ العَقَبَةِ الأُوْلَى وَكَانَ فَاضِلاً تَقِيّاً فَقِيْهَ النَّفْسِ مَاتَ فِي صَفَرٍ قَبْلَ قُدُوْمِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدِيْنَةَ بِشَهْرٍ. مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ: حدثني معبد بن كعب، عن أخيه عبد اللهِ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: خَرَجْنَا مِنَ المَدِيْنَةِ نُرِيْدُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَكَّةَ وَخَرَجَ مَعَنَا حُجَّاجُ قَوْمِنَا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذِي الحُلَيْفَةِ قَالَ لَنَا البَرَاءُ بنُ مَعْرُوْرٍ -وَكَانَ سَيِّدَنَا وَذَا سِنِّنَا: تَعْلَمُنَّ -وَاللهِ- لَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ لاَ أَجْعَلَ هذه البينة مِنِّي بِظَهْرٍ وَأَنْ أُصَلِّيَ إِلَيْهَا فَقُلْنَا وَاللهِ لاَ نَفْعَلُ مَا بَلَغَنَا أَنَّ نَبِيَّنَا يُصَلِّي إلَّا إِلَى الشَّامِ فَمَا كُنَّا لِنُخَالِفَ قِبْلَتَهُ. فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ يُصَلِّي إِلَى الكَعْبَةِ قَالَ: فَعِبْنَا عَلَيْهِ وَأَبَى إلَّا الإِقَامَةَ عليه حتى قدمنا مكة فقال لي: يابن أخي لقد صنعت فِي سَفَرِي شَيْئاً مَا أَدْرِي مَا هُوَ فَانْطَلِقْ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلْنَسْأَلْهُ عمَّا صَنَعْتُ وَكُنَّا لاَ نَعْرِفُ رَسُوْلَ اللهِ فَخَرَجْنَا نَسْأَلُ عَنْهُ فَلَقِيْنَا بِالأَبْطَحِ رَجُلاً فَسَأَلْنَاهُ عَنْهُ فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفَانِهِ? قُلْنَا: لاَ قَالَ: فَهَلْ تَعْرِفَانِ العَبَّاسَ? قُلْنَا: نَعَمْ. فَكَانَ العَبَّاسُ يَخْتَلِفُ إِلَيْنَا بِالتِّجَارَةِ فَعَرَفْنَاهُ، فَقَالَ: هُوَ الرَّجُلُ الجَالِسُ مَعَهُ الآنَ فِي المَسْجِدِ فَأَتَيْنَاهُمَا فَسَلَّمْنَا وَجَلَسْنَا فَسَأَلْنَا العَبَّاسَ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ هَذَانِ يَا عَمّ"؟ قَالَ هَذَا البَرَاءُ بنُ مَعْرُوْرٍ سَيِّدُ قَوْمِهِ وَهَذَا كَعْبُ بنُ مَالِكٍ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الشَّاعِرُ"؟ فَقَالَ البَرَاءُ يَا رَسُوْلَ اللهِ! وَاللهِ لَقَدْ صَنَعْتُ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ: "قَدْ كُنْتَ عَلَى قِبْلَةٍ لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهَا" فَرَجَعَ إِلَى قِبْلَتِهِ ثُمَّ وَاعَدَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةَ العَقَبَةِ الأَوْسَطِ وَذَكَرَ القِصَّةَ بِطُوْلِهَا. وَرَوَى يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ البَرَاءَ بنَ مَعْرُوْرٍ أَوْصَى بِثُلُثِهِ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ أَوْصَى بِثُلُثٍ فِي سَبِيْلِ اللهِ وَأَوْصَى بِثُلُثٍ لِوَلَدِهِ فَقِيْلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّهُ عَلَى الوَرَثَةِ فَقَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ مَاتَ فَسَأَلَ، عَنْ قَبْرِهِ فَأَتَاهُ فَصَفَّ عَلَيْهِ وَكَبَّرَ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَقَدْ فَعَلْتَ"2. وَكَانَ البَرَاءُ لَيْلَةَ العَقَبَةِ هُوَ أَجَلُّ السَّبْعِيْنَ وَهُوَ أَوَّلُهُم مُبَايَعَةً لِرَسُوْلِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وكان ابنه:

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 618-620"، الجرح والتعديل "1/ ق1/ 399"، الإصابة "1/ ترجمة رقم 622". 2 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "3/ 619، 620"، وفيه الواقدي وهو متروك.

بشر بن البراء

59- بشر بن البراء 1: مِنْ أَشْرَافِ قَوْمِهِ وَقَدْ رُوِيَ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَجَابِرٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ سَيِّدُكُم يَا بَنِي سَلِمَةَ". قَالُوا الجدُّ بنُ قَيْسٍ عَلَى أَنَّ فِيْهِ بُخْلاً فَقَالَ: "وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ البُخْلِ? بَلْ سَيِّدُكُم الأَبْيَضُ الجَعْدُ بِشْرُ بنُ البَرَاءِ"2. قُلْتُ هُوَ الَّذِي أَكَلَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الشَّاةِ المَسْمُوْمَةِ يَوْمَ خَيْبَرَ فَأُصِيْبَ وَهُوَ مِنْ كِبَارِ البدريين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 570-571"، والإصابة "1/ ترجمة 654". 2 ضعيف جدا: أخرجه الحاكم "3/ 219" من طريق سهل بن عمار العتكي، حدثنا محمد بن يعلي، حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به مرفوعا، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. قلت: إسناده واه بمرة، آفته محمد بن يعلى السلمي، زنبور، قال البخاري: ذاهب الحديث وقال حاتم: متروك. وقد أورد الذهبي في ترجمته في "الميزان" مناكير له من رواياته، وذهل عن هذه الترجمة فصحح الحديث موافقة للحاكم المتساهل، وقد ذكرنا كثيرا من تساهلهما في كتابنا [الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة] ، وقد طبع المجلد الأول من المجلدات الثلاث في مكتبة الدعوة بالأزهر الشريف، ويحوي كل مجلد على أربعمائة حديث ضعيف أو موضوع مشهور على ألسنة الدعاة والخطباء والمتكلمين في إذاعة القرآن الكريم يسر الله طبع بقية المجلدات وجعله في ميزان حسناتنا، وجزى الله خيرا كل من ساهم في طبعه ونشره، آمين.

سعد بن عبادة

60- سعد بن عبادة 1: ابن دليم بن حَارِثَةَ بنِ أَبِي حَزِيْمَةَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ طَرِيْفِ بنِ الخَزْرَجِ بنِ سَاعِدَةَ بنِ كَعْبِ بنِ الخَزْرَجِ. السَّيِّدُ الكَبِيْرُ، الشَّرِيْفُ، أَبُو قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، السَّاعِدِيُّ المَدَنِيُّ النَّقِيْبُ سَيِّدُ الخَزْرَجِ. لَهُ أَحَادِيْثُ يسيرة، وهي عشرون بالمكرر.

_ 1 راجع ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 613-617"، التاريخ الكبير للبخاري "2/ ق2/ 44"، الجرح والتعديل "2/ ق1/ 88"، تهذيب التهذيب "3/ 475"، الإصابة "2/ ترجمة 3173"، تهذيب التهذيب "3/ 475"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2388".

مَاتَ قَبْلَ أَوَانِ الرِّوَايَةِ. رَوَى عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ وَالحَسَنُ البَصْرِيُّ مُرْسَلٌ لَهُ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ حَدِيْثَانِ. قَالَ أَبُو الأَسْوَدِ: عَنْ عُرْوَةَ إِنَّهُ شَهِدَ بَدْراً وَقَالَ جَمَاعَةٌ ما شهدها. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ يَتَهَيَّأُ لِلْخُرُوْجِ إِلَى بَدْرٍ وَيَأْتِي دُوْرَ الأَنْصَارِ يَحُضُّهُم عَلَى الخُرُوْجِ فَنُهِشَ فَأَقَامَ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَئِنْ كَانَ سَعْدٌ مَا شَهِدَ بَدْراً لَقَدْ كَانَ حَرِيْصاً عَلَيْهَا". قَالَ وَكَانَ عَقَبِيّاً نَقِيْباً سَيِّداً جَوَاداً. وَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدِيْنَةَ كَانَ يَبْعَثُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ جَفْنَةً مِنْ ثَرِيْدِ اللَّحْمِ أَوْ ثَرِيْدٍ بِلَبَنٍ أَوْ غَيْرِهِ فَكَانَتْ جَفْنَةُ سَعْدٍ تَدُوْرُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بُيُوْتِ أَزْوَاجِهِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ" إِنَّهُ شَهِدَ بَدْراً وَتَبِعَهُ ابْنُ مَنْدَةَ. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ أَوْلاَدُهُ قَيْسٌ وَسَعِيْدٌ وَإِسْحَاقُ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَسَكَنَ دِمَشْقَ فِيْمَا نَقَلَ ابْنُ عَسَاكِرَ قَالَ: وَمَاتَ بِحَوْرَانَ وَقِيْلَ قَبْرُهُ بِالمَنِيْحَةِ. رَوَى ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ أَنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ وَعَلَيْهَا نَذْرٌ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَنِي أَنْ أَقْضِيَهُ عَنْهَا1. وَالأَكْثَرُ جَعَلُوْهُ مِنْ "مُسْنَدِ ابْنِ عَبَّاسٍ"2. أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُمَيْلَةَ، عَنْ رَجُلٍ رَدَّهُ إِلَى سَعِيْدٍ الصَّرَّافِ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ هَذَا الحَيَّ مِنَ الأَنْصَارِ مَجَنَّةٌ حُبُّهُم إِيْمَانٌ وَبُغْضُهُم نفاق" 3.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 7"، ومسلم "1638"، والنسائي "6/ 253"، "7/ 21"، وأبو يعلى "2683"، والحاكم "3/ 254" من طرق عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الله، عن ابن عباس قال: جاء سعد بن عبادة إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أمي ماتت وعليها نذر فلم تقضه، قال: "اقضه عنها". 2 صحيح على شرطهما: أخرجه مالك "2/ 472"، وأحمد "1/ 219، 329، 370"، والحميدي "532"، والطيالسي "2717"، والبخاري " 2761، 6698" ومسلم "1683"، وأبو داود "3307". والنسائي "6/ 253-254"، "7/ 20-21"، وأبو يعلى "2383"، والبيهقي "4/ 256"، 10/ 85"، والبغوي "2449" من طرق عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الله، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن سعد بن عبادة -رضي الله عنه- استفتى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إن أمي ماتت وعليها نذر، قال: "اقضه عنها". 3 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "5/ 285" حدثنا يونس، حدثنا حماد -يعني ابن زيد، به.=

قَالَ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَالجَمَاعَةُ: إِنَّهُ أَحَدُ النُّقَبَاءِ، لَيْلَةَ العَقَبَةِ. وَعَنْ مَعْرُوْفِ بنِ خَرَّبُوْذَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: جَاءَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ، وَالمُنْذِرُ بنُ عَمْرٍو يَمْتَارَانِ لأَهْلِ العَقَبَةِ، وَقَدْ خَرَجَ القَوْمُ، فَنَذِرَ بِهِمَا أَهْلُ مَكَّةَ، فَأُخِذَ سَعْدٌ وَأُفْلِتَ المُنْذِرُ قَالَ سَعْدٌ: فَضَرَبُوْنِي حتى تركوني كأني نُصُبٌ أَحْمَرُ -يَحْمَرُّ النُّصُبُ مِنْ دَمِ الذَّبَائِحِ عَلَيْهِ- قَالَ: فَخَلاَ رَجُلٌ كَأَنَّهُ رَحِمَنِي فَقَالَ: وَيْحَكَ! أَمَا لَكَ بِمَكَّةَ مَنْ تَسْتَجِيْرُ بِهِ? قُلْتُ: لاَ إلَّا أَنَّ العَاصَ بنَ وَائِلٍ قد كان يقدم علينا بالمدينة فَنُكْرِمُهُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ ذَكَرَ ابْنَ عَمِّي وَاللهِ لاَ يَصِلُ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنْكُم فَكَفُّوا عَنِّي وَإِذَا هُوَ عَدِيُّ بنُ قَيْسٍ السَّهْمِيُّ. حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ لِواءُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع عَلِيٍّ وَلِواءُ الأَنصَارِ مَعَ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ. رَوَاهُ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْهُ. مَعْمَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ الجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ لاَ أَعْلَمه إلَّا، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ رَايَةَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَتْ تَكُوْنُ مَعَ عَلِيٍّ وَرَايَةَ الأَنْصَارِ مَعَ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِقْفَالُ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: "أَشِيْرُوا عَلَيَّ" فَقَامَ أَبُو بكر فقال: "اجلس" فقام سعد بن عُبَادَةَ فَقَالَ: لَوْ أَمَرْتَنَا يَا رَسُوْلَ اللهِ أن نخيضها البحرلأخضناها وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكِ الغِمَادِ لَفَعَلْنَا1. أَبُو حُذَيْفَةَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال رسول

_ = قلت: إسناده ضعيف، فيه ثلاث علل: الأولى: جهالة عبد الرحمن بن أبي شميلة، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة. الثانية: سعيد الصواف مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مدني مستور. الثالث: جهالة إسحاق بن سعد، وهو ابن عبادة الأنصاري الخزرجي، قال الحافظ في "التقريب": مستور مقل" وللحديث شاهد صحيح على شرط البخاري ومسلم عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار". أخرجه البخاري "3784"، ومسلم "74" في "الإيمان" من طريق شعبة، عن عَبْدُ اللهِ بنُ جبر، عن ابن مالك مرفوعا، وقد خرجنا هذا الحديث في "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية"، الجزء الرابع بتعليق "151"، وفي المجلد الخامس برقم تعليق "45". 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 220"، ومسلم "1779".

الله -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر: "مَنْ جَاءَ بِأَسِيْرٍ فَلَهُ سَلَبُهُ" فَجَاءَ أَبُو اليَسَرِ بِأَسِيْرِيْنَ فَقَالَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُوْلَ! اللهِ حَرَسْنَاكَ مَخَافَةً عَلَيْكَ فَنَزَلَتْ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأَنْفَالِ: 1] 1. وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ. عَلِيُّ بنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المُهَيْمِنِ بنُ عَبَّاسِ بنِ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ جَدِّي أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَخْطُبُ المَرْأَةَ وَيُصْدِقُهَا وَيَشْرُطُ لَهَا صُحْفَةَ سَعْد تَدُوْرُ مَعِي إِذَا دُرْتُ إِلَيْكِ. فَكَانَ يُرْسِلُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بصحفةٍ كُلَّ لَيْلَةٍ2. مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ يَسَارٍ، عن أبيه مرسلًا نحوه. الأَوْزَاعِيُّ: عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ كَانَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ سَعْدٍ كُلَّ يَوْمٍ جَفْنَةٌ تَدُوْرُ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ وَكَانَ سَعْدٌ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مَالاً فَلاَ تَصْلُحُ الفِعَالُ إلَّا بِالمَالِ3. أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَات} [النُّوْرُ: 14] ، قَالَ سَعْدٌ سَيِّدُ الأَنْصَارِ: هَكَذَا أُنْزِلَتْ يَا رَسُوْلَ اللهِ? فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ إلَّا تَسْمَعُوْنَ إِلَى مَا يَقُوْلُ سَيِّدُكُم"؟ قَالُوا: لاَ تَلُمْهُ! فَإِنَّهُ غَيُوْرٌ وَاللهِ مَا تَزَوَّجَ امْرَأَةً قَطُّ إلَّا بِكْراً وَلاَ طَلَّقَ امْرَأَةً قَطُّ فَاجْتَرَأَ أَحَدٌ يَتَزَوَّجُهَا فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! وَاللهِ لأَعْلَمُ أَنَّهَا حَقٌّ وَأَنَّهَا مِنَ اللهِ وَلَكِنِّي قَدْ تَعَجَّبْتُ أَنْ لَوْ وَجَدْتُ لَكَاعٍ قَدْ تَفَخَّذَهَا رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ لِي أَنْ أُهَيِّجَهُ وَلاَ أُحَرِّكَهُ حَتَّى آتِي بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَلاَ آتِي بِهِمْ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ.... الحَدِيْثُ4. وَفِي حَدِيْثِ الإِفْكِ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَامَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ، وَهُوَ سَيِّدُ الخَزْرَجِ، وَكَانَ قبل

_ 1 ضعيف جدا: في إسناده الكلبي، وهو محمد بن السائب الكلبي، متروك أجمعوا على تركه. 2 ضعيف: فيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل، قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. 3 ضعيف: لإرساله، يحيى بن أبي كثير، ثقة ثبت، لكنه يدلس ويرسل، وهو من الطبقة الخامسة، وهي الطبقة الصغرى من التابعين. 4 حسن: أخرجه أحمد "1/ 238"، والطيالسي "2667"، وأبو يعلى "2740، 2741"، والبيهقي "7/ 349" من طرق عن عباد بن منصور، به. قلت: إسناده حسن، عباد بن منصور الناجي، صدوق، وكان يدلس، وقد صرح بالسماع عند الطيالسي، والبيهقي، فأمنا شر تدليسه.

ذَلِكَ رَجُلاً صَالِحاً وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الحَمِيَّةُ فَقَالَ كَلاَّ وَاللهِ لاَ تَقْتُلُهُ وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى ذلك1. يَعْنِي: يَرُدُّ عَلَى سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ سَيِّدِ الأوس. وهذا مشكل فإن بن مُعَاذٍ كَانَ قَدْ مَاتَ. جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: كَانَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ يَرْجِعُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى أَهْلِهِ بِثَمَانِيْنَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ يُعَشِّيْهِم. قَالَ عُرْوَةُ: كَانَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ هَبْ لِي حَمْداً وَمَجْداً اللَّهُمَّ لاَ يُصْلِحُنِي القَلِيْلُ، وَلاَ أَصْلُحُ عَلَيْهِ. قُلْتُ: كَانَ مَلِكاً شَرِيْفاً، مُطَاعاً، وَقَدِ الْتَفَّتْ عَلَيْهِ الأَنْصَارُ يَوْمَ وَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُبَايِعُوْهُ وَكَانَ مَوْعُوْكاً، حَتَّى أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَالجَمَاعَةُ فَرَدُّوْهُم، عَنْ رَأْيِهِم فَمَا طَابَ لِسَعْدٍ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بنِ المُنْذِرِ بنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعدِيِّ أَنَّ الصِّدِّيْقَ بَعَثَ إِلَى سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ: أَقْبِلْ فَبَايِعْ فَقَدْ بَايَعَ النَّاسُ فَقَالَ: لاَ وَاللهِ! لاَ أُبَايِعُكُمْ حَتَّى أُقَاتِلُكُم بِمَنْ مَعِي فَقَالَ بَشِيْرُ بنُ سَعْدٍ: يَا خَلِيْفَةَ رَسُوْلِ اللهِ! إِنَّهُ قَدْ أَبَى ولج فليس يبايعكم حتى يقتل ولن يُقْتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ مَعَهُ وَلَدُهُ وَعَشِيْرَتُهُ فَلاَ تُحَرِّكُوْهُ مَا اسْتَقَامَ لَكُمُ الأَمْرُ وَإِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ وَحْدَهُ مَا تُرِكَ فَتَرَكَهُ أَبُو بَكْرٍ فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ لَقِيَهُ فَقَالَ: إِيْهٍ يَا سَعْدُ! فَقَالَ: إِيْهٍ يَا عُمَرُ! فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ صَاحِبُ مَا أَنْتَ صَاحِبُهُ? قَالَ: نَعَمْ وَقَدْ أَفْضَى إِلَيْكَ هَذَا الأَمْرُ وَكَانَ صَاحِبُكَ وَاللهِ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْكَ وَقَدْ أَصْبَحْتُ كَارِهاً لِجِوَارِكَ قَالَ: مَنْ كَرِهَ ذَلِكَ تَحَوَّلَ عَنْهُ فَلَمْ يَلْبَثْ إلَّا قَلِيْلاً حَتَّى انْتَقَلَ إِلَى الشَّامِ فَمَاتَ بِحَوْرَانَ. إِسْنَادُهَا كَمَا تَرَى2. ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: أَنَّ سَعْداً بَالَ قائمًا فمات فسمع قائل يَقُوْلُ: قَدْ قَتَلْنَا سَيِّدَ الخَزْ ... رَجِ سَعْدَ بن عباده ورميناه بسهميـ ... ـن فلم نخط فُؤَادَهْ وَقَالَ سَعْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: أَوَّلُ مَا فُتِحَتْ بُصْرَى، وَفِيْهَا مَاتَ سَعْدُ بنُ عبادة.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4141، 4750"، وقد خرجت الحديث في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" ط/ دار الحديث. 2 ضعيف جدا: فيه الواقدي: وهو متروك كما ذكرنا مرارا.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ بِحَوْرَانَ. وَرَوَى ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنِ ابْنِ سيرين: أن سعد به عُبَادَةَ بَالَ قَائِماً فَمَاتَ وَقَالَ إِنِّي أَجِدُ دبيبًا. الأَصْمَعِيُّ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بنُ بِلاَلٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءَ قَالَ: قُتِلَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ بِالشَّامِ رَمَتْهُ الجِنُّ بِحَوْرَانَ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ مِنْ وَلَدِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: تُوُفِّيَ سَعْدٌ بِحَوْرَانَ لِسَنَتَيْنِ وَنِصْفٍ مِنْ خِلاَفَةِ عُمَرَ فَمَا عُلِمَ بِمَوتِهِ بِالمَدِيْنَةِ حَتَّى سَمِعَ غِلْمَانٌ قَائِلاً مِنْ بِئْرٍ يَقُوْلُ: قَدْ قَتَلْنَا سَيِّدَ الخَزْ ... رَجِ سَعْدَ بنَ عُبَادَهْ وَرَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْـ ... ـنِ فَلَمْ نُخْطِ فُؤَادَهْ فَذُعِرَ الغِلْمَانُ، فَحُفِظَ ذَلِكَ اليَوْمُ فَوَجَدُوْهُ اليَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيْهِ. وَإِنَّمَا جَلَسَ يَبُوْلُ فِي نَفَقٍ فَمَاتَ مِنْ سَاعَتِهِ وَوَجَدُوْهُ قَدِ اخْضَرَّ جِلْدُهُ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، وَابْنُ عَائِشَةَ، وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ بِحَوْرَانَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ. وَرَوَى المَدَائِنِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: مَاتَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ سَعْدٌ يَكْتُبُ فِي الجَاهِلِيَّةِ ويحسن العوم والرمي، وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ ذَلِكَ سُمِّيَ الكَامِلَ وَكَانَ سَعْدٌ وَعِدَّةُ آبَاءٍ لَهُ قَبْلَهُ يُنَادَى عَلَى أُطُمِهِمْ مَنْ أَحَبَّ الشَّحْمَ وَاللَّحْمَ فَلْيَأْتِ أُطُمَ دليم بن حارثة.

سعد بن معاذ

61- سعد بن معاذ 1: ابن النعمان بنِ امْرِئِ القَيْسِ بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ الأَشْهَلِ. السَّيِّدُ الكَبِيْرُ، الشَّهِيْدُ، أَبُو عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، الأَوْسِيُّ، الأَشْهَلِيُّ، البَدْرِيُّ الَّذِي اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِهِ. وَمَنَاقِبُهُ مَشْهُوْرَةٌ فِي الصِّحَاحِ وَفِي السِّيْرَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَقَدْ أَوْرَدْتُ جُمْلَةً مِنْ ذَلِكَ فِي "تاريخ الإسلام" في سنة وفاته.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 420-436"، التاريخ الكبير "2/ ق2/ 65"، الجرح والتعديل "2/ ق1/ 93"، وتهذيب التهذيب 3/ 481"، والإصابة "2/ ترجمة 3204".

نَقَلَ ابْنُ الكَلْبِيِّ، عَنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ أَبِي عِيْسَى بنِ جَبْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ قُرَيْشاً سَمِعَتْ هَاتِفاً عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ يَقُوْلُ: فَإِنْ يَسْلَمِ السَّعْدَانِ يُصْبِحْ مُحَمَّدٌ ... بِمَكَّةَ لاَ يَخْشَى خِلاَفَ المُخَالِفِ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَنِ السَّعْدَانِ? سَعْدُ بَكْرٍ سَعْدُ تَمِيْمٍ? فَسَمِعُوا فِي اللَّيْلِ الهَاتِفَ يَقُوْلُ: أَيَا سَعْدُ سَعْدَ الأَوْسِ كُنْ أَنْتَ نَاصِراً ... وَيَا سَعْدُ سَعْدَ الخَزْرَجِيْنَ الغطارف أَجِيْبَا إِلَى دَاعِي الهُدَى وَتَمَنَّيَا ... عَلَى اللهِ فِي الفِرْدَوْسِ مُنْيَةَ عَارِفِ فَإِنَّ ثَوَابَ اللهِ لِلطَّالِبِ الهُدَى ... جِنَانٌ مِنَ الفِرْدَوْسِ ذَاتُ رَفَارِفِ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: هُوَ -وَاللهِ- سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ، وَسَعْدُ بنُ عُبَادَةَ. أَسْلَمَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بنِ عُمَيْرٍ فَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: لَمَّا أَسْلَمَ وَقَفَ عَلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ! كَيْفَ تَعْلَمُوْنَ أَمْرِي فِيْكُمْ? قَالُوا: سَيِّدُنَا فَضْلاً وَأَيْمَنُنَا نَقِيْبَةً قَالَ: فَإِنَّ كَلاَمَكُم عَلَيَّ حَرَامٌ رِجَالُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ. قَالَ فَوَاللهِ مَا بَقِيَ فِي دَارِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ رَجُلٌ وَلاَ امْرَأَةٌ إلَّا وَأَسْلَمُوا. أَبُو إِسْحَاقَ: عَنْ عمرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: انْطَلَقَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ مُعْتَمِراً فَنَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ وَكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ يَمُرُّ بِالمَدِيْنَةِ فَيَنْزِلُ عَلَيْهِ فَقَالَ أُمَيَّةُ لَهُ: انْتَظِرْ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ وَغَفِلَ النَّاسُ طُفْتَ. فَبَيْنَا سَعْدٌ يَطُوْفُ إِذْ أَتَاهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ: مَنِ الَّذِي يَطُوْفُ آمِناً? قَالَ: أَنَا سَعْدٌ. فَقَالَ: أَتَطُوْفُ آمِناً وَقَدْ آوَيْتُم مُحَمَّداً وَأَصْحَابَهُ? قَالَ: نَعَمْ. فَتَلاَحَيَا. فَقَالَ أُمَيَّةُ: لاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الحَكَمِ فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الوَادِي. فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللهِ لَوْ مَنَعْتَنِي لَقَطَعْتُ عَلَيْكَ مَتْجَرَكَ بِالشَّامِ. قَالَ: فَجَعَلَ أُمَيَّةُ يَقُوْلُ: لاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ. فَغَضِبَ وَقَالَ: دَعْنَا مِنْكَ فَإِنِّي سَمِعْتُ مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: يَزْعُمُ أَنَّهُ قاتِلُك. قَالَ: إيَّاي? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَاللهِ ما يكذب محمد فَكَادَ يُحدِث فَرَجَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ: أَمَا تَعْلَمِيْنَ مَا قَالَ لِي أَخِي اليَثْرِبِيُّ? زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّداً يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلِي. قَالَتْ: وَاللهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ فَلَمَّا خَرَجُوا لِبَدْرٍ قَالَتِ امْرَأَتُهُ: مَا ذَكَرْتَ مَا قَالَ لَكَ أَخُوْكَ اليَثْرِبِيُّ? فَأَرَادَ أَنْ لاَ يَخْرُجَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: إِنَّكَ مِنْ أَشْرَافِ أَهْلِ الوَادِي فَسِرْ مَعَنَا يَوْماً أَوْ يَوْمَيْنِ. فَسَارَ معهم فقتله الله1.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 400"، والبخاري "3632، 3950"، والبيهقي في "الدلائل" "3/ 25، 26" من طريق أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، به.

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَشَهِدَ بَدْراً سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ. وَرُمِيَ يَوْمَ الخَنْدَقِ فَعَاشَ شَهْراً ثُمَّ انتُقِضَ جرحه فمات. بن إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى عَبْدُ اللهِ بنِ سَهْلٍ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ فِي حِصْنِ بَنِي حَارِثَةَ يَوْمَ الخَنْدَقِ وَأُمُّ سَعْدٍ مَعَهَا فَعَبَرَ سَعْدٌ عَلَيْهِ دِرْعٌ مقلَّصة قَدْ خَرَجَتْ مِنْهُ ذِرَاعُهُ كُلُّهَا وَفِي يَدِهِ حَرْبَةٌ يَرْفِلُ بِهَا وَيَقُوْلُ: لَبِّثْ قَلِيْلاً يَشْهدِ الهَيْجَا حَمَلْ ... لاَ بَأْسَ بِالمَوْتِ إِذَا حَانَ الأَجَلْ يَعْنِي: حَمَلَ بنَ بَدْرٍ. فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: أَيْ بُنَيَّ! قَدْ أَخَّرْتَ. فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ سَعْدٍ لَوَدِدْتُ أَنَّ دِرْعَ سَعْدٍ كَانَتْ أَسْبَغَ مِمَّا هِيَ. فُرُمِيَ سَعْدٌ بِسَهْمٍ قَطَعَ مِنْهُ الأَكْحَلَ رَمَاهُ ابْنُ العَرِقَةِ فَلَمَّا أَصَابَهُ قَالَ: خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا ابْنُ العَرِقَةِ فَقَالَ: عَرَّقَ اللهُ وَجْهَكَ فِي النَّارِ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ من حرب قريش شيئا فأبقني لَهَا فَإِنَّهُ لاَ قَوْمَ أحبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أُجَاهِدَهُم فِيْكَ مِنْ قَوْمٍ آذَوْا نَبِيَّكَ وَكَذَّبُوْهُ وَأَخْرَجُوْهُ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ وَضَعْتَ الحَرْبَ بَيْننَا وَبَيْنَهُم فَاجْعَلْهَا لِي شِهَادَةً وَلاَ تُمتني حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ. هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رَمَى سَعْداً رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: حِبّان بنُ العَرِقَةِ. فَرَمَاهُ فِي الأَكْحَلِ فَضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْمَةً فِي المَسْجِدِ لِيَعُوْدَهُ مِنْ قَرِيْبٍ. قَالَتْ: ثُمَّ إِنَّ كَلْمه تحجَّر لِلْبُرْءِ. قَالَتْ: فَدَعَا سَعْدٌ فَقَالَ فِي ذَلِكَ: وَإِنْ كُنْتَ قَدْ وَضَعْتَ الحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُم فَافْجُرْهَا وَاجْعَلْ مَوْتَتِي فِيْهَا. فَانْفَجَرَ مِنْ لَبَّتِهِ فَلَمْ يَرُعْهُم إلَّا وَالدَّمُ يَسِيْلُ. فَقَالُوا: يَا أَهْلَ الخَيْمَةِ! مَا هَذَا? فَإِذَا جُرْحُهُ يَغْذُو. فَمَاتَ مِنْهَا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بِأَطْوَلَ مِنْ هَذَا. اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: رُمِيَ سَعْدٌ يَوْمَ الأَحْزَابِ فَقَطَعُوا أَكْحَلَهُ فَحَسَمَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالنَّارِ فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ فَتَرَكَهُ فَنَزَفَهُ الدَّمُ فَحَسَمَهُ أُخْرَى فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: اللَّهُمَّ لاَ تُخْرِجْ نَفْسِي حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ فَاسْتَمْسَكَ عَرَقُهُ فَمَا قَطَرَتْ مِنْهُ قَطْرَةٌ. حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَكَمَ أَنْ يُقْتَلَ رِجَالُهُم وَتُسْبَى نِسَاؤُهُم وَذَرَارِيْهِم قَالَ: وَكَانُوا أَرْبَعَ مَائَةٍ فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ قَتْلِهِم انْفَتَقَ عِرْقُهُ. يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ، عَنْ مُعَاذِ بنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَلَسَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى قَبْرِ سَعْدٍ وَهُوَ يُدْفَنُ فَقَالَ: "سُبْحَانَ اللهِ" مَرَّتَيْنِ فَسَبَّحَ القَوْمُ. ثُمَّ قَالَ: "اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ

أَكْبَرُ" فَكَبَّرُوا فَقَالَ: "عَجِبْتُ لِهَذَا العَبْدِ الصَّالِحِ شُدِّدَ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ حَتَّى كَانَ هَذَا حِيْنَ فُرِّجَ لَهُ". ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مَنْ لاَ أَتَّهِمُ، عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ قَالَ: كَانَ سَعْدٌ بَادِناً فَلَمَّا حَمَلُوْهُ وَجَدُوا لَهُ خِفَّةً. فَقَالَ رِجَالٌ مِنَ المُنَافِقِيْنَ: وَاللهِ إِنْ كَانَ لَبَادِناً وَمَا حَمَلْنَا أَخفَّ مِنْهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: "إِنَّ لَهُ حَمَلَةً غَيْرَكُم. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدِ اسْتَبْشَرَتِ المَلاَئِكَةُ بِرُوْحِ سَعْدٍ وَاهْتَزَّ لَهُ العَرْشُ". يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْتُ يَوْمَ الخَنْدَقِ أَقْفُو آثَارَ النَّاسِ فَسَمِعْتُ وَئِيْدَ الأَرْضِ وَرَائِي فَإِذَا سعدٌ وَمَعَهُ ابْنُ أَخِيْهِ الحَارِثُ بنُ أَوْسٍ يَحْمِلُ مِجَنَّة. فَجَلَسْتُ فَمَرَّ سَعْدٌ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ قَدْ خَرَجَتْ منْهُ أَطْرَافُهُ. وَكَانَ مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ وَأَعْظَمِهِم فَاقْتَحَمْتُ حَدِيْقَةً فَإِذَا فِيْهَا نَفَرٌ فِيْهِم عُمَرٌ فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكِ? وَاللهِ إِنَّكِ لَجَرِيْئَةٌ! مَا يُؤْمِنُكِ أَنْ يَكُوْنَ بَلاَءٌ? فَمَا زَالَ يَلُوْمُنِي حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الأَرْضَ اشْتَقَّتْ سَاعَتَئِذٍ فَدَخَلْتُ فِيْهَا وَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ مِغفر فَيَرْفَعُهُ، عَنْ وَجْهِهِ فَإِذَا هُوَ طَلْحَةُ. فَقَالَ: ويحكَ! قَدْ أَكْثَرْتَ وَأَيْنَ التَّحَوُّزُ والفِرار إلَّا إِلَى اللهِ؟. مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بنُ وَقَّاصٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَافِلِيْنَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذِي الحُلَيْفَةِ وَأُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَلْقَى غِلْمَانَ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ مِنَ الأَنْصَارِ. فَسَأَلَهُم أُسَيْدٌ فَنَعَوْا لَهُ امْرَأَتَهُ فَتَقَنَّعَ يَبْكِي قُلْتُ لَهُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ أَتَبْكِي عَلَى امْرَأَةٍ وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ قَدَّمَ اللهُ لَكَ مِنَ السَّابِقَةِ مَا قَدَّمَ? فَقَالَ: لَيَحِقُّ لِي أَنْ لاَ أَبْكِيَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ. وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ مَا يَقُوْلُ قَالَ: قُلْتُ: وَمَا سَمِعْتَ? قَالَ: قَالَ: "لَقَدِ اهْتَزَّ العَرْشُ لِوَفَاةِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ" 1. إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُسلمٍ العَبْدِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو المُتَوَكِّلِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ الحُمَّى فَقَالَ: "مَنْ كَانَتْ بِهِ فَهُوَ حَظُّهُ مِنَ النَّارِ" فَسَأَلَهَا سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ رَبَّهُ فَلَزِمَتْهُ فلم تفارقه حتى مات2.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه أحمد "4/ 352"، وابن أبي شيبة "12/ 142"، وابن سعد "3/ 434"، والطبراني "553" من طريق مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عن عائشة به. 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 421"، وهو مرسل.

أَبُو الزُّبَيْرِ: عَنْ جَابِرٍ قَالَ: رُمي سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ يَوْمَ الأَحْزَابِ فَقَطَعُوا أَكحلَه فَحَسَمَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالنَّارِ. فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ فَنَزَفَهُ فَحَسَمَهُ أُخْرَى1. أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُرَحْبِيْلَ قَالَ: لَمَّا انْفَجَرَ جُرْحُ سَعْدٍ عَجَّل إِلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَسْنَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ وَالدِّمَاءُ تَسِيْلُ عَلَيْهِ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: وَانْكِسَارَ ظَهْرَاهُ عَلَى سَعْدٍ! فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَهْلاً أَبَا بَكْرٍ" فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: إِنَّا لِلِّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ2. رَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْهُ. مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: حَضَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ سَعْدَ بنَ مُعَاذٍ وَهُوَ يَمُوْتُ في القبة التي ضربها عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَسْجِدِ. قَالَتْ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لأَعْرِفُ بُكَاء أَبِي بَكْرٍ مِنْ بُكَاءِ عُمَرَ وَإِنِّي لَفِي حُجْرَتِي فَكَانَا كَمَا قَالَ الله: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 39] قَالَ عَلْقَمَةُ: فَقُلْتُ: أَيْ أُمَّه! كَيْفَ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصْنَعُ? قَالَتْ: كَانَ لاَ تَدْمَعُ عَيْنُهُ عَلَى أَحَدٍ وَلَكِنَّهُ كَانَ إِذَا وَجَدَ فَإِنَّمَا هُوَ آخِذٌ بِلِحْيَتِهِ3. يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ: لَمَّا قَضَى سَعْدٌ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ ثُمَّ رَجَعَ انْفَجَرَ جُرْحُهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَتَاهُ فَوَضَعَ رَأْسَهُ فِي حَجْرِهِ وَسُجِّيَ بِثَوْبٍ أَبْيَضَ وَكَانَ رَجُلاً أَبْيَضَ جَسِيْماً. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ إِنَّ سَعْداً قَدْ جَاهَدَ فِي سَبِيْلِكَ وَصَدَّقَ رَسُوْلَكَ وَقَضَى الَّذِي عَلَيْهِ فَتَقَبَّلْ رُوْحَهُ بِخَيْرِ مَا تَقَبَّلْتَ بِهِ رُوْحاً" فَلَمَّا سَمِعَ سَعْدٌ كَلاَمَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَحَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُوْلُ اللهِ وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَهْلِ البَيْتِ: "اسْتَأْذَنَ اللهُ مِنْ مَلاَئِكَتِهِ عَدَدُكُم فِي البَيْتِ لِيَشْهَدُوا وَفَاةَ سَعْدٍ". قَالَ: وَأُمُّهُ تَبْكِي وَتَقُوْلُ: وَيْلَ أمِّك سَعْدَا ... حزَامَةً وجِدّا فَقِيْلَ لَهَا: أَتَقُوْلِيْنَ الشِّعْرَ عَلَى سَعْدٍ? فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَعُوْهَا فَغَيْرُهَا مِنَ الشُّعَرَاءِ أَكْذَبُ" هَذَا مرسل. والواقدي: أَنْبَأَنَا مُعَاذُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بنِ أبي مسلم، عن عكرمة، عن ابن عباس

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 312، 386"، ومسلم "2208". 2 ضعيف: فيه علتان: "الإرسال" وتدليس ابن إسحاق، وقد عنعنه. 3 حسن: أخرجه أحمد "6/ 141-142".

قَالَ: لَمَّا انْفَجَرَتْ يَدُ سَعْدٍ بِالدَّمِ قَامَ إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فَاعْتَنَقَهُ وَالدَّمُ يَنْفَحُ مِنْ وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلِحْيَتِهِ حَتَّى قَضَى1. عَاصِمُ بنُ عُمَرَ: عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ لَبِيْدٍ قَالَ: لَمَّا أُصِيْبَ أَكحلُ سعدٍ فَثَقُلَ حَوَّلُوْهُ عِنْدَ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: رُفَيْدَةُ تُدَاوِي الجَرْحَى. فَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا مَرَّ بِهِ يَقُوْلُ: "كَيْفَ أَمْسَيْتَ وَكَيْفَ أَصْبَحْتَ"؟ فَيُخْبِرُهُ حَتَّى كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي نَقَلَهُ قَوْمُهُ فِيْهَا وَثَقُلَ فَاحْتَمَلُوْهُ إِلَى بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ إِلَى مَنَازِلِهِم وَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ فَقِيْلَ: انْطَلِقُوا بِهِ. فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ وَأَسْرَعَ حَتَّى تَقَطَّعَتْ شُسُوْعُ نِعَالِنَا وَسَقَطَتْ أَرْدِيَتُنَا فَشَكَا ذَلِكَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَقَالَ: "إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَسْبِقَنَا إِلَيْهِ المَلاَئِكَةُ فَتُغَسِّلُهُ كَمَا غَسَّلَتْ حَنْظَلَةَ" فَانْتَهَى إِلَى البَيْتِ وَهُوَ يُغَسَّلُ وَأُمُّهُ تَبْكِيْهِ وَتَقُوْلُ: وَيْلَ امِّ سعدٍ سَعْدَا ... حزَامَةً وجِدّا فَقَالَ: "كُلُّ بَاكِيَةٍ تَكْذِبُ إلَّا أُمَّ سَعْدٍ" ثُمَّ خَرَجَ بِهِ. قَالَ: يَقُوْلُ لَهُ القَوْمُ: مَا حَمَلْنَا يَا رَسُوْلَ اللهِ مَيتاً أَخَفَّ عَلَيْنَا مِنْهُ. قَالَ: "مَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَخِفَّ وَقَدْ هَبَطَ مِنَ المَلاَئِكَةِ كَذَا وَكَذَا لَمْ يَهْبِطُوا قَطُّ قَبْلَ يَوْمِهِم قَدْ حَمَلُوْهُ مَعَكُم" 2. شُعْبَةُ:، عَنْ سِمَاكٍ سَمِعَ عَبْدَ الله بنَ شَدَّادٍ يَقُوْلُ: دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى سَعْدٍ وَهُوَ يَكِيْدُ نَفْسَهُ فَقَالَ: "جَزَاكَ اللهُ خَيْراً مِنْ سَيِّدِ قومٍ فَقَدْ أَنْجَزْتَ مَا وَعَدْتَهُ وليُنْجِزَنَّكَ اللهُ مَا وَعَدَكَ"3. حَمَّادُ بن سلمة، عن محمد بن زياد، عن عبد الرحمن بن سعد به مُعَاذٍ أَنَّ بَنِي قُرَيْظَةَ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَرْسَلَ إِلَى سَعْدٍ فَجِيْءَ بِهِ مَحْمُوْلاً عَلَى حِمَارٍ وَهُوَ مُضْنَىً مِنْ جُرْحِهِ فَقَالَ لَهُ: "أَشِرْ عليَّ فِي هَؤُلاَءِ" قَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ الله قد أمرك فيهم بأمر أنت

_ 1 ضعيف جدا: في إسناده الواقدي، وهو متروك كما ذكرنا مرارا. 2 حسن: أخرجه ابن سعد "3/ 428"، من طريق الفضل بن دكين قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، به. قلت: إسناده حسن، فيه عبد الرحمن بن سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَنْظَلَة الأنصاري، المعروف بابن الغسيل، صدوق، فيه لين. ومحمود بن لبيد هو ابن عقبة بن رافع الأوسي الأشهلي، أبو نعيم المدني، صحابي صغير، وجل روايته عن الصحابة. 3 ضعيف أخرجه ابن سعد في "الطبقات" "3/ 429"، وهو ضعيف لإرساله.

فَاعِلُهُ. قَالَ: "أَجَلْ وَلَكِنْ أَشِرْ" قَالَ: لَوْ وُلِّيْتُ أَمْرَهُم لَقَتَلْتُ مقاتِلتَهم وَسَبَيْتُ ذَرَارِيْهِم. فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ أَشَرْتَ عليَّ فِيْهِم بِالَّذِي أَمَرَنِي اللهُ بِهِ" 1. مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ، عَنْ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا حَكَمَ سَعْدٌ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ أَنْ يُقْتَلَ مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ المَوَاسِي قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ حَكَمَ فِيْهِم بِحُكْمِ اللهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ مِنْ فَوْق سَبْعِ سماوات" 2. إِسْرَائِيْلُ:، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: لَمْ يَرْقَ دَمُ سَعْدٍ حَتَّى أَخَذَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَاعِدِهِ فَارْتَفَعَ الدَّمُ إِلَى عَضُدِهِ. فَكَانَ سَعْدٌ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ لاَ تُمِتْنِي حَتَّى تَشْفِيَنِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ3. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنْتُ مِمَّنْ حَفَرَ لِسَعْدٍ قَبْرَهُ بِالبَقِيْعِ فَكَانَ يَفُوْحُ عَلَيْنَا المِسْكُ كُلَّمَا حَفَرْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى اللَّحْدِ4. ثُمَّ قَالَ رُبَيْحٌ: وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ شُرَحْبِيْلَ بنِ حَسَنَةٍ قَالَ: أَخَذَ إِنْسَانٌ قَبْضَةً مِنْ تُرَابِ قَبْرِ سَعْدٍ فَذَهَبَ بِهَا ثُمَّ نَظَرَ فَإِذَا هِيَ مِسْكٌ وَرَوَاهَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ. الوَاقِدِيُّ: أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ بنُ جَبيرة، عَنِ الحُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَمْرِو بنِ سعد بن معاذ

_ 1 صحيح: أخرجه ابن سعد "3/ 425" من طريق حماد بن سلمة، به. وله شاهد أخرجه أحمد "3/ 22"، والبخاري "3043، 3804، 4121، 6262"، ومسلم "1768"، من طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد هو ابن معاذ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ قريبا منه فجاء على حمار، فلما دنا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قوموا إلى سيدكم"، فجاء فجلس إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ له: "إن هؤلاء نزلوا على حكمك". قال: فإني أحكم أن تُقتل المقاتلة، وأن تُسبى الذرية. قال: "لقد حكمت فيهم بحكم الملك". 2 صحيح: راجع تخريجنا السابق. 3 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 424"، وفي الإسناد علتان: أبو إسحاق هو السبعي، مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه. الثانية: الانقطاع بين أبي ميسرة -وهو عمرو بن شراحبيل الهمداني- وسعد بن أبي وقاص. 4 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "3/ 431"، وفيه الواقدي، وهو متروك، وقد نبهنا على ذلك مرارا.

قَالَ: كَانَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ رَجُلاً أَبْيَضَ طُوَالاً جَمِيْلاً حَسَنَ الوَجْهِ أَعْيَنَ حَسَنَ اللِّحْيَةِ فرمي يوم الخندق سنة خمس من الهِجْرَةِ فَمَاتَ مِنْ رَمْيَتِهِ تِلْكَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَدُفِنَ بِالبَقِيْعِ1. ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحُصَيْنِ، عَنْ دَاوْدَ بنِ الحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا انْتَهَوْا إِلَى قَبْرِ سَعْدٍ نَزَلَ فِيْهِ أَرْبَعَةٌ: الحَارِثُ بنُ أَوْسٍ وَأُسَيْدُ بنُ الحُضَيْرِ وَأَبُو نَائِلَةَ سِلْكَانُ وَسَلمَةُ بنُ سَلاَمَةَ بن وَقْشٍ وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاقِفٌ. فَلَمَّا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ تَغَيَّرَ وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسَبَّحَ ثَلاَثاً فَسَبَّحَ المُسْلِمُوْنَ حَتَّى ارْتَجَّ البَقِيْعُ ثُمَّ كَبَّرَ ثَلاَثاً وَكَبَّرَ المُسْلِمُوْنَ فَسُئِلَ، عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: "تَضَايَقَ عَلَى صَاحِبِكُمُ القَبْرُ وضُمَّ ضَمَّةً لَوْ نَجَا مِنْهَا أحدٌ لَنَجَا هُوَ ثُمَّ فرَّج اللهُ عَنْهُ". قُلْتُ: هَذِهِ الضَّمَّةُ لَيْسَتْ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ فِي شَيْءٍ بَلْ هُوَ أَمْرٌ يَجِدُهُ المُؤْمِنُ كَمَا يَجِدُ أَلَمَ فَقْدِ وَلَدِهِ وَحَمِيْمِهِ فِي الدُّنْيَا وَكَمَا يَجِدُ مِنْ أَلَمِ مَرَضِهِ وَأَلَمِ خُرُوْجِ نَفْسِهِ وَأَلَمِ سُؤَالِهِ فِي قَبْرِهِ وَامْتِحَانِهِ وَأَلَمِ تَأَثُّرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ وَأَلَمِ قِيَامِهِ مِنْ قَبْرِهِ وَأَلَمِ المَوْقِفِ وَهَوْلِهِ وَأَلَمِ الوُرُوْدِ عَلَى النَّارِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَهَذِهِ الأَرَاجِيْفُ كُلُّهَا قَدْ تَنَالُ العَبْدَ وَمَا هِيَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ وَلاَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّم قَطُّ وَلَكِنَّ العَبْدَ التَّقِيَّ يَرْفُقُ اللهُ بِهِ فِي بَعْضِ ذَلِكَ أَوْ كُلِّهِ وَلاَ رَاحَةَ لِلْمُؤْمِنِ دُوْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ. قَالَ الله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} [مريم: 39] وَقَالَ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ} [غافر: 18] فَنَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى العَفْوَ وَاللُّطْفَ الخَفِيَّ. وَمَعَ هَذِهِ الهَزَّاتِ فَسَعْدٌ مِمَّنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أهل الجنة وأنه مِنْ أَرْفَعِ الشُّهَدَاءِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. كَأَنَّكَ يَا هَذَا تَظُنُّ أَنَّ الفَائِزَ لاَ يَنَالُهُ هَوْلٌ فِي الدَّارَيْنِ وَلاَ رَوْعٌ وَلاَ أَلَمٌ وَلاَ خَوْفٌ. سَلْ رَبَّكَ العَافِيَةَ وَأَنْ يَحْشُرَنَا فِي زُمْرَةِ سَعْدٍ. شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِياً مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ" 2. إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ. عُقْبَةُ بن مكرم: حدثنا بن أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بنِ إبراهيم، عن نافع، عن

_ 1 ضعيف جدا: فيه الواقدي، وهو متروك. 2 حسن: أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" "1/ 107" من طريق شعبة، به. قلت: إسناده ضعيف، لانقطاعه بين نافع، وعائشة -رضي الله عنها- وقد وصله الطحاوي في "مشكل الآثار" "1/ 107" فرواه من طريق عبد الرحمن بن زياد، حدثنا شعبة، عن سعد، قال: سمعت نافعا، يحدث عن امرأة ابن عمر، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله. قلت: إسناده حسن، عبد الرحمن بن زياد، هو الرصاصي، أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "2/ ق2/ 235"، وقال: سألت أبي عنه فقال: صدوق: وقال أبو زرعة: لا بأس به، وأما امرأة ابن عمر فاسمها صفية بنت أبي عبيد الثقفية، قيل لها إداراك، وأنكر الدارقطني، وقال ابن حبان والعجلي: ثقة، فهي من الطبقة الثانية، ورواه أحمد "6/ 55، 98" من طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن إنسان، عن عائشة، به.

صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ القَبْرِ لَنَجَا مِنْهَا سَعْدٌ" 1. يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ وَاقِدِ بنِ عَمْرِو بنِ سَعْدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بنِ مَالكٍ -وَكَانَ وَاقِدٌ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِم- فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ? قُلْتُ: أَنَا وَاقِدُ بنُ عَمْرِو بنِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ، قَالَ: إِنَّكَ بِسَعْدٍ لشبيهٌ ثُمَّ بَكَى فَأَكْثَرَ البُكَاءَ ثُمَّ قَالَ: يَرْحَمُ اللهُ سَعْداً كَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِم. بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ جَيْشاً إِلَى أُكَيْدِر دُومة فَبَعَثَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِجُبَّةٍ مِنْ دِيْبَاجٍ مَنْسُوْجٍ فِيْهَا الذَّهَبُ. فَلَبِسَهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلُوا يَمْسَحُوْنَهَا وَيَنْظُرُوْنَ إِلَيْهَا فَقَالَ: "أَتَعْجَبُوْنَ مِنْ هذه الجبة"؟ قالوا: يا رسول الله! مارأينا ثَوْباً قَطُّ أَحْسنَ مِنْهُ قَالَ: "فَوَاللهِ لَمَنَادِيْلُ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ فِي الجَنَّةِ أَحْسَنُ مِمَّا تَرَوْنَ" 2. قِيْلَ: كَانَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ وَأَسَعْدُ بنُ زُرَارَةَ ابْنَي خَالَةٍ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: آخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ سَعْدٍ بنِ مُعَاذٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ وَقِيْلَ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بنِ أبي وقاص.

_ 1 انظر السابق. 2 حسن: أخرجه ابن سعد "3/ 435-436"، وأحمد في الفضائل "1495"، وابن أبي شيبة "12/ 144"، والترمذي "1723"، والنسائي "8/ 199" من طرق عن محمد بن عمرو، به. قلت: إسناده حسن، محمد بن عمرو، هو ابن علقمة الليثي، صدوق له أوهام كما قال الحافظ في "التقريب" وأكيدر دومة: هو أكيدر بن عبد الملك الكندي -من كندة- صاحب دومة الجندل مدينة بين الشام والحجاز قرب تبوك ذكره ابن منده وأبو نعيم في الصحابة وقال: كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل إليه سرية مع خالد بن الوليد ثم أسلم وأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء فوهبها لعمر، وتعقب ذلك ابن الأثير فقال: إنما أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصالحه ولم يسلم وهذا لا خلاف فيه بين أهل السير، ومن قال إنه أسلم فقد أخطأ خطا ظاهرا بل كان نصرانيا، ولما صالحه النبي صلى الله عليه وسلم عاد إلى حصنه وبقي فيه ثم إن خالد بن الوليد أسره في أيام أبي بكر فقتله كافرا. وقد ذكر البلاذري أن أكيدر دومة لما قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع خالد أسلم، وعاد إلى دومة، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم ارتد ومنع ما قبله، فلما سار خالد بن الوليد من العراق إلى الشام قتله، قال ابن الأثير، فعلى كل حال لا ينبغي أن يذكر في الصحابة.

وَقَدْ تَوَاتَرَ1 قَوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ العَرْشَ اهْتَزَّ لِمَوْتِ سعدٍ فَرَحاً بِهِ" 2 وَثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي حُلَّةٍ تَعَجَّبُوا مِنْ حُسْنِهَا: "لَمَنَادِيْلُ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ هَذِهِ" 3. وَقَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اهتز العرش لموت سعد بن معاذ" 4. ثُمَّ قَالَ النَّضْرُ -وَهُوَ إِمَامُ أَهْلِ اللُّغَةِ: اهْتَزَّ: فَرِحَ. الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوْعاً: "اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدٍ" 5. يُوْسُفُ بنُ المَاجِشُوْنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ رُمَيْثَةَ قالت: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ -وَلَو أَشَاءُ أَنْ أُقَبِّلَ الخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِنْ قُرْبِي مِنْهُ لَفَعَلْتُ- وَهُوَ يَقُوْلُ: "اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لَهُ" أَيْ لِسَعْدِ بن معاذ6. إسناد صالح.

_ 1 ورد هذا الحديث عن جمع من الصحابة منهم: جابر بن عبد الله، وأنس، وابن عمر، وأسيد بن حضير، وأبي سعيد، وحذيفة رضي الله عنهم. 2 صحيح: ورد عن جابر بن عبد الله مرفوعا بلفظ: "اهتز العرش لموت سعد بن معاذ". أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 142"، وأحمد "3/ 316"، وابن سعد "3/ 433-434"، والبخاري "3803"، ومسلم "2466" "124"، والطبراني "5335"، والبغوي "3980" من طرق عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، به، ووقع عند بعضهم [أبي صالح مع أبي سفيان عن جابر] ، وورد عن أنس بن مالك. أخرجه عبد الرزاق "20414"، وأحمد "3/ 234"، ومسلم "2467"، والترمذي "3849" وابن أبي عاصم في "السنة" "561" من طريق قتادة، عن أنس، به. 3 حسن: راجع تخريجنا رقم "432". 4 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 142"، "14/ 416"، وابن سعد "3/ 434"، وأحمد "3/ 23-24"، والنسائي في "الفضائل" "121"، والحاكم "3/ 206" من طريق عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، به. 5 صحيح: مر تخريجنا له بتعليق رقم "434". 6 حسن: أخرجه ابن سعد "3/ 435"، وأحمد في "المسند" "6/ 329"، وفي "الفضائل" "1505"، والترمذي في "الشمائل" "17"، والطبراني في "الكبير" "24/ 703" من طرق عن يوسف بن الماجشون به. قلت: إسناده حسن، يوسف، هو ابن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون، أبو سلمة المدني، ثقة كما قال الحافظ في "التقريب"، وأما ابنه فهو: يعقوب بن أبي سلمة الماجشون التيمي، مولاهم، أبو يوسف المدني، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

وَخَرَّجَ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيْقِ مُعَاذِ بنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيْلُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: من هَذَا العَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي مَاتَ? فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتَحَرَّكَ لَهُ العَرْشُ فَخَرجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِذَا سَعْدٌ قَالَ: فَجَلَسَ عَلَى قَبْرِهِ ... الحَدِيْثُ1. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاشِدٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيْدَ قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ صَاحَتْ أُمُّهُ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلاَ يَرْقَأُ دَمْعُكِ وَيَذْهَبُ حُزْنُكِ? فَإِنَّ ابْنَكِ أَوَّلُ مَنْ ضَحِكَ اللهُ إليه واهتز له العرش"2. هَذَا مُرْسَلٌ. ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ وَجِنَازَةُ سَعْدٍ بَيْنَ أَيْدِيْهِم: "اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ" 3. ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجِنَازَةُ سَعْدٍ مَوْضُوْعَةٌ: "اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ" 4. جَمَاعَةٌ، عَنْ عطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ يَرْفَعُهُ: "اهْتَزَّ العَرْشُ لِحُبِّ لِقَاءِ اللهِ سعدًا" 5.

_ 1 صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير" "5346" من طريق محمد بن إسحاق، حدثنا معاذ بن رفاعة، عن محمد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح، عن جابر، به. ورواه مختصرا النسائي في "الفضائل" "120"، والحاكم "3/ 206" من طريق الفضل بن موسى، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بنِ سعيد، ويزيد بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُسَامَةَ بنِ الهَادِ، عَنْ مُعَاذِ بنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جابر بن عبد الله، به، ورواه أحمد في "فضائل الصحابة" "1496، 1497"، والطبراني في "الكبير" "5340" من طريق محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، عن يزيد بن عبد الله به. 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 434"، وابن أبي شيبة "12/ 143"، "14/ 415"، وأحمد "6/ 456"، وابن خزيمة في "التوحيد" "342"، وابن أبي عاصم في "السنة" "559" من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ راشد، عن امرأة من الأنصار يقال لها أسماء بنت يزيد بن السكن، به، وقال ابن خزيمة في إثر الحديث: "ولست أعرف إسحاق بن راشد هذا، ولا أظنه الجزري أخو النعمان بن راشد". وذكر ابن حبان إسحاق هذا في ثقاته على عادته في توثيق المجاهيل. وليس إسحاق هذا هو الجزري فإنه أقدم طبقة من الجزري، كما قال ابن حجر في تهذيبه "1/ ترجمة رقم 429". 3 صحيح: سبق تخريجنا له بتعليق رقم "434". 4 صحيح: سبق تخريجنا له في تعليق رقم "434". 5 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 142-143"، "14/ 414"، وابن سعد "3/ 433"، والبزار "2697"، والحاكم "3/ 206" من طريق محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، به.=

يُوْنُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُعَاذِ بنِ رِفَاعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شِئْتُ مِنْ رِجَالِ قَوْمِي أَنَّ جِبْرِيْلَ أَتَى رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ قُبِضَ سَعْدٌ مُعْتَجِراً بِعِمَامَةٍ مِنْ إستبرقٍ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ! مَنْ هَذَا المَيِّتُ الَّذِي فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَاهْتَزَّ لَهُ العَرْشُ? فَقَامَ سَرِيْعاً يَجُرُّ ثَوْبَهُ إِلَى سَعْدٍ فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ1. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بَعْضِ آلِ سَعْدٍ أَنَّ رَجُلاً قَالَ: وَمَا اهْتَزَّ عَرْشُ اللهِ مِنْ مَوْتِ هَالِكٍ ... سَمِعْنَا بِهِ إلَّا لِسَعْدٍ أَبِي عَمْرِو عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ومنهم من أَرْسَلَهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَذَا العَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ العَرْشُ وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُوْنَ أَلْفاً مِنَ المَلاَئِكَةِ لَمْ يَنْزِلُوا إِلَى الأَرْضِ قَبْلَ ذَلِكَ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ أُفْرِجَ عَنْهُ" يَعْنِي سَعْداً2. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مَسْعُوْد عَنْهُ. أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيْدِ المَقْبُرِيِّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَغْطَةِ القَبْرِ لَنَجَا سَعْدٌ وَلَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً اخْتَلَفَتْ مِنْهَا أَضْلاَعُهُ مِنْ أَثَرِ البَوْلِ"3. هَذَا مُنْقَطِعٌ. وَيُرْوَى أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَمَلَ جِنَازَةَ سَعْدٍ خُطُوَاتٍ وَلَمْ يصح.

_ = قلت: إسناده ضعيف، فقد روى مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عطَاءِ بنِ السَّائِبِ بعد اختلاط عطاء. ورواه ابن سعد "3/ 430" من طريق إسماعيل بن أبي مسعود، والنسائي "4/ 100-101"، والطبراني "5333" من طريق عمرو بن محمد العنقزي قالا: أخبرنا عبد الله بن إدريس "أخبرنا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفا من الملائكة، ولقد ضم ضمة ثم أفرج عنه" أي سعد بن معاذ. قلت: إسناده صحيح، إسماعيل بن أبي مسعود ذكره ابن حبان في ثقاته. وقال يغرب: وقد تابعه عمرو بن محمد العنقزي، وهو ثقة من رجال مسلم. ورواه البيهقي في "دلائل النبوة" "4/ 28" من طريق إسحاق بن راهويه عن عمرو بن محمد العنقزي، به. 1 ضعيف: لإرساله، وعنعنه ابن إسحاق، فإنه مدلس مشهور بالتدليس، لكن يرتقي للصحة بالحديث الذي ذكرناه آنفا بتعليق رقم "439". 2 صحيح: أخرجه النسائي "4/ 100-101"، وابن سعد "3/ 430". 3 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 430" وهو مرسل، كما أن أبا معشر وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي، ضعيف: وقد اختلط كما قال الحافظ في "التقريب".

الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: كُنْتُ مِمَّنْ حَفَرَ لِسَعْدٍ قَبْرَهُ بِالبَقِيْعِ وَكَانَ يَفُوْحُ عَلَيْنَا المِسْكُ كُلَّمَا حَفَرْنَا1. قَالَ رُبَيْحٌ: فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: أَخَذَ إِنْسَانٌ قَبْضَةً مِنْ تُرَابِ قَبْرِ سَعْدٍ فَذَهَبَ بِهَا ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهَا بَعْدُ فَإِذَا هِيَ مِسْكٌ. وَرَوَى نَحْوَهُ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ المنكدر، عن محمد بن شرحبيل بن حسنة. مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَشَدَّ فَقْداً عَلَى المُسْلِمِيْنَ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَصَاحِبَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا من سعد بن معاذ. الوَاقِدِيُّ: أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ بنُ جَبيرة، عَنِ الحُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَمْرِو بنِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ قَالَ: كَانَ سَعْدٌ أَبْيَضَ طُوَالاً جَمِيْلاً حَسَنَ الوَجْهِ أَعْيَنَ حَسَنَ اللِّحْيَةِ عَاشَ سَبْعاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اهْتَزَّ العَرْشُ لِرُوْحِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ". وَرَوَى سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِوَفَاةِ سَعْدٍ". ابْنُ سَعْدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اهْتَزَّ العَرْشُ لِحُبِّ لِقَاءِ اللهِ سَعْداً. قَالَ: إِنَّمَا يَعْنِي السَّرِيْرَ. وَقَرَأَ {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} [يُوْسُفُ: 100] ، قَالَ: إِنَّمَا تَفَسَّحَتْ أَعْوَادُهُ. قَالَ: وَدَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْرَهُ فَاحْتُبِسَ فَلَمَّا خَرَجَ قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَا حَبَسَكَ? قَالَ: "ضُمَّ سَعْدٌ فِي القَبْرِ ضَمَّةً فَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُ" 2. قُلْتُ: تَفْسِيْرُهُ بِالسَّرِيْرِ مَا أَدْرِي أَهُوَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ أَوْ مِنْ قَوْلِ مُجَاهِدٍ؟ وَهَذَا تَأْوِيْلٌ لاَ يُفِيْدُ فَقَدْ جَاءَ ثَابِتاً عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَعَرْشُ اللهِ وَالعَرْشُ خَلْقٌ لِلِّهِ مُسَخَّرٌ إِذَا شَاءَ أَنْ يَهْتَزَّ اهْتَزَّ بِمَشِيْئَةِ اللهِ وَجَعَلَ فِيْهِ شُعُوْراً لِحُبِّ سَعْدٍ كَمَا جَعَلَ تَعَالَى شُعُوْراً فِي جَبَلِ أُحُدٍ بِحُبِّهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ تَعَالَى: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} [سَبَأ: 10] ، وَقَالَ: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "3/ 431"، وفيه الواقدي، وهو متروك. 2 صحيح: وقد تقدم تخريجنا له بتعليق رقم "443".

وَالْأَرْضُ} [الإِسْرَاءُ: 44] ، ثُمَّ عَمَّمَ فَقَالَ: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44] . وَهَذَا حَقٌّ. وَفِي صَحِيْحِ البُخَارِيِّ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُوْدٍ: كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيْحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ1 وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ سَبِيْلُهُ الإِيْمَانُ. أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُسلمٍ العَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّلِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ الحُمَّى فَقَالَ: "مَنْ كَانَتْ بِهِ فَهِيَ حَظُّهُ مِنَ النَّارِ" فَسَأَلَهَا سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ رَبَّهُ فَلَزِمَتْهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا2. كَانَ لِسَعْدٍ مِنَ الوَلَدِ عَبْدُ اللهِ وَعَمْرٌو فَكَانَ لِعَمْرٍو تسعة أولاد.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3579". 2 ضعيف: وقد تقدم تخريجنا له بتعليق رقم "419".

زيد بن الخطاب

62- زيد بن الخطاب 1: ابن نفيل بن عبد العزى بن رياح. السَّيِّدُ الشَّهِيْدُ المُجَاهِدُ التَّقِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ أَخُو أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُمَرَ وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ عُمَرَ وَأَسْلَمَ قَبْلَهُ وَكَانَ أَسْمَرَ طَوِيْلاً جِدّاً شَهِدَ بَدْراً وَالمَشَاهِدَ وَكَانَ قَدْ آخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَعْنِ بنِ عَدِيٍّ العَجْلاَنِيِّ وَلَقَدْ قَالَ لَهُ عُمَرُ يَوْم بَدْرٍ: الْبِسْ دِرْعِي. قَالَ: إِنِّي أُرِيْدُ مِنَ الشَّهَادَةِ مَا تُرِيْدُ قَالَ: فَتَرَكَاهَا جَمِيْعاً وَكَانَتْ رَايَةُ المُسْلِمِيْنَ مَعَهُ يَوْمَ اليَمَامَةِ فَلَمْ يَزَلْ يَقْدَمُ بِهَا فِي نَحْرِ العَدُوِّ ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ فَوَقَعَتْ الرَّايَةُ فَأَخَذَهَا سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَحَزِنَ عَلَيْهِ عُمَرُ وَكَانَ يَقُوْلُ: أَسْلَمَ قَبْلِي وَاسْتُشْهِدَ قَبْلِي وَكَانَ يَقُوْلُ: مَا هَبَّتِ الصَّبَا إلَّا وَأَنَا أَجِدُ رِيْحَ زَيْدٍ. حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ أَخِيْهِ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ خَبَرَ النَّهْيِ، عَنْ قَتْلِ عَوَامِرِ البُيُوْتِ2 وَرَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زَيْدٍ حَدِيْثَيْنِ. اسْتُشْهِدَ فِي رَبِيْعٍ الأول سنة اثنتي عشرة.

_ 1 راجع ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 376"، تاريخ خليفة "108، 112"، تاريخ البخاري الكبير "3/ ترجمة 1274"، وتاريخ البخاري الصغير "1/ 34"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2539"، حلية الأولياء "1/ 367"، والإصابة "1/ ترجمة 2897"، تهذيب التهذيب "3/ 411". 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 452"، والبخاري "3299"، ومسلم "2233"، وأبو داود "5252"، والترمذي "1483" من طريق الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والابتر فإنهما يستسقطان الحبل، ويلتمسان البصر"، قال: فكان ابن عمر يقتل كل حية وجدها، فأبصره، أبو لبابة بن عبد المنذر أو زيد بن الخطاب وهو يطارد حية، فقال: إنه قد نهي عن ذوات البيوت.

من شهداء اليمامة

مِنْ شُهَدَاءِ اليَمَامَةِ: وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَغَيْرِهِم نَحْوٌ مِنْ سِتِّ مَائَةٍ مِنْهُم أَبُو حُذَيْفَةَ بنُ عُتْبَةَ العَبْشَمِيُّ وَمَوْلاَهُ سَالِمٌ أَحَدُ القُرَّاءِ وأبو مرثد كناز بنُ الحُصَيْنِ الغَنَوِيُّ وَثَابِتُ بنُ قِيسِ بنِ شَمَّاسٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو القُرَشِيُّ العَامِرِيُّ وَعَبَّادُ بنُ بِشْرٍ الأَشْهَلِيُّ الَّذِي أضائت لَهُ عَصَاهُ1 وَمَعْنُ بنُ عَدِيِّ بنِ الجدِّ بنِ العَجْلاَنِ الأَنْصَارِيُّ أَخُو عَاصِمٍ وَأَبُو النُّعْمَانِ بَشِيْرُ بنُ سَعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ الخَزْرَجِيُّ وَأَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بنُ خَرَشَةَ السَّاعِدِيُّ الأَنْصَارِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بن سَلُوْلٍ الأَنْصَارِيُّ وَعَشَرَتُهُم بَدْرِيُّوْنَ وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا دُجَانَةَ هُوَ الَّذِي قَتَلَ يَوْمَئِذٍ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابَ. 63- أسعد بن زرارة 2: ابن عدس بنِ عُبَيْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ غَنْمِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ. السَّيِّدُ نَقِيْبُ بَنِي النَّجَّارِ أَبُو أُمَامَةَ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ مِنْ كبراء الصحابة. تُوُفِّيَ شَهِيْداً بِالذُّبْحَةِ فَلَمْ يَجْعَلِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَهُ نَقِيْباً عَلَى بَنِي النَّجَّارِ وَقَالَ: "أَنَا نَقِيْبُكُم" فَكَانُوا يَفْخَرُوْنَ بِذَلِكَ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: تُوُفِّيَ وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَبْنِي مَسْجِدَهُ قَبْلَ بَدْرٍ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيُّ: قِيْلَ: إِنَّهُ لَقِيَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَكَّةَ قَبْلَ العَقَبَةِ الأُوْلَى بِسَنَةٍ مَعَ خَمْسَةِ نَفَرٍ مِنَ الخَزْرَجِ فَآمَنُوا بِهِ فَلَمَّا قَدِمُوا المَدِيْنَةَ تَكَلَّمُوا بِالإِسْلاَمِ فِي قَوْمِهِم فَلَمَّا كَانَ العَامُ المُقْبِلُ خَرَجَ مهم اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً فَهِيَ العَقَبَةُ الأُوْلَى فَانْصَرَفُوا مَعَهُم وَبَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُصْعَبَ بنَ عُمَيْرٍ يُقْرِئُهُم وَيُفَقِّهُهُم. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ قَائِدَ أَبِي حِيْنَ عَمِيَ فَإِذَا خَرَجْتُ بِهِ إِلَى الجُمُعَةِ، فَسَمِعَ الأَذَانَ، صَلَّى عَلَى أَبِي أُمَامَةَ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَةِ! أَرَأَيْتَ اسْتِغْفَارَكَ لأَبِي أُمَامَةَ كُلَّمَا سمعت أذان

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3805"، ووصله أحمد "3/ 138، 190". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 608-612"، تاريخ خليفة "56"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1305"، والإصابة "1/ ترجمة 112".

الجُمُعَةِ مَا هُوَ? قَالَ: أَيْ بُنَيَّ! كَانَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ بِنَا بِالمَدِيْنَةِ فِي هَزْمِ1 النّبِيْتِ2 مِنْ حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ يُقَالُ لَهُ: نَقِيْعُ الخَضَمَاتِ3 قُلْتُ: فَكَمْ كُنْتُم يَوْمَئِذٍ? قَالَ أَرْبَعُوْنَ رَجُلاً. فَكَانَ أَسَعْدٌ مُقَدَّمَ النُّقَبَاءِ الاثْنَيْ عَشَرَ فَهُوَ نَقِيْبُ بَنِي النَّجَّارِ وَأُسَيْدُ بنُ الحضير نقيب بني عَبْدِ الأَشْهَلِ وَأَبُو الهَيْثَمِ بنُ التَّيِّهَانِ البَلَوِيُّ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، وَسَعْدُ بنُ خَيْثَمَةَ الأَوْسِيُّ أَحَدُ بَنِي غَنْمِ بنِ سَلْمٍ وَسَعْدُ بنُ الرَّبِيْعِ الخَزْرَجِيُّ الحَارِثِيُّ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ بنِ ثَعْلَبَةَ الخَزْرَجِيُّ الحَارِثِيُّ قُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنُ حَرَامٍ أَبُو جَابِرٍ السَّلِمِيُّ نَقِيْبُ بَنِي سَلِمَةَ وَسَعْدُ بنُ عُبَادَةَ بنُ دُلَيْمٍ الخَزْرَجِيُّ السَّاعِدِيُّ رَئِيْسٌ نَقِيْبٌ وَالمُنْذِرُ بنُ عَمْرٍو السَّاعِدِيُّ النَّقِيْبُ قُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُوْنَةَ وَالبَرَاءُ بنُ مَعْرُوْرٍ الخَزْرَجِيُّ السُّلَمِيُّ وَعُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ الخَزْرَجِيُّ مِنَ القَوَاقِلَةِ4 وَرَافِعُ بنُ مَالكٍ الخَزْرَجِيُّ الزُّرَقِيُّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم. وَرَوَى شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ جَدَّهُ أَسَعْدَ بنَ زُرَارَةَ أَصَابَهُ وَجَعُ الذّبْحِ فِي حَلْقِهِ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لأُبْلِغَنَّ أَوْ لأُبْلِيَنَّ فِي أَبِي أُمَامَةَ عُذْراً" فَكَوَاهُ بِيَدِهِ فَمَاتَ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مِيْتَةَ سَوْءٍ لِلْيَهُوْدِ. يَقولُوْنَ هَلاَّ دَفَعَ عَنْ صَاحِبِهِ وَلاَ أَمْلِكُ له ولا لنفسي من الله شيئًا" 5. وَقِيْلَ: إِنَّهُ مَاتَ فِي السَّنَةِ الأُوْلَى منَ الهِجْرَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَقَدْ مَاتَ فِيْهَا ثَلاَثَةُ أَنْفُسٍ مِنْ كُبَرَاءِ الجَاهِلِيَّةِ وَمَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ العاص بن وائل والسهمي وَالِدُ عَمْرٍو وَالوَلِيْدُ بنُ المُغِيْرَةِ المَخْزُوْمِيُّ وَالِدُ خَالِدٍ وَأَبُو أُحَيْحَةَ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ الأُمَوِيُّ. الوَاقِدِيُّ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ قَالَ: هُمُ اثْنَا عَشَرَ نقيبًا، رأسهم أسعد بن زرارة6.

_ 1 الهزم: ما اطمأن من الأرض، وفي الحديث: "إذا عرَّستم فاجتنبوا هزم الأرض فإنها مأوى الهوام"، هو ما تهزم منها أي تشقق. 2 النبيت: بطن من الأنصار. 3 نقيع الخضمات: منخفض من الأرض، وهو موضع بنواحي المدينة. 4 هم: بنو غنم بن عوف وبنو سالم بن عوف الذين يقال لهم القواقلة. 5 صحيح: أخرجه ابن ماجه "3492" من طريق محمد بن جعفر غندر، والنضر بن شميل حدثنا شعبة، به. 6 ضعيف جدا: فيه الواقدي، وهو متروك.

وَعَنْ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: نَقَّبَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَسَعْدَ عَلَى النُّقَبَاءِ. وَعَنْ خُبَيْبِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: خَرَجَ أَسَعْدُ بنُ زُرَارَةَ وَذَكْوَانُ بنُ عَبْدِ قَيْسٍ إِلَى مَكَّةَ إِلَى عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ فَسَمِعَا بِرَسُوْلِ اللهِ فَأَتَيَاهُ فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الإِسْلاَمَ وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا القُرْآنَ فَأَسْلَمَا فَكَانَا أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ المَدِيْنَةَ بِالإِسْلاَمِ. وَعَنْ أُمِّ خَارِجَةَ: أَخْبَرَتْنِي النَّوَارُ أُمُّ زَيْدٍ بنِ ثَابِتٍ أَنَّهَا رَأَتْ أَسَعْدَ بنَ زُرَارَةَ قَبلَ مَقْدَمِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي بِالنَّاسِ الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ يُجَمِّعُ بِهِم فِي مَسْجِدٍ بَنَاهُ قَالَتْ: فَأَنْظُرُ إِلَى رسول الله صلى الله عليه سلم لَمَّا قَدِمَ صَلَّى فِي ذَلِكَ المَسْجِدِ وَبَنَاهُ فَهُوَ مَسْجِدُهُ اليَوْمَ. إِسْرَائِيْلُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ أَخَذَتْ أَسَعْدَ بن زُرَارَةَ الذُّبْحَةُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "اكْتَوِ فَإِنِّي لاَ أَلُوْمُ نَفْسِي عَلَيْكَ". زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ قال: كوى رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- أَسَعْدَ مَرَّتَيْنِ فِي حَلْقِهِ مِنَ الذُّبْحَةِ وَقَالَ: "لاَ أَدَعُ فِي نَفْسِي مِنْهُ حَرَجاً". الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَوَاهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَكْحَلِهِ مَرَّتَيْنِ. وَقِيْلَ: كَوَاهُ فَحَجَّرَ بِهِ حَلْقَهُ يَعْنِي بِالكَيِّ. وَقِيْلَ: أَوْصَى أَسَعْدُ بِبَنَاتِهِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكُنَّ ثَلاَثاً فَكُنَّ فِي عِيَالِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدُرْنَ مَعَهُ فِي بُيُوْتِ نِسَائِهِ وَهُنَّ فَرِيْعَةُ وَكَبْشَةُ وَحَبِيْبَةُ فَقَدِمَ عَلَيْهِ حُلِيٌّ فِيْهِ ذَهَبٌ وَلُؤلُؤٌ فَحَلاَّهُنَّ مِنْهُ. وَعَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: جَاءتْ بَنُو النَّجَّارِ فَقَالُوا: مَاتَ نَقِيْبُنَا أَسَعْدُ فَنَقِّبْ عَلَيْنَا يَا رَسُوْلَ اللهِ قَالَ: "أَنَا نَقِيْبُكُم". قَالَ الوَاقِدِيُّ: الأَنْصَارُ يَقُوْلُوْنَ: أَوَّلُ مَدْفُوْنٍ فِي البَقِيْعِ أَسَعْدُ وَالمُهَاجِرُوْنَ يَقُوْلُوْنَ: أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ بِهِ عثمان بن مظعون. وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَادَ أَسَعْدَ وَأَخَذَتْهُ الشَّوْكَةُ فَأَمَرَ بِهِ فَطُوِّقِ عُنُقُهُ بِالكَيِّ طَوْقاً فَلَمْ يَلْبَثْ إلَّا يَسِيْراً حَتَّى تُوُفِّيَ -رَضِيَ الله عنه1.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "3/ 611"، وفيه الواقدي، وهو متروك.

عتبة بن غزوان

64 - عتبة بن غزوان 1: ابن جابر بن وهيب. السَّيِّدُ، الأَمِيْرُ، المُجَاهِدُ أَبُو غَزْوَانَ المَازنِيُّ حَلِيْفُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ. أَسْلَمَ سَابِعَ سَبْعَةٍ فِي الإِسْلاَمِ وَهَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ ثُمَّ شَهِدَ بَدْراً وَالمَشَاهِدَ وَكَانَ أَحَدَ الرُّمَاةِ المَذْكُوْرِيْنَ وَمِنْ أُمَرَاءِ الغَزَاةِ وَهُوَ الَّذِي اخْتَطَ البَصْرَةَ وَأَنْشَأَهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: خَالدُ بنُ عُمَيْرٍ العَدَوِيُّ وَقَبِيْصَةُ بنُ جَابِرٍ وَهَارُوْنُ بنُ رِئَابٍ وَالحَسَنُ البَصْرِيُّ وَلَمْ يَلْقَاهُ وَغُنَيْمُ بنُ قَيْسٍ المَازنِيُّ. وَقِيْلَ: كُنْيَتُهُ أبو عبد الله. ابْنُ سَعْدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا جُبَيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ مِنْ وَلَدِ عُتْبَةَ بنِ غَزْوَانَ. قَالاَ: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ عُتْبَةَ بنَ غَزْوَانَ عَلَى البَصْرَةِ فَهُوَ الَّذِي مَصَّرَ البَصْرَةَ وَاخْتَطَّهَا وَكَانَتْ قَبْلَهَا الأُبُلَّة وَبَنَى المَسْجِدَ بِقَصَبٍ وَلَمْ يَبْنِ بِهَا دَاراً. وَقِيْلَ: كَانَتِ البَصْرَةُ قَبْلُ تُسَمَّى أَرْضَ الهند فأول ما نزلها عتبة كان في ثمان مئة وَسُمِّيَتِ البَصْرَةُ بِحِجَارَةٍ سُوْدٍ كَانَتْ هُنَاكَ فَلَمَّا كَثُرُوا بَنَوْا سَبْعَ دَسَاكِرَ مِنْ لَبِنٍ اثْنَتَيْنِ مِنْهَا فِي الخُرَيْبَةِ فَكَانَ أَهْلُهَا يَغْزُوْنَ جِبَالَ فَارِسٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ سَعْدٌ يَكْتُبُ إِلَى عُتْبَةَ وَهُوَ عَامِلُهُ فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ وَاسْتَأْذَنَ عُمَرَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَهُ فَاسْتَخْلَفَ عَلَى البَصْرَةِ المُغِيْرَةَ فَشَكَا إِلَى عُمَرَ تَسَلُّطَ سَعْدٍ عَلَيْهِ فَسَكَتَ عُمَرُ فَأَعَادَ عَلَيْهِ عُتْبَةُ وَأَكْثَرَ قَالَ: وَمَا عَلَيْكَ يَا عُتْبَةُ أَنْ تُقِرَّ بِالأَمْرِ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ? قَالَ: أَوْلَسْتُ مِنْ قُرَيْشٍ? قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حَلِيْفُ القَوْمِ مِنْهُم" 2 وَلِي صحبة قديمة قال: لا نُنْكِرُ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِكَ قَالَ: أَمَا إِذْ صَارَ الأَمْرُ إِلَى هَذَا فَوَاللهِ لاَ أَرْجِعُ إِلَى البَصْرَةِ أَبَداً. فَأَبَى عُمَرُ وَرَدَّهُ فَمَاتَ بالطريق أصابه البطن وقدم سويد غلامه

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 98"، "7/ 5"، تاريخ البخاري الكبير "6/ ترجمة 3184"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 2060"، وتهذيب التهذيب "7/ 100"، والإصابة "2/ ترجمة 5411". 2 صحيح: أخرجه البخاري "6761" من حديث أنس بلفظ: "مولى القوم من أنفسهم". وأخرجه أحمد "4/ 340" من طريق إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه، عن جده مرفوعا بلفظ: "مولى القوم منهم وابن أختهم منهم وحليفهم منهم".

بِتَرِكَتِهِ عَلَى عُمَرَ وَذَلِكَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- تُوُفِّيَ بِطَرِيْقِ البَصْرَةِ وَافِداً إِلَى المَدِيْنَةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَقِيْلَ مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَعَاشَ سَبْعاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. لَهُ حَدِيْثٌ فِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ". أَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ: عَنْ خَالِدِ بنِ عُمَيْرٍ وَشُوَيْسٍ قَالاَ: خَطَبَنَا عُتْبَةُ بنُ غَزْوَانَ فَقَالَ: إلَّا إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ وولت حذاء ولم يبق منها إلَّا صبابة كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ وَإِنَّكُمْ فِي دَارٍ تَنْتَقِلُوْنَ عَنْهَا فانتقلوا بخير ما بحضرتكم. .....، وذكر الحديث1.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2967". وقوله "آذنت": أي أعلمت: وقوله "بصرم": الصرم، الانقطاع والذهاب. وقوله "حذاء": مسرعة الانقطاع، وقوله "صبابة": البقية اليسيرة من الشراب تبقى أسفل الإناء.

عكاشة بن محصن

65- عكاشة بن محصن 1: السَّعِيْدُ الشَّهِيْدُ، أَبُو مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ، حَلِيْفُ قُرَيْشٍ مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ البَدْرِيِّيْنَ أَهْلِ الجَنَّةِ اسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى سَرِيَّةِ الغَمْرِ فَلَمْ يَلْقَوْا كَيْداً. وَرُوِيَ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعكاشة بن أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً قَالَ: وَقُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَةٍ بِبُزَاخَةَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَكَانَ مِنْ أَجْمَلِ الرِّجَالِ -رضي الله عنه. كَذَا هَذَا القَوْلُ وَالصَّحِيْحُ أَنَّ مَقْتَلَهُ كَانَ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ قَتَلَهُ طُلَيْحَةُ الأَسَدِيُّ الَّذِي ارْتَدَّ ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدُ وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ. وَقَدْ أَبْلَى عُكَّاشَةُ يَوْم بَدْرٍ بَلاَءً حَسَناً وَانْكَسَرَ سَيْفُهُ فِي يَدِهِ فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عُرْجُوْناً مِنْ نَخْلٍ أَوْ عُوْداً فَعَادَ بِإِذْنِ اللهِ فِي يَدِهِ سَيْفاً فَقَاتَلَ بِهِ وَشَهِدَ بِهِ المَشَاهِدَ. حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُمَا. وَكَانَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ قَدْ جَهَّزَهُ مَعَ ثَابِتِ بنِ أَقْرَمَ الأَنْصَارِيِّ العَجْلاَنِيِّ طَلِيعَةً لَهُ عَلَى فَرَسَيْنِ فَظَفَرَ بِهِمَا طُلَيْحَةُ فَقَتَلَهُمَا وَكَانَ ثَابِتٌ بَدْرِيّاً كَبِيْرَ القَدْرِ وَلَمْ يَرْوِ شَيْئاً. وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ رَوَاحَةَ الأَمِيْرَ يَوْمَ مُؤْتَةَ لَمَّا أُصِيْبَ دَفَعَ الرَّايَةَ إِلَى ثَابِتِ بنِ أَقْرَمَ فَلَمْ يُطِقْ فَدَفَعَهَا إِلَى خَالِدٍ وَقَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ بالحرب مني.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 92-93"، التاريخ الكبير "4/ ق1/ 86"، والجرح والتعديل "3/ ق2/ 39"، وحلية الأولياء. "2/ 12"، والإصابة "2/ ترجمة 5632".

ثابت بن قيس

66- ثابت بن قيس 1: ابن شماس بن زهير بن مالك بن امْرِئِ القَيْسِ بنِ مَالِكٍ الأَغَرِّ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ كَعْبِ بنِ الخَزْرَجِ بنِ الحَارِثِ بنِ الخَزْرَجِ أَبُو مُحَمَّدٍ وَقِيْلَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. خَطِيْبُ الأَنْصَارِ كَانَ مِنْ نُجَبَاءِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْراً شَهِدَ أُحُداً وَبَيْعَةَ الرُّضْوَانِ. وَأُمُّهُ: هِنْدٌ الطَّائِيَّةُ وَقِيْلَ: بَلْ كَبْشَةُ بِنْتُ وَاقِدِ بنِ الإِطْنَابَةِ وَإِخْوَتُهُ لأُمِّهِ عَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ وَعَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ وَكَانَ زَوْجَ جَمِيْلَةَ بِنْتِ عَبْدِ الله بن أبي بن سَلُوْلٍ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّداً. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قِيْلَ: آخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمَّارٍ وَقِيْلَ: بَلِ المُؤَاخَاةُ بَيْنَ عَمَّارٍ وَحُذَيْفَةَ وَكَانَ جَهِيْرَ الصَّوْتِ خَطِيْباً بَلِيْغاً. الأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَطَبَ ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ مَقْدَمَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدِيْنَةَ فَقَالَ: نَمْنَعُكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أَنْفُسَنَا وَأَوْلاَدَنَا فَمَا لَنَا? قَالَ: "الجَنَّةُ". قَالُوا: رَضِيْنَا. مَالِكٌ وَغَيْرُهُ: عَنِ ابن شهاب، عن إسماعيل بن محمد بن ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أَنَّ ثَابِتَ بنَ قَيْسٍ قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَكُوْنَ قَدْ هَلَكْتُ يَنْهَانَا اللهُ أَنْ نُحِبَّ أَنْ نُحْمَدَ بِمَا لاَ نَفْعَلُ وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الحمد. وينهانا الله، عن الخُيَلاَءِ وَإِنِّي امْرُؤٌ أُحِبُّ الجَمَالَ وَيَنْهَانَا اللهُ أَنْ نَرْفَعَ أَصْوَاتَنَا فَوْقَ صَوْتِكَ وَأَنَا رَجُلٌ رَفِيْعُ الصَّوْتِ فَقَالَ: "يَا ثَابِتُ! أَمَا تَرْضَى أَنْ تَعِيْشَ حَمِيْداً وَتُقْتَلَ شَهِيْداً وَتَدْخُلَ الجَنَّةَ". أَيُّوْبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِي} [الحُجُرَاتُ: 2] الآية، قَالَ ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ: أَنَا كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي فَوْقَ صَوْتِهِ فَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَعَدَ فِي بَيْتِهِ فَتَفَقَّدَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ مَا أَقْعَدَهُ فَقَالَ: "بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ" فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ اليَمَامَةِ انْهَزَمَ النَّاسُ فَقَالَ ثَابِتٌ: أفٍ لِهَؤُلاَءِ وَلِمَا يَعْبُدُوْنَ! وأفٍّ لِهَؤُلاَءِ وَلِمَا يَصْنَعُوْنَ! يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! خَلُّوا سنَنِي لَعَلِّي أَصْلَى بِحَرِّهَا سَاعَةً وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى ثُلْمَةٍ فَقَتَلَهُ وقتل.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "8/ 360 و361"، وتاريخ البخاري الكبير "2/ ق1، 167"، والجرح والتعديل "1/ ق1/ 456"، والإصابة "1/ ترجمة رقم "989"، وتهذيب التهذيب "2/ 12"، وتقريب التهذيب "1/ 116".

أَيُّوْبُ، عَنْ ثُمَامَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ يَوْمَ اليَمَامَةِ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ فَقُلْتُ: أَيْ عَمّ! إلَّا تَرَى مَا لَقِيَ النَّاسُ? فَقَالَ: الآنَ يابن أَخِي. ابْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جِئْتُهُ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ فَقُلْتُ: إلَّا ترى? فقال: الآن يابن أَخِي ثُمَّ أَقْبَلَ فَقَالَ هَكَذَا، عَنْ وُجُوْهِنَا نُقَارِعُ القَوْمَ بِئْسَ مَا عَوَّدْتُم أَقْرَانَكُم مَا هكذا كنا نقاتل مع رسول الله -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ ثَابِتَ بنَ قَيْسٍ جَاءَ يَوْمَ اليَمَامَةِ وَقَدْ تَحَنَّطَ وَلَبِسَ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ فَكُفِّنَ فِيْهِمَا وَقَدِ انْهَزَمَ القَوْمُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلاَءِ وَأَعْتَذِرُ مِنْ صَنِيْعِ هَؤُلاَءِ بِئْسَ مَا عَوَّدْتُم أَقْرَانَكُم خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُم سَاعَةً فَحَمَلَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ وَكَانَتْ دِرْعُهُ قَدْ سُرِقَتْ فَرَآهُ رَجُلٌ فِي النَّوْمِ فَقَالَ لَهُ: إِنَّهَا فِي قِدْرٍ تَحْت إِكَافٍ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا وَأَوْصَاهُ بِوَصَايَا فَنَظَرُوا فَوَجَدُوا الدِّرْعَ كَمَا قَالَ وَأَنْفَذُوا وَصَايَاهُ. سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بنُ قَيْسِ بنِ شَمَّاسٍ". وَعَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ وَفْدَ تَمِيْمٍ قَدِمُوا وَافْتَخَرَ خَطِيْبُهُم بِأُمُوْرٍ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِثَابِتِ بنِ قَيْسٍ: "قُمْ فَأَجِبْ خَطِيْبَهُم" فَقَامَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَبْلَغَ وَسُرَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالمُسْلِمُوْنَ بِمَقَامِهِ. وَهُوَ الَّذِي أَتَتْ زَوْجَتُهُ جَمِيْلَةُ تَشْكُوْهُ وَتَقُوْلُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ لاَ أَنَا وَلاَ ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ قَالَ: "أَتَرُدِّيْنَ عليه حديقته"؟ قالت نعم. فاختلعت منه. وَقِيْلَ: وَلَدَتْ مُحَمَّداً بَعْدُ فَجَعَلَتْهُ فِي لَفِيْفٍ وَأَرْسَلَتْ بِهِ إِلَى ثَابِتٍ فَأَتَى بِهِ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَنَّكَهُ وَسَمَّاهُ مُحَمَّداً فَاتَّخَذَ لَهُ مُرْضِعاً. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ ثَابِتٌ عَلَى الأَنْصَارِ يَوْمَ اليَمَامَةِ ثُمَّ رَوَى فِي تَرْجَمَتِهِ أَحَادِيْثَ مِنْهَا لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ فَأَتَيْتُ ابْنَةَ ثَابِتِ بنِ قصة فَذَكَرَتْ قِصَّةَ أَبِيْهَا قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} [الحجرات: 2] جَلَسَ أَبِي يَبْكِي،..... فَذَكَرَتِ الحَدِيْثَ. وَفِيْهِ: فَلَمَّا اسْتُشْهِدَ رَآهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي لَمَّا قُتِلْتُ انْتَزَعَ دِرْعِي رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِيْنَ وَخَبَّأَهُ فَأَكَبَّ عليه برمةً وجعل عليها رحلًا فأتت الأَمِيْرَ فَأَخْبِرْهُ وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُوْلَ: هَذَا.

حُلُمٌ فَتُضِيْعَهُ وَإِذَا أَتَيْتَ المَدِيْنَةَ فَقُلْ لِخَلِيْفَةِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وَكَذَا وَغُلاَمِي فُلاَنٌ عَتِيْقٌ وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُوْلَ: هَذَا حُلُمٌ فَتُضِيْعَهُ فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ الخَبَرَ فَنَفَّذَ وَصِيَّتَهُ فَلاَ نَعْلَمُ أَحَداً بَعْدَ مَا مَاتَ أُنْفِذَتْ وَصِيَّتُهُ غَيْرَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَقَدْ قُتِلَ مُحَمَّدٌ وَيَحْيَى وَعَبْدُ اللهِ بَنُو ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ يَوْم الحَرَّةِ. وَمِنَ الاتِّفَاقِ أَنَّ بَنِي ثَابِتِ بنِ قَيْسِ بنِ الخَطِيْمِ الأَوْسِيِّ الظَّفَرِيِّ وَهُمْ عُمَرُ وَمُحَمَّدٌ وَيَزِيْدُ قُتِلُوا أَيْضاً يَوْمَ الحَرَّةِ وَلَهُ أَيْضاً صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ فِي "السُّنَنِ" وَأَبُوْهُ مِنْ فُحُوْلِ شُعَرَاءِ الأَوْسِ مَاتَ قبل فشوا الإسلام بالمدينة ومن ذُرِّيَتِهِ عَدِيُّ بنُ ثَابِتٍ مُحَدِّثُ الكُوْفَةِ وَإِنَّمَا هُوَ عَدِيُّ بنُ أَبَانَ بنِ ثَابِتِ بنِ قَيْسِ بنِ الخَطِيْمِ بنِ عَمْرِو بنِ يَزِيْدَ بنِ سَوَادِ بنِ ظَفَرٍ الظَّفَرِيُّ نُسِبَ إِلَى جده.

شهداء أجنادين واليرموك

شُهَدَاءُ أَجْنَادِيْنَ وَاليَرْمُوْكِ: وَقْعَةُ أَجْنَادِيْنَ كَانَتْ بَيْنَ الرَّمْلَةِ وَبَيْتِ جِبْرِيْنَ فِي جُمَادَى سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ فَاسْتُشْهِدَ: نُعَيْمُ بنُ النَّحَّامِ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ. وَأَبَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ الأُمَوِيُّ وَقِيْلَ: قُتِلَ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ وَهُوَ الَّذِي أَجَارَ عُثْمَانَ لَمَّا نَفَّذَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَسُوْلاً إِلَى قُرَيْشٍ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ. وَهِشَامُ بنُ العَاصِ بنِ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ أَخُو عَمْرٍو يُكْنَى أَبَا مُطِيْعٍ اللَّذَانِ قَالَ فِيْهِمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ابْنَا العَاصِ مؤمنان" وقيل: قتل يوم اليرموك. وَكَانَ أَسْلَمَ وَهَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى المَدِيْنَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً يَتَمَنَّى الشَّهَادَةَ فَرُزِقَهَا. وَضِرَارُ بنُ الأَزْوَرِ الأَسَدِيُّ أَحَدُ الأَبْطَالِ لَهُ صُحْبَةٌ وَحَدِيْثٌ وَاحِدٌ وَكَانَ عَلَى مَيْسرَةِ خَالِدٍ يَوْمَ بُصْرَى وَلَهُ مَوَاقِفُ مَشْهُوْدَةٌ وَقِيْلَ: مَاتَ بِالجَزِيْرَةِ بَعْدُ. وَطُلَيْبُ بنُ عُمَيْرِ بنِ وَهْبِ بنِ كَثِيْرِ بنِ عَبْدِ الدَّارِ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ العَبْدَرِيُّ أَخُو مُصْعَبٍ وَهُوَ ابْنُ عَمَّةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْوَى بَدْرِيٌّ مِنَ السَّابِقِيْنَ هَاجَرَ أَيْضاً إِلَى الحَبَشَةِ الهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: قِيْلَ: كَانَ أَبُو جَهْلٍ يَشْتُمُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخَذَ طُلَيْبٌ لَحْيَ جَمَلٍ فَشَجَّهُ بِهِ قَالَ غَيْرُ الزُّبَيْرِ: فَأَوْثَقُوْهُ فَخَلَّصَهُ أَبُو لَهَبٍ خَالُهُ.

وعَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَرَزَ بِطْرِيْقٌ فَضَرَبَهُ عَبْدُ اللهِ بَعْدَ مُنَازَلَةٍ طَوِيْلَةٍ عَلَى عَاتِقِهِ فَأَثْبَتَهُ وَقَطَعَ الدِّرْعَ وَأَشْرَعَ فِي مَنْكِبِهِ وَلَمَّا الْتَحَمَ الحَرْبُ وُجِدَ مَقْتُوْلاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قِيْلَ: عَاشَ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً وَيُقَالُ: ثَبَتَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ حُنَيْنٍ. وَهَبَّارُ بنُ الأَسْوَدِ القُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ رَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ عَبْدُ المَلِكِ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ وَعُرْوَةُ وَسُلَيْمَانُ بن يَسَارٍ وَاسْتُشْهِدَ بِأَجْنَادِيْنَ، مِنَ الطُّلَقَاءِ. وَهَبَّارُ بنُ سُفْيَانَ بنِ عَبْدِ الأَسَدِ المَخْزُوْمِيُّ، مِنْ مُهَاجِرَةِ الحَبَشَةِ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ وَقِيْلَ: يَوْمَ اليَرْمُوْكِ. وَخَالِدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ الأُمَوِيُّ، مِنْ مُهَاجِرَةِ الحَبَشَةِ كَبِيْرُ القَدْرِ يُقَالُ: أُصِيْبَ يَوْمَ أَجْنَادِيْنَ. وَسَلَمَةُ بنُ هِشَامٍ، هُوَ أَخُو أَبِي جَهْلٍ مِنَ السَّابِقِيْنَ هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَحَبَسَهُ أَخُوْهُ وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُو لَهُ وَلِعَيَّاشِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ فِي القُنُوْتِ ثُمَّ هَرَبَ مُهَاجِراً بَعْدَ الخَنْدَقِ. وَعِكْرِمَةُ بنُ أَبِي جَهْلٍ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ. وَعَيَّاشُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ بنِ المُغِيْرَةِ بنِ عَيَّاشٍ المَخْزُوْمِيُّ المَدْعُو لَهُ فِي القُنُوْتِ وَرَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ وَكَانَ أَخَا أَبِي جَهْلٍ لأُمِّهِ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ، أَخُو الزُّبَيْرِ حَضَرَ بَدْراً عَلَى الشِّرْكِ ثُمَّ أَسْلَمَ وَجَاهَدَ وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ. وَعَامِرُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ مَالِكِ بنِ أُهَيْبٍ، أَخُو سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ أَحَدُ السَّابِقِيْنَ وَمِنْ مُهَاجِرَةِ الحَبَشَةِ قَدِمَ دِمَشْقَ وَهُمْ مُحَاصِرُوْهَا بِوِلاَيَةِ أَبِي عُبَيْدَةَ اسْتُشْهِدَ بِاليَرْمُوْكِ وَقِيْلَ: بِأَجْنَادِيْنَ. وَنَضِيْرُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَلْقَمَةَ بنِ كَلَدَةَ العَبْدَرِيُّ مِنْ مُسْلِمَةِ الفَتْحِ كَانَ أَحَدَ الحُلَمَاءِ وَهُوَ مِمَّنْ تَأَلَّفَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بمئة بعير، قتل يومئذ.

طليحة بن خويلد

67- طليحة بن خويلد 1: ابن نوفل الأسدي. البَطَلُ الكَرَّارُ صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَنْ يُضْرَبُ بِشَجَاعَتِهِ المَثَلُ أَسْلَمَ سَنَةَ تِسْعٍ ثُمَّ ارْتَدَّ وَظَلَمَ نَفْسَهُ وَتَنَبَّأَ بِنَجْدٍ وَتَمَّتْ لَهُ حُرُوْبٌ مَعَ المُسْلِمِيْنَ ثُمَّ انْهَزَمَ وَخُذِلَ وَلَحِقَ بِآلِ جَفْنَةَ الغَسَّانِيِّيْنَ بِالشَّامِ ثُمَّ ارْعَوَى وَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ لَمَّا تُوُفِّيَ الصِّدِّيْقُ وَأَحْرَمَ بِالحَجِّ فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ قَالَ: يَا طُلَيْحَةُ! لاَ أُحِبُّكَ بَعْد قَتْلِكَ عُكَّاشَةَ بنَ مِحْصَنٍ وَثَابِتَ بنَ أَقْرَمَ وَكَانَا طَلِيْعَةً لِخَالِدٍ يَوْم بُزَاخَةَ فَقَتَلَهُمَا طُلَيْحَةُ وَأَخُوْهُ ثُمَّ شَهِدَ القَادِسِيَّةَ وَنَهَاوَنْدَ وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنْ شَاوِرْ طُلَيْحَةَ فِي أَمْرِ الحَرْبِ وَلاَ تُوَلِّهِ شَيْئاً. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ طُلَيْحَةُ يُعَدُّ بِأَلْفِ فَارِسٍ لِشَجَاعَتِهِ وَشِدَّتِهِ. قُلْتُ: أَبْلَى يَوْمَ نَهَاوَنْدَ ثُمَّ استشهد -رضي الله عنه- وسامحه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 92، 467"، والإصابة "2/ ترجمة 4290".

سعد بن الربيع

68- سعد بن الربيع 1: ابن عمرو بن أبي زهير بن مَالِكِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ بنِ مَالِكِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ كَعْبِ بنِ الخَزْرَجِ بنِ الحَارِثِ بنِ الخَزْرَجِ. الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ الحَارِثِيُّ البَدْرِيُّ النَّقِيْبُ الشَّهِيْدُ الَّذِي آخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ فَعَزَمَ عَلَى أَنْ يُعْطِيَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ شَطْرَ مَالِهِ وَيُطَلِّقَ إِحْدَى زَوْجَتَيْهِ لِيَتَزَوَّجَ بِهَا فَامْتَنَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ ذَلِكَ وَدَعَا لَهُ وَكَانَ أحد النقباء ليلة العقبة. بن إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي صَعْصَعَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ رَجُلٌ يَنْظُرُ لِي مَا فَعَلَ سَعْدُ بنُ الرَّبِيْعِ"؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أَنَا فَخَرَجَ يَطُوْفُ فِي القَتْلَى حَتَّى وَجَدَ سَعْداً جَرِيْحاً مُثْبتاً بِآخِرِ رَمَقٍ. فَقَالَ يَا سَعْدُ! إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ فِي الأَحْيَاءِ أَنْتَ أَمْ فِي الأَمْوَاتِ قَالَ فَإِنِّي فِي الأَمْوَاتِ فَأَبْلِغْ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- السَّلاَمَ وَقُلْ إِنَّ سَعْداً يَقُوْلُ جَزَاكَ اللهُ عَنِّي خَيْرَ مَا جَزَى نَبِيّاً، عن أمته وأبلغ قومك مني السلام. وَقُلْ لَهُم إِنَّ سَعْداً يَقُوْلُ لَكُم إِنَّهُ لاَ عُذْرَ لَكُم عِنْدَ اللهِ إِنْ خُلِصَ إلى نبيكم ومنكم عين تطرف".

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ق1/ 82-83"، والإصابة "2/ ترجمة 3153".

عَبْدُ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: جَاءتِ امْرَأَةُ سَعْدِ بنِ الرَّبِيْعِ بِابْنَتَيْهَا مِنْ سَعْدٍ فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! هَاتَانِ بِنْتَا سَعْدٍ قُتِلَ أَبُوْهُمَا مَعَكَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيْداً وَإِنَّ عَمَّهُمَا أَخَذَ مَالَهُمَا فَلَمْ يَدَعْ لَهُمَا مَالاً وَلاَ تُنْكَحَانِ إلَّا وَلَهُمَا مَالٌ قَالَ: "يَقْضِي اللهُ فِي ذَلِكَ" فَأُنْزِلَتْ آيَةُ المَوَارِيْثِ فَبَعَثَ إِلَى عَمِّهِمَا فَقَالَ: "أَعْطِ بِنْتَيْ سَعْدٍ الثُّلُثَيْنِ وَأَعْطِ أُمَّهُمَا الثُّمُنَ وَمَا بَقِيَ فَهُوَ لَكَ". عَنْ خَارِجَةَ بنِ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُدٍ أَطْلُبُ سَعْدَ بنَ الرَّبِيْعِ فَقَالَ لِي: "إِنْ رَأَيْتَهُ فَأَقْرِهِ مِنِّي السَّلاَمَ وَقُلْ لَهُ: يَقُوْلُ لَكَ رَسُوْلُ اللهِ كَيْفَ تَجِدُكَ"؟ فَطُفْتُ بَيْنَ القَتْلَى فَأَصَبْتُهُ وَهُوَ فِي آخِرِ رَمَقٍ وَبِهِ سَبْعُوْنَ ضَرْبَةً فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ السَّلاَمُ وَعَلَيْكَ قُلْ لَهُ يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَجِدُ رِيْحَ الجَنَّةِ وَقُلْ لِقَوْمِي الأَنْصَارِ لاَ عُذْرَ لَكُم عِنْدَ اللهِ إِنْ خُلِصَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَفِيْكُم شَفْرٌ يَطْرُفُ قَالَ: وَفَاضَتْ نَفْسُهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. أَخْرَجَهُ البَيْهَقِيُّ، ثُمَّ سَاقَهُ بِنَحْوِهِ مِنْ طَرِيْقِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي صَعْصَعَةَ نَحْوَ مَا مَرَّ. وَنَقَلَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ، عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "من يَأْتِيْنَا بِخَبَرِ سَعْدٍ"؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا فَذَهَبَ يَطُوْفُ بَيْنَ القَتْلَى فَوَجَدَهُ وَبِهِ رَمَقٌ فَقَالَ بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لآتِيَهُ بِخَبَرِكَ قَالَ فَاذْهَبْ فَأَقْرِهِ مِنِّي السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُ أَنَّنِي قَدْ طُعِنْتُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ طَعْنَةً وَقَدْ أَنْفَذَتْ مَقَاتِلِي.

معن بن عدي

69- معن بن عدي 1: بن الجد بن العجلان الأَنْصَارِيُّ العَجْلاَنِيُّ العَقَبِيُّ البَدْرِيُّ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي مَالِكِ بنِ عَوْفٍ مِنْ سَادَةِ الأَنْصَارِ كَانَ يَكْتُبُ العَرَبِيَّةَ قَبْلَ الإِسْلاَمِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَلَهُ عَقِبٌ اليَوْمَ. وَرَوَى الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عن ابن عباس أَنَّ مَعْنَ بنَ عَدِيٍّ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ لَقِيَا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَهُمَا يُرِيْدَانِ سَقِيْفَةَ بني ساعدة فَقَالاَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ لاَ عَلَيْكُم أَنْ لا تقربوهم واقضوا أمركم.

_ 1 انظر ترجمته في الجرح والتعديل "4/ ق1/ 276"، والإصابة "3/ ترجمة 8158".

قَالَ عُرْوَةُ: بَلَغَنَا أَنَّ النَّاسَ بَكَوْا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالُوا ليتنا متنا قبله نخشى أن نفتن بَعْدَهُ فَقَالَ مَعْنٌ: لَكِنِّي وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنِّي مُتُّ قَبْلَهُ حَتَّى أُصَدِّقَهُ مَيْتاً كَمَا صَدَّقْتُهُ حَيّاً1. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: مَعْنُ بنُ عَدِيِّ بنِ العَجْلاَنِ البَلَوِيُّ حَلِيْفُ بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ مَشْهُوْرٌ. قُلْتُ: هُوَ أَخُو عَاصِمِ بنِ عَدِيِّ بنِ الجدِّ بنِ العجلان البلوي حليف بني عمرو بن عوف وَكَانَ عَاصِمٌ سَيِّدَ بَنِي العَجْلاَنِ وَهُوَ وَالِدُ أَبِي البَدَّاحِ بنِ عَاصِمٍ شَهِدَ عَاصِمٌ بَدْراً أَيْضاً وَحَدِيْثُهُ فِي السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ وَكَانَ مَعْنٌ مِمَّنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ اليَمَامَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6830".

عبد الله بن عبد الله بن أبي

70- عبد الله بن عبد الله بن أّبَي 1: ابن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بنِ سَالِمِ - وَسَالِمٌ هُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الحبلى لعظم بطنه - بن غنم بن عوف بنِ الخَزْرَجِ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ المَعْرُوْفُ وَالِدُهُ بِابْنِ سَلُوْلٍ المُنَافِقُ المَشْهُوْرُ وَسَلُوْلٌ الخُزَاعِيَّةُ هِيَ وَالِدَةُ أبي المَذْكُوْرِ وَقَدْ كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ مِنْ سَادَةِ الصَّحَابَةِ وَأَخْيَارِهِم وَكَانَ اسْمُهُ الحُبَابُ وَبِهِ كَانَ أَبُوْهُ يُكْنَى فَغَيَّرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ. شَهِدَ بَدْراً وَمَا بَعْدَهَا. وَذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ أَنَّ أَنْفَهُ أُصِيْبَ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَتَّخِذَ أَنْفاً مِنْ ذَهَبٍ. وَالأَشْبَهُ فِي ذَلِكَ مَا رُوِيَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ أَنَّهُ قَالَ نَدَرَتْ ثَنِيَّتِي فَأَمَرنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أتخذ ثنية من ذَهَبٍ. اسْتُشْهِدَ عَبْدُ اللهِ يَوْمَ اليَمَامَةِ وَقَدْ مَاتَ أَبُوْهُ سَنَةَ تِسْعٍ فَأَلْبَسَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَمِيْصَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ إِكْرَاماً لِوَلَدِهِ حَتَّى نَزَلَتْ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} الآية [التوبة: 89] . وَقَدْ كَانَ رَئِيْساً مُطَاعاً، عَزَمَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَنْ يُمَلِّكُوْهُ عَلَيْهِم فَانْحَلَّ أَمْرُهُ وَلاَ حَصَّلَ دُنْيَا وَلاَ آخِرَةً- نَسْأَلُ اللهَ العافية.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ق2/ 89-90"، والإصابة "2/ ترجمة 4784".

عكرمة بن أبي جهل

71- عكرمة بن أبي جهل 1 "ع": عمرو بن هِشَامِ بنَ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمِ بنِ يَقَظَةَ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ الشَّرِيْفُ الرَّئِيْسُ الشَّهِيْدُ أَبُو عُثْمَانَ القُرَشِيُّ المَخْزُوْمِيُّ المَكِّيُّ. لَمَّا قُتِلَ أَبُوْهُ، تَحَوَّلَتْ رِئَاسَةُ بَنِي مَخْزُوْمٍ إِلَى عِكْرِمَةَ ثُمَّ إِنَّهُ أَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ بِالمَرَّةِ. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: كَانَ عِكْرِمَةُ إِذَا اجْتَهَدَ فِي اليَمِيْنِ قَالَ: لاَ وَالَّذِي نَجَّانِي يَوْمَ بَدْرٍ. وَلَمَّا دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَرَبَ مِنْهَا عِكْرِمَةُ وَصَفْوَانُ بنُ أُمَيَّةَ بن خلف فَبَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُؤَمِّنُهُمَا وَصَفَحَ عَنْهُمَا فَأَقْبَلاَ إِلَيْهِ. اسْتَوْعَبَ أَخْبَارَهُ أَبُو القاسم بن عَسَاكِرَ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيْقِ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَلَمْ يُدْرِكْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ: "مَرْحَباً بِالرَّاكِبِ المُهَاجِرِ" قَالَ فَقُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ! والله لا أدع نفقة أنفقها عَلَيْكَ إلَّا أَنْفَقْتُ مِثْلَهَا فِي سَبِيْلِ اللهِ. وَلَمْ يُعْقِبْ عِكْرِمَةُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: كَانَ مَحْمُوْدَ البَلاَءِ فِي الإِسْلاَمِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ: نَزَلَ عِكْرِمَةُ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ فَقَاتَلَ قِتَالاً شَدِيْداً ثُمَّ اسْتُشْهِدَ فَوَجَدُوا بِهِ بِضْعاً وَسَبْعِيْنَ مِنْ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ وَضَرْبَةٍ. وَقَالَ عُرْوَةُ، وَابْنُ سَعْدٍ وَطَائِفَةٌ: قُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادِيْنَ.

_ 1 ترجمته في تاريخ البخاري الكبير "7/ ترجمة 217"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 31"، وتهذيب التهذيب "7/ 257-258"، والإصابة "2/ ترجمة "5638".

عبد الله بن عمرو بن حرام

72- عبد الله بن عمرو بن حرام 1: ابْنِ ثَعْلَبَةَ بنِ حَرَامِ بنِ كَعْبِ بنِ غَنْمِ بنِ كعب بن سلمة بن سعد بن علي بنِ أَسَدِ بنِ سَارِدَةَ بنِ تَزِيْدَ بنِ جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ الأَنْصَارِيُّ السُّلَمِيُّ أَبُو جَابِرٍ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ شَهِدَ بَدْراً وَاسْتُشْهِدَ يوم أحد.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ ترجمة "530"، والحلية "2/ 4"، والإصابة "2/ ترجمة 4838".

شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ لَمَّا قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ جَعَلْتُ أَكْشِفُ، عَنْ وَجْهِهِ وَأَبْكِي وَجَعَلَ أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْهَوْنِي وَهُوَ لاَ يَنْهَانِي وَجَعَلَتْ عَمَّتِي تَبْكِيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَبْكِيْهِ أَوْ لاَ تَبْكِيْهِ مَا زَالَتِ المَلاَئِكَةُ تُظَلِّلُهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوْهُ" 1. شَرِيْكٌ، عَنِ الأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ العَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أُصِيْبَ أَبِي وَخَالِي يَوْمَ أُحُدٍ فَجَاءتْ أُمِّي بِهِمَا قَدْ عَرَضَتْهُمَا عَلَى نَاقَةٍ فَأَقْبَلَتْ بِهِمَا إِلَى المَدِيْنَةِ فَنَادَى مُنَادٍ ادْفِنُوا القَتْلَى فِي مَصَارِعِهِم فَرُدَّا حَتَّى دُفِنَا في مصارعهما. قَالَ مَالِكٌ: كُفِّنَ هُوَ وَعَمْرُو بنُ الجَمُوْحِ فِي كَفَنٍ وَاحِدٍ. وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا خَرَجَ لِدَفْنِ شُهَدَاءِ أُحُدٍ قَالَ: "زَمِّلُوْهُم بِجِرَاحِهِم فَأَنَا شَهِيْدٌ عَلَيْهِم" وَكَفَّنَ أَبِي فِي نَمِرَةٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ أَوَّلَ مَنْ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَكَانَ أَحْمَرَ أَصْلَعَ لَيْسَ بِالطَّوِيْلِ وَكَانَ عَمْرُو بنُ الجَمُوْحِ طَوِيْلاً فَدُفِنَا مَعاً عِنْدَ السَّيْلِ فَحَفَرَ السَّيْلُ عَنْهُمَا وَعَلَيْهِمَا نَمِرَةٌ وَقَدْ أَصَابَ عَبْدَ اللهِ جُرْحٌ فِي وَجْهِهِ فَيَدُهُ عَلَى جُرْحِهِ فَأُمِيْطَتْ يَدُهُ فَانْبَعَثَ الدَّمُ فَرُدَّتْ فَسَكَنَ الدَّمُ. قَالَ جَابِرٌ: فَرَأَيْتُ أَبِي فِي حُفْرَتِهِ كَأَنَّهُ نَائِمٌ وَمَا تَغَيَّرَ مِنْ حَالِهِ شَيْءٌ وَبَيْنَ ذَلِكَ سِتٌّ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً فُحُوِّلاَ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ وَأُخْرِجُوا رِطَاباً يَتَثَنُّوْنَ. أَبُو الزُّبَيْرِ: عَنْ جَابِرٍ قَالَ صُرِخَ بِنَا إِلَى قَتْلاَنَا حِيْنَ أَجْرَى مُعَاوِيَةُ العَيْنَ فَأَخْرَجْنَاهُم لَيِّنَةً أجسادهم تتثنى أطرافهم. بن أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: دُفِنَ رَجُلٌ مَعَ أَبِي فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي حتى أخرجته ودفنته وحده. سَعِيْدُ بنُ يَزِيْدَ أَبُو مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ أَبِي: أَرْجُو أَنْ أَكُوْنَ فِي أَوَّلِ مَنْ يُصَابُ غَداً فَأُوْصِيْكَ بِبَنَاتِي خَيْراً فَأُصِيْبَ فَدَفَنْتُهُ مَعَ آخَرَ فَلَمْ تَدَعْنِي نَفْسِي حَتَّى اسْتَخْرَجْتُهُ وَدَفَنْتُهُ وَحْدَهُ بَعْد سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَإِذَا الأَرْضُ لَمْ تَأْكُلْ مِنْهُ شيئًا إلَّا بعض شحمة أذنه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1244، 4080"، ومسلم "2471" "130" من حديث جابر بن عبد الله.

الشَّعْبِيُّ، حَدَّثَنِي جَابِرٌ، أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دين قال: فأتيت رسول الله فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي تَرَكَ عَلَيْهِ دَيْناً وَلَيْسَ عِنْدَنَا إلَّا مَا يَخْرُجُ مِنْ نَخْلِهِ فَانْطَلِقْ مَعِي لِئَلاَّ يُفْحِشَ عَلَيَّ الغُرَمَاءُ قَالَ: فَمَشَى حَوْلَ بَيْدَرٍ مِنْ بَيَادِرِ التَّمْرِ وَدَعَا ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ فَأَوْفَاهُمُ الَّذِي لَهُم وَبَقِيَ مِثْلُ الَّذِي أَعْطَاهُم. وَفِي الصَّحِيْحِ أَحَادِيْثُ فِي ذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بنُ خِرَاشٍ سَمِعَ جَابِراً يَقُوْلُ قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلاَ أُخْبِرُكَ أَنَّ اللهَ كَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحاً فَقَالَ: يَا عَبْدِي! سَلْنِي أُعْطِكْ قَالَ: أَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلَ فِيْكَ ثَانِياً فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُم إِلَيْهَا لاَ يُرْجَعُوْنَ قَالَ: يَا رَبِّ! فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي فَأَنْزَلَ اللهُ {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آلُ عِمْرَانَ: 169] ". وَرُوِيَ نَحْوُهُ مِنْ حَدِيْثِ عَائِشَةَ. ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بن عمر، عن عبد الرحمن بن جابر، عَنْ أَبِيْهِ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابُ أُحُدٍ: "وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي غُوْدِرْتُ مَعَ أَصْحَابِ فَحْصِ الجَبَلِ". يَقُوْلُ: قُتِلْتُ مَعَهُم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.

يزيد بن أبي سفيان

73- يزيد بن أبي سفيان 1 "ق": ابن حرب بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ مناف بن قصي الأموي. أَخُو مُعَاوِيَةَ مِنْ أَبِيْهِ وَيُقَالُ لَهُ يَزِيْدُ الخَيْرُ وَأُمُّهُ هِيَ زَيْنَبُ بِنْتُ نَوْفَلٍ الكِنَانِيَّةُ وَهُوَ أَخُو أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ أُمِّ حَبِيْبَةَ. كَانَ مِنَ العُقَلاَءِ الأَلِبَّاءِ، وَالشُّجْعَانِ المَذْكُوْرِيْنَ أَسْلَمَ يَوْمَ الفَتْحِ وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ وَشَهِدَ حُنَيْناً فَقِيْلَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَاهُ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مَائَةً مِنَ الإِبِلِ وَأَرْبَعِيْنَ أُوْقِيَّةً فِضَّةً وَهُوَ أَحَدُ الأُمَرَاءِ الأَرْبَعَةِ الَّذِيْنَ نَدَبَهُم أَبُو بَكْرٍ لِغَزْوِ الرُّوْمِ عَقَدَ لَهُ أَبُو بكر ومشى معه

_ 1 تاريخ البخاري الكبير "8/ ترجمة "3156"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 1143"، وتهذيب التهذيب "11/ 332"، وتقريب التهذيب "2/ 356"، والإصابة "3/ ترجمة 9265".

تَحْتَ رِكَابِهِ يُسَايِرُهُ، وَيُوَدِّعُهُ، وَيُوْصِيْهِ، وَمَا ذَاكَ إلَّا لِشَرَفِهِ وَكَمَالِ دِيْنِهِ وَلَمَّا فُتِحَتْ دِمَشْقُ أَمَّرَهُ عُمَرُ عَلَيْهَا. لَهُ حَدِيْثٌ فِي الوُضُوْءِ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَلَهُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَشْعَرِيُّ وَجُنَادَةُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ. وَلَهُ تَرْجَمَةٌ طَوِيْلَةٌ فِي "تَارِيْخِ الحَافِظِ أَبِي القَاسِمِ". وَعَلَى يَدِهِ كَانَ فَتْحُ قَيْسَارِيَّةَ الَّتِي بِالشَّامِ. رَوَى عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو العَالِيَةِ قَالَ: غَزَا يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ بِالنَّاسِ فَوْقَعَتْ جَارِيَةٌ نَفِيْسَةٌ فِي سَهْمِ رَجُلٍ فَاغْتَصَبَهَا يَزِيْدُ فَأَتَاهُ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ: رُدَّ على الرجل جاريته فتلكأ فقال: لئن فَعَلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "أَوَّلُ مَنْ يُبَدِّلُ سُنَّتِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ: يَزِيْدُ". فَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللهَ أَنَا مِنْهُم? قَالَ لاَ فَرَدَّ عَلَى الرَّجُلِ جَارِيَتَهُ. أَخْرَجَهُ الرُّوْيَانِيُّ فِي "مُسْنَدِهِ". قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى رُبُعٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَلَى رُبُعٍ وَعَمْرُو بنُ العَاصِ عَلَى رُبُعٍ وَشُرَحْبِيْلُ بنُ حَسَنَةَ عَلَى رُبُعٍ يَعْنِي يَوْمَ اليَرْمُوْكِ وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهِم أَمِيْرٌ. تُوُفِّيَ يَزِيْدُ فِي الطَّاعُوْنِ، سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، وَلَمَّا احْتُضِرَ اسْتَعْمَلَ أَخَاهُ مُعَاوِيَةَ عَلَى عَمَلِهِ فَأَقَرَّهُ عُمَرُ عَلَى ذَلِكَ احْتِرَاماً لِيَزِيْدَ وَتَنْفِيْذاً لِتَوْلِيَتِهِ. وَمَاتَ هَذِهِ السَّنَةَ فِي الطَّاعُوْنِ: أَبُو عُبَيْدَةَ أَمِيْنُ الأُمَّةِ وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ سَيِّدُ العُلَمَاءِ وَالأَمِيْرُ المُجَاهِدُ شُرَحْبِيْلُ بنُ حَسَنَةَ حَلِيْفُ بَنِي زُهْرَةَ وَابْنُ عَمِّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ وَلَهُ بِضْعٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً وَالحَارِثُ بنُ هِشَامِ بنِ المُغِيْرَةِ المَخْزُوْمِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنَ الصَّحَابَةِ الأَشْرَافِ وَهُوَ أَخُو أَبِي جَهْلٍ وَأَبُو جَنْدَلٍ بنُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو العَامِرِيُّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.

أبو العاص بن الربيع

74- أبو العاص بن الربيع 1: ابن عبد العزى بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبِ القرشي العَبْشَمِيُّ. صِهْرُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَوْجُ بِنْتِهِ زَيْنَبَ وَهُوَ وَالِدُ أُمَامَةَ الَّتِي كَانَ يَحْمِلُهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صَلاَتِهِ2. وَاسْمُهُ: لَقِيْطٌ وَقِيْلَ: اسْمُ أَبِيْهِ رَبِيْعَةُ وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ خَدِيْجَةَ أُمُّهُ هِيَ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَكَانَ أَبُو العَاصِ يُدْعَى جَرْوَ البَطْحَاءِ. أَسْلَمَ قَبْلَ الحُدَيْبِيَةِ بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ. قَالَ المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ: أَثْنَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَبِي العَاصِ فِي مُصَاهَرَتِهِ خَيْراً وَقَالَ: "حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي" 3 وَكَانَ قَدْ وَعَدَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَرْجِعَ إِلَى مَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ فَيَبْعَثَ إِلَيْهِ بِزَيْنَبَ ابْنَتِهِ فَوَفَى بِوَعْدِهِ وَفَارَقَهَا مَعَ شِدَّةِ حُبِّهِ لَهَا وَكَانَ مِنْ تُجَّارِ قُرَيْشٍ وَأُمَنَائِهِم وما علمت له رواية. وَلَمَّا هَاجَرَ، رَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَوْجَتَهُ زَيْنَبَ بَعْدَ سِتَّةِ أَعْوَامٍ عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ رَدَّهَا إِلَيْهِ بِعَقْدٍ جَدِيْدٍ وَقَدْ كَانَتْ زَوْجَتُهُ لَمَّا أُسِرَ نَوْبَةَ بَدْرٍ بَعَثَتْ قِلاَدَتَهَا لِتَفْتَكَّهُ بِهَا فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنْ رَأَيْتُم أَنْ تُطْلِقُوا لِهَذِهِ أَسِيْرَهَا". فَبَادَرَ الصَّحَابَةُ إِلَى ذَلِكَ4. وَمِنَ السِّيْرَةِ: أَنَّهَا بَعَثَتْ فِي فِدَائِهِ قِلاَدَةً لَهَا كَانَتْ لِخَدِيْجَةَ أَدْخَلَتْهَا بِهَا فَلَمَّا رَآهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَقَّ لَهَا وَقَالَ: "إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيْرَهَا وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا" قَالُوا: نَعَمْ وَأَطْلَقُوْهُ فَأَخَذَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُخْلِيَ سَبِيْلَ زَيْنَبَ وَكَانَتْ مِنَ المُسْتَضْعَفِيْنَ مِنَ النِّسَاءِ وَاسْتَكْتَمَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى الله عليه وسلم- ذلك وبعث زيد بن حارثة ورجلا من الانصار فقال: "كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فَتَصْحَبَانِهَا". وَذَلِكَ بَعْد بَدْرٍ بِشَهْرٍ فَلَمَّا قَدِمَ أبو العاص

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "8/ 30-33 و39 و165"، والإصابة "4/ ترجمة 692". 2 صحيح: أخرجه البخاري "516"، ومسلم "543" من طريق عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بنِ سُلَيْم الزُّرَقِي، عَنْ أَبِي قَتَادَة الأنصاري قَالَ: "إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصلي وَهُوَ حَاملٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَب بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس، فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها". 3 صحيح: أخرجه البخاري "3729"، ومسلم "2449"، "95" من طريق الزهري، قال: حدثني علي بن حسين، عن المسور بن مخرمة في حديث طويل، وجاء في آخره: ".... حدثني فصدقني، ووعدني فأوفى لِي، وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلاَلاً، وَلاَ أُحِلُّ حراما، ولكن والله لا تجتمع بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبنت عدو الله مكانا واحدا أبدا". وقد خرجت هذا الحديث في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" ط/ دار الحديث في عدة مواضع، فراجعه إذا رُمت زيادة. 4 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 276"، وأبو داود "2692" من حديث عائشة.

مَكَّةَ، أَمَرَهَا بِاللُّحُوْقِ بِأَبِيْهَا، فَتَجَهَّزَتْ. فَقَدَّمَ أَخُو زَوْجِهَا كِنَانَةُ -قُلْتُ: وَهُوَ ابْنُ خَالَتِهَا- بَعِيْراً فَرَكِبَتْ وَأَخَذَ قَوْسَهُ وَكِنَانَتَهُ نَهَاراً فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهَا فَبَرَكَ كِنَانَةُ وَنَثَرَ كِنَانَتَهُ بِذِي طُوَى فَرَوَّعَهَا هَبَّارُ بنُ الأَسْوَدِ بِالرُّمْحِ فَقَالَ كِنَانَةُ: وَاللهِ لاَ يَدْنُو أَحَدٌ إلَّا وَضَعْتُ فِيْهِ سَهْماً فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: كُفَّ أَيُّهَا الرَّجُلُ عَنَّا نَبْلَكَ حَتَّى نُكَلِّمَكَ فَكَفَّ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّكَ لَمْ تُصِبْ خَرَجْتَ بِالمَرْأَةِ عَلَى رءوس النَّاسِ عَلاَنِيَةً وَقَدْ عَرَفْتَ مُصِيْبَتَنَا وَنَكْبَتَنَا وَمَا دَخَلَ عَلَيْنَا مِنْ مُحَمَّدٍ فَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ ذَلِكَ، عَنْ ذُلٍّ أَصَابَنَا وَلَعَمْرِي مَا بِنَا بِحَبْسِهَا، عَنْ أَبِيْهَا مِنْ حَاجَةٍ ارْجِعْ بِهَا حَتَّى إِذَا هَدَتِ الأَصْوَاتُ وَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّا رَدَدْنَاهَا فَسُلَّهَا سِرّاً وَأَلْحِقْهَا بِأَبِيْهَا. قَالَ: فَفَعَلَ وَخَرَجَ بِهَا بَعْدَ لَيَالٍ فَسَلَّمَهَا إِلَى زَيْدٍ وَصَاحِبِهِ فَقَدِمَا بِهَا فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ الفَتْحِ خَرَجَ أَبُو العَاصِ تَاجِراً إِلَى الشَّامِ بِمَالِهِ وَمَالٍ كَثِيْرٍ لقُرَيْشٍ فَلَمَّا رَجَعَ لَقِيَتْهُ سَرِيَّةٌ فَأَصَابُوا مَا مَعَهُ وَأَعْجَزَهُم هَرَباً فَقَدِمُوا بِمَا أَصَابُوا وَأَقْبَلَ هُوَ فِي اللَّيْلِ حَتَّى دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ فَاسْتَجَارَ بِهَا فَأَجَارَتْهُ فَلَمَّا كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالنَّاسُ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ صَرَخَتْ زَيْنَبُ مِنْ صُفَّةِ النِّسَاءِ أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَجَرْتُ أَبَا العَاصِ بنَ الرَّبِيْعِ وَبَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى السَّرِيَّةِ الَّذِيْنَ أَصَابُوا مَالَهُ فَقَالَ: "إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ وَقَدْ أَصَبْتُمْ لَهُ مَالاً فَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَرُدُّوْهُ فَإِنَّا نُحِبَّ ذَلِكَ وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَهُوَ فَيْءُ اللهِ فَأَنْتُم أَحَقُّ بِهِ" قَالُوا: بَلْ نَرُدُّهُ فَرَدُّوْهُ كُلَّهُ ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى مَكَّةَ فَأَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي مَالٍ مَالَهُ ثُمَّ قَالَ: يا معشر قريش! هل بَقِيَ لأَحَدٍ مِنْكُم عِنْدِي شَيْءٌ? قَالُوا: لاَ فَجَزَاكَ اللهُ خَيْراً قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عبده وَرَسُوْلُهُ وَاللهِ مَا مَنَعَنِي مِنَ الإِسْلاَمِ عِنْدَهُ إلَّا خَوْفُ أَنْ تَظُنُّوا أَنِّي إِنَّمَا أَرَدْتُ أَكْلَ أَمْوَالِكُم. ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ لَمْ يُحْدِثْ شيئًا1.

_ 1 حسن: أخرجه عبد الرزاق "12644"، وأحمد "1/ 217"، وأبو داود "2240"، والترمذي "1143"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "3/ 256"، والحاكم "3/ 237، 638-639"، والطبراني "11575" والبيهقي "7/ 187" من طرق عن محمد بن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. قلت: إسناده حسن، محمد بن إسحاق، صدوق، ومدلس مشهور بالتدليس، لكنه قد صرح بالتحديث عند الترمذي والحاكم فأمنا شر تدليسه.

زينب

75- زينب 1: زَيْنَبُ هَذِهِ كَانَتْ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَكْبَرَ بَنَاتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الهِجْرَةِ وَغَسَّلَتْهَا أُمُّ عطية فأعطاهن حقوه وقال: "أشعرنها إياه" 2. وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحِبُّهَا وَيُثْنِي عَلَيْهَا -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- عَاشَتْ نَحْوَ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً وَمَاتَ أَبُو العَاصِ فِي شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلاَفَةِ الصديق.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "8/ 30-36"، والإصابة "4/ ترجمة "466"، والعبر "1/ 10". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1254" من طريق أيوب، عن محمد، عن أم عطية -رضي الله عنها- قالت: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن نغسل ابنته فقال: "اغسلنها ثَلاَثاً أَوْ خَمْساً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا، فإذا فرغتن فآذنني"، فلما فرغنا أذناه فألقى إلينا حقوه، قال: "أشعرنها إياه". فقال أيوب: وحدثتني حفصة بمثل حديث محمد، وكان في حديث حفصة "اغسلنها وترا" وكان فيه "ثلاثا أو خمسا أو سبعا"، وكان فيه أنه قال: "ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها"، وكان فيه "أن أم عطية قالت: "ومشطناها ثلاثة قرون".

أمامة بنت أبي العاص

76- أمامة بنت أبي العاص 1: م الَّتِي كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَحْمِلُهَا فِي صَلاَتِهِ2 هِيَ بِنْتُ بِنْتِهِ تَزَوَّجَ بِهَا عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ وَبَقِيَتْ عِنْدَهُ مُدَّةً وَجَاءتْهُ الأَوْلاَدُ مِنْهَا وَعَاشَتْ بَعْدَهُ حَتَّى تَزَوَّجَ بِهَا المُغِيْرَةُ بنُ نَوْفَلِ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيُّ فَتُوُفِّيَتْ عِنْدَهُ بَعْدَ أَنْ وَلَدَتْ لَهُ يَحْيَى بنَ المُغِيْرَةِ مَاتَتْ فِي دَوْلَةِ مُعَاوِيَةَ بن أبي سفيان ولم ترو شيئًا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "8/ 31"، والإصابة "4/ ترجمة 70". 2 صحيح: تقدم تخريجنا له قريبا بتعليق رقم "477".

أبوزيد

77- أبو زَيْدٍ 1: هُوَ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ وَمِمَّنْ حَفِظَ القُرْآنَ كُلَّهُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ ثَابِتُ بنُ زَيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ زَيْدِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ مَالِكِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ كَعْبِ بنِ الخَزْرَجِ بنِ الحَارِثِ بنِ الخَزْرَجِ. حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ سَعِيْدُ بنُ أَوْسِ بنِ ثَابِتِ بنِ بَشِيْرِ بنِ أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ ثَابِتِ بنِ

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 27"، والجرح والتعديل "1/ ق1/ 451"، والإصابة "1/ ترجمة رقم "885".

زَيْدٍ، قَالَ النَّحْوِيُّ: هُوَ جَدِّي. شَهِدَ أُحُداً وَهُوَ أَحَدُ السِّتَّةِ الَّذِيْنَ جَمَعُوا القُرْآنَ نَزَلَ البَصْرَةَ وَاخْتَطَّ بِهَا ثُمَّ قَدِمَ المَدِيْنَةَ فَمَاتَ بِهَا فَوَقَفَ عُمَرُ عَلَى قَبْرِهِ فَقَالَ: رَحِمَكَ اللهُ أَبَا زَيْدٍ! لَقَدْ دُفِنَ اليَوْمَ أَعْظَمُ أَهْلِ الأَرْضِ أَمَانَةً. وَقُتِلَ ابْنُهُ بَشِيْرٌ يَوْمَ الحَرَّةِ1. العَقَدِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ المُبَارَكِ، عَنِ الحَسَنِ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: دَخْلَنَا عَلَى أَبِي زَيْدٍ وَكَانَتْ رِجْلُهُ أُصِيْبَتْ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَذَّنَ، وَأَقَامَ قَاعِداً. وَقِيْلَ: اسْمُ أَبِي زَيْدٍ أَوْسٌ. وقيل: معاذ والأول أصح.

_ 1 الحرة: هي الأرض ذات الحجارة السود، وتجمع على حر، وحرار، وحرات، وحرين، واحرين، وهي من الجموع النادرة كثبين وقلين، في جمع ثبة وقلة، وزيادة الهمزة في أوله بمنزلة الحركة في أرضين، وتغيير أول سنين وقيل: إن واحدا إحرين: إحرة. والمقصود وقعة الحرة المشهورة في أيام يزيد بن معاوية سنة "63 هـ"، وسببها أن أهل المدينة اجتمعوا على خلع يزيد بن معاوية، وإخراج عامله من المدينة، وذلك لما بلغهم أن يزيد بن معاوية يشرب الخمر، ويترك الصلوات، ومعتكف على القينات فسير لأهل المدينة جيشا قيل: اثنا عشر ألفا وخمسة عشر ألف رجل، وجعل عليهم مسلم بن عقبة الذي يقول فيه السلف مسرف بن عقبة -قبحه الله من شيخ سوء ما أجهله- فقتل بقايا المهاجرين والأنصار، فقتل عبد الله بن مطيع، وعبد الله بن حنظلة الغسيل، وأخوه لأمه محمد بن ثابت بن شماس، ومحمد بن عمرو بن حزم، ولم تصل الجماعة يومها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أباح مسلم بن عقبة المدينة ثلاثة أيام كما أمره يزيد لا جزاه الله خيرا، وقتل خلفا من أشرافها وقرائها، وانتهب أموالا كثيرة منها، ووقع شر عظيم وفساد عريض على ما ذكره غير واحد. راجع "البداية والنهاية" لابن كثير في وقائع سنة "63هـ"، "8/ 206-212" ط/ دار الحديث.

عباد بن بشر

78- عباد بن بشر 1: ابن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأَشْهَلِ. الإِمَامُ أَبُو الرَّبِيْعِ الأَنْصَارِيُّ الأَشْهَلِيُّ أَحَدُ البَدْرِيِّيْنَ كَانَ مِنْ سَادَةِ الأَوْسِ عَاشَ خَمْساً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَهُوَ الَّذِي أَضَاءتْ لَهُ عَصَاتُهُ لَيْلَةَ انْقَلَبَ إِلَى مَنْزِلِهِ مِنْ عِنْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَسْلَمَ2 عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بنِ عُمَيْرٍ وَكَانَ أَحَدَ مَنْ قَتَلَ كَعْبَ بنَ الأَشْرَفِ اليَهُوْدِيَّ3 وَاسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- على صدقات

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 440-441"، والجرح والتعديل "3/ ق1/ 77"، والإصابة "2/ ترجمة رقم 4455". 2 صحيح: سبق تخريجنا له بتعليق رقم "453". 3 صحيح: أخرجه البخاري "4037" من حديث جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما.

مُزَيْنَةَ، وَبَنِي سُلَيْمٍ وَجَعَلَهُ عَلَى حَرَسِهِ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكٍ وَكَانَ كَبِيْرَ القَدْرِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَبْلَى يَوْمَ اليَمَامَةِ بَلاَءً حَسَناً وَكَانَ أَحَدَ الشُّجْعَانِ المَوْصُوْفِيْنَ. ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بن عباد بن عبد الله، عن أبيه قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: ثَلاَثَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَعْتَدُّ عَلَيْهِم فَضْلاً كُلُّهُم مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ: سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ وَعَبَّادُ بن بشر وأسيد بن حُضَيْرٍ. آخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ بنِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ. وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ ضَعِيْفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ سُمِعَ عَبَّادُ بنُ بِشْرٍ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ كَأَنَّ السَّمَاءَ فُرِجَتْ لِي ثُمَّ أَطْبَقَتْ عَلَيَّ فَهِيَ إِنْ شَاءَ اللهُ الشَّهَادَةُ. نُظِرَ يَوْمَ اليَمَامَةِ وَهُوَ يَصِيْحُ احْطِمُوا جُفُوْنَ السُّيُوْفِ وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ بِضَرَبَاتٍ فِي وَجْهِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبَّادِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَهَجَّدَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بَيْتِي فَسَمِعَ صَوْتَ عَبَّادِ بن بِشْرٍ فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ! هَذَا صَوْتُ عَبَّادِ بنِ بِشْرٍ" قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ" 1. حَمَّادُ بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن حُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخَطْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بنِ بِشْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! أَنْتُمُ الشِّعَارُ وَالنَّاسُ الدثار" 2. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لاَ أَحْفَظُ لِعَبَّادٍ سِوَاهُ. عَبَّادُ بنُ بِشْرِ بنِ قَيْظِيٍّ الأَشْهَلِيِّ! قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: وَقَعَ تَخْبِيْطٌ فِي اسْمِ جَدِّهِ قَالَ: وَإِنَّمَا هُوَ عَبَّادُ بنُ بِشْرِ بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عَبْدِ الأَشْهَلِ بنِ جُشَمَ بنِ الحَارِثِ بنِ الخَزْرَجِ بنِ الأَوْسِ الأَوْسِيُّ. اسْتُشْهِدَ -رَضِيَ اللهُ عنه- يوم اليمامة.

_ 1 أخرجه البخاري "2655" معلقا بقوله: "وزاد عباد بن عبد الله" أي ابن الزبير عن أبيه، عن عائشة. قال الحافظ في "الفتح" "2/ 265": وصله أبو يعلى من طريق محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة: "تهجد النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي ... " الحديث. قلت: إسناد أبي يعلى ضعيف، آفته محمد بن إسحاق، فهو مدلس، مشهور بتدليس، وقد عنعنه. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4330"، ومسلم "1061" من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد بن مرفوعا في قصة.

أَمَّا عَبَّادُ بنُ بِشْرِ بنِ قَيْظِيٍّ فَهُوَ أَنْصَارِيٌّ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ أمَّ قَوْمَهُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهُ حَدِيْثٌ فِي الاسْتِدَارَةِ فِي الصَّلاَةِ إِلَى الكَعْبَةِ وَاللهُ أَعْلَمُ. قَالَ عَبَّادُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ: مَا سَمَّانِي أَبِي عَبَّاداً إلَّا بِهِ يَعْنِي بِالأَشْهَلِيِّ وَمِنْ شِعْرِهِ: صَرَخْتُ لَهُ فَلَمْ يَعْرِضْ لِصَوْتِي ... وَوَافَى طَالِعاً مِنْ رَأْسِ جَذْرِ فَعُدْتُ لَهُ فَقَالَ مَنِ المُنَادِي ... فَقُلْتُ أخوك عباد بن بشر وَهَذِي دِرْعُنَا رَهْناً فَخُذْهَا ... لِشَهْرٍ إِنْ وَفَى أَوْ نِصْفِ شَهْرِ فَقَالَ مَعَاشِرٌ سَغَبُوا وَجَاعُوا ... وَمَا عَدِمُوا الغِنَى مِنْ غَيْرِ فَقْرِ فَأَقْبَلَ نَحْوَنَا يَهْوِي سَرِيْعاً ... وَقَالَ لَنَا لَقَدْ جِئْتُمْ لأَمْرِ وَفِي أَيْمَانِنَا بِيْضٌ حِدَادٌ ... مُجَرَّبَةٌ بِهَا الكُفَّارَ نَفْرِي فَعَانَقَهُ ابْنُ مُسْلِمَةَ المُرَدِّي ... بِهِ الكُفَّارَ كَاللَّيْثِ الهِزَبْرِ وَشَدَّ بِسَيْفِهِ صَلْتاً عَلَيْهِ ... فَقَطَّرَهُ أَبُو عَبْسِ بنُ جَبْرِ وَكَانَ اللهُ سَادِسَنَا فَأُبْنَا ... بِأَنْعَمِ نِعْمَةٍ وَأَعَزِّ نَصْرِ لِعَبَّادٍ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ مَرَّ وَهُوَ لابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَابِتِ بنِ الصَّامِتِ، عَنْ عَبَّادِ بنِ بِشْرٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! أَنْتُمُ الشِّعَارُ وَالنَّاسُ الدِّثَارُ فَلاَ أُوْتَيَنَّ مِنْ قِبَلِكُم" 1.

_ 1 صحيح: سبق تخريجنا له في التعليق السابق برقم "490".

أسيد بن الحضير

79- أسيد بن الحضير 1: ابن سماك بن عتيك بن نَافِعِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ بنِ زَيْدِ بنِ عبد الأشهل. الإِمَامُ أَبُو يَحْيَى -وَقِيْلَ: أَبُو عَتِيْكٍ- الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ الأَشْهَلِيُّ. أَحَدُ النُّقَبَاءِ الاثْنَيْ عَشَرَ لَيْلَةَ العَقَبَةِ أَسْلَمَ قَدِيْماً وَقَالَ: مَا شَهِدَ بَدْراً وكان أبوه شريفًا

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 603-607"، وتاريخ البخاري الكبير "1/ ق2/ 47"، والجرح والتعديل "1/ ق1/ 310"، وتهذيب التهذيب "1/ 347"، والإصابة "1/ ترجمة 185".

مُطَاعاً، يُدْعَى: حُضَيْرُ الكَتَائِبِ، وَكَانَ رَئِيْسَ الأَوْسِ يَوْمَ بُعَاثٍ1 فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ قَبْلَ عَامِ الهِجْرَةِ بِسِتِّ سِنِيْنَ وَكَانَ أُسَيْدٌ يُعَدُّ مِنْ عُقَلاَءِ الأَشْرَافِ وَذَوِي الرَّأْيِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: آخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَيْدِ بنِ حَارِثَةَ وَلَهُ رِوَايَةُ أَحَادِيْثَ رَوَتْ عَنْهُ عَائِشَةُ وَكَعْبُ بنُ مَالِكٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى وَلَمْ يَلْقَهُ. وَذَكَرَ الوَاقِدِيُّ: أَنَّهُ قَدِمَ الجَابِيَةَ مَعَ عُمَرَ وَكَانَ مُقَدَّماً عَلَى رُبُعِ الأَنْصَارِ وَأَنَّهُ مِمَّنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بنِ عُمَيْرٍ هُوَ وَسَعْدُ بنُ مُعَاذٍ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نعم الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ" أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ. وَرُوِيَ: أَنَّ أُسَيْداً كَانَ مِنْ أَحْسَنِ الناس صوتًا بالقرآن. ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بنِ عَبَّادِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ثَلاَثَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَعْتَدُّ عَلَيْهِم فَضْلاً بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سعد بن معاذ وَأُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ وَعَبَّادُ بنُ بِشْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ نَقِيْبٌ لَمْ يَشْهَدْ بَدْراً يُكْنَى أَبَا يَحْيَى وَيُقَالُ: كَانَ فِي أُسَيْدٍ مِزَاحٌ وَطِيْبُ أَخْلاَقٍ. رَوَى حُصَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بنِ حُضَيْرٍ وَكَانَ فِيْهِ مِزَاحٌ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَطَعَنَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعُوْدٍ كَانَ مَعَهُ فَقَالَ: أَصْبِرْنِي فَقَالَ: "اصْطَبِرْ" قَالَ: إِنَّ عَلَيْكَ قَمِيْصاً وَلَيْسَ عَلَيَّ قَمِيْصٌ قَالَ: فَكَشَفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَمِيْصَهُ قَالَ: فَجَعَلَ يُقَبِّلُ كَشْحَهُ ويقول: إنما أردت هذا يا رسول الله. أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَالِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا هَلَكَ أُسَيْدُ بنُ الحُضَيْرِ وَقَامَ غُرَمَاؤُهُ بِمَالِهِم سَأَلَ عُمَرُ فِي كَمْ يُؤَدَّى ثَمَرُهَا لِيُوْفَى مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ؟ فَقِيْلَ لَهُ: فِي أَرْبَعِ سِنِيْنَ فَقَالَ لِغُرَمَائِهِ: مَا عَلَيْكُم أَنْ لاَ تُبَاعَ، قَالُوا: احْتَكِمْ وَإِنَّمَا نَقْتَصُّ فِي أَرْبَعِ سِنِيْنَ فَرَضُوا بِذَلِكَ فَأَقَرَّ المَالَ لَهُم قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ باع نخل أسيد أربع سنين من عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وَلَكِنَّهُ وَضَعَهُ عَلَى يدي عبد الرحمن للغرماء2.

_ 1 بُعاث: بضم الياء، يوم مشهور كان فيه حرب بين الأوس والخزرج، وبُعاث اسم حصن للأوس. 2 ضعيف: أبو صالح كاتب الليث، وهو عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مسلم الجهني، ضعيف؛ لسوء حفظه.

عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: هَلَكَ أُسَيْدٌ وَتَرَكَ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ وَكَانَتْ أَرْضُهُ تُغِلُّ فِي العَامِ أَلْفاً فَأَرَادُوا بَيْعَهَا فَبَعَثَ عُمَرُ إِلَى غُرَمَائِهِ هَلْ لَكُمْ أَنْ تَقْبِضُوا كُلَّ عَامٍ أَلْفاً? قَالُوا: نَعَمْ1. قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: مَاتَ أُسَيْدٌ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَحَمَلَهُ عُمَرُ بَيْنَ العَمُوْدَيْنِ عَمُوْدَيِ السَّرِيْرِ حَتَّى وَضَعَهُ بِالبَقِيْعِ2 ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ وَفِيْهَا أَرَّخَ مَوْتَهُ الوَاقِدِيُّ وَأَبُو عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ. وَنَدِمَ عَلَى تَخَلُّفِهِ، عَنْ بَدْرٍ وَقَالَ: ظَنَنْتُ أَنَّهَا العِيْرُ وَلَوْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ غَزْوٌ مَا تَخَلَّفْتُ3 وَقَدْ جُرِحَ يَوْمَ أُحُدٍ سَبْعَ جراحات.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 606" والبخاري في "التاريخ الصغير" "1/ 46"، وفي إسناده عبد اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصِ بنِ عَاصِمِ، أبو عبد الرحمن العمري، ضعيف. 2 ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" "548" حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري، حدثنا يحيى بن بكير قال: فذكره، وأورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 310-311"، وقال: "رواه الطبراني وروي عن الواقدي بعضه وإسنادهما منقطع". قلت: إسناده ضعيف، لإعضاله، فيحيى بن عبد الله بن بكير من كبار الطبقة العاشرة، وبينه وبين الصحابة مفاوز شاسعة تنقطع دونها أعناق المطي، وأخرجه ابن سعد "3/ 2/ 137"، وإسناده ضعيف جدا، فيه الواقدي، وهو متروك. 3 ضعيف جدا، أخرجه ابن سعد "3/ 605" وفيه الواقدي، وقد علمت أنه متروك.

الطفيل بن عمرو الدوسي

80- الطفيل بن عمرو الدَّوْسِيُّ 1: صَاحِبُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ سَيِّداً مُطَاعاً مِنْ أَشْرَافِ العَرَبِ وَدَوْسٌ بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ وَكَانَ الطُّفَيْلُ يُلَقَّبُ ذَا النُّوْرِ أَسْلَمَ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِمَكَّةَ. قَالَ هِشَامُ بنُ الكَلْبِيِّ: سُمِّيَ الطُّفَيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ طَرِيْفٍ ذَا النُّوْرِ؛ لأَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُوْلَ الله إن دوسا قد غلب عليهم الزنى فَادْعُ اللهَ عَلَيْهِم قَالَ: "اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْساً" ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ ابْعَثْ بِي إِلَيْهِم وَاجْعَلْ لِي آيَةً فَقَالَ: "اللَّهُمَّ نَوِّرْ له" 2 وذكر الحديث.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 237-240"، والجرح والتعديل "2/ ق1/ 489"، وأسد الغابة "3/ 78"، والإصابة "2/ ترجمة رقم 4254". 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه البخاري "4392"، ومسلم "2524"، وأحمد "2/ 243، 448" من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنهما- قال: جاء الطفيل بن عمرو إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ دوسا قد هلكت، عصت وأبت، فادع الله عليهم. فقال: $"اللهم اهد دوسا وائت بهما".

وَفِي "مَغَازِي يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأُمَوِيِّ": حَدَّثَنَا الكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن الطفيل الدوسي1. وذَكَرَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ الحُوَيْرِثِ، عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ أَنَّ الطُّفَيْلَ بنَ عَمْرٍو قَالَ: كُنْتُ رَجُلاً شَاعِراً سَيِّداً فِي قَوْمِي فَقَدِمْتُ مَكَّةَ فَمَشَيْتُ إِلَى رِجَالاَتِ قُرَيْشٍ فَقَالُوا: إِنَّكَ امْرُؤٌ شَاعِرٌ سَيِّدٌ وَإِنَّا قَدْ خَشِيْنَا أَنْ يَلْقَاكَ هَذَا الرَّجُلُ فَيُصِيْبَكَ بِبَعْضِ حَدِيْثِهِ فَإِنَّمَا حَدِيْثُهُ كَالسِّحْرِ فَاحْذَرْهُ أَنْ يُدْخِلَ عَلَيْكَ وَعَلَى قَوْمِكَ مَا أَدْخَلَ عَلَيْنَا فَإِنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَ المَرْءِ وَأَخِيْهِ وَبَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجَتِهِ وَبَيْنَ المَرْءِ وَابْنِهِ فَوَاللهِ مَا زَالُوا يُحَدِّثُوْنِي شَأْنَهُ وَيَنْهَوْنِي أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ حَتَّى قُلْتُ: وَاللهِ لاَ أَدْخُلُ المَسْجِدَ إلَّا وَأَنَا سَادٌّ أُذُنَيَّ قَالَ: فَعَمَدْتُ إِلَى أُذُنَيَّ فَحَشَوْتُهَا كُرْسُفاً ثُمَّ غَدَوْتُ إِلَى المَسْجِدِ فَإِذَا بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَائِماً فِي المَسْجِدِ فَقُمْتُ قَرِيْباً مِنْهُ وَأَبَى اللهُ إلَّا أَنْ يُسْمِعَنِي بَعْضَ قَوْلِه فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللهِ إِنَّ هَذَا لَلْعَجْزُ وَإِنِّي امْرُؤٌ ثَبْتٌ مَا تَخْفَى عَلَيَّ الأُمُوْرُ حَسَنُهَا وَقَبِيْحُهَا وَاللهِ لأَتَسَمَّعَنَّ مِنْهُ فَإِنْ كَانَ أَمْرُهُ رُشْداً أَخَذْتُ مِنْهُ وَإِلاَّ اجْتَنَبْتُهُ فَنَزَعْتُ الكُرْسُفَةَ فَلَمْ أَسْمَعْ قَطُّ كَلاَماً أَحْسَنَ مِنْ كَلاَمٍ يَتَكَلَّمُ بِهِ فَقُلْتُ: يَا سُبْحَانَ اللهِ! مَا سَمِعْتُ كَاليَوْمِ لَفْظاً أَحْسَنَ وَلاَ أَجْمَلَ مِنْهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ تَبِعْتُهُ فَدَخَلْتُ مَعَهُ بَيْتَهُ فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ قَوْمَكَ جَاؤُوْنِي فَقَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالُوا وَقَدْ أَبَى اللهُ إلَّا أَنْ أَسْمَعَنِي مِنْكَ مَا تَقُوْلُ وَقَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهُ حَقٌّ فَاعْرِضْ عَلَيَّ دِيْنَكَ، فَعَرَضَ عَلَيَّ الإِسْلاَمَ فَأَسْلَمْتُ ثُمَّ قُلْتُ: إِنِّي أَرْجِعُ إِلَى دَوْسٍ وَأَنَا فِيْهِم مُطَاعٌ وَأَدْعُوْهُم إِلَى الإِسْلاَمِ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَهْدِيَهِم فَادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ لِي آيَةً. قَالَ: $"اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَهُ آيَةً تُعِيْنُهُ" فَخَرَجْتُ حَتَّى أَشْرَفْتُ عَلَى ثَنِيَّةِ قَوْمِي وَأَبِي هُنَاكَ شَيْخٌ كَبِيْرٌ وَامْرَأَتِي وَوَلَدِي فَلَمَّا عَلَوْتُ الثَّنِيَّةِ وَضَعَ اللهُ بَيْنَ عَيْنَيَّ نُوْراً كَالشِّهَابِ يَتَرَاءاهُ الحَاضِرُ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ وَأَنَا مُنْهَبِطٌ مِنَ الثَّنِيَّةِ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ في غير وجهي فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَظُنُّوا أَنَّهَا مُثْلَةٌ لِفِرَاقِ دِيْنِهِم فَتَحَوَّلَ فَوَقَعَ فِي رَأْسِ سَوْطِي فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسِيْرُ عَلَى بَعِيْرِي إِلَيْهِم وَإِنَّهُ عَلَى رَأْسِ سَوْطِي كَأَنَّهُ قِنْدِيْلٌ مُعَلَّقٌ قَالَ: فَأَتَانِي أَبِي فَقُلْتُ إِلَيْكَ عَنِّي فَلَسْتُ مِنْكَ وَلَسْتَ مِنِّي قَالَ: وَمَا ذَاكَ? قُلْتُ: إِنِّي أَسْلَمْتُ وَاتَّبَعْتُ دِيْنَ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ! دِيْنِي دِيْنُكَ وَكَذَلِكَ أُمِّي فَأَسْلَمَا ثُمَّ دَعَوْتُ دَوْساً إِلَى الإِسْلاَمِ فَأَبَتْ عَلَيَّ وَتَعَاصَتْ ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: غَلَبَ عَلَى دَوْسٍ الزِّنَى وَالرِّبَا فَادْعُ عَلَيْهِم فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْساً" ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِم، وَهَاجَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فأقمت بين ظهرانيهم أدعوهم إلى الإسلام، حتى

_ 1 ضعيف جدا: في إسناده محمد بن السائب الكلبي، متروك. وفيه أبو صالح باذام، مولى أم هانئ ضعيف مدلس، وقد عنعنه.

اسْتَجَابَ مِنْهُم مَنِ اسْتجَابَ وَسَبَقَتْنِي بَدْرٌ وَأُحُدٌ وَالخَنْدَقُ ثُمَّ قَدِمْتُ بِثَمَانِيْنَ أَوْ تِسْعِيْنَ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ دَوْسٍ فَكُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى فَتَحَ مَكَّةَ فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ! اللهِ ابْعَثْنِي إِلَى ذِي الكَّفَيْنِ صَنَمِ عَمْرِو بنِ حُمَمَةَ حَتَّى أُحْرِقَهُ قَالَ: "أَجَلْ فَاخْرُجْ إِلَيْهِ" فَأَتَيْتُ فَجَعَلَتُ أُوْقِدُ عَلَيْهِ النَّارَ ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَقَمْتُ مَعَهُ حَتَّى قُبِضَ ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَى بَعْثِ مُسَيْلِمَةَ وَمَعِي ابْنَيْ عَمْرٍو حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَعْضِ الطَّرِيْقِ رَأَيْتُ رُؤْيَا رَأَيْتُ كَأَنَّ رَأْسِي حُلِقَ وَخَرَجَ مِنْ فَمِي طَائِرٌ وَكَأَنَّ امْرَأَةً أَدْخَلَتْنِي فِي فَرْجِهَا وَكَأَنَّ ابْنِي يَطْلُبُنِي طَلَباً حَثِيْثاً فَحِيْلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فَحَدَّثْتُ بِهَا قَوْمِي فَقَالُوا خَيْراً فَقُلْتُ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَوَّلْتُهَا أَمَّا حَلْقُ رَأْسِي فَقَطْعُهُ وَأَمَّا الطَّائِرُ فَرُوْحِي وَالمَرْأَةُ الأَرْضُ أُدْفَنُ فِيْهَا فَقَدْ رُوِّعْتُ أَنْ أُقْتَلَ شَهِيْداً وَأَمَّا طَلَبُ ابْنِي إِيَّايَ فَمَا أَرَاهُ إلَّا سَيُعْذَرُ فِي طَلَبِ الشَّهَادَةِ وَلاَ أَرَاهُ يَلْحَقُ فِي سَفَرِهِ هَذَا. قَالَ: فَقُتِلَ الطُّفَيْلُ يَوْمَ اليَمَامَةِ وَجُرِحَ ابْنُهُ ثُمَّ قُتِلَ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ بَعْدُ. قُلْتُ: وَقَدْ عُدَّ وَلَدُهُ عَمْرٌو فِي الصَّحَابَةِ وَكَذَا أَبُوْهُ يَنْبَغِي أَنْ يُعَدَّ فِي الصَّحَابَةِ فَقَدْ أَسْلَمَ فِيْمَا ذَكَرْنَا لَكِنْ مَا بَلَغَنَا أَنَّهُ هَاجَرَ وَلاَ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.

بلال بن رباح

81- بِلاَلُ بنُ رَبَاحٍ 1 "ع": مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ. وَأُمُّهُ: حَمَامَةُ. وَهُوَ مُؤَذِّنُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ الَّذِيْنَ عُذِّبُوا فِي اللهِ شَهِدَ بَدْراً وَشَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى التَّعْيِيْنِ بِالجَنَّةِ وَحَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ وَالأَسْوَدُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى وَجَمَاعَةٌ وَمَنَاقِبُهُ جَمَّةٌ اسْتَوْفَاهَا الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَعَاشَ بِضْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً يُقَالُ: إِنَّهُ حَبَشِيٌّ وَقِيْلَ: مِنْ مُوَلَّدِي الحِجَازِ. وَفِي وَفَاتِهِ أَقْوَالٌ: أَحَدُهَا بِدَارَيَّا فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ. عَاصِمٌ، عَنْ زَرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلاَمَهُ سَبْعَةٌ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ وَعَمَّارٌ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ وَبِلاَلٌ وَصُهَيْبٌ وَالمِقْدَادُ. فَأَمَّا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُمَا اللهُ بِقَوْمِهِمَا وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ المُشْرِكُوْنَ فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 232-239" و"7/ 385-386"، وتاريخ البخاري الكبير "1/ ق2/ 106"، وتاريخه الصغير "30"، والجرح والتعديل "1/ ق1/ 395"، وحلية الأولياء "1/ 147-151"، وتهذيب التهذيب "1/ 502-503"، والإصابة "1/ ترجمة 736".

الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُم أَحَدٌ إلَّا وَأَتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا إلَّا بِلاَلٌ فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ فَأَعْطَوْهُ الوِلْدَانَ فَجَعَلُوا يَطُوْفُوْنَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ1. وَلَهُ إِسْنَادٌ آخَرُ صَحِيْحٌ. أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِبِلاَلٍ عِنْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ: "حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلاَمِ فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خشفَةَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ" قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أَرْجَى مِنْ أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُوْراً تَامّاً فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ وَلاَ نَهَارٍ إلَّا صَلَّيْتُ لِرَبِّي مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّي2. حُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ بُرَيْدَةَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: أَصْبَحَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَعَا بِلاَلاً فَقَالَ: "بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الجَنَّةِ? مَا دَخَلْتُ الجَنَّةَ قَطُّ إلَّا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي إِنِّي دَخَلْتُ الجَنَّةَ البَارِحَةَ فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي وَأَتَيْتُ عَلَى قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا? قَالُوا: لِعُمَرَ" فَقَالَ بِلاَلٌ مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إلَّا صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ إلَّا تَوَضَّأْتُ وَرَأَيْتُ أَنَّ لِلِّهِ علي ركعتين أركعهما، فقال: "بها" 3. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خشفَةً فَقُلْتُ مَا هذه? قيل: بلال" 4.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "1/ 404"، وابن أبي شيبة "12/ 149"، "14/ 313"، وابن ماجه "150"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 149، 172"، وابن عبد البر في "الاستيعاب" "1/ 141" من طريق يحيى بن بكير، حدثنا زائدة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، به. قلت: إسناده حسن، عاصم بن أبي النجود، قال الحافظ في "التقريب" صدوق. وزر هو ابن حبيش. وعبد الله هو ابن مسعود. 2 صحيح: أخرجه البخاري "1149"، ومسلم "2458"، والنسائي في "الفضائل" "132"، والبغوي "1011" من طرق عن أبي أسامة، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لبلال عند صلاة الفجر: "يا بلال حدثني بأرجي عمل عملته في الإسلام ... " الحديث. 3 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 354، 360"، وفي "الفضائل" "713"، والترمذي "3689"، والبغوي "1012" من طريق الحسين بن واقد حدثني ابن بريدة، عن أبيه مرفوعا. 4 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "3/ 372، 389-390"، والبخاري "3679"، ومسلم "3457"، والنسائي في "الفضائل" "131"، والبغوي "3950" من طرق عن عبد العزيز بن أبي سلمة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره.

عمارة بن زاذان: عَنْ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: "السُّبَّاقُ أَرْبَعَةٌ: أَنَا سَابِقُ العَرَبِ وَسَلْمَانُ سَابِقُ الفُرْسِ وَبِلاَلٌ سَابِقُ الحَبَشَةِ وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّوْمِ"1. المَسْعُوْدِيُّ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أول من أذن بلال2 بن المنكدر، عن جبر قَالَ عُمَرُ: أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا أَعْتَقَ بِلاَلاً سَيِّدَنَا3. عُمَرُ بنُ حَمْزَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَنَّ شَاعِراً مَدَحَ بِلاَلَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ فَقَالَ: وَبِلاَلٌ عَبْدُ اللهِ خَيْرُ بِلاَلِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ بَلْ وَبِلاَلُ رَسُوْلِ الله خير بلال. وَفِي حَدِيْثِ عَمْرِو بنِ عَبَسَةَ، فَقُلْتُ: مَنِ اتَّبَعَكَ قَالَ: "حُرٌّ وَعَبْدٌ" فَإِذَا مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ4. وَفِي كُنْيَةِ بِلاَلٍ ثَلاَثَةُ أَقْوَالٍ: أَبُو عَبْدِ الكَرِيْمِ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ وَأَبُو عمرو نقلها الحافظ أبو القاسم. وَقَالَ: حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ وَابْنُ عُمَرَ وَكَعْبُ بنُ عُجْرَةَ وَالصُّنَابِحِيُّ وَالأَسْوَدُ وَأَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَالحَكَمُ بنُ مِيْنَا وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ. قَالَ أَيُّوْبُ بنُ سَيَّارٍ أَحَدُ التَّلْفَى: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بِلاَلٍ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَصْبِحُوا بالصبح، فإنه أعظم للأجر" 5.

_ 1 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 285"، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 149، 185" من طريق أبي حذيفة حدثنا عمار بن زاذان، به، وقال الحاكم: تفرد به عمارة بن زاذان عن ثابت. ولم يتعرض له الذهبي. قلت: إسناده ضعيف، آفته عمارة بن زاذان، قال البخاري: ربما يضطرب في حديثه: "وقال أحمد: له مناكير. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ وَلاَ يُحْتَجُّ به. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال أبو داود: ليس بذلك. 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 234". وفي إسناده المسعودي، وهو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بن مَسْعُوْدٍ الكوفي المسعودي، اختلط قبل موته. وهو مرسل. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3754" من طريق محمد بن المنكدر، به. 4 صحيح: أخرجه مسلم "832" من حديث عمرو بن عبسة في جزء من حديث طويل. 5 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "1/ 321"، وأحمد "4/ 142"، والنسائي "1/ 272"، والطبراني "4285، 4289، 4291"، من طرق عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج مرفوعا.=

وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: بِلاَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ مِنْ مُوَلَّدِي السَّرَاةِ كَانَتْ أُمُّهُ حَمَامَةُ لِبَنِي جُمَحٍ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: بِلاَلٌ أَخُو خَالِدٍ وَغُفْرَةَ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مات بالشام وذكر الكنى الثلاثة. قَالَ عَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ المُسَيِّبِ فَذَكَرَ بِلاَلاً فَقَالَ: كَانَ شَحِيْحاً عَلَى دِيْنِهِ وَكَانَ يُعَذَّبُ فِي اللهِ فَلَقِيَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ ابْتَعْنَا بِلاَلاً" فَلَقِيَ أَبُو بَكْرٍ العَبَّاسَ فَقَالَ اشْتَرِ لِي بِلاَلاً فَاشْتَرَاهُ العَبَّاسُ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَعْتَقَهُ. مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ الطَّحَّانُ: أَنْبَأَنَا أَبِي، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ مَوَالِي بِلاَلٍ يُضْجِعُوْنَهُ عَلَى بَطْنِهِ وَيَعْصِرُوْنَهُ وَيَقُوْلُوْنَ: دِيْنُكَ اللاَّتُ وَالعُزَّى فَيَقُوْلُ: رَبِّيَ اللهُ أَحَدٌ أَحَدٌ وَلَوْ أَعْلَمُ كَلِمَةً أَحْفَظُ لَكُم مِنْهَا لَقُلْتُهَا! فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ بِهِم فَقَالُوا: اشْتَرِ أَخَاكَ فِي دِيْنِكَ فَاشْتَرَاهُ بِأَرْبَعِيْنَ أُوْقِيَّةً فَأَعْتَقَهُ فَقَالُوا: لَوْ أَبَى إلَّا أُوْقِيَّةً لَبِعْنَاهُ فَقَالَ: وَأُقْسِمُ بِاللهِ لَوْ أَبَيْتُم إلَّا بِكَذَا وَكَذَا -لِشَيْءٍ كَثِيْرٍ- لاَشْتَرَيْتُهُ. وَفِي السِّيْرَةِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اشْتَرَاهُ بِعَبْدٍ أَسْوَدَ مُشْرِكٍ مِنْ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ. هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: مَرَّ وَرَقَةُ بنُ نَوْفَلٍ بِبِلاَلٍ وَهُوَ يُعَذَّبُ عَلَى الإِسْلاَمِ يُلْصَقُ ظَهْرُهُ بِالرَّمْضَاءِ وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ فَقَالَ: يَا بِلاَلُ صَبْراً وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوْهُ لأَتَّخِذَنَّهُ حَنَاناً. هَذَا مُرْسَلٌ وَلَمْ يَعِشْ وَرَقَةُ إِلَى ذَلِكَ الوَقْتِ. هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ أَنَّ بِلاَلاً لَمَّا ظَهَرَ مَوَالِيْهِ عَلَى إسلامه مطوه في الشَّمْسِ وَعَذَّبُوْهُ وَجَعَلُوا يَقُوْلُوْنَ: إِلَهُكَ اللاَّتُ وَالعُزَّى وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ فَبَلَغَ أَبَا بَكْرٍ فَأَتَاهُمْ فَقَالَ: عَلاَمَ تَقْتُلُوْنَهُ? فَإِنَّهُ غَيْرُ مُطِيْعِكُمْ قَالُوا: اشْتَرِهِ فَاشْتَرَاهُ بِسَبْعِ أَوَاقٍ فَأَعْتَقَهُ. وَأَخْبَرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "الشّركَةَ يا أبا بكر" قال: قد أعتقته.

_ = وأخرجه الطحاوي "1/ 179"، والطبراني "4292" من طريق شعبة، عن أبي داود، عن زيد بن أسلم، عن محمود بن لبيد، به، وأخرجه أحمد "4/ 143" عن أسباط بن محمد، عَنْ هِشَامِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عن محمود بن لبيد، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه الطحاوي "1/ 179" من طريق الليث، عَنْ هِشَامِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عن عاصم بن عمر، عن رجال من قومه من الأنصار مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم، به، وأخرجه أحمد "5/ 429" عن إسحاق بن عيسى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبيه، عن محمود بن لبيد، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، به.

ابْنُ عُيَيْنَةَ:، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ بِلاَلاً وَهُوَ مَدْفُوْنٌ فِي الحِجَارَةِ بِخَمْسِ أَوَاقٍ ذَهَباً فَقَالُوا: لَوْ أَبَيْتَ إلَّا أُوْقِيَّةً لَبِعْنَاكَهُ قَالَ: لَوْ أَبَيْتُم إلَّا مئة أُوْقِيَّةٍ لأَخَذْتُهُ. إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ. إِسْرَائِيْلُ، عَنِ المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- سِتَّةَ نَفَرٍ فَقَالَ المُشْرِكُوْنَ: اطْرُدْ هَؤُلاَءِ عَنْكَ فَلاَ يَجْتَرِؤُوْنَ عَلَيْنَا وَكُنْتُ أَنَا وَابْنُ مَسْعُوْدٍ وَبِلاَلٌ وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ وَآخَرَانِ فَأَنْزَلَ الله {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم} [الأنعام: 52] الآية1. ابْنُ عُلَيَّةَ: عَنْ يُوْنُسَ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بِلاَلٌ سَابِقُ الحَبَشَةِ"2. قَالَتْ عَائِشَةُ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدِيْنَةَ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الحمَّى يَقُوْلُ: كُلُّ امرئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ ... وَالمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ وَكَانَ بِلاَلٌ إِذَا أَقْلَعَ عَنْهُ يَرْفَعُ عَقِيْرَتَهُ وَيَقُوْلُ: أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أبيتَنَّ لَيْلَةً ... بوادٍ وَحَوْلِي إذخِر وَجَلِيْلُ وَهَلْ أرِدَنْ يَوْماً مياهَ مَجَنة ... وَهَلْ يَبْدُوَنَّ لِي شامةٌ وطَفيلُ اللَّهُمَّ الْعَنْ عُتْبَةَ وَشَيْبَةَ وَأُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ كَمَا أَخْرَجُوْنَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الوَبَاءِ3. الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ: عَنْ أَبِي رَبِيْعَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اشْتَاقَتِ الجَنَّةُ إِلَى ثَلاَثَةٍ عَلِيٍّ وعمار وبلال"4.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2413" "46" من طريق إسرائيل، عن المقدام بن شريح، به. 2 ضعيف: سبق تخريجنا له منذ قريب بتعليقنا رقم "506". 3 صحيح: أخرجه البخاري "1889، 3926" من حديث عائشة. 4 ضعيف: أخرجه الترمذي "3797"، والحاكم "3/ 137" من طريق أبي ربعية الإيادي، عَنِ الحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة: علي، وعمار، وسلمان" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال الحاكم: صحيح "الإسناد "! " ووافقه الذهبي في "التلخيص" "! ". قلت: بل إسناده ضعيف جدا، فيه علتان: أبو ربيعة الإيادي، هو عمرو بن ربيعة. قال أبو حاتم: منكر الحديث. الثانية: الحسن هو ابن أبي الحسن البصري، مدلس، مشهور بتدليسه، وكثير الإرسال، وقد عنعنه.=

أَبُو رَبِيْعَةَ عُمَرُ بنُ رَبِيْعَةَ الإِيَادِيُّ ضَعِيْفٌ. حُسَامُ بنُ مِصَك، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ القَاسِمِ بنِ رَبِيْعَةَ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ يَرْفَعُهُ: "نِعْمَ المرءُ بلالٌ سَيِّدُ المُؤَذِّنِيْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالمُؤَذِّنُوْنَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقاً يَوْمَ القِيَامَةِ"1. وَلَهُ طُرُقٌ أخَرُ ضَعِيْفَةٌ. وَيُرْوَى بِإِسْنَادٍ واهٍ مِنْ مَرَاسِيْلِ كَثِيْرِ بنِ مرَّة: "يُؤْتَى بِلاَلٌ بِنَاقَةٍ من نوق الجنة فيركبها". بن المُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَادَةُ السُّوْدَانِ: لُقْمَانُ وَالنَّجَاشِيُّ وَبِلاَلٌ وَمِهْجَعٌ"2.

_ = وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" "1/ 190" من طريق جعفر بن محمد بن عيسى، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا إبراهيم بن المختار، حدثنا عمران بن وهب الطائي، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "اشتاقت الجنة إلى أربعة، علي، والمقداد، وعمار، وسلمان". قلت: إسناده ضعيف، فيه ثلاث علل: الأولى: جهالة جعفر بن محمد بن عيسى ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "1/ ق1/ 488" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. الثانية: إبراهيم بن المختار، هو الرازي، أبو إسماعيل، قال ابن معين: ليس بذاك. وقال البخاري: فيه نظر. وقال أبو غسان زنيج: تركته. الثالثة: عمران بن وهب الطائي. ضعفه أبو حاتم. 1 ضعيف: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "1/ 147" والحاكم "3/ 285"، وابن عدي "2/ 434" من طريق حسام بن مصك، عن قتادة، عن القاسم بن ربيعة، عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال الحاكم تفرد به حسام بن مصك، ولم يتعرض له الذهبي. قلت: إسناده ضعيف. آفته حسام بن مصك، أبو سهل الأزدي البصري. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال الدارقطني: متروك. وقال النسائي: ضعيف. لكن فقرة: "والمؤذنون أطل الناس أعناقا يوم القيامة" صحيحه أخرجها مسلم "387" من طريق عبدة، عن طلحة بن يحيى، عن عمه، قال: كنت عند معاوية بن أبي سفيان فجاءه المؤذن يدعوه إلى الصلاة. فقال معاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. وأخرجه مسلم "387" من طريق سفيان، عن طلحة بن يحيى، عن عيسى بن طلحة، قال: سمعت معاوية يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. 2 ضعيف: أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" "10/ 1/ 330" من طريق أحمد بن شبويه، أخبرنا سليمان بن صالح، حدثني عبد الله، يعني ابن المبارك، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان الأولى: أرسله عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. والثانية: جهالة أحمد بن شبويه، كما قال الحافظ في "اللسان". وورد بلفظ: "خير السودان ثلاثة: لقمان، وبلال، ومهجع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم" أخرجه الحاكم "3/ 284" من طريق إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، حدثنا جدي، حدثنا الحاكم، عن الهقل بن زياد، عن الأوزاعي، حدثني أبو عمار، عن واثلة بن الأسقع به مرفوعا. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ورده الذهبي بقول: "كذا قال: مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعرف ذا". قلت: أنى له الصحة، وفيه مع جهالة مهجع، انقطاع بين اسماعيل بن محمد بن الفضل وجده الفضل. كما أن الفضل الشعراني، أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "3/ 2/ 69"، وقال: "كتبت عنه بالري، وتكلموا فيه". وإسماعيل بن الفضل الشعراني لم يوثقه أحد أضف إلى ذلك نكارة متنه، والله تعالى أعلى وأعلم.

رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ مُعْضَلاً1. هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أَمَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِلاَلاً وَقْتَ الفَتْحِ فَأَذَّنَ فَوْقَ الكَعْبَةِ2. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَعْدِ بنِ عَمَّارٍ المُؤَذِّنُ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّي عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ وَعَمَّارُ بنُ حَفْصٍ وَأَخُوْهُ عُمَرُ، عَنْ آبَائِهِم، عَنْ أَجْدَادِهِم أَنَّ النَّجَاشِيَّ بَعَثَ بِثَلاَثِ عَنْزَاتٍ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَعْطَى عَلِيّاً وَاحِدَةً وَعُمَرَ وَاحِدَةً وَأَمْسَكَ وَاحِدَةً فَكَانَ بِلاَلٌ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فِي العِيْدَيْنِ حَتَّى يَأْتِيَ المُصَلَّى فَيَرْكِزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا ثُمَّ كَانَ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ كَانَ سَعْدٌ القَرَظُ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ. قَالُوا: وَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَاءَ بِلاَلٌ يُرِيْدُ الجِهَادَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ فَقَالَ لَهُ: يَا خَلِيْفَةَ رَسُوْلِ اللهِ! إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقُوْلُ: "أَفْضَلُ عَمَلِ المُؤْمِنِ الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ" فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَمَا تَشَاءُ يَا بِلاَلُ? قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أرابط في سبيل الله حتى أموت.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن عساكر "10/ 1/ 330-331" من طريق أبي صالح، عن معاوية، عن الأوزاعي قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "خير السودان أربعة: لقمان، والنجاشي، وبلال، ومهجع". قلت: إسناده ضعيف، لإعضاله، فالأوزاعي، واسمه عبد الرحمن بن عمرو من أتباع التابعين، فبينه وَبَيْنَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنين أو ثلاثة. ومن المعروف أن الحديث المعضل: هو ما سقط من إسناده راويان فأكثر على التوالي بخلاف المنقطع، فإن الإسناد المنقطع ما سقط من إسناده راوٍ فأكثر ليس على التوالي في موضع واحد في السند، أو في عدة مواضع. وفي إسناد الحديث أيضا أبو صالح، وهو عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مسلم الجهني، أبو صالح المصري، كاتب الليث، فإنه ضعيف، لسوء حفظه، فهذه علة أخرى في الحديث مع إعضاله. 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 234" من طريق عارم بن الفضل، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة وغيره. وهو مرسل.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ يَا بِلاَلُ! وَحُرْمَتِي وَحَقِّي فَقَدْ كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ وَاقْتَرَبَ أَجَلِي فَأَقَامَ مَعَهُ حَتَّى تُوُفِّيَ ثُمَّ أَتَى عُمَرُ فرد عليه فأبى بلال فَقَالَ: إِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَجْعَلَ النِّدَاءَ? قَالَ: إِلَى سَعْدٍ فَقَدْ أذَّن لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَهُ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ وعَقِبِه1. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا قَعَدَ عَلَى المِنْبَرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ قَالَ لَهُ بِلاَلٌ: أَعْتَقْتَنِي لِلِّهِ أَوْ لِنَفْسِكَ? قَالَ: لِلِّهِ قَالَ: فَائْذَنْ لِي فِي الغَزْوِ. فأَذِنَ لَهُ فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ فَمَاتَ ثَمَّ2. مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسلمٍ أَخْبَرَنِي سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وَابْنُ جَابِرٍ وَغَيْرُهُمَا أَنَّ بِلاَلاً لَمْ يُؤَذِّنْ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَرَادَ الجِهَادَ فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ مَنْعَهُ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِلِّهِ فَخَلِّ سَبِيْلِي. قَالَ: فَكَانَ بِالشَّامِ حَتَّى قَدِمَ عُمَرُ الجَابِيَةَ فَسَأَلَ المُسْلِمُوْنَ عُمَرَ أَنْ يَسْأَلَ لَهُم بِلاَلاً يُؤَذِّنُ لَهُم فَسَأَلَهُ فأَذَّن يَوْماً فَلَمْ يُرَ يَوْماً كَانَ أَكْثَرَ بَاكِياً مِنْ يومئذٍ ذِكرًا مِنْهُم لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الوَلِيْدُ: فَنَحْنُ نَرَى أَنَّ أَذَانَ أَهْلِ الشَّامِ، عَنْ أَذَانِهِ يَوْمَئِذٍ. هِشَامُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَدِمْنَا الشَّامَ مَعَ عُمَرَ فَأَذَّنَ بِلاَلٌ فَذَكَرَ النَّاسُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ أَرَ يَوْماً أَكْثَرَ بَاكِياً مِنْهُ. أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ3: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إبراهيم بن

_ 1 ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" "1013، 1076" من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَعْدِ بنِ عَمَّارٍ المُؤَذِّنُ، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" "5/ 274"، وقال: "وفيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار، وهو ضعيف". 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 237"، وفي الإسناد علتان: الانقطاع بين سعيد بن المسيب وأبي بكر -رضي الله عنه- فإنه لم يدركه. وعلي بن زيد هو ابن جدعان، ضعيف. 3 أبو أحمد الحاكم، وهو الإِمَامُ الحَافِظُ العَلاَّمَةُ الثَّبْتُ، مُحَدِّثُ خُرَاسَانَ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الكَرَابِيْسِيُّ، الحَاكِمُ الكَبِيْرُ، مُؤلِّفُ كِتَابِ "الكُنَى" فِي عدة مجلدات. كان من بحور العلم. ذكره تلميذه الحاكم ابن البيع -صاحب المستدرك- فَقَالَ: هُوَ إِمَامُ عَصْرِهِ فِي هَذِهِ الصَّنْعَةِ، كَثِيْرُ التَّصنيفِ، مُقَدَّمٌ فِي مَعْرِفَةِ شروطِ الصَّحِيْحِ وَالأَسَامِي وَالكُنَى. طلبَ الحَدِيْثَ وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وعشرين سنة. وَقَالَ الحَاكِمُ أَيْضاً: كَانَ أَبُو أَحْمَدَ مِنَ الصالحين الثابتين على سنن السلف، ومن المصنفين فِيمَا نعتقدُهُ فِي أَهْلِ البَيْتِ وَالصَّحَابَةِ. قُلِّدَ القَضَاءَ فِي أَمَاكنَ، وَصَنَّفَ عَلَى كتَابَي الشَّيْخَيْنِ، وعلى جامع أبي عيسى. له ترجمة حافلة بالمآثر السامقة في المنتظم "7/ 146"، وتذكرة الحفاظ "3/ 976-979"، والعبر "3/ 9-10"، ومرآة الجنان "2/ 408"، والنجوم الزاهرة "4/ 154"، وشذرات الذهب "3/ 93".

مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي سُلَيْمَانَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: لَمَّا دَخَلَ عُمَرُ الشَّامَ سَأَلَ بِلاَلٌ أَنْ يُقِرَّه بِهِ فَفَعَلَ قَالَ: وَأَخِي أَبُو رُوَيْحَةَ الَّذِي آخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنِي وَبَيْنَهُ فَنَزَلَ بداريَّا فِي خَوْلاَنَ فَأَقْبَلَ هُوَ وَأَخُوْهُ إِلَى قَوْمٍ مِنْ خَوْلاَنَ فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ أَتَيْنَاكُم خَاطِبِيْنَ وَقَدْ كُنَّا كَافِرِيْنَ فَهَدَانَا اللهُ وَمَمْلُوْكِيْنَ فَأَعْتَقَنَا اللهُ وَفَقِيْرِيْنَ فَأَغْنَانَا اللهُ فَإِنْ تُزَوِّجُوْنَا فَالحَمْدُ للهِ وَإِن تَرُدُّوْنَا فَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ فَزَوَّجُوْهُمَا. ثُمَّ إِنَّ بِلاَلاً رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَنَامِهِ وَهُوَ يَقُوْلُ: "مَا هَذِهِ الجَفْوَةُ يَا بِلاَلُ? أَمَا آنَ لَكَ أَنْ تَزُوْرَنِي"؟ فَانْتَبَهَ حَزِيْناً وَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَقَصَدَ المَدِيْنَةَ فَأَتَى قَبْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَ يَبْكِي عِنْدَهُ ويُمرِّغ وَجْهَهُ عَلَيْهِ فَأَقْبَلَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ فَجَعَلَ يَضُمُّهُمَا وَيُقَبِّلُهُمَا فَقَالاَ لَهُ: يَا بِلاَلُ! نَشْتَهِي أَنْ نَسْمَعَ أَذَانَكَ. فَفَعَلَ وَعَلاَ السَّطْحَ وَوَقَفَ فَلَمَّا أَنْ قَالَ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ ارْتَجَّتِ المَدِيْنَةُ فَلَمَّا أَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ ازْدَادَ رجَّتُها فَلَمَّا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ خَرَجَتِ العَوَاتِقُ مِنْ خُدُوْرِهِنَّ وَقَالُوا: بُعِثَ رَسُوْلُ اللهِ فَمَا رُؤِيَ يومٌ أَكْثَرَ بَاكِياً وَلاَ بَاكِيَةً بِالمَدِيْنَةِ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ ذَلِكَ اليَوْمِ. إِسْنَادُهُ لَيِّنٌ وَهُوَ مُنْكَرٌ. قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ قَالَ: ذَكَرَ عُمَرُ فَضْلَ أبي بكر فَجَعَلَ يَصِفُ مَنَاقِبَهُ ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا سَيِّدُنَا بِلاَلٌ حسنةٌ مِنْ حَسَنَاتِهِ. أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: بَلَغ بِلاَلاً أَنَّ نَاساً يُفَضِّلُوْنَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: كَيْفَ يُفَضِّلُوْنِي عَلَيْهِ وَإِنَّمَا أَنَا حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِهِ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ مَكْحُوْلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى بِلاَلاً رَجُلاً آدَمَ شَدِيْدَ الأُدْمَةِ نَحِيْفاً طُوالًا أَجْنَأَ لَهُ شَعْرٌ كَثِيْرٌ وَخَفِيْفُ العَارِضَيْنِ بِهِ شَمَطٌ كَثِيْرٌ وَكَانَ لاَ يُغَيِّرُ1. وَقِيْلَ: كَانَ بِلاَلٌ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: لَمَّا احْتُضِرَ بِلاَلٌ قال: غدًا نلقي الأحبة ... محمدًا وحزبه

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "3/ 238-239"، وفي إسناده علتان: الواقدي، وهو متروك كما ذكرنا آنفا. الثانية: جهالة من روى عنهم مكحول. وقوله "أجنأ": أي أحد الظهر.

قَالَ: تَقُوْلُ امْرَأَتُهُ: وَاوَيْلاَهُ! فَقَالَ: وَافَرَحَاهُ!. قَالَ محمد بن إبراهيم التيمي، وبن إِسْحَاقَ وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ بِلاَلٌ سَنَةَ عِشْرِيْنَ بِدِمَشْقَ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: وَدُفِنَ بِبَابِ الصَّغِيْرِ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيُّ: دُفِنَ بِبَابِ كِيْسَانَ. وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: حُمِلَ مِنْ دَارَيَّا فدفن بباب كيسان وقيل مات سنة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ. وَقَالَ مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ: مَاتَ بِلاَلٌ فِي دَارَيَّا وحُمِلَ فَقُبِرَ فِي بَابِ الصَّغِيْرِ. وَقَالَ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدٍ فِي "تَارِيْخِ دَارَيَّا": سَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنْ خَوْلاَنَ يَقُوْلُوْنَ: إِنَّ قَبْرَهُ بِدَارَيَّا بِمَقْبَرَةِ خَوْلاَنَ. وَأَمَّا عُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ1 فَقَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ الحَلَبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ: مَاتَ بِلاَلٌ بِحَلَبٍ وَدُفِنَ بِبَابِ الأَرْبَعِيْنَ. جَاءَ عَنْهُ أَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً مِنْهَا فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" أَرْبَعَةٌ المُتَّفَقُ عَلَيْهَا وَاحِدٌ. وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِحَدِيْثَيْنِ وَمُسْلِمٌ بحديث موقوف.

_ 1 هو: عُثْمَان بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّد بن خرزاذ، بضم المعجمة وتشديد الراء، بعدها زاي، ثقة، من صغار الحادية عشرة مات سنة "281هـ" وقيل في أول التي بعدها. روى عنه النسائي.

ابن أم مكتوم

82- ابن أم مكتوم 1: مُخْتَلَفٌ فِي اسْمِهِ فَأَهْلُ المَدِيْنَةِ يَقُوْلُوْنَ: عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ بنِ زَائِدَةَ بنِ الأَصَمِّ بنِ رَوَاحَةَ القُرَشِيُّ العَامِرِيُّ. وَأَمَّا أَهْلُ العِرَاقِ فَسَمَّوْهُ عَمْراً وَأُمُّهُ أُمُّ مَكْتُوْمٍ: هِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَنْكَثَةَ بنِ عَامِرِ بنِ مَخْزُوْمِ بنِ يَقَظَةَ المَخْزُوْمِيَّةُ. مِنَ السَّابِقِيْنَ المُهَاجِرِيْنَ. وَكَانَ ضَرِيْراً، مُؤَذِّناً لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَعَ بِلاَلٍ وَسَعْدٍ القَرَظِ، وأبي محذورة مؤذن

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 205-212" حلية الأولياء "2/ 4"، والإصابة "2/ ترجمة 4897" في عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ بنِ زَائِدَةَ بنِ أم مكتوم، وفي الإصابة "3/ ترجمة 5935" في "عمرو بن قيس بن زائدة.........".

مَكَّةَ. هَاجَرَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ بِيَسِيْرٍ قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَحْتَرِمُهُ وَيَسْتَخْلِفُهُ عَلَى المَدِيْنَةِ فَيُصَلِّي بِبَقَايَا النَّاسِ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: اسْتَخْلَفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَمْرَو بنَ أُمِّ مَكْتُوْمٍ يَؤُمُّ النَّاسَ وَكَانَ ضَرِيْراً وَذَلِكَ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكٍ. كَذَا قَالَ وَالمَحْفُوْظُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّمَا اسْتَعْمَلَ عَلَى المَدِيْنَةِ عَامَئِذٍ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ. وَقَالَ قَتَادَةُ: اسْتَخْلَفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْنَ أُمِّ مَكْتُوْمٍ مَرَّتَيْنِ عَلَى المَدِيْنَةِ وَكَانَ أَعْمَى. وَرَوَى: مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَخْلَفَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُوْمٍ عَلَى المَدِيْنَةِ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ فَهَذَا يُبْطِلُ مَا تَقَدَّمَ وَيُبْطِلُهُ أَيْضاً حَدِيْثُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُ عَمْرُو بنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ فَقَالُوا لَهُ: مَا فَعَلَ مَنْ وَرَاءكَ? قَالَ: هُمْ أُوْلاَءِ عَلَى أَثَرِي. شعبة: عن أبي إسحاق سمع البراء يقول: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وَابْنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ فَجَعَلاَ يُقرئان النَّاسَ القُرْآنَ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو ظِلاَلٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَنَسٍ فَقَالَ: مَتَى ذَهَبَتْ عَيْنُكَ? قُلْتُ: وَأَنَا صَغِيْرٌ. فَقَالَ: إِنَّ جِبْرِيْلَ أَتَى رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعِنْدَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ فَقَالَ: "مَتَى ذَهَبَ بَصَرُكَ"؟ قَالَ: وَأَنَا غُلاَمٌ فَقَالَ: "قَالَ اللهُ تَعَالَى: "إِذَا أَخَذْتُ كَرِيْمَةَ عَبْدِي لَمْ أَجِدْ لَهُ جزاءً إلَّا الجنة" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن سعد "4/ 206"، والترمذي "2402" وفي إسناده أبو ظلال، واسمه هلال بن أبي هلال، وهو ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب". وقد ورد الحديث عن ابن عباس، وأبي هريرة، وأنس، وأبي أمامة، والعرباض بن سارية وأبي سعيد الخدري، وعائشة بنت قدامة، رضي الله عنهم أجمعين. وسوف أجتزئ بذكر بعضهم، فقد ورد الحديث عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أخرجه الطبراني في "الكبير" "12/ 12452" من طريق علي بن سعيد الرازي، حدثنا يعقوب بن ماهان، حدثنا هشيم، عن أبي بشر أخبرني، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "يقول الله -عز وجل: إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب ... " الحديث. وورد من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "يقول الله -عز وجل: من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة". أخرجه أحمد "2/ 265"، والترمذي "2401"، والدارمي "2/ 323" من طريق الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به مرفوعا. وورد من حديث أنس: عند البخاري "5653"، والترمذي "2400"، والبيهقي "3/ 375"، وورد عن أبي أمامة: عند أحمد "5/ 285"، وورد عن العرباض بن سارية: عند البزار "771"، وورد عن عائشة بنت قدامة: عند أحمد "6/ 365".

قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ مُؤَذِّناً لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ أَعْمَى. وَرَوَى حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، عَنْ شَيْخٍ، عَنْ بَعْضِ مُؤَذِّنِي رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: كَانَ بِلاَلٌ يُؤَذِّنُ وَيُقِيْمُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ وَرُبَّمَا أَذَّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ وَأَقَامَ بِلاَلٌ. إِسْنَادُهُ وَاهٍ. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ بِلاَلاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ" وَكَانَ أَعْمَى لاَ يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ: أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ1. قَالَ عُرْوَةُ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَعَ رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْهُم عُتْبَةُ بنُ رَبِيْعَةَ فَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ يَسْأَلُ، عَنْ شَيْءٍ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَأُنْزِلَتْ {عَبَسَ وَتَوَلَّى، أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} [عَبَس: 1، 2] 2. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بنُ نُوْحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلِ بنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: اسْتَخْلَفَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْنَ أُمِّ مَكْتُوْمٍ عَلَى المَدِيْنَةِ فَكَانَ يَجْمَعُ بِهِم وَيَخْطُبُ إِلَى جَنْبِ المِنْبَرِ يَجْعَلُهُ عَلَى يَسَارِهِ3. يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْقِلٍ قَالَ: نَزَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ عَلَى يَهُوْدِيَّةٍ بِالمَدِيْنَةِ كَانَت تَرْفُقُهُ وَتُؤْذِيْهِ فِي النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَنَاوَلَهَا فَضَرَبَهَا فَقَتَلَهَا فرفع ذلك إلى

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه الشافعي "2/ 275"، والطيالسي "1819"، وابن أبي شيبة "3/ 9"، وأحمد "2/ 62"، والبخاري "617، 2656"، ومسلم "1092" "37"، وابن خزيمة "401"، والطحاوي "1/ 137، 138"، والطبراني "12/ 13106"، والبغوي "433" من طرق عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه مرفوعا. وأخرجه أحمد "2/ 57"، وابن أبي شيبة "3/ 9"، والبخاري "622، 1918"، والدارمي "1/ 270"، وابن خزيمة "1931"، والطبراني "13379"، والبيهقي "1/ 382، "4/ 218" من طرق عَنْ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابن عمر، به مرفوعا. 2 حسن: أخرجه ابن سعد "4/ 208". وإسناده ضعيف لإرساله. ووصل الحديث الترمذي "3331" عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قالت: فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. قلت: الإسناد حسن بعد وصله. 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "4/ 209" فيه الواقدي، وهو متروك.

النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ هُوَ: أَمَا وَاللهِ إِنْ كَانَتْ لتَرْفُقُني وَلَكِنْ آذَتْنِي فِي اللهِ وَرَسُوْلِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَبْعَدَهَا اللهُ قَدْ أَبْطَلْتُ دَمَهَا" 1. أَبُو إِسْحَاقَ:، عَنِ البَرَاءِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُون} دَعَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَيْداً وَأَمَرَهُ فَجَاءَ بكتفٍ وَكَتَبَهَا فجاء بن أُمِّ مَكْتُوْمٍ فَشَكَا ضَرَارَتَهُ فَنَزَلَتْ {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] 2. ثابت البناني:، عن بن أبي ليلى أن بن أُمِّ مَكْتُوْمٍ قَالَ: أَيْ ربِّ! أَنْزِلْ عُذْرِي. فَأُنْزِلَتْ "غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ" فَكَانَ بَعْدُ يَغَزْو ويقول: ادفعو إِلَيَّ اللِّوَاءَ فَإِنِّي أَعْمَى لاَ أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَفِرَّ وَأَقِيْمُوْنِي بَيْنَ الصَّفَيْنِ3. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ خَارِجَةَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَانِبِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَغَشِيَتْهُ السَّكِيْنَةُ فَوَقَعَتْ فَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي فَمَا وَجَدْتُ شَيْئاً أَثْقَلَ مِنْهَا ثُمَّ سُرِّي عَنْهُ فَقَالَ لِي: "اكْتُبْ" فَكَتَبْتُ فِي كَتِفٍ "لاَ يَسْتَوِي القَاعِدُوْنَ مِنَ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُجَاهِدُوْنَ". فَقَامَ عَمْرُو بنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ فَقَالَ: فَكَيْفَ بِمَنْ لاَ يَسْتَطِيْعُ فَمَا انْقَضَى كَلاَمُهُ حَتَّى غَشِيَتْ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- السَّكِيْنَةُ ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ: "اكْتُبْ {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} ". قَالَ زَيْدٌ: أَنْزَلَهَا اللهُ وَحْدَهَا، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُلْحَقِهَا عند صدع الكتف4.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه ابن سعد "4/ 210"، وفي إسناده أبو إسحاق السبيعي، وهو مدلس، وقد عنعنه. كما أنه مرسل، عبد الله بن معقل من الثالثة، وأخرجه أَبُو دَاوُدَ "4362" حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ وعبد الله بن الجراح، عن جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، عن علي -رضي الله عنه- "أن يهودية كان تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فخنقها رجل حتى ماتت، فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها". قلت: إسناده ضعيف، المغيرة هو ابن مقسم الضبي، مدلس، وقد عنعنه، لكن الحديث يرتقي للحسن بمجموع الطريقين، والله تعالى وأعلم. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4593"، ومسلم "1898" من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء، به، وأخرجه البخاري "4594" من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. 3 ضعيف: أخرجه ابن سعد "4/ 210"، وهو ضعيف لانقطاعه بين عبد الرحمن بن أبي ليلى، وابن أم مكتوم. 4 صحيح: أخرجه ابن سعد "4/ 211" من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، به. وأخرجه البخاري "4592" من طريق إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قال: حدثني سهل بن سعد الساعدي أنه رأى مروان بن الحكم في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أَخْبِرْهُ: "أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أملى عليه ... " الحديث.

ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ أُمِّ مَكْتُوْمٍ يَوْمَ القَادِسِيَّةِ كَانَتْ مَعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ عَلَيْهِ دِرْعٌ له. أَبُو هِلاَلٍ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ زَائِدَةَ وَهُوَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ كَانَ يُقَاتِلُ يَوْمَ القَادِسِيَّةِ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ لَهُ حَصِيْنَةٌ سَابِغَةٌ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: شَهِدَ القَادِسِيَّةَ مَعَهُ الرَّايَةُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى المَدِيْنَةِ فَمَاتَ بِهَا وَلَمْ نَسْمَعْ لَهُ بِذِكْرٍ بَعْدَ عُمَرَ. قُلْتُ: وَيُقَالُ: اسْتُشْهِدَ يَوْمَ القَادِسِيَّةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى مُرْسَلٌ وَأَبُو رَزِيْنٍ الأَسَدِيُّ وَغَيْرُهُمَا. وَالقَادِسِيَّةُ: مَلْحَمَةٌ كُبْرَى تَمَّتْ بِالعِرَاقِ وَعَلَى المُسْلِمِيْنَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَلَى المُشْرِكِيْنَ رُسْتُمٌ وَذُوْ الحَاجِبِ وَالجَالِيْنُوْسُ. قَالَ أَبُو وَائِلٍ: كَانَ المُسْلِمُوْنَ أَزْيَدَ مِنْ سَبْعَةِ آلاَفٍ وَكَانَ العَدُوُّ أَرْبَعِيْنَ وَقِيْلَ: سِتِّيْنَ أَلْفاً مَعَهُم سَبْعُوْنَ فِيْلاً. قَالَ المَدَائِنِيُّ: اقْتَتَلُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِي آخِرِ شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ فقُتِلَ رستم وانهزموا.

خالد بن الوليد

83- خالد بن الوليد 1 "خَ، م، د، س، ق": ابْنِ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ بنِ يَقَظَةَ بنِ كَعْبٍ: سَيْفُ اللهِ تَعَالَى وَفَارِسُ الإِسْلاَمِ وَلَيْثُ المَشَاهِدِ السَّيِّدُ الإِمَامُ الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ قَائِدُ المُجَاهِدِيْنَ أَبُو سُلَيْمَانَ القُرَشِيُّ المَخْزُوْمِيُّ المَكِّيُّ وَابْنُ أُخْتِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُوْنَةَ بِنْتِ الحَارِثِ. هَاجَرَ مُسْلِماً فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ، ثُمَّ سَارَ غَازِياً، فَشَهِدَ غَزْوَةَ مُؤْتَةَ وَاسْتُشْهِدَ أُمَرَاءُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الثَّلاَثَةُ: مَوْلاَهُ زَيْدٌ وَابْنُ عَمِّهِ جَعْفَرٌ ذُوْ الجَنَاحَيْنِ وَابْنُ رَوَاحَةَ وَبَقِيَ الجَيْشُ بِلاَ أَمِيْرٍ فَتَأَمَّرَ عَلَيْهِم فِي الحَالِ خَالِدٌ وَأَخَذَ الرَّايَةَ وَحَمَلَ عَلَى العَدُوِّ فَكَانَ النَّصْرُ وَسَمَّاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَيْفَ اللهِ فَقَالَ: "إِنَّ خَالِداً سَيْفٌ سَلَّهُ اللهُ عَلَى المُشْرِكِيْنَ". وشهد الفتح،

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 252-253"، "7/ 394-398"، والجرح والتعديل "1/ ق2/ 356"، والإصابة "1/ ترجمة رقم 2201"، وتهذيب التهذيب "3/ 142".

وَحُنَيْناً وَتَأَمَّرَ فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاحْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَلاَمَتَهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ وَحَارَبَ أَهْلَ الرِّدَّةِ وَمُسَيْلِمَةَ وَغَزَا العِرَاقَ وَاسْتَظْهَرَ ثُمَّ اخْتَرَقَ البَرِّيَّةَ السَّمَاوِيَّةَ بِحَيْثُ إِنَّهُ قَطَعَ المَفَازَة مِنْ حدِّ العِرَاقِ إِلَى أَوَّلِ الشَّامِ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي عَسْكَرٍ مَعَهُ وَشَهِدَ حُرُوْبَ الشَّامِ وَلَمْ يَبْقَ فِي جَسَدِهِ قيد شبر إلَّا وعليه طابعُ الشُّهَدَاءِ. وَمَنَاقِبُهُ غَزِيْرَةٌ، أَمَّرَهُ الصِّدِّيْقُ عَلَى سَائِرِ أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ وَحَاصَرَ دِمَشْقَ فَافْتَتَحَهَا هُوَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ. عَاشَ سِتِّيْنَ سَنَةً، وَقَتَلَ جَمَاعَةً مِنَ الأَبْطَالِ، وَمَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَلاَ قَرَّتْ أَعْيُنُ الجُبَنَاءِ. تُوُفِّيَ بِحِمْصَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ ومشهده على باب حمص، عليه جلالة. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ خَالَتِهِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ وَقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ وَالمِقْدَامُ بنُ مَعْدِيْ كَرِبٍ وَجُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ وَشَقِيْقُ بنُ سَلَمَةَ وَآخَرُوْنَ: لَهُ أَحَادِيْثُ قَلِيْلَةٌ. مُسْلِمٌ: مِنْ طَرِيْقِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ الَّذِي كَانَ يُقَالُ لَهُ: سَيْفُ اللهِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى خَالَتِهِ مَيْمُوْنَةَ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فَوَجَدَ عِنْدَهَا ضَبّاً مَحْنُوْذاً قَدِمَتْ بِهِ أُخْتُهَا حُفَيْدَةُ بِنْتُ الحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ فَقَدَّمَتْهُ لِرَسُوْلِ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَفَعَ يَدَهُ فَقَالَ خَالِدٌ: أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُوْلَ اللهِ? قَالَ: "لاَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ" فَاجْتَرَرْتُهُ فَأَكَلْتُهُ وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْظُرُ وَلَمْ يَنْهَ1. هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ: عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ: أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنَّ كَائِداً مِنَ الجِنِّ يَكِيْدُنِي قَالَ: "قُلْ: أَعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِي السَّمَاءِ وَمَا يَنْزِلُ مِنْهَا وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إلَّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ" فَفَعَلْتُ فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَنِّي. وَعَنْ حَيَّانَ بنِ أَبِي جَبَلَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ العَاصِ قَالَ: مَا عَدَلَ بِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبِخَالِدٍ أَحَداً فِي حَرْبِهِ مُنْذُ أَسْلَمْنَا. يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ: عَنِ العَيْزَارِ بنِ حُرَيْثٍ أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ أَتَى عَلَى اللات والعزَّى فقال:

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه البخاري "5537"، ومسلم "1946"، وأبو داود "3794"، والطبراني "3816"، والبيهقي "9/ 323" من طرق عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن ابن عباس، عن خالد بن الوليد، به.

يَا عُزُّ كُفرانَكِ لاَ سُبْحَانَكِ ... إِنِّي رَأَيْتُ اللهَ قَدْ أَهَانَكِ وَرَوَى زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ أَنَّ خَالِداً قَالَ مِثْلَهُ. قَالَ قَتَادَةُ: مَشَى خَالِدٌ إِلَى العُزَّى فَكَسَرَ أَنْفَهَا بِالفَأْسِ. وَرَوَى سُفْيَانُ بنُ حُسَيْنٍ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ خَالِداً إِلَى العُزَّى وَكَانَتْ لِهَوَازِنَ وَسَدَنَتُهَا بَنُو سُلَيْمٍ فَقَالَ: "انْطَلِقْ فَإِنَّهُ يَخْرُجُ عَلَيْكَ امْرَأَةٌ شديدة السواد لويلة الشَّعْرِ عَظِيْمَةُ الثَّدْيَيْنِ قَصِيْرَةٌ". فَقَالُوا يُحَرِّضُوْنَهَا: يَا عُزَّ شُدِّي شِدَّةً لاَ سِواكِها ... عَلَى خَالِدٍ أَلْقِي الخِمارَ وشمِّري فَإِنَّكِ إِنْ لاَ تَقْتُلِي المَرْءَ خَالِداً ... تبُوئي بِذَنْبٍ عَاجِلٍ وتُقصِّري فَشَدَّ عَلَيْهَا خَالِدٌ فَقَتَلَهَا وَقَالَ: ذَهَبَتِ العُزَّى فَلاَ عُزى بَعْدَ اليَوْمِ. الزُّهْرِيُّ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَزْهَرَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ حُنَيْنٍ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ يَسْأَلُ عَنْ رَحْلِ خَالِدٍ فَدُلَّ عَلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَى جُرْحِهِ وَحَسِبْتُ أَنَّهُ نَفَثَ فِيْهِ1. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَالِداً إِلَى بَنِي جَذِيْمَةَ فَقَتَلَ وَأَسَرَ فَرَفَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَيْهِ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ" 2 مَرَّتَيْنِ. الوَاقِدِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ إِيَاسِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ خَالِدٌ بَعْدَ صَنِيْعِهِ بِبَنِي جَذِيْمَةَ عَاب عَلَيْهِ ابْنُ عَوْفٍ مَا صَنَعَ وَقَالَ: أَخَذْتَ بِأَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ قتلتهم بعمِّك الفاكه قاتلك الله. قَالَ: وَأَعَابَهُ عُمَرُ فَقَالَ خَالِدٌ: أَخَذْتُهُم بِقَتْلِ أَبِيْكَ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: كَذَبْتَ لَقَدْ قَتَلْتُ قَاتِلَ أَبِي بِيَدِي وَلَوْ لَمْ أَقْتُلْهُ لَكُنْتَ تَقْتُلُ قَوْماً مُسْلِمِيْنَ بِأَبِي فِي الجَاهِلِيَّةِ قَالَ: وَمَنْ أَخْبَرَكَ أَنَّهُم أَسْلَمُوا? فَقَالَ: أَهْلُ السَّرِيَّةِ كلهم. قال: جائني رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أغير

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 88، 350-351" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به. 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "2/ 150-151"، والبخاري "4339، 7189"، والنسائي "8/ 236-237، 237"، والبيهقي "9/ 115" من طرق عن مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ مرفوعا، به في قصة. وقد خرجت الحديث في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" ط/ دار الحديث. الجزء الرابع بتعليقنا رقم "271"، وفي عدة مواضع من هذا الكتاب، فراجعه ثَمَّ إن شئت.

عَلَيْهِم فَأَغَرْتُ قَالَ: كَذَبْتَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ وَأَعْرَضَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ خَالِدٍ وَغَضِبَ وَقَالَ: "يَا خَالِدُ ذَرُوا لِي أَصْحَابِي مَتَى يُنكأ إلفُ المَرْءِ يُنكأ المرء"1. الوقدي: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَهْلِهِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا نَادَى خَالِدٌ فِي السَّحَر: مَنْ كَانَ مَعَهُ أَسِيْرٌ فليُدافَّه أَرْسَلْتُ أَسِيْرِي وَقُلْتُ لِخَالِدٍ: اتَّقِ اللهَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ مُسْلِمُوْنَ قَالَ: إِنَّهُ لاَ عِلْمَ لَكَ بِهَؤُلاَءِ. إِسْنَادُهُ فِيْهِ الوَاقِدِيُّ وَلِخَالِدٍ اجْتِهَادُهُ وَلِذَلِكَ مَا طَالَبَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِدِيَاتِهِم. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ عُتْبَةَ، عَنْ عُثْمَانَ الأَخْنَسِيِّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَالِداً إِلَى الحَارِثِ بنِ كَعْبٍ أَمِيْراً وَدَاعِياً وَخَرَجَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- في حجة الوداع فلما حَلَقَ رَأْسَهُ أَعْطَاهُ نَاصِيَتَهُ فَعُمِلَتْ فِي مُقَدَّمَةِ قُلُنْسُوَةِ خَالِدٍ فَكَانَ لاَ يَلْقَى عَدُوّاً إلَّا هَزَمَهُ. وَأَخْبَرَنِي مَنْ غَسَلَهُ بِحِمْصَ، وَنَظَرَ إِلَى مَا تَحْتَ ثِيَابِهِ قَالَ: مَا فِيْهِ مُصحّ مَا بَيْنَ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ أَوْ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ أو رمية بسهم. الوَلِيْدُ بنُ مُسلمٍ: حَدَّثَنَا وَحْشِيُّ بنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ وَحْشِيٍّ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ عَقَدَ لِخَالِدٍ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ وَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ سَلَّهُ اللهُ عَلَى الكُفَّارِ والمنافقين" 2. رواه أحمد في "مسنده".

_ 1 ضعيف جدا: في إسناده الواقدي، وهو متروك كما ذكرنا آنفا. وفيه جهالة الرجل الذي روى عن إياس بن سلمة. 2 صحيح بشواهده: أخرجه أحمد "1/ 8"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" "696"، والحاكم "3/ 298"، والطبراني "3798" من طريق الوليد بن مسلم به. قلت: إسناده ضعيف، آفته جهالة حرب بن وحشي بن حرب الحبشي الحمصي، لذا قال الحافظ في "التقريب" "مقبول"، أي عند المتابعة. وللحديث شواهد: فقد ورد من حديث عبد الله بن أَبِي أَوْفَى قَالَ: "شَكَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عوف خالد بن الوليد إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا خالد لِمَ تؤذي رجلا من أهل بدر؟ لو أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ"، فقال: يا رسول الله يقعون فيَّ فأرد عليهم، فقال رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تُؤْذُوا خَالِداً، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سيوف الله صبه الله على الكفار".=

هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ فِي بَنِي سُلَيْمٍ ردَّة فَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ إِلَيْهِم خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ فَجَمَعَ رِجَالاً مِنْهُم فِي الحَظَائِرِ ثُمَّ أَحْرَقَهُم فَقَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: أَتَدَعُ رَجُلاً يعذِّب بِعَذَابِ اللهِ? قَالَ: وَاللهِ لاَ أَشِيْمُ1 سَيْفاً سلَّه اللهُ عَلَى عَدُوِّهِ ثُمَّ أَمَرَهُ فَمَضَى إِلَى مُسَيْلِمَةَ2. ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: أَخْبَرَنِي السَّيْبَانِيُّ3، عَنْ أَبِي العَجْمَاءِ -وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو العَجْفَاءِ- السُّلَمِيُّ قَالَ: قِيْلَ لِعُمَرَ: لَوْ عَهِدْتَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ ثُمَّ وَلَّيْتُهُ ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَبِّي فَقَالَ لِي: لِمَ اسْتَخْلَفْتَهُ? لَقُلْتُ: سَمِعْتُ عَبْدَكَ وَخَلِيْلَكَ يَقُوْلُ: "لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ وَإِنَّ أَمِيْنَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ" وَلَوْ أَدْرَكْتُ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ ثُمَّ وَلَّيْتُهُ فقدمت على

_ = 1 أخرجه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" "13"، والبزار "2595"، 2719"، والطبراني في "الكبير" "3801"، وفي "الصغير" "580"، والحاكم "3/ 298"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "12/ 149-150" من طريق أبي إسماعيل المؤدب، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد الله بن أبي أوفى، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ورده الذهبي في "التلخيص" بقوله: "قلت: رواه ابن إدريس، عن ابن أبي خالد عن الشعبي مرسلا وهو أشبه". قلت: فعلى فرض انقطاعه بين الشعبي، وابن أبي أوفى، فللحديث شواهد أخرى، فقد ورد عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال: "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب -وعيناه تذرفان- حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم". أخرجه البخاري "4262" من طريق أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس، به، وله شاهد عن أبي هريرة عند أحمد "2/ 260"، وعن أبي عبيدة بن الجراح عند أحمد "4/ 90"، وعن عمر عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" "697". وعن أبي قتادة عند ابن سعد "7/ 395". 1 أشيم: أي أغمد، والشيم من الأضداد، يكون سلا وإغمادا. 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "7/ 396" من طريق أبي معاوية الضرير، عن هشام بن عروة به. قلت: إسناده ضعيف، لانقطاعه بين عروة وأبي بكر، رضي الله عنه. 3 هو يحيى بن أبي عمرو السيباني، بفتح المهملة -وليست معجمة- وسكون التحتانية بعدها موحدة، أبو زرعة الحمصي، ثقة، من الطبقة السادسة، ولم يثبت له لقاء أحد من الصحابة، فروايته عن الصحابة مرسلة، مات سنة ثمان وأربعين ومائة. روى له البخاري في "الأدب المفرد". وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

رَبِّي، لَقُلْتُ: سَمِعْتُ عَبْدَكَ وَخَلِيْلَكَ يَقُوْلُ: "خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ سلَّه اللهُ عَلَى المُشْرِكِيْنَ" 1. وَرَوَاهُ الشَّاشِيُّ2 فِي مُسْنَدِهِ. أَحْمَدُ فِي "المُسْنَدِ": حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الشَّامِ وَعَزَلَ خَالِداً فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ نِعْمَ فَتَى العَشِيْرَةِ" 3. حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، عَنْ أَنَسٍ: نَعَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُمَرَاءَ يَوْمِ مُؤْتَةَ فَقَالَ: "أُصِيْبُوا جَمِيْعاً ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدُ سيفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ خَالِدٌ" وَجَعَلَ يُحَدِّثُ النَّاسَ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ4. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا خالد سيف مِنْ سُيُوْفِ اللهِ صَبَّهُ عَلَى الكُفَّارِ" 5. أَبُو إسماعيل المؤدب: عن إسماعيل بن أبي خالد، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى مَرْفُوْعاً بِمَعْنَاهُ6. وَجَاءَ مِنْ طُرُقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ. أَبُو المِسْكِيْنِ الطَّائِيُّ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ زحرٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بنُ مُنِيْبٍ قَالَ: جَدِّي أَوْسٌ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْدَى لِلْعَرَبِ مِنْ هُرْمُزَ فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مُسَيْلِمَةَ أَتَيْنَا نَاحِيَةَ البصرة فلقينا هرمز

_ 1 صحيح بشواهده: في إسناده أبو العجفاء السلمي البصري، قيل اسمه بن نسيب، وقيل بالعكس وقيل بالصاد بدل السين المهملتين، قال أبو أحمد الحاكم: ليس حديثه بالقائم. وقال البخاري: في حديثه نظر. وقال ابن معين: ثقة. والحديث أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" "697"، وهو صحيح بشواهده التي ذكرناها في تعليقنا السابق رقم "538". 2 الشاشي: هو الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ الرَّحَّالُ، أَبُو سَعِيْدٍ الهَيْثَمُ بنُ كُلَيْب بنِ سُرَيْج بنِ مَعْقِل الشَّاشِيُّ التركي، صاحب "المسند الكبير" سبق التعريف به في تعليقنا رقم "175". 3 صحيح بشواهد: أخرجه أحمد "4/ 90"، وفي إسناده الانقطاع بين عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي -وهو من الطبقة الثالثة- وبين أبي عبيدة بن الجراح فإنه لم يدركه، قال أبو زرعة: "في حديثه عن أبي عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- هو مرسل" كما أن عبد الملك بن عمير، مدلس، مشهور بالتدليس، ولم يصرح بالسماع فضلا عن انقطاعه. لكن الحديث يصح مما ذكرناه من شواهد في تعليقنا السابق رقم "538". 4 صحيح: أخرجه البخاري "3757، 4262"، وراجع تعليقنا رقم "538". 5 صحيح بشواهده: إسناده ضعيف لإرساله، وقد أخرجه ابن سعد "7/ 395"، لكن الحديث يصح بشواهده التي ذكرناها في تعليقنا "538". 6 صحيح بشواهده: خرجته في تعليقنا رقم "538" فراجعه ثمة.

بِكَاظِمَةَ فَبَارَزَهُ خَالِدٌ فَقَتَلَهُ فَنَفَلَهُ الصِّديق سَلَبَه فبلغت قلنسوته مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ وَكَانَتِ الفُرْسُ مَنْ عَظُمَ فِيْهِم جعلت قلنسوته بمئة أَلْفٍ. قَالَ أَبُو وَائِلٍ: كَتَبَ خَالِدٌ إِلَى الفُرْسِ: إِنَّ مَعِي جُنْداً يُحِبُّوْنَ القَتْلَ كَمَا تُحِبُّ فَارِسٌ الخَمْرَ. هُشَيْمٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ فَقَدَ قُلُنْسُوَةً لَهُ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ فَقَالَ: اطْلُبُوْهَا. فَلَمْ يَجِدُوْهَا. ثُمَّ وُجِدَتْ فَإِذَا هِيَ قُلُنْسُوَةٌ خَلِقَةٌ. فَقَالَ خَالِدٌ: اعْتَمَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَلَقَ رَأْسَهُ فَابْتَدَرَ النَّاسُ شَعْرَهُ فَسَبَقْتُهُم إِلَى نَاصِيَتِهِ فَجَعَلْتُهَا فِي هَذِهِ القَلَنْسوَةِ فَلَمْ أَشْهَدْ قِتَالاً وَهِيَ مَعِي إلَّا رُزِقْتُ النَّصْرَ. ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ: أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ أَنَّ النَّاسَ يَوْمَ حَلَقَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْتَدَرُوا شَعْرَهُ فَبَدَرَهُم خَالِدٌ إِلَى نَاصِيَتِهِ فَجَعَلَهَا فِي قُلُنْسُوَتِهِ. ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ سَمِعْتُ خَالِداً يَقُوْلُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ مُؤْتَةَ انْدَقَّ فِي يَدِي تِسْعَةُ أَسْيَافٍ فَصَبَرَتْ فِي يَدِي صفيحةٌ يَمَانِيَّةٌ. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مَوْلَى لآلِ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ أَنَّ خَالِداً قَالَ: مَا مِنْ لَيْلَةٍ يُهدى إليَّ فِيْهَا عَرُوْسٌ أَنَا لَهَا محبٌّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ لَيْلَةٍ شَدِيْدَةِ البَرْدِ كَثِيْرَةِ الجَلِيْدِ فِي سَرِيَّةٍ أُصَبِّحُ فِيْهَا العَدُوَّ. يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ: عَنِ العَيْزَارِ بنِ حُريث قَالَ: قَالَ خَالِدٌ: مَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ يوميَّ أَفِرُّ: يَوْمَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُهْدِيَ لِي فِيْهِ شَهَادَةً أَوْ يَوْمَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُهدي لِي فِيْهِ كَرَامَةً. قَالَ قَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ: سَمِعْتُ خَالِداً يَقُوْلُ منعني الجهاد كثيرًا من القِرَاءةِ وَرَأَيْتُهُ أُتي بِسُمٍ فَقَالُوا: مَا هَذَا? قَالُوا: سُمٌّ قَالَ: بَاسْمِ اللهِ وَشَرِبَهُ. قُلْتُ: هَذِهِ وَاللهِ الكَرَامَةُ وَهَذِهِ الشَّجَاعَةُ. يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ: عَنْ أَبِي السَّفَرِ قَالَ: نَزَلَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ الحِيْرَةَ عَلَى أُمِّ بَنِي المَرَازِبَةِ فَقَالُوا: احْذَرِ السُّم لاَ تَسْقِكَ الأَعَاجِمُ فَقَالَ: ائْتُوْنِي بِهِ فَأُتِيَ بِهِ فَاقْتَحَمَهُ وَقَالَ: بَاسْمِ اللهِ فَلَمْ يَضُرَّه. أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ أُتي خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ بِرَجُلٍ مَعَهُ زقُّ خَمْرٍ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عَسَلاً فَصَارَ عَسَلاً.

رَوَاهُ يَحْيَى بنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَقَالَ: خَلاًّ بَدَلَ العَسَلِ وَهَذَا أَشْبَهُ وَيَرْوِيْهِ عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ مُرْسَلاً. ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ قَالَ: طلَّق خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ امْرَأَةً فَكَلَّمُوْهُ فَقَالَ: لَمْ يُصبها عِنْدِي مُصِيْبَةٌ وَلاَ بَلاَءٌ وَلاَ مَرَضٌ فَرَابَنِي ذَلِكَ مِنْهَا. المَدَائِنِيُّ: عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَدِمَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى أَبِي بكر فأخبره بقتل مالك بن نويرة وأصحابه فجزع وَكَتَبَ إِلَى خَالِدٍ فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَلْ تَزِيْدُوْنَ عَلَى أَنْ يَكُوْنَ تأوَّل فَأَخْطَأَ? ثُمَّ رَدَّهُ وَوَدَى مَالكاً وردَّ السَّبْيَ وَالمَالَ. وَعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: دَخَلَ خَالِدٌ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَخْبَرَهُ وَاعْتَذَرَ فَعَذَرَهُ. قَالَ سَيْفٌ فِي "الرِّدَّةِ": عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: شَهِدَ قَوْمٌ مِنَ السَّرِيَّةِ أَنَّهُم أَذَّنوا وَأَقَامُوا وَصَلَّوْا فَفَعَلُوا مِثْلَ ذَلِكَ وَشَهِدَ آخَرُوْنَ بِنَفْيِ ذَلِكَ فَقُتِلُوا. وَقَدِمَ أَخُوْهُ مُتَّمم بنُ نُوَيْرَةَ يُنْشِدُ الصِّدِّيْقَ دَمَهُ وَيَطْلُبُ السَّبْيَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِرَدِّ السَّبْيِ وَأَلَحَّ عَلَيْهِ عُمَرُ فِي أَنْ يَعْزِلَ خَالِداً وَقَالَ: إِنَّ فِي سَيْفِهِ رَهَقاً فَقَالَ: لاَ يَا عُمَرُ لَمْ أَكُنْ لأَشِيْمَ سَيْفاً سلَّه اللهُ عَلَى الكَافِرِيْنَ. سَيْفٌ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِ أَنَّ خَالِداً بَثَّ السَّرَايَا فأُتي بِمَالِكٍ. فَاخْتَلَفَ قَوْلُ النَّاسِ فِيْهِم وَفِي إِسْلاَمِهِم وَجَاءتْ أُمُّ تَمِيْمٍ كَاشِفَةً وَجْهَهَا فَأَكَبَّتْ عَلَى مَالِكٍ وَكَانَتْ أَجْمَلَ النَّاسِ فَقَالَ لَهَا: إِلَيْكِ عَنِّي فَقَدْ وَاللهِ قَتَلْتِنِي. فَأَمَرَ بِهِم خَالِدٌ فضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُم. فَقَامَ أَبُو قَتَادَةَ فَنَاشَدَهُ فِيْهِم فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ فَرَكِبَ أَبُو قَتَادَةَ فَرَسَهُ وَلَحِقَ بِأَبِي بَكْرٍ وَحَلَفَ: لاَ أَسِيْرُ فِي جَيْشٍ وَهُوَ تَحْتَ لِوَاءِ خَالِدٍ. وَقَالَ: تَرَكَ قَوْلِي وَأَخَذَ بِشَهَادَةِ الأَعْرَابِ الذين فتنتهم الغنائم. ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بنُ جَبِيْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَحَدَّثَنَا أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ بنِ عَلِيٍّ الأَسْلَمِيِّ فِي حَدِيْثِ الرِّدَّةِ: فَأَوْقَعَ بِهِم خَالِدٌ وَقَتَلَ مَالِكاً ثُمَّ أَوْقَعَ بِأَهْلِ بُزَاخَةَ وَحَرَّقَهُم لِكَوْنِهِ بَلَغَهُ عَنْهُم مَقَالَةٌ سَيِّئَةٌ شَتَمُوا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَضَى إِلَى اليَمَامَةِ فَقَتَلَ مُسَيْلِمَةَ إِلَى أَنْ قَالَ: وَقَدِمَ خَالِدٌ المَدِيْنَةَ بِالسَّبْيِ وَمَعَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ مِنْ وَفْدِ بَنِي حَنِيْفَةَ فَدَخَلَ المَسْجِدَ وَعَلَيْهِ قُبَاءٌ عَلَيْهِ صَدَأُ الحَدِيْدِ مُتَقَلِّداً السَّيْفَ فِي عِمَامَتِهِ أَسْهُمٌ. فَمَرَّ بِعُمَرَ فَلَمْ يُكَلِّمْهُ وَدَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَرَأَى مِنْهُ كُلَّ مَا يُحِبُّ وَعَلِمَ عُمَرُ فَأَمْسَكَ. وَإِنَّمَا وَجَدَ عُمَرُ عَلَيْهِ لِقَتْلِهِ مَالِكَ بن نويرة وتزوج بامرأته.

جويرية بنت أَسْمَاءَ: قَالَ: كَانَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ مِنْ أَمَدِّ النَّاسِ بَصَراً فَرَأَى رَاكِباً وَإِذَا هُوَ قَدْ قَدِمَ بِمَوْتِ الصِّدِّيْقِ وَبِعَزْلِ خَالِدٍ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَلِي عُمَرُ فَقَالَ: لأنزعنَّ خَالِداً حَتَّى يُعْلَمَ أَنَّ اللهَ إِنَّمَا يَنْصُرُ دِيْنَهُ يَعْنِي بِغَيْرِ خَالِدٍ. وَقَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ كَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ إِنِّي قَدِ اسْتَعْمَلْتُكَ وَعَزَلْتُ خَالِداً. وَقَالَ خَلِيْفَةُ: ولَّى عُمَرُ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الشَّامِ فَاسْتَعْمَلَ يَزِيْدَ عَلَى فِلَسْطِيْنَ وشُرحبيل بنَ حَسَنَةَ عَلَى الأُرْدُنِّ وَخَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ على دمشق وحبيب بن مَسْلَمَةَ عَلَى حِمْصَ. الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: اكْتُبْ إِلَى خَالِدٍ: إلَّا يُعْطِي شَاةً وَلاَ بَعِيْراً إلَّا بِأَمْرِكَ فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ بِذَلِكَ قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ خَالِدٌ إِمَّا أَنْ تَدَعَنِي وَعَمَلِي وَإِلاَّ فَشَأْنُكَ بِعَمَلِكَ فَأَشَارَ عُمَرُ بِعَزْلِهِ فَقَالَ: وَمَنْ يُجزئ عَنْهُ? قَالَ عُمَرُ: أَنَا، قَالَ: فَأَنْتَ. قَالَ مَالِكٌ: قَالَ زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ: فَتَجَهَّزَ عُمَرُ حَتَّى أُنيخت الظَّهرُ فِي الدَّارِ. وَحَضَرَ الخُرُوْجُ فَمَشَى جَمَاعَةٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالُوا: مَا شَأْنُكَ تُخرِجُ عُمَرَ مِنَ المَدِيْنَةِ وَأَنْتَ إِلَيْهِ مُحْتَاجٌ وَعَزَلْتَ خَالِداً وَقَدْ كَفَاكَ? قَالَ: فَمَا أصنعُ قَالُوا: تَعزِمُ عَلَى عُمَرَ لِيَجْلِسَ وَتكْتُبُ إِلَى خَالِدٍ فَيُقِيْمَ عَلَى عَمَلِهِ فَفَعَلَ. هِشَامُ بنُ سَعْدٍ: عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: تَدَعُ خَالِداً بِالشَّامِ يُنْفِقُ مَالَ اللهِ? قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ أَسْلَمُ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُوْلُ: كذبتُ اللهَ إِنْ كُنْتُ أَمَرْتُ أَبَا بَكْرٍ بِشَيْءٍ لاَ أَفْعَلُهُ فَكَتَبَ إِلَى خَالِدٍ فَكَتَبَ خَالِدٌ إِلَيْهِ: لاَ حَاجَةَ لِي بِعَمَلِكَ. فَوَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ. الحَارِثُ بنُ يَزِيْدَ: عَنْ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، عَنْ نَاشِرَةَ اليَزَنِيِّ: سَمِعْتُ عُمَرَ بِالجَابِيَةِ وَاعْتَذَرَ مِنْ عَزْلِ خَالِدٍ قَالَ: وَأَمَّرْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ حَفْصِ بنِ المُغِيْرَةِ: وَاللهِ مَا أَعْذَرْتَ نَزَعْتَ عَامِلاً اسْتَعْمَلَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَوَضَعْتَ لِوَاءً رَفَعَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّكَ قريبُ القرابةِ حَدِيْثُ السِّنِّ مغضبٌ في ابن عمك. وَمِنْ كِتَابِ سَيْفٍ، عَنْ رِجَالِهِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ عَمَلِهِ وَإِنَّ خَالِداً أَجَازَ الأَشْعَثَ بِعَشْرَةِ آلاَفٍ فَدَعَا البَرِيْدَ وَكَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ أَنْ تُقِيْمَ خالدًا وتعقله

بِعِمَامَتِهِ وَتنْزِعَ قُلُنْسُوَتَهُ حَتَّى يُعلِمَكم مِنْ أَيْنَ أَجَازَ الأَشْعَثَ? أَمِنْ مَالِ اللهِ أَمْ مِنْ مَالِهِ? فَإِنْ زَعَمَ أَنَّهُ مِنْ إِصَابَةٍ أَصَابَهَا فَقَدْ أَقَرَّ بِخِيَانَةٍ وَإِنْ زَعَمَ أَنَّهَا مِنْ مَالِهِ فَقَدْ أَسْرَفَ وَاعْزِلْهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَاضْمُمْ إِلَيْك عَمَلَهُ. فَفَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِمَ خَالِدٌ عَلَى عُمَرَ فَشَكَاهُ وَقَالَ: لَقَدْ شَكَوْتُكَ إِلَى المُسْلِمِيْنَ وَبِاللهِ يَا عُمَرُ إِنَّكَ فِي أَمْرِي غَيْرُ مُجمل فَقَالَ عُمَرُ: مِنْ أَيْنَ هَذَا الثَّرَاءُ? قَالَ: مِنَ الأَنْفَالِ والسُّهمان مَا زَادَ عَلَى السِتِّيْنَ أَلْفاً فَلَكَ تقوِّم عرُوْضَهُ قَالَ: فَخَرَجَتْ عَلَيْهِ عِشْرُوْنَ أَلْفاً فَأَدْخَلَهَا بَيْتَ المَالِ. ثُمَّ قَالَ: يَا خَالِدُ وَاللهِ إِنَّكَ لَكَرِيْمٌ عليَّ وَإِنَّكَ لَحَبِيْبٌ إليَّ وَلَنْ تُعَاتِبَنِي بَعْدَ اليَوْمِ عَلَى شَيْءٍ. وَعَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ: عَزَلَ عُمَرُ خَالِداً فَلَمْ يُعْلِمْهُ أَبُو عُبَيْدَةَ حَتَّى عَلِمَ مِنَ الغَيْرِ. فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللهُ مَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ لاَ تُعْلِمَنِي? قَالَ: كَرِهْتُ أَنْ أُرَوِّعَكَ. جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ: عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَدِمَ خَالِدٌ مِنَ الشَّامِ وَفِي عِمَامَتِهِ أسهمٌ ملطخةٌ بِالدَّمِ فَنَهَاهُ عُمَرُ. الأَصْمَعِيُّ: عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ دَخَلَ وَعَلَيْهِ قَمِيْصٌ حَرِيْرٌ فَقَالَ عُمَرُ: مَا هَذَا? قَالَ: وما بأسه! قد لبسه ابن عوف. قَالَ: وَأَنْتَ مِثْلُهُ?! عَزَمْتُ عَلَى مَنْ فِي البَيْتِ إلَّا أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُ قِطْعَةً فَمَزَّقُوْهُ. رَوَى عَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَظُنُّ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ خَالِداً الوَفَاةُ قَالَ: لَقَدْ طَلَبْتُ القَتْلَ مظانَّه فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي إلَّا أَنْ أَمُوْتَ عَلَى فِرَاشِي. وَمَا مِنْ عَمَلِي شَيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي بَعْدَ التَّوْحِيْدِ مِنْ لَيْلَةٍ بتُّها وَأَنَا مُتَتَرِّسٌ وَالسَّمَاءُ تُهِلُّنِي نَنْتَظِرُ الصُّبْحَ حَتَّى نُغير عَلَى الكُفَّارِ. ثُمَّ قَالَ: إِذَا متُّ فَانْظُرُوا إِلَى سِلاَحِي وَفَرَسِي فَاجْعلُوْهُ عُدَّةً فِي سَبِيْلِ اللهِ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ خَرَجَ عُمَرُ عَلَى جِنَازَتِهِ فَذَكَرَ قَوْلَهُ: مَا عَلَى آلِ الوَلِيْدِ أَنْ يَسْفَحْنَ عَلَى خَالِدٍ مِنْ دُمُوْعِهِنَّ مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعاً أَوْ لقلقةً. النقع: التراب على الرءوس وَاللَّقْلَقَةُ: الصُّرَاخُ. وَيُرْوَى بِإِسْنَادٍ سَاقِطٍ أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ فِي جِنَازَةِ خَالِدٍ بِالمَدِيْنَةِ وَإِذَا أُمُّهُ تندبه وتقول: أنت خير من ألفَ ألفٍ مِنَ القَوْ ... مِ إِذَا مَا كُبَّتْ وُجُوْهُ الرجال فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتِ إِنْ كَانَ لَكَذَلِكَ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَنْبَسَةَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الدِّيْبَاجَ يَقُوْلُ: لَمْ يَزَلْ خَالِدٌ مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَاسْتُخْلِفَ عِيَاضُ بنُ غَنْمٍ. فَلَمْ يَزَلْ خَالِدٌ

مَعَ عِيَاضٍ حَتَّى مَاتَ. فَانْعَزَلَ خَالِدٌ إِلَى حِمْصَ فَكَانَ ثمَّ وحبَّس خَيْلاً وَسِلاَحاً فَلَمْ يَزَلْ مُرَابِطاً بِحِمْصَ حَتَّى نَزَلَ بِهِ فَعَادَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَذَكَرَ لَهُ أَنَّ خَيْلَهُ الَّتِي حُبست بِالثَّغْرِ تُعلف مِنْ مَالِي وَدَارِي بِالمَدِيْنَةِ صَدَقَةٌ وَقَدْ كنتُ أشهدتُ عَلَيْهَا عُمَرَ. وَاللهِ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ لَئِنْ مَاتَ عُمَرُ لَتَرَيْنَّ أُمُوْراً تُنْكِرُهَا. وَرَوَى إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ، عَنْ عمِّه مُوْسَى قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى مَكَّةَ مَعَ عُمَرَ فَبَيْنَا نَحْنُ نحطُّ، عَنْ رَوَاحِلِنَا إِذْ أَتَى الخبرُ بِوَفَاةِ خَالِدٍ فَصَاحَ عُمَرُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يَا طَلْحَةُ هَلَكَ أَبُو سُلَيْمَانَ هَلَكَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ. فَقَالَ طَلْحَةُ: لاَ أعرفنَّكَ بَعْدَ المَوْتِ تَنْدُبُنِي ... وَفِي حَيَاتِيَ مَا زَوَّدْتَنِي زَادَا وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ: أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ لَمَّا احْتُضِرَ بَكَى وَقَالَ: لَقِيْتُ كَذَا وَكَذَا زَحْفاً وَمَا فِي جَسَدِي شِبْرٌ إلَّا وَفِيْهِ ضَرْبَةٌ بِسَيْفٍ أَوْ رَمْيَةٌ بِسَهْمٍ وَهَا أَنَا أَمُوْتُ عَلَى فِرَاشِي حَتْفَ أَنْفِي كَمَا يَمُوْتُ العِيْرُ فَلاَ نَامَتْ أعينُ الجُبَنَاءِ. قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: لَمْ يَزَلْ خَالِدٌ بِالشَّامِ حَتَّى عَزَلَهُ عُمَرُ. وَهَلَكَ بِالشَّامِ وَوَلِي عُمَرُ وصيته. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: مَاتَ بِحِمْصَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَكَانَ قَدِمَ قَبْلَ ذَلِكَ مُعْتَمِراً وَرَجَعَ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رِيَاحٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ رِيَاحٍ سَمِعَ ثَعْلَبَةَ بنَ أَبِي مَالِكٍ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ عُمَرَ بِقُبَاءَ وَإِذَا حُجَّاجٌ مِنَ الشَّامِ قَالَ: مَنِ القَوْمُ قَالُوا: مِنَ اليَمَنِ مِمَّنْ نَزَلَ حِمْصَ وَيَوْمَ رَحَلْنَا مِنْهَا مَاتَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ فَاسْتَرْجَعَ عُمَرُ مِرَاراً وَنَكَسَ وَأَكْثَرَ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ: كَانَ وَاللهِ سَدَّاداً لِنَحْرِ العَدُوِّ مَيْمُوْنَ النَّقِيْبَةِ. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: فَلِمَ عَزَلْتَهُ قَالَ: عَزَلْتُهُ لِبَذْلِهِ المَالَ لأَهْلِ الشَّرَفِ وَذَوِي اللِّسَانِ قَالَ: فَكُنْتَ عَزَلْتَهُ، عَنِ المَالِ وَتَتْرُكَهُ عَلَى الجُنْدِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِيَرْضَى قَالَ: فهلَّا بَلَوْتَهُ. وَرَوَى جُوَيْرِيَةُ:، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ خَالِدٌ لَمْ يَدَعْ إلَّا فَرَسَهُ وَسِلاَحَهُ وَغُلاَمَهُ فَقَالَ عُمَرُ: رَحِمَ اللهُ أَبَا سُلَيْمَانَ كَانَ عَلَى مَا ظَنَنَّاهُ بِهِ. الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: اجْتَمَعَ نِسْوَةُ بَنِي المُغِيْرَةِ فِي دَارِ خَالِدٍ يَبْكِيْنَهُ فَقَالَ عُمَرُ: مَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يُرِقْنَ مِنْ دُمُوْعِهِنَّ مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعاً أَوْ لَقْلَقَةً. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ خَالِدٌ بِحِمْصَ سَنَةَ إِحْدَى وعشرين. وقال دُحَيْم: مات بالمدينة. قُلْتُ: الصَّحِيْحُ مَوْتُهُ بِحِمْصَ وَلَهُ مَشْهَدٌ يُزَارُ. وَلَهُ فِي الصَّحِيْحَيْنِ حَدِيْثَانِ وَفِي مُسْنَدِ بَقِيٍّ واحد وسبعون.

صفوان بن بيضاء

84- صفوان بن بيضاء 1: وَهِيَ أُمُّهُ اسْمُهَا دَعْدُ بِنْتُ جَحْدَمٍ الفِهْرِيَّةُ وَأَبُوْهُ هُوَ وَهْبُ بنُ رَبِيْعَةَ بنِ هِلاَلِ بنِ مَالِكِ بنِ ضَبَّةَ بنِ الحَارِثِ بنِ فهر بن مالك. أبو عمرو القرشي مِنَ المُهَاجِرِيْنَ شَهِدَ بَدْراً. فَرَوَى الوَاقِدِيُّ، عَنْ مُحْرَزِ بنِ جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: قَتَلَ صَفْوَانَ بنَ بَيْضَاءَ طُعَيْمَةُ بنُ عَدِيٍّ ثُمَّ قَالَ الوَاقِدِيُّ: هَذِهِ رِوَايَةٌ وَقَدْ روي لنا أن صفوان بن بَيْضَاءَ لَمْ يُقْتَلْ يَوْمَ بَدْرٍ وَأَنَّهُ شَهِدَ المَشَاهِدَ وَتُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ ولم يعقب.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 416"، والجرح والتعديل "2/ ق1/ 421"، والإصابة "2/ ترجمة 4075".

أخوه سهيل بن بيضاء الفهري

85- أخوه سهيل بن بيضاء الفهري 1: مِنَ المُهَاجِرِيْنَ يُكْنَى: أَبَا مُوْسَى هَاجَرَ الهِجْرَتَيْنِ إِلَى الحَبَشَةِ فِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَالوَاقِدِيِّ. وَعَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ، قَالَ: لَمَّا هَاجَرَ سُهَيْلٌ وَصَفْوَانُ ابْنَا بَيْضَاءَ مِنْ مَكَّةَ نَزَلاَ عَلَى كُلْثُوْمِ بنِ الهِدْمِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالُوا وَشَهِدَ سُهَيْلٌ بَدْراً وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً وَشَهِدَ أُحُداً إِلَى أَنْ قَالَ وَمَاتَ بَعْدَ رُجُوْعِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ تَبُوْكٍ بِالمَدِيْنَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَلَمْ يُعْقِبْ. قُلْتُ: وَهُوَ الَّذِي صَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المسجد ولهما أخ اسمه سهل بن بيضاء الفهري، وشهد بدرًا، وشهد أحدًا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 415-416"، والجرح والتعديل "2/ ق1/ 245"، والإصابة "2/ ترجمة 3516".

المقداد بن عمرو

86- المقداد بن عمرو 1: صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ. وَهُوَ المِقْدَادُ بنُ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ مَالِكِ بنِ رَبِيْعَةَ القُضَاعِيُّ الكِنْدِيُّ البَهْرَانِيُّ. وَيُقَالُ لَهُ: المِقْدَادُ بنُ الأَسْوَدِ؛ لأَنَّهُ رُبِّي فِي حَجْرِ الأَسْوَدِ بنِ عَبْدِ يغوث الزُّهْرِيِّ فَتَبَنَّاهُ وَقِيْلَ بَلْ كَانَ عَبْداً لَهُ أَسْوَدَ اللَّوْنِ فَتَبَنَّاهُ وَيُقَالُ: بَلْ أَصَابَ دَماً فِي كِنْدَةَ فَهَرَبَ إِلَى مَكَّةَ وَحَالَفَ الأَسْوَدَ. شَهِدَ بَدْراً وَالمَشَاهِدَ، وَثَبَتَ أَنَّهُ كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ فَارِساً وَاخْتَلَفَ يَوْمَئِذٍ فِي الزُّبَيْرِ. لَهُ جَمَاعَةُ أَحَادِيْثَ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَجُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَهَمَّامُ بنُ الحَارِثِ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَدِيِّ بنِ الخِيَارِ وَجَمَاعَةٌ. وَقِيْلَ: كَانَ آدَمَ طُوَالاً ذَا بَطْنٍ أَشْعَرَ الرَّأْسِ أَعْيَنَ مَقْرُوْنَ الحَاجِبَيْنَ مَهِيْباً عَاشَ نَحْواً مِنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ وَقَبْرُهُ بِالبَقِيْعِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. حَدِيْثُهُ فِي "السِّتَّةِ" لَهُ حَدِيْثٌ فِي الصحيحين وانفرد له مسلم بأربعة أحاديث. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ المُسْندِيُّ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا بشر بن المفضل، حدثنا بن عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بنِ إِسْحَاقَ، عَنِ المِقْدَادِ بنِ الأَسْوَدِ قَالَ اسْتَعْمَلَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى عَمَلٍ فَلَمَّا رَجَعْتُ قَالَ: "كَيْفَ وَجَدْتَ الإِمَارَةَ"؟ قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَا ظَنَنْتُ إلَّا أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُم خَوَلٌ لِي وَاللهِ لاَ أَلِي عَلَى عَمَلٍ مَا دُمْتُ حَيّاً. بَقِيَّةُ: حَدَّثَنَا حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو رَاشِدٍ الحُبْرَانِيُّ قَالَ: وَافَيْتُ المِقْدَادَ فَارِسَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِحِمْصَ عَلَى تَابُوْتٍ مِنْ تَوَابِيْتِ الصَّيَارِفَةِ قَدْ أَفْضَلَ عَلَيْهَا مِنْ عِظَمِهِ يُرِيْدُ الغَزْوَ فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيْكَ. فَقَالَ: أَبَتْ عَلَيْنَا سُوْرَةُ البُحُوْثِ {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] .

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 161-163"، تاريخ البخاري الكبير "4/ ق2/ 54"، والجرح والتعديل "4/ ق1/ 426"، وحلية الأولياء "1/ 172-176"، والعبر "1/ 34"، وتهذيب التهذيب "10/ 285-287"، والإصابة "3/ ترجمة 8183".

يَحْيَى الحِمَّانِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ صَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى المِقْدَادِ يَوْماً فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ: طُوْبَى لِهَاتَيْنِ العَيْنَيْنِ اللَّتَيْنِ رَأَتَا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاللهِ لَوَدِدْنَا أَنَّا رَأَيْنَا مَا رَأَيْتَ فَاسْتَمَعْتُ فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ مَا قَالَ إلَّا خَيْراً ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا يَحْمِلُ أَحَدَكُم عَلَى أَنْ يَتَمَنَّى مَحْضَراً غَيَّبَهُ اللهُ عَنْهُ لاَ يَدْرِي لَوْ شَهِدَهُ كَيْفَ كَانَ يَكُوْنُ فِيْهِ وَاللهِ لَقَدْ حَضَرَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَقْوَامٌ كَبَّهُمُ اللهُ عَلَى مَنَاخِرِهِم فِي جَهَنَّمَ لَمْ يُجِيْبُوْهُ ولم يصدقوه أولا تحمدون الله لا تَعْرِفُوْنَ إلَّا رَبَّكُم مُصَدِّقِيْنَ بِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّكُم وَقَدْ كُفِيْتُم البَلاَءَ بِغَيْرِكُم? وَاللهِ لَقَدْ بُعِثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَشَدِّ حَالٍ بُعِثَ عَلَيْهِ نَبِيٌّ فِي فَتْرَةٍ وَجَاهِلِيَّةٍ مَا يَرَوْنَ دِيْناً أَفْضَلَ مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ فَجَاءَ بِفُرْقَانٍ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرَى وَالِدَهُ أَوْ وَلَدَهُ أَوْ أَخَاهُ كَافِراً وَقَدْ فتح الله قفل قبله لِلإِيْمَانِ لِيَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ مَنْ دَخَلَ النَّارَ فَلاَ تَقَرُّ عَيْنُهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ حَمِيْمَهُ فِي النَّارِ وَأَنَّهَا لَلَّتِي قَالَ اللهُ تَعَالَى: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُن} [الفُرْقَانُ: 74] . وَفِي "مُسْنَدِ أَحْمَدَ" لِبُرَيْدَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَلَيْكُم بِحُبِّ أربعةٍ: عَلِيٍّ وَأَبِي ذَرٍّ وَسَلْمَانَ وَالمِقْدَادِ". وَعَنْ كَرِيْمَةَ بِنْتِ المِقْدَادِ أَنَّ المِقْدَادَ أَوْصَى لِلْحَسَنِ وَالحُسَيْنِ بِسِتَّةٍ وَثَلاَثِيْنَ أَلْفاً وَلأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ بِسَبْعَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ وَقِيْلَ: إِنَّهُ شَرِبَ دُهْنَ الخِرْوَعِ فَمَاتَ.

أبي بن كعب

87- أُبُّي بن كعب 1: "ع" ابن قيس بن عبيد بن زَيْدِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمْرِو بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ. سَيِّدُ القُرَّاءِ أَبُو مُنْذِرٍ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ المَدَنِيُّ المُقْرِئُ البَدْرِيُّ وَيُكْنَى أَيْضاً أَبَا الطُّفَيْلِ. شَهِدَ العَقَبَةَ وَبَدْراً وَجَمَعَ القُرْآنَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَرَضَ عَلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَحَفِظَ عَنْهُ عِلْماً مُبَارَكاً وَكَانَ رَأْساً فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: بَنُوْهُ مُحَمَّدٌ، وَالطُّفَيْلُ، وَعَبْدُ اللهِ، وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَسُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ، وَزِرُّ بنُ حُبَيْشٍ، وَأَبُو العَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ، وأبو عثمان النهدي، وسليمان بن صرد،

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 498-502"، التاريخ الكبير "1/ ق2/ 39-40"، والجرح والتعديل "1/ ق1/ 290"، وحلية الأولياء "1/ 250-256"، والإصابة "1/ ترجمة 32"، تهذيب التهذيب "1/ 187".

وَسَهْلُ بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبْزَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى وَعُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ وَعُتِيُّ السَّعْدِيُّ وَابْنُ الحَوْتَكِيَّةِ وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ وَكَأَنَّهُ مُرْسَلٌ وَآخَرُوْنَ. فَعَنْ عِيْسَى بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ أُبَيٌّ رَجُلاً دَحْدَاحاً يَعْنِي رَبْعَةً لَيْسَ بالطويل ولا بالقصير. وعن بن عَبَّاسِ بنِ سَهْلٍ، قَالَ: كَانَ أُبَيٌّ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ وَقَالَ أَنَسٌ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ: "إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ القُرْآنَ" وَفِي لَفْظٍ: "أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ القُرْآنَ". قَالَ: الله سَمَّانِي لَكَ? قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ وَذُكِرْتُ عِنْدَ رَبِّ العَالَمِيْنَ? قَالَ: "نَعَمْ" فذرفت عيناه1. وَلَمَّا سَأَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُبيًّا عَنْ: "أَيِّ آيَةٍ فِي القُرْآنِ أَعْظَمُ"؟ فَقَالَ أُبَيٌّ: {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البَقَرَةُ: 255] . ضَرَبَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صَدْرِهِ وَقَالَ: "لِيَهْنِكَ العِلْمُ أَبَا المُنْذِرِ" 2. قَالَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ: جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ أَحَدُ عُمُوْمَتِي3. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ أُبَيٌّ لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ: إِنِّي تَلَقَّيْتُ القُرْآنَ مِمَّنْ تَلَقَّاهُ مِنْ جِبْرِيْلَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَهُوَ رَطْبٌ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ عمر: أقضانا علي وأقرأنا أُبي وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ قِرَاءةِ أُبي وَهُوَ يَقُوْلُ: لاَ أَدَعُ شَيْئاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البَقَرَةُ: 106] 4.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "3/ 130، 185، 218، 233، 273، 284"، والبخاري "3809، 4959، 4960، 4961"، ومسلم "799، 245، 246"، والترمذي "3792"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "134"، وأبو يعلى "2843، 2995، 3246"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 251" من طرق عن قتادة، عن أنس، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "810" من حديث أبي بن كعب، به. وقوله: "ليهنك العلم": أي ليكن العلم هنيئا لك. 3 صحيح: أخرجه البخاري "5003"، ومسلم "2465". 4 صحيح: أخرجه البخاري "4481".

وَرَوَى أَبُو قِلاَبَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أقرأ أُمَّتِي أُبي". وَعَنْ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: قَالَ أُبي: يَا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا جَزَاءُ الحُمَّى? قَالَ: "تُجْرِي الحَسَنَاتِ عَلَى صَاحِبِهَا". فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُمَّىً لاَ تَمْنَعُنِي خُرُوْجاً فِي سَبِيْلِكَ فَلَمْ يُمْسِ أُبَيٌّ قَطُّ إلَّا وَبِهِ الحُمَّى. قُلْتُ: مُلاَزَمَةُ الحُمَّى لَهُ حَرَّفَتْ خُلُقَهُ يَسِيْراً وَمِنْ ثَمَّ يَقُوْلُ زِرُّ بنُ حُبَيْشٍ كَانَ أُبي فِيْهِ شَرَاسَةٌ. قَالَ أَبُو نَضْرَةَ العَبْدِيُّ: قَالَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ جَابِرٌ أَوْ جُوَيْبِرٌ: طَلَبْتُ حَاجَةً إِلَى عُمَرَ وَإِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ أَبْيَضُ الثِّيَابِ وَالشَّعْرِ فَقَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا فِيْهَا بَلاَغُنَا وَزَادُنَا إِلَى الآخِرَةِ وَفِيْهَا أَعْمَالُنَا الَّتِي نُجْزَى بِهَا فِي الآخِرَةِ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ? قَالَ: هَذَا سَيِّدُ المُسْلِمِيْنَ أُبي بنُ كَعْبٍ. قَالَ مُغِيْرَةُ بنُ مُسلمٍ: عَنِ الرَّبِيْعِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ: أَوْصِنِي قَالَ: اتَّخِذْ كِتَابَ اللهِ إِمَاماً وَارْضَ بِهِ قَاضِياً وحكمًا فَإِنَّهُ الَّذِي اسْتَخْلَفَ فِيْكُم رَسُوْلُكُم شَفِيْعٌ مُطَاعٌ وَشَاهِدٌ لاَ يُتَّهَمُ فِيْهِ ذِكْرُكُم وَذِكْرُ مَنْ قَبْلَكُم وَحَكَمُ مَا بَيْنَكُم وَخَبَرُكُم وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُم. الثَّوْرِيُّ: وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، عَنْ أُبَيٍّ {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: 65] قَالَ: هُنَّ أَرْبَعٌ كُلُّهُنَّ عَذَابٌ وَكُلُّهُنَّ وَاقِعٌ لاَ مَحَالَةَ فَمَضَتْ اثْنَتَانِ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِخَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً فَأُلْبِسُوا شِيَعاً وَذَاقَ بَعْضُهُم بَأْسَ بَعْضٍ وَبَقِيَ اثنتان وَاقِعَتَانِ لاَ مَحَالَةَ الخَسْفُ وَالرَّجْمُ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدَانَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ قَالَ: كُنْتُ وَاقِفاً مَعَ أُبي بنِ كَعْبٍ فِي ظِلِّ أُطُمِ حَسَّانٍ وَالسُّوْقُ سُوْقُ الفَاكِهَة اليَوْمَ فَقَالَ أُبي: إلَّا تَرَى النَّاسَ مُخْتَلِفَةً أَعْنَاقُهُم فِي طَلَبِ الدُّنْيَا? قُلْتُ: بَلَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "يُوْشِكُ أَنْ يَحْسِرَ الفُرَاتُ، عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَإِذَا سَمِعَ بِهِ

النَّاسُ سَارُوا إِلَيْهِ فَيَقُوْلُ مَنْ عِنْدَهُ لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُوْنَ مِنْهُ لاَ يَدَعُوْنَ مِنْهُ شيئًا فيقتل الناس من كل مئة تسعة وتسعون" 1. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيْقِ عَبْدِ الحَمِيْدِ وَلَهُ إِسْنَادٌ آخَرُ وَهُوَ الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ مَوْلَى المُغِيْرَةِ، عَنْ أُبي. أَبُو صَالِحٍ الكَاتِبُ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ عُمَرَ خَطَبَ بِالجَابِيَةِ فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ، عَنِ القُرْآنِ فَلْيَأْتِ أُبي بنَ كَعْبٍ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ، عَنِ الفَرَائِضِ فَلْيَأْتِ زَيْداً وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ، عَنِ الفِقْهِ فَلْيَأْتِ مُعَاذاً وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ، عَنِ المَالِ فَلْيَأْتِنِي فَإِنَّ اللهَ جَعَلَنِي خَازِناً وَقَاسِماً. وَرَوَاهُ الوَاقِدِيُّ، عَنْ مُوْسَى أَيْضاً. أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: أَتَيْتُ المَدِيْنَةَ فَأَتَيْتُ أُبيًا فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ الله اخفض لي جناحك -وكان امرأ فِيْهِ شَرَاسَةٌ- فَسَأَلْتُهُ، عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ فَقَالَ: لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ. سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: عَنْ أَسْلَمَ المِنْقَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ أُبي بنُ كَعْبٍ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ القُرْآنَ" قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! وَسُمِّيْتُ لَكَ? قَالَ: "نَعَمْ" قُلْتُ لأُبِيٍّ: فَرِحْتَ بِذَلِكَ? قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَهُوَ تَعَالَى يَقُوْلُ: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: 58] . تَابَعَهُ: الأَجْلَحُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيْهِ. مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ الطَّبَّاعِ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أُبَيِّ بنِ كعب، عن أبيه، عن جده، عن أبي قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا المُنْذِرِ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ" فَقُلْتُ: بِاللهِ آمَنْتُ وَعَلَى يَدِكَ أَسْلَمْتُ وَمِنْكَ تَعَلَّمْتُ فَرَدَّ القَوْلَ فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! وَذُكِرْتُ هُنَاكَ? قَالَ: "نَعَمْ بِاسْمِكَ وَنَسَبِكَ فِي المَلأِ الأَعْلَى" قُلْتُ: اقْرَأْ إِذَنْ يَا رَسُوْلَ اللهِ. وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو حَاتِمٍ الرازي، عن بن الطَّبَّاعِ فَقَالَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُعَاذِ بنِ أُبي.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2895" من حديث أبي بن كعب، به.

سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو مَرْفُوْعاً: "اسْتَقْرِئُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ وَأُبَيٍّ وَمُعَاذٍ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ" 1. وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى صَلاَةً فَلُبِّسَ عَلَيْهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لأُبي: "أَصَلَّيْتَ معنا"؟ قال: نعم قال: "فما منعك"؟. شُعْبَةُ: عَنْ أَبِي جَمْرَةَ2، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بنُ قَتَادَةَ، عَنْ قَيْسِ بنِ عُبَادٍ قَالَ: أَتَيْتُ المَدِيْنَةَ لِلِقَاءِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَكُنْ فِيْهِم رَجُلٌ أَلْقَاهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أُبَيٍّ فَأُقِيْمَتِ الصَّلاَةُ وَخَرَجَ فَقُمْتُ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَنَظَرَ فِي وُجُوْهِ القَوْمِ فَعَرَفَهُمْ غَيْرِي فَنَحَّانِي وَقَامَ فِي مَقَامِي فَمَا عَقِلْتُ صَلاَتِي فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: يا بني! لا يسوءك اللهُ فَإِنِّي لَمْ آتِ الَّذِي أَتَيْتُ بِجَهَالَةٍ وَلَكِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَنَا: "كُوْنُوا فِي الصَّفِّ الَّذِي يَلِيْنِي" وَإِنِّي نَظَرْتُ فِي وُجُوْهِ القَوْمِ فَعَرَفْتُهُم غَيْرَكَ وَإِذَا هُوَ أُبي -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. الدَّارِمِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ حَسَّانٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا يَزِيْدُ بنُ شَدَّادٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بنُ قُرَّةَ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي يَوْمِ عِيْدٍ فَقَالَ: "ادْعُوا لِي سَيِّدَ الأَنْصَارِ" فَدَعَوْا أُبي بنَ كَعْبٍ فَقَالَ: "يَا أُبي! ائْتِ بَقِيْعَ المُصَلَّى فأمر بكنسه" الحديث. الوَلِيْدُ بنُ مُسلمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ، عَنْ عَطِيَّةَ بنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَكِبَ إِلَى المَدِيْنَةِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ فَقَرَؤُوا يَوْماً عَلَى عُمَرَ {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّة} [الفَتْحُ: 26] ، وَلَوْ حَمِيْتُمْ كَمَا حَمَوْا لَفَسَدَ المَسْجِدُ الحَرَامُ فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ أَقْرَأَكُم هَذَا? قَالُوا: أُبي بنُ كعب فدعا به فلما أتى قال: اقرءوا فقرءوا كَذَلِكَ فَقَالَ أُبَيٌّ: وَاللهِ يَا عُمَرُ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَحْضُرُ وَيَغِيْبُوْنَ وَأُدْنَى وَيُحْجَبُوْنَ وَيُصْنَعُ بِي وَيُصْنَعُ بِي وَوَاللهِ لَئِنْ أَحْبَبْتَ لأَلْزِمَنَّ بَيْتِي فَلاَ أُحَدِّثُ شَيْئاً وَلاَ أُقْرِئُ أَحَداً حَتَّى أَمُوْتَ. فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ غُفْراً! إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ اللهَ قَدْ جَعَلَ عِنْدَكَ عِلْماً فَعَلِّمِ النَّاسَ مَا عُلِّمْتَ. ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ بَجَالَةَ -أَوْ غَيْرِهِ- قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ بِغُلاَمٍ يَقْرَأُ فِي

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3758" من حديث عبد الله بن عمرو، به. 2 أبو جمرة: هو نصر بن عمران الضُّبَعي، بضم المعجم وفتح الموحدة بعدها مهملة، أبو جمرة البصري، نزيل خراسان، ثقة ثبت، من الطبقة الثالثة، روى له الجماعة.

المُصْحَفِ {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُم} [الأَحْزَابُ: 6] ، "وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ" فَقَالَ: يَا غُلاَمُ حُكَّهَا، قَالَ: هَذَا مُصْحَفُ أُبي فَذَهَبَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ يُلْهِيْنِي القُرْآنُ وَيُلْهِيْكَ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ. عَوْفٌ: عَنِ الحَسَنِ، حَدَّثَنِي عُتَى بنُ ضَمْرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أَهْلَ المَدِيْنَةِ يَمُوْجُوْنَ فِي سِكَكِهِم فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ هَؤُلاَءِ? فَقَالَ بَعْضُهُم: مَا أَنْتَ مِنْ أَهْلِ البَلَدِ? قُلْتُ: لاَ، قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ اليَوْمَ سَيِّدُ المُسْلِمِيْنَ أُبي بنُ كَعْبٍ. أَيُّوْبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي المُهَلَّبِ، عَنْ أُبي قَالَ: إِنَّا لَنَقْرَؤُهُ فِي ثَمَانِ لَيَالٍ -يَعْنِي القُرْآنَ. سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ أُبي بنُ كَعْبٍ لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ: مَا لَكَ لاَ تَسْتَعْمِلُنِي? قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يُدَنَّسَ دِيْنُكَ. الأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ عُمَرُ: اخْرُجُوا بِنَا إِلَى أَرْضِ قَوْمِنَا فَكُنْتُ فِي مُؤَخَّرِ النَّاسِ مَعَ أُبي بنِ كَعْبٍ فَهَاجَتْ سَحَابَة فَقَالَ: اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنَّا أَذَاهَا، قَالَ: فَلَحِقْنَاهُمْ وَقَدِ ابْتَلَّتْ رِحَالُهُم فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَصَابَكُمُ الَّذِي أَصَابَنَا؟ قُلْتُ: إِنَّ أَبَا المُنْذِرِ قَالَ: اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنَّا أَذَاهَا، قَالَ: فَهَلاَّ دَعَوْتُمْ لَنَا مَعَكُمْ. قَالَ مَعْمَرٌ: عَامَّةُ عِلْمِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ ثَلاَثَةٍ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وأُبي. قَالَ مَسْرُوْقٌ: سَأَلْتُ أُبيًّا، عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: أَكَانَ بَعْدُ? قلت: لا، قال: فَاحْمِنَا حَتَّى يَكُوْنَ فَإِذَا كَانَ اجْتَهَدْنَا لَكَ رَأْيَنَا. الجُرَيْرِيُّ: عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ: جَابِرٌ أَوْ جُوَيْبِرٌ قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ وَقَدْ أُعْطِيْتُ مَنْطِقاً فَأَخَذْتُ فِي الدُّنْيَا فَصَغَّرْتُهَا فَتَرَكْتُهَا لاَ تَسْوَى شَيْئاً وَإِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ وَالثِّيَابِ فَقَالَ: كُلُّ قَوْلِكَ مُقَارِبٌ إلَّا وُقُوْعَكَ فِي الدُّنْيَا هَلْ تَدْرِي مَا الدُّنْيَا? فِيْهَا بَلاَغُنَا -أَوْ قَالَ زَادُنَا- إِلَى الآخِرَةِ وَفِيْهَا أَعْمَالُنَا الَّتِي نُجْزَى بِهَا قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ? قَالَ: هَذَا سَيِّدُ المُسْلِمِيْنَ أُبي بنُ كَعْبٍ. أَصْرَمُ بنُ حَوْشَبٍ1، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ قَالَ: كَانَ أُبي صَاحِبَ عِبَادَةٍ فَلَمَّا احْتَاجَ النَّاسُ إِلَيْهِ تَرَكَ العِبَادَةَ وَجَلَسَ للقوم.

_ 1 هو: أصرم بن حوشب، أبو هشام، قاضي همذان، قال يحيى: كذاب خبيث. وقال البخاري ومسلم والنسائي: متروك. وقال الدارقطني: منكر الحديث. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات.

عَوْفٌ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عُتَيِّ بنِ ضَمْرَةَ قُلْتُ لأُبي بنِ كَعْبٍ: مَا شَأْنُكُم يَا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نأتيكم من الغربة نرجو عِنْدَكُمُ الخَيْرَ فَتَهَاوَنُوْنَ بِنَا? قَالَ: وَاللهِ لَئِنْ عِشْتُ إِلَى هَذِهِ الجُمُعَةِ لأَقُوْلَنَّ قَوْلاً لاَ أُبَالِي اسْتَحْيَيْتُمُوْنِي أَوْ قَتَلْتُمُوْنِي فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ خَرَجْتُ فَإِذَا أَهْلُ المَدِيْنَةِ يَمُوْجُوْنَ فِي سِكَكِهَا فَقُلْتُ: مَا الخَبَرُ? قَالُوا: مَاتَ سَيِّدُ المُسْلِمِيْنَ أُبي بنُ كَعْبٍ. قَدْ ذَكَرْتُ أَخْبَارَ أُبي بنِ كَعْبٍ فِي "طَبَقَاتِ القُرَّاءِ" وَأَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا العَالِيَةِ وَعَبْدَ اللهِ بنَ السائب قرءوا عَلَيْهِ وَأَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عَيَّاشٍ المَخْزُوْمِيَّ قرأ عَلَيْهِ أَيْضاً وَكَانَ عُمَرُ يُجِلُّ أُبيًّا وَيَتَأَدَّبُ مَعَهُ وَيَتَحَاكَمُ إِلَيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَاقِدِيُّ: تَدُلُّ أَحَادِيْثُ عَلَى وَفَاةِ أُبي بنِ كَعْبٍ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ وَرَأَيْتُ أَهْلَهُ وَغَيْرَهُمْ يَقُوْلُوْنَ: مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ بِالمَدِيْنَةِ وَأَنَّ عُمَرَ قَالَ: اليَوْمَ مَاتَ سَيِّدُ المُسْلِمِيْنَ. قَالَ: وَقَدْ سَمِعنَا مَنْ يَقُوْلُ مَاتَ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ، قَالَ: وَهُوَ أَثْبَتُ الأَقَاوِيْلِ عِنْدَنَا وَذَلِكَ أَنَّ عُثْمَانَ أَمَرَهُ أَنْ يَجْمَعَ القُرْآنَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ أَنَّ عُثْمَانَ جَمَعَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً مِنْ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ فِيْهِم أُبي بنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ فِي جَمْعِ القُرْآنِ. قُلْتُ: هَذَا إِسْنَادٌ قَوِيٌّ لَكِنَّهُ مُرْسَلٌ وَمَا أَحْسِبُ أَنَّ عُثْمَانَ نَدَبَ لِلْمُصْحَفِ أُبيًّا وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لاَشْتَهَرَ وَلَكَانَ الذِّكْرُ لأُبي لاَ لِزَيْدٍ وَالظَّاهِرُ وَفَاةُ أُبي فِي زَمَنِ عُمَرَ حَتَّى إِنَّ الهَيْثَمَ بنَ عَدِيٍّ وَغَيْرَهُ ذَكَرَا مَوْتَهُ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ فَالنَّفْسُ إِلَى هَذَا أَمْيَلُ وَأَمَّا خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ وَأَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ فَقَالاَ: مَاتَ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ وَقَالَ خَلِيْفَةُ مَرَّةً مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. وَفِي "سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ" يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ، عن الحسن أن عمر بن الخطاب جمع النَّاسَ عَلَى أُبي بنِ كَعْبٍ فِي قِيَامِ رمضان فكان يصلي بهم عشرين ركعة.

وقد كان أبي التقط صرةً فيها مئة دِيْنَارٍ فَعَرَّفَهَا حَوْلاً وَتَمَلَّكَهَا وَذَلِكَ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ"1. وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ قِصَّةَ مُوْسَى وَالخَضِرِ وَذَلِكَ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ"2 أَيْضاً. ولأُبي فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ نَيِّفٌ وَسِتُّوْنَ حَدِيْثاً. وَأَنْبَأَنِي بِنَسَبِهِ الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ النُّوْنِيُّ، وَقَالَ: مَالِكُ بن النَّجَّارِ: هُوَ أَخُو عَدِيٍّ، وَدِيْنَارٍ، وَمَازِنٍ، وَاسْمُ النَّجَّارِ وَالِدِهِم تَيْمُ اللهِ بنُ ثَعْلَبَةَ بنِ عَمْرِو بنِ الخَزْرَجِ. قَالَ: وأُبي بنُ كَعْبٍ هُوَ ابْنُ عَمَّةِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ. وَكَانَ أُبي نحيفًا، قصيرًا، أبيض الرأس واللحية. قال والواقدي: رَأَيْتُ أَهْلَهُ وَغَيْرَ وَاحِدٍ يَقُوْلُوْنَ مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ بِالمَدِيْنَةِ وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَقُوْلُ مَاتَ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَهُوَ أَثْبَتُ الأَقَاوِيْلِ عِنْدَنَا. قَالَ لأَنَّ عُثْمَانَ أَمَرَهُ أَنْ يَجْمَعَ القُرْآنَ. رَوَى حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوْبَ وَهِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ أَنَّ عُثْمَانَ جَمَعَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً مِنْ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ فِيْهِم أُبَيٌّ وَزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ فِي جَمْعِ القُرْآنِ. لَهُ عِنْدَ بَقِيِّ بنِ مخلد مئة وَأَرْبَعَةٌ وَسِتُّوْنَ حَدِيْثاً مِنْهَا فِي البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ ثَلاَثَةُ أَحَادِيْثَ وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِثَلاَثَةٍ وَمُسْلِمٌ بِسَبْعَةٍ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2426"، ومسلم "1723" من حديث سويد بن غفلة قال: لقيت أبي بن كعب -رضي الله عنه- فقال: أصبت صرة فيها مائة دينار، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "عرفها حولا"، فعرفتها حولا فلم أجد من يعرفها، ثم أتيته فقال: "عرفها حولا"، فعرفتها فلم أجد، ثم أتيته ثلاثا فقال: "احفظ وعاءها وعددها ووكاءها، فإن جاء صاحبها والا فاستمتع بها"، فاستمتعت، فلقيته بعد بمكة فقال: لا أدرى ثلاثة أحوال أو حولا واحدا. 2 صحيح: أخرجه البخاري "122، 4725"، ومسلم "2380".

النعمان بن مقرن

18- النعمان بن مقرن 1: هُوَ النُّعْمَانُ بنُ عَمْرِو بنِ مُقرِّنِ بنِ عَائِذِ بنِ مِيْجَا بنِ هُجَيْرِ بن نَصْرِ بنِ حُبْشِيَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ ثَوْرِ بنِ هُذْمَةَ بنِ لاَطِمِ بنِ عُثْمَانَ بنِ مُزَيْنَةَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 18"، وتاريخ خليفة "148، 149"، وتاريخ البخاري الكبير "4/ ق2/ 75"، والجرح والتعديل "4/ ق1/ 444"، والعبر "1/ 25"، وتهذيب التهذيب "10/ 456"، وتقريب التهذيب "2/ 304"، والإصابة "3/ ترجمة 8759"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7535".

أَبُو عَمْرٍو المُزَنِيُّ، الأَمِيْرُ. أَوَّلُ مَشَاهِدِهِ الأَحْزَابُ وَشَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ وَنَزَلَ الكُوْفَةَ وَلِيَ كَسْكَرَ لِعُمَرَ ثُمَّ صَرَفَهُ وَبَعَثَهُ عَلَى المُسْلِمِيْنَ يَوْمَ وَقْعَةِ نَهَاوَنْدَ فَكَانَ يَوْمَئِذٍ أَوَّلَ شَهِيْدٍ. أَخْبَرَنَا سُنْقُرُ الحَلَبِيُّ بِهَا، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ اللُّغَوِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الحَقِّ اليُوْسُفِيُّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ الحَمَّامِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ قَانِعٍ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ كَامِلٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجوني، عن علقمة بن عبد الله المزني، عَنْ مَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بنِ مُقَرِّنٍ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ أَوَّلَ النَّهَارِ انْتَظَرَ حَتَّى تَزُوْلَ الشَّمْسُ صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وروي نحوه، عن زِيَادِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ النُّعْمَانِ. شُعْبَةُ: أَخْبَرَنِي إِيَاسُ بنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ لِي ابْنُ المُسَيِّبِ: مِمَّنْ أَنْتَ? قُلْتُ: مِنْ مُزَيْنَةَ قَالَ: إِنِّي لأَذْكُرُ يَوْمَ نَعَى عُمَرُ النُّعْمَانَ بنَ مُقَرِّنٍ عَلَى المِنْبَرِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: وَكَانَتْ نَهَاوَنْدُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ. قُلْتُ: حَفِظَ سَعِيْدٌ ذَلِكَ وَلَهُ سَبْعُ سِنِيْنَ. وَلِلنُّعْمَانِ إِخْوَةٌ: سُوَيْدٌ أَبُو عَدِيٍّ وَسِنَانُ مِمَّنْ شَهِدَ الخَنْدَقَ وَمَعْقِلٌ وَالِدُ عَبْدِ اللهِ المُحَدِّثِ وَعقِيْلٌ أَبُو حَكِيْمٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ. وَرُوِيَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: البكاءون بَنُو مُقَرِّنٍ سَبْعَةٌ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: سَمِعْتُ أَنَّهُم شَهِدُوا الخَنْدَقَ. وَقِيْلَ: كُنْيَةُ النُّعْمَانِ أَبُو حَكِيْمٍ وَكَانَ إِلَيْهِ لِوَاءُ مُزَيْنَةَ يَوْمَ الفَتْحِ. يَرْوِي عَنْهُ وَلَدُهُ مُعَاوِيَةُ وَمُسلمُ بنُ هَيْصَمٍ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قُتِلَ وَهُوَ أَمِيْرُ النَّاسِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ. شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بِنَعْيِ النُّعْمَانِ بن مُقَرِّنٍ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى وجهه يبكي. أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ عَبْدِ الله المزني، عن معقل بن يسار أن عُمَرَ شَاوَرَ الهُرْمُزَانَ فِي أَصْفَهَانَ وَفَارِسٍ وَأَذْرَبِيْجَانَ فَقَالَ: أَصْبَهَانُ الرَّأْسُ وَفَارِسٌ وَأَذْرَبِيْجَانُ الجَنَاحَانِ فَإِذَا قَطَعْتَ جَنَاحاً فَاءَ الرَّأْسُ وَجَنَاحٌ وَإِنْ قَطَعْتَ الرَّأْسَ وَقَعَ الجَنَاحَانِ فَقَالَ عُمَرُ لِلنُّعْمَانِ بنِ مُقَرِّنٍ: إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ فَقَالَ: أَمَّا جَابِياً فَلاَ وَأَمَّا غَازِياً فَنَعَمْ قَالَ: فَإِنَّكَ غازٍ

فَسَرَّحَهُ، وَبَعَثَ إِلَى أَهْلِ الكُوْفَةِ لِيُمِدُّوْهُ، وَفِيْهِم: حُذَيْفَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَالمُغِيْرَةُ، وَالأَشْعَثُ، وَعَمْرُو بنُ مَعْدِيْ كَرِبٍ فَذَكَرَ الحَدِيْثَ بِطُوْلِهِ وَهُوَ فِي "مُسْتَدْرَكِ الحَاكِمِ"1 وَفِيْهِ: فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقِ النُّعْمَانَ الشَّهَادَةَ بِنَصْرِ المُسْلِمِيْنَ وَافْتَحْ عَلَيْهِم فَأَمَّنُوا وَهَزَّ لِوَاءهُ ثَلاَثاً ثُمَّ حَمَلَ فَكَانَ أَوَّلَ صَرِيْعٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَوَقَعَ ذُوْ الحَاجِبَيْنِ مِنْ بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ فَانْشَقَّ بَطْنُهُ وَفَتَحَ اللهُ ثُمَّ أَتَيْتُ النُّعْمَانَ وَبِهِ رَمَقٌ فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَصَبَبْتُ عَلَى وَجْهِهِ أَغْسِلُ التُّرَابَ فَقَالَ: مَنْ ذَا? قُلْتُ: مَعْقِلٌ قَالَ: مَا فَعَلَ النَّاسُ? قُلْتُ فَتَحَ اللهُ. فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ. اكْتُبُوا إِلَى عُمَرَ بذلك وفاضت نفسه -رضي الله عنه.

_ 1 أخرجه الحاكم "3/ 293"، وهو عند البخاري "3159، 7530".

عمار بن ياسر

89- عمار بن ياسر 1"ع": ابن عامر بن مالك بن كِنَانَةَ بنِ قَيْسِ بنِ الوَذِيْمِ وَقِيْلَ: بَيْنَ قَيْسٍ وَالوَذِيْمِ حُصَيْنُ بنُ الوَذِيْمِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَوْفِ بنِ حَارِثَةَ بنِ عَامِرٍ الأَكْبَرِ بنِ يَامِ بنِ عَنْسٍ وَعَنْسٌ هُوَ زَيْدُ بن مالك بنِ أُدَدَ بنِ زَيْدِ بنِ يَشْجُبَ بنِ عَرِيْبِ بنِ زَيْدِ بنِ كَهْلاَنَ بنِ سَبَأَ بنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ بنِ قَحْطَانَ وَبَنُوْ مَالِكِ بنِ أُدَدَ مِنْ مَذْحِجٍ. قَرَأْتُ هَذَا النَّسَبَ عَلَى شَيْخِنَا الدِّمْيَاطِيِّ وَنَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّهِ قَالَ: قَرَأْتُهُ عَلَى يَحْيَى بنِ قُمَيْرَةَ، عَنْ شُهْدَةَ، عَنِ ابْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عُمَرَ بنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَدِّي فَذَكَرَهُ وَفِيْهِ قَيْسُ بنُ الحُصَيْنِ بنِ الوَذِيْمِ وَلَمْ يَشُكَّ وَعَنْسٌ نَقَّطَهُ بِنُوْنٍ. الإِمَامُ الكَبِيْرُ، أَبُو اليَقْظَانِ العَنْسِيُّ المَكِّيُّ مَوْلَى بَنِي مَخْزُوْمٍ أَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ وَالأَعْيَانِ البَدْرِيِّيْنَ وَأُمُّهُ هِيَ سُمَيَّةُ مَوْلاَةُ بَنِي مَخْزُوْمٍ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابِيَّاتِ أيضًا. لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ فَفِي "مُسْنَدِ بَقِيٍّ" لَهُ اثْنَانِ وَسِتُّوْنَ حَدِيْثاً وَمِنْهَا فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" خَمْسَةٌ. رَوَى عَنْهُ عَلِيٌّ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ وَأَبُو أُمَامَةَ البَاهِلِيُّ وَجَابِرُ بنُ عَبْدِ الله ومحمد بن الحنفية وعلقمة بن وَزِرٌّ وَأَبُو وَائِلٍ وَهَمَّامُ بنُ الحَارِثِ وَنُعَيْمُ بن حنظلة،

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 246-264"، "6/ 14"، وتاريخ البخاري الكبير "7/ ترجمة 107"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 2165"، وتاريخ بغداد "1/ 150"، وتهذيب التهذيب "7/ 408-410"، وتقريب التهذيب "2/ 48"، والإصابة "2/ ترجمة 5704"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5093".

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبْزَى وَنَاجِيَةُ بنُ كَعْبٍ وَأَبُو لاَسٍ الخُزَاعِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَلِمَةَ المُرَادِيُّ وَابْنُ الحَوْتَكِيَّةِ وَثَرْوَانُ بنُ مِلْحَانَ وَيَحْيَى بنُ جَعْدَةَ وَالسَّائِبُ وَالِدُ عَطَاءٍ وَقَيْسُ بنُ عُبَادٍ وَصِلَةُ بنُ زُفَرَ وَمُخَارِقُ بنُ سُلَيْمٍ وَعَامِرُ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَأَبُو البَخْتَرِيِّ وَعِدَّةٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَدِمَ وَالِدُ عَمَّارٍ يَاسِرُ بنُ عَامِرٍ وَأَخَوَاهُ الحَارِثُ وَمَالِكٌ مِنَ اليَمَنِ إِلَى مَكَّةَ يَطْلُبُوْنَ أَخاً لَهُم فَرَجَعَ أَخَوَاهُ وَأَقَامَ يَاسِرٌ وَحَالَفَ أَبَا حُذَيْفَةَ بنَ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ فَزَوَّجَهُ أَمَةً لَهُ اسْمُهَا سُمَيَّةُ بِنْتُ خُبَاطٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَمَّاراً فَأَعْتَقَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ ثُمَّ مَاتَ أَبُو حُذَيْفَةَ فَلَمَّا جَاءَ اللهُ بِالإِسْلاَمِ أَسْلَمَ عَمَّارٌ وَأَبَوَاهُ وَأَخُوْهُ عَبْدُ اللهِ وَتَزَوَّجَ بِسُمَيَّةَ بَعْدُ يَاسِرٌ الأَزْرَقُ الرُّوْمِيُّ غُلاَمُ الحَارِثِ بنِ كَلَدَةَ الثَّقَفِيِّ وَلَهُ صُحْبَةٌ وَهُوَ وَالِدُ سَلَمَةَ بنِ الأَزْرَقِ. وَيُقَالُ: إِنَّ لِعَمَّارٍ مِنَ الرِّوَايَةِ بِضْعَةً وَعِشْرِيْنَ حَدِيْثاً. وَيُرْوَى، عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: كُنْت تِرْباً لِرَسُوْلِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لسنه. وَرَوَى عَمْرُو بنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلِمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّاراً يَوْمَ صِفِّيْنَ شَيْخاً آدَمَ طُوَالاً وَإِنَّ الحَرْبَةَ فِي يَدِهِ لَتَرْعُدُ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَقَدْ قَاتَلْتُ بِهَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَهَذِهِ الرَّابِعَةُ وَلَوْ قَاتَلُوْنَا حَتَّى يَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَرَفْتُ أَنَّنَا عَلَى الحَقِّ وَأَنَّهُم عَلَى البَاطِلِ. وَعَنِ الوَاقِدِيِّ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ لُؤْلُؤَةَ مَوْلاَةِ أُمِّ الحَكَمِ بِنْتِ عَمَّارٍ أَنَّهَا وَصَفَتْ لَهُم عَمَّاراً آدَمَ طُوَالاً مُضْطَرِباً أَشْهَلَ العَيْنِ بَعِيْدَ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ لاَ يُغَيِّرُ شَيْبَهُ. وَعَنْ كُلَيْبِ بنِ مَنْفَعَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّاراً بِالكُنَاسَةِ أَسْوَدَ جعدًا وهو يقرأ. رواه الحكم فِي المُسْتَدْرَكِ. وَقَالَ عُرْوَةُ: عَمَّارٌ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي مَخْزُوْمٍ. وَرَوَى الوَاقِدِيُّ، عَنْ بَعْضِ بَنِي عَمَّارٍ أَنَّ عَمَّاراً وَصُهَيْباً أَسْلَمَا مَعاً بَعْدَ بِضْعَةٍ وَثَلاَثِيْنَ رَجُلاً وَهَذَا مُنْقَطِعٌ. زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قال: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلاَمَهُ سَبْعَةٌ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ وَعَمَّارٌ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ وَصُهَيْبٌ وَبِلاَلٌ وَالمِقْدَادُ فَأَمَّا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

فَمَنَعَهُ اللهُ بِعَمِّهِ وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللهُ بِقَوْمِهِ وَأَمَّا سَائِرُهُم فَأَلْبَسَهُمُ المُشْرِكُوْنَ أَدْرَاعَ الحَدِيْدِ وَصَفَّدُوْهُم فِي الشَّمْسِ وَمَا فِيْهِم أَحَدٌ إلَّا وَقَدْ وَاتَاهُم عَلَى مَا أَرَادُوا إلَّا بِلاَلٌ فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ فَأَعْطَوْهُ الوِلْدَانَ يَطُوْفُوْنَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ1. وَرَوَى مَنْصُوْرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلاَمَهُ سَبْعَةٌ فَذَكَرَهُم زَادَ فَجَاءَ أَبُو جَهْلٍ يَشْتُمُ سُمَيَّةَ وَجَعَلَ يَطْعَنُ بِحَرْبَتِهِ فِي قُبُلِهَا حَتَّى قَتَلَهَا فَكَانَتْ أَوَّلَ شَهِيْدَةٍ فِي الإِسْلاَمِ. وَعَنْ عُمَرَ بنِ الحَكَمِ، قَالَ: كَانَ عَمَّارٌ يُعَذَّبُ حَتَّى لاَ يَدْرِي مَا يَقُوْلُ وَكَذَا صُهَيْبٌ، وَفِيْهِمْ نَزَلَتْ {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} [النَّحْلُ: 41] . مَنْصُوْرُ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجَنَّةُ". قِيْلَ: لَمْ يَسْلَمْ أَبَوَا أَحَدٍ مِنَ السَّابِقِيْنَ المُهَاجِرِيْنَ سِوَى عَمَّارٍ وَأَبِي بَكْرٍ. مُسلمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ وَالتَّبُوْذَكِيُّ، عَنِ القَاسِمِ بنِ الفَضْلِ، حدثنا عمرو بن مرة، عن سالم بن أَبِي الجَعْدِ قَالَ: دَعَا عُثْمَانُ نَفَراً مِنْهُم عَمَّارٌ فَقَالَ عُثْمَانُ: أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكُم حَدِيْثاً، عَنْ عَمَّارٍ أَقْبَلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي البَطْحَاءِ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى عَمَّارٍ وَأُمِّهِ وَأَبِيْهِ وَهُمْ يُعَذَّبُوْنَ فَقَالَ يَاسِرٌ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الدَّهْرُ هَكَذَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اصْبِرْ" ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لآلِ يَاسِرٍ وَقَدْ فَعَلْتَ". هَذَا مُرْسَلٌ. وَرَوَاهُ: جُعْثُمُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ القَاسِمِ الحُدَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ فَقَالَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ بَدَلَ سَالِمٍ، عَنْ سَلْمَانَ بَدَلَ عُثْمَانَ وَلَهُ إِسْنَادٌ آخَرُ لَيِّنٌ وَآخَرُ غَرِيْبٌ. وَرَوَى أَبُو بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ قَالَ: عَذَّبَ المُشْرِكُوْنَ عَمَّاراً بِالنَّارِ فَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمُرُّ بِهِ فَيُمِرُّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَيَقُوْلُ: "يا نار كوني بردا وسلاما عَلَى عَمَّارٍ كَمَا كُنْتِ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ، تَقْتُلُكَ الفئة الباغية" 2.

_ 1 حسن: سبق لنا تخريجه بتعليق رقم "502"، وهو عند أحمد "1/ 404"، وابن أبي شيبة "12/ 149"، "14/ 313"، وابن ماجه "150" وأبي نعيم في "الحلية" "1/ 149، 172"، وابن عبد البر في "الاستيعاب" "1/ 141"، فراجعه ثمت. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2915" "70"، وأحمد "5/ 306، 306-307" من حديث أبي سعيد الخدري، به بلفظ: $"بؤس ابن سمية، تقتلك فئة باغية".

ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَقِيَ عَمَّاراً وَهُوَ يَبْكِي فَجَعَلَ يَمْسَحُ، عَنْ عَيْنَيْهِ وَيَقُوْلُ: "أَخَذَكَ الكُفَّارُ فَغَطُّوْكَ فِي النَّارِ فَقُلْتَ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ عَادُوا فَقُلْ لَهُم ذَلِكَ". رَوَى عَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ قَالَ: أَخَذَ المُشْرِكُوْنَ عَمَّاراً فَلَمْ يَتْرُكُوْهُ حَتَّى نَالَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ فَلَمَّا أَتَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا وَرَاءكَ"؟ قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُوْلَ اللهِ! وَاللهِ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُم بِخَيْرٍ قَالَ: "فَكَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ"؟ قَالَ: مُطْمَئِنٌّ بِالإِيْمَانِ قَالَ: "فَإِنْ عَادُوا فَعُدْ". وَرَوَاهُ الجَزَرِيُّ مَرَّةً، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ فَقَالَ، عَنْ أَبِيْهِ. وَعَنْ قَتَادَةَ {إِلَّا مَنْ أُكْرِه} [النحل: 106] نَزَلَتْ فِي عَمَّارٍ. المَسْعُوْدِيُّ: عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَوَّل مَنْ بَنَى مَسْجِداً يُصَلَّى فيه عَمَّارٌ. أَبُو إِسْحَاقَ: عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: اشْتَرَكْتُ أَنَا وَعَمَّارٌ وَسَعْدٌ يوم بدر فيما نأتي به فلم أجيئ أَنَا وَلاَ عَمَّارٌ بِشَيْءٍ وَجَاءَ سَعْدٌ بِرَجُلَيْنِ. جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: قَاتَلْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الجِنَّ وَالإِنْسَ قِيْلَ: وَكَيْفَ? قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً فَأَخَذْتُ قِرْبَتِي وَدَلْوِي لأَسْتَقِي فَقَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أما إِنَّهُ سَيَأْتِيْكَ عَلَى المَاءِ آتٍ يَمْنَعُكَ مِنْهُ". فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى رَأْسِ البِئْرِ إِذَا بِرَجُلٍ أَسْوَدَ كَأَنَّهُ مَرَسٌ فَقَالَ: وَاللهِ لاَ تَسْتَقِي اليَوْمَ مِنْهَا فَأَخَذَنِي وَأَخَذْتُهُ فَصَرَعْتُهُ ثُمَّ أَخَذْتُ حَجَراً فَكَسَرْتُ وَجْهَهُ وَأَنْفَهُ ثُمَّ مَلأْتُ قِرْبَتِي وَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "هَلْ أَتَاكَ عَلَى المَاءِ أَحَدٌ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ القِصَّةَ فَقَالَ: "أَتَدْرِي مَنْ هُوَ"؟ قُلْتُ: لاَ، قَالَ: "ذَاكَ الشَّيْطَانُ". فِطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ، عَنْ كَثِيْرٍ النَّوَّاءِ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُلَيْلٍ سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لم يَكُنْ نَبِيٌّ قَطُّ إلَّا وَقَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رفقاء نجباء وزراء وإني أعطيت

_ = وأخرجه أحمد "3/ 5"، والطيالسي "2168"، من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيد، به. وأخرجه أحمد "3/ 28"، وابن سعد "3/ 252" من طريق هشام عن أبي سعيد مرفوعا بلفظ: "وَيْحَ ابْنِ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، يَدْعُوْهُم إلى الجنة ويدعونه إلى النار". وقد خرجت الحديث بإسهاب وبيان لطرقه في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" ط/ دار الحديث. بتعليقنا رقم "186" في الجزء الرابع، وتعليقنا "220، 221" في الجزء الرابع أيضا. وتعليقنا رقم "252" في الجزء السادس، فراجع تعليقاتنا ثمة تفد علما ثرا.

أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ وَابْنُ مَسْعُوْدٍ وَأَبُو ذَرٍّ والمقداد وحذيفة وعمار وَبِلاَلٌ وَسَلْمَانُ". تَابَعَهُ جَعْفَرٌ الأَحْمَرُ، عَنْ كَثِيْرٍ. الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي رَبِيْعَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً قَالَ: "ثَلاَثَةٌ تَشْتَاقُ إِلَيْهِمُ الجَنَّةُ عَلِيٌّ وَسَلْمَانُ وَعَمَّارٌ"1. أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئ بنِ هَانِئ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَمَّارٌ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَنْ هَذَا"؟ قَالَ: عَمَّارٌ، قَالَ: "مَرْحَباً بِالطَّيِّبِ المُطَيَّبِ" أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ2. وَرَوَى عَثَّامُ بنُ عَلِيٍّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئ بنِ هَانِئ قَالَ: كُنَّا جُلُوْساً عِنْدَ عَلِيٍّ فَدَخَلَ عَمَّارٌ فَقَالَ: مَرْحَباً بِالطَّيِّبِ المُطَيَّبِ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِنَّ عَمَّاراً مُلِئَ إِيْمَاناً إِلَى مُشَاشِهِ" 3. سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ الهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُرَحْبِيْلَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَمَّارٌ مُلِئَ إيمانًا إلى مشاشه" 4.

_ 1 ضعيف: سبق تخريجنا له بتعليق رقم "514"، وهو عند الترمذي "3797"، والحاكم "3/ 137" فراجعه ثمت. 2 حسن: أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 118"، وأحمد "1/ 125-126"، والبخاري في "الأدب المفرد" "1031"، والترمذي "3798"، وابن ماجه "147"، والبزار "740، 741"، والحاكم "3/ 388"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 139، 140"، "7/ 135"، وأبو يعلى "492"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "1/ 151"، البغوي "3951" من طرق عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئ بنِ هَانِئ، به. قلت: إسناده حسن، هانئ بن هانئ، قال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال ابن المديني: مجهول. وقال الحافظ في "التقريب": مستور. 3 صحيح بشواهد: أخرجه ابن ماجه "147"، والبزار "740"، وأبو يعلى "404"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 139" من طريق الأعمش، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئ بنِ هَانِئ، به. قلت: إسناده حسن، هانئ بن هانئ، لا بأس به كما قال النسائي، والحديث يرتقي للصحة بشواهد له عن عائشة: عند البزار "2685" كشف الأستار، وعن رجل من الصحابة: عند النسائي "8/ 111"، والحاكم "3/ 392، 392-393". والمشاش: رءوس العظام وأطرافها، كالمرفقين والكتفين والركبتين. 4 صحيح: أخرجه النسائي "8/ 111"، والحاكم "3/ 392، 392-393" من طريق سفيان، عن الأعمش، به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات.

عَمْرُو بنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ سُئِلَ عَلِيٌّ، عَنْ عَمَّارٍ فَقَالَ: نَسِيٌّ وَإِنْ ذَكَّرْتَهُ ذَكَرَ قَدْ دَخَلَ الإِيْمَانُ فِي سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللهُ مِنْ جَسَدِهِ. جَمَاعَةٌ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلَىً لِرِبْعِيٍّ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ مَرْفُوْعاً: "اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ" 1. رَوَاهُ طَائِفَةٌ، عَنِ الثَّوْرِيِّ بِإِسْقَاطِ مَوْلَى رِبْعِيٍّ وَكَذَا رَوَاهُ زَائِدَةُ وَغَيْرُهُ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ وَرُوِيَ، عَنْ عَمْرِو بنِ هَرِمٍ، عن ربعي، عن حذيفة. بن عَوْنٍ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ عَمْرُو بنُ العَاصِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لاَ يَكُوْنَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَاتَ يَوْم مَاتَ وَهُوَ يُحِبُّ رَجُلاً فَيُدْخِلَهُ اللهُ النَّارَ قَالُوا قَدْ كُنَّا نَرَاهُ يُحِبُّكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ فَقَالَ اللهُ أَعْلَمُ أَحَبَّنِي أَوْ تَأَلَّفَنِي وَلَكِنَّا كُنَّا نَرَاهُ يُحِبُّ رَجُلاً عَمَّارَ بنَ يَاسِرٍ قَالُوا: فَذَلِكَ قَتِيْلُكُم يَوْمَ صِفِّيْنَ قَالَ: قَدْ -وَاللهِ- قَتَلْنَاهُ.

_ 1 صحيح بطرقه: رُوي من حديث ابن مسعود، وحذيفة، وأنس بن مالك -رضي الله عنهم- فأما حديث ابن مسعود، فيرويه أبو الزعراء عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره. أخرجه الترمذي "3805" والحاكم "3/ 76" من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، حدثني أُبَيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أُبَيِّ الزعراء، عنه، به. وقال الحاكم: إسناده صحيح، ورده الحافظ الذهبي في "التلخيص" بقوله: "قلت: سنده واه" ويبينه قول الترمذي: "لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل، ويحيى بن سلمة يضعف في الحديث". قلت: هذا إسناده ضعيف جدا، يحيى بن سلمة بن كهيل، متروك كما قال الحافظ في "التقريب" وابنه إسماعيل، متروك أيضا، وابنه إبراهيم ضعيف كذا قال الحافظ. وأما حديث حذيفة، فيرويه ربعي بن حراش عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره. أخرجه الترمذي "3662"، وابن ماجه "97"، وأحمد "5/ 382، 385، 402"، والحميدي "449"، وابن أبي عاصم في "السنة "1148، 1149"، وأبو نعيم في "الحلية" "9/ 109"، والخطيب في "تاريخه" "12/ 20"، والحاكم "3/ 75"، والبيهقي "5/ 212"، "8/ 153" كلهم من طرق عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلَى لربعي، به. قلت: فالحديث صحيح بطرقه التي ذكرناها بإسهاب في تخريجنا لكتاب "الجواب الباهر في زوار المقابر" ط/ دار الجيل بيروت "لبنان" ص122-123"، كما ذكرته نحوا من هذا التخريج في كتاب "منهاج السنة النبوية" لابن تيمية ط/ دار الحديث، تعليق رقم "228" في الجزء الأول، فراجعه في المصدر الأول تفد علما جما، ولله الحمد على آلائه حمدا كثيرا طيبا.

العَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ، قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارٍ كَلاَمٌ، فَأَغْلَظْتُ لَهُ. فَشَكَانِي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "مَنْ عَادَى عَمَّاراً عَادَاهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّاراً أَبْغَضَهُ اللهُ". فَخَرَجْتُ. فَمَا شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رِضَى عَمَّارٍ، فَلَقِيْتُهُ، فَرَضِيَ1. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ. شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِدٍ وَعَمَّارٍ كَلاَمٌ فَشَكَاهُ خَالِدٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ رسول الله: "مَنْ يُعَادِ عَمَّاراً يُعَادِهِ اللهُ وَمَنْ يُبْغِضْ عَمَّاراً يُبْغِضْهُ اللهُ" 2. عَطَاءُ بنُ مُسلمٍ الخَفَّافُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَوْسِ بنِ أَوْسٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "دَمُ عَمَّارٍ وَلَحْمُهُ حَرَامٌ عَلَى النَّارِ" هَذَا غَرِيْبٌ3. سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا لهم ومالعمار! يَدْعُوْهُمْ إِلَى الجَنَّةِ وَيَدْعُوْنَهُ إِلَى النَّارِ وَذَلِكَ دَأْبُ الأَشْقِيَاءِ الفُجَّارِ"4. عَمَّارُ بنُ رُزَيْقٍ، عَنْ عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ مَسْعُوْدٍ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَمَّنَنَا مِنْ أَنْ يَظْلِمَنَا وَلَمْ يؤمنا من أن يفتننا أَرَأَيْتَ إِنْ أَدْرَكْتُ فِتْنَةً? قَالَ: عَلَيْكَ بِكِتَابِ اللهِ قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ كُلُّهُمْ يَدْعُو إِلَى كِتَابِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ كَانَ ابْنُ سُمَيَّةَ مَعَ الحَقِّ". إِسْنَادُهُ منقطع.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 89"، والحاكم "3/ 390-391" من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حوشب، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات. 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 90"، والحاكم "3/ 389" من طريق شعبة، عن سلمة بن كهيل، به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات. 3 ضعيف: فيه عطاء بن مسلم الخفاف، أبو مخلد الكوفي، ضعيف، لسوء حفظه، وفيه أبو إسحاق السبيعي، فإنه مشهور بالتدليس، وقد عنعنه. 4 ضعيف: لإرساله.

قَالَ عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ: عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَا خُيَّر ابْنُ سُمَيَّةَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا" 1. رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْهُ وَبَعْضُهُم رَوَاهُ، عَنِ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بنِ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ. عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ سيَاهٍ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "عَمَّارٌ مَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ إلَّا اخْتَارَ الأَرْشَدَ مِنْهُمَا" 2. رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بنُ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أبيه قال: قالت عائشة.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 119"، وأحمد "1/ 389"، والحاكم "3/ 388" من طريق وكيع، والطبراني في "الكبير" "10072" من طريق معاوية بن هشام كلاهما عن سفيان الثوري عن عمار بن معاوية الدهني، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: الانقطاع بين سالم بن أبي الجعد وابن مسعود، فإنه لم يسمع منه. الثانية: قد اختلف فيه على عمار الدهني كما يلي: فقد رواه الدارقطني في "العلل" "5/ 234"، من طريق القاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان الثوري، عن عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، عن عبد الله، به. فزاد في إسناده "عن أبيه" بين سالم بن أبي الجعد، وابن مسعود، وأخرجه الطبراني في الكبير" "10071" من طريق ضرار بن صرد، عن علي بن هاشم، عن عمار بن رزيق، عن عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة، عن عبد الله، به. فزاد في إسناده "علي بن علقمة" بين سالم بن أبي الجعد، وعبد الله بن مسعود، وللحديث طرق ذكرها الدارقطني في "العلل" "5/ 233-234". ولكن الحديث شاهد عن عائشة: أخرجه أحمد "6/ 113"، والترمذي "3799" من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أسدهما" وقال الترمذي: حديث حسن غريب. قلت: إسناده ضعيف، حبيب بن أبي ثابت، مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه. وله شاهد آخر عن حذيفة: أخرجه الترمذي "3799" عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، به نحوه. قلت: فجملة القول أن الحديث يرتقي لمنزلة الحسن بشاهديه عن عائشة وحذيفة، والله تعالى أعلى وأعلم. 2 حسن لغيره: في إسناده حبيب بن أبي ثابت، مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه، وهو عند الترمذي "3799"، وأحمد "6/ 113" كما ذكرنا في تخريجنا السابق.

وَقَدْ كَانَ عَمَّارٌ يُنْكِرُ عَلَى عُثْمَانَ أُمُوْراً لَوْ كَفَّ عَنْهَا لأَحَسْنَ فَرَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بنُ أَوْسٍ، عَنْ بِلاَلِ بنِ يَحْيَى أَنَّ حُذَيْفَةَ أُتِيَ وَهُوَ ثَقِيْلٌ بِالمَوْتِ فَقِيْلَ لَهُ: قُتِلَ عُثْمَانُ فَمَا تَأْمُرُنَا فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "أَبُو اليَقْظَانِ عَلَى الفِطْرَةِ" ثَلاَثَ مَرَّاتٍ "لَنْ يَدَعَهَا حَتَّى يَمُوْتَ أَوْ يَلْبِسَهُ الهَرَمُ" 1. البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ المُغِيْرَةِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: انْظُرُوا عَمَّاراً فَإِنَّهُ يَمُوْتُ عَلَى الفِطْرَةِ إلَّا أَنْ تُدْرِكَهُ هَفْوَةٌ مِنْ كِبَرٍ2. فِيْهِ مَنْ تَضَعَّفَ وَيُرْوَى، عَنْ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ مَرْفُوْعاً نَحْوُهُ. قَالَ عَلْقَمَةُ: قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَلَيْسَ فِيْكُمُ الَّذِي أَعَاذَهُ اللهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ? -يَعْنِي عَمَّاراً ... الحَدِيْثَ3. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَمْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قُلْتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ: حَدِّثْنِي فَقَالَ: تَسْأَلُنِي وَفِيْكُم عُلَمَاءُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ وَالمُجَارُ مِنَ الشَّيْطَانِ عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ?. دَاوْدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِبِنَاءِ المَسْجِدِ فَجَعَلْنَا نَنْقُلُ لَبِنَةً لَبِنَةً وَعَمَّارٌ يَنْقُلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ فَتَرِبَ رَأْسُهُ فَحَدَّثَنِي أَصْحَابِي وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ أَنَّهُ جَعَلَ ينفض رأسه ويقول: "ويحك يابن سُمَيَّةَ! تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ". خَالِدٌ الحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ سَمِعَ أَبَا سَعِيْدٍ بِهَذَا وَلَفْظُهُ "وَيْحَ ابْنِ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ يَدْعُوْهُم إِلَى الجَنَّةِ وَيدْعُوْنَهُ إِلَى النَّارِ" فَجَعَل يَقُوْلُ: أَعُوْذُ بالله من الفتن4.

_ 1 حسن: بلال بن يحيى هو العبسي الكوفي، صدوق. وسعد بن أوس هو العبسي، أبو محمد الكوفي، ثقة، لم يصب الأزدي في تضعيفه. 2 حسن: عمرو بن أبي قيس هو الرازي، الأزرق، كوفي، قال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3742، 3743، 3761" من طريق المغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن أبي الدرادء، به في قصة. 4 صحيح: سبق تخريجنا له قريبا بتعليق رقم "566". وقد خرجت الحديث بإسهاب في كتاب "منهاج السنة في نقض كلام الشيعة والقدرية" ط/ دار الحديث، الجزء الرابع تعليق رقم "186".

وَرْقَاءُ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ، عَنْ عَمْرٍو سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "تَقْتُلُ عَمَّاراً الفِئَةُ البَاغِيَةُ" 1. رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو فَقَالَ: عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عن عمرو. بن عَوْنٍ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ مَرْفُوْعاً: "تَقْتُلُ عَمَّاراً الفِئَةُ البَاغِيَةُ" 2. مَعْمَرٌ، عن ابن طاوس، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَمَّارٌ دَخَلَ عَمْرُو بنُ حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ فَقَالَ: قُتِلَ عمار وَقَدْ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ" فَدَخَلَ عَمْرٌو عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ فَمَاذَا? قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ" قَالَ دُحِضْتَ فِي بَوْلِكَ أَوَ نَحْنُ قَتَلْنَاهُ? إِنَّمَا قَتَلَهُ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ الَّذِيْنَ أَلْقَوْهُ بَيْنَ رِمَاحِنَا أَوْ قَالَ: بَيْنَ سُيُوْفِنَا3. شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِعَمَّارٍ: "تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ" 4. أَبُو عَوَانَةَ فِي مُسْنَدِهِ وَأَبُو يَعْلَى مِنْ حَدِيْثِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البَاهِلِيِّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "4/ 97" من طريق شعبة، أخبرنا عمرو بن دينار، به. قلت: إسناده صحيح لولا جهالة الرجل من مصر، لكن الحديث يصح بما قبله، وراجع تخريجنا السابق رقم "566". 2 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 300، 311"، ومسلم "2916" من طريق شعبة قال: سمعت خالدا يحدث عن سعيد بن أبي الحسن، عن أمه، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فذكره. وأخرجه الطبراني "23/ 857" من طريق محمد بن بشار، حدثنا أبو داود، عن شعبة، عن يونس بن عبيد، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، به. وقد خرجت الحديث في "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" الجزء الرابع ط/ دار الحديث - القاهرة - بتعليق رقم "221". 3 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "11/ 20427"، ومن طريق أحمد 4/ 199" حدثنا معمر، عن ابن طاوس، به. قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين خلا محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، له رؤية، وليس له سماع إلا من الصحابة، وقد روى له أبو داود في "المراسيل"، والنسائي. 4 صحيح: مر تخريجنا له بتعليق رقم "566" عن أبي سعيد، به.

عِيْسَى، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ وَهْبٍ أَنَّ عَمَّاراً قَالَ لِعُثْمَانَ: حَمَلْتَ قُرَيْشاً عَلَى رِقَابِ النَّاسِ عَدَوْا عليَّ فَضَرَبُوْنِي فَغَضِبَ عُثْمَانُ ثُمَّ قَالَ: مَا لِي وَلِقُرَيْشٍ? عَدَوْا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَضَرَبُوْهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ لِعَمَّارٍ: "تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ وقاتله في النَّارِ" 1. وَأَخْرَجَ أَبُو عَوَانَةَ أَيْضاً مِثْلَهُ مِنْ حَدِيْثِ القَاسِمِ الحُدَانِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ عَبْدِ الله بن محمد بن الحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُثْمَانَ. وَأَخْرَجَ أَبُو عَوَانَةَ مِنْ طَرِيْقِ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الهُذَيْلِ، عَنْ عَمَّارٍ قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ" 1. وَفِي البَابِ، عَنْ عِدَّةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ فَهُوَ مُتَوَاتِرٌ. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ سُئِلَ، عَنْ هَذَا فَقَالَ: فِيْهِ غَيْرُ حَدِيْثٍ صَحِيْحٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَرِهَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا. الثَّوْرِيُّ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الكِنْدِيِّ قَالَ: جَاءَ خَبَّابٌ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: ادْنُ فَمَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِهَذَا المَجْلِسِ مِنْكَ إلَّا عَمَّارٌ. الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: قرئ علينا كتاب عُمَرَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُم عَمَّارَ بنَ يَاسِرٍ أَمِيْراً وَابْنَ مَسْعُوْدٍ مُعَلِّماً وَوَزِيْراً وَإِنَّهُمَا لَمِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فَاسْمَعُوا لَهُمَا وَأَطِيْعُوا وَاقْتَدُوا بِهِمَا وَقَدْ آثَرْتُكُم بِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ عَلَى نَفْسِي رَوَاهُ شَرِيْكٌ فَقَالَ: آثَرْتُكُم بِهِمَا عَلَى نَفْسِي. وَيُرْوَى: أَنَّ عُمَرَ جَعَلَ عَطَاءَ عَمَّارٍ سِتَّةَ آلاَفٍ. مُغِيْرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ أَنَّ عَمَّاراً كَانَ يَقْرَأُ يَوْم الجُمُعَةِ عَلَى المِنْبَرِ بِيَاسِيْنَ. وَقَالَ زِرٌّ: رَأَيْتُ عَمَّاراً قرأ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الإنشقاق: 1] وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ فَنَزَلَ فَسَجَدَ. شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسٍ سَمِعَ طَارِقَ بنَ شِهَابٍ يَقُوْلُ: إِنَّ أهل البصرة غزوا نهاوند فأمدهم

_ 1 صحيح: راجع تخريجنا السابق رقم "566". وقد خرجت الحديث عن عدة من الصحابة -رضي الله عنهم- في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" الجزء الرابع ط/ دار الحديث بتعليق رقم "198، 205، 215، 221، 214، 218، 276".

أَهْلُ الكُوْفَةِ وَعَلَيْهِم عَمَّارٌ فَظَفِرُوا فَأَرَادَ أَهْلُ البَصْرَةِ أَنْ لاَ يَقْسِمُوا لأَهْلِ الكُوْفَةِ شَيْئاً فَقَالَ رَجُلٌ تَمِيْمِيٌّ: أَيُّهَا الأَجْدَعُ! تُرِيْدُ أَنْ تُشَارِكَنَا فِي غَنَائِمِنَا? فَقَالَ عَمَّارٌ: خَيْرُ أُذُنَيَّ سَبَبْتَ فَإِنَّهَا أُصِيْبَتْ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ فَكَتَبَ عُمَرُ إِنَّ الغَنِيْمَةَ لِمَنْ شَهِدَ الوَقْعَةَ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّاراً يَوْمَ اليَمَامَةِ عَلَى صَخْرَةٍ وَقَدْ أَشْرَفَ يَصِيْحُ يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِيْنَ أَمِنَ الجَنَّةِ تَفِرُّوْنَ? أَنَا عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ هَلُمُّوا إِلَيَّ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أُذُنِهِ قَدْ قُطِعَتْ فهي تذبذب وهو يقاتل أشد القتال. قَالَ الشَّعْبِيُّ: سُئِلَ عَمَّارٌ، عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: هَلْ كَانَ هَذَا بَعْدُ? قَالُوا: لاَ، قَالَ فَدَعُوْنَا حَتَّى يَكُوْنَ فَإِذَا كَانَ تَجَشَّمْنَاهُ لَكُم. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الهُذَيْلِ: رَأَيْتُ عَمَّاراً اشْتَرَى قَتّاً بِدِرْهَمٍ وَحَمَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ وَهُوَ أَمِيْرُ الكُوْفَةِ. الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الحَارِثِ بنِ سُوَيْدٍ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الكُوْفَةِ وَشَى بِعَمَّارٍ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَأَكْثَرَ اللهُ مَالَكَ وَوَلَدَكَ وَجَعَلَكَ مُوَطَّأَ العَقِبَيْنِ. وَيُقَالُ: سَعَوْا بِعَمَّارٍ إِلَى عُمَرَ فِي أَشْيَاءَ كَرِهَهَا لَهُ فَعَزَلَهُ وَلَمْ يُؤَنِّبْهُ. وَقِيْلَ: إِنَّ جَرِيْراً سَأَلَهُ عُمَرُ، عَنْ عَمَّارٍ فَقَالَ: هُوَ غَيْرُ كَافٍ وَلاَ عَالِمٍ بِالسِّيَاسَةِ. الأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: سَأَلَهُمْ عُمَرُ، عَنْ عَمَّارٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ وَقَالُوا: وَاللهِ مَا أَنْتَ أَمَّرْتَهُ عَلَيْنَا وَلَكِنَّ اللهَ أَمَّرَهُ فَقَالَ عُمَرُ: اتَّقُوا اللهَ وَقُوْلُوا كَمَا يُقَالُ فَوَاللهِ لأَنَا أَمَّرْتُهُ عَلَيْكُم فَإِنْ كَانَ صَوَاباً فَمِنَ قِبَلِ اللهِ وَإِنْ كَانَ خَطَأً إِنَّهُ مِنْ قِبَلِي. دَاوْدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ عُمَرُ لِعَمَّارٍ: أَسَاءكَ عَزْلُنَا إِيَّاكَ? قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ لَقَدْ سَاءنِي حِيْنَ اسْتَعْمَلْتَنِي وَسَاءنِي حِيْنَ عَزَلْتَنِي. رَوَى البَهِيُّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً خَرَجَ فِي الفِتْنَةِ يُرِيْدُ اللهَ إلَّا عَمَّاراً وَمَا أَدْرِي مَا صَنَعَ. الأَسْوَدُ بنُ شَيْبَانَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَوْفَلٍ بنُ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ: كَانَ عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ قَلِيْلَ الكَلاَمِ طَوِيْلَ السُّكُوْتِ وَكَانَ عَامَّةُ قَوْلِهِ عَائِذٌ بِالرَّحْمَنِ مِنْ فِتْنَةٍ عَائِذٌ بِالرَّحْمَنِ مِنْ فِتْنَةٍ فَعَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ عَظِيْمَةٌ.

الأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ قَالَ عَمَّارٌ: إِنَّ أُمَّنَا يَعْنِي عَائِشَةَ قَدْ مَضَتْ لِسَبِيْلِهَا وَإِنَّهَا لَزَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَكِنَّ اللهَ ابْتَلاَنَا بِهَا لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ نُطِيْعُ أَوْ إِيَّاهَا1. وَأَخْرَجَ نَحْوَهُ: البُخَارِيُّ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي وَائِلٍ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ: قَالَ عَمَّارٌ لِعَلِيٍّ: مَا تَقُوْلُ فِي أَبْنَاءِ مَنْ قَتَلْنَا? قَالَ: لاَ سَبِيْلَ عَلَيْهِم قَالَ: لَوْ قُلْتَ غَيْرَ ذَا خَالَفْنَاكَ. الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ حُمَيْدٍ قَالَ عَمَّارٌ لِعَلِيٍّ يَوْمَ الجَمَلِ: مَا تُرِيْدُ أَنْ تَصْنَعَ بِهَؤُلاَءِ? فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: حَتَّى نَنْظُرَ لِمَنْ تَصِيْرُ عَائِشَةُ فَقَالَ عَمَّارٌ: وَنَقْسِمُ عَائِشَةَ? قَالَ: فَكَيْفَ نَقْسِمُ هَؤُلاَءِ? قَالَ: لَوْ قُلْتَ غَيْرَ ذَا ما بايعناك. الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ يَوْمَ صِفِّيْنَ: ائْتُوْنِي بِشُرْبَةِ لَبَنٍ، قَالَ: فَشَرِبَ ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إِنَّ آخِرَ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا شَرْبَةُ لَبَنٍ" ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقُتِلَ2. سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ سَمِعَ عَمَّاراً بِصِفِّيْنَ يَقُوْلُ: أَزِفَتِ الجِنَانُ وَزُوِّجْتُ الحُوْرَ العِيْنَ اليَوْمَ نَلْقَى حَبِيْبَنَا مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم3.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 265"، والبخاري "3772" من طريق شعبة، عن الحاكم سمعت أبا وائل قال: "لما بعث علي عمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم، خطب عمار فقال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها". 2 حسن لغيره: أخرجه أحمد "4/ 319"، وابن سعد "3/ 588"، والحاكم "3/ 389" من طريق سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، به. قلت: إسناده ضعيف، حبيب بن أبي ثابت، مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه. لكن له شاهد من حديث عبد الرحمن بن عوف قال: "سمعت عمار بن ياسر بصفين في اليوم الذي قتل فيه وهو ينادي أزلفت الجنة وَزُوِّجْتُ الحُوْرَ العِيْنَ، اليَوْمَ نَلْقَى حَبِيْبَنَا مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم عهد إلي أن آخر زادك من الدنيا صيح من لبن". أخرجه الحاكم "3/ 389" من طريق حرملة بن يحيى، حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده سمعت عمار بن ياسر بصفين....." فذكره. قلت: إسناده حسن، حرملة بن يحيى، صدوق، وإبراهيم بن سعد، هو ابن إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، أبو إسحاق المدني. 3 حسن: راجع تخريجنا السابق.

مُسلمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: حَدَّثَنَا رَبِيْعَةُ بنُ كُلْثُوْمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: كُنْتُ بِوَاسِطٍ فَجَاءَ أَبُو الغَادِيَةِ عَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ وَهُوَ طُوَالٌ فَلَمَّا قَعَدَ قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ عَمَّاراً مِنْ خِيَارِنَا فَإِنِّي لَفِي مَسْجِدِ قُبَاءَ إِذْ هُوَ يَقُوْلُ -وَذَكَرَ كَلِمَةً: لَوْ وَجَدْتُ عَلَيْهِ أَعْوَاناً لَوَطِئْتُهُ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّيْنَ أَقْبَلَ يَمْشِي أَوَّلَ الكَتِيْبَةِ فَطَعَنَهُ رَجُلٌ فَانْكَشَفَ المِغْفَرُ عَنْهُ فَأَضْرُبُهُ فَإِذَا رَأْسُ عَمَّارٍ قَالَ يَقُوْلُ مَوْلَىً لَنَا لَمْ أَرَ أَبْيَنَ ضَلاَلَةً مِنْهُ. عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا كُلْثُوْمُ بنُ جَبْرٍ، عَنْ أَبِي الغَادِيَةِ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّاراً يَقَعُ فِي عُثْمَانَ يَشْتِمُهُ فَتَوَعَّدْتُهُ بِالقَتْلِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّيْنَ جَعَلَ عَمَّارٌ يَحْمِلُ عَلَى النَّاسِ فَقِيْلَ هَذَا عَمَّارٌ فَطَعَنْتُهُ فِي رُكْبَتِهِ فَوَقَعَ فَقَتَلْتُهُ فَقِيْلَ: قُتِلَ عَمَّارٌ وَأُخْبِرَ عَمْرُو بنُ العَاصِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِنَّ قاتله وسالبه في النار" 1. ليث بن أبي سليم، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو مَرْفُوْعاً "قَاتِلُ عَمَّارٍ وَسَالِبُهُ فِي النَّارِ" 2. قَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْس أَوْ غَيْرِهِ قَالَ عَمَّارٌ: ادْفِنُوْنِي فِي ثِيَابِي فَإِنِّي رَجُلٌ مُخَاصِمٌ. وَعَنْ عَاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ: أَنَّ عَلِيّاً صَلَّى عَلَى عَمَّارٍ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ. قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: عَاشَ عَمَّارٌ ثَلاَثاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً وَكَانَ لاَ يَرْكَبُ عَلَى سَرْجٍ وَيَرْكَبُ رَاحِلَتَهُ. عَبْدُ اللهِ بنُ طَاوُوْسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَمَّارٌ دَخَلَ عَمْرُو بنُ حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ" فَقَامَ عَمْرٌو فَزِعاً إِلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ? قَالَ: قُتِلَ عمار. قال: قتل عمار،

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "4/ 198"، وابن سعد "3/ 260-261" من طريق عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، به. قلت: إسناده حسن، كلثوم بن جبر، هو البصري، صدوق يخطئ كما قال الحافظ في "التقريب". وأبو الغادية الجهني، ويقال المزني، له صحبة. 2 حسن: أورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 297" وقال: "رواه الطبراني، وقد صرح ليث بالتحديث، ورجاله من رجال الصحيح". قلت: إذا كان ليث قد صرح بالتحديث كما قال الهيثمي، فإن التدليس ينتفي، ولم يصبح علة الإسناد، وليث صدوق كما ذكر الحافظ في "التقريب".

فَكَانَ مَاذَا? قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ" قَالَ: أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ? وَإِنَّمَا قَتَلَهُ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ جَاؤُوا بِهِ حَتَّى أَلْقَوْهُ بَيْنَ رِمَاحِنَا أَوْ قَالَ: بَيْنَ سُيُوْفِنَا. قُلْتُ: كَانَتْ صِفِّيْنُ فِي صَفَرٍ وَبَعْضِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ. قَرَأْتُ عَلَى الحَافِظِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَلَفٍ: أَخْبَرَكُم يَحْيَى بنُ أَبِي السُّعُوْدِ أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ، أَنْبَأَنَا ابْنُ طَلْحَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الفَارِسِيُّ، حدثنا محمد بن أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ سَالِمٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ اليَوْمُ الَّذِي أُصِيْبَ فِيْهِ عَمَّارٌ إِذَا رَجُلٌ قَدْ بَرَزَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ جَسِيْمٌ عَلَى فَرَسٍ جَسِيْمٍ ضَخْمٌ عَلَى ضَخْمٍ يُنَادِي يَا عِبَادَ اللهِ بِصَوْتٍ مُوْجَعٍ رُوْحُوا إِلَى الجَنَّةِ ثَلاَثَ مِرَارٍ الجَنَّةُ تَحْتَ ظِلاَلِ الأَسْلِ فَثَارَ النَّاسُ فَإِذَا هُوَ عَمَّارٌ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ قُتِلَ. وَبِهِ، حَدَّثَنَا جَدِّي يَعْقُوْبُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ قَالَ: قَاوَلَ عَمَّارٌ رَجُلاً فَاسْتَطَالَ الرَّجُلُ عَلَيْهِ فَقَالَ عَمَّارٌ: أَنَا إِذاً كَمَنْ لاَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَعَادَ الرَّجُلُ فَاسْتَطَالَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَأَكْثَرَ اللهُ مَالَكَ وَوَلَدَكَ وَجَعَلَكَ يُوْطَأُ عَقِبُكَ. وَبِهِ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بنُ جَرِيْرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بنِ زُفَرَ، عَنْ عَمَّارٍ أَنَّهُ قَالَ: ثَلاَثَةٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيْمَانَ أَوْ قَالَ: مِنْ كَمَالِ الإِيْمَانِ الإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ وَالإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ وَبَذْلُ السلام للعالم1.

_ 1 علقه البخاري في كتاب "الايمان". باب إفشاء السلام من الإسلام. وقد وصله غير واحد. قال الحافظ في "الفتح" "1/ 82": قوله: "قال عمار" هو ابن ياسر، أحد السابقين الأولين، وأثره هذا أخرجه أحمد بن حنبل في كتاب "الإيمان" من طريق سفيان الثوري، ورواه يعقوب بن شيبة في "مسنده" من طريق شعبة وزهير بن معاوية وغيرهما كلهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن صلة بن زفر، عن عمار، ولفظ شعبة: "ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان" وهو بالمعنى، وهكذا رويناه في جامع معمر عن أبي إسحاق، وكذا حدث به عبد الرزاق في "مصنفه" عن معمر"10/ 19439"، وحدث به عبد الرزاق بأخرة فَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَذَا أخرجه البزار في مسنده، وابن أبي حاتم في "العلل" كلاهما عن الحسن بن عبد الله الكوفي، وكذا رواه البغوي في "شرح السنة" من طريق أحمد بن كعب الواسطي، وكذا أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" عن محمد بن الصباح الصنعاني ثلاثتهم عن عبد الرزاق مرفوعا. واستغربه البزار وقال أبو زرعة: هو خطأ. قلت: أي الحافظ في الفتح، وهو معلول من حيث صناعة الإسناد؛ لأن عبد الرزاق تغير بأخرة، وسماع هؤلاء منه في حال تغيره، إلا أن مثله لا يقال بالرأي فهو في حكم المرفوع. وقد رويناه مرفوعا من وجه آخر عن عمار، أخرجه الطبراني في "الكبير" وفي إسناده ضعف، وله شواهد أخرى بينتها في "تغليق التعليق".

قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ قَالاَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُجَالِدٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَا مَعَهُ إلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ وَامْرَأَتَانِ وَأَبُو بَكْرٍ1. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ شَيْخٌ لَهُ يُقَالُ: هُوَ ابْنُ حَمَّادٍ الآمِلِيُّ وَقِيْلَ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الخُوَارِزْمِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ وَهُوَ فَرْدٌ غَرِيْبٌ مَا أَعْلَمُ رَوَاهُ، عَنْ بَيَانِ بنِ بِشْرٍ سِوَى إِسْمَاعِيْلُ وَلَمْ يُخْرِجْهُ سِوَى البُخَارِيُّ. الأَعْمَشُ، وَغَيْرُهُ: عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: رَأَى أَبُو مَيْسَرَةَ عَمْرَو بنَ شُرَحْبِيْلَ ذَا الكَلاَعِ وَعَمَّاراً فِي قِبَابٍ بِيْضٍ بِفِنَاءِ الجَنَّةِ فَقَالَ: أَلَمْ يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً? قَالَ: بَلَى وَلَكِنْ وَجَدْنَا اللهَ وَاسِعَ المَغْفِرَةِ آخر الترجمة والحمد لله.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3660، 3857" من طريق إسماعيل بن أبي مُجَالِدٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ هَمَّامٍ بن الحارث قال: قال عمار بن ياسر: فذكره.

أخبار النجاشي

90- أخبار النجاشي 1: وَاسْمُهُ أَصْحَمَةُ مَلِكُ الحَبَشَةِ مَعْدُوْدٌ فِي الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- وَكَانَ مِمَّنْ حَسُنَ إِسْلاَمُهُ وَلَمْ يُهَاجِرْ وَلاَ لَهُ رُؤْيَةٌ فَهُوَ تَابِعِيٌّ مِنْ وَجْهٍ صَاحِبٌ مِنْ وَجْهٍ وَقَدْ تُوُفِّيَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فصلى عليه بالناس صلاة الغائب2، وَلَمْ يَثْبُتْ أَنَّهُ صَلَّى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على غائب

_ 1 صحيح: فقد ورد عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن أخا لكم قد مات، فقوموا فصلوا عليه"، يعني النجاشي أخرجه ابن أبي شيبة "3/ 362"، وأحمد "4/ 431، 433، 439، 446"، ومسلم "953"، والنسائي "4/ 57"، وابن ماجه "1535"، والطبراني "18/ 460، 461"، والبيهقي "4/ 50" من طريق أبي المهلب، عن عمران بن حصين، به. وورد عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم: "إن أخا لكم قد مات فقوموا فصلوا"، قال: "فقمنا فصفنا صفين". أخرج أحمد "3/ 355"، ومسلم "952" "66"، والنسائي "4/ 70" من طريق ايوب عن أبي الزبير، عن جابر، به. وورد عند مسلم "952" "65" عن جابر بن عبد الله مرفوعا بلفظ: "مات اليوم عبد الله صالح أصحمة"، فقام فأمنا وصلى عليه. 2 ترجمته في "الإصابة" "1/ ترجمة 473"، أصحمة بن أبحر النجاشي، وفي الإصابة أيضا "3/ ترجمة 8852".

سِوَاهُ وَسَبَبُ ذَلِكَ: أَنَّهُ مَاتَ بَيْنَ قَوْمٍ نَصَارَى وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ لأَنَّ الصَّحَابَةَ الَّذِيْنَ كَانُوا مُهَاجِرِيْنَ عِنْدَهُ خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ مُهَاجِرِيْنَ إِلَى المَدِيْنَةِ عَامَ خَيْبَرَ. ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثْتُ عُرْوَةَ بنَ الزُّبَيْرِ بِحَدِيْثِ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ بِقِصَّةِ النَّجَاشِيِّ وَقَوْلِهِ لِعَمْرِو بنِ العَاصِ: فَوَاللهِ مَا أَخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِيْنَ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي وَمَا أَطَاعَ النَّاسُ فِيَّ فَأُطِيْعُ النَّاسَ فِيْهِ فَقَالَ عُرْوَةُ: أَتَدْرِي مَا مَعْنَاهُ? قُلْتُ: لاَ قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْنِي أَنَّ أَبَاهُ كَانَ مَلِكَ قَوْمِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ إلَّا النَّجَاشِيُّ وَكَانَ لِلنَّجَاشِيِّ عَمٌّ لَهُ مِنْ صُلْبِهِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ مَمْلَكَةِ الحَبَشَةِ فَقَالَتِ الحَبَشَةُ بَيْنَهَا: لَوْ أَنَّا قَتَلْنَا أَبَا النَّجَاشِيِّ وَمَلَّكْنَا أَخَاهُ فَإِنَّهُ لاَ وَلَدَ لَهُ غَيْرَ هَذَا الغُلاَمِ وَإِنَّ لأَخِيْهِ اثْنَيْ عَشْرَةَ وَلَداً فَتَوَارَثُوا مُلْكَهُ مِنْ بَعْدِهِ فَبَقِيَتِ الحَبَشَةُ بَعْدَهُ دَهْراً. فَعَدَوْا عَلَى أَبِي النَّجَاشِيِّ فَقَتَلُوْهُ وَمَلَّكُوا أَخَاهُ فَمَكَثُوا عَلَى ذَلِكَ وَنَشَأَ النَّجَاشِيُّ مَعَ عَمِّهِ وَكَانَ لَبِيْباً حَازِماً مِنَ الرِّجَالِ فَغَلَبَ عَلَى أَمْرِ عَمِّهِ وَنَزَلَ مِنْهُ بِكُلِّ مَنْزِلَةٍ فَلَمَّا رَأَتِ الحَبَشَةُ مَكَانَهُ مِنْهُ قَالَتْ بَيْنهَا: وَاللهِ إِنَّا لَنَتَخَوَّفُ أَنْ يَمْلِكَهُ وَلَئِنْ مَلَكَهُ عَلَيْنَا لَيَقْتُلُنَا أَجْمَعِيْنَ لَقَدْ عَرَفَ أَنَّا نحن قتلنا أباه فمشوا إلى عَمِّهِ فَقَالُوا لَهُ: إِمَّا أَنْ تَقْتُلَ هَذَا الفَتَى وَإِمَّا أَنْ تُخْرِجَهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا فَإِنَّا قَدْ خِفْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا مِنْهُ قَالَ: وَيْلَكُم! قَتَلْتُمْ أَبَاهُ بِالأَمْسِ وَأَقْتُلُهُ اليَوْمَ بَلْ أَخْرِجُوْهُ مِنْ بِلاَدِكُم فَخَرَجُوا بِهِ فَبَاعُوْهُ مِنْ رجل تاجر بست مئة دِرْهَمٍ ثُمَّ قَذَفَهُ فِي سَفِيْنَةٍ فَانْطَلَقَ بِهِ حَتَّى إِذَا المَسَاءُ مِنْ ذَلِكَ اليَوْمِ هَاجَتْ سَحَابَةٌ مِنْ سَحَابِ الخَرِيْفِ فَخَرَجَ عَمُّهُ يَسْتَمْطِرُ تَحْتَهَا فَأَصَابَتْهُ صَاعِقَةٌ فَقَتَلَتْهُ. فَفَزِعَتِ الحَبَشَةُ إِلَى وَلَدِهِ فَإِذَا هُمْ حَمْقَى لَيْسَ فِي وَلَدِهِ خَيْرٌ فَمَرَجَ عَلَى الحَبَشَةِ أَمْرُهُم فَلَمَّا ضَاقَ عَلَيْهِم مَا هُمْ فِيْهِ مِنْ ذَلِكَ قَالَ بَعْضُهُم لِبَعْضٍ: تَعْلَمُوْنَ وَاللهِ أَنَّ مَلِكَكُمُ الَّذِي لاَ يُقِيْمُ أَمْرَكُمْ غَيْرُهُ الَّذِي بِعْتُمُوْهُ غُدْوَةً فَإِنْ كَانَ لَكُم بِأَمْرِ الحَبَشَةِ حَاجَةٌ فَأَدْرِكُوْهُ قَالَ: فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهِ حَتَّى أَدْرَكُوْهُ فَأَخَذُوْهُ من التاجر ثم جاءوا بِهِ فَعَقَدُوا عَلَيْهِ التَّاجَ وَأَقْعَدُوْهُ عَلَى سَرِيْرِ الملك وملكوه فجائهم التَّاجِرُ فَقَالَ: إِمَّا أَنْ تُعْطُوْنِي مَالِي وَإِمَّا أَنْ أُكَلِّمَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالُوا لاَ نُعْطِيْكَ شَيْئاً قَالَ: إِذَنْ وَاللهِ لأُكَلِّمَنَّهُ قَالُوا: فَدُوْنَكَ فَجَاءهُ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: أَيُّهَا المَلِكُ ابْتَعْتُ غُلاَماً مِنْ قَوْمٍ بِالسُّوْقِ بِسِتِّ مَائَةِ دِرْهَمٍ فَأَسْلَمُوْهُ إِلَيَّ وَأَخَذُوا دَرَاهِمِي حَتَّى إِذَا سِرْتُ بِغُلاَمِي أَدْرَكُوْنِي فَأَخَذُوا غُلاَمِي وَمَنَعُوْنِي دَرَاهِمِي فَقَالَ لَهُمُ النَّجَاشِيُّ: لَتَعْطُنَّهُ دَرَاهِمَهُ أَوْ لَيُسَلَّمَنَّ غُلاَمَهُ فِي يَدَيْهِ فَلَيَذْهَبَنَّ بِهِ حَيْثُ يَشَاءُ قَالُوا: بَلْ نُعْطِيْهِ دَرَاهِمَهُ قَالَتْ: فَلِذَلِكَ يَقُوْلُ: مَا أَخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِيْنَ رَدَّ عليَّ مُلْكِي فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيْهِ. وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا خُبِرَ مِنْ صَلاَبَتِهِ فِي دِيْنِهِ وَعَدْلِهِ فِي حُكْمِهِ ثُمَّ قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ النَّجَاشِيُّ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ لاَ يَزَالُ يُرَى عَلَى قَبْرِهِ نُوْرٌ.

"المُسْنَدُ" لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: لَمَّا نَزَلْنَا أَرْضَ الحَبَشَةِ جَاوَرْنَا بِهَا خَيْرَ جَارٍ النَّجَاشِيَّ أَمِنَّا عَلَى دِيْنِنَا وَعَبَدْنَا اللهَ تَعَالَى لاَ نُؤْذَى وَلاَ نَسْمَعُ شَيْئاً نَكْرُهُهُ فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشاً ائْتَمَرُوا أَنْ يَبْعَثُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيْنَا رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ وَأَنْ يُهْدُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَا مِمَّا يُسْتَطْرَفُ مِنْ مَتَاعِ مَكَّةَ وَكَانَ مِنْ أَعْجَبِ مَا يَأْتِيْهِ مِنْهَا إِلَيْهِ الأَدَمُ فَجَمَعُوا لَهُ أَدَماً كَثِيْراً وَلَمْ يَتْرُكُوا مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيْقاً إلَّا أَهْدُوا إِلَيْهِ هَدِيَّةً ثُمَّ بَعَثُوا بِذَلِكَ عَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي رَبِيْعَةَ بنِ المُغِيْرَةِ المَخْزُوْمِيَّ وَعَمْرَو بنَ العَاصِ السَّهْمِيَّ وَأَمَّرُوْهُمَا أَمْرَهُم وَقَالُوا لَهُمَا: ادْفَعُوا إِلَى كُلِّ بِطْرِيْقٍ هَدِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمُوا النَّجَاشِيَّ فِيْهِم ثُمَّ قَدِّمُوا لَهُ هَدَايَاهُ ثُمَّ سَلُوْهُ أَنْ يُسْلِمَهُم إِلَيْكُم قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَهُم قَالَتْ: فَخَرَجَا فَقَدِمَا عَلَى النَّجَاشِيِّ وَنَحْنُ عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ عِنْدَ خَيْرِ جَارٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيْقٌ إلَّا دَفَعَا إِلَيْهِ هَدِيَّتَهُ وَقَالاَ لَهُ إِنَّهُ قَدْ ضَوَى إِلَى بَلَدِ المَلِكِ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ فَارَقُوا دِيْنَ قَوْمِهِم وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِيْنِكُم وجاءوا بِدِيْنٍ مُبْتَدَعٍ لاَ نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنْتُم وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَى المَلِكِ فِيْهِم أَشْرَافُ قَوْمِهِم لِيَرُدَّهُمْ إِلَيْهِم فَإِذَا كَلَّمْنَا المَلِكَ فِيْهِم فَأَشِيْرُوا عَلَيْهِ بِأَنْ يُسْلِمَهُم إِلَيْنَا وَلاَ يُكَلِّمَهُمْ فَإِنَّ قَوْمَهُم أَعْلَى بِهِم عَيْناً وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِم فَقَالُوا لَهُم: نَعَمْ ثُمَّ إِنَّهُمَا قَرَّبَا هَدَايَا النَّجَاشِيِّ فَقَبِلَهَا مِنْهُم ثُمَّ كَلَّمَاهُ فَقَالاَ لَهُ: أَيُّهَا المَلِكُ إِنَّهُ ضَوَى إِلَى بَلَدِكَ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ فَارَقُوا دِيْنَ قَوْمِهِم وَلَمْ يدخلوا في دينك وجاءوا بِدِيْنٍ مُبْتَدَعٍ لاَ نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنْتَ وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَيْكَ أَشْرَافُ قَوْمِهِم مِنْ آبَائِهِم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليه فَهُمْ أَعْلَى بِهِم عَيْناً وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِم فِيْهِ. قَالَتْ: وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إلى عبد الله وعمرو من أن تسمع النَّجَاشِيُّ كَلاَمَهُم فَقَالَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ صَدَقُوا أَيُّهَا المَلِكُ فَأَسْلِمْهُمْ إِلَيْهِمَا فَغَضِبَ النَّجَاشِيُّ ثُمَّ قَالَ لاَ هَا اللهِ إِذاً لاَ أُسْلِمُهُمْ إِلَيْهِمَا وَلاَ أُكَادُ1 قَوْماً جَاوَرُوْنِي وَنَزَلُوا بِلاَدِي وَاخْتَارُوْنِي عَلَى مَنْ سِوَايَ حَتَّى أَدْعُوَهُم فَأَسْأَلَهُم ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ فَدَعَاهُمْ فَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُوْلُهُ اجْتَمَعُوا ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا تَقُوْلُوْنَ لِلرَّجُلِ إِذَا جِئْتُمُوْهُ? قَالُوا: نَقُوْلُ -وَاللهِ- مَا عَلِمْنَا وَمَا أَمَرَنَا بِهِ نَبِيُّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَائِناً فِي ذَلِكَ ما كان فلما جاءوه وَقَدْ دَعَا النَّجَاشِيُّ أَسَاقِفَتَهُ فَنَشَرُوا مَصَاحِفَهُمْ حَوْلَهُ سَأَلَهُمْ فَقَالَ: مَا هَذَا الدِّيْنُ الَّذِي فَارَقْتُمْ فِيْهِ قَوْمَكُم وَلَمْ تَدْخُلُوا فِي دِيْنِي وَلاَ في دين أحد من هذه الأمم?

_ 1 لا أُكاد: أي لا يكيدني.

قَالَتْ: وَكَانَ الَّذِي يُكَلِّمُهُ جَعْفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا المَلِكُ! إِنَّا كُنَّا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ المَيْتَةَ وَنَأْتِي الفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ وَنُسِيْءُ الجِوَارَ وَيَأْكُلُ القَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيْفَ فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا رَسُوْلاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إِلَى اللهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُوْنِهِ مِنَ الحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الحَدِيْثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الجِوَارِ وَالكَفِّ، عَنِ المَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ وَنَهَانَا، عَنِ الفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّوْرِ وَأَكْلِ مَالِ اليَتِيْمِ وَقَذْفِ المُحْصَنَةِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللهَ لاَ نُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَأَمَرَنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ قَالَتْ: فَعَدَّدَ لَهُ أُمُوْرَ الإِسْلاَمِ فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَعَذَّبُوْنَا وَفَتَنُوْنَا، عَنْ دِيْنِنَا لِيَرُدُّوْنَا إلى عبادة الأوثان وأن نستحيل ما كنا نَسْتَحِلُّ مِنَ الخَبَائِثِ فَلَمَّا قَهَرُوْنَا وَظَلَمُوْنَا وَشَقُّوا عَلَيْنَا وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِيْنِنَا خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ وَرَجَوْنَا أَنْ لاَ نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا المَلِكُ. قَالَتْ: فَقَالَ: هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، عَنِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ? قَالَ نَعَمْ قَالَ فَاقْرَأْهُ عَلَيَّ فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْراً مِنْ {كهيعص} ، فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُم حِيْنَ سَمِعُوا مَا تُلِيَ عَلَيْهِم ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِيُّ إِنَّ هَذَا وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوْسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ انْطَلِقَا فَوَاللهِ لاَ أُسْلِمُهُم إِلَيْكُم أَبَداً وَلاَ أُكَادُ. فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ عَمْرٌو: وَاللهِ لأُنَبِّئَنَّهُ غَداً عَيْبَهُم ثُمَّ أَسْتَأْصِلُ خَضْرَاءهُم. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ وَكَانَ أَتْقَى الرَّجُلَيْنِ فِيْنَا لاَ تَفْعَلْ فَإِنَّ لَهُم أَرْحَاماً وَإِنْ كَانُوا قَدْ خَالَفُوْنَا قَالَ وَاللهِ لأُخْبِرَنَّهُ أَنَّهُم يَزْعُمُوْنَ أَنَّ عِيْسَى عَبْدٌ. ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ فَقَالَ أَيُّهَا المَلِكُ! إِنَّهُم يقولون في عيسى بن مَرْيَمَ قَوْلاً عَظِيْماً فَأَرْسِلْ إِلَيْهِم فَسَلْهُمْ عَمَّا يَقُوْلُوْنَ فِيْهِ. فَأَرْسَلَ يَسْأَلُهُم. قَالَتْ: وَلَمْ يَنْزِلْ بِنَا مِثْلُهَا، فَاجْتَمَعَ القَوْمُ ثُمَّ قَالُوا: نَقُوْل وَاللهِ فِيْهِ مَا قَالَ اللهُ تَعَالَى كَائِناً مَا كَانَ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ لَهُم: مَا تَقُوْلُوْنَ فِي عِيْسَى? فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: نَقُوْلُ فِيْهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُوْلُهُ وَرُوْحُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ العَذْرَاءِ البَتُوْلِ. فَضَرَبَ النَّجَاشِيُّ يَدَهُ إِلَى الأَرْضِ فَأَخَذَ عُوْداً ثُمَّ قَالَ: مَا عَدَا عِيْسَى مَا قُلْتَ هَذَا العُوْدَ فَتَنَاخَرَتِ بَطَارِقَتُهُ حوله فَقَالَ وَإِنْ نَخَرْتُمْ وَاللهِ اذْهَبُوا فَأَنْتُم سُيُوْمٌ بِأَرْضِي -وَالسُّيُوْمُ: الآمِنُوْنَ- مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دَبْرَى ذَهَباً وَأَنِّي آذَيْتُ رَجُلاً مِنْكُم - وَالدَّبْرُ بِلِسَانِهِم الجَبَلُ - رُدُّوا عَلَيْهِمَا هَدَايَاهُمَا فَوَاللهِ مَا أَخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِيْنَ رَدَّ عليَّ مُلْكِي فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيْهِ وَمَا أَطَاعَ النَّاسُ فِيَّ فَأُطِيْعَهُم فِيْهِ. فَخَرَجَا

مَقْبُوْحَيْنِ، مَرْدُوْداً عَلَيْهِمَا مَا جَاءا بِهِ وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ مَعَ خَيْرِ جَارٍ فَوَاللهِ إِنَّا عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَزَلَ بِهِ يَعْنِي مَنْ يُنَازِعُهُ فِي مُلْكِهِ فَوَاللهِ مَا عَلِمْنَا حَرْباً قَطُّ كَانَ أَشَدَّ مِنْ حَرْبٍ حَرِبْنَاهُ تَخُوُّفاً أَنْ يَظْهَرَ ذَلِكَ عَلَى النَّجَاشِيِّ فَيَأْتِي رَجُلٌ لاَ يَعْرِفُ مِنْ حَقِّنَا مَا كَانَ النَّجَاشِيُّ يَعْرِفُ مِنْهُ وَسَارَ النَّجَاشِيُّ وَبَيْنَهُمَا عَرْضُ النِّيْلِ. فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَتَّى يَحْضُرَ وَقْعَةَ القَوْمِ ثُمَّ يَأْتِيْنَا بِالخَبَرِ? فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا وَكَانَ مِنْ أَحْدَثِ القَوْمِ سِنّاً. فَنَفَخُوا لَهُ قِرْبَةً فَجَعَلَهَا فِي صَدْرِهِ ثُمَّ سَبَحَ عَلَيْهَا حَتَّى خَرَجَ إِلَى مَكَانِ المُلْتَقَى وَحَضَرَ فَدَعَوْنَا اللهَ لِلنَّجَاشِيِّ بِالظُّهُوْرِ عَلَى عَدُوِّهِ وَالتَّمْكِيْنِ لَهُ فِي بِلاَدِهِ وَاسْتَوْسَقَ لَهُ أَمْرُ الحَبَشَةِ فَكُنَّا عِنْدَهُ فِي خَيْرِ مَنْزِلٍ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو بمكة1. سليمان بن بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بَشِيْرٍ وعبد الملك بن هِشَامٍ، عَنْ زِيَادٍ البِكَالِيِّ وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ جَمِيْعاً، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ النَّجَاشِيَّ سَأَلَهُ مَا دِيْنُكُم? قَالَ: بَعَثَ اللهُ فِيْنَا رَسُوْلاً وَذَكَرَ بَعْضَ مَا تَقَدَّمَ. تَفَرَّدَ بِوَصْلِهِ ابْنُ إِسْحَاقَ وَأَمَّا عُقَيْلٌ وَيُوْنُسُ وَغَيْرُهُمَا فَأَرْسَلُوْهُ. وَرَوَاهُ ابْنُ إِدْرِيْسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَقَالَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُرْوَةَ وَعُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. وَيُرْوَى هَذَا الخَبَرُ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى، عَنْ أَبِيْهِ. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيْهِ. وَرَوَاهُ ابْنُ شَابُوْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِطُوْلِهِ. أَعْلَى بِهِم عَيْناً أَبْصَرَ بِهِم لاَهَا اللهِ قَسَمٌ وَأَهْلُ العَرَبِيَّةِ يَقُوْلُوْنَ: لاَهَا اللهِ ذَا. وَالهَاءُ بَدَلٌ مِنْ وَاوِ القَسَمِ أَيْ لاَ وَاللهِ لاَ يَكُوْنَ ذَا وَقِيْلَ: بَلْ حُذِفَتْ وَاوُ القَسَمِ وَفُصِلَتْ هَا مِنْ هَذَا فَتَوَسَّطَتِ الجَلاَلَةَ وَنُصِبَتْ لأَجْلِ حَذْفِ وَاوِ القَسَمِ. وَتَنَاخَرَتْ: فَالنَّخِيْرُ: صَوْتٌ مِنَ الأَنْفِ. وَقِيْلَ: النَّخِيْرُ ضَرْبٌ مِنَ الكَلاَمِ وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ مِنْ حزنٍ حَزِنَّاهُ.

_ 1 صحيح: أخرج أحمد "1/ 201-203" والبيهقي في "الدلائل" "2/ 301-306".

وَقَوْلُهَا: حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ: عَنَتْ نَفْسَهَا وَزَوْجَهَا. وَكَذَا قَدِمَ الزُّبَيْرُ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَطَائِفَةٌ مِنْ مُهَاجِرَةِ الحَبَشَةِ مَكَّةَ وَمَلُّوا مِنْ سُكْنَى الحَبَشَةِ ثُمَّ قَدِمَ طَائِفَةٌ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا عَرَفُوا بِأَنَّهُ هَاجَرَ إلى المَدِيْنَةِ ثُمَّ قَدِمَ جَعْفَرٌ بِمَنْ بَقِيَ لَيَالِيَ خَيْبَرَ. قَالَ أَبُو مُوْسَى الأَصْبَهَانِيُّ الحَافِظُ اسْمُ النَّجَاشِيِّ أَصْحَمَةُ وَقِيْلَ: أَصْحَمُ بنُ بُجْرَى كَانَ لَهُ وَلَدٌ يُسَمَّى أُرْمَى فَبَعَثَهُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَاتَ فِي الطَّرِيْقِ. وَقِيْلَ: إِنَّ الَّذِي كَانَ رَفِيْقَ عَمْرِو بنِ العَاصِ عُمَارَةُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ المُغِيْرَةِ المَخْزُوْمِيُّ. فَقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ وَمُحَمَّدُ بنُ آدَمَ المِصِّيْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عن الشعبي، عن عبد الله بن جعفر، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: بَعَثَتْ قُرَيْشٌ عَمْرَو بنَ العَاصِ وَعُمَارَةَ بنَ الوَلِيْدِ بِهَدِيَّةٍ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَقَالُوا لَهُ وَنَحْنُ عِنْدَهُ قَدْ جَاءَ إِلَيْكَ نَاسٌ مِنْ سَفِلَتِنَا وَسُفَهَائِنَا فَادْفَعْهُمْ إِلَيْنَا قَالَ: لاَ حَتَّى أَسْمَعَ كَلاَمَهُمْ وَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَى مَنْ آذَى أَحَداً مِنْهُم فَأَغْرِمُوْهُ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمٍ ثُمَّ قَالَ: يَكْفِيْكُم? قُلْنَا: لاَ فَأَضْعَفَهَا فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى المَدِيْنَةِ وَظَهَرَ بِهَا قُلْنَا لَهُ: إِنَّ صَاحِبَنَا قَدْ خَرَجَ إِلَى المَدِيْنَةِ وَهَاجَرَ وَقُتِلَ الَّذِي كُنَّا حَدَّثْنَاكَ عَنْهُمْ وَقَدْ أَرَدْنَا الرَّحِيْلَ إِلَيْهِ فَزَوِّدْنَا قَالَ: نَعَمْ فَحَمَّلَنَا وَزَوَّدَنَا وَأَعْطَانَا ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْ صَاحِبَكَ بِمَا صَنَعْتُ إِلَيْكُم وَهَذَا رَسُوْلِي مَعَكَ وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ وَأَنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ فَقُلْ لَهُ يَسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ جَعْفَرٌ: فَخَرَجْنَا حَتَّى أَتَيْنَا المَدِيْنَةَ فَتَلَقَّانِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- فاعتنقني فَقَالَ: "مَا أَدْرِي أَنَا بِفَتْحِ خَيْبَرَ أَفْرَحُ أَوْ بِقُدُوْمِ جَعْفَرٍ" ثُمَّ جَلَسَ فَقَامَ رَسُوْلُ النَّجَاشِيِّ فَقَالَ: هُوَ ذَا جَعْفَرٌ فَسَلْهُ مَا صَنَعَ بِهِ صَاحِبُنَا فَقُلْتُ نَعَمْ يَعْنِي ذَكَرْتُهُ له فقام رسول الله فَتَوَضَّأَ ثُمَّ دَعَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلنَّجَاشِيِّ" فَقَالَ المُسْلِمُوْنَ آمِيْن فَقُلْتُ لِلرَّسُوْلِ انْطَلِقْ فَأَخْبِرْ صَاحِبَكَ مَا رَأَيْتَ1. ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَمُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بنِ إِسْحَاقَ أَنَّ جَعْفَراً قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ ائْذَنْ لِي حَتَّى أَصِيْرَ إِلَى أَرْضٍ أَعْبُدُ الله فيها. فأذن له، فأتى النجاشي. حدثنا عَمْرُو بنُ العَاصِ قَالَ: لَمَّا رَأَيْتُ جَعْفَراً آمِناً بِهَا هُوَ وَأَصْحَابُهُ حَسَدْتُهُ فَأَتَيْتُ النَّجَاشِيَّ فَقُلْتُ: إِنَّ بِأَرْضِكَ رَجُلاً ابْنُ عَمِّهِ بِأَرْضِنَا يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وإنك إن لم تقتله وأصحابه

_ 1 ضعيف: في إسناده مجالد، وهو ابن سعيد، ضعيف.

لاَ أَقْطَعُ إِلَيْكَ هَذِهِ النُّطْفَةَ أَبَداً وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي قَالَ: اذْهَبْ إِلَيْهِ فَادْعُهُ قُلْتُ: إِنَّهُ لاَ يَجِيْءُ مَعِي فَأَرْسِلْ مَعِي رَسُوْلاً فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ بَيْنَ ظِهْرِيِّ أَصْحَابِهِ يُحَدِّثُهُم قَالَ لَهُ: أَجِبْ فَلَمَّا أَتَيْنَا البَابَ نَادَيْتُ ائْذَنْ لِعَمْرِو بنِ العَاصِ وَنَادَى جَعْفَرٌ ائْذَنْ لِحِزْبِ اللهِ فَسَمِعَ صَوْتَهُ فَأَذِنَ لَهُ قَبْلِي ... الحَدِيْثَ. إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ نَنْطَلِقَ مَعَ جَعْفَرٍ إِلَى أَرْضِ النَّجَاشِيِّ فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشاً فَبَعَثُوا عَمْراً وَعُمَارَةَ بنَ الوَلِيْدِ وَجَمَعُوا لِلنَّجَاشِيِّ هدية فقدما عليه وأتياه بالهدية فَقَبِلَهَا وَسَجَدَا لَهُ ثُمَّ قَالَ عَمْرٌو: إِنَّ نَاساً مِنْ أَرْضِنَا رَغِبُوا، عَنْ دِيْنِنَا وَهُمْ فِي أَرْضِكَ قَالَ: فِي أَرْضِي? قَالَ: نَعَمْ. فَبَعَثَ إِلَيْنَا فَقَالَ لَنَا جَعْفَر: لاَ يَتَكَلَّمْ مِنْكُم أَحَدٌ أَنَا خَطِيْبُكُمُ اليَوْمَ فَانْتَهَيْنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ وَهُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ عَظِيْمٍ وَعَمْرٌو، عَنْ يَمِيْنِهِ وَعُمَارَةُ، عَنْ يَسَارِهِ وَالقِسِّيْسُوْنَ وَالرُّهْبَانُ جُلُوْسٌ سِمَاطَيْنِ وَقَدْ قَالَ لَهُ عَمْرٌو إِنَّهُم لاَ يَسْجُدُوْنَ لَكَ فَلَمَّا انْتَهَيْنَا بَدَرَنَا مَنْ عِنْدَهُ أَنِ اسْجُدُوا قُلْنَا: لاَ نَسْجُدُ إلَّا لِلِّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ? قَالَ: لاَ نَسْجُدُ إلَّا لِلِّهِ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ? قَالَ: إِنَّ اللهَ بَعَثَ فِيْنَا رَسُوْلاً وَهُوَ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيْسَى فَقَالَ: {يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6] فَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَنُقِيْمَ الصَّلاَةَ وَنُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَأَمَرَنَا بِالمَعْرُوْفِ وَنَهَانَا، عَنِ المُنْكَرِ. فَأَعْجَبَ النَّجَاشِيَّ قَوْلُهُ. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَمْرٌو، قَالَ: أَصْلَحَ اللهُ المَلِكَ إِنَّهُم يُخَالِفُوْنَكَ فِي ابْنِ مَرْيَمَ. فَقَالَ النَّجَاشِيُّ لِجَعْفَرٍ: مَا يَقُوْلُ صَاحِبُكُم فِي ابْنِ مَرْيَمَ? قَالَ: يَقُوْلُ فِيْهِ قَوْلَ اللهِ: هُوَ رُوْحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَخْرَجَهُ مِنَ البَتُوْلِ العَذْرَاءِ الَّتِي لَمْ يَقْرَبْهَا بَشَرٌ وَلَمْ يَفْرِضْهَا وَلَدٌ. فَتَنَاوَلَ عُوْداً، فَرَفَعَهُ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ القِسِّيْسِيْنَ وَالرُّهْبَانِ! مَا يَزِيْدُ عَلَى مَا تَقُوْلُوْنَ فِي ابْنِ مَرْيَمَ مَا تَزِنُ هَذِهِ. مَرْحَباً بِكُمْ وَبِمَنْ جِئْتُم مِنْ عِنْدِهِ فَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ وَأَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيْسَى وَلَوْلاَ مَا أَنَا فِيْهِ مِنَ المُلْكِ لأَتَيْتُهُ حَتَّى أُقَبِّلَ نَعْلَهُ امْكُثُوا فِي أَرْضِي مَا شِئْتُم وَأَمَرَ لَنَا بِطَعَامٍ وَكُسْوَةٍ وَقَالَ: رُدُّوا عَلَى هَذَيْنِ هَدِيَّتَهُمَا. وَكَانَ عَمْرٌو رَجُلاً قَصِيْراً، وَكَانَ عُمَارَةُ رَجُلاً جَمِيْلاً وَكَانَا أَقْبَلاَ فِي البَحْرِ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَشَرِبَ مَعَ عَمْرٍو وَامْرَأَتِهِ فَلَمَّا شَرِبُوا مِنَ الخَمْرِ قَالَ عُمَارَةُ لِعَمْرٍو: مُرْ امْرَأَتَكَ فَلْتُقَبِّلْنِي. قَالَ: إلَّا تَسْتَحْيِي? فَأَخَذَ عُمَارَةُ عَمْراً يَرْمِي بِهِ فِي البَحْرِ فَجَعَلَ عَمْرٌو يناشده حتى

تَرَكَهُ. فَحَقَدَ عَلَيْهِ عَمْرٌو، فَقَالَ لِلنَّجَاشِيِّ: إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ خَلَفَكَ عُمَارَةُ فِي أَهْلِكَ. فَدَعَا بِعُمَارَةَ، فَنَفَخَ فِي إِحْلِيْلِهِ، فَطَارَ مَعَ الوَحْشِ. وَعَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: مَكَرَ عَمْرٌو بِعُمَارَةَ فَقَالَ: يَا عُمَارَةُ إِنَّكَ رَجُلٌ جَمِيْلٌ فَاذْهَبْ إِلَى امْرَأَةِ النَّجَاشِيِّ فَتَحَدَّثْ عِنْدَهَا إِذَا خَرَجَ زَوْجُهَا فَإِنَّ ذَلِكَ عَوْنٌ لَنَا فِي حَاجَتِنَا فَرَاسَلَهَا عُمَارَةُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا فَانْطَلَقَ عَمْرٌو إِلَى النَّجَاشِيِّ فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبِي صَاحِبُ نِسَاءٍ وَإِنَّهُ يُرِيْدُ أَهْلَكَ فَبَعَثَ النَّجَاشِيُّ إِلَى بَيْتِهِ فَإِذَا هُوَ عِنْدَ أَهْلِهِ فَأَمَرَ بِهِ فَنُفِخَ فِي إِحْلِيْلِهِ سَحَرَهُ ثُمَّ أَلْقَاهُ فِي جَزِيْرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ البَحْرِ فَجُنَّ وَاسْتَوْحَشَ مَعَ الوَحْشِ. ابْنُ إِسْحَاقَ: عَنْ يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ النَّجَاشِيُّ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ لاَ يَزَالُ يُرَى عَلَى قَبْرِهِ نُوْرٌ. فَأَمَّا عُمَارَةُ فَإِنَّهُ بَقِيَ إِلَى خِلاَفَةِ عُمَرَ مَعَ الوُحُوْشِ، فَدُلَّ عَلَيْهِ أَخُوْهُ فَسَارَ إِلَيْهِ وَتَحَيَّنَ وَقْتَ وُرُوْدِهِ المَاءَ فَلَمَّا رَأَى أَخَاهُ فَرَّ فَوَثَبَ وَأَمْسَكَهُ فَبَقِيَ يَصِيْحُ أَرْسِلْنِي يَا أَخِي! فَلَمْ يُرْسِلْهُ فَخَارَتْ قُوَّتُهُ مِنَ الخَوْفِ وَمَاتَ فِي الحَالِ فَعِدَادُهُ فِي المَجَانِيْنَ الَّذِيْنَ يُبْعَثُوْنَ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ قَبْلَ ذَهَابِ العَقْلِ فَيُبْعَثُ هَذَا المُعَثَّرُ عَلَى الكُفْرِ وَالعَدَاوَةِ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَسْأَلُ اللهَ المَغْفِرَةَ. وَحَدَّثَنِي جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: اجْتَمَعَتِ الحَبَشَةُ فَقَالُوا لِلنَّجَاشِيِّ: فَارَقْتَ دِيْنَنَا وَخَرَجُوا عَلَيْهِ فَأَرْسَلَ إِلَى جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ فَهَيَّأَ لَهُم سُفُناً وَقَالَ: ارْكَبُوا فَإِنْ هُزِمْتُ فَامْضُوا وَإِنْ ظَفِرْتُ فَاثْبُتُوا ثُمَّ عَمَدَ إِلَى كِتَابٍ فَكَتَبَ فِيْهِ هُوَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ وَيَشْهَدُ أَنَّ عِيْسَى عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ وَرُوْحُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ثُمَّ جَعَلَهُ فِي قُبَائِهِ وَخَرَجَ إِلَى الحَبَشَةِ وَصَفُّوا لَهُ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الحَبَشَةِ أَلَسْتُ أَحَقَّ النَّاسِ بِكُمْ? قَالُوا: بَلَى قَالَ: فَكَيْفَ رَأَيْتُمْ سِيْرَتِي فِيْكُم? قَالُوا: خَيْرَ سِيْرَةٍ قَالَ: فَمَا بَالُكُم? قَالُوا: فَارَقْتَ دِيْنَنَا وَزَعَمْتَ أَنَّ عِيْسَى عَبْدٌ، قَالَ: فَمَا تَقُوْلُوْنَ فِيْهِ قَالُوا: هُوَ ابْنُ اللهِ فَقَالَ -وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ عَلَى قُبَائِهِ: هُوَ يَشْهَدُ أَنَّ عِيْسَى لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا شَيْئاً وَإِنَّمَا عَنَى عَلَى مَا كَتَبَ فَرَضُوا وَانْصَرَفُوا. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلما مات النجاشي صلى عليه واستغفر لَهُ. وَمِنْ مَحَاسِنِ النَّجَاشِيِّ: أَنَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ رَمْلَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ الأُمَوِيَّةَ أُمَّ المُؤْمِنِيْنَ أَسْلَمَتْ مَعَ زَوْجِهَا عُبَيْدِ اللهِ بنِ جَحْشٍ الأَسَدِيِّ قَدِيْماً فَهَاجَرَ بِهَا زَوْجُهَا فَانْمَلَسَ بِهَا إِلَى أَرْضِ الحَبَشَةِ، فَوَلَدَتْ لَهُ حَبِيْبَةَ رَبِيْبَةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ إِنَّهُ أَدْرَكَهُ الشَّقَاءُ فَأَعْجَبَهُ دِيْنُ النَّصْرَانِيَّةِ،

فَتَنَصَّرَ فَلَمْ يَنْشَبْ أَن مَاتَ بِالحَبَشَةِ فَلَمَّا وَفَتِ العِدَّةَ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطِبُهَا فَأَجَابَتْ فَنَهَضَ فِي ذَلِكَ النَّجَاشِيُّ وَشَهِدَ زَوَاجَهَا بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَعْطَاهَا الصَّدَاقَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ عنده أربع مئة دِيْنَارٍ فَحَصَلَ لَهَا شَيْءٌ لَمْ يَحْصَلْ لِغَيْرِهَا مِنْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ ثُمَّ جَهَّزَهَا النَّجَاشِيُّ. وَكَانَ الَّذِي وَفَدَ عَلَى النَّجَاشِيِّ بِخِطْبَتِهَا: عَمْرُو بنُ أمية الضمري فِيْمَا نَقَلَهُ الوَاقِدِيُّ بِإِسْنَادٍ مُرْسَلٍ ثُمَّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ قَالاَ: كَانَ الَّذِي زَوَّجَهَا وَخَطَبَ إِلَيْهِ النَّجَاشِيُّ خَالِدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ الأُمَوِيُّ وَكَانَ عُمُرُهَا لَمَّا قَدِمَتِ المَدِيْنَةَ بِضْعاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيْبَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ عُبَيْدِ اللهِ بنِ جَحْشٍ وَكَانَ رَحَلَ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَأَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَهَا بالحبشة زَوَّجَهُ إِيَّاهَا النَّجَاشِيُّ وَمَهَرَهَا أَرْبَعَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ مِنْ عِنْدِهِ وَبَعَثَ بِهَا مَعَ شُرَحْبِيْلَ بنِ حَسَنَةَ وَجَهَازُهَا كُلُّهُ مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ1. وَأَمَّا ابْنُ لَهِيْعَةَ: فَنَقَلَ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: أَنْكَحَهُ إِيَّاهَا بِالحَبَشَةِ عُثْمَانُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَهَذَا خَطَأٌ فَإِنَّ عُثْمَانَ كَانَ بِالمَدِيْنَةِ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَغِبْ عَنْهُ إلَّا يَوْمَ بَدْرٍ أَمَرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُقِيْمَ فَيُمَرِّضَ زَوْجَتَهُ بِنْتَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ زُهَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَمْرِو بنِ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيْبَةَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بنَ جَحْشٍ بِأَسْوَأِ صُوْرَةٍ وَأَشْوَهِهِ فَفَزِعْتُ فَإِذَا هُوَ يَقُوْلُ حِيْنَ أَصْبَحَ: يَا أُمَّ حَبِيْبَةَ إِنِّي نَظَرْتُ فِي الدِّيْنِ فَلَمْ أَرَ دِيْناً خَيْراً مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ وَكُنْتُ قَدْ دِنْتُ بِهَا ثُمَّ دَخَلتُ فِي دِيْنِ مُحَمَّدٍ فَقَدْ رَجَعْتُ إِلَيْهَا فَأَخْبَرَتْهُ بِالرُّؤْيَا فَلَمْ يَحْفَلْ بِهَا وَأَكَبَّ عَلَى الخَمْرِ حَتَّى مَاتَ فَأَرَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّ آتِياً يَقُوْلُ لِي: يَا أُمَّ المُؤْمِنِيْنَ! فَفَزِعْتُ فَأَوَّلْتُهَا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَزَوَّجُنِي فَمَا هُوَ إلَّا أَنْ انْقَضَتِ عِدَّتِي فَمَا شَعَرْتُ إلَّا وَرَسُوْلُ النَّجَاشِيِّ عَلَى بَابِي يَسْتَأْذِنُ! فَإِذَا جَارِيَةٌ لَهُ يُقَالُ لَهَا: أبرهة كَانَت تَقُوْمُ عَلَى ثِيَابِهِ وَدُهْنِهِ فَدَخَلَتْ عَلَيَّ فَقَالَتْ: إِنَّ المَلِكَ يَقُوْلُ لَكِ: إِنَّ رَسُوْلَ الله كتب إلي أن أزوجكه فَقُلْتُ: بَشَّرَكِ اللهُ بِخَيْرٍ، قَالَتْ: يَقُوْلُ المَلِكُ وَكِّلِي مَنْ يُزَوِّجُكِ فَأَرْسَلَتْ إِلَى خَالِدِ بنِ سعيد فوكلته وأعطت أبرهة سوارين من فضة وخواتيم كانت في

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "2107".

أَصَابِعِ رِجْلَيْهَا، وَخَدَمَتَيْنِ كَانَتَا فِي رِجْلَيْهَا فَلَمَّا كان العشي أَمَرَ النَّجَاشِيُّ جَعْفَرَ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَمَنْ هُنَاكَ مِنَ المُسْلِمِيْنَ فَحَضَرُوا فَخَطَبَ النَّجَاشِيُّ فَقَالَ: الحمد لِلِّهِ المَلِكِ القُدُّوْسِ السَّلاَمِ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عبده ورسوله وَأَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيْسَى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ خَطَبَ خَالِدُ بنُ سَعِيْدٍ وَزَوَّجَهَا وَقَبَضَ أَرْبَعَ مَائَةِ دِيْنَارٍ ثُمَّ دَعَا بِطَعَامٍ فَأَكَلُوا. قَالَتْ: فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيَّ المَالُ عزلت خمسين دينارًا لأبرهة فَأَبَتْ وَأَخْرَجَتْ حُقّاً فِيْهِ كُلُّ مَا أَعْطَيْتُهَا فَرَدَّتْهُ، وَقَالَتْ: عَزَمَ عَلَيَّ المَلِكُ أَنْ لاَ أَرْزَأَكِ شَيْئاً وَقَدْ أَسْلَمْتُ لِلِّهِ وَحَاجَتِي إِلَيْكِ أَنْ تُقْرِئِي رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنِّي السَّلاَمَ ثُمَّ جَاءتْنِي مِنْ عِنْدِ نساء الملك بعود وعنبر وزباد كَثِيْرٍ1. فَقِيْلَ: بَنَى بِهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَنَةَ سِتٍّ وَقَالَ خَلِيْفَةُ: دَخَلَ بِهَا سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الهِجْرَةِ. وَأَصْحَمَةُ بِالعَرَبِيِّ: عَطِيَّة وَلَمَّا تُوُفِّيَ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلنَّاسِ: "إِنَّ أَخاً لَكُم قَدْ مَاتَ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ" فَخَرَجَ بِهِم إِلَى الصَّحْرَاءِ وَصَفَّهُم صُفُوْفاً ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ2 فَنَقَلَ بَعْضُ العُلَمَاءِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي شَهْرِ رجب سنة تسع من الهجرة.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 97-98"، وآفته الواقدي، وهو متروك. 2 صحيح: سبق تخريجنا له قريبا بتعليق رقم "595".

معاذ بن جبل

91- معاذ بن جبل 1: ابن عمرو بن أوس بن عَائِذِ بنِ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بن أدي بن سَعْدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَسَدِ بنِ سَارِدَةَ بنِ يَزِيْدَ بنِ جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ. السَّيِّدُ الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ المَدَنِيُّ البَدْرِيُّ شَهِدَ العَقَبَةَ شَابّاً أَمْرَدَ وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَجَابِرٌ وَأَنَسٌ وَأَبُو أُمَامَةَ وَأَبُو ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيُّ وَمَالِكُ بنُ يَخَامِرَ وَأَبُو مُسلمٍ الخَوْلاَنِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَنْمٍ وَجُنَادَةُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ وَأَبُو بَحْرِيَّةَ عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ وَيَزِيْدُ بنُ عُمَيْرَةَ وَأَبُو الأَسْوَدِ الدِّيْلِيُّ وَكَثِيْرُ بن مرة وأبو وائل،

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 583-590"، "7/ 387-389"، وتاريخ البخاري الكبير "4/ 1/ 359-360"، والجرح والتعديل "4/ ق1/ 244"، وحلية الأولياء "1/ 228"، وتهذيب التهذيب "10/ 186-188"، وتقريب التهذيب "2/ 55"، والإصابة "3/ ترجمة 8037"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7048".

وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَعَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيُّ وَالأَسْوَدُ بنُ هِلاَلٍ وَمَسْرُوْقٌ وَأَبُو ظَبْيَةَ الكَلاَعِيُّ وآخرون. روى أبو إسحاق السبعي، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيْفَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ1. قَالَ شَبَابٌ: أُمُّهُ هِيَ هِنْدُ بِنْتُ سَهْلٍ مِنْ بَنِي رِفَاعَةَ ثُمَّ مِنْ جُهَيْنَةَ ولأمه ولد من الجد ابن قَيْسٍ. وَرَوَى الوَاقِدِيُّ، عَنْ رِجَالِهِ أَنَّ مُعَاذاً شَهِدَ بَدْراً وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً أَوْ إِحْدَى وَعِشْرُوْنَ قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: شَهِدَ العَقَبَةَ فِي روايتهم جميعًا مع السبعين. وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سَعِيْدٍ: نَزَلَ حِمْصَ وَكَانَ طَوِيْلاً حَسَناً جَمِيْلاً. وَقَالَ الجَمَاعَةُ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ إلَّا أَبَا أَحْمَدَ الحَاكِمَ فَقَالَ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَدَائِنِيُّ: مُعَاذٌ لَمْ يُوْلَدْ لَهُ قَطُّ طُوَالٌ حَسَنُ الثَّغْرِ عَظِيْمُ العَيْنَيْنِ أَبْيَضُ جَعْدٌ قَطَطٌ. وَأَمَّا ابْنُ سَعْدٍ فَقَالَ: لَهُ ابْنَانِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَآخَرُ. قَالَ عَطَاءٌ: أَسْلَمَ مُعَاذٌ وَلَهُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَمِنَ السَّبْعِيْنَ مِنْ بَنِي جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ. وَرَوَى قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أربعة كلهم مِنَ الأَنْصَارِ أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ وَزَيْدٌ وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ وَأَبُو زَيْدٍ أَحَدُ عُمُوْمَتِي. قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شقيق، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خُذُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ، وأُبي، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مولى أبي حذيفة" 2. تابعه إبراهيم النخعي، عن مسروق.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2856". 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه ابن أبي شيبة "10/ 518"، وأحمد "2/ 163، 190، 191"، وفي "فضائل الصحابة" "1549"، والبخاري "3760"، ومسلم "2464" "117"، والترمذي "3810"، والطبراني في "الكبير" "8410-8412" من طرق عن الأعمش، به.

الثَّوْرِيُّ، عَنْ خَالِدٍ وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ وَأَشَدُّهَا فِي دِيْنِ اللهِ عُمَرُ وَأَصْدَقُهَا حَيَاءً عُثْمَانُ وَأَعْلَمُهُم بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ مُعَاذٌ وَأَفْرَضُهُم زَيْدٌ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عبيدة" 1. ورواه وهيب، عن خالد الحداء. وَفِي "فَوَائِدِ سَمَّوَيْه": حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ العَمِّيُّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيْقِ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَرَامِ اللهِ وَحَلاَلِهِ" 2 إِسْنَادُهُ وَاهٍ. رَوَى ضَمْرَةُ، عَنْ يَحْيَى السَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي العَجْفَاءِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لَوْ أَدْرَكْتُ مُعَاذاً ثُمَّ وَلَّيْتُهُ ثُمَّ لَقِيْتُ رَبِّي فَقَالَ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ? لَقُلْتُ: سَمِعْتُ نَبِيَّكَ وَعَبْدَكَ يَقُوْلُ: "يَأْتِي مُعَاذُ بن جبل بين يدي العلماء برتوة" 3. وَرَوَى ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَذَكَرَ مَعَهُ أَبَا عُبَيْدَةَ وَسَالِماً مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ. وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَجِيْءُ مُعَاذٌ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمَامَ العُلَمَاءِ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ" 4. وَلَهُ إِسْنَادٌ آخر ضعيف.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 184"، وابن ماجه "155"، وأبو نعيم في "الحلية" "3/ 122"، والبيهقي "6/ 210"، والبغوي "3930" من طريق سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، به. 2 صحيح لغيره: في إسناده زيد بن الحواري العمي، أبو الحواري البصري. قال أبو حاتم: ضعيف يكتب حديثه. وقال النسائي: ضعيف. لكن الحديث يصح بما قبله. 3 حسن لغيره: أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" "3/ 418" من طريق يعقوب بن كعب، عن ضمرة بن ربيعة، به. والرتوة: رمية سهم. وقيل: ميل. وقيل: مدى البصر. وأخرجه ابن أبي شيبة "12/ 135"، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" "3/ 419"، من طريق أبي معاوية، عن الشيباني، عن محمد بن عبد الله الثقفي، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "معاذ بين يدي العلماء رتوة"، وأخرجه الطبراني في "الكبير" "20/ 41"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 229" من طريق عمارة بن غزية، عن محمد بن عبد الله بن أزهر الأنصاري، عن محمد بن كعب القرظي قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "معاذ بن جبل إمام العلماء برتوة". 4 حسن: راجع تخريجنا السابق. وهو عند ابن أبي شيبة "12/ 135"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" "3/ 419".

هِشَامٌ: عَنِ الحَسَنِ مَرْفُوْعاً مُعَاذٌ لَهُ نَبْذَةٌ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ". تَابَعَهُ: ثَابِتٌ، عَنِ الحَسَنِ. ابْنُ سَعْدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ اسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا عَتَّابَ بنَ أَسِيْدٍ يُصَلِّي بِهِم وَخَلَّفَ مُعَاذاً يُقْرِئُهُم وَيُفَقِّهُهُم1. أَبُو أُسَامَةَ: عَنْ دَاوُدَ بنِ يَزِيْدَ، عَنِ المُغِيْرَةِ بنِ شُبَيْلٍ، عَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مُعَاذٍ بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى اليَمَنِ فَلَمَّا سِرْتُ أَرْسَلَ فِي إِثْرِي فَرُدِدْتُ فَقَالَ: "أَتَدْرِي لِمَ بَعَثْتُ إِلَيْكَ? لاَ تُصِيْبَنَّ شَيْئاً بِغَيْرِ عِلْمٍ فَإِنَّهُ غُلُوْلٌ {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آلُ عِمْرَانَ: 161] ، لَقَدْ أُذْعِرْتَ فَامْضِ لعملك"2. رواه الروياني في "مسنده". شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الحَارِثِ بنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَصْحَابُنَا، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: لَمَّا بَعَثَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى اليَمَنِ قَالَ لِي: "كَيْفَ تَقْضِي إِنْ عَرَضَ قَضَاءٌ?" قَالَ: قُلْتُ: أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَبِمَا قَضَى بِهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيْمَا قَضَى بِهِ الرَّسُوْلُ" قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلاَ آلُوْ فَضَرَبَ صَدْرِي وَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُوْلَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا يرضي رسول الله3.

_ 1 ضعيف جدا: فيه محمد بن عمر الواقدي، متروك مع إرساله. 2 ضعيف: أخرجه الترمذي "1335" حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ داود بن يزيد الأودي، به. وقال الترمذي: حديث غريب. قلت: أي ضعيف، وهذا معروف في اصطلاح الترمذي، وقد نبهنا على ذلك كثيرا في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة"، وفي إسناد الحديث داود بن يزيد الأودي، الكوفي، ضعفه أحمد، وابن معين، وأبو داود، وقال النسائي: ليس بثقة. 3 منكر: أخرجه ابن أبي شيبة "7/ 239"، "10/ 177"، وأحمد "5/ 236، 242"، وابن سعد "3/ 584"، والطيالسي "559"، وأبو داود "3592، 3593"، والترمذي "1327، 1328"، والدارمي "1/ 60"، والبيهقي "10/ 114"، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" "1/ 154-155، 188، 189"، من طرق عن شعبة، عن محمد بن عبيد الله، أبي عون الثقفي، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان، الأولى: الحارث بن عمرو الثقفي، مجهول، كما قال الحافظ في "التقريب". الثانية: الحديث مرسل وليس بمتصل، قال البخاري في "تاريخه" "1/ 1/ 275": "لا يصح، ولا يعرف إلا بهذا، مرسل"، أي أنه عن أصحاب معاذ بن جبل، ليس فيه "عن معاذ". وللحديث طرق لا تخلو من كذاب أو متهم.

أَبُو اليَمَانِ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ رَاشِدِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بنِ حُمَيْدٍ السَّكُوْنِيِّ أَنَّ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ لَمَّا بَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى اليمن خَرَجَ يُوْصِيْهِ وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: "يَا مُعَاذُ! إِنَّكَ عَسَى أَنْ لاَ تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي". فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعاً لِفِرَاقِ رَسُوْلِ اللهِ قَالَ: " لاَ تَبْكِ يَا مُعَاذُ أَوْ إِنَّ البُكَاءَ مِنَ الشَّيْطَانِ" 1. قَالَ سَيْفُ بنُ عُمَرَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ يُوْسُفَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُبَيْدِ بنِ صَخْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ وَدَّعَهُ مُعَاذٌ قَالَ: "حَفِظَكَ اللهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ وَمِنْ خلفك ودرأ عَنْكَ شَرَّ الإِنْسِ وَالجِنِّ" فَسَارَ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُبْعَثُ لَهُ رَتْوَةٌ فَوْقَ العُلَمَاءِ"2. وَقَالَ سَيْفٌ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بنُ يَزِيْدَ الجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى بَعَثَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَامِسَ خَمْسَةٍ عَلَى أَصْنَافِ اليَمَنِ أَنَا وَمُعَاذٌ وَخَالِدُ بنُ سَعِيْدٍ وَطَاهِرُ بنُ أَبِي هَالَةَ وَعُكَّاشَةُ بنُ ثَوْرٍ وَأَمَرَنَا أَنْ نُيَسِّرَ وَلاَ نُعَسِّرَ3. شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي مُوْسَى أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا بَعَثَهُ وَمُعَاذاً إِلَى اليَمَنِ قَالَ لَهُمَا: "يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا وَتَطَاوَعَا وَلاَ تُنَفِّرَا" فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوْسَى: إِنَّ لَنَا بِأَرْضِنَا شَرَاباً يُصْنَعُ مِنَ العَسَلِ يُقَالُ لَهُ: البِتْعُ وَمِنَ الشَّعِيْر يُقَالُ لَهُ: المِزْرُ قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ" فَقَالَ لي معاذ: كيف تقرأ القرآن قلت: أقره فِي صَلاَتِي وَعَلَى رَاحِلَتِي وَقَائِماً وَقَاعِداً أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقاً يَعْنِي شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ قَالَ: فَقَالَ مُعَاذٌ: لَكِنِّي أَنَامُ ثُمَّ أَقُوْمُ فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي قَالَ: وَكَأَنَّ مُعَاذاً فُضِّلَ عَلَيْهِ4. سَيْفٌ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ الجُعْفِيُّ، عَنْ أُمِّ جُهَيْشٍ خَالَتِهِ قَالَتْ: بَيْنَا نَحْنُ بِدَثِيْنَةَ بَيْنَ الجَنَدِ وَعَدَنَ إِذْ قِيْلَ: هَذَا رَسُوْلُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَافَيْنَا القَرْيَةَ فَإِذَا رَجُلٌ مُتَوَكِّئٌ عَلَى رُمْحِهِ مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ متعلق حجفةً متنكب قوسًا وجعبة فتكلم، وقال: إني رسول رسول

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "5/ 235"، عاصم بن حميد السكوني، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". 2 ضعيف: فيه سيف بن عمر الضبي الأسيدي، قال يحيى: ضعيف. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: متروك. وقال ابن عدي: عامة حديثه منكر. 3 ضعيف: فيه سيف بن عمر الضبي، وقد علمت حاله في التعليق السابق. 4 صحيح: أخرجه البخاري "4344، 4345"، ومسلم "1732".

اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيْكُم اتَّقُوا اللهَ وَاعْمَلُوا فَإِنَّمَا هِيَ الجَنَّةُ وَالنَّارُ خُلُوْدٌ فَلاَ مَوْتَ وَإِقَامَةٌ فَلاَ ظَعْنَ كُلُّ امْرِئٍ عَمِلَ بِهِ عَامِلٌ فَعَلَيْهِ وَلاَ لَهُ إلَّا مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللهِ وَكُلُّ صَاحِبٍ اسْتَصْحَبَهُ أَحَدٌ خَاذِلُهُ وَخَائِنُهُ إلَّا العَمَلَ الصَّالِحَ انْظُرُوا لأَنْفُسِكُم وَاصْبِرُوا لَهَا بِكُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا رَجُلٌ مُوْفَرُ الرَّأْسِ أَدْعَجُ أَبْيَضُ بَرَّاقٌ وَضَّاحٌ1. قَالَ الوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَامِلُهُ عَلَى الجَنَدِ مُعَاذٌ. وَرَوَى سُهَيْل، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نعم الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ" 2. وَرَوَى نَحْوَهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ مُرْسَلاً. حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ: عَنْ عُقْبَةَ بنِ مُسلمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيِّ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: لَقِيَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "يَا مُعَاذُ! إِنِّي لأُحِبُّكَ فِي اللهِ" قُلْتُ: وَأَنَا وَاللهِ يَا رَسُوْلَ اللهِ! أُحِبُّكَ فِي اللهِ قَالَ: "أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُوْلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ: رَبِّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ" 3. مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ أَنَّ معاذًا دخل المَسْجِدَ وَرَسُوْلُ اللهِ سَاجِدٌ فَسَجَدَ مَعَهُ فَلَمَّا سَلَّمَ قَضَى مُعَاذٌ مَا سَبَقَهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: كَيْفَ صَنَعْتَ? سَجَدْتَ وَلَمْ تَعْتَدَّ بِالرَّكْعَةِ قَالَ: لَمْ أَكُنْ لأَرَى رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى حَالٍ إلَّا أَحْبَبْتُ أَنْ أَكُوْنَ مَعَهُ فِيْهَا فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَرَّهُ وَقَالَ: "هَذِهِ سنة لكم"4.

_ 1 ضعيف: في إسناده ثلاث علل: الأولى: سيف بن عمرالضبي، أجمعوا على ضعفه كما بينا في التعليقات السابقة. الثانية: جابر الجعفي، ضعيف. الثالثة: أم جهيش لم أجد من ترجم لها. 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 419"، والترمذي "3795"، والحاكم "3/ 289، 425" من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن سهيل، به، وأخرجه النسائي في "فضائل الصحابة" "126"، والحاكم "3/ 233"، 268" من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل، به. 3 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 244-245، 247"، وأبو داود "1522"، والنسائي "3/ 53" وفي "عمل اليوم والليلة" له "109، 117"، والحاكم "3/ 273-274"، والطبراني في "الكبير" "20/ 110" من طرق عن حيوة بن شريح، به. 4 موضوع: في إسناده عطاء، وهو ابن عجلان الحنفي البصري، قال ابن معين: ليس بشيء، كذاب وقال مرة: كان يوضع له الحديث فيحدث به. وقال الفلاس: كذاب. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ والنسائي: متروك.

ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَرَأَ عَبْدُ اللهِ إِنَّ مُعَاذاً كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلِّهِ حَنِيْفاً فَقَالَ لَهُ فَرْوَةُ بنُ نَوْفَلٍ: إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ فَأَعَادَهَا ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الأُمَّةَ مُعَلِّمُ الخَيْرِ وَالقَانِتَ المُطِيْعُ وَإِنَّ مُعَاذاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- كَانَ كَذَلِكَ. وَرَوَى: حَيَّانُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ نَحْوَهَا فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ نَسِيْتَهَا قَالَ: لاَ وَلَكِنَّا كُنَّا نُشَبِّهُهُ بِإِبْرَاهِيْمَ وَرَوَاهُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بنُ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيُّ بِنَحْوِهِ وَرَوَاهُ فِرَاسٌ وَمُجَالِدٌ وَغَيْرُهُمَا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ وَرَوَاهُ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ: بَيْنَمَا عَبْدُ اللهِ يُحَدِّثُهُم إِذْ قَالَ إِنَّ مُعَاذاً كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلِّهِ حَنِيْفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِيْنَ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلِ بنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أبيه قال: كان الذين يفتون عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثَةٌ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَثَلاَثَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ أُبي بنُ كَعْبٍ وَمُعَاذٌ وَزَيْدٌ. وَعَنْ نِيَارٍ الأَسْلَمِيِّ أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَسْتَشِيْرُ هَؤُلاَءِ فَذَكَرَ مِنْهُم مُعَاذاً. وَرَوَى مُوْسَى بنُ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ بِالجَابِيَةِ فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ الفِقْهَ فَلْيَأْتِ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ. وَرَوَى الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَشْيَاخٌ مِنَّا أَنَّ رَجُلاً غَابَ، عَنِ امْرَأَتِهِ سَنَتَيْنِ فَجَاءَ وَهِيَ حُبْلَى فَأَتَى عُمَرَ فَهَمَّ بِرَجْمِهَا فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ إِنْ يَكُ لَكَ عَلَيْهَا سَبِيْلٌ فَلَيْسَ لَكَ عَلَى مَا فِي بَطْنِهَا سَبِيْلٌ فَتَرَكَهَا فَوَضَعَتْ غُلاَماً بَانَ أَنَّهُ يُشْبِهُ أَبَاهُ قَدْ خَرَجَتْ ثَنِيَّتَاهُ فَقَالَ الرَّجُلُ: هَذَا ابْنِي فَقَالَ عُمَرُ: عَجِزَتِ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدْنَ مِثْلَ مُعَاذٍ لَوْلاَ مُعَاذٌ لَهَلَكَ عُمَرُ. الوَاقِدِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ مالك، عن أبيه، عن جده قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَقُوْلُ حِيْنَ خَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الشَّامِ لَقَدْ أَخَلَّ خُرُوْجُهُ بِالمَدِيْنَةِ وَأَهْلِهَا فِي الفِقْهِ وَفِيْمَا كَانَ يُفْتِيْهِم بِهِ وَلَقَدْ كُنْتُ كَلَّمْتُ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَحْبِسَهُ لِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْهِ فَأَبَى عَلَيَّ وَقَالَ: رَجُلٌ أَرَادَ وَجْهاً يَعْنِي الشَّهَادَةَ فَلاَ أَحْبِسُهُ. قُلْتُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُرْزَقُ الشَّهَادَةَ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ. الأَعْمَشُ: عَنْ شِمْرِ بنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بنِ حوشب قال: كان أصحاب مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا تَحَدَّثُوا وَفِيْهِم مُعَاذٌ نَظَرُوا إِلَيْهِ هَيْبَةً لَهُ.

جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ: حَدَّثَنَا حَبِيْبُ بنُ أَبِي مَرْزُوْقٍ، عَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الخَوْلاَنِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فِيْهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلاَثِيْنَ كَهْلاً مِنَ الصَّحَابَةِ فَإِذَا فِيْهِم شَابٌّ أَكْحَلُ العَيْنَيْنِ بَرَّاقُ الثَّنَايَا سَاكِتٌ فَإِذَا امْتَرَى القَوْمُ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَألُوْهُ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا? قِيْلَ: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ فَوَقَعَتْ مَحَبَّتُهُ فِي قَلْبِي. مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ مُعَاذٌ شَابّاً جَمِيْلاً سَمْحاً مِنْ خَيْرِ شَبَابِ قَوْمِهِ لاَ يُسْأَلُ شَيْئاً إلَّا أَعْطَاهُ حَتَّى كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ أَغْلَقَ مَالَهُ كُلَّهُ فَسَأَلَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُكَلِّمَ لَهُ غُرَمَاءهُ فَفَعَلَ فَلَمْ يَضَعُوا لَهُ شَيْئاً فَلَوْ تَرَكَ أَحَدٌ لِكَلاَمِ أَحَدٍ لَتُرِكَ لِمُعَاذٍ لِكَلاَمِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَعَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى بَاعَ مَالَهُ وَقَسَمَهُ بَيْنَهُم فَقَامَ مُعَاذٌ وَلاَ مَالَ لَهُ ثُمَّ بَعَثَهُ عَلَى اليَمَنِ لِيَجْبُرَهُ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَجَرَ فِي هَذَا المَالِ فَقَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هَلْ لَكَ يَا مُعَاذُ أَنْ تُطِيْعَنِي? تَدْفَعُ هَذَا المَالَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَإِنْ أَعْطَاكَهُ فَاقْبَلْهُ فَقَالَ: لاَ أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ وَإِنَّمَا بَعَثَنِي نَبِيُّ اللهِ لِيَجْبُرَنِي فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: خُذْ مِنْهُ وَدَعْ لَهُ قَالَ: مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ وَإِنَّمَا بَعَثَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيَجْبُرَهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ مُعَاذٌ انْطَلَقَ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: مَا أَرَانِي إلَّا فَاعِلَ الَّذِي قُلْتَ لَقَدْ رَأَيْتُنِي البَارِحَةَ أَظُنُّهُ قَالَ أُجَرُّ إِلَى النَّارِ وَأَنْتَ آخِذٌ بِحُجْزَتِي فَانْطَلَقَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ حَتَّى جاءه بسوطه قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ لَكَ لاَ آخُذُ مِنْهُ شَيْئاً وَفِي لَفْظٍ قَدْ وَهَبْتُهُ لَكَ، فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا حِيْنَ حَلَّ وَطَابَ وَخَرَجَ مُعَاذٌ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّامِ. وَرَوَاهُ الذُّهْلِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ فَقَالَ بَدَلَ أُجَرُّ إِلَى النَّارِ كَأَنِّي فِي مَاءٍ قَدْ خَشِيْتُ الغَرَقَ فَخَلَّصْتَنِي. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ النُّعْمَانِ، عَنْ مُعَاذِ بنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ مُعَاذٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً وَأَحْسَنِهِ خُلُقاً وَأَسْمَحِهِ كَفّاً فَادَّانَ فَلَزِمَهُ غُرَمَاؤُهُ حَتَّى تَغَيَّبَ أَيَّاماً ... وَذَكَرَ الحَدِيْثَ وَقَالَ فِيْهِ: فَقَدِمَ بِغِلْمَانَ. الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيْقٍ قَدِمَ مُعَاذٌ مِنَ اليَمَنِ بِرَقِيْقٍ فَلَقِيَ عُمَرَ بِمَكَّةَ فَقَالَ: مَا هَؤُلاَءِ? قَالَ: أُهْدُوا لِي، قَالَ: ادْفَعْهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَبَى فَبَاتَ فَرَأَى كَأَنَّهُ يُجَرُّ إِلَى النَّارِ وَأَنَّ عمر يجذبه فلما أصبح قال: يابن الخَطَّابِ مَا أَرَانِي إلَّا مُطِيْعُكَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَدَفَعَهُمْ أَبُو بَكْرٍ إِلَيْهِ ثُمَّ أَصْبَحَ فَرَآهُمْ يُصَلُّوْنَ، قَالَ: لِمَنْ تُصَلُّوْنَ? قَالُوا: لِلِّهِ، قَالَ: فَأَنْتُم لِلِّهِ. ابْنُ جُرَيْجٍ: أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي الأَبْيَضِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ مُعَاذاً سَاعِياً عَلَى بَنِي كِلاَبٍ أَوْ غَيْرِهِم فَقَسَمَ فِيْهِم فَيْئَهُم حَتَّى لَمْ يَدَعْ شَيْئاً حَتَّى جَاءَ بحلسه

الذي خرج به على رقبته. وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ وَمُعَاذٍ انْظُرُوا رِجَالاً صَالِحِيْنَ فَاسْتَعْمِلُوْهُم عَلَى القَضَاءِ وَارْزُقُوْهُم. رَوَى أَيُّوْبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، وَغَيْرِهِ: أَنَّ فُلاَناً مَرَّ بِهِ أَصْحَابُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَوْصُوْنِي فَجَعَلُوا يُوْصُوْنَهُ وَكَانَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ فِي آخِرِ القَوْمِ فَقَالَ: أَوْصِنِي يَرْحَمْكَ اللهُ قَالَ: قَدْ أَوْصَوْكَ فَلَمْ يَأْلُوا وَإِنِّي سَأَجْمَعُ لَكَ أَمْرَكَ اعْلَمْ أَنَّهُ لاَ غِنَى بِكَ، عَنْ نَصِيْبِكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَنْتَ إِلَى نَصِيْبِكَ إِلَى الآخِرَةِ أَفْقَرُ فَابْدَأْ بِنَصِيْبِكَ مِنَ الآخِرَةِ فَإِنَّهُ سَيَمُرُّ بِكَ عَلَى نَصِيْبِكَ مِنَ الدُّنْيَا فَيَنْتَظِمَهُ ثُمَّ يَزُوْلُ مَعَكَ أَيْنَمَا زِلْتَ. رَوَى حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الصَّامِتِ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: مَا بَزَقْتُ عَلَى يَمِيْنِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ. قَالَ أَيُّوْبُ بنُ سَيَّارٍ: عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا بِفَتَىً حَوْلُهُ النَّاسُ جَعْدٌ قَطَطٌ إِذَا تَكَلَّم كَأَنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ فِيْهِ نُوْرٌ وَلُؤْلُؤٌ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا? قَالُوا: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ. حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ: عَنِ المَشْيَخَةِ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلاً أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ? قَالَ: وَلاَ إلَّا أَنْ يَضْرِبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى ينقطع لأن الله تَعَالَى يَقُوْلُ فِي كِتَابِهِ: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر} [العَنْكَبُوْتُ: 45] . نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، عَنْ مَالِكِ الدَّارِ أَنَّ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَخَذَ أَرْبَعَ مَائَةِ دِيْنَارٍ فَقَالَ لِغُلاَمٍ: اذْهَبْ بِهَا إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ ثُمَّ تَلَهَّ سَاعَةً فِي البَيْتِ حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ قَالَ: فَذَهَبَ بِهَا الغُلاَمُ فَقَالَ: يَقُوْلُ لَكَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ خُذْ هَذِهِ فَقَالَ: وَصَلَهُ اللهُ وَرَحِمَهُ ثُمَّ قَالَ: تَعَالَيْ يَا جَارِيَةُ اذْهَبِي بِهَذِهِ السَّبْعَةِ إِلَى فُلاَنٍ وَبِهَذِهِ الخَمْسَةِ إِلَى فُلاَنٍ حَتَّى أَنْفَذَهَا فَرَجَعَ الغُلاَمُ إِلَى عُمَرَ وَأَخْبَرَهُ فَوَجَدَهُ قَدْ أَعَدَّ مِثْلَهَا لِمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ فَأَرْسَلَهُ بِهَا إِلَيْهِ فَقَالَ مُعَاذٌ: وَصَلَهُ اللهُ يَا جَارِيَةُ اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ فُلاَنٍ بِكَذَا وَلِبَيْتِ فُلاَنٍ بِكَذَا فَاطَّلَعَتْ امْرَأَةُ مُعَاذٍ فَقَالَتْ: وَنَحْنُ وَالله مَسَاكِيْنُ فَأَعْطِنَا وَلَمْ يَبْقَ فِي الخِرْقَةِ إلَّا دِيْنَارَانِ فَدَحَا بِهِمَا إِلَيْهَا وَرَجَعَ الغُلاَمُ فَأَخْبَرَ عُمَرَ فَسُرَّ بِذَلِكَ وَقَالَ: إِنَّهُم إِخْوَةٌ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَكَ يُوْسُفُ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَخْبَرَنَا

أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابن قتيبة وَأَنْبَأَنَا أَبُو المَعَالِي الغَرَّافِيُّ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنْبَأَنَا الأُرْمَوِيُّ وَابْنُ الدَّايَةِ وَالطَّرَائِفِيُّ قَالُوا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ محمد قالا: حدثنا يزيد بن موهب، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ يَزِيْدَ بنَ عُمَيْرَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ قَالَ كَانَ لاَ يَجْلِسُ مَجْلِساً إلَّا قَالَ: اللهُ حَكَمٌ قِسْطٌ تَبَارَكَ اسْمُهُ هَلَكَ المُرْتَابُوْنَ ... فَذَكَرَ الحَدِيْثَ وَفِيْهِ فَقُلْتُ لِمُعَاذٍ: مَا يُدْرِيْنِي أَنَّ الحَكِيْمَ يَقُوْلُ كَلِمَةَ الضَّلاَلَةِ? قَالَ: بَلَى اجْتَنِبْ مِنْ كَلاَمِ الحَكِيْمِ المُشْتَهَرَاتِ الَّتِي يُقَالُ: مَا هَذِهِ وَلاَ يَثْنِيْكَ ذَلِكَ عَنْهُ فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ يَرْجِعُ وَيَتَّبِعُ الحَقَّ إِذَا سَمِعَهُ فَإِنَّ عَلَى الحَقِّ نُوْراً. اللَّفْظُ لابْنِ قُتَيْبَةَ. سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ: عَنْ مُوْسَى بنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَيُّوْبَ بنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ لَمَّا أُصِيْبَ اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ يَعْنِي فِي طَاعُوْنِ عَمَوَاس اشْتَدَّ الوَجَعُ فَصَرَخَ النَّاسُ إِلَى مُعَاذٍ ادْعُ اللهَ أَنْ يَرْفَعَ عَنَّا هَذَا الرِّجْزَ قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِرِجْزٍ وَلَكِنْ دَعْوَةُ نَبِيِّكُم وَمَوْتُ الصَّالِحِيْنَ قَبْلَكُم وَشَهَادَةٌ يَخُصُّ اللهُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْكُم أَيُّهَا النَّاسُ أَرْبَعُ خِلاَلٍ مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ تُدْرِكَهُ قَالُوا: مَا هِيَ? قَالَ: يَأْتِي زَمَانٌ يَظْهَرُ فِيْهِ البَاطِلُ وَيَأْتِي زَمَانٌ يَقُوْلُ الرَّجُلُ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَنَا لاَ يَعِيْشُ عَلَى بَصِيْرَةٍ وَلاَ يَمُوْتُ عَلَى بَصِيْرَةٍ. أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فِي "مُسْنَدِهِ"، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزبيري،حدثنا مسرة بن مَعْبَدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "سَتُهَاجِرُوْنَ إِلَى الشَّامِ فَيُفْتَحُ لَكُم وَيَكُوْنُ فِيْهِ دَاءٌ كَالدُّمَّلِ أَوْ كَالوَخْزَةِ يَأْخُذُ بِمَرَاقِّ الرَّجُلِ فَيَشْهَدُ أَوْ فَيَسْتَشْهِدُ اللهُ بِكُمْ أَنْفُسَكُم وَيُزَكِّي بِهَا أَعْمَالَكُم" اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ مُعَاذاً سَمِعَهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَعْطِهِ هُوَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ الحَظَّ الأَوْفَرَ مِنْهُ فَأَصَابَهُمُ الطَّاعُوْنُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُم أَحَدٌ فَطُعِنَ فِي أُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ فَكَانَ يَقُوْلُ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا حُمُرَ النَّعَمِ. هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ وَمَطَرٌ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَنْمٍ قَالَ: وَقَعَ الطَّاعُوْنُ بِالشَّامِ فَخَطَبَ النَّاسَ عَمْرُو بنُ العَاصِ فَقَالَ: هَذَا الطَّاعُوْنُ رِجْزٌ فَفِرُّوا مِنْهُ فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ فَبَلَغَ ذَلِكَ شُرَحْبِيْلَ بنَ حَسَنَةَ فَغَضِبَ وَجَاءَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ وَنَعْلاَهُ فِي يَدِهِ فَقَالَ: صَحِبْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَكِنَّهُ رَحْمَةُ رَبِّكُم وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُم وَوَفَاةُ الصَّالِحِيْنَ قَبْلَكُم فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذاً فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ نَصِيْبَ آلِ مُعَاذٍ الأَوْفَرَ فَمَاتَتْ ابْنَتَاهُ فَدَفَنَهُمَا فِي قَبْرٍ واحد،

وَطُعِنَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ يَعْنِي لاِبْنِهِ لَمَّا سَأَلَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ? قَالَ: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِين} [آلُ عِمْرَانَ: 60] ، قَالَ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين} [الصَّافَّاتُ: 102] ، قَالَ: وَطُعِنَ مُعَاذٌ فِي كَفِّهِ فَجَعَلَ يُقَلِّبُهَا وَيَقُوْلُ: هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ فَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ: رَبِّ! غُمَّ غَمَّكَ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ. وَرَأَى رَجُلاً يَبْكِي قَالَ: مَا يُبْكِيْكَ? قَالَ: مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَا كُنْتُ أَصَبْتُهَا مِنْكَ وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى العِلْمِ الَّذِي كُنْتُ أُصِيْبُهُ مِنْكَ قَالَ ولا تبكه فإن إِبْرَاهِيْمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ كَانَ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ بِهَا عِلْمٌ فَآتَاهُ اللهُ عِلْماً فَإِنْ أَنَا مِتُّ فَاطْلُبِ العِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ وَسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ وَعَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ وَعُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ. ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَخْلَفَ مُعَاذاً عَلَى مَكَّةَ حِيْنَ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُمُ القُرْآنَ وَالدِّيْنَ. أَبُو قَحْذَمٍ النَّضْرُ بنُ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بِمُعَاذٍ وَهُوَ يَبْكِي فَقَالَ: مَا يُبْكِيْكَ? قَالَ: حَدِيْثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِنَّ أَدْنَى الرِّيَاءِ شِرْكٌ وَأَحَبُّ العَبِيْدِ إِلَى اللهِ الأَتْقِيَاءُ الأَخْفِيَاءُ الَّذِيْنَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا وَإِذَا شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا أُوْلَئِكَ مَصَابِيْحُ العِلْمِ وَأَئِمَّةُ الهُدَى"1. أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَخُوْلِفَ، فَإِنَّ النَّسَائِيَّ قَالَ: أَبُو قَحْذَمٍ لَيْسَ بِثِقَةٍ. يُوْسُفُ بن مُسلمٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ تميم، حدثنا الأوزاعي، عن عبادة بن نُسَيٍّ، عَنِ ابْنِ غَنْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ وَعُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ يَقُوْلاَنِ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ أَعْلَمُ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ بَعْد النَّبِيِّيْنَ وَالمُرْسَلِيْنَ وَإِنَّ اللهَ يُبَاهِي بِهِ المَلاَئِكَةَ". قَدْ أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ "فِي صَحِيْحِهِ" فَأَخْطَأَ وَعُبَيْدٌ لاَ يُعْرَفُ فَلَعَلَّهُ افْتَعَلَهُ. الأَعْمَشُ: عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الحَارِثِ بنِ عُمَيْرَةَ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذٍ وَهُوَ يَمُوْتُ وَهُوَ يُغْمَى عَلَيْهِ وَيُفِيْقُ فَقَالَ: اخْنُقْ خَنْقَكَ فَوَعِزَّتِكَ إِنِّي لأُحِبُّكَ. قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: هو أمام العلماء رتوة.

_ 1 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 270" من طريق أبي قَحْذَمٍ النَّضْرُ بنُ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد!! ورده الذهبي في "التلخيص" بقوله: "قلت: أبو قحذم، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. وَقَالَ النسائي: ليس بثقة". قلت: هو كما قال، فالإسناد ضعيف.

هلك بن ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَقِيْلَ: ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. هُشَيْمٌ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ قال: قبض معاذ وهو بن ثَلاَثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. المَدَائِنِيُّ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ الغُدَانِيِّ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ قُرْطٍ قَالَ: حَضَرْتُ وَفَاةَ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ فَقَالَ: روحوني ألقى الله مثل سن عيسى بن مريم بن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة. قُلْتُ: يَعْنِي عِنْدَمَا رُفِعَ عِيْسَى إِلَى السَّمَاءِ قَالَ ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: تُوُفِّيَ مُعَاذٌ بِقُصَيْرِ خَالِدٍ مِنَ الأُرْدُنِّ قَالَ: يَزِيْدُ بنُ عُبَيْدَةَ تُوُفِّيَ مُعَاذٌ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَقَالَ المَدَائِنِيُّ وَجَمَاعَةٌ: سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَالفَلاَّسُ: سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَقَالَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ: وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً وَكَذَا قَالَ الوَاقِدِيُّ فِي سِنِّهِ وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

عبد الله بن مسعود

92- عبد الله بن مسعود 1 "ع": عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ غَافِلِ بنِ حبيب بن شَمْخِ بنِ فَارِ بنِ مَخْزُوْمِ بنِ صَاهِلَةَ بنِ كَاهِلِ بنِ الحَارِثِ بنِ تَمِيْمِ بنِ سَعْدِ بنِ هُذَيْلِ بنِ مُدْرَكَةَ بنِ إِلْيَاسِ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَارٍ. الإِمَامُ الحَبْرُ فَقِيْهُ الأُمَّةِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهُذَلِيُّ المَكِّيُّ المُهَاجِرِيُّ البَدْرِيُّ حَلِيْفُ بَنِي زُهْرَةَ. كَانَ مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ وَمِنَ النُّجَبَاءِ العَالِمِيْنَ شَهِدَ بَدْراً وَهَاجَرَ الهِجْرَتَيْنِ وَكَانَ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ عَلَى النَّفْلِ وَمَنَاقِبُهُ غَزِيْرَةٌ رَوَى عِلْماً كَثِيْراً. حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو مُوْسَى، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عُمَرَ وَعِمْرَانُ بنُ حُصَيْنٍ وَجَابِرٌ وَأَنَسٌ وَأَبُو أُمَامَةَ في طائفة من الصحابة وعلقمة والأسود ومسروق وعبيدة وأبو وائلة وَقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ وَزِرُّ بنُ حُبَيْشٍ والربيع بن خثيم وطارق بن

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "2/ 342-344" "3/ 150-161"، "6/ 13-14"، وتاريخ البخاري الكبير "3/ ق1/ 2"، وتاريخه الصغير "1/ 60، 72، 73"، والجرح والتعديل "2/ ق2/ 149"، تاريخ بغداد "1/ 147-150"، والإصابة "2/ ترجمة 4954"، وتذكرة الحفاظ "1/ 13"، وتهذيب التهذيب "6/ 27-28"، والتقريب "1/ 450"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3814"، وشذرات الذهب "1/ 32-63".

شِهَابٍ وَزَيْدُ بنُ وَهْبٍ وَوَلَدَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَبُو الأَحْوَصِ عَوْفُ بنُ مَالِكٍ وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَرَوَى عَنْهُ القِرَاءةَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَعُبَيْدُ بنُ نُضَيْلَةَ وَطَائِفَةٌ. اتَّفَقَا لَهُ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" عَلَى أَرْبَعَةٍ وَسِتِّيْنَ وَانْفَرَدَ لَهُ البُخَارِيُّ بِإِخْرَاجِ أَحَدٍ وَعِشْرِيْنَ حَدِيْثاً. وَمُسْلِمٌ بِإِخْرَاجِ خَمْسَةٍ وَثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً وله عند بقي بالمكرر ثماني مئة وَأَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً. قَالَ قَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ: رَأَيْتُهُ آدَمَ خَفِيْفَ اللَّحْمِ وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ رَجُلاً نَحِيْفاً قَصِيْراً شَدِيْدَ الأُدْمَةِ وَكَانَ لاَ يُغَيِّرُ شَيْبَهُ. وَرَوَى الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ لَطِيْفاً فَطِناً. قُلْتُ: كَانَ مَعْدُوْداً فِي أَذْكِيَاءِ العُلَمَاءِ. وَعَنِ ابن المسيب، قال: رأيت بن مَسْعُوْدٍ عَظِيْمَ البَطْنِ أَحْمَشَ السَّاقَيْنِ. قُلْتُ: رَآهُ سَعِيْدٌ لَمَّا قَدِمَ المَدِيْنَةَ عَامَ تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَكَانَ يُعْرَفُ أَيْضاً بِأُمِّهِ فَيُقَالُ لَهُ: ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: أُمُّهُ هِيَ أُمُّ عَبْدٍ بِنْتُ عَبْدِ وُدٍّ بنِ سُوَيٍّ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ. وَرُوِيَ عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَنَّانِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَا عَبْدِ الرحمن قَبْلَ أَنْ يُوْلَدَ لِي. وَرَوَى المَسْعُوْدِيُّ1، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ مِيْنَا، عَنْ نُوَيْفِعٍ مَوْلَى ابْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ مِنْ أَجْوَدِ النَّاسِ ثَوْباً أَبْيَضَ وَأَطْيَبَ النَّاسِ رِيْحاً. يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بنِ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ عَلِمْتُهُ مِنْ أَمْرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدِمْتُ مَكَّةَ مَعَ عُمُوْمَةٍ لِي أَوْ أُنَاسٍ مِنْ قَوْمِي نَبْتَاعُ مِنْهَا مَتَاعاً وَكَانَ فِي بُغْيَتِنَا شِرَاءُ عِطْرٍ فَأَرْشَدُوْنَا عَلَى العَبَّاسِ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ إِلَى زَمْزَمَ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَابِ الصَّفَا أَبْيَضُ تَعْلُوْهُ حُمْرَةٌ لَهُ وَفْرَةٌ جَعْدَةٌ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ أَشَمُّ أَقْنَى أَذْلَفُ أَدْعَجُ العَيْنَيْنِ بَرَّاقُ الثَّنَايَا دَقِيْقُ المَسْرُبَةِ شَثْنُ الكَفَّيْنِ وَالقَدَمَيْنِ كَثُّ اللحية عليه ثوبان

_ 1 ضعيف: لاختلاط المسعودي.

أَبْيَضَانِ، كَأَنَّهُ القَمَرُ لَيْلَةَ البَدْرِ يَمْشِي عَلَى يَمِيْنِهِ غُلاَمٌ حَسَنُ الوَجْهِ، مُرَاهِقٌ، أَوْ مُحْتَلِمٌ، تَقْفُوْهُمُ امْرَأَةٌ قَدْ سَتَرَتْ مَحَاسِنَهَا حَتَّى قَصَدَ نَحْوَ الحَجَرِ فَاسْتَلَمَ ثُمَّ اسْتَلَمَ الغُلاَمُ وَاسْتَلَمَتِ المَرْأَةُ ثُمَّ طَافَ بِالبَيْتِ سَبْعاً وَهُمَا يَطُوْفَانِ مَعَهُ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الرُّكْنَ فَرَفَعَ يَدَهُ وَكَبَّرَ وَقَامَ ثُمَّ رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ قَامَ فَرَأَيْنَا شَيْئاً أَنْكَرْنَاهُ لَمْ نَكُنْ نَعْرِفُهُ بِمَكَّةَ فَأَقْبَلْنَا عَلَى العَبَّاسِ فَقُلْنَا: يَا أَبَا الفَضْلِ إِنَّ هَذَا الدِّيْنَ حَدَثٌ فِيْكُم أَوْ أَمْرٌ لَمْ نَكُنْ نَعْرِفُهُ قَالَ: أَجَلْ وَاللهِ مَا تَعْرِفُوْنَ هَذَا هَذَا ابْنُ أَخِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَالغُلاَمُ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَالمَرْأَةُ خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلدٍ امْرَأَتُهُ أَمَا وَاللهِ مَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ نَعْلَمُهُ يَعْبُدُ الله بهذا الدين إلَّا هؤلاء الثلاثة1. قَالَ ابْنُ شَيْبَةَ: لاَ نَعْلَمُ رَوَى هَذَا إلَّا بِشْرٌ الخَصَّافُ وَهُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ. مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ مَعْنٍ المَسْعُوْدِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَادِسَ سِتَّةٍ وَمَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ مُسْلِمٌ غَيْرُنَا. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: أَسْلَمَ بن مَسْعُوْدٍ بَعْدَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِيْنَ نَفْساً وَعَنْ يَزِيْدَ بنِ رُوْمَانَ قَالَ: أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ قَبْلَ دُخُوْلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَارَ الأَرْقَمِ2. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ إِجَازَةً، عَنْ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ كُلَيْبٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ بَيَانَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ "ح" وَقَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ وَعَبْدِ الحَافِظِ بنِ بَدْرَانَ أَخْبَرَكُمَا أَبُو البَرَكَاتِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ الخَلِيْلِ بنِ فَارِسٍ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مَائَةٍ وَأَنَا فِي الخَامِسَةِ "ح" وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ وَعَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَسَاكِرَ وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الجَلاَلِ وَابْنُ مُؤْمِنٍ قَالُوا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ القَاضِي، أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بنُ عَلِيٍّ الثَّعْلَبِيُّ "ح" وَأَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ وَأَحْمَدُ بنُ عبد الرحمن قَالاَ: أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ صَصْرَى، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ الأَسَدِيُّ وَأَبُو يَعْلَى بنُ الحُبُوْبِيِّ "ح" وَأَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ أحمد

_ 1 ضعيف: فيه شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، ضعيف لسوء حفظه. 2 ضعيف: يزيد بن رومان من الطبقة الخامسة، فالحديث معضل، سقط من إسناده راويان. راجع تدريب الراوي "ص177"، ط / دار الحديث بتحقيقنا. وقد عرفه السيوطي: بأنه ما سقط من إسناده اثنان فأكثر بشرط التوالي، أما إذا لم يتوال فهو منقطع في موضعين. وهذا الحديث أخرجه ابن سعد "3/ 151".

الطَّائِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الأُرْمَوِيُّ وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الدِّمَشْقِيُّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْدَاوِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ مُؤْمِنٍ وَسِتُّ الفَخْرِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالُوا: أَخْبَرَتْنَا كَرِيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الوَهَّابِ القُرَشِيَّةُ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ الحُبُوْبِيِّ قَالُوا: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الفَقِيْهُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُثْمَانَ التَّمِيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالاَ: أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ العَبْدِيُّ "ح"، وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ وَالمُسلمُ بنُ مُحَمَّدٍ وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ قَالُوا: أَنْبَأَنَا حَنْبَلٌ، أَنْبَأَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ المُذْهِبِ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالاَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَماً لِعُقْبَةَ بنِ أَبِي مُعَيْطٍ فَمَرَّ بِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: "يَا غُلاَمُ هَلْ مِنْ لَبَنٍ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ وَلَكِنِّي مُؤْتَمَنٌ قَالَ: فَهَلْ مِنْ شَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الفَحْلُ? فَأَتَيْتُهُ بِشَاةٍ فَمَسَحَ ضِرْعَهَا فَنَزَلَ لَبَنٌ فَحَلَبَ فِي إِنَاءٍ فَشَرِبَ وَسَقَى أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ لِلضِّرْعِ: "اقْلُصْ" فَقَلَصَ" زَادَ أَحْمَدُ قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ هَذَا ثُمَّ اتَّفَقَا فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ عَلِّمْنِي مِنْ هذا القوم فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ: "يَرْحَمُكَ اللهُ إِنَّكَ غُلَيِّمٌ مُعَلَّمٌ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحُ الإِسْنَادِ وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ وَفِيْهِ زِيَادَةٌ مِنْهَا فَلَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِيْهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبْعِيْنَ سُوْرَةً مَا نَازَعَنِي فِيْهَا بشر ورواه إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، عَنْ سَلاَمٍ أَبِي المُنْذِرِ، عَنْ عَاصِمٍ وَفِيْهِ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِصَخْرَةٍ منقعرة فحلب فيها قال: فأسلمت وأتيته.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "1/ 379"، وأبو يعلى "5096"، والطبراني في "الكبير" "9/ 4856، 8457"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 84" من طرق عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود به. قلت: إسناده حسن، عاصم، هو ابن أبي النجود، صدوق، كما قال الحافظ في "التقريب"، وزر، هو ابن حبيش بن حباشة، بضم المهملة الأسدي الكوفي ثقة مخضرم. قوله: "ينز عليها الفحل": النزو: الوثبان. وقال الفراء: الأنزاء حركات التيوس عند السفاد. ويقال للفحل: إنه لكثير النزاء، أي النزو. وقال ابن سيده: النزاء الوثب، وقيل: هو النزوان في الوثب، وخص بعضهم به الوثب إلى فوق، نزا ينزو نزوا ونزاء ونزوا ونزوانا. قوله: "اقلص، فقلص": أي اجتمع. وقوله: "إنك غليم معلم": أي ملهم للصواب والخير، كقوله تعالى: {مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ} [الدخان: 14] ، أي له من يعلمه.

عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى وَغَيْرُهُ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنِ المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ سِتَّةٌ فَقَالَ المُشْرِكُوْنَ اطْرُدْ هَؤُلاَءِ عَنْكَ فَلاَ يَجْتَرِئُوْنَ عَلَيْنَا وَكُنْتُ أَنَا وَابْنُ مَسْعُوْدٍ وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ وَرَجُلاَنِ نَسِيْتُ اسْمَهُمَا فَوَقَعَ فِي نَفْسِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا شَاءَ اللهُ وَحَدَّثَ بِهِ نَفْسَهُ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ} [الأَنْعَامُ: 52] 1. رَوَاهُ قبيصة، عن الثوري، عن المقدام. بن إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ جَهَرَ بِالقُرْآنِ بِمَكَّةَ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ. أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَرَأَ آيَةً، عَنْ ظَهْرِ قَلْبِهِ عَبْدُ اللهِ بن مسعود. قُلْتُ: هَذَا مُؤَوَّلٌ فَقَدْ صَلَّى قَبْلَ عَبْدِ اللهِ جَمَاعَةٌ بِالقُرْآنِ. أَبُو دَاوُدَ فِي "سُنَنِهِ"، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آخَى بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَابْنِ مَسْعُوْدٍ2. وَرَوَى مِثْلَهُ سُفْيَانُ بنُ حُسَيْنٍ، عَنْ يَعْلَى بنِ مُسلمٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ الحَاكِمُ فِي "مُسْتَدْرَكِهِ"3. وَفِيْهِ لِمُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سَخْبَرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُوْدٍ آدَمَ لَطِيْفَ الجِسْمِ ضَعِيْفَ اللحم.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2413" "46" من طريق إسرائيل، به. وقد تقدم تخريجنا له بتعليق رقم "511". 2 صحيح: أبو سلمة، هو موسى بن إسماعيل المنقري، التبوذكي ثقة ثبت، من صغار الطبقة التاسعة، روى له الجماعة، والحديث ليس في سنن أبي داود. لكن أخرجه الحاكم "3/ 314" من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، حدثنا عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، عَنْ يَعْلَى بنِ مُسلمٍ، عَنْ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بين الزبير بن العوام وعبد الله بن مسعود". وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي في "التلخيص". قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين خلا سفيان بن حسين، فقد روى له البخاري تعليقا، وروى له مسلم وأصحاب السنن، وهو ثقة. 3 صحيح: أخرجه الحاكم "3/ 314"، وقد خرجته في التعليق السابق.

قُلْتُ أَكْثَرُ مَنْ آخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُم مُهَاجِرِيٌّ وَأَنْصَارِيٍّ. قَالَ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ: وَمِمَّنْ قَدِمَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الحَبَشَةِ الهِجْرَةِ الأُوْلَى إِلَى مَكَّةَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدِ الله بن مَسْعُوْدٍ ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى المَدِيْنَةِ. يَحْيَى الحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا بَقِيَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُدٍ إلَّا أَرْبَعَةٌ أَحَدُهُمُ ابْنُ مَسْعُوْدٍ1. شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ سمعت أبا مسعود وأبا موسى حِيْنَ مَاتَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ وَأَحَدُهُمَا يَقُوْلُ لِصَاحِبِهِ: أَتَرَاهُ تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ? قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ لَقَدْ كَانَ يُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا وَيَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا2. يَحْيَى، عَنْ قُطْبَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بنِ الحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ بِنَحْوِهِ3. وَأَخْرَجَ البُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي مُوْسَى قَالَ: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ اليَمَنِ فَمَكَثْنَا حِيْناً وَمَا نَحْسِبُ ابْنَ مَسْعُوْدٍ وَأُمَّهُ إلَّا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِكَثْرَةِ دُخُوْلِهِم وَخُرُوْجِهِم عَلَيْهِ4. الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُوْسَى قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ وَمَا أَرَاهُ إلَّا عَبْدَ آلِ محمد -صلى الله عليه وسلم.

_ 1 ضعيف جدا: في إسناده يحيى بن سلمة بن كهيل، قال أبو حاتم وغيره: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك. وقال يحيى: ليس بشيء، لا يكتب حديثه. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2461" "112" من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة به. 3 صحيح: أخرجه مسلم "2461" "113" من طريق يحيى بن آدم، حدثنا قطبة "هو ابن عبد العزيز"، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بنِ الحَارِثِ، عَنْ أبي الأحوص قال: "كنا في دار أبي موسى مع نفر مع أصحاب عبد الله، وهم ينظرون في مصحف، فقام عبد الله، فقال أبو مسعود: ما أعلم رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْكُ بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم. فقال أبو موسى: أما لئن قلت ذاك لقد كان يشهد إذا غبنا، ويؤذن له إذا حجبنا". 4 صحيح: أخرجه البخاري "4384"، ومسلم "2460" "110" من طريق يحيى بن آدم، حدثنا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عَنْ أَبِي مُوْسَى -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: فذكره. وأخرجه البخاري "3763" من طريق إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، قال: حدثني أبي، عن أبي إسحاق به.

حَدَّثَنَا السِّلَفِيُّ، حَدَّثَنَا الثَّقَفِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، عَنِ الحَسَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَبْدَ اللهِ إِذْنُكَ علي أن ترفع الحجاب وتسمع سوادي حَتَّى أَنْهَاكَ" 1. رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَزَائِدَةُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ وَفِي لَفْظٍ "أَنْ تَرْفَعَ السِّتْرَ وَأَنْ تَسْتَمِعَ سِوَادِي". وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ وَهَذَا مُنْقَطِعٌ وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الحَسَنِ وَالسِّوَادُ السِّرَارُ وَقِيْلَ المُحَادَثَةُ. وَفِي "مُسْنَدِ أَحْمَدَ" مِنْ طَرِيْقِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عمرو بن سعيد، عن حميد بن عبد الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ: كُنْتُ لاَ أُحْبَسُ، عَنِ النَّجْوَى وَعَنْ كَذَا وَعَنْ كَذَا2. وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ صَاحِبَ سِوَادِ رَسُوْلِ اللهِ -يَعْنِي سِرَّهُ- وَوِسَادِهِ -يَعْنِي فِرَاشَهُ- وَسِوَاكِهِ وَنَعْلَيْهِ وَطَهُوْرِهِ وَهَذَا يَكُوْنُ فِي السَّفَرِ3. ابْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا المَسْعُوْدِيُّ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يُلْبِسُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَعْلَيْهِ ثُمَّ يَمْشِي أَمَامَهُ بِالعَصَا حَتَّى إِذَا أَتَى مَجْلِسَهُ نَزَعَ نَعْلَيْهِ فَأَدْخَلَهُمَا في ذراعه وأعطاه العصا وكان يدخل الحجرة أمامه بالعصا4.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2169". 2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 385"، والحاكم "4/ 182" مِنْ طَرِيْقِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ سعيد، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد: ووافقه الذهبي. قلت: وهو كما قالا. 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "3/ 153" من طريق الواقدي، عن عبد الرحمن بن محمد، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، به. قلت: إسناده واه، آفته الواقدي، وهو متروك، كما قال الحافظ في "التقريب". 4 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 153". قلت: إسناده ضعيف فيه علتان: الأولى: المسعودي، وهو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بن مَسْعُوْدٍ المسعودي اختلط قبل موته. الثانية: الإرسال، القاسم بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعود الهذلي المسعودي، روى عن جده عبد الله بن مسعود مرسلا.

المَسْعُوْدِيُّ، عَنْ عَيَّاشٍ العَامِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ صَاحِبَ الوِسَادِ وَالسِّوَاكِ وَالنَّعْلِيْنِ1. الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ} [المائدة: 93] الآيَة، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قِيْلَ لِي أَنْتَ مِنْهُم" رَوَاهُ مُسْلِمٌ2. مَنْصُوْرٌ وَالأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ فَجَاءَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْياً وَدَلاًّ وَقَضَاءً وَخُطْبَةً بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ حِيْنِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ لاَ أَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ لَعَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ وَلَقَدْ عَلِمَ المُتَهَجِّدُوْنَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ عَبْدَ اللهِ مِنْ أَقْرَبِهِم عِنْدَ اللهِ وَسِيْلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ3. لَفْظُ مَنْصُوْرٍ: كَذَا قَالَ المُتَهَجِّدُوْنَ، وَلَعَلَّهُ المُجْتَهِدُوْنَ. الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ فَجَاءَ خَبَّابُ بن الأَرَتِّ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا فِي يَدِهِ خَاتَمٌ من ذهب فقال: أكل هؤلاء يقرءون كَمَا تَقْرَأُ? فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ شِئْتَ أَمَرْتُ بَعْضَهُمْ يَقْرَأُ قَالَ: أَجَل فَقَالَ: اقْرَأْ يَا عَلْقَمَةُ فَقَالَ فُلاَنٌ: أَتَأْمُرُهُ أَنْ يَقْرَأَ وَلَيْسَ بِأَقْرَئِنَا? قَالَ عَبْدُ اللهِ إِنَّ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِمَا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي قَوْمِهِ وَقَوْمِكَ قَالَ عَلْقَمَةُ: فَقَرَأْتُ خَمْسِيْنَ آيَةً مِنْ سُوْرَةِ مَرْيَمَ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا قَرَأَ إلَّا كَمَا أَقْرَأُ ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَلَمْ يَأْنِ لِهَذَا الخَاتَمِ أَنْ يُطْرَحَ? فَنَزَعَه وَرَمَى بِهِ وَقَالَ: وَاللهِ لاَ تَرَاهُ عَلَيَّ أَبَداً. شَيْبَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بنِ الحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا مُوْسَى وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ وَأَبُو مَسْعُوْدٍ الأَنْصَارِيُّ وَهُمْ يَنْظُرُوْنَ إِلَى مصحف فت، حدثنا ساعة، ثم

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 153"، وأبو نعيمة في "الحلية" "1/ 126"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" "2/ 550" من طريق المسعودي، به. قلت: إسناده ضعيف، المسعودي اختلط، وهو آفة الإسناد. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2459"، والترمذي "3053" من طريق علي بن مسهر، عن الأعمش، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "6097" من طريق الأعمش، عن شقيق، به. وأخرجه البخاري "3762"، والترمذي "3807" من طريق أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ قال: فذكره بنحوه.

خَرَجَ عَبْدُ اللهِ وَذَهَبَ فَقَالَ أَبُو مَسْعُوْدٍ: وَاللهِ مَا أَعْلَمُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَرَكَ أَحَداً أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللهِ مِنْ هَذَا القَائِمِ1. الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوْقٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ قَرَأتُ مِنْ فِيِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بضعا وسبعين سورة وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللهِ مِنِّي تبلغنيه الإبل لأتيته2. جَامِعُ بنُ شَدَّادٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مِرْدَاسٍ كَانَ عَبْدُ اللهِ يَخْطُبُنَا كُلَّ خَمْسٍ عَلَى رِجْلَيْهِ فَنَشْتَهِي أَنْ يَزِيْدَ. الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ: لَوْ تَعْلَمُوْنَ ذُنُوْبِي مَا وَطِئَ عَقِبِي رَجُلاَنِ. جَابِرُ بنُ نُوْحٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَا نَزَلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ إلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ نَزَلَتْ وَفِيْمَا نَزَلَتْ الحَدِيْثَ. الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَقَدْ قَرَأْتُ من فِي رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبْعِيْنَ سُوْرَةً وَزَيْدٌ لَهُ ذُؤَابَةٌ يَلْعَبُ مع الغلمان3.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2461" "113" من طريق قطبة "هو ابن عبد العزيز" عن الأعمش، به. 2 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "5002"، وَمُسْلِمٌ "2463" مِنْ طَرِيْقِ الأَعْمَشِ، عَنْ مسلم، عن مسروق، به. 3 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 389، 405، 414، 442"، وابن أبي شيبة "10/ 500"، وابن أبي داود في "المصاحف "ص14"، والحاكم "3/ 228"، والطبراني في "الكبير" "9/ 8435، 8436" من طريق سفيان الثوري، به. وأخرجه الطيالسي "405"، وابن أبي داود في "المصاحف" "ص15"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 125" من طريق أبي إسحاق، به. نحوه. قلت: إسناده ضعيف، آفته خمير بن مالك الكوفي، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "1/ ق2/ 391"، وقال: روى عنه أبو إسحاق الهمداني -حسب- ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو مجهول. وأخرجه الطبراني في "الكبير" "9/ 8439"، وأبو نعيم "في الحلية" "1/ 125" من طريق عبدان بن أحمد، عن الحسين بن مدرك، عن يَحْيَى بنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ أبي بشر، عن سليمان بن قيس، عن أبي سعيد الأزدي، عن عبد الله بن مسعود قال: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، لانقطاعه بين أبي بشر وهو جعفر بن أبي وحشية وسليمان بن قيس اليشكري، فإنه لم يسمع منه.=

عَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيْقٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَة} [آلُ عِمْرَانَ: 161] ، عَلَى قِرَاءةِ مَنْ تَأْمُرُوْنِي أَنْ أَقْرَأَ? لَقَدْ قَرَأْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سبعين سُوْرَةً وَلَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ أَنِّي أَعْلَمُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللهِ مِنِّي لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ قَالَ شَقِيْقٌ: فَجَلَسْتُ فِي حِلَقٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَا سَمِعْتُ أَحَداً مِنْهُمْ يَعِيْبُ عَلَيْهِ شَيْئاً مِمَّا قَالَ وَلاَ يَرُدُّ عَلَيْهِ1. شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُم ذَكَرُوا قِرَاءتَهُ فَكَأَنَّهُمْ عَابُوْهُ فَقَالَ: لَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ أَنِّي أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ ثُمَّ كَأَنَّهُ نَدِمَ فَقَالَ: وَلَسْتُ بِخَيْرِهِم2. سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: لَمَّا أَمَرَ عُثْمَانُ بِتَشْقِيْقِ المَصَاحِفِ قَامَ عبد الله خطيبًا فقال: لقد علم أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنِّي أَعْلَمُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ ثُمَّ قَالَ: وَمَا أَنَا بخيرهم3.

_ = وأخرجه الطبراني "9/ 8441"، وابن أبي داود في "المصاحف" "ص16-17" من طريق محمد بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي رزين، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" "9/ 8443" من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ ابن مسعود به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" "9/ 8444، 8445" من طريق ثوبر بن أبي فاختة، عن أبيه، عن ابن مسعود، وأخرجه أحمد "1/ 411"، والبخاري "5000" ومسلم "2462" "114"، والنسائي "8/ 134"، وابن أبي داود في "المصاحف" "ص15، 16"، والطبراني في "الكبير" "9/ 8448" من طرق عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله بن مسعود فقال: فذكره. وأخرجه النسائي "8/ 134"، والطبراني في "الكبير" "9/ 8437" من طريق عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بنِ يَرِيْمَ، عن عبد الله، به. 1 صحيح: أخرجه مسلم "2462" من طريق عبدة بن سليمان، حدثنا الأعمش، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "5000" حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا شفيق بن سلمة، به نحوه. 3 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف، فيه سويد بن سعيد، أبو محمد الهروي الحدثاني الأنباري، قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ضعيف. وروى الترمذي عن البخاري أنه ضعيف جدا. وقال مرة: ضعيف. وقال صالح جزرة: سويد صدوق، إلا أنه كان عمي، فكان يلقن ما ليس من حديثه. لكن يشهد له ما قبله فيرتقي لدرجة الصحة.

زَائِدَةُ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعَبْدُ اللهِ قَائِمٌ يُصَلِّي فَافْتَتَحَ سُوْرَةَ النِّسَاءِ يَسْجِلُهَا فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ غَضّاً كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأِ قِرَاءةَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ" فَأَخَذَ عَبْدُ اللهِ فِي الدُّعَاءِ فَجَعَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "سَلْ تُعْطَ" فَكَانَ فِيْمَا سَأَلَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيْمَاناً لاَ يَرْتَدُّ وَنَعِيْماً لاَ يَنْفَدُ وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَعْلَى جِنَانِ الخُلْدِ فَأَتَى عُمَرُ عَبْدَ اللهِ يُبَشِّرُهُ فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ خَارِجاً قَدْ سَبَقَهُ فَقَالَ: إِنَّكَ لَسَبَّاقٌ بِالخَيْرِ1. رَوَاهُ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ. أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَغَيْرُهُ، عَنِ الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: جاء رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ وَهُوَ بِعَرَفَةَ "ح" وَالأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ قَيْسِ بنِ مَرْوَانَ أَنَّهُ أَتَى عُمَرَ فَقَالَ: جِئْتُ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ مِنَ الكُوْفَةِ وَتَرَكْتُ بِهَا رَجُلاً يُمْلِي المَصَاحِفَ، عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ فَغَضِبَ عُمَرُ وَانْتَفَخَ حَتَّى كَادَ يَمْلأُ مَا بَيْنَ شُعْبَتَيِ الرَّجُلِ فَقَالَ: وَمَنْ هُوَ وَيْحَكَ? فَقَالَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ فَمَا زَالَ يُطْفِئُ غَضَبَهُ وَيَتَسَرَّى عَنْهُ حَتَّى عَادَ إِلَى حَالِهِ ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكَ! وَاللهِ مَا أعلم بقي من الناس أحد هو أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ وَسَأُحَدِّثُكَ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يَزَالُ يَسْمُرُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ اللَّيْلَةَ كَذَلِكَ فِي الأَمْرِ مِنْ أَمْرِ المُسْلِمِيْنَ وَإِنَّهُ سَمَرَ عِنْدَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَنَا مَعَهُ فَخَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَخَرَجْنَا مَعَهُ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي المَسْجِدِ فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ يَسْمَعُ قِرَاءتَهُ فَلَمَّا كِدْنَا أَنْ نَعْرِفَهُ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ رَطْباً كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ" قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ يَدْعُو فَجَعَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ لَهُ: "سَلْ تُعْطَهُ" فَقُلْتُ: وَاللهِ لأَغْدُوَنَّ إِلَيْهِ فَلأُبَشِّرُهُ قَالَ: فَغَدَوْتُ فَوَجَدْتُ أَبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَنِي2. رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ وَرَوَى نَحْوَهُ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ، عَنْ مَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ ... فَذَكَرَ القِصَّةَ. مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ صَخْرٍ الأَيْلِيِّ، عن أبي عبيدة بن محمد

_ 1حسن: أخرجه أحمد "1/ 445-446، 454" من طريق عاصم، عن زر، عن عبيد الله، به. قلت: إسناده حسن، عاصم، هو ابن بهدلة، صدوق، وحديثه في "الصحيحين" مقرون. 2 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "2/ 280"، "10/ 520"، وأحمد "1/ 25-26"، والنسائي "8256"، وأبو يعلى "194، 195"، وابن خزيمة "1156، 1341"، ومحمد بن نصر في "قيام الليل" "50" من طريق أبي معاوية به. بالإسناد الأول، ورواه بالإسنادين جميعا البزار "327"، والنسائي في "الكبرى" "8275"، والطبراني في الكبير" "8422" من طرق عن الأعمش، به.

بنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِابْنِ مَسْعُوْدٍ وَهُوَ يَقْرَأُ حَرْفاً حَرْفاً فَقَالَ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ غَضّاً كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَسْمَعْهُ مِنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ". أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فِي "المُسْنَدِ"، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنْ عِيْسَى بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ المُصْطَلِقِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بنحو ما قبله وروى جَرِيْرُ بنُ أَيُّوْبَ البَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِنَحْوِهِ1. زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّراً أَحَداً، عَنْ غَيْرِ مَشُوْرَةٍ لأَمَّرْتُ عَلَيْهِم ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ"2. رَوَاهُ وَكِيْعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ3 وَرَوَاهُ أَبُو سَعِيْدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ إِسْرَائِيْلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ4 وَقَدْ رَوَاهُ القَاسِمُ بنُ مَعْنٍ، عَنْ مَنْصُوْرٍ فَقَالَ: عَاصِمُ بنُ ضَمْرَةَ بَدَلَ الحَارِثِ5 وَلَفْظُ وَكِيْعٍ: "لَوْ كُنْتُ مُسْتَخْلِفاً مِنْ غَيْرِ مَشُوْرَةٍ لاَسْتَخْلَفْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ".

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "2/ 446"، وأبو يعلى "6106" والبزار "2682"، وكشف الأستار، والعقيلي في "الضعفاء" "1/ 197-198" من طريق جرير بن أيوب البجلي، به. قلت: إسناده ضعيف جدا، آفته جرير بن أيوب البجلي الكوفي، قال يحيى: ليس بشيء، وقال أبو نعيم: كان يضع الحديث. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. لكن الحديث صحيح بما قبله. 2 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 107، 108" والترمذي "3808"، والبزار "837"، والخطيب "تاريخه" "1/ 148" من طرق عن زهير بن معاوية، به. قلت: إسناده ضعيف، لضعف الحارث، وهو ابن عبد الله الأعور الهمداني، صاحب علي رضي الله عنه فقد أجمعوا على ضعفه. 3 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 95" من طريق وكيع، عن سفيان، به. وفيه الحارث بن عبد الله الأعور، وهو ضعيف، كما بينا. 4 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 76" من طريق أبي سعيد، عن إسرائيل، به. وابن سعد في "الطبقات" "3/ 154"، والبزار "852"، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" "2/ 534" من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به. قلت: وفي إسناده الحارث بن عبد الله الأعور، وهو ضعيف بالاتفاق. 5 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 318" من طريق القاسم بن معن، عن منصور، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ، عن علي رفعه بلفظ: "لو كنت مستخلفا أحدا من غير مشورة لا ستخلفت عليهم ابن أم عبد". وقال الحاكم: صحيح الإسناد: فرده الذهبي في "التلخيص" بقوله: "عاصم، ضعيف". قلت: فالحديث هو حديث الحارث بن عبد الله الأعور، كما ورد عن زهير عن منصور، وغيره عن منصور.

ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُغِيْرَةُ، عَنْ أُمِّ مُوْسَى سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: أَمَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْنَ مَسْعُوْدٍ فَصَعَدَ شَجَرَةً يَأْتِيْهِ مِنْهَا بِشَيْءٍ فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى سَاقِ عَبْدِ اللهِ فَضَحِكُوا مِنْ حُمُوْشَةِ سَاقَيْهِ فَقَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ما تضحكون? لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة مِنْ أُحُدٍ" 1. وَرَوَاهُ جَرِيْرٌ، عَنْ مُغِيْرَةَ وَرَوَى حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ نَحْوَهُ وَرَوَاهُ أَبُو عَتَّابٍ الدَّلاَّلُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ بنِ إِيَاسٍ المُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَهُ. الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلَىً لِرِبْعِيٍّ، عن ربعي، عن حذيفة قال: قال

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 114"، وابن سعد "3/ 155"، وأحمد "1/ 144"، والبخاري في "الأدب المفرد" "237"، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" "2/ 546"، وأبو يعلى "539" من طريق محمد بن فضيل، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه أم موسى سرية علي، قيل اسمها فاختة، وقيل حبيبة، مجهولة، لذا قال الحافظ في "التقريب" مقبولة، أي عند المتابعة. وأخرجه الطيالسي "355"، وأحمد "1/ 420-421"، وابن سعد "3/ 155"، والبزار "2678"، كشف الأستار، وأبو يعلى "5310، 5365"، والطبراني في "الكبير" "8452"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 127" من طرق عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود أنه كان يجتني سواكا من الأراك، وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مم تضحكون"؟ قالوا: يا نبي الله، من دقة ساقيه، فقال: "والذي نفسي بيده، لهما أثقل في الميزان من أحد". قلت: إسناده حسن، من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، فهو صدوق. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" "8453" من طريق جعفر بن عون، عن المعلى بن عرفان، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، به مرفوعا. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" "8454" من طريق جعفر بن مسافر، عن ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن ابن أبي حرملة مولى حويطب، عن سارة بنت عبد الله بن مسعود، عن عبد الله بن مسعود، به. وله شاهد من حديث قرة بن إياس، عند البزار "2677"، كشف الأستار والطبراني في "الكبير" "19/ 59"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" "2/ 546".

رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ" 1. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ هَكَذَا عَنْهُ وَرَوَاهُ أَسْبَاطٌ، عَنِ الثوري فأإسقط مِنْهُ مَوْلَى رِبْعِيٍّ وَرَوَاهُ مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ وَرَوَاهُ سَالِمٌ المُرَادِيُّ، عَنْ عَمْرِو بنِ هَرِمٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ وَقَالَ وَكِيْعٌ: عَنْ سَالِمٍ المُرَادِيِّ فَقَالَ: عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ وَالأَوَّلُ أَشْبَهُ ورواه يَحْيَى بنُ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال ... فَذَكَرَهُ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَضِيْتُ لأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ" 2. رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيْلُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ فَقَالَ: عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُرْسَلاً وَكَذَا قَالَ ابْنُ عُيَيْنَة: عَنْ أَبِي العُمَيْسِ، عَنِ القَاسِمِ مُرْسَلاً3. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ، عَنِ المَسْعُوْدِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ عَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "قَدْ رَضِيْتُ لَكُم مَا رَضِيَ لَكُمُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ" 4. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، حَدَّثَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وثمانين وأربع مائة، أنبأنا أبو

_ 1 صحيح بطرقه: تقدم تخريجنا له بتعليق رقم "571"، وقد ورد من حديث ابن مسعود، وحذيفة، وأنس -رضي الله عنهم- كما خرجت الحديث في كتاب "الجواب الباهر في زوار المقابر" ط/ دار الجيل - بيروت لبنان "ص122-123"، وخرجته في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية"، ط/ دار الحديث تعليق رقم "228" في الجزء الأول، فراجعه ثمت إن شئت. 2 صحيح: أخرجه الحاكم "3/ 317" من طريق يحيى بن يعلى، به. وقال الحاكم: إسناده صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه "وله علة" من حديث سفيان الثوري. وبين الذهبي العلة في "التلخيص" فقال: "وعلته أن سفيان وإسرائيل روياه عن منصور، عن القاسم بن عبد الرحمن مرسلا". قلت: إسناد الحاكم صحيح، رجاله رجال الشيخين. 3 صحيح بما قبله: أخرجه الحاكم "3/ 318"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" "2/ 549". 4 صحيح: أخرجه الحاكم "3/ 319" من طريق محمد بن عبد الوهاب العبدي، به.

الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَتَّابٍ سَهْلُ بنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: صَعَدَ ابْنُ مسعود شجرة فجعلوا يضحكون من دقة سَاقَيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَهُمَا فِي المِيْزَانِ أَثْقَلُ مِنْ أُحُدٍ" 1. حَاتِمُ بنُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عَنِ ابْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ حَدَّثَتْنِي سَارَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ عَبْدَ اللهِ أَثْقَلُ فِي المِيْزَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ" 2. عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقْرَأْ عَلَيَّ القُرْآنَ" قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ? قَالَ: "إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي" فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُوْرَةَ النِّسَاءِ حَتَّى بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النِّسَاءُ:41] ، فَغَمَزَنِي بِرِجْلِهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ"3. رَوَاهُ أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَعْمَشِ فَقَالَ: عَلْقَمَةُ بَدَلَ عُبَيْدَةَ وَرَوَاهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ مُنْقَطِعاً. البَزَّارُ صَاحِبُ "المُسْنَدِ"، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا مِفْضَلُ بنُ مُحَمَّدٍ الكُوْفِيُّ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ وَمُغِيْرَةُ وَابْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قال اسْتَقْرَأَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى المِنْبَرِ سُوْرَةَ النِّسَاءِ فَقَرَأْتُ حَتَّى بَلَغْتُ {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ

_ 1 صحيح: أخرجه الحاكم "3/ 317"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" "2/ 546". وراجع تخريجنا السابق "653". 2 صحيح لغيره: أخرجه الطبراني في "الكبير" "8454" من طريق جعفر بن مسافر التنيسي، حدثنا ابن أبي فديك به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان الأولى: موسى بن يعقوب الزمعي، قال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن المديني: ضعيف منكر الحديث. الثانية: سارة بنت عبد الله بن مسعود، لا تعرف. لكن الحديث يصح بالطرق التي ذكرناها في تخريجنا وتعليقنا السابق رقم "653". 3 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "10/ 563"، وأحمد "1/ 380، 433"، والبخاري "4582، 5049، 5050، 5056"، ومسلم "800"، وأبو داود "3668"، والترمذي "3028"، وفي "الشمائل" "316"، والبيهقي "10/ 231"، والبغوي في "شرح السنة" "1220"، وأبو يعلى "5228"، والطبراني "8460، 8461" من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم به.

بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} . فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَا النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ غَضّاً كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْ عَلَى قِرَاءةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ". مِفْضَلٌ تَرَكَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَمَشَّاهُ غَيْرُهُ. الحُمَيْدِيُّ فِي "مُسْنَدِهِ"، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا المَسْعُوْدِيُّ، عَنِ القَاسِمِ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لابْنِ مَسْعُوْدٍ: "اقْرَأْ" فَقَالَ: أَقْرَأُ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ?....... الحَدِيْثَ1. أَخْبَرَنَا سُنْقُرُ القَضَائِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ مُحَمَّدٍ القُبَّيْطِيُّ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْتِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ أَسْبَاطٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "اقتدوا باللذين مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عمار وتمسكوا بعهد ابن أم عبد" 2. عَفَّانُ: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بنُ شَيْبَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو نَوْفَلٍ بنُ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بنُ العَاصِ فِي مَرَضِهِ وَقَدْ جَزِعَ فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُدْنِيْكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ قَالَ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا كَانَ ذَاكَ مِنْهُ أَحُبٌّ أَوْ كَانَ يَتَأَلَّفُنِي وَلَكِنْ أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ أَنَّهُ مات وهو يحبهما بن أُمِّ عَبْدٍ وَابْنِ سُمَيَّةَ3. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا فِطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ، عَنْ كَثِيْرٍ النَّوَّاءِ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُلَيْلٍ سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إلَّا وَقَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ نُجَبَاءَ رُفَقَاءَ وُزَرَاءَ وَإِنِّي أُعْطِيْتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ حَمْزَةُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ وَابْنُ مَسْعُوْدٍ وَأَبُو ذَرٍّ وَالمِقْدَادُ وحذيفة وعمار وسلمان"4.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه الحميدي "101"، وهو مرسل، لكن يشهد له ما قبله. 2 صحيح بطرقه: سبق تخريجنا له برقم تعليق "577". 3 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 199" من طريق عفان، به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين خلا الأسود بن شيبان السدوسي، البصري، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" ولم يرو له في "الصحيح" وروى له مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وهو ثقة. 4 ضعيف: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "1/ 128" من طريق فطر بن خليفة، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته كثير النواء، ضعفه أبو حاتم، والنسائي، وقال ابن عدي: مفرط في التشيع. وأخرجه الترمذي "3785"، وفيه كثير النواء.

رَوَاهُ عَلِيُّ بنُ هَاشِمِ بنِ البَرِيْدِ، عَنْ كَثِيْرٍ فَوَقَفَهُ عَلَى عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَهُوَ أَشْبَهُ. أُنْبِئْتُ، عَنِ الخُشُوْعِيِّ وَغَيْرِهِ أَنَّ مُرْشِدَ بنَ يَحْيَى أَنْبَأَهُم قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ الطَّفَّالُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الطَّاهِرِ الذُّهْلِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُوْسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنْ أَبِيْهِ وَإِسْرَائِيْلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي جهل وهو صريع وهو يَذُبُّ النَّاسَ بِسَيْفِهِ فَقُلْتُ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَخْزَاكَ يَا عَدُوَّ اللهِ! قَالَ: هَلْ هُوَ إلَّا رَجُلٌ قَتَلَهُ قَوْمُهُ فَجَعَلْتُ أَتَنَاوَلُهُ بِسَيْفٍ لِي فَأَصَبْتُ يَدَهُ فَنَدَرَ سَيْفُهُ فَأَخَذَتْهُ فَضَرَبْتُهُ بِهِ حَتَّى بَرَدَ ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَأَنَّمَا أَقَلَّ مِنَ الأَرْضِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: "اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إلَّا هُوَ" قَالَ: فَقَامَ مَعِي حَتَّى خَرَجَ يَمْشِي مَعِي حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ: "الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَخْزَاكَ يَا عَدُوَّ اللهِ هَذَا كَانَ فِرْعُوْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ"1. قَالَ وَكِيْعٌ: وَزَادَ فِيْهِ أَبِي، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَنَفَلَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَيْفَهُ. أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ، عَنْ مُحْتَسِبٍ البَصْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: خَطَبَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خُطْبَةً خَفِيْفَةً فَلَمَّا فَرَغ مِنْ خُطْبَتِهِ قَالَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ! قُمْ فَاخْطُبْ" فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَخَطَبَ فَقَصَّرَ دُوْنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قَالَ: "يَا عُمَرُ قُمْ فَاخْطُبْ" فَقَامَ عُمَرُ فَقَصَّرَ دُوْنَ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ: "يَا فُلاَنُ قُمْ فَاخْطُبْ" فَشَقَّقَ القَوْلَ فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اسْكُتْ أَوِ اجْلِسْ فَإِنَّ التَّشْقِيْقَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَإِنَّ البَيَانَ من السحر" وقال: "يابن أُمِّ عَبْدٍ قُمْ فَاخْطُبْ" فَقَامَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- رَبُّنَا وَإِنَّ الإِسْلاَم دِيْنُنَا وَإِنَّ القُرْآنَ إِمَامُنَا وَإِنَّ البَيْتَ قِبْلَتُنَا وَإِنَّ هَذَا نَبِيُّنَا وَأَوْمَأَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَضِيْنَا مَا رَضِيَ اللهُ لَنَا وَرَسُوْلُهُ وَكَرِهْنَا مَا كَرِهَ اللهُ لَنَا وَرَسُوْلُهُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُم.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 444"، وابن أبي شيبة "14/ 373" من طريق وكيع، به. قلت: إسناده ضعيف، لانقطاعه بين أبي عبيدة، وهو ابن عبد الله بن مسعود وبين أبيه. وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق، هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه ابن أبي شيبة "12/ 373"، وأبو داود "3722"، وأبو يعلى "5231"، من طريق وكيع، عن أبيه الجراح بن مليح، عن أبي إسحاق، به. قوله: "صريع": أي مصروع. وقوله: "هل هو إلا رجل قتله قومه". أي مثله لا يستعظم كما استعظمته. فندر سيفه: أي سقط من يده. قوله: "أقل من الأرض": بضم الهمزة على بناء المفعول: أي أرفع من الأرض من السرعة في المشي والفرحة بقتله.

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أَصَابَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ وَصَدَقَ رَضِيْتُ بِمَا رَضِيَ اللهُ لأُمَّتِي وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ وَكَرِهْتُ مَا كَرِهَ اللهُ لأُمَّتِي وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ"1. إِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ وَنَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ هَكَذَا ابْنُ خُثَيْمٍ وَإِنَّمَا هُوَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ هَكَذَا هُوَ فِي تَارِيْخ دِمَشْقَ وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الوَرْكَانِيُّ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ نَحْوَهُ وَسَعِيْدٌ لَمْ يُدْرِكْ أَبَا الدَّرْدَاءِ وَلاَ أَدْرِي مَنْ هُوَ مُحْتَسِبٌ. إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ يَزِيْدَ قَالَ: قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَخْبِرْنَا بِرَجُلٍ قَرِيْبِ السَّمْتِ وَالدَّلِّ بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى نَلْزَمَهُ قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً أَقْرَبَ سَمْتاً وَلاَ هَدْياً وَلاَ دَلاًّ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى يُوَارِيَهُ جِدَارُ بَيْتِهِ مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ وَلَقَدْ عَلِمَ المَحْفُوْظُوْنَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِم إِلَى اللهِ زُلْفَةً2. قَوْلُهُ: وَلَقَدْ عَلِمَ ... اِلْخَ رَوَاهُ غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ. نُعَيْمٌ: حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ ذَكَرَ عُثْمَانَ فَقَالَ: أَهْلَكَهُ الشُّحُّ وَبِطَانَةُ السُّوْءِ3. الفَسَوِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يُشْبِهُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ وَكَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِعَبْدِ اللهِ4. الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بنِ مُضَرِّبٍ قال: كتب عمر بن الخَطَّابِ إِلَى أَهْلِ الكُوْفَةِ إِنَّنِي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّاراً أَمِيْراً وَابْنَ مَسْعُوْدٍ مُعَلِّماً وَوَزِيْراً وَهُمَا مِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فَاسْمَعُوا لَهُمَا وَاقْتَدُوا بِهِمَا وَقَدْ آثَرْتُكُم بِعَبْدِ اللهِ على نفسي.

_ 1 ضعيف: إسناده منقطع بين ابن خثيم، وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري المكي -من الطبقة الخامسة- وأبي الدرداء، رضي الله عنه. 2 صحيح: أخرجه بلفظه الترمذي "3708" من طريق إسرائيل، والبخاري "3762" من طريق شعبة كلاهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يزيد، به. 3 ضعيف: فيه نعيم، وهو ابن حماد الخزاعي، لين، وقد روى له البخاري مقرونا. 4 صحيح: أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" "2/ 545".

الأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو فَذَكَرَ ابْنَ مَسْعُوْدٍ فَقَالَ: لاَ أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "استقرءوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ فَبَدَأَ بِهِ وأُبي بنِ كَعْبٍ وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ" 1. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَقَدْ رَوَاهُ شُعْبَةُ وَوَكِيْعٌ وَسُفْيَانُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَيَعْلَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو فَلَعَلَّهُ عِنْدَ الأَعْمَشِ بِالإِسْنَادَيْنِ وَقَدْ رَوَاهُ شُعْبَةُ أَيْضاً، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ مَسْرُوْقٍ وَرَوَاهُ زَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ عَلاَّنَ وَغَيْرُهُ كِتَابَةً أَنَّ حَنْبَلَ بنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُم قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ المُذْهِبِ، أَنْبَأَنَا القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بنُ عَامِرٍ، أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: أُمِرَ بِالمَصَاحِفِ أَنْ تُغَيَّرَ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ: مَنِ اسْتطَاعَ مِنْكُم أَنْ يَغِلَّ مُصْحَفَهُ فَلْيَغِلَّهُ فَإِنَّهُ مَنْ غَلَّ شَيْئاً جَاءَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ قَرَأْتُ مِنْ فَمِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبْعِيْنَ سُوْرَةً أَفَأَتْرُكُ ما أخذت من فِي رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ?! 2. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي "مُسْنَدِهِ"، عَنْ عَمْرِو بنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرٍ سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُوْدٍ إِنِّي غَالٌّ مُصْحَفِي، ... وَذَكَرَ الحَدِيْثَ3. الوَاقِدِيُّ: أَنْبَأَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بنِ وَهْبٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ فَدَخَلْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: اقْرَأْ عَلَيْنَا سُوْرَةَ البَقَرَةِ قَالَ: لاَ أَحْفَظُهَا تَفَرَّدَ بِهِ الوَاقِدِيُّ وَهُوَ مَتْرُوْكٌ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ أَنَّ ابْنَ مسعود كره

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3758" من حديث عبد الله بن عمرو. وقد تقدم تخريجنا له بتعليق رقم "557". 2 صحيح: تقدم تخريجنا له بتعليق رقم "642"، وهو عند أحمد "1/ 389، 405، 414، 442"، وابن أبي شيبة "10/ 100"، وابن أبي داود في "المصاحف" "ص14"، والحاكم "3/ 228"، وغيرهم فراجعه ثمت. 3 صحيح: تقدم تخريجنا له بتعليق رقم "642"، وهو عند الطيالسي "405"، وابن أبي داود في "المصاحف" "ص15"، وأبي نعيم في "الحلية" "1/ 125".

لِزَيْدِ بنِ ثَابِتٍ نَسْخَ المَصَاحِفِ وَقَالَ: يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِيْنَ أُعْزَلُ، عَنْ نَسْخِ المَصَاحِفِ وَيُوَلاَّهَا رَجُلٌ وَالله لَقَدْ أَسْلَمْتُ وَإِنَّهُ لَفِي صُلْبِ أَبِيْهِ كَافِرٌ يُرِيْدُ زَيْدَ بن ثَابِتٍ وِلِذَاكَ يَقُوْلُ عَبْدُ اللهِ: يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ اكْتُمُوا المَصَاحِفَ الَّتِي عِنْدَكُم وَغُلُّوْهَا فَإِنَّ اللهَ قَالَ {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161] فَالْقَوُا اللهَ بِالمَصَاحِفِ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَبَلَغَنِي أَنَّ ذَلِكَ كُرِهِ مِنْ مَقَالَةِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ كَرِهَهُ رجال من الصَّحَابَةِ. أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَشْعَث، حَدَّثَنَا الهَيْصَمُ بنُ شدَاخٍ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ، عَنْ يَحْيَى بنِ وَثَّابٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: عَجَبٌ لِلنَّاسِ وَتَرْكِهِم قِرَاءتِي وَأَخْذِهِم قِرَاءةَ زَيْدٍ وَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِيِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سبعين سُوْرَةً وَزَيْدٌ صَاحِبُ ذُؤَابَةٍ يَجِيْءُ وَيذْهَبُ فِي المَدِيْنَةِ1. سَعْدَوَيْه: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: خَطَبَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ عَلَى المِنْبَرِ فَقَالَ: غُلُّوا مَصَاحِفَكُم كَيْفَ تَأْمُرُوْنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَى قِرَاءةِ زَيْدٍ وَقَدْ قَرَأْتُ من فِي رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِضْعاً وَسَبْعِيْنَ سُوْرَةً وَإِنَّ زَيْداً لَيَأْتِي مَعَ الغِلْمَانِ لَهُ ذُؤَابَتَانِ2. قُلْتُ: إِنَّمَا شَقَّ عَلَى ابْنِ مَسْعُوْدٍ لِكَوْنِ عُثْمَانَ مَا قَدَّمَهُ عَلَى كِتَابَةِ المُصْحَفِ وَقَدَّمَ فِي ذَلِكَ مَنْ يَصْلُحُ أَنْ يَكُوْنَ وَلَدَهُ وَإِنَّمَا عَدَلَ عَنْهُ عُثْمَانُ لِغَيْبَتِهِ عَنْهُ بِالكُوْفَةِ وَلأَنَّ زَيْداً كَانَ يَكْتُبُ الوَحْيَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَهُوَ إِمَامٌ فِي الرَّسْمِ وَابْنُ مَسْعُوْدٍ فَإِمَامٌ فِي الأَدَاءِ ثُمَّ إِنَّ زَيْداً هُوَ الَّذِي نَدَبَهُ الصِّدِّيْقُ لِكِتَابَةِ المُصْحَفِ وَجَمْعِ القُرْآنِ فَهَلاَّ عَتَبَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ? وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُوْدٍ رَضِيَ وَتَابَعَ عُثْمَانَ وَلِلَّهِ الحَمْدُ وَفِي مُصْحَفِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ أَشْيَاءُ أَظُنُّهَا نُسِخَتْ وَأَمَّا زَيْدٌ فَكَانَ أَحْدَثَ القَوْمِ بِالعَرْضَةِ الأَخِيْرَةِ الَّتِي عَرَضَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عام توفي على جبريل. قَالَ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ حَرْبٍ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَلَقِيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: كُنَّا نَعُدُّ عَبْدَ اللهِ حَنَّاناً فَمَا بَالُهُ يُوَاثِبُ الأُمَرَاءَ? رَوَاهُ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ فِي "المَصَاحِفِ". وَبِإِسْنَادَيْنِ فِي "مُسْنَدِ أَحْمَدَ"، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَابِسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَبْدُ اللهِ أَنْ يأتي

_ 1 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف، فيه الهيصم بن الشداخ، قال ابن حبان: يروي الطامات. لكن الحديث صحيح، قد خرجته بإسهاب في تعليقنا رقم "642" فليراجع ثمت. 2 صحيح: سبق تخريجنا له بتعليق رقم "642".

المَدِيْنَةَ جَمَعَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ قَدْ أَصْبَحَ اليَوْمَ فِيْكُم مِنْ أَفْضَلِ مَا أَصْبَحَ فِي أَجْنَادِ المُسْلِمِيْنَ مِنَ الدِّيْنِ وَالعِلْمِ بِالقُرْآنِ وَالفِقْهِ إِنَّ هَذَا القُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى حُرُوْفٍ وَاللهِ إِنْ كَانَ الرَّجُلاَنِ لَيَخْتَصِمَانِ أَشَدَّ مَا اخْتَصَمَا فِي شَيْءٍ قَطُّ فَإِذَا قَالَ القَارِئُ: هَذَا أَقْرَأَنِي قَالَ: أَحْسَنْتَ وَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ: أَعْجِلْ وَحَيَّ هَلاَ1. أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بنِ وَهْبٍ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ عُثْمَانُ إِلَى ابْنِ مَسْعُوْدٍ يَأْمُرُهُ بِالمَجِيْءِ إِلَى المَدِيْنَةِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ فَقَالُوا: أَقِمْ فَلاَ تَخْرُجْ وَنَحْنُ نَمْنَعُكَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ شَيْءٌ تَكْرَهُهُ فَقَالَ: إِنَّ لَهُ عَلَيَّ طَاعَةً وَإِنَّهَا سَتَكُوْنُ أُمُوْرٌ وَفِتَنٌ لاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُوْنَ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهَا فَرَدَّ النَّاسَ وَخَرَجَ إِلَيْهِ. مُحَمَّدُ بنُ سَنْجَرَ2 فِي "مُسْنَدِهِ"، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا عباد، عَنْ سُفْيَانَ بنِ حُسَيْنٍ، عَنْ يَعْلَى بنِ مسلم، عَنْ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: آخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَابْنِ مَسْعُوْدٍ قَدْ مَرَّ مِثْلُ هَذَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ قَوِيٍّ3. شَرِيْكٌ، عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا إِذَا تَعَلَّمْنَا مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ نَتَعَلَّمْ مِنَ العَشْرِ الَّتِي نَزَلَتْ بَعْدَهَا حَتَّى نَعْلمَ مَا فِيْهَا يَعْنِي مِنَ العِلْم4. مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ قال سئل علي، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ فَقَالَ: قَرَأَ القُرْآنَ ثُمَّ وَقَفَ عِنْدَهُ وَكُفِيَ بِهِ. وَرُوِيَ نَحْوُهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ عَلِيٍّ وَزَادَ وَعَلِمَ السُّنَّةَ. وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيْثِ الأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بنِ الحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ: أَتَيْنَا أَبَا مُوْسَى فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ عَبْدَ اللهِ وَأَبَا مسعود وهم ينظرون في مصحف فتحدثنا

_ 1 ضعيف: لجهالة الرجل من همدان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، والحديث عند أحمد "1/ 405، من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، به. 2 هو أبو عبد الله، محمد بن سنجر، الحافظ الكبير، قال ابن أبي حاتم: ثقة. ترجمته في تذكرة الحفاظ "ص578-579". 3 صحيح: تقدم تخريجنا له بتعليق رقم "627. 4 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف، لضعف شريك في حفظه ولاختلاط عطاء بن السائب، لكن ورد عند ابن جرير في "تفسيره" من طريق الأعمش، عن شفيق، عن ابن مسعود، قال: "كان الحاج منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن" وإسناده صحيح.

سَاعَةً ثُمَّ رَاحَ عَبْدُ اللهِ فَقَالَ أَبُو مَسْعُوْدٍ: لاَ وَاللهِ لاَ أَعْلَمُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَرَكَ أَحَداً أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللهِ مِنْ هَذَا القَائِمِ1. الأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بنِ وَهْبٍ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ مَعَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ إِذْ جَاءَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ فَكَادَ الجُلُوْس يُوَارُوْنَهُ مِنْ قِصَرِهِ فَضَحِكَ عُمَرُ حِيْنَ رَآهُ فَجَعَلَ عُمَرُ يُكَلِّمُهُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ وَيُضَاحِكُهُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَيْهِ ثُمَّ وَلَّى فَأَتْبَعَهُ عُمَرُ بَصَرَهُ حَتَّى تَوَارَى فَقَالَ: كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً2. مَعْنُ بنُ عِيْسَى: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ أَسَدِ بنِ وَدَاعَةَ أَنَّ عُمَرَ ذَكَرَ ابْنَ مَسْعُوْدٍ فَقَالَ: كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً آثَرْتُ بِهِ أَهْلَ القَادِسِيَّةِ. عَفَّانُ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ أَنَّ مُهَاجَرَ عَبْدِ اللهِ كَانَ بِحِمْصَ فَجَلاَهُ عُمَرُ إِلَى الكُوْفَةِ وَكَتَبَ إِلَيْهِم: إِنِّي -وَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إلَّا هُوَ- آثَرْتُكُم بِهِ عَلَى نَفْسِي فَخُذُوا مِنْهُ. عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: سَافَرَ عَبْدُ اللهِ سَفَراً يَذْكُرُوْنَ أَنَّ العَطَشَ قَتَلَهُ وَأَصْحَابَهُ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ فَقَالَ: لَهُوَ أَنْ يُفَجِّرَ اللهُ لَهُ عَيْناً يَسْقِيْهِ مِنْهَا وَأَصْحَابَهُ أَظَنُّ عِنْدِي مِنْ أَنْ يَقْتُلَهُ عَطَشاً3. هُشَيْمٌ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّ ابْنَ مَسْعُوْدٍ رَأَى رَجُلاً قَدْ أَسْبَلَ فقال: ارفع إزارك فقال: وأنت يابن مَسْعُوْدٍ فَارْفَعْ إِزَارَكَ قَالَ: إِنّ بِسَاقَيَّ حُمُوْشَةً وَأَنَا أَؤُمُّ النَّاسَ فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَجَعَلَ يَضْرِبُ الرَّجُلَ وَيَقُوْلُ: أَتَرُدُّ عَلَى ابْنِ مَسْعُوْدٍ?.

_ 1 صحيح: أخرج مسلم "2461" "113"، وقد تقدم تخريجنا له برقم "631" فراجعه ثم. 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "3/ 156"، وأبو نعيم في "الحلية "1/ 129"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" "2/ 543" من طريق عبد الرزاق عن الثوري، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات. قوله: "كنيف ملئ علما": أي أنه وعاء للعلم بمنزلة الوعاء الذي يضع الرجل فيه أداته، وتصغيره على جهة المدح له، وهو تصغير تعظيم للكنف كقول حباب بن المنذر. أنا جديلها المحكك وعذيقها المرجب، شبه عمر قلب ابن مسعود بكنف الراعي لأن فيه مبراته ومقصه وشفرته ففيه كل ما يريد، هكذا قلب ابن مسعود قد جمع فيه كل ما يحتاج إليه الناس من العلوم. وقيل الكنف وعاء يجعل فيه الصائغ أدواته، وقيل الكنف الوعاء الذي يكنف ما جعل فيه أي يحفظه. 3 ضعيف: أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" "2/ 54"، وهو ضعيف لانقطاعه، أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، لم يسمع من أبيه.

مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: أَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ يَسْأَلُهُ، عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثُمَّ رَاجَعَهَا حِيْنَ دَخَلَتْ فِي الحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ فَقَالَ أَبِي: وَكَيْف يُفْتِي مُنَافِقٌ? فَقَالَ عُثْمَانُ: نُعِيْذُكَ بِاللهِ أَنْ تَكُوْنَ هَكَذَا قَالَ: هُوَ أَحَقُّ بِهَا مَا لَمْ تَغْتَسِلْ مِنَ الحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ. قَبِيْصَةُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَبَّةَ بنِ جُوَيْنٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ الكُوْفَةَ أَتَاهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ فَسَأَلَهُم عَنْهُ حَتَّى رَأَوْا أَنَّهُ يَمْتَحِنُهُم فَقَالَ: وَأَنَا أَقُوْلُ فِيْهِ مِثْلَ الَّذِي قَالُوا وَأَفَضْلَ قَرَأَ القُرْآنَ وَأَحَلَّ حَلاَلَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ فَقِيْهٌ فِي الدِّيْنِ عَالِمٌ بِالسُّنَّةِ. وَفِي "مُسْتَدْرَكِ الحَاكِمِ" مِنْ رِوَايَةِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البختري، عن علي وَقِيْلَ لَهُ: أَخْبِرْنَا، عَنْ عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: عَلِمَ الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ ثُمَّ انْتَهَى. وَقَالَ الأَعْمَشُ: عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ إِنَّ أَبَا مُوْسَى اسْتُفْتِيَ فِي شَيْءٍ مِنَ الفَرَائِضِ فَغَلِطَ وَخَالَفَهُ ابْنُ مَسْعُوْدٍ فَقَالَ أَبُو مُوْسَى لاَ تَسْأَلُوْنِي، عن شيء مَا دَامَ هَذَا الحَبْرُ بَيْنَ أَظْهُرِكُم1. وَرَوَى نَحْوَهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ وَرَوَى غُنْدَرٌ، عَنْ شعبة، عن أبي قيس، عن هزيل بن شُرَحْبِيْلَ بِنَحْوِ ذَلِكَ. يَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوْسَى يَقُوْلُ مَجْلِسٌ كُنْتٌ أُجَالِسُهُ ابْنَ مَسْعُوْدٍ أَوْثَقُ فِي نَفْسِي مِنْ عَمَلِ سَنَةٍ2. الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ حُرَيْثِ بنِ ظُهَيْرٍ قَالَ: جَاءَ نَعْيُ عَبْدِ اللهِ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: مَا تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ3 سَمِعَهَا يَحْيَى القطان من سفيان.

_ 1 صحيح على شرط البخاري: "أخرجه أحمد "1/ 463-464"، والطيالسي "375"، والبخاري "6736"، والنسائي في "الكبرى" "6329" "6330"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "4/ 392" وسعيد بن منصور في "سننه" "28"، والطبراني في "الكبير" "10/ 9871"، والبيهقي في "السنن" "6/ 229"، والبغوي في "شرح السنة" "2218" من طرق عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلِ بن شرحبيل، قال: سأل رجل أبا موسى الأشعري، عن امرأة تركت ابنتها، وابنة ابنها، وأختها؟ فذكره في حديث طويل. 2 ضعيف: أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 545" وفيه الانقطاع بين أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، وَأَبِي موسى، رضي الله عنه. 3 ضعيف: أخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" "1/ 60" من طريق يحيى القطان، عن سفيان حدثني الأعمش، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه حريث بن ظهير، لا يعرف كما قال الحافظ الذهبي في "الميزان"، وقال الحافظ في "التقريب" "مجهول".

أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ مُسلمٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ قَالَ: شَامَمْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى سِتَّةٍ عَلِيٍّ وَعُمَرَ وَعَبْدِ اللهِ وَزَيْدٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَأُبِيٍّ ثُمَّ شَامَمْتُ السِّتَّةَ فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انتهى إِلَى عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللهِ. وَبَعْضُهُم يَرْوِيْهِ، عَنْ مَنْصُوْرٍ فَقَالَ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ وَقِيْلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ: مَا أَعْدِلُ بِابْنِ مَسْعُوْدٍ أَحَداً. عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، عَنْ مَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا دَخَلَ الكُوْفَةَ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنْفَعَ عِلْماً وَلاَ أَفْقَهَ صَاحِباً مِنْ عَبْدِ اللهِ. وَبِإِسْنَادِ "مُسْنَدِ أَحْمَدَ"، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ وَثَّابٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَوْماً فَقَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرُعِدَ حَتَّى رَعُدَتْ ثِيَابُهُ ثُمَّ قَالَ نَحْوَ ذَا أَوْ شبِيْهاً بِذَا1. رَوَاهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، عَنْ إِسْرَائِيْلَ فَأَبْدَلَ ابْنَ وَثَابٍ بِالشَّعْبِيِّ. وَرَوَى نَحْوَهُ مُسلمٌ البَطِيْنُ وَغَيْرُهُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ فَقَالَ القَعْنَبِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ مُسلمٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ قَالَ: صَحِبْتُ عَبْدَ اللهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْراً فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا حَدِيْثاً وَاحِداً فَرَأَيْتُهُ يَفْرَقُ ثُمَّ غَشِيَهُ بُهْرٌ ثُمَّ قَالَ نَحْوَهُ أَوْ شِبْهَهُ. مِسْعَرٌ، عَنْ مَعْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَخِيْهِ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ كَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا هَدَأَتِ العُيُوْنُ قَامَ فَسَمِعْتُ لَهُ دَوِيّاً كَدَوِيِّ النحل. ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادٌ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ حَسَنَ الصَّوْتِ بالقرآن.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "1/ 423"، والحاكم "1/ 110-111" من طريق إسرائيل، به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو حصين -بفتح الحاء- هو عثمان بن عاصم بن حصين -بضم الحاء- الأسدي، ويحيى بن وثاب هو الأسدي الكوفي، ومسروق هو ابن الأجدع.

حُمَيْدُ بنُ الرَّبِيْعِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ وَهْبٍ قَالَ: رَأَيْتُ بِعَيْنَيْ عَبْدِ اللهِ أَثَرَيْنِ أَسْوَدَيْنِ مِنَ البُكَاءِ1. الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الحَارِثِ بنِ سُوَيْدٍ قَالَ: أَكْثَرُوا عَلَى عَبْدِ اللهِ يَوْماً فَقَالَ: وَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ لَوْ تَعْلَمُوْنَ عِلْمِي لَحَثَيْتُمُ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِي. رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ. وَفِي "مُسْتَدْرَكِ الحَاكِمِ" لِلثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوْ تَعْلَمُوْنَ ذُنُوْبِي مَا وَطِئَ عَقِبِي اثْنَانِ وَلَحَثَيْتُمُ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِي وَلَوَدِدْتُ أَنَّ اللهَ غَفَرَ لِي ذَنْباً مِنْ ذُنُوْبِي وَأَنِّي دُعِيْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ رَوْثَةَ. قَالَ عَلْقَمَةُ: جَلَسْتُ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ? قُلْتُ: مِنَ الكُوْفَةِ فَقَالَ: أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالوِسَادِ وَالمِطْهَرَةِ وَفِيْكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ وَفِيْكُمُ الَّذِي أَجَارَهُ اللهُ من الشيطان على لِسَانِ نَبِيِّهِ2. عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ ابْنَ مَسْعُوْدٍ كَانَ يَقُوْلُ فِي دُعَائِهِ: خَائِفٌ مُسْتَجِيْرٌ تَائِبٌ مُسْتَغْفِرٌ رَاغِبٌ رَاهِبٌ. الأَعْمَشُ: عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ: لَوْ سَخِرْتُ مِنْ كَلْبٍ لَخَشِيْتُ أَنْ أَكُوْنَ كَلْباً وَإِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أَرَى الرَّجُلَ فَارِغاً لَيْسَ فِي عَمَلِ آخِرَةٍ وَلاَ دُنْيَا. وَكِيْعٌ: حَدَّثَنَا المَسْعُوْدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بنِ بَذِيْمَةَ، عَنْ قَيْسِ بنِ حَبْتَرٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ حَبَّذَا المَكْرُوْهَانِ المَوْتُ وَالفَقْرُ وَايْمُ اللهِ مَا هُوَ إلَّا الغِنَى وَالفَقْرُ مَا أُبَالِي بِأَيِّهِمَا ابْتُدِئْتُ إِنْ كَانَ الفَقْرُ إِنَّ فِيْهِ لَلصَّبْرَ وَإِنْ كَانَ الغِنَى إِنَّ فِيْهِ لَلْعَطْفَ لأَنَّ حَقَّ اللهِ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَاجِبٌ. الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلِ بنِ شُرَحْبِيْلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ أَضَرَّ بِالدُّنْيَا وَمَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا أَضَرَّ بِالآخِرَةِ يَا قَوْمُ فَأَضِرُّوا بالفاني للباقي.

_ 1 ضعيف: في إسناده حميد بن الربيع، وهو ابن حميد بن مالك، أبو الحسن اللخمي، قال البرقاني: عامة شيوخنا يقولون: ذاهب الحديث. وقال النسائي: ليس بشيء، وقال ابن عدي: يسرق الحديث ويرفع الموقوف. وعده ابن معين من الكذابين. وأبو أسامة هو حماد بن أسامة القرشي مولاهم، الكوفي مشهور بكنيته، ثقة ثبت، ربما دلس، ومسعر هو ابن كدام بن ظهير أبو سلمة الكوفي، ثقة ثبت فاضل. 2 صحيح أخرجه البخاري "3742" من طريق إسرائيل، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، به في حديث طويل.

أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أيوب سعيد، حدثني عبد الله بنُ الوَلِيْدِ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ حُجَيْرَةَ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ إِذَا قَعَدَ: إِنَّكُم فِي مَمَرِّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فِي آجَالٍ مَنْقُوْصَةٍ وَأَعْمَالٍ مَحْفُوْظَةٍ وَالمَوْتُ يَأْتِي بَغْتَةً مَنْ زَرَعَ خَيْراً يُوْشِكُ أَنْ يَحْصُدَ رَغْبَةً وَمَنْ زَرَعَ شَرّاً يُوْشِكُ أَنْ يَحْصُدَ ندامة ولكل زارع مثل زَرَعَ لاَ يُسْبَقُ بَطِيْءٌ بِحَظِّهِ وَلاَ يُدْرِكُ حَرِيْصٌ مَا لَمْ يُقَدَّرْ لَهُ فَمَنْ أُعْطِيَ خَيْراً فَاللهُ أَعْطَاهُ وَمَنْ وُقِيَ شَرّاً فَاللهُ وَقَاهُ المُتَّقُوْنَ سَادَةٌ وَالفُقَهَاءُ قَادَةٌ وَمُجَالَسَتُهُم زِيَادَةٌ. العَلاَءُ بنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: ارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ تَكُنْ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ وَاجْتَنِبْ المَحَارِمَ تَكُنْ من أروع النَّاسِ وَأَدِّ مَا افْتُرِضَ عَلَيْك تَكُنْ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ. عَلِيُّ بنُ الأَقْمَرِ، عَنْ عَمْرِو بنِ جُنْدَبٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: جَاهِدُوا المُنَافِقِيْنَ بِأَيْدِيْكُم فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيْعُوا فَبِأَلْسِنَتِكُم فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيْعُوا إلَّا أَنْ تَكْفَهِرُّوا فِي وُجُوْهِهِم فَافْعَلُوا. سَيْفُ بنُ عُمَرَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَيْفٍ أَنَّ ابْنَ مَسْعُوْدٍ تَرَكَ عَطَاءهُ حِيْنَ مَاتَ عُمَرُ وَفَعَلَ ذَلِكَ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ أَغْنِيَاءُ وَاتَّخَذَ لِنَفْسِهِ ضَيْعَةً بِرَاذَانَ فَمَاتَ، عَنْ تِسْعِيْنَ أَلْفِ مِثْقَالٍ سِوَى رَقِيْقٍ وَعرُوْضٍ وَمَاشِيَةٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَكِيْعٌ، عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ، عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: أَوْصَى ابْنُ مَسْعُوْدٍ وَكَتَبَ إِنَّ وَصِيَّتِي إِلَى اللهِ وَإِلَى الزُّبَيْرِ بنِ العوام وإلى ابنه عبد الله بن الزُّبَيْرِ وَإِنَّهُمَا فِي حِلٍّ وَبِلٍّ مِمَّا قَضَيَا فِي تَرِكَتِي وَإِنَّهُ لاَ تُزَوَّجُ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِي إلَّا بِإِذْنِهِمَا. قُلْتُ: كَانَ قَدْ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَشَهِدَ فِي طَرِيْقِهِ بِالرَّبَذَةِ أَبَا ذَرٍّ، وَصَلَّى عَلَيْهِ. السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي شُجَاعٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ قَالَ: مَرِضَ عَبْدُ اللهِ فَعَادَهُ عُثْمَانُ وَقَالَ: مَا تَشْتَكِي? قَالَ: ذُنُوْبِي قَالَ: فَمَا تَشْتَهِي? قَالَ: رَحْمَةَ رَبِّي قَالَ: إلَّا آمُرُ لَكَ بِطَبِيْبٍ? قَالَ: الطَّبِيْبُ أَمْرَضَنِي قَالَ: إلَّا آمُرُ لَكَ بِعَطَاءٍ? قَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهِ. كَذَا رَوَاهُ سَعِيْدُ بنُ مَرْيَمَ، وَعَمْرُو بنُ الرَّبِيْعِ. وَرَوَاهُ: ابْنُ وَهْبٍ فَقَالَ: عَنْ شُجَاعٍ وَرَوَاهُ عُثْمَانُ بنُ يَمَانٍ وَحَجَّاجُ بنُ نُصَيْرٍ، عَنِ السَّرِيِّ، عَنْ شُجَاعٍ، عَنْ أَبِي فَاطِمَةَ. الفَسَوِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: دَخَلَ الزُّبَيْرُ عَلَى عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بَعْدَ وَفَاةِ عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: أَعْطِنِي عَطَاءَ عَبْدِ اللهِ فَعِيَالُ عَبْدِ اللهِ أَحَقُّ بِهِ مِنْ بَيْتِ المال فأعطاه خمسة عشر ألفًا.

حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: وَكَانَ عُثْمَانُ حَرَمَهُ عطَاءهُ سَنَتَيْنِ. يَحْيَى الحِمَّانِيُّ، عَنْ شَرِيْكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُوْدٍ أَوْصَى إِلَى الزُّبَيْرِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ. وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَاتَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ بِالمَدِيْنَةِ وَدُفِنَ بِالبَقِيْعِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَكَانَ نَحِيْفاً قصير شَدِيْدَ الأُدْمَةِ وَكَذَا أَرَّخَهُ فِيْهَا جَمَاعَةٌ. وَعَنْ عَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ وَغَيْرِهِ: أَنَّهُ عَاشَ بِضْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً وَقَالَ يَحْيَى بنُ أَبِي عُتْبَةَ: عَاشَ ثَلاَثاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً وَقَالَ هُوَ وَيَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ قُلْتُ: لَعَلَّهُ مَاتَ فِي أَوَّلِهَا وَقَالَ بَعْضُهُم: مَاتَ قَبْلَ عُثْمَانَ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ وَجَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيِّ أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ ريْذَةَ، أَنْبَأَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وَبِشْرٌ قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ رَجُلٍ يُمْلِي المَصَاحِفَ، عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ فَفَزِعَ عُمَرُ فَقَالَ: وَيْحَكَ انْظُرْ مَا تَقُوْلُ وَغَضِبَ فَقَالَ: مَا جِئْتُكَ إلَّا بِالحَقِّ قَالَ مَنْ هُوَ? قَالَ: عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً أَحَقَّ بِذَلِكَ مِنْهُ وَسَأُحَدِّثُكَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ إِنَّا سَمَرْنَا لَيْلَةً فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي بَعْضِ مَا يَكُوْنُ مِنْ حَاجَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ خَرَجْنَا وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى المَسْجِدِ إِذَا رَجُلٌ يَقْرَأُ فَقَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتَمِعُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَعْتَمْتَ فَغَمَزَنِي بِيَدِهِ اسكت قال: فقرأ وركع وَسَجَدَ وَجَلَسَ يَدْعُو وَيَسْتَغْفِرُ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَلْ تُعْطَهُ" ثُمَّ قَالَ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ رَطْباً كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْ قِرَاءةَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ" فَعَلِمْتُ أَنَا وَصَاحِبِي أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَيْهِ لأُبَشِّرَهُ فَقَالَ: سَبَقَكَ بِهَا أَبُو بَكْرٍ وَمَا سَابَقْتُهُ إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ1. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ زَائِدَةُ وَغَيْرُهُ، عَنِ الأعمش، عن إبراهيم.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "1/ 124"، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" "2/ 528"، وقد تقدم تخريجنا له برقم "647".

93- عُتْبَةُ بنُ مَسْعُوْدٍ الهُذَلِيُّ 1: هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ قَالَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ: لَمَّا مَاتَ أَبِي بكى بن مَسْعُوْدٍ وَقَالَ: أَخِي وَصَاحِبِي مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ إلَّا مَا كَانَ مِنْ عُمَرَ. وَقِيْلَ: لَمَّا تُوُفِّيَ انْتَظَرَ عُمَرُ أُمَّ عَبْدٍ فَجَاءتْ فَصَلَّتْ عَلَيْهِ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا ابْنُ مَسْعُوْدٍ بِأَعْلَى عِنْدَنَا مِنْ أَخِيْهِ عُتْبَةَ. قُلْتُ: وَلِوَلَدِهِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ إِدْرَاكٌ وَصُحْبَةٌ وَرِوَايَةُ حَدِيْثٍ وَهُوَ وَالِدُ أَحَدِ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ عُبَيْدِ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 126-127"، والتاريخ الكبير "3/ ق2/ 522"، والجرح والتعديل "3/ ق1/ 373"، والإصابة "2/ ترجمة 5414".

عتبة بن مسعود الهذلي

93- عُتْبَةُ بنُ مَسْعُوْدٍ الهُذَلِيُّ 1: هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ قَالَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ: لَمَّا مَاتَ أَبِي بكى بن مَسْعُوْدٍ وَقَالَ: أَخِي وَصَاحِبِي مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ إلَّا مَا كَانَ مِنْ عُمَرَ. وَقِيْلَ: لَمَّا تُوُفِّيَ انْتَظَرَ عُمَرُ أُمَّ عَبْدٍ فَجَاءتْ فَصَلَّتْ عَلَيْهِ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا ابْنُ مَسْعُوْدٍ بِأَعْلَى عِنْدَنَا مِنْ أَخِيْهِ عُتْبَةَ. قُلْتُ: وَلِوَلَدِهِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ إِدْرَاكٌ وَصُحْبَةٌ وَرِوَايَةُ حَدِيْثٍ وَهُوَ وَالِدُ أَحَدِ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ عُبَيْدِ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 126-127"، والتاريخ الكبير "3/ ق2/ 522"، والجرح والتعديل "3/ ق1/ 373"، والإصابة "2/ ترجمة 5414".

خبيب بن يساف

94- خبيب بن يساف 1: ابن عنبة بن عمرو بن خُدَيْجِ بنِ عَامِرِ بنِ جُشَمَ بنِ الحَارِثِ بنِ الخَزْرَجِ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ. وَكَانَ لَهُ أَوْلاَدٌ: أَبُو كَثِيْرٍ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأُنَيْسَةُ وَكَانَتْ تَحْتَهُ جَمِيْلَةُ ابْنَةُ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي بن سَلُوْلٍ وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُهُ. ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَنْبَأَنَا مُسْتَلِمُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا خُبَيْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خُبَيْبِ بن يِسَافٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وَهُوَ يُرِيْدُ غَزْواً أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمِي لَمْ نُسْلِمْ فَقُلْنَا: إِنَّا نَسْتَحِيِي أَنْ يَشْهَدَ قَوْمُنَا مَشْهَداً لاَ نَشْهَدُهُ قَالَ: "أَسْلَمْتُمَا"؟ قُلْنَا: لاَ قَالَ: "إِنَّا لاَ نَسْتَعِيْنُ بِالمُشْرِكِيْنَ عَلَى المُشْرِكِيْنَ" قَالَ: فَأَسْلَمْنَا وَشَهِدْنَا مَعَهُ فَقَتَلْتُ رَجُلاً وَضَرَبَنِي ضَرْبَةً وَتَزَوَّجْتُ ابْنَتَهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَكَانَتْ تَقُوْلُ لِي لاَ عَدِمْتُ رَجُلاً وَشَّحَكَ هَذَا الوِشَاحَ فَأَقُوْلُ لَهَا: لاَ عَدِمْتِ رَجُلاً عَجَّلَ أَبَاكِ إِلَى النَّارِ. مَعْنٌ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الفُضَيْلِ بنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ نِيَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجَ رَسُوْلُ الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- إِلَى بَدْرٍ فَلَمَّا كَانَ بِحَرَّةِ الوَبْرَةِ أَدْرَكَهُ رَجُلٌ كَانَ يُذْكَرُ مِنْهُ جُرْأَةٌ وَنَجْدَةٌ ففرحوا به قالت: فقال: جئت لأتبعك وأصيب معك فقال له

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 534-535"، والتاريخ الكبير "2/ ق1/ 209" وحلية الأولياء "1/ 364" والجرح والتعديل "1/ ق2/ 387" والإصابة "1/ ترجمة 2219".

النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ"؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: "فَارْجِعْ فَلَنْ نَسْتَعِيْنَ بِمُشْرِكٍ" ثُمَّ أَدْرَكَهُ بِالشَّجَرَةِ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ ثُمَّ أَدْرَكَهُ بِالبَيْدَاءِ فَقَالَ: "أَتُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ"؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "انْطَلِقْ" 1. قَالَ الوَاقِدِيُّ: هُوَ خُبَيْبُ بنُ يِسَافٍ تَأَخَّرَ إِسْلاَمُهُ حَتَّى خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى بَدْرٍ فَلَحِقَهُ فَأَسْلَمَ وَشَهِدَ بَدْراً وَأُحُداً قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُهُ. وَيُقَالُ فِي أَبِيْهِ: إِسَافُ بنُ عَدِيٍّ كَذَا سَمَّاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَقَالَ شَيْخُنَا الدِّمْيَاطِيُّ: هُوَ الَّذِي قَتَلَ أَبَا عُقْبَةَ الحَارِثَ بنَ عَامِرٍ كَذَا قَالَ شَيْخُنَا وَخَطَّأَ مَا فِي صَحِيْحِ البُخَارِيِّ فِي مَصْرَعِ خُبَيْبِ بنِ عَدِيٍّ الشَّهِيْدِ مِنْ أَنَّهُ قَتَلَ الحَارِثَ يَوْمَ بَدْرٍ فَقَتَلَهُ آلُ الحَارِثِ لَمَّا أَسَرُوْهُ بِهِ وَهُوَ خُبَيْبُ بنُ عَدِيِّ بنِ مَالِكٍ مِنَ الأَوْسِ وَلَمْ أَجِدْهُ مَذْكُوْراً فِي البَدْرِيِّيْنَ -رَضِيَ اللهُ عنه.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 67-68 و148-149"، ومسلم "1817"، وأبو داود "2732"، والترمذي "1558" من طرق عن مالك، به.

عويم بن ساعدة

95- عويم بن ساعدة 1: ابن عائش بن قيس بن النُّعْمَانِ بنِ زَيْدِ بنِ أُمَيَّةَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ مِنْ بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ. بَدْرِيٌّ كَبِيْرٌ شَهِدَ العَقَبَتَيْنِ فِي قَوْلِ الوَاقِدِيِّ وَشَهِدَ الثَّانِيَةَ بِلاَ نِزَاعٍ وَآخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: بَلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَاطِبِ بنِ أَبِي بَلْتَعَةَ. مُوْسَى بنُ يَعْقُوْبَ الزَّمْعِيُّ، عَنِ السَّرِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبَّادِ بنِ حَمْزَةَ سَمِعَ جَابِراً سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "نِعْمَ العَبْدُ مِنْ عِبَادِ اللهِ وَالرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ عُوَيْمُ بنُ سَاعِدَةَ"2. وَقِيْلَ: كَانَ أَوَّلَ من استنجى بالماء.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 459-460"، والتاريخ الصغير "1/ 44 و74"، وحلية الأولياء "2/ 11"، تهذيب التهذيب "8/ 174"، الإصابة "3/ ترجمة 6112"، والتقريب "2/ 90"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5655". 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 459"، وفيه علتان: موسى بن يعقوب الزمعي المدني، قال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن المديني: ضعيف منكر الحديث. الثانية: جهالة السري بن عبد الرحمن.

صالح بن كيسان، عن بن شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ الرَّجُلَيْنِ الصَّالِحَيْنِ اللَّذَيْنِ لَقِيَا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَهُمَا يُرِيْدَانِ سَقِيْفَةَ بَنِي سَاعِدَةَ فَذَكَرَا مَا تَمَالأَ عَلَيْهِ القَوْمُ وَقَالاَ: أَيْنَ تُرِيْدَانِ? قَالاَ: نُرِيْدُ إِخْوَانَنَا مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالاَ: لاَ عَلَيْكُم أَنْ لاَ تَقْرَبُوْهُم اقْضُوا أَمْرَكُمْ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّهُمَا عُوَيْمُ بنُ سَاعِدَةَ وَمَعْنُ بنُ عَدِيٍّ1. وَقِيْلَ: عُوَيْمٌ مِمَّنْ نَزَلَتْ فِيْهِ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التَّوْبَةُ: 108] . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ عُوَيْمُ بنُ سَاعِدَةَ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: وَقِيْلَ: أصله بلوي.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن سعد "3/ 460".

قصة سلمان الفارسي

96- قِصَّةُ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ 1 "ع": قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ: هُوَ سَلْمَانُ ابْنُ الإِسْلاَمِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الفَارِسِيُّ سَابِقُ الفُرْسِ إِلَى الإِسْلاَمِ صَحِبَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَخَدَمَهُ وَحَدَّثَ عَنْهُ. وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ، وَأَبُو الطُّفَيْلِ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَشُرَحْبِيْلُ بنُ السِّمْطِ، وَأَبُو قُرَّةَ سَلَمَةُ بنُ مُعَاوِيَةَ الكِنْدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ زَاذَانُ وَأَبُو ظِبْيَانَ حُصَيْنُ بنُ جُنْدَبٍ الجَنْبِيُّ، وَقَرْثَعٌ الضَّبِّيُّ الكُوْفِيُّوْنَ. لَهُ فِي "مُسْنَدِ بَقِيٍّ" سِتُّوْنَ حَدِيْثاً وَأَخْرَجَ لَهُ البُخَارِيُّ أَرْبَعَةَ أَحَادِيْثَ وَمُسْلِمٌ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ. وَكَانَ لَبِيْباً حَازِماً، مِنْ عُقَلاَءِ الرِّجَالِ، وَعُبَّادِهِم وَنُبَلاَئِهِم. قَالَ يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ القَاضِي: عَنْ عُرْوَةَ بنِ رُوَيْمٍ، عَنِ القَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ قَالَ زَارَنَا سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ فَصَلَّى الإِمَامُ الظُّهْرَ ثُمَّ خَرَجَ وَخَرَجَ النَّاسُ يَتَلَقَّوْنَهُ كَمَا يُتَلَقَّى الخَلِيْفَةُ فَلَقِيْنَاهُ وَقَدْ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ العَصْرَ وَهُوَ يَمْشِي فَوَقَفْنَا نُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَبْقَ فِيْنَا شَرِيْفٌ إلَّا عَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ فَقَالَ: جَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي مَرَّتِي هَذِهِ أن أنزل على بشير بن

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 16-17"، و"7/ 318-319"، والتاريخ الكبير "2/ ق2/ 135"، والتاريخ الصغير "1/ 71-74" والجرح والتعديل "2/ ق1/ 296-297"، حلية الأولياء "1/ 185-208"، وتاريخ أصبهان "1/ 48-57" وتاريخ بغداد "1/ 163"، والإصابة "2/ ترجمة 3357"، وتهذيب التهذيب "4/ 137".

سَعْدٍ. فَلَمَّا قَدِمَ سَأَلَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالُوا: هُوَ مُرَابِطٌ فَقَالَ: أَيْنَ مُرَابَطُكُم? قَالُوا: بَيْرُوْتُ فَتَوَجَّهَ قِبَلَهُ قَالَ: فَقَالَ سَلْمَانُ: يَا أَهْلَ بَيْرُوْتَ! إلَّا أُحَدِّثُكُم حَدِيْثاً يُذْهِبُ اللهُ بِهِ عَنْكُمْ عَرَضَ الرِّبَاطِ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عله وسلم يقول: "رباط يوم وَلَيْلَةٍ كَصِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطاً أُجِيْرَ مِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ وَجَرَى لَهُ صَالِحُ عَمَلِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ" 1. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ القَوِيِّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الأَغْلَبِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَّاسِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الوَرْدِ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيْدٍ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ "ح" وَأَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ عَلاَّنَ إِجَازَةً أَنَّ حَنْبَلَ بنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُم، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ الشَّيْبَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الوَاعِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ المَالِكِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي "ح"، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي ومُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ بُكَيْرٍ "ح" وَسَهْلُ بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ "ح" وَعَنْ يَحْيَى بنِ آدَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ "ح" وَحَجَّاجُ بنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زُفَرُ بنُ قُرَّةَ جَمِيْعُهُمْ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن مَحْمُوْدِ بنِ لَبِيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ قَالَ: كُنْتُ رَجُلاً فَارِسِيّاً مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا: جَيٌّ وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَهَا وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللهِ إِلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ بِي حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ كَمَا تُحْبَسُ الجَارِيَةُ فَاجْتَهَدْتُ فِي المَجُوْسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَاطِنَ النَّارِ الَّذِي يُوْقِدُهَا لاَ يَتْرُكُهَا تَخْبُو ساعة وكانت لأَبِي ضَيْعَةٌ عَظِيْمَةٌ فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْماً فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ! إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانِي هَذَا اليَوْمَ، عَنْ ضَيْعَتِي فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا وَأَمَرَنِي بِبَعْضِ مَا يُرِيْدُ فَخَرَجْتُ ثُمَّ قَالَ: لاَ تَحْتَبِسْ عَلَيَّ فَإِنَّكَ إِنِ احْتَبَسْتَ عَلَيَّ كُنْتَ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ضَيْعَتِي وَشَغَلَتْنِي، عَنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِي فَخَرَجْتُ أُرِيْدُ ضَيْعَتَهُ فَمَرَرْتُ بِكَنِيْسَةٍ مِنْ كَنَائِسِ النَّصَارَى فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُم فِيْهَا وَهُمْ يُصَلُّوْنَ وَكُنْتُ لاَ أَدْرِي مَا أَمْرُ النَّاسِ بِحَبْسِ أَبِي إِيَّايَ فِي بَيْتِهِ فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهِم وَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ دَخَلْتُ إِلَيْهِم أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُوْنَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُم أَعْجَبَتْنِي صَلَوَاتُهُم وَرَغِبْتُ فِي أَمْرِهِم وَقُلْتُ: هَذَا وَاللهِ خَيْرٌ مِنَ الدِّيْنِ الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ فَوَاللهِ مَا تَرَكْتُهُم حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَتَرَكْتُ ضَيْعَةَ أَبِي وَلَمْ آتِهَا فَقُلْتُ لَهُم: أَيْنَ

_ 1 صحيح: ورد عن سلمان مرفوعا بلفظ: "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات، جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجرى عليه رزقه وأمن الفتان" أخرجه مسلم "1913"، والنسائي "6/ 39" والطحاوي في "مشكل الآثار" "3/ 102"، والحاكم "2/ 80"، والبيهقي "9/ 38" من طرق عن ليث بن سعد، عن أيوب بن موسى، عن مكحول، عن شرحبيل بن السمط، عن سلمان، به.

أَصْلُ هَذَا الدِّيْنِ? قَالُوا: بِالشَّامِ قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي وَقَدْ بَعَثَ فِي طَلَبِي وَشَغَلْتُهُ، عَنْ عَمَلِهِ كُلِّهِ فَلَمَّا جِئْتُهُ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ! أَيْنَ كُنْتَ? أَلَمْ أَكُنْ عَهِدْتُ إِلَيْكَ مَا عَهِدْتُ قُلْتُ: يَا أَبَةِ! مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُصَلُّوْنَ فِي كَنِيْسَةٍ لَهُم فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ دِيْنِهِم فَوَاللهِ مَا زِلْتُ عِنْدَهُم حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ! لَيْسَ فِي ذَلِكَ الدِّيْنِ خَيْرٌ دِيْنُكَ وَدِيْنُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْهُ قُلْتُ: كَلاَّ وَاللهِ إِنَّهُ لَخَيْرٌ مِنْ دِيْنِنَا قَالَ: فَخَافَنِي فَجَعَلَ فِي رِجْلِي قَيْداً ثُمَّ حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ قَالَ: وَبَعَثْتُ إِلَى النَّصَارَى فَقُلْتُ: إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُم رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنَ النَّصَارَى فَأَخْبِرُوْنِي بِهِم فَقَدِمَ عَلَيْهِم رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ قَالَ: فَأَخْبَرُوْنِي بِهِم فَقُلْتُ إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُم وَأَرَادُوا الرَّجْعَةَ فَأَخْبِرُوْنِي قَالَ: فَفَعَلُوا. فَأَلْقَيْتُ الحَدِيْدَ مِنْ رِجْلِي ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُم حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ فَلَمَّا قَدِمْتُهَا قُلْتُ: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّيْنِ? قَالُوا: الأُسْقُفُ فِي الكَنِيْسَةِ فجِئْتُهُ فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِي هَذَا الدِّيْنِ وَأَحْبَبْتُ أَنْ أكون معك أخدمك فِي كَنِيْسَتِكَ وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ وَأُصَلِّي مَعَكَ قَالَ: فَادْخُلْ فَدَخَلْتُ مَعَهُ فَكَانَ رَجُلَ سُوْءٍ يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُم فِيْهَا فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ مِنْهَا شَيْئاً اكْتَنَزَهُ لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُعْطِهِ المَسَاكِيْنَ حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلاَلٍ مِنْ ذَهَبٍ وَوَرَقٍ فَأَبْغَضْتُهُ بُغْضاً شَدِيْداً لِمَا رَأَيْتُهُ يَصْنَعُ. ثُمَّ مَاتَ، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ النَّصَارَى لِيَدْفِنُوُهْ فَقُلْتُ لَهُم إِنَّ هَذَا رَجُلُ سُوْءٍ يَأْمُرُكُم بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُكُم فِيْهَا فَإِذَا جِئْتُم بِهَا كَنَزَهَا لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُعْطِ المَسَاكِيْنَ وَأَرَيْتُهُم مَوْضِعَ كَنْزِهِ سَبْعَ قِلاَلٍ مَمْلُوْءةٍ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا: وَاللهِ لاَ نَدْفِنُهُ أَبَداً. فَصَلَبُوْهُ ثُمَّ رَمَوْهُ بِالحِجَارَةِ ثُمَّ جَاؤُوا بِرَجُلٍ جَعَلُوْهُ مَكَانَهُ فَمَا رَأَيْت رَجُلاً -يَعْنِي لاَ يُصَلِّي الخَمْسَ- أَرَى أَنَّهُ أَفْضَلَ مِنْهُ أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا وَلاَ أَرْغَبَ فِي الآخِرَةِ وَلاَ أَدْأَبَ لَيْلاً وَنَهَاراً مَا أَعْلَمُنِي أَحَبَبْتُ شَيْئاً قَطُّ قَبْلَهُ حُبَّهُ فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ فَقُلْتُ: يَا فُلاَنُ! قَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللهِ وَإِنِّي وَاللهِ مَا أَحْبَبْتُ شَيْئاً قَطُّ حُبَّكَ فَمَاذَا تَأْمُرُنِي وَإِلَى مَنْ تُوْصِيْنِي? قَالَ لِي: يَا بُنَيَّ وَاللهِ مَا أَعْلَمُهُ إلَّا رَجُلاً بِالمَوْصِلِ فَائْتِهِ فَإِنَّكَ سَتَجِدُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِي. فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ لَحِقْتُ بِالمَوْصِلِ فَأَتَيْتُ صَاحِبَهَا فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ مِنَ الاجْتِهَادِ وَالزُّهْدِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ فُلاَناً أَوْصَانِي إِلَيْكَ أَنْ آتِيَكَ وَأكُوْنَ مَعَكَ. قَالَ: فَأَقِمْ أَيْ بُنَيَّ فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ عَلَى مِثْلِ أَمْرِ صَاحِبِهِ حَتَّى حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ فُلاَناً أَوْصَى بِي إِلَيْكَ وَقَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللهِ مَا تَرَى فَإِلَى مَنْ تُوْصِي بِي? وَمَا تَأْمُرُنِي بِهِ? قَالَ وَاللهِ مَا أَعْلَمُ -أَيْ بُنَيَّ- إلَّا رجلا بنصيبين.

فَلَمَّا دَفَنَّاهُ، لَحِقْتُ بِالآخَرِ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِم حَتَّى حَضَرَهُ المَوْتُ فَأَوْصَى بِي إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ عَمُّوْرِيَةَ بِالرُّوْمِ فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِم وَاكْتَسَبْتُ حَتَّى كَانَ لِي غُنَيْمَةٌ وَبُقَيْرَاتٌ. ثُمَّ احْتُضِرَ، فَكَلَّمْتُهُ إِلَى مَنْ يُوْصِي بِي? قَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللهِ مَا أَعْلَمُهُ بَقِيَ أَحَدٌ عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ آمُرُكَ أَنْ تَأتِيَهُ وَلَكِنْ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ يُبْعَثُ مِنَ الحَرَمِ مُهَاجَرُهُ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ إِلَى أَرْضٍ سَبْخَةٍ ذَاتِ نَخْلٍ وَإِنَّ فِيْهِ عَلاَمَاتٍ لاَ تَخْفَى بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ يَأْكُلُ الهَدِيَّةَ وَلاَ يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ فَإِنِ اسْتَطْعَتَ أَنْ تَخْلُصَ إِلَى تِلْكَ البِلاَدِ فَافْعَلْ فَإِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُهُ. فَلَمَّا وَارَيْنَاهُ، أَقَمْتُ حَتَّى مَرَّ بِي رِجَالٌ مِنْ تُجَّارِ العَرَبِ مِنْ كَلْبٍ فَقُلْتُ لَهُم: تَحْمِلُوْنِي إِلَى أَرْضِ العَرَبِ وَأُعْطِيَكُم غُنَيْمَتِي وَبَقَرَاتِي هَذِهِ? قَالُوا: نعم فأعطيتهم إياها وحملوني حتى إذا جاءوا بِي وَادِيَ القُرَى ظَلَمُوْنِي فَبَاعُوْنِي عَبْداً مِنْ رَجُلٍ يَهُوْدِيٍّ بِوَادِي القُرَى فَوَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّخْلَ وَطَمِعْتُ أَنْ يَكُوْنَ البَلَدَ الَّذِي نَعَتَ لِي صَاحِبِي. ومَا حَقَّتْ عِنْدِي حَتَّى قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ وَادِي القُرَى فَابْتَاعَنِي مِنْ صَاحِبِي فَخَرَجَ بِي حَتَّى قَدِمْنَا المَدِيْنَةَ فَوَاللهِ مَا هُوَ إلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُ نَعْتَهَا. فَأَقَمْتُ فِي رِقِّي وَبَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَكَّةَ لاَ يُذْكَرُ لِي شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِ مَعَ مَا أَنَا فِيْهِ مِنَ الرِّقِّ حَتَّى قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُبَاءَ وَأَنَا أَعْمَلُ لِصَاحِبِي فِي نَخْلَةٍ لَهُ فَوَاللهِ إِنِّي لَفِيْهَا إِذْ جَاءهُ ابْنُ عَمٍّ لَهُ فَقَالَ: يَا فُلاَنُ قَاتَلَ اللهُ بَنِي قَيْلَةَ وَاللهِ إِنَّهُمُ الآنَ لَفِي قُبَاءَ مُجْتَمِعُوْنَ عَلَى رَجُلٍ جَاءَ مِنْ مَكَّةَ يَزْعُمُوْنَ أَنَّهُ نَبِيٌّ. فَوَاللهِ مَا هُوَ إلَّا أَنْ سَمِعْتُهَا فَأَخَذَتْنِي العُرَوَاءُ -يَقُوْلُ: الرِّعْدَةُ- حَتَّى ظَنَنْتُ لأَسْقُطَنَّ عَلَى صَاحِبِي وَنَزَلْتُ أَقُوْلُ مَا هَذَا الخَبَرُ? فَرَفَعَ مَوْلاَيَ يَدَهُ فلكمني لكمة شديدة وقال: مالك وَلِهَذَا أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ فَقُلْتُ: لاَ شَيْءَ إِنَّمَا سَمِعْتُ خَبَراً فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَهُ. فَلَمَّا أَمْسَيْتُ وَكَانَ عِنْدِي شَيْءٌ مِنْ طَعَامٍ فَحَمَلْتُهُ وَذَهَبْتُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ بِقُبَاءَ فَقُلْتُ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَأَنَّ مَعَكَ أَصْحَاباً لَكَ غُرَبَاءَ وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ مِنَ الصَّدَقَةِ فَرَأَيْتُكُم أَحَقَّ مَنْ بِهَذِهِ البِلاَدِ فَهَاكَ هَذَا فَكُلْ مِنْهُ. قَالَ: فَأَمْسَكَ، وَقَالَ لأَصْحَابِهِ: "كُلُوا" فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذِهِ خَلَّةٌ مِمَّا وَصَفَ لِي صاحبي.

ثُمَّ رَجَعْتُ وَتَحَوَّلَ رَسُوْلُ اللهِ إِلَى المَدِيْنَةِ فَجَمَعْتُ شَيْئاً كَانَ عِنْدِي ثُمَّ جِئْتُهُ بِهِ فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ لاَ تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ فَأَكَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَكَلَ أَصْحَابُهُ فَقُلْتُ: هَذِهِ خَلَّتَانِ. ثُمَّ جِئْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَتْبَعُ جِنَازَةً وعليَّ شَمْلَتَانِ لِي وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ فَاسْتَدَرْتُ أَنْظُرُ إِلَى ظَهْرِهِ هَلْ أَرَى الخَاتَمَ الَّذِي وَصَفَ. فَلَمَّا رَآنِي اسْتَدْبَرْتُهُ عَرَفَ أَنِّي أَسْتَثْبِتُ فِي شَيْءٍ وُصِفَ لِي فَأَلْقَى رِدَاءهُ، عَنْ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى الخَاتَمِ فَعَرَفْتُهُ فَانْكَبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ وَأَبْكِي. فَقَالَ لِي: تَحَوَّلْ فَتَحَوَّلْتُ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ حَدِيْثِي كَمَا حدثتك يابن عَبَّاسٍ فَأَعْجَبَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ. ثُمَّ شَغَلَ سَلْمَانَ الرِّقُّ حَتَّى فَاتَهُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَدْرٌ وَأُحُدٌ. ثُمَّ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَاتِبْ يَا سَلْمَانُ" فَكَاتَبْتُ صَاحِبِي عَلَى ثَلاَثِ مَائَةِ نَخْلَةٍ أُحْيِيْهَا لَهُ بِالفَقِيْرِ وَبأَرْبَعِيْنَ أُوْقِيَّةً فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأَصْحَابِهِ: "أَعِيْنُوا أَخَاكُم" فَأَعَانُوْنِي بِالنَّخْلِ الرَّجُلُ بِثَلاَثِيْنَ وَدِيَّةً وَالرَّجُلُ بِعِشْرِيْنَ وَالرَّجُلُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ حَتَّى اجْتَمَعَتْ ثَلاَثَ مَائَةِ وَدِيَّةٍ فَقَالَ: "اذْهَبْ يَا سَلْمَانُ فَفَقِّرْ لَهَا فَإِذَا فَرَغْتَ فَائْتِنِي أَكُوْنُ أَنَا أَضَعُهَا بِيَدِي" فَفَقَّرْتُ لَهَا وَأَعَانَنِي أَصْحَابِي حَتَّى إِذَا فَرَغْتُ مِنْهَا جِئْتُهُ وَأَخْبَرْتُهُ فَخَرَجَ مَعِي إِلَيْهَا نُقَرِّبُ لَهُ الوَدِيَّ وَيَضَعُهُ بِيَدِهِ فَوَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ مَا مَاتَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ فَأَدَّيْتُ النَّخْلَ وَبَقِيَ عَلَيَّ المَالُ فَأُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمِثْلِ بَيْضَةِ دَجَاجَةٍ مِنْ ذَهَبٍ مِنْ بَعْضِ المَغَازِي فَقَالَ: "مَا فَعَلَ الفَارِسِيُّ المُكَاتَبُ"؟ فَدُعِيْتُ لَهُ فَقَالَ: "خُذْهَا فَأَدِّ بِهَا مَا عَلَيْكَ" قُلْتُ: وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ يَا رَسُوْلَ اللهِ مِمَّا عَلَيَّ? قَالَ: "خُذْهَا فَإِنَّ اللهَ سَيُؤَدِّي بِهَا عَنْكَ" فَأَخَذْتُهَا فَوَزَنْتُ لَهُم مِنْهَا أَرْبَعِيْنَ أُوْقِيَّةً وَأَوْفَيْتُهُم حَقَّهُم وَعُتِقْتُ فَشَهِدْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الخَنْدَقَ حُرّاً ثُمَّ لَمْ يَفُتْنِي مَعَهُ مَشْهَدٌ. زَادَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَقَالَ: عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ القَيْسِ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: لَمَّا قُلْتُ لَهُ: وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ مِنَ الَّذِي عَلَيَّ? أَخَذَهَا فَقَلَّبَهَا عَلَى لِسَانِهِ ثُمَّ قَالَ: "خُذْهَا". وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ إِدْرِيْسَ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عن عاصم بن عمر، عن رجل مِنْ عَبْدِ القَيْسِ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي مَنْ حَدَّثَهُ سَلْمَانُ أَنَّهُ كَانَ فِي حَدِيْثِهِ حِيْنَ سَاقَهُ

لرسول الله أَنَّ صَاحِبَ عَمُّوْرِيَةَ قَالَ لَهُ: إِذَا رَأَيْتَ رَجُلاً كَذَا وَكَذَا مِنْ أَرْضِ الشَّامِ بَيْنَ غَيْضَتَيْنِ يَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ الغَيْضَةِ إِلَى هَذِهِ الغَيْضَةِ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً يَتَعَرَّضُهُ النَّاسُ وَيُدَاوِي الأَسْقَامَ يَدْعُو لَهُم فَيُشْفَوْنَ فَائْتِهِ فَسَلْهُ، عَنِ الدِّيْنِ الَّذِي يُلْتَمَسُ فَجِئْتُ حَتَّى أَقَمْتُ مَعَ النَّاسِ بَيْنَ تَيْنَكِ الغَيْضَتَيْنِ. فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَخْرُجُ فِيْهَا مِنَ الغَيْضَةِ، خَرَجَ وَغَلَبَنِي النَّاسُ عَلَيْهِ حَتَّى دَخَلَ الغَيْضَةَ الأُخْرَى وَتَوَارَى مِنِّي إلَّا مَنْكِبَيْهِ فَتنَاوَلْتُهُ فَأَخَذْتُ بِمَنْكِبَيْهِ فَلَمْ يَلْتَفِت إِلَيَّ وَقَالَ: مَا لَكَ? قُلْتُ: أَسْأَلُ، عَنْ دِيْنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَنِيْفِيَّةِ قَالَ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُ، عَنْ شَيْءٍ مَا يَسْأَلُ النَّاسُ عَنْهُ اليَوْمَ وَقَدْ أَظَلَّكَ نَبِيٌّ يَخْرُجُ مِنْ عِنْدِ هَذَا البَيْتِ الَّذِي بِمَكَّةَ يَأْتِي بِهَذَا الدِّيْنِ الَّذِي تَسْأَلُ عَنْهُ فَالْحَقْ بِهِ ثُمَّ انْصَرَفَ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لَئِنْ كُنْتَ صَدَقْتَنِي لَقَدْ لَقِيْتَ وَصِيَّ عِيْسَى بن مَرْيَمَ". تَفَرَّدَ بِهِ: ابْنُ إِسْحَاقَ. وَقَاطِنُ النَّارِ: مُلاَزِمُهَا. وَبَنُوْ قَيْلَةَ: الأَنْصَارُ. وَالفَقِيْرُ: الحُفْرَةُ. وَالوَدِيُّ: النّصْبَةُ. وَقَالَ يُوْنُسُ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ بِنَحْوٍ مِمَّا مَرَّ وَفِيْهِ وَقَدْ أَظَلَّكَ نبي يخرج عند أهل هذا البيت وَيُبْعَثُ بِسَفْكِ الدَّمِ فَلَمَّا ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَئِنْ كُنْتَ صَدَقْتَنِي يَا سَلْمَانُ لَقَدْ رَأَيْتَ حَوَارِيَّ عِيْسَى". عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى وَعَمْرٌو العَنْقَزِيُّ قَالاَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي قُرَّةَ الكِنْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كَانَ أَبِي مِنَ الأَسَاوِرَةِ فَأَسْلَمَنِي فِي الكُتَّابِ فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ وَكَانَ مَعِي غُلاَمَانِ فَكَانَا إِذَا رَجَعَا دَخَلاَ عَلَى قِسٍّ أَوْ رَاهِبٍ فَأَدْخُلُ مَعَهُمَا فَقَالَ لَهُمَا: أَلَمْ أَنْهَكُمَا أَنْ تُدْخِلاَ عَلَيَّ أَحَداً أَوْ تُعْلِمَا بِي أَحَداً? فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ حَتَّى كُنْتُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُمَا فَقَالَ لِي: يَا سَلْمَانُ! إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ قُلْتُ: فَأَنَا مَعَكَ فَأَتَى قَرْيَةً فَنَزَلَهَا وَكَانَتِ امْرَأَةٌ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِ فَلَمَّا حُضِرَ قَالَ: احْفِرْ عِنْدَ رَأْسِي فَاسْتَخْرَجْتُ جَرَّةً مِنْ دَرَاهِمَ فَقَالَ: ضَعْهَا عَلَى صَدْرِي قَالَ: فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِهِ وَيَقُوْلُ: وَيْلٌ لِلْقَنَّائِيْنَ قَالَ: وَمَاتَ فَاجْتَمَعَ القِسِّيْسُوْنَ وَالرُّهْبَانُ وَهَمَمْتُ أَنْ أَحْتَمِلَ المَالَ ثُمَّ إِنَّ اللهَ عَصَمَنِي فَقُلْتُ لَهُم: إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ مَالاً فَوَثَبَ شُبَّانٌ مِنْ أَهْلِ القَرْيَةِ فَقَالُوا: هَذَا مَالُ أَبِيْنَا كَانَت سَرِيَّتُهُ تَخْتَلِف إِلَيْهِ. فَقُلْتُ: يَا مَعْشَرَ القِسِّيْسِيْنَ وَالرُّهْبَانِ دُلُّوْنِي عَلَى عَالِمٍ أَكُوْنُ مَعَهُ قَالُوا: مَا نَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ رَاهِبٍ بِحِمْصَ فَأَتَيْتُهُ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ إلَّا طَلَبُ العِلْمِ? قُلْتُ:

نَعَمْ قَالَ: فَإِنِّي لاَ أَعْلَمُ أَحَداً فِي الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ يَأْتِي بَيْتَ المَقْدِسِ كُلَّ سَنَةٍ فِي هَذَا الشَّهْرِ وَإِن انْطَلَقْتَ وَجَدْتَ حِمَارَهُ وَاقِفاً فَانْطَلَقْتُ فَوَجَدْتُ حِمَارَهُ وَاقِفاً عَلَى بَابِ بَيْتِ المَقْدِسِ فَجَلَسْتُ حَتَّى خَرَجَ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: اجْلِسْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْك. فَذَهَبَ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَى العَامِ المُقْبِلِ فَقُلْتُ: مَا صَنَعْتَ? قَالَ: وَإِنَّكَ لَهَا هُنَا بَعْدُ? قلت: نعم، قال: فإني لا أعلم أحد فِي الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ يَخْرُجُ بِأَرْضِ تَيْمَاءَ وَهُوَ نَبِيٌّ وَهَذَا زَمَانُهُ وَإِنِ انْطَلَقْتَ الآنَ وَافَقْتَهُ وَفِيْهِ ثَلاَثٌ: خَاتَمُ النُّبُوَّةِ وَلاَ يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وَيَأْكُلُ الهَدِيَّةَ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ عِنْدَ غُرْضُوْفِ كَتِفِهِ كَأَنَّهَا بَيْضَةُ حَمَامَةٍ لَوْنُهَا لَوْنُ جِلْدِهِ. فَانْطَلَقْتُ فَأَصَابَنِي قَوْمٌ مِنَ الأَعْرَابِ فَاسْتَعْبَدُوْنِي فَبَاعُوْنِي حَتَّى وَقَعْتُ إِلَى المَدِيْنَةِ فَسَمِعْتُهُم يَذْكُرُوْنَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلْتُ أَهْلِي أَنْ يَهَبُوا لِي يَوْماً فَفَعَلُوا فَخَرَجْتُ فَاحْتَطَبْتُ فَبِعْتُهُ بِشَيْءٍ يَسِيْرٍ ثُمَّ جِئْتُ بِطَعَامٍ اشْتَرَيْتُهُ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَا هَذَا"؟ فَقُلْتُ: صَدَقَةٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا وَكَانَ العَيْشُ يَوْمَئِذٍ عَزِيْزاً فَقُلْتُ: هَذِهِ وَاحِدَةٌ ثُمَّ أَمْكُثُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ أَمْكُثَ ثُمَّ قُلْتُ لأَهْلِي: هَبُوا لِي يَوْماً فَوَهَبُوا لِي يَوْماً فَخَرَجْتُ فَاحْتَطَبْتُ فَبِعْتُهُ بِأَفَضْلَ مِمَّا كُنْتُ بِعْتُ بِهِ يَعْنِي الأَوَّلَ فَاشْتَرَيْتُ بِهِ طَعَاماً ثُمَّ جِئْتُ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "ما هذا"؟ قُلْتُ: هَدِيَّةٌ قَالَ: "كُلُوا" وَأَكَلَ قُلْتُ: هَذِهِ أُخْرَى ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَهُ فَوَضَعَ رِدَاءهُ فَرَأَيْتُ عِنْدَ غُرْضُوْفِ كَتِفِهِ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُوْلُ اللهِ فَقَالَ: "مَا هَذَا"؟ فَحَدَّثْتُهُ وَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ هَذَا الرَّاهِبُ أَفِي الجَنَّةِ هُوَ وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّكَ نَبِيُّ اللهِ؟ قَالَ: "إِنَّهُ لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ". فَقُلْتُ: إِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّكَ نَبِيٌّ فَقَالَ: "إِنَّهُ لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ". رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"، عَنْ أَبِي كَامِلٍ وَرَوَاهُ أَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَجَاءٍ كِلاَهُمَا، عَنْ إِسْرَائِيْلَ. سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، حَدَّثَنِي السَّلْمُ بنُ الصَّلْتِ العَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ البَكْرِيِّ أَنَّ سَلْمَانَ الخَيْرَ حَدَّثَهُ قَالَ: كُنْتُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ جَيٍّ مَدِيْنَةِ أَصْبَهَانَ فَأَتَيْتُ رَجُلاً يَتَحَرَّجُ مِنْ كَلاَمِ النَّاسِ فَسَأَلْتُهُ: أَيُّ الدِّيْنِ أَفْضَلُ? قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً غَيْرَ رَاهِبٍ بِالمَوْصِلِ. فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ فَكُنْتُ عِنْدَهُ إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَتَيْتُ حِجَازِيّاً فَقُلْتُ: تَحْمِلُنِي إِلَى المَدِيْنَةِ وَأَنَا لَكَ عَبْدٌ? فَلَمَّا قَدِمْتُ جَعَلَنِي فِي نَخْلِهِ فَكُنْتُ أَسْتَقِي كَمَا يَسْتَقِي البَعِيْرُ حَتَّى دَبِرَ ظَهْرِي وَلاَ أَجِدُ مَنْ يَفْقَهُ كَلاَمِي حَتَّى جَاءتْ عَجُوْزٌ فَارِسِيَّةٌ

تَسْتَقِي فَكَلَّمْتُهَا فَقُلْتُ: أَيْنَ هَذَا الَّذِي خَرَجَ? قَالَتْ: سَيَمُرُّ عَلَيْكَ بُكْرَةً فَجَمَعْتُ تَمْراً ثُمَّ جِئْتُهُ وَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ التَّمْرَ فَقَالَ: "أَصَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ"؟. أَبُو إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَمِيْلٍ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زِيَادٍ القَطَوَانِيُّ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ سَعِيْدٍ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاذٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ قَالَ: كُنْتُ مِمَّنْ ولد برًا مهرمز وبها نشأت وأما أبي فمن أصبهان. وَكَانَت أُمِّي لَهَا غِنَىً فَأَسْلَمَتْنِي إِلَى الكُتَّابِ وَكُنْتُ أَنْطَلِقُ مَعَ غِلْمَانَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَتِنَا إِلَى أَنْ دَنَا مِنِّي فَرَاغٌ مِنَ الكِتَابَةِ وَلَمْ يَكُنْ فِي الغِلْمَانِ أَكْبَرُ مِنِّي وَلاَ أَطْوَلُ وَكَانَ ثَمَّ جَبَلٌ فِيْهِ كَهْفٌ فِي طَرِيْقِنَا فَمَرَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ وَحْدِي فَإِذَا أَنَا فِيْهِ بِرَجُلٍ عَلَيْهِ ثِيَابُ شَعْرٍ وَنَعْلاَهُ شَعْرٌ فَأَشَارَ إِلَيَّ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقَالَ: يَا غُلاَمُ أتعرف عيسى بن مَرْيَمَ? قُلْتُ: لاَ قَالَ: هُوَ رَسُوْلُ اللهِ آمِنْ بِعِيْسَى وَبِرَسُوْلٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِهِ اسْمُهُ أَحْمَدُ أَخْرَجَهُ اللهُ مِنْ غَمِّ الدُّنْيَا إِلَى رُوْحِ الآخِرَةِ وَنَعِيْمِهَا قُلْتُ مَا نَعِيْمُ الآخِرَةِ? قَالَ: نَعِيْمٌ لاَ يَفْنَى فَرَأَيْتُ الحَلاَوَةَ وَالنُّوْرَ يَخْرُجُ مِنْ شَفَتَيْهِ فَعَلِقَهُ فُؤَادِي وَفَارَقْتُ أَصْحَابِي وَجَعَلْتُ لاَ أَذْهَبُ وَلاَ أَجِيْءُ إلَّا وَحْدِي وَكَانَتْ أُمِّي تُرْسِلُنِي إِلَى الكُتَّابِ فَأَنْقَطِعَ دُوْنَهُ فَعَلَّمَنِي شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَأَنَّ عِيْسَى رَسُوْلُ اللهِ وَمُحَمَّداً بَعْدَهُ رَسُوْلُ اللهِ وَالإِيْمَانَ بِالبَعْثِ وَعَلَّمَنِي القِيَامَ فِي الصَّلاَةِ وَكَانَ يَقُوْلُ لِي: إِذَا قُمْتَ فِي الصَّلاَةِ فَاسْتَقْبَلْتَ القِبْلَةَ فَاحْتَوَشَتْكَ النَّارُ فَلاَ تَلْتَفِتْ وَإِنْ دَعَتْكَ أُمُّكَ وَأَبُوْكَ فَلاَ تَلْتَفِتْ إلَّا أَنْ يَدْعُوْكَ رَسُوْلٌ مِنْ رُسُلِ اللهِ وَإِنْ دَعَاكَ وَأَنْتَ فِي فَرِيْضَةٍ فَاقْطَعْهَا فَإِنَّهُ لاَ يَدْعُوْكَ إلَّا بِوَحْيٍ وَأَمَرَنِي بِطُوْلِ القُنُوْتِ وَزَعَمَ أَنَّ عِيْسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَ: طُوْلُ القُنُوْتِ أَمَانٌ عَلَى الصِّرَاطِ وَطُوْلُ السُّجُوْدِ أَمَانٌ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ وَقَالَ: لاَ تَكْذِبَنَّ مَازِحاً وَلاَ جَادّاً حَتَّى يُسَلِّمَ عَلَيْكَ مَلاَئِكَةُ اللهِ وَلاَ تَعْصِيَنَّ اللهَ فِي طَمَعٍ ولا غضب ولا تُحْجَبْ، عَنِ الجَنَّةِ طَرْفَةَ عَيْنٍ. ثُمَّ قَالَ لِي: إِنْ أَدْرَكْتَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ جِبَالِ تِهَامَةَ فَآمِنْ بِهِ وَاقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلاَمَ مِنِّي فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ عيسى بن مريم عليه السلام قَالَ: مَنْ سَلَّمَ عَلَى مُحَمَّدٍ رَآهُ أَوْ لَمْ يَرَهُ كَانَ لَهُ مُحَمَّدٌ شَافِعاً وَمُصَافِحاً فَدَخَلَ حَلاَوَةُ الإِنْجِيْلِ فِي صَدْرِي. قَالَ: فَأَقَامَ فِي مُقَامِهِ حَوْلاً ثُمَّ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ إِنَّكَ قَدْ أَحْبَبْتَنِي وَأَحْبَبْتُكَ وَإِنَّمَا قَدِمْتُ بِلاَدَكُم هَذِهِ إِنَّهُ كَانَ لِي قَرِيْبٌ فَمَاتَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُوْنَ قَرِيْباً مِنْ قَبْرِهِ أُصَلِّي عَلَيْهِ وَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ لِمَا عَظَّمَ اللهُ عَلَيْنَا فِي الإِنْجِيْلِ مِنْ حَقِّ القَرَابَةِ يَقُوْلُ اللهُ: مَنْ وَصَلَ قَرَابَتَهُ وَصَلَنِي وَمَنْ قَطَعَ قَرَابَتَهُ فَقَدْ قَطَعَنِي وَإِنَّهُ قَدْ بِدَا لِي الشُّخُوْصُ مِنْ هَذَا المَكَانِ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيْدُ

صُحْبَتِي فَأَنَا طَوْعُ يَدَيْكَ قُلْتُ: عَظَّمْتَ حَقَّ القَرَابَةِ وَهُنَا أُمِّي وَقَرَابَتِي قَالَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيْدُ أَنْ تُهَاجِرَ مُهَاجَرَ إِبْرَاهِيْمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَدَعِ الوَالِدَةَ وَالقَرَابَةَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ يُصْلِحُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُم حَتَّى لاَ تَدْعُو عَلَيْكَ الوَالِدَةُ. فَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَأَتَيْنَا نَصِيْبِيْنَ فَاسْتَقْبَلَهُ اثْنَا عَشَرَ مِنَ الرُّهْبَانِ يَبْتَدِرُوْنَهُ وَيَبْسُطُوْنَ لَهُ أَرْدِيَتَهُم وَقَالُوا: مَرْحَباً بِسَيِّدِنَا وَوَاعِي كِتَابِ رَبِّنَا فَحَمِدَ اللهَ وَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ وَقَالَ: إِنْ كُنْتُمْ تُعَظِّمُوْنِي لِتَعْظِيْمِ جَلاَلِ اللهِ فَأَبْشِرُوا بِالنَّظَرِ إِلَى اللهِ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أُرِيْدُ أَنْ أَتَعَبَّدَ فِي مِحْرَابِكُمْ هَذَا شَهْراً فَاسْتَوْصُوا بِهَذَا الغُلاَمِ فَإِنِّي رَأَيْتُهُ رَقِيْقاً سَرِيْعَ الإِجَابَةِ فَمَكَثَ شَهْراً لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيَّ وَيَجْتَمِعُ الرُّهْبَانُ خَلْفَهُ يَرْجُوْنَ أَنْ يَنْصَرِفَ وَلاَ يَنْصَرِفُ فَقَالُوا: لَوْ تَعَرَضَّتَ لَهُ فَقُلْتُ: أَنْتُم أَعْظَمُ عَلَيْهِ حَقّاً مِنِّي قَالُوا: أنت ضعيف غريب بن سَبِيْلٍ وَهُوَ نَازِلٌ عَلَيْنَا فَلاَ نَقْطَعُ عَلَيْهِ صَلاَتَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَرَى أَنَّا نَسْتَثْقِلُهُ فَعَرَضْتُ لَهُ فَارْتَعَدَ ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ قَالَ: مَا لَكَ يَا بُنَيَّ? جَائِعٌ أَنْتَ? عَطْشَانُ أَنْتَ? مَقْرُوْرٌ أَنْتَ? اشْتَقْتَ إِلَى أَهْلِكَ? قُلْتُ: بَلْ أَطَعْتُ هَؤُلاَءِ العُلَمَاءَ قَالَ: أَتَدْرِي مَا يَقُوْلُ الإِنْجِيْلُ? قُلْتُ: لاَ قَالَ: يَقُوْلُ مَنْ أَطَاعَ العُلَمَاءَ فَاسِداً كَانَ أَوْ مُصْلِحاً فَمَاتَ فَهُوَ صِدِّيْقٌ وَقَدْ بَدَا لِي أَنْ أَتَوَجَّهَ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ فَجَاءَ العُلَمَاءُ فَقَالُوا: يَا سَيِّدنَا امْكُثْ يَوْمَكَ تُحِدِّثْنَا وَتُكَلِّمْنَا قَالَ: إِنَّ الإِنْجِيْلَ، حَدَّثَنِي أَنَّهُ مَنْ هَمَّ بِخَيْرٍ فَلاَ يُؤَخِّرْهُ. فَقَامَ فَجَعَلَ العُلَمَاءُ يُقَبِّلُوْنَ كَفَّيْهِ وَثِيَابَهُ كُلُّ ذَلِكَ يَقُوْلُ: أُوْصِيْكُمْ إلَّا تَحْتَقِرُوا مَعْصِيَةَ اللهِ وَلاَ تَعْجَبُوا بِحَسَنَةٍ تَعْمَلُوْنَهَا فَمَشَى مَا بَيْنَ نَصِيْبِيْنَ وَالأَرْضِ المُقَدَّسَةِ شَهْراً يَمْشِي نَهَارَهُ وَيَقُوْم لَيْلَهُ حَتَّى دَخَلَ بَيْتَ المَقْدِسِ فَقَامَ شَهْراً يُصَلِّي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ عُلَمَاءُ بَيْتِ المَقْدِسِ فَطَلَبُوا إِلَيَّ أَنْ أَتَعَرَّضَ لَهُ فَفَعَلْتُ فَانْصَرَفَ إِلَيَّ فَقَالَ لِي كَمَا قَالَ فِي المَرَّةِ الأُوْلَى. فَلَمَّا تَكَلَّمَ اجْتَمَعَ حَوْلَهُ عُلَمَاءُ بَيْتِ المَقْدِسِ فَحَالُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُ يَوْمَهُم وَلَيْلَتَهُم حَتَّى أَصْبَحُوا فَمَلُّوا وَتَفَرَّقُوا فَقَالَ لِي: أَيْ بُنَيَّ إِنِّي أُرِيْدُ أَنْ أَضَعَ رَأْسِي قَلِيْلاً فَإِذَا بَلَغَتِ الشَّمْسُ قَدَمَيَّ فَأَيْقِظْنِي قَالَ: وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّمْسِ ذِرَاعَانِ فَبَلَغَتْهُ الشَّمْسُ فَرَحِمْتُهُ لِطُوْلِ عَنَائِهِ وَتَعَبِهِ فِي العِبَادَةِ فَلَمَّا بَلَغَتِ الشَّمْسُ سُرَّتَهُ اسْتَيْقَظَ بِحَرِّهَا. فَقَالَ: مَا لَكَ لَمْ تُوْقِظْنِي? قُلْتُ: رَحِمْتُكَ لِطُوْلِ عَنَائِكَ قَالَ: إِنِّي لاَ أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَ عَلَيَّ سَاعَةٌ لاَ أَذْكُرُ اللهَ فِيْهَا وَلاَ أَعْبُدُهُ أَفَلاَ رَحِمْتَنِي مِنْ طُوْلِ المَوْقِفِ? أَيْ بُنَيَّ إِنِّي أُرِيْدُ الشُّخُوْصَ إِلَى جَبَلٍ فِيْهِ خَمْسُوْنَ وَمَائَةُ رَجُلٍ أَشَرُّهُمْ خَيْرٌ مِنِّي أَتَصْحَبُنِي? قُلْتُ: نَعَمْ فَقَامَ فَتَعَلَّقَ بِهِ أَعْمَى عَلَى البَابِ فَقَالَ: يَا أَبَا الفَضْلِ تَخْرُجُ وَلَمْ أُصِبْ مِنْكَ خَيْراً؟ فَمَسَحَ

يَدَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَصَارَ بَصِيْراً فَوَثَبَ مُقْعَدٌ إِلَى جَنْبِ الأَعْمَى فَتَعَلَّقَ بِهِ فَقَالَ: مُنَّ عَلَيَّ مَنَّ اللهُ عَلَيْكَ بِالجَنَّةِ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَقَامَ فَمَضَى -يَعْنِي الرَّاهِبَ- فَقُمْتُ أَنْظُرُ يَمِيْناً وَشِمَالاً لاَ أَرَى أَحَداً فَدَخَلْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ فِي زَاوِيَةٍ عَلَيْهِ المُسُوْحُ فَجَلَسْتُ حَتَّى انْصَرَفَ فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ مَا اسْمُكَ? قَالَ: فَذَكَرَ اسْمَهُ فَقُلْتُ: أتعرف أبا الفضل? قال: نعم وودت أَنِّي لاَ أَمُوْتُ حَتَّى أَرَاهُ أَمَا إِنَّهُ هُوَ الَّذِي منَّ عَلَيَّ بِهَذَا الدِّيْنِ فَأَنَا أَنْتَظِرُ نَبِيَّ الرَّحْمَةِ الَّذِي وَصَفَهُ لِي يَخْرُجُ مِنْ جِبَالِ تِهَامَةَ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ يَرْكَبُ الجَمَلَ وَالحِمَارَ وَالفَرَسَ وَالبَغْلَةَ وَيَكُوْنُ الحُرُّ وَالمَمْلُوْكُ عِنْدَهُ سَوَاءً وَتكُوْنُ الرَّحْمَةُ فِي قَلْبِهِ وَجَوَارِحِهِ لَوْ قُسِّمَتْ بَيْنَ الدُّنْيَا كُلِّهَا لَمْ يَكُنْ لَهَا مَكَانٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ كَبَيْضَةِ الحَمَامَةِ عَلَيْهَا مَكْتُوْبٌ بَاطِنُهَا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ وَظَاهِرُهَا تَوَجَّهْ حَيْثُ شِئْتَ فَإِنَّكَ المَنْصُوْرُ يَأْكُلُ الهَدِيَّةَ وَلاَ يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ لَيْسَ بِحَقُوْدٍ وَلاَ حَسُوْدٍ وَلاَ يَظْلِمُ مُعَاهِداً وَلاَ مُسْلِماً فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَقُلْتُ لَعَلِّي أَقْدِرُ عَلَى صَاحِبِي فَمَشَيْتُ غَيْر بَعِيْدٍ فَالْتَفَتُّ يَمِيْناً وَشِمَالاً لاَ أَرَى شَيْئاً. فَمَرَّ بِي أَعْرَابٌ مِنْ كَلْبٍ، فَاحْتَمَلُوْنِي حَتَّى أَتَوْا بِي يَثْرِبَ وَسَمَّوْنِي مَيْسَرَةَ فَجَعَلْتُ أُنَاشِدُهُم فَلاَ يَفْقَهُوْنَ كَلاَمِي فَاشْتَرَتْنِي امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا خُلَيْسَةُ بِثَلاَثِ مَائَةِ دِرْهَمٍ فَقَالَتْ: مَا تُحْسِنُ? قُلْتُ: أُصَلِّي لِرَبِّي وَأَعْبُدُهُ وَأَسُفُّ الخُوْصَ قَالَتْ: وَمَنْ رَبُّكَ? قُلْتُ: رَبُّ مُحَمَّدٍ قَالَتْ: وَيْحَكَ ذَاكَ بِمَكَّةَ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِهَذِهِ النَّخْلَةِ وَصَلِّ لِرَبِّكَ لاَ أَمْنَعُكَ وَسُفَّ الخُوْصَ وَاسْعَ عَلَى بَنَاتِي فَإِنَّ رَبَّكَ يَعْنِي إِنْ تُنَاصِحْهُ فِي العِبَادَةِ يُعْطِكَ سُؤْلَكَ. فَمَكَثْتُ عِنْدَهَا سِتَّةَ عَشَرَ شَهْراً حَتَّى قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدِيْنَةَ فَبَلَغَنِي ذَلِكَ وَأَنَا فِي أَقْصَى المَدِيْنَةِ فِي زَمَنِ الخِلاَلِ فَانْتَقَيْتُ شَيْئاً مِنَ الخِلاَلِ فَجَعَلْتُهُ فِي ثَوْبِي وَأَقْبَلْتُ أَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي منزل أبي أَيُّوْبَ وَقَدْ وَقَعَ حُبٌّ لَهُم فَانْكَسَرَ وَانْصَبَّ المَاءُ فَقَامَ أَبُو أَيُّوْبَ وَامْرَأَتُهُ يَلْتَقِطَانِ المَاءَ بِقَطِيْفَةٍ لَهُمَا لاَ يَكِفُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم. فخرج رسول الله فَقَالَ: "مَا تَصْنَعُ يَا أَبَا أَيُّوْبَ"؟ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: "لَكَ وَلِزَوْجَتِكَ الجَنَّةُ". فَقُلْتُ: هَذَا وَاللهِ مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ الرَّحْمَةِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ أَخَذْتُ الخِلاَلَ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا بُنَيَّ"؟ قُلْتُ: صَدَقَةٌ، قَالَ: "إِنَّا لاَ نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ" فَأَخَذْتُهُ وَتَنَاوَلْتُ إِزَارِي وَفِيْهِ شَيْءٌ آخَرُ فَقُلْتُ هَذِهِ هَدِيَّةٌ فَأَكَلَ وَأَطَعْمَ مَنْ حَوْلَهُ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: "أَحُرٌّ أَنْتَ أَمْ مَمْلُوْكٌ"؟ قُلْتُ: مَمْلُوْكٌ قَالَ: "وَلِمَ وَصَلْتَنِي بِهَذِهِ الهَدِيَّةِ"؟. قُلْتُ: كَانَ لِي صَاحِبٌ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا وَصَاحِبٌ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا فَأَخْبَرْتُهُ بأمرهما. قال:

"أَمَا إِنَّ صَاحِبَيْكَ مِنَ الَّذِيْنَ قَالَ اللهُ: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ، وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ} " [القصص: 52، 53] الآيَة، مَا رَأَيْتَ فِيَّ مَا خَبَّرَكَ? قُلْتُ: نَعَمْ إلَّا شَيْئاً بَيْنَ كَتِفَيْكَ فَأَلْقَى ثَوْبَهُ فَإِذَا الخَاتَمُ فَقَبَّلْتُهُ وَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ وَأَنَّكَ رَسُوْلُ اللهِ. فَقَالَ: "يَا بُنَيَّ أَنْتَ سَلْمَانُ" وَدَعَا عَلِيّاً فَقَالَ: "اذْهَبْ إِلَى خُلَيْسَةَ فَقُلْ لَهَا يَقُوْلُ لَكِ مُحَمَّدٌ إِمَّا أَنْ تُعْتِقِي هَذَا وَإِمَّا أَنْ أُعْتِقَهُ فَإِنَّ الحِكْمَةَ تُحَرِّمُ عَلَيْكِ خِدْمَتَهُ". قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَشْهَدُ أَنَّهَا لَمْ تُسْلِمْ قَالَ: "يَا سَلْمَانُ أَوَلاَ تَدْرِي مَا حَدَثَ بَعْدَكَ? دَخَلَ عَلَيْهَا ابْنُ عَمِّهَا فَعَرَضَ عَلَيْهَا الإِسْلاَمَ فَأَسْلَمَتْ" فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ وَإِذَا هِيَ تَذْكُرُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهَا علي فَقَالَتْ: انْطَلِقْ إِلَى أَخِي تَعنِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْ لَهُ: إِنَّ شِئْتَ فَأُعْتِقَهُ وَإِنْ شِئْتَ فَهُوَ لَكَ قَالَ: فَكُنْتُ أَغْدُو وَأَرُوْحُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتُعْوِلُنِي خُلَيْسَةُ. فَقَالَ لِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ: "انْطَلِقْ بِنَا نُكَافِئْ خُلَيْسَةً". فَكُنْتُ مَعَهُ خَمْسَةَ عَشْرَةَ يَوْماً فِي حَائِطِهَا يُعَلُّمُنِي وَأُعِيْنُهُ حَتَّى غَرَسْنَا لها ثلاث مئة فَسِيْلَةٍ فَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ حَرُّ الشَّمْسِ وَضَعَ عَلَى رَأْسِهِ مِظَلَّةً لِي مِنْ صُوْفٍ فَعَرِقَ فِيْهَا مِرَاراً فَمَا وَضَعْتُهَا بَعْدُ عَلَى رَأْسِي إِعْظَاماً لَهُ وَإِبْقَاءً عَلَى رِيْحِهِ وَمَا زِلْتُ أخبأها وَيَنْجَابُ مِنْهَا حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا أَرْبَعُ أَصَابِعَ فَغَزْوْتُ مَرَّةً فَسَقَطَتْ مِنِّي. هَذَا الحَدِيْثُ شِبْهُ مَوْضُوْعٍ، وَأَبُو مُعَاذٍ مَجْهُوْلٌ، وَمُوْسَى. إِسْمَاعِيْلُ بنُ عِيْسَى العَطَّارُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ، عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيْلٍ قَالَ: قِيْلَ لِسَلْمَانَ: أَخْبِرْنَا، عَنْ إِسْلاَمِكَ قَالَ: كُنْتُ مَجُوْسِيّاً فَرَأَيْتُ كَأَنَّ القِيَامَةَ قَدْ قَامَتْ وَحُشِرَ النَّاسُ عَلَى صُوَرِهِم وَحُشِرَ المَجُوْسُ عَلَى صُوَرِ الكِلاَبِ فَفَزِعْتُ فَرَأَيْتُ مِنَ القَابِلَةِ أَيْضاً أَنَّ النَّاسَ حُشِرُوا عَلَى صُوَرِهِم وَأَنَّ المَجُوْسَ حُشِرُوا عَلَى صُوَرِ الخَنَازِيْرِ فَتَرَكْتُ دِيْنِي وَهَرَبْتُ وَأَتَيْتُ الشَّامَ فَوَجَدْتُ يَهُوْداً فَدَخَلْتُ فِي دِيْنِهِم وَقَرَأْتُ كُتُبَهُم وَرَضِيْتُ بِدِيْنِهِم وَكُنْتُ عِنْدَهُم حِجَجاً فَرَأَيْتُ فِيْمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّ النَّاسَ حُشِرُوا وَأَنَّ اليَهُوْدَ أُتِيَ بِهِم فَسُلِخُوا ثُمَّ أُلْقُوا فِي النَّارِ فَشُوُوْا ثُمَّ أُخْرِجُوا فَبُدِّلَتْ جُلُوْدُهُم ثُمَّ أُعِيْدُوا فِي النَّارِ فَانْتَبَهْتُ وَهَرَبْتُ مِنَ اليَهودِيَّةِ فَأَتَيْتُ قَوْماً نَصَارَى فَدَخَلْتُ فِي دِيْنِهِم وَكُنْتُ مَعَهُم فِي شِرْكِهِم فَكُنْتُ عِنْدَهُم حِجَجاً فَرَأَيْتُ كَأَنَّ مَلَكاً أَخَذَنِي فَجَاءَ بِي عَلَى الصِّرَاطِ عَلَى النَّارِ فَقَالَ: اعْبُرْ هَذَا، فَقَالَ صَاحِبُ الصِّرَاطِ: انْظُرُوا فَإِنْ كَانَ دِيْنُهُ النَّصْرَانِيَّةَ فَأَلْقُوْهُ فِي النَّارِ فَانْتَبَهْتُ وَفَزِعْتُ ثُمَّ اسْتَعْبَرْتُ رَاهِباً كَانَ صَدِيْقاً لِي فَقَالَ إِنَّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ دِيْنُ المَلِكِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِاليَعْقُوْبِيَّةِ فَرَفَضْتُ ذَلِكَ وَلَحِقْتُ بِالجَزِيْرَةِ فَلَزِمْتُ رَاهِباً بِنَصِيْبِيْنَ يَرَى رَأْيَ اليَعْقُوْبِيَّةِ فَكُنْتُ عندهم حججا، فرأيت فيما يرى

النَّائِمُ أَنَّ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلَ الرَّحْمَنِ قَائِمٌ عِنْدَ العَرْشِ يَمِيْزُ مَنْ كَانَ عَلَى مِلَّتِهِ فَيُدْخِلَهُ الجَنَّةَ وَمَنْ كَانَ عَلَى غَيْرِ مِلَّتِهِ ذَهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ فَهَرَبْتُ مِنْ ذَلِكَ الرَّاهِبِ وأتيت راهبًا له خمسون ومئة سَنَةٍ وَأَخْبَرْتُهُ بِقِصَّتِي فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُهُ لَيْسَ هُوَ اليَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ ذَاكَ دِيْنُ الحَنَفِيَّةِ وَهُوَ دِيْنُ أَهْلِ الجَنَّةِ وَقَدِ اقْتَرَبَ وَأَظَلَّكَ زَمَانُهُ نَبِيُّ يَثْرِبَ يَدْعُو إِلَى هَذَا الدِّيْنِ قُلْتُ: مَا اسْمُ هَذَا الرَّجُلِ? قَالَ: لَهُ خَمْسَةُ أَسْمَاءَ مَكْتُوْبٌ فِي العَرْشِ مُحَمَّدٌ وَفِي الإِنْجِيْلِ أَحْمَدُ وَيَوْمَ القِيَامَةِ مَحْمُوْدٌ وَعَلَى الصِّرَاطِ حَمَّادٌ وَعَلَى بَابِ الجَنَّةِ حَامِدٌ وَهُوَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيْلَ وَهُوَ قُرَشِيٌّ فَسَرَدَ كَثِيْراً مِنْ صِفَتِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَسِرْتُ فِي البَرِّيَّةِ فَسَبَتْنِي العَرَبُ وَاسْتَخْدَمَتْنِي سِنِيْنَ فَهَرَبْتُ مِنْهُم إِلَى أَنْ قَالَ: فَلَمَّا أَسْلَمْتُ قَبَّلَ عَلِيٌّ رَأْسِي وَكَسَانِي أَبُو بَكْرٍ مَا كَانَ عَلَيْهِ إِلَى أَنْ قَالَ: "يَا سَلْمَانُ أَنْتَ مَوْلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ". وَهُوَ مُنْكَرٌ فِي إِسْنَادِهِ كَذَّابٌ وَهُوَ إِسْحَاقُ مَعَ إِرْسَالِهِ وَوَهْنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ وَالتَّيْمِيِّ. سَمَّوَيْه، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ حَمَّادٍ القَنَّادُ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنْ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ وَعَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي قَوْلِهِ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا} [البقرة: 62] الآيَة فِي أَصْحَابِ سَلْمَانَ نَزَلَتْ وَكَانَ مِنْ أهل جند سَابُوْرَ وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِهِم وَكَانَ ابْنُ المَلِكِ صَدِيْقاً لَهُ وَمُوَاخِياً وَكَانَا يَرْكَبَانِ إِلَى الصَّيْدِ فَبَيْنَمَا هُمَا فِي الصَّيْدِ إِذْ رُفِعَ لَهُمَا بَيْتٌ مِنْ عَبَاءٍ فَأَتَيَاهُ فَإِذَا هُمَا بِرَجُلٍ بَيْنَ يَدَيْهِ مُصْحَفٌ يَقْرَأُ فِيْهِ وَيَبْكِي فَسَأَلاَهُ: مَا هَذَا? قَالَ: الَّذِي يُرِيْدُ أَنْ يَعْلَمَ هَذَا لاَ يَقِفُ مَوْقِفَكُمَا فَانْزِلاَ فَنَزَلاَ إِلَيْهِ فَقَالَ: هَذَا كِتَابٌ جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللهِ أَمَرَ فِيْهِ بِطَاعَتِهِ وَنَهَى عَنْ مَعْصِيَتِهِ فِيْهِ أَنْ لاَ تَزْنِيَ وَلاَ تَسْرِقَ وَلاَ تَأَخُذَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالبَاطِلِ فَقَصَّ عَلَيْهِمَا مَا فِيْهِ وَهُوَ الإِنْجِيْلُ فَتَابَعَاهُ فَأَسْلَمَا وَقَالَ: إِنَّ ذَبِيْحَةَ قَوْمِكُمَا عَلَيْكُمَا حَرَامٌ وَلَمْ يَزَلْ مَعَهُمَا يَتَعَلَّمَانِ مِنْهُ حَتَّى كَانَ عِيْدٌ لِلْمَلِكِ فَجَعَلَ طَعَاماً ثُمَّ جَمَعَ النَّاسَ وَالأَشْرَافَ وَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ المَلِكِ فَدَعَاهُ لِيَأْكُلَ فَأَبَى وَقَالَ: إِنِّي عَنْكَ مَشْغُولٌ فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ أَخْبَرَ أَنَّهُ لاَ يَأْكُلُ مِنْ طَعَامِهِم فَقَالَ لَهُ المَلِكُ: مَنْ أَخْبَرَكَ بِهَذَا? فَذَكَرَ لَهُ الرَّاهِبَ فَطَلَبَ الرَّاهِبَ وَسَأَلَهُ فَقَالَ: صَدَقَ ابْنُكَ فَقَالَ: لَوْلاَ أَنَّ الدَّمَ عَظِيْمٌ لَقَتَلْتُكَ اخْرُجْ مِنْ أَرْضِنَا فَأَجَّلَهُ أَجَلاً فَقُمْنَا نَبْكِي عَلَيْهِ فَقَالَ: إِنْ كُنْتُمَا صَادِقَيْنِ فَأَنَا فِي بَيْعَةٍ فِي المَوْصِلِ مَعَ سِتِّيْنَ رَجُلاً نَعْبُدُ اللهِ فَائْتُوْنَا فَخَرَجَ وَبَقِيَ سَلْمَانُ وَابْنُ المَلِكِ فَجَعَلَ سَلْمَانُ يَقُوْلُ لابْنِ المَلِكِ: انْطَلِقْ بِنَا وَابْنُ المَلِكِ يَقُوْلُ: نَعَمْ فَجَعَل يَبِيْعُ مَتَاعَهُ يُرِيْدُ الجَهَازَ وَأَبْطَأَ فَخَرَجَ سَلْمَانُ حَتَّى أَتَاهُمْ فَنَزَلَ عَلَى صَاحِبِهِ وَهُوَ رب البيعة.

فَكَانَ سَلْمَان مَعَهُ يَجْتَهِدُ فِي العِبَادَةِ فَقَالَ لَهُ الشَيْخُ: إِنَّكَ غُلاَمٌ حَدَثٌ وَأَنَا خَائِفٌ أَنْ تَفْتُرَ فَارْفُقْ بِنَفْسِكَ قَالَ: خَلِّ عَنِّي. ثُمَّ إِنَّ صَاحِبَ البَيْعَةِ دَعَاهُ فَقَالَ: تَعْلَمُ أَنَّ هَذِهِ البَيْعَةَ لِي وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُخْرِجَ هَؤُلاَءِ لَفَعَلْتُ وَلَكِنِّي رَجُلٌ أَضْعُفُ، عَنْ عِبَادَةِ هَؤُلاَءِ وَأَنَا أُرِيْدُ أَنْ أَتَحَوَّلَ إِلَى بَيْعَةٍ أَهْلُهَا أَهْوَنُ عِبَادَةً فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تُقِيْمَ هَا هُنَا فَأَقِمْ. فَأَقَامَ بِهَا يَتَعَبَّدُ مَعَهُم ثُمَّ إِنَّ شَيْخَهُ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ بَيْتَ المَقْدِسِ فَدَعَا سَلْمَانَ وَأَعْلَمَهُ فَانْطَلَقَ مَعَهُ فَمَرُّوا بِمُقْعَدٍ عَلَى الطَّرِيْقِ فَنَادَى يَا سَيِّدَ الرُّهْبَانِ ارْحَمْنِي فَلَمْ يُكَلِّمْهُ حَتَّى أَتَى بَيْتَ المَقْدِسِ فَقَالَ لِسَلْمَانَ: اخْرُجْ فَاطْلُبِ العِلْمَ فَإِنَّهُ يَحْضُرُ المَسْجِدَ عُلَمَاءُ أَهْلِ الأَرْضِ. فَخَرَجَ سَلْمَانُ يَسْمَعُ مِنْهُم فَخَرَجَ يَوْماً حَزِيْناً فَقَالَ لَهُ الشَيْخُ: مَا لَكَ? قَالَ: أَرَى الخَيْرَ كُلَّهُ قَدْ ذَهَبَ بِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَأَتْبَاعِهِم. قَالَ: أَجَلْ لاَ تَحْزَنْ فَإِنَّهُ قَدْ بَقِي نَبِيٌّ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ بِأَفَضْلَ تَبَعاً مِنْهُ وَهَذَا زَمَانُهُ وَلاَ أَرَانِي أُدْرِكُهُ وَلَعَلَّكَ تُدْرِكُهُ وَهُوَ يَخْرُجُ فِي أَرْضِ العَرَبِ فَإِنْ أَدْرَكْتَهُ فَآمِنْ بِهِ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي، عَنْ عَلاَمَتِهِ قَالَ: مَخْتُوْمٌ فِي ظَهْرِهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ يَأْكُلُ الهَدِيَّةَ وَلاَ يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ. ثُمَّ رَجَعَا حَتَّى بَلَغَا مَكَانَ المُقْعَدِ، فَنَادَاهُمَا: يَا سَيِّدَ الرُّهْبَانِ ارْحَمْنِي يَرْحَمْكَ اللهُ فَعَطَفَ إِلَيْهِ حِمَارَهُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ ثُمَّ رَفَعَهُ فَضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ وَدَعَا لَهُ فَقَالَ: قُمْ بِإِذْنِ اللهِ فَقَامَ صَحِيْحاً يَشْتَدُّ وَسَارَ الرَّاهِبُ فَتَغَيَّبَ، عَنْ سَلْمَانَ وَتَطَلَّبَهُ سَلْمَانُ فَلَقِيَهُ رَجُلاَنِ مِنْ كَلْبٍ فَقَالَ: هَلْ رَأَيْتُمَا الرَّاهِبَ? فَأَنَاخَ أَحَدُهُمَا رَاحِلَتَهُ وَقَالَ: نَعَمْ رَاعِي الصِّرْمَةِ1 هَذَا فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى المدينة. قَالَ سَلْمَانُ: فَأَصَابَنِي مِنَ الحُزْنِ شَيْءٌ لَمْ يُصِبْنِي قَطُّ. فَاشْتَرَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ جُهَيْنَةَ فَكَانَ يَرْعَى عَلَيْهَا هُوَ وَغُلاَمٌ لَهَا يَتَرَاوَحَانِ الغَنَمَ وَكَانَ سَلْمَانُ يَجْمَعُ الدَّرَاهِمَ يَنْتَظِرُ خُرُوْجَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فبَيْنَمَا هُوَ يَرْعَى إِذْ أَتَاهُ صَاحِبُهُ فَقَالَ أَشَعَرْتَ أَنَّهُ قَدِمَ المَدِيْنَةَ رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ? فَقَالَ: أَقِمْ فِي الغَنَمِ حَتَّى آتِيَ فَهَبَطَ إِلَى المَدِيْنَةِ فَنَظَرَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ورأى خاتم النبوة،

_ 1 الصرمة: هي القطيع من الإبل والغنم قيل: هي من العشرين إلى الثلاثين والأربعين.

ثُمَّ انْطَلَقَ فَاشْتَرَى بِدِيْنَارٍ بِنِصْفِهِ شَاةً فَشَوَاهَا وَبِنِصْفِهِ خُبْزاً وَأَتَى بِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا هَذَا"؟ قَالَ صَدَقَةٌ قَالَ: "لاَ حَاجَةَ لِي بِهَا أَخْرِجْهَا يَأْكُلْهَا المُسْلِمُوْنَ". ثُمَّ انْطَلَقَ فَاشْتَرَى بِدِيْنَارٍ آخَرَ خُبْزاً وَلَحْماً فَأَتَى بِهِ فَقَالَ: هَذَا هَدِيَّةٌ فَأَكَلاَ جَمِيْعاً وَأَخْبَرَهُ سَلْمَانُ خَبَرَ أَصْحَابِهِ فَقَالَ كَانُوا يَصُوْمُوْنَ وَيُصَلُّوْنَ وَيَشْهَدُوْنَ أَنَّكَ سَتُبْعَثُ فَقَالَ: "يَا سَلْمَانُ هُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ" فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى سَلْمَانَ وَقَدْ كَانَ قَالَ لَوْ أَدْرَكُوْكَ صَدَّقُوْكَ وَاتَّبَعُوْكَ. فَأَنْزَلَ اللهُ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ} [البقرة: 62] الآية. الحَسَنُ بنُ يَعْقُوْبَ البُخَارِيُّ، وَالأَصَمُّ قَالاَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بنُ أَبِي صَغِيْرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ صُوْحَانَ أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ كَانَا لَهُ صَدِيْقَيْنِ فأتياه ليكلم لهما سَلْمَانَ لِيُحَدِّثَهُمَا حَدِيْثَهُ فَأَقْبَلاَ مَعَهُ فَلَقَوْا سَلْمَانَ بِالمَدَائِنِ أَمِيْراً وَإِذَا هُوَ عَلَى كُرْسِيٍّ وَإِذَا خُوْصٌ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ يَرْتِقُهُ قَالاَ: فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ وَقَعَدْنَا فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ كَيْفَ كَانَ بَدْءُ إِسْلاَمِكَ? قَالَ: كُنْتُ يَتِيْماً مِنْ رَامَهُرْمُزَ وَكَانَ ابْنُ دِهْقَانِهَا يَخْتَلِفُ إِلَى مُعَلِّمٍ يُعَلِّمُهُ فَلَزِمْتُهُ لأَكُوْنَ فِي كَنَفِهِ وَكَانَ لِي أَخٌ أَكْبَرُ مِنِّي وَكَانَ مُسْتَغْنِياً بِنَفْسِهِ وَكُنْتُ غُلاَماً وَكَانَ إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ تَفَرَّقَ مَنْ يُحَفِّظُهُم فَإِذَا تَفَرَّقُوا خَرَجَ فَقَنَّعَ رَأْسَهُ بِثَوْبِهِ ثُمَّ صَعِدَ الجَبَلَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ مُتَنَكِّراً فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ تَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا فَلِمْ لاَ تَذْهَبُ بِي مَعَكَ? قَالَ: أَنْتَ غُلاَمٌ وَأَخَافُ أَنْ يَظْهَرَ مِنْكَ شَيْءٌ قُلْتُ: لاَ تَخَفْ قَالَ: فَإِنَّ فِي هَذَا الجَبَلِ قَوْماً فِي بِرْطِيلٍ لَهُم عِبَادَةٌ وَصَلاَحٌ يَزْعُمُوْنَ أَنَّا عَبَدَةُ النِّيْرَانِ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَأَنَّا عَلَى غَيْرِ دِيْنِهِم قُلْتُ: فَاذْهَبْ بِي مَعَكَ إِلَيْهِم قَالَ: لاَ أَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَسْتَأْمِرَهُم أَخَافُ أَنْ يَظْهَرَ مِنْكَ شَيْءٌ فَيُعْلَمَ أَوْ فَيُقْتَلَ القَوْمُ فِيْكُوْنَ هَلاَكُهُمْ عَلَى يَدِيَّ قُلْتُ: لَنْ يَظْهَرَ مِنِّي ذَلِكَ فَاسْتَأْمِرْهُم فَقَالَ: غُلاَمٌ عِنْدِي يَتِيْمٌ أَحَبَّ أَنْ يَأْتِيَكُم وَيَسْمَعَ كَلاَمَكُم قَالُوا: إِنْ كُنْتَ تَثِقُ بِهِ قَالَ: أَرْجُو قَالَ: فَقَالَ لِي: ائْتِنِي فِي السَّاعَةِ الَّتِي رَأَيْتَنِي أَخْرُجُ فِيْهَا وَلاَ يَعْلَمَ بِكَ أَحَدٌ فَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ تَبِعْتُهُ فَصَعَدَ الجَبَلَ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِم قَالَ عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ: أَرَاهُ قَالَ: وَهُمْ سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ قَالَ: وَكَأَنَّ الرُّوْحَ قَدْ خَرَجَ مِنْهُمْ مِنَ العِبَادَةِ يَصُوْمُوْنَ النَّهَارَ وَيَقُوْمُوْنَ اللَّيْلَ وَيَأْكُلُوْنَ عِنْدَ السَّحَرِ مَا وَجَدُوا فَقَعَدْنَا إِلَيْهِم فَتَكَلَّمُوا فَحَمَدُوا اللهَ وَذَكَرُوا مَنْ مَضَى مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ حَتَّى خَلَصُوا إِلَى ذِكْرِ عِيْسَى فَقَالُوا: بَعَثَ اللهُ عِيْسَى رَسُوْلاً وَسَخَّرَ لَهُ مَا كَانَ يَفْعَلُ مِنْ إِحِيَاءِ المَوْتَى وَخَلْقِ الطَّيْرِ وَإِبْرَاءِ الأَكْمَهِ وَالأَبْرَصِ وَكَفَرَ بِهِ قَوْمٌ وَتَبِعَهُ قَوْمٌ وَإِنَّمَا كَانَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُوْلُهُ ابتلى به خَلْقَهُ وَقَالُوا قَبْلَ ذَلِكَ: يَا غُلاَمُ إِنَّ لَكَ لَرَبّاً وَإِنَّ لَكَ

لَمَعَاداً وَإِنَّ بَيْنَ يَدَيْكَ جَنَّةٌ وَنَارٌ إِلَيْهَا تَصِيْرُ وَإِنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِيْنَ يَعْبُدُوْنَ النِّيْرَانَ أَهْلُ كُفْرٍ وَضَلاَلَةٍ لَيْسُوا عَلَى دِيْنٍ. فَلَمَّا حَضَرَتِ السَّاعَةُ الَّتِي يَنْصَرِفُ فِيْهَا الغُلاَمُ، انْصَرَفْتُ مَعَهُ، ثُمَّ غَدَوْنَا إِلَيْهِم فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ وَأَحْسَنَ وَلَزِمْتُهُم فَقَالُوا لِي: يَا سَلْمَانُ إِنَّكَ غُلاَمٌ وَإِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيْعُ أَنْ تَصْنَعَ كَمَا نَصْنَعُ فَصَلِّ وَنَمْ وَكُلْ وَاشْرَبْ فَاطَّلَعَ المَلِكُ عَلَى صَنِيْعِ ابْنِهِ فَرَكِبَ فِي الخَيْلِ حَتَّى أَتَاهُمْ فِي بَرْطِيلِهِمْ فَقَالَ: يَا هَؤُلاَءِ قَدْ جَاوَرْتُمُوْنِي فَأَحْسَنْتُ جِوَارَكُمْ وَلَمْ تَرَوْا مِنِّي سُوْءاً فَعَمَدْتُمْ إِلَى ابْنِي فَأَفْسَدْتمُوْهُ عَلِيَّ قَدْ أَجَّلْتُكُمْ ثَلاَثاً فَإِنْ قَدِرْتُ بَعْدَهَا عَلَيْكُمْ أَحْرَقْتُ عَلَيْكُمْ بَرْطِيلَكُمْ قَالُوا: نَعَمْ وَكَفَّ ابْنَهُ، عَنْ إِتْيَانِهِم فَقُلْتُ لَهُ: اتَّقِ اللهَ فَإِنَّكَ تَعْرِفُ أَنَّ هَذَا الدِّيْنَ دِيْنُ اللهِ وَأَنَّ أَبَاكَ عَلَى غَيْرِ دِيْنٍ فَلاَ تَبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنْيَا غَيْرِكَ قَالَ: هُوَ كَمَا تَقُوْلُ وَإِنَّمَا أَتَخَلَّفُ، عَنِ القَوْمِ بَقْياً عَلَيْهِم قَالَ: فَأَتَيْتُهُم فِي اليَوْمِ الَّذِي أَرَادُوا أَنْ يَرْتَحِلُوا فَقَالُوا: يَا سَلْمَانُ قَدْ كُنَّا نَحْذَرُ مَا رَأَيْتَ فَاتَّقِ اللهَ وَاعْلَمْ أَنَّ الدِّيْنَ مَا أَوْصَيْنَاكَ بِهِ فَلاَ يَخْدَعَنَّكَ أَحَدٌ، عَنْ دِيْنِكَ قُلْتُ مَا أَنَا بِمُفَارِقِكُم قَالُوا: فَخُذْ شَيْئاً تَأْكُلْهُ فَإِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيْعُ مَا نَسْتَطِيْعُ نَحْنُ فَفَعَلْتُ وَلَقِيْتُ أَخِي فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ بِأَنِّي أَمْشِي مَعَهُم فَرَزَقَ اللهُ السَّلاَمَةَ حَتَّى قَدِمْنَا المَوْصِلَ فَأَتَيْنَا بَيْعَةً فَلَمَّا دَخَلُوا أَحَفُّوا بِهِم وَقَالُوا: أَيْنَ كُنْتُم? قَالُوا: كُنَّا فِي بِلاَدٍ لاَ يَذْكُرُوْنَ اللهَ تَعَالَى بِهَا عَبَدَةُ النِّيْرَانِ فَطُرِدْنَا فَقَدِمْنَا عَلَيْكُم. فَلَمَّا كَانَ بعد قالوا: يا سلمان إن ههنا قومًا في هذه الجبال هم أهل دين وإنا نريد لقائهم فكن أنت ههنا قُلْتُ: مَا أَنَا بِمُفَارِقِكُم فَخَرَجُوا وَأَنَا مَعَهُم فَأَصْبَحُوا بَيْنَ جِبَالٍ وَإِذَا مَاءٌ كَثِيْرٌ وَخُبْزٌ كَثِيْرٌ وَإِذَا صَخْرَةٌ فَقَعَدْنَا عِنْدَهَا فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ خَرَجُوا مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الجِبَالِ يَخْرُجُ رَجُلٌ رَجُلٌ مِنْ مَكَانِهِ كَأَنَّ الأَرْوَاحَ قَدِ انْتُزِعَتْ مِنْهُم حَتَّى كَثُرُوا فَرَحَّبُوا بِهِم وَحَفُّوا وَقَالُوا: أَيْنَ كُنْتُم? قَالُوا: كُنَّا فِي بِلاَدٍ فِيْهَا عَبَدَةُ نِيْرَانٍ فَقَالُوا: مَا هَذَا الغُلاَمُ? وَطَفِقُوا يُثْنُوْنَ عَلَيَّ وَقَالُوا: صَحِبَنَا مِنْ تِلْكَ البِلاَدِ فَوَاللهِ إِنَّهُم لَكَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِم رَجُلٌ مِنْ كَهْفٍ فَجَاءَ فَسَلَّمَ فَحَفُّوا بِهِ وَعَظَّمَهُ أَصْحَابِي وَقَالَ: أَيْنَ كُنْتُم? فَأَخْبَرُوْهُ فَقَالَ: مَا هَذَا الغُلاَمُ? فَأَثْنَوْا عَلَيَّ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذَكَرَ رُسُلَهُ وَذَكَرَ مَوْلِدَ عِيْسَى بن مَرْيَمَ وَأَنَّهُ وُلِدَ بِغَيْرِ ذَكَرٍ فَبَعَثَهُ اللهُ رَسُوْلاً وَأَجْرَى عَلَى يَدَيْهِ إِحْيَاءَ المَوْتَى وَأَنَّهُ يَخْلُقُ مِنَ الطِّيْنِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَيَنْفُخُ فِيْهِ فِيَكُوْنُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الإِنْجِيْلَ وعلمه التوارة وَبَعَثَهُ رَسُوْلاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيْلَ فَكَفَرَ بِهِ قَوْمٌ وَآمَنَ بِهِ قَوْمٌ إِلَى أَنْ قَالَ: فَالْزَمُوا مَا جَاءَ بِهِ عِيْسَى وَلاَ تُخَالِفُوا فَيُخَالَفَ بِكُم ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ هَذَا شَيْئاً فَلْيَأْخُذْ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُوْمُ فَيَأْخُذُ الجَرَّةَ مِنَ المَاءِ وَالطَّعَامِ وَالشَيْءِ فَقَامَ إِلَيْهِ أَصْحَابِي الَّذِيْنَ جِئْتُ مَعَهُم فَسَلَّمُوا عليه،

وَعَظَّمُوْهُ، وَقَالَ لَهُم: الْزَمُوا هَذَا الدِّيْنَ وَإِيَّاكُم أَنْ تَفَرَّقُوا وَاسْتَوْصُوا بِهَذَا الغُلاَمِ خَيْراً، وَقَالَ لِي: يَا غُلاَمُ هَذَا دِيْنُ اللهِ الَّذِي تَسْمَعُنِي أَقُوْلُهُ وَمَا سِوَاهُ الكُفْرُ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِمُفَارِقِكَ. قَالَ: إِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيْعُ أَنْ تَكُوْنَ مَعِي، إِنِّي مَا أَخْرُجُ مِنْ كَهْفِي هَذَا إلَّا كُلَّ يَوْمِ أَحَدٍ. قُلْتُ: مَا أَنَا بِمُفَارِقِكَ. قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا أَبَا فُلاَنٍ! إِنَّ هَذَا لَغُلاَمٌ، وَيُخَافُ عَلَيْهِ. قَالَ لِي: أَنْتَ أَعْلَمُ. قُلْتُ: فَإِنِّي لاَ أُفَارِقُكَ. فَبَكَى أَصْحَابِي لِفِرَاقِي. فَقَالَ: يَا غُلاَمُ خُذْ مِنْ هَذَا الطَّعَامِ مَا يَكْفِيْكَ لِلأَحَدِ الآخَرِ، وَخُذْ مِنَ المَاءِ مَا تَكْتَفِي بِهِ. فَفَعَلْتُهُ، فَمَا رَأَيْتُهُ نَائِماً وَلاَ طَاعِماً إلَّا رَاكِعاً وَسَاجِداً إِلَى الأَحَدِ الآخَرِ. فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ: خُذْ جَرَّتَكَ هَذِهِ وَانْطَلِقْ فَخَرَجْتُ أَتْبَعُهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ وَإِذَا هُم قَدْ خَرَجُوا مِنْ تِلْكَ الجِبَالِ يَنْتَظِرُوْنَ خُرُوْجَهُ، فَعَدَوْا وَعَادَ فِي حَدِيْثِهِ، وَقَالَ: الْزَمُوا هَذَا الدِّيْنَ وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا اللهَ، وَاعْلَمُوا أَنَّ عِيْسَى كَانَ عَبْداً لِلِّهِ أَنْعَمَ عَلَيْهِ. فَقَالُوا: كَيْفَ وَجَدْتَ هَذَا الغُلاَمَ? فَأَثْنَى عَلَيَّ وَإِذَا خُبْزٌ كَثِيْرٌ وَمَاءٌ كَثِيْرٌ، فَأَخَذُوا مَا يَكْفِيْهِمْ وَفَعَلْتُ، فَتَفَرَّقُوا فِي تِلْكَ الجِبَالِ، وَرَجَعْنَا إِلَى الكَهْفِ فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللهُ، يَخْرُجُ كُلَّ أَحَدٍ وَيَحُفُّوْنَ بِهِ. فَخَرَجَ يَوْماً فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى وَوَعَظَهُم، ثُمَّ قَالَ: يَا هَؤُلاَءِ إِنَّهُ قَدْ كَبِرَ سِنِّي وَرَقَّ عَظْمِي وَاقْتَرَبَ أَجَلِي وَإِنَّهُ لاَ عَهْدَ لِي بِهَذَا البَيْتِ مُذْ كَذَا وَكَذَا وَلاَ بُدَّ مِنْ إِتْيَانِهِ فَاسْتَوْصُوا بِهَذَا الغُلاَمِ خَيْراً فَإِنِّي رَأَيْتُهُ لاَ بَأْسَ بِهِ. فَجَزِعَ القَوْمُ، وَقَالُوا: أَنْتَ كَبِيْرٌ وَأَنْتَ وَحْدَكَ فَلاَ نَأْمَنُ أَنْ يُصِيْبَكَ الشَيْءُ وَلَسْنَا عِنْدَكَ، مَا أَحْوَجَ مَا كُنَّا إِلَيْكَ. قَالَ: لاَ تُرَاجِعُوْنِي. فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِمُفَارِقِكَ. قَالَ: يَا سَلْمَانُ قَدْ رَأَيْتَ حَالِي وَمَا كُنْتُ عَلَيْهِ وَلَيْسَ هَذَا كَذَلِكَ، أَنَا أَمْشِي، أَصُوْمُ النَّهَارَ وَأَقُوْمُ اللَّيْلَ، وَلاَ أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَحْمِلَ مَعِي زَاداً وَلاَ غَيْرَهُ وَأَنْتَ لاَ تَقْدِرُ عَلَى هَذَا. قُلْتُ: مَا أَنَا بِمُفَارِقِكَ. قَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ. وَبَكَوْا، وَوَدَّعُوْهُ، وَاتَّبَعْتُهُ يَذْكُرُ اللهَ، وَلاَ يَلْتَفِتُ، وَلاَ يَقِفُ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى إِذَا أَمْسَيْنَا قَالَ: صَلِّ أَنْتَ، وَنَمْ وَقُمْ، وَكُلْ وَاشْرَبْ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ وَكَانَ لاَ يَرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا عَلَى بَابِ المَسْجِدِ مُقْعَدٌ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ قَدْ تَرَى حَالِي فَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِشَيْءٍ. فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ وَدَخَلَ المَسْجِدَ، فَجَعَلَ يَتْبَعُ أَمْكِنَةً يُصَلِّي فِيْهَا. ثُمَّ قَالَ: يَا سَلْمَانُ! لَمْ أَنَمْ مُذْ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ أَنْتَ جَعَلْتَ أَنْ تُوْقِظَنِي إِذَا بَلَغ الظَّلُّ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا نِمْتُ، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَنَامَ فِي هَذَا المَسْجِدِ، وَإِلاَّ لَمْ أَنَمْ. قُلْتُ: فَإِنِّي أَفْعَلُ. فَنَامَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا لَمْ يَنَمْ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا لأَدَعَنَّهُ يَنَامُ. وَكَانَ لَمَّا يَمْشِي وَأَنَا مَعَهُ يُقْبِلُ عَلَيَّ فَيَعِظُنِي وَيُخْبِرُنِي أَنَّ لِي رَبّاً، وَأَنَّ بَيْنَ يَدَيَّ جَنَّةً وَنَاراً وَحِسَاباً، وَيُذَكِّرُنِي نَحْوَ مَا كَانَ يُذَكِّرُ

القَوْمَ يَوْمَ الأَحَدِ. حَتَّى قَالَ: يَا سَلْمَانُ إِنَّ اللهَ سَوْفَ يَبْعَثُ رَسُوْلاً اسْمُهُ أَحْمَدُ يَخْرُجُ بِتِهَامَةَ وَكَانَ رَجُلاً أَعْجَمِيّاً لاَ يُحْسِنُ أَنْ يَقُوْلَ مُحَمَّدٌ عَلاَمَتُهُ أَنَّهُ يَأْكُلُ الهَدِيَّةَ وَلاَ يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ وَهَذَا زَمَانُهُ الَّذِي يَخْرُجُ فِيْهِ قَدْ تَقَارَبَ فَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي شَيْخٌ كَبِيْرٌ وَلاَ أَحْسَبُنِي أُدْرِكُهُ فَإِنْ أَنْتَ أَدْرَكْتَهُ فَصَدِّقْهُ وَاتَّبِعْهُ قُلْتُ: وَإِنْ أَمَرَنِي بِتَرْكِ دِيْنِكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ فَإِن رِضَى الرَّحْمَنِ فِيْمَا قَالَ. فَلَمْ يَمْضِ إلَّا يَسِيْرٌ حَتَّى اسْتَيْقَظَ فَزِعاً يَذْكُرُ اللهَ تَعَالَى فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ مَضَى الفَيْءُ مِنْ هَذَا المَكَانِ وَلَمْ أَذْكُرِ اللهَ أَيْنَ مَا كُنْتَ جَعَلْتَ عَلَى نَفْسِكَ? قُلْتُ: لأَنَّكَ لَمْ تَنَمْ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فَأَحْبَبْتُ أَنْ تَسْتَوْفِيَ مِنَ النَّوْمِ فَحَمِدَ اللهَ وَقَامَ. وَخَرَجَ فَتَبِعْتُهُ فَمَرَّ بِالمُقْعَدِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ دَخَلْتَ وَسَأَلْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي وَخَرَجْتَ فَسَأَلْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي فَقَامَ يَنْظُرُ هَلْ يَرَى أَحَداً فَلَمْ يَرَ فَدَنَا مِنْهُ وَقَالَ لَهُ: نَاوِلْنِي يَدَكَ فَنَاوَلَهُ فَقَالَ: بَاسْمِ اللهِ فَقَامَ كَأَنَّهُ نَشَطَ مِنْ عُقَالٍ صَحِيْحاً لاَ عَيْبَ فِيْهِ فَانْطَلَقَ ذَاهِباً فَكَانَ لاَ يَلْوِي عَلَى أَحَدٍ وَلاَ يَقُوْمُ عَلَيْهِ. فَقَالَ لِي المُقْعَدُ: يَا غُلاَمُ احْمِلْ عَلَيَّ ثِيَابِي حَتَّى أَنْطَلِقَ وَأُبَشِّرَ أَهْلِي فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ وَانْطَلقَ لاَ يَلْوِي عَلَيَّ فَخَرَجْتُ فِي أَثَرِهِ أَطْلُبُهُ فَكُلَّمَا سَأَلْتُ عَنْهُ قَالُوا: أَمَامَكَ حَتَّى لَقِيَنِي رَكْبٌ مِنْ كلب فسألتهم فَلَمَّا سَمِعُوا لُغَتِي أَنَاخَ رَجُلٌ مِنْهُمْ بَعِيْرَهُ فَجَعَلَنِي خَلْفَهُ حَتَّى أَتَوْا بِي بِلاَدَهُم فَبَاعُوْنِي وَاشْتَرَتْنِي امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَجَعَلَتْنِي فِي حَائِطٍ لَهَا. وَقَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأُخْبِرْتُ بِهِ فَأَخَذْتُ شَيْئاً مِنْ تَمْرِ حَائِطِي وَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ نَاساً وَإِذَا أَبُو بَكْرٍ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْهِ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: "مَا هَذَا"؟ قُلْتُ: صَدَقَةٌ فَقَالَ: "كُلُوا" وَلَمْ يَأْكُلْ ثُمَّ لَبِثْتُ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ أَخَذْتُ مِثْلَ ذَلِكَ وَأَتَيْتُهُ بِهِ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ نَاساً فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: "مَا هَذَا"؟ قُلْتُ: هَدِيَّةٌ فَقَالَ: "بَاسْمِ اللهِ" وَأَكَلَ وَأَكَلَ القَوْمُ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ مِنْ آيَاتِهِ. كَانَ صَاحِبِي رَجُلاً أَعْجَمِيّاً، لَمْ يُحْسِنْ أَنْ يَقُوْلَ تِهَامَةَ فَقَالَ: تُهْمَةُ. قَالَ: فَدُرْتُ مِنْ خَلْفِهِ فَفَطِنَ لِي فَأَرْخَى ثَوْبَهُ فَإِذَا الخَاتَمُ فِي نَاحِيَةِ كَتِفِهِ الأَيْسَرِ فَتَبَيَّنْتُهُ ثُمَّ دُرْتُ حَتَّى جَلَستُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقُلْتُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ وَأَنَّكَ رَسُوْلُ اللهِ قَالَ: "مَنْ أَنْتَ"؟ قُلْتُ: مَمْلُوْكٌ وَحَدَّثْتُهُ حَدِيْثِي وَحَدِيْثَ الَّذِي كُنْتُ مَعَهُ وَمَا أَمَرَنِي بِهِ قَالَ: "لِمَنْ أَنْتَ"؟ قُلْتُ: لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ جَعَلَتْنِي فِي حَائِطٍ لَهَا قَالَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ" قَالَ: لَبَّيْكَ قَالَ: "اشْتَرِهِ" فَاشْتَرَانِي أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَنِي فَلَبِثْتُ مَا شَاءَ اللهُ ثم أتيته،

فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ مَا تَقُوْلُ فِي دِيْنِ النَّصَارَى? قَالَ: "لاَ خَيْرَ فِيْهِم وَلاَ فِي دِيْنِهِم" فَدَخَلَنِي أَمْرٌ عَظِيْمٌ وَقُلْتُ فِي نَفْسِي: الَّذِي أَقَامَ المُقْعَدَ لاَ خَيْرَ فِي هَؤُلاَءِ وَلاَ فِي دِيْنِهِم فَانْصَرَفْتُ وَفِي نَفْسِي مَا شَاءَ اللهُ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون} [المَائِدَةُ: 82] ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَلَيَّ بسلمان" فأتاني الرسول وأنا خائف فَجِئْتُهُ فَقَرَأَ "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ} ثُمَّ قَالَ: "يَا سَلْمَانُ إِنَّ الَّذِيْنَ كُنْتَ مَعَهُم وَصَاحِبَكَ لَمْ يَكُوْنُوا نَصَارَى إِنَّمَا كَانُوا مُسْلِمِيْنَ" فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لَهُوَ الَّذِي أَمَرَنِي بِاتِّبَاعِكَ فَقُلْتُ لَهُ: وَإِنْ أَمَرَنِي بِتَرْكِ دِيْنِكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِ? قَالَ: نَعَمْ فَاتْرُكْهُ فَإِنَّهُ الحَقُّ. هَذَا حَدِيْثٌ جَيِّدُ الإِسْنَادِ حَكَمَ الحَاكِمُ بِصِحَّتِهِ. سَعْدَوَيْه الوَاسِطِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ حَاتِمٍ الطَّوِيْلُ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ القُدُّوْسِ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدٌ المُكْتِبُ، حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بنُ وَاثِلَةَ، حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ قَالَ: كُنْتُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ جَيٍّ وَكَانَ أَهْلُ قَرْيَتِي يَعْبُدُوْنَ الخَيْلَ البُلْقَ وَكُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّهُم لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ فَقِيْلَ لِي: إِنَّ الَّذِي تَرُوْمُهُ إِنَّمَا هُوَ بِالمَغْرِبِ فَأَتَيْتُ المَوْصِلَ فَسَأَلْتُ، عَنْ أَفْضَلِ رَجُلٍ فِيْهَا فَدُلِلْتُ عَلَى رَجُلٍ فِي صَوْمَعَةٍ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ جَيٍّ وَإِنِّي جِئْتُ أَطْلُبُ العِلْمَ فَضُمَّنِي إِلَيْكَ أَخْدِمْكَ وَأَصْحَبْكَ وَتُعَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ قَالَ: نَعَمْ فَأَجْرَى عَلَيَّ مِثْلَ مَا كَانَ يُجْرَى عَلَيْهِ وَكَانَ يُجْرَى عَلَيْهِ الخَلُّ وَالزَّيْتُ وَالحُبُوْبُ فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى نَزَلَ بِهِ المَوْتُ فَجَلَسْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ أَبْكِيْهِ فَقَالَ: مَا يُبْكِيْكَ? قُلْتُ: يُبْكِيْنِي أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ بِلاَدِي أَطْلُبُ الخَيْرَ فَرَزَقَنِي اللهُ فَصَحِبْتُكَ فَعَلَّمْتَنِي وَأَحْسَنْتَ صُحْبَتِي فَنَزَلَ بِكَ المَوْتُ فَلاَ أَدْرِي أَيْنَ أَذْهَبُ قال: لي أخ بالجزيرة مكان كذا وَكَذَا فَهُوَ عَلَى الحَقِّ فَائْتِهِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُ أَنِّي أَوْصَيْتُ إِلَيْهِ وَأَوْصَيْتُكُ بِصُحْبَتِهِ فَلَمَّا قُبِضَ أَتَيْتُ الرَّجُلَ الَّذِي وَصَفَ لِي فَأَخْبَرْتُهُ فَضَمَّنِي إِلَيْهِ فَصَحِبْتُهُ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ نَزَلَ بِهِ المَوْتُ فَأَوْصَى بِي إِلَى رَجُلٍ بِقُرْبِ الرُّوْمِ فَلَمَّا قُبِضَ أَتَيْتُهُ فَضَمَّنِي إِلَيْهِ فَلَمَّا احْتُضِرَ بَكَيْتُ فَقَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ عَلَى دِيْنِ عِيْسَى أَعْلَمُهُ وَلَكِنْ هَذَا أَوَانٌ يَخْرُجُ نَبِيٌّ أَوْ قَدْ خَرَجَ بِتِهَامَةَ وَأَنْتَ عَلَى الطَّرِيْقِ لاَ يَمُرُّ بِكَ أَحَدٌ إلَّا سَأَلْتَهُ عَنْهُ وَإِذَا بَلَغَكَ أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ فَائْتِهِ فَإِنَّهُ النَّبِيُّ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيْسَى وَآيَةُ ذَلِكَ فَذَكَرَ الخَاتَمَ وَالهَدِيَّةَ وَالصَّدَقَةَ قَالَ: فَمَاتَ وَمَرَّ بِي نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَسَأَلْتُهُم فَقَالُوا: نَعَمْ قَدْ ظَهَرَ فِيْنَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فَقُلْتُ لِبَعْضِهِم: هَلْ لَكُم أَنْ أَكُوْنَ لَكُم عَبْداً عَلَى أَنْ تَحْمِلُوْنِي عُقْبَةً وَتُطْعِمُوْنِي مِنَ الكِسَرِ? فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا فَصِرْتُ لَهُ عَبْداً حَتَّى قَدِمَ بِي مَكَّةَ فَجَعَلَنِي فِي بُسْتَانٍ لَهُ مَعَ حُبْشَانٍ

كَانُوا فِيْهِ فَخَرَجْتُ وَسَأَلْتُ فَلَقِيْتُ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ بِلاَدِي فَسَأَلْتُهَا فَإِذَا أَهْلُ بَيْتِهَا قَدْ أَسْلَمُوا فَقَالَتْ لِي: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْلِسُ فِي الحِجْرِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ إِذَا صَاحَ عُصْفُوْرُ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا أَضَاءَ لَهُمُ الفَجْرُ تَفَرَّقُوا فَانْطَلَقْتُ إِلَى البُسْتَانِ وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ لَيْلَتِي فَقَالَ لِي الحُبْشَانُ: مَا لَكَ? قُلْتُ: أَشْتَكِي بَطْنِي وَإِنَّمَا صَنَعْتُ ذَلِكَ لِئَلاَّ يَفْقِدُوْنِي فَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ الَّتِي أَخْبَرَتْنِي خَرَجْتُ أَمْشِي حَتَّى رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِذَا هُوَ مُحْتَبٍ وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ فَأَتَيْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ فَأَرْسَلَ حَبْوَتَهُ فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَقُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ هَذِهِ وَاحِدَةٌ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ المُقْبِلَةُ لَقَطْتُ تَمْراً جَيِّداً فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: "مَا هَذَا?" فَقُلْتُ: صَدَقَةٌ إِلَى أَنْ قَالَ: "فَاذْهَبْ فَاشْتَرِ نَفْسَكَ" فَانْطَلَقْتُ إِلَى صَاحِبِي فَقُلْتُ: بِعْنِي نَفْسِي قَالَ: نَعَمْ عَلَى أَنْ تُنْبِتَ لي مئة نَخْلَةٍ فَإِذَا أَنْبَتَتْ جِئْنِي بِوَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ فَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: "اشْتَرِ نَفْسَكَ بِذَلِكَ وَائْتِنِي بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ البِئْرِ الَّذِي كُنْتَ تَسْقِي مِنْهَا ذَلِكَ النَّخْلَ" فَدَعَا لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيها ثم سقيتها فوالله لقد غرست مئة نَخْلَةٍ فَمَا غَادَرْتُ مِنْهَا نَخْلَةً إلَّا نَبَتَتْ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَعْطَانِي قِطْعَةً مِنْ ذَهَبٍ فَانْطَلَقْتُ بِهَا فَوَضَعْتُهَا فِي كَفَّةِ المِيْزَانِ وَوَضَعَ فِي الجَانَبِ الآخَرِ نَوَاةً فَوَاللهِ مَا اسْتَقَلَّتِ القِطْعَةُ الذَّهَبُ مِنَ الأَرْضِ وَجِئْتُ رَسُوْلَ اللهِ وَأَخْبَرْتُهُ فَأَعْتَقَنِي. هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكرٌ، غَيْرُ صَحِيْحٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ القُدُّوْسِ مَتْرُوْكٌ وَقَدْ تَابَعَهُ فِي بَعْضِ الحَدِيْثِ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيْكٌ وَأَمَّا هُوَ فَسَمَّنَ الحَدِيْثَ فَأَفْسَدَهُ وَذَكَرَ مَكَّةَ وَالحِجْرَ وَأَنَّ هُنَاكَ بَسَاتِيْنَ وَخَبَطَ فِي مَوَاضِعَ وَرَوَى مِنْهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ العَلاَءِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ. وَرَوَاهُ المُبَارَكُ أَخُو الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُبَيْدٍ المُكْتِبِ فَقَالَ: عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَاتِ كُلِّهَا كُنْتُ مِنْ أَهْلِ جَيٍّ وَقَالَ الفِرْيَابِيُّ وَغَيْرُهُ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كُنْتُ رَجُلاً مِنْ رَامَهُرْمُزَ وَالفَارِسِيَّةُ سَمَّاهَا ابْنُ مَنْدَةَ: أَمَةَ اللهِ. الطَّبَرَانِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ الكَبِيْرِ"، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ دَاوُدَ المَكِّيُّ، حَدَّثَنَا قيس بن حفص الدارمي، حدثنا مسلمة بن عَلْقَمَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سماك بن حرب، عن سلامة العجلي قال: جَاءَ ابْنُ أُخْتٍ لِي مِنَ البَادِيَةِ يُقَالُ لَهُ: قُدَامَةُ فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ أَلْقَى سَلْمَانَ فَخَرَجْنَا إِلَيْهِ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ وَجَدْنَاهُ بِالمَدَائِنِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى عِشْرِيْنَ أَلْفاً وَوَجَدْنَاهُ عَلَى سَرِيْرِ لِيْفٍ يَسُفُّ خُوْصاً فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ هَذَا ابْنُ أُخْتٍ لِي قَدِمَ فَأَحَبَّ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْكَ قَالَ: وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ قُلْتُ: يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّكَ قَالَ: أحبه الله.

فَتَحَدَّثْنَا، وَقُلْنَا: إلَّا تُحِدِّثُنَا، عَنْ أَصْلِكَ? قَالَ: أَنَا مِنْ أَهْلِ رَامَهُرْمُزَ كُنَّا قَوْماً مَجُوْساً فَأَتَانِي نَصْرَانِيٌّ مِنَ الجَزِيْرَةِ كَانَتْ أُمُّهُ مِنَّا فَنَزَلَ فِيْنَا وَاتَّخَذَ دَيْراً وَكُنْتُ فِي مَكْتَبِ الفَارِسِيَّةِ فَكَانَ لاَ يَزَالُ غُلاَمٌ مَعِي فِي الكُتَّابِ يَجِيْءُ مَضْرُوْباً يَبْكِي فَقُلْتُ لَهُ يَوْماً: مَا يُبْكِيْكَ? قَالَ: يَضْرِبُنِي أَبَوَايَ قُلْتُ: وَلِمَ? قَالَ: آتِي هَذَا الدَّيْرَ فَإِذَا عَلِمَا ذَلِكَ ضَرَبَانِي وَأَنْتَ لَوْ أَتَيْتَهُ سَمِعْتَ مِنْهُ حَدِيْثاً عَجَباً قُلْتُ: فَاذْهَبْ بِي مَعَكَ فَأَتَيْنَاهُ فَحَدَّثَنَا، عَنْ بَدْءِ الخَلْقِ وَعَنِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ مَعَهُ فَفَطِنَ لَنَا غِلْمَانٌ مِنَ الكُتَّابِ فَجَعَلُوا يَجِيْئُوْنَ مَعَنَا فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَهْلُ القَرْيَةِ قَالُوا لَهُ: يَا هَنَاة! إِنَّكَ قَدْ جَاوَرْتَنَا فَلَمْ تَرَ مِنَّا إلَّا الحَسَنَ وَإِنَّا نَرَى غِلْمَانَنَا يَخْتَلِفُوْنَ إِلَيْكَ وَنَحْنُ نَخَافُ أَنْ تُفْسِدَهُم اخْرُجْ عَنَّا قَالَ: نَعَمْ فَقَالَ لِذَلِكَ الغُلاَمِ: اخْرُجْ مَعِي قَالَ: لاَ أَسْتَطِيْعُ قَدْ عَلِمْتَ شِدَّةَ أَبَوَيَّ عَلَيَّ قُلْتُ: أَنَا أَخْرُجُ مَعَكَ وَكُنْتُ يَتِيْماً لاَ أَبَ لِي فَخَرَجْتُ فَأَخَذْنَا جَبَلَ رَامَهُرْمُزَ نَمْشِي وَنَتَوَكَّلُ وَنَأْكُلُ مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرِ حَتَّى قَدِمْنَا الجَزِيْرَةَ فَقَدِمْنَا نَصِيْبِيْنَ فَقَالَ: هُنَا قَوْمٌ عُبَّادُ أَهْلِ الأَرْضِ فَجِئْنَا إِلَيْهِم يَوْمَ الأَحَدِ وَقَدِ اجْتَمَعُوا فَسَلَّمَ عَلَيْهِم فَحَيَّوْهُ وَبَشُّوا بِهِ وَقَالُوا: أَيْنَ كَانَتْ غَيْبَتُكَ? قَالَ: كُنْتُ فِي إِخْوَانٍ لِي مِنْ قِبَلِ فَارِسٍ ثُمَّ قَالَ صَاحِبِي: قُمْ يَا سَلْمَانُ قَالَ: قُلْتُ: لاَ دَعْنِي مَعَ هَؤُلاَءِ قَالَ: إِنَّكَ لاَ تُطِيْقُ مَا يُطِيْقُ هَؤُلاَءِ يَصُوْمُوْنَ الأَحَدَ إِلَى الأَحَدِ وَلاَ يَنَامُوْنَ هَذَا اللَّيْلَ وَإِذَا فِيْهِم رَجُلٌ مِنْ أَبْنَاءِ المُلُوْكِ تَرَكَ المُلْكَ وَدَخَلَ فِي العِبَادَةِ فَكُنْتُ فِيْهِم حَتَّى أَمْسَيْنَا فَجَعَلُوا يَذْهَبُوْنَ وَاحِداً وَاحِداً إِلَى غَارِهِ الَّذِي يَكُوْنُ فِيْهِ فَقَالَ لِي: يَا سَلْمَانُ هَذَا خُبْزٌ وَهَذَا أُدْمٌ كُلْ إِذَا غَرِثْتَ وَصُمْ إِذَا نَشِطْتَ وَصَلِّ مَا بَدَا لَكَ ثُمَّ قَامَ فِي صَلاَتِهِ فَلَمْ يُكَلِّمْنِي وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيَّ فَأَخَذَنِي الغَمُّ تِلْكَ الأَيَّامَ السَّبْعَةَ حَتَّى كَانَ يَوْمُ الأَحَدِ فَذَهَبْنَا إِلَى مَجْمَعِهِم إِلَى أَنْ قَالَ صَاحِبِي: إِنِّي أُرِيْدُ الخُرُوْجَ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ فَفَرِحْتُ وَقُلْتُ نُسَافِرُ وَنَلْقَى النَّاسَ فَخَرَجْنَا فَكَانَ يَصُوْمُ مِنَ الأَحَدِ إِلَى الأَحَدِ وَيُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ وَيَمْشِي بِالنَّهَارِ فَلَمْ يَزَلْ ذَاكَ دَأْبَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ وَعَلَى بَابِهِ مُقْعَدٌ يَسْأَلُ النَّاسَ فَقَالَ: أَعْطِنِي قَالَ: مَا مَعِي شَيْءٌ فَدَخَلْنَا بَيْتَ المَقْدِسِ فَبَشُّوا بِهِ وَاسْتَبْشَرُوا فَقَالَ لَهُم: غُلاَمِي هَذَا اسْتَوْصُوا بِهِ فَأَطْعَمُوْنِي خُبْزاً وَلَحْماً وَدَخَلَ فِي الصَّلاَةِ فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى كَانَ يَوْمُ الأَحَدِ فَقَالَ لِي: يَا سَلْمَانُ إِنِّي أُرِيْدُ أَنْ أَنَامَ فَإِذَا بَلَغَ الظِّلُّ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَأَيْقِظْنِي فَنَامَ فَلَمْ أُوْقِظْهُ مَاوِيَةً لَهُ مِمَّا دَأَبَ فَاسْتَيْقَظَ مَذْعُوْراً فَقَالَ: أَلَمْ أَكُنْ قُلْتُ لَكَ? ثُمَّ قَالَ لِي: اعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ الدِّيْنِ اليَوْمَ النَّصْرَانِيَّةُ قُلْتُ: وَيَكُوْنُ بَعْدَ اليَوْمِ دِيْنٌ أَفْضَلُ مِنْهُ كَلِمَةٌ أُلْقِيَتْ عَلَى لِسَانِي? قَالَ: نَعَمْ يُوْشَكُ أَنْ يُبْعَثَ نبي.....، إلى أن قال: فطلقاني

رِفْقَةٌ مِنْ كَلْبٍ فَسَبَوْنِي فَاشْتَرَانِي بِالمَدِيْنَةِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَجَعَلَنِي فِي نَخْلٍ وَمِنْ ثَمَّ تَعْلَّمْتُ عَمَلَ الخُوْصِ أَشْتَرِي خُوْصاً بِدِرْهَمٍ فَأَعْمِلُهُ فَأَبِيْعُهُ بِدِرْهَمَيْنِ فَأَرُدُّ دِرْهَماً فِي الخُوْصِ وَأَسْتَنْفِقُ دِرْهَماً أُحِبُّ أَنْ كَانَ مِنْ عَمَلِ يَدِي. قَالَ: فَبَلَغَنَا أَنَّ رَجُلاً قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ يَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَهُ قَالَ: فَهَاجَرَ إِلَيْنَا إِلَى أَنْ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَيُّ قَوْمٍ النَّصَارَى? قَالَ: "لاَ خَيْرَ فِيْهِم وَلاَ فِيْمَنْ يُحِبُّهُم". قُلْتُ فِي نَفْسِي: أَنَا وَاللهِ أُحِبُّهُم قَالَ: وَذَاكَ حِيْنَ بَعَثَ السَّرَايَا وَجَرَّدَ السَّيْفَ فَسَرِيَّةٌ تَدْخُلُ وَسرِيَّةٌ تَخْرُجُ وَالسَّيْفُ يَقْطُرُ قُلْتُ يُحَدَّثُ بِي أَنِّي أُحِبُّهُم فَيَبْعَثَ إِلَيَّ فَيَضْرِبَ عُنُقِي فَقَعَدْتُ فِي البَيْتِ فَجَاءنِي الرَّسُوْلُ أَجِبْ رَسُوْلَ اللهِ فَخِفْتُ وَقُلْتُ: اذْهَبْ حَتَّى أَلْحَقَكَ قَالَ: لاَ وَاللهِ حَتَّى تَجِيْءَ فَانْطَلَقْتُ فَلَمَّا رَآنِي تَبَسَّمَ وَقَالَ: "يَا سَلْمَانُ أَبْشِرْ فَقَدْ فَرَّجَ اللهُ عَنْكَ" ثُمَّ تَلاَ عَلَيَّ: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ، وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِه} [القصص: 52، 53] إِلَى قَوْلِهِ: {لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِين} [القَصَصُ: 55] قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُوْل -يَعْنِي صَاحِبَهُ: لَوْ أَدْرَكْتُهُ فَأَمَرَنِي أَنْ أَقَعَ فِي النَّارِ لَوَقَعْتُ فِيْهَا إِنَّهُ نَبِيٌّ لاَ يَقُوْلُ إلَّا حَقّاً وَلاَ يَأْمُرُ إلَّا بِحَقٍّ. غَرِيْبٌ جِدّاً وَسَلاَمَةُ لاَ يُعْرَفُ. قَالَ بَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ فِي "مُسْنَدِهِ": حَدَّثَنَا يَحْيَى الحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ، عَنْ عُبَيْدٍ المُكْتِبِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: خَرَجْتُ فِي طَلَبِ العِلْمِ إِلَى الشَّامِ فَقَالُوا لِي: إِنَّ نَبِيّاً قَدْ ظَهَرَ بِتِهَامَةَ فَخَرَجْتُ إِلَى المَدِيْنَةِ فَبَعَثْتُ إِلَيْهِ بِقُبَاعٍ مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ: "أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ"؟ قُلْتُ: صَدَقَةٌ فَقَبَضَ يَدَهُ وَأَشَارَ إِلَى أَصْحَابِهِ أَنْ يَأْكُلُوا ثُمَّ أَتْبَعْتُهُ بِقُبَاعٍ مِنْ تَمْرٍ وَقُلْتُ: هَذَا هَدِيَّةٌ فَأَكَلَ وَأَكَلُوا فَقُمْتُ عَلَى رَأْسِهِ فَفَطِنَ فَقَالَ بِرِدَائِهِ، عَنْ ظَهْرِهِ فَإِذَا فِي ظَهْرِهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ وَتَشَهَّدْتُ. إِسْنَادُهُ صَالِحٌ. أَخْرَجَ البُخَارِيُّ مِنْ حَدِيْثِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ قَالَ: تَدَاوَلَنِي بِضْعَةَ عَشَرَ مِنْ رَبٍّ إلى رب1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3946" من طريق سليمان التيمي، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 195" من طريق سُلَيْمَانُ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الفارسي، به.

يَحْيَى الحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ، عَنْ عُبَيْدٍ المُكْتِبِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ كَاتَبْتُ فَأَعَانَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِبَيْضَةٍ مِنْ ذَهَبٍ فَلَوْ وُزِنَتْ بِأُحُدٍ كَانَتْ أَثْقَلَ مِنْهُ1. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ كَاتَبْتُ أَهْلِي عَلَى أَنْ أَغْرِسَ لَهُم خَمْسَ مئة فَسِيْلَةٍ فَإِذَا عَلِقَتْ فَأَنَا حُرٌّ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَغْرِسَ فَآذِنِّي" فَآذَنْتُهُ فَغَرَسَ بِيَدِهِ إلَّا وَاحِدَةً غَرَسْتُهَا فَيَعْلِقُ الجَمِيْعُ إلَّا الوَاحِدَةَ الَّتِي غَرَسْتُ2. قَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ، حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ البَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي الوُضُوْءِ قَبْلَ الطَّعَامِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ "تَنْزِلُ قَبْلَ الطَّعَامِ فِي الوُضُوْءِ وَفِي الوضوء بعده"3. أَبُو بَدْرٍ السَّكُوْنِيُّ، عَنْ قَابُوْسِ بنِ أَبِي ظِبْيَانَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا سَلْمَانُ لاَ تُبْغِضْنِي فَتُفَارِقَ دِيْنَكَ" قُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي كَيْفَ أُبْغِضُكَ وَبِكَ هَدَانِي اللهُ قَالَ: "تُبْغِضُ العَرَبَ فَتُبْغِضُنِي"4. قَابُوْسُ بنُ حَسَنَةَ قَالَ التِّرْمِذِيُّ يَحْيَى بنُ عُقْبَةَ بنِ أَبِي العَيْزَارِ من الضعفاء، عن محمد

_ 1 ضعيف: فيه شريك النخعي، ضعيف لسوء حفظه. 2 ضعيف: فيه علي بن زيد، وهو ابن جدعان، ضعيف، وهو عند أحمد "5/ 440". 3 ضعيف: أخرجه أحمد "5/ 441"، وأبو داود "3761"، والترمذي "1846" والحاكم "3/ 604" من طريق قيس بن الربيع، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته قيس بن الربيع، ضعيف لسوء حفظه. وأبو هاشم هو الرماني، بضم الراء وتشديد الميم، الواسطي، اسمه يحيى بن دينار، وقيل ابن الأسود، وقيل ابن نافع، ثقة، روى له الجماعة. وزاذان هو أبو عمر الكندي البزاز، صدوق يرسل، روى له البخاري في الأدب المفرد ومسلم في صحيحه، وأصحاب السنن. 4 ضعيف: أخرجه أحمد "5/ 440"، والترمذي "3927"، والطبراني في "الكبير" "6/ 6093" من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد السكوني، عن قابوس بن أبي ظبيان، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: قابوس بن أبي ظبيان، ضعيف ضعفه أحمد، وأبو حاتم، والنسائي، وابن حبان. الثانية: الانقطاع بين أبي ظبيان حصين بن جندب الجنبي الكوفي -والد قابوس- وسلمان.

بنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا سَابِقُ وَلَدِ آدَمَ وَسَلْمَانُ سَابِقُ الفُرْسِ"1. ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَلْمَانُ سَابِقُ الفُرْسِ"2. هَذَا مُرْسَلٌ وَمَعْنَاهُ صَحِيْحٌ. ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ كَثِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى الله عليه وسلم- خَطَّ الخَنْدَقَ عَامَ الأَحْزَابِ فَاحْتَجَّ المُهَاجِرُوْنَ وَالأَنْصَارُ في سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ وَكَانَ رَجُلاً قَوِيّاً فَقَالَ المُهَاجِرُوْنَ: مِنَّا سَلْمَانُ وَقَالَتِ الأَنْصَارُ: سَلْمَانُ مِنَّا فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَلْمَانُ مِنَّا أهل البيت"3. كثير متروك.

_ 1 ضعيف: وسبق تخريجنا له بتعليق رقم 506. 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "7/ 318"، وهو مرسل. 3 ضعيف جدا: أخرجه الطبراني في "الكبير" "6/ 6040"، وابن سعد في "الطبقات" "4/ 62" و"7/ 231"، وابن جرير في "تفسيره" "21/ 85"، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" "6"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" "1/ 54" والحاكم "3/ 598"، والبيهقي "دلائل النبوة" "3/ 418"، والبغوي في "تفسيره" "5/ 439" كلهم من طريق كَثِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفٍ المزني، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَّ الخَنْدَقَ عَامَ الأحزاب، حتى بلغ المذاحج، فقطع لكل عشرة أربعين ذراعا فاحتج المهاجرون والأنصار، فقال المهاجرون سلمان منا، وقالت الأنصار: سلمان منا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سلمان منا آل البيت". قلت: إسناده واه برة، فيه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني، قال الدارقطني وغيره: متروك. وقال ابن حبان: له عن أبيه، وعن جده نسخة موضوعة، وله شاهد من حديث الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما: أخرجه أبو يعلى "12/ 6772"، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" "5" من طريق النضر بن حميد، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده الحسين بن علي به مرفوعا. قلت: إسناده ضعيف جدا، فيه علتان: الأولى: النضر بن حميد، قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث، الثانية سعد الإسكاف وهو سعد بن طريف الإسكاف. قال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الفور، وقد خرجت هذا الحديث بإسهاب في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" المجلد الأول حديث رقم "58"، وهو مطبوع بمكتبة الدعوة بالأزهر يسر الله طبع بقية المجلدات الثلاث وجعله في ميزان حسناتي، وكل من ساهم في طبعه ونشره آمين.

حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، عَنْ عَائِذِ بنِ عَمْرٍو أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ مَرَّ عَلَى سَلْمَانَ وَبِلاَلٍ وَصُهَيْبٍ فِي نَفَرٍ فَقَالُوا: مَا أَخَذَتْ سُيُوْفُ اللهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللهِ مَأْخَذَهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: تَقُوْلُوْنَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهَا ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُم لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُم لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ" فَأَتَاهُم أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: يَا إِخْوَتَاهُ أَغْضَبْتُكُم? قَالُوا: لاَ يَا أَبَا بَكْرٍ يَغْفِرُ اللهُ لَكَ1. قَالَ الوَاقِدِيُّ: أَوَّلُ مَغَازِي سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ الخَنْدَقُ. أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ، حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيْعَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ مَرْفُوْعاً: "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِي أَرْبَعَةً وَأَمَرَنِي أَنْ أُحِبَّهُم عَلِيٌّ وَأَبُو ذَرٍّ وسلمان والمقداد"2. تفرد به أبو ربيعة. الحَسَنُ بنُ صَالِحِ بنِ حَيٍّ، عَنْ أَبِي رَبِيْعَةَ البَصْرِيِّ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "الجَنَّةُ تَشْتَاقُ إِلَى ثَلاَثَةٍ عَلِيٍّ وَعَمَّارٍ وَسَلْمَانَ"3. يَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ قَالَ: قِيْلَ لِعَلِيٍّ: أَخْبِرْنَا عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: عَنْ أَيِّهِمْ تَسْأَلُوْنَ? قِيْلَ: عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: عَلِمَ القُرْآنَ وَالسُّنَّةَ ثُمَّ انْتَهَى وَكَفَى بِهِ عِلْماً قَالُوا: عَمَّارٌ? قَالَ: مُؤْمِنٌ نَسِيٌّ فَإِنْ ذَكَّرْتَهُ ذَكَرَ قَالُوا: أَبُو ذَرٍّ? قَالَ: وَعَى عِلْماً عَجِزَ عَنْهُ قَالُوا: أَبُو مُوْسَى? قَالَ: صُبِغَ فِي العِلْمِ صِبْغَةً ثُمَّ خَرَجَ مِنْهُ قَالُوا: حُذَيْفَةُ? قَالَ: أَعْلَمُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ بِالمُنَافِقِيْنَ قَالُوا: سَلْمَانُ? قَالَ: أَدْرَكَ العِلْمَ الأَوَّلَ وَالعِلْمَ الآخِرَ بَحْرٌ لاَ يُدْرَكُ قَعْرُهُ وَهُوَ مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ قَالُوا: فَأَنْتَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ? قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ أُعْطِيْتُ وَإِذَا سَكَتُّ ابتديت.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 64"، ومسلم "2504" من طريق حماد بن سلمة به. 2 ضعيف جدا: أخرجه أحمد "5/ 351"، والترمذي "3718"، وابن ماجه "149"، والحاكم "3/ 130" من طريق شريك، به. قلت: إسناده ضعيف جدا، فيه شريك النخعي، وضعيف لسوء حفظه. وفيه أبو ربيعة الإيادي، وهو عمرو ربيعة، قال أبو حاتم: منكر الحديث. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" "1/ 190" من طريق عباد بن يعقوب، حدثنا موسى بن عمير، حدثنا أبو ربيعة الإيادي، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه أبو ربيعة الإيادي، منكر الحديث. وفيه موسى بن عمير قال أبو حاتم: ذاهب الحديث كذاب. وقال ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيْهِ لاَ يُتَابِعُهُ عليه الثقات. 3 ضعيف: سبق تخريجنا له بتعليق رقم "514" و"567".

مُسلمُ بنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنِ العَلاَءِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُم} [محمد: 38] قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ مَنْ هَؤُلاَءِ? قَالَ: فَضَرَبَ عَلَى فَخِذِ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ ثُمَّ قَالَ: "هَذَا وَقَوْمُهُ لَوْ كَانَ الدِّيْنُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنَ الفُرْسِ". إِسْنَادُهُ وَسَطٌ. وَكِيْعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: بَلَغ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَوْلُ سَلْمَانَ لأَبِي الدَّرْدَاءِ: إِنَّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقّاً فَقَالَ: "ثَكِلَتْ سَلْمَانَ أُمُّهُ لَقَدِ اتَّسَعَ مِنَ العِلْمِ"1. شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَاب} [الرَّعْدُ: 43] قَالَ سَلْمَانُ وعبد الله بن سلام. إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لأَبِي الدَّرْدَاءِ: "يَا عُوَيْمِرُ سَلْمَانُ أَعْلَمُ مِنْكَ لاَ تَخُصَّ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ بِقِيَامٍ وَلاَ يَوْمَهَا بِصِيَامٍ"2. مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: سَلْمَانُ تَابَعَ العِلْمَ الأَوَّلَ وَالعِلْمَ الآخِرَ وَلاَ يُدْرَكُ مَا عِنْدَهُ. حِبَّانُ بنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ بنِ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيْهِ وَعَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَاذَانَ قَالاَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيٍّ، قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: مَنْ لَكُم بِمِثْلِ لُقْمَانَ الحَكِيْمِ؟ ذَاكَ امْرُؤٌ مِنَّا وَإِلَيْنَا أَهْلَ البَيْتِ أَدْرَكَ العِلْمَ الأَوَّلَ وَالعِلْمَ الآخِرَ بَحْرٌ لاَ ينزف. مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عُمَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ مُعَاذاً المَوْتُ قُلْنَا: أَوْصِنَا قَالَ: أَجْلِسُوْنِي ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الإِيْمَانَ وَالعِلْمَ مَكَانُهُمَا مَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا -قَالَهَا ثَلاَثاً- فَالْتَمِسُوا العِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَسَلْمَانَ وَابْنِ مَسْعُوْدٍ وَعَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ الَّذِي كَانَ يَهُوْدِيّاً فَأَسْلَمَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الجَنَّةِ" رَوَاهُ اللَّيْثُ وَكَاتِبُهُ عَنْهُ. وَعَنِ المَدَائِنِيِّ: أَنَّ سَلْمَانَ الفَارِسِيَّ، قَالَ: لَوْ حَدَّثْتُهُم بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ لَقَالُوا: رَحِمَ اللهُ قاتل سلمان.

_ 1 ضعيف: لإرساله، أبو صالح، هو مولى أم هانئ، باذام من الطبقة الثالثة، ومع ذلك فهو ضعيف مدلس. 2 ضعيف: ابن سيرين، هو محمد بن سيرين الأنصاري، من الطبقة الثالثة، فالحديث مرسل.

مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ كَانَ بَيْنَ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَبَيْنَ سَلْمَانَ شَيْءٌ فَقَالَ: انْتَسِبْ يَا سَلْمَانُ قَالَ: مَا أَعْرِفُ لِي أَباً فِي الإِسْلاَمِ وَلَكِنِّي سَلْمَانُ ابْنُ الإِسْلاَمِ فَنُمِيَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ فَلَقِيَ سَعْداً فَقَالَ: انْتَسِبْ يَا سَعْدُ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قَالَ: وَكَأَنَّهُ عَرَفَ فَأَبَى أَنْ يَدَعَهُ حَتَّى انْتَسَبَ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ الخَطَّابَ كَانَ أَعَزَّهُم فِي الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا عُمَرُ ابْنُ الإِسْلاَمِ أَخُو سَلْمَانَ ابْنِ الإِسْلاَمِ أَمَا وَاللهِ لَوْلاَ شَيْءٌ لَعَاقَبْتُكَ أَوَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَجُلاً انْتَمَى إِلَى تِسْعَةِ آبَاءٍ في الجاهلية فكان عاشرهم في النار?. عَفَّانُ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَلْمَانَ أَنْ زُرْنِي فَخَرَجَ سَلْمَانُ إِلَيْهِ فَلَمَّا بَلَغَ عُمَرَ قُدُوْمُهُ قَالَ: انْطَلِقُوا بِنَا نَتَلَقَّاهُ فَلَقِيَهُ عُمَرُ فَالْتَزَمَهُ وَسَاءلَهُ وَرَجَعَا ثُمَّ قَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا أَخِي أَبَلَغَكَ عَنِّي شَيْءٌ تَكْرَهُهُ? قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَجْمَعُ عَلَى مَائِدَتِكَ السَّمْنَ وَاللَّحْمَ وَبَلَغَنِي أَنَّ لَكَ حُلَّتَيْنِ حُلَّةُ تَلْبَسُهَا فِي أَهْلِكَ وَأُخْرَى تَخْرُجُ فِيْهَا قَالَ: هَلْ غَيْرُ هَذَا? قَالَ: لاَ قَالَ: كُفِيْتَ هَذَا. الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ فِي "مُسْنَدِهِ": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بَكَّارٍ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ فَرُّوْخٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: قَدِمَ سَلْمَانُ مِنْ غَيْبَةٍ لَهُ فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ فَقَالَ: أَرْضَاكَ لِلِّهِ عَبْداً قَالَ: فَزَوِّجْنِي فَسَكَتَ عَنْهُ قَالَ: تَرْضَانِي لِلِّهِ عَبْداً وَلاَ تَرْضَانِي لِنَفْسِكَ؟ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَاهُ قَوْمُ عُمَرَ لِيَضْرِبَ، عَنْ خِطْبَةِ عُمَرَ فَقَالَ: وَاللهِ مَا حَمَلَنِي عَلَى هَذَا أَمْرُهُ وَلاَ سُلْطَانُهُ وَلَكِنْ قُلْتُ: رَجُلٌ صَالِحٌ عَسَى اللهُ أَنْ يُخْرِجَ مِنْ بَيْنِنَا نَسَمَةً صَالِحَةً. حَجَّاجٌ: وَاهٍ. سَعِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ الوَاسِطِيُّ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ سِيْرِيْنَ، حَدَّثَنَا عَبِيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ أَنَّ سَلْمَانَ مَرَّ بِحجرِ المَدَائِنِ غَازِياً وَهُوَ أَمِيْرُ الجَيْشِ وَهُوَ رِدْفُ رَجُلٍ مِنْ كِنْدَةَ عَلَى بغل موكوف فقال أصحابه أعطنا اللِّوَاءَ أَيُّهَا الأَمِيْرُ نَحْمِلْهُ فَيَأْبَى حَتَّى قَضَى غَزَاتَهُ وَرَجَعَ وَهُوَ رِدْفُ الرَّجُلِ. أَبُو المَلِيْحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ حَبِيْبٍ، عَنْ هُزَيْمٍ -أَوْ هُذَيْمٍ- قَالَ: رَأَيْتُ سَلْمَانَ الفَارِسِيَّ عَلَى حِمَارٍ عُرِيٍّ وَعَلَيْهِ قَمِيْصٌ سُنْبُلاَنِيٌّ ضَيِّقُ الأَسْفَلِ وَكَانَ طَوِيْلَ السَّاقَيْنِ يَتْبَعُهُ الصِّبْيَانُ فَقُلْتُ لَهُم: تَنَحَّوْا، عَنِ الأَمِيْرِ فَقَالَ: دَعْهُمْ فَإِنَّ الخَيْرَ وَالشَّرَّ فِيْمَا بَعْدَ اليَوْمِ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ: أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ إِذَا سَجَدَتْ لَهُ العَجَمُ طَأْطَأَ رَأْسَهُ وَقَالَ: خَشَعْتُ لِلِّهِ خَشَعْتُ لِلِّهِ.

أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ مرْدَانُبَةَ، عَنْ خَلِيْفَةَ بنِ سَعِيْدٍ المُرَادِيِّ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ سَلْمَانَ فِي بَعْضِ طُرُقِ المَدَائِنِ زَحَمَتْهُ حملة قَصَبٍ فَأَوْجَعَتْهُ فَأَخَذَ بَعَضُدِ صَاحِبِهَا فَحَرَّكَهُ ثُمَّ قَالَ: لاَ مُتَّ حَتَّى تُدْرِكَ إِمَارَةَ الشَّبَابِ. جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: سَمِعْتُ شَيْخاً مِنْ بَنِي عَبْسٍ يَذْكُرُ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أَتَيْتُ السُّوْقَ فَاشْتَرَيْتُ عَلَفاً بِدِرْهَمٍ فَرَأَيْتُ سَلْمَانَ وَلاَ أَعْرِفُهُ فَسَخَّرْتُهُ فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ العَلَفَ فَمَرَّ بِقَوْمٍ فَقَالُوا: نَحْمِلُ عَنْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ فَقُلْتُ: مَنْ ذَا? قَالُوا: هَذَا سَلْمَانُ صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ فَقُلْتُ لَهُ: لَمْ أَعْرِفْكَ ضَعْهُ فَأَبَى حتى أتى المنزل. وَرَوَى ثَابِتٌ البُنَانِيُّ نَحْوَهَا وَفِيْهَا فَحَسِبْتُهُ عِلْجاً وَفِيْهَا قَالَ لَهُ: فَلاَ تُسَخِّرْ بَعْدِيَ أَحَداً. جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: كَانَ عَطَاءُ سَلْمَانَ خَمْسَةَ آلاَفٍ وَكَانَ عَلَى ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً مِنَ النَّاسِ يَخْطُبُ فِي عَبَاءةٍ يَفْرِشُ نِصْفَهَا وَيَلْبَسُ نِصْفَهَا وَكَانَ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ أَمْضَاهُ وَيَأْكُلُ مِنْ سَفِيْفِ يَدِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بنِ حَرْبٍ سَمِعَ النُّعْمَانَ بنَ حُمَيْدٍ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ مَعَ خَالِي عَلَى سَلْمَانَ بِالمَدَائِنِ وَهُوَ يَعْمَلُ الخُوْصَ فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَشْتَرِي خُوْصاً بِدِرْهَمٍ فَأَعْمَلُهُ فَأَبِيْعُهُ بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ فَأُعِيْدُ دِرْهَماً فِيْهِ وَأُنْفِقُ دِرْهَماً عَلَى عِيَالِي وَأَتَصَدَّقُ بِدِرْهَمٍ وَلَوْ أَنَّ عُمَرَ نَهَانِي عَنْهُ مَا انْتَهَيْتُ. وَرَوَى نَحْوَهَا، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَمِّهِ وَفِيْهَا فَقُلْتُ لَهُ: فَلِمَ تَعْمَلُ? قَالَ: إِنَّ عُمَرَ أَكْرَهَنِي فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ فَأَبَى عَلَيَّ مَرَّتَيْنِ وَكَتَبْتُ إِلَيْهِ فَأَوْعَدَنِي. مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ: أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ يَسْتَظِلُّ بِالفَيْءِ حَيْثُ مَا دَارَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَيْتٌ فَقِيْلَ: إلَّا نَبْنِي لَكَ بَيْتاً تَسْتَكِنُّ بِهِ? قَالَ: نَعَمْ فَلَمَّا أَدْبَرَ القَائِلُ سَأَلَهُ سَلْمَانُ كَيْفَ تَبْنِيْهِ? قَالَ: إِنْ قُمْتَ فِيْهِ أَصَابَ رَأْسَكَ وَإِنْ نِمْتَ أَصَابَ رجلك. زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي ظِبْيَانَ، عَنْ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: نَزَلْتُ بِالصِّفَاحِ فِي يَوْمٍ شَدِيْدِ الحَرِّ فَإِذَا رَجُلٌ نَائِمٌ فِي حَرِّ الشَّمْسِ يَسْتَظِلُّ بِشَجَرَةٍ مَعَهُ شَيْءٌ مِنَ الطَّعَامِ وَمِزْوَدُهُ تَحْتَ رَأْسِهِ مُلْتَفٌّ بِعَبَاءةٍ فَأَمَرْتُهُ أَنْ يُظَلِّلَ عَلَيْهِ وَنَزَلْنَا فَانْتَبَهَ فَإِذَا هُوَ سَلْمَانُ فَقُلْتُ لَهُ: ظَلَّلْنَا عَلَيْكَ وَمَا عَرَفْنَاكَ قَالَ: يَا جَرِيْرُ! تَوَاضَعْ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ يَرْفَعْهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَمَنْ يَتَعَظَّمْ فِي الدُّنْيَا يَضَعْهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ لَوْ حَرَصْتَ عَلَى أَنْ تَجِدَ عُوْداً يَابِساً فِي الجَنَّةِ لَمْ تَجِدْهُ قُلْتُ: وَكَيْفَ? قَالَ: أُصُوْلُ الشَّجَرِ ذَهَبٌ وفضة

وَأَعْلاَهَا الثِّمَارُ يَا جَرِيْرُ تَدْرِي مَا ظُلْمَةُ النَّارِ? قُلْتُ: لاَ قَالَ: ظُلْمُ النَّاسِ. شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا حَبِيْبُ بنُ الشَّهِيْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ بُرَيْدَةَ أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ يَعْمَلُ بِيَدِهِ فَإِذَا أَصَابَ شَيْئاً اشْتَرَى بِهِ لَحْماً أَوْ سَمَكاً ثُمَّ يَدْعُو المُجَذَّمِيْنَ فَيَأْكُلُوْنَ مَعَهُ. سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ قَالَ: أُوْخِيَ بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ فَسَكَنَ أَبُو الدَّرْدَاءِ الشَّامَ وَسَكَنَ سَلْمَانُ الكُوْفَةَ وَكَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَيْهِ سَلاَمٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللهَ رَزَقَنِي بَعْدَكَ مَالاً وَوَلَداً وَنَزَلْتُ الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ اعْلَمْ أَنَّ الخَيْرَ لَيْسَ بِكَثْرَةِ المَالِ وَالوَلَدِ وَلَكِنَّ الخَيْرَ أَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ وَأَنْ يَنْفَعَكَ عِلْمُكَ وَإِنَّ الأَرْضَ لاَ تَعْمَلُ لأَحَدٍ اعْمَلْ كَأَنَّكَ تَرَى وَاعْدُدْ نفسك من الموتى. مَالِكٌ فِي "المُوَطَّأِ"، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ هَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنَّ الأَرْضَ لاَ تُقَدِّسُ أَحَداً وَإِنَّمَا يُقَدِّسُ المَرْءَ عَمَلُهُ وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ جُعِلْتَ طَبِيْباً فَإِنْ كُنْتَ تُبْرِئُ فَنِعِمَّا لَكَ وَإِنْ كُنْتَ مُتَطَبِّباً فَاحْذَرْ أَنْ تَقْتُلَ إِنْسَاناً فَتَدْخُلَ النَّارَ فَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا قَضَى بَيْنَ اثْنَيْنِ ثُمَّ أَدْبَرَا عَنْهُ نَظَرَ إِلَيْهِمَا وَقَالَ: مُتَطَبِّبٌ وَاللهِ ارْجِعَا أَعِيْدَا عَلَيَّ قِصَّتَكُمَا. أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ مَعْنٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ قَالَ: جَاءَ الأَشْعَثُ بنُ قَيْسٍ وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ فَدَخَلاَ عَلَى سَلْمَانَ فِي خُصٍّ فَسَلَّمَا وَحَيَّيَاهُ ثُمَّ قَالاَ: أَنْتَ صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ? قَالَ: لاَ أَدْرِي فَارْتَابَا قَالَ: إِنَّمَا صَاحِبُهُ مَنْ دَخَلَ مَعَهُ الجَنَّةَ قَالاَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: فَأَيْنَ هَدِيَّتُهُ? قَالاَ: مَا مَعَنَا هَدِيَّةٌ قَالَ: اتَّقِيَا اللهَ وَأَدِّيَا الأَمَانَةَ مَا أَتَانِي أَحَدٌ مِنْ عِنْدِهِ إلَّا بِهَدِيَّةٍ قَالاَ: لاَ تَرْفَعْ عَلَيْنَا هَذَا إِنَّ لَنَا أَمْوَالاً فَاحْتَكِمْ قَالَ: مَا أُرِيْدُ إلَّا الهَدِيَّةَ قَالاَ: وَاللهِ مَا بَعَثَ مَعَنَا بِشَيْءٍ إلَّا أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ فِيْكُم رَجُلاً كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا خَلاَ بِهِ لَمْ يَبْغِ غَيْرَهُ فَإِذَا أَتَيْتُمَاهُ فَأَقْرِئَاهُ مِنِّي السَّلاَمَ قَالَ: فَأَيُّ هَدِيَّةٍ كُنْتُ أُرِيْدُ مِنْكُمَا غَيْرَ هَذِهِ وَأَيُّ هَدِيَّةٍ أَفْضَلُ مِنْهَا? وَكِيْعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ مَيْسَرَةَ وَالمُغِيْرَةِ بنِ شِبْلٍ، عَنْ طَارِقِ بنِ شِهَابٍ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: إِذَا كَانَ اللَّيْلُ كَانَ النَّاسُ مِنْهُ عَلَى ثلاث مَنَازِلَ فَمِنْهُم مَنْ لَهُ وَلاَ عَلَيْهِ وَمِنْهُم مَنْ عَلَيْهِ وَلاَ لَهُ وَمِنْهُم مَنْ لاَ عَلَيْهِ وَلاَ لَهُ فَقُلْتُ: وَكَيْفَ ذَاكَ? قَالَ: أَمَّا مَنْ لَهُ وَلاَ عَلَيْهِ فَرَجُلٌ اغْتَنَمَ غَفْلَةَ النَّاسِ وَظُلْمَةَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى فَذَاكَ لَهُ وَلاَ عَلَيْهِ وَرَجُلٌ اغْتَنَمَ غَفْلَةَ النَّاسِ وَظُلْمَةَ اللَّيْلِ فَمَشَى فِي مَعَاصِي اللهِ فَذَاكَ عَلَيْهِ وَلاَ لَهُ وَرَجُلٌ نَامَ حَتَّى أَصْبَحَ فَذَاكَ لاَ لَهُ وَلاَ عَلَيْهِ.

قَالَ طَارِقٌ: فَقُلْتُ: لأَصْحَبَنَّ هَذَا فَضُرِبَ عَلَى النَّاسِ بَعْثٌ فَخَرَجَ فِيْهِم فَصَحِبْتُهُ وَكُنْتُ لاَ أَفْضُلُهُ فِي عَمَلٍ إِنْ أَنَا عَجَنْتُ خَبَزَ وَإِنْ خَبَزْتُ طَبَخَ فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً فَبِتْنَا فِيْهِ وَكَانَتْ لِطَارِقٍ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ يَقُوْمُهَا فَكُنْتُ أَتَيَقَّظُ لَهَا فَأَجِدُهُ نَائِماً فَأَقُوْلُ: صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ خَيْرٌ مِنِّي نَائِمٌ فَأَنَامُ ثُمَّ أَقُوْمُ فَأَجِدُهُ نَائِماً فَأَنَامُ إلَّا أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ حَتَّى إِذَا كَانَ قُبَيْلَ الصُّبْحِ قَامَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَكَعَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَلَمَّا صَلَّيْنَا الفَجْرَ قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ كَانَتْ لِي سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ أَقُومُهَا وَكُنْتُ أَتَيَقَّظُ لَهَا فَأَجِدُكَ نَائِماً قال: يابن أَخِي فَإِيْشْ كُنْتَ تَسْمَعُنِي أَقُوْلُ? فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: يابن أَخِي تِلْكَ الصَّلاَةُ إِنَّ الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ كَفَّارَاتٌ لما بينهن ما اجتنبت المقتلة يابن أَخِي عَلَيْكَ بِالقَصْدِ فَإِنَّهُ أَبْلَغُ. شُعْبَةُ: عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ سَمِعْتُ أَبَا البَخْتَرِيِّ يُحَدِّثُ أَنَّ سَلْمَانَ دَعَا رَجُلاً إِلَى طَعَامِهِ قَالَ: فَجَاءَ مِسْكِيْنٌ فَأَخَذَ الرَّجُلُ كِسْرَةً فَنَاوَلَهُ فَقَالَ سلمان ضَعْهَا فَإِنَّمَا دَعَوْنَاكَ لِتَأْكُلَ فَمَا رَغْبَتُكَ أَنْ يَكُوْنَ الأَجْرُ لِغَيْرِكَ وَالوِزْرُ عَلَيْكَ. سُلَيْمَانُ بنُ قَرْمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: ذَهَبْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي إِلَى سَلْمَانَ فَقَالَ: لَوْلاَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَانَا، عَنِ التَّكَلُّفِ لَتَكَلَّفْتُ لَكُم فَجَاءنَا بِخُبْزٍ وَمِلْحٍ فَقَالَ صَاحِبِي: لَوْ كَانَ فِي مِلْحِنَا صَعْتَرٌ فَبَعَثَ سَلْمَانُ بِمِطْهَرَتِهِ فَرَهَنَهَا فَجَاءَ بِصَعْتَرٍ فَلَمَّا أَكَلْنَا قَالَ صَاحِبِي: الحَمْدُ للهِ الَّذِي قَنَّعَنَا بِمَا رَزَقَنَا فَقَالَ سَلْمَانُ: لَوْ قَنِعْتَ لَمْ تَكُنْ مِطْهَرَتِي مَرْهُوْنَةً. الأَعْمَشُ، عَنْ عُبَيْدِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ رَجُلٍ أَشْجَعِيٍّ قَالَ: سَمِعُوا بِالمَدَائِنِ أَنَّ سَلْمَانَ بِالمَسْجِدِ فَأَتَوْهُ يَثُوْبُوْنَ إِلَيْهِ حَتَّى اجْتَمَعَ نَحْوٌ مِنْ أَلْفٍ فَقَامَ فَافْتَتَحَ سُوْرَةَ يُوْسُفَ فَجَعَلُوا يَتَصَدَّعُوْنَ وَيَذْهَبُوْنَ حَتَّى بَقِيَ نَحْوُ مَائَةٍ فَغَضِبَ وَقَالَ: الزُّخْرُفَ يُرِيْدُوْنَ? آيَةٌ مِنْ سُوْرَةِ كَذَا وَآيَةٌ مِنْ سُوْرَةِ كَذَا. وَرَوَى حَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نَافِعِ بنِ جُبَيْرٍ أَنَّ سَلْمَانَ الْتَمَسَ مَكَاناً يُصَلِّي فِيْهِ فَقَالَتْ لَهُ عِلْجَةٌ: الْتَمِسْ قَلْباً طَاهِراً وَصَلِّ حَيْثُ شِئْتَ فَقَالَ: فَقُهْتِ. سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةُ فِرْعُوْنَ تُعَذَّبُ فَإِذَا انْصَرَفُوا أَظَلَّتْهَا المَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا وَتَرَى بَيْتَهَا فِي الجَنَّةِ وهي تُعَذَّبُ قَالَ: وَجُوِّعَ لإِبْرَاهِيْمَ أَسَدَانِ ثُمَّ أُرْسِلاَ عَلَيْهِ فَجَعَلاَ يَلْحَسَانِهِ وَيَسْجُدَانِ لَهُ.

مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ لاَ يُفْقَهُ كَلاَمُهُ مِنْ شِدَّةِ عُجْمَتِهِ قَالَ: وَكَانَ يُسَمِّي الخَشَبَ خُشْبَانَ. تَفَرَّدَ بِهِ الثِّقَةُ يَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ عَنْهُ. وَأَنْكَرَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُتَيْبَةَ -أَعْنِي عُجْمَتَهُ- وَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئاً فَقَالَ: لَهُ كَلاَمٌ يُضَارِعُ كَلاَمَ فُصَحَاءِ العَرَبِ. قُلْتُ: وُجُوْدُ الفَصَاحَةِ لاَ يُنَافِي وُجُوْدَ العُجْمَةِ فِي النُّطْقِ كَمَا أَنَّ وُجُوْدَ فَصَاحَةِ النُّطْقِ مِنْ كَثِيْرِ العُلَمَاءِ غَيْرُ مُحَصِّلٍ لِلإِعْرَابِ. قَالَ: وَأَمَّا خُشْبَانُ: فَجَمْعُ الجَمْعِ أَوْ هُوَ خَشَبٌ زِيْدَ فِيْهِ الأَلِفُ وَالنُّوْنُ كَسُوْدٍ وَسُوْدَانَ. عَبْدُ الرَّزَّاقِ: عَنْ جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ سَعْدٌ وَابْنُ مَسْعُوْدٍ عَلَى سَلْمَانَ عِنْدَ المَوْتِ فَبَكَى فَقِيْلَ لَهُ: مَا يُبْكِيْكَ? قَالَ: عهد عهده إِلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ نَحْفَظْهُ قَالَ: "لِيَكُنْ بَلاَغُ أَحَدِكُم مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ" وَأَمَّا أَنْتَ يَا سَعْدُ فَاتَّقِ اللهَ فِي حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ وَفِي قَسْمِكَ إِذَا قَسَمْتَ وَعِنْدَ هَمِّكَ إذا هممت. قَالَ ثَابِتٌ: فَبَلَغَنِي أَنَّهُ مَا تَرَكَ إلَّا بِضْعَةً وَعِشْرِيْنَ دِرْهَماً نُفَيْقَةٌ كَانَتْ عِنْدَهُ. شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ بُقَيْرَةَ امْرَأَةِ سَلْمَانَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ دَعَانِي وَهُوَ فِي عُلِّيَّةٍ لَهُ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ فَقَالَ: افْتَحِي هَذِهِ الأَبْوَابَ فَإِنَّ لِي اليَوْمَ زُوَّاراً لاَ أَدْرِي مِنْ أَيِّ هَذِهِ الأَبْوَابِ يَدْخُلُوْنَ عَلَيَّ? ثُمَّ دَعَا بِمِسْكٍ فَقَالَ: أَدِيْفِيْهِ فِي تَوْرٍ ثُمَّ انْضَحِيْهِ حَوْلَ فِرَاشِي فَاطَّلَعْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ أُخِذَ رُوْحُهُ فَكَأَنَّهُ نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِهِ. بَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو معاوية، عن عاصم، عن أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: يَأْتُوْنَ مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَقُوْلُوْنَ: يَا نَبِيَّ اللهِ! أَنْتَ الَّذِي فَتَحَ اللهُ بِكَ وَخَتَمَ بِكَ وَغَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَجِئْتَ فِي هَذَا اليَوْمِ آمِناً فَقَدْ تَرَى مَا نَحْنُ فِيْهِ فَقُمْ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَيَقُوْلُ: "أَنَا صَاحِبُكُم" فَيَقُوْمُ فَيَخْرُجُ يَحُوْشُ النَّاسَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى بَابِ الجَنَّةِ فَيَأْخُذَ بِحَلْقَةٍ فِي البَابِ مِنْ ذَهَبٍ فَيَقْرَعُ البَابَ فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا? فَيَقُوْلُ: "مُحَمَّدٌ" فَيُفْتَحُ لَهُ فَيَجِيْءُ حَتَّى يَقُوْمَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ فَيَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُوْدِ فَيُؤْذَنُ لَهُ فَيُنَادَى: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهُ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَادْعُ تُجَبْ فَيَفْتَحُ الله لَهُ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَالتَّحْمِيْدِ وَالتَّمْجِيْدِ مَا لَمْ يَفْتَحْ لأَحَدٍ مِنَ الخَلاَئِق فَيَقُوْلُ: "رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي" ثُمَّ يَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُوْدِ.

قال سلمان: فيشفع في كل ما كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حِنْطَةٍ مِنْ إِيْمَانٍ أَوْ قَالَ: مِثْقَالَ شَعِيْرَةٍ أَوْ قَالَ: مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيْمَانٍ1. أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: فَتْرَةُ مَا بَيْنَ عِيْسَى وَمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِتُّ مَائَةِ سَنَةٍ2. قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَلْمَانُ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ بِالمَدَائِنِ وَكَذَا قَالَ ابْنُ زَنْجَوَيْه. وَقَالَ أَبُو عبيدة: وَشَبَابٌ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ وَغَيْرُهُمَا تُوُفِّيَ سَنَةَ ست وثلاثين بِالمَدَائِنِ وَقَالَ شَبَابٌ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى سَنَةَ سَبْعٍ وَهُوَ وَهْمٌ فَمَا أَدْرَكَ سَلْمَانُ الجَمَلَ وَلاَ صِفِّيْنَ. قَالَ العَبَّاسُ بنُ يَزِيْدَ البَحْرَانِيُّ: يَقُوْلُ أَهْلُ العِلْمِ عَاشَ سَلْمَانُ ثَلاَثَ مَائَةٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً فَأَمَّا مَائَتَانِ وَخَمْسُوْنَ فَلاَ يَشُكُّوْنَ فِيْهِ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ: يُقَالُ: اسْمُ سَلْمَانَ مَاهَوَيْه وَقِيْلَ: مَايَةُ وَقِيْلَ: بُهْبُوْدُ بنُ بذخشان بن آذر جشيش مِنْ وَلَدِ مَنُوْجَهْرَ المَلِكِ وَقِيْلَ: مِنْ وَلَدِ آبَ المَلِكِ يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ بِالمَدَائِنِ. قَالَ: وَتَارِيْخُ كِتَابِ عِتْقِهِ يَوْمُ الاثْنَيْنِ فِي جُمَادَى الأُوْلَى مُهَاجَرَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَوْلاَهُ الَّذِي بَاعَهُ عُثْمَانُ بنُ أَشْهَلَ القُرَظِيُّ اليَهُوْدِيُّ وَقِيْلَ: إِنَّهُ عَادَ إِلَى أَصْبَهَانَ زَمَنَ عُمَرَ وَقِيْلَ: كَانَ لَهُ أَخٌ اسْمُهُ بَشِيْرٌ وَبِنْتٌ بِأَصْبَهَانَ لَهَا نَسْلٌ وَبِنْتَانِ بِمِصْرَ وَقِيْلَ كَانَ لَهُ ابْنٌ اسْمُهُ كَثِيْرٌ فَمِنْ قَوْلِ البَحْرَانِيِّ إِلَى هُنَا منَقُوْلٌ مِنْ كِتَابِ "الطّوَالاَتِ" لأَبِي مُوْسَى الحَافِظِ. وَقَدْ فَتَّشْتُ فَمَا ظَفِرْتُ فِي سِنِّهِ بِشَيْءٍ سِوَى قَوْلِ البَحْرَانِيِّ وَذَلِكَ مُنْقَطِعٌ لاَ إِسْنَادَ لَهُ. وَمَجْمُوْعُ أَمْرِهِ وَأَحْوَالِهِ وَغَزْوِهِ وَهِمَّتِهِ وَتَصَرُّفِهِ وَسَفِّهِ لِلْجَرِيْدِ وَأَشْيَاءَ مِمَّا تَقَدَّمَ يُنْبِئُ بِأَنَّهُ لَيْسَ بِمُعَمَّرٍ وَلاَ هَرِمٍ فَقَدْ فَارَقَ وَطَنَهُ وَهُوَ حدث ولعله قدم الحجاز وله أربعون

_ 1 صحيح: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وعاصم هو ابن سليمان الأحول. وحديث الشفاعة قد خرجته بإسهاب في كتاب "الجواب الباهر في زوار المقابر" لابن تيمية" ط. دار الجيل بيروت لبنان "ص45-47". وقد ورد من حديث أنس عند البخاري "4476" و"6565" و"7410"، ومسلم "322"، وغيرهم. وعن أبي هريرة عند البخاري "3340" و"3361"، ومسلم "327" وغيرهم فراجعه ثمت تفد علما حديثيا ثرا فلله لحمد على نعمة العلم التي حباني بها حمدا كثيرا طيبا. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3948" من طريق يحيى بن حماد، أخبرنا أبو عوانة، به.

سَنَةً أَوْ أَقَلَّ فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ سَمِعَ بِمَبْعَثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ هَاجَرَ فَلَعَلَّهُ عَاشَ بِضْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً وَمَا أراه بلغ المئة فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ فَلْيُفِدْنَا. وَقَدْ نَقَلَ طُوْلَ عُمُرِهِ: أَبُو الفَرَجِ بنُ الجَوْزِيِّ وَغَيْرُهُ وَمَا عَلِمْتُ فِي ذَلِكَ شَيْئاً يُرْكَنُ إِلَيْهِ. رَوَى جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ وَذَلِكَ فِي "العِلَلِ" لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ سَلْمَانُ خَرَجَ سَعْدٌ مِنَ الكُوْفَةِ يَعُوْدُهُ فَقَدِمَ فَوَافَقَهُ وَهُوَ فِي المَوْتِ يَبْكِي فَسَلَّمَ وَجَلَسَ وَقَالَ: مَا يُبْكِيْكَ يَا أَخِي? إلَّا تَذْكُرُ صُحْبَةَ رَسُوْلِ اللهِ? إلَّا تَذْكُرُ المَشَاهِدَ الصَّالِحَةَ? قَالَ: وَاللهِ مَا يُبْكِيْنِي وَاحِدَةٌ من اثنتين مَا أَبْكِي حُبّاً بِالدُّنْيَا وَلاَ كَرَاهِيَةً لِلِقَاءِ اللهِ قَالَ سَعْدٌ: فَمَا يُبْكِيْكَ بَعْدَ ثَمَانِيْنَ? قَالَ: يُبْكِيْنِي أَنَّ خَلِيْلِي عَهِدَ إِلَيَّ عَهْداً قال: "ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الرَّاكِبِ" وَإِنَّا قَدْ خَشِيْنَا أَنَّا قَدْ تَعَدَّيْنَا. رَوَاهُ بَعْضُهُمْ، عَنْ ثَابِتٍ فَقَالَ: عَنْ أَبِي عُثْمَانَ وَإِرْسَالُهُ أَشْبَهُ قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَهَذَا يُوْضِحُ لَكَ أَنَّهُ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ. وَقَدْ ذَكَرْتُ فِي تَارِيْخِي الكَبِيْرِ أَنَّهُ عَاشَ مَائتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً وَأَنَا السَّاعَةَ لاَ أَرْتَضِي ذَلِكَ وَلاَ أُصَحِّحُهُ. أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ قَالَ: الْتَقَى سَلْمَانُ وَعَبْدُ اللهِ بن سَلاَمٍ فقال أحدهما لصاحبه: إن لقيت ربك قَبْلِي فَأَخْبِرْنِي مَاذَا لَقِيْتَ مِنْهُ? فَتُوُفِّيَ أَحَدُهُمَا فَلَقِيَ الحَيَّ فِي المَنَامِ فَكَأَنَّهُ سَأَلَهُ فَقَالَ: تَوَكَّلْ وَأَبْشِرْ فَلَمْ أَرَ مِثْلَ التَّوَكُّلِ قَطُّ. قُلْتُ: سَلْمَانُ مَاتَ قَبْلَ عَبْدِ اللهِ بِسَنَوَاتٍ. أَخْبَرَنَا سُنْقُرُ الزَّيْنَبِيُّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجَزَرِيُّ وَيعِيْشُ بنُ عَلِيٍّ قَالاَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الخَطِيْبُ "ح" وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَلَفٍ الحَافِظِ، أَنْبَأَنَا الأَعَزُّ بنُ فَضَائِلَ أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ قَالاَ: أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ، أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ عِيْسَى بنِ المُقْتَدِرِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ اليَشْكُرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى السَّامِيُّ، أَنْبَأَنَا رَوْحُ بنُ أَسْلَمَ، أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عن أبي البختري، عن سَلْمَانَ قَالَ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيْلَ امْرَأَةٌ ذَاتُ جَمَالٍ وَكَانَتْ عِنْدَ رَجُلٍ يَعْمَلُ

بِالمِسْحَاةِ فَكَانَتْ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ قَدَّمَتْ لَهُ طَعَامَهُ وَفَرَشَتْ لَهُ فِرَاشَهُ فَبَلَغَ خَبَرَهَا مَلِكُ ذَلِكَ العَصْرِ فَبَعَثَ إِلَيْهَا عَجُوْزاً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيْلَ. فَقَالَتْ لَهَا: تَصْنَعِيْنَ بِهَذَا الَّذِي يَعْمَلُ بِالمِسْحَاة! لَوْ كُنْتِ عِنْدَ المَلِكِ لَكَسَاكِ الحَرِيْرَ وَفَرَشَ لَكَ الدِّيْبَاجَ. فَلَمَّا وَقَعَ الكَلاَمُ فِي مَسَامِعِهَا جَاءَ زَوْجُهَا بِاللَّيْلِ فَلَمْ تُقَدِّمْ لَهُ طَعَامَهُ وَلَمْ تَفْرُشْ لَهُ فِرَاشَهُ فَقَالَ لَهَا: مَا هَذَا الخُلُقُ يَا هَنْتَاهُ? قَالَتْ: هُوَ ما ترى أُطَلِّقُكِ? قَالَتْ: نَعَمْ فَطَلَّقَهَا فَتَزَوَّجَهَا ذَلِكَ المَلِكُ فَلَمَّا زُفَّتْ إِلَيْهِ نَظَرَ إِلَيْهَا فَعَمِيَ وَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا فَجَفَّتْ فَرَفَعَ نَبِيُّ ذَلِكَ العَصْرِ خبرها إِلَى اللهِ فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ أَعْلِمْهُمَا أَنِّي غَيْرُ غَافِرٍ لَهُمَا أَمَا عَلِمَا أَنَّ بِعَيْنِي ما عملا بصاحب المسحاة1.

_ 1 ضعيف: في إسناده علتان: الأولى: روح بن أسلم الباهلي قال عفان: كذاب. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بذاك. الثانية: الانقطاع، أبو البختري، هو سعيد بن فيروز الطائي لم يدرك سلمان كما قال البخاري.

عبادة بن الصامت

97- عبادة بن الصامت 1: ابْنِ قَيْسِ بنِ أَصْرَمَ بنِ فِهْرِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ غَنْمِ بنِ عَوْفِ بنِ "عَمْرِو بنِ عَوْفِ" بنِ الخَزْرَجِ الإِمَامُ القُدْوَةُ أَبُو الوَلِيْدِ الأَنْصَارِيُّ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ وَمِنْ أَعْيَانِ البَدْرِيِّيْنَ سَكَنَ بَيْتَ المَقْدِسِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو أُمَامَةَ البَاهِلِيُّ وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ وَأَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ الزَّاهِدُ وَجُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ وَجُنَادَةُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ وَمَحْمُوْدُ بنُ الرَّبِيْعِ وَأَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ وَأَبُو الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ وَابْنُهُ الوَلِيْدُ بنُ عُبَادَةَ وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَخَالِدُ بنُ مَعْدَانَ -وَلَمْ يَلْحَقَاهُ فَهُوَ مُرْسَلٌ- وَابْنُ زَوْجَتِهِ أَبُو أُبَيٍّ وَكَثِيْرُ بنُ مُرَّةَ وَحِطَّانُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيُّ وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ العَقَبَةَ الأُوْلَى: عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ. شَهِدَ المَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسَوَلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 546 و621" و"7/ 387"، وتاريخ خليفة "155 و160 و168"، والتاريخ الكبير "3/ ق2/ 92"، والتاريخ الصغير "1/ 41 و42 و65 و66"، والجرح والتعديل "3/ 1/ 95"، والإصابة "2/ ترجمة 4497"، وتهذيب التهذيب "5/ 111"، والتقريب "1/ 395"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3334".

مُحَمَّدُ بنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا حَشْرَجُ بنُ نُبَاتَةَ، عَنْ مُوْسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ سَمِعَ أَبَا قِلاَبَةَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي الصُّنَابِحِيُّ أَنَّ عُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ حَدَّثَهُ قَالَ: خَلَوْتُ بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: أَيُّ أَصْحَابِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ حَتَّى أُحِبَّهُ? قَالَ: "اكْتُمْ عَلَيَّ حَيَاتِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عَلِيٌّ" ثُمَّ سَكَتَ فَقُلْتُ: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُوْلَ اللهِ? قَالَ: "مَنْ عَسَى أَنْ يَكُوْنَ إلَّا الزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَسَعْدٌ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَمُعَاذٌ وَأَبُو طَلْحَةَ وَأَبُو أَيُّوْبَ وَأَنْتَ يَا عُبَادَةَ وَأُبَيُّ بنُ كَعْبٍ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ وَابْنُ مَسْعُوْدٍ وَابْنُ عَوْفٍ وَابْنُ عَفَّانَ ثُمَّ هَؤُلاَءِ الرَّهْطُ مِنَ المَوَالِي: سَلْمَانُ وَصُهَيْبٌ وَبِلاَلٌ وَعَمَّارٌ"1. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِيُّ: جَمَعَ القُرْآنَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَمْسَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ: مُعَاذٌ وَعُبَادَةُ وَأُبَيٌّ وَأَبُو أَيُّوْبَ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ كَتَبَ يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ إِلَيْهِ: إِنَّ أَهْلَ الشَّامِ كَثِيْرٌ وَقَدِ احْتَاجُوا إِلَى مَنْ يُعَلِّمُهُمُ القُرْآنَ وَيُفَقِّهُهُم فَقَالَ: أَعِيْنُوْنِي بِثَلاَثَةٍ فَقَالُوا: هَذَا شَيْخٌ كَبِيْرٌ لأَبِي أَيُّوْبَ وَهَذَا سَقِيْمٌ لأُبَيٍّ فَخَرَجَ الثَّلاَثَةُ إِلَى الشَّامِ فَقَالَ: ابْدَؤُوا بِحِمْصَ فَإِذَا رَضِيْتُم مِنْهُم فَلْيَخْرُجْ وَاحِدٌ إِلَى دِمَشْقَ وآخر إلى فلسطين2. بُرْدُ بنُ سِنَانٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ قَبِيْصَةَ بنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ عُبَادَةَ أَنْكَرَ عَلَى مُعَاوِيَةَ شَيْئاً فَقَالَ: لاَ أُسَاكِنُكَ بِأَرْضٍ فَرَحَلَ إِلَى المَدِيْنَةِ قَالَ لهُ عُمَرُ: مَا أَقْدَمَكَ فَأَخْبَرَهُ بِفِعْلِ مُعَاوِيَةَ. فَقَالَ لَهُ: ارْحَلْ إِلَى مَكَانِكَ فَقَبَّحَ اللهُ أَرْضاً لَسْتَ فِيْهَا وَأَمْثَالُكَ فَلاَ إِمْرَةَ لَهُ عَلَيْكَ. ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الوَلِيْدِ بنِ دَاوُدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، عَنِ ابْنِ عَمِّهِ عُبَادَةَ بنِ الوَلِيْدِ قَالَ: كَانَ عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَأَذَّنَ يَوْماً فَقَامَ خَطِيْبٌ يَمْدَحُ مُعَاوِيَةَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ فَقَامَ عُبَادَةُ بِتُرَابٍ فِي يَدِهِ فَحَشَاهُ فِي فَمِ الخطيب فغضب معاوية.

_ 1 ضعيف جدا: فيه موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قال يحيى: ليس بشيء ولا يكتب حديثه. وقال البخاري: عنده مناكير. وقال النسائي: منكر الحديث وقال الدارقطني: متروك. 2 ضعيف بهذا التمام: محمد بن كعب القرظي، من الطبقة الثالثة، فالحديث مرسل. لكن قد ورد لبعضه شاهد صحيح عند البخاري "5003" رواه من طريق همام، حدثنا قتادة قال سألت أنس بن مالك -رضي الله عنه: من جمع القرآن عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد. وشاهد آخر رواه البخاري "5004" من طريق عبد الله بن المثنى، حدثني ثابت البناني وثمامة، عن أنس قال: مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَجْمَعِ القُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَمُعَاذٌ بن جبل، وزيد بن ثابت وأبو زيد. قال: ونحن ورثناه.

فَقَالَ لَهُ عُبَادَةُ: إِنَّكَ لَمْ تَكُنْ مَعَنَا حِيْنَ بَايَعْنَا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالعَقَبَةِ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَمَكْسَلِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَأَلاَّ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ وَأَنْ نَقُوْمَ بِالحَقِّ حَيْثُ كُنَّا لاَ نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ. وَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا رَأَيْتُمُ المداحين فاحثوا في أفواههم التراب" 1. يَحْيَى القَطَّانُ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ شُرَحْبِيْلَ قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ: إلَّا تَرَوْنِي لاَ أَقُوْمُ إلَّا رِفْداً2 ولا آكل إلَّا مالوق -يَعْنِي: لُيِّنَ وَسُخِّنَ- وَقَدْ مَاتَ صَاحِبِي مُنْذُ زَمَانٍ يَعْنِي ذَكَرَهُ وَمَا يَسُرُّنِي أَنِّي خَلَوْتُ بِامْرَأَةٍ لاَ تَحِلُّ لِي وَإِنَّ لِي مَا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ مَخَافَةَ أَنْ يَأْتِيَ الشَّيْطَانُ فَيُحَرِّكَهُ عَلَى أَنَّه لاَ سَمْعَ لَهُ وَلاَ بَصَرَ3. إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، حدثنا إسماعيل بن عبيد بن رِفَاعَةَ قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ: إِنَّ عُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ قَدْ أَفْسَدَ عَلَيَّ الشَّامَ وَأَهْلَهُ فَإِمَّا أَنْ تَكُفَّهُ إِلَيْكَ وَإِمَّا أَنْ أُخَلِّيَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّامِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنْ رَحِّلْ عُبَادَةَ حَتَّى تَرْجِعَهُ إِلَى دَارِهِ بِالمَدِيْنَةِ. قَالَ: فَدَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ فَلَمْ يَفْجَأْهُ إلَّا بِهِ وَهُوَ مَعَهُ فِي الدَّارِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا عُبَادَةُ مَا لَنَا وَلَكَ فَقَامَ عُبَادَةُ بَيْنَ ظَهْرَانِي النَّاسِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول:

_ 1 ضعيف بهذا التمام: فيه الوليد بن داود بن محمد، لم أجد من ترجم له والحديث لم يرد بهذا التمام في شيء من كتب السنة، لكن ورد نص على البيعة عن عبادة بن الصامت قَالَ: "بَايَعنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على السمع والطاعة في المنشط والمكره" أخرجه أحمد "5/ 314"، والبخاري "7199" من طريق عبادة بن الوليد، أخبرني أبي، عن عبادة بن الصامت، به. وورد النهي عن المدح عند مسلم "3002" "69" من طريق همام بن الحارث أن رجلا جعل يمدح عثمان، فعمد المقداد، فجثا على ركبتيه، وكان رجلا ضخما، فجعل يحثو في وجهه الحصباء، فقال له عثمان ما شأنك؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا رأيتم المداحين، فاحثوا في وجوههم التراب". وورد عن ابن عمر -رضي الله عنهما- مرفوعا: "احثوا في أفواء المداحين التراب" أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "6/ 127"، والخطيب في "تاريخه" "8/ 338" من طريق زيد بن أسلم عن ابن عمر، به. 2 الرفد: هو الإعانة. يقال رفدته أرفدة، إذا أعنته. 3 ضعيف: آفة إسناده مالك بن شرحبيل، فإنه مجهول، لذا فقد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" "4/ 1/ 314"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "4/ 1/ 210" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وقد وقع اختلاف في اسمه ففي "التاريخ الكبير" وقع "مالك بن شرحبيل بن مسلم"، وفي "الجرح والتعديل" "مالك بن شرحبيل بن مشكم".

"سَيَلِي أُمُوْرَكُمْ بَعْدِي رِجَالٌ يُعَرِّفُوْنَكُمْ مَا تُنْكِرُوْنَ وَيُنْكِرُوْنَ عَلَيْكُمْ مَا تَعْرِفُوْنَ فَلاَ طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى وَلاَ تَضِلُّوا بِرَبِّكُمْ" 1. يَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ عُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ مَرَّتْ عَلَيْهِ قِطَارَةٌ2 وَهُوَ بِالشَّامِ تَحْمِلُ الخَمْرَ فَقَالَ: مَا هَذِهِ أَزَيْتٌ قِيْلَ: لاَ بَلْ خَمْرٌ يُبَاعُ لِفُلاَنٍ. فَأَخَذَ شَفْرَةً مِنَ السُّوْقِ فَقَامَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَذَرْ فِيْهَا رَاوِيَةً إلَّا بَقَرَهَا وَأَبُو هُرَيْرَةَ إِذْ ذَاكَ بِالشَّامِ فَأَرْسَلَ فُلاَنٌ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ: إلَّا تُمْسِكُ عَنَّا أَخَاكَ عُبَادَةَ أَمَّا بِالغَدَوَاتِ فَيَغْدُو إِلَى السُّوْقِ يُفْسِدُ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ مَتَاجِرَهُمْ وَأَمَّا بِالعَشِيِّ فَيَقْعُدُ فِي المَسْجِدِ لَيْسَ لَهُ عَمَلٌ إلَّا شَتْمُ أَعْرَاضِنَا وَعَيْبُنَا! قَالَ: فَأَتَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ فقال: يا عبادة مالك وَلِمُعَاوِيَةَ? ذَرْهُ وَمَا حُمِّلَ فَقَالَ: لَمْ تَكُنْ مَعَنَا إِذْ بَايَعْنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَالأَمْرِ بِالمَعْرُوْفِ وَالنَّهْيِ، عَنِ المُنْكَرِ وَأَلاَّ يَأْخُذَنَا فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ. فَسَكَتَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَكَتَبَ فُلاَنٌ إِلَى عُثْمَانَ: إِنَّ عُبَادَةَ قَدْ أَفْسَدَ علي الشام.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "5/ 325" من طريق إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، به. قلت: إسناده ضعيف: إسماعيل بن عياش، ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها "وأخرجه الحاكم "3/ 357" من طريق مسلم بن خالد، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" "5/ 329" من طريق يحيى بن مسلم كلاهما عن ابن خثيم، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، عن عبادة بن الصامت قال سمعت أبا القاسم يقول: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، مسلم بن خالد، ضعيف، لسوء حفظه. ويحيى بن مسلم لم يتميز عندي. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" "2/ 314"، والحاكم "3/ 356" من طريق عبد الله بن واقد، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عبادة بن الصامت مرفوعا، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ورده الذهبي بقوله: "قلت: تفرد به عبد الله بن واقد، وهو ضعيف". وللحديث شاهد عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ: "سيلي أموركم بعدي رجال يطفئون السنة، ويعملون بالبدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها". فقلت: يا رسول الله! إن أدركتهم كيف أفعل؟ قال: تسألني يابن أم عبد كيف تفعل؟ لا طاعة لمن عصى الله". أخرجه أحمد "1/ 399-400"، وابن ماجه "2865"، والطبراني في "الكبير" "10/ 1036" والبيهقي في "السنن" "3/ 124 و127" وفي "دلائل النبوة" "6/ 396" من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله، به مرفوعا. قلت: إسناده حسن، القاسم بن عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن مسعود. 2 القطارة والقطار: أن تشد الإبل على نسق، واحدا خلف واحد.

الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ أَبِي العَاتِكَةِ: أَنَّ عُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ مَرَّ بِقَرْيَةِ دُمَّرٍ1 فَأَمَرَ غُلاَمَهُ أَنْ يَقْطَعَ لَهُ سِوَاكاً مِنْ صَفْصَافٍ عَلَى نَهْرِ بَرَدَى فَمَضَى لِيَفْعَلَ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: ارْجِعْ فَإِنَّهُ إِنْ لاَ يَكُنْ بِثَمَنٍ فَإِنَّهُ يَيْبَسُ فَيَعُوْدُ حَطَباً بِثَمَنٍ. وَعَنْ أَبِي حَزْرَةَ يَعْقُوْبَ بنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بنِ الوَلِيْدِ بنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ عُبَادَةُ رَجُلاً طُوَالاً جَسِيْماً جَمِيْلاً مَاتَ بِالرَّمْلَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَهُوَ ابْنُ اثنتين وسبعين سنة. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُوْلُ إِنَّهُ بَقِيَ حَتَّى تُوُفِّيَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ فِي خِلاَفَتِهِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنْ رَجَاءِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَبْرُ عُبَادَةَ بِبَيْتِ المَقْدِسِ وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قُلْتُ: سَاقَ لَهُ بقي في مسنده مئة وأحدًا وثمانين حديثًا وله في البخاري ومسلم ستة وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بحديثين.

_ 1 قرية من غوطة دمشق الغربية تبعد عنها ستة أميال.

عبد الله بن حذافة

98- عَبْدُ اللهِ بنُ حذافة 1 "س": ابن قيس بن عَدِيٍّ أَبُو حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ أَحَدُ السَّابِقِيْنَ. هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ وَنَفَّذَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَسُوْلاً إِلَى كِسْرَى2. وَلَهُ رِوَايَةٌ يَسِيْرَةٌ. خَرَجَ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِداً فَأُسِرَ عَلَى قَيْسَارِيَّةَ وَحَمَلُوْهُ إِلَى طَاغِيَتِهِم فَرَاوَدَهُ، عَنْ دِيْنِهِ فَلَمْ يفتتن.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 189" وتاريخ خليفة "79 و98 و142" وتاريخ البخاري الكبير "3/ ق1/ 8"، والجرح والتعديل "2/ ق2/ 29"، والإصابة "2/ ترجمة 4622"، وتهذيب التهذيب "5/ 184". 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "4/ 189"، والبخاري "4424"، والنسائي في "الكبير" "5859"، وأحمد "1/ 243" من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه، عن صالح بن كيسان قال: قال ابن شهاب: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة السهمي فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه خرقه. قال ابن شهاب: فحسبت أن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق.

حَدَّثَ عَنْهُ سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ وَأَبُو وَائِلٍ وَمَسْعُوْدُ بنُ الحَكَمِ وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ البُخَارِيُّ: حَدِيْثُهُ مَرْسَلٌ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ البَرْقِيِّ: الَّذِي حُفِظَ عَنْهُ ثَلاَثَةُ أَحَادِيْثَ لَيْسَتْ بِمُتَّصِلَةٍ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ وَابْنُ مَنْدَةَ: شَهِدَ بَدْراً. يُوْنُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ حُذَافَةَ قَامَ يُصَلِّي فَجَهَرَ فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم: "يابن حُذَافَةَ لاَ تُسَمِّعْنِي وَسَمِّعِ اللهَ"1. مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ عُمَرَ بنِ الحَكَمِ بنِ ثَوْبَانَ أَنَّ أَبَا سَعِيْدٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرِيَّةً عَلَيْهِمْ عَلْقَمَةُ بنُ مُجَزِّزٍ وَأَنَا فِيْهِم فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيْقِ اسْتَأْذَنَهُ طَائِفَةٌ فَأَذِنَ لَهُم وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللهِ بنَ حُذَافَةَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَكَانَتْ فِيْهِ دُعَابَةٌ فَبَيْنَا نَحْنُ فِي الطَّرِيْقِ فَأَوْقَدَ القَوْمُ نَاراً يَصْطَلُوْنَ بِهَا وَيَصْنَعُوْنَ عَلَيْهَا صَنِيْعاً لَهُم إِذْ قَالَ أَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمُ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ? قَالُوا: بَلَى قَالَ فَإِنِّي: أَعْزِمُ عَلَيْكُم بِحَقِّي وَطَاعَتِي إلَّا تَوَاثَبْتُم فِي هَذِهِ النَّارِ فَقَامَ نَاسٌ فَتَحَجَّزُوا2 حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُمْ وَاقِعُوْنَ فِيْهَا قَالَ: أَمْسِكُوا إِنَّمَا كُنْتُ أَضْحَكُ مَعَكُم. فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ: "مَنْ أَمَرَكُمْ بِمَعْصَيَةٍ فَلاَ تُطِيْعُوْهُ" 3. أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى فِي "مُسْنَدِهِ". وَرَوَاهُ ابْنُ المُنْكَدِرِ، عَنْ عُمَرَ بنِ الحَكَمِ فأرسله.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "4/ 190" من طريق يونس، به. قلت: إسناده ضعيف، أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ لم يسمع من عبد الله بن حذافة. ويونس هو ابن يزيد بن أبي النجاد الأيلي، ثقة، إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا كما قال الحافظ في "التقريب". 2 تحجزوا: أي شدوا أزرهم على أوساطهم تهيئا لاقتحامها. 3 حسن: أخرجه أحمد "3/ 67"، وابن أبي شيبة "12/ 534" و"14/ 341" وابن ماجه "2863" والحاكم "3/ 630-631" وأبو يعلى "1439" من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، به. قلت: إسناده حسن، محمد بن عمرو هو ابن علقمة بن وقاص، الليثي المدني، صدوق له أوهام.

ثَابِتٌ البُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "سَلُوْنِي". فَقَالَ رَجُلٌ من أبي يا رسول الله قال: "أبوك حذافة" 1. عَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ القَسْمَلِيُّ، حَدَّثَنَا ضِرَارُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: وَجَّهَ عُمَرُ جَيْشاً إِلَى الرُّوْمِ فَأَسَرُوا عَبْدَ اللهِ بنَ حُذَافَةَ فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى مَلِكِهِم فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ تَتَنَصَّرَ وَأُعْطِيَكَ نِصْفَ مُلْكِي? قَالَ: لَوْ أَعْطَيْتَنِي جَمِيْعَ ما تملك وجميع مَا تَمْلِكُ وَجَمِيْعَ مُلْكِ العَرَبِ مَا رَجَعْتُ، عَنْ دِيْنِ مُحَمَّدٍ طَرْفَةَ عَيْنٍ. قَالَ: إِذاً أَقْتُلُكَ قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ. فَأَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ وَقَالَ لِلرُّمَاةِ: ارْمُوْهُ قَرِيْباً مِنْ بَدَنِهِ وَهُوَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ وَيَأْبَى فَأَنْزَلَهُ وَدَعَا بِقِدْرٍ فَصَبَّ فِيْهَا مَاءً حَتَّى احْتَرَقَتْ وَدَعَا بِأَسِيْرَيْنِ مِنَ المُسْلِمِيْنَ فَأَمَرَ بِأَحَدِهِمَا فَأُلْقِيَ فِيْهَا وَهُوَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّصْرَانِيَّةَ وَهُوَ يَأْبَى. ثُمَّ بَكَى. فَقِيْلَ لِلْمَلِكِ: إِنَّهُ بَكَى. فَظَنَّ أَنَّه قَدْ جَزِعَ فَقَالَ: رُدُّوْهُ. مَا أَبْكَاكَ? قَالَ: قُلْتُ هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ تُلْقَى السَّاعَةَ فَتَذْهَبُ فَكُنْتُ أَشْتَهِي أَنْ يَكُوْنَ بِعَدَدِ شَعْرِي أَنْفُسٌ تُلْقَى فِي النَّارِ فِي اللهِ. فَقَالَ لَهُ الطَّاغِيَةُ: هَلْ لَكَ أَنْ تُقَبِّلَ رَأْسِي وَأُخَلِّيَ عَنْكَ? فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: وَعَنْ جَمِيْعِ الأُسَارَى? قَالَ: نَعَمْ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ. وَقَدِمَ بِالأُسَارَى عَلَى عُمَرَ، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُ. فَقَالَ عُمَرُ: حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُقَبِّلَ رَأْسَ ابْنِ حُذَافَةَ وَأَنَا أبدأ. فقبل رأسه. الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو، وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ: أَنَّ أَهْلَ قَيْسَارِيَّةَ أَسَرُوا ابْنَ حُذَافَةَ فَأَمَرَ بِهِ مَلِكُهُمْ فَجُرِّبَ بِأَشْيَاءَ صَبَرَ عَلَيْهَا ثُمَّ جَعَلُوا لَهُ فِي بَيْتٍ مَعَهُ الخمر ولحم

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "93" و"7294"، ومسلم "2359" من طريق أبي اليمان قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري عَنْ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ حين زاغت الشمس فصلى الظهر، فلما سلم قام على المنبر فذكر الساعة وذكر أن بين يديها أمورا عظاما، ثم قال: "من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا". قال أنس فأكثر الناس البكاء، وأكثر رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يقول: "سلوني" فقال أنس: فقام إليه رجل فقال: أين مدخلي يا رسول الله؟ قال: "النار". فقام عبد الله بن حذافة فقال: من أبي يا رسول الله؟ قال: "أبوك حذافة". قال: ثم أكثر أن يقول: "سلوني سلوني"، فبرك عمر على ركبتيه فقال: رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا قال: فسكت رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ قال عمر ذلك. ثم قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولى: "والذي نفسي بيده، لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض الحائط، وأنا أصلي، فلم أر كاليوم في الخير والشر".

الخِنْزِيْرِ ثَلاَثاً لاَ يَأْكُلُ فَاطَّلَعُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا لِلْمَلِكِ: قَدِ انْثَنَى عُنُقُهُ فَإِنْ أَخْرَجْتَهُ وَإِلاَّ مَاتَ. فَأَخْرَجَهُ وَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْكُلَ وَتَشْرَبَ? قَالَ: أَمَا إِنَّ الضَّرُوْرَةَ كَانَتْ قَدْ أَحَلَّتْهَا لِي وَلَكِنْ كَرِهْتُ أَنْ أُشْمِتَكَ بِالإِسْلاَمِ. قال: فقبل رأسي وأخلي لك مئة أَسِيْرٍ. قَالَ: أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ. فَقَبَّلَ رَأْسَهُ فخلى له مئة وَخَلَّى سَبِيْلَهُ. وَقَدْ رَوَى ابْنُ عَائِذٍ قِصَّةَ ابْنِ حُذَافَةَ فَقَالَ:، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ أَنَّ ابْنَ حُذَافَةَ أُسِرَ. فَذَكَرَ القِصَّةَ مُطَوَّلَةً وفيها: أطلق له ثلاث مئة أَسِيْرٍ وَأَجَازَهُ بِثَلاَثِيْنَ أَلْفِ دِيْنَارٍ وَثَلاَثِيْنَ وَصِيْفَةً وَثَلاَثِيْنَ وَصِيْفاً. وَلَعَلَّ هَذَا المَلِكَ قَدْ أَسْلَمَ سِرّاً. وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مُبَالَغَتُهُ فِي إِكْرَامِ ابْنِ حُذَافَةَ. وَكَذَا القَوْلُ فِي هِرَقْلَ إِذْ عَرَضَ عَلَى قَوْمِهِ الدُّخُوْلَ فِي الدِّيْنِ فَلَمَّا خَافَهُمْ قَالَ: إِنَّمَا كُنْتُ أَخْتَبِرُ شِدَّتَكُم فِي دِيْنِكُم. فَمَنْ أَسْلَمَ فِي بَاطِنِهِ هَكَذَا فَيُرْجَى لَهُ الخَلاَصُ مِنْ خُلُوْدِ النَّارِ إِذْ قَدْ حَصَّلَ فِي بَاطِنِهِ إِيْمَاناً مَا وَإِنَّمَا يُخَافُ أَنْ يَكُوْنَ قَدْ خَضَعَ لِلإِسْلاَمِ وَلِلرَّسُوْلِ وَاعْتَقَدَ أَنَّهُمَا حَقٌّ مَعَ كَوْنِ أَنَّهُ عَلَى دِيْنٍ صَحِيْحٍ فَتُرَاهُ يُعَظِّمُ لِلدِّيْنَيْنِ كَمَا قَدْ فَعَلَهُ كَثِيْرٌ مِنَ المُسْلِمَانِيَّةِ الدَّوَاوِيْنِ فَهَذَا لاَ يَنْفَعُهُ الإِسْلاَمُ حَتَّى يَتَبَرَّأَ مِنَ الشِّرْكِ. مَاتَ ابْنُ حُذَافَةَ: فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.

أبو رافع

99- أبو رافع 1 "ع": مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم. مِنْ قِبْطِ مِصْرَ يُقَالُ: اسْمُهُ إِبْرَاهِيْمُ وَقِيْلَ: أَسْلَمُ. كَانَ عَبْداً لِلعَبَّاسِ فَوَهَبَهُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا أَنْ بَشَّرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِإِسْلاَمِ العَبَّاسِ أَعْتَقَهُ. رَوَى عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي رَافِعٍ وَحَفِيْدُهُ الفَضْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ وَأَبُو سَعِيْدٍ المَقْبُرِيُّ وَعَمْرُو بنُ الشَّرِيْدِ وَجَمَاعَةٌ كَثِيْرَةٌ وَرَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ وَمَا كَأَنَّهُ شَافَهَهُ. شَهِدَ غَزْوَةَ أُحُدٍ والخندق وكان ذا علم وفضل.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 73-75"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة رقم 492"، أسد الغابة "1/ 52"، والإصابة "4/ ترجمة رقم 391"، وتهذيب التهذيب "12/ 92-93".

تُوُفِّيَ: فِي خِلاَفَةِ عَلِيٍّ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ بِالكُوْفَةِ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ. -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ فَكَانَ عَلِيٌّ يُزَكِّي أَمْوَالَ بَنِي أَبِي رَافِعٍ وَهُمْ أَيْتَامٌ. قَالَ بُكَيْرُ بن الأشج: أخبرت أنه كان قبطيًا. شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ رَجُلاً عَلَى الصَّدَقَةِ فَقَالَ لأَبِي رَافِعٍ: انْطَلِقْ مَعِي فَنُصِيْبَ مِنْهَا. قُلْتُ: حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُوْلَ اللهِ فَاسْتَأْذَنْتُهُ فَقَالَ: "يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّ مَوْلَى القَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَإِنَّا لاَ تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ" 1. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ: لَمْ يَأْمُرْنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أَنْزِلَ الأَبْطَحَ حِيْنَ خَرَجَ مِنْ مِنَى وَلَكِنِّي جِئْتُ فنزلت فجاء فنزل2.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه الطيالسي "972"، وابن أبي شيبة "3/ 214"، وأحمد "6/ 10"، والترمذي "675"، والنسائي "5/ 107"، وابن خزيمة "2344"، والحاكم "1/ 404"، والطحاوي "2/ 8"، والبيهقي "7/ 32"، والبغوي "1607" من طريق شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عن أبي رافع -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلاً مِنْ بَنِي مَخْزُوْمٍ عَلَى الصَّدَقَةِ فَقَالَ لأَبِي رَافِعٍ: "اصْحَبْنِي كَيْمَا تصيب منها" فقال: لا حتى أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْأَلَهُ، فَانْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: "إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ لنا وإن موالي القوم من أنفسهم". وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وأبو رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمُهُ أسلم، وابن أبي رافع هو عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي بن أبي طالب -رضي الله عنه. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1313"، وأبو داود "2009" من طريق عن سفيان بن عيينة، عن صالح بن كيسان، عن سليمان بن يسار قال: قال أبو رافع: فذكره. قوله: "الأبطح" يعني أبطح مكة، وهو مسيل واديها، ويجمع على البطاح والأباطح.

صهيب بن سنان

100- صهيب بن سنان 1 "ع": أبو يحيى النمري. مِنَ النَّمِرِ بنِ قَاسِطٍ. وَيُعْرَفُ بِالرُّوْمِيِّ لأَنَّهُ أَقَامَ فِي الرُّوْمِ مُدَّةً. وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَزِيْرَةِ سُبِيَ مِنْ قَرْيَةِ نِيْنَوَى مِنْ أَعْمَالِ المَوْصِلِ وَقَدْ كَانَ أَبُوْهُ أَوْ عَمُّهُ عَامِلاً لِكِسْرَى ثُمَّ إِنَّهُ جُلِبَ إِلَى مَكَّةَ فَاشْتَرَاهُ عَبْدُ اللهِ بنُ جُدْعَانَ القُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ. وَيُقَالُ: بَلْ هَرَبَ فَأَتَى مَكَّةَ وَحَالَفَ ابْنَ جُدْعَانَ. كان من كبار السابقين البدريين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 226"، تاريخ البخاري الكبير "4/ ترجمة 2963" والجرح والتعديل "4/ ترجمة "1950"، والإصابة "2/ ترجمة 4104"، تهذيب التهذيب "4/ 438-439".

حَدَّثَ عَنْهُ بَنُوْهُ: حَبِيْبٌ وَزِيَادٌ وَحَمْزَةُ وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ وَكَعْبُ الحَبْرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى وَآخَرُوْنَ. رَوَى أَحَادِيْثَ مَعْدُوْدَةً. خَرَّجُوا لَهُ فِي الكُتُبِ وَكَانَ فَاضِلاً وَافِرَ الحُرْمَةِ لَهُ عِدَّةُ أَوْلاَدٍ. وَلَمَّا طُعِنَ عُمَرُ اسْتَنَابَهُ عَلَى الصَّلاَةِ بِالمُسْلِمِيْنَ إِلَى أَنْ يَتَّفِقَ أَهْلُ الشُّوْرَى عَلَى إِمَامٍ وَكَانَ مَوْصُوْفاً بِالكَرَمِ وَالسَّمَاحَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. مَاتَ بِالمَدِيْنَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَكَانَ مِمَّنِ اعْتَزَلَ الفِتْنَةَ وَأَقْبَلَ عَلَى شَأْنِهِ. -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: صُهَيْبُ بنُ سِنَانِ بنِ مالك بن عبد عمرو ابن عُقَيْلِ بنِ عَامِرٍ أَبُو يَحْيَى وَيُقَالُ: أَبُو غَسَّانَ النَّمِرِيُّ الرُّوْمِيُّ البَدْرِيُّ المُهَاجِرِيُّ. رَوَى عَنْهُ بَنُوْهُ وَابْنُ عُمَرَ وَجَابِرٌ وَابْنُ المُسَيِّبِ وَعُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَبَنُوْهُ الثَّمَانِيَةُ: عُثْمَانُ وَصَيْفِيٌّ وَحَمْزَةُ وَسَعْدٌ وَعَبَّادٌ وَحَبِيْبٌ وَصَالِحٌ ومحمد. وَذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ، فَسَرَدَ نَسَبَهُ إِلَى أَسْلَمَ بنِ أَوْسِ مَنَاةَ بنِ النَّمِرِ بنِ قَاسِطٍ مِنْ رَبِيْعَةَ. حَلِيْفُ عَبْدِ اللهِ بنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيِّ القُرَشِيِّ. وَأُمُّهُ: سَلْمَى بِنْتُ قُعَيْدٍ. وَكَانَ رَجُلاً أَحْمَرَ شَدِيْدَ الحُمْرَةِ لَيْسَ بِالطَّوِيْلِ. وَذَكَرَ شَبَابٌ نَسَبَهُ إِلَى النَّمِرِ بِزِيَادَةِ آبَاءٍ وَحَذْفِ آخَرِيْنَ. وَكَذَا فَعَلَ أَحْمَدُ بنُ البَرْقِيِّ. عَنْ حَمْزَةَ بنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَنَّانِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَا يَحْيَى. عَنْ صَيْفِيِّ بنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: صَحِبْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْلَ أَنْ يُوْحَى إِلَيْهِ. وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِيْهِ: قَالَ عَمَّارٌ لَقِيْتُ صُهَيْباً عَلَى بَابِ دَارِ الأَرْقَمِ وَفِيْهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَخَلْنَا فَعَرَضَ عَلَيْنَا الإِسْلاَمَ فَأَسْلَمْنَا ثُمَّ مَكَثْنَا يَوْماً عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَمْسَيْنَا فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ مُسْتَخْفُوْنَ1. رَوَى يُوْنُسُ، عَنِ الحَسَنِ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّوْمِ"2.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "3/ 227" وفيه الواقدي، وهو متروك. 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 227" قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس، عن الحسن مرفوعا. قلت: إسناده ضعيف، لإرساله، الحسن، هو ابن أبي الحسن البصري.

وَجَاءَ هَذَا بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي أُمَامَةَ وَجَاءَ مِنْ حَديثِ أَنَسٍ وَأُمِّ هَانِئ. قَالَ مُجَاهِدٌ: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الإِسْلاَمَ سَبْعَةٌ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ وَخَبَّابٌ وَصُهَيْبٌ ... مُخْتَصَرٌ. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ أَبُو صُهَيْبٍ أَوْ عَمُّهُ: عَامِلاً لِكِسْرَى عَلَى الأُبُلَّةِ وَكَانَتْ مَنَازِلُهُمْ بِأَرْضِ المَوْصِلِ فَأَغَارَتِ الرُّوْمُ عَلَيْهِم فَسَبَتْ صُهَيْباً وَهُوَ غُلاَمٌ فَنَشَأَ بِالرُّوْمِ. ثُمَّ اشْتَرَتْهُ كَلْبٌ وَبَاعُوْهُ بِمَكَّةَ لِعَبْدِ اللهِ بنِ جُدْعَانَ فَأَعْتَقَهُ. وَأَمَّا أَهْلُهُ فَيَزْعُمُوْنَ أَنَّهُ هَرَبَ مِنَ الرُّوْمِ وَقَدِمَ مَكَّةَ. مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ حَتَّى دَخَلَ حَائِطاً لِصُهَيْبٍ فَلَمَّا رَآهُ صُهَيْبٌ قَالَ: يَا نَاسُ يَا أُنَاسُ فَقَالَ عُمَرُ: مَا لَهُ يَدْعُو النَّاسَ قُلْتُ: بلْ هُوَ غُلاَمٌ لَهُ يُدْعَى يُحَنَّسَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَوْلاَ ثَلاَثُ خِصَالٍ فِيْكَ يَا صُهَيْبُ ... الحَدِيْثَ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الحَكَمِ بنِ صُهَيْبٍ، عَنْ عُمَرَ بنِ الحَكَمِ قَالَ: كَانَ عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ يُعَذَّبُ حَتَّى لاَ يَدْرِي مَا يَقُوْلُ وَكَانَ صُهَيْبٌ يُعَذَّبُ حَتَّى لاَ يَدْرِي مَا يَقُوْلُ فِي قَوْمٍ مِنَ المُسْلِمِيْنَ حَتَّى نَزَلَتْ: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} [النَّحْلُ: 110] . قَالَ مُجَاهِدٌ: فَأَمَّا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَنَعَهُ عَمُّهُ وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ قَوْمُهُ وَأُخِذَ الآخَرُوْنَ سَمَّى مِنْهُم صُهَيباً فَأَلْبَسُوْهُم أَدْرَاعَ الحَدِيْدِ وَصَهَرُوْهُم فِي الشَّمْسِ حَتَّى بَلَغَ الجُهْدُ مِنْهُم كُلَّ مَبْلَغٍ فَأَعْطَوْهُم مَا سَأَلُوا يَعْنِي التَّلَفُّظَ بِالكُفْرِ فَجَاءَ كُلَّ رَجُلٍ قَوْمُهُ بِأَنْطَاعٍ فِيْهَا المَاءُ فَأَلْقَوْهُم فيها إلَّا بلالًا. الكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ} [البَقَرَةُ: 207] . نَزَلَتْ فِي صُهَيْبٍ وَنَفَرٍ مِنَ أَصْحَابِهِ أَخَذَهُم أَهْلُ مَكَّةَ يُعَذِّبُوْنَهُم لِيَرُدُّوْهُمْ إِلَى الشِّرْكِ1. أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ": حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنْ كُرْدُوْسٍ، عن ابن مسعود،

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "3/ 228"، وفيه علتان: الأولى الكلبي، وهو محمد بن السائب الكلبي، متهم بالكذب، الثانية: أبو صالح، باذام، مولى أم هانئ، ضعيف مدلس، وقد عنعنه.

قَالَ: مَرَّ المَلأُ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعِنْدَهُ خَبَّابٌ وَصُهَيْبٌ وَبِلاَلٌ وَعَمَّارٌ فَقَالُوا: أَرَضِيْتَ بِهَؤُلاَءِ فَنَزَلَ فيهم القرآن: {أَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ} [الأَنْعَامُ 51-58] 1. عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ: أَنَّ صُهَيْباً حِيْنَ أَرَادَ الهِجْرَةَ قَالَ لَهُ أَهْلُ مَكَّةَ: أَتَيْتَنَا صُعْلُوْكاً حَقِيْراً فَتَغَيَّرَ حَالُكَ قَالَ: أَرَأَيْتُم إِنْ تَرَكْتُ مَالِي أَمُخَلُّوْنَ أَنْتُم سَبِيْلِي قَالُوا: نَعَمْ فَخَلَعَ لَهُمْ مَالَهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "رَبِحَ صُهَيْبٌ رَبِحَ صُهَيْبٌ" 2. يَعْقُوْبُ بنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بنُ حُذَيْفَةَ بنِ صَيْفِيٍّ، حدثنا أَبِي وَعُمُوْمَتِي، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُرِيْتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ سَبْخَةً بَيْنَ ظَهْرَانَيْ حَرَّةٍ فَإِمَّا أَنْ تَكُوْنَ هَجَرَ أَوْ يثرب" 3.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "1/ 420"، والواحدي في "أسباب النزول" "ص213"، وابن جرير "13255" و"13256"، والطبراني في "الكبير" "10/ 10520" من طرق عن أشعث، به. قلت: إسناده ضعيف، أشعث، وهو ابن سوار الكندي، ضعيف. والعلة الثانية جهالة كردوس الثعلبي، واختلف في اسم أبيه، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة. وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص قال: نَزَلَتْ فِي سِتَّةٍ أَنَا وَابْنُ مَسْعُوْدٍ مِنْهُم وكان المشركون قالوا له تدني هؤلاء؟! وفيه فأنزل الله عز وجل: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الأنعام: 52] ، أخرجه مسلم "2413" "45" و"46" وابن ماجه "4128"، وعبد بن حميد "131" وابن جرير "13263" وله شاهد من حديث خباب: عند ابن ماجه "4127" وابن جرير "13258" و"13259". 2 صحيح لغيره: أخرجه أحمد في "الفضائل" "1509"، وابن سعد "3/ 227-228" من طريق عوف بن أبي جميلة الأعرابي، به. قلت: إسناده ضعيف، لإرسالة، أبو عثمان، هو عبد الرحمن بن مل النهدي، مخضرم من الثانية، لم يسمع من صهيب، وله شاهد من حديث أنس: أخرجه الحاكم "3/ 398"، وقال: صحيح على شرط مسلم. وهو كما قال. وله شاهد من حديث عكرمة مرسلا: أخرجه الحاكم "3/ 398" أيضا، وإسناده صحيح إلى عكرمة. وله شاهد من حديث صهيب نفسه: رواه الطبراني كما في "مجمع الزوائد" "6/ 60" وعند البيهقي كما في "البداية والنهاية" "3/ 216-217". فالحديث بهذه الشواهد صحيح. ولولا ضيق المقام لفصلنا فيه القول بما يشبع غليل علماء وطلاب علم الحديث. 3 صحيح لغيره: إسناده ضعيف، فيه حصين بن حذيفة، مجهول كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "1/ ق2/ 191". وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" "2/ ق1/ 10" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. لكن له شاهد عن عائشة في حديث طويل: أخرجه البخاري "2297" و"3905"، والبيهقي في "الدلائل" "2/ 471-474" من طريق الليث، عن عقبل قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة به في حديث طويل وفيه مرفوعا: "قد رأيت دار هجرتكم، رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين، وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة ... ".

قَالَ: وَخَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى المَدِيْنَةِ وَقَدْ كُنْتُ هَمَمْتُ بِالخُرُوْجِ مَعَهُ فَصَدَّنِي فِتْيَانٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَجَعَلْتُ لَيْلَتِي تِلْكَ أَقُوْمُ لاَ أَقْعُدُ فَقَالُوا: قَدْ شَغَلَهُ اللهُ عَنْكُمْ بِبَطْنِهِ وَلَمْ أَكُنْ شَاكِياً فَنَامُوا فَذَهَبْتُ فَلَحِقَنِي نَاسٌ مِنْهُم عَلَى بَرِيْدٍ. فَقُلْتُ لَهُم: أُعْطِيْكُم أَوَاقِيَّ مِنْ ذَهَبٍ وَتُخَلُّوْنِي? فَفَعَلُوا فَقُلْتُ: احْفِرُوا تَحْتَ أُسْكُفَّةِ1 البَابِ تَجِدُوْهَا وَخُذُوا مِنْ فُلاَنَةٍ الحُلَّتَيْنِ. وَخَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُبَاءَ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: "يَا أَبَا يَحْيَى رَبِحَ البَيْعُ" ثَلاَثاً فَقُلْتُ: مَا أَخْبَرَكَ إلَّا جِبْرِيْلُ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ قَالَ: أَقْبَلَ صُهَيْبٌ مُهَاجِراً وَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ فَنَزَلَ، عَنْ رَاحِلَتِهِ وَنَثَلَ كِنَانَتَهُ وَقَالَ: لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُم وَايْمُ اللهِ لاَ تَصِلُوْنَ إِلَيَّ حَتَّى أَرْمِيَ بِكُلِّ سَهْمٍ مَعِي ثُمَّ أَضْرِبَكُمْ بِسَيْفِي فَإِنْ شِئْتُمْ دَلَلْتُكُمْ عَلَى مَالِي وَخَلَّيْتُمْ سَبِيْلِي? قَالُوا: نَفْعَلُ. فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "رَبِحَ البَيْعُ أَبَا يَحْيَى" وَنَزَلَتْ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ} [البقرة: 207] 2. وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: هَرَبَ صُهَيْبٌ مِنَ الرُّوْمِ بِمَالٍ فَنَزَلَ مَكَّةَ فَعَاقَدَ ابْنَ جُدْعَانَ. وَإِنَّمَا أَخَذَتْهُ الرُّوْمُ مِنْ نِيْنَوَى. عَبْدُ الحَكِيْمِ بنُ صُهَيْبٍ، عَنْ عُمَرَ بنِ الحَكَمِ بنِ ثَوْبَانَ، عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُبَاءَ وَقَدْ رَمِدْتُ فِي الطَّرِيْقِ وَجُعْتُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رُطَبٌ فَوَقَعْتُ فِيْهِ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ: إلَّا تَرَى صُهَيْباً يَأْكُلُ الرُّطَبَ وَهُوَ أَرْمَدُ? فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِي ذَلِكَ قُلْتُ: إِنَّمَا آكُلُ عَلَى شِقِّ عَيْنِي الصَّحِيْحَةِ. فتبسم3.

_ 1 الأسكفة والأسكوفة: عتبة الباب التي يوطأ عليها. 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 228"، وفيه علي بن زيد، وهو ابن جدعان، ضعيف بالاتفاق. 3 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 228" من طريق الواقدي، عن عبد الله بن جعفر، عن عبد الحكيم بن صهيب، به. قلت: وإسناده واه، الواقدي متروك، وأخرجه ابن ماجه "3443" حدثنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا ابن المبارك، عن عبد الحميد بن صيفي "من ولد صهيب"، عن أبيه،=

ذَكَرَ عُرْوَةُ وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ وَغَيْرُهُمَا: صُهَيْباً فِيْمَنْ شَهِدَ بَدْراً. أَبُو زُرْعَةَ: حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي جَدِّهِ، عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحِبَّ صُهَيْباً حُبَّ الوَالِدَةِ لِوَلَدِهَا"1. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، عَنْ عَائِذِ بنِ عَمْرٍو أَنَّ سَلْمَانَ وَصُهَيْباً وَبِلاَلاً كَانُوا قُعُوْداً فَمَرَّ بِهِم أَبُو سُفْيَانَ فَقَالُوا: مَا أَخَذَتْ سُيُوْفُ اللهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللهِ مَأْخَذَهَا بَعْدُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَتَقُوْلُوْنَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهَا? قَالَ: فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُم لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُم لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ". فَرَجَعَ إِلَيْهِم فَقَالَ: أَيْ إِخْوَانَنَا لَعَلَّكُمْ غَضِبْتُم? قَالُوا: لاَ يَا أَبَا بَكْرٍ يَغْفِرُ اللهُ لَكَ2. عَبْدُ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، عَنْ حَمْزَةَ بنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِصُهَيْبٍ: أَيُّ رَجُلٍ أَنْتَ لَوْلاَ خِصَالٌ ثَلاَثٌ فِيْكَ قَالَ: وَمَا هُنَّ? قَالَ: اكْتَنَيْتَ وَلَيْسَ لَكَ ولدٌ وَانْتَمَيْتَ إِلَى العَرَبِ وَأَنْتَ مِنَ الرُّوْمِ وَفِيْكَ سَرَفٌ فِي الطَّعَامِ. قَالَ: فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَنَّانِي أَبَا يَحْيَى وَأَنَا مِنَ النَّمِرِ بنِ قَاسِطٍ سَبَتْنِي الرُّوْمُ مِنَ المَوْصِلِ بَعْدَ إِذْ أَنَا غُلاَمٌ قَدْ عَرَفْتُ نَسَبِي وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي سَرَفِ الطَّعَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "خَيْرُكُمْ مَنْ أطعم الطعام"3.

_ = عن جده صهيب قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه خبز وتمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ادن فكل" فأخذت آكل من التمر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تأكل تمرا وبك رمدا؟ " قال: فقلت: إني أمضغ من ناحية أخرى فتبسم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وَقَالَ البوصيري في "زوائده" إسناده صحيح، رجاله ثقات"! قلت: أنى له الصحة، وفي الإسناد عبد الحميد بن زياد، أو زيد بن صيفي بن صهيب الرومي، وربما نسبه إلى جده، لين الحديث كما قال الحافظ في "التقريب فالإسناد ضعيف لا كما قال البوصيري الذي يتساهل غالبا فالله المستعان. 1 ضعيف: في إسناده يوسف بن محمد الصهيبي، وهو يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ صَيْفِيٍّ، قال البخاري: فيه نظر وقد أورده الحافظ الذهبي الحديث في ترجمته في "ميزان الاعتدال" وعده في جملة منكراته. وفي إسناده أيضا: محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب، قال البخاري: مختلف في حديثه. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2504" حدثنا محمد بن حاتم، حدثنا بهز، حدثنا حماد بن سلمة به. 3 ضعيف: في إسناده حمزة بن صهيب، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": "مقبول" أي عند المتابعة. وفي الإسناد عبد الله بن محمد بن عقيل، صدوق، في حديث لين ويقال تغير بآخره.

وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِصُهَيْبٍ: لَوْلاَ ثَلاَثٌ فِيْكَ? وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيْهِ بِحَذْفِ "عَنْ أَبِيْهِ" وَزَادَ: ولو انفلقت عني روثة لا نتسبت إِلَيْهَا. وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ: أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِصُهَيْبٍ: لَوْلاَ ثَلاَثُ خِصَالٍ قَالَ: وَمَا هُنَّ فَوَاللهِ مَا تَزَالُ تَعِيْبُ شَيْئاً. قَالَ: اكْتِنَاؤُكَ وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ وَادِّعَاؤُكَ إِلَى النَّمِرِ بنِ قَاسِطٍ وَأَنْتَ رَجُلٌ أَلْكَنُ1 وَأَنَّكَ لاَ تُمسِكُ المَالَ.... الحَدِيْثَ وَفِيْهِ: وَاسْتُرْضِعَ لِي بِالأُبُلَّةِ2 فَهَذِهِ مِنْ ذَاكَ. وَأَمَّا المال فهل تزانى أُنفِقُ إلَّا فِي حَقٍّ. وَرَوَى سَالِمٌ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ صُهَيْبٌ ثَلاَثاً ثُمَّ أَجْمِعُوا أَمْرَكُم فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ صُهَيْبٌ بِالمَدِيْنَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ، عَنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً وَكَذَلِكَ قَالَ المَدَائِنِيُّ وَغَيْرُهُ فِي وَفَاتِهِ. وَقَالَ المَدَائِنِيُّ: عَاشَ ثَلاَثاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ الفَسَوِيُّ: عَاشَ أَرْبَعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ مِنْهَا ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ3.

_ 1 قال ابن سيده: الالكن الذي لا يقيم العربية من عجمة في لسانه، لكن لكنا ولكنه ولكونه. ويقال: به لكنه شديدة ولكونه ولكنونة. 2 الأبلة: بلدة بالعراق بينها وبين البصرة أربعة فراسخ. 3 أول هذه الأحاديث الثلاثة: ما رواه مسلم "181" من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، مرفوعا: إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله -تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب. فما اعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم، عز وجل. وثانيها: ما رواه مسلم "2999" من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى أيضا عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "عجبا لامر المؤمن. إن أمره كله خير. وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له. وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له". وثالثها: ما رواه مسلم "3005" من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب في حديث طويل ذكر فيه قصة أصحاب الأخدود.

أبو طلحة الأنصاري

101- أبو طلحة الأنصاري 1 "ع": صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمِنْ بَنِي أَخْوَالِهِ وَأَحَدُ أَعْيَانِ البَدْرِيِّيْنَ وَأَحَدُ النُّقَبَاءِ الاثْنَيْ عَشَرَ لَيْلَةَ العَقَبَةِ. وَاسْمُهُ: زَيْدُ بنُ سَهْلِ بنِ الأَسْوَدِ بنِ حَرَامِ بنِ عَمْرِو بنِ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ عَدِيِّ ابن عَمْرِو بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ الخَزْرَجِيُّ النَّجَّارِيُّ. لَهُ أَحَادِيْثُ. رَوَى عَنْهُ رَبِيْبُهُ: أَنَسُ بنُ مَالِكٍ وَزَيْدُ بنُ خَالِدٍ الجُهَنِيُّ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُهُ أَبُو إِسْحَاقَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي طَلْحَةَ. وَكَانَ قَدْ سَرَدَ الصَّوْمَ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. وَهُوَ الَّذِي كَانَ لاَ يَرَى بِابْتِلاَعِ البَرَدِ لِلصَّائِمِ بَأْساً وَيَقُوْلُ: ليس بطعام ولا شراب3.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 504 والتاريخ الكبير "الكنى ترجمة رقم "94"، والتاريخ الصغير "1/ 18 و62"، والمعرفة والتاريخ "1/ 300" و"2/ 531" و"3/ 163"، والجرح والتعديل "1/ ق2/ 564"، والإصابة "1/ ترجمة 2905" وتهذيب التهذيب "3/ 414-415". 2 صحيح: أخرجه الطبراني "4681" حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَضْرَمِيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أن أبا طلحة سرد الصوم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى مات. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وأخرجه الحاكم "3/ 353" من طريق حماد بن سلمة والطبراني في "الكبير" "5/ 4680" من طريق شعبة كلاهما عن ثابت: عن أنس قال: كان أبو طلحة لا يصوم عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أجل الغزو فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم لم أره يفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر. 3 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 279" وابن عساكر "6/ 313 / 2" من طريق شعبة، عن قتادة وحميد، عن أنس قال: "مطرنا بردا وأبو طلحة صائم فجعل يأكل منه، قيل له: أتأكل وأنت صائم؟! فقال: إنما هذا بركة". قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه الطحاوي من طريق خالد بن قيس، عن قتادة، ومن طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، كلاهما، عن أنس، به نحوه، ورواه البزار "1022" كشف الأستار حدثنا هلال بن يحيى، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس قال: رأيت أبا طلحة يأكل البرد وهو صائم ويقول: إنه ليس بطعام ولا شراب، فذكر ذلك لسعيد بن المسيب فكرهه وقال: إنه يقطع الظمأ. وقال البزار: لا نعلم هذا الفعل إلا عن أبي طلحة.

وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيْهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ" 1. وَمَنَاقِبُهُ كَثِيْرَةٌ. قِيْلَ: إِنَّهُ غَزَا بَحْرَ الرُّوْمِ فَتُوُفِّيَ فِي السَّفِيْنَةِ وَالأَشْهَرُ أَنَّهُ مَاتَ بِالمَدِيْنَةِ وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ. -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ وَمُعَاذٌ وَأَبُو عُبَيْدَةَ يَشْرَبُوْنَ بِالشَّامِ الطِّلاَءَ: مَا طُبِخَ عَلَى الثُّلُثِ وَذَهَبَ ثُلُثَاهُ. قُلْتُ: هُوَ الدِّبْسُ. وَذَكَرَ عُرْوَةُ وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ: أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ ممن شهد العقبة وبدرًا. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: إِنَّ أَبَا طَلْحَةَ عَاشَ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْبَعِيْنَ سَنَةً يَسْرُدُ الصَّوْمَ2. قُلْتُ: بَلْ عَاشَ بَعْدَهُ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ البَرْقِيِّ: أَبُو طَلْحَةَ بَدْرِيٌّ نَقِيْبٌ صَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ جَاءَ لَهُ نَحْوُ عِشْرِيْنَ حَدِيْثاً. حماد بن سلمة، عن ثابت وعلي بن زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَالَ لَهُ بَنُوْهُ: قَدْ غَزَوْتَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَنَحْنُ نَغْزُو عَنْكَ. فَأَبَى فَغَزَا فِي البَحْرِ فَمَاتَ. جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ أَنَسٍ قَالَ: خطبَ أَبُو طَلْحَةَ أمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ: أَمَا إِنِّي فِيْكَ لَرَاغِبَةٌ وَمَا مِثْلُكَ يُرَدُّ وَلَكِنَّكَ كَافِرٌ فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَلِكَ مهري لا أسألك غيره. فأسلم وتزوجها.

_ 1 صحيح على شرط مسلم: "أخرجه أحمد "3/ 203"، وابن أبي شيبة "12/ 463"، وعبد بن حميد "1384" من طريق يزيد بن هارون أخبرنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره، وأخرجه أبو يعلى "3991"، والحاكم "3/ 352" من طريق سفيان بن عينية، سمعت ابن جدعان، عن أنس مرفوعا، به. قلت: وإسناده ضعيف، لضعف علي بن زيد بن جدعان، وأخرجه ابن سعد "3/ 505"، والحاكم "3/ 352" من طريق سفيان الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، عن جابر أو عن أنس بلفظ "خير من ألف رجل". 2 راجع تخريجنا السابق رقم "749"، وهو صحيح.

قَالَ ثَابِتٌ: فَمَا سَمِعْنَا بِمَهْرٍ كَانَ قَطُّ أَكْرَمَ مِنْ مَهْرِ أُمِّ سُلَيْمٍ: الإِسْلاَمِ. الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ وَحَمَّادٌ وَجَعْفَرُ بنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَحَدَّثَنَاهُ شَيْخٌ سَمِعَهُ مِنَ النَّضْرِ بنِ أَنَسٍ قَالَ مَالِكٌ وَالِدُ أَنَسٍ لامْرَأَتِهِ: أَرَى هَذَا الرَّجُلَ يُحَرِّمُ الخَمْرَ. فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى الشَّامَ فَهَلَكَ هُنَاكَ. فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ يَخْطُبُ أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ: مَا مِثْلُكَ يُرَدُّ وَلَكِنَّكَ امْرُؤٌ كَافِرٌ وَلاَ أُرِيْدُ مَهْراً إلَّا الإِسْلاَمَ قَالَ فَمَنْ لِي بِذَلِكَ? قَالَتْ: النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَانْطَلَقَ يُرِيْدُهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "جَاءكُمْ أَبُو طَلْحَةَ وَغُرَّةُ الإِسْلاَمِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ". قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا عَلَى ذَلِكَ الحَدِيْثَ بِطُوْلِهِ وَكَيْفَ مَاتَ ابْنُهُ مِنْهَا وَكَتَمَتْهُ وَتَصَنَّعَتْ لَهُ حَتَّى أَصَابَهَا ثُمَّ أَخْبَرَتْهُ وَقَالَتْ: إِنَّ اللهَ كَانَ أَعَارَكَ عَارِيَةً فَقَبَضَهَا فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ1. قَالَ أَنَسٌ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: لَقَدْ سَقَطَ السَّيْفُ مِنِّي يَوْمَ بَدْرٍ لِمَا غَشِيَنَا مِنَ النُّعَاسِ2. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ صَامَ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أربعين سنة لا يفطر لا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحَى. غَرِيْبٌ عَلَى شَرْطِ مسلم3. وَبِهِ: أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَالَ: لاَ أَتَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ وَلاَ أَذُمُّهُمَا. ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أن أبا طلحة وكان يَرْمِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُدٍ وَكَانَ رَجُلاً رَامِياً وَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ إِذَا رَمَى أَبُو طَلْحَةَ رفع بصره ينظر أين يقع سهمه كان يَدْفَعُ صَدْرَ رَسُوْلِ اللهِ بِيَدِهِ وَيَقُوْلُ: يَا رسول الله هكذا لا يصيبك سهم4.

_ 1 صحيح: أخرجه بتمامه الطيالسي "2056" قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، وَحَمَّادٌ، وَجَعْفَرُ بنُ سليمان، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 29" من طريق يونس، حدثنا شيبان وحسين في تفسير شيبان، عن قتادة قال: وحدثنا أنس بن مالك أن أبا طلحة قال غشينا النعاس، ونحن في مصافنا يوم بدر قال: أبو طلحة فيمن غشيه النعاس يومئذ فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه، وأخرجه البخاري "4562" والترمذي "3008" من طريق قتادة، عن أنس، به. 3 تقدم تخريجنا له قريبا. 4 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 286-287" من طريق عفان، عن ثابت، عن أنس، به.

عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ نَاسٌ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ مُجَوِّباً عَلَيْهِ بِحَجْفَةٍ وَكَانَ رَامِياً شَدِيْدَ النَّزْعِ كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الجُعْبَةُ مِنَ النَّبْلِ فَيَقُوْلُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "انْثُرْهَا لأَبِي طَلْحَةَ" ثُمَّ يُشْرِفُ إِلَى القَوْمِ فَيَقُوْلُ أَبُو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ لاَ تُشْرِفْ لاَ يُصِيْبُكَ سَهْمٌ نَحْرِي دُوْنَ نَحْرِكَ. قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَاتٍ أَرَى خَدَمَ سُوْقِهِمَا تَنْقُزَانِ القِرَبُ عَلَى مُتُوْنِهِمَا وَتُفْرِغَاَنِهَا فِي أَفْوَاهِ القَوْمِ وَتَرْجِعَانِ فَتَمْلآنِهَا. فَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدِ أَبِي طَلْحَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً من النعاس1. ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ" 2. وَكَانَ إِذَا بَقِيَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ: نَفْسِي لِنَفْسِكَ الفِدَاءُ وَوَجْهِي لِوَجْهِكَ الوِقَاءُ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قال: قال رسول الله: "لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ أَشَدُّ عَلَى المُشْرِكِيْنَ مِنْ فِئَةٍ". الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ أَوْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ" 3. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: "مَنْ قَتَلَ قَتِيْلاً فَلَهُ سَلَبُهُ". فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَئِذٍ عِشْرِيْنَ رَجُلاً وَأَخَذَ أَسْلاَبَهُمْ4. هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَنَسٍ: نَحَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- وحلق فناول الحلاق شقه

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4064" ومسلم "1811" حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز، به. 2 صحيح: تقدم تخريجنا له منذ صفحات بتعليق رقم "751". 3 صحيح: سبق تخريجنا له بإسهاب منذ صفحات بتعليق رقم "751". 4 صحيح: أخرجه أبو داود "2718"، والحاكم "3/ 353"، والبيهقي "6/ 306" من طريق حماد بن سلمة، به.

الأَيْمَنَ فَحَلَقَهُ ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ فَأَعْطَاهُ إياه ثم نَاوَلَهُ شِقَّهُ الأَيْسَرَ وَقَالَ: "احْلِقْ" وَأَعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ فَقَسَمَهُ بَيْنَ النَّاسِ1. وَرَوَاهُ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ فَأَرْسَلَهُ. قَالَ أَنَسٌ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالمَدِيْنَةِ مَالاً مِنْ نَخْلٍ فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءُ وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ للهِ أَرْجُوْ بِرَّهَا وَذُخْرَهَا فَضَعْهَا يَا رَسُوْلَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللهُ فَقَالَ: "بَخٍ! ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِيْنَ" 2. حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يُفْطِرُ إلَّا فِي سَفَرٍ أَوْ مَرَضٍ3. قَتَادَةُ وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَأْكُلُ البَرَدَ وَهُوَ صَائِمٌ وَيَقُوْلُ لَيْسَ بِطَعَامٍ وَلاَ بِشَرَابٍ وَإِنَّمَا هُوَ بَرَكَةٌ. تَفَرَّدَ بِهِ فَيْهِ عَلِيُّ بنُ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسٍ فَأَخْبَرْتُ رَسُوْلَ اللهِ فَقَالَ: "خُذْ عَنْ عَمِّكَ" 4. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت وعلي بن زيد، عن أنس: أن أَبَا طَلْحَةَ قَرَأَ: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التَّوْبَةُ: 41] . فَقَالَ اسْتَنْفَرَنَا اللهُ وَأَمَرَنَا شُيُوْخَنَا وَشَبَابَنَا جَهِّزُوْنِي فَقَالَ بَنُوْهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ! إِنَّكَ قَدْ غَزَوْتَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَنَحْنُ نَغْزُو عَنْكَ الآنَ. قَالَ: فَغَزَا البَحْرَ فَمَاتَ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ جَزِيْرَةً يَدْفِنُوْنَهُ فِيْهَا إلَّا بَعْدَ سَبْعَةِ أيام فلم يتغير5.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1305" "326" من طريق سفيان سمعت هشام بن حسان عن ابن سيرين، به. 2 صحيح: أخرجه مالك "2/ 595-596"، وأحمد "3/ 141"، والبخاري "1461" و"2318" و2752" و"2769" و"4554" و"5611"، ومسلم "998"، والبيهقي "6/ 164-165 و275"، والبغوي "1683" كلهم عن مالك، عَنْ إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ، به. 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "3/ 506" من طريق يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس، به. 4 ضعيف: في إسناده علي بن زيد بن جدعان، لكن قد صح عن أبي طلحة ذلك وقد خرجته بإسهاب قريبا في ترجمة أبي طلحة رقم "750" 5 صحيح: أخرجه ابن سعد "3/ 507" من طريق عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، به.

مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ وَحْدَهُ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. قَالَ لَنَا الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ: حَلَقَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شِقَّ رَأْسِهِ فَوَزَّعَهُ عَلَى النَّاسِ ثُمَّ حَلَقَ شِقَّهُ الآخَرَ فَأَعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ1. قَالَ: وَكَانَ جَلْداً صَيِّتاً آدَمَ مَرْبُوْعاً لاَ يُغَيِّرُ شَيْبَهُ. صَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ. رَوَى، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ حَدِيْثاً مِنْهَا فِي الصَّحِيْحَيْنِ حديثان وتفرد البخاري بحديث ومسلم بحديث.

_ 1 صحيح: سبق تخريجنا له قريبا بتعليق رقم "1306" "326" وقد مر تخريجنا له قريبا.

أبو بردة بن نيار

102- أبو بردة بن نيار 1 "ع": ابن عمرو بن عبيد بن عَمْرِو بنِ كِلاَبِ بنِ دُهْمَانَ البَلَوِيُّ القُضَاعِيُّ الأنصاري من حلفاء الأوس. واسمه: هانيء وَهُوَ خَالُ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ. شَهِدَ العَقَبَةَ وَبَدْراً وَالمَشَاهِدَ النَّبَوِيَّةَ وَبَقِيَ إِلَى دَوْلَةِ مُعَاوِيَةَ. وَحَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ أُخْتِهِ البَرَاءُ وَجَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَبَشِيْرُ بن يسار غيرهم. وَكَانَ أَحَدَ الرُّمَاةِ المَوْصُوْفِيْنَ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثنتين وأربعين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 451"، وتاريخ خليفة "205"، والتاريخ الكبير "4/ ق2/ 227"، والجرح والتعديل "4/ ق2/ 99-100"، وتهذيب التهذيب "12/ 19"، والإصابة "3 ترجمة 8926".

جبر بن عتيك

103- جبر بن عتيك 1: ابن قيس بن هيشة بن الحارث بن أُمَيَّةَ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ مَالِكِ بنِ عَوْفِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفٍ الأَنْصَارِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ. بَدْرِيٌّ كَبِيْرٌ: وَقِيْلَ: اسْمُهُ جَابِرٌ. وَلَهُ أَوْلاَدٌ عَتِيْكٌ وَعَبْدُ اللهِ وَأُمُّ ثَابِتٍ. آخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَبَّابِ بنِ الأَرَتِّ. شَهِدَ بَدْراً وَالمَشَاهِدَ وَكَانَتْ إِلَيْهِ رَايَةُ بَنِي مُعَاوِيَةَ بنِ مَالِكٍ يَوْمَ الفَتْحِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ وَابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيْفَةُ وَابْنُ زَبْرٍ وَابْنُ مَنْدَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ. قِيْلَ: عَاشَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَفِي المُوَطَّأِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَابِرِ بنِ عَتِيْكٍ، عَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ عَتِيْكِ بنِ الحَارِثِ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بنُ عَتِيْكٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جاء يعود عَبْدَ اللهِ بنَ ثَابِتٍ فَوَجَدَهُ قَدْ غُلِبَ فَاسْتَرْجَعَ وَقَالَ: غُلِبْنَا عَلَيْكَ2. قُلْتُ: الصَّحِيْحُ أَنَّ جَابِرَ بنَ عَتِيْكٍ هُوَ صَاحِبُ هَذَا الخَبَرِ. وَصَاحِبُ تَارِيْخِ الوَفَاةِ وَأَنَّ جَبْراً قَدِيْمُ الوَفَاةِ وَأَنَّ جَابِراً مِنْ بَنِي غَنَمِ بنِ سَلِمَةَ وَاللهُ أَعْلَمُ. وَعَمُّهُمَا الحَارِثُ بنُ قَيْسِ بنِ هَيْشَةَ الأَوْسِيُّ. بَدْرِيٌّ جَلِيْلٌ عَدَّهُ الوَاقِدِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَةَ. وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ عُقْبَةَ وَلاَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَلاَ أَبُو مَعْشَرٍ. بَلْ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ: جَبْرُ بنُ عَتِيْكِ بنِ الحَارِثِ بنِ قَيْسِ بن هيشة.

_ 1 ترجمته: في طبقات ابن سعد "3/ 469"، والجرح والتعديل "1/ ق1/ 532"، والإصابة "1/ ترجمة 1066"، وتهذيب التهذيب "2/ 59-60". 2 صحيح لغيره: أخرجه مالك "1/ 233-234"، وأحمد "5/ 446"، وأبو داود "3111"، والنسائي "4/ 13"، والحاكم "1/ 351-352"، والبيهقي "4/ 69-70"، والطبراني في "الكبير" "1779"، والبغوي "1532" من طريق مالك، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَابِرِ بن عتيك به. قلت: إسناده ضعيف، لجهالة عتيك بن الحارث، قال الحافظ في "التقريب": مقبول وله شاهد عند عبد الرزاق "6695" من حديث أبي عبيدة بن الجراح، به.

الأشعث بن قيس

104- الأشعث بن قيس 1 "ع": ابن معدي كرب بن مُعَاوِيَةَ بنِ جَبَلَةَ بنِ عَدِيِّ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ مُعَاوِيَةَ الأَكْرَمِيْنَ بنِ الحَارِثِ بنِ مُعَاوِيَةَ بن ثور بن مرتع بن كندة. وَاسْمُ كِنْدَةَ: ثَوْرُ بنُ عُفَيْرِ بنِ عَدِيِّ بنِ الحَارِثِ بنِ مُرَّةَ بنِ أُدَدَ بنِ زَيْدِ بنِ يَشْجُبَ بنِ عَرِيْبِ بنِ زَيْدِ بنِ كَهْلاَنَ بنِ سَبَأَ بنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ بنِ قحطان.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 22"، والإصابة "1/ ترجمة 205"، وتهذيب التهذيب "1/ 359".

سَاقَهُ ابْنُ سَعْدٍ، قَالَ: وَقِيْلَ لَهُ كِنْدَةُ لأَنَّهُ كَنَدَ أَبَاهُ النِّعْمَةَ أَيْ: كَفَرَهُ. وَكَانَ اسم الأشعث: معديكرب وَكَانَ أَبَداً أَشْعَثَ الرَّأْسِ فَغَلَبَ عَلَيْهِ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. حَدَّثَ عَنْهُ الشَّعْبِيُّ وَقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ وَأَبُو وَائِلٍ. وَأَرْسَلَ عَنْهُ إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعَيُّ. وَأُصِيْبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ وَكَانَ أَكْبَرَ أُمَرَاءِ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّيْنَ. مَنْصُوْرٌ وَالأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ لَنَا الأَشْعَثُ: فِيَّ نَزَلَتْ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آلُ عِمْرَانَ: 77] . خَاصَمْتُ رَجُلاً إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَلَكَ بَيِّنَةٌ"؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ: "فَيَحْلِفُ"؟ قُلْتُ: إِذاً يَحْلِفُ، فَقَالَ: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِيْنٍ فَاجِرَةٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالاً لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ" 1. قَالَ ابْنُ الكَلْبِيِّ: وَفَدَ الأَشْعَثُ فِي سَبْعِيْنَ مِنْ كِنْدَةَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الأَشْعَثِ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي وَفْدِ كِنْدَةَ فَقَالَ لِي: هَلْ لَكَ مِنْ وَلَدٍ قُلْتُ صَغِيْرٌ وُلِدَ مَخْرَجِي إِلَيْكَ،.... الحَدِيْثَ2. وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيَّ قَالَ: ارْتَدَّ الأَشْعَثُ فِي نَاسٍ مِنْ كِنْدَةَ فَحُوْصِرَ وَأُخِذَ بِالأَمَانِ فَأَخَذَ الأَمَانَ لِسَبْعِيْنَ. وَلَمْ يَأْخُذْ لِنَفْسِهِ فَأُتِيَ بِهِ الصِّدِّيْقَ فَقَالَ: إِنَّا قَاتِلُوْكَ لاَ أَمَانَ لَكَ فَقَالَ: تَمُنُّ عَلَيَّ وَأُسْلِمُ? قَالَ فَفَعَلَ. وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ. زَادَ غَيْرُهُ: فَقَالَ لأَبِي بَكْرٍ: زَوِّجْنِي أُخْتَكَ فَزَوَّجَهُ فَرْوَةَ بِنْتَ أَبِي قُحَافَةَ. رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي الأَمْوَالِ فَلَعَلَّ أَبَاهَا فَوَّضَ النِّكَاحَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ. ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: لَمَّا قُدِمَ بِالأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ أَسِيْراً عَلَى أَبِي بَكْرٍ: أَطْلَقَ وَثَاقَهُ وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ. فَاخْتَرَطَ سَيْفَهُ وَدَخَلَ سُوْقَ الإِبِلِ فَجَعَلَ لاَ يَرَى نَاقَةً وَلاَ جَمَلاً إلَّا عَرْقَبَهُ. وَصَاحَ النَّاسُ كَفَرَ الأَشْعَثُ ثُمَّ طَرَحَ سَيْفَهُ وَقَالَ: وَاللهِ مَا كَفَرْتُ وَلَكِنَّ هذا

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4549" و"4550"، ومسلم "138" من طريق الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، به. وأخرجه أحمد "5/ 212 و212-213"، وأبو داود "3244"، والطبراني "637" والبيهقي "10/ 180"، وابن الجارود "1005" من طريق عن الحارث بن سليمان، عن كردوس التغلبي، عن الأشعث بن قيس قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره. 2 ضعيف: فيه مجالد، وهو ابن سعيد، وهو ضعيف.

الرَّجُلَ زَوَّجَنِي أُخْتَهُ وَلَو كُنَّا فِي بِلاَدِنَا لَكَانَتْ لَنَا وَلِيْمَةٌ غَيْرُ هَذِهِ. يَا أَهْلَ المَدِيْنَةِ انْحَرُوا وَكُلُوا! وَيَا أَهْلَ الإِبِلِ تَعَالَوْا خذوا شرواها. رَوَاهُ عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ حَرْبٍ عَنْهُ. إِسْمَاعِيْلُ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: شَهِدْتُ جَنَازَةً فِيْهَا الأَشْعَثُ وَجَرِيْرٌ فَقَدَّمَ الأَشْعَثُ جَرِيْراً وَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَمْ يَرْتَدَّ وَإِنِّي ارْتَدَدْتُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّيْنَ الأَشْعَثُ. مَسْلَمَةُ بنُ مُحَارِبٍ، عَنْ حَرْبِ بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَصَلَ مُعَاوِيَةُ فِي تِسْعِيْنَ أَلْفاً فَسَبَقَ فَنَزَلَ الفُرَاتَ وَجَاءَ عَلِيٌّ فَمَنَعَهُمْ مُعَاوِيَةُ المَاءَ فَبَعَثَ عَلِيٌّ الأَشْعَثَ فِي أَلْفَيْنِ وَعَلَى المَاءِ لِمُعَاوِيَةَ أَبُو الأَعْوَرِ فِي خَمْسَةِ آلاَفٍ فَاقْتَتَلُوا قِتَالاً شَدِيْداً وَغَلَبَ الأَشْعَثُ عَلَى المَاءِ. الأَعْمَشُ، عَنْ حَيَّانَ أَبِي سَعِيْدٍ التَّيْمِيِّ قَالَ: حَذَّرَ الأَشْعَثُ مِنَ الفِتَنِ فَقِيْلَ لَهُ خَرَجْتَ مَعَ عَلِيٍّ! فَقَالَ: وَمَنْ لَكَ إِمَامٌ مِثْلُ عَلِيٍّ. وَعَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلَ الأَشْعَثُ عَلَى عَلِيٍّ فِي شَيْءٍ فَتَهَدَّدَهُ بِالمَوْتِ فَقَالَ عَلِيٌّ: بِالمَوْتِ تُهَدِّدُنِي مَا أباليه هاتوا لي جامعة وَقَيْداً ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى أَصْحَابِهِ قَالَ: فَطَلَبُوا إِلَيْهِ فِيْهِ فَتَرَكَهُ. أَبُو المُغِيْرَةِ الخَوْلاَنِيُّ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي أَبُو الصَّلْتِ الحَضْرَمِيُّ قَالَ: حُلْنَا بَيْنَ أَهْلِ العِرَاقِ وَبَيْنَ المَاءِ فَأَتَانَا فَارِسٌ ثُمَّ حَسَرَ فَإِذَا هُوَ الأَشْعَثُ بنُ قَيْسٍ فَقَالَ: اللهَ اللهَ يَا مُعَاوِيَةُ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-! هَبُوْا أَنَّكُمْ قَتَلْتُم أَهْلَ العِرَاقِ فَمَنْ لِلْبُعُوْثِ وَالذَّرَارِي? أَمْ هَبُوْا أَنَّا قَتَلْنَاكُم فَمَنْ لِلْبُعُوْثِ وَالذَّرَارِي? إِنَّ اللهَ يَقُوْلُ: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحُجُرَاتُ: 9] . قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا تُرِيْدُ? قَالَ: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ المَاءِ. فَقَالَ لأَبِي الأَعْوَرِ: خَلِّ بَيْنَ إِخْوَانِنَا وَبَيْنَ المَاءِ. رَوَى الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ قَيْسِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الأَشْعَثِ: أَنَّ الأَشْعَثَ كَانَ عَامِلاً لِعُثْمَانَ عَلَى أَذْرَبِيْجَانَ فَحَلَفَ مَرَّةً عَلَى شَيْءٍ فَكَفَّرَ، عَنْ يَمِيْنِهِ بِخَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفاً. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ الأَشْعَثُ حَلَفَ عَلَى يَمِيْنٍ ثُمَّ قَالَ: قَبَّحَكَ اللهُ مِنْ مَالٍ أَمَا وَاللهِ مَا حَلَفْتُ إلَّا عَلَى حَقٍّ وَلَكِنَّهُ رَدٌّ عَلَى صَاحِبِهِ وَكَانَ ثلاثين ألفًا.

شَرِيْكٌ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: صَلَّيْتُ الفَجْرَ بِمَسْجِدِ الأَشْعَثِ فَلَمَّا سَلَّمَ الإِمَامُ إِذَا بَيْنَ يَدَيَّ كِيْسٌ وَنَعْلٌ فَنَظَرْتُ فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ رَجُلٍ كِيْسٌ وَنَعْلٌ. فَقُلْتُ: مَا هَذَا? قالوا: قدم الأشعث الليلة فقال: انظروا فَكُلُّ مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي مَسْجِدِنَا فَاجْعَلُوا بَيْنَ يَدَيْهِ كِيْساً وَحِذَاءً. رَوَاهُ أَبُوْ إِسْرَائِيْلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إلَّا أَنَّهُ قَالَ: حُلَّةً وَنَعْلَيْنِ. أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا أَبُو المُهَاجِرِ، عَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ مَشَتْ مَعَهُ الرِّجَالُ وَهُوَ رَاكِبٌ: الأَشْعَثُ بنُ قَيْسٍ. رَوَى نَحْوَهُ أَبُو المَلِيْحِ، عَنْ مَيْمُوْنٍ. قَالَ إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيْمِ بنِ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ الأَشْعَثُ بنُ قَيْسٍ أَتَاهُمُ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُوَضِّئُوْهُ بِالكَافُوْرِ وَضُوْءاً. وَكَانَتْ بِنْتُهُ تَحْتَ الحَسَنِ. قَالُوا: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَزَادَ بَعْضُهُمْ بَعْدَ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِأَرْبَعِيْنَ لَيْلَةً وَدُفِنَ فِي دَارِهِ. وَقِيْلَ: عَاشَ ثَلاَثاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: مَاتَ بِالكُوْفَةِ وَالحَسَنُ بِهَا حِيْنَ صَالَحَ مُعَاوِيَةَ. وَهُوَ الَّذِي صَلَّى عَلَيْهِ. قُلْتُ: وَكَانَ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بنُ الأَشْعَثِ بَعْدَهُ مِنْ كِبَارِ الأمراء وأشرافهم وَهُوَ وَالِدُ الأَمِيْرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الأَشْعَثِ الَّذِي خَرَجَ مَعَهُ النَّاسُ وَعَمِلَ مَعَ الحَجَّاجِ تِلْكَ الحُرُوْبَ المَشْهُوْرَةَ الَّتِي لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا. بِحَيْثُ يُقَالُ: إِنَّهُ عَمِلَ مَعَهُ أَحَداً وَثَمَانِيْنَ مَصَافّاً مُعْظَمُهَا عَلَى الحَجَّاجِ. ثُمَّ فِي الآخِرِ خُذِلَ ابْنُ الأَشْعَثِ وَانْهَزَمَ ثُمَّ ظَفِرُوا بِهِ وَهَلَكَ.

حاطب بن أبي بلتعة

105- حَاطِبُ بنُ أَبِي بَلْتَعَةَ 1: عَمْرِو بنِ عُمَيْرِ بنِ سَلَمَةَ اللَّخْمِيُّ المَكِّيُّ حَلِيْفُ بَنِي أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ. مِنْ مَشَاهِيْرِ المهاجرين شهد بدرًا والمشاهد. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إِلَى المُقَوْقسِ صَاحِبِ مِصْرَ. وَكَانَ تَاجِراً فِي الطَّعَامِ لَهُ عَبِيْدٌ وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ المَوْصُوْفِيْنَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 114"، وتاريخ خليفة "166"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1352"، وتهذيب التهذيب "3/ 168"، والإصابة "1/ ترجمة رقم 1538".

ذَكَرَهُ الحَاكِمُ فِي "مُسْتَدْرَكِهِ" فَقَالَ: كَانَ حَسَنَ الجِسْمِ خَفِيْفَ اللِّحْيَةِ أَجْنَى1 إِلَى القِصَرِ مَا هو شئن الأَصَابِعِ2 قَالَهُ الوَاقِدِيُّ. رَوَى هَارُوْنُ بنُ يَحْيَى الحَاطِبِيُّ قَالَ، حَدَّثَنِي أَبُو رَبِيْعَةَ، عَنْ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ صَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسٍ سَمِعَ حَاطِباً يَقُوْلُ: إِنَّهُ اطَّلَعَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأُحُدٍ قَالَ: وَفِي يَدِ عَلِيٍّ التُّرْسُ وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَغْسِلُ وَجْهَهُ مِنَ المَاءِ فَقَالَ حَاطِبٌ: مَنْ فَعَلَ هَذَا? قَالَ: عُتْبَةُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ هَشَمَ وَجْهِي وَدَقَّ رَبَاعِيَتِي بِحَجَرٍ فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ صَائِحاً عَلَى الجَبَلِ قُتِلَ مُحَمَّدٌ فَأَتَيْتُ إِلَيْكَ وَكَأَنْ قَدْ ذَهَبَتْ رُوْحِي فَأَيْنَ تَوَجَّهَ عُتْبَةُ فَأَشَارَ إِلَى حَيْثُ تَوَجَّهَ. فَمَضَيْتُ حَتَّى ظَفِرْتُ بِهِ فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ فَطَرَحْتُ رَأْسَهُ فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُ رَأْسَهُ وَسَلَبَهُ وَفَرَسَهُ وَجِئْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَلَّمَ ذَلِكَ إِلَيَّ وَدَعَا لِي. فَقَالَ: رَضِيَ اللهُ عَنْكَ مَرَّتَيْنِ. إِسْنَادٌ مُظْلِمٌ3. اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ عَبْداً لِحَاطِبٍ شَكَا حَاطِباً فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ لَيَدْخُلَنَّ النَّارَ! قَالَ: كَذَبْتَ لاَ يَدْخُلُهَا أَبَداً وَقَدْ شَهِدَ بَدْراً وَالحُدَيْبِيَةَ صَحِيْحٌ4. إِسْحَاقُ بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَاطِبٍ: أَنَّ أَبَاهُ كَتَبَ إِلَى كُفَّارِ قُرَيْشٍ كِتَاباً فَدَعَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلِيّاً وَالزُّبَيْرَ فَقَالَ: "انْطَلِقَا حَتَّى تُدْرِكَا امْرَأَةً مَعَهَا كِتَابٌ فَائْتِيَانِي بِهِ". فَلَقِيَاهَا وَطَلَبَا الكِتَابَ وَأَخْبَرَاهَا أَنَّهُمَا غَيْرُ مُنْصَرِفَيْنِ حَتَّى يَنْزِعَا كُلَّ ثَوْبٍ عَلَيْهَا. قَالَتْ: أَلَسْتُمَا مُسْلِمَيْنِ قَالاَ: بَلَى وَلَكِنَّ رَسُوْلَ اللهِ، حدثنا أن معك كِتَاباً. فَحَلَّتْهُ مِنْ رَأْسِهَا قَالَ: فَدَعَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَاطِباً حَتَّى قُرِئَ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَاعْتَرَفَ. فَقَالَ: "مَا حَمَلَكَ"؟ قَالَ: كَانَ بِمَكَّةَ قَرَابَتِي وَوَلَدِي وَكُنْتُ غَرِيْباً فِيْكُمْ مَعْشَرَ قُرَيْشٍ. فَقَالَ عُمَرُ: ائْذَنْ لِي يَا رَسُوْلَ اللهِ فِي قَتْلِهِ. قَالَ: "لاَ، إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْراً وَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي لعل الله قد اطلع عل أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فَإِنِّي غافر لكم".

_ 1 رجل أجنى: إذا كان في كاهله انحناء على صدره. 2 شثن الأصابع: أي غليظها. 3 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 300-301" وفي إسناده علتان: الأولى: هارون بن يحيى الحاطبي، قال العقيلي في "الضعفاء الكبير" "4/ 361": لا يتابع على حديثه. الثانية: جهالة أبي ربيعة الحراني. 4 صحيح على شرط مسلم: أخرجه أحمد "3/ 349"، وابن أبي شيبة "12/ 155" ومسلم "2195"، والترمذي "3864"، والنسائي في "فضائل الصحابة "191"، والحاكم. "3/ 301"، والطبراني في "الكبير" "3064" من طرق عن الليث، عن أبي الزبير، به والحديبية: بتخفيف الباء: اسم بئر سمي المكان بها، وهي قرية قريبة من مكة أكثرها في الحرم، وهي على تسعة أميال من مكة.

إِسْنَادُهُ صَالِحٌ وَأَصْلُهُ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ"1. وَقَدْ أَتَى بَعْضُ مَوَالِيْهِ إِلَى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ يَشْكُوْنَ مِنْهُ مِنْ أَجْلِ النَّفَقَةِ عَلَيْهِمْ فَلاَمَهُ فِي ذَلِكَ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَلَدُهُ مِمَّنْ وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَهُ رُؤْيَةٌ. يَرْوِي عَنْهُ وَلَدُهُ الفَقِيْهُ يَحْيَى وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ وَغَيْرُهُمَا تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ. ومات حاطب سنة ثلاثين.

_ 1 صحيح: أخرجه الحميدي "49"، وأحمد "1/ 79"، والبخاري "3007" و"4274" و"4980"، ومسلم "2494"، وأبو داود "2650"، والترمذي "3305"، وأبو يعلى "394" و"398"، وابن جرير في "جامع البيان" "28/ 58"، والبيهقي في "السنن" "9/ 146" وفي "دلائل النبوة" "5/ 17" من طرق عن سفيان حدثنا عمرو بن دينار أخبرني حسن بن محمد قال: أخبرني عبيد الله بن أبي رافع عن علي، به مرفوعا.

أبو ذر

106- أبو ذر 1 "ع": جندب بن جنادة الغفاري، وَقِيْلَ: جُنْدُبُ بنُ سَكَنٍ، وَقِيْلَ: بُرَيْرُ بنُ جُنَادَةَ، وَقِيْلَ: بُرَيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ. وَنَبَّأَنِّي الدِّمْيَاطِيُّ: أَنَّهُ جُنْدُبُ بنُ جُنَادَةَ بنِ سُفْيَانَ بنِ عُبَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ غِفَارَ أَخِي ثَعْلَبَةَ ابْنَيْ مُلَيْلِ بنِ ضَمْرَةَ أَخِي لَيْثٍ وَالدِّيْلِ أَوْلاَدِ بَكْرٍ أَخِي مُرَّةَ وَالِدِ مُدْلِجِ بنِ مُرَّةَ ابْنَيْ عَبْدِ مَنَاةَ بنِ كِنَانَةَ. قُلْتُ: أَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ مِنْ نُجَبَاءِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قِيْلَ: كَانَ خَامِسَ خَمْسَةٍ فِي الإِسْلاَمِ. ثُمَّ إِنَّهُ رُدَّ إِلَى بِلاَدِ قَوْمِهِ فَأَقَامَ بِهَا بِأَمْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهُ بِذَلِكَ فَلَمَّا أَنْ هَاجَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَاجَرَ إِلَيْهِ أَبُو ذَرٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَلاَزَمَهُ وَجَاهَدَ مَعَهُ. وَكَانَ يُفْتِي فِي خِلاَفَةِ أبي بكر عمر وَعُثْمَانَ. رَوَى عَنْهُ: حُذَيْفَةُ بنُ أَسِيْدٍ الغِفَارِيُّ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ وَابْنُ عُمَرَ وَجُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ وَأَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ وَزَيْدُ بنُ وَهْبٍ وَأَبُو الأَسْوَدِ الدُّئِلِيِّ وَرِبْعِيُّ بنُ حراش،

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 219-237"، وتاريخ خليفة "166" والتاريخ الكبير "1/ ق2/ 221" وحلية الأولياء "1/ 156-170"، والإصابة "1/ ترجمة 384".

وَالمَعْرُوْرُ بنُ سُوَيْدٍ وَزِرُّ بنُ حُبَيْشٍ وَأَبُو سالم الجيشاني سفيان بن هانيء وعبد الرحمن بن غنم وَالأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ وَقَيْسُ بنُ عُبَادٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ الصَّامِتِ وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ وَسُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ وَأَبُو مُرَاوِحٍ وَأَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ وَخَرَشَةُ بنُ الحُرِّ وَزَيْدُ ين ظَبْيَانَ وَصَعْصَعَةُ بنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو السَّلِيْلِ ضُرَيْبُ بنُ نُفَيْرٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ شَقِيْقٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى وَعُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ وَغُضَيْفُ بنُ الحَارِثِ وَعَاصِمُ بنُ سُفْيَانَ وَعُبَيْدُ بنُ الخَشْخَاشِ وَأَبُو مُسْلِمٍ الجَذْمِيُّ وَعَطَاءُ بنُ يَسَارٍ وَمُوْسَى بنُ طَلْحَةَ وَأَبُو الشَّعْثَاءِ المُحَارِبِيُّ ومورق العجلي ويزيد بن شريك التيمي وأبو الأَحْوَصِ المَدَنِيُّ شَيْخٌ لِلزُّهْرِيِّ وَأَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ وَأَبُو بَصْرَةَ الغِفَارِيُّ وَأَبُو العَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ وَابْنُ الحَوْتِكيَّةِ وَجَسْرَةُ بِنْتُ دَجَاجَةَ. فَاتَتْهُ بَدْرٌ، قَالَهُ: أَبُو دَاوُدَ. وَقِيْلَ: كَانَ آدَمَ ضَخْماً جَسِيْماً كَثَّ اللِّحْيَةِ. وَكَانَ رَأْساً فِي الزُّهْدِ وَالصِّدْقِ وَالعِلْمِ وَالعَمَلِ قَوَّالاً بِالحَقِّ لاَ تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ عَلَى حِدَّةٍ فِيْهِ. وَقَدْ شَهِدَ فَتْحَ بَيْتِ المَقْدِسِ مَعَ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا الخَضِرُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيُّ1 وَأَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا زَيْنُ الأُمَنَاءِ حَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحُسَيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سُلْوَانَ، أَخْبَرَنَا الفَضْلُ بنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ الهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي بن إدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن جِبْرِيْلَ، عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: $"يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُم مُحَرَّماً فَلاَ تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي إنكم الذين تخطؤون بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا الَّذِي أَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلاَ أُبَالِي فَاسْتَغْفِرُوْنِي أَغْفِرْ لَكُم. يَا عِبَادِي كُلُّكُم جَائِعٌ إلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُوْنِي أُطْعِمْكُم يَا عِبَادِي كُلُّكُم عارٍ إلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُوْنِي أَكْسُكُم. يَا عِبَادِي لَو أنَّ أَوَّلَكُم وَآخِرَكُم وَإِنْسَكُم وَجِنَّكُم كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ منكم لم ينقص ذلك من ملكي

_ 1 ترجمته في "معجم الشيوخ" المعجم الكبير للحافظ الذهبي رقم "235" وهو الخضر بن عبد الرحمن بن الخضر، المعمر شمس الدين أبو القاسم الأزدي الدمشقي الكاتب. ولد في ربيع الأول سنة "617 هـ" ومات في ذي الحجة سنة "700 هـ".

شَيْئاً يَا عِبَادِي لَو أَنَّ أَوَّلَكُم وَآخِرَكُم وَإِنْسَكُم وَجِنَّكُم كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُم لَمْ يَزِدْ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وَإِنْسَكُم وَجِنَّكُم كَانُوا فِي صَعِيْدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُوْنِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُم مَا سَأَلَ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئاً إلَّا كَمَا ينقص البحر أن يغمس المحيط غَمْسَةً وَاحِدَةً. يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُم أَحْفَظُهَا عَلَيْكُم فَمَنْ وَجَدَ خَيْراً فَلْيَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُوْمَنَّ إلَّا نَفْسَهُ". قَالَ سَعِيْدٌ: كَانَ أَبُو إِدْرِيْسَ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الحَدِيْثِ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ. أَخْرَجَهُ مسلم1. نَقَلَ الوَاقِدِيُّ، عَنْ خَالِدِ بنِ حَيَّانَ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ فِي مِظَلَّتَيْنِ مِنْ شَعْرٍ بِدَمَشْقَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ البَرْقِيِّ: أَبُو ذَرٍّ اسْمُهُ: يَزِيْدُ بنُ جُنَادَةَ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: اسْمُهُ بُرَيْرٌ. قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ، عَنْ رَجُلٍ عَامِرِيٍّ قَالَ: كُنْتُ أَعْزُبُ، عَنِ المَاءِ وَمَعِي أَهْلِي فَتُصِيْبُنِي الجَنَابَةُ فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي فَنُعِتَ لِي أَبُو ذَرٍّ فَحَجَجْتُ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ مِنَى فَعَرَفْتُهُ فَإِذَا شيخ معروق آدم عليه حلة قطري.

_ 1 صحيح على شرط مسلم: أخرجه مسلم "2577"، والبخاري في "الأدب المفرد" "490"، وأبو نعيم في "الحلية" "5/ 125-126" والحاكم "4/ 241" من طرق عن أبي مسهر، قال: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيْسَ الخولاني، عن أبي ذر عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الله -تبارك وتعالى. قال: فذكره. وقد سبق لنا تخريج هذا الحديث في عدة مواضع من كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" لشيخ الإسلام ابن تيمية. ط. دار الحديث في الجزء الأول بتعليق "116" و"120" و"200". وفي الجزء الخامس بتعليق رقم "73" فراجع تخريجنا ثم إن شئت. واحرض أخي المسلم -بارك الله فيك- على اقتناء نسخة من هذا الكتاب العظيم "منهاج النسة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" لابن تيمية بتخريجنا وتعليقنا، فقد خرجت أحاديث هذا الكتاب تخريجا علميا دقيقا، وقد صدرت كل حديث أو أثر بالحكم عليه، ليفاد منه العلماء وطلاب العلم المتخصصين وغير المتخصصين في مجال علم الحديث نسأل الله -عز وجل- أن يجعله في ميزان حسناتي، وفي ميزان من طبعه ونشره إنه سميع مجيب كريم جواد.

وَقَالَ حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ:، حَدَّثَنِي الأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ قَالَ: قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَهَا فَبَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ طُوَالٌ آدَمُ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ مَحْلُوْقٌ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً. فَاتَّبَعْتُهُ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا قَالُوا: أَبُو ذَرٍّ. سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ وَابْنُ عَوْنٍ، عَنْ حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الصامت قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارَ وَكَانُوا يُحِلُّوْنَ الشَّهْرَ الحَرَامَ فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَا فَنَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا فَأَكْرَمَنَا وَأَحَسَنَ. فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ فَقَالُوا: إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ، عَنْ أَهْلِكَ يُخَالِفُكَ إِلَيْهِم أُنَيْسٌ فَجَاءَ خَالُنَا فَذَكَرَ لَنَا مَا قِيْلَ لَهُ. فَقُلْتُ أَمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوْفِكَ فَقَدْ كَدَّرْتَهُ ولا جِمَاعَ لَكَ فِيْمَا بَعْدُ فَقَدَّمْنَا صِرْمَتَنَا1 فَاحْتَمَلَنَا عَلَيْهَا وَجَعَلَ خَالُنَا يَبْكِي فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ فَنَافَرَ2 أُنَيْسٌ، عَنْ صِرْمَتِنَا وَعَنْ مِثْلِهَا فَأَتَيَا الكَاهِنَ فَخَيَّرَ أُنَيْساً فَأَتَانَا أُنَيْسٌ بِصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا. قَالَ: وَقَدْ صَلَّيْتُ يَا ابْنَ أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِثَلاَثِ سِنِيْنَ. قُلْتُ: لِمَنْ قَالَ: للهِ. قُلْتُ: أَيْنَ تَوَجَّهَ? قَالَ: حَيْثُ وَجَّهَنِي اللهُ أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيْتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ حتى تعلوني الشمس. فَقَالَ أُنَيْسٌ: إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي. فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ فَرَاثَ عَلَيَّ3 ثُمَّ جَاءَ. فَقُلْتُ: مَا صَنَعْتَ قَالَ: لَقِيْتُ رَجُلاً بِمَكَّةَ عَلَى دِيْنِكَ يَزْعُمُ أَنَّهُ مُرْسَلٌ. قُلْتُ: فَمَا يَقُوْلُ النَّاسُ? قَالَ: يَقُوْلُوْنَ: شَاعِرٌ كَاهِنٌ سَاحِرٌ. قَالَ: وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الكَهَنَةِ وَمَا هُوَ بِقَوْلِهِم وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْوَالِ الشُّعَرَاءِ فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ أَنَّهُ شِعْرٌ وَاللهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ وَإِنَّهُم لَكَاذِبُوْنَ! قُلْتُ: فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ. فَأَتَيْتُ مَكَّةَ فَتَضَعَّفْتُ رَجُلاً مِنْهُم فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي تَدْعُوْنَهُ الصَّابِئَ? فَأَشَارَ إِلَيَّ فَقَالَ: الصَّابِئُ. قَالَ: فَمَالَ عليَّ أَهْلُ الوَادِي بِكُلِّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيّاً عليَّ فَارْتَفَعْتُ حِيْنَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصُبٌ4 أَحْمَرُ فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ من مائها.

_ 1 الصرمة: القطعة من الإبل. 2 نافر: حاكم، يقال تنافر الرجلان إذا حكما بينهما واحدا. 3 فراث عليَّ: أي أبطأ عليَّ. 4 النصب: بضم الصاد وسكونها: حجر كانوا ينصبونه في الجاهلية، ويتخذونه صنما فيعبدونه، والجمع: أنصاب، وقيل: هو حجر كانوا ينصبونه ويذبحون عليه فيحمر بالدم.

وقد لبثت يابن أَخِي ثَلاَثِيْنَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَا لِي طَعَامٌ إلَّا مَاءُ زَمْزَمَ. فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنِي وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سَخْفَةَ1 جُوْعٍ. فَبَيْنَا أَهْلُ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ إِضْحِيَانَ2 جاءت امرأتان تطوفان وَتَدْعُوَانِ إِسَافاً وَنَائِلَةَ3 فَأَتَتَا عَلَيَّ فِي طَوَافِهِمَا. فَقُلْتُ: أَنْكِحَا أَحَدَهُمَا الآخَرَ فَمَا تَنَاهَتَا، عَنْ قَوْلِهِمَا فَأَتَتَا عَلَيَّ. فَقُلْتُ: هَنٌ4مِثْلُ الخَشَبَةِ غَيْرَ أَنِّي لاَ أَكْنِي. فَانْطَلَقَتَا تُوَلْوِلاَنِ تَقُوْلاَنِ: لو كان ههنا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُوْلُ اللهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا هَابِطَتَانِ فَقَالَ: "مَا لَكُمَا"؟ قَالَتَا: الصَّابِئُ بَيْنَ الكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا. قَالَ: "فَمَا قَالَ لَكُمَا"؟ قَالَتَا: إِنَّهُ قَالَ كَلِمَةً تَمْلأُ الفَمَ. قَالَ: وَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ حَتَّى اسْتَلَمَ الحَجَرَ ثُمَّ طَافَ بِالبَيْتِ هُوَ وَصَاحِبُهُ ثُمَّ صَلَّى. وَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الإِسْلاَمِ. قَالَ: "عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ مِنْ أَيْنَ أَنْتَ"؟ قُلْتُ: مِنْ غِفَارَ فَأَهْوَى بِيَدِهِ وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أَنِّي انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارَ فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ فَدَفَعَنِي صَاحِبُهُ وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي. قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ رأسه فقال: "متى كنت ههنا"؟ قُلْتُ: مُنْذُ ثَلاَثِيْنَ مِنْ بَيْنِ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ قَالَ: "فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ"؟ قُلْتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ وَمَا أَجِدُ عَلَى بَطْنِي سَخْفَةَ جُوْعٍ. قَالَ: "إِنَّهَا مباركة إنها طعام طعم"5. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُوْلَ اللهِ ائْذَنْ لِي فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ فَانْطَلَقْنَا فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَاباً فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيْبِ الطَّائِفِ. فَكَانَ أَوَّلَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا. وَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "إِنَّهُ قَدْ وُجِّهَتْ لِي أَرْضٌ ذَاتُ نَخْلٍ لاَ أُرَاهَا إلَّا يَثْرِبَ فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ ويأجرك فيهم"؟.

_ 1 سخفة جوع: يعني رقته وهزاله. والسخف بالفتح: رقة العيش، وبالضم رقة العقل. وقيل هي الخفة التي تعتري الإنسان إذا جاع من السخف وهي الخفة في العقل وغيره. 2 في ليلة إضحيان: أي مضيئة مقمرة. يقال ليلة إضحيان واضحيانة والألف والنون زائدتان.. 3 إساف ونائلة: صنمان تزعم العرب أنهما كانا رجلا وامرأة زنيا في الكعبة فمسخا. 4 هن: اسم الذكر وقوله: غير أني لا أكني: أي أفصح باسمه ويصرح به. 5 طعام طعم: أي تشبع شاربها كما يشبعه الطعام.

قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَلَقِيْتُ أُنَيْساً فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ قُلْتُ: صَنَعْتُ أَنِّي أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ. قَالَ: مَا بِي رَغْبَةٌ، عَنْ دِيْنِكَ فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ. فَأَسْلَمَتْ أُمُّنَا فَاحْتَمَلْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارَ فَأَسْلَمَ نِصْفُهُم وَكَانَ يَؤُمُّهُم إِيْمَاءُ بنُ رخصه وَكَانَ سَيِّدَهُم. وَقَالَ نِصْفُهُم: إِذَا قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ المَدِيْنَةَ أَسْلَمْنَا. فَقَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدِيْنَةَ فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمُ البَاقِي. وَجَاءتْ أَسْلَمُ فَقَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِخْوَانُنَا نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ فَأَسْلَمُوا. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "غِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1. قَالَ أَبُو جَمْرَةَ: قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: إلَّا أُخْبِرُكُم بِإِسْلاَمِ أَبِي ذَرٍّ قُلْنَا: بَلَى قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً بِمَكَّةَ قَدْ خَرَجَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فَأَرْسَلْتُ أَخِي لِيُكَلِّمَهُ فَقُلْتُ: انْطَلِقْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَكَلِّمْهُ. فَانْطَلَقَ فَلَقِيَهُ ثُمَّ رَجَعَ فَقُلْتُ: مَا عِنْدَكَ قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَأْمُرُ بِالخَيْرِ وَيَنْهَى، عَنِ الشَّرِّ. قُلْتُ: لَمْ تشفني. فأخذت جرابًا وعصًا ثم أَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ فَجَعَلْتُ لاَ أَعْرِفُهُ وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ وَأَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَأَكُوْنُ فِي المَسْجِدِ فَمَرَّ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ غَرِيْبٌ قُلتُ: نَعَمْ. قَالَ: انْطَلِقْ إِلَى المَنْزِلِ. فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ لاَ أَسْأَلُهُ، عَنْ شَيْءٍ وَلاَ يُخْبِرُنِي! فَلَمَّا أَصْبَحَ الغَدُ جِئْتُ إِلَى المَسْجِدِ لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ وَلَيْسَ أَحَدٌ يُخْبِرُنِي عَنْهُ بِشَيْءٍ فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ فَقَالَ: أَمَا آنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعُوْدَ قُلْتُ: لاَ. قَالَ: مَا أَمْرُكَ وَمَا أَقْدَمَكَ قُلْتُ: إِنْ كَتَمْتَ عَلَيَّ أَخْبَرْتُكَ قَالَ: أَفْعَلُ. قُلْتُ: قَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ نَبِيٌّ. قَالَ: أَمَا قَدْ رَشَدْتَ هَذَا وَجْهِي إِلَيْهِ فَاتَّبِعْنِي وَادْخُلْ حَيْثُ أَدْخُلُ فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ أَحَداً أَخَافُهُ عَلَيْكَ قُمْتُ إِلَى الحَائِطِ كَأَنِّي أُصْلِحُ نَعْلِي وَامْضِ أَنْتَ. فَمَضَى وَمَضَيْتُ مَعَهُ فَدَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ اعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلاَمَ. فَعَرَضَ عَلَيَّ فَأَسْلَمْتُ مَكَانِي فَقَالَ لِي: "يَا أَبَا ذَرٍّ اكْتُمْ هَذَا الأَمْرَ وَارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَإِذَا بَلَغَكَ ظُهُوْرُنَا فَأَقْبِلْ". فَقُلْتُ: وَالَّذِي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم بتمام "2473" حدثنا هداب بن خالد الأزدي، حدثنا سليمان بن المغيرة، به.

فَجَاءَ إِلَى المَسْجِدِ وَقُرَيْشٌ فِيْهِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا الله وأن محمد عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ. فَقَالُوا: قُوْمُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئ فَقَامُوا فَضُرِبْتُ لأَمُوْتَ فَأَدْرَكَنِي العَبَّاسُ فَأَكَبَّ عليَّ وَقَالَ: وَيْلَكُم تَقْتَلُوْنَ رَجُلاً مِنْ غِفَارَ وَمَتْجَرُكُم وَمَمَرُّكُم عَلَى غِفَارَ فَأَطْلَقُوا عَنِّي. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ رَجَعْتُ فَقُلْتُ مِثْلَ مَا قُلْتُ بِالأَمْسِ. فَقَالُوا: قوموا إلى هذا الصابىء فَصُنِعَ بِي كَذَلِكَ وَأَدْرَكَنِي العَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيَّ. فَهَذَا أَوَّلُ إِسْلاَمِ أَبِي ذَرٍّ. أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ طَرِيْقِ المُثَنَّى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ1. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ شِبْلٍ، عَنْ خُفَافِ بنِ إِيْمَاءَ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَجُلاً يُصِيْبُ وَكَانَ شُجَاعاً يَنْفَرِدُ وَحْدَهُ يَقْطَعُ الطَّرِيْقَ وَيُغِيْرُ عَلَى الصِّرَمِ فِي عَمَايَةِ الصُّبْحِ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ أَوْ قَدَمَيْهِ كَأَنَّهُ السَّبُعُ فَيَطْرُقُ الحَيَّ وَيَأْخُذُ مَا أَخَذَ ثُمَّ إِنَّ اللهَ قَذَفَ فِي قَلْبِهِ الإِسْلاَمَ وَسَمِعَ مَقَالَةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَدْعُو مُخْتَفِياً فَأَقْبَلَ يَسْأَلُ عَنْهُ2. وَعَنْ أَبِي مَعْشَرٍ السِّنْدِيِّ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يَتَأَلَّهُ فِي الجَاهِلِيَّةِ وَيُوَحِّدُ وَلاَ يَعْبُدُ الأَصْنَامَ3. النَّضْرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بنُ عمار: أخبرنا أبو زميل، عن مالك ابن مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ رَابِعَ الإِسْلاَمِ أَسْلَمَ قَبْلِي ثَلاَثَةٌ فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللهِ فَقُلْتُ: سَلاَمٌ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللهِ. وَأَسْلَمْتُ فَرَأَيْتُ الاسْتِبْشَارَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: "مَنْ أَنْتَ"؟ قُلْتُ: جُنْدُبٌ رَجُلٌ مِنْ غِفَارَ. قَالَ: فَرَأَيْتُهَا فِي وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ فِيْهِم مَنْ يَسْرُقُ الحاج. وَعَنْ مَحْفُوظِ بنِ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ، عَنْ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ وَعَمْرُو بنُ عَبَسَةَ كُلٌّ مِنْهُمَا يَقُوْلُ: أَنَا ربع الإسلام4.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3861"، ومسلم "2474" من طريق عبد الرحمن بن مهدي حدثنا المثني بن سعيد، عن أبي جمرة، عن ابن عباس، به. 2 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "4/ 222" وفيه محمد بن عمر، وابن أبي سبرة متروكان. 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "4/ 222" من طريق الواقدي: وهو متروك وفيه علية الإعضال. وقوله يتأله: أي يتنسك ويتعبد. 4 ضعيف: أخرجه الطبراني "1618"، والحاكم "3/ 341-342" من طريق صدقة بن عبد الله، عن نصر بن علقمة، عن محفوظ بن علقمة، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه صدقة بن عبد الله السمين أجمعوا على ضعفه.

قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ حَامِلَ رَايَةِ غِفَارَ يَوْمَ حُنَيْنٍ أَبُو ذَرٍّ. وَكَانَ يَقُوْلُ: أَبْطَأْتُ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكٍ مِنْ عَجَفِ1 بَعِيْرِي. ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بنُ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: لَمَّا سَارَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى تَبُوْكٍ جَعَلَ لاَ يَزَالُ يَتَخَلَّفُ الرَّجُلُ فَيَقُوْلُوْنَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ تَخَلَّفَ فُلاَنٌ فَيَقُوْلُ: "دَعُوْهُ إِنْ يَكُنْ فِيْهِ خَيْرٌ فَسَيَلْحَقُكُم وَإِنْ يَكُنْ غَيْرُ ذَلِكَ فَقَدْ أَرَاحَكُمُ اللهُ مِنْهُ". حَتَّى قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ تَخَلَّفَ أَبُو ذَرٍّ وَأَبْطَأَ بِهِ بَعِيْرُهُ. قَالَ: وَتَلَوَّمَ2 بَعِيْرُ أَبِي ذَرٍّ فَلَمَّا أَبْطَأَ عَلَيْهِ أَخَذَ مَتَاعَهُ فَجَعَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ وَخَرَجَ يَتْبَعُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَنَظَرَ نَاظِرٌ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَرَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الطَّرِيْقِ فَقَالَ رسول الله: "كُنْ أَبَا ذَرٍّ". فَلَمَّا تَأَمَّلَهُ القَوْمُ قَالُوا: هُوَ وَاللهِ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَحِمَ اللهُ أَبَا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده". فَضَرَبَ الدَّهْرُ مِنْ ضَرْبِهِ وَسُيِّرَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ. فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ أَوْصَى امْرَأَتَهُ وَغُلاَمَهُ فَقَالَ: إِذَا مِتُّ فَاغْسِلاَنِي وَكَفِّنَانِي وَضَعَانِي عَلَى الطَّرِيْقِ فَأَوَّلُ رَكْبٍ يَمُرُّوْنَ بِكُمْ فَقُوْلاَ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ. فَلَمَّا مَاتَ فَعَلاَ بِهِ ذَلِكَ. فَاطَّلَعَ رَكْبٌ فَمَا عَلِمُوا بِهِ حَتَّى كَادَتْ رَكَائِبُهُم تَوَطَّأُ السَّرِيْرَ. فَإِذَا عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ فِي رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ فَقَالَ: مَا هَذَا قِيْلَ: جِنَازَةُ أَبِي ذَرٍّ. فَاسْتَهَلَّ ابْنُ مَسْعُوْدٍ يَبْكِي وَقَالَ: صَدَقَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَرْحَمُ اللهُ أَبَا ذَرٍّ يَمْشِي وَحْدَهُ وَيَمُوْتُ وَحْدَهُ وَيُبْعَثُ وَحْدَهُ". فَنَزَلَ فَوَلِيَهُ بِنَفْسِهِ حَتَّى أَجَنَّهُ3. شَرِيْكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ كُلَيْبِ بنِ شِهَابٍ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُوْلُ: مَا تُؤْيِسُنِي رِقَّةُ عَظْمِي وَلاَ بَيَاضُ شَعْرِي أَنْ أَلْقَى عِيْسَى ابْنَ مَرْيَمَ. وَعَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: سَأَلْتُ ابْنَ أُخْتٍ لأَبِي ذَرٍّ: مَا تَرَكَ أَبُو ذَرٍّ? قَالَ: تَرَكَ أَتَانَيْنِ وَحِمَاراً وَأَعْنُزاً وَرَكَائِبَ.

_ 1 عجف: أي هزال. 2 تلوم: أي تمكث وتلبث. والتلوم: الانتظار والتلبث. وتلوم في الأمر. تمكث وانتظر. 3 ضعيف: بريدة بن سفيان، قال البخاري: فيه نظر. وقال الدارقطني: متروك.

يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا الحَارِثُ بنُ يَزِيْدَ الحَضْرَمِيُّ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ سَأَلَ رَسُوْلَ اللهِ الإِمْرَةَ فَقَالَ: "إِنَّكَ ضَعِيْفٌ وَإِنَّهَا خِزْيٌ وندامة إلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيْهَا" 1. أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ عُبَيْدٍ، عَنْ غُضَيْفِ بنِ الحَارِثِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَبْتَدِئُ أَبَا ذَرٍّ إِذَا حَضَرَ وَيَتَفَقَّدُهُ إِذَا غَابَ2. فُضَيْلُ بنُ مَرْزُوقٍ حدثنني جَبَلَةُ بِنْتُ مُصَفَّحٍ، عَنْ حَاطِبٍ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَا تَرَكَ رَسُوْلُ اللهِ شَيْئاً مِمَّا صَبَّهُ جِبْرِيْلُ وَمِيْكَائِيْلُ فِي صَدْرِهِ إلَّا قَدْ صَبَّهُ فِي صَدْرِي وَلاَ تَرَكْتُ شَيْئاً مِمَّا صَبَّهُ فِي صَدْرِي إلَّا قَدْ صَبَبْتُهُ فِي صدر مالك ابن ضَمْرَةَ3. هَذَا مُنْكَرٌ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الرِّجَالِ:، أَخْبَرَنَا عُمَرُ مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَوْصَانِي بِخَمْسٍ: أَرْحَمُ المَسَاِكِيْنَ وَأُجَالِسُهُم وَأَنْظُرُ إِلَى مَنْ تَحْتِي وَلاَ أَنْظُرُ إِلَى مَنْ فَوْقِي وَأَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ وَأَنْ أَقُوْلَ الحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرّاً وَأَنْ أَقُوْلَ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلَّا بالله" 4.

_ 1 صحيح: وهذا إسناد ضعيف، أخرجه ابن سعد "4/ 231" من طريق سليمان بن بلال قال حدثني يحيى بن سعيد، به، وفي الإسناد انقطاع، الحارث بن يزيد الحضرمي لم يسمع من أبي ذر. لكن الحديث رواه مسلم موصولا "1852" من طريق الليث بن سعد، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن بكر بن عمرو، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن ابن حجيرة الأكبر، عن أبي ذر، به. 2 ضعيف: أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي مريم، ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب". 3 ضعيف: في إسناده جبلة بنت مصفح، مجهولة، لذا قال الحافظ في "التقريب" مقبولة" أي عند المتابعة. وقد أخرجه الطبراني "في "الكبير" "2/ 1624" من طريق القاسم بن الحكم العرني، حدثنا فضيل بن مرزوق، به. وقد أورده الحافظ الهيثمي في "المجمع" "9/ 231" وقال: "وفيه من لم أعرفهم". قلت: وكذا القاسم بن الحكم العرني، قال الحافظ في "التقريب" صدوق فيه لين فهذه علة أخرى في الإسناد. 4 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف، أخرجه أحمد "5/ 173" حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال المدني، به. وفيه عمر مولى غفرة، وهو عمر بن عبد الله المدني، ضعفه ابن معين والنسائي وابن حبان، وأخرجه أحمد "5/ 159"، والطبراني في "الصغير" "ص268" والبيهقي في "السنن" "10/ 91" من طريق سلام أبي المنذر المقرئ البصري، عن محمد بن واسع، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذر، بنحوه.=

الأَعْمَشُ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ بنِ أَبِي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَا أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ وَلاَ أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أبي ذر" 1.

_ = قلت: وهذا إسناد حسن، فيه سلام بن سليمان المزني، أبو المنذر القاري النحوي البصري، صدوق يهم. وأخرجه البيهقي "10/ 91" أيضا من طريق هشام بن حسان والحسن بن دينار عن محمد بن واسع به. وأخرجه البزار "3309" والطبراني في "الكبير" "1648" وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 159-160" من طريق محمد بن حرب النشائي الواسطي، عن يحيى بن أبي زكريا الغساني أبي مروان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن الصامت، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته يحيى بن أبي زكريا الغساني، أبو مروان الواسطي ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب" ولم يرو البخاري له إلا حديثا واحدا متابعة، وأخرجه ابن أبي شيبة "12/ 232"، والطبراني في "الكبير" "1649" من طريق محمد بن بشر عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي -وربما قال إسماعيل بعض أصحابنا- عن أبي ذر رضي الله عنه- قال: فذكره. وأورده الهيثمي في "المجمع" "3/ 93": رجاله ثقات إلا أن الشعبي لم أجد له سماعا من أبي ذر". قلت: فالإسناد ضعيف لهذا الانقطاع بين الشعبي وأبي ذر، لكن الحديث يرتقي بمجموع طرقه إلى الصحة والله -تعالى- أعلى وأعلم. 1 حديث صحيح بطرقه: أخرجه الترمذي "3802"، والحاكم "3/ 342" من طريق العباس بن عبد العظيم العنبري، حدثنا النضر بن محمد اليمامي، حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل، عن مالك بن مرثد، عن أبيه، عن أبي ذر مرفوعا. قلت: إسناده ضعيف، مرثد بن عبد الله الزماني، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة. وورد من حديث عبد الله بن عمرو: أخرجه أحمد "2/ 163 و175 و223"، وابن سعد "4/ 228"، وابن أبي شيبة "12/ 124"، والترمذي "3801" وابن ماجه "156"، والحاكم "3/ 342" من طريق الأعمش، عن عثمان بن عمير، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، عن ابن عمرو مرفوعا. قلت: إسناده ضعيف، عثمان بن عمير، ويقال ابن قيس: ضعيف. وورد من حديث أبي الدرداء: أخرجه أحمد "6/ 442" وابن سعد "4/ 228"، وابن أبي شيبة "12/ 125"، والبزار "2713" والحاكم "3/ 342" من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء. وإسناده ضعيف، علي بن زيد، هو ابن جدعان، ضعيف. وأخرجه أحمد "5/ 197" من طريق شهر بن حوشب، عن عبد الله بن غنم، عن أبي الدرداء، وشهر بن حوشب، فيه ضعف. وورد عن أبي هريرة: أخرجه ابن سعد "4/ 228" عن يزيد بن هارون، عن أبي أمية بن يعلى، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأبو أمية. فيه ضعف. وورد عن علي: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "4/ 172" من طريق بشر بن مهران عن شريك، عن الأعمش، عن زيد "وهو ابن وهب" قال: قال علي: فذكره مرفوعا. قلت: إسناده ضعيف جدا، فيه بشر بن مهران، ترك حديثه أبو حاتم. فالحديث بمجموع طرقه صحيح، وقد خرجت الحديث بنحو هذا في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" لشيخ الإسلام ابن تيمية ط دار الحديث في الجزء الرابع بتعليقنا رقم "134" وفي الجزء السادس بتعليقنا رقم "275" فراجعه ثم إن شئت.

حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عَنْ بِلاَلِ بنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مِثْلُهُ: وَجَاءَ نَحْوُهُ لِجَابِرٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ1. أَبُو أُمَيَّةَ بنُ يَعْلَى وَهُوَ وَاهٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى تَوَاضُعِ عِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ"2. سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ:، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَيُّكُمْ يَلْقَانِي عَلَى الحَالِ الَّذِي أُفَارِقُهُ عَلَيْهِ". فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَنَا. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى زُهْدِ عِيْسَى فلينظر إلى أبي ذر"3. حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو حَرْبٍ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيْهِ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَرَجُلٌ، عَنْ زَاذَانَ قَالاَ: سُئِلَ عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ: وَعَى عِلْماً عَجِزَ عَنْهُ وَكَانَ شَحِيْحاً عَلَى دِيْنِهِ حَرِيْصاً عَلَى العِلْمِ يُكْثِرُ السُّؤَالَ وَعَجِزَ، عَنْ كَشْفِ مَا عِنْدَهُ مِنَ العِلْمِ. سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ، أَخْبَرَنَا عبد الله بن الصامت قال: دخلت مع أَبِي ذَرٍّ فِي رَهْطٍ مِنْ غِفَارَ عَلَى عُثْمَانَ مِنْ بَابٍ لاَ يُدْخَلُ عَلَيْهِ مِنْهُ قَالَ: وَتَخَوَّفَنَا عُثْمَانُ عَلَيْهِ فَانْتَهَى إِلَيْهِ فَسَلَّمَ ثُمَّ مَا بَدَأَهُ بِشَيْءٍ إلَّا أَنْ قَالَ: أَحَسِبْتَنِي مِنْهُم يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ وَاللهِ مَا أَنَا مِنْهُم وَلاَ أُدْرِكُهُمْ. ثُمَّ اسْتَأْذَنَهُ إِلَى الربذة.

_ 1 صحيح بطرقه: راجع تخريجنا السابق فقد أوردته عن أبي الدرداء، وعن أبي هريرة. 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "4/ 228" أخبرنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا أبو أمية بن يعلى، عن أبي الزناد، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته أبو أمية بن يعلى، ضعفه الدارقطني. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه إلا للخواص. 3 ضعيف: أخرجه ابن سعد "4/ 228"، وهو مرسل، مالك بن دينار البصري، الزاهد، أبو يحيى، من الطبقة الخامسة، وهي الطبقة الصغرى من التابعين فالحديث معضل.

يَحْيَى بنُ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيْسَ، عَنِ المُسَيَّبِ بنِ نَجَبَةَ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قِيْلَ لَهُ: حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِّثْنَا عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: عَلِمَ العِلْمَ ثُمَّ أَوْكَى فَرَبَطَ عَلَيْهِ رِبَاطاً شَدِيْداً?1 أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئ بنِ هَانِئ، سَمِعَ عَلِيّاً يَقُوْلُ: أَبُو ذَرٍّ وِعَاءٌ مُلِئَ عِلْماً أَوْكَى عَلَيْهِ فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ شَيْءٌ حَتَّى قُبِضَ. عَنْ أَبِي سَلَمَةَ مُرْسَلاً: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي ذَرٍّ وَتُبْ عَلَيْهِ". وَيُرْوَى، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إلَّا وَقَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رفقاء وَوُزَرَاءَ وَإِنِّي أُعْطِيْتُ أَربَعَةَ عَشَرَ". فَسَمَّى فِيْهِم أَبَا ذَرٍّ2. شَرِيْكٌ، عَنْ أَبِي رَبِيْعَةَ الإِيَادِيِّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُمِرْتُ بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ وَأَخْبَرَنِي اللهُ تَعَالَى أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ". قُلْتُ: مَنْ هُمْ يَا رَسُوْلَ اللهِ قَالَ: "عَلِيٌّ وَأَبُو ذَرٍّ وَسَلْمَانُ وَالمِقْدَادُ بنُ الأَسْوَدِ"3. قَالَ شَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِذَا فَرَغَ مِنْ خِدْمَتِهِ أَوَى إِلَى المَسْجِدِ وَكَانَ هُوَ بَيْتَهُ. فَدَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَجَدَهُ مُنْجَدِلاً فِي المَسْجِدِ. فَنَكَتَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِرِجْلِهِ حَتَّى اسْتَوَى جَالِساً فَقَالَ: "أَلاَ أَرَاكَ نَائِماً?" قَالَ: فَأَيْنَ أَنَامُ هَلْ لِي مِنْ بَيْتٍ غَيْرِهِ? فَجَلَسَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوْكَ مِنْهُ?" قَالَ: أَلْحَقُ بِالشَّامِ فَإِنَّ الشَّامَ أَرْضُ الهِجْرَةِ وَأَرْضُ المَحْشَرِ وَأَرْضُ الأَنْبِيَاءِ فَأَكُوْنُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِهَا. قَالَ لَهُ: "كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوْكَ مِنَ الشَّامِ?" قَالَ: أَرْجِعُ إِلَيْهِ فَيَكُوْنُ بَيْتِي وَمَنْزِلِي. قَالَ: "فَكَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوْكَ مِنْهُ الثَّانِيَةَ?" قَالَ: آخذ إذًا سيفي فأقاتل حتى أموت.

_ 1 ضعيف جدا: في إسناده يحيى بن سلمة بن كهيل قال أبو حاتم وغيره: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك: وقال يحيى ليس بشيء لا يُكتب حديثه. قوله: "ثم أوكى" أي شده بالوكاء، والمراد أنه حافظ على علمه بمدارسته وتعليمه فالعلم يزكو بالإنفاق. 2 ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" "6/ 6049" من طريق فطر بن خليفة عن كثير بياع النوى قال سمعت عبد الله بن مليل يقول سمعت عليا -رضي الله عنه- يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره. وأخرجه الترمذي "3785" من طريق سفيان، عن كثير النواء، عن أبي إدريس، عن المسيب بن نجية قال: قال علي بن أبي طالب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، آفته كثير بياع النوى، وهو كثير بن إسماعيل النواء أبو إسماعيل: ضعفه أبو حاتم، والنسائي. وقال ابن عدي مفرط في التشيع. وقال السعدي: زائغ. 3 ضعيف: أخرجه أحمد "5/ 351"، وفي إسناده أبو ربيعة الإيادي عمر بن ربيعة ضعيف.

قَالَ: فَكَشَّرَ إِلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: "أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ?" قَالَ: بَلَى بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُوْلَ اللهِ. قَالَ: "تَنْقَادُ لَهُمْ حَيْثُ قَادُوْكَ حَتَّى تلقاني وأنت على ذلك". أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"1. وَفِي المُسْنَدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو المُغِيْرَةِ، أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي اليَمَانِ وَأَبِي المُثَنَّى أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ: بَايَعَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَمْساً وَوَاثَقَنِي سَبْعاً وَأَشْهَدَ اللهَ عَلَيَّ سَبْعاً إلَّا أَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ. أَبُو اليَمَانِ هُوَ الهَوْزَنِيُّ. الدَّغُوْلِيُّ:، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّائِغُ بِمَكَّةَ، أَخْبَرَنَا المُقْرِي:، أَخْبَرَنَا المَسْعُوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الشَّامِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بنِ الخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَسْجِدِ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: "أَصَلَّيْتَ?" قُلْتُ: لاَ قَالَ: "قُمْ فَصَلِّ" فَقُمْتُ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ اسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ شَيَاطِيْنِ الإِنْسِ وَالجِنِّ" قُلْتُ: وَهَلْ لِلإِنْسِ مِنْ شَيَاطِيْنَ قَالَ: "نَعَمْ" ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ إلَّا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوْزِ الجَنَّةِ? قُلْ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ". قُلْتُ: فَمَا الصَّلاَةُ? قَالَ: "خَيْرُ مَوْضُوْعٍ فَمَنْ شَاءَ أَكْثَرَ وَمَنْ شَاءَ أَقَلَّ". قُلْتُ: فَمَا الصِّيَامُ قَالَ: "فَرْضٌ مُجْزِئٌ" قُلْتُ: فَمَا الصَّدَقَةُ قَالَ: "أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ وَعِنْدَ اللهِ مَزِيْدٌ". قُلْتُ: فَأَيُّهَا أَفْضَلُ قَالَ: "جُهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ أَوْ سِرٌّ إِلَى فَقِيْرٍ" قُلْتُ: فَأَيُّ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ أَعْظَمُ قَالَ: "اللهُ لاَ إِلَهَ إلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّوْمُ" قُلْتُ: فَأَيُّ الأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلَ قَالَ: "آدَمُ: قلت نبيًا كان? قَالَ: "نَعَمْ مُكَلَّمٌ" قُلْتُ: فَكَمِ المُرْسَلُوْنَ يَا رَسُوْلَ اللهِ قَالَ: ثَلاَثُ مائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمّاً غَفِيْراً"2. هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لأَبِي ذَرٍّ: "إِذَا بَلَغَ البِنَاءُ سَلْعاً فَاخْرُجْ مِنْهَا -وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ- وَلاَ أَرَى أُمَرَاءكَ يَدَعُوْنَكَ". قَالَ: أَوَلاَ أُقَاتِلُ مَنْ يَحُوْلُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَمْرِكَ قَالَ: "لاَ" قَالَ: فَمَا تَأْمُرُنِي قَالَ: "اسْمَعْ وَأَطِعْ وَلَوْ لِعَبْدٍ حَبَشِيٍّ".

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "6/ 457" وفي إسناده شهر بن حوشب، وهو ضعيف. 2 ضعيف جدا: أخرجه أحمد "5/ 179" وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي. ضعيف لاختلاطه. والعلة الثانية: أبو عمر الدمشقي، متروك كما قال الدارقطني. والعلة الثالثة: عبيد بن الخشخاش، لين.

فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِنَّهُ قَدْ أَفْسَدَ الشَّامَ. فَطَلَبَهُ عُثْمَانُ ثُمَّ بَعَثُوا أَهْلَهُ مِنْ بَعْدِهِ فَوَجَدُوا عِنْدَهُمْ كِيْساً أَوْ شَيْئاً فَظَنُّوْهُ دَرَاهِمَ فَقَالُوا: مَا شَاءَ اللهُ فَإِذَا هِيَ فُلُوْسٌ. فَقَالَ عُثْمَانُ: كُنْ عِنْدِي قَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي فِي دُنْيَاكُمْ ائْذَنْ لِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَى الرَّبَذَةِ فَأَذِنَ لَهُ فَخَرَجَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا عَبْدٌ حَبَشِيٌّ لِعُثْمَانَ فَتَأَخَّرَ وَقْتَ الصَّلاَةِ لَمَّا رَأَى أَبَا ذَرٍّ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: تَقَدَّمْ فَصَلِّ1. سُفْيَانُ بنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى حمار وعليه برذعة أو قطيفة2. عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا سَلاَمٌ أَبُو المُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بن واسع، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الصَّامِتِ، عَنِ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيْلِي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَبْعٍ: أَمَرَنِي بِحُبِّ المَسَاكِيْنِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُوْنِي وَأَنْ لاَ أَسْأَلَ أَحَداً شَيْئاً وَأَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ وَأَنْ أَقُوْلَ الحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرّاً وَأَلاَّ أَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ وَأَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ العَرْشِ3. الأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ الجَمْرَةِ الوُسْطَى وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ يَسْتَفْتُوْنَهُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَلَمْ يَنْهَكَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، عَنِ الفُتْيَا فَرَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ: أَرَقِيْبٌ أَنْتَ عَلَيَّ لو وضعتم الصمصامة على هذه

_ 1 ضعيف: رواه بهذا السياق ابن سعد "4/ 226-227" قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، به مرسلا. قلت: وهو ضعيف لإرساله. ولكن لقوله: "اسمع وأطع، ولو لعبد حبشي" إسناد آخر عند أحمد "5/ 144"، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف، وقد ورد عن أبي ذر قال: "إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدا مجدع الأطراف" أخرجه الطيالسي "452"، ومسلم "1873"، وابن ماجه "2862" والبيهقي "3/ 88" و"8/ 155" من طرق عن شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الصَّامِتِ، عن أبي ذر، به. 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "4/ 227-228" قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا سفيان بن حسين عن الحكم بن عتيبة، به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وقد وقع في "طبقات ابن سعد" الحكم بن عيينة، وهو تصحيف، والصواب الحكم بن عتيبة وهو ما أثبتناه. 3 صحيح: تقدم تخريجنا له بتعليق رقم "802".

وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى قَفَاهُ ثُمَّ ظَنَنْتُ أَنِّي أُنْفِذُ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْلَ أَنْ تُجِيْزُوا عَلَيَّ لأَنْفَذْتُهَا. اسْمُ أَبِي كَثِيْرٍ: مَرْثَدٌ. وَعَنْ ثَعْلَبَةَ بنِ الحَكَمِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ لاَ يُبَالِي فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ غَيْرَ أَبِي ذَرٍّ وَلاَ نَفْسِي. ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِهِ. الجُرَيْرِيُّ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ الشخير، عن الأحنف قال: قدمت المَدِيْنَةَ فَبَيْنَا أَنَا فِي حَلْقَةٍ فِيْهَا مَلأٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ أَخْشَنُ الثِّيَابِ أَخْشَنُ الجَسَدِ أَخْشَنُ الوَجْهِ فَقَامَ عَلَيْهِم فَقَالَ: بَشِّرِ الكَنَّازِيْنَ بِرَضْفٍ يُحْمَى عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُوْضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِ أَحَدِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ نُغْضِ كَتِفِهِ وَيُوْضَعُ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيِهِ يَتَجَلْجَلُ. قال: فوضع القوم رءوسهم فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً مِنْهُم رَجَعَ إِلَيْهِ شَيْئاً. فَأَدْبَرَ فَتَبِعْتُهُ حَتَّى جَلَسَ إِلَى سَارِيَةٍ فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ هَؤُلاَءِ إلَّا كَرِهُوا مَا قُلْتَ لَهُمْ. قَالَ: إِنَّ هَؤُلاَءِ لاَ يَعْقِلُوْنَ شَيْئاً إِنَّ خَلِيْلِي أَبَا القَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَعَانِي فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ فَأَجَبْتُهُ فَقَالَ: "تَرَى أُحُداً"؟ فَنَظَرْتُ مَا عَلَيَّ مِنَ الشَّمْسِ وَأَنَا أَظُنُّهُ يَبْعَثُنِي فِي حَاجَةٍ فَقُلْتُ: أَرَاهُ فَقَالَ: "مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي مِثْلَهُ ذَهَباً أُنْفِقُهُ كُلُّهُ إلَّا ثَلاَثَةَ دَنَانِيْرَ". ثُمَّ هَؤُلاَءِ يَجْمَعُوْنَ الدُّنْيَا لاَ يَعْقِلُوْنَ شَيْئاً. فَقُلْتُ: مالك وَلإِخْوَانِكَ مِنْ قُرَيْشٍ لاَ تَعْتَرِيْهِمْ وَلاَ تُصِيْبُ مِنْهُمْ? قَالَ: لاَ وَرَبِّكَ مَا أَسْأَلُهْمُ دُنْيَا وَلاَ أَسْتَفْتِيْهِمْ، عَنْ دِيْنٍ حَتَّى أَلْحَقَ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ1. الأَسْوَدُ بنُ شَيْبَانَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ الشِّخِّيْرِ، عَنْ أَخِيْهِ مُطَرِّفٍ، عَنِ أَبِي ذَرٍّ فذكر بعضه2. مُوْسَى بنُ عُبَيْدَةَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ مَالِكِ بنِ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ قَالَ: قَدِمَ أَبُو ذَرٍّ مِنَ الشَّامِ فَدَخَلَ المَسْجِدَ وَأَنَا جَالَسٌ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَأَتَى سَارِيَةً فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَجَوَّزَ فِيْهِمَا ثُمَّ قَرَأَ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التَّكَاثُرُ: 1] . وَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: سَمِعْتُ حَبِيْبِي رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "فِي الإِبِلِ صَدَقَتُهَا وفي البقر صدقتها

_ 1 و2 صحيح: أخرجه البخاري "1407" و"1408"، ومسلم "992" من طريق الجريرى، عن أبي العلاء، عن الأحنف بن قيس، به.

وَفِي البُرِّ صَدَقَتُهُ، مَنْ جَمَعَ دِيْنَاراً أَوْ تِبْراً أَوْ فِضَّةً لاَ يُعِدُّهُ لِغَرِيْمٍ وَلاَ يُنْفِقُهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ كُوِيَ بِهِ". قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ انْظُرْ مَا تُخْبِرُ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإن هَذِهِ الأَمْوَالَ قَدْ فَشَتْ. قَالَ: مَنْ أَنْتَ ابْنَ أَخِي فَانْتَسَبْتُ لَهُ. فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ نَسَبَكَ الأَكْبَرَ مَا تَقْرَأُ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التَّوْبَةُ: 35] . مُوْسَى ضُعِّفَ رَوَاهُ عَنْهُ الثِّقَاتُ. ابْنُ لَهِيْعَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيْلٍ: سَمِعْتُ مَالِكَ بنَ عَبْدِ اللهِ الزِّيَادِيَّ يُحَدَّثُ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عُثْمَانَ فَأَذِنَ لَهُ وَبِيَدِهِ عَصَا. فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا كَعْبُ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ مَالاً فَمَا تَرَى قَالَ: إن كَانَ فَضَلَ فِيْهِ حَقُّ اللهِ فَلاَ بَأْسَ عَلَيْهِ. فَرَفَعَ أَبُو ذَرٍّ عَصَاهُ وَضَرَبَ كَعْباً وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي هَذَا الجَبَلَ ذَهَباً أُنْفِقُهُ وَيُتَقَبَّلُ مِنِّي أَذَرُ خَلْفِي مِنْهُ سِتَّةَ أَوَاقٍ". أَنْشُدُكَ اللهَ يَا عُثْمَانُ: أَسَمِعْتَهُ قَالَ مِرَاراً قَالَ: نَعَمْ1. قُلْتُ: هَذَا دَالٌّ عَلَى فَضْلِ إِنْفَاقِهِ وَكَرَاهِيَةِ جَمْعِهِ لاَ يَدُلُّ عَلَى تَحْرِيْمٍ. حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الصامت قال: دخلت مع أَبِي ذَرٍّ عَلَى عُثْمَانَ فَلَمَّا دَخَلَ حَسَرَ، عَنْ رَأْسِهِ وَقَالَ: وَاللهِ مَا أَنَا مِنْهُمْ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يُرِيْدُ الخَوَارِجَ. قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: سِيْمَاهُمُ الحَلْقُ قَالَ لَهُ عُثْمَانُ: صَدَقْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْكَ لِتُجَاوِرَنَا بِالمَدِيْنَةِ. قَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ ائْذَنْ لِي إِلَى الرَّبَذَةِ. قَالَ: نَعَمْ وَنَأْمُرُ لَكَ بِنَعَمٍ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ تَغْدُو عَلَيْكَ وَتَرُوْحُ قَالَ لاَ حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ يَكْفِي أَبَا ذَرٍّ صُرَيْمَتُهُ2. فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ: دُوْنَكُمْ مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ دُنْيَاكُمْ فَاعْذِمُوْهَا3 وَدَعُوْنَا وَرَبَّنَا. قَالَ: وَدَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَقْسِمُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ بَيْنَ يَدَيْهِ وَعِنْدَهُ كَعْبٌ فَأَقْبَلَ

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 63" حدثنا حسن بن موسى، حدثنا عبد الله بن لهيعة، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه عبد الله بن لهيعة، ضعيف. وفيه جهالة مالك بن عبد الله الزيادي. 2 الصريمة: تصغير الصرمة، وهي القطيع من الابل والغنم. 3 قوله: "اعذموها" أي خذوها. وأصل العذم: العض.

عُثْمَانُ عَلَى كَعْبٍ فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ ما تقول فيمن جمع هَذَا المَالَ فَكَانَ يَتَصَدَّقُ مِنْهُ وَيَصِلُ الرَّحِمَ قَالَ كَعْبٌ: إِنِّي لأَرْجُو لَهُ. فَغَضِبَ وَرَفَعَ عَلَيْهِ العَصَا وَقَالَ وَمَا تَدْرِيْ يَا ابْنَ اليَهُوْدِيَّةِ لَيَوَدَّنَّ صَاحِبُ هَذَا المَالِ لَوْ كَانَ عَقَارِبَ فِي الدُّنْيَا تَلْسَعُ السُّوَيْدَاءَ مِنْ قَلْبَهِ1. السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا غَزْوَانُ أَبُو حَاتِمٍ قَالَ: بَيْنَا أَبُو ذَرٍّ عِنْدَ بَابِ عُثْمَانَ لِيُؤْذَنَ لَهُ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا يُجْلِسُكَ ههنا قَالَ: يَأْبَى هَؤُلاَءِ أَنْ يَأْذَنُوا لَنَا فَدَخَلَ الرَّجُلُ فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ مَا بَالُ أَبِي ذَرٍّ عَلَى البَابِ. فَأَذِنَ لَهُ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ نَاحِيَةً وَمِيْرَاثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُقْسَمُ فَقَالَ عُثْمَانُ لِكَعْبٍ: أَرَأَيْتَ المَالَ إِذَا أُدِّيَ زَكَاتُهُ هَلْ يُخْشَى عَلَى صَاحِبِهِ فِيْهِ تَبِعَةً قَالَ: لاَ. فَقَامَ أَبُو ذَرٍّ فَضَرَبَهُ بِعَصَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ اليَهُوْدِيّةِ تَزْعُمُ أَنْ لَيْسَ عَلَيْهِ حَقٌّ فِي مَالِهِ إِذَا آتَى زَكَاتَهُ وَاللهُ يَقُوْلُ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِم} [الْحَشْر: 9] الآيَةَ، وَيَقُوْلُ: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّه} [الإنسان: 8] . فَجَعَلَ يَذْكُرُ نَحْوَ هَذَا مِنَ القُرْآنِ. فَقَالَ عُثْمَانُ لِلقُرَشِيِّ: إِنَّمَا نَكْرَهُ أَنْ نَأْذَنَ لأَبِي ذَرٍّ مِنْ أَجْلِ مَا تَرَى. وَرُوِيَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يَخْتَلِفُ مِنَ الرَّبَذَةِ إِلَى المَدِيْنَةِ مَخَافَةَ الأَعْرَابِيَّةِ فَكَانَ يُحِبُّ الوَحْدَةَ فَدَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ وَعِنْدَهُ كَعْبٌ.... الحديث. وَفِيْهِ: فَشَجَّ كَعْباً فَاسْتَوْهَبَهُ عُثْمَانُ فَوَهَبَهُ لَهُ وَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ اتَّقِ اللهَ وَاكْفُفْ يَدَكَ وَلِسَانَكَ. مُوْسَى بنُ عُبَيْدَةَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ نُفَيْعٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو ذَرٍّ عَلَى عُثْمَانَ فَتَغَافَلُوا عَنْهُ سَاعَةً. فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ هَذَا أَبُو ذَرٍّ بِالبَابِ قَالَ: ائْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤْذِيَنَا وَتُبَرِّحَ بِنَا. فَأَذِنْتُ لَهُ فَجَلَسَ عَلَى سَرِيْرٍ مَرْمُوْلٍ2 فَرَجَفَ بِهِ السَّرِيْرُ وَكَانَ عَظِيْماً طَوِيْلاً فَقَالَ عُثْمَانُ: أَمَا إِنَّكَ الزَّاعِمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ قَالَ: مَا قُلْتُ. قَالَ: إِنِّي أَنْزِعُ عَلَيْكَ بِالبَيِّنَةِ قَالَ: وَاللهِ مَا أَدْرِيْ مَا بَيِّنَتُكَ وَمَا تَأْتِي بِهِ?! وَقَدْ عَلِمْتُ مَا قُلْتُ. قَالَ: فَكَيْفَ إِذاً قُلْتَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مني الذي

_ 1 صحيح: أخرجه ابن سعد "4/ 232" من طريق سليمان بن المغيرة، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 160" من طريق مطرف كلاهما عن حميد بن هلال قال: حدثنا عبد الله بن الصامت قال: فذكره. قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات. 2 سرير مرمول: سرير نسج وجهه بالسعف.

يَلْحَقُ بِي عَلَى العَهْدِ الَّذِي عَاهَدْتُهُ عَلَيْهِ". وَكُلُّكُمْ قَدْ أَصَابَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَنَا عَلَى مَا عَاهَدْتُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى اللهِ تَمَامُ النِّعْمَةِ. وَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي يَعْلَمُهُ فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْتَحِلَ إِلَى الشَّامِ فَيَلْحَقَ بِمُعَاوِيَةَ. فَكَانَ يُحَدِّثُ بِالشَّامِ فَاسْتَهْوَى قُلُوْبَ الرِّجَالِ. فَكَانَ مُعَاوِيَةُ يُنْكِرُ بَعْضَ شَأْنِ رَعِيَّتِهِ وَكَانَ يَقُوْلُ: لاَ يَبِيْتَنَّ عِنْدَ أَحَدِكُمْ دِيْنَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ وَلاَ تِبْرٌ وَلاَ فِضَّةٌ إلَّا شَيْءٌ يُنْفِقُهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ أَوْ يُعِدُّهُ لِغَرِيْمٍ. وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ بَعَثَ إِلَيْهِ بِأَلْفِ دِيْنَارٍ فِي جُنْحِ اللِّيْلِ فأنفقها. فَلَمَّا صَلَّى مُعَاوِيَةُ الصُّبْحَ، دَعَا رَسُوْلَهُ فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَقُلْ: أَنْقِذْ جَسَدِي مِنْ عَذَابِ مُعَاوِيَةَ فَإِنِّي أَخْطَأْتُ قَالَ: يَا بُنَيَّ قُلْ لَهُ: يَقُوْلُ لَكَ أَبُو ذَرٍّ وَاللهِ مَا أَصْبَحَ عِنْدَنَا مِنْهُ دِيْنَارٌ وَلَكِنْ أَنْظِرْنَا ثَلاَثاً حَتَّى نَجْمَعَ لَكَ دَنَاِنْيَرَكَ. فَلَمَّا رَأَى مُعَاوِيَةُ أَنَّ قَوْلَهُ صَدَّقَ فِعْلَهُ كَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنْ كَانَ لَكَ بِالشَّامِ حَاجَةٌ أَوْ بِأَهْلِهِ فَابْعَثْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَإِنَّهُ قَدْ وَغَّلَ صُدُوْرَ النَّاسِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ: اقْدَمْ عَلَيَّ فَقَدِمَ1. ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُغِيْرَةِ، عَنْ يَعْلَى بنِ شَدَّادٍ قَالَ: قَالَ شَدَّادُ بنُ أَوْسٍ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يَسْمَعُ الحَدِيْثَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ فِيْهِ الشِّدَّةُ ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى قَوْمِهِ فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِم ثُمَّ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ يُرَخِّصُ فِيْهِ بَعْدُ فَلَمْ يَسْمَعْهُ أَبُو ذَرٍّ فَتَعَلَّقَ أَبُو ذَرٍّ بِالأَمْرِ الشَّدِيْدِ2. عَاصِمُ بنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي الجُوَيْرِيَةِ، عَنْ زَيْدِ بنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُثْمَانَ إِذْ جَاءَ أَبُو ذَرٍّ فَلَمَّا رَآهُ عُثْمَانُ قَالَ: مَرْحَباً وَأَهْلاً بِأَخِي فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَرْحَباً وَأَهْلاً بِأَخِي لَقَدْ أَغْلَظْتَ عَلَيْنَا فِي العَزِيْمَةِ وَاللهِ لَوْ عَزَمْتَ عَلَيَّ أَنْ أَحْبُوَ لَحَبَوْتُ مَا اسْتَطَعْتُ. إِنِّي خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَ حَائِطِ بَنِي فُلاَنٍ فَقَالَ لِي: "وَيْحَكَ بَعْدِي" فَبَكَيْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ وَإِنِّي لَبَاقٍ بَعْدَكَ قَالَ: "نَعَمْ فَإِذَا رَأَيْتَ البِنَاءَ عَلَى سَلْعٍ فَالْحَقْ بِالمَغْرِبِ أَرْضِ قضاعة". قَالَ عُثْمَانُ: أَحْبَبْتُ أَنْ أَجْعَلَكَ مَع أَصْحَابِكَ وَخِفْتُ عَلَيْكَ جُهَّالَ النَّاسِ. وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "اسمع وأطع لمن كان عليك".

_ 1 ضعيف: فيه موسى بن عبيدة، وهو الربذي، ضعيف. 2 ضعيف: في إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف. وقد أخرجه أحمد "4/ 125".

جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ، عَنْ ثَابِتِ بنِ الحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سِيْدَانَ السُّلَمَيِّ قَالَ: تَنَاجَى أَبُو ذَرٍّ وَعُثْمَانُ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا ثم انصرف أبو ذر متبسمًا فقالوا: مالك وَلأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ? قَالَ: سَامِعٌ مُطِيْعٌ وَلَو أَمَرَنِي أَنْ آتِيَ صَنْعَاءَ أَوْ عَدَنٍ ثُمَّ اسْتَطَعْتُ أَنْ أَفْعَلَ لَفَعَلْتُ وَأَمَرَهُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الرَّبَذَةِ. مَيْمُوْنُ بنُ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سِيدَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: لَوْ أَمَرَنِي عُثْمَانُ أَنْ أَمْشِيَ عَلَى رَأْسِي لَمَشَيْتُ. وَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ لِعُثْمَانَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ افْتَحِ البَابَ لاَ تَحْسَبُنِي مِنْ قَوْمٍ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّيْنِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ. يَزِيْدُ، أَخْبَرَنَا العَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ شَيْخَيْنِ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ قَالاَ: نَزَلْنَا الرَّبَذَةَ فَمَرَّ بِنَا شَيْخٌ أَشْعَثُ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ فَقَالُوا: هَذَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. فَاسْتَأْذَنَّاهُ بِأَنْ نَغْسِلَ رَأْسَهُ. فَأَذِنَ لَنَا وَاسْتَأْنَسَ بِنَا. فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَتَاهُ نَفَرٌ من أهل العراق حسبته قَالَ: مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ فَقَالُوا: يَا أَبَا ذَرٍّ فَعَلَ بِكَ هَذَا الرَّجُلُ وَفَعَلَ فَهَلْ أَنْتَ نَاصِبٌ لَكَ رَايَةً فَنُكَمِّلَكَ بِرِجَاَلٍ مَا شِئْتَ? فَقَالَ: يَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ لاَ تَعْرِضُوا عَلَيَّ ذَاكُم وَلاَ تُذِلُّوا السُّلْطَانَ فَإِنَّهُ مَنْ أَذَلَّ السُّلْطَانَ فَلاَ تَوْبَةَ لَهُ وَاللهِ لَو صَلَبَنِي عَلَى أَطْوَلِ خَشَبَةٍ أَوْ حَبْلٍ لَسَمِعْتُ وَصَبَرْتُ وَرَأَيْتُ أَنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لِي1. حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الصامت قَالَتْ أُمُّ ذَرٍّ: وَاللهِ مَا سَيَّرَ عُثْمَانُ أَبَا ذَرٍّ تَعْنِي إِلَى الرَّبَذَةِ وَلَكِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إذا بَلَغَ البِنَاءُ سَلْعاً فَاخْرُجْ مِنْهَا". قَالَ غَالِبٌ القَطَّانُ لِلحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيْدٍ أَكَانَ عُثْمَانُ أَخْرَجَ أَبَا ذَرٍّ? قَالَ: مَعَاذَ اللهِ. مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ عِرَاكِ بنِ مَالِكٍ قَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِنِّي لأَقْرَبُكُم مَجْلِساً مِنْ رَسُوْلِ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: "إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِساً مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيئَتِهِ بِمَا تَرَكْتُهُ عَلَيْهِ". وَإِنَّهُ -وَاللهِ- مَا منكم إلَّا من تشبث منها بشيء2.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "4/ 227" قال أخبرنا يزيد بن هارون، به. وإسناده ضعيف فيه علتان: الأولى: جهالة الرجل، والثانية: جهالة الشيخين من بني ثعلبة. 2 ضعيف: أخرجه أحمد "5/ 165"، وابن سعد "4/ 228-229" والطبراني في "الكبير"2/ 1627" من طريق محمد بن عمرو، به، وأورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 327" وقال: "ورجاله ثقات إلا أن عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر أحسب". قلت: إسناده ضعيف، لهذا الانقطاع، وقد خرجت نحو هذا الحديث بتعليقنا رقم "812" فراجعه ثم.

قَالَ المَعْرُوْرُ بنُ سُوَيْدٍ: نَزَلْنَا الرَّبَذَةَ، فَإِذَا بِرَجُلٍ عَلَيْهِ بُرْدٌ، وَعَلَى غُلاَمِهِ مِثْلُهُ، فَقُلْنَا: لَو عَمِلْتَهُمَا حُلَّةً لَكَ، وَاشْتَرَيْتَ لِغُلاَمِكَ غَيْرَهُ! فَقَالَ: سَأُحَدِّثُكُم: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَاحِبٍ لِي كلام، وكانت أمه أعجمية، فنلت مِنْهَا، فَقَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَابَبْتَ فُلاَناً"؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "ذكرت أمه" قلت: من ساب الرجال ذكره أَبُوْهُ وَأُمُّهُ. فَقَالَ: "إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيْهِ جَاهِلِيَّةٌ" ... ، وَذَكَرَ الحَدِيْثَ. إِلَى أَنْ قَالَ: "إِخْوَانُكُم، جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيْكُم، فَمَنْ كَانَ أَخُوْهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِنْ طِعَامِهِ، وَلْيُلْبِسْهُ مِنْ لِبَاسِهِ، وَلاَ يُكَلِّفْهُ مَا يَغْلِبُهُ" 1. قَتَادَةُ: عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، وَعِنْدَهُ امْرَأَةٌ لَهُ سُوَدَاءُ مُشَعَّثَةٌ، لَيْسَ عَلَيْهَا أَثَرُ المَجَاسِدِ وَالخَلُوْقِ. فَقَالَ: أَلاَ تَنْظُرُوْنَ مَا تَأْمُرُنِي بِهِ؟ تَأْمُرُنِي أَنْ آتِيَ العِرَاقَ، فَإِذَا أَتَيْتُهَا مَالُوا عَلَيَّ بِدُنْيَاهُمْ، وَإِنَّ خَلِيْلِي عَهِدَ إليَّ: "إِنَّ دُوْنَ جِسْرِ جَهَنَّمَ طَرِيْقاً ذَا دَحْضٍ وَمَزَلَّةٍ"، وَإِنَّا أَنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَفِي أَحْمَالِنَا اقْتِدَارٌ أَحْرَى أَنْ ننجو، من أن نأتي عليه نحن مَوَاقِيْرُ2. أَبُو هِلاَلٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي الحَسَنِ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ عَطَاؤُهُ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ فَكَانَ إِذَا أَخَذَ عَطَاءهُ دَعَا خَادِمَهُ فَسَأَلَهُ عَمَّا يَكْفِيْهِ لِلسَّنَةِ فَاشْتَرَاهُ ثُمَّ اشْتَرَى فُلُوْساً بِمَا بَقِيَ. وَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ وِعَاءٍ ذَهَبٍ وَلاَ فِضَّةٍ يُوْكَى عليه إلَّا وهو يتلظى على صاحبه. قَالَ يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ: كَانَ لأَبِي ذَرٍّ ثَلاَثُوْنَ فَرَساً يَحْمِلُ عَلَيْهَا فَكَانَ يَحْمِلُ عَلَى خَمْسَةَ عَشَرَ مِنْهَا يَغْزُو عَلَيْهَا وَيُصْلِحُ آلَةَ بَقِيَّتِهَا فَإِذَا رَجَعَتْ أَخَذَهَا فَأَصْلَحَ آلَتَهَا وَحَمَلَ عَلَى الأُخْرَى. قَالَ ثَابِتٌ البُنَانِيُّ: بَنَى أَبُو الدَّرْدَاءِ مَسْكَناً فَمَرَّ عَلَيْهِ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ: مَا هَذَا تُعَمِّرُ دَاراً أَذِنَ اللهُ بِخَرَابِهَا لأَنْ تَكُوْنَ رَأَيْتُكَ تَتَمَرَّغُ فِي عَذِرَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُوْنَ رَأَيْتُكَ فِيْمَا رَأَيْتُكَ فِيْهِ. حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو مُوْسَى لَقِيَ أَبَا ذَرٍّ فَجَعَلَ أَبُو مُوْسَى يُكْرِمُهُ وَكَانَ أَبُو مُوْسَى قَصِيْراً خَفِيْفَ اللَّحْمِ وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ رجلًا أسود كث الشعر فيقول

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "30" و"2545"، ومسلم "1661" "40" من طريق شعبة، عن واصل الأحدب، عن المعرور، به. وأخرجه البخاري "6050"، ومسلم "1661" "38" من طريق الأعمش، عن المعرور بن سويد، به. 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "4/ 236"، وأحمد "5/ 195" من طريق عفان بن مسلم، عن همام بن يحيى، عن قتادة، به.

أَبُو ذَرٍّ: إِلَيْكَ عَنِّي وَيَقُوْلُ أَبُو مُوْسَى: مَرْحَباً بِأَخِي فَيَقُوْلُ: لَسْتُ بِأَخِيْكَ إِنَّمَا كُنْتُ أَخَاكَ قَبْلَ أَنْ تَلِيَ. وَعَنْ أُمِّ طَلْقٍ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ فَرَأَيْتُهُ شَعِثاً شَاحِباً بِيَدِهِ صُوْفٌ قَدْ جَعَلَ عُوْدَيْنِ وَهُوَ يَغْزِلُ بِهِمَا فَلَمْ أَرَ فِي بَيْتِهِ شَيْئاً فَنَاوَلْتُهُ شَيْئاً مِنْ دَقِيْقٍ وَسَوِيْقٍ فَقَالَ لِي: أَمَّا ثَوَابُكَ فَعَلَى اللهِ. وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ خَلَّفَ بِنْتاً لَهُ فَضَمَّهَا عُثْمَانُ إِلَى عِيَالِهِ. قَالَ الفَلاَّسُ وَالهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. وَيُقَالُ مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ. وَيُقَالُ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُوْدٍ الَّذِي دَفَنَهُ عَاشَ بَعْدَهُ نَحْواً مِنْ عَشْرَةِ أَيَّامٍ -رضي الله عنهما. وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأُبَيِّ ذَرٍّ مَعَ قُوَّةِ أَبِي ذَرٍّ فِي بَدَنِهِ وَشَجَاعَتِهِ: "يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيْفاً وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي لاَ تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ وَلاَ تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيْمٍ" 1. فَهَذَا مَحْمُوْلٌ عَلَى ضَعْفِ الرَّأْيِ فَإِنَّهُ لَو وَلِيَ مَالَ يَتِيْمٍ لأَنْفَقَهُ كُلَّهُ فِي سَبِيْلِ الخَيْرِ وَلَتَرَكَ اليَتِيْمَ فَقِيْراً. فَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّهُ كَانَ لاَ يَسْتَجِيْزُ ادِّخَارَ النَّقْدَيْنِ. وَالَّذِي يَتَأَمَّرُ عَلَى النَّاسِ يُرِيْدُ أَنْ يَكُوْنَ فِيْهِ حِلْمٌ وَمُدَارَاةٌ وَأَبُو ذَرٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- كَانَتْ فِيْهِ حِدَّةٌ كَمَا ذَكَرْنَاهُ فَنَصَحَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَهُ مائَتَا حَدِيْثٍ وَأَحَدٌ وَثَمَانُوْنَ حَدِيْثاً، اتَّفَقَا مِنْهَا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ حَدِيْثاً وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِحَدِيْثَيْنِ. وَمُسْلِمٌ بِتِسْعَةَ عَشَرَ. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مُجَاهِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الأَشْتَرِ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَضَرَهُ المَوْتُ بِالرَّبَذَةِ فَبَكَتِ امْرَأَتُهُ فَقَالَ: وَمَا يُبْكِيْكِ قَالَتْ: أَبْكِي أَنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْ تَغْيِيْبِكَ. وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَناً. قَالَ: لاَ تَبْكِي فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ يَقُوْلُ: "لَيَمُوْتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاَةٍ تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ المُؤْمِنِيْنَ". فَكُلُّهُمْ مَاتَ في جماعة وقرية فلم يبق

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1826"، وأحمد "5/ 180"، وابن سعد "4/ 231" من طريق عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن سالم بن أبي سالم الجيشاني، عن أبيه، عن أبي ذر، به مرفوعا.

غَيْرِي وَقَدْ أَصْبَحْتُ بِالفَلاَةِ أَمُوْتُ فَرَاقِبِي الطَّرِيْقَ فَإِنَّكِ سَوْفَ تَرَيْنَ مَا أَقُوْلُ مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِبْتُ. قَالَتْ: وَأَنَّى ذَلِكَ وَقَدِ انْقَطَعَ الحَاجُّ؟! قَالَ: رَاقِبِي الطَّرِيْقَ فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذْ هِيَ بِالقَوْمِ تَخُبُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ كَأَنَّهُمُ الرخم1 فأقبلوا حتى وقفوا عليها قالوا: مالك قَالَتْ: رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِيْنَ تُكَفِّنُوْنَهُ وَتُؤْجَرُوْنَ فِيْهِ قَالُوا: وَمَنْ هُوَ قَالَتْ: أَبُو ذَرٍّ. فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَوَضَعُوا سِيَاطَهُمْ فِي نُحُوْرِهَا يَبْتَدِرُوْنَهُ. فَقَالَ: أَبْشِرُوا أَنْتُمُ النَّفَرُ الَّذِيْنَ قَالَ فِيْكُمْ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا قال. سمعته يقول: "ما من امرئين مِنَ المُسْلِمِيْنَ هَلَكَ بَيْنَهُمَا وَلَدَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ فَاحْتَسَبَا وَصَبَرَا فَيَرَيَانِ النَّارَ أَبَداً". ثُمَّ قَالَ: وَقَدْ أَصْبَحْتُ اليَوْمَ حَيْثُ تَرَوْنَ وَلَو أَنَّ ثَوْباً مِنْ ثِيَابِي يَسَعُنِي لَمْ أُكَفَّنْ إلَّا فِيْهِ. أَنْشُدُكُمُ اللهَ: أَنْ لاَ يُكَفِّنَنِي رَجُلٌ مِنْكُم كَانَ أَمِيْراً أَوْ عَرِيْفاً أَوْ بَرِيْداً. فَكُلُّ القَوْمِ كَانَ نَالَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً إلَّا فَتَىً مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ أَنَا صَاحِبُكَ ثَوْبَانِ فِي عَيْبَتِي2 مِنْ غَزْلِ أُمِّي وَأَحَدُ ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَيَّ. قَالَ: أَنْتَ صَاحِبِي فَكَفِّنِّي3. ثُمَّ قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَ أَبَا ذَرٍّ المَوْتُ بَكَتِ امْرَأَتُهُ فَذَكَرَهُ وَزَادَ فَكَفَّنَهُ الأَنْصَارِيُّ فِي النَّفَرِ الَّذِيْنَ شَهِدُوْهُ مِنْهُم: حُجْرُ بنُ الأَدْبَرِ وَمَالِكُ بنُ الأَشْتَرِ. ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَا بُرَيْدَةُ بنُ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: لَمَّا نَفَى عُثْمَانُ أَبَا ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ وَأَصَابَهُ بِهَا قَدَرُهُ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ إلَّا امْرَأَتُهُ وَغُلاَمُهُ فَأَوْصَاهُمَا: أَنِ اغْسِلاَنِي وَكَفِّنَانِي وَضَعَانِي عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيْقِ فَأَوَّلُ رَكْبٍ يَمُرُّ بِكُمْ قُوْلُوا: هَذَا أَبُو ذَرٍّ فَأَعِيْنُوْنَا عَلَيْهِ. فَوَضَعَاهُ وَأَقْبَلَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ فِي رَهْطٍ مِنَ العِرَاقِ عمارًا فلم

_ 1 تخب: تسرع. والرخم، جمع رخمة. وهو نوع من الطيور، معروف، واحدته رخمة. وهو موصوف بالغدر والموق. وقيل بالقذر. وهو أبقع على شكل النسر خلقة إلا زنة مبقع بسواد وبياض يقال الأنوق. 2 العيبة: وعاء من أدم، يكون فيها المتاع والثياب والجمع عياب وعيب. 3 أخرجه ابن سعد "4/ 232"، وأحمد "5/ 166".

يَرُعْهُمْ إلَّا بِهِ قَدْ كَادَتِ الإِبِلُ أَنْ تَطَأَهُ فَقَامَ الغُلاَمُ فَقَالَ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَاسْتَهَلَّ عَبْدُ اللهِ يَبْكِي وَيَقُوْلُ: صَدَقَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تمشي وَحْدَكَ، وَتَمُوْتُ وَحْدَكَ، وَتُبْعَثُ وَحْدَكَ". ثُمَّ نَزَلُوا فَوَارَوْهُ ثُمَّ حَدَّثَهُمْ عَبْدُ اللهِ حَدِيْثَهُ وَمَا قَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَسِيْرِهِ وَحْدَهُ إِلَى تَبُوْكٍ1. وَعَنْ عِيْسَى بنِ عُمَيْلَةَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى أَبَا ذَرٍّ يَحْلُبُ غُنَيْمَةً لَهُ فَيَبْدَأُ بِجِيْرَانِهِ وَأَضْيَافِهِ قبل نفسه. عاصم الأحول: عن أبي عصمان النَّهْدِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ يَمِيْدُ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ مَطْلِعَ الشَّمْسِ فَظَنَنْتُهُ نَائِماً فَدَنَوْتُ وَقُلْتُ: أَنَائِمٌ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ? قال: لا بل كنت أصلي.

_ 1 ضعيف: وتقدم كلامنا عليه بتعليق رقم "798".

العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم

107- العَبَّاسُ عَمُّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1 "ع": قِيْلَ: إِنَّهُ أَسْلَمَ قَبْلَ الهِجْرَةِ وَكَتَمَ إِسْلاَمَهُ وَخَرَجَ مَعَ قَوْمِهِ إِلَى بَدْرٍ فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ فَادَّعَى أَنَّهُ مُسْلِمٌ. فَاللهُ أَعْلَمُ. وَلَيْسَ هُوَ فِي عِدَادِ الطُّلَقَاءِ فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ قَدِمَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْلَ الفَتْحِ إلَّا تَرَاهُ أَجَارَ أَبَا سُفْيَانَ بنَ حَرْبٍ. وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ مِنْهَا خَمْسَةٌ وَثَلاَثُوْنَ فِي مُسْنَدِ بَقِيٍّ وَفِي "البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ" حَدِيْثٌ وَفِي "البُخَارِيِّ" حَدِيْثٌ وَفِي "مُسْلِمٍ" ثَلاَثَةُ أَحَادِيْثَ. رَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ: عَبْدُ اللهِ وَكَثِيْرٌ وَالأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ وَجَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ بِنْتُ العَبَّاسِ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَمِيْرَةَ وَعَامِرُ بنُ سَعْدٍ وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نَوْفَلٍ وَمَالِكُ بنُ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ وَنَافِعُ بنُ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ وَابْنُهُ عبيد الله بن العباس وآخرون.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 5-33"، وتاريخ خليفة "168"، والتاريخ الكبير "4/ ق1/ 2"، والجرح والتعديل "3/ ق1/ 210"، والإصابة "2/ ترجمة 4507".

وَقَدِمَ الشَّامَ مَعَ عُمَرَ. فَعَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ لَمَّا دَنَا مِنَ الشَّامِ تَنَحَّى وَمَعَهُ غُلاَمُهُ فَعَمَدَ إِلَى مَرْكَبِ غُلاَمِهِ فَرَكِبَهُ وَعَلَيْهِ فَرْوٌ مَقْلُوْبٌ وَحَوَّلَ غُلاَمَهُ عَلَى رَحْلِ نَفْسِهِ. وَإِنَّ العَبَّاسَ لَبَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى فَرَسٍ عَتِيْقٍ وَكَانَ رَجُلاً جَمِيْلاً فَجَعَلتِ البَطَارِقَةُ يُسَلِّمُوْنَ عَلَيْهِ فَيُشِيْرُ لَسْتُ بِهِ وَإِنَّهُ ذَاكَ. قَالَ الكَلْبِيُّ: كَانَ العَبَّاسُ شَرِيْفاً مَهِيْباً عَاقِلاً جَمِيْلاً أَبْيَضَ بَضّاً لَهُ ضَفِيْرَتَانِ مُعْتَدِلَ القَامَةِ. وُلِدَ قَبْلَ عَامِ الفِيْلِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ. قُلْتُ: بَلْ كَانَ مِنْ أَطْوَلِ الرِّجَالِ وَأَحْسَنِهِمْ صُوْرَةً وأبهاهم وَأَجْهَرِهِمْ صَوْتاً مَعَ الحِلْمِ الوَافِرِ وَالسُّؤْدُدِ. رَوَى مُغِيْرَةُ، عَنْ أَبِي رَزِيْنٍ قَالَ: قِيْلَ لِلعَبَّاسِ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَوِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ لِلعَبَّاسِ ثَوْبٌ لِعَارِي بَنِي هَاشِمٍ وَجَفْنَةٌ لِجَائِعِهِمْ وَمَنْظَرَةٌ1 لِجَاهِلِهِمْ. وَكَانَ يَمْنَعُ الجَارَ وَيَبْذُلُ المَالَ وَيُعْطِي فِي النَّوَائِبِ. وَنَدِيْمُهُ فِي الجَاهِلِيَّةِ أَبُو سُفْيَانَ بنُ حَرْبٍ. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيْبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ العَبَّاسُ قَدْ أَسْلَمَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة. إِسْنَادُهُ وَاهٍ. عَنْ عُمَارَةَ بنِ عَمَّارِ بنِ أَبِي اليَسَرِ السَّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى العَبَّاسِ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ وَاقِفٌ كَأَنَّهُ صَنَمٌ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ. فَقُلْتُ: جَزَاكَ اللهُ مِنْ ذِي رَحِمٍ شَرّاً أَتُقَاتِلُ ابْنَ أخيك مع عدوه?

_ 1 المنظرة: المرقبة كما قال الجوهري.

قَالَ: مَا فَعَلَ، أَقُتِلَ؟ قُلْتُ: اللهُ أَعَزُّ لَهُ وَأَنْصَرُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: مَا تُرِيْدُ إِلَيَّ? قُلْتُ: الأَسْرُ فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى، عَنْ قَتْلِكَ قَالَ: لَيْسَتْ بِأَوَّلِ صِلَتِهِ فَأَسَرْتُهُ ثُمَّ جِئْتُ بِهِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِالعَبَّاسِ قَدْ أَسَرَهُ فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا أَسَرَنِي فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ آزَرَكَ اللهُ بِمَلَكٍ كَرِيْمٍ". ابْنُ إِسْحَاقَ عَمَّنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَسَرَ العَبَّاسَ أَبُو اليَسَرِ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَيْفَ أَسَرْتَهُ"؟ قَالَ: لَقَدْ أَعَانَنِي عَلَيْهِ رَجُلٌ مَا رَأَيْتُهُ قَبْلُ وَلاَ بَعْدُ هَيْئَتُهُ كَذَا. قَالَ: "لَقَدْ أَعَانَكَ عَلَيْهِ مَلَكٌ كَرِيْمٌ". ثُمَّ قَالَ لِلعَبَّاسِ: افْدِ نَفْسَكَ وَابْنَ أَخِيْكَ عَقِيْلاً وَنَوْفَلَ بنَ الحَارِثِ وَحَلِيْفَكَ عُتْبَةَ بنَ جَحْدَمٍ. فَأَبَى وَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ مُسْلِماً قَبْلَ ذَلِكَ وَإِنَّمَا اسْتَكْرَهُوْنِي. قَالَ: "اللهُ أَعْلَمُ بِشَأْنِكَ إِنْ يَكُ مَا تَدَّعِي حَقّاً فَاللهُ يَجْزِيْكَ بِذَلِكَ وَأَمَّا ظَاهِرُ أَمْرِكَ فَقَدْ كَانَ عَلَيْنَا فَافْدِ نَفْسَكَ". وَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ عَرَفَ أَنَّ العَبَّاسَ أَخَذَ مَعَهُ عِشْرِيْنَ أُوْقِيَّةً ذَهَباً فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ احْسُبْهَا لِي مِنْ فِدَائِي. قَالَ: "لاَ، ذَاكَ شَيْءٌ أَعْطَانَا اللهُ مِنْكَ" قَالَ: فَإِنَّهُ لَيْسَ لِي مَالٌ قَالَ: "فَأَيْنَ المَالُ الَّذِي وَضَعْتَهُ بِمَكَّةَ عِنْدَ أُمِّ الفَضْلِ وَلَيْسَ مَعَكُمَا أَحَدٌ غَيْرَكُمَا فَقُلْتَ: إِنْ أُصِبْتُ فِي سَفَرِي فَلِلْفَضْلِ كَذَا لِقُثَمَ كَذَا وَلعَبْدِ اللهِ كَذَا". قَالَ: فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا عَلِمَ بِهَذَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ غَيَرَهَا وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُوْلُ اللهِ. يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عبيد الله ابن العَبَّاسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَعَثَتْ قُرَيْشٌ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ. فَفَدَى كُلُّ قَوْمٍ أَسِيْرَهُمْ بِمَا تَرَاضَوْا. وَقَالَ العَبَّاسُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ مُسْلِماً. إِلَى أَنْ قَالَ: وَأُنزِلَتْ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُم} 1 [الأنفال: 70] .

_ 1 الأساري هي قراءة أبي عمرو. وقد كان أهل الشام يقرءون بهذه القراءة في عصر الحافظ الذهبي -رحمه الله- مؤلف "السير".

قَالَ: فَأَعْطَانِي اللهُ مَكَانَ العِشْرِيْنَ أُوْقِيَّةً فِي الإسلام عشرين عبدا كُلُّهُمْ فِي يَدِهِ مَالٌ يَضْرِبُ بِهِ مَعَ مَا أَرْجُو مِنْ مَغْفِرَةِ اللهِ تَعَالَى. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ أَكْثَرُ الأُسَارَى فِدَاءً يَوْمَ بدر العباس افتدى نفسه بمئة أُوْقِيَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَمْسَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالأُسَارَى فِي الوَثَاقِ فَبَاتَ سَاهِراً أَوَّلَ اللَّيْلِ فقيل: يا رسول الله مالك لاَ تَنَامُ قَالَ: "سَمِعْتُ أَنِيْنَ عَمِّي فِي وَثَاقِهِ". فَأَطْلَقُوهُ فَسَكَتَ فَنَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَسَرَ العَبَّاسَ رَجُلٌ وَوَعَدُوْهُ أَنْ يقتلوه فقال رسول الله: "إِنِّي لَمْ أَنَمِ اللَّيْلَةَ مِنْ أَجْلِ العَبَّاسِ زَعَمَتِ الأَنْصَارُ أَنَّهُمْ قَاتِلُوْهُ". فَقَالَ عُمَرُ: أَآتِيْهِمْ يَا رَسُوْلَ اللهِ? فَأَتَى الأَنْصَارَ فَقَالَ: أَرْسِلُوا العباس قالوا: إن كان لرسول الله رضا فَخُذْهُ. سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ بَعْدَ مَا فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ عَلَيْكَ بِالْعِيْرِ لَيْسَ دُوْنَهَا شَيْءٌ. فَقَالَ العَبَّاسُ وَهُوَ فِي وَثَاقِهِ: لاَ يَصْلُحُ. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لِمَ"؟ قَالَ: لأَنَّ اللهَ وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ فَقَدْ أَعْطَاكَ مَا وَعَدَكَ. هَكَذَا رَوَاهُ إِسْرَائِيْلُ. وَرَوَاهُ عَمْرُو بنُ ثَابِتٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عكرمة مرسلًا. إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ بَدْرٍ اسْتَأْذَنَهُ العَبَّاسُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى يُهَاجِرَ مِنْهَا. فَقَالَ: "اطْمَئِنَّ يَا عَمُّ فَإِنَّكَ خاتم المهاجرين كما أنا خاتم النبيين"1.

_ 1 منكر: أخرجه الطبراني في "الكبير" "6/ 5828"، وأبو يعلى "5/ 2646" وابن عدي في "الكامل" "1/ 103"، وابن حبان في "المجروحين" "1/ 128" من طريق إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَيْسِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ بنِ ثابت، به، وقال ابن عدي في إثره: "وهذا الحديث في فضل العباس ليس يرويه عن أبي حازم غير إسماعيل بن قيس هذا"، وذكره الهيثمي في "المجمع" "9/ 268-269" وقال: "وفيه أبو مصعب إسماعيل بن قيس، وهو متروك". قلت: إسناده ضعيف جدا، فيه إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَيْسِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ بنِ ثابت، قال فيه البخاري والدارقطني: منكر الحديث. وأبو حازم هو سلمة بن دينار الأعرج المدني، ثقة عابد، من الخامسة، روى له الجماعة، وقد ذكرت الحديث في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" ط. مكتبة الدعوة بالأزهر "حديث رقم 62" فراجعه ثم تفد خيرا وعلما جما ذلك من فضل الله علينا نتحدث به إلا من باب المفاخرة ولكن من باب التحدث بالنعم لشكرها كما قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11] ، فالحمد لله على نعمة العلم التي من الله بها علينا حمدا كثيرا طيبا ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شاء من شيء بعد.

إِسْنَادُهُ وَاهٍ رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالشَّاشِيُّ1 فِي "مُسْنَدَيْهِمَا". وَيُرْوَى نَحْوُهُ مِنْ مَرَاسِيْلِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ مِمَّنْ لَمْ يَشْهَدْ بَدْراً: فَبَدَأَ بِالعَبَّاسِ قَالَ: وَأُمُّهُ نُتَيْلَةُ بِنْتُ جَنَابِ بنِ كُلَيْبٍ. وَسَرَدَ نَسَبَهَا إِلَى رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدٍّ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وُلِدَ أَبِي قَبْلَ أَصْحَابِ الفِيْلِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ. وَبَنُوْهُ: الفَضْلُ وَهُوَ أَكْبَرُهُمْ وَعَبْدُ اللهِ البَحْرُ وَعُبَيْدُ اللهِ وَقُثَمُ وَلَمْ يُعْقِبْ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ تُوُفِّيَ بِالشَّامِ وَلَمْ يُعْقِبْ وَمَعَبْدٌ اسْتُشْهِدَ بِإِفْرِيْقِيَةَ وَأَمُّ حَبِيْبٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ الفَضْلِ لُبَابَةُ الهِلاَلِيَّةُ وَفِيْهَا يَقُوْلُ ابْنُ يَزِيْدَ الهلالي: مَا وَلَدَتْ نَجِيْبَةٌ مِنْ فَحْلِ ... بِجَبَلٍ نَعْلَمُهُ أَوْ سَهْلِ كَسِتَّةٍ مِنْ بَطْنِ أُمِّ الفَضْلِ ... أَكْرِمْ بِهَا مِنْ كَهْلَةٍ وَكَهْلِ قَالَ الكَلْبِيُّ: مَا رَأَيْنَا وَلَدَ أُمٍّ قَطُّ أَبْعَدَ قُبُوْراً مِنْ بَنِي العَبَّاسِ. وَمِنْ أَوْلاَدِ العَبَّاسِ: كَثِيْرٌ وَكَانَ فَقِيْهاً وَتَمَّامٌ وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ قُرَيْشٍ وَأُمَيْمَةُ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ وَالحَارِثُ بنُ العَبَّاسِ وَأُمُّهُ حُجَيْلَةُ بِنْتُ جُنْدَبٍ التَّمِيْمِيَّةُ. فَعِدَّتُهُمْ عَشْرَةٌ. الوَاقِدِيُّ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ الهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي البَدَّاحِ بنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُوَيْمِ بنِ سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقِيْلَ هُوَ فِي مَنْزِلِ العَبَّاسِ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَسَلَّمْنَا وَقُلْنَا: مَتَى نَلْتَقِي فَقَالَ العَبَّاسُ: إِنَّ مَعَكُمْ مِنْ قَوْمِكُمْ مَنْ هُوَ مُخَالِفٌ لَكُمْ فَأَخْفُوا أَمْرَكُمْ حَتَّى يَنْصَدِعَ هَذَا الحَاجُّ وَنَلْتَقِيَ نَحْنُ وَأَنْتُمْ فَنُوْضِحُ لَكُمُ الأَمْرَ فَتَدْخُلُوْنَ عَلَى أَمْرٍ بَيِّنٍ. فَوَعَدَهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةَ النَّفْرِ الآخِرِ بِأَسْفَلِ العَقَبَةِ وَأَمَرَهُمْ إلَّا ينبهوا نائمًا ولا ينتظروا غائبًا.

_ 1 سبق تعريفنا به، وهو الهيثم بن كليب بن شريح الشاشي، مؤلف "المسند الكبير".

وَعَنْ مُعَاذِ بنِ رِفَاعَةَ، قَالَ: فَخَرَجُوْا بَعْدَ هَدْأَةٍ يَتَسَلَّلُوْنَ وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى ذَلِكَ المَكَانِ مَعَهُ عَمُّهُ العَبَّاسُ وَحْدَهُ. قَالَ: فَأَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ هُوَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الخَزْرَجِ قَدْ دَعَوْتُمْ مُحَمَّداً إِلَى مَا دَعَوْتُمُوْهُ وَهُوَ مِنْ أَعَزِّ النَّاسِ فِي عَشِيْرَتِهِ يَمْنَعُهُ وَاللهِ مَنْ كان منا على قَوْلِهِ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ وَقَدْ أَبَى مُحَمَّداً النَّاسُ كُلُّهُمْ غَيْرَكُمْ فَإِنْ كُنْتُمْ أَهْلَ قُوَّةٍ وَجَلَدٍ وَبَصَرٍ بِالحَرْبِ وَاسْتِقْلاَلٍ بِعَدَاوَةِ العَرَبِ قَاطِبَةً فإنها سترميكم، عن قوس واحدة فارتئوا رَأْيَكُمْ وَائْتَمِرُوا أَمْرَكُمْ فَإِنَّ أَحْسَنَ الحَدِيْثِ أَصْدَقُهُ فَأُسْكِتُوا. وَتَكَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ حَرَامٍ فَقَالَ: نَحْنُ أَهْلُ الحَرْبِ وَرِثْنَاهَا كَابِراً، عَنْ كَابِرٍ. نَرْمِي بِالنَّبْلِ حَتَّى تَفْنَى ثُمَّ نُطَاعِنُ بِالرِّمَاحِ حَتَّى تَكَسَّرَ ثُمَّ نَمْشِي بِالسُّيُوْفِ حَتَّى يَمُوْتَ الأَعْجَلُ مِنَّا. قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابُ حَرْبٍ هَلْ فِيْكُمْ دُرُوْعٌ قَالُوا: نَعَمْ شَامِلَةٌ. وَقَالَ البَرَاءُ بنُ مَعْرُوْرٍ: قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتَ إِنَّا وَاللهِ لَوْ كَانَ فِي أَنْفُسِنَا غَيْرُ مَا نَقُوْلُ لَقُلْنَا وَلَكِنَّا نُرِيْدُ الوَفَاءَ وَالصِّدْقَ وَبَذْلَ المُهَجِ دُوْنَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَبَايَعَهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالعَبَّاسُ آخِذٌ بِيَدِهِ يُؤَكِّدُ لَهُ البَيْعَةَ. زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالعَبَّاسِ وَكَانَ العَبَّاسُ ذَا رَأْيٍ فَقَالَ العَبَّاسُ لِلسَّبْعِيْنَ: لِيَتَكَلَّمْ مُتَكَلِّمُكُم وَلاَ يُطِلِ الخُطْبَةَ فَإِنَّ عَلَيْكُم عَيْناً. فَقَالَ أَسْعَدُ بنُ زُرَارَةَ: سَلْ لِرَبِّكَ مَا شِئْتَ وَسَلْ لِنَفْسِكَ وَلأَصْحَابِكَ ثُمَّ، أَخْبِرْنَا بِمَا لَنَا عَلَى اللهِ وَعَلَيْكُم. قَالَ: "أَسْأَلُكُم لِرَبِّي أَنْ تَعْبُدُوْهُ لاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَأَسْأَلُكُم لِنَفْسِي وَأَصْحَابِي أَنْ تُؤْوُوْنَا وَتَنْصُرُوْنَا وَتَمْنَعُوْنَا مِمَّا تَمْنَعُوْنَ منه أنفسكم". قالوا: فمالنا إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ قَالَ: "الجَنَّةُ". قَالَ: فَلَكَ ذَلِكَ. ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ: كُنْتُ غُلاَماً لِلعَبَّاسِ وَكَانَ الإِسْلاَمُ قَدْ دَخَلَنَا فَأَسْلَمَ العَبَّاسُ وَكَانَ يَهَابُ قَوْمَهُ فَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلاَمَهُ فَخَرَجَ إِلَى بَدْرٍ وَهُوَ كَذَلِكَ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعَبْدِ بنِ عَبَّاسٍ أَنَّ جَدَّهُ عَبَّاساً قَدِمَ هُوَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ فَقَسَمَ لَهُمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي خَيْبَرَ.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَقَالَ لِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ: هَذَا وَهْمٌ بَلْ كَانَ العَبَّاسُ بِمَكَّةَ إِذْ قَدِمَ الحَجَّاجُ بنُ عِلاَطٍ فَأَخْبَرَ قُرِيشاً، عَنْ نَبِيِّ اللهِ بِمَا أَحَبُّوا وَسَاءَ العَبَّاسَ حَتَّى أَتَاهُ الحَجَّاجُ فَأَخْبَرَهُ بِفَتْحِ خَيْبَرَ فَفَرِحَ. ثُمَّ خَرَجَ العَبَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَحِقَ بِالنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فأطعمه بخيبر مئتي وَسْقٍ كُلَّ سَنَةٍ ثُمَّ خَرَجَ مَعَهُ إِلَى فَتْحِ مَكَّةَ. يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ، عَنِ المُطَّلِبِ بنِ رَبِيْعَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا بَالُ رِجَالٍ يُؤْذُوْنَنِي فِي العَبَّاسِ وَإِنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيْهِ مَنْ آذى العباس فقد آذاني" 1. وَرَوَاهُ خَالِدٌ الطَّحَّانُ، عَنْ يَزِيْدَ فَأَسْقَطَ المُطَّلِبَ.

_ 1 حسن: أخرجه الترمذي "3758" من طريق أبي عوانة، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن الحارث، حدثني المطلب بنِ رَبِيْعَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ أن العباس بن عبد المطلب دَخَلَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مغضبا وأنا عنده فقال: ما أغضبك؟ قال: يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك، قال: فَغَضبَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى احمر وجهه ثم قال: "والذي نفسي بيده لاَ يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الإِيْمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لله ورسوله". ثم قال: "يا أيها الناس، من آذي عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه". وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه أحمد "4/ 165" من طريق يزيد يعني ابن عطاء، عن يزيد يعني ابن أبي زياد، به مرفوعا. وأخرجه أحمد "1/ 208"، والحاكم "3/ 333" من طريق جرير بن عبد الحميد أبي عبد الله، عن يزيد بن زياد، به مرفوعا. لكن هذا إسناد ضعيف لأجل يزيد بن أبي زياد هذا قال الحافظ في "التقريب" ضعيف كبر فتغير صار يتلقن. وللحديث شاهد أخرجه ابن ماجه "140" في المقدمة من طريق محمد بن طريف، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الأعمش، عن أبي سبرة النخعي، عن محمد بن كعب القرظي، عن العباس بن عبد المطلب قال: كنا نلقى النفر من قريش، وهم يتحدثون فيقطعون حديثهم فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما بال أقوم يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم، والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتي يحبهم لله ولقرابتهم مني". قلت: وهذا إسناد ضعيف، محمد بن كعب القرظي روايته عن العباس بن عبد المطلب قيل إنها مرسلة، وعلى فرض أنه قد سمع منه، فإن في هذا الإسناد أبا سبرة النخعي قال الحافظ في "التقريب" مقبول -أي عند المتابعة- فالحديث حسن بهذا الشاهد وقد تكلمت على هذا الحديث بإسهاب في تخريجنا وتعليقنا على كتاب "مكان رأس الحسين" لشيخ الإسلام ابن تيمية ط. دار الجبل - بيروت "ص21-22" فراجعه ثم إن شئت.

وَثَبَتَ أَنَّ العَبَّاسَ كَانَ يَوْمَ حُنِيْنٍ وَقْتَ الهَزِيْمَةِ آخِذاً بِلِجَامِ بَغْلَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَثَبَتَ مَعَهُ حَتَّى نَزَلَ النَّصْرُ1. الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سَبْرَةَ النَّخَعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، عَنِ العَبَّاسِ قَالَ: كُنَّا نَلْقَى النَّفَرَ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُمْ يَتَحَدَّثُوْنَ فَيَقْطَعُوْنَ حَدِيْثَهُمْ فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "وَاللهِ لاَ يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الإِيْمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ للهِ وَلِقَرَابَتِي" 2. إِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ. إِسْرَائِيْلُ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أن رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ وَقَعَ فِي أَبٍ لِلْعَبَّاسِ كَانَ فِي الجَاهِلِيَّةِ فَلَطَمَهُ العَبَّاسُ فَجَاءَ قَوْمُهُ فَقَالُوا: وَاللهِ لَنَلْطِمَنَّهُ كَمَا لَطَمَهُ فَلَبِسُوا السِّلاَحَ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَصَعِدَ المِنْبَرَ فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ أَهْلِ الأَرْضِ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ? قَالُوا: أَنْتَ. قَالَ: "فَإِنَّ العَبَّاسَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ لاَ تَسُبُّوا أَمْوَاتَنَا فَتُؤْذُوا أَحْيَاءنَا". فَجَاءَ القَوْمُ فَقَالُوا: نَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ. رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"3. ثَوْرٌ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَعَلَ عَلَى العَبَّاسِ وولده

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "9741"، وابن سعد "4/ 18-19"، وأحمد "1/ 207"، ومسلم "1775" والنسائي في "الكبرى" "8647" و"8653"، والحاكم "3/ 327-328"، وأبو يعلى "6708"، وابن جرير "10/ 101-102"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "5/ 137-139" من طرق عن الزهري، أخبرني كثير بن عباس بن عبد المطلب، عن أبيه العباس، به في حديث طويل. 2 حسن لغيره: أخرجه ابن ماجه "140" من طريق الأعمش به. قلت: إسناده ضعيف للانقطاع بين محمد بن كعب القرظي والعباس بن عبد المطلب. وفيه أبو سبرة النخعي مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول. وقد خرجت الحديث بإسهاب في تعليقنا وتخريجنا قبل السابق فراجعه. 3 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 300"، وابن سعد "4/ 23-24 و24"، ويعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" "1/ 499-500"، والترمذي "3759"، والنسائي "8/ 33"، وفي "الكبرى" "8173"، والحاكم "3/ 325 و329" من طرق عن إسرائيل، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد الأعلى، وهو ابن عامر الثعلبي، ضعيف بالاتفاق.

كِسَاءً ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا اللهم اخْلُفْهُ فِي وَلَدِهِ"1. إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ. رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَيْسِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي القَيْظِ فَقَامَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَامَ العَبَّاسُ يَسْتُرُهُ بِكِسَاءٍ مِنْ صُوْفٍ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اسْتُرِ العَبَّاسَ وَوَلَدَهُ مِنَ النَّارِ". لَهُ طُرُقٌ وَإِسْمَاعِيْلُ ضُعِّفَ2. سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ قَالَ: بَعَثَ ابْنُ الحَضْرَمِيِّ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَالٍ ثَمَانِيْنَ أَلْفاً مِنَ البَحْرَيْنِ فَنُثِرَتْ عَلَى حَصِيْرٍ فَجَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَقَفَ وَجَاءَ النَّاسُ فَمَا كَانَ يَوْمَئِذٍ عَدَدٌ وَلاَ وَزْنٌ مَا كَانَ إلَّا قَبْضاً. فَجَاءَ العَبَّاسُ بِخَمِيْصَةٍ عَلَيْهِ فَأَخَذَ فَذَهَبَ يَقُوْمُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ارْفَعْ عَلَيَّ فَتَبَسَّمَ رَسُوْلُ اللهِ حَتَّى خَرَجَ ضَاحِكُهُ أَوْ نَابُهُ فَقَالَ: "أَعِدْ فِي المَالِ طَائِفَةً وَقُمْ بِمَا تُطِيْقُ". فَفَعَلَ. قَالَ: فَجَعَلَ العَبَّاسُ يَقُوْلُ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ أما إحدى اللتين وعدنا الله فَقَدْ أَنْجَزَهَا يَعْنِي قَوْلَهُ: {قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُم} [الأَنْفَالُ: 70] . فَهَذَا خَيْرٌ مِمَّا أُخِذَ مِنِّي. وَلاَ أَدْرِي مَا يُصْنَعُ فِي الآخِرَةِ.

_ 1 ضعيف: أخرجه الترمذي "3762" من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن ثور بن يزيد، به. وقال الترمذي: في إثره: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه". قلت: إسناده ضعيف، فيه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف البصري، مدلس يدلس عن ثور الحمص وأقوام مناكير، وقد عنعنه. وقد قال الحافظ في "التقريب" صدوق ربما أخطأ، أنكروا عليه حديث في فضل العباس يقال دلسه عن ثور. وقد أخطأ الشيخ الألباني -رحمه الله- في تجويد إسناده في "مشكاة المصابيح" "3/ 6149" وفي العلة المذكورة، ونوه بها الحافظ في "التقريب". وقد وقفت له على شاهد عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لعمه العباس أنا خاتم النبيين ثم رفع يديه وقال: "اللهم اغفر للعباس وأبناء العباس وأبناء أبناء العباس". وأورده الحافظ الهيثمي في "المجمع" "9/ 269" وقال: رواه الطبراني عن شيخه عبد الرحمن بن حاتم المرادي، وهو متروك. 2 منكر: أخرجه الحاكم "3/ 326" من طريق إبراهيم بن حمزة الزبيري، حدثنا إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَيْسِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ بنِ ثابت، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد "! " ورده الحافظ الذهبي في "التلخيص" بقوله: "قلت: إسماعيل ضعفوه". قلت: إسناده واه، إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَيْسِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ بنِ ثابت، قال البخاري والدارقطني: منكر الحديث. وقال النسائي وغيره: ضعيف.

أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عُمَرَ عَلَى الصَّدَقَةِ سَاعِياً فَمُنِعَ ابْنُ جميل وخالد والعباس. فقال رسول الله: "مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيْلٍ إلَّا أَنْ كَانَ فَقِيْراً فَأَغْنَاهُ اللهُ وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُوْنَ خَالِداً إِنَّهُ قَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتَادَهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ وَأَمَّا العَبَّاسُ فَهِيَ عَلَيَّ وَمِثْلُهَا". ثُمَّ قَالَ: "أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيْهِ". الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ: أَمَا تَذْكُرُ إِذْ شَكَوْتَ العَبَّاسَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيْهِ" 1. حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ ضُمَيْرَةَ، عَنْ أبيه، عَنْ جدِّه، عَنْ عَلِيّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ قَالَ: "اسْتَوْصُوا بِالعَبَّاسِ خَيْراً فَإِنَّهُ عَمِّي وَصِنْوُ أَبِي". إِسْنَادُهُ وَاهٍ2. مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ: عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ بنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي نَقِيْعِ الخَيْلِ3 فَأَقْبَلَ العَبَّاسُ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَذَا العَبَّاسُ عَمُّ نَبِيِّكُم أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفّاً وَأَوْصَلُهَا". رَوَاهُ عِدَّةٌ عَنْهُ. وَثَبَتَ مِنْ حَدِيْثِ أَنَسٍ: أَنَّ عُمَرَ اسْتَسْقَى فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا إِذَا قَحَطْنَا عَلَى عَهْدِ نَبِيِّكَ تَوَسَّلْنَا بِهِ وَإِنَا نَسْتَسْقِي إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ العباس4.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1468" من طريق شعيب، ومسلم "983" من طريق ورقاء كلاهما عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة به مرفوعا. وقوله: " أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيْهِ" في مسلم دون البخاري. وقوله: "صنو": أي مثل ونظير يعني أنهما من أصل واحد. 2 موضوع: فيه الحسين بن عبد الله بن ضميرة بن أبي ضميرة سعيد الحميري. كذبه مالك. وقال أبو حاتم: متروك الحديث كذاب. وقال أحمد: لا يساوي شيئا. وقال ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون. وقال البخاري: منكر الحديث ضعيف. 3 هو: على عشرين فرسخا من المدينة. 4 صحيح: أخرجه البخاري "1010" من طريق ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس، به.

الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنَا سَاعِدَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ دَاوُدَ بنِ عَطَاءٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اسْتَسْقَى عُمَرُ عَامَ الرَّمَادَةِ بِالعَبَّاسِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَذَا عَمُّ نَبِيِّكَ نَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِهِ فَاسْقِنَا. فَمَا بَرِحُوا حَتَّى سَقَاهُمُ اللهُ. فَخَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَرَى لِلْعَبَّاسِ مَا يَرَى الوَلَدُ لِوَالِدِهِ فَيُعَظِّمُهُ وَيُفَخِّمُهُ وَيَبَرُّ قَسَمَهُ فَاقْتَدُوا أَيَّهَا النَّاسِ بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي عَمِّهِ العَبَّاسِ وَاتَّخِذُوْهُ وَسِيْلَةً إِلَى اللهِ فِيْمَا نَزَلَ بِكُم. وَقَعَ لَنَا عَالِياً فِي "جُزْءِ البَانِيَاسِيِّ". وَدَاوُدُ ضَعِيْفٌ. ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يجل أحد مَا يُجِلُّ العَبَّاسَ أَوْ يُكْرِمُ العَبَّاسَ. إِسْنَادُهُ صَالِحٌ. وَيُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله اتَّخَذَنِي خَلِيْلاً كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلاً فَمَنْزِلِي وَمَنْزِلُ إِبْرَاهِيْمَ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي الجَنَّةِ تُجَاهَيْنِ وَالعَبَّاسُ بَيْنَنَا مُؤْمِنٌ بَيْنَ خَلِيْلَيْنِ". أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ وَهُوَ مَوْضُوْعٌ وَفِي إِسْنَادِهِ: عَبْدُ الوَهَّابِ العُرْضِيُّ الكَذَّابُ. ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَامِرِيُّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِلْعَبَّاسِ: "فِيْكُمُ النُّبُوَّةُ وَالمَمْلَكَةُ". هَذَا فِي جُزْءِ ابْنِ دِيْزِيْلَ وَهُوَ مُنْكَرٌ. ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الثِّقَةِ قَالَ: كَانَ العَبَّاسُ إِذَا مَرَّ بِعُمَرَ أَوْ بِعُثْمَانَ وَهُمَا رَاكِبَانِ نَزَلاَ حَتَّى يُجَاوِزَهُمَا إِجْلاَلاً لِعَمِّ رَسُوْلِ اللهِ. وَرَوَى ثُمَامَةُ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ عُمَرُ اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاسقنا. صحيح1. وَفِي ذَلِكَ يَقُوْلُ عَبَّاسُ بنُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي لَهَبٍ: بِعَمِّي سَقَى اللهُ الحِجَازَ وَأَهْلَهُ ... عَشِيَّةَ يَسْتَسْقِي بِشَيْبَتِهِ عُمُرْ تَوَجَّهَ بِالعَبَّاسِ فِي الجَدْبِ رَاغِباً ... إِلَيْهِ فَمَا إِنْ رَامَ حَتَّى أَتَى المَطَرْ وَمِنَّا رَسُوْلُ اللهِ فِيْنَا تُرَاثُهُ ... فهل فوق هذا للمفاخر مفتخر

_ 1 صحيح: راجع تخريجنا السابق.

أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ وَعَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ نُفَيْعٍ. قَالُوا: لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ وَفُتِحَ عَلَيْهِ الفُتُوْحُ جَاءهُ مَالٌ فَفَضَّلَ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارَ فَفَرَضَ لِمَنْ شَهِدَ بَدْراً خَمْسَةَ آلاَفٍ خَمْسَةَ آلاَفٍ وَلِمَنْ لَمْ يَشْهَدْهَا وَلَهُ سَابِقَةٌ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَفَرَضَ لِلْعَبَّاسِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً. سُفْيَانُ بنُ حَبِيْبٍ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ، عَنْ صُهَيْبٍ مَوْلَى العَبَّاسِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيّاً يُقَبِّلُ يَدَ العَبَّاسِ وَرِجْلَهُ وَيَقُوْلُ: يَا عَمّ ارْضَ عَنِّي. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ وَصُهَيْبٌ لاَ أَعْرِفُهُ. عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مكحول، عن سعيد بن المسيب أنه قَالَ: العَبَّاسُ خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ وَارِثُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَمُّهُ. سَمِعَهُ مِنْهُ: يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ. وَهُوَ قَوْلٌ مُنْكَرٌ. قَالَ الضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ الحِزَامِيُّ: كَانَ يَكُوْنُ لِلْعَبَّاسِ الحَاجَةُ إِلَى غِلْمَانِهِ وَهُمْ بِالغَابَةِ فَيَقِفُ عَلَى سَلْعٍ وَذَلِكَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ فَيُنَادِيْهِم فَيُسْمِعُهُم. وَالغَابَةُ نَحْوٌ مِنْ تِسْعَةِ أَمْيَالٍ. قُلْتُ: كَانَ تَامَّ الشَّكْلِ جَهْوَرِيَّ الصَّوْتِ جِدّاً وَهُوَ الذي أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أَن يَهْتِفَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: يَا أَصْحَابَ الشَّجَرَةِ. قَالَ القَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زَبْرٍ: حَدَّثَنَا إسماعيل القاضي، أخبرنا نصر ابن عَلِيٍّ:، أَخْبَرَنَا الأَصْمَعِيُّ قَالَ: كَانَ لِلْعَبَّاسِ رَاعٍ يَرْعَى لَهُ عَلَى مَسِيْرَةِ ثَلاَثَةِ أَمْيَالٍ فَإِذَا أَرَادَ مِنْهُ شَيْئاً صَاحَ بِهِ فَأَسْمَعَهُ حَاجَتَهُ. لَيْثٌ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، عَنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَعْتَقَ العَبَّاسُ عِنْدَ مَوْتِهِ سَبْعِيْنَ مَمْلُوْكاً. عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: وَبَقِيَ فِي بَيْتِ المَالِ بَقِيَّةٌ فَقَالَ العَبَّاسُ لِعُمَرَ وَلِلنَّاسِ: أَرَأَيْتُم لَوْ كَانَ فِيْكُم عَمُّ موسى أكنتم تكرمونه وَتَعْرِفُوْنَ حَقَّهُ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنَا عَمُّ نَبِيِّكُم أَحَقُّ أَنْ تُكْرِمُوْنِي. فَكَلَّمَ عُمَرُ النَّاسُ فَأَعْطَوْهُ. قُلْتُ: لَمْ يَزَلِ العَبَّاسُ مُشْفِقاً عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُحِبّاً لَهُ صَابِراً عَلَى الأَذَى وَلَمَّا يُسْلِمْ بَعْدُ بِحَيْثُ أَنَّهُ لَيْلَةَ العَقَبَةِ عُرِفَ وَقَامَ مَعَ ابْنِ أَخِيْهِ فِي اللَّيْلِ وَتَوَثَّقَ لَهُ مِنَ السَّبْعِيْنَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ مَعَ قَوْمِهِ مُكْرَهاً فَأُسِرَ فَأَبْدَى لَهُم أَنَّهُ كَانَ أَسْلَمَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ. فَمَا أَدْرِي لِمَاذَا أَقَامَ بها؟!

ثُمَّ لاَ ذِكْرَ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَلاَ يَوْمَ الخَنْدَقِ وَلاَ خَرَجَ مَعَ أَبِي سُفْيَانَ وَلاَ قَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ فِي ذَلِكَ شَيْئاً فِيْمَا عَلِمْتُ. ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُهَاجِراً قُبَيْلَ فَتْحِ مَكَّةَ فَلَمْ يَتَحَرَّرْ لَنَا قُدُوْمُهُ. وَقَدْ كَانَ عُمَرُ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ لَهُ دَاراً بِالثَّمَنِ لِيُدْخِلَهَا فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَامْتَنَعَ حَتَّى تَحَاكَمَا إِلَى أُبِيِّ بنِ كَعْبٍ وَالقِصَّةُ مَشْهُوْرَةٌ ثُمَّ بَذَلَهَا بِلاَ ثَمَنٍ. وَوَرَدَ أَنَّ عُمَرَ عَمَدَ إِلَى مِيْزَابٍ لِلْعَبَّاسِ عَلَى مَمَرِّ النَّاسِ فَقَلَعَهُ. فَقَالَ لَهُ: أَشْهَدُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هو الَّذِي وَضَعَهُ فِي مَكَانِهِ. فَأَقْسَمَ عُمَرُ: لَتَصْعَدَنَّ عَلَى ظَهْرِي وَلَتَضَعَنَّهُ مَوْضِعَهُ. وَيُرْوَى فِي خَبَرٍ مُنْكَرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نظر إلى الثريا ثم قال: "يا عَمّ ليملكنَّ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ عَدَدُ نُجُوْمِهَا". وَقَدْ عمل الحافظ أبو القاسم بن عَسَاكِرَ تَرْجَمَةَ العَبَّاسِ فِي بِضْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَرَقَةً. وَقَدْ عَاشَ ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ فَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ وَدُفِنَ بِالبَقِيْعِ. وَعلَى قَبْرِهِ اليَوْمَ قُبَّةٌ عَظِيْمَةٌ مِنْ بِنَاءِ خُلَفَاءِ آلِ العَبَّاسِ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ وَغَيْرُهُ: بَلْ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَقَالَ المَدَائِنِيُّ: سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ. أَخْبَرَنَا المِقْدَادُ بنُ أَبِي القَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الأَخْضَرِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ البَرْمَكِيُّ حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مَاسِي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، أَخْبَرَنَا الأَنْصَارِيُّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي وَخَرَجَ العَبَّاسُ مَعَهُ يَسْتَسْقِي وَيَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا إِذَا قَحَطْنَا عَلَى عَهْدِ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَوسَّلْنَا إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ1. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: سُئِلَ العَبَّاسُ أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي وَأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ مَوْلِدُهُ بَعْدَ عَقْلِي أُتِيَ إِلَى أُمِي فَقِيْلَ لَهَا: وَلَدَتْ آمِنَةُ غُلاَماً فَخَرَجَتْ بِي حِيْنَ أَصْبَحَتْ آخِذَةً بِيَدِي حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهَا فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَمْصَعُ بِرِجْلَيْهِ فِي عَرَصَتِهِ وجعل النساء يجبذنني عَلَيْهِ وَيَقُلْنَ: قَبِّلْ أَخَاكَ. كَذَا ذَكَرَهُ بِلاَ إِسْنَادٍ. أَنْبَأَنَا طَائِفَةٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ طَبَرْزَدْ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بِشْرِ بنِ مَطَرٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ سَمِعْتُ العَبَّاسَ يَقُوْلُ: الَّذِي أُمِرَ بِذَبْحِهِ إِبْرَاهِيْمُ: هُوَ إسحاق.

_ 1 صحيح: راجع تخريجنا السابق، وهو في البخاري "1010".

وَقَالَ الوَاقِدِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَسْلَمَ العَبَّاسُ بِمَكَّةَ قَبْلَ بَدْرٍ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الفَضْلِ مَعَهُ حِيْنَئِذٍ وَكَانَ مُقَامُهُ بِمَكَّةَ. إِنَّهُ كَانَ لاَ يَغْبَى عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمكة خَبَرٌ يَكُوْنُ إلَّا كَتَبَ بِهِ إِلَيْهِ. وَكَانَ مَنْ هُنَاكَ مِنَ المُؤْمِنِيْنَ يَتَقَوَّوْنَ بِهِ وَيَصِيْرُوْنَ إِلَيْهِ وَكَانَ لَهُم عَوْناً عَلَى إِسْلاَمِهِم وَلَقَدْ كَانَ يَطْلُبُ أَن يَقْدَمَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُوْلُ الله: إِنَّ مَقَامَكَ مُجَاهِدٌ حَسَنٌ فَأَقَامَ بِأَمْرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. إسناده ضعيف. وَلو جَرَى هَذَا لَمَا طَلَبَ مِنَ العَبَّاسِ فِدَاءً يَوْم بَدْرٍ وَالظَّاهِرُ أَنَّ إِسْلاَمَهُ كَانَ بَعْدَ بَدْرٍ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَيْسِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ العَبَّاسُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الهِجْرَةِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: "يَا عَمُّ أَقِمْ مَكَانَكَ فَإِنَّ اللهَ يَخْتِمُ بِكَ الهِجْرَةَ كَمَا خَتَمَ بِيَ النُّبُوَّةَ"2. إِسْمَاعِيْلُ وَاهٍ. وَرَوَى عَبْدُ الأَعْلَى الثَّعْلَبِيُّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "العَبَّاسُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ" إِسْنَادُهُ لَيْسَ بِقَوِيٍّ3. وَقَدِ اعْتَنَى الحُفَّاظُ بِجَمْعِ فَضَائِلِ العَبَّاسِ رِعَايَةً لِلْخُلَفَاءِ. وَبِكُلِّ حَالٍ لَوْ كَانَ نَبِيُّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِمَّنْ يُوْرَثُ لَمَا وَرِثَهُ أَحَدٌ بَعْدَ بِنْتِهِ وَزَوْجَاتِهِ إلَّا العَبَّاسُ. وَقَدْ صَارَ المُلْكُ فِي ذُرِّيَّةِ العَبَّاسِ وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ وتداوله تسعة وثلاثون خليفة إلى وقتنا هذا وذلك ست مئة عَامٍ أَوَّلُهُمُ السَّفَاحُ وَخَلِيْفَةُ زَمَانِنَا المُسْتَكْفِي لَهُ الاسْمُ المِنْبَرِيُّ وَالعَقْدُ وَالحَلُّ بِيَدِ السُّلْطَانِ المَلِكِ النَّاصِرِ أَيَّدَهُمَا اللهُ. وَإِذَا اقْتَصَرْنَا مِنْ مَنَاقِبِ عَمِّ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى هذه النبذة فلنذكر وفاته:

_ 1 موضوع: إسناده ظلمات بعضها فوق بعض فيه ثلاث علل متتالية: الأولى: الواقدي، وهو متروك. الثانية: ابن أبي سبرة، وهو أَبُو بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي سَبْرَةَ رُمي بالوضع. الثالثة: حسين بن عبد الله، ضعيف. 2 منكر: فيه إسماعيل بن قيس، وهو منكر الحديث كما قال البخاري والدارقطني وهذا الحديث من جملة منكراته وقد بينا ذلك قريبا، فقد مر الحديث بنحوه برقم "836". 3 ضعيف: مر تخريجنا له قريبا برقم "841" وفيه عبد الأعلى الثعلبي وهو ضعيف بالاتفاق.

كَانَتْ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ مِنَ الهِجْرَةِ وَلَهُ سِتٌّ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً وَلَمْ يَبْلُغْ أَحَدٌ هَذِهِ السِّنَّ مِنْ أَوْلاَدِهِ وَلاَ أَوْلاَدِهِمْ وَلاَ ذُرِّيَّتِهِ الخُلَفَاءِ وَلَهُ قُبَّةٌ عَظِيْمَةٌ شَاهِقَةٌ عَلَى قَبْرِهِ بِالبَقِيْعِ. وَسَنَذْكُرُ وَلَدَهُ عَبْدَ اللهِ بنَ العَبَّاسِ الفَقِيْهَ مُفْرَداً. جِنَازَةُ العَبَّاسِ: عَنْ نَمْلَةَ بنِ أَبِي نَمْلَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا مَاتَ العَبَّاسُ بَعَثَتْ بَنُوْ هَاشِمٍ مَن يُؤْذِنُ أَهْلَ العَوَالِي: رَحِمَ اللهُ مَنْ شَهِدَ العَبَّاسَ بنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ. فَحَشَدَ النَّاسُ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَارِيَةَ قَالَ: جَاءَ مُؤْذِنٌ بِمَوْتِ العَبَّاسِ بِقُبَاءَ عَلَى حِمَارٍ ثُمَّ جَاءنَا آخَرُ عَلَى حِمَارٍ فَاسْتَقْبَلَ قُرَى الأَنْصَارِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى السَّافِلَةِ فَحَشَدَ النَّاسُ. فَلَمَّا أُتِيَ بِهِ إِلَى مَوْضِعِ الجَنَائِزِ تَضَايَقَ فَقَدَّمُوا بِهِ إِلَى البَقِيْعِ. فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ ذَلِكَ الخُرُوْجِ قَطُّ وَمَا يَقْدِرُ أَحَدٌ يَدْنُو إِلَى سَرِيْرِهِ. وَازْدَحَمُوا عند اللَّحْدِ فَبَعَثَ عُثْمَانُ الشُّرَطَةَ يَضْرِبُوْنَ النَّاسَ، عَنْ بَنِي هَاشِمٍ حَتَّى خَلَصَ بَنُوْ هَاشِمٍ فَنَزَلُوا فِي حُفْرَتِهِ. وَرَأَيْتُ عَلَى سَرِيْرِهِ بُرْدَ حِبَرَةٍ قَدْ تَقَطَّعَ مِنْ زِحَامِهِمْ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَتْنِي عُبَيْدَةُ بِنْتُ نَابِلٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: جَاءنَا رَسُوْلُ عُثْمَانَ وَنَحْنُ بِقَصْرِنَا عَلَى عَشْرَةِ أَمْيَالٍ مِنَ المَدِيْنَةِ أَنَّ العَبَّاسَ قَدْ تُوُفِّيَ فَنَزَلَ أَبِي وَسَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ وَنَزَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنَ السَّمُرَةِ فَجَاءنَا أَبِي بَعْدَ يَوْمٍ فَقَالَ: مَا قَدَرْنَا أَنْ نَدْنُوَ مِنْ سَرِيْرِهِ مِنْ كَثْرَةِ النَّاسِ غُلِبْنَا عَلَيْهِ وَلَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّ حَمْلَهُ. وَعَنْ عَبَّاسِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْبَدٍ قَالَ: حَضَرَ غَسْلَهُ عُثْمَانُ وَغَسَّلَهُ عَلِيٌّ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَخَوَاهُ: قُثَمُ وَعُبَيْدُ اللهِ. وَحَدَّتْ نِسَاءُ بَنِي هَاشِمٍ سَنَةً. زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بن عبد الله ابن عَبَّاسٍ أَنَّ العَبَّاسَ أَعْتَقَ سَبْعِيْنَ مَمْلُوْكاً عِنْدَ مَوْتِهِ. وَفِي "مُسْتَدْرَكِ" الحَاكِمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجل العباس إجلال الوالد.

وَلِعَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوْعاً: "العَبَّاسُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ"1 عَبْدُ الأَعْلَى الثَّعْلَبِيُّ لَيِّنٌ. يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي قَبِيْلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ مَوْلَى العَبَّاسِ سَمِعَ العَبَّاسَ يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: انْظُرْ فِي السَّمَاءِ فَنَظَرْتُ. فَقَالَ: "مَا تَرَى"? قُلْتُ: الثُّرَيَّا. فَقَالَ: "أَمَا إِنَّهُ يَمْلِكُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِعَدَدِهَا مِنْ صُلْبِكَ"2. رَوَاهُ الحَاكِمُ. وَعُبَيْدٌ غَيْرُ ثِقَةٍ. وَرَوَى الحَاكِمُ: أَنَّ زَحْرَ بنَ حِصْنٍ، عَنْ جَدِّهِ: حُمَيْدِ بنِ مُنْهِبٍ: سَمِعَ جَدَّهُ: خُرَيْمَ بنَ أَوْسٍ يَقُوْلُ: هَاجَرْتُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُنْصَرَفَهُ مِنْ تَبُوْكٍ فَسَمِعْتُ العَبَّاسَ يَقُوْلُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنِّي أُرِيْدُ أَنْ أَمْتَدِحَكَ قَالَ: "قُلْ لاَ يَفْضُضِ اللهُ فَاكَ" قَالَ: مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِي الظلال وفي ... مستودع حيث يخصف3 الورق ثُمَّ هَبَطْتَ البِلاَدَ لاَ بَشَرٌ ... أَنْتَ وَلاَ مُضْغَةٌ وَلاَ عَلَقُ بَلْ نُطْفَةٌ تَرْكَبُ السَّفِيْنَ وَقَدْ ... أَلْجَمَ نَسْراً وَأَهْلَهُ الغَرَقُ تُنْقَلُ مِنْ صَالِبٍ إِلَى رَحِمٍ ... إِذَا مَضَى عَالَمٌ بَدَا طَبَقُ حَتَّى احْتَوَى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ مِنْ ... خِنْدِفَ عَلْيَاءَ تَحْتَهَا النُّطُقُ وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الْ ... أَرْضُ وَضَاءتْ بِنُورِكَ الأُفُقُ فَنَحْنُ فِي ذَلِكَ الضِّيَاءِ وَفِي ... النُّوْرِ وَسُبُلُ الرَّشَادِ نَخْتَرِقُ قَالَ الحَاكِمُ: رُوَاتُهُ أَعْرَابٌ وَمِثْلُهُمْ لاَ يُضَعَّفُوْنَ. قلت: ولكنهم لا يعرفون.

_ 1 ضعيف: راجع تعليقنا السابق وتعليقنا رقم "841". 2 باطل: "أخرجه أحمد "1/ 209"، والخطيب في "تاريخ بغداد"، والحاكم "3/ 326"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 518"، وابن عدي في "الكامل" "5/ 350" من طريق عبيد بن أبي قرة، به. قلت: إسناده واه، عبيد بن أبي قرة آفته، قال البخاري: لا يتابع في حديثه في قصة العباس. وذكر الحديث الحافظ الذهبي في ترجمته في "الميزان" وقال في إثره: رواه أحمد بن حنبل في "مسنده"، عنه. هذا باطل. 3 يخصف: يجمع ويضم.

عمير بن سعد الأنصاري الأوسي الزاهد

108- عُمَيْرُ بنُ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ الزَّاهِدُ 1: نَسيجُ وحده. له حديث واحد. رَوَى عَنْهُ: أَبُو طَلْحَةَ الخَوْلاَنِيُّ وَرَاشِدُ بنُ سَعْدٍ وَحَبِيْبُ بنُ عُبَيْدٍ. شَهِدَ فَتْحَ الشَّامِ وَوَلِيَ دِمَشْقَ وَحِمْصَ لِعُمَرَ. جَمَاعَةٌ، عَنْ حَمَّادِ بن سلمة، عن أبي سنان، عن أبي طَلْحَةَ قَالَ: أَتَيْنَا عُمَيْرَ بنَ سَعْدٍ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: نَسِيْجُ وَحْدِهِ فَقَعَدْنَا فِي دَارِهِ فَقَالَ: يَا غُلاَمُ أَوْرِدِ الخَيْلَ فَأَوْرَدَهَا فَقَالَ: أَيْنَ الفُلاَنَةُ قَالَ: جَرِبَةٌ تَقْطُرُ دَماً. قَالَ: أَوْرِدْهَا سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "لا عدوى ولا طيرة ولا هَامَةَ" 2. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ القَدَّاحُ: صَحِبَ عُمَيْرُ بنُ سَعْدِ بنِ شُهَيْدٍ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَشْهَدْ شَيْئاً مِنَ المَشَاهِدِ. وَهُوَ الَّذِي رَفَعَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَلاَمَ الجُلاَسِ بنِ سويد وكان يتيمًا في حجره. استعمله عُمَرُ عَلَى حِمْصَ وَكَانَ مِنَ الزُّهَّادِ. وَقَالَ عبد الصمد بن سعيد: كانت ولايته حمص بَعْدَ ابْنِ حِذْيَمٍ. ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ يُوْنُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: تُوُفِّيَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ وَقَامَ مَكَانَهُ عُمَيْرُ بنُ سَعْدٍ فَكَانَ عَلَى الشَّامِ هُوَ وَمُعَاوِيَةُ حَتَّى قُتِلَ عُمَرُ. وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: ثُمَّ جَمَعَ عُثْمَانُ الشَّامَ لِمُعَاوِيَةَ وَنَزَعَ عُمَيْراً. وَرَوَى عَاصِمُ بنُ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُمَيْرِ بن سعد: قال لي ابن عمر: ما كَانَ مِنَ المُسْلِمِيْنَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ أَفْضَلَ مِنْ أَبِيْكَ3. وَرَوَى هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ مِنْ عُجْبِهِ بِعُمَيْرِ بنِ سَعْدٍ يُسَمِّيْهِ نَسِيْجَ وَحْدِهِ وَبَعَثَهُ مَرَّةً عَلَى جَيْشٍ. قَالَ المُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ: زُهَّادُ الأَنْصَارِ ثَلاَثَةٌ: أَبُو الدَّرْدَاءِ وَشَدَّادُ بنُ أَوْسٍ وَعُمَيْرُ بنُ سَعْدٍ. اسْتَوْفَى ابْنُ عَسَاكِرَ أَخْبَارَهُ -رضي الله عنه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 375-376"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة رقم 3225"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة رقم 2079"، والإصابة "3/ ترجمة 6036". 2 صحيح: وهذا إسناد ضعيف، فيه أبو سنان، وهو عيسى بن سنان الحنفي القسملي، ضعيف بالاتفاق، لكن الحديث ورد عن سعد بن أبي وقاص: أخرجه أحمد "1/ 180"، وابن أبي عاصم في "السنة" "266"، وأبو يعلى "798"، وابن جرير في "تهذيب الآثار" في مسند علي "17" و"48" و"49"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار "4/ 313" من طرق عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني الحضرمي بن لاحق، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بنِ أبي وقاص، به مرفوعا. 3 ضعيف: في إسناده عبد الرحمن بن عمير بن سعد، مجهول، لذا فقد أورده ابن أبي حاتم في "الجرح" والتعديل" "5/ ترجمة 1290"، وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" "3/ ق1/ 328" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

أبو سفيان

109- أَبُو سُفْيَانَ 1: صَخْرُ بنُ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ. رَأْسُ قُرَيْشٍ وَقَائِدُهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ وَيَوْمَ الخَنْدَقِ. وَلَهُ هَنَاتٌ وَأُمُوْرٌ صَعْبَةٌ لَكِنْ تَدَارَكَهُ اللهُ بِالإِسْلاَمِ يَوْمَ الفَتْحِ فَأَسْلَمَ شِبْهَ مُكْرَهٍ خَائِفٍ. ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ صَلُحَ إِسْلاَمُهُ. وَكَانَ مِنْ دُهَاةِ العَرَبِ وَمِنْ أَهْلِ الرَّأْيِ وَالشَّرَفِ فِيْهِمْ فَشَهِدَ حُنَيْناً وَأَعْطَاهُ صِهْرُهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الغَنَائِمِ مائَةً مِنَ الإِبِلِ وَأَرْبَعِيْنَ أُوْقِيَّةً مِنَ الدَّرَاهِمِ يَتَأَلَّفُهُ بِذَلِكَ فَفَرَغَ، عَنْ عِبَادَةِ هُبَلَ وَمَالَ إِلَى الإِسْلاَمِ. وَشَهِدَ قِتَالَ الطَّائِفِ فَقُلِعَتْ عَيْنُهُ حِيْنَئِذٍ ثُمَّ قُلِعَتِ الأُخْرَى يَوْمَ اليَرْمُوْكِ. وَكَانَ يَوْمَئِذٍ قَدْ حَسُنَ إِنْ شَاءَ اللهُ إِيْمَانُهُ فَإِنَّهُ كان يومئذ يحرض على الجهاد وكان تمت رَايَةِ وَلَدِهِ يَزِيْدَ فَكَانَ يَصِيْحُ: يَا نَصْرَ اللهِ اقْتَرِبْ. وَكَانَ يَقِفُ عَلَى الكَرَادِيْسِ2 يُذَكِّرُ وَيَقُوْلُ: اللهَ اللهَ إِنَّكُمْ أَنْصَارُ الإِسْلاَمِ وَدَارَةُ العَرَبِ وَهَؤُلاَءِ أَنْصَارُ الشِّرْكِ وَدَارَةُ الرُّوْمِ اللَّهُمَّ هَذَا يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِكَ اللَّهُمَّ أَنْزِلْ نَصْرَكَ. فَإِنْ صَحَّ هَذَا عَنْهُ فَإِنَّهُ يُغْبَطُ بِذَلِكَ. وَلاَ رَيْبَ أَنَّ حَدِيْثَهُ، عَنْ هِرَقْلَ3 وَكِتَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدُلُّ عَلَى إيمانه ولله الحمد.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2942"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1869"، والإصابة "2/ ترجمة 4046"، وتهذيب التهذيب "4/ 411"، وتقريب التهذيب "3658". 2 الكراديس: واحدها كردوس، وهي كتائب الخيل. 3 صحيح: أخرجه البخاري "7" حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بنُ عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ... " الحديث وهو طويل. وفيه أن أبا سفيان قال لأصحابه: "لقد أمرَ أمرُ ابن أبي كبشة، إنه يخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله عليَّ الإسلام".

وَكَانَ أَسَنُّ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَشْرِ سِنِيْنَ وَعَاشَ بَعْدَهُ عِشْرِيْنَ سَنَةً. وَكَانَ عُمَرُ يَحْتَرِمُهُ وَذَلِكَ لأَنَّهُ كَانَ كَبِيْرَ بَنِي أُمَيَّةَ. وَكَانَ حَمْوَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمَا مَاتَ حَتَّى رَأَى وَلَدَيْهِ: يَزِيْدَ ثُمَّ مُعَاوِيَةَ أَمِيْرَيْنِ عَلَى دِمَشْقَ. وَكَانَ يُحِبُّ الرِّيَاسَةَ وَالذِّكْرَ وَكَانَ لَهُ سُوْرَةٌ1 كَبِيْرَةٌ فِي خِلاَفَةِ ابْنِ عَمِّهِ عُثْمَانَ. تُوُفِّيَ بِالمَدِيْنَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ. وَقِيْلَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَلاَثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَلَهُ نحو التسعين.

_ 1 السورة: المنزلة.

الحكم بن أبي العاص

110- الحكم بن أبي العاص 1: ابن أمية الأموي ابْنُ عَمِّ أَبِي سُفْيَانَ. يُكْنَى أَبَا مَرْوَانَ. مِنْ مُسْلِمَةِ الفَتْحِ. وَلَهُ أَدْنَى نَصِيْبٍ مِنَ الصحبة. قِيْلَ: نَفَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الطَّائِفِ لِكَوْنِهِ حَكَاهُ فِي مِشْيَتِهِ وَفِي بَعْضِ حَرَكَاتِهِ فَسَبَّهُ وَطَرَدَهُ. فَنَزَلَ بِوَادِي وَجٍّ2. وَنَقَمَ جَمَاعَةٌ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانَ كَوْنَهُ عَطَفَ عَلَى عَمِّهِ الحَكَمِ وَآوَاهُ وَأَقْدَمَهُ المَدِيْنَةَ ووصله بمئة أَلْفٍ. وَيُرْوَى فِي سَبِّهِ أَحَادِيْثُ لَمْ تَصِحَّ. وَعَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا لِي أُرِيْتُ بَنِي الحَكَمِ يَنْزُوْنَ عَلَى مِنْبَرِي نَزْوَ القِرَدَةِ". رَوَاهُ العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَفِي البَابِ أَحَادِيْثُ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: سَمِعتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يقول: ورب هذه الكعبة إن الحكم ابن أَبِي العَاصِ وَوُلْدَهُ مَلْعُوْنُوْنَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ كَانَ لِلْحَكَمِ عِشْرُوْنَ ابْناً وَثَمَانِيَةُ بَنَاتٍ. وَقِيْلَ: كَانَ يُفْشِي سِرَّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأبعده لذلك. مات سنة إحدى وثلاثين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 447 و509"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2651" والجرح والتعديل "3/ ترجمة 555"، الإصابة "1/ ترجمة 1781". 2 هو: وادي الطائف.

كسري

111- كسرى 1: آخِرُ الأَكَاسِرَةِ مُطْلَقاً. وَاسْمُهُ: يَزْدَجِرْدُ بنُ شَهْرِيَارَ بنِ بَرْوِيْزَ المَجْوُسِيُّ الفَارِسِيُّ. انْهَزَمَ مِنْ جَيْشِ عُمَرَ فَاسْتَوْلَوْا عَلَى العِرَاقِ وَانْهَزَمَ هُوَ إِلَى مَرْوَ وَوَلَّتْ أَيَّامُهُ ثُمَّ ثَارَ عَلَيْهِ أُمَرَاءُ دَوْلَتِهِ وَقَتَلُوْهُ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ. وَقِيْلَ بَلْ بَيَّتَهُ التُّرْكُ وَقَتَلُوا خَوَاصَّهُ وَهَرَبَ هُوَ وَاخْتَفَى فِي بَيْتٍ فَغَدَرَ بِهِ صَاحِبُ البَيْتِ فَقَتَلَهُ ثُمَّ قتلوه به.

_ 1 ترجمته في "المعرفة والتاريخ" ليعقوب بن سفيان الفسوي "3/ 301-304".

خديجة أم المؤمنين

112- خديجة أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ 1: وَسَيِّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ فِي زَمَانِهَا. أُمُّ القَاسِمِ ابْنَةُ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ القُرَشِيَّةُ الأَسَدِيَّةُ. أُمُّ أَوْلاَدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَثَبَّتَتْ جَأْشَهُ وَمَضَتْ بِهِ إلى ابن عمها ورقة2. وَمَنَاقِبُهَا جَمَّةٌ. وَهِيَ مِمَّنْ كَمُلَ مِنَ النِّسَاءِ. كَانَتْ عَاقِلَةً جَلِيْلَةً دَيِّنَةً مَصُوْنَةً كَرِيْمَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُثْنِي عَلَيْهَا وَيُفَضِّلُهَا عَلَى سَائِرِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ وَيُبَالِغُ فِي تَعْظِيْمِهَا بِحَيْثُ إِنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُوْلُ: مَا غِرْتُ مِنِ امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ مِنْ خَدِيْجَةَ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- لها3.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 52"، والإصابة "4/ ترجمة 335". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3" عن عائشة أم المؤمنين، وفيه: "فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدم. وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزي -ابن عم خديجة- وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية، مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخاً كبيرا قد عمي. فقالت له خديجة: يابن عم اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى. فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أومخرجي هم"؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي". 3 صحيح: أخرجه البخاري "3816" و"3817" و"3818"، ومسلم "2435" من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ما غرت على امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، هلكت قبل أن يتزوجني، لما كنت أسمعه يذكرها، وأمره الله أن يبشرها ببيت من قصب، وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن".

وَمِنْ كَرَامَتِهَا عَلَيْهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهَا لَمْ يَتَزَوَّجِ امْرَأَةً قَبْلَهَا وَجَاءهُ مِنْهَا عِدَّةُ أَوْلاَدٍ وَلَمْ يَتَزَوَّجْ عَلَيْهَا قَطُّ وَلاَ تَسَرَّى إِلَى أَنْ قَضَتْ نَحْبَهَا فَوَجَدَ لِفَقْدِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ نِعْمَ القَرِيْنِ. وَكَانَتْ تُنْفِقُ عَلَيْهِ مِنْ مَالِهَا وَيَتَّجِرُ هُوَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا. وَقَدْ أَمَرَهُ اللهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لاَ صَخَبَ فِيْهِ وَلاَ نَصَبَ1. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيْبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ وَرُوِيَ، عَنْ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ أَنَّ عَمَّ خَدِيْجَةَ عَمْرَو بنَ أَسَدٍ زَوَّجَهَا بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَّ أَبَاهَا مَاتَ قبل الفِجَارِ2. ثُمَّ قَالَ الوَاقِدِيُّ هَذَا المُجْتَمَعُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَصْحَابِنَا لَيْسَ بَيْنَهُمُ اخْتِلاَفٌ. الكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَهَا بِنْتَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً3. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَتْ خَدِيْجَةُ تُدْعَى فِي الجَاهِلِيَّةِ الطَّاهِرَةَ وَأُمُّهَا هِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ العَامِرِيَّةُ. كَانَت خَدِيْجَةُ أَوُّلاً تَحْتَ أَبِي هَالَةَ بنِ زُرَارَةَ التَّمِيْمِيِّ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ عَتِيْقُ بنُ عَابِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ ثُمَّ بَعْدَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَنَى بِهَا وَلَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. وَكَانَتْ أَسَنَّ منه بخمس عشرة سنة.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3819"، ومسلم "2433" من طريق إسماعيل قال: قلت لعبد اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشر خديجة ببيت في الجنة؟ قال: نعم. بشرها بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ. لاَ صَخَبَ فيه ولا نصب. قوله: "من قصب": قال جمهور العلماء: المراد به قصب اللؤلؤ المجوف كالقصر المنيف -وقيل قصر من ذهب منظوم بالجوهر. قال أهل اللغة: القصب من الجوهر ما استطال منه في تجويف. قالوا: ويقال لكل مجوف قصب. قوله "صخب": الصوت المختلط المرتفع. قوله "نصب": النصب المشقة والتعب. ويقال فيه نُصب ونَصب لغتان حكاهما القاضي وغيره. كالحُزن والحَزن. والفتح أشهر وأفصح وبه جاء القرآن. وقد نصب الرجل ينصب، إذا أعيا. 2 الفجار: يوم حرب من أيامهم في الجاهلية كانت بين قريش ومن معها من كنانة، وبين قيس عيلان والفجار بمعنى المفاجرة كالقتال والمقاتلة. سميت بذلك لأنها كانت في الأشهر الحرام. وقد وقعت بعد الفيل بعشرين سنة كما في "طبقات ابن سعد". 3 ضعيف جدا: الكلبي، وهو محمد بن السائب الكلبي، متروك. وأبو صالح باذام ضعيف. والصواب أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج خديجة ولها أربعون سنة كما رواه ابن سعد. ونص عليه الزرقاني.

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ خَدِيْجَةَ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تفرض الصلاة وقيل: توفيت فِي رَمَضَانَ وَدُفِنَتْ بِالحَجُوْنِ1، عَنْ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً. وَقَالَ مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ وَائِلِ بنِ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ البَهِيِّ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا ذَكَرَ خَدِيْجَةَ لَمْ يَكَدْ يَسْأَمُ مِنْ ثَنَاءٍ عَلَيْهَا وَاسْتِغْفَارٍ لَهَا فَذَكَرَهَا يَوْماً فَحَمَلَتْنِي الغَيْرَةُ فَقُلْتُ: لَقَدْ عَوَّضَكَ اللهُ مِنْ كَبِيْرَةِ السِّنِّ قَالَ: فَرَأَيْتُهُ غَضِبَ غَضَباً أُسْقِطْتُ فِي خَلَدَي2 وَقُلْتُ فِي نَفْسِي: اللَّهُمَّ إِنْ أَذْهَبْتَ غَضَبَ رَسُوْلِكَ عَنِّي لَمْ أَعُدْ أَذْكُرُهَا بِسُوْءٍ. فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا لَقِيْتُ قَالَ: "كَيْفَ قُلْتِ? وَاللهِ لَقَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ وَآوَتْنِي إِذْ رَفَضَنَي النَّاسُ وَرُزِقْتُ مِنْهَا الوَلَدَ وَحُرِمْتُمُوْهُ مِنِّي" قَالَتْ: فَغَدَا وَرَاحَ عَلَيَّ بِهَا شَهْراً3. قَالَ الوَاقِدِيُّ: خَرَجُوا مِنْ شِعْبِ بَنِي هَاشِمٍ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ فَتُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ وَقَبْلَهُ خَدِيْجَةُ بِشَهْرٍ وَخَمْسَةِ أَيَّامٍ. وَقَالَ الحَاكِمُ: مَاتَتْ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ بِثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيْجَةَ مِمَّا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ ذِكْرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا وَمَا تَزَوَّجَنِي إلَّا بَعْدَ مَوْتِهَا بِثَلاَثِ سِنِيْنَ. وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ من قصب4.

_ 1 الحجون: الجبل المشرف مما يلي شعب الجزارين بمكة. وقيل: هو موضوع بمكة فيه اعوجاج. والمشهور الأول. وهو بفتح الحاء. 2 الخلد، بالتحريك: البال والقلب والنفس، وجمعه أخلاد، يقال: وقع ذلك في خلدي أي في روعي وقلبي. وقال أبو زيد من أسماء النفس الروع والخلد. 3 حسن: وهذا إسناد ضعيف، عبد الله البهي لم يسمع من عائشة -رضي الله عنها- فقد سئل أحمد بن حنبل هل سمع من عائشة -رضي الله عنها؟ قال: ما أرى في هذا شيئا، إنما يروى عن عروة. وقد رواه أحمد "6/ 117-118" بنحوه من طريق علي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، به نحوه. قلت: إسناده ضعيف، آفته مجالد، وهو ابن سعيد، وهو ضعيف بالاتفاق، لكن الحديث يرتقي للحسن بمجموع الطريقين. 4 صحيح: تقدم تخريجنا له برقم "868"، وهو عند البخاري "3816" و"3817" و"3818" ومسلم "2435" عن عائشة، به.

أَبُو يَعْلَى فِي "مُسْنَدِهِ" سَمَاعُنَا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ زِيَادٍ ثِقَةٌ:، حَدَّثَنِي الأَزْرَقُ بنُ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ نَوْفَلٍ أَوِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ خَدِيْجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ أَطْفَالِي مِنْكَ? قَالَ: "فِي الجَنَّةِ" قَالَتْ: فَأَيْنَ أَطْفَالِي مِنْ أَزْوَاجِي مِنَ المُشْرِكِيْنَ? قَالَ: "فِي النَّارِ". فَقُلْتُ: بِغَيْرِ عَمَلٍ قَالَ: "اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِيْنَ" فِيْهِ انْقِطَاعٌ. مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ: عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: أَتَى جِبْرِيْلُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هَذِهِ خَدِيْجَةُ أَتَتْكَ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيْهِ إدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لاَ صَخَبَ فِيْهِ وَلاَ نَصَبَ. مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ1. عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ عَلِيّاً: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ" 2. أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالاَ: لَمَّا هَلَكَتْ خَدِيْجَةُ جَاءتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيْمٍ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ الله إلَّا تزوج? قال: "وَمَنْ" قَالَتْ: سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ قَدْ آمَنَتْ بِكَ وَاتَّبَعَتْكَ ... ، الحَدِيْثَ بِطُوْلِهِ وَهُوَ مُرْسَلٌ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: تَتَابَعَتْ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَصَائِبُ بِهَلاَكِ أَبِي طَالِبٍ وَخَدِيْجَةَ. وَكَانَتْ خَدِيْجَةُ وَزِيْرَةَ صِدْقٍ. وَهِيَ أَقْرَبُ إِلَى قُصَيٍّ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِرَجُلٍ. وَكَانَتْ مُتَمَوِّلَةً فَعَرَضَتْ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَخْرُجَ فِي مَالِهَا إِلَى الشَّامِ فَخَرَجَ مَعَ مَوْلاَهَا مَيْسَرَةَ. فَلَمَّا قَدِمَ بَاعَتْ خَدِيْجَةُ مَا جَاءَ بِهِ فَأَضْعَفَ فَرَغِبَتْ فِيْهِ فَعَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ فَتَزَوَّجَهَا وَأَصْدَقَهَا عِشْرِيْنَ بَكْرَةً. فَأَوْلاَدُهَا مِنْهُ: القَاسِمُ وَالطَّيِّبُ وَالطَّاهِرُ مَاتُوا رُضَّعاً وَرُقَيَّةُ وَزَيْنَبُ وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ وفاطمة.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3820"، ومسلم "2432". 2 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 134"، وعبد الرزاق "14006"، وأحمد "1/ 84 و116 و132 و143"، والبخاري "3432" و"3815"، ومسلم "2430"، والترمذي "3877"، وأبو يعلى "522"، والبزار "467" و"468"، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" "348"، والبغوي في "شرح السنة" 2954 من طرق عَنْ هِشَامٍ، عَنِ أَبِيْه، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن جعفر، به.

قالت عائشة: أول ما بدى به النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ...... إِلَى أَنْ قَالَتْ: فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] قَالَتْ: فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ1، حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيْجَةَ فَقَالَ: "زَمِّلُوْنِي".... فَزَمَّلُوْهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ: "مَا لِي يَا خَدِيْجَةُ"؟. وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ وَقَالَ: "قَدْ خَشِيْتُ عَلَى نَفْسِي". فَقَالَتْ لَهُ: كَلاَّ أَبْشِرْ فَوَاللهِ لاَ يُخْزِيْكَ الله أَبَداً إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الحَدِيْثَ وَتَحْمِلُ الكَلَّ وَتُعِيْنُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ. وَانْطَلَقَتْ بِهِ إِلَى ابْنِ عَمِّهَا وَرقَةَ بنِ نَوْفَلِ بنِ أَسَدٍ وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الخَطَّ العَرَبِيَّ وَكَتَبَ بِالعَرَبِيَّةِ مِنَ الإِنْجِيْلِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخاً قَدْ عَمِيَ. فَقَالَتْ: اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيْكَ ما يقول. فقال: يابن أَخِي مَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوْسَى..... الحَدِيْثَ2. قَالَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّيْنِ بنُ الأَثِيْرِ: خَدِيْجَةُ أَوَّلُ خَلْقِ الله أسلم لإجماع المُسْلِمِيْنَ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، وَقَتَادَةُ وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ وابن إسحاق والواقدي وسعيد ين يَحْيَى: أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ خَدِيْجَةُ وأبو بكر وعلي -رضي الله عنهم. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي حَكِيْمٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ، عَنْ خَدِيْجَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يابن

_ 1 بوادره: جمع بادرة، وهي لحمة بين المنكب والعنق. 2 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "9719"، والطيالسي "1467"، وأحمد "6/ 232-233" والبخاري "3" و"3392" و"3953" و"4955" و"4956" و"4957" و"6982"، ومسلم "160" "253" و"254"، وابن جرير الطبري في "تفسيره" "30/ 161 و162"، وأبو عوانة "1/ 110 و113" والبيهقي في "دلائل النبوة" "2/ 135-136"، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" "1/ 275-277"، والآجرى في "الشريعة" "ص439-440"، والبغوي في "شرح السنة " "3735" من طرق عن الزهري، أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة، به وتمامه: " ... فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أومخرجي هم" قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي". وحقيق بالذكر أن بالحديث زيادة لا تصح؛ لأنها من بلاغات الزهري، ومعلوم أن بلاغات الزهري واهية، ونص هذه الزيادة: "وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا، غدا منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه، تبدى له جبريل، فقال: يا محمد، إنك رسول الله حقا، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي، غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل، تبدى له جبريل، فقال له مثل ذلك".

عَمِّ، أَتَسْتَطِيْعُ أَنْ تُخْبِرَنِي بِصَاحِبِكَ إِذَا جَاءكَ فَلَمَّا جَاءهُ قَالَ: يَا خَدِيْجَةُ هَذَا جِبْرِيْلُ فَقَالَتْ: اقْعُدْ عَلَى فَخِذِي فَفَعَلَ فَقَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ قَالَ: نَعَمْ قَالَتْ: فَتَحَوَّلْ إِلَى الفَخِذِ اليُسْرَى فَفَعَلَ: قَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ قَالَ: نَعَمْ فَأَلْقَتْ خِمَارَهَا وَحَسَرَتْ، عَنْ صَدْرِهَا. فَقَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ قَالَ: لاَ قَالَتْ: أَبْشِرْ فَإِنَّهُ وَاللهِ مَلَكٌ وَلَيْسَ بِشَيْطَانٍ1. قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: رُوِيَ مِنْ وُجُوْهٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَا خَدِيْجَةُ جِبْرِيْلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ" وَفِي بَعْضِهَا: يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ عَلَى خَدِيْجَةَ مِنْ رَبِّهَا السَّلاَمَ2. عَنْ حُذَيْفَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خديجة سَابِقَةُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ إِلَى الإِيْمَانِ بِاللهِ وَبِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". فِي إِسْنَادِهِ لِيْنٌ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ قَالَ: وَجَدَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خديجة حَتَّى خُشِيَ عَلَيْهِ حَتَّى تَزَوَّجَ عَائِشَةَ3. مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ. وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ واللفظ لقتادة، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: "حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ أَرْبَعٌ" 4. وَقَالَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: "خَيْرُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ مَرْيَمُ وَآسِيَةُ وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ" 5.

_ 1 ضعيف: إسماعيل بن أبي حكيم من الطبقة السادسة، وهي الطبقة الصغرى من التابعين، ولم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة الكرام، فالإسناد ضعيف لانقطاعه. 2 صحيح: سبق تخريجنا له قريبا برقم "868"، وهو عند البخاري "3816" و"3817" و"3818"، ومسلم "2435". 3 ضعيف: أخرجه ابن سعد "4/ 272"، وهو مرسل. 4 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه عبد الرزاق "11/ 20919"، ومن طريقه أحمد "3/ 135" وفي "فضائل الصحابة" له "1325" و"1327"، والترمذي "3878"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" "2960"، وأبو يعلى "3039"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "147"، والطبراني في "الكبير" "22/ 1003" و"23/ 3"، وأبو نعيم في "الحلية" "2/ 344"، والحاكم "3/ 157"، والبغوي في "شرح السنة" "3955" كلهم من طريق عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: "حسبك من نساء العالمين مريم بنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنة محمد، وآسية آمرأة فرعون". 5 صحيح: أخرجه ابن حبان "2222" موارد من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ أنس بن مالك، به.

الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ بَعْدَ مَرِيْمَ فَاطِمَةُ وَخَدِيْجَةُ وَامْرَأَةُ فِرْعَوْنَ آسِيَةُ" 1. مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ذَكَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَدِيْجَةَ فَتَنَاوَلْتُهَا فَقُلْتُ: عَجُوْزٌ كَذَا وَكَذَا قَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهَا خَيْراً مِنْهَا. قَالَ: "مَا أَبْدَلَنِي اللهُ خَيْراً مِنْهَا لَقَدْ آمَنَتْ بِي حِيْنَ كَفَرَ النَّاسُ وَأَشْرَكَتْنِي فِي مَالِهَا حِيْنَ حَرَمَنِي النَّاسُ وَرَزَقَنِي اللهُ وَلَدَهَا وَحَرَمَنِي وَلَدَ غَيْرِهَا". قُلْتُ: وَاللهِ لاَ أُعَاتِبُكَ فِيْهَا بَعْدَ اليَوْمِ2. وَرَوَى عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ خَدِيْجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاَةُ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَتْ فِي رَمَضَانَ وَدُفِنَتْ بِالحَجُوْنِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: مَاتَتْ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ وَكَذَا قال عروة.

_ 1 صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير" "11/ 12179" من طريق إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُقْبَةَ عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره. وأخرجه الطبراني في "الكبير" "23/ 2" من طريق مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. وله شاهد عن عائشة قالت لفاطمة بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلاَّ أبشرك إني سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "سيدات نساء أهل الجنة أربع........" الحديث. أخرجه الحاكم "3/ 185" وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. 2 حسن: أخرجه أحمد "6/ 117-118" من طريق علي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله قال أخبرنا مجالد، به. وإسناده ضعيف لأجل مجالد بن سعيد، فإنه ضعيف. وله طريق آخر عن عائشة ضعيف ذكرته في تخريجنا السابق برقم "874" فيرتقي الحديث للحسن بمجموع الطريقين.

فاطمة بنت أسد

113- فاطمة بنت أسد 1: ابن هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ الهَاشِمِيَّةُ وَالِدَةُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ. هِيَ حَمَاةُ فَاطِمَةَ. كَانَتْ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ. وَهِيَ أَوَّلُ هَاشِمِيَّةٍ وَلَدَتْ هَاشِمِيّاً. قَالَهُ الزُّبَيْرُ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: رَوَى سَعْدَانُ بنُ الوَلِيْدِ السَّابَرِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ أُمُّ عَلِيٍّ أَلْبَسَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَمِيْصَهُ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فِي قَبْرِهَا فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَاكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ صَنَعْتَ هَذَا فَقَالَ: "إِنَّه لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ أَبَرَّ بِي مِنْهَا إِنَّمَا أَلْبَسْتُهَا قَمِيْصِي لِتُكْسَى مِنْ حُلَلِ الجَنَّةِ وَاضْطَجَعْتُ معها ليهون عليها". هذا غريب.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 222"، والإصابة "4/ ترجمة رقم 731".

فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

114- فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1 "ع": سَيِّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ فِي زَمَانِهَا البضعة النبوية والجهة المصطفوية أُمُّ أَبِيْهَا بِنْتُ سَيِّدِ الخَلْقِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي القَاسِمِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ القُرَشِيَّةُ الهَاشِمِيَّةُ وَأُمُّ الحَسَنَيْنِ. مَوْلِدُهَا قَبْلَ المَبْعَثِ بِقَلِيْلٍ وَتَزَوَّجَهَا الإِمَامُ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فِي ذِي القَعْدَةِ أَوْ قُبَيْلَهُ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: دَخَلَ بِهَا بَعْدَ وَقْعَةِ أُحُدٍ فَوَلَدَتْ لَهُ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ وَمُحْسِناً وَأُمَّ كُلْثُوْمٍ وَزَيْنَبَ. وَرَوَتْ عَنْ أَبِيْهَا. وَرَوَى عَنْهَا ابْنُهَا الحُسَيْنُ وَعَائِشَةُ وَأُمُّ سَلَمَةَ وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ وَغَيْرُهُم وَرِوَايَتُهَا فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحِبُّهَا وَيُكْرِمُهَا وَيُسِرُّ إِلَيْهَا. وَمَنَاقِبُهَا غَزِيْرَةٌ. وَكَانَتْ صَابِرَةً دَيِّنَةً خَيِّرَةً صَيِّنَةً قَانِعَةً شَاكِرَةً للهِ وَقَدْ غَضِبَ لَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا الحَسَنِ هَمَّ بِمَا رَآهُ سَائِغاً مِنْ خِطْبَةِ بِنْتِ أَبِي جَهْلٍ فَقَالَ: "وَاللهِ لاَ تَجْتَمِعُ بِنْتُ نَبِيِّ اللهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللهِ وَإِنَّمَا فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي يَرِيْبُنِي مَا رَابَهَا وَيُؤْذِيْنِي مَا آذَاهَا" 2 فَتَرَكَ عَلِيٌّ الخِطْبَةَ رِعَايَةً لَهَا. فَمَا تزوج عليها ولا تَسَرَّى. فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ تَزَوَّجَ وَتَسَرَّى -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. وَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَزِنَتْ عَلَيْهِ وَبَكَتْهُ وَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ! إِلَى جِبْرِيْلَ نَنْعَاهُ! يَا أَبتَاهُ أَجَابَ رَبّاً دعاه! يا أبتاه جنة الفردوس مأواه!

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 19-30" حلية الأولياء "2/ 39-43"، والإصابة "4/ ترجمة 830"، تهذيب الكمال "35/ ترجمة رقم 7899"، وتهذيب التهذيب "12/ 440-442". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3110"، ومسلم "2449" "95"، وأبو داود "2069" من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الوَلِيْدِ بنِ كَثِيْرٍ، حَدَّثَنِي محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بنَ الحسين حدثه، عن المسور بن مخرمة، به مرفوعا.

وَقَالَتْ بَعْدَ دَفْنِهِ: يَا أَنَسُ كَيْفَ طَابَتْ أَنفُسُكُم أَنْ تَحْثَوُا التُّرَابَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. وَقَدْ قَالَ لَهَا فِي مَرَضِهِ: إِنِّي مَقْبُوْضٌ فِي مَرَضِي هَذَا. فَبَكَتْ. وَأَخْبَرَهَا أَنَّهَا أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوْقاً بِهِ وَأَنَّهَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ فَضَحِكَتْ وَكَتَمَتْ ذَلِكَ فَلَمَّا تُوُفِّيَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سألتها عائشة. فحدثتها بما أسر إليها2. قالت عَائِشَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: جَاءتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي مَا تُخْطِئُ مِشْيَتُهَا مِشْيَةَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَامَ إِلَيْهَا وَقَالَ: "مَرْحَباً يا بنتي". وَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُوْهَا تَعَلَّقَتْ آمَالُهَا بِمِيْرَاثِهِ وَجَاءتْ تَطْلُبُ ذَلِكَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ فَحَدَّثَهَا أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "لاَ نورث ما تركنا صَدَقَةٌ" 3. فَوَجَدَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ تَعَلَّلَتْ4. رَوَى إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا مرضت فاطمة أتى أبو بكر،

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4462" من طريق حماد، عن ثابت، عن أنس قال: لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه، فقالت فاطمة - عليها السلام: واكرب أباه، فقال لها: "ليس على أبيك كرب بعد اليوم"، فلما مات قالت: يَا أَبتَاهُ أَجَابَ رَبّاً دَعَاهُ، يَا أَبتَاهُ من جنة الفردوس مأواه. يا أبتاه إلى جبريل ننعاه. فلما دفن قالت فاطمة -عليها السلام: يا أنس أطابت نفوسكم أن تحثو عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التراب؟ " 2 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 77 و240 و282" وفي "الفضائل" له "1322"، والبخاري "3625" و"3626"، و"3715"، و"3716"، و"4433"، ومسلم "2450" "97"، والنسائي في "الفضائل" "262"، والطبراني "22/ 1037"، والبغوي "3959" من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة -عليها السلام- في شكواه الذي قبض فيه، فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت، فسألنا عن ذلك فقالت: سارني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت". 3 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه عبد الرزاق "9772"، والحميدي "22"، وابن سعد "2/ 314"، وأحمد "1/ 25 و48 و162 و164 و179، 191"، والبخاري "4033" و5357" و"5358" و"6728" و"7305"، ومسلم "1757" "50" وأبو داود "2963" و"2964"، والترمذي "1610" والبزار "255"، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" "1 و2 و3"، وابن جرير في "تفسيره" "28/ 38-39"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "2/ 5"، وأبو يعلى "2" و"3"، والبيهقي "6/ 297 و298 و298-299" والبغوي "2738" من طرق عن الزهري، أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان، به. 4 تعللت بالأمر واعتلت: تشاغلت.

فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا فَاطِمَةُ هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكِ. فَقَالَتْ: أَتُحِبُّ أَنْ آذَنَ لَهُ. قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: عَمِلَتِ السُّنَّةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- فَلَمْ تَأْذَنْ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا إلَّا بِأَمْرِهِ. قَالَ: فَأَذِنَتْ لَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَتَرَضَّاهَا وَقَالَ: وَاللهِ مَا تَرَكْتُ الدَّارَ وَالمَالَ وَالأَهْلَ وَالعَشِيْرَةَ إلَّا ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَرَسُوْلِهِ وَمَرْضَاتِكُم أَهْلَ البَيْتِ. قَالَ: ثُمَّ تَرَضَّاهَا حَتَّى رَضِيَتْ. تُوُفِّيَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ أَوْ نَحْوِهَا. وَعَاشَتْ أَرْبَعاً أَوْ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. وَأَكْثَرُ مَا قِيْلَ: إنها عاشت تسعًا وعشرين سنة. والأول أَصَحُّ. وَكَانَتْ أَصْغَرَ مِنْ زَيْنَبَ زَوْجَةِ أَبِي العَاصِ بنِ الرَّبِيْعِ وَمِنْ رُقَيَّةَ زَوْجَةِ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ. وَقَدِ انْقْطَعَ نَسَبُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا مِنْ قِبَلِ فَاطِمَةَ لأَنَّ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَحْمِلُهَا فِي صَلاَتِهِ1 تزوجت بعلي ابن أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ بِالمُغِيْرَةِ بنُ نَوْفَلِ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيِّ وَلَهُ رُؤْيَةٌ فَجَاءهَا مِنْهُ أَوْلاَدٌ. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: انْقَرَضَ عَقِبُ زَيْنَبَ. وَصَحَّ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَلَّلَ فَاطِمَةَ وَزَوْجَهَا وَابْنَيْهِمَا بِكِسَاءٍ وَقَالَ: $"اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي اللَّهُمَّ فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُم تَطْهِيْراً"2.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "1/ 170"، ومن طريق البخاري "516"، ومسلم "543" "41" من طريق عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بنِ سُلَيْم الزُّرَقِي، عَنْ أَبِي قَتَادَة الأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَاملٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَب بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس، فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها". وأخرجه البخاري "5996" من طريق الليث، حدثنا سعيد المقبري، حدثنا عمرو بن سليم، به. 2 ورد بهذا اللفظ، عن أم سلمة أخرجه الترمذي "3205" و"3787" حدثنا قتيبة، حدثنا محمد بن سليمان الأصبهاني، عن يحيى بن عبيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم، عن أمه في قصة. قلت: إن كان يحيى بن عبيد هو المكي، مولى بني مخزوم، فهو ثقة، والإسناد حسن، وإلا فهو مجهول، ويضعف الإسناد به، وهذا الراوي لم يتبين للحافظ المزي، وللحافظ ابن حجر العسقلاني لم يتبين لهما من هو فقالا: يحتمل أن يكون يحيى بن عبيد المكي وإلا فهو مجهول. وإن كنت أرجح أن الحديث ضعيف بهذا اللفظ لجهالة الرجل لماذا؟ لأن الترمذي قال في إثر الحديث: هذا حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة، يقول محمد أيمن الشبراوي: اصطلاح الترمذي هذا: "هذا حديث غريب"2=

أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا تَلِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الجَحَّافِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: نَظَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ فَقَالَ: "أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُم سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُم"1. رَوَاهُ الحَاكِمُ فِي المُسْتَدْرَكِ. وَفِيْهِ مِنْ طَرِيْقِ أَبَانَ بنِ تَغْلِبٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يُبْغِضُنَا أَهْلَ البَيْتِ أَحَدٌ إلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ" 2. إِسْرَائِيْلُ، عَنْ مَيْسَرَةَ بنِ حَبِيْبٍ، عَنِ المِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ: قَالَ:

_ = معروف عند الأكابر بله الأصاغر من طلاب علم الحديث أن الحديث ضعيف عنده، فيحيى بن عبيد ليس المكي، وإنما هو رجل مجهول والله -تعالى- أعلم. لكن قد ورد الحديث عن عائشة قالت: خرج النبي صلى الله غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله. ثم جاء الحسين فأدخله معه. ثم جاءت فاطمة فأدخلها. ثم جاء علي فأدخله ثُمَّ قَالَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] ، أخرجه مسلم "2424" بإسناده عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، به. وقد خرجت هذا الحديث بنحو هذا في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" لابن تيمية ط. دار الحديث "الجزء الرابع تعليق رقم 1 و4" ط. دار الحديث فراجعه ثم أنى شئت. 1 ضعيف: أخرجه أحمد "2/ 442"، والحاكم "3/ 149"، والطبراني في "الكبير" "2621"، وابن عدي في "الكامل" "2/ 86-87"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "7/ 136-137"، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" "431" من طرق عن تليد بن سليمان، قال حدثنا أبو الجحاف، به. قلت: إسناده ضعيف جدا، من طرق عن تليد سليمان الكوفي الأعرج، قال أحمد: شيعي لم نر به بأسًا. وقال ابن معين: كذاب يشتم عثمان. وقال أبو داود: رافضي يشتم أبا بكر وعمر. وأبو حازم هو سلمان الأشجعي الكوفي، ثقة، وأبو الجحاف، هو داود بن أبي عوف سويد التميمي، صدوق شيعي ربما أخطأ، وله شاهد عن زيد بن أرقم أخرجه الترمذي "3870"، وإسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: أسباط بن نصر الهمداني، ضعيف لسوء حفظه. والثانية: جهالة صبيح مولى أم سلمة، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول. 2 حسن: أخرجه الحاكم "3/ 150" من طريق محمد بن بكير الحضرمي، حدثنا محمد بن فضيل الضبي، حدثنا أبان بن جعفر بن تغلب، عن جعفر بن إياس، عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري، به وقال الحاكم في إثره: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. قلت: كلا، فإن الحديث حسن، محمد بن بكير الحضرمي، ومحمد بن فضل الضبي، كلاهما صدوق وليس على شرط مسلم، أبان بن تغلب لم يرو له مسلم، ولكن روى له أصحاب السنن حسب.

النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَزَلَ مَلَكٌ فَبَشَّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ" وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنِ المِنْهَالِ رَوَاهُمَا الحَاكِمُ1. يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى فَاطِمَةَ وَأَنَا مَعَهُ وَقَدْ أَخَذَتْ مِنْ عُنُقِهَا سِلْسِلَةً مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَتْ: هَذِهِ أَهْدَاهَا لِي أَبُو حَسَنٍ. فَقَالَ: "يَا فَاطِمَةُ أَيَسُرُّكِ أَنْ يَقُوْلَ النَّاسُ: هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَفِي يَدِهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ"! ثُمَّ خَرَجَ. فَاشْتَرَتْ بِالسِّلْسِلَةِ غُلاَماً فَأَعْتَقَتْهُ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّى فاطمة من النار" رواه أبو داود2. دَاوُدُ بنُ أَبِي الفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوْعاً: "أَفْضَلُ نِسَاءِ أهل الجنة خديجة وفاطمة" 3.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه البخاري "3623" و"6285" و"6286" ومسلم "2450"، وابن ماجه "1621"، والبغوي "3960" من طرق عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، به. فراس هو ابن يحيى الهمذاني الكوفي، صاحب الشعبي، وثقة أحمد، ويحيى بن معين، والنسائي، والعجلي، وابن عمار، وآخرون. 2 صحيح: أخرجه أبو داود الطيالسي "990"، والنسائي "2/ 285"، والحاكم "3/ 152 و153" من طريق هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: جاءت فاطمة بنت هبيرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يدها فتخ من ذهب "خواتيم ضخام" فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يضرب يدها، فأتت فاطمة تشكو إليها، قال ثوبان: فدخل النبي صلى الله عليه وسلم على فاطمة وأنا معه وقد أخذت من عنقها سلسلة من ذهب فقالت: هذا أهدى لي أبو حسن وفي يدها السلسلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: الانقطاع بين يحيى بن أبي كثير وأبي سلام واسمه ممطور الأسود الحبشي الثانية: يحيى بن أبي كثير، مدلس، وقد عنعنه: وقد رواه أحمد "5/ 278" من طريق همام، والنسائي "8/ 158" من طريق هشام الدستواني كلاهما عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني زيد، عن أبي سلام، عن أبي أسماء الرحبي أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه قال: جاءت بنت هبيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث. قلت: إسناده صحيح موصول، زيد هو ابن سلام بن أبي سلام ممطور الحبشي، ثقة. وأبو أسماء هو عمرو بن مرثد الرحبي الدمشقي، ثقة. وهشام هو ابن أبي عبد الله سنبر، أبو بكر الدستوائي، ثقة ثبت. 3 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 293"، وعبد بن حميد "597"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "148"، وأبو يعلى "2722"، والحاكم "3/ 185"، والطبراني "11928" من طرق عن داود بن أبي الفرات، عن علياء، به. علياء هو ابن أحمد اليشكري، بصري صدوق، من القراء، روى له مسلم، والترمذي، والنسائي وابن ماجه.

أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ قَالَ: خَطَبَ عَلِيٌّ بِنْتَ أَبِي جهل إلى عمها الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ فَاسْتَشَارَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَعَنْ حَسَبِهَا تَسْأَلُنِي"? قَالَ عَلِيٌّ: قَدْ أَعْلَمُ مَا حَسَبُهَا وَلَكِنْ أَتَأْمُرُنِي بِهَا? فَقَالَ: "لاَ فَاطِمَةُ مُضْغَةٌ مِنِّي وَلاَ أَحْسَبُ إلَّا أَنَّهَا تَحْزَنُ أَوْ تَجْزَعُ" قَالَ: لاَ آتِي شَيْئاً تَكْرَهُهُ1. وَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ مِنْ حَدِيْثِ عَائِشَةَ أَنَّهَا قِيْلَ لَهَا أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: فَاطِمَةُ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ وَمِنَ الرِّجَالِ زَوْجُهَا وَإِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُ صَوَّاماً قَوَّاماً2. قُلْتُ: لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِذَاكَ. وَفِي الجَامِعِ لِزَيْدِ بنِ أَرْقَمَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لهما ولا بينهما: "أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُم وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُم"3.

_ 1 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 158" من طريق أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي زائدة، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ورد الذهبي في "التلخيص" بقوله "مرسل قوي". قلت: لكن قد ورد عند أحمد "4/ 326" وفي "الفضائل" له "1335"، والبخاري "3110"، ومسلم "2449" "95" وأبي داود "2069"، والنسائي في "الفضائل" "267"، والطبراني "20/ 20" من طرق عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الوَلِيْدِ بنِ كَثِيْرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَلْحَلَةَ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بنَ الحُسَيْنِ حَدَّثَهُ، عن المسور بن مخرمة قال إِنَّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ ابْنَةَ أبي جهل على فاطمة -عليها السلام- فَسَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي ذَلِكَ عَلَى مِنْبَرِهِ هَذَا وأنا يومئذ المحتلم فقال: "إن فاطمة مني، وأنا أتخوف أن تفتتن في دينها"، ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه قال: "حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي، وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله أبدا". 2 منكر: أخرجه الترمذي "3874"، والحاكم "3/ 157" من طريق عبد السلام بن حرب على أبي الجحاف، عن جميع بن عمير التميمي قال: دخلت مع عمتي على عائشة فسئلت أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.... الحديث. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، وأبو الجحاف اسمه داود بن أبي عوف". قلت: إسناده واه بمرة، آفته جميع بن عمير، قال البخاري والدارقطني وغيرهما: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. 3 ضعيف: سبق تخريجنا له بتعليقنا رقم "896" وهو عند أحمد "2/ 442"، والحاكم "3/ 149". وغيرهم.

وَكَانَ لَهَا مِنَ البَنَاتِ: أُمُّ كُلْثُوْمٍ زَوْجَةُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وَزَيْنَبُ زَوْجَةُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ. الأَعْمَشُ، عَنْ عمرو بن مرة، عن أبي البَخْتَرِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لأُمِّهِ: اكْفِي فَاطِمَةَ الخِدْمَةَ خَارِجاً وَتَكْفِيْكِ هِيَ العَمَلَ فِي البَيْتِ وَالعَجْنَ وَالخَبْزَ وَالطَّحْنَ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فاطمة سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ إلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ" 1. عَلِيُّ بنُ هَاشِمِ بنِ البَرِيْدِ، عَنْ كَثِيْرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَادَ فَاطِمَةَ وَهِيَ مَرِيْضَةٌ فَقَالَ لَهَا: "كَيْفَ تَجِدِيْنَكِ" قَالَتْ: إِنِّي وَجِعَةٌ وَإِنَّهُ لَيَزِيْدُنِي مالي طَعَامٌ آكُلُهُ. قَالَ: "يَا بُنَيَّةُ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ" قَالَتْ: فَأَيْنَ مَرْيَمُ قَالَ: "تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِكِ أَمَا وَاللهِ لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَيِّداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ"2. رَوَاهُ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَلِيٍّ. وَكَثِيْرٌ وَاهٍ. وَسَقَطَ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِمْرَانَ. عِلْبَاءُ بنُ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَمَرْيَمُ وَآسِيَةُ" 3. وَرَوَى أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَهُ وَلَفْظُهُ: "خَيْرُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ أَرْبَعٌ". مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: "حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ العالمين أربع" ... الحديث

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: سبق تخريجنا له قريبا بتعليقنا رقم "898" وهو عند البخاري "3623" و"6285" و"6286"، ومسلم "2450" وغيرهما. 2 ضعيف: آفته كثير بن إسماعيل النواء، أبو إسماعيل، ضعفه أبو حاتم، والنسائي. وقال ابن عدي: مفرط في التشيع. وقال السعدي: زائغ. 3 صحيح: تقدم تخريجنا له قريبا برقم تعليق "900". وهو عند أحمد "1/ 293"، وعبد بن حميد "597" والطحاوي في "مشكل الآثار" "148"، وأبو يعلى "2722"، والحاكم "3/ 185" وغيرهم.

وَصَحَّحَ التِّرْمِذِيُّ هَذَا وَهُوَ: "حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ مَرْيَمُ وَخَدِيْجَةُ وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ وَفَاطِمَةُ بنت محمد -صلى الله عليه وسلم" 1. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَرْوَانَ الذُّهَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إِنَّ مَلَكاً اسْتَأذَنَ اللهَ فِي زِيَارَتِي فَبَشَّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أُمَّتِي وَأَنَّ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ" 2. غَرِيْبٌ جِدّاً وَالذُّهْلِيُّ مُقِلٌّ وَيُرْوَى نَحْوُ ذَلِكَ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضاً. مَيْسَرَةُ بنُ حَبِيْبٍ، عَنِ المِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَشْبَهَ كَلاَماً وَحَدِيْثاً بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ فَاطِمَةَ وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَرَحَّبَ بِهَا وَكَذَلِكَ كَانَتْ هِيَ تَصْنَعُ بِهِ3. مَيْسَرَةُ: صَدُوْقٌ. الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَدُفِنَتْ لَيْلاً. قَالَ الوَاقِدِيُّ: هَذَا أَثْبَتُ الأَقَاوِيْلِ عِنْدَنَا. قَالَ: وَصَلَّى عَلَيْهَا العَبَّاسُ وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا هُوَ وَعَلِيٌّ وَالفَضْلُ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ: مَاتَتْ لَيْلَةَ الثُّلاَثَاءِ لِثَلاَثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ. وَهِيَ بِنْتُ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً أَوْ نحوها ودفنت ليلًا.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: سبق تخريجنا له بتعليق رقم "883" من حديث أنس. وهو عند عبد الرزاق "11/ 20919"، وأحمد "3/ 135"، وفي "فضائل الصحابة" له "1325" و"137" وغيرهم. 2 حسن: وهذا إسناد ضعيف، آفته محمد بن مروان الذهلي، لا يكاد يعرف كما قال الذهبي في "الميزان". وله شاهد من حديث حذيفة موفرعا بلفظ: "إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم عليَّ ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة". أخرجه الترمذي "3781" من طريق مَيْسَرَةُ بنُ حَبِيْبٍ، عَنِ المِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو، عن زر بن حبيش عن حذيفة، به. وإسناده حسن، ميسره بن حبيب، والمنهال بن عمرو كلاهما صدوق. 3 حسن: أخرجه أبو داود "5217"، والترمذي "3872"، والحاكم "3/ 154" من طريق ميسرة بن حبيب، به. قلت: إسناده حسن، ميسرة بن حبيب، والمنهال كلاهما صدوق.

وَرَوَى يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ قَالَ: مَكَثَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَهِيَ تَذُوْبُ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ: مَاتَتْ بَعْدَ أَبِيْهَا بِثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ. وَعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ بَيْنَ فَاطِمَةَ وَبَيْنَ أَبِيْهَا شَهْرَانِ. وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ: أَنَّهَا تُوُفِّيَتْ بِنْتَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. وُلِدَتْ وَقُرَيْشٌ تَبْنِي الكَعْبَةَ. قَالَ: وَغَسَّلَهَا عَلِيٌّ. وَذَكَرَ المُسَبِّحِيُّ: أَنَّ فَاطِمَةَ تَزَوَّجَ بِهَا عَلِيٌّ بَعْدَ عُرْسِ عَائِشَةَ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَنِصْفٍ وَلِفَاطِمَةَ يَوْمَئِذٍ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَخَمْسَةُ أَشْهُرٍ وَنِصْفٌ. قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى، عَنْ عَوْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَعْفَرٍ وَعَنْ عُمَارَةَ بنِ مُهَاجِرٍ، عَنِ أُمِّ جَعْفَرٍ: أَنَّ فَاطِمَةَ قَالَتْ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: إِنِّي أَسْتَقْبِحُ مَا يُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ يُطْرَحُ عَلَى المَرْأَةِ الثَّوْبُ فَيَصِفُهَا. قَالَتْ: يَا ابْنَةَ رَسُوْلِ اللهِ إلَّا أُرِيْكِ شَيْئاً رَأَيْتُهُ بِالحَبَشَةِ فَدَعَتْ بِجَرَائِدَ رَطْبَةٍ فَحَنَتْهَا ثُمَّ طَرَحَتْ عَلَيْهَا ثوبا. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ إِذَا مِتُّ فَغَسِّلِيْنِي أَنْتِ وَعَلِيٌّ وَلاَ يَدْخُلَنَّ أَحَدٌ عَلَيَّ. فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ جَاءتْ عَائِشَةُ لِتَدْخُلَ فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: لاَ تَدْخُلِي. فَشَكَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ. فَجَاءَ فَوَقَفَ عَلَى البَابِ فَكَلَّمَ أَسْمَاءَ. فَقَالَتْ: هِيَ أَمَرَتْنِي. قَالَ: فَاصْنَعِي مَا أَمَرَتْكِ ثُمَّ انْصَرَفَ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: هِيَ أَوَّلُ مِنْ غُطِّيَ نَعْشُهَا فِي الإِسْلاَمِ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى فَاطِمَةَ حِيْنَ مَرِضَتْ فَاسْتَأْذَنَ. فَأَذِنَتْ لَهُ. فَاعْتَذَرَ إِلَيْهَا وَكَلَّمَهَا. فَرَضِيَتْ عَنْهُ. رَوَى إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بنِ فُلاَنِ بنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَلْمَى قَالَتْ: مَرِضَتْ فَاطِمَةُ..... إِلَى أَنْ قَالَتْ: اضْطَجَعَتْ عَلَى فِرَاشِهَا وَاسْتَقْبَلَتِ القِبْلَةَ ثُمَّ قَالَتْ: وَاللهِ إِنِّي مَقْبُوْضَةٌ السَّاعَةَ وَقَدِ اغْتَسَلْتُ فَلاَ يَكْشِفَنَّ لِي أَحَدٌ كَنَفاً فَمَاتَتْ وَجَاءَ عَلِيٌّ فَأَخْبَرْتُهُ فَدَفَنَهَا بغسلها ذلك. هذا منكر.

أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ قَالَتْ: كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ لَمْ يُغَادِرْ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً. فَجَاءتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي مَا تُخْطِئُ مِشْيَتُهَا مِشْيَةَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ بِهَا قَالَ: "مَرْحَباً بِابْنَتِي" ثُمَّ أَقْعَدَهَا، عَنْ يَمِيْنِهِ أَوْ، عَنْ يَسَارِهِ. ثُمَّ سَارَّهَا فَبَكَتْ ثُمَّ سَارَّهَا الثَّانِيَةَ فَضَحِكَتْ. فَلَمَّا قَامَ قُلْتُ لَهَا: خَصَّكِ رَسُوْلُ اللهِ بِالسِرِّ وَأَنْتَ تَبْكِيْنَ عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَالِي عَلَيْكِ مِنْ حَقٍّ لَمَا أَخْبَرْتِنِي مِمَّ ضَحِكْتِ وَمِمَّ بَكَيْتِ? قَالَتْ: مَا كُنْتُ لأُفْشِي سِرَّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا توفي قلت لها: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَالِي عَلَيْكِ مِنْ حَقٍّ لَمَا أَخْبَرْتِنِي. قَالَتْ: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ فِي المَرَّةِ الأُوْلَى، حَدَّثَنِي "أَنَّ جِبْرِيْلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَأَنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ وَأَنِّي لاَ أَحْسِبُ ذَلِكَ إلَّا عِنْدَ اقْتِرَابِ أَجَلِي فَاتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي فَنِعْمَ السَّلَفُ لَكِ أَنَا". فَبَكَيْتُ فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي قَالَ: "أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ". قَالَتْ: فَضَحِكْتُ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ فِرَاسٍ1 وَهُوَ فَرْدٌ غَرِيْبٌ. مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِفَاطِمَةَ: أَرَأَيْتِ حِيْنَ أَكْبَبْتِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَكَيْتِ ثُمَّ أَكْبَبْتِ عَلَيْهِ فَضَحِكْتِ? قَالَتْ: أَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَيِّتٌ مِنْ وَجَعِهِ فَبَكَيْتُ ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَنَّنِي أَسْرَعُ أَهْلِهِ بِهِ لُحُوْقاً وَقَالَ: "أَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ إلَّا مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ". فَضَحِكْتُ. ابْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ فَاطِمَةَ إلَّا أَنْ يَكُوْنَ الَّذِي وَلَدَهَا. جَعْفَرٌ الأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاطِمَةُ وَمِنَ الرِّجَالِ عَلِيٌّ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَعَا فَاطِمَةَ فَسَارَّهَا فَبَكَتْ ثُمَّ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ فَقُلْتُ لَهَا فَقَالَتْ: أَخْبَرَنِي بِمَوْتِهِ فَبَكَيْتُ ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَنِّي أول من يتبعه من أهله فضحكت.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه البخاري "3623" و"6285" و"6286" ومسلم "2450"، وابن ماجه "1621"، والبغوي من طرق عن فراس، به. وقد مر تخريجنا له قريبا بتعليقنا رقم "898".

وَرَوَى كَهْمَسٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: كَمَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِيْهَا سَبْعِيْنَ مِنْ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. فَقَالَتْ لأَسْمَاءَ: إِنِّي لأَسْتَحْيِي أَنْ أَخْرُجَ غَداً على الرِّجَالِ مِنْ خِلاَلِهِ جِسْمِي. قَالَتْ: أَوَلاَ نَصْنَعُ لَكِ شَيْئاً رَأَيْتُهُ بِالحَبَشَةِ? فَصَنَعَتِ النَّعْشَ. فَقَالَتْ: سَتَرَكِ اللهُ كَمَا سَتَرْتِنِي. هِلاَلُ بنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْح} [النصر: 1] دَعَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهَا: إِنَّهُ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ. فَبَكَتْ. فَقَالَ: "لاَ تَبْكِيْنَ فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لاَحِقاً بِي". فَضَحِكَتْ. إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الفَرْوِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي يَبْسُطُنِي مَا يبسطها ويقبضني ما يقبضها". غَرِيْبٌ: وَرَوَاهُ عَبْدُ العَزِيْزِ الأُوَيْسِيُّ فَخَالَفَ الفَرْوِيُّ. وَرَوَى الحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ وَمُحَمَّدُ بنُ زُهَيْرٍ النَّسَوِيُّ هَذَا، عَنْ أَبِي سَهْلٍ بنِ زِيَادٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي. شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ أَنَّ المِسْوَر أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَلَمَّا سَمِعَتْ فَاطِمَةُ أَتَتْ فَقَالَتْ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُوْنَ أَنَّكَ لاَ تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ. فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمِعْتُهُ حِيْنَ تَشَهَّدَ فَقَالَ: "أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا العَاصِ بنَ الرَّبِيْعِ فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي وَإِنَّ فَاطِمَةَ بِضْعَةٌ مِنِّي وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَفْتِنُوْهَا وَإِنَّهَا وَاللهِ لاَ تَجْتَمِعُ ابْنَةُ رَسُوْلِ اللهِ وَابْنَةُ عَدُوِّ اللهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ". فَتَرَكَ عَلِيٌّ الخِطْبَةَ. وَرَوَاهُ الوَلِيْدُ بنُ كَثِيْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَلْحَلَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِنَحْوِهِ. وَفِيْهِ: "وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِيْنِهَا". ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيْهِ: سُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ? قَالَ: "فَاطِمَةُ". وَيُرْوَى، عَنْ أُسَامَةَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ ولفظه: أي أهل بيتك أحب إليك? حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَمُرُّ بِبَيْتِ فَاطِمَةَ

سِتَّةَ أَشْهُرٍ إِذَا خَرَجَ لِصَلاَةِ الفَجْرِ يَقُوْلُ: "الصَّلاَةَ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأَحْزَابُ: 33] 1. يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَمَنْصُوْرُ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ وَهَذَا لَفْظُهُ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ سَمِعتُ أَبَا الحَمْرَاءِ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْتِي بَابَ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَيَقُوْلُ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ} [الأحزاب: 33] الآية. وَمِمَّا يُنْسَبُ إِلَى فَاطِمَةَ وَلاَ يَصِحُّ: مَاذَا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَةَ أَحْمَدٍ ... أَلاَ يَشَمَّ مَدَى الزَّمَانِ غَوَالِيَا صُبَّتْ عَلَيَّ مَصَائِبٌ لَوْ أَنَّهَا ... صُبَّتْ عَلَى الأَيَّامِ عُدْنَ لَيَالِيَا وَلَهَا فِي "مُسْنَدِ بَقِيٍّ" ثَمَانِيَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً مِنْهَا حديث واحد متفق عليه.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 259". وآفته علي بن زيد، وهو ابن جدعان، ضعيف.

عائشة أم المؤمنين

115- عائشة أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ "ع"1: بِنْتُ الإِمَامِ الصِّدِّيْقِ الأَكْبَرِ خَلِيْفَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانَ بنِ عَامِرِ بنِ عَمْرِو بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ القُرَشِيَّةُ التَّيْمِيَّةُ المَكِّيَّةُ النَّبَوِيَّةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ زَوجَةُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَفْقَهُ نِسَاءِ الأُمَّةِ عَلَى الإِطْلاَقِ. وَأُمُّهَا هِيَ أُمُّ رُوْمَانَ بِنْتُ عَامِرِ بنِ عُوَيْمِرِ بن عبد شمس بن عتاب ابن أُذَيْنَةَ الكِنَانِيَّةُ. هَاجَرَ بِعَائِشَةَ أَبَوَاهَا وَتَزَوَّجَهَا نَبِيُّ اللهِ قَبْلَ مُهَاجَرِهِ بَعْدَ وَفَاةِ الصِّدِّيْقَةِ خَدِيْجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ وَذَلِكَ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِبِضْعَةَ عَشَرَ شَهْراً وَقِيْلَ: بِعَامَيْنِ وَدَخَلَ بِهَا فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ مُنَصَرَفَهُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ مِنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعٍ. فَرَوَتْ عَنْهُ: عِلْماً كَثِيْراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيْهِ. وَعَنْ أَبِيْهَا وَعَنْ عُمَرَ وَفَاطِمَةَ وَسَعْدٍ وَحَمْزَةَ بنِ عَمْرٍو الأسلمي وجدامة بنت وهب. حَدَّثَ عَنْهَا: إِبْرَاهِيْمُ بنُ يَزِيْدَ النَّخَعِيُّ مُرْسَلاً وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ يَزِيْدَ التَّيْمِيُّ كَذَلِكَ وَإِسْحَاقُ بنُ طَلْحَةَ وَإِسْحَاقُ بنُ عُمَرَ وَالأَسْوَدُ بنُ يَزِيْدَ وَأَيْمَنُ المَكِّيُّ وَثُمَامَةُ بنُ حَزْنٍ وَجُبَيْرُ بنُ

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 58-81"، حلية الأولياء "2/ 43"، الإصابة "4/ ترجمة 704"، وتهذيب الكمال "35/ ترجمة 7885"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة 2841".

نُفَيْرٍ وَجُمَيْعُ بنُ عُمَيْرٍ. وَالحَارِثُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيُّ وَالحَارِثُ بنُ نَوْفَلٍ وَالحَسَنُ وَحَمْزَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وَخَالِدُ بنُ سَعْدٍ وَخَالِدُ بنُ مَعْدَانَ وَقِيْلَ: لَمْ يَسَمَعْ مِنْهَا وَخَبَّابٌ صَاحِبُ المَقْصُوْرَةِ وَخُبَيْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ وَخِلاَسٌ الهَجَرِيُّ وَخِيَارُ بنُ سَلَمَةَ وَخَيْثَمَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَذَكْوَانُ السَّمَّانُ وَمَولاَهَا ذَكْوَانُ وَرَبِيْعَةُ الجُرَشِيُّ وَلَهُ صُحْبَةٌ وَزَاذَانُ أَبُو عُمَرَ الكِنْدِيُّ وَزُرَارَةُ بنُ أَوْفَى وَزِرُّ بنُ حُبَيْشٍ وَزَيْدُ بنُ أَسْلَمَ وَسَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْدِ وَلَمْ يَسَمَعَا مِنْهَا وَزَيْدُ بنُ خَالِدٍ الجُهَنِيُّ وَسَالِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَسَالِمُ سَبَلاَنَ وَالسَّائِبُ بنُ يَزِيْدَ وَسَعْدُ بنُ هِشَامٍ وَسَعِيْدٌ المَقْبُرِيُّ وَسَعِيْدُ بنُ العَاصِ وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ وَسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ وَسُلَيْمَانُ بنُ بُرَيْدَةَ وَشُرَيْحُ بنُ أَرْطَاةَ وَشُرَيْحُ بن هاني وَشَرِيْقٌ الهَوْزَنِيُّ وَشَقِيْقٌ أَبُو وَائِلٍ وَشَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ وَصَالِحُ بنُ رَبِيْعَةَ بنِ الهَدِيْرِ وَصَعْصَعَةُ عم الأحنف وطاوس وَطَلْحَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ وَعَابِسُ بنُ رَبِيْعَةَ وَعَاصِمُ بنُ حُمَيْدٍ السَّكُوْنِيُّ وَعَامِرُ بنُ سَعْدٍ وَالشَّعْبِيُّ وَعبَّادُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ وَعُبَادَةُ بنُ الوَلِيْدِ وَعَبْدُ اللهِ بنُ بُرَيْدَةَ وَأَبُو الوَلِيْدِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ البَصْرِيُّ وَابْنُ الزُّبَيْرِ ابْنُ أُخْتِهَا وَأَخُوْهُ عُرْوَةُ وَعَبْدُ اللهِ بنُ شَدَّادٍ اللَّيْثِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بن شقيق وعبد الله بن شِهَابٍ الخَوْلاَنِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ وَابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ فَرُّوْخٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي مُلَيْكَةَ وعبد الله بن عبيد ابن عُمَيْرٍ وَأَبُوْهُ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُكَيْمٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي قَيْسٍ وَابْنَا أَخِيْهَا عَبْدُ اللهِ وَالقَاسِمُ ابْنَا مُحَمَّدٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي عَتِيْقٍ مُحَمَّدٍ ابْنُ أَخِيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ اللهِ بنُ وَاقِدٍ العُمَرِيُّ وَرَضِيْعُهَا عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ وَعَبْدُ اللهِ البَهِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الأَسْوَدِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَعِيْدِ بنِ وَهْبٍ الهَمْدَانِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ شُمَاسَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَابِطٍ الجُمَحِيُّ وَعَبْدُ العَزِيْزِ وَالِدُ ابْنِ جُرَيْجٍ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عِيَاضٍ وَعِرَاكٌ وَلَمْ يَلْقَهَا وَعُرْوَةُ المُزَنِيُّ وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ وَعَطَاءُ بنُ يَسَارٍ وَعِكْرِمَةُ وَعَلْقَمَةُ وَعَلْقَمَةُ بنُ وَقَّاصٍ وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ وَعَمْرُو بنُ سَعِيْدٍ الأَشْدَقُ وَعَمْرُو بنُ شُرَحْبِيْلَ وَعَمْرُو بنُ غَالِبٍ وَعَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ وَعِمْرَانُ بنُ حِطَّانَ وَعَوْفُ بنُ الحَارِثِ رَضِيْعُهَا وَعِيَاضُ بنُ عُرْوَةَ وَعِيْسَى بنُ طَلْحَةَ وَغُضَيْفُ بنُ الحَارِثِ وَفَرْوَةُ بنُ نَوْفَلٍ وَالقَعْقَاعُ بنُ حَكِيْمٍ وَقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ وَكَثِيْرُ بنُ عُبَيْدٍ الكُوْفِيُّ رَضِيْعُهَا وَكُرَيْبٌ وَمَالِكُ بنُ أَبِي عَامِرٍ وَمُجَاهِدٌ وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ إِنْ كَانَ لَقِيَهَا وَمُحَمَّدُ بنُ الأَشْعَثِ وَمُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الجُمَحِيُّ وَابْنُ سِيْرِيْنَ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ وَلَمْ يَلْقَهَا وَمُحَمَّدُ بنُ قَيْسِ بنِ مَخْرَمَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْتَشِرِ وَمُحَمَّدُ بنُ

المُنْكَدِرِ وَكَأَنَّهُ مُرْسَلٌ وَمَرْوَانُ العُقَيْلِيُّ أَبُو لُبَابَةَ وَمَسْرُوْقٌ وَمِصْدَعٌ أَبُو يَحْيَى وَمُطَرِّفُ بنُ الشِّخِّيْرِ وَمِقْسَمٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَالمُطَّلِبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَنْطَبٍ وَمَكْحُوْلٌ وَلَمْ يَلْحَقْهَا وَمُوْسَى بنُ طَلْحَةَ وَمَيْمُوْنُ بنُ أَبِي شَبِيْبٍ وَمَيْمُوْنُ بنُ مِهْرَانَ وَنَافِعُ بنُ جُبَيْرٍ وَنَافِعُ بنُ عَطَاءٍ وَنَافِعٌ العُمَرِيُّ وَالنُّعْمَانُ بنُ بَشِيْرٍ وَهَمَّامُ بن الحارث وهلال ابن يِسَافٍ وَيَحْيَى بنُ الجَزَّارِ وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَاطِبٍ وَيَحْيَى بنُ يَعْمَرَ وَيَزِيْدُ بنُ بَابَنُوْسَ وَيَزِيْدُ بنُ الشِّخِّيْرِ وَيَعْلَى بنُ عُقْبَةَ وَيُوْسُفُ بنُ مَاهَكَ وَأَبُو أُمَامَةَ بنُ سَهْلٍ وَأَبُو بُرْدَةَ بنُ أَبِي مُوْسَى وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ وَأَبُو الجوزاء الربعي وَأَبُو حُذَيْفَةَ الأَرْحَبِيُّ وَأَبُو حَفْصَةَ مَوْلاَهَا وَأَبُو الزُّبَيْرِ المَكِّيُّ وَكَأَنَّهُ مُرْسل وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو الشَّعْثَاءِ المُحَارِبِيُّ وَأَبُو الصِّدِّيْقِ النَّاجِي وَأَبُو ظَبْيَانَ الجَنْبِيُّ وَأَبُو العَالِيَةِ رُفَيْعٌ الرِّيَاحِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الجَدَلِيُّ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ وَأَبُو عَطِيَّةَ الوَادِعِيُّ وَأَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ وَلَمْ يَلْقَهَا وَأَبُو المَلِيْحِ الهُذَلِيُّ وَأَبُو مُوْسَى وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَأَبُو نَوْفَلٍ بنُ أَبِي عَقْرَبٍ وَأَبُو يُوْنُسَ مَوْلاَهَا وَبُهَيَّةُ مَوْلاَةُ الصِّدِّيْقِ وَجَسْرَةُ بِنْتُ دَجَاجَةَ وَحَفْصَةُ بِنْتُ أَخِيْهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَخَيْرَةُ وَالِدَةُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ وَذِفْرَةُ بِنْتُ غَالِبٍ وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ وَزَيْنَبُ بِنْتُ نَصْرٍ وَزَيْنَبُ السَّهْمِيَّةُ وَسُمَيَّةُ البَصْرِيَّةُ وَشُمَيْسَةُ العَتْكِيَّةُ وَصَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ وَصَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَعَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ وَعَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَرْجَانَةُ وَالِدَةُ عَلْقَمَةَ بنِ أَبِي عَلْقَمَةَ وَمُعَاذَةُ العَدَوِيَّةُ وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ التَّيْمِيَّةُ أُخْتُهَا وَأُمُّ مُحَمَّدٍ امْرَأَةُ والد علي بن زيد ين جُدْعَانَ وَطَائِفَةٌ سِوَى هَؤُلاَءِ. "مُسْنَدُ عَائِشَةَ": يَبْلُغُ ألفين ومئتين وَعَشْرَةِ أَحَادِيْثَ. اتَّفَقَ لَهَا البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى مئة وَأَرْبَعَةٍ وَسَبْعِيْنَ حَدِيْثاً وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِأَرْبَعَةٍ وَخَمْسِيْنَ وَانْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّيْنَ. وَعَائِشَةُ مِمَّنْ وُلِدَ فِي الإِسْلاَمِ وَهِيَ أَصْغَرُ مِنْ فَاطِمَةَ بِثَمَانِي سِنِيْنَ. وَكَانَتْ تَقُوْلُ لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إلَّا وَهُمَا يَدِيْنَانِ الدِّيْنَ. وَذَكَرَتْ أَنَّهَا لَحِقَتْ بِمَكَّةَ سائس الفيل شيخًا أعمى يستعطي. وَكَانَتِ امْرَأَةً بَيْضَاءَ جَمِيْلَةً. وَمِنْ ثَمَّ يُقَالُ لَهَا: الحُمَيْرَاءُ وَلَمْ يَتَزَوَّجِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِكْراً غَيْرَهَا وَلاَ أَحَبَّ امْرَأَةً حُبَّهَا. وَلاَ أَعْلَمُ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَلْ وَلاَ فِي النِّسَاءِ مُطْلَقاً امْرَأَةً أَعْلَمَ مِنْهَا. وَذَهَبَ بَعْضُ العُلَمَاءِ إِلَى أَنَّهَا أَفْضَلُ مِنْ أَبِيْهَا. وَهَذَا مَرْدُوْدٌ وَقَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً بَلْ نَشْهَدُ أَنَّهَا زَوْجَةُ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الدُّنْيَا وَالآخرَةِ فَهَلْ فَوْقَ ذَلِكَ مَفْخَرٌ وَإِنْ كَانَ لِلصِّدِّيْقَةِ خَدِيْجَةَ شَأْوٌ لاَ يُلْحَقُ وَأَنَا وَاقِفٌ فِي أَيَّتِهِمَا أَفْضَلُ. نَعَمْ جَزَمْتُ بِأَفْضَلِيَّةِ خَدِيْجَةَ عَلَيْهَا لأُمُوْرٍ لَيْسَ هَذَا موضعها.

هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُرِيْتُكِ فِي المَنَامِ ثَلاَثَ لَيَالٍ جَاءَ بِكِ المَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيْرٍ فَيَقُوْلُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَأَكْشِفُ، عَنْ وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ فِيْهِ. فَأَقُوْلُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ يُمْضِهِ" 1. وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ المَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن عائشة: أن جبريل جاء بصورتها فِي خِرْقَةِ حَرِيْرٍ خَضْرَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ"2. حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: لاَ نَعْرِفُهُ إلَّا مِنْ حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِي عَنْهُ مُرْسَلاً. بِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ القَاضِي: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ بنِ جُدْعَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَقَدْ أُعْطِيْتُ تِسْعاً مَا أُعْطِيَتْهَا امْرَأَةٌ بَعْدَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ: لَقَدْ نَزَلَ جِبْرِيْلُ بِصُوْرَتِي فِي رَاحَتِهِ حَتَّى أَمَرَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَتَزَوَّجَنِي وَلَقَدْ تَزَوَّجَنِي بِكْراً وَمَا تَزَوَّجَ بِكْراً غَيْرِي وَلَقَدْ قُبِضَ وَرَأْسُهُ فِي حَجْرِي وَلَقَدْ قَبَرْتُهُ فِي بَيْتِي وَلَقَدْ حَفَّتِ الملاَئكَةُ بِبَيْتِي وَإِنْ كَانَ الوَحْيُ لَيَنْزِلُ عَلَيْهِ وَإِنِّي لَمَعَهُ فِي لِحَافِهِ وَإِنِّي لابْنَةُ خَلِيْفَتِهِ وَصِدِّيْقِهِ وَلَقَدْ نَزَلَ عُذْرِي مِنَ السَّمَاءِ وَلَقَدْ خُلِقْتُ طَيِّبَةً عِنْدَ طَيِّبٍ وَلَقَدْ وُعِدْتُ مَغْفِرَةً وَرِزْقاً كَرِيْماً3. رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى الحُلْوَانِيِّ عَنْهُ. وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ وَلَهُ طَرِيْقٌ آخَرُ سَيَأْتِي.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 41 و128 و161" والبخاري "3895" و"5078" و"5125" و"1011" ومسلم "2438" من طريق هشام، عن أبيه، عن عائشة، به. ووقع عند بعضهم "مرتين" بدل "ثلال ليال". 2 صحيح: أخرجه الترمذي "3880" حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، عن عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ المَكِّيِّ، به. وقال الترمذي: هذا حديث حَسَنٌ غَرِيْبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ بن عمرو بن علقمة. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وابن أبي حسين، هو عمر بن سعيد بن أبي حسين الكوفي المكي، ثقة روى له البخاري، ومسلم. وابن أبي مليكة، هو عبد الله بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي مليكة، ثقة فقيه روى له الجماعة. 3 ضعيف: فيه علتان: علي بن زيد بن جدعان، ضعيف. والثانية: جدة علي بن زيد مجهولة لا تعرف.

وَكَانَ تَزْوِيْجُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهَا إِثْرَ وَفَاةِ خَدِيْجَةَ فَتَزَوَّجَ بِهَا وَبِسَوْدَةَ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ ثُمَّ دَخَلَ بِسَوْدَةَ فَتَفَرَّدَ بِهَا ثَلاَثَةَ أَعْوَامٍ حَتَّى بَنَى بِعَائِشَةَ فِي شَوَّالٍ بعد وَقْعَةِ بَدْرٍ. فَمَا تَزَوَّجَ بِكْراً سِوَاهَا وَأَحَبَّهَا حُبّاً شَدِيْداً كَانَ يَتَظَاهَرُ بِهِ بِحَيْثُ إِنَّ عَمْرَو بنَ العَاصِ وَهُوَ مِمَّنْ أَسْلَمَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الهِجْرَةِ سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ: قَالَ: "عَائِشَةُ" قَالَ: فَمِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: "أَبُوْهَا" 1. وَهَذَا خَبَرٌ ثَابِتٌ عَلَى رَغْمِ أُنُوْفِ الرَّوَافِضِ وَمَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِيُحِبَّ إلَّا طَيِّباً. وَقَدْ قَالَ: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذاً خَلِيْلاً مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيْلاً وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ" 2. فَأَحَبَّ أَفْضَلَ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِهِ وَأَفْضَلَ امْرَأَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ فَمَنْ أَبْغَضَ حَبِيْبَيْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَهُوَ حَرِيٌّ أَنْ يَكُوْنَ بَغِيْضاً إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ. وَحُبُّهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِعَائِشَةَ كَانَ أَمْراً مُسْتَفِيْضاً إلَّا تَرَاهُمْ كَيْفَ كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَهَا تَقَرُّباً إِلَى مَرْضَاتِهِ. قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ. قَالَتْ: فَاجْتَمَعْنَ صَوَاحِبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقُلْنَ لَهَا: إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنُ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ وَإِنَّا نُرِيْدُ الخَيْرَ كَمَا تُرِيْدُهُ عَائِشَةُ فَقُوْلِي لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْمُرِ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا لَهُ أَيْنَمَا كَانَ. فَذَكَرَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لَهُ ذَلِكَ. فَسَكَتَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهَا. فَعَادَتِ الثَّانِيَةَ. فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهَا. فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ قَالَ: "يَا أُمَّ سَلَمَةَ لاَ تُؤْذِيْنِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ وَاللهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الوَحْيُ وَأَنَا في لحاف امرأة منكن غيرها" 3. متفق على صحته.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 203"، والبخاري "3662"، والترمذي "3885"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "16"، والبغوي "3869" من طريق عبد العزيز بن المختار، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، حدثني عمرو بن العاص قال: قلت يَا رَسُوْلَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قال: "عائشة ... " الحديث. وأخرجه البخاري "4358"، ومسلم "2384"، والبيهقي "10/ 233" من طريق خالد بن عبد الله الطحان الواسطي، عن خالد الحذاء، به. وخالد الحذاء، هو خالد بن مهران الحذاء. وأبو عثمان النهدي، هو عبد الرحمن بن مل. 2 صحيح: تقدم تخريجنا له. 3 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 293"، والحاكم "4/ 9"، والطبراني في "الكبير" "23/ 850" من طريق عن هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَوْفِ بنِ الحَارِثِ بن الطفيل، عن رميثة أم عبد الله بن محمد بن أبي عتيق، عن أم سلمة، به. وقد ورد الحديث عن عائشة: أخرجه البخاري "2580" و"2581" و"3775"، والترمذي "3879"، والنسائي "7/ 68" من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عنها، به.

وَهَذَا الجَوَابُ مِنْهُ دَالٌّ عَلَى أَنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى سَائِرِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ بِأَمْرٍ إِلَهِيٍّ وَرَاءَ حُبِّهِ لَهَا وَأَنَّ ذَلِكَ الأَمْرَ مِنْ أَسْبَابِ حُبِّهِ لَهَا. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا أَخِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ نساء رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- كُنَّ حِزْبَيْنِ فَحِزْبٌ فِيْهِ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ وَصَفِيَّةُ وَسَوْدَةُ وَالحِزْبُ الآخَرُ أُمُّ سَلَمَةَ وَسَائِرُ أزواجه. وكانوا المُسْلِمُوْنَ قَدْ عَلِمُوا حُبَّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَائِشَةَ فَإِذَا كَانَتْ عِنْدَ أَحَدِهِمْ هَدِيَّةٌ يُرِيْدُ أَنْ يُهْدِيَهَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخَّرَهَا حَتَّى إِذَا كَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ بَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَيْتِ عَائِشَةَ. فَتَكَلَّمَ حِزْبُ أُمِّ سَلَمَةَ فَقُلْنَ لَهَا: كَلِّمِي رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُكَلِّمُ النَّاسَ فَيَقُوْلُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يُهْدِيَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ هَدِيَّةً فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ حَيْثُ كَانَ مِنْ نِسَائِهِ. فَكَلَّمَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِمَا قُلْنَ. فَلَمْ يَقُلْ لَهَا شَيْئاً. فَسَأَلْنَهَا. فَقَالَتْ: مَا قَالَ لِي شَيْئاً. فَقُلْنَ: كَلِّمِيْهِ. قَالَتْ: فَكَلَّمَتْهُ حِيْنَ دَارَ إِلَيْهَا. فَلَمْ يَقُلْ لَهَا شَيْئاً. فَسَأَلْنَهَا. فَقَالَتْ: مَا قَالَ لِي شَيْئاً. فَقُلْنَ لَهَا: كَلِّمِيْهِ. فَدَارَ إِلَيْهَا فَكَلَّمَتْهُ. فَقَالَ لَهَا: "لاَ تُؤْذِيْنِي فِي عَائِشَةَ. فَإِنَّ الوَحْيَ لَمْ يَأْتِنِي وَأَنَا فِي ثَوْبِ امْرَأَةٍ إلَّا عَائِشَةَ". فَقَالَتْ: أَتُوْبُ إِلَى اللهِ مِنْ أَذَاكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ. ثُمَّ إِنَّهُنَّ دَعَوْنَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَقُوْلُ: إِنَّ نِسَاءكَ يَنْشُدْنَكَ العَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ. فَكَلَّمَتْهُ فَقَالَ: "يَا بُنَيَّةُ إلَّا تُحِبِّيْنَ مَا أُحِبُّ" قَالَتْ: بَلَى. فَرَجَعَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَخْبَرَتْهُنَّ. فَقُلْنَ: ارْجِعِي إِلَيْهِ فَأَبَتْ أَنْ تَرْجِعَ. فَأَرْسَلْنَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ. فَأَتَتْهُ فَأَغْلَظَتْ وَقَالَتْ: إِنَّ نِسَاءكَ يَنْشُدْنَكَ اللهَ العَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ. فَرَفَعَتْ صَوْتَهَا حَتَّى تَنَاوَلَتْ عَائِشَةَ وَهِيَ قَاعِدَةٌ فَسَبَّتْهَا حَتَّى أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيَنْظُرُ إِلَى عَائِشَةَ هَلْ تَتَكَلَّمُ. قَالَ: فَتَكَلَّمَتْ عَائِشَةُ تَرُدُّ عَلَى زَيْنَبَ حَتَّى أَسْكَتَتْهَا. فَنَظَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عَائِشَةَ وَقَالَ: "إِنَّهَا ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ" 1. فَضِيْلَةٌ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ:، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعَ أَنَساً يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $"فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"2.

_ 1 صحيح: راجع تخريجنا السابق. 2، 3 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "3/ 156 و264"، والبخاري "3770" و"5419" و"5428، ومسلم "2446"، والترمذي "3887"، وابن ماجه "3281"، وأبو يعلى "3670"=

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ طُرُقٍ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ. شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيْرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيْدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ" 1. فَضِيْلَةٌ أُخْرَى: رَوَى الحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ مِنْ طَرِيْقِ يُوْسُفَ بنِ المَاجِشُوْنِ قَالَ:، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، عن عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ مَنْ مِنْ أَزْوَاجِكَ فِي الجَنَّةِ? قَالَ: "أَمَا إِنَّكِ مِنْهُنَّ" قَالَتْ: فَخُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّ ذَاكَ لأَنَّهُ لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْراً غَيْرِي2. مُوْسَى وَهُوَ الجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَفْصٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا جَاءتْ هِيَ وَأَبَوَاهَا فَقَالاَ: إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَدْعُوَ لِعَائِشَةَ بِدَعْوَةٍ وَنَحْنُ نَسْمَعُ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ مَغْفِرَةً وَاجِبَةً ظَاهِرَةً بَاطِنَةً". فَعَجِبَ أَبَوَاهَا. فَقَالَ: "أَتَعْجَبَانِ هَذِهِ دَعْوَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُوْلُ الله"3.

_ = والطبراني في "الكبير" "23/ 109 و110 و111 و112"، وفي "الصغير" "260" من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أنس، به. وورد عن أبي موسى الأشعري: أخرجه أحمد "4/ 394 و409"، وفي "فضائل الصحابة" له" "1632"، وابن أبي شيبة "12/ 128"، والبخاري "3411" و"3433" و"3769" و"5418" ومسلم "2431"، والطبراني "23/ 106"، والبغوي "3962" من طرق عن شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ الهمداني، عن أبي موسى الأشعري، به مرفوعا ولفظه: "كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيْرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النساء غير مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وإن فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيْدِ عَلَى سائر الطعام". وابن أبي طوالة، هو عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، راوي الحديث عن أنس، رضي الله عنه. 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد 3/ 156 و264"، والبخاري "3770" و"5419" و"5428، ومسلم "2446"، والترمذي "3887"، وابن ماجه "3281"، وأبو يعلى "3670" والطبراني في "الكبير" "23/ 109 و110 و111 و112"، وفي "الصغير" "260" من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أنس، به. وورد عن أبي موسى الأشعري: أخرجه أحمد "4/ 394 و409"، وفي "فضائل الصحابة" له" "1632"، وابن أبي شيبة "12/ 128"، والبخاري "3411" و"3433" و"3769" و"5418" ومسلم "2431"، والطبراني "23/ 106"، والبغوي "3962" من طرق عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة الهمداني، عن أبي موسى الأشعري، به مرفوعا ولفظه: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام". وابن أبي طوالة، هو عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، راوي الحديث عن أنس. رضي الله عنه. 2 صحيح: أخرجه الحاكم "4/ 13" من طريق يوسف بن الماجشون، به. 3 منكر: أخرجه الحاكم "4/ 11-12" من طريق سفيان بن عيينة، عن موسى الجهني، به وقال الحافظ في "التلخيص": قلت: منكر على جودة إسناده. وأبو بكر بن حفص، هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري، ثقة، من الطبقة الخامسة وهي طبقة صغار التابعين، فأنى له لقيا عائشة -رضي الله عنها- فالإسناد منقطع.

أَخْرَجَهُ الحَاكمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ مِنْ طَرِيْقِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُوْسَى وَهُوَ غَرِيْبٌ جِدّاً. فَضِيْلَةٌ أُخْرَى: شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ:، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَائِشُ هَذَا جِبْرِيْلُ وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلاَمَ" قَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ تَرَى مَا لاَ نَرَى يَا رَسُوْلَ اللهِ1. زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهَا: "إِنَّ جِبْرِيْلَ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ". فَقَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ2. وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيْقِ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ نَحْوَ الأَوَّلِ3. وَفِي "مُسْنَدِ أَحْمَدَ"، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ وَأَنْتَ قَائِمٌ تُكَلِّمُ دِحْيَةَ الكَلْبِيَّ. فَقَالَ: "وَقَدْ رَأَيْتِهِ" قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: "فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ وَهُوَ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ" قَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ جَزَاهُ اللهُ مِنْ زَائِرٍ وَدَخِيْلٍ فَنِعْمَ الصَّاحِبُ وَنِعْمَ الدَّخِيْلُ4. قَالَ: وَالِدَّخِيْلُ: الضَّيْفُ. مُجَالِدٌ لَيْسَ بِقَوِيٍّ. كَثِيْرُ بنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنَا الحَكَمُ بنُ هِشَامٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لِنِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فُضِّلْتُ عَلَيْكُنَّ بِعَشْرٍ وَلاَ فَخْرٍ: كُنْتُ أَحَبُّ نِسَائِهِ إِلَيْهِ وَكَانَ أَبِي أَحَبَّ رِجَالِهِ إِلَيْهِ وَابْتَكَرَنِي وَلَمْ يَبْتَكِرْ غَيْرِي وَتَزَوَّجَنِي لِسَبْعٍ وَبَنَى بِي لِتِسْعٍ وَنَزَلَ عُذْرِي مِنَ

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3768"، ومسلم "2447" "91" من طريق الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2447" "90"، وأبو داود "5232" من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، به. 3 صحيح: أخرجه النسائي "7/ 69" من طريق عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، به. 4 ضعيف: أخرجه أحمد "6/ 74-75 و146"، وابن سعد "8/ 67-68" من طريق مجالد بن سعيد به. قلت: إسناده ضعيف، مجالد بن سعيد، ضعيف.

السَّمَاءِ وَاسْتَأْذَنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نِسَاءهُ فِي مَرَضِهِ فَقَالَ: "إِنَّهُ لَيَشُقُّ عَلَيَّ الاخْتِلاَفُ بَيْنَكُنَّ فَائْذَنَّ لِي أَنْ أَكُوْنَ عِنْدَ بَعْضِكُنَّ". فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: قَدْ عَرَفْنَا مَنْ تُرِيْدُ تُرِيْدُ عَائِشَةَ. قَدْ أَذِنَّا لَكَ وَكَانَ آخِرُ زَادِهِ مِنَ الدُّنْيَا رِيْقِي أُتِيَ بِسِوَاكٍ فَقَالَ: "انْكُثِيْهِ يَا عَائِشَةُ" فَنَكَثْتُهُ وَقُبِضَ بَيْنَ حَجْرِي وَنَحْرِي وَدُفِنَ فِي بَيْتِي. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ وَلَكِنْ فِيْهِ انْقِطَاعٌ. فَضِيْلَةٌ بَاهِرَةٌ لَهَا: خَالِدٌ الحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بنِ العَاصِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَعْمَلَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاسِلِ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ? قَالَ: "عَائِشَةُ" قَالَ: مِنَ الرِّجَالِ قَالَ: "أَبُوْهَا" 1. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هذا حديث حسن. قُلْتُ: قَدْ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ. ابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ بن أبي حازم، عَنْ عَمْرِو بنِ العَاصِ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ? قَالَ: "عَائِشَةُ" قَالَ: مِنَ الرِّجَالِ? قَالَ: "أَبُوْهَا" 2. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ وَغَرَّبَهُ. التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا المُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ? قَالَ: "عَائِشَةُ" قِيْلَ مِنَ الرِّجَالِ قَالَ: "أَبُوْهَا" 3. قَالَ: هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ غَرِيْبٌ. تَزْوِيْجُهَا بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَوَى هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- متوفى خديجة وأنا

_ 1 صحيح: مر تخريجنا له قريبا بتعليق رقم "916". 2 صحيح: راجع تخريجنا السابق رقم "916". 3 انظر السابق.

ابْنَةُ سِتٍّ وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَأَنَا ابْنَةُ تِسْعٍ جَاءنِي نِسْوَةٌ وَأَنَا أَلْعَبُ عَلَى أُرْجُوْحَةٍ وَأَنَا مُجَمَّمَةٌ فَهَيَّأْنَنِي وَصَنَعْنَنِي ثُمَّ أَتَيْنَ بِي إِلَيْهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. قَالَ عُرْوَةُ: فَمَكَثَتْ عنده تسع سنين. وَأَخْرَجَ البُخَارِيُّ مِنْ قَوْلِ عُرْوَةَ: أَنَّ خَدِيْجَةَ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ فَلَبِثَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَنَتَيْنِ أَوْ قَرِيْباً مِنْ ذَلِكَ وَنَكَحَ عَائِشَةَ وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِيْنَ2. ابْنُ إِدْرِيْسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَاطِبٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَمَّا مَاتَتْ خَدِيْجَةُ جَاءتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيْمٍ فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إلَّا تَزَوَّجُ? قَالَ: "وَمَنْ"؟ قَالَتْ: إِنْ شِئْتَ بِكْراً وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّباً? قَالَ: "مَنِ البِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّبُ"؟ قَالَتْ: أَمَّا البِكْرُ فَعَائِشَةُ ابْنَةُ أَحَبِّ خَلْقِ اللهِ إِلَيْكَ وَأَمَّا الثَّيِّبُ فَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ قَدْ آمَنَتْ بِكَ وَاتَّبَعَتْكَ. قَالَ: "اذْكُرِيْهِمَا عَلَيَّ". قَالَتْ: فَأَتَيْتُ أُمَّ رُوْمَانَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ رُوْمَانَ مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عَلَيْكُمْ مِنَ الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ قَالَتْ: مَاذَا? قَالَتْ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَذْكُرُ عَائِشَةَ. قَالَتْ: انْتَظِرِي فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ آتٍ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ: أَوَ تَصْلُحُ لَهُ وَهِيَ ابْنَةُ أَخِيْهِ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا أَخُوْهُ وَهُوَ أَخِي وَابْنَتُهُ تَصْلُحُ لِي". فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ: فَقَالَتْ لِي أُمُّ رُوْمَانَ: إِنَّ المُطْعِمَ بنَ عَدِيٍّ كَانَ قَدْ ذَكَرَهَا عَلَى ابْنِهِ وَوَاللهِ مَا أُخْلِفُ وَعْداً قَطُّ. قَالَتْ: فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ المُطْعِمَ. فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي أَمْرِ هَذِهِ الجَارِيَةِ? قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ: مَا تَقُوْلِيْنَ? فَأَقْبَلَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَتْ: لَعَلَّنَا إِنْ أَنْكَحْنَا هَذَا الفَتَى إِلَيْكَ تُدْخِلُهُ فِي دِيْنِكَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ أَنْتَ? قَالَ: إِنَّهَا لَتَقُوْلُ مَا تَسْمَعُ. فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ وَلَيْسَ فِي نَفْسِهِ مِنَ المَوْعِدِ شَيْءٌ فَقَالَ لَهَا: قُوْلِي لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلْيَأْتِ. فَجَاءَ فَمَلَكَهَا. قَالَتْ: ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى سَوْدَةَ وَأَبُوْهَا شيخ كبير ... وذكرت الحديث3.

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "1454" وابن سعد "8/ 59"، والبخاري "3894" و"3896" و"5133" و"5134" و"5156" و"5158" و"5160" ومسلم "1422" "70" و"71" وأبو داود "2121" و"4933" و"4934" و"4935" و"4936"، والنسائي "6/ 82"، وابن ماجه "1876"، وأبو يعلى "4600" , 4897"، والطبراني "23/ 41 و44 و45 و46 و47 و48 و49 و50"، والبيهقي "7/ 148-149" من طرق عن هشام بن عروة، به. قوله: مجممة: أي جمة، وهو الشعر النازل إلى المنكبين. وإذا وصل الشعر إلى الأذنين، فهو وفرة. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3896" حدثنا عبيد بن إسماعيل، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: توفيت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين ... الحديث. 3 حسن: فيه مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ الليثي المدني، صدوق. والحديث أورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 225" وقال: "رواه الطبراني، ورجاله رجال صحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث".

هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُدْخِلْتُ عَلَى نَبِيِّ اللهِ وَأَنَا بِنْتُ تِسْعٍ جَاءنِي نِسْوَةٌ وَأَنَا أَلْعَبُ عَلَى أُرْجُوْحَةٍ وَأَنَا مُجَمَّمَةٌ فَهَيَّأْنَنِي وَصَنَعْنَنِي ثُمَّ أَتَيْنَ بِي إِلَيْهِ1. هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالبَنَاتِ تَعْنِي اللُّعَبَ فَيَجِيْءُ صَوَاحِبِي فَيَنْقَمِعْنَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَخْرُجُ رَسُوْلُ اللهِ فَيَدْخُلْنَ عَلَيَّ وَكَانَ يُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي. وَفِي لَفْظٍ: فَكُنَّ جَوَارٍ يَأْتِيْنَ يَلْعَبْنَ مَعِي بِهَا فَإِذَا رَأَيْنَ رَسُوْلَ اللهِ تَقَمَّعْنَ فَكَانَ يُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ2. وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ وَأَنَا أَلْعَبُ بِالبَنَاتِ فقال: "مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ"؟ قُلْتُ: خَيْلُ سُلَيْمَانَ وَلَهَا أَجْنِحَةٌ. فَضَحِكَ3. الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْمُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي وَالحَبَشَةُ يَلْعَبُوْنَ بِالحِرَابِ فِي المَسْجِدِ وَإِنَّهُ لَيَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى لَعِبِهِمْ ثُمَّ يَقِفُ مِنْ أَجْلِي حَتَّى أَكُوْنَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ. فَاقْدُرُوا قَدْرَ الجَارِيَةِ الحَدِيْثَةِ السِّنِّ الحَرِيْصَةِ عَلَى اللَّهْوِ. وَفِي لَفْظِ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: فَمَا زِلْتُ أَنْظُرُ حَتَّى كُنْتُ أَنَا أَنْصَرِفُ فَاقْدُرُوا قَدْرَ الجَارِيَةِ الحَدِيْثَةِ السِّنِّ الَّتِي تَسْمَعُ اللَّهْوَ.

_ 1 صحيح: تقدم تخريجنا له قريبا في الصفحة السابقة بتعليق رقم "931". 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه عبد الرزاق "19722"، والحميدي "260، وأحمد "6/ 166 و233 و234"، وابن سعد "8/ 58-59 و61 و65"، والبخاري "6130"، ومسلم "2440" وأبو داود "4931"، والنسائي "6/ 131"، وابن ماجه "1982"، والطبراني "23/ 275 و277 و278"، البيهقي "10/ 219" من طرق عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به. قوله: "ينقمعن" أي يتغيبن ويستترن. قوله: "يسربهن" أي يرسلهن ويدفعهن إليَّ. 3 صحيح: أخرجه أبو داود "4932"، والبيهقي "10/ 219" من طريق سَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بنِ أيوب، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن إبراهيم، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عائشة، به.

وَلَفْظُ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الحَدِيْثِ قَالَتْ: قَدِمَ وَفْدُ الحَبَشَةِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَامُوا يَلْعَبُوْنَ فِي المَسْجِدِ فَرَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِم حَتَّى أكون أنا التي أسام1. وَفِي حَدِيْثِ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ عُمَرَ وَجَدَهُمْ يَلْعَبُوْنَ فَزَجَرَهُمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَعْهُم فَإِنَّهُمْ بَنُو أَرْفِدَةَ" 2. الوَاقِدِيُّ قَالَ:، حَدَّثَنِي مُوْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رِيْطَةَ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا هَاجَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى المَدِيْنَةِ خَلَّفَنَا وَخَلَّفَ بَنَاتِهِ فَلَمَّا قَدِمَ المَدِيْنَةَ بَعَثَ إِلَيْنَا زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ وَأَبَا رَافِعٍ وَأَعْطَاهُمَا بعيرين وخمس مئة دِرْهَمٍ أَخَذَهَا مِنْ أَبِي بَكْرٍ يَشْتَرِيَانِ بِهَا مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الظَّهْرِ. وَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُمَا عَبْدَ اللهِ بنَ أُرَيْقِطٍ اللَّيْثِيَّ بِبَعِيْرَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ وَكَتَبَ إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللهِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَحْمِلَ أَهْلَهُ أُمَّ رُوْمَانَ وَأَنَا وَأُخْتِي أَسْمَاءَ. فَخَرَجُوا فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى قُدَيْدٍ اشْتَرَى زَيْدٌ بِتِلْكَ الدَّرَاهِمِ ثَلاَثَةَ أَبْعِرَةٍ ثُمَّ دَخَلُوا مَكَّةَ وَصَادَفُوا طَلْحَةَ يُرِيْدُ الهِجْرَةَ بِآلِ أَبِي بَكْرٍ. فَخَرَجْنَا جَمِيْعاً وَخَرَجَ زَيْدٌ وَأَبُو رَافِعٍ بِفَاطِمَةَ وَأُمِّ كُلْثُوْمٍ وَسَوْدَةَ وَأُمِّ أَيْمَنَ وَأُسَامَةَ فَاصْطَحَبَنَا جَمِيْعاً حَتَّى إِذَا كُنَّا بالبيض3 نفر بعيري وقدامي محفة فيها أُمِّي فَجَعَلَتْ أُمِّي تَقُوْلُ وَابِنْتَاهُ وَاعَرُوْسَاهُ حَتَّى أُدْرِكَ بَعِيْرُنَا. فَقَدِمْنَا وَالمَسْجِدُ يُبْنَى ... وَذَكَرَ الحَدِيْثَ4.

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "19721"، والبخاري "454" و"5190" و"5229" ومسلم "892" "18"، والنسائي "3/ 195-196"، والبيهقي "7/ 92" من طريق الزهري، به. 2 صحيح: أخرجه النسائي "3/ 196" من طريق الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني الزُهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أُبَيِّ هريرة، به. قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات، وقد صرح الوليد بن مسلم بالتحديث فأمنا شر تدليسه. وقد أخرجه البخاري "2901" ومسلم "893" دون قوله: "فإنهم بنو أرفدة". قوله: "بنو أرفدة" بفتح الهمزة وسكون الراء وكسر الفاء وقد تفتح قيل هو لقب للحبشة وقيل هم اسم جنس لهم وقيل اسم جدهم الأكبر. 3 البيض: منزل من منازل بني كنانة بالحجاز. 4 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 62"، وفيه الواقدي، وهو متروك. وفيه ريطة وهي بنت حريث، مجهولة، لذا قال الحافظ في "التقريب": لا تُعرف.

شَأْنُ الإِفْكِ: كَانَ فِي غَزْوَةِ المُرَيْسِيْعِ1 سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الهِجْرَةِ وَعُمُرُهَا -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- يَوْمَئِذٍ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً. فَرَوَى حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ وَالنُّعْمَانِ بنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَراً أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ. فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةِ المُرَيْسِيْعِ. فَخَرَجَ سَهْمِي. فَهَلَكَ فيَّ مَنْ هَلَكَ2. وَكَذَلِكَ ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَالوَاقِدِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: أَنَّ الإِفْكَ كَانَ فِي غَزْوَةِ المُرَيْسِيْعِ. يُوْنُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ وَابْنُ المُسَيِّبِ وَعَلْقَمَةُ بنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حَدِيْثِ عَائِشَةَ حِيْنَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا فَبَرَّأَهَا اللهُ تَعَالَى. وَكُلٌّ، حَدَّثَنِي بِطَائِفَةٍ مِنْ حَدِيْثِهَا وَبَعْضُ حَدِيْثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضاً وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَرَادَ سَفَراً أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بها مَعَهُ. فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ سهمي فخرجت معه بعدما نَزَلَ الحِجَابُ وَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجٍ وَأُنْزَلُ فِيْهِ فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرغَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ المَدِيْنَةِ آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيْلِ. فَقُمْتُ حِيْنَئِذٍ فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الجَيْشَ فَلَمَّا قَضَيْتُ حَاجَتِي أَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ3 قَدِ انْقَطَعَ فَالْتَمَسْتُهُ وَحَبَسَنِي الْتِمَاسُهُ وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِيْنَ كَانُوا يَرْحَلُوْنَ بِي فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي4 فَرَحَلُوْهُ عَلَى بَعِيْرِي وَهُمْ يَحْسَبُوْنَ أَنِّي فِيْهِ وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خفافا لم يثقلهن اللحم إنما يأكلن

_ 1 غزوة المريسيع: هو ماء لبني خزاعة بينه وبين الفرع "موضع من ناحية المدينة" مسيرة يوم، وتسمى غزوة بني المصطلق، وهو لقب لجذيمة بن سعد بن عمرو بن بطن من بني خزاعة، وكانت هذه الغزوة في شعبان سنة خمس، وسببها: أنه لما بلغه صلى الله عليه وسلم أن الحارث بن أبي ضرار سيد بن المصطلق سار في قومه ومن قدر عليه من العرب، يريدون حرب رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ بريدة بن الحصيب الأسلمي يعلم له ذلك فأتاهم، ولقي الحارث بن أبي ضرار، وكلمه، ورجع إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره خبرهم، فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فأسرعوا في الخروج وانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المريسيع، وهو مكان الماء، وكانت النصرة للمسلمين على المشركين. 2 صحيح: انظر تعليقنا السابق. 3 الجزع بالفتح: الخرز اليماني، الواحدة جزعة. وظفار: مدينة باليمن، وقيل جبل، وقيل سميت به المدينة وهي في أقصى اليمن إلى جهة الهند. 4 الهودج: بفتح الهاء والدال بينهما واو ساكنة وآخره جيم: محمل له قبه تستر بالثياب ونحوه. يوضع على ظهر البعير يركب عليه النساء ليكون أستر لهن.

العُلْقَةَ1 مِنَ الطَّعَامِ. فَلَمْ يَسْتَنْكِرُوا خِفَّةَ المَحْمِلِ حِيْنَ رَفَعُوْهُ وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيْثَةَ السِّنِّ فَبَعَثُوا الجَمَلَ وَسَارُوا فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الجَيْشُ. فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلاَ مُجِيْبٌ. فَأَمَّمْتُ2 مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ فِيْهِ وَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُوْنِي فَيَرْجِعُوْنَ إِلَيَّ فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ. وَكَانَ صَفْوَانُ بنُ المُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ، ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الجَيْشِ فَأَدْلَجَ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ فأتاني فعرفني حين رَآنِي وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الحِجَابِ فَاسْتَرْجَعَ فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِيْنَ عَرَفْتُ فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي وَاللهِ مَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً وَلاَ سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غير استرجاعه فأناخ راحلته فوطىء عَلَى يَدَيْهَا فَرَكِبْتُهَا. فَاْنَطَلَق يَقُوْدُ بِيَ الرَّاحِلَةَ حتى أتينا الجيش بعدما نَزَلُوا مُوْغِرِيْنَ فِي نَحْرِ الظَّهِيْرَةِ3 فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ فِيَّ وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَ الإِفْكِ عَبْدُ اللهِ بنُ أُبَيِّ ابْنِ سَلُوْلٍ. فَقَدِمْنَا المَدِيْنَةَ فَاشْتَكَيْتُ شَهْراً وَالنَّاسُ يُفِيْضُونَ فِي قَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ وَلاَ أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَيُرِيْبُنِي4 فِي وَجَعِي أَنِّي لاَ أَعْرِفُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِيْنَ أَشْتَكِي إِنَّمَا يَدْخُلُ عليَّ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُوْلُ: "كَيْفَ تِيْكُمْ" ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَذَلِكَ الَّذِي يُرِيْبُنِي وَلاَ أَشْعُرُ بالشر حتى خرجت بعدما نَقِهْتُ فَخَرَجْتُ مَعَ أُمِّ مِسْطَحٍ قِبَلَ المَنَاصِعِ5 وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا وَكُنَّا لاَ نَخْرُجُ إلَّا لَيْلاً إِلَى لَيْلٍ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُتَّخَذَ الكُنُفُ قَرِيْباً مِنْ بُيُوْتِنَا وَأَمْرُنَا أَمْرُ العَرَبِ الأَوَّلِ مِنَ التَّبَرُّزِ قِبَلَ الغَائِطِ وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوْتِنَا فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ بِنْتُ أَبِي رُهْمٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهَا ابْنَةُ صَخْرِ بنِ عَامِرٍ خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ وَابْنُهَا مِسْطَحُ بنُ أُثَاثَةَ بنِ المُطَّلِبِ. فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَهِيَ قِبَلَ بَيْتِي قَدْ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مرطها فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ! فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ أَتَسُبِّيْنَ رَجُلاً شَهِدَ بَدْراً? قَالَتْ: أَيْ هَنْتَاهُ6 أَوَ لَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ? قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ فَأَخْبَرَتْنِي الخَبَرَ فَازْدَدْتُ مَرَضاً عَلَى مرضي.

_ 1 العلقة بضم العين: أي البلغة من الطعام. 2 أممت: قصدت. 3 موغرين في نحر الظهيرة: أي في وقت الهاجرة، وقت توسط الشمس السماء 4 يريبني: يسوءني ويزعجني. 5 المناصع: المواضع التي يتخلى فيها لقضاء الحاجة، واحدها: منصع؛ لأنه يبرز إليها ويظهر. قال الأزهري: آراها مواضع مخصوصة خارج المدينة. 6 يا هنتاه: يا بلهاء، كأنها نسبت إلى قلة المعرفة بمكايد الناس وشرورهم.

فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي، وَدَخَلَ عليَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: "كَيْفَ تِيْكُمْ"؟ فَقُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ? وَأَنَا حِيْنَئِذٍ أُرِيْدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الخبر من قبلها فَأَذِنَ لِي. فَجِئْتُ أَبَوَيَّ فَقُلْتُ: يَا أُمَّتَاهُ مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ? قَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِي عليكِ فَوَاللهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ وَضِيْئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا لَهَا ضَرَائِرُ إلَّا كَثَّرْنَ عَلَيْهَا. فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ وَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا?! فَبَكَيْتُ اللَّيْلَةَ حَتَّى لاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ. ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي. فَدَعَا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عليَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ حِيْنَ اسْتَلْبَثَ الوَحْيُ يَسْتَأْمِرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ. فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءةِ أَهْلِهِ وَبِالَّذِي يَعْلَمُ لَهُمْ فِي نَفْسِهِ مِنَ الوُدِّ فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَهْلُكَ وَلاَ نَعْلَمُ إلَّا خَيْراً. وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقَالَ: لَمْ يُضَيِّقِ اللهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيْرٌ وَاسْأَلِ الجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ. فَدَعَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَرِيْرَةَ فَقَالَ: "أَيْ بَرِيْرَةُ هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيْبُكِ"؟ قَالَتْ: لاَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْراً أَغْمِصُهُ1 عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيْثَةُ السِّنِّ تَنَامُ، عَنْ عَجِيْنِ أَهْلِهَا فَيَأْتِي الداجن فيأكله. فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُوْلٍ فَقَالَ وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ: "يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِيْنَ مَنْ يَعْذِرُنِي 2 مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إلَّا خَيْراً وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلاً مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إلَّا خَيْراً وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إلَّا مَعِي". فَقَامَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَنَا أَعْذِرُكَ مِنْهُ إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ. فَقَامَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الخَزْرَجِ وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلاً صَالِحاً وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ3 الحمية فقال لسعد: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لاَ تَقْتُلُهُ وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ. فَقَامَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ فَقَالَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لَنَقْتُلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ، عَنِ المُنَافِقِيْنَ. فَتَثَاوَرَ4 الحَيَّانِ: الأَوْسُ وَالخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَائِمٌ عَلَى المِنْبَرِ: فَلَمْ يَزَلْ يَخْفِضُهُمْ حتى سكتوا وسكت.

_ 1 أغمصه: أي أعيبه. 2 من يعذرني: أي من يقوم بعذري إن كافأته على سوء صنيعه فلا يلومني. ويعذرني أي ينصرني ويعينني. وأصل التعذير: المنع والرد، فكأن من نصرته قد رددت عنه أعداءه ومنعتهم من أذاه. 3 احتملته الحمية: أي أغضبته. ووقع في رواية معمر عند مسلم وكذا يحيى بن سعيد عند الطبراني "اجتهلته" بجيم ثم مثناه ثم هاء، أي حملته على الجهل. 4 فتثاور: بمثناة ثم مثلثة، أي نهض بعضهم إلى بعض من الغضب. ووقع في حديث ابن عمر "وقام سعد بن معاذ فسل سيفه".

قَالَتْ: فَبَكَيْتُ يَوْمِي ذَلِكَ وَلَيْلَتِي لاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ فَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْماً لاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ وَلاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ البُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي اسْتَأْذَنَتْ عليَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي فَبَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فسلم ثم جَلَسَ وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيْلَ لِي مَا قِيْلَ وَلَقَدْ لَبِثَ شَهْراً لاَ يُوْحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي شَيْءٌ. قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا فَإِنْ كُنْتِ بَرِيْئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللهُ وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللهَ وَتُوْبِي إِلَيْهِ فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ". فَلَمَّا قَضَى مَقَالَتْهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً فَقُلْتُ لأَبِي: أَجِبْ رَسُوْلَ اللهِ فِيْمَا قَالَ قَالَ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُوْلُ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْتُ لأُمِّي: أَجِيْبِي رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: مَا أَدْرِي مَا أَقُوْلُ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ وَأَنَا يَوْمئذٍ حَدِيْثَةُ السِّنِّ لاَ أَقْرَأُ كَثِيْراً مِنَ القُرْآنِ: إِنِّي وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَقَدْ سَمِعْتُمْ هَذَا الحَدِيْثَ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي بَرِيْئَةٌ والله يعلم أني برئية لاَ تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيْئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي". وَاللهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلاً إلَّا قَوْلَ أَبِي يُوْسَفَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يُوْسُفُ: 18] ، ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي وَأَنَا أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيْئَةٌ وَأَنَّ اللهَ تَعَالَى يُبَرِّئُنِي بِبَرَاءتِي وَلَكِنْ وَاللهِ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ اللهَ يُنْزِلُ فِي شَأْنِي وَحْياً يُتْلَى وَلَشَأْنِي كَانَ فِي نَفْسِي أَحْقَرُ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللهُ فيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللهُ بِهَا قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا قَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلاَ خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أهل البيت حَتَّى نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ البُرَحَاءِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الجُمَانِ مِنَ العَرَقِ وَهُوَ فِي يَوْمٍ شاتٍ مِنْ ثِقَلِ القَوْلِ الَّذِي يَنْزِلُ عَلَيْهِ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ1 وَهُوَ يَضْحَكُ كَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: "يَا عَائِشَةُ أَمَا وَاللهِ لَقَدْ بَرَّأَكِ اللهُ". فَقَالَتْ أُمِّي: قُوْمِي إِلَيْهِ. فَقُلْتُ: وَاللهِ لاَ أَقُوْمُ إِلَيْهِ وَلاَ أَحْمَدُ إلَّا اللهَ. وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النُّوْرُ: 11] . العَشْرُ الآيَاتُ كُلُّهَا. فَلَمَّا أَنْزَلَ اللهُ هَذَا فِي بَرَاءتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ -وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ لِقَرَابَتِهِ وَفَقْرِهِ: وَاللهِ لاَ أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئاً أَبَداً بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ. فَأُنْزِلَتْ: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ

_ 1 فلما سرى: أي كشف.

أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النُّوْرُ: 22] . قَالَ: بَلَى وَاللهِ إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لِي. فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ وَقَالَ: وَاللهِ لاَ أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَداً. قَالَتْ: وَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْأَلُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، عَنِ أَمْرِي. فَقَالَتْ: أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي مَا عَلِمْتُ إلَّا خَيْراً وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِيْنِي1 مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَصَمَهَا اللهُ بِالوَرَعِ2 وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ لَهَا3 فَهَلَكَتْ فيمن هلك من أصحاب الإفك4. وَهَذَا الحَدِيْثُ لَهُ طُرُقٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَرَوَاهُ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ. قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ5: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُغِيْرَةِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ فَذَكَرَ حَدِيْثَ الإِفْكِ بِطُوْلِهِ وَفِيْهِ: أَنَّ ذَاكَ فِي غَزْوَةِ بَنِي المُصْطَلِقِ وَأَنَّ سَهْمَهَا وَسَهْمَ أُمِّ سَلَمَةَ خَرَجَ. وَرَوَى مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الوَلِيْدِ فَقَالَ: الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ عليٌّ فَقُلْتُ: لاَ، حَدَّثَنِي سَعِيْدٌ وَعُرْوَةُ وَعَلْقَمَةُ وَعُبَيْدُ اللهِ كُلُّهُمْ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُوْلُ: إِنَّ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ. فَقَالَ لِي: فَمَا كَانَ جُرْمُهُ قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ، حَدَّثَنِي مِنْ قَوْمِكَ أَبُو سَلَمَةَ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمَا سَمِعَا عَائِشَةَ تَقُوْلُ: كَانَ مُسِيْئاً فِي أَمْرِي. يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ:، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، عن

_ 1 وهي التي كانت تساميني: أي تعاليني من السمو وهو العلو والارتفاع. أي تطلب من العلو والرفعة والحظوة عند النبي صلى الله عليه وسلم ما أطلب، أو تعتقد أن الذي لها عنده مثل الذي لي عنده. وذهل بعض الشراح فقال إنه من سوم الخسف، وهو حمل الإنسان على ما يكرهه. والمعنى تغايظني. وهذا لا يصح، فإنه لا يقال في مثله سام ولكن ساوم. 2 فعصمها الله بالورع: أي حفظها ومنعها بالمحافظة على دينها ومجانبة ما تخشى سوء عاقبته. 3 تحارب لها: تجادل لها وتتعصب وتحكي ما قال أهل الافك لتنخفض منزلة عائشة وتعلو مرتبة أختها زينب. 4 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "6/ 194-197"، والبخاري "2661" و"4141" و"4750"، ومسلم "2770" وأبو يعلى "4927" و"4933" و"4935"، والطبراني "23/ 134 و135 و139 و140 و141 و142 و143 و144 و145 و146 و147 و148" والبيهقي "7/ 302" من طرق عن الزهري، به. 5 أبو معشر السندي: هو نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني، وهو مولى بني هاشم ضعيف، أسن واختلط.

عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا تَلاَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- القِصَّةَ الَّتِي نزل بِهَا عُذْرِي عَلَى النَّاسِ نَزَلَ فَأَمَرَ بِرَجُلَيْنِ وَامْرَأَةٍ مِمَّنْ كَانَ تَكَلَّمَ بِالفَاحِشَةِ فِي عَائِشَةَ فُجُلِدُوا الحَدَّ1. قَالَ: وَكَانَ رَمَاهَا ابْنُ أُبَيٍّ وَمِسْطَحٌ وَحَسَّانٌ وَحَمْنَةُ. الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوْقٍ قَالَ: دَخَلَ حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ عَلَى عَائِشَةَ يُشَبِّبُ بِأَبْيَاتٍ2 لَهُ فِيْهَا فَقَالَ: حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيْبَةٍ ... وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُوْمِ الغَوَافِلِ3 قَالَتْ: لَسْتُ كَذَاكَ. فَقُلْتُ: تَدَعِيْنَ مِثْلَ هَذَا يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيم} [النُّوْرُ: 11] . قَالَتْ: وَأَيُّ عَذَابٍ أَشَدُّ مِنَ العَمَى. ثُمَّ قَالَتْ: كَانَ يَرُدُّ، عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم4. ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ قَالَ: كَانَ صَفْوَانُ بنُ المُعَطَّلِ قَدْ كَثَّرَ عَلَيْهِ حَسَّانٌ فِي شَأْنِ عَائِشَةَ وَقَالَ يعرِّض بِهِ: أَمْسَى الجَلاَبِيْبُ5 قَدْ عَزُّوا وَقَدْ كَثُرُوا ... وابن الفريعة أمسى بيضة البلد

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "5/ 9749" من طريق ابن أبي يحيى. وأخرجه أبو داود "4474"، والترمذي "3181"، وابن ماجه "2576" من طريق ابن أبي عدي كلاهما عن محمد بن إسحاق به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وقد صرح محمد بن إسحاق بالتحديث كما في رواية يونس بن بكير، فأمنا شر تدليسه. وابن أبي عدي، هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، أبو عمرو البصري، ثقة، روى له الجماعة. وابن أبي يحيى، هو محمد بن أبي يحيى الأسلمي المدني، صدوق، روى له أبو داود، والترمذي في الشمائل، والنسائي، وابن ماجه. 2 يشبب: يزهيه ويحسنه. 3 حصان: من الإحصان، وهو المنع. والمراد أنها محصنة بالإسلام، وبالعفاف، والحرية وبالتزويج. تزن: أي ترمى. وقوله: "غرثى": أي خميصة البطن والمراد أنها لا تغتاب أحدا. والغوافل: العفيفة الغافلة عن الإثم والشر. 4 صحيح على شرطهما: أخرجه البخاري "4146"، ومسلم "4146"، حدثنا بشر بن خالد، أخبرنا محمد بن جعفر، عن شبعة، عن سليمان، عن أبي الضحي عن مسروق به. 5 الجلابيب: المراد بهم هنا سفلة الناس. وابن الفريعة هو حسان بن ثابت. والفريعة هي أمه. وبيضة البلد مثل يضرب في العزة والذلة. قال الأزهري في "تهذيب اللغة" "2/ 85" معنى قول حسان: إن سفلة الناس عزوا بعد ذلتهم وكثروا بعد قلتهم، وابن الفريعة الذي كان ذا ثروة وثراء، فقد أخر عن كريم شرفه وسؤدده، واستبد بالأمر دونه، فهو بمنزلة بيضة البلد التي تبيضها النعامة، ثم تتركها بالفلاة فلا تحضنها فتبقى تريكة الصلاة.

فَاعْتَرَضَهُ صَفْوَانُ لَيْلَةً وَهُوَ آتٍ مِنْ عِنْدِ أَخْوَالِهِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى رَأْسِهِ فَاسْتَعْدَوْا عَلَيْهِ ثَابِتَ بنَ قَيْسٍ فَجَمَعَ يَدَيْهِ إِلَى عُنُقِهِ بِحَبْلٍ وَقَادَهُ إِلَى دَارِ بَنِي حَارِثَةَ فَلَقِيَهُ ابْنُ رَوَاحَةَ فَقَالَ: مَا هَذَا? فَقَالَ: مَا أَعْجَبَكَ إِنَّهُ عَدَا عَلَى حَسَّانٍ بِالسَّيْفِ فَوَاللهِ مَا أُرَاهُ إلَّا قَدْ قَتَلَهُ فَقَالَ هَلْ عَلِمَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَا صَنَعْتَ بِهِ? فَقَالَ: لاَ. فقال: والله لقد اجترأت خل سبيله. فسنغدوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنُعْلِمَهُ أَمْرَهُ فَخَلَّى سَبِيْلَهُ فَلَمَّا أَصْبَحُوا غَدَوْا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ. فَقَالَ: "أَينَ ابْنُ المُعَطَّلِ"؟ فَقَامَ إليه فقال: ها أناذا يَا رَسُوْلَ اللهِ فَقَالَ: " مَا دَعَاكَ إِلَى مَا صَنَعْتَ"؟ قَالَ: آذَانِي يَا رَسُوْلَ اللهِ وكثَّر عليَّ وَلَمْ يَرْضَ حَتَّى عرَّض بِي في الهجاء فاحتملني الغضب وها أناذا فَمَا كَانَ عليَّ مِنْ حَقٍّ فَخُذْنِي بِهِ. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ادْعُوا لِي حَسَّانَ بنَ ثَابِتٍ" فَأُتِيَ بِهِ. فقال: "يا حَسَّانُ أَتَشَوَّهْتَ عَلَى قَوْمِي أَنْ هَدَاهُمُ اللهُ لِلإِسْلاَمِ يَقُوْلُ: تَنَفَّسْتَ عَلَيْهِم يَا حَسَّانُ أَحْسِنْ فِيْمَا أَصَابَكَ". قَالَ: هِيَ لَكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ. فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِيْرِيْنَ القُبْطِيَّةَ. فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأَعْطَاهُ أَرْضاً كَانَتْ لأَبِي طَلْحَةَ تَصَدَّقَ بِهَا أَبُو طَلْحَةَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَقَالَ حَسَّانُ فِي عَائِشَةَ: رَأَيْتُكِ وَلْيَغْفِرْ لَكِ اللهُ حُرَّةً ... مِنَ المُحْصَنَاتِ غَيْرِ ذَاتِ غَوَائِلِ حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيْبَةٍ ... وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُوْمِ الغَوَافِلِ وَإِنَّ الَّذِي قَدْ قِيْلَ لَيْسَ بِلائِقٍ ... بِكِ الدهر بل قيل امرىء مُتَمَاحِلِ1 فَإِنْ كُنْتُ أَهْجُوْكُمْ كَمَا بَلَّغُوْكُمُ ... فَلاَ رَفَعَتْ سَوطِي إِلَيَّ أَنَامِلِي وَكَيْفَ وُوُدِّي مَا حَيِيْتُ وُنُصْرَتِي ... لآلِ رَسُوْلِ اللهِ زَيْنِ المَحَافِلِ وَإِنَّ لَهُمْ عِزّاً يُرَى النَّاسُ دُوْنَهُ ... قِصَاراً وَطَالَ العِزُّ كُلَّ التَّطَاوُلِ عَقِيْلَةُ حَيٍّ مِنْ لؤي بن غلب ... كِرَامِ المَسَاعِي مَجْدُهُمْ غَيْرُ زَائِلِ مُهَذَّبَةٌ قَدْ طَيَّبَ اللهُ خِيْمَهَا ... وَطَهَّرَهَا مِنْ كُلِّ سُوْءٍ وباطل

_ 1 متماحل: متماكر، والمماحل: الماكر.

ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ:، حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أرأيت لو أنك نَزَلْتَ وَادِياً فِيْهِ شَجَرَةٌ قَدْ أُكِلَ مِنْهَا وَوَجَدْتَ شَجَرَةً لَمْ يُؤْكَلْ مِنْهَا فَأَيُّهُمَا كُنْتَ تُرْتِعُ بَعِيْرَكَ? قَالَ: "الشَّجَرَةَ الَّتِي لَمْ يُؤْكَلْ مِنْهَا" قَالَتْ: فَأَنَا هِيَ تَعْنِي. أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْراً غَيْرَهَا1. سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: مَا تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى أَتَاهُ جِبْرِيْلُ بِصُوْرَتِي وَقَالَ: هَذِهِ زَوْجَتُكَ. فَتَزَوَّجَنِي وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ عَلَيَّ حَوْفٌ. وَلَمَّا تَزَوَّجَنِي وَقَعَ عَلَيَّ الحَيَاءُ وَإِنِّي لَصَغِيْرَةٌ2. تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو سَعْدٍ وَهُوَ سَعِيْدُ بنُ المَرْزُبَانِ البَقَّالُ لَيِّنُ الحَدِيْثِ. وَالحَوْفُ: شَيْءٌ يُشَدُّ فِي وَسَطِ الصَّبِيِّ مِنْ سُيُوْرٍ. يَحْيَى بنُ يَمَانٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي شَوَّالٍ وَأَعْرَسَ بِي فِي شَوَّالٍ. فأي نسائه كان أحظى عنده مني؟ 3.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5077" حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني أخي، به. 2 ضعيف جدا: أخرجه الحاكم "4/ 9" من طريق سفيان بن عيينة، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد "! " ووافقه الذهبي في "التخليص" "! " "! ". قلت: بل إسناده ضعيف جدا، آفته أبو سعد البقال الأعور، واسمه سعيد بن المرزبان، مولى حذيفة بن اليمان، تركه الفلاس. وقال ابن معين: لا يكتب حديثه. وقال أبو زرعة: صدوق مدلس. وقال البخاري: منكر الحديث. وذكر الذهبي -رحمه الله- أقوال هؤلاء العلماء في "ميزان الاعتدال"، وذهل عنه هنا فوافق الحاكم على تصحيح إسناده، وهو واه. وقد ذكرت كثيرا من الأمثلة على ذهوله هذا وتساهله وتساهل الحاكم في تصحيح أحاديث واهية أو ضعيفة في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة"، وقد طبع المجلد الاول منها في مكتبة الدعوة بالأزهر، يسر الله طبع بقية مجلداته الثلاثة، وجعله في ميزان حسناتي بكرمه ومنه إنه سميع مجيب. 3 صحيح: وهذا إسناد ضعيف، آفته يحيى بن يمان، فإنه كان سيئ الحفظ كثير الخطأ لكن قد رواه مسلم في "صحيحه" "1423" وابن ماجه "1990" من طريق وكيع، حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائشة، به. وهذه متابعة تامة ليحيى بن اليمان من وكيع بن الجراح. وأخرجه الدارمي "2/ 145" من طريق عبيد الله بن موسى، عن سفيان، به. وقوله: "أحظى": أي أكثر حظا.

وَكَانَتِ العَرَبُ تَسْتَحِبُّ لِنِسَائِهَا أَنْ يُدْخَلْنَ عَلَى أزواجهن في شوال. وَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيْجَةَ مِنْ كَثْرَةِ مَا كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَذْكُرُهَا1. قُلْتُ: وَهَذَا مِنْ أَعْجَبِ شَيْءٍ أَنْ تَغَارَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- مِنِ امْرَأَةٍ عَجُوْزٍ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ تَزَوُّجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَائِشَةَ بِمُدَيْدَةٍ ثُمَّ يَحْمِيْهَا اللهُ مِنَ الغَيْرَةِ مِنْ عِدَّةِ نِسْوَةٍ يُشَارِكْنَهَا فِي النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَهَذَا مِنْ أَلْطَافِ اللهِ بِهَا وَبِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِئَلاَّ يَتَكَدَّرَ عَيْشُهُمَا. وَلَعَلَّهُ إِنَّمَا خَفَّفَ أَمْرَ الغَيْرَةِ عَلَيْهَا حُبُّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- لها وميله إليها ف-رضي اللهُ عَنْهَا- وَأَرْضَاهَا. مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: دَخَلَتِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا. قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَقْبَلْتَ عَلَى هَذِهِ السَّوْدَاءِ هَذَا الإِقْبَالَ فَقَالَ: "إِنَّهَا كَانَتْ تَدْخُلُ عَلَى خَدِيْجَةَ وَإِنَّ حُسْنَ العَهْدِ مِنَ الإيمان"2. أَخْبَرَنَا أَبُو الفِدَاءِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ زِكْرِيٍّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَدَّلُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّهَا قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3816"، ومسلم "2435" "74" من طريق هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به. قوله: "ما غرت على امرأة ما غرت": الغيرة هي الحمية والأنفة. يقال رجل غيور وامرأة غيور، بلا هاء؛ لأن فعولا يشترك فيه الذكر والأنثى. وما الأولى نافية. والثانية مصدرية أو موصلة والمعنى: أي ما غرت مثل غيرتي أو مثل التي غرتها على خذيجة. 2 ضعيف: أخرجه الحاكم "1/ 15-16" من طريق صالح بن رستم، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَة، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنت؟ قالت: أنا جثامة المزنية فقال: بل أنت حسانة المزنية كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله فلما خرجت قلت يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال: إنها كانت تأتينا زمن خديجة وإن حسن العهد من الإيمان. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين "! " ووافقه الذهبي في "التلخيص" "! ". قلت: بل إسناده ضعيف، آفته صالح بن رستم، فإنه ضعيف لسوء حفظه، فقد كان كثير الخطأ، وقد ضعفه أبو حاتم، وابن المديني.

مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ الفِرْيَةَ عَلَى اللهِ تَعَالَى وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيْلَ مَرَّتَيْنِ فِي صُوْرَتِهِ وَخَلْقِهِ سَادّاً ما بين الأفق1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحُ الإِسْنَادِ. وَلَمْ يَأْتِنَا نَصٌّ جَلِيٌّ بِأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى اللهَ تَعَالَى بِعَيْنَيْهِ. وَهَذِهِ المَسْأَلَةُ مِمَّا يَسَعُ المَرْءَ المُسْلِمَ فِي دِيْنِهِ السُّكُوتُ عَنْهَا فَأَمَّا رُؤْيَةُ المَنَامِ فَجَاءتْ مِنْ وُجُوْهٍ مُتَعَدِّدَةٍ مُسْتَفِيْضَةٍ وَأَمَّا رُؤْيَةُ اللهِ عِيَاناً فِي الآخِرَةِ فَأَمْرٌ مُتَيَقَّنٌ تَوَاتَرَتْ بِهِ النُّصُوْصُ. جَمَعَ أَحَادِيْثَهَا الدارقطني والبيهقي وغيرهما. وأبو الحَسَنِ المَدَائِنِيُّ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: دَخَلَ عُيَيْنَةُ بنُ حِصْنٍ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعِنْدَهُ عَائِشَةُ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ الحِجَابُ فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ الحُمَيْرَاءُ يَا رَسُوْلَ اللهِ? قَالَ: "هَذِهِ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ" قَالَ: أَفَلاَ أَنْزِلُ لَكَ، عَنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ? قَالَ: "لاَ" فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ: مَنْ هَذَا يَا رَسُوْلَ اللهِ قَالَ: "هَذَا الأَحْمَقُ المُطَاعُ فِي قَوْمِهِ". هَذَا حَدِيْثٌ مُرْسَلٌ وَيَزِيْدُ مَتْرُوكٌ وَمَا أَسْلَمَ عُيَيْنَةُ إلَّا بَعْدَ نُزُولِ الحِجَابِ. وَقَدْ قِيْلَ: إِنَّ كُلَّ حَدِيْثٍ فِيْهِ: يَا حُمَيْرَاءُ لَمْ يَصِحَّ. وَأَوْهَى ذلك تَشْمِيْسُ المَاءِ وَقَوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا: "لَا تَفْعَلِي يَا حُمَيْرَاءُ فَإِنَّهُ يُوْرِثُ البَرَصَ". فَإِنَّهُ خَبَرٌ مَوْضُوْعٌ2. وَالحَمْرَاءُ فِي خِطَابِ أَهْلِ الحِجَازِ: هِيَ البَيْضَاءُ بِشُقْرَةٍ وَهَذَا نَادِرٌ فِيْهِم وَمِنْهُ فِي الحَدِيْثِ: " رَجُلٌ أَحْمَرُ كَأَنَّهُ مِنَ المَوَالِي" يُرِيْدُ القَائِلُ أَنَّهُ فِي لَوْنِ المَوَالِي الَّذِيْنَ سُبُوا مِنْ نَصَارَى الشَّامِ والروم والعجم.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3234" حدثنا محمد بن عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عون، به. وأخرجه البخاري "4855"، ومسلم "177"، والترمذي "3278" من طرق عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن عائشة بنحوه. 2 موضوع: أخرجه الدارقطني "1/ 38"، والبيهقي "1/ 6" من طريق سعدان بن نضر حدثنا خالد بن إسماعيل، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قالت: أسخنت ماء في الشمس فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ تفعلي يا حميراء فإنه يورث البرص، وقال الدارقطني في إثره: "غريب جدا، خالد بن إسماعيل متروك"، وقال البيهقي في إثره: وهذا لا يصح. قلت: إسناده موضوع، آفته خالد بن إسماعيل المخزومي المدني، أبو الوليد، قال ابن عدي: كان يضع الحديث على الثقات. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال.

ثُمَّ إِنَّ العَرَبَ إِذَا قَالَتْ: فُلاَنٌ أَبْيَضُ فَإِنَّهُمْ يُرِيْدُوْنَ الحِنْطِيَّ اللَّوْنِ بِحِلْيَةٍ سَوْدَاءَ فَإِنْ كَانَ فِي لَوْنِ أَهْلِ الهِنْدِ قَالُوا: أَسْمَرُ وَآدَمُ وَإِنْ كَانَ فِي سَوَادِ التِّكْرُوْرِ قَالُوا: أَسْوَدُ وَكَذَا كُلُّ مَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ السَّوَادُ قَالُوا: أَسْوَدُ أَوْ شَدِيْدُ الأُدْمَةِ. وَمِنْ ذَلِكَ قُوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بُعِثْتُ إِلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ" 1. فَمَعْنَى ذَلِكَ: أَنَّ بَنِي آدَمَ لا ينفكون، عن أحد الأمرين. وكل لَوْنٍ بِهَذَا الاعْتِبَارِ يَدُوْرُ بَيْنَ السَّوَادِ وَالبَيَاضِ الَّذِي هُوَ الحُمْرَةُ. أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُوْلُ لَهَا: "إِنِّي أَعْرِفُ غَضَبَكِ إِذَا غَضِبْتِ وَرِضَاكِ إِذَا رَضِيْتِ" قَالَتْ: وَكَيْفَ تَعْرِفُ? قَالَ: "إِذَا غَضِبْتِ قُلْتِ: يَا مُحَمَّدُ وَإِذَا رَضِيْتِ قُلْتِ: يَا رَسُوْلَ اللهِ". هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ وَالمَحْفُوظُ مَا أَخْرَجَا فِي الصَّحِيْحَيْنِ لأَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ بِلَفْظِ: "إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى". قَالَتْ: وَكَيْفَ يَا رَسُوْلَ اللهِ? قَالَ: "إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً قُلْتِ: لاَ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قُلْتِ: لاَ وَرَبِّ إِبْرَاهِيْمَ". قُلْتُ: أَجَلْ وَاللهِ مَا أَهْجُرُ إلَّا اسْمَكَ2. تَابَعَهُ عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ حَدِيْثَ عَلِيٍّ. هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ قِلاَدَةً فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَانْسَلَّتْ مِنْهَا. وَكَانَ ذَلِكَ المَكَانُ يُقَالُ لَهُ: الصُّلْصُلُ. فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَطَلَبُوْهَا حَتَّى وَجَدُوْهَا وحضرت الصلاة ولم يَكُنْ مَعَهُمْ مَاءٌ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوْءٍ. فَأَنْزَلَ الله آية التيمم. فقال لها أسيد ابن الحُضَيْرِ: جَزَاكِ اللهُ خَيْراً فَوَاللهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ تَكْرَهِيْنَهُ إلَّا جَعَلَ اللهُ لَكِ فيه خيرًا3.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "521" من حديث جابر بن عبد الله الأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي، كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي وجعلت لي الأرض طيبة طهورا ومسجدا، فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة". 2 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 61 و313"، والبخاري "5228" و"6078"، ومسلم "2439"، والطبراني "23/ 119 و120 و121 و122"، والبيهقي "10/ 27"، والبغوي "2338" من طرق عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "334"، ومسلم "367" من طريق مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيْهِ، عن عائشة.

رَوَاهُ ابْنُ نُمَيْرٍ وَعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ عَنْهُ1. مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالبَيْدَاءِ أَوْ بِذَاتِ الجَيْشِ انْقَطَعَ عِقْدِي فَأَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْتِمَاسِهِ وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ. فَأَتَى النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فَقَالُوا: مَا تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ أَقَامَتْ بِرَسُوْلِ اللهِ وَبِالنَّاسِ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاء قَالَتْ: فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ مَا شَاءَ اللهُ أن يقول وجعل يطعن بيده في خاصرني فَلاَ يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إلَّا مَكَانُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى فَخِذِي. فَنَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ. فَأَنْزَلَ اللهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ فَتَيَمَّمُوا. فَقَالَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ: مَا هَذَا بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: فَبَعَثْنَا البَعِيْرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ فَوَجَدْنَا العِقْدَ تَحْتَهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ2. وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ مِنْ طَرِيْقِ مُحَمَّدِ بنِ إسحاق:، حدثنا يحيى بن عباد ابن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عَائِشَةَ: قَالَتْ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى إِذَا كُنَّا بِتُرْبَانَ بَلَدٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المَدِيْنَةِ بَرِيْدٌ وَأَمْيَالٌ وَهُوَ بَلَدٌ لاَ مَاءَ بِهِ وَذَلِكَ مِنَ السَّحَرِ انْسَلَّتْ قِلاَدَةٌ مِنْ عُنُقِي فَوَقَعَتْ فَحُبِسَ عَلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَلْتِمَاسِهَا حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ وَلَيْسَ مَعَ القَوْمِ مَاءٌ. فَلَقِيْتُ مِنْ أَبِي مَا اللهُ بِهِ عَلِيْمٌ مِنَ التَّعْنِيْفِ وَالتَّأْفِيْفِ. وَقَالَ فِي كُلِّ سَفَرٍ لِلمُسْلِمِيْنَ مِنْكِ عَنَاءٌ وَبَلاَءٌ. فَأَنْزَلَ اللهُ الرُّخْصَةَ فِي التَّيَمُّمِ فَتَيَمَّمَ القَوْمُ وَصَلَّوْا. قَالَتْ: يَقُوْلُ أَبِي حِيْنَ جَاءَ مِنَ اللهِ مِنَ الرُّخْصَةِ لِلمُسْلِمِيْنَ: وَاللهِ مَا عَلِمْتُ يَا بُنَيَّةُ إِنَّكِ لَمُبَارَكَةٌ مَاذَا جَعَلَ اللهُ لِلمُسْلِمِيْنَ فِي حَبْسِكِ إِيَّاهُمْ مِنَ البَرَكَةِ وَاليُسْرِ3. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ العَيْزَارِ بنِ حُرَيْثٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِذَا عَائِشَةُ تَرْفَعُ صَوْتَهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا بِنْتَ فُلاَنَةٍ تَرْفَعِيْنَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا. ثُمَّ خَرَجَ أَبُو بكر فجعل

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "336" من طريق عبد الله بن نمير قال: حدثنا هشام بن عروة، به. أما رواية علي بن مسهر في هذا الحديث عن هشام قال: "وكان ذلك المكان يقال له الصلصل" رواه جعفر الفريابي في كتاب الطهارة له وابن عبد البر من طريقه، والصلصل بمهملتين مضمومتين ولامين الأولى ساكنة بين الصادين قال البكري: هو جبل عند ذي الحليفة. 2 صحيح: انظر تعليقنا قبل السابق. 3 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 272-273"، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث فأمنا شر تدليسه.

النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَرَضَّاهَا وَقَالَ: "أَلَمْ تَرَيْنِي حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ". ثُمَّ اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ مَرَّةً أُخْرَى فَسَمِعَ تَضَاحُكَهُمَا فَقَالَ: أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ1 مِنْ طَرِيْقِ حجاج بن محمد، عن يونس نَحْوَهُ. لَكِنَّهُ قَالَ:، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ2، عَنِ العَيْزَارِ، عَنِ النُّعْمَانِ. وَرَوَاهُ عَمْرٌو العَنْقَزِيُّ3، عَنْ يُوْنُسَ، عَنْ أَبِيْهِ فَأَسْقَطَ العَيْزَارَ. وَرَوَى نَحْوَهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ، عَنْ وَكِيْعٍ، عَنْ إِسْرَائِيْلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ العَيْزَارِ بنِ حُرَيْثٍ، عَنِ النُّعْمَانِ4. مُوْسَى بنُ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: أَخْبَرَنِي أَبُو قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرٍو قَالَ: بَعَثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ: سَلْهَا أَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقبل وَهُوَ صَائِمٌ? فَإِنْ قَالَتْ: لاَ. فَقُلْ: إِنَّ عَائِشَةَ تُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّهُ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ. فَقَالَتْ: لَعَلَّهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَتَمَالَكُ عَنْهَا حُبّاً أَمَّا إِيَّايَ فَلاَ5. أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ الأَيْلِيُّ:، حَدَّثَنَا أَبُو شَدَّادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: كُنْتُ صَاحِبَةَ عَائِشَةَ الَّتِي هَيَّأْتُهَا وَأَدْخَلْتُهَا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعِي نِسْوَةٌ فَمَا وَجَدْنَا عِنْدَهُ قِرَىً إلَّا قَدَحاً مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ نَاوَلَهُ عَائِشَةَ. فَاسْتَحْيَتِ الجَارِيَةُ فَقُلْنَا: لاَ تَرُدِّي يَدَ رَسُوْلِ اللهِ خُذِي مِنْهُ. فَأَخَذَتْ مِنْهُ عَلَى حَيَاءٍ فَشَرِبَتْ. ثُمَّ قَالَ: "نَاوِلِي صَوَاحِبَكِ" فَقُلْنَا: لاَ نَشْتَهِيْهِ. فَقَالَ: "لاَ تجمعن جوعًا

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "4999"، وإسناده ضعيف فيه أبو إسحاق، وهو ضعيف. 2 وقع في الإسناد "يونس، عن أبيه، عن أبي إسحاق"، وهو خطأ والصواب كما في سنن أبي داود "يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه أبي إسحاق". 3 هو عمرو بن محمد العنقزي، بفتح المهملة والقاف بينهما نون ساكنة، وبالزاي أبو سعيد، الكوفي ثقة، من الطبقة التاسعة، وهي الطبقة الصغرى من أتباع التابعين. والعنقزي: ينسب إلى العنقز: وهو: المرزنجوشي، وقيل: الريحان، كان يبيعه أو يزرعة، كما في "اللباب". مات ست سنة تسع وتسعين ومائة استشهد به البخاري، وروى له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ عَنْ أبيه: ثقة، وعن يحيى بن معين: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" "8/ 482". 4 ضعيف: أخرجه أحمد "4/ 271-272" حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. وإسناده ضعيف، أبو إسحاق هو السبيعي، مدلس، وقد عنعنه. 5 حسن: أخرجه أحمد "6/ 296 و317" من طريق موسى بن علي بن رباح، به. قلت: إسناده حسن، موسى بن علي بن رباح، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

وَكَذِباً". فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنْ قَالَتْ إحدانا لشيء تشتهيه: لاَ تَشْتَهِيْهِ أَيُعَدُّ كَذِباً قَالَ: "إِنَّ الكَذِبَ يُكْتَبُ حَتَّى تُكْتَبُ الكُذَيْبَةُ كُذَيْبَةً". هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ لاَ نَعْرفُهُ إلَّا مِنْ طَرِيْقِ أَبِي شَدَّادٍ وَلَيْسَ بِالمَشْهُوْرِ. قَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ جريح أَيْضاً. ثُمَّ هُوَ خَطَأٌ فَإِنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ وَقْتَ عُرْسِ عَائِشَةَ بِالحَبَشَةِ مَعَ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَلاَ نَعْلَمُ لِمُجَاهِدٍ سَمَاعاً، عَنْ أَسْمَاءَ أَوْ لَعَلَّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيْدَ فَإِنَّهَا رَوَتْ عَجُزَ هَذَا الحَدِيْثِ. زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ خَالِدِ بنِ سَلَمَةَ، عَنِ البَهِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا عَلِمْتُ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيَّ زَيْنَبُ بِغَيْرِ إِذْنٍ وَهِيَ غَضْبَى ثُمَّ قَالَتْ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحْسَبُكَ إِذَا قَلَبَتْ لَكَ بُنَيَّةُ أَبِي بَكْرٍ ذُرَيْعَتَيْهَا?1 ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ فَأَعْرَضْتُ عَنْهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دونك فَانْتَصِرِي" فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهَا حَتَّى رَأَيْتُ قَدْ يَبِسَ رِيْقُهَا فِي فَمِهَا فَمَا تَرُدُّ عَلَيَّ شَيْئاً فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ. أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الخَوَّاصُ، حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَانِي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غَيْرِ يَوْمِي يَطْلُبُ مِنِّي ضَجْعاً. فَدَقَّ فَسَمِعْتُ الدَّقَّ ثُمَّ خَرَجْتُ فَفَتَحْتُ لَهُ. فَقَالَ: "مَا كُنْتِ تَسْمَعِيْنَ الدَّقَّ"؟!. قُلْتُ: بَلَى وَلَكِنَّنِي أَحْبَبْتُ أَنْ يَعْلَمَ النِّسَاءُ أَنَّكَ أَتَيْتَنِي فِي غَيْرِ يَوْمِي. هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَابَقَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَبَقْتُهُ مَا شَاءَ حَتَّى إِذَا رَهِقَنِي اللَّحْمُ سَابَقَنِي فَسَبَقَنِي. فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ هَذِهِ بتلك" 2. وَرَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، عَنْ هِشَامٍ فَقَالَ:، عَنْ أَبِيْهِ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْهَا. أَخْرَجَهُ هَكَذَا أَبُو دَاوُدَ. أَبُو سَعْدٍ البَقَّالُ3: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيْهِ: قَالَتْ عَائِشَةُ: تَزَوَّجَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ أَتَاهُ جِبْرِيْلَ بِصُوْرَتِي وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ عَلَيَّ حوفٌ. فَلَمَّا تَزَوَّجَنِي أَلْقَى اللهُ عَلَيَّ حياء وأنا صغيرة.

_ 1 ذريعتيها: تصغير ذراع والهاء فيها لأنها مؤنثة. والمقصود هنا ساعداها. 2 صحيح: أخرجه أحمد "6 / 39"، والحميدي "261"، وأبو داود "2578"، وابن ماجه "1979"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "2/ 360" من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، به. 3 أبو سعد البقال، هو سعيد بن المرزبان الأعور، مولى حذيفة بن اليمان، كوفي مشهور، تركه الفلاس. وقال ابن معين: لا يكتب حديثه. وقال أبو زرعة: صدوق مدلس. وقال البخاري: منكر الحديث. وقد تقدم كلامنا على أبي سعد هذا وتقدم كلامنا على الحديث.

الحَوْفُ: سُيُوْرٌ فِي الوَسَطِ. مِسْعَرٌ، عَنِ المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يُعْطِيْنِي العَظْمَ فَأَتَعَرَّقُهُ ثُمَّ يَأْخُذُهُ فَيُدِيْرُهُ حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فَمِي. رَوَاهُ شُعْبَةُ وَالنَّاسُ، عَنِ المِقْدَامِ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ وَعَلِيُّ بنُ بَقَاءٍ وَأَهْلُهُ فَاطِمَةُ الآمِدِيَّةُ وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدباغ وعبد الدائم الوزان وعبد الصمد الزَّاهِدُ وَمُحَمَّدُ بنُ هَاشِمٍ العَبَّاسِيُّ وَنَصْرُ بنُ أَبِي الضَّوْءِ وَزَيْنَبُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ وَعِدَّةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ ابن عِيْسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَيْمَنَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إِذَا خَرَجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَطَارَتِ القُرْعَةُ لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ وَكَانَ إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ. فَقَالَتْ حَفْصَةُ: إلَّا تَرْكَبِيْنَ اللَّيْلَةَ بَعِيْرِي وَأَرْكَبُ بَعِيْرَكِ تَنْظُرِيْنَ وَأَنْظُرُ. فَقَالَتْ: بَلَى. فَرَكِبَتْ فَجَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى جَمَلِ عَائِشَةَ وَعَلَيْهِ حَفْصَةُ فَسَلَّمَ عَلَيْهَا ثُمَّ سَارَ حَتَّى نَزَلُوا وَافْتَقَدَتْهُ عَائِشَةُ. فَلَمَّا نَزَلُوا جَعَلَتْ رِجْلَيْهَا بَيْنَ الإِذْخِرِ وَتَقُوْلُ: يَا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَباً أَوْ حَيَّةً تَلْدَغُنِي رَسُوْلُكَ وَلاَ أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَقُوْلَ لَهُ شَيْئاً2. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً عَالِياً. زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بنُ سَلاَّمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن سوقة، عن عَاصِمِ بنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ: قَالَ: انْتَهَيْنَا إِلَى عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَذَكَرَ عَائِشَةَ فَقَالَ: خَلِيْلَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ. وَمُصْعَبٌ فَصَالِحٌ لاَ بَأْسَ بِهِ. وَهَذَا يَقُوْلُهُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي حَقِّ عَائِشَةَ مَعْ مَا وَقَعَ بَيْنَهُمَا فَرَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. وَلاَ رَيْبَ أَنَّ عَائِشَةَ نَدِمَتْ نَدَامَةً كُلِّيَّةً عَلَى مَسِيْرِهَا إِلَى البَصْرَةِ وَحُضُورِهَا يَوْمَ الجَمَلِ وَمَا ظَنَّتْ أَنَّ الأَمْرَ يَبْلُغُ مَا بَلَغَ. فَعَنْ عُمَارَةَ بنِ عُمَيْرٍ عَمَّنْ سَمِعَ عَائِشَةَ: إِذَا قَرَأَتْ {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُن} [الأحزاب: 33] . بكت حتى تبل خمارها3.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "300". 2 صحيح: أخرجه البخاري "5211"، ومسلم "2445" من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الواحد بن أيمن، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، به. 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 18" من طريق الواقدي، وهو متروك كما ذكرنا مرارا.

قَالَ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ": حَدَّثَنَا يَحْيَى القَطَّانُ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَتْ عَائِشَةُ فَلَمَّا بَلَغَتْ مِيَاهَ بَنِي عَامِرٍ لَيْلاً نَبَحَتِ الكِلاَبُ فَقَالَتْ: أَيُّ مَاءٍ هَذَا? قَالُوا: مَاءُ الحَوْأَبِ. قَالَتْ: مَا أَظُنُّنِي إلَّا أَنَّنِي رَاجِعَةٌ. قَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهَا: بَلْ تَقْدَمِيْنَ فَيَرَاكِ المُسْلِمُوْنَ فَيُصْلِحُ اللهُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ. قَالَتْ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: "كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ تَنْبُحُ عليها كلاب الحوأب" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجُوْهُ. عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ وَغَيْرِهِ: أَنَّ عَائِشَةَ جَعَلَتْ تَقُوْلُ: إِنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ مَظْلُوْماً وَأَنَا أَدْعُوْكُمْ إِلَى الطَّلَبِ بِدَمِهِ وَإِعَادَةِ الأَمْرِ شُوْرَى. هِلاَلُ بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس أَنَّهُ قَالَ لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الجَمَلِ: هَذِهِ عَائِشَةُ تملك الملك لقرابتها طلحة فأنت غلام تُقَاتِلُ قَرِيْبَكَ عَلِيّاً فَرَجَعَ الزُّبَيْرُ فَلَقِيَهُ ابْنُ جُرْمُوْزٍ فَقَتَلَهُ. قُلْتُ: قَدْ سُقْتُ وَقْعَةَ الجَمَلِ مُلَخَّصَةً فِي مَنَاقِبِ عَلِيٍّ وَإِنَّ عَلِيّاً وَقَفَ عَلَى خِبَاءِ عَائِشَةَ يَلُوْمُهَا عَلَى مَسِيْرِهَا. فَقَالَتْ: يابن أَبِي طَالِبٍ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ2. فَجَهَّزَهَا إِلَى المَدِيْنَةِ وأعطاها اثني عشر ألفًا ف-رضي اللهُ عَنْهُ- وَعَنْهَا. وَفِي صَحِيْحِ البُخَارِيِّ مِنْ طَرِيْقِ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ عَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ سَمِعَهُ عَلَى المِنْبَرِ يَقُوْلُ: إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. يَعْنِي عَائِشَةَ3.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 52 و97"، وابن حبان "1831" موارد، وابن عدي في "الكامل" "4/ 320"، والحاكم "3/ 120" من طرق عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ بن أبي حازم قال: لما أقبلت عائشة ... ، فذكره. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وقيس بن أبي حازم، ثقة، وثقه ابن معين وقد صحح الحديث ابن حبان، والحاكم، والحافظ ابن كثير فقال في "البداية" بعد أن عزاه كالذهبي لأحمد في "المسند": وهذا إسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقال الحافظ في "الفتح" بعد أن عزاه لأحمد وأبي يعلى والبزار: وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح. 2 ملكت فأسجع: أي قدرت فسهل وأحسن العفو، وهو مثل سائر قاله ابن الأثير في "النهاية" "2/ 242". 3 صحيح: أخرجه البخاري "7100"، والترمذي "3889" من طريق أبي بكر بن عياش حدثنا أبو حصين، به.

وَفِي لَفْظِ ثَابِتٍ: أَشْهَدُ بِاللهِ إِنَّهَا لَزَوْجَتُهُ. شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ: سَمِعَ عَمَّاراً يَقُوْلُ حِيْنَ بَعَثَهُ عَلِيٌّ إِلَى الكُوْفَةِ لِيَسْتَنْفِرَ النَّاسَ: إِنَّا لَنَعْلَمُ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة وَلَكِنَّ اللهَ ابْتَلاَكُمْ بِهَا لِتَتَّبِعُوْهُ أَوْ إِيَّاهَا1. أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، عَنْ عَمْرِو بنِ غَالِبٍ: أَنَّ رَجُلاً نَالَ مِنْ عَائِشَةَ عِنْدَ عَمَّارٍ فَقَالَ: اغْرُبْ مَقْبُوْحاً أَتُؤْذِي حَبِيْبَةَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! 2. صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي بَعْضِ النُّسَخِ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بنُ مَسْعَدَةَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بنُ الرَّبِيْعِ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ سَلَمَةَ المَخْزُوْمِيُّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى قَالَ: مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيْثٌ قَطُّ فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ إلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْماً3. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ غَرِيْبٌ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ المُبَارَكِ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بنُ الرَّبِيْعِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ المَخْزُوْمِيُّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا.... فَذَكَرَهُ. فَأَمَّا زِيَادٌ فَثِقَةٌ. وَخَالِدٌ صَوَابُهُ: ابْنُ سَلَمَةَ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ. بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أبي مليكة أن ذكوان: أبا

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3772" حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن الحكم، به. 2 ضعيف: أخرجه الترمذي "3888"، وابن سعد "8/ 65"، وابو نعيم في "الحلية" "2/ 44" من طريق أبي إسحاق السبيعي، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان الأولى: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، عَمْرُو بنُ عَبْدِ اللهِ الهمذاني مدلس، وقد عنعنه. الثانية: جهالة عمرو بن غالب الهمداني الكوفي، لذا فقد قال الحافظ في "التقريب": "مقبول" أي عند المتابعة، وليس ثم من تابعه. 3 ضعيف: أخرجه الترمذي "3883" حدثنا حميد بن مسعدة، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. قلت: بل إسناده ضعيف، ابن أبي بردة، هو سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري الكوفي، قال أبو حاتم: لم يسمع من جده شيئا. فالإسناد منقطع. تنبيه: وقع في المطبوع: "عن أبي بردة، عن أبي موسى"، وهو خطأ، والصواب "عن ابن أبي بردة، عن أبي موسى"، كما في "سنن الترمذي"، وهو ما أثبتناه.

عَمْرٍو حَدَّثَهُ قَالَ: جَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ فِي المَوْتِ. قَالَ: فَجِئْتُ وَعِنْدَ رَأْسِهَا عَبْدُ اللهِ ابن أَخِيْهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ. قَالَتْ: دَعْنِي مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لاَ حَاجَةَ لِي بِهِ وَلاَ بِتَزْكِيَتِهِ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: يَا أُمَّه إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ صَالِحِي بَنِيْكِ يُوَدِّعُكِ وَيُسَلِّمُ عَلَيْكِ. قَالَتْ: فَائْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ. قَالَ: فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَمَّا قَعَدَ قَالَ: أَبْشِرِي فَوَاللهِ مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تُفَارِقِي كُلَّ نَصَبٍ وَتَلْقَيْ مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالأَحِبَّةَ إلَّا أَنْ تفارق روحك جسدك. قالت: إيهًا يابن عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْنِي إِلَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ يُحِبُّ إلَّا طَيِّباً سَقَطَتْ قِلاَدَتُكِ لَيْلَةَ الأَبْوَاءِ وَأَصْبَحَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيَلْقُطَهَا فَأَصْبَحَ النَّاسُ لَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَأَنْزَلَ اللهُ: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النِّسَاءُ: 42] . فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ سَبَبِكِ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَذِهِ الأُمَّةِ مِنَ الرُّخْصَةِ. ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى بَرَاءتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ فَأَصْبَحَ لَيْسَ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدَ يُذْكَرُ فِيْهَا اللهُ إلَّا بَرَاءتُكِ تُتْلَى فِيْهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. قَالَتْ: دعني عنك يابن عَبَّاسٍ فَوَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً1. يَحْيَى القَطَّانُ، عَنْ عُمَرَ بنِ سَعِيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ اسْتَأْذنَ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ مَغْلُوْبَةٌ فَقَالَتْ: أَخْشَى أَنْ يُثْنِي عَلَيَّ. فَقِيْلَ: ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمِنْ وُجُوْهِ المُسْلِمِيْنَ. قَالَتْ: ائْذَنُوا لَهُ. فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدِيْنَكِ؟ فَقَالَتْ: بِخَيْرٍ إِنِ اتَّقَيْتُ. قَالَ: فَأَنْتِ بِخَيْرٍ إِنْ شاء الله، زَوْجَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْراً غَيْرَكِ وَنَزَلَ عُذْرُكِ مِنَ السَّمَاءِ. فَلَمَّا جَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ قَالَتْ لَهُ: جَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَثْنَى عَلَيَّ وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً. وَقَالَ القِاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ: اشْتَكَتْ عَائِشَةُ فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: يَا أُمَّ المُؤْمِنِيْنَ تَقْدَمِيْنَ عَلَى فَرَطِ صِدْقٍ، عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ2. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عُلْوَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ قُدَامَةَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ البَطِّيِّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 276 و349"، وفي "فضائل الصحابة" له "1636" وابن سعد "8/ 74" والحاكم "4/ 8-9" وأبو نعيم في "الحلية" "2/ 45" من طريق عبد الله بن أبي مليكة، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3771" حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بن عبد المجيد، حدثنا ابن عون، عن القاسم بن محمد، به.

الفَضْلِ بنُ خُزَيْمَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي العَوَّامِ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ دَاوُدَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُوْدٍ الجَرَّارُ، عَنْ عَلِيِّ بنِ الأَقْمَرِ قَالَ: كَانَ مَسْرُوْقٌ إِذَا حَدَّثَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي الصِّدِّيْقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيْقِ حَبِيْبَةُ حَبِيْبِ اللهِ المُبَرَّأَةُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ فَلَمْ أَكْذِبْهَا. الأَعْمَشُ: عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوْقٍ قَالَ: قلنا له: هل كانت عَائِشَةُ تُحْسِنُ الفَرَائِضَ. قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الأَكَابِرَ يَسْأَلُوْنَهَا، عَنِ الفَرَائِضِ. أَنْبَأَنَا ابْنُ قُدَامَةَ وَابْنُ عِلاَّنَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا حَنْبَلٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ المُذْهَبِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاوِيَةَ الزُّبَيْرِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا مَكَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ قَالَ كَانَ عُرْوَةُ يَقُوْلُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّتَاهُ لاَ أَعْجَبُ مِنْ فِقْهِكِ أَقُوْلُ: زَوْجَةُ نَبِيِّ اللهِ وَابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ. وَلاَ أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالشِّعْرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ أَقُوْلُ: ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ وَلَكِنْ أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالطِّبِّ كَيْفَ هُوَ وَمِنْ أَيْنَ هُوَ أَوْ مَا هُوَ؟! قَالَ: فَضَرَبَتْ عَلَى مَنْكِبِهِ وَقَالَتْ: أَيْ عُرَيَّةُ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَسْقَمُ عِنْدَ آخِرِ عُمُرِهِ أَوْ فِي آخِرِ عُمُرِهِ وَكَانَتْ تَقْدَمُ عَلَيْهِ وُفُودُ العَرَبِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ فَتَنْعَتُ لَهُ الأَنْعَاتَ وَكُنْتُ أُعَالِجُهَا لَهُ فَمِنْ ثَمَّ1. قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ قَايْمَازَ، أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بنُ قِوَامٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الرَّارَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أخبرنا عبد الله بن جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ بِالطِّبِّ مِنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. فَقُلْتُ: يَا خَالَةُ مِمَّنْ تَعَلَّمْتِ الطِّبَّ قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ النَّاسَ يَنْعَتُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ فَأَحْفَظُهُ. سَعِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَقَدْ صَحِبْتُ عَائِشَةَ فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ كَانَ أَعْلَمَ بِآيَةٍ أُنْزِلَتْ وَلاَ بِفَرِيْضَةٍ وَلاَ بِسُنَّةٍ وَلاَ بِشِعْرٍ وَلاَ أَرْوَى لَهُ وَلاَ بِيَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ العَرَبِ وَلاَ بِنَسَبٍ وَلاَ بِكَذَا وَلاَ بِكَذَا وَلاَ بِقَضَاءٍ وَلاَ طِبٍّ مِنْهَا. فَقُلْتُ لَهَا: يَا خَالَةُ الطِّبُّ مِنْ أَيْنَ عُلِّمْتِهِ? فَقَالَتْ: كُنْتُ أَمْرَضُ فَيُنْعَتُ لِيَ الشَّيْءُ وَيَمْرَضُ المَرِيْضُ فَيُنْعَتُ لَهُ وَأَسْمَعُ الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه أحمد "6/ 67"، وأبو نعيم في "الحلية" "2/ 50" من طريق أبي معاوية عبد الله بن معاوية الزبيري، به. قلت: إسناده واه بمرة، آفته عبد الله بن معاوية هذا، قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ضعيف. وذكر له الذهبي في "الميزان" حديثا موضوعا.

قَالَ عُرْوَةُ: فَلَقَدْ ذَهَبَ عَامَّةُ عِلْمِهَا لَمْ أَسْأَلْ عَنْهُ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَكَلَّمَهَا. قَالَ: فَلمَّا قَامَ مُعَاوِيَةُ اتَّكَأَ عَلَى يَدِ مَوْلاَهَا ذَكْوَانَ فَقَالَ: وَاللهِ مَا سَمِعْتُ قَطُّ أَبْلَغَ مِنْ عَائِشَةَ لَيْسَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ: لَيْسَ بِالثَّبْتِ. الزُّهْرِيُّ مِنْ رِوَايَةِ مَعْمَرٍ وَالأَوْزَاعِيِّ عَنْهُ وَهَذَا لَفْظُ الأَوْزَاعِيِّ عَنْهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَوْفُ بنُ الطُّفَيْلِ بنِ الحَارِثِ الأزدي وهو ابن أخي عائشة لامها: أن عائشة بَلَغَهَا أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ الزُّبَيْرِ كَانَ فِي دَارٍ لَهَا بَاعَتْهَا فَتَسَخَّطَ عَبْدُ اللهِ بَيْعَ تِلْكَ الدَّارِ فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ، عَنْ بَيْعِ رِبَاعِهَا أَوْ لأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: أَوَ قَالَ ذَلِكَ قَالُوا: قَدْ كَانَ ذَلِكَ. قَالَتْ: للهِ عَلَيَّ إلَّا أُكَلِّمَهُ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ المَوْتُ. فَطَالَتْ هِجْرَتُهَا إِيَّاهُ فَنَقَصَهُ اللهُ بِذَلِكَ فِي أَمْرِهِ كُلِّهِ. فَاسْتَشْفَعَ بِكُلِّ أَحَدٍ يَرَى أَنَّهُ يَثْقُلُ عَلَيْهَا فَأَبَتْ أَنْ تُكَلِّمَهُ. فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ كَلَّمَ المسور بن مخرمة عبد الرَّحْمَنِ بنَ الأَسْوَدِ بنِ عَبْدِ يَغُوْثَ أَنْ يَشْمَلاَهُ بِأَرْدِيَتِهِمَا ثُمَّ يَسْتَأْذِنَا فَإِذَا أَذِنَتْ لَهُمَا قَالاَ: كُلُّنَا حَتَّى يُدْخِلاَهُ عَلَى عَائِشَةَ فَفَعَلاَ ذَلِكَ. فَقَالَتْ: نَعَمْ كُلُّكُمْ فَلْيَدْخُلْ. وَلاَ تَشْعُرُ. فَدَخَلَ مَعَهُمَا ابْنُ الزُّبَيْرِ فَكشَفَ السِّتْرَ فَاعْتَنَقَهَا وَبَكَى وَبَكَتْ عَائِشَةُ بُكَاءً كَثِيْراً وَنَاشَدَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ اللهَ وَالرَّحِمَ وَنَشَدَهَا مِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بِاللهِ وَالرَّحِمِ وَذَكَرَا لَهَا قَوْلَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ". فَلَمَّا أَكْثَرُوا عليها كلمته بعدما خَشِيَ إلَّا تُكَلِّمَهُ. ثُمَّ بَعَثَتْ إِلَى اليَمَنِ بِمَالٍ فَابْتِيْعَ لَهَا أَرْبَعُوْنَ رَقَبَةً فَأَعْتَقَتْهَا. قَالَ عَوْفٌ: ثُمَّ سَمِعْتُهَا بَعْدُ تَذْكُرُ نَذْرَهَا ذَلِكَ فتبكي حتى تبل خمارها. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: كَذَا قَالَ: وَالصَّوَابُ عِنْدِي: عَوْفُ بنُ الحَارِثِ بنِ الطُّفَيْلِ بنِ سَخْبَرَةَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ صَالِحُ بنُ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَتَابَعَهُ مَعْمَرٌ. قَالَ عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ: كَانَتْ عَائِشَةُ أَفْقَهَ النَّاسِ وَأَحْسَنَ النَّاسِ رَأْياً فِي العَامَّةِ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَوْ جُمِعَ عِلْمُ عَائِشَةَ إِلَى عِلْمِ جَمِيْعِ النِّسَاءِ لَكَانَ عِلْمُ عَائِشَةَ أَفْضَلَ. قَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ مَسْرُوْقٌ: لَوْلاَ بَعْضُ الأَمْرِ لأَقَمْتُ المَنَاحَةَ عَلَى أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ -يَعْنِي عَائِشَةَ.

وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ قال: أما إنه لا يحزن عليها إلَّا مَنْ كَانَتْ أُمَّهُ. القَاسِمُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَيْمَنَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ جَدِّهِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فَخَرْتُ بِمَالِ أَبِي فِي الجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ ألف أَلْفِ أُوْقِيَّةٍ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَائِشَةُ كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ" 1. هكَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ: أَلْفَ أَلْفِ أُوْقِيَّةٍ. وَإِسْنَادُهَا فِيْهِ لِيْنٌ. وَأَعْتَقِدُ لَفْظَةَ: "أَلْفَ" الوَاحِدَةَ بَاطِلَةٌ فَإِنَّهُ يَكُوْنُ: أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَفِي ذَلِكَ مَفْخَرٌ لِرَجُلٍ تَاجِرٍ وَقَدْ أَنْفَقَ مَالَهُ فِي ذَاتِ اللهِ. وَلَمَّا هَاجَرَ كَانَ قَدْ بَقِي مَعَهُ سِتَّةُ آلاَفِ دِرْهَمٍ فَأَخَذَهَا صُحْبَتَهُ أَمَّا أَلْفُ أَلْفِ أُوْقِيَّةٍ فَلاَ تَجْتَمِعُ إلَّا لِسُلْطَانٍ كَبِيْرٍ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ إِنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا حَجَّ قَدِمَ فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَلَمْ يَشْهَدْ كَلاَمَهَا إلَّا ذَكْوَانُ مَوْلَى عَائِشَةَ. فَقَالَتْ لِمُعَاوِيَةَ: أَمِنْتَ أَنْ أَخْبَأَ لَكَ رَجُلاً يَقْتُلُكَ بِأَخِي مُحَمَّدٍ قَالَ: صَدَقْتِ. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: قَالَ لَهَا: مَا كُنْتِ لِتَفْعَلِي ثُمَّ إِنَّهَا وَعَظَتْهُ وَحَضَّتْهُ عَلَى الاتِّبَاعِ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ التَّنُوْخِيُّ: قَضَى مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَائِشَةَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِيْنَارٍ هَذِهِ رِوَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ. وَالصَّحِيْحُ رِوَايَةُ عروة بن الزبير: أن معاوية بعث مرة إلى عائشة بمئة أَلْفِ دِرْهَمٍ فَوَاللهِ مَا أَمْسَتْ حَتَّى فَرَّقَتْهَا. فَقَالَتْ لَهَا مَوْلاَتُهَا: لَوْ اشْتَرَيْتِ لَنَا مِنْهَا بِدِرْهَمٍ لَحْماً? فَقَالَتْ: إلَّا قُلْتِ لِي. يَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ: أن معاوية بعث إلى عائشة بقلادة بمئة أَلْفٍ فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ. الأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيْمِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا تَصَدَّقَتْ بِسَبْعِيْنَ أَلْفاً وَإِنَّهَا لَتَرْقَعُ جَانِبَ درعها -رضي الله عنها.

_ 1 صحيح: وهذا إسناد ضعيف، آفته القاسم بن عبد الواحد بن أيمن المكي، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب" "مقبول" -أي عند المتابعة. وأخرجه البخاري "5189"، ومسلم "2448"، والترمذي في "الشمائل" "251"، والبغوي "2340" وأبو يعلى "4701"، والطبراني "23/ 266" من طرق عن عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عن عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائشة، به في حديث طويل.

أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ أُمِّ ذَرَّةَ قَالَتْ: بَعَثَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى عَائِشَةَ بِمَالٍ فِي غِرَارَتَيْنِ يَكُوْنُ مائَةَ أَلْفٍ فَدَعَتْ بِطَبَقٍ فَجَعَلَتْ تَقْسِمُ فِي النَّاسِ فَلَمَّا أَمْسَتْ قَالَتْ: هَاتِي يَا جَارِيَةُ فُطُوْرِي. فَقَالَتْ أُمُّ ذَرَّةَ: يَا أُمَّ المؤمنين أما استطعت أم تَشْتَرِي لَنَا لَحْماً بِدِرْهَمٍ? قَالَتْ: لاَ تُعَنِّفِيْنِي لَوْ أَذْكَرْتِيْنِي لَفَعَلْتُ. مُطَرِّفُ بنُ طَرِيْفٍ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ لأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ عَشْرَةَ آلاَفٍ عَشْرَةَ آلاَفٍ وَزَادَ عَائِشَةَ أَلْفَيْنِ وَقَالَ: إِنَّهَا حَبِيْبَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. شُعْبَةُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيْهِ: أن عائشة كانت تصوم الدهر. ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كُنْتُ آتِي عَائِشَةَ أَنَا وَعُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ وَهِيَ مُجَاوِرَةٌ فِي جَوْفِ ثَبِيْرٍ فِي قُبَّةٍ لَهَا تُرْكِيَّةٍ عَلَيْهَا غِشَاؤُهَا وَقَدْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا وَأَنَا صَبِيٌّ دِرْعاً مُعَصْفَراً. وَرَوَى سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ أَبِي عَمْرٍو: سَمِعَ القَاسِمَ يَقُوْلُ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَلْبَسُ الأَحْمَرَيْنِ الذَّهَبَ وَالمُعَصْفَرَ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: رَأَيْتُ عَلَيْهَا دِرْعاً مُضَرَّجاً. وَقَالَ مُعَلَّى بنُ أَسَدٍ: حَدَّثَنَا المُعَلَّى بنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَتْنَا بَكْرَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ جَالِسَةٌ فِي مُعَصْفَرَةٍ فَسَأَلَتْهَا، عَنِ الحِنَّاءِ؟ فَقَالَتْ: شَجَرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُوْرٌ وَسَأَلَتْهَا، عَنِ الحِفَافِ فَقَالَتْ لَهَا: إِنْ كَانَ لَكِ زَوْجٌ فَاسْتَطَعْتِ أَنْ تَنْزِعِي مُقْلَتَيْكِ فَتَصْنَعِيْنَهُمَا أَحْسَنَ مِمَّا هُمَا فَافْعَلِي. المُعَلَّيَانِ ثِقَتَانِ. وَعَنْ مُعَاذَةَ العَدَوِيَّةِ قَالَتْ: رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ مِلْحَفَةً صَفْرَاءَ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: رُبَّمَا رَوَتْ عَائِشَةُ القَصِيْدَةَ سِتِّيْنَ بَيْتاً وَأَكْثَرَ. مِسْعَرٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ وَرَقَةً مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ. ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَلَيْلَتِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي. وَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ رَطْبٌ فَنَظَرَ إِلَيْهِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيْدُهُ فَأَخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ وَنَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ ثُمَّ

دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ فَاسْتَنَّ بِهِ كَأَحْسَن مَا رَأَيْتُهُ مُسْتَنّاً قَطُّ ثُمَّ ذَهَبَ يَرْفَعُهُ إِلَيَّ فَسَقَطَتْ يَدُهُ فَأَخَذْتُ أَدْعُو لَهُ بِدُعَاءٍ كَانَ يَدْعُو بِهِ لَهُ جِبْرِيْلُ وَكَانَ هُوَ يَدْعُو بِهِ إِذَا مَرِضَ فَلَمْ يَدْعُ بِهِ فِي مَرَضِهِ ذَاكَ فَرَفَعَ بَصَرهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: "الرَّفِيْقَ الأَعْلَى" وَفَاضَتْ نَفْسُهُ. فَالحَمْدُ للهِ الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ رِيْقِي وَرِيْقِهِ فِي آخرِ يَوْمٍ مِنَ الدنيا1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ. عُمَرُ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو ذَكْوَانُ مَوْلَى عَائِشَةَ قَالَ: قَدِمَ دُرْجٌ مِنَ العِرَاقِ فِيْهِ جَوْهَرٌ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: تَدْرُوْنَ مَا ثَمَنُهُ? قَالُوا: لاَ. وَلَمْ يَدْرُوا كَيْفَ يَقْسِمُوْنَهُ فَقَالَ: أَتَأْذَنُوْنَ أَنْ أُرْسِلَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ. لِحُبِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِيَّاهَا قَالُوا: نَعَمْ. فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهَا. فَقَالَتْ: مَاذَا فُتِحَ عَلَى ابْنِ الخَطَّابِ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ? اللَّهُمَّ لاَ تُبْقِنِي لِعَطِيَّتِهِ لِقَابِلٍ2. هَذَا مُرْسَلٌ. وَأَخْرَجَ الحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ مِنْ طَرِيْقِ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأُمَوِيِّ: حَدَّثَنَا أَبُو العَنْبَسِ سَعِيْدُ بنُ كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَائِشَةُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ فَاطِمَةَ. قَالَتْ: فَتَكَلَّمْتُ أَنَا فَقَالَ: "أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ". قُلْتُ: بَلَى وَاللهِ قَالَ: "فَأَنْتِ زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ"3.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "6/ 48" والحاكم "4/ 7" من طريق ابن علية به. وأخرجه ابن أبي شيبة "12/ 131-132"، والبخاري "3100" و"4451"، والحاكم "4/ 6"، والطبراني من طرق عن ابن أبي مليكة، به. وأخرج أحمد "6/ 121-122 و200" والبخاري "890" و"1389" و"3774" و"4450" و"5217" ومسلم "2443"، والطبراني "23/ 81" من طرق عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به مطولا ومختصرا. وأخرجه البخاري "4438" والطبراني "3/ 79" من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة، به. 2 ضعيف: أخرجه الحاكم "4/ 8" من طريق زيد بن الحباب، أنبأنا عمر بن سعيد بن أبي حسين المكي، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين إذا صح سماع ذكوان أبي عمرو. وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: فيه إرسال". قلت: وهو كذلك. 3 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف، آفته كثير بن عبيد التيمي، رضيع عائشة، ووالد سعيد، فإنه مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة. وأخرجه الترمذي "3880" من طريق عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، عن عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ المَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، عن عائشة أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "إِنَّ هذه زوجتك في الدنيا والآخرة". قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، ابن أبي حسين هو عمر بن سعيد بن أبي حسين الكوفي المكي، وهو ثقة روى له البخاري ومسلم وغيرهما.

إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ:، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن الضحاك: أن عبد الله ابن صَفْوَانَ أَتَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: لِي خِلاَلٌ تِسْعٌ لَمْ تَكُنْ لأَحَدٍ إلَّا مَا آتَى اللهُ مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ. وَاللهِ مَا أَقُوْلُ هَذَا فخرًا على صواحباتي. فَقَالَ ابْنُ صَفْوَانَ: وَمَا هُنَّ? قَالَتْ: جَاءَ المَلَكُ بِصُوْرَتِي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ فَتَزَوَّجَنِي وَتَزَّوَجَنِي بِكْراً وَكَانَ يَأْتِيْهِ الوَحْيُ وَأَنَا وَهُوَ فِي لِحَافٍ وَكُنْتُ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيْهِ وَنَزَلَ فِيَّ آيَاتٌ كَادَتِ الأُمَّةُ تَهْلِكُ فِيْهَا وَرَأَيْتُ جِبْرِيْلَ وَلَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنْ نِسَائِهِ غَيْرِي وَقُبِضَ فِي بَيْتِي لَمْ يَلِهِ أَحَدٌ غَيْرُ المَلَكِ إلَّا أَنَا. صَحَّحَهُ الحَاكِمُ. العَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَات} [النور: 23] الآية. قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَائِشَةَ خَاصَّةً. عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ وَفِيْهِ لِيْنٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الحَذَّاءُ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: سَمِعْتُ خُطبَةَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَالخُلَفَاءِ بَعْدَهُمْ فَمَا سَمِعْتُ الكَلاَمَ مِنْ فَمِ مَخْلُوْقٍ أَفْخَمَ وَلاَ أَحْسَنَ مِنْهُ مِنْ فِيِّ عَائِشَةَ. وَقَالَ مُوْسَى بنُ طَلْحَةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْصَحَ مِنْ عَائِشَةَ. وَفِي "المُسْتَدْرَكِ" بِإِسْنَادٍ صَالِحٍ، عَنِ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّهَا لَمَّا سَمِعَتِ الصَّرْخَةَ عَلَى عَائِشَةَ قَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا أباها. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي عَتِيْقٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: رَأَيْتُ لَيْلَةَ مَاتَتْ عَائِشَةُ حُمِلَ مَعَهَا جَرِيْدٌ بِالخِرَقِ وَالزَّيْتِ وَأُوْقِدَ وَرَأَيْتُ النِّسَاءَ بِالبَقِيْعِ كَأَنَّهُ عِيْدٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ صَلَّى عَلَى عَائِشَةَ بِالبَقِيْعِ وَكَانَ خَلِيْفَةَ مَرْوَانَ عَلَى المَدِيْنَةِ وَقَدِ اعْتَمَرَ تِلْكَ الأَيَّامَ. قَالَ عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ: دُفِنَتْ عَائِشَةُ لَيْلاً.

قَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَشَبَابٌ وَغَيْرُهُمْ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى وَالوَاقِدِيُّ وَغَيْرُهُمَا: سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوْسَى بنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ سَالِمِ سَبَلاَنَ: أَنَّهَا مَاتَتْ فِي اللَّيْلَةِ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ بَعْدَ الوِتْرِ. فَأَمَرَتْ أَنْ تُدْفَنَ مِنْ لَيْلَتِهَا فَاجْتَمَعَ الأَنْصَارُ وَحَضَرُوا فلم ير ليلة أكثر نَاساً مِنْهَا. نَزَلَ أَهْلُ العَوَالِي فَدُفِنَتْ بِالبَقِيْعِ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ وَكَانَتْ تُحَدِّثُ نَفْسَهَا أَنْ تُدْفَنَ فِي بَيْتِهَا فَقَالَتْ: إِنِّي أَحْدَثْتُ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدَثاً ادْفِنُوْنِي مَعَ أَزْوَاجِهِ فَدُفِنَتْ بِالبَقِيْعِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. قُلْتُ: تَعْنِي بِالحَدَثِ مَسِيْرَهَا يَوْمَ الجَمَلِ فَإِنَّهَا نَدِمَتْ نَدَامَةً كُلِّيَّةً وَتَابَتْ مِنْ ذَلِكَ: عَلَى أَنَّهَا مَا فَعَلَتْ ذَلِكَ إلَّا مُتَأَوِّلَةً قَاصِدَةً لِلْخَيْرِ كَمَا اجْتَهَدَ طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ وَالزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الكِبَارِ رَضِيَ اللهُ، عَنِ الجَمِيْعِ. رَوَى إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بنِ العَلاَءِ المَازِنِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيْقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِذَا مَرَّ ابْنُ عُمَرَ فَأَرُوْنِيْهِ. فَلَمَّا مَرَّ بِهَا قِيْلَ لَهَا: هَذَا ابْنُ عُمَرَ. فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَنْهَانِي، عَنْ مَسِيْرِي? قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلاً قَدْ غَلَبَ عَلَيْكِ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ. وَقَدْ قِيْلَ: إِنَّهَا مَدْفُوْنَةٌ بِغَرْبِيِّ جَامِعِ دِمَشْقَ. وَهَذَا غَلَطٌ فَاحِشٌ لَمْ تَقْدَمْ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- إِلَى دِمَشْقَ أَصْلاً وَإِنَّمَا هِيَ مَدْفُوْنَةٌ بِالبَقِيْعِ. وَمُدَّةُ عُمُرِهَا: ثَلاَثٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً وَأَشْهُرٌ. ذِكْرُ شَيْءٍ مِنْ عَالِي حَدِيْثِهَا: أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوْهِيُّ غير مرة، أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ أَبِي حَامِدٍ الدِّيْنَوَرِيُّ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا عَمِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَامِدٍ: سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ العَاصِمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَهَا من أعلاها وخرج من أسفلها1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1579"، ومسلم "1258"، وأبو داود "1868".

أَخْرَجَهُ الأَئِمَةُ السِّتَّةُ سِوَى ابْنِ مَاجَه، عَنِ ابْنِ مُثَنَّى: فَوَافَقْنَاهُمْ بِعُلُوٍّ وَللهِ الحَمْدُ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعْدٍ الجُرْجَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $"يَا عَائِشَةُ لَوْ شِئْتُ لَسَارَتْ مَعِي جِبَالُ الذَّهَبِ جَاءنِي مَلَكٌ إِنَّ حُجْزَتَهُ1 لَتُسَاوِي الكعبة فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ وَيَقُوْلُ لَكَ: إِنْ شِئْتَ نَبِيّاً عَبْداً وَإِنْ شِئْتَ نَبِيّاً مَلِكاً فَنَظَرْتُ إِلَى جِبْرِيْلَ فَأَشَارَ إِلَيَّ: أَنْ ضَعْ نَفْسَكَ. فَقُلْتُ: نَبِيّاً عَبْداً" فَكَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ ذَلِكَ لاَ يَأْكُلُ مُتَّكِئاً يَقُوْلُ: "آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ العَبْدُ وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ العَبْدُ". هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ غَرِيْبٌ. وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ لَنَا حَدِيْثُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ أَقْرَبَ إِسْنَاداً مِنْ هَذَا. قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ عَسَاكِرَ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ: أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلِيِّ بنِ هَاشِمٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- امْرَأَةً قَطُّ وَلاَ ضَرَبَ خَادِماً لَهُ قَطُّ وَلاَ ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئاً إلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيْلِ اللهِ وَمَا نِيْلَ مِنْهُ شَيْءٌ فَانْتَقَمَهُ مِنْ صَاحِبِهِ إلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللهِ فَيَنْتَقِمَ2. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ القَاضِي، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ. فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً عَالِياً. يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوْنُسَ حَاتِمُ بنُ أَبِي صَغِيْرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّهَا قَتَلَتْ جَانّاً فَأُتِيَتْ فِي مَنَامِهَا: وَاللهِ لَقَدْ قَتَلْتِ مُسْلِماً. قَالَتْ: لَوْ كَانَ مُسْلِماً لَمْ يَدْخُلْ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقيل: أو كان يدخل عليك إلَّا وعليك ثيابك؟

_ 1 الحجرة: معقد السراويل، وقيل حيث يثنى طرف الازار. 2 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 31 و32 و229 و81"، ومسلم "2327" و"2328"، والترمذي في "الشمائل" "341"، والدارمي "2/ 147"، والبيهقي "10/ 192" من طرق عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ. وأخرجه مالك "3/ 95 و96"، ومن طريقه أحمد "6/ 115 و116 و181 و182 و262"، والبخاري "3560" و"6126"، وفي "الأدب المفرد" "274"، وأبو داود "4785"، والبيهقي في "السنن" "7/ 41"، والبغوي في "شرح السنة" "3703" عن الزهري، عن عروة، به.

فَأَصْبَحَتْ فَزِعَةً، فَأَمَرَتْ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَجَعَلَتْهَا فِي سَبِيْلِ اللهِ. عَفِيْفُ بنُ سَالِمٍ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ المُؤَمَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ قَالَتْ: كَانَ جَانٌّ يَطْلُعُ عَلَى عَائِشَةَ فحرجت عليه مَرَّةٍ بَعْدَ مَرَّةٍ. فَأَبَى إلَّا أَنْ يَظْهَرَ فَعَدَتْ عَلَيْهِ بِحَدِيْدَةٍ فَقَتَلَتْهُ. فَأُتِيَتْ فِي مَنَامِهَا فَقِيْلَ لَهَا: أَقَتَلْتِ فُلاَناً وَقَدْ شَهِدَ بَدْراً وَكَانَ لاَ يَطْلُعُ عَلَيْكِ لاَ حَاسِراً وَلاَ مُتَجَرِّدَةً إلَّا أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُ حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَخَذَهَا مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لأَبِيْهَا فَقَالَ: تصدقي باثني عشر ألفًا ديته. رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، عَنْ عَفِيْفٍ وَهُوَ ثِقَةٌ. وَابْنُ المُؤَمَّلِ فِيْهِ ضَعْفٌ وَالإِسْنَادُ الأَوَّلُ أَصَحُّ. وَمَا أَعْلَمُ أَحَداً اليَوْمَ يَقُوْلُ بِوُجُوْبِ دِيَةٍ فِي مِثْلِ هَذَا. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ لأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ عَشْرَةَ آلاَفٍ وَزَادَ عَائِشَةَ أَلْفَيْنِ وَقَالَ: إِنَّهَا حَبِيْبَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: رَوَيْتُ لِلَبِيْدٍ نَحْواً مِنْ أَلْفِ بَيْتٍ وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يَذْكُرُهَا فَيَتَعَجَّبُ مِنْ فِقْهِهَا وَعِلْمِهَا. ثُمَّ يَقُوْلُ مَا ظَنُّكُمْ بِأَدَبِ النُّبُوَةِ. وَعَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قِيْلَ لِعَائِشَةَ يَا أُمَّ المُؤْمِنِيْنَ هَذَا القُرْآنُ تَلَقَّيْتِهِ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَذَلِكَ الحَلاَلُ وَالحَرَامُ وَهَذَا الشِّعْرُ وَالنَّسَبُ وَالأَخْبَارُ سَمِعْتِهَا مِنْ أَبِيْكِ وَغَيْرِهِ فَمَا بِالُ الطِّبِّ? قَالَتْ: كَانَتِ الوُفُوْدُ تَأْتِي رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلاَ يَزَالُ الرَّجُلُ يَشْكُو عِلَّةً فَيَسْأَلُهُ، عَنْ دَوَائِهَا. فَيُخْبِرُهُ بِذَلِكَ. فَحَفِظْتُ مَا كَانَ يَصِفُهُ لَهُم، وَفَهِمْتُهُ. هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّهَا أَنْشَدَتْ بَيْتَ لَبِيْدٍ: ذَهَبَ الَّذِيْنَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَبَقِيْتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الأجرب فَقَالَتْ: رَحِمَ اللهُ لَبِيْداً، فَكَيْفَ لَوْ رَأَى زَمَانَنَا هَذَا! قَالَ عُرْوَةُ: رَحِمَ اللهُ أُمَّ المُؤْمِنِيْنَ فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَتْ زَمَانَنَا هَذَا. قَالَ هِشَامٌ: رَحِمَ اللهُ أَبِي فَكَيْفَ لَوْ رَأَى زَمَانَنَا هَذَا! قَالَ كَاتِبُهُ: سَمِعْنَاهُ مُسَلْسَلاً بِهَذَا القَوْلِ بِإِسْنَادٍ مُقَارِبٍ. مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنْ عِصَامِ بنِ قُدَامَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدْبَبِ يُقْتَلُ حَوْلَهَا قَتْلَى كَثِيْرٌ وَتَنْجُو بَعْدَ مَا كادت".

قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: هَذَا الحَدِيْثُ مِنْ أَعْلاَمِ النُّبُوَّةِ وَعِصَامٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ العَبَادَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ قَالَ: بَاعَتْ عَائِشَةُ دَاراً لَهَا بمئة أَلْفٍ ثُم قَسَمَتِ الثَّمَنَ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الزبير? فقال: قسمت مئة أَلْفٍ وَاللهِ لَتَنْتَهِيَنَّ، عَنْ بَيْعِ رِبَاعِهَا أَوْ لأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا. فَقَالَتْ: أَهُوَ يَحْجُرُ عَلَيَّ? للهِ عَلَيَّ نَذْرٌ إِنْ كَلَّمْتُهُ أَبَداً. فَضَاقَتْ بِهِ الدُّنْيَا حَتَّى كَلَّمَتْهُ فَأَعْتَقَتْ مائَةَ رَقَبَةٍ1. قُلْتُ: كَانَتْ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ مِنْ أَكْرَمِ أَهْلِ زَمَانِهَا وَلَهَا فِي السَّخَاءِ أَخْبَارٌ وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بخلاف ذلك. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَوْفِ بنِ الحَارِثِ، عَنْ رُمَيْثَةَ، عَنِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَلَّمَنِي صَوَاحِبِي أَنْ أُكَلِّمَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ فَيُهْدُوْنَ لَهُ حَيْثُ كَانَ فَإِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ وَإِنَا نُحِبُّ الخَيْرَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنَّ صَوَاحِبِي كَلَّمْنَنِي وَذَكَرَتُ لَهُ فَسَكَتَ فَلَمْ يُرَاجِعْنِي. فَكَلَّمْتُهُ فِيْمَا بَعْدُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً كُلُّ ذَلِكَ يَسْكُتُ ثُمَّ قَالَ: "لاَ تُؤْذِيْنِي فِي عَائِشَةَ فَإِنِّي وَاللهِ مَا نَزَلَ الوَحْيُ عَلَيَّ وَأَنَا فِي ثَوْبِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِي غَيْرِ عَائِشَةَ". قُلْتُ: أَعُوْذُ بِاللهِ أَنْ أَسُوْءكَ فِي عَائِشَةَ. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ2. يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو العَنْبَسِ سَعِيْدُ بنُ كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ فَاطِمَةَ. فَتَكَلَّمْتُ أَنَا: فَقَالَ: "أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ". قُلْتُ: بَلَى وَاللهِ3. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَوْ جُمِعَ عِلْمُ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ لكانت عائشة أوسعهم علمًا.

_ 1 ضعيف: فيه أبو عاصم العباداني، وعلي بن زيد وهما ضعيفان. 2 ضعيف: أخرجه النسائي "7/ 68-69" من طريق عبدة، عن هشام، عن عوف بن الحارث، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته عوف بن الحارث بن الطفيل، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب" مقبول. 3 صحيح: أخرجه الحاكم "4/ 10" من طريق يحيى بن سعيد الأموي، به. وقال الحاكم: صحيح. ووافقه الذهبي. قلت: وهو كما قالا.

ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُوْسَى الجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَفْصٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَوَيْهَا قَالاَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَدْعُوَ لِعَائِشَةَ وَنَحْنُ نَسْمَعُ. فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَغْفِرَةً وَاجِبَةً ظَاهِرَةً بَاطِنَةً". فعجب أبواها لحسن دعائه لَهَا فَقَالَ: "أَتَعْجَبَانِ? هَذِهِ دَعْوَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ وَأَنِّي رَسُوْلُ اللهِ". أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ1. الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: رَأَيْتُنِي عَلَى تَلٍّ وَحَوْلِي بَقَرٌ تُنْحَرُ. قُلْتُ: لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لَتَكُوْنَنَّ حَوْلَكِ مَلْحَمَةٌ قَالَتْ: أَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّكَ بِئْسَ مَا قُلْتَ. فَقُلْتُ لَهَا: فَلَعَلَّهُ إِنْ كَانَ أَمْرٌ. قَالَتْ: لأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ ذُكِرَ عِنْدَهَا: أَنَّ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَتَلَ ذَا الثُّدَيَّةِ. فَقَالَتْ لِي: إِذَا أَنْتَ قَدِمْتَ الكُوْفَةَ فَاكْتُبْ لِي نَاساً مِمَّنْ شَهِدَ ذَلِكَ. فَقَدِمْتُ فَوَجَدْتُ النَّاسَ أَشْيَاعاً فَكَتَبتُ لَهَا مِنْ كُلِّ شِيْعَةٍ عَشْرَةً فَأَتَيْتُهَا بِشَهَادَتِهِمْ فَقَالَتْ: لَعَنَ اللهُ عَمْراً فَإِنَّهُ زَعَمَ أَنَّهُ قَتَلَهُ بِمِصْرَ. قَالَ الحَاكِمُ: هَذَا عَلَى شَرْطِ البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ. رَوَى مُغِيْرَةُ بنُ زِيَادٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ أَفْقَهَ النَّاسِ وَأَعْلَمَهُمْ وَأَحَسَنَ النَّاسِ رَأْياً فِي العَامَّةِ. قَالَ البُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، حَدَّثَنِي مَسْرُوْقٌ حَدَّثَتْنِي أُمُّ رُوْمَانَ: قَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا قَاعِدَةٌ وَلَجَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأنصار فقالت: فعل الله بفلان وفعل. فَقَالَتْ أُمُّ رُوْمَانَ: وَمَا ذَاكَ? قَالَتْ: ابْنِي فِيْمَنْ حَدَّثَ الحَدِيْثَ. قَالَتْ: وَمَا ذَاكَ قَالَتْ: كَذَا وَكَذَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعَ رَسُوْلُ اللهِ? قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَتْ: وَأَبُو بَكْرٍ? قَالَتْ: نَعَمْ فَخَرَّتْ مَغْشِيّاً عَلَيْهَا فَمَا أَفَاقَتْ إلَّا وَعَلَيْهَا حُمَّى بِنَافِضٍ فَطَرَحْتُ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا. فَجَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَا شَأْنُ هَذِهِ"؟. قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَخَذَتْهَا الحُمَّى بِنَافِضٍ. قَالَ: "فَلَعَلَّ فِي حَدِيْثٍ تُحُدِّثَ بِهِ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَعَدَتْ فَقَالَتْ: وَاللهِ لَئِنْ حَلَفْتُ لاَ تُصَدِّقُوْنِي وَلَئِنْ قُلْتُ لاَ تَعْذِرُوْنِي مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَيَعْقُوْبَ وَبَنِيْهِ: وَاللهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُوْنَ. قَالَتْ: وَانْصَرَفَ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئاً فَأَنْزَلَ اللهُ عُذْرَهَا. قَالَتْ: بِحَمْدِ اللهِ لاَ بِحَمْدِ أحد ولا بحمدك2. صحيح غريب.

_ 1 منكر: أخرجه الحاكم "4/ 11-12" مِنْ طَرِيْقِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُوْسَى الجهني، به. وقال الذهبي في "التلخيص": "قلت: منكر على جودة إسناده". 2 صحيح: أخرجه البخاري "4143" من طريق موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، به.

أم سلمة أم المؤمنين

116- أم سلمة أم المؤمنين 1: "ع" السَّيِّدَةُ المُحَجَّبَةُ الطَّاهِرَةُ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أمية بن المغيرة بن عبد الله ابن عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمِ بنِ يَقَظَةَ بنِ مُرَّةَ المَخْزُوْمِيَّةُ بِنْتُ عَمِّ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ سَيْفِ اللهِ وَبِنْتُ عَمِّ أَبِي جَهْلٍ بنِ هِشَامٍ. مِنْ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ. كَانَتْ قَبْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَ أَخِيْهِ مِنَ الرَّضَاعَةِ: أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الأَسَدِ المَخْزُوْمِيِّ الرَّجُلِ الصَّالِحِ. دَخَلَ بِهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ مِنَ الهِجْرَةِ وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ وَأَشْرَفِهِنَّ نَسَباً. وَكَانَتْ آخِرَ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ. عُمِّرَتْ حَتَّى بَلَغَهَا مَقْتَلُ الحُسَيْنِ الشَّهِيْدِ فَوَجَمَتْ لِذَلِكَ وَغُشِيَ عَلَيْهَا وَحَزِنَتْ عَلَيْهِ كَثِيْراً لَمْ تَلْبَثْ بَعْدَهُ إلَّا يَسِيْراً وَانْتَقَلَتْ إِلَى اللهِ. وَلَهَا أَوْلاَدٌ صَحَابِيُّوْنَ: عُمَرُ وَسَلَمَةُ وَزَيْنَبُ وَلَهَا جُمْلَةُ أَحَادِيْثَ. رَوَى عَنْهَا: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ وَشَقِيْقُ بنُ سَلَمَةَ وَالأَسْوَدُ بنُ يَزِيْدَ وَالشَّعْبِيُّ وَأَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ وَمُجَاهِدٌ وَنَافِعُ بنُ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ وَنَافِعٌ مَوْلاَهَا وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَعَطَاءُ بن أبي رباح وشهر ابن حَوْشَبٍ وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. عَاشَتْ نَحْواً مِنْ تِسْعِيْنَ سَنَةً. وَأَبُوْهَا: هُوَ زَادُ الرَّاكِبِ أَحَدُ الأَجْوَادِ قِيْلَ اسْمُهُ حُذَيْفَةُ. وَقَدْ وَهِمَ مَنْ سَمَّاهَا: رَمْلَةُ تِلْكَ أُمُّ حَبِيْبَةَ. وكانت تعد من فقهاء الصحابيات.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 86-96"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة رقم 2375"، والإصابة "4/ ترجمة رقم 1309"، تهذيب الكمال "35/ ترجمة 7941"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة رقم 2905".

الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُبَيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ يَرْبُوْعٍ، عَنْ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي إِلَى أَبِي قَطَنٍ فِي المُحَرَّمِ سنَةَ أَرْبَعٍ، فَغَابَ تِسْعاً وَعِشْرِيْنَ لَيْلَةً، ثُمَّ رَجَعَ فِي صَفَرٍ، وَجُرْحُهُ الَّذِي أَصَابَهُ يَوْمَ أُحُدٍ مُنْتَقِضٌ، فَمَاتَ مِنْهُ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ، وَحَلَّتْ أُمِّي فِي شَوَّالٍ وَتَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ فِي ذِي القَعْدَةِ. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنْ زِيَادِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لأَبِي سَلَمَةَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ لَيْسَ امْرَأَةٌ يَمُوْتُ زَوْجُهَا وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ ثُمَّ لَمْ تَزَوَّجْ إلَّا جَمَعَ اللهُ بَيْنَهُمَا فِي الجَنَّةِ. فَتَعَالَ أُعَاهِدْكَ إلَّا تَزَوَّجَ بَعْدِي ولاَ أَتَزَوَّجُ بَعْدَكِ. قَالَ: أَتُطِيْعِيْنَنِي? قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: إِذَا مِتُّ تَزَوَّجِي. اللَّهُمَّ ارْزُقْ أُمَّ سَلَمَةَ بَعْدِي رَجُلاً خَيْراً مِنِّي، لاَ يُحْزِنُهَا وَلاَ يُؤْذِيْهَا. فَلَمَّا مَاتَ قُلْتُ: مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ فَمَا لَبِثْتُ وَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَامَ عَلَى البَابِ فَذَكَرَ الخِطْبَةَ إِلَى ابْنِ أَخِيْهَا أَوِ ابْنِهَا. فَقَالَتْ: أَرُدُّ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ أَوْ أَتَقَدَّمُ عَلَيْهِ بِعِيَالِي. ثُمَّ جَاءَ الغَدُ فَخَطَبَ1. عَفَّانُ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ عمر بن أبي سلمة، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَرَدَّتْهُ ثُمَّ عُمَرُ فَرَدَّتْهُ فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُوْلُ اللهِ فَقَالَتْ: مَرْحَباً أَخْبِرْ رَسُوْلَ اللهِ أَنِّي غَيْرَى، وَأَنِّي مُصْبِيَةٌ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِداً. فَبَعَثَ إِلَيْهَا: "أَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي مُصْبِيَةٌ 2 فَإِنَّ اللهَ سَيَكْفِيْكِ صِبْيَانَكِ. وَأَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي غَيْرَى فَسَأَدْعُو اللهَ أَنْ يُذْهِبَ غَيْرَتَكِ، وَأَمَّا الأَوْلِيَاءُ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُم إلَّا سَيَرْضَى بِي". قَالَتْ: يَا عُمَرُ قُمْ فَزَوِّجْ رَسُوْلَ اللهِ. وَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ: "أَمَا إِنِّي لاَ أَنْقُصُكِ مِمَّا أَعْطَيْتُ فُلاَنَةَ....". الحديث3.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابْنُ سَعْدٍ "8/ 88" أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيُّ، به. قلت: إسناده ضعيف للانقطاع بين زياد بن أبي مريم الجزري وأم سلمة، زياد هذا من الطبقة السادسة، وهي طبقة عاصرت الخامسة، ولم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة. 2 غيرى: أي: شديدة الغيرة. ومصبية: أي: ذات صبية وأولاد صغار. 3 ضعيف: أخرجه ابن سعد "8/ 89" وأحمد "6/ 313-314"، والنسائي "6/ 81-82" من طريق حماد بن سلمة، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته ابن عمر بن أبي سلمة، مجهول؛ لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول.

عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التيمي، عن حبيب بن أبي ثابت قال: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَتَانِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَلَّمَنِي وَبَيْنَنَا حِجَابٌ فَخَطَبَنِي فَقُلْتُ: وَمَا تُرِيْدُ إِلَيَّ? مَا أَقُوْلُ هَذَا إلَّا رغبة لك، عن نفسي إني امْرَأَةٌ قَدْ أَدْبَرَ مِنْ سِنِّي وَإِنِّي أُمُّ أَيْتَامٍ وَأَنَا شَدِيْدَةُ الغَيْرَةِ وَأَنْتَ يَا رَسُوْلَ اللهِ تَجْمَعُ النِّسَاءَ. قَالَ: "أَمَّا الغَيْرَةُ فَيُذْهِبُهَا اللهُ. وَأَمَّا السِّنُّ فَأَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ. وَأَمَّا أَيْتَامُكِ فَعَلَى اللهِ وَعَلَى رَسُوْلِهِ". فَأَذِنْتُ فَتَزَوَّجَنِي1. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَيْمَنَ، حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطَبَ أُمَّ سَلَمَةَ. فَقَالَتْ: فِيَّ خِصَالٌ ثَلاَثٌ: كَبِيْرَةٌ وَمُطْفِلٌ وَغَيُوْرٌ ... ، الحَدِيْثَ2. وَعَنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَنْطَبٍ قَالَ: دَخَلَتْ أَيِّمُ العَرَبِ عَلَى سَيِّدِ المُسْلِمِيْنَ أَوَّلَ العِشَاءِ عَرُوْساً وَقَامَتْ آخِرَ اللَّيْلِ تَطْحَنُ يَعْنِي: أُمَّ سَلَمَةَ3. مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا بنى رسول الله بِأُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: "لَيْسَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ وَسَبَّعْتُ عِنْدَهُنَّ -يَعْنِي نِسَاءهُ- وَإِنْ شِئْتِ ثَلاَثاً وَدُرْتُ"؟. قَالَتْ: ثَلاَثاً4. رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي حَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ عَبْدَ الحَمِيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ وَالقَاسِمَ بنَ مُحَمَّدٍ حدثاه: أنهما سمعا أبا بكر بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُخْبِرُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا لَمَّا قَدِمَتِ المَدِيْنَةَ أَخْبَرَتْهُمْ: أَنَّهَا بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ فَكَذَّبُوْهَا حَتَّى أَنْشَأَ نَاسٌ مِنْهُم الحَجَّ فَقَالُوا: أَتَكْتُبِيْنَ إِلَى أَهْلِكِ فَكَتَبَتْ معهم فرجعوا فصدقوها وازدادت عليهم كرامة.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "8/ 90"، وهو ضعيف لإرساله، أرسله حبيب بن أبي ثابت كثير الإرسال والتدليس. 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "8/ 91"، وهو ضعيف لإرسالة. 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد من طريق الواقدي، وهو متروك كما ذكرنا مرارا، والمطلب بن عبد الله بن حنطب كثير التدليس والإرسال، وهذا من مراسيله. 4 صحيح: أخرجه مالك "2/ 529" مرسلا. وأخرجه موصولا مسلم "1460"، وأبو داود "2122" من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن محمد بنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هشام، عن أبيه، عن أم سلمة، به. فوصله بإثبات أم سلمة فصح الحديث.

قَالَتْ: فَلَمَّا وَضَعْتُ زَيْنَبَ جَاءنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَخَطَبَنِي فَقُلْتُ: مَا مِثْلِي يُنْكَحُ! قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا فَجَعَلَ يَأْتِيْهَا فَيَقُوْلُ: "أَيْنَ زُنَابُ" حَتَّى جَاءَ عَمَّارٌ فَاخْتَلَجَهَا1 وَقَالَ: هَذِهِ تَمْنَعُ رَسُوْلَ اللهِ. وَكَانَتْ تُرْضِعُهَا. فَجَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَينَ زُنَابُ" فَقِيْلَ: أَخَذَهَا عَمَّارٌ. فَقَالَ: "إِنِّي آتِيْكُمُ اللَّيْلَةَ". قَالَتْ: فَوَضَعْتُ ثِفَالِي2 وَأَخْرَجْتُ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيْرٍ كَانَتْ فِي جَرَّتِي وَأَخْرَجْتُ شَحْماً فَعَصَدْتُهُ لَهُ ثُمَّ بَاتَ ثُمَّ أَصْبَحَ فَقَالَ: "إِنَّ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ? وَإِنْ أُسَبِّعْ لَكِ أُسَبِّعْ لِنِسَائِي" 3. قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: هِيَ أَوَّلُ ظَعِيْنَةٍ دَخَلَتِ المَدِيْنَةَ مُهَاجِرَةً فَشَهِدَ أَبُو سَلَمَةَ بَدْراً وَوَلَدَتْ لَهُ عُمَرَ وَسَلمَةَ وَزَيْنَبَ وَدُرَّةَ. أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيْقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: كَيْفَ أَقُوْلُ? قَالَ: "قولي اللهم اغفر لنا ذنوبنا وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى صَالِحَةً". فَقُلْتُهَا فَأَعْقَبَنِي اللهُ مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ4. وَرَوَى مُسْلِمٌ فِي "صَحِيْحِهِ"5. أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ صَفْوَانَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فِي خِلاَفَةِ يَزِيْدَ. وَرَوَى إِسْمَاعِيْلُ بنُ نَشِيْطٍ، عَنْ شَهْرٍ قَالَ: أَتَيْتُ أُمَّ سَلَمَةَ أُعَزِّيْهَا بِالحُسَيْنِ. وَمِنْ فَضْلِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُن} إِلَى قَوْلِهِ: {وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ

_ 1 اختلجها: اجتذبها وانتزعها. 2 الثقال: بالكسر جلدة تبسط تحت رحا اليد ليقع عليها الدقيق، ويسمى الحجر الأسفل ثقالا بها. 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 93-94"، وأحمد "6/ 307" من طريق عبد الرزاق أخبرنا ابن جريح، به. 4 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 291 و306"، ومسلم "919"، وأبو داود "3115" والترمذي "977"، والنسائي "4/ 4-5"، وابن ماجة "1447" من طرق عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، به. 5 صحيح: أخرجه مسلم "2882".

الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا، وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب: 32-34] . فَهَذِهِ آيَاتٌ شَرِيْفَةٌ فِي زَوْجَاتِ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ زَيْدُ بنُ الحُبَابِ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ، عَنْ يَزِيْدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْت} . قَالَ: نَزَلَتْ فِي نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ عِكْرِمَةُ: مَنْ شَاءَ بَاهَلْتُهُ1 أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَاصَّةً. إِسْحَاقُ السَّلُوْلِيُّ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بن عبد الرحمن السلمي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ قَالَ لامْرَأَتِهِ: إِنْ سَرَّكِ أَنْ تَكُوْنِي زَوْجَتِي فِي الجَنَّةِ فَلاَ تَزَوَّجِي بَعْدِي فَإِنَّ المَرْأَةَ فِي الجَنَّةِ لآخِرِ أَزْوَاجِهَا فِي الدُّنْيَا فَلِذَلِكَ حُرِّمَ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُنْكَحْنَ بَعْدَهُ لأَنَّهُنَّ أَزْوَاجُهُ فِي الجَنَّةِ. رَوَى عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ: أن أم سلمة أوصت أن يصلي عليها سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ أَحَدُ العَشَرَةِ. وَهَذَا مُنْقَطِعٌ. وَقَدْ كَانَ سَعِيْدٌ تُوُفِّيَ قَبْلَهَا بِأَعْوَامٍ فَلَعَلَّهَا أوصت في وقت ثم عوفيت وتقدمها وهو. وَرُوِيَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ صَلَّى عَلَيْهَا وَلَمْ يثبت وقد مات قبلها. وَدُفِنَتْ بِالبَقِيْعِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُمَّ سَلَمَةَ حَزِنْتُ حُزْناً شَدِيْداً لِمَا ذَكَرُوا لَنَا مِنْ جَمَالِهَا فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى رَأَيْتُهَا فَرَأَيْتُهَا وَاللهِ أَضْعَافَ مَا وُصِفَتْ لِي فِي الحُسْنِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَفْصَةَ وَكَانَتَا يَداً وَاحِدَةً فَقَالَتْ: لاَ وَاللهِ إِنْ هَذِهِ إلَّا الغَيْرَةُ مَا هِيَ كَمَا تَقُوْلِيْنَ وَإِنَّهَا لَجَمِيْلَةٌ فَرَأَيْتُهَا بَعْدُ فَكَانَتْ كَمَا قَالَتْ حَفْصَةُ وَلَكِنِّي كُنْتُ غَيْرَى2. مُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ، عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنِ أُمِّ كُلْثُوْمٍ قَالَتْ: لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

_ 1 المباهلة الملاعنة، وهو أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا لعنة الله على الظالم منا. وهذا الحديث حسن، فيه زيد بن الحباب، وهو صدوق. ويزيد النحوي، هو يزيد بن أبي سعيد النحوي، وهو ثقة. 2 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 94"، وفي إسناده محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك كما ذكرنا مرارا.

أُمَّ سَلَمَةَ قَالَ لَهَا: "إِنِّي قَدْ أَهْدَيْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ أَوَاقِيَّ مِنْ مِسْكٍ وَحُلَّةً وَإِنِّي أَرَاهُ قَدْ مَاتَ وَلاَ أَرَى الهَدِيَّةَ إلَّا سَتُرَدُّ فَإِنْ رُدَّتْ فَهِيَ لَكِ. قَالَتْ: فَكَانَ كَمَا قَالَ فَأَعْطَى كُلَّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ أُوْقِيَّةٍ وَأَعْطَى سَائِرَهُ أُمَّ سَلَمَةَ وَالحُلَّةَ"1. القَعْنَبِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ هشام به عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ أَمَرَ أُمَّ سَلَمَةَ أَنْ تُصَلِّيَ الصُّبْحَ بِمَكَّةَ يَوْمَ النحر وكان يومها فأحب أن توافيه. الوَاقِدِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: صَلَّى أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ. قُلْتُ: الوَاقِدِيُّ لَيْسَ بِمُعْتَمَدٍ وَاللهُ أَعْلَمُ وَلاَ سِيَّمَا وَقَدْ خُوْلِفَ. وَفِي صَحِيْحِ مُسْلِمٍ: أَنَّ عَبْدَ الله بن صفوان دخل على أم سلمة فِي خِلاَفَةِ يَزِيْدَ2. وَبَعْضُهُم أَرَّخَ مَوْتَهَا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ فَوَهِمَ أَيْضاً وَالظَّاهِرُ وَفَاتُهَا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. وَقَدْ تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ حَلَّتْ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ. وَيَبْلُغُ مُسْنَدُهَا ثَلاَثَ مائَةٍ وَثَمَانِيَةً وَسَبْعِيْنَ حَدِيْثاً. وَاتَّفَقَ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ لَهَا عَلَى ثَلاَثَةَ عَشَرَ. وَانْفَرَدَ البخاري بثلاثة ومسلم بثلاثة عشر.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" "8/ 94"، وفي إسناده مسلم بن خالد المخزومي مولاهم، المكي، المعروف بالزنجي، كثير الأوهام سيئ الحفظ. وأم موسى ابن عقبة، وما إخالها أم موسى سرية علي بن أبي طالب، وإن كانت هي فهي مجهولة لذا قال الحافظ في "التقريب" مقبولة أي عند المتابعة كما هو معروف معلوم عند عامة أهل الحديث. 2 صحيح: تقدم تخريجنا له قريبا برقم "1023"، وهو عند مسلم "2882".

زينب أم المؤمنين بنت جحش

17- زينب أم المؤمنين بنت جحش 1 "ع": بنت جحش بن رياب وَابْنَةُ عَمَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أُمُّهَا: أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ وَهِيَ أُخْتُ حَمْنَةَ وَأَبِي أَحْمَدَ. مِنَ المهاجرات الأول. وكانت عِنْدَ زَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهِيَ الَّتِي يَقُوْلُ اللهُ فِيْهَا: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأَحْزَابُ: 37] . فَزَوَّجَهَا اللهُ تَعَالَى بِنَبِيِّهِ بِنَصِّ كِتَابِهِ بِلاَ وَلِيٍّ وَلاَ شَاهِدٍ. فَكَانَتْ تَفْخَرُ بِذَلِكَ عَلَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ وَتَقُوْلُ: زَوَّجَكُنَّ أهاليكن وزوجني الله من فوق عرشه. وَفِي رِوَايَةِ البُخَارِيِّ: كَانَتْ تَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ أَنْكَحَنِي فِي السَّمَاءِ1. وَكَانَتْ مِنْ سَادَةِ النِّسَاءِ دِيْناً وَوَرَعاً وَجُوْداً وَمَعْرُوْفاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. وَحَدِيْثُهَا فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. رَوَى عَنْهَا: ابْنُ أَخِيْهَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَحْشٍ وأم المؤمنين أم حبيبة وزينب أَبِي سَلَمَةَ وَأَرْسَلَ عَنْهَا القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ. تُوُفِّيَتْ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَصَلَّى عَلَيْهَا عُمَرُ. مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ خَصِيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَافِعٍ، عَنْ بَرْزَةَ بِنْتِ رَافِعٍ قَالَتْ: أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى زَيْنَبَ بِعَطَائِهَا فَقَالَتْ: غَفَرَ اللهُ لِعُمَرَ غَيْرِي كَانَ أَقْوَى عَلَى قَسْمِ هَذَا. قَالُوا: كُلُّهُ لَكِ. قَالَتْ: سُبْحَانَ اللهِ وَاسْتَتَرَتْ مِنْهُ بِثَوْبٍ وَقَالَتْ: صُبُّوْهُ وَاطْرَحُوا عَلَيْهِ ثَوْباً وَأَخَذَتْ تُفَرِّقُهُ فِي رَحِمِهَا وَأَيْتَامِهَا وَأَعْطَتْنِي مَا بَقِيَ فَوَجَدنَاهُ خَمْسَةً وَثَمَانِيْنَ دِرْهَماً ثُمَّ رَفَعَتْ يَدَهَا إِلَى السِّمَاءِ فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ لاَ يُدْرِكْنِي عَطَاءُ عُمَرَ بَعْدَ عَامِي هَذَا. أَيُّوْبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: لَمَّا مَاتَتْ بِنْتُ جَحْشٍ أَمَرَ عُمَرُ مُنَادِياً إلَّا يَخْرُجَ مَعَهَا إلَّا ذُوْ مَحْرَمٍ. فَقَالَتْ بِنْتُ عُمَيْسٍ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ إلَّا أُرِيْكَ شَيْئاً رَأَيْتُ الحَبَشَةَ تَصْنَعُهُ بِنِسَائِهِم فَجَعَلَتْ نَعْشاً وَغَشَّتْهُ ثَوْباً. فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَسْتَرَهُ. فَأَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَى: أَنِ اخْرُجُوا عَلَى أُمِّكُم. رَوَاهُ عَارِمٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ2.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 101-115"، تهذيب الكمال "35/ ترجمة رقم 7846" تهذيب التهذيب "12/ ترجمة رقم 2801"، والإصابة "4/ ترجمة رقم 470". 2 صحيح: أخرجه البخاري "7420". 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 111" من طريق عارم بن الفضل حدثنا حماد بن يزيد، حدثنا أيوب به، وسقط من إسناده ابن عمر فليسجل إخواني العلماء وطلبة العلم "ابن عمر" في نسختهم لأنها سقطت من الطبقات.

وَهِيَ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "أَسْرَعُكُنَّ لُحُوْقاً بِي أَطْوَلُكُنَّ يَداً". وَإِنَّمَا عَنَى طُوْلَ يَدِهَا بِالمَعْرُوْفِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَداً. وَكَانَتْ زَيْنَبُ تَعْمَلُ وَتَتَصَدَّقُ وَالحَدِيْثُ مُخَرَّجٌ فِي مُسْلِمٍ1. وَرُوِيَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تُسَامِيْنِي فِي المَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً خَيْراً في الدين من زينب أتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا2. وَعَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ قَسَمَ لأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ فِي العَامِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ إلَّا جُوَيْرِيَةَ وَصَفِيَّةَ فَقَرَّرَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ نِصْفَ ذَلِكَ. قَالَهُ الزُّهْرِيُّ. ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ سَمِعَ عُبَيْدَ بنَ عُمَيْرٍ يَقُوْلُ: سَمِعتُ عَائِشَةَ تَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلاً فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ أَنَّ أَيَّتَنَا مَا دَخَلَ عَلَيْهَا فَلْتَقُلْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيْحَ مَغَافِيْرَ أَكَلْتَ مَغَافِيْرَ فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ. قَالَ: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ وَلَنْ أَعُوْدَ لَهُ. فَنَزَلَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَك} [التَّحْرِيْمُ: 1] . إِلَى قَوْلِهِ: {إِنْ تَتُوبَا} يَعْنِي: حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِي} [التحريم: 1-4] قوله: بل شربت عسلًا3. وَعَنِ الأَعْرَجِ قَالَ: أَطْعَمَ رَسُوْلُ اللهِ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ بِخَيْبَرَ مائَةَ وَسَقٍ. وَيُرْوَى، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ زَيْنَبَ لَقَدْ نَالَتْ فِي الدُّنْيَا الشَّرَفَ الَّذِي لاَ يَبْلُغُهُ شَرَفٌ إِنَّ اللهَ زَوَّجَهَا وَنَطَقَ بِهِ القُرْآنُ وَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ قَالَ لَنَا: "أَسْرَعُكُنَّ بِي لُحُوْقاً أَطْوَلُكُنَّ بَاعاً". فَبَشَّرَهَا بِسُرْعَةِ لُحُوْقِهَا بِهِ وَهِيَ زَوْجَتُهُ فِي الجَنَّةِ. قُلْتُ: وَأُخْتُهَا هِيَ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ الَّتِي نَالَتْ مِنْ عَائِشَةَ فِي قِصَّةِ الإِفْكِ فَطَفِقَتْ تُحَامِي، عَنْ أُخْتِهَا زَيْنَبَ. وَأَمَّا زَيْنَبُ فَعَصَمَهَا اللهُ بِوَرَعِهَا.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2452" من طريق عائشة بن طلحة، عن عائشة أم المؤمنين قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا" قالت فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا، قال: فكانت أطولنا يدا زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2442" في حديث طويل من طريق الزهري أخبرني محمد بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ، عن عائشة، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "6691"، ومسلم "1474".

وَكَانَتْ حَمْنَةُ زَوْجَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ ولها هجرة. وَقِيْلَ: بَلْ كَانَتْ تَحْتَ مُصْعَبِ بنِ عُمَيْرٍ فَقُتِلَ عَنْهَا فَتَزَوَّجَهَا طَلْحَةُ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّداً وَعِمْرَانَ. وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسْتَحَاضُ وَكَانَتْ أُخْتُهَا أُمُّ حَبِيْبَةَ تُسْتَحَاضُ أَيْضاً1. وَأُمُّهُنَّ عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُمَيْمَةُ. قَالَ السُّهَيْلِيُّ فِيْهَا: أُمُّ حَبِيْبٍ وَالأَوَّلُ أَكْثَرُ وَقَالَ شَيْخُنَا الدِّمْيَاطِيُّ أُمُّ حَبِيْبٍ وَاسْمُهَا حَبِيْبَةُ. وَأَمَّا ابْنُ عَسَاكِرَ فَعِنْدَهُ: أَنَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ هِيَ حَمْنَةُ المُسْتَحَاضَةُ. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: بَنَاتُ جَحْشٍ: زَيْنَبُ وَحَمْنَةُ وَأُمُّ حَبِيْبَةَ كُنَّ يَسْتَحِضْنَ. وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ: كَانَتْ حَمْنَةُ تَحْتَ مُصْعَبٍ وَكَانَتْ أُمُّ حَبِيْبٍ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ. وَفِي المُوَطَّأ وَهْمٌ وَهُوَ أَنَّ زَيْنَبَ كَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقِيْلَ: هُمَا زَيْنَبَانِ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَزْوَاجِهِ: "يَتْبَعُنِي أَطْوَلُكُنَّ يَداً" فَكُنَّا إِذَا اجْتَمَعْنَا بَعْدَهُ نَمُدُّ أَيْدِيَنَا فِي الجِدَارِ نَتَطَاوَلُ فَلَمْ نَزَلْ نَفْعَلُهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ وَكَانَتِ امْرَأَةً قَصِيْرَةً لَمْ تَكُنْ رَحِمَهَا اللهُ أَطْوَلَنَا فَعَرَفْنَا أَنَّمَا أَرَادَ الصدقة. وَكَانَتْ صَنَاعَ اليَدِ فَكَانَتْ تَدْبُغُ وَتَخْرُزُ وَتَصَدَّقُ2. الوَاقِدِيُّ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنِ القَاسِمِ: قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ حِيْنَ حَضَرَتْهَا الوَفَاةُ: إِنِّي قَدْ أَعْدَدْتُ كَفَنِي فَإِنْ بَعَثَ لِي عُمَرُ بِكَفَنٍ فَتَصَدَّقُوا بِأَحَدِهِمَا وَإِنِ اسْتَطَعْتُم إِذْ أَدْلَيْتُمُوْنِي أَنْ تصدقوا بحقوتي فافعلوا3.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "334". 2 أخرجه "ابن سعد "8/ 108"، والحاكم "4/ 25"، من طريق يحيى بن سعيد، عن عمرة، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قلت: فيه إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ بن مالك بن أبي عامر الاصبحي، صدوق وأبوه لم أقف له على ترجمة، وعمرة هي بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية، ثقة، روى لها الجماعة، والإسناد حسن إن كان عبد الله بن أبي أويس ثقة أو صدوق وإلا فالإسناد ضعيف والله تعالى أعلى وأعلم. 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 109"، وفي إسناده الواقدي، وهو متروك، وقد ذكرنا ذلك مرارا.

وَقِيْلَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ بِزَيْنَبَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. وَكَانَتْ صَالِحَةً صَوَّامَةً قَوَّامَةً بَارَّةً وَيُقَالُ لَهَا: أُمُّ المَسَاكِيْنِ. سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ قَالَ لِزَيْدٍ: "اذْكُرْهَا عَلَيَّ" قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَقُلْتُ لَهَا: يَا زَيْنَبُ أَبْشِرِيْ فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ أَرْسَلَ يَذْكُرُكِ. قَالَتْ: مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئاً حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي. فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا وَنَزَلَ القُرْآنُ وَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ1. عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن شداد أن رسول الله قَالَ لِعُمَرَ: "إِنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ أَوَّاهَةٌ". قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ مَا الأَوَّاهَةُ? قَالَ: "الخَاشِعَةُ المُتَضَرِّعَةُ". وَ {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} 2 [هود: 75] . وَلِزَيْنَبَ أَحَدَ عَشَرَ حَدِيْثاً اتَّفَقَا لَهَا عَلَى حَدِيْثَيْنِ. وَعَنْ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ الجَحْشِيِّ قَالَ: بَاعُوا مَنْزِلَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ مِنَ الوَلِيْدِ بِخَمْسِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ حِيْنَ هَدَمَ المَسْجِدَ.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1428"، والنسائي "6/ 79"، وأحمد "3/ 195". 2 ضعيف: في إسناده شهر بن حوشب، وهو ضعيف. وعبد الله بن شداد هو ابن الهاد الليثي، أبو الوليد، من كبار التابعين. قال أحمد: لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم شيئا. فالحديث مرسل، فهي علة أخرى في إسناده تزيده وهنا على وهن.

زينب أم المؤمنين بنت خزيمة

118- زينب أم المؤمنين بنت خزيمة 1: بِنْتُ خُزَيْمَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ اللهِ الهِلاَلِيَّةُ. فَتُدْعَى أَيْضاً: أُمَّ المَسَاكِيْنِ لِكَثْرَةِ مَعْرُوْفِهَا أَيْضاً. قُتِلَ زَوْجُهَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَحْشٍ يَوْمَ أُحُدٍ فَتَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَكِنْ لَمْ تَمْكُثْ عِنْدَهُ إلَّا شَهْرَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ وَتُوُفِّيَتْ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. وَقِيْلَ: كَانَتْ أَوَّلاً عِنْدَ الطُّفَيْلِ بنِ الحَارِثِ وَمَا رَوَتْ شَيْئاً. وَقَالَ النَّسَّابَةُ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الجُرْجَانِيُّ: كَانَتْ عِنْدَ الطُّفَيْلِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا أَخُوْهُ الشَّهِيْدُ: عُبَيْدَةُ بنُ الحَارِثِ المُطَّلِبِيُّ. وَهِيَ أُخْتُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُوْنَةَ لأُمِّهَا.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 115-116"، والإصابة "4/ ترجمة رقم 479".

أم حبيبة أم المؤمنين

119- أم حبيبة أم المؤمنين 1 "ع": السَّيِّدَةُ المُحَجَّبَةُ: رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ صخر بن حرب بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ. مُسْنَدُهَا خَمْسَةٌ وَسِتُّوْنَ حَدِيْثاً. وَاتَّفَقَ لَهَا البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى حَدِيْثَيْنِ وَتَفَرَّدَ مُسْلِمٌ بِحَدِيْثَيْنِ. وَهِيَ مِنْ بَنَاتِ عَمِّ الرَّسُوْلِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْسَ فِي أَزْوَاجِهِ مَنْ هِيَ أَقْرَبُ نَسَباً إِلَيْهِ مِنْهَا وَلاَ فِي نِسَائِهِ مَنْ هِيَ أَكْثَرُ صَدَاقاً مِنْهَا ولا من تزوج بها وهي نائبه الدَّارِ أَبْعَدُ مِنْهَا. عُقِدَ لَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالحَبَشَةِ وَأَصْدَقَهَا عَنْهُ صَاحِبُ الحَبَشَةِ أَرْبَعَ مائَةِ دِيْنَارٍ وَجَهَّزَهَا بِأَشْيَاءَ. رَوَتْ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. حَدَّثَ عَنْهَا أَخَوَاهَا: الخَلِيْفَةُ مُعَاوِيَةُ وَعَنْبَسَةُ وابن أخيها عبد الله ابن عُتْبَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ وَأَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ وَصَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ وَشُتَيْرُ بنُ شَكَلٍ وَأَبُو المليح عامر الهذلي. وآخرون. وَقَدِمَتْ دِمَشْقَ زَائِرَةً أَخَاهَا. وَيُقَالُ: قَبْرُهَا بِدِمَشْقَ وَهَذَا لاَ شَيْءَ بَلْ قَبْرُهَا بِالمَدِيْنَةِ. وَإِنَّمَا الَّتِي بِمَقْبَرَةِ بَابِ الصَّغِيْرِ: أُمُّ سَلَمَةَ أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيْدَ الأَنْصَارِيَّةُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَلَدَ أَبُو سُفْيَانَ: حَنْظَلَةَ المَقْتُوْلَ يَوْمَ بَدْرٍ وَأُمَّ حَبِيْبَةَ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا الَّذِي هَاجَرَ بِهَا إِلَى الحَبَشَةِ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ جَحْشِ بنِ رِيَابٍ الأَسَدِيُّ مُرْتَدّاً مُتَنَصِّراً. عُقِدَ عَلَيْهَا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالحَبَشَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَكَانَ الوَلِيُّ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ. كَذَا قَالَ. وَعَنْ عُثْمَانَ الأَخْنَسِيِّ: أَنَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ وَلَدَتْ حبيبة بمكة قبل هجرة الحبشة2.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 96-100"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة رقم 2366" وتهذيب الكمال "35/ ترجمة رقم 7841"، وتهذيب التهذيب "12/ ترجمة رقم 2794"، والإصابة "4 ترجمة رقم 434". 2 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 97" من طريق الواقدي، وهو متروك.

وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَمْرَو بنَ أُمَيَّةَ إِلَى النَّجَاشِيِّ يَخْطُبُ عَلَيْهِ أُمَّ حَبِيْبَةَ فَأَصْدَقَهَا مِنْ عِنْدِهِ أَرْبَعَ مائَةِ دِيْنَارٍ1. وَعَنْ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ وَآخَرَ قَالاَ: كَانَ الَّذِي زَوَّجَهَا وَخَطَبَ إِلَيْهِ النَّجَاشِيُّ: خَالِدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ. فَكَانَ لَهَا يَوْمَ قَدِمَ بِهَا المَدِيْنَةَ بِضْعٌ وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً2. مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيْبَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ عُبَيْدِ اللهِ وَأَنَّ رَسُوْلَ اللهِ تَزَوَّجَهَا بِالحَبَشَةِ زَوَّجَهَا إِيَّاهُ النَّجَاشِيُّ وَمَهَرَهَا أَرْبَعَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ وَبَعَثَ بِهَا مَعَ شُرَحْبِيْلَ بنِ حَسَنَةَ وَجَهَازُهَا كُلُّهُ مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ3. ابْنُ لَهِيْعَةَ: عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: أَنْكَحَهُ إِيَّاهَا بِالحَبَشَةِ عُثْمَانُ. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا الوَاقِدِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ زُهَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَمْرِو بنِ سَعِيْدٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيْبَةَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ عُبَيْدَ اللهِ زَوْجِي بِأَسَوَأِ صُوْرَةٍ وَأَشْوَهِهَا فَفَزِعْتُ وَقُلْتُ: تَغِيَّرَتْ وَاللهِ حَالُهُ فَإِذَا هُوَ يَقُوْلُ حَيْثُ أَصْبَحَ: إِنِّي نَظَرْتُ فِي الدِّيْنِ فَلَمْ أَرَ دِيْناً خَيْراً مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ وَكُنْتُ قَدْ دِنْتُ بِهَا ثُمَّ دَخَلْتُ فِي دِيْنِ مُحَمَّدٍ وَقَدْ رَجَعْتُ فَأَخْبَرَتْهُ بِالرُّؤْيَا فَلَمْ يَحْفَلْ بِهَا وَأَكَبَّ عَلَى الخَمْرِ قَالَتْ: فَأُرِيْتُ قَائِلاً يَقُوْلُ: يَا أُمَّ المُؤْمِنِيْنَ فَفَزِعْتُ فَأَوَّلْتُهَا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَزَوَّجُنِي. وَذَكَرَتِ القِصَّةَ بِطُوْلِهَا وَهِيَ مُنْكَرَةٌ4. حُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ: عَنْ يَزِيْدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [الأحزاب: 33] . قال: نَزَلَتْ فِي أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَاصَّةً5. إِسْنَادُهُ صَالِحٌ وَسِيَاقُ الآيَاتِ دَالٌّ عليه.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 98-99" والحاكم "4/ 22" من طريق الواقدي وهو متروك. 2 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 99" من طريق الواقدي، وهو متروك. 3 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 427"، وأبو داود "2107"، والنسائي "6/ 119". 4 منكر: أخرجه ابن سعد "8 / 97"، والحاكم "4/ 20-22"، وفيه الواقدي، وهو متروك. 5 حسن: في إسناده زيد بن الحباب، وهو صدوق، ويزيد النحوي هو يزيد بن أبي سعيد النحوي، أبو الحسن، القرشي مولاهم، المروزي ثقة عابد. وقد مر تخريجنا له بتعليقنا رقم "1024".

وَقِيْلَ: إِنَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ لَمَّا جَاءَ أَبُوْهَا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُؤَكِّدَ عَقْدَ الهُدْنَةِ دَخَلَ عَلَيْهَا فَمَنَعَتْهُ أَنْ يَجلِسَ عَلَى فِرَاشِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِمَكَانِ الشِّرْكِ1. وَأَمَّا مَا وَرَدَ مِنْ طَلَبِ أَبِي سُفْيَانَ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُزَوِّجَهُ بِأُمِّ حَبِيْبَةَ فَمَا صَحَّ. وَلَكِنَّ الحَدِيْثَ فِي مُسْلِمٍ2. وَحَمَلَهُ الشَّارِحُوْنَ عَلَى الْتِمَاسِ تَجْدِيْدِ العَقْدِ. وَقِيْلَ: بَلْ طَلَبَ مِنْهُ أَنْ يُزَوِّجَهُ بِابْنَتِهِ الأُخْرَى وَاسْمُهَا عَزَّةُ فَوَهِمَ رَاوِي الحَدِيْثِ وَقَالَ: أُمَّ حَبِيْبَةَ. وَقَدْ كَانَ لأُمِّ حَبِيْبَةَ حُرْمَةٌ وَجَلاَلَةٌ وَلاَ سِيَّمَا فِي دَوْلَةِ أَخِيْهَا وَلِمَكَانِهِ مِنْهَا قِيْلَ لَهُ: خَالُ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ الوَاقِدِيُّ وَأَبُو عُبَيْدٍ وَالفَسَوِيُّ: مَاتَتْ أُمُّ حَبِيْبَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقَالَ المُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ. وَشَذَّ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ. فَقَالَ: تُوُفِّيَتْ قَبْلَ مُعَاوِيَةَ بِسَنَةٍ. الوَاقِدِيُّ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ أَبَا سُفْيَانَ نِكَاحُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْنَتَهُ قَالَ: ذَاكَ الفَحْلُ لاَ يقرع أنفه3. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو سُفْيَانَ المَدِيْنَةَ وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُرِيْدُ غَزْوَ مَكَّةَ فَكَلَّمَهُ فِي أَنْ يَزِيْدَ فِي الهُدْنَةِ. فَلَمْ يُقْبِلْ عَلَيْهِ. فَقَامَ فَدَخَلَ عَلَى ابْنَتِهِ أُمِّ حَبِيْبَةَ فَلَمَّا ذَهَبَ لِيَجْلِسَ عَلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَوَتْهُ دُوْنَهُ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ أَرَغِبْتِ بِهَذَا الفِرَاشِ عَنِّي أَمْ بِي عَنْهُ? قَالَتْ: بَلْ هُوَ فِرَاشُ رَسُوْلِ اللهِ وَأَنْتَ امْرُؤٌ نَجِسٌ مُشْرِكٌ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ لَقَدْ أَصَابَكِ بَعْدِي شَرٌّ4. قَالَ عَطَاءٌ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شَوَّالٍ أَنَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ أَمَرَهَا أَنْ تَنْفُرَ من جمع بليل5.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 99-100" من طريق الواقدي، عن محمد بن عبد الله، عن الزهري، والواقدي، متروك. 2 أخرجه مسلم "2501". 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 99"، وفيه الواقدي، وهو متروك. 4 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 99-100" وفيه الواقدي، وهو متروك. 5 صحيح أخرجه مسلم "1292"، وابن سعد "8/ 100".

الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ المَجِيْدِ بنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عَوْفِ بنِ الحَارِثِ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُوْلُ: دَعَتْنِي أُمُّ حَبِيْبَةَ عِنْدَ مَوْتِهَا فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ يَكُوْنُ بَيْنَنَا مَا يَكُوْنُ بَيْنَ الضَّرَائِرِ فَغَفَرَ اللهُ لِي وَلَكِ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ. فَقُلْتُ: غَفَرَ اللهُ لَكِ ذَلِكَ كُلَّهُ وَحَلَّلَكِ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: سَرَرْتِنِي سَرَّكِ اللهُ وَأَرْسَلَتْ إِلَى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك1.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 100" وفيه الواقدي، متروك.

أم أيمن

120- أم أيمن 1 "ق": الحبشية مَوْلاَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وحاضنته. ورثها من أبيه ثم أعتقها عِنْدَمَا تَزَوَّجَ بِخَدِيْجَةَ. وَكَانَتْ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ. اسْمُهَا: بَرَكَةٌ. وَقَدْ تَزَوَّجَهَا عُبَيْدُ بنُ الحَارِثِ الخَزْرَجِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ: أَيْمَنَ وَلأَيْمَنَ هِجْرَةٌ وَجِهَادٌ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ حُنَيْنٍ. ثُمَّ تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ لَيَالِيَ بُعِثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ حِبُّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رُوِيَ بِإِسْنَادٍ وَاهٍ مُرْسَلٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُوْلُ لأُمِّ أَيْمَنَ: "يَا أُمَّه" وَيَقُوْلُ: "هَذِهِ بَقِيَّةُ أَهْلِ بَيْتِي". جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ القَاسِمِ قَالَ: لَمَّا هَاجَرَتْ أُمُّ أَيْمَنَ أَمْسَتْ بِالمُنْصَرَفِ دُوْنَ الرَّوْحَاءِ فَعَطِشَتْ وَلَيْسَ مَعَهَا مَاءٌ وَهِيَ صَائِمَةٌ وَجَهِدَتْ فَدُلِّيَ عَلَيْهَا مِنَ السِّمَاءِ دَلْوٌ مِنْ مَاءٍ بِرِشَاءٍ أَبْيَضَ فَشَرِبَتْ وَكَانَتْ تَقُوْلُ: مَا أَصَابَنِي بَعْدَ ذَلِكَ عَطَشٌ وَلَقَدْ تَعَرَّضْتُ لِلْعَطَشِ بِالصَّوْمِ فِي الهَوَاجِرِ فَمَا عَطِشْتُ. قَالَ فُضَيْلُ بنُ مَرْزُوْقٍ، عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُقْبَةَ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تُلْطِفُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَقُوْمُ عَلَيْهِ. فَقَالَ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَلْيَتَزَوَّجْ أم أيمن"2. قال: فتزوجها زيد.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 223-226"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 2363" تهذيب الكمال "35/ ترجمة 7950"، وتهذيب التهذيب "12/ ترجمة 2914"، والإصابة "4/ ترجمة 1145". 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "8/ 224"، وهو منقطع سفيان بن عقبة من الطبقة التاسعة، وهي طبقة أتباع التابعين الطبقة الصغرى منهم، فالحديث معضل وليس بمنقطع.

أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ قَيْسٍ: جَاءتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ احْمِلْنِي قَالَ: "أَحْمِلُكِ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ". قَالَتْ: إِنَّهُ لاَ يُطِيْقُنِي وَلاَ أُرِيْدُهُ قَالَ: "لاَ أَحْمِلُكِ إلَّا عَلَيْهِ". يَعْنِي: يُمَازِحُهَا1. الوَاقِدِيُّ، عَنْ عَائِذِ بنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الحُوَيْرِثِ: أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ قَالَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ: سَبَّتَ اللهُ أَقْدَامَكُمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اسْكُتِي فَإِنَّكِ عَسْرَاءُ اللِّسَانِ"2. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ: دَخَلَتْ أُمُّ أَيْمَنَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَتْ: سَلاَمَ لاّ عَلَيْكُمْ. فَرَخَّصَ لَهَا أَنْ تَقُوْلَ: السَّلاَمُ. مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيْهِ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ: إِنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَجْعَلُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ مَالِهِ النَّخْلاَتِ حَتَّى فُتِحَتْ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيْرُ فَجَعَلَ يَرُدُّ. وَإِنَّ أَهْلِي أَمَرَتْنِي أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّذِي كَانَ أَهْلُهُ أَعْطَوْهُ. أَوْ بَعْضُهُ وَكَانَ النَّبِيُّ أَعْطَى ذَاكَ أُمَّ أَيْمَنَ فَسَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِيْهِنَّ. فَجَاءتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَجَعَلَتِ الثَّوْبَ فِي عُنُقِي وَجَعَلَتْ تَقُوْلُ: كَلاَّ وَاللهِ لاَ يُعْطِيْكَهُنَّ وَقَدْ أعطانيهن. فقال النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَكِ كَذَا" وَتَقُوْلُ: كَلاَّ وَاللهِ ... وَذَكَرَ الحَدِيْثَ3. الوَلِيْدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَمِرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ ابْنِ عُمَرَ إِذْ دَخَلَ الحَجَّاجُ بنُ أَيْمَنَ فَصَلَّى صَلاَةً لَمْ يُتِمَّ رُكُوْعَهَا وَلاَ سُجُوْدَهَا فَدَعَاهُ ابْنُ عُمَرَ وَقَالَ: أَتَحْسِبُ أَنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ? إِنَّك لَمْ تُصَلِّ فَعُدْ لِصَلاَتِكَ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ هَذَا فَقُلْتُ: الحَجَّاجُ بنُ أَيْمَنَ بنِ أُمِّ أَيْمَنَ. فَقَالَ: لَوْ رَآهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَحَبَّهُ4. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ بَكَتْ حِيْنَ مَاتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قِيْلَ لَهَا: أَتَبْكِيْنَ قَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ سَيَمُوْتُ وَلَكِنِّي إِنَّمَا أَبْكِي عَلَى الوَحْيِ إِذِ انْقَطَعَ عَنَّا مِنَ السِّمَاءِ5.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "8/ 224"، وفيه أبو معشر، وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي، ضعيف، والعلة الثانية: الإرسال فبين محمد بن قيس، والرسول صلى الله عليه وسلم مفاوز تنقطع دونها أعناق المطي. 2 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 225"، وفيه الواقدي، وهو متروك. 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 225"، وأخرجه البخاري "4120" ومسلم "1771" "71" من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس -رضي الله عنه- به. 4 حسن: أخرجه ابن سعد "8/ 225"، حرملة، مولى أسامة بن زيد، صدوق. 5 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 226"، وأخرج مسلم "2454"، وابن ماجه "1635"، وأبو نعيم في "الحلية" "2/ 68" من طريق سليمان بن المغيرة بن ثابت، عن أنس، به.

وَرَوَى: قَيْسُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقٍ قَالَ: لما قتل عمر بكت أم أيمن وَقَالَتْ: اليَوْمَ وَهَى الإِسْلاَمُ. وَبَكَتْ حِيْنَ قُبِضَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَتْ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ. وَلَهَا فِي "مُسندِ بقي": خمسة أحاديث.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 226".

حفصة أم المؤمنين

121- حفصة أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ 1"ع": السِّتْرُ الرَّفِيْعُ بِنْتُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ. تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا مِنْ خُنَيْسِ بنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ أَحَدِ المُهَاجِرِيْنَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ مِنَ الهِجْرَةِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: هِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِيْنِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرُوِيَ أَنَّ مَوْلِدَهَا كَانَ قَبْلَ المَبْعَثِ بِخَمْسِ سِنِيْنَ. فَعَلَى هَذَا يَكُوْنُ دُخُوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهَا وَلَهَا نَحْوٌ مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً. رَوَتْ عَنْهُ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. رَوَى عَنْهَا: أَخُوْهَا ابْنُ عُمَرَ وَهِيَ أَسَنُّ مِنْهُ بِسِتِّ سِنِيْنَ وحارثة بن وَهْبٍ وَشُتَيْرُ بنُ شَكَلٍ2 وَالمُطَّلِبُ بنُ أَبِي وَدَاعَةَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَفْوَانَ الجُمَحِيُّ وَطَائِفَةٌ. وَكَانَتْ لَمَّا تَأَيَّمَتْ عَرَضَهَا أَبُوْهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ وَعَرَضَهَا عَلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: بَدَا لِي إلَّا أَتَزَوَّجَ اليَوْمَ. فَوَجَدَ عَلَيْهِمَا وَانْكَسَرَ وَشَكَا حَالَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: "يَتَزَوَّجُ حَفْصَةَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ عُثْمَانَ وَيَتَزَوَّجُ عُثْمَانُ مَنْ هِيَ خَيْرٌ مِنْ حَفْصَةَ". ثُمَّ خَطَبَهَا فَزَوَّجَهُ عُمَرُ3. وَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ عُثْمَانَ بِابْنَتِهِ رُقَيَّةَ بعد وفاة أختها.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 81-86"، تهذيب الكمال "35/ ترجمة 7817"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة 2764"، الإصابة "4/ ترجمة 296. 2 هو شُتير، مصغرا، ابن شكل العبسي، الكوفي، يقال إنه أدرك الجاهلية ثقة من الطبقة الثالثة، روى له البخاري في "الأدب المفرد"، ومسلم، وأصحاب السنن. 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 82"، وفيه الواقدي، وهو متروك. وأخرجه البخاري "5122"، والنسائي "6/ 83".

وَلَمَّا أَنْ زَوَّجَهَا عُمَرُ لَقِيَهُ أَبُو بَكْرٍ فَاعْتَذَرَ وَقَالَ: لاَ تَجِدْ عَلَيَّ فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ قَدْ ذَكَرَ حَفْصَةَ فَلَمْ أَكُنْ لأُفْشِيَ سِرَّهُ وَلَوْ تَرَكَهَا لَتَزَوَّجْتُهَا1. وَرُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَلَّقَ حَفْصَةَ تَطْلِيْقَةً ثُمَّ رَاجَعَهَا بِأَمْرِ جِبْرِيْلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَهُ بِذَلِكَ وَقَالَ: "إِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ وَهِيَ زَوْجَتُكَ فِي الجَنَّةِ" 2. إِسْنَادُهُ صَالِحٌ. يَرْوِيْهِ مُوْسَى بنُ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن عقبة ابن عَامِرٍ الجُهَنِيِّ. وَحَفْصَةُ وَعَائِشَةُ هُمَا اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَنْزَلَ اللهُ فِيْهِمَا: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ} [التحريم: 4] الآية3. مُوْسَى بنُ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُقْبَةَ قَالَ: طَلَّقَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَفْصَةَ فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَحَثَا عَلَى رَأْسِهِ التُّرَابَ وَقَالَ: مَا يَعْبَأُ اللهُ بِعُمَرَ وَابْنَتِهِ فَنَزَلَ جِبْرِيْلُ مِنَ الغَدِ وَقَالَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُرَاجِعَ حَفْصَةَ رَحْمَةً لِعُمَرَ4 -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. تُوُفِّيَتْ حَفْصَةُ: سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ عَامَ الجَمَاعَةِ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ بِالمَدِيْنَةِ وَصَلَّى عَلَيْهَا وَالِي المَدِيْنَةِ مَرْوَانُ. قَالَهُ الوَاقِدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم. وَمُسْنَدُهَا فِي كِتَابِ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ سِتُّوْنَ حَدِيْثاً. اتَّفَقَ لَهَا الشَّيْخَانِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَحَادِيْثَ وانفرد مسلم بستة أحاديث.

_ 1 صحيح: راجع تخريجنا السابق، فهو جزء من الحديث السابق. 2 صحيح: أخرجه أبو داود "2283"، وابن ماجه "2016" عن عمر. وأخرجه النسائي "6/ 213" من حديث ابن عمر. وإسناده صحيح وأخرجه الحاكم "4/ 15" عن قيس بن زيد مرسلا. وفي إسناده الحسن بن أبي جعفر الجفري البصري، ضعيف الحديث مع عبادته وفضله. 3 صحيح: أخرجه البخاري "4912"، ومسلم "1474" "20" من طريق ابن جريج، أخبرني عطاء عن عبيد بن عمير، عن عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلا. قالت: فتواطيت أَنَا وَحَفْصَةُ: أَنَّ أَيَّتَنَا مَا دَخَلَ عَلَيْهَا النبي صلى الله عليه وسلم فَلْتَقُلْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيْحَ مَغَافِيْرَ. أَكَلْتَ مغافير؟ فدخل على إحداهما فقالت ذلك له: فقال: "بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له". فنزل: {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} إلى قوله: {إِنْ تَتُوبَا} [التحريم: 1-4] ، "لعائشة وحفصة". {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} لقوله: "بل شربت عسلا" [التحريم: 3] ، واللفظ المسلم. 4 راجع تخريجنا قبل السابق.

وَيُرْوَى، عَنْ عُمَرَ أَنَّ حَفْصَةَ وُلِدَتْ إِذْ قُرَيْشٌ تَبْنِي البَيْتَ1. وَقِيْلَ: بَنَى بِهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ: رَأَيْتُ مَرْوَانَ فِيْمَنْ حَمَلَ سَرِيْرَ حَفْصَةَ وَحَمَلَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ دَارِ المُغِيْرَةِ إِلَى قَبْرِهَا2. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ، عَنْ قَيْسِ بنِ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- طلق حَفْصَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا خَالاَهَا: قُدَامَةُ وَعُثْمَانُ فَبَكَتْ وقالت: والله ما طلقني، عن شبع. وجاء النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "قَالَ لِي جِبْرِيْلُ: رَاجِعْ حَفْصَةَ فَإَنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الجَنَّةِ" 3. وَرَوَى نَحْوَهُ مِنْ كَلاَمِ جِبْرِيْلَ الحَسَنُ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ ثابت، عن أنس مرفوعًا4.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 81"، وفي الواقدي، متروك. 2 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 86"، وفيه الواقدي، متروك. 3 صحيح بشواهده: أخرجه الحاكم "4/ 15"، وابن سعد "8/ 84" عن قيس بن زيد مرسلا. قيس بن زيد تابعي صغير، وهو مجهول، وقد ذكرنا تخريجه في تعليقنا السابق رقم "1065". 4 صحيح بشواهده: أخرجه الحاكم "4/ 15"، وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري، وهو ضعيف، وهو صحيح بشواهده، راجع تعليقنا السابق رقم "1065".

صفية أم المؤمنين

122- صفية أم المؤمنين 1"ع": بنت حيي بن أخطب بن سعية مِنْ سِبْطِ اللاَّوِي بنِ نَبِيِّ اللهِ إِسْرَائِيْلَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ. ثُمَّ مِنْ ذُرِّيَّةِ رَسُوْلِ اللهِ هَارُوْنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. تَزَوَّجَهَا قَبْلَ إِسْلاَمِهَا: سَلاَمُ بنُ أَبِي الحُقَيْقِ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا كِنَانَةُ بن أَبِي الحُقَيْقِ وَكَانَا مِنْ شُعَرَاءِ اليَهُوْدِ فَقُتِلَ كِنَانَةُ يَوْم خَيْبَرَ عَنْهَا وَسُبِيَتْ وَصَارَتْ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ الكَلْبِيِّ فَقِيْلَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عندها وأنها لا ينبغي أن تَكُوْنَ إلَّا لَكَ فَأَخَذَهَا مِنْ دِحْيَةَ وَعَوَّضَهُ عنها سبعة أرؤس2.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 120-129"، تهذيب الكمال "35/ ترجمة 7873" وتهذيب التهذيب "12/ ترجمة 2829"، والإصابة "4/ ترجمة 650". 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 23 و246"، ومسلم "1365" "87" وأبو داود "2997" من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، به.

ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا طَهُرَتْ تَزَوَّجَهَا وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا1. حَدَّثَ عَنْهَا: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ وَكِنَانَةُ مَوْلاَهَا وَآخَرُوْنَ. وَكَانَتْ شَرِيْفَةً عَاقِلَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ وَدِيْنٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: رَوَيْنَا أَنَّ جَارِيَةً لِصَفِيَّةَ أَتَتْ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ فَقَالَتْ: إِنَّ صَفِيَّةَ تُحِبُّ السَّبْتَ وَتَصِلُ اليَهُوْدَ. فَبَعَثَ عُمَرُ يَسْأَلُهَا. فَقَالَتْ: أَمَّا السَّبْتُ فَلَمْ أُحِبَّهُ مُنْذُ أَبْدَلَنِي اللهُ بِهِ الجُمُعَةَ وَأَمَّا اليَهُوْدُ فَإِنَّ لِي فِيْهِمْ رَحِماً فَأَنَا أَصِلُهَا ثُمَّ قَالَتْ لِلْجَارِيَةِ: مَا حَمَلَكِ على مَا صَنَعْتِ? قَالَتِ: الشَّيْطَانُ قَالَتْ: فَاذْهَبِي فَأَنْتِ حُرَّةٌ. وَقَدْ مَرَّ فِي المَغَازِي: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ بِهَا وَصَنَعَتْهَا لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ وَرَكَّبَهَا وَرَاءهُ عَلَى البَعِيْرِ وَحَجَبَهَا وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا وَأَنَّ البَعِيْرَ تَعَسَ بِهِمَا فَوَقَعَا وَسَلَّمَهُمَا اللهُ تَعَالَى2. وَفِي "جَامِعِ أَبِي عِيْسَى": مِنْ طَرِيْقِ هَاشِمِ بنِ سَعِيْدٍ الكُوْفِيِّ: حَدَّثَنَا كِنَانَةُ: حَدَّثَتْنَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ بَلَغَنِي، عَنْ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ كَلاَمٌ فَذَكَرَتْ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: "أَلاَ قُلْتِ: وَكَيْفَ تَكُوْنَانِ خَيْراً مِنِّي وَزَوْجِي مُحَمَّدٌ وَأَبِي هَارُوْنُ وَعَمِّي مُوْسَى". وَكَانَ بَلَغَهَا أَنَّهُمَا قَالَتَا: نَحْنُ أَكْرَمُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منها نحن أزواجه وبنات عمه3.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4201"، ومسلم "1365" "85" من طريق عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ الله عنه- قال: سبى النبي -صلى الله عليه وسلم- صفية فأعتقها وتزوجها، فقال ثابت لأنس: ما أصدقها؟ قال: أصدقها نفسها فأعتقها. وأخرجه البخاري "5086"، ومسلم "1365" "85" حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حماد "يعني ابن زيد" عن ثابت، وشعيب بن حبحاب عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها. 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 122-123"، ومسلم "1365" "87" من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك به في حديث طويل ولفظ مسلم: " ... فعثرت الناقة العضباء، وندر رسول الله صلى الله عليه وسلم وندرت فقام فسترها وقد أشرفت النساء فقلن: أبعد الله اليهودية". 3 صحيح لغيره: أخرجه الترمذي "3892"، والحاكم "4/ 29" من طريق هاشم بن سعيد الكوفي، به. قلت: إسناده ضعيف، هاشم بن سعيد الكوفي البصري، ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب" لكن للحديث شاهد عند أحمد "3/ 135-136"، والترمذي "3894" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي فبكت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال: "ما يبكيك"؟ فقالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك"؟ ثم قال: "اتقي الله يا حفصة". وقال الترمذي: هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ غَرِيْبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ. قلت: إسناد صحيح، رجاله ثقات.

قَالَ ثَابِتٌ البُنَانِيُّ: حَدَّثَتْنِي سُمَيَّةُ أَوْ شُمَيْسَةُ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَجَّ بِنِسَائِهِ فَبَرَكَ بِصَفِيَّةَ جَمَلُهَا فَبَكَتْ وَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا أَخْبَرُوْهُ فَجَعَلَ يَمْسَحُ دُمُوْعَهَا بيده وهي تبكي وهو ينهاها فَنَزَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالنَّاسِ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الرَّوَاحِ قَالَ لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ: "أَفْقِرِي أُخْتَكِ جَمَلاً". وَكَانَتْ مِنْ أَكْثَرِهِنَّ ظَهْراً فَقَالَتْ أَنَا أُفْقِرُ يَهُوْدِيَّتَكَ!. فَغَضِبَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يُكَلِّمْهَا حَتَّى رَجَعَ إِلَى المَدِيْنَةِ وَمُحَرَّمَ وَصَفَرَ فَلَمْ يَأْتِهَا وَلَمْ يَقْسِمْ لَهَا وَيَئِسَتْ مِنْهُ. فَلَمَّا كَانَ رَبِيْعٌ الأَوَّلُ دَخَلَ عَلَيْهَا فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ مَا أَصْنَعُ قَالَ: وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ تَخْبَؤُهَا مِنْ رَسُوْلِ اللهِ فَقَالَتْ: هِيَ لَكَ. قَالَ: فَمَشَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى سَرِيْرِهَا وَكَانَ قَدْ رُفِعَ فَوَضَعَهُ بِيَدِهِ وَرَضِيَ، عَنْ أَهْلِهِ1. الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَالِكِ بنِ مَالِكٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ لَيْسَ مِنْ نِسَائِكَ أَحَدٌ إلَّا وَلَهَا عَشِيْرَةٌ فَإِنْ حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ فَإِلَى مَنْ أَلْجَأُ? قَالَ: "إِلَى عَلِيٍّ"2 -رضي الله عنه. هذا غريب. قِيْلَ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَقِيْلَ تُوُفِّيَتْ سنة خمسين.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "6/ 337-338"، وابن سعد "8/ 126-127" من طريق ثابت البناني، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته شُميسة بالتصغير، وهي بنت عزيز العتكية البصرية، مجهولة، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبولة -أي عند المتابعة- وليس ثم من تابعها. 2 منكر: في إسناده علتان: الأولى: الحسين بن الحسن الاشقر الكوفي، قال البخاري: فيه نظر. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال أبو حاتم والنسائي والدارقطني: ليس بالقوي وقال أبو معمر الهذلي: كذاب. وذكره ابن حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل والمجروحين. العلة الثانية: مالك بن مالك، قال البخاري: لا يُتابع على حديثه.

وَكَانَتْ صَفِيَّةُ ذَاتَ حِلْمٍ وَوَقَارٍ. مَعْنٌ، عَنْ هِشَامُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيْهِ قَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ: وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي بِكَ بِي فَغَمَزَهَا أَزْوَاجُهُ فَأَبْصَرَهُنَّ فَقَالَ: "مَضْمِضْنَ" قُلْنَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ? قَالَ: "مِنْ تَغَامُزِكُنَّ بِهَا وَاللهِ إِنَّهَا لَصَادِقَةٌ"1. سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ قَالَ: قَالَتْ صَفِيَّةُ رَأَيْتُ كَأَنِّي وَهَذَا الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَهُ وَمَلَكٌ يَسْتُرُنَا بِجَنَاحَيْهِ. قَالَ: فَرَدُّوا عَلَيْهَا رُؤْيَاهَا وَقَالُوا لَهَا فِي ذَلِكَ قَوْلاً شَدِيْداً2. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَفِيَّةَ مِنْ دِحْيَةَ بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ وَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ حَتَّى تُهَيِّئَهَا وَتَصْنَعَهَا وَتَعْتَدَّ عِنْدهَا فَكَانَتْ وَلِيْمَتُهُ: السَّمْنَ وَالأَقِطَ وَالتَّمْرَ وَفُحِصَتِ الأَرْضُ أَفَاحِيْصَ فَجُعِلَ فيها الأنطاع ثم جعل ذلك فيها3. عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المُخْتَارِ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ لِي أَنَس: أَقْبَلْنَا مَعَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنا وَأَبُو طَلْحَةَ وَصَفِيَّةُ رَدِيْفَتُهُ فَعَثَرَتِ النَّاقَةُ فَصُرِعَ وَصُرِعَتْ فَاقْتَحَمَ أَبُو طَلْحَةَ، عَنْ رَاحِلَتِهِ فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ هَلْ ضَرَّكَ شَيْءٌ? قَالَ: "لاَ عَلَيْكَ بِالمَرْأَةِ". فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَقَصَدَ نَحْوَهَا فَنَبَذَ الثَّوْبَ عَلَيْهَا فَقَامَتْ فَشَدَّهَا عَلَى رَاحِلَتِهِ فَرَكِبَتْ وَرَكِبَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ4. ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ عَتِيْقٍ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ صَفِيَّةَ لَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فُسْطَاطَهُ حَضَرْنَا فَقَالَ: "قوموا، عن أمكم" فلما كان العشي

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "8/ 128". وهو ضعيف لإرساله زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر، أبو عيد الله، ثقة عالم كان يرسل، وهو من الطبقة الثالثة، الطبقة الوسطى من التابعين. 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "8/ 122" وهو ضعيف لإرساله، حميد بن هلال العدوي، أبو نصر البصري من الطبقة الثالثة الوسطى من التابعين. 3 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 23 و246"، ومسلم "1365" "85"، وقد سبق تخريجنا له قريبا برقم "1073". 4 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 124" أخبرنا المعلى بن أسد، حدثنا عبد العزيز بن المختار به. وأخرجه مسلم "1365" "88" في كتاب النكاح من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، به.

حَضَرْنَا وَنَحْنُ نَرَى أَن ثَمَّ قَسْماً. فَخَرَجَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي طَرَفِ رِدَائِهِ نَحْوٌ مِنْ مُدٍّ وَنِصْفٍ مِنْ تَمَرِ عَجْوَةٍ فَقَالَ: "كُلُوا مِنْ وَلِيْمَةِ أُمِّكُم" 1. زِيَادٌ ضَعِيْفٌ. أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا اجْتَلَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَفِيَّةَ رَأَى عَائِشَةَ مُتَنَقِّبَةً فِي وَسْطِ النِّسَاءِ فَعَرَفَهَا فَأَدْرَكَهَا فَأَخَذَ بِثَوْبِهَا فقال: "يا شقيراء كيف رَأَيْتِ"? قَالَتْ: رَأَيْتُ يَهُوْدِيَّةً بَيْنَ يَهُوْدِيَّاتٍ2. وَعَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ صَفِيَّةُ أَنْزَلَهَا. فَسَمِعَ بِجَمَالِهَا نِسَاءُ الأَنْصَارِ فَجِئْنَ يَنْظُرْنَ إِلَيْهَا وَكَانَتْ عَائِشَةُ مُتَنَقِّبَةً حَتَّى دَخَلَتْ فَعَرَفَهَا فَلَمَّا خَرَجَتْ خَرَجَ فَقَالَ: "كَيْفَ رَأَيْتِ؟ " قَالَتْ: رَأَيْتُ يَهُوْدِيَّةً قَالَ: "لاَ تَقُوْلِي هَذَا فَقَدْ أَسْلَمَتْ"3. مَخْرَمَةُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ قَالَ: قَدِمَتْ صَفِيَّةُ وَفِي أُذَنَيْهَا خِرْصَةٌ مِنْ ذَهَبٍ فَوَهَبَتْ لِفَاطِمَةَ مِنْهُ وَلِنِسَاءٍ مَعَهَا. الحَسَنُ بنُ مُوْسَى الأَشْيَبُ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا كِنَانَةُ قَالَ: كُنْتُ أَقُوْدُ بِصَفِيَّةَ لِتَرُدَّ، عَنْ عُثْمَانَ فَلَقِيَهَا الأَشْتَرُ فَضَرَبَ وَجْهَ بَغْلَتِهَا حَتَّى مَالَتْ فَقَالَتْ: ذَرُوْنِي لاَ يَفْضَحْنِي هَذَا ثُمَّ وَضَعَتْ خَشَباً مِنْ مَنْزِلِهَا إِلَى مَنْزِلِ عُثْمَانَ تَنْقُلُ عَلَيْهِ المَاءَ وَالطَّعَامَ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى، عَنْ عُمَارَةَ بنِ المُهَاجِرِ، عَنْ آمِنَةَ بِنْتِ قَيْسٍ الغِفَارِيَّةِ قَالَتْ: أَنَا إِحْدَى النِّسَاءِ اللاَّئِي زَفَفْنَ صَفِيَّةَ يَوْمَ دَخَلَتْ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمِعْتُهَا تَقُوْلُ: مَا بَلَغْتُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً يَوْمَ دَخَلْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَبْرُهَا بِالبَقِيْعِ. وَقَدْ أَوْصَتْ بِثُلُثِهَا لأَخٍ لَهَا يَهُوْدِيٍّ وَكَانَ ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً. وَرَدَ لَهَا مِنَ الحَدِيْثِ عَشْرَةُ أَحَادِيْثَ مِنْهَا وَاحِدٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "8/ 124" وأحمد "3/ 333" وأبو يعلى "2251" من طريق ابن جريج، أخبرني زياد بن إسماعيل، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته زياد بن إسماعيل المخزومي، فإنه سيئ الحفظ كما قال الحافظ في "التقريب". وقد صرح ابن جريج بالتحديث عند أحمد فأمنا شر تدليسه، وتبقى علة زياد هذا ليظل الحديث يرزح تحت أسر الضعف ولا فكاك له. 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "8/ 125-126"، وفي إسناده انقطاع بين عبد الرحمن بن أبي الرِّجَالِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حارثة، وبين ابن عمر، فإن عبد الرحمن هذا من الطبقة الثامنة، وهي الطبقة الوسطى من كبار أتباع التابعين، فبينه وبين ابن عمر مفاوز وقفارات تنقطع دونها أعناق المطي. 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 126" وفيه الواقدي، وهو متروك. وهو مرسل.

ميمونة أم المؤمنين

123- ميمونة أم المؤمنين 1 "ع": بنت الحارث بن حزن بن بُجَيْرِ بنِ الهُزْمِ بنِ رُوَيْبَةَ بنِ عَبْدِ الله بن هلال ابن عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ الهِلاَلِيَّةُ. زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأُخْتُ أُمِّ الفَضْلِ زَوْجَةِ العباس وخالة خالد بن الوليد وخالة أن عباس. تَزَوَّجَهَا أَوَّلاً: مَسْعُوْدُ بنُ عَمْرٍو الثَّقَفِيُّ قُبَيْلَ الإِسْلاَمِ فَفَارَقَهَا وَتزَوَّجَهَا أَبُو رُهْمٍ بنُ عَبْدِ العُزَّى فَمَاتَ. فَتَزَوَّجَ بِهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي وَقْتِ فَرَاغِهِ مِنْ عُمْرَةِ القَضَاءِ سَنَةَ سَبْعٍ فِي ذِي القَعْدَةِ. وَبَنَى بِهَا بِسَرِفٍ أَظُنُّهُ المَكَانَ المَعْرُوْفَ بِأَبِي عُرْوَةَ. وَكَانَتْ مِنْ سَادَاتِ النِّسَاءِ. رَوَتْ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. حَدَّثَ عَنْهَا ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ أُخْتِهَا الآخَرُ: عَبْدُ اللهِ بنُ شَدَّادِ بنِ الهَادِ وَعُبَيْدُ بنُ السَّبَّاقِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ السَّائِبِ الهِلاَلِيُّ وَابْنُ أُخْتهَا الرَّابِعُ يَزِيْدُ بنُ الأَصَمِّ وَكُرَيْبٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَوْلاَهَا سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ وَأَخُوْهُ عَطَاءُ بنُ يَسَارٍ وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى، عَنِ الفُضَيْلِ بنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الخُرُوْجَ إِلَى مَكَّةَ عَامَ القَضِيَّةِ بَعَثَ أَوْسَ بنَ خَوْلِيٍّ وَأَبَا رَافِعٍ إِلَى العَبَّاسِ فَزَوَّجَهُ بِمَيْمُوْنَةَ فَأَضَلاَّ بَعِيْرَيْهِمَا فَأَقَامَا أَيَّاماً بِبَطْنِ رَابِغٍ حَتَّى أَدْرَكَهُمَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقُدَيْدٍ وَقَدْ ضَمَّا بَعِيْرَيْهِمَا فَسَارَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ. فَأَرْسَلَ إِلَى العَبَّاسِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَجَعَلَتْ مَيْمُوْنَةُ أَمْرَهَا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَذَا قَالَ. وَصَوَابُهُ: إِلَى العَبَّاسِ فَخَطَبَهَا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فزوجها إياه. وَرُوِيَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهَا جَعَلَتْ أَمْرَهَا لَمَّا خَطَبَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- إلى العباس فزوجها.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 132-140"، تهذيب الكمال "35/ ترجمة 7936" تهذيب التهذيب "12/ ترجمة 2899"، والإصابة "4/ ترجمة 1026".

مَالِكٌ، عَنْ رَبِيْعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ أَبَا رَافِعٍ وَرَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ فَزَوَّجَاهُ مَيْمُوْنَةَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ المَدِيْنَةِ1. قَالَ عَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، عَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ: دَخَلْتُ عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَجُوْزٍ كَبِيْرَةٍ فَسَأَلْتُهَا: أَتَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَيْمُوْنَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ قَالَتْ: لاَ وَاللهِ لَقَدْ تَزَوَّجَهَا وَإِنَّهُمَا لَحَلاَلاَنِ. أَيُّوْبُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ قَالَ: خَطَبَهَا وَهُوَ حَلاَلٌ وَبَنَى بِهَا وَهُوَ حَلاَلٌ2. جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ تَزَوَّجَ مَيْمُوْنَةَ حَلاَلاً وَبَنَى بها حلالًا بسرف3. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ مَطَرٍ الوَرَّاقِ، عَنْ رَبِيْعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ مَيْمُوْنَةَ حَلاَلاً وَكُنْتُ الرَّسُوْلَ بَيْنَهُمَا4. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ حَلاَلٌ. هَذَا مُنْكَرٌ. وَالوَاقِدِيُّ مَتْرُوْك. وَالثَّابِتُ، عَنِ ابْنِ عباس خلافه.

_ 1 ضعيف: أخرجه مالك "1/ 348"، وابن سعد "8/ 133"، وهو مرسل. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1411"، وابن ماجه "1964"، والبيهقي "5/ 66" من طريق يزيد بن الأصم، حدثتني ميمونة بنت الحارث أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوجها وهو حلال. قال: وكانت خالتي وخالة ابن عباس. 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 133"، والحاكم "4/ 31" من طريق جرير بن حازم، قال سمعت أبا فزارة يحدث، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. قلت: إسناده صحيح. وأبو فزارة، هو راشد بن كيسان العبسي الكوفي، ثقة. 4 ضعيف: أخرجه أحمد "6/ 392-393"، وابن سعد "8/ 134"، والترمذي "841" والدارمي "2/ 38"، وابن حبان "1272" موارد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "2/ 270"، والبيهقي "5/ 66" و"7/ 211" والبغوي "1982" من طرق عن حماد بن زيد، به. قلت: إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين خلا مطر بن طهمان الوراق، أجمعوا على ضعفه. وقد أخرج له مسلم في المتابعات.

فَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْهُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ1. وَقَالَ أَيُّوْبُ وَهِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْهُ كَذَلِكَ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ عَنْهُ مِثْلَهُ. وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنْهُ نحوه. فهذا متواتر عنه. وَالأَنْصَارِيُّ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ الشَّهِيْدِ سَمِعَ مَيْمُوْنَ بنَ مِهْرَانَ عَنْهُ مِثْلَهُ. وَرَوَى زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ مَيْمُوْنَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. جَرِيْرٌ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ -مُرْسَلاً- مِثْلَهُ. رَبَاحُ بنُ أَبِي مَعْرُوْفٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوْعاً مِثْلَهُ وَفِيْهِ وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ لاَ يرى بذلك بأسًا2.

_ 1 أخرجه البخاري "1873"، والنسائي "5/ 192"، والبيهقي "7/ 212"، والبغوي "1981" من طريق الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عباس، به. وأخرجه ابن سعد "8/ 135"، والطحاوي "2/ 369" من طريق رَبَاحُ بنُ أَبِي مَعْرُوْفٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس، به، وأخرجه ابن سعد "8/ 135" من طريق ليث وابن جريج عن ابن عباس، به. وأخرجه أحمد "1/ 221 و228"، والبخاري "5114"، ومسلم "1410" "46" و"47" والترمذي "844"، والنسائي "5/ 191"، وابن ماجه "1965"، والدارمي "2/ 37"، والبيهقي "7/ 210"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "2/ 269"، وابن سعد "8/ 136" من طرق عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس، به. قال الحافظ في الفتح" "4/ 52": "قد اختلف في تزويج ميمونة، فالمشهور عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم تزوجها وهو محرم، وصح نحوه عن عائشة وأبي هريرة، وجاء عن ميمونة نفسها أنه كان حلالا، وعن أبي رافع مثله وأنه كان الرسول إليها، واختلف العلماء في هذه المسألة، فالجمهور على المنع لحديث عثمان "لا ينكح المحرم ولا ينكح" أخرجه مسلم. وأجابوا عن حديث ميمونة بأنه اختلف في الواقعة كيف كانت ولا تقوم بها الحجة، ولأنها تحتمل الخصوصية، فكان الحديث في النهي عن ذلك أولى بأن يُؤخذ به. وقال عطاء وعكرمة وأهل الكوفة: يجوز للمحرم أن يتزوج كما يجوز له أن يشتري الجارية للوطء، وتعقب بأنه قياس في معارضة السنة فلا يعتبر به. وأما تأويلهم حديث عثمان بأن المراد به الوطء فمتعقب بالتصريح فيه بقوله "ولا يُنكح" بضم أوله، وبقوله فيه "ولا يخطب". 2 انظر تخريجنا وتعليقنا السابق.

وَبَعْضُ مَنْ رَأَى صِحَّةَ خَبَرِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَدَّ الجَوَازَ خَاصّاً بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَجَوَّدَ هَذَا البَابَ ابْنُ سَعْدٍ ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُوْنٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ عَطَاءٍ فَجَاءهُ رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ يَتَزَوَّجُ المُحْرِمُ قَالَ: مَا حَرَّمَ اللهُ النِّكَاحَ مُنْذُ أَحَلَّهُ. فَقُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ كَتَبَ إِلَيَّ وَمَيْمُوْنٌ يَوْمَئِذٍ عَلَى الجَزِيْرَةِ: أَنْ سَلْ يَزِيْدَ بنَ الأَصَمِّ أَكَانَ تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ تَزَوَّجَ مَيْمُوْنَةَ حَلاَلاً أَوْ حَرَاماً. فَقَالَ يَزِيْدُ: تَزَوَّجَهَا وَهُوَ حَلاَلٌ. وَكَانَتْ مَيْمُوْنَةُ خَالَةَ يَزِيْدَ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ أن ميمونة وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. قَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ فَسَمَّاهَا رَسُوْلُ اللهِ مَيْمُوْنَةَ2. وَرَوَى بُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيِّ: أَنَّهُ رَأَى مَيْمُوْنَةَ تُصَلِّي فِي دِرْعٍ سَابِغٍ لاَ إِزَارَ عَلَيْهَا3. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ: أَنَّ مَيْمُوْنَةَ حَلَقَتْ رَأْسَهَا فِي إحرامها فماتت ورأسها محمم4.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 137" وفيه الواقدي، وهو متروك. 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 137" من طريق سفيان، عن منصور، عن مجاهد مرسلا. قلت: رجاله ثقات لكنه ضعيف لإرساله، وأخرجه الحاكم "4/ 30" من طريق إسرائيل، عن محمد بن عبد الرحمن، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ اسم خالتي ميمونة برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة، وقال الحاكم: صحيح. ووافقه الذهبي. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، إسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي وهو ثقة. ومحمد بن عبد الرحمن هو ابن عبيد القرشي، مولى آل طلحة بن عبيد الله، ثقة. 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 138" من طريق ليث بن سعد، عن بكير الأشج، به. 4 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 138" أخبرنا عارم بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد، به. وأخرجه أحمد "6/ 333"، والترمذي "845"، والطحاوي "2/ 270"، وابن سعد "8/ 133"، والدارقطني "3/ 261-262"، البيهقي "7/ 211" من طرق عن وهب بن جرير قال: حدثني أبي، قال: سمعت أبا فزارة، يحدث عن يزيد بن الأصم، به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات وأبو فزارة: هو راشد بن كيسان العبسي الكوفي.

كَثِيْرُ بنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ الأَصَمِّ قَالَ: تَلَقَّيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ مُقْبِلَةٌ مِنْ مَكَّةَ أَنَا وَابْنُ أُخْتِهَا وَلَدٌ لِطَلْحَةَ وَقَدْ كُنَّا وَقَعْنَا فِي حَائِطٍ بِالمَدِيْنَةِ فَأَصَبْنَا مِنْهُ فَبَلَغَهَا ذَلِكَ فَأَقْبَلَتْ عَلَى ابْنِ أُخْتِهَا تَلُوْمُهُ ثُمَّ وَعَظَتْنِي مَوْعِظَةً بَلِيْغَةً ثُمَّ قَالَتْ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ سَاقَكَ حَتَّى جَعَلَكَ فِي بَيْتِ نَبِيِّهِ ذَهَبَتْ وَاللهِ مَيْمُوْنَةُ وَرُمِيَ بِحَبْلِكَ عَلَى غَارِبِكَ أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَتْقَانَا للهِ وَأَوْصَلِنَا لِلرَّحِمِ1! وَبِهِ، أَنْبَأَنَا يَزِيْدُ: أَنَّ ذَا قَرَابَةٍ لِمَيْمُوْنَةَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَجَدَتْ مِنْهُ رِيْحَ شَرَابٍ فَقَالَتْ: لَئِنْ لَمْ تَخْرُجْ إِلَى المُسْلِمِيْنَ فَيَجْلِدُوْكَ لاَ تَدْخُلْ عَلَيَّ أَبَداً2. إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ: بَعَثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَقُوْدُ بَعِيْرَ مَيْمُوْنَةَ فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهَا تُهِلُّ حَتَّى رَمَتِ الجَمْرَةَ3. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيْدُ بنُ الأصم: رأيت ميمونة تحلق رأسها. جرير بن حازم، عن أبي فزارة، عن يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ قَالَ: دَفَنَّا مَيْمُوْنَةَ بِسَرِفٍ فِي الظُلَّةِ الَّتِي بَنَى بِهَا فِيْهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ كَانَتْ حَلَقَتْ فِي الحَجِّ. نَزَلْتُ فِي قَبْرِهَا أَنَا وَابْنُ عَبَّاسٍ4. وَعَنْ عَطَاءٍ: تُوُفِّيَتْ مَيْمُوْنَةُ بِسَرِفٍ فَخَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَيْهَا فَقَالَ: إِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فَلاَ تُزَلْزِلُوْهَا وَلاَ تُزَعْزِعُوْهَا. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ فَحُمِلَتْ عَلَى الأَعْنَاقِ بِأَمْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَى سَرِفٍ وَقَالَ: ارْفُقُوا بِهَا فَإِنَّهَا أُمُّكُمْ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَتْ فِي خِلاَفِةِ يَزِيْدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَلَهَا ثَمَانُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: لَمْ تَبْقَ إِلَى هَذَا الوَقْتِ فَقَدْ مَاتَتْ قَبْلَ عَائِشَةَ. وَقَدْ مَرَّ قَوْلُ عَائِشَةَ: ذَهَبَتْ مَيْمُوْنَةُ ... وَقَالَ خَلِيْفَةُ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. رُوِيَ لَهَا سَبْعَةُ أَحَادِيْثَ فِي الصَّحِيْحَيْنِ وَانْفَرَدَ لَهَا البُخَارِيُّ بِحَدِيْثٍ وَمُسْلِمٌ بِخَمْسَةٍ. وَجَمِيْعُ مَا رَوَتْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً.

_ 1 حسن: أخرجه ابن سعد "8/ 138"، والحاكم "4/ 32". وفيه جعفر بن برقان صدوق. 2 حسن: أخرجه ابن سعد "8/ 139". 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 139". 4 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 333"، والترمذي "845" والطحاوي "2/ 270" وابن سعد "8/ 133 و139-140"، والدارقطني "3/ 261-262"، والبيهقي "7/ 211" والحاكم "4/ 31" من طريق جرير بن حازم، به.

زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

124- زينب بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1: وَأَكْبَرُ أَخَوَاتِهَا مِنَ المُهَاجِرَاتِ السَّيِّدَاتِ. تَزَوَّجَهَا فِي حَيَاةِ أُمِّهَا ابْنُ خَالَتِهَا أَبُو العَاصِ فَوَلَدَتْ لَهُ أُمَامَةَ الَّتِي تَزَوَّجَ بِهَا عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ فَاطِمَةَ وَوَلَدَتْ لَهُ عَلِيَّ بنَ أَبِي العَاصِ الَّذِي يُقَالُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْدَفَهُ وَرَاءهُ يَوْمَ الفَتْحِ وَأَظُنُّهُ مَاتَ صَبِيّاً. وَذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ: أَنَّ أَبَا العَاصِ تَزَوَّجَ بِزَيْنَبَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ وَهَذَا بَعِيْدٌ. أَسْلَمَتْ زَيْنَبُ وَهَاجَرَتْ قَبْلَ إِسْلاَمِ زَوْجِهَا بِسِتِّ سِنِيْنَ. فَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ بإِسْنَادٍ وَاهٍ أَنَّ أَبَا العَاصِ شَهِدَ بَدْراً مُشْرِكاً فَأَسَرَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ جُبَيْرٍ الأَنْصَارِيُّ فَلَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أُسَارَاهُمْ جَاءَ فِي فِدَاءِ أَبِي العَاصِ أَخُوْهُ عَمْرٌو وَبَعَثَتْ مَعَهُ زَيْنَبُ بِقِلاَدَةٍ لَهَا مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ -أَدْخَلَتْهَا بِهَا خَدِيْجَةُ- فِي فِدَاءِ زَوْجِهَا فَلَمَّا رَأَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- القِلاَدَةَ عَرَفَهَا وَرَقَّ لَهَا وَقَالَ: "إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيْرَهَا فَعَلْتُمْ". قَالُوا: نَعَمْ فَأَخَذَ عَلَيْهِ العَهْدَ أَنْ يُخَلِّيَ سبيلها إليه ففعل2. وَقِيْلَ: هَاجَرَتْ مَعَ أَبِيْهَا وَلَمْ يَصِحَّ. البَزَّارُ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ، حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، أَخْبَرَنَا بُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سرية،

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 30-36"، والإصابة "4/ ترجمة 466". 2 حسن: أخرجه ابْنُ سَعْدٍ "8/ 31" أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي المنذر بن سعد مولى لبني أسد بن عبد العزى، عن عيسى بن معمر، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، به. قلت: إسناده واه، آفته محمد بن عمر الواقدي، متروك. لكن أخرجه الحاكم "4/ 44-45" من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. قلت: إسناده حسن، يونس بن بكير، صدوق. ومحمد بن إسحاق صرح بالتحديث فأمنا شر تدليسه.

وَكُنْتُ فِيْهِم فَقَالَ: "إِنْ لَقِيْتُمْ هَبَّارَ بنَ الأَسْوَدِ وَنَافِعَ بنَ عَبْدِ عَمْرٍو فَأَحْرِقُوْهُمَا". وَكَانَا نَخَسَا بِزَيْنَبَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ حِيْنَ خَرَجَتْ فَلَمْ تَزَلْ ضَبِنَةً1 حَتَّى مَاتَتْ. ثُمَّ قَالَ: "إِنْ لَقِيْتُمُوْهُمَا فَاقْتُلُوْهُمَا فَإِنَّهُ لاَ يَنْبِغِي لأَحَدٍ أن يعذب بعذاب الله" 2. ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ رُوْمَانَ قَالَ: صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالنَّاسِ الصُّبْحَ فَلَمَّا قَامَ فِي الصَّلاَةِ نَادَتْ زَيْنَبُ: إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا العَاصِ بنَ الرَّبِيْعِ فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا عَلِمْتُ بِهَذَا وَإِنَّهُ يُجِيْرُ عَلَى النَّاسِ أَدْنَاهُمْ". قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَسْلَمَتْ زَيْنَبُ وَهَاجَرَتْ ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ وَمَا فَرَّقَ بَيْنَهُمَا. وَكَذَا قَالَ قَتَادَةُ وَقَالَ: ثُمَّ أُنْزِلَتْ بَرَاءةٌ بَعْدُ. فَإِذَا أَسْلَمَتِ امْرَأَةٌ قَبْلَ زَوْجِهَا فَلاَ سَبِيْلَ لَهُ عَلَيْهَا إلَّا بِخِطْبَةٍ. وَرَوَى حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَدَّ ابْنَتَهُ عَلَى أَبِي العَاصِ بِنِكَاحٍ جديد ومهر جديد3. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَدَّ ابْنَتَهُ إِلَى أَبِي العَاصِ بَعْدَ سِنِيْنَ بِنِكَاحِهَا الأَوَّلِ وَلَمْ يُحْدِثْ صَدَاقاً4. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: خَرَجَ أَبُو العَاصِ إِلَى الشَّامِ فِي عِيْرٍ لِقُرَيْشٍ فَانْتُدِبَ لَهَا زَيْدٌ فِي سَبْعِيْنَ وَمائَةِ رَاكِبٍ فَلَقَوُا العِيْرَ فِي سَنَةِ ست فأخذوها وأسروا أناسًا،

_ 1 الضبنة: الزمانة. وهي المرض الدائم. 2 حسن: عبد الله بن لهيعة، صدوق، وقد حدث عنه ابن المبارك قبل احتراق كتبه. 3 منكر: أخرجه الترمذي "1142"، وابن ماجه "2010"، والبيهقي "7/ 188"، وابن سعد "8/ 32" من طريق حجاج بن أرطاة، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته الحجاج بن أرطاة، فإنه مدلس، وقد عنعنه، وقد خالف به الصحيح الثابت فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ردها بنكاحها الأول، وليس بنكاح جديد فهذا الحديث منكر لمخالفته ما ثبت، وانظر الحديث الآتي. 4 حسن: أخرجه أحمد "1/ 217"، وعبد الرزاق "12644"، وأبو داود "2240" والترمذي "1143"، والحاكم "3/ 237 و238-239"، والبيهقي "7/ 187"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "3/ 256"، والدارقطني "3/ 254"، والطبراني "11575" من طرق عن محمد بن إسحاق، به. قلت: إسناده حسن، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند الترمذي والحاكم.

مِنْهُم أَبُو العَاصِ فَدَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ سَحَراً فَأَجَارَتْهُ ثُمَّ سَأَلَتْ أَبَاهَا أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ مَتَاعَهُ. فَفَعَلَ وَأَمَرَهَا إلَّا يَقْرَبَهَا مَا دَامَ مُشْرِكاً. فَرَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَأَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ثُمَّ رَجَعَ مُسْلِماً مُهَاجِراً فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ فَرَدَّ عَلَيْهِ زَيْنَبَ بذاك النكاح الأول1. الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ: رَأَيْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ بُرْدَ سِيَرَاءَ مِنْ حَرِيْرٍ2. تُوُفِّيَتْ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ. عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: لَمَّا مَاتَتْ زينب بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اغْسِلْنَهَا وِتْراً ثَلاَثاً أَوْ خَمْساً وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُوْراً أَوْ شَيْئاً مِنْ كَافُوْرٍ فَإِذَا غَسَلْتُنَّهَا فَأَعْلِمْنَنِي". فَلَمَّا غَسَّلْنَاهَا أَعْطَانَا حقوه فقال: "أشعرنها إياه" 3.

_ 1 أخرجه ابْنُ سَعْدٍ "8/ 33" أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه، به. قلت: إسناده ضعيف جدا، آفته محمد بن عمر الواقدي، متروك كما ذكرنا مرارا. وانظر الحديث السابق. 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 33-34" من طريق عبد الله بن المبارك، والنسائي "8/ 197"، والحاكم "4/ 45-46" من طريق عيسى بن يونس كلاهما عن معمر، عن الزهري به. وأخرجه الحاكم "4/ 45-46" من طريق الأوزاعي، عن الزهري به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وقد رواه ثلاثة من الثقات عن الزهري بإثبات زينب في الحديث. وسيرد الحديث في ترجمة "أم كلثوم" بإثبات "أم كلثوم" بدل "زينب" من طريق الزهري، عن أنس. ولا تعارض بينهما، فلا مانع من تكرر رؤية أنس لزينب وأم كلثوم وهما ترتديان برد سيراء. وكلاهما صحيح ثابت. 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 34"، ومسلم "939" "40" والطبراني "25/ 165" من طريق أبي معاوية الضرير الكوفي محمد بن خازم، حدثنا أبو عاصم الأحول، به. وأخرجه أبو داود "314" و"3145"، وابن ماجه "1459"، والبيهقي "3/ 388-389" والطبراني "25/ 94 و154-161 و166" من طرق عن حفصة بن سيرين، عن أم عطية، به. وأخرجه البخاري "1258" و"1259"، ومسلم "939" "38"، وأبو داود "3142"، والنسائي "4/ 31" والبيهقي "3/ 389" والطبراني "25/ 90" من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أم عطية، به. وأخرجه مالك "1/ 222"، ومن طريقه البخاري "1253"، ومسلم "939" "36"، وأبو داود "3142"، والنسائي "4/ 28"، والطبراني "25/ 88 و89"، والبيهقي "3/ 389" عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أم عطية، به. قوله: "حقوه" بفتح الحاء وكسرها، لغتان: يعني إزاره. وأصل الحقو معقد الإزار. وجمعه أحق وحقي. وسمي به الإزار مجازا لأنه يشد فيه. قوله: "أشعرنها إياه" أي اجعلنه شعارا لها. وهو الثوب الذي يلي الجسد، سُمي شعارا لأنه يلي شعر الجسد. والحكمة في إشعارها به تبريكها به. وأما الدثار: فهو الثوب الذي يكون فوق الشعار. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الأنصار -رضي الله عنهم: "أنتم الشعار والناس الدثار". ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: كان إذا نزل عليه الوحي يقول: "دثروني دثروني" أي غطوني بما أدفأ به.

رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

125- رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ 1: -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأمها خديجة. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تَزَوَّجَهَا عُتْبَةُ بنُ أَبِي لَهَبٍ قَبْلَ النُّبُوَّةِ. كَذَا قَالَ وَصَوَابُهُ: قَبْلَ الهِجْرَةِ. فَلمَّا أُنْزِلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] قَالَ أَبُوْهُ: رَأْسِي مِنْ رَأْسِكَ حَرَامٌ إِن لَمْ تُطَلِّقْ بِنْتَهُ. فَفَارَقَهَا قَبْلَ الدُّخُوْلِ. وَأَسْلَمَتْ مَعَ أُمِّهَا وَأَخَوَاتِهَا. ثُمَّ تَزَوَّجَهَا عُثْمَانُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هَاجَرَتْ مَعَهُ إِلَى الحَبَشَةِ الهِجْرَتَيْنِ جَمِيْعاً. قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: "إِنَّهُمَا لأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللهِ بَعْدَ لُوْطٍ". وَوَلَدَتْ مِنْ عُثْمَانَ عَبْدَ اللهِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى وَبَلَغَ سِتَّ سِنِيْنَ فَنَقَرَهُ دِيْكٌ فِي وَجْهِهِ فَطَمِرَ وَجْهُهُ فَمَاتَ. ثُمَّ هَاجَرَتْ إِلَى المَدِيْنَةِ بَعْدَ عُثْمَانَ وَمَرِضَتْ قُبَيْلَ بَدْرٍ فَخَلَّفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَيْهَا عُثْمَانَ فَتُوُفِّيَتْ وَالمُسْلِمُوْنَ بِبَدْرٍ. فَأَمَّا رِوَايَةُ ابْنِ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوْسُفَ بنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ قَالَ: "الْحَقِي بِسَلَفِنَا عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ" فَبَكَتِ النِّسَاءُ عَلَيْهَا فَجَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ. فَأَخَذَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ وَقَالَ: "دَعْهُنَّ يبكين" ثم قَالَ: "ابْكِيْنَ وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيْقَ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ مَهْمَا يكن من القلب العين فَمِنَ اللهِ وَالرَّحْمَةِ وَمَهْمَا يَكُنْ مِنَ اليَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ" فَقَعَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى شَفِيْرِ القَبْرِ إِلَى جَنْبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَتْ تَبْكِي فَجَعَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمْسَحُ الدَّمْعَ، عَنْ عَيْنِهَا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ. قُلْتُ: هَذَا مُنْكَرٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ذَكَرْتُهُ لِمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ فَقَالَ: الثَّبْتُ عِنْدَنَا مِنْ جَمِيْعِ الرِّوَايَةِ: أَنَّ رُقَيَّةَ تُوُفِّيَتْ وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِبَدْرٍ. فَلَعَلَّ هَذَا فِي غَيْرِ رُقَيَّةَ أَوْ لعله أتى قبرها بعد بدر زائرًا.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 36-37"، والإصابة "4/ ترجمة رقم 430".

أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

126- أم كلثوم بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ 1: -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- البَضْعَةُ الرَّابعَةُ النَّبَوِيَّةُ. يُقَالُ تَزَوَّجَهَا عُتَيْبَةُ بنُ أَبِي لَهَبٍ ثُمَّ فَارَقَهَا. وَأَسْلَمَتْ وَهَاجَرَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ أُخْتُهَا رُقَيَّةُ تَزَوَّجَ بِهَا عُثْمَانُ وَهِيَ بِكْرٌ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثٍ فلم تلد له. وَتُوُفِّيَتْ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ كُنَّ عَشْراً لزوجتهن عثمان" حكاه ابن سعد2.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 37-39"، والإصابة "4/ ترجمة رقم 1470". 2 ذكره ابن سعد في "الطبقات" "8/ 38" بدون إسناد. لكن أخرج ابن أبي عاصم في "السنة" "1291" حدثنا محمد بن عثمان بن خالد، حدثنا أبي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الاعرج، عن أبي هريرة قال: وَقَفَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابنته الثانية التي كانت عند عثمان فقال: ألا أبا أيم، ألا أخا أيم يُزوجها عثمان فلو كن عشرا. لزوجته، وما زوجته إلا بوحي من السماء. قلت: إسناده واه بمرة، آفته عثمان بن خالد بن عمر الأموي متروك الحديث، كما قال الحافظ في "التقريب" وأبو الزناد هو عبد الله بن ذكوان. والأعرج هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" "1301" حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه عن جده، عن محمد بن أبي بكر، عن عثمان بنحوه في قصة. قلت: إسناده موضوع، آفته عبد الملك بن هارون بن عنترة، قال يحيى: كذاب. وقال أبو حاتم: متروك، ذاهب الحديث. وقال ابن حبان: يضع الحديث، وقال السعدي: عبد الملك بن هارون دجال كذاب. وقال الذهبي في "الميزان": اتهم بوضع حديث: "من صام يوما من أيام البيض عدل عشرة آلاف سنة". وأبوه هارون بن عنترة، وثقه يحيى بن معين وأحمد. لكن ابن حبان قال: لا يجوز أن يحتج به. وهو الذي يقال له: هارون بن أبي وكيع منكر الحديث جدا.

وَرَوَى صَالِحُ بنُ أَبِي الأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّهُ رَأَى عَلَى أُمِّ كُلْثُوْمٍ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حُلَّةً سِيَرَاءَ1. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلاَلِ بنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِساً عَلَى قَبْرِهَا يَعْنِي أُمَّ كُلْثُوْمٍ وَعَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ فَقَالَ: "فِيْكُم أَحَدٌ لم يقارف الليلة"؟. فقال أبو طلحة: أنا قَالَ: "انْزِلْ" 2. زَوْجَاتُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قَالَ الزُّهْرِيُّ: تَزَوَّجَ نَبِيُّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ثنتي عشرة عربية محصنات. وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: تَزَوَّجَ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً: سِتٌّ مِنْ قُرَيْشٍ وَوَاحِدَةٌ مِنْ حُلَفَاءِ قُرَيْشٍ وَسَبْعَةٌ مِنْ نِسَاءِ العَرَبِ. وَوَاحِدَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيْلَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: ثَبَتَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ ثَمَانِي عَشْرَةَ امْرَأَةً: سَبْعٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَوَاحِدَةٌ مِنْ حُلَفَائِهِم. وَتِسْعٌ مِنْ سَائِرِ العَرَبِ. وَوَاحِدَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيْلَ. فَأَوَّلُهُنَّ: خَدِيْجَةُ ثُمَّ سَوْدَةُ ثُمَّ عَائِشَةُ ثُمَّ أُمُّ سَلَمَةَ ثُمَّ حَفْصَةُ ثُمَّ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ ثُمَّ جُوَيْرِيَةُ ثُمَّ أُمُّ حَبِيْبَةَ ثُمَّ صَفِيَّةُ ثُمَّ مَيْمُوْنَةُ ثُمَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ شُرَيْحٍ. ثُمَّ تَزَوَّجَ: زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ، ثُمَّ هِنْدَ بِنْتَ يَزِيْدَ، ثُمَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ، ثُمَّ قُتَيْلَةَ أُخْتَ الأَشْعَثِ، ثُمَّ سنا بنت أسماء السلمية.

_ 1 صحيح: وهذا إسناد ضعيف أخرجه ابن سعد في "الطبقات" "8/ 38" أخبرنا وكيع بن الجراح، عن صالح بن أبي الأخضر، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته صالح بن أبي الأخضر البصري، ضعفه يحيى بن معين، والنسائي، والبخاري، وأبو زرعة. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ حبان: لا يحتج به. وأخرجه البخاري "5842"، وأبو داود "2058"، والنسائي "8/ 197"، وابن ماجه "3598"، والحاكم "4/ 49"، وابن سعد "8/ 38" من طرق عن الزهري، عن أنس، به. وقد مر بتخريجنا السابق رقم "1108" هذا الحديث ولكن بإثبات "زينب" بدل "أم كلثوم" من طريق الزهري عن أنس. ولا تعارض بينهما، فلا مانع من تكرار رؤية أنس لأم كلثوم ولزينب وهما ترتديان برد سيراء، وكلاهما صحيح ثابت راجع تخريجنا السابق رقم "1108" قوله: "حلة سيراء" حلة من حرير محض، وقد تكون غير محض. 2 حسن: أخرجه الطيالسي "2116"، وأحمد "3/ 126 و228" والبخاري "1285" و"1342"، وابن سعد "8/ 38"، والترمذي في "الشمائل" "327"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار "2514"، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 163"، والبيهقي "4/ 53" من طرق عن فليح بن سليمان، عن هلال بن علي بن أسامة، به. قلت: إسناده حسن، فليح بن سليمان، صدوق.

العالية

127- العالية 1: قَالَ الزُّهْرِيُّ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- امْرَأَةً مِنْ بَنِي بَكْرِ بنِ كِلاَبٍ. وَلأَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ جَمِيْلِ بنِ زَيْدٍ وَاهٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ كَعْبِ بنِ عُجْرَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- العَالِيَةَ مِنْ بَنِي غِفَارَ فَأُدْخِلَتْ فَرَأَى بِكَشْحِهَا بَيَاضاً فَقَالَ: "الْبَسِي ثِيَابَكِ وَالْحَقِي بِأَهْلِكِ" وأمر لها بالصداق2.

_ 1 ترجمتها في "الإصابة" "4/ ترجمة رقم 703". 2 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 493"، والبيهقي "7/ 256-257" من طريق جميل بن زيد الطائي، عن زيد بن كعب بن عجرة قال: فذكره. وأخرجه البخاري في "التاريخ" "7/ 223" من طريق محمد بن فضيل، عن جميل بن زيد، عن عبد الله بن كعب قال: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، آفته جميل بن زيد الطائي، قال ابن معين، ليس بثقة. وقال ابن حبان: واهي الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف. وقال البخاري: لم يصح حديثه.

أسماء

128- أسماء 1: قِيْلَ: هِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ كَعْبٍ الجَوْنِيَّةُ. كَذَا سَمَّاهَا ابْنُ إِسْحَاقَ وَقَالَ: لَمْ يَدْخُلْ بِهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى طَلَّقَهَا. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: تَزَوَّجَ أُخْتَ بَنِي الجَوْنِ الكِنْدِيِّ فَاسْتَعَاذَتْ مِنْهُ. فَقَالَ: "لَقَدْ عُذْتِ مُعَاذاً الْحَقِي بِأَهْلِكِ" 2. وَقِيْلَ: بَلْ هِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانِ الغِفَارِيَّةُ. وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: وَتَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ: أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ الغِفَارِيَّةَ فَلَمَّا دَخَلَ بِهَا دَعَاهَا. فَقَالَتْ: تَعَالَ أَنْتَ فَطَلَّقَهَا وَتَزَوَّجَ أُمَّ شَرِيْكٍ.

_ 1 ترجمتها في الإصابة "4/ ترجمة رقم 57". 2 صحيح: أخرجه البخاري "5254" من طريق الاوزاعي قال سألت الزهري أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم استعاذت منه قال: أخبرني عروة، عن عائشة -رضي الله عنها- أن ابنة الجون لما أدخلت عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودنا منها قالت: أعوذ بالله منك، فقال لها: "لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك". وأخرجه أحمد "3/ 498"، والبخاري "5257"، وابن الجارود "758"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "641"، والطبراني في "الكبير" "19/ 583" من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه، به. وأخرجه ابن ماجه "2037" من طريق عبيد بن القاسم، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عائشة، به نحوه. قلت: إسناده موضوع، عبيد بن القاسم، قال فيه ابن معين: كان كذابا خبيثا. وقال صالح بن محمد: كذاب كان يضع الحديث. وقال ابن حبان: ممن يروي الموضوعات.

أم شريك

129- أم شريك 1: امرأة أنصارية، النجارية. عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنِّي أُحِبُّ أَن أَتَزَوَّجَ فِي الأَنْصَارِ ثُمَّ إِنِّي أَكْرَهُ غَيْرَتَهُنَّ". قَالَ: فَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا. نَعَمْ وَرَوَى عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ أُمِّ شَرِيْكٍ: أَنَّهَا كَانَتْ فِيْمَنْ وَهَبَتْ نفسها للنبي -صلى الله عليه وسلم.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 154-157"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة رقم 2377"، تهذيب الكمال "35/ ترجمة رقم 7985"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة رقم 2956". والإصابة "4/ ترجمة 1347".

سناء

130- سناء 1: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ: وَزَعَمَ حَفْصُ بنُ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ وَعَبْدُ القَاهِرِ بنُ السَّرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ سَنَاءَ بِنْتَ أَسْمَاءَ بنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيَّةَ فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا. وَقِيْلَ: سَنَاءُ بنت سفيان الكلابية.

_ 1 ترجمتها في الإصابة "4/ ترجمة رقم 587".

الكلابية

131- الكلابية 1: قَالَ الوَاقِدِيُّ: قَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ بنِ سُفْيَانَ. وَقِيْلَ: عَمْرَةُ بِنْتُ زَيْدٍ. وقيل: هي العالية بنت ظبيان. وقيل: سناء بنت سفيان.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 220-221"، الإصابة "4/ ترجمة 843".

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ كِلاَبِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَإِنَّمَا اخْتُلِفَ فِي اسْمِهَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ كُنَّ جَمَاعَةً. نَقَلَ ذَلِكَ الحَاكَمُ فِي أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ مِنْ "مُسْتَدْرَكِهِ". ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الكِلاَبِيَّةَ فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ وَدَنَا مِنْهَا قَالَتْ: إِنِّي أَعُوْذُ بِاللهِ مِنْكَ. قَالَ: "لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيْمٍ الْحَقِي بِأَهْلِكِ" 1. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: تَزَوَّجَ عَمْرَةَ بِنْتَ زَيْدٍ الكِلاَبِيَّةَ وَمَا دَخَلَ بِهَا. وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: طَلَّقَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- العَالِيَةَ بِنْتَ ظَبْيَانَ فَنَكَحَهَا ابْنُ عَمٍّ لَهَا فَوَلَدَتْ لَهُ. وَقِيْلَ: الكِلاَبِيَّةُ: عَمْرَةُ بِنْتُ حَزْنٍ التي تعوذت.

_ 1 صحيح: أخرجه الحاكم "4/ 35" من طريق محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، عن عروة، عن عائشة، به. قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات.

الكندية

132- الكِنْدِيَّةُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ: نَكَحَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً مِنْ كِنْدَةَ، وَهِيَ الشَّقِيَّةُ الَّتِي سَأَلَتْهُ أَنْ يُفَارِقَهَا، وَيَرُدَّهَا إِلَى قَوْمِهَا، فَفَعَلَ. رَوَاهُ عَنْهُ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو. وَرَوَى الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي عَوْنٍ: أَنَّ النُّعْمَانَ بنَ أَبِي الجَوْنِ الكِنْدِيَّ قَدِمَ مُسْلِماً، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَلاَ أُزَوِّجُكَ أَجْمَلَ أَيِّمٍ فِي العَرَبِ، وَقَدْ رَغِبَتْ فِيْكَ? فَتَزَوَّجَهَا عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوْقِيَّةً وَنَشٍّ1. فَقَالَ: لاَ تَقْصُرْ بِهَا فِي المَهْرِ. قَالَ: "مَا أَصْدَقْتُ أَحَداً فَوْقَ هَذَا"2. فَبَعَثَ مَعَهُ أَبَا أُسَيْدٍ. فَلَمَّا قَدِمَا عَلَيْهَا جَلَسَتْ وَأَذِنَتْ لَهُ فَقَالَ أبو أسيد: إن نساء رسول

_ 1 الأوقية: أربعون درهما. والنش: نصف الأوقية، وهو عشرون درهما. وقيل: النش يطلق على النصف من كل شيء. 2 إسناده ضعيف جدا، آفته الواقدي، وهو متروك كما ذكرنا مرارا.

اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يَرَاهُنَّ الرِّجَالُ فَتَحَمَّلْتُ مَعَ الظَّعِيْنَةِ1 عَلَى جَمَلٍ فِي مِحَفَّةٍ2 فَأَقْبَلْتُ بِهَا حَتَّى أَنْزَلْتُهَا فِي بَنِي سَاعِدَةَ. فَدَخَلَ عَلَيْهَا النِّسَاءُ فَرَحَّبْنَ بِهَا ثُمَّ خَرَجْنَ فَذَكَرْنَ جَمَالَهَا وَشَاعَ ذَلِكَ. فَدَخَلَ عَلَيْهَا دَاخِلٌ مِنَ النِّسَاءِ فَقِيْلَ لَهَا: إِنَّكِ مَلِكَةٌ فَإِنْ كُنْتِ تُرِيْدِيْنَ أَنْ تَحْظَيْ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُوْلِي: أَعُوْذُ بِاللهِ مِنْكَ فَإِنَّهُ يَرْغَبُ فِيْكِ3. وَعَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: فَتَزَوَّجَ الكِنْدِيَّةَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ الوَلِيْدَ كَتَبَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ: هَلْ تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخت الأشعث? فقال: ما تَزَوَّجَهَا قَطُّ وَلاَ تَزَوَّجَ كِنْدِيَّةً إلَّا بِنْتَ الجَوْنِ فَمَلَكَهَا. فَلَمَّا أُتِيَ بِهَا نَظَرَ إِلَيْهَا فَطَلَّقَهَا وَلَمْ يَبْنِ بِهَا. عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ الجَوْنِيَّةَ فَأَرْسَلَنِي فَجِئْتُ بِهَا. فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: اخْضِبِيْهَا أَنْتِ وَأَنَا أَمْشُطَهَا. فَفَعَلَتَا ثُمَّ قَالَتْ لَهَا إِحْدَاهُمَا: إِنَّهُ يُعْجِبُهُ أَنْ تَقُوْلَ المَرْأَةُ: أَعُوْذُ بِاللهِ مِنْكَ فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ وَأَرْخَى السِّتْرَ مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا. فَقَالَتْ: أَعُوْذُ بِاللهِ مِنْكَ فَقَالَ بِكُمِّهِ عَلَى وَجْهِهِ فَاسْتَتَرَ. وَقَالَ: "عُذْتِ بِمُعَاذٍ" وَخَرَجَ فَقَالَ: "يَا أَبَا أُسَيْدٍ أَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا وَمَتِّعْهَا بِرَازِقِيَّيْنِ". يَعْنِي: كِرْبَاسَيْنِ. فَكَانَتْ تَقُوْلُ: ادْعُوْنِي الشقية. إسناده واه. وقد ذكره الحاكم في "مستدركه"4.

_ 1 الظعينة: أصل الظعينة: الراحلة التي يُرحل ويُظعن عليها: أي يسار وقيل للمرأة ظعينة؛ لأنها تظعن مع الزوج حيثما ظعن، أو لأنها تحمل على الراحلة إذا ظعنت. وقيل الظعينة: المرأة في الهودج، ثم قيل الهودج بلا امرأة، وللمرأة بلا هودج ظعينة. وجمع الظعينة. ظُعْن وظُعُن وظعائن وأظعان. وظعن يظعن وظعنا وظعنا بالتحريك إذا سار. 2 المحفة: رحل يحف بثوب ثم تركب فيه المرأة، وقيل: المحفة: مركب الهودج إلا أن الهودج يقبب والمحفة لا تقبب قال ابن دريد: سميت بها لأن الخشب يحف بالقاعد فيها أي يحيط به من جميع جوانبه، وقيل: المحفة مركب من مراكب النساء. 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 143-144"، والحاكم "4/ 36" من طريق الواقدي، وهو متروك. 4 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 145-146"، والحاكم "4/ 37" من طريق هشام بن محمد، عن ابن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه، به. وقال الحاكم: "قال ابن عمر: قال هشام بن محمد فحدثني زهير بن معاوية الجعفي أنها ماتت كمدا". وقال الذهبي: "قلت: سنده واه ويروى عن زهير بن معاوية أنها ماتت كمدا". قلت: آفة إسناده هشام بن محمد هو ابن السائب الكلبي، أبو المنذر الأخباري، متروك.

وَعَنْ زُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ: قَالَ فَمَاتَتْ كَمَداً1. وَعَنِ الكَلْبِيِّ قَالَ: خَلَفَ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ النُّعْمَانِ المُهَاجِرُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ فَهَمَّ عُمَرُ أَنْ يُعَاقِبَهَا. فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا ضَرَبَ عَلَيَّ حِجَاباً وَلاَ سُمِّيْتُ بِأُمِّ المُؤْمِنِيْنَ فَكَفَّ عَنْهَا2.

_ 1 انظر تخريجنا السابق. 2 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 147"، والحاكم "4/ 37" من طريق هشام بن محمد بن السائب، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: فذكره. قلت: إسناده واه بمرة، فيه هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وأبوه، وهما متروكان.

قتيلة

133- قتيلة 1: يُقَالُ: هِيَ أُخْتُ الأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ قَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ كِنْدَةَ سَنَةَ عَشْرٍ فَتُوُفِّيَ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: إنها ارتدت2 فالله أعلم.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "1478". 2 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 147" من طريق هشام بن محمد بن السائب، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس، به. قلت: إسناده واه بمرة، فيه هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وأبوه وهما متروكان.

خولة

134- خولة 1: عُمَارَةُ بنُ رَاشِدٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيْمٍ. وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَهَا فأرجأها فيمن أرجأ من نسائه.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 158"، تهذيب الكمال "35/ ترجمة رقم 7829" تهذيب التهذيب "12/ 415"، والإصابة "4/ ترجمة رقم 362".

جويرية أم المؤمنين

135- جويرية أم المؤمنين 1"ع": بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية. سُبِيَتْ يَوْمَ غَزْوَةِ المُرَيْسِيْعِ فِي السَّنَةِ الخَامِسَةِ وَكَانَ اسْمُهَا: بَرَّةَ فَغُيِّرَ2 وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النساء. أتت النبي تَطْلُبُ مِنْهُ إِعَانَةً فِي فَكَاكِ نَفْسِهَا فَقَالَ: "أوخير مِنْ ذَلِكَ? أَتَزَوَّجُكِ". فَأَسْلَمَتْ وَتَزَوَّجَ بِهَا وَأَطْلَقَ لَهَا الأُسَارَى مِنْ قَوْمِهَا3. وَكَانَ أَبُوْهَا سَيِّداً مُطَاعاً. حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنُ عَبَّاسٍ وَعُبَيْدُ بنُ السَّبَّاقِ وَكُرَيْبٌ وَمُجَاهِدٌ. وَأَبُو أَيُّوْبَ يَحْيَى بنُ مالك الأزدي وآخرون. عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ امْرَأَةً حُلْوَةً4 ملاحة لا يراها أحد إلَّا أخذت بنفسه الحَدِيْثَ بِطُوْلِهِ5. زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَعْتَقَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- جويرية واستنكحها،

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 116-120"، تهذيب الكمال "35/ ترجمة رقم "7808". تهذيب التهذيب "12/ ترجمة رقم 2755"، والإصابة "4/ ترجمة رقم 251". 2 أخرجه مسلم "2140" بإسناده عن ابن عباس قال: كانت جويرية اسمها برة. فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها جويرية. وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة. 3 صحيح: يأتي تخريجه قريبا في التعليق بعد الآتي. 4 ملاحه: أي شديدة الملاحة، وهو من أبنية المبالغة. وفي كتاب الزمخشري وكانت امرأة ملاحة أي ذات ملاحة، وفعال مبالغة في فعيل مثل كريم وكرام وكبير وكبار، وفعال مشددا أبلغ منه. 5 حسن: أخرجه أبو داود "3931" وأحمد "6/ 277"، وابن جرير الطبري في "تاريخ الملوك" "1/ 111"، وابن هشام في "السيرة" "2/ 497"، من طريق محمد بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها، قالت عائشة: فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها، وعرفت أنه سيرى منها صلى الله عليه وسلم ما رأيت، فدخلت عليه، فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي، قال: "فهل لك في خير من ذلك"؟ قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: "أقضي عنك كتابتك وأتزوجك"؟ قالت: نعم يا رسول الله، قال: "قد فعلت" قالت: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرية بنة الحارث عن أبي ضرار، فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرسلوا ما بأيديهم، قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها. قلت: إسناده حسن، محمد بن إسحاق بن يسار، صدوق، وقد صرح بالتحديث فأمنا شر تدليسه.

وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَ كُلِّ مَمْلُوْكٍ مِنْ بَنِي المُصْطَلِقِ وَكَانَتْ مِنْ مِلْكِ اليَمِيْنِ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا1. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ: بَنُو المُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ. وَكَانَ زَوْجُهَا قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ ابْنُ عمها مسافع بن صفوان ابن أبي الشفر. وَقَدْ قَدِمَ أَبُوْهَا الحَارِثُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَسْلَمَ. وَعَنْ جُوَيْرِيَةَ قَالَتْ: تزوجني رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا بِنْتُ عِشْرِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَتْ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ جُوَيْرِيَةُ فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ. وَقِيْلَ تُوُفِّيَتْ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. جَاءَ لَهَا سَبْعَةُ أَحَادِيْثَ: مِنْهَا عِنْدَ البُخَارِيِّ حَدِيْثٌ وَعِنْدَ مُسْلِمٍ حَدِيْثَانِ. أَيُّوْبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ قَالَ: أَتَى وَالِدُ جُوَيْرِيَةَ فَقَالَ: إِنَّ بِنْتِي لاَ يُسْبَى مِثْلُهَا فَأَنَا أَكْرَمُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرَأَيْتَ إِنْ خَيَّرْنَاهَا". فَأَتَاهَا أَبُوْهَا فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ خَيَّرَكِ فَلاَ تَفْضَحِيْنَا فَقَالَتْ: فَإِنِّي قَدِ اخْتَرْتُهُ قَالَ: قَدْ وَاللهِ فَضَحْتِنَا2. زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَعْتَقَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جُوَيْرِيَةَ وَاسْتَنْكَحَهَا وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَ كُلِّ مَمْلُوْكٍ مِنْ بَنِي المُصْطَلِقِ3. هَمَّامٌ وَغَيْرُهُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ الهَجَرِيِّ، عَنْ جويرية بنت الحَارِثِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ جُمُعَةٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ فَقَالَ لَهَا: "أَصُمْتِ أَمْسِ" قَالَتْ: لاَ قَالَ: "أَتُرِيْدِيْنَ أَنْ تَصُوْمِي غَداً". قَالَتْ: لاَ قَالَ: "فَأَفْطِرِي" 4.

_ 1 منكر: أخرجه ابن سعد "8/ 117" من طريق الواقدي. وهو متروك كما أن الحديث مرسل. وهو يخالف الحديث السابق الثابت فليس صداقها عتق بني المصطلق. 2 ضعيف: أبو قلابة، هو عبد الله بن زيد الجرمي البصري، ثقة فاضل، كثير الإرسال وهو من الطبقة الثالثة، وهي الطبقة الوسطى من كبار التابعين، فأنى له لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينه، وبين سيد البشر صلى الله عليه وسلم مفاوز تنقطع دونها أعناق المطي. 3 منكر: أخرجه عبد الرزاق "13118"، وابن سعد "8/ 118"، وهو مرسل وهو مخالف للثابت أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث قال صلى الله عليه وسلم لها: $"أقضي عنك كتابتك وأتزوجك؟ " قالت: نعم يا رسول الله، قال: $"قد فعلت" ولم يكن صداقها عتق بني المصطلق، إنما أعتقهم الصحابة لما سمعوا أنهم أصهار سيد البشر صلى الله عليه وسلم. 4 صحيح: أخرجه البخاري "1986"، وأبو داود "2422"، وأحمد "6/ 430"، وابن سعد "8/ 119".

رَوَاهُ شُعْبَةُ وَلَهُ عِلَّةٌ غَيْرُ مُؤَثِّرَةٍ رَوَاهُ سَعِيْدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو. شُعْبَةُ وَجَمَاعَةٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ: سَمِعْتُ كُرَيْباً، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ قَالَتْ: أَتَى عَلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَدْوَةً وَأَنَا أُسَبِّحُ ثُمَّ انْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ ثُمَّ رَجَعَ قَرِيْباً مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ فَقَالَ: "أَمَا زِلْتِ قَاعِدَةً". قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "أَلاَ أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ لَو عُدِلْنَ بِهِنَّ عَدَلَتْهُنَّ أَوْ وُزِنَّ بِهِنَّ وَزَنَتْهُنَّ -يَعْنِي جَمِيْعَ مَا سَبَّحْتِ- سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ -ثَلاَثَ مَرَّاتٍ- " 1. يُوْنُسُ، عَنِ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ، عن عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا قَسَّمَ رَسُوْلُ الله -صلى الله عليه وسلم- سبايا بني المُصْطَلِقِ وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ فِي سَهْمِ رَجُلٍ فَكَاتَبَتْهُ وَكَانَتْ حُلْوَةً مُلاَّحَةً لاَ يَرَاهَا أَحَدٌ إلَّا أخذت بنفسه. فأتت رسول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَسْتَعِيْنُهُ فَكَرِهْتُهَا يَعْنِي لِحُسْنِهَا. فَقَالَتْ: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ وَقَدْ كَاتَبْتُ فَأَعِنِّي. فَقَالَ: "أوخير مِنْ ذَلِكَ: أُؤَدِّي عَنْكِ وَأَتَزَوَّجُكِ". فَقَالَتْ: نَعَمْ. فَفَعَلَ فَبَلَغَ النَّاسَ فَقَالُوا: أَصْهَارُ رَسُوْلِ اللهِ فَأَرْسَلُوا مَا كَانَ فِي أَيْدِيْهِمْ مِنْ بَنِي المصطلق فلقد أعتق بها مئة أَهْلِ بَيْتٍ. فَمَا أَعْلَمُ امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بركة على قومها منها2.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2726"، وابن سعد "1/ 119"، وأحمد "6/ 324 و327 و429 و430". 2 حسن: راجع تخريجنا السابق رقم "1138".

سودة أم المؤمنين

136- سودة أم المؤمنين 1 "خ، د، س": بنت زمعة بن قيس القُرَشِيَّةُ العَامِرِيَّةُ. وَهِيَ أَوَّلُ مَنْ تَزَوَّجَ بِهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ خَدِيْجَةَ وَانْفَرَدَتْ بِهِ نَحْواً مِنْ ثَلاَثِ سِنِيْنَ أَوْ أَكْثَرَ حَتَّى دَخَلَ بِعَائِشَةَ. وَكَانَتْ سَيِّدَةً جَلِيْلَةً نَبِيْلَةً ضَخْمَةً وَكَانَتْ أَوَّلاً عِنْدَ السَّكْرَانِ بنِ عمرو أخي سهيل بن عمرو العامري.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 52-57" تهذيب الكمال "35/ ترجمة 7864"، وتهذيب التهذيب "12/ ترجمة 2820"، الإصابة "4/ ترجمة رقم 606".

وَهِيَ الَّتِي وَهَبَتْ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ رِعَايَةً لِقَلْبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَتْ قَدْ فَرِكَتْ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. لَهَا أَحَادِيْثُ: وَخَرَّجَ لَهَا البُخَارِيُّ. حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنُ عَبَّاسٍ وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ. تُوُفِّيَتْ فِي آخِرِ خِلاَفَةِ عُمَرَ بِالمَدِيْنَةِ. هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُوْنَ فِي مِسْلاخِهَا مِنْ سَوْدَةَ مِنِ امْرَأَةٍ فِيْهَا حِدَّةٌ فَلَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- لعائشة1. وَرَوَى الوَاقِدِيُّ، عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَوْدَةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُوَّةِ وَهَاجَرَ بِهَا وَمَاتَتْ بِالمَدِيْنَةِ فِي شَوَّال سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ2. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: وَهَذَا الثَّبْتُ عِنْدَنَا. وَرَوَى عَمْرُو بنُ الحَارِثِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِلاَلٍ أَنَّ سَوْدَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- تُوُفِّيَتْ زَمَنَ عُمَر. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَسْلَمَتْ سَوْدَةُ وَزَوْجُهَا فَهَاجرَا إِلَى الحَبَشَةِ. وَعَنْ بُكَيْرِ بنِ الأَشَجِّ: أَنَّ السَّكْرَانَ قَدِمَ مِنَ الحَبَشَةِ بِسَوْدَةَ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا. فَخَطَبَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: أَمْرِي إِلَيْكَ قَالَ: "مُرِي رَجُلاً مِنْ قَوْمِكِ يُزَوِّجُكِ" فَأَمَرَتْ حَاطِبَ بنَ عَمْرٍو العَامِرِيَّ فَزَوَّجَهَا وَهُوَ مُهَاجِرِيٌّ بدري3.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5212" من طريق زهير، ومسلم "1436" من طريق جرير، كلاهما عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قالت: ما رأيت أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُوْنَ فِي مِسْلاخِهَا مِنْ سودة بنت زمعة من امراة فيها حدة. قالت: فلما كبرت جعلت يومها مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعائشة. قالت: يا رسول الله قد جعلت يومي منك لعائشة. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومين: يومها ويوم سودة. قوله: "مسلاخها" المسلاخ هو الجلد. ومعناه أنها تمنت أن تكون في مثل هديها وطريقتها. 2 ضعيف جدا: "أخرجه ابن سعد "8/ 53"، وفي إسناده الواقدي، وهو متروك وهو مرسل. 3 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "8/ 53" من طريق الواقدي، وهو متروك.

هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ: حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ أَبِي بَزَّةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ إِلَى سَوْدَةَ بِطَلاقِهَا. فَجَلَسَتْ عَلَى طَرِيْقِهِ فَقَالَتْ: أنشدك بالذي أنزل عليك كِتَابَهُ لِمَ طَلَّقْتَنِي? أَلِمَوْجِدَةٍ? قَالَ: "لاَ" قَالَتْ: فَأَنْشُدُكَ اللهَ لَمَا رَاجَعْتَنِي فَلاَ حَاجَةَ لِي فِي الرِّجَالِ وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُبْعَثَ فِي نِسَائِكَ. فَرَاجَعَهَا قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي لِعَائِشَةَ1. الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ قَالَتْ سَوْدَةُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّيْتُ خَلْفَكَ البَارِحَةَ فَرَكَعْتَ بِي حَتَّى أَمْسَكْتُ بِأَنْفِي مَخَافَةَ أَنْ يَقْطُرَ الدَّمُ فَضَحِكَ. وَكَانَتْ تُضْحِكُهُ الأَحْيَانَ بِالشَّيْءِ. صَالِحٌ مَوْلَى التوءمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ: "هَذِهِ ثُمَّ ظُهُوْرَ الحُصْرِ". قَالَ صَالِحٌ: فَكَانَتْ سَوْدَةُ تَقُوْلُ: لاَ أَحُجُّ بَعْدَهَا. وَقَالَتْ عَائِشَةُ: اسْتَأْذَنَتْ سَوْدَةُ لَيْلَةَ المُزْدَلِفَةِ أَنْ تَدْفَعَ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ وَكَانَتْ امْرَأَةٌ ثَبِطَةٌ أَيْ ثَقِيْلَةٌ فَأَذِنَ لها2. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ إِلَى سَوْدَةَ بِغِرَارَةِ دَرَاهِمٍ. فَقَالَتْ: مَا هَذِهِ قَالُوا: دَرَاهِم قَالَتْ: فِي الغِرَارَةِ مِثْلَ التَّمْرِ يَا جَارِيَةُ: بَلِّغِيْنِي القُنْعَ فَفَرَّقَتْهَا3. يُرْوَى لِسَوْدَةَ خَمْسَةُ أَحَادِيْثَ: مِنْهَا فِي الصَّحِيْحَيْنِ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ، عَنِ البُخَارِيِّ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رِيْطَةَ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدِيْنَةَ بَعَثَ زَيْداً وَبَعَثَ مَعَهُ أَبَا رَافِعٍ مَوْلاَهُ وَأَعْطَاهُمَا بَعِيْرَيْنِ وَخَمْسَ مائَةِ دِرَهْمٍ فَخَرَجْنَا جَمِيْعاً وَخَرَجَ زَيْدٌ وَأَبُو رَافِعٍ بِفَاطِمَةَ وَبِأُمِّ كُلْثُوْمٍ وَبِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ وَبِأُمِّ أَيْمَن وَأُسَامَةَ ابنه4.

_ 1 القاسم بن أبي بزة، مولى بني مخزوم، القارئ ثقة من الطبقة الخامسة، وهي الطبقة الصغرى من التابعين، فالحديث مرسل. وقد أخرجه ابن سعد "8/ 54". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1290". وحطمة الناس: أي زحمة الناس. 3 ضعيف: أخرجه ابن سعد "8/ 56"، وإسناده منقطع بين ابن سيرين وعمر. 4 ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "1/ 237-238" وفيه الواقدي، متروك.

صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

137- صفية عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1: بنت عبد المطلب الهاشمية. وَهِيَ شَقِيْقَةُ حَمْزَةَ. وَأُمُّ حَوَارِيِّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الزُّبَيْرِ. وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي زهرة. تَزَوَّجَهَا الحَارِثُ أَخُو أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا. وَتَزَّوَجَهَا العَوَّامُ أَخُو سَيِّدَةِ النِّسَاءِ خَدِيْجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ فَوَلَدَتْ لَهُ الزُّبَيْرَ وَالسَّائِبَ وَعَبْدَ الكَعْبَةِ. وَالصَّحِيْحُ أَنَّهُ مَا أَسْلَمَ مِنْ عَمَّاتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِوَاهَا. وَلَقَدْ وَجَدَتْ عَلَى مَصْرَعِ أَخِيْهَا حَمْزَةَ وَصَبَرَتْ وَاحْتَسَبَتْ. وَهِيَ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ وَمَا أَعْلَمُ هَلْ أَسْلَمَتْ مَعَ حَمْزَةَ أَخِيْهَا أَوْ مَعَ الزُّبَيْرِ وَلَدِهَا. وَقَدْ كَانَتْ يَوْمَ الخَنْدَقِ فِي حِصْنِ حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ قَالَتْ وَكَانَ حَسَّانٌ مَعَنَا فِي الذُّرِّيَّةِ. فَمَرَّ بِالحِصْنِ يَهُوْدِيٌّ فَجَعَلَ يُطِيْفُ بِالحِصْنِ وَالمُسْلِمُوْنَ فِي نُحُورِ عَدُوِّهِمْ. ثُمَّ سَاقَتِ الحَدِيْثَ وَأَنَّهَا نَزَلَتْ وَقَتَلَتِ اليَهُوْدِيَّ بِعَمُوْدٍ. فَرَوَى هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْهَا قَالَتْ: أَنَا أَوَّلُ امْرَأَةٍ قَتَلَتْ رَجُلاً: كَانَ حَسَّانٌ مَعَنَا فَمَرَّ بِنَا يَهُوْدِيٌّ فَجَعَلَ يُطِيْفُ بِالحِصْنِ فَقُلْتُ لِحَسَّانٍ: إِنَّ هَذَا لاَ آمَنُهُ أَنْ يَدُلَّ عَلَى عَوْرَتِنَا فَقُمْ فَاقْتُلْهُ. قَالَ: يَغْفِرُ اللهُ لَكِ لَقَدْ عَرَفْتِ مَا أَنَا بِصَاحِبِ هَذَا. فاحتجزت وَأَخَذَتْ عَمُوداً وَنَزَلَتْ فَضَرَبَتْهُ حَتَّى قَتَلَتْهُ. تُوُفِّيَتْ صَفِيَّةُ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَدُفِنَتْ بِالبَقِيْعِ. وَلَهَا بِضْعُ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. وَكِيْعٌ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِين} [الشُّعرَاء: 214] . قَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "يَا فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ يَا صَفِيَّةَ بِنْتَ عَبْدِ المُطَّلِبِ يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً سَلُوْنِي مِنْ مَالِي مَا شئتم" 2.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 41"، والإصابة "4/ ترجمة رقم 654". 2 صحيح: أخرجه مسلم "205".

ذِكْرُ أَوْلاَدِ صَفِيَّةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: وَلَدَتْ صَفِيَّةُ: الزُّبَيْرَ وَالسَّائِبَ وَعَبْدَ الكَعْبَةِ بَنِي العَوَّامِ. وَهِيَ القَائِلَةُ تَنْدُبُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَيْنُ جُوْدِي بِدَمْعَةٍ وَسُهُوْدِ ... وَانْدُبِي خَيْرَ هَالِكٍ مَفْقُودِ وَانْدُبِي المُصْطَفَى بِحُزْنٍ شَدِيْدٍ ... خَالَطَ القَلْبَ فَهُوَ كَالمَعْمُوْدِ كِدْتُ أَقْضِي الحَيَاةَ لَمَّا أَتَاهُ ... قَدَرٌ خُطَّ فِي كِتَابٍ مَجِيْدِ فَلَقَدْ كَانَ بِالعِبَادِ رَؤُوْفاً ... وَلَهُمْ رَحْمَةً وَخَيْرَ رَشِيْدِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- حَيّاً وَمَيْتاً ... وَجَزَاهُ الجِنَانَ يَوْمَ الخُلُوْدِ# فَهَذَا مِمَّا أُوْرِدَ لِصَفِيَّةَ. فالله أعلم بصحته. أختها:

أروى عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

138- أَرْوَى عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1: تَزَوَّجَهَا عُمَيْرُ بنُ وَهْبٍ فَوَلَدَتْ لَهُ طُلَيْباً ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا أَرْطَاةُ فَوَلَدَتْ لَهُ فَاطِمَةَ. ثُمَّ أَسْلَمَتْ أَرْوَى وَهَاجَرَتْ. وَأَسْلَمَ وَلَدُهَا طُلَيْبٌ فِي دَارِ الأَرْقَمِ. رَوَى هَذَا ابْنُ سَعْدٍ. وَلَمْ يُسْمَعْ لَهَا بِذِكْرٍ بَعْدُ وَلاَ وجدنا لها رواية. وأختها:

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 42-43"، الإصابة "4/ ترجمة رقم 33".

عاتكة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

139- عاتكة عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1: بنت عبد المطلب. أَسْلَمَتْ وَهَاجَرَتْ. وَهِيَ صَاحِبَةُ تِلْكَ الرُّؤْيَا فِي مَهْلِكِ أَهْلِ بَدْرٍ. وَتِلْكَ الرُّؤْيَا ثَبَّطَتْ أَخَاهَا أَبَا لَهَبٍ، عَنْ شُهُودِ بَدْرٍ. وَلَمْ نَسْمَعْ لها بذكر في غير الرؤيا.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 43-45"، والإصابة "4/ ترجمة رقم 198".

البيضاء عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

140- البيضاء عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1: أَمْ حكيم بنت عبد المطلب مَا أَظُنُّهَا أَدْرَكَتْ نُبُوَّةَ المُصْطَفَى. تَزَوَّجَهَا كُرَيزُ بنُ رَبِيْعَةَ العَبْشَمِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ عَامِراً وَالِدَ الأَمِيْرِ عَبْدِ اللهِ وَأَرْوَى وَالِدَةَ الشَّهِيْدِ عُثْمَانَ. ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا: عُقْبَةُ بنُ أَبِي مُعَيْطٍ فَوَلَدَتْ لَهُ الوَلِيْدَ وَخَالِداً وَأُمَّ كُلْثُوْمٍ وَلِلثَّلاَثَةِ صحبة.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 45".

برة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

141- بَرَّةُ عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم 1: بنت عبد المطلب، وَالِدَةُ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الأَسَدِ المَخْزُوْمِيِّ البَدْرِيِّ. ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا أَبُو رُهْمٍ بنِ عَبْدِ العُزَّى العَامِرِيُّ فَوَلَدَتَ لَهُ: أَبَا سَبْرَةَ أَحَدُ البَدْرِيِّيْنَ. لَمْ تُدْرِكِ المَبْعَثَ وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهَا استطرادًا.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 45".

أميمة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

142- أميمة عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1: بنت عبد المطلب وَالِدَةُ عَبْدِ اللهِ وَأُمِّ المُؤْمِنِيْنَ زَيْنَبَ، وَعُبَيْدِ الله، وَأَبِي أَحْمَدَ عَبْدٍ وَحَمْنَةَ أَوْلاَدِ جَحْشِ بنِ رِيَابٍ الأَسَدِيِّ حَلِيْفِ قُرَيْشٍ. أَسْلَمَتْ وَهَاجَرَتْ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَطْعَمَهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْبَعِيْنَ وَسْقاً مِنْ تَمْرِ خَيْبَرَ. وَقِيْلَ: إِنَّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ رَبِيْعَةَ ابْنِ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيَّةُ أَعْنِي الَّتِي أَسْلَمَتْ وَأُطْعِمَتْ مِنْ تَمْرِ خَيْبَرَ. وَالظَّاهِرُ أَنَّ أُمَيْمَةَ الكُبْرَى العَمَّةَ مَا هَاجَرَتْ وَلاَ أَدْرَكَتِ الإِسْلاَمَ. فَاللهُ أَعْلَمُ. لَمْ يَهْتَمَّ بِذِكْرِ إِسْلاَمِهَا إلَّا الوَاقِدِيُّ وَرَوَى فِي ذَلِكَ قِصَّةً. فَاللهُ أَعْلَمُ.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 45-46"، والإصابة "4/ ترجمة 106".

ضباعة

143- ضباعة 1 "د، س، ق": بِنْتُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الزُّبَيْرِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ الهَاشِمِيَّةُ. مِنَ المُهَاجِرَاتِ. وَكَانَتْ تَحْتَ المِقْدَادِ بنِ الأَسْوَدِ فولدت له عبد الله وكريمة. لَهَا أَحَادِيْثُ يَسِيْرَةٌ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهَا: ابْنَتُهَا كَرِيْمَةُ وَسَعِيْدُ بن المسيب وعروة بن الزبير عبد الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ. وَحَدَّثَ عَنْهَا مِنَ القُدَمَاءِ: ابْنُ عَبَّاسٍ وَجَابِرٌ. وَقُتِلَ وَلَدُهَا عَبْدُ اللهِ بنُ المِقْدَادِ يَوْمَ الجَمَلِ مَعَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ. مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ فَقَالَتْ: إِنِّي أُرِيْدُ الحَجَّ وَأَنَا شَاكِيَةٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حُجِّي وَاشْتَرِطِي أَنَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي" 2. بَقِيَتْ ضُبَاعَةُ إِلَى بَعْدِ عَامِ أَرْبَعِيْنَ فِيْمَا أَرَى -رَضِيَ اللهُ عنها.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 46"، تهذيب الكمال "35/ ترجمة رقم 7881"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة رقم 2837"، الإصابة "4/ ترجمة 672". 2 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 164"، ومسلم "1207" والنسائي "5/ 68" والدارقطني "2/ 234-235"، وابن الجارود "420"، والطبراني في "الكبير" "24 / 833"، والبيهقي "5/ 221" من طرق عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ به. وأخرجه أحمد "6/ 202"، والبخاري "5089"، ومسلم "1207"، والنسائي "5/ 168"، والطبراني "24/ 834 و835"، والبغوي "2000" من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، به.

درة

144- درة 1: بِنْتُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي لَهَبٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيَّةُ. من المهاجرات. لَهَا حَدِيْثٌ وَاحِدٌ فِي "المُسْنَدِ" مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ ابْنِ عَمِّهَا الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ. وَقِيْلَ: تزوج بها دحية الكلبي.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 50"، الإصابة "4/ ترجمة رقم 397".

أم كلثوم

145- أم كلثوم 1 "خ، م، د، ت، س": بنت عقبة بن أَبِي مُعَيْطٍ: أَبَانِ بنِ ذَكْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ الأُمَوِيِّ. مِنَ المُهَاجِرَاتِ. أَسْلَمَتْ بِمَكَّةَ وَبَايَعَتْ. وَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهَا هِجْرَةٌ إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ. وَكَانَ خُرُوْجُهَا زَمَنَ صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ فَخَرَجَ فِي إِثْرِهَا أَخَوَاهَا: الوَلِيْدُ وَعُمَارَةُ. فَمَا زَالاَ حَتَّى قَدِمَا المَدِيْنَةَ فَقَالاَ: يَا مُحَمَّدُ فِ لَنَا بِشَرْطِنَا. فَقَالَتْ: أَتَرُدُّنِي يَا رَسُوْلَ اللهِ إِلَى الكُفَّارِ يَفْتِنُوْنِي، عَنْ دِيْنِي وَلاَ صَبْرَ لِي وَحَالُ النِّسَاءِ فِي الضَّعْفِ مَا قَدْ عَلِمْتَ? فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} الآيَتَيْنِ [المُمْتَحَنَةُ: 10] . فَكَانَ يَقُوْلُ: "آللهُ مَا أَخْرَجَكُنَّ إلَّا حُبُّ اللهِ وَرَسُوْلِهِ وَالإِسْلاَمُ مَا خَرَجْتُنَّ لِزَوْجٍ وَلاَ مَالٍ". فَإِذَا قُلْنَ ذَلِكَ لَمْ يُرْجِعْهُنَّ إِلَى الكُفَّارِ. وَلَمْ يَكُنْ لأُمِّ كُلْثُوْمٍ بِمَكَّةَ زَوْجٌ فَتَزَوَّجَهَا زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ ثُمَّ طَلَّقَهَا فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ فَوَلَدَت لَهُ: إِبْرَاهِيْمَ وَحُمَيْداً فَلَمَّا تُوُفِّيَ عَنْهَا تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بنُ العَاصِ فَتُوُفِّيَتْ عِنْدَهُ. رَوَتْ عَشْرَةَ أَحَادِيْثَ فِي مُسْنَدِ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ. لَهَا فِي الصَّحِيْحَيْنِ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ. رَوَى عَنْهَا ابْنَاهَا: حُمَيْدٌ وَإِبْرَاهِيْمُ وَبُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ. تُوُفِّيَتْ فِي خِلاَفَةِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. رَوَى لَهَا الجَمَاعَةُ سِوَى ابْن مَاجَه. وَسَاقَ أَخْبَارَهَا ابن سعد وغيره.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 230-232"، تهذيب الكمال "35/ ترجمة رقم 8004" تهذيب التهذيب "12/ ترجمة رقم 3980"، الإصابة "4/ ترجمة 1475".

أم عمارة

146- أم عمارة 1 "ع": نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عَوْفِ بنِ مَبْذُوْلٍ. الفَاضِلَةُ المُجَاهِدَةُ الأَنْصَارِيَّةُ الخَزْرَجِيَّةُ النَّجَّارِيَّةُ المَازِنِيَّةُ المَدَنِيَّةُ. كَانَ أَخُوْهَا عَبْدُ اللهِ بنُ كَعْبٍ المَازِنِيُّ مِنَ البَدْرِيِّيْنَ. وَكَانَ أَخُوْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنَ البَكَّائِيْنَ. شَهِدَتْ أُمُّ عُمَارَةَ لَيْلَةَ العَقَبَةِ وَشَهِدَتْ أُحُداً وَالحُدَيْبِيَةَ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ وَيَوْمَ اليَمَامَةِ. وَجَاهَدَتْ وَفَعَلَتِ الأَفَاعِيْلَ. رُوِيَ لَهَا أَحَادِيْثُ. وَقُطِعَتْ يَدُهَا فِي الجِهَادِ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: شَهِدَتْ أُحُداً مَعَ زَوْجِهَا غَزِيَّةَ بنِ عَمْرٍو وَمَعَ وَلَدَيْهَا. خَرَجَتْ تَسْقِي وَمَعَهَا شَنٌّ وَقَاتَلَتْ وَأَبْلَتْ بَلاَءً حَسَناً وَجُرِحَتِ اثْنَيْ عَشَرَ جُرْحاً. وَكَانَ ضَمْرَةُ بنُ سَعِيْدٍ المَازِنِيُّ يُحَدِّثُ، عَنْ جَدَّتِهِ وَكَانَتْ قَدْ شَهِدَتْ أُحُداً قَالَتْ: سَمِعْتُ رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "لَمُقَامُ نَسِيْبَةَ بِنْتِ كَعْبٍ اليوم خَيْرٌ مِنْ مُقَامِ فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ". وَكَانَتْ تَرَاهَا يَوْمَئِذٍ تُقَاتِلُ أَشَدَّ القِتَالِ وَإِنَّهَا لَحَاجِزَةٌ ثَوْبَهَا عَلَى وَسَطِهَا حَتَّى جُرِحَتْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ جُرْحاً وَكَانَتْ تَقُوْلُ: إِنِّي لأَنْظُرُ إِلَى ابْنِ قَمِئَةَ وَهُوَ يَضْرِبُهَا عَلَى عَاتِقِهَا. وَكَانَ أَعْظَمَ جِرَاحِهَا فَدَاوَتْهُ سَنَةً. ثُمَّ نَادَى مُنَادِي رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إِلَى حَمْرَاءِ الأَسَدِ2. فَشَدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا فَمَا اسْتَطَاعَتْ مِنْ نَزْفِ الدَّمِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَرَحِمَهَا. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عُمَارَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بنِ غَزِيَّةَ قَالَ: قالت أم عمارة: رأيتني انكشف الناس، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَا بَقِيَ إلَّا فِي نُفَيْرٍ مَا يُتِمُّونَ عَشَرَةً وَأَنَا وَابْنَايَ وَزَوْجِي بَيْنَ يَدَيْهِ نَذُبُّ عَنْهُ وَالنَّاسُ يَمُرُّوْنَ بِهِ مُنْهَزِمِيْنَ وَرَآنِي وَلاَ تُرْسَ مَعِي فَرَأَى رَجُلاً مُوَلِّياً وَمَعَهُ تُرْسٌ فَقَالَ: "أَلْقِ تُرْسَكَ إِلَى مَنْ يُقَاتِلُ" فَأَلْقَاهُ فَأَخَذْتُهُ فَجَعَلْتُ أُتَرِّسُ بِهِ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ. وَإِنَّمَا فَعَلَ بِنَا الأَفَاِعْيَلَ أَصْحَابُ الخَيْلِ لَو كَانُوا رَجَّالَةً مِثْلَنَا أَصَبْنَاهُمْ إِنْ شَاءَ الله.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 412-416"، تهذيب الكمال "35/ ترجمة 7993"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة 2966"، الإصابة "4/ ترجمة 1426". 2 حمراء الأسد: موضع على ثمانية أميال من المدينة عن يسار الطريق إذا أردت ذا الحليفة.

فَيُقْبِلُ رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ فَيَضْرِبُنِي وَتَرَّسْتُ لَهُ فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئاً وَوَلَّى فَأَضْرِبُ عُرْقُوبَ فَرَسِهِ فَوَقَعَ عَلَى ظَهْرِهِ. فَجَعَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يصيح: "يابن أُمِّ عُمَارَةَ أُمَّكَ أُمَّكَ" قَالَتْ: فَعَاوَنَنِي عَلَيْهِ حتى أوردته شعوب1. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ يَحْيَى، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدٍ قَالَ: جُرِحْتُ يَوْمَئِذٍ جُرْحاً وَجَعَلَ الدَّمُ لاَ يَرْقَأُ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اعْصِبْ جُرْحَكَ". فَتُقْبِلُ أُمِّي إِلَيَّ وَمَعَهَا عَصَائِبُ فِي حَقْوِهَا2 فَرَبَطَتْ جُرْحِي وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاقِفٌ فَقَالَ: "انْهَضْ بُنَيَّ فَضَارِبِ القَوْمَ" وَجَعَلَ يَقُوْلُ: "مَنْ يُطِيْقُ مَا تُطِيْقِيْنَ يَا أُمَّ عُمَارَةَ"؟!. فَأَقْبَلَ الَّذِي ضَرَبَ ابْنِي فَقَالَ رسول الله: "هَذَا ضَارِبُ ابْنِكِ". قَالَتْ: فَأَعْتَرِضُ لَهُ فَأَضْرِبُ سَاقَهُ فَبَرَكَ. فَرَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَبْتَسِمُ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ وَقَالَ: "اسْتَقَدْتِ 3 يَا أُمَّ عُمَارَةَ"! ثُمَّ أَقْبَلْنَا نَعُلُّهُ4 بِالسِّلاحِ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الحَمْدُ للهِ الَّذِي ظَفَّرَكِ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ زَيْدِ بنِ عَاصِمٍ يَقُوْلُ: شَهِدْتُ أُحُداً فَلَمَّا تَفَرَّقُوا، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَنَوْتُ مِنْهُ أَنَا وَأُمِّي نَذُبُّ عَنْهُ. فَقَالَ: "ابْنَ أُمِّ عُمَارَةَ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: "ارْمِ" فَرَمَيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلاً بِحَجَرٍ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ فَأَصَبْتُ عَيْنَ الفَرَسِ فَاضْطَرَبَ الفَرَسُ. فَوَقَعَ هُوَ وَصَاحِبُهُ وَجَعَلْتُ أَعْلُوْهُ بِالحِجَارَةِ وَالنَّبِيُّ -صَلَّى الله عليه وسلم- يبتسم. وَنَظَرَ إِلَى جُرْحِ أُمِّي عَلَى عَاتِقِهَا فَقَالَ: "أُمَّكَ أُمَّكَ! اعْصِبْ جُرْحَهَا! اللَّهُمَّ اجْعَلْهُم رُفَقَائِي في الجنة".

_ 1 شعوب: من أسماء المنيه غير مصروف، وسميت شعوب لأنها تفرق. 2 الحقو: معقد الإزار، وجمعه أحق وأحقاء، ثم سُمي به الإزار للمجاورة. 3 استقدت: اقتصصت من القود وهو القصاص. 4 نعله: نتابع ضربه.

قُلْتُ: مَا أُبَالِي مَا أَصَابَنِي مِنَ الدُّنْيَا. وَعَنْ مُوْسَى بنِ ضَمْرَةَ بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ بِمُرُوْطٍ فِيْهَا مِرْطٌ جَيِّدٌ فَبَعَثَ بِهِ إِلَى أُمِّ عُمَارَةَ. شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ، عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ قَالَتْ: أَتَانَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَاماً وَكَانَ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ صَائِماً فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أُكِلَ عِنْدَ الصَّائِمِ الطَّعَامُ صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلائِكَةُ". وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَبَّانَ قَالَ: جُرِحَتْ أُمُّ عُمَارَةَ بِأُحُدٍ اثْنَيْ عَشَرَ جُرْحاً وَقُطِعَتْ يَدُهَا يَوْمَ اليَمَامَةِ وَجُرِحَتْ يَوْمَ اليَمَامَةِ سوَى يَدِهَا أَحَدَ عَشَرَ جُرْحاً. فَقَدِمَتِ المَدِيْنَةَ وبها الجراحة فلقد رئي أبي بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَهُوَ خَلِيْفَةٌ يَأْتِيهَا يَسْأَلُ عَنْهَا. وَابْنُهَا حَبِيْبُ بنُ زَيْدِ بنِ عاصم هو الذي قطعه مسيلمة. وَابْنُهَا الآخَرُ عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدٍ المَازِنِيُّ الَّذِي حَكَى وُضُوْءَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُتِلَ يَوْمَ الحَرَّةِ1 وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابَ بِسَيْفِهِ. انْفَرَدَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ وَابْنُ مَنْدَةَ بِأَنَّهُ شَهِدَ بَدْراً. قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: بَلْ شَهِدَ أُحُداً. قُلْتُ: نَعَمْ الصَّحِيْحُ أَنَّهُ لَمْ يَشْهَدْ بَدْراً. وَاللهُ أعلم.

_ 1 الحرة: كل أرض ذات حجارة سود.

أسماء بنت عميس

147- أسماء بنت عميس 1 "ع": ابن معبد بن الحارث الخثعمية. أم عبد الله. مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ. قِيْلَ: أَسْلَمَتْ قَبْلَ دُخُوْلِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَارَ الأَرْقَمِ وَهَاجَرَ بِهَا زَوْجُهَا جَعْفَرٌ الطَّيَّارُ إِلَى الحَبَشَةِ فَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ: عَبْدَ اللهِ وَمُحَمَّداً وَعَوْناً. فَلَمَّا هَاجَرَتْ مَعَهُ إِلَى المَدِيْنَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ مُؤْتَةَ تَزَوَّجَ بِهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّداً وَقْتَ الإِحْرَامِ فَحَجَّتْ حَجَّةَ الوَدَاعِ ثُمَّ تُوُفِّيَ الصِّدِّيْقُ فَغَسَّلَتْهُ.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 280-285" تهذيب الكمال "35/ ترجمة 7783"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة 2726"، الإصابة "4/ ترجمة رقم 51".

وَتَزَوَّجَ بِهَا عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ. سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَدِمَتْ أَسْمَاءُ مِنَ الحَبَشَةِ فَقَالَ لَهَا عُمَرُ: يَا حَبَشِيَّةُ سَبَقْنَاكُمْ بِالهِجْرَةِ. فَقَالَتْ: لَعَمْرِي لَقَدْ صَدَقْتَ كُنْتُمْ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ وُيُعَلِّمُ جَاهِلَكُم وَكُنَّا البُعَدَاءُ الطُّرَدَاءُ. أَمَا وَاللهِ لأَذْكُرَنَّ ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ. فَأَتَتْهُ. فَقَالَ: "لِلنَّاسِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ وَلَكُمْ هجرتان" 1. عَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنَّ هَؤُلاَءِ يَزْعُمُوْنَ أَنَّا لَسْنَا مِنَ المُهَاجِرِيْنَ. قَالَ: "كَذَبَ مَنْ يَقُوْلُ ذَلِكَ لَكُمُ الهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ، هَاجَرْتُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَهَاجَرْتُمْ إِلَيَّ". قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَوَّلُ مَنْ أَشَارَ بِنَعْشِ المَرْأَةِ يَعْنِي المُكَبَّةُ أَسْمَاءُ رَأَتِ النَّصَارَى يَصْنَعُوْنَهُ بِالحَبَشَةِ. الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: لَمَّا أُصِيْبَ جَعْفَرٌ قَالَ: تَسَلَّبِي ثَلاَثاً ثُمَّ اصنعي ما شئت. قَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: نُفِسَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ بِمُحَمَّدٍ بِذِي الحُلَيْفَةِ وَهُمْ يُرِيْدُوْنَ حَجَّةَ الوَدَاعِ فَأَمَرَهَا أَبُو بَكْرٍ أَنْ تَغْتَسِلَ ثُمَّ تُهِلَّ بِالحَجِّ2. الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ قَالَ: نُفِسَتْ بِذِي الحُلَيْفَةِ فَهَمَّ أَبُو بَكْرٍ بِرَدِّهَا فَسَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مُرْهَا فَلْتَغْتَسِلْ ثُمَ تُهِلَّ بِالحَجِّ". وَرَوَى القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْمَاءَ نَحْواً مِنْهُ. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا يَزِيْدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَكَانَ أَبْيَضَ خَفِيْفَ اللَّحْمِ فَرَأَيْتُ يَدَيْ أَسْمَاءَ مَوْشُوْمَةً.

_ 1 صحيح: وهذا إسناد ضعيف لإرساله، أخرجه ابن سعد "8/ 281". وأخرجه البخاري "4230"، ومسلم "2502" و"2503" حدثنا محمد بن العلاء الهمداني قال: حدثنا أبو أسامة، حدثني بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى، به في حديث طويل. 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 282" من طريق سفيان الثوري، عن عبد الكريم، به. وأخرجه أحمد "6/ 369" ومسلم "1218" في حديث طويل، عن جابر بن عبد الله.

زَادَ خَالِدٌ الطَّحَّانُ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ قَيْسٍ: تذب عن أبي بكر. قَالَ سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ قَاضِي المَدِيْنَةِ: أَوْصَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ تُغَسِّلَهُ أَسْمَاءُ. قَالَ قَتَادَةُ: فَغَسَّلَتْهُ بِنْتُ عُمَيْسٍ امْرَأَتُهُ. وَقِيْلَ: عَزَمَ عَلَيْهَا لَمَّا أَفْطَرَتْ وَقَالَ: هُوَ أَقْوَى لَكِ. فَذَكَرَتْ يَمِيْنَهُ فِي آخِرِ النَّهَارِ فَدَعَتْ بِمَاءٍ فَشَرِبَتْ وَقَالَتْ: وَاللهِ لاَ أُتْبِعُهُ اليَوْمَ حِنْثاً. مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ أَسْمَاءَ غَسَّلَتْ أَبَا بَكْرٍ فَسَأَلَتْ مَنْ حَضَرَ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ وَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ وَهَذَا يَوْمٌ شَدِيْدُ البَرْدِ فَهَلْ عَلَيَّ مِنْ غُسْلٍ? فَقَالُوا: لاَ. رَوَى أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ: أَنَّ عُمَرَ فَرَضَ الأُعْطِيَةَ فَفَرَضَ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: ثُمَّ تَزَوَّجَتْ عَلِيّاً فَوَلَدَتْ لَهُ يَحْيَى وَعَوْناً. زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ: سَمِعْتُ عَامِراً يَقُوْلُ: تَزَوَّجَ عَلِيٌّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ فَتَفَاخَرَ ابْنَاهَا: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ فَقَالَ كُلٌّ مِنْهُمَا: أَنَا أَكْرَمُ مِنْكَ وَأَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيْكَ. قَالَ: فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ: اقْضِي بَيْنَهُمَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَابّاً مِنَ العَرَبِ خَيْراً مِنْ جَعْفَرٍ وَلاَ رَأَيْتُ كَهْلاً خَيْراً مِنْ أَبِي بَكْرٍ. فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا تَرَكْتِ لَنَا شَيْئاً وَلَوْ قُلْتِ غَيْرَ الَّذِي قُلْتِ لَمَقَتُّكِ. قَالَتْ: إِنَّ ثَلاَثَةً أَنْتَ أَخَسُّهُمْ خِيَارٌ. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَذَّبَتْكُم مِنَ النِّسَاءِ الحَارِقَةُ1 فَمَا ثَبَتَتْ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ إلَّا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ. قُلْتُ: لأَسْمَاءَ حَدِيْثٌ فِي "سُنَنِ الأَرْبَعَةِ". حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنُهَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ أُخْتِهَا عَبْدُ اللهِ بنُ شَدَّادٍ. وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ وَعُرْوَةُ وَالشَّعْبِيُّ وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ. وَآخَرُوْنَ. عاشت بعد علي.

_ 1 الحارقة والحاروق من النساء: الضيقة الفرج. قال ابن الأعرابي: وامرأة حارقة ضيقة الملاقي، وقيل: هي التي تغلبها الشهوة حتى تحرق أنيابها بعضها على بعض أي تحكها.

أسماء بنت أبي بكر

148- أسماء بنت أبي بكر 1 "ع": عبد الله بن أبي قحافة عثمان. أُمُّ عَبْدِ اللهِ القُرَشِيَّةُ، التَّيْمِيَّةُ، المَكِّيَّةُ، ثُمَّ المدنية. وَالِدَةُ الخَلِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَأُخْتُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ، وَآخِرُ المُهَاجِرَاتِ وَفَاةً. رَوَتْ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. وَعُمِّرَتْ دَهْراً وَتُعْرَفُ بِذَاتِ النِّطَاقَيْنِ. وَأُمُّهَا: هِيَ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ العُزَّى العَامِرِيَّةُ. حَدَّثَ عَنْهَا ابْنَاهَا: عَبْدُ اللهِ وَعُرْوَةُ وَحَفِيْدُهَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُرْوَةَ وَحَفِيْدُهُ عَبَّادُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ وَصَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ وَوَهْبُ بنُ كَيْسَانَ وَأَبُو نَوْفَلٍ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي عَقْرَبٍ وَالمُطَّلِبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَنْطَبٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ المُنْذِرِ بنِ الزُّبَيْرِ وَمَوْلاَهَا عَبْدُ اللهِ بنُ كَيْسَانَ وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ وَنَافِلَتُهَا2 عَبَّادُ بنُ حَمْزَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ وَعِدَّةٌ. وَكَانَتْ أَسَنَّ مِنْ عَائِشَةَ بِبِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، هَاجَرَتْ حَامِلاً بِعَبْدِ اللهِ، وَقِيْلَ: لَمْ يَسْقُطْ لَهَا سِنٌّ، وَشَهِدَتِ اليَرْمُوْكَ مَعَ زَوْجِهَا الزُّبَيْرِ، وَهِيَ وَأَبُوْهَا وَجَدُّهَا وَابْنُهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ أَرْبَعَتُهُمْ صَحَابِيُّوْنَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا المُؤَيَّدُ الطُّوْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الفَرَاوِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَمْرَوَيْه، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا نَافِعُ بن عمر، عن ابن أبي مليكة، قال: قَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني عَلَى الحَوْضِ أَنْظُرُ مَنْ يَرِدُ عليَّ مِنْكُم" 3.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 249-255"، تهذيب الكمال "35/ ترجمة 7780"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة 2721"، الإصابة "4 ترجمة 46". 2 النافلة: ولد الولد؛ لأن الأصل كان الولد فصار ولد الولد زيادة على الأصل، قال الله - عز وجل- في قضية إبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} [الأنبياء: 72] ، كأنه قال وهبنا لإبراهيم إسحاق فكان كالفرض له، ثم قال: ويعقوب نافلة، فالنافلة ليعقوب خاصة لأنه ولد الولد أي وهبنا له زيادة على الفرض له، وذلك أن إسحاق وهب له بدعائه وزيد يعقوب تفضلا. 3 صحيح: أخرجه مسلم "2293" حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بنُ عُمَرَ الجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، به. وأخرجه البخاري "6593" حدثنا سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن عمر، به.

شُعْبَةُ، عَنْ مُسْلِمٍ القُرِّيِّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أُمِّ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَإِذَا هِيَ امْرَأَةٌ ضَخْمَةٌ عَمْيَاءُ نَسْأَلُهَا، عَنْ مُتْعَةِ الحَجِّ. فَقَالَتْ: قَدْ رَخَّصَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيْهَا1. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ: كَانَتْ أَسْمَاءُ أَكْبَرَ مِنْ عَائِشَةَ بِعَشْرٍ. هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِر، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: صَنَعْتُ سُفْرَةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَيْتِ أَبِي حِيْنَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ فَلَمْ أَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلاَ لِسِقَائِهِ مَا أَرْبِطُهُمَا فَقُلْتُ لأَبِي: مَا أَجِدُ إلَّا نِطَاقِي قَالَ: شُقِّيْهِ بِاثْنَيْنِ فَارْبِطِي بِهِمَا قَالَ: فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ2. ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أسماء قالت: لَمَّا تَوَجَّهَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ مَكَّةَ حَمَلَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُ جَمِيْعَ مَالِهِ خَمْسَةَ آلاَفٍ أَوْ سِتَّةَ آلاَفٍ فَأَتَانِي جَدِّي أَبُو قُحَافَةَ وَقَدْ عَمِيَ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا قَدْ فَجَعَكُمْ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ. فَقُلْتُ: كَلاَّ قَدْ تَرَكَ لَنَا خَيْراً كَثِيْراً. فَعَمَدْتُ إِلَى أَحْجَارٍ فَجَعَلْتُهُنَّ فِي كُوَّةِ البَيْتِ وَغَطَّيْتُ عَلَيْهَا بِثَوْبٍ ثُمَّ أَخَذْتُ بِيَدِهِ وَوَضَعْتُهَا عَلَى الثَّوْبِ فَقُلْتُ: هَذَا تَرَكَهُ لَنَا فَقَالَ: أَمَا إِذْ تَرَكَ لَكُم هَذَا فَنَعَمْ. ابْنُ إِسْحَاقَ: حُدِّثْتُ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: أَتَى أَبُو جَهْلٍ فِي نَفَرٍ فَخَرَجتُ إِلَيْهِمْ فَقَالُوا: أَيْنَ أَبُوْكِ? قُلْتُ: لاَ أَدْرِي وَاللهِ أَيْنَ هُوَ. فَرَفَعَ أَبُو جَهْلٍ يَدَهُ وَلَطَمَ خَدِّي لَطْمَةً خَرَّ مِنْهَا قُرْطِي. ثُمَّ انْصرفُوا. فَمَضَتْ ثَلاَثٌ لاَ نَدْرِي أَيْنَ تَوَجَّهَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الجِنِّ يَسْمَعُوْنَ صَوْتَهُ بِأَعْلَى مَكَّةَ يَقُوْلُ: جَزَى اللهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... رَفِيْقَيْنِ قَالاَ خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعَبْدِ قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: كَانَتْ أَسْمَاءُ تَصْدَعُ فَتَضَعُ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَتَقُوْلُ: بِذَنْبِي وَمَا يَغْفِرُهُ اللهُ أَكْثَرُ. وَرَوَى عُرْوَةُ عَنْهَا قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ شَيْءٌ غَيْرُ فرسه فكنت أسوسه وأعلفه وأدق لناضجه النوى3 وأستقي وأعجن وكنت أنقل النوى من أرض الزبير

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "6/ 348" من طريق روح وهو ابن عبادة عن شعبة، به. قلت: إسناده حسن، مسلم القرى، هو مسلم بن مخراق، العبد القري، أبو الأسود، صدوق. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3907"، وابن سعد "8/ 250" من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، حدثنا هشام بن عروة، به. 3 الناضح: هو البعير التي يُستقى عليها. والنوى: عجم التمر والزبيب وغيرهما.

الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى رَأْسِي وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ فَجِئْتُ يَوْماً وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي فَلَقِيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ نَفَرٌ فَدَعَانِي فَقَالَ: "إِخّ إِخّ" لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ فَاسْتَحْيَيْتُ وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ. قَالَتْ: فَمَضَى. فَلَمَّا أَتَيْتُ أَخْبَرْتُ الزُّبَيْرَ فَقَالَ: وَاللهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوْبِكِ مَعَهُ قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدُ بِخَادِمٍ فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الفَرَسِ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي1. وَعَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي أَسْمَاءَ وَكَانَتْ أُمُّهَا يُقَالُ لَهَا: قُتَيْلَةُ جَاءتْهَا بِهَدَايَا فَلَمْ تَقْبَلْهَا حَتَّى سَأَلَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَزَلَتْ: {لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} [المُمْتَحَنَةُ: 8] . وَفِي الصَّحِيْحِ: قَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنَّ أُمِي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُهَا? قَالَ: "نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ" 2. عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ عُرْوَةَ، عَنْ هِشَامٍ أَنَّ عُرْوَةَ قَالَ: ضَرَبَ الزُّبَيْرُ أَسْمَاءَ فَصَاحَتْ بِعَبْدِ اللهِ ابْنِهَا فَأَقْبَلَ. فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: أُمُّكَ طَالِقٌ إِنْ دَخَلْتَ. فَقَالَ: أَتَجْعَلُ أَمِّي عُرْضَةً لِيَمِيْنِكَ فَاقْتَحَمَ وَخَلَّصَهَا. قَالَ: فَبَانَتْ مِنْهُ3. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ: أَنَّ الزُّبَيْرَ طَلَّقَ أَسْمَاءَ فَأَخَذَ عُرْوَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَغِيْرٌ4. أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ قَالَ: كَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ سَخِيَّةَ النَّفْسِ.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2182". 2 صحيح: أخرجه البخاري "5979" من طريق الليث، ومسلم "1003" من طريق عبد الله بن إدريس، كلاهما عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أسماء، به. 3 موضوع: آفته عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ عُرْوَةَ بن الزبير المدني، قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات. وقال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث. وساق له ابن عدي له أحاديث، ثم قال: عامتها مما لا يتابعه عليه الثقات، والحديث ذكره الذهبي في ترجمته في "الميزان"، وعده من بلاياه. 4 ضعيف: أخرجه ابن سعد "8/ 253" أخبرنا عَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، به. قلت: إسناده ضعيف، إسناده منقطع بين هشام بن عروة، والزبير بن العوام.

هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ: سَمِعتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً قَطُّ أَجْوَدَ مِنْ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ وَجُوْدُهُمَا مُخْتَلِفٌ: أَمَّا عَائِشَةُ فَكَانَتْ تَجْمَعُ الشَّيْءَ إِلَى الشَّيْءِ حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَ عِنْدَهَا وَضَعَتْهُ مَوَاضِعَهَ وَأَمَّا أَسْمَاءُ فَكَانَتْ لاَ تَدَّخِرُ شَيْئاً لِغَدٍ. قَالَ مُصْعَبُ بنُ سَعْدٍ: فَرَضَ عُمَرُ لِلْمُهَاجِرَاتِ أَلْفاً أَلْفاً مِنْهُنَّ أُمُّ عَبْدٍ وَأَسْمَاءُ. هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ: أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ تَمْرَضُ المَرْضَةَ فَتَعْتِقُ كُلَّ مَمْلُوْكٍ لَهَا. قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلْرُّؤْيَا أَخَذَ ذَلِكَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَأَخَذَتْ، عَنْ أَبِيْهَا. مَعْنُ بنُ عِيْسَى: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيْهِ: قَالَتْ أَسْمَاءُ لابْنِهَا: يَا بُنَيَّ عِشْ كَرِيْماً وَمُتْ كَرِيْماً لاَ يَأْخُذْكَ القَوْمُ أَسِيْراً. قَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: كَثُرَ اللُّصُوْصُ بِالمَدِيْنَةِ فَاتَّخَذَتْ أَسْمَاءُ خِنْجَراً زَمَنَ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ: كَانَتْ تَجْعَلُهُ تَحْتَ رَأْسِهَا. قَالَ عُرْوَةُ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَخِي قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ عَلَى أُمِّنَا بِعَشْرِ لَيَالٍ وَهِيَ وَجِعَةٌ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: كَيْفَ تَجِدِيْنَكِ? قَالَتْ: وَجِعَةٌ. قَالَ: إِنَّ فِي المَوْتِ لَعَافِيَةً. قَالَتْ: لَعَلَّكَ تَشْتَهِي مَوْتِي فَلاَ تَفْعَلْ وَضَحِكَتْ وَقَالَتْ: وَاللهِ مَا أَشْتَهِي أَنْ أَمُوْتَ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى أَحَدِ طَرَفَيْكَ: إِمَّا أَنْ تُقْتَلَ فَأَحْتَسِبُكَ وَإِمَّا أَنْ تَظْفَرَ فَتَقَرَّ عَيْنِي. إِيَّاكَ أَنْ تُعْرَضَ عَلَى خُطَّةٍ فَلاَ تُوَافِقَ فَتَقْبَلُهَا كَرَاهِيَةَ المَوْتِ. قَالَ: وَإِنَّمَا عَنَى أَخِي أَنْ يُقْتَلَ فَيَحْزُنُهَا ذَلِكَ. وَكَانَتْ بِنْتَ مائة سنة. ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو المُحَيَّاةِ، عَنْ أُمِّهِ قَالَ: لَمَّا قَتَلَ الحَجَّاجُ ابْنَ الزُّبَيْرِ دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ وَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّه إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ وَصَّانِي بِكِ فَهَلْ لَكِ مِنْ حَاجَةٍ? قَالَتْ: لَسْتُ لَكَ بِأُمٍّ وَلَكِنِّي أُمُّ المَصْلُوْبِ عَلَى رَأْسِ الثَّنِيَّةِ وَمَا لِي مِنْ حَاجَةٍ وَلَكِنْ أُحَدِّثُكَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "يخرج في ثفيف كَذَّابٌ وَمُبِيْرٌ". فَأَمَّا الكَذَّابُ فَقَدْ رَأَيْنَاهُ -تَعْنِي المختار- وأما المبير فأنت1.

_ 1 حسن: أخرجه مسلم "2545" من حديث ابن عمر عن أسماء مرفوعا بلفظ: "أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثنا "أن في ثقيف كذابا ومبيرا" فأما الكذاب فرأيناه. وأما المبير لا إخالك إلا إياه، قال: فقام عنها ولم يراجعها -أي الحجاج بن يوسف- قوله: "مبيرا": أي مهلكا. قوله "إخالك": بفتح الهمزة وكسرها، والكسر أشهر: أي أظنك.

فَقَالَ لَهَا: مُبِيْرُ المُنَافِقِيْنَ. أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: حَدَّثَنَا أَبُو المُحَيَّاةِ يَحْيَى بنُ يَعْلَى التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: دَخَلْتُ مَكَّةَ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِثَلاَثٍ وَهُوَ مَصلُوْبٌ فَجَاءتْ أُمُّهُ عَجُوْزٌ طَوِيْلَةٌ عَمْيَاءُ فَقَالَتْ لِلحَجَّاجِ: أَمَا آنَ لِلرَّاكِبِ أَنْ يَنْزِلَ فَقَالَ: المُنَافِقُ? قَالَتْ: وَاللهِ مَا كَانَ مُنَافِقاً كَانَ صَوَّاماً قَوَّاماً بَرّاً قَالَ: انْصَرِفِي يَا عَجُوْزُ فَقَدْ خَرِفْتِ. قَالَتْ: لاَ وَاللهِ مَا خَرِفْتُ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ يَقُوْلُ: "فِي ثَقِيْفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيْرٌ....." الحَدِيْثَ. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُوْرِ بنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: قِيْلَ لابْنِ عُمَرَ: إِنَّ أَسْمَاءَ فِي نَاحِيَةِ المَسْجِدِ وَذَلِكَ حِيْنَ صُلِبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَمَالَ إِلَيْهَا فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الجُثَثَ لَيْسَتْ بِشَيْءٍ وَإِنَّمَا الأَرْوَاحُ عِنْدَ اللهِ فَاتَّقِي الله واصبري. فَقَالَتْ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ أُهْدِيَ رَأْسُ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا إِلَى بَغِيٍّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيْلَ. أَيُّوْبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ بَعْدَ مَا أُصِيْبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَقَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّ هَذَا صَلَبَ عَبْدَ اللهِ اللَّهُمَّ لاَ تُمِتْنِي حَتَّى أُوتَى بِهِ فَأُحَنِّطَهُ وَأُكَفِّنَهُ. فَأُتِيَتْ بِهِ بَعْدُ فَجَعَلَتْ تُحَنِّطُهُ بِيَدِهَا وَتُكَفِّنُهُ بَعْدَ مَا ذَهَبَ بَصَرُهَا. وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: وَصَلَّتْ عَلَيْهِ وَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ جُمُعَةٌ إلَّا مَاتَتْ. شَرِيْكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ بنِ الرَّبِيْعِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَقَدْ كَبِرَتْ وَهِيَ تُصَلِّي وَامْرَأَةٌ تَقُوْلُ لَهَا: قُوْمِي اقْعُدِي افْعَلِي مِنَ الكِبَرِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَتْ بَعْدَ ابْنِهَا بِلَيَالٍ. وَكَانَ قَتْلُهُ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ. قُلْتُ: كَانَتْ خَاتِمَةُ المُهَاجِرِيْنَ وَالمُهَاجِرَاتِ. إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيْقِ النَّاجِي: أَنَّ الحَجَّاجَ دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَكِ أَلْحَدَ فِي هَذَا البَيْتِ وَإِنَّ اللهَ أَذَاقَهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيْمٍ. قَالَتْ: كَذَبْتَ، كَانَ بَرّاً بِوَالِدَتِهِ صَوَّاماً قَوَّاماً وَلَكِنْ قَدْ أَخْبَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ثَقِيْفٍ كَذَّابَانِ: الآخَرُ مِنْهُمَا شَرٌّ مِنَ الأَوَّلِ وَهُوَ مُبِيْرٌ" 1. مُسْنَدُهَا: ثَمَانِيَةٌ وَخَمْسُوْنَ حَدِيْثاً. اتَّفَقَ لَهَا البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى ثَلاَثَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً. وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِخَمْسَةِ أَحَادِيْثَ وَمُسْلِمٌ بأربعة.

_ 1 حسن: راجع تخريجنا السابق.

أسماء بنت يزيد بن السكن

149- أسماء بنت يزيد بن السكن 1: أم عامر وَأُمُّ سَلَمَةَ. الأَنْصَارِيَّةُ الأَشْهَلِيَّةُ، بِنْتُ عَمَّةِ مُعَاذِ بن جبل. مِنَ المُبَايِعَاتِ المُجَاهِدَاتِ. رَوَتْ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جُمْلَةَ أَحَادِيْثَ. وَقَتَلَتْ بِعَمُوْدِ خِبَائِهَا يَوْمَ اليَرْمُوْكِ تِسْعَةً مِنَ الرُّوْمِ. سَكَنَتْ دِمَشْقَ وَقَبْرُ أُمِّ سَلَمَةَ الَّذِي بِمَقْبَرَةِ البَابِ الصَّغِيْرِ هُوَ قَبْرُهَا إِنْ شَاءَ اللهُ. حَدَّثَ عَنْهَا: مَوْلاَهَا مُهَاجِرٌ وَشَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ وُمُجَاهِدٌ وإسحاق ابن رَاشِدٍ وَابْنُ أُخْتِهَا مَحْمُوْدُ بنُ عَمْرٍو وَآخَرُوْنَ. قَالَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ: أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيْدَ هِيَ أُمُّ سَلَمَةَ الأَنْصَارِيَّةُ. قُلْتُ: وَقِيْلَ: إِنَّهَا حَضَرَتْ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ وَبَايَعَتْ يَوْمَئِذٍ. رَوَى مُحَمَّدُ بنُ مُهَاجِرٍ وَأَخُوْهُ عَمْرٌو، عَنْ أَبِيْهِمَا، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيْدَ بِنْتِ عَمِّ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ كَذَا قَالَ وَلاَ يَسْتَقِيْمُ ذَلِكَ لأَنَّ أَسْمَاءَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ وَمُعَاذاً مِنْ بَنِي سَلِمَةَ قَالَتْ: قَتَلْتُ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ تِسْعَةً. قُلْتُ: عَاشَتْ إِلَى دَوْلَةِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ.

_ 1 ترجمتها في تهذيب الكمال "35/ ترجمة 7785"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة 2727"، الإصابة "4/ ترجمة رقم 58".

بريرة مولاة أم المؤمنين عائشة

2- بَرِيْرَةُ مَوْلاَةُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ 1 "س": لَهَا حديث عند النسائي. رَوَى عَنْهَا: عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ وَغَيْرُهُ. قَدْ تَكَلَّمَ عَلَى حَدِيْثِهَا ابْنُ خُزَيْمَةَ وَغَيْرُهُ بِفَوَائِدَ جَمَّةٍ. رَوَى عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَيْمَنَ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ المُؤْمِنِيْنَ إِنِّي كُنْتُ لِعُتْبَةَ بنِ أَبِي لَهَبٍ وَإِنَّ بَنِيْهِ وَامْرَأَتَهُ بَاعُوْنِي وَاشْتَرَطُوا الوَلاَءَ فَمَوْلَى مَنْ أَنَا? فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ دَخَلَتْ عَلَيَّ بَرِيْرَةُ وَهِيَ مُكَاتَبَةٌ فَقَالَتْ: اشْتَرِيْنِي قُلْتُ: نَعَمْ فَقَالَتْ: إِنَّهُمْ لاَ يَبِيْعُوْنَنِي حَتَّى يَشْتَرِطُوا وَلاَئِي فَقُلْتُ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيْكِ. فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ بَلَغَهُ فَقَالَ: "مَا بَالُ بَرِيْرَةَ"؟ فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ: "اشْتَرِيْهَا فَأَعْتِقِيْهَا وَدَعِيْهِمْ فَيَشْتَرِطُونَ مَا شاءوا". فَاشْتَرَيْتُهَا فَأَعْتَقْتُهَا فَقَالَ: "الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ وَلَو اشْتَرَطُوا مائَةَ مَرَّةٍ" 2. مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي شَأْنِ بَرِيْرَةَ حِيْنَ أَعْتَقَهَا وَاشْتَرَطَ أَهْلُهَا الوَلاَءَ فَقَالَ: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُوْنَ شُرُوْطاً لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللهِ مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطاً لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَهُوَ بَاطِلٌ وَإِنِ اشْتَرَطَ مائَةَ مَرَّةٍ فَشَرْطُ اللهِ أَحَقُّ وَأَوْثَقُ" 3. وَرَوَى نَحْوَهُ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ وَالأَسْوَدُ بنُ يَزِيْدَ وَعَمْرَةُ وَمُجَاهِدٌ، عن عائشة4. وَيَرْوِيْهِ نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ5. عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءتْنِي بَرِيْرَةُ تَسْتَعِيْنُ فِي كِتَابَتِهَا وَلَمْ تَكُنْ قَضَتْ شَيْئاً. فَقُلْتُ: ارْجِعِي إِلَى أَهْلِكِ فَإِنْ أَحَبُّوا أَنْ أَقْضِيَ عَنْكِ كِتَابَتَكِ ويكون ولاؤك لي فعلت

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 256-261"، وتهذيب الكمال "35/ ترجمة 7769"، تهذيب التهذيب "12 / ترجمة 2741"، الإصابة "4/ ترجمة 177". 2 صحيح: أخرجه البخاري "2565"، وابن سعد "8/ 256-257" من طريق عبد الواحد بن أيمن، به. 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 257". 4 صحيح: أخرجه مالك "2/ 562"، ومن طريقه أخرجه البخاري "5097" و"5279" ومسلم "1075" "173" و"1504" "14"، والنسائي "6/ 162"، والبيهقي "6/ 161"، والبغوي "1611" عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ القاسم، عن عائشة، به. وأخرجه البخاري "6754"، والبيهقي "7/ 223" من طريق أبي عوانة، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة، به. 5 صحيح: أخرجه مالك "2/ 781"، ومن طريق مالك رواه البخاري "2169" و"2562" و"2752" و"6757"، ومسلم "1504"، وأبو داود "2915"، والنسائي "7/ 300"، والبيهقي "10/ 337"، والبغوي "2113" عن نافع، عن ابن عمر، به.

فَذَكَرَتْ بَرِيْرَةُ ذَلِكَ لَهُم. فَأَبَوْا وَقَالُوا: إِنْ شَاءتْ أَنْ تَحْتَسِبَ فَلْتَفْعَلْ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: "ابْتَاعِي فَأَعْتِقِي فَإِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ". ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: "مَا بَالُ أُنَاسٍ يَشْتَرِطُوْنَ شُرُوْطاً لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللهِ! مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطاً لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَلَيْسَ لَهُ وَإِنْ شَرَطَ مئة شَرْطٍ شَرْطُ اللهِ أَحَقُّ وَأَوْثَقُ" 1. وَفِي لَفْظٍ فِي "الصَّحِيْحِ". قَالَتْ: كَاتَبْتُ أَهْلِي عَلَى تِسْعِ أواقٍ كُلُّ عَامٍ أُوْقِيَّةٌ فَأَعِيْنِيْنِي. وَفِي لَفْظٍ: "قَامَ فِي النَّاسِ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ" وفيه: "قضاء الله أحق وشرط الله وأوثق وَإِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ". وَفِي لَفْظٍ: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُوْلُ أَحَدُهُمْ: أَعْتِقْ يَا فُلاَنُ وَلِيَ الوَلاَءُ". وَفِي رِوَايَةٍ: دَخَلَتْ وَعَلَيْهَا خَمْسُ أواق في خمس سنين فقالت لها عَائِشَةُ وَنَفِسَتْ فِيْهَا: أَرَأَيْتِ إِنْ عَدَدْتُ لَهُم عِدَّةً وَاحِدَةً أَيَبِيْعُكِ أَهْلُكِ فَأُعْتِقَكِ? وَفِي لَفْظٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَائِشَةَ: "لاَ يَمْنَعُكِ ذَلِكَ" وَفِيْهِ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ". وَفِي رِوَايَةٍ: عَتَقَتْ وَهِيَ عِنْدَ مُغِيْثِ بنِ جَحْشٍ فَخَيَّرَهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: "إِنْ قَرُبَكِ فَلاَ خِيَارَ لَكِ". وَفِي رِوَايَةٍ: جَعَلَ عِدَّتَهَا عِدَّةَ المُطَلَّقَةِ الحُرَّةِ. وَفِي لَفْظٍ: جَاءتْنِي وَرَسُوْلُ اللهِ جَالِسٌ فَقَالَتْ لِي مَا رَدَّ أَهْلُهَا. فَقُلْتُ: لاهَا اللهِ وَرَفَعْتُ صَوْتِي. فَقَالَ: "خُذِيْهَا وَاشْتَرِطِي". وَفِي لَفْظٍ: "إِذَا أُعْتِقْتِ فَأَنْتَ أَوْلَى بِأَمْرِكِ مَا لَمْ يَطَأْكِ وَمَا أُحِبُّ أَنْ تَفْعَلِي" قَالَتْ: لاَ حَاجَةَ لِي بِهِ. وَفِي حَدِيْثِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ فِي بَرِيْرَةَ ثَلاَثُ سُنَنٍ: عَتَقَتْ فَخُيِّرَتْ فِي زَوْجِهَا وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ تَفُوْرُ بِلَحْمٍ فَقُرِّبَ إِلَيْهِ مِنْ أَدَمِ البَيْتِ فَقَالَ: "أَلَمْ أَرَ البُرْمَةَ"؟ قَالُوا: بَلَى ذَلِكَ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيْرَةَ وَأَنْتَ لاَ تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ. قَالَ: "هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ ولنا هدية".

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 780"، ومن طريقه أخرجه الشافعي "2/ 70 و70-71 و71-72"، والبخاري "2168" و"2729"، ومسلم "1504"، وأبو يعلى "4335"، والبيهقي "10/ 336"، والبغوي "2214" عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به.

وَفِي رِوَايَةٍ: وَخُيِّرَتْ فِي زَوْجِهَا وَهُوَ حُرٌّ ثُمَّ قَالَ: لاَ أَدْرِي1. وَفِي لَفْظٍ: كَانَتْ تَحْتَ عَبْدٍ. فَقَالَ: "أَنْتِ أَمْلَكُ لِنَفْسِكِ إِنْ شئت أقمت معه". حَدِيْثُ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيْرَةَ لِلْعِتْقِ: وَفِيْهِ: فَخَيَّرَهَا مِنْ زَوْجِهَا. فَقَالَتْ: لَو أَعْطَانِي كَذَا وَكَذَا مَا ثَبَتُّ عِنْدَهُ. فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا. وَفِي لَفْظِ الحَكَمِ: وَكَانَ حُرّاً2. فَقَالَ البُخَارِيُّ: قَوْلُ الأَسْوَدِ مُنْقَطِعٌ3. وَفِي رِوَايَةٍ: بِلَحْمِ بَقَرٍ. قُلْنَا: تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيْرَةَ. حَدِيْثُ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: إِنَّ بَرِيْرَةَ جَاءتْ تَسْتَعِيْنُ فَقَالَتْ لَهَا: إِنْ أَحَبَّ أَهْلُكِ أَنْ أَصُبَّ لَهُم ثَمَنَكِ صَبَّةً وَاحِدَةً فَأُعْتِقَكِ

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1504" "14" من طريق مالك بن أنس، عن ربيعة بن عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد عن عائشة، به. 2 أخرجه البخاري "6751" وأحمد "6/ 175"، والدارمي "2/ 169"، والنسائي "5/ 107-108" من طريق شعبة، عن الحكم عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة به، ثم قال الحكم: "وكان زوجها حرا". وقال البخاري في إثره: وقول الحكم مرسل، وقال ابن عباس: رأيته عبدا. قال الحافظ في "الفتح" "12/ 40": وقول الحكم مرسل: أي ليس بمسند إلى عائشة رواية الخبر فيكون في حكم المتصل المرفوع. وقوله "وقال ابن عباس رأيته عبدا" زاد في الباب الذي يليه حديث رقم "6754": وقول الأسود منقطع أي لم يصله بذكر عائشة فيه وقول ابن عباس أصح لأنه ذكر أنه رآه، وقد صح أنه حضر القصة وشاهدها فيترجح قوله على قول من لم يشهدها، فإن الأسود لم يدخل المدينة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما الحكم فولد بعد ذلك بدهر طويل. ويستفاد من تعبير البخاري قول الأسود منقطع جواز إطلاق المنقطع في موضع المرسل خلافا لما اشتهر في الاستعمال من تخصيص المنقطع بما يسقط من أثناء السند واحد إلا في صورة سقوط الصحابي بين التابعي والنبي صلى الله عليه وسلم فإن ذلك يسمى عندهم المرسل، ومنهم من خصه بالتابعي الكبير فيستفاد من قول البخاري أيضا، وقول الحكم مرسل: أنه يستعمل في التابعي الصغير أيضا لأن الحكم من صغار التابعين، واستدل به لأحدى الروايتين عن أحمد أن من أعتق من غيره فالولاء للمعتق والأجر للمعتق عنه. 3 أخرجه البخاري "6754". وقال البخاري في إثره: قول الأسود منقطع وقول ابن عباس رأيته عبدا أصح. راجع تعليقنا السابق.

حَدِيْثُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عَائِشَةَ سَاوَمَتْ بَرِيْرَةَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ إِلَى الصَّلاَةِ فَلَمَّا جَاءَ قَالَتْ: إِنَّهُمْ لاَ يَبِيْعُوْنَهَا إلَّا أَنْ يَشْتَرِطُوا الوَلاَءَ. قَالَ: "إِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ" 1. هَمَّامٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ زَوْجَ بَرِيْرَةَ كَانَ عَبْداً أَسْوَدَ يُسَمَّى: مُغِيثاً فَقَضَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيْهَا أَرْبَعَ قَضِيَّاتٍ: أَنَّ مَوَالِيْهَا اشْتَرَطُوا الوَلاَءَ فَقَضَى أَنَّ الوَلاَءَ لِمَنْ أَعْتَقَ وَخُيِّرَتْ فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَأَمَرَ النَّبِيُّ أَنْ تَعْتَدَّ. فَكُنْتُ أَرَاهُ يَتْبَعُهَا فِي سِكَكِ المَدِيْنَةِ يَعْصِرُ عَيْنَيه عَلَيْهَا. قَالَ: وَتُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِصَدَقَةٍ فَأَهْدَتْ مِنْهَا إِلَى عَائِشَةَ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ" 2. رَوَى نَحْواً مِنْهُ: رَبِيْعَةُ الرَّأْيِ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ3. دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِبَرِيْرَةَ: "قَدْ أُعْتِقَ بَضْعُكِ مَعَكِ فَاخْتَارِي". أَيُّوْبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ خَيَّرَ بَرِيْرَةَ. فَكَلَّمَهَا فِيْهِ. فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَشَيْءٌ وَاجِبٌ? قَالَ: "لاَ، إنما أشفع له". شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ بِلَحْمٍ فَقِيْلَ: تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيْرَةَ قَالَ: "هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ" 4. أَيُّوْبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: ذُكِرَ زَوْجُ بَرِيْرَةَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: ذَاكَ مُغِيْثٌ عَبْدُ بَنِي فُلاَنٍ قَدْ رَأَيْتُهُ يَبْكِي خَلْفَهَا يتبعها في الطريق5.

_ 1 سبق تخريجنا له قريبا برقم "1192". 2 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "10/ 182"، وأحمد "1/ 281 و361"، والطحاوي "3/ 82"، والطبراني "11826"، والبيهقي "7/ 221-222" من طريق همام، قال: أخبرنا قتادة، عن عكرمة به. 3 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "2/ 562، ومن طريق مالك أخرجه البخاري "5097" و"5279"، ومسلم "1075" "173" و"1504" "14" والنسائي "6/ 162"، والبيهقي "6/ 161"، والبغوي "1611" عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ القاسم، عن عائشة، به. 4 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 259-260" من طريق شعبة، به. 5 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 260" أخبرنا الفضل بن دكين، عن ابن عيينة عن أيوب، عن عكرمة، به.

وَرَوَى حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوْبَ قَالَ: لاَ أَعْلَمُ أَهْلَ المَدِيْنَةِ وَمَكَّةَ يَخْتَلِفُوْنَ أَنَّهُ عَبْدٌ. ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ زَوْجُ بَرِيْرَةَ يَوْمَ خُيِّرَتْ حُرّاً. عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ: أَنَّ زَوْجَ بَرِيْرَةَ كَانَ عَبْداً. قُلْتُ: بَرِيْرَةُ لَمَّا أَعْتَقَتْهَا عَائِشَةُ وَقْتَ باعوها وكان ذَلِكَ وَابْنُ عَبَّاسٍ بِالمَدِيْنَةِ وَإِنَّمَا قَدِمَهَا بَعْدَ عَامِ الفَتْحِ. فَأَمَّا الجَارِيَةُ الَّتِي فِي حَدِيْثِ الإِفْكِ الَّتِي سُئِلَتْ عَمَّا تَعْلَمُ مِنْ عَائِشَةَ فَأُخْرَى غَيْرُ بَرِيْرَةَ. وَجَاءَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ لِلعَبَّاسِ: "يَا عم ألا تعجب من بغض بَرِيْرَةَ مُغِيْثاً وَحُبِّهِ لَهَا".

أم سليم الغميصاء

151- أم سليم الغميصاء 1 "خَ، م، د، ت، س": وَيُقَالُ: الرُّمَيْصَاءُ. وَيُقَالُ: سَهْلَةُ، وَيُقَالُ: أُنَيْفَةُ، وَيُقَالُ: رُمَيْثَةُ. بِنْتُ مِلْحَانَ بنِ خَالِدِ بنِ زَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ جُنْدَبِ بنِ عَامِرِ بنِ غَنْمِ بنِ عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ الأَنْصَارِيَّةُ الخَزْرَجِيَّةُ. أُمُّ خَادِمِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ. فَمَاتَ زَوْجُهَا مَالِكُ بنُ النَّضْرِ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بنُ سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ: أَبَا عُمَيْرٍ وَعَبْدَ اللهِ. شَهِدَتْ: حُنَيْناً وَأُحُداً مِنْ أَفَاضِلِ النِّسَاءِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ: كَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُدٍ وَمَعَهَا خِنْجَرٌ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ خِنْجَراً يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنْ دَنَا مِنِّي مُشْرِكٌ بَقَرْتُ به بطنه2.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 424"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 2376"، تهذيب الكمال "/ 35 ترجمة 7983"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة رقم 2954"، الإصابة "4/ ترجمة رقم 1321"، 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 425".

هَمَّامُ بنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ سُلَيْمٍ: أَنَّهَا آمَنَتْ بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: فَجَاءَ أَبُو أَنَسٍ وَكَانَ غَائِباً فَقَالَ: أَصَبَوْتِ فَقَالَتْ: مَا صَبَوْتُ وَلَكِنِّي آمَنْتُ! وَجَعَلَتْ تُلَقِّنُ أَنَساً: قُلْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ قُلْ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلَ اللهِ فَفَعَلَ. فَيَقُوْلُ لَهَا أَبُوْهُ: لاَ تُفْسِدِي عَلَيَّ ابْنِي. فَتَقُوْلُ: إِنِّي لاَ أُفْسِدُهُ! فَخَرَجَ مَالِكٌ فَلَقِيَهُ عَدُوٌّ لَهُ فَقَتَلَهُ: فَقَالَتْ: لاَ جَرَمَ لاَ أَفْطِمُ أَنَساً حَتَّى يَدَعَ الثَّدْيَ وَلاَ أَتَزَوَّجُ حَتَّى يَأْمُرُنِي أَنَسٌ. فَخَطَبَهَا أَبُو طَلْحَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ فَأَبَتْ. خَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن موسى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ آمَنْتُ فَإِنْ تَابَعْتَنِي تَزَوَّجْتُكَ قَالَ: فَأَنَا عَلَى مِثْلِ مَا أَنْتِ عَلَيْهِ. فَتَزَوَّجَتْهُ أُمُّ سُلَيْمٍ وَكَانَ صَدَاقَهَا الإِسْلاَمُ. سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أم سُلَيْمٍ فَقَالَتْ: إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ أَتَزَوَّجَ مُشْرِكاً أَمَا تَعْلَمُ يَا أَبَا طَلْحَةَ أَنَّ آلِهَتَكُمْ يَنْحَتُهَا عَبْدُ آلِ فُلاَنٍ وَأَنَّكُمْ لَو أَشْعَلْتُم فِيْهَا نَاراً لاحْتَرَقَتْ قَالَ: فَانْصَرَفَ وَفِي قَلْبِهِ ذَلِكَ ثُمَّ أَتَاهَا وَقَالَ: الَّذِي عَرَضْتِ عَلَيَّ قَدْ قَبِلْتُ. قَالَ: فَمَا كَانَ لَهَا مَهْرٌ إلَّا الإِسْلاَمُ1. مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ:، أَخْبَرَنَا رِبْعِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجَارُوْدِ الهُذَلِيُّ:، حَدَّثَنِي الجَارُودُ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بنُ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَزُوْرُ أُمَّ سُلَيْمٍ فَتُتْحِفُهُ بِالشَّيءِ تَصْنَعُهُ لَهُ وَأَخٌ لِي أَصْغَرُ مِنِّي يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ فَزَارَنَا يَوْماً فَقَالَ: "مَا لِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ خَاثِرَ النَّفْسِ"؟ قَالَتْ: مَاتَتْ صَعْوَةٌ لَهُ كَانَ يَلْعَبُ بِهَا فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ وَيَقُوْلُ: "يا أبا عمير ما فعل النغير"؟ 2.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 426-427" أخبرنا عفان بن مسلم، حدثنا سليمان بن المغيرة، به. 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 427" أخبرنا مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا رِبْعِيُّ بنُ عَبْدِ الله بن الجارود الهذلي، به. قلت: وإسناده حسن، ربعي بن عبد الله، وجده الجارود كلاهما صدوق. وأخرجه أحمد "3/ 119 و171 و190 و212"، والبخاري "6203"، ومسلم "659" و"2150"، والبيهقي "5/ 203" من طريق أبي التياح قال: سمعت أنس بن مالك يَقُوْلُ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: "يا أبا عمير ما فعل النغير"؟ ونضح بساط لنا، فصلى عليه.

هَمَّامٌ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْخُلُ بَيْتاً غَيْرَ بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ. فَقِيْلَ لَهُ. فَقَالَ: "إِنِّي أَرْحَمُهَا قتل أَخُوْهَا مَعِي" 1. قُلْتُ: أَخُوْهَا هُوَ حَرَامُ بنُ مِلْحَانَ الشَّهِيْدُ الَّذِي قَالَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُوْنَةَ: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ لَمَّا طُعِنَ مِنْ وَرَائِهِ فَطَلَعَتِ الحَرْبَةُ مِنْ صَدْرِهِ. -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. أَيُّوْبُ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنِ أُمِّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقِيْلُ فِي بَيْتِي وَكُنْتُ أَبْسُطُ لَهُ نِطْعاً فَيَقِيْلُ عَلَيْهِ فَيَعْرَقُ فَكُنْتُ آخُذُ سُكّاً فَأَعْجِنُهُ بِعَرَقِهِ. قَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ: فَاسْتَوْهَبْتُ مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ فَوَهَبَتْ لِي مِنْهُ. قَالَ أَيُّوْبُ: فَاسْتَوْهَبْتُ مِنْ مُحَمَّدٍ مِنَ ذَلِكَ السُّكِّ فَوَهَبَ لِي مِنْهُ فَإِنَّهُ عِنْدِي الآنَ. قَالَ: وَلَمَّا مَاتَ مُحَمَّدٌ حُنِّطَ بِذَلِكَ السك2. رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ الرَّقِّيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو عَنْهُ. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ، عَنِ البَرَاءِ بنِ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ عَلَى نِطْعٍ فَعَرِقَ فَاسْتَيْقَظَ وَهِيَ تَمْسَحُ العَرَقَ فَقَالَ: "مَا تَصْنَعِيْنَ"؟ قَالَتْ: آخُذُ هَذِهِ البَرَكَةَ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْكَ. ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عبد الكريم بن مالك: أخبرني البراء بن بِنْتِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ وَقِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ فَشَرِبَ مِنْهَا قَائِماً فَقَامَتْ إِلَى في السقاء فقطعته.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 428"، والبخاري "2844"، ومسلم "2455" من طريق همام، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس، به. 2 صحيح: أخرجه ابْنُ سَعْدٍ "8/ 428" أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَيُّوْبَ، عن محمد بن سيرين، به. وأخرجه البخاري "6281" من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس، عن أم سليم، به. وأخرجه أحمد "3/ 136"، ومسلم "2331" "83" من طريق سليمان التيمي، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال فذكره. وأخرجه مسلم "2331" "84" من طريق إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك، به وأخرجه مسلم "2332" من طريق عفان بن مسلم، حدثنا وهب، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، عن أم سليم، به.

رَوَاهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو فَزَادَ: وَأَمْسَكَتْهُ عِنْدَهَا. عَفَّانُ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ:، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَهُ بِمِنَى أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ شِقَّ شَعْرِهِ فَجَاءَ بِهِ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَكَانَتْ تَجْعَلُهُ فِي سُكِّهَا. قَالَتْ: وكان يقبل عِنْدِي عَلَى نِطْعٍ وَكَانَ مِعْرَاقاً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلْتُ أَسْلِتُ العَرَقَ فِي قَارُوْرَةٍ فاستيقظ فقال: "ما تجعلين"؟ فلت: أريد أن أدوف بِعَرَقِكَ طِيْبِي1. حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- دخل على أُمِّ سُلَيْمٍ فَأَتَتْهُ بِسَمْنٍ وَتَمْرٍ. فَقَالَ: "إِنِّي صَائِمٌ" ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَدَعَا لأُمِّ سُلَيْمٍ وَلأَهْلِ بَيْتِهَا فَقَالَتْ: إِنَّ لِي خُوَيْصَّةٌ قَالَ: "مَا هِيَ"؟ قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسٌ فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلاَ دُنْيَا إلَّا دَعَا لِي بِهِ وَبَعَثَتْ مَعِي بِمِكْتَلٍ مِنْ رُطَبٍ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. وروى ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً بَيْنَ يَدَيَّ فَإِذَا أَنَا بِالغُمَيْصَاءِ بِنْتِ مِلْحَانَ" 3. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: وَلَدَتْ أُمِّي فَبَعَثَتْ بِالوَلَدِ مَعِي إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: هَذَا أَخِي فَأَخَذَهُ فَمَضَغَ لَهُ تَمْرَةً فَحَنَّكَهُ بِهَا4. قَالَ حُمَيْدٌ: قَالَ أَنَسٌ: ثَقُلَ ابْنٌ لأُمِّ سُلَيْمٍ فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى المَسْجِدِ فَتُوُفِّيَ الغُلاَمُ. فَهَيَّأَتْ أُمُّ سُلَّيْمٍ أَمْرَهُ وَقَالَتْ: لاَ تُخْبِرُوْهُ فَرَجَعَ وَقَدْ سَيَّرَتْ لَهُ عَشَاءهُ فَتَعَشَّى ثُمَّ أَصَابَ مِنْ أَهْلِهِ. فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ أَلَمْ تَرَ إِلَى آلِ أبي فلان استعاروا

_ 1 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 428-429"، وأحمد "3/ 287". 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 429" من طريق محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري، حدثنا حميد، عن أنس، به. وأخرجه أحمد "3/ 108" من طريق ابن أبي عدي، و"3/ 188" من طريق عبيدة بن حميد، والبخاري "1982" من طريق خالد بن الحارث ثلاثتهم عن حميد، عن أنس، به. 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 430"، والبخاري "3679"، ومسلم "2456" و"2457" من طريق عبد العزيز بن الماجشون، حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره. قوله خشفة: أي صوتا ليس بالشديد. 4 صحيح أخرجه ابن سعد "8/ 431"، ومسلم "2144".

عَارِيَّةً فَمَنَعُوْهَا وَطُلِبَتْ مِنْهُم فَشَقَّ عَلَيْهِم. فَقَالَ: مَا أَنْصَفُوا قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ كَانَ عَارِيَّةً مِنَ اللهِ فَقَبَضَهُ فَاسْتَرْجَعَ وَحَمِدَ اللهَ. فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: "بَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا". فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ فَوَلَدَتْ لَيْلاً فَأَرْسَلَتْ بِهِ مَعِي وَأَخَذْتُ تَمَرَاتٍ عَجْوَةٍ فَانْتَهَيْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَهْنَأُ أَبَاعِرَ لَهُ وَيَسِمُهَا فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ اللَّيْلَةَ. فَمَضَغَ بَعْضَ التَّمَرَاتِ بِرِيْقِهِ فأوجره إياه فتلمظ الصبي فقال: "حِبُّ الأَنْصَارِ التَّمْرُ" فَقُلْتُ: سَمِّهِ يَا رَسُوْلَ اللهِ. قَالَ: " هُوَ عَبْدُ اللهِ" 1 سَمِعَهُ الأَنْصَارِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنِ بَكْرٍ مِنْهُ. وَرَوَى سَعِيْدُ بنُ مَسْرُوْقٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبَايَةَ بنِ رِفَاعَةَ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ أَنَسٍ تَحْتَ أَبِي طَلْحَةَ ... ، فذكر نحوه. وفيه فقال رسول الله: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا فِي لَيْلَتِهِمَا" 2. قَالَ عَبَايَةُ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ لِذَلِكَ الغُلاَمِ سَبْعَ بَنِيْنَ كُلُّهُمْ قَدْ خَتَمَ القُرْآنَ. رَوَاهُ أَبُو الأَحْوَصِ عَنْهُ. رَوَتْ: أَرْبَعَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً اتَّفَقَا لَهَا عَلَى حديث وانفرد البخاري بحديث ومسلم بحديثين.

_ 1 صحيح: أخرجه ابْنُ سَعْدٍ "8/ 431-432" أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأنصاري، وعبد الله بن بكر السهمي قالا: حدثنا حميد قال: قال أنس: فذكره في حديث طويل. وأخرجه البخاري "5470" حدثني مطر بن الفضل، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عبد الله بن عون عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك، به في حديث طويل. وأخرجه مسلم "2144" من طريق بهز، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2144" "32" من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا ابن عون، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك قال: كان ابن لأبي طلحة يشتكي، فخرج أبو طلحة، فقبض الصبي، فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت أم سليم: هو أسكن مما كان. فقربته إليه العشاء فتعشى. ثم أصاب منها. فلما فرغ قالت: واروا الصبي. فلما أصبح أبو طلحة أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فقال: "أعرستم الليلة"؟ قال: نعم. قال: "اللهم بارك لهما". فولدت غلاما فقال لي أبو طلحة: احمله حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم وبعثت معه بتمرات فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أمعه شيء"؟ قالوا: نعم. تمرات فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذها من فيه فجعلها في الصبي، ثم حنكه، وسماه عبد الله.

أم هانئ

152- أم هانئ 1: السَّيِّدَةُ الفَاضِلَةُ أُمُّ هَانِئ بِنْتُ عَمِّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ الهَاشِمِيَّةُ المَكِّيَّةُ. أُخْتُ: عَلِيٍّ وَجَعْفَرٍ. اسْمُهَا: فَاخِتَةُ وَقِيْلَ: هِنْدٌ تَأَخَّرَ إِسْلاَمُهَا. دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى مَنْزِلِهَا يَوْمَ الفَتْحِ فَصَلَّى عِنْدَهَا ثَمَانِ رَكَعَاتٍ ضُحَىً2. رَوَتْ أَحَادِيْثَ. حَدَّثَ عَنْهَا: حَفِيْدُهَا جَعْدَةُ وَمَوْلاَهَا أَبُو صَالِحٍ بَاذَامُ وَكُرَيْبٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى وَمُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ وَآخَرُوْنَ. كَانَتْ تَحْتَ هُبَيْرَةَ بنِ عَمْرِو بنِ عَائِذٍ المَخْزُوْمِيِّ فَهَرَبَ يَوْمَ الفَتْحِ إِلَى نَجْرَانَ. أَوْلَدَهَا: عَمْرَو بنَ هُبَيْرَةَ وَجَعْدَةَ وَهَانِئاً وَيُوْسُفَ. وَأَسْلَمَتْ يَوْمَ الفَتْحِ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: لَمَّا بَلَغَ هُبَيْرَةَ إِسْلاَمُهَا قَالَ أبياتًا منها: وَعَاذِلَةٍ هَبَّتْ بِلَيْلٍ تَلُوْمُنِي ... وَتَعْذُلُنِي بِاللَّيْلِ ضَلَّ ضَلاَلُهَا وَتَزْعُمُ أَنِّي إِنْ أَطَعْتُ عَشِيْرَتِي ... سَأُوْذَى وَهَلْ يُؤْذِيْنِي إلَّا زَوَالُهَا فَإِنْ كُنْتِ قَدْ تَابَعْتِ دِيْنَ مُحَمَّدٍ ... وَقُطِّعَتِ الأَرْحَامُ مِنْكِ حِبَالُهَا فَكُوْنِي عَلَى أَعْلَى سَحِيْقٍ بِهَضْبَةٍ ... مُلَمْلَمَةٍ غَبْرَاءَ يَبْسٍ بِلاَلُهَا# قُلْتُ: لَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ أَنَّ هُبَيْرَةَ أَسْلَمَ. عَاشَتْ أُمُّ هَانِئ إِلَى بَعْدِ سنة خمسين.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 47"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 2383"، تهذيب الكمال "35/ ترجمة 8017"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة 2995"، الإصابة "4/ ترجمة 1533". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1176"، ومسلم "336".

القَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ: أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مولى أم هانىء أخبره: أنه سمع أم هانىء تَقُوْلُ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبٍ فَسَلَّمْتُ فَقَالَ: "مَنْ هَذِهِ"؟ قُلْتُ: أنا أم هانىء بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ. فَقَالَ: "مَرْحَباً بِأُمِّ هَانِئ". فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفاً فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ. فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ زَعَمَ ابْنُ أُمِّي تَعْنِي عَلِيّاً أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلاً قَدْ أَجَرْتُهُ. فُلاَنٌ ابْنُ هُبَيْرَةَ. فَقَالَ: "قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أم هانئ" وذلك ضحى1. قَالَ الدَّغُوْلِيُّ: كَانَ ابْنُهَا جَعْدَةُ بنُ هُبَيْرَةَ قَدْ وَلاَّهُ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ خُرَاسَانَ وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهِ. وَقِيْلَ: إِنَّ أُمَّ هَانِئ لَمَّا بَانَتْ، عَنْ هُبَيْرَةَ بِإِسْلاَمِهَا خَطَبَهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ. فَسَكَتَ عَنْهَا. بَلَغَ مُسْنَدَهَا: سِتَّةً وَأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً لَهَا مِنْ ذَلِكَ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ أخرجاه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3171"، ومسلم "336".

أم الفضل

153- أم الفضل 1 "ع": بِنْتُ الحَارِثِ بنِ حَزْنِ بنِ بُجَيْرٍ الهِلاَلِيَّةُ الحُرَّةُ الجَلِيْلَةُ. زَوْجَةُ العَبَّاسِ عَمِّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأُمُّ أَوْلاَدِهِ الرِّجَالِ السِّتَّةِ النُّجَبَاءِ. اسْمُهَا: لُبَابَةُ. وَهِيَ أُخْتُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُوْنَةَ وَخَالَةُ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ وَأُخْتُ أَسْمَاءَ بنت عميس لأمها. قَدِيْمَةُ الإِسْلاَمِ فَكَانَ ابْنُهَا عَبْدُ اللهِ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ المُسْتَضْعَفِيْنَ مِنَ النِّسَاءِ وَالوِلْدَانِ. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ. فَهَذَا يُؤْذِنُ بِأَنَّهُمَا أَسْلَمَا قَبْلَ العَبَّاسِ وَعَجِزَا، عَنِ الهِجْرَةِ. وَكَانَتْ أُمُّ الفَضْلِ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ تَحَوَّلَ بِهَا العَبَّاسُ بَعْدَ الفَتْحِ إِلَى المَدِيْنَةِ. وَرَوَتْ أَحَادِيْثَ. حَدَّثَ عَنْهَا: وَلَدَاهَا عَبْدُ اللهِ وَتَمَّامٌ وَأَنَسُ بنُ مالك وعبد الله ابن الحَارِثِ وَغَيْرُهُمْ. خَرَّجُوا لَهَا فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. أَحْسَبُهَا تُوُفِّيَتْ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ. وَلَهَا فِي "مُسْنَدِ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ": ثَلاَثُونَ حَدِيْثاً. أَعْنَي بِالمُكَرَّرِ وَاتَّفَقَ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٍ لَهَا عَلَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ وَآخَرُ عِنْدَ البُخَارِيِّ وَثَالِثٌ عِنْدَ مُسْلِمٍ. وَقِيْلَ: لَمْ يُسْلِمْ مِنَ النِّسَاءِ أَحَدٌ قَبْلَهَا -يعني: بعد خديجة.

_ 1 ترجمتها في تهذيب الكمال "35 / ترجمة رقم 7923"، "تهذيب التهذيب "12/ ترجمة 2886"، الإصابة "4/ ترجمة 1448".

أم حرام

154- أم حرام 1 "خ، م، د، س، ق": بِنْتُ مِلْحَانَ بنِ خَالِدِ بنِ زَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ جُنْدَبِ بنِ عَامِرِ بنِ غَنْمِ بنِ عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ الأَنْصَارِيَّةُ النَّجَّارِيَّةُ المَدَنِيَّةُ. أُخْتُ أُمِّ سُلَيْمٍ. وَخَالَةُ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ. وَزَوْجَةُ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ. حَدِيْثُهَا فِي جَمِيْعِ الدَّوَاوِيْنِ سِوَى جَامِعِ أَبِي عِيْسَى. كَانَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ. حَدَّثَ عَنْهَا: أَنَسُ بنُ مَالِكٍ وَغَيْرُهُ. سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا هُوَ إلَّا أَنَا وَأُمِّي وَخَالَتِي أُمُّ حَرَامٍ فَقَالَ: "قُوْمُوا فَلأُصَلِّ بِكُمْ". فَصَلَّى بِنَا فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ2. يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَبَّانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي بَيْتِهَا يَوْماً فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ. فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ: مَا أَضْحَكَكَ? قَالَ: "عُرِضَ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُوْنَ ظَهْرَ هَذَا البَحْرِ كَالمُلُوْكِ عَلَى الأَسِرَّةِ" قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ ادْعُ الله أن يجعلني منهم. قال: "أنت من الأولين".

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 434-436"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 2367"، تهذيب الكمال "35 / ترجمة رقم 7962"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة رقم 2928"، الإصابة "4/ ترجمة 1215". 2 صحيح: أخرجه البخاري "6203" ومسلم "660".

فَتَزَوَّجَهَا عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ فَغَزَا بِهَا فِي البَحْرِ فَحَمَلَهَا مَعَهُ. فَلَمَّا رَجَعُوا قُرِّبَتْ لَهَا بَغْلَةٌ لِتَرْكَبَهَا فَصَرَعَتْهَا فَدُقَّتْ عُنُقُهَا فَمَاتَتْ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا1. قُلْتُ: يُقَالُ هَذِهِ غَزْوَةُ قُبْرُسَ2 فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ. وَحَدِيْثُهَا لَهُ طُرُقٌ فِي الصحيحين. وبلغني أن قبرها تزوره الفرنج.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 361 و423"، والبخاري "2799" و"2894"، ومسلم "1912" "161"، وأبو داود "2490"، والنسائي "6/ 41"، وابن ماجه "2776"، والطبراني "25/ 321"، والبيهقي "9/ 166" من طريق يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أنس بن مالك، به. 2 هي الجزيرة المعروفة اليوم باسم "قبرص"، وكان أمير جيش المسلمين معاوية بن أبي سفيان.

أم عطية الأنصارية

155- أم عطية الأنصارية 1 "ع": اسْمُهَا: نَسِيْبَةُ بِنْتُ الحَارِثِ وَقِيْلَ: نَسِيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ. مِنْ فُقَهَاءِ الصَّحَابَةِ لَهَا عِدَّةُ أَحَادِيْث. وَهِيَ الَّتِي غَسَّلَتْ بِنْتَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ2. حَدَّثَ عَنْهَا: مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ وَأُخْتُهُ حَفْصَةُ بِنْتُ سِيْرِيْنَ وَأُمُّ شَرَاحِيْلَ وَعَلِيُّ بنُ الأَقْمَرِ وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعِدَّةٌ. عَاشَتْ إِلَى حُدُوْدِ سَنَةِ سَبْعِيْنَ. وَهِيَ القَائِلَةُ: نُهِيْنَا، عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَازَةِ وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا3. حَدِيْثُهَا مخرج في الكتب الستة.

_ 1 ترجمتها في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 2379"، تهذيب الكمال "35/ ترجمة رقم 7940"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة رقم 2904"، الإصابة "4/ ترجمة رقم 1415". 2 صحيح: تقدم تخريجنا له برقم تعليق "1109"، وهو عند ابن سعد "8/ 34" ومسلم "939" "40". وهو أيضا عند البخاري "1258" و"1259"، ومسلم "939" "38" فراجع تخريجنا له ثمت. 3 صحيح: أخرجه البخاري "1278"، ومسلم "938".

فاطمة بنت قيس الفهرية

156- فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ الفِهْرِيَّةُ 1 "ع": إِحْدَى المُهَاجِرَاتِ، وَأُخْتُ الضَّحَّاكِ. كَانَتْ تَحْتَ أَبِي عَمْرٍو بنِ حَفْصِ بنِ المُغِيْرَةِ المَخْزُوْمِيِّ فَطَلَّقَهَا فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبُو جَهْمٍ فَنَصَحَهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَشَارَ عَلَيْهَا بِأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ فَتَزَوَّجَتْ بِهِ2. وَهِيَ الَّتِي رَوَتْ حَدِيْثَ السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ لِلمُطَلَّقَةِ بَتَّةً3. وَهِيَ الَّتِي رَوَتْ قِصَّةَ الجَسَّاسَةِ4. حَدَّثَ عَنْهَا: الشَّعْبِيُّ وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هشام وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَتْ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ. وَحَدِيْثُهَا فِي الدواوين كلها. تم الجزء الثالث ويليه: الجزء الرابع وأوله: فصل: في بقية كبراء الصحابة

_ 1 صحيح: ترجمتها في تهذيب الكمال "35/ ترجمة رقم 7904"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة رقم 2866"، الإصابة "4/ ترجمة 851". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1480"، وأبو داود "2284"، والترمذي "1135". 3 صحيح: راجع تخريجنا السابق. 4 صحيح: أخرجه مسلم "2942".

الفهرس: فهرس الموضوعات الجزء الثالث: الصفحة الموضوع 5 6- أبو عبيدة بن الجراح. 18 7- طلحة بن عبيد الله. 31 8- الزبير بن العوام. 49 9- عبد الرحمن بن عوف. 66 10- سعد بن أبي وقاص. 84 11- سعيد بن زيد. 95 السابقون الأولون. 96 12- مصعب بن عمير. 98 ومن شهداء يوم أحد. 99 13- أبو سلمة. 100 14 عثمان بن مظعون. 105 15- قدامة بن مظعون. 106 16- عبد الله بن مظعون الجمحي. 106 17- السائب بن عثمان. 107 18- أبو حذيفة. 108 19- سالم مولى أبي حذيفة. 110 شهداء بدر. 110 وقتل من المشركين. 111 20- حمزة بن عبد المطلب. 119 21- عاقل بن البكير. 119 23- إياس بن أبي البكير. 120 24- عامر بن أبي البكير. 120 25- مسطح بن أثاثة. 120 26- أبو عبس. 121 27- ابن التيهان. 122 28- أبو جندل. 123 29- عبد الله بن سهيل. 124 30- سهيل بن عمرو. 124 31- البراء بن مالك. 126 32 - نوفل بن الحارث. 127 33 - الحارث بن نوفل.

الصفحة الموضوع 127 34 عبد الله بن الحارث بن نوفل. 128 35 عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ. 128 36 سعيد بن الحارث. 128 37- أبو سفيان بن الحارث. 130 38- جعفر بن أبي سفيان. 130 39- جعفر بن أبي طالب. 139 40- عقيل بن أبي طالب. 140 41- زيد بن حارثة. 145 42- عبد الله بن رواحة. 150 شهداء يوم الرجيع. 150 شهداء بئر معونة. 151 43- كلثوم بن الهدم. 151 44- أبو دجانة الأنصاري. 153 45 - خبيب بن عدي 154- 46- معاذ بن عمرو بن الجموح. 156 47 - معوذ بن عمرو. 156 48 - خلاد بن عمرو. 156 49- عمرو بن الجموح. 158 50- عبيدة بن الحارث. 159 أعيان البدريين. 159 51- ربيعة بن الحارث. 160 52- عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ 160 53 - خالد بن سعيد. 161 54- أبان بن سعيد. 162 55- عمرو بن سعيد. 162 56- العلاء بن الحضرمي. 164 57- سعد بن خيثمة. 165 58- البراء بن معرور. 166 60- سعد بن عبادة. 171 61- سعد بن معاذ. 184 62- زيد بن الخطاب. 185 من شهداء اليمامة. 185 63- أسعد بن زرارة. 188 64- عتبة بن غزوان. 189 65- عكاشة بن محصن. 190 66- ثابت بن قيس. 192 شهداء أجنادين واليرموك. 194 67- طليحة بن خويلد. 194 68- سعد بن الربيع. 195 69- معن بن عدي. 196 70- عبد الله بن عبد الله بن أبي. 197 71- عكرمة بن أبي جهل. 197 72- عبد الله بن عمرو بن حرام. 199 73- يزيد بن أبي سفيان.

الصفحة الموضوع 200 74- أبو العاص بن الربيع. 203 75- زينب بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 203 76- أمامة بنت أبي العاص. 203 77- أبو زيد. 204 78- عباد بن بشر. 206 79- أسيد بن الحضير. 208 80- الطفيل بن عمرو الدوسي. 210 81- بلال بن رباح. 219 82- ابن أم مكتوم. 223 83- خالد بن الوليد. 234 84- صفوان بن بيضاء 234 85- سهيل بن بيضاء. 235 86- المقداد بن عمرو 236 87- أبي بن كعب. 243- 88- النعمان بن مقرن. 245 89- عمار بن ياسر. 260 90- أخبار النجاشي. 269 91- معاذ بن جبل. 280 92- عبد الله بن مسعود. 307 93- عتبة بن مسعود الهذلي. 307 94- خبيب بن يساف. 308 95- عويم بن ساعدة. 309 96- قصة سلمان الفارسي. 341 97- عباد بن الصامت. 345 98- عبد الله بن حذافة. 348 99- أبو رافع. 349 100- صهيب بن سنان. 356 101- أبو طلحة الأنصاري. 361 102- أبو بردة بن نيار. 361 103- جبر بن عتيك. 362 104- الأشعث بن قيس. 365 105- حاطب بن أبي بلتعة. 367 106- أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري. 389 107- العَبَّاسُ "عَمُّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". 405 108- عمير بن سعد الأنصاري الأوسي الزاهد. 406 109- أبو سفيان. 407 110- الحكم بن أبي العاص. 408 111- كسرى. 408 112- خديجة أم المؤمنين. 414 113- فاطمة بنت أسد. 415 114- فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 426 115- عائشة أم المؤمنين. 467 116- أم سلمة أم المؤمنين. 472 117- زينب أم المؤمنين بنت جحش. 476 118- زينب أم المؤمنين بنت خزيمة.

الصفحة الموضوع 477 119- أم حبيبة أم المؤمنين 480 120- أم أيمن 482 121- حفصة أم المؤمنين. 484 122- صفية أم المؤمنين. 489 123- ميمونة أم المؤمنين. 494 124- زينب بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 497 125- رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 498 126- أَمْ كلثوم بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 500 127- العالية 500 128- أسماء الكندية. 501 129- أم شريك. 501 130- سناء. 501 131- الكلابية 502 132- الكندية. 504 133- قتيلة. 504 134- خولة بنت حكيم. 504 135- جويرية أم المؤمنين. 507 136- سودة أم المؤمنين. 510 137- صفية عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 511 139- عاتكة عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 512 140- البيضاء عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 512 141- بَرَّةُ عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. 512 142- أميمة عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 513 143- ضباعة بِنْتُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 513 144- درة بِنْتُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 514 145- أَمْ كلثوم. 515 146- أم عمارة. 517 147- أسماء بنت عميس. 520 148- أسماء بنت أبي بكر. 525 149- أسماء بنت يزيد بن السكن 525 150- بريرة مولاة أم المؤمنين. 530 151- أم سليم الغميصاء. 535 152- أم هانئ. 536 153- أم الفضل. 537 154- أم حرام. 538 155- أم عطية الأنصارية. 539 156- فاطمة بنت قيس الفهرية. 541 فهرس الموضوعات. 547 فهرس التراجم.

فهرس التراجم على حروف المعجم الجزء الثالث: الصفحة التراجم 161 54- أبان بن سعيد. 236 87- أبي بن كعب. 511 138- أروى بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم 185 63- أسعد بن زرارة. 520 148- أسماء بنت أبي بكر. 517 147- أسماء بنت عميس. 500 128- أسماء بنت كعب أو بنت النعمان. 525 149- أسماء بنت يزيد بن السكن. 206 79- أسيد بن الحضير. 362 104- الأشعث بن قيس. 260 90- أصحمة= النجاشي. 203 76- أمامة بنت أبي العاص. 512 142- أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم. 119 23- إياس بن أبي البكير. 480 120- أم أيمن. 361- 102- أبو بردة بن نيار. 124 31- البراء بن مالك. 165 58- البراء بن معرور 512 141- برة بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم 525 150- بريرة مولاة عائشة. 166 59- بشر بن البراء. 210 81- بلال بن رباح. 512 140- البيضاء بن عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم. 121 27- ابن التيهان. ثابت بن زيد= أبو زيد. 190 66- ثابت بن قيس. 361 103- جبر بن عتيك. 130 38- جعفر بن أبي طالب. 122 28- أبو جندل. 504 135- جويرية أم المؤمنين. 127 33- الحارث بن نوفل. 365 105- حاطب بن أبي بلتعة.

الصفحة التراجم 477 119- أم حبيبة أم المؤمنين. 107 18- أبو حذيفة. 537 154- أم حرام بنت ملحان. 482 121- حفصة أم المؤمنين. 407 110- الحكم بن أبي العاص 111 20- حمزة بن عبد المطلب. 119 22- خالد بن البكير. 160 53- خالد بن سعيد. 223 83- خالد بن الوليد. 153 45- خبيب بن عدي. 307 94- خبيب بن يساف. 408 112- خديجة أم المؤمنين. 156 48- خلاد بن عمرو. 504 134- خولة بنت حكيم. 151 44- أبو دجانة الأنصاري. 513 144- درة بنت أبي لهب بِنْتُ عَمِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 367 106- أبو ذر الغفاري. 348 99- أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 159 51- رَبِيْعَةَ بن الحارث. 497 125- رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 31 8- الزُّبَيْر بن العوام. 203 77- أبو زيد. 140 41- زيد بن حارثة. 184 62- زيد بن الخطاب. 472 117- زينب -أم المؤمنين- بنت جحش بن رئاب. 476 118- زينب -أم المؤمنين- بنت خزيمة العامرية. 203 57- زينب بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 494 124- زينب بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 106 17- السائب بن عثمان. 108 19- سالم مولى أبي حذيفة= سالم بن معقل. 164 57- سعد بن خيثمة. 66 10- سعد بن أبي وقاص. 194 68- سعد بن الربيع. 166 60- سعد بن عبادة. 171 61- سعد بن معاذ. 128 36- سعيد بن الحارث. 84 11- سعيد بن زيد. 128 37- أبو سفيان بن الحارث. 406 109- أبو سفيان بن حرب. 309 96- سلمان الفارسي. 99 13- أبو سلمة. 467 116- أم سلمة -أم المؤمنين. 530 151- أم سليم بنت ملحان. سماك بن خرشة= أبو دجانة الأنصاري. 501 130 - سناء بنت أسماء بن الصلت.

234 85- سهيل ابن بيضاء. 124 30- سهيل بن عمرو. 507 136- سودة أم المؤمنين. 501 129 - أم شريك. 406 109- صخر بن حرب بن أمية= أبو سفيان. 234 84- صفوان ابن بيضاء. 484 122- صفية أم المؤمنين. 510 137- صفية بنت عبد المطلب عمة صلى الله عليه وسلم. 349 100- صهيب بن سنان. 513 143- ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب. 208 80- الطفيل بن عمرو الدوسي. 356 101- أبو طلحة الأنصاري. 18 7- طلحة بن عبيد الله. 194 67- طليحة بن خويلد. 426 115- عائشة أم المؤمنين. 511 139- عاتكة بنت عبد المطلب. 200 74- أبو العاص بن الربيع. العاص بن سهيل بن عمرو= أبو جندل. 119 21- عاقل بن البكير. 500 127- العالية بنت ظبيان بن عمرو. 120 24- عامر بن أبي البكير. 5 6- عامر بن عبد الله بن الجراح= أبو عبيدة بن الجراح. 204 78- عباد بن بشر. 341 97- عبادة بن الصامت. 389 107- العَبَّاسِ عَمِّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 120 26- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ جبر= أبو عبس. 49 9- عبد الرحمن بن عوف. 160 52- عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ. 127 34- عبد الله بن الحارث بن نوفل. 345 98- عبد الله بن حذافة. 145 42- عبد الله بن رواحة. 123 29- عبد الله بن سهيل بن عمرو. 196 70- عبد الله بن عبد الله بن أبي. 128 35- عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ. 197 72- عبد الله بن عمرو بن حرام. عبد الله بن قيس بن زائدة= ابن أم مكتوم 280 92- عبد الله بن مسعود. 106 16- عبد الله بن مظعون الجمحي. 120 26 - أبو عبس= عبد الرحمن بن جبر 5 6- أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ= عَامِرُ بنُ عَبْدِ الله بن الجراح

158 50- عبيدة بن الحارث. 188 64- عتبة بن غزوان. 307 93- عتبة بن مسعود الهذلي. 100 14- عثمان بن مظعون. 538 155- أم عطية الأنصارية. 139 40- عقيل بن أبي طالب. 189 65- عكاشة بن محصن. 197 71- عكرمة بن أبي جهل. 162 56- العلاء بن الحضرمي. 245 89- عمار بن ياسر. 515 146- أم عمارة المازنية. 156 49- عمرو بن الجموح. 162 55- عمرو بن سعيد. عمرو بن قيس بن زائدة= ابن أم مكتوم. 308 95- عويم بن ساعدة. 414 113- فاطمة بنت أسد. 415 114- فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 539 156- فاطمة بنت قيس الفهرية. 536 153- أم الفضل. 504 133- قتيلة بنت قيس. 105 15- قدامة بن مظعون. 408 111- كسرى. 501 131- الكلابية. 498 126- أم كلثوم بنت رسول الله. 514 145- أم كلثوم بنت عقبة بن أبان. 151 43- كلثوم بن الهدم. 502 132- الكندية. 121 27- مالك بن التيهان= ابن التيهان. 120 25- مسطح بن أثاثة. 96 12- مصعب بن عمير. 269 91- معاذ بن جبل. 154 46- معاذ بن عمرو بن الجموح. 195 69- معن بن عدي. 156 47- معوذ بن عمرو. 128 37- المغيرة بن الحارث= أبو سفيان بن الحارث. 235 86- المقداد بن عمرو. 219 82- ابن أم مكتوم. 489 123- ميمونة أم المؤمنين. 260- 90- النجاشي. 538 155- نسيبة بنت الحارث= أم عطية الأنصارية. 515 146- نسيبة بنت كعب بن عمرو= أم عمارة المازنية. 243 88- النعمان بن مقرن. 126 32- نوفل بن الحارث 535 152- أم هانئ. 199 73- يزيد بن أبي سفيان.

عثمان بن حنيف

المجلد الرابع تابع: شهداء أجنادين واليرموك بسم الله الرحمن الرحيم فَصْلٌ: فِي بَقِيَّةِ كُبَرَاءِ الصَّحَابَةِ 157- عُثْمَانُ بنُ حنيف1: "ت، س، ق" ابن واهب بن عُكَيْمِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ مَجْدَعَةَ بنِ عَمْرِو بنِ حَنَشِ بنِ عَوْفِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ القُبَائِيُّ. أَخُو سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ، وَوَالِدُ عَبْدِ اللهِ, وَحَارِثَةَ, وَالبَرَاءِ، وَمُحَمَّدٍ، وَعَبْدِ اللهِ. وَأُمُّ سَهْلٍ مِنْ جُلَّة الأَنْصَارِ. ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ: أنَّ عُمَرَ وجَّه عُثْمَانَ بنَ حُنَيْفٍ عَلَى خَرَاجِ السَّوَادِ, وَرَزَقَهُ كُلَّ يَوْمٍ رُبْعَ شَاةٍ وَخَمْسَةَ دَرَاهِمَ, وَأَمَرَهُ أَنْ يَمْسَحَ السَّوَادَ عَامِرَهُ وَغَامِرَهُ2، وَلاَ يَمْسَحَ سَبْخَةً وَلاَ تَلاًّ وَلاَ أَجَمَةً، وَلاَ مُسْتَنْقَعَ مَاءٍ. فَمَسَحَ كُلَّ شَيْءٍ دُوْنَ جَبَلِ حُلْوَانَ، إِلَى أَرْضِ العَرَبِ, وَهُوَ أَسْفَلُ الفُرَاتِ, وَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ: إِنِّي وَجَدْتُ كُلَّ شَيْءٍ بَلَغَهُ المَاءَ غامرًا وعامرًا سِتَّةً وَثَلاَثِيْنَ أَلْفَ جَرِيْبٍ3، وَكَانَ ذِرَاعُ عُمَرَ الَّذِي ذَرَعَ بِهِ السَّوَادَ ذِرَاعاً وَقَبْضَةً, وَالإِبْهَامَ مُضْجَعَةً. وَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنِ افْرِضِ الخَرَاجَ عَلَى كُلِّ جَرِيْبٍ عَامِرٍ أَوْ غَامِرٍ دِرْهَماً وَقَفِيْزاً4، وَافْرِضْ عَلَى الكَرْمِ عَلَى كُلِّ جَرِيْبٍ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ, وَأَطْعِمْهُمُ النَّخْلَ وَالشَّجَرَ, وَقَالَ: هَذَا قُوَّةٌ لهم على عمارة بلادهم.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 797"، تهذيب الكمال "19/ ترجمة 3805"، وتاريخ الخطيب "1/ 179"، وأسد الغابة "3/ 371"، تهذيب التهذيب "7/ ترجمة رقم 241"، الإصابة "2/ ترجمة 5435"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة رقم 4724". 2 الغامر من الأرض: ما كان في الأرض من خضرة قليلة, إمَّا ريحةً وإمَّا نباتًا. وقيل: هو الأخضر الذي غمره اليبيس. 3 الجريب من الأرض: مقدار معلوم الذراع والمساحة، وهو عشرة آلاف ذراع. 4 القفيز: مكيال كانوا يكتالون به.

وَفَرَضَ عَلَى الموسِر ثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِيْنَ دِرْهَماً، وَعَلَى مَنْ دُوْنَ ذَلِكَ أَرْبَعَةً وَعِشْرِيْنَ دِرْهَماً, وَعَلَى مَنْ لَمْ يَجِدْ شَيْئاً اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَماً, وَرَفَعَ عَنْهُم الرِّقَّ بِالخَرَاجِ الَّذِي وَضَعَهُ فِي رِقَابِهِمْ. فَحُمِلَ مِنْ خَرَاجِ سَوَادِ الكُوْفَةِ إِلَى عُمَرَ فِي أَوَّلِ سَنَةٍ ثَمَانُوْنَ أَلْفَ أَلْفِ درهم، ثم حمل من قابل مئة وَعِشْرُوْنَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ, فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ. حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ قَالَ: جِئْتُ فَإِذَا عُمَرُ وَاقِفٌ عَلَى حُذَيْفَةَ وَعُثْمَانَ بنِ حُنَيْفٍ, وَهُوَ يَقُوْلُ: تَخَافَانِ أَنْ تَكُوْنَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لاَ تُطِيْقُ. قَالَ عُثْمَانُ: لَو شِئْتُ لأَضْعَفْتُ عَلَى أَرْضِي. وَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَقَدْ حَمَّلْتُ الأَرْضَ شَيْئاً هِيَ لَهُ مُطِيْقَةٌ. فَجَعَلَ يَقُوْلُ: انْظُرَا مَا لَدَيْكُمَا, وَاللهِ لَئِنْ سَلَّمَنِي اللهُ لأدعنَّ أَرَامِلَ العِرَاقِ لاَ يَحْتَجْنَ. فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيْبَ1. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قُتِلَ عُثْمَانُ وَفَارَقَ ابْنُ كُرَيْزٍ2 البَصْرَةَ, فَبَعَثَ عليٌّ عَلَيْهَا عُثْمَانَ بنَ حُنَيْفٍ وَالِياً, فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ, فَقَاتَلَهُمَا وَمَعَهُ حُكَيْمُ بنُ جَبَلَةَ العَبْدِيُّ, ثُمَّ تَوَادَعُوا حَتَّى يَقْدَمَ عَلِيٌّ. ثُمَّ كَانَتْ لَيْلَةٌ ذَاتُ رِيْحٍ وَظُلْمَةٍ، فَأَقْبَلَ أَصْحَابُ طَلْحَةَ, فَقَتَلُوا حَرَسَ عُثْمَانَ بنَ حُنَيْفٍ، وَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَنَتَفُوا لِحْيَتَهُ وَجُفُوْنَ عَيْنَيْهِ, وَقَالُوا: لَوْلاَ العَهْدُ لَقَتَلْنَاكَ. فَقَالَ: إِنَّ أَخِي والٍ لعليٍّ عَلَى المَدِيْنَةِ, وَلَو قَتَلْتُمُوْنِي لقتلَ مَنْ بِالمَدِيْنَةِ مِنْ أَقَارِبِ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ. ثُمَّ سُجِنَ. وَأَخَذُوا بَيْتَ المَالِ. وَكَانَ يكنَّى أَبَا عَبْدِ اللهِ, تُوُفِّيَ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ, وَلَهُ عَقِبٌ. وَلِعُثْمَانَ حَدِيْثٌ ليِّن فِي "مُسْنَدِ أَحْمَدَ".

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3700". 2 هو: عبد الله بن عامر بن كريز, ابن خال أمير المؤمنين عثمان بن عفان. تأتي ترجمته برقم "228".

خباب بن الأرت

158- خباب بن الأرت 1: "ع" ابن جندلة بن سعد بن خُزَيْمَةَ بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ, مِنْ تَمِيْمٍ، أَبُو يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ. مِنْ نُجَبَاءِ السَّابِقِيْنَ. لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ. وَقِيْلَ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ. شَهِدَ بَدْراً وَالمَشَاهِدَ. حدَّث عَنْهُ: مَسْرُوْقٌ, وَأَبُو وَائِلٍ, وَأَبُو مَعْمَرٍ, وَقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ، وَعَلْقَمَةُ بنُ قَيْسٍ، وَعِدَّةٌ. قِيْلَ: مَاتَ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ, وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ, وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ, بَلْ مَاتَ بِالكُوْفَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ, وَصَلَّى عَلَيْهِ عَلِيٌّ. وَقِيْلَ: عاش ثلاثًا وسبعين سنة. نَعَمْ، الَّذِي مَاتَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ, وصلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ, هُوَ: خَبَّابٌ مَوْلَى عُتْبَةَ بنِ غَزْوَانَ, صَحَابِيٌّ مُهَاجِرِيٌّ أَيْضاً. قَالَ مَنْصُوْرٌ عَنْ مُجَاهِدٍ: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلاَمَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَأَبُو بَكْرٍ, وَخَبَّابٌ, وَبِلاَلٌ, وَصُهَيْبٌ, وعمَّار. وَأَمَّا ابْنُ إِسْحَاقَ فَذَكَرَ إِسْلاَمَ خبَّاب بَعْدَ تِسْعَةَ عَشَرَ إِنْسَاناً، وَأَنَّهُ كمَّل العِشْرِيْنَ. الثَّوْرِيُّ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنْ أَبِي لَيْلَى الكِنْدِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لخبَّاب: ادْنُه, فَمَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِهَذَا المَجْلِسِ مِنْكَ إلَّا عَمَّارٌ. قَالَ: فَجَعَلَ يُرِيْهِ بِظَهْرِهِ شَيْئاً -يَعْنِي: مِنْ آثَارِ تَعْذِيْبِ قُرَيْشٍ لَهُ2. أَبُو الضُّحَى, عَنْ مَسْرُوْقٍ, عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: كُنْتُ قَيْناً بِمَكَّةَ، فَعَمِلْتُ لِلعَاصِ بنِ وَائِلٍ سَيْفاً, فَجِئْتُ أَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ: لاَ أُعْطِيَكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ. فَقُلْتُ: لاَ أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى تَمُوْتَ ثُمَّ تُبْعَثَ, فَقَالَ: إِذَا بُعِثْتُ كَانَ لِي مَالٌ, فَسَوْفَ أَقْضِيْكَ. فَقُلْتُ ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَأُنْزِلَتْ: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا} [مَرْيَمُ: 78] 3. لِخَبَّابٍ -بِالمُكَرَّرِ: اثْنَانِ وَثَلاَثُوْنَ حَدِيْثاً, وَمِنْهَا: ثَلاَثَةٌ في "الصَّحِيْحَيْنِ", وَانْفَرَدَ لَهُ البُخَارِيُّ بِحَدِيْثَيْنِ, وَمُسْلِمٌ بِحَدِيْثٍ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 164"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة رقم 730"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1817"، أسد الغابة "2/ 114"، تهذيب الكمال "8/ ترجمة رقم 1674"، الحلية لأبي نعيم "1/ 143"، تهذيب التهذيب "3/ ترجمة 254"، الإصابة "1/ ترجمة 2210". 2 حسن لغيره: أخرجه ابن ماجه "153"، وابن سعد "3/ 165" من طريق وكيع بن الجراح, حدَّثنا سفيان، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الكِنْدِيِّ، به. قلت: إسناده ضعيف، أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ثقة، لكنَّه مدلس، وقد عنعنه. لكن يشهد للحديث ما رواه أبو نعيم في "الحلية"، "1/ 144" من طريق جرير بن بيان، عن الشعبي قال: سأل عمر بلالًا عمَّا لقي من المشركين ... " فذكره. قلت: إسناده ضعيف، آفته الانقطاع بين الشعبي وعمر، فإنه لم يدركه -كما قال الدارقطني، وأبو حاتم، وأبو زرعة. وهو حسن بمجموع الطريقين. 3 صحيح: أخرجه البخاري "2091" من طريق شعبة، وابن سعد "3/ 164" من طريق الأعمش, كلاهما عن أبي الضحى، عن مسروق، به.

سهل بن حنيف

159- سهل بن حنيف 1: "ع" أبو ثابت الأنصاري الأوسي العَوْفِيُّ. وَالِدُ أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ, وَأَخُو عُثْمَانَ بنِ حُنَيْفٍ, شَهِدَ بَدَراً وَالمَشَاهِدَ. حدَّث عَنْهُ ابْنَاهُ؛ أَبُو أُمَامَةَ وَعَبْدُ اللهِ, وَعُبَيْدُ بنُ السَّبَّاقِ, وَأَبُو وَائِلٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى, وَيُسَيْرُ بنُ عَمْرٍو, وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. مَاتَ بِالكُوْفَةِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ, وَصَلَّى عَلَيْهِ عليّ. وحديثه في الكتب الستة. الحَاكِمُ فِي "مُسْتَدْرَكِهِ"، مِنْ طَرِيْقِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ حَكِيْمٍ, حَدَّثَتْنَا الرَّبَابُ جَدَّتِي, عَنْ سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ: اغْتَسَلْتُ فِي سَيْلٍ, فَخَرَجْتُ مَحْمُوْماً, فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مُرُوا أَبَا ثَابِتٍ فَلْيَتَصَدَّقْ" 2. مَالِكٌ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ قَالَ: رَأَى عَامِرُ بنُ رَبِيْعَةَ سَهْلَ بنَ حُنَيْفٍ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُ كَاليَوْمِ وَلاَ جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ! فَلُبِطَ بِسَهْلٍ، فَأُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ, وَاللهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ, قَالَ: "هَلْ تَتَّهِمُوْنَ بِهِ أَحَداً" ? قَالُوا: نَتَّهِمُ عَامِرَ بنَ رَبِيْعَةَ, فَدَعَاهُ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ, وَقَالَ: "عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أخاه, ألا برَّكت؟ اغتسل له".

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 471" و"6/ 15"، وتاريخ البخاري الكبير "4/ ترجمة 2090", والجرح والتعديل "4/ ترجمة 840"، أسد الغابة "2/ 470"، تهذيب الكمال "12/ ترجمة رقم 2610"، تهذيب التهذيب "4/ ترجمة 428"، الإصابة "2/ ترجمة 3527"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2793". 2 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 408-409" و"4/ 413"، وأبو داود "3888"، وأحمد "3/ 486" من طريق عبد الواحد بن زياد، به. قلت: إسناده ضعيف، الرباب جدَّة عثمان بن حكيم بن عباد مجهولة، لذا قال الحافظ في "التقريب": "مقبولة" أي: عند المتابعة, وليس ثَمَّ من تابعه.

فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صبَّ عَلَيْهِ, فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ مَا بِهِ بَأْسٌ1. أَبُو صَالِحٍ: حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بنَ أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ: أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُم, فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم بتشديدهم على أنفسهم، وستجدون بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارَاتِ" 2. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ, عَنْ عَامِرٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْقِلٍ قَالَ: صَلَّى عَلِيٌّ عَلَى سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ, فَكَبَّرَ سِتّاً3. رَوَاهُ الأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيْدَ، عَنِ ابْنِ مَعْقِلٍ، فَقَالَ: كبَّر خَمْساً, ثُمَّ التفت إلينا، فقال: إنه بدريّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: سَهْلُ بنُ حُنَيْفِ بنِ وَاهِبِ بنِ عُكَيْمِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ بنِ مَجْدَعَةَ بنِ عَمْرِو بنِ حَنَشِ بنِ عَوْفِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفٍ، أَبُو سَعْدٍ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ. وَلَهُ مِنَ الوَلَدِ: أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ، وَعُثْمَانُ، وَسَعْدٌ، وَعَقِبُهُ اليَوْمَ بِالمَدِيْنَةِ وَبِبَغْدَادَ. قَالَ: وَقَالُوا: آخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ سَهْلٍ وَبَيْنَ عَلِيٍّ. شَهِدَ بَدْراً, وَثَبَتَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَبَايَعَ عَلَى المَوْتِ, وَجَعَلَ يَنْضَحُ بِالنَّبْلِ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ رَسُوْلُ الله: "نبلوا سهلًا فإنه سهل".

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 938"، والطبراني "5880" عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أباه "أبا أمامة" يقول: فذكره. وأخرجه عبد الرزاق "19766"، ومالك "2/ 393"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "208"، والطبراني "5574-5577 و5579"، والبيهقي "9/ 351-352 و352", والبغوي "3425" من طرق عن الزهري، حدَّثني أبو أمامة بن سهل بن حنيف، به. 2 ضعيف: في إسناده أبو صالح، عبد الله بن صالح، كاتب الليث، ضعيف لسوء حفظه. وأخرجه أبو داود "4904" من طريق أحمد بن صالح، عن عبد الله بن وهب, قال: أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء, أنَّ سهل بن أبي أمامة حدَّثه: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، آفتة سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول. 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "3/ 472"، وعبد الرزاق "6403"، والطحاوي "1/ 287"، والحاكم "3/ 409"، والبيهقي "4/ 36" من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، عن عبد الله بن معقل، به.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَمْ يُعْطِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيْرِ أَحَداً مِنَ الأَنْصَارِ إلَّا سَهْلَ بنَ حُنَيْفٍ، وَأَبَا دُجَانَةَ, كَانَا فَقِيْرَيْنِ. الأَعْمَشُ, عَنْ يَزِيْدَ بنِ زِيَادٍ -مَدَنِيٌّ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْقِلٍ قَالَ: كبَّر عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي سُلْطَانِهِ كُلِّهِ أَرْبَعاً أَرْبَعاً عَلَى الجَنَازَةِ, إلَّا عَلَى سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ، فَإِنَّهُ كبَّر عَلَيْهِ خَمْساً، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: إِنَّهُ بدريّ. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ، سَمِعْتُ عُمَيْرَ بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: صَلَّى عَلِيٌّ عَلَى سهلٍ فكبَّر خَمْساً, فَقَالُوا: مَا هَذَا? فَقَالَ: لأَهْلِ بَدْرٍ فضلٌ عَلَى غَيْرِهِمْ, فَأَرَدْتُ أَنْ أُعْلِمَكُمْ فَضْلَهُ. عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ, عَنْ عِكْرِمَةَ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَ عَلِيٌّ بِسَيْفِهِ عَلَى فَاطِمَةَ وَهِيَ تَغْسِلُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: خُذِيْهِ, فَلَقَدْ أَحْسَنْتُ بِهِ القِتَالَ! فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنْ كُنْتَ أَحْسَنْتَ، فَلَقَدْ أَحْسَنَ سَهْلُ بنُ حُنَيْفٍ". وَرُوِيَ نَحْوُهُ مُرْسَلاً.

خوات بن جبير

160- خَوَّات بن جبير 1: "بخ" ابن النعمان بن أمية بن البرك, وَهُوَ امْرُؤُ القَيْسِ بنُ ثَعْلَبَةَ بنِ عَمْرِو بن عوف الأنصاري الأوسي. أَخُو عَبْدِ اللهِ بنِ جُبَيْرٍ العَقَبِيُّ البَدْرِيُّ، الَّذِي كَانَ أَمِيْرَ الرُّمَاةِ يَوْمَ أُحُدٍ. ويكنَّى خوَّات: أَبَا صَالِحٍ. قَالَ قَيْسُ بنُ أَبِي حُذَيْفَةَ: كُنْيَتُهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالُوا: وَكَانَ خوَّات بنُ جُبَيْرٍ صَاحِبَ ذَاتِ النِّحْيَيْنِ2 فِي الجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَسْلَمَ فَحَسُنَ إسلامه.

_ 1 ترجمة في طبقات ابن سعد "3/ 477"، تاريخ البخاري الكبير "3/ ترجمة 736"، أسد الغابة "2/ 148"، تهذيب الكمال "8/ ترجمة 1734"، تهذيب التهذيب "3/ ترجمة 323", الإصابة "1/ ترجمة رقم 2298"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1901". 2 النحى: الزق فيه السمن, وذات النحيين: هي امرأة من تيم الله بن ثعلبة، وكانت تبيع السمن في الجاهلية، فأتى خوات بن جبير الأنصاري يبتاع منها سمنًا فساومها، فحَلّت نحيًا مملوءًا، فقال: أمسكيه حتى أنظر غيره، ثم حلَّ آخر, وقال لها: أمسكيه، فلمَّا شغل يديها ساورها حتى قضى ما أراد وهرب. قاله ابن منظور في "اللسان" مادة "نحى".

الوَاقِدِيُّ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ خَوَّاتِ بنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ. وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنِ المسْوَر بنِ رِفَاعَةَ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مِكْنَفٍ, أنَّ خوَّات بنَ جُبَيْرٍ خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ, فلمَّا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ أَصَابَهُ نَصِيْلُ1 حَجَرٍ، فَكُسِرَ, فردَّه رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى المَدِيْنَةِ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ، فَكَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا. قَالُوا: مَاتَ خوَّات بِالمَدِيْنَةِ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ يَخْضِبُ، وَكَانَ ربعة2ً من الرجال. أخوه:

_ 1 النصيل: قال ابن شميل: النصيل حجر طويل رقيق كهيئة الصفيحة المحددة, وجمعه: النُّصُل. 2 الربعة: هو المربوع الخلق، لا بالطويل ولا بالقصير.

عبد الله بن جبير

161- عبد الله بن جبير 1: شَهِدَ العَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِيْنَ, وَبَدْراً، وَأُحُداً. وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَئِذٍ عَلَى الرُّمَاةِ, وَهُمْ خَمْسُوْنَ رَجُلاً، وَأَمَرَهُم فَوَقَفُوا عَلَى عَيْنَيْنِ, فَاسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ ومُثِّلَ بِهِ. قَتَلَهُ عكرمة بن أبي جهل.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 475"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 118"، أسد الغابة "3/ 194"، الإصابة "2/ ترجمة 4582".

قتادة بن النعمان

162- قتادة بن النعمان 1: "ع" ابن زيد بن عامر الأَمِيْرُ، المُجَاهِدُ، أَبُو عُمَرَ الأَنْصَارِيُّ، الظَّفَرِيُّ، البَدْرِيُّ. مِنْ نُجَبَاءِ الصَّحَابَةِ, وَهُوَ أَخُو أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ لأُمِّهِ. وَهُوَ الَّذِي وَقَعَتْ عَيْنُهُ عَلَى خَدِّهِ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَتَى بِهَا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَغَمَزَهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ الشَّرِيْفَةِ، فردَّها، فكانت أصحَّ عينيه2. له أحاديث.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 452"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 823"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 753"، أسد الغابة "4/ 195"، الإصابة "3/ ترجمة 7076"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5836". 2 انظر تعليقنا الآتي.

رَوَى عَنْهُ: أَخُوْهُ؛ أَبُو سَعِيْدٍ، وَابْنُهُ؛ عُمَرُ، وَمَحْمُوْدُ بنُ لَبِيْدٍ، وَغَيْرُهُم. وَكَانَ عَلَى مُقَدِّمَةِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ لَمَّا سَارَ إلى الشام، وكان من الرماة المعدودين. عَاشَ خَمْساً وَسِتِّيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ بِالمَدِيْنَةِ، وَنَزَلَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ فِي قَبْرِهِ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الغَسِيْلِ: حدَّثنا عَاصِمُ بن عمر بن قتادة, عن أبيه، عن جَدِّهِ: أَنَّهُ أُصِيْبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ بَدْرٍ, فَسَالَتْ حَدَقَتُهُ عَلَى وَجْنَتِهِ, فَأَرَادَ القَوْمُ أَنْ يَقْطَعُوْهَا, فَقَالُوا: نَأْتِي نَبِيَّ اللهِ نَسْتَشِيْرُهُ, فَجَاءَ فَأَخْبَرَهُ الخَبَرَ, فَأَدْنَاهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْهُ, فَرَفَعَ حَدَقَتَهُ حَتَّى وَضَعَهَا مَوْضِعَهَا, ثُمَّ غَمَزَهَا بِرَاحَتِهِ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ اكْسُهُ جَمَالاً". فَمَاتَ وَمَا يَدْرِي مَنْ لَقِيَهُ أَيَّ عَيْنَيْهِ أُصِيْبَتْ؟! 1. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: بَنُو ظَفَرٍ مِنَ الأَوْسِ. وَقِيْلَ يكنَّى: أَبَا عَبْدِ اللهِ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: شَهِدَ العَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِيْنَ. وَكَذَا قَالَ: ابْنُ عُقْبَةَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ. وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ فِيْمَنْ شَهِدَ العَقَبَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

_ 1 حسن لغيره: في إسناده عمر بن قتادة بن النعمان الأنصاري، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" -كما ذكره ابن كثير "2/ 447"- من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، به. قلت: إسناده موضوع، فيه علتان, الأولى: يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي الحافظ، وثَّقه يحيى بن معين وغيره، وأمَّا أحمد فقال: كان يكذب جهارًا. وقال النسائي: ضعيف. العلة الثانية: عمر بن قتادة، مجهول -كما ذكرنا في التعليق السابق. وأخرجه الدارقطني وابن شاهين من طريق عبد الرحمن بن يحيى العذري، عن مالك، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن قتادة بن النعمان، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه عبد الرحمن بن يحيى العذري، قال العقيلي: مجهول, لا يقيم الحديث من جهته, والخلاصة: فإنَّ الحديث حسن بمجموع الطريق الأخير والطريق الأوّل, والله تعالى أعلى وأعلم.

عامر بن ربيعة

163- عامر بن ربيعة 1: "ع" ابن كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ العَنْزِيُّ, عَنْزُ بنُ وَائِلٍ. مِنْ حُلَفَاءِ آلِ عُمَرَ بن الخطاب؛ العدوي. مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ, أَسْلَمَ قَبْلَ عُمَرَ, وَهَاجَرَ الهِجْرَتَيْنِ, وَشَهِدَ بَدْراً. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ المَدِيْنَةَ مُهَاجِراً أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الأَسَدِ، وَبَعْدَهُ: عَامِرُ بنُ رَبِيْعَةَ. لَهُ أَحَادِيْثَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. حدَّث عَنْهُ: وَلَدُهُ عَبْدُ اللهِ، وَابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ، وَأَبُو أُمَامَةَ بنُ سَهْلٍ, وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ الخَطَّابُ قَدْ تبنَّاه. وَكَانَ مَعَهُ لِوَاءُ عُمَرَ لَمَّا قَدِم الجَابِيَةَ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ مَوْتُ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بِأَيَّامٍ, وَكَانَ لَزِمَ بَيْتَهُ، فَلَمْ يَشْعُرِ النَّاسُ إلَّا بِجَنَازَتِهِ قَدْ أُخْرِجَتْ. رَوَى يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ: أنَّ أَبَاهُ رُئِيَ فِي المَنَامِ حِيْنَ طَعَنُوا عَلَى عُثْمَانَ، فَقِيْلَ لَهُ: قُمْ فَسَلِ اللهَ أَنْ يعيذك من الفتنة. توفي عامر: سنة خمس وَثَلاَثِيْنَ قَبْلَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ بِيَسِيْرٍ. جَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ, قَالَ: لَمَّا طَعَنُوا عَلَى عُثْمَانَ, صَلَّى أَبِي فِي اللَّيْلِ وَدَعَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ قِنِي مِنَ الفِتْنَةِ بِمَا وَقَيْتَ بِهِ الصَّالِحِيْنَ مِنْ عِبَادِكَ, فَمَا أُخْرِجَ وَلاَ أَصْبَحَ إلَّا بِجَنَازَتِهِ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 386"، تاريخ البخاري الكبير "6/ ترجمة 2943"، وتاريخه الصغير "1/ 64"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1790"، أسد الغابة "3/ 121"، تهذيب التهذيب "5/ 62"، الإصابة "2/ ترجمة 438"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3258".

أبو الدرداء

164- أبو الدرداء 1: "ع" الإِمَامُ القُدْوَةُ, قَاضِي دِمَشْقَ، وَصَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أَبُو الدَّرْدَاءِ, عُوَيْمِرُ بنُ زَيْدِ بنِ قَيْسٍ, وَيُقَالُ: عُوَيْمِرُ بنُ عَامِرٍ, وَيُقَالُ: ابْنُ عَبْدِ اللهِ, وَقِيْلَ: ابْنُ ثَعْلَبَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ. حَكِيْمُ هَذِهِ الأُمَّةِ, وَسَيِّدُ القُرَّاءِ بِدِمَشْقَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: هُوَ عُوَيْمِرُ بنُ قَيْسِ بنِ زَيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَامِرِ بنِ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ الخَزْرَجِ. قَالَ: وَيُقَالُ: اسْمُهُ عَامِرُ بنُ مَالِكٍ. رَوَى عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِدَّةَ أحاديث. وَهُوَ مَعْدُوْدٌ فِيْمَنْ تَلاَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَبَداً أنَّه أَقْرَأَ عَلَى غَيْرِهِ. وَهُوَ مَعْدُوْدٌ فِيْمَنْ جَمَعَ القُرْآنَ فِي حَيَاةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وتصدَّر لِلإِقْرَاءِ بِدِمَشْقَ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ, وَقَبْلَ ذَلِكَ. رَوَى عَنْهُ: أَنَسُ بنُ مَالِكٍ, وَفَضَالَةُ بنُ عُبَيْدٍ, وَابْنُ عَبَّاسٍ, وَأَبُو أُمَامَةَ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ, وغيرهم من جلة الصحابة، وجبير ابن نُفَيْرٍ, وَزَيْدُ بنُ وَهْبٍ, وَأَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ, وَعَلْقَمَةُ بنُ قَيْسٍ, وَقَبِيْصَةُ بنُ ذُؤَيْبٍ, وَزَوْجَتُهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ العَالِمَةُ، وَابْنُهُ بِلاَلُ بنُ أَبِي الدرداء, وسعيد ين المُسَيِّبِ, وَعَطَاءُ بنُ يَسَارٍ, وَمَعْدَانُ بنُ أَبِي طَلْحَةَ, وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ, وَخَالِدُ بنُ مَعْدَانَ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرٍ اليَحْصُبِيُّ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ القُرْآنَ وَلَحِقَهُ, فَإِنْ صحَّ فَلَعَلَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ بَعْضَ القُرْآنِ وَهُوَ صَبِيٌّ. وَقَرَأَ عَلَيْهِ عَطِيَّةُ بنُ قَيْسٍ, وَأُمُّ الدَّرْدَاءِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِي: عَرَضَ عَلَيْهِ القُرْآنَ: خُلَيْدُ بنُ سَعْدٍ, وَرَاشِدُ بنُ سَعْدٍ, وَخَالِدُ بنُ مَعْدَانَ, وَابْنُ عَامِرٍ. كَذَا قَالَ الدَّانِي. وَوَلِيَ القَضَاءَ بِدِمَشْقَ فِي دَوْلَةِ عُثْمَانَ, فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ ذُكِرَ لَنَا مِنْ قُضَاتِهَا. وَدَارُهُ بِبَابِ البَرِيْدِ, ثُمَّ صَارَتْ فِي دَوْلَةِ السُّلْطَانِ صلاح الدين تعرف بدار الغَزِّي. ويروى له مئة وَتِسْعَةٌ وَسَبْعُوْنَ حَدِيْثاً. وَاتَّفَقَا لَهُ عَلَى حَدِيْثَيْنِ, وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِثَلاَثَةٍ، وَمُسْلِمٌ بِثَمَانِيَةٍ. رَوَى سَعِيْدُ بن عبد العزى، عَنْ مُغِيْثِ بنِ سُمَيٍّ: أنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرَ بنَ عَامِرٍ مِنْ بَنِي الحَارِثِ بنِ الخَزْرَجِ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ مَرَّةً: هُوَ عُوَيْمِرُ بنُ ثَعْلَبَةَ. مَاتَ قَبْلَ عُثْمَانَ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 391"، وتاريخ البخاري الكبير "7/ ترجمة 348"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 146"، أسد الغابة "4/ 158"، تهذيب التهذيب "8/ 175-177" الإصابة "3/ ترجمة 6117"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4500".

وَقَالَ البُخَارِيُّ: سَأَلْتُ رَجُلاً مِنْ وَلَدِ أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: اسْمُهُ عَامِرُ بنُ مَالِكٍ, وَلَقَبُهُ: عُوَيْمِرٌ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: هُوَ عُوَيْمِرُ بنُ ثَعْلَبَةَ. وَقَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعِدَّةٌ: عُوَيْمِرُ بنُ عَامِرٍ. وَآخِرُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى أَبَا الدَّرْدَاءِ شيخٌ عَاشَ إِلَى دَوْلَةِ الرَّشِيْدِ, فَقَالَ أَبُو إِبْرَاهِيْمَ التُّرْجُمَانِيُّ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَبُو الحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ أَقْنَى أَشْهَلَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ. رَوَى الأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ, قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كُنْتُ تَاجِراً قَبْلَ المَبْعَثِ, فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلاَمُ جَمَعْتُ التِّجَارَةَ وَالعِبَادَةَ, فَلَمْ يجتمعا, فَتَرَكْتُ التِّجَارَةَ وَلَزِمْتُ العِبَادَةَ. قُلْتُ: الأَفْضَلُ جَمْعُ الأَمْرَيْنِ مَعَ الجِهَادِ، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ هُوَ طَرِيْقُ جَمَاعَةٍ مِنَ السَّلَفِ وَالصُّوْفِيَّةِ, وَلاَ رَيْبَ أَنَّ أَمْزِجَةَ النَّاسِ تَخْتَلِفُ فِي ذَلِكَ، فَبَعْضُهُمْ يَقْوَى عَلَى الجَمْعِ؛ كالصدِّيق وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وَكَمَا كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ, وَبَعْضُهُمْ يَعْجزُ وَيَقْتَصِرُ عَلَى العِبَادَةِ، وَبَعْضُهُمْ يَقْوَى فِي بِدَايَتِهِ، ثُمَّ يَعْجِزُ, وَبِالعَكْسِ, وَكُلٌّ سَائِغٌ, وَلَكِنْ لاَ بُدَّ مِنَ النَّهْضَةِ بِحُقُوْقِ الزَّوْجَةِ وَالعِيَالِ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: أَسْلَمَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمَ بَدْرٍ, ثُمَّ شَهِدَ أُحُداً, وَأَمَرَهُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَئِذٍ أَنْ يَرُدَّ مَنْ عَلَى الجَبَلِ, فردَّهم وَحْدَهُ، وَكَانَ قَدْ تأخَّر إِسْلاَمُهُ قَلِيْلاً. قَالَ شُرَيْحُ بنُ عُبَيْدٍ الحِمْصِيُّ: لَمَّا هُزِمَ أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ يَوْمَ أُحُدٍ, كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمَئِذٍ فِيْمَنْ فَاءَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ فِي النَّاسِ، فلمَّا أَظَلَّهُمُ المُشْرِكُوْنَ مِنْ فَوْقِهِمْ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَعْلُوْنَا" فَثَابَ إِلَيْهِ نَاسٌ وَانْتَدَبُوا, وَفِيْهِم عُوَيْمِرُ أَبُو الدَّرْدَاءِ, حَتَّى أَدْحَضُوْهُمْ عَنْ مَكَانِهِمْ, وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمَئِذٍ حَسَنَ البَلاَءِ, فَقَالَ رسول الله: "نعم الفارس عويمر"1. وَقَالَ: "حَكِيْمُ أُمَّتِي عُوَيْمِرٌ". هَذَا رَوَاهُ يَحْيَى البَابْلُتِّيُّ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحٍ2.

_ 1 ضعيف: شريح بن عبيد بن شريح الحضرمي الحمصي، ثقة، لكنَّه لم يدرك أبا الدرداء، فقد كان يرسل كثيرًا. 2 ضعيف: مرسل كسابقه.

ثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَثُمَامَةُ، عَنْ أَنَسٍ: مَاتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَجْمَعِ القُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَمُعَاذٌ، وَزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ1. وَقَالَ زَكَرِيَّا وَابْنُ أَبِي خَالِدٍ, عَنِ الشَّعْبِيِّ: جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ سِتَّةٌ، وَهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: مُعَاذٌ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَزَيْدٌ، وَأَبُو زَيْدٍ، وأُبَيّ, وَسَعْدُ بنُ عُبَيْدٍ2. وَكَانَ بَقِيَ عَلَى مجمَّع بنِ جَارِيَةَ سُوْرَةٌ أَوْ سُوْرَتَانِ حِيْنَ تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إِسْمَاعِيْلُ, عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ قَدْ أَخَذَ بِضْعاً وَسَبْعِيْنَ سُورَةً -يَعْنِي مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَتَعَلَّمَ بَقِيَّتَهُ مِنْ مجمَّع, وَلَمْ يَجْمَعْ أَحَدٌ مِنَ الخُلَفَاءِ مِنَ الصَّحَابَةِ القُرْآنَ غَيْرُ عُثْمَانَ3. قَالَ أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مِنْ آخِرِ الأَنْصَارِ إِسْلاَماً، وَكَانَ يَعْبُدُ صَنَماً، فَدَخَلَ ابْنُ رَوَاحَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ بَيْتَهُ، فَكَسَرَا صَنَمَهُ, فَرَجَعَ فَجَعَلَ يَجْمَعُ الصَّنَمَ وَيَقُوْلُ: وَيْحَكَ! هَلاَّ امْتَنَعْتَ، ألَا دَفَعْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟ فَقَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: لَو كَانَ يَنْفَعُ أَوْ يَدْفَعُ عَنْ أَحَدٍ دَفَعَ عَنْ نَفْسِهِ وَنَفَعَهَا. فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَعِدِّي لِي مَاءً فِي المُغْتَسَلِ, فَاغْتَسَلَ وَلَبِسَ حُلَّتَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ رَوَاحَةَ مُقْبِلاً, فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, هَذَا أَبُو الدَّرْدَاءِ, وَمَا أُرَاهُ إلَّا جَاءَ فِي طَلَبِنَا, فَقَالَ: "إِنَّمَا جَاءَ لِيُسْلِمَ, إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي بِأَبِي الدَّرْدَاءِ أَنْ يُسْلِمَ"4. رَوَى مِنْ قَوْلِهِ: "وَكَانَ يَعَبْدُ..... إِلَى آخِرِهِ" مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ, عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ. وَرَوَى مِنْهُ: أَبُو صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي الزاهرية، عن جبير، عن أَبِي الدَّرْدَاءِ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ وَعَدَنِي إِسْلاَمَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فأسلم"5.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5004", حدَّثنا معلَّى بن أسد، حدثنا عبد الله بن المثنَّى، حدثني ثبت البناني، وثمامة، عن أنس قال: فذكره. 2 ضعيف لإرساله، الشعبي، عامر بن شراحيل من الطبقة الثالثة، وهي الطبقة الوسطى من التابعين. 3 ضعيف: أرسله الشعبي عن ابن مسعود، وقد نصَّ على ذلك الأئمة، حسبك ما أورده الحافظ العلائي في كتابه الفذ "جامع التحصيل في أحكام المراسيل". 4 ضعيف: أبو الزاهرية، هو حُدَير بن كريب الحضرمي الحمصي، لم يدرك أبا الدرداء، فروايته عنه مرسلة كما قال أبو حاتم, ونقله الحافظ العلائي. 5 ضعيف: في إسناده أبو صالح، هُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ، كَاتِبُ اللَّيْثِ، ضعيف لسوء حفظه. ومعاوية هو ابن صالح الحضرمي الحمصى، قاضي الأندلس، صدوق.

وَرَوَى أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ أَسْلَمَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَشَهِدَ أُحُداً، وَفَرَضَ لَهُ عُمَرُ فِي أَرْبَعِ مائَةٍ -يَعْنِي فِي الشَّهْرِ- أَلْحَقَهُ فِي البَدْرِيِّيْنَ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: قِيْلَ: لَمْ يَشْهَدْ أُحُداً. سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ مَكْحُوْلٍ: كَانَتِ الصَّحَابَةُ يَقُوْلُوْنَ: أَرْحَمُنَا بِنَا أَبُو بَكْرٍ، وَأَنْطَقُنَا بِالحَقِّ عُمَرُ، وَأَمِيْنُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، وَأَعْلَمُنَا بِالحَرَامِ وَالحَلاَلِ معاذ, وأقرأنا أُبَيّ, وَرَجُلٌ عِنْدَهُ عِلْمٌ ابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَتَبِعَهُم عُوَيْمِرُ أَبُو الدَّرْدَاءِ بِالعَقْلِ1. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَانَ الصَّحَابَةُ يَقُوْلُوْنَ: أَتْبَعُنَا لِلعِلْمِ وَالعَمَلِ أَبُو الدَّرْدَاءِ2. وَرَوَى عَوْنُ بنُ أَبِي جُحَيْفَةَ, عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَجَاءهُ سَلْمَانُ يَزُوْرُهُ، فَإِذَا أُمُّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةٌ. فَقَالَ: مَا شَأْنُكِ? قَالَتْ: إِنَّ أَخَاكَ لاَ حَاجَةَ لَهُ فِي الدُّنْيَا، يَقُوْمُ اللَّيْلَ، وَيَصُومُ النَّهَارَ. فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فرحَّب بِهِ وقرَّب إِلَيْهِ طَعَاماً, فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: كُلْ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لتفطرنَّ, فَأَكَلَ مَعَهُ, ثُمَّ بَاتَ عِنْدَهُ, فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ أَرَادَ أَبُو الدَّرْدَاءِ أَنْ يقوم, فمنعه سلمان، وقال: إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقّاً, وَلِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقّاً, وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقّاً، صُمْ وَأَفْطِرْ وَصَلِّ وَائْتِ أَهْلَكَ, وَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ. فَلَمَّا كَانَ وَجْهُ الصُّبْحِ قَالَ: قُمِ الآنَ إِنْ شئت, فقاما فتوضآ, ثُمَّ رَكَعَا, ثُمَّ خَرَجَا إِلَى الصَّلاَةِ, فَدَنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ لِيُخْبِرَ رَسُوْلَ اللهِ بِالَّذِي أَمَرَهُ سَلْمَانُ, فَقَالَ لَهُ: "يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ, إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقّاً مِثْلَ مَا قَالَ لَكَ سلمان" 3.

_ 1 ضعيف: لإرساله، مكحول الشامي كثير الإرسال جدًّا, وهو من الطبقة الخامسة، وهي الطبقة الصغرى من التابعين الذين رأوا الواحد والاثنين من الصحابة، ولم يثبت لبعضهم السماع منهم. ومكحول منهم, فلم يدرك أُبَيّ بن كعب، وروى عن أنس وثوبان مرسل، وأرسل عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وأبي عبيد وسعد بن أبي وقاص، وأبي ذر، وعائشة, وأبي هريرة، وطائفة آخرين. 2 ضعيف: أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"، "4/ 1/ 77" من طريق عمرو بن خالد, أخبرنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن مكحول قال: كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولون: أتبعنا للعلم والعمل أبو الدرداء، وأعلمنا بالحلال والحرام معاذ". قلت: إسناده ضعيف، فقد أرسله مكحول، فقد كان كثير الإرسال جدًّا، وهو من الطبقة الخامسة, الطبقة الصغرى من التابعين. ومحمد بن إسحاق مدلّس، وقد عنعنه. 3 صحيح: أخرجه البخاري (1968) من طريق جَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو العُمَيْسِ، عَنِ عَوْنِ بنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، به.

البابلتِّي: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: لَو أُنْسِيْتُ آيَةً لَمْ أَجِدْ أَحَداً يُذَكِّرُنِيْهَا إلَّا رَجُلاً بِبَرْكِ الغَمَادِ، رَحَلْتُ إِلَيْهِ. الأَعْمَشُ, عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَلُوْنِي، فَوَاللهِ لَئِنْ فَقَدْتُمُوْنِي لَتَفْقِدُنَّ رَجُلاً عَظِيْماً مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَبِيْعَةُ القَصِيْرُ, عَنْ أَبِي إِدْرِيْسَ, عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَمِيْرَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ مُعَاذاً الوَفَاةُ قَالُوا: أَوْصِنَا, فَقَالَ: العِلْمُ وَالإِيْمَانُ مَكَانُهُمَا، مَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا -قَالَهَا ثَلاَثاً, فَالْتَمِسُوا العِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ: عند عويمر أَبِي الدَّرْدَاءِ, وَسَلْمَانَ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ, الَّذِي كَانَ يَهُودِيّاً فَأَسْلَمَ. وَعَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ: عُلَمَاءُ النَّاسِ ثَلاَثَةٌ: وَاحِدٌ بِالعِرَاقِ وَآخَرُ بِالشَّامِ -يَعْنِي: أَبَا الدَّرْدَاءِ, وَهُوَ يَحْتَاجُ إِلَى الَّذِي بِالعِرَاقِ -يَعْنِي نَفْسَهُ, وَهُمَا يَحْتَاجَانِ إِلَى الَّذِي بِالمَدِيْنَةِ -يَعْنِي: عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ. ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَجْرِيِّ, قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ لأَبِي الدَّرْدَاءِ: مَا حَمَلَتْ وَرْقَاءُ، وَلاَ أَظَلَّتْ خَضْرَاءُ, أَعْلَمَ مِنْكَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ. مَنْصُوْرٌ, عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، قَالَ: وَجَدْتُ عِلْمَ الصَّحَابَةِ انْتَهَى إِلَى سِتَّةٍ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ وأُبَيّ, وَزَيْدٍ, وَأَبِي الدَّرْدَاءِ, وَابْنِ مَسْعُوْدٍ, ثُمَّ انْتَهَى عِلْمُهُمْ إِلَى عليٍّ وَعَبْدِ اللهِ. وَقَالَ خَالِدُ بنُ مَعْدَانَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُوْلُ: حَدِّثُوْنَا عَنِ العَاقِلَيْنِ, فَيُقَالُ: من العاقلان? فيقول: معاذ وأبو الدرداء. وَرَوَى سَعْدُ بنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ قَالَ: جَمَعَ القُرْآنَ خَمْسَةٌ: مُعَاذٌ، وَعُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وأُبَيّ، وَأَبُو أَيُّوْبَ، فلمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ، كَتَبَ إِلَيْهِ يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ: إنَّ أَهْلَ الشَّامِ قَدْ كثروا وملئوا المَدَائِنَ, وَاحْتَاجُوا إِلَى مَنْ يُعَلِّمُهُمُ القُرْآنَ وَيُفَقِّهُهُمْ, فأعنِّي بِرِجَالٍ يُعَلِّمُوْنَهُمْ, فَدَعَا عُمَرُ الخَمْسَةَ فَقَالَ: إِنَّ إِخْوَانَكُم قَدِ اسْتَعَانُوْنِي مَنْ يُعَلِّمُهُمُ القُرْآنَ وَيُفَقِّهُهُمْ فِي الدِّيْنِ, فَأَعِيْنُوْنِي يَرْحَمْكُمُ اللهُ بِثَلاَثَةٍ مِنْكُمْ إِنْ أَحْبَبْتُمْ, وَإِنِ انْتُدِبَ ثَلاَثَةٌ مِنْكُمْ فَلْيَخْرُجُوا. فَقَالُوا: مَا كُنَّا لِنَتَسَاهَمَ، هَذَا شَيْخٌ كَبِيْرٌ -لأَبِي أَيُّوْبَ, وَأَمَّا هَذَا فَسَقِيْمٌ -لأُبَيّ, فَخَرَجَ مُعَاذٌ، وَعُبَادَةُ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ.

فقال عمر: ابدءوا بِحِمْصَ, فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُوْنَ النَّاسَ عَلَى وُجُوْهٍ مُخْتَلِفَةٍ، مِنْهُمْ مَنْ يَلْقَنُ, فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَوَجِّهُوا إِلَيْهِ طَائِفَةً مِنَ النَّاسِ, فَإِذَا رَضِيْتُمْ مِنْهُمْ فَلْيَقُمْ بِهَا وَاحِدٌ, وَلْيَخْرُجْ وَاحِدٌ إِلَى دِمَشْقَ, وَالآخَرُ إِلَى فِلَسْطِينَ. قَالَ: فَقَدِمُوا حِمْصَ, فَكَانُوا بِهَا حَتَّى إِذَا رَضُوا مِنَ النَّاسِ أَقَامَ بِهَا عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ, وَخَرَجَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى دِمَشْقَ, وَمُعَاذٌ إِلَى فِلَسْطِيْنَ, فَمَاتَ فِي طَاعُوْنِ عَمَوَاسَ1, ثُمَّ صَارَ عُبَادَةُ بَعْدُ إِلَى فِلَسْطِيْنَ وَبِهَا مَاتَ, وَلَمْ يَزَلْ أَبُو الدَّرْدَاءِ بدمشق حتى مات. الأَحْوَصُ بنُ حَكِيْمٍ, عَنْ رَاشِدِ بنِ سَعْدٍ, قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ أنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ ابْتَنَى كَنِيْفاً بِحِمْصَ, فَكَتَبَ إِلَيْهِ: يَا عُوَيْمِرُ, أَمَا كَانَتْ لَكَ كِفَايَةٌ فِيْمَا بَنَتِ الرُّوْمُ عَنْ تَزْيِيْنِ الدُّنْيَا, وَقَدْ أَذِنَ اللهُ بِخَرَابِهَا, فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي فَانْتَقِلْ إِلَى دِمَشْقَ. مَالِكٌ, عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ, قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا قَضَى بَيْنَ اثْنَيْنِ ثُمَّ أَدْبَرَا عَنْهُ نَظَرَ إِلَيْهِمَا, فَقَالَ: ارْجِعَا إِلَيَّ, أَعِيْدَا عَلَيَّ قَضِيَّتَكُمَا. مَعْمَرٌ, عَنِ الأَعْمَشِ, عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ, عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى مَسْلَمَةَ بنِ مُخَلَّدٍ: سَلاَمٌ عَلَيْكَ, أمَّا بَعْدُ, فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِمَعْصِيَةِ اللهِ أَبْغَضَهُ اللهُ, فَإِذَا أَبْغَضَهُ اللهُ بغَّضه إِلَى عِبَادِهِ. وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ, عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: إِنِّي لآمُرُكُمْ بِالأَمْرِ وَمَا أَفْعَلُهُ, وَلَكِنْ لعلَّ اللهَ يَأْجُرُنِي فِيْهِ. شُعْبَةُ, عَنْ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ, عَنْ أَبِيْهِ: أنَّ عُمَرَ قَالَ لابْنِ مَسْعُوْدٍ وَأَبِي ذَرٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ: مَا هَذَا الحَدِيْثُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَأَحْسِبُهُ حَبَسَهُمْ بِالمَدِيْنَةِ حَتَّى أصيب. سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, عَنْ مُسْلِمِ بنِ مِشْكَمٍ: قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ: اعْدُدْ مَنْ في مجلسنا. قال: فجاءوا ألفًا وست مائة ونيفًا, فكانوا يقرءون وَيَتَسَابَقُوْنَ عَشْرَةً عَشْرَةً, فَإِذَا صَلَّى الصُّبْحَ انْفَتَلَ وَقَرَأَ جُزْءاً, فَيُحْدِقُونَ بِهِ يَسْمَعُوْنَ أَلْفَاظَهُ, وَكَانَ ابْنُ عَامِرٍ مقدَّمًا فِيْهِم. وَقَالَ هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يُصَلِّي ثُمَّ يُقْرِئُ وَيَقْرَأُ, حَتَّى إِذَا أَرَادَ القِيَامَ قَالَ لأَصْحَابِهِ: هَلْ مِنْ وَلِيْمَةٍ أَوْ عَقِيْقَةٍ نَشْهَدُهَا? فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ, وَإِلاَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي صَائِمٌ. وَهُوَ الَّذِي سنَّ هَذِهِ الحلق للقراءة.

_ 1 عمواس: قرية على بعد ستة أيام من الرملة على طريق بيت المقدس, وطاعون عمواس كان في "سنة 18هـ" استشهد فيه أبو عبيدة، ومعاذ بن جبل، وغيرهما.

قَالَ القَاسِمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مِنَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا العِلْمَ. أَبُو الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوْقٍ، قَالَ: شَامَمْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللهِ، وَمُعَاذٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَزَيْدِ بنِ ثَابِتٍ1. وَعَنْ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ مِنَ العُلَمَاءِ وَالفُقَهَاءِ الذين يشفون من الداء. وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ آخَرَ: رَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ دَخَلَ مَسْجِدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ مِنَ الأَتْبَاعِ مِثْلُ السُّلْطَانِ, فَمِنْ سَائِلٍ عَنْ فَرِيْضَةٍ, وَمِنْ سَائِلٍ عَنْ حِسَابٍ, وَسَائِلٍ عَنْ حَدِيْثٍ, وَسَائِلٍ عَنْ مُعْضِلَةٍ, وَسَائِلٍ عَنْ شِعْرٍ. قَالَ رَبِيْعَةُ بنُ يَزِيْدَ القَصِيْرُ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا حدَّث عَنْ رَسُوْلِ اللهِ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ لاَ هَكَذَا وَإِلاَّ فَكَشَكْلِهِ. مَنْصُوْرٌ, عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ, قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَا لِي أَرَى عُلَمَاءكُم يَذْهَبُوْنَ, وَجُهَّالَكُمْ لاَ يَتَعَلَّمُوْنَ, تَعَلَّمُوا فَإِنَّ العَالِمَ والمتعلِّم شَرِيْكَانِ فِي الأَجْرِ. وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مِنْ وَجْهٍ مُرْسَلٍ: لَنْ تَكُوْنَ عَالِماً حَتَّى تَكُوْنَ مُتَعَلِّماً, وَلاَ تُكُوْنُ مُتَعَلِّماً حَتَّى تَكُوْنَ بِمَا عَلِمْتَ عَامِلاً, إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ إِذَا وَقَفْتُ لِلحِسَابِ أَنْ يُقَالَ لِي: مَا عَمِلْتَ فِيْمَا عَلِمْتَ?. جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ, قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَيْلٌ لِلَّذِي لاَ يَعْلَمُ مَرَّةً، وَوَيْلٌ لِلَّذِي يعلم ولا يعمل سبع مرات. ابْنُ عَجْلاَنَ، عَنْ عَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ: قُلْتُ لأُمِّ الدَّرْدَاءِ: أَيُّ عِبَادَةِ أَبِي الدَّرْدَاءِ كَانَتْ أَكْثَرَ? قَالَتْ: التَّفَكُّرُ وَالاعْتِبَارُ. وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ. عَمْرُو بنُ وَاقِدٍ عَنِ ابْنِ حَلْبَسٍ: قِيْلَ لأَبِي الدَّرْدَاءِ -وَكَانَ لاَ يَفْتُرُ مِنَ الذِّكْرِ: كَمْ تُسَبِّحُ فِي كُلِّ يَوْمٍ? قَالَ: مائَةَ أَلْفٍ, إلَّا أَنْ تُخْطِئَ الأَصَابِعُ. الأَعْمَشُ, عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ, عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ قَالَ: بَيْنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ يُوْقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ لَهُ؛ إِذْ سَمِعْتُ فِي القِدْرِ صَوْتاً يَنْشُجُ كَهَيْئَةِ صَوْتِ الصَّبِيِّ, ثُمَّ انْكَفَأَتِ القِدْرُ, ثُمَّ رَجَعَتْ إلى

_ 1 صحيح: أخرجه ابن سعد "2/ 351".

مَكَانِهَا، لَمْ يَنْصَبَّ مِنْهَا شَيْءٌ, فَجَعَلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يُنَادِي: يَا سَلْمَانُ, انْظُرْ إِلَى مَا لَمْ تَنْظُرْ إِلَى مِثْلِهِ أَنْتَ وَلاَ أَبُوْكَ, فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: أَمَا إِنَّكَ لَو سَكَتَّ لَسَمِعْتَ مِنْ آيَاتِ رَبِّكَ الكُبْرَى. الأَوْزَاعِيُّ, عَنْ بِلاَلِ بنِ سَعْدٍ: أنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ تَفْرِقَةِ القَلْبِ, قِيْلَ: وَمَا تَفْرِقَةُ القَلْبِ? قَالَ: أَنْ يُجْعَلَ لِي فِي كل وادٍ مال. رُوِيَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: لَوْلاَ ثَلاَثٌ مَا أَحْبَبْتُ البَقَاءَ: سَاعَةً ظَمَأُ الهَوَاجِرِ, وَالسُّجُوْدُ فِي اللَّيْلِ, وَمُجَالَسَةُ أَقْوَامٍ يَنْتَقُوْنَ جَيِّدَ الكَلاَمِ كَمَا يُنْتَقَى أَطَايِبُ الثَّمَرِ. الأَعْمَشُ، عَنْ غَيْلاَنَ، عَنْ يَعْلَى بنِ الوَلِيْدِ قَالَ: لَقِيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَقُلْتُ: مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ? قَالَ: المَوْتُ. قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَمُتْ? قَالَ: يَقِلُّ مَالُهُ وَوَلَدُهُ. قَالَ مُعَاوِيَةُ بنُ قُرَّةَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: ثَلاَثَةٌ أُحِبُّهُنَّ وَيَكْرَهُهُنَّ النَّاسُ: الفَقْرُ، وَالمَرَضُ، وَالمَوْتُ. أُحِبُّ الفَقْرَ تَوَاضُعاً لِرَبِّي, وَالمَوْتَ اشْتِيَاقاً لِرَبِّي, وَالمَرَضَ تَكْفِيْراً لِخَطِيْئَتِي. الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ: أنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ أَوْجَعَتْ عَيْنُهُ حَتَّى ذَهَبَتْ, فَقِيْلَ لَهُ: لَو دَعَوْتَ اللهَ? فَقَالَ: مَا فَرَغْتُ بَعْدُ مِنْ دُعَائِهِ لِذُنُوْبِي, فَكَيْفَ أَدْعُو لِعَيْنِي?! حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ: حَدَّثَنَا رَاشِدُ بنُ سَعْدٍ قال: جاء رجل إلى أبي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: أَوْصِنِي. قَالَ: اذْكُرِ اللهَ فِي السَّرَّاءِ يَذْكُرْكَ فِي الضَّرَّاءِ، وَإِذَا ذَكَرْتَ المَوْتَى فَاجْعَلْ نَفْسَكَ كَأَحَدِهِمْ, وَإِذَا أَشْرَفَتْ نَفْسُكَ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا فَانْظُرْ إِلَى مَا يَصِيْرُ. إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ عَنْ هَمَّامِ بنِ الحَارِثِ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يُقْرِئُ رَجُلاً أَعْجَمِيّاً: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ، طَعَامُ الْأَثِيمِ} [الدُّخَانُ 43-44] ، فَقَالَ: "طَعَامُ اليَتِيْمِ" فردَّ عَلَيْهِ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَقُوْلَهَا, فَقَالَ: قُلْ: طَعَامُ الفَاجِرِ فَأَقْرَأَهُ "طَعَامُ الفَاجِرِ". مَنْصُوْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُرَّةَ: أنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ: اعْبُدِ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي المَوْتَى, وَإِيَّاكَ وَدَعْوَةَ المَظْلُوْمِ، وَاعْلَمْ أَنَّ قَلِيْلاً يُغْنِيْكَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيْرٍ يُلْهِيْكَ, وَأَنَّ البِرَّ لاَ يَبْلَى, وَأَنَّ الإِثْمَ لاَ يُنْسَى. شَيْبَانُ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: إِيَّاكَ وَدَعَوَاتِ المَظْلُوْمِ، فَإِنَّهُنَّ يَصْعَدْنَ إِلَى اللهِ كَأَنَّهُنَّ شَرَارَاتٍ مِنْ نَارٍ. وَرَوَى لُقْمَانُ بنُ عَامِرٍ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ: أَهْلُ الأَمْوَالِ يَأْكُلُوْنَ وَنَأْكُلُ, وَيَشْرَبُوْنَ وَنَشْرَبُ, وَيَلْبَسُوْنَ وَنَلْبَسُ, وَيَرْكَبُوْنَ وَنَرْكَبُ, وَلَهُمْ فُضُوْلُ أَمْوَالٍ يَنْظُرُوْنَ إِلَيْهَا وَنَنْظُرُ إِلَيْهَا مَعَهُمْ, وَحِسَابُهُمْ عَلَيْهَا وَنَحْنُ مِنْهَا بُرَآءُ.

وَعَنْهُ قَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ الأَغْنِيَاءَ يتمنون أنهم مثلنا عند المَوْتِ, وَلاَ نَتَمَنَّى أَنَّنَا مِثْلُهُمْ حِيْنَئِذٍ، مَا أَنْصَفَنَا إِخْوَانُنَا الأَغْنِيَاءُ، يُحِبُّوْنَنَا عَلَى الدِّيْنِ، وَيُعَادُوْنَنَا عَلَى الدُّنْيَا. رَوَاهُ صَفْوُانُ بنُ عَمْرٍو الحِمْصِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرٍ. وَرَوَى صَفْوَانُ, عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ, عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ قُبْرُسُ, مُرَّ بِالسَّبْيِ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَبَكَى, فَقُلْتُ لَهُ: تَبْكِي فِي مِثْلِ هَذَا اليَوْمِ الَّذِي أعزَّ اللهُ فِيْهِ الإِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ! قَالَ: يَا جُبَيْرُ, بَيْنَا هَذِهِ الأُمَّةُ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ؛ إِذْ عَصَوُا اللهَ, فَلَقُوا مَا تَرَى، مَا أَهْوَنَ العِبَادَ عَلَى اللهِ إِذَا هُمْ عَصَوْهُ. بَقِيَّةُ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الصَّمَدِ, عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لاَ يحدِّث بِحَدِيْثٍ إلَّا تبسَّم فَقُلْتُ: إِنّي أَخَافُ أَنْ يُحَمِّقَكَ النَّاسُ, فَقَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يُحَدِّثُ بِحَدِيْثٍ إلَّا تبسَّم. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي المُسْنَدِ1. عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي قُدَامَةَ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: كَانَ لأَبِي الدَّرْدَاءِ سِتُّوْنَ وَثَلاَثُ مائَةِ خَلِيْلٍ فِي اللهِ, يَدْعُو لَهُمْ فِي الصَّلاَةِ, فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ رَجُلٌ يَدْعُو لأَخِيْهِ فِي الغَيْبِ إلَّا وَكَّلَ الله له مَلَكَيْنِ يَقُوْلاَنِ: وَلَكَ بِمِثْلٍ, أَفَلاَ أَرْغَبُ أَنْ تدعو لي الملائكة. وَقَالَ أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنَّا لنكشِّر فِي وُجُوْهِ أَقْوَامٍ وَإِنَّ قُلُوْبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ. قَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: لَمَّا احْتُضِرَ أَبُو الدَّرْدَاءِ جَعَلَ يَقُوْلُ: مَنْ يَعْمَلُ لِمِثْلِ يَوْمِي هَذَا, مَنْ يَعْمَلُ لِمِثْلِ مَضْجَعِي هَذَا? أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ, أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي, وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِقِيُّ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ المُسْلِمَةِ, أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ, حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ حُمَيْدٍ, حَدَّثَنَا الوَضِيْنُ بنُ عَطَاءٍ, عَنْ يَزِيْدَ بنِ مَزْيَدٍ, قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ فِي مَجْلِسٍ فِيْهِ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ نَوْفٌ البِكَالِيُّ: إِنِّي لِغَيْرِ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ مِنِّي مِنَ الدَّجَّالِ, فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ أستَلَب إِيْمَانِي وَأَنَا لاَ أَشْعُرُ. فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: ثكلتك

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "5/ 199"، وآفته بقية وهو ابن الوليد، مدلس، يدلس تدليس التسوية، وقد عنعنه.

أُمُّكَ يَا ابْنَ الكِنْدِيَّةِ، وَهَلْ فِي الأَرْضِ خَمْسُوْنَ يَتَخَوَّفُوْنَ مَا تَتَخَوَّفُ. ثُمَّ قَالَ: وَثَلاَثُوْنَ، وَعِشْرُوْنَ، وَعَشْرَةٌ, وَخَمْسَةٌ. ثُمَّ قَالَ: وَثَلاَثَةُ, كُلُّ ذَلِكَ يَقُوْلُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, مَا أَمِنَ عَبْدٌ عَلَى إِيْمَانِهِ إلَّا سُلِبَهُ أَوِ انْتُزِعَ مِنْهُ فَيَفْقِدُهُ, وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, مَا الإِيْمَانُ إلَّا كَالقَمِيْصِ يتقمَّصه مرَّة وَيَضَعُهُ أُخْرَى. قَالَ الوَاقِدِيُّ وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ: مَاتَ أَبُو الدَّرْدَاءِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. وَعَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، قَالَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ. فَهَذَا خَطَأٌ؛ لأنَّ الثَّوْرِيَّ رَوَى عَنِ الأَعْمَشِ, عَنْ عُمَارَةَ بنِ عُمَيْرٍ, عَنْ حُرَيْثِ بنِ ظُهَيْرٍ, قَالَ: لَمَّا جَاءَ نَعْيٌ -يَعْنِي ابْنَ مَسْعُوْدٍ- إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ, قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يُخَلِّفْ بَعْدَهُ مِثْلَهُ, وَوَفَاةُ عَبْدِ اللهِ فِي سَنَةِ 32. وَرَوَى إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: مَاتَ أَبُو الدَّرْدَاءِ قَبْلَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. وَقِيْلَ: الَّذِيْنَ فِي حَلْقَةِ إِقْرَاءِ أَبِي الدَّرْدَاءِ كَانُوا أَزْيَدَ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ، وَلِكُلِّ عَشْرَةٍ مِنْهُم ملقِّن, وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَطُوْفُ عَلَيْهِم قَائِماً, فَإِذَا أَحْكَمَ الرَّجُلُ مِنْهُم تحوَّل إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ -يَعْنِي: يَعْرِضُ عَلَيْهِ. وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: مَنْ أَكْثَرَ ذكر الموت قلَّ فرحه وقلَّ حسده.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 84"، أسد الغابة "4/ 327".

عياض بن غنم

165- عياض بن غنم 1: ابن زُهَيْرِ بنِ أَبِي شَدَّادٍ, أَبُو سَعْدٍ الفِهْرِيُّ. مِمَّنْ بَايَعَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، وَاسْتَخْلَفَهُ قَرَابَتُهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ لَمَّا احْتُضِرَ عَلَى الشَّامِ. حدَّث عَنْهُ: جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ، وَغَيْرُهُ. وَكَانَ خيِّرًا، صَالِحاً، زَاهِداً، سَخِيّاً، وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَ الجَزِيْرَةَ صُلْحاً. أَقَرَّهُ عُمَرُ عَلَى الشَّامِ, فَعَاشَ بَعْدُ نَحْواً مِنْ عَامَيْنِ. وَقِيْلَ: عَاشَ سِتِّيْنَ سَنَةً, وَمَاتَ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ بِالشَّامِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: شَهِدَ الحُدَيْبِيَةَ, وَكَانَ أَحَدَ الأُمَرَاءِ الخمسة يوم اليرموك. رَوَى عَنْهُ: عِيَاضُ بنُ عَمْرٍو الأَشْعَرِيُّ. قُلْتُ: فَأَمَّا عِيَاضُ بنُ زُهَيْرٍ الفِهْرِيُّ فَبَدْرِيٌّ كَبِيْرٌ, وَهُوَ عَمُّ عِيَاضِ بنِ غَنْمٍ، يكنَّى أَيْضاً: أَبَا سَعْدٍ، لاَ رِوَايَةَ لَهُ، تُوُفِّيَ زَمَنَ عُثْمَانَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 84"، أسد الغابة "4/ 327".

سلمة بن سلامة

166- سلمة بن سلامة 1: ابن وقش بن زغبة بن زَعُوْرَاءَ بنِ عَبْدِ الأَشْهَلِ، أَبُو عَوْفٍ الأَشْهَلِيُّ, ابْنُ عَمَّةِ مُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ. شَهِدَ العَقَبَتَيْنِ وَبَدْراً وَأُحُداً، وَالمَشَاهِدَ. وَلَهُ حَدِيْثٌ فِي مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ مِنْ رِوَايَةِ مَحْمُوْدِ بنِ لَبِيْدٍ عنه. قِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِيْنَ سَنَةً, وَدُفِنَ بِالمَدِيْنَةِ, وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُهُ. آخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي سَبْرَةَ بنِ أَبِي رُهْمٍ العَامِرِيِّ, وقيل: بينه وبين الزبير بن العوام.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ ترجمة 439"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1986"، أسد الغابة "2/ 428"، الإصابة "2/ ترجمة 3381".

النعمان بن مقرن

167- النعمان بن مقرن 1: أبو حكيم وَقِيْلَ: أَبُو عَمْرٍو المُزَنِيُّ الأَمِيْرُ, صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كَانَ إِلَيْهِ لِوَاءُ قَوْمِهِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ, ثُمَّ كَانَ أَمِيْرَ الجَيْشِ الَّذِيْنَ افْتَتَحُوا نَهَاوَنْدَ2، فاستُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ. وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ, فَنَعَاهُ عُمَرُ عَلَى المِنْبَرِ إِلَى المُسْلِمِيْنَ وَبَكَى. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ مُعَاوِيَةُ، وَمَعْقِلُ بنُ يَسَارٍ، وَمُسْلِمُ بنُ الهَيْضَمِ، وَجُبَيْرُ بنُ حَيَّةَ الثَّقَفِيُّ. وَكَانَ مَقْتَلُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ يَوْم جُمُعَةٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. زَائِدَةُ: حدَّثنا عَاصِمُ بنُ كُلَيْبٍ الجَرْمِيُّ: حدَّثني أَبِي أَنَّهُ أَبْطَأ عَلَى عُمَرَ خَبَرُ نَهَاوَنْدَ وَابْنِ مُقَرِّنٍ، وَأَنَّهُ كَانَ يَسْتَنْصِرُ، وَأَنَّ النَّاسَ كَانُوا مِمَّا يَرَوْنَ مِنِ اسْتِنْصَارِهِ لَيْسَ هَمُّهُمْ إلَّا نَهَاوَنْدَ وَابْنَ مُقَرِّنٍ, فَجَاءَ إِلَيْهِمْ أَعْرَابِيٌّ مُهَاجِرٌ, فَلَمَّا بَلَغَ البَقِيْعَ قَالَ: مَا أَتَاكُمْ عَنْ نَهَاوَنْدَ? قَالُوا: وَمَا ذَاكَ? قَالَ: لاَ شَيْءَ, فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَأَتَاهُ فَقَالَ: أَقْبَلْتُ بِأَهْلِي مُهَاجِراً حَتَّى وَرَدْنَا مَكَانَ كَذَا وَكَذَا، فلمَّا صَدَرْنَا, إِذَا نَحْنُ بِرَاكِبٍ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ, فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ, مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ? قَالَ: مِنَ العِرَاقِ, قُلْتُ: مَا خَبَرُ النَّاسِ؟ قَالَ: اقْتَتَلَ النَّاسُ بِنَهَاوَنْدَ، فَفَتَحَهَا اللهُ، وقُتِلَ ابْنُ مُقَرِّنٍ, وَاللهِ مَا أَدْرِي أَيُّ النَّاسِ هُوَ, وَلاَ مَا نَهَاوَنْدَ? فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيُّ يَوْمٍ ذَاكَ مِنَ الجُمُعَةِ؟ قَالَ: لاَ, قَالَ عُمَرُ: لَكِنِّي أَدْرِي, عُدَّ مَنَازِلَكَ. قَالَ: نَزَلْنَا مَكَانَ كَذَا, ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَنَزَلْنَا مَنْزِلَ كَذَا, حَتَّى عَدَّ. فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ يَوْمُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الجُمُعَةِ, لَعَلَّكَ تَكُوْنُ لَقِيْتَ بَرِيْداً مِنْ برد الجنّ, فإن لهم بردًا. فَلَبِثَ مَا لَبِثَ ثُمَّ جَاءَ البَشِيْرُ بِأَنَّهُمُ التقوا ذلك اليوم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 18"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2222"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 2035"، أسد الغابة "5/ 342"، تهذيب الكمال "29/ ترجمة 6448"، الكاشف "3/ ترجمة 5951", تجريد أسماء الصحابة "2/ ترجمة 1246", تهذيب التهذيب "10/ ترجمة 826"، الإصابة "3/ ترجمة 8759"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7535". 2 نهاوند: مدينة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام, كان فتحها في خلافة عمر سنة "21"هـ.

معاذ بن الحارث

بنو عفراء: 168- معاذ بن الحارث 1: ابن رفاعة بن الحَارِثِ بنِ سَوَادِ بنِ مَالِكِ بنِ غَنْمِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ. أَخُو عَوْفٍ، وَرَافِعٍ، وَرِفَاعَةَ. وَأُمُّهُمْ عَفْرَاءُ بِنْتُ عُبَيْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عُبَيْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ غَنْمِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ, كَانَ شَهِدَ بَدْراً. وَلَهُ مِنَ الوَلَدِ: عُبَيْدُ اللهِ, وَالحَارِثُ, وَعَوْفٌ, وَسَلْمَى، وَإِبْرَاهِيْمُ، وَعَائِشَةُ، وَسَارَةُ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: يُرْوَى أَنَّ مُعَاذاً هَذَا، وَرَافِعَ بنَ مَالِكٍ الزُّرَقِيَّ, أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الأَنْصَارِ بِمَكَّةَ, وَأَمْرُ السِّتَّةِ أَثْبَتُ. وَشَهِدَ مُعَاذٌ العَقَبَتَيْنِ جَمِيْعاً, وَآخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَعْمَرِ بنِ الحَارِثِ الجُمَحِيِّ, أَحَدُ البدريين. وَمَاتَ مُعَاذٌ بَعْدَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ, وَلَهُ عَقِبٌ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 491"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 155"، ثقات ابن حبان "3/ 370"، أسد الغابة "4/ 378"، الإصابة "3/ ترجمة 8039"، تهذيب الكمال "28/ ترجمة 6021"، تهذيب التهذيب "10/ ترجمة 348"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7049".

معوذ بن الحارث

169- معوّذ بن الحارث 1: ابن رفاعة ابْنُ عَفْرَاءَ، وَهُوَ وَالِدُ الرُّبَيِّع بِنْتِ مُعَوِّذٍ، وَأُخْتُهَا عُمَيْرَةُ. شَهِدَ العَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِيْنَ، عِنْدَ ابْنِ إِسْحَاقَ فَقَطْ. وَهُوَ الَّذِي قِيْلَ: إِنَّهُ ضَرَبَ أَبَا جَهْلٍ هُوَ وَأَخُوْهُ عَوْفٌ حَتَّى أَثْخَنَاهُ, وَعَطَفَ هُوَ عَلَيْهِمَا فَقَتَلَهُمَا، ثُمَّ وَقَعَ صَرِيْعاً، ثُمَّ ذفَّفَ عَلَيْهِ ابْنُ مَسْعُوْدٍ. وَكَانَ مُعَوِّذٌ وَعَوْفٌ قَدْ وَقَفَا يَوْمَئِذٍ فِي الصَّفِّ بِجَنْبِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وَقَالاَ لَهُ: يَا عَمُّ, أَتَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ, فَإِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّهُ يُؤْذِي رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم, فدلهما عليه، فشدا معًا عليه2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 492"، أسد الغابة "5/ 240"، الإصابة "3/ ترجمة 8162". 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "3/ 115 و129" وابن أبي شيبة "14/ 373" والبخاري "3962" و"3963" و"4020"، ومسلم "1800"، وأبو يعلى "4063" و"4074", وأبو عوانة "4/ 228 و228-229"، والبيهقي "9/ 29", وفي "الدلائل" "3/ 86" من طرق عن سليمان التيمي، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يوم بدر: "من ينظر ما فعل أبو جهل"؟ انطق ابن مسعود، فوجد ابني عفراء قد ضرباه حتى برَدَ، فأخذ بلحيته فقال: أنت أبا جهل؟! فقال: وهل فوق رجل قتلتموه -أو قتله قومه؟

عوف بن الحارث

170- عوف بن الحارث 1: ابن رفاعة ابن عفراء. شَهِدَ العَقَبَةَ, وَبَعْضُهُمْ عدَّه أَحَدَ السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِيْنَ لَقَوْا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوَّلاً. شَهِدَ بَدْراً، وَاسْتُشْهِدَ. وَأَخُوْهُمُ الرَّابِعُ:

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 492"، أسد الغابة "4/ 311"، الإصابة "3/ ترجمة 6092".

رفاعة

171- رفاعة 1: بَدْرِيٌّ, تفرَّد بِذِكْرِهِ ابْنُ إِسْحَاقَ. فَقَالَ الوَاقِدِيُّ: لَيْسَ ذَلِكَ عِنْدَنَا بِثَبْتٍ. وَلِعَوْفٍ عَقِبٌ. قَالَ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ سِيْرِيْنَ يَقُوْلُ فِي قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ: أَقْعَصَهُ2 ابْنَا عَفْرَاءَ وذفَّفَ عَلَيْهِ3 ابْنُ مَسْعُوْدٍ. وَفِي رِوَايَةِ صَالِحُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ اللَّذَيْنِ سَأَلاَهُ وَقَتَلاَ أَبَا جَهْلٍ: مُعَاذُ بنُ عَمْرِو بن الجموح, ومعاذ ابن عفراء4. وهو أصحّ.

_ 1 ترجمته في العبر "1/ 41". 2 أقعصه: قتله مكانه. 3 ذفَّفَ عليه: أجهز عليه. 4 صحيح: أخرجه البخاري "3964" من طريق يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم، به. وراجع تخريجنا السابق رقم "44".

حذيفة بن اليمان

172- حذيفة بن اليمان 1: "ع" مِنْ نُجَبَاءِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَهُوَ صَاحِبُ السِّرِّ2. وَاسْمُ اليَمَانِ: حِسل, وَيُقَالُ: حُسَيْلٌ ابْنُ جَابِرٍ العَبْسِيُّ، اليَمَانِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، حَلِيْفُ الأَنْصَارِ، مِنْ أَعْيَانِ المُهَاجِرِيْنَ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو وَائِلٍ؛ وَزِرُّ بنُ حُبَيْشٍ، وَزَيْدُ بنُ وَهْبٍ, وَرِبْعِيُّ بنُ حِرَاشٍ, وَصِلَةُ بنُ زُفَرَ, وَثَعْلَبَةُ بنُ زَهْدَمٍ، وَأَبُو العَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى, وَمُسْلِمُ بنُ نُذَيْرٍ، وَأَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ، وَقَيْسُ بنُ عُبَادٍ، وَأَبُو البَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ، وَنُعَيْمُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَهَمَّامُ بنُ الحَارِثِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. لَهُ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" اثْنَا عَشَرَ حَدِيْثاً، وَفِي البُخَارِيِّ ثَمَانِيَةٌ, وَفِي مُسْلِمٍ سَبْعَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 317"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 332"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1140"، أسد الغابة "1/ 468"، الإصابة "1/ ترجمة 1647"، تهذيب الكمال "5/ ترجمة 1147"، تهذيب التهذيب "2/ ترجمة 405"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1267". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3743".

وَكَانَ وَالِدُهُ حِسْلٌ قَدْ أَصَابَ دَماً فِي قَوْمِهِ، فَهَرَبَ إِلَى المَدِيْنَةِ، وَحَالَفَ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، فسمَّاه قَوْمُهُ اليَمَانَ؛ لِحِلْفِهِ لِلْيَمَانِيَّةِ، وَهُمُ الأَنْصَارُ. شَهِدَ هُوَ وَابْنُهُ حُذَيْفَةُ أُحُداً، فَاسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ، قَتَلَهُ بَعْضُ الصَّحَابَةِ غَلَطاً, وَلَمْ يَعْرِفْهُ؛ لأَنَّ الجَيْشَ يَخْتَفُوْنَ فِي لأْمَةِ الحَرْبِ وَيَسْتُرُوْنَ وُجُوْهَهُمْ, فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَلاَمَةٌ بَيِّنَةٌ وَإِلاَّ رُبَّمَا قَتَلَ الأَخُ أَخَاهُ وَلاَ يَشْعُرُ. وَلَمَّا شَدُّوْا عَلَى اليَمَانِ يَوْمَئِذٍ, بَقِيَ حُذَيْفَةُ يَصِيْحُ: أَبِي! أَبِي! يَا قَوْمُ! فَرَاحَ خَطَأً, فَتَصَدَّقَ حُذَيْفَةُ عَلَيْهِم بِدِيَتِهِ1. قَالَ الوَاقِدِيُّ: آخَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين حُذَيْفَةَ وعمَّار, وَكَذَا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ. إِسْرَائِيْلُ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنْ رَجُلٍ, عَنْ حُذَيْفَةَ: أنه أقبل هو وَأَبُوْهُ, فَلَقِيَهُمْ أَبُو جَهْلٍ قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالاَ: حَاجَةٌ لَنَا. قَالَ: مَا جِئْتُمْ إلَّا لِتُمِدُّوا مُحَمَّداً, فَأَخَذُوا عَلَيْهِمَا مَوْثِقاً ألَّا يُكَثِّرَا عَلَيْهِمْ, فَأَتَيَا رَسُوْلَ اللهِ، فَأَخْبَرَاهُ2. ابْنُ جُرَيْجٍ, أَخْبَرَنِي أَبُو حَرْبٍ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ, قَالَ: وَعَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَاذَانَ, أنَّ عَلِيّاً سُئِلَ عَنْ حُذَيْفَةَ فَقَالَ: عَلِمَ المُنَافِقِيْنَ, وَسَأَلَ عَنِ المُعْضِلاَتِ, فَإِنْ تَسْأَلُوْهُ تَجِدُوْهُ بِهَا عَالِماً. أَبُو عَوَانَةَ, عَنْ سُلَيْمَانَ, عَنْ ثَابِتٍ أَبِي المِقْدَامِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ حُذَيْفَةَ -وَأَنَا عِنْدَهُ- فَقَالَ: مَا النِّفَاقُ؟ قَالَ: أَنْ تَتَكَلَّمَ بِالإِسْلاَمِ وَلاَ تَعْمَلَ بِهِ. سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ, أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ فِي عَهْدِ حُذَيْفَةَ عَلَى المَدَائِنِ: اسَمَعُوا لَهُ وَأَطِيْعُوا وَأَعْطُوْهُ مَا سَأَلَكُمْ, فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ عَلَى حِمَارٍ مُوْكَفٍ, تَحْتَهُ زَادُهُ, فلمَّا قَدِمَ اسْتَقْبَلَهُ الدَّهَاقِيْنُ وَبِيَدِهِ رغيف وعرق من لحم.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4065"، وابن سعد "2/ 45" من طريق أبي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قالت: "لما كان يوم أحد هزم المشركون, فصرخ إبليس لعنة الله عليه: أي عباد الله، أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فبَصُرَ حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان, فقال: أي عباد الله، أبي أبي. قال: قالت: فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه. فقال حذيفة: يغفر الله لكم. قال عروة. فوالله ما زالت في حذيفة بقية خير حتى لحق بالله". 2 ضعيف: فيه عنعنة أبي إسحاق، وهو السبيعي، فقد كان مدلسًا مشهورًا بالتدليس, وفيه إبهام الرجل الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي.

وَلِيَ حُذَيْفَةُ إِمْرَةَ المَدَائِنِ لِعُمَرَ، فَبَقِيَ عَلَيْهَا إِلَى بَعْدِ مَقْتَلِ عُثْمَانَ، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ عُثْمَانَ بِأَرْبَعِيْنَ لَيْلَةً. قَالَ حُذَيْفَةُ: مَا مَنَعَنِي أَنْ أَشْهَدَ بَدْراً إلَّا أَنِّي خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي، فَأَخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: إِنَّكم تُرِيْدُوْنَ مُحَمَّداً! فَقُلْنَا: مَا نُرِيْدُ إلَّا المَدِيْنَةَ. فَأَخَذُوا العَهْدَ عَلَيْنَا: لننصرفنَّ إِلَى المَدِيْنَةِ، وَلاَ نُقَاتِلُ مَعَهُ. فَأَخْبَرْنَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: "نَفِيْ بِعَهْدِهِمْ, وَنَسْتَعِيْنُ اللهَ عَلَيْهِم" 1. وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ أسرَّ إِلَى حُذَيْفَةَ أَسْمَاءَ المُنَافِقِيْنَ, وَضَبَطَ عَنْهُ الفِتَنَ الكَائِنَةَ فِي الأُمَّةِ2. وَقَدْ نَاشَدَهُ عُمَرُ: أَأَنَا مِنَ المُنَافِقِيْنَ? فَقَالَ: لاَ، وَلاَ أُزَكِّي أَحَداً بَعْدَكَ. وَحُذَيْفَةُ هُوَ الَّذِي نَدَبَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةَ الأَحْزَابِ لِيَجُسَّ لَهُ خَبَرَ العَدُوِّ3, وَعلَى يَدِهِ فُتِحَ الدِّيْنَوَرُ عَنْوَةً, وَمَنَاقِبُهُ تَطُوْلُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. أَبُو إِسْحَاقَ, عَنْ مُسْلِمِ بنِ نُذَيْرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بعضلة ساقي، فقال: "الائتزار ههنا، فإن أبيت فأسفل، فإن أبيت، فلاحق للإزار فيما أسفل من الكعبين".

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1787" من طريق أبي أسامة، عن الوليد بن جُميع، حدثنا أبو الطفيل، حدثنا حذيفة بن اليمان, فذكره. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3606" و"7084"، ومسلم "1847", "51"، والبيهقي في السنن "8/ 190"، وفي الدلائل "6/ 490"، والبغوي "4222" من طرق عن الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ, حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي بسر بن عبيد الله الحضرمي, أنه سمع أبا إدريس الخولاني, أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَيَّرَ الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله, إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم". قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم, وبه دخن". قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر"، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها". قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: "هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا". قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك". 3 صحيح: أخرجه مسلم "1788" من طريق الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، به في حديث طويل.

وفي لفظ: "فلاحق لِلإِزَارِ فِي الكَعْبَيْنِ" 1. عَقِيْلٌ، وَيُوْنُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيْسَ، سَمِعَ حُذَيْفَةَ يَقُوْلُ: "وَاللهِ, إِنِّي لأَعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ فِيْمَا بَيْنِي وَبَيْنَ السَّاعَةِ"2. قَالَ حُذَيْفَةُ: كَانَ الناس يسألون رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الخير, وكنت أسأله عن الشر مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي3. الأَعْمَشُ, عَنْ أَبِي وَائِلٍ, عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَامَ فِيْنَا رَسُوْلُ اللهِ مَقَاماً, فَحَدَّثَنَا بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ, فَحَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ, وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ4. قُلْتُ: قَدْ كَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُرَتِّلُ كَلاَمَهُ وَيُفَسِّرُهُ, فَلَعَلَّهُ قَالَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ مَا يُكْتَبُ فِي جُزْءٍ؛ فَذَكَرَ أَكْبَرَ الكَوَائِنِ، وَلَوْ ذَكَرَ أَكْثَرَ مَا هُوَ كَائِنٌ فِي الوُجُوْدِ لَمَا تَهَيَّأَ أَنْ يَقُوْلَهُ فِي سَنَةٍ، بَلْ وَلاَ فِي أَعْوَامٍ, فَفَكِّرْ فِي هَذَا. مَاتَ حُذَيْفَةُ بِالمَدَائِنِ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ، وَقَدْ شَاخَ. قَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ: بَعَثَ عُمَرُ حُذَيْفَةَ عَلَى المَدَائِنِ، فَقَرَأَ عَهْدَهُ عَلَيْهِم. فَقَالُوا: سَلْ مَا شِئْتَ. قَالَ: طَعَاماً آكُلُهُ، وَعَلَفَ حِمَارِي هَذَا -مَا دُمْتُ فِيْكُمْ- مِنْ تِبْنٍ. فَأَقَام فِيْهِم مَا شَاءَ اللهُ؛ ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: اقْدُمْ. فَلَمَّا بَلَغَ عُمَرَ قُدُوْمُهُ, كَمَنَ لَهُ عَلَى الطَّرِيْقِ؛ فلمَّا رَآهُ عَلَى الحَالِ الَّتِي خَرَجَ عَلَيْهَا, أَتَاهُ فَالْتَزَمَهُ، وَقَالَ: أنت أخي، وأنا أخوك.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 140 و249 و256"، والبيهقي في "شعب الإيمان" من طرق عن حميد، عن أنس مرفوعًا. قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وللحديث شواهد منها: ما رواه ابن حبان "1447"، وأحمد "5/ 382 و396 و398 و400"، والحميدي "445" عن مسلم بن نذير، عن حذيفة. وتابعه عند ابن حبان "1448" الأغر أبو مسلم عن حذيفة. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2891"، وأحمد "5/ 388 و407" من طرق عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيَّ كان يقول: قال حذيفة بن اليمان: فذكره. 3 صحيح: سبق تخريجنا له قريبا بتعليق رقم "55"، وهو عند البخاري "3606" و"7084" ومسلم "1847" "51"، وغيرهما فراجعه ثَمَّتَ. 4 صحيح: أخرجه البخاري "6604"، ومسلم "2891".

مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ, عَنْ طَلْحَةَ: قَدِمَ حُذَيْفَةُ المَدَائِنَ عَلَى حِمَارٍ، سَادِلاً رِجْلَيْهِ، وَبِيَدِهِ عَرْقٌ وَرَغِيْفٌ. سَعِيْدُ بنُ مَسْرُوْقٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ: هُوَ رَكُوْبُ الأَنْبِيَاءِ، يَسْدِلُ رِجْلَيْهِ مِنْ جَانِبٍ. أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: سَمِعتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: كَانَ حُذَيْفَةُ يَجِيْءُ كُلَّ جُمُعَةٍ مِنَ المَدَائِنِ إِلَى الكُوْفَةِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَقُلْتُ لَهُ: يُمْكِنُ هَذَا؟ قَالَ: كَانَتْ لَهُ بَغْلَةٌ فَارِهَةٌ. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله الأسدي, حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ العَبَّاسِ, عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الغَطَفَانِيِّ، قَالَ: كَانَ حُذَيْفَةُ لاَ يَزَالُ يُحَدِّثُ الحَدِيْثَ يَسْتَفْظِعُوْنَهُ, فَقِيْلَ لَهُ: يُوْشِكُ أَنْ تُحَدِّثَنَا أَنَّهُ يَكُوْنُ فِيْنَا مَسْخٌ! قَالَ: نَعَمْ, ليكوننَّ فِيْكُمْ مَسْخٌ قِرَدَةٌ وَخَنَازِيْرُ. أَبُو وَائِلٍ, عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اكْتُبُوا لِي مَنْ تلفَّظ بِالإِسْلاَمِ مِنَ النَّاسِ" فَكَتَبْنَا لَهُ أَلْفاً وَخَمْسَ مائَةٍ1. سُفْيَانُ, عَنِ الأَعْمَشِ, عَنْ مُوْسَى بن عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ, عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: كَانَ فِي خَاتَمِ حُذَيْفَةَ كُرْكِيَّانِ بَيْنَهُمَا: الحَمْدُ للهِ. عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ, عَنِ الأَعْمَشِ, عَنْ مُوْسَى, عَنْ أُمِّهِ, قَالَتْ: كَانَ خَاتَمُ حُذَيْفَةَ مِنْ ذَهَبٍ, فِيْهِ فَصُّ يَاقُوْتٍ أَسْمَانْجُوْنَه, فِيْهِ كُرْكِيَّانِ مُتَقَابِلاَنِ, بَيْنَهُمَا: الحَمْدُ للهِ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ, عَنِ الحَسَنِ, عن جندب: أن حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا كَلاَمٌ أَتَكَلَّمُ بِهِ يَرُدُّ عَنِّي عِشْرِيْنَ سَوْطاً إلَّا كُنْتُ مُتَكَلِّماً بِهِ. خَالِدٌ, عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ, عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِنِّي لأَشْتَرِي دِيْنِي بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، مَخَافَةَ أَنْ يَذْهَبَ كُلُّهُ. أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا سَعْدُ بنُ أَوْسٍ، عَنْ بِلاَلِ بنِ يَحْيَى قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ حُذَيْفَةَ كَانَ يَقُوْلُ: مَا أَدْرَكَ هَذَا الأَمْرَ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ إلَّا قَدِ اشْتَرَى بَعْضَ دِيْنِهِ بِبَعْضٍ. قَالُوا: وَأَنْتَ؟ قَالَ: وَأَنَا, وَاللهِ إِنِّي لأَدْخُلُ عَلَى أَحَدِهِمْ -وَلَيْسَ أَحَدٌ إلَّا فِيْهِ مَحَاسِنُ وَمَسَاوِئُ- فَأَذْكُرُ مِنْ مَحَاسِنِهِ, وَأُعْرِضُ عمَّا سِوَى ذَلِكَ, وَرُبَّمَا دَعَانِي أَحَدُهُمْ إِلَى الغَدَاءِ فَأَقُوْلُ: إِنِّي صَائِمٌ وَلَسْتُ بِصَائِمٍ.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "149"، وابن ماجه "4029"، وأحمد "5/ 384" من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة قال: فذكره.

جَمَاعَةٌ, عَنِ الحَسَنِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ حُذَيْفَةَ المَوْتُ قَالَ: حَبِيْبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ؛ لاَ أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ! أَلَيْسَ بَعْدِي مَا أَعْلَمُ؟ الحَمْدُ للهِ الَّذِي سَبَقَ بِي الفِتْنَةَ, قَادَتَهَا وَعُلُوْجَهَا. شُعْبَةُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَيْسَرَةَ, عَنِ النَزَّالِ بنِ سَبْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي مَسْعُوْدٍ الأَنْصَارِيِّ, مَاذَا قَالَ حُذَيْفَةُ عِنْدَ مَوْتِهِ؟ قَالَ: لَمَّا كَانَ عِنْدَ السَّحَرِ، قَالَ: أَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ صَبَاحٍ إِلَى النَّارِ -ثَلاَثاً, ثُمَّ قَالَ: اشْتَرُوا لِي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ؛ فَإِنَّهُمَا لَنْ يُتْرَكَا عَلَيَّ إلَّا قَلِيْلاً حَتَّى أُبْدَلَ بِهِمَا خيرًا منهما، أو أسلبهما سلبًا قبيحًا. شُعْبَةُ أَيْضاً, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بنِ زُفَرَ, عَنْ حُذَيْفَةَ, قَالَ: ابْتَاعُوا لِي كفنًا, فجاءوا بِحُلَّةٍ ثَمَنُهَا ثَلاَثُ مائَةٍ, فَقَالَ: لاَ, اشْتَرُوا لِي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ. وَعَنْ جُزَى بنِ بُكَيْرٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ فَزِعْنَا إِلَى حُذَيْفَةَ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ حُذَيْفَةُ بِالمَدَائِنِ بَعْدَ عُثْمَانَ, وَلَهُ عَقِبٌ, وَقَدْ شَهِدَ أَخُوْهُ صَفْوَانُ بنُ اليَمَانِ أُحُداً.

محمد بن مسلمة

173- محمد بن مسلمة 1: "ع" ابن سلمة بن خالد بن عَدِيِّ بنِ مَجْدَعَةَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ -وَقِيْلَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو سَعِيْدٍ- الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ, مِنْ نُجَبَاءِ الصَّحَابَةِ, شَهِدَ بَدْراً وَالمَشَاهِدَ. وَقِيْلَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَخْلَفَهُ مَرَّةً عَلَى المَدِيْنَةِ, وَكَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مِمَّنِ اعْتَزَلَ الفِتْنَةَ, وَلاَ حَضَرَ الجَمَلَ وَلاَ صِفِّيْنَ، بَلِ اتَّخَذَ سَيْفاً مِنْ خَشَبٍ, وتحوَّل إلى الربذة فأقام بها مديدة. رَوَى جَمَاعَةَ أَحَادِيْثَ. رَوَى عَنْهُ: المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ، وَسَهْلُ بنُ أَبِي حَثْمَةَ، وَقَبِيْصَةُ بنُ ذُؤَيْبٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ، وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وَأَبُو بُرْدَةَ بنُ أَبِي مُوْسَى، وَابْنُهُ مَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّدٍ. وَهُوَ حَارِثيٌّ، مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ. وَكَانَ رَجُلاً طُوَالاً، أَسْمَرَ، مُعْتَدِلاً, أصلع، وقورًا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 443-445"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1", والجرح والتعديل "8/ ترجمة 316"، وأسد الغابة "5/ 112"، الإصابة "3/ ترجمة 7806"، تهذيب الكمال "26/ ترجمة 5610"، تهذيب التهذيب "9/ ترجمة 737"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6658".

وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ عَلَى زَكَاةِ جُهَيْنَةَ, وَقَدْ كَانَ عُمَرُ إِذَا شُكِيَ إِلَيْهِ عَامِلٌ نَفَّذَ مُحَمَّداً إِلَيْهِم لِيَكْشِفَ أَمْرَهُ. خَلَّفَ مِنَ الوَلَدِ: عَشْرَةَ بَنِيْنَ؛ وَسِتَّ بَنَاتٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَقِيْلَ: اسْمُ جَدِّهِ خَالِدُ بنُ عَدِيِّ بنِ مَجْدَعَةَ. وَقَدِمَ لِلْجَابِيَةَ، فَكَانَ عَلَى مُقَدِّمَةِ جَيْشِ عُمَرَ. عَبَّادُ بنُ مُوْسَى السَّعْدِيُّ, حَدَّثَنَا يُوْنُسُ, عَنِ الحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ، قَالَ: مَرَرْتُ، فَإِذَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الصَّفَا وَاضِعاً يَدَهُ عَلَى يَدِ رَجُلٍ, فَذَهَبْتُ, فَقَالَ: "مَا مَنَعَكَ أَنْ تسلِّمَ" ? قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, فَعَلْتَ بِهَذَا الرَّجُلِ شَيْئاً مَا فَعَلْتَهُ بِأَحَدٍ, فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْطَعَ عَلَيْكَ حَدِيْثَكَ، مَنْ كَانَ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟ قَالَ: "جِبْرِيْلُ, وَقَالَ لِي: هَذَا مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ لَمْ يُسَلِّمْ, أَمَا إِنَّهُ لَوْ سلَّمَ رَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلاَمَ". قُلْتُ: فَمَا قَالَ لَكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟ قَالَ: "مَا زَالَ يُوصِيْنِي بالجار حتى ظننت أنه يأمرني فأورثه" 1. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَسْلَمَ مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بنِ عُمَيْرٍ، قَبْلَ إِسْلاَمِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ, قَالَ: وَآخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَاسْتَخْلَفَهُ عَلَى المَدِيْنَةِ عَامَ تَبُوْكٍ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ, عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: مَرَرْنَا بِالرَّبَذَةِ, فَإِذَا فُسْطَاطُ مُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ, فَقُلْتُ: لَوْ خَرَجْتَ إِلَى النَّاسِ فَأَمَرْتَ وَنَهَيْتَ, فَقَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا مُحَمَّدُ, سَتُكُوْنُ فُرْقَةٌ وَفِتْنَةٌ وَاخْتِلاَفٌ, فَاكْسِرْ سَيْفَكَ, وَاقْطَعْ وَتَرَكَ, وَاجْلِسْ في بيتك". ففعلت ما أمرني2.

_ 1 صحيح: ورد من حديث أبي هريرة, أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 546-547", وأحمد "2/ 514 و259"، والبزار "1898"، والبغوي في شرح السنة "3488" من طريق شعبة، عن داود بن فراهيج، عن أبي هريرة به. وورد من حديث عائشة: أخرجه ابن أبي شيبة "6/ 238" و"8/ 545", وأحمد "6/ 238"، والبخاري "6014"، وفي الأدب المفرد "101 و106", ومسلم "2624"، وأبو داود "5151"، والترمذي "1942"، وابن ماجه "3673"، والبيهقي "7/ 27" من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي بَكْرٍ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ عَائِشَةَ، به. 2 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 493"، حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي بردة، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته علي بن زيد بن جدعان، ضعيف.

شُعْبَةُ عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ ضُبَيْعَةَ, قَالَ حُذَيْفَةُ: إِنِّي لأَعْرِفُ رَجُلاً لاَ تَضُرُّهُ الفِتْنَةُ, قَالَ: فَإِذَا فُسْطَاطٌ لَمَّا أَتَيْنَا المَدِيْنَةَ, وَإِذَا مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ1. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: شَهِدَ مُحَمَّدٌ فَتَحَ مِصْرَ، وَكَانَ فِيْمَنْ طَلَعَ الحِصْنَ مَعَ الزُّبَيْرِ, قَالَ عَبَايَةُ بنُ رِفَاعَةَ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ أَسْوَدَ طَوِيْلاً عظيمًا. وَفِي الصِّحَاحِ مِنْ حَدِيْثِ جَابِرٍ: مَقْتَلُ كَعْبِ بنِ الأَشْرَفِ عَلَى يَدِ مُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ2. ابْنُ المُبَارَكِ, أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ, عَنْ مُوْسَى بنِ أَبِي عِيْسَى قَالَ: أَتَى عُمَرُ مَشْرَبَةَ3 بَنِي حَارِثَةَ, فَوَجَدَ مُحَمَّدَ بنَ مَسْلَمَةَ, فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ, كَيْفَ تَرَانِي؟ قَالَ: أَرَاكَ كَمَا أُحِبُّ, وَكَمَا يُحِبُّ مَنْ يُحِبُّ لَكَ الخَيْرَ, قَوِيّاً عَلَى جَمْعِ المَالِ, عَفِيْفاً عَنْهُ, عَدْلاً فِي قَسْمِهِ, وَلَوْ مِلْتَ عَدَّلْنَاكَ كَمَا يُعَدَّلُ السَّهْمُ فِي الثِّقَافِ. قَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنِي فِي قَوْمٍ إِذَا مِلْتُ عَدَّلُوْنِي4. ابْنُ عُيَيْنَةَ, عَنْ عَمْرِو بن سَعِيْدٍ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ عَبَايَةَ بنِ رِفَاعَةَ, قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ سَعْداً اتَّخَذَ قَصْراً, وَقَالَ: انْقْطَعَ الصُّوَيْتُ, فَأَرْسَلَ عُمَرُ مُحَمَّدَ بنَ مَسْلَمَةَ -وَكَانَ عُمَرُ إِذَا أَحَبَّ أَنْ يُؤْتَى بِالأَمْرِ كَمَا يُرِيْدُ بَعَثَهُ- فَأَتَى الكُوْفَةِ، فَقَدَحَ, وَأَحْرَقَ البَابَ عَلَى سَعْدٍ, فَجَاءَ سَعْداً فَقَالَ: إِنَّهُ بَلَغَ عُمَرَ أَنَّكَ قُلْتَ: انْقَطَعَ الصُّوَيْتُ, فَحَلَفَ أَنَّهُ لَمْ يقله.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "4664", والحاكم "3/ 433-434" من طريق شعبة، وأخرجه أبو داود "4665"، وابن سعد "3/ 444-445" من طريق أبي عوانة, كلاهما عن الأشعث بن سليم، عن أبي بردة, عن ثعلبة بن ضبيعة, قال: دخلنا على حذيفة فقال: إني لأعرف رجلًا لا تضره الفتن شيئًا ... ". قلت: إسناده ضعيف، ضبيعة -بالتصغير- ابن حصين الثعلبي، ويقال: ثعلبة بن ضبيعة، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة, وليس ثَمَّ من تابعه. وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" "4/ 390" على عادته في توثيق المجاهيل والمجروحين. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4037"، ومسلم "1801" من طريق سفيان، عن عمرو, سمعت جابرا يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله". فقال محمد بن مسلمة: يا رسول الله, أتحب أن أقتله؟ قال: "نعم.... " الحديث. 3 المشربة -بفتح الراء من غير ضم: الموضع الذي يشرب منه. 4 ضعيف: لانقطاعه بين موسى بن أبي عيسى، وهو الحناط, وعمر بن الخطاب, فإنه لم يدركه، فهو من الطبقة السادسة، وهي طبقة أصاغر التابعين التي لم يثبت لها لقاء أحد من الصحابة.

هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ إلَّا وَأَنَا أَخَافُ عَلَيْهِ الفِتْنَةَ, إلَّا مَا كَانَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ، فَإِنِّي سَمِعتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "لا تضره الفتنة"1. الفَسَوِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى, حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ مُوْسَى بنِ وَرْدَانَ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ جَابِرٍ, قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ وَمَعَهُ أَهْلُ الشَّامِ, فَبَلَغَ رَجُلاً شَقِيّاً مِنْ أَهْلِ الأُرْدُنِّ صنيعَ مُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ -جُلُوْسُهُ عَنْ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ, فَاقْتَحَمَ عَلَيْهِ المَنْزِلَ فَقَتَلَهُ, فَأَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَى كَعْبِ بنِ مَالِكٍ: مَا تَقُوْلُ فِي مُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ?. قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ, وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَشَبَابٌ وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ. يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنِ الحَسَنِ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَى مُحَمَّدَ بنَ مَسْلَمَةَ سَيْفاً فَقَالَ: "قَاتِلْ بِهِ المُشْرِكِيْنَ, فَإِذَا رَأَيْتَ المُسْلِمِيْنَ قَدْ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَاضْرِبْ بِهِ أُحُداً حَتَّى تَقْطَعَهُ, ثُمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتَيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ"2. وَرُوِيَ نَحْوُهُ مِنْ مَرَاسِيْلِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ. عَاشَ ابْنُ مَسْلَمَةَ سَبْعاً وَسَبْعِيْنَ سنة.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "4663" من طريق هشام -وهو ابن حسان، عن محمد قال: قال حذيفة: ما أحد من الناس تدركه الفتنة إلّا أنا أخافها عليه, إلا مُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ, فَإِنِّي سَمِعتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "لا تضرك الفتنة". قلت: إسناده ضعيف؛ لانقطاعه بين محمد بن سيرين وحذيفة الذي مات في أوّل خلافة عليّ -رضي الله عنه, لذا فإنه لم يدركه. 2 ضعيف: أخرجه أحمد "4/ 225" من طريق زيد بن الحباب، عن سهل بن أبي الصلت, عن الحسن به. وإسناده منطقع بين الحسن وهو البصري، وبين محمد بن مسلمة, فإنه لم يدركه.

عثمان بن أبي العاص

174- عثمان بن أبي العاص 1: "م، 4" الأَمِيْرُ، الفَاضِلُ، المؤتَمَن, أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ، الطَّائِفِيُّ. قَدِمَ فِي وَفْدِ ثَقِيْفٍ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سنة تِسْعٍ, فَأَسْلَمُوا, وأمَّره عَلَيْهِم لِمَا رَأَى مِنْ عَقْلِهِ وَحِرْصِهِ عَلَى الخَيْرِ وَالِدِّيْنِ, وَكَانَ أَصْغَرَ الوَفْدِ سِنّاً2. ثُمَّ أقرَّه أَبُو بَكْرٍ عَلَى الطَّائِفِ, ثُمَّ عُمَرُ, ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ عَلَى عَمَّانَ وَالبَحْرَيْنِ, ثُمَّ قدَّمه عَلَى جَيْشٍ فَافْتَتَحَ توج ومصرها, وسكن البصرة. ذَكَرَهُ الحَسَنُ البَصْرِيُّ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْضَلَ مِنْهُ. قُلْتُ: لَهُ أَحَادِيْثُ فِي صَحِيْحِ مُسْلِمٍ، وَفِي السُّنَنِ. وَكَانَتْ أُمُّهُ قَدْ شَهِدَتْ وِلادَةَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حدَّث عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ وَنَافِعُ بنُ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ، وَيَزِيْدُ وَمُطَرِّفٌ ابْنَا عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ، وَمُوْسَى بنُ طَلْحَةَ, وَآخَرُوْنَ. سَالِمُ بنُ نُوحٍ، عَنِ الجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي العَلاَءِ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ, أَنَّهُ بعث غلمانًا له تجارًا, فلما جاءوا قَالَ: مَا جِئْتُمْ بِهِ؟ قَالُوا: جِئْنَا بِتِجَارَةٍ يَرْبَحُ الدِّرْهَمُ عَشَرَةً. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالُوا: خَمْرٌ, قَالَ: خَمْرٌ وَقَدْ نُهِيْنَا عَنْ شُرْبِهَا وَبَيْعِهَا؟! فَجَعَلَ يَفْتَحُ أَفْوَاهَ الزِّقَاقِ وَيَصُبُّهَا. يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ أبي العاص, فذكر نَحْوَهُ. تُوُفِّيَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- سَنَةَ إِحْدَى وخمسين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 508"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2195"، أسد الغابة "3/ 579"، تهذيب الكمال "19/ ترجمة 3829"، وتهذيب التهذيب "7/ ترجمة 270"، الإصابة "2/ ترجمة 5441"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4752". 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 217"، وأبو داود "531"، والنسائي "2/ 23" من طرق عن حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف بن عبد الله، عن عثمان بن أبي العاص, قال: قلت: يا رسول الله, اجعلني إمام قومي، قال: "أنت إمامهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرًا". وأخرجه مسلم "468" من طريق عمرو بن عثمان، حدثنا موسى بن طلحة، حدثني عثمان بن أبي العاص الثقفي؛ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ له: "أمَّ قومك" , قال: قلت: يا رسول الله, إني أجد في نفسي شيئًا. قال: "أدنه" فجَلَّسَني بين يديه, ثم وضع كفَّه في صدري بين ثديي, ثم قال: "تحوّل" فوضعها في ظهري بين كتفي, ثم قال: "أمَّ قومك, فمن أمَّ قوما فليخفف, فإن فيهم الكبير, وإن فيهم المريض, وإن فيهم الضعيف, وإن فيهم ذا الحاجة, وإذا صلى أحدكم وحده فليصلّ كيف شاء".

عبد الله بن زيد

175- عبد الله بن زيد 1: "4" ابن عَبْدِ رَبِّهِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ، المَدَنِيُّ، البدري، من سادة الصَّحَابَةِ, شَهِدَ العَقَبَةَ وَبَدْراً, وَهُوَ الَّذِي أُرِيَ الأَذَانَ2، وَكَانَ ذَلِكَ فِي السَّنَةِ الأُوْلَى منَ الهِجْرَةِ. لَهُ أَحَادِيْثُ يَسِيْرَةٌ, وَحَدِيْثُهُ فِي السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ. وَقِيْلَ: إِنَّ ذِكْرَ ثَعْلَبَةَ فِي نَسَبِهِ خَطَأٌ. حدَّث عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى وَلَمْ يَلْقَهُ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَلَدُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. إِسْحَاقُ الفَرْوِيُّ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ العُمَرِيُّ، عَنْ بِشْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدٍ, قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! أَنَا ابْنُ صَاحِبِ العَقَبَةِ وَبَدْرٍ, وَابْنُ الَّذِي أُرِيَ النِّدَاءَ. فَقَالَ عُمَرُ: يَا أَهْلَ الشَّامِ: هَذِي المَكَارِمُ لاَ قَعْبَانِ مِنْ لَبَنٍ ... شيبا بماء, فعادا بعد أبوالا3 الأَعْمَشُ, عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ زَيْدٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يا رسول الله! إِنِّي رَأَيْتُ فِي المَنَامِ كأنَّ رَجُلاً قَامَ عَلَى جِذْمِ حَائِطٍ، فأذَّن مَثْنَى, وَأَقَامَ مَثْنَى, وقعد قعدة, وعليه بردان أخضران4.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 536-537"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 19"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 265"، والكاشف "2/ ترجمة 2758"، والعبر "1/ 33"، تهذيب الكمال "14/ ترجمة 3282"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 386"، الإصابة "2/ ترجمة رقم 4686"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3510". 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 43"، وأبو داود "499", والترمذي "189", والدارمي "1/ 268-269", وابن حبان "281", وابن ماجه "706"، والدارقطني "1/ 341"، وابن الجارود "158"، والبيهقي "1/ 390-391، 415" من طريق ابن إسحاق, قال: حدثنا محمد بن إبراهيم التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه، قال: حدثني أبي عبد الله بن زيد قال: فذكر رؤية الأذان في حديث طويل. وأخرجه أحمد "4/ 42"، والبيهقي "1/ 414-415" من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن زيد، به، وأخرجه عبد الرزاق "1788"، وابن أبي شيبة "1/ 203"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 131-132 و134"، والبيهقي "1/ 420" مِنْ طرِيقِ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرحمن ابن أبي ليلى, قال: حدَّثنا أصحاب رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ عبد الله بن زيد قال: فذكره. 3 هذا البيت من قصيدة لأبي الصلت، والد أمية بن أبي الصلت، ويمدح فيها سيف بن ذي يزن، ومطلع القصيدة: ليطلب الوتر أمثال ابن ذي يزن ... ريم في البحر للأعداء أحوالا 4 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "1/ 23"، والبيهقي "1/ 391" من طريق عمرو بن مرة، به. قوله: "على جذم حائط", الجذم: الأصل، أراد: بقية حائط, أو قطعة من حائط.

عبد الله بن زيد المازني النجاري

فأمَّا: 176- عبد الله بن زيد المازني النجاري 1: "ع": صَاحِبُ حَدِيْثِ الوُضُوْءِ2، فَمِنْ فُضَلاَءِ الصَّحَابَةِ. يُعْرَفُ بِابْنِ أُمِّ عُمَارَةَ، وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ بنِ عَاصِمِ بنِ كَعْبٍ، أَحَدُ بَنِي مازن بن النجار. ذَكَرَ ابْنُ مَنْدَةَ فَقَطْ أَنَّهُ بَدْرِيٌّ3. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ وَغَيْرُهُ: بَلْ هُوَ أحُديّ, وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ مُسَيْلِمَةَ بِالسَّيْفِ مَعَ رَمْيَةِ وَحْشِيٍّ لَهُ بِحَرْبَتِهِ, وَهُوَ عَمُّ عَبَّادِ بنِ تَمِيْمٍ. قِيْلَ: إِنَّهُ قُتِلَ يَوْمَ الحرة, سنة ثلاث وستين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 531"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 20"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 266"، أسد الغابة "3/ 250"، تهذيب الكمال "14/ ترجمة 3381"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 385"، الإصابة "2/ ترجمة 4688"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3509". 2 صحيح: أخرجه البخاري "185"، ومسلم "235" من طريق عمرو بن يحيى المازن، عن أبيه, أنَّ رجلًا قال لعبد الله بن زيد -وهو جد عمرو بن يحيى: أتستطيع أن تريني كيف كأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ؟ فقال عبد الله بن زيد: نعم, فدعا بماء, فأفرغ على يديه فغسل مرتين، ثم مضمض واستنثر ثلاثًا، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين، ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر, بدأ بمقدَّم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردَّهما إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رجليه". 3 قال الحافظ الذهبي في "تلخيص المستدرك" معلقًا على هذا فقال: هذا خطأ.

حارثة بن النعمان

177- حارثة بن النعمان 1: ابن نفع بن زيد بنِ عُبَيْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ غَنْمِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ الخَزْرَجِيُّ، النَّجَّارِيُّ. وَيُقَالُ: ابْنُ رَاِفعٍ بَدَلَ: ابْنِ نَفْعٍ. وَلَهُ مِنَ الوَلَدِ: عَبْدُ اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ, وَسَوْدَةُ, وَعَمْرَةُ, وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ, يكنَّى أَبَا عَبْدِ اللهِ. شَهِدَ بَدْراً وَالمَشَاهِدَ، وَلاَ نَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً، وَكَانَ دَيِّناً، خيِّرًا، بَرّاً بِأُمِّهِ. وَعَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ جِبْرِيْلَ من الدهر مرتين: يوم الصورين2 حين خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ, مَرَّ بِنَا فِي صُوْرَةِ دِحْيَةَ, فَأَمَرَنَا بِلُبْسِ السِّلاَحِ، وَيَوْمَ مَوْضِعِ الجَنَائِزِ حِيْنَ رَجَعْنَا مِنْ حُنَيْنٍ، مَرَرْتُ وَهُوَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ أُسَلِّمْ, فَقَالَ جِبْرِيْلُ: مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ? قَالَ: حَارِثَةُ بنُ النُّعْمَانِ, فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ مِنَ المائَةِ الصَّابِرَةِ يَوْمَ حُنَيْنٍ, الَّذِيْنَ تكفَّل اللهُ بِأَرْزَاقِهِمْ فِي الجَنَّةِ, وَلَو سلَّم لَرَدَدْنَا عَلَيْهِ. وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ مُنْقَطِعٌ: أَنَّ حَارِثَةَ كُفَّ, فَجَعَلَ خَيْطاً مِنْ مُصَلاَّهُ إِلَى حُجْرَتِهِ، وَوَضَعَ عِنْدَهُ مِكْتَلاً فِيْهِ تَمْرٌ وَغَيْرُهُ, فَكَانَ إِذَا سلَّم مِسْكِيْنٌ أَعْطَاهُ مِنْهُ, ثُمَّ أَخَذَ عَلَى الخَيْطِ حَتَّى يَأْتِيَ إِلَى بَابِ الحُجْرَةِ فَيُنَاوِلَ المِسْكِيْنَ. فَيَقُوْلُ أَهْلُهُ: نَحْنُ نَكْفِيْكَ, فَيَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مُنَاوَلَةُ المِسْكِيْنِ تَقِي مِيْتَةَ السُّوْءِ"3. قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَتْ لَهُ مَنَازِلُ قُرْبَ مَنَازِلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَكَانَ كُلَّمَا أَحْدَثَ رَسُوْلُ اللهِ أَهْلاً، تَحَوَّلَ لَهُ حَارِثَةُ عَنْ مَنْزِلٍ, حَتَّى قَالَ: "لَقَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ حَارِثَةَ مِمَّا يَتَحَوَّلُ لَنَا عَنْ مَنَازِلِهِ". وَبَقِيَ إِلَى خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ. وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ: المحدِّث أَبُو الرِّجَالِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَارِثَةَ بنِ النُّعْمَانِ الأَنْصَارِيُّ، وَلَدُ عَمْرَةَ الفَقِيْهَةِ. وَهُوَ -أَعْنِي: حَارِثَةَ- الَّذِي يَقُوْلُ فِيْهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ قِرَاءةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا? قِيْلَ: حَارِثَةُ, فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَاكُمُ البِرُّ" وَكَانَ بَرّاً بِأُمِّهِ -رَضِيَ الله عنه4.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 487"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 323"، أسد الغابة "1/ 429"، الإصابة "1/ ترجمة 1532". 2 الصوران: موضع بالمدينة. 3 ضعيف: أخرجه ابن سعد "3/ 488"، والطبراني في "الكبير" "3228" و"3233"، والبيهقي في "الشعب" "3/ 3463" من طرق, عن إسماعيل بن أبي فديك، عن محمد بن عثمان، عن أبيه قال: كان حارثة بن النعمان قد ذهب بصره، فاتخذ خيطًا في مصلاه إلى باب حُجْرَتِهِ، وَوَضَعَ عِنْدَهُ مِكْتَلاً فِيْهِ تَمْرٌ وَغَيْرُهُ، فكان إذا جاء المسكين فسلَّم، أخذ من ذلك المكتل، ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله، وكان أهله يقولون: نحن نكفيك، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مُنَاوَلَةُ المِسْكِيْنِ تَقِي مِيْتَةَ السُّوْءِ". وأورده الهيثمي في "المجمع" "3/ 112", وقال: "رواه الطبراني في الكبير، وفيه من لم أعرفه". قلت: في إسناده محمد بن عثمان، ذكر البخاري في "التاريخ" "1/ 1/ 180" -وذكر الحديث في ترجمته- كما ذكر الحديث ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "4/ 1/ 24" في ترجمته، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. أما عثمان والد محمد بن عثمان, فذكره ابن أبي حاتم في ترجمة حارثة بن النعمان "1/ 2/ 253-254" فيمن روى عن حارثة، ولم يذكر اسم أبيه، ولم أعرفه، وقد ذكرت الحديث وشواهد له في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" حديث رقم "317" الطبعة الثانية. 4 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "20119"، وأحمد "6/ 151-152 و166-167"، والحميدي "285" عن عمرة، عن عائشة، به.

أبو موسى الأشعري

178- أبو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ 1: "ع" عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ بن سُلَيْمِ بنِ حَضَّارِ بنِ حَرْبٍ, الإِمَامُ الكَبِيْرُ، صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ التَّمِيْمِيُّ الفَقِيْهُ المُقْرِئُ. حدَّث عَنْهُ: بُرَيْدَةُ بنُ الحَصِيْبِ, وَأَبُو أُمَامَةَ البَاهِلِيُّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الخُدْرِيُّ، وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ، وَطَارِقُ بنُ شِهَابٍ, وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَالأَسْوَدُ بنُ يَزِيْدَ, وَأَبُو وَائِلٍ شَقِيْقُ بنُ سَلَمَةَ، وَزَيْدُ بنُ وَهْبٍ, وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّهْدِيُّ، وَمُرَّةُ الطَّيِّبُ، وَرِبْعِيُّ بنُ حِرَاشٍ، وَزَهْدَمُ بنُ مُضَرِّبٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وَهُوَ مَعْدُوْدٌ فِيْمَنْ قَرَأَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أَقْرَأَ أَهْلَ البَصْرَةِ وفقَّهَهم فِي الدِّيْنِ, قَرَأَ عَلَيْهِ حِطَّانُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيُّ، وَأَبُو رَجَاءٍ العُطَارِدِيُّ. فَفِي "الصَّحِيْحَيْنِ": عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ, وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُدْخَلاً كَرِيْماً" 2. وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمُعَاذاً عَلَى زبيد وعدن3, وولي إمرة الكوفة لِعُمَرَ, وَإِمْرَةَ البَصْرَةِ, وَقَدِمَ لَيَالِيَ فَتْحِ خَيْبَرَ، وَغَزَا وَجَاهَدَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم, وحمل عنه علمًا كثيرًا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "2/ 344-345" و"4/ 105" و"6/ 16"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 35"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 642"، حلية الأولياء "1/ 256-264"، أسد الغابة "3/ 367"، الكاشف "2/ ترجمة 2951"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 3487" وتذكرة الحفاظ "1/ 23"، تهذيب الكمال "15/ ترجمة 3491"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة رقم 625"، الإصابة "2/ ترجمة 4898"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3739". 2 صحيح: أخرجه البخاري "4323"، ومسلم "2498" حدثنا محمد بن العلاء، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى -رضي الله عنه- به, مرفوعًا في حديث طويل. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3038"، ومسلم "1733" من طريق وكيع، عن شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جدِّه, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ معاذا وأبا موسى إلى اليمن, قال: "يسِّرَا ولا تعسِّرا، وبشِّرَا ولا تنفِّرَا، وتطاوعا ولا تختلفا".

قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: حَدَّثَنِي أَبُو يُوْسُفَ حَاجِبُ مُعَاوِيَةَ: أَنَّ أَبَا مُوْسَى الأَشْعَرِيَّ قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَنَزَلَ فِي بَعْضِ الدُّوْرِ بِدِمَشْقَ، فَخَرَجَ مُعَاوِيَةُ مِنَ اللَّيْلِ لِيَسْتَمِعَ قِرَاءتَهُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أُمُّ أَبِي مُوْسَى هِيَ: ظَبْيَةُ بِنْتُ وَهْبٍ، كَانَتْ أَسْلَمَتْ وَمَاتَتْ بِالمَدِيْنَةِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ قَالَ: أَسْلَمَ أَبُو مُوْسَى بِمَكَّةَ, وَهَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ, وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ خَيْبَرُ، وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: أَسْلَمَ بِمَكَّةَ ثُمَّ قَدِمَ مَعَ أَهْلِ السَّفِيْنَتَيْنِ بَعْدَ فَتْحِ خَيْبَرَ بِثَلاَثٍ، فَقَسَمَ لَهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَلِيَ البَصْرَةَ لِعُمَرَ وَعُثْمَانَ, وَوَلِيَ الكوفة وبها مات. وَقَالَ ابْنُ مَنْدَةَ: افْتَتَحَ أَصْبَهَانَ زَمَنَ عُمَرَ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: بَعَثَهُ عُمَرُ أَمِيْراً عَلَى البَصْرَةِ, فَأَقْرَأَهُمْ وَفَقَّهَهُمْ, وَهُوَ فَتَحَ تُستَر, وَلَمْ يَكُنْ فِي الصَّحَابَةِ أَحَدٌ أَحْسَنَ صَوْتاً مِنْهُ. قَالَ حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ: سَمِعْتُ ابْنَ بُرَيْدَةَ يَقُوْلُ: كَانَ الأَشْعَرِيُّ قَصِيْراً، أَثَطَّ1، خَفِيْفَ الجِسْمِ. وَأَمَّا الوَاقِدِيُّ فَقَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ إِلْيَاسَ, عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي جَهْمٍ قَالَ: لَيْسَ أَبُو مُوْسَى مِنْ مُهَاجِرَةِ الحَبَشَةِ، وَلاَ حِلْفَ لَهُ فِي قُرَيْشٍ، وَقَدْ كَانَ أَسْلَمَ بِمَكَّةَ, وَرَجَعَ إِلَى أَرْضِهِ حَتَّى قَدِمَ هُوَ وَأُنَاسٌ مِنَ الأَشْعَرِيِّيْنَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذَكَرَهُ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ فِيْمَنْ هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ. وَرَوَى أَبُو بُرْدَةَ, عَنْ أَبِي مُوْسَى قَالَ: خَرَجْنَا مِنَ اليَمَنِ فِي بضْعٍ وَخَمْسِيْنَ مِنْ قَوْمِي، وَنَحْنُ ثَلاَثَةُ إِخْوَةٍ: أَنَا وَأَبُو رُهْمٍ وَأَبُو عَامِرٍ, فَأَخْرَجَتْنَا سَفِيْنَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَعِنْدَهُ جَعْفَرٌ وَأَصْحَابُهُ، فَأَقْبَلْنَا حِيْنَ افْتُتِحَتْ خَيْبَرُ, فَقَالَ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَكُمُ الهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ, هَاجَرْتُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ, وَهَاجَرْتُمْ إليَّ" 2. وَفِي رِوَايَةٍ: أَنَا وَأَخَوَايَ أَبُو رُهْمٍ وَأَبُو بُرْدَةَ، أَنَا أَصْغَرُهُمْ. أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ إِسْحَاقَ, حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، عن حميد، عن أنس، قال:

_ 1 أثطّ: أي: قليل شعر اللحية. 2 صحيح: تقدم تخريجنا له في الجزء الأول في ترجمة أسماء بنت عميس, بتخريجنا رقم "1172".

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ غَداً قَوْمٌ هُمْ أَرَقُّ قُلُوْباً لِلإِسْلاَمِ مِنْكُمْ" , فَقَدِمَ الأَشْعَرِيُّوْنَ, فَلَمَّا دَنَوْا جَعَلُوا يَرْتَجِزُوْنَ: غَداً نَلْقَى الأَحِبَّهْ ... مُحَمَّداً وَحِزْبَهْ فلمَّا أَنْ قَدِمُوا تَصَافَحُوا، فَكَانُوا أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَ المُصَافَحَةَ1. شُعْبَةُ, عَنْ سِمَاكٍ, عَنْ عِيَاضٍ الأَشْعَرِيِّ, قَالَ: لَمَا نَزَلَتْ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المَائِدَةُ: 54] ؛ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هُمْ قَوْمُكَ يَا أَبَا مُوْسَى, وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ" 2. صحَّحه الحَاكِمُ, وَالأَظْهَرُ: أنَّ لِعِيَاضِ بنِ عَمْرٍو صُحْبَةٌ, وَلَكِنْ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ شُعْبَةَ أَيْضاً "ح". وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، عَنْ أَبِيْهِ, كِلاَهُمَا عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِيَاضٍ, عَنْ أَبِي مُوْسَى. بُرَيْد, عَنْ أَبِي بُرْدَةَ, عَنْ أَبِي مُوْسَى قَالَ: لَمَّا فَرَغَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حُنَيْن, بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ الأَشْعَرِيَّ عَلَى جَيْشِ أوطاس, فلقي دريد بن الصِّمَّةِ, فَقُتِلَ دُرَيْدٌ وَهَزَمَ اللهُ أَصْحَابَهُ, فَرَمَى رَجُلٌ أَبَا عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ, فَقُلْتُ: يَا عَمّ! مَنْ رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَيْهِ, فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ, فَلَمَّا رَآنِي ولَّى ذَاهِباً, فجعلت أقول له: ألا تستحي؟ أَلَسْتَ عَرَبٍيّاً؟ أَلاَ تَثْبُتُ؟ قَالَ: فكفَّ, فَالْتَقَيْتُ أَنَا وَهُوَ فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ فَقَتَلْتُهُ, ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي عَامِرٍ, فَقُلْتُ: قَدْ قَتَلَ اللهُ صَاحِبَكَ, قَالَ: فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ, فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا مِنْهُ المَاءُ, فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي, انْطَلِقْ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فأقرأه منِّي السَّلاَمَ, وَقُلْ لَهُ: يَسْتَغْفِرْ لِي, وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاسِ, فَمَكَثَ يَسِيْراً ثُمَّ مَاتَ, فلمَّا قَدِمْنَا، وَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَوَضَّأَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ" حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبِطَيْهِ, ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يوم

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 105 و155 و182 و223 و251 و262"، وابن سعد "4/ 106" من طرق عن حميد، عن أنس، به. 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "4/ 107"، والحاكم "2/ 313" من طرق عن شعبة، عن سماك بن حرب، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي في "تلخيص المستدرك". قلت: عياض بن عمرو الأشعري، مختلف في صحبته، قال أبو حاتم: تابعي أرسل, وجزم ابن عبد البر بصحبته.

القِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيْرٍ مِنْ خَلْقِكَ" , فَقُلْتُ: وَلِي يَا رَسُوْلَ اللهِ, فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُدْخَلاً كَرِيْماً" 1. وَبِهِ, عَنْ أَبِي مُوْسَى، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالجِعْرَانَةِ2، فَأَتَى أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: ألَا تُنْجِزُ لِي مَا وَعَدْتَنِي, قَالَ: "أَبْشِرْ" قَالَ: قَدْ أَكْثَرْتَ منَ البُشْرَى, فَأَقْبَلَ رَسُوْلُ اللهِ عليَّ وَعلَى بِلاَلٍ, فَقَالَ: "إِنَّ هَذَا قَدْ ردَّ البُشْرَى فَاقْبَلاَ أَنْتُمَا" فَقَالاَ: قَبِلْنَا يَا رَسُوْلَ الله, فدعا بقدح فغسل يديه وَوَجْهَهُ فِيْهِ, ومجَّ فِيْهِ ثُمَّ قَالَ: "اشْرَبَا منه وأفرغا على رءوسكما وَنُحُوْرِكُمَا" , فَفَعَلاَ, فَنَادَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَرَاءِ السَّتْرِ: أَنَّ فَضِّلاَ لأمِّكما, فَأَفْضَلاَ لَهَا مِنْهُ3. مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ, وَغَيْرُهُ, عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ, عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ المَسْجِدِ، فَإِذَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَ بَابِ المَسْجِدِ قَائِمٌ, وَإِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي, فَقَالَ لِي: "يَا بُرَيْدَةَ, أَتَرَاهُ يُرَائِي"؟ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ, قَالَ: "بَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ مُنِيْبٌ, لَقَدْ أُعْطِيَ مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيْرِ آلِ دَاوُدَ" , فأتيته فإذا هو أبو موسى فأخبرته4. أنبئونا عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ اللَّبَّانِ وَغَيْرِهِ: أنَّ أَبَا عَلِيٍّ الحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ, أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ فَارِسٍ, حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ, حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ الحُبَابِ, عَنْ مَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ, حَدَّثَنَا ابْنُ بُرَيْدَةَ, عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: جَاءَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى المَسْجِدِ وَأَنَا عَلَى بَابِ المَسْجِدِ, فَأَخَذَ بِيَدِيْ فَأَدْخَلَنِي المَسْجِدَ، فَإِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي يَدْعُو يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ الله لا إله إلَّا أنت الأحد الصمد, الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ, وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ. قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سئل به أعطى, وإذا دعي به أجاب". وَإِذَا رَجُلٌ يَقْرَأُ فَقَالَ: "لَقَدْ أُعْطِيَ هَذَا مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيْرِ آلِ دَاوُدَ" , قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, أُخْبِرُهُ? قَالَ: "نَعَمْ" فَأَخْبَرْتُهُ, فَقَالَ لِي: لاَ تَزَالُ لِي صَدِيْقاً, وَإِذَا هُوَ أبو موسى5.

_ 1 صحيح: سبق تخريجنا له بتعليقنا رقم "85"، وهو عند البخاري "4323"، ومسلم "2498" فراجعه ثَمَّ. 2 الجعرانة: بين مكة والطائف، وهي إلى مكة أقرب. 3 صحيح: أخرجه البخاري "4328"، ومسلم "2497" من طريق أبي أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أبي بردة، عَنْ أَبِي مُوْسَى -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: فذكره. 4 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 349", ومسلم "793" من طريق مالك بن مغول، عن عبد الله بن بريدة به. 5 صحيح: أخرجه أبو داود "1494"، والترمذي "2475" من طريق زيد بن الحباب, حدثنا مالك بن مغول، به، وأخرجه أحمد "5/ 349" من طريق عثمان بن عمر، عن مالك، به.

رَوَاهُ حُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ مُخْتَصَراً. وَرَوَى أَبُو سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَقَدْ أُعْطِيَ أَبُو مُوْسَى مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيْرِ آلِ دَاوُدَ" 1. خَالِدُ بنُ نَافِعٍ: حَدَّثَنَا سَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ, عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي مُوْسَى: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَائِشَةَ مرَّا بِهِ وَهُوَ يَقْرَأُ فِي بَيْتِهِ, فَاسْتَمَعَا لِقِرَاءتِهِ, فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرَهُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: لَوْ أَعْلَمُ بمكانك لحبَّرته لك تحبيرًا2. خالد: ضُعِّفَ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسٍ, أَنَّ أَبَا مُوْسَى قَرَأَ لَيْلَةً, فَقُمْنَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتَمِعْنَ لِقِرَاءتِهِ, فَلَمَّا أَصْبَحَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ, فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ لحبَّرت تَحْبِيْراً, وَلَشَوَّقْتُ تَشْوِيْقاً3. الأَعْمَشُ, عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ, عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ قَالَ: أَتَيْنَا عَلِيّاً فَسَأَلْنَاهُ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: عَنْ أَيِّهِمْ تَسْأَلُوْنِي? قُلْنَا: عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ, قَالَ: عَلِمَ القُرْآنَ وَالسُّنَّةَ, ثُمَّ انْتَهَى وَكَفَى بِهِ عِلْماً, قُلْنَا: أَبُو مُوْسَى قَالَ: صُبِغَ فِي العِلْمِ صِبْغَةً ثُمَّ خرج منه, قلنا:

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 396" من طريق محمد بن أبي حفصة، والنسائي "2/ 180" من طريق عمرو بن الحارث, كلاهما عن ابن شهاب، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي هريرة، به. وأخرجه أحمد "2/ 450"، وابن سعد "4/ 107"، وابن أبي شيبة "10/ 463"، والدارمي "2/ 473"، وابن ماجه "1341"، والبغوي "1219" من طريق يزيد بن هارون، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، به. 2 ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه الحاكم "3/ 466" من طريق خالد بن نافع الأشعري، عن سعيد بن أبي بردة، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته خالد بن نافع الأشعري، ضعَّفه أبو زرعة والنسائي, وقال أبو حاتم: ليس بقويّ, وقال أبو داود: متروك الحديث, وردَّه الذهبي في "الميزان", فقال: هذا تجاوز في الحد، فإن الرجل قد حدَّث عنه أحمد بن حنبل ومسدد، فلا يستحق الترك. وقد رواه مختصرًا البخاري "5048"، والترمذي "3855" من طريق أبي يحيى الحماني، حدثنا بُرَيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ له: "يا أبا موسى، لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود". وقوله: "حبَّرته لك تحبيرًا" يريد: تحسين الصوت وتحزينه, يقال: حَبَّرت الشيء تحبيرًا إذا حسَّنته. 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "4/ 108" من طريق يزيد بن هارون، وعفان بن مسلم, كلاهما عن حماد بن سلمة، به.

حُذَيْفَةُ؟ قَالَ: أَعْلَمُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ بِالمُنَافِقِيْنَ. قَالُوا: سَلْمَانُ؟ قَالَ: أَدْرَكَ العِلْمَ الأَوَّلَ وَالعِلْمَ الآخِرَ؛ بَحْرٌ لاَ يُدْرَكُ قَعْرُهُ، وَهُوَ منَّا أَهْلَ البَيْتِ. قَالُوا: أَبُو ذَرٍّ؟ قَالَ: وَعَى عِلْماً عَجِزَ عَنْهُ فَسُئِلَ عَنْ نَفْسِهِ, قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ أُعْطِيْتُ, وَإِذَا سَكَتُّ ابْتُدِيْتُ. أَبُو إِسْحَاقَ, سَمِعَ الأَسْوَدَ بنَ يَزِيْدَ قَالَ: لَمْ أَرَ بِالكُوْفَةِ أَعْلَمَ مِنْ عَلِيٍّ وَأَبِي مُوْسَى. وَقَالَ مَسْرُوْقٌ: كَانَ القَضَاءُ فِي الصَّحَابَةِ إِلَى سِتَّةٍ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَأُبَيٍّ وَزِيْدٍ، وأبي موسى. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: يُؤْخَذُ العِلْمُ عَنْ سِتَّةٍ: عُمَرَ، وَعَبْدِ اللهِ، وَزَيْدٍ، يُشْبِهُ عِلْمُهُمْ بَعْضُهُ بَعْضاً, وَكَانَ عَلِيٌّ وأُبَيّ وَأَبُو مُوْسَى يُشْبِهُ عِلْمُهُمْ بَعْضُهُ بَعْضاً، يَقْتَبِسُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. وَقَالَ دَاوُدُ عَنِ الشَّعْبِيِّ: قُضَاةُ الأُمَّةِ: عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَزَيْدٌ, وَأَبُو مُوْسَى. أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ, عَنْ صَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ يُفْتِي فِي المَسْجِدِ زَمَنَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَيْرُ هَؤُلاَءِ: عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَمُعَاذٍ وَأَبِي مُوْسَى. قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: قَالَ: إِنِّي تَعَلَّمْتُ المُعْجَمَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَكَانَتْ كِتَابَتِي مِثْلَ العَقَارِبِ. أَيُّوْبُ, عَنْ مُحَمَّدٍ, قَالَ عُمَرُ: بِالشَّامِ أَرْبَعُوْنَ رَجُلاً, مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ كَانَ يَلِي أَمْرَ الأُمَّةَ إلَّا أَجْزَأَهُ, فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ, فَجَاءَ رَهْطٌ فِيْهِم أَبُو مُوْسَى, فَقَالَ: إِنِّي أُرْسِلُكَ إِلَى قومٍ عَسْكَرَ الشَّيْطَانُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ, قَالَ: فَلاَ تُرْسِلْنِي. قَالَ: إِنَّ بِهَا جِهَاداً وَرِبَاطاً, فَأَرْسَلَهُ إِلَى البَصْرَةِ. قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ: مَا قَدِمَهَا رَاكِبٌ خَيْرٌ لأَهْلِهَا مِنْ أَبِي مُوْسَى. قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: كَانَ أَبُو مُوْسَى إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ اسْتَقْبَلَ الصُّفُوْفَ رَجُلاً رَجُلاً يُقْرِئُهُمْ، وَدَخَلَ البَصْرَةَ على جمل أورق، وعليه خرج لما عُزِلَ. قَتَادَةُ, عَنْ أَنَسٍ: بَعَثَنِي الأَشْعَرِيُّ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ لِي: كَيْفَ تَرَكْتَ الأَشْعَرِيَّ؟ قُلْتُ: تَرَكْتُهُ يُعَلِّمُ النَّاسَ القُرْآنَ, فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ كَيِّسٌ, وَلاَ تُسْمِعْهَا إِيَّاهُ. قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: كَتَبْتُ عَنْ أَبِي أَحَادِيْثَ, فَفَطِنَ بِي, فَمَحَاهَا, وَقَالَ: خُذْ كَمَا أَخَذْنَا. أَبُو هِلاَلٍ, عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: بَلَغَ أَبَا مُوْسَى أَنَّ نَاساً يَمْنَعُهُمْ مِنَ الجُمُعَةِ أَنْ لَيْسَ لَهُم ثِيَابٌ، فَخَرَجَ عَلَى النَّاسِ فِي عَبَاءةٍ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ فَنَزَعَ أَبَا مُوْسَى عَنِ البَصْرَةِ، وأمَّر عَلَيْهَا عَبْدَ اللهِ بنَ عَامِرِ بنِ كريز.

قَالَ خَلِيْفَةُ: وَلِيَ أَبُو مُوْسَى البَصْرَةَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ بَعْدَ المُغِيْرَةِ, فَلَمَّا افْتَتَحَ الأَهْوَازَ اسْتَخْلَفَ عِمْرَانَ بنَ حُصَيْنٍ بِالبَصْرَةِ -وَيُقَالُ: افْتَتَحَهَا صلحًا, فوظف عليها عشرة آلاف ألف وأربع مائة ألف. وَقِيْلَ: فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ افْتَتَحَ أَبُو مُوْسَى الرُّهَا وسُمَيْسَاط, وَمَا وَالاَهَا عَنْوَةً. زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ, حَدَّثَنَا أَنَسٌ, أَنَّ الهُرْمُزَانَ نَزَلَ عَلَى حُكْمِ عُمَرَ مِنْ تُستَر، فَبَعَثَ بِهِ أَبُو مُوْسَى مَعِي إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ, فَقَدِمْتُ بِهِ, فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: تَكَلَّمْ لاَ بَأْسَ عَلَيْكَ, فَاسْتَحْيَاهُ, ثُمَّ أَسْلَمَ وَفَرَضَ لَهُ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: سَارَ أَبُو مُوْسَى مِنْ نَهَاوَنْدَ, فَفَتَحَ أَصْبَهَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ. مُجَالِدٌ, عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ فِي وَصِيَّتِهِ: ألَّا يَقِرَّ لِي عَامِلٌ أَكْثَرَ مِنْ سَنَةٍ, وَأَقِرُّوا الأَشْعَرِيَّ أَرْبَعَ سِنِيْنَ. حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ, عَنْ أَبِي بُرْدَةَ: سَمِعتُ أَبِي يُقْسِمُ مَا خَرَجَ حِيْنَ نُزعَ عَنِ البَصْرَةِ, إلَّا بِسِتِّ مائَةِ دِرْهَمٍ. الزُّهْرِيُّ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: كَانَ عُمَرُ إِذَا جَلَسَ عِنْدَهُ أَبُو مُوْسَى، رُبَّمَا قَالَ لَهُ: ذَكِّرْنَا يَا أَبَا مُوْسَى, فيقرأ. وَفِي رِوَايَةٍ تفرَّد بِهَا رِشْدِيْنُ بنُ سَعْدٍ: فَيَقْرَأُ وَيَتَلاَحَنُ1. وَقَالَ ثَابِتٌ, عَنْ أَنَسٍ: قَدِمْنَا البَصْرَةَ مَعَ أَبِي مُوْسَى, فَقَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيْلَ لَهُ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ! لَوْ رَأَيْتَ إِلَى نِسْوَتِكَ وَقَرَابَتِكَ وَهُمْ يَسْتَمِعُوْنَ لِقِرَاءتِكَ, فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ لزيِّنت كِتَابَ اللهِ بِصَوْتِي, ولحبَّرته تَحْبِيْراً2. قَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ: مَا سَمِعْتُ مِزْمَاراً وَلاَ طُنْبُوْراً وَلاَ صَنْجاً أَحْسَنَ مِنْ صَوْتِ أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ؛ إِنْ كَانَ لَيُصَلِّي بِنَا فنَوَدّ أَنَّه قَرَأَ البَقَرَةَ مِنْ حُسْنِ صَوْتِهِ. هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ, عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ لَقِيْطٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ, عَنْ أَبِي مُوْسَى، قَالَ: غَزَوْنَا فِي البَحْرِ، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي لُجَّةِ البَحْرِ سَمِعنَا مُنَادِياً يُنَادِيْ: يَا أهل

_ 1 التَّلاحُن: هو التطريب وترجيع الصوت، وتحسين القراءة. 2 صحيح أخرجه ابن سعد "2/ 344-335" من طريق عفان بن مسلم، أخبرنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، به.

السَّفِيْنَةِ، قِفُوْا أُخْبِرْكُمْ, فَقُمْتُ فَنَظَرْتُ يَمِيْناً وَشِمَالاً فَلَمْ أَرَ شَيْئاً، حَتَّى نَادَى سَبْعَ مِرَارٍ, فَقُلْتُ: أَلاَ تَرَى فِي أَيِّ مَكَانٍ نَحْنُ؟ إِنَّا لاَ نَسْتَطِيْعُ أَنْ نَقِفَ, فَقَالَ: ألَا أُخْبِرُكَ بِقَضَاءٍ قَضَى اللهُ عَلَى نَفْسِهِ: إِنَّهُ مَنْ عَطَّشَ نَفْسَهُ للهِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أَنْ يَرْوِيَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو مُوْسَى لاَ تَكَادُ تلقاه في يوم حار إلَّا صَائِماً. وَرَوَاهُ ابْنُ المُبَارَكِ فِي "الزُّهْدِ", حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ وَاصِلٍ. الأَعْمَشُ, عَنْ أَبِي الضُّحَى, عَنْ مَسْرُوْقٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَبِي مُوْسَى فِي غَزَاةٍ، فَجَنَّنَا اللَّيْلُ فِي بُسْتَانٍ خَرِبٍ, فَقَامَ أَبُو مُوْسَى يُصَلِّي وَقَرَأَ قِرَاءةً حَسَنَةً, وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ المُؤْمِنُ تُحِبُّ المُؤْمِنَ, وَأَنْتَ المُهَيْمِنُ تُحِبُّ المُهَيْمِنَ, وَأَنْتَ السَّلاَمُ تُحِبُّ السَّلاَمَ. وَرَوَى صَالِحُ بنُ مُوْسَى الطَّلْحِيُّ, عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: اجْتَهَدَ الأَشْعَرِيُّ قَبْلَ مَوْتِهِ اجْتِهَاداً شَدِيْداً, فَقِيْلَ لَهُ: لَوْ أَمْسَكْتَ وَرَفَقْتَ بِنَفْسِكَ, قَالَ: إِنَّ الخَيْلَ إِذَا أُرْسِلَتْ فَقَارَبَتْ رَأْسَ مَجْرَاهَا, أَخْرَجَتْ جَمِيْعَ مَا عِنْدَهَا, وَالَّذِي بَقِيَ مِنْ أَجَلِي أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا مُوْسَى كَانَ لَهُ سَرَاوِيْلُ يَلْبَسُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَتَكَشَّفَ. الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيْقٍ، قَالَ: كُنَّا مع حذيفة جلوسًا, فدخل عبد الله وَأَبُو مُوْسَى المَسْجِدَ، فَقَالَ: أَحَدُهُمَا مُنَافِقٌ, ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْياً وَدَلاًّ وَسَمْتاً بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدُ اللهِ. قُلْتُ: مَا أَدْرِي مَا وَجْهُ هَذَا القَوْلِ، سَمِعَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ مِنْهُ, ثُمَّ يَقُوْلُ الأَعْمَشُ: حَدَّثْنَاهُمْ بِغَضَبِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم, فاتخذه دِيْناً. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ: كَانَ الأَعْمَشُ بِهِ دِيَانَةٌ مِنْ خَشْيَتِهِ. قُلْتُ: رُمِيَ الأَعْمَشُ بِيَسِيْرِ تَشَيُّعٍ, فَمَا أَدْرِي. وَلاَ رَيْبَ أَنَّ غُلاَةَ الشِّيْعَةِ يُبْغِضُوْنَ أَبَا مُوْسَى -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ لِكَوْنِهِ مَا قَاتَلَ مَعَ عَلِيٍّ، ثُمَّ لَمَّا حَكَّمَهُ عَلِيٌّ عَلَى نَفْسِهِ عَزَلَهُ، وَعَزَلَ مُعَاوِيَةَ، وَأَشَارَ بِابْنِ عُمَرَ, فَمَا انْتَظَمَ مِنْ ذَلِكَ حَالٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلْقَمَةَ, عن داود بن الحصين، عن عكرمة, عن ابن عباس: قلت لعلي يوم الحَكَمَيْنِ: لاَ تُحَكِّمِ الأَشْعَرِيَّ؛ فَإِنَّ مَعَهُ رَجُلاً

حَذِراً مَرِساً قَارِحاً1، فلُزَّنِي2 إِلَى جَنْبِهِ, فَلاَ يَحُلُّ عُقْدَةً إلَّا عَقَدْتُهَا, وَلاَ يَعْقِدُ عُقْدَةً إلَّا حَلَلْتُهَا. قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ, مَا أَصْنَعُ؟ إِنَّمَا أوتَى مِنْ أَصْحَابِي قَدْ ضَعُفَتْ نيتهم وكلوا, هذا الأشعث يقول: لا يكون فِيْهَا مُضَرِيَّانِ أَبَداً حَتَّى يَكُوْنَ أَحَدُهُمَا يَمَانٍ, قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَعَذَرْتُهُ وَعَرَفْتُ أَنَّهُ مُضْطَهَدٌ3. وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: حكَّم مُعَاوِيَةُ عَمْراً, فَقَالَ الأَحْنَفُ لِعَلِيٍّ: حَكِّمِ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ مُجَرَّبٌ, قَالَ: أَفْعَلُ. فَأَبَت اليَمَانِيَّةُ, وَقَالُوا: حَتَّى يَكُوْنَ مِنَّا رَجُلٌ, فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: عَلاَمَ تُحَكِّمُ أَبَا مُوْسَى, لَقَدْ عَرَفْتَ رَأْيَهُ فِيْنَا, فَوَاللهِ مَا نَصَرَنَا, وَهُوَ يَرْجُو مَا نَحْنُ فِيْهِ, فَتُدْخِلُهُ الآنَ فِي مَعَاقِدِ أَمْرِنَا, مَعَ أَنَّه لَيْسَ بِصَاحِبِ ذَلِكَ, فَإِذَا أَبَيْتَ أَنْ تَجْعَلَنِي مَعَ عَمْرٍو فَاجْعَلِ الأَحْنَفَ بنَ قَيْسٍ؛ فَإِنَّهُ مُجَرَّبٌ مِنَ العَرَبِ، وَهُوَ قِرْنٌ لِعَمْرٍو, فَقَالَ: نَعَمْ, فَأَبَتِ اليَمَانِيَةُ أَيْضاً, فَلَمَّا غُلِبَ جَعَلَ أَبَا مُوْسَى4. قَالَ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ: قَالَ عَلِيٌّ: يَا أَبَا موسى، احكم ولو على حز عُنُقِي. زَيْدُ بنُ الحُبَابِ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ البَكْرِيُّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى: أنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ: أمَّا بَعْدُ, فَإِنَّ عَمْرَو بنَ العَاصِ قَدْ بَايَعَنِي عَلَى مَا أُرِيْدُ, وَأُقْسِمُ بِاللهِ لَئِنْ بَايَعْتَنِي عَلَى الَّذِي بَايَعَنِي لأستعملنَّ أَحَدَ ابْنَيْكَ عَلَى الكُوْفَةِ, وَالآخَرَ عَلَى البَصْرَةِ؛ وَلاَ يُغْلَقُ دُوْنَكَ بَابٌ، وَلاَ تُقْضَى دُوْنَكَ حَاجَةٌ، وَقَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ بِخَطِّي, فَاكْتُبْ إِلَيَّ بِخَطِّ يَدِكَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أمَّا بَعْدُ, فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إليَّ فِي جَسِيْمِ أَمْرِ الأُمَّةِ, فَمَاذَا أَقُوْلُ لِرَبِّي إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْهِ, لَيْسَ لِي فِيْمَا عَرَضْتَ مِنْ حَاجَةٍ, وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ. قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَلَمَّا وَلِيَ مُعَاوِيَةُ أَتَيْتُهُ, فَمَا أَغْلَقَ دُوْنِي بَاباً، وَلاَ كانت لي حاجة إلَّا قُضِيَت.

_ 1 المرس: بكسر الراء- هو الشديد الذي مارس الأمور وجرَّبها. والقارح من الخيل: هو الذي دخل في السنة الخامسة, وجمعه قُرَّح, وقد شبه الرجل المجرب بالفرس. 2 لُزَّنِي إلى جنبه: أي: الزمني إياه. لزبه الشيء: لزق به، كأنه يلتزق بالمطلوب لسرعته. 3 ضعيف جدًّا: في إسناده علتان, الأولى: محمد بن عمر، وهو الواقدي، متروك -كما قد ذكرنا مرارًا. الثانية: داود بن الحصين، قال علي بن المديني: ما رواه عن عكرمة فمنكر, وكذا قال أَبُو دَاوُدَ: أَحَادِيْثُهُ عَنْ عِكْرِمَةَ مَنَاكِيْرُ, وَقَالَ أبو زرعة: لين. 4 ضعيف جدًّا: في إسناده الواقدي، وهو متروك.

قُلْتُ: قَدْ كَانَ أَبُو مُوْسَى صوَّامًا قَوَّاماً، رَبَّانِيّاً، زَاهِداً، عَابِداً، مِمَّنْ جَمَعَ العِلْمَ وَالعَمَلَ وَالجِهَادَ وَسَلاَمَةَ الصَّدْرِ، لَمْ تُغَيِّرْهُ الإِمَارَةُ، وَلاَ اغترَّ بِالدُّنْيَا. وَمِنْ عَوَالِيْهِ: أَخْبَرَنَا الفَقِيْهَانِ: يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ كِتَابَهُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ, حدثنا إبراهيم بن عبد اللهِ البَصْرِيُّ, حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ, حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ "ح". وَبِهِ إِلَى الشَّافِعِيِّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ -وَاللَّفْظُ لَهُ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ, عَنْ أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ, قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ, وَكَانَ القَوْمُ يَصْعَدُوْنَ ثَنِيَّةً أَوْ عَقَبَةً, فَإِذَا صَعِدَ الرَّجُلُ قَالَ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ -أَحْسِبُهُ قَالَ: بِأَعْلَى صَوْتِهِ, وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى بَغْلَتِهِ يَعْتَرِضُهَا فِي الجَبَلِ, فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ, إِنَّكُمْ لاَ تُنَادُوْنَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِباً" , ثُمَّ قَالَ: "يَا عَبْدَ اللهِ بنَ قَيْسٍ, أَوْ يَا أَبَا مُوْسَى, ألَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كُنُوْزِ الجَنَّةِ" , قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُوْلَ اللهِ, قَالَ: "قُلْ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ" 1. قَدْ مَرَّ أَنَّ أَبَا مُوْسَى تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ, وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَقَعْنَبُ بنُ المُحَرَّرِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَأَمَّا الوَاقِدِيُّ فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ, وَقَالَ المَدَائِنِيُّ: سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ بعد المغيرة. وَقَدْ ذَكَرْتُ فِي "طَبَقَاتِ القُرَّاءِ": تُوُفِّيَ أَبُو مُوْسَى فِي ذِيْ الحَجَّةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ عَلَى الصَّحِيْحِ. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا يَزِيْدُ وَعَفَّانُ، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ, عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ, أَنَّ أبا موسى

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 402 و403"، والبخاري "4205" و"6384" و"7386", ومسلم "2704"، وأبو داود "1527" و"1528"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "537" و"538"، ابن ماجه "3824" من طرق عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوْسَى, به.

كَانَ حُلْوَ الصَّوْتِ, فَقَامَ لَيْلَةً يُصَلِّي، فَسَمِعَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقُمْنَ يَسْتَمِعْنَ, فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيْلَ لَهُ: إِنَّ النِّسَاءَ سَمِعْنَكَ, قَالَ: لَوْ عَلِمْتُ لحبرتكنَّ تَحْبِيْراً, وَلَشَوَّقْتُكُنَّ تَشْوِيْقاً1. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: كَانَ عُمَرُ إِذَا رَأَى أَبَا مُوْسَى، قَالَ: ذَكِّرْنَا يَا أَبَا مُوْسَى, فَيَقْرَأُ عِنْدَهُ. شُعْبَةُ, عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ, عَنْ أَبِي نَضْرَةَ, قَالَ عُمَرُ لأَبِي مُوْسَى: شَوِّقْنَا إِلَى رَبِّنَا, فَقَرَأَ, فقالوا: الصلاة، فقال: أولسنا فِي صَلاَةٍ! 2. رَوَى حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو مُوْسَى حِيْنَ نُزِعَ عَنِ البَصْرَةِ, مَا مَعَهُ إلَّا سِتُّ مائَةِ دِرْهَمٍ عَطَاءً لِعِيَالِهِ. رَوَى الزُّبَيْرُ بنُ الخِرِّيْتِ، عَنْ أَبِي لَبِيْدٍ قَالَ: مَا كُنَّا نُشَبِّهُ كَلاَمَ أَبِي مُوْسَى إلَّا بالجزار الذي ما يخطى المفصل3. عَنْ بَعْضِهِمْ, أنَّ أَبَا مُوْسَى أَتَى مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ بِالنُّخَيْلَةِ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، وَجُبَّةٌ سَوْدَاءُ, وَمَعَهُ عَصَا سَوْدَاءُ. ثَابِتٌ, عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كان أبو موسى إذا نام لبس ثبانًا مَخَافَةَ أَنْ تَنْكَشِفَ عَوْرَتُهُ. مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوْسَى: لأَنْ يَمْتَلِئَ مَنْخِرِيْ مِنْ رِيْحِ جِيْفَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ مِنْ رِيْحِ امْرَأَةٍ. ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ مَوْلَى أُمِّ بُرْثُنٍ، قَالَ: قَدِمَ أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ وَزِيَادٌ عَلَى عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, فَرَأَى فِي يَدِ زِيَادٍ خَاتَماً مِنْ ذَهَبٍ, فَقَالَ: اتَّخَذْتُمْ حِلَقَ الذَّهَبِ, فَقَالَ أَبُو مُوْسَى: أمَّا أَنَا فَخَاتَمِي مِنْ حَدِيْدٍ, فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ أَنْتَنُ أَوْ أَخْبَثُ, مَنْ كَانَ مُتَخَتِّماً فَلْيَتَخَتَّمْ بِخَاتَمٍ مِنْ فِضَّةٍ. قَالَ ابْنُ بُرَيْدَةَ: كَانَ أَبُو مُوْسَى أَثَطَّ قَصِيْراً خَفِيْفَ اللَّحْمِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَلَهُ فِي "مُسْنَدِ بَقِيٍّ" ثَلاَثُ مائَةٍ وستون حديثًا.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن سعد "4/ 108" من طريق يزيد بن هارون, وعفان بن مسلم، به. 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "4/ 109" من طريق عمرو بن الهيثم أبي قطن، قال: حدثنا شعبة, عن أبي مسلمة، به. 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "4/ 111" من طرق, عن حماد بن زيد, عن الزبير بن الخريت، عن أبي لبيد، به.

وَقَعَ لَهُ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" تِسْعَةٌ وَأَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً, وتفرد البخاري بأربعة أَحَادِيْثَ، وَمُسْلِمٌ بِخَمْسَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً, وَكَانَ إِمَاماً رَبَّانِيّاً. جَوَّدَ تَرْجَمَتَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَابْنُ عَسَاكِرَ. قَالَ الوَاقِدِيُّ وَغَيْرُهُ: قَدِمَ أَبُو مُوْسَى مَكَّةَ، وَحَالَفَ أَبَا أُحَيْحَةَ الأُمَوِيَّ، وَأَسْلَمَ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ, عَنْ أَبِي بُرْدَةَ, عَنْ أَبِيْهِ: أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ نَنْطَلِقَ مَعَ جَعْفَرٍ إِلَى أَرْضِ النَّجَاشِيِّ، فبعث قُرَيْشٌ عَمْراً وَعُمَارَةَ بنَ الوَلِيْدِ، وَجَمَعُوا لَهُ هَدِيَّةً. وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ عُقْبَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيْمَنْ هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ. قَتَادَةُ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ لِي أَبِي: لَوْ رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ نَخْرُجُ مع نبينا -صلى الله عليه وسلم؛ إذ أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ, لَوَجَدْتَ مِنَّا رِيْحَ الضَّأْنِ مِنْ لِبَاسِنَا الصُّوْفِ1. قَالَ حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي قَالَتْ: خَرَجَ أَبُوْكَ حِيْنَ نُزِعَ عَنِ البَصْرَةِ، وَمَا مَعَهُ إلَّا ست مائة درهم عطاء عياله. سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ حِيْنَ أَصَابَتْهُ قَرْحَتُهُ, فَقَالَ: هلمَّ يَا ابْنَ أَخِي, فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ قَدْ سُبِرَتْ2 -يَعْنِي: قَرْحَتُهُ- فَقُلْتُ: لَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ؛ إِذْ دَخَلَ ابْنُهُ يَزِيْدُ, فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: إِنْ وُلِّيْتَ فَاسْتَوْصِ بِهَذَا, فَإِنَّ أَبَاهُ كَانَ أَخاً لِي أَوْ خَلِيْلاً، غَيْرَ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ فِي القِتَالِ مَا لَمْ يَرَ. وَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ: قَالَ أَبِي: ائْتِنِي بِكُلِّ شَيْءٍ كَتَبْتَهُ, فَمَحَاهُ، ثُمَّ قَالَ: احْفَظْ كَمَا حَفِظْتُ. ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: كَانَ الحَكَمَانِ أَبَا مُوْسَى وَعَمْراً؛ وَكَانَ أَحَدُهُمَا يَبْتَغِي الدُّنْيَا, وَالآخَرُ يَبْتَغِي الآخِرَةَ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ: أنَّ أَبَا مُوْسَى قَالَ: إِنِّي لأَغْتَسِلُ فِي البَيْتِ المُظْلِمِ, فَأَحْنِي ظَهْرِي حَيَاءً من ربي.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 419"، وابن سعد "4/ 108"، وأبو داود "4033"، والترمذي "2479"، وابن ماجه "3562" من طرق, عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، به. 2 السَّبْر: مصدر سبر الجرح يسبُرُه, ويسبِرُهُ سبرا: نظر مقداره وقاسه؛ ليعرف غوره.

زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا مُوْسَى دَاخِلاً مِنْ هذا الباب وعليه مقطع ومطرف حيريّ1. عَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ, عَنْ أَبِي مُوْسَى: أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ عُبَيْداً أَبَا عَامِرٍ فَوْقَ أَكْثَرِ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ" , فَقُتِلَ يَوْمَ أَوْطَاسٍ, فَقَتَلَ أَبُو مُوْسَى قَاتِلَهُ. الجُرَيْرِيُّ, عَنْ قَسَامَةَ بنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوْسَى قَالَ: أعمقوا لي قبري.

_ 1 مطرف حِيري: رداء من خز له أعلام، من الحيرة.

أبو أيوب الأنصاري

179- أبو أيوب الأنصاري 1: "ع" الخَزْرَجِيُّ، النَّجَّارِيُّ، البَدْرِيُّ، السَّيِّدُ الكَبِيْرُ، الَّذِي خَصَّهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالنُّزُوْلِ عَلَيْهِ فِي بَنِي النَّجَّارِ, إِلَى أَنْ بُنِيَتْ لَهُ حُجْرَةُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ سَوْدَةَ، وبُنِيَ المَسْجِدَ الشَّرِيْفَ. اسْمُهُ: خَالِدُ بنُ زَيْدِ بنِ كُلَيْبِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَبْدِ عَمْرٍو بنِ عَوْفِ بنِ غَنْمِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ بنِ ثعلبة بن الخزرج. حدَّث عَنْهُ: جَابِرُ بنُ سَمُرَةَ, وَالبَرَاءُ بنُ عَازِبٍ، وَالمِقْدَامُ بنُ مَعْدِ يْكَرِبَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ الخَطْمِيُّ، وَجُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ, وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ, وَمُوْسَى بنُ طَلْحَةَ, وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ, وَعَطَاءُ بنُ يَزِيْدَ اللَّيْثِيُّ, وَأَفْلَحُ مَوْلاَهُ, وَأَبُو رُهْمٍ السَّمَاعِيُّ2، وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرحمن, وعبد الرحمن ابن أَبِي لَيْلَى، وَقَرْثَعٌ الضَّبِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ، وَالقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَآخَرُوْنَ. وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ فَفِي "مُسْنَدِ بَقِيٍّ" لَهُ مائَةٌ وَخَمْسَةٌ وَخَمْسُوْنَ حَدِيْثاً؛ فَمِنْهَا فِي "البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ" سَبْعَةٌ. وَفِي "البُخَارِيِّ" حَدِيْثٌ, وَفِي "مُسْلِمٍ" خَمْسَةُ أَحَادِيْثَ. حَرْمَلَةُ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ, أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ, أَخْبَرَنَا الوَلِيْدُ بنُ أَبِي الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ بنُ خالد بن أبي أيوب الأنصاري، عن أبيه عن جده:

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 484-485"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 462", والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1484"، والحلية لأبي نعيم "1/ 361"، وتاريخ الخطيب "1/ 153"، وأسد الغابة "2/ 94"، والإصابة "1/ ترجمة 2163"، تهذيب التهذيب "3/ ترجمة رقم 174" وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1760". 2 هو أبو رهم السَّمَعي، أحزاب بن أسيد، مختلف في صحبته، والصحيح أنه مخضرم، وهو ثقة، روى له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ: "اكْتُمِ الخِطْبَةَ, ثُمَّ تَوَضَّأْ, ثُمَّ صَلِّ مَا كَتَبَ اللهُ لَكَ, ثُمَّ احْمَدْ ربَّكَ ومجِّده, ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوْبِ, فَإِنْ رَأَيْتَ لِي فِي فُلاَنَةٍ -تُسَمِّيْهَا- خَيْراً فِي دِيْنِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي فَاقْدُرْهَا لِي, وَإِنْ كَانَ غَيْرُهَا خَيْراً لِي مِنْهَا فَأَمْضِ لِي -أو قال: اقدرها لي"1. وَفِي سِيْرَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ أَمِيْراً عَلَى البَصْرَةِ لِعَلِيٍّ، وأنَّ أَبَا أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيَّ وَفَدَ عَلَيْهِ, فَبَالغَ فِي إِكْرَامِهِ، وَقَالَ: لأجزينَّك عَلَى إِنْزَالِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَكَ, فَوَصَلَهُ بِكُلِّ مَا فِي المَنْزِلِ, فَبَلَغَ ذَلِكَ أَرْبَعِيْنَ أَلْفاً. الأَعْمَشُ, عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ, عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ أَنَّهُ قَالَ: ادْفِنُوْنِي تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ, سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً دَخَلَ الجَنَّةَ" 2. ابْنُ عُلَيَّةَ, عَنْ أَيُّوْبَ, عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: شَهِدَ أَبُو أَيُّوْبَ بَدْراً, ثُمَّ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزَاةٍ إلَّا عَاماً اسْتُعْمِلَ عَلَى الجَيْشِ شَابٌّ, فَقَعَدَ, ثُمَّ جَعَلَ يَتَلَهَّفُ وَيَقُوْلُ: مَا عَلَيَّ مَنِ استعمل

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "5/ 423"، والحاكم "1/ 314"، والطبراني "4/ 390"، والبيهقي "7/ 147" من طرق عن ابن وهب قال: أخبرني حيوة، به. قلت: إسناده ضعيف, آفته جهالة خالد بن أبي أيوب الأنصاري، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، "3/ ترجمة 1443", ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يرو عنه إلّا أيوب بن خالد حسب. ولم يوثقه غير ابن حبان في كتابه "الثقات"، "4/ 198", وذلك على عادته في توثيق المجاهيل والمجروحين. 2 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "5/ 419 و423" من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان قال: غزا أبو أيوب مع يزيد بن معاوية قال: إذا أنا مت فأدخلوني أرض العدو, فادفنوني تحت أقدامكم حيث تلقون العدو, قال: ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً دَخَلَ الجنة". قلت: إسناده ضعيف، ذكره بدون ذكر الأشياخ لأبي ظبيان، وهو حصين بن ندب بن الحارث الجنبي الكوفي، مات سنة "90"، وهو من الطبقة الثانية, ما إخاله أدرك أبا أيوب, إنما روى عنه بواسطة الأشياخ وهم مجهولون، فإن كان أدركه وروى عنه فالإسناد صحيح, فقد ما أبو أيوب سنة "50", لذا فقد قال الحافظ المزي في ترجمته: "روى عن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري، وقيل: عن أشياخ لهم, عن أبي أيوب", فقد تشكك الحافظ في ثبوت روايته عنه, وأخرجه أحمد "5/ 413-414"، والنسائي "7/ 88"، والطبراني "3885" في الكبير من طرق عن بقية بن الوليد, حدثني بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، حدثني أبو رهم السمعي, عن أبي أيوب الأنصاري, أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من جاء يعبد الله ولا يشرك به شيئًا، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويجتنب الكبائر، كان له الجنة". وأخرجه الحاكم "1/ 23" من طريق أحمد بن النضر بن عبد الوهاب، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا فضيل بن سليمان، حدثنا موسى بن عقبة، سمع عبيد الله بن سلمان، عن أبيه، عن أبي أيوب الأنصاري، به.

عليَّ, فَمَرِضَ وَعلَى الجَيْشِ يَزِيْدُ بنُ مُعَاوِيَةَ، فَأَتَاهُ يَعُوْدُهُ، فَقَالَ: حَاجَتُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَارْكَبْ بِي, ثُمَّ تَبَيَّغْ بِي فِي أَرْضِ العَدُوِّ مَا وَجَدْتَ مَسَاغاً, فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغاً فادفنِّي ثُمَّ ارْجِعْ. فلمَّا مات ركب بهو ثُمَّ سَارَ بِهِ, ثُمَّ دَفَنَهُ, وَكَانَ يَقُوْلُ: قال الله: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التَّوْبَةُ: 41] ، لاَ أَجِدُنِي إلَّا خَفِيْفاً أَوْ ثَقِيْلاً. وَرَوَى هَمَّامٌ، عَنْ عَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ رَجُلٍ: أنَّ أَبَا أَيُّوْبَ قَالَ لِيَزِيْدَ: أَقْرِئِ النَّاسَ مِنِّي السَّلاَمَ؛ وَلْيَنْطَلِقُوا بِي, وَلَيُبْعِدُوا مَا اسْتَطَاعُوا, قَالَ: فَفَعَلُوا. قَالَ الوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ عَامَ غَزَا يَزِيْدُ فِي خِلاَفَةِ أَبِيْهِ القُسْطَنْطِيْنِيَّةَ, فَلَقَدْ بَلَغَنِي أنَّ الرُّوْمَ يَتَعَاهَدُوْنَ قَبْرَهُ وَيَرُمُّوْنَهُ وَيَسْتَسْقُوْنَ بِهِ, وَذَكَرَهُ عُرْوَةُ وَالجَمَاعَةُ فِي البَدْرِيِّيْنَ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: شَهِدَ العَقَبَةَ الثَّانِيَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ: النَّجَّارُ, سُمِّيَ بِذَلِكَ؛ لأَنَّهُ اخْتَتَنَ بِقَدُوْمٍ. وَعنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آخَى بَيْن أَبِي أَيُّوْبَ وَمُصْعَبِ بنِ عُمَيْرٍ. شَهِدَ أبو أيوب المشاهد كلها. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ البَرْقِيِّ: جَاءَ لَهُ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِيْنَ حَدِيْثاً. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: قَدِمَ مِصْرَ فِي البَحْرِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ: قَدِمَ دِمَشْقَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: شَهِدَ حَرْبَ الخَوَارِجِ مَعَ عَلِيٍّ. جَعْفَرُ بنُ جِسْرِ بنِ فَرْقَدٍ: أَخْبَرَنَا أَبِي, حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْخُلِ المَدِيْنَةَ رَاشِداً مَهْدِيّاً, فَدَخَلَهَا وَخَرَجَ النَّاسُ يَنْظُرُوْنَ إِلَيْهِ, كُلَّمَا مَرَّ عَلَى قَوْمٍ قالوا: يا رسول الله, ههنا, فَقَالَ: "دَعُوْهَا فَإِنَّهَا مَأُمُوْرَةٌ" -يَعْنِي النَّاقَةَ, حَتَّى بركت على باب أبي أيوب1.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه ابن عدي في "الكامل "2/ 170" من طريق جعفر بن جسر بن فرقد، به. وإسناده ضعيف، آفته جعفر بن جسر بن فرقد، قال العقيلي: في حفظه اضطراب شديد, وأبوه جسر بن فرقد القصَّاب، قال ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ, وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيْفٌ, وقال البخاري: ليس بذاك عندهم وأخرجه البيهقي في "الدلائل", وإسناده واهٍ بمرة، آفته إبراهيم بن صِرْمَة الأنصاري، ضعَّفه الدارقطني وغيره، وقال ابن عدي: عامَّة أحاديثه منكرة السند والمتن. وقال ابن معين: كذّاب خبيث. وله طريق آخر عند ابن سعد "1/ 335-236 و237"، وطريق ثالث عند البيهقي في "الدلائل" يرتقي به الحديث إلى الحسن لغيره على أقلّ الأحوال، ولولا ضيق المقام لفصّلت الكلام على طرقه تفصيلًا يروي ظمأ عشّاق الحديث، فالله المستعان.

يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ, أَنَّ أَبَا أَيُّوْبَ حَدَّثَهُ: أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَزَلَ فِي بَيْتِنَا الأَسْفَلِ, وَكُنْتُ فِي الغُرْفَةِ, فَأُهْرِيْقَ مَاءٌ فِي الغُرْفَةِ, فَقُمْتُ أَنَا وَأُمُّ أَيُّوْبَ بِقَطِيْفَةٍ لَنَا نَتَتَبَّعُ المَاءَ, وَنَزَلْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, لاَ يَنْبِغِي أَنْ نَكُوْنَ فَوْقَكَ, انْتَقِلْ إِلَى الغُرْفَةِ, فَأَمَرَ بِمَتَاعِهِ فَنُقِلَ وَمَتَاعُهُ قَلِيْلٌ, قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, كُنْتَ تُرْسِلُ بِالطَّعَامِ, فَأَنْظُرُ, فَإِذَا رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعَكَ وضعت فيه يدي1. بَحِيْرُ بنُ سَعْدٍ, عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ, عَنْ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ قَالَ: أَقْرَعَتِ الأَنْصَارُ أيُّهم يُؤْوِي رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَرَعَهُمْ أَبُو أَيُّوْبَ, فَكَانَ إِذَا أُهْدِيَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَعَامٌ أُهْدِيَ لأَبِي أَيُّوْبَ, فَدَخَلَ أَبُو أَيُّوْبَ يَوْماً, فَإِذَا قَصْعَةٌ فِيْهَا بَصَلٌ, فَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا, وَقَالَ: "إِنَّهُ يَغْشَانِي مَا لاَ يَغْشَاكُمْ"2. الصَّنْعَانِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَابِقٍ, حَدَّثَنَا حَشْرَجُ بنُ نُبَاتَةَ, عَنْ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ, سَمِعَ أَبَا قِلاَبَةَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيُّ, أَنَّ عُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ حدَّثه قَالَ: خَلَوْتُ بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: أَيُّ أَصْحَابِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ, قَالَ: "اكْتُمْ عَلَيَّ حَيَاتِي" قُلْتُ: نَعَمْ, قَالَ: "أَبُو بَكْرٍ, ثُمَّ عُمَرُ, ثُمَّ عَلِيٌّ", ثُمَّ سَكَتَ فَقُلْتُ: ثُمَّ مَن, قَالَ: "مَنْ عَسَى أَنْ يَكُوْنَ بَعْدَ هَؤُلاَءِ إلَّا الزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَسَعْدٌ وَأَبُو عُبَيْدَةَ، وَمُعَاذٌ، وَأَبُو طَلْحَةَ، وَأَبُو أَيُّوْبَ، وَأَنْتَ, وأُبَيّ بنُ كَعْبٍ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَابْنُ عَفَّانَ, وَابْنُ عَوْفٍ, ثُمَّ هَؤُلاَءِ الرَّهْطُ مِنَ المَوَالِي: سَلْمَانُ وَصُهَيْبٌ وَبِلاَلٌ وَسَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ, هَؤُلاَءِ خاصَّتي". هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ, رَوَاهُ الهَيْثَمُ الشاشي في "مسنده".

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "5/ 420" من طريق يونس، حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، به. قلت: سماع أبي رهم، وهو أحزاب بن أسيد, من أبي أيوب في القلب منه شيء، فإن سمع منه, فالإسناد صحيح، وإلا فهو ضعيف. وأبو الخير هو مرثد بن عبد الله اليزني، ثقة. وأخرجه مسلم "2053" "171" من طريق أبي النعمان، حدثنا ثابت، حدثنا عاصم بن عبد الله بن الحارث، عن أفلح مولى أبي أيوب، عن أبي أيوب، به نحوه. 2 ضعيف: أخرجه "5/ 414", حدثنا زكريا بن عديّ، أخبرنا بقية، به. قلت: إسناده ضعيف, آفته بقية، وهو مدلِّس، وقد عنعنه.

الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا كَثِيْرُ بنُ زَيْدٍ، عَنِ الوَلِيْدِ بنِ رَبَاحٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِصَفِيَّةَ, بَاتَ أَبُو أَيُّوْبَ عَلَى بَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَلَمَّا أَصْبَحَ فَرَأَى رَسُوْلَ اللهِ كَبَّر, وَمَعَ أَبِي أَيُّوْبَ السَّيْفُ، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, كَانَتْ جَارِيَةً حَدِيْثَةَ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، وَكُنْتَ قَتَلْتَ أَبَاهَا وَأَخَاهَا وَزَوْجَهَا, فَلَمْ آمَنْهَا عَلَيْكَ, فَضَحِكَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ لَهُ خَيْراً. غَرِيْبٌ جِدّاً, وله شويهد من حديث عيسى بن المحتار، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, فَذَكَرَ قَرِيْباً مِنْهُ. وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ جَابِرٍ، بِنَحْوِهِ. وَابْنُ لَهِيْعَةَ, عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ, عَنْ عُرْوَةَ، نَحْوَهُ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْحَاقَ, عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: أَعْرَسْتُ, فَدَعَا أَبِي النَّاسَ فِيْهِم أَبُو أَيُّوْبَ، وَقَدْ سَتَرُوا بَيْتِي بِجُنَادِيٍّ أَخْضَرَ, فَجَاءَ أَبُو أَيُّوْبَ فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ, فَنَظَرَ فَإِذَا البَيْتُ مُسَتَّرٌ, فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ, تَسْتُرُوْنَ الجُدُرَ, فَقَالَ أَبِي وَاسْتَحْيَى: غَلَبَنَا النِّسَاءُ يَا أَبَا أَيُّوْبَ, فَقَالَ: مَنْ خَشِيْتُ أن تَغْلِبَهُ النِّسَاءُ, فَلَمْ أَخْشَ أَنْ يَغْلِبْنَكَ, لاَ أَدْخُلُ لَكُمْ بَيْتاً، وَلاَ آكُلُ لَكُمْ طَعَاماً! غَرِيْبٌ, رَوَاهُ النُّفَيْلِيُّ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ, عَنْهُ. ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: عَنْ عَبْدِ العَزِيْز بنِ عَبَّاسٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ أَبُو أَيُّوْبَ يُخَالِفُ مَرْوَانَ فَقَالَ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ، فَإِنْ وَافَقْتَهُ وَافَقْنَاكَ، وَإِنْ خَالَفْتَهُ خَالَفْنَاكَ. مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زِيَادِ بنِ أَنْعُمَ, عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: انضمَّ مَرْكَبُنَا إِلَى مَرْكَبِ أَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ فِي البَحْرِ، وَكَانَ مَعَنَا رَجُلٌ مَزَّاحٌ, فَكَانَ يَقُوْلُ لِصَاحِبِ طَعَامِنَا: جَزَاكَ اللهُ خَيْراً وَبِرّاً, فَيَغْضَبُ, فَقُلْنَا لأَبِي أَيُّوْبَ: هُنَا مَنْ إِذَا قُلْنَا لَهُ: جَزَاكَ اللهُ خَيْراً يَغْضَبُ, فَقَالَ: اقْلِبُوْهُ لَهُ. فكنَّا نَتَحَدَّثُ: إنَّ مَنْ لَمْ يُصْلِحْهُ الخَيْرُ أَصْلَحَهُ الشَّرُّ. فَقَالَ لَهُ المَزَّاحُ: جَزَاكَ اللهُ شَرّاً وعرًا, فضحك وقال: ما تدع مزاحك! 1. ذَكَرَ خَلِيْفَةُ أَنَّ عَلِيّاً اسْتَعْمَلَ أَبَا أَيُّوْبَ على المدينة.

_ 1 ضعيف: آفته عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زِيَادِ بنِ أَنْعُمَ الإِفْرِيْقِيُّ، ضعيف في حفظه, قوله "العُرّ": الأمر القبيح المكروه والأذى.

وَقَالَ الحَاكِمُ: لَمْ يَشْهَدْ أَبُو أَيُّوْبَ مَعَ عليٍّ صِفِّيْنَ. الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ: أنَّ أَبَا أَيُّوْب غَزَا زَمَنَ مُعَاوِيَةَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ قَالَ: إِذَا صَافَفْتُمُ العَدُوَّ فَادْفِنُونِي تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ. ابْنُ فُضَيْلٍ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ الهجَري, عَنْ أَبِي صَادِقٍ قَالَ: قَدِمَ أَبُو أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيُّ العِرَاقَ, فَأَهْدَتْ لَهُ الأَزْدُ جُزُراً مَعِي, فَسَلَّمْتُ وَقُلْتُ: يَا أَبَا أَيُّوْبَ, قَدْ أَكْرَمَكَ اللهُ بِصُحْبَةِ نبيه، وبنزوله عليك, فمالي أَرَاكَ تَسْتَقْبِلُ النَّاسَ تُقَاتِلُهُمْ بِسَيْفِكَ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ عَهِدَ إِلَيْنَا أَنْ نُقَاتِلَ مَعَ عليٍّ النَّاكِثِيْنَ، فَقَدْ قَاتَلْنَاهُمْ, وَالقَاسِطِيْنَ, فَهَذَا وَجْهُنَا إِلَيْهِمْ, -يَعْنِي: مُعَاوِيَةَ وَالمَارِقِيْنَ- فَلَمْ أَرَهُمْ بَعْدُ. هَذَا خَبَرٌ واهٍ1. إِسْحَاقُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ, عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ: أنَّ أَبَا أَيُّوْبَ قَدِمَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ البَصْرَةَ، فَفَرَّغَ لَهُ بَيْتَهُ, وَقَالَ: لأصنعنَّ بك كما صنعت برسول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, كَمْ عَلَيْكَ? قَالَ: عِشْرُوْنَ أَلْفاً, فَأَعْطَاهُ أَرْبَعِيْنَ أَلْفاً, وَعِشْرِيْنَ مَمْلُوْكاً, وَمَتَاعَ البَيْتِ. ابْنُ عَوْنٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ, وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ كَثِيْرِ بنِ أَفْلَحَ, وَهَذَا حَدِيْثُهُ قَالَ: قَدِمَ أَبُو أَيُّوْبَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيْرِ, وَحَادَثَهُ وَقَالَ: يَا أَبَا أَيُّوْبَ, مَنْ قَتَلَ صَاحِبَ الفَرَسِ البَلْقَاءِ الَّتِي جَعَلَتْ تَجُوْلُ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا? قَالَ: أَنَا؛ إِذْ أَنْتَ وَأَبُوْكَ عَلَى الجَمَلِ الأَحْمَرِ, مَعَكُمَا لِوَاءُ الكُفْرِ, فَنَكَّسَ مُعَاوِيَةُ, وَتَنَمَّرَ أَهْلُ الشَّامِ وَتَكَلَّمُوا, فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَهْ, وَقَالَ: مَا نَحْنُ عَنْ هَذَا سَأَلْنَاكَ. أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ كَثِيْرٍ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بنَ غَزِيَّةَ قَالَ: دَخَلَ أَبُو أَيُّوْبَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: صَدَقَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ, إِنَّكُم سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا" 2. فَبَلَغَتْ مُعَاوِيَةَ فصدَّقه فَقَالَ: مَا أَجْرَأَهُ, لا أكلمه أبدًا, ولا يئويني وَإِيَّاهُ سَقْفٌ. وَخَرَجَ مِنْ فَوْرِهِ إِلَى الغَزْوِ, فمرض فعاده يزيد بن معاوية،

_ 1 ضعيف: آفته إبراهيم بن مسلم الهجريّ، ضعَّفه ابن معين، والنسائي, وقال أبو حاتم: ليس بقوي. 2 صحيح لغيره: إسناده ضعيف لانقطاعه، عمارة بن غزية هو ابن الحارث الأنصاري، من الطبقة السادسة، وهي طبقة لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة. وأخرجه البخاري "3792"، ومسلم "1845", حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة، عن أنس بن مالك، عن أسيد بن حضير -رضي الله عنهم, أن رجلا من الانصار قال: يا رسول الله، ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ قال: "ستلقون بعدي أثرة, فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".

وَهُوَ عَلَى الجَيْشِ, فَقَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ? قَالَ: مَا ازْدَدْتُ عَنْكَ وَعَنْ أَبِيْكَ إلَّا غِنَىً, إِنْ شِئْتَ أَنْ تَجْعَلَ قَبْرِي مِمَّا يَلِي العَدُوَّ ... الحَدِيْثَ. الأَعْمَشُ, عَنْ أَبِي ظبيان قال: غزا أَبُو أَيُّوْبَ, فَمَرِضَ فَقَالَ: إِذَا مِتُّ فَاحْمِلُوْنِي، فَإِذَا صَافَفْتُمُ العَدُوَّ فَارْمُوْنِي تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ, أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيْثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: "مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً دَخَلَ الجَنَّةَ" 1. إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ. جَرِيْرٌ, عَنْ قَابُوْسِ بنِ أَبِي ظِبْيَانَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أَتَيْتُ مِصْرَ, فَرَأَيْتُ النَّاسَ قَدْ قَفَلُوا مِنْ غَزْوِهِمْ, فَأَخْبَرُوْنِي أَنَّهُمْ لَمَّا كَانُوا عِنْدَ انْقَضَاءِ مَغْزَاهُمْ؛ حَيْثُ يَرَاهُمُ العَدُوُّ, حَضَرَ أَبَا أَيُّوْبَ المَوْتُ, فَدَعَا الصَّحَابَةَ وَالنَّاسَ فَقَالَ: إِذَا قُبِضْتُ فَلْتُرْكَبِ الخَيْلُ ثُمَّ سِيْرُوا حَتَّى تَلْقَوُا العَدُوَّ فَيَرُدُّوْكُمْ, فَاحْفِرُوا لِي وَادْفِنُوْنِي, ثُمَّ سَوُّوْهُ, فَلْتَطَأِ الخَيْلُ وَالرِّجَالُ عَلَيْهِ حَتَّى لاَ يُعْرَفَ، فَإِذَا رَجَعْتُمْ فَأَخْبِرُوا النَّاسَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخْبَرَنِي: "أَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ يَقُوْلُ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ" 2. قَالَ الوَلِيْدُ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ: أَغْزَى مُعَاوِيَةُ ابْنَهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ حتى أجاز بهم الخليج وقاتلوا أهل القسطنطينية عَلَى بَابِهَا، ثُمَّ قَفَلَ. وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ أَبَا أَيُّوْبَ قُبِرَ مَعَ سُوْرِ القُسْطِنْطِيْنِيَّةِ، وَبُنِي عَلَيْهِ فَلَمَّا أَصْبَحُوا، قَالَتِ الرُّوْمُ: يَا مَعْشَرَ العَرَبِ، قَدْ كَانَ لَكُمُ اللَّيْلَةَ شَأْنٌ. قَالُوا: مَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَكَابِرِ أَصْحَابِ نَبِيِّنَا وَاللهِ لَئِنْ نُبِشَ لاَ ضُرِبَ بِنَاقُوْسٍ فِي بِلاَدِ العَرَبِ. فَكَانُوا إِذَا قَحَطُوا، كَشَفُوا عَنْ قَبْرِهِ فَأُمْطِرُوا. قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ أَبُو أَيُّوْبَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ يَزِيْدُ وَدُفِنَ بِأَصْلِ حِصْنِ القُسْطِنْطِيْنِيَّةِ. فَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الروم يتعاهدون قبره وَيَسْتَسْقُوْنَ بِهِ3. وَقَالَ خَلِيْفَةُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ.

_ 1 صحيح لغيره: تقدم تخريجنا له برقم تعليق "115". 2 صحيح لغيره: في إسناده قابوس بن أبي ظبيان، قال أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بالقوى. قال أحمد: ليس بذلك. لكن الحديث يشهد له ما قبله. 3 ضعيف جدًّا: آفته محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك كما ذكرنا مرارًا.

عبد الله بن سلام

180- عبد الله بن سلام 1: "ع" ابن الحارث, الإِمَامُ الحَبْرُ, المَشْهُوْدُ لَهُ بِالجَنَّةِ, أَبُو الحَارِثِ الإِسْرَائِيْلِيُّ، حَلِيْفُ الأَنْصَارِ, مِنْ خواصِّ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو هُرَيْرَةَ, وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَعْقِلٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ حَنْظَلَةَ بنِ الغَسِيْلِ، وَابْنَاهُ: يُوْسُفُ وَمُحَمَّدٌ، وَبِشْرُ بنُ شَغَافٍ، وَأَبُو سَعِيْدٍ المُقْرِئُ, وَأَبُو بُرْدَةَ بنُ أَبِي مُوْسَى, وَقَيْسُ بنُ عَبَّادٍ, وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعطَاءُ بنُ يَسَارٍ, وَزُرَارَةُ بنُ أَوْفَى, وآخرون. وَكَانَ فِيْمَا بَلَغَنَا مِمَّنْ شَهِدَ فَتْحَ بَيْتِ المَقْدِسِ. نَقَلَهُ الوَاقِدِيُّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: اسْمُهُ الحُصَيْنُ, فغيِّره النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَبْدِ اللهِ. وَرَوَى قَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ -وَهُوَ ضَعِيْفٌ- عَنْ عَاصِمٍ, عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلاَمٍ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَامَيْنِ. فَهَذَا قَوْلٌ شَاذٌّ مَرْدُوْدٌ بِمَا فِي "الصَّحِيْحِ" مِنْ أَنَّهُ أَسْلَمَ وَقْتَ هِجْرَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقُدُوْمِهِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ مِنْ وَلَدِ يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ, وَهُوَ حَلِيْفُ القَوَاقِلَةِ. قَالَ: وَلَهُ إِسْلاَمٌ قَدِيْمٌ بَعْدَ أَنْ قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدِيْنَةَ, وَهُوَ مِنْ أَحْبَارِ اليَهُوْدِ. قَالَ عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ: حدَّثنا زُرَارَةُ بنُ أَوْفَى, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدِيْنَةَ، انْجَفَلَ النَّاسُ عَلَيْهِ, وَكُنْتُ فِيْمَنِ انْجَفَلَ, فلمَّا رَأَيْتُهُ عَرَفْتُ أنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ. فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ, أَفْشُوْا السَّلاَمَ, وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ, وصِلُوا الأَرْحَامَ, وصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ, تَدْخُلُوا الجنَّة بِسَلاَمٍ" 2. وَرَوَى حُمَيْدٌ, عَنْ أَنَسٍ: أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ سَلاَمٍ أَتَى رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مقدمه إِلَى المَدِيْنَةِ، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلاَثٍ لاَ يَعْلَمُهَا إلَّا نَبِيٌّ, مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ? وَمَا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ? ومن أين يشبه الولد أباه وأمه?

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "2/ 352"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 29"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 288"، أسد الغابة "3/ 264"، الإصابة "2/ ترجمة 3557"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 437"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3557". 2 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 451"، والترمذي "2487"، وابن ماجه "3251"، والدارمي "1/ 340" من طريق عوف بن أبي جميلة، عَنْ زُرَارَةُ بنُ أَوْفَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سلام.

فَقَالَ: "أَخْبَرَنِي بهنَّ جِبْرِيْلُ آنفاً" قَالَ: ذَاكَ عَدُوُّ اليَهُوْدِ مِنَ المَلاَئِكَةِ. قَالَ: "أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَخْرُجُ مِنَ المَشْرِقِ, فَتَحْشُرُ النَّاسَ إِلَى المَغْرِبِ, وأمَّا أَوَّلُ مَا يَأكُلُهُ أَهْلُ الجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوْتٍ، وَأَمَّا الشَّبَهُ: فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ نَزَعَ إِلَيْهِ الوَلَدُ, وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ المَرْأَةِ نَزَعَ إِلَيْهَا" قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُوْلُ اللهِ. وَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, إِنَّ اليَهُوْدَ قَوْمٌ بُهْت, وَإِنَّهُم إِنْ يَعْلَمُوا بإِسْلاَمِي بَهَتُوْنِي، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِمْ فَسَلْهُمْ عنِّي. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: "أَيُّ رَجُلٍ ابْنُ سَلاَمٍ فِيْكُمْ"؟ قَالُوا: حَبْرُنَا وَابْنُ حَبْرِنَا وَعَالِمُنَا وَابْنُ عَالِمِنَا. قَالَ: "أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ تُسْلِمُوْنَ"؟ قَالُوا: أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ, فَقَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شرِّنا؛ وَجَاهِلُنَا وَابْنُ جَاهِلِنَا, فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَلَمْ أُخْبِرْكَ أنَّهم قَوْمٌ بُهْتٌ1. عَبْدُ الوَارِثِ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ صُهَيْبٍ, عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ إِلَى المَدِيْنَةِ، فَقَالُوا: جَاءَ نَبِيُّ اللهِ. فَاسْتَشْرَفُوا يَنْظُرُوْنَ, وَسَمِعَ ابْنُ سَلاَمٍ -وَهُوَ فِي نَخْلٍ يَخْتَرِفُ- فَعَجَّلَ قَبْلَ أَنْ يَضَعَ الَّتِي يَخْتَرِفُ فِيْهَا, فَسَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ. فَلَمَّا خَلاَ نَبِيُّ الله، جاء فقال: أشهد أَنَّكَ رَسُوْلُ اللهِ, وَأَنَّكَ جِئْتَ بِحَقٍّ, وَلَقَدْ عَلِمَتِ اليَهُوْدُ أَنِّي سَيِّدُهُمْ، وَابْنُ سَيِّدِهِمْ, وَأَعْلَمُهُمْ وَابْنُ أَعْلَمِهِمْ, فَسَلْهُمْ عنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا أنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ, فَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ قَالُوا فيَّ مَا لَيْسَ فِيَّ, فأرسل إليهم فجاءوا فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ اليَهُوْدِ، وَيْلَكُم! اتَّقُوا اللهَ, فَوَاللهِ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُوْنَ أنِّي رَسُوْلُ اللهِ حَقّاً, وَأَنِّي جِئْتُكُمْ بِحَقٍّ فَأَسْلِمُوا". قَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ. قَالَ: "فَأَيُّ رَجُلٍ فِيْكُمُ ابْنُ سَلاَمٍ"؟ قَالُوا: ذَاكَ سَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا, وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا, قَالَ: "أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ"؟ قَالُوا: حَاشَى للهِ, مَا كَانَ لِيُسْلِمَ, فَقَالَ: "اخْرُجْ عَلَيْهِمْ". فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ: وَيْلَكُمْ, اتَّقُوا اللهَ, فَوَاللهِ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُوْنَ أَنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ حَقّاً. قَالُوا: كَذَبْتَ, فَأَخْرَجَهُمْ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. ابْنَ إِسْحَاقَ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ, عَنِ ابن

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 108"، والبخاري "3329" و"3938" و"4480"، والبيهقي في "الدلائل" "2/ 528-529"، والبغوي "3769" من طريق عن حميد، عن أنس بن مالك، به. قوله: "بُهْت": البهت: الكذب والافتراء, والمراد أنهم كذَّابون مفترون. 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 211"، والبخاري "3911"، والبيهقي "2/ 526-528" من طريق عبد الوارث بن سعيد العنبري، عن عبد العزيز بن صهيب، به. قوله: "يخترف": أي يجتني.

عَبَّاسٍ: إنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي ابْنِ سَلاَمٍ، وَثَعْلَبَةَ بنِ سَعْيَةَ، وَأَسَدِ بنِ عُبَيْدٍ: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} 1 [آل عمران: 113-114] . مَالِكٌ, عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ, عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ, عَنْ أَبِيْهِ: قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ يَقُوْلُ لأَحَدٍ: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ إلَّا لِعَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ, وَفِيْهِ نَزَلَتْ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [الأَحْقَافُ: 10] 2. حَمَّادٌ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بنُ بَهْدلَةَ, عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ, عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "يدخل من هذا الفج رجل من أهل الجَنَّةِ" , فَجَاءَ ابْنُ سَلاَمٍ3. وَجَاءَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ: أَنَّهُ رَأَى رُؤْيَا, فقصَّها عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ لَهُ: "تَمُوْتُ وَأَنْتَ مُسْتَمْسِكٌ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى" 4 إِسْنَادُهَا قَوِيٌّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بنُ عَمْرٍو, حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ رُفَيْعٍ, عَنْ مَعَبْدٍ الجُهَنِيِّ, عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَمِيْرَةَ, أَنَّهُ لَمَّا احْتُضِرَ معَاذٌ قَعَدَ يَزِيْدُ عِنْدَ رَأْسِهِ يَبْكِي, فَقَالَ: مَا يُبْكِيْكَ؟ قَالَ: أَبْكِي لِمَا فَاتَنِي مِنَ العِلْمِ, قَالَ: إِنَّ العِلْمَ كَمَا هُوَ لَمْ يَذْهَبْ، فَاطْلُبْهُ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ، فسمَّاهم, وَفِيْهِمْ: عَبْدُ اللهِ بنُ سَلاَمٍ، الَّذِي قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيْهِ: "هُوَ عَاشِرُ عشرة في الجنة" 5.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن جرير في "تفسيره" "7644" و "7645" من طريق ابن إسحاق، به. وإسناده ضعيف, آفته ابن إسحاق، وهو مدلّس، وقد عنعنه. 2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 169"، والبخاري "3812"، ومسلم "2483" من طريق مالك, عن أبي النضر سالم، به. 3 حسن: أخرجه أحمد "1/ 169 و183"، والبزار "2712"، والحاكم "3/ 416"، من طرق, عن حمَّاد ابن سلمة، به. قلت: إسناده حسن، عاصم بن بهدلة هو ابن أبي النجود الأسدي، صدوق، وحديثه في الصحيحين مقرون. 4 صحيح: أخرجه البخاري "7014" من طريق ابن عون، عن محمد بن سيرين، حدثنا قيس بن عبد، عن عبد الله بن سالم, قال: رأيت كأنِّي في روضة، ووسط الروضة عمود، في أعلى العمود عروة، فقيل لي: ارقه، قلت: لا أستطيع، فأتاني وصيف فرفع ثيابي فرقيت، فاستمسكت بالعروة، فانتبهت وأنا مستمسك بها، فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: "تلك الروضة روضة الإسلام، وذلك العمود عمود الإسلام، وتلك العروة العروة الوثقى, لا تزال مستمسكًا بالإسلام حتى تموت". 5 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف جدًّا، أخرجه ابن سعد "2/ 352-353", وآفته حمَّاد بن عمرو، وهو أبو إسماعيل النصيبي، قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" "3/ ترجمة 634" وقال: منكر الحديث، ضعيف الحديث جدًّا. لكن الحديث يصح بالطريق الآتي.

البُخَارِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ يَزِيْدَ, عَنْ أَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَمِيْرَةَ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ المَوْتُ قِيْلَ لَهُ: أَوْصِنَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ, قَالَ: الْتَمِسُوْا العِلْمَ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ, وَسَلْمَانَ, وَابْنِ مَسْعُوْدٍ, وَعَبْدِ اللهِ بن سَلاَمٍ, الَّذِي أَسْلَمَ, فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الجَنَّةِ" 1. {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43] قَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلاَمٍ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي يَحْيَى: حَدَّثَنَا معَاذُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ, عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: إني قد قرأت القُرْآنَ وَالتَّوْرَاةَ, فَقَالَ: "اقْرَأْ بِهَذَا لَيْلَةً, وَبِهَذَا لَيْلَةً". إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ2. فَإِنَّ صحَّ فَفِيْهِ رُخْصَةٌ فِي التَّكْرَارِ عَلَى التَّوْرَاةِ الَّتِي لَمْ تُبَدَّلْ، فأمَّا اليَوْمَ فَلاَ رُخْصَةَ فِي ذَلِكَ؛ لِجَوَازِ التَّبْدِيْلِ عَلَى جَمِيْعِ نُسَخِ التَّوْرَاةِ المَوْجُوْدَةِ, وَنَحْنُ نُعَظِّمُ التَّوْرَاةَ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللهُ عَلَى مُوْسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَنُؤمِنُ بِهَا, فأمَّا هَذِهِ الصُّحُفُ الَّتِي بِأَيْدِي هَؤُلاَءِ الضُّلاَّلِ، فَمَا نَدْرِي مَا هِيَ أَصْلاً. وَنَقِفُ فَلاَ نُعَامِلُهَا بِتَعَظِيْمٍ وَلاَ بِإِهَانَةٍ، بَلْ نَقُوْلُ: آمنَّا بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسِلِهِ, وَيَكْفِيْنَا فِي ذَلِكَ الإِيْمَانُ المُجْمَلُ، وَللهِ الحَمْدُ. عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ، قَالَ: زَعَمَ عَبْدُ اللهِ بنُ حَنْظَلَةَ أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ سَلاَمٍ مَرَّ فِي السُّوْقِ عَلَيْهِ حُزْمَةٌ مِنْ حَطَبٍ، فَقِيْلَ لَهُ: أَلَيْسَ أَغْنَاكَ اللهُ? قَالَ: بَلَى, وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَقْمَعَ الكِبْرَ, سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ من كبر" 3. اتَّفِقُوا عَلَى أَنَّ ابْنَ سَلاَمٍ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثلاث وأربعين.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 242-243", والبخاري في تاريخه الصغير "1/ 73", والترمذي "3804"، والنسائي في فضائل الصحابة "149"، والحاكم "3/ 270 و416"، والطبراني "8514" و"20/ 229" من طريق مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ يَزِيْدَ، عن أبي إدريس الخولاني به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات. 2 موضوع: آفته إبراهيم بن أبي يحيى، قال فيه ابن معين ويحيى القطان: كذَّاب, وقال أحمد بن حنبل: تركوا حديثه, وقال البخاري: تركه ابن المبارك والناس, وقال النسائي والدارقطني وغيرهما: متروك. 136 صحيح لغيره: أخرجه الحاكم "3/ 416" من طريق سالم بن إبراهيم صاحب المصاحف، عن عكرمة ابن عمار، به. وقال الحاكم: صحيح. وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: سالم واهٍ" والحديث صحيح دون القصة، فقد ورد عن عبد الله بن مسعود, أخرجه ابن أبي شيبة "9/ 89"، وأحمد "1/ 412 و416"، ومسلم "91" "148"، وأبو داود "4091"، والترمذي "1998", والطبراني "10000 و10001"، وأبو عوانة في "مسنده"، "1/ 17"، وابن منده "542" من طرق عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود، به.

وَقَدْ سَاقَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ تَرْجَمَتَهُ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ وَرَقَةً. الوَاقِدِيُّ, عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ المَقْبُرِيِّ، وَآخَرَ: أنَّ ابْنَ سَلاَمٍ كَانَ اسْمُهُ: الحُصَيْنُ، فغيِّره النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَبْدِ اللهِ. يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ, أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ سَلاَمٍ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا قَدِمَ المَدِيْنَةَ.... الحَدِيْثَ, وَفِيْهِ قَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا......، وَنَحْوَ ذَلِكَ. قَالَ: يَقُوْلُ عَبْدُ اللهِ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَخَافُ1. حمَّاد بنُ سَلَمَةَ, عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ, عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَأَتَاهُ ابْنُ سَلاَمٍ، فَقَالَ: سَائِلُكَ عَنْ أَشْيَاءَ لاَ يَعْلَمُهَا إلَّا نَبِيٌّ, فَإِنْ أَخْبَرْتَنِي بِهَا آمَنْتُ بِكَ ... الحَدِيْثَ2. هَوْذَةُ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ, عَنِ الحَسَنِ قَالَ: عَبْدُ اللهِ بنُ سَلاَمٍ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ اليَهُوْدَ يَجِدُوْنَكَ عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ, ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ نَفَرٍ سمَّاهم, فَقَالَ: "مَا عَبْدُ اللهِ بنُ سَلاَمٍ فِيْكُمْ وَمَا أَبُوْهُ"؟ قَالُوا: سَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا, وَعَالِمُنَا وَابْنُ عَالِمِنَا. قَالَ: "أَرَأَيْتُم إِنْ أَسْلَمَ أَتُسْلِمُوْنَ"؟. قَالُوا: إِنَّهُ لاَ يُسْلِمُ, فَدَعَاهُ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ وتشهَّد, فَقَالُوا: يَا عَبْدَ اللهِ, مَا كنَّا نَخْشَاكَ عَلَى هَذَا, وَخَرَجُوا. وَأَنْزَلَ اللهُ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} [الأَحْقَافُ: 10] . إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ, عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ, عَنْ قَيْسِ بنِ عُبَادٍ قَالَ: كُنْتُ فِي مَسْجِدِ المَدِيْنَةِ, فَجَاءَ رَجُلٌ بِوَجْهِهِ أَثَرٌ مِنْ خُشُوْعٍ، فَقَالَ القَوْمُ: هَذَا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ, فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَأَوْجَزَ فِيْهِمَا, فَلَمَّا خَرَجَ اتَّبَعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ, فَدَخَلْتُ مَعَهُ, فحدثته، فلما

_ 1 صحيح: تقدَّم تخريجنا له برقم "127" و"128". 2 صحيح: سبق تخريجه له برقم "127".

اسْتَأَنَسَ، قُلْتُ: إِنَّهُم قَالُوا لَمَّا دَخَلْتَ المَسْجِدَ: كَذَا، وَكَذَا. قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ, مَا يَنْبِغِي لأَحَدٍ أَنْ يَقُوْلَ مَا لاَ يَعْلَمُ, وَسَأُحَدِّثُكَ: إِنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَا فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, رَأَيْتُ كأنِّي فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ, وَسَطُهَا عَمُوْدٌ حَدِيْدٌ, أَسْفَلُهُ فِي الأَرْضِ، وَأَعْلاَهُ فِي السِّمَاءِ, فِي أَعْلاَهُ عُرْوَةٌ, فَقِيْلَ لِي: اصْعَدْ عَلَيْهِ, فَصَعِدْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِالعُرْوَةِ, فَقِيْلَ: اسْتمْسِكْ بِالعُرْوَةِ, فَاسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي, فلمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ, فَقَالَ: "أَمَّا الرَّوْضَةُ فَرَوْضَةُ الإِسْلاَمِ، وَأَمَّا العَمُوْدُ فَعَمُوْدُ الإِسْلاَمِ, وَأَمَّا العُرْوَةُ فَهِيَ العُرْوَةُ الوُثْقَى, أَنْتَ عَلَى الإِسْلاَمِ حَتَّى تَمُوْتَ". قَالَ: وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلاَمٍ1. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، عَنِ المُسَيَّبِ بنِ رَافِعٍ، عَنْ خَرَشَةَ بنِ الحُرِّ، قَالَ: قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ فَجَلَسْتُ إِلَى شِيَخَةٍ فِي المَسْجِدِ، فَجَاءَ شَيْخٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصاً لَهُ, فَقَالَ رَجُلٌ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ, فَقَامَ خَلْفَ سَارِيَةٍ فصلَّى رَكْعَتَيْنِ, فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: زَعَمَ هَؤُلاَءِ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ, فَقَالَ: الجَنَّةُ للهِ يُدْخِلُهَا مَنْ يَشَاءُ, إِنِّي رَأَيْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ رُؤْيَا؛ رَأَيْتُ كأنَّ رَجُلاً أَتَانِي فَقَالَ: انْطَلِقْ, فَسَلَكَ بِي فِي مَنْهَجٍ عَظِيْمٍ, فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي؛ إِذْ عَرَضَ لِي طَرِيْقٌ عَنْ شِمَالِي, فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْلُكَهَا, فَقَالَ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا, ثُمَّ عَرَضَتْ لِي طَرِيْقٌ عَنْ يَمِيْنِي, فَسَلَكْتُهَا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى جَبَلٍ زَلَقٍ, فَأَخَذَ بِيَدِي, فَرَحَلَ بِي, فَإِذَا أَنَا عَلَى ذُرْوَتِهِ, فَلَمْ أَتَقَارَّ وَلَمْ أَتَمَاسَكْ, وَإِذَا عَمُوْدٌ مِنْ حَدِيْدٍ, فِي أَعْلاَهُ عُرْوَةٌ مِنْ ذَهَبٍ, فَأَخَذَ بِيَدِي, فَرَحَلَ بِي حَتَّى أَخَذْتُ بِالعُرْوَةِ, فَقَالَ لِي: اسْتَمْسِكْ بِالعُرْوَةِ. فَقَصَصْتُهَا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: "رَأَيْتَ خَيْراً، أَمَّا المَنْهَجُ العَظِيْمُ فَالمَحْشَرُ, وَأَمَّا الطَّرِيْقُ الَّتِي عَرَضَتْ عَنْ شِمَالِكَ فَطَرِيْقُ أَهْلِ النَّارِ, وَلَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا, وَأَمَّا الَّتِي عَنْ يَمِيْنِكَ فَطَرِيْقُ أَهْلِ الجَنَّةِ, وَأَمَّا الجَبَلُ الزَّلِقُ فَمَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ, وَأَمَّا العُرْوَةُ فَعُرْوَةُ الإِسْلاَمِ, فَاسْتَمْسِكْ بِهَا حَتَّى تَمُوْتَ" وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلاَمٍ2. جَرِيْرٌ, عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ مُسْهِرٍ، عَنْ خَرَشَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً فِي حَلَقَةٍ فِيْهِمُ ابْنُ سَلاَمٍ يُحَدِّثُهُمْ؛ فلمَّا قَامَ قَالُوا: مَنْ سرَّه أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا, فَتَبِعْتُهُ فَسَأَلْتُهُ ... فَذَكَرَ الحديث بطوله3. وهو صحيح.

_ 1 صحيح: مَرَّ تخريجنا له برقم "132". 2 حسن: أخرجه أحمد "5/ 452-453"، وابن ماجه "3920" من طريق حمَّاد بن سلمة، به. وإسناده حسن، عاصم بن بهدلة هو ابن أبي النجود، صدوق. قوله: "أتقارّ" أي: استقر. 3 صحيح: أخرجه مسلم "2484" "150" من طريق جرير، عن الأعمش، به.

وَرَوَى بِشْرُ بنُ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن سلام: أنه شهد فتح نهاوند. قَالَ أَيُّوْبُ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، قَالَ: نُبِّئتُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ سَلاَمٍ قَالَ: إِنْ أَدْرَكَنِي، وَليْسَ لِي رَكُوْبٌ فَاحْمِلُوْنِي، حَتَّى تَضَعُوْنِي بَيْنَ الصَّفَيْنِ -يَعْنِي: قُبَالَ الأَعْمَاقِ. مُحَمَّدُ بنُ مُصْعَبٍ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلاَمٍ إِذَا دَخَلَ المَسْجِدَ سلَّم عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَقَالَ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لَنَا أَبوَابَ رَحْمَتِكَ, وَإِذَا خَرَجَ سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَعَوَّذَ مِنَ الشَّيْطَانِ1. حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: عَنْ أَشْعَثَ, عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بن أَبِي مُوْسَى قَالَ: أَتَيْتُ المَدِيْنَةَ, فَإِذَا عَبْدُ اللهِ بنُ سَلاَمٍ جَالِسٌ فِي حَلَقَةٍ مُتَخَشِّعاً, عَلَيْهِ سِيْمَاءُ الخَيْرِ, فَقَالَ: يَا أَخِي, جِئْتَ وَنَحْنُ نُرِيْدُ القِيَامَ, فَأَذِنْتُ لَهُ, أَوْ قُلْتُ: إِذَا شِئْتَ, فَقَامَ فَاتَّبَعْتُهُ, فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ? قُلْتُ: أَنَا ابْنُ أَخِيْكَ, أَنَا أبو بردة ابن أَبِي مُوْسَى, فرحَّب بِي وَسَأَلَنِي وَسَقَانِي سَوِيْقاً, ثُمَّ قَالَ: إِنَّكُمْ بِأَرْضِ الرِّيْفِ, وَإِنَّكُمْ تُسَالِفُوْنَ الدهاقين، فيهدون لكم حملان القت وَالدَّوَاخِلِ, فَلاَ تَقْرَبُوْهَا، فَإِنَّهَا نَارٌ. قَدْ مَرَّ مَوْتُ عَبْدِ اللهِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ بِالمَدِيْنَةِ, وأرَّخه جَمَاعَةٌ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ العُمَرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ, أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنِ حَمُّوْيَةَ, أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرحمن الدرامي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ, عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ قَالَ: قَعَدْنَا نفر مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَذَاكَرْنَا, فَقُلْنَا: لَو نَعْلَمُ أَيَّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ لَعَمِلْنَا, فَأَنْزَلَ اللهُ: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصَّفُّ: 1-2] . حَتَّى خَتَمَهَا, قَالَ: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى خَتَمَهَا, قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بنُ سَلاَمٍ, قَالَ يَحْيَى: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا أبو سلمة،

_ 1 ضعيف: آفته محمد بن مصعب القرقساني، قال صالح جزرة: عامَّة أحاديثه عن الاوزاعي مقلوبة, وقال أبو حاتم: ليس بالقوي, وقال النسائي: ضعيف. والصحيح الثابت من حديث أبي حميد, أو عن أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجَدَ فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك". أخرجه مسلم "713" واللفظ له، وأبو داود "465"، وابن ماجه "772" عن أبي حميد, أو عن أبي أسيد، به.

فقرأها علينا يحيى، فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا الأَوْزَاعِيُّ، فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا مُحَمَّدٌ، فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا الدَّارِمِيُّ، فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا عِيْسَى، فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا ابن حموية, فقرأها علينا الداودي, فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا أَبُو الوَقْتِ, فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ. قُلْتُ: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا شُيُوْخُنَا. صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو الحِمْصِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَوْفِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: انْطَلَقَ نَبِيُّ اللهِ وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا كَنِيْسَةَ اليَهُوْدِ, فَقَالَ: "أَرُوْنِي يَا مَعْشَرَ يَهُودٍ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً يَشْهَدُوْنَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ, يَحُطُّ اللهُ عَنْكُمُ الغَضَبَ" فَأُسْكِتُوا, ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ. قَالَ: "فَوَاللهِ, لأَنَا الحَاشِرُ, وَأَنَا العَاقِبُ 1، وَأَنَا المُصْطَفَى، آمَنْتُمْ أَوْ كذَّبتم" , فلمَّا كَادَ يَخْرُجُ، قَالَ رَجُلٌ: كَمَا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ, أَيُّ رَجُلٍ تَعْلَمُوْنَنِي فِيْكُمْ? قَالُوا: مَا فِيْنَا أَعْلَمُ مِنْكَ, قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ بِاللهِ أَنَّهُ نَبِيُّ الله الَّذِي تَجِدُوْنَهُ فِي التَّوْرَاةِ, فَقَالُوا: كَذَبْتَ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَذَبْتُمْ". قَالَ: فَخَرَجْنَا وَنَحْنَ ثَلاَثَةٌ, وَأُنْزِلَتْ: {أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ} [الأحقاف: 10] . وَفِي الصَّحِيْحِ نَحْوُهُ مِنْ حَدِيْثِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَهُوَ عَبْدُ اللهِ -يَعْنِي: ابْنَ سَلاَمٍ.

_ 1 الحاشر: أي الذي يحشر الناس خلفه, وعلى ملته دون ملة غيره. العاقب: هو آخر الأنبياء.

زيد بن ثابت

181- زيد بن ثابت 1: "ع" ابن الضحاك بن زيد بن لُوْذَانَ بنِ عَمْرِو بنِ عَبْدِ عَوْفٍ بنِ غَنْمِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ بنِ ثَعْلَبَةَ. الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ المُقْرِئِيْنَ وَالفَرَضِيِّيْنَ2، مُفْتِي المَدِيْنَةِ، أبو سَعِيْدٍ، وَأَبُو خَارِجَةَ الخَزْرَجِيُّ، النَّجَّارِيُّ الأَنْصَارِيُّ, كَاتِبُ الوَحْيِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. حدَّث عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَعَنْ صَاحِبَيْهِ, وَقَرَأَ عَلَيْهِ القُرْآنَ بَعْضَهُ أَوْ كُلَّهُ، وَمَنَاقِبُهُ جَمَّةٌ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو هُرَيْرَةَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ -وَقَرَآ عَلَيْهِ, وَابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الخُدْرِيُّ، وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ، وَسَهْلُ بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو أُمَامَةَ بنُ سَهْلٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ الخَطْمِيُّ، وَمَرْوَانُ بنُ الحَكَمِ, وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ, وَقَبِيْصَةُ بنُ ذُؤَيْبٍ, وَابْنَاهُ: الفَقِيْهُ خَارِجَةُ وَسُلَيْمَانُ, وَأَبَانُ بنُ عُثْمَانَ, وَعَطَاءُ بنُ يَسَارٍ وَأَخُوْهُ سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ, وَعُبَيْدُ بنُ السَّبَّاقِ, وَالقَاسِمُ بنُ محمد, وعروة, وحجر المدري, وطاوس, وَبُسْرُ بنُ سَعِيْدٍ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَتَلاَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ, وَغَيْرُ وَاحِدٍ. وَكَانَ مِنْ حَمَلَةِ الحُجَّةِ، وَكَانَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يَسْتَخْلِفُهُ -إِذَا حَجَّ- عَلَى المَدِيْنَةِ. وَهُوَ الَّذِي تولَّى قِسْمَةَ الغَنَائِمِ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ, وَقَدْ قُتِلَ أَبُوْهُ قَبْلَ الهِجْرَةِ يَوْمَ بُعَاثٍ، فربِّيَ زَيْدٌ يَتِيْماً, وَكَانَ أَحَدَ الأَذْكِيَاءِ, فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَسْلَمَ زَيْدٌ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً, فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يتعلَّم خَطَّ اليَهُوْدِ لِيَقْرَأَ لَهُ كُتُبَهُمْ, قَالَ: "فَإِنِّي لاَ آمَنُهُمْ". قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَلَدَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ سَعِيْداً، وَبِهِ كَانَ يكنَّى، وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيْلٍ. وَوُلِدَ لِزَيْدٍ: خَارِجَةُ، وَسُلَيْمَانُ، وَيَحْيَى، وَعُمَارَةُ، وَإِسْمَاعِيْلُ، وَأَسَعْدُ، وَعُبَادَةُ، وَإِسْحَاقُ، وَحَسَنَةُ، وَعَمْرَةُ، وَأُمُّ إِسْحَاقَ، وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ، وأمَّ هَؤُلاَءِ أُمُّ سَعْدٍ ابْنَةُ سَعْدِ بنِ الرَّبِيْعِ أَحَدُ البَدْرِيِّيْنَ. وَوُلِدَ لَهُ: إِبْرَاهِيْمُ، وَمُحَمَّدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ, وَأُمُّ حَسَنٍ, مِنْ عَمْرَةَ بِنْتِ مُعَاذِ بنِ أَنَسٍ, وَوُلِدَ لَهُ: زَيْدٌ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ, وَعُبَيْدُ اللهِ، وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ, لأُمِّ وَلَدٍ. وَسَلِيْطٌ، وَعِمْرَانُ، وَالحَارِثُ، وَثَابِتٌ، وَصَفِيَّةُ، وَقَرِيْبَةُ، وَأُمُّ مُحَمَّدٍ لأُمِّ وَلَدٍ. قَالَ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ: زَيْدٌ يكنَّى أَبَا سَعِيْدٍ, وَيقَالُ: أَبُو خَارِجَةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُقَدَّمِيُّ: لَهُ كُنْيَتَانِ. رَوَى خَارِجَةُ عَنْ أبيه، قال: قدم النبي -عليه الصلاة السلام- المَدِيْنَةَ وَأَنَا ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً, وَأَمَرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَتَعَلَّمَ كِتَابَةَ يَهُوْدٍ, قَالَ: وَكُنْتُ أَكْتُبُ فَأَقْرَأُ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ. ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ خَارِجَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أُتِيَ بِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَقْدَمُهُ المَدِيْنَةَ, فَقَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ, هَذَا غُلاَمٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ, وَقَدْ قَرَأَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْكَ سَبْعَ عَشْرَةَ سُوْرَةً, فَقَرَأْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ, وَقَالَ: "يَا زَيْدُ, تَعَلَّمْ لِي كِتَابَ يَهُوْدٍ, فَإِنِّي والله ما آمنهم على كتابي".

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "2/ 358"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 1278"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 2524"، وأسد الغابة "2/ 278"، الإصابة "1/ ترجمة 2880" تهذيب التهذيب "3/ ترجمة 731"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2245". 2 الفرضي: هو العالم بالفرائض والمواريث.

قَالَ: فَتَعَلَّمْتُهُ، فَمَا مَضَى لِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى حَذَقْتُهُ, وَكُنْتُ أَكْتُبُ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا كَتَبَ إِلَيْهِمْ1. الأَعْمَشُ, عَنْ ثَابِتِ بنِ عُبَيْدٍ, قَالَ زَيْدٌ: قَالَ لي رسول الله: "أَتُحْسِنُ السُّرْيَانِيَّةَ". قُلْتُ: لاَ, قَالَ: "فَتَعَلَّمْهَا" فَتَعَلَّمْتُهَا فِي سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْماً2. الوَلِيْدُ بنُ أَبِي الوَلِيْدِ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ خَارِجَةَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ جَدِّهِ, قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ بَعَثَ إِلَيَّ فَكَتَبْتُهُ3. يَرْوِيْهِ اللَّيْثُ، عَنْهُ. أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ, قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ادْعُ لي زيدًا, وقل لَهُ يَجِيْءُ بِالكَتِفِ وَالدَّوَاةِ" قَالَ: فَقَالَ: "اكْتُبْ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ} [النِّسَاءُ: 84] .....، وَذَكَرَ الحَدِيْثَ4. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّعْرِيَّةِ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ, عَنْ زَيْنَبَ وَعَبْدِ المُعِزِّ الهَرَوِيِّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ, أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا عَلِيٌّ -هُوَ ابْنُ الجَعْدِ, أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ, عَنْ شُرَحْبِيْلَ -يَعْنِي: ابْنَ سَعْدٍ- قَالَ: كُنْتُ مَعَ زَيْدِ بنِ ثابت بالأسواف, فأخذ طَيْراً، فَدَخَلَ زَيْدٌ قَالَ: فَدَفَعُوا فِي يَدِيَّ وَفَرُّوا, فَأَخَذَ الطَّيْرَ فَأَرْسَلَهُ, ثُمَّ ضَرَبَ فِي قَفَايَ وَقَالَ: لاَ أمَّ لَكَ, أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حرَّم ما بين لابتيها5. شرحبيل: فيه لين ما.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "5/ 186", وأبو داود "3645"، والترمذي "2716"، والطبراني "4856" و"4857" من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، به. قلت: إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق. 2 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 182"، والحاكم "3/ 422"، والطبراني "4928" من طريق جرير, عن الأعمش، به. 3 ضعيف: أخرجه الطبراني "4882" من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، به. وإسناده ضعيف، آفته عبد الله بن صالح, وهو ابن محمد بن مسلم الجهني، أبو صالح المصري، كاتب الليث، سيئ الحفظ. 4 صحيح: أخرجه البخاري "4990", حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. 5 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "5/ 181 و192"، والطبراني "4910"، والبيهقي "5/ 199", وآفته شرحبيل بن سعد، قال ابن معين: ضعيف, وقال مالك: ليس بثقة, لكن للحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "ما بين لابتيها حرام" أخرجه مسلم "1372".

وَقَالَ عُبَيْدُ بنُ السَّبَّاقِ: حَدَّثَنِي زَيْدٌ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لَهُ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لاَ نَتَّهِمُكَ, قَدْ كُنْتَ تَكْتُبَ الوَحْيَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَتَتَبَّعِ القُرْآنَ فَاجْمَعْهُ. فَقُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلُوْنَ شَيْئاً لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!. قَالَ: هُوَ -وَاللهِ- خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ, فَكُنْتُ أَتَتَبَّعُ القُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالعُسُبِ وَصُدُوْرِ الرِّجَالِ1. قَالَ أَنَسٌ: جَمعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيّ، وَمُعَاذٌ، وَزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ2. خَالِدٌ الحَذَّاءُ, عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ, عَنْ أَنَسٍ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَفْرَضُ أُمَّتِي زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ" 3. وَجَاءَ نَحْوُهُ مِنْ حديث ابن عمر. مَنْدَلُ بنُ عَلِيٍّ, عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أفرض أمتي زيد بن ثَابِتٍ". وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ, حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ دَاوُدَ العَطَّارِ, عَنْ مَعْمَرٍ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ" , الحَدِيْثَ وَفِيْهِ: "وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ". هَذَا غَرِيْبٌ, وَحَدِيْثُ الحذاء صحَّحه الترمذي4.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4986" من طريق ابن شهاب، عن عبيد السباق، عن زيد بن ثابت، به في حديث طويل. 2 صحيح: أخرجه البخاري "5003", حدثنا حفص بن عمر، حدثنا همام، حدثنا قتادة قال: سألت أنس ابن مالك -رضي الله عنه: من جمع القرآن عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: فذكره. 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "2/ 359", أخبرنا عفان بن مسلم، أخبرنا وهيب، أخبرنا خالد الحذاء، به. 4 صحيح: أخرجه الترمذي "3790" من طريق سفيان بن وكيع، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته سفان بن وكيع بن الجراح, قَالَ البُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُوْنَ فِيْهِ لأَشْيَاءَ لقَّنوه إِيَّاهَا. وقال أبو زرعة: يتهم بالكذب, قال أبو أحمد: له حديث كثير، وإنما بلاؤه أنه كان يتلقَّن ما لقّن. ولكن قد أخرجه الترمذي "3791"، وابن ماجه "154" من طريق عبد الوهاب الثقفي، حدثنا خالد، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، به، وأخرجه أحمد "3/ 184"، وابن ماجه "155"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "1/ 351"، وأبو نعيم في "الحلية" "3/ 122"، والبيهقي "6/ 210"، والبغوي "3930" من طريق سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، به.

قُلْتُ: بِتَقْدِيرِ صِحَّةِ: "أَفْرَضُهُمْ زَيْدٌ وَأَقْرَأُهُمْ أُبَيٌّ" لاَ يَدُلُّ عَلَى تَحَتُّمِ تَقْلِيْدِهِ فِي الفَرَائِضِ, كَمَا لاَ يَتَعَيَّنُ تَقْلِيْدُ أُبَيّ فِي قِرَاءتِهِ, وَمَا انْفَرَدَ بِهِ. رَوَى عَاصِمٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: غَلَبَ زَيْدٌ النَّاسَ عَلَى اثْنَتَيْنِ: الفَرَائِضِ، وَالقُرْآنِ. وَيُرْوَى عَنْ زَيْدٍ قَالَ: أَجَازَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الخَنْدَقِ، وكساني قبطية1. وَعَنْهُ قَالَ: أُجِزْتُ فِي الخَنْدَقِ, وَكَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثٍ وَأَنَا ابْنُ سِتِّ سِنِيْنَ. دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ: عَنْ أَبِي نَضْرَةَ, عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ قَامَ خُطَبَاءُ الأَنْصَارِ، فَتَكَلَّمُوا، وَقَالُوا: رَجُلٌ منَّا وَرَجُلٌ مِنْكُمْ, فَقَامَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ كَانَ منَ المُهَاجِرِيْنَ, وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ, وَإِنَّمَا يَكُوْنُ الإِمَامُ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ، وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: جَزَاكُمُ اللهُ خَيْراً يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ, وَثَبَّتَ قَائِلَكُم, لَو قُلْتُمْ غَيْرَ هَذَا مَا صَالَحْنَاكُمْ. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيْحٌ. رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ فِي "مُسْنَدِهِ". عَنْ وُهَيْبٍ عَنْهُ. رَوَى الشَّعْبِيُّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ الفَتْوَى مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ وَزَيْدٌ، وأُبَيّ، وأبو موسى. مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: القُضَاةُ أَرْبَعَةٌ: عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَزَيْدٌ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ. وَعَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ: كَانَ عُمَرُ يَسْتَخْلِفُ زَيْداً فِي كُلِّ سَفَرٍ. وَعَنْ سَالِمٍ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ يَوْمَ مَاتَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ, فَقُلْتُ: مَاتَ عَالِمُ النَّاسِ اليَوْمَ, فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَرْحَمُهُ اللهُ, فَقَدْ كَانَ عَالِمَ النَّاسِ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ وَحَبْرَهَا, فَرَّقَهُم عُمَرُ فِي البُلْدَانِ، وَنَهَاهُمْ أَنْ يُفْتُوا بِرَأْيِهِمْ, وَحَبَسَ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ بِالمَدِيْنَةِ يُفْتِي أَهْلَهَا. وَعَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، قَالَ: مَا كَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ يُقَدِّمَانِ عَلَى زَيْدٍ أَحَداً فِي الفَرَائِضِ وَالفَتْوَى وَالقِرَاءةِ وَالقَضَاءِ.

_ 1 القبطية: الثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء، وكأنه منسوب إلى القبط، وهم أهم مصر. والحديث أخرجه الطبراني "4743, وهو ضعيف، آفته إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَيْسِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ، وهو ضعيف. قال البخاري: منكر الحديث. وضعَّفه النسائي وغيره.

وَعَنْ يَعْقُوْبَ بنِ عُتْبَةَ: أنَّ عُمَرَ اسْتَخْلَفَ زَيْداً، وَكَتَبَ إِلَيْهِ مِنَ الشَّامِ: إِلَى زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ مِنْ عُمَرَ. قَالَ خَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ: كَانَ عُمَرُ يَسْتَخْلِفُ أَبِي، فقلَّمَا رَجَعَ إلَّا أقطعه حديقة من نخل. الوَاقِدِيُّ: حدَّثنا الضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ, عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: قال ثعلبة ابن أَبِي مَالِكٍ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُوْلُ: مَنْ يَعْذِرُنِي مِنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ؟ غَضِبَ إِذْ لَمْ أُوَلِّه نَسْخَ المَصَاحِفِ! هَلاَّ غَضِبَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؛ إِذْ عَزَلاَهُ عَنْ ذَلِكَ ووليَّا زَيْداً, فَاتَّبَعْتُ فِعْلَهُمَا1. مُغِيْرَةُ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: تَنَازَعَ أُبَيٌّ وَعُمَرُ فِي جَدَادِ نَخْلٍ, فَبَكَى أُبَيٌّ ثُمَّ قَالَ: أَفِي سُلْطَانِكَ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنكَ رَجُلاً, قَالَ أُبَيٌّ: زَيْدٌ. فَانْطَلَقَا حَتَّى دَخَلا عَلَيْهِ فَتَحَاكَمَا إِلَيْهِ, فَقَالَ: بَيِّنَتُكَ يَا أُبَيُّ, قَالَ: مَا لِي بَيِّنَةٌ, قَالَ: فَأَعْفِ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ مِنَ اليَمِيْنِ, فَقَالَ عُمَرُ: لاَ تُعْفِ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ مِنَ اليَمِيْنِ إِنْ رَأَيْتَهَا عَلَيْهِ. وَتَابَعَهُ سَيَّارٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ. عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ: حدَّثنا حَجَّاجٌ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ زَيْداً عَلَى القَضَاءِ، وَفَرَضَ لَهُ رِزْقاً. الوَاقِدِيُّ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ, عَنْ أَبِيْهِ، وَآخَرَ قَالاَ: لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ, أَتَاهُ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ, فَدَخَلَ عَلَيْهِ الدَّارَ. فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: أَنْتَ خَارِجَ الدَّارِ أنفع لي منك ههنا, فذُبَّ عنِّي, فَخَرَجَ فَكَانَ يذُبُّ النَّاسَ وَيَقُوْلُ لَهُمْ فِيْهِ, حَتَّى رَجَعَ أُنَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ, وجعل يقول: يا للأنصار، كونوا أنصار للهِ مَرَّتَيْنِ، انْصُرُوْهُ، وَاللهِ إنَّ دَمَهُ لَحَرَامٌ. فَجَاءَ أَبُو حَيَّةَ المَازِنِيُّ مَعَ نَاسٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: مَا يَصْلُحُ مَعَكَ أَمْرٌ, فَكَانَ بَيْنَهُمَا كَلاَمٌ وَأَخَذَ بِتَلْبِيْبِ زَيْدٍ هُوَ وَأُنَاسٌ مَعَهُ، فمرَّ بِهِ نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فلمَّا رَأَوْهُمْ أَرْسَلُوْهُ, وَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُم لأَبِي حَيَّةَ: أَتَصْنَعُ هَذَا بِرَجُلٍ لَو مَاتَ اللَّيْلَةَ, مَا دَرَيْتَ مَا مِيْرَاثُكَ مِنْ أَبِيْكَ2. قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَو هَلَكَ عُثْمَانُ وَزَيْدٌ فِي بَعْضِ الزَّمَانِ لَهَلَكَ عِلْمُ الفَرَائِضِ، لَقَدْ أَتَى عَلَى النَّاسِ زمان وما يعلمها غيرهما. أخرجه الدارمي.

_ 1 ضعيف جدًّا: آفته الواقدي، وهو متروك كما ذكرنا مرارًا. 2 ضعيف جدًّا: آفته محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك.

وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُوْلُ: لَوْلاَ أَنَّ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ كَتَبَ الفَرَائِضَ؛ لَرَأَيْتُ أَنَّهَا سَتَذْهَبُ مِنَ النَّاسِ. وَرَوَى سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ إِمَامَ النَّاسِ عِنْدَنَا بَعْدَ عُمَرَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ, وَكَانَ إِمَامَ النَّاسِ عِنْدَنَا بَعْدَ زَيْدٍ ابْنُ عُمَرَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: النَّاسُ عَلَى قِرَاءةِ زيد، وعلى فرض زيد. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَقَدْ عَلِمَ المَحْفُوْظُوْنَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنَّ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ مِنَ الرَّاسِخِيْنَ فِي العِلْمِ. الأَعْمَشُ, عَنْ مُسْلِمٍ, عَنْ مَسْرُوْقٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ, أَنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ فِي أَخَوَاتٍ لأَبٍ وُأُمٍّ, وَإِخْوَةٍ وَأَخَوَاتٍ لأَبٍ: لِلأَخَوَاتِ لِلأَبِ وَالأُمِّ الثُّلُثَانِ, فَمَا بَقِي فَلِلذُّكُورِ دُوْنَ الإِنَاثِ. فقَدِمَ مَسْرُوْقٌ المَدِيْنَةَ، فَسَمِعَ قَوْلَ زَيْدٍ فِيْهَا فَأَعْجَبَهُ, فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: أَتَتْرُكُ قَوْلَ عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: أَتَيْتُ المَدِيْنَةَ، فَوَجَدْتُ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ مِنَ الرَّاسِخِيْنَ فِي العِلْمِ -يَعْنِي: كَانَ زَيْدٌ يُشَرِّكُ بَيْنَ البَاقِيْنَ. مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَامَ إِلَى زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ, فَأَخَذَ لَهُ بِرِكَابِهِ فَقَالَ: تنحَّ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّا هكذا نفعل بعلمائنا وكبرائنا. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لَمْ يَكُنْ مِنَ الصَّحَابَةِ أَحَدٌ لَهُ أَصْحَابٌ حَفِظُوا عَنْهُ وَقَامُوا بِقَوْلِهِ فِي الفِقْهِ إلَّا ثَلاَثَةٌ: زَيْدٌ وَعَبْدُ اللهِ وَابْنُ عَبَّاسٍ. شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ, عَنِ الزُّهْرِيِّ: بَلَغَنَا أنَّ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ كَانَ يَقُوْلُ إِذَا سُئِلَ عَنِ الأَمْرِ: أَكَانَ هَذَا؟ فَإِنْ قَالُوا نَعَمْ, حدَّث فِيْهِ بِالَّذِي يَعْلَمُ, وَإِنْ قَالُوا: لَمْ يَكُنْ, قَالَ: فَذَرُوْهُ حَتَّى يَكُوْنَ. مُوْسَى بنُ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ إِذَا سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ قَالَ: آللهِ كَانَ هَذَا؟ فَإِنْ قَالَ نَعَمْ تكلَّم فِيْهِ, وَإِلاَّ لَمْ يَتَكَلَّمْ. الثَّوْرِيُّ, عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ, أنَّ مَرْوَانَ دَعَا زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ وَأَجْلَسَ لَهُ قَوْماً خَلْفَ سِتْرٍ, فَأَخَذَ يَسْأَلُهُ وَهُمْ يَكْتُبُوْنَ، فَفَطِنَ زَيْدٌ فَقَالَ: يَا مَرْوَانُ! أَغَدْراً؟ إِنَّمَا أَقُوْلُ بِرَأْيِي. رَوَاهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ, عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ نَحْوَهُ, "وَزَادَ": فَمَحَوْهُ.

هِشَامٌ, عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، قَالَ: حجَّ بِنَا أَبُو الوَلِيْدِ، وَنَحْنُ وَلَدُ سِيْرِيْنَ سَبْعَةٌ، فمرَّ بِنَا عَلَى المَدِيْنَةِ, فَأَدْخَلَنَا عَلَى زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، فَقَالَ: هَؤُلاَءِ بَنُو سِيْرِيْنَ, فَقَالَ زَيْدٌ: هَؤُلاَءِ لأُمٍّ, وَهَذَانِ لأُمٍّ, وَهَذَانِ لأُمٍّ, قَالَ: فما أَخْطَأَ, وَكَانَ مُحَمَّدٌ وَمَعَبْدٌ وَيَحْيَى لأُمٍّ. وَرَوَى الأَعْمَشُ, عَنْ ثَابِتِ بنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: كَانَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ فِي أَهْلِهِ, وَأَزْمَتِهِ عِنْدَ القَوْمِ. هِشَامٌ, عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ قَالَ: خَرَجَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ يُرِيْدُ الجُمُعَةَ، فَاسْتَقْبَلَ النَّاسَ رَاجِعِيْنَ، فَدَخَلَ دَاراً فَقِيْلَ لَهُ: فَقَالَ: إِنَّهُ مَنْ لاَ يَسْتَحْيِي منَ النَّاسِ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ. حمَّاد بنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ, قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَاتَ حَبْرُ الأُمَّةِ, وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْهُ خَلَفاً1. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: لما مات زيد، جلسنا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ظلٍّ فَقَالَ: هَكَذَا ذَهَابُ العُلَمَاءِ, دُفِنَ اليَوْمَ عِلْمٌ كَثِيْرٌ. الوَاقِدِيُّ, حدَّثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ, عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا مَاتَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مَرْوَانُ, وَنَزَلَ نِسَاءُ العَوَالِي, وَجَاءَ نِسَاءُ الأَنْصَارِ، فَجَعَلَ خَارِجَةُ يذكرهنَّ اللهَ: لاَ تَبْكِيْنَ عَلَيْهِ, فَقُلْنَ: لاَ نَسْمَعُ مِنْكَ، ولنبكينَّ عَلَيْهِ ثَلاَثاً، وَغَلَبْنَهُ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: وَأَرْسَلَ مَرْوَانُ بِجُزُرٍ فَنُحِرَتْ، وَأَطْعَمُوا النَّاسَ. وَفِيْهِ يَقُوْلُ حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ: فَمَنْ لِلْقَوَافِي بَعْدَ حَسَّانَ وَابْنِهُ ... وَمَنْ لِلْمَثَانِي بَعْدَ زَيْدِ بنِ ثَابِتِ وَقَالَ جَرِيْرُ بنُ حازم: حدَّثنا قيس به سعد, عن مكحول: أنَّ عبادة ابن الصَّامِتِ دَعَا نَبَطِيّاً يُمْسِكُ دَابَّتَهُ عِنْدَ بَيْتِ المَقْدِسِ فَأَبَى, فَضَرَبَهُ فشجَّه, فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ عُمَرَ, فَقَالَ: مَا دَعَاكَ إِلَى مَا صَنَعْتَ بِهَذَا, قَالَ: أَمَرْتُهُ فَأَبَى, وَأَنَا فِي حِدَّةٍ فَضَرَبْتُهُ, فَقَالَ: اجْلِسْ لِلْقِصَاصِ, فَقَالَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ: أَتُقِيْدُ لِعَبْدِكَ مِنْ أَخِيْكَ? فَتَرَكَ عُمَرُ القَوَدَ, وقضى عليه بالدية. وَمِنْ جَلاَلَةِ زَيْدٍ أنَّ الصِّدِّيْقَ اعْتَمَدَ عَلَيْهِ فِي كِتَابَةِ القُرْآنِ العَظِيْمِ فِي صُحُفٍ، وَجَمْعِهِ من

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "2/ 362"، من طريق عارم، عَنْ حمَّاد بنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، به. وإسناده ضعيف لانقطاعٍ بين يحيى بن سعيد، وأبي هريرة.

أَفْوَاهِ الرِّجَالِ، وَمِنَ الأَكْتَافِ وَالرِّقَاعِ, وَاحْتَفَظُوا بِتِلْكَ الصُّحُفِ مُدَّةً, فَكَانَتْ عِنْدَ الصِّدِّيْقِ, ثُمَّ تسلَّمها الفَارُوْقُ، ثُمَّ كَانَتْ بَعْدُ عِنْدَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ حَفْصَةَ، إِلَى أَنْ نَدَبَ عُثْمَانُ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ وَنَفَراً مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى كِتَابِ هَذَا المُصْحَفِ العُثْمَانِيِّ الَّذِي بِهِ الآنَ فِي الأَرْضِ أَزْيَدُ مِنْ أَلْفَيْ أَلْفِ نُسْخَةٍ، وَلَمْ يَبْقَ بِأَيْدِي الأُمَّةِ قُرْآنٌ سِوَاهُ، وَللهِ الحَمْدُ. وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي وَفَاةِ زَيْدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَلَى أَقْوَالٍ: فَقَالَ الوَاقِدِيُّ -وَهُوَ إِمَامُ المُؤَرِّخِيْنَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ عَنْ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً, وَتَبِعَهُ عَلَى وَفَاتِهِ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ, وَشَبَابٌ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ, ثُمَّ قَالَ: وَسَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ أَثْبَتُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ: سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ. وَقَالَ المَدَائِنِيُّ, وَالهَيْثَمُ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ. وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ -فَاللهُ أَعْلَمُ. حَفْصٌ1، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَمْ أُخَالِفْ عَلِيّاً فِي شَيْءٍ مِنْ قِرَاءتِهِ, وَكُنْتُ أَجْمَعُ حُرُوفَ عَلِيٍّ فَأَلْقَى بِهَا زَيْداً فِي المَوَاسِمِ بِالمَدِيْنَةِ, فَمَا اخْتَلَفَا إلَّا فِي التَّابُوْتِ, كَانَ زَيْدٌ يَقْرَأُ بِالهَاءِ، وَعَلِيٌّ بِالتَاءِ.

_ 1 حفص: هو ابن سليمان، وهو حفص بن أبي داود، أبو عمر الأسدي، صاحب القراءة, وابن امرأة عاصم، روى عن شيخه في القراءة عاصم. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِ: متروك الحديث. وقال أبو حاتم: متروك لا يصدق. وقال ابن خراش: كذّاب يضع الحديث. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة. وقال ابن جبان: يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل.

تميم الداري

182- تميم الداري 1: "م,4" صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أَبُو رُقَيَّةَ تَمِيْمُ بنُ أَوْسِ بنِ خَارِجَةَ بنِ سَوْدِ بنِ جَذِيْمَةَ اللَّخْمِيُّ، الفِلَسْطِيْنِيُّ. وَالدَّارُ: بَطْنٌ مِنْ لَخْمٍ, وَلَخْمٌ فَخِذٌ مِنْ يَعْرُبَ بنِ قَحْطَانَ. وَفَدَ تَمِيْمٌ الدَّارِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ, فَأَسْلَمَ, فحدَّث عَنْهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى المِنْبَرِ بِقِصَّةِ الجَسَّاسَةِ فِي أَمْرِ الدَّجَّالِ1. وَلِتَمِيْمٍ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ, وَكَانَ عَابِداً، تلَّاءً لكتاب الله. حدَّث عَنْهُ: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ مَوْهَبٍ عَبْدُ الله، وأنس بن مالك، وكثير ابن مُرَّةَ، وَعَطَاءُ بنُ يَزِيْدَ اللَّيْثِيُّ، وَزُرَارَةُ بنُ أَوْفَى، وَشَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: لَمْ يَزَلْ بِالمَدِيْنَةِ حَتَّى تَحَوَّلَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ إِلَى الشَّامِ. قَالَ البُخَارِيُّ: هُوَ أَخُو أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ, قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ وَفْدُ الدَّارِيِّيْنَ عَشْرَةً، فِيْهِم تَمِيْمٌ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ عِكْرِمَةُ: لَمَّا أَسْلَمَ تَمِيْمٌ قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, إِنَّ اللهَ مُظْهِرُكَ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا, فَهَبْ لِي قَرْيَتِي مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ, قَالَ: "هِيَ لَكَ" وَكَتَبَ لَهُ بِهَا. قَالَ: فَجَاءَ تَمِيْمٌ بِالكِتَابِ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: أَنَا شَاهِدُ ذَلِكَ فَأَمْضَاهُ، وَذَكَرَ اللَّيْثُ أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ: "لَيْسَ لَكَ أَنْ تَبِيْعَ". قَالَ: فَهِيَ فِي أَيْدِي أَهْلِهِ إِلَى اليَوْمِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: لَيْسَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَطِيْعَةٌ سوى: حبرى, وبيت عينون، أَقْطَعَهُمَا تَمِيْماً وَأَخَاهُ نُعَيْماً. وَفِي "الصَّحِيْحِ" مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ سَهْمِيٌّ مَعَ تَمِيْمٍ الدَّارِيِّ، وَعَدِيِّ بنِ بَدَّاءَ, فَمَاتَ بِأَرْضِ كُفْرٍ, فَقَدِمَا بِتَرِكَتِهِ, فَفَقَدُوا جَامّاً مِنْ فِضَّةٍ, فَأَحْلَفَهُمَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, ثُمَّ وَجَدُوا الجَامَّ بِمَكَّةَ, فَقِيْلَ: اشْتَرَيْنَاهُ مِنْ تَمِيْمٍ وَعَدِيٍّ. فَقَامَ رَجُلاَنِ مِنْ أَوْلِيَاءِ السَّهْمِيِّ فَحَلَفَا: لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا, وأنَّ الجَامَّ لِصَاحِبِهِمْ, وَفِيْهِم نَزَلَتْ آيَةُ: {شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} [المَائِدَةُ: 110] 2. قَالَ قَتَادَةُ: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرَّعْدُ: 45] قَالَ: سَلْمَانُ، وَابْنُ سلّام، وتميم الداري.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 408"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2016"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1754"، أسد الغابة "1/ 256"، والإصابة "1/ ترجمة 837"، وتهذيب "1/ ترجمة 951". 2 صحيح: حديث الجسَّاسة أخرجه مسلم "2942" في حديث طويل. 3 صحيح: أخرجه البخاري "2780" من طريق يحيى بن آدم، حدثنا ابن أبي زائدة، عن محمد بن أبي القاسم، عن عبد الملك بنِ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابن عباس، به.

وَرَوَى قُرَّةُ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ, قَالَ: جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ: أُبَيّ وَعُثْمَانُ وَزَيْدٌ وَتَمِيْمٌ الدَّارِيُّ. وَرَوَى أَبُو قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي المُهَلَّبِ: كَانَ تَمِيْمٌ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي سَبْعٍ. وَرَوَى عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: أَنْ تَمِيْماً الدَّارِيَّ كَانَ يَقْرَأُ القُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ. وَرَوَى أَبُو الضُّحَى, عَنْ مَسْرُوْقٍ: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: هَذَا مُقَامُ أَخِيْكَ تَمِيْمٍ الدَّارِيِّ, صَلَّى لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ, أَوْ كَادَ يَقْرَأُ آيَةً يُرَدِّدُهَا وَيَبْكِي: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الجَاثِيَةُ: 20] . أَبُو نُبَاتَةَ يُوْنُسُ بنُ يَحْيَى, عَنِ المُنْكَدِرِ بنِ مُحَمَّدٍ, عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ تَمِيْماً الدَّارِيَّ نَامَ لَيْلَةً لَمْ يَقُمْ يتهجَّد, فَقَامَ سَنَةً لَمْ يَنَمْ فِيْهَا عقوبة للذي صنع. سَعِيْدٌ الجُرَيْرِيُّ, عَنْ أَبِي العَلاَءِ, عَنْ رَجُلٍ قَالَ: أَتَيْتُ تَمِيْماً الدَّارِيَّ فحدَّثنا, فَقُلْتُ: كَمْ جُزْؤُكَ؟ قَالَ: لَعَلَّكَ مِنَ الَّذِيْنَ يَقْرَأُ أَحَدُهُمُ القُرْآنَ ثُمَّ يُصْبِحُ فَيَقُوْلُ: قَدْ قَرَأْتُ القُرْآنَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, لأَنْ أُصَلِّيَ ثَلاَثَ رَكَعَاتٍ نَافِلَةً أحبَّ إليَّ مِنْ أَنْ أَقْرَأَ القُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ، ثُمَّ أُصْبِحَ فَأُخْبِرَ بِهِ, فَلَمَّا أَغْضَبَنِي، قُلْتُ: وَاللهِ إِنَّكُمْ -مَعَاشِرَ صَحَابَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, مَنْ بَقِيَ مِنْكُمْ- لَجَدِيْرٌ أَنْ تَسْكُتُوا فَلاَ تُعَلِّمُوا, وَأَنْ تُعَنِّفُوا مَنْ سَأَلَكُمْ. فَلَمَّا رَآنِي قَدْ غَضِبْتُ لاَنَ وَقَالَ: ألَا أُحَدِّثُكَ يَا ابْنَ أَخِي? أَرَأَيْتَ إِنْ كُنْتُ أَنَا مُؤْمِناً قَوِيّاً وَأَنْتَ مُؤْمِنٌ ضَعِيْفٌ, فَتَحْمِلُ قُوَّتِي عَلَى ضَعْفِكَ, فَلاَ تَسْتَطِيْعُ, فَتَنْبَتُّ, أَوْ رَأَيْتَ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ مُؤْمِناً قَوِيّاً، وَأَنَا مُؤْمِنٌ ضَعِيْفٌ، حِيْنَ أَحْمِلُ قُوَّتَكَ عَلَى ضَعْفِي، فَلاَ أَسْتَطِيْعُ, فَأَنْبَتُّ, وَلَكِنْ خُذْ مِنْ نَفْسِكَ لِدِيْنِكَ، وَمِنْ دِيْنِكَ لِنَفْسِكَ, حَتَّى يَسْتَقِيْمَ لَكَ الأَمْرُ عَلَى عِبَادَةٍ تُطِيْقُهَا. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنِ الجُرَيْرِيِّ, عَنْ أَبِي العَلاَءِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ حَرْمَلٍ، قَالَ: قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ, فَلَبِثْتُ فِي المَسْجِدِ ثَلاَثاً لاَ أَطْعَمُ, فَأَتَيْتُ عُمَرَ فَقُلْتُ: تَائِبٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرَ عَلَيْهِ, قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مُعَاوِيَةُ بنُ حَرْمَلٍ, قَالَ: اذْهَبْ إِلَى خَيْرِ المُؤْمِنِيْنَ فَانْزِلْ عَلَيْهِ. قَالَ: وَكَانَ تَمِيْمٌ الدَّارِيُّ إِذَا صلَّى ضَرَبَ بِيَدَيْهِ عَلَى يَمِيْنِهِ وَشِمَالِهِ، فَذَهَبَ بِرَجُلَيْنِ, فَصَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِهِ, فَأَخَذَنِي, فَأُتِيْنَا بِطَعَامٍ, فَبَيْنَا نَحْنُ ذَاتَ لَيْلَةٍ؛ إِذْ خَرَجَتْ نَارٌ بِالحَرَّةِ, فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى تميم فقال: قم إلى هَذِهِ النَّارِ, فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! وَمَنْ أَنَا، وَمَا أَنَا.

فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى قَامَ مَعَهُ، وَتَبِعْتُهَمَا, فَانْطَلَقَا إِلَى النَّارِ, فَجَعَلَ تَمِيْمٌ يَحُوْشُهَا بِيَدِهِ حَتَّى دَخَلَتِ الشِّعْبَ، وَدَخَلَ تَمِيْمٌ خَلْفَهَا, فَجَعَلَ عُمَرُ يَقُوْلُ: لَيْسَ مَنْ رَأَى كَمَنْ لَمْ يَرَ -قَالَهَا ثَلاَثاً. سَمِعَهَا عَفَّانُ مِنْ حَمَّادٍ, وَابْنُ حَرْمَلٍ: لاَ يُعْرَفُ. قَتَادَةُ عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ, وَقَتَادَةُ أَيْضاً عَنْ أَنَسٍ: أنَّ تَمِيْماً الدَّارِيَّ اشْتَرَى رِدَاءً بِأَلْفِ دِرْهَمٍ, يَخْرُجُ فِيْهِ إِلَى الصَّلاَةِ. وَرَوَى حَمَّادٌ, عَنْ ثَابِتٍ أنَّ تَمِيْماً أَخَذَ حُلَّة بِأَلْفٍ، يَلْبَسُهَا فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي تُرْجَى فِيْهَا لَيْلَةُ القَدْرِ. وَرَوَى الزُّهْرِيُّ, عَنِ السَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قصَّ تَمِيْمٌ الدَّارِيُّ، اسْتَأْذَنَ عُمَرَ فَأَذِنَ لَهُ، فقصَّ قَائِماً. أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إنَّ تَمِيْماً اسْتَأْذَنَ عُمَرَ فِي القَصَصِ سِنِيْنَ، وَيَأْبَى عَلَيْهِ, فلمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ قَالَ: مَا تَقُوْلُ؟ قَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْهِمُ القُرْآنَ, وَآمُرُهُمْ بِالخَيْرِ, وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الشَّرِّ. قَالَ عُمَرُ: ذَاكَ الرِّبْحُ. ثُمَّ قَالَ: عظ قبل أن أخرج للجمعة. فَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ, فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ اسْتَزَادَهُ، فَزَادَهُ يَوْماً آخَرَ. خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بَيَانٍ, عَنْ وَبَرَةَ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ تَمِيْماً الدَّارِيَّ يُصَلِّي بَعْدَ العَصْرِ، فَضَرَبَهُ بِدِرَّتِهِ عَلَى رَأْسِهِ, فَقَالَ لَهُ تَمِيْمٌ: يَا عُمَرَ, تَضْرِبُنِي عَلَى صَلاَةٍ صَلَّيْتُهَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: يَا تَمِيْمُ, لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَعْلَمُ مَا تَعْلَمُ1. وَأَخْرَجَ ابْنُ مَاجَه بِإِسْنَادٍ ضَعِيْفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَسْرَجَ فِي المَسَاجِدِ تَمِيْمٌ الدَّارِيُّ2. يُقَالُ: وُجِدَ عَلَى بَلاَطَةِ قَبْرِ تَمِيْمٍ الدَّارِيِّ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ, وَحَدِيْثُهُ يَبْلُغُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً. مِنْهَا فِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" حَدِيْثٌ واحد.

_ 1 صحيح: وهذا إسناد صحيح، خالد بن عبد الله هو الواسطي، وبيان هو ابن بشر الأحمسي, أبو بشر الكوفي, وأخرجه الطبراني في "الكبير" "1281" من طريق عبد الله بن صالح، حدَّثني الليث، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، عن تميم الداري، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد الله بن صالح، كاتب الليث، ضعَّفه أحمد وغيره. 2 ضعيف جدًّا: أخرجه ابن ماجة "760" من طريق أبي معاوية، عن خالد بن إياس، عَنْ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَاطِبٍ، عن أبي سعيد الخدري, قال: فذكره. وأخرجه الطبراني في "الكبير" "2/ 1247" من طريق معاوية بن هشام، عن خالد بن إياس، عَنْ سَعِيْدٍ المقبرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: فذكره. وفي إسنادهما خالد بن إياس، قال أحمد والنسائي: متروك, وقال البخاري: ليس بشيء.

أبو قتادة الأنصاري السلمي

183- أبو قتادة الأنصاري السلمي 1: "ع" فَارِسَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, شَهِدَ أُحُداً وَالحُدَيْبِيَةَ، وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ. اسْمُهُ: الحَارِثُ بنُ رِبْعِيٍّ عَلَى الصَّحِيْحِ, وَقِيْلَ: اسْمُهُ النُّعْمَانُ. وَقِيْلَ: عَمْرٌو. حدَّث عَنْهُ: أَنَسُ بنُ مَالِكٍ، وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَعَطَاءُ بنُ يَسَارٍ، وَعُلَيُّ بنُ رَبَاحٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَعَبْدٍ الزِّمَّانِيُّ, وَعَمْرُو بنُ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيُّ, وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمَعَبْدُ بنُ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ, وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي قَتَادَةَ, وَمَوْلاَهُ نَافِعٌ, وَآخَرُوْنَ. رَوَى إِيَاسُ بنُ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيْهِ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "خَيْرُ فُرْسَانِنَا أَبُو قَتَادَةَ, وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ بنُ الأَكْوَعِ" 2. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ، عن أمه، عن أبيه, قال: قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: إِنِّي لأَغْسِلُ رَأْسِي، قَدْ غَسَلْتُ أَحَدَ شِقَّيْهِ؛ إِذْ سَمِعْتُ فَرَسِي جِرْوَةَ تَصْهُلُ وَتَبْحَثُ بِحَافِرِهَا, فَقُلْتُ: هَذِهِ حَرْبٌ قَدْ حَضَرَتْ. فَقُمْتُ وَلَمْ أَغْسِلْ شِقَّ رَأْسِي الآخَرَ, فَرَكِبْتُ وعليَّ بُرْدَةٌ, فَإِذَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصِيْحُ: الفَزَعَ الفَزَعَ! قَالَ: فَأُدْرِكُ المِقْدَادَ، فَسَايَرْتُهُ سَاعَةً، ثُمَّ تَقَدَّمَهُ فَرَسِي، وكان أجود من فرسه، وأخبرني

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 15"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2387"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 340"، أسد الغابة "6/ 250"، الإصابة "4/ ترجمة 921"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة 646". 2 صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير" "3/ 3270" من طريق أبي الوليد الطيالسي، حدَّثنا عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بنِ سلمة، به. وأخرجه أحمد "4/ 52-53"، ومسلم "1807" من طرق, عن عكرمة بن عمار، به.

المِقْدَادُ بِقَتْلِ مَسْعَدَةَ مُحْرِزاً -يَعْنِي: ابْنَ نَضْلَةَ- فَقُلْتُ لِلمِقْدَادِ: إِمَّا أَنْ أَمُوْتَ، أَوْ أَقْتُلَ قَاتِلَ مُحْرِزٍ. فَضَرَبَ فَرَسَهُ فَلَحِقَهُ أَبُو قَتَادَةَ، فَوَقَفَ لَهُ مَسْعَدَةُ، فَنَزَلَ أَبُو قَتَادَةَ فَقَتَلَهُ، وَجَنَبَ فَرَسَهُ مَعَهُ. قَالَ: فَلَمَّا مَرَّ النَّاسُ، تَلاحَقُوا وَنَظَرُوا إِلَى بُرْدِي فَعَرَفُوهَا, وَقَالُوا: أَبُو قَتَادَةَ قُتِلَ, فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ، وَلَكِنَّهُ قَتِيْلُ أَبِي قَتَادَةَ, عَلَيْهِ بُرْدُهُ, فَخَلُّوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَلَبِهِ وَفَرَسِهِ". قَالَ: فَلَمَّا أَدْرَكَنِي قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي شَعْرِهِ وَبَشَرِهِ, أَفْلَحَ وَجْهُكَ, قَتَلْتَ مَسْعَدَةَ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: "فَمَا هَذَا الَّذِي بِوَجْهِكَ" قُلْتُ: سَهْمٌ رُمِيْتُ بِهِ, قَالَ: "فَادْنُ منِّي" فَبَصَقَ عَلَيْهِ, فَمَا ضَرَبَ عَلَيَّ قَطُّ, وَلاَ قَاحَ. فَمَاتَ أَبُو قَتَادَةَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِيْنَ سَنَةً، وكأنَّه ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ: وأعطاني فرس مسعدة وسلاحه. مَالِكٌ, عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بنِ كَثِيْرٍ, عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ, عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ حُنَيْنٍ, فَلَمَّا الْتَقَيْنَا رَأَيْتُ رَجُلاً قَدْ عَلاَ المُسْلِمِيْنَ, فَاسْتَدَرْتُ لَهُ مِنْ وَرَائِهِ, فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ ضَرْبَةً قَطَعْتُ مِنْهَا الدِّرْعَ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ وضمَّني ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيْحَ المَوْتِ, ثُمَّ أَرْسَلَنِي وَمَاتَ. إِلَى أَنْ قَالَ: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَتَلَ قَتِيْلاً لَهُ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ". فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي، وَقَصَصْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَجُلٌ: صَدَقَ يَا رَسُوْلَ اللهِ, وَسَلَبُ ذَلِكَ القَتِيْلِ عِنْدِي, فَأَرْضِهِ مِنْهُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لاَ هَا اللهِ, إِذاً لاَ يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللهِ يُقَاتِلُ عَنِ اللهِ وَرَسُوْلِهِ فَيُعْطِيَكَ سَلَبَهُ! فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله عليه وسلم: "صدق" , فأعطانيه, فبعث الدِّرْعَ وَابْتَعْتُ بِهِ مِخْرَفاً فِي بَنِي سَلِمَةَ, فَإِنَّهُ لأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الإِسْلاَمِ1. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَتْ سَرِيَّةُ أَبِي قَتَادَةَ إِلَى حِضْرَةَ، وَهِيَ بِنَجْدٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَكَانَ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلاً, فَغَنِمُوا مَائَتَيْ بَعِيْرٍ، وَأَلْفَيْ شَاةٍ, وَسَبَوْا سَبْياً, ثُمَّ سَرِيَّةُ أَبِي قَتَادَةَ إلى بطن إضم بعد شهر.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 454-455"، ومن طريقه أخرجه البخاري "2100" و"3142" و"4321"، ومسلم "1751"، وأبو داود "2717"، والترمذي "1652"، وابن الجارود "1076"، والبيهقي "6/ 306"، والبغوي "2724" عن يحيى بن سعيد، به.

الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ أَسِيْدِ بنِ أَبِي أَسِيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ: قُلْتُ لأَبِي قَتَادَةَ: مَالَكَ لاَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ النَّاسِ? فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنْ كَذَبَ عليَّ فَلْيُشَهِّدْ لِجَنْبِهِ مَضْجِعاً مِنَ النَّارِ" 1. وَجَعَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ ذَلِكَ وَيَمْسَحُ الأَرْضَ بِيَدِهِ. سَمِعَهُ قُتَيْبَةُ مِنْهُ. شُعْبَةُ, عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ, أَخْبَرَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ منِّي أَبُو قَتَادَةَ: أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لعمَّار: "تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ" 2. ابْنُ سَعْدٍ, حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيْدِ, حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ, حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ ابن عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ: أنَّ عُمَرَ بَعَثَ أَبَا قَتَادَةَ فَقَتَلَ مَلِكَ فَارِسٍ بِيَدِهِ وَعَلَيْهِ مِنْطَقَةٌ قِيْمَتُهَا خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفاً, فَنَفَلَهَا إِيَّاهُ عُمَرُ. قَالَ خَلِيْفَةُ: اسْتَعْمَلَ عليٌّ عَلَى مَكَّةَ أَبَا قتادة الأنصاري، ثم عزله بقثم ابن العَبَّاسِ. مَعْمَرٌ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ: أنَّ مُعَاوِيَةَ قَدِمَ المَدِيْنَةَ, فَلَقِيَهُ أَبُو قَتَادَةَ فَقَالَ: تَلَقَّانِي النَّاسُ كُلُّهُم غَيْرَكُمْ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، فَمَا مَنَعَكُمْ? قَالُوا: لَمْ يَكُنْ لَنَا دَوَابٌّ, قَالَ: فَأَيْنَ النَّوَاضِحُ? قَالَ أبو قَتَادَةَ: عَقَرْنَاهَا فِي طَلَبِ أَبِيْكَ يَوْمَ بَدْرٍ, أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال

_ 1 صحيح: ورد من حديث أنس بن مالك، وعقبة بن عامر, ابن عمرو, وغيرهم -رضي الله عنهم, أما حديث أنس بن مالك: أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 763"، وأحمد "3/ 116 و166 و176"، وفي زوائد المسند "3/ 278"، والدارمي "1/ 77" من طرق عن سليمان التيمي، عن أنس، به. وأخرجه أحمد "3/ 203 و209"، وفي زوائد المسند "3/ 278"، والدارمي "1/ 77" من طرق عن حماد ابن أبي سليمان، عن أنس، به. وأخرجه أحمد "3/ 98"، ومسلم "2" في "مقدمة صحيحه" من طرق عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، به. وعن عقبة بن عامر: أخرجه أحمد "4/ 159"، والطبراني في "الكبير" "17/ 843" من طريق ابن لهيعة، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، به. وأخرجه أحمد "4/ 156"، وأبو يعلى "1751"، والطحاوي "4/ 247"، والطبراني "1/ 904" من طرق عن ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، عَنْ هشام بن أبي رقية، عن مسلمة بن مخلد، عن عقبة بن عامر، به. وقد روى الحديث جمّ غفير من الصحابة، فهو حديث متواتر، نجتزئ بما ذكرنا لضيق المقام. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2915" من حديث أبي قتادة، به. 3 النواضح: جمع ناضح, وهي الإبل يُسْتَقى عليها.

لَنَا: "إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً". قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا أَمَرَكُمْ؟ قَالَ: أَمَرَنَا أَنْ نَصْبِرَ, قَالَ: فَاصْبِرُوا1. وَرُوِيَ أَنَّ عَلِيّاً كبَّر عَلَى أَبِي قَتَادَةَ سَبْعاً. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ: هَذَا غَلَطٌ، فَإِنَّ أَبَا قَتَادَةَ تأخَّر عَنْ عَلِيٍّ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: لَمْ أَرَ بَيْنَ وَلَدِ أَبِي قَتَادَةَ وَأَهْلِ البَلَدِ عِنْدَنَا اخْتِلاَفٌ أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِالمَدِيْنَةِ. قَالَ: وَرَوَى أَهْلُ الكُوْفَةِ أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِهَا، وَأَنَّ عَلِيّاً صَلَّى عَلَيْهِ. قَالَ يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ وَالمَدَائِنِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ، وَابْنُ بُكَيْرٍ، وَشَبَابٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ: مَاتَ أَبُو قَتَادَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ. مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في بَعْضِ أَسْفَارِهِ؛ إِذْ تأخَّر عَنِ الرَّاحِلَةِ, فَدَعَمْتُهُ بِيَدِي حَتَّى اسْتَيْقَظَ, فَقَالَ: "اللَّهُمَّ احْفَظْ أَبَا قَتَادَةَ كَمَا حَفِظَنِي مُنْذُ اللَّيْلَةِ, مَا أُرَانَا إلَّا قَدْ شَقَقْنَا عَلَيْكَ" 2. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَبُو قَتَادَةَ بنُ رِبْعِيِّ بنِ بَلْدَمَةَ بنِ خُنَاسِ بنِ سِنَانِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَدِيِّ بنِ غَنْمِ بنِ كَعْبِ بنِ سَلَمَةَ. قَالَ: وَقَدِ اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي اسْمِهِ, فَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: الحَارِثُ, وَقَالَ ابْنُ عُمَارَةَ وَالوَاقِدِيُّ: النُّعْمَانُ, وقيل: عمرو.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه عبد الرزاق "19909"، ومن طريقه أخرجه أحمد "5/ 304" وفي إسناده عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلِ بنِ أبي طالب الهاشمي، ضعَّفه ابن معين وأبو حاتم. وقال ابن حبان: رديء الحفظ. وقال ابن خزيمة: لا أحتجّ به. وله شاهد من حديث أنس بن مالك: أخرجه البخاري "2377" تعليقًا و"3163" و"3794" وأحمد "3/ 111 و182-183"، والحميدي "1195"، وأبو يعلى "3649"، والبغوي "2192" من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس بن مالك قال: دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- الأنصار ليكتب لهم بالبحرين، فقالوا: لا والله, حتى تكتب لإخواننا من قريش بمثلها, فقال: ذاك لهم, ما شاء الله على ذلك, يقولون له. قال: "فإنكم سترون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض". وأخرجه البخاري "2376"، والبيهقي "6/ 143-144" من طريق سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأنصاري، به. 2 صحيح: أخرجه الطبراني "3271" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به. وأخرجه مسلم "861" في المساجد, باب قضاء الصلاة الفائتة, من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، به. وقوله "دعمته": أي أسندته.

وَلَهُ أَوْلاَدٌ وَهُم: عَبْدُ اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَثَابِتٌ, وَعُبَيْدٌ, وَأُمُّ البَنِيْنَ، وَأُمُّ أَبَانَ. شَهِدَ أُحُداً وَالخَنْدَقَ. أَيُّوْبُ, عَنْ مُحَمَّدٍ, أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْسَلَ إِلَى أَبِي قَتَادَةَ, فَقِيْلَ: يَتَرَجَّلُ, ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقِيْلَ: يَتَرَجَّلُ, ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقِيْلَ: يَتَرَجَّلُ, فَقَالَ: "احْلِقُوا رَأْسَهُ". فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, دَعْنِي هَذِهِ المَرَّةَ، فَوَاللهِ لأعتبنَّك1، فَكَانَ أوَّل ما لقي قتل رأس المشركين مسعدة2. مَعْنٌ القَزَّازُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ, أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى أَبَا قَتَادَةَ يُصَلِّي وَيَتَّقِي شَعْرَهُ، فَأَرَادَ أَنْ يَجُزَّهُ، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, إِنْ تَرَكْتَهُ لأُرْضِيَنَّكَ, فَتَرَكَهُ, فَأَغَارَ مَسْعَدَةُ الفَزَارِيُّ عَلَى سَرْحِ أَهْلِ المَدِيْنَةِ, فَرَكِبَ أَبُو قَتَادَةَ فَقَتَلَهُ وغشَّاه بِبُرْدَتِهِ3. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ, عَنْ أَنَسٍ, أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ قَتَلَ كَافِراً فَلَهُ سَلَبَهُ" , فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, إِنِّي ضَرَبْتُ رَجُلاً عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ، وَعَلَيْهِ دِرْعٌ لَهُ، فَأُجْهِضْتُ عَنْهُ, فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا أَخَذْتُهَا, فَأَرْضِهِ مِنْهَا وَأَعْطِنِيْهَا, وَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يُسْأَلُ شَيْئاً إلَّا أَعْطَاهُ, أَوْ سَكَتَ فَسَكَتَ. فَقَالَ عُمَرُ: لاَ يُفِيْئُهَا اللهُ عَلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِهِ وَيُعْطِيْكَهَا, فَضَحِكَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: "صَدَقَ عُمَرُ" 4. وَرَوَى مَالِكٌ, عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ, عَنْ عُمَرَ بنِ كَثِيْرِ بنِ أَفْلَحَ, عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ, أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ حُنَيْنٍ.... الحَدِيْثَ بِنَحْوٍ مِنْهُ. وَفِيْهِ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لاَ هَا اللهِ! إِذاً لاَ يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللهِ فَيُعْطِيَكَ سَلَبَهُ, فَأَعْطَانِي الدِّرْعَ فَبِعْتُهُ. قَالَ: فَابْتَعْتُ بِهِ مِخْرَفاً, فَإِنَّهُ لأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ5. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ, عَنِ الأَعْرَجِ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ، قَتَلْتُ رَجُلاً, فَجَاءَ رجل فَنَزَعَ عَنْهُ دِرْعَهُ, فَخَاصَمْتُهُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَضَى لِي بِهَا, فَبِعْتُهَا بِسَبْعِ أَوَاقِيَّ مِنْ حَاطِبِ بنِ أَبِي بَلْتَعَةَ. قَالَ قَتَادَةُ: كَانَ أَبُو قَتَادَةَ يَلْبِسُ الخَزَّ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: لَمْ أَرَ بَيْنَ وَلَدِ أَبِي قَتَادَةَ وَأَهْلِ بَلَدِنَا اخْتِلافاً أنَّ أَبَا قَتَادَةَ تُوُفِّيَ بِالمَدِيْنَةِ. ابْنُ نُمَيْرٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بن أبي خالد, عن مُوْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ الخَطْمِيِّ، قَالَ: صَلَّى عليٌّ على أبي قتادة, فكبَّر عليه سبعًا.

_ 1 قوله: "لأعتبنَّك": أي لأسترضينَّك. 2 ضعيف لإرساله، محمد بن سرين من التابعين، بينه وَبَيْنَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مفاوز تتقطع دونها أعناق المطيّ. 3 ضعيف لإرساله كما سبق. 4 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 190 و279" من طريق حماد بن سلمة، به. قوله: "أجهضت عنه" أي: أزلته. 5 صحيح: تقدَّم تخريجنا برقم "167".

عمرو بن عبسة

184- عمرو بن عبسة 1: "م. 4" ابن خالد بن حذيفة, الإِمَامُ الأَمِيْرُ, أَبُو نَجِيْحٍ السُّلَمِيُّ البَجَلِيُّ, أَحَدُ السَّابِقِيْنَ, وَمَنْ كَانَ يُقَالُ: هُوَ رُبُعُ الإِسْلاَمِ. روى أحاديث. رَوَى عَنْهُ: أَبُو أُمَامَةَ البَاهِلِيُّ, وَسَهْلُ بنُ سعد, وجبير بن نفير, وكثير ابن مُرَّةَ, وَضَمْرَةُ بنُ حَبِيْبٍ، وَالصُّنَابِحِيُّ، وَعَدِيُّ بنُ أَرْطَاةَ، وَحَبِيْبُ بنُ عُبَيْدٍ، وَعِدَّةٌ. وَقِيْلَ: إنَّ ابْنَ مَسْعُوْدٍ رَوَى عَنْهُ. وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ الجَيْشِ يَوْمَ وَقْعَةِ اليَرْمُوْكِ. قَالَ عَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيسي: حدَّثنا صَدَقَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ, عَنْ نَصْرِ بنِ عَلْقَمَةَ, عَنْ أَخِيْهِ, عن ابن عائذ, عن جبير بن نفير، قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ الغِفَارِيُّ, وَعَمْرُو بنُ عَبَسَةَ, كِلاَهُمَا يَقُوْلُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي رُبُعَ الإِسْلاَمِ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ, لَمْ يُسْلِمْ قَبْلِي إلَّا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ، وَبِلاَلٌ, كِلاَهُمَا حَتَّى لاَ يُدْرَى مَتَى أَسْلَمَ الآخر2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 214"، التاريخ الكبير "6/ 2474، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1339"، حلية الأولياء "2/ 15-16"، أسد الغابة "4/ 251"، الإصابة "3/ ترجمة 5903"، تهذيب التهذيب "8/ ترجمة 107"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5336". 2 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 341-342" وصححه "! ", ووافقه الذهبي "! ", وفي إسناده صدقة بن عبد الله السمين، أبو معاوية الدمشقي، ضعَّفه أحمد والبخاري والنسائي والدارقطني, ونقل هذه الأقوال الحافظ الذهبي في "الميزان"، وذهب عنه هنا, فوافق الحاكم على تصحيح إسناده، وهذا من تساهله, وقد ذكرت كثيرًا نماذج من هذا التساهل في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" وقد طبع المجلد الأول منه في مكتبة الدعوة بالأزهر الشريف، يسَّر الله طبع بقية مجلداته، وجعله وسائر أعمالي في ميزان حسناتي يوم القيامة.

نَزَلَ عَمْرٌو حِمْصَ بِاتِّفَاقٍ, وَيُقَالُ: شَهِدَ بَدْراً, وَمَا تَابَعَ أَحَدٌ عَبْدَ الصَّمَدِ بنَ سَعِيْدٍ، وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى عَلَى ذَا. وبنو بجيلة: رهط من سليم. عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ -وَقَدْ لَقِيَ شَدَّادٌ أَبَا أُمَامَةَ- قَالَ: قَالَ عَمْرُو بنُ عَبَسَةَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ, فَإِذَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِرَاءٌ عَلَيْهِ قَوْمُهُ, فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ, فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ? قَالَ: "نَبِيٌّ" , قُلْتُ: وَمَا نَبِيٌّ؟ قَالَ: "أرسلني الله" , قلت: بِمَ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: "بِصِلَةِ الأَرْحَامِ, وَكَسْرِ الأَوْثَانِ, وَأَنْ يُوَحَّدَ اللهُ". قُلْتُ: مَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: "حُرٌّ وَعَبْدٌ". قَالَ: وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٍ, فَقُلْتُ: إِنِّي مُتَّبِعُكَ, قَالَ: "إِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيْعُ ذَاكَ يَوْمَكَ هَذَا, ألَا تَرَى حَالِي, فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ فَائْتِنِي". فَذَهَبْتُ إِلَى أَهْلِي, وَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الأَخْبَارَ, حَتَّى قَدِمَ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبَ، فَقَدِمْتُ المَدِيْنَةَ فَأَتَيْتُهُ ... وَذَكَرَ الحديث1. أَبُو صَالِحٍ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ, عَنْ سُلَيْمِ بنِ عَامِرٍ وَضَمْرَةَ بنِ حَبِيْبٍ وَآخَرَ: سَمِعُوا أَبَا أُمَامَةَ، سَمِعَ عَمْرَو بنَ عَبَسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ نَازِلٌ بِعُكَاظٍ, فَقُلْتُ: مَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: "أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ" فَأَسْلَمْتُ, فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي رُبُعَ الإِسْلاَمِ. لَمْ يُؤَرِّخُوا مَوْتَهُ. حَرِيْزٌ: حَدَّثَنَا سليم بن عامر, عن عمرو بن عبسة قَالَ: أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعُكَاظٍ, فَقُلْتُ: مَنْ تَبِعَكَ؟ قَالَ: "حُرٌّ وَعَبْدٌ, انْطَلِقْ حَتَّى يُمَكِّنَ اللهُ لِرَسُوْلِهِ" 2. مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ, عَنْ سُلَيْمِ بنِ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ عَبَسَةَ، قَالَ: أَسْلَمْتُ, فَقَالَ لِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْحَقْ بِقَوْمِكَ" ثم أتيته قبل الفتح3. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ صَفْوَانَ, عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ عَبَسَةَ، قَالَ: رَغِبْتُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِي، فَلَقِيْتُ يَهُوْدِيّاً مِنْ أَهْلِ تَيْمَاءَ, فَقُلْتُ: إِنِّي مِمَّنْ يَعْبُدُ الحِجَارَةَ, فَيَتْرُكُ الحَيَّ, فَيَنْزِلُ الرَّجُلُ فَيَأْتِي بِأَرْبَعَةِ حِجَارَةٍ فَيَنْصُبُ ثَلاَثَةً لقِدْرِه, وَيَجْعَلُ أَحْسَنَهَا إِلَهاً يَعْبُدُهُ. فَقَالَ: يَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ رَجُلٌ يَرْغَبُ عَنِ الأَصْنَامَ، فَإِذَا رَأَيْتَهُ فَاتَّبِعْهُ، فَإِنَّهُ يَأْتِي بِأَفْضَلِ دِيْنٍ. إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَتَيْتُ مَكَّةَ فَوَجَدْتُهُ مُسْتَخْفِياً, وَوَجَدْتُ قُرَيْشاً عَلَيْهِ أَشِدَّاءَ ... وَذَكَرَ الحَدِيْثَ بِطُوْلِهِ. لَعَلَّهُ مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ ستين -فالله أعلم.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "832". 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 385"، وابن سعد "4/ 215" من طريق حريز بن عثمان. 3 حسن: معاوية بن صالح، صدوق.

شداد بن أوس

185- شداد بن أوس 1: "ع" ابن ثابت بن المنذر بن حرام، أَبُو يَعْلَى، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ، النَّجَّارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ, أَحَدُ بَنِي مَغَالَةَ، وَهُمْ بَنُو عَمْرِو بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ. وَشَدَّادٌ: هُوَ ابْنُ أَخِي حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ، شَاعِرِ رَسُوْلِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم. مِنْ فُضَلاَءِ الصَّحَابَةِ وَعُلَمَائِهِمْ، نَزَلَ بَيْتَ المَقْدِسِ. حدَّث عَنْهُ: ابْنُهُ يَعْلَى, وَأَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ، وَأَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، وَأَبُو الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَنْمٍ، وَجُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ، وَكَثِيْرُ بنُ مُرَّةَ، وَبَشِيْرُ بنُ كَعْبٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرٍ: سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ غَنْمٍ يَقُوْلُ: لَمَّا دَخَلْنَا مَسْجِدَ الجَابِيَةِ2 أَنَا وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، لَقِيَنَا عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ, فَأَخَذَ بِشِمَالِهِ يَمِيْنِي, وَبِيَمِيْنِهِ شِمَالَ أَبِي الدَّرْدَاءِ, فَقَالَ: إِنْ طَالَ بِكُمَا عُمُرُ أَحَدِكُمَا أَوْ كِلاَكُمَا، فَيُوْشِكُ أَنْ تَرَيَا الرَّجُلَ مِنْ ثَبَجِ3 المُسْلِمِيْنَ قَدْ قَرَأَ القُرْآنَ أَعَادَهُ وَأَبْدَاهُ, وَأَحَلَّ حَلاَلَهُ, وحرَّم حَرَامَهُ, وَنَزَلَ عِنْدَ مَنَازِلِهِ, أَوْ قَرَأَ بِهِ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ لاَ يَحُوْرُ فِيْكُمْ إلَّا كَمَا يَحُوْرُ رَأْسُ الحِمَارِ المَيِّتِ4. فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ؛ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا شَدَّادُ بنُ أَوْسٍ، وَعَوْفُ بنُ مَالِكٍ، فَجَلَسَا إِلَيْنَا، فَقَالَ شَدَّادٌ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ، لَمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, يقول في الشهوة

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 401"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2951" الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1434"، حلية الأولياء "1/ 264-270"، أسد الغابة "2/ 387"، الإصابة "2/ ترجمة 2847"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2915". 2 الجابية: قرية من أعمال دمشق. 3 الثبح: الوسط. 4 قال ابن الأثير في "النهاية" "1/ 458": اي لا يرجع فيكم بخير، ولا ينتفع بما حفظه من القرآن، كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه.

الخَفِيَّةِ وَالشِّرْكِ. فَقَالَ عُبَادَةُ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ: اللَّهُمَّ غُفْراً, أَوَ لَمْ يَكُنْ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ حدَّثنا أنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي جَزِيْرَةِ العَرَبِ, فأمَّا الشَّهْوَةُ الخَفِيَّةُ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا، فَهِيَ شَهَوَاتُ الدُّنْيَا مِنْ نِسَائِهَا وَشَهَوَاتِهَا، فَمَا هَذَا الشِّرْكُ الذي تخوفنا به يا شداد؟ قَالَ: أَرَأَيْتُكُمْ لَو رَأَيْتُمْ أَحَداً يُصَلِّي لِرَجُلٍ، أَوْ يَصُومُ لَهُ، أَوْ يَتَصَدَّقُ لَهُ, أَتَرَوْنَ أَنَّهُ قَدْ أَشْرَكَ? قَالُوا: نَعَمْ, قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنْ صَلَّى يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ, وَمَنْ صَامَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ, وَمَنْ تصدَّق يُرَائِي فقد أشرك". فقال عوف: أَوَلَا يَعْمَدُ اللهُ إِلَى مَا ابتُغِيَ فِيْهِ وَجْهُهُ مِنْ ذَلِكَ العَمَلِ كُلِّهِ، فَيَقْبَلُ مِنْهُ مَا خَلَصَ لَهُ، وَيَدَعُ مَا أُشْرِكَ بِهِ فِيْهِ؟ قَالَ شَدَّادٌ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ عَنِ اللهِ, قَالَ: "أَنَا خَيْرُ قَسِيْمٍ فَمَنْ أَشْرَكَ بِي شَيْئاً, فَإِنَّ جَسَدَهُ وَعَمَلَهُ, قَلِيْلَهُ وَكَثِيْرَهُ, لِشَرِيْكِهِ الَّذِي أَشْرَكَ بِهِ, أَنَا عَنْهُ غَنِيٌّ"1. شَدَّادٌ, كنَّاه مُسْلِمٌ، وَأَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ: أَبَا يَعْلَى. ابْنُ جَوْصَاءَ2, حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ مُحَمَّدِ بنِ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيِّ, حَدَّثَنَا أَبِي, حَدَّثَنَا أَبِي, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ جَدِّهِ, قَالَ: كُنْيَةُ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ أَبُو يَعْلَى. وَكَانَ لَهُ خَمْسَةُ أَوْلاَدٍ، مِنْهُمْ: بِنْتُهُ خَزْرَجٌ، وَتَزَوَّجَتْ فِي الأَزْدِ, وَكَانَ أَكْبَرُهُمْ يَعْلَى، ثُمَّ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ عَبْدُ الوَهَّابِ, وَالمُنْذِرُ. فَمَاتَ شَدَّادٌ، وَخَلَّفَ عَبْدَ الوَهَّابِ، وَالمُنْذِرَ صغيرين، وأعقبوا سوى يعلى. وَنَسَأَ لابْنَتِهِ نَسْلٌ إِلَى سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَكَانَتِ الرَّجْفَةُ الَّتِي كَانَتْ بِالشَّامِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ, وَكَانَ أَشَدُّهَا بِبَيْتِ المَقْدِسِ، فَفَنِيَ كَثِيْرٌ مِمَّنْ كَانَ فِيْهَا مِنَ الأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ، وَوَقَعَ مَنْزِلُ شَدَّادٍ عَلَيْهِمْ, وَسَلِمَ مُحَمَّدٌ, وَقَدْ ذَهَبَتْ رجله تحت الردم.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "4/ 125-126"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 268-269" وفي إسناده شهر ابن حوشب، سيئ الحفظ. 2 ابن جوصاء، هو الإِمَامُ الحَافِظُ الأَوْحَدُ، مُحَدِّثُ الشَّامِ، أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عُمَيْرِ بنِ يُوْسُفَ بنِ مُوْسَى بن جَوْصَا، مولى بني هاشم، وُلِدَ في حدود الثلاثين ومائتين. قال الطبراني: ابن جوصا ثقة. وقال الدارقطني: تفرَّد بأحاديث ولم يكن بالقوي. توفى فِي جُمَادَى الأُولَى سنَةَ عِشْرِيْنَ وَثَلاَث مائَة.

وَكَانَتِ النَّعْلُ زَوْجاً، خَلَّفَهَا شَدَّادٌ عِنْدَ وَلَدِهِ، فَصَارَتْ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ شَدَّادٍ، فلمَّا أَنْ رَأَتْ أُخْتُهُ خَزْرَجٌ مَا نَزَلَ بِهِ وَبِأَهْلِهِ جَاءتْ، فَأَخَذَتْ فَرْدَ النَّعْلَيْنِ, وَقَالَتْ: يَا أَخِي، لَيْسَ لَكَ نَسْلٌ, وَقَدْ رُزِقْتُ وَلَداً, وَهَذِهِ مَكْرُمَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أُحِبُّ أَنْ تُشْرِكَ فِيْهَا وَلَدِي, فَأَخَذَتْهَا مِنْهُ. وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ أَوَانِ الرَّجْفَةِ، فَمَكَثَتِ النَّعْلُ عِنْدَهَا حَتَّى أَدْرَكَ أَوْلاَدُهَا، فلمَّا جَاءَ المَهْدِيُّ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، أَتَوْهُ بِهَا وعرَّفوه نَسَبَهَا مِنْ شَدَّادٍ, فَعَرَفَ ذَلِكَ وَقَبِلَهُ, وَأَجَازَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِأَلْفِ دِيْنَارٍ, وَأَمَرَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِضَيْعَةٍ, وَبَعَثَ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ شَدَّادٍ فأُتِيَ بِهِ يُحْمَلُ لِزَمَانَتِهِ, فَسَأَلَهُ عَنْ خَبَرِ النَّعْلِ فَصَدَّقَ مَقَالَةَ الرَّجُلَيْنِ, فَقَالَ لَهُ المَهْدِيُّ: ائْتِنِي بِالأُخْرَى, فَبَكَى, وَنَاشَدَهُ اللهَ, فرَقَّ لَهُ, وَخَلاَّهَا عِنْدَهُ. مُعَانُ بنُ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِي يَزِيْدَ الغَوْثِيِّ، عمَّن حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فَقِيْهاً, وَإِنَّ فَقِيْهَ هَذِهِ الأُمَّةِ شَدَّادُ بنُ أَوْسٍ. لَمْ يصح. وَقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنَّ شَدَّادَ بنَ أَوْسٍ أُوْتِيَ عِلْماً وَحِلْماً. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: فَضُلَ شَدَّادُ بنُ أَوْسٍ الأَنْصَارَ بِخَصْلَتَيْنِ: بِبَيَانٍ إِذَا نَطَقَ, وَبِكَظْمٍ إِذَا غَضِبَ. عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ, وَكَانَ بَدْرِيّاً,..... فَذَكَرَ حَدِيْثاً. وَقَالَ البُخَارِيُّ: شَدَّادٌ لَهُ صُحْبَةٌ, قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: شَهِدَ بَدْراً. وَلَمْ يَصِحَّ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: نَزَلَ فِلَسْطِيْنَ وَلَهُ عَقِبٌ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً, وَكَانَتْ لَهُ عِبَادَةٌ وَاجْتِهَادٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ البَرْقِيِّ: كَانَ أَبُوْهُ أَوْسُ بنُ ثَابِتٍ بَدْرِيّاً, وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ ثَوْرَ بنَ يَزِيْدَ, عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ قَالَ: لَمْ يَبْقَ بِالشَّامِ أَحَدٌ كَانَ أَوْثَقَ وَلاَ أَفْقَهَ وَلاَ أَرْضَى مِنْ عبادة بن الصامت وشداد بن أوس. قَالَ المُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ: زهَّاد الأَنْصَارِ ثَلاَثَةٌ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَعُمَيْرُ بنُ سَعْدٍ، وَشَدَّادُ بنُ أَوْسٍ.

_ 1 الزمانة: العاهة. ورجل زَمِنٌ, أي: مبتلى بَيِّنُ الزمانة.

عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ رَجُلٍ, عَنْ مُطَرِّفِ بنِ الشِّخِّيْرِ، عَنْ رَجُلٍ -أَحْسِبُهُ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ- قَالَ: انْطَلَقْنَا نَؤُمُّ البَيْتَ, فَإِذَا نَحْنُ بِأَخْبِيَةٍ بَيْنَهَا فُسْطَاطٌ, فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: عَلَيْكَ بِصَاحِبِ الفُسْطَاطِ فإنَّه سَيِّدُ القَوْمِ, فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى بَابِ الفُسْطَاطِ سلَّمنا فرَدَّ السَّلاَمَ, ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا شَيْخٌ, فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ هِبْنَاهُ مَهَابَةً لَمْ نَهَبْهَا وَالِداً قَطُّ وَلاَ سُلْطَاناً, فَقَالَ: مَا أَنْتُمَا؟ قُلْنَا: فِتْيَةٌ نَؤُمُّ البَيْتَ, قَالَ: وَأَنَا قَدْ حَدَّثَتْنِي نَفْسِي بِذَلِكَ, وَسَأَصْحَبُكُمْ, ثُمَّ نَادَى, فَخَرَجَ إِلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الأَخْبِيَةِ شَبَابٌ, فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ خَطَبَهُمْ, وَقَالَ: إِنِّي ذَكَرْتُ بَيْتَ رَبِّي, وَلاَ أُرَانِي إلَّا زَائِرُهُ. فَجَعَلُوا يَنْتَحِبُوْنَ عَلَيْهِ بُكَاءً, فَالْتَفَتُّ إِلَى شَابٍّ مِنْهُم, فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الشَّيْخُ؟ قَالَ: شَدَّادُ بنُ أَوْسٍ، كَانَ أَمِيْراً، فلمَّا أَنْ قُتِلَ عُثْمَانُ اعْتَزَلَهُمْ. قَالَ: ثُمَّ دَعَا لَنَا بِسَوِيْقٍ, فَجَعَلَ يَبُسُّ1 لَنَا وَيُطْعِمُنَا وَيَسْقِيْنَا. ثُمَّ خَرَجْنَا مَعَهُ, فلمَّا عَلَوْنَا فِي الأَرْضِ، قَالَ لِغُلاَمٍ لَهُ: اصْنَعْ لَنَا طَعَاماً يَقْطَعْ عَنَّا الجُوْعَ -يُصَغِّرُهُ, كَلِمَةً قَالَهَا فَضَحِكْنَا, فَقَالَ: مَا أُرَانِي إلَّا مُفَارِقُكُمَا, قُلْنَا: رَحِمَكَ اللهُ, إِنَّكَ كُنْتَ لاَ تَكَادُ تَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ, فَلَمَّا تَكَلَّمْتَ لَمْ نَتَمَالَكْ أَنْ ضَحِكْنَا, فَقَالَ: أُزَوِّدُكُمَا حَدِيْثاً, كَانَ رَسُوْلُ اللهِ يُعِلِّمُنَا فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ, فَأَمْلَى عَلَيْنَا وَكَتَبْنَاهُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ، وَأَسْأَلُكَ عَزِيْمَةَ الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ يَقِيْناً صادقًا, وقلبًا سَلِيْماً, وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ, وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ, وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ, إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ"2. وَرُوِيَ الدُّعَاءُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ. قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَسَدِ بنِ وَدَاعَةَ، عَنْ شَدَّادِ بنِ أوس, أنه كان إذا دخل

_ 1 قوله "يَبُسُّ": بَسَّ السويق والدقيق وغيرهما يَبُسُّه بَسًّا: خلطه بسمن أو زيت، وهي البسيسة, قال اللحياني: هي التي تُلَتُّ بسمن أو زيت ولا تُبَلُّ. 2 ضعيف: في سنده مجهولان, أخرجه الطبراني "7178", وأخرجه أحمد "4/ 125"، والترمذي "3407"، والطبراني في "الكبير" "7175" و"7176" و"7177" من طرق عن سعيد الجريري، عن أبي العَلاَءِ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ، عن الحنظلي, أو عن رجل من بني حنظلة، عن شداد بن أوس، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته جهالة الرجل من بين حنظلة.

الفِرَاشَ يَتَقَلَّبُ عَلَى فِرَاشِهِ، لاَ يَأْتِيْهِ النَّوْمُ، فَيَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنَّ النَّارَ أَذْهَبَتْ مِنِّي النَّوْمَ, فَيَقُوْمُ فَيُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ1. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ, عَنْ فَرَجٍ, عَنْ أَسَدٍ. قَالَ سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أنَّ شَدَّادَ بنَ أَوْسٍ خَطَبَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ الدُّنْيَا أَجَلٌ حَاضِرٌ، يَأْكُلُ مِنْهَا البَرُّ وَالفَاجِرُ، وَإِنَّ الآخِرَةَ أَجَلٌ مُسْتَأْخَرٌ، يَحْكُمُ فِيْهَا مَلِكٌ قَادِرٌ, ألََا وَإِنَّ الخَيْرَ كُلَّهُ بِحَذَافِيْرِهِ فِي الجَنَّةِ، وَإِنَّ الشَّرَّ كُلَّهُ بِحَذَافِيْرِهِ فِي النَّارِ. اتَّفَقُوا عَلَى مَوْتِهِ كَمَا قُلْنَا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، إلَّا ما يروى عن بعض أَهْلِ بَيْتِهِ, أَنَّهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ. خَرَّجُوا لَهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. وَعَدَدُ أَحَادِيْثِهِ فِي "مُسْنَدِ بَقِيٍّ" خَمْسُوْنَ حَدِيْثاً، أَعْنِي: بِالمُكَرَّرِ.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "1/ 264", وفي إسناده فرج بن فضالة، قال أبو حاتم: لا يحتج به, وضعَّفه النسائي والدارقطني.

عقبة بن عامر الجهني

186- عقبة بن عامر الجهني 1: "ع" الإِمَامُ المُقْرِئُ, أَبُو عَبْسٍ -وَيُقَالُ: أَبُو حَمَّادٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَمْرٍو, وَيُقَالُ: أَبُو عَامِرٍ، وَيُقَالُ: أَبُو الأَسَدِ- المِصْرِيُّ، صَاحِبُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو الخَيْرِ مَرْثَدٌ اليَزَنِيُّ, وَجُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ, وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ, وَأَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ, وَعُلَيُّ بنُ رَبَاحٍ, وَأَبُو عِمْرَانَ أَسْلَمُ التُّجِيْبِيُّ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ شُمَاسَةَ, وَمِشْرَحُ بنُ هَاعَانَ, وَأَبُو عُشَّانَةَ حَيُّ بنُ يُؤْمِنَ, وَأَبُو قَبِيْلٍ المَعَافِرِيُّ, وَسَعِيْدٌ المَقْبُرِيُّ، وَبَعْجَةُ الجُهَنيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وَكَانَ عَالِماً مُقْرِئاً، فَصِيْحاً فَقِيْهاً، فَرَضِيّاً شَاعِراً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ, وَهُوَ كَانَ البَرِيْدَ إِلَى عُمَرَ بِفَتْحِ دِمَشْقَ. وَلَهُ دار بخط باب توما2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 343-344"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2885"، الجرح والتعديل "6/ 1741"، أسد الغابة "4/ 53"، الإصابة "2/ ترجمة 5601"، تهذيب التهذيب "7/ ترجمة 439"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4897". 2 باب توما: أحد أبواب مدينة دمشق من الجانب الشرقي.

عُلَيُّ بنُ رَبَاحٍ، عَنْ عُقْبَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ مِنَ الشَّامِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَدَخَلْتُ المَدِيْنَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ, فَقَالَ لِي عُمَرُ: هَلْ نَزَعْتَ خُفَيَّكَ؟ قلت: لا, قَالَ: أَصَبْتَ السُّنَّةَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: شَهِدَ صِفِّيْنَ مَعَ مُعَاوِيَةَ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: شَهِدَ فَتحَ مِصْرَ وَاخْتَطَّ بِهَا, وَوَلِيَ الجُنْدَ بِمِصْرَ لِمُعَاويَةَ، ثُمَّ عَزَلَهُ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِيْنَ، وَأَغْزَاهُ البَحْرَ, وَكَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. وَقَبْرُهُ بِالمُقَطَّمِ, مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ. وَعَنْ عُقْبَةَ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُوْلَ اللهِ عَلَى الهِجْرَةِ، وَأَقَمْتُ مَعَهُ. وَقَالَ عُقْبَةُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ1، وَكُنْتُ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّة, وَكَانَ عُقْبَةُ مِنَ الرُّمَاةِ المَذْكُوْرِيْنَ. وَعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيِّ: أَنَّ عُقْبَةَ كَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتاً بِالقُرْآنِ, فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اعْرِضْ عَلَيَّ, فَقَرَأَ فَبَكَى عُمَرُ. ابْنُ أَبِي خَالِدٍ, عَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ, عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ: وَكَانَ مِنْ رُفَعَاءِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ. قُلْتُ: وَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ, وكان يخضب بالسواد. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ. لَهُ فِي "مُسْنَدِ بقيّ" خمسة وخمسون حديثًا.

_ 1 الصُّفّة: هو الموضع الذي كان يأوي إليه فقراء المهاجرين في مسجد المدينة, ولم يكن لهم مكان يأويهم غيره.

بريدة بن الحصيب

187- بريدة بن الحصيب 1: "ع" ابن عبد الله بن الحَارِثِ بنِ الأَعْرَجِ بنِ سَعْدٍ, أَبُو عَبْدِ اللهِ -وَقِيْلَ: أَبُو سَهْلٍ, وَأَبُو سَاسَانَ, وَأَبُو الحُصَيْبِ- الأَسْلَمِيُّ. قِيْلَ: إِنَّهُ أَسْلَمَ عَامَ الهِجْرَةِ؛ إِذْ مَرَّ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُهَاجِراً, وَشَهِدَ غَزْوَةَ خَيْبَرَ وَالفَتْحَ، وَكَانَ مَعَهُ اللِّوَاءُ, وَاسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى صَدَقَةِ قَوْمِهِ. وَكَانَ يَحْمِلُ لِوَاءَ الأَمِيْرِ أُسَامَةَ حِيْنَ غَزَا أَرْضَ البَلْقَاءِ, إِثْرَ وَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لَهُ جُمْلَةُ أَحَادِيْثَ، نَزَلَ مَرْوَ وَنَشَرَ العِلْمَ بِهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ سُلَيْمَانُ وَعَبْدُ اللهِ، وَأَبُو نَضْرَةَ العَبْدِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَوَلَةَ، وَالشَّعْبِيُّ, وَأَبُو المَلِيْحِ الهُذَلِيُّ, وَطَائِفَةٌ. وَسَكَنَ البَصْرَةَ مدَّة. ثُمَّ غَزَا خُرَاسَانَ زَمَنَ عُثْمَانَ, فَحَكَى عَنْهُ مَنْ سَمِعَهُ يَقُوْلُ وَرَاءَ نَهْرِ جَيْحُوْنَ: لَا عَيْشَ إلَّا طِرَادَ الخَيْلِ بِالخَيْلِ قَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ: قَالَ مُوَرِّقٌ: أَوْصَى بُرَيْدَةُ أَنْ يُوْضَعَ فِي قَبْرِهِ جَرِيْدَتَانِ، وَكَانَ مَاتَ بِخُرَاسَانَ, فَلَمْ تُوْجَدَا إلَّا فِي جُوَالِقِ حِمَارٍ. وَرَوَى مُقَاتِلُ بنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ, عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: شَهِدْتُ خَيْبَرَ, وَكُنْتُ فِيْمَنْ صَعِدَ الثُّلْمَةَ, فَقَاتَلْتُ حَتَّى رُئِيَ مَكَانِي, وعليَّ ثَوْبٌ أَحْمَرُ, فَمَا أَعْلَمُ أَنِّي رَكِبْتُ فِي الإِسْلاَمِ ذَنْباً أَعْظَمَ عَلَيَّ مِنْهُ -أَيْ: الشُّهْرَةَ. قُلْتُ: بَلَى, جُهَّالُ زَمَانِنَا يَعُدُّوْنَ اليَوْمَ مِثْلَ هَذَا الفِعْلِ مِنْ أَعْظَمِ الجِهَادِ, وَبِكُلِّ حَالٍ فَالأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ, وَلَعَلَّ بُرَيْدَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِإِزْرَائِهِ عَلَى نَفْسِهِ يَصِيْرُ لَهُ عَمَلُهُ ذَلِكَ طَاعَةً وَجِهَاداً, وَكَذَلِكَ يَقَعُ فِي العَمَلِ الصَّالِحِ, رُبَّمَا افْتَخَرَ بِهِ الغِرُّ, وَنَوَّهَ بِهِ, فَيَتَحَوَّلُ إِلَى دِيْوَانِ الرِّيَاءِ, قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفُرْقَانُ: 23] . وَكَانَ بُرَيْدَةُ مِنْ أُمَرَاءِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ فِي نَوْبَةِ سَرْغٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ بُرَيْدَةُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ. وَقَالَ آخَرُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ, وَهَذَا أقوى. رُوِيَ لِبُرَيْدَةَ نَحْوٌ مِنْ مائَةٍ وَخَمْسِيْنَ حَدِيْثاً.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 241-243"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة رقم 1977"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1984"، أسد الغابة "1/ 209"، الإصابة "1/ ترجمة رقم 632".

عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق

188- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ 1: "ع" شَقِيْقُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ. حَضَرَ بَدْراً مَعَ المُشْرِكِيْنَ؛ ثُمَّ إِنَّهُ أَسْلَمَ وَهَاجَرَ قُبَيْلَ الفَتْحِ, وَأَمَّا جَدُّهُ أَبُو قُحَافَةَ فتأخَّر إِسْلاَمُهُ إِلَى يَوْمِ الفَتْحِ2. وَكَانَ هَذَا أَسَنَّ أَوْلاَدِ الصِّدِّيْقِ, وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ المَذْكُوْرِيْنَ، وَالشُّجْعَانِ, قَتَل يَوْمَ اليمامة سبعةً من كبارهم. لَهُ أَحَادِيْثُ نَحْوُ الثَّمَانِيَةِ, اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ مِنْهَا. رَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ: عَبْدُ اللهِ وَحَفْصَةُ, وَابْنُ أَخِيْهِ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى، وَعَمْرُو بنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ, وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ, وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ الَّذِي أَمَّرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ أَنْ يُعْمِرَ أُخْتَهُ عَائِشَةَ مِنَ التَّنْعِيْمِ3. لَهُ تَرْجَمَةٌ فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ". تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ. هكَذَا ورَّخوه، وَلاَ يَسْتَقِيْمُ؛ فَإِنَّ فِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ يَوْمَ مَوْتِ سَعْدٍ فَتَوَضَّأَ, فَقَالَتْ لَهُ: أَسْبِغِ الوُضُوْءَ, سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "ويل للأعقاب من النار" 4.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 795"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1180"، أسد الغابة "3/ 466"، الإصابة "2/ ترجمة 5088 و5151"، تهذيب التهذيب "6/ ترجمة رقم 298"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4040". 2 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "20179"، ومسلم "2102". 3 التنعيم: موضع بين مكة وسرف, على فرسخين من مكة. والحديث أخرجه مالك "1/ 361"، والبخاري "1556"، ومسلم "1211" من طريق ابن شهاب، عن عروة، عائشة. 4 صحيح: أخرجه مسلم "240" من طريق ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أبيه, عن سالم مولى شداد قال: دخلت على عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم توفي سعد بن أبي وقاص, فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر فتوضأ عندها, فقالت: يا عبد الرحمن, أسبغ الوضوء, فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ منَ النَّارِ" , وَقَدْ ورد الحديث عن أبي هريرة مرفوعًا عند ابن أبي شيبة "1/ 26"، وأحمد "4/ 430 و498"، والبخاري "165"، ومسلم "242" "29"، والنسائي "1/ 77"، والدرامي "1/ 179"، والطحاوي "1/ 38" من طرق عن شعبة, عن محمد بن زيادة، عن أبي هريرة مرفوعًا.

وَقَدْ هَوِيَ ابْنَةَ الجُوْدِيِّ، وتغَزَّل فِيْهَا بِقَوْلِهِ: تَذَكَّرْتُ لَيْلَى وَالسَّمَاوَةُ دُوْنَهَا ... فَمَا لابْنَةِ الجُوْدِيِّ ليلى وماليا وأنَّى تُعَاطِي قَلْبَهُ حَارِثيَّةٌ ... تَدَمَّنُ بُصرى أَوْ تَحِلُّ الجَوَابِيَا وأنَّى تُلاَقِيْهَا بَلَى وَلَعَلَّهَا ... إِنِ النَّاسُ حَجُّوا قَابِلاً أَنْ تُوَافِيَا فَقَالَ عُمَرُ لأَمِيْرِ عَسْكَرِهِ: إِنْ ظَفِرْتَ بِهَذِهِ عَنْوَةً فَادْفَعْهَا إِلَى ابْنِ أَبِي بَكْرٍ, فَظَفِرَ بِهَا، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ, فَأُعْجِبَ بِهَا, وَآثَرَهَا عَلَى نِسَائِهِ حتَّى شَكَوْنَهُ إِلَى عَائِشَةَ, فَقَالَتْ لَهُ: لَقَدْ أَفْرَطْتَ, فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لأَرْشُفُ مِنْ ثَنَايَاهَا حَبَّ الرُّمَّانِ, فَأَصَابَهَا وَجَعٌ فَسَقَطَتْ أَسْنَانُهَا, فَجَفَاهَا حَتَّى شَكَتْهُ إِلَى عَائِشَةَ, فَكَلَّمَتْهُ, قَالَ: فَجَهَّزَهَا إِلَى أَهْلِهَا, وَكَانَتْ مِنْ بَنَاتِ المُلُوْكِ. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِالصِّفَاحِ، وَحُمِلَ، فَدُفِنَ بِمَكَّةَ. وَقَدْ صحَّ فِي "مُسْلِمٍ" فِي الوُضُوْءِ, أنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ خَرَجَ إِلَى جَنَازَةِ سَعْدِ ابْن أَبِي وَقَّاصٍ, فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أنه عاش بعد سعد.

الحكم بن عمرو الغفاري

189- الحَكَمُ بنُ عَمْرٍو الغِفَارِيُّ 1: "خَ. 4" الأَمِيْرُ, أَخُوْ رَافِعِ بنِ عَمْرٍو، وَهُمَا مِنْ بَنِي ثُعَيْلَةَ, وَثُعَيْلَةُ أَخُو غِفَارَ. نَزَلَ الحَكَمُ البَصْرَةَ, وَلَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَفَضْلٌ وَصَلاَحٌ، وَرَأْيٌ وَإِقْدَامٌ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بنُ زَيْدٍ، وَالحَسَنُ البَصْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ، وَسَوَادَةُ بنُ عَاصِمٍ؛ وَآخَرُوْنَ. رِوَايَتُهُ فِي الكُتُبِ سِوَى "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ"2. رَوَى هِشَامٌ, عَنِ الحَسَنِ, أنَّ زِيَادَ بنَ أبيه بعث الحكم بن عمرو على خُرَاسَانَ، فَغَنِمُوا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أمَّا بَعْدُ: فإنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ كَتَبَ إليَّ أَنْ أَصْطَفِيَ لَهُ الصفراء والبيضاء، لا تقسم

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 28"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2646"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 551"، أسد الغابة "2/ 40"، الإصابة "1/ ترجمة 1784", تهذيب التهذيب "2/ ترجمة 759"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1557". 2 الصواب أن يقول: سوى مسلم؛ فإن المؤلف قد رمز إلى أنه قد روى له البخاري، وأصحاب السنن الأربعة, ولم يرو له مسلم. وهذا ذهول من المؤلف -رحمه الله تعالى.

بَيْنَ النَّاسِ ذَهَباً وَلاَ فِضَّةً, فَكَتَب إِلَيْهِ الحَكَمُ: أُقْسِمُ بِاللهِ، لَوْ كَانَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ رَتْقاً عَلَى عَبْدٍ، فَاتَّقَى اللهَ, يَجْعَلُ لَهُ مِنْ بَيْنِهِمَا مَخْرَجاً, وَالسَّلاَمُ. ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: اغْدُوا عَلَى فَيْئِكُمْ فَاقْسِمُوْهُ. وَيُرْوَى أنَّ عُمَرَ نَظَرَ إِلَى الحَكَمِ بنِ عَمْرٍو وَقَدْ خضَّب بِصُفْرَةٍ, فَقَالَ: هَذَا خِضَابُ الإِيْمَانِ. مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنَا أَبِي, عَنْ أَبِي حَاجِبٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الحَكَمِ الغِفَارِيِّ؛ إِذْ جَاءهُ رَسُوْلُ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَقَالَ: إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يَقُوْلُ: إِنَّكَ أَحَقُّ مَنْ أَعَانَنَا, قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ خَلِيْلِي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِذَا كَانَ الأَمْرُ هَكَذَا اتَّخِذْ سَيْفاً مِنْ خَشَبٍ"1. أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ, عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: بَعَثَ زِيَادٌ الحَكَمَ, فَأَصَابُوا غَنَائِمَ كَثِيْرَةً, فَكَتَبَ زِيَادٌ: إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ أَمَرَ أَنْ تُصْطَفَى لَهُ الصَّفْرَاءُ وَالبَيْضَاءُ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي وَجَدْتُ كِتَابَ اللهِ قَبْلَ كِتَابِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. وَأَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَى: أَنِ اغْدُوا على فيئكم, فقسَمَه بينهم. فوجَّه مُعَاوِيَةُ مَنْ قَيَّدَهُ وَحَبَسَهُ, فَمَاتَ فَدُفِنَ فِي قُيُوْدِهِ, وَقَالَ: إِنِّي مُخَاصِمٌ. حمَّاد بنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ وَيُوْنُسُ، عَنِ الحَسَنِ أنَّ زِيَاداً اسْتَعْمَلَ الحَكَمَ بنَ عَمْرٍو، فَلَقِيَهُ عِمرَانُ بنُ حُصَيْنٍ، فَقَالَ: أَمَا تَذْكُرَ أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, لَمَّا بَلَغَهُ الَّذِي قَالَ لَهُ أَمِيْرُهُ: قَعْ فِي النَّارِ, فَقَامَ لِيَقَعَ فِيْهَا, فَأَدْرَكَهُ فَأَمْسَكَهُ, فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ وَقَعَ فِيْهَا لَدَخَلَ النَّارَ, لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوْقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ". قَالَ الحَكَمُ: بَلَى قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُ أن أذكرك هذا الحديث2.

_ 1 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 442" من طريق محمد بن أبي السَّري العسقلاني، حدثنا بن سليمان، به. قلت: إسناده ضعيف، محمد بن أبي السريّ، وهو محمد بن المتوكل العسقلاني، قال أبو حاتم: لين الحديث, وقال ابن عدي: كثير الغلط. 2 صحيح: أخرجه الحاكم "3/ 433" وصححه, ووافقه الذهبي، وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب, أخرجه أحمد "1/ 94"، والبخاري "7257"، ومسلم "1840"، وأبو داود "2625"، والنسائي "7/ 159" من طرق عن شعبة، عن زبيد، عن سَعْدُ بنُ عُبَيْدَةَ, عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي، عن علي بن أبي طالب، به.

جَمِيْلُ بنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو المُعَلَّى, عَنِ الحَسَنِ قَالَ: قَالَ الحَكَمُ بنُ عَمْرٍو: يَا طَاعُوْنُ خُذْنِي إِلَيْكَ, فَقِيْلَ لَهُ: لِمَ تَقُوْلُ هَذَا? وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يتمنينَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ" قَالَ: أُبَادِرُ سِتّاً: بَيْعَ الحُكْمِ, وَكَثْرَةَ الشُّرَطِ, وَإِمَارَةَ الصِّبْيَانِ, وَسَفْكَ الدِّمَاءِ, وَقَطِيْعَةَ الرَّحِمِ, وَنَشْأً يَكُوْنُوْنَ في آخر الزمان يتخذون القرآن مزامير1. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ: كَانَ سَبَبُ مَوْتِ وَالِي خُرَاسَانَ الحَكَمِ، أنَّه دَعَا عَلَى نَفْسِهِ وَهُوَ بِمَرْوَ، لِكِتَابٍ وَرَدَ إِلَيْهِ مِنْ زِيَادٍ, وَمَاتَ قَبْلَهُ بُرَيْدَةُ الأَسْلَمِيُّ, فدفِنَا جَمِيْعاً. قَالَ خَلِيْفَةُ: مَاتَ بِخُرَاسَانَ وَالياً سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: سَنَةَ خَمْسِيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه الحاكم "3/ 443"، والطبراني "3162" من طريق جميل بن عبيد الطائي، حدثنا المعلى، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته المعلى، فإنه مجهول لا يعرف. وأخرجه أحمد "3/ 493" من حديث عابس، وإسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: شريك بن عبد الله، وهو النخعي القاضي، سيئ الحفظ. والعلة الثانية: عثمان بن عمير، أبو اليقظان، وهو ضعيف, اختلط وكان يدلس. وأخرجه أحمد "6/ 22-23" من حديث عوف بن مالك, وفي سنده النَّهاس بن قهم، وهو ضعيف. فالحديث حسن بمجموع طرقه -والله أعلم.

رافع بن عمرو الغفاري

أخوه: 190- رافع بن عمرو الغفاري 1: "م، د، ت، ق" الكناني: لَهُ صُحْبَةٌ وَحَدِيْثَانِ. نَزَلَ البَصْرَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ الصَّامِتِ؛ وَغَيْرُهُ. خرَّج لَهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو عِيْسَى، وَابْنُ مَاجَه. لَهُ حَدِيْثٌ فِي نَعْتِ الخَوَارِجِ. وَقَالَ مُعْتَمرُ بنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الحَكَمِ، عَنْ عَمِّهِ رَافِع قَالَ: كُنْتُ أَرْمِي نَخْلاً لِلأَنْصَارِ وَأَنَا غُلاَمٌ, فَرَآنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "يَا غُلاَمُ, لِمَ تَرْمِي النَّخْلَ"؟ قُلْتُ: آكُلُ, قَالَ: "كُلْ مَا يَسْقُطُ" ثُمَّ مَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَشْبِعْ بَطْنَهُ"2. وَيُرْوَى نَحْوُهُ عَنْ رَافِعٍ بإِسْنَادٍ آخَرَ, ذَكَرَهُ الحَاكِمُ فِي "مُسْتَدْرَكِهِ". وَقَالَ خَلِيْفَةُ: مَاتَ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ خمسين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 29"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1025"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2151"، أسد الغابة "2/ 194"، الإصابة "1 ترجمة رقم 2539"، وتهذيب التهذيب "3/ ترجمة 445"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1999". 2 ضعيف: أخرجه أبو داود "2622"، وابن ماجه "2299"، والحاكم "3/ 444"، والطبراني "4459" من طرق عن المعتمر بن سليمان، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته جهالة ابن أبي الحكم الغفاري.

رافع بن عمرو المزني البصري

191- رَافِعُ بنُ عَمْرٍو المُزَنِيُّ البَصْرِيُّ 1: "د، س" أخو عائذ، فآخر، ولهما صحبة. رَوَى لِهَذَا أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ. يَرْوِي عَنْهُ: عمرو بن سليم المزني. ذكرته للتمييز.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1026"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 2152"، وأسد الغابة "2/ 94"، الإصابة "1/ ترجمة 2540"، تهذيب التهذيب "3/ ترجمة 446" وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2000".

الأرقم بن أبي الأرقم

192- الأرقم بن أبي الأرقم 1: ابن أسد بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ بنِ يَقَظَةَ المَخْزُوْمِيُّ. صَاحِبُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ, اسْمُ أَبِيْهِ: عَبْدُ مَنَافٍ. كَانَ الأَرْقَمُ أَحَدَ مَنْ شَهِدَ بَدْراً, وَقَدِ اسْتَخْفَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي دَارِهِ, وَهِيَ عِنْدَ الصَّفَا. وَكَانَ مِنْ عُقَلاَءِ قُرَيْشٍ، عَاشَ إِلَى دَوْلَةِ مُعَاوِيَةَ. أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ عِمْرَانَ بنِ عُثْمَانَ بنِ الأَرْقَمِ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ, عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الأَرْقَمِ, أنَّه تجهَّز يُرِيْدُ بَيْتَ المَقْدِسِ؛ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ جَهَازِهِ، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوَدِّعُهُ فَقَالَ: "مَا يُخْرِجُكَ؟ حَاجَةٌ أَوْ تِجَارَةٌ" قَالَ: لاَ وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ, وَلَكِنْ أَرَدْتُ الصَّلاَةَ فِي بَيْتِ المَقْدِسِ, فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الصَّلاَةُ في مسجدي خير مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيْمَا سِوَاهُ إلَّا المَسْجِدَ الحَرَامِ" فَجَلَسَ الأَرْقَمُ، وَلَمْ يَخْرُجْ. وَقَدْ أَعْطَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الأَرْقَمَ يَوْمَ بَدْرٍ سَيْفاً2, وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى الصَّدَقَةِ. وَقَدْ وَهِمَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: إِنَّ أَبَاهُ أَبَا الأَرْقَمِ أَسْلَمَ. وَغَلِطَ أَبُو حَاتِمٍ إِذْ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ الأَرْقَمِ هُوَ ابْنُ هَذَا، ذَاكَ زُهْرِيٌّ، وَلِيَ بَيْتَ المَالِ لِعُثْمَانَ، وَهَذَا مَخْزُوْمِيٌّ. قِيْلَ: الأَرْقَمُ عَاشَ بِضْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ بِالمَدِيْنَةِ, وَصَلَّى عَلَيْهِ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ بِوَصِيَّتِهِ إِلَيْهِ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ الأَرْقَمِ: تُوُفِّيَ أَبِي سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. لَهُ رِوَايَةٌ فِي "مُسْنَدِ أَحْمَدَ بنِ حنبل".

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "3/ 242"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1636"، الجرح والتعديل:2/ ترحمة 1159"، أسد الغابة "1/ 74"، الإصابة "1/ ترجمة 73". 1 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 504" من طريق أبي مصعب الزهري، عن يحيى بن عمران بن عثمان، عن جده، عن أبيه الأرقم, وصحَّحه الحاكم ووافقه الذهبي, والإسناد ضعيف, يحيى بن عمران مجهول كما قال أبو حاتم, ونقله الحافظ الذهبي في "الميزان", وذهل عنه هنا فصحَّح إسناده موافقة للحاكم. وقد ذكرنا كثيرًا من تساهله هذا في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" طبع المجلد الأول منه في مكتبة الدعوة بالأزهر الشريف، يسَّر الله طبع بقية المجلدات, وتقبله منا بكرمه ومَنّه وسعة فضله.

أبو حميد الساعدي

193- أبو حميد الساعدي 1: "ع" الأنصاري، المدني, قِيْلَ: اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ, وَقِيْلَ: المُنْذِرُ بنُ سَعْدٍ. مِنْ فُقَهَاءِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ: جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وَعَمْرُو بنُ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيُّ، وَعَبَّاسُ بنُ سَهْلِ بن سَعْدٍ، وَخَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَطَاءٍ, وَغَيْرُهُمْ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتِّيْنَ, وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِيْنَ. وَلَهُ حَدِيْثٌ فِي وَصْفِهِ هَيْئَةَ صَلاَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. وَقَع لَهُ فِي "مُسْنَدِ بَقِيٍّ" سِتَّةٌ وَعِشْرُوْنَ حديثًا.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1124"، وتهذيب التهذيب "6/ ترجمة 371" وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4405". 2 صحيح: أخرجه البخاري "828".

عبد الله بن الأرقم

194- عبد الله بن الأرقم 1: "4" ابن عبد يغوث بن وَهْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ زُهْرَةَ القُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ، الكَاتِبُ. مِنْ مُسْلِمَةِ الفَتْحِ, وَكَانَ مِمَّنْ حَسُنَ إِسْلاَمُهُ, وَكتَبَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, ثُمَّ كَتَبَ لأَبِي بَكْرٍ، وَلِعُمَرَ. وولَّاه عُمَرُ بَيْتَ المَالِ, وَوَلِيَ بَيْتَ المَالِ أَيْضاً لِعُثْمَانَ مُدَّةً, وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ الصَّحَابَةِ وَصُلَحَائِهِمْ. قَالَ مَالِكٌ: إِنَّهُ أَجَازَهُ عُثْمَانُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَهُوَ عَلَى بَيْتِ المَالِ بِثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا. وَرُوِي عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ أَنَّهَا كَانَتْ ثَلاَثَ مائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ, فَلَمْ يَقْبَلْهَا, وَقَالَ: إِنَّمَا عَمِلْتُ للهِ تَعَالَى, وَإِنَّمَا أَجْرِي عَلَى اللهِ. وَرُوِي عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بنِ الأَرْقَمِ: لَوْ كانت لك سابقة ما قَدَّمْتُ عَلَيْكَ أَحَداً, وَكَانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَخْشَى للهِ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الأَرْقَمِ. وَرَوَى عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلاً قَطُّ كَانَ أَخْشَى للهِ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الأَرْقَمِ. قُلْتُ: لَهُ حَدِيْثٌ فِي "السنن". روى عنه عروة وغيره.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 56"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة رقم 4"، أسد الغابة "3/ 172"، والإصابة "2/ ترجمة 4525"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 249", وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3381".

عبد الله بن مغفل

195- عبد الله بن مغفل 1: "ئ" ابن عبد نهم بن عفيف المزنيّ, صَحَابِيٌّ جَلِيْلٌ، مِنْ أَهْلِ بَيْعَة الرِّضْوَانِ2، تأخَّر. وَكَانَ يَقُوْلُ: إِنِّي لممَّنْ رَفَعَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَغْصَانِ الشجرة يَوْمَئِذٍ3. سَكَنَ المَدِيْنَةَ ثُمَّ البَصْرَةَ، وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ. حدَّث عَنْهُ: الحَسَنُ البَصْرِيُّ, وَمُطَرِّفُ بنُ الشِّخِّيْرِ، وَابْنُ بُرَيْدَةَ، وَسَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَمُعَاويَةُ بنُ قُرَّةَ، وَحُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ؛ وَغَيْرُهُمْ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ. قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُغَفَّلٍ أَحَدَ العَشْرَةِ الَّذِيْنَ بَعَثَهُمْ إِلَيْنَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يفقِّهون النَّاسَ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتِّيْنَ, وَكَانَ أَبُوْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ، فتوفِّي عَامَ الفَتْحِ فِي الطَّرِيْقِ. وَقِيْلَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ مِنَ البكَّائين. قَالَ عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ, عَنْ خُزَاعِيِّ بنِ زِيَادٍ المُزَنِيِّ، قَالَ: أُرِيَ عبد الله بنُ مُغَفَّلٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أنَّ السَّاعَةَ قَدْ قَامَتْ, وَأَنَّ النَّاسَ حُشِرُوا, وثَمَّ مَكَانٌ مَنْ جَازَهُ فَقَدْ نَجَا, وَعَلَيْهِ عَارِضٌ, فَقَالَ لِي قَائِلٌ: أَترِيْدُ أَنْ تَنْجُوَ وَعِنْدَكَ مَا عِنْدَكَ؟ فَاسْتَيْقَظْتُ فَزِعاً. قَالَ: فَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَعِنْدَهُ عَيْبَةٌ مَمْلُوْءةٌ دَنَانِيْرَ، فَفَرَّقَهَا كُلَّهَا. كُنْيَتُهُ: أَبُو سعيد, وقيل: أبو زياد.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 13-14"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 36"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 687"، أسد الغابة "3/ 398"، الإصابة "2/ ترجمة 4972"، تهذيب التهذيب "6/ ترجمة رقم 74"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3840". 2 وهي في غزوة الحديبية: وهي قرية متوسطة ليست بالكبيرة، سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بويع الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحتها، وهي على تسعة أميال من مكة, وكانت في سنة ست في ذي القعدة, وكان معه ألف وخمسمائة -هكذا في الصحيحين عن جابر. وقيل غير ذلك في العدد. 3 أخرجه أحمد "5/ 54" عن عبد الله بن مغفل: إني لآخذ بغصن من أغصان الشجرة أظلّ بها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم يبايعونه, فقالوا: نبايعك على الموت؟ قال: لا، ولكن لا تفرّوا. قلت: إسناده ضعيف، آفته أبو جعفر الرازي، واسمه: عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان، سيئ الحفظ، لكن أخرجه أحمد "5/ 25"، ومسلم "1858" عن معقل بن يسار قال: لقد رأيتني يوم الشجرة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يبايع الناس، وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه، ونحن أربع عشرة مائة، لم نبايعه على الموت، ولكن بايعناه على ألّا نفر" واللفظ لمسلم, فروياه عن معقل بن يسار, وليس عن عبد الله بن مغفل، والراوية عنه وردت بإسناد ضعيف -كما علمت.

خزيمة بن ثابت

196- خزيمة بن ثابت1: "م، 4" ابن الفاكه بن ثَعْلَبَةَ بنِ سَاعِدَةَ الفَقِيْهُ، أَبُو عُمَارَةَ الأَنْصَارِيُّ الخَطْمِيُّ المَدَنِيُّ، ذُوْ الشَّهَادَتَيْنِ. قِيْلَ: إِنَّهُ بَدْرِيٌّ، وَالصَّوَابُ: أَنَّهُ شَهِدَ أُحُداً وَمَا بَعْدَهَا. وَلَهُ أَحَادِيْثُ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ جَيْشِ عَلِيٍّ فاستُشْهِدَ مَعَهُ يَوْمَ صِفِّيْنَ. حدَّث عَنْهُ: ابْنُهُ عُمَارَةُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الجَدَلِيُّ، وَعَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ؛ وَجَمَاعَةٌ. قُتِلَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- سَنَةَ سَبْعِ وَثَلاَثِيْنَ، وَكَانَ حَامِلَ رَايَةِ بَنِي خَطْمَةَ, وَشَهِدَ مؤتة. فَقَالَ الوَاقِدِيُّ: حدَّثنا بُكَيْرُ بنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عُمَارَةَ بنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: حَضَرْتُ مُؤْتَةَ، فَبَارَزْتُ رَجُلاً فَأَصَبْتُهُ، وَعَلَيْهِ بَيْضَةٌ فِيْهَا يَاقُوْتَةٌ, فَلَمْ يَكُنْ هَمِّي إلَّا اليَاقُوْتَةُ، فَأَخَذْتُهَا, فلمَّا انْكَشَفْنَا وَانْهَزَمْنَا رَجَعْتُ بِهَا إِلَى المَدِيْنَةِ, فَأَتَيْتُ بِهَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَفَلَنِيْهَا، فَبِعْتُهَا زَمَنَ عُمَرَ بِمائَةِ دِيْنَارٍ. وَقَالَ خَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ, عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: لَمَّا كَتَبْنَا المَصَاحِفَ فَقَدْتُ آيَةً كُنْتُ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَوَجَدْتُهَا عِنْدَ خُزَيْمَةَ بنِ ثَابِتٍ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] ، قَالَ: وَكَانَ خُزَيْمَةُ يُدْعَى: ذَا الشَّهَادَتَيْنِ, أَجَازَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَهَادَتَهُ بشهادة رجلين2. قَالَ قَتَادَةُ, عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: افْتَخَرَ الحَيَّانِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَتِ الأَوْسُ: مِنَّا غَسِيْلُ المَلاَئِكَةِ: حَنْظَلَةُ بنُ الرَّاهِبِ؛ ومنَّا مَنِ اهتزَّ لَهُ العَرْشُ: سَعْدٌ, ومنَّا مَنْ حَمَتْهُ الدَّبْرُ: عَاصِمُ بنُ أَبِي الأَقْلَحِ, وَمِنَّا مَنْ أُجِيْزَتْ شَهَادَتُهُ بِشَهَادَتَيْنِ: خُزَيْمَةُ بنُ ثَابِتٍ. وَرَوَى أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَةَ بنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: مَا زَالَ جَدِّي كَافّاً سِلاَحَهُ حَتَّى قُتِلَ عمَّار، فسَلَّ سيفه، وقاتل حتى قتل.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 378"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 704"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1744"، وأسد الغابة "2/ 133"، الإصابة "1/ ترجمة 2251"، تهذيب التهذيب "3/ ترجمة 267"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1836". 2 صحيح: أخرجه البخاري "4784".

عوف بن مالك الأشجعي الغطفاني

197- عَوْفُ بنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ الغَطَفَانِيُّ1: "ع" مِمَّنْ شَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ, وَلَهُ جَمَاعَةُ أَحَادِيْثَ. فِي كُنْيَتِهِ أَقْوَالٌ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقِيْلَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو عَمْرٍو، وَأَبُو حماد. وكان من نبلاء الصحابة. حدَّث عَنْهُ: أَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ -وماتا قبله بمدة, وجبير ابن نُفَيْرٍ، وَأَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ، وَرَاشِدُ بنُ سَعْدٍ، وَيَزَيْدُ بنُ الأَصَمِّ, وَشُرَيْحُ بنُ عُبَيْدٍ, وَالشَّعْبِيُّ, وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ, وَسُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ. وَشَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ. وَشَهِدَ غَزْوَةَ مُؤْتَةَ, وَقَالَ: رَافَقَنِي مَدَدِيٌّ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُ سَيْفِهِ...., الحَدِيْثَ بِطُوْلِهِ, وَفِيْهِ قَوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَلْ أَنْتُم تَارِكُوْ لِي أُمَرَائِي" 2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 280"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 256"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 61"، الإصابة "3/ ترجمة 6101"، تهذيب التهذيب "8/ ترجمة رقم 303"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5488". 2 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 27-28"، ومن طريقه أخرجه أبو داود "2719" و"2720", حدَّثنا الوليد بن مسلم قال: حدثني صفوان عمرو، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن عوف بن مالك الاشجعي قال: خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة من المسلمين في غزوة مؤتة, ووافقني مددي من اليمن, ليس معه غير سيفه، فنحر رجل من المسلمين جزورًا، فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه إياه, فاتخذه كهيئة الدرق, ومضَيْنَا فلقينا جمع الروم, وفيهم رجل على فرسٍ له أشقر, عليه سرج مذهب, فجعل الرومي يغري بالمسلمين, وقعد له المددي خلف صخرة, فمرَّ به الرومي, فعقرب فرسه, فخَرَّ فقتله, وحاز فرسه وسلاحه, فلما فتح الله للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد فأخذ منه السلب, قال عوف: فأتيته فقلت: يا خالد, أما علمت أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى بالسلب للقاتل, قال: بلى, ولكني استكثرته, قلت: لتردنَّه إليه أو لأعرفنكها عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم, وأبى أن يردَّ عليه, قال عوف: فاجتمعنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم, وقصصت عليه قصة المددي وما فعله خالد, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يا خالد, ما حملك على ما صنعت"؟ قال: يا رسول الله, استكثرته, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يا خالد, ردَّ عليه ما أخذت منه" , قال عوف: فقال: دونك يا خالد, لم أف لك, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "وما ذاك"؟ فأخبرته, فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: "يا خالد, لا ترده عليه، هل أنتم تاركو لي أمراء لي, لكم صفوة أمرهم, وعليهم كدره". قلت: إسناده صحيح, رجاله ثقات، والوليد بن مسلم مدلس, يدلس تدليس التسوية، لكنه قد صرَّح بالتحديث, فأَمِنَّا شر تدليسه.

وَقَالَ رَبِيْعَةَ بنِ يَزِيْدَ, عَنْ أَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ, عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الحَبِيْبُ الأَمِيْنُ: "أَمَّا هُوَ إِلَيَّ فَحَبِيْبٌ, وَأَمَّا هُوَ عِنْدِي فَأَمِيْنٌ" عَوْفُ بنُ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا عِنْد رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سبعة أو ثمانية أو تسعة فَقَالَ: "أَلاَ تُبَايِعُوْنَ" ? ... الحَدِيْثَ1. قَالَ الوَاقِدِيُّ. كَانَتْ رَايَةُ أَشْجَعَ يَوْمَ الفَتْحِ مَعَ عَوْفِ بنِ مَالِكٍ. بُسْرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ, عَنْ أَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ, حَدَّثَنِي عَوْفٌ, أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ فِي خَيْمَةٍ مِنْ أَدَمٍ, فَتَوَضَّأَ وُضُوْءاً مَكِيْثاً, قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, أَدْخُلُ؟ قَالَ: "نَعَمْ" , قُلْتُ: كُلِّي قَالَ: "كُلَّكَ" ثُمَّ قَالَ: "يَا عَوْفُ, اعْدُدْ ستا بين يدي الساعة ... " وذكر الحديث2. ابن أبي عروبة, عن قتادة, عن أبي المَلِيْحِ, عَنْ عَوْفٍ قَالَ: عرَّس بِنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فتوسَّد كُلُّ إِنْسَانٍ منَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ, فَانْتَبَهْتُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ, فَإِذَا أَنَا لاَ أَرَى رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَ رَاحِلَتِهِ, فَأَفْزَعَنِي ذَلِكَ, فَانْطَلَقْتُ أَلْتَمِسُهُ, فَإِذَا مُعَاذٌ وَأَبُو مُوْسَى يَلْتَمِسَانِهِ, فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ؛ إِذْ سَمِعْنَا هَزِيْزاً بِأَعْلَى الوَادِي كَهَزِيْزِ الرَّحَى. قَالَ: فَأَخْبَرْنَاهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَمرنَا. فَقَالَ: "أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي, فخيَّرني بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يُدْخِلَ نِصْفَ أُمَّتِي الجَنَّةَ, فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ". فَقُلْتُ: أَنْشُدُكَ اللهَ, وَالصُّحْبَةَ يَا نَبِيَّ اللهِ, لم جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ؟ قَالَ: "فَإِنَّكُم مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي" 3. جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ, حَدَّثَنَا ثَابِتُ بنُ الحَجَّاجِ الكِلاَبِيُّ قَالَ: شَتَوْنَا فِي حِصْنٍ دُوْنَ القُسْطَنْطِيْنِيَةِ, وَعَلَيْنَا عَوْفُ بنُ مَالِكٍ, فَأَدْرَكْنَا رَمَضَانَ, فَقَالَ عَوْفٌ: ... فَذَكَر حَدِيْثاً. قَالَ الوَاقِدِيُّ وَخَلِيْفَةُ وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ عَوْفٌ سَنَةَ ثَلاَثٍ وسبعين.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1043" من طريق مروان بن محمد الدمشقي، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3176" من طريق الحميدي، حدثنا الوَلِيْدُ بنُ مُسلمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ العلاء بن زبر، قال: سمعت بسر بن عبيد الله، أنه سمع أبا إدريس قال: سمعت عوف بن مالك قال: فذكره. وذكر قصة الدخول أبو داود "5000"، وابن ماجه بتمامه "4042" من طريق الوليد بن مسلم، به. 3 صحيح: أخرجه الطيالسي "998"، وأحمد "6/ 28 و29"، والترمذي "2441", والطبراني "18/ 134"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص264-265"، وابن منده في "الإيمان" "925" من طرق عن قتادة، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك قال: فذكره. وأخرجه عبد الرزاق "20865"، والطبراني في "الكبير" "18/ 136 و137 و138" من طرق عن أبي قلابة، عن عوف بن مالك، به. التعريس: هو نزول المسافر آخر الليل نزلةً للنوم والاستراحة. يقال منه: عرَّس يعرِّس تعريسًا, ويقال فيه: أَعْرَس، والمعرَّس: موضع التعريس.

معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي

198- مُعَيْقِيْبُ بنُ أَبِي فَاطِمَةَ الدَّوْسِيُّ 1: "ع" مِنَ المُهَاجِرِيْنَ, وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ. وَكَانَ أَمِيْناً عَلَى خَاتَمِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الفَيْءِ, وَوَلِيَ بَيْتَ المَالِ لِعُمَرَ. رَوَى حَدِيْثَيْنِ. وَذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ -وَحْدَهُ: أَنَّهُ شَهِدَ بَدْراً. وَلاَ يَصِحُّ هَذَا. رَوَى عَنْهُ: حَفِيْدُهُ إِيَاسُ بنُ الحَارِثِ بنِ مُعَيْقِيْبٍ, وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَلَهُ هِجْرَةٌ إِلَى الحَبَشَةِ, وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَدِمَ مَعَ جَعْفَرٍ لَيَالِيَ خَيْبَرَ, وَكَانَ مُبْتلَىً بِالجُذَامِ. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ, حَدَّثَنِي عَاصِمُ بنُ عُمَرَ، عَنْ محمود بن لبيد قَالَ: أمَّرني يَحْيَى بنُ الحَكَمِ عَلَى جُرَشَ فَقَدِمْتُهَا, فَحَدَّثُوْنِي أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرٍ حدَّثهم أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِصَاحِبِ هَذَا الوَجَعِ -الجُذَامَ: "اتَّقُوْهُ كَمَا يُتَّقَى السَّبُعُ إِذَا هَبَطَ وَادِياً فَاهْبِطُوا غيره". فَقَدِمْتُ المَدِيْنَةَ, فَسَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرٍ, فَقَالَ: كَذَبُوا, وَاللهِ مَا حدَّثتُهم هَذَا, وَلَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ يُؤْتَى بِالإِنَاءِ فِيْهِ المَاءُ, فَيُعْطِيْهِ مُعَيْقِيْباً, وَكَانَ رَجُلاً قَدْ أَسْرَعَ فِيْهِ ذَاكَ الدَّاءُ, فَيَشْرَبُ مِنْهُ وَيُنَاوِلُهُ عُمَرَ, فَيَضَعُ فَمَهُ مَوْضِعَ فَمِهِ حَتَّى يَشْرَبَ مِنْهُ, فعرفت أنه يفعله فرارًا من العدوى.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 116"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2123"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1938"، أسد الغابة "5/ 240"، الإصابة "3/ ترجمة 8164", تهذيب التهذيب "10/ ترجمة 456"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7425".

وَكَانَ يَطْلَبُ الطِّبَّ مِنْ كُلِّ مَنْ سُمِعَ لَهُ بِطِبٍّ، حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ رَجُلاَنِ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمَا مِنْ طِبٍّ لِهَذَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ؟ فَقَالاَ: أمَّا شَيْءٌ يُذْهِبُهُ فَلاَ نَقْدِرُ عَلَيْهِ, ولكنَّا سَنُدَاوِيْهِ دَوَاءً يُوْقِفُهُ فَلاَ يَزِيْدُ. فَقَالَ عُمَرُ: عَافِيَةٌ عَظِيْمَةٌ, فَقَالاَ: هَلْ تُنْبِتُ أَرْضُكَ الحَنْظَلَ, قَالَ: نَعَمْ. قَالاَ: فَاجْمَعْ لَنَا مِنْهُ, فَأَمَرَ فَجُمِعَ لَهُ مِلْءُ مِكْتَلَيْنِ عَظِيْمَيْنِ, فشَقَّا كُلَّ وَاحِدَةٍ نِصْفَيْنِ, ثُمَّ أَضْجَعَا مُعَيْقِيْباً, وَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِرِجْلٍ, ثُمَّ جَعَلاَ يَدْلُكَانِ بُطُوْنَ قَدَمَيْهِ بِالحَنْظَلَةِ, حَتَّى إِذَا مُحِقَتْ أَخَذَا أُخْرَى, حَتَّى إِذَا رَأَيَا مُعَيْقِيْباً يَتَنَخَّمُهُ أَخْضَرَ مُرّاً أَرْسَلاَهُ. ثُمَّ قَالاَ لِعُمَرَ: لاَ يَزِيْدُ وَجَعُهُ بَعْدَ هَذَا أَبَداً, قَالَ: فَوَاللهِ، مَا زَالَ مُعَيْقِيْبٌ مُتَمَاسِكاً، لاَ يَزِيْدُ وَجَعُهُ حَتَّى مَاتَ. صَالِحُ بنُ كَيْسَانَ: قَالَ أَبُو زِنَادٍ: حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ أنَّ عُمَرَ دَعَاهُمْ لِغَدَائِهِ فَهَابُوا, وَكَانَ فِيْهِمْ معيقيب -وكان به جذام- فأكل معيقيب مَعَهُم, فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: كُلْ مِمَّا يَلِيْكَ وَمِنْ شِقِّكَ, فَلَوْ كَانَ غَيْرُكَ مَا آكَلَنِي فِي صَحْفَةٍ, وَلَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ قَيْدُ رُمْحٍ. وَرَوَى الوَاقِدِيُّ, عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ خَارِجَةَ نَحْوَهُ. عَاشَ مُعَيْقِيْبٌ إِلَى خِلاَفَةِ عُثْمَانَ. وَقِيْلَ: عَاشَ إِلَى سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَالفِرَارُ منَ المَجْذُوْمِ وَتَرْكُ مُؤَاكَلِتِهِ جَائِزٌ, لَكِنْ لِيَكُنْ ذَلِكَ بِحَيْثُ لاَ يَكَادُ يَشْعُرُ المَجْذُوْمُ, فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ. وَمَنْ وَاكَلَهُ -ثِقَةً بِاللهِ وَتَوَكُّلاً عَلَيْهِ- فَهُوَ مُؤْمِنٌ1.

_ 1 يقول محمد أيمن الشبراوي: الصواب أنه مؤمن، ولكنه قد أثم بترك الالتزام بالثابت الصحيح المرفوع "فر من المجذوم فرارك من الأسد" وهو حديث صحيح, أمَّا ما ورد عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ بيد مجذوم فوضعها معه في القصعة، وقال: كل ثقة بالله وتوكلا عليه" فقد أخرجه أبو داود "3925"، والترمذي "1817"، وابن ماجه "3542" من طرق, عن يونس بن محمد، حدثنا مفضل بن فضالة، عن حبيب بن الشهيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، به مرفوعًا. قلت: إسناده ضعيف، آفته مفضل بن فضالة البصري لا المصري، قال النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بذلك.

أبو مسعود البدري

199- أبو مسعود البدري 1: "ع" وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْراً عَلَى الصَّحِيْحِ، وَإِنَّمَا نَزَلَ مَاءً بِبَدْرٍ, فَشُهْرَ بِذَلِكَ. وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَيْعَةَ العَقَبَةِ، وَكَانَ شَابّاً مِنْ أَقْرَانِ جَابِرٍ فِي السِّنِّ. رَوَى أَحَادِيْثَ كَثِيْرَةً, وَهُوَ مَعْدُوْدٌ فِي عُلَمَاءِ الصَّحَابَةِ, نَزَلَ الكُوْفَةَ. وَاسْمُهُ: عُقْبَةُ بنُ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ أُسَيْرَةَ بنِ عُسَيْرَةَ الأَنْصَارِيُّ. وَقِيْلَ: يُسَيْرَةُ بنُ عُسَيْرَةَ -بِضَمِّهِمَا- بنِ عَطِيَّةَ بنِ خُدَارَةَ بنِ عَوْفٍ بنِ الحَارِثِ بنِ الخَزْرَجِ. حدَّث عَنْهُ وَلَدُهُ بَشِيْرٌ, وَأَوْسُ بنُ ضَمْعَجٍ, وَعَلْقَمَةُ, وَأَبُو وَائِلٍ, وَقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ, وَربْعِيُّ بنُ حِرَاشٍ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ, وَعَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ, وَالشَّعْبِيُّ, وَعِدَّةٌ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: شَهِدَ العَقَبَةَ وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْراً. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: جَدُّهُ نُسَيْرَةُ -بِنُوْنٍ- فَخُوْلِفَ. وَقَالَ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ: إِنَّمَا نَزَلَ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ: بَدْرٌ. وَرَوَى شُعْبَةُ, عَنْ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بَدْرِيّاً, وَقَالَ الحكم: كان بدريًّا. وَرَوَى شُعَيْبٌ, عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ عمَّن لاَ يُتَّهَم, أنَّه سَمِعَ أَبَا مَسْعُوْدٍ الأَنْصَارِيَّ, وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْراً. وَقَالَ حَبِيْبٌ, عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: قَالَ عُمَرُ لأَبِي مَسْعُوْدٍ: نُبِّئْتُ أَنَّكَ تُفْتِي النَّاسَ وَلَسْتَ بِأَمِيْرٍ! فَوَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا2. يَدَلُّ عَلَى أَنَّ مَذْهَبَ عُمَرَ أَنْ يَمْنَعَ الإِمَامُ مَنْ أَفْتَى بِلاَ إِذْنٍ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ: اسْتَعْمَلَ عَلِيٌّ -لَمَّا حَارَبَ مُعَاوِيَةَ- عَلَى الكُوْفَةِ أَبَا مَسْعُوْدٍ. وَكَذَا نَقَلَ مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: فَكَانَ يَقُوْلُ: مَا أَوَدُّ أَنْ تَظْهَرَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ عَلَى الأُخْرَى, قِيْلَ: فَمَهْ قَالَ: يَكُوْنُ بَيْنَهُم صُلْحٌ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 16"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2884"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1740"، أسد الغابة "4/ 57" و"6/ 286"، الإصابة "2/ ترجمة 5606", تهذيب التهذيب "7/ ترجمة 446"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4903". 2 ضعيف لانقطاعه بين محمد سيرين وعمر بن الخطاب, والمراد: ولّ شرها من تولّى خيرها.

فَلَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ أُخْبِرَ بِقِوْلِهِ, فَقَالَ: اعْتَزِلْ عَمَلَنَا, قَالَ: وَمِمَّهْ, قَالَ: إِنَّا وَجَدْنَاكَ لاَ تَعْقِلُ عَقْلَهُ, قَالَ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ بَقِيَ مِنْ عَقْلِي أنَّ الآخَرَ شَرٌّ. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, عَنْ أَيُّوْبَ, عَنْ مُحَمَّدٍ, قَالَ أَبُو مَسْعُوْدٍ: كُنْتُ رَجُلاً عَزِيْزَ النَّفْسِ, حَمِيَّ الأَنْفِ, لاَ يَسْتَقِلُّ مِنِّي أَحَدٌ شَيْئاً سُلْطَانٌ وَلاَ غَيْرَهُ, فَأَصْبَحَ أُمَرَائِي يُخَيِّرُوْنَنِي بَيْنَ أَنْ أُقِيْمَ عَلَى مَا أَرْغَمَ أَنْفِي وَقَبَّحَ وَجْهِي, وَبَيْنَ أَنْ آخُذَ سَيْفِي فَأَضْرِبَ فَأَدْخُلَ النَّارَ. وَقَالَ بَشِيْرُ بنُ عَمْرٍو: قُلْنَا لأَبِي مَسْعُوْدٍ: أَوْصِنَا, قال: عليكم بِالجَمَاعَة, فَإِنَّ اللهَ لَنْ يَجْمَعَ الأُمَّةَ عَلَى ضَلاَلَةٍ حَتَّى يَسْتَرِيْحَ بَرٌّ, أَوْ يُستراح مِنْ فَاجِرٍ. قَالَ خَلِيْفَةُ: مَاتَ أَبُو مَسْعُوْدٍ قَبْلَ الأَرْبَعِيْنَ, وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ, وَقَالَ المَدَائِنِيُّ وَغَيْرُهُ: سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ. وَقِيْلَ: لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ. وَعَنْ خَيْثَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَلِيٌّ اسْتَخْلَفَ أَبَا مَسْعُوْدٍ عَلَى الكُوْفَةِ, وَتَخَبَّأَ رِجَالٌ لَمْ يَخْرُجُوا مَعَ عَلِيٍّ, فَقَالَ أَبُو مَسْعُوْدٍ عَلَى المِنْبَرِ: أَيُّهَا النَّاسُ, مَنْ كَانَ تَخَبَّأَ فَلْيَظْهَرْ, فَلَعَمْرِي لَئِنْ كَانَ إِلَى الكَثْرَةِ إِنَّ أَصْحَابَنَا لَكَثِيْرٌ, وَمَا نَعُدُّهُ قُبْحاً أَنْ يَلْتَقِيَ هَذَانِ الجَبَلاَنِ غَداً مِنَ المُسْلِمِيْنَ, فَيَقْتُلَ هَؤُلاَءِ هَؤُلاَءِ؛ وَهَؤُلاَءِ هَؤُلاَءِ, حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إلَّا رِجْرِجَةٌ1 مِنْ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ؛ ظَهَرَتْ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ, وَلَكِنْ نَعُدُّ قُبْحاً أَن يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ يَحْقِنُ بِهِ دِمَاءهُم وَيُصْلِحُ بِهِ ذَاتَ بَيْنِهِم. قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: مَاتَ أَبُو مَسْعُوْدٍ أَيَّامَ قُتِلَ عَلِيٌّ بِالكُوْفَةِ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ بالمدينة في خلافة معاوية.

_ 1 الرجرجة: بقية الماء في الحوض الكدرة المختلطة بالطين، والمراد هنا: أرذال الناس ورعاعهم.

أسامة بن زيد

200- أسامة بن زيد 1: "ع" ابن حارثة بن شراحيل بن عَبْدِ العُزَّى بنِ امْرِئِ القَيْسِ, المَوْلَى الأَمِيْرُ الكبير. حب رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَوْلاَهُ، وَابْنُ مَوْلاَهُ. أَبُو زَيْدٍ, وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ, وَيُقَالُ: أَبُو حَارِثَةَ, وَقِيْلَ: أَبُو يَزِيْدَ. اسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى جيشٍ لِغَزْوِ الشَّامِ، وَفِي الجَيْشِ عُمَرُ وَالكِبَارُ, فَلَمْ يَسِرْ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَبَادَرَ الصِّدِّيْقُ بِبَعْثِهِمْ, فَأَغَارُوا عَلَى أُبْنَى مِنْ نَاحِيَةِ البَلْقَاءِ, وَقِيْلَ: إِنَّهُ شَهِدَ يَوْمَ مُؤْتَةَ مَعَ وَالِدِهِ, وَقَدْ سَكَنَ الِمزة مُدَّةً, ثُمَّ رَجَعَ إِلَى المَدِيْنَةِ فَمَاتَ بِهَا, وَقِيْلَ: مَاتَ بِوَادِي القُرَى. حدَّث عَنْهُ: أَبُو هُرَيْرَةَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو وَائِلٍ, وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ, وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ, وَأَبُو سَلَمَةَ, وَأَبُو سَعِيْدٍ المَقْبُرِيُّ, وَعَامِرُ بنُ سَعْدٍ, وَأَبُو ظَبْيَانَ, وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ, وَعِدَّةٌ, وَابْنَاهُ: حَسَنٌ وَمُحَمَّدٌ. ثَبَتَ عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يأخذني والحسن فيقول: "اللهم إني أحبهما فأحبهما" 2. قُلْتُ: هُوَ كَانَ أَكْبَرَ مِنَ الحَسَنِ بِأَزْيَدَ مِنْ عَشْرِ سِنِيْنَ. وَكَانَ شَدِيْدَ السَّوَادِ, خَفِيْفَ الرُّوْحِ, شَاطِراً شُجَاعاً, رَبَّاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَحَبَّهُ كَثِيْراً. وَهُوَ ابْنُ حَاضِنَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِّ أَيْمَنَ, وَكَانَ أَبُوْهُ أَبْيَضَ, وَقَدْ فَرِحَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ بِقَوْلِ مُجَزِّزٍ المُدْلِجِيِّ: إِنَّ هَذِهِ الأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ3. أَبُو عَوَانَةَ, عَنْ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أَبِيْهِ, أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ, أنَّ عَلِيّاً قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, أَيُّ أَهْلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: "فَاطِمَةُ" قَالَ: إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنِ الرِّجَالِ? قَالَ: "مَنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتُ عَلَيْهِ, أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ", قَالَ: ثُمَّ مَنْ, قَالَ: "ثُمَّ أَنْتَ"4.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 61-72"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1552"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1020"، أسد الغابة "1/ 79"، الإصابة "1/ ترجمة 89"، تهذيب التهذيب "1/ ترجمة 391". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3735" و"2747"، وابن سعد "4/ 62" من طريق مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه كان يأخذه والحسن ويقول: اللهم إني أحبهما فأحبهما". 3 صحيح: أخرجه البخاري "3731"، ومسلم "1459" من طريق ابن شهاب، عن عرو عن عائشة قالت: دخل علي قائف والنبي -صلى الله عليه وسلم- شاهد وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة مضطجعان فقال: إن هذه الاقدام بعضها من بعض، قال: فسر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- وأعجبه، فأخبر به عائشة". 4 ضعيف: أخرجه الترمذي "3819"، والحاكم "3/ 596"، والطبراني "369" وآفته عمر بن أبي سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري، ضعفه شعبة، وابن مَعِيْنٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ في رواية: لا يحتج به.

وَرَوَى مُغِيْرَةُ, عَنِ الشَّعْبِيِّ, أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يُبْغِضَ أُسَامَةَ بَعْدَ مَا سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنْ كَانَ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُوْلَهُ فليحب أسامة"1. وَقَالَتْ عَائِشَةُ فِي شَأْنِ المَخْزُوْمِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا: مَنْ يَجْتَرِئُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ يُكَلِّمُهُ فِيْهَا إلَّا أُسَامَةُ حِبُّ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ وَغَيْرُهُ, عَنْ سَالِمٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أحب النَّاسِ إِلَيَّ أُسَامَةُ, مَا حَاشَا فَاطِمَةَ وَلاَ غَيْرَهَا" 3. قَالَ زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ, عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ لأُسَامَةَ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَخَمْسِ مائَةٍ, وَفَرَضَ لابْنِهِ عَبْدِ اللهِ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ, فَقَالَ: لِمَ فَضَّلته عليَّ, فَوَاللهِ مَا سَبَقَنِي إِلَى مَشْهَدٍ? قَالَ: لأنَّ أَبَاهُ كَانَ أحبَّ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ مِنْ أَبِيْكَ, وَهُوَ أَحَبُّ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْكَ, فَآثَرْتُ حُبَّ رَسُوْلِ اللهِ عَلَى حُبِّي. حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ4. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: أمَّر رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُسَامَةَ, فَطَعَنُوا في إمارته فقال: "إن يطعنوا في

_ 1 ضعيف لانقطاعه بين عامر بن شراحيل الشعبي وعائشة, قال ابن معين: ما روى الشعبي عن عائشة فهو مرسل. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3475" و"6887" و"6788"، ومسلم "1988" "8"، وأبو داود "4373"، والترمذي "1430"، والنسائي "8/ 73-74"، وابن ماجة "2547"، وابن الجارود "805"، والبيهقي "8/ 253-254"، والبغوي "2603" من طرق عن الليث بن سعد، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به. 3 صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير" "372", حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ, عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أسامة أحبّ الناس إليّ" دون قوله: "ما حاشا فاطمة ولا غيرها"، وأخرجه البخاري "4469"، ومسلم "2426" من طريق عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- به. دون قوله: "ما حاشا فاطمة ولا غيرها". 4 ضعيف: أخرجه الترمذي "3813", حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا محمد بن بكر، عن ابن جريج، عن زيد بن أسلم، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قلت: إسناده ضعيف، آفته ابن جريج، فهو مدلس، وقد عنعنه. قال الدارقطني: سر التدليس تدليس ابن جريج، فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلّا فيما سمعه من مجروح.

إِمَارَتِهِ, فَقَدْ طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أَبِيْهِ, وَايمُ اللهِ, إِنْ كَانَ لَخَلِيْقاً لِلإِمَارَةِ, وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إليَّ, وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إليَّ بَعْدَهُ" 1. قُلْتُ: لَمَّا أمَّره النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى ذَلِكَ الجَيْشِ كَانَ عُمُرُهُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً. ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ, حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ هِشَامِ بنِ عروة, عَنْ أَبِيْهِ: أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخَرَّ الإِفَاضَةَ مِنْ عَرَفَةَ مِنْ أَجْلِ أُسَامَةَ يَنْتَظِرُهُ, فَجَاءَ غُلاَمٌ أَسْوَدُ أَفْطَسُ. فَقَالَ أَهْلُ اليَمَنِ: إِنَّمَا جَلَسْنَا لِهَذَا, فَلِذَلِكَ ارْتَدُّوا -يَعْنِي: أَيَّامَ الرِّدَّةِ2. قَالَ وَكِيْعٌ: سَلِمَ مِنَ الفِتْنَةِ مِنَ المعروفين: سعد وابن عمر وأسامة ابن زَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ. قُلْتُ: انْتَفَعَ أُسَامَةُ مِنْ يَوْمِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِذْ يَقُوْلُ لَهُ: "كَيْفَ بِلاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ يَا أُسَامَةُ" فكفَّ يَدَهُ وَلَزِمَ مَنْزِلَهُ فَأَحْسَنَ3. عَائِشَةُ قَالَتْ: أَرَادَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَمْسَحَ مُخَاطَ أُسَامَةَ, فَقُلْتُ: دَعْنِي حَتَّى أَكُوْنَ أَنَا الَّتِي أَفْعَلُ, فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ, أَحِبِّيْهِ فَإِنِّي أُحِبُّهُ" 4. قُلْتُ: كَانَ سِنُّهُ فِي سِنِّهَا. مُجَالِدٌ, عَنِ الشَّعْبِيِّ, عَنْ عَائِشَةَ: أَمَرَنِي رَسُوْلُ اللهِ أَنْ أَغْسِلَ وَجْهَ أُسَامَةَ وَهُوَ صَبِيٌّ, قَالَتْ: وَمَا وَلِدْتُ وَلاَ أَعْرِفُ كَيْفَ يُغْسَلُ الصِّبْيَانُ, فَآخُذُهُ, فَأَغْسِلُهُ غَسْلاً لَيْسَ بِذَاكَ, قَالَتْ: فَأَخَذَهُ فَجَعَلَ يَغْسِلُ وَجْهَهُ وَيَقُوْلُ: "لَقَدْ أَحْسَنَ بِنَا أُسَامَةُ؛ إِذْ لَمْ يَكُنْ جَارِيَةً, وَلو كُنْتَ جَارِيَةً لَحَلَّيْتُكَ وأعطيتك"5.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4469"، ومسلم "2426" من طريق عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- به. 2 ضعيف: أخرجه ابن سعد "4/ 63" لإرساله. 3 صحيح: أخرجه مسلم "97". 4 حسن: أخرجه الترمذي "3818" حدثنا الحسين بن حريث، حدثنا الفضل بن موسى، عَنْ طَلْحَةَ بنِ يَحْيَى, عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المؤمنين قالت: فذكرته. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قلت: إسناده حسن، طلحة بنِ يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ القرشي، التيمي، المدني صدوق. 5 ضعيف: في إسناده مجالد، وهو ابن سعيد، ضعيف.

وَفِي "المُسْنَدِ" عَنِ البَهِيِّ, عَنْ عَائِشَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ: "لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً لَكَسَوْتُهُ، وحلَّيته حَتَّى أُنْفِقَهُ"1. وَمِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ عُمَرَ, أنَّه لَمْ يَلْقَ أُسَامَةَ قَطُّ إلَّا قَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الأَمِيْرُ وَرَحْمَةُ اللهِ, تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنْتَ عليَّ أمير. جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: حدَّثنا ابْنُ إِسْحَاقَ, عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ, عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: رَأَيْتُ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ مُضْطَجِعاً عِنْدَ بَابِ حُجْرَةِ عَائِشَةَ, رَافِعاً عَقِيْرَتُهُ يتغنَّى, وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فمَرَّ بِهِ مَرْوَانُ, فَقَالَ: أَتُصَلِّي عِنْدَ قَبْرٍ, وَقَالَ لَهُ قَوْلاً قَبِيْحاً, فَقَالَ: يَا مَرْوَانُ, إِنَّكَ فَاحِشٌ متفحِّش, وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ" 2. وَقَالَ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ حِيْنَ بَلَغَهُ أنَّ الرَّايَةَ صَارَتْ إِلَى خَالِدٍ قَالَ: "فَهَلاَّ إِلَى رَجُلٍ قُتِلَ أَبُوْهُ" ? يَعْنِي: أُسَامَةَ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ, عَنْ عُتْبَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ, عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي جَهْمٍ, قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ وَقَدْ طلَّقها زَوْجُهَا ... الحَدِيْثَ. فَلَمَّا حَلَّتْ, قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَلْ ذَكَرَكِ أَحَدٌ"؟ قَالَتْ: نَعَمْ, مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الجَهْمِ, فَقَالَ: "أمَّا أَبُو الجَهْمِ فَشَدِيْدُ الخُلُقِ, وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوْكٌ لاَ مَالَ لَهُ, وَلَكِنْ أُنْكِحُكِ أُسَامَةَ". فَقُلْتُ: أُسَامَةُ تَهَاوُناً بِأَمْرِ أُسَامَةَ, ثُمَّ قُلْتُ: سَمْعاً وَطَاعَةً للهِ ولرسوله, فزوجينه فَكَرَّمَنِي اللهُ بِأَبِي زَيْدٍ, وشرَّفني اللهُ وَرَفَعَنِي به3.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "6/ 139 و222"، وابن ماجه "1976"، وابن سعد "4/ 61-62" من طريق شريك القاضي، عن العباس بن ذريح، عن البهي، عن عائشة، به. قلت: إسناده ضعيف, شريك هو ابن عبد الله النخعي القاضي، سيئ الحفظ, والبهي هو عبد الله بن يسار، لم يسمع من عائشة -كما قال أحمد بن حنبل. 2 حسن: أخرجه الطبراني في "الكبير" "405" من طريق وهب بن جرير قال: حدثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث، عن صالح بن يسان، عن عبيد الله بن عبد الله، به. قلت: إسناده حسن، محمد بن إسحاق صدوق، وقد صرَّح بالتحديث، فأَمِنَّا شر تدليسه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" "399" و"404"، وفي "الأوسط" "330"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "13/ 188" من طريق عثمان بن حكيم، عن محمد بن أفلح مولى أبي أيوب، عن أسامة. 3 صحيح: أخرجه مسلم "1480" "49" من طريق أبي عاصم، حدَّثنا سفيان الثوري, حدثني أبو بكر بن أبي الجهم, قال: فذكره.

وَرَوَى مَعْنَاهُ مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ يزيد, عن أبي سلمة عنها1. قَالَ عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللهِ, لأَنْ تَخْطَفَنِي الطَّيْرُ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَبْدَأَ بِشَيْءٍ قَبْلَ أَمْرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَبَعَثَ أُسَامَةَ وَاسْتَأْذَنَهُ فِي عُمَرَ أَنْ يَتْرُكَهُ عِنْدَهُ. قَالَ: فلمَّا بَلَغُوا الشَّامَ أَصَابَتْهُمْ ضَبَابَةٌ شَدِيْدَةٌ, فَسَتَرَتْهُمْ حَتَّى أَغَارُوا وَأَصَابُوا حَاجَتَهُمْ, فَقَدِمَ عَلَى هِرَقْلَ مَوْتُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَإغَارَةُ أُسَامَةَ عَلَى أَرْضِهِ فِي آنٍ وَاحِدٍ, فَقَالَتِ الرُّوْمُ: مَا بَالُ هَؤُلاَءِ يَمُوْتُ صَاحِبُهُمْ وَأَنْ أَغَارُوا عَلَى أَرْضِنَا! ابْنُ إِسْحَاقَ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ السَّبَّاقِ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ, عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, هَبَطْتُ وَهَبَطَ النَّاسُ المَدِيْنَةَ, فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ, وَقَدْ أَصْمَتَ فَلاَ يَتَكَلَّمُ, فَجَعَلَ يَضَعُ يَدَيْهِ عليَّ ثُمَّ يَرْفَعُهُمَا, فَأَعْرِفُ أَنَّهُ يَدْعُو لِي2. أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ: حدَّثنا حَجَّاجٌ, أَخْبَرَنَا شَرِيْكٌ, عَنِ العَبَّاسِ بنِ ذَرِيْحٍ, عَنِ البَهِيِّ, عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أُسَامَةَ عَثَرَ بِأُسْكُفَةِ البَابِ فشجَّ فِي جَبْهَتِهِ, فَجَعَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمُصُّهُ ثُمَّ يَمُجُّهُ, وَقَالَ: "لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً لَكَسَوْتُهُ وحلَّيته حتى أنفقه"3. شَرِيْكٌ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنْ جَبَلَةَ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إِذَا لَمْ يَغْزُ أَعْطَى سِلاَحَهُ عَلِيّاً أَوْ أُسَامَةَ4. الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمٍ, عَنْ يَزِيْدَ بنِ عِيَاضٍ, قَالَ: أَهْدَى حَكِيْمُ بنُ حِزَامٍ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الهُدْنَةِ حُلَّةَ ذِي يَزَنٍ, اشْتَرَاهَا بِثَلاَثِ مائَةِ دِيْنَارٍ, فردَّها وَقَالَ: "لاَ أَقْبَلُ هَدِيَّةَ مُشْرِكٍ", فَبَاعَهَا حَكِيْمٌ, فَأَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنِ اشْتَرَاهَا لَهُ, فَلَبِسَهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَلَمَّا رآه حكيم فيها، قال:

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 580-581"، ومسلم "1480"، وأبو داود "2284" عن عبد الله بن يزيد، به. 2 حسن: أخرجه أحمد "5/ 201"، والترمذي "3817"، والطبراني "377" من طريق محمد بن إسحاق، به. قلت: إسناده حسن، محمد بن إسحاق صدوق، وقد صرَّح بالتحديث عند أحمد، فأَمِنَّا شر تدليسه. 3 ضعيف: تقدَّم تخريجنا له بتعليق رقم "242", وهو عند أحمد "6/ 139 و222"، وابن ماجه "1976"، وابن سعد "4/ 61-62". 4 ضعيف: شريك هو ابن عبد الله النخعي القاضي، سيئ الحفظ.

ومن بقايا صغار الصحابة

وَمِنْ بَقَايَا صِغَارِ الصَّحَابَةِ: 262- عَبْدُ اللهِ بنُ يزيد 1: "ع" ابن زيد بن حصين الأَمِيْرُ العَالِمُ الأَكْمَلُ، أَبُو مُوْسَى الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ، الخَطْمِيُّ المَدَنِيُّ، ثُمَّ الكُوْفِيُّ. أَحَدُ مَنْ بَايَعَ بَيْعَةَ الرُّضْوَانِ، وَكَانَ عُمُرُهُ يَوْمَئِذٍ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. لَهُ أَحَادِيْثَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، وَحُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ. حدَّث عَنْهُ: سِبْطُهُ عَدِيُّ بنُ ثَابِتٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَمُحَارِبُ بنُ دِثَارٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَآخَرُوْنَ. مِسْعَرٌ, عَنْ ثَابِتِ بنِ عُبَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ خاتمًا من ذهب، وطليسانًا مُدَبَّجاً. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا جَحَّافُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَاصِمُ بنُ عُمَرَ، عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ لَبِيْدٍ, أَنَّ الفِيْلَ لَمَّا بَرَكَ عَلَى أَبِي عبيد الثقفي يوم الجسر فَقَتَلَهُ, هَرَبَ النَّاسُ، فَسَبَقَهُمْ عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ الخَطْمِيُّ، فَقَطَعَ الجِسْرَ، وَقَالَ: قَاتِلُوا عَنْ أَمِيْرِكُم، ثُمَّ سَاقَ مُسْرِعاً، فَأَخْبَرَ عُمَرَ الخَبَرَ. وقد كان والده مِنَ الصَّحَابَةِ الَّذِيْنَ تُوُفُّوا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ شَهِدَ عَبْدُ اللهِ مَعَ الإِمَامِ عَلِيٍّ صِفِّيْنَ وَالنَّهْرَوَانَ، وَوَلِيَ إِمْرَةَ الكُوْفَةِ لابْنِ الزُّبَيْرِ، فَجَعَلَ الشَّعْبِيَّ كَاتِبَ سِرِّهِ، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ، ثُمَّ عُزِلَ بِعَبْدِ اللهِ بنِ مُطِيْعٍ. مَاتَ قَبْلَ السَّبْعِيْنَ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً -رَضِيَ اللهُ عنه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 18"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 916" أسد الغابة "3/ 274"، الإصابة "2/ ترجمة 5033"، تهذيب التهذيب "6/ ترجمة 155".

الربيع بنت معوذ

263- الربيع بنت معوذ 1: "ع" ابن عفراء الأنصارية, مِنْ بَنِي النَّجَّارِ, لَهَا صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَقَدْ زَارَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَبِيْحَةَ عُرْسِهَا صِلَةً لِرَحِمِهَا, عمَّرت دَهْراً، وَرَوَتْ أَحَادِيْثَ. حدَّث عَنْهَا: أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ، وَعُبَادَةُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ عُبَادَةَ، وَعَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، وَخَالِدُ بنُ ذَكْوَانَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، وَآخَرُوْنَ. وَأَبُوْهَا مِنْ كِبَارِ البَدْرِيِّيْنَ, قَتَل أَبَا جَهْلٍ. تُوُفِّيَتْ فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ، سَنَةَ بِضْعٍ وسبعين -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَحَدِيْثُهَا فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. الوَاقِدِيُّ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ، وَآخَرُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ قَالَتْ: أَخَذْتُ طِيْباً مِنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ مُخَرِّبَةَ أُمِّ أَبِي جَهْلٍ، فَقَالَتْ: اكْتُبِي لِي عَلَيْكِ، فَقَلْتُ: نَعَمْ, أَكْتُبُ عَلَى رُبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، فَقَالَتْ: حَلْقَى، وَإِنَّكِ لابْنَةُ قَاتِلِ سَيِّدِهِ, قُلْتُ: بَلِ ابْنَةُ قَاتِلِ عَبْدِهِ, قَالَتْ: وَاللهِ لاَ أَبِيْعُكِ شَيْئاً أَبَداً2. وَالرُّبَيِّعُ: هِيَ وَالِدَةُ مُحَمَّدِ بنِ إِيَاسِ بنِ البُكَيْرِ. قَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ خَالِدِ بنِ ذَكْوَانَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، فَقَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي يَوْمِ عُرْسِي، فَقَعَدَ عَلَى مَوْضِعِ فِرَاشِي هَذَا، وَعِنْدَنَا جَارِيَتَانِ تَضْرِبَانِ بِدُفٍّ، وَتَنْدُبَانِ آبَائِي الَّذِيْنَ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ، وَقَالَتَا فِيْمَا تَقُوْلاَنِ: وَفِيْنَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدِ فقال: "أما هذا فلا تقولاه" 3. ابْنُ سَعْدٍ, حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ عَمِّي كَلاَمٌ -وَهُوَ زَوْجُهَا، فَقُلْتُ لَهُ: لَكَ كُلُّ شَيْءٍ لِي، وَفَارِقْنِي قَالَ: قَدْ فَعَلتُ, قَالَتْ: فَأَخَذَ -وَاللهِ- كُلَّ شَيْءٍ لِي حَتَّى فِرَاشِي، فَجِئْتُ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، وَقَدْ حُصِرَ، فَقَالَ: الشَّرْطُ أَمْلَكُ, خُذْ كُلَّ شَيْءٍ لَهَا حَتَّى عِقَاصَ رَأْسِهَا إِنْ شِئْتَ.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 447"، أسد الغابة "5/ 451"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة 2790"، الإصابة "4/ ترجمة 415". 2 ضعيف جدًّا: فيه الواقدي، وهو متروك كما قد ذكرنا مرارًا. 3 صحيح: أخرجه البخاري "5147".

زينب بنت أبي سلمة

264- زينب بنت أبي سلمة 1: "ع" ابن عبد الأسد بن هلال المخزومية, رَبِيْبَةُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُخْتُ عُمَرَ، وَلَدَتْهُمَا أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ بِالحَبَشَةِ. رَوَتْ أَحَادِيْثَ، وَلَهَا عَنْ عَائِشَةَ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَأُمِّ حَبِيْبَةَ، وَجَمَاعَةٍ. حدَّث عَنْهَا: عُرْوَةُ، وَعَلِيُّ بنُ الحسين، والقاسم بن محمد، وأبو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ، وَكُلَيْبُ بنُ وَائِلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَطَاءٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، وَعِرَاكُ بنُ مَالِكٍ، وَابْنُهَا أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زَمْعَةَ، وَآخَرُوْنَ. ابْنُ لَهِيْعَةَ, عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ, حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ, أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ، فَجَعَلَ الحَسَنَ مِنْ شقٍّ، وَالحُسَيْنَ مِنْ شقٍّ، وَفَاطِمَةَ فِي حَجْرِهِ، فَقَالَ: "رَحْمَةُ اللهِ، وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُم أَهْلَ البَيْتِ"2. تُوُفِّيَتْ قَرِيْباً من سنة أربع وسبعين.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 461"، أسد الغابة "5/ 468"، الإصابة "4/ ترجمة رقم 484"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة 2802". 2 ضعيف: آفته ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ, لكن قد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم "2424" عن عائشة قالت: خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- غداة, وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها, ثم جاء علي فأدخله ثُمَّ قَالَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] .

عبد الرحمن بن أبزي الخزاعي

265- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبْزَى الخُزَاعِيُّ 1: "ع": لَهُ صُحْبَةٌ، وَرِوَايَةٌ، وَفِقْهٌ, وَعِلْمٌ. وَهُوَ مَوْلَى نَافِعِ بنِ عَبْدِ الحَارِثِ، كَانَ نَافِعٌ مَوْلاَهُ, اسْتَنَابَهُ عَلَى مَكَّةَ حِيْنَ تَلَقَّى عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إِلَى عُسْفَانَ، فَقَالَ لَهُ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ الوَادِي? يَعْنِي: مَكَّةَ- قَالَ: ابْنَ أَبْزَى. قَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى? قَالَ: إِنَّهُ عَالِمٌ بِالفَرَائِضِ, قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ, قَالَ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ هذا القُرْآنَ يَرْفَعُ اللهُ بِهِ أَقْوَاماً، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِيْنَ" 2. وحدَّث عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَيْضاً، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وأُبَيّ بنِ كَعْبٍ، وَعَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ؛ عَبْدُ اللهِ وَسَعِيْدٌ، وَالشَّعْبِيُّ، وَعَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَآخَرُوْنَ. سَكَنَ الكُوْفَةَ، وَنَقَلَ ابْنُ الأَثِيْرِ فِي "تَارِيْخِهِ" أَنَّ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, اسْتَعْمَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبْزَى عَلَى خُرَاسَانَ. وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ: ابْنُ أَبْزَى مِمَّنْ رَفَعَهُ اللهُ بِالقُرْآنِ. قُلْتُ: عَاشَ إِلَى سَنَةِ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ -فِيْمَا يَظْهَرُ لِي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 462"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة رقم 800", الجرح والتعديل "5/ ترجمة 985", أسد الغابة "3/ 278"، تهذيب التهذيب "6/ ترجمة 275"، الإصابة "2/ ترجمة 5075". 2 صحيح: أخرجه مسلم "817".

أبو جحيفة السوائي الكوفي

266- أبو جحيفة السُّوائي الكوفي 1: "ع" صَاحِبُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْمُهُ: وَهْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَيُقَالُ لَهُ: وهب الخَيْرِ, مِنْ صِغَارِ الصَّحَابَةِ. وَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ وَهْبٌ مُرَاهِقاً, هُوَ مِنْ أَسْنَانِ ابْنِ عَبَّاسٍ, وَكَانَ صَاحِبَ شُرطَةِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. حدَّث عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ عَلِيٍّ، وَالبَرَاءِ. رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بنُ الأَقْمَرِ، وَالحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ, وَسَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ، وَوَلَدُهُ عَوْنُ بنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، وَآخَرُوْنَ. وَقِيْلَ: إِنَّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ إِذَا خَطَبَ يَقُوْمُ أَبُو جُحَيْفَةَ تَحْتَ منبره. اختلفوا قي مَوْتهِ، وَالأَصَحُّ مَوْتُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ، وَيُقَالُ: عَاشَ إِلَى مَا بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ, فَاللهُ أَعْلَمُ. حَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ، وَآخِرُ مَنْ حدَّث عنه ابن أبي خالد.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 63"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 99"، تاريخ بغداد "1/ 199"، أسد الغاة "5/ 95 و157"، الإصابة "3/ ترجمة 9166".

عبد الله بن عمر

267- عبد الله بن عمر 1: "ع" ابن الخطاب بن نفيل بن عَبْدِ العُزَّى بنِ رِيَاحِ بنِ قُرْطِ بنِ رزاح بن عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ, الإِمَامُ القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، العَدَوِيُّ المَكِّيُّ، ثُمَّ المَدَنِيُّ. أَسْلَمَ وَهُوَ صَغِيْرٌ، ثُمَّ هَاجَرَ مَعَ أَبِيْهِ لَمْ يَحْتَلِمْ، وَاسْتُصْغِرَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَوَّلُ غَزَوَاتِهِ الخَنْدَقُ، وَهُوَ ممن بايع تحت الشجرة، وأمه و [أم] أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ حَفْصَةَ: زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُوْنٍ؛ أُخْتُ عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ الجُمَحِيِّ. رَوَى عِلْماً كَثِيْراً نَافِعاً عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ أَبِيْهِ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَبِلاَلٍ، وَصُهَيْبٍ، وَعَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ، وَزَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، وَزَيْدٍ عَمِّهِ، وَسَعْدٍ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَعُثْمَانَ بنِ طلحة، وأسلم, وحفصة أخته، وعائشة، وغيرهم. ورى عَنْهُ: آدَمُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَسْلَمُ مَوْلَى أَبِيْهِ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ، وَأُمَيَّةُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأُمَوِيُّ، وَأَنَسُ بنُ سِيْرِيْنَ، وَبُسْرُ بنُ سَعِيْدٍ، وَبِشْرُ بنُ حَرْبٍ، وَبِشْرُ بنُ عَائِذٍ، وَبِشْرُ بنُ المُحْتَفِزِ، وَبَكْرٌ المُزَنِيُّ، وَبِلاَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابْنُهُ، وَتَمِيْمُ بنُ عِيَاضٍ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَثَابِتُ بنُ عُبَيْدٍ، وَثَابِتُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَثُوَيْرُ بنُ أَبِي فَاخِتَةَ، وَجَبَلَةُ بنُ سُحَيْمٍ، وَجُبَيْرُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَجُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ، وَجُمَيْعُ بنُ عُمَيْرٍ، وَجُنَيْدٌ، وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَالحُرُّ بنُ الصَّيَّاحِ، وَحَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ، وَحَرِيْزٌ أَوْ أَبُو حَرِيْزٍ، وَالحَسَنُ البَصْرِيُّ، وَالحَسَنُ بن سُهَيْلٍ، وَحُسَيْنُ بنُ الحَارِثِ الجَدَلِيُّ، وَابْنُ أَخِيْهِ حَفْصُ بنُ عَاصِمٍ، وَالحَكَمُ بنُ مِيْنَاءَ، وَحَكِيْمُ بنُ أَبِي حُرَّةَ، وَحُمْرَانُ مَوْلَى العَبَلاَتِ، وَابْنُهُ حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَحُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، وَحُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِمْيَرِيُّ، وَخَالِدُ بنُ أَسْلَمَ، وَأَخُوْهُ زَيْدٌ، وَخَالِدُ بنُ دُرَيْكٍ -وَهَذَا لَمْ يَلْقَهُ، وَخَالِدُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ الإِفْرِيْقِيُّ -وَلَمْ يَلْحَقْهُ، وَخَالِدُ بنُ كَيْسَانَ، وَدَاوُدُ بنُ سُلَيْكٍ، وَذَكْوَانُ السَّمَّانُ، وَرَزِيْنُ بنُ سُلَيْمَانَ الأَحْمَرِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ زَاذَانُ، وَالزُّبَيْرُ بنُ عَرَبِيٍّ، وَالزُّبَيْرُ بنُ الوَلِيْدِ شَامِيٌّ، وَأَبُو عَقِيْلٍ زُهْرَةُ بنُ مَعْبَدٍ، وَزِيَادُ بنُ جُبَيْرٍ الثَّقَفِيُّ، وَزِيَادُ بنُ صَبِيْحٍ الحَنَفِيُّ، وَأَبُو الخَصِيْبِ زِيَادٌ القرشي، وزيد بن جبير

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "2/ 373" و"4/ 142-188"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 4", الجرح والتعديل "5/ ترجمة 429"، تاريخ بغداد "1/ 171"، أسد الغابة "3/ 227"، الكاشف "2/ ترجمة 2901"، تذكرة الحفاظ "1/ 37"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 565"، الإصابة "2/ ترجمة رقم 4834"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3678".

الطَّائِيُّ، وَابْنُهُ زَيْدٌ، وَابْنُهُ سَالِمٌ، وَسَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْدِ، وَالسَّائِبُ وَالِدُ عَطَاءٍ، وَسَعْدُ بنُ عُبَيْدَةَ، وَسَعْدٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَسَعْدٌ مَوْلَى طَلْحَةَ، وَسَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَسَعِيْدُ بنُ الحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ حَسَّانٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو الأَشْدَقُ، وَسَعِيْدُ بنُ مَرْجَانَةَ، وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَسَعِيْدُ بنُ وَهْبٍ الهَمْدَانِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ يَسَارٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ أَبِي يَحْيَى، وَسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ، وَشَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ، وَصَدَقَةُ بن يسار، وصفوان بن محرز، وطاوس، وَالطُّفَيْلُ بنُ أُبَيٍّ، وَطَيْسَلَةُ بنُ عَلِيٍّ، وَطَيْسَلَةُ بنُ مَيَّاسٍ، وَعَامِرُ بنُ سَعْدٍ، وَعَبَّاسُ بنُ جُلَيْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ بَدْرٍ اليَمَامِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ بُرَيْدَةَ، وَأَبُو الوَلِيْدِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ دِيْنَارٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي سَلَمَةَ المَاجَشُوْنُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ شَقِيْقٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَبْرٍ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُصْمٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي قَيْسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ كَيْسَانَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَالِكٍ الهَمْدَانِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُرَّةَ الهمداني عبد اللهِ بنُ مَوْهِبٍ الفَلَسْطِيْنِيُّ، وَحَفِيْدُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ وَاقِدٍ العُمَرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ التَّيْلَمَانِيِّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَعْدٍ مَوْلاَهُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سُمَيْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نُعْم، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ هُنَيْدَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ الصَّنْعَانِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ قَيْسٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ نَافِعٍ، وَعَبَدَةُ بنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَابْنُهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مِقْسَمٍ، وَعُبَيْدُ بنُ جُرَيْجٍ، وَعُبَيْدُ بنُ حُنَيْنٍ، وَعُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ، وَعُثْمَانُ بنُ الحَارِثِ، وَعُثْمَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَوْهَبٍ، وَعِرَاكُ بنُ مَالِكٍ، وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَطِيَّةُ العَوْفِيُّ، وَعُقْبَةُ بنُ حُرَيْثٍ، وَعِكْرِمَةُ بنُ خَالِدٍ، وَعِكْرِمَةُ العَبَّاسِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ البَارِقِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَعَاوِيُّ، وَابْنُهُ عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ إِنْ صحَّ، وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَعِمْرَانُ بنُ الحَارِثِ، وَعِمْرَانُ بن حطان، وعمران الأنصاري، وعمير بن هانىء، وَعَنْبَسَةُ بنُ عَمَّارٍ، وَعَوْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، وَالعَلاَءُ بنُ عَرَارٍ، وَالعَلاَءُ بنُ اللجاج، وَعِلاَجُ بنُ عَمْرٍو، وَغُطَيْفٌ أَوْ أَبُو غُطَيْفٍ الهُذَلِيُّ، وَالقَاسِمُ بنُ رَبِيْعَةَ، وَالقَاسِمُ بنُ عَوْفٍ، وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَقُدَامَةُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَقَزَعَةُ بنُ يَحْيَى، وَقَيْسُ بنُ عُبَادٍ، وَكَثِيْرُ بنُ جُمْهَانَ، وَكَثِيْرُ بنُ مُرَّةَ، وَكُلَيْبُ بنُ وَائِلٍ، وَمُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ، وَمُجَاهِدُ بنُ رِيَاحٍ، وَمُحَارِبُ بنُ دِثَارٍ، وَحَفِيْدُهُ مُحَمَّدُ بنُ زَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبَّادِ بنِ جَعْفَرٍ، وأبو جَعْفَرٍ البَاقِرِ، وَابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْتَشِرِ، وَمَرْوَانُ بنُ سَالِمٍ المُقَفَّعُ، وَمَرْوَانُ الأَصْفَرُ، وَمَسْرُوْقٌ، وَمُسْلِمُ بنُ جُنْدُبٍ، وَمُسْلِمُ بنُ المُثَنَّى، وَمُسْلِمُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَمُسْلِمُ بنُ يَنَّاقَ، وَمُصْعَبُ بنُ سَعْدٍ، وَالمُطَّلِبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَنْطَبٍ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ قُرَّةَ، وَمَغْرَاءُ العَبْدِيُّ، وَمُغِيْثُ بنُ سُمَيّ،

وَمُغِيْثٌ الحِجَازِيُّ، وَالمُغِيْرَةُ بنُ سَلْمَانَ، وَمَكْحُوْلٌ الأَزْدِيُّ، وَمُنْقِذُ بنُ قَيْسٍ، وَمُهَاجَرٌ الشَّامِيُّ، وَمُوَرِّقٌ العِجْلِيُّ، وَمُوْسَى بنُ دِهْقَانَ، وَمُوْسَى بنُ طَلْحَةَ، وَمَيْمُوْنُ بنُ مِهْرَانَ، وَنَابِلٌ صَاحِبُ العَبَاءِ، وَنَافِعٌ مَوْلاَهُ، وَنُسَيْرُ بنُ ذُعْلُوْقٍ، وَنُعَيْمٌ المُجْمِرُ، وَنُمَيْلَةُ أَبُو عِيْسَى، وَوَاسِعُ بنُ حَبَّانَ، وَوَبَرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالوَلِيْدُ الجُرَشِيُّ، وَأَبُو مِجْلَزٍ لاَحِقٌ، وَيُحَنَّسُ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، وَيَحْيَى بنُ رَاشِدٍ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَاطِبٍ، وَيَحْيَى بنُ وَثَّابٍ، وَيَحْيَى بنُ يَعْمَرَ، وَيَحْيَى البَكَّاءُ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي سُمَيَّةَ، وَأَبُو البَزَرَى يَزِيْدُ بنُ عُطَارِدٍ، وَيَسَارٌ مَوْلاَهُ، وَيُوْسُفُ بنُ مَاهَكَ، وَيُوْنُسُ بنُ جُبَيْرٍ، وَأَبُو أُمَامَةَ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو البَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ، وَأَبُو بُرْدَةَ بنُ أَبِي مُوْسَى، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ حَفْصٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَبِي حَثْمَةَ، وَحَفِيْدُهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ عبد الله، وأبو تيمية الهُجَيْمِيُّ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ -وَلَمْ يَلْحَقْهُ، وَأَبُو حَيَّةَ الكَلْبِيُّ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ رَافِعٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو سَهْلٍ، وَأَبُو السَّوْدَاءِ، وَأَبُو الشَّعْثَاءِ المُحَارِبِيُّ، وَأَبُو شَيْخٍ الهُنَائِيُّ، وَأَبُو الصِّدِّيْقِ النَّاجِي، وَأَبُو طُعْمَةَ، وَأَبُو العَبَّاسِ الشَّاعِرُ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَأَبُو العَجْلاَنِ المُحَارِبِيُّ، وَأَبُو عُقْبَةَ، وَأَبُو غَالِبٍ، وَأَبُو الفَضْلِ، وَأَبُو المُخَارِقِ إِنْ كَانَ مَحْفُوْظاً، وَأَبُو المُنِيْبِ الجُرَشِيُّ، وَأَبُو نَجِيْحٍ المَكِّيُّ، وَأَبُو نَوْفَلٍ بن أَبِي عَقْرَبٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ البَصْرِيُّ، وَأَبُو يَعْفُوْرٍ العَبْدِيُّ، وَرُقَيَّةُ بِنْتُ عَمْرِو بنِ سَعِيْدٍ. قَدِمَ الشَّامَ وَالعِرَاقَ وَالبَصْرَةَ وَفَارِسَ غَازِياً. رَوَى حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، عَنْ نَافِعٍ, أَنَّ ابْنَ عُمَرَ بَارَزَ رَجُلاً فِي قِتَالِ أَهْلِ العِرَاقِ، فَقَتَلَهُ وَأَخَذَ سَلَبَهُ1. وَرَوَى عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ, أنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يصفِّر لِحْيَتَهُ2. سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ, عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ, أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يصفِّر حَتَّى يَمْلأَ ثِيَابَهُ مِنْهَا، فَقِيْلَ لَهُ: تَصْبِغُ بِالصُّفْرَةِ? فَقَالَ: إِنِّيْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصْبِغُ بِهَا3. شَرِيْكٌ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ: رَأَى ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالخَلُوْقِ وَالزَّعْفَرَانِ. ابْنُ عَجْلاَنَ, عَنْ نَافِعٍ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعْفِي لِحْيَتَهُ إلَّا فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ. وَقَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: رَأَيْتُ شَعْرَ ابْنِ عُمَرَ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ، وَأُتِيَ بِي إليه، فقبَّلني.

_ 1 ضعيف: آفته حجاج بن أرطاة، مدلّس وقد عنعنه, وهو عند ابن سعد "4/ 170". 2 صحيح: أخرجه ابن سعد "4/ 179". 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "4/ 179".

قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ البَرْقِيِّ: كَانَ رَبْعَةً, يَخضِبُ بِالصُّفْرَةِ، تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ فَتْحَ مِصْرَ وَاخْتَطَّ بِهَا، وَرَوَى عَنْهُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِيْنَ نَفْساً مِنْ أَهْلِهَا. اللَّيْثُ, عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ بنِ جَزْءٍ قَالَ: تُوُفِّيَ صَاحِبٌ لِي غَرِيْباً، فَكُنَّا عَلَى قَبْرِهِ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو، وَكَانَتْ أَسَامِيْنَا ثَلاَثَتُنَا العَاصَ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "انْزِلُوا قَبْرَهُ، وَأَنْتُمْ عُبَيْدُ اللهِ"، فَقَبَرْنَا أَخَانَا وَصَعِدْنَا، وَقَدْ أُبْدِلَتْ أَسْمَاؤُنَا. هَكَذَا رَوَاهُ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، عَنْهُ. وَمَعَ صِحَّةِ إِسْنَادِهِ هُوَ مُنْكَرٌ مِنَ القَوْلِ، وَهُوَ يَقْتَضِي أَنَّ اسمَ ابْنِ عُمَرَ مَا غُيِّرَ إِلَى مَا بَعْدَ سَنَةِ سَبْعٍ مِنَ الهِجْرَةِ، وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: إِنَّ حَفْصَةَ وَابْنَ عُمَرَ أَسْلَمَا قَبْلَ عُمَرَ، وَلَمَّا أَسْلَمَ أَبُوْهُمَا كَانَ عَبْدُ اللهِ ابْنَ نَحْوٍ مِنْ سَبْعِ سِنِيْنَ. وَهَذَا مُنْقَطِعٌ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ آدَمَ جَسِيْماً, إِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ السَّاقَيْنِ، يَطُوْفُ. وَقَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ لَهُ جُمَّةٌ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ جُدْعَانَ: عَنْ أَنَسٍ، وَابْنِ المُسَيِّبِ: شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ بَدْراً1. فَهَذَا خَطَأٌ وَغَلَطٌ, ثَبَتَ أَنَّهُ قَالَ: عُرِضت عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُدٍ، وَأَنَا ابْنُ أربع عشرة سنة، فلم يجزني2. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ, عَنِ البَرَاءِ قَالَ: عُرِضْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَاسْتَصْغَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ الفَتْحَ، وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً.

_ 1 ضعيف: آفته علي بن زيد بن جدعان، ضعيف. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4097"، ومسلم "1868"، وأبو داود "4406". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3955".

وَرَوَى سَالِمٌ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتُ غُلاَماً عَزَباً شَابّاً، فَكُنْتُ أَنَامُ فِي المَسْجَدِ، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي، فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ البِئْرِ، وَلَهَا قُرُوْنٌ كَقُرُوْنِ البِئْرِ، فَرَأَيْتُ فِيْهَا نَاساً قَدْ عَرَفْتُهُم، فَجَعَلتُ أَقُوْلُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، فَلَقِيَنَا مَلَكٌ فَقَالَ: لَنْ تُرَاعَ، فَذَكَرْتُهَا لِحَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ". قَالَ: فَكَانَ بَعْدُ لاَ يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إلَّا القَلِيْلَ1. وَرَوَى نَحْوَهُ نَافِعٌ، وَفِيْهِ: "إِنَّ عَبْدَ اللهِ رَجُلٌ صَالِحٌ". سَعِيْدُ بنُ بَشِيْرٍ, عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ شَاهِدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَائِطِ نَخْلٍ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ائْذَنُوا لَهُ، وبشِّروه بِالجَنَّةِ"، ثُمَّ عُمَرُ كَذَلِكَ، ثُمَّ عُثْمَانُ، فَقَالَ: "بَشِّرُوْهُ بِالجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيْبُهُ"، فَدَخَلَ يَبْكِي وَيَضْحَكُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: فَأَنَا يَا نَبِيَّ الله? قال: "أنت مع أبيك"2. تفرَّد بِهِ مُحَمَّدُ بنُ بَكَّارِ بنِ بِلاَلٍ، عَنْهُ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ: قَالَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ: إِنَّ مِنْ أَمْلَكِ شَبَابِ قُرَيْشٍ لِنَفْسهِ عَنِ الدُّنْيَا عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ. ابْنُ عَوْنٍ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَنَحْنُ مُتَوَافِرُوْنَ، وَمَا فِيْنَا شَابٌّ هُوَ أَمْلَكُ لِنَفْسِهِ مِنِ ابْنِ عُمَرَ. أَبُو سَعْدٍ البَقَّالُ, عَنْ أَبِي حَصِيْنٍ، عَنْ شَقِيْقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا منَّا أَحَدٌ يُفَتَّشُ إلَّا يُفَتَّشُ عَنْ جَائِفَةٍ أَوْ مُنَقِّلَةٍ إلَّا عُمَرُ وَابْنُهُ. وَرَوَى سَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ: مَا مِنَّا أَحَدٌ أَدْرَكَ الدُّنْيَا إلَّا وَقَدْ مَالَتْ بِهِ إلَّا ابْنُ عُمَرَ. وَعَنْ عَائِشَةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَلْزَمَ لِلأَمْرِ الأَوَّلِ مِنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ بنُ العلاء المازني، عن ابن أبي عتيق قال: قالت عائشة لابن عمر: ما

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1121"، ومسلم "2478"، والترمذي "3825". 2 ضعيف: آفته سعيد بن بشير، ضعيف. لكن قد صحَّ الحديث فأخرجه مسلم "2403"، والترمذي "3711" من حديث أبي موسى الأشعري، به.

مَنَعَكَ أَنْ تَنْهَانِي عَنْ مَسِيْرِي? قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلاً قَدِ اسْتَوْلَى عَلَيْكِ، وَظَنَنْتُ أَنَّكِ لَنْ تُخَالِفِيْهِ -يَعْنِي: ابْنَ الزُّبَيْرِ. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَاتَ ابْنُ عُمَرَ وَهُوَ فِي الفَضْلِ مِثْلُ أَبِيْهِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ: كُنَّا نَأْتِي ابْنَ أَبِي لَيْلَى، وَكَانُوا يجتمعون إِلَيْهِ، فَجَاءهُ أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: أَعُمَرُ كَانَ أَفْضَلَ عِنْدَكُم أَمِ ابْنُهُ? قَالُوا: بَلْ عُمَرُ، فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ كَانَ فِي زَمَانٍ لَهُ فِيْهِ نُظَرَاءٌ، وإنَّ ابْنَ عُمَرَ بَقِيَ فِي زَمَانٍ لَيْسَ لَهُ فِيْهِ نَظِيْرٌ. وَقَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: لَوْ شَهِدْتُ لأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ لَشَهِدْتُ لابْنِ عُمَرَ. رَوَاهُ ثِقَتَانِ عَنْهُ. وَقَالَ قَتَادَةُ: سَمِعْتُ ابْنَ المُسَيِّبِ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمَ مَاتَ خير من بقي. وعن طاوس: مَا رَأَيْتُ أَوْرَعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ. وَكَذَا يُرْوَى عَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ. وَرَوَى جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ: رُبَّمَا لَبِسَ ابْنُ عُمَرَ المِطْرَفَ الخَزَّ, ثَمَنُهُ خَمْسُ مائَةِ دِرْهَمٍ. وَبإِسْنَادٍ وَسَطٍ عَنِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ. قَالَ عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا غَرَسْتُ غَرْساً مُنْذُ تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ مُوْسَى بنُ دِهْقَانَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَتَّزِرُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ. العُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اعتمَّ وَأَرْخَاهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ. وَكِيْعٌ, عَنِ النَّضْرِ أَبِي لُؤْلُؤةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابن عمر عمامة سوداء. وَقَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ ابْنِ عُمَرَ: "عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ". وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سَمِعَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيْثاً لاَ يَزِيْدُ وَلاَ يَنقصُ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ مِثْلَهُ. أَبُو المَلِيْحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ مَيْمُوْنٍ, قَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَفَفْتُ يَدِي فَلَمْ أَندَمْ، وَالمُقَاتِلُ عَلَى الحَقِّ أَفْضَلُ. قَالَ: وَلَقَدْ دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَوَّمْتُ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَيْتِهِ مِنْ أَثَاثٍ, مَا يَسْوَى مائة درهم.

ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ, عمَّن حدَّثَهُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَّبعُ أَمرَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَآثَارَهُ وَحَالَهُ, وَيَهتمُّ بِهِ، حَتَّى كَانَ قَدْ خِيفَ عَلَى عَقلِهِ مِنِ اهتمَامِهِ بِذَلِكَ. خَارِجَةُ بنُ مُصْعَبٍ، عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَوْ نَظرْتَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ إِذَا اتَّبعَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَقُلْتَ: هَذَا مَجنُوْنٌ. عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَّبعُ آثَارَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, كلَّ مَكَانٍ صَلَّى فِيْهِ, حَتَّى إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَزلَ تَحْتَ شَجرَةٍ، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَتعَاهدُ تِلْكَ الشَّجَرَةَ، فَيَصبُّ فِي أَصلِهَا المَاءَ لِكَيْلاَ تَيْبَسَ. وَقَالَ نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ تَرَكْنَا هَذَا البَابَ لِلنِّسَاءِ" قَالَ نَافِعٌ: فَلَمْ يَدخْلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ حتى مات. قَالَ الشَّعْبِيُّ: جَالَسْتُ ابْنَ عُمَرَ سَنَةً، فَمَا سَمِعتُهُ يُحدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا حَدِيْثاً وَاحِداً. قَالَ مُجَاهِدٌ: صَحِبتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى المَدِيْنَةِ، فَمَا سَمِعْتُهُ يحدِّث عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا حَدِيْثاً. وَرَوَى عَاصِمُ بنُ مُحَمَّدٍ العُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ذَكرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا بَكَى. وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ مَاهَكَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ عِنْدَ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، وَعُبَيْدٌ يَقُصُّ، فَرَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَدُمُوعُهُ تُهرَاقُ. عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ, أَنَّهُ تَلاَ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} [النِّسَاءُ: 40] . فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يَبْكِي حَتَّى لَثِقَتْ لِحيتُهُ وَجَيْبُهُ مِنْ دُموعِهِ، فَأَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يَقُوْلَ لأَبِي: أَقْصِرْ، فَقَدْ آذَيْتَ الشَّيْخَ. وَرَوَى عُثْمَانُ بنُ وَاقِدٍ، عَنْ نَافِعٍ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا قَرَأَ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحَدِيْدُ: 16] ، بَكَى حَتَّى يَغْلِبَهُ البكاء. قَالَ حَبِيْبُ بنُ الشَّهِيْدِ: قِيْلَ لنَافِعٍ: مَا كَانَ يَصْنَعُ ابْنُ عُمَرَ فِي مَنْزِلِهِ? قَالَ: لاَ تُطِيْقُونَهُ, الوُضوءُ لِكُلِّ صَلاَةٍ، وَالمصحفُ فِيمَا بَيْنَهُمَا. رَوَاهُ أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ، عَنْ حَبِيْبٍ. وَرَوَى عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ: إنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا فَاتَتْهُ العشاء في جماعة أحيا بقية ليلته.

ابْنُ المُبَارَكِ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي, أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لَهُ مِهْرَاسٌ فِيْهِ مَاءٌ، فَيُصَلِّي فِيْهِ مَا قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ يَصِيْرُ إِلَى الفِرَاشِ، فَيُغْفِي إِغْفَاءةَ الطَّائِرِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَوضَّأُ وَيُصَلِّي, يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي اللَّيْلِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ أَوْ خَمْسَةً. قَالَ نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يَصُومُ فِي السَّفَرِ، وَلاَ يَكَادُ يُفْطِرُ فِي الحَضَرِ. وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ: مَا لَعَنَ ابْنُ عُمَرَ خَادِماً لَهُ إلَّا مرَّةً، فَأَعتَقَهُ. رَوَى أَبُو الزُّبَيْرِ المَكِّيُّ، عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى ابْنِ سِبَاعٍ، قَالَ: أَقْرضْتُ ابْنَ عُمَرَ أَلْفَيْ درهم، فوفانيها بزائد مائتي درهم. أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ, أنَّ مَرْوَانَ قَالَ لابْنِ عُمَرَ -يَعْنِي بَعْدَ مَوْتِ يَزِيْدَ: هلمَّ يَدَكَ نُبايِعْكَ، فَإِنَّك سَيِّدُ العَربِ، وَابْنُ سَيِّدِهَا, قَالَ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِأَهْلِ المَشرقِ? قَالَ: نَضرِبُهُم حَتَّى يُبَايِعُوا. قَالَ: وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنَّهَا دَانَتْ لِي سبعِيْنَ سَنَةً، وَأَنَّهُ قُتلَ فِي سَيْفِي رَجُلٌ وَاحِدٌ. قَالَ: يَقُوْلُ مروان: إني أرى فتنة تغلي مراجلها ... والملك بَعْدَ أَبِي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبَا أَبُو لَيْلَى: مُعَاوِيَةُ بنُ يَزِيْدَ بَايَعَ لَهُ أَبُوْهُ النَّاسَ، فَعَاشَ أَيَّاماً. أَبُو حَازِمٍ المَدِيْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ إِلَى مَكَّةَ فَعرَّسْنَا، فَانحدَرَ عَلَيْنَا رَاعٍ مِنْ جَبلٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَرَاعٍ? قَالَ: نَعَمْ, قَالَ: بِعْنِي شَاةً مِنَ الغَنَمِ. قَالَ: إِنِّيْ مَمْلُوْكٌ, قَالَ: قُلْ لِسَيِّدِكَ: أَكَلَهَا الذِّئْبُ, قَالَ: فَأَيْنَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ? قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَأَيْنَ اللهُ! ثُمَّ بَكَى، ثُمَّ اشْترَاهُ بَعْدُ، فَأَعتَقَهُ! أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ, عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوَهُ. وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ: فَأَعتقَهُ، وَاشْتَرَى له الغنم. عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: مَا أَعْجَبَ ابْنَ عُمَرَ شَيْءٌ مِنْ مَالِهِ إلَّا قَدَّمَهُ، بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ عَلَى نَاقتِهِ إِذْ أَعْجَبَتْهُ، فَقَالَ: إِخ إِخ, فَأَنَاخَهَا، وَقَالَ: يَا نَافِعُ, حُطَّ عَنْهَا الرَّحْلَ, فَجَلَّلَهَا، وَقَلَّدَهَا، وَجَعَلَهَا فِي بُدْنِهِ. عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَاتَبَ غُلاَماً لَهُ بِأَرْبَعِيْنَ أَلْفاً، فَخَرَجَ إِلَى الكُوْفَةِ، فَكَانَ يَعملُ عَلَى حُمُرٍ لَهُ حَتَّى أدَّى خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفاً، فَجَاءهُ إِنْسَانٌ، فَقَالَ: أَمَجْنُوْنٌ أَنْتَ? أَنْت ههنا تُعذِّبُ نَفْسَكَ، وَابْنُ عُمَرَ يَشْتَرِي الرَّقِيقَ يَمِيْناً وَشِمَالاً، ثُمَّ يُعْتِقُهُم؛ ارجعْ

إِلَيْهِ فَقُلْ: عَجِزْتُ. فَجَاءَ إِلَيْهِ بِصَحيفَةٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ, قَدْ عَجِزْتُ، وَهَذِهِ صَحيفَتِي فَامْحُهَا، فَقَالَ: لاَ، وَلَكِنِ امْحُهَا أَنْتَ إِنْ شِئْتَ، فَمحَاهَا فَفَاضَتْ عَيْنَا عَبْدِ اللهِ، وَقَالَ: اذهَبْ فَأنتَ حُرٌّ, قَالَ: أَصلَحَكَ اللهُ, أحسِن إِلَى ابْنَيَّ, قَالَ: هُمَا حُرَّانِ, قَالَ: أَصلَحَكَ اللهُ, أَحْسِنْ إِلَى أُمَّيْ وَلَدَيَّ, قَالَ: هُمَا حُرَّتَانِ. رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْهُ. عَاصِمُ بنُ مُحَمَّدٍ العُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَعْطَى عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ ابنَ عُمَرَ بِنَافِعٍ عَشْرَةَ آلاَفٍ، فَدَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ امْرَأتِهِ، فَحدَّثَهَا, قَالَتْ: فَمَا تَنْتَظِرُ? قَالَ: فَهَلاَّ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ, هُوَ حُرٌّ لوجِهِ اللهِ. فكان يخيل إليَّ أَنَّهُ كَانَ يَنْوِي قَوْلَ اللهِ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آلُ عِمْرَان: 92] . وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَرَادَ ابْنُ عُمَرَ أَنْ يَلْعَنَ خَادِماً، فَقَالَ: اللَّهُمَّ الع، فَلَمْ يتمَّها، وَقَالَ: مَا أُحبُّ أَنْ أَقُوْلَ هَذِهِ الكَلِمَةَ. جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ, عَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ، عَنْ نَافِعٍ: أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ بِبِضْعَةٍ وَعِشْرِيْنَ أَلْفاً، فَمَا قَامَ حَتَّى أَعْطَاهَا. رَوَاهَا عِيْسَى بنُ كَثِيْرٍ، عَنْ مَيْمُوْنٍ، وَقَالَ: باثنَيْنِ وَعِشْرِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ. وَقَالَ أَبُو هِلاَلٍ: حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ بنُ وَائِلٍ قَالَ: أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ بِعَشْرَةِ آلاَفٍ فَفرَّقهَا، وَأَصْبَحَ يَطلُبُ لرَاحِلَتِهِ عَلَفاً بِدِرْهَمٍ نَسِيْئَةً. بُرْدُ بنُ سِنَانٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: إِنْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَيُفرِّقُ فِي المَجْلِسِ ثَلاَثينَ أَلْفاً، ثُمَّ يَأْتِي عَلَيْهِ شَهْرٌ مَا يَأْكُلُ مُزْعَةَ لَحْمٍ. عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ العُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: مَا مَاتَ ابْنُ عُمَرَ حتى أعتق ألف إنسان، أو زاد. إِسْنَادُهَا صَحِيْحٌ. أَيُّوْبُ, عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: بَعثَ مُعَاوِيَةُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمائَةِ أَلْفٍ، فَمَا حَالَ عَلَيْهِ الحَوْلُ وَعِنْدَهُ مِنْهَا شَيْءٌ. مَعْمَرُ, عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله، قَالَ: لَوْ أنَّ طَعَاماً كَثِيْراً كَانَ عِنْدَ أَبِي، مَا شَبعَ مِنْهُ بَعْدَ أَنْ يَجِدَ لَهُ آكلاً، فَعَادَهُ ابْنُ مُطِيْعٍ، فَرَآهُ قَدْ نَحَلَ جِسْمُهُ، فَكَلَّمَهُ, فَقَالَ: إِنَّهُ لَيَأْتِي

عليَّ ثَمَانُ سِنِيْنَ مَا أَشْبَعُ فِيْهَا شَبْعَةً وَاحِدَةً. أَو قَالَ: إلَّا شَبْعَةً، فَالآنَ تُرِيْدُ أَنْ أَشبَعَ حِيْنَ لَمْ يَبْقَ مِنْ عُمُرِي إلَّا ظِمْءُ حِمَارٍ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: حَدَّثَنِي مُطْعِمُ بنُ المِقْدَامِ، قَالَ: كَتَبَ الحَجَّاجُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ: بَلغنِي أَنَّكَ طَلبتَ الخِلاَفَةَ، وَإِنَّهَا لاَ تَصْلُحُ لِعَييٍّ وَلاَ بَخِيلٍ وَلاَ غَيُورٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الخِلاَفَةِ فَمَا طَلبتُهَا، وَمَا هِيَ مِنْ بِالِي، وأمَّا مَا ذكَرْتَ مِنَ العَيِّ، فَمَنْ جَمعَ كِتَابَ اللهِ فَلَيْسَ بِعَييٍّ، وَمَنْ أدَّى زَكَاتَهُ فَلَيْسَ بِبَخيلٍ، وَإِنَّ أَحقَّ مَا غِرْتُ فِيْهِ وَلَدِي أَنْ يَشْرَكَنِي فِيْهِ غَيْرِي. هُشَيمٌ, عَنْ يَعْلَى بنِ عَطَاءٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ, قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: لأَنْ يَكُوْنَ نَافِعٌ يَحفَظُ حِفْظَكَ, أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ يَكُوْنَ لِي دِرْهَمُ زَيْفٍ، فقلت: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ, ألَا جَعلْتَهُ جَيِّداً!! قَالَ: هَكَذَا كَانَ فِي نَفْسِي. الأَعْمَشُ وَغَيْرُهُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: مَرِضَ ابْنُ عُمَرَ، فَاشْتَهَى عِنَباً أوَّل مَا جَاءَ، فَأَرْسَلَتِ امْرَأتُهُ بِدِرْهَمٍ، فَاشتَرَتْ بِهِ عُنْقُوْداً، فَاتَّبعَ الرَّسُوْلَ سَائِلٌ، فلمَّا دَخَلَ قَالَ: السَّائِلَ السَّائِلَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَعْطُوهُ إِيَّاهُ، ثُمَّ بَعثَتْ بِدِرْهَمٍ آخرَ, قَالَ: فَاتَّبعَهُ السَّائِلُ، فلمَّا دَخَلَ, قَالَ: السَّائِلَ السَّائِلَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَعْطُوهُ إِيَّاهُ، فَأَعْطَوْهُ، وَأَرْسَلَتْ صَفِيَّةُ إِلَى السَّائِلِ تَقُوْلُ: وَاللهِ لَئِنْ عُدْتَ لاَ تُصِيْبُ مِنِّي خَيراً، ثُمَّ أَرْسَلَتْ بِدِرْهَمٍ آخرَ، فَاشْتَرَتْ بِهِ. مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ بِجوَارِشَ، فَكَرِهَهُ، وَقَالَ: مَا شَبعْتُ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ: أنَّ المُخْتَارَ بنَ أَبِي عُبَيْدٍ كَانَ يُرسِلُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِالمَالِ فَيَقْبَلُهُ، وَيَقُوْلُ: لاَ أَسْأَلُ أَحَداً شَيْئاً، وَلاَ أَرُدُّ مَا رَزقَنِي اللهُ. الثَّوْرِيُّ, عَنْ أَبِي الوَازِعِ, قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ: لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيرٍ مَا أَبقَاكَ اللهُ لَهُم، فَغَضبَ وَقَالَ: إِنِّيْ لأَحْسِبُكَ عِرَاقِيّاً، وَمَا يُدْرِيْكَ مَا يُغلِقُ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّكَ بَابَهُ. أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ, عَنْ حُصَيْنٍ, قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنِّيْ لأَخرجُ وَمَا لِي حَاجَةٌ إلَّا أَنْ أُسلِّمَ عَلَى النَّاسِ، وَيُسلِّمُوْنَ عَلَيَّ. وَرَوَى مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو النَّدَبِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ، فَمَا لَقِيَ صغِيراً وَلاَ كَبِيْراً إلَّا سلَّم عَلَيْهِ. قَالَ عُثْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَاطِبِيُّ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَاربَهُ، حَتَّى ظنَنْتُ أَنَّهُ يَنْتِفُهُ، وَمَا

رَأَيتُه إلَّا مُحَلَّلَ الأَزرَارِ، وَإِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ، وَقِيْلَ: كَانَ يَتَّزِرُ عَلَى القَمِيْصِ فِي السَّفَرِ، وَيَخْتِمُ الشَيْءَ بِخَاتَمِهِ، وَلاَ يَكَادُ يَلْبَسُهُ، وَيَأْتِي السُّوقَ فَيقُولُ: كَيْفَ يُبَاعُ ذَا? وَيُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ. وَرَوَى ابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ, أنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْبِضُ عَلَى لحيتِهِ، وَيَأخُذُ مَا جَاوَزَ القَبْضَةَ. قَالَ مَالِكٌ: كَانَ إِمَامَ النَّاسِ عِنْدَنَا بَعْدَ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عمر, مكث ستين سنة يفتي الناس. مَالِكٌ, عَنْ نَافِعٍ, كَانَ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ يَجلِسَانِ لِلنَّاسِ عِنْدَ مَقْدَمِ الحَاجِّ، فَكُنْتُ أَجلِسُ إِلَى هَذَا يَوْماً، وَإِلَى هَذَا يَوْماً، فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُجِيبُ وَيُفْتِي فِي كُلِّ مَا سُئِلَ عَنْهُ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَردُّ أَكْثَرَ مِمَّا يُفْتِي. قَالَ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُ: كَتبَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ أَنِ اكتُبْ إليَّ بِالعِلمِ كُلِّهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ العِلمَ كَثِيْرٌ، وَلَكِنْ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلقَى اللهَ خَفِيفَ الظَّهْرِ مِنْ دِمَاءِ النَّاسِ, خَمِيْصَ البَطنِ مِنْ أَمْوَالِهِم, كَافَّ اللِّسَانِ عَنْ أَعْرَاضِهِم, لاَزماً لأَمرِ جَمَاعَتِهِم، فَافعَلْ. مَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ: عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لابْنِ عُمَرَ: أَعملُ لَكَ جوَارِشَ? قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: شَيْءٌ إِذَا كَظَّكَ الطَّعَامُ، فَأَصبْتَ مِنْهُ, سَهَّلَ. فَقَالَ: مَا شَبِعْتُ مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَشهرٍ، وَمَا ذَاكَ أَنْ لاَ أَكُوْنَ لَهُ وَاجداً، ولكن عَهِدْتُ قَوْماً يَشبَعُوْنَ مَرَّةً، وَيَجُوْعُوْنَ مَرَّةً. وَرَوَى الحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ رَجُلٍ: بَعثَتْ أُمُّ وَلَدٍ لِعَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ إِلَى وَكِيلِهَا تَسْتَهدِيْهِ غُلاَماً، وَقَالَتْ: يَكُوْنُ عَالِماً بِالسُّنَّةِ, قَارِئاً لِكِتَابِ اللهِ، فَصِيحاً عَفِيفاً, كَثِيْرَ الحَيَاءِ, قَلِيْلَ المِرَاءِ, فَكَتَبَ إِلَيْهَا: قَدْ طَلبْتُ هَذَا الغُلاَمَ، فَلَمْ أَجِدْ غُلاَماً بِهَذِهِ الصِّفَةِ إلَّا عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، وَقَدْ سَاومْتُ بِهِ أَهْلَهُ، فَأَبَوْا أَنْ يَبيعُوْهُ. رَوَى بَقِيَّةُ، عَنِ ابْنِ حِذْيَمٍ، عَنْ وَهْبِ بنِ أَبَانَ القُرَشِيِّ, أنَّ ابْنَ عُمَرَ خَرَجَ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَسيرُ إِذَا أَسَدٌ عَلَى الطَّرِيْقِ قَدْ حَبسَ النَّاسَ، فاستخفَّ ابْنُ عُمَرَ رَاحِلتَهُ، وَنَزَلَ إِلَى الأَسَدِ، فَعَرَكَ أُذُنَهُ وَأَخَّرَهُ عَنِ الطَّرِيْقِ, وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: "لَوْ لَمْ يَخَفِ ابْنُ آدَمَ إلَّا اللهَ لم يسلط عليه غيره". لَمْ يَصحَّ هَذَا. أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ وَاقِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عمر يصلي، فلو رَأَيتَهُ مُقْلَوْلِياً، وَرَأَيتُهُ يَفُتُّ المِسْكَ فِي الدُّهْنِ يَدَّهِنُ بِهِ. عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي جَمِيْلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَوْهَبٍ, أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ لابْنِ عُمَرَ: اذهَبْ،

فاقض بين الناس, قال: أَوَتعفيني مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَمَا تَكرَهُ مِنْ ذَلِكَ, وَقَدْ كَانَ أَبُوْكَ يَقضِي? قَالَ: إِنِّيْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "مَنْ كَانَ قَاضِياً فَقضَى بِالعَدْلِ، فَبِالحَرِيِّ أَنْ يَنْفلِتَ كَفَافاً" فَمَا أَرْجُو بَعْدَ ذَلِكَ?! 1. السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى, عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلمَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَقَدْ أُعْطِيْتُ مِنَ الجِمَاعِ شَيْئاً مَا أَعْلَمُ أَحَداً أُعْطِيَهُ إلَّا أَنْ يَكُوْنَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. تفرَّد بِهِ يَحْيَى بنُ عَبَّادٍ، عَنْهُ. أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا عُمَرُ بنُ حَمْزَةَ, أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِنِّيْ لأَظنُّ قُسِمَ لِي مِنْهُ مَا لَمْ يُقْسَمْ لأَحدٍ إلَّا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقِيْلَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُفطِرُ أَوَّلَ شَيْءٍ عَلَى الوَطْءِ. لَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ, عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ جَاءَ عَلِيٌّ إلى ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: إِنَّكَ مَحبُوبٌ إِلَى النَّاسِ، فسِرْ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ: بِقَرَابَتِي وَصُحْبَتِي وَالرَّحِمِ الَّتِي بَيْنَنَا, قَالَ: فَلَمْ يُعَاوِدْهُ2. ابْنُ عُيَيْنَةَ, عَنْ عُمَرَ بنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَعثَ إليَّ عليٌّ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ, إِنَّكَ رَجُلٌ مُطَاعٌ فِي أَهْلِ الشَّامِ، فَسِرْ فَقَدْ أمَّرتك عَلَيْهِم، فَقُلْتُ: أُذَكِّرُكَ اللهَ وَقَرَابَتِي مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصُحْبَتِي إِيَّاهُ, إلَّا مَا أَعْفَيْتَنِي، فَأَبَى عَلِيٌّ، فَاسْتَعَنْتُ عَلَيْهِ بِحَفْصَةَ، فَأَبَى، فَخَرَجْتُ ليلاً إِلَى مَكَّةَ، فَقِيْلَ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ خَرجَ إِلَى الشَّامِ، فَبَعثَ فِي أَثَرِي، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْتِي المربدَ، فَيَخْطمُ بَعيرَهُ بِعِمَامَتِهِ لِيُدْرِكَنِي, قَالَ: فَأَرْسَلَتْ حَفْصَةُ: إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ إِلَى الشَّامِ, إِنَّمَا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، فَسَكَنَ. الأَسْوَدُ بنُ شَيْبَانَ, عَنْ خَالِدِ بنِ سُمَيْرٍ قَالَ: هَربَ مُوْسَى بنُ طَلْحَةَ مِنَ المُخْتَارِ، فَقَالَ: رَحِمَ اللهُ ابْنَ عُمَرَ! إِنِّيْ لأَحسِبُهُ عَلَى العَهدِ الأَوَّلِ لَمْ يَتَغِيَّرْ، وَاللهِ مَا اسْتَفَزَّتْهُ قُرَيْشٌ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا يُزرِي عَلَى أَبِيْهِ فِي مَقْتلِهِ, وَكَانَ عَلِيٌّ غَدَا عَلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبُنَا، فَاركَبْ بِهَا إِلَى الشَّامِ, قَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ وَالإِسْلاَمَ, قَالَ: وَاللهِ لَتَرْكَبَنَّ, قَالَ: أُذَكِّرُكَ اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ, قَالَ: لَتَرْكَبَنَّ، وَاللهِ طَائِعاً أَوْ كَارهاً, قَالَ: فَهَرَبَ إِلَى مَكَّةَ. العَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ, عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ يَوْمَ دُوْمَةَ جَنْدَلٍ: جَاءَ مُعَاوِيَةُ عَلَى بُخْتِيٍّ عَظِيْمٍ طَوِيْلٍ، فَقَالَ: وَمَنِ الَّذِي يَطْمَعُ فِي هَذَا الأَمْرِ وَيَمدُّ إِلَيْهِ عنقه? فما

_ 1 ضعيف: أخرجه الترمذي "1322"، وآفته عبد الملك بن أبي جميلة، مجهول. 2 ضعيف: فيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.

حدَّثت نَفْسِي بِالدُّنْيَا إلَّا يَوْمَئِذٍ، هَمَمْتُ أَنْ أَقُوْلَ: يَطْمَعُ فِيْهِ مَنْ ضَربَكَ وَأَبَاكَ عَلَيْهِ، ثم ذكرت الجنة ونعيمها، فأعرضت عَنْهُ. حمَّاد بنُ زَيْدٍ, عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ نَافِعٍ, أنَّ مُعَاوِيَةَ بَعثَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمائَةِ أَلْفٍ، فلمَّا أَرَادَ أَنْ يُبَايِعَ لِيَزِيْدَ قَالَ: أُرَى ذَاكَ, أَرَادَ: إِنَّ دِيْنِي عِنْدِي إِذاً لَرَخِيصٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ: بُوْيِعَ يَزِيْدُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لَمَّا بَلغَهُ: إِنْ كَانَ خَيراً رَضِيْنَا، وَإِنْ كَانَ بَلاَءً صَبَرْنَا. ابْنُ عُلَيَّةَ, عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: حَلَفَ مُعَاوِيَةُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليقتلنَّ ابْنَ عُمَرَ, يَعْنِي: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ بِمكَّةَ، فَجَاءَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بنُ صَفْوَانَ، فَدَخَلاَ بَيْتاً وَكُنْتُ عَلَى البَابِ، فَجَعَلَ ابْنُ صَفْوَانَ يَقُوْلُ: أَفَتَتْرُكُهُ حَتَّى يَقْتُلَكَ?! وَاللهِ لَوْ لَمْ يَكُنْ إلَّا أَنَا وَأَهْلُ بَيْتِي لَقَاتَلْتُهُ دُونَكَ، فَقَالَ: ألَا أَصِيْرُ فِي حَرَمِ اللهِ? وَسَمِعْتُ نَحِيبَهُ مَرَّتَيْنِ، فلمَّا دَنَا مُعَاوِيَةُ تلقَّاه ابْنُ صَفْوَانَ فَقَالَ: إِيهاً, جِئْتَ لِتقتُلَ ابْنَ عُمَرَ. قَالَ: وَاللهِ لاَ أَقْتُلُهُ. مِسْعَرٌ, عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ, قَالَ مُعَاوِيَةُ: مَنْ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ منَّا? وَابْنُ عُمَرَ شَاهِدٌ قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُوْلَ: أَحَقُّ بِهِ مِنْكَ مَنْ ضَرَبَكَ عَلَيْهِ وَأَبَاكَ، فَخِفْتُ الفَسَادَ. مَعْمَرٌ, عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، وابن طاوس، عَنْ عِكْرِمَةَ بنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال: دخلت على حفصة ونوساتها تنطف، فَقُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنَ النَّاسِ مَا تَرَيْنَ، وَلَمْ يُجْعَلْ لِي مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ, قَالَتْ: فَالْحَقْ بِهِم، فَإِنَّهُم يَنتظِرُوْنَكَ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُوْنَ فِي احْتِبَاسِكَ عَنْهُم فُرْقَةً، فَلَمْ يَرُعْهُ حَتَّى ذَهَبَ, قَالَ: فلمَّا تَفرَّقَ الحَكمَانِ خَطَبَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: مَنْ كَانَ يُرِيْدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الأَمْرِ فَلْيُطْلِعْ إليَّ قَرْنَهُ، فَنَحْنُ أَحقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيْهِ -يعرِّض بِابْنِ عُمَرَ. قَالَ حَبِيْبُ بنُ مَسْلَمَةَ: فَهَلاَّ أَجَبْتَهُ -فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي? فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: حَلَلْتُ حَبْوَتِي، فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُوْلَ: أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكَ مَنْ قَاتَلَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الإِسْلاَمِ, فَخَشِيتُ أَنْ أَقُوْلَ كَلمَةً تُفرِّقُ الجَمْعَ، وَيُسْفَكُ فِيْهَا الدَّمُ، فَذَكَرتُ مَا أعدَّ اللهُ فِي الجنَانِ1. وَقَالَ سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ مَا كَانَ زَمَنَ الفِتْنَةِ, أَتَوْا ابْنَ عُمَرَ، فَقَالُوا: أَنْتَ سَيِّدُ النَّاسِ وَابْنُ سَيِّدِهِم، وَالنَّاسُ بِكَ رَاضُوْنَ, اخْرُجْ نُبَايِعْكَ، فَقَالَ: لاَ، وَاللهِ لاَ يُهْرَاقُ فِيَّ مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ, وَلاَ فِي سَببِي مَا كان في روح.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4108".

جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوْسَى يَوْمَ التَّحْكِيمِ: لاَ أَرَى لِهَذَا الأَمْرِ غَيْرَ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ, فَقَالَ عَمْرُو بنُ العَاصِ لابْنِ عُمَرَ: إِنَّا نُرِيْدُ أَنْ نُبَايِعَكَ، فَهلْ لَكَ أَنْ تُعْطَى مالا عظيما على أن تدع هَذَا الأَمْرَ لِمَنْ هُوَ أَحْرَصُ عَلَيْهِ مِنْكَ? فَغَضِبَ وَقَامَ، فَأَخَذَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ, إِنَّمَا قَالَ: لتعطي مَالاً عَلَى أَنْ أُبَايِعَكَ، فَقَالَ: وَاللهِ لاَ أُعْطِي عَلَيْهَا وَلاَ أُعْطَى، وَلاَ أَقْبَلُهَا إلَّا عَنْ رِضَىً مِنَ المُسْلِمِيْنَ. قُلْتُ: كَادَ أَنْ تَنْعقِدَ البَيْعَةُ لَهُ يَوْمَئِذٍ مَعَ وُجُوْدِ مِثْلِ الإِمَامِ عَلِيٍّ، وَسَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَلَوْ بُوْيِعَ لَمَا اخْتلفَ عَلَيْهِ اثْنَانِ، وَلَكِنَّ اللهَ حَمَاهُ وَخَارَ لَهُ. مِسْعَرٌ, عَنْ عَلِيِّ بنِ الأَقْمَرِ قَالَ: قَالَ مَرْوَانُ لابْنِ عُمَرَ: ألَا تَخْرُجُ إِلَى الشَّامِ فَيُبَايعُوكَ? قَالَ: فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِأَهْلِ العِرَاقِ? قَالَ: تُقَاتِلُهُم بِأَهْلِ الشَّامِ. قَالَ: وَاللهِ مَا يَسُرُّنِي أَنْ يُبَايِعَنِي النَّاسُ كُلُّهم إلَّا أَهْلَ فَدَكٍ، وَأَنْ أُقَاتلَهُم، فَيُقتلَ مِنْهُم رَجُلٌ، فَقَالَ مَرْوَانُ: إِنِّيْ أَرَى فِتْنَةً تَغْلِي مراجلها ... والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا وَرَوَى عَاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُوْدِ نَحْواً مِنْهَا. وَهَذَا قَالَهُ وَقْتَ هَلاَكِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ، فلمَّا اطمأنَّ مَرْوَانُ مِنْ جهَةِ ابْنِ عُمَرَ بَادرَ إِلَى الشَّامِ وَحَارَبَ، وَتَمَلَّكَ الشَّامَ ثُمَّ مِصْرَ. أَبُو عَوَانَةَ, عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنْ فِطْرٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: مَا أَحَدٌ شَرٌّ لِلأُمَّةِ مِنْكَ, قَالَ: لِمَ? قَالَ: لَوْ شِئْتَ مَا اخْتلَفَ فِيكَ اثْنَانِ, قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّهَا -يَعْنِي: الخِلاَفَةَ- أَتَتْنِي، وَرَجُلٌ يقول لا، وآخر يقول بلى. أَبُو المَلِيْحِ الرَّقِّيُّ, عَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ قَالَ: دسَّ مُعَاوِيَةُ عَمْراً وَهُوَ يُرِيْدُ أَنْ يَعلَمَ مَا فِي نَفْسِ ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ تُبَايِعُكَ النَّاسُ, أَنْتَ صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَابْنُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، وَأَنْتَ أَحقُّ النَّاسِ بِهَذَا الأَمْرِ، فَقَالَ: قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ كُلُّهُم عَلَى مَا تَقُوْلُ? قَالَ: نَعَمْ, إلَّا نَفرٌ يَسيرٌ. قَالَ: لَوْ لَمْ يَبْقَ إلَّا ثَلاَثَةُ أَعْلاَجٍ بِهَجَرٍ لَمْ يَكُنْ لِي فِيْهَا حَاجَةٌ. قَالَ: فَعَلِمَ أَنَّهُ لاَ يُرِيْدُ القِتَالَ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ تُبَايِعَ مَنْ قَدْ كَادَ النَّاسُ أَنْ يَجتمعُوا عَلَيْهِ، وَيَكْتُبُ لَكَ مِنَ الأَرَضِينَ، وَالأَمْوَالِ? فَقَالَ: أفٍّ لَكَ? اخْرجْ مِنْ عِنْدِي, إِنَّ دِيْنِي لَيْسَ بِدِيْنَارِكُم وَلاَ دِرْهَمِكُم. يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ, عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يسلِّم عَلَى الخَشَبيَّةِ وَالخَوَارِجِ وَهُم يَقْتَتِلُوْنَ، وَقَالَ: مَنْ قَالَ "حيَّ عَلَى الصَّلاَةِ" أَجبتُهُ، وَمَنْ قَالَ: "حَيَّ عَلَى قَتْلِ أَخِيْكَ المُسْلِمِ وَأَخْذِ مَالِهِ" فَلاَ.

قَالَ نَافِعٌ: أَتَى رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ, مَا يَحْمِلُكَ عَلَى أَنْ تَحُجَّ عَاماً وَتَعتَمِرَ عَاماً، وَتَترُكَ الجِهَادَ، فَقَالَ: بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: إِيْمَانٍ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ، وَصَلاَةِ الخَمْسِ، وَصيَامِ رَمَضَانَ، وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيْتِ. فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ, ألَا تسَمَعُ قَوْلَهُ: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحُجُرَاتُ: 8] . فَقَالَ: لأَنْ أَعْتَبِرَ بِهَذِهِ الآيَةِ، فَلاَ أُقَاتِلَ أحبَّ إِلَيَّ مِنْ أن أعتبر بالآية التي يقول فيها: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النِّسَاءُ: 92] . فَقَالَ: ألَا تَرَى أَنَّ اللهَ يَقُوْلُ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البَقَرَةُ: 193] . قَالَ: قَدْ فَعلْنَا عَلَى عَهدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِذْ كَانَ الإِسْلاَمُ قليلاً، وَكَانَ الرَّجُلُ يُفتَنُ فِي دِيْنِهِ؛ إمَّا أَنْ يَقْتُلُوْهُ، وإمَّا أَنْ يَسترِقُّوهُ, حَتَّى كَثُرَ الإِسْلاَمُ، فَلَمْ تَكنْ فِتْنَةٌ, قَالَ: فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يُوَافِقُهُ قَالَ: فَمَا قَوْلُكَ فِي عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ? قَالَ: أمَّا عُثْمَانُ: فَكَانَ اللهُ عَفَا عَنْهُ، وَكرِهتُم أَنْ يَعفُوَ اللهُ عَنْهُ، وأمَّا عَلِيٌّ: فَابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَتَنُهُ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ- هَذَا بَيْتُهُ حَيْثُ تَرَوْنَ. الزُّهْرِيُّ، عَنْ حَمْزَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَقْبَلَ ابْنُ عُمَرَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: مَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي شَيْئاً مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ مَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ أُقَاتِلَ هَذِهِ الفِئَةَ البَاغِيَةَ كَمَا أَمَرنِي اللهُ. قُلْنَا: وَمَنْ تَرَى الفِئَةَ البَاغِيَةَ? قَالَ: ابْنُ الزُّبَيْرِ بَغَى عَلَى هَؤُلاَءِ القَوْمِ، فَأَخرَجَهُم مِنْ دِيَارِهِم، وَنَكَثَ عَهدَهُم. أَيُّوْبُ, عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أَصَابَتِ ابْنَ عُمَرَ عَارضَةُ مَحْمِلٍ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ عِنْدَ الجَمْرَةِ، فَمَرِضَ، فَدخَلَ عَلَيْهِ الحَجَّاجُ، فلمَّا رَآهُ ابْنُ عُمَرَ غَمَّضَ عَيْنَيْهِ، فَكَلَّمَهُ الحَجَّاجُ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، فَغَضبَ وَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَقُوْلُ إِنِّي عَلَى الضَّرْبِ الأَوَّلِ. عَمْرُو بنُ يَحْيَى بنِ سَعِيْدِ بنِ عَمْرٍو, أَخْبَرَنَا جَدِّي, أنَّ ابْنَ عُمَرَ قَدِمَ حَاجّاً، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الحَجَّاجُ وَقَدْ أَصَابَهُ زُجُّ رُمْحٍ، فَقَالَ: من أصابك? قَالَ: أَصَابَنِي مَنْ أَمَرْتُمُوْهُ بِحَملِ السِّلاَحِ فِي مَكَانٍ لاَ يَحِلُّ فِيْهِ حَمْلُهُ1. أَحْمَدُ بنُ يَعْقُوْبَ المَسْعُوْدِيُّ, حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَمْرٍو الأُمَوِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَامَ إِلَى الحجَّاج وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللهِ! استُحِلَّ حَرَمُ اللهِ، وخُرِّبَ بَيْتُ اللهِ، فَقَالَ: يَا شَيْخاً قَدْ خَرِفَ، فلمَّا صَدرَ النَّاسُ أَمَرَ الحَجَّاجُ بَعْضَ مسوَّدته، فأخذ

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "967".

حَربَةً مَسمُومَةً، وَضَربَ بِهَا رِجْلَ ابْنِ عُمَرَ، فَمَرِضَ وَمَاتَ مِنْهَا، وَدَخَلَ عَلَيْهِ الحجَّاج عَائِداً، فَسَلَّمَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، وَكَلَّمَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ. هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ, أنَّ الحَجَّاجَ خَطبَ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ بدَّل كلاَمَ اللهِ، فَعَلِمَ ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ: كَذَبَ, لَمْ يَكُنِ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَسْتَطيعُ أَنْ يُبَدِّلَ كَلاَمَ اللهِ، وَلاَ أَنْتَ, قَالَ: إِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ الغَدَ, قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ عُدْتَ عُدْتُ. قَالَ الأَسْوَدُ بنُ شَيْبَانَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ سُمَيْرٍ قَالَ: خَطَبَ الحَجَّاجُ، فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ حرَّف كِتَابَ اللهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ كَذَبْتَ, مَا يَستَطِيعُ ذَلِكَ، وَلاَ أَنْتَ مَعَهُ, قَالَ: اسْكُتْ، فَقَدْ خَرِفْتَ وَذَهبَ عَقلُكَ, يُوشِكُ شَيْخٌ أَنْ يُضرَبَ عُنُقُهُ فَيَخِرَّ, قَدِ انتفخت خصيتاه, يطوف به صبيان البقيع1. الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ قَالَ: لَمَّا اجْتَمَعُوا عَلَى عَبْدِ المَلِكِ, كَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ: أَمَّا بَعْدُ, فَإِنِّي قَدْ بَايَعْتُ لِعَبْدِ اللهِ عَبْدِ المَلِكِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى سُنَّةِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُوْلِهِ فِيمَا اسْتَطَعْتُ، وَإِنَّ بَنِيَّ قَدْ أَقَرُّوا بِذَلِكَ. شُعْبَةُ, عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ, عَنْ نَافِعٍ, أنَّ ابْنَ عُمَرَ أَوْصَى رَجُلاً يغسِّله، فَجَعلَ يَدْلُكُهُ بِالمِسْكِ. وَعَنْ سَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ: مَاتَ أَبِي بِمَكَّةَ، وَدُفِنَ بفَخٍّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ، وَأَوْصَانِي أَنْ أَدفِنَهُ خَارِجَ الحَرَمِ فَلَمْ نَقْدِرْ، فَدَفَنَّاهُ بِفَخٍّ فِي الحَرَمِ، فِي مَقْبَرَةِ المُهَاجِرِيْنَ. حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ إلَّا أَنِّي لَمْ أُقَاتِلِ الفِئَةَ البَاغِيَةَ. هَكَذَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْهُ, وَقَدْ تقدَّم نَحْوُهُ مُفسَّراً. وَأَمَّا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ سِيَاهٍ فَرَوَاهُ عَنْهُ ثِقَتَانِ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ, أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ فَاتَنِي إلَّا أَنِّي لَمْ أُقَاتِلْ مَعَ عَلِيٍّ الفِئَةَ البَاغِيَةَ. فَهَذَا مُنْقَطِعٌ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، عن أبيه, قال ابْنُ عُمَرَ حِيْنَ احْتُضِرَ: مَا أَجِدُ فِي نَفْسِي شَيْئاً إلَّا أَنِّي لَمْ أُقَاتِلِ الفِئَةَ الباغية مع عليّ بن أبي طالب.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن سعد "4/ 184".

وَرَوَى أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ العَبَّاسِ، عَنْ أَبِي العَنْبَسِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الجَهْمِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.....، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَلابْنِ عُمَرَ أَقْوَالٌ وَفَتَاوَى يَطُولُ الكِتَابُ بِإِيرَادِهَا، وَلَهُ قَوْلٌ ثَالِثٌ فِي الفِئَةِ البَاغِيَةِ. فَقَالَ رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ: حَدَّثَنَا العَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَيَّاشٍ العَامِرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَمَّا احتُضِرَ ابْنُ عُمَرَ قَالَ: مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إلَّا عَلَى ثَلاَثٍ: ظَمَأِ الهَوَاجِرِ، وَمُكَابَدَةِ اللَّيْلِ، وَأَنِّي لَمْ أُقَاتِلِ الفِئَةَ البَاغِيَةَ الَّتِي نَزَلَتْ بِنَا -يَعْنِي: الحَجَّاجَ. قَالَ ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: مَاتَ ابْنُ عُمَرَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ. وَقَالَ مَالِكٌ: بَلغَ ابْنُ عُمَرَ سَبْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَالهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَعِدَّةٌ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ، وَخَلِيْفَةُ، وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ. وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ ثَلاَثٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ البَرْقِيِّ: تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ، وَدُفِنَ بذِي طُوَىً. وَقِيْلَ: بِفَخٍّ مَقْبَرَةِ المُهَاجِرِيْنَ سَنَةَ أَرْبَعٍ. قُلْتُ: هُوَ القَائِلُ كُنْتُ يَوْمَ أُحُدٍ ابْنَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً1، فعلى هذا يَكُوْنُ عُمُرُهُ خَمْساً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ. أَخْبَرَنَا أَيُّوْبُ بنُ طَارِقٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ بِقِرَاءتِي قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ رَوَاحَةَ, أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيْثِيُّ، وَأَبُو يَاسِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَأَبُو القَاسِمِ الرَّبَعِيُّ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ الخَيَّاطُ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَاكِهِيُّ بِمَكَّةَ 353، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي مَسَرَّةَ, حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ -وَهُوَ ابْنُ بِنْتِ حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ- قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي عُثْمَانَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ، وَرَأَيتُهُ يَنحَرُ البُدْنَ قِيَاماً يَجَأُ فِي لَبَّاتِهَا. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ, أَخْبَرَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ, أَخْبَرَنَا اللَّبَّانُ, أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ, أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ, حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلاَلِ بنِ خَبَّابٍ، عَنْ قَزَعَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ ثِيَاباً خَشِنَةً -أو

_ 1 صحيح: تقدَّم تخريجنا له بتعليق رقم "615", وهو عند البخاري "4097"، ومسلم "1868".

جَشِبَةً، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّيْ قَدْ أَتَيتُكَ بِثَوْبٍ ليِّن مِمَّا يُصنعُ بِخُرَاسَانَ، وَتَقرُّ عَيْنَايَ أَنْ أَرَاهُ عَلَيْكَ. قَالَ: أَرِنِيهِ، فَلَمَسَهُ، وَقَالَ: أَحَرِيْرٌ هَذَا? قُلْتُ: لاَ, إِنَّهُ مِنْ قُطْنٍ. قَالَ: إِنِّيْ أَخَافُ أَنْ أَلْبَسَهُ, أَخَافُ أَكُوْنَ مُخْتَالاً فَخُوراً، وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ. قُلْتُ: كُلُّ لِبَاسٍ أَوْجَدَ فِي المَرْءِ خُيَلاَءَ وَفَخراً فَتَرْكُهُ مُتَعيِّنٌ، وَلَوْ كَانَ مِنْ غَيْرِ ذَهَبٍ وَلاَ حَرِيرٍ، فَإِنَّا نَرَى الشَّابَّ يَلْبَسُ الفَرَجِيَّةَ الصُّوفَ بفروٍ مِنْ أَثَمَانِ أَرْبَعِ مائَةِ دِرْهَمٍ وَنَحْوِهَا، وَالكِبْرُ وَالخُيَلاَءُ عَلَى مِشْيَتِهِ ظَاهِرٌ، فَإِنْ نَصحْتَهُ وَلُمْتَهُ بِرِفقٍ كَابَرَ، وَقَالَ: مَا فِيَّ خُيَلاَءُ وَلاَ فَخْرٌ، وَهَذَا السَّيِّدُ ابْنُ عُمَرَ يَخَافُ ذَلِكَ عَلَى نَفْسِهِ, وَكَذَلِكَ تَرَى الفَقِيْهَ المُتْرفَ إِذَا لِيْمَ فِي تَفصيلِ فَرَجِيَّةٍ تحت كعبيه، وقيل لَهُ: قَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ" يَقُوْلُ: إِنَّمَا قَالَ هَذَا فِيْمَنْ جَرَّ إِزَارَهُ خُيَلاَءَ، وَأَنَا لاَ أَفعلُ خُيَلاَءَ. فَترَاهُ يُكَابِرُ وَيُبرِّئُ نَفْسَهُ الحمقَاءَ، وَيَعْمَدُ إِلَى نصٍّ مُستقِلٍّ عَامٍّ فَيَخُصُّهُ بِحَدِيْثٍ آخرَ مُسْتقلٍّ بِمَعْنَى الخُيَلاَءِ، ويترخَّص بِقَوْلِ الصِّدِّيْقِ: إِنَّهُ يَا رَسُوْلَ اللهِ, يَسْتَرخِي إِزَارِي، فَقَالَ: "لَسْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ مِمَّنْ يَفْعَلُهُ خُيَلاَءَ"، فَقُلْنَا: أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لَمْ يَكُنْ يَشُدُّ إِزَارَهُ مَسْدُوْلاً عَلَى كَعْبَيْهِ أَوَّلاً, بَلْ كَانَ يَشُدُّهُ فَوْقَ الكَعْبِ، ثُمَّ فِيمَا بَعْدُ يَسْتَرخِي، وقد قال -عليه السلام: "إِزْرَةُ المُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ, لاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ فِيْمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَبَيْنَ الكَعْبَيْنِ"، وَمِثْلُ هَذَا فِي النَّهْيِ لِمَنْ فصَّل سَرَاويلَ مُغَطِّياً لِكِعَابِهِ، وَمِنْه طُولُ الأَكمَامِ زَائِداً، وَتَطوِيْلُ العَذَبَةِ، وَكُلُّ هَذَا مِنْ خُيَلاَءَ كَامنٍ فِي النُّفُوْسِ، وَقَدْ يُعذَرُ الوَاحِدُ مِنْهُم بِالجَهْلِ، وَالعَالِمُ لاَ عُذْرَ لَهُ فِي تَرْكِهِ الإِنْكَارَ عَلَى الجَهَلَةِ، فَإِنْ خُلعَ عَلَى رَئِيْسٍ خِلعَةٌ سِيَرَاءُ مِنْ ذَهَبٍ وَحَرِيْرٍ وَقُنْدُسٍ, يُحرِّمُهُ مَا وَردَ فِي النَّهْيِ عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ, وَلُبْسِهَا الشَّخْصُ يَسحَبُهَا، وَيَختَالُ فِيْهَا، وَيَخْطُرُ بِيَدِهِ، وَيَغْضبُ مِمَّنْ لاَ يهنِّيه بِهَذِهِ المُحَرَّمَاتِ، وَلاَ سِيَّمَا إِنْ كَانَتْ خِلْعَةَ وَزَارَةٍ وَظُلْمٍ، وَنَظَرِ مَكْسٍ أَوْ وِلاَيَةِ شُرطَةٍ، فَلْيَتَهَيَّأْ لِلمَقْتِ وَلِلعَزْلِ وَالإِهَانَةِ وَالضَّرْبِ، وَفِي الآخِرَةِ أَشدُّ عَذَاباً وَتنكيلاً، فَرَضِيَ اللهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِيْهِ، وَأَيْنَ مِثْلُ ابْنِ عُمَرَ فِي دِيْنِهِ وَوَرَعِهِ وَعِلمِهِ وَتَأَلُّهِهِ، وَخَوْفِهِ مِنْ رَجُلٍ تُعرَضُ عَلَيْهِ الخِلاَفَةُ فَيَأبَاهَا، وَالقَضَاءُ مِنْ مِثْلِ عُثْمَانَ فَيردُّهُ، وَنِيَابَةُ الشَّامِ لِعَلِيٍّ فِيْهربُ مِنْهُ، فَاللهُ يَجْتبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ، وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ. الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: عَنْ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَوْلاَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ لَسَرَّنِي أَنْ آتِيَ بَيْتَ المَقْدِسِ، فأهلُّ مِنْهُ بِعُمْرَةٍ، وَلَكِنْ أَكرَهُ أَنْ آتِيَ الشَّامَ فَلاَ آتيْهِ، فَيَجِدُ عَلَيَّ أَوْ آتِيَهُ، فَيرَانِي تَعرَّضتُ لِمَا فِي يَدَيْهِ. رَوَى عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ, أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إذا فاتته العشاء في جماعة أحيا ليلته.

الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ, حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ, أَنَّهُ كَانَ يُحيِي اللَّيْلَ صَلاَةً، ثُمَّ يَقُوْلُ: يَا نَافِعُ أَسْحَرْنَا? فَأَقُوْلُ: لاَ. فَيُعَاودُ الصَّلاَةَ إِلَى أَنْ أَقُوْلَ: نَعَمْ، فَيقعدُ وَيَسْتَغْفِرُ ويدعو حتى يصبح. قال طاوس: مَا رَأَيْتُ مُصَلِّياً مِثْلَ ابْنِ عُمَرَ أَشدَّ اسْتقبالاً لِلْقِبْلَةِ بِوجهِهِ وَكَفَّيْهِ وَقَدَمَيْهِ. وَرَوَى نَافِعٌ أنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُحْيِي بَيْنَ الظُّهْرِ إِلَى العَصْرِ. هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ, عَنِ القَاسِمِ بن أَبِي بَزَّةَ, أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَرَأَ فَبَلَغَ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المُطَفِّفِيْنَ: 6] ، فَبَكَى حَتَّى خَرَّ، وَامْتنعَ مِنْ قِرَاءةِ مَا بَعْدَهَا. مَعْمَرٌ, عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ نَافِعٍ أَوْ غَيْرِهِ, أَنَّ رَجُلاً قَالَ لابْنِ عُمَرَ: يَا خَيْرَ النَّاسِ -أَوِ ابْنَ خَيْرِ النَّاسِ, فَقَالَ: مَا أَنَا بِخيرِ النَّاسِ، وَلاَ ابْنِ خَيْرِ النَّاسِ، ولكنِّي عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللهِ, أَرْجُو اللهَ وَأَخَافُهُ، وَاللهِ لَنْ تَزَالُوا بِالرَّجُلِ حَتَّى تُهلكُوْهُ. عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ, عَنْ نَافِعٍ, كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنِ حَتَّى يَرْعُفُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ التَّيْمِيِّ, أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ, أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ, حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُوْسَى, حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ, حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ, حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ, سَمِعَ عُرْوَةَ يَقولُ: خَطبْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ ابْنتَهُ وَنَحْنُ فِي الطَّوَافِ، فَسَكَتَ وَلَمْ يُجِبْنِي بِكلمَةٍ، فَقُلْتُ: لَوْ رَضِيَ لأَجَابَنِي، وَاللهِ لاَ أُرَاجعُهُ بِكلمَةٍ، فَقُدِّرَ لَهُ أَنَّهُ صَدَرَ إِلَى المَدِيْنَةِ قَبْلِي، ثُمَّ قدِمْتُ، فَدَخَلْتُ مَسجِدَ الرَّسولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَأَدَّيْتُ إِلَيْهِ حَقَّهُ، فرحَّب بِي، وَقَالَ: مَتَى قَدِمْتَ? قُلْتُ: الآنَ. فَقَالَ: كُنْتَ ذَكرْتَ لِي سَوْدَةَ وَنَحْنُ فِي الطَّوَافِ نَتخَايلُ اللهَ بَيْنَ أَعيُنِنَا، وَكُنْتَ قَادِراً أَنْ تَلْقَانِي فِي غَيْرِ ذَلِكَ الموطِنِ, فَقُلْتُ: كَانَ أَمْراً قُدِّرَ, قَالَ: فَمَا رَأْيُكَ اليَوْمَ? قُلْتُ: أَحْرَصُ مَا كُنْتُ عَلَيْهِ قَطُّ، فَدَعَا ابنيه سالمًا وَعَبْدَ اللهِ، وَزَوَّجَنِي. وَبِهِ إِلَى بِشْرٍ: حَدَّثَنَا خلَّاد بنُ يَحْيَى, حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ أَبِي إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّمَا مَثَلُنَا فِي هَذِهِ الفِتْنَةِ كَمَثَلِ قَوْمٍ يَسيرُوْنَ عَلَى جَادَّةٍ يَعرفُوْنَهَا، فَبيْنَا هُم كَذَلِكَ؛ إِذْ غَشِيتْهُم سَحَابَةٌ وَظُلمَةٌ، فَأَخَذَ بَعضُهُم يَمِيْناً وَشِمَالاً فَأَخْطَأَ الطَّرِيْقَ، وَأَقَمْنَا حَيْثُ أَدْرَكَنَا ذَلِكَ, حَتَّى جَلاَ اللهُ ذَلِكَ عنَّا، فَأَبْصَرْنَا طرِيقَنَا الأَوَّلَ, فَعَرفْنَاهُ فَأَخَذْنَا فِيْهِ, إِنَّمَا هَؤُلاَءِ فِتيَانُ قُرَيْشٍ يَقْتتِلُونَ عَلَى هَذَا السُّلْطَانِ، وَعَلَى هَذِهِ الدُّنْيَا, مَا أُبالِي أَنْ لاَ يَكُوْنَ لِي مَا يَقتلُ عَلَيْهِ بعضُهُم بعضاً بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ الَجرْدَاوَيْنِ.

عَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عمَّن حَدَّثَهُ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا رَآهُ أَحَدٌ ظنَّ بِهِ شَيْئاً مِمَّا يَتَّبِعُ آثَارَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكِيْعٌ, عَنْ أَبِي مَوْدُوْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ, أَنَّهُ كَانَ فِي طرِيقِ مَكَّةَ يَقُوْلُ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ يَثْنِيْهَا، وَيَقُوْلُ: لعلَّ خُفّاً يَقعُ عَلَى خفِّ -يَعْنِي: خُفَّ رَاحِلَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ فِي كِتَابِ "الإِحْكَامِ" فِي البَابِ الثَّامنِ وَالعِشْرِيْنَ: المُكثِرُوْنَ مِنَ الفُتْيَا مِنَ الصَّحَابَةِ عُمَرُ، وَابْنُه عَبْدُ اللهِ, علي, عائشة, ابن مَسْعُوْدٍ, ابْنُ عَبَّاسٍ, زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ، فَهُمْ سَبْعَةٌ فَقَطْ يُمكنُ أَنْ يُجمعَ مِنْ فُتْيَا كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم سِفْرٌ ضَخْمٌ. وَقَدْ جَمعَ أبو بكر محمد بن موسى بن بعقوب بن أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ المَأْمُوْنِ، فُتْيَا ابْنِ عَبَّاسٍ فِي عِشْرِيْنَ كِتَاباً، وَأَبُو بَكْرٍ هَذَا أَحَدُ أَئِمَّةِ الإِسْلاَمِ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ مُوْسَى، عَنْ نَافِعٍ: إنَّ ابْنَ عُمَرَ تقلَّد سَيْفَ عُمَرَ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ، وَكَانَ محلَّى, كَانَتْ حِليتُهُ أَرْبَعَ مائَةٍ. أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ الصَّائِغِ، عَنْ نَافِعٍ, أنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لَهُ كُتُبٌ يَنظُرُ فِيْهَا قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى النَّاسِ. هَذَا غَرِيْبٌ. وَلابْنِ عُمَرَ فِي "مُسنَدِ بَقِيٍّ" أَلْفَانِ وَسِتُّ مائَةٍ وَثَلاَثُوْنَ حَدِيْثاً بالمكرَّر، وَاتَّفَقَا لَهُ عَلَى مائَةٍ وَثَمَانِيَةٍ وَسِتِّيْنَ حَدِيْثاً، وَانْفَرَدَ لَهُ البُخَارِيُّ بِأَحَدٍ وَثَمَانِيْنَ حَدِيْثاً، وَمُسْلِمٌ بِأَحَدٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَأَوْلاَدُهُ مِنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ بنِ مَسْعُوْدٍ الثَّقَفِيِّ: أَبُو بَكْرٍ، وَوَاقِدٌ، وَعَبْدُ اللهِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ، وَعُمَرُ، وَحَفْصَةُ، وَسَوْدَةُ. وَمِنْ أُمِّ عَلْقَمَةَ المُحَارِبِيَّةِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَبِهِ يكنَّى. وَمِنْ سُرِّيَّةٍ لَهُ: سَالِمٌ، وَعُبَيْدُ اللهِ، وَحَمْزَةُ. وَمِنْ سُرِّيَّةٍ أُخْرَى: زَيْدٌ، وَعَائِشَةُ. وَمِنْ أُخْرَى: أَبُو سَلَمَةَ، وَقِلاَبَةُ. وَمِنْ أُخْرَى: بِلاَلٌ, فَالجُمْلَةُ: سِتَّةَ عَشَرَ. وَعَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِلَيْكُم عَنِّي، فَإِنِّي كُنْتُ مَعَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنِّي، وَلَوْ عَلمْتُ أَنِّي أَبقَى حَتَّى تَفْتَقِرُوا إِلَيَّ؛ لَتَعلَّمْتُ لَكُم.

هِشَامُ بنُ سَعْدٍ, عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ القَارِئِ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ مَكَّةَ، وَكَانَ لَهُ جَفْنَةٌ مِنْ ثَرِيْدٍ, يَجْتَمِعُ عَلَيْهَا بَنُوْهُ وَأَصْحَابُهُ وَكُلُّ مَنْ جَاءَ, حَتَّى يَأْكُلَ بعضُهُم قَائِماً، وَمَعَهُ بَعيرٌ لَهُ عَلَيْهِ مَزَادتَانِ فِيْهمَا نَبِيْذٌ وَمَاءٌ، فَكَانَ لِكُلِّ رَجُلٍ قَدَحٌ مِنْ سَوِيْقٍ بِذَلِكَ النَّبِيذِ. وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ أنَّه كَانَ يَأْكُلُ الدَّجَاجَ وَالفِرَاخَ وَالخَبِيْصَ. مَعْنٌ, عَنْ مَالِكٍ, بَلغَهُ أنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: لَوِ اجْتَمَعَتْ عليَّ الأُمَّةُ إلَّا رَجُلَيْنِ مَا قَاتَلْتُهُمَا. سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يُحدِّثُ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ, قَالُوا لابْنِ عُمَرَ: إِنَّكَ سَيِّدُ النَّاسِ وَابْنُ سَيِّدِهِم، فَاخرُجْ يُبَايِعْ لَكَ النَّاسُ، فَقَالَ: لَئِنْ اسْتَطَعْتُ لاَ يُهْرَاقَ فيَّ مِحْجَمَةٌ. قَالُوا: لَتَخْرُجَنَّ أَوْ لتقتلنَّ عَلَى فِرَاشِكَ، فأعاد قوله. قال الحسن: أطمعوه وخوفوه فيما قَدِرُوا عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ. وَتَرْجَمَةُ هَذَا الإِمَامِ فِي طَبَقَاتِ ابْنِ سَعْدٍ مُطَوَّلَةٌ فِي ثَمَانٍ وثلاثين ورقة. يحول إلى نظرائه

ومن صغار الصحابة

ومن صغار الصحابة: 268- الضحاك بن قيس 1: "س" ابن خالد الأَمِيْرُ, أَبُو أُمَيَّةَ، وَقِيْلَ: أَبُو أُنَيْسٍ، وَقِيْلَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقِيْلَ: أَبُو سَعِيْدٍ الفِهْرِيُّ القُرَشِيُّ. عِدَادُهُ فِي صِغَارِ الصَّحَابَةِ، وَلَهُ أَحَادِيْثُ. خرَّج لَهُ النَّسَائِيُّ، وَقَدْ رَوَى عَنْ حَبِيْبِ بنِ مَسْلَمَةَ أَيْضاً. حدَّث عَنْهُ: مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ -وَوَصَفَهُ بِالعَدَالَةِ, وَسَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُوَيْدٍ الفِهْرِيُّ، وَعُمَيْرُ بنُ سَعْدٍ، وَسِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ: شَهِدَ فَتْحَ دِمَشْقَ وَسَكَنَهَا, وَكَانَ عَلَى عَسْكرِ دِمَشْقَ يَوْمَ صفين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 410"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 3018", الجرح والتعديل "4/ ترجمة 2019"، أسد الغابة "3/ 37"، الكاشف "2/ ترجمة 2458"، تجريد أسماء الصحابة "1/ 2851"، تهذيب التهذيب "4/ ترجمة 781"، الإصابة "2/ ترجمة رقم 4169"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3144".

حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ, حَدَّثَنِي محمد بن طلحة، عن مُعَاوِيَةَ, أَنَّهُ قَالَ عَلَى المِنْبَرِ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بنُ قَيْسٍ -وَهُوَ عَدْلٌ عَلَى نَفْسِهِ, أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لاَ يَزَالُ والٍ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى النَّاسِ". وَقَالَ عَلِيُّ بنُ جُدْعَانَ: عَنِ الحَسَنِ, أنَّ الضَّحَّاكَ بنَ قَيْسٍ كَتَبَ إِلَى قَيْسِ بنِ الهَيْثَمِ -حِيْنَ مَاتَ يَزِيْدُ: أَمَّا بَعْدُ, فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ:"إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَناً كَقِطَعِ الدُّخَانِ, يَمُوْتُ فِيْهَا قَلْبُ الرَّجُلِ كَمَا يَمُوْتُ بَدَنُهُ"، وَإِنَّ يَزِيْدَ قَدْ مَاتَ، وَأَنْتُم إِخْوَانُنَا، فَلاَ تَسْبِقُونَا بِشَيْءٍ حَتَّى نَخْتَارَ لأَنْفُسِنَا1. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ الضَّحَّاكُ بنُ قَيْسٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ، فَولاَّهُ الكُوْفَةَ، وَهُوَ الَّذِي صَلَّى عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَقَامَ بِخِلاَفَتِهِ حَتَّى قَدِمَ يَزِيْدُ، ثُمَّ بَعْدَهُ دَعَا إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَبَايعَ لَهُ، ثُمَّ دَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَفِي بَيْتِ أُخْتِهِ فَاطِمَةَ اجْتَمَعَ أَهْلُ الشُّوْرَى، وَكَانَتْ نَبيلَةً. وذَكَرَهُ مُسْلِمٌ أَنَّهُ بَدْرِيٌّ، فَغَلِطَ. وَقَالَ شَبَابٌ: مَاتَ زِيَادُ بنُ أَبِيْهِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ بِالكُوْفَةِ، فَوَلاَّهَا مُعَاوِيَةُ الضَّحَّاكَ، ثُمَّ صَرَفَهُ، وَوَلاَّهُ دِمَشْقَ، وولَّى الكُوْفَةَ ابْنَ أُمِّ الحَكَمِ، فَبَقيَ الضَّحَّاكُ عَلَى دِمَشْقَ حَتَّى هَلكَ يَزِيْدُ. وَقِيْلَ: إِنَّ الضَّحَّاكَ خَطبَ بِالكُوْفَةِ قَاعِداً. وَكَانَ جَوَاداً، لَبِسَ بُرْداً تُسَاوِي ثَلاَثَ مائَةِ دِيْنَارٍ، فَسَاومَهُ رَجُلٌ بِهِ، فَوَهَبَهُ لَهُ، وَقَالَ: شُحٌّ بِالمَرْءِ أن يبيع عطافه. قَالَ اللَّيْثُ: أَظهرَ الضَّحَّاكُ بَيْعَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِدِمَشْقَ، وَدَعَا لَهُ، فَسَارَ عامَّة بَنِي أُمَيَّةَ وَحَشَمُهُم، فَلَحِقُوا بِالأُرْدُنِّ، وَسَارَ مَرْوَانُ وَبَنُو بَحْدَلٍ إِلَى الضَّحَّاكِ. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا المَدَائِنِيُّ، عَنْ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ أَبِيْهِ، وَعَنْ مَسْلَمَةَ بنِ مُحَارِبٍ، عَنْ حَرْبِ بنِ خَالِدٍ، وَغَيْرِهِ, أَنَّ مُعَاوِيَةَ بنَ يَزِيْدَ لَمَّا مَاتَ دَعَا النُّعْمَانُ بنُ بَشِيْرٍ بِحِمْصَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَدَعَا زُفَرُ بنُ الحَارِثِ أَمِيْرُ قِنَّسْرِيْنَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَدَعَا إِلَيْهِ بِدِمَشْقَ الضَّحَّاكُ سِرّاً لِمَكَانِ بَنِي أُمَيَّةَ وَبَنِي كَلْبٍ. وَبلغَ حَسَّانَ بنَ بَحْدَلٍ وَهُوَ بِفِلَسْطِيْنَ، وَكَانَ هَوَاهُ فِي خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ، فَكَتَبَ إِلَى الضَّحَّاكِ يُعْظِمُ حَقَّ بَنِي أُمَيَّةَ، وَيَذُمُّ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَقَالَ للرسول: إن قرأ الكتاب،

_ 1ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 453"، وابن سعد "7/ 410" وفيه: علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.

وَإِلاَّ فَاقْرَأْهُ عَلَى النَّاسِ. وَكَتَبَ إِلَى بَنِي أُمَيَّةَ, فَلَمْ يَقْرَأِ الضَّحَّاكُ كِتَابَهُ، فَكَانَ فِي ذَلِكَ اخْتِلاَفٌ، فَسَكَّتَهُم خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ، وَدَخَلَ الضَّحَّاكُ دَارَهُ أَيَّاماً، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ، وَذَكَرَ يَزِيْدَ فَشَتَمَهُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ فَضَرَبَهُ بِعَصاً، فَاقتتلَ النَّاسُ بِالسُّيوفِ، وَدَخَلَ الضَّحَّاكُ دَارَ الإِمَارَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ، وتفرَّق النَّاسُ، فَفِرقَةٌ زُبَيْرِيَّةٌ، وَأُخْرَى بَحْدَلِيَّةٌ، وَفِرقَةٌ لاَ يُبالُوْنَ، ثُمَّ أَرَادُوا أَنْ يُبَايعُوا الوَلِيْدَ بنَ عُتْبَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ فَأَبَى، ثُمَّ توفِّي، وَطَلبَ الضَّحَّاكُ مَرْوَانَ، فَأَتَاهُ هُوَ وَعَمُّهُ وَالأَشْدَقُ، وَخَالِدُ بنُ يَزِيْدَ وَأَخُوْهُ، فَاعْتذَرَ إِلَيْهِم، وَقَالَ: اكتُبُوا إِلَى ابْنِ بَحْدَلٍ حَتَّى يَنْزِلَ الجَابِيَةَ وَنَسيرُ إِلَيْهِ، وَيَستخلِفُ أَحَدُكُم، فَقَدِمَ ابْنُ بَحْدَلٍ، وَسَارَ الضَّحَّاكُ وَبَنُو أُمَيَّةَ يُرِيْدُوْنَ الجَابِيَةَ, فَلَمَّا اسْتَقَلَّتِ الرَّايَاتُ موجَّهة قَالَ مَعْنُ بنُ ثَوْرٍ، وَالقَيْسِيَّةُ لِلضَّحَّاكِ: دَعَوْتَ إِلَى بَيْعَةِ رَجُلٍ أَحْزمِ النَّاسِ رَأْياً وَفَضلاً وبأسًا، فلمَّا أَجبنَاكَ سِرْتَ إِلَى هَذَا الأَعْرَابِيِّ تُبَايعُ لابْنِ أُخْتِهِ! قَالَ: فَمَا العَمَلُ? قَالُوا: تَصرِفُ الرَّايَاتِ وَتَنْزِلُ، فَتُظْهِرُ البَيْعَةَ لابْنِ الزُّبَيْرِ، فَفَعَلَ وَتَبِعَهُ النَّاسُ، فكَتَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَيْهِ بِإِمْرَةِ الشَّامِ، وَطَرْدِ الأُمَوِيَّةِ مِنَ الحِجَازِ. وَخَافَ مَرْوَانُ فَسَارَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ لِيُبَايِعَ، فَلَقِيَهُ بِأَذْرِعَاتٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادٍ مُقْبِلاً مِنَ العِرَاقِ، فَقَالَ: أَنْتَ شَيْخُ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ, سُبْحَانَ اللهِ! أَرْضِيتَ أَنْ تُبَايِعَ أَبَا خُبَيْبٍ، وَلأَنْتَ أَوْلَى, قَالَ: فَمَا تَرَى? قَالَ ادْعُ إِلَى نَفْسِكَ، وَأَنَا أَكْفِيكَ قُرَيْشاً، وَمَوَالِيهَا، فَرَجَعَ وَنَزلَ بِبَابِ الفَرَادِيْسِ، وَبَقيَ يَرْكَبُ إِلَى الضَّحَّاكِ كُلَّ يَوْمٍ، فَيُسلِّمُ عَلَيْهِ وَيَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَطَعَنَهُ رَجُلٌ بِحَربَةٍ فِي ظَهْرِهِ، وَعَلَيْهِ دِرْعٌ فَأَثْبَتَ الحَرْبَةَ، فردَّ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَعَادَهُ الضَّحَّاكُ، وَأَتَاهُ بِالرَّجُلِ فَعَفَا عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّحَّاكِ: يَا أَبَا أُنَيْسٍ! العَجبُ لَكَ، وَأَنْت شَيْخُ قُرَيْشٍ تَدعُو لابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَنْتَ أَرْضَى مِنْهُ! لأَنَّكَ لَمْ تَزلْ مُتَمَسِّكاً بِالطَّاعَةِ، وَهُوَ، فَفَارقَ الجَمَاعَةَ. فَأَصْغَى إِلَيْهِ، وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فقالوا: أخذت عهودنا وبيعتنا لرجل، ثم تدعوا إِلَى خَلْعِهِ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ!، وَأَبَوْا، فَعَاودَ الدُّعَاءَ لابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ عِنْدَ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ زِيَادٍ: مَنْ أَرَادَ مَا تُرِيْدُ لَمْ يَنْزِلِ المَدَائِنَ وَالحُصُونَ, بَلْ يَبرزُ وَيَجمعُ إِلَيْهِ الخَيلَ، فَاخْرُجْ وَضُمَّ الأَجْنَادَ، فَفَعَلَ وَنَزَلَ المَرجَ، فانضمَّ إِلَى مَرْوَانَ وَابْنِ زِيَادٍ جَمْعٌ. وَتَزوَّجَ مَرْوَانُ بوَالِدَةِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ، وَهِيَ ابْنَةُ هَاشِمِ بنِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ، وانضمَّ إِلَيْهِمْ عَبَّادُ بنُ زِيَادٍ فِي مَوَالِيْهِ، وانضمَّ إِلَى الضَّحَّاكِ زُفَرُ بنُ الحَارِثِ الكِلاَبِيُّ أَمِيْرُ قِنَّسْرِيْنَ، وَشُرَحْبِيْلُ بنُ ذِي الكَلاَعِ، فَصَارَ فِي ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، وَمَرْوَانُ فِي ثَلاَثَةَ عَشَرَ أَلْفاً, أَكْثَرُهُم رَجَّالَةٌ، وَقِيْلَ: لَمْ يَكُنْ مَعَ مَرْوَانَ سِوَى ثَمَانِيْنَ فَرَساً، فَالتَقَوْا بِالمَرجِ أَيَّاماً، فقال ابن زياد: لاَ تَنَالُ مِنْ هَذَا إلَّا بِمَكيدَةٍ، فَادْعُ إِلَى المُوَادعَةِ، فَإِذَا أَمِنَ فكُرْ عَلَيْهِم، فَرَاسَلَهُ، فَأَمْسَكُوا عَنِ الحَرْبِ، ثُمَّ شدَّ مَرْوَانُ بِجَمْعهِ عَلَى الضَّحَّاكِ، وَنَادَى النَّاسَ: يَا أَبَا أُنَيْسٍ! أَعَجْزاً بَعْدَ كَيْسٍ? فَقَالَ الضَّحَّاكُ: نَعَمْ لَعَمْرِي، وَالتحَمَ الحَرْبُ، وَقُتِلَ الضَّحَّاكُ، وَصَبرَتْ قَيْسٌ، ثُمَّ انهزَمُوا، فَنَادَى مُنَادِي مَرْوَانَ: لاَ تَتْبَعُوا مُوَلِّياً. قَالَ الوَاقِدِيُّ: قُتِلَتْ قَيْسٌ بِمَرْجِ رَاهِطٍ مَقْتَلَةً لَمْ تُقْتَلْهَا قَطُّ، فِي نِصْفِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ. وَقِيْلَ: إِنَّ مَرْوَانَ لَمَّا أُتِيَ بِرَأْسِ الضَّحَّاكِ كَرِهَ قَتْلَهُ، وَقَالَ: الآنَ حِيْنَ كَبِرَتْ سِنِّي، وَاقْتربَ أَجَلِي, أَقْبَلْتُ بِالكَتَائِبِ أَضْرِبُ بَعضَهَا بِبَعْضٍ.

الحسن بن علي بن أبي طالب

269- الحسن بن علي بن أبي طالب 1: "ع" ابْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ، الإمام السيد، رَيْحَانَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسِبْطُهُ، وَسَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ, أَبُو مُحَمَّدٍ القُرَشِيُّ الهَاشِمِيُّ المَدَنِيُّ، الشَّهِيْدُ. مَوْلِدُهُ: فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ مِنَ الهِجْرَةِ, وَقِيْلَ: فِي نِصْفِ رَمَضَانِهَا، وعقَّ عَنْهُ جَدُّهُ بِكَبشٍ2. وَحَفِظَ عَنْ جَدِّهِ أَحَادِيْثَ، وَعَنْ أَبِيْهِ وَأُمِّهِ. حدَّث عَنْهُ: ابْنُه الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ، وَسُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ، وَأَبُو الحَوْرَاءِ3 السَّعْدِيُّ، وَالشَّعْبِيُّ، وَهُبَيْرَةُ بنُ يَرِيْمَ، وَأَصْبَغُ بن نباتة، والمسيب بن نجبة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2491"، حلية الأولياء "2/ 35"، والاستيعاب "1/ 383"، تاريخ بغداد "1/ 138"، وأسد الغابة "2/ 9"، تهذيب الأسماء واللغات "1/ 158-160"، وفيات الأعيان "2/ 65-69"، تهذيب التهذيب "2/ ترجمة 528", الإصابة "1/ ترجمة 1719"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة "1361". 2 صحيح: ورد من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عقَّ عن الحسن والحسن كبشًا كبشًا". أخرجه أبو داود "2841"، والنسائي "7/ 166"، والطحاوي في "المشكل" "1/ 457"، والطبراني "11838"، وابن الجارود "911"، وورد من حديث أنس بن مالك قال: "عق رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ حسن وحسين بكبشين" أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" "1/ 456"، وأبو يعلى "2945"، والبزار "1235"، والبيهقي "9/ 299" من طرق عن ابن وهب، أخبرني جرير بن حازم، عن قتادة عن أنس بن مالك به، وورد من حديث عائشة قالت: عقَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن حسن وحسين يوم السابع، وسماهما، وأمر أن يماط عن رءوسهما الأذى". أخرجه الحاكم "4/ 237"، والبيهقي "9/ 299-300" من طريق ابن وهب, أخبرني محمد من عمرو اليافعي، عن جريج، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة به. 3 أبو الحوراء: هو ربيعة بن شيبان السعدي -بمهلتين- البصري، ثقة، من الطبعة الثالثة، روى له أصحاب السنن الأربعة.

وَكَانَ يُشْبِهُ جَدَّهُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَهُ أَبُو جُحَيْفَةَ1. أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ, حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, سَمِعْتُ بُرَيْدَ بنَ أَبِي مَرْيَمَ يُحدِّثُ عَنْ أَبِي الحَوْرَاءِ, قُلْتُ لِلْحَسَنِ: مَا تَذكُرُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَذْكُرُ أَنِّي أَخذْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلتُهَا فِي فيَّ, فَنَزَعهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِلُعَابِهَا، فَجَعَلَهَا فِي التَّمْرِ، فَقِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! وَمَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ هَذِهِ التَّمْرَةِ لِهَذَا الصَّبيِّ? قَالَ: "إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لاَ تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ" , قَالَ: وَكَانَ يَقُوْلُ: "دَعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِيْنَةٌ، وَالكَذِبَ رِيْبَةٌ"، وَكَانَ يُعلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ: "اللهم اهدني فيمن هديت ... " الحديث2. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ, أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الحَوْرَاءِ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَلمَاتٍ أَقُوْلُهُنَّ فِي القُنُوتِ: "اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيْمَنْ هديت" 3. إسرائيل, عن أبي إسحاق، عن هانىء، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الحَسَنُ جَاءَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَرُوْنِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوْهُ"؟ قُلْتُ: حَرْبٌ, قَالَ: "بل هو حسن ... "، وذكر الحديث4.

_ 1 أبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السوائي، والحديث أخرجه البخاري "3543"، ومسلم "2243"، والترمذي "3802"، وأحمد "4/ 307". 2 صحيح: أخرجه بتمامه عبد الرزاق "4984"، والطبراني في "الكبير" "2708"، و"2711"، وأبو نعيم في "الحلية" "8/ 264" من طريق بُريد بنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الحَوْرَاءِ السعدي، به. وقوله: "دَعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ, فإن الصدق طمأنينة، والشرّ ريبة" أخرجه الطيالسي "1178"، والترمذي "2518"، والحاكم "2/ 13" و"4/ 99" من طريق شعبة، حدثنا بُريد بن أبي مريم، به. 3 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "4984، والطيالسي "1177" و"1179"، وأحمد "1/ 200"، والدارمي "1/ 373"، والطبراني "2711" من طريق بريد بن أبي مريم، به. وأخرجه أبو داود "1425"، والترمذي "464"، والنسائي "3/ 248"، والدارمي "1/ 373", والطبراني "2705"، والبغوي "640" من طريق عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق السبيعي، عن بريد، به. وأخرجه أحمد "1/ 199"، والطبراني "2712"، وابن الجارود "272"، وابن نصر "ص135" في "مختصر قيام الليل" من طريق وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق، عن بريد، به. 4 حسن: أخرجه أحمد "1/ 98 و118"، والبخاري في "الأدب المفرد" "823"، والبزار "742"، والطبراني في "الكبير" "2773"، والحاكم "3/ 165 و180"، والبيهقي "6/ 166" من طرق عن إسرائيل، به. وأخرجه الطبراني "2774" و"2776"، والحاكم "3/ 168" من طريق أبي إسحاق، به. قلت: إسناده حسن، هانئ بن هانئ الهمداني الكوفي, قال النسائي: ليس به بأس, وذكره ابن حبان في "الثقات".

يَحْيَى بنُ عِيْسَى التَّمِيْمِيُّ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ, قَالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ رَجُلاً أُحبُّ الحَرْبَ، فَلَمَّا وُلِدَ الحَسَنُ هَمَمْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ حَرْباً، فسمَّاه رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحَسَنَ، فلمَّا وُلِدَ الحُسَيْنُ هَمَمْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ حَرْباً، فسمَّاه الحُسَيْنَ، وَقَالَ: "إنني سميت ابنيَّ هذين باسم ابني هارون شَبَّرَ وَشَبِيْرَ"1. عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ, أَنَّهُ سمَّى ابْنَهُ الأَكْبَرَ حَمْزَةَ، وسمَّى حُسَيْناً بِعَمِّهِ جَعْفَرٍ، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "قَدْ غَيَّرْتُ اسْمَ ابنيَّ هَذَيْنِ" فسمَّى حسنًا وحسينًا2. ابْنُ عُيَيْنَةَ, عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَمَّا وَلدَتْ فَاطِمَةُ حَسَناً, أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمَّاهُ حَسَناً، فَلَمَّا وَلَدَتِ الآخرَ سَمَّاهُ حُسَيْناً، وَقَالَ: "هَذَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا" فشقَّ لَهُ مِنِ اسْمِهِ. ذَكَرَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: أَنَّهُ -أَعْنِي: الحَسَنَ- وُلِدَ فِي نِصْفِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَفِي شَعْبَانَ أَصَحُّ. السُّفْيَانَانِ, عَنْ عَاصِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيْهِ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أذَّن فِي أُذُنِ الحَسَنِ بِالصَّلاَةِ حِيْنَ وُلِدَ3. أَيُّوْبُ, عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عقَّ عَنِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ كَبْشاً كَبْشاً4. شَرِيْكٌ, عَنِ ابْنِ عَقِيْلٍ، عَنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قال: لما ولدت فاطمة

_ 1 ضعيف: أخرجه الطبراني في الكبير "2777" من طريق عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا يحيى بن عيسى الرملي التميمي، به. قلت: إسناده ضعيف؛ لانقطاعه بين سالم بن أبي الجعد وعليّ بن أبي طالب، فهو مشهور كثير الإرسال عن كبار الصحابة كعمر وعلي وعائشة وابن مسعود وغيرهم -رضي الله عنهم. 2 حسن: أخرجه أحمد "1/ 159"، والطبراني في الكبير "3/ 2780" من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، به. قلت: إسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل، صدوق، في حديثه لين. 3 حسن لغيره: أخرجه أحمد "6/ 9 و392"، وأبو داود "5105"، والترمذي "1514", والطبراني "2578"، والبيهقي "9/ 305"، وفيه عاصم بن عبيد الله، ضعيف، وله شاهد عند البيهقي في "الشعب" من حديث ابن عباس، به. 4 صحيح: تقدَّم تخريجنا له قريبًا بتعليقنا رقم "627"، وهو عند أبي داود "2841", والنسائي "7/ 166"، والطحاوي في "المشكل" "1/ 457"، والطبراني "11838" وغيرهم, فراجعه ثَمَّتَ.

حَسَناً, قَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! ألَا أَعُقُّ عن ابني بدم? قال: "لا, لكن احْلِقِي رَأْسَهُ، وتصدَّقي بِوَزْنِ شَعْرِهِ فِضَّةً عَلَى المساكين" ففعلت1. جَعْفَرٌ الصَّادِقُ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: وَزَنَتْ فَاطِمَةُ شَعْرَ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَأُمِّ كُلْثُوْمٍ، فَتَصَدَّقَتْ بِزِنَتِهِ فِضَّةً. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بنِ سَعِيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بنِ الحَارِثِ قَالَ: صَلَّى بِنَا أَبُو بَكْرٍ العَصرَ، ثُمَّ قَامَ وَعَلِيٌّ يَمْشيَانِ، فَرَأَى الحَسَنَ يَلعبُ مَعَ الغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ أَبُو بَكْرٍ فَحَمَلَهُ عَلَى عُنُقِهِ، وَقَالَ: بأَبِي شَبِيْهٌ النَّبِيّ ... لَيْسَ شَبِيْهٌ بِعَلِيّ وَعَلِيٌّ يتبسَّم2. عَلِيُّ بنُ عَابِسٍ, حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ البَهِيِّ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا ابْنُ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: رَأَيْتُ الحَسَنَ يَأْتِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ سَاجِدٌ, يَرْكَبُ عَلَى ظَهْرِهِ، وَيَأْتِي وَهُوَ رَاكعٌ، فَيَفْرِجُ لَهُ بَيْنَ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الجَانبِ الآخَرِ3. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ أَنَسٌ: كان أشبههم بالنبي -عليه الصلاة السلام- الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ4. إِسْرَائِيْلُ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن هانىء، عن علي قال: الحسن أَشْبَهُ النَّاسِ بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, مَا بَيْنَ الصَّدْرِ إِلَى الرَّأْسِ، وَالحُسَيْنُ أَشْبَهُ بِهِ مَا كَانَ أَسفلَ مِنْ ذَلِكَ5.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "6/ 390"، والطبراني في "الكبير" "1/ 917" و"3/ 2576" من طريق شريك، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته شريك، وهو ابن عبد الله النخعي القاضي، سيئ الحفظ, وابن عقيل: هو عبد الله بن محمد بن عقيل، صدوق, في حديثه لين. وتابع شريكًا زكريا بن عدي عند أحمد "6/ 392" قال: حدثنا زكريا بن عدي قال: أنا عبيد الله بن عمر, وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، عَنْ علي بن الحسين، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3542". 3 ضعيف: فيه علي بن عابس، ضعيف، أجمعوا على ضعفه, وفيه يزيد بن أبي زياد الهاشمي, مولاهم، الكوفي، ضعيف، كبر فتغيِّر، صار يتلقَّن. 4 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "20984"، ومن طريقه البخاري "3752"، والترمذي "3778" والطبراني "2543" عن معمر، عن الزهري، عن أنس، به. 5 حسن: أخرجه أحمد "1/ 99 و108"، وفي "فضائل الصحابة له "1366"، والترمذي "3779" وابن حبَّان "2235" موارد من طريق إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئ بنِ هانئ، عن علي، به. قلت: إسناده حسن، هانئ بن هانئ، قال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات".

عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عَبَّاسٍ, أَنَّهُ شبَّه الحَسَنَ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أُسَامَةُ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأخُذُنِي وَالحَسَنَ، وَيَقُوْلُ: "اللهمَّ إِنِّيْ أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا" 1. وَفِي "الجَعْدِيَّاتِ" لِفُضَيْلِ بنِ مَرْزُوْقٍ, عَنْ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، عَنِ البَرَاءِ, قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلْحَسَنِ: "اللَّهُمَّ إِنِّيْ أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ" صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ2. أَحْمَدُ, حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَزِيْدَ، عَنْ نَافِعِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِلْحَسَنِ: "اللَّهُمَّ إِنِّيْ أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ" 3. وَرَوَاهُ نُعَيْمٌ المُجْمِرُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَزَادَ: قَالَ: فما رأيت الحسن إلَّا دمعت عيني. وَرَوَى نَحْوَهُ ابْنُ سِيْرِيْنَ عَنْهُ، وَفِي ذَلِكَ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ، فَهُوَ مُتَوَاتِرٌ. قَالَ أَبُو بَكْرَةَ: رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى المِنْبَرِ، وَالحَسَنُ إِلَى جَنْبِهِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِيْنَ" 4. يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ مَرْفُوعاً: "الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ" 5. صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3747". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3749"، ومسلم "2422" من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء، به. 3 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 249 و331". 4 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 37-38 و49"، والبخاري "3704" و"3629" و"3746" و"7109"، وأبو داود "4662"، والترمذي "2953"، والنسائي "3/ 107", وفي "عمل اليوم والليلة" له "251"، وفي "فضائل الصحابة" "63"، والطبراني "2590" و"2592" من طريق الحسن، أخبرني أبي بكرة، به. قلت: الإسناد صحيح متصل, فرواية الحسن البصري عن أبي بكرة في البخاري. 5 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 96"، وأحمد "3/ 3 و62 و64 و82"، وفي "فضائل الصحابة" له "1360" و"1368" و"1384"، والترمذي "3768"، وأبو يعلى "1169"، والحاكم "3/ 166-167"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "2/ 393"، والطبراني "2610" و"2611" و"2612" و"2613"، والخطيب في "تاريخه" "4/ 207" وأبو نعيم في "الحلية" "5/ 71" من طرق عن عبد الرحمن ابن أبي نعم، حدثني أبي سعيد الخدري، به.

وحسَّن التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيْثِ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةً وَهُوَ مُشتمِلٌ عَلَى شَيْءٍ, قُلْتُ: مَا هَذَا? فَكَشَفَ, فَإِذَا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ عَلَى وَرِكَيْهِ، فَقَالَ: "هَذَانِ ابْنَايَ، وَابْنَا بِنْتِي, اللَّهُمَّ إني أحبهما فأحبهما، وأحب من يحبهما" 1. تفرَّد بِهِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ زَيْدِ بنِ المُهَاجَرِ المَدَنِيُّ، عَنْ مُسْلِمِ بنِ أَبِي سَهْلٍ النَّبَّالِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، وَلَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ مُوْسَى بنِ يَعْقُوْبَ الزَّمْعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، فَهَذَا مِمَّا يُنتقَدُ تَحسينُهُ عَلَى التِّرْمِذِيِّ. وَحَسَّنَ أَيْضاً لِيُوْسُفَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ أَنَسٍ: سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ أَهْلِ بَيْتِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ? قَالَ: "الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ"، وَكَانَ يَشَمُّهُمَا وَيَضُمُّهُمَا إِلَيْهِ2. مَيْسَرَةُ بنُ حَبِيْبٍ, عَنِ المِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ, سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "هَذَا مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلْ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ, استأذن ربه أن يسلم عليَّ ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن وَالحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ" 3. حسَّنه التِّرْمِذِيُّ. وصحَّح لِلْبَرَاءِ أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبْصرَ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّيْ أحبهما، فأحبهما" 4. قَالَ قَابُوْسِ بنِ أَبِي ظِبْيَانَ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَّجَ بَيْنَ فَخِذَي الحَسَنِ، وقبَّل زُبَيْبَهُ5. وَقَدْ كَانَ هَذَا الإِمَامُ سَيِّداً وَسِيماً جَمِيْلاً، عَاقِلاً رَزِيناً، جَوَاداً مُمَدَّحاً، خَيِّراً دَيِّناً،

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "3769". 2 ضعيف: أخرجه الترمذي "3772"، وفيه يوسف بن إبراهيم التميمي، أبو شيبة الجوهري الواسطي، ضعيف. 3 صحيح: أخرجه الترمذي "3781"، وفيه المنهال بن عمرو، صدوق. وأخرجه أحمد "5/ 391"، والخطيب "6/ 372"، والحاكم "3/ 151". 4 صحيح: هو عند الترمذي "3782"، وتقدَّم تخريجنا له قريبًا بتعليقنا رقم "644". 5 ضعيف: أخرجه الطبراني "2658"، وفيه قابوس بن أبي ظبيان، قال أبو حاتم: لا يحتج به, وقال أحمد: ليس بذلك، لم يكن من النقد الجيد. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ حبَّان في "المجروحين" "2/ 216": "كان رديء الحفظ, ينفرد عن أبيه بما لا أصل له، ربما رفع المراسيل وأسند الموقوف".

وَرِعاً مُحتشِماً، كَبِيرَ الشَّأْنِ، وَكَانَ مِنْكَاحاً مِطْلاَقاً، تزوَّج نَحْواً مِنْ سَبْعِيْنَ امْرَأَةً، وقلَّما كَانَ يُفَارِقُهُ أَرْبَعُ ضَرَائِرَ. عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ أنَّ عَلِيّاً قَالَ: يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ, لاَ تُزَوِّجُوا الحَسَنَ، فَإِنَّهُ مِطْلاَقٌ، فَقَالَ رَجُلٌ: وَاللهِ لنزوجنَّه، فما رضي أمسك، وما كره طلق. قا ل ابْنُ سِيْرِيْنَ: تزوَّج الحَسَنُ امْرَأَةً، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِمائَةِ جَارِيَةٍ, مَعَ كُلِّ جَارِيَةٍ أَلْفُ دِرْهَمٍ. وَكَانَ يُعطِي الرَّجُلَ الوَاحِدَ مائَةَ أَلْفٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ حجَّ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، وحجَّ كَثِيْراً مِنْهَا مَاشياً مِنَ المَدِيْنَةِ إِلَى مَكَّةَ، وَنَجَائِبُهُ تُقَادُ مَعَهُ. الحَاكِمُ فِي "مُسْتَدْرَكِهِ": مِنْ طرِيقِ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ، عَنْ زُهَيْرِ بنِ الأَقْمَرِ البَكْرِيِّ قَالَ: قَامَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ يَخْطُبُهُم، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَزْدِ شَنُوْءةَ فَقَالَ: أَشْهَدُ, لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاضِعَهُ فِي حَبْوَتِهِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: "مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّهُ، وليبلغ الشاهد الغائب". وَفِي "جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ" مِنْ طرِيقِ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ, أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخذَ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ، فَقَالَ: "مَنْ أَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا, كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ". إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ، وَالمَتْنُ مُنْكَرٌ. "المُسْنَدُ": حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ، عَنْ زُهَيْرِ بنِ الأَقْمَرِ قَالَ: بَيْنَمَا الحَسَنُ يَخطُبُ بَعْدَ مَا قُتِلَ عَلِيٌّ؛ إِذْ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَزْدِ, آدَمُ طُوَالٌ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاضِعَهُ فِي حَبْوَتِهِ يَقُوْلُ: "مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّهُ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ"، وَلَوْلاَ عِزمَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا حدَّثتكم1. عَلِيُّ بنُ صَالِحٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ, عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ, قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَذَانِ ابْنَايَ, مَنْ أحبهما فقد أحبني".

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "5/ 366"، وفيه زهير بن الأقمر، أبو كثير، مجهول، لذا قال الحافظ في التقريب: مقبول.

جَمَاعَةٌ، عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- جَلَّلَ حَسَناً وَحُسَيْناً وَفَاطِمَةَ بِكسَاءٍ، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي، اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا"1. إِسْرَائِيْلُ, عَنِ ابْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ, قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا حُذَيْفَةُ, جَاءنِي جِبْرِيْلُ فَبَشَّرَنِي أَنَّ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ". وَرُوِيَ نَحْوُهُ، عَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، وَزِرٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، عن سعيد بنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَعْلَى بنِ مُرَّةَ قَالَ: جَاءَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ يَسعيَانِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ الآخَرِ، فَجَعَلَ يَدَهُ فِي رَقبتِهِ، ثُمَّ ضمَّه إِلَى إِبطِهِ، ثُمَّ قبَّل هَذَا، ثُمَّ قبَّل هَذَا، وَقَالَ: "إِنِّيْ أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا"، ثُمَّ قَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ مَجْهَلَةٌ". مَعْمَرٌ, عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الأسود بن خلف، عَنْ أَبِيْهِ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أخذ حسنًا فقبَّله، ثم أقبل عليه فَقَالَ: "إِنَّ الوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ". كَامِلٌ أَبُو العَلاَءِ, عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صلاة

_ 1 فيه شهر بن حوشب، ضعيف، سيئ الحفظ. وقد ورد بهذا اللفظ عن أم سلمة عند الترمذي "3205" و"3787" حدثنا قتيبة، حدثنا محمد بن سليمان الأصبهاني، عن يحيى بن عبيد، عن عطاء بن أبي رياح، عن عمر بن أبي سلمة, ربيب النبي -صلى الله عليه وسلم، عن أمَّه في قصة. قلت: إن كان يحيى بن عبيد هو المكي، مولى بني مخزوم، فهو ثقة، والإسناد حسن، وإلّا فهو مجهول. ويضعف الإسناد به، وهذا الراوي لم يتبين للحافظ المزي، وللحافظ ابن حجر العسقلاني لم يتبين لهما من هو، فقال: يحتمل أن يكون يحيى بن عبيد المكي, وإلّا فهو مجهول، وإن كنت أرجّح أن الحديث ضعيف بهذا اللفظ لجهالة هذا الرجل, لماذا؟ لأنَّ الترمذي قال في إثر الحديث: "هذا حديث غريب من حديث عطاء, عن عمر بن أبي سلمة". يقو ل محمد أيمن الشبراوي: اصطلاح الترمذي هذا: "هذا حديث غريب" معروف عند الأكابر بله أصاغر طلاب علم الحديث أنَّ الحديث ضعيف عنده، فيحيى بن عبيد ليس المكي، وإنما هو رجل مجهول والله -تعالى- أعلم. لكن قد ورد الحديث عن عائشة قالت: خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه مرط مرحل من شعر أسود, فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه, ثم جاءت فاطمة فأدخلها, ثم جاء علي فأدخله, ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] . أخرجه مسلم "2424" بإسناد عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، به.

العِشَاءِ، فَكَانَ إِذَا سَجدَ رَكبَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَإِذَا رَفعَ رَأْسَهُ رَفَعَهُمَا رَفْعاً رَفِيقاً، ثُمَّ إِذَا سَجدَ عَادَا، فلمَّا صَلَّى قُلْتُ: ألَا أَذْهبُ بِهِمَا إِلَى أُمِّهِمَا? قَالَ: فَبَرقَتْ بَرْقَةٌ، فَلَمْ يَزَالاَ فِي ضَوئهَا حَتَّى دَخَلاَ عَلَى أُمِّهِمَا. رَوَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ عَنْهُ. زَيْدُ بنُ الحُبَابِ, عَنْ حُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ: حدَّثني عَبْدُ اللهِ بنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخطُبُ، فَأَقْبَلَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيْصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُوْمَانِ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا، فَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "صَدَقَ اللهُ: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التَّغَابُنُ: 15] . رَأَيْتُ هَذَيْنِ، فَلَمْ أَصْبِرْ" ثُمَّ أَخَذَ فِي خُطبتِهِ. أَبُو شِهَابٍ, مَسْرُوْحٌ، عَنِ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ، وَعَلَى ظَهْرِهِ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ، وَهُوَ يَقُوْلُ: "نِعْمَ الجَمَلُ جَمَلُكُمَا، وَنِعْمَ العِدْلاَنِ أَنْتُمَا". مسروح ليِّن. جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَعْقُوْبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو حَامِلٌ حَسَناً أَوْ حُسَيْناً، فتقدَّم فَوَضَعَهُ، ثُمَّ كبَّر فِي الصَّلاَةِ، فَسَجَدَ سجدَةً أَطَالَهَا، فَرفعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِهِ، فَرَجعْتُ فِي سُجُودِي، فلمَّا قَضَى صَلاَتَهُ قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ, إِنَّكَ أَطَلْتَ! قَالَ: "إِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعْجِلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ". قُلْتُ: أَيْنَ الفَقِيْهُ المُتَنَطِّعُ عَنْ هَذَا الفِعْلِ? عَنْ سَلَمَةَ بنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَامِلَ الحَسَنِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا غُلاَمُ! نِعْمَ المَرْكَبُ رَكِبْتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَنِعْمَ الرَّاكِبُ هُوَ". رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى فِي "مُسْنَدِهِ". أَحْمَدُ فِي "مُسْندِهِ": حَدَّثَنَا تَلِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ, حَدَّثَنَا أَبُو الجَحَّافِ, حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَظَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلى عَلِيٍّ وَابْنَيْهِ وَفَاطِمَةَ، فَقَالَ: "أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُم, سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُم". الطَّيَالِسِيُّ فِي "مُسْنَدِهِ": حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ, قَالَ عَلِيٌّ: زَارَنَا رَسُوْلُ

اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَاتَ عِنْدَنَا، وَالحَسَنُ وَالحُسَيْنُ نَائِمَانِ، فَاسْتَسقَى الحَسَنُ، فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى قُرْبَةٍ وَسَقَاهُ، فَتنَاوَلَ الحُسَيْنُ لِيَشْرَبَ, فَمَنَعَهُ وَبدَأَ بِالحَسَنِ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! كأنَّه أَحَبُّهُمَا إِلَيْكَ, قَالَ: "لاَ، وَلَكِنْ هَذَا اسْتَسقَى أَوَّلاً"، ثُمَّ قَالَ: "إِنِّيْ وَإِيَّاكِ وَهَذَيْنِ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ"، وَأَحسِبُهُ قَالَ: "وَعَلِيّاً". بَقِيَّةُ, عَنْ بَحِيْرٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، عَنِ المِقْدَامِ بنِ مَعْدِ يْكَرِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حَسَنٌ مِنِّي، وَالحُسَيْنُ مِنْ عَلِيٍّ". رَوَاهُ ثَلاَثَةٌ عَنْهُ، وَإِسْنَادُهُ قويٌّ. ابْنُ عَوْنٍ, عَنْ عُمَيْرِ بنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الحَسَنِ، فَلَقِيَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَرِنِي أُقَبِّلُ مِنْكَ حَيْثُ رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقَبِّلُ، فَقَالَ بقميصه، فقبَّل سرته. رَوَاهُ عِدَّةٌ عَنْهُ. حَرِيزُ بنُ عُثْمَانَ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي عَوْفٍ الجُرَشِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمُصُّ لِسَانَهُ أَوْ شَفَتَهُ -يَعْنِي: الحَسَنَ, وَإِنَّهُ لَنْ يُعَذَّبَ لِسَانٌ أَوْ شَفَتَانِ مَصَّهُمَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَاهُ أَحْمَدُ. يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ لِلْحَسَنِ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ, يُصْلِحُ اللهُ بِهِ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِيْنَ". وَمِثْلُهُ مِنْ حَدِيْثِ الحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ1. رَوَاهُ يُوْنُسُ، وَمَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ، وَإِسْرَائِيْلُ أَبُو مُوْسَى، وَهِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، وَأَشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ، وَمُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، وَغَيْرُهُم, عَنْهُ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُوْسَى بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ, أَنَّ عُمَرَ لَمَّا دوَّن الدِّيْوَانَ, أَلْحقَ الحَسَنَ والحسين بفريضة أبيهما؛ لقرابتهما مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَضَ لكلٍّ مِنْهُمَا خمسة آلاف درهم. أَبُو المَلِيحِ الرَّقِّيُّ: حَدَّثَنَا هَاشِمٌ الجُعْفِيُّ قَالَ: فَاخَرَ يَزِيْدُ بنُ مُعَاوِيَةَ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ،

_ 1 صحيح: تقدَّم تخريجنا له قريبًا بتعليقنا رقم "646".

فَقَالَ لَهُ أَبُوْهُ: فَاخَرْتَ الحَسَنَ? قَالَ: نَعَمْ, قَالَ: لَعَلَّكَ تَظُنُّ أَنَّ أُمَّكَ مِثْلُ أُمِّهِ, أَوْ جدَّك كَجَدِّهِ، فأمَّا أَبُوْكَ وَأَبُوْهُ فَقَدْ تَحَاكَمَا إِلَى اللهِ، فَحَكَمَ لأَبِيْكَ عَلَى أَبِيْهِ. زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ, قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ فَاتَنِي فِي شَبَابِي إلَّا أنِّي لَمْ أَحُجَّ مَاشياً، وَلَقَدْ حجَّ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ حَجَّةً مَاشِياً، وَإِنَّ النَّجَائِبَ لَتُقَادُ مَعَهُ, وَلَقَدْ قَاسَمَ اللهَ مَالَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، حَتَّى إِنَّهُ يُعطِي الخُفَّ وَيُمْسِكُ النَّعْلَ. رَوَى نَحْواً مِنْهُ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بنُ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ, لَكنْ قَالَ: خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً. رَوَى مُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ، عَنْ أُمِّ مُوْسَى, كَانَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَرَأَ الكَهْفَ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: سَمِعَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ رَجُلاً إِلَى جَنْبِهِ يَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَرزُقَهُ عَشْرَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ، فَانْصَرَفَ فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ. رَجَاءٌ, عَنِ الحَسَنِ, أنَّه كَانَ مُبَادراً إِلَى نُصْرَةِ عُثْمَانَ، كَثِيرَ الذَّبِّ عَنْهُ، بَقِيَ فِي الخِلاَفَةِ بَعْدَ أَبِيْهِ سَبْعَةَ أَشهُرٍ. إِسْرَائِيْلُ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَلِيٍّ, أَنَّهُ خَطبَ وَقَالَ: إِنَّ الحَسَنَ قَدْ جَمَعَ مَالاً، وَهُوَ يُرِيْدُ أن يقسمه بينكم، فحضر النَّاسُ، فَقَامَ الحَسَنُ، فَقَالَ: إِنَّمَا جَمَعتُهُ لِلْفُقَرَاءِ، فَقَامَ نِصْفُ النَّاسِ. القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ الحُدَّانِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو هَارُوْنَ قَالَ: انْطَلَقْنَا حجَّاجًا، فَدَخَلْنَا المَدِيْنَةَ، فَدَخَلْنَا عَلَى الحَسَنِ، فَحَدَّثْنَاهُ بِمَسيْرِنَا وَحَالِنَا، فلمَّا خَرَجْنَا بَعثَ إِلَى كلِّ رَجُلٍ مِنَّا بِأَرْبَعِ مائَةٍ، فَرَجَعْنَا فَأَخْبَرْنَاهُ بِيَسَارِنَا، فَقَالَ: لاَ تَرُدُّوا عَلَيَّ مَعْرُوفِي، فَلَو كُنْتُ عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الحَالِ كَانَ هَذَا لَكُم يَسِيْراً, أَمَا إِنِّيْ مُزوِّدُكُم: إِنَّ اللهَ يُبَاهِي مَلاَئِكَتَهُ بِعِبَادِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ. قَالَ المَدَائِنِيُّ: أَحصَنَ الحَسَنُ تِسْعيْنَ امْرَأَةً. الوَاقِدِيُّ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجْنَا إِلَى الجَمَلِ سِتَّ مائَةٍ، فَأَتَينَا الرَّبَذَةَ، فَقَامَ الحَسَنُ فَبَكَى، فَقَالَ عَلِيٌّ: تَكلَّمْ وَدَعْ عَنْكَ أَنْ تَحِنَّ حَنِينَ الجَارِيَةِ, قَالَ: إِنِّيْ كُنْتُ أَشَرْتُ عَلَيْكَ بِالمقَامِ، وَأَنَا أُشيْرُهُ الآنَ, إِنَّ لِلْعَرَبِ جَولَةً، وَلَوْ قَدْ رَجَعَتْ إِلَيْهَا عَوَازِبُ أَحلاَمِهَا قَدْ ضَرَبُوا إِلَيْكَ آبَاطَ الإِبِلِ حَتَّى

يَسْتَخْرِجُوكَ، وَلَوْ كُنْتَ فِي مِثْلِ جُحْرِ ضَبٍّ. قال: أتراني -لا أبا لك- كُنْتُ مُنتَظراً كَمَا يَنتَظرُ الضَّبُعُ اللَّدْمَ؟. إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بنِ يَرِيْمَ، قَالَ: قِيْلَ لِعَلِيٍّ: هَذَا الحَسَنُ فِي المَسجدِ يُحدِّثُ النَّاسَ، فَقَالَ: طَحْنُ إِبلٍ لَمْ تعلَّم طحناً. شُعْبَةُ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْدِ يْكَرِبٍ, أَنَّ عَلِيّاً مَرَّ عَلَى قَوْمٍ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: مَنْ ذَا? قَالُوا: الحَسَنُ, قَالَ: طَحنُ إِبلٍ لَمْ تَعَوَّدْ طَحناً, إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ صُدَّاداً، وَإِنَّ صُدَّادَنَا الحَسَنُ. جعفر بن محمد، عن أبيه؛ قال علي: يا أهل الكوفة! لا تزوجوا الحسن، فإنه رَجُلٌ مِطْلاَقٌ، قَدْ خَشِيْتُ أَنْ يُورِثَنَا عَدَاوَةً فِي القبَائِلِ. عَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ، قَالَ: كَانَتِ الخَثْعَمِيَّةُ تَحْتَ الحَسَنِ، فلمَّا قُتلَ عَلِيٌّ وَبُوْيِعَ الحَسَنُ, دَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: لِتَهْنِكَ الخِلاَفَةُ، فَقَالَ: أَظْهَرتِ الشَّمَاتَةَ بِقَتْلِ عَلِيًّ, أَنْتِ طَالِقٌ ثَلاَثاً، فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا أَردْتُ هَذَا، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهَا بِعِشْرِيْنَ أَلْفاً، فَقَالَتْ: مَتَاعٌ قَلِيلٌ مِنْ حَبِيْبٍ مُفَارقِ شَرِيْكٌ, عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أبي رزين قال: خطبنا الحسن بن علي يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَقَرَأَ سُورَةَ إِبْرَاهِيْمَ عَلَى المِنْبَرِ حَتَّى خَتَمهَا. مَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، قَالَ: كَانَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ لاَ يَدعُو أَحَداً إِلَى الطَّعَامِ، يَقُوْلُ: هُوَ أَهوَنُ مِنْ أَنْ يُدعَى إِلَيْهِ أَحَدٌ. قَالَ المُبَرِّدُ: قِيْلَ لِلْحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ يَقُوْلُ: الفَقْرُ أَحبُّ إِلَيَّ مِنَ الغِنَى، وَالسُّقْمُ أَحبُّ إِلَيَّ مِنَ الصِّحَّةِ، فَقَالَ: رَحِمَ اللهُ أَبَا ذَرٍّ, أَمَّا أَنَا فَأَقُوْلُ: مَنِ اتَّكل عَلَى حُسْنِ اخْتيَارِ اللهِ لَهُ لَمْ يتمَّن شَيْئاً، وَهَذَا حَدُّ الوُقُوفِ عَلَى الرِّضَى بِمَا تصرف به القضاء. عَنِ الحرْمَازِيِّ: خَطبَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ بِالكُوْفَةِ، فَقَالَ: إِنَّ الحِلْمَ زِينَةٌ، وَالوَقَارَ مُرُوءةٌ، وَالعَجَلَةَ سَفَهٌ، وَالسَّفَهَ ضَعْفٌ، وَمُجَالَسَةَ أَهْلِ الدَّنَاءةِ شَيْنٌ، وَمُخَالَطَةَ الفُسَّاقِ رِيْبَةٌ. زُهَيْرٌ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بنِ الأَصَمِّ, قُلْتُ لِلْحَسَنِ: إِنَّ الشِّيْعَةَ تَزْعُمُ أَنَّ عَلِيّاً مَبْعُوْثٌ قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ, قَالَ: كَذَبُوا، وَاللهِ مَا هَؤُلاَءِ بِالشِّيْعَةِ, لَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ مَبْعُوْثٌ مَا زوَّجنا نِسَاءهُ، وَلاَ اقْتسَمْنَا مَالَهُ. قَالَ جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ: قُتِلَ عَلِيٌّ، فَبَايَعَ أَهْلُ الكُوْفَةِ الحَسَنَ، وَأَحبُّوهُ أَشَدَّ مِنْ حُبِّ أَبِيْهِ.

وَقَالَ الكَلْبِيُّ: بُوْيِعَ الحَسَنُ، فَوَلِيَهَا سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَأَحَدَ عَشَرَ يَوْماً، ثُمَّ سَلَّمَ الأَمْرَ إِلَى مُعَاوِيَةَ. وَقَالَ عَوَانَةُ بنُ الحَكَمِ: سَارَ الحَسَنُ حَتَّى نَزَلَ المَدَائِنَ، وَبَعثَ قَيْسَ بنَ سَعْدٍ عَلَى المُقَدَّمَاتِ، وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً، فَوَقَعَ الصَّائِحُ: قُتِلَ قَيْسٌ، فَانْتَهَبَ النَّاسُ سُرَادِقَ الحَسَنِ، وَوَثَبَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الخَوَارِجِ فَطَعَنَهُ بِالخِنْجَرِ، فَوَثَبَ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ فَقَتَلُوْهُ, فَكَتبَ الحَسَنُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فِي الصُّلْحِ. ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَعَنْ يُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيْهِ: إنَّ أَهْلَ العِرَاقِ لَمَّا بَايَعُوا الحَسَنَ قَالُوا لَهُ: سِرْ إِلَى هَؤُلاَءِ الَّذِيْنَ عَصَوُا اللهَ ورسوله، وارتكبوا العظائم، فسار إلى أهل الشَّامِ، وَأَقْبَلَ مُعَاوِيَةُ حَتَّى نَزَلَ جِسرَ مَنْبِجٍ، فَبَيْنَا الحَسَنُ بِالمَدَائِنِ؛ إِذْ نَادَى منادٍ فِي عَسْكَرِهِ: ألَا إِنَّ قَيْسَ بنَ سَعْدٍ قَدْ قُتِل، فشدَّ النَّاسُ عَلَى حُجْرَةِ الحَسَنِ، فَنَهَبُوْهَا حَتَّى انْتُهِبَتْ بُسطُهُ، وَأَخَذُوا رِدَاءهُ، وَطَعَنَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ فِي ظَهرِهِ بِخِنْجَرٍ مَسْمُوْمٍ فِي أَلْيَتِهِ، فَتحوَّلَ وَنَزَلَ قَصرَ كِسْرَى الأَبْيَضَ، وَقَالَ: عَلَيْكُم لَعنَةُ اللهِ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ, قَدْ عَلِمْتُ أَنْ لاَ خَيرَ فِيْكُم, قَتلتُم أَبِي بِالأَمسِ، وَاليَوْمَ تَفْعَلُوْنَ بِي هَذَا، ثُمَّ كَاتَبَ مُعَاوِيَةَ فِي الصُّلْحِ عَلَى أَنْ يُسِلِّمَ لَهُ ثَلاَثَ خِصَالٍ: يُسلِّمَ لَهُ بَيْتَ المَالِ، فَيَقْضِي مِنْهُ دَيْنَهُ، وَمَوَاعِيدَهُ وَيَتحمَّلَ مِنْهُ هُوَ وَآلُهُ، وَلاَ يُسَبَّ عَلِيٌّ وَهُوَ يَسَمَعُ، وَأَنْ يُحملَ إِلَيْهِ خَرَاجُ، فَسَا وَدَرَابْجِرْدَ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى المَدِيْنَةِ، فَأَجَابَهُ مُعَاوِيَةُ، وَأَعْطَاهُ مَا سَأَلَ. وَيُقَالُ: بَلْ أَرْسَلَ عَبْدَ اللهِ بنَ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ حَتَّى أَخذَ لَهُ مَا سَألَ، فَكَتبَ إِلَيْهِ الحَسَنُ: أَنْ أَقبِلْ، فَأَقْبَلَ مِنْ جِسْرِ مَنْبِجٍ إِلَى مَسْكَنَ فِي خَمْسَةِ أَيَّامٍ، فَسَلَّمَ إِلَيْهِ الحَسَنُ الأَمْرَ، وَبَايَعَهُ حَتَّى قَدِمَا الكُوْفَةَ، ووفَّى مُعَاوِيَةُ لِلْحَسَنِ بِبَيْتِ المَالِ، وَكَانَ فِيْهِ يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ آلاَفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَاحتَمَلهَا الحَسَنُ، وَتَجَهَّزَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ إِلَى المَدِيْنَةِ، وكفَّ مُعَاوِيَةُ عَنْ سَبِّ عَلِيٍّ وَالحَسَنُ يَسَمَعُ، وَأَجْرَى مُعَاوِيَةُ عَلَى الحَسَنِ كُلَّ سَنَةٍ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَعَاشَ الحَسَنُ بَعْدَ ذَلِكَ عَشْرَ سِنِيْنَ. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بنُ أَبِي صَغِيْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ, أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يَعلَمُ أَنَّ الحَسَنَ أَكْرَهُ النَّاسِ لِلْفِتْنَةِ، فلمَّا تُوُفِّيَ عَلِيٌّ بَعثَ إِلَى الحَسَنِ، فَأَصْلَحَ مَا بَينَهُ وَبَينَهُ سِرّاً، وَأَعْطَاهُ مُعَاوِيَةُ عَهداً إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ، وَالحَسَنُ حَيٌّ لَيُسَمِّيَنَّهُ، وليجعلنَّ الأَمْرَ إِلَيْهِ، فلمَّا تَوثَّقَ مِنْهُ الحَسَنُ, قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَاللهِ إِنِّيْ لَجَالِسٌ عِنْدَ الحَسَنِ؛ إِذْ أخذت لأقوم، فَجَذَبَ بِثَوْبِي، وَقَالَ: يَا هنَاهُ اجلِسْ! فَجلَسْتُ، فَقَالَ: إِنِّيْ قَدْ رَأَيْتُ رَأْياً، وَإِنِّي أُحبُّ أَنْ تُتَابِعَنِي عَلَيْهِ! قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَعمَدَ إِلَى المَدِيْنَةِ فَأَنْزِلَهَا, وَأُخَلِّيَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ

وَبَيْنَ هَذَا الحَدِيْثِ، فَقَدْ طَالتِ الفِتْنَةُ، وَسُفِكَتِ الدِّمَاءُ، وَقُطعَتِ الأَرْحَامُ وَالسُّبُلُ، وَعُطِّلَتِ الفُرُوْجُ. قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: جَزَاكَ اللهُ خَيراً عَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، فَأَنَا مَعَكَ، فَقَالَ: ادْعُ لِي الحُسَيْنَ! فَأَتَاهُ فَقَالَ: أَيْ أَخِي! قَدْ رَأَيْتُ كَيْتَ وَكَيْتَ، فَقَالَ: أُعِيذُكَ بِاللهِ أَنْ تُكذِّبَ عَلِيّاً، وَتُصَدِّقَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ الحَسَنُ: وَاللهِ مَا أَردْتُ أَمراً قَطُّ إلَّا خَالَفْتَنِي، وَاللهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَقذِفَكَ فِي بَيْتٍ، فَأُطَيِّنَهُ عَلَيْكَ حَتَّى أَقْضِيَ أَمْرِي، فلمَّا رَأَى الحُسَيْنُ غَضَبَهُ قَالَ: أَنْتَ أَكْبَرُ وَلَدِ عَلِيٍّ، وَأَنْتَ خَلِيفَتُهُ، وَأَمْرُنَا لأَمْرِكَ تَبَعٌ، فَقَامَ الحَسَنُ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنِّيْ كُنْتُ أَكْرَهُ النَّاسِ لأَوِّلِ هَذَا الأَمْرِ، وَأَنَا أَصلَحْتُ آخِرَهُ, إِلَى أَنْ قَالَ: إِنَّ اللهَ قَدْ وَلاَّكَ يَا مُعَاوِيَةُ هَذَا الحَدِيْثَ لِخيرٍ يَعْلَمُهُ عِنْدَكَ, أَوْ لِشَرٍّ يَعْلَمُهُ فِيكَ {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [الأَنْبِيَاءُ: 111] . ثُمَّ نَزَلَ. شَرِيْكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عن أبي رزين قال: خطبنا الحسن بن عَلِيٍّ يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَقَرَأَ إِبْرَاهِيْمَ عَلَى المِنْبَرِ حَتَّى خَتَمهَا. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ: كَانَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ لاَ يَرَيَانِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ, فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ رُؤْيَتَهُنَّ حَلاَلٌ لَهُمَا. قُلْتُ: الحِلُّ مُتَيَقَّنٌ. ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ, قَالَ الحَسَنُ: الطَّعَامُ أَدقُّ مِنْ أَنْ نُقْسِمَ عَلَيْهِ. وَقَالَ قُرَّةُ: أَكلْتُ فِي بَيْتِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، فلمَّا رفعت يدي قال: قال الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ: إِنَّ الطَّعَامَ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ يُقْسَمَ عَلَيْهِ. رَوَى جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ كَانَا يَقْبَلاَنِ جَوَائِزَ مُعَاوِيَةَ. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا مُسَافِرٌ الجَصَّاصُ، عَنْ رُزَيْقِ بنِ سَوَّارٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ الحسن ومروان كلام، فأغلظ مروان له، والحسن سَاكِتٌ، فَامْتَخَطَ مَرْوَانُ بِيَمِيْنِهِ، فَقَالَ الحَسَنُ: وَيْحَكَ, أَمَا عَلمْتَ أَنَّ اليَمِينَ لِلوَجْهِ، وَالشِّمَالَ لِلْفَرْجِ? أفٍّ لَكَ! فَسَكَتَ مَرْوَانُ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ, أنَّ عُمَرَ أَلْحقَ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ بفَرِيضَةِ أَبِيهِمَا مَعَ أَهْلِ بَدْرٍ؛ لِقَرَابَتِهِمَا بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حمَّاد بنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابن

عَبَّاسٍ، قَالَ: اتَّحدَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَقُوْلُ: "هَيَّ يَا حَسَنُ خُذْ يَا حَسَنُ"، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: تُعِيْنُ الكَبِيْرَ? قَالَ: "إِنَّ جِبْرِيْلَ يَقُوْلُ: خُذْ يَا حُسَيْنُ". شَيْبَانُ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بنِ مُضَرِّبٍ, سَمِعَ الحَسَنَ يَقُوْلُ: وَاللهِ لاَ أُبَايعُكُم إلَّا عَلَى مَا أَقُوْلُ لَكُم. قَالُوا: مَا هُوَ? قَالَ: تُسَالِمُوْنَ مَنْ سَالَمْتُ، وَتُحَارِبُوْنَ مَنْ حَارَبْتُ. قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَدَائِنِيُّ: عَنْ خَلاَّدِ بنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ علي بن جُدْعَانَ قَالَ: حجَّ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ خَمْسَ عَشْرَةَ حَجَّةً مَاشياً، وَإِنَّ النَّجَائِبَ لَتُقَادُ مَعَهُ، وَخَرجَ مِنْ مَالهِ مَرَّتَيْنِ، وَقَاسَمَ اللهَ مَالَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ عَلِيٌّ: مَا زَالَ حَسَنٌ يَتَزوَّجُ وَيُطلِّقُ حَتَّى خَشِيْتُ أَنْ يَكُوْنَ يُورِثَنَا عَدَاوَةً فِي القَبَائِلِ, يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ! لاَ تُزَوِّجُوهُ، فَإِنَّهُ مِطْلاَقٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ: وَاللهِ لنزوجنَّه، فَمَا رَضِيَ أَمْسَكَ، وَمَا كَرِهَ طَلَّقَ. قَالَ المَدَائِنِيُّ: أَحصَنَ الحَسَنُ تِسْعِيْنَ امْرَأَةً. شَرِيْكٌ: عَنْ عَاصِمٍ، عن أبي رزين، قال: خطبنا الحسن بن عَلِيٍّ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ سُودٌ، وَعِمَامَةٌ سَوْدَاءُ. زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا مُخَوَّلٌ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ, أَنَّ أَبَا رَافِعٍ أَتَى الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ وَهُوَ يُصَلِّي عَاقِصاً رَأْسَهُ، فَحَلَّهُ، فَأَرْسَلَهُ، فَقَالَ الحَسَنُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا? قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "لاَ يُصَلِّي الرَّجُلُ عَاقِصاً رَأْسَهُ". وَرَوَى نَحْوَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ مُوْسَى, أَخْبَرَنِي سَعِيْدٌ المَقْبُرِيُّ, أَنَّ أَبَا رَافِعٍ مَرَّ بِحَسَنٍ وَقَدْ غَرزَ ضَفِيْرَتَهُ فِي قَفَاهُ، فَحَلَّهَا، فَالْتفَتَ مُغْضَباً. قَالَ: أَقْبِلْ عَلَى صَلاَتِكَ وَلاَ تَغضَبْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "ذَلِكَ كِفْلُ الشَّيْطَانِ". يَعْنِي: مَقْعَدَ الشَّيْطَانِ. حَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ, أَنَّ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ كَانَا يتختَّمان فِي اليَسَارِ. الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ، عَنْ قَيْسٍ مَوْلَى خَبَّابٍ, رَأَيْتُ الحَسَنَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. حجَّاجُ بنُ نُصَيْرٍ: حَدَّثَنَا يَمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: رَأَيْتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ يَخْضِبُ بالسواد.

أَبُو الرَّبِيْعِ السَّمَّانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَزِيْدَ، قَالَ: رَأَيْتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ قد خضَّب بالسواد. مجالد, عن الشعبي، وعن يونس بن أبي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيْهِ، وَعَنْ غَيْرِهِمَا قَالُوا: بَايعَ أَهْلُ العِرَاقِ الحَسَنَ، وَقَالُوا لَهُ: سِرْ إِلَى هَؤُلاَءِ، فَسَارَ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ، وَعَلَى مُقَدِّمَتِهُ قيس بن سعد، في اثني عشر ألفا. وَقَالَ غَيْرُهُ: فَنَزَلَ المَدَائِنَ، وَأَقْبَلَ مُعَاوِيَةُ؛ إِذْ نَادَى منادٍ فِي عَسْكَرِ الحَسَنِ: قُتِلَ قَيْسٌ، فشدَّ النَّاسُ عَلَى حُجْرَةِ الحَسَنِ، فَانْتَهَبُوْهَا حَتَّى انتهبوا جواريه، وسلبوا رِدَاءهُ، وَطَعَنهُ ابْنُ أُقَيْصِرٍ بِخِنْجَرٍ مَسْمُوْمٍ فِي أَلْيتِهِ، فَتَحوَّلَ، وَنَزَلَ قَصرَ كِسْرَى، وَقَالَ: عَليكُمُ اللَّعْنَةُ، فَلاَ خَيرَ فِيكُم. ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ الحُبَابِ، عَنْ حُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ, حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ بُرَيْدَةَ, أَنَّ الحَسَنَ دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: لأجيزنَّك بِجَائِزَةٍ لَمْ أُجِزْ بِهَا أَحَداً، فَأَجَازَهُ بِأَرْبَعِ مائَةِ أَلْفٍ, أَوْ أَرْبَعِ مائَةِ أَلْفِ أَلْفٍ، فَقَبِلَهَا. وَفِي "مُجْتَنَى" ابْنِ دُرَيْدٍ: قَامَ الحَسَنُ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا ثَنَانَا عَنْ أَهْلِ الشَّامِ شَكٌّ وَلاَ نَدَمٌ، وَإِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُهُم بِالسَّلاَمَةِ وَالصَّبرِ، فَشِيبَتِ السَّلاَمَةُ بِالعَدَاوَةِ، وَالصَّبرُ بِالجَزعِ، وَكُنْتُم فِي مُنتدَبِكُم إِلَى صِفِّيْنَ, دِيْنُكُم أَمَامَ دُنْيَاكُم، فَأَصْبَحْتُم وَدُنْيَاكُم أَمَامَ دِيْنِكُم, ألَا وَإِنَّا لَكُم كَمَا كُنَّا، وَلَسْتُم لَنَا كَمَا كُنْتُم, ألَا وَقَدْ أَصْبَحْتُم بَيْنَ قَتِيْلَيْنِ؛ قَتيلٍ بِصِفِّيْنَ تَبكُوْنَ عَلَيْهِ، وَقَتيلٍ بِالنَّهْرَوَانِ تَطلُبُوْنَ بِثَأْرِهِ، فأمَّا البَاقِي فَخَاذِلٌ، وَأَمَّا البَاكِي فَثَائِرٌ, ألَا وإنَّ مُعَاوِيَةَ دَعَانَا إِلَى أَمرٍ ليسَ فِيْهِ عز ولا نصفة، فإن أردتم الموت رددنا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَردْتُمُ الحَيَاةَ قَبِلنَاهُ. قَالَ: فَنَادَاهُ القَوْمُ مِنْ كُلِّ جَانبٍ: التَّقِيَّةَ التَّقِيَّةَ، فلمَّا أَفْردُوْهُ أَمْضَى الصُّلْحَ. يَزِيْدُ: أَخْبَرَنَا العَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ، عَنْ هِلاَلِ بنِ يِسَافٍ, سَمِعْتُ الحَسَنَ يَخطُبُ وَيَقُوْلُ: يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ! اتَّقُوا الله فِيْنَا، فَإِنَّا أُمَرَاؤُكُم، وَإِنَّا أَضْيَافُكُم، وَنَحْنُ أَهْلُ البَيْتِ الَّذِيْنَ قَالَ اللهُ فِيهِم: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [الأحزاب: 33] . قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ قَطُّ بَاكِياً أَكْثَرَ مِنْ يَوْمَئِذٍ. أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنِ [بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ] ، عَنْ أَبِي جَمِيْلَةَ [مَيْسَرَةَ بنِ يَعْقُوْبَ] , أنَّ الحَسَنَ بَيْنَمَا هُوَ يُصَلِّي؛ إِذْ وَثَبَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَطَعَنَهُ بِخِنْجَرٍ, قَالَ حُصَيْنٌ: وعمِّي أَدْركَ ذَاكَ، فَيَزعُمُوْنَ أَنَّ الطَّعْنَةَ وَقَعَتْ فِي وَرِكِهِ، فَمَرِضَ مِنْهَا أَشهُراً، فَقَعَدَ عَلَى المِنْبَرِ فَقَالَ: اتَّقُوا اللهَ فِيْنَا، فَإِنَّا أُمَرَاؤُكُم وَأَضْيَافُكُمُ الَّذِي قَالَ اللهُ فِيْنَا. قَالَ: فَمَا أَرَى فِي المَسجدِ إلَّا مَنْ يَحِنُّ بُكَاءً.

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي مُوْسَى, سَمِعَ الحَسَنَ يَقُوْلُ: اسْتَقبلَ وَاللهِ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بِكَتَائِبَ مِثْلِ الجِبَالِ، فَقَالَ عَمْرُو بنُ العَاصِ: إِنِّيْ لأَرَى كَتَائِبَ لاَ تُوَلِّي حَتَّى تَقتُلَ أَقرَانَهَا، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ -وَكَانَ وَاللهِ خَيْرَ رَجُلَيْنِ- أَيْ: عَمْرُو, إِنْ قَتَلَ هَؤُلاَءِ هَؤُلاَءِ، وَهَؤُلاَءِ هَؤُلاَءِ, مَنْ لِي بِأُمُوْرِ المُسْلِمِيْنَ, مَنْ لِي بِنِسَائِهِم, مَنْ لِي بِضَيْعَتِهِم?! فَبعثَ إِلَيْهِم بِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ؛ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَمُرَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ كُرَيْزٍ، فَقَالَ: اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَاعْرِضَا عَلَيْهِ، وَقُوْلاَ لَهُ، وَاطْلُبَا إِلَيْهِ، فَأَتيَاهُ، فَقَالَ لَهُمَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ: إِنَّا بنُو عَبْدِ المُطَّلِبِ قَدْ أَصَبنَا مِنْ هَذَا المَالِ، وَإِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ قَدْ عَاثَتْ فِي دِمَائِهَا, قَالاَ: فَإِنَّا نَعرِضُ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا، وَنَطلُبُ إِلَيْكَ، وَنَسْأَلُكَ, قَالَ: فَمَنْ لِي بهذا? قالا: نحن لَكَ بِهِ، فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئاً إلَّا قَالاَ: نَحْنُ لَكَ بِهِ، فَصَالَحَهُ, قَالَ الحَسَنُ: وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُوْلُ: رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ ... "، وَذَكَرَ الحَدِيْثَ1. ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ, عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ أَنَسِ بنِ سِيْرِيْنَ قَالَ: قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ: مَا بَيْنَ جَابَرْسَ، وَجَابَلْقَ رَجُلٌ جَدُّهُ نَبِيٌّ, غَيرِي وَغَيرَ أَخِي، وَإِنّي رَأَيْتُ أَنْ أُصلِحَ بَيْنَ الأُمَّةِ, ألَا وَإِنَّا قَدْ بَايعنَا مُعَاوِيَةَ، وَلاَ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُم وَمَتَاعٌ إِلَى حِيْنَ. قَالَ مَعْمَرٌ: جَابَلْقُ وَجَابَرْسُ: المَشْرِقُ وَالمَغْرِبُ. هُشَيْمٌ, عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ, أَنَّ الحَسَنَ خَطبَ فَقَالَ: إِنَّ أَكْيَسَ الكَيْسِ التُّقَى، وَإِنَّ أَحْمَقَ الحُمْقِ الفُجُورُ, ألَا وإنَّ هَذِهِ الأُمُوْرَ الَّتِي اخْتَلفتُ فِيهَا أَنَا وَمُعَاوِيَةُ, تَركْتُ لِمُعَاوِيَةَ إِرَادَةَ إِصلاَحِ المُسْلِمِيْنَ، وَحَقْنِ دِمَائِهِم. هَوْذَةُ, عَنْ عَوْفٍ عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: لَمَّا وَرَدَ مُعَاوِيَةُ الكُوْفَةَ، وَاجْتمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ, قَالَ لَهُ عَمْرُو بنُ العَاصِ: إِنَّ الحَسَنَ مُرتَفِعٌ فِي الأَنْفُسِ؛ لِقَرَابتِه مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّهُ حَدِيثُ السِّنِّ, عَيِيٌّ، فَمُرْهُ فَلْيَخْطُبْ، فَإِنَّهُ سَيَعْيَى، فَيسقُطُ مِنْ أَنْفُسِ النَّاسِ، فَأَبَى، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَمَرهُ، فَقَامَ عَلَى المِنْبَرِ دُوْنَ مُعَاوِيَةَ: فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: لو ابتغيتم بين جابلق وَجَابَرْسَ رَجُلاً جَدُّهُ نَبيٌّ غَيرِي وَغَيرَ أَخِي لَمْ تَجِدُوْهُ، وإنَّا قَدْ أَعْطَيْنَا مُعَاوِيَةَ بَيْعَتَنَا، ورأينا أن حقن الدماء خير: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [الأنبياء: 111] . وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فغَضِبَ مُعَاوِيَةُ، فَخَطَبَ بَعْدَهُ خُطبَةً عَيِيَّة فَاحِشَةً، ثُمَّ نَزَل، وَقَالَ: مَا أَردتَ بِقَوْلكَ: فِتْنَةٌ لَكُم، وَمَتَاعٌ? قَالَ: أردت بها ما أراد الله بها.

_ 1 صحيح: تقدَّم تخريجنا له قريبًا برقم "646" فراجعه ثَمَّ.

القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ الحُدَّانِيُّ، عَنْ يُوْسُفَ بنِ مَازِنٍ قَالَ: عَرضَ لِلْحَسَنِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا مُسَوِّدَ وُجُوهِ المُؤْمِنِيْنَ! قَالَ: لاَ تَعْذُلْنِي، فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُرِيهِم يَثِبُوْنَ عَلَى مِنْبَرهِ رَجُلاً رَجُلاً، فَأَنْزَلَ اللهُ تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القَدْرِ: 1] . قَالَ: أَلْفُ شَهْرٍ يَملِكُونَهُ بَعْدِي -يَعْنِي: بَنِي أُمَيَّةَ. سَمِعَهُ مِنْهُ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ، وَفِيْهِ انْقطَاعٌ. وَعَنْ فُضَيْلِ بنِ مَرْزُوْقٍ قَالَ: أَتَى مَالِكُ بنُ ضَمْرَةَ الحَسَنَ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مسخِّم وُجُوهِ المُؤْمِنِيْنَ، فَقَالَ: لاَ تَقُلْ هَذَا، وَذَكرَ كَلاَماً يَعتَذِرُ بِهِ -رضيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَالَ لَهُ آخَرُ: يَا مُذِلَّ المُؤْمِنِيْنَ! فَقَالَ: لاَ، وَلَكِنْ كَرِهتُ أَنْ أَقتلَكُم عَلَى المُلْكِ. عَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي رَزِيْنٍ، قَالَ: خَطَبنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، وَعَلَيْهِ ثياب سود, وعمامة سوداء. مُحَمَّدُ بنُ رَبِيْعَةَ الكِلاَبِيُّ، عَنْ مُسْتَقِيْمِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، قَالَ: رَأَيْتُ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ شَابَا وَلَمْ يخضِّبا، وَرَأَيتُهُمَا يَرْكَبَانِ البَرَاذِيْنَ بِالسُّرُوجِ المُنَمَّرَةِ. جعفر بن محمد، عن أبيه, أنَّ الحسن وَالحُسَيْنَ كَانَا يتختَّمان فِي يَسَارِهِمَا، وَفِي الخَاتَمِ ذِكْرُ اللهِ. وَعَنْ قَيْسٍ مَوْلَى خَبَّابٍ، قَالَ: رَأَيْتُ الحَسَنَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. شُعْبَةُ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ العَيْزَارِ: إنَّ الحَسَنَ كَانَ يخضِّب بِالسَّوَادِ. وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَزِيْدَ: رَأَيْتُ الحَسَنَ خَضَبَ بِالسَّوَادِ. ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ نَعُوْدُهُ، فَقَالَ لِصَاحِبِي: يَا فُلاَنُ, سَلْنِي، ثُمَّ قَامَ مِنْ عِنْدِنَا، فَدَخَلَ كَنِيْفاً، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: إِنِّيْ وَاللهِ قَدْ لَفظْتُ طَائِفَةً مِنْ كَبِدِي قَلَبْتُهَا بِعُوْدٍ، وَإِنِّي قَدْ سُقِيْتُ السُّمَّ مِرَاراً، فَلَمْ أُسْقَ مِثْلَ هَذَا، فلمَّا كَانَ الغَدُ أَتيتُهُ وَهُوَ يَسُوْقُ، فَجَاءَ الحُسَيْنُ، فَقَالَ: أَيْ أَخِي! أَنْبِئنِي مَنْ سَقَاكَ? قَالَ: لِمَ! لِتَقْتُلَهُ? قَالَ: نَعَمْ, قَالَ: مَا أَنَا مُحدِّثُكَ شَيْئاً إِنْ يَكُنْ صَاحِبِي الَّذِي أَظُنُّ، فَاللهُ أَشَدُّ نِقْمَةً، وإلّا -فوالله- لا يقتل بي بريء. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ, قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَقُوْلُوْنَ: إِنَّك تُرِيْدُ الخِلاَفَةَ، فَقَالَ: كَانَتْ جَمَاجِمُ العَربِ فِي يَدِي, يُسَالِمُوْنَ مَنْ سَالَمْتُ، وَيُحَاربُوْنَ مَنْ حَاربْتُ، فَتركْتُهَا للهِ، ثُمَّ أَبْتَزُّهَا بِأَتْيَاسِ الحِجَازِ.

رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ فِي "مُسْنَدِهِ"، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ خُمَيْرٍ، فَقَالَ مَرَّةً: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "العِلَلِ"، وَهَذَا أَصَحُّ. قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ الحَسَنُ لِلْحُسَيْنِ: قَدْ سُقِيْتُ السُّمَّ غَيرَ مَرَّةٍ، وَلَمْ أُسْقَ مِثْلَ هَذِهِ, إِنِّيْ لأَضعُ كَبِدِي. فَقَالَ مَنْ فَعَلَهُ? فَأَبَى أَنْ يُخْبِرَهُ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ قَالَ: كَانَ الحَسَنُ كَثِيْرَ النِّكَاحِ، وقلَّ مَنْ حَظِيَتْ عِنْدَهُ، وقلَّ مَنْ تَزَوَّجَهَا إلَّا أحبَّته، وَصَبَتْ بِهِ، فَيُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ سُقِيَ، ثُمَّ أُفْلِتَ، ثُمَّ سُقِيَ، فَأُفْلِتَ، ثُمَّ كَانَتِ الآخِرَةُ، وَحَضرَتْهُ الوَفَاةُ، فَقَالَ الطَّبِيْبُ: هَذَا رَجُلٌ قَدْ قطَّع السُّمُّ أَمْعَاءهُ، وَقَدْ سَمِعْتُ بَعضَ مَنْ يَقُوْلُ: كَانَ مُعَاوِيَةُ قَدْ تلطَّف لِبَعضِ خَدَمِهِ أَنْ يَسْقِيَهُ سُمّاً. أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوْسَى, أنَّ جَعْدَةَ بِنْتَ الأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ سَقَتِ الحَسَنَ السمَّ، فَاشْتَكَى، فَكَانَ تُوضَعُ تَحْتَهُ طِشْتٌ، وَتُرفَعُ أُخْرَى نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً. ابْنُ عُيَيْنَةَ, عَنْ رَقَبَةَ بنِ مَصْقَلَةَ: لَمَّا احتُضِرَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْرِجُوا فِرَاشِي إِلَى الصَّحْنِ، فَأَخْرَجُوْهُ، فَقَالَ: اللهمَّ إِنِّيْ أَحتسِبُ نَفْسِي عِنْدَكَ، فَإِنَّهَا أَعزُّ الأَنْفُسِ عَلَيَّ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَضَرْتُ مَوْتَ الحَسَنِ، فَقُلْتُ لِلْحُسَيْنِ: اتَّقِ اللهَ وَلاَ تُثِرْ فِتْنَةً، وَلاَ تَسفِكِ الدِّمَاءَ, ادفُنْ أَخَاكَ إِلَى جَنْبِ أُمِّهِ، فَإِنَّهُ قَدْ عَهِدَ بِذَلِكَ إِلَيْكَ. أَبُو عَوَانَةَ, عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ الحَسَنُ قَالَ لِلْحُسَيْنِ: ادفِنِّي عِنْد أَبِي -يَعْنِي: النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, إلَّا أَنْ تَخَافُوا الدِّمَاءَ، فادفنِّي فِي مَقَابرِ المُسْلِمِيْنَ، فلمَّا قُبِضَ تَسَلَّحَ الحُسَيْنُ، وَجَمعَ مَوَالِيهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنْشُدُكَ اللهَ وَوَصِيَّةَ أَخِيْكَ، فَإِنَّ القَوْمَ لَنْ يَدَعُوْكَ حَتَّى يَكُوْنَ بَيْنَكُم دِمَاءٌ، فَدفَنَهُ بِالبَقِيْعِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَرَأَيْتُم لَوْ جِيْءَ بِابْنِ مُوْسَى لِيُدفَنَ مَعَ أَبِيْهِ، فَمُنِعَ, أَكَانُوا قَدْ ظَلمُوْهُ? فَقَالُوا: نَعَمْ, قَالَ: فَهَذَا ابْنُ نَبِيِّ الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ جِيْءَ لِيُدْفَنَ مَعَ أَبِيْهِ. وَعَنْ رَجُلٍ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ مَرَّةً يَوْمَ دُفِنَ الحَسَنُ: قَاتَلَ اللهُ مَرْوَانَ, قَالَ: وَاللهِ مَا كُنْتُ لأَدَعَ ابْنَ أَبِي تُرَابٍ يُدفَنُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ دُفنَ عُثْمَانُ بِالبَقِيْعِ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مِرْدَاسٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن الحسن بن محمد بن الحنفية، قال:

جَعَلَ الحَسَنُ يُوعِزُ لِلْحُسَيْنِ: يَا أَخِي, إِيَّاكَ أَنْ تَسفِكَ دَماً، فَإِنَّ النَّاسَ سِرَاعٌ إِلَى الفِتْنَةِ، فلمَّا تُوُفِّيَ ارتجَّت المَدِيْنَةُ صيَاحاً، فَلاَ تَلْقَى إلَّا بَاكِياً. وَأَبردَ مَرْوَانُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِخَبرِهِ، وَأَنَّهُم يُرِيْدُوْنَ دَفْنَهُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلاَ يَصِلُوْنَ إِلَى ذَلِكَ أَبَداً وَأَنَا حَيٌّ، فَانْتَهَى حُسَيْنٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: احْفِرُوا، فَنكبَ عَنْهُ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ -يَعْنِي: أَمِيْرَ المَدِيْنَةِ، فَاعْتزلَ، وَصَاحَ مَرْوَانُ فِي بَنِي أُمَيَّةَ، وَلَبِسُوا السِّلاَحَ، فَقَالَ لَهُ حُسَيْنٌ: يَا ابْنَ الزَّرْقَاءِ, مَا لَكَ وَلِهَذَا؟ أوالٍ أَنْتَ؟ فَقَالَ: لا تخلص لهذا وأنا حيّ، فصاح الحسين بِحلفِ الفُضُولِ، فَاجتمعتْ هَاشِمٌ وَتَيْمٌ وَزُهْرَةُ وَأَسدٌ فِي السِّلاَحِ، وَعَقَدَ مَرْوَانُ لِوَاءً، وَكَانَتْ بَيْنَهُم مُرَامَاةٌ، وَجَعلَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ يُلِحُّ عَلَى الحُسَيْنِ، وَيَقُوْلُ: يَا ابْنَ عَمِّ! أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى عَهدِ أَخِيْكَ? أُذَكِّرُكَ اللهَ أَنْ تَسفِكَ الدِّمَاءَ، وَهُوَ يَأبَى. قَالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ: فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: لَقَدْ رَأَيتُنِي يَوْمَئِذٍ، وَإِنِّي لأُرِيْدُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَ مَرْوَانَ, مَا حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ ذَلِكَ إلَّا أَنْ أَكُوْنَ أَرَاهُ مُسْتوجِباً لِذَلِكَ، ثُمَّ رَفقتُ بِأَخِي، وَذَكَّرْتُهُ وَصيَّةَ الحَسَنِ، فَأَطَاعنِي. قَالَ جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ: لَمَّا أَخرجُوا جَنَازَةَ الحَسَنِ حَمَلَ مَرْوَانُ سَرِيرَهُ، فَقَالَ الحُسَيْنُ: تَحملُ سَرِيْرَهُ! أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كُنْتَ تُجَرِّعُهُ الغَيْظَ, قَالَ: كُنْتُ أَفْعَلُ ذَلِكَ بِمَنْ يُوَازِنُ حِلْمُهُ الجِبَالَ. وَيُرْوَى أنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: لاَ يَكُوْنُ لَهُم رَابعٌ أَبَداً، وَإِنَّهُ لَبَيْتِي أَعْطَانِيْهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَيَاتِهِ. إِسْنَادهُ مُظْلِمٌ. الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ؛ سَمِعَ أَبَا حَازِمٍ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لَشَاهِدٌ يَوْمَ مَاتَ الحَسَنُ، فَرَأَيْتُ الحُسَيْنَ يَقُوْلُ لِسَعِيْدِ بنِ العَاصِ، وَيَطْعَنُ فِي عُنُقِهِ: تقدَّم، فَلَوْلاَ أَنَّهَا سُنَّةٌ مَا قُدِّمْتَ -يَعْنِي: فِي الصَّلاَةِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أبغضني" 1.

_ 1 حسن: أخرجه عبد الرزاق "6369"، وأحمد "2/ 531"، وفي "فضائل الصحابة" له "1378"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "3961"، والطبراني في "الكبير" "2646"، والحاكم "3/ 171"، والبيهقي "4/ 28-29" من طريق عن سفيان الثوري، به. قلت: إسناده حسن، سالم بن أبي حفصة، صدوق. وأخرجه أبو يعلى "6215" من طريق محمد بن فضيل، والطبراني في "الكبير" "2648" من إسرائيل بن يونس، كلاهما عن سالم بن أبي حفصة، به.

ابْنُ إِسْحَاقَ: حدَّثني مُسَاوِرٌ السَّعْدِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَائِماً عَلَى مَسجدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ مَاتَ الحَسَنُ يَبْكِي، وَيُنَادِي بِأَعلَى صَوْتِهِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! مَاتَ اليَوْمَ حِبّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَابْكُوا. قَالَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ: عَاشَ الحَسَنُ سَبْعاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: وَغَلِطَ مَنْ نَقَلَ عَنْ جَعْفَرٍ أنَّ عُمُرَهُ ثَمَانٍ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً غَلطاً بَيِّناً. قَالَ الوَاقِدِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ، وَخَلِيْفَةُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقَالَ المَدَائِنِيُّ، وَالغَلاَبِيُّ، وَالزُّبَيْرُ، وَابْنُ الكَلْبِيِّ، وَغَيْرُهُم: مَاتَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ، وَزَادَ بَعْضُهُم: فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ، وَغَلِطَ أَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ وَقَالَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ. وَنَقَلَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ أنَّهم لَمَّا التَمَسُوا مِنْ عَائِشَةَ أَنْ يُدفنَ الحَسَنُ فِي الحُجْرَةِ، قَالَتْ: نَعَمْ، وَكَرَامَةٌ, فردَّهم مَرْوَانُ، وَلَبِسُوا السِّلاَحَ، فَدُفنَ عِنْدَ أُمِّهِ بِالبَقِيْعِ إِلَى جَانِبِهَا. وَمِنَ "الاسْتِيْعَابِ" لأَبِي عُمَرَ، قَالَ: سَارَ الحَسَنُ إِلَى مُعَاوِيَةَ، وَسَارَ مُعَاوِيَةُ إِلَيْهِ، وَعَلِمَ أَنَّهُ لاَ تَغْلِبُ طَائِفَةٌ الأُخْرَى حَتَّى تَذهبَ أَكْثَرُهَا، فَبَعَثَ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ يَصِيْرُ الأَمْرُ إِلَيْكَ بِشَرْطِ أَنْ لاَ تَطْلُبَ أَحَداً بِشَيْءٍ كَانَ فِي أَيَّامِ أبي، فَأَجَابَهُ، وَكَادَ يَطِيرُ فَرَحاً, إلَّا أَنَّهُ قَالَ: أَمَّا عَشْرَةُ أَنْفُسٍ فَلاَ, فَرَاجَعَهُ الحَسَنُ فِيْهِم، فكتب إليه: إني آلَيْتُ مَتَى ظَفِرْتُ بِقَيْسِ بنِ سَعْدٍ أَنْ أَقْطَعَ لِسَانَهُ وَيَدَهُ، فَقَالَ: لاَ أُبَايِعُكَ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بِرَقٍّ أَبْيضَ، وَقَالَ: اكتُبْ مَا شِئْتَ فِيْهِ، وَأَنَا أَلتَزِمُهُ، فَاصْطَلَحَا عَلَى ذَلِكَ، وَاشْتَرطَ عَلَيْهِ الحَسَنُ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ الأَمْرُ مِنْ بَعْدِهِ، فَالْتَزمَ ذَلِكَ كُلَّهُ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ له عمرو: إنه قد انفَلَّ حَدُّهُم، وَانكسَرَتْ شَوْكتُهُم. قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ بَايَعَ عَلِيّاً أَرْبَعُوْنَ أَلْفاً عَلَى المَوْتِ، فَوَاللهِ لاَ يُقتَلُوْنَ حَتَّى يُقتَلَ أَعْدَادُهُم مِنَّا وَمَا وَاللهِ فِي العَيشِ خَيْرٌ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَسَلَّمَ فِي نِصْفِ جُمَادَى الأَوَّلِ الأَمْرَ إِلَى مُعَاوِيَةَ, سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ, قَالَ: وَمَاتَ فِيْمَا قِيْلَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقِيْلَ: فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ, وَقِيْلَ: سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ. قَالَ: وَرَوَيْنَا مِنْ وُجُوْهٍ أنَّ الحَسَنَ لَمَّا احتُضِرَ قَالَ لِلْحُسَيْنِ: يَا أَخِي, إِنَّ أَبَاكَ لَمَّا قُبِضَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَشْرَفَ لِهَذَا الأَمْرِ، فَصَرَفَهُ اللهُ عَنْهُ، فلمَّا احْتُضِرَ أَبُو بَكْرٍ تشرَّف أَيْضاً لَهَا, فَصُرِفَتْ عَنْهُ إِلَى عُمَرَ, فَلَمَّا احتُضِرَ عُمَرُ جَعَلَهَا شُوْرَى أَبِي أَحَدُهُم، فَلَمْ يَشُكَّ أَنَّهَا

لاَ تَعْدُوْهُ، فَصُرِفَتْ عَنْهُ إِلَى عُثْمَانَ، فلمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ بُوْيِعَ ثُمَّ نُوزِعَ حَتَّى جَرَّدَ السَّيْفَ وَطَلَبَهَا، فَمَا صَفَا لَهُ شَيْءٌ مِنْهَا، وَإِنِّي -وَاللهِ- مَا أَرَى أَنْ يَجْمَعَ اللهُ فِيْنَا -أَهْلَ البَيْتِ- النُّبُوَّةَ وَالخِلاَفَةَ، فَلاَ أعرفنَّ مَا اسْتَخَفَّكَ سُفَهَاءُ أَهْلِ الكُوْفَةِ، فَأَخرَجُوكَ. وَقَدْ كُنْتُ طَلَبتُ إِلَى عَائِشَةَ أَنْ أُدفَنَ فِي حُجرَتِهَا، فَقَالَتْ: نَعَمْ، وَإِنِّي لاَ أَدْرِي لعلَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْهَا حَيَاءً، فَإِذَا مَا مِتُّ فاطلب ذلك إِلَيْهَا، وَمَا أظنَّ القَوْمَ إلَّا سَيَمنعُوْنَكَ، فَإِنْ فَعَلُوا فادفنِّي فِي البَقِيْعِ، فلمَّا مَاتَ قَالَتْ عَائِشَةُ: نَعَمْ، وَكرَامَةٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مَرْوَانَ، فَقَالَ: كَذَبَ وَكَذَبَتْ، وَاللهِ لاَ يُدفَنُ هُنَاكَ أَبَداً, مَنَعُوا عُثْمَانَ مِنْ دَفْنهِ فِي المَقْبُرَةِ، وَيُرِيْدُوْنَ دَفْنَ حَسَنٍ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَلَبِسَ الحُسَيْنُ وَمَنْ مَعَهُ السِّلاَحَ، وَاسْتَلأمَ مَرْوَانُ أَيْضاً فِي الحَديدِ، ثُمَّ قَامَ فِي إِطفَاءِ الفِتْنَةِ أَبُو هُرَيْرَةَ. أَعَاذنَا اللهُ مِنَ الفِتَنِ، وَرَضِيَ عَنْ جَمِيْعِ الصَّحَابَةِ، فَترضَّ عَنْهُم يَا شِيْعِيُّ تُفلحْ، وَلاَ تَدْخُلْ بَيْنَهُم، فَاللهُ حَكَمٌ عَدْلٌ، يَفعلُ فِيْهِم سَابقَ عِلْمِهِ، وَرَحْمتُهُ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَهُوَ القَائِلُ: "إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي" 1، وَ {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأَنْبِيَاءُ: 23] , فَنسَألُ اللهَ أَنْ يَعفُوَ عَنَّا، وَأَنْ يُثَبِّتَنَا بالقول الثابت، آمين. فبنوا الحَسَنِ هُم: الحَسَنُ، وَزَيْدٌ، وَطَلْحَةُ، وَالقَاسِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ -فَقُتِلُوا بِكَرْبَلاَءَ مَعَ عَمِّهِمُ الشَّهِيْدِ, وَعَمْرٌو، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالحُسَيْنُ، وَمُحَمَّدٌ، وَيَعْقُوْبُ، وَإِسْمَاعِيْلُ، فَهَؤُلاَءِ الذُّكُورُ مِنْ أَوْلاَدِ السَّيِّدِ الحَسَنِ. وَلَمْ يُعْقِبْ مِنْهُم سِوَى الرَّجُلَيْنِ الأَوَّلَيْنِ: الحَسَنِ وَزَيْدٍ، فَلِحَسَنٍ خَمْسَةُ أَوْلاَدٍ أَعْقَبُوا، وَلزِيدٍ ابْنٌ، وَهُوَ الحَسَنُ بنُ زَيْدٍ، فَلاَ عَقِبَ لَهُ إلَّا مِنْهُ، وَلِي إِمْرَةَ المَدِيْنَةِ، وَهُوَ وَالِدُ السِّتِّ نَفِيْسَةَ، وَالقَاسِمِ، وَإِسْمَاعِيْلَ، وَعَبْدِ اللهِ، وَإِبْرَاهِيْمَ، وزيد، وإسحاق، وعلي -رضي الله عنهم.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "7453"، ومسلم "2751" "15"، والترمذي "3554"، وابن ماجة "4295" من حديث أبي هريرة، به.

الحسين الشهيد

270- الحسين الشهيد 1: "ع" الإِمَامُ الشَّرِيْفُ، الكَامِلُ، سِبْطُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَيْحَانتُهُ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَحبُوْبُهُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ, الحُسَيْنُ ابْنُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ القُرَشِيُّ، الهَاشِمِيُّ. حدَّث عَنْ جَدِّه، وَأَبَوَيْهِ، وَصِهْرِهِ عُمَرَ، وَطَائِفَةٍ. حدَّث عَنْهُ: وَلَدَاهُ؛ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ، وَعُبَيْدُ بنُ حُنَيْنٍ، وهمَّام الفَرَزْدَقُ، وَعِكْرِمَةُ، وَالشَّعْبِيُّ، وَطَلْحَةُ العُقَيْلِيُّ، وَابْنُ أَخِيْهِ زَيْدُ بنُ الحَسَنِ، وَحَفِيْدُهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ البَاقِرُ -وَلَمْ يُدْرِكْهُ, وَبِنْتُهُ سُكَيْنَةُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الزُّبَيْرُ: مَوْلِدُهُ فِي خَامِسِ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الهِجْرَةِ. قَالَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ: بَيْنَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ فِي الحَمْلِ طُهْرٌ وَاحِدٌ. قَدْ مَرَّت فِي تَرْجَمَةِ الحَسَنِ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ مُتَعَلِّقَةٌ بِالحُسَيْنِ. روى هانىء بن هانىء، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: الحُسَيْنُ أَشبَهُ بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ صَدْرِهِ إِلَى قَدَمَيْهِ2 وَقَالَ حمَّاد بنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عن محمد، عن أنس قال: شَهِدْتُ ابْنَ زِيَادٍ حَيْثُ أُتِيَ بِرَأْسِ الحُسَيْنِ، فَجَعَلَ يَنكُتُ بِقَضِيْبٍ مَعَهُ، فَقُلْتُ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ أَشْبَهَهُمَا بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3 وَرَوَاهُ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ. وَأَمَّا النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، فَرَوَاهُ عَنْ هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيْرِيْنَ، حَدَّثَنِي أَنَسٌ، وَقَالَ: يَنْكُتُ بِقَضِيْبٍ فِي أَنفِهِ. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَزِيْدَ، قَالَ: رَأَيْتُ الحُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ أَسودَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، إلَّا شَعرَاتٍ فِي مَقْدِم لِحْيَتِهِ. ابْنُ جُرَيْجٍ, عَنْ عُمَرَ بنِ عَطَاءٍ, رَأَيْتُ الحُسَيْنَ يَصبغُ بالوسمة3، كان رأسه ولحيته شديدي السواد.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2846"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 249"، تاريخ بغداد "1/ 141"، أسد الغابة "2/ 18"، الوافي بالوفيات "4/ 202"، الإصابة "1/ ترجمة 1724", تهذيب التهذيب "2/ ترجمة 615". 2 حسن: سبق تخريجنا له قريبًا بتعليقنا رقم "642"، وهو عند أحمد "1/ 99 و108"، وفي "فضائل الصحابة" له "1366"، والترمذي "3779"، وابن حبان "2235" موارد فراجعه ثَمَّ. 3 صحيح: أخرجه القطيعي في زوائده على "فضائل الصحابة" "1395" من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن حسان، به. وأخرجه القطيعي في "زوائده" على "فضائل الصحابة" "1394"، والترمذي "3778"، والطبراني "2879" من طرق النضر بن شميل، حدثنا هشام بن حسان، به. وأخرجه أحمد "3/ 261"، والبخاري "3748"، وأبو يعلى "2841" من طريق حسن بن محمد، عن جرير بن حازم، عن محمد بن سيرين، به. 4الوسمة -بكسر السين أو بسكوها: نبت، وقيل: شجر باليمن, يخضب بورقه الشعر، أسود.

مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَعْقُوْبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ البَعُوضِ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ? فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ. قَالَ: انظُرْ إِلَى هَذَا يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ البَعُوضِ، وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ سَمِعْتُ -رَسُوْلَ اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا" 1. رَوَاهُ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَمَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ، عَنْهُ. عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: دَخَلتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالحَسَنُ وَالحُسَيْنُ يَلْعَبَانِ عَلَى صَدْرِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَتُحِبُّهُمَا?! قَالَ: "كَيْفَ لاَ أُحِبُّهُمَا وَهُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا". رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي "المُعْجَمِ"2. وَعَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، مَرْفُوعاً: "الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ" 3. وَيُرْوَى عَنْ شُرَيْحٍ، عَنْ عَلِيٍّ، وَفِي البَابِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَمَالِكِ بنِ الحُوَيْرِثِ، وَأَبِي سَعِيْدٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَأَنَسٍ، وَجَابِرٍ مِنْ وُجُوهٍ يُقَوِّي بَعضُهَا بَعْضاً. مُوْسَى بنُ عُثْمَانَ الحَضْرَمِيُّ -شِيْعِيٌّ واهٍ, عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ الحُسَيْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يُحبُّهُ حُبّاً شَدِيداً، فَقَالَ: "اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ"، فَقُلْتُ: أَذْهبُ مَعَهُ? فَقَالَ: "لاَ"، فَجَاءتْ بَرْقَةٌ، فَمَشَى فِي ضَوئِهَا حَتَّى بَلغَ إِلَى أُمِّهِ4. وَكِيْعٌ: حَدَّثَنَا رَبِيْع بنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ, أَنَّهُ قال -وقد دخل

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 85 و93 و114 و153"، والقطيعي في "زوائد فضائل الصحابة" "1390"، والطيالسي "1927"، وابن أبي شيبة "12/ 100"، والبخاري "3753" و"5994"، وفي "الأدب المفرد" "85"، والترمذي "3770"، والنسائي في "خصائص علي" "145"، وأبو نعيم في "الحلية" "7/ 165"، والطبراني "2884"، والبغوي "3935" من طريق مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَعْقُوْبَ، به. 2 ضعيف: أخرجه الطبراني "3890"، وفيه الحسن بن عنبسة, قال الذهبي في "الميزان": لا أعرفه. وضعَّفه ابن قانع. 3 صحيح: وهذا إسناد ضعيف, آفته الحارث، وهو ابن عبد الله الاعور الهمداني, ضعيف. لكن الحديث صحيح, تقدَّم تخريجنا له بتعليقنا رقم "647" من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا. 4 ضعيف جدًّا: أورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 186" وقال: رواه الطبراني, وفيه موسى بن عثمان، وهو متروك".

الحُسَيْنُ المَسْجِدَ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى سيد شباب أَهْلِ الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا". سَمِعتُه مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. تَابَعَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، عَنْ رَبِيْعٍ الجُعْفِيِّ, أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ". وَقَالَ شَهْرٌ, عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- جَلَّلَ عَلِيّاً وَفَاطِمَةَ وَابْنَيْهِمَا بِكسَاءٍ، ثُمَّ قال: "اللهم هؤلاء أهل بيت بيتي وَحَامَتِي, اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيْراً"، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَنَا مِنْهُم? قَالَ: "إنك إلى خير" 2. إسناد جَيِّدٌ, رُوِيَ مِنْ وُجُوهٍ عَنْ شَهْرٍ, وَفِي بَعضِهَا يَقُوْلُ: دَخَلتُ عَلَيْهَا أُعَزِّيْهَا عَلَى الحُسَيْنِ. وَرَوَى نَحْوَهُ الأَعْمَشُ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَكِيْمِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. وَرَوَى شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ قِصَّةَ الكِسَاءِ. أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ, حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَعْلَى العَامِرِيِّ, قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ, مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ حُسَيْناً"، وَفِي لَفظٍ: "أَحَبَّ اللهُ من أحب حسينًا". أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ, عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ, رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخذ بيد

_ 1 ضعيف: أورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 187" وقال: رواه أبو يعلى, ورجاله رجال الصحيح, غير الربيع بن سعد, وقيل: ابن سعيد, وهو ثقة". قلت: هو ضعيف، وليس بثقة، وهو الربيع بن سعد الجعفي الكوفي، قال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته, وقال: حدثنا أبو يعلى، حدثنا ابن نمير، حدثنا أبي, حدثنا الربيع بن سعد الجعفي -كوفي, عن عبد الرحمن بن سابط، به. 2 راجع تخريجنا له الذي سبق قريبًا رقم "654". وقوله: "حامتي" أي خاصتي. 3 حسن: أخرجه أحمد "4/ 172"، والترمذي "3775"، وابن ماجه "144"، والحاكم "3/ 177" من طرق عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، به. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن، وإنما نعرفه من حديث عبد الله بن عثمان بن خثيم. وصحَّحه الحاكم, ووافقه الذهبي. قلت: إسناده حسن، عبد الله بن عثمان بن خثيم، صدوق -كما قال الحافظ في "التقريب".

الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، وَيَقُوْلُ: "هَذَانِ ابْنَايَ، فَمَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي" 1. وَرَوَى مِثْلَهُ أَبُو الجَحَّافِ، وَسَالِمُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَغَيرُهُمَا، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا. وفي الباب، عن أسامة، وسليمان الفَارِسِيِّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَزَيْدِ بنِ أَرْقَمَ. عَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي عَلِيٍّ اللَّهبي، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَعدَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَوْضِعَ الجَنَائِزِ، فَطَلَعَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ، فَاعْتَرَكَا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِيْهاً حَسَنُ"، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أعلى حسين تواليه? فقال: "هذا حبريل يَقُوْلُ: إِيْهاً حُسَيْنُ"2. وَيُرْوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعاً، نَحْوُهُ. وَفِي مَرَاسِيْلِ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ, أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَمِعَ حُسَيْناً يَبْكِي، فَقَالَ لأُمِّهِ: "أَلَمْ تَعْلَمِي أن بكاءه يؤذيني"3. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بنِ حُنَيْنٍ، عَنِ الحُسَيْنِ قَالَ: صَعِدتُ المِنْبَرَ إِلَى عُمَرَ، فَقُلْتُ: انزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِي، وَاذْهَبْ إِلَى مِنْبَرِ أَبِيْكَ، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْبَرٌ!، فَأَقْعَدَنِي مَعَهُ، فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ! مَنْ علَّمَكَ هَذَا? قُلْتُ: مَا عَلَّمَنِيْهِ أَحَدٌ, قال: أي بني، وهل أنبت على رءوسنا الشَّعْرَ إلَّا اللهُ، ثُمَّ أَنْتُم، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ, لَوْ جَعَلْتَ تَأْتِينَا وَتَغْشَانَا. إِسْنَادُه صَحِيْحٌ. رَوَى جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ, أنَّ عُمَرَ جَعلَ لِلْحُسَيْنِ مِثْلَ عَطَاءِ عَلِيٍّ خَمْسَةَ آلاَفٍ. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ, أنَّ عُمَرَ كَسَا أَبْنَاءَ الصَّحَابَةِ؛ وَلَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ مَا يَصلُحُ لِلْحَسَنِ وَالحُسَيْنِ؛ فَبَعثَ إِلَى اليَمَنِ، فَأُتِي بِكِسْوَةٍ لَهُمَا، فَقَالَ: الآنَ طَابَتْ نَفْسِي.

_ 1 حسن: تقدَّم تخريجنا له بتعليق رقم "657"، وهو عند عبد الرزاق "6369"، وأحمد "2/ 531" وفي "فضائل الصحابة" له "1378"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "3961" وغيرهم، فراجعه ثَمَّت. 2 ضعيف جدًّا: فيه علتان؛ الأولى: علي بن أبي علي اللهبي، متروك, والعلة الثانية: الإرسال. 3 ضعيف: أخرجه الطبراني "2847" وهو مرسل، بل معضل.

الواقدي: حدثنا مُوْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ, أنَّ عُمَرَ أَلحقَ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ بِفرِيضَةِ أَبِيهِمَا؛ لِقَرَابَتِهِمَا مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, لِكُلِّ وَاحِدٍ خَمْسَةُ آلاَفٍ. يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنِ العَيْزَارِ بنِ حُرَيْثٍ قَالَ: بَيْنَا عَمْرُو بنُ العَاصِ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ؛ إِذْ رَأَى الحُسَيْنَ، فَقَالَ: هَذَا أَحبُّ أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم. فَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى عَمْرٍو، فَقَالَ: عَلَيَّ رَقَبَةٌ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيْلَ, فَقَالَ: مَا أَعْلَمُهَا إلَّا الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ. قُلْتُ: مَا فَهِمْتُه. إِبْرَاهِيْمُ بنُ نَافِعٍ, عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَتَى ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: إِنَّ عليَّ رَقَبَةً مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيْلَ, قَالَ: عَلَيْكَ بِالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ. هَوْذَةُ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الأَزْرَقِ بنِ قَيْسٍ قَالَ: قَدَِم عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُسْقُفُ نَجْرَانَ وَالعَاقِبُ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الإِسْلاَمَ، فَقَالاَ: كنَّا مُسْلِمَينِ قَبْلكَ, قَالَ: "كَذَبْتُمَا! إِنَّهُ مَنَعَ الإِسْلاَمَ مِنْكُمَا ثَلاَثٌ؛ قَوْلُكُمَا: اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً، وَأَكْلُكُمَا الخِنْزِيْرَ، وَسُجُوْدُكُمَا لِلصَّنَمِ" , قَالاَ: فَمَنْ أَبُو عِيْسَى? فَمَا عَرَفَ حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ} .....، إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} [آلُ عِمْرَانَ: 59-63] فَدَعَاهُمَا إِلَى المُلاَعَنَةِ، وَأَخَذَ بِيَدِ فَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، وَقَالَ: "هَؤُلاَءِ بنيَّ" قَالَ: فَخَلاَ أَحَدُهُمَا بِالآخرِ، فَقَالَ: لاَ تُلاَعِنْهُ، فَإِنْ كَانَ نَبِيّاً فَلاَ بَقِيَّةَ، فَقَالاَ: لاَ حَاجَةَ لَنَا فِي الإِسْلاَمِ، وَلاَ فِي مُلاَعَنَتِكَ، فَهَلْ مِنْ ثَالِثَةٍ? قَالَ: نَعَمْ, الجِزْيَةُ، فأقرّا بها ورجعا. مَعْمَرٌ, عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُبَاهِلَ أَهْلَ نَجْرَانَ, أَخذَ بِيَدِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، وَقَالَ لِفَاطِمَةَ: اتْبَعِيْنَا، فلمَّا رَأَى ذَلِكَ أَعْدَاءُ الله رَجَعُوا1. أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيْسَ، عَنِ المُسَيَّبِ بنِ نَجَبَةَ, سَمِعَ عَلِيّاً يَقُوْلُ: ألَا أُحدِّثُكُم عَنِّي وَعَنْ أَهْلِ بَيتِي? أمَّا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ فَصَاحِبُ لَهْوٍ، وَأَمَّا الحَسَنُ فَصَاحِبُ جَفْنَةٍ مِنْ فِتْيَانِ قُرَيْشٍ, لَوْ قَدِ الْتَقَتْ حَلَقتَا البِطَانِ لَمْ يُغْنِ فِي الحَرْبِ عَنْكُم، وأمَّا أَنَا وَحُسَيْنٌ، فَنَحْنُ مِنْكُم, وَأَنْتُم منَّا. إسناده قويّ.

_ 1 ضعيف: لإرساله، قتادة هو ابن دعامة السدوسي, رأس الطبقة الرابعة, والمباهلة هي الملاعنة.

وَعَنْ سَعِيْدِ بنِ عَمْرٍو, أَنَّ الحَسَنَ قَالَ لِلْحُسَيْنِ: وَدِدْتُ أَنَّ لِي بَعضَ شِدَّةِ قَلْبِكَ, فَيَقُوْلُ الحُسَيْنُ: وَأَنَا وَدِدْتُ أَنَّ لِي بَعضَ مَا بُسِطَ مِنْ لِسَانِكَ. عَنْ أَبِي المُهَزِّمِ قَالَ: كُنَّا فِي جَنَازَةٍ، فَأَقْبَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَنْفُضُ بِثَوْبِهِ التُّرَابَ عَنْ قَدَمِ الحُسَيْنِ. وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: حجَّ الحُسَيْنُ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ حَجَّةً ماشيًا. وَكَذَا رَوَى عُبَيْدُ اللهِ الوَصَّافِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، وَزَادَ: وَنجَائِبُه تُقَادُ مَعَهُ, لَكنِ اخْتلَفتِ الرِّوَايَةُ عَنِ الوَصَّافِيِّ، فقال يعلى ابن عُبَيْدٍ عَنْهُ: الحَسَنُ، وَرَوَى عَنْهُ زُهَيْرٌ نَحوَهُ، فَقَالَ فِيْهِ: الحَسَنُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ المُثَنَّى: كَانَ عَلَى المَيْسَرَةِ يَوْمَ الجَمَلِ الحُسَيْنُ. أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ": أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ, حَدَّثَنَا شُرَحْبِيْلُ بنُ مُدْرِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ نُجَيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ, أَنَّهُ سَارَ مَعَ عَلِيٍّ، وَكَانَ صَاحِبَ مَطهَرَتِه، فلمَّا حَاذَى نِيْنَوَى وَهُوَ سَائِرٌ إِلَى صِفِّيْنَ, نَادَاهُ عَلِيٌّ: اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللهِ بِشَطِّ الفُرَاتِ, قُلْتُ، وَمَا ذَاكَ? قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ وَعَيْنَاهُ تَفِيضَانِ، فَقَالَ: "قَامَ مِنْ عِنْدِي جِبْرِيْلُ فحدَّثني أَنَّ الحُسَيْنَ يُقْتَلُ، وَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ أُشِمَّكَ مِنْ تُرْبتِه? قُلْتُ: نَعَم، فمدَّ يَدهُ، فَقَبضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ, قَالَ: فَأَعْطَانِيْهَا، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنِي". هَذَا غَرِيْبٌ، وَلَهُ شُوَيْهِدٌ. يَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ, عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ, أنَّ عَلِيّاً قَالَ وَهُوَ بِشَطِّ الفُرَاتِ: صَبْراً أَبَا عَبْدِ اللهِ. عُمَارَةُ بنُ زَاذَانَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: استَأْذنَ مَلَكُ القَطْرِ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أُمَّ سَلَمَةَ! احْفَظِي عَلَيْنَا البَابَ" , فَجَاءَ الحُسَيْنُ فَاقْتَحَمَ، وَجَعلَ يَتَوَثَّبُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَسُوْلُ اللهِ يُقَبِّلُهُ، فَقَالَ المَلَكُ: أَتُحِبُّهُ? قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتلُه, إِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ المَكَانَ الَّذِي يُقتَلُ فِيْهِ, قَالَ: "نَعَم". فَجَاءهُ بِسَهْلَةٍ أَوْ تُرَابٍ أَحْمَرَ. قَالَ ثَابِتٌ: كُنَّا نَقُوْلُ: إِنَّهَا كَرْبَلاَءُ. عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ: حَدَّثَنَا أَبِي, حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ, قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِنسَائِهِ: "لاَ تُبَكُّوا هَذَا" يَعْنِي -حُسَيْناً: فَكَانَ يَوْمُ أُمِّ سَلَمَةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيْلُ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ لأُمِّ سَلَمَةَ: "لاَ تَدَعِي أَحَداً يَدْخُلُ" فَجَاءَ حُسَيْنٌ, فَبَكَى؛ فَخَلَّتْهُ يَدْخُلُ، فدخل

حَتَّى جَلَسَ فِي حَجْرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ جِبْرِيْلُ: إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتلُهُ, قَالَ: "يَقْتُلُوْنَهُ، وَهُمْ مُؤْمِنُوْنَ"؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَرَاهُ تُرْبَتَهُ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. خَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ يَعْقُوْبَ، عَنْ هَاشِمِ بنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبِ بنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ, أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اضْطَجَعَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَاسْتيقَظَ وَهُوَ خَاثِرٌ، ثُمَّ رَقَدَ، ثُمَّ اسْتيقَظَ خَاثِراً، ثُمَّ رَقَدَ، ثُمَّ اسْتيقَظَ وَفِي يَدِهِ تُربَةٌ حَمْرَاءُ، وَهُوَ يُقَلِّبُهَا. قُلْتُ: مَا هَذِهِ? قَالَ: "أَخْبَرَنِي جِبْرِيْلُ أنَّ هَذَا يُقْتَلُ بِأَرْضِ العراق، للحسين، وهذه تربتها". وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بنِ إِسْحَاقَ، عَنْ هَاشِمٍ، وَلَمْ يَذكُرِ: اضْطَجَعَ. أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَوْ أُمِّ سَلَمَةَ, أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهَا: "لَقَدْ دَخَلَ عليَّ البَيْتَ مَلَكٌ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ قَبْلَهَا، فَقَالَ: إِنَّ حُسَيْناً مَقْتُوْلٌ، وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ التُّرْبَةَ ... " الحَدِيْثَ. وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ مِثْلَهُ، وَقَالَ: أُمُّ سَلَمَةَ وَلَمْ يَشُكَّ. وَيُرْوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ، وَعَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. وَرَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ مِنْ حَدِيْثِ عَائِشَةَ, وَلَهُ طُرُقٌ أُخَرُ. وَعَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُمْهَانَ, أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَتَاهُ جِبْرِيْلُ بِتُرَابٍ مِنَ التُّرْبَةِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا الحُسَيْنُ. وَقِيْلَ: اسْمُهَا كَرْبَلاَءُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَرْبٌ وَبَلاَءٌ"1. إِسْرَائِيْلُ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هانىء بن هانىء، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَيُقْتَلَنَّ الحُسَيْنُ قَتْلاً، وَإِنِّي لأَعْرفُ تُرَابَ الأَرْضِ الَّتِي يُقتَلُ بِهَا2. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ العَبَّاسِ، عَنْ عمَّار الدهني, أن كَعْباً مَرَّ عَلَى عَلَيٍّ، فَقَالَ: يُقتَلُ مِنْ وَلَدِ هَذَا رَجُلٌ فِي عِصَابَةٍ, لاَ يَجِفُّ عَرَقُ خَيْلِهِم حَتَّى يَرِدُوا عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمَرَّ حَسَنٌ، فَقِيْلَ: هَذَا? قَالَ: لاَ. فمَرَّ حُسَيْنٌ، فَقِيْلَ: هَذَا? قَالَ: نعم.

_ 1 ضعيف: لإرساله. 2 ضعيف: فيه أبو إسحاق وهو السبيعي، مدلس، وقد عنعنه.

حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنِ العَلاَءِ بنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ رَأْسِ الجَالُوْتِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ أَنَّهُ يُقتَلُ بِكَرْبَلاَءَ ابْنُ نَبِيٍّ. المُطَّلِبُ بنُ زِيَادٍ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: رَأَيْتُ الحُسَيْنَ وَلَهُ جمَّة خَارِجَةٌ مِنْ تَحْتِ عِمَامَتِهِ. وَقَالَ العَيْزَارُ بنُ حُرَيْثٍ: رَأَيْتُ عَلَى الحُسَيْنِ مِطْرَفاً مِنْ خَزٍّ. وَعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ الحُسَيْنَ يَتَخَتَّمُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. وَرَوَى جَمَاعَةٌ أنَّ الحُسَيْنَ كَانَ يخضِّب بِالوَسِمَةِ، وَأَنَّ خِضَابَهُ أَسْودُ. بلَغَنَا أنَّ الحُسَيْنَ لَمْ يُعجِبْهُ مَا عَمِلَ أَخُوْهُ الحَسَنُ مِنْ تَسْلِيمِ الخِلاَفَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، بَلْ كَانَ رَأْيُهُ القِتَالَ، وَلَكِنَّهُ كَظَمَ وَأَطَاعَ أَخَاهُ وَبَايَعَ، وَكَانَ يَقبَلُ جَوَائِزَ معاوية، ومعاوية يرى له ويحترمه ويجعله، فَلَمَّا أَنْ فَعلَ مُعَاوِيَةُ مَا فَعلَ بَعْدَ وَفَاةِ السَّيِّدِ الحَسَنِ مِنَ العَهْدِ بِالخِلاَفَةِ إِلَى ولده يزيد, تألم الحُسَيْنُ، وحقَّ لَهُ، وَامتنَعَ هُوَ وَابْنُ أَبِي بَكْرٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ مِنَ المُبَايعَةِ, حَتَّى قَهَرَهُم مُعَاوِيَةُ، وَأَخَذَ بَيْعتَهُم مُكْرَهِيْنَ، وَغُلِبُوا وَعَجَزُوا عَنْ سُلْطَانِ الوَقْتِ، فلمَّا مَاتَ مُعَاوِيَةُ تسلَّم الخِلاَفَةَ يَزِيْدُ، وَبَايَعَهُ أَكْثَرُ النَّاسِ، وَلَمْ يُبَايِعْ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَلاَ الحُسَيْنُ، وَأَنِفُوا مِنْ ذَلِكَ، وَرَامَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الأَمْرَ لِنَفْسِهِ، وَسَارَا فِي اللَّيْلِ مِنَ المَدِيْنَةِ. سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اسْتَشَارَنِي الحُسَيْنُ فِي الخُرُوْجِ. فَقُلْتُ: لَوْلاَ أَنْ يُزْرَى بِي وَبِكَ لَنَشَبْتُ يَدِي فِي رَأْسِكَ، فَقَالَ: لأَنْ أُقتَلَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا أَحبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أستحلَّ حُرمَتَهَا -يَعْنِي مَكَّةَ, وَكَانَ ذَلِكَ الَّذِي سلَّى نَفْسِي عَنْهُ. يَحْيَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ البَجَلِيُّ: حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ قَدِمَ المَدِيْنَةَ، فَأُخبِرَ أنَّ الحُسَيْنَ قَدْ توجَّه إِلَى العِرَاقِ، فَلَحِقَهُ عَلَى مَسِيْرَةِ لَيْلَتَيْنِ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيْدُ? قَالَ: العِرَاقَ، وَمَعَهُ طَوَامِيْرُ وَكُتُبٍ، فَقَالَ: لاَ تَأْتِهِم. قَالَ: هَذِهِ كُتُبُهُم وَبَيْعتُهُم، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ خَيَّرَ نَبِيَّهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَاخْتَارَ الآخِرَةَ، وَإِنَّكُم بَضْعَةٌ مِنْهُ لاَ يَلِيهَا أَحَدٌ مِنْكُم أَبَداً، وَمَا صَرَفهَا اللهُ عَنْكُم إلَّا لِلَّذِي هُوَ خَيرٌ لَكُم، فَارْجِعُوا، فَأَبَى، فَاعْتَنَقَهُ ابْنُ عُمَرَ، وَقَالَ: أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ مِنْ قَتِيْلٍ. زَادَ فِيْهِ الحَسَنُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يحيى بن إسماعيل، عن الشعبي: نَاشَدَهُ، وَقَالَ: إِنَّ أَهْلَ العِرَاقِ قَوْمٌ مَنَاكِيْرُ, قَتَلُوا أَبَاكَ، وَضَرَبُوا أَخَاكَ، وَفَعَلُوا، وَفَعَلُوا. ابْنُ المُبَارَكِ, عَنْ بِشْرِ بنِ غَالِبٍ, أنَّ الزُّبَيْرَ قَالَ لِلْحُسَيْنِ: إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ؟ إِلَى قَوْمٍ قَتَلُوا أَبَاكَ، وَطَعَنُوا أَخَاكَ، فَقَالَ: لأَنْ أُقتلَ أَحبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تُسْتَحَلَّ -يَعْنِي: مَكَّةَ.

أَبُو سَلَمَةَ المِنْقَرِيُّ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ، عَنْ مَرْوَانَ الأَصْفَرِ, حَدَّثَنِي الفَرَزْدَقُ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ الحُسَيْنُ لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو، فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا قَدْ خَرَجَ، فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تَخْرُجَ مَعَهُ، فَإِنَّكَ إِنْ أَرَدْتَ دُنْيَا أَصَبْتَهَا، وَإِنْ أَرَدْتَ آخِرَةً أَصَبْتَهَا، فَرَحلْتُ نَحْوَهُ، فلمَّا كُنْتُ فِي بَعْضِ الطَّرِيْقِ بَلَغَنِي قَتْلُهُ، فَرَجَعْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ، وَقُلْتُ: أَيْنَ مَا ذَكَرتَ? قَالَ: كَانَ رَأْياً رَأَيْتُهُ. قُلْتُ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى تَصْوِيبِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو لِلْحُسَيْنِ فِي مَسِيْرِهِ، وَهُوَ رَأْيُ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ شَهِدُوا الحَرَّةَ. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا الوَاقِدِيُّ, حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ, حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَيْرٍ "ح" وَأَخْبَرْنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ "ح"، وَيُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيْهِ -وسمَّى طَائِفَةً- ثُمَّ قَالَ: فَكَتَبْتُ جَوَامِعَ حَدِيثِهِم فِي مَقْتَلِ الحُسَيْنِ, قَالَ: كَانَ أَهْلُ الكُوْفَةِ يَكتُبُوْنَ إِلَى الحُسَيْنِ يَدْعُوْنَهُ إِلَى الخُرُوجِ إِلَيْهِم زَمَنَ مُعَاوِيَةَ, كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى، فَقَدِمَ منهم قوم إلى محمد بن الحَنَفِيَّةِ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ المَسِيْرَ مَعَهُم، فَأَبَى، وَجَاءَ إلى الحسين فأخبره، وَقَالَ: إِنَّ القَوْمَ يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَأكُلُوا بِنَا، وَيَشِيْطُوا دِمَاءنَا، فَأَقَامَ حُسَيْنٌ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ متردِّد العَزْمِ، فَجَاءهُ أَبُو سَعِيْدٍ الخُدْرِيُّ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ, إِنِّيْ لَكَ نَاصِحٌ وَمُشْفِقٌ، وَقَدْ بَلَغَنِي أنَّه كَاتَبَكَ قَوْمٌ مِنْ شِيْعتِكَ، فَلاَ تَخْرُجْ إِلَيْهِم، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَاكَ يَقُوْلُ بِالكُوْفَةِ: وَاللهِ لَقَدْ مَلِلْتُهُم وَمَلُّونِي، وَأَبْغَضْتُهُم وَأَبْغَضُونِي، وَمَا بَلَوْتُ مِنْهُم وَفَاءً, وَلاَ لَهُم ثَبَاتٌ وَلاَ عَزْمٌ، وَلاَ صَبرٌ عَلَى السَّيْفِ. قَالَ: وَقَدِمَ المُسَيَّبُ بنُ نَجَبَةَ وَعِدَّةٌ إِلَى الحُسَيْنِ بَعْدَ وَفَاةِ الحَسَنِ، فَدَعَوْهُ إِلَى خَلْعِ مُعَاوِيَةَ، وَقَالُوا: قَدْ عَلِمْنَا رَأْيَكَ وَرَأْيَ أَخِيْكَ، فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ يُعطِيَ اللهُ أَخِي عَلَى نِيَّتِهِ، وَأَنْ يُعطِيَنِي عَلَى نِيَّتِي فِي حُبِّي جِهَادَ الظَّالِمِيْنَ. وَكَتَبَ مَرْوَانُ إِلَى مُعَاوِيَةَ: إِنِّيْ لَسْتُ آمَنُ أَنْ يَكُوْنَ الحُسَيْنُ مَرصَداً لِلْفِتْنَةِ، وَأَظُنُّ يَوْمَكُم مِنْهُ طَوِيْلاً. فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الحُسَيْنِ: إِنَّ مَنْ أَعْطَى اللهَ صَفْقَةَ يَمِينِهِ وَعَهْدَهُ لَجَدِيرٌ أَنْ يَفِي، وَقَدْ أُنْبِئتُ بِأَنَّ قَوْماً مِنَ الكُوْفَةِ دَعَوْكَ إِلَى الشِّقَاقِ، وَهُمْ مَنْ قَدْ جرَّبت قَدْ أَفْسَدُوا عَلَى أَبِيْكَ وَأَخِيْكَ، فَاتَّقِ اللهَ، وَاذْكُرِ المِيْثَاقَ، فَإِنَّكَ مَتَى تَكِدْنِي أَكِدْكَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ الحُسَيْنُ: أَتَانِي كِتَابُكَ، وَأَنَا بِغَيْرِ الَّذِي بَلَغَكَ جَدِيرٌ، وَمَا أَرَدْتُ لَكَ مُحَارَبَةً وَلاَ خِلاَفاً، وَمَا أَظُنُّ لِي عُذْراً عِنْدَ اللهِ فِي تَرْكِ جِهَادِكِ، وَمَا أَعْلَمُ فِتْنَةً أَعْظَمَ مِنْ وَلاَيَتِكَ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنْ أَثَرْنَا بِأَبِي عَبْدِ اللهِ إلَّا أسدًا.

وَعَنْ جُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ، عَنْ مُسَافِعِ بنِ شَيْبَةَ قَالَ: لَقِيَ الحُسَيْنُ مُعَاوِيَةَ بِمَكَّةَ عِنْدَ الرَّدْمِ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ رَاحِلتِهِ، فَأَنَاخَ بِهِ، ثُمَّ سَارَّهُ طَوِيْلاً، وَانْصَرَفَ، فَزَجَرَ مُعَاوِيَةُ الرَّاحِلَةَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ يَزِيْدُ: لاَ يَزَالُ رَجُلٌ قَدْ عَرَضَ لَكَ، فَأَنَاخَ بِكَ, قَالَ: دَعْهُ, لَعَلَّهُ يَطلُبُهَا مِنْ غَيرِي، فَلاَ يُسوِّغُهُ فَيَقتُلُهُ. رَجَعَ الحَدِيْثُ إِلَى الأَوَّلِ: قَالُوا: وَلَمَّا حُضِرَ مُعَاوِيَةُ دَعَا يَزِيْدَ فَأَوْصَاهُ، وَقَالَ: انظُرْ حُسَيْناً، فَإِنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى النَّاسِ، فَصِلْ رَحِمَهُ، وَارْفُقْ بِهِ، فَإِنْ يَكُ مِنْهُ شَيْءٌ، فَسَيَكْفِيْكَ اللهُ بِمَنْ قَتَلَ أَبَاهُ وَخَذَلَ أَخَاهُ. وَمَاتَ مُعَاوِيَةُ فِي نِصْفِ رَجَبٍ، وَبَايَعَ النَّاسُ يَزِيْدَ، فَكَتَبَ إِلَى وَالِي المَدِيْنَةِ؛ الوَلِيْدِ بنِ عُتْبَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ, أَنِ ادْعُ النَّاسَ وَبَايِعْهُم، وَابْدَأْ بِالوُجُوهِ، وَارْفُقْ بِالحُسَيْنِ، فَبَعثَ إِلَى الحُسَيْنِ وَابْنِ الزُّبَيْرِ فِي اللَّيْلِ، وَدَعَاهُمَا إِلَى بَيْعَةِ يَزِيْدَ، فَقَالاَ: نُصبِحُ وَنَنْظُرُ فِيمَا يَعمَلُ النَّاسُ، وَوَثَبَا فَخَرَجَا، وَقَدْ كَانَ الوَلِيْدُ أَغْلَظَ لِلْحُسَيْنِ، فَشَتَمَهُ حُسَيْنٌ، وَأَخَذَ بِعِمَامَتِهِ فَنَزَعَهَا، فَقَالَ الوَلِيْدُ: إِنْ هِجْنَا بِهَذَا إلَّا أَسَداً، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ -أو غيره: اقتله, قال: إن ذلك لَدَمٌ مَصُونٌ. وَخَرَجَ الحُسَيْنُ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ لِوَقْتِهِمَا إِلَى مَكَّةَ، وَنَزَلَ الحُسَيْنُ بِمَكَّةَ دَارَ العَبَّاسِ، وَلَزِمَ عَبْدُ اللهِ الحِجْرَ، وَلَبِسَ المَعَافِرِيَّ1، وَجَعَلَ يُحرِّضُ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ يَغْدُو وَيَرُوحُ إِلَى الحُسَيْنِ، وَيُشِيرُ عَلَيْهِ أَنْ يَقْدَمَ العِرَاقَ، وَيَقُوْلُ: هُم شِيْعَتُكُم، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَنْهَاهُ. وَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُطِيْعٍ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي, مَتِّعْنَا بِنَفْسِكَ وَلاَ تَسِرْ، فَوَاللهِ لَئِنْ قُتِلْتَ لَيَتَّخِذُوْنَا خَوَلاً وَعَبِيداً. وَلَقِيَهُمَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَيَّاشٍ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ مُنْصَرِفَيْنِ مِنَ العُمْرَةِ، فَقَالَ لهما: أذكر كما اللهَ إلَّا رَجَعْتُمَا، فَدَخَلْتُمَا فِي صَالِحِ مَا يَدْخُلُ فِيْهِ النَّاسُ، وَتَنْظُرَانِ، فَإِنِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ لَمْ تَشُذَّا، وَإِنِ افْترَقَ عَلَيْهِ كَانَ الَّذِي تُرِيْدَانِ. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لِلْحُسَيْنِ: لاَ تَخْرُجْ، فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خُيِّر بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَاختَارَ الآخِرَةَ، وَإِنَّكَ بَضْعَةٌ مِنْهُ، وَلاَ تَنَالُهَا، ثُمَّ اعْتَنَقَهُ وَبَكَى وودَّعه، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُوْلُ: غُلِبْنَا بِخُرُوجِهِ، وَلَعَمْرِي لَقَدْ رَأَى فِي أَبِيْهِ وَأَخِيْهِ عِبْرَةً، وَرَأَى مِنَ الفِتْنَةِ وَخُذْلاَنِ النَّاسِ لَهُم مَا كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ لاَ يَتَحَرَّكَ.

_ 1 المعافري: برود يمنيه منسوبة إلى قبيلة معافر.

وَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَيْنَ تُرِيْدُ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ? قَالَ: العِرَاقَ وَشِيْعَتِي, قَالَ: إِنِّيْ كَارِهٌ لِوَجهِكَ هَذَا, تَخْرُجُ إِلَى قَوْمٍ قَتَلُوا أَبَاكَ.... إِلَى أَنْ قَالَ: وَقَالَ لَهُ أَبُو سَعِيْدٍ: اتَّقِ اللهَ، وألزم بَيْتَكَ. وَكَلَّمَهُ جَابِرٌ، وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ, وَقَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: لَوْ أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ لَكَانَ خَيراً لَهُ. قَالَ: وَكَتَبَتْ إِلَيْهِ عَمْرَةُ تُعظِّمُ مَا يُرِيْدُ أَنْ يَصْنَعَ، وَتُخبِرُهُ أَنَّهُ إِنَّمَا يُسَاقُ إِلَى مَصْرَعِهِ، وَتَقُوْلُ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: $"يُقْتَلُ حُسَيْنٌ بِأَرْضِ بَابِلَ"، فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَهَا قَالَ: فَلاَ بُدَّ إِذاً مِنْ مَصْرعِي. وَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ يُحَذِّرُهُ، وَيُنَاشِدُهُ اللهَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّيْ رَأَيْتُ رُؤْيَا؛ رَأَيْتُ فِيْهَا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَنِي بِأَمْرٍ أَنَا ماضٍ لَهُ. وَأَبَى الحُسَيْنُ عَلَى كُلِّ مَنْ أَشَارَ عَلَيْهِ إلَّا المَسِيْرَ إِلَى العِرَاقِ, وَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنِّيْ لأَظنُّكَ سَتُقتَلُ غَداً بَيْنَ نِسَائِكَ وَبَنَاتِكَ كَمَا قُتِلَ عُثْمَانُ، وَإِنِّي لأَخَافُ أَنْ تَكُوْنَ الَّذِي يُقَادُ بِهِ عُثْمَانُ، فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ. قَالَ: أَبَا العَبَّاسِ! إِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ كَبِرْتَ. فَقَالَ: لَوْلاَ أَنْ يُزْرَى بِي وَبِكَ لَنَشَبْتُ يَدِي فِي رَأْسِكِ، وَلَوْ أَعلَمُ أَنَّكَ تُقِيمُ إِذاً لَفَعَلْتُ، ثُمَّ بَكَى وَقَالَ: أَقْرَرْتَ عيْنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ لابْنِ الزُّبَيْرِ: قَدْ أَتَى مَا أَحْبَبْتَ, أَبُو عَبْدِ اللهِ يَخْرُجُ إِلَى العِرَاقِ وَيَتْرُكُكَ وَالحِجَازَ: يَا لَكِ مِنْ قُنْبَرَةٍ بِمَعْمَرِ ... خَلاَ لَكِ البَرُّ فَبِيْضِي وَاصْفِرِي وَنَقِّرِيْ مَا شِئْتِ أَنْ تنقري وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: كَتَبَ الأَحْنَفُ إِلَى الحُسَيْنِ {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الرُّوْمُ: 60] . عَوَانَةُ بنُ الحَكَمِ، عَنْ لَبَطَةَ بنِ الفَرَزْدَقِ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَقِيتُ الحُسَيْنَ، فَقُلْتُ: القُلُوبُ مَعَكَ، وَالسُّيوفُ مَعَ بَنِي أُمَيَّةَ. ابْنُ عُيَيْنَةَ, عَنْ لَبَطَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: لَقِيَنِي الحُسَيْنُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ مَكَّةَ فِي جَمَاعَةٍ عَلَيْهِم يَلاَمِقُ الدِّيبَاجِ، فَقَالَ: مَا وَرَاءكَ? قَالَ -وَكَانَ فِي لِسَانِهِ ثِقَلٌ مِنْ بِرْسَامٍ عَرَضَ لَهُ, وَقِيْلَ: كَانَ مَعَ الحُسَيْنِ وَجَمَاعَتِهِ اثْنَانِ وَثَلاَثُونَ فَرَساً.

وَرَوَى ابْنُ سَعْدٍ بِأَسَانِيْدِهِ, قَالُوا: وَأَخَذَ الحُسَيْنُ طَرِيقَ العُذيب حَتَّى نَزَلَ قَصْرَ أَبِي مُقَاتِلٍ، فَخَفَقَ خَفْقَةً ثُمَّ اسْتَرْجَعَ، وَقَالَ: رَأَيْتُ كأنَّ فَارِساً يُسَايِرُنَا، وَيَقُوْلُ: القَوْمُ يَسِيْرُوْنَ، وَالمنَايَا تَسْرِي إِلَيْهِم، ثُمَّ نَزَلَ كَرْبَلاَءَ، فَسَارَ إِلَيْهِ عُمَرُ بنُ سَعْدٍ كَالمُكْرَهِ ... , إِلَى أَنْ قَالَ: وَقُتلَ أَصْحَابُهُ حَوْلَهُ، وَكَانُوا خَمْسِيْنَ، وتحوَّل إِلَيْهِ مِنْ أُوْلَئِكَ عِشْرُوْنَ، وَبَقِيَ عَامَّةَ نَهَارِهِ لاَ يَقْدَمُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، وَأَحَاطَتْ بِهِ الرَّجَّالَةُ، وَكَانَ يَشُدُّ عَلَيْهِم فَيَهْزِمُهُم، وَهُم يَكرَهُوْنَ الإِقدَامَ عَلَيْهِ، فَصَرَخَ بِهِم شِمْرٌ: ثَكلتْكُم أُمَّهَاتُكُم, مَاذَا تَنْتَظرُونَ بِهِ? وَطَعَنَهُ سِنَانُ بنُ أَنَسٍ النَّخَعِيُّ فِي ترقُوتِهِ، ثُمَّ طَعَنَهُ فِي صَدْرِهِ فخَرَّ, واحتزَّ رَأْسَهُ خَوْلِيٌّ الأَصْبَحِيُّ -لاَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. ذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ بِأَسَانِيْدَ لَهُ, قَالُوا: قَدَّمَ الحُسَيْنُ مسلمًا، وأمره أن ينزل على هانىء بنِ عُرْوَةَ، وَيَكْتُبَ إِلَيْهِ بِخَبَرِ النَّاسِ، فَقَدِمَ الكُوْفَةَ مُسْتَخْفِياً، وَأَتَتْهُ الشِّيْعَةُ فَأَخَذَ بَيْعَتَهُم، وَكَتَبَ إِلَى الحُسَيْنِ: بَايَعَنِي إِلَى الآنَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفاً، فَعَجِّلْ، فَلَيْسَ دُوْنَ الكُوْفَةِ مَانِعٌ، فأغذَّ السَّيْرَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى زبَالَةَ، فَجَاءتْ رُسُلُ أَهْلِ الكُوْفَةِ إِلَيْهِ بِدِيوَانٍ فِيْهِ أَسْمَاءُ مائَةِ أَلْفٍ، وَكَانَ عَلَى الكُوْفَةِ النُّعْمَانُ بنُ بَشِيْرٍ، فَخَافَ يَزِيْدُ أَنْ لاَ يُقْدِمَ النُّعْمَانُ عَلَى الحُسَيْنِ، فَكَتَبَ إِلَى عُبَيْدِ اللهِ وَهُوَ عَلَى البَصْرَةِ، فضَمَّ إِلَيْهِ الكُوْفَةَ، وَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانَ لَكَ جَنَاحَانِ فَطِرْ إِلَى الكُوْفَةِ، فَبَادَرَ مُتَعَمِّماً مُتَنَكِّراً، ومرَّ فِي السُّوقِ، فلمَّا رَآهُ السَّفَلَةُ اشتَدُّوا بَيْنَ يَدَيْهِ يَظُنُّونَهُ الحُسَيْنَ، وَصَاحُوا: يَا ابْنَ رَسُوْلِ اللهِ! الحمدُ للهِ الَّذِي أَرَانَاكَ، وقَبَّلوا يَدَهُ وَرِجْلَهُ، فَقَالَ: مَا أَشدَّ مَا فَسَدَ هَؤُلاَءِ، ثُمَّ دَخَلَ المسجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَصَعِدَ المِنْبَرَ، وَكَشَفَ لِثَامَهُ، وَظَفِرَ بِرَسُوْلِ الحُسَيْنِ -وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ بُقْطرٍ- فَقَتَلَهُ, وَقَدِمَ مَعَ عُبَيْدِ اللهِ؛ شَرِيْكُ بنُ الأَعْوَرِ -شيعي، فنزل على هانىء بنِ عُرْوَةَ، فَمَرِضَ، فَكَانَ عُبَيْدُ اللهِ يَعُوْدُهُ، فهيئوا لِعُبَيْدِ اللهِ ثَلاَثِيْنَ رَجُلاً لِيَغتَالُوْهُ، فَلَمْ يَتِمَّ ذَلِكَ، وَفَهِمَ عُبَيْدُ اللهِ، فَوَثَبَ وَخَرَجَ، فنَمَّ عليهم عبد لهانىء، فبعث إلى هانىء -وَهُوَ شَيْخٌ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تُجِيْرَ عَدُوِّي? قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي, جَاءَ حَقٌّ هُوَ أَحَقُّ مِنْ حَقِّكَ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ اللهِ بِالعَنَزَةِ حَتَّى غَرزَ رَأْسَهُ بِالحَائِطِ. وَبَلغَ الخبَرُ مُسلِماً، فَخَرَجَ فِي نَحْوِ الأَرْبَعِ مائَةِ، فَمَا وَصَلَ القَصْرَ إلَّا فِي نَحْوِ السِّتِّيْنَ، وَغَربَتِ الشَّمْسُ فَاقْتَتَلُوا، وَكَثُرَ عَلَيْهِم أَصْحَابُ عبيد اللهِ، وَجَاءَ اللَّيْلُ فَهَرَبَ مُسْلِمٌ، فَاسْتَجَارَ بِامْرَأَةٍ مِنْ كِنْدَةَ، ثُمَّ جِيْءَ بِهِ إِلَى عُبَيْدِ اللهِ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ: دَعْنِي أُوصِ. قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لِعُمَرَ بنِ سَعْدٍ: يَا هَذَا! إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، وَلَيْسَ هُنَا قُرَشِيٌّ غَيرُكَ، وَهَذَا الحُسَيْنُ قَدْ أَظَلَّكَ، فَأَرسِلْ إِلَيْهِ لِيَنصَرِفْ، فَإِنَّ القَوْمَ قَدْ غَرُّوهُ وَكَذَّبُوْهُ، وعليَّ دَيْنٌ فَاقْضِهِ عَنِّي، وَوَارِ جُثَّتِي، فَفَعَلَ ذَلِكَ، وَبَعَثَ رَجُلاً عَلَى نَاقَةٍ إِلَى الحُسَيْنِ، فَلَقِيَهُ عَلَى أَرْبَعِ مَرَاحِلَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَلِيٌّ الأَكْبَرُ: ارْجِعْ يَا أَبَه، فَإِنَّهُم أَهْلُ العِرَاقِ وَغَدْرُهُم، وَقِلَّةُ وَفَائِهِم، فَقَالَتْ بَنُو عَقِيْلٍ: لَيْسَ

بِحِينِ رُجُوْعٍ، وحرَّضوه، فَقَالَ حُسَيْنٌ لأَصْحَابِهِ: قَدْ تَرَوْنَ مَا أَتَانَا، وَمَا أَرَى القَوْمَ إلَّا سَيَخْذُلُوْنَنَا، فَمَنْ أحبَّ أَنْ يَرْجِعَ فَلْيَرْجِعْ، فَانْصَرَفَ عَنْهُ قَوْمٌ. وَأَمَّا عُبَيْدُ اللهِ فَجَمعَ المُقَاتِلَةَ، وَبَذَلَ لَهُمُ المَالَ، وجهَّز عُمَرَ بنَ سَعْدٍ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفٍ، فَأَبَى وَكَرِهَ قِتَالَ الحُسَيْنِ، فَقَالَ: لَئِنْ لَمْ تَسِرْ إِلَيْهِ لأعزلنَّك، وَلأَهْدِمَنَّ دَارَكَ، وَأَضْرِبَ عُنُقَكَ, وَكَانَ الحُسَيْنُ فِي خَمْسِيْنَ رَجُلاً؛ مِنْهُم تِسْعَةَ عَشَرَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَقَالَ الحُسَيْنُ: يَا هَؤُلاَءِ! دَعُوْنَا نَرجِعْ مِنْ حَيْثُ جِئْنَا, قَالُوا: لاَ. وَبَلَغَ ذَلِكَ عُبَيْدَ اللهِ، فهَمَّ أَنْ يُخَلِّيَ عَنْهُ، وَقَالَ: وَاللهِ مَا عَرَضَ لِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِي، وَمَا أَرَانِي إلَّا مُخْلٍ سَبِيلَهُ يَذْهَبُ حَيْثُ يَشَاءُ، فَقَالَ شِمْرٌ: إِنْ فَعَلْتَ وَفَاتَكَ الرَّجُلُ لاَ تَسْتَقِيلُهَا أَبَداً، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ: الآنَ حَيْثُ تَعَلَّقَتْهُ حِبَالُنَا ... يَرْجُو النَّجَاةَ وَلاَتَ حِيْنَ مَنَاصِ فَنَاهَضَهُ، وَقَالَ لِشِمْرٍ: سِرْ، فَإِنْ قَاتَلَ عُمَرَ وَإِلاَّ فَاقْتُلْهُ، وَأَنْتَ عَلَى النَّاسِ، وَضَبَطَ عُبَيْدُ اللهِ الجِسْرَ، فَمَنَعَ مَنْ يَجُوزُهُ لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ ناسًا يتسللون إلى الحسين. قَالَ: فَرَكِبَ العَسْكَرُ وَحُسَيْنٌ جَالِسٌ، فَرَآهُم مُقَبِلِيْنَ، فَقَالَ لأَخِيْهِ عَبَّاسٍ: الْقَهُم، فَسَلْهُم مَا لَهُم? فَسَأَلَهُم, قَالُوا: أَتَانَا كِتَابُ الأَمِيْرِ يَأْمُرُنَا أَنْ نَعرِضَ عَلَيْكَ النُّزَولَ عَلَى حُكْمِهِ أَوْ نُنَاجِزُكَ, قَالَ: انْصَرِفُوا عنَّا العَشِيَّةَ حَتَّى نَنظُرَ اللَّيْلَةَ، فَانْصَرَفُوا. وَجَمَعَ حُسَيْنٌ أَصْحَابَهُ لَيْلَةَ عَاشُورَاءَ، فَحَمِدَ اللهَ وَقَالَ: إِنِّيْ لاَ أَحْسِبُ القَوْمَ إلَّا مُقَاتِلِيكُم غَداً، وَقَدْ أَذِنتُ لَكُم جَمِيْعاً، فَأَنْتُم فِي حِلٍّ مِنِّي، وَهَذَا اللَّيْلُ قَدْ غَشِيَكُم، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ قُوَّةٌ فليضمَّ إِلَيْهِ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، وَتَفَرَّقُوا فِي سَوَادِكُم، فَإِنَّهُم إِنَّمَا يَطْلبُوْنَنِي، فَإِذَا رَأَوْنِي لَهَوْا عَنْ طَلَبِكُم، فَقَالَ أَهْلُ بَيْتِهِ: لاَ أَبْقَانَا اللهُ بَعْدَكَ، وَاللهِ لاَ نُفَارِقُكَ، وَقَالَ أَصْحَابُهُ كَذَلِكَ. الثَّوْرِيُّ, عَنْ أَبِي الجَحَّافِ، عَنْ أَبِيْهِ, أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلْحُسَيْنِ: إِنَّ عليَّ دَيْناً. قَالَ: لاَ يُقَاتِلْ مَعِيَ مَنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ. رَجَعَ الحَدِيْثُ إِلَى الأَوَّلِ: فَلَمَّا أَصْبَحُوا قَالَ الحُسَيْنُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كَرْبٍ، وَرَجَائِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ، وَأَنْتَ فِيمَا نَزَلَ بِي ثِقَةٌ، وَأَنْت وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ، وَقَالَ لِعُمَرَ وَجُنْدِهِ: لاَ تَعْجَلُوا، وَاللهِ مَا أَتيتُكُم حَتَّى أَتَتْنِي كُتُبُ أَمَاثِلِكُم بِأَنَّ السُّنَّةَ قَدْ أُمِيتَتْ، وَالنِّفَاقَ قَدْ نَجَمَ، وَالحُدُوْدَ قَدْ عُطِّلَتْ، فَاقْدَمْ, لعلَّ اللهَ يُصلِحُ بِكَ الأُمَّةَ، فأتيت، فإذا كَرِهتُم ذَلِكَ فَأَنَا رَاجِعٌ، فَارْجِعُوا

إِلَى أَنْفُسِكُم؛ هَلْ يَصلُحُ لَكُم قَتْلِي, أَوْ يَحِلُّ دَمِي? أَلَسْتُ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكُم، وَابْنَ ابْنِ عَمِّهِ? أَوَلَيْسَ حَمْزَةُ وَالعَبَّاسُ وَجَعْفَرٌ عُمُوْمَتِي? ألم يبلغكم قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيَّ وَفِي أَخِي: "هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ" ? فَقَالَ شِمْرٌ: هُوَ يَعَبْدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ إِنْ كَانَ يَدْرِي مَا يَقُوْلُ، فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ كَانَ أَمرُكَ إِلَيَّ لأَجَبْتُ، وَقَالَ الحُسَيْنُ: يَا عُمَرُ! ليكوننَّ لِمَا تَرَى يَوْمٌ يَسُوؤُكَ, اللهمَّ إِنَّ أَهْلَ العِرَاقِ غَرُّوْنِي وَخَدَعُوْنِي، وَصَنَعُوا بِأَخِي مَا صَنَعُوا, اللهمَّ شَتِّتْ عَلَيْهِم أَمْرَهُم، وَأَحْصِهِمْ عَدَداً. فَكَانَ أوَّل مَنْ قَاتَلَ مَوْلَىً لِعُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ، فَبَرَزَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ تَمِيْمٍ الكَلْبِيُّ فَقَتَلَهُ، وَالحُسَيْنُ جَالِسٌ عَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ دَكْنَاءُ، وَالنَّبْلُ يَقعُ حَوْلَهُ، فَوَقَعَتْ نَبْلَةٌ فِي ولدٍ لَهُ ابْنُ ثَلاَثِ سِنِيْنَ، فَلَبِسَ لأْمَتَهُ وَقَاتَلَ, حَوْلَهُ أَصْحَابُهُ حَتَّى قُتِلُوا جَمِيْعاً، وَحَمَلَ وَلدُهُ عَلِيٌّ يَرْتَجِزُ: أَنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيّ ... نَحْنُ وَبَيْتِ اللهِ أَوْلَى بِالنَّبِيّ فَجَاءتْهُ طَعنَةٌ، وَعَطِشَ حُسَيْنٌ، فَجَاءَ رَجُلٌ بِمَاءٍ فَتَنَاوَلَهُ، فَرمَاهُ حُصَيْنُ ابن تَمِيْمٍ بِسَهْمٍ، فَوَقَعَ فِي فِيْهِ، فَجَعَلَ يتلقَّى الدَّمَ بِيَدِهِ، وَيَحْمَدُ اللهَ، وتوجَّه نَحْوَ المُسَنَّاةِ يُرِيْدُ الفُرَاتَ، فَحَالُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ المَاءِ، وَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ، فَأَثبتَهُ فِي حَنَكِهِ، وَبَقِيَ عامَّة يَوْمِهِ لاَ يَقْدَمُ عَلَيْهِ أَحَدٌ حَتَّى أَحَاطَتْ بِهِ الرَّجَّالَةُ، وَهُوَ رَابطُ الجَأْشِ, يُقَاتِلُ قِتَالَ الفَارِسِ الشُّجَاعِ, إِنْ كَانَ لَيَشُدُّ عَلَيْهِم فَيَنكَشِفُوْنَ عَنْهُ انكِشَافَ المِعْزَى شَدَّ فِيْهَا الأَسَدُ, حَتَّى صَاحَ بِهِم شِمْرٌ: ثَكلتْكُم أُمَّهَاتُكُم! مَاذَا تَنْتَظرُونَ بِهِ? فَانْتَهَى إِلَيْهِ زُرْعَةُ التَّمِيْمِيُّ فَضَرَبَ كَتِفَهُ، وَضرَبَهُ الحُسَيْنُ عَلَى عَاتقِهِ فَصَرَعَهُ، وَبرَزَ سِنَانٌ النَّخَعِيُّ فَطعَنَهُ فِي ترقُوتِهِ وَفِي صَدْرِهِ فخَرَّ، ثُمَّ نَزَلَ ليحتزَّ رَأْسَهُ، وَنَزَلَ خَوْلِيٌّ الأَصْبَحِيُّ، فَاحتَزَّ رَأْسَهُ، وَأَتَى بِهِ عُبَيْدَ اللهِ بنَ زِيَادٍ، فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئاً. قَالَ: وَوُجِدَ بِالحُسَيْنِ ثلاث وثلاثون جراجة، وقتل من جيش عمر بن سَعْدٍ ثَمَانِيَةٌ وَثَمَانُوْنَ نَفْساً. قَالَ: وَلَمْ يَفْلِتْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الحُسَيْنِ سِوَى وَلَدِهِ عَلِيٍّ الأَصْغَرِ -فَالحُسَيْنِيَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ- كَانَ مَرِيضاً، وَحَسَنُ بنُ حَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ, وَأَخُوْهُ عَمْرٌو، وَلاَ عَقِبَ لَهُ، وَالقَاسِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَقِيْلٍ، فَقَدِمَ بِهِم، وَبِزَيْنَبَ، وَفَاطِمَةَ بنتَيْ عَلِيٍّ، وَفَاطِمَةَ وَسُكَيْنَةَ بِنْتَيِ الحُسَيْنِ، وَزَوْجَتِهِ الرَّبَابِ الكَلْبِيَّةِ وَالِدَةِ سُكَيْنَةَ، وَأُمِّ مُحَمَّدٍ بِنْتِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ وَعَبِيدٍ، وَإِمَاءٍ لَهُم. قَالَ: وَأُخِذَ ثَقَلُ الحُسَيْنِ، وَأَخَذَ رَجُلٌ حُلِيَّ فَاطِمَةَ بِنْتِ الحُسَيْنِ، وَبَكَى، فَقَالَتْ: لِمَ تَبْكِي? فَقَالَ: أَأَسْلُبُ بِنْتَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلاَ أَبْكِي? قَالَتْ: فَدَعْهُ, قَالَ: أَخَافُ أَنْ يَأْخُذَهُ غَيْرِي.

وَأَقْبَلَ عُمَرُ بنُ سَعْدٍ فَقَالَ: مَا رَجَعَ رَجُلٌ إِلَى أَهْلِهِ بِشَرٍّ مِمَّا رَجَعْتُ بِهِ, أَطَعْتُ ابْنَ زِيَادٍ وَعَصَيْتُ اللهَ، وَقَطَعْتُ الرَّحِمَ، وَوَردَ البَشِيْرُ عَلَى يَزِيْدَ، فلمَّا أَخْبَرَهُ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ، وَقَالَ: كُنْتُ أَرْضَى مِنْ طَاعَتِكُم بِدُوْنِ قَتْلِ الحُسَيْنِ. وَقَالَتْ سُكَيْنَةُ: يَا يَزِيْدُ, أَبَنَاتُ رَسُوْلِ اللهِ سَبَايَا? قَالَ: يَا بِنْتَ أَخِي, هُوَ وَاللهِ عَلَيَّ أَشدُّ مِنْهُ عَلَيْكِ, أَقْسَمْتُ لو أنَّ بَيْنَ ابْنِ زِيَادٍ وَبَيْنَ حُسَيْنٍ قَرَابَةٌ مَا أَقدَمَ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ فَرَّقَتْ بَيْنَهُ وَبينَهُ سُمَيَّةُ، فَرَحِمَ اللهُ حُسَيْناً, عَجَّلَ عَلَيْهِ ابْنُ زِيَادٍ, أَمَا وَاللهِ لَوْ كُنْتُ صَاحِبَهُ، ثُمَّ لَمْ أَقْدِرْ عَلَى دَفْعِ القَتْلِ عَنْهُ إلَّا بِنَقْصِ بَعْضِ عُمُرِي لأَحْبَبْتُ أَنْ أَدْفعَهُ عَنْهُ، وَلَوَدِدْتُ أَنْ أُتِيتُ بِهِ سلماً. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، فَقَالَ: أَبُوْكَ قَطَعَ رَحِمِي، وَنَازَعَنِي سُلطَانِي. فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ سِبَاءهُم لَنَا حَلاَلٌ, قَالَ عَلِيٌّ: كَذَبْتَ, إلَّا أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مِلَّتِنَا، فَأَطْرَقَ يَزِيْدُ، وَأَمَرَ بالنساء فأدخلن على نسائه، وأمر نِسَاءَ آلِ أَبِي سُفْيَانَ فَأَقَمْنَ المَأْتَمَ عَلَى الحُسَيْنِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ...., إِلَى أَنْ قَالَ: وَبَكَتْ أُمُّ كُلْثُوْمٍ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرٍ، فَقَالَ يَزِيْدُ -وَهُوَ زَوْجُهَا: حُقَّ لَهَا أَنْ تُعْوِلَ عَلَى كَبِيْرِ قُرَيْشٍ وَسيِّدِهَا. جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بنِ الخِرِّيْتِ, سَمِعَ الفَرَزْدَقَ يَقُوْلُ: لَقِيتُ الحُسَيْنَ بِذَاتِ عِرْقٍ، فَقَالَ: مَا تَرَى أَهْلَ الكُوْفَةِ صَانِعِيْنَ مَعِي? فإنَّ مَعِي حِمْلاً مِنْ كُتُبِهِم, قُلْتُ: يَخذُلُوْنَكَ، فَلاَ تَذْهَبْ. وَكَتَبَ يَزِيْدُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَذكُرُ لَهُ خُروجَ الحُسَيْنِ، وَيَقُوْلُ: نَحسِبُ أَنَّهُ جَاءهُ رِجَالٌ مِنَ المَشْرِقِ، فَمَنَّوْهُ الخِلاَفَةَ، وَعِنْدَكَ مِنْهُم خَبَرُهُ، فَإِنْ فَعلَ فَقَدْ قَطَعَ القَرَابَةَ وَالرَّحِمَ، وَأَنْتَ كَبِيْرُ أَهْلِ بَيْتِكَ وَالمَنظُورُ إِلَيْهِ، فَاكْفُفْهُ عَنِ السَّعِيِ فِي الفُرْقَةِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنِّيْ لأَرْجُو أَنْ لاَ يَكُوْنَ خُروجُهُ لأَمرٍ تَكرَهُ، وَلَسْتُ أدَّع النَّصيحَةَ لَهُ. وَبَعَثَ حُسَيْنٌ إلى المدينة، فلحق به خَفَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَهُم تِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً وَنِسَاءٌ وَصِبيَانُ، وَتَبِعَهُم أَخُوْهُ مُحَمَّدٌ، فَأَدْرَكَهُ بِمَكَّةَ، وَأَعْلَمَهُ أَنَّ الخُرُوجَ يَوْمَهُ هَذَا لَيْسَ بِرَأْيٍ، فَأَبَى، فَمَنَعَ مُحَمَّدٌ وَلَدَهُ، فَوجَدَ عَلَيْهِ الحُسَيْنُ، وَقَالَ: تَرغَبُ بوَلَدِكَ عَنْ مَوْضِعٍ أُصَابُ فِيْهِ. وَبَعَثَ أَهْلُ العِرَاقِ رُسُلاً وَكُتُباً إِلَيْهِ، فَسَارَ فِي آلِهِ وَفِي سِتِّيْنَ شَيْخاً مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ، فِي عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ.

فَكَتَبَ مَرْوَانُ إِلَى عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادِ بنِ أَبِيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الحُسَيْنَ قَدْ توجَّه إِلَيْكَ، وَتَاللهِ مَا أَحَدٌ يُسلِمهُ اللهُ أَحبُّ إِلَيْنَا مِنَ الحُسَيْنِ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَهِيْجَ عَلَى نَفْسِكَ مَا لاَ يَسُدُّه شَيْءٌ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ عَمْرُو بنُ سَعِيْدٍ الأَشْدَقُ: أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ تَوجَّهَ إِلَيْك الحُسَيْنُ، وَفِي مِثْلِهَا تُعتَقُ أَوْ تُستَرَقُّ. الزُّبَيْرُ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الضَّحَّاكِ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: خَرَجَ الحُسَيْنُ، فَكَتَبَ يَزِيْدُ إِلَى ابْنِ زِيَادٍ نَائِبِهِ: إِنَّ حُسَيْناً صَائِرٌ إِلَى الكُوْفَةِ، وَقَدِ ابْتُلِيَ بِهِ زَمَانُكَ مِنْ بَيْنِ الأَزْمَانِ، وَبَلَدُكَ مِنْ بَيْنِ البُلدَانِ، وَأَنْتَ مِنْ بَيْنِ العُمَّالِ، وَعِنْدَهَا تُعتَقُ أَوْ تَعُوْدُ عَبْداً، فَقَتَلَهُ ابْنُ زِيَادٍ، وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَيْهِ. ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنِي أَعْرَابِيٌّ يُقَالَ لَهُ: بُجَيْرٌ, مِنْ أَهْلِ الثَّعْلَبِيَّة, لَهُ مائَةٌ وَسِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً, قَالَ: مَرَّ الحُسَيْنُ وَأَنَا غُلاَمٌ، وَكَانَ فِي قِلَّةٍ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ أَخِي: يَا ابْنَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ, أَرَاكَ فِي قِلَّةٍ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ: بِالسَّوْطِ -وَأَشَارَ إِلَى حَقِيبَةِ الرَّحْلِ: هَذِهِ خَلْفِي مَمْلُوْءةٌ كُتُباً. ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا شِهَابُ بنُ خِرَاشٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: كُنْتُ فِي الجَيْشِ الَّذِيْنَ جهَّزهم عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادٍ إِلَى الحُسَيْنِ، وَكَانُوا أَرْبَعَةَ آلاَفٍ, يُرِيْدُوْنَ الدَّيْلَمَ، فَصَرَفَهُم عُبَيْدُ اللهِ إِلَى الحُسَيْنِ، فَلَقِيْتُهُ، فَقُلْتُ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ, قَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ، وَكَانَتْ فِيْهِ غُنَّةٌ. قَالَ شِهَابٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ زَيْدَ بنَ عَلِيٍّ، فَأَعْجَبَهُ؛ وَكَانَتْ فِيْهِ غُنَّةٌ. جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيْدَ الرِّشك، قَالَ: حدَّثَنِي مَنْ شَافَهَ الحُسَيْنَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبْنِيَةً مَضْرُوْبَةً لِلْحُسَيْنِ، فَأَتَيْتُ، فَإِذَا شَيْخٌ يَقرَأُ القُرْآنَ وَالدُّمُوعُ تَسِيْلُ عَلَى خَدَّيْهِ، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يا ابن رسول الله! ما أنزلك هَذِهِ البلاَدَ وَالفَلاَةَ؟ قَالَ: هَذِهِ كُتُبُ أَهْلِ الكُوْفَةِ إِلَيَّ، وَلاَ أَرَاهُم إلَّا قَاتلِيَّ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ لَمْ يَدَعُوا للهِ حُرمَةً إلَّا انْتَهَكُوهَا، فَيُسَلِّطُ اللهُ عَلَيْهِم مَنْ يُذِلُّهُم حَتَّى يَكُوْنُوا أَذلَّ مِنْ فَرَمِ الأَمَةِ -يَعْنِي: مَقنعَتهَا. المَدَائِنِيُّ, عَنِ الحَسَنِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ قَالَ: قَالَ الحُسَيْنُ: وَاللهِ ليعتدينَّ عليَّ كَمَا اعْتَدَتْ بَنُو إِسْرَائِيْلَ فِي السَّبتِ. أَحْمَدُ بنُ جَنَابٍ المَصِّيْصِيُّ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ القَسْرِيُّ, حَدَّثَنَا عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ, قُلْتُ لأَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ: حَدِّثْنِي بِقَتْلِ الحُسَيْنِ, فَقَالَ: مَاتَ مُعَاوِيَةُ، فَأَرْسَلَ الوَلِيْدُ بنُ عُتْبَةَ وَالِي المَدِيْنَةِ إِلَى الحُسَيْنِ لِيُبَايِعَ، فَقَالَ: أخِّرني، وَرَفَقَ بِهِ فأخَّره، فَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، فَأَتَاهُ رُسُلُ أَهْلِ

الكُوْفَةِ، وَعَلَيْهَا النُّعْمَانُ بنُ بَشِيْرٍ، فَبَعثَ الحُسَيْنُ ابْنَ عَمِّهِ مُسْلِمَ بنَ عَقِيْلٍ: أَنْ سِرْ فَانظُرْ مَا كَتَبُوا بِهِ، فَأَخَذَ مُسْلِمٌ دَليلَيْنِ، وَسَارَ، فَعطِشُوا فِي البَرِّيَّةِ، فَمَاتَ أَحَدُهُمَا، وَكَتَبَ مُسْلِمٌ إِلَى الحُسَيْنِ يَسْتَعْفِيهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: امْضِ إِلَى الكُوْفَةِ، وَلَمْ يُعْفِهِ، فَقَدِمَهَا، فَنَزَلَ عَلَى عَوْسَجَةٍ، فدبَّ إِلَيْهِ أَهْلُ الكُوْفَةِ، فَبَايَعَهُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً، فَقَامَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمٍ فَقَالَ لِلنُّعْمَانِ: إِنَّكَ لَضَعِيْفٌ! قَالَ: لأَنْ أَكُوْنَ ضَعيفاً أَحبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُوْنُ قَوِيّاً فِي مَعصِيَةِ اللهِ، وَمَا كُنْتُ لأَهْتِكَ سِتراً سَتَرَهُ اللهُ، وَكَتَبَ بِقَوْلِهِ إِلَى يَزِيْدَ، وَكَانَ يَزِيْدُ سَاخِطاً عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِرِضَاهُ عَنْهُ، وأنَّه وَلاَّهُ الكُوْفَةَ مُضَافاً إِلَى البَصْرَةِ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَقتُلَ مُسْلِماً، فَأَسرعَ عُبَيْدُ اللهِ فِي وُجُوهِ أَهْلِ البَصْرَةِ إِلَى الكُوْفَةِ مُتَلَثِّماً، فَلاَ يَمرُّ بِمَجْلِسٍ فيسلِّم عليهم إلَّا قالوا: وعليك السلام يا ابْنَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَظنُّونَهُ الحُسَيْنَ, فَنَزَلَ القَصْرَ، ثُمَّ دَعَا مَوْلَىً لَهُ، فَأَعْطَاهُ ثَلاَثَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ، وَقَالَ: اذهَبْ حَتَّى تَسْأَلَ عَنِ الَّذِي يُبَايِعُ أَهْلَ الكُوْفَةِ، فَقُلْ: أَنَا غَرِيْبٌ جِئْتُ بِهَذَا المَالِ يتقوَّى بِهِ، فَخَرَجَ وتلطَّف حَتَّى دَخَلَ عَلَى شَيْخٍ يَلِي البَيْعَةَ، فَأَدخلَهُ عَلَى مُسْلِمٍ، وَأَعْطَاهُ الدَّرَاهِمَ، وَبَايَعَهُ وَرَجَعَ، فَأَخْبَرَ عُبَيْدَ اللهِ. وَتَحوَّلَ مُسْلِمٌ إلى دار هانىء بنِ عُرْوَةَ المُرَادِيِّ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: مَا بال هانىء لَمْ يَأْتِنَا? فَخَرَجَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ الأَشْعَثِ وَغَيرُهُ، فَقَالُوا: إِنَّ الأَمِيْرَ قَدْ ذَكَرَكَ، فَرَكِبَ مَعَهُم وَأَتَاهُ، وَعِنْدَهُ شُرَيْحٌ القَاضِي، فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: "أَتَتْكَ بِحَائِنٍ رِجْلاَهُ"1، فَلَمَّا سلَّم، قَالَ: يا هانىء, أَيْنَ مُسْلِمٌ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي، فَخَرَجَ إِلَيْهِ صَاحِبُ الدَّرَاهمِ، فلمَّا رَآهُ قَطَعَ بِهِ، وَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيْرُ، وَاللهِ مَا دَعَوتُهُ إِلَى مَنْزلِي، وَلَكِنَّهُ جَاءَ فَرَمَى نَفْسَهُ عليَّ, قَالَ: ائْتِنِي بِهِ, قَالَ: وَاللهِ لَوْ كَانَ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَا رَفَعْتُهُمَا عَنْهُ، فَضَرَبَهُ بِعَصاً، فشجَّه، فَأَهْوَى هانىء إِلَى سَيْفِ شُرَطِيٍّ يَسْتَلُّهُ، فَمَنَعَهُ، وَقَالَ: قَدْ حَلَّ دَمُكَ، وَسَجَنَهُ، فطَارَ الخَبرُ إِلَى مَذْحِجٍ، فَإِذَا عَلَى بَابِ القَصْرِ جَلَبَةٌ، وَبلغَ مُسلِماً الخبرُ، فَنَادَى بِشعَارِهِ، فَاجتَمَعَ إِلَيْهِ أَرْبَعُوْنَ أَلْفاً، فَعَبَّأَهُم، وَقَصَدَ القَصْرَ، فَبَعَثَ عُبَيْدُ اللهِ إِلَى وُجُوهِ أَهْلِ الكُوْفَةِ، فَجَمَعَهُم عِنْدَهُ، وَأَمَرَهُم فَأَشْرَفُوا مِنَ القَصْرِ عَلَى عَشَائِرِهِم، فَجَعَلُوا يُكلِّمُونَهُم، فَجَعَلُوا يَتَسلَّلُوْنَ حَتَّى بَقِيَ مُسْلِمٌ فِي خَمْسِ مائَةٍ، وَقَدْ كَانَ كَتَبَ إِلَى الحُسَيْنِ لِيُسرِعَ، فلمَّا دَخَلَ اللَّيْلُ ذهبَ أُوْلَئِكَ حَتَّى بَقِيَ مُسْلِمٌ وَحدَهُ يَتردَّدُ فِي الطُّرُقِ، فَأَتَى بَيْتاً، فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ، فَقَالَ: اسْقِنِي، فَسَقَتْهُ، ثُمَّ دَخَلَتْ وَمَكَثَتْ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ خَرَجَتْ، فَإِذَا بِهِ عَلَى البَابِ، فَقَالَتْ: يَا هَذَا, إِنَّ مجلسك مجلس ريبة، فَقُمْ، فَقَالَ: أَنَا مُسْلِمُ بنُ عَقِيْلٍ، فَهَلْ مَأْوَىً؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَدَخَلَتْهُ، وَكَانَ ابْنُهَا مَوْلَىً لمحمد بن

_ 1 مثل يضرب للرجل يسعى إلى المكروه حتى يقع فيه. والحين هو الهلاك.

الأَشْعَثِ، فَانْطَلقَ إِلَى مَوْلاَهُ، فَأَعلَمَهُ، فَبَعثَ عُبَيْدُ اللهِ الشُّرَطَ إِلَى مُسْلِمٍ، فَخَرَجَ وسلَّ سَيْفَهُ وَقَاتَلَ، فَأَعْطَاهُ ابْنُ الأَشْعَثِ أَمَاناً، فسلَّم نَفْسَهُ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى عُبَيْدِ اللهِ فَضَربَ عُنُقَهُ، وَأَلقَاهُ إِلَى النَّاسِ، وَقَتَلَ هَانِئاً، فَقَالَ الشَّاعِرُ: فَإِنْ كُنْتِ لاَ تَدْرِينَ مَا المَوْتُ فانظري ... إلى هانىء فِي السُّوقِ وَابْنِ عَقِيْلِ أَصَابَهُمَا أَمْرُ الأَمِيْرِ فَأَصْبَحَا ... أَحَادِيْثَ مَنْ يَسْعَى بِكُلِّ سَبِيلِ أَيَرْكَبُ أَسْمَاءُ الهَمَالَيجَ آمِناً ... وَقَدْ طَلَبَتْهُ مَذْحِجٌ بِقَتِيْلِ يَعنِي: أَسْمَاءَ بنَ خَارِجَةَ. قَالَ: وَأَقبلَ حُسَيْنٌ عَلَى كِتَابِ مُسْلِمٍ, حَتَّى إِذَا كَانَ عَلَى سَاعَةٍ مِنَ القَادِسِيَّةِ لَقيَهُ رَجُلٌ؛ فَقَالَ لِلْحُسَيْنِ: ارْجِعْ, لَمْ أَدَعْ لَكَ وَرَائِي خَيْراً، فهَمَّ أَنْ يَرْجِعَ، فَقَالَ إِخوَةُ مُسْلِمٍ: وَاللهِ لاَ نَرجِعُ حَتَّى نَأْخُذَ بِالثَّأْرِ أَوْ نُقتَلَ، فَقَالَ: لاَ خَيْرَ فِي الحَيَاةِ بَعْدَكُم، وَسَارَ فَلَقِيَتْهُ خَيلُ عُبَيْدِ اللهِ، فَعَدَلَ إِلَى كَرْبَلاَءَ، وَأَسندَ ظَهْرَهُ إِلَى قُصَمْيَا حَتَّى لاَ يُقَاتَلَ إلَّا مِنْ وَجهٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ مَعَهُ خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُوْنَ فَارِساً، وَنَحْوٌ مِنْ مائَةِ رَاجِلٍ. وَجَاءَ عُمَرُ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ -وَقَدْ وَلاَّهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادٍ عَلَى العَسْكَرِ, وَطلبَ مِنْ عُبَيْدِ اللهِ أَنْ يَعْفِيَهُ مِنْ ذَلِكَ فَأَبَى، فَقَالَ الحُسَيْنُ: اخْتَارُوا وَاحِدَةً مِنْ ثَلاَثٍ؛ إمَّا أَنْ تَدَعُوْنِي فَأَلْحَقَ بِالثُّغُوْرِ، وإمَّا أَنْ أَذهَبَ إِلَى يَزِيْدَ, أَوْ أُرَدَّ إِلَى المَدِيْنَةِ. فَقَبِلَ عُمَرُ ذَلِكَ، وَكَتَبَ بِهِ إِلَى عُبَيْدِ اللهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: لاَ، وَلاَ كرَامَةَ حَتَّى يَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِي. فَقَالَ الحُسَيْنُ: لاَ وَاللهِ، وَقَاتَلَ فَقُتِلَ أَصْحَابُهُ مِنْهُم بِضْعَةَ عَشَرَ شابًّا من أهل بيته. قَالَ: وَيَجِيْءُ سَهْمٌ فَيَقَعُ بِابْنٍ لَهُ صَغِيْرٍ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْهُ، وَيَقُوْلُ: اللَّهُمَّ احْكُمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا, دَعَوْنَا لِيَنْصُرُونَا ثُمَّ يَقْتُلُوْنَنَا، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِل, قَتَلَهُ رَجُلٌ مَذْحِجِيٌّ، وجزَّ رَأْسَهُ، وَمَضَى بِهِ إِلَى عُبَيْدِ اللهِ، فَقَالَ: أَوْقِرْ رِكَابِي ذَهَبَا ... فَقَدْ قَتَلْتُ المَلِكَ المُحَجَّبَا قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ أُمّاً وَأَبَا فَوفَدَهُ إِلَى يَزِيْدَ وَمَعَهُ الرَّأْسُ، فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَعِنْدَهُ أَبُو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ؛ فَجَعَلَ يَزِيْدُ يَنكُتُ بِالقَضِيْبِ على فيه، ويقول: نفلِّق هامًا من الناس أَعِزَّةٍ ... عَلَيْنَا، وَهُم كَانُوا أعقَّ وَأَظْلَمَا

كَذَا قَالَ أَبُو بَرْزَةَ, وَإِنَّمَا المَحْفُوظُ أنَّ ذَلِكَ كَانَ عِنْدَ عُبَيْدِ اللهِ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ: ارْفَعْ قَضِيبَكَ, لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاهُ عَلَى فِيْهِ. قَالَ: وَسَرَّحَ عُمَرُ بنُ سَعْدٍ بِحَرِيْمِهِ وَعِيَالِهِ إِلَى عُبَيْدِ اللهِ، وَلَمْ يَكُنْ بَقِيَ مِنْهُم إلَّا غُلاَمٌ كَانَ مَرِيضاً مَعَ النِّسَاءِ، فَأَمَرَ بِهِ عُبَيْدُ اللهِ لِيُقْتَلَ، فَطَرَحَتْ عَمَّتُهُ زَيْنَبُ نَفْسَهَا عَلَيْهِ، وَقَالَتْ: لاَ يُقتَلُ حَتَّى تَقْتُلُوْنِي، فرقَّ لَهَا، وجهَّزهم إِلَى الشَّامِ، فلمَّا قَدِمُوا عَلَى يَزِيْدَ جَمَعَ مَنْ كَانَ بِحَضَرتِهِ، وهنئوه، فقام رجل أَحْمَرُ أَزرقُ، وَنَظَرَ إِلَى صَبِيَّةٍ مِنْهُم، فَقَالَ: هَبْهَا لِي يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، فَقَالَتْ زَيْنَبُ: لاَ، وَلاَ كرَامَةَ لَكَ, إلَّا أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دِيْنِ اللهِ، فَقَالَ لَهُ يَزِيْدُ: كُفَّ، ثُمَّ أَدخَلَهُم إِلَى عِيَالِهِ، فَجَهَّزَهُم وَحَمَلَهُم إِلَى المَدِيْنَةِ. إِلَى هُنَا عَنْ أَحْمَدَ بنِ جَنَابٍ. الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَسَنٍ: لَمَّا نَزلَ عُمَرُ بنُ سَعْدٍ بِالحُسَيْنِ خَطبَ أَصْحَابَهُ، وَقَالَ: قَدْ نَزلَ بِنَا مَا تَرَوْنَ، وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَغَيَّرَتْ وَتَنكَّرَتْ، وَأَدْبَرَ مَعْرُوفُهَا، وَاسْتُمْرِئَتْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إلَّا كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ، وَإِلاَّ خَسِيسُ عَيْشٍ كَالمَرْعَى الوَبِيْلِ, ألَا تَرَوْنَ الحَقَّ لاَ يُعْمَلُ بِهِ، وَالبَاطِلَ لاَ يُتنَاهَى عَنْهُ? لِيَرْغَبَ المُؤْمِنُ فِي لِقَاءِ اللهِ. إنِّي لاَ أَرَى المَوْتَ إلَّا سَعَادَةً، وَالحيَاةَ مَعَ الظَّالِمِيَنَ إلَّا نَدَماً. خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الجريجي، عَنْ رَجُلٍ, أنَّ الحُسَيْنَ لَمَّا أَرهَقَهُ السِّلاَحُ قَالَ: ألَا تَقْبَلُوْنَ مِنِّي مَا كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْبَلُ مِنَ المُشْرِكِيْنَ? كَانَ إِذَا جَنَحَ أَحَدُهُم قَبِلَ مِنْهُ, قَالُوا: لاَ, قَالَ: فَدَعُوْنِي أَرجِعُ, قَالُوا: لاَ, قَالَ: فَدَعُوْنِي آتِي أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، فَأَخَذَ لَهُ رَجُلٌ السِّلاَحَ، فَقَالَ لَهُ: أَبْشِرْ بِالنَّارِ، فَقَالَ: بَلْ إِنْ شَاءَ اللهُ بِرَحْمَةِ رَبِّي وَشَفَاعَةِ نَبِيِّي، فَقُتِلَ وَجِيْءَ بِرَأْسِهِ، فَوُضِعَ فِي طَسْتٍ بَيْنَ يَدَيِ ابْنِ زِيَادٍ، فَنَكتَهُ بِقَضِيْبِهِ، وَقَالَ: لَقَدْ كَانَ غُلاَماً صَبِيْحاً، ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُم قاتله? فقام الرجل فقال: وَمَا قَالَ لَكَ?....، فَأَعَادَ الحَدِيْثَ ... قَالَ: فاسودَّ وَجهُهُ. أَبُو مَعْشَرٍ, عَنْ رِجَالِهِ قَالَ: قَالَ الحُسَيْنُ حِيْنَ نَزَلُوا كَرْبَلاَءَ: مَا اسمُ هَذِهِ الأَرْضِ؟ قَالُوا: كَرْبَلاَءَ, قَالَ: كَرْبٌ وَبَلاَءٌ، وَبَعَثَ عُبَيْدُ اللهِ لِحَرْبِهِ عُمَرَ بنَ سَعْدٍ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ! اخْتَرْ مِنِّي إِحْدَى ثَلاَثٍ, إمَّا أَنْ تَتْرُكَنِي أَرجِعُ, أَوْ فسيِّرني إِلَى يَزِيْدَ فَأَضَعَ يَدِي فِي يَدِهِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَسَيِّرْنِي إلى الترك فأجاهد حتى الموت، فَبَعثَ بِذَلِكَ إِلَى عُبَيْدِ اللهِ، فهمَّ أَنْ يُسَيِّرَهُ إِلَى يَزِيْدَ، فَقَالَ لَهُ شِمْرُ بنُ ذِي الجَوْشِنِ: لاَ، إلَّا أَنْ يَنْزِلَ عَلَى حُكمِكَ, فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِذَلِكَ، فَقَالَ

الحُسَيْنُ: وَاللهِ لاَ أَفعَلُ، وَأَبطَأَ عُمَرُ عَنْ قِتَالِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ اللهِ شِمْرَ بنَ ذِي الجَوْشِنِ، فَقَالَ: إِنْ قَاتَلَ وَإِلاَّ فَاقْتُلْهُ، وَكُنْ مَكَانَهُ. وَكَانَ مِنْ جُندِ عُمَرَ ثَلاَثُونَ مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ، فَقَالُوا: يَعرِضُ عَلَيْكُم ابْنُ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثَ خِصَالٍ، فَلاَ تَقْبَلُوْنَ وَاحِدَةً!، وتحوَّلوا إِلَى الحُسَيْنِ فَقَاتَلُوا. عَبَّادُ بنُ العَوَّامِ، عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ مَقْتَلَ الحُسَيْنِ، فحَدَّثَنِي سَعْدُ بنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الحُسَيْنَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ برُودٌ, رَمَاهُ رَجُلٌ يُقَالَ لَهُ: عَمْرُو بنُ خَالِدٍ الطُّهَوِيُّ بِسَهْمٍ، فَنَظَرْتُ إِلَى السَّهْمِ فِي جَنْبِهِ. هِشَامُ بنُ الكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: رَمَى زُرْعَةُ الحُسَيْنَ بِسَهمٍ فَأَصَابَ حَنَكَهُ، فَجَعلَ يتلقَّى الدَّمَ، ثُمَّ يَقُوْلُ: هَكَذَا إِلَى السَّمَاءِ، وَدَعَا بِمَاءٍ لِيَشْرَبَ، فلمَّا رَمَاهُ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المَاءِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ ظمِّه, قَالَ: فحدَّثني مِنْ شَهِدَهُ وَهُوَ يَمُوتُ، وَهُوَ يَصِيحُ مِنَ الحَرِّ في بطنه، والبرد في ظهره، وبين يَدَيْهِ المَرَاوِحُ وَالثَّلجُ، وَهُوَ يَقُوْلُ: اسْقُونِي, أَهْلَكَنِي العَطَشُ، فانقدَّ بَطْنُهُ. الكَلْبِيُّ رَافِضِيٌّ متَّهم. قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ: أَقْبَلَ مَعَ الحُسَيْنِ سِتَّةَ عَشَرَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ. وَعَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: لَمْ تَبْكِ السَّمَاءُ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ يَحْيَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- إلَّا عَلَى الحُسَيْنِ. عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ عِيْسَى بنِ الحَارِثِ الكِنْدِيِّ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الحُسَيْنُ مَكَثْنَا أَيَّاماً سَبْعَةً, إِذَا صَلَّينَا العَصرَ فَنَظَرْنَا إِلَى الشَّمْسِ عَلَى أَطرَافِ الحِيطَانِ كَأَنَّهَا المَلاَحِفُ المُعَصْفَرَةُ، وَنَظَرْنَا إِلَى الكَوَاكبِ يَضرِبُ بَعْضُهَا بَعْضاً. المَدَائِنِيُّ, عَنْ عَلِيِّ بنِ مُدْرِكٍ، عَنْ جَدِّهِ الأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ قَالَ: احمرَّت آفَاقُ السَّمَاءِ بَعْدَ قَتْلِ الحُسَيْنِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ تُرَى كَالدَّمِ. هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: تَعْلَمُ هَذِهِ الحُمْرَةُ فِي الأُفُقِ مِمّ? هُوَ مِنْ يَوْمِ قَتْلِ الحُسَيْنِ. الفَسَوِيُّ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ سُوْقٍ العَبْديَّةُ قَالَتْ: حدَّثَتْنِي نَضْرَةُ الأَزْدِيَّةُ قَالَتْ: لَمَّا أَنْ قُتِلَ الحُسَيْنُ مَطَرِتِ السَّمَاءُ مَاءً، فَأَصْبَحْتُ وَكُلُّ شَيْءٍ لَنَا مَلآنُ دَماً. جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ: حَدَّثَتْنِي خَالتِي قَالَتْ: لَمَّا قُتلَ الحُسَيْنُ مطرنا مطرًا كالدم. يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: قُتِلَ الحُسَيْنُ وَلِي أربع عشرة

سَنَةً، وَصَارَ الوَرسُ الَّذِي كَانَ فِي عَسْكَرِهِم رَمَاداً، واحمرَّت آفَاقُ السَّمَاءِ، وَنَحَرُوا نَاقَةً فِي عَسكَرِهِم، فَكَانُوا يَرَوْنَ فِي لَحْمِهَا النِّيرَانَ. ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ الوَرسَ عَادَ رَمَاداً، وَلَقَدْ رَأَيْتُ اللَّحمَ كأنَّ فِيْهِ النَّارَ حيَنَ قُتِلَ الحُسَيْنُ. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنِي جَمِيْلُ بنُ مُرَّةَ قَالَ: أَصَابُوا إِبِلاً فِي عَسكَرِ الحُسَيْنِ يَوْمَ قُتِلَ، فَطَبَخُوا مِنْهَا، فَصَارَتْ كَالعَلْقَمِ. قُرَّةُ بنُ خَالِدٍ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ العُطَارِدِيَّ قَالَ: كَانَ لَنَا جَارٌ مِنْ بَلْهُجَيْمٍ، فَقَدِمَ الكُوْفَةَ فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ هَذَا الفَاسِقَ ابْنَ الفَاسِقِ قَتَلَهُ اللهُ -يَعْنِي الحُسَيْنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَرَمَاهُ اللهُ بِكَوْكَبَيْنِ مِنَ السَّمَاءِ، فَطُمِسَ بَصَرُهُ. قَالَ عَطَاءُ بنُ مُسْلِمٍ الحَلَبِيُّ: قَالَ السُّدِّيُّ: أَتيتُ كَرْبَلاَءَ تَاجِراً، فَعَمِلَ لَنَا شَيْخٌ مِنْ طَيٍّ طَعَاماً، فَتَعَشَّيْنَا عِنْدَهُ، فَذَكَرْنَا قَتْلَ الحُسَيْنَ، فَقُلْتُ: مَا شَارَكَ أَحَدٌ فِي قَتْلِهِ إلَّا مَاتَ مِيْتَةَ سُوءٍ، فَقَالَ: مَا أَكْذَبَكُم, أَنَا مِمَّنْ شَرَكَ فِي ذَلِكَ, فَلَمْ نَبْرحْ حَتَّى دَنَا مِنَ السِّرَاجِ وَهُوَ يتَّقد بِنَفْطٍ، فَذَهَبَ يُخرِجُ الفَتِيْلَةَ بِأُصبُعِهِ، فَأَخَذَتِ النَّارُ فِيْهَا، فَذَهَبَ يُطفِئُهَا بِرِيقِهِ، فَعَلِقَتِ النَّارُ فِي لِحْيتِهِ، فَعَدَا فَأَلقَى نَفْسَهُ فِي المَاءِ، فرأيته كأنه حُمَمَة. ابْنُ عُيَيْنَةَ: حدَّثَتْنِي جدَّتِي أُمُّ أَبِي قَالَتْ: أَدْرَكتُ رَجُلَيْنِ مِمَّنْ شَهِدَ قَتْلَ الحُسَيْنِ، فأمَّا أَحَدُهُمَا فَطَالَ ذَكَرُهُ حَتَّى كَانَ يَلُفُّهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَسْتَقبِلُ الرَّاوِيَةَ فَيَشْرَبُهَا كُلَّهَا. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَوَّلُ مَا عُرِفَ الزُّهْرِيُّ أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِي مَجْلِسِ الوَلِيْدِ، فَقَالَ الوَلِيْدُ: أَيُّكُم يَعْلَمُ مَا فَعَلَتْ أَحْجَارُ بَيْتِ المَقْدِسِ يَوْمَ قَتْلِ الحُسَيْنِ، فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: بَلَغَنِي أَنَّهُ لَمْ يُقْلَبْ حَجَرٌ إلَّا وُجِدَ تَحْتَهُ دَمٌ عَبِيْطٌ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الحُسَيْنُ جِيْءَ بِرَأْسِهِ إِلَى ابْنِ زِيَادٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِقَضِيْبٍ عَلَى ثَنَايَاهُ، وَقَالَ: إِنْ كَانَ لَحَسَنَ الثَّغْرِ، فَقُلْتُ: أَمَا -وَاللهِ- لأَسُوءنَّكَ, فَقُلْتُ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقبِّلُ مَوْضِعَ قَضِيبِكَ مِنْ فِيْهِ1. الحَاكِمُ فِي "الكُنَى": حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الحَنَفِيُّ, حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ يُوْنُسَ, حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الزُّهْرِيُّ, حَدَّثَنَا يَحْيَى بن أبي كثير،

_ 1 ضعيف: فيه علي بن زيد جدعان، ضعيف. وهو عند الطبراني "2878". وراجع تخريجنا رقم "661" حديث أنس، وهو عند أحمد "3/ 261", والبخاري "3748"، وأبو يعلى "2841"، وغيرهم.

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو, حدَّثني شَدَّادُ بنُ عَبْدِ اللهِ, سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بنَ الأَسْقَعِ، وَقَدْ جِيْءَ بِرَأْسِ الحُسَيْنِ، فَلعَنَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَغضِبَ وَاثِلَةَ وَقَامَ، وَقَالَ: وَاللهِ لاَ أَزَالُ أُحِبُّ عَلِيّاً وَوَلَدَيْهِ, بَعْدَ أَنْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مَنْزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ، وَأَلْقَى عَلَى فَاطِمَةَ وَابْنَيْهَا وَزَوْجِهَا كِسَاءً خَيْبَرِيّاً، ثُمَّ قَالَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأَحْزَابُ: 33] . سُلَيْمَانُ: ضعَّفوه، وَالحَنَفِيُّ متَّهم. وَيُرْوَى عَنْ أَبِي دَاوُدَ السَّبِيْعِيِّ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُبَيْدِ اللهِ، فأُتِيَ بِرَأْسِ الحُسَيْنِ، فَأَخَذَ قَضِيباً فَجَعَلَ يَفْتَرُّ بِهِ عَنْ شَفَتَيْهِ، فَلَمْ أَرَ ثَغْراً كَانَ أَحْسَنَ مِنْهُ, كَأَنَّهُ الدُّرُّ، فَلَمْ أَمْلِكْ أَنْ رَفَعْتُ صَوْتِي بِالبُكَاءِ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيْكَ أَيُّهَا الشَّيْخُ؟ قُلْتُ: يُبكِيْنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, رَأَيْتُهُ يَمُصُّ مَوْضِعَ هَذَا القَضِيبِ وَيَلثُمُهُ، وَيَقُوْلُ: "اللَّهُمَّ إِنِّيْ أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ". حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في النوم نِصْفَ النَّهَارِ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، وَبِيَدِهِ قَارُوْرَةٌ فِيْهَا دَمٌ, قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, مَا هَذَا? قَالَ: "هَذَا دَمُ الحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ, لَمْ أَزَلْ منذ اليوم ألتقطه". فأحص ذَلِكَ اليَوْمُ، فَوَجَدُوْهُ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ. ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الوَاقِدِيِّ، وَالمَدَائِنِيِّ، عَنْ رِجَالِهِمَا, أنَّ مُحفزَ بنَ ثَعْلَبَةَ العَائِذِيَّ قَدِمَ بِرَأْسِ الحُسَيْنِ عَلَى يَزِيْدَ، فَقَالَ: أَتَيتُكَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ بِرَأْسِ أَحْمَقِ النَّاسِ وَأَلأَمِهِم. فَقَالَ يَزِيْدُ: مَا وَلدَتْ أُمُّ مُحفزٍ أَحْمَقُ وَأَلأَمُ, لَكِنَّ الرَّجُلَ لَمْ يتدبَّر كَلاَمَ اللهِ: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} [آلُ عِمْرَانَ: 26] . ثُمَّ بَعَثَ يَزِيْدُ بِرَأْسِ الحُسَيْنِ إِلَى مُتَوَلِّي المَدِيْنَةِ، فدُفِنَ بِالبَقِيْعِ عِنْدَ أُمِّهِ. وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سَعِيْدٍ القَاضِي: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ البَهْرَائِيُّ, سَمِعْتُ أَبَا أُمَيَّةَ الكَلاَعِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا كَرِبٍ قَالَ: كُنْتُ فِيْمَنْ توثَّب عَلَى الوَلِيْدِ بنِ يَزِيْدَ بِدِمَشْقَ، فَأَخذْتُ سَفَطاً، وَقُلْتُ: فِيْهِ غَنَائِي، فَرَكِبْتُ فَرَسِي، وَخَرَجتُ بِهِ مِنْ بَابِ تُوْمَا, قَالَ: فَفَتَحْتُهُ، فَإِذَا فِيْهِ رَأْسٌ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ: هَذَا رَأْسُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ، فَحَفَرْتُ لَهُ بِسَيْفِي، فَدَفَنْتُهُ. أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: حَدَّثَنَا رَزِيْنٌ, حدَّثَتْنِي سَلْمَى قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أمِّ سَلَمَةَ وَهِيَ تَبْكِي, قُلْتُ: مَا يُبْكِيْكِ? قَالَتْ: رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ، وَعَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيتِهِ التُّرَابُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ? قَالَ: "شَهِدْتُ قَتْلَ الحُسَيْنِ آنِفاً".

رَزِيْنٌ هُوَ ابْنُ حَبِيْبٍ, وثَّقه ابْنُ مَعِيْنٍ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عمَّار بنِ أَبِي عَمَّارٍ؛ سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُوْلُ: سَمِعْتُ الجِنَّ يبكين على الحسين، وَتَنُوحُ عَلَيْهِ. سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ ثَابِتٍ, حَدَّثَنَا حَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ, أنَّ أُمَّ سَلَمَةَ سَمِعَتْ نَوْح الجِنِّ عَلَى الحُسَيْنِ. عُبَيْدُ بنُ جَنَّادٍ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ الكَلْبِيِّ قَالَ: أَتيْتُ كَرْبَلاَءَ، فَقُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ أَشْرَافِ العَربِ: بَلَغَنِي أنَّكم تَسْمَعُوْنَ نَوْح الجِنِّ, قَالَ: مَا تَلْقَى حُرّاً وَلاَ عَبْداً إلَّا أَخبَرَكَ أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ. قُلْتُ: فَمَا سَمِعْتَ أَنْتَ? قَالَ: سَمِعتُهُم يقولون: مَسَحَ الرَّسولُ جَبِينَهُ ... فَلَهُ بَرِيقٌ فِي الخُدُوْدِ أَبَوَاهُ مِنْ عُلْيَا قُرَيْ ... شٍ، وَجَدُّهُ خَيرُ الجدود محمد بن جرير: حدثث عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ, حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ حَبِيْبٍ قَالَ: لَمَّا قَتَلَ عُبَيْدُ اللهِ الحُسَيْنَ وَأَهْلَهُ, بعث برءوسهم إِلَى يَزِيْدَ، فسُرَّ بِقَتْلِهِم أَوَّلاً، ثُمَّ لَمْ يَلبَثْ حَتَّى نَدِمَ عَلَى قَتْلِهِم، فَكَانَ يَقُوْلُ: وَمَا عَلَيَّ لَوِ احتَمَلْتُ الأَذَى، وَأَنْزَلتُ الحُسَيْنَ مَعِي، وَحَكَّمْتُه فِيمَا يُرِيْدُ، وَإِنْ كَانَ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ وَهَنٌ, حِفْظاً لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرِعَايَةً لِحَقِّهِ, لَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجَانَةَ -يَعْنِي عُبَيْدَ اللهِ، فَإِنَّهُ أَحْرَجَهُ وَاضْطَرَّهُ، وَقَدْ كَانَ سَأَلَ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَهُ أَنْ يَرْجِعَ مِنْ حَيْثُ أَقبَلَ, أَوْ يَأْتِيَنِي فَيَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِي, أَوْ يَلحَقَ بِثَغْرٍ مِنَ الثُّغُورِ، فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْهِ وَقَتلَهُ، فَأَبغَضَنِي بِقَتْلِهِ المُسْلِمُوْنَ، وَزَرَعَ لِي فِي قُلُوْبِهِمُ العَدَاوَةَ. جَرِيرٌ, عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: تَغوَّطَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ عَلَى قَبْرِ الحُسَيْنِ، فَأَصَابَ أَهْلَ ذَلِكَ البَيْتِ خَبَلٌ، وَجُنُوْنٌ، وَبَرَصٌ، وَفَقْرٌ، وَجُذَامٌ. قَالَ هِشَامُ بنُ الكَلْبِيِّ: لَمَّا أُجرِيَ المَاءُ عَلَى قَبْرِ الحُسَيْنِ انْمَحَى أَثَرُ القَبْرِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَتَتَبَّعَهُ, حَتَّى وَقعَ عَلَى أَثَرِ القَبْرِ، فَبَكَى، وَقَالَ: أَرَادُوا لِيُخْفُوا قَبْرَهُ عَنْ عَدُوِّهِ ... فَطِيْبُ تُرَابِ القَبْرِ دلَّ عَلَى القَبْرِ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه قال: قتل علي وهو ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ. وَمَاتَ لَهَا حَسَنٌ, وَقُتِلَ لَهَا حُسَيْنٌ. قُلْتُ: قَوْلُهُ: مَاتَ لَهَا حَسَنٌ: خَطَأٌ, بَلْ عَاشَ سَبْعاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً.

قَالَ الجَمَاعَةُ: مَاتَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ, زَادَ بَعضُهُم يَوْمَ السَّبتِ، وَقِيْلَ: يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَقِيْلَ: يَوْمَ الاثْنَيْنِ. وَمَوْلِدُهُ: فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الهِجْرَةِ. عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَامَ، وَآخرُ ثِقَةٌ، عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ أَتَاهَا قَتْلُ الحُسَيْنِ، فَقَالَتْ: قَدْ فَعلُوْهَا?! مَلأَ اللهُ بُيُوتَهُم وَقُبُورَهُم نَاراً، وَوَقَعَتْ مَغْشِيَّةً عَلَيْهَا, فَقُمْنَا. وَنَقَلَ الزُّبَيْرُ لِسُلَيْمَانَ بنِ قَتَّةَ يَرْثِي الحُسَيْنَ: وَإِنَّ قَتِيْلَ الطَّفِّ مِنْ آلِ هَاشِمٍ ... أَذَلَّ رِقَاباً مِنْ قُرَيْشٍ فَذَلَّتِ فَإِنْ يُتْبِعُوْهُ عَائِذَ البَيْتِ يُصْبِحُوا ... كَعَادٍ تعمَّت عَنْ هُدَاهَا فَضَلَّتِ مَررْتُ عَلَى أَبْيَاتِ آلِ مُحَمَّدٍ ... فَأَلْفَيْتُهَا أَمْثَالَهَا حِيْنَ حلت وَكَانُوا لَنَا غُنْماً فَعَادُوا رَزِيَّةً ... لَقَدْ عَظُمَتْ تِلْكَ الرَّزَايَا وجَلَّت فَلاَ يُبْعِدِ اللهُ الدِّيَارَ وَأَهْلَهَا ... وَإِنْ أَصْبَحَتْ مِنْهُم بِرَغْمِي تخلَّت أَلَمْ تَرَ أَنَّ الأَرْضَ أَضْحَتْ مَرِيضَةً ... لِفَقْدِ حُسَيْنٍ وَالبلاَدُ اقْشَعَرَّتِ قَوْلُهُ: أَذَلَّ رِقَاباً, أَي: لاَ يَرِعُوْنَ عَنْ قَتْلِ قُرَشِيٍّ بَعْدَهُ. أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي حَمْزَةُ بنُ يَزِيْدَ الحَضْرَمِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ امْرَأَةً مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ وأعقلهنَّ, يُقَالُ لَهَا: رَيَّا؛ حَاضِنَةُ يَزِيْدَ, يُقَالَ: بلَغَتْ مائَةَ سَنَةٍ, قَالَتْ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى يَزِيْدَ، فَقَالَ: أَبْشِرْ، فَقَدْ أَمْكَنَكَ اللهُ مِنَ الحُسَيْنِ، وَجِيْءَ بِرَأْسِهِ, قَالَ: فَوُضِعَ فِي طِسْتٍ، فَأَمَرَ الغُلاَمَ فَكَشَفَ، فَحِيْنَ رَآهُ خَمَّرَ وَجْهَهُ كَأَنَّهُ شمَّ مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهَا: أَقَرَعَ ثَنَايَاهُ بِقَضِيبٍ? قَالَتْ: إِيْ وَاللهِ. ثُمَّ قَالَ حَمْزَةُ: وَقَدْ حَدَّثَنِي بَعضُ أَهْلِنَا أَنَّهُ رَأَى رَأْسَ الحُسَيْنِ مَصْلُوْباً بِدِمَشْقَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. وَحَدَّثَتْنِي رَيَّا أنَّ الرَّأْسَ مَكثَ فِي خَزَائِنِ السِّلاَحِ حَتَّى وَلِيَ سُلَيْمَانُ، فَبَعَثَ فَجِيْءَ بِهِ، وَقَدْ بَقِيَ عَظْماً أَبْيَضَ، فَجَعَلَهُ، فِي سَفَطٍ وَطَيَّبَهُ، وكفَّنه وَدفَنَهُ فِي مَقَابرِ المُسْلِمِيْنَ, فَلَمَّا دَخَلَتِ المسوَّدة سَأَلُوا عَنْ مَوْضِعِ الرَّأْسِ، فَنَبَشُوهُ وَأَخَذُوهُ، فَاللهُ أَعْلَمُ مَا صُنِعَ بِهِ. وَذَكَرَ باقِي الحِكَايَةِ، وَهِيَ قَوِيَّةُ الإِسْنَادِ.

يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: أَبَى الحُسَيْنُ أَنْ يَسْتَأسِرَ حَتَّى قُتلَ بِالطَّفِّ، وَانْطَلَقُوا بِبَنِيْهِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَسُكَيْنَةَ إِلَى يَزِيْدَ، فَجَعَلَ سُكَيْنَةَ خَلْفَ سَرِيْرِهِ لئلَّا تَرَى رَأْسَ أَبِيْهَا، وعليّ في غل، فضرب على ثنيتي الحُسَيْنِ، وتمثَّل بِذَاكَ البَيْتِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ} [الحَدِيْدُ: 22] ، الآيَةَ، فَثَقُلَ عَلَى يَزِيْدَ أَنْ تمثَّل بِبَيْتٍ، وَتَلاَ عليّ آية، فقال بل: {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُم} [الشُّوْرَى: 30] . فَقَالَ: أَمَا -وَاللهِ- لَوْ رَآنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأحبَّ أَنْ يُخَلِّيَنَا, قَالَ: صَدَقْتَ، فَخَلُّوهُم, قَالَ: وَلَوْ وَقَفْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ لأحبَّ أَنْ يُقَرِّبَنَا, قَالَ: صَدَقْتَ, قَرِّبُوْهُم، فَجَعَلَتْ سُكَيْنَةُ وَفَاطِمَةُ تَتَطَاوَلاَنِ لِتَرَيَا الرَّأْسَ، وَبَقِيَ يَزِيْدُ يَتَطَاوَلُ فِي مَجْلسِهِ لِيَستُرَهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ أَمرَ لَهُم بِجَهَازٍ، وَأَصْلَحَ آلَتَهُم، وَخَرجُوا إِلَى المَدِيْنَةِ. كَثِيْرُ بنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: لَمَّا أُتِيَ يَزِيْدُ بِرَأْسِ الحُسَيْنِ جَعَلَ يَنكُتُ سِنَّهُ وَيَقُوْلُ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَبَا عَبْدِ اللهِ بَلغَ هَذَا السِّنَّ، وَإِذَا لِحْيَتُهُ وَرَأْسُهُ قَدْ نَصَلَ مِنَ الخِضَابِ. وَمِمَّنْ قُتلَ مَعَ الحُسَيْنِ أُخُوَّته الأَرْبَعَةُ: جَعْفَرٌ، وَعَتِيْقٌ، وَمُحَمَّدٌ، وَالعَبَّاسُ الأَكْبَرُ، وَابْنُهُ الكَبِيْرُ عَلِيٌّ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ، وَكَانَ ابْنُهُ عَلِيٌّ زِينُ العَابِدِيْنَ مَرِيضاً فَسَلِمَ، وَكَانَ يَزِيْدُ يُكرِمُهُ وَيَرعَاهُ. وَقُتِلَ مَعَ الحُسَيْنِ ابْنُ أَخِيْهِ القَاسِمُ بنُ الحَسَنِ، وَعَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَا مُسْلِمِ بنِ عَقِيْلِ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَمَّدٌ وَعَوْنٌ ابْنَا عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ. المَدَائِنِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قُتلَ الحُسَيْنُ، وَأُدخِلْنَا الكُوْفَةَ، فَلَقِيَنَا رَجُلٌ، فَأَدْخَلَنَا مَنْزِلَهُ، فَأَلْحَفَنَا، فَنِمْتُ، فَلَمْ أَسْتيقِظْ إلَّا بِحِسِّ الخَيلِ فِي الأَزِقَّةِ، فَحُمِلْنَا إِلَى يَزِيْدَ، فَدمعَتْ عَينُهُ حِيْنَ رَآنَا، وَأَعْطَانَا مَا شِئْنَا، وَقَالَ: إِنَّهُ سَيَكُوْنُ فِي قَوْمِكَ أُمُوْرٌ، فَلاَ تَدْخُلْ مَعَهُم، فلمَّا كَانَ يَوْمُ الحرة ما كان, كتب مَعَ مُسْلِمِ بنِ عُقْبَةَ بِأَمَانِي، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ القِتَالِ مُسْلِمٌ بَعثَ إِلَيَّ فَجِئْتُهُ، فَرَمَى إِلَيَّ بِالكِتَابِ، وَإِذَا فِيْهِ: اسْتوصِ بعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ خَيراً، وَإِنْ دَخَلَ مَعَهُم فِي أَمرِهِم، فأمَّنه وَاعْفُ عَنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُم فَقَدْ أَصَابَ وَأَحْسَنَ. فَأَولاَدُ الحُسَيْنِ هُمْ: عَلِيٌّ الأَكْبَرُ الَّذِي قُتِلَ مَعَ أَبِيْهِ، وَعَلِيٌّ زِينُ العَابِديْنَ، وَذُرِّيَتُهُ عَدَدٌ كَثِيْرٌ، وَجَعْفَرٌ، وَعَبْدُ اللهِ، وَلَمْ يُعْقِبَا. فَوُلِدَ لِزَيْنِ العَابِدِيْنَ الحَسَنُ، وَالحُسَيْنُ -مَاتَا صَغِيْرَيْنِ، وَمُحَمَّدٌ البَاقِرُ، وَعَبْدُ اللهِ، وَزَيْدٌ، وَعُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَمُحَمَّدٌ الأَوْسَطُ -وَلَمْ يُعْقِبْ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَحُسَيْنٌ الصَّغِيْرُ، وَالقَاسِمُ -وَلَمْ يُعْقِبْ.

عبد الله بن حنظلة

271- عبد الله بن حنظلة 1: "د" الغسيل بن أَبِي عَامِرٍ الرَّاهبِ, عَبْدِ عَمْرٍو بنِ صَيفِيِّ بنِ النُّعْمَانِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ، الأَوْسِيُّ، المَدَنِيُّ, مِنْ صِغَارِ الصَّحَابَةِ. استُشْهِدَ أَبُوْهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فغسَّلته الملاَئِكَةُ لِكَوْنِهِ جُنُباً2، فَلَو غُسِّلَ الشَّهِيْدُ الَّذِي يَكُوْنُ جُنُباً اسْتِدْلاَلاً بِهَذَا لَكَانَ حَسَناً. حدَّث عَنْ عَبْدِ اللهِ: عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ الخَطْمِيُّ -رَفِيقُهُ, وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَضَمْضَمُ بنُ جَوْسٍ، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدٍ العَدَوِيَّةُ. قد رَوَى أَيْضاً عَنْ عُمَرَ، وَعَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ. وَكَانَ رَأْسَ الثَّائِرِيْنَ عَلَى يَزِيْدَ نَوْبَةَ الحَرَّةِ3. وَقَدْ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَطُوْفُ بِالبَيْتِ عَلَى نَاقَةٍ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. وَهُوَ ابْنُ جَمِيْلَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيّ بن سلول.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 65"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 168"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 131"، الاستيعاب "3/ 892"، أسد الغابة "3/ 218"، الإصابة "2/ ترجمة رقم 4637"، تهذيب التهذيب "5/ 193"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3461". 2 حسن: أخرجه الحاكم "3/ 204-205" وعنه البيهقي "4/ 15" عن أبي الحسين بن يعقوب، عن محمد بن إسحاق, حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده مرفوعًا بلفظ: "إن صاحبكم حنظلة تغسله الملائكة" , فسألوا صاحبته فقالت: إنه خرج لما سمع الهائعة وهوجنب, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لذلك غسلته الملائكة". وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قلت: إسناده حسن، محمد بن إسحاق، مدلّس، ولكن قد صرَّح بالتحديث فأمِنَّا شر تدليسه. وأخرجه ابن إسحاق في "السيرة" "ص312" عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد -رضي الله عنه- به. وله شاهد عند الطبراني "12094" من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا شريك، عن حجاج، عن الحكم, عن مقسم، عن ابن عباس قال: لما أصيب حمزة بن عبد المطلب وحنظلة بن الراهب وهما جنبان, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "رأيت الملائكة تغسلهما" وأورده الهيثمي في "المجمع" "3/ 23", رواه الطبراني في "الكبير" وإسناده حسن. 3 الحرة: أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة.

وَفَدَ فِي بَنِيْهِ الثَّمَانِيَةِ عَلَى يَزِيْدَ، فَأَعْطَاهُم مائَتَيْ أَلْفٍ وَخِلَعاً، فلمَّا رَجَعَ قَالَ لَهُ كُبَرَاءُ المَدِيْنَةِ: مَا وَرَاءكَ? قَالَ: جِئْتُ مِنْ عِنْدِ رَجُلٍ لَوْ لَمْ أَجِدْ إلَّا بَنِيَّ لَجَاهَدتُهُ بِهِم, قَالُوا: إِنَّهُ أَكْرَمَكَ وَأَعْطَاكَ, قَالَ: وَمَا قَبْلتُ إلَّا لأتقوَّى بِهِ عَلَيْهِ، وحضَّ النَّاسَ فَبَايَعُوْهُ، وأمَّر عَلَى الأَنْصَارِ، وأمَّر عَلَى قُرَيْشٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُطِيْعٍ العَدَوِيُّ، وَعَلَى بَاقِي المُهَاجِرِيْنَ مَعْقِلُ بنُ سِنَانٍ الأَشْجَعِيُّ، وَنَفَوْا بَنِي أُمَيَّةَ. فَجَهَّزَ يَزِيْدُ لَهُم جَيْشاً، عَلَيْهِم مُسْلِمُ بنُ عُقْبَةَ -وَيُدْعَى مُسْرِفاً المُرِّيَّ- فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً، فَكلَّمَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ فِي أَهْلِ المَدِيْنَةِ, فَقَالَ: دَعْنِي أَشْتَفِي, لَكنِّي آمُرُ مُسْلِمَ بنَ عُقْبَةَ أَنْ يَتَّخذَ المَدِيْنَةَ طَرِيقَهُ إِلَى مَكَّةَ، فَإِنْ هُم لَمْ يُحَارِبُوهُ وَتَركُوهُ فَيَمْضِيَ لِحَرْبِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَإِنْ حَاربُوْهُ قَاتَلَهُم, فَإِنْ نُصِرَ قَتَلَ وَأَنْهَبَ المَدِيْنَةَ ثلاثًا، ثم يمضي إلى ابن الزبير. وَكَتَبَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ إِلَيْهِم لِيَكُفُّوا، فَقَدِمَ مُسْلِمٌ فَحَارَبُوْهُ، وَنَالُوا مِنْ يَزِيْدَ، فَأَوقَعَ بِهِم وَأَنْهَبَهَا ثَلاَثاً، وَسَارَ، فَمَاتَ بِالشَّلَلِ، وَعَهِدَ إِلَى حُصَيْنِ بنِ نُمَيْرٍ فِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، وذمَّهم ابْنُ عُمَرَ عَلَى شَقِّ العَصَا. قَالَ زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ: دخلَ ابْنُ مُطِيْعٍ عَلَى ابْنِ عُمَرَ لَيَالِيَ الحَرَّةِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنْ نَزَعَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ حُجَّةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ" 1. قَالَ المَدَائِنِيُّ: تَوجَّهَ إِلَيْهِم مُسْلِمُ بنُ عُقْبَةَ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً، وَأَنفَقَ فِيْهم يَزِيْدُ، فِي الرَّجُلِ أَرْبَعِيْنَ دِيْنَاراً، فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ بنُ بَشِيْرٍ: وَجِّهْنِي أَكْفِكَ. قَالَ: لاَ. لَيْسَ لَهُم إلَّا هَذَا الغُشَمَةُ، وَاللهِ لاَ أُقِيلُهُم بَعْد إِحْسَانِي إِلَيْهِم، وَعَفْوِي عَنْهُم مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فِي عَشيْرَتِكَ، وَأَنْصَارِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَلَّمَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، فَقَالَ: إِنْ رَجَعُوا فَلاَ سَبِيلَ عَلَيْهِم، فَادْعُهُم يَا مُسْلِمُ ثَلاَثاً، وَامضِ إِلَى المُلْحِدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ, قَالَ: وَاسْتَوصِ بِعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ خَيراً. جَرِيرٌ, عَنِ الحَسَنِ قَالَ: وَاللهِ مَا كَادَ يَنجُو مِنْهُم أَحَدٌ, لَقَدْ قُتلَ وَلَدَا زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَ مُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ: أَنْهبَ مُسْرِفُ بنُ عُقْبَةَ المَدِيْنَةَ ثَلاَثاً، وافتُضَّ بها ألف عذراء.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 70 و83 و123 و133 و154", ومسلم "1851" من حديث عبد الله بن عمر مرفوعًا بلفظ: "من خلع يدًا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية" واللفظ لمسلم.

قَالَ السَّائِبُ بنُ خَلاَّدٍ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنْ أَخَافَ أهل المَدِيْنَةِ أَخَافَهُ اللهُ، وَعَلَيْهِ لَعنَةُ اللهِ" 1. رَوَاهُ مُسْلِمُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَجَمَاعَةٌ، عَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، عَنْهُ. وَرَوَى جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ قَالُوا: خَرَجَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ يَوْمَ الحَرَّةِ بِجُمُوعٍ وَهَيْئَةٍ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا، فَلَمَّا رَآهُم عَسكَرُ الشَّامِ كَرِهُوا قِتَالَهُم، فَأَمَرَ مُسْرِفٌ بِسَرِيرِهِ فَوُضِعَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، وَنَادَى مُنَادِيْهِ: قَاتِلُوا عَنِّي أَوْ دَعُوا، فَشَدُّوا، فَسَمِعُوا التَّكَبِيْرَ خَلفَهُم مِنَ المَدِيْنَةِ، وَأَقَحَمَ عَلَيْهِم بَنُو حَارِثَةَ، فَانْهَزَمَ النَّاسُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الغَسِيْلِ مُتَسَانِدٌ إِلَى ابْنِهِ نَائِمٌ، فَنَبَّهَهُ، فلمَّا رَأَى مَا جَرَى أَمَرَ أَكْبَرَ بَنِيْهِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يقدِّمهم وَاحِداً وَاحِداً حَتَّى قُتِلُوا، وَكَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ، وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِل. وَرَوَى الوَاقِدِيُّ بِإِسْنَادٍ قَالَ: لَمَّا وَثَبَ أَهْلُ الحَرَّةَ، وَأَخْرَجُوا بَنِي أُمَيَّةَ مِنَ المَدِيْنَةِ, بَايَعُوا ابْنَ الغَسِيْلِ عَلَى المَوْتِ، فَقَالَ: يَا قَوْمُ، وَاللهِ مَا خَرَجْنَا حَتَّى خِفْنَا أَنْ نُرجَمَ مِنَ السَّمَاءِ, رَجُلٌ يَنْكِحُ أُمَّهَاتِ الأَولاَدِ وَالبَنَاتِ وَالأَخَوَاتِ, وَيَشرَبُ الخَمْرَ، وَيَدَعُ الصَّلاَةَ. قَالَ: وَكَانَ يَبِيتُ تِلْكَ اللَّيَالِي فِي المَسْجَدِ، وَمَا يَزِيْدُ فِي إِفطَارِهِ عَلَى شَربَةِ سَوِيْقٍ، وَيَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ يَرفعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَخَطَبَ وحرَّض عَلَى القِتَالِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا بِكَ وَاثقُوْنَ، فَقَاتَلُوا أَشَدَّ قِتَالٍ، وكبَّر أَهْلُ الشَّامِ، وَدُخِلَتِ المَدِيْنَةُ مِنَ النَّوَاحِي كُلِّهَا، وَقُتِلَ النَّاسُ، وَبَقِيَ لِوَاءُ ابْنِ الغَسِيْلِ مَا حَوْلَهُ خَمْسَةٌ، فلمَّا رَأَى ذَلِكَ رَمَى دِرْعَهُ، وَقَاتَلَهُم حَاسِراً حَتَّى قُتِلَ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ مَرْوَانُ وَهُوَ مَادٌّ إِصْبَعَهُ السَّبَّابَةَ، فقال: أما والله لئن نصبتها مَيِّتاً لَطَالَمَا نَصَبْتَهَا حَيّاً. قَالَ أَبُو هَارُوْنَ العَبْدِيُّ: رَأَيْتُ أَبَا سَعِيْدٍ الخُدْرِيَّ مُمَعَّطَ اللِّحْيَةِ، فَقَالَ: هَذَا مَا لَقِيتُ مِنْ ظَلَمَةِ أَهْلِ الشَّامِ, أَخَذُوا مَا فِي البَيْتِ، ثُمَّ دَخَلَتْ طَائِفَةٌ فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئاً، فَأَسِفُوا، وَأَضْجَعُوْنِي، فَجَعَلَ كل واحد منهم يأخد مِنْ لِحْيَتِي خُصْلَةً. قَالَ خَلِيْفَةُ: أُصِيْبَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَالأَنْصَارِ يَوْمَئِذٍ ثَلاَثُ مائَةٍ وَسِتَّةُ رِجَالٍ، ثُمَّ سَمَّاهُم. وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ قَالَ: مَا خَرَجَ فِيْهَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ, لَزِمُوا بُيُوْتَهُم، وَسَأَلَ مُسْرِفٌ، عَنْ أَبِي، فجاءه ومعه ابنا محمد بن الحَنَفِيَّةِ، فرحَّب بِأَبِي، وَأَوْسَعَ لَهُ، وَقَالَ: إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ أَوْصَانِي بِكَ. كَانَتِ الوَقْعَةُ لِثَلاَثٍ بَقِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ، وَأُصِيْبَ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ بنِ عَاصِمٍ حَاكِي وُضُوءَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعْقِلُ بنُ سِنَانٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أُبَيّ بنِ كَعْبٍ، وَعِدَّةٌ مِنْ أَوْلاَدِ كُبَرَاءِ الصَّحَابَةِ، وَقُتِلَ جَمَاعَةٌ صَبْراً. وَعَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ قَالَ: قُتِلَ يَوْمَ الحَرَّةِ مِنْ حَمَلَةِ القُرْآنِ سَبْعُ مائَةٍ. قُلْتُ: فَلَمَّا جَرَتْ هَذِهِ الكَائِنَةُ اشتدَّ بُغْضُ النَّاسِ لِيَزِيْدَ مَعَ فِعْلِهِ بِالحُسَيْنِ وَآلِهِ، وَمَعَ قِلَّةِ دِيْنِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ أَبُو بلال مرداس به أُدَيَّةَ الحَنْظَلِيُّ، وَخَرَجَ نَافِعُ بنُ الأَزْرَقِ، وَخَرَجَ طَوَّافٌ السَّدُوْسِيُّ، فَمَا أَمْهَلَهُ اللهُ، وَهَلَكَ بَعْدَ نيف وسبعين يومًا.

_ 1 صحيح: ورد في حديث السائب بن خلاد، عند أحمد "4/ 55 و 56"، والطبراني في "الكبير" "6631-6637"، وهو صحيح. ورد في حديث جابر بن عبد الله عند أحمد "3/ 354 و393", وإسناده صحيح.

سلمة بن الأكوع

272- سلمة بن الأكوع 1: "ع" هُوَ سَلَمَةُ بنُ عَمْرِو بنِ الأَكْوَعِ، وَاسمُ الأَكْوَعِ: سِنَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو عَامِرٍ، وَأَبُو مُسْلِمٍ، وَيُقَالُ: أَبُو إِيَاسٍ الأَسْلَمِيُّ الحِجَازِيُّ المَدَنِيُّ. قِيْلَ: شَهِدَ مُؤْتَةَ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ بَيْعَةِ الرُّضْوَانِ. رَوَى عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. حدَّث عَنْهُ: ابْنُهُ إِيَاسٌ، وَمَوْلاَهُ يَزِيْدُ بنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالحَسَنُ بن محمد بن الحَنَفِيَّةِ، وَيَزِيْدُ بنُ خُصَيْفَةَ. قَالَ مَوْلاَهُ يَزِيْدُ: رَأَيْتُ سَلَمَةَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ, وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: بَايَعْتُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الموت، وغزوت معه سبع غزوات2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 305"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1987"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 729"، معجم البلدان "4/ 55"، الاستيعاب "2/ 639"، أسد الغابة "2/ 423"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2404"، الكاشف "1/ ترجمة 2062"، الوافي بالوفيات "15/ 321"، تهذيب التهذيب "4/ 150"، الإصابة "2/ ترجمة 3389"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2640". 2 صحيح أخرجه البخاري "2960" و"4169", ومسلم "1860"، والترمذي "1952"، والنسائي (7/ 141" من طريق يزيد بن أبي عبيد قال: قلت لسلمة: على أي شيء بايعتم رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الحديبية؟ قال: على الموت. وأخرجه مسلم "1815" من طريق يزيد بن أبي عبيد قال: سمعت سلمة يقول: غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبع غزوات, وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع عزوات, مرة علينا أبو بكر, ومرة علينا أسامة بن زيد.

ابْنُ مَهْدِيٍّ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: بيَّتَنا هَوَازِنَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، فَقَتَلْتُ بِيَدي لَيْلَتَئِذٍ سَبْعَةَ أَهْلِ أَبيَاتٍ. عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا إِيَاسٌ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَرَبَاحٌ غُلاَمُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِظَهْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَرَجْتُ بِفَرسٍ لِطَلْحَةَ، فَأَغَارَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُيَيْنَةَ عَلَى الإِبِلِ، فَقَتلَ رَاعِيْهَا، وَطَرَدَ الإِبِلَ هُوَ وَأَنَاسٌ مَعَهُ فِي خَيْلٍ، فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ! اقعُدْ عَلَى هَذَا الفَرَسِ، فَألْحِقْهُ بِطَلْحَةَ، وَأَعْلِمْ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَقُمْتُ عَلَى تلٍّ، ثُمَّ نَادَيْتُ ثَلاَثاً: يَا صَبَاحَاهُ! وَاتَّبَعْتُ القَوْمَ، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِم وَأَعْقِرُ بِهِم، وَذَلِكَ حِيْنَ يَكْثُرُ الشَّجَرُ، فَإِذَا رَجَعَ إِلَيَّ فَارِسٌ قَعَدْتُ لَهُ فِي أَصلِ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَمَيْتُهُ، وَجَعَلْتُ أَرمِيْهِم، وَأَقُوْلُ: أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ ... وَاليَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ وَأَصَبتُ رَجُلاً بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَكُنْتُ إِذَا تَضَايَقَتِ الثَّنَايَا، علوتُ الجَبلَ، فَرَدَأْتُهُم بِالحِجَارَةِ، فَمَا زَالَ ذَلِكَ شَأْنِي وَشَأْنُهُم, حَتَّى مَا بَقِيَ شَيْءٌ مِنْ ظَهْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي، وَاسْتَنْقَذْتُهُ، ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أَرْمِيْهِم حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِيْنَ رُمْحاً، وَأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِيْنَ بُرْدَةً يَسْتَخِفُّونَ مِنْهَا، وَلاَ يُلْقُوْنَ شَيْئاً إلَّا جَعَلْتُ عَلَيْهِ حِجَارَةً، وَجَمَعتُهُ عَلَى طَرِيقِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, حَتَّى إِذَا امتدَّ الضُّحَى أَتَاهُم عُيَيْنَةُ بنُ بَدْرٍ مَدَداً لَهُم، وَهُم فِي ثَنِيَّةٍ ضَيِّقَةٍ، ثُمَّ عَلَوْتُ الجَبَلَ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: مَا هَذَا? قَالُوا: لَقِيْنَا مِنْ هذا البَرْح ما فارقنا بسحر إِلَى الآنَ، وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ كَانَ فِي أيدينا، فقال عيينة: لولا أَنَّهُ يَرَى أَنَّ وَرَاءهُ طَلَباً, لَقَدْ تَرَكَكُمْ لِيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُم، فَصَعِدَ إِلَيَّ أَرْبَعَةٌ، فلمَّا أَسْمَعتُهُم الصَّوتَ قُلْتُ: أَتَعرِفُونِي? قَالُوا: وَمَنْ أَنْتَ? قُلْتُ: أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ، وَالَّذِي أَكَرَمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُم فَيُدْرِكَنِي، وَلاَ أَطْلُبُهُ فَيَفُوتَنِي، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُم: إِنِّيْ أَظُنُّ, فَمَا بَرِحْتُ ثَمَّ, حَتَّى نَظَرتُ إِلَى فَوَارِسِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَخَلَّلُوْنَ الشَّجَرَ، وَإِذَا أَوَّلُهُمُ الأَخْرَمُ الأَسَدِيُّ وَأَبُو قَتَادَةَ، وَالمِقْدَادُ، فولَّى المُشرِكُوْنَ، فَأَنْزِلُ فَأَخَذتُ بِعِنَانِ فَرَسِ الأَخْرَمِ لاَ آمَنُ أَنْ يَقتَطِعُوكَ، فَاتَّئِدْ حَتَّى يَلْحَقَكَ المُسْلِمُوْنَ، فَقَالَ: يَا سَلَمَةُ! إِنْ كُنْتَ تُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَتَعلَمُ أنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنَّارَ حَقٌّ، فَلاَ تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ، فَخَلَّيتُ عِنَانَ فَرَسِهِ، وَلَحِقَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُيَيْنَةَ، فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ، فَعَقَرَ الأَخْرَمُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرَسَهُ، ثُمَّ قَتلَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وتحوَّل عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى فَرَسِ الأَخْرَمِ، فَيَلْحَقُ أَبُو قَتَادَةَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ، [فَعَقَرَ بِأَبِي قَتَادَةَ] ، فَقَتَلَهُ أَبُو قَتَادَةَ، وَتَحوَّلَ عَلَى فَرسِهِ. وَخَرَجْتُ أَعْدُو فِي أَثَرِ القَوْمِ حَتَّى مَا أَرَى مِنْ غُبَارِ أَصْحَابِنَا شَيْئاً، وَيَعرِضُونَ قُبَيْلَ المَغِيبِ

إِلَى شِعْبٍ فِيْهِ مَاءٌ, يُقَالَ لَهُ: "ذُو قَرَدٍ"1، فَأَبْصرُوْنِي أَعْدُو وَرَاءهُم، فَعَطَفُوا عَنْهُ وَأَسْنَدُوا فِي الثَّنِيَّةِ، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَأَلْحَقُ رَجُلاً فَأَرمِيْهِ؛ فقلت: خذها وأنا ابن الأكوع ... واليوم يَوْمُ الرضَّع فَقَالَ: يَا ثُكْلَ أُمِّي, أَكْوَعِيٌّ بُكْرَة? قُلْتُ: نَعَمْ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ، وَكَانَ الَّذِي رَمَيتُهُ بُكْرة، فأتْبعتُه سَهْماً آخَرَ، فَعَلِقَ بِهِ سَهمَانِ. وَيُخَلِّفُوْنَ فَرَسَينِ، فَسُقْتُهُمَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو على المَاءِ الَّذِي حَلَّيْتُهُم عَنْهُ "ذُو قَرَدٍ"، وَهُوَ فِي خَمْسِ مائَةٍ، وَإِذَا بِلاَلٌ نَحَرَ جَزُوْراً مِمَّا خَلَّفْتُ، فَهُوَ يَشوِي لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ الله! خَلِّنِي، فأنتخبُ مِنْ أَصْحَابِكَ مائَةً، فآخُذَ عَلَيْهِم بِالعَشْوَةِ، فَلاَ يَبْقَى مِنْهُم مُخَبِّرٌ, قَالَ: "أَكُنْتَ فَاعِلاً يَا سَلَمَةُ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ فِي ضَوءِ النَّارِ, ثُمَّ قَالَ: "إِنَّهُم يُقْرَوْنَ الآنَ بِأَرْضِ غَطَفَانَ". قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ فَأَخبرَ أَنَّهُم مَرُّوا عَلَى فُلاَنٍ الغَطَفَانِيِّ، فَنَحَرَ لَهُم جَزُوْراً، فلمَّا أَخَذُوا يَكْشِطُونَ جِلْدَهَا رَأَوْا غَبْرَةً، فَهَرَبُوا، فلمَّا أَصْبَحنَا, قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُ فُرْسَانِنَا أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ"، وَأَعطَانِي سَهْمَ الرَّاجِلِ وَالفَارِسِ جَمِيْعاً، ثُمَّ أَرْدَفَنِي وَرَاءهُ عَلَى العَضْبَاءِ رَاجِعِيْنَ إِلَى المَدِيْنَةِ. فَلَمَّا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا قَرِيباً مِنْ ضَحْوَةٍ، وَفِي القَوْمِ رَجُلٌ كَانَ لاَ يُسبَقُ, جَعلَ يُنَادِي: ألَا رَجُلٌ يُسَابِقُ إِلَى المَدِيْنَةِ? فَأَعَادَ ذَلِكَ مِرَاراً. فَقُلْتُ: مَا تُكرِمُ كَرِيْماً، وَلاَ تَهَابُ شَرِيفاً? قَالَ: لاَ, إلَّا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, بِأَبِي وَأُمِّي, خَلِّنِي أُسَابِقْهُ, قَالَ: إِنْ شِئْتَ، وَقُلْتُ: امْضِ، وَصَبَرْتُ عَلَيْهِ شَرفاً أَوْ شَرَفَيْنِ حَتَّى اسْتبْقَيْتُ نَفسِي، ثُمَّ إِنِّيْ عَدَوْتُ حَتَّى أَلحَقَهُ، فَأَصُكُّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَقُلْتُ: سَبَقتُكَ وَاللهِ, أَوْ كَلمَةً نَحْوَهَا، فَضَحِكَ وَقَالَ: إِنْ أَظُنُّ حَتَّى قَدِمْنَا المدينة. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مطوَّلًا2. العَطَّافُ بنُ خَالِدٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ رَزِيْنٍ قَالَ: أَتَينَا سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ بِالرَّبَذَةِ، فَأَخرَجَ إِلَيْنَا يَداً ضَخْمَةً كَأَنَّهَا خُفُّ البَعِيرِ، فَقَالَ: بَايَعتُ بِيَدِي هَذِهِ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: فَأَخَذْنَا يده، فقبَّلناها3.

_ 1 ذو قَرَد: ماء على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1807". 3 حسن: أخرجه ابن سعد "4/ 306"، وفيه العطاف بن خالد، صدوق, وكذا عبد الرحمن بن رزين، صدوق -كما قال الحافظ في "التقريب".

الحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ يَزِيْدَ الأَسْلَمِيُّ, حَدَّثَنَا إِيَاسُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِرَاراً، وَمَسَحَ عَلَى وَجْهِي مِرَاراً، وَاسْتَغْفرَ لِي مِرَاراً, عَدَدَ مَا فِي يَدَيَّ مِنَ الأَصَابِعِ1. قَالَ يَزِيْدُ بنُ أَبِي عُبَيْدٍ؛ عَنْ سَلَمَةَ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي البَدْوِ، فَأَذِنَ لَهُ2. رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ" عَنْ حَمَّادِ بنِ مَسْعَدَةَ، عَنْهُ. ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ زِيَادِ بنِ مِيْنَاءَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وجابر، ورافع بن خديج, وسلمة بن الأكوع, مع أشباهٍ لهم يفتون بالمدينة، وَيُحدِّثُونَ مِنْ لَدُنْ تُوُفِّيَ عُثْمَانُ إِلَى أَنْ تُوفُّوا. وَعَنْ عُبَادَةَ بنِ الوَلِيْدِ, أنَّ الحَسَنَ بن محمد بن الحنفية قال: اذهب بنا إلى سلمة بن الأَكْوَعِ فَلْنَسْأَلْهُ، فَإِنَّهُ مِنْ صَالِحِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- القُدْمِ، فَخَرَجْنَا نُرِيْدُهُ، فَلَقِيْنَاهُ يَقُودُهُ قَائِدُهُ، وَكَانَ قَدْ كُفَّ بَصَرُهُ. وَعَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ خَرَجَ سَلَمَةُ إِلَى الرَّبَذَةِ، وَتَزَوَّجَ هُنَاكَ امْرَأَةً، فَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلاَداً، وَقَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بليالٍ نَزَلَ إِلَى المَدِيْنَةِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ, وَحَدِيْثُه مِنْ عَوَالِي "صَحِيْحِ البخاري".

_ 1 ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" "6267" من طريق الحميدي، به. وفيه علي بن يزيد بن أبي حكيمة، مجهول، لذا فقد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" "3/ ق2/ 301"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "3/ ق1/ 209" ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. 2 صحيح: أخرجه البخاري "7087"، ومسلم "1862"، والنسائي "7/ 151-152", وأحمد "47 و54".

عبد الله بن عباس البحر

273- عبد الله بن عباس البحر 1: "ع" حَبْرُ الأُمَّةِ، وَفَقِيْهُ العَصْرِ، وَإِمَامُ التَّفْسِيْرِ, أبو العباس عَبْدِ اللهِ, ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ شَيْبَةَ بنِ هَاشِمٍ، وَاسْمُهُ: عَمْرُو بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبِ بنِ فِهْرٍ, القُرَشِيُّ الهَاشِمِيُّ المَكِّيُّ, الأَمِيْرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. مَوْلِدُهُ بِشِعْبِ بَنِي هَاشِمٍ قَبْلَ عَامِ الهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ. صَحِبَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْواً مِنْ ثَلاَثينَ شَهْراً, وحدَّث عَنْهُ بِجُمْلَةٍ صَالِحَةٍ، وَعَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَمُعَاذٍ، وَوَالِدِهِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وَأَبِي سُفْيَانَ صَخْرِ بنِ حَرْبٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وأُبَيّ بنِ كَعْبٍ، وَزَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، وَخَلْقٍ. وَقَرَأَ عَلَى أُبَيّ، وَزَيْدٍ. قَرَأَ عَلَيْهِ: مُجَاهِدٌ، وَسَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَطَائِفَةٌ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُه عَلِيٌّ، وَابْنُ أَخِيْهِ عَبْدُ اللهِ بنُ مَعْبَدٍ، وَمَوَالِيهِ؛ عِكْرِمَةُ وَمِقْسَمٌ وَكُرَيْبٌ، وَأَبُو مَعْبَدٍ نَافِذٌ، وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ، وَأَبُو الطُّفَيْلِ، وَأَبُو أُمَامَةَ بنُ سَهْلٍ، وَأَخُوْهُ كَثِيْرُ بنُ العَبَّاسِ، وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وَعُبَيْدُ اللهِ بن عبد الله، وطاوس، وَأَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرٌ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، وَسَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ، وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو صَالِحٍ السمَّان، وَأَبُو رَجَاءٍ العُطَارِدِيُّ، وَأَبُو العَالِيَةِ، وَعُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ، وَعَطَاءُ بنُ يَسَارٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الله بن معبد، وأربدة التميمي صَاحِبُ التَّفْسِيْرِ، وَأَبُو صَالِحٍ بَاذَامُ، وَطَلِيْقُ بنُ قَيْسٍ الحَنَفِيُّ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَالحَسَنُ، وَابْنُ سِيْرِيْنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِيُّ، وَشَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي يَزِيْدَ، وأبو جمرة نصر بن عمران الضبعي، والضاحك بنُ مُزَاحِمٍ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ المَكِّيُّ، وَبَكْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيُّ، وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي الحَسَنِ، وَإِسْمَاعِيْلُ السُّدِّيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَفِي "التَّهْذِيْبِ": مِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ مائَتَانِ سِوَى ثَلاَثَةِ أَنْفُسٍ. وَأُمُّهُ: هِيَ أُمُّ الفَضْلِ لُبَابَةُ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ حَزْنِ بنِ بُجَيْرٍ الهِلاَلِيَّةُ، مِنْ هِلاَلِ بنِ عَامِرٍ. وَلَهُ جَمَاعَةُ أَوْلاَدٍ؛ أَكْبَرُهُمُ العَبَّاسُ -وَبهِ كَانَ يكنَّى, وَعَلِيٌّ أَبُو الخُلَفَاءِ، وَهُوَ أَصْغَرُهُم، وَالفَضْلُ، وَمُحَمَّدٌ، وَعُبَيْدُ اللهِ، وَلُبَابَةُ، وَأَسْمَاءُ. وَكَانَ وَسِيماً جَمِيْلاً، مَدِيدَ القَامَةِ، مَهِيباً, كَامِلَ العَقْلِ, ذَكِيَّ النَّفْسِ, مِنْ رِجَالِ الكَمَالِ. وَأَوْلاَدُهُ: الفَضْلُ وَمُحَمَّدٌ وَعُبَيْدُ اللهِ، مَاتُوا وَلاَ عَقِبَ لَهُم، وَلُبَابَةُ، وَلَهَا أَوْلاَدٌ،

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "2/ 365"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 5"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 527"، تاريخ بغداد "1/ 173"، والاستيعاب "3/ 933"، أسد الغابة "3/ 290"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 338"، الكاشف "2/ ترجمة 2829"، الإصابة "2/ ترجمة 4781"، تهذيب التهذيب "5/ 286-279"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3589".

وَعَقِبٌ مِنْ زَوْجِهَا عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَبِنْتُهُ الأُخْرَى أَسْمَاءُ، وَكَانَتْ عِنْدَ ابْنِ عمِّها عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ، فَوَلَدَتْ لَهُ حَسَناً وَحُسَيْناً. انتَقَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَعَ أَبَويهِ إِلَى دَارِ الهِجْرَةِ سَنَةَ الفَتْحِ، وَقَدْ أَسْلَمَ قَبلَ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ صحَّ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ المُسْتَضْعَفِيْنَ, أَنَا مِنَ الولدان، وأمي من النساء. رَوَى خَالِدٌ الحَذَّاءُ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَسَحَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأْسِي، وَدَعَا لِي بِالحِكْمَةِ1. شَبِيْبُ بنُ بِشْرٍ, عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَخْرَجَ وَخَرَجَ، فَإِذَا تَوْرٌ مُغَطَّى قَالَ: "مَنْ صَنَعَ هَذَا"؟، فَقُلْتُ: أَنَا. فَقَالَ: "اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ تَأْوِيْلَ القُرْآنِ" 2. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلْتُ عَلَى أَتَانٍ، وَقَدْ نَاهَزتُ الاحْتِلاَمَ، وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يصلي بالناس بمنى3. وَرَوَى أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا ابْنُ عَشرٍ4. رَوَاهُ شعبة له، وغيره عنه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "75"، ومسلم "2477"، والترمذي "3824"، وابن ماجه "166"، الطبراني "10588" من طريق خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ضمَّني رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: "اللهم علمه الكتاب". 2 حسن: أخرجه الحاكم "3/ 537" من طريق شبيب بن بشر، حدثنا عكرمة، عن ابن عباس، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد, وتعقبه الذهبي في "التلخيص" بقوله: قلت: "شبيب فيه لين، وأخرجه أحمد "1/ 266 و314 و328 و335"، وفي "فضائل الصحابة" "1856" و"1856" و"1858" و"1882", والطبراني "10587" من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وضع يده على كتفي أو على منكبي -شك سعيد, ثم قال: "اللهم فقهه في الدين وعلّمه التأويل". قلت: إسناده حسن، عبد الله بن عثمان بن خثيم، صدوق -كما قال الحافظ في "التقريب". 3 صحيح: أخرجه مالك "1/ 155"، والبخاري "493"، ومسلم "504" عن ابن عباس قال: أقبلت راكبا على أتان، وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي بالناس بمنى، فمررت بين يدي الصف فنزلت، فأرسلت الاتان ترتع، ودخلت في الصف, فلم ينكر عليّ أحد". قوله: ناهزت الاحتلام, أي: قاربت البلوغ. 4 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 253 و287 و337 و357" من طرق عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به.

وَقَالَ هُشَيْمٌ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيْدٍ، عَنْهُ: جَمعْتُ المُحْكَمَ فِي عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقُبِضَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ حِجَجٍ1. وَقَالَ شُعْبَةُ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً, وَأَنَا خَتِيْنٌ2. قَالَ الوَاقِدِيُّ: لاَ خِلاَفَ أَنَّهُ وُلِدَ فِي الشِّعْبِ، وَبَنُو هَاشِمٍ مَحْصُوْرُوْنَ، فوُلِدَ قَبْلَ خُرُوجِهِم مِنْهُ بِيَسِيْرٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ, ألَا تَرَاهُ يَقُوْلُ: وَقَدْ رَاهَقْنَا الاحْتِلاَمَ، وَهَذَا أَثْبَتُ مِمَّا نَقَلهُ أَبُو بِشْرٍ فِي سنه. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، فِيمَا رَوَاهُ ابْنُه عَبْدُ اللهِ عَنْهُ: حَدِيْثُ أَبِي بِشْرٍ عِنْدِي واهٍ, قَدْ رَوَى أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيْدٍ، فَقَالَ: خَمْسَ عَشْرَةَ، وَهَذَا يُوَافقُ حَدِيْثَ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ3. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلابْنِ عَبَّاسٍ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: غَزَا ابْنُ عَبَّاسٍ إِفْرِيْقِيَةَ مَعَ ابْنِ أَبِي سَرْحٍ، وَرَوَى عَنْهُ من أهل مصر خمسة عشر نفسًا.

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "2639", والطبراني "10577" من طريق شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا ابن عشر سنين مختون, وقد قرأت المحكم من القرآن. قال شعبة: قلت لأبي بشر: أيّ شيء المحكم من القرآن؟ قال: المفصَّل. وأخرجه البخاري "5035" من طريق أبي عوانة، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ قال: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم, قال: وقال ابن عباس: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا ابن عشر سنين, وقد قرأت المحكم". 2 صحيح: أخرجه الطيالسي "2640"، وأحمد "1/ 373"، والحاكم "3/ 533"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثانى" "372" و"373"، والطبراني "10578" من طرق عن شعبة، به. قال الحافظ في "الفتح" "11/ 90": المحفوظ الصحيح أنه وُلِدَ بالشعب, وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين, فيكون له عند الوفاة النبوية ثلاث عشرة سنة، وبذلك قطع أهل السير, وصحَّحه ابن عبد البر, وأورد بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال: "ولدت وبنو هاشم في الشعب"، وهذا لا ينافي قوله: "ناهزت الاحتلام" أي: قاربته, ولا قوله: "وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك"؛ لاحتمال أن يكون أدرك فختن قبل الوفاة النبوية وبعد حجة الوداع، وأمَّا قوله: "وأنا ابن عشر" فمحمول على إلغاء الكسر، وراية أحمد من طريق أخرى, عن ابن عباس أنه كان حينئذ ابن خمس عشرة، ويمكن رده إلى رواية ثلاثة عشرة بأن يكون ابن ثلاث عشرة وشيء, وولد في أثناء السنة, فجبر الكسرين بأن يكون ولد مثلًا في شوال, فله من السنة الأولى ثلاثة أشهر, فأطلق عليها سنة, وقبض النبي -صلى الله عليه وسلم- في ربيع, فله من السنة الأخيرة ثلاثة أخرى, وأكمل بينهما ثلاث عشرة، فمن قال ثلاث عشرة ألغى الكسرين, ومن قال خمس عشرة جبرهما والله أعلم. 3 راجع تعليقنا السابق.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ: أُمُّهُ هِيَ: أُمُّ الفَضْلِ، أُخْتُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُوْنَةَ، وُلِدَ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِسَنَتَيْنِ. وَكَانَ أَبيضَ طَوِيْلاً, مُشْرَباً صُفْرَةً, جَسِيماً وَسِيماً, صَبِيْحَ الوَجْهِ, لَهُ وَفْرَةٌ, يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ, دَعَا لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالحِكْمَةِ. قُلْتُ: وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ المَخْزُوْمِيِّ. سَعِيْدُ بنُ سَالِمٍ: حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوْساً مَعَ عَطَاءٍ فِي المَسْجَدِ الحَرَامِ، فَتَذَاكَرْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ عَطَاءٌ: مَا رَأَيْتُ القَمَرَ لَيْلَةَ أربع عَشْرَةَ إلَّا ذَكَرتُ وَجْهَ ابْنِ عَبَّاسٍ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَكَمِ بنِ أَبَانَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا مَرَّ فِي الطَّرِيْقِ قُلْنَ النِّسَاءُ عَلَى الحِيْطَانِ: أمَرَّ المِسْكُ أَمْ مَرَّ ابْنُ عَبَّاسٍ? الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنِي سَاعِدَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المُزَنِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بنِ عَطَاءٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ, أَنَّ عُمَرَ دَعَا ابْنَ عَبَّاسٍ فقرَّبه, وَكَانَ يَقُوْلُ: إِنِّيْ رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَعَاكَ يَوْماً، فَمَسحَ رَأْسَكَ, وَتَفَلَ فِي فِيْكَ، وَقَالَ: "اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّيْنِ, وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيْلَ"1. دَاوُدُ: مَدَنِيٌّ ضَعِيْفٌ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَغَيْرُه, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُوْنَةَ، فَوَضَعتُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غُسْلاً، فَقَالَ: "مَنْ وَضَعَ هَذَا" ? قَالُوا: عَبْدُ اللهِ. فَقَالَ: "اللهمَّ عَلِّمْهُ التَّأْوِيْلَ، وفقهه في الدين" 2. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا اللَّبَّانُ, أَخْبَرَنَا الحَدَّادُ, أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ الهَيْثَمِ, حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي العَوَّامِ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ بَكْرٍ, حَدَّثَنَا حَاتِمُ بنُ أَبِي صَغِيْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ: أَنَّ كُرَيْباً أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَجَعَلَنِي حِذَاءهُ، فلمَّا انصرفت قُلْتُ: وَيَنْبَغِي لأَحدٍ أَنْ يُصَلِّيَ حِذَاءكَ، وَأَنْتَ رَسُوْلُ اللهِ? فَدَعَا اللهَ أَنْ يَزِيْدَنِي فَهْماً وَعِلْماً. حَاتِمُ بنُ أَبِي صَغِيْرَةَ,. عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَعَا لَهُ أَنْ يَزِيدَهُ اللهُ فَهْماً وَعِلْماً.

_ 1 منكر: في إسناده داود بن عطاء المدني، أبو سليمان، قال أحمد: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. 2 حسن: مَرَّ تخريجنا له قريبًا بتعليق رقم "693" فراجعه ثَمَّتَ.

وَرْقَاءُ, سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بنَ أَبِي يَزِيْدَ، عن ابن عباس: وضعت لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَضُوءاً، فَقَالَ: "اللهمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّيْنِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيْلَ". وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: دَعَا لِي رَسُوْلُ اللهِ بِالحِكْمَةِ مَرَّتينِ. كَوْثَرُ بنُ حَكِيْمٍ -واهٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعاً: "إِنَّ حَبْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ ابْنُ عَبَّاسٍ". تفرَّد بِهِ عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ الرُّهَاوِيُّ. عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَالِدٍ, عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: انْتَهَيتُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعِنْدَهُ جِبْرِيْلُ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيْلُ: إِنَّهُ كَائِنٌ هَذَا حَبْرَ الأُمَّةِ، فاستوصِ بِهِ خَيراً. حَدِيثٌ مُنْكَرٌ, تفرَّد بِهِ سَعْدَانُ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ المُؤْمِنِ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ عَمَّارِ بنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ كَالمُعْرِضِ عَنْ أَبِي، فَخَرَجنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ ابْنَ عَمِّكَ كَالمُعْرِضِ عَنِّي? فَقُلْتُ: إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ, قَالَ: أَوَ كَانَ عِنْدَهُ أَحَدٌ? قُلْتُ: نَعَمْ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, هَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ? فَقَالَ لِي: "هَلْ رَأَيْتَهُ يَا عَبْدَ اللهِ" ? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "ذَاكَ جِبْرِيْلُ، فَهُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ". أخرجه أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ". المِنْهَالُ بنُ بَحْرٍ: حَدَّثَنَا العَلاَءُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الفَضْلِ بنِ حَبِيْبٍ، عَنْ فُرَاتِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَررْتُ بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ نَقِيَّةٌ، وَهُوَ يُنَاجِي دِحْيَةَ بنَ خَلِيْفَةَ الكَلْبِيَّ، وَهُوَ جِبْرِيْلُ، وَأَنَا لاَ أَعْلَمُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا? فَقَالَ: ابْنُ عَمِّي, قَالَ: مَا أَشَدَّ وَسَخَ ثِيَابهِ, أَمَا إِنَّ ذُرِّيَتَهُ سَتَسُودُ بَعْدَهُ، ثُمَّ قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَأَيْتَ مَنْ يُنَاجِيْنِي"؟ قُلْتُ: نَعَمْ, قَالَ: "أَمَا إِنَّهُ سَيَذْهَبُ بَصَرُكَ". إِسْنَادُهُ لَيِّنٌ. ثَوْرُ بنُ زَيْدٍ الدِّيْلِيُّ، عَنْ مُوْسَى بنِ مَيْسَرَةَ, أَنَّ العَبَّاسَ بَعثَ ابْنَهُ عَبْدَ اللهِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَاجَةٍ، فَوَجَدَ عِنْدَهُ رَجُلاً، فَرَجَعَ وَلَمْ يُكَلِّمْهُ، فَلَقِيَ العَبَّاسُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَرْسَلتُ إِلَيْكَ ابْنِي، فَوَجَدَ عِنْدَكَ رَجُلاً، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُكَلِّمَهُ، فَقَالَ: "يَا عَمِّ! تَدْرِي مَنْ ذَاكَ الرَّجُلُ"؟ قَالَ: لاَ, قَالَ: "ذَاكَ جِبْرِيْلُ لَقِيَنِي, لَنْ يَمُوْتَ ابْنُكَ حَتَّى يَذْهَبَ بَصَرُهُ، ويؤتى علمًا".

رَوَى سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ ثَوْرٍ نَحْوَهُ، وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الزِّيَادِيُّ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، فَقَالَ: عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ مُوْسَى بن مَيْسَرَةَ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ العَبَّاسِ، فَذَكَرَهُ. زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: دَخَلَ العَبَّاسُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَرَ عِنْدَهُ أَحَداً، فَقَالَ لَهُ ابْنُه عَبْدُ اللهِ: لَقَدْ رَأَيتُ عِنْدَهُ رَجُلاً، فَسَأَلَ العَبَّاسُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "ذَاكَ جِبْرِيْلُ". هَذَا مُرْسَلٌ. حِبَّانُ بنُ عَلِيٍّ، عَنْ رِشْدِيْنَ بنِ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتيتُ خَالَتِي مَيْمُوْنَةَ، فَقَلْتُ إِنِّيْ أُرِيْدُ أَنْ أَبِيْتَ اللَّيْلَةَ عِنْدَكُم، فَقَالَتْ: وَكَيْفَ تَبِيْتُ، وَإِنَّمَا الفِرَاشُ وَاحِدٌ? فَقُلْتُ: لاَ حَاجَةَ لِي بِهِ, أَفْرُشُ إِزَارِي، وأمَّا الوِسَادُ فأضع رأسي مع رءوسكما مِنْ وَرَاءَ الوِسَادَةِ. قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحدَّثته مَيْمُوْنَةُ بِمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: "هَذَا شَيْخُ قُرَيْشٍ". إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ طَارِقٍ: أَخْبَرَكُم ابْنُ خَلِيْلٍ, أَخْبَرَنَا اللَّبَّانُ, أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ, أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا حَبِيْبٌ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ عَمْرٍو, حَدَّثَنَا نَافِعُ بنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا بَلَغَ مِنْ هَمِّ يُوْسُفَ? قَالَ: جَلَسَ يَحُلُّ هِمْيَانَهُ، فَصِيحَ بِهِ يَا يُوْسُفُ! لاَ تَكُنْ كَالطَّيْرِ لَهُ رِيْشٌ، فَإِذَا زَنَى قَعَدَ لَيْسَ لَهُ ريش. صَالِحُ بنُ رُسْتُمَ الخَزَّازُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة: صحبت ابن عباس من مكة إلى المَدِيْنَةِ، فَكَانَ إِذَا نَزَلَ قَامَ شَطْرَ اللَّيْلِ. فَسَأَلَهُ أَيُّوْبُ: كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءتُهُ? قَالَ قَرَأَ: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] ، فَجَعَلَ يُرَتِّلُ وَيُكْثِرُ فِي ذَلِكَ النَّشِيْجَ. ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذَهَبَ النَّاسُ وَبَقِيَ النَّسْنَاسُ, قِيْلَ: مَا النَّسْنَاسُ? قَالَ: الَّذِيْنَ يُشْبِهُوْنَ الناس وليسوا بالناس. ابن طاوس, عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ لِي مُعَاوِيَةُ: أَنْتَ عَلَى مِلَّةِ عَلِيٍّ? قُلْتُ: وَلاَ عَلَى مِلَّةِ عُثْمَانَ, أَنَا عَلَى مِلَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَنْ طاوس قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشدَّ تَعْظِيماً لِحُرُمَاتِ اللهِ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بنِ حَكِيْمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ: هلمَّ نَسْأَلْ أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُمُ اليَوْمَ كَثِيْرٌ، فَقَالَ: وَاعَجَباً لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! أَتَرَى النَّاسَ يَحْتَاجُونَ إِلَيْكَ، وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ

-عليه الصلاة والسَّلاَمُ- مَنْ تَرَى? فَتَرَكَ ذَلِكَ، وَأَقْبَلْتُ عَلَى المَسْألَةِ، فَإِنْ كَانَ لَيبْلُغُنِي الحَدِيْثُ عَنِ الرَّجُلِ فَآتِيهِ وَهُوَ قَائِلٌ، فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ، فَتَسْفِي الرِّيْحُ عَلَيَّ التُّرَابَ، فَيَخرجُ فَيَرَانِي، فَيَقُوْلُ: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ, ألَا أَرْسَلتَ إليَّ فَآتِيَكَ? فَأَقُوْلُ: أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ فَأَسْأَلَكَ. قَالَ: فَبَقِيَ الرَّجُلُ حَتَّى رَآنِي، وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ، فَقَالَ: هَذَا الفَتَى أَعقَلُ مِنِّي. عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ قَدْ وَجَدُوا عَلَى عُمَرَ فِي إِدْنَائِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ دُوْنَهم, قَالَ: وَكَانَ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنِّيْ سَأُرِيْكُمُ اليَوْمَ مِنْهُ مَا تَعْرِفُوْنَ فَضْلَهُ، فَسَأَلَهُم عَنْ هَذِهِ السُّوْرَةِ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} [النَّصْرُ: 1] فَقَالَ بَعْضُهُم: أَمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ إِذَا رَأَى النَّاسَ يَدخُلُوْنَ فِي دِيْنِ اللهِ أَفْوَاجاً أَنْ يَحْمَدَهُ وَيَسْتَغْفِرَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ تَكَلَّمْ، فَقَالَ: أَعْلَمَهُ متى يموت, أي: فهي آتيك من الموت، فسبح بحمد ربك واستغفره. وَرَوَى نَحْوَهُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ" حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَجَدْتُ عامَّة عِلْمِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَ هَذَا الحَيِّ مِنَ الأَنْصَارِ, إِنْ كُنْتُ لآتِي الرَّجُلَ مِنْهُم، فَيُقَالُ: هُوَ نَائِمٌ، فَلَو شِئْتُ أَنْ يُوْقَظَ لِي، فَأَدَعُهُ حَتَّى يَخرُجَ لأَسْتطِيبَ بِذَلِكَ قَلْبَهُ. يَزِيْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, عن سليمان الأحول، عن طاوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لأَسْأَلُ عَنِ الأَمرِ الوَاحِدِ ثَلاَثِيْنَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إِسْنَادُه صَحِيْحٌ. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الهُذَلِيِّ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ مِنَ الإِسْلاَمِ بِمَنْزِلٍ، وَكَانَ مِنَ القُرْآنِ بِمَنْزِلٍ، وَكَانَ يَقُومُ عَلَى مِنْبَرِنَا هَذَا، فَيَقرَأُ البَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَيُفَسِّرُهُمَا آيَةً آيَةً، وَكَانَ عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- إذا ذَكَرَهُ قَالَ: ذَلِكَ فَتَى الكُهُولِ لَهُ لِسَانٌ سَؤُولٌ، وَقَلْبٌ عَقُوْلٌ. إِسْرَائِيْلُ: أَخْبَرَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُلُّ القُرْآنِ أَعْلَمُهُ إلَّا ثَلاَثاً "الرَّقِيْمَ"، و"غِسْلِيْنَ"، و"حَنَاناً". يَحْيَى بنُ يَمَانٍ, عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيْدِ بن جبير قَالَ: قَالَ عُمَرُ لابْنِ عَبَّاسٍ: لَقَدْ عَلِمْتَ عِلْماً مَا عَلِمْنَاهُ.

عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عَبَّاسٍ قَالَ: دَعَانِي عُمَرُ مَعَ الأَكَابِرِ، وَيَقُوْلُ لِي: لاَ تَتَكَلَّمْ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا، ثُمَّ يَسْأَلُنِي، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَيْهِم، فَيَقُوْلُ: مَا مَنَعَكُم أَنْ تَأْتُونِي بِمِثلِ مَا يَأْتِينِي بِهِ هَذَا الغُلاَمُ الذي لم تستو شئون رَأْسِهِ. مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ المُهَاجِرُوْنَ لِعُمَرَ: ألَا تَدْعُو أَبْنَاءنَا كَمَا تَدْعُو ابْنَ عَبَّاسٍ? قَالَ: ذَاكُم فَتَى الكُهُولِ, إنَّ لَهُ لسانًا سئولًا، وقلبًا عقولًا. مُوْسَى بنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَسْتَشِيرُ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي الأَمْرِ إِذَا أهمَّه، وَيَقُوْلُ: غُصْ غَوَّاصُ. أَبُو يَحْيَى الحمَّاني: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, قَالَ عُمَرُ: لاَ يَلُوْمَنِّي أَحَدٌ عَلَى حُبِّ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ! إِنَّ عُمَرَ يُدنِيكَ، فَاحفَظْ عَنِّي ثَلاَثاً: لاَ تفشينَّ لَهُ سِرّاً، وَلاَ تغتابنَّ عِنْدَهُ أَحَداً، وَلاَ يجربنَّ عَلَيْكَ كَذِباً. ابْنُ عُلَيَّةَ: حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ, أَنَّ عَلِيّاً حَرقَ نَاساً ارْتَدُّوا عَنِ الإِسْلاَمِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَمْ أَكُنْ لأَحرِقَهُم أَنَا بِالنَّارِ, إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ"، وَكُنْتُ قَاتِلَهُم لِقَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ بدَّل دِيْنَهُ فَاقْتُلُوْهُ" , فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيّاً، فَقَالَ: وَيْحَ ابْنِ أُمِّ الفضل, إنه لغوَّاص على الهنات. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوْسَى بنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْضَرَ فَهْماً، وَلاَ أَلَبَّ لُبّاً, وَلاَ أَكْثَرَ عِلماً، وَلاَ أَوسعَ حِلماً, مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, لَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ يَدعُوْهُ لِلمُعْضِلاَتِ، فَيَقُوْلُ: قَدْ جَاءت مُعْضِلَةٌ، ثُمَّ لاَ يُجَاوِزُ قَوْلَه، وَإِنَّ حَوْلَهُ لأَهْلُ بَدْرٍ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مَالِكِ بنِ أَبِي عَامِرٍ, سَمِعَ طَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ يَقُوْلُ: لَقَدْ أُعْطِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَهْماً وَلَقناً وَعِلْماً, مَا كُنْتُ أَرَى عُمَرَ يقدِّم عَلَيْهِ أَحَداً. الأَعْمَشُ, عَنْ مُسْلِمِ بنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: لَوْ أَدْركَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَسْنَانَنَا مَا عَشَرهُ مِنَّا أَحَدٌ. وَفِي رِوَايَةٍ "مَا عَاشَرَهُ". الأَعْمَشُ: حَدِّثُوْنَا أنَّ عَبْدَ اللهِ قَالَ: وَلَنِعْمَ تَرْجُمَانُ القُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ.

الأَعْمَشُ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوْ أنَّ هَذَا الغُلاَمَ أَدْرَكَ مَا أَدْرَكْنَا مَا تَعلَّقْنَا مَعَهُ بِشَيْءٍ. الوَاقِدِيُّ: حدَّثنا مَخْرَمَةُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ بُسْرِ بنِ سعيد، عن مُحَمَّدِ بنِ أُبَيّ بنِ كَعْبٍ, سَمِعَ أَبَاهُ يَقُوْلُ -وَكَانَ عِنْدَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَامَ فَقَالَ: هَذَا يَكُوْنُ حَبْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ, أَرَى عَقْلاً وَفَهْماً, وَقَدْ دَعَا لَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُفَقِّهَهُ فِي الدِّيْنِ. وَعَنْ عِكْرِمَةَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَقُوْلُ لِي: مَوْلاَكَ وَاللهِ أَفْقَهُ مَنْ مَاتَ وَمَنْ عَاشَ. وَيُرْوَى عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالحجِّ ابْنُ عَبَّاسٍ. قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ يَرَى مُتعَةَ الحجِّ حَتْماً. قَرَأْتُ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَخْبَرَكُم عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ, أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ, حَدَّثنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بنِ بَذِيْمَةَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَجُلٌ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَسْأَلُهُ عَنِ النَّاس، فَقَالَ: يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ, قَدْ قَرَأَ القُرْآنَ مِنْهُم كَذَا وَكَذَا، فَقُلْتُ: وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنْ يُسَارعُوا يَوْمَهم هَذَا فِي القُرْآنِ هَذِهِ المُسَارَعَةَ, قَالَ: فَزَبَرَنِي عُمَر، ثُمَّ قَالَ: مَهْ، فَانطَلَقتُ إِلَى مَنْزِلِي مُكْتَئِباً حَزِيناً، فَقُلْتُ: قَدْ كُنْتُ نَزَلتُ مِنْ هَذَا بِمَنْزِلَةٍ، وَلاَ أُرَانِي إلَّا قَدْ سَقَطتُ مِنْ نَفْسِهِ، فَاضْطَجَعتُ عَلَى فِرَاشِي حَتَّى عَادَنِي نِسْوَةُ أَهْلِي وَمَا بِيَ وَجعٌ، فَبَيْنَا أَنَا عَلَى ذَلِكَ قِيْلَ لِي: أجب أمير المُؤْمِنِيْنَ, فَخَرَجتُ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ عَلَى البَابِ يتنظرني، فَأَخَذَ بِيَدِي، ثُمَّ خَلاَ بِي، فَقَالَ: مَا الَّذِي كَرِهتَ مِمَّا قَالَ الرَّجُلُ آنِفاً? قُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, إِنْ كُنْتُ أَسَأْتُ فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، وَأَنْزِلُ حَيْثُ أَحْبَبْتَ, قَالَ: لَتُخْبِرَنِّي, قُلْتُ: مَتَى مَا يُسَارِعُوا هَذِهِ المُسَارَعَةَ يَحْتَقُّوا، وَمَتَى مَا يَحْتَقُّوا يَخْتَصِمُوا، وَمَتَى مَا اخْتَصَمُوا يَخْتَلِفُوا، وَمَتَى مَا يَخْتَلِفُوا يَقْتَتِلُوا, قَالَ: للهِ أَبُوْكَ! لَقَدْ كُنْتُ أَكْتُمُهَا النَّاسَ حَتَّى جِئْتَ بِهَا. ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مُرَّةَ مَكِّيٌّ, حَدَّثَنَا نَافِعُ بنُ عُمَرَ, حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ, أنَّ أَهْلَ المَدِيْنَةِ كَلَّمُوا ابْنَ عَبَّاسٍ أَنْ يَحُجَّ بِهِم, فَدَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ، فَأَمَّرَهُ فَحَجَّ ثُمَّ رَجَعَ، فَوَجَدَ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: إِنْ أَنْتَ قُمْتَ بِهَذَا الأَمْرِ الآنَ أَلْزَمَكَ النَّاسُ دَمَ عُثْمَانَ إِلَى يَوْمِ القيامة.

وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ لَمَّا قَالَ: سِرْ، فَقَدْ وَلَّيْتُكَ الشَّامَ، فَقَالَ: مَا هَذَا بِرَأْيٍ، وَلَكِنِ اكْتُبْ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فمَنِّه وعِدْه, قَالَ: لاَ كَانَ هَذَا أَبَداً. وَعَنْ عِكْرِمَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يَقُوْلُ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ: لاَ تُحَكِّمْ أَبَا مُوْسَى، فَإِنَّ مَعَهُ رَجُلاً حَذِراً مرسًا قارحًا من الرجال، فلزَّني إلى جَنْبِهِ، فَإِنَّهُ لاَ يَحُلُّ عُقْدَةً إلَّا عَقَدْتُهَا، وَلاَ يَعْقِدُ عُقْدَةً إلَّا حَلَلْتُهَا, قَالَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! فَمَا أَصْنَعُ? إِنَّمَا أُوْتَى مِنْ أصحابي قد ضعفت نيتهم، وكلوا هذا الأشعث يَقُوْلُ: لاَ يَكُوْنُ فِيْهَا مُضَرِيَّانِ أَبَداً, فَعَذَرْتُ عَلِيّاً. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَدْ فَاتَ النَّاسَ بِخِصَالٍ بِعِلْمِ مَا سَبَقَ، وَفِقْهٍ فِيمَا احتِيجَ إِلَيْهِ مِنْ رَأْيِهِ، وَحِلْمٍ، وَنَسَبٍ، وَنَائِلٍ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ بِمَا سَبَقَهُ مِنْ حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا بِقَضَاءِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ مِنْهُ، وَلاَ أَعْلَمَ بِمَا مَضَى، وَلاَ أَثقَبَ رَأْياً فِيمَا احتِيجَ إِلَيْهِ مِنْهُ، وَلَقَدْ كنَّا نَحضُرُ عِنْدَهُ، فَيُحَدِّثُنَا العَشِيَّةَ كُلَّهَا فِي المَغَازِي، وَالعَشِيَّةَ كُلَّهَا فِي النَّسَبِ، وَالعَشِيَّةَ كُلَّهَا فِي الشِّعْرِ. ابْنُ جريج، عن طاوس قال: ما رأيت أروع مِنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلاَ أَعْلَمَ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ مِثْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ, لَقَدْ مَاتَ يَوْمَ مَاتَ، وَإِنَّهُ لَحَبْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ. الأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يسمَّى البَحْرَ؛ لِكَثْرَةِ عِلْمِهِ. ابْنُ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مَا سَمِعْتُ فُتْيَا أَحْسَنَ مِنْ فُتْيَا ابْنِ عَبَّاسٍ, إلَّا أَنْ يَقُوْلَ قَائِلٌ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعن طاوس قَالَ: أَدْرَكْتُ نَحْواً مِنْ خَمْسِ مائَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ, إِذَا ذَاكَرُوا ابْنَ عَبَّاسٍ فَخَالَفُوهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُقَرِّرُهُم حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى قَوْلِهِ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ الأَصَمِّ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ حَاجّاً مَعَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَكَانَ لِمُعَاوِيَةَ مَوْكِبٌ، وَلابْنِ عَبَّاسٍ مَوْكِبٌ مِمَّنْ يَطْلُبُ العِلْمَ. الأَعْمَشُ: حَدَّثَنَا أَبُو وَائِلٍ قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ وَهُوَ أَمِيْرٌ عَلَى المَوْسِمِ، فَافْتَتَحَ سُورَةَ النُّوْرَ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَيُفَسِّرُ، فَجَعَلْتُ أَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ وَلاَ سَمِعْتُ كَلاَمَ رَجُلٍ مِثْلَ هَذَا, لَوْ سَمِعَتْهُ فَارِسُ وَالرُّوْمُ وَالتُّرْكُ لأَسْلَمَتْ. وَرَوَى عَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي، وَائِلٍ مِثْلَهُ. رَوَى جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بَيْتاً أَكْثَرَ خُبْزاً وَلَحْماً مِنْ بَيْتِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

سُلَيْمُ بنُ أَخْضَرَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَنِي مَنْ أَرْسَلَهُ الحَكَمُ بنُ أَيُّوْبَ إِلَى الحَسَنِ، فَسَأَلَهُ: مَنْ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ النَّاسَ فِي هَذَا المَسْجَدِ يَوْمَ عَرَفَةَ? فَقَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَمَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ. وَعَنْ مَسْرُوْقٍ قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قُلْتُ: أَجْمَلُ النَّاسِ، فَإِذَا نَطَقَ قُلْتُ: أَفصَحُ النَّاسِ، فَإِذَا تَحَدَّثَ قُلْتُ: أَعْلَمُ النَّاسِ. قَالَ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ: مَا رَأَيْتُ فِي مَجْلِسِ ابْنِ عباس باطلًا قط. قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ يُدْرَكْ مِثْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ، وَلاَ مِثْلُ الشَّعْبِيِّ فِي زَمَانِهِ، وَلاَ مِثْلُ الثَّوْرِيِّ فِي زَمَانِهِ. أَبُو عَامِرٍ الخَزَّازُ, عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة، فَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا نَزَلَ قَامَ شَطْرَ اللَّيْلِ، وَيُرَتِّلُ القُرْآنَ حَرْفاً حَرْفاً، وَيُكْثِرُ فِي ذَلِكَ مِنَ النَّشِيْجِ وَالنَّحِيْبِ. مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ, عَنْ شُعَيْبِ بنِ دِرْهَمٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأَسفَلَ مِنْ عَيْنَيْهِ مِثْلُ الشِّرَاكِ البَالِي مِنَ البُكَاءِ. عَبْدُ الوَهَّابِ الخفَّاف، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ بنِ يَعْلَى، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَجَاءهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! كَيْفَ صَومُكَ? قَالَ: أَصُومُ الاثْنَيْنِ وَالخَمِيْسَ. قَالَ: ولِمَ? قَالَ: لأنَّ الأَعمَالَ تُرْفَعُ فِيْهِمَا، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ1. إِسْحَاقُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا سِنَانٍ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ, أَنَّ أَبَا أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيَّ أَتَى مُعَاوِيَةَ، فَشَكَا دَيْنًا، فَلَمْ يَرَ مِنْهُ مَا يُحِبُّ, فَقَدِمَ البَصْرَةَ، فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَفَرَّغَ لَهُ بَيْتَهُ، وَقَالَ: لأصنعنَّ بك كما صنعت بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: كَمْ دَيْنك? قَالَ: عِشْرُوْنَ أَلْفاً، فَأَعْطَاهُ أَرْبَعِيْنَ أَلْفاً وَعِشْرِيْنَ مَمْلُوْكاً، وكل ما في البيت.

_ 1 ضعيف جدًّا: في إسناده أبو أمية بن يعلى، وهو أبو أمية إسماعيل بن يعلى الثقفي البصري، قال يحيى مرة- والنسائي والدارقطني: متروك. وذكر ابن عدي له بضعة عشر حديثًا, معروفة لكنها منكرة الإسناد. لكن قد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا بلفظ: "تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين, فيغفر الله -عز وجل- في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئًا, إلّا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء, فيقال: اركوا هذين -أي: أخروا هذين- حتى يصطلحا, اركوا هذين حتى يصطلحا". أخرجه مالك "2/ 908"، وأحمد "2/ 329"، ومسلم "2565"، والترمذي "747"، وابن ماجه "1740", والدارمي "2/ 20" من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة، به. واللفظ لمسلم.

وَعَنِ الشَّعْبِيِّ، وَغَيْرِهِ: أنَّ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَقَامَ بَعْدَ وَقْعَةِ الجَمَلِ بِالبَصْرَةِ خَمْسِيْنَ لَيْلَةً، ثُمَّ سَارَ إِلَى الكُوْفَةِ، وَاسْتَخلَفَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَلَى البَصْرَةِ، ووجَّه الأَشْتَرَ عَلَى مُقَدِّمَتِهُ إِلَى الكُوْفَةِ، فَلَحِقَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَنِ اسْتَخلَفَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلَى البَصْرَةِ? قَالَ: ابْنُ عَمِّهِ, قَالَ: فَفِيمَ قَتَلْنَا الشَّيْخَ أَمْسَ بِالمَدِيْنَةِ? قَالَ: فَلَمْ يَزَلِ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى البَصْرَةِ حَتَّى سَارَ إِلَى صِفِّيْنَ، فَاسْتَخلَفَ أَبَا الأَسْوَدِ بِالبَصْرَةِ عَلَى الصَّلاَةِ، وَزِيَاداً عَلَى بَيْتِ المَالِ. قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ عَلِيٌّ لَمَّا بُوْيِعَ قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: اذهَبْ عَلَى إِمْرَةِ الشَّامِ، فَقَالَ: كَلاَّ, أَقَلُّ مَا يَصنَعُ بِي مُعَاوِيَةُ إِنْ لَمْ يَقْتُلْنِي الحَبْسُ، وَلَكِنِ اسْتَعْمِلْهُ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ عَزْلُهُ بَعْدُ، فَلَمْ يَقبَلْ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ أَشَارَ عَلَى عَلِيٍّ أَنْ لاَ يُوَلِّيَ أَبَا مُوْسَى يَوْمَ الحَكَمَيْنِ، وَقَالَ: وَلِّنِي أَوْ، فَوَلِّ الأَحْنَفَ، فَأَرَادَ عَلِيٌّ ذَلِكَ، فَغَلَبُوهُ عَلَى رَأْيِهِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي تَسْمِيَةِ أُمَرَاءِ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّيْنَ: فَكَانَ عَلَى المَيْسَرَةِ ابْنُ عَبَّاسٍ، ثُمَّ رُدَّ بَعْدُ إِلَى وِلاَيَةِ البَصْرَةِ. وَمِمَّا قَالَ حَسَّانٌ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِيمَا بَلَغَنَا: إِذَا مَا ابْنُ عَبَّاسٍ بَدَا لَكَ وَجْهُهُ ... رَأَيْتَ لَهُ فِي كُلِّ أَقْوَالِهِ فَضْلاَ إِذَا قَالَ لَمْ يَتْرُكْ مَقَالاً لِقَائِلٍ ... بِمُنْتَظَمَاتٍ لاَ تَرَى بَيْنَهَا فَصْلاَ كَفَى، وَشَفَى مَا فِي النُّفُوْسِ فَلَمْ يَدَعْ ... لِذِي أَرَبٍ فِي القَوْلِ جِدّاً وَلاَ هَزْلاَ سَمَوْتَ إِلَى العَلْيَا بِغَيْرِ مَشَقَّةٍ ... فَنِلْتَ ذراها لا دنيًا ولا وغلا خلفت حَلِيْفاً لِلمُرُوْءةِ وَالنَّدَى ... بَلِيْجاً، وَلَمْ تُخْلَقْ كَهَاماً ولا خبلا1 رَوَى العُتْبِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا سَارَ الحُسَيْنُ إِلَى الكُوْفَةِ اجْتَمَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، فَضَرَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى جَيْبِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَتَمَثَّلَ: يَا لَكِ مِنْ قُنْبَرَةٍ بِمَعْمَرِ ... خَلاَ لَكِ الجَوُّ فَبِيْضِي وَاصْفِرِي وَنَقِّرِي مَا شِئْتِ أَنْ تُنَقِّرِي خَلاَ لَكَ وَاللهِ يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ الحِجَازُ، وَذَهَبَ الحُسَيْنُ. فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: وَاللهِ مَا تَرَوْنَ إلَّا أَنَّكُم أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ. فَقَالَ: إِنَّمَا يَرَى مَنْ كَانَ فِي شَكٍّ، وَنَحْنُ فَعَلَى يَقِينٍ. لَكنْ أَخْبِرْنِي عنْ نَفْسِكَ: لِمَ زَعَمْتَ أَنَّكَ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ سَائِرِ العرب? فقال ابن

_ 1 الكهام: يقال سيف كهام: كليل لا يقطع. والخبل: الفساد.

الزُّبَيْرِ: لِشَرَفِي عَلَيْهِم, قَالَ: أَيُّمَا أَشْرَفُ, أَنْتَ أَمْ مَنْ شُرِّفْتَ بِهِ? قَالَ: الَّذِي شَرُفْتُ بِهِ زَادَنِي شَرَفاً, قَالَ: وَعَلَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى اعتَرَضَ بَيْنَهُمَا رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَسَكَّتُوهُمَا. وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي العِلْمِ بَحْراً يَنشَقُّ لَهُ الأَمْرُ مِنَ الأُمُوْرِ، وَكَانَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اللَّهُمَّ أَلْهِمْهُ الحِكْمَةَ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيْلَ"، فلمَّا عَمِيَ أَتَاهُ النَّاسُ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، وَمَعَهُم عِلْمٌ مِنْ عِلْمِهِ -أَوْ قَالَ: كُتُبٌ مِنْ كُتُبِهِ، فَجَعَلُوا يستقرءونه، وَجَعَلَ يقدِّم ويؤخِّر، فلمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: إني قد تَلِهْتُ مِنْ مُصِيْبَتِي هَذِهِ، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ عِلْمِي فَلْيَقْرَأْ عَلَيَّ، فَإِنَّ إِقْرَارِي له كقراءتي عليه. قال: فقرءوا عَلَيْهِ. تَلِهْتُ: تَحَيَّرْتُ، وَالأَصْلُ: وَلِهْتُ كَمَا قِيْلَ فِي وُجَاهُ: تِجَاهُ. أَبُو عَوَانَةَ, عَنْ هِلاَلِ بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس, أنَّه لَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ الحَمَّامَ إلَّا وَحْدَهُ، وعليه ثوب صفيق يقول: إني أستحي اللهَ أَنْ يَرَانِي فِي الحَمَّامِ مُتَجَرِّداً. أَبُو عَوَانَةَ, عَنْ أَبِي الجُوَيْرِيَةِ قَالَ: رَأَيْتُ إِزَارَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ، وَعَلَيْهِ قَطِيفَةٌ رُوْمِيَّةٌ وَهُوَ يُصَلِّي. رِشْدِيْنُ بنُ كُرَيْب, عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ، فَيُرْخِي شِبْراً بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ. ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ, أنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يتَّخذ الرِّدَاءَ بِأَلْفٍ. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بنُ شَابُوْرٍ, قَالَ رَجُلٌ لِعَطِيَّةَ: مَا أَضْيَقَ كُمَّكَ! قَالَ: كَذَا كَانَ كُمُّ ابْنِ عباس وابن عمر. مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَلْبَسُ الخَزَّ، وَيَكْرَهُ المُصْمَتَ. عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ قَالَ: لَمَّا وَقَعَتِ الفِتْنَةُ بَيْنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَعَبْدِ المَلِكِ ارْتَحَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُحَمَّدُ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ بِأَهْلِهِمَا حَتَّى نَزَلُوا مَكَّةَ، فَبَعَثَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَيْهِمَا: أَنْ بَايِعَا، فَأَبَيَا، وَقَالاَ: أَنْتَ وَشَأْنُكَ, لاَ نَعرِضُ لَكَ وَلاَ لِغَيْرِكَ، فَأَبَى، وألحَّ عَلَيْهِمَا، وَقَالَ: وَاللهِ لَتُبَايِعُنَّ أَوْ لأحرقنَّكم بِالنَّارِ، فَبَعَثَا أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بنَ وَاثِلَةَ إِلَى شِيْعَتِهِم بِالكُوْفَةِ، فَانْتَدَبَ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ، فَحَمَلُوا السِّلاَحَ حَتَّى دَخَلُوا مَكَّةَ، ثُمَّ كبَّروا تَكْبِيْرَةً سَمِعَهَا أَهْلُ مَكَّةَ، وَانْطَلَقَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنَ المَسْجَدِ هَارِباً حَتَّى دَخَلَ دَارَ النَّدْوَةِ، وَقِيْلَ: بَلْ تَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الكَعْبَةِ، وَقَالَ: أَنَا عَائِذٌ بِبَيْتِ اللهِ.

قَالَ: ثُمَّ مِلْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الحَنَفِيَّةِ, قَدْ عُمِلَ حَوْلَ دُوْرِهِمُ الحَطَبُ لِيُحْرِقَهَا، فَخَرَجْنَا بِهِم حَتَّى نَزَلْنَا بِهِمُ الطَّائِفَ. وَلأَبِي الطُّفَيْلِ الكِنَانِيِّ حِيْنَ مَنَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَبْدَ اللهِ بنَ عَبَّاسٍ مِنَ الاجتِمَاعِ بِالنَّاسِ كَانَ يَخَافُهُ، وَإِنَّمَا أَخَّرَ النَّاسَ عَنْ بَيْعَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ -أَنْ لَوْ شَاءَ الخِلاَفَةَ- ذَهَابُ بَصَرِهِ: لاَ دَرَّ دَرُّ اللَّيَالِي كَيْفَ تُضْحِكُنَا ... مِنْهَا خُطُوبٌ أَعَاجِيبٌ، وَتُبْكِينَا وَمِثْلُ مَا تُحْدِثُ الأَيَّامُ مِنْ غِيَر ... فِي ابْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الدُّنْيَا تُسَلِّينَا كُنَّا نَجِيْءُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَيُقْبِسُنَا ... فِقْهاً، وَيُكْسِبُنَا أَجْراً وَيَهْدِيْنَا وَلاَ يَزَالُ عُبَيْدُ اللهِ مُتْرَعَةً ... جِفَانُهُ مُطْعِماً ضَيْفاً وَمِسْكِينَا فَالبِرُّ وَالدِّيْنُ وَالدُّنْيَا بِدَارِهِمَا ... نَنَالُ مِنْهَا الَّذِي نَبْغِي إِذَا شينا إِنَّ الرَّسُولَ هُوَ النُّوْرُ الَّذِي كُشِفَتْ ... بِهِ عَمَايَاتُ مَاضِينَا وَبَاقِيْنَا وَرَهْطُهُ عِصْمَةٌ فِي دِيْنِنَا وَلَهُم ... فَضْلٌ عَلَيْنَا وَحَقٌّ وَاجِبٌ فِيْنَا فَفِيْمَ تَمْنَعُهُم مِنَّا وَتَمْنَعُنَا ... مِنْهُم وَتُؤْذِيْهُمُ فِيْنَا وَتُؤْذِيْنَا لَنْ يُؤْتِيَ اللهُ إِنْسَاناً بِبُغْضِهِمُ ... فِي الدِّيْنِ عِزّاً وَلاَ فِي الأَرْضِ تَمْكِينَا قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ فِي تَرْجَمَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ: هُوَ القَائِلُ: مَا رُوِيَ عَنْهُ مِنْ وُجُوهٍ: إِنْ يَأْخُذِ اللهُ مِنْ عَيْنَيَّ نُورَهُمَا ... فَفِي لِسَانِي وقلبي منهما نور قلبي وَعَقْلِي غَيْرُ ذِي دَخَلٍ ... وَفِي فَمِي صَارِمٌ كَالسَّيْفِ مَأْثُورُ قَالَ سَالِمُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ: عَنْ أَبِي كُلْثُوْمٍ, أَنَّ ابْنَ الحَنَفِيَّةِ لَمَّا دُفِنَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: اليَوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ. وَرَوَاهُ بَعْضُهُم، فَقَالَ: عَنْ "مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ" بَدَلَ "أَبِي كُلْثُوْمٍ". قَالَ حُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ المَرْوَزِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ, جَاءَ طَائِرٌ أَبْيَضُ فَدَخَلَ فِي أَكْفَانِهِ. رَوَاهَا الأَجْلَحُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، فَزَادَ: فَكَانُوا يُرَوْنَ أَنَّهُ عِلْمُهُ. وَرَوَى عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ نَحْوَهُ، وزاد: فما رئي بعد -يعني: الطائر.

حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بنِ عَطَاءٍ، عَنْ بُجَيْرِ بنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ، فَلَمَّا خَرَجُوا بِنَعشِهِ جَاءَ طيْرٌ عَظِيْمٌ أَبيضُ مِنْ قِبَل وَجٍّ, حَتَّى خَالطَ أَكْفَانَهُ، ثُمَّ لَمْ يَرَوْهُ، فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ عِلْمُهُ. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ، فِي كِتَابِ "الإِحكَامِ": جَمعَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ يَعْقُوْبَ بنِ المَأْمُوْنِ -أَحَدُ أَئِمَّةِ الإِسْلاَمِ- فَتَاوَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي عِشْرِيْنَ كِتَاباً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ فِي كِتَابِهِ، عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ, أَخْبَرْنَا ابْنُ بَيَانٍ, أَخْبَرَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ, أَخْبَرَنَا الصَّفَّارُ, حَدَّثَنَا ابْنُ عَرَفَةَ, حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بنُ شُجَاعٍ, عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيْدٍ قَالَ: مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ، فَجَاءَ طَائِرٌ لَمْ يُرَ عَلَى خِلْقتِهِ، فَدَخَلَ نَعْشَهُ، ثُمَّ لَمْ يُرَ خَارِجاً مِنْهُ، فلمَّا دُفِنَ تُلِيَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى شَفِيْرِ القَبْرِ, لاَ يُدْرَى مَنْ تَلاَهَا: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [الفجر: 27-28] . رَوَاهُ بَسَّامٌ الصَّيْرَفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ يَامِيْنَ، وسَمَّى الطَّائِرَ غُرْنُوْقاً. رَوَاهُ فُرَاتُ بنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَان: شَهِدتُ جِنَازَةَ ابْنِ عَبَّاسٍ ... بنَحْوٍ مِنْ حَدِيْثِ سَالِمٍ الأَفْطَسِ. فهذه قضية متواترة. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: تُوُفِّيَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَنَةَ ثَمَانٍ أَوْ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ وَالهَيْثَمُ وَأَبُو نُعَيْمٍ: سَنَةَ ثَمَانٍ، وَقِيْلَ: عَاشَ إحدى وسبعين سنة. ومسنده أَلْفٌ وَسِتُّ مائَةٍ وَسِتُّوْنَ حَدِيثاً، وَلَهُ مِنْ ذَلِكَ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" خَمْسَةٌ وَسَبْعُوْنَ، وتفرَّد البُخَارِيُّ لَهُ بِمائَةٍ وَعِشْرِيْنَ حَدِيثاً، وتفرَّد مُسْلِمٌ بِتِسْعَةِ أحاديث.

أبو أمامة الباهلي

274- أَبُو أُمَامَةَ البَاهِلِيُّ 1: "ع" صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَزِيلُ حِمْصَ. رَوَى عِلْماً كَثِيْراً, وحدَّث عَنْ عُمَرَ، وَمُعَاذٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ. رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بنُ مَعْدَانَ، وَالقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْدِ، وَشُرَحْبِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ حَبِيْبٍ المُحَارِبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَسُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ، وَأَبُو غَالِبٍ حَزَوَّرٌ، وَرَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ خَلِيْفَةُ: وَمِنْ قَيْسِ عَيْلاَنَ، ثُمَّ مِنْ بني أعصر: صدي بن عجلان بنِ وَهْبِ بنِ عَرِيْبِ بنِ وَهْبِ بنِ رِيَاحِ بنِ الحَارِثِ بنِ مَعْنِ بنِ مَالِكِ بنِ أَعْصُرَ. قَالَ سُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ, سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ, قُلْتُ: لأَبِي أُمَامَةَ مِثْلُ مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ? قَالَ: أَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً. وَرُوِيَ أَنَّهُ بَايعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. رَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ، فَقَالَ: "اللهمَّ سَلِّمْهُمْ\ وَغَنِّمْهُمْ"، فَغَزَوْنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا. وَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, مُرْنِي بِعَمَلٍ, قَالَ: "عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ"، فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ، وَامْرَأَتُهُ، وَخَادِمُهُ لاَ يُلْفَوْنَ إلَّا صِيَاماً2. الحُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ، وَصَدَقَةُ بنُ هُرْمُزَ -بِمَعْنَاهُ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى بَاهِلَةَ، فَأَتَيتُهُم فرحَّبوا بِي، فَقُلْتُ: جِئْتُ لأَنْهَاكُم عَنْ هَذَا الطَّعَامِ، وَأَنَا رَسُوْلُ رَسُوْلِ اللهِ لِتُؤْمِنُوا بِهِ، فَكَذَّبُوْنِي وَرَدُّونِي، فَانْطَلقتُ وَأَنَا جَائِعٌ ظَمْآنُ، فَنِمْتُ فَأُتِيتُ فِي مَنَامِي بِشَربَةٍ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبتُ فَشَبِعتُ، فَعَظُمَ بَطْنِي، فقال القوم: أتاكم رجل من أَشْرَافِكُم وَخِيَارِكُم فَرَدَدْتُمُوْهُ? قَالَ: فَأَتَوْنِي بِطَعَامٍ وَشَرَابٍ، فَقُلْتُ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهِ, إِنَّ اللهَ قَدْ أَطْعَمَنِي وَسَقَانِي، فَنَظَرُوا إِلَى حَالِي، فآمَنُوا. مِسْعَرٌ, عَنْ أَبِي العَنْبَسِ، عَنْ أَبِي العدبَّس، عَنْ أَبِي مَرْزُوْقٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أبي أمامة قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ متوكِئٌ عَلَى عَصاً، فَقُمْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: "لاَ تَقُوْمُوا كَمَا تقوم الأعاجم يعظّم بعضها بعضًا"3.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 411"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 3001"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 2004"، الكاشف "2/ ترجمة 2409"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2786", أسد الغابة "3/ 16", والاستيعاب "2/ 736" و"4/ 1602"، الإصابة "2/ ترجمة 4509", تهذيب التهذيب "4/ 420"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3128". 2 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 248-249 و255 و258"، والنسائي "4/ 165", والطبراني "7463" و"7464" من طريق محمد بن أبي يعقوب، عن رجاء بن حيوة، به. 3 ضعيف: أخرجه أبو داود "5230"، وأحمد "5/ 253"، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" "ص64"، وتَمَّام في "الفوائد" "41/ 2" من طريق مسعر، عن أبي العنبس، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه ثلاث علل؛ الأولى: جهالة أبي العدبس, العلة الثانية: ضعف أبي مرزوق، فإنه لين -كما قال الحافظ في "التقريب", العلة الثالثة: الاضطراب, =

ابْنُ المُبَارَكِ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ: رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ فِي المَسْجَدِ وَهُوَ سَاجِدٌ يَبْكِي وَيَدْعُو، فَقَالَ: أَنْتَ أَنْتَ! لَوْ كَانَ هَذَا فِي بَيْتِكَ. صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى أَبِي أُمَامَةَ فَيُحَدِّثُنَا حَدِيْثاً كَثِيْراً عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَقُوْلُ: اعْقِلُوا وبلغوا عنَّا ما تسمعون. لأَبِي أُمَامَةَ كَرَامَةٌ بَاهِرَةٌ, جَزِعَ هُوَ مِنْهَا, وَهِيَ فِي كَرَامَاتِ الدَّاكَالِيِّ، وأنَّه تَصَدَّقَ بِثَلاَثَةِ دَنَانِيْرَ فَلَقِيَ تَحْتَ كَرَاجَتِه ثَلاَثَ مائَةِ دِيْنَارٍ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ سَعِيْدٍ الأَزْدِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا أُمَامَةَ وَهُوَ فِي النَّزْعِ، فَقَالَ لِي: يَا سَعِيْدُ! إِذَا أَنَا مِتُّ فَافْعَلُوا بِي كَمَا أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ لَنَا: "إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَنَثَرْتُمْ عَلَيْهِ التُّرَابَ، فَلْيَقُمْ رَجُلٌ مِنْكُمْ عِنْدَ رَأْسِهِ، ثُمَّ لْيَقُلْ: يَا فلان ابن فُلاَنَةَ، فَإِنَّهُ يَسْمَعُ، وَلَكِنَّهُ لاَ يُجِيْبُ، ثُمَّ لْيَقُلْ: يَا فُلاَنُ بنُ فُلاَنَةَ، فَإِنَّهُ يَسْتَوِي جَالِساً، ثُمَّ لْيَقُلْ: يَا فُلاَنُ بنُ فُلاَنَةَ، فَإِنَّهُ يَقُوْلُ: أَرْشِدْنَا يَرْحَمْكَ اللهُ، ثُمَّ لْيَقُلْ: اذكُرْ مَا خَرَجْتَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا؛ شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، وَأَنَّكَ رَضِيْتَ بِاللهِ رَبّاً، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيّاً، وَبَالإِسْلاَمِ دِيْناً، فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ مُنْكَرٌ وَنَكِيْرٌ: اخْرُجْ بِنَا مِنْ عِنْدِ هَذَا, مَا نَصْنَعُ بِهِ، وَقَدْ لُقِّنَ حُجَّتَهُ"؟ قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، فَإِنْ لَمْ أَعْرِفْ أمه قال: "انسبه إلى حواء". وَيُرْوَى بِإِسْنَادٍ آخَرَ إِلَى سَعِيْدٍ هَذَا. قَالَ المَدَائِنِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ أَبُو أُمَامَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: مَاتَ سَنَةَ إحدى وثمانين.

_ = فأخرجه أحمد، عن سفيان، عن مسعر، عن أبي منهم أبو غالب، عن أبي أمامة، به. ورواه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" "93/ 2" عن سفيان بن عيينة، عن مسعر بن كدام، عن أبي مرزوق، عَنْ أَبِي العَنْبَسِ، عَنْ أَبِي العَدَبَّسِ، عَنْ أبي أمامة، به. ثم أخرجه أحمد "5/ 256"، والروياني في "مسنده" "30/ 225/ 2" من طريق يحيى بن سعيد، عن مسعر، حدثنا أبو العدبس، عن أبي خلف، حدثنا أبو مرزوق قال: قال أبو أمامة: فذكره. وقال الروياني: "اليهود" بدل "الأعاجم"، وأخرجه ابن ماجه "3836" من طريق وكيع، مع مسعر، عن أبي مرزوق، عن أبي وائل، عن أبي أمامة، به. فقال "أبو وائل" بدل " أبو العدبس", لكن قد صحَّ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أنه قال: "ما كان شخص في الدنيا أحبّ إليهم رؤية مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" "946"، والترمذي "2754"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "2/ 39"، وأحمد "3/ 132" من طرق عن حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح, غريب من هذا الوجه. قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وهذا الحديث مما يقوي المنع من القيام للإكرام؛ لأن القيام لو كان إكرامًا شرعًا لم يجز له -صلى الله عليه وسلم- أن يكرهه من أصحابه له، وهو أحق الناس بالإكرام. وقد صحَّ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ حديث معاوية بن أبي سفيان مرفوعًا: "من أحبَّ أن يتمثل له الناس قيامًا فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه البخاري في "الأدب" "977"، وأبو داود "5229"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "2/ 40"، وأحمد "4/ 93 و100"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" "1/ 219"، والبغوي في "شرح السنة" "3330" من طرق عن حبيب بن الشهيد، عن أبي مجلز، عن معاوية، به.

عبد الله بن الزبير

275- عبد الله بن الزبير 1: "ع" ابن العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ, أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ, أَبُو بَكْرٍ، وَأَبُو خُبَيْبٍ القُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ المَكِّيُّ، ثُمَّ المَدَنِيُّ, أَحَدُ الأَعْلاَمِ، وَلَدُ الحَوَارِيِّ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ابْنِ عَمِّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَوَارِيِّهِ. مُسْنَدُهُ نَحْوٌ مِنْ ثَلاَثَةٍ وَثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً, اتَّفَقَا لَهُ عَلَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ، وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِسِتَّةِ أَحَادِيْثَ، وَمُسْلِمٌ بِحَدِيْثَيْنِ. كَانَ عَبْدُ اللهِ أَوَّلَ مَولُودٍ لِلْمُهَاجِرِينَ بِالمَدِيْنَةِ, وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ، وَقِيْلَ: سَنَةَ إِحْدَى. وَلَهُ صُحْبَةٌ، وَرِوَايَةُ أَحَادِيْثَ. عِدَادُه فِي صِغَارِ الصَّحَابَةِ، وَإِنْ كَانَ كَبِيْراً فِي العِلْمِ وَالشَّرَفِ وَالجِهَادِ وَالعِبَادَةِ. وَقَدْ رَوَى أَيْضاً عَنْ أَبِيْهِ وَجَدِّهِ لأُمِّهِ الصِّدِّيْقِ، وَأُمِّهِ أَسْمَاءَ، وَخَالَتِهِ عَائِشَةَ، وَعَنْ عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَغَيْرِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَخُوْهُ عُرْوَةُ الفَقِيْهُ، وَابْنَاهُ؛ عَامِرٌ وَعَبَّادٌ، وَابْنُ أَخِيْهِ؛ محمد بن عروة، وعبيدة السلماني، وطاوس، وَعَطَاءٌ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ المَكِّيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَوَهْبُ بنُ كَيْسَانَ، وَسَعِيْدُ بنُ مِيْنَاءَ، وَحَفِيدَاهُ: مُصْعَبُ بنُ ثَابِتِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَيَحْيَى بنُ عَبَّادِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ المُنْذِرِ بنِ الزُّبَيْرِ، وآخرون.

_ 1 ترجمته في طبقات خليفة "69 و1489 و1987"، وتاريخ البخاري الكبير "5/ ترجمة رقم 9"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 261"، الاستيعاب "3/ 305"، أسد الغابة "3/ 242", الإصابة "2/ ترجمة "4682"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 3286"، الكاشف "2/ ترجمة "2748"، تهذيب التهذيب "5/ 263"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3496".

وَكَانَ فَارِسَ قُرَيْشٍ فِي زَمَانِهِ، وَلَهُ مَوَاقِفُ مَشهُودَةٌ. قِيْلَ: إِنَّهُ شَهِدَ اليَرْمُوْكَ وَهُوَ مُرَاهِقٌ، وَفَتْحَ المَغْرِبِ، وَغَزْوَ القُسْطَنْطِيْنِيَّةِ، وَيَوْمَ الجَمَلِ مَعَ خَالَتِهِ. وَبُوْيِعَ بِالخِلاَفَةِ عِنْدَ مَوْتِ يَزِيْدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، وَحَكَمَ عَلَى الحِجَازِ وَاليَمَنِ وَمِصْرَ وَالعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ، وَبَعضِ الشَّامِ، وَلَمْ يَسْتَوسِقْ لَهُ الأَمْرُ، وَمِنْ ثَمَّ لَمْ يَعُدَّهُ بَعْضُ العُلَمَاءِ فِي أُمَرَاءِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَدَّ دَوْلَتَهُ زَمَنَ فُرْقَةٍ، فَإِنَّ مَرْوَانَ غَلَبَ عَلَى الشَّامِ ثُمَّ مِصْرَ، وَقَامَ عِنْدَ مَصرعِهِ ابْنُهُ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ، وَحَارَبَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَقُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ -رَحِمَهُ اللهُ، فاستقلَّ بِالخِلاَفَةِ عَبْدُ المَلِكِ وَآلُهُ، وَاسْتَوسَقَ لَهُمُ الأَمْرُ إِلَى أَنْ قَهَرَهُم بَنُو العَبَّاسِ بَعْدَ مُلْكِ سِتِّيْنَ عَاماً. قِيْلَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَدْركَ مِنْ حَيَاةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَمَانِيَةَ أَعْوَامٍ وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ, وَكَانَ مُلاَزِماً لِلوُلُوجِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ؛ لِكَوْنِهِ مِنْ آلِهِ، فَكَانَ يتردَّد إِلَى بَيْتِ خَالَتِهِ عَائِشَةَ. شُعَيْبُ بنُ إِسْحَاقَ, عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، وَزَوْجَتِهِ فَاطِمَةَ قَالاَ: خَرَجَتْ أَسْمَاءُ حِيْنَ هَاجَرَتْ حُبْلَى، فنَفِسَت بِعَبْدِ اللهِ بِقُبَاءَ, قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَجَاءَ عَبْدُ اللهِ بَعْدَ سَبْعِ سِنِيْنَ؛ لِيُبَايِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بِذَلِكَ أَبُوْهُ الزُّبَيْرُ، فتبسَّم النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ رَآهُ مُقْبِلاً، ثُمَّ بَايَعَهُ. حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَإِسْنَادُهُ قَوِيٌّ1. قَالَ الوَاقِدِيُّ: عَنْ مُصْعَبِ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ يَتِيْمِ عُرْوَةَ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ المُهَاجِرُوْنَ أَقَامُوا لاَ يُولَدُ لَهُم، فَقَالُوا: سَحَرَتْنَا يَهُوْدُ, حَتَّى كَثُرتِ القَالَةُ فِي ذَلِكَ، فَكَانَ أَوَّلَ مَولُودٍ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فكبَّر المُسْلِمُوْنَ تَكْبِيرَةً وَاحِدَةً حَتَّى ارْتَجَّتِ المَدِيْنَةُ، وَأَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَا بَكْرٍ فأذَّن فِي أُذُنَيْهِ بِالصَّلاَةِ2. وَقَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ؛ عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ عَارِضَا ابْنِ الزُّبَيْرِ خَفِيفَيْنِ، فَمَا اتَّصَلَتْ لِحْيَتُهُ حَتَّى بَلَغَ السِّتِّيْنَ. وَفِي البُخَارِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ أنَّ الزُّبَيْرَ أَركَبَ وَلَدَهُ عَبْدَ اللهِ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ فَرَساً وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِيْنَ، ووكَّل به رجلًا3. التَّبُوْذَكِيُّ: حَدَّثَنَا هُنَيْدُ بنُ القَاسِمِ, سَمِعْتُ عَامِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ: سَمِعْتُ أَبِي

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2146" "25". 2 ضعيف جدًّا: في إسناده الواقدي، وهو متروك -كما ذكرنا ذلك مرارًا, وهو مرسل. 3 صحيح: أخرجه البخاري "3975".

يقول: أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَحْتَجِمُ، فلمَّا فَرَغَ قَالَ: "يَا عَبْدَ اللهِ! اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ، فَأَهْرِقْهُ حَيْثُ لاَ يَرَاكَ أَحَدٌ"، فَلَمَّا بَرَزَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, عَمدَ إِلَى الدَّمِ فَشَرِبَهُ، فلمَّا رَجَعَ قَالَ: "مَا صَنَعْتَ بِالدَّمِ"؟ قَالَ: عَمدْتُ إِلَى أَخْفَى مَوْضِعٍ عَلِمْتُ، فَجَعَلْتُهُ فِيْهِ, قَالَ: "لَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ"؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "ولِمَ شَرَبْتَ الدَّمَ?"، وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ، وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ"1. قَالَ مُوْسَى التَّبُوْذَكِيُّ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عَاصِمٍ، فَقَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ القُوَّةَ الَّتِي بِهِ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ. رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى فِي "مُسْنَدِهِ"، وَمَا عَلِمْتُ فِي هُنَيْدٍ جَرْحَةً. خَالِدٌ الحَذَّاءُ, عَنْ يُوْسُفَ أَبِي يَعْقُوْبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ حَاطِبٍ، وَالحَارِثِ قَالاَ: طَالَمَا حَرَصَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الإِمَارَةِ, قُلْتُ: وَمَا ذَلِكَ? قَالاَ: أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِلِصٍّ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ. فَقِيْلَ: إِنَّهُ سَرَقَ، فَقَالَ: اقْطَعُوْهُ، ثُمَّ جِيْءَ بِهِ فِي إِمْرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَقَدْ سَرَقَ، وَقَدْ قُطِعَتْ قَوَائِمُهُ, فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَجِدُ لَكَ شَيْئاً إلَّا مَا قَضَى فِيكَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أَمَرَ بِقَتْلِكَ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ أُغَيْلِمَةً مِنْ أَبْنَاءِ المُهَاجِرِينَ؛ أَنَا فِيْهم، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أمِّروني عَلَيْكُم، فأمَّرناه، فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى البَقِيْعِ فَقَتَلْنَاهُ. هَذَا خبر منكر، فالله أعلم. قَالَ الحَارِثُ بنُ عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ, أنَّ نَوْفاً البِكَالِيَّ2 قَالَ: إِنِّيْ لأَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ المنَزَّل أنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَارِسُ الخُلَفَاءِ. مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي يَعْقُوْبَ, أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يَلْقَى ابْنَ الزُّبَيْرِ فَيَقُوْلُ: مَرْحَباً بِابْنِ عَمِّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَابْنِ حَوَارِيِّ رسول الله، ويأمر له بمائة ألف.

_ 1 ضعيف: أخرجه الحاكم "3/ 554"، وأبو نعيم في "الحلية" "1/ 330" من طريق موسى بن إسماعيل التبوذكي، حدثنا الهنيد بن القاسم، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته الهنيد بن القاسم بن عبد الرحمن بن ماعز، فقد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير "4/ ق2/ 249"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "4/ ق2/ 121" ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، لذا فالرجل مجهول، ولم يروِ عنه غير موسى بن إسماعيل. 2 هو نوف بن فضالة البكالي -بكسر الموحدة وتخفيف الكاف، ابن امرأة كعب، أحد العلماء، وهو شامي مستور، له ذكر في الصحيحين في حديث سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, عَنِ أُبَيّ كعب, حديث موسى والخضر.

ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: ذُِكَر ابْنُ الزُّبَيْرِ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ, عَفِيْفٌ فِي الإِسْلاَمِ, أَبُوْهُ الزُّبَيْرُ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ، وَجَدُّهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّتُهُ خَدِيْجَةُ، وَخَالَتُهُ عَائِشَةُ، وَجَدَّتُهُ صَفِيَّةُ، وَاللهِ إِنِّيْ لأُحَاسِبُ لَهُ نَفْسِي مُحَاسَبَةً لَمْ أُحَاسِبْ بِهَا لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ1. مُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ: سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ دِيْنَارٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ مُصَلِّياً قَطُّ أَحسَنَ صَلاَةً مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ. عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ: حَدَّثَتْنَا مَاطِرَةُ المَهْرِيَّةُ, حَدَّثَتْنِي خَالَتِي أُمُّ جَعْفَرٍ بِنْتُ النُّعْمَانِ, أَنَّهَا سَلَّمَتْ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَعِنْدَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَتْ: قوَّام اللَّيْلَ صَوَّامٌ النَّهَارَ، وَكَانَ يُسَمَّى حَمَامَةَ المَسْجَدِ. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: قَالَ لِي عُمَرُ بنُ عَبْدِ العزيز: إن في قلبك من ابن الزُّبَيْرِ, قُلْتُ: لَوْ رَأَيْتَهُ مَا رَأَيتَ مُنَاجِياً وَلاَ مُصَلِّياً مِثْلَهُ. وَرَوَى حَبِيْبُ بنُ الشَّهِيْدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة قال: كان ابن الزُّبَيْرِ يُوَاصِلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَيُصْبِحُ فِي اليَوْمِ السَّابِعِ وَهُوَ أَلْيَثُنَا. قُلْتُ: لَعَلَّهُ مَا بَلَغَهُ النَّهْيُ عَنِ الوِصَالِ, وَنَبِيُّكَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بالمؤمنين رءوف رَحِيْمٌ، وَكُلُّ مَنْ وَاصَلَ وَبَالَغَ فِي تَجْوِيعِ نَفْسِهِ انْحَرَفَ مِزَاجُهُ، وَضَاقَ خُلُقُهُ، فَاتِّبَاعُ السُّنَّةِ أَوْلى، وَلَقَدْ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مَعَ مُلْكِهِ صِنْفاً فِي العِبَادَةِ. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ, أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرْنَا الحَدَّادُ, أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ بنُ جَبَلَةَ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بنِ قَيْسٍ قَالَ: كَانَ لابْنِ الزُّبَيْرِ مائَةُ غُلاَمٍ, يُكَلِّمُ كُلَّ غُلاَمٍ مِنْهُم بِلُغَةٍ أُخْرَى، فَكُنْتَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ آخِرَتِهِ قُلْتَ: هَذَا رَجُلٌ لَمْ يُرِدِ الدُّنْيَا طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَإِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ دُنْيَاهُ قُلْتَ: هَذَا رَجُلٌ لَمْ يُرِدِ اللهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ كَأَنَّهُ عود، وحُدِّثَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- كَانَ كَذَلِكَ. قَالَ ثَابِتٌ البُنَانِيُّ: كُنْتُ أمُرُّ بِابْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ خَلْفَ المَقَامِ يُصَلِّي كَأَنَّهُ خَشَبَةٌ منصوبة لا تتحرك.

_ 1 صحيح: رواه البخاري "4664" و"4665" من طريق ابن جريج، به.

رَوَى يُوْسُفُ بنُ المَاجِشُوْنِ، عَنِ الثِّقَةِ يُسْنِدُهُ قَالَ: قَسمَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الدَّهْرَ عَلَى ثَلاَثِ لَيَالٍ، فَلَيْلَةٌ هُوَ قَائِمٌ حَتَّى الصَّبَاحِ، وَلَيْلَةٌ هُوَ رَاكِعٌ حَتَّى الصَّباحِ، وَلَيْلَةٌ هُوَ سَاجِدٌ حَتَّى الصَّباحِ. يَزِيْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيُّ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بنِ ينَّاق قَالَ: رَكَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَوْماً رَكْعَةً، فَقَرَأْنَا بِالبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءِ وَالمَائِدَةِ، وَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ. قُلْتُ: وَهَذَا مَا بَلَغَ ابْنَ الزُّبَيْرِ فِيْهِ حَدِيثُ النَّهْيِ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي فِي الحِجْرِ، وَالمِنْجَنِيْقُ يَصُبُّ تُوْبَهُ، فَمَا يَلتَفِتُ -يَعْنِي لَمَّا حَاصَرُوْهُ. وَرَوَى هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ قَالَ: لَوْ رَأَيتَ ابْنَ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي كَأَنَّهُ غُصْنٌ تصفقه الريح، وحجر المنجنيق يقع ههنا. أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قال: ما رأيت أحدًا أعظم سَجْدَةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ. مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عُمَرَ بنِ قَيْسٍ، عَنْ أُمِّهِ, أَنَّهَا دَخَلتْ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ بَيْتَهُ، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي، فَسَقطَتْ حَيَّةٌ عَلَى ابْنِهِ هَاشِمٍ، فَصَاحُوا: الحَيَّةَ الحَيَّةَ، ثُمَّ رَمَوْهَا، فَمَا قَطَعَ صَلاَتَهُ. قَالَ مَيْمُوْنُ بنُ مِهْرَانَ: رَأَيتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يُوَاصِلُ مِنَ الجُمُعَةِ إِلَى الجُمُعَةِ، فَإِذَا أَفطَرَ اسْتَعَانَ بِالسَّمْنِ حَتَّى يَلِيْنَ. لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ: مَا كَانَ بَابٌ مِنَ العِبَادَةِ يَعْجِزُ عَنْهُ النَّاسُ إلَّا تكفَّله ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَلَقَدْ جَاءَ سَيْلٌ طَبَّقَ البَيْتَ، فَطَافَ سِبَاحَةً. وَعَنْ عُثْمَانَ بنِ طَلْحَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لاَ يُنَازَعُ فِي ثَلاَثَةٍ: شَجَاعَةٍ، وَلاَ عِبَادَةٍ، وَلاَ بَلاغَةٍ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ, عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ, أَنَّ عُثْمَانَ أَمَرَ زَيْداً وَابْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيْدَ بنَ العَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ، فَنَسَخُوا المَصَاحِفَ، وَقَالَ: إِذَا اخْتَلَفْتُم أَنْتُم وَزَيْدٌ فِي شَيْءٍ، فَاكْتُبُوْهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهم1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4984" من طريق شعيب، عن الزهري، عن أنس، به. وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" "18-19" من طريق إبراهيم بن سعد، به.

قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَيْمَنَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ رِدَاءً عَدَنِيّاً يُصَلِّي فِيْهِ، وَكَانَ صَيِّتاً إِذَا خَطَبَ تَجَاوَبَ الجَبَلاَنِ، وَكَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ إِلَى العُنُقِ، ولحية صفراء. مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: حَدَّثَنَا أَبِي وَالزُّبَيْرُ بنُ خُبَيْبٍ قَالاَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: هَجَمَ عَلَيْنَا جُرْجِيْرُ فِي عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ أَلْفٍ، فَأَحَاطُوا بِنَا وَنَحْنُ فِي عِشْرِيْنَ أَلْفاً -يَعْنِي: نَوْبَةَ إِفْرِيْقِيَةَ. قَالَ: وَاختَلَفَ النَّاسُ عَلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ، فَدَخَلَ فُسْطَاطَهُ، فَرَأَيتُ غِرَّةً مِنْ جُرْجِيْرَ, بَصُرْتُ بِهِ خَلْفَ عَسَاكِرِهِ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَشْهَبَ, مَعَهُ جَارِيَتَانِ تُظَلِّلاَنِ عَلَيْهِ بِرِيشِ الطَّوَاوِيْسِ, بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَيْشِهِ أَرْضٌ بَيْضَاءُ، فَأَتَيتُ أَمِيْرَنَا ابْنَ أَبِي سَرْحٍ، فَنَدَبَ لِيَ النَّاسَ، فَاختَرتُ ثَلاَثِيْنَ فَارِساً، وَقُلْتُ لِسَائِرِهِم: الْبَثُوا عَلَى مَصَافِّكُم، وَحَمَلتُ، وَقُلْتُ لَهُم: احْمُوا ظَهْرِي، فَخَرَقْتُ الصفَّ إِلَى جُرْجِيْرَ، وَخَرجْتُ صَامِداً وَمَا يَحْسِبُ هُوَ وَلاَ أَصْحَابُهُ إلَّا أَنِّي رَسُولٌ إِلَيْهِ, حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُ، فَعَرَفَ الشَّرَّ، فَثَابَرَ بِرْذَوْنُهُ مُوَلِّياً، فَأَدْركْتُهُ فَطَعَنْتُهُ، فَسَقَطَ، ثُمَّ احْتَزَزْتُ رَأْسَهُ، فَنَصَبْتُهُ عَلَى رُمْحِي وكبَّرت، وَحَمَلَ المُسْلِمُوْنَ، فَارْفَضَّ العَدُوُّ، وَمَنَحَ اللهُ أَكْتَافَهُم. مَعْمَرٌ, عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ قَالَ: أُخِذَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ وَسْطِ القَتْلَى يَوْمَ الجَمَلِ، وَبهِ بِضْعٌ وَأَرْبَعُوْنَ ضَرْبَةً وَطَعْنَةً. وَقِيْلَ: إِنَّ عَائِشَةَ أَعْطَتْ يَوْمَئِذٍ لِمَنْ بشَّرها بِسَلاَمَتِهِ عَشْرَةَ آلاَفٍ. وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أحبَّ إِلَى عَائِشَةَ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَبَعْدَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا رَبِيْعَةُ بنُ عُثْمَانَ، وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: جَاءَ نَعْيُ يَزِيْدَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، فَقَامَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ، فَدَعَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ الحَنَفِيَّةِ إِلَى بَيْعَتِهِ، فَامْتَنَعَا، وَقَالاَ: حَتَّى يَجْتَمِعَ لَكَ النَّاسُ، فَدَارَاهُمَا سَنَتَيْنِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَغلَظَ لَهُمَا، وَدَعَاهُمَا فَأَبَيَا. قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَغَيْرُهُ: كَانَ يُقَالُ لابْنِ الزُّبَيْرِ: عَائِذُ بَيْتِ اللهِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عمَّته أُمِّ بَكْرٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي شُرَحْبِيْلُ بنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيْهِ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَغَيْرُهُم قَالُوا: لَمَّا نَزَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِالمَدِيْنَةِ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ ... , إِلَى أَنْ قَالُوا: فَخَرَجَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى مَكَّةَ، وَلَزِمَ الحِجْرَ، وَلَبِسَ المَعَافِرِيَّ، وَجَعَلَ يحرِّض عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، وَمَشَى إِلَى يَحْيَى بنِ حَكِيْمٍ الجُمَحِيِّ

وَالِي مَكَّةَ، فَبَايَعَهُ لِيَزِيْدَ، فَلَمْ يَرْضَ يَزِيْدُ حَتَّى يُؤْتَى بِهِ فِي جَامِعَةٍ وَوَثَاقٍ، فَقَالَ لَهُ وَلدُهُ مُعَاوِيَةُ بنُ يَزِيْدَ: ادفَعْ عَنْكَ الشَّرَّ مَا انْدَفَعَ، فَإِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ لَجُوْجٌ لاَ يُطِيعُ لِهَذَا أَبَداً، فكفِّر عَنْ يَمِيْنِكَ، فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنَّ فِي أَمرِكَ لَعَجَباً! قَالَ: فَادْعُ عَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرٍ فَاسْأَلْهُ عمَّا أَقُوْلُ، فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: أَصَابَ ابْنُكَ أَبُو لَيْلَى، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ، وَامْتَنَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنْ يذِلّ نَفْسَهُ، وَقَالَ: اللهمَّ إِنِّيْ عَائِذُ بَيْتِكَ. فَقِيْلَ لَهُ: عَائِذُ البَيْتِ، وَبَقِيَ لاَ يَعْرِضُ لَهُ أَحَدٌ، فَكَتَبَ يَزِيْدُ إِلَى عَمْرٍو الأَشْدَقِ وَالِي المَدِيْنَةِ, أَنْ يُجَهِّزَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ جُنْداً، فَنَدَبَ لِقِتَالِهِ أَخَاهُ عَمْرَو بنَ الزُّبَيْرِ فِي أَلْفٍ، فَظَفِرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِأَخِيْهِ بعد قتال، فعاقبه وأخر عن الصَّلاَةِ بِمَكَّةَ الحَارِثَ بنَ يَزِيْدَ، وَقَرَّرَ مُصْعَبَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وَكَانَ لاَ يَقْطَعُ أَمْراً دُوْنَ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ، وَمُصْعَبِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَجُبَيْرِ بنِ شَيْبَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ صَفْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ، فَكَانَ يُشَاوِرُهُم فِي أَمْرِهِ كُلِّهِ، وَيُرِيهِم أَنَّ الأَمْرَ شُوْرَى بَيْنَهم, لاَ يَسْتَبدُّ بِشَيْءٍ مِنْهُ دُوْنَهُم، وَيُصَلِّي بِهِمُ الجُمُعَةَ، وَيَحُجُّ بِهِم بِلاَ إِمْرَةٍ، وَكَانَتِ الخَوَارِجُ وَأَهْلُ الفِتَنِ قَدْ أَتَوْهُ، وَقَالُوا: عَائِذُ بَيْتِ اللهِ، ثُمَّ دَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَبَايَعُوْهُ، وَفَارَقَتْهُ الخَوَارِجُ، فولَّى عَلَى المَدِيْنَةِ أَخَاهُ مُصْعَباً، وَعَلَى البَصْرَةِ الحَارِثَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ، وَعَلَى الكُوْفَةِ عَبْدَ اللهِ بنَ مُطِيْعٍ، وَعَلَى مِصْرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ جَحْدَمٍ الفِهْرِيَّ، وَعَلَى اليَمَنِ وَعَلَى خُرَاسَانَ، وأمَّر عَلَى الشَّامِ الضَّحَّاكَ بنَ قَيْسٍ، فَبَايَعَ لَهُ عامَّة أَهْلِ الشَّامِ، وَأَبَتْ طَائِفَةٌ، والتفَّت عَلَى مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ، وَجَرَتْ أُمُوْر طَويلَةٌ، وَحُرُوْبٌ مُزْعِجَةٌ، وَجَرَتْ وَقْعَةُ مَرْجِ رَاهِطٍ، وقُتِلَ أُلُوفٌ مِنَ العَرَبِ، وقُتِلَ الضَّحَّاكُ، وَاسْتَفحَلَ أَمْرُ مَرْوَانَ, إِلَى أَنْ غَلَبَ عَلَى الشَّامِ، وَسَارَ فِي جَيْشٍ عَرَمْرَمٍ، فَأَخَذَ مِصْرَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا وَلَدَهُ عَبْدَ العَزِيْزِ، ثُمَّ دَهَمَهُ المَوْتُ، فَقَامَ بَعْدَهُ وَلدُهُ الخَلِيْفَةُ عَبْدُ المَلِكِ، فَلَمْ يَزَلْ يُحَارِبُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَتَّى ظَفِرَ بِهِ, بَعْدَ أَنْ سَارَ إِلَى العِرَاقِ، وَقَتَلَ مُصْعَبَ بنَ الزُّبَيْرِ. قَالَ شُعَيْبُ بنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ, أَنَّ يَزِيْدَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ: إِنِّيْ قَدْ بَعَثتُ إِلَيْكَ بِسِلْسِلَةٍ فِضَّةً، وَقَيْداً مِنْ ذَهَبٍ، وَجَامِعَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَحَلَفْتُ لَتَأْتِيَنِّي فِي ذَلِكَ، فَأَلْقَى الكِتَابَ وَأَنْشَدَ: وَلاَ أَلِيْنُ لِغَيْرِ الحَقِّ أَسْأَلُهُ ... حَتَّى يَلِيْنَ لِضِرْسِ الماضغ الحجر قُلْتُ: ثُمَّ جهَّز يَزِيْدُ جَيْشاً سِتَّةَ آلاَفٍ؛ إِذْ بَلَغَهُ أنَّ أَهْلَ المَدِيْنَةِ خَلَعُوْهُ، فَجَرَتْ وَقْعَةُ الحَرَّةِ، وقُتِلَ نَحْوُ أَلْفٍ مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، ثُمَّ سَارَ الجَيْشُ عَلَيْهِم حُصَيْنُ بنُ نُمَيْرٍ، فَحَاصَرُوا الكَعْبَةَ وَبِهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَجَرَتْ أُمُوْرٌ عَظِيمَةٌ، فَقَلَعَ اللهُ يَزِيْدَ، وَبَايَعَ حُصَيْنٌ وَعَسْكَرُهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ بِالخِلاَفَةِ، وَرَجَعُوا إِلَى الشَّامِ.

قَالَ شَبَابٌ: حَضَرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ المَوْسِمَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ، فَحَجَّ بِالنَّاسِ، وَحَجَّ بِأَهْلِ الشَّامِ الحَجَّاجُ، وَلَمْ يَطَّوَّفُوا بِالبَيْتِ. قَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: أَوَّلُ مَنْ كَسَا الكَعْبَةَ الدِّيبَاجَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ يُطَيِّبُهَا, حَتَّى يُوجَدَ رِيْحُهَا مِنْ طَرَفِ الحَرَمِ، وَكَانَتْ كِسْوَتُهَا قَبله الأَنْطَاعَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ شُعَيْبٍ الحَجَبِيُّ: إِنَّ المَهْدِيَّ لَمَّا جرَّد الكَعْبَةَ, كَانَ فِيمَا نَزَعَ عَنْهَا كسوة الزُّبَيْرِ مِنْ دِيبَاجٍ مَكْتُوبٍ عَلَيْهَا: "لِعَبْدِ اللهِ أَبِي بَكْرٍ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ". وَقَالَ الأَعْمَشُ: عَنْ أَبِي الضُّحَى: رَأَيتُ عَلَى رَأْسِ ابْنِ الزُّبَيْرِ مِسْكاً يُسَاوِي مَالاً. قُلْتُ: عِيْبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِشُحٍّ، فَرَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي بَشِيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُسَاوِرٍ, سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يُعَاتِبُ ابن الزُّبَيْرِ فِي البُخْلِ، وَيَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ المُؤْمِنُ الَّذِي يَبِيْتُ شَبْعَانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ" 1. وَرَوَى عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ لَيْثٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُكْثِرُ أَنْ يعنِّف ابْنَ الزُّبَيْرِ بِالبُخْلِ، فَقَالَ: كَمْ تُعَيِّرُنِي. يَعْقُوْبُ القُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ أَبِي المُغِيْرَةِ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، عَنْ عُثْمَانَ, أنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ لَهُ حَيْثُ حُصِرَ: إِنَّ عِنْدِي نَجَائِبَ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَتَحَوَّلَ إِلَى مَكَّةَ، فَيَأْتِيَكَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَكَ? قَالَ: لاَ, إِنِّيْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "يُلْحِدُ بِمَكَّةَ كَبْشٌ مِنْ قُرَيْشٍ, اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ, عَلَيْهِ مثل نصف أوزار الناس".

_ 1 صحيح بشواهده: أخرجه ابن أبي شيبة في الايمان "100"، والبخاري في الأدب المفرد "112"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "10/ 392" من طريق عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي بَشِيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن المساور قال: سمعت ابن عباس يخبر ابن الزبير يَقُوْلُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: فذكره. قلت: رجاله ثقات خلا ابن المساور فإنه مجهول -كما قال الذهبي في "الميزان"، فإنه لم يروِ عنه غير عبد الملك هذا، وكما قال ابن المديني. أمَّا ابن حبان فقد ذكره في كتابه "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل. ومع ذلك فقد صحَّحه الحاكم "4/ 167", ووافقه الذهبي في "التخليص", وذهل أنه ذكر ابن المساور في "ميزانه", وكلام العلماء عليه، فوافق الحاكم على تصحيحه، ولكن للحديث شواهد عن أنس، وابن عباس، وعائشة -رضي الله عنهم. فعن أنس: عند الطبراني في "الكبير" "1/ 66/ 1"، والبزار "119"، وفي إسناده محمد بن سعيد الأثرم، وهو ضعيف، وعند البزار علي زيد بن جدعان، وهو ضعيف، لكن كل منهما يقوى الآخر, ويرتقي إلى درجة الحسن. وعن ابن عباس: عند ابن عدي "89/ 2"، وفي إسناده حكيم بن جبير، وهو ضعيف. والحديث صحيح بهذه الشواهد, والله تعالى أعلى وأعلم.

رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"1، وَفِي إِسْنَادِهِ مَقَالٌ. عَبَّاسٌ التَّرْقُفِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو, سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "يُلْحِدُ بِمَكَّةَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللهِ, عَلَيْهِ نِصْفُ عَذَابِ العَالَمِ"، فَوَاللهِ لاَ أَكُوْنُهُ، فتحوَّل مِنْهَا، وَسَكَنَ الطَّائِفَ. قُلْتُ: مُحَمَّدٌ هُوَ المَصِّيْصِيُّ لَيِّنٌ، واحتجَّ بِهِ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ. أَبُو النَّضْرِ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ سَعِيْدٍ, أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو عَبْدَ اللهِ بنَ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: إِيَّاكَ وَالإِلْحَادَ فِي حَرَمِ اللهِ، فَأَشْهَدُ؛ لَسَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "يُحِلُّهَا -وَتَحِلُّ بِهِ- رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ, لَوْ وُزِنَتْ ذُنُوْبُهُ بِذُنُوْبِ الثَّقَلَيْنِ لَوَزَنَتْهَا". قَالَ: فَانظُرْ يَا ابْنَ عَمْرٍو لاَ تَكُوْنُهُ، وَذَكَرَ الحَدِيثَ. شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} [الحُجُرَاتُ: 9] ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: مَنْ هُمْ? قَالَ: ابْنُ الزُّبَيْرِ بغَى عَلَى أَهْلِ الشَّامِ. وَرَوَاهُ يُوْنُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَفِيهِ: بَغَى عَلَى هَؤُلاَءِ، وَنَكَثَ عَهْدَهُم. الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بنُ وضَّاح, حَدَّثَنِي أَبُو الخَصِيْبِ نَافِعٌ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الحَجَرَ مِنَ المِنْجَنِيْقِ يَهْوِي حَتَّى أَقُوْلَ: لَقَدْ كَادَ أَنْ يَأْخُذَ لِحْيَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ, وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وَاللهِ إِنْ أُبَالِي إِذَا وَجَدْتُ ثَلاَثَ مائَةٍ يَصبِرُوْنَ صبري لو أجلب عليَّ أهل الأرض. قلت: قد كان يضرب بشجاعته المثل.

_ 1 منكر: أخرجه أحمد "1/ 64"، والبزار "375" من طريق إسماعيل بن أبان الوراق، حدثنا يعقوب، عَنْ جَعْفَرِ بنِ أَبِي المُغِيْرَةِ، عَنِ ابْنِ أبزى، عن عثمان، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته إسماعيل بن أبان الوراق، قال الدارقطني: ليس بالقوي, ونقله الدارقطني عن أحمد بن حنبل قال: ليس بالقوي عندي. وأورد الحديث الحافظ ابن كثير في "البداية" "8/ 339" بإسناد المسند ومتنه سواء, وقال في إثره: "وهذا الحديث منكر جدا، وفي إسناده ضعف، ويعقوب القمي فيه تشيع، ومثل هذا لا يقبل تفرده به، وبتقدير صحته, فليس هو بعبد الله بن الزبير، فإن كان على صفات حميدة، وقيامه بالامارة, إنما كان لله -عز وجل, ثم هو كان الامام بعد موت معاوية بن يزيد لا محالة، وهو أرشد من مروان بن الحكم؛ حيث نازعه بعد أن اجتمعت الكلمة عليه، وقامت له البيعة في الآفاق، وانتظم له الأمر".

وَعَنِ المُنْذِرِ بنِ جَهْمٍ قَالَ: رَأَيتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَوْمَ قُتِلَ، وَقَدْ خَذَلَهُ مَنْ كَانَ مَعَهُ خِذْلاَناً شَدِيداً، وَجَعَلُوا يَتَسَلَّلُوْنَ إِلَى الحَجَّاجِ، وَجَعَلَ الحجَّاج يَصِيحُ: أَيُّهَا النَّاسُ, عَلاَمَ تَقْتُلُوْنَ أَنْفُسَكُم? مَنْ خَرَجَ إِلَيْنَا فَهُوَ آمِنٌ, لَكُم عَهْدُ اللهِ وَمِيْثَاقُهُ، وَرَبِّ هَذِهِ البَنِيَّةِ لاَ أغدر بكم، ولا حَاجَةٌ فِي دِمَائِكُم. قَالَ: فَتَسَلَّلَ إِلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفٍ، فَلَقَدْ رَأَيتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ. وَعَنْ إِسْحَاقَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَضَرْتُ قَتْل ابْنِ الزُّبَيْرِ, جَعَلَتِ الجُيُوْشُ تَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ أَبْوَابِ المَسْجَدِ، فَكُلَّمَا دَخَلَ قَوْمٌ مِنْ بَابٍ حَمَلَ عَلَيْهِم وَحْدَهُ حَتَّى يُخْرِجَهُم، فَبَيْنَا هُوَ عَلَى تِلْكَ الحَالِ؛ إِذْ وَقَعَتْ شُرْفَةٌ مِنْ شُرُفَاتِ المَسْجَدِ عَلَى رَأْسِهِ فَصَرَعَتْهُ، وَهُوَ يتمثَّل: أَسْمَاءُ يَا أَسْمَاءُ لاَ تَبْكِينِي ... لَمْ يَبْقَ إلَّا حَسَبِي وَدِيْنِي وَصَارِمٌ لاَثَتْ بِهِ يَمِينِي قُلْتُ: مَا إِخَالُ أولئك العسكر إلَّا لو شاءوا لأَتْلَفُوهُ بِسِهَامِهِم، وَلَكِنْ حَرَصُوا عَلَى أَنْ يُمْسِكُوهُ عَنْوَةً، فَمَا تَهَيَّأَ لَهُم، فَلَيْتَهُ كفَّ عَنِ القِتَالِ لَمَّا رَأَى الغَلَبَةَ, بَلْ لَيْتَهُ لاَ الْتَجَأَ إِلَى البَيْتِ، وَلاَ أَحْوَجَ أُوْلَئِكَ الظَّلَمَةَ والحجَّاج -لا بَارَكَ اللهُ فِيْهِ- إِلَى انتِهَاكِ حُرْمَةِ بَيْتِ اللهِ وَأَمْنِهِ، فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الفِتْنَةِ الصَّمَّاءِ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا فَرْوَةُ بنُ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبَّاسِ بنِ سَهْلٍ, سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُوْلُ: مَا أُرَانِي اليَوْمَ إلَّا مَقْتُوْلاً, لَقَدْ رَأَيْتُ فِي لَيْلَتِي كأنَّ السَّمَاءَ فُرِجَتْ لِي فَدَخَلْتُهَا، فَقَدْ وَاللهِ مَلِلْتُ الحَيَاةَ وَمَا فِيْهَا، وَلَقَدْ قَرَأَ يومئذ في الصبح {ن وَالْقَلَمِ} [القلم: 1] حَرْفاً حَرْفاً، وَإِنَّ سَيْفَهُ لَمَسْلُولٌ إِلَى جَنْبِهِ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ التَّكْبِيرَ، فِيمَا بَيْنَ المَسْجَدِ إِلَى الحَجُوْنِ حِيْنَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: لَمَنْ كَبَّرَ حِيْنَ وُلِدَ أَكْثَرُ وَخَيْرٌ مِمَّنْ كَبَّر لِقَتْلِهِ. مَعْمَرٌ, عَنْ أَيُّوْبَ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: مَا شَيْءٌ كَانَ يُحَدِّثُنَا كَعْبٌ إلَّا قَدْ أَتَى عَلَى مَا قَالَ, إلَّا قَوْلُهُ: فَتَى ثَقِيْفٍ يَقْتُلُنِي, وَهَذَا رَأْسُهُ بَيْنَ يَدَيَّ -يَعْنِي: المُخْتَارَ الكَذَّابَ. زِيَادٌ الجَصَّاصُ, عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ, أنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لِغُلاَمِهِ: لاَ تَمُرَّ بِي عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ -يَعْنِي: وَهُوَ مَصْلُوْبٌ, قَالَ: فَغَفِلَ الغُلاَمُ، فمَرّ بِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَرَآهُ، فَقَالَ:

رَحِمَكَ اللهُ أَبَا خُبَيْبٍ, مَا عَلِمْتُكَ إلَّا صوَّامًا قَوَّاماً، وَصُوْلاً لِرَحِمِكَ, أَمَا وَاللهِ إِنِّيْ لأرجو مع مساوئ ما قد علمت أَنْ لاَ يُعَذِّبَكَ اللهُ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ, أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ يَعْمَلْ سُوْءاً يجز به في الدنيا"1. قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ "الخُلَفَاءِ": صَلَبُوا ابْنَ الزُّبَيْرِ منكَّسًا، وَكَانَ آدَمَ نَحِيْفاً, لَيْسَ بِالطَّوِيْلِ, بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ, بَعَثَ عُمَّالَهُ إِلَى المَشْرِقِ كُلِّهِ، وَالحِجَازِ. قَالَ جُوَيْرِيَةُ ابن أَسْمَاءَ, عَنْ جَدَّتِهِ: إنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ غسَّلت ابْنَ الزُّبَيْرِ بَعْد مَا تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ، وَجَاءَ الإِذْنُ مِنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ عِنْدَمَا أَبَى الحجَّاج أَنْ يَأْذَنَ لَهَا، فحنَّطته وكفَّنته، وصلَّت عَلَيْهِ، وَجَعَلَتْ فِيْهِ شَيْئاً حِيْنَ رَأَتْهُ يتفسَّخ إِذَا مَسَّتْهُ. وَقَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ فَدَفَنَتْهُ بِالمَدِيْنَةِ فِي دَارِ صَفِيَّةَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ، ثُمَّ زِيْدَتْ دَارُ صَفِيَّةَ فِي المَسْجَدِ، فَهُوَ مَدْفُوْنٌ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, يَعْنِي: بِقُرْبِهِ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، وَعِدَّةٌ: قُتِلَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ. وَوَهِمَ ضَمْرَةُ وَأَبُو نُعَيْمٍ، فَقَالاَ: قُتِل سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. عَاشَ نَيِّفاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَمَاتَتْ أُمُّهُ بَعْدَهُ بِشَهْرَيْنِ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، وَلَهَا قَرِيبٌ مِنْ مائَةِ عَامٍ. هِيَ آخِرُ مَنْ مَاتَتْ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَل -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَيُقَالُ لَهَا: ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ, كَانَتْ أَسَنَّ مِنَ عَائِشَةَ بسنوات. روت عدة أحاديث.

_ 1 ضعيف: في إسناده زيد بن أبي زياد الجصاص، وشيخه علي بن زيد بن جدعان, وهما ضعيفان, والحديث المرفوع الذي رواه أبو بكر الصديق حديث صحيح بطرقه وشواهده. أخرجه أحمد "1/ 6"، البزار "21"، وأبو يعلى "18"، والطبري "5/ 294" من طريق عن عبد الوهاب ابن عطاء، عن زياد الجصاص، به. وفيه زياد وشيخه عليّ بن زيد بن جدعان, وهما ضعيفان -كما ذكرنا, وأخرجه بنحوه عبد بن حميد "7"، والترمذي "3039"، والبزار "20"، وأبو يعلى "21" من طريق موسى بن عبيدة، عن مولى ابن سباع، عن ابن عمر، عن أبي بكر. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال. قلت: في إسناده موسى بن عبيدة, ضعيف، وكذا مولى ابن سباع مجهول. ورود عند مسلم "2545" عن ابن عمر، به.

حدَّث عَنْهَا: أَوْلاَدُهَا؛ عَبْدُ اللهِ وَعُرْوَةُ، وَابْنُ العباس، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ المُنْذِرِ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَوَهْبُ بنُ كَيْسَانَ، وَابْنُ المُنْكَدِرِ، وَالمُطَّلِبُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَخَلْقٌ. وَهِيَ وَابْنُهَا عَبْدُ اللهِ، وَأَبُوْهَا أَبُو بَكْرٍ، وَجَدُّهَا أَبُو قُحَافَةَ صَحَابِيُّونَ, أضرَّت بِأَخَرَةٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: كَانَتْ أَكْبَرَ مِنْ عَائِشَةَ بِعَشْرِ سِنِيْنَ. قُلْتُ: فَعَلَى هَذَا يَكُوْنُ عُمُرُهَا إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وأمَّا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، فَقَالَ: عَاشَتْ مائَةَ سَنَةٍ، وَلَمْ يَسْقُطْ لَهَا سِنٌّ، وَقَدْ طَلَّقَهَا الزُّبَيْرُ قَبْلَ مَوْتِهِ زَمَنَ عُثْمَانَ. وَقَالَ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ: كَانَتْ أَسْمَاءُ لاَ تدَّخر شَيْئاً لِغَدٍ. وَقِيْلَ: أَعْتَقَتْ عِدَّةَ مَمَالِيْكَ، وَقَدِ اسْتَوْفَيْتُ تَرْجَمَتهَا فِي "تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ" رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. وَمِنْ أَوْلاَدِهَا: عروة بن الزبير الفقيه.

المنذر بن الزبير

ومنهم: 276- المنذر بن الزبير 1: الأَمِيْرُ, أَبُو عُثْمَانَ, أَحَدُ الأَبْطَالِ, وُلِدَ زَمَنَ عُمَرَ، وَكَانَ مِمَّن غَزَا القُسْطَنْطِيْنِيَّة مَعَ يَزِيْدَ، وَوَفَدَ بَعْدُ عَلَيْهِ. قَالَ الزُّبَيْرُ: فَحَدَّثَنِي مُصْعَبُ بنُ عُثْمَانَ, أنَّ المُنْذِرَ غَاضَبَ أَخَاهُ عَبْدَ اللهِ، فَسَارَ إِلَى الكُوْفَةِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ, فَأَكْرَمَهُ وَأَجَازَهُ بِأَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ, لَكِنْ مَاتَ مُعَاوِيَةُ قَبْلَ أَنْ يَقْبَضَ المُنْذِرُ الجَائِزَةَ، ووصَّى مُعَاوِيَةُ أَنْ يَنْزِلَ المُنْذِرُ فِي قَبْرِهِ، وَكَانَ بِالكُوْفَةِ لَمَّا بَلَغَهُ خِلاَفُ أَخِيْهِ عَلَى يَزِيْدَ، فَأَسْرَعَ إِلَى أَخِيْهِ بِمَكَّةَ فِي ثَمَانِ ليالٍ، فلمَّا حَاصَرَ الشَّامِيُّونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ قُتِلَ تِلْكَ الأَيَّامَ المُنْذِرُ -رَحِمَهُ اللهُ. وَبِنْتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ المُنْذِرِ لَهَا رِوَايَةٌ عَالِيَةٌ، وَهِيَ زَوْجَةُ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ. عَاشَ المنذر أربعين سنة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 182"، تاريخ الإسلام "3/ 86"، البداية والنهاية "8/ 246".

عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب

277- عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ 1: الهَاشِمِيُّ, ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ أَبِي وَهْبٍ المخزومية, من مسلمة الفتح. لاَ نَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً, كَانَ مَوْصُوَفاً بِالشَّجَاعَةِ وَالفُرُوْسِيَّةِ. وَلَمَّا تُوفِّي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ لِهَذَا نَحْوٌ مِنْ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ, حَدَّثَنِي هِشَامُ بنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الحُوَيْرِثِ قَالَ: أوَّل مَنْ قُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادِيْنَ بطريقٌ, بَرَزَ يَدْعُو إِلَى البِرَازِ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَاختَلَفَا ضَرَبَاتٍ، ثُمَّ قَتَلَهُ عَبْدُ اللهِ، ثُمَّ بَرَزَ آخَرُ، فَضَرَبَهُ عَبْدُ اللهِ عَلَى عَاتِقِهِ، وَقَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَأَثْبَتَهُ وَقَطَعَ سَيْفُهُ الدِّرْعَ، وَأَشْرَعَ فِي مَنْكِبِهِ، ثُمَّ ولَّى الرُّوْمِيُّ مُنْهَزِماً. وَعَزمَ عَلَيْهِ عَمْرُو بنُ العَاصِ أَنْ لاَ يُبَارِزَ، فَقَالَ: لاَ أَصبِرُ، فلمَّا اخْتَلَطَتِ السُّيُوفُ وُجِدَ فِي رِبْضَةٍ مِنَ الرُّوْمِ عَشْرَةٍ مَقْتُولاً وَهُمْ حَوْلَهُ، وَقَائِمُ السَّيْفِ فِي يَدِهِ قَدْ غرِيَ، وَإِنَّ فِي وَجْهِهِ لَثَلاَثِيْنَ ضَرْبَةً. قَالَ الوَاقِدِيُّ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الزُّبَيْرَ بنَ سَعِيْدٍ النَّوْفَلِيَّ، فَقَالَ: سَمِعْتُ شُيُوْخَنَا يَقُوْلُوْنَ: لَمَّا انْهَزَمَتِ الرُّوْمُ يَوْمَئِذٍ انْطَلَقَ الفَضْلُ بنُ عَبَّاسٍ فِي مائَةٍ نَحْواً مِنْ مِيْلٍ، فَيَجِدُ عَبْدَ اللهِ مَقْتُولاً فِي عَشْرَةٍ مِنَ الرُّوْمِ قَدْ قَتَلَهُم، فَقَبَرُوْهُ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: وَأَجْنَادِيْنُ2 كَانَتِ يوم الاثنين, لاثنتي عشرة بقيت من جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ. وَإِنَّمَا ضَمَمْتُ هَذَا البَطَلَ إِلَى البَطَلِ الَّذِي قَبْلَهُ لاشْتِرَاكِهِمَا في الاسم والشجاعة. فأمَّا:

_ 1 ترجمته في أسد الغابة "3/ 241"، والإصابة "2/ 308"، البداية والنهاية "8/ 238-239". 2 أجنادين: في الشام بين الرملة وبيت جبرين.

عبد الله بن الزبير

278- عَبْدُ اللهِ بنُ الزبير 1: بِفَتْحِ الزَّايِ، فَهُوَ الأَسَدِيُّ، أَسَدُ خُزَيْمَةَ، كُوْفِيٌّ شَاعِرٌ مَشْهُوْرٌ، لَهُ نَظْمٌ بَدِيعٌ. وَهُوَ الَّذِي امتَدَحَ مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئاً، فَقَالَ: لَعَنَ اللهُ نَاقَةً حَمَلَتْنِي إِلَيْكَ، فَقَالَ: إنَّ وَرَاكِبَهَا. وَقَدِمَ العِرَاقَ على مصعب، وله أخبار. ذكرته للتمييز.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ 263"، البداية والنهاية "9/ 80".

واثلة بن الأسقع

279- واثلة بن الأسقع 1: "ع" ابن كعب بن عامر، وَقِيْلَ: وَاثِلَةُ بنُ الأَسْقَعِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بن عبد يَالَيْلَ بنِ نَاشِبٍ اللَّيْثِيُّ, مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّة. أَسلَمَ سَنَةَ تِسْعٍ، وَشَهِدَ غَزْوَةَ تَبُوْكٍ، وَكَانَ مِنْ فُقَرَاءِ المُسْلِمِيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, طَالَ عُمُرُه. وَفِي كُنْيَتِهِ أَقْوَالٌ: أَبُو الخَطَّابِ، وَأَبُو الأَسْقَعِ، وَقِيْلَ: أَبُو قرْصَافَةَ، وَقِيْلَ: أَبُو شَدَّادٍ. لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ، وَشَدَّادٌ أَبُو عمَّار، وَبُسْرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ النَّصْرِيُّ، وَمَكْحُوْلٌ، وَيُوْنُسُ بنُ مَيْسَرَةَ بنِ حَلْبَسٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَرَبِيْعَةُ بنُ يَزِيْدَ القَصِيْرُ، وَيَحْيَى بنُ الحَارِثِ الذِّمَارِيُّ، وَخَلْقٌ, آخِرُهُم: مَوْلاَهُ؛ مَعْرُوفٌ الخَيَّاطُ, البَاقِي إِلَى سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَلَهُ رِوَايَةٌ أَيْضاً، عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ الغَنَوِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَلَهُ مَسجدٌ مَشْهُوْرٌ بِدِمَشْقَ، وَسَكَنَ قَرْيَةَ البَلاَطِ مُدَّةً, وَلَهُ دَارٌ عِنْدَ دَارِ ابْنِ البَقَّالِ بِدَرْبِ ... صَدَقَةُ بنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْرِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ وَاثِلَةَ قال: كنا

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 407", التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2646"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 202"، حلية الأولياء "2/ 21"، أسد الغابة "5/ 428"، الكاشف "3/ 6131"، وتجريد أسماء الصحابة "2/ ترجمة 1425"، والإصابة "3/ ترجمة 9087"، تهذيب التهذيب "11/ ترجمة 174".

أَصْحَابَ الصُّفَّةِ مَا منَّا رَجُلٌ لَهُ ثَوْبٌ تَامٌّ، وَلَقَدِ اتَّخَذَ العَرَقُ فِي جُلُودِنَا طُرُقاً مِنَ الغُبَارِ؛ إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "ليبشر الفقراء المُهَاجِرِينَ". الأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ -رَجُلٌ منَّا, حَدَّثَنِي وَاثِلَةُ بنُ الأَسْقَعِ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخَذَ حَسَناً وَحُسَيْناً وَفَاطِمَةَ، ولفَّ عَلَيْهِم ثَوْبَهُ، وَقَالَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأَحْزَابُ: 33] ، "اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِي". قَالَ وَاثِلَةُ: فَقُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ، وَأَنَا مِنْ أَهْلِكَ? قَالَ: "وَأَنْتَ مِنْ أَهْلِي" قَالَ: فَإِنَّهَا لَمِنْ أَرْجَى مَا أَرْجُو. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ غَرِيْبٌ. قَالَ مَكْحُوْلٌ: عَنْ وَاثِلَةَ قَالَ: إِذَا حَدَّثْتُكُم بِالحَدِيْثِ على معناه، فحسبكم. هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا مَعْرُوفٌ الخَيَّاطُ قَالَ: رَأَيْتُ وَاثِلَةَ بنَ الأَسْقَعِ يُمْلِي عَلَيْهِمُ الأَحَادِيْثَ. رَوَى إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ خَالِدٍ: تُوُفِّيَ وَاثِلَةُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ، وَهُوَ ابْنُ مائَةٍ وَخَمْسِ سِنِيْنَ. اعتَمَدَهُ البُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ وَعِدَّةٌ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ، وَلَهُ ثَمَانٍ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. قَالَ قَتَادَةُ: آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِدِمَشْقَ وَاثِلَةُ بنُ الأَسْقَعِ. الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَغَيْرُهُ, أنَّ وَاثِلَةَ [قَالَ] : وَقَفتُ فِي ظُلْمَةِ قَنْطَرَةِ قَيْنِيَةَ لِيَخْفَى عَلَى الخَارِجِيْنَ مِنْ بَابِ الجَابِيَةِ مَوْقِفِي. وَعَنْ بُسْرِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ وَاثِلَةَ قَالَ: فَأَسْمَعُ صَرِيرَ بَابِ الجَابِيَةِ، فَمَكَثْتُ، فَإِذَا بِخَيْلٍ عَظِيمَةٍ فَأَمْهَلْتُهَا، ثُمَّ حَمَلْتُ عَلَيْهِم وكَبَّرت، فَظَنُّوا أَنَّهُم أُحِيْطَ بِهِم، فَانْهَزَمُوا إِلَى البَلَدِ، وَأَسْلَمُوا عظيمهم، فدعسته بِالرُّمْحِ أَلْقَيْتُهُ عَنْ بِرْذَوْنِهِ، وَضَربْتُ يَدِي عَلَى عِنَانِ البِرْذَوْنِ، وَرَكَضْتُ، وَالتَفَتُوا، فلمَّا رَأَوْنِي وَحْدِي تَبِعُوْنِي، فَدَعَسْتُ فَارِساً بِالرُّمْحِ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ دَنَا آخَرُ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ فَأَخْبَرْتُهُ، وَإِذَا عِنْدَهُ عَظِيمٌ مِنَ الرُّوْمِ يَلْتَمِسُ الأَمَانَ لأَهْلِ دِمَشْقَ.

عبد الله بن الحارث بن جزء

280- عبد الله بن الحارث بن جزء 1: "د، ت، ق" الصَّحَابِيُّ العَالِمُ المُعَمَّرُ, شَيْخُ المِصْرِيِّيْنَ, أَبُو الحَارِثِ الزُّبَيْدِيُّ المِصْرِيُّ. شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ وَسَكَنَهَا، فَكَانَ آخِرَ الصَّحَابَةِ بِهَا مَوْتاً. لَهُ جَمَاعَةُ أَحَادِيْثَ, رَوَى عَنْهُ أَئِمَّةٌ. حدَّث عَنْهُ: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، وَعُقْبَةُ بنُ مُسْلِمٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ المُغِيْرَةِ، وَسُلَيْمَانُ بنُ زِيَادٍ الحَضْرَمِيُّ، وَعَمْرُو بنُ جَابِرٍ الحَضْرَمِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَزَعَمَ مَنْ لاَ مَعْرِفَةَ لَهُ أنَّ الإِمَامَ أَبَا حَنِيْفَةَ لَقِيَهُ وَسَمِعَ مِنْهُ, وَهَذَا جَاءَ مِنْ رِوَايَةِ رَجُلٍ متَّهم بِالكَذِبِ، ولعلَّ أَبَا حَنِيْفَةَ أَخَذَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ الزُّبَيْدِيِّ الكُوْفِيِّ, أَحَدِ التَّابِعِيْنَ، فَهَذَا مُحْتَمَلٌ، وأمَّا الصَّحَابِيُّ، فَلَمْ يَرَهُ أَبَداً، وَيَزْعُمُ الوَاضِعُ أنَّ الإِمَامَ ارْتَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ، وَدَارَ عَلَى سَبْعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ المُتَأَخِّرِينَ، وَشَافَهَهُم، وَإِنَّمَا المَحْفُوظُ أَنَّهُ رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِمُ الكُوْفَةَ. نَعَمْ، وَصَاحِبُ التَّرْجَمَةِ؛ هُوَ ابْنُ أَخِي الصَّحَابِيِّ مَحْمِيَةَ بنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ. وَقَدْ طَالَ عُمُرُهُ وعمَّر، وَمَاتَ بِقَرِيَةِ سَفْطِ القُدُوْرِ مِنْ أَسْفَلِ مِصْرَ، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ، وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ، وَقِيْلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ وَأَشْهَرُ. لَهُ رِوَايَةٌ فِي "سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ"، وَ"جَامِعِ أَبِي عِيْسَى"، وَ"سُنُنِ القَزْوِيْنِيِّ"، والله أعلم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 497"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 39"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 135"، أسد الغابة "3/ 203"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 3204"، الكاشف "2/ ترجمة 2700"، الإصابة "2/ ترجمة 4598"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 307"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3437".

عبد الله بن السائب

281- عبد الله بن السائب 1: "بَخ، م، 4" ابْنِ أَبِي السَّائِبِ صَيْفِيِّ بنِ عَابِدِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمِ بنِ يَقَظَةَ بنِ مُرَّةَ, أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو السَّائِبِ, القُرَشِيُّ المَخْزُوْمِيُّ المَكِّيُّ. مُقْرِئُ مَكَّةَ, وَلَهُ صُحْبَةٌ، ورواية. عداده في صغار الصحابة. وَكَانَ أَبُوْهُ شَرِيْكَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْلَ المَبْعَثِ. قَرَأَ عَبْدُ اللهِ القُرْآنَ عَلَى أُبَيّ بنِ كَعْبٍ، وحدَّث عَنْهُ أَيْضاً، وَعَنْ عُمَرَ. عَرَضَ عَلَيْهِ القُرْآنَ مُجَاهِدٌ، وَيُقَالُ: إنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ كَثِيْرٍ تَلاَ عَلَيْهِ، فَاللهُ أَعْلَمُ. وحدَّث عَنْهُ: ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَطَاءٌ، وَابْنُ بِنْتِهِ؛ مُحَمَّدُ بنُ عَبَّادِ بنِ جَعْفَرٍ، وَوَلَدُهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَخْزُوْمِيُّ، وَغَيْرُهُم. وَصَلَّى خَلْفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَكَّةَ، فَقَرَأَ بِسُوْرَةِ المُؤْمِنِيْنَ2. قَالَ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ: لَهُ صُحْبَةٌ. وَرَوَى أَنَسُ بنُ عِيَاضٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ السَّائِبِ قَالَ: اكْتَنَيْتُ بِكُنْيَةِ جَدِّي أَبِي السَّائِبِ، وَكَانَ خَلِيْطاً لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نِعْمَ الخَلِيْطُ كَانَ لاَ يُشَارِي وَلاَ يُمَارِي"3. ابْنُ عُيَيْنَةَ, عَنْ دَاوُدَ بنِ شَابُوْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كنَّا نَفْخَرُ عَلَى النَّاسِ بِقَارِئِنَا عَبْدِ اللهِ بنِ السَّائِبِ، وَبِفَقِيهِنَا عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، وَبِمُؤَذِّنِنَا أَبِي مَحْذُوْرَةَ، وَبِقَاضِيْنَا عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ. قِيْلَ: مَاتَ ابْنُ السَّائِبِ فِي إِمَارَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَامَ عَلَى قَبْرِ عَبْدِ اللهِ بنِ السَّائِبِ، فدعا له.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 445"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 15"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 301"، والاستيعاب "3/ 915"، أسد الغابة "3/ 254"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 3303"، الكاشف "2/ ترجمة 2767"، الإصابة "2/ ترجمة 4698"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 394"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3515". 2 صحيح: أخرجه مسلم "445". 3 ضعيف: فيه الرجل المبهم.

المسور بن مخرمة

282- المسور بن مخرمة 1: "ع" ابن نوفل بنُ أُهَيْبِ بن عَبْدِ مَنَافٍ بنِ زُهْرَةَ بنِ قُصَيِّ بنِ كلاب, الإمام الجَلِيْلُ, أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو عُثْمَانَ, القُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ. وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ؛ أُخْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ, زُهْرِيَّةٌ أَيْضاً. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. وَعِدَادُهُ فِي صِغَارِ الصَّحَابَةِ، كَالنُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ. وحدَّث أَيْضاً عَنْ خَالِهِ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، وَعُرْوَةُ، وَسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَوَلَدَاهُ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّ بَكْرٍ، وَطَائِفَةٌ. قدِمَ دِمَشْقَ بَرِيْداً مِنْ عُثْمَانَ يَسْتَصْرِخُ بِمُعَاوِيَةَ. وَكَانَ مِمَّنْ يَلْزَمُ عُمَرَ، وَيَحْفَظُ عَنْهُ. وَقَدِ انْحَازَ إِلَى مَكَّةَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَسَخطَ إِمْرَةَ يَزِيْدَ، وَقَدْ أَصَابَهُ حَجَرُ مِنْجَنِيْقٍ فِي الحِصَارِ. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كانت تَغْشَاهُ، وَيَنْتَحِلُوْنَهُ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مِسْوَرٌ ثِقَةٌ. عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ, أنَّ المِسْوَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: يَا مِسْوَرُ! مَا فَعَلَ طَعْنُكَ عَلَى الأَئِمَّةِ? قَالَ: دَعْنَا مِنْ هَذَا وَأَحْسِنْ فِيمَا جِئْنَا لَهُ. قَالَ: لتكلمنِّي بِذَاتِ نَفْسِكَ بِمَا تَعِيبُ عَلَيَّ? قَالَ: فَلَمْ أَترُكْ شَيْئاً إلَّا بَيَّنْتُهُ، فَقَالَ: لاَ أَبْرَأُ مِنَ الذَّنْبِ، فَهَلْ تَعُدُّ لَنَا مِمَّا نَلِي مِنَ الإِصْلاَحِ فِي أَمْرِ العامَّة, أَمْ تَعُدُّ الذُّنُوبَ وَتَتْرُكُ الإِحْسَانَ? قلت: نعم. قَالَ: فَإِنَّا نَعتَرِفُ للهِ بِكُلِّ ذَنْبٍ، فَهَلْ لَكَ ذُنُوبٌ فِي خاصَّتك تَخْشَاهَا? قَالَ: نَعَمْ, قال: فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق مِنِّي، فَوَاللهِ مَا أَلِي مِنَ الإِصْلاَحِ أَكْثَرَ مِمَّا تَلِي، وَلاَ أُخَيِّر بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ غَيْرِهِ إلَّا اخْتَرْتُ اللهَ عَلَى سِوَاهُ، وَإِنِّي لَعَلَى دِيْنٍ يُقْبَلُ فِيْهِ العَمَلُ، وَيُجْزَى فِيْهِ بِالحَسَنَاتِ, قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ خَصَمَنِي, قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمْ أَسْمَعِ المِسْوَرَ ذَكَرَ مُعَاوِيَةَ إلَّا صَلَّى عَلَيْهِ. عَنْ أُمِّ بَكْرٍ, أنَّ أَبَاهَا كَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ طَافَ لكلِّ يَوْمٍ غَابَ عَنْهَا سَبْعاً، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ المِسْوَرِ، عَنْ أَبِيْهَا أَنَّهُ، وَجَدَ يَوْمَ القَادِسِيَّةِ إِبْرِيقَ ذَهَبٍ بِاليَاقُوْتِ، وَالزَّبَرْجَدِ فَنَفَلَهُ سَعْدٌ إِيَّاهُ، فَبَاعَهُ بِمائَةِ أَلْفٍ. وَفِي "مُسْنَدِ أَحْمَدَ"، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْهُ؛ حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الوَلِيْدِ بنِ كَثِيْرٍ, حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَلْحَلَةَ, أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ, أَنَّ عَلِيَّ بنَ الحُسَيْنِ حَدَّثَهُ, أنَّهم قَدِمُوا المَدِيْنَةَ مِنْ عِنْدِ يَزِيْدَ مَقْتَلَ الحُسَيْنِ، فَلَقِيَهُ المِسْوَر بنُ مَخْرَمَةَ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ إليَّ مِنْ حَاجَةٍ تَأْمُرُنِي بِهَا? قُلْتُ: لاَ. قَالَ: هَلْ أَنْتَ مُعْطِيَّ سَيْفَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ? فإني

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1798"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1366", أسد الغابة "5/ 175"، الكاشف "3/ ترجمة 5546"، تجريد أسماء الصحابة "2/ ترجمة 861"، الإصابة "3/ ترجمة 8993"، تهذيب التهذيب "10/ ترجمة 288"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة رقم 7013".

أَخَافُ أَنْ يَغْلِبَكَ القَوْمُ عَلَيْهِ، وَايْمُ اللهِ, لَئِنْ أَعَطَيْتَنِيْهِ لاَ يُخْلَصُ إِلَيْهِ أَبَداً حَتَّى تَبْلُغَ نَفْسِي, إنَّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ، فَسَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي ذَلِكَ عَلَى مِنْبَرِهِ هَذَا، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ، فَقَالَ: "إِنَّ فَاطِمَةَ بِضْعَةٌ مِنِّي، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِيْنِهَا"، ثُمَّ ذَكَرَ صِهْراً لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ، فَأَحْسَنَ, قَالَ: "حَدَّثَنِي فصدَّقني، وَوَعَدَنِي فوفَّى لِي، وَإِنِّي لَسْتُ أحرِّم حَلاَلاً، وَلاَ أُحِلُّ حَرَاماً، وَلَكِنْ وَاللهِ لاَ تَجْتَمِعُ ابْنَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَابْنَةُ عَدُوِّ اللهِ مَكَاناً وَاحِداً أَبَداً" 1. فَفِيْهِ أنَّ المِسْوَرَ كَانَ كَبِيْراً مُحْتَلِماً إِذْ ذَاكَ. وَعَنْ عَطَاءِ بنِ يَزِيْدَ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لاَ يَقْطَعُ أَمْراً دُوْنَ المِسْوَرِ بِمَكَّةَ. وَعَنْ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا دَنَا الحُصَيْنُ بنُ نُمَيْرٍ لِحِصَارِ مَكَّةَ, أَخْرَجَ المِسْوَرُ سِلاَحاً قَدْ حَمَلَهُ مِنَ المَدِيْنَةِ، وَدُرُوْعاً، فَفَرَّقهَا فِي موالٍ لَهُ فُرس جُلْد، فلمَّا كَانَ القِتَالُ أَحْدَقُوا بِهِ، ثُمَّ انكشفوا عنه، والمسور يضري بِسَيْفِهِ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ فِي الرَّعِيْلِ الأَوَّلِ. وَقَتَلَ مَوَالِي مِسْوَرٍ مِنَ الشَّامِيِّينَ نَفَراً، وَقِيْلَ: أَصَابَهُ حَجَرُ المِنْجَنِيْقِ، فَانْفَلَقَتْ مِنْهُ قِطْعَةٌ أَصَابتْ خَدَّ المِسْوَرِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَمَرِضَ وَمَاتَ فِي اليَوْمِ الَّذِي جَاءَ فِيْهِ نَعْيُ يَزِيْدَ. فَعَنْ أُمِّ بَكْرٍ قَالَتْ: كُنْتُ أَرَى العِظَامَ تُنْزَعُ مِنْ خَدِّهِ, بَقِيَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ وَمَاتَ. وَقِيْلَ: أَصَابَهُ الحَجَرُ، فَحُمِلَ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ، وَبَقِيَ يَوْماً لاَ يتكلم، ثم أَفَاقَ, وَجَعَلَ عُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ يَقُوْلُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ, كَيْفَ تَرَى فِي قِتَالِ هَؤُلاَءِ؟ فَقَالَ: عَلَى ذَلِكَ قُتِلْنَا. قَالَ: وَوَلِي ابْنُ الزُّبَيْرِ غَسْلَهُ، وَحَمَلَهُ إِلَى الحَجُوْنِ، وَإِنَّا لَنَطَأُ بِهِ القَتْلَى، وَنَمْشِي بَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ، فَصَلَّوْا مَعَنَا عَلَيْهِ. قُلْتُ: كَانُوا قَدْ عَلِمُوا بِمَوْتِ يَزِيْدَ، وَبَايَعُوا ابْنَ الزُّبَيْرِ. وَعَنْ أُمِّ بَكْرٍ قَالَتْ: وُلِدَ المِسْوَرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ الهِجْرَةِ بِعَامَيْنِ، وَبِهَا توفِّي لِهِلاَلِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، وَكَذَا أرَّخه فِيْهَا جَمَاعَةٌ. وَغَلِطَ المَدَائِنِيُّ فَقَالَ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ من حجر المنجنيق.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 326"، ومسلم "2449" "95".

سليمان بن صرد

283- سليمان بن صُرد 1: "ع" الأَمِيْرُ، أَبُو مُطَرِّفٍ, الخُزَاعِيُّ الكُوْفِيُّ، الصَّحَابِيُّ. لَهُ رِوَايَةٌ يَسِيْرَةٌ. وَعَنْ أُبَيّ، وَجُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بنُ يَعْمَرَ، وَعَدِيُّ بنُ ثابت، وأبو إسحاق، وآخرون. قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ مِمَّنْ كَاتَبَ الحُسَيْنَ لِيُبَايِعَهُ، فَلَمَّا عَجِزَ عَنْ نَصْرِهِ نَدِمَ وَحَارَبَ. قُلْتُ: كَانَ ديِّنًا عَابِداً, خَرَجَ فِي جَيشٍ تَابُوا إِلَى اللهِ مِنْ خِذْلاَنِهِمُ الحُسَيْنَ الشَّهِيْدَ، وَسَارُوا لِلطَّلبِ بِدَمِهِ، وَسُمُّوا جَيْشَ التوَّابين. وَكَانَ هُوَ الَّذِي بَارَزَ يَوْمَ صِفِّيْنَ حَوْشَباً ذَا ظُلَيم، فَقَتَلَهُ. حضَّ سُلَيْمَانُ عَلَى الجِهَادِ؛ وَسَارَ فِي ألوفٍ لِحَرْبِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ، وَقَالَ: إِنْ قُتِلْتُ فَأَمِيْرُكُمُ المُسَيَّبُ بنُ نَجَبَةَ. وَالْتَقَى الجَمْعَانِ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللهِ فِي جَيشٍ عَظِيمٍ، فَالْتَحَمَ القِتَالُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، وقُتِلَ خَلْقٌ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ, وَاسْتَحَرَّ القَتْلُ بالتوَّابين شِيْعَةِ الحُسَيْنِ، وقُتِلَ أُمَرَاؤُهُم الأَرْبَعَةُ؛ سُلَيْمَانُ، وَالمُسَيَّبُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ وَالِي، وَذَلِكَ بِعَيْنِ الوَرْدَةِ الَّتِي تُدْعَى رَأْسَ العَيْنِ, سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ، وتحيِّز بِمَنْ بَقِيَ مِنْهُم رفاعة بن شداد إلى الكوفة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 292" و"6/ 25"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1752"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 539"، تاريخ بغداد "1/ 200"، الاستيعاب "2/ 649"، أسد الغابة "2/ 449"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2488"، الكاشف "1/ ترجمة 2122"، الوافي بالوفيات "15/ 392"، الإصابة "2/ ترجمة 3457"، تهذيب التهذيب "4/ ترجمة 340", خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2707".

أنس بن مالك

284- أنس بن مالك 1: "ع" ابن النَّضر بن ضمضم بنِ زَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ جُنْدَبِ بنِ عَامِرِ بنِ غَنْمِ بنِ عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ. الإِمَامُ المُفْتِي المُقْرِئُ المُحَدِّثُ, رَاوِيَةُ الإِسْلاَمِ, أَبُو حمزة الأنصاري الخزرجي البخاري المدني, خادم رسول الله -صلى الله علي وَسَلَّمَ- وَقَرَابَتُهُ مِنَ النِّسَاءِ، وَتِلْمِيذُهُ، وَتَبَعُهُ، وَآخِرُ أَصْحَابِهِ مَوْتاً. رَوَى عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِلْماً جَمّاً، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ, وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَمُعَاذٍ، وَأُسَيْدِ بنِ الحُضَيْرِ، وَأَبِي طَلْحَةَ، وأمَّه أُمِّ سُلَيْمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ، وَخَالَتِهِ أُمِّ حَرَامٍ، وَزَوْجِهَا عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَمَالِكِ بنِ صَعْصَعَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَفَاطِمَةَ النَّبَوِيَّةِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: خَلْقٌ عَظِيمٌ؛ مِنْهُمُ: الحَسَنُ، وَابْنُ سِيْرِيْنَ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو قِلاَبَةَ، وَمَكْحُوْلٌ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَبَكْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَابْنُ المُنْكَدِرِ، وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ صُهَيْبٍ، وَشُعَيْبُ بنُ الحَبْحَابِ، وَعَمْرُو بنُ عَامِرٍ الكُوْفِيُّ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَكَثِيْرُ بنُ سُلَيْمٍ، وَعِيْسَى بنُ طَهْمَانَ، وَعُمَرُ بنُ شَاكِرٍ. وَبَقِيَ أَصْحَابُهُ الثِّقَاتُ إِلَى بَعْدِ الخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وَبَقِيَ ضُعَفَاءُ أَصْحَابِهِ إِلَى بَعْدِ التِّسْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَبَقِيَ بَعْدَهُم نَاسٌ لاَ يُوثَقُ بِهِم, بَلِ اطُّرِحَ حَدِيْثُهُم جُمْلَةً كَإِبْرَاهِيْمَ بنِ هُدْبَةَ، وَدِيْنَارٍ أَبِي مِكْيَسٍ، وَخِرَاشِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَمُوْسَى الطَّوِيْلِ, عَاشُوا مُدَيْدَةً بَعْدَ المائتَيْنِ، فَلاَ اعْتِبَارَ بهم. وَإِنَّمَا كَانَ بَعْدَ المائتَيْنِ بَقَايَا مَنْ سَمِعَ مِنْ ثِقَاتِ أَصْحَابِهِ كَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ بَكْرٍ السَّهْمِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي عَاصِمٍ النَّبِيْلِ، وَأَبِي نُعَيْمٍ. وَقَدْ سَرَدَ صَاحِبُ "التَّهْذِيبِ" نَحْوَ مائَتَيْ نَفْسٍ مِنَ الرُّوَاةِ عَنْ أَنَسٍ. وَكَانَ أَنَسٌ يَقُوْلُ: قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدِيْنَةَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ، وَمَاتَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِيْنَ, وَكُنَّ أُمَّهَاتِي يَحْثُثْنَنِي عَلَى خِدْمَةَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. فَصَحِبَ أَنَسٌ نَبِيَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أتمَّ الصُّحْبَةِ، وَلاَزَمَهُ أَكْمَلَ المُلاَزَمَةِ مُنْذُ هَاجَرَ، وَإِلَى أَنْ مَاتَ، وَغَزَا مَعَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ فِي "طَبَقَاتِهِ": حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مَوْلَىً لأَنَسٍ, أنَّه قَالَ لأَنَسٍ: أَشَهِدْتَ بَدْراً? فَقَالَ: لاَ أُمَّ لَكَ، وَأَيْنَ أَغِيبُ عَنْ بَدْرٍ. ثُمَّ قَالَ الأَنْصَارِيُّ: خَرَجَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى بَدْرٍ وَهُوَ غُلاَمٌ يَخْدُمُهُ. وَقَدْ رَوَاهُ عُمَرُ بنُ شَبَّةَ، عَنِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ ثُمَامَةَ قَالَ: قيل لأنس: ... فذكر نحوه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 17"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1579"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1036"، أسد الغابة "1/ 151"، الإصابة "1/ ترجمة 277"، تهذيب التهذيب "1/ ترجمة 690"، تقريب التهذييب "1/ 644"، النجوم الزاهرة "1/ 244". 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 110"، ومسلم "2029" "125" من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس، به.

قُلْتُ: لَمْ يَعُدَّهُ أَصْحَابُ المَغَازِي فِي البَدْرِيِّيْنَ؛ لكونه حضرها صبيًّا مَا قَاتَلَ, بَلْ بَقِيَ فِي رِحَالِ الجَيْشِ، فَهَذَا وَجْهُ الجَمْعِ. وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: كنَّاني النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَا حَمْزَةَ بِبَقْلَةٍ اجتنيتُها1. وَرَوَى عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ -وَفِيْهِ لِينٌ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدِيْنَةَ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِيْنَ، فَأَخَذَتْ أُمِّي بِيَدِي، فَانْطَلَقَتْ بِي إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! لَمْ يَبْقَ رَجُلٌ وَلاَ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ إلَّا وَقَدْ أَتْحَفَكَ بِتُحْفَةٍ، وَإِنِّي لاَ أَقْدِرُ عَلَى مَا أُتْحِفُكَ بِهِ إلَّا ابْنِي هَذَا، فَخُذْهُ فَلْيَخْدُمْكَ مَا بَدَا لَكَ. قَالَ: فَخَدَمْتُهُ عَشْرَ سِنِيْنَ، فَمَا ضَرَبَنِي وَلاَ سبَّني وَلاَ عَبَسَ فِي وَجْهِي. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ, حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ: جَاءتْ بِي أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَدْ أَزَّرَتْنِي بِنِصْفِ خِمَارِهَا، وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! هَذَا أُنَيْسٌ ابْنِي, أَتَيْتُكَ بِهِ يَخْدُمُكَ، فَادْعُ اللهَ لَهُ. فَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ" , فَوَاللهِ إنَّ مَالِي لَكَثِيْرٌ، وَإِنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي يتعادُّون عَلَى نَحْوٍ مِنْ مائَةٍ اليَوْمَ2. رَوَى نَحْوَهُ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ. وَرَوَى شُعْبَةُ, عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ, أنَّ أُمَّ سليم قالت: يا رسول اللهِ! خَادِمُكَ أَنَسٌ, ادْعُ اللهَ لَهُ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَكثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ"، فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَهْلِي أَنَّهُ دُفِنَ مِنْ صُلْبِي أَكْثَرُ مِنْ مائَةٍ3. حُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ, عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَعَا لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "اللهم أكثر

_ 1 ضعيف: أخرجه الترمذي "3830"، والطبراني في "الكبير" 656" من طريق جابر، عن أبي نصر، عن أنس، به. وقال الترمذي في إثره: "هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث جابر الجعفي عن أبي نصر". قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان؛ الأولى: جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي، أبو عبد الله الكوفي، ضعيف. والعلة الثانية: خيثمة بن أبي خيثمة، أبو نصر البصري، ضعيف، قال ابن معين: ليس بشيء, وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل والمجروحين. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2481" من طريق عكرمة، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "6344"، ومسلم "2480" من طريق شعبة، به.

مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَأَطِلْ حَيَاتَهُ"، فَاللهُ أَكْثَرَ مَالِي حَتَّى إِنَّ كَرْماً لِي لَتَحْمِلُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنَ، وَوُلِدَ لِصُلْبِي مائَةٌ وَسِتَّةٌ1. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المعدَّل فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ وَمُحَمَّدٌ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ القُرَظِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَكِيْمٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ, حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ, حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ, أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَى أُمِّ سُلَيم، فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ، فَقَالَ: "أَعِيْدُوا تَمْرَكُم فِي وِعَائِكُم، وَسَمْنَكُم فِي سِقَائِكُم، فَإِنِّي صَائِمٌ"، ثُمَّ قَامَ فِي نَاحِيَةِ البَيْتِ فصلَّى بِنَا صَلاَةً غَيْرَ مَكْتُوبَةٍ، فَدَعَا لأُمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِ بَيْتِهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً, قَالَ: "وَمَا هِيَ"؟ قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسٌ. فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلاَ دُنْيَا إلَّا دَعَا لِي بِهِ، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ ارزُقْهُ مَالاً وَوَلَداً وَبَارِكْ لَهُ فِيْهِ" قَالَ: فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الأَنْصَارِ مَالاً, وَحَدَّثَتْنِي أُمَيْنَةُ ابْنَتِي: أَنَّهُ دُفِنَ مِنْ صُلْبِي إِلَى مَقْدَمِ الحَجَّاجِ البصرة تسعة وعشرون ومائة2. الطَّيَالِسِيُّ, عَنْ أَبِي خَلْدَةَ, قُلْتُ لأَبِي العَالِيَةِ: سَمِعَ أَنَسٌ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ? قَالَ: خَدَمَهُ عَشْرَ سِنِيْنَ, وَدَعَا لَهُ، وَكَانَ لَهُ بُسْتَانٌ يَحْمِلُ فِي السَّنَةِ الفَاكِهَةَ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَ فِيْهَا رَيْحَانٌ يَجِيْءُ مِنْهُ رِيحُ المِسْكِ. أَبُو خَلْدَةَ: ثِقَةٌ. عَنْ مُوْسَى بنِ أَنَسٍ, أنَّ أَنَساً غَزَا ثَمَانِ غَزَوَاتٍ. وَقَالَ ثَابِتٌ البُنَانِيُّ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشبَهَ بِصَلاَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنِ ابْنِ أُمِّ سُلَيْمٍ -يَعْنِي: أَنساً. وَقَالَ أَنَسُ بنُ سِيْرِيْنَ: كَانَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ أَحسَنَ النَّاسِ صَلاَةً فِي الحَضَرِ وَالسَّفَرِ. وَرَوَى الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ ثُمَامَةَ قَالَ: كَانَ أَنَسٌ يُصَلِّي حَتَّى تَفَطَّرَ قَدَمَاهُ دَماً مِمَّا يُطِيلُ القِيَامَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ثَابِتٌ البُنَانِيُّ قَالَ: جَاءَ قَيِّمُ أَرْضِ أَنَسٍ، فَقَالَ: عَطِشَتْ أَرَضُوكَ، فتردَّى أَنَسٌ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى البَرِّيَّةِ، ثُمَّ صَلَّى وَدَعَا، فَثَارَتْ سَحَابَةٌ، وغشيت أرضه، ومطرت حتى ملأت

_ 1 حسن: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" "653"، وابن سعد "7/ 19" من طريق سنان بن ربيعة، عن أنس، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "198 2".

صِهْرِيْجَهُ، وَذَلِكَ فِي الصَّيْفِ، فَأَرْسَلَ بَعْضَ أَهْلهِ فَقَالَ: انْظُرْ أَيْنَ بَلَغَتْ? فَإِذَا هِيَ لَمْ تعد أرضه إلَّا يسيرًا. رَوَى نَحْوَهُ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ ثُمَامَةَ. قُلْتُ: هَذِهِ كَرَامَةٌ بيِّنَة ثَبَتَتْ بِإِسْنَادَيْنِ. قَالَ هَمَّامُ بنُ يَحْيَى: حَدَّثَنِي مَن صَحِبَ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا أَحرَمَ أَنَسٌ لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُكَلِّمَهُ حَتَّى حلَّ مِنْ شِدَّةِ إبقاءه عَلَى إِحْرَامِهِ. ابْنُ عَوْنٍ, عَنْ مُوْسَى بنِ أَنَسٍ: أنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْقَ بَعَثَ إِلَى أَنَسٍ ليوجِّهه عَلَى البَحْرَيْنِ سَاعِياً، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ، فَقَالَ: إِنِّيْ أَرَدْتُ أَنْ أَبْعَثَ هَذَا عَلَى البَحْرَيْنِ، وَهُوَ فَتَىً شَابٌّ. قَالَ: ابعَثْهُ, فَإِنَّهُ لَبِيبٌ كَاتِبٌ، فَبَعَثَه، فلمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ قَدِمَ أَنَسٌ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: هَاتِ مَا جِئْتَ بِهِ, قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, البَيْعَةَ أَوَّلاً، فَبَسَطَ يَدَهُ. حمَّاد بنُ سَلَمَةَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: استَعْمَلَنِي أَبُو بَكْرٍ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَدِمْتُ وَقَدْ مَاتَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا أَنَسُ! أَجِئْتَنَا بِظَهْرٍ? قُلْتُ: نَعَمْ, قَالَ: جِئْنَا بِهِ, وَالمَالُ لَكَ, قُلْتُ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ, قَالَ: وَإِنْ كَانَ، فَهُوَ لَكَ، وَكَانَ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ. رَوَى ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: صَحِبْتُ جَرِيرَ بنَ عَبْدِ اللهِ، فَكَانَ يَخْدُمُنِي، وَقَالَ: إِنِّيْ رَأَيْتُ الأَنْصَارَ يَصْنَعُوْنَ بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَيْئاً لاَ أَرَى أَحَداً منهم إلَّا خدمته. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ لأَنَسٍ: "يَا ذَا الأُذُنَيْنِ" 1. وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخُصُّهُ بِبَعْضِ العِلْمِ, فَنَقَلَ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ طَافَ عَلَى تِسْعِ نسوة في ضحوةٍ بغسل واحد2.

_ 1 جيد: أخرجه أبو داود "5002"، والترمذي "3828"، والطبراني "663" من طريق شريك، عن عاصم، عن أنس، به. قلت: إسناده ضعيف شريك، هو ابن عبد الله النخعي القاضي، سيئ الحفظ، وأخرجه الطبراني "662" من طريق عبد الوارث بن عبد الصمد، عن حرب بن ميمون، عن النضرين أنس، عن أنس، به. قلت: إسناده حسن، حرب بن ميمون، وعبد الوارث بن عبد الصمد، كلاهما صدوق -كما قال الحافظ في "التقريب". والخلاصة: فإن الحديث يرتقي لمرتبة الجيد بمجموع الطريقين, والله أعلم. 2 صحح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "268"، وَمُسْلِمٌ "309"، وَأَبُو دَاوُدَ "218"، وَالتِّرْمِذِيُّ "140"، وَالنَّسَائِيُّ "1/ 144"، وابن ماجه "588".

قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: كَتَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بَعْد مَوْتِ يَزِيْدَ إِلَى أَنَسِ بنِ مَالِكٍ؛ فصلَّى بِالنَّاسِ بِالبَصْرَةِ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً، وَقَدْ شَهِدَ أَنَسٌ فَتْحَ تُسْتَرَ، فقدِمَ عَلَى عُمَرَ بِصَاحِبِهَا الهُرْمُزَانَ، فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ -رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ الأَعْمَشُ: كَتَبَ أَنَسٌ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ -يَعْنِي: لَمَّا آذَاهُ الحَجَّاجُ: إِنِّيْ خَدَمْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تِسْعَ سِنِيْنَ، وَاللهِ لَوْ أنَّ النَّصَارَى أَدْرَكُوا رَجُلاً خَدَمَ نَبِيَّهُم لأَكْرَمُوْهُ. قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ بِالقَصْرِ وَالحَجَّاجُ يَعْرِضُ النَّاسَ لَيَالِيَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَجَاءَ أَنَسٌ، فَقَالَ الحَجَّاجُ: يَا خَبِيثُ, جوَّال فِي الفِتَنِ؛ مَرَّةً مَعَ عَلِيٍّ، وَمَرَّةً مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَمَرَّةً مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ, أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأستأصلنَّك كَمَا تُسْتَأْصَلُ الصَّمْغَةُ، ولأجردنَّك كَمَا يُجَرَّدُ الضَّبُّ, قَالَ: يَقُوْلُ أَنَسٌ: مَنْ يَعْنِي الأَمِيْرُ? قَالَ: إِيَّاكَ أَعْنِي, أصمَّ اللهُ سَمْعَكَ, قَالَ: فَاسْتَرْجَعَ أَنَسٌ، وَشُغِلَ الحَجَّاجُ، فَخَرَجَ أَنَسٌ، فَتَبِعْنَاهُ إِلَى الرَّحْبَةِ، فَقَالَ: لَوْلاَ أَنِّي ذكرت ولدي, وخشيت عَلَيْهِم بَعْدِي؛ لَكَلَّمْتُهُ بِكَلاَمٍ لاَ يَسْتَحْيِينِي بَعْدَهُ أَبَداً1. قَالَ سَلَمَةُ بنُ وَرْدَانَ: رَأَيتُ عَلَى أَنَسٍ عِمَامَةً سَوْدَاءَ قَدْ أَرْخَاهَا مِنْ خَلْفِهِ. وَقَالَ أَبُو طَالُوْتَ عَبْدُ السَّلاَمِ: رَأَيتُ عَلَى أَنَسٍ عِمَامَةً. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ, نَهَى عُمَرُ أَنْ نَكْتُبَ فِي الخَوَاتِيمِ عَرَبِيّاً, وَكَانَ فِي خَاتَمِ أَنَسٍ ذِئْبٌ أَوْ ثَعْلَبٌ. وَقَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ أَنَسٍ أَسَدٌ رَابِضٌ. قَالَ ثُمَامَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ: كَانَ كَرْمٌ أنسٍ يَحْمِلُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ. قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: سَمِعْتُ أَنساً يَقُوْلُ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ صَلَّى القِبْلَتَينِ غَيْرِي2. قَالَ المُثَنَّى بنُ سَعِيْدٍ: سَمِعْتُ أَنَساً يَقُوْلُ: مَا مِنْ لَيْلَةٍ إلَّا وَأَنَا أَرَى فِيْهَا حَبِيبِي، ثُمَّ يَبْكِي. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، وقيل لَهُ: ألَا تُحَدِّثُنَا? قَالَ: يَا بُنَيَّ, إِنَّهُ من يُكْثِر يهجر. هَمَّامٌ, عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّهُ نَقَشَ فِي خَاتَمِهِ: "مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ الله"، فكان إذا دخل الخلاء نزعه.

_ 1 ضعيف: أخرجه الطبراني "704"، وفيه علي بن زيد، وهو ابن جدعان، وهو ضعيف. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4489".

قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ مِطْرَفَ خَزٍّ، وَعِمَامَةَ خَزٍّ، وَجُبَّةَ خَزٍّ. رَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ، عَنْ أَزْهَرَ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ فِي الخَيْلِ الَّذِيْنَ بَيَّتُوا أَنَسَ بنَ مَالِكٍ، وَكَانَ فِيْمَنْ يُؤَلِّبُ عَلَى الحجَّاج، وَكَانَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَأَتَوْا بِهِ الحَجَّاجَ، فَوَسَمَ فِي يَدِهِ: عَتِيْقُ الحَجَّاجِ. قَالَ الأَعْمَشُ: كَتَبَ أَنَسٌ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ: قَدْ خَدَمْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تِسْعَ سِنِيْنَ، وَإِنَّ الحَجَّاج يعرِّض بِي حَوَكة البَصْرَةِ، فَقَالَ: يَا غُلاَمُ! اكْتُبْ إِلَى الحَجَّاج: وَيْلَكَ, قَدْ خَشِيتُ أَنْ لاَ يَصْلُحَ عَلَى يَدَيَّ أَحَدٌ، فَإِذَا جَاءكَ كِتَابِي فَقُمْ إِلَى أَنَسٍ حَتَّى تَعْتَذِرَ إِلَيْهِ، فلمَّا أَتَاهُ الكِتَابُ قَالَ لِلرَّسُوْلِ: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ كَتَبَ بِمَا هُنَا? قَالَ: إِي وَاللهِ، وَمَا كَانَ فِي وَجْهِهِ أَشَدُّ مِنْ هَذَا, قَالَ: سَمْعاً وَطَاعَةً، وَأَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَعْلَمْتُهُ، فَأَتَيْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ فَقُلْتُ: ألَا تَرَى قَدْ خَافَكَ، وَأَرَادَ أَنْ يَجِيْءَ إِلَيْكَ، فَقُمْ إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَ أَنَسٌ يَمْشِي حَتَّى دَنَا مِنْهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ غَضِبْتَ? قَالَ: نَعَمْ, تُعَرِّضُنِي بِحَوَكَةِ البَصْرَةِ? قَالَ: إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكَ كَقْولِ الَّذِي قَالَ: "إِيَّاكِ أَعْنِي وَاسْمِعِي يَا جَارَةُ" أَرَدْتُ أَنْ لاَ يَكُوْنَ لأَحَدٍ عليّ منطق. وَرَوَى عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ أَبْرَصَ، وَبِهِ وَضَحٌ شَدِيدٌ، وَرَأَيْتُهُ يَأْكُلُ فَيَلْقَمُ لُقَماً كِبَاراً. قَالَ حُمَيْدٌ: عَنْ أَنَسٍ يَقُوْلُوْنَ: لاَ يَجْتَمِعُ حُبُّ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ فِي قَلْبٍ، وَقَدْ جَمَعَ اللهُ حُبَّهُمَا فِي قُلُوْبِنَا. وَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ أُمِّهِ: أنَّها رَأَتْ أَنَساً مُتَخَلِّقاً بِخَلُوْقٍ، وَكَانَ بِهِ بَرَصٌ، فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُوْلُ لأَهْلِهِ: لَهَذَا أَجْلَدُ مِنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، وَهُوَ أَسَنُّ مِنْ سَهْلٍ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَعَا لِي. قَالَ أَبُو اليَقْظَانِ: مَاتَ لأَنسٍ فِي طَاعُوْنِ الجَارِفِ1 ثَمَانُوْنَ ابْناً. وَقِيْلَ: سَبْعُوْنَ. وَرَوَى مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ أَيُّوْبَ، قَالَ: ضَعفَ أَنَسٌ عَنِ الصَّوْمِ، فَصَنَعَ جَفْنَةً مِنْ ثَرِيْدٍ، وَدَعَا ثَلاَثِيْنَ مِسْكِيْناً فَأَطْعَمَهُم. قُلْتُ: ثَبَتَ مَوْلِدُ أَنَسٍ قَبْلَ عَامِ الهِجْرَةِ بِعَشْرِ سنين.

_ 1 كان طاعون الجارف بالبصرة سنة 69هـ. قال المدائني: حدَّثني من أدرك ذلك قال: كان ثلاثة أيام، فمات فيها نحو مائتي ألف نفس. وقال غيره: مات في طاعون الجارف لأنس من أولاده وأولادهم سبعون نفسا.

وَأَمَّا مَوْتُهُ: فَاخْتَلَفُوا فِيْهِ، فَرَوَى مَعْمَرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ: أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ. وَكَذَا أَرَّخَهُ قَتَادَةُ، وَالهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، وَسَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ، وَأَبُو عُبَيْدٍ. وَرَوَى مَعْنُ بنُ عِيْسَى، عَنِ ابنٍ لأَنَسِ بنِ مَالِكٍ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ. وَتَابَعَهُ الوَاقِدِيُّ. وَقَالَ عِدَّةٌ -وَهُوَ الأَصَحُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ. قَالَهُ ابْنُ عُلَيَّةَ، وَسَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ، وَالمَدَائِنِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلِيْفَةُ، وَالفَلاَّسُ، وَقَعْنَبٌ. فَيَكُوْنُ عُمُرُهُ عَلَى هَذَا: مائَةً وَثَلاَثَ سِنِيْنَ. قَالَ الأَنْصَارِيُّ: اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي سِنِّ أَنَسٍ، فَقَالَ بَعْضُهُم: بَلَغَ مائَةً وَثَلاَثَ سِنِيْنَ. وَقَالَ بَعَضُهُم: بَلغَ مائَةً وَسَبْعَ سِنِيْنَ. "مُسْنَدُهُ" أَلْفَانِ وَمائَتَانِ وَسِتَّةٌ وَثَمَانُوْنَ. اتَّفَقَ لَهُ: البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى مائَةٍ وَثَمَانِيْنَ حَدِيْثاً, وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِثَمَانِيْنَ حَدِيْثاً، وَمُسْلِمٌ بِتِسْعِيْنَ.

عمر بن أبي سلمة

285- عمر بن أبي سلمة 1: "ع" ابن عبد الأسد بن هِلاَلِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ، أَبُو حَفْصٍ القُرَشِيُّ، المَخْزُوْمِيُّ، المَدَنِيُّ، الحَبَشِيُّ المولد. وُلِدَ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِسَنَتَيْنِ أَوْ أَكْثَر، فَإِنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ مِنَ الهِجْرَةِ، وخلَّف أَرْبَعَةَ أَوْلاَدٍ، هَذَا أَكْبَرُهُم، وَهُم: عُمَرُ، وَسَلَمَةُ، وَزَيْنَبُ، وَدُرَّةُ, ثُمَّ كَانَ عُمَرُ هُوَ الَّذِي زوَّج أُمَّهُ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ صَبِيٌّ. ثمّ إِنَّهُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ, وَقَدِ احْتَلَمَ وَكَبِرَ، فَسَأَلَ عَنِ القُبْلَةِ لِلصَّائِمِ2، فَبَطَلَ مَا نَقَلَهُ أَبُو عُمَرَ فِي "الاسْتِيعَابِ" مِنْ أَنَّ مَوْلِدَهُ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ, ثُمَّ إنه كان في سنة

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1480"، و"6/ ترجمة 1953"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 632"، تاريخ بغداد "1/ 164"، والاستيعاب "3/ 1159"، والكامل في التاريخ "3/ 204" و"4/ 525"، أسد الغابة "4/ 183"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 4297" الكاشف "2/ ترجمة 4128"، الإصابة "2/ ترجمة 5740"، تهذيب التهذيب "7/ ترجمة رقم 758"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5172". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1108" من طريق عبد ربه بن سعيد، عن عبد الله بن كعب الحميري، عن عمر بن أبي سلمة, أنه سَأَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيُقَبِّلُ الصائم؟ فقال لَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سل هذه" لأم سلمة, فأخبرته أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصنع ذلك. فقال: يا رسول الله, قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تقدَّم مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تأخَّر, فقال لَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له".

اثْنَتَيْنِ أَبَوَاهُ -بَلْ وَسَنَةَ إِحْدَى- بِالمَدِيْنَةِ، وَشَهِدَ أَبُوْهُ بَدْراً، فأنَّى يَكُوْنُ مَوْلِدُهُ فِي الحَبَشَةِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ؟ بَلْ وُلِدَ قَبْلَ ذَلِكَ بِكَثِيْرٍ. وَقَدْ علَّمه النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِذْ صَارَ رَبِيْبَهُ أَدَبَ الأَكْلِ، وَقَالَ: "يَا بُنَيَّ! ادْنُ، وَسَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِيْنِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيْكَ" 1. وَحَفِظَ ذَلِكَ وَغَيْرَهُ عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم. وحدَّث أَيْضاً عَنْ أُمِّهِ. رَوَى عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَوَهْبُ بنُ كَيْسَانَ، وَقُدَامَةُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَأَبُو وَجْزَةَ يَزِيْدُ بنُ عُبَيْدٍ السَّعْدِيُّ، وَابْنُهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، وَغَيْرُهُم. وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَمَّهُ مِنَ الرَّضَاعِ. وَرُوِيَ عَنِ: ابْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: عُمَرُ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ. وَقِيْلَ: طَلَبَ عَلِيٌّ مِنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنْ تَسِيرَ مَعَهُ نَوْبَةَ الجَمَلِ، فَبَعَثَتْ مَعَهُ ابْنَهَا عُمَرَ, وَطَالَ عُمُرُهُ، وَصَارَ شَيْخَ بَنِي مَخْزُوْمٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ. وَنَقَلَ ابْنُ الأَثِيْرِ أنَّ مَوْتَهُ كان في سنة ثلاث وثمانين.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5376"، ومسلم "2022"، وأبو داود "3787"، والترمذي "1858"، وأحمد "4/ 26-27" من حديث عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلامًا فِي حَجْرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فَقَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك" فما زالت تلك طعمتي بعد.

سلمة بن أبي سلمة

286- سلمة بن أبي سلمة 1: طَالَ عُمُرُهُ، وَمَا رَوَى كَلِمَةً, وَهُوَ الَّذِي زوَّج رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأُمِّهِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَجَزَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ عُمْرَةِ القَضِيَّةِ بِأَنْ زوَّجه ببنت عمه أمامة بِنْتِ حَمْزَةَ, الَّتِي اخْتَصَمَ فِي كَفَالَتِهَا عَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدُ بنُ حَارِثَةَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: لاَ نَعْلَمُهُ حَفِظَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَيْئاً. وَتُوُفِّيَ بِالمَدِيْنَةِ فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ، وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ أَخِيْهِ عمر, هكذا يروي ابن سعد.

_ 1 ترجمته في أسد الغابة "2/ 429"، تاريخ الإسلام "3/ 156"، الإصابة "2/ ترجمة رقم 3382".

بسر بن أرطأة

287- بسر بن أرطاة 1: "د، ت، س" الأَمِيْرُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، العَامِرِيُّ، الصَّحَابِيُّ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ. لَهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيْثُ: "لاَ تقطع الأيدي في الغزو" 2. وحديث: "اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا" 3. رَوَى عَنْهُ: جُنَادَةُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَأَيُّوْبُ بنُ مَيْسَرَةَ، وَأَبُو رَاشِدٍ الحُبْرَانِيُّ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلِهَذَا ثَمَانِ سِنِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: صَحَابِيٌّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وَلَهُ بِهَا دَارٌ وَحَمَّامٌ، وَلِيَ الحِجَازَ وَاليَمَنَ لِمُعَاوِيَةَ، فَفَعَلَ قَبَائِحَ، وَوُسْوِسَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ. قُلْتُ: كَانَ فَارِساً شُجَاعاً فَاتِكاً, مِنْ أَفرَادِ الأَبْطَالِ، وَفِي صُحْبَتِهِ تَرَدُّدٌ. قَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِيْنٍ: لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَقَدْ سَبَى مُسْلِمَاتٍ بِاليَمَنِ، فَأُقِمْنَ لِلْبَيْعِ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قَتَلَ قُثَمَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ ابْنَيْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ صَغِيْرَيْنِ بِاليَمَنِ، فَتَوَلَّهَتْ أُمُّهُمَا عَلَيْهِمَا. وَقِيْلَ: قَتَلَ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ، وَهَدَمَ بُيُوْتَهُم بِالمَدِيْنَةِ. وَخَطَبَ فَصَاحَ: يَا دينار! يا رزيق! شيخ سمح عهدته ههنا بِالأَمْسِ مَا فَعَلَ؟ يَعْنِي عُثْمَانَ- لَوْلاَ عَهْدُ مُعَاوِيَةَ، مَا تَرَكْتُ بِهَا مُحْتَلِماً إِلاَّ قَتَلْتُهُ. وَلَكِنْ كَانَ لَهُ نِكَايَةٌ فِي الرُّوْمِ، دَخَلَ وَحْدَهُ إِلَى كَنِيْسَتِهِم، فَقَتَلَ جَمَاعَةً, وجُرِحَ جِرَاحَاتٍ، ثُمَّ تَلاَحَقَ أَجْنَادُهُ فَأَدْرَكُوهُ وَهُوَ يَذُبّ عَنْ نَفْسِهِ بِسَيْفِهِ، فَقَتَلُوا مَنْ بَقِيَ، وَاحْتَمَلُوْهُ. وَفِي الآخرة جعل له في القراب سيف من خَشَبٍ لئلَّا يَبْطِشَ بِأَحَدٍ, وَبَقِيَ إِلَى حُدُوْدِ سنة سبعين -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 409"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1912"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1678"، الاستيعاب "1/ 157-166"، أسد الغابة "1/ 179-180"، تهذيب التهذيب "1/ 435". 2 صحيح: أخرجه أبو داود "4408"، والترمذي "1450"، والنسائي "8/ 91"، والطبراني "1195"، وأحمد "4/ 181" من طريق عياش بن عباس القنباني، عن شييم بن بيتان، ويزيد بن صبح الاصبحي، عن جنادة بن أبي أمية، عن بسر بن أرطاة مرفوعًا بلفظ: "لا تقطع الأيدي في السفر". واللفظ لأبي داود. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، ويزيد بن صبح الأصبحي عند أبي داود حسب. 3 حسن: أخرجه أحمد "4/ 181"، والطبراني في "الكبير" "1196"، وفي "الدعاء" له من طريق محمد ابن أيوب بن ميسرة بن حلبس قال: سمعت أبي يحدِّث عن بسر بن أرطاة القرشي يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يدعو: "اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها, وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة". قلت: إسناده حسن، محمد بن أيوب بن ميسرة وأبوه كلاهما صالح الحديث.

النعمان بن بشير

288- النعمان بن بشير 1: "ع" ابن سعد بن ثعلبة, الأَمِيْرُ العَالِمُ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَابْنُ صَاحِبِهِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ- الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، ابْنُ أُخْتِ عَبْدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ. "مُسْنَدُهُ" مائَةٌ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً, اتَّفَقَا لَهُ عَلَى خَمْسَةٍ، وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِحَدِيْثٍ، وَمُسْلِمٌ بِأَرْبَعَةٍ. شَهِدَ أَبُوْهُ بَدْراً. وَوُلِدَ النُّعْمَانُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ؛ وَسَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وعُدَّ مِنَ الصَّحَابَةِ الصِّبْيَانِ بِاتِّفَاقٍ. حدَّث عَنْهُ: ابْنُه مُحَمَّدٌ، وَالشَّعْبِيُّ، وَحُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو سَلاَّمٍ مَمْطُوْرٌ، وَسِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، وَسَالِمُ بنُ أَبِي الجعد، وأبو قلابة، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَمَوْلاَهُ؛ حَبِيْبُ بنُ سَالِمٍ، وعِدَّة. وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ مُعَاوِيَةَ؛ فولَّاه الكُوْفَةَ مُدَّةً، ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ بَعْدَ فَضَالَةَ، ثُمَّ وَلِيَ إِمْرَةَ حِمْصَ. قَالَ البُخَارِيُّ: وُلِدَ عَامَ الهِجْرَةِ. قِيْلَ: وَفَدَ أَعْشَى هَمْدَانَ عَلَى النُّعْمَانِ وَهُوَ أَمِيْرُ حِمْصَ، فَصَعِدَ المِنْبَر، فَقَالَ: يَا أَهْلَ حِمْصَ -وَهُم فِي الدِّيْوَانِ: عِشْرُوْنَ أَلْفاً! هَذَا ابْنُ عَمِّكُم مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ وَالشَّرَفِ, جَاءَ يَسْتَرفِدُكُم، فَمَا تَرَوْنَ؟ قَالُوا: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ، احْتَكِمْ لَهُ, فَأَبَى عَلَيْهِم. قَالُوا: فَإِنَّا قَدْ حَكَمْنَا لَهُ عَلَى أَنْفُسِنَا بِدِيْنَارَيْنِ دِيْنَارَيْنِ. قَالَ: فعجَّلها مِنْ بَيْتِ المَالِ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ. قَالَ سِمَاكُ بنُ حَرْبٍ: كَانَ النُّعْمَانُ بنُ بَشِيْرٍ -وَاللهِ- مِنْ أَخْطَبِ مَنْ سَمِعْتُ. قِيْلَ: إنَّ النُّعْمَانَ لَمَّا دَعَا أَهْلَ حِمْصَ إِلَى بَيْعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، ذَبَحُوهُ. وَقِيْلَ: قُتِلَ بِقَرْيَةِ بِيْرِيْنَ، قَتَلَهُ خَالِدُ بنُ خَلِيٍّ بَعْدَ وَقْعَةِ مَرْجِ رَاهِطٍ، فِي آخِرِ سَنَةِ أربع وستن -رضي الله عنه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 53"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2223"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 2033"، الاستيعاب "4/ 1496"، أسد الغابة "5/ 326"، الكاشف "3/ ترجمة 5947"، تجريد أسماء الصحابة "2/ ترجمة 1216"، تهذيب التهذيب "10/ ترجمة 816"، الإصابة "3/ ترجمة 8728"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 8725".

الوليد بن عقبة

289- الوليد بن عقبة 1: ابن أبي معيط بن أبي عمرو بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مناف، الأَمِيْرُ؛ أَبُو وَهْبٍ الأُمَوِيُّ. لَهُ صُحْبَةٌ قَلِيْلَةٌ، وَرِوَايَةٌ يَسِيْرَةٌ. وَهُوَ أَخُو أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانَ لأُمِّهِ، مِنْ مُسْلِمَةِ الفَتْحِ؛ بَعَثَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي المصطلق، وأمر بذبح والده صبرًا يوم بَدْرٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُوْسَى الهَمْدَانِيُّ، وَالشَّعْبِيُّ. وَوَلِيَ الكُوْفَةَ لِعُثْمَانَ، وَجَاهَدَ بِالشَّامِ، ثُمَّ اعْتَزَلَ بِالجَزِيْرَةِ بَعْدَ قَتْلِ أَخِيْهِ عُثْمَانَ، وَلَمْ يُحَارِبْ مَعَ أَحَدٍ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ, وَكَانَ سَخِيّاً، مُمَدَّحاً، شَاعِراً، وَكَانَ يَشْرَبُ الخَمْرَ، وَقَدْ بَعَثَهُ عُمَرُ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي تَغْلِبَ. وَقَبْرُهُ بِقُرْبِ الرَّقَّةِ. قَالَ عَلْقَمَةُ: كُنَّا بِالرُّوْمِ وَعَلَيْنَا الوَلِيْدُ، فَشَرِبَ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَحُدَّهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ بنُ اليَمَانِ: أَتَحُدُّونَ أَمِيْرَكُم، وَقَدْ دَنَوْتُم مِنْ عَدُوِّكُم، فَيَطْمَعُوْنَ فِيْكُم؟ وَقَالَ هُوَ: لأشربنَّ وَإِنْ كَانَتْ مُحَرَّمَةً ... وأشربنَّ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ مَنْ رَغِمَا وَقَالَ حُضَيْنُ بنُ المُنْذِرِ: صَلَّى الوَلِيْدُ بِالنَّاسِ الفَجْرَ أَرْبَعاً وَهُوَ سَكْرَانُ، ثُمَّ التَفَتَ وَقَالَ: أَزِيْدُكُم؟ فبلغ عثمان، فطلبه وحدَّه2. وَهَذَا مِمَّا نَقَمُوا عَلَى عُثْمَانَ أَنْ عَزَلَ سَعْدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ الكُوْفَةِ، وَوَلَّى هَذَا. وَكَانَ مَعَ فِسْقِهِ -وَاللهُ يُسَامِحُهُ- شُجَاعاً قائمًا بأمر الجهاد.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 24" و"7/ 476"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2483", الجرح والتعديل "9/ ترجمة 31"، الاستيعاب "4/ 1552"، أسد الغابة "5/ 451"، الكاشف "3/ ترجمة 6188"، تجريد أسماء الصحابة "2/ ترجمة 1478"، الإصابة "3/ ترجمة رقم 9147"، تهذيب التهذيب "11/ ترجمة 240"، شذرات الذهب "1/ 35-36". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1707" "38".

رَوَى ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: قَالَ الوَلِيْدُ بنُ عُقْبَةَ لِعَلِيٍّ: أَنَا أحَدّ مِنْكَ سِنَاناً، وَأَبْسَطُ لِسَاناً، وَأَمْلأُ لِلْكَتِيبَةِ. فَقَالَ عَلِيٌّ: اسْكُتْ، فَإِنَّمَا أَنْتَ فَاسِقٌ. فَنَزَلَتْ: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا} [السَّجْدَةُ: 18] . قُلْتُ: إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ، لَكِنَّ سِيَاقَ الآيَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا فِي أَهْلِ النَّارِ. وَقِيْلَ: بَلْ كَانَ السِّبَابُ بَيْنَ عَلِيٍّ وَبَيْنَ عُقْبَةَ نَفْسِهِ. قَالَهُ: ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَلَهُ أَخْبَارٌ طَوِيْلَة فِي "تَارِيْخِ دِمَشْقَ"، وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهُ. وَرَوَى جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَاصِمٍ, أنَّ الوَلِيْدَ أرسل إلى ابْنِ مَسْعُوْدٍ: أَنِ اسْكُتْ عَنْ هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ: أَحْسَنُ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وشَرّ الأُمُوْرِ مُحْدَثَاتُهَا.

عتبة بن عبد

290- عتبة بن عبد 1: "د، ق" السلمي، أبو الوليد, صَاحِبُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, نَزَلَ الشَّامَ بِحِمْصَ. وَلَهُ جَمَاعَةُ أَحَادِيْثَ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ يَحْيَى, وَخَالِدُ بنُ مَعْدَانَ، وَرَاشِدُ بنُ سَعْدٍ، وَلُقْمَانُ بنُ عَامِرٍ، وَعَامِرُ بنُ زَيْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نَاسِحٍ الحَضْرَمِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: عَنْ ضَمْضَمِ بنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بنُ عَبْدِ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا رَأَى الاسْمَ لاَ يُحِبُّهُ حَوَّلَهُ، لَقَدْ أَتَيْنَاهُ وَإِنَّا لَتِسْعَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، أَكْبَرُنَا العِرْبَاضُ بنُ سَارِيَةَ، فَبَايَعْنَاهُ جَمِيْعاً. وَعَنْ عُتْبَةَ بنِ عَبْدٍ، قَالَ: كَانَ اسْمِي عَتَلَةَ، فسمَّاني النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عُتْبَةَ، وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: عَاشَ عُتْبَةُ بنُ عَبْدٍ أَرْبَعاً وتسعين سنة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وثمانين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 413"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3186", الجرح والتعديل "6/ ترجمة 2050"، الاستيعاب "3/ 1031"، أسد الغابة "3/ 563"، الكاشف "2/ ترجمة 3721"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 3964"، الإصابة "2/ ترجمة رقم 5407"، تهذيب التهذيب "7/ 98"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4701".

عتبة بن الندر السلمى

فأما: 291- عتبة بن الندر السلمي 1: "ق" الصَّحَابِيُّ، الشَّامِيُّ، فَآخَرُ. لَهُ حَدِيْثَانِ. يَرْوِي عَنْهُ: خَالِدُ بنُ مَعْدَانَ، وَعُلَيُّ بنُ رَبَاحٍ. ذَكَرَهُ فِي الصَّحَابَةِ البَغَوِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. لَمْ يَجِئْ حَدِيْثُهُ إِلاَّ مِنْ طَرِيقِ سُوَيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ يَنْزِلُ دِمَشْقَ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 413"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3187"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 2067"، الاستيعاب "3/ 1031"، أسد الغابة "3/ 570"، الكاشف "2/ ترجمة رقم 2726"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 3972"، الإصابة "2/ ترجمة 5415"، تهذيب التهذيب "7/ ترجمة 220"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4708".

عمرو بن حريث

292- عمرو بن حريث 1: "ع" ابن عمرو بن عثمان بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ المخزومي، أخو سَعِيْدِ بنِ حُرَيْثٍ. كَانَ عَمْرٌو مِنْ بَقَايَا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الَّذِيْنَ كَانُوا نَزَلُوا الكُوْفَةَ. مَوْلِدُهُ قُبَيْلَ الهِجْرَةِ. لَهُ صُحْبَةٌ، وَرِوَايَةٌ. وَرَوَى أَيْضاً عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ جَعْفَرٌ، وَالحَسَنُ العُرني، وَالمُغِيْرَةُ بنُ سُبَيْعٍ، وَالوَلِيْدُ بنُ سَرِيْعٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، وَآخَرُوْنَ. وَآخِرُ مَنْ رَآهُ رُؤْيَةً: خَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وثمانين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 23"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2479"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 254"، الاستيعاب "3/ 1172"، أسد الغابة "4/ 213"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 4366"، الكاشف "2/ ترجمة 4206"، تاريخ الإسلام "3/ 289"، الإصابة "2/ ترجمة 5808"، تهذيب التهذيب "8/ ترجمة رقم 26"، خلاصة تهذيب الكمال للخزرجي "2/ ترجمة 5274"، شذرات الذهب "1/ 95".

أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيْثِيُّ، أَخْبَرَنَا المُسَيَّبُ بنُ مَنْصُوْرٍ الدِّيْنَوَرِيُّ بِآمُلَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ خَالِدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ؛ حدَّثنا شَرِيْكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ حُرَيْثٍ يَقُوْلُ: كُنْتُ فِي بَطْنِ المَرْأَةِ يَوْمَ بَدْرٍ. وَرَوَى فِطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ، عَنْ أَبِيْهِ؛ سمع مولاه عمرو بن حريث يقول: انْطُلِقَ بِي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا غُلاَمٌ؛ فَدَعَا لِي بِالبَرَكَةِ، وَمَسَحَ رَأْسِي، وَخَطَّ لِي دَاراً بِالمَدِيْنَةِ بِقَوْسٍ، ثُمَّ قَالَ: "أَلاَ أَزِيْدُكَ؟ "1. وَرَوَى مَعْبَدُ بنُ خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: أَمَرَنِي عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنْ أؤمَّ النِّسَاءَ فِي رَمَضَانَ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: ثُمَّ وَلِيَ الكُوْفَةَ لِزِيَادِ ابْنِ أَبِيْهِ، وَلابْنِهِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ: عَمْرُو بنُ حُرَيْثٍ، وَحَصَّلَ مَالاً عَظِيماً وَأَوْلاَداً، مِنْهُم: عَبْدُ اللهِ، وَجَعْفَرٌ، وَيَحْيَى، وَخَالِدٌ، وَأُمُّ الوَلِيْدِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَسَعِيْدٌ، وَمُغِيْرَةُ، وَعُثْمَانُ، وَحُرَيْثٌ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: قُبِضَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلِعَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً. وَشَهِدَ أَخُوْهُ سَعِيْدُ بن حريث فتح مكة وهو حدث.

_ 1 منكر: أخرجه أبو داود "2060"، وفيه خليفة المخزومي، والد فطر، ليِّن الحديث. والخبر منكر -كما قال الذهبي في "الميزان".

العرباض بن سارية السلمي

293- العِرْبَاضُ بنُ سَارِيَةَ السُّلَمِيُّ 1: "4" مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ الصُّفة، سكن حمص، وروى أحاديث. رَوَى عَنْهُ: جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ، وَأَبُو رُهْمٍ السَّمَعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ، وَحَبِيْبُ بنُ عُبَيْدٍ، وحُجْر بنُ حُجْر، وَيَحْيَى بنُ أَبِي المُطَاعِ، وَعَمْرُو بنُ الأَسْوَدِ، وَالمُهَاصِرُ بنُ حَبِيْبٍ، وَعِدَّةٌ. أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ": حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ثَوْرٌ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ معدان، حدثني

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 276" و"7/ 412"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة رقم 381"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 208"، الاستيعاب "3/ 1238"، أسد الغابة "4/ 19"، الكاشف "2/ ترجمة 3821"، تاريخ الإسلام "3/ 192"، تهذيب التهذيب "7/ ترجمة 340"، الإصابة "2/ ترجمة 5501"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5642" شذرات الذهب "1/ 82".

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ، وحُجْر بنُ حُجْر، قَالاَ: أَتَينَا العِرْبَاضَ بنَ سَارِيَةَ، وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيْهِ: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التَّوْبَةُ: 92] ، فسلَّمنا وَقُلْنَا: أَتَيْنَا زَائِرِيْنَ وَعَائِدِيْنَ وَمُقْتَبِسِيْنَ. فَقَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الصُّبْحَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُوْنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوْبُ. فَقِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، كأنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مودَّع، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: "أُوْصِيْكُم بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْداً حَبَشِيّاً، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُم بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفاً كَثِيْراً، فَعَلَيْكُم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِيْنَ المَهْدِيِّيْنَ تمسَّكوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُوْرِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ" 1. رَوَاهُ ابْنُ المَدِيْنِيِّ، عَنِ الوَلِيْدِ، وَزَادَ: قَالَ الوَلِيْدُ: فَذَكَرْتُهُ لعبد الله بن زَبْرٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ يَحْيَى بنُ أَبِي المُطَاعِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ العِرْبَاضِ. وَرَوَاهُ بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيْرِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَحْدَهُ. ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي أَيُّوْبَ، عَنْ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عُرْوَةَ بنِ رُوَيْمٍ، عَنِ العِرْبَاضِ بنِ سَارِيَةَ -وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُقْبَضَ, فَكَانَ يَدْعُو: اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي، وَوَهَنَ عَظْمِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا يَوْماً فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ أُصَلِّي وَأَدْعُو أَنْ أُقْبَضَ؛ إِذْ أَنَا بِفَتَىً مِنْ أَجْمَلِ الرِّجَالِ، وَعَلَيْهِ دُوَّاجٌ أَخْضَرُ، فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي تَدْعُو بِهِ؟ قُلْتُ: كَيْفَ أَدْعُو يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ حسِّن العَمَلَ وَبَلِّغِ الأَجَلَ. فَقُلْتُ: وَمَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ؟ قَالَ: أَنَا رُتْبَابِيْلُ الَّذِي يَسُلُّ الحُزْنَ مِنْ صُدُورِ المُؤْمِنِيْنَ. ثُمَّ الْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ أَحَداً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كُنْيَةُ العِرْبَاضِ: أَبُو نَجِيْحٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ: مَنْزِلُهُ بِحِمْصَ عِنْد قَنَاةِ الحَبَشَةِ، وَهُوَ وَعَمْرُو بنُ عَبَسَةَ, كُلٌّ مِنْهُمَا يَقُوْلُ: أَنَا رُبُعُ الإِسْلاَمِ، لاَ يُدْرَى أَيُّهُمَا أَسْلَمَ قَبْلَ صَاحِبِهِ. قُلْتُ: لَمْ يَصِحَّ أَنَّ العِرْبَاضَ قَالَ ذَلِكَ. فَرَوَى إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ عتبة ابن عَبْدٍ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سبعة من بني سلمي، أَكْبَرُنَا العِرْبَاضُ بنُ سَارِيَةَ، فَبَايَعْنَاهُ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ، عن حبيب بن عبيد، عَنِ العِرْبَاضِ، قَالَ: لَوْلاَ أَنْ يُقَالُ: فَعَلَ أَبُو نَجِيْحٍ؛ لأَلْحَقْتُ مَالِي سُبْلةً، ثُمَّ لَحِقْتُ وَادِياً مِنْ أَوْدِيَةِ لُبْنَانَ، عَبَدْتُ اللهَ حَتَّى أَمُوْتَ. شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الفَيْضِ؛ سَمِعَ أَبَا حَفْصٍ الحِمْصِيَّ يَقُوْلُ: أَعْطَى مُعَاوِيَةُ المِقْدَادَ حِمَاراً مِنَ المَغْنَمِ، فَقَالَ لَهُ العِرْبَاضُ بنُ سَارِيَةَ: مَا كَانَ لَكَ أَنْ تَأْخُذَهُ، وَلاَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَكَ، كَأَنِّي بِكَ فِي النَّارِ تَحْمِلُهُ, فرَدَّه. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ العِرْبَاضُ سنة خمس وسبعين.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 126-127"، وأبو داود "4607"، والآجري في "الشريعة" "ص46"، وابن أبي عاصم "32" و"57" من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا ثور بن يزيد، به. وأخرجه الترمذي "2676"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "2/ 69"، وابن أبي عاصم "54", والدارمي "1/ 44"، والآجري "47" من طرق عن ثور بن يزيد، به ولم يذكروا حُجْر بن حُجْر.

سهل بن سعد

294- سهل بن سعد 1: "ع" ابن سعد بن مالك بن خَالِدِ بنِ ثَعْلَبَةَ، الإِمَامُ، الفَاضِلُ، المعمَّر، بَقِيَّةُ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم, أَبُو العَبَّاسِ الخَزْرَجِيُّ، الأَنْصَارِيُّ، السَّاعِدِيُّ. وَكَانَ أَبُوْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ الَّذِيْنَ تُوُفُّوا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كَانَ سَهْلٌ يَقُوْلُ: شَهِدْتُ المُتَلاَعِنَيْنِ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً2. رَوَى سَهْلٌ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ عَبَّاسٌ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ أَبِي ذُبَابٍ، وَابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بنُ مَيْمُوْنٍ الحَضْرَمِيُّ، وَغَيْرُهُم. وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالمَدِيْنَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ المائَةِ. عَبْدُ المُهَيْمِنِ بنُ عَبَّاسِ بنِ سَهْلٍ, عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ اسْمُ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ حَزْناً، فغيِّره النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3. وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ: تَزَوَّجَ سَهْلُ بنُ سَعْدٍ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً. وَيُرْوَى أَنَّه حَضَرَ مَرَّةً وَلِيْمَةً، فَكَانَ فِيْهَا تِسْعٌ مِنْ مُطَلَّقَاتِهِ، فلمَّا خَرَجَ وَقَفْنَ لَهُ وَقُلْنَ: كَيْفَ أنت يا أبا العباس؟

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2092"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 853", الاستيعاب "2/ 664"، أسد الغابة "2/ 472"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2558"، الكاشف "1/ ترجمة 2192"، تاريخ الإسلام "4/ 11"، الإصابة "2/ ترجمة 3533"، تهذيب التهذيب "4/ ترجمة 430"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2795"، شذرات الذهب "1/ 63 و99". 2 صحيح: أخرجه البخاري "6854"، ومسلم "1492". 3 ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" "5705"، وفيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل، وهو ضعيف.

قُلْتُ: بَعْضُ النَّاسِ أَسْقَطَ مِنْ نَسَبِهِ "سَعْداً" الثَّانِي, وَبَعْضُهُم كنَّاه أَبَا يَحْيَى. ذَكَرَ عَدَدٌ كَبِيْرٌ وَفَاتَهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَتِلْمِيذُهُ البُخَارِيُّ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ. قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بنِ أَحْمَدَ بِالثَّغْرِ، وَمُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ القُرَشِيِّ بِمِصْرَ، أَخْبَرَكُمَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ القَاضِي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ المَالِكِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ سَمِعَهُ يَقُوْلُ: اطَّلع رَجُلٌ مِنْ جُحْر فِي حُجْرَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَمَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِدْرَى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: "لَوْ أَعْلَمُ أنك تنظرني لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النظر". متَّفق عليه1.

_ 1 صحيح أخرجه البخاري "6241"، ومسلم "2156".

مسلمة بن مخلد

295- مسلمة بن مخلد 1: "د" ابن الصامت الأنصاري الخَزْرَجِيُّ، الأَمِيْرُ، نَائِبُ مِصْرَ لِمُعَاوِيَةَ, يكنَّى: أَبَا مَعْنٍ, وَقِيْلَ: كُنْيَتُهُ أَبُو سَعِيْدٍ. وَقِيْلَ: أَبُو مُعَاوِيَةَ. لَهُ صُحْبَةٌ، وَلاَ صُحْبَةَ لأَبِيْهِ. قَالَ عُلَيُّ بنُ رَبَاحٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ مَقْدَمَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدِيْنَةَ، وَقُبِضَ وَلِي عَشْرُ سِنِيْنَ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيُّ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ, وَأَبُو قَبِيْلٍ، وَابْنُ سِيْرِيْنَ، وَهِشَامُ بنُ أَبِي رُقَيَّةَ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ مُعَاوِيَةَ نَوْبَةَ صِفِّيْنَ، ثُمَّ وَلِيَ له وليزيد إمرة مصر. ورى ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ ضَرِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قال: خرج أبو أيوب إلى عقبة بن عَامِرٍ بِمِصْرَ، لِيَسْأَلَهُ عَنْ حَدِيْثٍ، فَالْتَقَاهُ مَسْلَمَةُ وعانقه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 504"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1682"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1212"، الاستيعاب "3/ 1397"، الكاشف "3/ ترجمة 5543"، تجريد أسماء الصحابة "2/ ترجمة 856"، الإصابة "3/ ترجمة 7989"، تهذيب التهذيب "10/ ترجمة 282"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7009"، شذرات الذهب "1/ 170".

قَالَ الوَاقِدِيُّ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلِمَسْلَمَةَ بنِ مُخَلَّدٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَقَالَ البُخَارِيُّ, وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَابْنُ يُوْنُسَ: لَهُ صُحْبَةٌ. وشذَّ أَبُو حَاتِمٍ، فَقَالَ: لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ. وَوَرَدَ أنَّ عُمَرَ بَعَثَ مَسْلَمَةَ عَامِلاً عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي فِزَارَةَ. قَالَ اللَّيْثُ: عُزِلَ عُقْبَةُ بنُ عَامِرٍ عَنْ مِصْرَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، فَوَلِيَهَا مَسْلَمَةُ حَتَّى مَاتَ زَمَنَ يَزِيْدَ. وقال مجاهد: صليت خلف مسملة بن مخلد، فقرأسورة البقرة، فما ترك واوًا ولا ألفًا. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ، فِي ذِي القَعْدَةِ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ.

عبد الله بن سرجس

296- عبد الله بن سرجس 1: "م، 4" المزنيّ الصَّحَابِيُّ، المعمَّر، نَزِيْلُ البَصْرَةِ، مِنْ حُلفَاءِ بَنِي مَخْزُوْمٍ. صحَّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَغْفَرَ لَهُ2. وَقَدْ رَوَى أَيْضاً عَنْ عُمَرَ. حدَّث عَنْهُ: عُثْمَانُ بنُ حَكِيْمٍ، وَقَتَادَةُ بنُ دِعَامَةَ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ. أظنَّ أَنَّ أَيُّوْبَ السَّخْتِيَانِيَّ أَدْرَكَهُ. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: لاَ يَخْتَلِفُوْنَ فِي ذِكْرِهِ فِي الصَّحَابَةِ عَلَى قَاعِدَتِهِم فِي السَّمَاعِ وَاللِّقَاءِ, فَأَمَّا قَوْلُ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ: إِنِّ عَبْدَ اللهِ بنَ سَرْجِسَ رَأَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَكُنْ لَهُ صُحْبَةٌ؛ فَإِنَّهُ أَرَادَ الصُّحْبَةَ الَّتِي يَذْهَبُ إِلَيْهَا سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ وغيره من طول المصاحبة، والله أعلم. مَاتَ ابْنُ سَرْجِسَ فِي دَوْلَةِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ، سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ، بِالبَصْرَةِ. رِوَايتُهُ في الكتب سوى "صحيح البخاري".

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "8/ 58"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 27 و282"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 289"، الاستيعاب "3/ 916"، أسد الغابة "3/ 256"، تحريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 3311"، الكاشف "2/ ترجمة 2773"، الإصابة "2/ ترجمة 4705"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 400"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3523". 2 صحيح: أخرجه مسلم "2346" من طريق عاصم، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سَرْجِسَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَأَكَلتُ مَعَهُ خُبْزاً ولحما -أو قال: ثريدا- قال: فقلت له: أستغفر لك النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نِعْمَ. ولك, ثم تلا هذه الآية {اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19] .

المقدام بن معد يكرب

297- المقدام بن معد يكرب 1: "خ، 4" ابن عمرو بن يزيد, أَبُو كَرِيْمَةَ. وَقِيْلَ: أَبُو يَزِيْدَ. وَقِيْلَ: أَبُو صَالِحٍ. وَيُقَالُ: أَبُو بِشْرٍ. وَيُقَالُ: أَبُو يَحْيَى، نَزِيْلُ حِمْصَ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. حدَّث عَنْهُ: جبير بن نفير، الشعبي، وَخَالِدُ بنُ مَعْدَانَ، وَشُرَيْحُ بنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو عَامِرٍ الهَوْزَنِيُّ، وَالحَسَنُ وَيَحْيَى ابْنَا جَابِرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عَوْفٍ، وَسُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَابْنُهُ؛ يَحْيَى بنُ المِقْدَامِ، وَحَفِيدُهُ؛ صَالِحُ بنُ يَحْيَى، وَآخَرُوْنَ. أَبُو مسهر وغيره, عن زيد بنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الكَلاَعِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ المِقْدَامَ فِي المَسْجَدِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا يَزِيْدَ! إنَّ النَّاسَ يَزْعُمُوْنَ أَنَّكَ لَمْ تَرَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! وَاللهِ لَقَدْ رَأَيتُهُ وَأَنَا أَمْشِي مَعَ عمِّي, فَأَخَذَ بِأُذُنِي هَذِهِ، وَقَالَ لِعَمِّي: "أترى هذا"؟. يذكره أباه وأمه. مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ الأَبْرَشُ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ سُلَيْمٍ، عَنْ صَالِحِ بنِ يَحْيَى، عَنْ جَدِّهِ [المِقْدَامِ] ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَفْلَحْتَ يَا قُدَيْمُ، إِنْ مُتَّ وَلَمْ تَكُنْ أَمِيْراً وَلاَ جَابِياً وَلاَ عَرِيْفاً"2. قَالَ جَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ. زَادَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَقِيْلَ: قَبْرُهُ بِحِمْصَ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ -رضي الله عنه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 415"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1882"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1393"، الاستيعاب "4/ 1482"، الكاشف "3/ ترجمة 5716" تجريد أسماء الصحابة "2/ ترجمة 1035"، تاريخ الإسلام "3/ 306"، الإصابة "3/ ترجمة رقم 8184"، تهذيب التهذيب "10/ترجمة 505"، خلاصة تهذيب الكمال "3/ ترجمة 7186". 2 ضعيف: أخرجه أحمد "4/ 133"، وفي إسناده صالح بن يحيى بن المقدام، قال البخاري: فيه نظر. وقال موسى بن هارون: لا يعرف.

عبد الله بن أبي أوفى

298- عبد الله بن أبي أوفى 1: "ع" علقمة بن خالد بن الحارث الفَقِيْهُ، المُعَمَّرُ، صَاحِبُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أَبُو مُعَاوِيَةَ, وَقِيْلَ: أَبُو مُحَمَّدٍ. وَقِيْلَ: أَبُو إِبْرَاهِيْمَ, الأَسْلَمِيُّ، الكُوْفِيُّ. مِنْ أَهْلِ بَيْعَةِ الرُّضْوَانِ، وَخَاتِمَةُ مَنْ مَاتَ بِالكُوْفَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ, وكان أبوه صحابيًّا أيضًا. وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُسْلِمٍ الهَجَرِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّكْسَكِيُّ، وإسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَطَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ، وَعَمْرُو بنُ مُرَّةَ، وَأَبُو يَعْفُوْرٍ وَقْدَانُ، وَمَجْزَأَةُ بنُ زَاهِرٍ، وَغَيْرُهُم. وَقِيْلَ: لَمْ يُشَافِهْهُ الأَعْمَشُ مَعَ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ فِي البَلَدِ، وَلَمَّا تُوُفِّيَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى، كَانَ الأَعْمَشُ رَجُلاً لَهُ بِضْعٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. وَقَدْ فَازَ عَبْدُ اللهِ بِالدَّعْوَةِ النَّبَوِيَّةِ؛ حَيْثُ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِزَكَاةِ وَالِدِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ صلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى" 2. وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ مِنَ الكِبَرِ. شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ- قَالَ: نَهَانَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ النَّبِيْذِ فِي الجَرِّ الأَخْضَرِ2. شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا أتى

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 301" و"6/ 21"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 40"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 552"، الاستيعاب "3/ 870"، أسد الغابة "3/ 182"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2159"، الكاشف "2/ ترجمة 2661"، الإصابة "2/ ترجمة 4555"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 260"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3394". 2 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "6957"، والطيالسي "819"، وأحمد "4/ 353 و355 و381 و388"، والبخاري "1497"، و"4166" و"6322" و"6359"، ومسلم "1078"، وأبو داود "1590"، والنسائي "5/ 31"، وأبو نعيم "5/ 96"، والبيهقي "2/ 152" و"157" من طريق عن شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوفى قَالَ: كان النبي إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: اللهم صل على آل فلان. فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آل أبي أوفى". 3 صحيح: أخرجه البخاري "5596"، والنسائي "8/ 304"، وأحمد "4/ 353 و356 و380".

بِصَدَقَةٍ، قَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِم" , فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَةِ قَوْمِهِ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى" 1. وَفِي رِوَايَةٍ: فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِنَا. شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي يَعْفُوْرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ الجَرَادَ2. المُحَارِبِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ بِذِرَاعِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى ضَرْبَةً، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الضَّرْبَةُ؟ قَالَ: ضُرِبْتُهَا يَوْمَ حُنَيْنٍ. تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ, وَقِيْلَ: بَلْ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ، وَقَدْ قارب مائة سنة -رضي الله عنه.

_ 1 صحيح: راجع تخريجنا قبل السابق رقم "767". 2 صحيح: أخرجه البخاري "5495"، ومسلم "1952"، وأبو داود "3812"، والترمذي "1822" و"1823"، والنسائي "7/ 210".

عبد الله بن بسر

299- عبد الله بن بسر 1: "ع" ابن أبي بسر، الصَّحَابِيُّ، المُعَمَّرُ، بَرَكَةُ الشَّامِ، أَبُو صَفْوَانَ المَازِنِيُّ، نزيل حمص. لَهُ أَحَادِيْثُ قَلِيلَةٌ، وَصُحْبَةٌ يَسِيْرَةٌ، وَلأَخَوَيْهِ عَطِيَّةَ وَالصَّمَّاءِ وَلأَبِيهِم صُحْبَةٌ. حدَّث عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اليَحْصُبِيُّ، وَرَاشِدُ بنُ سَعْدٍ، وَخَالِدُ بنُ مَعْدَانَ، وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةِ، وَسُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وحسَّان بنُ نُوْحٍ، وَصَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، وَحَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ الحِمْصِيُّوْنَ. وَقَدْ غَزَا جَزِيْرَةَ قُبْرُسَ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي دَوْلَةِ عُثْمَانَ. قَالَ البَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، حَدَّثَنَا حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ وَثِيَابُهُ مشمرة، وداؤه فَوْقَ القَمِيْصِ، وَشَعْرُهُ مَفْرُوْقٌ يُغَطِّي أُذُنَيْهِ، وَشَارِبُهُ مَقْصُوْصٌ مَعَ الشَّفَةِ، كُنَّا نَقِفُ عَلَيْهِ وَنَتَعَجَّبُ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 413"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 25"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 54"، الاستيعاب "3/ 874"، أسد الغابة "3/ 125"، الكاشف "2/ ترجمة 2669"، الإصابة "2/ ترجمة 4564"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 271", خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3403".

قَالَ صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو: رَأَيْتُ فِي جَبْهَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ أَثَرَ السُّجُودِ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ, عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ: أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ: "يَعِيْشُ هَذَا الغُلاَمُ قَرْناً". قَالَ: فَعَاشَ مائَةَ سَنَةٍ, سَمِعَهُ: شُرَيْحُ بنُ يَزِيْدَ الحَضْرَمِيُّ مِنْهُ. عِصَامُ بنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ أَيُّوْبَ الحَضْرَمِيُّ، قَالَ: أَرَانِي عَبْدُ اللهِ بنُ بُسْرٍ شَامَةً فِي قَرْنِهِ، فَوَضَعتُ أُصْبُعِي عَلَيْهَا، فَقَالَ: وَضَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُصْبُعَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: "لتبلغنَّ قَرْناً". رَوَاهُ أحمد في "المسند". جُنَادَةُ بنُ مَرْوَانَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ الحِمْصِيُّ، سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ، قَالَ: أَكَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَنَا حَيْساً، وَدَعَا لَنَا، ثُمَّ الْتَفَتَ إليَّ وَأَنَا غُلاَمٌ، فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي، ثُمَّ قَالَ: "يَعِيْشُ هَذَا الغُلاَمُ قَرْناً" فَعَاشَ مائَةً. رَوَى نَحْوَهُ: سَلَمَةُ بنُ حَوَّاسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ ابْنِ بُسْرٍ فِي قَرْيتِهِ، وَزَادَ فِيْهِ: فَقَلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! كَمِ القَرْنُ؟ قَالَ: "مائَةُ سَنَةٍ". وَفِي "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ": لِحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ: أَكَانَ النَّبِيُّ شَيْخاً؟ قَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيْضٌ1. قَالَ يَحْيَى بنُ صَالِحٍ الوُحَاظِيُّ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ هَاشِمٍ الطَّائِيَةُ، قَالَتْ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ يَتَوَضَّأُ، فَخَرَجَتْ نَفْسُهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالشَّامِ. قَالَ: وَلَهُ أَرْبَعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً, وَكَذَا أرَّخه فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ جَمَاعَةٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: مَاتَ قبل سنة مائة. وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سَعِيْدٍ الحَافِظُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ الجُرْجِسِيُّ: تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ سُلَيْمَانَ بنِ عبد الملك. حديثه في الكتب الستة.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3546".

أبو عنبة الخولاني

300- أَبُو عِنَبَة الخَوْلاني 1: "ق" الصَّحَابِيُّ، المُعَمَّرُ. شَهِدَ اليَرْمُوْكَ، وَصَاحَبَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ، وَسَكَنَ حِمْصَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ بنُ كُرَيْبٍ، وبكر بن زرعة، وطلب بنُ سُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. رَوَيْنَا فِي "سُنَنِ ابْنِ مَاجَه": حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عمَّار، حَدَّثَنَا الجَرَّاحُ بنُ مَلِيْحٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ زُرْعَةَ, سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الخَوْلاَنِيَّ -وَكَانَ مِمَّنْ صلَّى القِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَكَلَ الدَّمَ فِي الجَاهِلِيَّةِ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "لاَ يَزَالُ اللهُ يَغْرِسُ في هذا الدين غرسًا يستعملهم بطاعته". قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: قَالَ أَهْلُ حِمْصَ: هُوَ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِيْنَ، وَأَنْكَرُوا أَنْ تَكُوْنَ لَهُ صُحْبَةٌ. قُلْتُ: هَذَا يُحْمَلُ عَلَى إِنْكَارِهِمُ الصُّحْبَةَ التامَّة لاَ الصُّحْبَةَ العامَّة. أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ": حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عِنَبَةَ -قَالَ سُرَيْجٌ: وَلَهُ صُحْبَةٌ, إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً عَسَلَهُ". قِيْلَ: وَمَا عَسَلَهُ؟ قَالَ: "يَفْتَحُ لَهُ عَمَلاً صَالِحاً، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ" 2. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: لَهُ صُحْبَةٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: أَسْلَمَ وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَيٌّ، وَصَحِبَ مُعَاذاً، أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ حَيْوَةُ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنِ ابْنِ زياد. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ. وَرَوَى إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ أَبَا عِنَبَةَ وَكَانَ هُوَ وَأَبُو فَالِجٍ الأَنْمَارِيُّ قَدْ أَكَلاَ الدَّمَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَلَمْ يَصْحَبَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 436"، التاريخ الكبير في الكنَى ترجمة "537"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 2046"، أسد الغابة "6/ 233"، الإصابة "4/ ترجمة 820", وتهذيب التهذيب "12/ ترجمة 876". 2 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 224"، والبزار "2155"، والحاكم "1/ 340" من طريق زيد بن الحباب قال: حدثنا معاوية بن صالح، قال: أخبرني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن عمرو بن الحمق الخزاعي، به مرفوعًا.

محمد بن حاطب

301- محمد بن حاطب 1: "ت، س، ق" ابن الحارث بن مَعْمَرِ بنِ حَبِيْبٍ الجُمَحِيُّ. مَوْلِدُهُ بِالحَبَشَةِ، هُوَ وَأَخُوْهُ الحَارِثُ، فَتُوُفِّيَ أَبُوْهُمَا هُنَاكَ, وَجَدُّهُم حَبِيْبٌ مِنْ كِبَارِ قُرَيْشٍ، وَهُوَ ابْنِ وَهْبِ بنِ حُذَافَةَ بنِ جُمَح بنِ عَمْرِو بنِ هُصَيْصِ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ. وَأُمُّهُ مِنَ المُهَاجِرَاتِ، وَهِيَ أُمُّ جَمِيْلٍ بِنْتُ المُجَلّلِ. وَلَهُ صُحْبَةٌ، وَحَدِيثٌ فِي الدفِّ فِي العُرْسِ. ويروي عن عليٍّ أيضًا. رَوَى عَنْهُ: بَنُوْهُ؛ الحَارِثُ، وَعُمَرُ، وَإِبْرَاهِيْمُ، وَلُقْمَانُ، وَحَفِيدُهُ؛ عُثْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجُمَحِيُّ، وَسِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، وَسَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو بَلْجٍ يَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ. وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الرَّضَاعَةِ. وَقِيْلَ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ مُحَمَّداً فِي الإِسْلاَمِ. فأمَّا مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيُّ فسمِّي مُحَمَّداً قَبْلِ المَبْعَثِ. ويكنَّى مُحَمَّدُ بنُ حَاطِبٍ أَبَا إِبرَاهِيْمَ. زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ, عَنْ سِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ حَاطِبٍ، قَالَ: تَنَاوَلْتُ قِدْراً فَاحْتَرَقَتْ يَدِي، فَانْطَلَقَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَجُلٍ جَالِسٍ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! وَأَدْنَتْنِي مِنْهُ، فَجَعَلَ يَنْفُثُ وَيَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ لاَ أَدْرِي مَا هُوَ، فَسَأَلْتُ أُمِّي بَعْدَ ذَلِكَ: مَا كَانَ يَقُوْلُ؟ قَالَتْ: كَانَ يَقُوْلُ: "أَذْهِبِ البَاسَ -رَبَّ النَّاسِ- وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شَافِيَ إِلاَّ أَنْتَ" 2. سَمِعَهُ مِنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ العَبْدِيُّ, وَتَابَعَهُ: شَرِيْكٌ، وَشُعْبَةُ، ومسعر. رواه النسائي. مات محمد بن خاطب سنة أربع وسبعين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 17"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1243"، أسد الغابة "5/ 85"، الاستيعاب، "3/ 1368"، الكاشف "3/ ترجمة 4855"، تجريد أسماء الصحابة "2/ 614"، تهذيب التهذيب "9/ ترجمة 143"، الإصابة "3/ ترجمة 7765", خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6130". 2 حسن: أخرجه أحمد "3/ 418" و"4/ 259"، والطبراني "19/ 536 و537 و539 و540" و"24/ 903" من طريق سماك بن حرب، به.

السائب بن يزيد

302- السائب بن يزيد 1: "ع" ابن سعيد بن ثمامة، أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو يَزِيْدَ الكِنْدِيُّ، المَدَنِيُّ، ابْنُ أُخْتِ نَمِرٍ، وَذَلِكَ شَيْءٌ عُرِفُوا بِهِ. وَكَانَ جَدُّهُ سَعِيْدُ بنُ ثُمَامَةَ حَلِيفَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ. قَالَ السَّائِبُ: حجَّ بِي أَبِي مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِيْنَ2. قُلْتُ: لَهُ نَصِيْبٌ مِنْ صُحْبَةٍ وَرِوَايَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ قَارِظٍ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَالجُعَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَابْنُهُ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ السَّائِبِ، وَعُمَرُ بنُ عَطَاءِ بنِ أَبِي الخُوَارِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ: عَنْ يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ، عَنِ السَّائِبِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَتَلَ عَبْدَ اللهِ بنَ خَطَلٍ يَوْمَ الفتح، أخرجه من تحت الأستار، فَضَرَبَ عُنُقَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالمَقَامِ، ثُمَّ قَالَ: "لاَ يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ بَعْدَ هَذَا صَبْراً". عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ مَوْلَى السَّائِبِ، قَالَ: كَانَ السَّائِبُ رَأْسُهُ أَسْوَدُ مِنْ هَامَتِهِ إِلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ، وَسَائِرُ رَأْسِهِ -مُؤَخَّرُهُ, وَعَارِضَاهُ وَلِحْيَتُهُ أَبْيَضُ. فَقُلْتُ لَهُ: مَا رَأَيتُ أَعْجَبَ شَعْراً منك! فقال لي: أَوَتدري مِمَّا ذَاكَ يَا بُنِيَّ؟ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِي وَأَنَا أَلْعَبُ، فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، وَقَالَ: "بَارَكَ اللهُ فِيْكَ"، فَهُوَ لاَ يَشِيْبُ أَبَداً. يَعْنِي: مَوْضِعَ كَفِّهِ. يُوْنُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: مَا اتَّخَذَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَاضِياً، وَلاَ أَبُو بَكْرٍ، وَلاَ عُمَرُ، حَتَّى قَالَ عُمَرُ لِلسَّائِبِ ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ: لَوْ روَّحت عنِّي بَعْضَ الأَمْرِ, حتَّى كَانَ عُثْمَانُ. قَالَ عَبْدُ الأَعْلَى الفَرْوِيُّ: رَأَيْتُ عَلَى السَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ مِطْرَفَ خَزٍّ، وَجُبَّةَ خَزٍّ، وَعِمَامَةَ خَزٍّ. يُرْوى عَنِ الجُعَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَفَاةُ السَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سنة إحدى وتسعين. وَشَذَّ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثمانين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2286"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1031"، الاستيعاب "2/ 576"، أسد الغابة "2/ 257"، الكاشف "1/ ترجمة 1813"، تهذيب التهذيب "3/ ترجمة 839"، الإصابة "2/ ترجمة 3077"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2353". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1858"، والترمذي "925"، وأحمد "3/ 449".

جبير بن الحويرث

303- جبير بن الحويرث 1: ابن نَقِيْدِ بنِ بُجَير بنِ عَبْدِ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ القُرَشِيُّ. وَقِيْلَ فِي نَسَبِهِ هَكَذَا، لَكِنْ بِحَذْفِ بُجَيْرٍ. صَحَابِيٌّ صَغِيْرٌ، لَهُ رُؤْيَةٌ بلا رواية, وحدَّث عن أبي بكر، عمر. حدَّث عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَعِيْدِ بنِ يَرْبُوْعٍ. رَوَى لَهُ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، فوَهِمَ، وَقَالَ: عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَرْبُوْعٍ، عَنْ جُبَيْرِ بنِ الحُوَيْرِثِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَاقِفاً عَلَى قَزحٍ ... ، فَذَكَرَ الحَدِيْثَ. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ الحُوَيْرِثُ أَبُوْهُ مِمَّنْ أَهْدَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَمَهُ يَوْمَ الفَتْحِ. وَعَنْ جُبَيْرٍ: أَنَّهُ شَهِدَ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ، فَسَمِعَ أبا سفيان يحرِّضهم على الجهاد.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 2115"، أسد الغاية "1/ 321"، الإصابة "1/ ترجمة 1089".

قثم بن العباس

304- قُثَم بن العباس 1: "ص" ابن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي. ابْنُ عَمِّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَأَخُو الفَضْلِ وَعَبْدِ اللهِ وَعُبَيْدِ اللهِ وَكَثِيْرٍ. وَأُمُّهُ هِيَ أُمُّ الفَضْلِ, لُبَابَةُ بِنْتُ الحَارِثِ الهِلاَلِيَّةُ، وَكَانَتْ ثَانِيَةَ امْرَأَةٍ أَسْلَمَتْ، أَسْلَمَتْ بَعْدَ خَدِيْجَةَ. قَالَهُ الكَلْبِيُّ. لِقُثَمَ صُحْبَةٌ، وَقَدْ أَرْدَفَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَلْفَهُ. وَكَانَ أخا الحسين بن علي من الرضاعة. وَكَانَ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَهُوَ قَلِيْلُ الرِّوَايَةِ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ آخِرَ مَنْ خَرَجَ مِنْ لَحْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُثَمُ. وَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ، اسْتَعْمَلَ قُثَمَ عَلَى مَكَّةَ، فَمَا زَالَ عَلَيْهَا حَتَّى قُتِلَ عَلِيٌّ. قَالَهُ: خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: اسْتَعْمَلَهُ عَلِيٌّ عَلَى المَدِيْنَةِ, وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمْ يُعْقِبْ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: غَزَا قُثَمُ خُرَاسَانَ وَعَلَيْهَا سَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ، فَقَالَ لَهُ: أَضْرِبُ لَكَ بِأَلْفِ سَهْمٍ؟ فَقَالَ: لاَ، بَلْ خَمِّسْ، ثُمَّ أَعْطِ النَّاسَ حُقُوقَهُم؛ ثُمَّ أَعْطِنِي بَعْدُ مَا شِئْتَ. وَكَانَ قُثَمُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- سَيِّداً وَرِعاً فَاضِلاً. قَالَ الزُّبَيْرُ: سَارَ قُثَمُ أَيَّامَ مُعَاوِيَةَ مَعَ سَعِيْدِ بنِ عُثْمَانَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ، فاستُشْهِدَ بِهَا. قُلْتُ: لاَ شَيْءَ لَهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ فِي "تَارِيْخِ نَيْسَابُوْرَ"، فَقَالَ: كَانَ شَبِيْهَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَآخِرَ النَّاسِ بِهِ عَهْداً, وَحَدِيثُ أُمِّ الفَضْلِ نَاطِقٌ بِذَلِكَ بِأَسَانِيْدَ كَثِيْرَةٍ. قَالَ: فأمَّا وَفَاةُ قُثَمَ وَمَوْضِعُ قَبْرِهِ فمختَلَف فِيْهِ, فَقِيْلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ بِسَمَرْقَنْدَ، وَبِهَا قَبْرُهُ, وَقِيْلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ بِمَرْوَ. قَالَ الحَاكِمُ: وَالصَّحِيحُ أَنَّ قَبْرَهُ بِسَمَرْقَنْدَ. قَالَ: وَسَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ, أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأُمَوِيُّ غَزَا خُرَاسَانَ، فَوَرَدَ نَيْسَابُوْرَ فِي عَسْكَرٍ؛ مِنْهُم جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا إِلَى مَرْوَ، وَمِنْهَا إِلَى جَيْحُوْنَ، وَفَتَحَ بُخَارَى وَسَمَرْقَنْدَ. سَمِعَ أَبَاهُ وَطَلْحَةَ. رَوَى عَنْهُ: هَانِئُ بنُ هَانِئٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ. أَخُوْهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ سيأتي فيما بعد، إن شاء الله.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 863"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 805"، أسد الغابة "4/ 392"، تجريد أسماء الصحابة "2/ 129"، تهذيب التهذيب "8/ 641"، الإصابة "3/ ترجمة 7081"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5909".

معبد بن عباس

أخوهما: 305- معبد بن عباس 1: مِنْ صِغَارِ وَلَد العَبَّاسِ، وَهُوَ مِنْ أُمِّ الفَضْلِ. لَهُ أَوْلاَدٌ؛ عَبْدُ اللهِ، وَعَبَّاسٌ، وَمَيْمُوْنَةُ. وَأُمُّهُم: أُمُّ جَمِيْلٍ عَامِرِيَّةٌ, وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَذُرِّيَّةٌ كثيرة.

_ 1 ترجمته في أسد الغابة "5/ 220"، الإصابة "3/ ترجمة 8328".

كثير بن العباس، وتمام ابن العباس، والفضل بن العباس

كثير بن العباس، وتمام ابن العباس، والفضل بن العباس أخوهم: 306- كثير بن العباس 1: أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. تَابِعِيٌّ، يَرْوِي عَنْ أَبِيْهِ، وَغَيْرِهِ. وَكَانَ فَقِيْهاً جَلِيْلاً صَالِحاً ثِقَةً. لَهُ عَقِبٌ. قَالَهُ: ابْنُ سَعْدٍ. أَخُوْهُم: 307- تَمَّام بنُ العباس 2: مِنْ أُمِّ وَلَدٍ، وَهُوَ شَقِيْقُ كَثِيْرٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ تَمَّام مِنْ أَشَدِّ أَهْلِ زَمَانِهِ بَطْشاً. وَلَهُ أَوْلاَدٌ، وَأَوْلاَدُ أَوْلاَدٍ، فَانْقَرَضُوا، وَآخِرُهُم: يَحْيَى بنُ جَعْفَرِ بنِ تَمَّام، مَاتَ زَمَن المَنْصُوْرِ، وَوَرِثَهُ أَعْمَامُ المَنْصُوْرِ، فَأَطْلَقُوا المِيْرَاثَ كله لعبد الصمد بن عليّ. أخوهم: 308- الفضل بن العباس 3: وأخوهم عبد الله مَرَّ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 905"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 856"، أسد الغابة "4/ 460"، الكاشف "3/ ترجمة 4707"، تجريد أسماء الصحابة "2/ 300"، الإصابة "3/ ترجمة 7480"، تهذيب التهذيب "8/ ترجمة 750"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5934". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2044"، أسد الغابة "1/ 253"، الإصابة "1/ ترجمة 857". 3 هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، أبو عبد الله, ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو العباس المدني، ابْنِ عَمِّ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمه: أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث بن الحزن الهلالية، وكان شقيق عبد الله بن عباس. أردفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وراءه في حجة الوداع، وحضر غسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم. قال عباس الدوردي عن يحيى بن معين: قتل يوم اليرموك في عهد أبي بكر -رضي الله عنهما. وقال أبو داود: قتل بدمشق. كان عليه درع النبي -صلى الله عليه وسلم. وقال الواقدي: مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة. ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 54" و"7/ 399"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 502"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 363"، أسد الغابة "4/ 366"، الكاشف "2/ ترجمة 4537"، تهذيب التهذيب "8/ ترجمة 512", الإصابة "3/ ترجمة 7003"، خلاصة الخزرجي "2 ترجمة 5716".

سعيد بن العاص

309- سعيد بن العاص 1: "م، س" ابْنِ أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ، وَالِدُ عَمْرِو بنِ سَعِيْدٍ الأَشْدَقِ، وَوَالِدُ يَحْيَى, القُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ المَدَنِيُّ الأَمِيْرُ، قُتِلَ أَبُوْهُ يَوْم بَدْرٍ مُشْرِكاً، وَخلَّفَ سَعِيْداً طِفْلاً. قال أبو حاتم: له صحبة. قال: لَمْ يَرْوِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَرَوَى عَنْ عُمَرَ، وَعَائِشَةَ، وَهُوَ مُقِلّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ، وَعُرْوَةُ، وَسَالِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ. وَكَانَ أَمِيْراً شَرِيْفاً جَوَاداً مُمَدَّحاً، حَلِيماً، وَقُوراً، ذَا حَزْمٍ وَعَقْلٍ، يَصْلُحُ لِلْخِلاَفَةِ. وَلِيَ إِمْرَةَ المَدِيْنَةِ غَيْرَ مَرَّةٍ لِمُعَاوِيَةَ, وَقَدْ وَلِي إمرة الكُوْفَةِ لِعُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ, وَقَدِ اعْتَزَلَ الفِتْنَةَ فَأَحْسَنَ، وَلَمْ يُقَاتِلْ مَعَ مُعَاوِيَةَ. وَلَمَّا صَفَا الأَمْرُ لِمُعَاوِيَةَ وَفَدَ سَعِيْدٌ إِلَيْهِ فَاحْتَرَمَهُ، وَأَجَازَهُ بِمَالٍ جَزِيْلٍ. وَلَمَّا كَانَ عَلَى الكُوْفَةِ غَزَا طَبَرِسْتَانَ فَافْتَتَحَهَا. وَفِيْهِ يَقُوْلُ الفَرَزْدَقُ: تَرَى الغُرَّ الجَحَاجِحَ2 مِنْ قُرَيْشٍ ... إِذَا مَا الأَمْرُ ذُو الحَدَثَانِ عَالاَ3 قِيَاماً يَنْظُرُوْنَ إِلَى سَعِيْدٍ ... كَأَنَّهُمُ يرون به هلالًا قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلِسَعِيْدٍ تِسْعُ سِنِيْنَ أَوْ نَحْوُهَا, وَلَمْ يَزَلْ فِي صَحَابَةِ عُثْمَانَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ، فولَّاه الكُوْفَةَ لَمَّا عَزَلَ عَنْهَا الوَلِيْدَ بنَ عُقْبَةَ، فقَدِمَها وَهُوَ شَابٌّ مُتْرَفٌ، فأضرَّ بِأَهْلِهَا، فَوَلِيَهَا خَمْسَ سِنِيْنَ إِلاَّ أَشْهُراً, ثُمَّ قَامَ عَلَيْهِ أَهْلُهَا وَطَرَدُوْهُ، وأمَّروا عَلَيْهِم أَبَا مُوْسَى، فَأَبَى، وجدَّد البَيْعَةَ فِي أَعْنَاقِهِم لِعُثْمَانَ، فولَّاه عثمان عليهم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 30"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1672"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 204"، الاستيعاب "2/ 621"، أسد الغابة "2/ 309"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2324"، تهذيب التهذيب "4/ ترجمة 78"، الإصابة "2/ ترجمة 3268"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2482". 2 الجحاجح: جمع جحجاح وهو السيد الكريم السمح. 3 الحدثان: ما يحدث من مصائب الدهر, وعالا: أي أثقل وأفدح.

وَكَانَ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ يَوْمَ الدَّارِ مَعَ المُقَاتِلَةِ عَنْ عُثْمَانَ. وَلَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، فَنَزَلُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ قَامَ سَعِيْدٌ خَطِيباً، وَقَالَ: أمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ عُثْمَانَ عَاشَ حَمِيداً، وَذَهَبَ فَقِيداً شَهِيداً، وَقَدْ زَعَمْتُم أَنَّكُم خَرَجْتُم تَطْلُبُوْنَ بِدَمِهِ، فَإِنْ كُنْتُم تُرِيْدُوْنَ ذَا، فَإِنَّ قَتَلَتَهُ عَلَى هَذِهِ المَطِيِّ، فَمِيْلُوا عَلَيْهِم. فَقَالَ مَرْوَانُ: لاَ، بَلْ نَضْرِبُ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ. فَقَالَ المُغِيْرَةُ: الرَّأْيُ مَا رَأَى سَعِيْدٌ. وَمَضَى إِلَى الطَّائِفِ، وانعزل سعيد بن بِمَنِ اتَّبَعَهُ بِمَكَّةَ، حَتَّى مَضَتِ الجَمَلُ وَصِفِّيْنُ. قَالَ قَبِيْصَةُ بنُ جَابِرٍ: سَأَلُوا مُعَاوِيَةَ: مَنْ تَرَى لِلأَمْرِ بَعْدَكَ؟ قَالَ: أمَّا كَرِيْمَةُ قُرَيْشٍ فَسَعِيْدُ بنُ العَاصِ ... , وَذَكَرَ جَمَاعَةً. ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، قَالَ: خَطَبَ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ أمَّ كُلْثُوْمٍ بِنْتَ عَلِيٍّ بَعْدَ عُمَرَ، وَبَعَثَ إِلَيْهَا بِمائَةِ أَلْفٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَخُوْهَا الحُسَيْنُ، وَقَالَ: لاَ تَزَوَّجِيْهِ. فَقَالَ الحَسَنُ: أَنَا أُزَوِّجُهُ, واتَّعدوا لِذَلِكَ، فَحَضَرُوا. فَقَالَ سَعِيْدٌ: وَأَيْنَ أَبُو عَبْدِ اللهِ؟ فَقَالَ الحَسَنُ: سَأَكْفِيكَ. قَالَ: فلعلَّ أبا عبد الله كَرِهَ هَذَا, قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لاَ أَدْخُلُ فِي شَيْءٍ يَكْرَهُهُ. وَرَجَعَ وَلَمْ يَأْخُذْ مِنَ المَالِ شَيْئاً. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّمَشْقِيُّ: إنَّ عَرَبِيَّةَ القُرْآنِ أُقِيمَتْ عَلَى لِسَانِ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ؛ لأَنَّهُ كَانَ أَشْبَهَهُم لَهْجَةً بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَنِ الوَاقِدِيِّ: أَنَّ سَعِيْداً أُصِيْبَ بِمَأْمُوْمَةٍ1 يَوْمَ الدَّارِ، فَكَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ غُشِيَ عَلَيْهِ. وَقَالَ هُشَيْمٌ: قَدِمَ الزُّبَيْرُ الكُوْفَةَ وَعَلَيْهَا سَعِيْدُ بنُ العَاصِ، فَبَعَثَ إِلَى الزُّبَيْرِ بِسَبْعِ مائَةِ أَلْفٍ، فَقَبِلَهَا. وَقَالَ صَالِحُ بنُ كَيْسَانَ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ يَخِفُّ بَعْضَ الخِفَّةِ مِنَ المَأْمُوْمَةِ الَّتِي أَصَابَتْهُ، وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ أَوْفَرِ الرِّجَالِ وَأَحْلَمِهِ. ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يَسُبُّ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي الجُمَعِ، فَعُزِلَ بِسَعِيْدِ بنِ العَاصِ، فَكَانَ لاَ يَسُبُّهُ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ إِذَا قَصَدَهُ سَائِلٌ وَلَيْسَ عِنْدَهُ شَيْءٌ، قَالَ: اكْتُبْ عَلَيَّ سِجِلاًّ بمسألتك الميسرة.

_ 1 مأمومة: أي شجّة بلغت أم الرأس.

وَذَكَرَ عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حمَّاد: أنَّ سَعِيْدَ بنَ العَاصِ اسْتَسْقَى مِنْ بَيْتٍ فَسَقَوْهُ، وَاتَّفَقَ أَنَّ صَاحِبَ المَنْزِلِ أَرَادَ بَيْعَهُ لدَيْن عَلَيْهِ، فَأَدَّى عَنْهُ أَرْبعَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَطْعَمَ النَّاسَ فِي قَحْطٍ حَتَّى نَفِدَ مَا في بيت المال، وادَّان, فعزله معاوية. وَقِيْلَ: مَاتَ وَعَلَيْهِ ثَمَانُوْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ. وَعَنْ سَعِيْدٍ، قَالَ: القُلُوْبُ تَتَغَيَّرُ، فَلاَ يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ أَنْ يَكُوْنَ مَادِحاً اليَوْمَ ذَامّاً غَداً. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: تُوُفِّيَ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ بِقَصْرِهِ بِالعَرصَةِ، عَلَى ثَلاَثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ المَدِيْنَةِ، وحُمِلَ إِلَى البَقِيْعِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ. كَذَا أرَّخه خَلِيْفَةُ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ مُسَدَّدٌ: مَاتَ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ. وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: سَنَةَ ثَمَانٍ. وَقِيْلَ: إِنَّ عَمْرَو بنَ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ الأَشْدَقَ سَارَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَبَاعَهُ مَنْزِلَهُ وَبُسْتَانَهُ الَّذِي بِالعَرصَةِ بِثَلاَثِ مائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَيُقَالُ: بِأَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. قَالَهُ الزُّبَيْرُ. وَفِي ذَلِكَ المَكَانِ يَقُوْلُ عَمْرُو بنُ الوَلِيْدِ بنِ عُقْبَةَ: القَصْرُ ذُو النَّخْلِ وَالجُمَّارُ1 فَوْقَهُمَا ... أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِنْ أَبْوَابِ جَيْرُوْنَ وَقَدْ كَانَ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ أَحَدَ مَنْ نَدَبَه عثمان لكتابة المصحف؛ لِفَصَاحَتِهِ، وَشَبَهِ لَهْجَتِهِ بِلَهْجَةِ الرَّسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. فأمَّا ابنه:

_ 1 الجمار: شحم النخل. مفرده. جمارة.

عمرو الأشدق

310- عمرو الأشدق 1: فَمِنْ سَادَةِ بَنِي أُمَيَّةَ, اسْتَخْلَفَهُ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ عَلَى دِمَشْقَ لَمَّا سَارَ لِيَمْلِكَ العِرَاقَ، فتوثَّب عَمْرٌو عَلَى دِمَشْقَ، وَبَايَعُوْهُ. فلمَّا تَوَطَّدَتِ العِرَاقُ لِعَبْدِ المَلِكِ، وقُتِلَ مُصْعَبٌ, رَجَعَ وَحَاصَرَ عَمْراً بِدِمَشْقَ، وَأَعْطَاهُ أَمَاناً مُؤَكَّداً، فاغترَّ بِهِ عَمْرٌو, ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ غَدَرَ بِهِ وَقَتَلَهُ، وَخَرَجَتْ أُخْتُهُ تَنْدُبُهُ، وَهِيَ زَوْجَةُ الوَلِيْدِ، فَقَالَتْ: أيَا عَيْنُ جُودِي بِالدُّمُوعِ عَلَى عَمْرِو ... عشية تبتزُّ الخلافة بالغدر غَدَرْتُم بِعَمْرٍو يَا بَنِي خَيْطِ بَاطِلٍ ... وَكُلُّكُم يَبْنِي البُيُوْتَ عَلَى غَدْرِ وَمَا كَانَ عَمْرٌو غَافِلاً غَيْرَ أَنَّهُ ... أَتَتْهُ المَنَايَا غَفْلَةً وَهُوَ لاَ يَدْرِي كأنَّ بَنِي مَرْوَانَ إِذْ يَقْتُلُوْنَهُ ... خِشَاشٌ1 مِنَ الطَّيْرِ اجْتَمَعْنَ عَلَى صَقْرِ لَحَى اللهُ دُنْيَا تُعقِبُ النَّارَ أَهْلَهَا ... وَتَهْتِكُ مَا بَيْنَ القَرَابَةِ مِنْ سِتْرِ أَلاَ يَا لَقَوْمِي لِلْوَفَاءِ وَلِلْغَدْرِ ... وَلِلْمُغْلِقِيْنَ البَابَ قَسْراً عَلَى عَمْرِو فَرُحْنَا وَرَاحَ الشَّامِتُونَ عَشِيَّةً ... كَأَنَّ عَلَى أَعْنَاقِهِم فِلَقَ الصَّخْرِ وَقَدْ كَانَ عَمْرٌو كَتَبَ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ: يُرِيْدُ ابْنُ مَرْوَانٍ أُمُوْراً أَظُنُّهَا ... سَتَحْمِلُهُ منَّي عَلَى مَرْكَبٍ صَعْبِ أَتَنْقُضُ عَهْداً كَانَ مَرْوَانُ شَدَّهُ ... وَأَكَّدَ فِيْهِ بِالقَطِيعَةِ وَالكِذْبِ فَقَدَّمَهُ قَبْلِي وَقَدْ كُنْتُ قَبْلَهُ ... وَلَوْلاَ انْقِيَادِي كَانَ كَرْباً مِنَ الكَرْبِ وَكَانَ الَّذِي أَعْطَيْتُ مَرْوَانَ هَفْوَةً ... عُنِيتُ بِهَا رَأْياً وَخَطْباً مِنَ الخَطْبِ فَإِنْ تُنْفِذُوا الأَمْرَ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا ... فَنَحْنُ جَمِيْعاً فِي السُّهُولِ وَفِي الرَّحْبِ وَإِنْ تُعْطِهَا عَبْدَ العَزِيْزِ ظُلاَمَةً ... فَأَوْلَى بها منَّا ومنه بنو حرب

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2570"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1308"، الكاشف "2/ ترجمة 4226"، الإصابة "3/ ترجمة 6848"، تهذيب التهذيب "8/ ترجمة 60"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5299". 2 الخشاش: قال الأصمعي: هي شرار الطير.

الهرماس بن زياد بن مالك

311- الهرماس بن زياد بن مالك 1: "د، ق" أبو حدير الباهلي. عِدَادُهُ فِي صِغَارِ الصَّحَابَةِ. رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ بِمِنَىً عَلَى بَعِيْرٍ. عمَّر دَهْراً. حدَّث عَنْهُ: حَنْبَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَعِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ. وَقَعَ لِي حَدِيثُهُ عَالِياً. قَالَ أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، عَنِ الهِرْمَاسِ بنِ زِيَادٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْم النَّحْرِ يَخْطُبُ عَلَى نَاقَتِهِ العَضْبَاءِ. قُلْتُ: أَظُنُّ الهِرْمَاسَ بَقِيَ حَيّاً إِلَى حُدُوْدِ سَنَةِ تِسْعِيْنَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 553"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2883"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 496"، أسد الغابة "5/ 393"، الكاشف "3/ ترجمة 6052"، وتجريد أسماء الصحابة "2/ ترجمة 1350"، تهذيب التهذيب "11/ ترجمة 62"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7661".

قدامة بن عبد الله

312- قدامة بن عبد الله 1: "د، س، ق" ابن عمار الكلابي العامري, عِدَادُهُ فِي صِغَارِ الصَّحَابَةِ الَّذِيْنَ لَهُم رُؤْيَةٌ، رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَرْمِي الجِمَارَ. كنَّاه أَبُو العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيُّ: أَبَا عِمْرَانَ. رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَجَمَاعَةٌ، عَنْ أَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ, عَنْ قُدَامَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَرْمِي الجَمْرَةَ عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ، لاَ ضَرْبَ وَلاَ طَرْدَ، ولا جلد، ولا إليك إليك2. كَانَ قُدَامَةُ يَكُوْنُ بِنَجْدٍ, عَاشَ إِلَى بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ. وَمَا عَلِمْتُ مَنْ يَرْوِي عَنْهُ سِوَى أَيْمَنَ الحَبَشِيِّ المَكِّيِّ، وَالحَدِيْثُ: فَفِي "سُنَنِ النَّسَائِيِّ"، وَ"التِّرْمِذِيِّ"، وَ"القَزْوِيْنِيِّ"، وَفِي "مُسْنَدِ الإِمَامِ"، ويقع لنا بالإجازة العالية.

_ 1 ترجمته في التارخ الكبير "7/ ترجمة 795"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 724"، الاستيعاب "3/ 1379"، أسد الغابة "4/ 393"، الكاشف "2/ ترجمة 4629"، تجريد أسماء الصحابة "2/ 131"، تهذيب التهذيب "8/ ترجمة 647"، الإصابة "3/ ترجمة 7084", خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5840". 2 حسن: أخرجه الترمذي "903"، والنسائي "5/ 270"، وابن ماجه "3035"، والدارمي "2/ 62"، وأحمد "3/ 412-413" من طرق عن أيمن بن نابل، به. قلت: إسناده حسن، فيه أيمن بن نابل، صدوق -كما قال الحافظ في "التقريب".

سفيان بن وهب

313- سفيان بن وهب 1: الصَّحَابِيُّ، المُعَمَّرُ، أَبُو أَيْمَن الخَوْلاَنِيُّ، المِصْرِيُّ. حدَّث عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِحَدِيْثٍ "مسند أحمد بن حنبل" و"بقي". وحدَّث عَنْ: عُمَرَ، وَالزُّبَيْرِ. وَغَزَا المَغْرِبَ زَمَنَ عُثْمَانَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُشَّانة المَعَافِرِيُّ، وَبَكْرُ بنُ سَوَادَةَ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، وَالمُغِيْرَةُ بنُ زِيَادٍ، وَآخَرُوْنَ. لَهُ أَحَادِيْثُ يَسِيْرَةٌ. وَقَدْ طَلَبَهُ صَاحِبُ مِصْرَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مَرْوَانَ ليحدِّثه، فأتُي بِهِ مَحْمُوْلاً مِنَ الكِبَرِ. عدَّه فِي الصَّحَابَةِ أَحْمَدُ بنُ البَرْقِيِّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَابْنُ يُوْنُسَ، وَغَيْرُهُم. وأمَّا ابْنُ سَعْدٍ وَالبُخَارِيُّ فَذَكَرَاهُ فِي التَّابِعِيْنَ، فَاللهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ شَهِدَ حَجَّةَ الوَدَاعِ فِيْمَا قِيْلَ. أرَّخ المسبحي وفاته: سنة إحدى وتسعين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 440"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2062"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 948"، أسد الغابة "2/ 410"، الإصابة "2/ ترجمة 3322".

غضيف بن الحارث

314- غضيف بن الحارث 1: "د، س، ق" ابن زنيم، أَبُو أَسْمَاءَ السَّكُوْنِيُّ، الكِنْدِيُّ، الشَّامِيُّ. عِدَادُهُ فِي صِغَارِ الصَّحَابَةِ، وَلَهُ رِوَايَةٌ. وَرَوَى أَيْضاً عَنْ: عُمَرَ, وَأَبِي عُبَيْدَةَ، وَبِلاَلٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي الدرداء، وطائفة. حدَّث عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَحَبِيْبُ بنُ عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَائِذٍ، وَمَكْحُوْلٌ، وَعُبَادَةُ بنُ نُسَيّ، وَسُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ، وَشُرَحْبِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو رَاشِدٍ الحُبْرَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. سَكَنَ حِمْصَ. خَيْثَمَةُ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، حَدَّثَنَا العَلاَءُ بنُ يَزِيْدَ الثُّمَالِيُّ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ أَبِي رَزِيْنٍ الثُّمَالِيُّ، سَمِعْتُ غُضَيْفَ بنَ الحَارِثِ، قَالَ: كُنْتُ صَبِيّاً أَرْمِي نَخْلَ الأَنْصَارِ، فَأَتَوْا بِيَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَسَحَ بِرَأْسِي، وَقَالَ: "كُلْ مَا سَقَطَ، وَلاَ تَرْمِ نخلهم"2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 429 و443"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 499"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 311"، الاستيعاب "3/ 1254"، أسد الغابة "4/ 340"، تجريد أسماء الصحابة "2/ 15"، تهذيب التهذيب "8/ ترجمة 459"، الإصابة "2/ ترجمة 6912", خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5677". 2 ضعيف: فيه علتان؛ الأولى: العلاء بن يزيد الثمالي، مجهول، لذا فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "3/ 1/ 362". والثانية: عيسى بن أبي رزين الثمالى، قال أبو زرعة: مجهول.

مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ سَيْفٍ، عَنْ غُضَيف بنِ الحَارِثِ الكِنْدِيِّ: أنَّه رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاضِعاً يَدَهُ اليُمْنَى عَلَى اليُسْرَى فِي الصَّلاَةِ1. حمَّاد بنُ سَلَمَةَ، عَنْ بُرْدٍ أَبِي العَلاَءِ، عَنْ عُبَادَةَ بنِ نُسَيّ، عَنْ غُضَيْفِ بنِ الحَارِثِ: أَنَّهُ مَرَّ بِعُمَرَ، فَقَالَ: نِعْمَ الفَتَى غُضَيْفٌ، فَلِقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا أَخِي! اسْتَغْفِرْ لِي. قُلْتُ: أَنْتَ صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي. قَالَ: إِنِّيْ سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُوْلُ: نِعْمَ الفَتَى غُضَيْفٌ، وَقَدْ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ ضَرَبَ الحق على لسان عمر وقلبه" 2. رَوَى مَكْحُوْلٌ؛ عَنْ غُضَيْفٍ، نَحْوَهُ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: لَهُ صُحْبَةٌ, قَالَ أَبِي، وَأَبُو زُرْعَةَ: الصَّحِيحُ أَنَّهُ غُضَيْفُ بنُ الحَارِثِ، وَلَهُ صُحْبَةٌ. وَقِيْلَ فِيْهِ: الحَارِثُ بنُ غُضَيْفٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: غُضَيْفُ بنُ الحَارِثِ ثِقَةٌ، فِي الطَّبَقَةِ الأُوْلَى مِنْ تَابِعِي أَهْلِ الشَّامِ. أَبُو اليَمَانِ، عَنْ صَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو: أَنَّ غُضَيْفَ بنَ الحَارِثِ كَانَ يَتَوَلَّى لَهُم صَلاَةَ الجُمُعَةِ إِذَا غَابَ خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ. بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ عُبَيْدٍ، عَنْ غُضَيْفٍ، قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عَبْدُ المَلِكِ، [فَقَالَ:] يَا أَبَا أَسْمَاءَ! قَدْ جَمَعْنَا النَّاسَ عَلَى أَمْرَيْنِ: رَفْعِ الأَيْدِي عَلَى المَنَابِرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَالقَصَصِ بَعْدَ الصُّبْحِ وَالعَصْرِ. قَالَ غُضَيْفٌ: أَمَا إِنَّهُمَا أَمْثَلُ بِدْعَتِكُم عِنْدِي، وَلَسْتُ مُجِيْبَكَ إِلَيْهِمَا. قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لأنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا أَحْدَثَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلاَّ رُفِعَ مِثْلُهَا مِنَ السُّنَّةِ". رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي "المُسْنَدِ"3. قَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ سُمَيْعٍ: غُضَيْفُ بنُ الحَارِثِ الثُّمَالِيُّ مِنَ الأَزْدِ، حِمْصِيٌّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ في حدود سنة ثمانين.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "4/ 105" و"5/ 290"، وفيه معاوية بن صالح، صدوق -كما قال الحافظ في "التقريب". 2 صحيح: ورد من حديث أبي ذر، وأبي هريرة، وابن عمر -رضي الله عنهم, أمَّا حديث أبي ذر -رضي الله عنه: فأخرجه أحمد "5/ 145" و"165 و177"، وأبو داود "2962"، وابن ماجة "108" من طريق غضيف، عن أبي ذر، به. وأمَّا حديث أبي هريرة -رضي الله عنه: فأخرجه أحمد "2/ 401"، وابن أبي شيبة "12/ 25"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1250"، والبزار "2501" من طريق الجهم بن أبي الجهم، عن المسْوَر بن مخرمة، عن أبي هريرة به مرفوعًا. وأما حديث ابن عمر -رضي الله عنهما: فأخرجه أحمد "2/ 53 و95"، وفي "فضائل الصحابة" "313"، وابن سعد في "الطبقات" "2/ 335"، والترمذي "3682"، والطبراني في "الأوسط" "291" من طريق نافع، عن ابن عمر مرفوعًا. وقد خرجت الحديث بنحو هذا في كتاب [منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية] الجزء السادس بتعليقنا رقم "46" فراجعه ثَمَّ إن شئت. 3 ضعيف: أخرجه أحمد "4/ 105"، وفي إسناده علتان؛ الأولى: بقية, وهو ابن الوليد, مدلس، يدلس تدليس التسوية، وقد عنعنه. والثانية: أبو بكر بن عبد الله، وهو ابن أبي مريم, ضعيف.

عبد الله بن جعفر

315- عبد الله بن جعفر 1: "ع" ابن أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ. السَّيِّدُ، العَالِمُ، أَبُو جَعْفَرٍ القُرَشِيُّ، الهَاشِمِيُّ، الحَبَشِيُّ المَوْلِدِ، المَدَنِيُّ الدَّارِ، الجَوَادُ ابْنُ الجَوَادِ ذِي الجَنَاحَيْنِ. لَهُ صُحْبَةٌ، وَرِوَايَةٌ، عِدَادُهُ فِي صِغَارِ الصَّحَابَةِ. اسْتُشْهِدَ أَبُوْهُ يَوْمَ مُؤْتَةَ، فَكَفِلَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَنَشَأَ فِي حَجْرِهِ. وَرَوَى أَيْضاً عَنْ عَمِّهِ عَلِيٍّ، وَعَنْ أُمِّهِ؛ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ. حدَّث عَنْهُ: أَوْلاَدُهُ؛ إِسْمَاعِيْلُ، وَإِسْحَاقُ، وَمُعَاوِيَةُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ، وَسَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَالشَّعْبِيُّ، وَعُرْوَةُ، وَعَبَّاسُ بنُ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَصَحِبَهُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ. وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَعَلَى عَبْدِ المَلِكِ, وَكَانَ كَبِيْرَ الشَّأْنِ، كَرِيْماً جَوَاداً، يَصْلُحُ للإمامة. مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَعْقُوْبَ، عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ، فأسَرَّ إليَّ حَدِيثاً لاَ أحدِّث بِهِ أَحَداً، فَدَخَلَ حَائِطاً، فَإِذَا جَمَلٌ، فلمَّا رَأَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حنَّ وذرفت عيناه2

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 11"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 96"، أسد الغابة "3/ 198"، تجريد أسماء الصحابة "1/ 3196"، الكاشف "2/ ترجمة 2692"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 294"، الإصابة "2/ ترجمة 4591"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 2425". 2صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "11/ 493"، وأحمد "1/ 204"، ومسلم "342" و"2429"، وأبو داود "2549"، وابن ماجه "340"، والدارمي "663" و"755"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" "437"، وأبو يعلى "6787" و"6788"، وأبو عوانة "1/ 197"، والحاكم "2/ 99-100"، =

ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ، عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي حَمَلَةَ، قَالَ: وَفَدَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ عَلَى يَزِيْدَ، فَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفَي أَلْفٍ. قُلْتُ: مَا ذَاكَ بِكِثِيْرٍ، جَائِزَةُ مَلِكِ الدُّنْيَا لِمَنْ هُوَ أَوْلَى بِالخِلاَفَةِ مِنْهُ. قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: هَاجَرَ جَعْفَرٌ إِلَى الحَبَشَةِ؛ فَوَلَدَتْ لَهُ أَسْمَاءُ: عَبْدَ اللهِ، وَعَوْناً، وَمُحَمَّداً. إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ: أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرٍ وَابْنَ الزُّبَيْرِ بَايَعَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُمَا ابْنَا سَبْعِ سِنِيْنَ, فلمَّا رَآهُمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تبسَّم وَبَسَطَ يَدَهُ وَبَايَعَهُمَا. مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَعْقُوْبَ، عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ: أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَتَاهُم بَعْدَ مَا أَخْبَرَهُم بِقَتْلِ جَعْفَرٍ بَعْدَ ثَالِثَةٍ، فَقَالَ: "لاَ تَبْكُوا أَخِي بَعْدَ اليَوْمِ". ثم قال: "ائتوني بيني أَخِي". فَجِيْءَ بِنَا كَأَنَّنَا أَفْرُخٌ، فَقَالَ: "ادْعُوا لي الحلاق". فأمره فحلق رءوسنا، ثُمَّ قَالَ: "أَمَا مُحَمَّدٌ؛ فَشِبْهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللهِ؛ فَشِبْهُ خَلْقِي وخُلُقي" , ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَأَشَالَهَا، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَراً فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ فِي صَفْقَتِهِ". قَالَ: فَجَاءتْ أُمُّنَا، فَذَكَرَتْ يُتْمَنَا، فَقَالَ: "العَيْلَةَ تَخَافِيْنَ عَلَيْهِم وَأَنَا وَلِيُّهُم فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ"؟ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنِدِهِ"1. وَرَوَى أَيْضاً لِعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ مُوَرِّقٍ العِجْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ تلقَّى بِالصِّبْيَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَإِنَّهُ قَدِمَ مَرَّةً مِنْ سَفَرٍ، فَسُبِقَ بِي إِلَيْهِ، فَحَمَلَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ جِيْءَ بِأَحَدِ ابْنَيْ فَاطِمَةَ، فَأَرْدَفَهُ خَلْفَهُ، فَدَخَلْنَا المَدِيْنَةَ ثَلاَثَةً على دابة2.

_ =والبيهقي في "السنن" "1/ 94"، وفي "الدلائل" "6/ 26-27" من طرق عن مهدي بن ميمون، عن محمد بن أبي يعقوب، به. وتمام الحديث: " ... فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حنَّ وذرفت عيناه, فمسح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سراته وذفراه، فسكن، فقال: "من صاحب الجمل"؟ فجاء فتًى من الأنصار، فقال: هو لي يا رسول الله. فقال: "أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملَّكَكَها الله، إنه شكا إليَّ أنك تجيعه وتدئبه". وقوله: "سراته": أي ظهره وأعلاه, و"ذفراه": أي مؤخر رأسه. وقوله: تدئبه: أي تكده وتتعبه. 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 204"، وابن سعد "4/ 36-37"، والنسائي في "الكبرى" "8604" من طريق محمد بن أبي يعقوب، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2428"، وأحمد "1/ 203".

فِطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ وَهُوَ يَلْعَبُ بِالتُّرَابِ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي تِجَارَتِهِ"1. قَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سلَّم عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَر، قَالَ: السَّلاَم عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الجَنَاحَيْنِ2. عَنْ أَبَانَ بنِ تَغْلِبَ، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرٍ قَدِم عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَكَانَتْ لَهُ مِنْهُ وِفَادَةٌ فِي كُلِّ سَنَةٍ، يُعْطِيهِ أَلْفَ أَلفِ دِرْهَمٍ، وَيَقْضِي لَهُ مائَةَ حَاجَةٍ. قِيْلَ: إِنَّ أَعْرَابِيّاً قَصَدَ مَرْوَانَ، فَقَالَ: مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ، فَعَلَيْكَ بِعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ, فَأَتَى الأَعْرَابِيُّ عَبْدَ اللهِ، فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نُبُوَّةٍ ... صَلاَتُهُمُ لِلْمُسْلِمِيْنَ طُهُوْرُ أَبَا جَعْفَرٍ! ضَنَّ الأَمِيْرُ بِمَالِهِ ... وأنت على ما في يدك أَمِيْرُ أَبَا جَعْفَرٍ! يَا ابْنَ الشَّهِيْدِ الَّذِي لَهُ ... جَنَاحَانِ فِي أَعْلَى الجِنَانِ يَطِيرُ أَبَا جَعْفَرٍ! مَا مِثْلُكَ اليَوْمَ أَرْتَجِي ... فَلاَ تَتْرُكَنِّي بالفلاوة أَدُوْرُ فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ! سَارَ الثَّقَلُ، فَعَلَيْك يالراحلة بِمَا عَلَيْهَا، وَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ عَنِ السَّيْفِ، فَإِنِّي أَخَذْتُهُ بِأَلْفِ دِيْنَارٍ. وَيُرْوَى أَنَّ شَاعِراً جَاءَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ، فَأَنْشَدَهُ: رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ فِي المَنَامِ ... كَسَانِي مِنُ الخَزِّ دُرَّاعَهْ شَكَوْتُ إِلَى صَاحِبِي أَمْرَهَا ... فَقَالَ: سَتُوْتَى بِهَا السَّاعَهْ سَيَكْسُوْكَهَا المَاجِدُ الجَعْفَرِيُّ ... وَمَنْ كَفُّهُ الدَّهْرَ نَفَّاعَهْ وَمَنْ قَالَ لِلْجُودِ: لاَ تَعْدُنِي ... فَقَالَ لَهُ: السَّمْعُ وَالطَّاعَهْ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ لِغُلاَمِهِ: أَعْطِهِ جُبَّتِي الخَزَّ, ثُمَّ قَالَ لَهُ: وَيْحَكَ! كَيْفَ لَمْ تَرَ جُبَّتِي الوَشْيَ؟ اشْتَرَيْتُهَا بِثَلاَثِ مائَةِ دِيْنَارٍ مَنْسُوجَةً بِالذَّهَبِ. فَقَالَ: أنام، فَلَعَلَّي أَرَاهَا. فَضَحِكَ عَبْدُ اللهِ، وَقَالَ: ادْفَعُوْهَا إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كَانَ عَلَى قُرَيْشٍ وَأَسَدٍ وَكِنَانَةَ يَوْمَ صِفِّيْنَ عَبْدُ اللهِ بنُ جعفر.

_ 1 ضعيف: فيه خليفة المخزومي الكوفي، مولى عمرو بن حريث، والد فطر، لين الحديث. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3709".

حَمَّادُ بنُ يَزِيْدَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: مَرَّ عُثْمَانُ بِسَبْخَةٍ، فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقِيْلَ: اشْتَرَاهَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ بِسِتِّيْنَ أَلْفاً، فَقَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّهَا لِي بِنَعْلٍ. فجزَّأها عَبْدُ اللهِ ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ؛ وَأَلْقَى فِيْهَا العُمَّالَ، ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ لِعَلِيٍّ: أَلاَ تَأْخُذُ عَلَى يَدَيِ ابْنِ أَخِيْكَ، وَتَحْجُرُ عَلَيْهِ؟ اشْتَرَى سَبْخَةً بِسِتِّيْنَ أَلْفاً. قَالَ: فَأَقبَلْتُ. فَرَكِبَ عُثْمَانُ يَوْماً فَرَآهَا، فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَلِّنى جُزْأَيْنِ مِنْهَا. قَالَ: أَمَا وَاللهِ دُوْنَ أَنْ تُرْسِلَ إِلَيَّ مَنْ سفَّهتني عِنْدَهُم، فَيَطْلُبُوْنَ إِلَيَّ ذَلِكَ، فَلاَ أَفْعَلُ. ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ: أَنِّي قَدْ فَعَلْتُ. قَالَ: وَاللهِ لاَ أَنْقُصُكَ جُزْأَيْنِ مِنْ مائَةِ أَلْفٍ وَعِشْرِيْنَ أَلْفاً. قَالَ: قَدْ أَخَذْتُهَا. وَعَنِ العُمَريّ: أنَّ ابْنَ جَعْفَرٍ أَسْلَفَ الزُّبَيْرَ أَلْفَ أَلْفٍ, فلمَّا تُوُفِّيَ الزُّبَيْرُ, قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لابْنِ جَعْفَرٍ: إِنِّيْ وَجَدْتُ فِي كُتُبِ الزُّبَيْرِ أنَّ لَهُ عَلَيْكَ أَلْفَ أَلْفٍ. قَالَ: هُوَ صَادِقٌ, ثُمَّ لَقِيَهُ بَعْدُ، فَقَالَ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ! وَهِمت؛ المَالُ لَكَ عَلَيْهِ. قَالَ: فهو له. قال: لا أريد ذلك. عَنِ الأَصْمَعِيِّ: أنَّ امْرَأَةً أَتَتْ بِدَجَاجَةٍ مَسْمُوطَةٍ، فَقَالَتْ لابْنِ جَعْفَرٍ: بِأَبِي أَنْتَ! هَذِهِ الدَّجَاجَةُ كَانَتْ مِثْل بِنْتِي، فَآلَيْتُ أَنْ لاَ أَدْفِنَهَا إِلاَّ فِي أَكْرَمِ مَوْضِعٍ أَقْدِرُ عَلَيْهِ؛ وَلاَ وَاللهِ مَا فِي الأَرْضِ أَكْرَمُ مِنْ بَطْنِكَ. قَالَ: خُذُوهَا مِنْهَا، وَاحْمِلُوا إِلَيْهَا. فَذَكَرَ أَنْوَاعاً مِنَ العَطَاءِ، حَتَّى قَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ! إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِيْنَ. هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: أَنَّ رَجُلاً جَلَبَ سُكَّراً إِلَى المَدِيْنَةِ فَكَسَدَ، فَبَلَغَ عَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرٍ، فَأَمَرَ قَهْرَمَانَهُ أَنْ يَشْتَرِيَهُ وَأَنْ يُنْهِبَهُ النَّاسَ. ذَكَرَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، أنَّ عُبَيْدَ اللهِ بنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: دخل ابن أبي عمار وهوم يَوْمَئِذٍ فَقِيهُ أَهْلِ الحِجَازِ عَلَى نخَّاس، فَعَرَضَ عَلَيْهِ جَارِيَةً، فَعَلِقَ بِهَا، وَأَخَذَهُ أَمْرٌ عَظِيمٌ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ مِقْدَارُ ثَمَنِهَا، فَمَشَى إِلَيْهِ عطاء، وطاوس، وَمُجَاهِدٌ، يَعْذُلُوْنَهُ, وَبَلَغَ خَبَرُهُ عَبْدَ اللهِ، فَاشْتَرَاهَا بِأَرْبَعِيْنَ أَلفاً، وزيِّنَها، وحلَّاها، ثُمَّ طَلَبَ ابْنَ أَبِي عمَّار، فَقَالَ: مَا فَعَلَ حُبُّكَ فُلاَنَةً؟ قَالَ: هِيَ الَّتِي هَامَ قَلْبِي بِذِكْرِهَا، وَالنَّفْسُ مَشْغُولَةٌ بِهَا. فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ، أَخْرِجِيهَا. فَأَخْرَجَتْهَا تَرْفُلُ فِي الحُلِيِّ وَالحُلَلِ، فَقَالَ: شَأْنُكَ بِهَا، بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيْهَا. فَقَالَ: لَقَدْ تَفَضَّلتَ بِشَيْءٍ مَا يَتَفَضَّلُ بِهِ إِلاَّ اللهُ. فلمَّا ولَّى بِهَا قَالَ: يَا غُلاَمُ! احْمِلْ مَعَهُ مائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. فَقَالَ: لَئِنْ -وَاللهِ- وُعِدْنَا نَعِيْمَ الآخِرَةِ فَقَدْ عجَّلت نَعِيْمَ الدُّنْيَا. وَلِعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ أَخْبَارٌ فِي الجُوْدِ وَالبَذْلِ. وَكَانَ وَافِرَ الحِشْمَةِ، كَثِيْرَ التَّنَعُّمِ، وَمِمَّنْ يَسْتَمِعُ الغِنَاءَ. قَالَ الوَاقِدِيُّ وَمُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ. وَقَالَ المَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ, وَيُقَالُ: سَنَةَ تِسْعِيْنَ.

قيس بن عائذ

316- قَيْسُ بنُ عَائِذ 1: "س، ق": أبو كاهل الأحمسي. عِدَادُهُ فِي صِغَارِ الصَّحَابَةِ, نَزَلَ الكُوْفَةَ، وَهُوَ بِكُنْيَتِهِ أَشْهَرُ. رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ عَلَى نَاقَتِهِ2. حدَّث عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَبُو مُعَاذٍ رَجُلٌ تَابِعِيٌّ. رَوَى لَهُ أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَه. بَقِيَ إلى حدود سنة ثمانين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 62"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 640"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 578"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة 970"، الإصابة "4/ ترجمة 956". 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 78 و177 و178 و306"، وابن ماجه "1284" و"1285" من طرق عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْس بن عائذ، به.

حجر بن عدي

317- حُجْرُ بنُ عَدِيّ 1: ابن جَبَلَةَ بنِ عَدِيِّ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ مُعَاوِيَةَ الأَكْرَمِيْنَ بن الحارث بن معاوية الكندي، وهو جُحْر الخَيْرِ، وَأَبُوْهُ عَدِيُّ الأَدْبَرُ. وَكَانَ قَدْ طُعِنَ مُوَلِّياً، فسُمِّيَ الأَدْبَرَ، الكُوْفِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّهِيْدُ. لَهُ صُحْبَةٌ وَوِفَادَةٌ. قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: وَفَدَ مَعَ أَخِيْهِ هَانِئِ بنِ الأَدْبَرِ، وَلاَ رِوَايَةَ لَهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَسَمِعَ مِنَ: عَلِيٍّ، وعمَّار. رَوَى عَنْهُ: مَوْلاَهُ؛ أَبُو لَيْلَى، وَأَبُو البَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. وَكَانَ شَرِيفاً، أَمِيْراً مُطَاعاً، أمَّارًا بِالمَعْرُوفِ، مُقْدِماً عَلَى الإِنْكَارِ، مِنْ شِيْعَةِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا, شَهِدَ صِفِّيْنَ أَمِيْراً، وَكَانَ ذَا صَلاَحٍ وَتَعَبُّدٍ. قِيْلَ: كذَّب زِيَادَ بنَ أَبِيْهِ مُتَوَلِّي العِرَاقِ وَهُوَ يَخْطُبُ، وَحَصَبَهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَكَتَبَ فيه إلى

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 217"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 258"، الجرح والتعديل "1189"، أسد الغابة "461"، الإصابة "1/ ترجمة 1629".

مُعَاوِيَةَ. فَعَسْكَرَ حُجْر فِي ثَلاَثَةِ آلاَفٍ بِالسِّلاَحِ، وَخَرَجَ عَنِ الكُوْفَةِ، ثُمَّ بَدَا لَهُ وَقَعَدَ، فَخَافَ زِيَادٌ مِنْ ثَوْرَتِهِ ثَانِياً، فَبَعَثَ بِهِ فِي جَمَاعَةٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ حُجْر جَاهِلِيّاً إِسْلاَمِيّاً، شَهِدَ القَادِسِيَّةَ, وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَ مَرْجَ عَذْرَاءَ، وَكَانَ عَطَاؤُهُ فِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَلَمَّا قَدِمَ زِيَادٌ وَالِياً دَعَا بِهِ، فَقَالَ: تَعْلَمُ أَنِّيْ أَعْرِفُكَ، وَقَدْ كُنْتُ أَنَا وَأَنْتَ عَلَى مَا عَلِمْتَ مِنْ حُبِّ عَلِيٍّ، وَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ غَيْرُ ذَلِكَ، فَأَنْشُدُكَ اللهَ أَنْ يُقْطَرَ لِي مِنْ دَمِكَ قَطْرَةٌ، فَأَسْتَفْرِغَهُ كُلَّهُ، أَمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ مَنْزِلُكَ، وَهَذَا سَرِيرِي فَهُوَ مَجْلِسُكَ، وَحَوَائِجُكَ مَقْضِيَّةٌ لَدَيَّ، فَاكْفِنِي نَفْسَكَ، فَإِنِّي أَعْرِفُ عَجَلَتَكَ، فَأَنْشُدُكَ اللهَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي نَفْسِكَ، وإياك وهذه السفلة أن يَسْتَزِلُّوكَ عَنْ رَأْيِكَ، فَإِنَّكَ لَوْ هُنْتَ عليَّ، أَوِ اسْتَخْفَفْتُ بِحَقِّكَ، لَمْ أَخُصَّكَ بِهَذَا. فَقَالَ: قَدْ فَهِمْتُ، وَانْصَرَفَ. فَأَتَتْهُ الشِّيْعَةُ، فَقَالُوا: مَا قَالَ لَكَ؟ فَأَخْبَرَهُم. قَالُوا: مَا نَصَحَ, فَأَقَامَ وَفِيْهِ بَعْضُ الاعْتِرَاضِ، وَالشِّيْعَةُ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِ، وَيَقُوْلُوْنَ: إِنَّكَ شَيْخُنَا وَأَحَقُّ مَنْ أَنْكَرَ، وَإِذَا أَتَى المَسْجِدَ مَشَوْا مَعَهُ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ خَلِيْفَةُ زِيَادٍ عَلَى الكُوْفَةِ عَمْرُو بنُ حُرَيْثٍ -وَزِيَادٌ بِالبَصْرَةِ: مَا هَذِهِ الجَمَاعَةُ؟ فَقَالَ لِلرَّسُوْلِ: تُنكِرُوْنَ مَا أَنْتُم فِيْهِ؟ إِلَيْكَ وَرَاءكَ أَوْسَعُ لَكَ, فَكَتَبَ عَمْرٌو إِلَى زِيَادٍ: إِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِالكُوْفَةِ فعجِّل. فَبَادَرَ، وَنَفَّذَ إِلَى حُجْر عَدِيَّ بنَ حَاتِمٍ، وَجَرِيرَ بنَ عَبْدِ اللهِ، وَخَالِدَ بنَ عُرْفُطَةَ، لِيُعْذِرُوا إِلَيهِ، وَأَنْ يكفَّ لِسَانَهُ، فَلَمْ يُجِبْهُمْ، وَجَعَلَ يَقُوْلُ: يَا غُلاَمُ! اعْلِفِ البَكْرَ. فَقَالَ عَدِيٌّ: أَمَجْنُوْنٌ أَنْتَ؟ أُكَلِّمُكَ بِمَا أُكلِّمُكَ، وَأَنْتَ تَقُوْلُ هَذَا؟! وَقَالَ لأَصْحَابِهِ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ بَلَغَ بِهِ الضَّعْفُ إِلَى كُلِّ مَا أَرَى. وَنَهَضُوا فَأَخْبَرُوا زِيَاداً، [فَأَخْبَرُوْهُ بِبَعْضٍ، وخزَّنوا بَعْضاً] ، وحسَّنوا أَمْرَهُ، وَسَأَلُوا زِيَاداً الرِّفْقَ بِهِ، فَقَالَ: لَسْتُ إِذاً لأَبِي سُفْيَانَ, فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الشُّرَطَ وَالبُخَارِيَّةَ، فَقَاتَلَهُم بِمَنْ مَعَهُ، ثُمَّ انْفَضُّوا عَنْهُ، وأُتِيَ بِهِ إِلَى زِيَادٍ وَبِأَصْحَابِهِ، فَقَالَ: وَيْلَكَ! مَا لَكَ؟ قَالَ: إِنِّيْ عَلَى بَيْعَتِي لِمُعَاوِيَةَ, فَجَمَعَ زِيَادٌ سَبْعِيْنَ، فَقَالَ: اكْتُبُوا شَهَادَتَكُم عَلَى حُجْر وَأَصْحَابِهِ, ثُمَّ أَوْفَدَهُم عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَبَعَثَ بِحُجْر وَأَصْحَابِهِ إِلَيْهِ، فَبَلَغَ عَائِشَةَ الخَبَرُ، فَبَعَثَتْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ تَسْأَلُهُ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيْلَهُم. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لاَ أُحِبُّ أَنْ أَرَاهُم، هَاتُوا كِتَابَ زِيَادٍ, فَقُرِئَ عَلَيْهِ، وَجَاءَ الشُّهُودُ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: اقْتُلُوْهُم عِنْدَ عَذْرَاءَ. فَقَالَ حُجْر: مَا هَذِهِ القَرْيَةُ؟ قَالُوا: عَذْرَاءُ1. قَالَ: أَمَا -وَاللهِ- إني لأوّل مسلم نَبَّحَ كلابها فِي سَبِيْلِ اللهِ, ثُمَّ أُحْضِرُوا مَصْفُودِيْنَ2، وَدَفَعَ

_ 1 عذراء: قرية من قرى غوطة دمشق، تقع في الشمال الشرقي منها. 2 مصفودان: أي مكبلان ومقيدان.

كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُم إِلَى رَجُلٍ فَقَتَلَهُ. فَقَالَ حُجْر: يَا قَوْمُ، دَعُوْنِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. فَتَرَكُوهُ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فطوَّل. فَقِيْلَ لَهُ: طَوَّلْتَ، أَجَزِعْتَ؟ فَقَالَ: مَا صَلَّيْتُ صَلاَةً أخفَّ مِنْهَا، وَلَئِنْ جَزِعْتُ لَقَدْ رَأَيْتُ سَيْفاً مَشْهُوْراً، وَكَفَناً منشورًا، وقبرًا محفورًا, وكانت عشائرهم قد جاءوهم بِالأَكْفَانِ، وَحَفَرُوا لَهُمُ القُبُوْرَ. وَيُقَالُ: بَلْ مُعَاوِيَةُ الَّذِي فَعَلَ ذَلِكَ, وَقَالَ حُجْر: اللهمَّ إِنَّا نَسْتَعْدِيكَ عَلَى أُمَّتِنَا، فإنَّ أَهْلَ العِرَاقِ شَهِدُوا علينا، وإن أهل الشام قلتونا. فَقِيْلَ لَهُ: مُدّ عُنُقَكَ. فَقَالَ: إنَّ ذَلِكَ لَدَمٌ مَا كُنْتُ لأُعِيْنَ عَلَيْهِ. وَقِيْلَ: بَعَثَ مُعَاوِيَةُ هُدْبَةَ بنَ فَيَّاض فَقَتَلَهُم، وَكَانَ أَعْوَرَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْهُم مِنْ خَثْعَمَ، فَقَالَ: إِنْ صَدَقَتِ الطَّيرُ قُتِلَ نِصْفُنَا، وَنَجَا نِصْفُنَا. فلمَّا قَتَلَ سَبْعَةً، بَعَثَ مُعَاوِيَةُ بِرَسُولٍ بِإِطْلاَقِهِم، فَإِذَا قَدْ قُتِلَ سَبْعَةٌ، وَنَجَا سِتَّةٌ، وَكَانُوا ثَلاَثَةَ عَشَرَ. وَقَدِمَ ابْنُ هِشَامٍ بِرِسَالَةِ عَائِشَةَ، وَقَدْ قُتِلُوا، فَقَالَ: يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ! أَيْنَ عَزَبَ عَنْكَ حِلْمُ أَبِي سُفْيَانَ؟ قَالَ: غَيْبَةُ مِثْلِكَ عَنِّي -يَعْنِي: أَنَّهُ نَدِمَ. وَقَالَتْ هِنْدُ الأَنْصَارِيَّةُ -وَكَانَتْ شِيْعِيَّةً؛ إِذْ بُعِثَ بِحُجْرٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ: ترفَّع أَيُّهَا القَمَرُ المُنِيْرُ ... ترفَّع هَلْ تَرَى حُجْراً يَسِيْرُ؟ يَسِيْرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بنِ حَرْبٍ ... لِيَقْتُلَهُ كَمَا زَعَمَ الخَبِيْرُ تجبَّرت الجَبَابِرُ بعد حجر ... فطاب لها الخَوَرْنق والسدير1 وَأَصْبَحَتِ البِلاَدُ لَهُ مُحُولاً ... كَأَنْ لَمْ يُحْيِهَا يَوْماً مَطِيرُ أَلاَ يَا حُجْرُ -حُجْرَ بَنِي عَدِيٍّ- ... تَلَقَّتْكَ السَّلاَمَةُ وَالسُّرُوْرُ أَخَافُ عَلَيْكَ مَا أَرْدَى عَدِيّاً ... وَشَيْخاً فِي دِمَشْقَ لَهُ زَئِيْرُ فَإِنْ تَهْلِكْ فُكُلُّ عَمِيدِ قَوْمٍ ... إِلَى هُلْكٍ مِنَ الدُّنْيَا يَصِيرُ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: لَمَّا أُتِيَ بحُجْر، قَالَ: ادْفِنُوْنِي فِي ثِيَابِي، فَإِنِّيْ أُبْعَثُ مُخَاصِماً. وَرَوَى ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ فِي السُّوقِ، فَنُعِيَ إِلَيْهِ حُجْر، فَأَطْلَقَ حَبْوَتَهُ, وَقَامَ وَقَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ النَّحِيْبُ. هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: لَمَّا أُتِيَ مُعَاوِيَةُ بحجر، قال: السلام عليك يا أمير

_ 1 الخورنق: قصر كان بظهر الحيرة. والسدير: قريب منه.

المؤمنين! قال: أَوَأمير المُؤْمِنِيْنَ أَنَا؟ اضْرِبُوا عُنُقَهُ, فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَقَالَ لأَهْلِهِ: لاَ تُطْلِقُوا عَنِّي حَدِيداً، وَلاَ تَغْسِلُوا عَنِّي دَماً، فَإِنِّي ملاقٍ مُعَاوِيَةَ عَلَى الجادَّة. وَقِيْلَ: إِنَّ رَسُوْلَ مُعَاوِيَةَ عَرَضَ عَلَيْهِم البَرَاءةَ مِنْ رَجُلٍ وَالتَّوبَةَ، فَأَبَى ذَلِكَ عَشْرَةٌ، وتبرَّأ عَشْرَةٌ، فَلَمَّا انْتَهَى القَتْلُ إِلَى حُجْر جَعَلَ يُرْعد. وَقِيْلَ: لَمَّا حَجَّ مُعَاوِيَةُ اسْتَأْذَنَ عَلَى عائشة، فقالت: أقتلت حُجْرًا؟ قَالَ: وَجَدْتُ فِي قَتْلِهِ صَلاَحَ النَّاسِ، وَخِفْتُ مِنْ فَسَادِهِم. وَكَانَ قَتْلُهُم فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ، وَمَشْهَدُهُم ظَاهِرٌ بِعَذْرَاءَ يُزَارُ. وخلَّف حُجْر وَلَدَيْن: عُبَيْدَ اللهِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، قَتَلَهُمَا مُصْعَبُ بنُ الزُّبَيْرِ الأَمِيْرُ، وَكَانَا يَتَشَيَّعَانِ.

حجر الشر

أما: 318- حُجْرُ الشَّرِّ 1: فَهُوَ ابْنُ عَمٍّ لِحُجْرِ الخَيْرِ، وَهُوَ حُجْر بنُ يَزِيْدَ بنِ سَلَمَةَ بنِ مُرَّةَ بنِ حُجْرِ بنِ عَدِيِّ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ مُعَاوِيَةَ الأَكْرَمِيْنَ الكِنْدِيُّ. وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, ثُمَّ كَانَ مِنْ شِيْعَةِ عَلِيٍّ، وَشَهِدَ يَوْمَ الحَكَمَينِ، ثُمَّ صَارَ مِنْ أُمَرَاءِ مُعَاوِيَةَ، فولَّاه أَرْمِيْنِيَةَ. قَالَهُ: ابْنُ سَعْدٍ. وَلاَ رواية لهذا أيضًا.

_ 1 ترجمته في أسد الغابة "1/ 463"، والإصابة "1/ ترجمة 1631".

أبو الطفيل

319- أبو الطفيل 1: "ع" خَاتَمُ مَنْ رَأَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الدُّنْيَا، واستمرَّ الحَالُ على ذلك في عَصْرِ التَّابِعِيْنَ وَتَابِعِيْهِم وهلمَّ جَرَّا، لاَ يَقُوْلُ آدمي: أَنِّي رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى نَبَغَ بِالهِنْدِ بَعْدَ خَمْسِ مائَةِ عَامٍ باب رَتَنَ، فادَّعى الصُّحْبَةَ، وَآذَى نَفْسَهُ، وكذَّبه العُلَمَاءُ, فَمَنْ صدَّقه فِي دَعْوَاهُ، فَبَارَكَ اللهُ فِي عَقْلِهِ، وَنَحْنُ نَحْمَدُ اللهَ عَلَى العَافِيَةِ. وَاسْمُ أَبِي الطُّفَيْلِ: عَامِرُ بنُ وَاثِلَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو اللَّيْثِيُّ، الكِنَانِيُّ، الحِجَازِيُّ، الشِّيْعِيُّ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 457" و"6/ 64"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة رقم 2947"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1829" تاريخ بغداد "1/ 198"، أسد الغابة "3/ 145" و"6/ 179"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 135"، الإصابة "4/ ترجمة 676".

كَانَ مِنْ شِيْعَةِ الإِمَامِ عَلِيٍّ. مَوْلِدُهُ: بَعْدَ الهِجْرَةِ. رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ, وَهُوَ يَسْتَلمُ الرُّكْنَ بمحجنه، ثم يقبل المحجن1. وَرَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَعَلِيٍّ. حَدَّثَ عَنْهُ: حَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ المَكِّيُّ، وَعَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ خُثَيْمٍ، وَمَعْرُوفُ بنُ خَرَّبُوْذَ، وَسَعِيْدٌ الجُرَيْرِيُّ، وَفِطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ مَعْرُوفٌ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا غُلاَمٌ شَابٌّ, يَطُوْفُ بِالبَيْتِ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلمُ الحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهَمْدَانِيِّ، قَالَ: دَخَلَ أَبُو الطُّفَيْلِ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: مَا أَبْقَى لَكَ الدَّهْرُ مِنْ ثُكْلِكَ عَلِيّاً؟ قَالَ: ثُكْلَ العَجُوْزِ المِقْلاَتِ2 وَالشَّيْخِ الرَّقُوبِ. قَالَ: فَكَيْفَ حُبُّكَ لَهُ؟ قَالَ: حُبُّ أُمِّ مُوْسَى لِمُوْسَى، وَإِلَى اللهِ أَشْكُو التَّقْصِيرَ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: أَدْرَكْتُ مِنْ حَيَاةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَمَانِ سِنِيْنَ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يُنْشِدُ: وخلَّفت سَهْماً فِي الكِنَانَةِ وَاحِداً ... سيُرْمَى بِهِ أَوْ يَكْسِرُ السَّهْمَ كَاسِرُهْ وَقِيْلَ: إِنَّ الطُّفَيْلِ كَانَ حَامِلَ رَايَةِ المُخْتَارِ لَمَّا ظَهَرَ بالعراق، وَحَارَبَ قَتَلَةَ الحُسَيْنِ. وَكَانَ أَبُو الطُّفَيْلِ ثِقَةً فِيمَا يَنْقُلُهُ، صَادِقاً عَالِماً، شَاعِراً فَارِساً، عمَّر دَهْراً طَوِيْلاً، وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ حُرُوْبَهُ. قَالَ خَلِيْفَةُ: وَأَقَامَ بِمَكَّةَ حَتَّى مَاتَ سَنَةَ مائَةٍ، أَوْ نَحْوِهَا -كَذَا قَالَ. ثُمَّ قَالَ: وَيُقَالُ: سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَةٍ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، عَنْ كَثِيْرِ بنِ أَعْيَنَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ بِمَكَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَةٍ. وَقَالَ وَهْبُ بنُ جَرِيرٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كُنْتُ بِمَكَّةَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَةٍ، فَرَأَيْتُ جِنَازَةً، فَسَأَلْتُ عَنْهَا، فَقَالُوا: هَذَا أَبُو الطُّفَيْلِ. قُلْتُ: هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ مِنْ وَفَاتِهِ لِثُبُوتِهِ، وَيَعْضُدُهُ مَا قَبْلَهُ, وَلَوْ عمَّر أَحَدٌ بَعْدَهُ كَمَا عمَّر هُوَ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَعَاشَ إِلَى سَنَةِ بِضْعٍ ومائتين.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1275". 2 المقلات: التي لم يبق لها ولد. والرقوب كذلك.

أم خالد بنت خالد

320- أمُّ خَالِدٍ بنتُ خَالِد 1: "خَ، د، س" ابْنِ أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ, القُرَشِيَّةُ، الأُمَوِيَّةُ، المَكِّيَّةُ، الحَبَشِيَّةُ المولد. اسمها: أمَة. لَهَا صُحْبَةٌ، وَرَوَتْ حَدِيْثَيْنِ. وَتَزَوَّجَهَا الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَمْراً وَخَالِداً. حدَّث عَنْهَا: سَعِيْدُ بنُ عَمْرِو بنِ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ، وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَغَيْرُهُمَا. وأظنَّها آخِرَ الصَّحَابِيَّاتِ وَفَاةً, بَقِيَتْ إِلَى أَيَّامِ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ. الوَاقِدِيُّ: حدَّثَني جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّجَاشِيَّ يَقُوْلُ يَوْمَ خَرَجْنَا لأَصْحَابِ السَّفِيْنَتَيْنِ: أَقْرِئُوا جَمِيْعاً رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنِّي السَّلاَمَ. قَالَتْ: فَكُنْتُ فِيْمَنْ أَقْرَأَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ النَّجَاشِيِّ السَّلاَمَ2. الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَالِدٍ، قَالَتْ: أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِثِيَابٍ فِيْهَا خَمِيْصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيْرَةٌ، فَقَالَ: "مَن تَرَوْنَ أَكْسُو هَذِهِ"؟. فَسَكَتُوا، فَقَالَ: "ائْتُوْنِي بِأُمِّ خَالِدٍ". فَأُتِي بِي أُحْمَلُ، فَأَلْبَسَنِيْهَا بِيَدِهِ، وَقَالَ: "أَبْلِي وَأَخْلِقِي". يَقُوْلُهَا مَرَّتَيْنِ، وَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الخَمِيْصَةِ أَصْفَرَ وَأَحْمَرَ، فَقَالَ: "هَذَا سَنَا يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَا". وَيُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ إِلَى العَلَمِ. وَسَنَا بالحبشية: حسن. قال إسحاق: فحدثني امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِي: أَنَّهَا رَأَتِ الخَمِيْصَةَ عِنْدَ أم خالد.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 234"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 2369", أسد الغابة "7/ 325"، الإصابة "4/ ترجمة 82". 2 ضعيف جدًّا: آفته الواقدي، وهو متروك، كما ذكرنا مرارًا.

عمرو بن الزبير

321- عَمْرُو بنُ الزُّبَيْرِ 1: يَرْوِي عَنْ أَبِيْهِ. وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيْهِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ شَرٌّ وَتَقَاطُعٌ. وَكَانَ بَدِيعَ الجَمَالِ، شَدِيدَ العَارِضَةِ، جَرِيئاً، مَنِيعاً. كَانَ يَجْلِسُ، فَيُلْقِي عَصَاهُ بِالبلاَطِ، فَلاَ يتخطَّاها أَحَدٌ إِلاَّ بإذنه، وله مِنَ الرَّقِيْقِ نَحْوُ المائَتَيْنِ. قِيْلَ: كَتَبَ يَزِيْدُ إِلَى نَائِبِهِ عَمْرِو بنِ سَعِيْدٍ: وجِّه جُنْداً لابْنِ الزُّبَيْرِ, فَسَأَلَ: مَنْ أَعْدَى النَّاسِ لَهُ؟ فقيل: أخوه. فتوجَّه عَمْرٌو فِي ألفٍ مِنَ الشَّامِيِّيْنَ لِقِتَالِ أخيه, فقال له جبير ابن شَيْبَةَ: كَانَ غَيْرُكَ أَوْلَى بِهَذَا؛ تسيِّر إِلَى حَرَمِ اللهِ وَأَمْنِهِ، وَإِلَى أَخِيْكَ فِي سنِّه وَفَضْلِهِ تَجْعَلُهُ فِي جَامِعَةٍ، مَا أَرَى النَّاسَ يَدَعُوْنَكَ وَمَا تُرِيْدُ. قَالَ: أُقَاتِلُ مَنْ حَالَ دُوْنَ ذَلِكَ, ثُمَّ نَزَلَ دَارَهُ عِنْد الصَّفَا، وَرَاسَلَ أَخَاهُ، فلَانَ ابنُ الزُّبَيْرِ، وَقَالَ: إِنِّيْ لَسَامِعٌ مُطِيعٌ، أَنْتَ عَامِلُ يَزِيْدَ، وَأَنَا أُصَلِّي خَلْفَكَ, مَا عِنْدِي خِلاَفٌ، فأمَّا أَنْ يُجْعَلَ فِي عُنُقِي جَامِعَةٌ وَأُقَادَ، فكلَّا، فَرَاجِعْ صَاحِبَكَ, فبرز عبد الله بن صفوان عن عَسْكَرٍ، فَالْتَقَوْا، فَخُذِلَ الشَّامِيُّونَ، وَجِيْءَ بِعَمْرٍو أَسِيْراً وَقَدْ جُرِح. فَقَالَ أَخُوْهُ عُبَيْدَةُ بنُ الزُّبَيْرِ: قَدْ أَجَرْتُهُ, قَالَ عَبْدُ اللهِ: أمَّا حَقِّي فَنَعَمْ، وأمَّا حَقُّ النَّاسِ فَقِصَاصٌ. وَنَصَبَهُ لِلنَّاسِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْتِي فَيَقُوْلُ: نَتَفَ لِحْيَتِي, فَيَقُوْلُ: انتِفْ لِحْيَتَهُ. وَقَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ: جَلَدَنِي مائَةَ جَلْدَةٍ, فجُلِدَ مائَةً فَمَاتَ، فَصَلَبَهُ أَخُوْهُ. وَقِيْلَ: بَلْ مَاتَ مِنْ سَحْبِهِم إِيَّاهُ إِلَى السِّجْنِ وَصُلِبَ، فَصَلَبَ الحَجَّاجُ ابن الزبير في ذلك المكان.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 185".

عمرو بن أخطب

322- عَمْرو بنُ أَخْطَب 1: "م، 4" أبو زيد الأنصاري الخزرجي، المدني، الأعرج. مِنْ مَشَاهِيْرِ الصَّحَابَةِ الَّذِيْنَ نَزَلُوا البَصْرَةَ. رُوِيَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَسَحَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: "اللَّهُمَّ جَمِّله" , فَبَلَغَ مائَةَ سَنَةٍ وَمَا ابيضَّ مِنْ شَعْرِهِ إِلاَّ اليَسِيْرُ2. وَلَهُ بِالْبَصْرَةِ مَسْجِدٌ يُعْرَفُ بِهِ. رَوَى عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَادِيْثَ، وَغَزَا مَعَهُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ غَزْوَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ بَشِيْرٌ، وَيَزِيْدُ الرِّشْكُ، وَعِلْبَاءُ بنُ أَحْمَرَ، وَأَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ، وَأَنَسُ بنُ سِيْرِيْنَ، وَجَمَاعَةٌ. حَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ سِوَى "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ". تُوُفِّيَ فِي خلافة عبد الملك بن مروان.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 28"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2488"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1215"، الاستيعاب "3/ 1162"، أسد الغابة "4/ 190"، الإصابة "2/ ترجمة 5759"، تهذيب التهذيب "8/ ترجمة 4"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة رقم 5252". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 61"، التاريخ الكبير "9/ ترجمة 541"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 2043"، أسد الغابة "1/ 67" و"6/ 214"، الإصابة "4/ ترجمة 763".

أبو عسيب

323- أَبُو عَسِيب: مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, مِمَّن نَزَلَ البَصْرَةَ وَطَالَ عُمُرُهُ. خرَّج لَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ". يُقَالُ: اسْمُهُ أَحْمَرُ, وَكَانَ مِنَ الصُّلَحَاءِ العبَّاد. حدَّث عَنْهُ: خَازِمُ بنُ القَاسِمِ، وَأَبُو نُصَيْرَةَ مُسْلِمُ بنُ عبيد، وميمونة بنت أبي عسيب، وقالت: كان أبي يُوَاصِلُ بَيْنَ ثَلاَثٍ فِي الصِّيَامِ، وَيُصَلِّي الضُّحَى قَائِماً، فَعَجِزَ، فَكَانَ يُصَلِّي قَاعِداً، وَيَصُوْمُ البِيْضَ. قَالَتْ: وَكَانَ فِي سَرِيْرِهِ جُلْجُل، فَيَعْجِزُ صَوْتُهُ، حَتَّى يُنَادِيَهَا بِهِ، فَإِذَا حَرَّكَهُ جَاءتْ. رَوَى ذَلِكَ التَّبُوْذَكِيُّ، عَنْ مَسْلَمَةَ بِنْتِ زَبَّانَ، سَمِعْتُ مَيْمُوْنَةَ بِذَلِكَ. وَقَالَ خَازِمُ بنُ القَاسِمِ -فِيمَا سَمِعَهُ مِنْهُ التَّبُوْذَكِيُّ: رَأَيْتُ أَبَا عَسِيْبٍ يصفِّر رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ. وَقَالَ يَزِيْدُ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُصَيْرَةَ: سمعت أبا عسب يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَانِي جِبْرِيْلُ بالحمَّى وَالطَّاعُوْنِ، فَأَمْسَكْتُ الحمَّى بالمدينة، وأرسلت الطاعون إلى الشام" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 81"، وابن سعد "7/ 61".

كبار التابعين

كبار التابعين: 324- مروان بن الحكم 1: "خ" ابن أَبِي العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ، المَلِكُ، أَبُو عَبْدِ المَلِكِ القُرَشِيُّ، الأُمَوِيُّ. وَقِيْلَ: يكنَّى أَبَا القَاسِمِ، وَأَبَا الحَكَمِ. مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ، وَهُوَ أَصْغَرُ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ, وَقِيْلَ: لَهُ رُؤْيَةٌ، وَذَلِكَ مُحْتَمَلٌ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَزَيْدٍ. وَعَنْهُ: سَهْلُ بنُ سَعْدٍ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ, وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، وَعُرْوَةُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنِ عَبْدِ الله، وَمُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ، وَابْنُهُ؛ عَبْدُ المَلِكِ. وَكَانَ كَاتِبَ ابْنِ عَمِّهِ عُثْمَانَ، وَإِلَيه الخَاتِمُ، فَخَانَهُ، وَأَجْلَبُوا بِسَبِبِهِ عَلَى عُثْمَانَ، ثُمَّ نَجَا هُوَ، وَسَارَ مَعَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ لِلطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ، فَقَتَلَ طَلْحَةَ يَوْمَ الجَمَلِ، وَنَجَا -لاَ نُجِّيَ, ثُمَّ وَلِي المَدِيْنَةَ غَيْرَ مَرَّةٍ لِمُعَاوِيَةَ. وَكَانَ أَبُوْهُ قَدْ طَرَدَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الطَّائِفِ، ثُمَّ أَقْدَمَهُ عُثْمَانُ إِلَى المَدِيْنَةِ؛ لأَنَّهُ عَمُّهُ. وَلَمَّا هَلَكَ وَلَدُ يَزِيْدَ؛ أَقْبَلَ مَرْوَانُ وانضمَّ إِلَيْهِ بَنُو أُمَيَّةَ وَغَيْرُهُم، وَحَارَبَ الضَّحَّاكَ الفِهْرِيَّ فَقَتَلَهُ، وَأَخَذَ دِمَشْقَ، ثُمَّ مِصْرَ، وَدَعَا بِالخِلاَفَةِ. وَكَانَ ذَا شَهَامَةٍ, وَشَجَاعَةٍ، وَمَكْرٍ، وَدَهَاءٍ، أَحْمَرَ الوَجْهِ، قَصِيراً؛ أَوْقَصَ2، دَقِيْقَ العُنُقِ، كَبِيْرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، يلقَّب: خَيْطَ بَاطِلٍ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: لَمَّا انْهَزَمُوا يَوْمَ الجَمَلِ، سَأَلَ عَلِيٌّ عَنْ مَرْوَانَ، وَقَالَ: يَعْطِفُنِي عَلَيْهِ رَحِمٌ مَاسَّةٌ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ سَيِّدٌ مِنْ شَبَابِ قريش.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 35"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1579"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1238"، الاستيعاب "3/ 1387"، أسد الغابة "5/ 144"، تجريد أسماء الصحابة "2/ ترجمة 764"، الإصابة "3/ ترجمة 7914"، تهذيب التهذيب "10/ ترجمة 166"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6923". 2 الأوقص: قصير العنق خلقة.

وَقَالَ قَبِيْصَةُ بنُ جَابِرٍ: قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ: مَنْ تَرَى لِلأَمْرِ بَعْدَكَ؟ فسمَّى رِجَالاً، ثُمَّ قَالَ: وَأَمَّا القَارِئُ الفَقِيْهُ الشَّدِيدُ فِي حُدُوْدِ اللهِ، مَرْوَانُ. قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ مَرْوَانُ يتتبَّع قَضَاءَ عُمَرَ. وَرَوَى ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ أَمِيْراً عَلَيْنَا، فَكَانَ يَسُبُّ رَجُلاً كُلَّ جُمُعَةٍ، ثُمَّ عُزِلَ بِسَعِيْدِ بنِ العَاصِ، وَكَانَ سَعِيْدٌ لاَ يَسُبُّهُ، ثُمَّ أُعِيْدَ مَرْوَانُ، فَكَانَ يَسُبُّ, فَقِيْلَ لِلْحَسَنِ: أَلاَ تسمع ما يقول؟ فَجَعَلَ لاَ يَرُدُّ شَيْئاً ... ، وَسَاقَ حِكَايَةً. قَالَ عطاء بن السائب، عن أبي يحبى، قَالَ: كُنْتُ بَيْنَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَمَرْوَانَ, وَالحُسَيْنُ يُسَابُّ مروان، فهناه الحَسَنُ. فَقَالَ مَرْوَانُ: أَنْتُم أَهْلُ بَيتٍ مَلْعُوْنُوْنَ, فَقَالَ الحَسَنُ: وَيْلَكَ, قُلْتَ هَذَا! وَاللهِ لَقَدْ لَعَنَ اللهُ أَبَاكَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ, وَأَنْتَ فِي صُلْبِهِ -يَعْنِي: قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ. وَأَبُو يَحْيَى هَذَا: نَخَعِيٌّ، لاَ أَعْرِفُهُ. جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ: كَانَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ يُصَلِّيَانِ خَلْفَ مَرْوَانَ، وَلاَ يُعِيدَانِ. العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِذَا بَلَغَ بَنُو العَاصِ ثَلاَثِيْنَ رَجُلاً، اتَّخَذُوا مَالَ اللهِ دُوَلاً، وَدِيْنَ اللهِ دَغَلاً، وَعِبَادَ اللهِ خَوَلاً. جَاءَ هَذَا مَرْفُوعاً، لَكِنْ فِيْهِ عَطِيَّةُ العَوْفِيُّ. قُلْتُ: اسْتَولَى مَرْوَانُ عَلَى الشَّامِ ومصر تسعة أشهر، ومات خنقًا مِنْ أَوَّلِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ. قَالَ مَالِكٌ: تذكَّر مَرْوَانُ، فَقَالَ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللهِ مِنْ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، ثُمَّ أَصْبَحْتُ فِيمَا أَنَا فِيْهِ مِنْ هرقِ الدِّمَاءِ وَهَذَا الشَّأْنِ؟! قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانُوا يَنْقِمُوْنَ عَلَى عُثْمَانَ تَقْرِيبَ مَرْوَانَ وَتَصَرُّفَهُ. وَقَاتَلَ يَوْمَ الجَمَلِ أشدَّ قِتَالٍ، فَلَمَّا رَأَى الهَزِيْمَةَ رَمَى طَلْحَةَ بسهمٍ فَقَتَلَهُ، وجُرِحَ يَوْمَئِذٍ، فحُمِلَ إِلَى بَيْتِ امْرَأَةٍ، فَدَاوَوْهُ، وَاخْتَفَى، فأمَّنه عَلِيٌّ، فَبَايَعَهُ، وَرُدَّ إِلَى المَدِيْنَةِ. وَكَانَ يَوْمَ الحَرَّةِ مَعَ مُسْرِفِ بنِ عُقْبَةَ يحرِّضه عَلَى قِتَالِ أَهْلِ المَدِيْنَةِ. قَالَ: وَعَقَدَ لِوَلَدَيْهِ؛ عَبْدِ المَلِكِ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بَعْدَهُ، وزهَّد النَّاسَ فِي خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَوَضَعَ مِنْهُ، وسبَّه يَوْماً، وَكَانَ مُتَزَوِّجاً بِأُمِّهِ، فَأَضْمَرَتْ لَهُ الشَّرَّ، فَنَامَ فَوَثَبَتْ فِي جَوَارِيهَا، وغمَّته بِوِسَادَةٍ, قَعَدْنَ عَلَى جَوَانِبِهَا، فَتَلِفَ وَصَرَخْنَ، وظنَّ أَنَّهُ مَاتَ فُجَاءةً. وَقِيْلَ: مَاتَ بِالطَّاعُوْنِ.

محمد بن أبي حذيفة

325- مُحَمَّدٌ بنُ أبي حُذَيْفَة 1: هُوَ الأَمِيْرُ، أَبُو القَاسِمِ العَبْشَمِيُّ، أَحَدُ الأَشْرَافِ، وُلِدَ لأبيه لما هاجر الهِجْرَةَ الأُوْلَى إِلَى الحَبَشَةِ, وَلَهُ رُؤْيَةٌ. وَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ هَذَا ابْنَ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً، أَوْ أَكْثَرَ. وَكَانَ أَبُوْهُ مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ البَدْرِيِّيْنَ, وَكَانَ جَدُّهُ عُتْبَةُ بنُ رَبِيْعَةَ سَيِّدَ المُشْرِكِيْنَ وَكَبِيْرَهُم، فقُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ، واستُشْهِدَ أَبُو حُذَيْفَةَ يَوْمَ اليَمَامَةِ، فَنشَأَ مُحَمَّدٌ فِي حِجْر عُثْمَانَ. وَأُمُّهُ: هِيَ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ العَامِرِيَّةُ, وتربَّى فِي حِشْمَةٍ وبأوٍ، ثُمَّ كَانَ مِمَّنْ قَامَ عَلَى عُثْمَانَ، وَاسْتَوْلَى عَلَى إِمْرَةِ مِصْرَ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُلَيْلٍ البَلَوِيُّ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: وَانْبَرَى بِمِصْرَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حُذَيْفَةَ عَلَى مُتَوَلِّيهَا عُقْبَةَ بنِ مَالِكٍ، اسْتَعْمَلَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي سَرْحٍ لَمَّا وَفَدَ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَخْرَجَ عُقْبَةَ عَنِ الفُسْطَاطِ، وَخَلَعَ عُثْمَانَ. وكان يسمَّى: مشئوم قُرَيْشٍ. وَذَكَرَهُ شَبَابٌ فِي تَسْمِيَةِ عمَّال عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَلَى مِصْرَ، فَقَالَ: ولَّى مُحَمَّداً، ثُمَّ عَزَلَهُ بِقَيْسِ بنِ سَعْدٍ. ابْنُ المُبَارَكِ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُلَيْلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ جَالِساً بِقُرْبِ المِنْبَرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَخَرَجَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حُذَيْفَةَ، فَاسْتَوَى عَلَى المِنْبَرِ، فَخَطَبَ، وَقَرَأَ سُوْرَةً -وَكَانَ مِنْ أَقْرَأِ النَّاسِ, فَقَالَ عُقْبَةَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "ليقرأنَّ القُرْآنَ رِجَالٌ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُم، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّين كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ", فَسَمِعَهَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حُذَيْفَةَ، فَقَالَ: وَاللهِ لَئِنْ كُنْتَ صَادِقاً -وَإِنَّكَ مَا عَلِمْتُ لَكَذُوبٌ- إِنَّكَ لَمِنْهُم2. قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: حَمْلُ هَذَا الحَدِيْثِ أَنَّهُم يُجَمَّعون مَعَهُم، وَيَقُوْلُوْنَ لهم هذه المقالة.

_ 1 ترجمته في أسد الغابة "5/ 87"، الإصابة "3/ ترجمة 7767". 2 ضعيف: في إسناده عبد الملك بن مليل، مجهول، لذا فقد ذكره البخاري في "تاريخه" 3/ 1/ 432"، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. والخبر رواه أحمد في "المسند" "4/ 145" من طريق علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن المبارك، به.

ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي حُذَيْفَةَ بنِ عُتْبَةَ وَكَعْباً رَكِبَا سَفِيْنَةً، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَا كَعْبُ! أَمَا تَجِدُ سَفِيْنَتَنَا هَذِهِ فِي التَّوْرَاةِ كَيْفَ تَجْرِي؟ قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ أَجِدُ فِيْهَا رَجُلاً أَشْقَى الفِتْيَةِ مِنْ قُرَيْشٍ، يَنْزُو فِي الفِتْنَةِ نَزْوَ الحِمَارِ، لاَ تَكُوْنُ أَنْتَ هُوَ. ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، قَالَ: انْطَلَقَ ابْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، حَتَّى دَخَلَ بِهِمُ الشَّامَ، فَفَرَّقَهُم نِصْفَيْنِ، فَسَجَنَ ابْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ وجماعة دمشق، وَسَجَنَ ابْنَ عُدَيْسٍ وَجَمَاعَةً بِبَعْلَبَكَّ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: قُتِلَ ابْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ بِفِلَسْطِيْنَ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ, وَكَانَ مِمَّنْ أَخْرَجَهُ مُعَاوِيَةُ مِنْ مِصْرَ. قُلْتُ: عامَّة مَنْ سَعَى فِي دَمِ عُثْمَانَ قُتِلُوا، وَعَسَى القَتْلُ خَيْراً لَهُم وَتَمْحِيْصاً.

محمد بن أبي بكر الصديق

326- محمد بن أبي بكر الصديق 1: وَلَدَتْهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ فِي حَجَّة الوَدَاعِ، وَقْتَ الإِحْرَامِ. وَكَانَ قَدْ ولَّاه عُثْمَانُ إِمْرَةَ مِصْرَ، كَمَا هُوَ مبيَّن فِي سِيْرَةِ عُثْمَانَ، ثُمَّ سَارَ لِحِصَارِ عُثْمَانَ، وَفَعَلَ أَمْراً كَبِيْراً، فَكَانَ أَحَدَ مَنْ توثَّب عَلَى عُثْمَانَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ انضمَّ إِلَى عَلِيٍّ، فَكَانَ مِنْ أُمَرَائِهِ، فَسَيَّرَهُ عَلَى إِمْرَةِ مِصْرَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ فِي رَمَضَانِهَا، فَالْتَقَى هُوَ وَعَسْكَرُ مُعَاوِيَةَ، فَانْهَزَمَ جَمْعُ مُحَمَّدٍ، وَاخْتَفَى هُوَ فِي بَيْتِ مِصْرِيَّةٍ، فَدَلَّتْ عَلَيْهِ. فَقَالَ: احْفَظُونِي فِي أَبِي بَكْرٍ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بنُ حُدَيْجٍ: قَتَلْتَ ثَمَانِيْنَ مِنْ قَوْمِي فِي دَمِ الشَّهِيْدِ عُثْمَانَ، وَأَتْرُكُكَ وَأَنْتَ صَاحِبُهُ! فَقَتَلَهُ ودسَّه فِي بَطْنِ حِمَارٍ مَيِّتٍ، وَأَحْرَقَهُ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ: أُتِيَ بمحمد أسيرًا إلى عمرو بن العاص، فقلته -يَعْنِي: بِعُثْمَانَ. قُلْتُ: أَرْسَلَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ القَاسِمُ بن محمد الفقيه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 369"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1632"، الاستيعاب "3/ 1366"، أسد الغابة "4/ 3210"، الكاشف "3/ ترجمة 4819"، الإصابة "3/ ترجمة 8294"، تهذيب التهذيب "9/ ترجمة 101"، خلاصة الخزرجي "2/ 6089".

عبد الله بن أبي طلحة

327- عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي طَلْحَةَ 1: زَيْدُ بنُ سَهْلِ بنِ الأَسْوَدِ بنِ حَرَامِ الأَنْصَارِيُّ، أَخُو أَنَسِ بنِ مالك لأمه. وُلِدَ فِي حَيَاةِ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فحنَّكه2. وَهُوَ الَّذِي حَمَلَتْ بِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ لَيْلَةَ مَاتَ وَلَدُهَا، فَكَتَمَتْ أَبَا طَلْحَةَ مَوْتَهُ حَتَّى تعشَّى، وتصنَّعت لَهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- حَتَّى أَتَاهَا، وَحَمَلَتْ بِهَذَا, فَأَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ غَادِياً عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُ: "أَعَرَّسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟ بَارَكَ اللهُ لَكُم فِي لَيْلَتِكُم" 3. وَيُقَالُ: ذَاكَ الصَّبِيُّ المَيِّتُ هُوَ أَبُو عُمَيْرٍ صَاحِبُ النُّغَيْرِ4. فَنَشَأَ عَبْدُ اللهِ، وَقَرَأَ العِلْمَ، وَجَاءهُ عَشْرَةُ أولاد قرءوا القُرْآنَ، وَرَوَى أَكْثَرُهُم العِلْمَ، مِنْهُم: إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ -شَيْخُ مَالِكٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ. حدَّث عَنْهُ: ابْنَاهُ هَذَانِ، وَأَبُو طُوَالَةَ، وَسُلَيْمَانُ مَوْلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، وَغَيْرُهُم. وَهُوَ قَلِيْلُ الحَدِيْثِ، يَرْوِي عَنْ أَبِيْهِ، وَعَنْ أَخِيْهِ؛ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ. وَمَاتَ قَبْلَ أَنَسٍ بمدَّة لَيْسَتْ بِكَثِيْرَةٍ. رَوَى له مسلم، والنسائي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 74"، التاريخ الكبير "5/ 262"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 267"، الاستيعاب "3/ 929"، أسد الغابة "3/ 284"، الكاشف "2/ ترجمة رقم 2819"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 337"، الإصابة "2/ ترجمة 6178"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 461"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3579". 2 صحيح: أخرجه البخاري "5470"، ومسلم "2144" من حديث أنس بن مالك قال: ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين وُلِدَ, وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي عباءة يهنأ بعيرا له -أي: يطله بالقطران- فقال: هل معك تمر؟ فقلت: نعم. فناولته تمرات فألقاهنَّ في فيه فلاكهنَّ, ثم فغر فاه الصبي فمَجَّه في فيه، فجعل الصبي يتلمَّظه, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "حب الأنصار التمر"، وسماه عبد الله. 3 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 433"، وأحمد "3/ 106"، والبخاري "5470"، ومسلم "2144" "23" من طريق محمد بن سيرين، وأنس بن سيرين، كلاهما عن أنس به. 4 فقد ورد عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحسن الناس خلقا, وكان لي أخ يقال له أبو عمير -قال: أحسبه فطيما- وكان إذا جاء قال: يا أبا عمير، ما فعل النغير؟ نغر كان يلعب به، فربما حضر الصلاة وهو في بيتنا، فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس وينضح، ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلي بنا". أخرجه أحمد "3/ 212"، والبخاري "6203"، ومسلم "659" و"2150"، والبيهقي "5/ 203" من طريق أبي التياح، عن أنس بن مالك، به.

عبد الرحمن بن الحارث بن هشام

328- عبد الرحمن بن الحارث بن هشام 1: "خَ، 4" ابْنِ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أَبُو مُحَمَّدٍ, مِنْ أَشْرَافِ بَنِي مَخْزُوْمٍ. كَانَ أَبُوْهُ مِنَ الطُّلَقَاءِ، وَمِمَّنْ حَسُنَ إِسْلاَمُهُ, وَلاَ صُحْبَةَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، بَلْ لَهُ رُؤْيَةٌ، وَتِلْكَ صُحْبَةٌ مُقَيَّدَةٌ. وَرَوَى عَنْ أَبِيْهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأُمِّ المُؤْمِنِيْنَ حَفْصَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ؛ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -أَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ, وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو قِلاَبَةَ، وَهِشَامُ بنُ عَمْرٍو الفَزَارِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَاطِبٍ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ أَرْسَلَتْهُ عَائِشَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ يُكَلِّمُهُ فِي حُجْر بنِ الأَدْبَرِ، فَوَجَدَهُ قَدْ قَتَلَهُ، وَفَرَطَ الأَمْرُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَتْ عَائِشَةُ تقول: لأن أكون قعدت عن مسيري إِلَى البَصْرَةِ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ يَكُوْنَ لِي عَشْرَةُ أَوْلاَدٍ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِثْلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ. قُلْتُ: هُوَ ابْنُ أُخْتِ أَبِي جَهْلٍ, وَكَانَ مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ. تُوُفِّيَ قَبْلَ مُعَاوِيَةَ، ومات أبوه زمن عمر.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 5"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 880"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1054"، الاستيعاب "2/ 827"، أسد الغابة "3/ 431"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 3651"، الكاشف "2/ ترجمة 3207"، الإصابة "2/ ترجمة 5100" و"3/ ترجمة 6199"، تهذيب التهذيب "6/ ترجمة 318"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4059".

محمود بن لبيد

329- محمود بن لبيد 1: "م، 4" ابن عقبة بن رافع، أَبُو نُعَيْمٍ الأَنْصَارِيُّ، الأَوْسِيُّ، الأَشْهَلِيُّ، المَدَنِيُّ. وُلِدَ بِالمَدِيْنَةِ فِي حَيَاةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيْثَ يُرْسِلُهَا. وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَقَتَادَةَ بنِ النُّعْمَانِ، وَرَافِعِ بنِ خَدِيْجٍ. حدَّث عَنْهُ: بُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَاصِمُ بنُ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ، وَآخَرُوْنَ. وَفِي أَبِيْهِ نَزَلَتْ آيَةُ الرُّخْصَةِ، فيمَن لاَ يَسْتَطِيْعُ الصَّوْمَ. قَالَ البخاري: له صحبة. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: هُوَ أَسَنُّ مِنْ مَحْمُوْدِ بنِ الرَّبِيْعِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ ابْنُ لَبِيْدٍ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ. وَيُقَالُ: فِي سَنَةِ ست.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 77"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1762"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1329"، الاستيعاب "3/ 1378"، أسد الغابة "5/ 117"، تجريد أسماء الصحابة "2/ ترجمة 687"، الإصابة "3/ ترجمة 7821"، تهذيب التهذيب "10/ ترجمة 110"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6887".

هاشم بن عتبة

330- هاشم بن عُتبة 1: ابن أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيُّ. وَيُعْرَفُ: بِالمِرْقَالِ. مِنْ أُمَرَاءِ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّيْنَ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَشَهِدَ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ؛ فَذَهَبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَئِذٍ، وَشَهِدَ فُتُوحَ دِمَشْقَ. وَكَانَ مَعَهُ رَايَةُ الإِمَامِ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّيْنَ، فقُتِلَ يَوْمَئِذٍ. وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالشَّجَاعَةِ وَالإِقدَامِ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَبَعْضُهُم عدَّه فِي الصَّحَابَةِ بِاعْتِبَارِ إِدْرَاكِ زمن النبوة.

_ 1 ترجمته في أسد الغابة "5/ 377"، الإصابة "3/ ترجمة 8912".

طارق بن شهاب

331- طارق بن شهاب 1: "ع" ابن عبد شمس بن سلمة الأحمسي البجلي، الكوفي. رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَغَزَا فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَأَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَبِلاَلٍ، وَخَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعِدَّةٍ. حدَّث عَنْهُ: قَيْسُ بنُ مُسْلِمٍ، وَسِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، وَعَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَدٍ، وَسُلَيمَانُ بنُ مَيْسَرَةَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، وَمُخَارِقُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ قَيْسُ بنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَغَزَوتُ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ بِضْعاً وَثَلاَثِيْنَ -أَوْ قَالَ: بِضْعاً وَأَرْبَعِيْنَ, مِنْ بَيْنِ غَزْوَةٍ وَسَرِيَّةٍ2. قُلْتُ: وَمَعَ كَثْرَةِ جِهَادِهِ كَانَ مَعْدُوْداً مِنَ العُلَمَاءِ. مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ, وَقِيْلَ: بَلْ تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ. فأمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ؛ مِنْ أَنَّهُ مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ ومائة، فخطأ بَيِّن، أو سبقُ قَلَمٍ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 3114"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 2128"، أسد الغابة "3/ 70"، الإصابة "2/ ترجمة 4226". 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 314-315"، والطبراني "8205" من طريق شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقٍ بنِ شِهَابٍ، به.

عبد الله بن شداد

332- عبد الله بن شداد 1: "ع" ابن الهاد الليثي، الفَقِيْهُ، أَبُو الوَلِيْدِ المَدَنِيُّ، ثُمَّ الكُوْفِيُّ. وَأُمُّهُ هِيَ سُلْمَى أُخْتُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ, وَكَانَتْ سُلْمَى تَحْتَ حَمْزَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, فلمَّا استُشْهِدَ تزوَّجها شَدَّادٌ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللهِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حدَّث عَنْ أَبِيْهِ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَطَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَجَمَاعَةٍ. حدَّث عَنْهُ: الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ، وَمَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ شُبْرُمَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَسَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَذَرٌّ الهَمْدَانِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ عمَّار الدُّهْنِيُّ، وَآخَرُوْنَ. عدَّه خَلِيْفَةُ فِي تَابِعِي أَهْلِ الكُوْفَةِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فِي الطَّبَقَةِ الأُوْلَى مِنْ تَابِعِي أَهْلِ المَدِيْنَةِ, رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيْلَ الحَدِيْثِ، شِيْعِيّاً. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ: كَانَ يَأْتِي الكُوْفَةَ كثيرًا، فنزله وخرج مع ابن الأَشْعَثِ، فَقُتِلَ لَيْلَةَ دُجَيْلَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ. قَالَ عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ شَدَّادٍ يَقُوْلُ: وَدِدْتُ أَنِّي قُمْتُ عَلَى المِنْبَرِ مِنْ غُدْوَةٍ إِلَى الظُّهْرِ، فَأَذْكُرُ فَضَائِلَ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ثُمَّ أَنْزِلُ، فيُضرَب عُنُقِي. قُلْتُ: هَذَا غُلُوٌّ وَإِسْرَافٌ. سَمِعَهَا خَالِدٌ الطَّحَّانُ مِنْ عَطَاءٍ. حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ مخرَّج فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ، وَلاَ نزاع في ثقته.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 61" و"6/ 126"، التاريخ الكبير "5/ ترجمته 342"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 373"، تاريخ بغداد "9/ 473"، الاستيعاب "3/ 926", أسد الغابة "3/ 275" الكاشف "2/ ترجمة 2804", الإصابة "3/ ترجمة 6176"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 441"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3560".

كعب الأحبار

333- كَعْب الأَحْبَار 1: "د، ت، س" هُوَ كَعْبُ بنُ مَاتِعٍ الحِمْيَرِيُّ، اليَمَانِيُّ، العلَّامة، الحَبْر، الَّذِي كَانَ يَهُودِيّاً فَأَسْلَمَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَقَدِمَ المَدِيْنَةَ مِنَ اليَمَنِ فِي أَيَّامِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, فَجَالَسَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَكَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الكُتُبِ الإِسْرَائِيْليَّةِ، وَيَحْفَظُ عَجَائِبَ، وَيَأْخُذُ السُّنَنَ عَنِ الصحابة, وكان حسن الإسلام، مَتِيْنَ الدّيَانَةِ، مِنْ نُبَلاَءِ العُلَمَاءِ. حدَّث عَنْ عُمَرَ، وَصُهَيْبٍ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو هُرَيْرَةَ، وَمُعَاوِيَةُ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَذَلِكَ مِنْ قَبِيلِ رِوَايَةِ الصَّحَابِيِّ عَنِ التَّابِعِيِّ، وَهُوَ نَادِرٌ عَزِيزٌ. وحدَّث عَنْهُ أَيْضاً: أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ، وَتُبَيْعٌ الحِمْيَرِيُّ ابْنُ امْرَأَةِ كَعْبٍ، وَأَبُو سَلاَّمٍ الأَسْوَدُ, وَرَوَى عَنْهُ: عِدَّةٌ مِنَ التَّابِعِيْنَ؛ كَعَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، وَغَيْرِهِ، مُرْسَلاً. وَكَانَ خَبِيْراً بِكُتُبِ اليَهُوْدِ، لَهُ ذَوْقٌ فِي مَعْرِفَةِ صَحِيحِهَا مِنْ بَاطِلِهَا فِي الجُمْلَةِ. وَقَعَ لَهُ رِوَايَةٌ فِي "سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ"، وَ"التِّرْمِذِيِّ"، وَ"النَّسَائِيِّ". سَكَنَ بِالشَّامِ بِأَخَرَةٍ، وَكَانَ يَغْزُو مَعَ الصَّحَابَةِ. رَوَى خَالِدُ بنُ مَعْدَانَ، عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ، قَالَ: لأن أبكي من خشية أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِوَزْنِي ذَهَباً. تُوُفِّيَ كَعْبٌ بِحِمْصَ ذَاهِباً لِلْغَزْوِ فِي أَوَاخِرِ خِلاَفَةِ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, فَلَقَدْ كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو الرَّبَابِ مُطَرِّفُ بنُ مَالِكٍ القُشَيْرِيُّ -أَحَدُ مَنْ شَهِدَ فَتْحَ تُسْتَرَ. فَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي الرَّبَابِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- نَعُوْدُهُ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيْرٌ، وَكُنْتُ أَحَدَ خَمْسَةٍ وَلُوا قَبْضَ السُّوْسِ, فأتاني رجل بكتاب،

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 445"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 962"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 906"، حلية الأولياء "5/ 364-391" و"6/ 3- 47"، أسد الغابة "4/ 487"، الكاشف "3/ ترجمة 4733"، تجريد أسماء الصحابة "2/ 355"، تهذيب التهذيب "8/ ترجمة 793"، الإصابة "3/ ترجمة 7496"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5964".

فَقَالَ: بِيْعُوْنِيْهِ، فَإِنَّهُ كِتَابُ اللهِ، أُحْسِنُ أَقْرَؤُهُ وَلاَ تُحْسِنُوْنَ, فَنَزَعْنَا دفَّتيه، فَأَخَذَهُ بِدِرْهَمَيْنِ. فلمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ خَرَجْنَا إِلَى الشَّامِ، وَصَحِبَنَا شَيْخٌ عَلَى حِمَارٍ، بَيْنَ يَدَيْهِ مُصْحَفٌ يَقْرَؤُهُ، وَيَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا أَشْبَهَ هَذَا المُصْحَفَ بِمُصْحَفٍ شَأْنُهُ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: إِنَّهُ هُوَ. قُلْتُ: فَأَيْنَ تُرِيْدُ؟ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ كَعْبُ الأَحْبَارِ عَامَ أَوَّلَ، فَأَتَيْتُهُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ، فَهَذَا وجهي إليه. قلت: فأنا معك. فانطقلنا حَتَّى قَدِمْنَا الشَّامَ، فَقَعَدْنَا عِنْدَ كَعْبٍ، فَجَاءَ عِشْرُوْنَ مِنَ اليَهُوْدِ، فِيْهِم شَيْخٌ كَبِيْرٌ يَرْفَعُ حَاجِبَيْهِ بِحَرِيْرَةٍ، فَقَالُوا: أَوْسِعُوا أَوْسِعُوا. فَأَوْسَعُوا، وَرَكِبْنَا أَعْنَاقَهُم، فتكلَّموا. فَقَالَ كَعْبٌ: يَا نُعَيْمُ! أَتُجِيْبُ هَؤُلاَءِ، أَوْ أُجِيْبُهُم؟ قَالَ: دَعُوْنِي حَتَّى أفقِّه هَؤُلاَءِ مَا قَالُوا، إِنَّ هَؤُلاَءِ أَثْنَوْا عَلَى أَهْلِ مِلَّتِنَا خَيراً، ثُمَّ قَلَبُوا أَلْسِنَتَهُم، فَزَعَمُوا أنَّا بِعْنَا الآخِرَةَ بِالدُّنْيَا، هلمَّ فَلنُوَاثِقْكُم، فَإِنْ جِئْتُم بِأَهْدَى مِمَّا نَحْنُ عَلَيْهِ اتَّبَعنَاكُم، وَإِلاَّ قاتبعونا إِنْ جِئْنَا بِأَهْدَى مِنْهُ. قَالَ: فَتَوَاثَقُوا. فَقَالَ كَعْبٌ: أَرْسِلْ إِلَيَّ ذَلِكَ المُصْحَفَ, فَجِيْءَ بِهِ، فَقَالَ: أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَكُوْنَ هَذَا بَيْنَنَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، لاَ يُحْسِنُ أَحَدٌ أَنْ يَكْتُبَ مِثْلَهُ اليَوْمَ. فَدَفَعَ إِلَى شَابٍّ مِنْهُم، فَقَرَأَ كَأَسْرَعِ قَارِئٍ، فلمَّا بَلَغَ إِلَى مَكَانٍ مِنْهُ، نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِهِ كَالرَّجُلِ يُؤذِنُ صَاحِبَهُ بِالشَّيْءِ، ثُمَّ جَمَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يه. فَنَبَذَهُ. فَقَالَ كَعْبٌ: آهُ. وَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ فِي حَجْرِهِ، فَقَرَأَ، فَأَتَى عَلَى آيَةٍ مِنْهُ فَخَرُّوا سُجَّداً، وَبَقِيَ الشَّيْخُ يبكي. قيل: ما يُبْكِيْكَ؟ قَالَ: وَمَا لِي لاَ أَبْكِي، رَجُلٌ عَمِلَ فِي الضَّلاَلَةِ كَذَا وَكَذَا سَنَةً، وَلَمْ أَعْرِفِ الإِسْلاَمَ حَتَّى كَانَ اليَوْمَ. وَقَالَ هَمَّامٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَصَبْنَا دَانِيَالَ بِالسُّوسِ فِي لَحْدٍ مِنْ صُفْرٍ، وَكَانَ أَهْلُ السُّوسِ إِذَا أَسْنَتُوا اسْتَخْرَجُوهُ فَاسْتَسْقَوْا بِهِ؛ وَأَصَبْنَا مَعَهُ رَبْطَتَيْنِ مِنْ كَتَّانٍ, وَسِتِّيْنَ جَرَّةً مَخْتُوْمَةً، فَفَتَحْنَا وَاحِدَةً فَإِذَا فِيْهَا عَشْرَةُ آلاَفٍ، وَأَصَبْنَا مَعَهُ رَبْعَةً فِيْهَا كِتَابٌ، وَكَانَ مَعَنَا أَجِيْرٌ نَصْرَانِيٌّ يُقَالُ لَهُ: نُعَيْمٌ، فَاشْتَرَاهَا بِدِرْهَمَيْنِ. ثُمَّ قَالَ قَتَادَةُ: وحدَّثني أَبُو حَسَّانٍ: إنَّ أَوَّلَ مَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ حُرْقُوْصٌ، فَأَعْطَاهُ أَبُو مُوْسَى الرَّبْطَتَيْنِ، وَمائَتَيْ دِرْهَمٍ, ثم إنه طلب أن يرد علي الرَّبْطَتَيْنِ، فَأَبَى, فَشَققَهَا عَمَائِمَ، وَكَتَبَ أَبُو مُوْسَى فِي ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ دَعَا أَنْ لاَ يَرِثَهُ إِلاَّ المُسْلِمُوْنَ، فَصَلِّ عَلَيْهِ وَادْفِنْهُ. قَالَ هَمَّامُ بنُ يَحْيَى: وَحَدَّثَنَا فَرْقَدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو تَمِيْمَةَ: أَنَّ كِتَابَ عُمَرَ جَاءَ أَنِ اغْسِلْهُ بِالسِّدْرِ وَمَاءِ الرَّيْحَانِ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيْثِ مُطَرِّفِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: فَبَدَا لِي أَنْ آتِيَ بَيْتَ المَقْدِسِ، فَبَيْنَا أَنَا فِي الطَّرِيْقِ، إِذَا أَنَا براكب شبهته بذلك الأجير النصراني، فقلت: نعم؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: مَا

فَعَلْتَ بِنَصْرَانِيَّتِكَ؟ قَالَ: تحنَّفت بَعْدَكَ, ثُمَّ أَتَيْنَا دِمَشْقَ، فَلَقِيْتُ كَعْباً، فَقَالَ: إِذَا أَتَيْتُم بَيْتَ المَقْدِسِ فَاجْعَلُوا الصَّخْرَةَ بَيْنَكُم وَبَيْنَ القِبْلَةِ, ثُمَّ انْطَلَقْنَا ثَلاَثَتُنَا حَتَّى أَتَيْنَا أَبَا الدَّرْدَاءِ, فَقَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ لِكَعْبٍ: ألَا تُعْدِنِي عَلَى أَخِيْكَ؟ يَقُوْمُ اللَّيْلَ وَيَصُوْمُ النَّهَارَ. قَالَ: فَجَعَلَ لَهَا مِنْ كُلِّ ثَلاَثِ ليالٍٍ لَيْلَةً. ثُمَّ أَتَيْنَا بَيْتَ المَقْدِسِ، فَسَمِعَتْ يَهُوْدُ بِنُعَيْمٍ وَكَعْبٍ، فَاجْتَمَعُوا, فَقَالَ كَعْبٌ: هَذَا كِتَابٌ قَدِيْمٌ وَإِنَّهُ بلُغَتِكم فاقرءوه. فَقَرَأَهُ قَارِئُهُم حَتَّى أَتَى عَلَى ذَلِكَ المَكَانِ: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آلُ عِمْرَانَ: 85] . فَأَسْلَمَ مِنْهُم اثْنَانِ وَأَرْبَعُوْنَ حَبْراً، فَفَرَضَ لَهُم مُعَاوِيَةُ وَأَعْطَاهُم. ثُمَّ قَالَ هَمَّامٌ: وحدَّثني بِسْطَامُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ قُرَّةَ, أَنَّهُم تَذَاكَرُوا ذَلِكَ الكِتَابَ، فمَرَّ بِهِم شَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ، فَقَالَ: عَلَى الخَبِيْرِ سَقَطْتُم؛ إِنَّ كَعْباً لَمَّا احتُضِرَ قَالَ: ألَا رَجُلٌ أَأْتَمِنُهُ عَلَى أَمَانَةٍ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا. فَدَفَعَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الكِتَابَ، وَقَالَ: ارْكَبِ البُحَيْرَةَ، فَإِذَا بَلَغْتَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا، فَاقْذِفْهُ. فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِ كَعْبٍ، فَقَالَ: كِتَابٌ فِيْهِ عِلْمٌ، وَيَمُوْتُ كَعْبٌ لاَ أفرِّط بِهِ. فَأَتَى كَعْباً، وَقَالَ: فَعَلْتُ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ. قَالَ: فَمَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: لَمْ أَرَ شَيْئاً, فَعَلِمَ كَذِبَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُهُ وَيَطْلُبُ إِلَيْهِ حَتَّى ردَّه عَلَيْهِ، فَقَالَ: ألَا مَنْ يُؤَدِّي أَمَانَةً؟ قَالَ رَجُلٌ: أَنَا. فَرَكِبَ سَفِيْنَةً، فلمَّا أَتَى ذَلِكَ المَكَانَ ذَهَبَ لِيَقْذِفَهُ، فَانْفَرَجَ لَهُ البَحْرُ، حَتَّى رَأَى الأَرْضَ، فَقَذَفَهُ وَأَتَاهُ، فَأَخْبَرَهُ, فَقَالَ كَعْبٌ: إِنَّهَا التَّوْرَاةُ كما أنزلها الله على موسى، مَا غُيِّرَتْ وَلاَ بدَّلت، وَلَكِنْ خَشِيْتُ أَنْ يتَّكل عَلَى مَا فِيْهَا، وَلَكِن قُوْلُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، ولقِّنوها مَوْتَاكُم. هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي "تَارِيْخِهِ"، عَنْ هُدْبَةَ، عَنْ همَّام. وَشَهْرٌ لَمْ يَلْحَقْ كَعْباً. وَهَذَا القَوْلُ مِنْ كَعْبٍ دالٌّ عَلَى أَنَّ تِيْكَ النُّسْخَةَ مَا غُيِّرَتْ وَلاَ بُدِّلَتْ، وأنَّ مَا عَدَاهَا بِخِلاَفِ ذَلِكَ. فَمَنِ الَّذِي يَسْتَحِلُّ أَنْ يُورِدَ اليَوْمَ مِنَ التَّوْرَاةِ شَيْئاً عَلَى وَجْهِ الاحْتِجَاجِ مُعْتَقِداً أَنَّهَا التَّوْرَاةُ المنزَّلة؟ كلَّا وَاللهِ.

زياد بن أبيه

334- زياد بن أبيه 1: وهو زيد بنُ عُبَيْدٍ الثَّقَفِيُّ، وَهُوَ زِيَاد ابْنُ سُمَيَّةَ، وَهِيَ أُمُّهُ، وَهُوَ زِيَادُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ الَّذِي اسْتَلْحَقَهُ مُعَاوِيَةُ بِأَنَّهُ أَخُوْهُ. كَانَتْ سُمَيَّةُ مَوْلاَةً لِلْحَارِثِ بنِ كَلَدة الثَّقَفِيِّ طَبِيبِ العَرَبِ. يكنَّى أَبَا المُغِيْرَةِ. لَهُ إِدْرَاكٌ، وُلِدَ عَامَ الهِجْرَةِ، وَأَسْلَمَ زَمَنَ الصِّدِّيْقِ وَهُوَ مُرَاهِقٌ. وَهُوَ أَخُو أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ الصَّحَابِيِّ لأُمِّهِ. ثُمَّ كَانَ كَاتِباً لأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ زَمَنَ إِمْرَتِهِ على البصرة. سَمِعَ مِنَ عُمَرَ، وَغَيْرِهِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ سيرين، وعبد الله بنُ عُمَيْرٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ رَأْياً وَعَقْلاً، وَحَزْماً وَدَهَاءً وَفِطْنَةً, كَانَ يُضْرَب بِهِ المَثَلُ فِي النُّبْلِ وَالسُّؤْدُدِ. وَكَانَ كَاتِباً بَلِيْغاً. كَتَبَ أَيْضاً لِلْمُغِيْرَةِ، وَلابْنِ عَبَّاسٍ، وَنَابَ عَنْهُ بِالبَصْرَةِ. يُقَالُ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى الطَّائِفَ, فَسَكِرَ فَطَلَبَ بَغِيّاً، فَوَاقَعَ سُمَيَّةَ، وَكَانَتْ مزوَّجة بِعُبَيْدٍ، فَوَلَدَتْ مِنْ جِمَاعِهِ زِيَاداً. فلمَّا رَآهُ مُعَاوِيَةُ مِنْ أَفْرَادِ الدَّهْرِ، اسْتَعْطَفَهُ وَادَّعَاهُ، وَقَالَ: نَزَلَ مِنْ ظَهْرِ أَبِي. وَلَمَّا مَاتَ عَلِيٌّ كَانَ زِيَادٌ نَائِباً لَهُ عَلَى إِقْلِيْمِ فَارِسٍ. قَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ: قَالَ زِيَادٌ لأَبِي بَكْرَةَ: أَلَمْ تَرَ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يُرِيْدُنِي عَلَى كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ وُلِدْتُ عَلَى فِرَاشِ عُبَيْدٍ، وَأَشْبَهْتُهُ؟ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنِ ادَّعى إِلَى غير أبيه فليتبوأ مقعده من النار" 2, ثُمَّ أَتَى فِي العَامِ المُقْبِلِ، وَقَدِ ادَّعاه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 99"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1201"، أسد الغابة "2/ 271"، الإصابة "1/ ترجمة 2987". 2 صحيح بغير هذا اللفظ: أخرجه البخاري "6766" و"6767"، والبيهقي "7/ 403" من طريق مسدد، حدثنا خالد -وهو ابن عبد الله, حدثنا خالد، عن أبي عثمان، عن سعد -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنْ ادَّعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه, فالجنة عليه حرام" فذكرته لأبي بكرة فقال: وأنا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وأخرجه أحمد "5/ 46"، ومسلم "63" "114"، والبيهقي "7/ 403" من طرق عن هشيم بن بشير أخبرنا خالد، عن أبي عثمان قال: لما ادَّعى زياد، لقيت أبا بكرة فقلت له: ما هذا الذي صنعتم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمع أذناي مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يقول: "من ادعى أبا في الإسلام غير أبيه، يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام" فقال أبو بكرة: وأنا سمعته مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه الطيالسي "199"، وأحمد "1/ 174 و179" و"5/ 38"، والبخاري "4326" و"4327" ومسلم "63" "115"، وأبو داود "5113"، وابن ماجه "2610"، والدارمي "2/ 244 و343", وأبو عوانة "1/ 28 و29"، والبغوي "2376" من طرق عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سعد وأبي بكرة, كلاهما يقول: سمعته أذناي، ووعاه قلبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من ادعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام".

قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَخْطَبَ مِنْ زِيَادٍ. وَقَالَ قَبِيْصَةُ بنُ جَابِرٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَخْصَبَ نَادِياً، وَلاَ أَكْرَمَ جَلِيْساً، وَلاَ أَشْبَهَ سَرِيرَةً بِعَلاَنِيَةٍ مِنْ زِيَادٍ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ خَيْراً مِنْ زِيَادٍ. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ فِي كِتَابِ "الفِصَلِ": لَقَدِ امْتَنَعَ زِيَادٌ وَهُوَ فِقَعَةُ1 القَاعِ، لاَ نَسَبَ لَهُ وَلاَ سَابِقَةً، فَمَا أَطَاقَهُ مُعَاوِيَةُ إِلاَّ بِالمُدَارَاةِ، ثُمَّ اسْتَرْضَاهُ، وولَّاه. قَالَ أَبُو الشَّعْثَاءِ: كَانَ زِيَادٌ أَفْتَكَ مِنَ الحجَّاج لِمَنْ يُخَالِفُ هَوَاهُ. وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: بَلَغَ ابْنَ عُمَرَ أنَّ زِيَاداً كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ: إني قد ضبط العِرَاقَ بِيَمِيْنِي، وَشِمَالِي فَارِغَةٌ، وَسَأَلَهُ أَنْ يُوَلِّيَهُ الحِجَازَ, فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: اللهمَّ إِنَّكَ إِنْ تَجْعَلْ فِي القَتْلِ كفَّارة، فَمَوْتاً لابْنِ سُمَيَّةَ لاَ قَتْلاً. فَخَرَجَ فِي أُصْبُعِهِ طَاعُوْنٌ، فَمَاتَ. قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ: بَلَغَ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ أَنَّ زِيَاداً يتتبَّع شِيْعَةَ عَلِيٍّ بِالبَصْرَةِ فَيَقْتُلُهُم، فَدَعَا عَلَيْهِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ جَمَعَ أَهْلَ الكُوْفَةِ لِيَعْرِضَهُم عَلَى البَرَاءةِ مِنْ أَبِي الحَسَنِ، فَأَصَابَهُ حِيْنَئِذٍ طَاعُوْنٌ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ. وَلَهُ أَخْبَارٌ طَوِيْلَةٌ. وَليَ المِصْرَيْنِ؛ فَكَانَ يَشْتُو بِالبَصْرَةِ، ويصيّف بالكوفة. دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أُتِيَ زِيَادٌ فِي مَيِّتٍ تَرَكَ عَمَّةً وَخَالَةً، فَقَالَ: قَضَى فِيْهَا عُمَرُ أَنْ جَعَلَ الخَالَةَ بِمَنْزِلَةِ الأُخْتِ، والعمَّة بِمَنْزِلَةِ الأخ، فأعطاهما المال.

_ 1 الفِقَعَة: جمع فِقْع: وهو ضرب من أردأ الكمأة, قاله ابن الأثير. وقال أبو حنيفة: الفقع: يطلع من الأرض فيظهر أبيض وهو رديء، الجيد ما حفر عنه واستخرج. والجمع أفقع وفقوع وفقعة. ويشبه به الرجل الذليل فيقال: هو فَقْعٌ قَرْقَر. ويقال أيضًا: أذلّ من فقع بقرقر؛ لأن الدوابَّ تنجله بأرجلها.

صلة بن أشيم

335- صلة بن أشيم 1: الزَّاهِدُ، العَابِدُ، القُدْوَةُ، أَبُو الصَّهْبَاءِ العَدَوِيُّ، البَصْرِيُّ، زَوْجُ العَالِمَةِ مُعَاذَةَ العَدَوِيَّةِ. مَا عَلِمْتُهُ رَوَى سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. حدَّث عَنْهُ: أَهْلُهُ؛ مُعَاذَةُ، وَالحَسَنُ، وَحُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَغَيْرُهُم. ابْنُ المُبَارَكِ فِي "الزُّهْدِ": عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَكُوْنُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: صِلَةُ، يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ كَذَا وَكَذَا"2. هَذَا حَدِيْثٌ مُعْضَلٌ. جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيْدِ الرِّشْكِ، عَنْ معاذ، قَالَتْ: كَانَ أَبُو الصَّهْبَاءِ يُصَلِّي حَتَّى مَا يستطيع أن يأتي فراشه إلّا زحفًا3. وَقَالَتْ مُعَاذَةُ: كَانَ أَصْحَابُهُ -تَعْنِي: صِلَةَ- إِذَا الْتَقَوْا عَانَقَ بَعْضُهُم بَعْضاً. وَقَالَ ثَابِتٌ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى صِلَةَ بِنَعْيِ أَخِيْهِ، فَقَالَ لَهُ: ادْنُ، فَكُلْ، فَقَدْ نُعِيَ إِلَيَّ أَخِي مُنْذُ حِيْنٍ، قَالَ تَعَالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزُّمَرُ: 30] . وَقَالَ حمَّاد بنُ سَلَمَةَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ: أنَّ صِلَةَ كَانَ فِي الغَزْوِ وَمَعَهُ ابْنُهُ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ! تقدَّم، فَقَاتِلْ حَتَّى أَحْتَسِبَكَ, فَحَمَلَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ تقدَّم صِلَةُ فَقُتِلَ، فَاجْتَمَعَ النِّسَاءُ عِنْدَ امْرَأَتِهِ مُعَاذَةَ، فَقَالَتْ: مَرْحَباً إِنْ كنتنَّ جئتنَّ لتهنِّئنَّنِي، وَإِنْ كنتنَّ جئتنَّ لِغَيْرِ ذَلِكَ فارجعنَ. جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ, عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ، عَنْ صِلَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا فِي قَرْيَةٍ وَأَنَا عَلَى دَابَّتِي فِي زَمَانِ فُيُوضِ المَاءِ، فَأَنَا أَسِيْرُ عَلَى مُسَنَّاةٍ5، فَسِرْتُ يَوْماً لاَ أَجِدُ مَا آكُلُ، فَلَقِيَنِي عِلْجٌ4 يَحْمِلُ عَلَى عَاتِقِهِ شَيْئاً، فَقُلْتُ: ضَعْهُ, فَإِذَا هُوَ خُبْزٌ، قُلْتُ: أَطْعِمْنِي. فَقَالَ: إِنْ شئت, ولكن

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 134"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2987"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1965"، الحلية "2/ 237"، أسد الغابة "4/ 34"، الإصابة "2/ ترجمة 4132". 2 ضعيف: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "2/ 241" من طريق ابن المبارك، به. وهو معضل. والمعضل: هو ما سقط من إسناده راويان فأكثر على التوالي. 3 حسن: أخرجه ابن سعد "7/ 136" قال: أخبرنا عفّان وغيره، عن جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، به. قلت: إسناده حسن، جعفر بن سليمان هو الضبعي، أبو سليمان البصري، صدوق -كما قال الحافظ في "التقريب", ويزيد الرشك هو يزيد بن أبي يزيد الضبعي, أبو الأزهري البصري, يعرف بالرشك -بكسر الراء وسكون المعجمة، ثقة عابد, وهم من لينه، من الطبقة السادسة، مات سنة ثلاثين، وهو ابن مائة سنة, روى له الجماعة. 4 المسناة: ضفيرة تُبْنَى للسيل لتردَّ الماء، سميت مسناة لأنَّ فيها مفاتح للماء بقدر ما تحتاج إليه مما لا يغلب، مأخوذ من قولك: سنيت الشيء والأمر إذا فتحت وجهه. 5 علج: الرجل الشديد الغليظ، والجمع أعلاج وعلوج.

فِيْهِ شَحْمُ خِنْزِيْرٍ، فَتَرَكْتُهُ، ثُمَّ لَقِيْتُ آخَرَ فقلت: أطمعني. قَالَ: هُوَ زَادِي لأَيَّامٍ، فَإِنْ نَقصتَهُ أَجَعْتَنِي. فَتَرَكْتُهُ، فَوَاللهِ إِنِّيْ لأَسِيْرُ؛ إِذْ سَمِعْتُ خَلْفِي وجبة كوجبة الطير، فالتفت، فإن هُوَ شَيْءٌ مَلْفُوفٌ فِي سِبٍّ1 أَبْيَضَ، فَنَزَلْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا دَوْخَلَةٌ2 مِنْ رُطَبٍ فِي زَمَانٍ لَيْسَ فِي الأَرْضِ رُطبَةٌ، فَأَكَلْتُ مِنْهُ، ثُمَّ لَفَفْتُ مَا بَقِيَ، وَرَكِبْتُ الفَرَسَ، وَحَمَلْتُ مَعِي نواهُنَّ. قَالَ جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ: فَحَدَّثَنِي أَوْفَى بنُ دِلْهَمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ذَلِكَ السِّبَّ مَعَ امْرَأَتِهِ، فِيْهِ مُصْحَفٌ، ثُمَّ فُقِدَ بَعْدُ3. وَرَوَى نَحْوَهُ عَوْفٌ، عَنْ أَبِي السَّلِيْلِ، عَنْ صِلَةَ. فَهَذِهِ كَرَامَةٌ ثَابِتَةٌ. ابْنُ المُبَارَكِ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بنُ سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بنُ جَعْفَرِ بنِ زَيْدٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، قَالَ: خَرَجْنَا فِي غَزَاةٍ إِلَى كَابُلَ، وَفِي الجَيْشِ صِلَةُ، فَنَزَلُوا، فَقُلْتُ: لأرمقنَّ عَمَلَهُ. فَصَلَّى، ثُمَّ اضطَجَعَ، فَالْتَمَسَ غَفْلَةَ النَّاسِ، ثُمَّ وَثَبَ، فَدَخَلَ غَيْضَةً فَدَخَلْتُ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ أَسَدٌ حَتَّى دَنَا مِنْهُ، فَصَعدْتُ شَجَرَةً، أَفَتَرَاهُ الْتَفَتَ إِلَيْهِ حَتَّى سَجَدَ؟ فَقُلْتُ: الآنَ يَفْتَرِسُهُ فَلاَ شَيْءَ, فَجَلَسَ، ثُمَّ سلَّم، فَقَالَ: يَا سَبْعُ! اطْلُبِ الرِّزْقَ بِمَكَانٍ آخَرَ, فولَّى وَإِنَّ لَهُ زَئِيْراً أَقُوْلُ؛ تَصَدَّعَ مِنْهُ الجَبَلُ، فلمَّا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ, جَلَسَ فَحَمِدَ اللهَ بِمَحَامِدَ لَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِهَا، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَسْأَلُكَ أَنْ تُجِيْرَنِي مِنَ النار، أَوَمثلي يَجْتَرِئُ أَنْ يَسْأَلَكَ الجَنَّةَ؟! 4. ابْنُ المُبَارَكِ, عَنِ السَّرِيِّ بنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا العَلاَءُ بنُ هِلاَلٍ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِصِلَةَ: يَا أَبَا الصَّهْبَاءِ! رأيت أني أعطيت شهدةً، وأعطيتَ شهدتين. ففال: تَسْتَشْهِدُ وَأَنَا وَابْنِي. فلمَّا كَانَ يَوْمُ يَزِيْدَ بنِ زِيَادٍ لَقِيَتْهُمُ التُّرْكُ بِسِجِسْتَانَ، فَانْهَزَمُوا. وَقَالَ صِلَةُ: يَا بُنَيَّ! ارْجِعْ إِلَى أُمِّكَ. قَالَ: يَا أَبَه؛ تُرِيْدُ الخَيْرَ لِنَفْسِكَ وَتَأْمُرُنِي بِالرُّجُوْعِ! قال: فتقدَّمْ. فتقدَّمَ فقاتل حتى أُصِيْبَ، فَرَمَى صِلَةُ عَنْ جَسَدِهِ، وَكَانَ رَامِياً، حتى تفقوا عَنْهُ، وَأَقْبَلَ حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ فَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. قُلْتُ: وَكَانَتْ هَذِهِ المَلْحَمَةُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ -رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى.

_ 1 السِّّبُّ: الحبل، والخمار. 2 دوخلّة -بتشديد اللام: سفيفة من خوص كالزبيل، والقوصرة يترك فيها التمر وغيره. 3 صحيح: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "2/ 239" من طريق عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا جرير بن حازم، به. 4 صحيح: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "2/ 240" من طريق عبد الله بن المبارك قال: حدثنا المسلم بن سعيد الواسطي قال: أخبرنا حماد بن جعفر بن زيد، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه حماد بن جعفر بن زيد، ليِّن الحديث -كما قال الحافظ في التقريب.

أم كلثوم

336- أُمُّ كُلْثُوْمٍ 1: بِنْتُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ بن عبد الملطب بنِ هَاشِمٍ, الهَاشِمِيَّةُ، شَقِيْقَةُ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ, وُلِدَتْ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ سِتٍّ مِنَ الهِجْرَةِ، وَرَأَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَلَمْ تروِ عَنْهُ شَيْئاً. خَطَبَهَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ وَهِيَ صَغِيْرَةٌ، فَقِيْلَ لَهُ: مَا تُرِيْدُ إِلَيْهَا؟ قَالَ: إِنِّيْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ القِيَامَةِ إلّا سببي ونسبي" 2. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ عُمَرَ تَزَوَّجَهَا، فَأَصْدَقَهَا أَرْبَعِيْنَ أَلْفاً. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: قَالَ عُمَرُ لِعَلِيٍّ: زَوِّجْنِيْهَا أَبَا حَسَنٍ، فَإِنِّي أَرْصُدُ مِنْ كَرَامَتِهَا مَا لاَ يَرْصُدُ أَحَدٌ. قَالَ: فَأَنَا أَبْعَثُهَا إِلَيْكَ، فَإِنْ رَضِيْتَهَا فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا -يَعْتَلُّ بِصِغَرِهَا, قَالَ: فَبَعَثَهَا إِلَيْهِ بِبُرْدٍ, وَقَالَ لَهَا: قُوْلِي لَهُ: هَذَا البُرْدُ الَّذِي قُلْتُ لَكَ. فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ، فقال: قولي

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 463"، أسد الغابة "7/ 378"، الإصابة "4/ ترجمة 1481". 2 صحيح بشواهده: أخرجه ابن سعد "8/ 463" من طريق أنس بن عياض الليثي، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، أنَّ عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم.....". قلت: إسناده ضعيف؛ لانقطاعه, بل إعضاله بين محمد بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالب، وعمر بن الخطاب. وأخرجه الحاكم "3/ 142" من طريق السري بن خزيمة، عن معلَّى بن راشد، حدثنا وهيب بن خالد, عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ علي بن الحسين, أن عمر بن الخطاب..........." فذكره. وقال الحاكم: صحيح الإسناد, وتعقَّبه الذهبي بقوله: منقطع. قلت: هو منقطع بين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وعمر. وله شاهد. أخرجه أحمد "4/ 323" حدَّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدَّثنا عبد الله بن جعفر, حدثنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن المسور بن مخرمة به مرفوعًا بلفظ: "إن الأنساب يوم القيامة تتقطَّع غير نسبي وسبى وصهري". قلت: إسناده ضعيف؛ لجهالة أم بكر بنت المسور بن مخرمة، مجهولة، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبولة, أي: إذا توبعت. وأورده الهيثمي في "المجمع" "9/ 173" وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير، ورجالهما رجال الصحيح, غير الحسن بن سهل، وهو ثقة".

لَهُ: قَدْ رَضِيْتُ -رَضِيَ اللهُ عَنْكَ, وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى سَاقِهَا، فَكَشَفَهَا، فَقَالَتْ: أَتَفْعَلُ هَذَا؟ لَوْلاَ أَنَّكَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ لَكَسَرْتُ أَنْفَكَ. ثُمَّ مضت إلى أبيها فأخبرته، وقال: بَعَثْتَنِي إِلَى شَيخِ سُوءٍ! قَالَ: يَا بُنِيَّةُ! إِنَّهُ زَوْجُكِ1. وَرَوَى نَحْوَهَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، مُرْسَلاً. وَنَقَلَ الزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُه: أَنَّهَا وَلَدَتْ لِعُمَرَ زَيْداً, وَقِيْلَ: وَلَدَتْ لَهُ رُقَيَّةَ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: تُوُفِّيَ عَنْهَا عُمَرُ، فَتَزَوَّجَهَا عَوْن بنُ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ, فحدَّثني أَبِي قَالَ: دَخَلَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ عَلَيْهَا لَمَّا مَاتَ عُمَرُ، فَقَالاَ: إِنْ مَكَّنْتِ أَبَاكِ مِنْ رُمَّتِكِ، أَنْكَحَكِ بَعْضَ أَيْتَامِهِ، وَإِنْ أَرَدْتِ أَنْ تُصِيْبِي بِنَفْسِكِ مالًا عظيمًا لتصيبنه. فَلَمْ يَزَلْ بِهَا عَلِيٌّ حَتَّى زوَّجها بِعَوْنٍ فأحبَّته، ثُمَّ مَاتَ عَنْهَا. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فزوَّجها أَبُوْهَا بِمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ، فَمَاتَ، ثُمَّ زَوَّجَهَا أَبُوْهَا بِعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ، فَمَاتَتْ عِنْدَهُ. قُلْتُ: فَلَمْ يُولِدْهَا أَحَدٌ مِنَ الإِخْوَةِ الثَّلاَثَةِ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَدَتْ جَارِيَةً لِمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ اسْمُهَا بَثْنَةُ. وَرَوَى ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: جِئْتُ وَقَدْ صلَّى ابْنُ عُمَرَ عَلَى أَخِيْهِ زَيْدِ بنِ عُمَرَ، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُوْم بِنْتُ عَلِيٍّ. وَرَوَى حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بنِ أَبِي عَمَّارٍ: أنَّ أُمَّ كُلْثُوْمَ وَزَيْدَ بنَ عُمَرَ مَاتَا، فكفِّنا، وَصَلَّى عَلَيْهِمَا سَعِيْدُ بنُ العَاصِ -يَعْنِي: أَمِيْرَ المَدِيْنَةِ. وَكَانَ ابْنُهَا زَيْدٌ مِنْ سَادَةِ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ، تُوُفِّيَ شَابّاً، وَلَمْ يُعْقِبْ. وَعَنْ رَجُلٍ، قَالَ: وَفَدْنَا مَعَ زَيْدٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ، وَكَانَ زَيْدٌ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ، فَأسْمَعَهُ بُسْرٌ كَلِمَةً؛ فَنَزَلَ إِلَيْهِ زَيْدٌ فَصَرَعَهُ وَخَنَقَهُ، وَبَرَكَ عَلَى صَدْرِهِ، وَقَالَ لِمُعَاوِيَةَ: إِنِّيْ لأَعْلَمُ أنَّ هَذَا عَنْ رَأْيِكَ، وَأَنَا ابْنُ الخَلِيفَتَيْنِ, ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا قَدْ تَشَعَّثَ رَأْسُهُ وَعِمَامَتُهُ، وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ، وَأَمَرَ لَهُ بِمائَةِ أَلْفٍ، وَلِعَشْرٍ مِنْ أَتْبَاعِهِ بِمَبْلَغٍ. يُقَالُ: وَقَعَتْ هَوسَةٌ بِاللَّيْلِ، فَرَكِبَ زَيْدٌ فِيْهَا، فَأَصَابَهُ حَجَرٌ فَمَاتَ مِنْهُ، وَذَلِكَ فِي أَوَائِلِ دَوْلَةِ مُعَاوِيَةَ -رَحِمَهُ الله.

_ 1 صحيح بشواهده: راجع تخريجنا السابق.

عبد الله بن ثعلبة

337- عبد الله بن ثعلبة 1: "خ، د، س" ابن صُعَير الشَّيْخُ، أَبُو مُحَمَّدٍ العُذْرِيُّ، المَدَنِيُّ، حَلِيْفُ بَنِي زُهْرَةَ, مَسَحَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأْسَهُ، فَوَعَى ذَلِكَ. وَقِيْلَ: بَلْ وُلِدَ عَامَ الفَتْحِ، وَقَدْ شَهِدَ الجَابِيَةَ. فَلَوْ كَانَ مَوْلِدُهُ عَامَ الفَتْحِ لصَبَا عَنْ شُهُودِ الجَابِيَةِ. حدَّث عَنْ أَبِيْهِ، وَعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وَجَابِرٍ, وَلَيْسَ هُوَ بالمكْثِر. حدَّث عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَأَخُوْهُ؛ عَبْدُ اللهِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ زُهْرَةَ. وَكَانَ شَاعِراً، فَصِيْحاً، نسَّابة. رَوَى مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أنَّه كَانَ يُجَالِسُ عَبْدَ اللهِ بنَ ثَعْلَبَةَ، وَكَانَ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ النَّسَبَ وَغَيْرَ ذَلِكَ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الفِقْهِ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيْدُ هَذَا، فَعَلَيْكَ بِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ. قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى أَيْضاً عَنْ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وحدَّث عَنْهُ: سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ قَاضِي المَدِيْنَةِ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى عَنْهُ. قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ، وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تسع وثمانين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 64"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 88"، والاستيعاب "3/ 876" أسد الغابة "3/ 190"، تجريد أسماء الصحابة "! / 3182"، الكاشف "2/ ترجمة 2681"، الإصابة "2/ ترجمة 4576"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 284", خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3416".

وممن أدرك زمان النبوة

وَمِمَّنْ أَدْرَكَ زَمَانَ النُّبُوَّةِ: 338- عَبْدُ اللهِ بنُ ربيعة 1: "د، س" ابن فرقد السلمي. قِيْلَ: لَهُ صُحْبَةٌ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ، فَحَدِيْثُهُ مِنْ قَبِيْلِ المُرْسَلِ. وحدَّث أَيْضاً عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعُبَيْدِ بنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى، وَعَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيُّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ -وَهُوَ عَمُّ وَالِدِ مَنْصُوْرٍ, وَعَلِيُّ بنُ الأَقْمَرِ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَطَائِفَةٌ. نَزَلَ الكُوْفَةَ. شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رُبَيِّعَةَ؛ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ. هَكَذَا قَالَ. تُوُفِّيَ بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ, ورُبَيِّعة بالتثقيل: من الأسماء المفردة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 196"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 236"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 252"، أسد الغابة "2/ 230"، الاستيعاب "3/ 897"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2274"، الإصابة "2/ ترجمة 4672"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 362", خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3489".

الصنابحي

339- الصُّنابِحي 1: "ع" الفَقِيْهُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُسَيْلَةَ المُرَادِيُّ، ثُمَّ الصُّنَابِحِيُّ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ. قَدِمَ المَدِيْنَةَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بليالٍ، وَصَلَّى خَلْفَ الصِّدِّيْقِ. وحدَّث عَنْهُ، وَعَنْ: مُعَاذٍ، وَبِلاَلٍ، وَعُبَادَةَ، وَشَدَّادِ بنِ أَوْسٍ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: مَرْثَدٌ اليَزَنِيُّ، وَعَدِيُّ بنُ عَدِيٍّ، وَعَطَاءُ بنُ يَسَارٍ، وَمَكْحُوْلٌ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيُّ، وَعِدَّةٌ. وَرَوَى عَنْهُ: رَبِيْعَةُ بنُ يَزِيْدَ، فسمَّاه عَبْدَ اللهِ. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: بَقِيَ إِلَى زَمَنِ عَبْدِ المَلِكِ، وَكَانَ يَجْلِسُ معه على السَّرِيْرِ، رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: وَعَبْدُ اللهِ الصُّنَابِحِيُّ يُشبِهُ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ صُحْبَةٌ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: الَّذِي رَوَى عَنْهُ قَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ فِي الحَوْضِ2، هُوَ الصُّنَابِحُ بن الأعسر الأحمسي، له صحبة. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيُّ ثِقَةً، قَلِيلَ الحَدِيْثِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: لَهُ أَحَادِيْثُ يُرْسِلُهَا, وَبَعْضُهُم يَهِمُ فِيْهِ، فَيَقُوْلُ: عَبْدُ اللهِ الصُّنَابِحِيُّ. وَبَعْضُهُم يَقُوْلُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيُّ. وَعَنْ مَرْثَدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُسَيْلَةَ، قَالَ: مَا فَاتَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلاَّ بِخَمْسِ لَيَالٍ، قُبِضَ وأنا بالحجفة. قَالَ رَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ، عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ الرَّبِيْعِ: كنَّا عِنْدَ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ فَأَقْبَلَ الصُّنَابِحِيُّ، فَقَالَ عُبَادَةُ: مَنْ سرَّه أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ كَأَنَّمَا رُقِيَ بهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ فَعَمِلَ عَلَى مَا رَأَى، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا. رَوَاهَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ رَجَاءٍ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ رَبِّ: قَالَ لَنَا الصُّنَابِحِيُّ بِدِمَشْقَ وقد احتضر.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 443 و509"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1021"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1241"، الاستيعاب "2/ 841"، أسد الغابة "3/ 475"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 3731"، الكاشف "2/ ترجمة 3306"، الإصابة "3/ ترجمة 6373"، تهذيب التهذيب "6/ ترجمة 465"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4191". 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 351"، وابن ماجه "3944" من طرق عن إسماعيل قال: حدثني قيس، عن الصنابح الأحمس قَالَ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ألَا إني فرطكم على الحوض, وإني مكاثر بكم الأمم, فلا تقتلنَّ بعدي". قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، قيس هو ابن أبي حازم، وإسماعيل هو ابن أبي خالد.

صفية بنت شيبة

340- صفية بنت شَيبة 1: "ع" ابْنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي طَلْحَةَ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ عَبْدِ الدَّارِ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ، الفَقِيْهَةُ، العَالِمَةُ، أُمُّ مَنْصُوْرٍ القُرَشِيَّةُ، العَبْدِرِيَّةُ، المكية، الحجية. يُقَالُ: لَهَا رُؤْيَةٌ. ووهَّى هَذَا الدَّارَقُطْنِيُّ. وَكَانَ أَبُوْهَا مِنْ مُسْلِمَةِ الفَتْحِ. رَوَتْ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي "سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ" وَ"النَّسَائِيِّ"، وَهَذَا مِنْ أَقْوَى المَرَاسِيلِ. وَرَوَتْ عَنْ: عَائِشَةَ، وَأُمِّ حَبِيْبَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ؛ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ. حدَّث عَنْهَا: ابْنُهَا؛ مَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَجَبِيُّ، وَسِبْطُهَا؛ مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ الحجبي، والحسن بن مسلم من يَنَّاقَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُهَاجِرٍ، وَقَتَادَةُ، وَيَعْقُوْبُ بنُ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَيْصِنٍ السَّهْمِيُّ المُقْرِئُ، وَعِدَّةٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْهَا ابْنُ جريج، بل أدركها. وَفِي "سُنَنِ ابْنِ مَاجَه" مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ: أنَّها رَأَتْ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْم الفَتْحِ دَخَلَ الكَعْبَةَ، وَلَهَا عِيْدَانٌ فَكَسَرَهَا2. أَحْسِبُ أَنَّهَا عَاشَتْ إِلَى دولة الوليد بن عبد الملك.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 496"، أسد الغابة "7/ 172"، الإصابة "4/ ترجمة رقم 653". 2 ضعيف: أخرجه ابن ماجه "2947" من طريق يونس بن بكير، حدثنا محمد بن إِسْحَاقَ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي ثور، عن صفية بنت شيبة قالت: لما اطمأنَّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ الفتح طاف على بعيره يستلم الركن بمحجن بيده, ثم دخل الكعبة فوجد فيها حمامة عَيْدان فكسرها, ثم قام على باب الكعبة فرمى بها وأنا أنظره". قلت: إسناده ضعيف، فيه محمد بن إسحاق، مدلّس مشهور بالتدليس، وقد عنعنه.

يوسف بن عبد الله بن سلام

341- يوسف بن عبد الله بن سلام 1: "4" ابن الحارث أَبُو يَعْقُوْبَ الإِبْرَاهِيْمِيُّ، الإِسْرَائِيْلِيُّ، المَدَنِيُّ، حَلِيفُ الأَنْصَارِ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمَّاهُ: يُوْسُفَ، وَأَجْلَسَهُ فِي حَجْرِهِ، وَلَهُ رُؤْيَةٌ مَا. وَلَهُ رِوَايَةُ حَدِيْثَيْنِ حُكْمهما الإِرسَالُ. وَحَدَّث عَنْ: أَبِيْهِ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ. رَوَى عَنْهُ: عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعِيْسَى بنُ مَعْقِلٍ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي الهَيْثَمِ العَطَّارُ. وَشَهِدَ مَوْتَ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِدِمَشْقَ. وقدر رَوَى حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أبي يحيى، عن يزيد بن أَبِي أُمَيَّةَ الأَعْوَرِ، عَنْ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخَذَ كِسْرَةً فَوَضَعَ عَلَيْهَا تَمْرَةً، وَقَالَ: "هَذِهِ إِدَامُ هَذِهِ". فَأَكَلَهَا2. فَإِنْ صحَّ هَذَا فَهُوَ صَحَابِيٌّ. وَقَدْ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَةِ الخَامِسَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ: يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ؛ هُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيْلَ، مِنْ وَلَدِ يُوْسُفَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَكَانَ ثِقَةً, لَهُ أَحَادِيْثُ صَالِحَةٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: لَهُ رُؤْيَةٌ وَقَالَ البُخَارِيُّ: لَهُ صُحْبَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ شَبَابٌ: مَاتَ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. خَلَفُ بنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: غَدَوْتُ مَعَ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ كَانَتِ الصَّلاَةُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ؟ قَالَ: كَانَ يَبْدَأُ بِالخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلاَةِ. غَرِيْبٌ جِدّاً.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3367"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 924"، الاستيعاب "4/ 1588"، أسد الغابة "3/ 264" و"5/ 592"، الكاشف "3/ ترجمة 6556" تهذيب التهذيب "11/ 416"، تقريب التهذيب "2/ ترجمة 439". 2 ضعيف: أخرجه أبو داود "3830", حدثنا هارون بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ حَفْصِ, حدثنا أبي، عن محمد بن أبي يحيى، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه يزيد بن أبي أمية الأعور، مجهول -كما قال الحافظ في "التقريب".

عبد الله بن عكيم الجهني

342- عَبْدُ اللهِ بنُ عُكيم الجُهَنِيّ 1: "م، 4" قِيْلَ: لَهُ صُحْبَةٌ. وَقَدْ أَسْلَمَ بِلاَ رَيْبٍ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَصَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ. وَهُوَ القَائِلُ: أَتَانَا كِتَابُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْل مَوْتِهِ بِشَهْرَيْنِ: "أَنْ لاَ تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَةِ بإهاب ولا عصب" 2. وَذَكَرَ هِلاَلُ بنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: لاَ أُعِيْنُ عَلَى دَمِ خَلِيْفَةٍ أَبَداً بَعْدَ عُثْمَانَ. فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا معبد! أَوَأَعنت عَلَيْهِ؟ قَالَ: كُنْتُ أَعُدُّ ذِكْرَ مَسَاوِيْهِ عَوْناً عَلَى دَمِهِ. تُوُفِّيَ ابْنُ عُكَيْمٍ فِي وِلاَيَةِ الحَجَّاج.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 113"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 67"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 556"، تاريخ بغداد "10/ 3"، الاستيعاب "3/ 949"، أسد الغابة "3/ 339"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 3424"، الكاشف "2/ ترجمة 2896"، الإصابة "2/ ترجمة 4831"، تهذيب التهذيب "5/ 223-224"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3668". 3 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 311", والطيالسي "1293", وأبو داود "4127"، والنسائي "7/ 175" وابن ماجة "3613"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 271"، وابن سعد في "الطبقات" "6/ 113"، والبيهقي "1/ 14" من طرق عن شعبة، به. وأخرجه أحمد "4/ 310"، وأبو داود "4128"، والنسائي "7/ 175"، والطحاوي، والبيهقي "1/ 18" من طرق عن الحكم، به بلفظ: "كتب إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم, وزاد أحمد وأبو داود: "قبل وفاته بشهر أو شهرين". وأعلَّه الحافظ ابن حجر العسقلاني في "تلخيص الحبير" "1/ 47-48" بالانقطاع بين ابن أبي ليلى وعبد الله بن عكيم، وبالاضطراب. وكذا ضعَّف الحديث الزيلعي في "نصب الراية" "1/ 120-122" وقد أخرجه الطحاوي والبيهقي "1/ 25" عن صدفة بن خالد, عن يزيد بن أبي مريم، عن القاسم بن مخيمرة، عن عبد الله بن عكيم، قال: ثني أشياخ جهينة قالوا: أتانا كتاب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم, أو قرئ علينا كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قرئ على الأشياخ من جهينة, فقد قال الحافظ في "التقريب": "وقد سمع كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى جهينة"، لذا فالروايتان صحيحتان والله -تعالى- أعلى وأعلم.

عبيد الله بن العباس

343- عبيد الله بن العباس 1: ابن عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيُّ, ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَأَخُو: عَبْدِ اللهِ، وَكَثِيْرٍ، وَالفَضْلِ، وَقُثَمَ، وَمَعْبَدٍ، وَتَمَّامٍ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَقِيْلَ: لَهُ رُؤْيَةٌ2. وَلَهُ حَدِيْثٌ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سُنَنِ النَّسَائِيِّ3، حُكْمُهُ أَنَّهُ مُرْسَلٌ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ عَبْدُ اللهِ، وَعَطَاءٌ، وَابْنُ سِيْرِيْنَ، وَسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ، وَغَيْرُهُم. وكان أميرًا شريفًا جوادًا ممدوحًا. ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَةِ الخَامِسَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَقَالَ: كَانَ أَصْغَرَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بِسَنَةٍ وَاحِدَةٍ. ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَكَانَ رَجُلاً تَاجِراً، مَاتَ بِالمَدِيْنَةِ. فَذَكَرَ الوَاقِدِيُّ: أنَّه بَقِيَ إلى دولة يزيد بن معاوية.

_ 1 ترجمته في الاستيعاب "3/ 1009"، أسد الغابة "3/ 524"، الإصابة "2/ ترجمة 5303"، تهذيب التهذيب "7/ ترجمة 41"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4558". 2 قال الحافظ في "التقريب" "1/ ترجمة 1460" عُبَيْدُ اللهِ بنُ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهاشمي، ابْنُ عَمِّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أبو محمد، شقيق عبد الله بن عباس، من صغار الصحابة, مات بالمدينة سنة سبع وثمانين. 3 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 214"، والنسائي في المجتبي "6/ 48"، وفي "الكبرى" "6506"، وابن أبي عاصم في "الآحاد المثاني" "402"، وأبو يعلى "6718" من طريق هشيم, أنبأنا يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن عبيد الله بن العباس قال: جاءت الغميصاء أو الرميصاء إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تشكو زوجها, وتزعم أنه لا يصل إليها, فما كان إلّا يسيرًا حتى جاء زوجها، فزعم أنها كاذبة، ولكنَّها تريد أن ترجع إلى زوجها الأوّل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ليس لكِ ذَلِكَ، حتى يذوق عُسَيْلَتَك رجلٌ غيره". قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات, رجال الشيخين خلا عبيد الله بن العباس، فقد روى له النسائي، وهو من صغار الصحابة، فهو لم يسمع الحديث من الرسول -صلى الله عليه وسلم، ولكن ذلك لا يضر إسناد الحديث، فإن ذلك من مراسيل الصحابة، والإسناد صحيح.

قُلْتُ: هُوَ شَقِيْقُ عَبْدِ اللهِ، وَلِيَ إِمْرَةَ اليَمَنِ لابْنِ عمِّه عَلِيٍّ، وحجَّ بِالنَّاسِ، وَقَدْ ذَبَحَ بُسْرُ بنُ أَرْطَاةَ وَلَدَيْهِ عُدْوَاناً وَظُلْماً، وتولَّهت أُمُّهُمَا عَلَيْهِمَا، وَهَرَبَ عُبَيْدُ الله. قِيْلَ: إِنَّ عُبَيْدَ اللهِ وَصَلَ مَرَّةً رَجُلاً بِمائَةِ ألف. قَالَ الفَسَوِيُّ: مَاتَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ. وَأَمَّا أَبُو عُبَيْدٍ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ، فَقَالاَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ عُبَيْدُ اللهِ أَصْغَرَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بِسَنَةٍ، سَمِعَ من النبي -صلى الله عليه سلم.

قثم بن العباس الهاشمي، وعبيد الله بن عدي

قثم بن العباس الهاشمي، وعبيد الله بن عدي 344- قُثَم بنُ العَبَّاسِ الهَاشِمِيُّ 1: وَأُمُّهُ أُمُّ الفَضْلِ، الَّتِي يَقُوْلُ فِيْهَا الكَلْبِيُّ: إِنَّهَا أَسْلَمَتْ بَعْدَ خَدِيْجَةَ، قَدْ ذُكِر. 345- عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَدِيِّ 2: "خ، م" ابن الخيار بن عَدِيِّ بنِ نَوْفَلِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ القُرَشِيُّ، النَّوْفَلِيُّ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3, وَكَانَ أبوه من الطلقاء. ما ذكره في الصَّحَابَةِ أَحَدٌ سِوَى ابْنِ سَعْدٍ. حدَّث عُبَيْدُ اللهِ عَنْ عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَكَعْبٍ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عُرْوَةُ، وَحُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بنُ يَزِيْدَ اللَّيْثِيُّ، وَمَعْمَرُ بنُ أَبِي حَبِيْبَةَ. رَوَى عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَدِيٍّ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُوْرٌ، وَعَلِيٌّ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! إِنِّيْ أتحرَّج أَنْ أُصَلِّيَ مَعَ هَؤُلاَءِ وَأَنْتَ الإِمَامُ, فَقَالَ: إِنَّ الصَّلاَةَ أَحْسَنُ مَا عَمِلَ النَّاسُ، فَإِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ مُحْسِنِيْنَ فأحسن معهم.

_ 1 سبق ترجمتنا له في الجزء الثاني, ترجمة رقم "304", وبتعليقنا رقم "738". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 49"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1258"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1554"، الاستيعاب "3/ 1010"، أسد الغابة "3/ 256"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2620"، الكاشف "2/ 3623"، تهذيب التهذيب "7/ ترجمة 67"، الإصابة "1/ 5308"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4577". 3 قال أبو نصر بن ماكولا في "الإكمال" "2/ 43": "وُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وقُتِلَ أبوه يوم بدر كافرًا" وقال الحافظ في "الفتح" "7/ 46": لم يثبت أن أباه قُتِلَ كافرًا, وإن ذكر ذلك ابن ماكولا وغيره، فإن ابن سعد ذكره في طبقة الفتحيين.

قَالَ عَطَاءُ بنُ يَزِيْدَ: كَانَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ مِنْ فُقَهَاءِ قُرَيْشٍ وَعُلَمَائِهِم. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَةِ الأُوْلَى مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ الأَكْبَرِ بنِ الخِيَارِ، وَأُمُّهُ: أُمُّ قِتَالٍ بِنْتِ أُسَيْدِ بنِ أَبِي العَيْصِ الأُمَوِيَّةُ. حدَّث عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ. وَلَهُ دَارٌ بِالمَدِيْنَةِ. مَاتَ فِي خِلاَفَةِ الوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، ثِقَةٌ، قَلِيْلُ الحَدِيْثِ. وَأَمَّا أَبُو نُعَيْمٍ فَقَالَ: قُتِلَ عَدِيُّ بنُ الخِيَارِ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِراً. قُلْتُ: فَعَلَى هَذَا يَكُوْنُ عُبَيْدُ اللهِ قَدْ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ربيعة بن عبد الله

346- ربيعة بن عبد الله 1: "خ، د" ابن الهدير القرشي التَّمِيْمِيُّ، المَدَنِيُّ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَلَعَلَّهُ رَآهُ. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وَطَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، هو مُقِلّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَا أَخِيْهِ؛ مُحَمَّدٌ وَأَبُو بَكْرٍ ابْنَا المُنْكَدِرِ، وَعُثْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ، وَرَبِيْعَةُ الرَّأْيُ، وَغَيْرُهُم, وَذَكَرَهُ ابْنُ حبَّان فِي "الثِّقَاتِ". مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. فلعلَّه وُلِدَ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ، سَنَةَ سِتٍّ. وَجَدُّهُ الهُدَيْرُ: هُوَ ابْنُ عَبْدِ العزَّى بنِ عَامِرِ بنِ الحَارِثِ بنِ حَارِثَةَ بنِ سَعْدِ بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ. وَلَمْ أَرَ أَحَداً عدَّ عَبْدَ اللهِ بنَ الهُدَيْرِ فِي مُسْلِمَةِ الفَتْحِ، فَلَعَلَّهُ مَاتَ قَبْلَ الفَتْحِ، لاَ بَلْ تَأَخَّرَ حَتَّى وُلِدَ لَهُ المُنْكَدِرُ فِيمَا بَعْدُ. وَاللهُ أعلم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 27"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 2118"، الاستيعاب "2/ 492"، أسد الغابة "2/ 214"، الكاشف "1/ ترجمة رقم 10561"، تهذيب التهذيب "3/ ترجمة 489"، الإصابة "1/ ترجمة 2711"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2042".

ربيعة بن عباد

347- ربيعة بن عباد 1: الديلى الحجازي. رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسُوْقِ ذِي المَجَازِ2 قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ، ثُمَّ أَسْلَمَ، وَشَهِدَ اليَرْمُوْكَ. وَقَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَهُ صُحْبَةٌ. وَعِبَادٌ -بِالكَسْرِ وَالتَّخْفِيْفِ- عِنْدَ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ المِصْرِيِّ، وَقَيَّدَهُ بِالتَّخْفِيْفِ, وَالفَتْحِ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، وَهَذَا فِيْهِ نَظَرٌ. وَلاَ رَيْبَ فِي سَمَاعِ رَبِيْعَةَ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَلَكِنْ كَانَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ. حدَّث عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَزَيْدُ بنُ أَسْلَمَ. قَالَ خَلِيْفَةُ: شَهِدَ اليَرْمُوْكَ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلاَفَةِ الوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ. قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى حُدُوْدِ سنة تسعين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 960"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2113"، أسد الغابة "2/ 213"، الإصابة "1/ ترجمة 2610". 2 حسن: أخرجه أحمد "3/ 492"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" "964", والطبراني في "الكبير" "4582"، والحاكم "1/ 15" من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ، عن ربيعة بن عباد الديلي وكان جاهليا أسلم، فقال: رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بصَرَ عيني بسوق ذي المجاز يقول: "يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا" , ويدخل في فجاجها، والناس متقصفون عليه، فما رأيت أحدًا يقول شيئًا، وهو لا يسكت يقول: "أيها الناس! قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" , إلَّا أنَّ وراءه رجل أحول وضيء الوجه ذا غديرتين يقول: إنه صابئ كاذب. فقلت: من هذا؟ قالوا: محمد بن عبد الله وهو يذكر النبوة، قلت: من هذا الذي يكذّبه؟ قالوا: عمّه أبو لهب. قلت: إنك كنت يومئذ صغيرًا! قال: لا والله إني يومئذ لأعقل". وقوله: متقصفون عليه: مجتمعون عليه تعجبًا مما يقول.

أبو أمامة بن سهل

348- أبو أمامة بن سهل 1: "ع" ابن حنيف الأنصاري الأَوْسِيُّ، المَدَنِيُّ، الفَقِيْهُ، المُعَمَّرُ، الحُجَّةُ. اسْمُهُ: أَسْعَدُ بِاسْمِ جَدِّهِ لأُمِّهِ، النَّقِيبُ، السَّيِّدُ، أَسَعْدُ بنُ زرارة. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَآهُ -فِيمَا قِيْلَ. وحدَّث عَنْ: أَبِيْهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَزَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَسَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَيَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الأَشَجِّ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَابْنَاهُ: مُحَمَّدٌ وَسَهْلٌ ابْنَا أَبِي أُمَامَةَ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ أَحَدَ العُلَمَاءِ. قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ: رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ وَقَدْ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ، وَكَانَ مِنْ عِلِّيَّةِ الأَنْصَارِ وَعُلَمَائِهِم، وَمِنْ أَبْنَاءِ البَدْرِيِّيْنَ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَارِثِ، عَنْ حَكِيْمِ بنِ حَكِيْمِ بنِ عَبَّادِ بنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ، قَالَ: كَتَبَ مَعِي عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اللهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَى مَنْ لاَ مَوْلَى لَهُ، وَالخَالُ وَارِثُ مَنْ لاَ وَارِثَ لَهُ" 2. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ. يُوْسُفُ بنُ المَاجِشُوْنِ، عَنْ عُتْبَةَ بنِ مسلم، قال: استوى عثمان على المِنْبَرِ، فَحَصَبُوْهُ حَتَّى حِيْلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاَةِ، فصلَّى بِالنَّاسِ يَوْمَئِذٍ أَبُو أُمَامَةَ بنُ سَهْلٍ. اتفقوا على وفاته في سنة مائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 82"، أسد الغابة "3/ 470" و"6/ 18"، تهذيب التهذيب "1/ ترجمة 497"، الإصابة "4/ ترجمة 52". 2 حسن: أخرجه ابن أبي شيبة "11/ 263"، وأحمد "1/ 28 و46"، والترمذي "2103"، وابن ماجه "2737"، والنسائي في "الكبرى" "6351"، والبزار "253"، وابن الجارود "964"، والطحاوي "4/ 397"، والدارقطني "4/ 84-85"، والبيهقي "6/ 214" من طرق عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، عَنْ حَكِيْمِ بنِ حَكِيْمِ بنِ عَبَّادِ بنِ حنيف، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف, أن رجلًا رمى رجلًا بسهم فقتله، وليس له وارث إلّا خال، فكتب في ذلك أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر، فكتب: إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الله وروسله مَوْلَى مَنْ لاَ مَوْلَى لَهُ، وَالخَالُ وَارِثُ من لا وارث له".

محمود بن الربيع

349- محمود بن الربيع 1: "ع" ابن سراقة بن عمرو الإِمَامُ، أَبُو مُحَمَّدٍ -وَيُقَالُ: أَبُو نُعَيْمٍ- الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، المَدَنِيُّ, وَأُمُّهُ هِيَ جَمِيْلَةُ بِنْتُ أَبِي صَعْصَعَةَ الأَنْصَارِيَّةُ. أَدْرَكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعَقِل مِنْهُ مَجَّة مَجَّها فِي وَجْهِهِ من بئر في دراهم، وهو يومئذ ابن أربع سنين2. وحدَّث عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعِتْبَانَ بنِ مَالِكٍ، وَعُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، وَغَيْرِهِم. حدَّث عَنْهُ: رَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ، وَمَكْحُوْلٌ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، وَالزُّهْرِيُّ. وَرَوَى عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ. وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ سُمَيْعٍ: هُوَ خَتَنُ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَهُ صُحْبَةٌ. وَأَمَّا أَحْمَدُ العِجْلِيُّ، فَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ، مِنْ كِبَارِ التَّابِعِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: اجْتَازَ بِدِمَشْقَ غَازِياً إِلَى القُسْطَنْطِيْنِيَّةِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وتسعين، وله ثلاثة وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَكَذَا أرَّخه عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيُّ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: مَاتَ سنة ست وتسعين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1761"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1328"، الاستيعاب "3/ 1378"، أسد الغابة "5/ 116"، الكاشف "3/ ترجمة 5417"، تجريد أسماء الصحابة "2/ ترجمة 683"، تهذيب التهذيب "10/ ترجمة 103"، الإصابة "3/ ترجمة رقم 7818"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6881". 2 صحيح: أخرجه البخاري "77" من طريق محمد بن حرب، حدثني الزبيدي، عن الزهري، عن محمود بن الربيع قال: عقلت من النبي -صلى الله عليه وسلم- مَجَّة مَجَّها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دَلْو". وأخرجه مسلم في "المساجد" "265" من طريق الوليد بن مسلم عن الاوزاعي، قال: حدثني الزهري عن محمود بن الربيع قال: إني لاعقل مَجَّةً مَجَّهَا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من دَلْو في دارنا.

قيس بن مكشوح، وعبد الله بن عامر بن ربيعة

قيس بن مكشوح، وعبد الله بن عامر بن ربيعة 350- قيس بن مكشوح 1: الأَمِيْرُ، أَبُو حسَّان المُرَادِيُّ، مِنْ وُجُوْهِ العَرَبِ المَوْصُوْفِيْنَ بِالشَّجَاعَةِ. وَكَانَ مِمَّنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ الأَسْوَدِ العَنْسِيِّ، وَقُلِعَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ. وَكَانَ ذَا رَأْيٍ فِي الحَرْبِ وَنَجْدَةٍ. وَكَانَ مِنْ أمراء علي يوم صفين، فقُتِلَ يومئذ. 351- عَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ 2: أَبُو مُحَمَّدٍ العَنْزى -بِالسُّكُوْنِ- المَدَنِيُّ، حَلِيْفُ بَنِي عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ. وعَنْز: أَخُو بَكْرِ بنِ وَائِلٍ. استُشْهِدَ أَخُوْهُ سَميُّه عَبْدُ اللهِ فِي حِصَارِ الطائف.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 525"، أسد الغابة "4/ 447"، الإصابة "3/ ترجمة 7239". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 9"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 18"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 559"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 3375"، الكاشف "2/ ترجمة 2830"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 465"، الإصابة "2/ ترجمة 4777"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4583".

وَكَانَ أَبُوْهُمَا عَامِرُ بنُ رَبِيْعَةَ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ مِنْ كِبَارِ المُهَاجِرِيْنَ البَدْرِيِّيْنَ. حدَّث عَبْدُ اللهِ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وَطَائِفَةٍ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ. وَلَهُ حَدِيْثٌ مُرْسَلٌ فِي "سُنَنِ أَبِي دَاوْدَ"1. حدَّث عَنْهُ: عَاصِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ حَفْصٍ الوَقَّاصِيُّ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ سنة خمس وثمانين.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه أبن أبي شيبة "8/ 593"، وأحمد "3/ 447"، وأبو داود "4491" والبخاري في "التاريخ الكبير" "3/ ق1/ 11"، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" "ص33"، والبيهقي في "السنن" "10/ 198", وفي "شعب الإيمان" "4822" من طرق عن ليث بن سعد، عن محمد بن عجلان عن مولى لعبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي، عن عبد الله بن عامر أنه قال: أتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتنا وأنا صبي، قال: فذهبت أخرج لألعب، فقالت أمي: يا عبد الله, تعال أعطك, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "وما أردت أن تعطيه"؟ قالت: أعطيه تمرًا. قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أما إنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة". قلت: إسناده ضعيف، آفته مولى عبد الله بن عامر بن ربيعة، فإنه مبهم. وللحديث شاهد عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من قال لصبي: تعال هاك، ثم لم يعطه، فهي كذبة" أخرجه ابن المبارك في "الزهد" "375"، وأحمد "2/ 452"، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" "150"، وفي "الصمت" له "523"، وابن حزم في "المحلَّى" "8/ 29" من طرق عن الليث بن سعد، قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي هريرة، به. قلت: إسناده ضعيف؛ لانقطاع بين الزهري وأبي هريرة -رضي الله عنه, لكن الحديث يرتقي لمنزلة الحسن بمجموع طريقيه عبد الله بن عامر، وأبي هريرة -رضي الله عنهما.

يزيد بن مفرغ الحميري

352- يزيد بن مفرغ الحِمْيَرِيُّ 1: مِنْ فُحُوْلِ الشُّعَرَاءِ، وَكَانَ أَبُوْهُ زِيَادُ بنُ رَبِيْعَةَ حَدَّاداً. وَقِيْلَ: شَعَّاباً بِتَبَالَةَ. وَتَبَالَةُ بِالفَتْحِ: قَرْيَةٌ بِالحِجَازِ، مِمَّا يَلِي اليَمَنَ. وَلُقِّبَ مُفَرِّغاً؛ لأَنَّهُ رَاهَنَ عَلَى سقَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فشريه حَتَّى فَرَّغَهُ. وَلابْنِ مُفَرِّغٍ هَجْوٌ مُقْذِعٌ، وَمَدِيْحٌ، وَنَظْمُهُ سَائِرٌ. وَهَجَا عُبَيْدَ اللهِ بنَ زِيَادٍ؛ فَأَتَى وَطَلَبَ مِنْ مُعَاوِيَةَ قَتْلَهُ، فَلَمْ يَأذَنْ، وَقَالَ: أدِّبه. وَاسْتَجَارَ يَزِيْدُ بِالمُنْذِرِ بنِ الجَارُوْدِ، فَأَتَى عُبَيْدُ اللهِ البَصْرَةَ، فَسَقَاهُ مُسْهِلاً، وَأَرْكَبَهُ حِمَاراً رَبَطَهُ فَوْقَهُ، وطوَّف بِهِ وَهُوَ يَسْلَحُ فِي الأَسْوَاقِ، فَقَالَ: يَغْسِلُ المَاءُ مَا صَنَعْتَ وشعري ... راسخ منك في العظام البوالي وهو القاتل هَذَا البَيْتَ: العَبْدُ يُقْرَعُ بِالعَصَا ... وَالحُرُّ تَكْفِيْهِ المَلاَمَهْ1 وَنَقَلَ صَاحِبُ "المِرْآةِ": أنَّ ابْنَ مُفَرِّغٍ مات سنة تسع وستين.

_ 1 ترجمته في طبقات الشعراء "686" و"693"، وفيّات الأعيان "6/ 342 و362"، خزانة الأدب "2/ 515".

عمرو بن سلمة

353- عمرو بن سلمة 1: "خ، د، س" أبو بريد الجرمي. وَقِيْلَ: أَبُو يَزِيْدَ، وَهَذَا الَّذِي كَانَ يَؤُمُّ قَوْمَهُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ صَبِيٌّ2, وَلأَبِيْهِ صُحْبَةٌ وَوِفَادَةٌ. وَقَدْ قِيْلَ: إِنَّهُ وَفَدَ مَعَ أَبِيْهِ، وَلَهُ رُؤْيَةٌ. فالله أعلم. حدَّث عَنْهُ: أَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ المَكِّيُّ، وَعَاصِمٌ الأحْول، وَأَيُّوْبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَغَيْرُهُم. لَهُ رِوَايَةٌ فِي "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ"، وَفِي "سُنَنِ النَّسَائِيِّ". وَكَانَ قَدْ نَزَلَ البَصْرَةَ. أرَّخ الإِمَامُ أَحْمَدُ موته: في سنة خمس وثمانين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 89"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2497"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1301"، الاستيعاب "3/ 1179"، أسد الغابة "4/ 234"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 4422"، الكاشف "2/ ترجمة 4228"، تهذيب التهذيب "8/ ترجمة رقم 69"، الإصابة "2/ ترجمة 5857"، خلاصة الخزرجي "28 ترجمة 5308". 2 صحيح: أخرجه البخاري "4302" من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة قال: قال لي أبو قلابة: ألَا تلقاه فتسأله؟ قال: فلقيته فسألته, فقال: كنَّا بما ممر الناس، وكان يمر بنا الركبان فنسألهم: ما للناس، ما للناس؟ وما هذا الرجل؟ فيقولون: يزعم أن الله أرسله، أوحى إليه، أو أوحى الله بكذا، فكنت أحفظ ذلك الكلام, فكأنما يقر في صدري، وكانت العرب تلوّم بإسلامهم الفتح فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق, فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، وبدر أبي قومي بإسلامهم، فلمَّا قدم قال: جئتكم والله من عند النبي -صلى الله عليه وسلم- حقًّا، فقال: صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذّن أحدكم، وليؤمّكم أكثركم قرآنًا، فينظروا، فلم يكن أحد أكثر قرآنًا منِّي، لما كنت أتلقَّى من الركبان، فقدَّموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين، وكانت عليَّ بردة, كنت إذا سجدت تقلَّصت عنِّي, فقالت امرأة من الحي: ألا تنطون عنَّا است قارئكم، فاشتروا، فقطعوا لي قميصًا، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص".

عمرو بن سلمة، وكعب بن سور الأزدي، وزيد بن صوحان

عمرو بن سلمة، وكعب بن سور الأزدي، وزيد بن صوحان 354- عمرو بن سلمة 1: "بخ" الهمداني الكوفي، فَتَابِعِيٌّ كَبِيْرٌ، مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ. سَمِعَ عَلِيّاً وَابْنَ مَسْعُوْدٍ. حدَّث عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ أَيْضاً، وَدُفِنَ هُوَ وَعَمْرُو بنُ حُرَيْثٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. 355- كَعْبُ بنُ سُوْرٍ الأَزْدِيُّ 2: قَاضِي البَصْرَةِ، وليُّها لِعُمَرَ وَعُثْمَانَ, وَكَانَ مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ وَعُلَمَائِهِم, قُتِلَ يَوْمَ الجَمَلِ، قَامَ يَعِظُ النَّاسَ ويذكِّرهم، فَجَاءهُ سَهْمُ غَرْبٍ، فَقَتَلَهُ -رَحِمَهُ اللهُ تعالى. 356- زيد بن صوحان 3: ابن حجر بن الحارث بن هِجْرِسِ بنِ صَبِرَةَ بنِ حدِرْجَان بنِ عِساس العَبْدِيُّ، الكُوْفِيُّ. أَخُو صَعْصَعَةَ بنِ صُوْحَانَ، وَلَهُمَا أَخٌ اسْمُهُ سَيْحَانُ، لاَ يَكَادُ يُعْرَفُ. كُنْيَةُ زَيْدٍ: أَبُو سُلَيْمَانَ. وَقِيْلَ: أَبُو عَائِشَةَ. كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العبَّاد، ذَكَرُوْهُ فِي كُتُبِ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ، وَلاَ صُحْبَةَ لَهُ. لَكِنَّهُ أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسَمِعَ من: عمر، وعلي، وسلمان.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 171"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2569"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1302"، تهذيب التهذيب "8/ ترجمة 68"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5305". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 91"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 961"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 912"، أسد الغابة "4/ 479"، الإصابة "3/ ترجمة 7493". 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 123"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1325"، تاريخ بغداد "8/ 439"، أسد الغابة "2/ 291"، الإصابة "1/ ترجمة 2910".

حدَّث عَنْهُ: أَبُو وَائِلٍ، وَالعَيْزَارُ بنُ حُرَيْثٍ، وَلاَ رِوَايَةَ لَهُ فِي الأُمَّهَاتِ؛ لأَنَّهُ قَدِيْمُ الوَفَاةِ. وَذَكَرَ بَعْضُهُم أنَّه وَفَدَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا الأَجْلَحُ، عَنْ عُبَيْدِ بنِ لاَحِقٍ، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ رَجُلٌ، فَسَاقَ بِالقَوْمِ ورجز، ثم نزل آخر، ثُمَّ بَدَا لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ يُوَاسِيَ أَصْحَابَهُ، فَنَزَلَ. فَجَعَلَ يَقُوْلُ: جندب وما جندب ... والأقطع الخير زائد قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! سَمِعْنَاكَ اللَّيْلَةَ تَقُوْلُ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: "رَجُلاَنِ فِي الأُمَّةِ, يَضْرِبُ أَحَدُهُمَا ضَرْبَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، وَالآخَرُ تُقْطَعُ يَدُهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ، ثُمَّ يَتْبَعُ آخِرُ جَسَدِهِ أَوَّلَهُ". قَالَ الأَجْلَحُ: أَمَّا جُنْدُبٌ فَقَتَلَ السَّاحِرَ، وَأَمَّا زَيْدٌ فَقُطِعَتْ يَدُهُ يَوْمَ جَلُوْلاَءَ، وقُتِل يَوْمَ الجَمَلِ1. قَالَ الأَعْمَشُ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: كَانَ زَيْدُ بنُ صُوْحَانَ يحدِّث، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: إِنَّ حَدِيْثَكَ يُعْجِبُنِي، وَإِنَّ يَدَكَ لتربيني. قال: أَوَمَا تَرَاهَا الشِّمَالَ؟ قَالَ: وَاللهِ مَا أَدْرِي اليَمِيْنَ يَقْطَعُوْنَ أَمِ الشِّمَالَ؟ فَقَالَ زَيْدٌ: صَدَقَ اللهُ: {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [التَّوْبَةُ: 97] . فَذَكَرَ الأَعْمَشُ: أَنَّ يَدَهُ قُطِعَتْ يَوْمَ نَهَاوْنَدَ. حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الهُذَيْلِ: إنَّ وَفْدَ الكُوْفَةِ قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ، فِيهِم زَيْدُ بنُ صُوْحَانَ، فَجَاءهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَسْتَمِدُّ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الكُوْفَة! إِنَّكُم كَنْزُ أَهْلِ الإِسْلاَمِ، إِنِ اسْتَمَدَّكُم أَهْلُ البَصْرَةِ أَمْدَدْتُمُوْهُم، وَإِنِ اسْتَمَدَّكُم أَهْلُ الشَّامِ أَمْدَدْتُمُوْهُم, وَجَعَلَ عُمَرُ يُرَحِّلُ لِزِيْدٍ، وَقَالَ: يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ! هَكَذَا فَاصْنَعُوا بِزَيْدٍ، وإلا عذبتكم. وَرَوَى الأَجْلَحُ، عَنِ ابْنِ أَبِي الهُذَيْلِ، قَالَ: دَعَا عُمَرُ زَيْدَ بنُ صُوْحَانَ، فضفَّنه عَلَى الرَّحْلِ كَمَا تُضفِّنون أُمَرَاءكُم، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ، فَقَالَ: اصْنَعُوا هَذَا بِزَيدٍ وَأَصْحَابِ زَيْدٍ.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن سعد "6/ 123"، وفيه الأجلح بن عبد الله أبو حجية الكندي الكوفي. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال النسائي: ضعيف له رأى سوء وعبيد بن لاحق، لم أجد من ترجم له.

سِمَاكٌ، عَنِ النُّعْمَانِ أَبِي قُدَامَةَ: أَنَّهُ كَانَ فِي جَيْشٍ، عَلَيْهِم سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ، فَكَانَ يَؤُمُّهُم زَيْدُ بنُ صُوْحَانَ، يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ سَلْمَانُ. سِمَاكٌ، عَنْ رَجُلٍ: أنَّ سَلْمَانَ كَانَ يَقُوْلُ لِزَيْدِ بنِ صُوْحَانَ يَوْمَ الجُمُعَةِ: قُمْ، فَذَكِّرْ قَوْمَكَ. ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ الرِّفَاعِيُّ، حدَّثنا حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، قَالَ: قَامَ زَيْدُ بنُ صُوْحَانَ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! ملتَ فَمَالَتْ أُمَّتُكَ، اعْتَدِلْ يَعْتَدِلُوا. قَالَ: أَسَامِعٌ مُطِيْعٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ, قَالَ: الْحَقْ بِالشَّامِ. فطلقَّ امْرَأَتَهُ، ثُمَّ لَحِقَ بِحَيْثُ أَمَرَهُ. أَيُّوْبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنْ غَيْلاَنَ بنِ جَرِيرٍ، قَالَ: ارتثَّ1 زَيْدُ بنُ صُوْحَانَ يَوْمَ الجَمَلِ، فَدَخلُوا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: أَبْشِرْ بِالجَنَّةِ. قَالَ: تَقُوْلُوْنَ قَادِرِيْنَ، أَوِ النَّارَ فَلاَ تَدْرُوْنَ، إِنَّا غَزَوْنَا القَوْمَ فِي بِلاَدِهِم، وَقَتَلْنَا أَمِيْرَهُم، فَلَيْتَنَا إذ ظُلِمْنَا صبرنا. رَوَى نَحْوَهُ: العَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ الحيِّ الَّذِيْنَ كَانَ فِيهِم زَيْدٌ....، فَذَكَرَهُ. وَقَالَ: شُدُّوا عليَّ إِزَارِي، فَإِنِّي مُخَاصِمٌ، وَأَفْضُوا بِخَدِّي إِلَى الأَرْضِ، وَأَسْرِعُوا الانْكِفَاتَ عَنِّي. الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنِ العَيْزَارِ بنِ حُرَيْثٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ صُوْحَانَ، قَالَ: لاَ تَغْسِلُوا عَنِّي دَماً، وَلاَ تَنْزِعُوا عَنِّي ثَوْباً، إِلاَّ الخفَّين، وَأَرْمِسُونِي فِي الأَرْضِ رَمْساً، فَإِنِّي مُخَاصِمٌ، أُحَاجُّ يَوْمَ القِيَامَةِ. قَالَ عمَّار الدُّهْنِيُّ: قَالَ زَيْدٌ: ادْفُنُوْنِي وَابْنَ أُمِّي فِي قَبْرٍ، وَلاَ تَغْسِلُوا عَنَّا دَماً، فَإِنَّا قَوْمٌ مُخَاصِمُوْنَ. قِيْلَ: كَانَ قُتِلَ مَعَهُ أَخُوْهُ سَيْحَانُ، فدُفِنَا فِي قَبْرٍ. وَرُوِي أَنَّهُ أَمَرَ أَنْ يُدْفَنَ مَعَهُ مُصْحَفُهُ. نَقَلَهُ: ابْنُ سَعْدٍ بِإِسْنَادٍ مُنْقَطِعٍ، ثُمَّ قال: وكان ثقة، قليل الحديث.

_ 1 المرتث: الصريع الذي يُثْخَنُ في الحرب ويحمل حيًّا ثم يموت؛ وقال ثعلب: هو الذي يحمل من المعركة وبه رمق، فإن كان قتيلًا فليس بمرتث.

صعصعة بن صوحان

357- صعصعة بن صوحان 1: "س" أبو طلحة: أَحَدُ خُطَبَاءِ العَرَبِ, كَانَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ علي. قُتِلَ أَخَوَاهُ يَوْمَ الجَمَلِ، فَأَخَذَ صَعْصَعَةُ الرَّايَةَ. يَرْوِي عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ, وَبَقِيَ إِلَى خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ. وثَّقه: ابْنُ سَعْدٍ. وَكَانَ شَرِيْفاً مُطَاعاً أَمِيْراً، فَصِيْحاً مفوَّهًا. حدَّث عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَابْنُ بُرَيْدَةَ، وَالمِنْهَالُ بنُ عَمْرٍو، وَأَبُو إِسْحَاقَ. يُقَالُ: وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَخَطَبَ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتُ لأُبْغِضُ أَنْ أَرَاكَ خَطِيْباً. قَالَ: وَأَنَا إِنْ كُنْتُ لأُبْغِضُ أَنْ أَرَاكَ خَلِيْفَةً. وَقِيْلَ: كُنْيَتُهُ أبو عمر.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 221"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2979"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1960"، الاستيعاب "2/ 717"، أسد الغابة "3/ 21"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2794"، الكاشف "2/ ترجمة 2415"، تهذيب التهذيب "4/ ترجمة 728"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3092".

عبد الله بن الحارث

358- عبد الله بن الحارث 1: "ع" ابن نوفل ابْنِ عَمِّ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ، السَّيِّدُ، الأَمِيْرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ القُرَشِيُّ، الهَاشِمِيُّ، المَدَنِيُّ، وَلَقَبُهُ: "بَبَّة". لأَبِيْهِ وَلِجَدِّهِ صُحْبَةٌ, وَكَانَ نَوْفَلٌ مِنْ أَسَنِّ الصَّحَابَةِ، مِنْ أَسْنَانِ حَمْزَةَ، وَالعَبَّاسِ عَمَّيْهِ. عِدَادُهُ فِي مُسْلِمَةِ الفتح، ولم يروِ شيئًا. وأمَّا الحَارِثُ، فَلَهُ حَدِيْثٌ فِي "مُسْنِدِ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ", وَقَدْ وَلِي إِمْرَةَ مَكَّةَ لِعُمَرَ، تُوُفِّيَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ، وَكَانَ قَدْ أَتَى بِوَلَدِهِ بَبَّةَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فحنَّكَه. حدَّث بَبَّةُ عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَالعَبَّاسِ، وَصَفْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ، وَحَكِيْمِ بنِ حِزَامٍ، وَأُمِّ هَانِئ بِنْتِ أَبِي طالب، وكعب الحبر، وطائفة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 24" و"7/ 100"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 155"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 136"، الاستيعاب "3/ 885"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة رقم 3213"، والكاشف "2/ ترجمة 2702"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 310"، الإصابة "2/ ترجمة 6169"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3440".

وَعَنْهُ: وَلدُهُ؛ إِسْحَاقُ، وَعَبْدُ اللهِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو التَّيَّاحِ يَزِيْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَآخَرُوْنَ. رَوَى عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ، تَابِعِيٌّ، أَتَتْ بِهِ أَمُّهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَتَفَلَ فِي فِيْهِ، وَدَعَا لَهُ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: أُمُّهُ هِيَ هِندٌ؛ أُخْتُ مُعَاوِيَةَ. قُلْتُ: وَهِيَ أُخْتُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ أُمِّ حَبِيْبَةَ. قَالَ: وَكَانَتْ تُنقِّزه وَتَقُوْلُ: يَا بَبَّةُ يَا بَبَّهْ ... لأنكحنَّ بَبَّهْ جَارِيَةً خِدَبَّه1 ... تَسُوْدُ أَهْلَ الكَعْبَهْ اصْطَلَحَ كُبَرَاءُ أَهْلِ البَصْرَةِ عَلَى تَأْمِيْرِهِ عَلَيْهِم عِنْدَ هُرُوْبِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ إِلَى الشَّامِ لَمَّا هَلَكَ يَزِيْدُ, ثُمَّ كَتَبُوا بِالبَيْعَةِ إلى ابن الزبير، فولّاه عَلَيْهِم, ثُمَّ عَزَلَهُ. وَلَمَّا كَانَتْ فِتْنَةُ ابْنِ الأَشْعَثِ2، هَرَبَ عَبْدُ اللهِ إِلَى الشَّامِ خَوْفاً مِنَ الحَجَّاج. وَقِيْلَ: مَاتَ بِعُمَانَ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ. قُلْتُ: عَاشَ بِضْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَقَارَبَ الثَّمَانِيْنَ. وَكَانَ مِنْ سَادَةِ بَنِي هَاشِمٍ، يَصْلُحُ للخلافة لعلمه وسؤدده.

_ 1 الخدبة: الضخمة الغليظة. 2 ابن الأشعث: هو عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الاشعث بن قيس الكندي الكوفي, قيل: إن الحَجَّاج قتله بعد سنة "90"، قال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال، قُتِلَ بعد التسعين.

حكيم بن جبلة العبدي

359- حُكَيْمُ بنُ جَبَلَة العَبْدِيُّ 1: الأَمِيْرُ، أَحَدُ الأَشْرَافِ الأَبْطَالِ، كَانَ ذَا دِيْنٍ وَتَأَلُّهٍ. أمَّره عُثْمَانُ عَلَى السِّنْدِ مُدَّةً، ثُمَّ نَزَلَ البَصْرَةَ. وَكَانَ أَحَدَ مَنْ ثَارَ فِي فِتْنَةِ عُثْمَانَ. فَقِيْلَ: لَمْ يَزَلْ يُقَاتِلُ يَوْمَ الجَمَلِ حَتَّى قُطِعَت رِجْلُهُ، فَأَخَذَهَا وَضَرَبَ بِهَا الَّذِي قَطَعَهَا، فَقَتَلَهُ بِهَا، وَبَقِي يُقَاتِلُ عَلَى رجلٍ وَاحِدَةٍ، وَيَرْتَجِزُ ويقول: يَا سَاقِ لَنْ تُرَاعِي ... إِنَّ مَعِي ذِرَاعِي أَحْمِي بِهَا كُرَاعِي فَنَزَفَ مِنْهُ دَمٌ كَثِيْرٌ، فَجَلَسَ مُتَّكِئاً عَلَى المَقْتُوْلِ الَّذِي قَطَعَ سَاقَهُ، فمَرَّ بِهِ فَارِسٌ، فَقَالَ: مَنْ قَطَعَ رِجْلَكَ؟ قَالَ: وِسَادَتِي. فَمَا سُمِعَ بِأَشْجَعَ مِنْهُ، ثُمَّ شدَّ عليه سحيم الحداني، فقتله.

_ 1 ترجمته في أسد الغابة "2/ 44"، الإصابة "1/ ترجمة 1994".

جبلة بن الأيهم الغساني

360- جَبَلَة بنُ الأَيْهَم الغَسَّاني 1: أَبُو المُنْذِرِ. مَلِكُ آلِ جَفْنَةَ بِالشَّامِ، أَسْلَمَ وَأَهْدَى لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَدِيَّةً، فلمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ ارتدَّ وَلَحِقَ بِالرُّوْمِ. وَكَانَ دَاسَ رَجُلاً، فَلَكَمَهُ الرَّجُلُ فهَمَّ بِقَتْلِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: الْطِمْهُ بَدَلَهَا, فَغَضِبَ وَارْتَحَلَ، ثُمَّ نَدِمَ عَلَى رِدَّتِهِ -نعوذ بالله من العتوِّ والكبر.

_ 1 ترجمته في الأغاني "15/ 157 و173"، خزانة الأدب "2/ 241".

عقبة بن نافع القرشي

361- عُقْبَةُ بنُ نَافِعٍ القُرَشِيُّ 1: الفِهْرِيُّ الأَمِيْرُ, نَائِبُ إفريقية لمعاوية وليزيد، وهو الذي أنشأ القَيْرَوَانَ، وَأَسْكَنَهَا النَّاسَ. وَكَانَ ذَا شَجَاعَةٍ وَحَزْمٍ وَديَانَةٍ، لَمْ يَصِحَّ لَهُ صُحْبَةٌ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ واختطَّ بِهَا. حَكَى عَنْهُ ابْنُهُ؛ الأَمِيْرُ أَبُو عُبَيْدَةَ مَرَّةً، وَعَبْدُ اللهِ بنُ هُبَيْرَةَ، وَعُلَيُّ بنُ رَبَاحٍ، وَعَمَّارُ بنُ سَعْدٍ. وَهُوَ ابْنُ أَخِي العَاصِ بنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ لأُمِّهِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: جَهَّزَهُ مُعَاوِيَةُ عَلَى عَشْرَةِ آلاَفٍ، فَافْتَتَحَ إِفْرِيْقِيَةَ، واختطَّ قَيْرَوَانَهَا, وَكَانَ المَوْضِعُ غَيْضَةً لا يرام منالسباع وَالأَفَاعِي، فَدَعَا عَلَيْهَا، فَلَمْ يَبْقَ فِيْهَا شَيْءٌ وَهَرَبُوا، حَتَّى إِنَّ الوُحُوشَ لَتَحْمِلُ أَوْلاَدَهَا. فحدَّثني مُوْسَى بنُ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: نَادَى: إِنَّا نَازلُوْنَ فَاظعَنُوا. فَخَرَجْنَ مِنْ جِحَرتِهِنَّ هَوَارِبَ. وَرَوَى نَحْوَهُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَاطِبٍ، قَالَ: لَمَّا فاتتح عُقْبَةُ إِفْرِيْقِيَةَ، قَالَ: يَا أَهْلَ الوَادِي! إِنَّا حَالُّوْنَ -إِنْ شَاءَ اللهُ- فَاظْعَنُوا، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. فَمَا رَأَيْنَا حَجَراً وَلاَ شَجَراً إِلاَّ يَخْرُجُ مِنْ تَحْتِهِ دَابَّةٌ, حَتَّى هَبَطْنَ بَطْنَ الوَادِي. ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: انْزِلُوا بِسْمِ اللهِ. وَعَنْ مُفَضَّلِ بنِ فَضَالَةَ، قَالَ: كَانَ عُقْبَةُ بنُ نَافِعٍ مُجَابَ الدَّعْوَةِ. وَعَنْ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، قَالَ: قَدِمَ عُقْبَةُ عَلَى يَزِيْدَ، فَرَدَّهُ وَالِياً عَلَى المَغْرِبِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ، فَغَزَا السُّوْسَ الأَدْنَى، ثُمَّ رَجَعَ، وَقَدْ سَبَقَهُ جُلُّ الجَيْشِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ جَمْعٌ مِنَ العَدُوِّ، فَقُتِلَ عُقْبَةُ وأصحابه. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: قُتِلَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ، رحمه الله تعالى.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2901"، أسد الغابة "4/ 59"، الإصابة "2/ ترجمة 5613".

الوليد بن عتبة

362- الوليد بن عتبة 1: ابن أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ. وَلِيَ لِعَمِّهِ مُعَاوِيَةَ المَدِيْنَةَ، وَكَانَ ذَا جُوْدٍ وَحِلْمٍ، وَسُؤْدُدٍ، وَدِيَانَةٍ، وَوَلِي المَوْسِمَ مَرَّاتٍ. وَلَمَّا جَاءهُ نَعْيُ مُعَاوِيَةَ وَبَيْعَةُ يَزِيْدَ، لَمْ يُشَدِّدْ عَلَى الحُسَيْنِ وَابْنِ الزُّبَيْرِ، فَانْمَلَسَا مِنْهُ. فَلاَمَهُ مَرْوَانُ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ لأَقْتُلَهُمَا، وَلاَ أَقْطَعَ رَحِمَهُمَا. وَقِيْلَ: إِنَّهُم أَرَادُوْهُ عَلَى الخِلاَفَةِ بَعْدَ مُعَاوِيَةَ بنِ يَزِيْدَ، فَأَبَى. وَقَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: أَرَادَ أَهْلُ الشَّامِ الوَلِيْدَ بنَ عُتْبَةَ عَلَى الخِلاَفَةِ، فطُعِنَ فَمَاتَ بَعْدَ مَوْتِ مُعَاوِيَةَ بنِ يَزِيْدَ. وَيُقَالُ: قُدِّمَ لِلصَّلاَةِ عَلَى مُعَاوِيَةَ بنِ يَزِيْدَ، فَأَخَذَهُ الطَّاعُوْنُ فِي الصَّلاَةِ فَلَمْ يُرْفَعْ إِلاَّ وَهُوَ مَيتٌ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 54"، شذرات الذهب "1/ 72".

قيس بن ذريح الليثي

363- قَيْسُ بنُ ذَرِيْحٍ اللَّيْثِيُّ 1: مِنْ أَعْرَابِ الحِجَازِ، شَاعِرٌ مُحْسِنٌ، كَانَ يُشَبِّبُ بأمِّ مَعْمَر لُبْنَي بنت الحُبَابِ الكَعْبِيَّةِ، ثُمَّ إِنَّهُ تَزَوَّجَ بِهَا. وَقِيْلَ: كَانَ أَخاً لِلْحُسَيْنِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مِنَ الرَّضَاعَةِ. وَكَانَ يَكُوْنُ بِقُدَيْدٍ وَقَعَ بَيْنَ أُمِّهِ وَبَيْنَ لُبْنَى فَأَبْغَضَتْهَا، فَمَا زَالَتْ تَتَحَيَّلُ حَتَّى طَلَّقَ لُبْنَى، وَقَالَ لأُمِّهِ: أَمَا إِنَّهُ آخِرُ عَهْدِكِ بِي، وَعَظُمَ بِهِ فِرَاقُ أَهْلِهِ، وجَهَدَه. وَهُوَ القَائِلُ: وَكُلُّ مُلِمَّات الزَّمَانِ وَجَدْتُهَا ... سِوَى فُرْقَةِ الأَحْبَابِ هيِّنَة الخَطْبِ وَنَظْمُهُ فِي الذُّرْوَةِ العُلْيَا رِقَّةً، وَحَلاَوَةً، وَجَزَالَةً، وَكَانَ فِي دَوْلَةِ يزيد.

_ 1 الوافي بالوفيات "3/ 204"، النجوم الزاهرة "1/ 182".

أسماء بن خارجة

364- أسماء بن خارجة 1: ابن حصن بن حذيفة بن بدر الأمير، أبو حسّان -وقيل: أبو هند- الفَزَارِيُّ، الكُوْفِيُّ، مِنْ كِبَارِ الأَشْرَافِ. وَهُوَ ابْنُ أَخِي عُيَيْنَةَ بنِ حِصْنٍ؛ أَحَدِ المؤلَّفة قُلُوْبُهُم. رَوَى أَسْمَاءُ عَنْ: عَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُوْدٍ. وَعَنْهُ: وَلَدُهُ مَالِكٌ، وَعَلِيُّ بنُ رَبِيْعَةَ. وَفِيه يَقُوْلُ القَطَامِيُّ: إِذَا مَاتَ ابْنُ خَارِجَةَ بنِ حِصْنٍ ... فَلاَ مَطَرَتْ عَلَى الأَرْضِ السَّمَاءُ وَلاَ رَجَعَ البَرِيْدُ بغُنم جَيْشٍ ... وَلاَ حَمَلَتْ عَلَى الطُّهْرِ النِّسَاءُ قَالَ المحدِّث مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَسْمَاءَ بنِ خَارِجَةَ الفَزَارِيُّ: أَتَيْتُ الأَعْمَشَ، فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: لَقَدْ قَسَمَ جَدُّكَ أَسْمَاءُ قَسْماً، فَنَسِيَ جَاراً لَهُ، فَاسْتَحْيَى أَنْ يُعْطِيَهُ، وَقَدْ بَدَّى غَيْرَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، وصبَّ عَلَيْهِ المَالَ صَبّاً، أَفَتَفْعَلُ ذَا أَنْتَ؟ وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، قال: فاخر أسماء بن خارجة رَجُلاً، فَقَالَ: أَنَا ابْنُ الأَشْيَاخِ الكِرَامِ. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ: ذَاكَ يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ إسحاق الذبيح ابن إِبْرَاهِيْمَ الخَلِيْلِ. إِسْنَادُهُ صَحِيْحٌ. قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: مَاتَ أَسْمَاءُ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ. قُلْتُ: وَمِنْ أَوْلاَدِهِ: شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ بنِ أَسْمَاءَ بنِ خَارِجَةَ. وَبَنُو فَزَارَةَ مِنْ مُضَرَ. وَلِخَارِجَةَ أَيْضاً صُحْبَةٌ يَسِيْرَةٌ، وَلاَ رِوَايَةَ لَهُ وَلاَ لِعُيَيْنَةَ.

_ 1 ترجمته في تاريخ الإسلام "2/ 385"، فوات الوفيات "1/ 168-169"، النجوم الزاهرة "1/ 179".

حسان بن مالك

365- حسان بن مالك: ابن بَحْدَل بن أُنَيف, أمير العرب، أبو سليمان الكلبي. ومن أُمَرَاءِ مُعَاوِيَةَ يَوْمَ صِفِّيْنَ. وَهُوَ الَّذِي شَدَّ مِنْ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ وَبَايَعَهُ. قَالَ الكَلْبِيُّ: سَلَّمُوا بِالخِلاَفَةِ عَلَى حَسَّانٍ أَرْبَعِيْنَ لَيْلَةً، ثُمَّ سَلَّمَ الأَمْرَ إِلَى مَرْوَانَ. وَلَهُ قَصْرٌ بِدِمَشْقَ، وَهُوَ قَصْرُ البَحَادِلة، ثُمَّ صَارَ يُعْرَف بِقَصْرِ ابْنِ أَبِي الحديدِ. وَهُوَ الَّذِي يَفْتَخِرُ وَيَقُوْلُ: فَإِنْ لاَ يَكُنْ منَّا الخَلِيْفَةُ نَفْسُهُ ... فَمَا نالها إلا ونحن شهود

شقيق بن ثور

366- شقيق بن ثور 1: الأَمِيْرُ, أَبُو الفَضْلِ السَّدُوْسِيُّ، سَيِّدُ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ فِي الإِسْلاَمِ، وَكَانَ رَأْسَهُم يَوْمَ صِفِّيْنَ مَعَ عَلِيٍّ، وَيَوْمَ الجَمَلِ. يَرْوِي عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ. وَعَنْهُ: أَبُو وَائِلٍ، وَخَلاَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ, وقُتِلَ أَبُوْهُ فِي فَتْحِ تُسْتَرَ. قِيْلَ: إِنَّ شَقِيْقاً هَذَا لَمَّا احتُضِرَ، قَالَ: لَيْتَهُ لَمْ يَسُدْ قَوْمَهُ، فَكَمْ مِنْ بَاطِلٍ قَدْ حَقَّقْنَاهُ، وحقٍّ أَبْطَلْنَاهُ. توفي سنة خمس وستين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2683"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1617"، الكاشف "2/ ترجمة 2321"، تهذيب التهذيب "4/ ترجمة 608"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2973".

المختار بن أبي عبيد الثقفي

367- المُخْتَارُ بنُ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيُّ 1: الكَذَّابُ، كَانَ وَالِدُهُ الأَمِيْرُ أَبُو عُبَيْدٍ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ عَمْرِو بنِ عُمَيْرِ بنِ عَوْفِ بنِ عُقْدَةَ بنِ عَنَزَةَ بنِ عَوْفِ بنِ ثَقِيفٍ، قَدْ أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَلَمْ نَعْلَمْ لَهُ صُحْبَةً. اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ عَلَى جَيْشٍ، فَغَزَا العِرَاقَ، وَإِلَيْهِ تنسب وَقْعَةُ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ. وَنَشَأَ المُخْتَارُ فَكَانَ مِنْ كُبَرَاءِ ثَقِيْفٍ، وَذَوِي الرَّأْيِ, وَالفَصَاحَةِ، وَالشَّجَاعَةِ، وَالدَّهَاءِ، وَقِلَّةِ الدِّين. وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَكُوْنُ فِي ثَقِيْفٍ كذَّاب وَمُبِيْرٌ" 2. فَكَانَ الكَذَّابُ هَذَا، ادَّعى أَنَّ الوَحْيَ يَأْتِيهِ، وَأَنَّهُ يَعْلَمُ الغَيْبَ، وَكَانَ المُبِيْرُ الحَجَّاج -قَبَّحَهُمَا اللهُ. قَالَ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ": حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا السُّدِّيُّ، عَنْ رِفَاعَةَ الفِتْيَانِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى المُخْتَارِ, فَأَلْقَى لِي وِسَادَةً، وَقَالَ: لَوْلاَ أنَّ جِبْرِيْلَ قَامَ عَنْ هَذِهِ لأَلْقَيْتُهَا لَكَ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَذَكَرْتُ حَدِيْثاً حَدَّثَنِيْهِ عَمْرُو بنُ الحمقِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَمَّنَ مُؤْمِناً عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ، فَأَنَا مِنَ القَاتِلِ بَرِيْءٌ" 3. وَرَوَى مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَقْرَأَنِي الأَحْنَفُ كِتَابَ المُخْتَارِ إِلَيْهِ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَكَانَ المُخْتَارُ قَدْ سَارَ مِنَ الطَّائِفِ بَعْدَ مَصْرِعِ الحُسَيْنِ إِلَى مَكَّةَ، فَأَتَى ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ قَدْ طُرِدَ لِشرِّهِ إِلَى الطَّائِفِ، فَأَظْهَرَ المُنَاصَحَةَ، وتردَّد إِلَى ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، فَكَانُوا يَسْمَعُوْنَ مَا يُنْكَرُ. فلمَّا مَاتَ يَزِيْدُ، اسْتَأْذَنَ ابْنَ الزُّبَيْرِ فِي الرَّوَاحِ إِلَى العِرَاقِ، فَرَكَنَ إِلَيْهِ وَأَذِنَ لَهُ، وَكَتَبَ إِلَى نَائِبِهِ بِالعِرَاقِ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ مُطِيْعٍ, يُوصِيْهِ بِهِ، فَكَانَ يَخْتلِفُ إِلَى ابْنِ مُطِيْعٍ, ثُمَّ أَخَذَ يَعِيْبُ فِي البَاطِنِ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَيُثْنِي عَلَى ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، وَيَدْعُو إِلَيْهِ، وَأَخَذَ يَشْغَبُ عَلَى ابْنِ مُطِيْعٍ، وَيَمْكُرُ، وَيَكْذِبُ، فَاسْتَغْوَى جَمَاعَةً، وَالْتَفَّتْ عَلَيْهِ الشِّيْعَةُ، فَخَافَهُ ابْنُ مُطِيْعٍ، وفَرَّ مِنَ الكُوْفَةِ، وتمكَّن هُوَ، ودعا

_ 1 ترجمته في مروج الذهب "3/ 272"، أسد الغابة "5/ 122"، الإصابة "3/ ترجمة رقم 8545". 2 حسن: أخرجه مسلم "2545" من طريق يعقوب بن إسحاق الحضري، أخبرنا الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل، عن ابن عمر في حديث طويل مرفوعًا. قلت: إسناده حسن، يعقوب بن إسحاق الحضرمي، صدوق -كما قال الحافظ في "التقريب", وأبو نوفل هو ابن أبي عقرب الكناني، ثقة من رجال البخاري ومسلم. قوله: "ومبير": المبير هو المهلك، والمعنيّ به هو الحجاج بن يوسف الثقفي, كما قالت له أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنها. 3 حسن: أخرجه أحمد "5/ 223 و224"، والبخاري في "التاريخ" "2/ ق1/ 322", والطيالسي "1285"، وأبو نعيم في "الحلية" "9/ 24" من طريق السدي، به. قلت: إسناده حسن، السدي، هو إسماعيل بن عبد الرحمن، صدوق -كما قال الحافظ في التقريب.

ابْنَ الزُّبَيْرِ إِلَى مُبَايعَةِ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، فأبى, فحصره وضيق عليه وتوعَّده، قتألَّمت الشِّيْعَةُ لَهُ، وردَّ المُخْتَارَ إِلَى مَكَّةَ, ثُمَّ بَعَثَ مَعَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ عَلَى خَرَاجِ الكُوْفَةِ، فقَدِم المُخْتَارُ وَقَدْ هَاجَتِ الشِّيْعَةُ لِلطَّلَبِ بِالثَّأْرِ، وَعَلَيْهِم سُلَيْمَانُ بنُ صُرَدٍ, فَأَخَذَ المُخْتَارُ يُفْسِدُهُم، وَيَقُوْلُ: إِنِّيْ جِئْتُ مِنْ قِبَلِ المَهْدِيِّ ابْنِ الوَصِيِّ -يُرِيْدُ: ابْنَ الحَنَفِيَّةِ, فَتَبِعَهُ خَلْقٌ، وَقَالَ: إِنَّ سُلَيْمَانَ لاَ يَصْنَعُ شَيْئاً، إِنَّمَا يُلْقِي بِالنَّاسِ إِلَى التَّهْلُكَةِ، وَلاَ خِبْرَةَ لَهُ بِالحَرْبِ. وَخَافَ عُمَرُ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَذَهَبَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ الخَطْمِيُّ نَائِبُ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ إِلَى ابْنِ صُرَدٍ، فَقَالاَ: إِنَّكُم أَحَبُّ أَهْلِ بَلَدِنَا إِلَيْنَا، فَلاَ تَفْجَعُوْنَا بِأَنْفُسِكُم، وَلاَ تَنْقُصُوا عَدَدَنَا بِخُرُوجِكُم، قِفُوا حَتَّى نَتَهَيَّأَ. قَالَ ابْنُ صُرَدٍ: قَدْ خَرَجْنَا لأَمْرٍ، وَلاَ نُرَانَا إِلاَّ شَاخِصِيْنَ. فَسَارَ وَمَعَهُ كُلُّ مُسْتَمِيْتٍ، وَمَرُّوا بِقَبْرِ الحُسَيْنِ فَبَكَوْا، وَأَقَامُوا يَوْماً عِنْدَهُ، وَقَالُوا: يَا رَبِّ، قَدْ خَذَلْنَاهُ فَاغْفِرْ لَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا. ثُمَّ نَزَلُوا قَرْقِيْسِيَا، فَتَمَّ المَصَافُّ بِعَيْنِ الوَرْدَةِ, وقُتِلَ ابْنُ صُرَدٍ وعامَّة التَّوَّابِيْنَ، وَمَرِضَ عُبَيْدُ اللهِ بِالجَزِيْرَةِ، فَاشْتَغَلَ بِذَلِكَ وبقتال أهله عَنِ العِرَاقِ سَنَةً، وَحَاصَرَ المَوْصِلَ. وأمَّا المُخْتَارُ، فسُجِنَ مُدَّةً ثُمَّ خَرَجَ، فَحَارَبَهُ أَهْلُ الكُوْفَةِ، فَقَتلَ رِفَاعَةَ بنَ شَدَّادٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ سَعْدٍ، وَعِدَّةً, وَغَلَبَ عَلَى الكُوْفَةِ، وَهَرَبَ مِنْهُ نَائِبُ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَتَلَ جَمَاعَةً مِمَّنْ قَاتَلَ الحُسَيْنَ، وَقَتَلَ الشِّمْرَ بنَ ذِي الجَوْشن، وَعُمَرَ بنَ سَعْدٍ، وَقَالَ: إِنَّ جِبْرِيْلَ يَنْزِلُ عليَّ بِالوَحْيِ. وَاخْتَلَقَ كِتَاباً عَنِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِنَصْرِ الشِّيْعَةِ، وَثَارَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الأَشْتَرِ فِي عَشِيْرَتِهِ، فَقَتلَ صَاحِبَ الشُّرَطَةِ، وسُر بِهِ المُخْتَارُ، وَقَوِيَ، وَعَسْكَرُوا بِدَيْرِ هِنْدٍ، فَحَارَبَهُم نَائِبُ ابْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ ضَعُفَ وَاخْتَفَى، وَأَخَذَ المُخْتَارُ فِي العَدْلِ، وَحُسْنِ السِّيْرَةِ. وَبَعَثَ إِلَى النَّائِبِ بِمَالٍ، وَقَالَ: اهْرُبْ. وَوَجَدَ المُخْتَارُ فِي بَيْتِ المَالِ سَبْعَةَ آلاَفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَأَنْفَقَ فِي جَيْشِهِ، وَكَتَبَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ: إِنِّيْ رَأَيْتُ عَامِلَكَ مُدَاهِناً لِبَنِي أُمَيَّةَ، فَلَمْ يَسَعْنِي أَنْ أُقِرَّهُ, فَانْخَدَعَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِوِلاَيَةِ الكُوْفَةِ، فجهَّز ابْنَ الأَشْتَرِ لِحَرْبِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ، فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ، وَمَعَهُ كُرْسِيٌّ عَلَى بَغْلٍ أَشْهَبَ. وَقَالَ المُخْتَارُ: هَذَا فِيْهِ سِرٌّ، وَهُوَ آيَةٌ لَكُم، كَمَا كَانَ التَّابُوتُ لِبَنِي إِسْرَائِيْلَ. فَحَفُّوا بِهِ يَدْعُوْنَ، فَتَأَلَّمَ ابْنُ الأَشْتَرِ، وَقَالَ: اللهمَّ لاَ تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ منَّا، سُنَّةَ بَنِي إِسْرَائِيْلَ؛ إِذْ عَكَفُوا عَلَى العِجْلِ. فَعَنْ طُفَيْلِ بنِ جَعْدَةَ بنِ هُبَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ لِي جَارٌ زَيَّاتٌ، لَهُ كُرْسِيٌّ، فَاحْتَجْتُ، فَقُلْتُ

لِلْمُخْتَارِ: إِنِّيْ كُنْتُ أَكْتُمُكَ شَيْئاً، وَالآنَ أَذْكُرُهُ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْتُ: كُرْسِيٌّ كَانَ أَبِي يَجْلِسُ عَلَيْهِ، كَانَ يَرَى أنَّ فِيْهِ أَثَارَةً مِنْ عِلْمٍ. قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! لِمَ أخَّرته؟ فَجِيْءَ بِهِ وَعَلَيْهِ سِتْرٌ، فَأَمَرَ لِي بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً، وَدَعَا بِالصَّلاَةِ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعُوا، فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الأُمَمِ الخَالِيَةِ أَمْرٌ إِلاَّ وَهُوَ كَائِنٌ فِيْكُم، وَقَدْ كَانَ فِي بني إسرائيل التابوت، وإن فينا مِثْلَهُ، اكْشِفُوا هَذَا. فَكَشَفُوا الأَثْوَابَ، وَقَامَتِ السَّبَائِيَّةُ، فَرَفَعُوا أَيْدِيَهُم، فَأَنْكَرَ شَبَثُ بنُ رِبْعِيٍّ فَضُرِبَ, فلمَّا انْتَصَرُوا عَلَى عُبَيْدِ اللهِ افْتُتِنُوا بِالكُرْسِيِّ وَتغَالَوْا فِيْهِ، فَقُلْتُ: إِنَّا للهِ، وَنَدِمْتُ. فلمَّا زَادَ كَلاَمُ النَّاسِ غُيِّبَ, وَكَانَ المُخْتَارُ يَرْبِطُهُم بِالمُحَالِ وَالكَذِبِ، ويتألَّفهم بِقَتْلِ النَّوَاصِبِ. عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي مَعَ المُخْتَارِ، فَقَالَ لَنَا: أَبْشِرُوا، فَإِنَّ شُرطَةَ اللهِ قَدْ حَسُّوهُم بِالسُّيُوْفِ بِقُرْبِ نَصِيْبِيْنَ. فَدَخَلْنَا المَدَائِنَ، فَوَاللهِ إِنَّهُ لَيَخْطُبُنَا؛ إِذْ جَاءتْهُ البُشْرَى بِالنَّصْرِ، فَقَالَ: أَلَمْ أُبَشِّرْكُم بِهَذَا؟ قَالُوا: بَلَى. فَقَالَ لِي هَمْدَانِيٌّ: أَتُؤْمِنُ الآنَ؟ قُلْتُ: بِمَاذَا؟ قَالَ: بأنَّ المُخْتَارَ يَعْلَمُ الغَيْبَ، أَلَمْ يَقُلْ لَنَا: إِنَّهُم هُزِمُوا؟ قُلْتُ: إِنَّمَا زَعَمَ أنَّ ذَلِكَ بِنَصِيْبِيْنَ، وَإِنَّمَا وَقَعَ ذَلِكَ بِالخَازِرِ مِنَ المَوْصِلِ. قَالَ: وَاللهِ لاَ تُؤْمِنُ يَا شَعْبِيُّ حَتَّى تَرَى العَذَابَ الأَلِيْمَ. وَقِيْلَ: كَانَ رَجُلٌ يَقُوْلُ: قَدْ وُضِعَ لَنَا اليَوْمَ وَحْيٌ، مَا سَمِعَ النَّاسُ بِمِثْلِهِ؛ فِيْهِ نَبَأُ مَا يَكُوْنُ. وَعَنْ مُوْسَى بنِ عَامِرٍ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَضَعُ لَهُم عَبْدُ اللهِ بنُ نَوْفٍ، وَيَقُوْلُ: إِنَّ المُخْتَارَ أَمَرَنِي بِهِ، وَيَتَبَرَّأُ مِنْ ذَلِكَ المُخْتَارُ. فَقَالَ سُرَاقَةُ البارقي: كَفَرْتُ بِوَحْيِكُم وَجَعَلْتُ نَذْراً ... عليَّ هِجَاءكُم حَتَّى المَمَاتِ أُرِي عَيْنَيَّ مَا لَمْ تَرْأَيَاهُ ... كِلاَنَا عالم بالترهات ووقع المصافّ، فقتل بن زِيَادٍ، قدَّه ابْنُ الأَشْتَرِ نِصْفَيْنِ, وَكَانَ بَطَلَ النَّخَعِ وَفَارِسَ اليَمَانِيَّةِ، فَدَخَلَ المَوْصِلَ، وَاسْتَوْلَى عَلَى الجَزِيْرَةِ, ثُمَّ وَجَّهَ المُخْتَارُ أَرْبعَةَ آلاَفِ فَارِسٍ فِي نَصْرِ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، فَكَلَّمُوا ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَخْرَجُوهُ مِنَ الشِّعْبِ، وَأَقَامُوا فِي خِدْمَتِه أَشْهُراً، حَتَّى بَلَغَهُم قَتْلُ المُخْتَارِ، فَإِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلِمَ مَكْرَهُ، فَنَدَبَ لِحَرْبِهِ أَخَاهُ مُصْعَباً. فَقَدِمَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشْعَثِ، وَشَبَثُ بنُ رِبْعِيٍّ إِلَى البَصْرَةِ يَسْتَصْرِخَانِ النَّاسَ عَلَى الكَذَّابِ، ثُمَّ الْتَقَى مُصْعَبٌ وَجَيْشُ المُخْتَارِ، فَقُتِلَ ابْنُ الأَشْعَثِ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَانْفَلَّ الكُوْفِيُّوْنَ، فَحَصَرَهُم مُصْعَبٌ فِي دَارِ الإِمَارَةِ, فَكَانَ المُخْتَارُ يَبْرُزُ فِي فُرْسَانِهِ وَيُقَاتِلُ حَتَّى قَتَلَهُ طَرِيْفٌ الحَنَفِيُّ وَأَخُوْهُ طَرَّافٌ، فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ، وَأَتَيَا بِرَأْسِهِ مُصْعَباً، فَوَهَبَهُمَا ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، وَقُتِلَ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ سَبْعُ مائَةٍ.

وَقِيْلَ: كَانَ المُخْتَارُ فِي عِشْرِيْنَ أَلْفاً. ثُمَّ إنَّ مُصْعَباً أَسَاءَ، فأمَّن بِقَصْرِ الإِمَارَةِ خَلْقاً، ثُمَّ قَتَلَهُم غَدْراً، وَذُبِحَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ صَبْراً؛ لأَنَّهَا شَهِدَتْ أَنَّ زَوْجَهَا المُخْتَارَ عَبْدٌ صَالِحٌ. وَأَقْبَلَ فِي نَجْدَةِ مُصْعَبٍ المُهَلَّبُ بنُ أَبِي صُفْرَةَ فِي الرِّجَالِ وَالأَمْوَالِ, وَلَمَّا خُذِلَ المُخْتَارُ قَالَ لِصَاحِبِهِ: مَا مِنَ المَوْتِ بُدٌّ، وحبَّذا مَصَارِعُ الكِرَامِ. وَقَلَّ عَلَيْهِ القُوْتُ فِي الحِصَارِ وَالمَاءُ، وَجَاعُوا فِي القَصْرِ، فَبَرَزَ المُخْتَارُ لِلْمَوْتِ فِي تِسْعَةَ عَشَرَ مُقَاتِلاً. فَقَالَ المُخْتَارُ: أتؤمِّنُوني؟ قَالُوا: لاَ. إِلاَّ عَلَى الحكم. قال: لا أحكم في نَفْسِي. وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِل، وَأَمْكَنَ أَهْلُ القَصْرِ من أنفسهم، فبعث إليهم عباد بن حصن، فَكَانَ يُخْرِجُهُم مُكَتَّفِيْنَ وَيَقْتُلُهُم. فَقَالَ رَجُلٌ لِمُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي ابْتَلاَنَا بِالأَسْرِ، وَابْتَلاَكَ أَنْ تَعْفُوَ، وَهُمَا مَنْزِلَتَانِ؛ إِحْدَاهُمَا رِضَى اللهِ، وَالأُخْرَى سَخَطُهُ، مَنْ عَفَا عَفَا اللهُ عَنْهُ، وَمَنْ قَتَلَ لَمْ يَأْمَنِ القِصَاصَ، نَحْنُ أَهْلُ قِبْلَتِكُم وَعَلَى مِلَّتِكُم، لَسْنَا تُرْكاً وَلاَ دَيْلَماً، قَاتَلْنَا إِخْوَانَنَا كَمَا اقْتَتَلَ أَهْلُ الشَّامِ بَيْنَهُم، ثُمَّ اصْطَلَحُوا وَقَدْ مَلَكْتُم، فَأَسْجِحُوا. فرقَّ مُصْعَبٌ وَهَمَّ أَنْ يَدَعَهُم، فَوَثَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَشْعَثِ، وَقَالَ: اخْتَرْنَا أَوِ اخْتَرْهُم. وَقَالَ آخَرُ: قُتِلَ أَبِي فِي خَمْسِ مائَةٍ مِنْ هَمْدَانَ وَتُخَلِّيْهِم؟! وَسُمِرَتْ كَفُّ المُخْتَارِ إِلَى جَانِبِ المَسْجَدِ. وَرَوَى إِسْحَاقُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: جَاءَ مُصْعَبٌ يَزُوْرُ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: أَيْ عَمِّ! أَسْأَلُكَ عَنْ قَوْمٍ خَلَعُوا الطَّاعَةَ، وَقَاتَلُوا حَتَّى إِذَا غُلِبُوا تَحَصَّنُوا وَطَلَبُوا الأَمَانَ فَأُعْطُوا، ثُمَّ قُتِلُوا. قَالَ: كَمِ العَدَدُ؟ قَالَ: خَمْسَةُ آلاَفٍ. فَسَبَّحَ ابْنُ عُمَرَ، ثم قال: يا مصعب! لو أنَّ امرأ أَتَى مَاشِيَةَ الزُّبَيْرِ، فَذَبَحَ مِنْهَا خَمْسَةَ آلاَفِ شَاةٍ فِي غَدَاةٍ، أَكُنْتَ تَعُدُّهُ مُسْرِفاً؟ قَالَ: نَعَمَ. قَالَ: فَتَرَاهُ إِسْرَافاً فِي البَهَائِمِ، وَقَتَلْتَ مَنْ وحَّد اللهَ، أَمَا كَانَ فِيهِم مُكْرَهٌ أَوْ جَاهِلٌ تُرْجَى تَوْبَتُهُ؟! اصْبُبْ يَا ابْنَ أَخِي مِنَ المَاءِ البَارِدِ مَا اسْتَطَعْتَ فِي دُنْيَاكَ. وَقَدْ كَانَ المُخْتَارُ مُعْظِماً لابْنِ عُمَرَ، يُنْفِذُ إِلَيْهِ بِالأَمْوَالِ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ تَحْتَهُ صَفِيَّةُ أُخْتُ المُخْتَارِ. وَنَشَأَ المُخْتَارُ بِالمَدِيْنَةِ، يُعْرَف بِالمَيْلِ إِلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ سَارَ إِلَى البَصْرَةِ يُظْهِرُ بِهَا ذِكْرَ الحُسَيْنِ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ، فَأُخْبِرَ بِهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادٍ، فَأُمْسِكَ، وَضَرَبَهُ مائَةً, وَدرَّعَهُ عَبَاءةً، وَنَفَاهُ إِلَى الطَّائِفِ, فَلَمَّا عَاذَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِالبَيْتِ خَرَجَ إليه.

عبيد الله بن زياد بن أبيه

368- عبيد الله بن زياد بن أبيه 1: أَمِيْرُ العِرَاقِ، أَبُو حَفْصٍ. وَلِيَ البَصْرَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ، وَلَهُ ثِنْتَانِ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَوَلِيَ خُرَاسَانَ، فَكَانَ أَوَّلَ عَرَبِيٍّ قَطَعَ جَيْحُوْنَ، وَافتَتَحَ بيكند، وغيرها. وكان جميل الصورة، قبيح السرير. وَقِيْلَ: كَانَتْ أُمُّهُ مَرْجَانَةُ مِنْ بَنَاتِ مُلُوْكِ الفُرْسِ. قَالَ أَبُو وَائِلٍ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِالبَصْرَةِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ ثَلاَثَةُ آلاَفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ جَاءتْهُ من خرج أَصْبَهَانَ، وَهِيَ كالتَّل. رَوَى السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُبَيْدُ اللهِ، أمَّره مُعَاوِيَةُ, غُلاَماً سَفِيْهاً، سَفَكَ الدِّمَاءَ سَفْكاً شَدِيْداً، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُغَفَّلٍ، فَقَالَ: انْتَهِ عمَّا أَرَاكَ تَصْنَعُ، فَإِنَّ شرَّ الرِّعَاءِ الحُطَمَةُ. قَالَ: مَا أَنْتَ وَذَاكَ؟ إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ حُثَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: وَهَلْ كَانَ فِيْهِم حُثَالَةٌ, لاَ أمَّ لَكَ! قَالَ: فَمَرِضَ ابْنُ مُغَفَّلٍ، فَجَاءهُ الأَمِيْرُ عُبَيْدُ اللهِ عَائِداً، فَقَالَ: أَتَعْهَدُ إِلَيْنَا شَيْئاً؟ قَالَ: لاَ تُصَلِّ عَلَيَّ, وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِي. قَالَ الحَسَنُ: وَكَانَ عُبَيْدُ الله جبانًا، ركب، فرأى الناس في السِّكَكِ، فَقَالَ: مَا لِهَؤُلاَءِ؟ قَالُوا: مَاتَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُغَفَّلٍ. وَقِيْلَ: الَّذِي خَاطَبَهُ هُوَ عَائِذُ بنُ عَمْرٍو المُزَنِيُّ، كَمَا فِي "صَحِيْحِ مسلم"2، فلعلها واقعتان.

_ 1 ترجمته في "التاريخ الكبير" "3/ ق1/ 381"، مروج الذهب "3/ 282"، تاريخ الإسلام "3/ 43"، شذرات الذهب "1/ 74". 2 أخرجه مسلم "1830" من طريق جرير بن حازم، حدثنا الحسن؛ أن عائذ بن عمرو، وكان مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم, دخل على عبيد الله بن زياد فقال: أي بني, إني سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "إن شَرَّ الرعاء الحطمة، فإياك أن تكون منهم". فقال له: اجلس، فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم. فقال: وهل كانت لهم نخالة؟ إنما كانت النخالة بعدهم، وفي غيرهم. قوله: الحطمة: هو العنيف برعاية الإبل في السوق والإيراد والإصدار, يلقي بعضها على بعض ويعسفها. ضربه مثلًا لوالي السوء. وقوله: "نخالة": أي ليست من فضلائهم وعلمائهم وأهل المراتب منهم, بل من سقطهم.

وَقَدْ جَرَتْ لِعُبَيْدِ اللهِ خُطُوبٌ، وَأَبْغَضَهُ المُسْلِمُوْنَ لِمَا فَعَلَ بِالحُسَيْنِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, فلمَّا جَاءَ نَعْيُ يَزِيْدَ هَرَبَ بَعْدَ أَنْ كَادَ يؤسَر، وَاخْتَرَقَ البَرِّيَّةَ إِلَى الشَّامِ، وانضمَّ إِلَى مَرْوَانَ, ثُمَّ سَارَ فِي جَيْشٍ كَثِيْفٍ، وَعَمِلَ المصافّ برأس عين. واستخلف عاوية بن زيد شَابّاً مَلِيْحاً وَسِيْماً، صَالِحاً، فتمرَّض وَمَاتَ بَعْدَ شَهْرَيْنِ. قِيْلَ لَهُ: اسْتَخْلِفْ. فَقَالَ: مَا أَصَبْتُ مِنْ حَلاَوَتِهَا، فَلِمَ أَتَحَمَّلُ مَرَارَتَهَا؟ وَعَاشَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُ عَمِّهِ عُثْمَانُ بنُ عَنْبَسَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَأَرَادُوْهُ عَلَى الخِلاَفَةِ فَأَبَى، وَلَحِقَ بِخَالِهِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَبَايَعَهُ. وهَمَّ مَرْوَانُ بِمُبَايَعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَتَاهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادٍ هَارِباً مِنَ العِرَاقِ، وَكَانَ قَدْ خَطَبَ وَنَعَى إِلَى النَّاسِ يَزِيْدَ، وَبَذَلَ العَطَاءَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ سَلَمَةُ الرِّيَاحِيُّ يَدْعُو إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَمَالَ إِلَيْهِ النَّاسُ, فَقَالَ النَّاسُ لِعُبَيْدِ اللهِ: أَخْرِجْ لَنَا إِخْوَانَنَا مِنَ السُّجُونِ -وكانت مملوءة من الخوارج, قال: لا تَفْعَلُوا. فَأَبَوْا، فَأَخْرَجَهُم، فَجَعَلُوا يُبَايِعُوْنَهُ، فَمَا تَكَامَلَ آخِرُهُم حَتَّى أَغْلَظُوا لَهُ، ثُمَّ عَسْكَرُوا. وَقِيْلَ: خَرَجُوا يَمْسَحُوْنَ الجُدُرَ بِأَيْدِيهِم، وَيَقُوْلُوْنَ: هَذِهِ بَيْعَةُ ابْنِ مَرْجَانَةَ. وَنَهَبُوا خَيْلَهُ، فَخَرَجَ لَيْلاً، وَاسْتجَارَ بِمَسْعُوْدِ بنِ عَمْرٍو رَئِيْسِ الأَزْدِ, فَأَجَارَهُ. وأمَّر أَهْلُ البَصْرَةِ عَلَيْهِم عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ الهَاشِمِيُّ، فَشَدَّتِ الخَوَارِجُ عَلَى مَسْعُوْدٍ فقتلوه، وتفاقم الشر، وصاروا حزبين، فافتتلوا أَيَّاماً، فَكَانَ عَلَى الخَوَارِجِ نَافِعُ بنُ الأَزْرَقِ، وفَرَّ عُبَيْدُ اللهِ قَبْلَ مَقْتَلِ مَسْعُوْدٍ فِي مائَةٍ مِنَ الأَزْدِ إِلَى الشَّامِ، فَوَصَلَ إِلَى الجَابِيَةِ, وَهُنَاكَ بَنُو أُمَيَّةَ، فَبَايَعَ هُوَ وَمَرْوَانُ خَالِدَ بنَ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ فِي نِصْفِ ذِي القَعْدَةِ، ثُمَّ الْتَقَوْا هُمْ والضَّحَّاك بِمَرْجِ دِمَشْقَ، فَاقْتَتَلُوا أَيَّاماً فِي ذِي الحِجَّةِ. وَكَانَ الضَّحَّاكُ بنُ قَيْسٍ فِي سِتِّيْنَ أَلْفاً، وَالأُمَوِيَّةُ فِي ثَلاَثَةَ عَشَرَ أَلْفاً، وَأَشَارَ عُبَيْدُ اللهِ بِمَكِيدَةٍ، فَسَأَلُوا الضَّحَّاكَ المُوَادَعَةَ فَأَجَابَ، فَكَبَسَهُم مَرْوَانُ، وَقُتِلَ الضَّحَّاكُ فِي عِدَّةٍ مِنْ فُرْسَانِ قَيْسٍ، وثار الخَوَارِجُ بِمِصْرَ، وَدَعَوْا إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ يَظُنُّونَهُ مِنْهُم، فَبَعَثَ عَلَى مِصْرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ جَحْدَمٍ الفِهْرِيَّ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الكُوْفَةِ عَامِرَ بنَ مَسْعُوْدٍ الجُمَحِيَّ، وَهَدَمَ الكَعْبَةَ وَبَنَاهَا، وَأَلْصَقَ بَابَيْهَا بِالأَرْضِ، وَأَدْخَلَ فِيْهَا سِتَّةَ أَذْرُعٍ مِنَ الحِجْرِ. وأمَّا أَكْثَرُ الشَّامِيِّيْنَ فَبَايَعُوا مَرْوَانَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسٍ، وَبَعَثَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى خُرَاسَانَ المُهَلَّبَ بنَ أَبِي صُفْرَةَ، فَحَارَبَ الخَوَارِجَ وَمَزَّقَهُم, وسار مَرْوَانُ، فَأَخَذَ مِصْرَ بَعْد حصارٍ وَقِتَالٍ شَدِيْدٍ، وَتَزَوَّجَ بِوَالِدَةِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ، وجعله ولي عهده، فما تَمَّ ذلك، وقتله الزَّوْجَةُ، لِكَوْنِهِ قَالَ لِخَالِدٍ مَرَّةً: يَا ابْنَ رطبة الاست.

وجهَّز إِلَى العِرَاقِ عُبَيْدَ اللهِ بنَ زِيَادٍ، فَالْتَقَاهُ شِيْعَةُ الحُسَيْنِ فغُلِبوا، وَكَانَ مَعَ عُبَيْدِ اللهِ حُصَيْنُ بنُ نُمَيْرٍ السَّكُوْنِيُّ، وَشُرَحْبِيْلُ بنُ ذِي الكَلاَعِ، وَأَدْهَمُ البَاهِلِيُّ، وَرَبِيْعَةُ بنُ مُخَارِقٍ، وَحَمِيْلَةُ الخَثْعَمِيُّ، وَقَوْمُهُم. وَكَانَتْ مَلْحَمَةً مَشْهُودَةً، فتوثَّب المُخْتَارُ الكَذَّابُ بِالكُوْفَةِ، وَجَهَّزَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ الأَشْتَرِ لِحَرْبِ عُبَيْدِ اللهِ فِي ثَمَانِيَةِ آلاَفٍ، فَالْتَقَوْا فِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ بِالخَازِرِ، كَبَسَهُمُ ابْنُ الأَشْتَرِ سَحَراً، وَالْتَحَمَ الحَرْبُ، وَقُتِلَ خَلْقٌ، فَانْهَزَمَ الشَّامِيُّوْنَ، وَقُتِلَ عُبَيْدُ اللهِ، وَحُصَيْنُ بنُ نمير، وشرحبيل بن ذي الكلاع، وبعث برءوسهم إِلَى مَكَّةَ. ثُمَّ تمكَّن ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَغَضِبَ عَلَى المُخْتَارِ، وَلاَحَ لَهُ ضَلاَلُهُ، فجهَّز لِحَرْبِهِ مُصْعَبَ بنَ الزُّبَيْرِ، فظَفِرَ بِهِ، وَقَتَلَ مِنْ أَعْوَانِهِ خَلاَئِقَ، وَكَتَبَ إِلَى الجَزِيْرَةِ, إِلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ الأَشْتَرِ: إِنْ أَطَعْتَنِي وَبَايَعْتَ فَلَكَ الشَّامُ. وكتب إليه عبد الله: إِنْ بَايَعْتَنِي فَلَكَ العِرَاقُ, فَاسْتَشَارَ قُوَّادَهُ فتردَّدوا، فَقَالَ: لاَ أُوثِرُ عَلَى مِصْرِي وَقَوْمِي أَحَداً. وَسَارَ إِلَى خِدْمَةِ مُصْعَبٍ، فَكَانَ مَعَهُ إِلَى أَنْ قُتِلَا. وَقَدْ كَانَتْ مَرْجَانَةُ تَقُوْلُ لابْنِهَا عُبَيْدِ اللهِ: قَتَلْتَ ابْنُ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, لاَ تَرَى الجَنَّةَ -أَوْ نَحْوَ هَذَا. قَالَ أَبُو اليَقْظَانِ: قُتِلَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادٍ يَوْمَ عَاشُورَاء سَنَةَ سبع وستين. قال يزد بن أبي زاد: عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: عَزَلْنَا سَبْعَةَ أَرْؤُسٍ، وغطَّينا مِنْهَا رَأْسَ حُصَيْنِ بنِ نُمَيْرٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ، فَجِئْتُ فَكَشَفْتُهَا، فَإِذَا حَيَّةٌ فِي رَأْسِ عُبَيْدِ اللهِ تَأْكُلُ. وصحَّ مِنْ حَدِيْثِ عُمَارَةَ بنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: جِيْءَ بِرَأْسِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ وَأَصْحَابِهِ، فَأَتَيْنَاهُم وَهُم يَقُوْلُوْنَ: قَدْ جَاءتْ، قَدْ جَاءتْ. فَإِذَا حَيَّةٌ تخلل الرءوس، حَتَّى دَخَلَتْ فِي مَنْخِرِ عُبَيْدِ اللهِ، فَمَكَثَتْ هُنَيَّةً ثُمَّ خَرَجَتْ وَغَابَتْ, ثُمَّ قَالُوا: قَدْ جَاءتْ، قَدْ جَاءتْ, فَفَعَلَتْ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاَثاً. قُلْتُ: الشِّيْعِيُّ لاَ يَطِيْبُ عَيْشُهُ حَتَّى يَلْعَنَ هَذَا وَدُوْنَهُ، وَنَحْنُ نُبْغِضُهُم فِي اللهِ، وَنَبْرَأُ مِنْهُم وَلاَ نَلْعَنُهُم، وَأَمْرُهُم إِلَى اللهِ.

المجنون

369- المجنون 1: قيس بن الملوَّح, وَقِيْلَ: ابْنُ مُعَاذٍ، وَقِيْلَ: اسْمُهُ بَخْتَرِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَقِيْلَ غَيْرُ ذَلِكَ, مِنْ بَنِي عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، وَقِيْلَ: مِنْ بَنِي كَعْبِ بنِ سَعْدٍ؛ الَّذِي قَتَلَهُ الحُبُّ فِي لَيْلَى بِنْتِ مَهْدِيٍّ العَامِرِيَّةِ. سَمِعْنَا أَخْبَارَهُ تَأْلِيْفَ ابْنِ المرزُبَان. وَقَدْ أَنْكَرَ بَعْضُهُمْ لَيْلَى وَالمَجْنُوْنَ، وَهَذَا دَفْعٌ بالصَّدر، فَمَا مَنْ لَمْ يَعْلَمْ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ عِنْدَهُ عِلْمٌ، وَلاَ المُثْبِتُ كَالنَّافِي, لَكِنْ إِذَا كَانَ المُثْبِتُ لِشَيْءٍ شِبْهَ خُرَافَةٍ، وَالنَّافِي لَيْسَ غَرَضُهُ دَفْعُ الحَقِّ، فَهُنَا النَّافِي مُقَدَّمٌ، وَهُنَا تَقَعُ المُكَابَرَةُ، وتُسْكَب العَبْرَةُ. فَقِيْلَ: إِنَّ المَجْنُوْنَ عَلِقَ لَيْلَى عَلاَقَةَ الصِّبَا، وَكَانَا يَرْعَيَانِ البَهْمَ2. ألَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ؟ وَمَا أَفْحَلَ شِعْرَهُ: تَعَلَّقْتُ لَيْلَى وَهْيَ ذَاتُ ذُؤَابَةٍ ... وَلَمْ يَبْدُ لِلأَتْرَابِ مِنْ ثَدْيِهَا حَجْمُ صَغِيْرَيْنِ نَرْعَى البَهْمَ يَا لَيْتَ أَنَّنَا ... إِلَى اليَوْمِ لَمْ نَكْبَرْ وَلَمْ تَكْبَرِ البَهْمُ وَعَلِقَتْهُ هِيَ أَيْضاً، وَوَقَعَ بِقَلْبِهَا. وَهُوَ القَائِلُ: أَظُنُّ هَوَاهَا تَارِكِي بِمَضَلَّةٍ ... مِنَ الأَرْضِ لاَ مَالٌ لَدَيَّ وَلاَ أَهْلُ وَلاَ أَحَدٌ أَقْضِي إِلَيْهِ وَصِيَّتِي ... وَلاَ وَارِثٌ إلَّا المَطِيَّةُ وَالرَّحْلُ مَحَا حُبُّها حُبَّ الأُلَى كُنَّ قَبْلَهَا ... وحلَّت مَكَاناً لَمْ يَكُنْ حُلَّ مِنْ قَبْلُ فَاشْتَدَّ شَغَفُهُ بِهَا حَتَّى وُسْوِسَ وَتُخُبِّلَ فِي عَقْلِهِ، فَقَالَ: إِنِّي لأَجْلِسُ فِي النَّادِي أُحَدِّثُهُمْ ... فَأَسْتَفِيْقُ وَقَدْ غَالَتْنِيَ الغُوْلُ يُهْوِي بِقَلْبِي حَدِيْثُ النَّفْسِ نَحْوَكُمُ ... حَتَّى يَقُوْلَ جَلِيْسِي: أَنْتَ مَخْبُوْلُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تَزَايَدَ بِهِ الأَمْرُ حَتَّى فَقَدَ عَقْلَهُ، فَكَانَ لاَ يُؤْوِيْهِ رحل، ولا يعلوه ثوب إلَّا

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "1/ 170"، شذرات الذهب "1/ 277"، خزانة الأدب للبغدادي "2/ 170". 2 البهم: جمع بَهْمَة وهي ولد الضأن؛ الذكر والأنثى, وجمع البهم بِهَام، وأولاد المعز سِخال، فإذا اجتمعا أطلق عليهما البَهْم والبِهَام.

مَزَّقَهُ، وَيُقَالُ: إِنَّ قَوْمَ لَيْلَى شَكَوُا المَجْنُوْنَ إِلَى السُّلْطَانِ، فَأَهْدَرَ دَمَهُ، وترحَّل قَوْمُهَا بِهَا، فَجَاءَ وَبَقِيَ يتمرَّغ فِي المَحَلَّةِ، وَيَقُوْلُ: أَيَا حَرَجَاتِ الحَيِّ حَيْثُ تحمَّلوا ... بِذِي سَلَم لاَ جادُّكنَّ ربيع وخيَّماتك اللاَّتِي بمنعرَجِ اللِّوَى ... بَلِيْنَ بِلَىً لَمْ تَبْلَهُنَّ رُبُوْعُ وَقِيْلَ: إِنَّ قَوْمَهُ حَجُّوا بِهِ لِيَزُوْرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَدْعُو, حَتَّى إِذَا كَانَ بمنَى سَمِعَ نِدَاءً يَا لَيْلَى، فَغُشِيَ عَلَيْهِ، وَبَكَى أَبُوْهُ، فَأَفَاقَ يَقُوْلُ: وداعٍ دَعَا إِذْ نَحْنُ بِالخَيْفِ مِنْ مِنَىً ... فهيِّج أَطْرَابَ الفُؤَادِ وَلَمْ يَدْرِ دَعَا بِاسْمِ لَيْلَى غَيْرَهَا فَكَأَنَّمَا ... أَطَارَ بِلَيْلَى طَائِراً كَانَ فِي صَدْرِي وَجَزِعَتْ هِيَ لِفِرَاقِهِ وَضَنِيَتْ، وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَاهُ قَيَّدَهُ، فَبَقِيَ يَأْكُلُ لَحْمَ ذِرَاعَيْهِ، وَيَضْرِبُ بِنَفْسِهِ، فَأَطْلَقَهُ، فَهَامَ فِي الفَلاَةِ، فوجِدَ مَيْتاً فَاحْتَمَلُوْهُ إِلَى الحَيِّ وغسَّلوه وَدَفَنُوْهُ، وَكَثُرَ بُكَاءُ النِّسَاءِ وَالشَّبَابِ عَلَيْهِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ بُقُوْلِ الأَرْضِ، وَأَلِفَتْهُ الوَحْشُ، وَكَانَ يَكُوْنُ بِنَجْدٍ، فَسَاحَ حَتَّى حُدُوْدِ الشَّامِ. وَشِعْرُهُ كَثِيْرٌ مِنْ أَرَقِّ شَيْءٍ وَأَعْذَبِهِ، وَكَانَ فِي دَوْلَةِ يَزِيْدَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ.

أبو مسلم الخولاني

370- أبو مسلم الخَوْلاني 1: "م، 4" الداراني, سيد التابعين، وزاهد العصر. اسْمُهُ عَلَى الأَصَحِّ: عَبْدُ اللهِ بنُ ثُوَبٍ، وَقِيْلَ: اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَقِيْلَ: عَبْدُ اللهِ بنُ ثَوَابٍ، وَقِيْلَ: ابْنُ عُبَيْدٍ، وَيُقَالُ: اسْمُهُ يَعْقُوْبُ بنُ عَوْفٍ. قَدِمَ مِنَ اليَمَنِ، وَقَدْ أَسْلَمَ فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ المَدِيْنَةَ فِي خِلاَفَةِ الصِّدِّيْقِ. وحدَّث عَنْ عُمَرَ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ، وَعُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ، وَأَبُو العَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ، وَجُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ، وَعَطَاءُ بن أبي

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 448"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 133"، الحلية "2/ 22"، أسد الغابة "3/ 129"، الإصابة "3/ ترجمة 6302" و"4/ ترجمة 1117"، تهذيب التهذيب "12/ 235".

رَبَاحٍ، وَشُرَحْبِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ -وَمَا أَدْرَكَاهُ, وَعَطِيَّةُ بنُ قَيْسٍ، وَأَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَعُمَيْرُ بنُ هَانِئ، وَيُوْنُسُ بنُ مَيْسَرَةَ -وَلَمْ يَلْحَقُوْهُ, لَكِنْ أَرْسَلُوا عَنْهُ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: حَدَّثَنَا شُرَحْبِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَتَى أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ المَدِيْنَةَ وَقَدْ قُبِضَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ. فحدَّثنا شُرَحْبِيْلُ أنَّ الأَسْوَدَ تنبَّأ بِاليَمَنِ، فَبَعَثَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ، فَأَتَاهُ بِنَارٍ عَظِيْمَةٍ، ثُمَّ إِنَّهُ أَلْقَى أَبَا مُسْلِمٍ، فِيْهَا فَلَمْ تَضَرَّهُ، فَقِيْلَ لِلأَسْوَدِ: إِنْ لَمْ تَنْفِ هَذَا عَنْكَ أَفْسَدَ عَلَيْكَ مَنِ اتَّبَعَكَ، فَأَمَرَهُ بِالرَّحِيْلِ، فَقَدِمَ المَدِيْنَةَ، فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، وَدَخَلَ المَسْجِدَ يُصَلِّي، فَبَصُرَ بِهِ عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فقام إِلَيْهِ فَقَالَ: مِمَّن الرَّجُلُ؟ قَالَ: مِنَ اليَمَنِ, قَالَ: مَا فَعَلَ الَّذِي حَرَّقَهُ الكَذَّابُ بِالنَّارِ؟ قَالَ: ذَاكَ عَبْدُ اللهِ بنُ ثُوَبٍ, قَالَ: نَشَدْتُكَ بِاللهِ, أَنْتَ هُوَ؟ قَالَ: اللهمَّ نَعَمْ، فَاعْتَنَقَهُ عُمَرُ وَبَكَى، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ حَتَّى أَجْلَسَهُ فِيْمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصِّدِّيْقِ، فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى أَرَانِي فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ مَنْ صُنِعَ بِهِ كَمَا صُنِعَ بإبراهيم الخليل. رواه عبد الوهاب بن نجد، وَهُوَ ثِقَةٌ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ, لَكِنَّ شُرَحْبِيْلَ أَرْسَلَ الحِكَايَةَ. وَيُرْوَى عَنْ مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ أنَّ كَعْباً رَأَى أَبَا مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيَّ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: أَبُو مُسْلِمٍ، فَقَالَ: هَذَا حَكِيْمُ هَذِهِ الأُمَّةِ. وَرَوَى مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، فَكَانَ يَتَنَاوَلُ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, ألَا أُحَدِّثُكَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَانَ قَدْ أُوْتِيَ حِكْمَةً؟ قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ, سَمِعَ أَهْلَ الشَّامِ يَنَالُوْنَ مِنْ عَائِشَةَ، فَقَالَ: ألَا أُخْبِرُكُم بِمَثَلِي ومَثَل أُمِّكُمْ هَذِهِ؟ كَمَثَلِ عَيْنَيْنِ فِي رأسٍ تُؤْذِيَانِ صَاحِبَهُمَا، وَلاَ يَسْتَطِيْعُ أَنْ يُعَاقِبَهُمَا إلَّا بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ لَهُمَا، فَسَكَتَ، فَقَالَ الزُهْرِيُّ: أَخْبَرَنِيْهِ أَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ. قَالَ عُثْمَانُ بنُ أَبِي العَاتِكَةِ: علَّقَ أَبُو مُسْلِمٍ سَوْطاً فِي المَسْجِدِ، فَكَانَ يَقُوْلُ: أَنَا أَوْلَى بِالسَّوْطِ مِنَ البَهَائِمِ، فَإِذَا فَتَرَ مشَقَ سَاقَيْهِ سَوْطاً أَوْ سَوْطَيْنِ, قَالَ: وَكَانَ يَقُوْلُ: لَوْ رَأَيْتُ الجَنَّةَ عِيَاناً أَوِ النار عيانًا ما كان عندي مستزاد. إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيْلَ أنَّ رَجُلَيْنِ أَتَيَا أَبَا مُسْلِمٍ، فَلَمْ يَجِدَاهُ فِي مَنْزِلِهِ، فَأَتَيَا المَسْجِدَ فَوَجَدَاهُ يَرْكَعُ، فَانْتَظَرَاهُ، فَأَحْصَى أَحَدُهُمَا أَنَّهُ رَكَعَ ثَلاَثَ مائَةِ رَكْعَةٍ. الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بنُ أَبِي العَاتِكَةِ, أنَّ أَبَا مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيَّ سَمِعَ رَجُلاً يَقُوْل:

سَبَقَ اليَوْمَ فُلاَنٌ، فَقَالَ: أَنَا السَّابِقُ, قَالُوا: وَكَيْفَ يَا أَبَا مُسْلِمٍ؟ قَالَ: أَدْلَجْتُ مِنْ داريَّا، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ مَسْجِدَكُمْ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطِيَّةَ بنِ قَيْسٍ قَالَ: دَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَهُوَ غازٍ فِي أَرْضِ الرُّوْمِ، وَقَدِ احْتَفَرَ جُوْرَةً فِي فُسْطَاطِهِ، وَجَعَلَ فِيْهَا نِطْعاً، وَأَفْرَغَ فِيْهِ المَاءَ، وَهُوَ يَتَصَلَّقُ فِيْهِ، فَقَالُوا: مَا حَمَلَكَ عَلَى الصِّيَامِ وَأَنْتَ مُسَافِرٌ؟ قَالَ: لَوْ حَضَرَ قِتَالٌ لأَفْطَرْتُ ولتهيَّأت لَهُ، وتقوَّيت, إِنَّ الخَيْلَ لاَ تَجْرِي الغايات، وهن بدن إنما تجري وهنَّ بُدَّنٌ, إِنَّمَا تَجْرِي وَهُنَّ ضمَّر, ألَا وَإِنَّ أَيَّامَنَا بَاقِيَةٌ جَائِيَةٌ, لَهَا نَعْمَلُ. وَقِيْلَ: كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيْرِ حَتَّى مَعَ الصِّبْيَانِ، وَيَقُوْلُ: اذْكُرِ اللهَ, حَتَّى يَرَى الجَاهِلُ أَنَّهُ مجنون. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيِّ, أَنَّهُ كَانَ إِذَا غَزَا أَرْضَ الرُّوْمِ، فَمَرُّوا بِنَهَرٍ، فَقَالَ: أَجِيْزُوا بِسْمِ اللهِ، وَيَمُرُّ بَيْنَ أَيْدِيْهِم، فَيَمُرُّوْنَ بِالنَّهْرِ الغَمْرِ، فَرُبَّمَا لَمْ يَبْلُغْ مِنَ الدَّوَابِّ إلَّا الرُّكَب، فإذا جازوا قال: هَلْ ذَهَبَ لَكُم شَيْءٌ، فَمَنْ ذَهَبَ لَهُ شَيْءٌ فَأَنَا ضَامِنٌ لَهُ، فَأَلْقَى بَعْضُهُم مِخْلاَتِهِ عمدًا، فلمَّا جاوزا قَالَ الرَّجُلُ: مِخْلاَتِي وَقَعَتْ, قَالَ: اتَّبِعْنِي، فَاتَّبَعَهُ، فَإِذَا بِهَا مُعَلَّقَةٌ بِعُوْدٍ فِي النَّهْرِ, قَالَ: خُذْهَا. سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ, أنَّ أَبَا مُسْلِمٍ أَتَى عَلَى دِجْلَةَ وَهِيَ تَرْمِي بِالخَشَبِ مِنْ مَدِّهَا، فَذَهَبَ عَلَيْهَا، ثُمَّ حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَرَ مَسِيْرَ بَنِي إِسْرَائِيْلَ فِي البَحْرِ، ثُمَّ لَهَزَ دَابَّتَهُ، فَخَاضَتِ المَاءَ، وَتَبِعَهُ النَّاسُ حَتَّى قَطَعُوْهَا، ثُمَّ قَالَ: هَلْ فَقَدْتُمْ شَيْئاً مِنْ مَتَاعِكُمْ, فَأَدْعُوَ اللهَ أَنْ يَرُدَّهُ عَلَيَّ؟ عَنْبَسَةُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ إِذَا اسْتَسْقَى سُقِيَ. وَرَوَى بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ, أنَّ امْرَأَةً خببَّت عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ، فَدَعَا عَلَيْهَا فَعَمِيَتْ، فَأَتَتْهُ فَاعْتَرَفَتْ وَتَابَتْ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إن كانت صادقة فاردد بصرها، فأبصرت. ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ، عَنْ بِلاَلِ بنِ كَعْبٍ, أنَّ الصِّبْيَانَ قَالُوا لأَبِي مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيِّ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَحْبِسَ عَلَيْنَا هَذَا الظَّبْيَ فَنَأْخُذَهُ، فَدَعَا اللهَ، فَحَبَسَهُ فَأَخَذُوْهُ. وَعَنْ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ, أنَّ امْرَأَةَ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَتْ: لَيْسَ لَنَا دَقِيْقٌ، فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: دِرْهَمٌ بِعْنَا بِهِ غَزْلاً, قَالَ: ابْغِيْنِيْهِ، وَهَاتِي الجِرَابَ، فَدَخَلَ السُّوْقَ، فَأَتَاهُ سَائِلٌ،

وألحَّ، فَأَعْطَاهُ الدِّرْهَمَ، وَمَلأَ الجِرَابَ نُشَارَةً مِنْ تُرَابٍ، وَأَتَى وقَلْبُه مَرْعُوْبٌ مِنْهَا، وَذَهَبَ فَفَتَحَهُ، فلمَّا جَاءَ لَيْلاً وَضَعَتْهُ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ قَالَتْ: مِنَ الدَّقِيْقِ، فَأَكَلَ وَبَكَى. أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, أنَّ أَبَا مُسْلِمٍ اسْتَبْطَأَ خَبَرَ جَيْشٍ كَانَ بِأَرْضِ الرُّوْمِ، فَدَخَلَ طَائِرٌ فَوَقَعَ، فَقَالَ: أَنَا رُتْبَابِيْلُ مُسْلِي الحُزْنِ مِنْ صُدُوْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَ الجَيْشِ، فَقَالَ: مَا جِئْتَ حَتَّى اسْتَبْطَأْتُكَ? قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ يَرْتَجِزُ يَوْمَ صِفِّيْنَ، وَيَقُوْلُ: مَا علَّتي مَا علَّتي ... وَقَدْ لَبِسْتُ دِرعَتي أَمُوْتُ عِنْدَ طَاعَتِي وَقِيْلَ: إنَّ أَبَا مُسْلِمٍ قَامَ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَوَعَظَهُ، وَقَالَ: إِيَّاكَ أَنْ تَمِيْلَ عَلَى قَبِيْلَةٍ، فَيَذْهَبَ حَيْفُكَ بِعَدْلِكَ. وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطِيَّةَ بنِ قَيْسٍ قَالَ: دَخَلَ أَبُو مُسْلِمٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَامَ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الأَجِيْرُ، فَقَالَوا: مَهْ, قَالَ: دَعُوْهُ، فَهُوَ أَعْرَفُ بِمَا يَقُوْلُ، وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ، ثمَّ وَعَظَهُ وحثَّه عَلَى العَدْلِ. وَقَالَ شُرَحْبِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ: كَانَ الوُلاَةُ يَتَيَمَّنون بِأَبِي مُسْلِمٍ، ويؤمِّرونه عَلَى المُقَدِّمَاتِ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: مَاتَ أَبُو مُسْلِمٍ بِأَرْضِ الرُّوْمِ، وَكَانَ شَتَا مَعَ بُسْرِ بنِ أَبِي أَرْطَاةَ، فَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ، فَعَادَهُ بُسْرٌ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُسْلِمٍ: يَا بُسْرُ, اعْقِدْ لِي عَلَى مَنْ مَاتَ فِي هَذِهِ الغَزَاةِ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ آتِيَ بِهِم يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى لِوَائِهِم. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حُدِّثْنَا عَنْ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ بَعْضِ المَشْيَخَةِ قَالَ: أَقْبَلْنَا مِنْ أَرْضِ الرُّوْمِ، فَمَرَرْنَا بِالعُمَيْرِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ حِمْصَ، فِي آخِرِ اللَّيْلِ، فاطَّلع رَاهِبٌ مِنْ صَوْمَعَةٍ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُوْنَ أَبَا مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيَّ؟ قُلْنَا: نَعَمْ, قال: إذا أتيتموه فأقرءوه السَّلاَمَ، فَإِنَّا نَجِدُهُ فِي الكُتُبِ رَفِيْقَ عِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ, أَمَا إِنَّكُم لاَ تَجِدُوْنَهُ حَيّاً. قَالَ: فَلَمَّا أَشْرَفْنَا عَلَى الغُوْطَةِ بَلَغَنَا مَوْتُهُ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ -يَعْنِي: سَمِعُوا ذَلِكَ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِأَرْضِ الرُّوْمِ. وَرَوَى إِسْمَاعِيْلُ بنُ عيَّاش، عَنْ شُرَحْبِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ هَانِئ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: إنما المصيبة كل مصيبة بِمَوْتِ أَبِي مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيِّ، وكُرَيْب بنِ سَيْفٍ الأَنْصَارِيِّ. إِسْنَادُهُ صَالِحٌ، فَعَلَى هَذَا يَكُوْنُ أَبُو مُسْلِمٍ مَاتَ قَبْلَ مُعَاوِيَةَ, إلَّا أَنْ يَكُوْنَ هَذَا هُوَ مُعَاوِيَةُ بنُ يَزِيْدَ. وَقَدْ قَالَ المفضَّل بنُ غسَّان الغَلاَبِيُّ: إنَّ عَلْقَمَةَ وَأَبَا مُسْلِمٍ مَاتَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ، فَاللهُ أَعْلَمُ، وبداريَّا قَبْرٌ يُزَارُ يُقَالُ: إِنَّهُ قَبْرُ أبي مسلم الخولاني، وذلك محتمل.

القاري

371- القارِّيّ 1: "ع" عبد الرحمن بن عبد القارِّيّ المدني, يُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ، وَإِنَّمَا وُلِدَ فِي أَيَّامِ النُّبُوَّةِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ صَغِيْرٌ. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: عَضَلٌ والقارَّة ابْنَا يَثْيَعِ بن الهون بن خزيمة بن مدركة. قُلْتُ: رَوَى عَنْ عُمَرَ، وَأَبِي طَلْحَةَ، وَأَبِي أَيُّوْبَ، وَغَيْرِهِم. وَعَنْهُ السَّائِبُ بنُ يَزِيْدَ -مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَعُرْوَةُ، وَالأَعْرَجُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَطَائِفَةٌ، وَابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وثَّقه ابْنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ بِالمَدِيْنَةِ، وَلَهُ ثَمَانٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 57"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1008"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1008"، أسد الغابة "3/ 307"، الإصابة "3/ ترجمة 6223"، تهذيب التهذيب "6/ ترجمة 449".

عامر بن عبد قيس

372- عامر بن عبد قيس 1: القُدْوَةُ الوَلِيُّ الزَّاهِدُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَيُقَالُ: أَبُو عَمْرٍو التَّمِيْمِيُّ العَنْبَرِيُّ البَصْرِيُّ. رَوَى عَنْ عُمَرَ وَسَلْمَانَ. وَعَنْهُ: الحَسَنُ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُليّ، وَغَيْرُهُم، وقلَّما رَوَى. قَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً، مِنْ عُبَّاد التَّابِعِيْنَ, رَآهُ كَعْبُ الأَحْبَارِ، فَقَالَ: هَذَا رَاهِبُ هَذِهِ الأُمَّةِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي "القِرَاءاتِ": كَانَ عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الَّذِي يُعْرَفُ بِابْنِ عَبْدِ قَيْسٍ يُقْرِئُ النَّاسَ. حدَّثنا عَبَّادٌ، عَنْ يُوْنُسَ، عَنِ الحَسَنِ, أنَّ عَامِراً كَانَ يَقُوْلُ: مَنْ أُقْرِئُ؟ فَيَأْتِيْهِ نَاسٌ فَيُقْرِئُهُمُ القُرْآنَ، ثُمَّ يقوم فيصلي إلى الظهر، ثم يصلي إِلَى العَصْرِ، ثُمَّ يُقْرِئُ النَّاسَ إِلَى المَغْرِبِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا بَيْنَ العِشَاءيْنِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَيَأْكُلُ رَغِيْفاً، وَيَنَامُ نَوْمَةً خَفِيْفَةً، ثُمَّ يَقُوْمُ لِصَلاَتِهِ، ثُمَّ يتسحَّر رَغِيْفاً، وَيَخْرُجُ. قَالَ بِلاَلُ بنُ سَعْدٍ، وُشِيَ بِعَامِرِ بنِ عبد قيس إلى زياد، فقالوا: ههنا رَجُلٌ قِيْلَ لَهُ: مَا إِبْرَاهِيْمُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- خَيْراً مِنْكَ، فَسَكَتَ، وَقَدْ تَرَكَ النِّسَاءَ، فَكَتَبَ فِيْهِ إِلَى عُثْمَانَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: انْفِهِ إِلَى الشَّامِ عَلَى قَتَبٍ2، فلمَّا جَاءهُ الكِتَابُ أَرْسَلَ إِلَى عَامِرٍ، فَقَالَ: أَنْتَ قِيْلَ لَكَ: مَا إِبْرَاهِيْمُ خَيْراً مِنْكَ، فَسَكَتَّ, قَالَ: أَمَا وَاللهِ مَا سُكُوْتِي إلَّا تَعَجُّبٌ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي غُبَارُ قَدَمَيْهِ, قَالَ: وَتَرَكْتَ النِّسَاءَ, قَالَ: وَاللهِ مَا تركتهنَّ إلَّا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ يَجِيْءُ الوَلَدُ، وَتَشَعَّبُ فِيَّ الدُّنْيَا، فَأَحْبَبْتُ التَّخَلِّي، فَأَجْلاَهُ عَلَى قَتَبٍ إِلَى الشَّامِ، فَأَنْزَلَهُ مُعَاوِيَةُ مَعَهُ فِي الخَضْرَاءِ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِجَارِيَةٍ، وَأَمَرَهَا أَنْ تُعْلِمَه مَا حَالُهُ، فَكَانَ يَخْرُجُ مِنَ السَّحَر، فَلاَ تَرَاهُ إلَّا بَعْدَ العَتَمَةِ، فَيَبْعَثُ مُعَاوِيَةُ إِلَيْهِ بِطَعَامٍ، فَلاَ يَعْرِضُ لَهُ، وَيَجِيْءُ مَعَهُ بِكِسَرٍ فَيَبُلُّهَا وَيَأْكُلُ، ثُمَّ يَقُوْمُ إِلَى أَنْ يَسْمَعَ النِّدَاءَ، فَيَخْرُجُ، فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ يَذْكُرُ حَالَهُ، فَكَتَبَ: اجْعَلْهُ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ، ومُرْ لَهُ بِعَشْرَةٍ مِنَ الرَّقِيْقِ، وَعَشْرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ، فَأَحْضَرَهُ وَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: إنَّ عَلَيَّ شَيْطَاناً قَدْ غَلَبَنِي، فَكَيْفَ أَجْمَعُ عَلَيَّ عَشْرَةً، وكانت له بغلة. فَرَوَى بِلاَلُ بنُ سَعْدٍ عمَّن رَآهُ بِأَرْضِ الرُّوْمِ عَلَيْهَا, يَرْكَبُهَا عُقْبَةً، وَيَحْمِلُ المُهَاجِرِيْنَ عُقْبَةً, قَالَ بِلاَلٌ: كَانَ إِذَا فَصَلَ غَازِياً يتوسَّم مَنْ يُرَافِقُهُ، فَإِذَا رَأَى رُفْقَةً تُعْجِبُهُ اشْتَرَطَ عَلَيْهِم أَنْ يَخْدِمَهُم، وَأَنْ يُؤَذِّنَ، وَأَنْ يُنْفِقَ عَلَيْهِم طَاقَتَهُ. رَوَاهُ ابْنُ المُبَارَكِ بِطُوْلِهِ فِي الزُّهْدِ لَهُ. هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ عَامِرُ بنُ عَبْدِ قَيْسٍ يَسْأَلُ رَبَّهُ أَنْ يَنْزِعَ شَهْوَةَ النِّسَاءِ مِنْ قَلْبِهِ، فَكَانَ لاَ يُبَالِي أَذَكَراً لَقِيَ أَمْ أُنْثَى، وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَمْنَعَ قَلْبَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، وَقِيْلَ: إِنَّ ذَلِكَ ذَهَبَ عَنْهُ. وَعَنْ أَبِي الحُسَيْنِ المُجَاشِعِيِّ قَالَ: قِيْلَ لِعَامِرِ بنِ عَبْدِ قَيْسٍ: أَتُحَدِّثُ نَفْسَكَ فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ: أُحَدِّثُهَا بِالوُقُوْفِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ، وَمُنْصَرَفِي. وَعَنْ كَعْبٍ أَنَّهُ رَأَى بِالشَّامِ عَامِرَ بنَ عَبْدِ قَيْسٍ، فَقَالَ: هَذَا رَاهِبُ هَذِهِ الأُمَّةِ. قَالَ أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ: قِيْلَ لِعَامِرِ بنِ عَبْدِ قَيْسٍ: إِنَّكَ تَبِيْتُ خَارِجاً, أَمَا تَخَافُ الأَسَدَ؟ قَالَ: إِنِّي لأَسْتَحْيِي مِنْ رَبِّي أَنْ أَخَافَ شَيْئاً دُوْنَهُ. وَرَوَى هَمَّامٌ، عن قتادة مثله.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 103"، التاريخ الكبير "3/ ق2/ 447"، والحلية "2/ 87"، أسد الغابة "3/ 88"، الإصابة "3/ ترجمة 6284". 2 القتب: الرحل أو الإكاف الصغير الذي على قدر سنام البعير.

حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ, لَقِيَ رَجُلٌ عَامِرَ بنَ عَبْدِ قَيْسٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ أَلَمْ يَقُلِ اللهُ: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [الرَّعْدُ: 38] ، قَالَ: أَفَلَمْ يَقُلِ اللهُ تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذَّارِيَاتُ: 56] . وَقِيْلَ: كَانَ عَامِرٌ لاَ يَزَالُ يُصَلِّي مِنْ طُلُوْعِ الشَّمْسِ إِلَى العَصْرِ، فَيَنْصَرِفُ وَقَدِ انْفَتَحَتْ سَاقَاهُ، فَيَقُوْلُ: يَا أمَّارة بِالسُّوْءِ إِنَّمَا خُلِقْتِ لِلْعِبَادَةِ. وَهَبَطَ وَادِياً بِهِ عَابِدٌ حَبَشِيٌّ، فَانْفَرَدَ يُصَلِّي فِي نَاحِيَةٍ، وَالحَبَشِيُّ فِي نَاحِيَةٍ, أَرْبَعِيْنَ يَوْماً لاَ يَجْتَمِعَانِ إلَّا فِي فَرِيْضَةٍ. مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ الشِّخِّيْرِ, أنَّ عَامِراً كَانَ يَأْخُذُ عَطَاءهُ، فَيَجْعَلُهُ فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ، فَلاَ يَلْقَى مِسْكِيْناً إلَّا أَعْطَاهُ، فَإِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ رَمَى بِهِ إِلَيْهِم، فَيَعُدُّوْنَهَا، فَيَجِدُوْنَهَا كَمَا أُعْطِيْهَا. جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ: حَدَّثَنَا مَيْمُوْنُ بنُ مِهْرَانَ, أنَّ عَامِرَ بنَ عَبْدِ قَيْسٍ بَعَثَ إِلَيْهِ أَمِيْرُ البَصْرَةِ: مَا لَكَ لاَ تَزَوَّجَ النِّسَاءَ؟ قَالَ: مَا تركتهنَّ، وَإِنِّي لَدَائِبٌ فِي الخِطْبَةِ, قَالَ: مَا لَكَ لاَ تَأْكُلُ الجُبْنَ؟ قَالَ: إِنَّا بِأَرْضٍ فِيْهَا مَجُوْسٌ، فَمَا شَهِدَ مُسْلِمَانِ أَنْ لَيْسَ فِيْهِ مَيْتَةٌ أَكَلْتُهُ, قَالَ: وَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْتِيَ الأُمَرَاءَ؟ قَالَ: إِنَّ لَدَى أَبْوَابِكُم طُلاَّبَ الحَاجَاتِ، فَادْعُوْهُم وَاقْضُوا حَاجَاتِهِم، وَدَعُوا مَنْ لاَ حَاجَةَ لَهُ إِلَيْكُم. قَالَ مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ: حَدَّثَنِي فُلاَنٌ أنَّ عَامِراً مَرَّ فِي الرَّحْبَةِ، وَإِذَا رَجُلٌ يُظْلَم، فَأَلْقَى رِدَاءهُ، وَقَالَ: لاَ أَرَى ذمَّة اللهِ تُخْفَرُ وَأَنَا حَيٌّ، فَاسْتَنْقَذَهُ. وَيُرْوَى أَنَّ سَبَبَ إِبْعَادِهِ إِلَى الشَّامِ كَوْنُهُ أَنْكَرَ وخَلَّص هَذَا الذميّ. قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنَا الجُرَيْرِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ابْنُ عَبْدِ قَيْسٍ, شَيَّعَهُ إِخْوَانُهُ، وَكَانَ بِظَهْرِ المِرْبَدِ، فَقَالَ: إِنِّي داعٍ فأمِّنوا: اللَّهُمَّ مَنْ وَشَى بِي وَكَذَبَ عَلَيَّ وَأَخْرَجَنِي مِنْ مِصْرِي، وفرَّق بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَانِي، فَأَكْثِرْ مَالَهُ، وَأَصِحَّ جِسْمَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ. قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ: بُعِثَ بِعَامِرِ بنِ عَبْدِ قَيْسٍ إِلَى الشام، فقال: الحمد الله الَّذِي حَشَرَنِي رَاكِباً. قَالَ قَتَادَةُ: لَمَّا احْتُضِرَ عَامِرٌ بَكَى، فَقِيْلَ: مَا يُبْكِيْكَ؟ قَالَ: مَا أَبْكِي جَزَعاً مِنَ المَوْتِ، وَلاَ حِرْصاً عَلَى الدُّنْيَا، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى ظَمَأِ الهَوَاجِرِ، وَقِيَامِ اللَّيْلِ. وَرَوَى عُثْمَانُ بنُ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ, أنَّ قَبْرَ عَامِرَ بنَ عَبْدِ قَيْسٍ بِبَيْتِ المَقْدِسِ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ.

أويس القرني

373- أويس القرني 1: هُوَ القُدْوَةُ الزَّاهِدُ، سَيِّدُ التَّابِعِيْنَ فِي زَمَانِهِ, أَبُو عَمْرٍو أُوَيْسُ بنُ عَامِرِ بنِ جَزْءِ بن مالك القرني المرادي اليماني. وَقَرَنُ: بَطْنٌ مِنْ مُرَادٍ، وَفَد عَلَى عُمَرَ، وَرَوَى قَلِيْلاً عَنْهُ، وَعَنْ عَلِيٍّ. رَوَى عَنْهُ يُسَيْرُ بنُ عَمْرِوٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى، وَأَبُو عَبْدِ رَبٍّ الدِّمَشْقِيُّ، وَغَيْرُهُم, حِكَايَاتٍ يَسِيْرَةً مَا رَوَى شَيْئاً مُسْنَداً، وَلاَ تَهَيَّأَ أَنْ يُحْكَمَ عَلَيْهِ بِلِيْنٍ، وَقَدْ كَانَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللهِ المُتَّقِيْنَ، وَمِنْ عِبَادِهِ المُخْلَصِيْنَ. عَفَّانُ: حَدَّثَنَا حمَّاد بنُ سَلَمَةَ، عَنِ الجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أُسَيْرِ بنِ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ أَهْلُ اليَمَنِ, جَعَلَ عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَسْتَقْرِئُ الرِّفَاقَ، فَيَقُوْلُ: هَلْ فِيْكُم أَحَدٌ مِنْ قَرن، فَوَقَعَ زِمَامُ عُمَرَ أَوْ زِمَامُ أُوَيْسٍ، فَنَاوَلَهُ أَوْ نَاوَلَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، فَعَرَفَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: أَنَا أُوَيْسٌ, قَالَ: هَلْ لَكَ وَالِدَةٌ, قَالَ: نَعَمْ, قَالَ: فَهَلْ كَانَ بِكَ مِنَ البَيَاضِ شَيْءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَدَعَوْتُ اللهَ فَأَذْهَبَهُ عَنِّي إلَّا مَوْضِعَ الدِّرْهَمِ مِنْ سُرَّتي؛ لأَذْكُرَ بِهِ رَبِّي, قَالَ لَهُ عُمَرُ: اسْتَغْفِرْ لِي, قَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي, أَنْتَ صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: إني سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِيْنَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ، وَلَهُ وَالِدَةٌ، وَكَانَ بِهِ بَيَاضٌ، فَدَعَا اللهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إلَّا مَوْضِعَ الدِّرْهَمِ فِي سُرَّتِهِ"، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، ثُمَّ دَخَلَ فِي غِمَارِ النَّاسِ، فَلَمْ نَدْرِ أَيْنَ وَقَعَ, قَالَ: فَقَدِمَ الكُوْفَةَ, قَالَ: فكنَّا نَجْتَمِعُ فِي حَلْقَةٍ، فَنَذْكُرُ اللهَ، فَيَجْلِسُ مَعَنَا، فَكَانَ إِذَا ذَكَرَ هُوَ وَقَعَ فِي قُلُوْبِنَا لاَ يَقَعُ حَدِيْثٌ غَيْرُهُ....، فَذَكَرَ الحَدِيْثَ, هَكَذَا اخْتَصَرَهُ2. "م": حدَّثنا ابْنُ مُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بنِ أَوْفَى، عَنْ أُسَيْرِ بنِ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إِذَا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ اليَمَنِ سَأَلَهُم: أَفِيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ, حَتَّى أتى على أُوَيْسٍ، فَقَالَ: أَنْتَ أويس بنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: نعم. قال:

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 161"، التاريخ الكبير "1/ ق2/ 55"، الجرح والتعديل "1/ ق1/ 326"، أسد الغابة "1/ 151"، تهذيب التهذيب "1/ 386". 2 أخرجه مسلم "2542" "224" من طريق عفان بن مسلم، حدثنا بن سلمة، به.

مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ, قَالَ: نَعَمْ, قَالَ: فَكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرِأْتَ مِنْهُ إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ, قَالَ: نَعَمْ, قَالَ: أَلَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ, قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "يَأْتِي عَلَيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ اليَمَنِ مِنْ مُرَادٍ، ثم من قرن, كان به برص فبرأ مِنْهُ, إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ, لَهُ وَالِدَةٌ, هُوَ بِهَا بَرٌّ, لَوْ أقسَم عَلَى اللهِ لأبرَّه، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ"، فَاسْتَغْفِرْ لِي, قَالَ: فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيْدُ؟ قَالَ: الكُوْفَةَ, قَالَ: ألَا أَكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا؟ قَالَ: أَكُوْنُ فِي غُبَّرَاتِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ, قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ حَجَّ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِم، فَوَافَقَ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ عَنْ أُوَيْسٍ، فَقَالَ: تَرَكْتُهُ رثَّ الهَيْئَةِ, قَلِيْلَ المَتَاعِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "يَأْتِي عَلَيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ اليَمَنِ مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ, كَانَ بِهِ برص، فبرأ منه إلَّا موضع درهم, له وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرّ, لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأبرَّه، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ". فَأَتَى أُوَيْساً، فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي, قَالَ: أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْداً بِسَفَرٍ صَالِحٍ، فَاسْتَغْفِرْ لِي, قَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي, قَالَ: لَقِيْتَ عُمَرَ, قَالَ: نَعَمْ, قَالَ: فَاسْتَغْفَرْ لَهُ, قَالَ: فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ، فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ, قَالَ أُسَيْرٌ: وَكَسَوْتُهُ بُرْدَةً، وَكَانَ كُلُّ مَنْ رَآهُ قَالَ: مِنْ أَيْنَ لأُوَيْسٍ هَذِهِ البُرْدَةُ؟ 1 م: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُثَنَّى, حَدَّثَنَا عَفَّانُ, حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أُسَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ, سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِيْنَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ، وَلَهُ وَالِدَةٌ، وَكَانَ بِهِ بَيَاضٌ، فَمُرُوْهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُم" 2. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ هَذَا حَدِيْثٌ بَصْرِيٌّ. قُلْتُ: تفرَّد بِهِ أُسَيْرُ بنُ جَابِرٍ، وَيُقَالُ: يُسَيْرُ بنُ عَمْرٍو أَبُو الخَبَّازِ, بَصْرِيٌّ, رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ قَيْسٌ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَابْنُ سِيْرِيْنَ، وَأَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: أُسَيْرُ بنُ جَابِرٍ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ, سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: قَدِمَ أُسَيْرٌ البَصْرَةَ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُم، فَقَالُوا: هَذَا هَكَذَا، فَكَيْفَ النَّهْرُ الَّذِي شَرِبَ مِنْهُ, يَعْنُوْنَ: ابْنَ مَسْعُوْدٍ, قَالَ عَلِيٌّ: وَأَهْلُ البَصْرَةِ يَقُوْلُوْنَ: أُسَيْرُ بنُ جَابِرٍ، وَأَهْلُ الكُوْفَةِ يَقُوْلُوْنَ: ابْنُ عَمْرٍو، وَيُقَالُ: يُسَيْرٌ. وَقَالَ العَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ: وُلِدَ فِي مُهَاجَرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ. أَبُو النَّضْرِ "م": حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أسير بن جابر، عن عمر:

_ 1 أخرجه مسلم "2542". 2 أخرجه مسلم "2542" "223".

سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "خَيْرُ التَّابِعِيْنَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ، وَكَانَ بِهِ بَيَاضٌ، فَدَعَا اللهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ, إلَّا مَوْضِعَ الدِّرْهَمِ فِي سُرَّتِهِ, لاَ يَدَعُ بِاليَمَنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُم فَمُرُوْهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُم". قَالَ عُمَرُ، فَقَدِمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ، فَقُلْتُ لَهُ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنَ اليَمَنِ, قُلْتُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: أُوَيْسٌ, قُلْتُ: فَمَنْ تَرَكْتَ بِاليَمَنِ؟ قَالَ: أُمّاً لِي, قُلْتُ: أَكَانَ بِكَ بَيَاضٌ فَدَعَوْتَ اللهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ, قُلْتُ: فَاسْتَغْفِرْ لِي, قَالَ: أويستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين؟ قال: فَاسْتَغْفَرَ لِي، وَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ أَخِي لاَ تُفَارِقُنِي, قَالَ: فَانْمَلَسَ مِنِّي1، فَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَيْكُمُ الكُوْفَةَ, قَالَ: فَجَعَلَ رَجُلٌ كَانَ يَسْخَرُ بِأُوَيْسٍ بِالكُوْفَةِ، وَيَحْقِرُهُ, يَقُوْلُ: مَا هَذَا منَّا وَلاَ نَعْرِفُهُ, قَالَ عُمَرُ: بَلَى إِنَّهُ رَجُلٌ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: كَأَنَّهُ يَضَعُ شَأْنَهُ, فِيْنَا رَجُلٌ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ، فَقَالَ عُمَرُ: أَدْرِكْ فَلاَ أُرَاكَ تُدْرِكُهُ, قَالَ: فَأَقْبَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أُوَيْسٍ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، فَقَالَ لَهُ أُوَيْسٌ: مَا هَذِهِ عَادَتُكَ, فَمَا بَدَا لَكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُوْلُ فِيْكَ: كَذَا وَكَذَا، فَاسْتَغْفِرْ لِي, قَالَ: لاَ أَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلَ لِي عَلَيْكَ أَنْ لاَ تَسْخَرَ بِي فِيْمَا بَعْدُ، وَأَنْ لاَ تَذْكُرَ مَا سَمِعْتَهُ مِنْ عُمَرَ لأحدٍ, قَالَ: نَعَمْ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ, قَالَ أُسَيْرٌ، فَمَا لَبِثْنَا أَنْ فَشَا أَمْرُهُ فِي الكُوْفَةِ, قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَخِي, ألَا أَرَاكَ العُجْبَ وَنَحْنُ لاَ نَشْعُرُ؟ فَقَالَ: مَا كَانَ فِي هَذَا مَا أَتَبَلَّغُ بِهِ فِي النَّاسِ، وَمَا يُجْزَى كُلُّ عَبْدٍ إلَّا بِعَمَلِهِ, قَالَ: وَانْمَلَسَ مِنِّي فَذَهَبَ. وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أُسَيْرِ بنِ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ بِالكُوْفَةِ رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ بكلام لا أسمع أحد يَتَكَلَّمُ بِهِ، فَفَقَدْتُهُ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقَالُوا: ذَاكَ أُوَيْسٌ، فَاسْتَدْلَلْتُ عَلَيْهِ وَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: مَا حَبَسَكَ عَنَّا؟ قَالَ: العُرْيُ, قَالَ: وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَسْخَرُوْنَ بِهِ وَيُؤْذُوْنَهُ, قُلْتُ: هَذَا بُرْدٌ فَخُذْهُ, قَالَ: لاَ تَفْعَلْ، فَإِنَّهُم إِذاً يُؤْذُوْنَنِي، فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى لَبِسَهُ، فَخَرَجَ عَلَيْهِم، فَقَالُوا: مَنْ تَرَوْنَ خَدَعَ عَنْ هَذَا البُرْدِ؟ قَالَ: فَجَاءَ فَوَضَعَهُ، فَأَتَيْتُ فَقُلْتُ: مَا تُرِيْدُوْنَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ؟ فَقَدْ آذَيْتُمُوْهُ, الرَّجُلُ يَعْرَى مَرَّةً، وَيَكْتَسِي أخرى، وآخذتهم بلساني، فقُضِيَ أنَّ أَهْلَ الكُوْفَةِ وَفَدُوا عَلَى عُمَرَ، فَوَفَدَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ يَسْخَرُ بِهِ، فَقَالَ عمر: ما ههنا رجل من القرنين، فَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ رجل يَأْتِيْكُم مِنَ اليَمَنِ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ, لاَ يَدَعُ بِاليَمَنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ, قَدْ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ, فَدَعَا اللهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ, إلَّا موضع لدرهم، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُم، فَمُرُوْهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُم" قَالَ عمر: فقدم علينا ههنا، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا أُوَيْسٌ, قُلْتُ: مَنْ تَرَكْتَ بِاليَمَنِ؟ قَالَ: أُمّاً لِي, قُلْتُ: هَلْ كَانَ بِكَ بَيَاضٌ، فَدَعَوْتَ اللهَ، فَأَذْهَبَهُ عَنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ, قُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي, قَالَ: يا أمير المؤمنين! يستغفر مثلي لمثلك؟!

_ 1 انملس: أفلت.

قُلْتُ: أَنْتَ أَخِي لاَ تَفَارِقُنِي، فَانْمَلَسَ منِّي، فَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَيْكُمُ الكُوْفَةَ, قَالَ: وَجَعَلَ الرَّجُل يُحَقِّرُهُ عمَّا يَقُوْلُ فِيْهِ عُمَرُ، فَجَعَلَ يَقُوْلُ: مَاذَا فِيْنَا وَلاَ نَعْرِفُ هَذَا, قَالَ عُمَرُ: بَلَى, إِنَّهُ رَجُلٌ كَذَا، فَجَعَلَ يَضَعُ مِنْ أَمْرِهِ، فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ عِنْدَنَا نَسْخَرُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ: أُوَيْسٌ؟ قَالَ: هُوَ هُوَ, أَدْرِكْ وَلاَ أُرَاكَ تُدْرِكُ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، فَقَالَ أُوَيْسٌ: مَا كَانَتْ هَذِهِ عَادَتُكَ، فَمَا بَدَا لَكَ أَنْشُدُكَ اللهَ؟ قَالَ: لَقِيْتُ عُمَرَ فَقَالَ كَذَا وَقَالَ كَذَا، فَاسْتَغْفِرْ لِي, قَالَ: لاَ أَسْتَغْفِرُ لَكَ حَتَّى تَجْعَلَ لِي عَلَيْكَ أَنْ لاَ تَسْخَرَ بِي، وَلاَ تَذْكُرَ مَا سَمِعْتَ مِنْ عُمَرَ إِلَى أَحَدٍ, قَالَ: لَكَ ذَاكَ, قَالَ: فَاسْتَغْفَرَ لَهُ, قَالَ أُسَيْرٌ: فَمَا لَبِثَ أَنْ فَشَا حَدِيْثُهُ بِالكُوْفَةِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا أَخِي ألَا أَرَاكَ أَنْتَ العُجْبُ، وكنَّا لاَ نَشْعُرُ, قَالَ: مَا كَانَ فِي هَذَا مَا أَتَبَلَّغُ بِهِ إِلَى النَّاسِ، وَمَا يُجْزَى كُلُّ عَبْدٍ إلَّا بِعَمَلِهِ، فلمَّا فَشَا الحَدِيْثُ هرب، فذهب. وَرَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ، وفي لفظ: أويستغفر لِمِثْلِكَ؟ وَرَوَى نَحْواً مِنْ ذَلِكَ عُثْمَانُ بنُ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، وَزَادَ فِيْهَا: ثُمَّ إِنَّهُ غَزَا أَذْرَبِيْجَانَ، فَمَاتَ، فَتنَافَسَ أَصْحَابُهُ فِي حَفْرِ قَبْرِهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ, أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ, أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ, أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, حدَّثنا هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ, حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ, حَدَّثَنِي أَبُو الأَصْفَرِ، عَنْ صَعْصَعَةَ بنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: كَانَ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ رَجُلاً مِنْ قَرَنٍ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ، وَكَانَ مِنَ التَّابِعِيْنَ، فَخَرَجَ بِهِ وَضَحٌ، فَدَعَا اللهَ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْهُ، فَأَذْهَبَهُ اللهُ, قَالَ: دَعْ فِي جَسَدِي مِنْهُ مَا أَذْكُرُ بِهِ نِعَمَكَ عَلَيَّ، فَتَرَكَ لَهُ مَا يَذْكُرُ بِهِ نِعَمَهُ عَلَيْهِ، وَكَانَ رَجُلٌ يَلْزَمُ المَسْجِدَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَكَانَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ يَلْزَمُ السُّلْطَانَ يُوْلَعُ بِهِ، فَإِنْ رَآهُ مَعَ قَوْمٍ أَغْنِيَاءَ قَالَ: مَا هُوَ إلَّا يَسْتَأْكِلُهُم، وَإِنْ رَآهُ مَعَ قَوْمٍ فُقَرَاءَ قَالَ: مَا هُوَ إلَّا يَخْدَعُهُم، وَأُوَيْسٌ لاَ يَقُوْلُ فِي ابْنِ عَمِّهِ إلَّا خَيْراً, غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا مَرَّ بِهِ اسْتَتَرَ مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ يَأْثَمَ فِي سَبَبِهِ، وَكَانَ عُمَرُ يَسْأَلُ الوُفُوْدَ إِذَا هُم قَدِمُوا عَلَيْهِ مِنَ الكُوْفَةِ: هَلْ تَعْرِفُوْنَ أُوَيْسَ بنَ عَامِرٍ القَرَنِيَّ؟ فَيَقُوْلُوْنَ: لاَ، فقَدِمَ وَفْدٌ مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ، فِيْهِمُ ابْنُ عَمِّهِ ذَاكَ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُوْنَ أُوَيْساً؟ قَالَ ابْنُ عَمِّهِ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, هُوَ ابْنُ عَمِّي، وَهُوَ رَجُلٌ نَذْلٌ فَاسِدٌ, لَمْ يَبْلُغْ مَا أَنْ تَعْرِفَهُ أَنْتَ, قَالَ: وَيْلَكَ هلكت، ويلك هلكت, إذا قدمت فأقرأه منِّي السَّلاَمَ، وَمُرْهُ فَلْيَفِدْ إِلَيَّ، فَقَدِمَ الكُوْفَةَ، فَلَمْ يَضَعْ ثِيَابَ سَفَرِهِ عَنْهُ حَتَّى أَتَى المَسْجِدَ، فَرَأَى أُوَيْساً، فلَمَّ بِهِ، فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا ابْنَ عَمِّي, قَالَ: غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا ابْنَ عَمِّ, قَالَ: وَأَنْتَ، فَغَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أُوَيْسُ, أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ يُقْرِئُكَ السلام, قال:

وَمَنْ ذَكَرَنِي لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ؟ قَالَ: هُوَ ذَكَرَكَ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُبَلِّغَكَ أَنْ تَفِدَ إِلَيْهِ, قَالَ: سَمْعاً وَطَاعَةً لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَوَفَدَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم, قال: أَنْتَ الَّذِي خَرَجَ بِكَ وَضَحٌ، فَدَعَوْتَ اللهَ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْكَ فَأَذْهَبَهُ، فَقُلْتَ: اللَّهُمَّ دَعْ لِي فِي جَسَدِي مِنْهُ مَا أَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ، فَتَرَكَ لَكَ فِي جَسَدِكَ مَا تَذْكُرُ بِهِ نِعَمَهُ عَلَيْكَ, قَالَ: وَمَا أَدْرَاكَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، فَوَاللهِ مَا اطَّلع عَلَى هَذَا بَشَرٌ, قَالَ: أَخْبَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ سَيَكُوْنُ فِي التَّابِعِيْنَ رَجُلٌ مِنْ قرنٍ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ, يَخْرُجُ بِهِ وَضَحٌ، فَيَدْعُو اللهَ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْهُ فَيُذْهِبَهُ، فَيَقُوْلُ: اللَّهُمَّ دَعْ لِي فِي جَسَدِي مَا أَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ، فَيَدَعُ لَهُ مَا يَذْكُرُ بِهِ نِعَمَهُ عَلَيْهِ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُم، فَاسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ، فَلْيَسْتَغْفِرْ لَهُ"، فَاسْتَغْفِرْ لِي يَا أُوَيْسُ, قَالَ: غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, قَالَ: وَأَنْتَ غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أُوَيْسَ بنَ عَامِرٍ, قَالَ: فَلَمَّا سَمِعُوا عُمَرَ قَالَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ رَجُلٌ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا أُوَيْسُ، وَقَالَ آخَرُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا أُوَيْسُ، فلمَّا كَثُرُوا عَلَيْهِ انْسَابَ فَذَهَبَ، فَمَا رُؤِيَ حَتَّى السَّاعَةِ. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ تفرَّد بِهِ مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي الأَصْفَرِ، وَأَبُو الأَصْفَرِ لَيْسَ بِمَعْرُوْفٍ. مُعَلَّلُ بنُ نُفَيْلٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مِحْصَنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ, قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عُمَرُ إِذَا رَأَيْتَ أُوَيْساً القَرَنِيَّ، فَقُلْ لَهُ: فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكَ، فَإِنَّهُ يُشَفَّعُ يَوْمَ القِيَامَةِ، فِي مِثْلِ رَبِيْعَةَ، وَمُضَرٍ, بين كتفيه علامة وضح مثل الدرهم". أَخْرَجَهُ الإِسْمَاعِيْلِيُّ فِي مُسْنَدِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مِحْصَنٍ هُوَ العُكَاشِيُّ, تَالِفٌ. أُنْبِئْتُ عَنْ أَبِي المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ, أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ, أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ قَالَ: فَمِنَ الطَّبَقَةِ الأُوْلَى مِنَ التَّابِعِيْنَ سَيِّدُ العُبَّادِ، وَعَلَمُ الأَصْفِيَاءِ مِنَ الزُّهَّادِ؛ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ القَرَنِيُّ, بشَّر النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهِ، وَأَوْصَى بِهِ, إِلَى أَنْ قَالَ فِي التَّرْجَمَةِ: وَرَوَاهُ الضَّحَّاكُ بنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِزِيَادَةِ أَلْفَاظٍ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهَا، وَمَا رَوَاهُ أَحَدٌ سِوَى مَخْلَدِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ نَوْفَلِ بنِ عَبْدِ اللهِ عَنْهُ، وَمِنْ أَلْفَاظِهِ: فَقَالُوا يَا رَسُوْلَ اللهِ، وَمَا أُوَيْسٌ؟ قَالَ: "أَشْهَلُ ذُوْ صُهُوْبَةٍ, بَعِيْدُ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ, مُعْتَدِلُ القَامَةِ, آدَمُ شَدِيْدُ الأُدْمَةِ, ضَارِبٌ بِذَقْنِهِ عَلَى صَدْرِهِ, رَامٍ بِبَصَرِهِ إِلَى مَوْضِعِ سُجُوْدِهِ، وَاضِعٌ يَمِيْنَهُ عَلَى شِمَالِهِ, يَتْلُوْ القُرْآنَ, يَبْكِي عَلَى نَفْسِهِ, ذُوْ طِمْرَيْنِ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ, يَتَّزِرُ بِإِزَارٍ صُوْفٍ، وَرِدَاءٍ صُوْفٍ, مَجْهُوْلٌ فِي أَهْلِ الأَرْضِ, مَعْرُوْفٌ فِي السَّمَاءِ, لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ, ألَا وإنَّ تَحْتَ مَنْكِبِهِ الأَيْسَرِ لَمْعَةً بَيْضَاءَ, ألَا وَإِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ قِيْلَ لِلْعُبَّادِ: ادْخُلُوا الجَنَّةَ، وَيُقَالُ لأُوَيْسٍ: قِفْ فَاشْفَعْ. فيشفعه

اللهُ فِي مِثْلِ عَدَدِ رَبِيْعَةَ وَمُضَرٍ, يَا عُمَرُ وَيَا عَلِيٌّ إِذَا رَأَيْتُمَاهُ فَاطْلُبَا إِلَيْهِ يَسْتَغْفِرْ لَكُمَا يَغْفِرِ اللهُ لَكُمَا". فَمَكَثَا يَطْلُبَانِهِ عَشْرَ سِنِيْنَ لاَ يَقْدِرَانِ عَلَيْهِ، فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ السَّنَةِ الَّتِي هَلَكَ فِيْهَا عُمَرُ, قَامَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا أَهْلَ الحَجِيْجِ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ, أَفِيْكُم أويس بن مُرَادٍ، فَقَامَ شَيْخٌ كَبِيْرٌ، فَقَالَ: إِنَّا لاَ نَدْرِي مَنْ أُوَيْسٌ، وَلَكِنَّ ابْنَ أخٍ لِي يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ، وَهُوَ أَخْمَلُ ذِكْراً، وَأَقَلُّ مَالاً، وأهَوْن أَمْراً مِنْ أَنْ نَرْفَعَهُ إِلَيْكَ، وإنه ليرعى إبلنا بأراك عرفات. فَذَكَرَ اجْتِمَاعَ عُمَرَ بِهِ وَهُوَ يَرْعَى، فَسَأَلَهُ الاسْتِغْفَارَ، وَعَرَضَ عَلَيْهِ مَالاً، فَأَبَى. وَهَذَا سِيَاقٌ مُنْكَرٌ لَعَلَّهُ مَوْضُوْعٌ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي بَكْرٍ, أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ, أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ المُعَدَّلُ, أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ, أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا حَبِيْبُ بنُ الحَسَنِ, حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الحَرَّانِيُّ, حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ العُمَرِيُّ, حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ مَرْثَدٍ قَالَ: انْتَهَى الزُّهْدُ إِلَى ثَمَانِيَةٍ: عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ قَيْسٍ، وَأُوَيْسٍ القَرَنِيِّ، وَهَرِمِ بنِ حيان، والربيع بن خيثم، وَمَسْرُوْقِ بنِ الأَجْدَعِ، وَالأَسْوَدِ بنِ يَزِيْدَ، وَأَبِي مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ أَبِي الحَسَنِ. وَرُوِيَ عَنْ هَرِمِ بنِ حَيَّانَ قَالَ: قَدِمْتُ الكُوْفَةَ فَلَمْ يَكُنْ لِي هَمٌّ إلَّا أُوَيْسٌ أَسْأَلُ عَنْهُ، فَدُفِعْتُ إِلَيْهِ بِشَاطِئ الفُرَاتِ, يَتَوَضَّأُ وَيَغْسِلُ ثَوْبَهُ، فَعَرَفْتُهُ بِالنَّعْتِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ مَحْلُوْقُ الرَّأْسِ, كَثّ اللِّحْيَةِ, مَهِيْبُ المَنْظَرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ يَدِي لأُصَافِحَهُ، فَأَبَى أَنْ يُصَافِحَنِي، فَخَنَقَتْنِي العَبْرَةُ لَمَّا رَأَيْتُ مِنْ حَالِهِ، فَقُلْتُ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أُوَيْسُ, كَيْفَ أَنْتَ يَا أَخِي؟ قَالَ: وَأَنْتَ، فَحَيَّاكَ الله يَا هَرِمُ, مَن دَلَّكَ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: {سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} الإِسْرَاءُ: 108] . قُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ, مِنْ أَيْنَ عَرَفْتَ اسْمِي وَاسْمَ أَبِي؟ فَوَاللهِ مَا رَأَيْتُكَ قَطُّ، وَلاَ رَأَيْتَنِي, قَالَ: عَرَفَتْ رُوْحِي رُوْحَكَ؛ حَيْثُ كَلَّمَتْ نَفْسِي نَفْسَكَ؛ لأَنَّ الأَرْوَاحَ لَهَا أُنْسٌ كَأُنْسِ الأَجْسَادِ، وَإِنَّ المُؤْمِنِيْنَ يَتَعَارَفُوْنَ بِرُوْحِ الله، وإن نأت بِهِمُ الدَّارُ، وَتَفَرَّقَتْ بِهِمُ المَنَازِلُ, قُلْتُ: حَدِّثْنِي عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِحَدِيْثٍ أَحْفَظُهُ عَنْكَ، فَبَكَى وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَمْ أُدْرِكْ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَعَلَّهُ قَدْ رَأَيْتُ مَنْ رَآهُ؛ عُمَرَ وَغَيْرَهُ، وَلَسْتُ أُحِبُّ أَنَّ أَفْتَحَ هَذَا البَابَ عَلَى نَفْسِي, لاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُوْنَ قَاصّاً أَوْ مُفْتِياً، ثُمَّ سَأَلَهُ هَرِمٌ أَنْ يَتْلُوَ عَلَيْهِ شَيْئاً مِنَ القُرْآنِ، فَتَلاَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ تَعَالَى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ، يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ

اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الدُّخَانُ: 40-42] . ثُمَّ قَالَ: يَا هَرِمَ بنَ حَيَّانَ مَاتَ أَبُوْكَ، وَيُوْشِكُ أَنْ تَمُوْتَ، فإمَّا إِلَى جَنَّةٍ، وإمَّا إِلَى نَارٍ، وَمَاتَ آدَمُ، وَمَاتَتْ حَوَّاءُ، وَمَاتَ إِبْرَاهِيْمُ، وَمُوْسَى، وَمُحَمَّدٌ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ خَلِيْفَةُ المُسْلِمِيْنَ، وَمَاتَ أَخِي، وَصَدِيْقِي، وَصَفِيِّي عُمَرُ، وَاعُمَرَاهُ،، وَاعُمَرَاهُ قَالَ: وَذَلِكَ فِي آخِرِ خِلاَفَةِ عُمَرَ, قُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ, إنَّ عُمَرَ لَمْ يَمُتْ, قَالَ: بَلَى, إِنَّ رَبِّي قَدْ نَعَاهُ لِي، وَقَدْ عَلِمْتُ مَا قُلْتُ، وَأَنَا وَأَنْتَ غَداً فِي المَوْتَى، ثُمَّ دَعَا بِدَعَوَاتٍ خفيفة، وَذَكَرَ القِصَّةَ, أَوْرَدَهَا أَبُو نُعَيْمٍ\ فِي الحِلْيَةِ، وَلَمْ تَصِحَّ، وَفِيْهَا مَا يُنْكَرُ. عَنْ أَصْبَغَ بنِ زَيْدٍ قَالَ: إِنَّمَا مَنَعَ أُوَيْساً أَنْ يقدِم عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِرُّهُ بِأُمِّهِ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الأَشْعَثِ بنِ سَوَّارٍ، عَنْ مُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لا يستطيع أن يأتي مَسْجِدَهُ أَوْ مُصَلاَّهُ مِنَ العُرْي, يَحْجُزُهُ إِيْمَانُهُ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ, مِنْهُم أُوَيْسٌ القَرَنِيُّ، وَفُرَاتُ بنُ حَيَّانَ". عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيْرَةَ قَالَ: إِنْ كَانَ أُوَيْسٌ القَرَنِيُّ ليتصدَّق بِثِيَابِهِ حَتَّى يَجْلِسَ عُرْيَاناً, لاَ يَجِدُ مَا يَرُوْحُ فِيْهِ إِلَى الجُمُعَةِ. أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيِّ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَسَدٍ, حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ أَصْبَغَ بنِ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أُوَيْسٌ إِذَا أَمْسَى يَقُوْلُ: هَذِهِ لَيْلَةُ الرُّكُوْعِ، فَيَرْكَعُ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ إِذَا أَمْسَى يَقُوْلُ: هَذِهِ لَيْلَةُ السُّجُوْدِ، فَيَسْجُدُ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ إِذَا أَمْسَى تصدَّق بِمَا فِي بَيْتِهِ مِنَ الفَضْلِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، ثُمَّ قَالَ: اللهمَّ مَنْ مَاتَ جُوْعاً فَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِهِ، وَمَنْ مَاتَ عُرْياً فَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِهِ. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بنُ جَعْفَرٍ, حَدَّثَنَا ابْنُ جَرِيْرٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ, حَدَّثَنَا زَافِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَرِيْكٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ مِنْ مُرَادٍ عَلَى أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ، فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ أَحْمَدُ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ, قَالَ: كَيْفَ الزَّمَانُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: كَيْفَ الزَّمَانُ عَلَى رجلٍِ إِنْ أَصْبَحَ ظنَّ أَنَّهُ لاَ يُمْسِي، وَإِنْ أَمْسَى ظنَّ أَنَّهُ لاَ يُصْبِحُ، فمبشَّر بِالجَنَّةِ أَوْ مبشَّر بِالنَّارِ, يَا أَخَا مُرَادٍ, إِنَّ المَوْتَ وذِكْرَه لَمْ يَتْرُكْ لِمُؤْمِنٍ فَرَحاً، وَإِنَّ عِلْمَهُ بِحُقُوْقِ اللهِ لَمْ يَتْرُكْ لَهُ فِي مَالِهِ فِضَّةً وَلاَ ذَهَباً، وَإِنَّ قِيَامَهُ للهِ بِالحَقِّ لم يترك له صديقًا.

شَرِيْكٌ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: نَادَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَوْمَ صِفِّيْنَ: أَفِيْكُم أُوَيْسٌ القَرَنِيُّ, قُلْنَا: نَعَمْ، وَمَا تُرِيْدُ مِنْهُ؟ قَالَ: إِنِّيْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "أُوَيْسٌ القَرَنِيُّ خَيْرُ التَّابِعِيْنَ بِإِحْسَانٍ"1، وَعَطَفَ دَابَّتَهُ، فَدَخَلَ مَعَ أَصْحَابِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ عَلِيِّ بنِ حَكِيْمٍ الأَوْدِيِّ, أَنْبَأَنَا شَرِيْكٌ، وَزَادَ بَعْضُ الثِّقَاتِ فِيْهِ: عَنْ يَزِيْدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: فوُجِدَ فِي قَتْلَى صِفِّيْنَ. أَنْبَأَنَا وَخُبِّرْنَا عَنْ أَبِي المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ, أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ, أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى, حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ الهُذَيل, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبَانٍ العَنْبَرِيُّ, حَدَّثَنَا عَمْرٌو شَيْخٌ كُوْفِيٌّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ, سَمِعْتُ حُمَيْدَ بنَ صَالِحٍ, سَمِعْتُ أُوَيْساً القَرَنِيَّ يَقُوْلُ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "احْفَظُوْنِي فِي أَصْحَابِي، فَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَلْعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَقَعُ المَقْتُ عَلَى الأَرْضِ وَأَهْلِهَا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ فَلْيَضَعْ سَيْفَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، ثُمَّ لِيَلْقَ رَبَّهُ تَعَالَى شَهِيْداً، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلاَ يلومنَّ إلَّا نَفْسَهُ". هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ جِدّاً وَإِسْنَادُهُ مُظْلِمٌ، وَأَحْمَدُ بنُ مُعَاوِيَةَ تَالِفٌ. وَيُرْوَى عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ مَرْثَدٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ أُوَيْسٍ مثل ربيعة ومضر". فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ: حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ السَّدُوْسِيُّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ قَالَ: نَادَى عُمَرُ بِمِنَىً عَلَى المِنْبَرِ: يَا أَهْلَ قَرَنٍ، فَقَامَ مَشَايِخٌ، فَقَالَ: أَفِيْكُم مَنِ اسْمُهُ أُوَيْسٌ، فَقَالَ شَيْخٌ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, ذَاكَ مَجْنُوْنٌ يَسْكُنُ القِفَارَ, لاَ يَأْلَفُ وَلاَ يُؤْلَفُ, قَالَ: ذَاكَ الَّذِي أَعْنِيْهِ، فَإِذَا عُدْتُمْ فَاطْلُبُوْهُ، وَبَلِّغُوْهُ سَلاَمِي، وَسَلاَمَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: فَقَالَ: عرَّفني أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، وشهَّر بِاسْمِي, اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ السَّلاَمُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ، ثُمَّ هَامَ عَلَى وَجْهِهِ، فَلَمْ يُوْقَفْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى أَثَرٍ دَهْراً، ثُمَّ عَادَ فِي أَيَّامِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فاستُشهد مَعَهُ بِصِفِّيْنَ، فَنَظَرُوا فَإِذَا عَلَيْهِ نَيِّفٌ وَأَرْبَعُوْنَ جِرَاحَةً. وَرَوَى هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ بشفاعة أويس أكثر من ربيعة، ومضر.

_ 1 ضعيف: في إسناده شريك، وهو ابن عبد الله النخعي القاضي، ويزيد بن أبي زياد وهما ضعيفان.

وَرَوَى خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الجَدْعَاءِ, سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيْمٍ" 1. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فِي الكَامِلِ: أويس ثقة صدوق، ومالك يُنْكِرُ أُوَيْساً، ثُمَّ قَالَ: وَلاَ يَجُوْزُ أَنَّ يُشَكَّ فِيْهِ. أَخْبَارُ أُوَيْسٍ مُسْتَوْعَبَةٌ فِي تَارِيْخِ الحافظ أبي القاسم بن عَسَاكِرَ. الحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ, مَنْ طَرِيْقِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَمْرٍو البَجَلِيِّ، عَنْ حِبَّانَ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعْدِ بنِ طَرِيْفٍ، عَنْ أَصْبَغَ بنِ نُبَاتَةَ, شَهِدْتُ عَلِيّاً يَوْم صِفِّيْنَ يَقُوْلُ: مَنْ يُبَايِعُنِي عَلَى المَوْتِ، فَبَايَعَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُوْنَ، فَقَالَ: أَيْنَ التَّمَامُ، فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَى أَطْمَارِ صُوْفٍ مَحْلُوْقُ الرَّأْسِ، فَبَايَعَ، فَقِيْلَ: هَذَا أُوَيْسٌ القَرَنِيُّ، فَمَا زَالَ يُحَارِبُ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى قُتِل. سَنَدُهُ ضَعِيْفٌ. أَبُو الأَحْوَصِ سَلاَّمُ بنُ سُلَيْمٍ: حَدَّثَنِي فُلاَنٌ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مُرَادٍ، فَقَالَ لَهُ أُوَيْسٌ: يَا أَخَا مُرَادٍ, إِنَّ المَوْتَ لَمْ يُبْقِ لِمُؤْمِنٍ فَرَحاً، وَإِنَّ عِرْفَانَ المُؤْمِنِ بِحَقِّ اللهِ لَمْ يُبْقِ لَهُ فِضَّةً وَلاَ ذَهَباً، وَلَمْ يُبْقِ لَهُ صَدِيْقاً. وَعَنْ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ قَالَ: قِيْلَ لأُوَيْسٍ: أَمَا حَجَجْتَ، فَسَكَتَ، فَأَعْطَوْهُ نَفَقَةً وَرَاحِلَةً، فحَجَّ. أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ, حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعاً: "يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ مُضَرٍ وَتَمِيْمٍ". قِيْلَ: مَنْ هُوَ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟ قال: "أويس القرني". هذا حدث منكر. تفرَّد به الأعين، وهو ثقة.

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "2440"، وابن ماجه "4316"، والدارمي "2/ 328"، وأحمد "3/ 469-470".

الأشتر

374- الأشتر 1: مَلِكُ العَرَبِ, مَالِكُ بنُ الحَارِثِ النَّخَعِيُّ, أَحَدُ الأَشْرَافِ وَالأَبْطَالِ المَذْكُوْرِيْنَ. حدَّث عَنْ عُمَرَ، وَخَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ، وفُقِئَت عَيْنُهُ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ، وَكَانَ شَهْماً مُطَاعاً، زَعِراً2، أَلَبَّ عَلَى عُثْمَانَ وَقَاتَلَهُ، وَكَانَ ذَا فَصَاحَةٍ وَبَلاَغَةٍ, شَهِدَ صِفِّيْنَ مَعَ عَلِيٍّ، وَتَمَّيْزَ يَوْمَئِذٍ، وَكَادَ أَنْ يَهْزِمَ مُعَاوِيَةَ، فحمل عليه أصحاب عليّ لما رأوا مصاحف جُنْدِ الشَّامِ عَلَى الأسنَّة يَدْعُوْنَ إِلَى كِتَابِ اللهِ، وَمَا أَمْكَنَهُ مُخَالَفَةُ عَلِيٍّ، فكفَّ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلِمَةَ المُرَادِيُّ: نَظَرَ عُمَرُ إِلَى الأَشْتَرِ، فصعَّد فِيْهِ النَّظَرَ وصوَّبه، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لِلْمُسْلِمِيْنَ مِنْ هَذَا يَوْماً عَصِيْباً. وَلَمَّا رَجَعَ عَلِيٌّ مِنْ مَوْقِعَةِ صِفِّيْنَ جهَّز الأَشْتَرَ وَالِياً عَلَى دِيَارِ مِصْرَ، فَمَاتَ فِي الطَّرِيْقِ مَسْمُوْماً، فَقِيْلَ: إِنَّ عَبْداً لِعُثْمَانَ عَارَضَهُ، فسمَّ لَهُ عَسَلاً، وَقَدْ كَانَ عَلِيٌّ يتبرَّم بِهِ؛ لأَنَّهُ صَعْبُ المِرَاسِ، فلمَّا بَلَغَهُ نَعْيُهُ قَالَ: إِنَّا للهِ, مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ، وَهَلْ مَوْجُوْدٌ مِثْلُ ذَلِكَ, لَوْ كَانَ حَدِيْداً لَكَانَ قَيْداً، وَلَوْ كَانَ حَجَراً لَكَانَ صَلْداً عَلَى مثله، فلتبك البواكي. وَقَالَ بَعْضُهُم: قَالَ عَلِيٌّ "لِلْمَنْخَرَيْنِ، وَالفَمِ". وَسُرَّ بِهَلاَكِهِ عَمْرُو بنُ العَاصِ، وَقَالَ: إِنَّ للهِ جُنُوْداً مِنْ عَسَلٍ. وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ بَارَزَ الأَشْتَرَ، وَطَالَتِ المُحَاوَلَةُ بَيْنَهُمَا, حَتَّى إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ: اقْتُلُوْنِي وَمَالِكاً ... وَاقْتُلُوا مَالِكاً معي

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 213"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1325"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 91"، الكاشف "3/ ترجمة 5333"، تهذيب الهذيب "10/ 11-12"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6800". 2 زعر: شرس سيئ الخلق.

ابنه

375- ابنه 1: إبراهيم بن الأشتر النَّخَعِيُّ, أَحَدُ الأَبْطَالِ وَالأَشْرَافِ كَأَبِيْهِ، وَكَانَ شِيْعِيّاً فَاضِلاً. وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ عُبَيْدَ اللهِ بنَ زِيَادِ بنِ أَبِيْهِ يَوْمَ وَقْعَةِ الخَازِرِ2، ثُمَّ إِنَّهُ كَانَ مِنْ أُمَرَاءِ مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَمَا عَلِمْتُ لَهُ رِوَايَةً, قُتِلَ مَعَ مُصْعَبٍ في سنة اثنتين وسبعين3. تَمَّ الجزء الرابع ويليه: الجزء الخامس، وأوله: يزيد بن معاوية.

_ 1 ترجمته في تاريخ الإسلام "3/ 129"، البداية والنهاية "8/ 323". 2 الخازر: نهر بين إربل والمواصل، ثم بين الزاب الأعلى والموصل. 3 قُتِلَ إبراهيم من الأشتر مع مصعب بن الزبير سنة إحدى وسبعين, في قتالهما لعبد الملك بن مروان -كما روى الطبري في "تاريخه" 6/ 158".

فهرس الموضوعات: الصفحة الموضوع 5 157- عثمان بن حنيف 6 158- خباب بن الأرت 8 159- سهل بن حنيف 10 160- خوات بن جبير 11 161- عبد الله بن جبير 11 162- قتادة بن النعمان 13 163- عامر بن ربيعة 13 164- أبو الدرداء 23 165- عياض بن غنم 24 166- سلمة بن سلامة 24 167- النعمان بن مقرن 25 168- معاذ بن الحارث 26 169-معوذ بن الحارث 26 170- عوف بن الحارث 27 171- رفاعة 27 172- حذيفة بن اليمان 32 173- محمد بن مسلمة 35 174- عثمان بن أبي العاص 37 175- عبد الله بن زيد 38 176- عبد لله بن المازني النجاري 38 177- حارثة بن النعمان 40 178- أبو موسى الأشعري 52 179- أبو أيوب الأنصاري 59 180- عبد الله بن سلام 66 181- زيد بن ثابت 74 182- تميم الداري 78 183- أبو قتادة الأنصاري 83 184- عمرو بن عبسة 85 185- شداد بن أوس 89 186- عبة بن عامر الجهني 90 187- بريدة بن الحصيب 92 188- عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق 93 189- الحكم بن عمرو الغفاري 95 190- رافع بن عمرو الغفاري 96 191- رافع بن عمرو المزني البصري

الصفحة الموضوع 96 192- الأرقم بن أبي الأرقم 97 193- أبو حميد الساعدي 98 194- عبد الله بن الأرقم 99 195- عبد الله بن مغفل 100 196-خزيمة بن ثابت 101 197- عوف بن مالك الأشجعي الغطفاني 103 198- معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي 105 199- أبو مسعود البدري 106 200- أسامة بن زيد 114 201- عمران بن حصين 116 202- حسان بن ثابت 123 203- كعب بن مالك 127 204- جرير بن عبد الله 131 205- أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري 132 206- أبو أيد الساعدي 133 207- حويطب بن عبد العزي القرشي 134 208- سعيد بن يربوع القرشي 135 209- مخرمة بن نوفل 136 211- صفوان بن المعطل 140 212- دحية الكلبي 144 213- أبو جهم بن حذيفة القرشي 144 214- عمير بن سعد 148 215- صفوان بن أمية 152 216- أبو ثعلبة الخشني 154 217- عبد الرحمن بن سمرة 155 218- وائل بن حجر بن سعد 156 219- أبو واقد الليثي 157 220- معقل بن يسار 157 221- معقل بن سنان الأشجعي 158 222- أبو هريرة 187 223- أبو بكرة الثقفي 190 224- عثمان بن طلحة 191 225- شيبة بن عثمان 192 226- أبو رفاعة العدوي 193 227- ثوبان النبوي 195 228- عبد الله بن عامر 197 229- المغيرة بن شعبة 204 230- عبد الله بن سعد 205 231- رويفع بن ثابت 206 232- معاوية بن حديج 208 233- أبو برزة الأسلمي 210 234- حكيم بن حزام 214 235- هشام بن حكيم بن حزام 215 236- كعب بن عجرة 216 237- عمرو بن العاص 231 238- هشام بن العاص 232 239- عبد الله بن عمرو بن العاص 242 240- جبير بن مطعم

الصفحة الموضوع 244 241- عقيل بن أبي طالب 245 242- يعلى بن أمية 246 243- قيس بن سعد 252 244- عبد المطلب بن ربيعة 253 245- فضالة بن عبيد 255 246- أبو محذورة الجمحي 257 247- معاوية بن أبي سفيان 281 248- عدي بن حاتم 282 249- زيد بن أرقم 284 250- أبو سعيد الخدري 286 251- سفينة مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم 286 252- جندب بن عبد الله بن سفيان 287 253- جندب بن الأزدي 289 254- النابغة الجعدي 289 255- عمرو بن أمية 291 256- رافع بن خديج 292 257- سمرة بن جندب 293 258- جابر بن سمرة 293 259- حبيب بن مسلمة 294 260- جابر بن سمرة 295 261- جابر بن عبد الله وَمِنْ بَقَايَا صِغَارِ الصَّحَابَةِ: 299 262- عَبْدُ اللهِ بنُ يزيد 300 263- الربيع بنت معوذ 301 264- زينب بنت أبي سلمة 301 265- عبد الرحمن بن أبزي الخزاعي 302 266- أبو جحيفة السوائي الكوفي 303 267- عبد الله بن عمر ومن صغار الصحابة: 323 268- الضحاك بن قيس 326 269- الحسن بن علي بن أبي طالب 347 270- الحُسَيْنِ الشَّهِيْدِ بن عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ 373 271- عَبْدُ اللهِ بنُ حنظلة 376 272- سلمة بن الأكوع 379 273- عبد الله بن عباس البحر 394 274- أبو أمامة الباهلي 397 275- عبد الله بن الزبير 408 276- المنذر بن الزبير 409 277- عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ 410 278- عبد الله بن الزبير 410 279- واثلة بن الأسقع 412 280- عبد اله بن الحارث بن جزء 412 281- عبد الله بن السائب 413 282- المسور بن مخرمة 416 283- سليمان بن صرد 416 284- أنس بن مالك 423 285- عمرو بن أبي سلمة 424 286- سلمة بن أبي سلمة

الصفحة الموضوع 425 287- بسر بن أرطأة 426 288- النعمان بن بشير 427 289- الوليد بن عقبة 428 290- عتبة بن عبد السلمي 429 291- عتبة بن الندر السلمي 429 292- عمرو بن حريث 43 293- العرباض بن سارية السلمي 432 294- سهل بن سعد 433 295- مسلمة بن مخلد 434 296- عبد الله بن سرجس 435 297- المقدام بن معد يكرب 436 298- عبد الله بن أبي أوفى 437 299- عَبْدُ اللهِ بنُ بُسْرِ بنِ أَبِي بُسْرٍ 439 300- أبو عنبة الخولاني 440 301- محمد بن حاطب 441 302- السائب بن يزيد 442 303- جبير بن الحويرث 442 304- قثم بن العباس بن عبد المطلب 443 305- معبد بن عباس 444 306- كثير بن عباس 444 307- تمام بن العباس 44 308- الفضل بن العباس 445 309- سعيد بن العاص 447 310- عمرو الأشدق 448 311- الهرماس بن زياد بن مالك 449 312- قُدَامَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ الكِلاَبِيُّ 449 313- سفيان بن وهب 450 314- غضيف بن الحارث بن زنيم 452 315- عبد الله بن جعفر 456 316- قيس بن عائذ 456 317- حجر بن عدي 459 318- حجر الشر 459 319- أبو الطفيل 461 320- أم خالد بنت خالد 461 321- عمرو بن الزبير 462 322- عمرو بن أخطب 463 323- أَبُو عَسِيْبٍ مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كبار التابعين: 464 324-مروان بن الحكم 466 325- محمد بن أبي حذيفة 467 326- محمد بن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ 468 327- عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طلحة 469 328- عبد الرحمن بن الحارث بن هشام 469 329- محمود بن لبيد 470 330- هاشم بن عتبة 470 331- طارق بن شهاب 471 332- عَبْدُ اللهِ بنُ شَدَّادِ بنِ الهَادِ اللَّيْثِيُّ 472 333- كعب الأحبار

الصفحة الموضوع 474 334- زياد بن أبيه 476 335- صلة بن أشيم 479 336- أم كلثوم بنت علي وابنها زيد ابن عمر 481 337- عبد الله بن ثعلبة بن صُعَير وممن أدرك زمن النبوة: 482 338- عبد الله بن ربيعة 482 339- الصنابحي 483 340- صفية بنت شيبة 484 341- يوسف بن عبد الله بن سلام ابن الحارث 485 342- عبيد الله بن عكيم الجهني 487 343- عبيد الله بن العباس 488 344- قُثم بن العباس الهاشمي 488 345- عبيد الله بن عدي 489 346- ربيعة بن عبد الله 489 347- ربيعة بن عباد 490 348- أبو أمامة بن سهل 491 349- محمود بن الربيع 492 350- قيس بن مكشوح 492 351- عبد اله بن عامر بن ربيعة 493 352- يزيد بن مفرغ الحميري 494 353- عمرو بن سلمة 495 354- عمرو بن سلمة الهمداني 495 355- كعب بن سور الأزي 495 356- زيد بن صوحان 498 357- صعصعة بن صوحان 498 358- عبد الله بن الحارث 499 359- حكيم بن جبلة العبدي 500 360- جبلة بن الأيهم الغساني 500 361- عقبة بن نافع القرشي 501 362- الوَلِيْدُ بنُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ 502 363- قيس بن ذري الليثي 502 364- أسماء بن خارجة 503 365- حَسَّانُ بنُ مَالِكِ بنِ بَحْدَلِ بنِ أُنَيْفٍ 503 366- شقيق بن ثور 504 367- المختار بن أبي عبيد الثقفي 508 368- عبيد الله بن زياد بن أبيه 511 369- المجنون 512 370- أبو مسلم الخولاني 516 371- القارئ 516 372- عامر بن عبد قيس 519 373- أويس القرني 527 374- الأشتر 528 375- ابنه 529 فهرس الموضوعات 537 فهرس التراجم

الصفحة التراجم الحارث بن عوف = أبو واقد الليثي 38 177- حارثة بن النعمان 294 259- حبيب بن مسلمة 459 318- حجر الشر 456 317- حجر بن عدي 27 172- حذيفة بن اليمان 116 202- حسان بن ثابت 503 365- حَسَّانُ بنُ مَالِكِ بنِ بَحْدَلِ بنِ أُنَيْفٍ 326 269- الحسن بن علي بن أبي طالب 347 270- الحسن بن علي بن أبي طالب 93 189- الحكم بن عمرو الغفاري 499 359- حكيم بن جبلة العبدي 210 234- حكيم بن حزام 97 193- أبو حميد الساعدي -عبد الرحمن بن سعد 133 207- حويطب بن عبد العزى القرشي 461 320- أم خالد بنت خالد خالد بن زيد بن كليب = أبو أيوب الأنصاري 6 158- خباب بن الأرت 100 196- خزيمة بن ثابت 10 160- خوات بن جبير 140 212- دحية الكلبي 13 164- أبو الدرداء 291 256- رافع بن خديج 95 190- رافع بن عمرو الغفاري 96 191- رافع بن عمرو المزني البصري 489 347- ربيعة بن عباد 489 346- ربيعة بن عبد الله 300 263- الربيع بنت معوذ 19 226- أبو رفاعة العدوي -تميم بن أسيد 27 171- رفاعة بن عفراء 205 231- رويفع بن ثابت 474 334- زياد بن أبيه 282 249- زيد بن أرقم 66 181- زيد بن ثابت 495 356- زيد بن صوحان 301 264- زينب بنت أبي سلمة 441 302- السائب بن يزيد 445 309- سعيد بن العاص 284 250- سعيد بن مالك = أبو سعيد الخدري 134 208- سعيد بن يربوع القرشي 449 313- سفيان بن وهب 286 251- سفينة مولى رسول الله 424 286- سلمة بن أبي سلمة

الصفحة التراجم 376 272- سلمة بن الأكوع 24 166- سلمة بن سلامة بن وقش 416 283- سليمان بن صرد 292 257- سمرة بن جندب 8 159- سهل بن حنيف 532 294- سهل بن سعد 85 185- شداد بن أوس 503 366- شقيق بن ثور 191 225- شيبة بن عثمان صدي بن عجلان = أبو أمامة الباهلي 498 357- صعصعة بن صوحان 148 215- صفوان بن أمية 136 211- صفوان بن المعطل 483 340- صفية بنت شيبة 476 335- صلة بن الأشيم 482 339- الصنابحي 323 268- الضحاك بن قيس 470 331- طارق بن شهاب 459 319- أبو الطفيل 13 163- عامر بن ربيعة 516 372- عامر بن قيس 301 265- عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي 92 188- عبد الرحمن بن أبي بكر 469 328- عبد الرحمن بن الحارث بن هشام 97 193- عبد الرحمن بن سعد = أبو حميد الساعدي 154 217- عبد الرحمن بن سمرة 158 222- عبد الرحمن بن صخر = أبو هريرة 436 298- عبد الله بن أبي أوفى 468 327- عبد الله بن أبي طلحة 98 194- عبد الله بن الأرقم 437 299- عَبْدُ اللهِ بنُ بُسْرِ بنِ أَبِي بُسْرٍ 481 337- عبد الله ثعلبة بن صعير 11 161- عبد الله بن جبير 452 315- عبد الله بن جعفر 498 358- عبد الله بن الحارث بن نوفل 412 280- عبد الله بن الحارث بن جزء 373 271- عبد الله بن حنظلة 482 338- عبد الله ربيعة 397 275- عبد الله بن الزبير بن العوام ابن خويلد 410 278- عبد الله بن الزبير الأسدي الكوفي 409 277- عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ 38 176- عبد الله بن زيد المازني النجاري

الصفحة التراجم 37 175- عبد الله بن زيد بن عبد ربه 412 281- عبد الله بن السائب 434 296- عبد الله بن سرجس 204 230- عبد الله بن سعد 59 180- عبد الله بن سلام 471 332- عبد الله بن شداد ابن الهاد الليثي 195 228- عبد الله بن عامر بن كريز 492 351- عبد الله بن عامر بن ربيعة 379 273- عبد الله بن عباس البحر 485 342- عبد الله بن عكيم الجهني 303 267- عبد الله بن عمر 232 239- عبد الله بن عمرو بن العاص 40 178- عبد الله بن قيس بن سليم = أبو موسى الأشعري 99 195- عبد الله بن مغفل 299 262- عبد الله بن يزيد 508 368- عبيد الله بن زياد بن أبية 487 343- عبيد الله بن العباس 488 345- عبيد الله بن عدي 252 244- عبد المطلب بن ربيعة 428 290- عتبة بن عبد السلمي 429 291- عتبة بن الندر السلمي 35 174- عثمان بن أبي العاص 5 157- عثمان بن حنيف 190 224- عثمان بن طلحة 281 248- عدي بن حاتم 430 293- العرباض بن سارية 463 323- أبو عسيب مولى النبي 89 186- عقبة بن عامر الجهني 105 199- عقبة بن عمرو بن ثعلبة = أبو مسعود البدري 500 361- عقبة بن نافع القرشي 244 241- عقيل بن أبي طالب الهاشي 423 285- عمرو بن أبي سلمة 114 201- عمران بن حصين 462 322- عمرو بن أخطب 447 310- عمرو الأشدق 289 255- عمرو بن أمية 429 292- عمرو بن حريث 461 321- عمرو بن الزبير 494 353- عمرو بن سلمة 495 354- عمرو بن سلمة الهمداني 216 237- عمرو بن العاص 83 184- عمرو بن عبسة 144 214- عمير بن سعد الأنصاري 439 300- أبو عنبة الخولاني 26 170- عوف بن الحارث ابن عفراء 101 197- عوف بن مالك الأشجعي الغطفاني.

الصفحة التراجم عويمر بن زيد = أبو الدرداء 23 165- عياض بن غنم 135 210- أبو الغاية الصحابي 450 314- غضيف بن الحارث بن زنيم 253 245- فضالة بن عبيد 444 308- الفضل بن العباس 516 371- القارى = عبد الرحمن بن عبد القاري المدني 78 183- أبو قتادة الأنصاري = الحارث ابن بعي 11 162- قتادة بن النعمان 442 304- قثم بن العباس بن عبد المطلب 488 344- قثم بن العباس الهاشمي 449 312- قُدَامَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ الكِلاَبِيُّ 502 362- قيس بن ذريح الليثي 246 243- قيس بن سعد 456 316- قيس بن عائد 492 350- قيس بن مكشوح 495 355- كعب بن سور الأزدي 444 306- كثير بن العباس 472 233-كعب الأحبار 215 236- كعب بن عجرة 131 205- أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري 123 203- كعب بن مالك 479 336- أم كلثوم بنت علي وابنها زيد ابن عمر. مالك بن ربيعة بن البدن = أبو أسيد الساعدي 511 369- المجنون = قيس بن الملوح 255 246- أبو محذورة الجمحي = أوس ابن مغير 467 326- محمد بن أبي بكر الصديق 466 325- محمد بن أبي حذيفة 440 301- محمد بن حاطب 32 173- محمد بن مسلمة 491 349- محمود بن الربيع 469 329- محمود بن لبيد 504 367- المختار بن أبي عبيد الثقفي 135 209- مخرمة بن نوفل 464 324- مروان بن الحكم 105 199- أَبُو مَسْعُوْدٍ البَدْرِيُّ = عُقْبَةُ بنُ عَمْرِو بنِ ثعلبة 512 370- أبو مسلم الخولاني 433 295- مسلمة بن مخلد 413 282- المسور بن مخرمة 25 168- معاذ بن الحارث 257 247- معاوية بن الحارث 206 232- معاوية بن حديج

الصفحة التراجم 443 305- معبد بن عباس 157 221- معقل بن سنان الأشجعي 157 220- معقل بن يسار 26 169- معوذ بن الحارث 103 198- معيقب بن أبي فاطمة الدوسي 197 229- المغيرة بن شعبة 435 297- المقدام بن معد يكرب 407 276- المنذر بن الزبير نضلة بين عبيد = أبو رزة الأسلمي 40 178- أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ = عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ بن سليم 289 254- النابغة الجعدي 426 288- النعمان بن بشير 24 167- النعمان بن مقرن المزني نفيع بن الحارث = أبو بكرة الثقفي 470 330- هاشم بن عتبة 448 311- الهرماس بن زياد بن مالك 158 222- أبو هريرة = عبد الرحمن بن صخر 214 235- هشام بن حكيم بن حزام 231 238- هشام بن العاص 155 218- وائل بن حجر بن سعد 410 279- واثلة بن الأسقع 156 215- أبو واقد الليثي = الحارث بن عوف 501 362- الوَلِيْدُ بنُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ 427 289- الوليد بن عقبة وهب بن عبد الله = أبو جحيفة السوائي 493 352- يزيد بن مفرغ الحميري 245 242- يَعْلَى بنُ أُمَيَّةَ بنِ أَبِي عُبَيْدَةَ التَّمِيْمِيُّ المكي 484 341- يوسف بن عبد لله بن سلام بن الحارث

فهرس التراجم على حروف المعجم: الجزء الرابع: الصفحة التراجم 528 375- إبراهيم بن الأشتر 96 192- الأرقم بن ابي الأرقم 106 200- أسامة بن زيد أسعد بن سهل = أبو أمامة 502 364- أسماء بن خارجة 132 206- أبو أسيد الساعدي 127 374- الأشتر 394 274- أبو أمامة الباهلي 490 348-أبو أمامة بن سهل 416 284- أنس بن مالك أوس بن مِعْيَر = أبو محذورة الجمحي 519 373- أويس القرني 52 179- أبو أيوب الأنصاري 298 261- البراء بن عازب 208 233- أبو برزة الأسلمي 90 187- بريدة بن الحصيب 425 287- بسر بن أرطأة 487 223- أبو بكر الثقفي 444 307- تمام بن العباس 74 182- تميم الداري. تميم بن أسد = أبو رفاعة العدوي 152 216- أبو ثعلبة الخشني 193 227- ثوبان النبوي 292 258- جابر بن سمرة 295 260- جابر بن عبد الله 500 360- جبلة بن الأيهم الغساني 442 303- جبير بن الحويرث 424 240- جبير بن مطعم 302 266- أبو جحيفة السوائي 127 204- جرير بن عبد الله 287 253- جندب الأزدي جندب بن جنادة = أبو ذر الغفاري 286 252- جندب بن عبد الله بن سفيان 144 213- أبو جهم بن حذيفة القرشي الحارث بن ربعي = أبو قتادة الأنصاري

يزيد بن معاوية

المجلد الخامس تابع شهداء أجندين واليرموك بسم الله الرحمن الرحيم 376 - يزيد بن معاوية 1: ابن أبي سفيان بن حرب بن أمية، الخليفة، أبو خالد القرشي، الأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. قَدْ تَرْجَمَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَهُوَ فِي "تَارِيْخِي الكَبِيْرِ"2 لَهُ عَلَى هَنَاتِهِ حَسَنَةٌ وَهِيَ غَزْوُ القُسْطَنْطِيْنِيَّةِ، وَكَانَ أَمِيْرَ ذَلِكَ الجَيْشِ، وَفِيْهِم مِثْلُ أَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ. عَقَدَ لَهُ أَبُوْهُ بِوِلاَيَةِ العَهْدِ مِنْ بَعْدِهِ، فَتَسَلَّمَ المُلْكَ عِنْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سِتِّيْنَ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً فَكَانَتْ دَوْلَتُهُ أَقَلَّ مِنْ أَرْبَعِ سِنِيْنَ وَلَمْ يُمْهِلْهُ اللهُ عَلَى فِعْلِهِ بِأَهْلِ المَدِيْنَةِ لَمَّا خَلَعُوْهُ فَقَامَ بَعْدَهُ وَلَدُهُ نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً, وَمَاتَ وَهُوَ أَبُو لَيْلَى مُعَاوِيَةُ عَاشَ: عِشْرِيْنَ سَنَةً وَكَانَ خَيْراً مِنْ أَبِيْهِ, وَبُوْيِعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِالحِجَازِ, وَالعِرَاقِ وَالمَشْرِقِ. وَيَزِيْدُ مِمَّنْ لاَ نَسُبُّهُ وَلاَ نُحِبُّهُ, وَلَهُ نُظَرَاءُ مِنْ خُلَفَاءِ الدَّوْلَتَيْنِ, وَكَذَلِكَ فِي مُلُوْكِ النَّوَاحِي, بَلْ فِيْهِم مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ وَإِنَّمَا عَظُمَ الخَطْبُ لِكَوْنِهِ وَلِيَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِتِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَالعَهْدُ قَرِيْبٌ وَالصَّحَابَةُ مَوْجُوْدُوْنَ كَابْنِ عُمَرَ الَّذِي كَانَ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيْهِ وَجَدِّهِ. قِيْلَ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ تَزَوَّجَ مَيْسُوْنَ بِنْتَ بَحْدَلٍ الكَلْبِيَّةَ, فَطَلَّقَهَا وَهِيَ حَامِلٌ بِيَزِيْدَ فَرَأَتْ كَأَنَّ قَمَراً خَرَجَ مِنْهَا فَقِيْلَ تَلِدِيْنَ خَلِيْفَةً. وَكَانَ يَزِيْدُ لَمَّا هَلَكَ أَبُوْهُ بِنَاحِيَةِ حِمْصَ فَتَلَقَّوْهُ إِلَى الثَّنِيَّةِ3، وَهُوَ بَيْنَ أَخْوَالِهِ عَلَى بُخْتِيٍّ4 لَيْسَ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ وَلاَ سيف وكان ضخمًا كثير الشَّعْرِ شَدِيْدَ الأُدْمَةِ بِوَجْهِهِ أَثَرُ جُدَرِيٍّ فَقَالَ النَّاسُ هَذَا الأَعْرَابِيُّ الَّذِي وَلِيَ أَمْرَ الأُمَّةِ فَدَخَلَ عَلَى بَابِ تُوْمَا وَسَارَ إِلَى بَابِ الصَّغِيْرِ فَنَزَلَ إِلَى قَبْرِ مُعَاوِيَةَ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، وَصَفَّنَا خَلْفَهُ، وَكَبَّرَ أَرْبَعاً، ثُمَّ أُتِيَ بِبَغْلَةٍ،

_ 1 ترجمته في البداية والنهاية "8/ 226"، تهذيب التهذيب "11/ 360"، ميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9754"، لسان الميزان "6/ ترجمة 1050"، شذرات الذهب "1/ 71". 2 في تاريخ الإسلام: "3/ 91". 3 هي ثنية العقاب بالضم: مشرفة على غوطة دمشق، يطؤها القاصد من دمشق إلى حمص كما في معجم البلدان لياقوت. "وتعرف اليوم بطلوع الثنايا". 4 البختي: جمل طويل العنق.

فَأَتَى الخَضْرَاءَ، وَأَتَى النَّاسُ لِصَلاَةِ الظُّهْرِ, فَخَرَجَ, وَقَدْ تَغَسَّلَ, وَلَبِسَ ثِيَاباً نَقِيَّةً, فَصَلَّى, وَجَلَسَ عَلَى المِنْبَرِ, وَخَطَبَ, وَقَالَ: إِنَّ أَبِي كَانَ يُغْزِيْكُمُ البَحْرَ، وَلَسْتُ حَامِلَكُم فِي البَحْرِ, وَإِنَّهُ كَانَ يُشْتِيْكُم بِأَرْضِ الرُّوْمِ, فَلَسْتُ أُشْتِي المُسْلِمِيْنَ فِي أَرْضِ العَدُوِّ, وَكَانَ يُخْرِجُ العَطَاءَ أَثْلاَثاً, وَإِنِّي أَجْمَعُهُ لَكُم. فَافْتَرَقُوا, يُثْنُوْنَ عَلَيْهِ. وَعَنْ عَمْرِو بنِ قَيْسٍ: سَمِعَ يَزِيْدَ يَقُوْلُ عَلَى المِنْبَرِ: إِنَّ اللهَ لاَ يُؤَاخِذُ عَامَّةً بِخَاصَّةٍ, إلَّا أَنْ يَظْهَرَ مُنْكَرٌ فَلاَ يُغَيَّرُ, فَيُؤَاخِذُ الكُلَّ. وَقِيْلَ قَامَ إِلَيْهِ ابْنُ هَمَّامٍ, فَقَالَ: أَجَرَكَ اللهُ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ عَلَى الرَّزِيَّةِ, وَبَارَكَ لَكَ فِي العَطِيَّةِ, وَأَعَانَكَ عَلَى الرَّعِيَّةِ, فَقَدْ رُزِئْتَ عَظِيْماً وَأَعْطَيْتَ جَزِيْلاً فَاصْبِرْ, وَاشْكُرْ فَقَدْ أَصْبَحْتَ تَرْعَى الأُمَّةَ، وَاللهُ يَرْعَاكَ. وَعَنْ زِيَادٍ الحَارِثِيِّ, قَالَ: سَقَانِي يَزِيْدُ شَرَاباً مَا ذُقْتُ مِثْلَهُ, فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, لَمْ أُسَلْسِلْ مِثْلَ هَذَا قَالَ هَذَا رُمَّانُ حُلْوَانَ بِعَسَلِ أَصْبَهَانَ, بِسُكَّرِ الأَهْوَازِ, بِزَبِيْبِ الطَّائِفِ, بِمَاءِ بَرَدَى. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مِسْمَعٍ, قَالَ: سَكِرَ يَزِيْدُ, فَقَامَ يَرْقُصُ, فَسَقَطَ عَلَى رَأْسِهِ, فَانْشَقَّ وَبَدَا دِمَاغُهُ. قُلْتُ كَانَ قَوِيّاً, شُجَاعاً، ذَا رَأْيٍ, وَحَزْمٍ, وَفِطْنَةٍ, وَفَصَاحَةٍ، وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ, وَكَانَ نَاصِبِيّاً1 فَظّاً غَلِيْظاً, جَلْفاً, يتناول المسكر, ويفعل المنكر. افْتَتَحَ دَوْلَتَهُ بِمَقْتَلِ الشَّهِيْدِ الحُسَيْنِ, وَاخْتَتَمَهَا بِوَاقِعَةِ الحَرَّةِ فَمَقَتَهُ النَّاسُ وَلَمْ يُبَارَكْ فِي عُمُرِه. وَخَرَجَ عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ بَعْدَ الحُسَيْنِ: كَأَهْلِ المَدِيْنَةِ قَامُوا للهِ وَكَمِرْدَاسِ بنِ أُدَيَّةَ الحَنْظَلِيِّ البَصْرِيِّ, وَنَافِعِ بنِ الأَزْرَقِ, وَطَوَّافِ بنِ مُعَلَّى السَّدُوْسِيِّ, وَابْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ. ابْنُ عَوْنٍ, عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ عُقْبَةَ بنِ أَوْسٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو: أَنَّهُ ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ [الصِّدِّيْقَ] فَقَالَ: أَصَبْتُمُ اسْمَهُ. ثُمَّ قَالَ: عُمَرُ الفَارُوْقُ قَرْنٌ مِنْ حَدِيْدٍ, أَصَبْتُمُ اسْمَهُ, ابْنُ عَفَّانَ ذُوْ النُّوْرَيْنِ قُتِلَ مَظْلُوْماً, مُعَاوِيَةُ وَابْنُهُ مَلَكَا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ, وَالسَّفَّاحُ, وَسَلاَمٌ, وَمَنْصُوْرٌ وَجَابِرٌ وَالمَهْدِيُّ, وَالأَمِيْنُ وَأَمِيْرُ العُصَبِ: كُلُّهُم مِنْ بَنِي كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ, كُلُّهُم صَالِحٌ, لاَ يُوْجَدُ مِثْلَهُ. تَابَعَهُ: هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ. وَرَوَى يَعْلَى بنُ عَطَاءٍ, عَنْ عَمِّهِ, قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو حِيْنَ بَعَثَهُ يَزِيْدُ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ لَهُ: إني أجد في الكتب: إنك سَتُعَنَّى وَنُعَنَّى, وَتَدَّعِي الخِلاَفَةَ وَلَسْتَ بِخَلِيْفَةٍ, وَإِنِّي أجد الخليفة يزيد.

_ 1 الناصبية: هم الذين يعادون عليًّا -رضي الله عنه- وقد سموا بذلك لأنهم نصبوا له وعادوه.

وَعَنِ الحَسَنِ: أَنَّ المُغِيْرَةَ بنَ شُعْبَةَ أَشَارَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بِبَيْعَةِ ابْنِهِ، فَفَعَلَ فَقِيْلَ لَهُ: مَا وَرَاءكَ؟ قَالَ: وَضَعْتُ رِجْلَ مُعَاوِيَةَ فِي غَرْزِ غَيٍّ لاَ يَزَالُ فِيْهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ قَالَ الحَسَنُ: فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَايَعَ هَؤُلاَءِ أَوْلاَدَهُم، وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَكَانَتْ شُوْرَى. وَرُوِيَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يُعْطِي عَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرٍ فِي العَامِ أَلْفَ أَلْفٍ. فَلَمَّا وَفَدَ عَلَى يَزِيْدَ أَعْطَاهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَقَالَ: وَاللهِ لاَ أَجْمَعُهُمَا لِغَيْرِكَ. رَوَى الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُوْلٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، مَرْفُوْعاً "لاَ يَزَالُ أَمْرُ أُمَّتِي قَائِماً حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ, يُقَالُ لَهُ: يَزِيْدُ"1. أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى فِي "مُسْنَدِهِ" وَيَرْوِيْهِ: صَدَقَةُ السَّمِيْنُ -وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ- عَنْ هِشَامٍ, عَنْ مَكْحُوْلٍ, عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ, عَنْ أَبِي عبيدة, مرفوعًا2. وَعَنْ صَخْرِ بنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: مَشَى عَبْدُ اللهِ بنُ مُطِيْعٍ وَأَصْحَابُهُ إِلَى ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، فَأَرَادُوْهُ عَلَى خَلْعِ يَزِيْدَ, فَأَبَى. فَقَالَ ابْنُ مُطِيْعٍ: إِنَّهُ يَشْرَبُ الخَمْرَ, وَيَتْرُكُ الصَّلاَةَ, وَيَتَعَدَّى حُكْمَ الكِتَابِ. قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِنْهُ مَا تَذْكُرُ، وَقَدْ أَقَمْتُ عِنْدَهُ فَرَأَيْتُهُ مُوَاظِباً لِلصَّلاَةِ مُتَحَرِّياً لِلْخَيْرِ, يَسْأَلُ عَنِ الفِقْهِ قَالَ: ذَاكَ تَصَنُّعٌ وَرِيَاءٌ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ أَبِي السَّرِيِّ العَسْقَلاَنِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ الملك ابن أَبِي غَنِيَّةَ, عَنْ نَوْفَلِ بنِ أَبِي الفُرَاتِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, فَقَالَ رَجُلٌ: قَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ يَزِيْدُ. فَأَمَرَ بِهِ, فَضُرِبَ عِشْرِيْنَ سَوْطاً. تُوُفِّيَ يَزِيْدُ فِي نصف ربيع الأول, سنة أربع وستين.

_ "1، 2" ضعيف: في إسناده الوليد بن مسلم، مدلس مشهور بتدليس التسوية، وقد عنعنه. أما إسناد أبي يعلى فقيه صدقة بن عبد الله السمين، وهو ضعيف. والانقطاع بين أبي ثعلبة الخشني وأبي عبيدة علة أخرى.

عبيدة بن عمرو

377- عبيدة بن عمرو 1: السلماني الفَقِيْهُ المُرَادِيُّ الكُوْفِيُّ أَحَدُ الأَعْلاَمِ وَسَلْمَانُ جَدُّهُم, هُوَ ابْنُ نَاجِيَةَ بنِ مُرَادٍ. أَسْلَمَ عَبِيْدَةُ فِي عَامِ فَتْحِ مَكَّةَ، بِأَرْضِ اليَمَنِ، وَلاَ صُحْبَةَ لَهُ. وَأَخَذَ عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ وَغَيْرِهِمَا وَبَرَعَ فِي الفِقْهِ, وَكَانَ ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ, وَالشَّعْبِيُّ, وَمُحَمَّدُ بن سيرين، وعبد الله بن سَلِمَةَ المُرَادِيُّ, وَأَبُو إِسْحَاقَ وَمُسْلِمٌ أَبُو حَسَّانٍ الأَعْرَجُ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: وَكَانَ عَبِيْدَةُ يُوَازِي شُرَيْحاً فِي القَضَاءِ. قَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً كَانَ أَشَدَّ تَوَقِّياً مِنْ عَبِيْدَةَ. وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ مُكْثِراً عَنْهُ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: كَانَ عَبِيْدَةُ أَحَدَ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ الَّذِيْنَ يُقْرِئُوْنَ وَيُفْتُوْنَ, وَكَانَ أَعْوَرَ. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الخَطِيْبِ عَامَ سَبْعِ مائَةٍ: أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ السَّخَاوِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَنْبَأَنَا المُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ, أَنْبَأَنَا محمد ابن مُحَمَّدٍ السَّوَّاقُ, أَنْبَأَنَا عِيْسَى بنُ حَامِدٍ الرُّخَّجِيُّ, حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ خَلَفٍ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, حدثنا معاذ بن مُعَاذٌ، عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ عَنْ عَبِيْدَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ قَبْلَ وَفَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- بسنتين, ولم أراه. قَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَحِ: رَوَيْنَا عَنْ عمر بنِ عَلِيٍّ الفَلاَّسِ, أَنَّهُ قَالَ: أَصَحُّ الأَسَانِيْدِ: ابْنُ سِيْرِيْنَ، عَنْ عَبِيْدَةَ, عَنْ عَلِيٍّ. قُلْتُ: لاَ تَفَوُّقَ لِهَذَا الإِسْنَادِ مَعَ قُوَّتِهِ عَلَى: إِبْرَاهِيْمَ, عَنْ عَلْقَمَةَ, عَنْ عَبْدِ اللهِ, وَلاَ عَلَى: الزُهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ, عَنْ أَبِيْهِ. ثُمَّ إِنَّ هَذَيْنِ الإِسْنَادَيْنِ رُوِيَ بِهِمَا أَحَادِيْثُ جَمَّةٌ فِي الصِّحَاحِ, وَلَيْسَ كَذَلِكَ الأَوَّلُ فَمَا فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" لِعَبِيْدَةَ عَنْ عَلِيٍّ سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ. وَعِنْدَ البُخَارِيِّ حَدِيْثٌ آخَرُ، مَوْقُوْفٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ, وَانْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِحَدِيْثٍ آخَرَ, سَأَرْوِيْهِ بَعْدُ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: كُنْيَةُ عَبِيْدَةَ: أَبُو مُسْلِمٍ, وَأَبُو عَمْرٍو. وَرَوَى هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ, عَنْ عَبِيْدَةَ، قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الأَشْرِبَةِ, فَمَا لِي شَرَابٌ مُنْذُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً إلَّا العَسَلُ وَاللَّبَنُ وَالمَاءُ. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَقُلْتُ لِعَبِيْدَةَ: إِنَّ عِنْدَنَا مِنْ شَعْرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَيْئاً مِنْ قِبَلِ أَنسِ بنِ مَالِكٍ. فَقَالَ: لأَنْ يَكُوْنَ عِنْدِي مِنْهُ شَعْرَةٌ, أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ صَفْرَاءَ وبيضاء على ظهر الأرض.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 93"، التاريخ الكبير "3/ ق2/ 82"، الجرح والتعديل "3/ ق1/ 91"، تاريخ بغداد "11/ 117" أسد الغابة "3/ 356"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 50"، الإصابة "3 ترجمة 6405"، تهذيب التهذيب "7/ 84".

قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ مِنْ عَبِيْدَةَ هُوَ مِعْيَارُ كَمَالِ الحُبِّ، وَهُوَ أَنْ يُؤْثِرَ شَعْرَةً نَبَوِيَّةً عَلَى كُلِّ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ بِأَيْدِي النَّاسِ. وَمِثْلُ هَذَا يَقُوْلُهُ هَذَا الإِمَامُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِيْنَ سَنَةً، فَمَا الَّذِي نَقُوْلُهُ نَحْنُ فِي وَقْتِنَا لَوْ وَجَدْنَا بَعْضَ شَعْرِهِ بِإِسْنَادٍ ثَابِتٍ أَوْ شِسْعَ نَعْلٍ كَانَ لَهُ أَوْ قُلاَمَةَ ظُفْرٍ أَوْ شَقَفَةً مِنْ إِنَاءٍ شَرِبَ فِيْهِ فَلَوْ بَذَلَ الغَنِيُّ مُعْظَمَ أَمْوَالِهِ فِي تَحْصِيْلِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ عِنْدَهُ أَكُنْتَ تَعُدُّهُ مُبَذِّراً أَوْ سَفِيْهاً كَلاَّ فَابْذُلْ مَا لَكَ فِي زَوْرَةِ مَسْجِدِهِ الَّذِي بَنَى فِيْهِ بِيَدِهِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ عِنْدَ حُجْرَتِهِ فِي بَلَدِهِ وَالْتَذَّ بِالنَّظَرِ إِلَى أُحُدِهِ وَأَحِبَّهُ فَقَدْ كَانَ نَبِيُّكَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحِبُّه وَتَمَلَّأْ بِالحُلُوْلِ فِي رَوْضَتِهِ وَمَقْعَدِهِ, فَلَنْ تَكُوْنَ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُوْنَ هَذَا السَّيِّدُ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ وَوَلَدِكَ وَأَمْوَالِكَ وَالنَّاسِ كُلِّهِم. وَقَبِّلْ حَجَراً مُكَرَّماً نَزَلَ مِنَ الجَنَّةِ, وَضَعْ فَمَكَ لاَثِماً مَكَاناً قَبَّلَهُ سَيِّدُ البَشَرِ بِيَقِيْنٍ فَهَنَّأَكَ اللهُ بِمَا أَعْطَاكَ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ مَفْخَرٌ وَلَوْ ظَفِرْنَا بِالمِحْجَنِ الَّذِي أَشَارَ بِهِ الرَّسُوْلُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الحَجَرِ ثُمَّ قَبَّلَ مِحْجَنَهُ لَحُقَّ لَنَا أَنْ نَزْدَحِمَ عَلَى ذَلِكَ المِحْجَنِ بِالتَّقْبِيْلِ وَالتَّبْجِيْلِ وَنَحْنُ نَدْرِي بِالضَّرُوْرَةِ أَنَّ تَقْبِيْلَ الحَجَرِ أَرْفَعُ وَأَفَضْلُ مِنْ تَقْبِيْلِ مِحْجَنِهِ وَنَعْلِهِ. وَقَدْ كَانَ ثَابِتٌ البُنَانِيُّ إِذَا رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ أَخَذَ يَدَهُ، فَقَبَّلَهَا، وَيَقُوْلُ: يَدٌ مَسَّتْ يَدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَقُوْلُ نَحْنُ إِذْ فَاتَنَا ذَلِكَ: حَجَرٌ مُعْظَّمٌ بِمَنْزِلَةِ يَمِيْنِ اللهِ فِي الأَرْضِ مَسَّتْهُ شَفَتَا نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَثِماً لَهُ. فَإِذَا فَاتَكَ الحَجُّ, وَتَلَقَّيْتَ, الوَفْدَ فَالْتَزِمِ الحَاجَّ, وَقَبِّلْ فَمَهُ, وَقُلْ: فَمٌ مَسَّ بِالتَّقْبِيْلِ حَجَراً قَبَّلَهُ خَلِيْلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ: قَالَ عَلِيٌّ: يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ، أَتَعْجَزُوْنَ أَنْ تَكُوْنُوا مِثْلَ السَّلْمَانِيِّ وَالهَمْدَانِيِّ؟ - يَعْنِي الحَارِثَ بنَ الأَزْمَعِ وَلَيْسَ بِالأَعْوَرِ- إِنَّمَا هُمَا شَطْرَا رَجُلٍ. قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: وَكَانَ عَبِيْدَةُ أَعْوَرَ. قَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ مِنْهُم مَنْ يُقَدِّمُ عَبِيْدَةَ, وَمِنْهُم مَنْ يُقَدِّمُ عَلْقَمَةَ, وَلاَ يَخْتَلِفُوْنَ أَنَّ شُرَيْحاً آخِرَهُم. قَالَ الثَّوْرِيُّ عَنِ النُّعْمَانِ بنِ قَيْسٍ, قَالَ: دَعَا عَبِيْدَةُ بِكُتُبِهِ عِنْد مَوْتِهِ, فَمَحَاهَا, وَقَالَ: أَخْشَى أَنْ تَضَعُوْهَا عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهَا. قَالَ عَاصِمٌ: عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: جَاءَ قَوْمٌ إِلَى عَبِيْدَةَ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُم, فَقَالَ: لاَ أَقُوْلُ حَتَّى تُؤَمِّرُوْنِي. عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ: حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي: قُلْتُ لِعَبِيْدَةَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَمُوْتُ, ثُمَّ تَرْجِعُ قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ, تَحْمِلُ رَايَةً, فَيُفْتَحُ لَكَ فَتْحٌ. قَالَ: لَئِنْ أَحْيَانِي اللهُ اثْنَتَيْنِ, وَأَمَاتَنِي اثْنَتَيْنِ قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ, مَا أَرَادَ بي خيرًا. قَالَ أَبُو حُصَيْنٍ: أَوْصَى عَبِيْدَةُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الأَسْوَدُ بنُ يَزِيْدَ. فَقَالَ الأَسْوَدُ: عَجِّلُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ يَجِيْءَ الكَذَّابُ يَعْنِي المُخْتَارَ1. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ بن أَبِي سَعِيْدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ, أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى, حَدَّثَنَا القَوَارِيْرِيُّ, حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوْبَ, عَنْ مُحَمَّدٍ, عَنْ عَبِيْدَةَ قَالَ ذَكَرَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَهْلَ النَّهْرَوَانِ, فَقَالَ: فِيْهِم رَجُلٌ مُوْدَنُ اليَدِ, أَوْ مُثْدَنُ اليَدِ, أَوْ مُخْدَجُ اليَدِ, لَوْلاَ أَنْ تَبْطَرُوا, لأَنْبَأْتُكُم مَا وَعَدَ اللهُ الَّذِيْنَ يَقْتُلُوْنَهُ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ قَالَ: إِيْ وَرَبِّ الكَعْبَةِ. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ. رَوَاهُ: ابْنُ عُلَيَّةَ أَيْضاً, عَنْ أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ. وَرَوَاهُ: ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ, عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ ابْنِ سِيْرِيْنَ. أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ, وأبو داود2. وفي وفاة عبيدة أقول, أَصَحُّهَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ.

_ 1 هو: المختار بن أبي عبيد الثقفي. 2 أخرجه مسلم "1066" "155"، وأبو داود "4763"، وابن ماجة "167"، وأحمد "1/ 83 و 95 و 113 و 121 و 122 و 144 و 155".

عبد الرحمن بن غنم

378- عبد الرحمن بن غنم 1: "م، 4" الأشعري, الفَقِيْهُ، الإِمَامُ شَيْخُ أَهْلِ فِلَسْطِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ: مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ -وَتَفَقَّهَ بِهِ- وَعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ, وَأَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ, وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْعرِيِّ, وَأَبِي الدَّرْدَاءِ, وَغَيْرِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ مُحَمَّدٌ, وَأَبُو سَلاَّمٍ مَمْطُوْرٌ، وَرَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ، وَأَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ وَشَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ, وَمَكْحُوْلٌ, وَعُبَادَةُ بنُ نُسَيٍّ, وَصَفْوَانُ بنُ سُلَيْمٍ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ-. بَعَثَهُ عُمَرُ إِلَى الشَّامِ يُفَقِّهُ النَّاسَ, وَكَانَ أَبُوْهُ صَحَابِيّاً هَاجَرَ مَعَ أَبِي مُوْسَى. قَالَ أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ: وُلِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ. قُلْتُ: رَوَى لَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فِي "مُسْنَدِهِ" أَحَادِيْثَ، لَكِنَّهَا مُرْسَلَةٌ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ صُحْبَةٌ فَقَدْ ذَكَرَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ, عَنِ اللَّيْثِ وَابْنِ لَهِيْعَةَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ صحابي وقال الترمذي: له رؤية. وَأَمَّا أَبُو مُسْهِرٍ فَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَنْمٍ هُوَ رَأْسُ التَّابِعِيْنَ كَانَ بِفِلَسْطِيْنَ وَقِيْلَ: تَفَقَّهَ بِهِ عَامَّةُ التَّابِعِيْنَ بِالشَّامِ, وَكَانَ صَادِقاً فَاضِلاً كَبِيْرَ القَدْرِ مَاتَ هُوَ وَجَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ فِي وَقْتٍ. قَالَ الهَيْثَمُ بنُ عدي وشباب توفي سنة ثمان وسبعين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 441"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 808"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1300"، الاستيعاب "2/ 850"، أسد الغابة "3/ 318"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 50"، الكاشف "2/ ترجمة 3332"، تجريد أسماء الصحابة "1/ 3750"، تهذيب التهذيب "6/ 250- 251"، الإصابة "2/ ترجمة 5181"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4216".

كثير بن مرة

379- كثير بن مرة 1: "م، 4" الإِمَامُ، الحُجَّةُ، أَبُو شَجَرَةَ الحَضْرَمِيُّ، الرُّهَاوِيُّ، الشَّامِيُّ، الحِمْصِيُّ، الأَعْرَجُ. وَيُكْنَى: أَبَا القَاسِمِ. أَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَحَدَّثَ عَنِ: مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ, وَعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ, وَتَمِيْمٍ الدَّارِيِّ, وَعُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ, وَعَوْفِ بنِ مَالِكٍ, وَأَبِي الدَّرْدَاءِ, وَنُعَيْمِ بنِ هَمَّارٍ, وَأَبِي هُرَيْرَةَ, وَعُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ, وَأَبِي فَاطِمَةَ الأَزْدِيِّ, وَشُرَحْبِيْلَ بنِ السِّمْطِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو, وَابْنِ عُمَرَ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ بنُ كُرَيْبٍ، وَخَالِدُ بنُ مَعْدَانَ, وَصَالِحُ بنُ أَبِي عُرَيْبٍ، وَمَكْحُوْلٌ، وَشُرَيْحُ بنُ عُبَيْدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ, وَلُقْمَانُ بنُ عَامِرٍ, وَنَصْرُ بنُ عَلْقَمَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَائِذٍ وَآخَرُوْنَ. وَرَوَى عَنْهُ: زَيْدُ بنُ وَاقِدٍ, مُرْسَلاً. وَثَّقَهُ: ابْنُ سَعْدٍ, وَأَحْمَدُ العِجْلِيُّ, وَغَيْرُهُمَا. وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: صَدُوْقٌ وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. أَبُو صَالِحٍ, عَنِ اللَّيْثِ, حَدَّثَنِي يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ: أَنَّ عَبْدَ العَزِيْزِ بنَ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَى كَثِيْرِ بنِ مُرَّةَ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ بِحِمْصَ سَبْعِيْنَ بَدْرِيّاً. قَالَ الليث: وكان يسمى الجند المقدم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 448"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 907"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 872"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 31"، والكاشف "3/ ترجمة 4715"، تهذيب التهذيب "8/ 428- 429"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5949".

قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِ بِمَا سَمِعَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَحَادِيْثِهِم إلَّا حَدِيْثَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَإِنَّهُ عِنْدَنَا. مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ, عَنْ كَثِيْرِ بنِ مُرَّةَ, قَالَ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ يَوْمَ الجُمُعَةِ, فَمَرَرْتُ بِعَوْفِ بنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ وَهُوَ بَاسِطٌ رِجْلَيْهِ, فَضَمَّهُمَا, ثُمَّ قَالَ: يَا كَثِيْرُ, أَتَدْرِي لِمَ بَسَطْتُ رِجْلِي؟ بَسَطْتُهُمَا رَجَاءَ أَنْ يَجِيْءَ رَجُلٌ صَالِحٌ فَأُجْلِسَهُ وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُوْنَ رَجُلاً صَالِحاً. هَذِهِ مَسْأَلَةٌ حَسَنَةٌ عَنْ صَحَابِيٍّ جَلِيْلٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: قُلْتُ لِدُحَيْمٍ: فَمَنْ يَكُوْنُ مَعَ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ, وَأَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ فِي طَبَقَتِهِمَا؟ قَالَ: كَثِيْرُ بنُ مُرَّةَ. فَذَاكَرْتُهُ سِنَّهُ, وَمُنَاظَرَةَ أَبِي الدَّرْدَاءِ إِيَّاهُ فِي القِرَاءةِ خَلْفَ الإِمَامِ وَقَوْلَ عَوْفٍ فِيْهِ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُوْنَ صَالِحاً, فَرَآهُ مَعَهُمَا فِي طَبَقَةٍ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: بَقِيَ كَثِيْرٌ إِلَى خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ. قُلْتُ: عِدَادُهُ فِي المُخَضْرَمِيْنَ، وَمَاتَ مَعَ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ أَوْ قَبْلَهُ, رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَكْمَلُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَنَّاءِ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَرَّاقُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ عَنْ بَحِيْرِ بنِ سَعْدٍ الكَلاَعِيِّ عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ عَنْ كَثِيْرِ بنِ مُرَّةَ عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الحُوْرِ العِيْنِ لاَ تُؤْذِيْهِ قَاتَلَكِ اللهُ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكَ دَخِيْلٌ يُوْشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا" 1 أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنِ الحَسَنِ فَوَافَقْنَاهُ بعلو وإسناده: صحيح متصل.

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "1177"، وابن ماجه "2014"، وأحمد "5/ 242".

هرم بن حيان

380- هرم بن حيان 1: العبدي وَيُقَالُ: الأَزْدِيُّ, البَصْرِيُّ, أَحَدُ العَابِدِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ. رَوَى عَنْهُ: الحَسَنُ البَصْرِيُّ، وَغَيْرُهُ. وَلِيَ بَعْضَ الحُرُوْبِ فِي أَيَّامِ عُمَرَ, وَعُثْمَانَ بِبِلاَدِ فَارِسٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ عَامِلاً لِعُمَرَ، وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ. وَقِيْلَ سُمِّيَ هَرِماً؛ لأَنَّهُ بَقِيَ حَمْلاً سَنَتَيْنِ حَتَّى طَلَعَتْ أَسْنَانُهُ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ: قَدِمَ هَرِمٌ دِمَشْقَ فِي طَلَبِ أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ. سَعْدَوَيْه، عَنْ يُوْسُفَ بنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا المُعَلَّى بنُ زِيَادٍ، قَالَ: كَانَ هَرِمٌ يَخْرُجُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ وَيُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ: عَجِبْتُ مِنَ الجَنَّةِ كَيْفَ نَامَ طَالِبُهَا؟! وَعَجِبْتُ مِنَ النَّارِ كَيْفَ نَامَ هَارِبُهَا؟! ثُمَّ يَقُوْلُ: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا} [الأَعْرَافُ: 97] . سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ: قِيْلَ لِهَرِمِ بنِ حَيَّانَ العَبْدِيِّ: أَوْصِ. قَالَ: قَدْ صَدَقَتْنِي نَفْسِي، وَمَا لِي مَا أُوْصِي [بِهِ] ، وَلَكِنْ أُوْصِيْكُم بِخَوَاتِيْمِ سُوْرَةِ النَّحْلِ. هِشَامٌ, عَنِ الحَسَنِ، عن هرم: أنه قيل له: أوصينا. فَقَالَ: أُوْصِيْكُم بِخَوَاتِيْمِ سُوْرَةِ البَقَرَةِ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ: أَنَّ هَرِمَ بنَ حَيَّانَ أَشْرَفَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ, وَإِذَا صاحب حرسه يلعب وكان عاملًا لعمر. جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ, قَالَ: أَوْقَدَ هَرِمٌ نَاراً, فَجَاءَ قَوْمُهُ, فَسَلَّمُوا مِنْ بَعِيْدٍ. قَالَ: ادْنُوا. قَالُوا: مَا نَقْدِرُ مِنَ النَّارِ. قَالَ: فَتُرِيْدُوْنَ أَنْ تُلْقُوْنِي فِي نَارٍ أَعْظَمَ مِنْهَا. أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ، عَنْ هَرِمِ بنِ حَيَّانَ, قَالَ: إِيَّاكُم وَالعَالِمَ الفَاسِقَ. فَبَلَغَ عُمَرَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ وَأَشْفَقَ مِنْهَا: مَا العَالِمُ الفَاسِقُ فَكَتَبَ: مَا أَرَدْتُ إلَّا الخَيْرَ, ويكون إِمَامٌ يَتَكَلَّمُ بِالعِلْمِ, وَيَعْمَلُ بِالفِسْقِ, وَيُشَبِّهُ عَلَى النَّاسِ, فَيَضِلُّوا. الوَلِيْدُ بنُ هِشَامٍ القَحْذَمِيُّ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ عُثْمَانَ بنَ أَبِي العَاصِ وَجَّهَ هَرِمَ بنَ حَيَّانَ إِلَى قَلْعَةٍ فَافْتَتَحَهَا عَنْوَةً. وَقَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ: خَرَجَ هَرِمٌ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرِ بنِ كُرَيْزٍ, فَبَيْنَمَا رَوَاحِلُهُمَا تَرْعَى, إِذْ قَالَ هَرِمٌ: أَيَسُرُّكَ أَنَّكَ كُنْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةَ.؟ قَالَ: لاَ وَاللهِ, لَقَدْ رَزَقَنِي اللهُ الإِسْلاَمَ, وَإِنِّي لأَرْجُو. قَالَ: وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ, فَأَكَلَتْنِي هَذِهِ النَّاقَةُ, ثُمَّ بَعَرَتْنِي, فَاتُّخِذْتُ جُلَّةً2 وَلَمْ أُكَابِدِ الحِسَابَ, يَا ابْنَ أَبِي عَامِرٍ, وَيْحَكَ! إِنِّي أَخَافُ الدَّاهِيَةَ الكُبْرَى. قَالَ قَتَادَةُ: كَانَ هَرِمُ بنُ حَيَّانَ يَقُوْلُ: مَا أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إِلَى اللهِ, إلَّا أَقْبَلَ اللهُ بِقُلُوْبِ المُؤْمِنِيْنَ إِلَيْهِ, حَتَّى يَرْزُقَهُ وُدَّهُم. وَعَنْ هِشَامٍ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: مَاتَ هَرِمُ بنُ حَيَّانَ فِي يَوْمٍ حَارٍّ، فَلَمَّا نَفَضُوا أَيْدِيَهُم عَنْ قَبْرِهِ, جَاءتْ سَحَابَةٌ حَتَّى قَامَتْ عَلَى القَبْرِ, فَلَمْ تَكُنْ أَطْوَلَ مِنْهُ, وَلاَ أَقْصَرَ مِنْهُ, وَرَشَّتْهُ حَتَّى رَوَّتْهُ, ثُمَّ انْصَرَفَتْ. رَوَاهَا: اثْنَانِ, عَنْ هشام. ضَمْرَةُ، عَنِ السَّرِيِّ بنِ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: أُمْطِرَ قَبْرُ هَرِمٍ مِنْ يَوْمِهِ, وَأَنْبَتَ العشب.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 131"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2869"، الجرح والتعديل 9/ ترجمة 463". 2 الجلة: البعر الذي لم ينكسر ويتخذ وقودًا.

الأسود بن يزيد

381- الأسود بن يزيد 1: "ع" ابن قيس، الإِمَامُ القُدْوَةُ، أَبُو عَمْرٍو النَّخَعِيُّ، الكُوْفِيُّ وَقِيْلَ: يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ, وَوَالِدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ, وَابْنُ أَخِي عَلْقَمَةَ بنِ قَيْسٍ, وَخَالُ إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ. فَهَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ رُؤُوْسِ العِلْمِ وَالعَمَلِ. وَكَانَ الأَسْوَدُ مُخَضْرَماً, أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ وَالإِسْلاَمَ. وَحَدَّثَ عَنْ: مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَبِلاَلٍ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَعَائِشَةَ، وَحُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَخُوْهُ، وإبراهيم النخعي، وعمارة بن عمير وأبو إسحق السَّبِيْعِيُّ وَالشَّعْبِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ نَظِيْرُ مَسْرُوْقٍ فِي الجَلاَلَةِ وَالعِلْمِ وَالثِّقَةِ وَالسِّنِّ, يُضْرَبُ بِعِبَادَتِهِمَا المَثَلُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ يُذْكَرُ أَنَّهُ ذَهَبَ بمهر أم علقمة إليها من قيس جَدِّهِ وَرَوَى عَنِ: الصِّدِّيْقِ أَنَّهُ جَرَّدَ مَعَهُ الحَجَّ. وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ, وَعَلِيٍّ, وَسَمِعَ بِاليَمَنِ مِنْ مُعَاذٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الأَسْوَدِ: كَانَ أَبِي يَسْجُدُ فِي بُرْنُسِ طَيَالِسَةٍ وَيَدَاهُ فِيْهِ، أَوْ فِي ثِيَابِهِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: رَأَيْتُ الأَسْوَدَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، وَقَدْ أَرْسَلَهَا مِنْ خَلْفِهِ، وَرَأَيْتُهُ أَصْفَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ طَارِقٍ: أَخْبَرَكُم ابْنُ خَلِيْلٍ, أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ, أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ مَالِكٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, حَدَّثَنِي أَبِي, حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ, حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَجَّ الأَسْوَدُ ثَمَانِيْنَ, مِنْ بَيْنِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 70"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1437"، الجرح والتعديل "1/ ترجمة 1061"، الحلية "2/ 102"، أسد الغابة "1/ 88"، تاريخ الإسلام "3/ 137" تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 29"، الإصابة "1/ ترجمة 460".

وَبِهِ إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ صَنْدَلٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَيْمُوْنٍ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ وَكَانَ يَنَامُ بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ وَكَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ سِتِّ لَيَالٍ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ، عَنِ الأَسْوَدِ بنِ يَزِيْدَ، فَقَالَ: كَانَ صَوَّاماً قَوَّاماً حَجَّاجاً قَالَ إِبْرَاهِيْمُ: رُبَّمَا أحرم الأسود من جنابة عَرْزَمٍ1. وَقَالَ جَابِرٌ الجُعْفِيُّ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ, قَالَ: مَا سَمِعْتُ الأَسْوَدَ إِذَا أَهَلَّ يُسَمِّي حَجّاً وَلاَ عُمْرَةً قَطُّ, يَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ نِيَّتِي. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: كَانَ الأَسْوَدُ يَقُوْلُ فِي تَلْبِيَتِهِ: لَبَّيْكَ غَفَّارَ الذُّنُوْبِ. وَمِنْ مَنَاكِيْرِ مُوْسَى بنِ عُمَيْرٍ، تَفَرَّدَ به عن: الحكم عن إبراهيم النخعي عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"حَصِّنُوا أَمْوَالَكُم بِالزَّكَاةِ وَدَاوُوا مَرْضَاكُم بِالصَّدَقَةِ وَأَعِدُّوا لِلْبَلاَءِ الدُّعَاءَ"2. قَرَأَ الأَسْوَدُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ. تَلاَ عَلَيْهِ يَحْيَى بنُ وَثَّابٍ وَإِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ. وَرَوَى يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ العَطَّارُ فِي زُهْدِ الثَّمَانِيَةِ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ مَرْثَدٍ، قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ يَجْتَهِدُ فِي العِبَادَةِ وَيَصُوْمُ حَتَّى يَخْضَرَّ وَيَصْفَرَّ فَلَمَّا احْتُضِرَ بَكَى فَقِيْلَ لَهُ: ما هذا الجزع؟ فقال: مالي لا أجزع والله لو رأيت بِالمَغْفِرَةِ مِنَ اللهِ لأَهَمَّنِي الحَيَاءُ مِنْهُ مِمَّا قَدْ صَنَعْتُ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آخَرَ الذَّنْبُ الصَّغِيْرُ فَيَعْفُو عَنْهُ فَلاَ يَزَالُ مُسْتَحِياً مِنْهُ. وَرَوَى شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ: أَنَّ الأَسْوَدَ كَانَ يَصُوْمُ الدَّهْرَ -هَذَا صَحِيْحٌ عَنْهُ- وَكَأَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْهُ النَّهْيُ عَنْ ذَلِكَ3 , أَوْ تأول. وَرَوَى حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ: كَانَ الأَسْوَدُ يَصُوْمُ حَتَّى يَسْوَدَّ لِسَانُهُ مِنَ الحَرِّ. وَرَوَى مَنْصُوْرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ: أَنَّ الأَسْوَدَ كَانَ يُحْرِمُ مِنْ بَيْتِهِ. وَقَالَ أَشْعَثُ بنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ: رَأَيْتُ الأسود عمرو بنَ مَيْمُوْنٍ أَهَلاَّ مِنَ الكُوْفَةِ. قَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: رَأَيْتُ الأَسْوَدَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ وَقَالَ الحَسَنُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ: رَأَيْتُ الأَسْوَدَ يَسْجُدُ فِي بُرْنُسِ طَيَالِسَةٍ. قَدْ نَقَلَ العُلَمَاءُ فِي وَفَاةِ الأَسْوَدِ أَقْوَالاً أَرْجَحُهَا: سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَاللهُ يَرْحَمُهُ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ: كَانَ الأَسْوَدُ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ أَنَاخَ بَعِيْرَهُ وَلَوْ على حجر.

_ 1 عزرم: محلة بالكوفة. ويستحب لكل مسلم. الإحرام من المواقيت. 2 ضعيف جدًا: في إسناده موسى بن عمير القرشي، أبوها رون الجعدي الكوفي قال أبو حاتم: ذاهب الحديث كذاب. وقال ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيْهِ لاَ يُتَابِعُهُ عليه الثقات. وذكر الذهبي في "الميزان" الحديث في ترجمته وعده من بلاياه. 2 صحيح: أخرجه البخاري "1979"، ومسلم "1159" "187" من طريق شعبة عن حبيب سمع أبا العباس سمع عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عبد الله بن عمرو إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل وإنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونهكت -أي ضعفت- لا صام من صام الابد صوم ثلاثة أيام من الشهر صوم الشهر كله" قلت: فإني أطيق أكثر من ذلك. قال: "فصم صوم داود، كان يصوم يومًا ويفطر ولا يفر إذا لاقى".

علقمة

382- علقمة 1: "ع" فَقِيْهُ الكُوْفَةِ، وَعَالِمُهَا، وَمُقْرِئُهَا، الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ المُجْتَهِدُ الكَبِيْرُ أَبُو شِبْلٍ عَلْقَمَةُ بنُ قَيْسِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَالِكِ بنِ علقمة بن سلامان ابن كَهْلٍ وَقِيْلَ: ابْنُ كُهَيْلِ بنِ بَكْرِ بنِ عَوْفٍ وَيُقَالُ: ابْنُ المُنْتَشِرِ بن النَّخَعِ النَّخَعِيُّ الكُوْفِيُّ الفَقِيْهُ عَمُّ الأَسْوَدِ بنِ يَزِيْدَ وَأَخِيْهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَخَالُ فَقِيْهِ العِرَاقِ إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ. وُلِدَ فِي أَيَّامِ الرِّسَالَة المُحَمَّدِيَّةِ، وَعِدَادُهُ فِي المخضرمين, وهاجر في طَلَبِ العِلْمِ وَالجِهَادِ, وَنَزَلَ الكُوْفَةَ وَلاَزَمَ ابْنَ مَسْعُوْدٍ حَتَّى رَأَسَ فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ وَتَفَقَّهَ بِهِ العُلَمَاءُ وَبَعُدَ صِيتُهُ. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ, وَعُثْمَانَ, وَعَلِيٍّ, وَسُلَيْمَانَ, وَأَبِي الدَّرْدَاءِ, وَخَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ, وَحُذَيْفَةَ, وَخَبَّابٍ وَعَائِشَةَ, وَسَعْدٍ, وَعَمَّارٍ, وَأَبِي مَسْعُوْدٍ البَدْرِيِّ, وَأَبِي مُوْسَى, وَمَعْقِلِ بنِ سِنَانٍ, وَسَلَمَةَ بنِ يَزِيْدَ الجُعْفِيِّ, وَشُرَيْحِ بنِ أَرْطَاةَ, وَقَيْسِ بنِ مَرْوَانَ, وَطَائِفَةٍ سِوَاهُم. وَجَوَّدَ القُرْآنَ عَلَى ابْنِ مَسْعُوْدٍ. تَلاَ عَلَيْهِ يَحْيَى بنُ وَثَّابٍ وَعُبَيْدُ بنُ نُضَيْلَةَ, وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ. وَتَفَقَّهَ بِهِ أَئِمَّةٌ كَإِبْرَاهِيْمَ, وَالشَّعْبِيِّ وَتَصَدَّى لِلإِمَامَةِ وَالفُتْيَا بَعْد عَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُوْدٍ وَكَانَ يُشَبَّهُ بِابْنِ مَسْعُوْدٍ فِي هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ وَكَانَ طَلَبَتُهُ يَسْأَلُوْنَهُ وَيَتَفَقَّهُوْنَ بِهِ وَالصَّحَابَةُ مُتَوَافِرُوْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو وَائِلٍ وَالشَّعْبِيُّ وَعُبَيْدُ بنُ نُضَيْلَةَ وإبراهيم النخعي ومحمد بن

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 86"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 177"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 2258"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 4224"، الكاشف "2/ ترجمة رقم 3930"، تهذيب التهذيب "7/ 276- 278"، الإصابة "2/ ترجمة 6454"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4936".

سِيْرِيْنَ، وَأَبُو الضُّحَى مُسْلِمُ بنُ صُبَيْحٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سُوَيْدٍ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو ظَبْيَانَ حُصَيْنُ بنُ جُنْدُبٍ الجَنْبِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ سَخْبَرَةَ، وَسَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ، وَابْنُ أَخِيْهِ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَعُمَارَةُ بنُ عُمَيْرٍ, وَأَبُو قَيْسٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ ثَرْوَانَ الأَوْدِيُّ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْسَجَةَ, وَالقَاسِمُ بنُ مُخَيْمَرَةَ, وَقَيْسُ بنُ رُوْمِيٍّ, وَمُرَّةُ الطَّيِّبُ, وَهُنَيُّ بنُ نُوَيْرَةَ, وَيَحْيَى بنُ وَثَّابٍ, وَيَزِيْدُ بنُ أُوَيْسٍ, وَيَزِيْدُ بنُ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ لاَ الأُمَوِيُّ, وَأَبُو الرُّقَادِ النَّخَعِيُّ, وَالمُسَيَّبُ بنُ رَافِعٍ. وأرسل عنه أبو الزناد, وغيره. وَرَوَى مُغِيْرَةُ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ, قَالَ: كَنَّى عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ عَلْقَمَةَ أَبَا شِبْلٍ, وَكَانَ عَلْقَمَةُ عَقِيْماً, لاَ يُوْلَدُ لَهُ. الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ, قَالَ عَلْقَمَةُ: مَا حَفِظْتُ وَأَنَا شَابٌّ, فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي قِرْطَاسٍ أَوْ رُقْعَةٍ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبلٍ: عَلْقَمَةُ ثِقَةٌ, مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ, وَكَذَا وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَسُئِلَ عَنْهُ وَعَنْ عَبِيْدَةَ فِي عَبْدِ اللهِ فَلَمْ يُخِيِّرْ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: عَلْقَمَةُ أَعْلَمُ بِعَبْدِ اللهِ. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ لَهُ أَصْحَابٌ حَفِظُوا عَنْهُ, وَقَامُوا بِقَوْلِهِ فِي الفِقْهِ إلَّا ثَلاَثَةٌ: زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ, وَابْنُ مَسْعُوْدٍ, وَابْنُ عَبَّاسٍ, وَأَعْلُمُ النَّاسِ بِابْنِ مَسْعُوْدٍ: عَلْقَمَةُ, وَالأَسْوَدُ, وَعَبِيْدَةُ, وَالحَارِثُ. وَرَوَى زَائِدَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِرَبَاحٍ أَبِي المُثَنَّى: أَلَيْسَ قَدْ رَأَيْتَ عَبْدَ اللهِ؟ قَالَ: بَلَى, وَحَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ ثَلاَثَ حَجَّاتٍ وَأَنَا رَجُلٌ. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ وَعَلْقَمَةُ يَصُفَّانِ النَّاسَ صَفَّيْنِ عِنْدَ أَبْوَابِ كِنْدَةَ فَيُقْرِئُ عَبْدُ اللهِ رَجُلاً وَيُقْرِئُ عَلْقَمَةُ رَجُلاً فَإِذَا فَرَغَا تَذَاكَرَا أَبْوَابَ المَنَاسِكِ وَأَبْوَابَ الحَلاَلِ وَالحَرَامِ فَإِذَا رَأَيْتَ عَلْقَمَةَ فَلاَ يَضُرُّكَ أَنْ لاَ تَرَى عَبْدَ اللهِ أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ سَمْتاً وَهَدْياً وَإِذَا رَأَيْتَ إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيَّ فَلاَ يَضُرُّكَ أَنْ لاَ تَرَى عَلْقَمَةَ أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ سَمْتاً وَهَدْياً. الأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو مَعْمَرٍ: قُوْمُوا بِنَا إِلَى أَشْبَهِ النَّاسِ بِعَبْدِ اللهِ هَدْياً وَدَلاًّ وَسَمْتاً. فَقُمْنَا مَعَهُ حَتَّى جَلَسْنَا إِلَى عَلْقَمَةَ. وَرَوَى سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ, قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ حَتَّى كَأَنِّي أنظر إليهم. قال: كان علقمة أبطن القَوْمِ بِهِ, وَكَانَ مَسْرُوْقٌ قَدْ خَلَطَ منه

وَمِنْ غَيْرِهِ, وَكَانَ الرَّبِيْعُ بنُ خُثَيْمٍ أَشَدَّ القَوْمِ اجْتِهَاداً, وَكَانَ عَبِيْدَةُ يُوَازِي شُرَيْحاً فِي العِلْمِ وَالقَضَاءِ. رَوَى إِبْرَاهِيْمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ: أَنَّهُ قَدِمَ الشَّامَ فَدَخَلَ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَقَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي جَلِيْساً صَالِحاً. فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ, فَقَالَ لَهُ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ. قَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ ابْنَ أُمِّ عبد يقرأ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: 1] ، الحَدِيْثَ1. وَقَالَ الأَسْوَدُ: إِنِّي لأَذْكُرُ لَيْلَةَ عُرْسِ أُمِّ عَلْقَمَةَ. وَقَالَ شَبَابٌ شَهِدَ عَلْقَمَةُ صِفِّيْنَ مَعَ عَلِيٍّ. وَرَوَى الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ الفُقَهَاءُ بَعْدَ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بِالكُوْفَةِ فِي أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ: عَلْقَمَةُ, وَعَبِيْدَةُ, وَشُرَيْحٌ, وَمَسْرُوْقٌ. وَرَوَى حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ, عَنْ أَشْعَثَ, عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ, قَالَ: أَدْرَكْتُ القَوْمَ وَهُمْ يُقَدِّمُوْنَ خَمْسَةً: مَنْ بَدَأَ بِالحَارِثِ الأَعْوَرِ, ثنى بعبيدة, ومن بدأ بعبيدة, ثنى بالحارث, ثُمَّ عَلْقَمَةُ الثَّالِثُ, لاَ شَكَّ فِيْهِ ثُمَّ مَسْرُوْقٌ, ثُمَّ شُرَيْحٌ, وَإِنَّ قَوْماً أَخَسُّهُم شُرَيْحٌ, لَقَوْمٌ لَهُم شَأْنٌ. وَرَوَى ابْنُ عَوْنٍ, عَنْ مُحَمَّدٍ, قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ خَمْسَةً, كلهم فيه عيب: وعبيدة أَعْوَرُ وَمَسْرُوْقٌ أَحْدَبُ, وَعَلْقَمَةُ أَعْرَجُ, وَشُرَيْحٌ كَوْسَجٌ2, والحارث أعور. وَرَوَى مَنْصُوْرٌ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ, قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ الَّذِيْنَ يُقْرِئُوْنَ النَّاسَ القُرْآنَ, وَيُعَلِّمُوْنَهُمُ السُّنَّةَ, وَيَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِم, سِتَّةً: عَلْقَمَةُ, وَالأَسْوَدُ, وَمَسْرُوْقٌ, وَعَبِيْدَةُ, وَأَبُو مَيْسَرَةَ, وَعَمْرُو بنُ شُرَحْبِيْلَ, وَالحَارِثُ بنُ قَيْسٍ. وَرَوَى إِسْرَائِيْلُ, عَنْ غَالِبٍ أَبِي الهُذَيْلِ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيْمَ: أَعَلْقَمَةُ كَانَ أَفَضْلَ أَوِ الأَسْوَدُ؟ قَالَ: عَلْقَمَةُ, وَقَدْ شَهِدَ صِفِّيْنَ. وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنْ عَلْقَمَةَ, وَالأَسْوَدِ, فَقَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ صَوَّاماً قَوَّاماً كَثِيْرَ الحَجِّ, وَكَانَ عَلْقَمَةُ مَعَ البَطِيْءِ, وَيُدْرِكُ السَّرِيْعَ. وَقَالَ مُرَّةُ الهَمْدَانِيُّ: كَانَ عَلْقَمَةُ مِنَ الرَّبَّانِيِّيْنَ, وَكَانَ عَلْقَمَةُ عَقِيْماً؛ لاَ يُوْلَدُ لَهُ. وَرَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ, قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ سَنَتَيْنِ. وَرَوَى: مُغِيْرَةُ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ: أَنَّ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدَ كَانَا يُسَافِرَانِ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ عَلْقَمَةُ أَبْطَنَ القَوْمِ بِابْنِ مسعود.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4944"، ومسلم "828". 2 الكوسج: الذي لا شعر على عارضيه

الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ, عَنْ عَلْقَمَةَ, قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ اللهِ بِشَرَابٍ, فَقَالَ أَعْطِ عَلْقَمَةَ, أَعْطِ مَسْرُوْقاً فَكُلُّهُم قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ فَقَالَ: {يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النُّوْرُ: 37] . وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ: كَانَ عَلْقَمَةُ يَقْرَأُ القُرْآنَ فِي خَمْسٍ. وَقَالَ عَلْقَمَةُ: أَطِيْلُوا كَرَّ الحَدِيْثِ لاَ يَدْرَسُ. الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيْقٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ زِيَادٍ يَرَانِي مَعَ مَسْرُوْقٍ, فَقَالَ: إِذَا قَدِمْتَ, فَالْقَنِي. فَأَتَيْتُ عَلْقَمَةَ فَقَالَ: إِنَّكَ لَمْ تُصِبْ مِنْ دنياهم شيئًاإلَّا أصابوا مِنْ دِيْنِكَ مَا هُوَ أَفَضْلُ مِنْهُ, مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مَعَ أَلْفَيَّ أَلْفَيْنِ وَأَنِّي أَكْرَمُ الجُنْدِ عَلَيْهِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ: كَتَبَ أَبُو بُرْدَةَ عَلْقَمَةَ فِي الوَفْدِ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ: امْحُنِي امْحُنِي. وَقَالَ عَلْقَمَةُ: مَا حَفِظْتُ وَأَنَا شَابٌّ, فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي قِرْطَاسٍ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ, عَنْ عَلْقَمَةَ: أَنَّهُ كَانَ لَهُ بِرْذَوْنٌ يُرَاهِنُ عَلَيْهِ. الأَعْمَشُ, عَنْ مَالِكِ بنِ الحَارِثِ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ, قُلْنَا لِعَلْقَمَةَ: لَوْ صَلَّيْتَ فِي المَسْجِدِ وَجَلَسْنَا مَعَكَ فَتُسْأَلَ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ: هَذَا عَلْقَمَةُ. قَالُوا: لَوْ دَخَلْتَ عَلَى الأُمَرَاءِ. قَالَ: أَخَافُ أَنْ يَنْتَقِصُوا مِنِّي أَكْثَرَ مِمَّا أَنْتَقِصُ مِنْهُم. وَرَوَى إِبْرَاهِيْمُ, عَنْ عَلْقَمَةَ, قَالَ: كُنْتُ رَجُلاً قَدْ أَعْطَانِي اللهُ حُسْنَ الصَّوْتِ بِالقُرْآنِ وَكَانَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ يُرْسِلُ إِلَيَّ فَأَقْرَأُ عَلَيْهِ, فَإِذَا فَرَغْتُ مِنْ قِرَاءتِي, قَالَ: زِدْنَا -فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي- فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ "إِنَّ حُسْنَ الصَّوْتِ زِيْنَةُ القُرْآنِ"1. أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ قَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا أَقْرَأُ شيئًا ولا أعلمه إلَّا علقمة

_ 1 منكر: أخرجه ابن سعد "6/ 90" أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا سعيد بن زربي، قال: حدثنا حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه سعيد بن زربي، أجمعوا على ضعفه، وذكر الذهبي الحديث في ترجمته في "الميزان" وعده من مناكيره ولكن ورد مرفوعًا "زينوا القرآن بأصواتكم" أخرجه عبد الرزاق "4175" و "4176"، والطيالسي "738"، وابن أبي شيبة "2/ 521" و "10/ 462" وأحمد "4/ 283 و 285 و 304"، وأبو داود "1468"، والنسائي "2/ 179- 180" وابن ماجه "1342"، والحاكم "1/ 572- 575"، وأبو نعيم في "الحلية" "5/ 27"، والبيهقي في "السنن" "2/ 53" من طرق عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، به مرفوعًا. وإسناده صحيح.

يَقْرَؤُهُ أَوْ يَعْلَمُهُ. قَالَ زِيَادُ بنُ حُدَيْرٍ: يا أبا عبد الرحمن, وَاللهِ مَا عَلْقَمَةُ بِأَقْرَئِنَا قَالَ: بَلَى وَالله وَإِنْ شِئْتَ لأُخْبِرَنَّكَ بِمَا قِيْلَ فِي قَوْمِكَ وَقَوْمِهِ. وَرَوَى الأَعْمَشُ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ, قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ يَقْرَأُ القُرْآنَ فِي خَمْسٍ وَالأَسْوَدُ فِي سِتٍّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ فِي سَبْعٍ. جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، عَنْ قَابُوْسِ بنِ أَبِي ظَبْيَانَ, قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: لأَيِّ شَيْءٍ كُنْتَ تَأْتِي عَلْقَمَةَ وَتَدَعُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! - قَالَ: أَدْرَكْتُ نَاساً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْأَلُوْنَ عَلْقَمَةَ وَيَسْتَفْتُوْنَهُ. شَرِيْكٌ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ, قَالَ: قِيْلَ لابْنِ مَسْعُوْدٍ: مَا عَلْقَمَةُ بِأَقْرَئِنَا. قَالَ: بَلَى -وَالله- إِنَّهُ لأَقْرَؤُكُم. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ, أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ, أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ, أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ, حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ, حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ, عَنِ الأَعْمَشِ, عَنِ المُسَيَّبِ بنِ رَافِعٍ قَالَ: قِيْلَ لِعَلْقَمَةَ: لَوْ جَلَسْتَ فَأَقْرَأْتَ النَّاسَ وَحَدَّثْتَهُم. قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يُوْطَأَ عَقِبِي1, وَأَنْ يُقَالَ: هَذَا عَلْقَمَةُ فَكَانَ يَكُوْنُ فِي بَيْتِهِ يَعلِفُ غَنَمَهُ وَيَقُتُّ2 لَهُم وَكَانَ مَعَهُ شَيْءٌ يُفْرِعُ بَيْنَهُنَّ إِذَا تَنَاطَحْنَ. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ بنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ الرَّبِيْعُ بنُ خُثَيْمٍ يَأْتِي عَلْقَمَةَ, فَيَقُوْلُ: مَا أَزُوْرُ أَحَداً غَيْرَكَ أَوْ مَا أَزُوْرُ أحدًا ما أزورك. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: إِنْ كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ خُلِقُوا لِلْجَنَّةِ, فَهُم أَهْلُ هَذَا البَيْتِ؛ عَلْقَمَةُ وَالأَسْوَدُ. وَقَالَ أَبُو قَيْسٍ الأَوْدِيُّ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيْمَ آخِذاً بِالرِّكَابِ لِعَلْقَمَةَ. الأَعْمَشُ, عَنْ مَالِكِ بنِ الحَارِثِ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ, قَالَ: قِيْلَ لِعَلْقَمَةَ إلَّا تَغْشَى الأُمَرَاءَ, فَيَعْرِفُوْنَ مِنْ نَسَبِكَ؟ قَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي مَعَ أَلْفَيَّ أَلْفَيْنِ, وَأَنِّي أَكْرَمُ الجُنْدِ عَلَيْهِ. فَقِيْلَ لَهُ: إلَّا تَغْشَى المَسْجِدَ فَتَجْلِسَ وَتُفْتِيَ النَّاسَ؟ قَالَ: تُرِيْدُوْنَ أَنْ يطأ الناس عقبي, ويقولون: هذا علقمة!.

_ 1 موطأ العقب: أي كثير الأتباع. وفي حديث عمار: أن رجلًا وشى إلى عمر فقال: "اللهم إن كان هذا فاجعله موطأ العقب"، أي: كثير الاتباع. دعا عليه بأن يكون سلطانًا أو مقدمًا أو ذا مال فيتبعه الناس ويمشون وراءه. 2 القتُّ: الفصفصة وهي الرطبة، من علف الدواب.

حُصَيْنٌ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ عَلْقَمَةَ: أَنَّهُ أَوْصَى، قَالَ: إِذَا أَنَا حُضِرْتُ, فَأَجْلِسُوا عِنْدِي مَنْ يُلَقِّنُنِي لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ, وَأَسْرِعُوا بِي إِلَى حُفْرَتِي, وَلاَ تَنْعَوْنِي إِلَى النَّاسِ, فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُوْنَ ذَلِكَ نَعْياً كَنَعْيِ الجَاهِلِيَّةِ1. قَالَ بَعْضُ الحُفَّاظِ، وَأَحْسَنَ: أَصَحُّ الأَسَانِيْدِ: مَنْصُوْرٌ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ, عَنْ عَلْقَمَةَ, عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ فعلى هذا, أصح ذلك: شعبة, وسفيان, عن مَنْصُوْرٍ, وَعَنْهُمَا يَحْيَى القَطَّانُ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ وَعَنْهُمَا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ, وَعَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ -رَحِمَهُمُ اللهُ. قَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ: مَاتَ عَلْقَمَةُ فِي خِلاَفَةِ يَزِيْدَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ, وَقَعْنَبُ بنُ مُحَرِّرٍ: سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ. وَقَالَ المَدَائِنِيُّ, وَيَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ, وَأَبُو عُبَيْدٍ, وَابْنُ مَعِيْنٍ, وَابْنُ سَعْدٍ, وَعِدَّةٌ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ. وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ. وَيُقَالُ: سَنَةَ ثَلاَثٍ, وَلَمْ يَصِحَّ. وَشَذَّ: أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ هَانِئ النخعي, فقال: مات سنة اثنتين وسبعين سنة وَكَذَا نُقِلَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ. وَقِيْلَ غَيْرُ ذَلِكَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ النَّخَعِيُّ: عاش تسعين سنة. ومن طبقته:

_ 1 النعي لغة: وهو الإخبار بموت الميت، والإعلان موت الميت على رؤوس المنائر ونحوها من النعي الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ثبت عن حذيفة أنه "كان إذا مات له الميت قال: لا تؤذنوا به أحدا، إني أخاف أن يكون نعيا، إني سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهى عن النعي" أخرجه أحمد "5/ 406"، والترمذي "986"، وابن ماجه "1476"، والبيهقي "4/ 74" من حديث حذيفة بن اليمان وإسناده حسن. لكن قد جاءت أحاديث صحيحة تدل على جواز نوع من الإخبار، وقيد بها مطلق النهي، وقالوا إن المراد بالنعي الإعلان الذي يشبه ما كان عليه أهل الجاهلية من صياح على أبواب البيت والأسواق فيجوز إعلان الوفاة إذا لم يقترن به، ما يشبه نعي الجاهلية، وقد يجب ذلك إذا لم يكن عنده من يقوم بحقه من الغسل والتكفين والصلاة عليه ونحو ذلك؛ فعن أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، خرج إلى المصلى فصف بهم، وكبر أربعًا". أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما. وعن أنس قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، وإن عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم لتذرفان، ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة ففتح له" أخرجه البخاري وترجم له البخاري وللحديث الذي قبله بقوله: "باب الرجل ينعى إلى أهل الميت بنفسه" وقال الحافظ في "الفتح": وفائدة هذه الترجمة الإشارة إلى أن النعي ليس ممنوعًا كله، وإنما نهى عما كان أهل الجاهلية يصنعونه، فكانوا يرسلون من يعلن بخبر موت الميت على أبواب الدور والأسواق ... ".

علقمة بن وقاص

383- علقمة بن وقاص 1: "ع" ابن محصن بن كلدة الليثي، العُتْوَارِيُّ، المَدَنِيُّ, أَحَدُ العُلَمَاءِ. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ, وَعَائِشَةَ, وَبِلاَلِ بنِ الحَارِثِ المُزَنِيِّ, وَعَمْرِو بنِ العَاصِ, وَابْنِ عُمَرَ, وَطَائِفَةٍ لَهُ. أَحَادِيْثُ لَيْسَتْ بِالكَثِيْرَةِ. وَثَّقَهُ: ابْنُ سَعْدٍ, وَالنَّسَائِيُّ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدَاهُ عَمْرٌو وَعَبْدُ اللهِ, وَالزُّهْرِيُّ, وَابْنُ أَبِي ملكية, وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ, وَعَمْرُو بنُ يَحْيَى المَازِنِيُّ. وَلَهُ دَارٌ بِالمَدِيْنَةِ, وَعَقِبٌ. مَاتَ فِي دَوْلَةِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ. حَدِيْثُهُ فِي الكتب الستة. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ طَارِقٍ: أَخْبَرَكُم ابْنُ خَلِيْلٍ, أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ, أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ, أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا فَارُوْقٌ الخَطَّابِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الكَشِّيُّ, حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُقْبَلَ رُخَصُهُ, كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ" 2 قَالَ أَبُو نعيم: تفرد برفعه معمر هذا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 60"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 176"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 2259"، الاستيعاب "3/ 1088"، أسد الغابة "4/ 15"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 35"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 4228"، الكاشف "2/ ترجمة 3934"، تهذيب التهذيب "7/ 280- 281"، الإصابة "2/ ترجمة 5680" و "3/ترجمة 6258" خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4940" 2 صحيح: أخرجه أبو نعيم "2/ 101" والطبراني بهذا اللفظ حدثنا فاروق الخطابي، به. قلت: وقد وهم الحافظ الذهبي -رحمه الله- حيث ظن أن علقمة هو علقمة بن وقاص، وليس كذلك إنما هو علقمة بن قيس النخعي كما أورد الحافظ أبو نعيم الحديث في ترجمته وكلاهما ثقة ثبت. وقد صح الحديث عن ابن عباس، وعن ابن عمر، وعن عائشة، وعن ابن مسعود كما تقدم، وأنس: فعن ابن عباس -رضي الله عنهما: أخرجه الطبراني في "الكبير" "11880"، وأبو نعيم في "الحلية" "8/ 276" من طريق الحسين بن محمد الذارع، قال: حدثنا أبو محصن حصين بن نمير قال: حدثنا هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس، به مرفوعًا. وإسناده صحيح. وعن ابن عمر -رضي الله عنهما: أخرجه أحمد "2/ 108"، والبزوار "988" و "989"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "1078" من طرق عن عبد العزيز الدراوردي، عن عمارة بن غزية، عن حرب بن قيس عن نافع، عن ابن عمر، به. وإسناده حسن، وعن عائشة -رضي الله عنها: عند ابن حبان في "الثقات" "2/ 200"، وعن ابن مسعود -رضي الله عنه: عند الطبراني، وأبي نعيم: عند الطبراني، وأبي نعيم "2/ 101" وقد تقدم في صدر الكلام، وعن أنس -رضي الله عنه: عند الدولابي في "الكنى" "2/ 42".

جنادة

384- جنادة 1: "غ" ابن أبي أمية الأزدي, الدوسي, مِنْ كُبَرَاءِ التَّابِعِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ: مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ, وَعُمَرَ, وَأَبِي الدَّرْدَاءِ, وَعُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ, وَبُسْرِ بنِ أَبِي أَرْطَاةَ. رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ سُلَيْمَانُ، وَبُسْرُ بنُ سَعِيْدٍ، وَمُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ، وَرَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ, وَأَبُو الخَيْرِ مَرْثَدٌ اليَزَنِيُّ, وَعُلَيُّ بنُ رَبَاحٍ, وَعُمَيْرُ بنُ هَانِئ, وَعُبَادَةُ بنُ نُسَيٍّ, وآخرون. وَلأَبِيْهِ أَبِي أُمَيَّةَ صُحْبَةٌ مَا, وَاسُمُهُ: كَبِيْرٌ بِمُوَحَّدَةٍ. وَلِيَ جُنَادَةُ غَزْوَ البَحْرِ لِمُعَاوِيَةَ، وَشَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ, وَقَدْ أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ وَالإِسْلاَمَ. وَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ, وَسُئِلَ: أَجُنَادَةُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ الَّذِي روى عنه مجاهد له صحب؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ؟ قَالَ: هُوَ هُوَ. وَأَمَّا ابْنُ سَعْدٍ وَالعِجْلِيُّ وَطَائِفَةٌ فَقَالُوا: تَابِعِيٌّ، شَامِيٌّ. وَهُوَ الصَّوَابُ. وَصَحَّ لَهُ حَدِيْثٌ فَيَكُوْنُ مُرْسَلاً. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَقَالَ المَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَكَذَا قَالَ ابن معين وقال الهيثم بن عدي وتوفي سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَقِيْلَ غَيْرُ ذَلِكَ. وَاللهُ أعلم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 439"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2297"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 2129" أسد الغابة "1/ 297- 298" تهذيب التهذيب "2/ 115- 116"، الإصابة "1/ ترجمة 1201"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1071".

مسروق

385- مسروق 1: "ع" ابن الأجدع، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، العَلَمُ، أَبُو عَائِشَةَ الوَادِعِيُّ الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ. وَهُوَ: مَسْرُوْقُ بنُ الأَجْدَعِ بنِ مَالِكِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُرِّ بنِ سَلْمَانَ بنِ مَعْمَرٍ, وَيُقَالُ: سَلاَمَانُ بنُ مَعْمَرِ بنِ الحَارِثِ بنِ سَعْدِ بنِ عَبْدِ الله ابن وَادِعَةَ بنِ عُمَرَ بنِ عَامِرِ بنِ نَاشِحِ بنِ دَافِعِ بنِ مَالِكِ بنِ جُشَمَ بنِ حَاشِدِ بنِ جُشَمَ بنِ خَيْوَانَ بنِ نَوْفِ بنِ هَمْدَانَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: يُقَالُ إِنَّهُ سُرِقَ وَهُوَ صَغِيْرٌ ثُمَّ وُجِدَ, فَسُمِّيَ مَسْرُوْقاً. وَأَسْلَمَ أَبُوْهُ الأَجْدَعُ. حَدَّثَ هُوَ عَنْ: أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَعُمَرَ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ -إِنْ صَحَّ- وَعَنْ أُمِّ رُوْمَانَ, وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ, وَخَبَّابٍ, وَعَائِشَةَ, وَابْنِ مَسْعُوْدٍ, وَعُثْمَانَ, وَعَلِيٍّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو, وَابْنِ عُمَرَ وَسُبَيْعَةَ, وَمَعْقِلِ بنِ سِنَانٍ, وَالمُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ, وَزَيْدٍ حَتَّى إِنَّهُ رَوَى عَنْ عُبَيْدِ بنِ عمير بنِ عُمَيْرٍ قَاصِّ مَكَّةَ. وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ, وَإِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ, وَيَحْيَى بنُ وَثَّابٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُرَّةَ, وَأَبُو وَائِلٍ وَيَحْيَى بنُ الجَزَّارِ وَأَبُو الضُّحَى, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ, وَعُبَيْدُ بنُ نُضَيْلَةَ, وَمَكْحُوْلٌ الشَّامِيُّ, وَمَا أُرَاهُ لَقِيَهُ, وَأَبُو إِسْحَاقَ, وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْتَشِرِ, وَمُحَمَّدُ بنُ نَشْرٍ الهَمْدَانِيُّ, وَأَبُو الأَحْوَصِ الجُشَمِيُّ, وَأَيُّوْبُ بنُ هَانِئ, وَعُمَارَةُ بنُ عُمَيْرٍ, وَحِبَالُ بنُ رُفَيْدَةَ, وَأَنَسُ بنُ سِيْرِيْنَ, وَأَبُو الشَّعْثَاءِ المُحَارِبِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَعِدَادُهُ فِي كِبَارِ التَّابِعِيْنَ، وَفِي المُخَضْرَمِيْنَ الَّذِيْنَ أَسْلَمُوا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ الأَجْدَعُ أَفْرَسَ فَارِسٍ بِاليَمَنِ قَالَ أَبُو دَاوُدَ أَيْضاً وَمَسْرُوْقٌ هُوَ ابْنُ أُخْتِ عَمْرِو بنِ معد يكرب. مُجَالِدٌ, عَنِ الشَّعْبِيِّ, عَنْ مَسْرُوْقٍ قَالَ: لَقِيْتُ عُمَرَ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ فَقُلْتُ: مَسْرُوْقُ بنُ الأَجْدَعِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "الأَجْدَعُ شَيْطَانٌ"2، أَنْتَ مَسْرُوْقُ بنُ عبد الرحمن. فَرَأَيْتُهُ فِي الدِّيْوَانِ3، مَسْرُوْقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَقَالَ مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ: سَمِعْتُ أَبَا السَّفَرِ, عَنْ مُرَّةَ, قَالَ: مَا وَلَدَتْ هَمْدَانِيَّةٌ مِثْلَ مَسْرُوْقٍ. وَقَالَ أَيُّوْبُ الطَّائِيُّ: عَنِ الشَّعْبِيِّ, قَالَ: مَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَداً كَانَ أَطْلَبَ لِلْعِلْمِ فِي أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ مِنْ مَسْرُوْقٍ. وَقَالَ مَنْصُوْرٌ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ, قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ الله الذين

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 76"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2065"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1820"، حلية الأولياء "2/ 95"، تاريخ الخطيب "13/ 232"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 26" الكاشف "3/ ترجمة 5484"، تهذيب التهذيب "10/ 109- 111"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6942". 2 ضعيف: أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 665". وأحمد "1/ 31"، وأبو داود "4957"، والبزار "319" من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، حدثنا أبو عقيل, حدثنا مجالد بن سعيد، به. قلت: إسناده ضعيف، لضعف مجالد بن سعيد، وأبو عقيل: هو عبد الله بن عقيل الثقفي، والشعبي، هو عامر بن شراحيل الشعبي. 3 الديوان: مجتمع الصحف؛ قال أبو عبيدة: هو فارسي معرب

يُقْرِئُوْنَ النَّاسَ، وَيُعَلِّمُوْنَهُم السُّنَّةَ: عَلْقَمَةَ, وَالأَسْوَدَ, وَعَبِيَدَةَ, وَمَسْرُوْقاً, وَالحَارِثَ بنَ قَيْسٍ, وَعَمْرَو بنَ شُرَحْبِيْلَ. وَرَوَى عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبْجَرَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: كَانَ مَسْرُوْقٌ أَعْلَمَ بِالفَتْوَى مِنْ شُرَيْحٍ, وَكَانَ شُرَيْحٌ أَعْلَمَ بِالقَضَاءِ مِنْ مَسْرُوْقٍ, وَكَانَ شُرَيْحٌ يَسْتَشِيْرُ مَسْرُوْقاً, وَكَانَ مَسْرُوْقٌ لاَ يَسْتَشِيْرُ شُرَيْحاً. وَرَوَى شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: حَجَّ مَسْرُوْقٌ, فَلَمْ يَنَمْ إلَّا سَاجِداً عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى رَجَعَ. وَرَوَى أَنَسُ بنُ سِيْرِيْنَ, عَنِ امْرَأَةِ مَسْرُوْقٍ, قَالَتْ: كَانَ مَسْرُوْقٌ يُصَلِّي حَتَّى تَوَرَّمَ قَدَمَاهُ, فُرُبَّمَا جَلَسْتُ أَبْكِي مِمَّا أَرَاهُ يَصْنَعُ بِنَفْسِهِ. المُثَنَّى القَصِيْرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْتَشِرِ, عَنْ مَسْرُوْقٍ, قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي مُوْسَى أَيَّامَ الحَكَمَيْنِ, فُسْطَاطِي إِلَى جَانِبِهِ, فَأَصْبَحَ النَّاسُ ذات يوم قد لَحِقُوا بِمُعَاوِيَةَ, فَرَفَعَ أَبُو مُوْسَى رَفْرَفَ فُسْطَاطِهِ وَقَالَ: يَا مَسْرُوْقُ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ. قَالَ: إِنَّ الإِمَارَةَ مَا ائْتُمِرَ فِيْهَا, وَإِنَّ المُلْكَ مَا غُلِبَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ. مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا مَسْرُوْقُ, إِنَّكَ مِنْ وَلَدِي, وَإِنَّكَ لَمِنْ أَحَبِّهِم إِلَيَّ فَهَلْ لَكَ عِلْمٌ بِالمُخْدَجِ1. قَالَ أَبُو السَّفَرِ: مَا وَلدَتْ هَمْدَانِيَّةٌ مِثْلَ مَسْرُوْقٍ. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: لَمَّا قَدِمَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادٍ الكُوْفَةَ، قَالَ: مَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ؟ قَالُوا لَهُ: مَسْرُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ أَنَا مَا أُقَدِّمُ عَلَى مَسْرُوْقٍ أَحَداً صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ. مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ مَسْرُوْقٌ: لأَنْ أُفْتِيَ يَوْماً بِعَدْلٍ وَحَقٍّ, أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَغْزُوَ سَنَةً. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُنْتَشِرِ: أَهْدَى خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُسَيْدٍ عَامِلُ البَصْرَةِ إِلَى عَمِّي مَسْرُوْقٍ ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً, وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُحْتَاجٌ, فَلَمْ يَقْبَلْهَا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ: زَوَّجَ مَسْرُوْقٌ بِنْتَهُ بِالسَّائِبِ بنِ الأَقْرَعِ عَلَى عَشْرَةِ آلاَفٍ لِنَفْسِهِ, يَجْعَلُهَا فِي المُجَاهِدِيْنَ وَالمَسَاكِيْنِ. الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: غَابَ مَسْرُوْقٌ عَامِلاً عَلَى السِّلْسِلَةِ سَنَتَيْنِ ثُمَّ قَدِمَ فَنَظَرَ أَهْلَهُ فِي خُرْجِهِ, فَأَصَابُوا فَأْساً, فَقَالُوا: غِبْتَ ثُمَّ جِئْتَنَا بِفَأْسٍ, بِلاَ عُوْدٍ. قَالَ: إِنَّا لله, استعرناها, نسينا نردها.

_ 1 ضعيف: فيه مجالد، وهو ابن سعيد، وهو ضعيف.

قَالَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ: قَالَ لِي مَسْرُوْقٌ: مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُرْغَبُ فِيْهِ، إلَّا أَنْ نُعَفِّرَ وُجُوْهَنَا فِي التُّرَابِ, وَمَا آسَى عَلَى شيء إلَّا السجود لله -تعالى. وَقَالَ الكَلْبِيُّ: شُلَّتْ يَدُ مَسْرُوْقٍ يَوْمَ القَادِسِيَّةِ, وَأَصَابَتْهُ آمَّةٌ1. قَالَ وَكِيْعٌ: تَخَّلفَ عَنْ عَلِيٍّ: مسروق, والأسود, والربيع بن خيثم, وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَيُقَالُ: شَهِدَ صِفِّيْنَ, فَوَعَظَ, وَخَوَّفَ وَلَمْ يُقَاتِلْ وَقِيْلَ: شَهِدَ قِتَالَ الحَرُوْرِيَّةِ مَعَ عَلِيٍّ, وَاسْتَغْفَرَ اللهَ مِنْ تَأَخُّرِهِ عَنْ عَلِيٍّ وَقِيْلَ: إِنَّ قَبْرَهُ بِالسِّلْسِلَةِ بِوَاسِطَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: بَقِيَ مَسْرُوْقٌ بَعْدَ عَلْقَمَةَ لاَ يُفَضَّلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَسْرُوْقٌ ثِقَةٌ, لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ, وَسَأَلَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ يَحْيَى عَنْ مَسْرُوْقٍ وَعُرْوَةَ فِي عَائِشَةَ فَلَمْ يُخِيِّرْ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: مَا أُقَدِّمُ عَلَى مَسْرُوْقٍ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ, صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ, وَلَقِيَ عُمَراً وَعَلِيّاً, وَلَمْ يَرْوِ عَنْ عُثْمَانَ شَيْئاً. وَقَالَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ, ثِقَةٌ, كَانَ أَحَدَ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ الَّذِيْنَ يُقْرِئُوْنَ وَيُفْتُوْنَ. وَكَانَ يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً, لَهُ أَحَادِيْثُ صَالِحَةٌ. رَوَى سَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ التَّنُوْخِيُّ الحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ, عَنْ فِطْرِ بنِ خَلِيْفَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: غُشِيَ عَلَى مَسْرُوْقٍ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ, وَكَانَتْ عَائِشَةُ قَدْ تَبَنَّتْهُ, فَسَمَّى بِنْتَهُ عائشة, وكان لاَ يَعْصِي ابْنَتَهُ شَيْئاً. قَالَ: فَنَزَلتْ إِلَيْهِ, فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ, أَفْطِرْ وَاشْرَبْ. قَالَ: مَا أَرَدْتِ بِي يَا بُنَيَّةُ؟ قَالَتِ: الرِّفْقَ. قَالَ: يَا بُنَيَّةُ, إِنَّمَا طَلَبْتُ الرِّفْقَ لِنَفْسِي فِي يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. قال أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ, وَابْنُ سَعْدٍ, وَابْنُ نُمَيْرٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ. قَالَ عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُنْتَشِرِ, عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ مَسْرُوْقاً كَانَ لاَ يَأْخُذُ عَلَى القَضَاءِ أَجْراً, وَيَتَأَوَّلُ هَذِهِ الآيَةَ: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم} الآية [التوبة: 111] .

_ 1 الآمة: الشجة التي بلغت أم الرأس، وهي الجلدة التي تجمع الدماغ. يقال رجل أميم ومأموم.

الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، قَالَ: كَفَى بِالمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللهَ تَعَالَى وَكَفَى بِالمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعَمَلِهِ. مَنْصُوْرٌ، عَنْ هِلاَلِ بن يِسَافٍ، قَالَ: قَالَ مَسْرُوْقٌ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ عِلْمَ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ، وَعِلْمَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَقْرَأْ سُوْرَةَ الوَاقِعَةِ. قُلْتُ: هَذَا قَالَهُ مَسْرُوْقٌ عَلَى المُبَالَغَةِ, لِعِظَمِ مَا فِي السُّوْرَةِ مِنْ جُمَلِ أُمُوْرِ الدَّارَيْنِ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ: فليقرأ سورة الواقعة أي: يقرأها بتدبير وتفكير وَحُضُوْرٍ, وَلاَ يَكُنْ كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً. عَمْرُو بنُ مُرَّةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَ مَسْرُوْقٌ إِذَا قِيْلَ لَهُ أَبْطَأْتَ عَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ مَشَاهِدِهِ, فَيَقُوْلُ: أَرَأَيْتُم لَوْ أَنَّهُ حِيْنَ صُفَّ بَعْضُكُم لِبَعْضٍ, فَنَزَلَ بَيْنَكُم مَلَكٌ فَقَالَ: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النِّسَاءُ: 29] ، أَكَانَ ذَلِكَ حَاجِزاً لَكُم؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَوَاللهِ لَقَدْ نَزَلَ بِهَا مَلَكٌ كَرِيْمٌ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُم وَإِنَّهَا لَمُحْكَمَةٌ مَا نَسَخَهَا شَيْءٌ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بمصر: أخبركم الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكَاتِبُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ, قَالُوا: أَنْبَأَنَا محمد بن أحمد بن مسلمة, أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ, حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بن نمير حدثنا الأعمش قَالَ الفِرْيَابِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ, حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ, عَنِ الأَعْمَشِ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُرَّةَ, عَنْ مَسْرُوْقٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ كَانَ مُنَافِقاً" زَادَ عُثْمَانُ خَالِصاً ثُمَّ اتَّفَقَا "وَمَنْ كَانَتْ فِيْهِ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيْهِ خَلَّةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ, وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ" أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ1, عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِهِ. قَالَ مُجَالِدٌ, عَنِ الشَّعْبِيِّ: إِنَّ مَسْرُوْقاً قَالَ: لأَنْ أَقْضِيَ بِقَضِيَّةٍ وِفْقَ الحَقِّ, أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رِبَاطِ سَنَةٍ فِي سَبِيْلِ الله أَوْ قَالَ مَنْ غَزْوِ سَنَةٍ. قَالَ أَبُو الضُّحَى: سُئِلَ مَسْرُوْقٌ عَنْ بَيْتِ شِعْرٍ، فَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَجِدَ فِي صَحِيْفَتِي شِعْراً. حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ, عَنْ أَبِي الضُّحَى, عَنْ مَسْرُوْقٍ, قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي بكر.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 593- 594"، وأحمد "2/ 189 و 198"، والبخاري "34" و "2459"، ومسلم "58"، وأبو داود "4688"، والترمذي "2632"، والنسائي "8/ 116" ووكيع في "الزهد" "473"، وأبو عوانة في "مسنده" "1/ 20"، وابن منده "522" و "523" "524" و "526"، والبيهقي في "السنن" "9/ 230" و "10/ 74"، والبغوي "37" من طرق عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، به.

سويد بن غفلة

386- سويد بن غفلة 1: "ع" ابن عوسجة بن عامر, الإمام, القدوة، أبو أمية الجعفي الكوفي. قِيْلَ: لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَمْ يَصِحَّ، بَلْ أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسَمِعَ كِتَابَهُ إِلَيْهِم وَشَهِدَ اليَرْمُوْكَ. وَحدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَبِلاَلٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ, وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو لَيْلَى الكِنْدِيُّ, وَالشَّعْبِيُّ, وَإِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ, وَسَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ, وَعَبْدَةُ بنُ أَبِي لُبَابَةَ وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ رُفَيْعٍ, وَمَيْسَرَةُ أَبُو صَالِحٍ, وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُم. وَقِيْلَ: إِنَّهُ مِنْ أَقْرَانِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي السِّنِّ. فَقَالَ نُعَيْمُ بنُ مَيْسَرَةَ: حَدَّثَنِي بَعْضُهُم عَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ: أَنَا لِدَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وُلِدْتُ عَامَ الفِيْلِ. زِيَادُ بنُ خَيْثَمَةَ, عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ, قَالَ: قَالَ سُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ: أَنَا أَصْغَرُ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَنَتَيْنِ. أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَنْبَأَنَا هِلاَلُ بنُ خَبَّابٍ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ أَبُو صَالِحٍ، عَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ قَالَ: أتَانَا مُصَدِّقُ2 النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ, وَسَمِعْتُ عَهْدَهُ. سُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ, عَنْ يُوْنُسَ بنِ بُكَيْرٍ, عَنْ عَمْرِو بنِ شَمِرٍ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَهْدَبَ الشَّعْرِ مَقْرُوْنَ الحَاجِبَيْنِ, وَاضِحَ الثَّنَايَا أَحْسَنَ شَعْرٍ وضعه الله على رأس إنسان. أخرجه: ابن منده في "معرفة الصحابة"3.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 68"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2255"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1001"، حلية الأولياء "4/ 174"، والاستيعاب "2/ 679" أسد الغابة "2/ 379"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 36"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2624"، الكاشف "1/ ترجمة 2218"، تهذيب التهذيب "4/ 278"، الإصابة "2/ ترجمة 3606"، 3720"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2832". 2 المصدق: هو عامل الزكاة الذي يجتبيها من أصحابها. 3 ضعيف جدًا: فيه سفيان بن وكيع، ضعيف. وفيه عمرو بن شمر، قال يحيى: ليس بشيء. وقال الجوزجاني: زائغ كذاب. وقال ابن حبان: رافضي يشتم الصحابة، ويروي الموضوعات عن الثقات، وَقَالَ البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وغيرهما: متروك الحديث.

مُبَشِّرُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ أُسَامَةَ بنِ أَبِي عَطَاءٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ, فَدَخَلَ عَلَيْهِ سُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ, فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ بنُ بَشِيْرٍ أَلَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّكَ صَلَّيْتَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّةً قَالَ: لاَ بَلْ مِرَاراً كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا نُوْدِيَ بِالأَذَانِ كَأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ أَحَداً مِنَ النَّاسِ. هَذَا حَدِيْثٌ ضَعِيْفُ الإِسْنَادِ1 كَالَّذِي قَبْلَهُ. وَقَدْ قَالَ زُهَيْرُ بنُ مُعَاِويَةَ: حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ مُسْلِمِ بنِ الرُّحَيْلِ الجُعْفِيُّ, قَالَ: قَدِمَ الرُّحَيْلُ وَسُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ حِيْنَ فَرَغُوا مِنْ دَفْنِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ مِنْ صَحَابَةِ الحَجَّاجِ عَلَى مُؤَذِّنِ قَبِيْلَةِ جُعْفَى وَهُوَ يُؤَذِّنُ, فَأَتَى الحَجَّاجُ فَقَالَ: إلَّا تَعْجَبُ مِنْ أَنِّي سَمِعْتُ مُؤَذِّنَ الجُعْفِيِّيْنَ يُؤَذِّنُ بِالهَجِيْرِ؟ قَالَ: فَأَرسَلَ فَجِيْءَ بِهِ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: لَيْسَ لِي أَمْرٌ إِنَّمَا سُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ الَّذِي أَمَرَنِي بِهَذَا قَالَ فَأَرْسَلَ إِلَى سُوَيْدٍ فَجِيْءَ بِهِ فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلاَةُ؟ قَالَ: صَلَّيْتُهَا مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ فَلَمَّا ذَكَرَ عُثْمَانَ جَلَسَ وكان مضجعًا فَقَالَ أَصَلَّيْتَهَا مَعَ عُثْمَانَ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ لاَ تَؤُمَّنَّ قَوْمَكَ وَإِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِم فَسُبَّ فُلاَناً قَالَ: نَعَمْ سَمْعٌ وَطَاعَةٌ فَلَمَّا أَدْبَرَ قال الحجاج: لَقَدْ عَهِدَ الشَّيْخُ النَّاسَ وَهُمْ يُصَلُّوْنَ الصَّلاَةَ هَكَذَا. الخُرَيْبِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ صَالِحٍ, قَالَ: بَلَغَ سُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةَ سَنَةٍ, لَمْ يُرَ مُحْتَبِياً قَطُّ, وَلاَ مُتَسَانِداً, وَأَصَابَ بِكْراً, يَعْنِي: فِي العَامِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيْهِ. وَقَالَ عَاصِمُ بنُ كُلَيْبٍ: تَزَوَّجَ سُوَيْدُ بنُ غفلة بكرًا وهو ابن مائة وست وعشرة سَنَةً. وَعَنْ عِمْرَانَ بنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: كَانَ سُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ إِذَا قِيْلَ لَهُ: أُعْطِيَ فُلاَنٌ وَوُلِّيَ فُلاَنٌ, قَالَ: حَسْبِي كِسْرَتِي وَمِلْحِي. عَنْ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَنْزِلَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: فَمَا شَبَّهْتُهُ إلَّا بِمَا وُصِفَ مِنْ بَيْتِ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ مِنْ زُهْدِهِ وَتَوَاضُعِهِ, رَحِمَهُ اللهُ. عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ مُصَدِّقِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا أَتَانَا. وروى:

_ 1 ضعيف: قال الحافظ الذهبي في "الميزان" أسامة بن عطاء، عن سويد بن غفلة لا يصح ولكن الراوي عنه، واهٍ"، وفيه سليمان بن عبد الله بن الزبرقان ويقال ابن عبد الرحمن بن فيروز، لين الحديث كما قال الحافظ في "التقريب".

الوَلِيْدُ بنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ سُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ يَؤُمُّنَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي القِيَامِ، وَقَدْ أَتَى عَلَيْهِ عِشْرُوْنَ وَمائَةُ سَنَةٍ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَهَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ: مَاتَ سُوَيْدُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ. وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَقَدْ ذَكَرَهُ صَاحِبُ "الحِلْيَةِ" مُخْتَصَراً. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ بِنَابُلُسَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا أبو شجاع محمد بن الحسين المادرائي بِقِرَاءتِي، أَنْبَأَنَا طِرَادُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ النَّرْسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ, عَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ, عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً دَخَلَ الجَنَّةَ" قُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ: "وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ" , ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. هَذَا حَدِيْثٌ عَالٍ, مُتَّصِلُ الإِسْنَادِ. وَهُوَ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ"1 مِنْ طَرِيْقِ زَيْدِ بنِ وَهْبٍ وَأَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَإِنَّمَا المَحْفُوْظُ رِوَايَةُ شُعْبَةَ وَجَرِيْرٍ الضَّبِّيِّ, عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ, عَنْ زَيْدِ بن وهب والله أعلم.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6443"، ومسلم "94" "153" و "154"، والترمذي "2646".

أبو تميم الجيشاني

387- أبو تميم الجيشاني 1: "م، ت، س، ق" مِنْ أَئِمَّةِ التَّابِعِيْنَ بِمِصْرَ. وَاسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ مَالِكِ بنِ أَبِي الأَسْحَمِ, وَهُوَ أَخُو سَيْفٍ وُلِدَا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدِمَا المَدِيْنَةَ زَمَنَ عُمَرَ. حَدَّثَ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَأَبِي ذَرٍّ وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى مُعَاذٍ. رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بنُ هُبَيْرَةَ وَكَعْبُ بنُ عَلْقَمَةَ وَمَرْثَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ اليَزَنِيُّ وَبَكْرُ بنُ سَوَادَةَ وَغَيْرُهُم. قَالَ يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ: كَانَ مِنْ أَعْبَدِ أهل مصر. المُقْرِئُ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ هُبَيْرَةَ، سَمِعْتُ أَبَا تَمِيْمٍ الجَيْشَانِيَّ يَقُوْلُ: أَقْرَأَنِي مُعَاذٌ القُرْآنَ حِيْنَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى اليَمَنِ. وَرَوَى الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ قَالَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ، جَاءَ مُعَاذٌ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أَقْرِئْهُ" فَأَقْرَأْتُهُ مَا كَانَ مَعِي, ثُمَّ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ يُقْرِئُنَا. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ: تُوُفِّيَ أَبُو تَمِيْمٍ سَنَةَ سَبْعٍ وسبعين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 510"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 642"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 791"، الكاشف "2/ ترجمة 2974"، تهذيب التهذيب "5/ 379- 380"، أسد الغابة "5/ 152" الإصابة "4/ ترجمة 161"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3761".

أبو سالم الجيشاني

388- أبو سالم الجيشاني 1: "م، د، س" سفيان بن هانئ المصري. [رَوَى] عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَعَلِيٍّ، وَزَيْدِ بنِ خَالِدٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ سَالِمٌ, وَبَكْرُ بنُ سَوَادَةَ, وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ, وَحَفِيْدُهُ سَعِيْدُ بنُ سَالِمٍ شَهِدَ فتح مصر.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2061"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 954"، أسد الغابة "2/ 322"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2376"، الكاشف "1/ ترجمة 2024"، الإصابة "2/ ترجمة 3689"، تهذيب التهذيب "4/ 123"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2594".

مرة الطيب

389- مرة الطيب 1: "ع" وَيُقَالُ لَهُ أَيْضاً: مُرَّةُ الخَيْرُ؛ لِعِبَادَتِهِ, وَخَيْرِهِ, وَعِلْمِهِ. وَهُوَ: مُرَّةُ بنُ شَرَاحِيْلَ الهَمْدَانِيُّ, الكوفي, مخضرم. كبير الشأن. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ, وَعُمَرَ, وَأَبِي ذَرٍّ, وَابْنِ مَسْعُوْدٍ, وَأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ, وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَسْلَمُ الكُوْفِيُّ, وَزُبَيْدٌ اليَامِيُّ, وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَبَلَغَنَا عَنْهُ: أَنَّهُ سَجَدَ للهِ حَتَّى أَكَلَ التُّرَابُ جَبْهَتَهُ. سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بنَ السَّائِبِ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ مُصَلَّى مُرَّةَ الهَمْدَانِيِّ مِثْل مَبْرَكِ البَعِيْرِ. وَنَقَلَ عَطَاءٌ -أَوْ غَيْرُهُ- أَنَّ مُرَّةَ كَانَ يُصَلِّي فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ سِتَّ مائَةٍ. قُلْتُ مَا كَانَ هَذَا الوَلَيُّ يَكَادُ يَتَفَرَّغُ لِنَشْرِ العِلْمِ, وَلِهَذَا لَمْ تَكْثُرْ رِوَايَتُهُ, وَهَلْ يُرَادُ مِنَ العِلْمِ إلَّا ثَمَرَتُهُ مَاتَ: سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ -رَحِمَهُ اللهُ- بالكوفة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 116"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 1934"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1668"، حلية الأولياء "4/ 161"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 60"، الكاشف "3/ ترجمة 5457"، تاريخ الإسلام "3/ 203"، تهذيب التهذيب "10/ 88- 89" خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6917".

الحارث بن قيس

390- الحارث بن قيس 1: "س" الجعفي الكوفي العَابِدُ، الفَقِيْهُ, قَدِيْمُ الوَفَاةِ. صَحِبَ عَلِيّاً، وَابْنَ مَسْعُوْدٍ, وَقَلَّمَا رَوَى. رَوَى عَنْهُ: خَيْثَمَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَوْلَهُ: إِذَا كُنْتَ فِي الصَّلاَةِ, فَقَالَ لَكَ الشَّيْطَانُ: إِنَّكَ تُرَائِي فَزِدْهَا طُوْلاً. وَحَكَى عَنْهُ: يَحْيَى بنُ هَانِئ، وَأَبُو دَاوُدَ الأَعْمَى، وَكَانَ كَبِيْرَ القَدْرِ, ذَا عِبَادَةٍ وَتَأَلُّهٍ. يُذْكَرُ مَعَ عَلْقَمَةَ, وَالأَسْوَدِ. تُوُفِّيَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو مُوْسَى الأَشْعرِيُّ، رَضِيَ اللهُ عنه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 167"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2461"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 396"، حلية الأولياء "4/ 132"، تاريخ بغداد "8/ 206- 207"، تاريخ الإسلام "2/ 215"، الكاشف "1/ ترجمة 879"، الوافي بالوفيات "11/ 241"، تهذيب التهذيب "2/ 154- 155"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1156".

جبير بن نفير

391- جبير بن نفير 1: "م، 4": ابن مالك بن عامر الإمام الكبير, أبو عبد الرحمن الخضرمي, الحِمْصِيُّ. أَدْرَكَ حَيَاةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَحَدَّثَ عَنِ: أَبِي بَكْرٍ -فَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ لَقِيَهُ- وَعَنْ عُمَرَ, وَالمِقْدَادِ, وَأَبِي ذَرٍّ, وَأَبِي الدَّرْدَاءِ, وَعُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ, وَعَائِشَةَ, وَأَبِي هُرَيْرَةَ, وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ, وَمَكْحُوْلٌ, وَخَالِدُ بنُ مَعْدَانَ, وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ بنُ كُرَيْبٍ وَرَبِيْعَةُ بنُ يَزِيْدَ, وَشُرَحْبِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ, وَسُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ, وَآخَرُوْنَ. رَوَى سُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ، عَنْهُ، قَالَ: اسْتَقْبَلْتُ الإِسْلاَمَ مِنْ أَوَّلِهِ فَلَمْ أَزَلْ أَرَى فِي النَّاسِ صَالِحاً وَطَالِحاً وكان جبير من علماء أهل الشام.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 440"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2275"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 2116"، الحلية "5/ 133"، أسد الغابة "1/ 273"، تاريخ الإسلام "3/ 145" تهذيب التهذيب "2/ 64- 65"، الإصابة "1/ ترجمة 1274".

سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، حدثني بشير بن كريب الأُمْلُوْكِيُّ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ, عَنْ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ, قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ, وَبَيْنَ يَدَيْهِ جَفْنَةٌ مِنْ لَحْمٍ, فَقَالَ: اجْلِسْ فَكُلْ, فَإِنَّ كَنِيْسَةً فِي نَاحِيَتِنَا أَهْدَى لَنَا أَهْلُهَا مِمَّا ذَبَحُوا لَهَا فَأَكَلْتُ مَعَهُ. فِيْهِ: أَنَّ مَا ذُبِحَ لِمَعْبَدٍ مُبَاحٌ وَإِنَّمَا يَحْرُمُ عَلَيْنَا مَا ذُبِحَ عَلَى نُصُبٍ. بَقِيَّةُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ زُبَيْدٍ الخَوْلاَنِيُّ عَنْ مَرْثَدِ بنِ سُمَيٍّ، عَنْ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ: أَنَّ يَزِيْدَ بنَ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى أَبِيْهِ: أَنَّ جُبَيْرَ بنَ نُفَيْرٍ قَدْ نَشَرَ فِي مِصْرِي حَدِيْثاً, فَقَدْ تَرَكُوا القُرْآنَ قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى جُبَيْرٍ فَجَاءَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ كِتَابَ يَزِيْدَ فَعَرَفَ بَعْضَهُ وَأَنْكَرَ بَعْضَهُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لأَضْرِبَنَّكَ ضَرْباً أَدَعُكَ لِمَنْ بَعْدَكَ نَكَالاً. قَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ, لاَ تَطْغَ فِيَّ, إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ انْكَسَرَتْ عِمَادُهَا, وَانْخَسَفَتْ أوتادها, وأحبها أصاحبها. قَالَ: فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَأَخَذَ بِيَدِ جُبَيْرٍ, وَقَالَ: لَئِنْ كَانَ تَكَلَّمَ بِهِ جُبَيْرٌ, لَقَدْ تَكَلَّمَ بِهِ أَبُو الدَّرْدَاءِ, وَلَوْ شَاءَ جُبَيْرٌ أَنْ يُخْبِرَ أَنَّمَا سَمِعَهُ مِنِّي, لَفَعَلَ, وَلَوْ ضَرَبْتُمُوْهُ, لَضَرَبَكُمُ اللهُ بِقَارِعَةٍ تَتْرُكُ دِيَارَكُم بَلاَقِعَ. هَذَا خَبَرٌ مُنْكَرٌ, لَمْ يَكُنْ لِجُبَيْرٍ ذِكْرٌ بَعْدُ فِي زمَنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ, بَلْ كَانَ شَابّاً يَتَطَلَّبُ العِلْمَ, وَأَيْضاً فَكَانَ يَزِيْدُ فِي آخِرِ مُدَّةِ أَبِي الدَّرْدَاءِ طِفْلاً عُمُرُهُ خَمْسُ سِنِيْنَ وَلَعَلَّ قَدْ جَرَى شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ. وَمِمَّنْ رَوَى جُبَيْرٌ عَنْهُم: مَالِكُ بنُ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيُّ, وَأَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ, وَأُمُّ الدَّرْدَاءِ, وَكَانَ هو كثير بنُ مُرَّةَ مِنْ أَئِمَّةِ التَّابِعِيْنَ بِحِمْصَ وَبِدِمَشْقَ قَالَ بِتَوْثِيْقِهِمَا غَيْرُ وَاحِدٍ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ: مَاتَ جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ في سنة خمس وَسَبْعِيْنَ. وَأَمَّا ابْنُ سَعْدٍ, وَشَبَابٌ وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيُّ, فَقَالُوا: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ.

عبد الرحمن بن يزيد

392- عبد الرحمن بن يزيد 1: "ع" ابن قيس، الإِمَامُ الفَقِيْهُ، أَبُو بَكْرٍ النَّخَعِيُّ, أَخُو الأَسْوَدِ بنِ يَزِيْدَ. حَدَّثَ عَنْ: عُثْمَانَ, وَابْنِ مَسْعُوْدٍ, وَسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ, وَحُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ, وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ وَعُمَارَةُ بنُ عُمَيْرٍ وَجَامِعُ بنُ شَدَّادٍ وَمَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ:يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَغَيْرُهُ. مَاتَ: بَعْدَ ثَمَانِيْنَ, وَقَدْ شَاخَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: رَوَى عَنْ: عُمَرَ, وَعَبْدِ اللهِ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أَبِيْهِ رَأَيْتُ عُمَرَ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَقَالَ أَبُو صَخْرَةَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن يزيد عمامة سوداء.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 121"، التاريخ الكبيرة "5/ ترجمة 1152"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1416"، الكاشف "2/ ترجمة 3390"، تهذيب التهذيب "6/ 299" خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4286".

ابنه محمد بن عبد الرحمن

393- ابنه محمد بن عبد الرحمن 1: "4" النَّخَعِيُّ، يَرْوِي عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَنْ عَمِّهِ، الأَسْوَدِ وَعَنْ عَمِّ أَبِيْهِ عَلْقَمَةَ وَعَنْهُ زُبَيْدٌ اليَامِيُّ، وَالحَكَمُ وَمَنْصُوْرٌ, وَالأَعْمَشُ, وَالحَسَنُ بنُ عَمْرٍو الفُقَيْمِيُّ. وَثَّقَهُ: ابْنُ مَعِيْنٍ, وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَفِيْعُ القَدْرِ مِنَ الجِلَّةِ وَقَالَ حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ: كان يقول له الكيس لتلطفه في العبادة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 298"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 456"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1737"، الكاشف "3/ ترجمة 5083"، تاريخ الإسلام "4/ 51"، تهذيب التهذيب "9/ 508"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6445".

عمرو بن الأسود

394- عمرو بن الأسود 1: "خ، م" العنسي، وَيُقَالُ لَهُ: عُمَيْرُ بنُ الأَسْوَدِ، أَبُو عِيَاضٍ -وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ -الحِمْصِيُّ, نَزِيْلُ دَارِيَّا أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ وَالإِسْلاَمَ, وَكَانَ مِنْ سَادَةِ التَّابِعِيْنَ دِيْناً وَوَرَعاً. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ, وَابْنِ مَسْعُوْدٍ, وَأَبِي الدَّرْدَاءِ, وَعُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ, وَأُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ الشَّهِيْدَةِ, وَالعِرْبَاضِ بنِ سَارِيَةَ, وَغَيْرِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: مُجَاهِدٌ وَخَالِدُ بنُ مَعْدَانَ وَأَبُو راشد الحبراني ويونس ابن سَيْفٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ وَأَبُو الحَسَنِ بنُ سُمَيْعٍ: عَمْرُو بنُ الأَسْوَدِ هُوَ عُمَيْرٌ, يُكْنَى: أَبَا عِيَاضٍ. قُلْتُ: حَدِيْثُهُ فِي الجِهَادِ مِنْ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" عُمَيْرُ بنُ الأَسْوَدِ, وَجَعَلَهُمَا ابن سعد اثنين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد: "7/ 442"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2504"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1222"، الكاشف "2/ ترجمة 4189"، تهذيب التهذيب "8/ 4- 6"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5253".

بَقِيَّةُ، عَنْ صَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الحمن بنِ جُبَيْرٍ, قَالَ: حَجَّ عَمْرُو بنُ الأَسْوَدِ, فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى المَدِيْنَةِ, نَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ وَهُوَ يُصَلِّي, فَسَأَلَ عَنْهُ. فَقِيْلَ: شَامِيٌّ, يُقَالُ لَهُ: عَمْرُو بنُ الأَسْوَدِ. فَقَالَ مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشْبَهَ صَلاَةً وَلاَ هَدْياً وَلاَ خُشُوْعاً وَلاَ لِبْسَةً بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ هذا الرجل. عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ نَجْدَةَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ أَرْطَاةَ، بنِ المُنْذِرِ، حَدَّثَنِي رُزَيْقٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَلْهَانِيُّ: أَنَّ عَمْرَو بنَ الأَسْوَدِ قَدِمَ المَدِيْنَةَ, فَرَآهُ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي, فَقَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَشْبَهِ النَّاسِ صَلاَةً بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلْيَنظُرْ إِلَى هَذَا ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِ بِقِرَىً وَعَلَفٍ وَنَفَقَةٍ فَقَبِلَ ذَلِكَ وَرَدَّ النَّفَقَةَ. أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ": حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي مَرْيَمَ, عَنْ ضَمْرَةَ بنِ حَبِيْبٍ, وَحَكِيْمِ بنِ عُمَيْرٍ, قَالاَ: قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى هَدْيِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَدْيِ عَمْرِو بنِ الأَسْوَدِ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ: عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي مَرْيَمَ, عَنْ ضَمْرَةَ وَحْدَهُ, عَنْ عَمْرِو بنِ الأَسْوَدِ: أَنَّهُ مَرَّ عَلَى عُمَرَ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ, عَنْ عَمْرِو بنِ الأَسْوَدِ العَنْسِيِّ: أَنَّهُ كَانَ يَدَعُ كَثِيْراً مِنَ الشِّبَعِ مَخَافَةَ الأَشَرِ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ: أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ, أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ وَأَبُو الفَضْلِ الأُرْمَوِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ, قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ المُسْلِمَةِ, أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُهْرِيُّ, حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيُّ, حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ العَلاَءِ الحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ عَنْ بَحِيْرِ بنِ سَعْدٍ, عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ, عَنْ عَمْرِو بنِ الأَسْوَدِ العَنْسِيِّ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ المَسْجِدِ, قَبَضَ بِيَمِيْنِهِ عَلَى شِمَالِهِ, فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ, فَقَالَ: مَخَافَةَ أَنْ تُنَافِقَ يدي. قُلْتُ يُمْسِكُهَا خَوْفاً مِنْ أَنْ يَخْطُرَ بِيَدِهِ فِي مِشْيَتِهِ, فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الخُيَلاَءِ. تُوُفِّيَ: فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ.

أما عمير بن هانئ العنسي

395- أما: عمير بن هانئ العَنْسِيُّ 1: الدَّارَانِيُّ، فَتَابِعِيٌّ صَغِيْرٌ جَلِيْلٌ. وَلِيَ الخَرَاجَ بِدِمَشْقَ لِعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَقَدْ سَارَ رَسُوْلاً إِلَى الحَجَّاجِ وَهُوَ يُحَاصِرُ ابْنَ الزُّبَيْرِ. وَرَوَى عَنِ: ابْنِ عُمَرَ. وَلَهُ تَرْجَمَةٌ مُطَوَّلَةٌ فِي "تَارِيْخِ دِمَشْقَ" قُتِلَ, وَأُتِيَ بِرَأْسِهِ إِلَى مَرْوَانَ الحِمَارِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3236"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 2097" الكاشف "2/ ترجمة 4358"، تاريخ الإسلام "5/ 119"، تهذيب التهذيب "8/ 149- 150"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5462".

أبو الأسود

396- أبو الأسود 1: "ع" الدؤلي، وَيُقَالُ: الدِّيْلِيُّ: العَلاَّمَةُ, الفَاضِلُ, قَاضِي البَصْرَةِ. وَاسْمُهُ: ظَالِمُ بنُ عَمْرٍو عَلَى الأَشْهَرِ. وُلِدَ: فِي أيام النبوة. وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ, وَعَلِيٍّ, وَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ, وَأَبِي ذَرٍّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ, وَالزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ وَطَائِفَةٍ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ قَرَأَ عَلَيْهِ: وَلَدُهُ أَبُو حَرْبٍ وَنَصْرُ بنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ, وَحُمْرَانُ بنُ أَعْيَنَ, وَيَحْيَى بنُ يَعْمَرَ. قُلْتُ: الصَّحِيْحُ أَنَّ حُمْرَانَ هَذَا إِنَّمَا قَرَأَ عَلَى أَبِي حَرْبٍ بنِ أَبِي الأَسْوَدِ, نَعَمْ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ، وَيَحْيَى بنُ يَعْمَرَ, وَابْنُ بُرَيْدَةَ, وَعُمَرُ مَوْلَى غُفْرَةَ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ, كَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي النَّحْوِ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ غَيْرُهُ: قَاتَلَ أَبُو الأَسْوَدِ يَوْمَ الجَمَلِ مَعَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ, وَكَانَ مِنْ وُجُوْهِ الشِّيْعَةِ وَمِنْ أَكْمَلِهِم عَقْلاً وَرَأْياً وَقَدْ أَمَرَهُ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِوَضْعِ شَيْءٍ فِي النَّحْوِ لَمَّا سَمِعَ اللحن. قال: فأراه أبو الأسود وما وَضَعَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا أَحْسَنَ هَذَا النَّحْوَ الَّذِي نَحَوْتَ! فَمِنْ ثَمَّ سُمِّيَ النَّحْوُ نَحْواً. وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا الأَسْوَدِ أَدَّبَ عُبَيْدَ اللهِ ابن الأمير زياد ابن أبيه.

_ 1 ترجمة في طبقات ابن سعد "7/ 99"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2563"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 2214"، أسد الغابة "3/ 69"، تاريخ الإسلام "3/ 94"، الإصابة "2/ ترجمة 4329 و 4333" و "4/ ترجمة 89و 99"، تهذيب التهذيب "12/ 10".

وَنَقَلَ ابْنُ دَابٍ: أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بَعْدَ مَقْتَلِ عَلِيٍّ, فَأَدْنَى مَجْلِسَهُ, وَأَعْظَمَ جَائِزَتَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: أَبُو الأَسْوَدِ هُوَ أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ بَابَ الفَاعِلِ, وَالمَفْعُوْلِ, وَالمُضَافِ وَحَرْفِ الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالجَرِّ وَالجَزْمِ, فَأَخَذَ ذَلِكَ عَنْهُ يَحْيَى بنُ يَعْمَرَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَخَذَ أَبُو الأَسْوَدِ عَنْ عَلِيٍّ العَرَبِيَّةَ, فَسَمِعَ قَارِئاً يَقْرَأُ: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُه} بِكَسْرِ اللاَّمِ بَدَلاً عَنْ ضَمِّهَا-[التَّوْبَةُ: 3] ، فَقَالَ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَمْرَ النَّاسِ قَدْ صَارَ إِلَى هَذَا. فَقَالَ لِزِيَادٍ الأَمِيْرِ: ابْغِنِي كَاتِباً لَقِناً1 فَأَتَى بِهِ, فَقَالَ لَهُ أَبُو الأَسْوَدِ: إِذَا رَأَيْتَنِي قَدْ فَتَحْتُ فَمِي بِالحَرْفِ, فَانْقُطْ نُقْطَةً أَعْلاَهُ, وَإِذَا رَأَيْتَنِي قَدْ ضَمَمْتُ فَمِي, فَانْقُطْ نُقْطَةً بَيْنَ يَدَيِ الحَرْفِ وَإِنْ كَسَرْتُ, فَانْقُطْ نُقْطَةً تَحْتَ الحَرْفِ فَإِذَا أَتْبَعْتُ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ غُنَّةً فَاجْعَلْ مَكَانَ النُّقْطَةِ نُقْطَتَيْنِ, فَهَذَا نَقْطُ أَبِي الأَسْوَدِ. وَقَالَ المُبَرِّدُ: حَدَّثَنَا المَازِنِيُّ, قَالَ: السَّبَبُ الَّذِي وُضِعَتْ لَهُ أَبْوَابُ النَّحْوِ: أَنَّ بِنْتَ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَتْ لَهُ مَا أَشَدُّ الحَرِّ! فَقَالَ: الحَصْبَاءُ بِالرَّمْضَاءِ. قَالَتْ: إِنَّمَا تَعَجَّبْتُ مِنْ شِدَّتِهِ. فَقَالَ أَوَقَدْ لَحَنَ النَّاسُ فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَأَعْطَاهُ أُصُوْلاً بَنَى مِنْهَا, وَعَمِلَ بَعْدَهُ عَلَيْهَا. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ نَقَطَ المَصَاحِفَ, وَأَخَذَ عَنْهُ النَّحْوَ: عَنْبَسَةُ الفِيْلُ, وَأَخَذَ عَنْ عَنْبَسَةَ: مَيْمُوْنٌ الأَقْرَنُ, ثُمَّ أَخَذَهُ عَنْ مَيْمُوْنٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيُّ, وَأَخَذَهُ عَنْهُ: عِيْسَى بنُ عُمَرَ وَأَخَذَهُ عَنْهُ الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ وَأَخَذَهُ عَنْهُ سِيْبَوَيْه وَأَخَذَهُ عَنْهُ سَعِيْدٌ الأَخْفَشُ2. وَيَعْقُوْبُ الحَضْرَمِيُّ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ سَلْمٍ البَاهِلِيُّ, حَدَّثَنَا أَبِي, عَنْ جَدِّي, عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ, قَالَ دَخَلْتُ عَلَى علي, فرأيته مطوقًا, فَقُلْتُ: فِيْمَ تَتَفَكَّرُ يَا أَمِيَرَ المُؤْمِنِيْنَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ بِبَلَدِكُم لَحْناً فَأَرَدْتُ أَنْ أَضَعَ كِتَاباً فِي أُصُوْلِ العَرَبِيَّةِ. فَقُلْتُ: إِنْ فَعَلْتَ هَذَا, أَحْيَيْتَنَا. فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ فَأَلْقَى إِلَيَّ صَحِيْفَةً فِيْهَا: الكَلاَمُ كُلُّهُ اسْمٌ، وَفِعْلٌ، وَحَرْفٌ، فَالاسْمُ: مَا أَنْبَأَ عَنِ المُسَمَّى، وَالفِعْلُ: مَا أَنْبَأَ عن حركة المسمى، والحرف: وما أَنْبَأَ عَنْ مَعْنَىً لَيْسَ بِاسْمٍ وَلاَ فِعْلٍ. ثُمَّ قَالَ لِي: زِدْهُ وَتَتَبَّعْهُ فَجَمَعْتُ أَشْيَاءَ ثم عرضتها عليه.

_ 1 اللقن: سريع الفهم. 2 هو: الاخفش الأوسط سعيد بن مسعدة المجاشعي المتوفى 215هـ.

عُمَرُ بنُ شَبَّةَ: حَدَّثَنَا حَيَّانُ بنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ جَاءَ أَبُو الأَسْوَدِ إِلَى زِيَادٍ فَقَالَ: أَرَى العَرَبَ قَدْ خَالَطَتِ العَجَمَ, فَتَغَيَّرَتْ أَلْسِنَتُهُم أَفَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَضَعَ لِلْعَرَبِ كَلاَماً يُقِيْمُوْنَ بِهِ كَلاَمَهُم قَالَ: لاَ قَالَ فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى زِيَادٍ فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ تُوُفِّيَ أَبَانَا وَتَرَكَ بَنُوْنَ فَقَالَ: ادْعُ لِي أَبَا الأَسْوَدِ فَدُعِيَ فَقَالَ: ضَعْ لِلنَّاسِ الَّذِي نَهَيْتُكَ عَنْهُ. قَالَ الجَاحِظُ أَبُو الأَسْوَدِ مُقَدَّمٌ فِي طَبَقَاتِ النَّاسِ, كَانَ مَعْدُوْداً فِي الفُقَهَاءِ وَالشُّعَرَاءِ وَالمُحَدِّثِيْنَ وَالأَشْرَافِ, وَالفُرْسَانِ وَالأُمَرَاءِ, وَالدُّهَاةِ وَالنُّحَاةِ وَالحَاضِرِي الجَوَابِ وَالشِّيْعَةِ وَالبُخَلاَءِ وَالصُّلْعِ الأَشْرَافِ. وَمِنْ "تَارِيْخِ دِمَشْقَ" أَبُو الأَسْوَدِ ظَالِمُ بنُ عَمْرِو بنِ ظَالِمٍ. وَقِيْلَ: جَدُّهُ سُفْيَانُ. وَيُقَالُ: هُوَ عُثْمَانُ بنُ عَمْرٍو وَيُقَالُ: عَمْرُو بنُ ظَالِمٍ, وَأَنَّهُ وَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ زَمَنَ عَلِيٍّ. قَالَ الحَازِمِيُّ: أَبُو الأَسْوَدِ الدُّوْلِيُّ مَنْسُوْبٌ إِلَى دُوْلِ بنِ حَنِيْفَةَ بنِ لُجَيْمٍ. وَقَالَ أَبُو اليَقْظَانِ: الدُّوْلُ بِضَمِّ الدَّالِ وَسُكُوْنِ الوَاوِ- مِنْ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ. عَدَدُهُم كَثِيْرٌ, مِنْهُم فَرْوَةُ بنُ نُفَاثَةَ؛ صَاحِبُ بَعْضِ الشَّامِ فِي الجَاهِلِيَّةِ. وَزَعَمَ يُوْنُسُ أَنَّ الدُّوْلَ امْرَأَةٌ مِنْ كِنَانَةَ, وَهُمْ رَهْطُ أَبِي الأَسْوَدِ وَأَمَّا بَنُوْ عَدِيِّ بنِ الدُّوْلِ فَلَهُم عَدَدٌ كَثِيْرٌ بِالحِجَازِ مِنْهُم عَمْرُو بنُ جَنْدَلٍ وَالِدُ أَبِي الأَسْوَدِ ظَالِمٍ وَأَمُّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بنِ قُصَيٍّ. وَقَالَ ابْنُ حَبِيْبٍ: فِي عَنْزَةَ: الدُّوْلُ بنُ سَعْدِ مَنَاةَ. وَفِي ضَبَّةَ: الدُّوْلُ بنُ جَلٍّ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُتَيْبَةَ: الدُّوْلُ فِي بَنِي حَنِيْفَةَ, وَالدِّيْلُ فِي بَنِي عَبْدِ القَيْسِ وَالدُّئْلُ بِالهَمْزِ فِي كِنَانَةَ, مِنْهُم: أَبُو الأَسْوَدِ الدُّئْلِيُّ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيُّ: أَبُو الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ عَلَى زِنَةِ العُمَرِيِّ هَكَذَا يَقُوْلُ البَصْرِيُّوْنَ منسوب إلى دؤل حي بن كِنَانَةَ. وَقَالَ عِيْسَى بنُ عُمَرَ: بِالكَسْرِ عَلَى الأَصْلِ، وَكَانَ جَمَاعَةٌ يَقُوْلُوْنَ: الدِّيْلِيُّ. وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ: الدُّؤَلِيُّ بِضَمِّ الدَّالِ وَفَتْحِ الهَمْزَةِ: قَبِيْلَةٌ مِنْ كِنَانَةَ. قَالَ: وَالدُّئِلُ -يَعْنِي بِكَسْرِ الهَمْزَةِ: فِي عَبْدِ القَيْسِ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ: الدِّيْلُ مِنْ بَنِي حَنِيْفَةَ, وَالدُّوْلُ مِنْ كِنَانَةَ, وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: أَبُو الأَسْوَدِ الدُّئِلِيُّ بِضَمِّ الدَّالِ وَكَسْرِ الهَمْزَةِ. وَقَالَ المُبَرِّدُ: بِضَمِّ الدَّالِ وَفَتْحِ الهَمْزَةِ, مِنَ الدُّئِلِ بِالكَسْرِ, هِيَ دَابَّةٌ, امْتَنَعُوا مِنَ الكَسْرِ لِئَلاَّ يُوَالُوا بَيْنَ الكَسْرَاتِ كَمَا قَالُوا فِي النَّمِرِ: النمري. قَالَ ابْنُ حَبِيْبٍ: فِي تَغْلِبَ الدِّيْلُ، وَفِي عَبْدِ القَيْسِ، وَفِي إِيَادٍ، وَفِي الأَزْدِ. انْتَهَى مَا نَقَلَهُ الحَازِمِيُّ. فَيَجِيْءُ فِي أَبِي الأَسْوَدِ: الدُّوْلِيُّ, وَالدِّيْلِيُّ, وَالدُّؤَلِيُّ, وَالدُّئِلِيُّ. وَقَالَ ابْنُ السِّيْدِ: الدُّئِل بِكَسْرِ الهَمْزَةِ, لاَ أَعْلَمُ فِيْهِ خِلاَفاً. وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّ ابْنَ مَاكُوْلاَ وَالحَازِمِيَّ وَهِمَا فِي أَنَّ فَرْوَةَ بنَ نُفَاثَةَ مِنَ الدُّوْلِ, بَلْ هُوَ جُذَامِيٌّ. وَجُذَامٌ وَالدُّوْلُ لا يجتمعانإلَّا فِي سَبَأِ بنِ يَشْجُبَ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَاتَ أَبُو الأَسْوَدِ فِي طَاعُوْنِ الجَارِفِ, سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيْحُ وَقِيْلَ: مَاتَ قُبَيْلَ ذَلِكَ وَعَاشَ خَمْساً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَأَخْطَأَ مَنْ قَالَ: تُوُفِّيَ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ بن عبد العزيز.

الأحنف بن قيس

397- الأحنف بن قيس 1: "ع" ابن معاوية بن حصين, الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ, العَالِمُ النَّبِيْلُ, أَبُو بَحْرٍ التَّمِيْمِيُّ, أحد من يضرب بحلمه وسؤدده المثل. اسْمُهُ ضَحَّاكٌ وَقِيْلَ: صَخْرٌ وَشُهِرَ بِالأَحْنَفِ لِحَنَفِ رِجْلَيْهِ وَهُوَ العَوَجُ وَالمَيْلُ. كَانَ سَيِّدَ تَمِيْمٍ أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ, وَعَلِيٍّ وَأَبِي ذَرٍّ وَالعَبَّاسِ, وَابْنِ مَسْعُوْدٍ, وَعُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: عَمْرُو بنُ جَاوَانَ، وَالحَسَنُ البَصْرِيُّ، وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وَطَلْقُ بنُ حَبِيْبٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَمِيْرَةَ وَيَزِيْدُ بنُ الشِّخِّيْرِ, وَخُلَيْدٌ العَصَرِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ قَلِيْلُ الرِّوَايَةِ. كَانَ مِنْ قُوَّادِ جَيْشِ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّيْنَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، مَأْمُوْناً، قَلِيْلَ الحَدِيْثِ، وَكَانَ صَدِيْقاً لِمُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ, فَوَفَدَ عَلَيْهِ إِلَى الكُوْفَةِ, فَمَاتَ عِنْدَهُ بِالكُوْفَةِ. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي شَيْخٍ: كَانَ أَحْنَفَ الرِّجْلَيْنِ جَمِيْعاً, وَلَمْ يَكُنْ لَهُ إلَّا بَيْضَةٌ وَاحِدَةٌ, وَاسْمُهُ: صَخْرُ بنُ قَيْسٍ, أَحَدُ بَنِي سَعْدٍ. وأمه باهلية, فكانت ترقصه, وتقول:

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 93"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1649"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1226"، أسد الغابة "1/ 55"، تاريخ الإسلام "3/ 129"، تهذيب التهذيب "1/ 191" الإصابة "1/ ترجمة 429".

وَاللهِ لَوْلاَ حَنَفٌ بِرِجْلِهِ ... وَقِلَّةٌ أَخَافُهَا مِنْ نَسْلِهِ مَا كَانَ فِي فِتْيَانِكُم مِنْ مِثْلِهِ قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: هُوَ افْتَتَحَ مَرْوَ الرُّوْذَ. وَكَانَ الحَسَنُ وَابْنُ سِيْرِيْنَ فِي جَيْشِهِ ذَاكَ. قُلْتُ: هَذَا فِيْهِ نَظَرٌ, هُمَا يَصْغُرَانِ عن ذلك. حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عَنِ الحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوْفُ بِالبَيْتِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ, إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ: إلَّا أُبَشِّرُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: أَمَا تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ أَدْعُوْهُم إِلَى الإِسْلاَمِ, فَجَعَلْتُ أُخْبِرُهُم, وَأَعْرِضُ عَلَيْهِم, فَقُلْتَ: إِنَّهُ يَدْعُو إِلَى خَيْرٍ, وَمَا أَسْمَعُ إلَّا حَسَناً؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَحْنَفِ" فَكَانَ الأَحْنَفُ يَقُوْلُ: فَمَا شَيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي مِنْ ذَلِكَ رَوَاهُ: أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"1. العَلاَءُ بنُ الفَضْلِ المِنْقَرِيُّ: حَدَّثَنَا العَلاَءُ بنُ جَرِيْرٍ حَدَّثَنِي عُمَرُ بنُ مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَمِّهِ عُرْوَةَ حَدَّثَنِي الأَحْنَفُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بِفَتْحِ تُسْتَرَ فَقَالَ: قَدْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُم تُسْتَرَ, وَهِيَ مِنْ أَرْضِ البَصْرَةِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, إِنَّ هَذَا -يَعْنِي الأَحْنَفَ- الَّذِي كَفَّ عَنَّا بَنِي مُرَّةَ حِيْنَ بَعَثَنَا رَسُوْلُ اللهِ فِي صَدَقَاتِهِم, وَقَدْ كَانُوا هَمُّوا بِنَا. قَالَ الأَحْنَفُ: فَحَبَسَنِي عُمَرُ عِنْدَهُ سَنَةً, يَأْتِيْنِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ, فَلاَ يَأْتِيْهِ عَنِّي إلَّا مَا يُحِبُّ. ثُمَّ دَعَانِي فَقَالَ: يَا أَحْنَفُ هَلْ تَدْرِي لِمَ حَبَسْتُكَ عِنْدِي قُلْتُ: لاَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَذَّرَنَا كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيْمٍ2 فَخَشِيْتُ أَنْ تكون منهم فاحمد الله يا أحنف.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "5/ 372"، والحاكم "3/ 614"، طريق حماد بن سلمة، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علي بن زيد، وهو ابن جدعان، ضعيف. وفيه عنعنه الحسن، وهو البصري، فقد كان مدلسًا. 2 صحيح بشاهده: أخرجه عبد بن حمد "11"، وأحمد "1/ 22 و 44" والبزار "168" والبيهقي في "شعب الإيمان" "1777" من طرق عن ديلم بن غزوان عبدي، حدثنا ميمون الكردي، حدثنا أبو عثمان النهدي عن عمر بن الخطاب أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عليم اللسان". قلت: إسناده حسن، ميمون الكردي، وثقة أبو داود. وقال ابن معين: لا بأس به وقال الأزدي: ضعيف، وله شاهد عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخَوْفُ مَا أَخَافُ عليكم جدال المنافق عليم اللسان"، أخرجه ابن حبان "80"، والطبراني في "الكبير" "18/ 593" من طريق حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين، به. وأخرجه البزار "170" كشف الأستار من طريق خالد بن الحارث، حدثنا حسين المعلم، به. بلفظ: حذرنا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلَّ منافق عليم اللسان. وقال البزار في إثره: لا نحفظه إلا عن عمر وإسناد عمر صالح فأخرجناه عنه وأعدناه عن عمران الحسن إسناد عمران.

حَمَّادٌ، عَنِ ابْن جُدْعَانَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنِ الأحنف، قال: احتبسني عُمَرُ عِنْدَهُ حَوْلاً، وَقَالَ: قَدْ بَلَوْتُكَ وَخَبَرْتُكَ، فرأيت علانتيك حَسَنَةً, وَأَنَا أَرْجُو أَنْ تَكُوْنَ سَرِيْرَتُكَ مِثْلَ عَلاَنِيَتِكَ, وَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ إِنَّمَا يُهْلِكُ هَذِهِ الأُمَّةَ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيْمٍ. قَالَ العِجْلِيُّ: الأَحْنَفُ بَصْرِيٌّ، ثِقَةٌ، كَانَ سَيِّدَ قَوْمِهِ، وَكَانَ أَعْوَرَ، أَحْنَفَ دَمِيْماً, قَصِيْراً كَوْسَجاً1 لَهُ بَيْضَةٌ وَاحِدَةٌ, حَبَسَهُ عُمَرُ سَنَةً يَخْتَبِرُهُ فَقَالَ هَذَا وَاللهِ السَّيِّدُ. مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَدِمَ الأَحْنَفُ فَخَطَبَ, فَأَعْجَبَ عُمَرَ مَنْطِقُهُ. قَالَ: كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُوْنَ مُنَافِقاً عَالِماً, فَانْحَدِرْ إِلَى مِصْرِكَ, فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُوْنَ مُؤْمِناً. وَعَنِ الأَحْنَفِ، قَالَ: كَذَبْتُ مَرَّةً وَاحِدَةً؛ سَأَلَنِي عُمَرُ عَنْ ثَوْبٍ: بِكَمْ أَخَذْتَهُ؟ فَأَسْقَطْتُ ثُلُثَيِ الثَّمَنِ. يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: وَفَّدَ أَبُو مُوْسَى وَفْداً مِنَ البَصْرَةِ إِلَى عُمَرَ مِنْهُمُ الأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ, فَتَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ, وَكَانَ الأَحْنَفُ فِي آخِرِ القَوْمِ, فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فَإِنَّ أَهْلَ مِصْرَ نَزَلُوا مَنَازِلَ فِرْعَوْنَ وَأَصْحَابِهِ وَإِنَّ أَهْلَ الشَّامِ نَزَلُوا مَنَازِلَ قَيْصَرَ وَأَصْحَابِهِ, وَإِنَّ أَهْلَ الكُوْفَةِ نَزَلُوا مَنَازِلَ كِسْرَى وَمَصَانِعَهُ فِي الأَنْهَارِ وَالجِنَانِ, وَفِي مِثْلِ عَيْنِ البَعِيْرِ وَكَالحُوَارِ فِي السَّلَى2، تَأْتِيْهِم ثِمَارُهُم قَبْلَ أَنْ تَبلُغَ, وَإِنَّ أَهْلَ البَصْرَة نَزَلُوا فِي أرض سبخة زعقة3، نَشَّاشَةٍ4، لاَ يَجِفُّ تُرَابُهَا، وَلاَ يَنْبُتُ مَرْعَاهَا، طَرَفُهَا فِي بَحْرٍ أُجَاجٍ, وَطَرَفٌ فِي فَلاَةٍ, لاَ يَأْتِيْنَا شَيْءٌ إلَّا فِي مِثْلِ مَرِيْءِ النَّعَامَةِ5 فَارْفَعْ خَسِيْسَتَنَا وَانْعَشْ وَكِيْسَتَنَا, وَزِدْ فِي عِيَالِنَا عِيَالاً, وَفِي رِجَالِنَا رِجَالاً, وَصَغِّرْ دِرْهَمَنَا, وَكَبِّرْ قَفِيْزَنَا, وَمُرْ لَنَا بِنَهْرٍ نَسْتَعْذِبْ مِنْهُ. فقال عمر: عجزتم أن

_ 1 الكوسج: الذي لا شعر على عارضيه. 2 الحوار: ولد الناقة ساعة وضعه. والسلى: الجلد الرقيق الذي يخرج منه الولد من بطن أمه ملفوفًا فيه. 3 سبخة: ذات نز وملح. زعقة: ماؤها مرًا غليظًا. 4 نشاشة: الأرض السبخة النشاشة: هو ما يظهر من ماء السباخ فينش فيها حتى يعود ملحًا. وقيل النشاشة التي لا يجف تربها ولا ينبت مرعاها. 5 خص مرئ النعام لضيق عنقه. والمرئ هو مجرى الطعام.

تَكُوْنُوا مِثْلَ هَذَا, هَذَا -وَاللهِ- السَّيِّدُ قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَسْمَعُهَا بَعْدُ. وَفِي رِوَايَةٍ: فِي مِثْلِ حُلْقُوْمِ النَّعَامَةِ. قَالَ خَلِيْفَةُ: تَوَجَّهَ ابْنُ عَامِرٍ1 إِلَى خُرَاسَانَ وَعَلَى مُقَدَّمَتِهِ الأَحْنَفُ فَلَقِيَ أَهْلَ هَرَاةَ, فَهَزَمَهُم, فَافْتَتَحَ ابْنُ عَامِرٍ أَبْرَشَهْرَ صُلْحاً وَيُقَالُ: عَنْوَةً -وَبَعَثَ الأَحْنَفَ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفٍ, فَتَجَمَّعُوا لَهُ مَعَ طُوقَانَ شَاهُ فَاقْتَتَلُوا قِتَالاً شَدِيْداً فَهَزَمَ اللهُ المُشْرِكِيْنَ. قَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ: كَانَ الأَحْنَفُ يَحْمِلُ وَيَقُوْلُ: إِنَّ عَلَى كُلِّ رَئِيْسٍ حَقَّا ... أَنْ يَخْضِبَ القَنَاةَ أَوْ تندقا وَقِيْلَ: سَارَ الأَحْنَفُ إِلَى بَلْخَ فَصَالَحُوْهُ عَلَى أَرْبَعِ مائَةِ أَلْفٍ, ثُمَّ أَتَى خُوَارِزْمَ, فَلَمْ يُطِقْهَا, فَرَجَعَ. وَعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: أَنَّ ابْنَ عامر خرج من خرسان مُعْتَمِراً, قَدْ أَحْرَمَ مِنْهَا, وَخَلَّفَ عَلَى خُرَاسَانَ الأَحْنَفَ وَجَمَعَ أَهْلُ خُرَاسَانَ جَمْعاً كَبِيْراً, وَتَجَمَّعُوا بِمَرْوَ, فَالْتَقَاهُمُ الأَحْنَفُ, فَهَزَمَهُم, وَكَانَ ذَلِكَ الجَمْعُ لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ. ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوْبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عُمَرَ ذَكَرَ بَنِي تَمِيْمٍ فَذمَّهُم فَقَامَ الأَحْنَفُ فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ ائْذَنْ لِي قَالَ: تَكَلَّمْ قَالَ: إِنَّكَ ذَكَرْتَ بَنِي تَمِيْمٍ فَعَمَمْتَهُم بِالذَّمِّ وَإِنَّمَا هُمْ مِنَ النَّاسِ فِيْهِمُ الصَّالِحُ وَالطَّالِحُ فَقَالَ: صَدَقْتَ فَقَامَ الحُتَاتُ وَكَانَ يُنَاوِئُهُ فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين ائذن لي فأتكلم قَالَ: اجْلِسْ, فَقَدْ كَفَاكُمْ سَيِّدُكُمُ الأَحْنَفُ. رَوَى ابْنُ جُدْعَانَ, عَنِ الحَسَنِ: أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوْسَى: ائْذَنْ لِلأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ وَشَاوِرْهُ, وَاسْمَعْ مِنْهُ. قَتَادَةُ: عَنِ الحَسَنِ, قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَرِيْفَ قَوْمٍ كَانَ أَفَضْلَ مِنَ الأحنف.

_ 1 هو: عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ كُرَيْزِ بنِ ربيعة بن حبيب بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قصي، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ العَبْشَمِيُّ الَّذِي افْتَتَحَ إقليم خراسان، وهو ابن خال عثمان بن عفان، وَأَبُوْهُ عَامِرٌ هُوَ ابْنُ عَمَّةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البَيْضَاءِ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ. وَلِيَ البَصْرَةَ لِعُثْمَانَ ثُمَّ وَفَدَ عَلَى معاوية، فزوجه بابنته هند، استعمله عثمان على البصرة، وعزل أبا مُوْسَى فَقَالَ أَبُو مُوْسَى: قَدْ أَتَاكُم فَتَىً مِنْ قُرَيْشٍ، كَرِيْمُ الأُمَّهَاتِ وَالعَمَّاتِ وَالخَالاَتِ، يَقُوْلُ بالمال فيكم هكذا وهكذا. هو الَّذِي افْتَتَحَ خُرَاسَانَ، وَقُتِلَ كِسْرَى فِي وِلاَيَتِهِ، وَأَحْرَمَ مِنْ نَيْسَابُوْرَ شُكْراً للهِ. وَعَمِلَ السِّقَايَاتِ بعرفة وكان سخيًا كريمًا. تقدم ترجمة المؤلف له في الجزء السابق برقم ترجمة "228".

قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: قِيْلَ لِلأَحْنَفِ: بِمَ سَوَّدُوْكَ؟ قَالَ: لَوْ عَابَ النَّاسُ المَاءَ لَمْ أَشْرَبْهُ. وَقِيْلَ: عَاشَتْ بَنُوْ تَمِيْمٍ بِحِلْمِ الأَحْنَفِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَفِيْهِ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا الأَبْصَارُ أَبْصَرَتِ ابْنَ قَيْسٍ ... ظَلَلْنَ مَهَابَةً مِنْهُ خُشُوْعَا وَقَالَ خَالِدُ بنُ صَفْوَانَ: كَانَ الأَحْنَفُ يَفِرُّ مِنَ الشَّرَفِ, وَالشَّرَفُ يَتْبَعُهُ. وَقِيْلَ لِلأَحْنَفِ: إِنَّكَ كَبِيْرٌ، وَالصَّوْمُ يُضْعِفُكَ. قَالَ: إِنِّي أُعِدُّهُ لِسَفَرٍ طَوِيْلٍ. وَقِيْلَ: كَانَتْ عَامَّةُ صَلاَةِ الأَحْنَفِ بِاللَّيْلِ، وَكَانَ يضع أصبعه على المصباح، ثم يقول: حس1. وَيَقُوْلُ: مَا حَمَلَكَ يَا أَحْنَفُ عَلَى أَنْ صَنَعْتَ كَذَا يَوْمَ كَذَا. مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الحَرِيْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَصْفَرِ: أَنَّ الأَحْنَفَ اسْتُعْمِلَ عَلَى خُرَاسَانَ، فَأَجْنَبَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يُوْقِظْ غِلْمَانَهُ، وَكَسَرَ ثَلْجاً وَاغْتَسَلَ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ بَكْرٍ المُزَنِيُّ, عَنْ مَرْوَانَ الأَصْفَرِ, سَمِعَ الأَحْنَفَ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنْ تَغفِرْ لِي فَأَنْتَ أَهْلُ ذَاكَ, وَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَأَنَا أَهْلُ ذَاكَ. قَالَ مُغِيْرَةُ: ذَهَبَتْ عَيْنُ الأَحْنَفِ، فَقَالَ: ذَهَبَتْ مِنْ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، مَا شَكَوْتُهَا إِلَى أَحَدٍ. ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: ذَكَرُوا عَنْ مُعَاوِيَةَ شَيْئاً، فَتَكَلَّمُوا وَالأَحْنَفُ سَاكِتٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَحْرٍ, مالك لاَ تَتَكَلَّمُ؟ قَالَ: أَخْشَى اللهَ إِنْ كَذَبْتُ وَأَخْشَاكُم إِنْ صَدَقْتُ. وَعَنِ الأَحْنَفِ: عَجِبْتُ لِمَنْ يَجْرِي فِي مَجْرَى البَوْلِ مَرَّتَيْنِ كَيْفَ يَتَكَبَّرُ قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: قَالَ الأَحْنَفُ: ثَلاَثٌ فِيَّ مَا أَذْكُرُهُنَّ إلَّا لِمُعْتَبِرٍ: مَا أَتَيْتُ بَابَ سلطانإلَّا أَنْ أُدْعَى, وَلاَ دَخَلْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يُدْخِلاَنِي بَيْنَهُمَا, وَمَا أَذْكُرُ أَحَداً بَعْدَ أَنْ يَقُوْمَ مِنْ عِنْدِي إلَّا بِخَيْرٍ. وَعَنْهُ: مَا نَازَعَنِي أَحَدٌ إلَّا أَخَذْتُ أَمْرِي بِأُمُوْرٍ, إِنْ كَانَ فَوْقِي عَرَفْتُ لَهُ, وَإِنْ كَانَ دُوْنِي رَفَعْتُ قَدْرِي عَنْهُ, وَإِنْ كَانَ مِثْلِي تَفَضَّلْتُ عَلَيْهِ. وَعَنْهُ، قَالَ: لَسْتُ بِحَلِيْمٍ، وَلَكِنِّي أَتَحَالَمُ. وَقِيْلَ: إِنَّ رَجُلاً خَاصَمَ الأَحْنَفَ، وَقَالَ: لَئِنْ قُلْتَ وَاحِدَةً، لَتَسْمَعَنَّ عَشْراً. فَقَالَ: لَكِنَّكَ إِنْ قُلْتَ عَشْراً لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً. وَقِيْلَ: إِنَّ رَجُلاً قَالَ لِلأَحْنَفِ: بِمَ سُدْتَ؟ -وَأَرَادَ أَنْ يَعِيْبَهُ- قَالَ الأَحْنَفُ: بِتَرْكِي مَا لاَ يَعْنِيْنِي كَمَا عَنَاكَ مِنْ أَمْرِي مَا لاَ يَعْنِيْكَ.

_ 1 كلمة تقال عند الألم.

الأَصْمَعِيُّ، عَنْ مُعْتَمِرِ بنِ حَيَّانَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُقْبَةَ أَخِي ذِي الرُّمَّةِ، قَالَ: شَهِدْتُ الأَحْنَفَ بنَ قَيْسٍ وَقَدْ جَاءَ إِلَى قَوْمٍ فِي دَمٍ، فَتَكلَّمَ فِيْهِ، وَقَالَ: احْتَكِمُوا قَالُوا: نَحْتَكِمُ دِيَتَيْنِ. قَالَ: ذَاكَ لَكُم. فَلَمَّا سَكَتُوا, قَالَ: أَنَا أُعْطِيْكُم مَا سَأَلْتُم, فَاسْمَعُوا: إِنَّ اللهَ قَضَى بِدِيَةٍ وَاحِدَةٍ, وَإِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَضَى بِدِيَةٍ وَاحِدَةٍ, وَإِنَّ العَرَبَ تَعَاطَى بَيْنَهَا دِيَةً وَاحِدَةً, وَأَنْتُمُ اليَوْمَ تُطَالِبُوْنَ وَأَخْشَى أَنْ تَكُوْنُوا غَداً مَطْلُوْبِيْنَ فَلاَ تَرْضَى النَّاسُ مِنْكُمْ إلَّا بِمِثْلِ مَا سَنَنْتُم. قَالُوا: رُدَّهَا إِلَى دِيَةٍ. عَنِ الأَحْنَفِ: ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْتَصِفُوْنَ مِنْ ثَلاَثَةٍ: شَرِيْفٌ مِنْ دَنِيْءٍ, وَبَرٌّ مِنْ فَاجِرٍ, وَحَلِيْمٌ مِنْ أَحْمَقَ. وَقَالَ: مَنْ أَسْرَعَ إِلَى النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُوْنَ، قَالُوا فِيْهِ مَا لاَ يَعْلَمُوْنَ. وَعَنْهُ، سُئِلَ: مَا المُرُوْءةُ؟ قَالَ كِتْمَانُ السِّرِّ وَالبُعْدُ مِنَ الشَّرِّ. وَعَنْهُ: الكَامِلُ مَنْ عُدَّتْ سَقَطَاتُهُ. وَعَنْهُ: قَالَ رَأْسُ الأَدَبِ آلَةُ المَنْطِقِ، لاَ خَيْرَ فِي قَوْلٍ بِلاَ فِعْلٍ، وَلاَ فِي مَنْظَرٍ بِلاَ مَخْبَرٍ, وَلاَ فِي مَالٍ بِلاَ جُوْدٍ, وَلاَ فِي صَدِيْقٍ بِلاَ وَفَاءٍ, وَلاَ فِي فِقْهٍ بِلاَ وَرَعٍ, وَلاَ فِي صَدَقَةٍ إلَّا بِنِيَّةٍ, ولا في حياة إلَّا بصحة وأمن. وَعَنْهُ: العِتَابُ مِفْتَاحُ الثُّقَالَى، وَالعِتَابُ خَيْرٌ مِنَ الحِقْدِ. هِشَامٌ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: رَأَى الأَحْنَفُ فِي يَدِ رَجُلٍ دِرْهَماً, فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالَ: لِي قَالَ: لَيْسَ هُوَ لَكَ حَتَّى تُخْرِجَهُ فِي أَجْرٍ أَوِ اكْتِسَابِ شُكْرٍ وَتَمَثَّلَ: أَنْتَ لِلْمَالِ إِذَا أَمْسَكْتَهُ ... وَإِذَا أَنْفَقْتَهُ فَالمَالُ لَكْ وَقِيْلَ: كَانَ الأَحْنَفُ إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ واسع لَهُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ سَعَةٌ أَرَاهُ كَأَنَّهُ يُوْسِعُ لَهُ. وَعَنْهُ قَالَ: جَنِّبُوا مَجَالِسَنَا ذِكْرَ النِّسَاءِ وَالطَّعَامِ, إِنِّي أُبْغِضُ الرَّجُلَ يَكُوْنُ وَصَّافاً لِفَرْجِهِ وَبَطْنِهِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَلَّم مُصْعَباً فِي مَحْبُوْسَيْنِ, وَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ, إِنْ كَانُوا حُبِسُوا فِي بَاطِلٍ, فَالعَدْلُ يَسَعُهُم وَإِنْ كانوا حبسوا في الحق, فَالعَفْوُ يَسَعُهُم. وَعَنْهُ, قَالَ: لاَ يَنْبَغِي لِلأَمِيْرِ الغَضَبُ, لأَنَّ الغَضَبَ فِي القُدْرَةِ لِقَاحُ السَّيْفِ وَالنَّدَامَةِ. الأَصْمَعِيُّ, قَالَ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ, قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الأَحْنَفُ الكُوْفَةَ مَعَ مُصْعَبٍ, فَمَا رَأَيْتُ صِفَةً تُذَمُّ إلَّا رَأَيْتُهَا فِيْهِ, كَانَ ضَئِيْلاً, صَعْلَ الرَّأْسِ, مُتَرَاكِبَ الأَسْنَانِ, مَائِلَ الذقن،

نَاتِئَ الوَجْنَةِ بَاخِقَ العَيْنِ، خَفِيْفَ العَارِضَيْنِ، أَحْنَفَ الرِّجْلَيْنِ، فَكَانَ إِذَا تَكَلَّمَ، جَلاَ عَنْ نَفْسِهِ. الصعل: صغر الرأس، والبخق: وانخساف العَيْنِ، وَالحَنَفُ: أَنْ تُفْتَلَ كُلُّ رِجْلٍ عَلَى صاحبتها. وَقِيْلَ كَانَ مُلْتَصِقَ الأَلْيَةِ فَشُقَّ لَهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: الأَحْنَفُ: الَّذِي يَمْشِي عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ. عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٌ الحَذَّاءُ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ عَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: سَمِعْتُ خُطْبَةَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ وَالخُلَفَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ الكَلاَمَ مِنْ مَخْلُوْقٍ أَفْخَمَ وَلاَ أَحْسَنَ مِنْ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ. وَعَنْهُ: لاَ يَتِمُّ أَمْرُ السُّلْطَانِ إلَّا بِالوُزَرَاءِ وَالأَعْوَانِ, وَلاَ يَنْفَعُ الوُزَرَاءُ والأعوانإلَّا بِالمَوَدَّةِ وَالنَّصِيْحَةِ, وَلاَ تَنْفَعُ المَوَدَّةُ وَالنَّصِيْحَةُ إلَّا بِالرَّأْيِ وَالعِفَّةِ. قِيْلَ: كَانَ زِيَادٌ مُعَظِّماً لِلأَحْنَفِ، فَلَمَّا وُلِّيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عُبَيْدُ اللهِ، تَغَيَّرَ أَمْرُ الأَحْنَفِ، وَقَدَّمَ عَلَيْهِ مَنْ هُوَ دُوْنَهُ, ثُمَّ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فِي الأَشْرَافِ, فَقَالَ لِعُبَيْدِ اللهِ: أَدْخِلْهُم عَلَيَّ عَلَى قَدْرِ مَرَاتِبِهِم. فَأَخَّرَ الأَحْنَفُ, فَلَمَّا رَآهُ مُعَاوِيَةُ, أَكْرَمَهُ لِمَكَانِ سِيَادَتِهِ, وَقَالَ: إِلَيَّ يَا أَبَا بَحْرٍ. وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ, وَأَعْرَضَ عَنْهُم, فَأَخَذُوا فِي شُكْرِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ, وَسَكَتَ الأَحْنَفُ. فَقَالَ لَهُ: لِمَ لاَ تَتَكَلَّمُ؟ قَالَ: إِنْ تَكَلَّمْتُ خَالَفْتُهُم. قَالَ: اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ عَزَلْتُ عُبَيْدَ اللهِ. فَلَمَّا خَرَجُوا, كَانَ فِيْهِم مَنْ يَرُوْمُ الإِمَارَةَ ثُمَّ أَتَوْا مُعَاوِيَةَ بَعْد ثَلاَثٍ وَذَكَرَ كُلُّ وَاحِدٍ شَخْصاً وَتَنَازَعُوا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا تَقُوْلُ يَا أَبَا بَحْرٍ؟ قَالَ: إِنْ وَلَّيْتَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ لَمْ تَجِدْ مِثْلَ عُبَيْدِ اللهِ فَقَالَ: قَدْ أَعَدُّتُهُ قَالَ: فَخَلاَ مُعَاوِيَةُ بِعُبَيْدِ اللهِ, وَقَالَ: كَيْفَ ضَيَّعْتَ مِثْلَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي عَزَلَكَ وَأَعَادَكَ وَهُوَ سَاكِتٌ؟ فَلَمَّا رَجَعَ عُبَيْدُ اللهِ جَعَلَ الأَحْنَفَ صَاحِبَ سِرِّهِ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ المِصْرِيُّ الفَقِيْهُ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ المَعَافِرِيِّ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُمَارَةَ بنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَضَرْتُ جَنَازَةَ الأَحْنَفِ بالكوفة فَكُنْتُ فِيْمَنْ نَزَلَ قَبْرَهُ فَلَمَّا سَوَّيْتُهُ رَأَيْتُهُ قَدْ فُسِحَ لَهُ مَدَّ بَصَرِي فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ أَصْحَابِي فَلَمْ يَرَوْا مَا رَأَيْتُ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ العَلاَءِ: تُوُفِّيَ الأَحْنَفُ فِي دَارِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي غَضَنْفَرٍ, فَلَمَّا دُلِّيَ في حفرته أقبلت بنت لأوس والسعدي وَهِيَ عَلَى رَاحِلَتِهَا عَجُوْزٌ, فَوَقَفَتْ عَلَيْهِ, وَقَالَتْ: مَنِ المُوَافَى بِهِ حُفْرَتَهُ لِوَقْتِ حِمَامِهِ؟ قِيْلَ لَهَا: الأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ. قَالَتْ: وَاللهِ لَئِنْ كُنْتُم سَبَقْتُمُوْنَا إِلَى الاسْتِمْتَاعِ بِهِ فِي حَيَاتِهِ, لاَ تَسْبِقُوْنَا إِلَى الثَّنَاءِ عَلَيْهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ. ثُمَّ قَالَتْ: للهِ دَرُّكَ مِنْ مِجَنٍّ

فِي جَنَنٍ، وَمُدْرَجٍ فِي كَفَنٍ، وَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجعُوْنَ, نَسْأَلُ مَنِ ابْتَلاَنَا بِمَوْتِكَ, وَفَجَعَنَا بِفَقْدِكَ: أَنْ يُوْسِعَ لَكَ فِي قَبْرِكَ, وَأَنْ يَغْفِرَ لَكَ يَوْمَ حَشْرِكَ. أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ فِي بِلاَدِهِ هُمْ شُهُوْدُهُ عَلَى عِبَادِهِ وَإِنَّا لَقَائِلُوْنَ حَقّاً وَمُثْنُوْنَ صِدْقاً وَهُوَ أَهْلٌ لِحُسْنِ الثَّنَاءِ أَمَا وَالَّذِي كُنْتُ مِنْ أَجَلِهِ فِي عِدَّةٍ وَمِنَ الحَيَاةِ فِي مُدَّةٍ وَمِنَ المِضْمَارِ إِلَى غَايَةٍ وَمِنَ الآثَارِ إِلَى نِهَايَةٍ الَّذِي رُفِعَ عَمَلُكَ عِنْد انْقَضَاءِ أَجَلِكَ لَقَدْ عِشْتَ مَوْدُوْداً حَمِيْداً, وَمُتَّ سَعِيْداً فَقِيْداً, وَلَقَدْ كُنْتَ عَظِيْمَ الحِلْمِ, فَاضِلَ السَّلْمِ, رفيع العماد, واري الزناد, منير الحَرِيْمِ, سَلِيْمَ الأَدِيْمِ, عَظِيْمَ الرَّمَادِ, قَرِيْبَ البَيْتِ مِنَ النَّادِ. قَالَ قُرَّةُ بنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الضَّحَّاكِ: أَنَّهُ أَبْصَرَ مُصْعَباً يَمْشِي فِي جَنَازَةِ الأَحْنَفِ بِغَيْرِ رِدَاءٍ. قَالَ الفَسَوِيُّ: مَاتَ الأَحْنَفُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَقَالَ جَمَاعَةٌ مَاتَ فِي إِمْرَةِ مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ عَلَى العِرَاقِ, رَحِمَهُ الله. قلت: قد استقصى الحافظ بن عَسَاكِرَ تَرْجَمَةَ الأَحْنَفِ فِي كَرَارِيْسَ, وَطَوَّلْتُهَا -أَنَا- فِي "تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

عاصم بن عمر بن الخطاب

398- عاصم بن عمر بن الخطاب 1: "خَ، م، د، ت، س" الفَقِيْهُ، الشَّرِيْفُ، أَبُو عَمْرٍو القُرَشِيُّ، العَدَوِيُّ. وُلِدَ: فِي أَيَّامِ النُّبُوَّةِ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَأُمُّهُ هِيَ جَمِيْلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بنِ أَبِي الأَقْلحِ الأَنْصَارِيَّةُ. وَكَانَ طَوِيْلاً, جَسِيْماً, حَتَّى قِيْلَ: كَانَ ذِرَاعُهُ ذِرَاعاً وَنَحْواً مِنْ شِبْرٍ. وَكَانَ مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ, دينًا وخيرًا صَالِحاً, وَكَانَ بَلِيْغاً فَصِيْحاً شَاعِراً وَهُوَ جَدُّ الخَلِيْفَةِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ لأُمِّهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدَاهُ, حَفْصٌ وَعُبَيْدُ اللهِ, وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُرْوَى عَنْهُ سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ، فَرثَاهُ ابْنُ عُمَرَ أَخُوْهُ، حَيْثُ يَقُوْلُ: فَلَيْتَ المَنَايَا كُنَّ خَلَّفْنَ عَاصِماً ... فَعِشْنَا جَمِيْعاً أَوْ ذَهَبْنَ بنا معا

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 15"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3038"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1912"، الاستيعاب "2/ 782"، أسد الغابة "3/ 76"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2978"، الكاشف "2/ ترجمة 2534"، تهذيب التهذيب "5/ 52"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3238".

أسلم

399- أسلم 1: "ع" الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، أَبُو زَيْدٍ، -وَيُقَالُ: أَبُو خَالِدٍ- القُرَشِيُّ، العَدَوِيُّ، العُمَرِيُّ، مَوْلَى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ قِيْلَ: هُوَ مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ. وَقِيْلَ: هُوَ يَمَانِيٌّ. وَقِيْلَ حَبَشِيٌّ اشْتَرَاهُ عُمَرُ بِمَكَّةَ إِذْ حَجَّ بِالنَّاسِ فِي العَامِ الَّذِي يَلِي حَجَّةَ الوَدَاعِ زَمَنَ الصِّدِّيْقِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بنَ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ يَقُوْلُ نَحْنُ قَوْمٌ مِنَ الأَشْعَرِيِّيْنَ وَلَكِنَّا لاَ نُنْكِرُ مِنَّةَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ, وَعُثْمَانَ, وَمُعَاذٍ, وَأَبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ, وَكَعْبِ الأَحْبَارِ, وَابْنِ عُمَرَ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ زَيْدٌ، وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَمُسْلِمُ بنُ جُنْدُبٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْلَمَ، قَالَ: قَدِمْنَا الجَابِيَةَ مَعَ عُمَرَ، فَأُتِيْنَا بِالطِّلاَءِ، وَهُوَ مِثْلُ عَقِيْدِ الرُّبِّ. قُلْتُ: هُوَ الدِّبْسُ المُرَمَّلُ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: اشْتَرَانِي عُمَرُ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي قُدِمَ فِيْهَا بِالأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ أَسِيْراً وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي الحَدِيْدِ يُكَلِّمُ أَبَا بَكْرٍ وَهُوَ يَقُوْلُ لَهُ: فَعَلْتَ وَفَعَلْتَ. حَتَّى كَانَ آخِرَ ذَلِكَ أَسْمَعُ الأَشْعَثَ يَقُوْلُ: يَا خَلِيْفَةَ رَسُوْلِ اللهِ اسْتَبْقِنِي لِحَرْبِكَ وَزَوِّجْنِي أُخْتَكَ فَمَنَّ عَلَيْهِ الصِّدِّيْقُ وَزوَّجَهُ أُخْتَهُ أُمَّ فَرْوَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بنَ الأَشْعَثِ. قَالَ جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ الحَبَشِيُّ الأَسْوَدُ -وَاللهِ مَا أُرِيْدُ عَيْبَهُ: بَلَغَنِي أن بنيه يقولون: إنهم عرب.

_ 1 ترجمة في طبقات ابن سعد "5/ 10"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1565"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1142"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 34"، تهذيب التهذيب "1/ ترجمة 501".

وَعَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَا أَبَا خَالِدٍ، إِنِّي أَرَى أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يَلْزَمُكَ لُزُوْماً لاَ يَلْزَمُهُ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِكَ، لاَ يَخْرُجُ سَفَراً إلَّا وَأَنْتَ مَعَهُ، فَأَخْبِرْنِي عَنْهُ. قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَوْلَى القَوْمِ بِالظِّلِّ، وَكَانَ يُرَحِّلُ رَوَاحِلَنَا, وَيُرَحِّلُ رَحْلَهُ وَحْدَهُ وَلَقَدْ فَرَغْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدْ رَحَّلَ رِحَالَنَا وَهُوَ يُرَحِّلُ رَحْلَهُ وَيَرْتَجِزُ: لاَ يَأْخُذِ اللَّيْلُ عَلَيْكَ بِالهَمْ ... وَإِلْبَسَنْ لهُ القَمِيْصَ وَاعْتَمْ وَكُنْ شَرِيْكَ نَافِعٍ وَأَسْلَمْ ... وَإِخْدُمِ الأَقْوَامَ حَتَّى تُخْدَمْ رَوَاهُ القَعْنَبِيُّ، عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيْهِ. زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ: كَانَ عُمَرُ إِذَا بَعَثَنِي إِلَى بَعْضِ وَلَدِهِ, قَالَ: لاَ تُعْلِمْهُ لِمَا أَبْعَثُ إِلَيْهِ مَخَافَةَ أَنْ يُلَقِّنَهُ الشَّيْطَانُ كَذْبَةً فَجَاءتِ امْرَأَةٌ لِعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا عِيْسَى لاَ يُنْفِقُ عَلَيَّ وَلاَ يَكْسُوْنِي. فَقَالَ: وَيْحَكِ, وَمَنْ أَبُو عِيْسَى؟ قَالَتْ: ابْنُكَ. قَالَ: وَهَلْ لِعِيْسَى مِنْ أَبٍ؟ فَبَعَثَنِي إِلَيْهِ وَقَالَ: لاَ تُخْبِرْهُ فَأَتَيْتُهُ وَعِنْدَهُ دِيْكٌ ودجاجة هنديان, قلت أجب أباك. قَالَ: وَمَا يُرِيْدُ؟ قُلْتُ: نَهَانِي أَنْ أُخْبِرَكَ. قَالَ: فَإِنِّي أُعْطِيْكَ الدِّيْكَ وَالدَّجَاجَةَ. قَالَ: فَاشْتَرَطْتُ عَلَيْهِ أَنْ لاَ يُخْبِرَ عُمَرَ وَأَخْبَرْتُهُ فَأَعْطَانِيْهُمَا فَلَمَّا جِئْتُ إِلَى عُمَرَ قَالَ أَخْبَرْتَهُ؟ فَوَاللهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَقُوْلَ لاَ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: أَرَشَاكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ وَأَخْبَرْتُهُ فَقَبَضَ عَلَى يَدِي بِيَسَارِهِ وَجَعَلَ يَمْصَعُنِي بِالدِّرَّةِ وَأَنَا أَنْزُو فَقَالَ إِنَّكَ لَجَلِيْدٌ ثُمَّ قَالَ أَتَكْتَنِي بِأَبِي عِيْسَى, وَهَلْ لِعِيْسَى مِنْ أَبٍ؟. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: تُوُفِّيَ أَسْلَمُ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَدَنِيٌّ, ثِقَةٌ. وَيُقَالُ: عَاشَ مائَةً وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً, وَلَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ.

شريح القاضي

400- شريح القاضي 1: "س" هُوَ الفَقِيْهُ، أَبُو أُمَيَّةَ، شُرَيْحُ بنُ الحَارِثِ بنِ قَيْسِ بنِ الجَهْمِ الكِنْدِيُّ قَاضِي الكُوْفَةِ. وَيُقَالُ: شُرَيْحُ بنُ شَرَاحِيْلَ أَوِ ابْنُ شرحبيل. ويقال: وهو من أولاده الفُرْسُ الَّذِيْنَ كَانُوا بِاليَمَنِ يُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ وَلَمْ يَصِحَّ, بَلْ هُوَ مِمَّنْ أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَانْتَقَلَ من اليمن زمن الصديق. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ وَعَلِيٍّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ نَزْرُ الحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْهُ: قَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ وَمُرَّةُ الطَّيِّبُ وَتَمِيْمُ بنُ سَلَمَةَ وَالشَّعْبِيُّ وَإِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ وَابْنُ سِيْرِيْنَ وَغَيْرُهُم وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى شُرَيْحٍ: إِذَا أَتَاكَ أَمْرٌ فِي كِتَابِ اللهِ فَاقْضِ بِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ وَكَانَ فِي سُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاقْضِ بِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيْهِمَا فَاقْضِ بِمَا قَضَى بِهِ أَئِمَّةُ الهُدَى فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَأَنْتَ بِالخِيَارِ إِنْ شِئْتَ تَجْتَهِدُ رَأْيَكَ وَإِنْ شِئْتَ تُؤَامِرُنِي, وَلاَ أَرَى مُؤَامَرَتَكَ إِيَّايَ إلَّا أَسْلَمَ لَكَ. صَحَّ أَنَّ عُمَرَ وَلاَّهُ قَضَاءَ الكُوْفَةِ, فَقِيْلَ: أَقَامَ عَلَى قَضَائِهَا سِتِّيْنَ سَنَةً. وَقَدْ قَضَى بِالبَصْرَةِ سَنَةً. وَفَدَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ إِلَى دِمَشْقَ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: قَاضِي المِصْرَيْنِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ مَيْسَرَةَ بنِ شُرَيْحٍ القَاضِي, حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيْهِ مُعَاوِيَةَ عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَسْلَمَ وَقَالَ يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنَّ لِي أَهْلَ بَيْتٍ ذَوِي عَدَدٍ بِاليَمَنِ قَالَ: "جِئْ بِهِم" فَجَاءَ بِهِم وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ قُبِضَ. رَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: شُرَيْحٌ القَاضِي هُوَ ابْنُ شُرَحْبِيْلَ, ثِقَةٌ. أَبُو مَعْشَرٍ البَرَّاءُ, عَنْ هِشَامٍ, عَنْ مُحَمَّدٍ: قُلْتُ لِشُرِيْحٍ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِمَّنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ بِالإِسْلاَمِ وَعِدَادِي فِي كِنْدَةَ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ إِنَّمَا خَرَجَ مِنَ اليَمَنِ, لأَنَّ أُمَّهُ تَزَوَّجَتْ بَعْدَ أَبِيْهِ, فَاسْتَحْيَا مِنْ ذلك, فخرج وكان شاعرًا, قائفًا. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ دَاوُدَ الوَابِشِيَّةُ, قَالَتْ: خَاصَمْتُ إِلَى شُرَيْحٍ وَكَانَ لَيْسَ لَهُ لِحْيَةٌ. رَوَى أَشْعَثُ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، قَالَ: أَدْرَكْتُ الكُوْفَةَ، وَبِهَا أَرْبَعَةٌ مِمَّنْ يُعَدُّ بِالفِقْهِ, فَمَنْ بَدَأَ بِالحَارِثِ ثَنَّى بِعَبِيْدَةَ وَمَنْ بَدَأَ بِعَبِيْدَةَ ثَنَّى بِالحَارِثِ ثُمَّ عَلْقَمَةَ ثُمَّ شُرَيْحٍ. وَإِنَّ أَرْبَعَةً أَخَسُّهُم شُرَيْحٌ لَخِيَارٌ. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ شُرَيْحٌ أَعْلَمَهُم بِالقَضَاءِ, وَكَانَ عَبِيْدَةُ يُوَازِيْهِ في علم القضاء.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 131"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2611"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1458"، حلية الأولياء "4/ 132"، الإستيعاب "2/ 701"، أسد الغابة "2/ 394" تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 44"، الكاشف "2/ ترجمة 2287"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2696"، تهذيب التهذيب "4/ ترجمة 564"، الإصابة "2/ 3880"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2937 و 2945".

قَالَ أَبُو وَائِلٍ: كَانَ شُرَيْحٌ يُقِلُّ غِشْيَانَ ابْنِ مَسْعُوْدٍ لِلاسْتِغْنَاءِ عَنْهُ. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: بَعَثَ عُمَرُ ابنَ سُوْرٍ عَلَى قَضَاءِ البَصْرَةِ, وَبَعَثَ شُرَيْحاً عَلَى قَضَاءِ الكُوْفَةِ. مُجَالِدٌ, عَنِ الشَّعْبِيِّ, أَنَّ عُمَر رَزَقَ شُرَيْحاً مائَةَ دِرْهَمٍ عَلَى القَضَاءِ. الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ هُبَيْرَةَ بنِ يَرِيْمَ: أَنَّ عَلِيّاً جَمَعَ النَّاسَ فِي الرَّحْبَةِ, وَقَالَ: إِنِّي مُفَارِقُكم فَاجْتَمَعُوا فِي الرَّحْبَةِ فَجَعَلُوا يَسْأَلُوْنَهُ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُم وَلَمْ يبقإلَّا شُرَيْحٌ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَجَعَلَ يَسْأَلُهُ فَقَالَ له علي: اذهب فأنت أقضى العرب. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ: كَانَ شُرَيْحٌ يَقْضِي بِقَضَاءِ عَبْدِ اللهِ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ سَمِعُوا ابْنَ اللَّتِّيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَنْبَأَنَا الداودي، أَنْبَأَنَا ابْنُ حَمُّوْيَةَ أَنْبَأَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ, حَدَّثَنَا يَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ, حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: جَاءتِ امْرَأَةٌ إِلَى عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- تُخَاصِمُ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا, فَقَالَتْ: قَدْ حِضْتُ فِي شَهْرَيْنِ ثَلاَثَ حِيَضٍ فَقَالَ عَلِيٌّ لِشُرَيْحٍ: اقْضِ بَيْنَهُمَا. قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, وَأَنْتَ هَا هُنَا؟! قَالَ: اقْضِ بَيْنَهُمَا. قَالَ: إِنْ جَاءتْ مِنْ بِطَانَةِ أَهْلِهَا مَنْ يُرْضَى دِيْنُهُ وَأَمَانتُهُ يَزْعُمُ أَنَّهَا حَاضَتْ ثَلاَثَ حِيَضٍ تَطْهُرُ عِنْدَ كُلِّ قُرْءٍ وَتُصلِّي جَازَ لَهَا وَإِلاَّ فَلاَ قَالَ عَلِيٌّ: قَالُوْنُ. وَقَالُوْنُ: بِلِسَانِ الرُّوْمِ: أَحْسَنْتَ. جَرِيْرٌ، عَنْ مُغِيْرَةَ، قَالَ: عَزَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ شُرَيْحاً عَنِ القَضَاءِ, فَلَمَّا وَلِيَ الحَجَّاجُ رَدَّهُ. الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ: أَنَّ فَقِيْهاً جَاءَ إِلَى شُرَيْحٍ, فَقَالَ: مَا الَّذِي أَحْدَثْتَ فِي القَضَاءِ؟ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ أَحْدَثُوا فَأَحْدَثْتُ. قَالَ سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَصِيْنٍ قَالَ: قَالَ خَصْمٌ لِشُرَيْحٍ: قَدْ عَلِمْتُ مِنْ أَيْنَ أُتِيْتَ. فَقَالَ شُرَيْحٌ: لَعَنَ اللهُ الرَّاشِيَ وَالمُرْتَشِيَ وَالكَاذِبَ. وَقَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَقُوْلُ لِلشَّاهِدَيْنِ إِنَّمَا يَقْضِي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ أَنْتُمَا, وَإِنِّي لَمُتَّقٍ بِكُمَا فاتقيا. وَاخْتَصَمَ إِلَيْهِ غَزَّالُوْنَ, فَقَالَ بَعْضُهُم: إِنَّهُ سُنَّةُ بيننا. قال: بلى سُنَّتُكُم بَيْنَكُم زُهَيْرُ بنُ مُعَاِويَةَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا شُرَيْحٌ فَقُلْتُ: رَجُلٌ جَعَلَ دَارَهُ حُبْساً عَلَى قَرَابَتِهِ قَالَ: فَأَمَرَ حَبِيْباً, فَقَالَ: أَسْمِعِ الرَّجُلَ: لاَ حُبْسَ عَنْ فَرَائِضِ اللهِ. قَالَ الحَسَنُ بنُ حَيٍّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى: بَلَغنَا أَنَّ عَلِيّاً رَزَقَ شُرَيْحاً خَمْسَ مائَةٍ. قَالَ وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ شُرَيْحٍ: الخَاتَمُ خَيْرٌ مِنَ الظَّنِّ.

قَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: رَأَيْتُ شُرَيْحاً يَقْضِي وَعَلَيْهِ مِطْرَفُ خَزٍّ وَبُرْنُسٌ وَرَأَيْتُهُ مُعْتَمّاً قَدْ أَرْسَلَهَا مِنْ خَلْفِهِ. وَرَوَى الأَعْمَشُ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: زَعَمُوا، كُنْيَةُ الكَذِبِ1 وَقَالَ مَنْصُوْرٌ: كَانَ شُرَيْحٌ إِذَا أَحْرَمَ كَأَنَّهُ حَيَّةٌ صَمَّاءُ. تَمِيْمُ بنُ عَطِيَّةَ: سَمِعْتُ مَكْحُوْلاً يَقُوْلُ: اخْتَلَفْتُ إِلَى شُرَيْحٍ أَشْهُراً لَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ أَكْتَفِي بما أسمعه يقضي به. حَجَّاجُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: كَانَ إِذَا قِيْلَ لِشُرَيْحٍ كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ أصبحت وشطر الناس علي غضاب.

_ 1 ورد عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "بئس مطية الرجل زعموا" أخرجه ابن المبارك في "الزهد" 377"، والبخاري في "الأدب المفرد" "762"، وأبو داود "4972"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "1/ 68" من طرق عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِي قلابة، عن أبي مسعود، به. وبعضهم قال: "عن أبي قلابة قال: قال أبو مسعود لأبي عبد الله، أو قال أبو عبد الله لأبي مسعود: ما سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في "زعموا"؟ قال: فذكره. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وأبو قلابة قد صرح بالتحديث في رواية الوليد بن مسلم قال نا الأوزاعي، نا يحيى بن أبي كثير، نا أبو قلابة، نا أبو عبد الله مرفوعًا به. وفي الحديث ذم استعمال هذه الكلمة "زعموا" وإن كانت في اللغة قد تأتي بمعنى قال, كما هو معلوم، ولذلك لم تأت في القرآن إلا في الإخبار عن المذموميين بأشياء مذمومة كانت منهم مثل قوله -تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} ثم أتبع ذلك بقوله: {بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ} [التغابن: 7] ، ونحو ذلك من الآيات. قال الطحاوي -رحمه الله- بعد أن ساق بعضها: "وكل هذه الأشياء فإخبار من الله بها عن قوم مذمومين في أحوال لهم مذمومة. وبأقوال كانت منهم، كانوا فيها كاذبين، فكان مكروهًا لأحد من الناس لزوم أخلاق المذمومين في أخلاقهم، الكافرين في أديانهم، الكاذبين في أقوالهم، وكان الأولى بأهل الإيمان لزوم أخلاق المؤمنين الذين سبقوهم بالإيمان، وما كانوا عليه من المذاهب المحمودة والأقوال الصادقة التي حمدهم الله -تعالى- عليها رضوان الله عليهم ورحمته" وقال البغوي في "شرح السنة" "3/ 413"ط. المكتب الإسلامي: "إنما ذم هذه اللفظة، لأنها تستعمل غالبًا في حديث لا سند له، ولا ثبت فيه، إنما هو شيء يحكي على الألسن، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم ما يقدمه الرجل أمام كلامه ليتوصل به إلى حاجته من قولهم: زعموا، بالمطية التي يتوصل بها الرجل إلى مقصده الذي يؤمه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتثبت فيما يحكيه والاحتياط فيما يرويه، فلا يروي حديثًا حتى يكون مرويًا عن ثقة، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع" وقال، عليه السلام: "من حدث بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين".

حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بنُ الحَبْحَابِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ: قَالَ شُرَيْحٌ: مَا شَدَدْتُ لَهَوَاتِي عَلَى خَصْمٍ وَلاَ لَقَّنْتُ خَصْماً حُجَّةً قَطُّ. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: اخْتُصِمَ إِلَى شُرَيْحٍ فِي وَلَدِ هِرَّةٍ, فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: هُوَ وَلَدُ هِرَّتِي. وَقَالَتِ الأُخْرَى: بَلْ هُوَ وَلَدُ هِرَّتِي. فَقَالَ شُرَيْحٌ: أَلْقِهَا مَعَ هَذِهِ, فَإِنْ هِيَ قَرَّتْ وَدَرَّتْ وَاسْبَطَرَّتْ فَهِي لَهَا, وَإِنْ هِيَ هَرَّتْ وَفَرَّتْ وَاقْشَعَرَّتْ, فَلَيْسَ لَهَا. وَفِي رِوَايَةٍ: وَازْبَأَرَّتْ، أَيِ: انْتَفَشَتْ. وَقَوْلُهُ: اسْبَطَرَّتْ, أَيِ: امْتَدَّتْ لِلرَّضَاعِ. ابْنُ عون، عن إبراهيم، قال: أقر رجل عن شُرَيْحٍ, ثُمَّ ذَهَبَ يُنْكِرُ, فَقَالَ: قَدْ شَهِدَ عَلَيْكَ ابْنُ أُخْتِ خَالَتِكَ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ: خَرَجَتْ قَرْحَةٌ بِإِبْهَامِ شُرَيْحٍ فَقِيْلَ: إلَّا أَرَيْتَهَا طَبِيْباً؟ قَالَ: هُوَ الَّذِي أَخْرَجَهَا. وَعَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ شُرَيْحٌ: إِنِّي لأُصَابُ بِالمُصِيْبَةِ فَأَحْمَدُ اللهَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ, أَحْمَدُ إِذْ لَمْ يَكُنْ أَعْظَمَ مِنْهَا, وَأَحْمَدُ إِذْ رَزَقَنِي الصَّبْرَ عَلَيْهَا, وَأَحْمُدُ إِذْ وَفَّقَنِي لِلاسْتِرْجَاعِ لِمَا أَرْجُو مِنَ الثَّوَابِ وَأَحْمَدُ إِذْ لَمْ يَجْعَلْهَا فِي دِيْنِي. قَالَ مُغِيْرَةُ: كَانَ لِشُرَيْحٍ بَيْتٌ يَخْلُو فِيْهِ يَوْمَ الجُمُعَةِ, لاَ يَدْرِي النَّاسُ مَا يصنع فيه. وَقَالَ مَيْمُوْنُ بنُ مِهْرَانَ: لَبِثَ شُرَيْحٌ فِي الفِتْنَةِ يَعْنِي: فِتْنَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ تِسْعَ سِنِيْنَ لاَ يَخْبَرُ فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ سَلِمْتَ قَالَ: كيف بالهوى؟. وقيل: كان شريح قائفا، عَائِفاً أَيْ: يَزْجُرُ الطَّيْرَ وَيُصِيْبُ الحَدْسَ. وَرُوِيَ لِشُرَيْحٍ: رَأَيْتُ رِجَالاً يَضْرِبُوْنَ نِسَاءهُم ... فَشَلَّتْ يَمِيْنِي حِيَنَ أَضْرِبُ زَيْنَبَا وَزَيْنَبُ شَمْسٌ وَالنِّسَاءُ كَوَاكِبٌ ... إِذَا طَلَعتْ لَمْ تُبْقِ مِنْهُنَّ كَوْكَبَا وَعَنْ أَشْعَثَ: أَنَّ شُرَيْحاً عَاشَ مائَةً وَعَشْرَ سِنِيْنَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: عَاشَ مائَةً وَثَمَانِيَ سِنِيْنَ. وَقَالَ هُوَ, وَالمَدَائِنِيُّ, وَالهَيْثَمُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ, وَابْنُ نُمَيْرٍ: مَاتَ سَنَةَ ثمانين. وقيل: إنه استغنى مِنَ القَضَاءِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ, رَحِمَهُ اللهُ تعالى.

شريح بن هانئ

401- شريح بن هانئ 1: "م، 4" أبو المقدام الحارثي، المَذْحِجِيُّ، الكُوْفِيُّ، الفَقِيْهُ، الرَّجُلُ الصَّالِحُ، صَاحِبُ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ, وَعَلِيٍّ, وَعُمَرَ, وَعَائِشَةَ, وَسَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ, وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: ابْنَاهُ؛ مُحَمَّدٌ وَالمِقْدَامُ, وَالشَّعْبِيُّ, وَالقَاسِمُ بنُ مُخَيْمَرَةَ, وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ, وَيُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ أَبُو المِقْدَامِ "م": سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّيْنِ فَقَالَتْ ائْتِ عَلِيّاً فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ ... , وَذَكَرَ الحَدِيْثَ2. وَقَدْ شَهِدَ تَحْكِيْمَ الحَكَمَيْنِ, وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ شَافِعاً فِي كَثِيْرِ بنِ شِهَابٍ فَأَطْلَقَهُ لَهُ. فَعَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ زِيَادِ بنِ النَّضْرِ: أَنَّ عَلِيّاً بَعَثَ أَبَا مُوْسَى فِي أَرْبَعِ مائَةٍ, عَلَيْهِم شُرَيْحُ بنُ هَانِئ, وَمَعَهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ يُصَلِّي بِهِم إِلَى دُوْمَةِ الجَنْدَلِ3. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي شَيْخٍ: كَانَ شُرَيْحُ بنُ هَانِئ جَاهِلِيّاً إِسْلاَمِيّاً, وَهُوَ القَائِلُ فِي إِمْرَةِ الحَجَّاجِ: أَصْبَحْتُ ذَا بَثٍّ أُقَاسِي الكِبَرَا ... قدْ عِشْتُ بَيْنَ المُشْرِكِيَنَ أَعْصُرَا ثَمَّتَ أَدْرَكْتُ النَّبِيَّ المُنْذِرَا ... وَبَعْدَهُ صِدِّيْقَهُ وَعُمَرَا وَالجَمْعَ فِي صِفِّيْنِهِم وَالنَّهَرَا ... وَيَوْمَ مِهْرَانَ وَيَوْمَ تُسْتَرَا وَيَا جُمَيْرَاوَاتِ وَالمُشَقَّرَا ... هَيْهَاتَ مَا أَطْوَلَ هَذَا عُمُرَا قَالَ القَاسِمُ بنُ مُخَيْمَرَةَ: مَا رَأَيْتُ حَارِثِيّاً أَفَضْلَ مِنْ شُرَيْحِ بنِ هَانِئ. وَقَالَ يَحْيَى بن معين, وغيره: ثقة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 128"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2610"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1459"، أسد الغابة "2/ 395"، الاستيعاب "2/ 702"، الكاشف "2/ ترجمة 2291"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2705"، الإصابة "2/ ترجمة 3972"، تهذيب التهذيب "4/ ترجمة 568"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2941". 2 صحيح: أخرجه مسلم "276". وتمام الحديث: فأتيته فقال: جعل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَةٌ أيام ولياليهن للمسافر. ويوما وليلة للمقيم. 3- دومة الجندل: حصن على سبع مراحل من دمشق قرب جبلي طيء.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ: عَاشَ شُرَيْحُ بنُ هانئ مئة وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. قَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ، عَنِ المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ هَانِئ: أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمِعَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُكْنَى أَبَا الحَكَمِ فَقَالَ: "لِمَ يُكَنِّيْكَ هَؤُلاَءِ أَبَا الحَكَمِ" قَالَ يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنِّي أَحْكُمُ بَيْنَ قَوْمِي فِي الشَّيْءِ فَيَرْضَى هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ قَالَ: "هَلْ لَكَ مِنْ وَلَدٍ" قَالَ نَعَمْ قَالَ: "فَمَا اسْمُ أَكْبَرِهِم"؟ قَالَ: شُرَيْحٌ. قَالَ: "فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ" 1 تَابَعَهُ بَشَّارُ بنُ مُوْسَى الخَفَّافُ عَنْ يَزِيْدَ بنِ المِقْدَامِ عن أبيه عن جده نحوه. قَالَ الأَثْرَمُ: قِيْلَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ حَنْبَلٍ: شُرَيْحُ بنُ هَانِئ، صَحِيْحُ الحَدِيْثِ قَالَ نَعَمْ هَذَا مُتَقَدِّمٌ جِدّاً. قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَلَّى الحَجَّاجُ عُبَيْدَ اللهِ بنَ أَبِي بَكْرَةَ سِجِسْتَانَ فَوَجَّهَ عُبَيْدُ اللهِ ابْنَهُ أَبَا بَرْذَعَةَ فَأُخِذَ عَلَيْهِ بِالمَضِيْقِ وَقُتِلَ شُرَيْحُ بنُ هَانِئ وَأَصَابَ المُسْلِمِيْنَ ضِيْقٌ وَجُوْعٌ شَدِيْدٌ فَهَلَكَ عَامَّةُ ذَلِكَ الجَيْشِ.

_ 1 حسن: أخرجه أبو داود "4955" حدثنا الربيع بن نافع، عن يزيد -يعني ابن المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ شريح، عن أيه هانئ، به. قلت: إسناده حسن، يزيد بن المقدام بن شريح، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

خرشة بن الحر

402- خَرَشَةُ بنُ الحُرِّ 1: "ع" نَزَلَ الكُوْفَةَ، وَلأَخِيْهِ سَلاَمَةَ صُحْبَةٌ، وَكَانَ يَتِيْماً فِي حِجْرِ عُمَرَ. حَدَّثَ عَنْ، عُمَرَ، وَأَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ وَعَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ. رَوَى عَنْهُ: رِبْعِيُّ بنُ حِرَاشٍ وَأَبُو زُرْعَةَ البَجَلِيُّ وَالمُسَيَّبُ بنُ رَافِعٍ وَسُلَيْمَانُ بنُ مُسْهِرٍ وَآخَرُوْنَ. ثِقَةٌ بِاتِّفَاقٍ تُوُفِّيَ سنة أربع وسبعين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 147"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 726"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1785"، الإستيعاب "2/ 445"، أسد الغابة "2/ 109"، الكاشف "1/ ترجمة 1392"، تهذيب التهذيب "3/ ترجمة 264"، الإصابة "1/ ترجمة 2239".

مالك السرايا

403- مالك السرايا 1: الأَمِيْرُ: أَبُو حَكِيْمٍ مَالِكُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَثْعَمِيُّ، الفِلَسْطِيْنِيُّ. يُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ, وَلَمْ يَصِحَّ. كَانَ مِنْ أَبْطَالِ الإِسْلاَمِ، قَادَ جُيُوْشَ الصَّوَائِفِ أربعين سَنَةً. وَلَمَّا تُوُفِّيَ, كُسِرَ عَلَى قَبْرِهِ -فِيْمَا قِيْلَ- أَرْبَعُوْنَ لِوَاءً. وَكَانَ ذَا حَظٍّ مِنْ صِيَامٍ, وَقِيَامٍ, وَجِهَادٍ تُوُفِّيَ: فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ستين أو بعدها.

_ 1 ترجمته في أسد الغابة: 4/ 283"، الإصابة "3/ ترجمة 7645".

بقية الطبقة الأولى من كبراء التابعين

بَقِيَّةُ الطَّبَقَةِ الأُوْلَى مِنْ كُبَرَاءِ التَّابِعِيْنَ: 404- ابْنُ الحنفية وَابْنَاهُ 1: "ع" السَّيِّدُ، الإِمَامُ أَبُو القَاسِمِ، وَأَبُو عبد الله محمد بن الإِمَامِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ شَيْبَةَ بنِ هَاشِمٍ عَمْرُو بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ القُرَشِيُّ, الهَاشِمِيُّ, المَدَنِيُّ, أَخُو الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ. وَأُمُّهُ: مِنْ سَبْيِ اليَمَامَةِ زَمَنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ, وَهِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرٍ الحَنَفِيَّةُ. فَرَوَى الوَاقِدِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ, عَنْ أَسْمَاءَ, قَالَتْ: رَأَيْتُ الحَنَفِيَّةَ وَهِيَ سَوْدَاءُ مُشْرَطَةٌ حَسَنَةُ الشَّعْرِ اشْتَرَاهَا عَلِيٌّ بِذِي المَجَازِ مَقْدَمَهُ مِنَ اليَمَنِ فَوَهَبَهَا لِفَاطِمَةَ فَبَاعَتْهَا فَاشْتَرَاهَا مُكَمَّلٌ الغِفَارِيُّ فولدت له عونة. وَقِيْلَ: بَلْ تَزَوَّجَ بِهَا مُكَمَّلٌ, فَوَلَدَتْ لَهُ عَوْنَةَ وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَهَبَهَا عَلِيّاً. وُلِدَ فِي العَامِ الَّذِي مَاتَ فِيْهِ أَبُو بَكْرٍ. وَرَأَى عُمَرَ، وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ: أَبِيْهِ, وَأَبِي هُرَيْرَةَ, وَعُثْمَانَ, وَعَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ, وَمُعَاوِيَةَ, وَغَيْرِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: بَنُوْهُ عَبْدُ اللهِ, وَالحَسَنُ, وَإِبْرَاهِيْمُ, وَعَوْنٌ, وَسَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْدِ, وَمُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ, وَأَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ, وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ قَيْسِ بنِ مَخْرمَةَ, وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ عامر الثعلبي, وآخرون.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 91"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 561"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 116"، حلية الأولياء "3/ 174"، الكاشف "3/ ترجمة 5145"، تهذيب التهذيب "9/ 354- 355". خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6521".

وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ. وَكَانَتِ الشِّيْعَةُ فِي زَمَانِهِ تَتَغَالَى فِيْهِ, وَتَدَّعِي إِمَامَتَهُ, وَلَقَّبُوْهُ: بِالمَهْدِيِّ, وَيَزْعُمُوْنَ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ. قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ: صَرَعَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ مَرْوَانَ يَوْمَ الجَمَلِ، وَجَلَسَ عَلَى صَدْرِهِ. قَالَ فَلَمَّا وَفَدَ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ قَالَ لَهُ أَتَذْكُرُ يَوْمَ جَلَسْتَ عَلَى صَدْرِ مَرْوَانَ قَالَ عَفْواً يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قَالَ: أَمْ1 وَاللهِ مَا ذَكَرْتُهُ لَكَ وَأَنَا أُرِيْدُ أَنْ أُكَافِئَكَ لَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ تَعْلَمَ أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ, عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: لَمَّا صَارَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ إِلَى المَدِيْنَةِ, وَبَنَى دَارَهُ بِالبَقِيْعِ, كَتَبَ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الوُفُوْدِ عَلَيْهِ, فَأَذِنَ لَهُ, فَوَفَدَ عَلَيْهِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ إِلَى دِمَشْقَ, فَأَنْزَلَهُ بِقُرْبِهِ. وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى عبد الملك في إذن العامة, فَيُسَلِّمُ مَرَّةً وَيَجْلُسُ, وَمَرَّةً يَنْصَرِفُ. فَلَمَّا مَضَى شَهْرٌ, كَلَّمَ عَبْدَ المَلِكِ خَالِياً, فَذَكَرَ قَرَابَتَهُ وَرَحِمَهُ وَذَكَرَ دَيْناً فَوَعَدَهُ بِقَضَائِهِ ثُمَّ قَضَاهُ وَقَضَى جَمِيْعَ حَوَائِجِهِ. قُلْتُ: كَانَ مَائِلاً لِعَبْدِ المَلِكِ, لإِحْسَانِهِ إِلَيْهِ، وَلإِسَاءةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ إِلَيْهِ. قال الزبير بن كبار: سَمَّتْهُ الشِّيْعَةُ المَهْدِيَّ. فَأَخْبَرَنِي عَمِّي مُصْعَبٌ, قَالَ: قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: هُوَ المَهْدِيُّ أَخْبَرَنَاهُ كَعْبٌ ... أَخُو الأَحْبَارِ فِي الحِقَبِ الخَوَالِي فَقِيْلَ لَهُ: أَلَقِيْتَ كَعْباً? قَالَ قُلْتُهُ بِالتَّوَهُّمِ. وَقَالَ أَيْضاً: ألا إن الأئمة من قريش ... ولاة الحق أربعة سواء علي والثلاثة من بنيه ... هما الأسباط ليس بهم خفاء فسبط سبط إيمان وَبِرٍّ ... وَسِبْطٌ غَيَّبَتْهُ كَرْبُلاَءُ وَسِبْطٌ لاَ تَرَاهُ العَيْنُ حَتَّى ... يَقُوْدَ الخَيْلَ يَقْدُمُهَا لِوَاءُ تَغَيَّبَ لاَ يُرَى عَنْهُم زَمَاناً ... بِرَضْوَى عِنْدَهُ عَسَلٌ وَمَاءُ وَقَدْ رَوَاهَا: عُمَرُ بنُ عُبَيْدَةَ لِكَثِيْرِ بن كثير السهمي. قَالَ الزُّبَيْرُ: كَانَتْ شِيْعَةُ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ يَزْعُمُوْنَ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ. وَفِيْهِ يَقُوْلُ السَّيِّدُ الحِمْيَرِيُّ: أَلاَ قُلْ لِلوَصِيِّ: فَدَتْكَ نَفْسِي ... أَطَلْتَ بِذَلِكَ الجبل المقاما

_ 1 أم: تقال للتقبيح.

أَضَرَّ بِمَعْشَرٍ وَالَوْكَ مِنَّا ... وَسَمَّوْكَ الخَلِيْفَةَ وَالإِمَامَا وَعَادَوْا فِيْكَ أَهْلَ الأَرْضِ طُرّاً ... مُقَامُكَ عَنْهُم ستين عاما وعادوا فيك أهل الأرض طرا ... وَلاَ وَارَتْ لَهُ أَرْضٌ عِظَامَا لَقَدْ أَمْسَى بِمُوْرِقِ شِعْبِ رَضْوَى ... تُرَاجِعُهُ المَلاَئِكَةُ الكَلاَمَا وَإِنَّ لَهُ بِهِ لَمَقِيْلَ صِدْقٍ ... وَأَنْدِيَةً تُحَدِّثُهُ كِرَامَا هَدَانَا اللهُ إِذْ خُزْتُمْ لأَمْرٍ ... بِهِ وَعَلَيْهِ نلتمس التماما تمام المَهْدِيِّ حَتَّى ... تَرَوْا رَايَاتِنَا تَتْرَى نِظَامَا وَلِلسَّيِّدِ الحِمْيَرِيِّ: يَا شِعْبَ رَضْوَى مَا لِمَنْ بِكَ لاَ يُرَى ... وَبِنَا إِلَيْهِ مِنَ الصَّبَابَةِ أَوْلَقُ حَتَّى مَتَى؟ وَإِلَى مَتَى؟ وَكَمِ المَدَى؟ ... يَا بن الوصي وأنت حي ترزق قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: مَوْلِدُهُ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ رأيت محمد بن الحَنَفِيَّةِ سِنْدِيَّةً سَوْدَاءَ كَانَتْ أَمَةً لِبَنِي حَنِيْفَةَ لَمْ تَكُنْ مِنْهُم وَإِنَّمَا صَالَحَهُم خَالِدٌ عَلَى الرقيق ولم يصالحهم على أنفسهم. وكناه عُمَرَ الضَّرِيْرُ, وَالبُخَارِيُّ: أَبَا القَاسِمِ. قَالَ فِطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ، سَمِعَ ابْنَ الحَنَفِيَّةِ يَقُوْلُ: كَانَتْ رُخْصَةً لِعَلِيٍّ، قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنْ وُلِدَ لِي بَعْدَكَ وَلَدٌ أُسَمَّيْهِ بِاسْمِكَ, وَأُكَنِّيْهِ بِكُنْيَتِكَ؟ قَالَ: "نَعَمْ". وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ أَنْبَأَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ, حَدَّثَنَا سَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْدِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ محمد بن الحَنَفِيَّةِ فِي الشِّعْبِ فَقُلْتُ لَهُ "ذَاتَ يَوْمٍ": يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ وَكَنَّاهُ بِهَا. النَّسَائِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ، وَرَوَى ابْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ الأَبْرَشُ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: قُلْتُ لابْنِ المُسَيِّبِ: ابْنُ كَمْ كُنْتَ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ؟ قَالَ: وُلِدْتُ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا منْ خلافته فذكرت ذلك لمحمد بن الحنفية فقال: ذاك مولدي. رَوَى الرَّبِيْعُ بنُ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: وَقَعَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَطَلْحَةَ كَلاَمٌ, فَقَالَ طَلْحَةُ: لِجُرْأَتِكَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَمَّيْتَ بِاسْمِهِ وَكَنَّيْتَ بِكُنْيَتِهِ, وَقَدْ نَهَى أَنْ يَجْمَعَهُمَا أَحَدٌ.

قَالَ: إِنَّ الجَرِيْءَ مَنِ اجْتَرَأَ عَلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ، اذْهَبْ يَا فُلاَنُ، فَادْعُ لِي فُلاَناً وَفُلاَناً -لِنَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ- فَجَاؤُوا فَقَالَ: بِمَ تَشْهَدُوْنَ؟ قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "سَيُوْلَدُ لَكَ بَعْدِي غُلاَمٌ فَقَدْ نَحَلْتُهُ اسْمِي وَكُنْيَتِي, وَلاَ تَحِلُّ لأَحَدٍ مِنْ أُمَّتِي بَعْدَهُ" رَوَاهُ: ثِقَتَانِ عَنِ الرَّبِيْعِ وَهُوَ مُرْسَلٌ. زَيْدُ بنُ الحُبَابِ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بنُ مُنْذِرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ ابْنَ الحَنَفِيَّةِ يَقُوْلُ: دَخَلَ عُمَرُ, وَأَنَا عِنْدَ أُخْتِي أُمِّ كُلْثُوْمٍ فَضَمَّنِي, وَقَالَ: أَلْطِفِيْهِ بِالحَلْوَاءِ. سَالِمُ بن أبي حفصة، عن منذر عن أبي الحَنَفِيَّةِ قَالَ: حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ خَيْرٌ مِنِّي وَلَقَدْ عَلِمَا أَنَّهُ كَانَ يَسْتَخْلِيْنِي دُوْنَهُمَا وَإِنِّي صَاحِبُ البَغْلَةِ الشَّهْبَاءِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الجُنَيْدِ: لاَ نعلم أحد أَسْنَدَ عَنْ عَلِيٍّ أَكْثَرَ وَلاَ أَصَحَّ مِمَّا أَسْنَدَ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ. إِسْرَائِيْلُ, عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى: أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ كَانَ يُكْنَى: أَبَا القاسم, وكان ورعًا, كثير العلم. وَقَالَ خَلِيْفَةُ: قَالَ أَبُو اليَقْظَانِ: كَانَتْ رَايَةُ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لَمَّا سَارَ مِنْ ذِي قَارٍ, مَعَ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ. ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا فِطْرٌ, عَنْ مُنْذِرٍ الثوري, قال: كنت عند محمد بن الحَنَفِيَّةِ, فَقَالَ: مَا أَشْهَدُ عَلَى أَحَدٍ بِالنَّجَاةِ وَلاَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلاَ عَلَى أَبِي فَنَظَرَ إِلَيْهِ القَوْمُ فَقَالَ مَنْ كَانَ فِي النَّاسِ مِثْلَ عَلِيٍّ سَبَقَ لَهُ كَذَا. سَبَقَ لَهُ كَذَا. أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ، عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيِّ عَنِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ قَالَ أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنَ العَرَبِ يَتَّخِذُهُمَا النَّاسُ أَنْدَاداً مِنْ دُوْنِ اللهِ نَحْنُ وَبَنُوْ عَمِّنَا هَؤُلاَءِ يُرِيْدُ بَنِي أُمَيَّةَ. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ أَبُو زُبَيْدٍ عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ مُنْذِرٍ أَبِي يَعْلَى عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ نَحْنُ أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ نَتَّخِذُ مِنْ دُوْنِ اللهِ أَنْدَاداً نَحْنُ وَبَنُوْ أُمَيَّةَ. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ الطَّائِيُّ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ كَتَبَ عَبْدُ المَلِكِ مِنْ عَبْدِ المَلِكِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ فَلَمَّا نَظَرَ مُحَمَّدٌ إِلَى عُنْوَانِ الكِتَابِ قَالَ إِنَّا للهِ الطُّلَقَاءُ وَلُعَنَاءَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى المَنَابِرِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لأُمُوْرٌ لَمْ يَقِرَّ قَرَارُهَا. قُلْتُ: كَتَبَ إِلَيْهِ يَسْتَمِيْلُهُ فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَاتَّسَقَ الأَمْرُ لِعَبْدِ المَلِكِ بَايَعَ مُحَمَّدٌ. الوَاقِدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ وَفَدْتُ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ فَقَضَى حَوَائِجِي وَوَدَّعْتُهُ فَلَمَّا كِدْتُ أَنْ أَتَوَارَى نَادَانِي: يَا أبا

القَاسِمِ، يَا أَبَا القَاسِمِ. فَرَجَعْتُ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ أَنَّكَ يَوْمَ تَصْنَعُ بِالشَّيْخِ مَا تَصْنَعُ ظَالِمٌ لَهُ- يَعْنِي: لَمَّا أَخَذَ يَوْمَ الدَّارِ مَرْوَانَ، فَدَغَتَهُ1 بِرِدَائِهِ- قَالَ عَبْدُ المَلِكِ: وَأَنَا أَنْظُرُ يَوْمئِذٍ وَلِي ذُؤَابَةٌ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، سَمِعَ الزُهْرِيَّ يَقُوْلُ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ الحَنَفِيَّةِ: مَا بَالُ أَبِيْكَ كَانَ يَرْمِي بِكَ فِي مَرَامٍ لاَ يَرْمِي فِيْهَا الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ؟ قَالَ؟ لأَنَّهُمَا كَانَا خَدَّيْهُ, وَكُنْتُ يَدَهُ, فَكَانَ يَتَوَقَّى بِيَدَيْهِ عَنْ خَدَّيْهِ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَيَانٍ, أَنْبَأَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ, أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ, حَدَّثَنَا ابْنُ عَرَفَةَ, حَدَّثَنَا ابن مبارك, عَنِ الحَسَنِ بنِ عَمْرٍو, عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ, عَنِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ, قَالَ: لَيْسَ بِحَكِيْمٍ مَنْ لَمْ يُعَاشِرْ بِالمَعْرُوْفِ مَنْ لاَ يَجِدُ مِنْ مُعَاشَرَتِهِ بُدّاً حَتَّى يَجْعَلَ اللهُ مِنْ أَمْرِهِ فَرَجاً أَوْ قَالَ: مَخْرَجاً. وَعَنِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، قَالَ: مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ لَمْ يَكُنْ لِلدُّنْيَا عِنْدَهٌ قَدْرٌ وَعَنْهُ: أَنَّ اللهَ جَعَلَ الجَنَّةَ ثَمَناً لأَنْفُسِكُم فَلاَ تَبِيْعُوْهَا بِغَيْرِهَا. وَرَوَى الوَاقِدِيُّ بِإِسْنَادِهِ، قَالَ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ مُعَاوِيَةَ إِلَى المَدِيْنَةِ، كَانَ بِهَا الحُسَيْنُ، وَابْنُ الحَنَفِيَّةِ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ، فَخَرَجَ الحسين وَابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى مَكَّةَ, وَأَقَامَ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ, فَلَمَّا سَمِعَ بِدُنُوِّ جَيْشِ مُسْرفٍ زَمَنَ الحَرَّةِ, رَحَلَ إِلَى مَكَّةَ, وَأَقَامَ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ. فَلَمَّا مَاتَ يَزِيْدُ, بُوْيِعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ, فَدَعَاهُمَا إِلَى بَيْعَتِهِ, فَقَالاَ: لاَ, حَتَّى تَجْتَمِعَ لَكَ البِلاَدُ فَكَانَ مَرَّةً يُكَاشِرُهُمَا وَمَرَّةً يَلِيْنُ لَهُمَا, ثُمَّ غَلُظَ عَلَيْهِمَا, وَوَقَعَ بَيْنَهُم حَتَّى خَافَاهُ, وَمَعَهُمَا النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَّةُ فَأَسَاءَ جِوَارَهُم, وَحَصَرَهُم وَقَصَدَ مُحَمَّداً, فَأَظْهَرَ شَتْمَهُ وَعَيْبَهُ, وَأَمَرَهُم وَبَنِي هَاشِمٍ أَنْ يَلْزَمُوا شِعْبَهُم, وَجَعَلَ عَلَيْهِمُ الرُّقَبَاءَ, وَقَالَ فِيْمَا يَقُوْلُ: وَاللهِ لَتُبَايِعُنَّ, أَوْ لأُحَرِّقَنَّكُم, فَخَافُوا. قَالَ سُلَيْمٌ أَبُو عَامِرٍ: فَرَأَيْتُ ابْنَ الحَنَفِيَّةِ مَحْبُوْساً فِي زَمْزَمَ، وَالنَّاسُ يُمْنَعُوْنَ مِنَ الدُّخُوْلِ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: وَاللهِ لأَدْخُلَنَّ عَلَيْهِ. فَقُلْتُ: مَا بَالُكَ وَهَذَا الرَّجُلُ؟ قَالَ: دَعَانِي إِلَى البَيْعَةِ, فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا مِنَ المُسْلِمِيْنَ فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَيْكَ, فَأَنَا كَأَحَدِهِم, فَلَمْ يَرْضَ بِهَذَا مِنِّي, فَاذْهَبْ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَقُلْ: مَا تَرَى؟ قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ, وَهُوَ ذَاهِبُ البَصَرِ, فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنْصَارِيٌّ قَالَ: رُبَّ أَنْصَارِيٍّ هُوَ أَشَدُّ عَلَيْنَا مِنْ عَدُوِّنَا. قُلْتُ: لاَ تَخَفْ أَنَا مِمَّنْ لَكَ كُلُّهُ. قَالَ: هَاتِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: قُلْ له لا تطعه ولا نعمة عين

_ 1 دغته: أي خنقه.

إلَّا مَا قُلْتَ، وَلاَ تَزِدْهُ عَلَيْهِ. فَأَبْلَغْتُهُ, فَهَمَّ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ أَنْ يَسِيْرَ إِلَى الكُوْفَةِ، وَبَلَغَ ذَلِكَ المُخْتَارَ، فَثَقُلَ عَلَيْهِ قُدُوْمُهُ، فَقَالَ: إِنَّ فِي المَهْدِيِّ عَلاَمَةً يَقْدَمُ بَلَدَكُم هَذَا، فَيَضْرِبُهُ رَجُلٌ فِي السُّوْقِ بِالسَّيْفِ لاَ يَضُرُّهُ وَلاَ يَحِيْكُ فِيْهِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الحَنَفِيَّة، فَأَقَامَ، فَقِيْلَ لَهُ: لَوْ بَعَثْتَ إِلَى شِيْعَتِكَ بِالكُوْفَةِ, فَأَعْلَمْتَهُم مَا أَنْتَ فِيْهِ. فَبَعَثَ أَبَا الطُّفَيْلِ إِلَى شِيْعَتِهِمْ, فَقَالَ لَهُم: إِنَّا لاَ نَأْمَنُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى هَؤُلاَءِ. وَأَخْبَرَهُم بِمَا هُمْ فِيْهِ مِنَ الخَوْفِ، فَقَطَعَ المُخْتَارُ بَعْثاً إِلَى مَكَّةَ، فَانْتَدَبَ مَعَهُ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ، فَعَقَدَ لأبي عبد الله الجدلي عليهم، وَقَالَ لَهُ: سِرْ، فَإِنْ وَجَدْتَ بَنِي هَاشِمٍ في حياة، فكن لهم عضدًا، و "انفذ" لِمَا أَمَرُوْكَ بِهِ وَإِنْ وَجَدْتَ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَدْ قَتَلَهُم, فَاعْتَرِضْ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ, ثُمَّ لاَ تَدَعْ لآلِ الزُّبَيْرِ شَعْراً وَلاَ ظُفُراً, وَقَالَ: يَا شُرْطَةَ اللهِ لَقَدْ أَكْرَمَكُمُ اللهُ بِهَذَا المَسِيْرِ, وَلَكُم بِهَذَا الوَجْهِ عَشْرُ حِجَجٍ وَعَشْرُ عُمَرٍ وَسَارُوا حَتَّى أَشْرَفُوا عَلَى مَكَّةَ فَجَاءَ المُسْتَغِيْثُ: عَجِّلُوا فَمَا أُرَاكُم تُدْرِكُوْنَهُم. فَانْتَدَبَ مِنْهُم ثَمَانِ مائَةٍ رَأْسُهُم عَطِيَّةُ بنُ سَعْدٍ العَوْفِيُّ حَتَّى دَخَلُوا مَكَّةَ فَكَبَّرُوا تَكَبِيْرَةً سَمِعَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ فَهَرَبَ إِلَى دَارِ النَّدْوَةِ وَيُقَالُ: تَعَلَّقَ بَأْسْتَارِ الكَعْبَةِ- وَقَالَ أَنَا عَائِذُ اللهِ. قَالَ عَطِيَّةُ: ثُمَّ مِلْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الحَنَفِيَّةِ وَأَصْحَابِهِمَا فِي دُوْرٍ قَدْ جُمِعَ لَهُمُ الحَطَبُ, فَأُحِيْطَ بِهِمْ حَتَّى سَاوَى الجُدُرَ, لَوْ أَنَّ نَاراً تَقَعُ فِيْهِ مَا رُئِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فَأَخَّرْنَاهُ عَنِ الأَبْوَابِ, وَعَجِلَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ, وَهُوَ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ, فَأَسْرَعَ فِي الحَطَبِ لِيَخْرُجَ, فَأَدْمَاهُ. وَأَقْبَلَ أَصْحَابُ ابْنُ الزُّبَيْرِ, فَكُنَّا صَفَّيْنِ, نَحْنُ وَهُمْ فِي المَسْجِدِ نَهَارَنَا لاَ نَنْصَرِفُ إِلَى صَلاَةٍ حَتَّى أَصْبَحْنَا وَقَدِمَ الجَدَلِيُّ فِي الجَيْشِ فَقُلْنَا لابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الحَنَفِيَّةِ: ذَرُوْنَا نُرِحِ النَّاسَ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالاَ: هَذَا بَلَدٌ حَرَّمَهُ اللهُ, مَا أَحَلَّهُ لأَحَدٍ إلَّا لِنَبِيِّهِ سَاعَةً فَامْنَعُوْنَا وَأَجِيْرُوْنَا قَالَ: فَتَحَمَّلُوا وَإِنَّ مُنَادِياً لَيُنَادِي فِي الجَبَلِ: مَا غَنِمَتْ سَرِيَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا مَا غَنِمَتْ هَذِهِ السَّرِيَّةُ إِنَّ السَّرِيَّةَ تَغْنَمُ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ, وَإِنَّمَا غَنِمْتُمْ دِمَاءنَا. فَخَرَجُوا بِهِم فَأَنْزَلُوْهُمْ مِنَىً فَأَقَامُوا مُدَّةً ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى الطَّائِفِ وَبِهَا تُوُفِّيَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ فَبَقِيْنَا معَهُ فَلَمَّا كَانَ الحَجُّ وَافَى مُحَمَّدٌ بِأَصْحَابِهِ فَوَقَفَ وَوقَفَ نَجْدَةُ بنُ عَامِرٍ الحَنَفِيُّ فِي الخوَارِجِ نَاحِيَةً وَحَجَّتْ بَنُوْ أُمَيَّةَ عَلَى لِوَاءٍ فَوَقَفُوا بعرفة. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ جُبَيْرٍ: أَنَّ الَّذِي أَقَامَ الحَجَّ ابْنُ الزُّبَيْرِ. وَحَجَّ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ فِي الخَشَبِيَّةِ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ, نَزَلُوا فِي الشِّعْبِ الأَيْسَرِ مِنْ مِنَىً, فَخِفْتُ الفِتْنَةَ, فَجِئْتُ ابْنَ الحَنَفِيَّةِ, فَقُلْتُ: يَا أَبَا القَاسِمِ اتَّقِ اللهَ فَإِنَّا فِي مَشْعَرٍ حَرَامٍ فِي بَلَدٍ حَرَامٍ وَالنَّاسُ وَفْدُ اللهِ فَلاَ تُفْسِدْ عَلَيْهِم حَجَّهُمْ فَقَالَ: وَاللهِ مَا أُرِيْدُ ذَلِكَ وَلَكِنِّي أَدْفَعُ عَنْ نفسي, وما أطلب هذا الأمرإلَّا أَنْ لاَ يَخْتَلِفَ عَلَيَّ فِيْهِ اثْنَانِ, فَائْتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَكَلِّمْهُ عَلَيْكَ, بِنَجْدَةَ, فَكَلِّمْهُ. فَجِئْتُ ابن الزبير,

فَقَالَ: أَنَا أَرْجِعُ! قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيَّ وَبَايَعَنِي النَّاسُ، وَهَؤُلاَءِ أَهْلُ خِلاَفٍ. قُلْتُ: إِنَّ خَيْراً لَكَ الكَفُّ. قَالَ أَفْعَلُ. ثُمَّ جِئْتُ نَجْدَةَ الحَرُوْرِيَّ, فَأَجِدُهُ فِي أَصْحَابِهِ, وَعِكْرِمَةُ عِنْدَهُ, فَقُلْتُ: اسْتَأذِنْ لِي عَلَيْهِ قَالَ فَدَخَلَ فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ أَذِنَ لِي فَدَخَلْتُ، فَعَظَّمْتُ عَلَيْهِ، وَكَلَّمْتُهُ فَقَالَ: أَمَّا أَنْ أَبْتَدِئَ أَحَداً بِقِتَالٍ, فَلاَ قُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ الرَّجُلِيْنِ لاَ يُرِيْدَانِ قِتَالَكَ ثُمَّ جِئْتُ شِيْعَةَ بَنِي أُمَيَّةَ فَكَلَّمْتُهُم فَقَالُوا: لاَ نُقَاتِلُ فَلَمْ أَرَ فِي تِلْكَ الأَلْوِيَةِ أَسْكَنَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ. وَوَقَفْتُ تِلْكَ العَشِيَّةَ إِلَى جَنْبِهِ فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ يَا أَبَا سَعِيْدٍ ادْفَعْ فَدَفَعْتُ مَعَهُ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَفَعَ. قَالَ خَلِيْفَةُ: فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ دَعَا ابْنُ الزُّبَيْرِ ابْنَ الحَنَفِيَّةِ إِلَى بِيْعَتِهِ، فَأَبَى، فَحَصَرَهُ فِي شِعْبِ بَنِي هَاشِمٍ، وَتَوَعَّدَهُمْ حَتَّى بَعَثَ المُخْتَارُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الجَدَلِيَّ إِلَى ابْنِ الحَنَفِيَّةِ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفٍ سَنَةَ سِتٍّ فَأَقَامُوا مَعَهُ حَتَّى قُتِلَ المُخْتَارُ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وستين. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ. وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: كَانَ المُخْتَارُ أَشدَّ شَيْءٍ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَجَعَلَ يُلْقِي إِلَى النَّاسِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يَطْلُبُ هَذَا الأَمْرَ لابْنِ الحَنَفِيَّةِ ثُمَّ ظَلَمَهُ وجعل يعظم ابن الحنفية ويدعوا إِلَيْهِ فَيُبَايِعُوْنَهُ سِرّاً فَشَكَّ قَوْمٌ وَقَالُوا أَعْطَيْنَا هَذَا عُهُوْدَنَا أَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَسُوْلُ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ وَهُوَ بِمَكَّةَ لَيْسَ مِنَّا بِبَعِيْدٍ فَشَخَصَ إِلَيْهِ قَوْمٌ فَأَعْلَمُوْهُ أَمْرَ المُخْتَارِ فَقَالَ نَحْنُ قَوْمٌ حَيْثُ تَرَوْنَ مَحْبُوْسُوْنَ وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي سُلْطَانَ الدُّنْيَا بِقَتْلِ مُؤْمِنٍ وَلَوَدِدْتُ أَنَّ اللهَ انْتَصَرَ لَنَا بِمَنْ يَشَاءُ فَاحْذَرُوا الكَذَّابِيْنَ قَالَ وَكَتَبَ المُخْتَارُ كِتَاباً عَلَى لِسَانِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ الأَشْتَرِ وَجَاءهُ يَسْتَأْذِنُ وَقِيْلَ المُخْتَارُ أَمِيْنُ آلِ مُحَمَّدٍ وَرَسُوْلُهُمْ فَأَذِنَ لَهُ وَرحَّبَ بِهِ فَتَكَلَّمَ المُخْتَارُ وَكَانَ مُفَوَّهاً ثُمَّ قَالَ إِنَّكُمْ أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ أَكْرَمَكُمُ اللهُ بِنُصْرَةِ آلِ مُحَمَّدٍ وَقَدْ رُكِبَ مِنْهُم مَا قَدْ عَلِمْتَ وَقَدْ كَتَبَ إِلَيْكَ المَهْدِيُّ كِتَاباً وَهَؤُلاَءِ الشُّهُودُ عَلَيْهِ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّ هَذَا كِتَابُهُ وَرَأَيْنَاهُ حِيْنَ دَفَعَهُ إِلَيْهِ فَقَرَأَهُ إِبْرَاهِيْمُ ثُمَّ قَالَ أَنَا أَوَّلُ مَنْ يُجِيْبُ قَدْ أُمِرْنَا بِطَاعَتِكَ وَمُؤَازَرَتِكَ فَقُلْ مَا بَدَا لَكَ ثُمَّ كَانَ يَرْكَبُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ فَزَرَعَ ذَلِكَ فِي الصُّدُوْرِ وَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَتَنَكَّرَ لابْنِ الحَنَفِيَّةِ وَجَعَلَ أَمْرُ المُخْتَارِ يَغْلُظُ وَتَتَبَّعَ قَتَلَةَ الحُسَيْنِ فَقَتَلَهُمْ وَجْهَّزَ ابْنَ الأَشْتَرِ فِي عِشْرِيْنَ أَلْفاً إِلَى عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ، فَظَفِرَ بِهِ ابْنُ الأَشْتَرِ، وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى المُخْتَارِ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى ابْنِ الحَنَفِيَّةِ وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، فَدَعَتْ بَنُوْ هَاشِمٍ لِلْمُخْتَارِ وَكَانَ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ لاَ يُحِبُّ كثيرًا مما يأتي به وكتب المختار، إِلَيْهِ لِمُحَمَّدٍ المَهْدِيِّ مِنَ المُخْتَارِ الطَّالِبِ بِثَأْرِ آلِ مُحَمَّدٍ. أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ قَالَ لَقِيْتُ رَجُلاً مِنْ

عَنَزَةَ فَقَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، فَقُلْتُ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مَهْدِيُّ. قَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ. قُلْتُ: إِنَّ لِي حَاجَةً. فَلَمَّا قَامَ, دَخَلْتُ مَعَهُ, فَقُلْتُ: مَا زَالَ بِنَا الشَّيْنُ فِي حُبِّكُمْ حَتَّى ضُرِبَتْ عَلَيْهِ الأَعْنَاقُ, وَشُرِّدْنَا فِي البلاد, وأوذينا ولقد كانت تبلغنا عند أَحَادِيْثُ مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ, فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَكَ. فَقَالَ: إِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الأَحَادِيْثَ, وَعَلَيْكُم بِكِتَابِ اللهِ, فَإِنَّهُ بِهِ هُدِيَ أَوَّلُكُم وَبِهِ يُهْدَى آخِرُكُمْ وَلَئِنْ أُوْذِيْتُمْ, لَقَدْ أُوْذِيَ مَنْ كَانَ خَيْراً مِنْكُمْ وَلأَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ أَبْيَنُ مِنْ طُلُوْعِ الشَّمْسِ. ابْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الجَحَّافِ -شِيْعِيٌّ- عَنْ رَجُلٍ مِنْ "أَهْلِ البَصْرَةِ" قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ الحَنَفِيَّةِ حِيْنَ خَرَجَ المُخْتَارُ, فَقُلْتُ إِنَّ هَذَا خَرَجَ عِنْدَنَا يَدْعُو إِلَيْكُمْ, فَإِنْ كَانَ أَمْرِكُمُ, اتَّبَعْنَاهُ. قَالَ سَآمُرُكَ بِمَا أَمَرْتُ بِهِ ابْنِي هَذَا, إِنَّا -أَهْلَ بَيْتٍ- لاَ نَبْتَزُّ هَذِهِ الأُمَّةَ أَمْرَهَا, وَلاَ نَأْتِيْهَا مِنْ غَيْرِ وَجْهِهَا وَإِنَّ عَلِيّاً كَانَ يَرَى أَنَّهُ لَهُ وَلَكِنْ لَمْ يُقَاتِلْ حَتَّى جَرَتْ لَهُ بَيْعَةٌ. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: لاَ حَرَجَ إلَّا فِي دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ فَقُلْتُ: يَطْعَنُ عَلَى أَبِيْكَ قَالَ: لاَ بَايَعَهُ أُوْلُوْ الأَمْرِ, فَنَكَثَ نَاكِثٌ فَقَاتَلَهُ وَإِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَحْسُدُنِي عَلَى مَكَانِي, وَدَّ أَنِّي ألحد في الحرم كما ألحد. الثَّوْرِيُّ، عَنِ الحَارِثِ الأَزْدِيِّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ: رَحِمَ اللهُ امْرَأً أَغْنَى نَفْسَهُ, وَكَفَّ يَدَهُ وَأَمْسَكَ لِسَانَهُ وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ, لَهُ مَا احْتَسَبَ, وَهُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ إلَّا إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي أُمَيَّةَ أَسْرَعُ فِيْهِم مِنْ سُيُوْفِ المُسْلِمِيْنَ إلَّا إِنَّ لأَهْلِ الحَقِّ دَوْلَةً يَأْتِي بِهَا اللهُ إِذَا شَاءَ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ كَانَ عِنْدَنَا فِي السَّهْمِ الأَعْلَى, وَمَنْ يَمُتْ فَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى. أَبُو عوانة: حدثنا أبو حمزة قَالَ: كَانُوا يَقُوْلُوْنَ لابْنِ الحَنَفِيَّةِ: سَلاَمٌ عَلَيْكَ يَا مَهْدِيُّ. فَقَالَ: أَجَلْ أَنَا مَهْدِيٌّ, أَهْدِي إلى الرشد والخير, اسمي محمد. فقولوا: سَلاَمٌ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ, أَوْ يَا أَبَا القَاسِمِ. رَوَى الرَّبِيْعُ بنُ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ: لَوَدِدْتُ أَنِّي فَدَيْتُ شِيْعَتَنَا هَؤُلاَءِ بِبَعْضِ دَمِي ثُمَّ قَالَ: بِحَدِيْثِهِمُ الكَذِبَ, وَإِذَاعَتِهْمُ السِّرَّ, حَتَّى لَوْ كَانَتْ أُمُّ أَحَدِهِمْ لأَغْرَى بِهَا حَتَّى تُقْتَلَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قُتِلَ المُخْتَارُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ بَعَثَ ابْنُ الزبير أخاه عروة إلى محمد بن الحَنَفِيَّةِ يَقُوْلُ: إِنِّي غَيْرُ تَارِكِكَ أَبَداً حَتَّى تُبَايِعَنِي, أَوْ أُعِيْدَكَ فِي الحَبْسِ, وَقَدْ قَتَلَ اللهُ الكَذَّابَ الَّذِي كُنْتَ تَدَّعِي نُصْرَتَهُ, وَأَجْمَعَ أَهْلُ العِرَاقِ عَلَيَّ, فَبَايِعْ. فَقَالَ: يَا عُرْوَةُ مَا أَسْرَعَ أَخَاكَ إِلَى قَطْعِ الرَّحِمِ, وَالاسْتِخْفَافِ بِالحَقِّ وَمَا أَغْفَلَهُ عَنْ تَعْجِيْلِ عُقُوْبَةِ اللهِ! ما

يَشُكُّ أَخُوْكَ فِي الخُلُوْدِ، وَوَاللهِ مَا بُعِثَ المختار داعيًا ولا ناصرًا، ولهو -كَانَ- أَشَدُّ إِلَيْهِ انْقِطَاعاً مِنْهُ إِلَيْنَا، فَإِنْ كَانَ كَذَّاباً، فَطَالَمَا قَرَّبَهُ عَلَى كَذِبِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ، وَمَا عِنْدِي خِلاَفٌ مَا أَقَمْتُ، فِي جِوَارِهِ وَلَوْ كَانَ, لَخَرَجْتُ إِلَى مَنْ يَدْعُوْنِي, وَلَكِنْ هَا هُنَا لأَخِيْكَ قِرْنٌ وَكِلاَهُمَا يُقَاتِلاَنِ عَلَى الدُّنْيَا عَبْدُ المَلِكِ فَلَكَأَنَّكَ بِجُيُوْشِهِ قَدْ أَحَاطَتْ بِرَقَبَةِ أَخِيْكَ وَإِنِّي لأَحْسَبُ "أَنَّ" جِوَارَهُ خَيْرٌ مِنْ جِوَارِكُمْ, وَلَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ يَعْرِضُ عَلَيَّ مَا قِبَلَهُ وَيَدْعُوْنِي إِلَيْهِ قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا يَمْنَعُكَ؟ قَالَ: أَسْتخِيْرُ اللهَ وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ صَاحِبِكَ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ: وَاللهِ لَوْ أَطَعْتَنَا لَضَرَبْنَا عُنُقَهُ. فَقَالَ: وَعَلَى مَاذَا؟ رَجُلٌ جَاءَ بِرِسَالَةٍ مِنْ أَخِيْهِ, وَأَنْتُم تَعْلَمُوْنَ أَنَّ رَأْيِيَ لَوِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ سِوَى إِنْسَانٍ لَمَا قَاتَلْتُهُ. فَانْصَرَفَ عُرْوَةُ, وَأَخْبَرَ أَخَاهُ, وَقَالَ: مَا أَرَى لَكَ أَنْ تَعْرِضَ لَهُ, دَعْهُ فَلْيَخْرُجْ عَنْكَ, فَعَبْدُ المَلِكِ أَمَامَهُ, لاَ يَتْرُكُهُ يَحُلُّ بِالشَّامِ حَتَّى يُبَايِعَهُ, وَهُوَ فَلاَ يُبَايِعُهُ أَبَداً حَتَّى يُجْمِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ. أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سِرْنَا مَعَ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ مِنَ الطَّائِفِ إِلَى أَيْلَةَ بَعْدَ مَوْتِ ابْنِ عَبَّاسٍ, وَكَانَ عَبْدُ المَلِكِ قَدْ كَتَبَ لَهُ عَلَى أَنْ يَدْخُلَ فِي أَرْضِهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ, حَتَّى يَتَّفِقَ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ, فَإِذَا اصْطَلَحُوا عَلَى رَجُلٍ بِعَهْدِ اللهِ وَمِيْثَاقِهِ ... -فِي كَلاَمٍ طَوِيْلٍ- فَلَمَّا قَدِمَ مُحَمَّدٌ الشَّامَ كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ المَلِكِ إِمَّا أَنْ تُبَايِعَنِي وَإِمَّا أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَرْضِي وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ آلاَفٍ فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَلَى أَنْ تُؤَمِّنَ أَصْحَابِي فَفَعَلَ فَقَامَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: اللهُ وَلِيُّ الأُمُوْرِ كُلِّهَا وَحَاكِمُهَا, مَا شَاءَ اللهُ كَانَ, وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ, ليعودن فيه الأمر كما بدأ, الحمد الله الَّذِي حَقَنَ دِمَاءكُم وَأَحْرَزَ دِيْنَكُم مَنْ أَحَبَّ منكم أن يأتي مأمنه إلى بلده آمِناً مَحْفُوْظاً, فَلْيَفْعَلْ, كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيْبٌ عَجِلْتُم بِالأَمْرِ قَبْلَ نُزُوْلِهِ, وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, إِنَّ فِي أَصْلاَبِكُم لَمَنْ يُقَاتِلُ مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ, مَا يَخْفَى عَلَى أَهْلِ الشِّرْكِ أَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ أَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ مُسْتَأْخِرٌ. قَالَ: فَبَقِيَ فِي تِسْعِ مائَةٍ, فَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَقَلَّدَ هَدْياً فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنَّ نَدْخُلَ الحَرَمَ تَلَقَّتْنَا خَيْلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ, فَمَنَعَتْنَا أَنْ نَدْخُلَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ لَقَدْ خَرَجْتُ وَمَا أُرِيْدُ قِتَالاً وَرَجَعْتُ كَذَلِكَ دَعْنَا نَدْخُلْ فَلْنَقْضِ نُسُكَنَا, ثُمَّ لْنَخْرُجْ عَنْكَ, فَأَبَى قَالَ: وَمَعَنَا البُدْنَ مُقَلَّدَةً, فَرَجَعْنَا إِلَى المَدِيْنَةِ, فَكُنَّا بِهَا حَتَّى قَدِمَ الحَجَّاجُ, وَقَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ, ثُمَّ سَارَ إِلَى العِرَاقِ, فَلَمَّا سَارَ, مَضَيْنَا, فَقَضَيْنَا نُسُكَنَا, وَقَدْ رَأَيْتُ القَمْلَ يَتَنَاثَرُ مِنِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ. قَالَ: ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى المَدِيْنَةِ, فَمَكَثَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ تُوُفِّيَ إِسْنَادُهَا ثَابِتٌ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ عُبَيْدَةَ, عَنْ زَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ الخَطَّابِ, قَالَ: وَفَدْتُ مَعَ أَبَانٍ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ وَعِنْدَهُ ابْنُ الحنيفة فَدَعَا عَبْدُ المَلِكِ بِسَيْفِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَدَعَا بِصَيْقَلٍ1، فَنَظَر، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ حَدِيْدَةً قَطُّ أَجْوَدَ مِنْهَا. قَالَ عَبْدُ المَلِكِ: وَلاَ وَاللهِ مَا رَأَى النَّاسُ مِثْلَ صَاحِبِهَا! يَا مُحَمَّدُ هَبْ لِي هَذَا السَّيْفَ قَالَ [مُحَمَّدٌ] : أَيُّنَا أَحَقُّ بِهِ، فَلْيَأْخُذْهُ قَالَ "عَبْدُ المَلِكِ": إِنْ كَانَ لَكَ قَرَابَةٌ, فَلِكُلٍّ قَرَابَةٌ فَأَعْطَاهُ مُحَمَّدٌ إِيَّاهُ ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ [إِنَّ] هَذَا -وَأَشَارَ إِلَى الحَجَّاجِ- قَدِ اسْتَخَفَّ بِي, وَآذَانِي, وَلَوْ كَانَتْ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ أَرْسَلَ إِلَيَّ فِيْهَا. قَالَ لاَ إِمْرَةَ لَهُ عَلَيْكَ. فَلَمَّا وَلَّى مُحَمَّدٌ, قَالَ عَبْدُ المَلِكِ لِلْحَجَّاجِ: أَدْرِكْهُ فَسُلَّ سَخِيْمَتَهُ فَأَدْرَكَهُ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ لأَسُلَّ سَخِيْمَتَكَ, وَلاَ مَرْحَباً بِشَيْءٍ سَاءكَ. قَالَ وَيْحَكَ يَا حَجَّاجُ! اتَّقِ اللهَ، وَاحْذَرْهُ، مَا مِنْ صَبَاحٍ إلَّا ولله في كل عبد من عِبَادِه ثَلاَثُ مائَةٍ وَسِتُّوْنَ لَحْظَةً، إِنْ أَخَذَ أَخَذَ بِمَقْدِرَةٍ وَإِنْ عَفَا عَفَا بِحِلْمٍ, فَاحْذَرِ اللهَ. فَقَالَ: لاَ تَسْأَلُنِي شَيْئاً إلَّا أَعْطَيْتُكَهُ قَالَ: وَتَفْعَلُ قَالَ: نَعَمْ قَالَ صُرْمُ الدَّهْرِ. الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ الحَجَّاجَ أراد يَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى المَقَامِ فَزَجَرَهُ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ وَنَهَاهُ. إِسْرَائِيْلُ: حَدَّثَنَا ثُوَيْرٌ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الحَنَفِيَّةِ يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ وَالكَتَمِ2. وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ: أَنَّهُ رَأَى ابْنَ الحَنَفِيَّةِ يَرْمِي الجِمَارَ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَشْهَبَ. وَرَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ الحَنَفِيَّةِ مِطْرَفَ خَزٍّ أَصْفَرَ بِعَرَفَةَ. وَعَنْ رِشْدِيْنَ بنِ كُرَيْبٍ: رَأَيْتُ ابْنَ الحَنَفِيَّةِ يعتم بعمامة سوداء، ويريخها شِبْراً أَوْ دُوْنَهُ. وَقَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أيمن: رأيت على ابن الحنيفة عِمَامَةً سَوْدَاءَ. وَقِيْلَ لابْنِ الحَنَفِيَّةِ: لِمَ تَخْضِبُ؟ قَالَ: أَتَشَبَّبُ بِهِ لِلنِّسَاءِ. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَيْمَنَ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إلى محمد بن الحَنَفِيَّةِ فَإِذَا هُوَ مُكَحَّلٌ مَصْبُوْغُ اللِّحْيَةِ بِحُمْرَةٍ فرجعت فقلت لأبي بعثتني إِلَى شَيْخٍ؟! مُخَنَّثٍ؟! قَالَ: يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ ذاك محمد بن علي.

_ 1 الصيقل: شحاذ السيوف وجلاؤها، والجمع صياقل وصياقلة، دخلت فيه الهاء لغير علة من العلل الأربع التي توجب دخولها الهاء في هذا الضرب من الجمع، ولكن على حد دخولها في الملائكة والقشاعمة. 2- الكتم: نبت يخلط بالحناء ويخضب به الشعر فيبقى لونه وأصله. وإذا طبخ بالماء كان منه مداد الكتابة.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ الصَّلْتِ، حَدَّثَنَا رَبِيْعُ بنُ مُنْذِرٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ فَأَرَادَ أَنَّ يَتَوَضَّأَ فَنَزَعَ خُفَّيْهِ وَمَسَحَ عَلَى قَدَمَيْهِ. قُلْتُ: هَذَا قَدْ يَتَعَلَّقُ بِهِ الإِمَامِيَّةُ، وَبِظَاهِرِ الآيَةِ، لَكِنْ غَسْلُ الرِّجْلَيْنِ شَرْعٌ لاَزِمٌ، بَيَّنَهُ لَنَا الرَّسُوْلُ -اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ- وَقَالَ: "وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ" 1، وَعَلَيْهِ عَمَلُ الأُمَّةِ، وَلاَ اعْتِبَارَ بِمَنْ شَذَّ قَالَ رَافِضِيٌّ: فَأَنْتُم تَرَوْنَ مَسْحَ مَوْضِعَ ثَلاَثِ شَعَرَاتٍ، بَلْ شَعْرَةٌ مِنَ الرَّأْسِ يُجْزِئُ, وَالنَّصُّ فَلاَ يَحْتَمِلُ هَذَا وَلاَ يُسَمَّى مَنِ اقْتَصَرَ عَلَيْهِ مَاسِحاً لِرَأْسِهِ عُرْفاً وَلاَ رَأَيْنَا النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أحد مِنْ أَصْحَابِهِ اجْتَزَأَ بِذَلِكَ, وَلاَ جَوَّزَهُ. فَالجَوَابُ: أَنَّ البَاءَ لِلتَّبْعِيْضِ فِي قَوْلِهِ "بِرُؤُوْسِكُمْ" وَلَيْسَ الموضع يحتمل تقريره هَذِهِ المَسْأَلَةِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ، عَنِ الحسن بن محمد بن الحَنَفِيَّةِ، قَالَ: لَمْ يُبَايِعْ أَبِي الحَجَّاجَ, لَمَّا قُتِل ابْنُ الزُّبَيْرِ بَعَثَ الحَجَّاجُ إِلَيْهِ: أَنْ قَدْ قُتِلَ عَدُوُّ اللهِ فَقَالَ: إِذَا بَايَعَ النَّاسُ بَايَعْتُ قَالَ: وَاللهِ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ: إِنَّ للهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلاَثَ مائَةٍ وَسِتِّيْنَ نَظْرَةً, فِي كُلِّ لَحْظَةٍ ثَلاَثُ مائَةٍ وَسِتُّوْنَ قَضِيَّةً, فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكْفِيْنَاكَ فِي قَضِيَّةٍ مِنْ قَضَايَاهُ وَكَتَبَ الحَجَّاجُ فِيْهِ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ بذلك, فأعجب عبد الملك قَوْلُهُ, وَكَتَبَ بِمِثْلِهَا إِلَى طَاغِيَةِ الرُّوْمِ, وَذَلِكَ أَنَّ صَاحِبَ الرُّوْمِ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ يَتَهَدَّدُهُ بِأَنَّهُ قَدْ جَمَعَ لَهُ جُمُوْعاً كَثِيْرَةً. وَكَتَبَ إِلَى الحَجَّاجِ: قَدْ عَرَفْنَا أَنَّ مُحَمَّداً لَيْسَ عِنْدَهُ خِلاَفٌ, فَارْفُقْ بِهِ, فَسَيُبَايِعُكَ. فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ وَبَايَعَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ لِمُحَمَّدٍ: مَا بَقِيَ شَيْءٌ, فَبَايِعْ. فَكَتَبَ بِالبَيْعَةِ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ, وَهِيَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي لَمَّا رَأَيْتُ الأُمَّةَ قَدِ اخْتَلَفَتْ اعْتَزَلْتُهُم فَلَمَّا أَفْضَى الأَمْرُ إِلَيْكَ وَبَايَعَكَ النَّاسُ كُنْتُ كَرَجُلٍ مِنْهُم فَقَدْ بَايَعْتُكَ وَبَايَعْتُ الحَجَّاجَ لَكَ, وَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ تُؤَمِّنَنَا وَتُعْطِيَنَا مِيْثَاقاً عَلَى الوَفَاءِ فَإِنَّ الغَدْرَ لاَ خَيْرَ فِيْهِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ المَلِكِ: إِنَّكَ عِنْدَنَا مَحْمُوْدٌ, أَنْتَ أَحَبُّ إِلَيْنَا, وَأَقْرَبُ بِنَا رَحِماً مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ, فَلَكَ ذِمَّةُ اللهِ وَرَسُوْلِهِ أَنْ لاَ تُهَاجَ وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ بِشَيْءٍ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ: مَاتَ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: أَنْبَأَنَا زَيْدُ بنُ السَّائِبِ, قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الله بن الحَنَفِيَّةِ: أَيْنَ دُفِنَ أَبُوْكَ؟ قَالَ بِالبَقِيْعِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ, فِي المُحَرَّمِ, وَلَهُ خَمْسٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً, فَجَاءَ أَبَانُ بنُ عُثْمَانَ وَالِي المَدِيْنَةِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَالَ أَخِي: مَا تَرَى؟ فَقَالَ أَبَانٌ: أَنْتُمْ أَوْلَى بِجَنَازَتِكُمْ. فَقُلْنَا: تَقَدَّمْ، فَصَلِّ، فَتَقَدَّمَ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، سَمِعْتُ ابْنَ الحَنَفِيَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ يَقُوْلُ: لِي خَمْسٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً جاوزت سن أبي فمات تلك السنة. وَفِيْهَا أَرَّخَهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ. وَانْفَرَدَ المَدَائِنِيُّ, فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 211 و 226"، والبخاري"60" و "96" و "163"، ومسلم "241" "27"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 39"، والبيهقي "1/ 68"، والبغوي "220" من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عمرو، به.

ابناه

405- ابناه 1: "ع" عبد الله بن محمد بن الحنفية، الإِمَامُ، أَبُو هَاشِمٍ الهَاشِمِيُّ، العَلَوِيُّ، المَدَنِيُّ. رَوَى عن أبيه حديث تحريم المتعة. روى عن الزُهْرِيِّ، وَعَمرِو بنِ دِيْنَارٍ وَسَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ. قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: كَانَ أَبُو هَاشِمٍ صَاحِبَ الشِّيْعَةِ فَأَوْصَى إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ, وَدَفَعَ إِلَيْهِ كُتُبَهُ, وَمَاتَ عِنْدَهُ, وَانْقَرَضَ عَقِبُهُ, وَأَمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، قَلِيْلَ الحَدِيْثِ، وَكَانَتِ الشِّيْعَةُ تَنْتَحِلُهُ. وَلَمَّا احْتُضِرَ, أَوْصَى إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ, وَقَالَ: أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا الأَمْرِ, وَهُوَ فِي وَلَدِكَ. وَصَرَفَ الشِّيْعَةَ إِلَيْهِ, وَأَعْطَاهُ كُتُبَهُ. مَاتَ: فِي خِلاَفَةِ سُلَيْمَانَ. قَالَ البُخَارِيُّ، قَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا الزُهْرِيُّ، قَالَ: كَانَ الحَسَنُ أوثقهما، وكان عبد الله يتبع السبائية2. رَوَاهُ الحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، وَلَفْظُهُ: كَانَ يَجْمَعُ أَحَادِيْثَ السَّبَائِيَّةِ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: هُمَا ثِقَتَانِ. وَحَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ: أَنَّ أَحَدَهُمَا شِيْعِيٌّ وَالآخَرَ مُرْجِئٌ. وَعَنْ جُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ: أَنَّ سُلَيْمَانَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ دَسَّ مَنْ سَقَى أَبَا هَاشِمٍ سُمّاً، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ. قُلْتُ: مَاتَ كَهْلاً. وَقِيْلَ إِنَّ عَبْدَ اللهِ أَوَّلُ من ألف شيئًا في الإرجاء.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 327" التاريخ الكبير "5/ ترجمة 582"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 711"، الكاشف "2/ ترجمة 3000"، تاريخ الإسلام "4/ 20"، تهذيب التهذيب "6/ 16"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3792". 2 السبأية: أصحاب عبد الله بن سبأ يزعمون أن عليًا لم يمت وأنه يرجع إلى الدنيا قبل يوم القيامة فيملأ الأرض عدلًا كما ملئت جورًا.

الحسن

406- الحسن 1: "ع" ابن محمد بن الحنفية، الإِمَامُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ. كَانَ أَجَلَّ الأَخَوَيْنِ، وَأَفَضْلَهُمَا. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرٍ، وَسَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: الزُهْرِيُّ، وَعُمَرُ بنُ دِيْنَارٍ، وَمُوْسَى بنُ عُبَيْدَةَ، وَعِدَّةٌ. وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ البَيْتِ, وَنَاهِيْكَ أَنَّ عَمرَو بنَ دِيْنَارٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ بِمَا اخْتَلَفَ فِيْهِ النَّاسُ مِنَ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ مَا كَانَ زُهْرِيُّكُمْ إلَّا غُلاَماً مِنْ غِلْمَانِهِ. قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: مَاتَ سَنَةَ مائَةٍ، أَوْ فِي الَّتِي قَبْلَهَا. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنَ المِرْدَاوِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّوْسِيُّ، وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ الخَطِيْبُ، بِحَرَّانَ وَجَمَاعَةٌ, وَأَنْبَأَنَا سُنْقُرُ بنُ عَبْدِ الله بِحَلَبَ, أَنْبَأَنَا المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ, وَأَنْجَبُ بنُ أَبِي السَّعَادَاتِ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي, وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ وَبِيْبَرْسُ العَدِيْمِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ القَاضِي, وَآخَرُوْنَ قَالُوا: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ, أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي وَعَلِيُّ بنُ عبد الرحمن بن تَاجِ القُرَّاءِ قَالاَ: أَنْبَأَنَا مَالِكُ بنُ أَحْمَدَ الفَرَّاءُ, أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَمْلاَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ وَالحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ, وَعَنْ أَكْلِ لُحُوْمِ الحُمُرِ الإنسية2. أخرجه البخاري ومسلم من الحديث مَالِكٍ وَمِنْ طَرِيْقِ يُوْنُسَ وَمَعْمَرٍ وَعُبَيْدِ اللهِ بن عمر جميعًا عن الزهري.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 328"، "2/ ترجمة 2560"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة رقم 144"، تاريخ الإسلام "3/ 357"، الكاشف "1/ ترجمة 1072"، تهذيب التهذيب "2/ 320"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1384". 2 صحيح: أخرجه البخاري "5115"، مسلم "1407".

سليم بن عتر

407- سليم بن عتر 1: الإِمَامُ, الفَقِيْهُ، قَاضِي مِصْرَ، وَوَاعِظُهَا، وَقَاصُّهَا، وَعَابِدُهَا، أبو سلمة التجيبي، المِصْرِيُّ وَكَانَ يُدْعَى: النَّاسِكَ لِشِدَّةِ تَأَلُّهِهِ. حَضَرَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالجَابِيَةِ, وَحَدَّثَ عَنْهُ, وَعَنْ عَلِيٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَحَفْصَةَ. وَعَنْهُ: عُلَيُّ بنُ رَبَاحٍ وَمِشْرَحُ بنُ هَاعَانَ, وَأَبُو قَبِيْلٍ وَعُقْبَةُ بنُ مُسْلِمٍ وَالحَسَنُ بنُ ثَوْبَانَ وَابْنُ عَمِّهِ الهَيْثَمُ بن خالد. قال الدارقطني: كَانَ سُلَيْمُ بنُ عِتْرٍ يَقُصُّ وَهُوَ قَائِمٌ. قَالَ: وَرُوِيَ عَنْهُ: أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ كُلَّ لَيْلَةٍ ثَلاَثَ خَتَمَاتٍ وَيَأْتِي امْرَأَتَهُ وَيَغْتَسِلُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَأَنَّهَا قَالَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ رَحِمَكَ اللهُ لَقَدْ كُنْتَ تُرْضِي رَبَّكَ, وَتُرْضِي أَهْلَكَ. وَعَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، قَالَ: اخْتُصِمَ إِلَى سُلَيْمِ بنِ عِتْرٍ فِي مِيْرَاثٍ, فَقَضَى بَيْنَ الوَرَثَةِ, ثُمَّ تَنَاكَرُوا فَعَادُوا إِلَيْهِ فَقَضَى بَيْنَهُمْ, وَكَتَبَ كِتَاباً بقضائه, وأشهد فيه شيخ الجُنْدِ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَجَّلَ بِقَضَائِهِ. ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنِ الحَارِثِ بنِ يَزِيْدَ: أَنَّ سُلَيْمَ بنَ عِتْرٍ كَانَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ2. ضَمَامُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، عَنِ الحَسَنِ بنِ ثَوْبَانَ عَنْ سُلَيْمِ بنِ عِتْرٍ قَالَ: لَمَّا قَفَلْتُ مِنَ البَحْرِ تَعبَّدْتُ فِي غَارٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ أَكَلْتُ وَلاَ شَرِبْتُ. تُوُفِّيَ سُلَيْمٌ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ. قَالَ أَحْمَدُ العجلي: ثقة.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "4/ ترجمة 911"، تاريخ الإسلام "3/ 156"، العبر "1/ 86"، حسن المحاضرة "1/ 255 و 295"، شذرات الذهب "1/ 83". 2 كذب ومين: فإن ابن لهيعة وإن كان ضعيفًا لكن يخالف هدى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عند البخاري"1978" بإسناده عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "صم من الشهر ثلاثة أيام" قال: أطيق أكثر من ذلك، فما زال حتى قال: "صم يومًا وأفطر يومًا"، فقال: "اقرأ القرآن في كل شهر". قال: إني أطيق أكثر، فما زال حتى قال: "في ثلاث".

أبو معمر

408- أبو معمر 1: "ع" عبد الله بن سخبرة الأزدي الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَأَبِي مَسْعُوْدٍ، وَخَبَّابٍ، وَالمِقْدَادِ بنِ الأَسْوَدِ، وَعَلْقَمَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَرُوِيَ عَنْ: أَبِي مَعْمَرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ يَقُوْلُ: كُفْرٌ بِاللهِ ادِّعَاءُ نَسَبٍ لاَ يُعْرَفُ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ، وَمُجَاهِدٌ، وعمارة بن عمير التيمي، وَآخَرُوْنَ وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَرَوَى الأَعْمَشُ عَنْ عُمَارَةَ بنِ عُمَيْرٍ, عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ بِالحَدِيْثِ فَيَلْحَنُ فِيْهِ اقْتدَاءً بِالَّذِي سَمِعَ. قِيْلَ: وُلِدَ أَبُو مَعْمَرٍ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، لَهُ أَحَادِيْثُ. قَالَ أَصْحَابُنَا: تُوُفِّيَ بِالكُوْفَةِ, فِي وِلاَيَةِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ. قُلْتُ: وَذَلِكَ فِي دَوْلَةِ يَزِيْدَ, سنة نيف وستين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 103"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 280" و "9/ ترجمة رقم 847"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 321"، الكاشف "2/ ترجمة 2770"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 230"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3519".

عمر بن علي

409- عمر بن علي 1: ابن أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيُّ. يَرْوِي عَنْ: أَبِيْهِ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ؛ مُحَمَّدٌ. بَقِيَ حَتَّى وَفَدَ عَلَى الوَلِيْدِ صَدَقَةَ أَبِيْهِ. وَمَوْلِدُهُ: فِي أَيَّامِ عُمَرَ. فَعُمَرُ سَمَّاهُ بِاسْمِهِ, وَنَحَلَهُ غُلاَماً اسْمُهُ مُوَرِّقٌ قَالَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ. قَالَ مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ: فَلَمْ يُعْطِهِ الوَلِيْدُ صَدَقَةَ عَلِيٍّ, وَقَالَ: لاَ أُدْخِلُ عَلَى بَنِي فَاطِمَةَ غَيْرَهُمْ وَكَانَتِ الصَّدَقَةُ بِيَدِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ قَالَ: فَذَهَبَ غَضْبَانَ, وَلَمْ يَقبَلْ مِنَ الوَلِيْدِ صِلَةً وَيُقَالُ: قُتِلَ عُمَرُ مَعَ مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ. وَلاَ يصح، بل ذاك أخوه عبيد الله ابن علي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 117"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2096"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 676"، الكاشف "2/ ترجمة 4163"، تهذيب التهذيب "7/ 485"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5214".

أبو ميسرة

410- أبو ميسرة 1: "خ، م، د، س" عمر بن شرحبيل أبو ميسرة الهمداني الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ بَنِي وَادْعَةَ، مِنَ العُبَّادِ الأَوْلِيَاءِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو وَائِلٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَالقَاسِمُ، بنُ مُخَيْمَرَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْتَشِرِ. قَالَ إِسْرَائِيْلُ بنُ يُوْنُسَ: كَانَ أَبو مَيْسَرَةَ إِذَا أَخَذَ عَطَاءهُ، تَصَدَّقَ مِنْهُ، فَإِذَا جَاءَ أَهْلَهُ فَعَدُّوْهُ، وَجَدُوْهُ سَوَاءً، فَقَالَ لِبَنِي أَخِيْهِ:" ألَّا تَفْعَلُوْنَ مِثْلَ هَذَا؟ فَقَالُوا: لَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ, لَفَعَلْنَا. قَالَ: إِنِّي لَسْتُ أَشْتَرِطُ عَلَى رَبِّي. أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيْقٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ هَمْدَانِيّاً قَطُّ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُوْنَ فِي مِسْلاَخِهِ مِنْ عَمْرِو بنِ شُرَحْبِيْلَ، رَحِمَهُ اللهُ. وَرَوَى عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: مَا اشْتَمَلَتْ هَمْدَانِيَّةٌ عَلَى مِثْلِ أَبِي مَيْسَرَةَ. قِيْلَ: وَلاَ مَسْرُوْقٌ؟! قَالَ: وَلاَ مَسْرُوْقٌ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: رَأَيْتُ لأَبِي مَيْسَرَةَ وَأَصْحَابِهِ طَيَالِسَةً، لَهَا أَزْرَارُ طوَالٌ مِنْ دِيْبَاجٍ. قَالَ: وَأَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَنْ يُجْعَلَ عَلَى لَحْدِهِ طُنُّ قَصَبٍ أَوْ حَرَادِيٍّ2. وَقَالَ: يُطَيِّبُ نَفْسِيَ أَنِّي لاَ أَتْرُكُ علي دينار ولا أترك ولدًا. وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ: قَالَ عَمْرُو بنُ شُرَحْبِيْلَ: وَلاَ تُطِيْلُوا جَدَثِي3 فَإِنَّ المُهَاجِرِيْنَ كَانُوا يَكْرَهُوْنَ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: رَأَيْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ فِي جِنَازَةِ أَبِي مَيْسَرَةَ آخِذاً بِقَائِمَةِ السَّرِيْرِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا مَيْسَرَةَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالُوا: مَاتَ فِي ولاية عبيد الله بن زياد.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 106"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2576"، الجرح والتعديل "6/ ترجمته 1320"، الكاشف "2/ ترجمة 4237"، تهذيب التهذيب "8/ 47"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5313"، ووقع في المطبوع [عمر] ، والصواب: ما أثبتناه. 2 الحردي والحردية: حياصة الحظيرة اللتي تشد على حائط القصب عرضًا. 3 جدثى: أي قبري.

الجرشي

411- الجرشي 1: يزيد بن الأسود الجرشي مِنْ سَادَةِ التَّابِعِيْنَ بِالشَّامِ، يَسْكُنُ بِالغُوطَةِ، بِقَرْيَةِ زِبْدِيْنَ. أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَهُ دَارٌ بِدَاخِلِ بَابِ شَرْقِيٍّ. قَالَ يُوْنُسُ بنُ مَيْسَرَةَ، قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الأَسْوَدِ! كَمْ أَتَى عَلَيْكَ؟ قَالَ: أَدْرَكْتُ العُزَّى تُعْبَدُ فِي قَرْيَةِ قَوْمِي. قِيْلَ إِنَّهُ قَالَ: قُلْتُ لِقَوْمِي: اكْتُبُوْنِي فِي الغَزْوِ. قَالُوا: قَدْ كَبِرْتَ. قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! اكْتُبُوْنِي، فَأَيْنَ سوادي في المسلمين؟ قالوا: أما إذا فَعَلْتَ, فَأَفْطِرْ, وَتَقَوَّ عَلَى العَدُوِّ قَالَ: مَا كُنْتُ أُرَانِي أَبْقَى حَتَّى أُعَاتَبَ فِي نَفْسِي وَاللهِ لاَ أُشْبِعُهَا مِنَ الطَّعَامِ وَلاَ أُوطِئُهَا من منام حتى تلحق الله. وَرَوَى صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بنِ عَامِرٍ، قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَسْقِي, فَلَمَّا قَعَدَ عَلَى المِنْبَرِ, قَالَ: أَيْنَ يَزِيْدُ بنُ الأَسْوَدِ؟ فَنَادَاهُ النَّاسُ, فَأَقْبَلَ يَتَخَطَّاهُمْ, فَأَمَرَهُ مُعَاوِيَةُ, فَصَعِدَ المِنْبَرَ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ بِخَيْرِنَا وَأَفَضْلِنَا يَزِيْدَ بنِ الأَسْوَدِ, يَا يَزِيْدُ, ارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَى اللهِ فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَرَفَعَ النَّاسُ, فَمَا كَانَ بِأَوْشَكَ مِنْ أَنْ ثَارَتْ سَحَابَةٌ كَالتُّرْسِ وَهَبَّتْ رِيْحٌ فَسُقِيْنَا حَتَّى كَادَ النَّاسُ أَنْ لاَ يَبْلُغُوا مَنَازِلَهُمْ سَمِعَهَا: أَبُو اليَمَانِ مِنْ صَفْوَانَ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَغَيْرُهُ: اسْتَسْقَى الضَّحَّاكُ بنُ قَيْسٍ بِيزِيْدَ بنِ الأَسْوَدِ, فَمَا بَرِحُوا حَتَّى سُقُوا. وَرَوَى الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَكَّارٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ المَشْيَخَةِ: أَنَّ يَزِيْدَ بنَ الأَسْوَدِ الجُرَشِيَّ كَانَ يَسِيْرُ فِي أَرْضِ الرُّوْمِ هُوَ وَرَجُلٌ, فَسَمِعَ هَاتِفاً يَقُوْلُ: يَا يَزِيْدُ إِنَّكَ لَمِنَ المُقَرَّبِيْنَ وَإِنَّ صَاحِبَكَ لَمِنَ العَابِدِيْنَ وَمَا نَحْنُ بِكَاذِبِيْنَ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: إِنَّ عَبْدَ المَلِكِ لَمَّا سَارَ إِلَى مُصْعَبٍ، رَحَلَ مَعَهُ يَزِيْدُ بنُ الأَسْوَدِ، فَلَمَّا الْتَقَوْا، قَالَ: اللَّهُمَّ احْجُزْ بَيْنَ هَذَيْنِ الجَبَلِيْنِ وَوَلِّ أَحَبَّهُمَا إِلَيْكَ فَظَفِرَ عَبْدُ المَلِكِ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي العِشَاءَ الآخِرَةَ بِمَسْجِدِ دِمَشْقَ, وَيَخْرُجُ إِلَى زِبْدِيْنَ، فَتُضِيْءُ إِبْهَامُهُ اليُمْنَى، فَلاَ يَزَالُ يَمْشِي فِي ضَوْئِهَا إِلَى القَرْيَةِ. وشهده وقت الموت واثلة بن الأسقع.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 444"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3158"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1047"، أسد الغابة "5/ 103"، الإصابة "3/ ترجمة 9393".

عبيد الله بن أبي بكرة

412- عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرَةَ 1: الثَّقَفِيُّ الأَمِيْرُ، مِنْ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ، وَلِيَ سِجِسْتَانَ. مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ. وَكَانَ جَوَاداً، مُمَدَّحاً، شُجَاعاً، كَبِيْرَ القَدْرِ. وَرَوَى عَنْ: أَبِيْهِ, وَعَلِيٍّ، وَعَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ جُمْهَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ، وَغَيْرُهُمَا. وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ، وَوَلِيَ إِمْرَةَ "سِجِسْتَانَ" سَنَةَ خَمْسِيْنَ, ثُمَّ عُزِلَ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِيْنَ, ثُمَّ وَلِيَهَا الحَجَّاجُ. وَقِيْلَ: كَانَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِ مائَةٍ وَسِتِّيْنَ دَاراً مِنْ جِيْرَانِ دَارِهِ, وَيَعْتِقُ فِي كُلِّ عِيْدٍ مائَةَ مَمْلُوْكٍ. وَقِيْلَ إِنَّ المُهَلَّبَ طَلَبَ مِنْهُ لَبَنَ بَقَرٍ, فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِسَبْعِ مائَةِ بَقَرَةٍ وَرُعَاتِهَا, وَوَصَلَ ابْنَ مُفَرِّغٍ الشَّاعِرَ بِخَمْسِيْنَ أَلْفاً وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي الكَرَمِ وَكَانَ أَسْوَدَ اللَّوْنِ. قَالَ أَبُو جَمْرَةَ الضبعي: مات بسجستان، سنة تسع وسبعين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 190"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1192"، تاريخ الإسلام "3/ 189".

عياض بن عمرو

413- عياض بن عمرو 2: "م، ق" الأشعري: حَدَّثَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَخَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ، وعياض بن غنم الأشعري، وطائفة. وعنه: الشعبي، وسماك ابن حَرْبٍ، وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. سَكَنَ الكُوْفَةَ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَرَّ عِيَاضُ بنُ عَمْرٍو فِي يوم عيد, فقال مالي لاَ أَرَاهُمْ يُقَلِّسُوْنَ فَإِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ2. قَالَ هُشَيْمٌ: التَّقْلِيْسُ, الضَّرْبُ بِالدُّفِّ. وَقَالَ سِمَاكٌ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: شَهِدْتُ اليَرْمُوْكَ، فَقَتَلْنَاهُمْ أَرْبَعَ فَرَاسِخَ، وَرَأَيْتُ أبا عبيدة سابق بفرس عربي.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 87"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 2276"، أسد الغابة "4/ 164"، الإصابة "3/ ترجمة 6139"، تهذيب التهذيب "8/ 202". 2 ضعيف: أخرجه ابن ماجه "1302" حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ، عَنْ مغيرة، عن عامر؛ قال: شهد عياض الأشعري عيدًا بالأنبار، فقال ما لي لا أراكم تقلسون كما كان يقلس عِنْد رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". قُلْتُ: إسناده ضعيف، آفته شريك، وهو ابن عبد الله النخعي القاضي، سيء الحفظ.

معاوية بن يزيد، حسان بن النعمان، مصعب بن الزبير

معاوية بن يزيد، حسان بن النعمان، مصعب بن الزبير 414- معاوية بن يزيد 1: ابن مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَبُو لَيْلَى الخَلِيْفَةُ. بُوْيِعَ بِعَهْدٍ مِنْ أَبِيْهِ، وَكَانَ شَابّاً، دَيِّناً، خَيْراً مِنْ أَبِيْهِ. وَأُمُّهُ: هِيَ بِنْتُ أَبِي هَاشِمٍ بنِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ. فَوَلِيَ أَرْبَعِيْنَ يومًا. وقيل: ثلاث أَشْهُرٍ. وَقِيْلَ بَلْ وَلِيَ عِشْرِيْنَ يَوْماً. وَمَاتَ وَلَهُ ثَلاَثٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. وَقِيْلَ: إِحْدَى وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. وَقِيْلَ: بَلْ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَصَلَّى عَلَيْهِ مَرْوَانُ، وَدُفِنَ إِلَى جَنْبِ قَبْرِ أَبِيْهِ، وَلَمْ يُعْقِبْ. وَامْتَنَعَ أَنْ يَعْهَدَ بِالخِلاَفَةِ إِلَى أحد، رحمة الله. 415- حسان بن النعمان 2: ابن المُنْذِرِ الغَسَّانِيُّ، مِنْ مُلُوْكِ العَرَبِ. وَلِيَ المَغْرِبَ، فَهَذَّبَهُ، وَعَمَرَهُ. وَكَانَ بَطَلاً، شُجَاعاً، مُجَاهِداً، لَبِيْباً، مَيْمُوْنَ النَّقِيْبَةِ, كَبِيْرَ القَدْرِ, وَجَّهَهُ مُعَاوِيَةُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ, فَصَالَحَ البَرْبَرَ, وَرتَّبَ عَلَيْهِمُ الخَرَاجَ, وَانْعَمَرَتِ البِلاَدُ. وَلَهُ غَزْوَاتٌ مَشْهُوْدَةٌ بَعْدَ قَتْلِ الكَاهِنَةِ. فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ الوَلِيْدُ, عَزَلَهُ, وَبَعَثَ نُوَّاباً عِوَضَهُ, وَحَرَّضَهُمْ عَلَى الغَزْوِ. فَقَدِمَ حَسَّانُ عَلَى الوَلِيْدِ بِأَمْوَالٍ عَظِيْمَةٍ وَتُحَفٍ, وَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ إِنّمَا ذَهَبْتُ مُجَاهِداً وَمَا مِثْلِي مَنْ يَخُوْنُ. قَالَ: إِنِّي رَادُّكَ إِلَى عَمَلِكَ. فَحَلَفَ أَنَّهُ لاَ يَلِي شَيْئاً أَبَداً وَكَانَ يُدْعَى الشَّيْخَ الأَمِيْنَ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ, فَلَعَلَّ الَّذِي عَزَلَهُ عبد الملك. 416- مصعب بن الزبير 3: ابن العَوَّامِ القُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ أَمِيْرُ العِرَاقَيْنِ, أَبُو عِيْسَى وأبو عبد الله. لا رواية له

_ 1 ترجمته في تاريخ الإسلام "3/ 83"، العبر "1/ 69"، النجوم الزاهرة "1/ 163". 2 ترجمته في تاريخ الإسلام "3/ 244"، العبر "1/ 92"، النجوم الزاهرة "1/ 200"، شذرات الذهب "1/ 88". 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 182"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1510"، تاريخ بغداد "13/ 105"، تاريخ الإسلام "3/ 208"، العبر "1/ 80- 81"، النجوم الزاهرة "1/ 187".

كَانَ فَارِساً، شُجَاعاً، جَمِيْلاً، وَسِيْماً، حَارَبَ المُخْتَارَ وَقَتَلَهُ وَكَانَ سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ. سَارَ لِحَرْبِهِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ. وَأُمُّهُ: هِيَ الرَّبَابُ بِنْتُ أُنَيْفٍ الكَلْبِيَّةُ. وَكَانَ يُسَمَّى مِنْ سَخَائِهِ: آنِيَةَ النَّحْلِ. وَفِيْهِ يَقُوْلُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ الرقيات: إنما مصعب شهاب من الله ... تَجَلَّتْ عَنْ وَجْهِهِ الظَّلْمَاءُ مُلْكُهُ مُلْكُ عِزَّةٍ لِيْسَ فِيْهَا ... جَبَرُوْتٌ مِنْهُ وَلاَ كِبْرِيَاءُ يتَّقِي اللهَ فِي الأُمُوْرِ وَقَدْ أَفْ ... لَحَ مَنْ كَانَ هَمَّهُ الاتِّقَاءُ قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: مَا رَأَيْتُ أَمِيْراً قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ مُصْعَبٍ. وَرَوَى عُمَرُ بنُ أَبِي زَائِدَةَ: أَنَّ الشَّعْبِيَّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَمِيْراً قَطُّ عَلَى مِنْبَرٍ أَحْسَنَ مِنْ مُصْعَبٍ. قَالَ المَدَائِنِيُّ: كَانَ يُحْسَدُ عَلَى الجَمَالِ. وَرَوَى ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: اجْتَمَعَ فِي الحِجْرِ: عَبْدُ اللهِ، وَمُصْعَبٌ, وَعُرْوَةُ -بَنُوْ الزُّبَيْرِ -وَابْنُ عُمَرَ, فَقَالَ: تَمَنَّوْا. فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَتَمَنَّى الخِلاَفَةَ. وقال عروة: أتمنى أن يؤخذ عني العلم. وَقَالَ مُصْعَبٌ: أَتَمَنَّى إِمْرَةَ العِرَاقِ, وَالجَمْعَ بَيْنَ عائشة بنت طلحة, وسكنية بِنْتِ الحُسَيْنِ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى المَغْفِرَةَ. فَنَالُوا مَا تَمَنَّوْا وَلَعَلَّ ابْنَ عمر قد غفر له. وَكَانَ عَبْدُ المَلِكِ وَدُوْداً لِمُصْعَبٍ، وَصَدِيْقاً. قَالَ عَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ: بَلَغَ مُصْعباً شَيْءٌ عَنْ عَرِيْفِ الأَنْصَارِ، فَهَمَّ بِهِ، فَأَتَاهُ أَنَسٌ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "اسْتَوْصُوا بِالأَنْصَارِ خَيْراً اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيْئِهِم" فَأَلْقَى مُصْعَبٌ نَفْسَهُ عَنِ السَّرِيْرَ, وَأَلْزَقَ خَدَّهُ بِالبِسَاطِ, وَقَالَ: أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى العين والرأس؛ وتركه. أخرجه: أحمد1.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 240- 241"، وابن سعد "2/ 253" من طرق عن حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته على بن زيد بن جدعان، ضعيف. لكن صح عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ: "إن الأنصار عيبتى التي أويت إليها، فأقبلوا محسنهم، واعفوا عن مسيئهم، فإنهم قد أدوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم". أخرجه البخاري "3799"، والنسائي في "الكبرى" "8346"، والبيهقي "6/ 371" من طريق شعبة عن هشام بن زيد، عن أنس، به. وأخرجه أحمد "3/ 176 و 272"، والبخاري "3801"، ومسلم "2510"، والترمذي "3907"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "230"، وأبو يعلى "2994"، والبغوي "3972" من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فذكره.

قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: أُهْدِيَتْ لِمُصْعَبٍ نَخْلَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، عَثَاكِلُهَا مِنْ صُنُوْفِ الجَوْهَرِ، قُوِّمَتْ بِأَلْفَيْ ألف دينار وكانت لِلْفُرْسِ, فَدَفَعَهَا إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي فَرْوَةَ. قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا كَتَبَ لأَحَدٍ بِجَائِزَةٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ, جَعَلَهَا مُصْعَبٌ مائَةَ أَلْفٍ. وَقَدْ سُئِلَ سَالِمٌ: أَيُّ ابْنَيِ الزُّبَيْرِ أَشْجَعُ؟ قَالَ: كِلاَهُمَا، جَاءَ المَوْتُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ. وَقِيْلَ: تَذَاكَرُوا الشُّجْعَانَ، فَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ: أَشَجَعُ العَرَبِ مَنْ وَلِيَ العِرَاقَيْنِ خَمْسَ سِنِيْنَ، فَأَصَابَ ثَلاَثَةَ آلاَفِ أَلْفٍ، وَتَزَوَّجَ بِنْتَ الحُسَيْنِ، وَبِنْتَ طَلْحَةَ، وَبِنْتَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرٍ وَأُمُّهُ رَبَابُ بِنْتُ أُنَيْفٍ الكلبي, سيد ضَاحِيَةِ العَرَبِ, وَأُعْطِيَ الأَمَانَ, فَأَبَى, وَمَشَى بِسَيْفِهِ حَتَّى قُتِلَ. قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ: رَأَيْتُ بِقَصْرِ الكُوْفَةِ رَأْسَ الحُسَيْنِ الشَّهِيْدِ, ثُمَّ رَأْسَ ابْنِ زِيَادٍ, ثُمَّ رَأْسَ المُخْتَارِ ثُمَّ رَأْسَ مُصْعَبٍ بَيْنَ يَدَي عَبْدِ المَلِكِ. قُتِلَ مُصْعَبٌ يَوْمَ نِصْفِ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ، وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ سَنَةً. وَكَانَ مُصْعَبٌ قَدْ سَارَ لِيَأْخُذَ الشَّامَ. فَقَصَدَهُ عَبْدُ المَلِكِ، فَوَقَعَ بَيْنَهُمَا مَلْحَمَةٌ كُبْرَى بِدَيْرِ الجَاثَلِيْقِ، بِقُرْبِ أَوَانَا1، وَكَانَ قَدْ كَاتَبَ عَبْدُ المَلِكِ جَمَاعَةً مِنَ الوجوه, يمينهم وَيَعِدُهُمْ إِمْرَةَ العِرَاقِ وَإِمْرَةَ العَجَمِ, فَأَجَابُوْهُ, إلَّا إِبْرَاهِيْمَ بنَ الأَشْتَرِ, فَأَتَى مُصْعَباً بِكِتَابِهِ, وَفِيْهِ: إِنْ بَايَعْتَنِي, وَلَّيْتُكَ العِرَاقَ. وَقَالَ: قَدْ كَتَبَ إِلَى أَصْحَابِكَ فَأَطِعْنِي, وَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ. قَالَ: إِذاً تَغْضَبُ عَشَائِرُهُمْ. قَالَ: فَاسْجُنْهُم. قَالَ: فَإِنِّي لَفِي شُغُلٍ عَنْ ذَلِكَ يَرْحَمُ اللهُ الأَحْنَفَ إِنْ كَانَ لَيُحَذِّرُ غَدْرَ العِرَاقِيِّيْنَ. وَقِيْلَ: قَالَ لَهُم قَيْسُ بنُ الهَيْثَمِ: وَيْحَكُمْ! لاَ تُدْخِلُوا أَهْلَ الشَّامِ عَلَيْكُم مَنَازِلَكُم. وَأَشَارَ ابْنُ الأَشْتَرِ بِقَتْلِ زِيَادِ بنِ عَمْرٍو, وَمَالكِ بنِ مِسْمَعٍ. فَلَمَّا الْتَقَى الجَمْعَانِ, لَحِقُوا بِعَبْدِ المَلِكِ, وَهَرَبَ عَتَّابُ بنُ وَرْقَاءَ, وَخَذَلُوا مُصْعَباً. فَقَالَ ابْنُ قَيْسِ الرقيات: إن الرزية يوم مسك ... ن والمصيبة والفجيعة

_ 1 دير الجاثليق، دير قديم رحب الفناء من ناحية مسكن قرب بغداد في غربي دجلة، وهو رأس الحدبين السواد وأرض تكريت، وأوانا: بليدة كثيرة البساتين والشجر، نزهة من نواحي دجيل، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة تكريت، وكثيرا ما يذكرها الخلعاء في أشعارهم. قاله ياقوت في معجم البلدان.

بِابْنِ الحَوَارِيِّ الَّذِي ... لَمْ يَعْدُهُ يَوْمُ الوَقِيْعَهْ غدرت به مضر العراق ... وَأَمْكَنَتْ مِنْهُ رَبِيْعَهْ فَأَصَبْتِ وِتْرَكِ يَا رَبِيْ ... ع وكنت سامعة مطيعة يالهف لَو كَانَتْ لهُ ... بِالدَّيْرِ يَوْمَ الدَّيْرِ شِيْعَهْ أَوْ لَمْ يَخُونُوا عَهْدَهُ ... أَهْلُ العِرَاقِ بَنُوْ اللكيعه لوجدتموه حين يج ... در لا يعرس بالمضيعه وجعل مصعب كما قَالَ لِمُقَدَّمٍ مِنْ جَيْشِهِ: تَقَدَّمْ لاَ يُطِيْعُهُ. فَقِيْلَ: أُخْبِرَ عَبْدُ اللهِ بنُ خَازِمٍ السُّلَمِيُّ أَمِيْرُ خُرَاسَانَ بِمَسِيْرِ مُصْعَبٍ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ، فَقَالَ: أَمَعَهُ عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ؟ قِيْلَ: لاَ، ذَاكَ اسْتَعَمَلَهُ عَلَى فَارِسٍ. قَالَ: أَفَمَعَهُ المُهَلَّبُ بنُ أَبِي صُفْرَةَ؟ قِيْلَ: لاَ، وَلاَّهُ المَوْصِلَ قَالَ: أَمَعَهُ عَبَّادُ بنُ حُصَيْنٍ؟ قِيْلَ: اسْتعَمَلَهُ عَلَى البَصْرَةِ فَقَالَ: وَأَنَا هُنَا ثم تمثل: خذيني وجربني ضباع وأبشري ... بلحم امرئ لم يشهد يوم نَاصِرُهْ قَالَ الطَّبَرِيُّ: فَقَالَ مُصْعَبٌ لابْنِهِ عِيْسَى: اركب بمن معك إلى عمك أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَأَخْبِرْهُ بِمَا صَنَعَ أَهْلُ العِرَاقِ وَدَعْنِي فَإِنِّي مَقتُوْلٌ قَالَ: لاَ أُخْبِرُ قُرَيْشاً عَنْكَ أَبَداً, وَلَكِنْ سِرْ إِلَى البَصْرَةِ فَهُمْ عَلَى الطَّاعَةِ أَوِ الْحَقْ بِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ قَالَ: لاَ تَتَحَدَّثُ قُرَيْشٌ أَنَّنِي فَرَرَتُ لِخُذْلاَنِ رَبِيْعَةَ وَمَا السَّيْفُ بِعَارٍ وَمَا الفِرَارُ لِي بِعَادَةٍ, وَلاَ خُلُقٍ وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَرْجِعَ فَارْجِعْ فَقَاتِلْ فَرَجَعَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ وَبَعَث إِلَيْهِ عَبْدُ المَلِكِ مَعَ أَخِيْهِ مُحَمَّدٍ إِنِّي يَا ابْنَ العَمِّ أَمَّنْتُكَ قَالَ: مِثْلِي لاَ يَنْصَرِفُ عَنْ هَذَا المَقَامِ إلَّا غَالِباً أَوْ مَغْلُوْباً فَقِيْلَ: أَثْخَنُوْهُ بِالسِّهَامِ, ثُمَّ طَعَنَهُ زَائِدَةُ الثَّقَفِيُّ -وَكَانَ مِنْ جُنْدِهِ- وَقَالَ: يَا لَثَارَاتِ المُخْتَارِ. وَقَاتَلَ قَتَلَةَ ابْنِ الأَشْتَرِ حَتَّى قُتِلَ وَاسْتَوْلَى عَبْدُ المَلِكِ عَلَى المَشْرِقِ.

بشر بن مروان

417- بشر بن مروان 1: ابن الحَكَمِ الأُمَوِيُّ أَحَدُ الأَجْوَادِ. وَلِيَ العِرَاقَيْنِ لأَخِيْهِ عِنْدَ مَقْتَلِ مُصْعَبٍ. وَدَارُهُ بِدِمَشْقَ عِنْدَ عَقَبَةِ الكَتَّانِ. رَوَى ابْنُ جُدْعَانَ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: قدم علينا بشر البصرة، وهو أبيض، أَخُو خَلِيْفَةٍ وَابْنُ خَلِيْفَةٍ. فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ الحَاجِبُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: حَسَنٌ البَصْرِيُّ، قَالَ: ادْخُلْ، وإياك أن تطل وَلاَ تُمِلَّهُ فَأَدْخُلُ فَإِذَا هُوَ عَلَى سَرِيْرٍ، عَلَيْهِ فُرُشٌ قَدْ كَادَ أَنْ يَغُوْصَ فِيْهَا، وَرَجُلٌ بِالسَّيْفِ وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ قُلْتُ: الحَسَنُ "البَصْرِيُّ الفَقِيْهُ" فَأَجْلَسَنِي ثُمَّ قَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي زَكَاةِ أَمْوَالِنَا؟ نَدْفَعُهَا إِلَى السُّلْطَانِ أَمْ إِلَى الفُقَرَاءِ؟ قُلْتُ: أَيَّهُمَا فَعَلْتَ أَجْزَأَ عَنْكَ. فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: لِشَيْءٍ مَا يَسُوْدُ مَنْ يَسُوْدُ. ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْهِ مِنَ العَشِيِّ وَإِذَا هُوَ انْحَدَرَ مِنْ سَرِيْرِهِ يَتمَلْمَلُ وَحَوْلَهُ الأَطِبَّاءُ. ثُمَّ عُدْتُ مِنَ الغَدِ وَالنَّاعِيَةُ تَنْعَاهُ وَدَوَابُّهُ قَدْ جُزَّتْ نَوَاصِيْهَا وَوَقَفَ الفَرَزْدَقُ عَلَى قَبْرِهِ وَرَثَاهُ بِأَبْيَاتٍ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ إلَّا بَكَى. قَالَ خَلِيْفَةُ: مَاتَ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَلَهُ نَيِّفٌ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً. وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَتَبَ إِلَى أَخِيْهِ: إِنَّكَ شَغَلْتَ إِحْدَى بِالعِرَاقِ، وَبَقِيَتِ الأُخْرَى فَارِغَةً. فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِوِلاَيَةِ الحرمين اليمن. فَمَا جَاءهُ الكِتَابُ إلَّا وَقَدْ وَقَعَتِ القَرْحَةُ فِي يَمِيْنِهِ. فَقِيْلَ: اقْطَعْهَا مِنَ المَفْصِلِ فَجَزِعَ فَبَلَغَتِ المِرْفَقَ ثُمَّ أَصْبَحَ وَقَدْ بَلَغتِ الكَتِفَ وَمَاتَ فَجَزِعَ عَلَيْهِ عَبْدُ المَلِكِ وَأَمَرَ الشُّعَرَاءَ فرثوه.

_ 1 ترجمته في تاريخ الإسلام "3/ 141"، العبر "1/ 86" النجوم الزاهرة "1/ 191"، شذرات الذهب "1/ 83".

شبيب بن يزيد

418- شبيب بن يزيد 1: ابن أَبِي نُعَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، رَأْسُ الخَوَارِجِ بِالجَزِيْرَةِ, وَفَارِسُ زَمَانِهِ. بَعَثَ لِحَرْبِهِ الحَجَّاجُ خَمْسَةَ قُوَّادٍ، فَقَتَلَهُمْ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الكُوْفَةِ، وَحَاصَرَ الحَجَّاجَ، وَكَانَتْ زَوْجَتُهُ غَزَالَةُ عَدِيْمَةَ النَّظِيْرِ فِي الشَّجَاعَةِ فَعَيَّرَ الحَجَّاجَ شَاعِرٌ فَقَالَ: أَسَدٌ عَلَيَّ وَفِي الحُرُوْبِ نَعَامَةٌ ... فَتَخَاءُ تَنْفِرُ مِنْ صَفِيْرِ الصَّافِرِ هَلاَّ بَرَزْتَ إِلَى غَزَالَةَ فِي الوَغَى ... بَلْ كَانَ قَلْبُكَ فِي جَنَاحَيْ طَائِرِ وَكَانَتْ أُمُّ شَبِيْبٍ جَهِيْزَةُ تَشْهَدُ الحَرْبَ. قَالَ رَجُلٌ: رَأَيْتُ شَبِيْباً دَخَلَ المَسْجِدَ فَبَقِي المَسْجِدُ يَرْتَجُّ لَهُ, وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ طَيَالِسَةٌ. وَهُوَ طَوِيْلٌ, أَشْمَطُ, جَعْدٌ آدَمُ. غَرِقَ شَبِيْبٌ, فِي القِتَالِ بِدُجَيْلٍ. سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ، وَلَهُ إِحْدَى وَخَمْسُوْنَ سَنَةً. قِيْلَ: حَضَرَ عِتْبَانُ الحَرُوْرِيُّ عِنْدَ عَبْدِ الملك بن مروان، فقال: أنت القائل:

_ 1 ترجمته في تاريخ الإسلام "3/ 160" النجوم الزاهرة "1/ 196".

فَإِنْ يَكُ مِنْكُم كَانَ مَرْوَانُ وَابْنُهُ ... وَعَمْرٌو وَمِنْكُمْ هَاشِمٌ وَحَبِيْبُ فَمِنَّا حُصَيْنٌ وَالبَطِيْنُ وَقَعْنَبٌ ... وَمِنَّا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ شَبِيْبُ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا قُلْتُ: "وَمِنَّا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ شَبِيْبُ" عَلَى النِّدَاءِ، فَأَعْجَبَهُ، وأطلقه. وَلَمَّا غَرِقَ، قِيْلَ لأُمِّهِ، فَقَالَتْ: لَمَّا وَلَدْتُهُ، رَأَيْتُ كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنِّي شِهَابُ نَارٍ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لاَ يُطْفِئُهُ إلَّا المَاءُ. وَكَانَ قَدْ خَرَجَ صَالِحُ بنُ مُسَرِّحٌ العَابِدُ التَّمِيْمِيُّ بِدَارَا، وَلَهُ أَصْحَابٌ يُفَقِّهُهُم، وَيَقُصُّ عَلَيْهِم، وَيَذُمُّ عُثْمَانَ وعليًا، وكأدب الخَوَارِجِ، وَيَقُوْلُ: تَأَهَّبُوا لِجِهَادِ الظَّلَمَةِ، وَلاَ تَجْزَعُوا مِنَ القَتْلِ فِي اللهِ، فَالقَتْلُ أَسَهْلُ مِنَ المَوْتِ, وَالمَوْتُ لاَ بُدَّ مِنْهُ. فَأَتَاهُ كِتَابُ شَبِيْبٍ يَقُوْلُ: إِنَّكَ شَيْخُ المُسْلِمِيْنَ، وَلَنْ نَعْدِلَ بِكَ أَحَداً، وَقَدِ اسْتَجَبْتُ لَكَ, وَالآجَالُ غَادِيَةٌ وَرَائِحَةٌ، وَلاَ آمَنُ أَنْ تَخْتَرِمَنِي المَنِيَّةُ، وَلَمْ أُجَاهِدِ الظَّالِمِيْنَ، فَيَا لَهُ غَبْناً، وَيَا لَهُ فَضْلاً مَتْرُوْكاً، جَعَلَنَا اللهُ مِمَّنْ يُرِيْدُ اللهَ بِعَمَلِهِ. ثُمَّ أَقْبَلَ هُوَ وَأَخُوْهُ مُصَادٌ، وَالمُحَلِّلُ بنُ وَائِلٍ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ حَجَرٍ, وَالفَضْلُ بنُ عَامِرٍ الذُّهْلِيُّ, إِلَى صَالِحٍ فَصَارُوْا مائَةً وَعَشْرَةَ أَنْفُسٍ, ثُمَّ شَدُّوا عَلَى خَيْلٍ لِمُحَمَّدِ بنِ مَرْوَانَ, فَأَخَذُوْهَا وَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُم. فَسَارَ لِحَرْبِهِمْ عَدِيُّ بنُ عَدِيِّ بنِ عُمَيْرَةَ الكِنْدِيُّ, فَالْتَقَوْا فَانْهَزَمَ عدي وبعده مُدِيْدَةٍ تُوُفِّيَ صَالِحٌ مِنْ جِرَاحَاتٍ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَعُهِدَ إِلَى شَبِيْبٍ فَهَزَمَ العَسَاكِرَ وَعَظُمَ الخَطْبُ وَهَجَمَ عَلَى الكُوْفَةِ وَقَتَلَ جَمَاعَةَ أَعْيَانٍ فَنَدَبَ الحَجَّاجُ لِحَرْبِهِ زَائِدَةَ بنَ قُدَامَةَ الثَّقَفِيَّ فَالْتَقَوْا فَقُتِلَ زَائِدَةُ وَدَخَلَتْ غَزَالَةُ جَامِعَ الكُوْفَةِ وَصَلَّتْ وِرْدَهَا وَصَعِدَتِ المِنْبَرَ وَوَفَتْ نَذْرَهَا وَهَزَمَ شَبِيْبٌ جُيُوْشَ الحَجَّاجِ مَرَّاتٍ, وَقَتَلَ عِدَّةً مِنَ الأشراف وتزلزل له عبد المَلِكِ, وَتَحَيَّرَ الحَجَّاجُ فِي أَمْرِهِ وَقَالَ: أَعْيَانِي هَذَا وَجَمَعَ لَهُ جَيْشاً كَثِيْفاً نَحْوَ خَمْسِيْنَ أَلْفاً. وَعَرَضَ شَبِيْبٌ جُنْدَهُ, فَكَانُوا أَلْفاً, وَقَالَ: يَا قَوْمُ, إِنَّ اللهَ نَصَرَكُم وَأَنْتُم مائَةٌ فَأَنْتُمُ اليَوْمَ مِئُوْنَ ثُمَّ ثَبَتَ مَعَهُ سِتُّ مئة فحمل في مئتين عَلَى المَيْسَرَةِ هَزَمَهَا ثُمَّ قَتَلَ مُقَدَّمَ العَسَاكِرِ عَتَّابَ بنَ وَرْقَاءَ التَّمِيْمِيَّ. فَلَمَّا رَآهُ شَبِيْبٌ صَرِيْعاً, تَوَجَّعَ لَهُ فَقَالَ خَارِجِيٌّ لَهُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, تَتَوَجَّعُ لِكَافِرٍ؟! ثُمَّ نَادَى شَبِيْبٌ بِرَفْعِ السَّيْفِ وَدَعَا إِلَى طَاعَتِهِ فَبَايَعُوْهُ ثُمَّ هَرَبُوا فِي اللَّيْلِ. ثُمَّ جَاءَ المَدَدُ مِنَ الشَّامِ فَالْتَقَاهُ الحَجَّاجُ بِنَفْسِهِ فَجَرَى مَصَافٌّ لَمْ يُعْهَدْ مِثْلُهُ, وَثَبَتَ الفَرِيْقَانِ وَقُتِلَ مُصَادٌ أَخُو شَبِيْبٍ وَزَوْجَتُهُ غَزَالَةُ وَدَخَلَ اللَّيْلُ وَتَقَهْقَرَ شَبِيْبٌ وَهُوَ يَخْفُقُ رَأْسُهُ, وَالطَّلَبُ فِي أَثَرِهِ ثُمَّ فَتَرَ الطَّلَبُ عَنْهُم وَسَارُوا إِلَى الأَهْوَازِ, فَبَرَزَ مُتَوَلِّيْهَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ طَلْحَةَ، فَبَارَزَ شَبِيْباً، فَقَتَلَهُ شَبِيْبٌ، وَمَضَى إِلَى كَرْمَانَ، فَأَقَامَ شَهْرَيْنِ، وَرَجَعَ، فَالْتَقَاهُ سُفْيَانُ بنُ أَبْرَدَ الكَلْبِيُّ وَحَبِيْبٌ الحَكَمِيُّ عَلَى جِسْرِ دُجَيْلٍ فَاقْتَتَلُوا حَتَّى دَخَلَ اللَّيْلُ فَعَبَرَ شَبِيْبٌ عَلَى الجِسْرِ فَقُطِع بِهِ فَغَرِقَ وَقِيْلَ: بَلْ نَفَرَ بِهِ فَرَسُهُ فَأَلْقَاهُ فِي المَاءِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَعَلَيْهِ الحَدِيْدُ فَقَالَ: {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم} [يس: 38] ، وَأَلْقَاهُ دُجَيْلٌ إِلَى السَّاحِلِ مَيْتاً، وَحُمِلَ إِلَى الحَجَّاجِ، فَشَقَّ جَوْفَهُ، وَأَخْرَجَ قَلْبَهُ فَإِذَا دَاخِلُهُ قلب آخر.

شبث بن ربعي

419- شَبَثُ بنُ رِبْعِيٍّ 1: التَّمِيْمِيُّ اليَرْبُوْعِيُّ، أَحَدُ الأَشْرَافِ والفرسان، وكان مِمَّنْ خَرَجَ عَلَى عَلِيٍّ، وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ التَّحْكِيْمَ، ثُمَّ تَابَ وَأَنَابَ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَلِيٍّ، وَحُذَيْفَةَ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِيُّ, وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ لَهُ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ فِي "سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ". قَالَ الأَعْمَشُ: شَهِدْتُ جَنَازَةَ شَبَثٍ، فَأَقَامُوا العَبِيْدَ عَلَى حِدَةٍ وَالجَوَارِيَ عَلَى حِدَةٍ، وَالجِمَالَ عَلَى حِدَةٍ ... ، وَذَكَرَ الأَصْنَافَ. قَالَ: وَرَأَيْتُهُم يَنُوْحُوْنَ, عَلَيْهِ وَيَلْتَدِمُوْنَ2. قُلْتُ: كَانَ سَيِّدَ تَمِيْمٍ هُوَ وَالأَحْنَفُ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 216"، التاريخ "4/ ترجمة 2755"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1695"، الكاشف "2/ ترجمة 2252"، والعبر "1/ 44"، تهذيب التهذيب "4/ 303"، الإصابة "2/ ترجمة 3955"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2994". 2 يلتدمون: يضربن صدورهن ووجوهن.

عبد الله بن صفوان

420- عبد الله بن صفوان 1: "م، س، ق" ابن أمية بن خلف، أَبُو صَفْوَانَ الجُمَحِيُّ، المَكِّيُّ. مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ، لاَ صُحْبَةَ لَهُ. يُقَالُ: وُلِدَ أَيَّامَ النُّبُوَّةِ. وروى عن: أبيه، وعمر، وأبي الرداء، وحفصة. وَعَنْهُ: حَفِيْدُهُ؛ أُمَيَّةُ بنُ صَفْوَانَ، وَابْنُ أَبِي ملكية, وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ, وَالزُّهْرِيُّ وَسَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْدِ وَلَهُ دَارٌ بِدِمَشْقَ. قِيْلَ: حَجَّ مُعَاوِيَةُ، فَتَلَقَّاهُ ابْنُ صَفْوَانَ عَلَى بَعِيْرٍ، فَسَايَرَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ الشَّامِيُّوْنَ: مَنْ هَذَا الأَعْرَابِيُّ؟ فَقَدَّمَ لِمُعَاوِيَةَ أَلْفَيْ شَاةٍ. وَكَانَ سَيِّدَ أَهْلِ مَكَّةَ فِي زَمَانِهِ لِحِلْمِهِ وَسَخَائِهِ وَعَقْلِهِ. قُتِل مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِالأَسْتَارِ. قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: جَاؤُوا إِلَى المَدِيْنَةِ بِرَأْسِ ابْنِ صَفْوَانَ، وَرَأْسِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَرَأْسِ عَبْدِ اللهِ بن مطيع.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 465"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 353"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 389"، الاستيعاب "3/ 927"، أسد الغابة "3/ 185"، الكاشف "2/ ترجمة 2817" تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 3360"، تاريخ الإسلام "3/ 176"، الإصابة "2/ ترجمة 6177"، تهذيب التهذيب "5/ 265"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3574".

قطري بن الفجاءة

421- قطري بن الفجاءة 1: الأَمِيْرُ، أَبُو نَعَامَةَ التَّمِيْمِيُّ، المَازِنِيُّ، البَطَلُ المَشْهُوْرُ، رَأْسُ الخَوَارِجِ. خَرَجَ زَمَنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَهَزَمَ الجُيُوْشَ وَاسْتَفْحَلَ بَلاَؤُهُ. جَهَّزَ إِلَيْهِ الحَجَّاجُ جَيْشاً بَعْدَ جَيْشٍ، فَيَكْسِرُهُم، وَغلَبَ عَلَى بِلاَدِ فَارِسٍ، وله وقائع مشهودة، وشجاعة ولم يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا، وَشِعْرٌ فَصِيْحٌ سَائِرٌ. فَلَهُ: أَقُوْلُ لَهَا وَقَدْ طَارَتْ شَعَاعاً ... مِنَ الأَبْطَالِ: وَيْحَكِ لَنْ تُرَاعِي فَإِنَّكِ لَوْ سَأَلْتِ بَقَاءَ يَوْمٍ ... عَلَى الأَجَلِ الَّذِي لَكِ لَمْ تُطَاعِي فَصَبْراً فِي مَجَالِ المَوْتِ صَبْراً ... فَمَا نَيْلُ الخُلُوْدِ بمستطاع وَلاَ ثَوْبُ الحَيَاةِ بِثَوْبِ عِزٍّ ... فَيُطْوَى عَنْ أَخِي الخَنَعِ اليَرَاعِ سَبِيْلُ المَوْتِ غَايَةُ كُلِّ حَيٍّ ... وَدَاعِيْهِ لأَهْلِ الأَرْضِ دَاعِي وَمَنْ لَمْ يُعْتَبَطْ يَهْرَمْ وَيَسْأَمْ ... وَتُسْلِمْهُ المَنُوْنُ إِلَى انْقِطَاعِ وَمَا لِلْمَرْءِ خَيْرٌ فِي حَيَاةٍ ... إِذَا مَا عُدَّ مِنْ سَقَطِ المَتَاعِ وَاسْمُ الفُجَاءةِ: جَعْوَنَةُ بنُ مَازِنٍ. بَقِيَ قَطَرِيٌّ يُحَارِبُ نَيِّفَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَيُسَلَّمُ عَلَيْهِ بِالخِلاَفَةِ. اسْتَوْفَى المُبَرِّدُ فِي "كَامِلِهِ" أَخْبَارَهُ إِلَى أَنْ سَارَ لِحَرْبِهِ سُفْيَانُ بنُ الأَبْرَدِ الكَلْبِيُّ، فَانْتَصَرَ عَلَيْهِ، وَقَتَلَهُ. وَقِيْلَ: عَثَرَ بِهِ الفَرَسُ، فَانْكَسَرَتْ فَخِذُهُ بِطَبَرِسْتَانَ، فَظَفِرُوا بِهِ، وَحُمِلَ رَأْسُهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ إِلَى الحَجَّاجِ. وَكَانَ خَطِيْباً بَلِيْغاً كَبِيْرَ المَحَلِّ مِنْ أفراد زمانه.

_ 1 ترجمته في تاريخ الإسلام "3/ 203"، النجوم الزاهرة "1/ 197"، شذرات الذهب "1/ 86".

الحارث الأعور

422- الحارث الأعور 1: "4" هُوَ العَلاَّمَةُ، الإِمَامُ، أَبُو زُهَيْرٍ الحَارِثُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ أَسَدٍ الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ، صَاحِبُ عَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُوْدٍ. كَانَ فَقِيْهاً، كَثِيْرَ العِلْمِ، عَلَى لِيْنٍ فِي حَدِيْثِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرُو بن مرة، وأبو إسحاق السبيعي، وغيرهم. وَقَدْ جَاءَ أَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ سَمِعَ مِنَ الحارث أَحَادِيْثَ، وَبَاقِي ذَلِكَ مُرْسَلٌ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ: كَانَ الحَارِثُ أَفْقَهَ النَّاسِ، وَأَحْسَبَ النَّاسِ، تَعَلَّمَ الفَرَائِضَ مِنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ: أَدْرَكْتُ أَهْلَ الكُوْفَةِ وَهُمْ يُقَدِّمُوْنَ خَمْسَةً: مَنْ بَدَأَ بِالحَارِثِ الأَعْوَرِ، ثَنَّى بِعَبِيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ وَمَنْ بَدَأَ بِعَبِيْدَةَ, ثَنَّى بِالحَارِثِ, ثُمَّ عَلْقَمَةَ, ثُمَّ مَسْرُوْقٍ, ثُمَّ شُرَيْحٍ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ الحَارِثُ مِنْ أوعية العلم, ومن الشيعة الأول. وكان يَقُوْلُ: تَعَلَّمْتُ القُرْآنَ فِي سَنَتَيْنِ وَالوَحْيَ فِي ثَلاَثِ سِنِيْنَ. فَأَمَّا قَوْلُ الشَّعْبِيِّ الحَارِثُ كَذَّابٌ, فَمَحْمُوْلٌ عَلَى أَنَّهُ عَنَى بِالكَذِبِ الخَطَأَ لاَ التَّعَمُّدَ وَإِلاَّ فَلِمَاذَا يَرْوِي عَنْهُ وَيَعْتَقِدُهُ بِتَعَمُّدِ الكَذِبِ فِي الدِّيْنِ؟! وَكَذَا قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ: هُوَ كَذَّابٌ وَأَمَّا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، فَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَكَذَا قَالَ الإِمَامُ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ, وَقَالَ أَيْضاً: لَيْسَ بِالقَوِيِّ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. ثُمَّ إِنَّ النَّسَائِيَّ وَأَرْبَابَ السُّنَنِ احْتَجُّوا بِالحَارِثِ وَهُوَ مِمَّنْ عِنْدِي وِقْفَةٌ فِي الاحْتِجَاجِ بِهِ. قَالَ عِلْبَاءُ بنُ أَحْمَرَ: خَطَبَ عَلِيٌّ النَّاسَ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ, غَلَبَكُم نِصْفُ رَجُلٍ. قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ الحَارِثِ إلَّا أَرْبَعَةَ أَحَادِيْثَ. وَرَوَى مَنْصُوْرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قال: الحارث اتهم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 168"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2437"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 363"، المجروحين لابن حبان "1/ 222"، ميزان الاعتدال "1/ 435"، تهذيب التهذيب "2/ 145"، خلاصة الخزرجي ترجمة "1142".

وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: مَا سَمِعَ مِنَ الحَارِثِ -يَعْنِي: أَبَا إِسْحَاقَ- إلَّا أربعة أحاديث، وسائر ذلك الكتاب أَخَذَهُ. وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيْرَةَ، قَالَ: لَمْ يَكنِ الحَارِثُ يُصَدَّقُ عَنْ عَلِيٍّ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ: كَانَ زَيْفاً. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ أَيْضاً فِي رِوَايَةٍ ثَالِثَةٍ عَنْهُ: ضَعِيْفٌ. وَكَذَا قَالَ: الدَّارَقُطْنِيُّ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيْهِ غَيْرُ مَحْفُوْظٍ. وَرَوَى يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ, عَنْ سُفْيَانَ، تَرْجِيْحَ حَدِيْثِ عَاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ عَلَى حَدِيْث الحَارِثِ فَقَالَ: كُنَّا نَعْرِفُ فَضْلَ حَدِيْثِ عَاصِمٍ عَلَى حَدِيْثِ الحَارِثِ. قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: لاَ يُتَابَعُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عَلَى قَوْلِهِ فِي الحَارِثِ: أَنَّهُ ثِقَةٌ. قَالَ حُصَيْنٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: مَا كُذِبَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ مَا كُذِبَ عَلَى عَلِيٍّ. وَرَوَى مُفَضَّلُ بنُ مُهَلْهِلٍ، عَنْ مُغِيْرَةَ، سَمِعَ الشَّعْبِيَّ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي الحَارِثُ الأَعْوَرُ وَأَشْهَدُ أَنَّهُ أَحَدُ الكَذَّابِيْنَ. قَالَ بُنْدَارُ: أَخَذَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ وَابْنُ مَهْدِيٍّ القَلَمَ مِنْ يَدِي فَضَرَبَا عَلَى نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً: مِنْ حَدِيْثِ الحَارِثِ, عَنْ عَلِيٍّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ: كَانَ الحَارِثُ غَالِياً فِي التَّشَيُّعِ، وَاهِياً فِي الحَدِيْثِ, هُوَ الرَّاوِي عَنْ عَلِيٍّ: قَالَ لِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تَفْتَحَنَّ عَلَى الإِمَامِ فِي الصَّلاَةِ" رَوَاهُ: الفِرْيَابِيُّ, عَنْ يُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أبيه عنه1 وإنما ذا قول علي. وَخَرَّجَ البُخَارِيُّ فِي كِتَابِ "الضُّعَفَاءِ" لِمُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ عَبَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ عَنْ إِسْرَائِيْلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "908" حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا محمد بن يوسف الفِرْيَابِيُّ عَنْ يُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "يا علي، لا تفتح على الإمام في الصلاة". وقال أبو داود: أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث ليس هذا منها". قلت: والعلة الثانية: هي ضعف الحارث بن عبد الله الأعور، وقد رماه الشعبي وابن المديني بالكذب. قال أيوب: كان ابن سيرين يرى أن عامة ما يروي عن علي باطل. وقال ابن حبان: كان الحارث غالبًا في التشيع، واهيًا في الحديث، وهو الذي روى عَنْ عَلِيٍّ قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحديث فذكره، وإنما هو قول علي.

"أَنِيْنُ المَرِيْضِ تَسْبِيْحُهُ، وَصِيَاحُهُ تَهْلِيْلُهُ: وَنَوْمُهُ عِبَادَةٌ، وَنَفَسُهُ صَدَقَةٌ، وَتَقَلُّبُهُ قِتَالٌ لِعَدُوِّهِ" الحَدِيْثَ. فَهَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ جِدّاً، مَا أَظُنُّ أَنَّ إِسْرَائِيْلَ حَدَّثَ بِذَا. وَقَدِ اسْتَوْفَيْتُ تَرْجَمَةَ الحَارِثِ فِي "مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ"، وَأَنَا مُتَحَيِّرٌ فِيْهِ. وَتُوُفِّيَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ، بِالكُوْفَةِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الشَّافِعِيُّ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: "لَعَنَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا, وَمُوْكِلَهُ, وَشَاهِدَيْهِ, وَكَاتِبَهُ, وَالوَاشِمَةَ, وَالمُسْتَوْشِمَةَ, وَالحَالَّ, وَالمُحَلَّلَ لَهُ, وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ وَنَهَى عن النوح"1 مجالد أيضًا لين.

_ 1 ضعيف بهذا التمام: لكن جاءت معظم فقرات الحديث بألفاظ صحيحة؛ فقد ورد عند مسلم "1598" عن جابر قال: لَعَنَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكل الربا، وموكله، وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء". وورد عن عبد الله بن مسعود قال: لعن الله الواشمات والمتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله" أخرجه أحمد "1/ 433- 434 و 443"، والحميدي "97"، والبخاري "4886" و "4887" و "5943" و "5948"، ومسلم "2125"، والنسائي "8/ 146"، وابن ماجه "1989" والدارمي "2/ 279"، والبغوي "3191" من طرق عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، به. وورد عن أبي مالك الأَشْعَرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لا يتركونهن الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة" وقال: "النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب". أخرجه مسلم "934"، والحاكم "1/ 383"، والطبراني في "الكبير" "3425" و "3426"، والبيهقي "4/ 63"، وأحمد "5/ 342 و 343 و 344"، والبغوي "1533" من طرق عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري، به، وأخرجه عبد الرزاق "3/ 6686"، ومن طريقه ابن ماجه مختصرًا "1581" عن يحيى بن أبي كثير، عن ابن معانق أو أبي معانق، عن أبي مالك الأعشري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

الحارث بن سويد

423- الحارث بن سويد 1: "ع" التيمي الكوفي، إِمَامٌ، ثِقَةٌ، رَفِيْعُ المَحَلِّ. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ, وابن مسعود، وعلي ويكنى: أَبَا عَائِشَةَ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ التَّيْمِيُّ، وَأَشْعَثُ بنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَعُمَارَةُ بنُ عُمَيْرٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَهُوَ قَلِيْلُ الحَدِيْثِ، قَدِيْمُ المَوْتِ، قَدْ ذَكَرَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، فَعَظَّمَ شَأْنَهُ، وَرَفَعَ مِنْ قَدْرِهِ وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي آخِرِ خِلاَفَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 167"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2446"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 350"، الحلية لأبي نعيم "4/ 126"، الكاشف "1/ ترجمة 865" تجريد أسماء الصحابة "ترجمة 951"، تهذيب التهذيب "2/ 143"، الإصابة "1/ ترجمة 1921"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1137".

عبيد بن عمير

424- عبيد بن عمير 1: "ع" ابن قتادة الليثي الجندعي المكي، الوَاعِظُ، المُفَسِّرُ. وُلِدَ: فِي حَيَاةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَائِشَةَ وَأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدٍ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ رُفَيْعٍ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِيْنَ وَأَئِمَّتِهِم بِمَكَّةَ. وَكَانَ يُذَكِّرُ النَّاسَ، فَيَحْضُرُ ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مَجْلِسَهُ. رَوَى حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَصَّ عُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ. أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وعبيد ابن عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لَهُ: خَفِّفْ، فَإِنَّ الذِّكْرَ ثَقِيْلٌ, تَعْنِي: إِذَا وَعَظْتَ. وَقَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَيْمَنَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ بنَ عُمَيْرٍ, وَلَهُ جُمَّةٌ إِلَى قَفَاهُ, وَلِحْيَتُهُ صَفْرَاءُ. قُلْتُ: هُوَ مِنْ خِضَابِ السُّنَّةِ. تُوُفِّيَ قَبْلَ ابْنِ عُمَرَ بِأَيَّامٍ يَسِيْرَةٍ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ. وَكَانَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ مِنْ عُلَمَاءِ المَكِّيِّيْنَ. وَكَانَ حَفِيْدُهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المَعْرُوْفُ بِالمُحْرِمِ ضَعِيْفاً حَدَّثَ عَنْ عَطَاءٍ وجماعة لحقه داود بن عمرو الضبي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 463"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1479"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1896"، حلية الأولياء "3/ 266- 279"، الإسيتعاب "3/ 1018"، أسد الغابة "3/ 353" تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 50"، تهذيب التهذيب "7/ 71"، الإصابة "3/ ترجمة 6242"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4647".

فابنه

425- فابنه 1: "م، 4" عبد الله بن عبيد، يُكْنَى أَبَا هَاشِمٍ. مَا رَوَى لَهُ البُخَارِيُّ شيئًا. يَرْوِي عَنْ: عَائِشَةَ أَيْضاً، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَثَّقَهُ: أَبُو حَاتِمٍ. تُوُفِّيَ: سَنَةَ ثَلاَثَ عشرة ومائة, بمكة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 474"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 430"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة رقم 467"، حلية الأولياء "3/ 354"، تهذيب التهذيب "5/ 308"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3640".

عمرو بن ميمون

426- عمرو بن ميمون 1: "ع" الأودي المذحجي الكوفي، الإِمَامُ، الحُجَّةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ. أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ، وَأَسْلَمَ فِي الأَيَّامِ النَّبَوِيَّةِ، وَقَدِمَ الشَّامَ مَعَ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، ثُمَّ سَكَنَ الكُوْفَةَ. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَمُعَاذٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعَبْدَةُ بنُ أَبِي لُبَابَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ سُوْقَةَ وَسَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ, وَآخَرُوْنَ. أَبُو إِسْحَاقَ: عَنْ عمرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، عَنِ مُعَاذٍ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ. أَحْمَدُ فِي "المُسْنَدِ": حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانِ بن عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَابِطٍ، عَنْ عمرو بن ميمون بن الأَوْدِيِّ, قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذٌ اليَمَنَ, رَسُوْلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشِّحْرِ, رَافِعاً صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيْرِ, أَجَشَّ الصَّوْتِ, فَأُلْقِيَتْ مَحَبَّتِي عَلَيْهِ, فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى حَثَوْتُ عَلَيْهِ مِنَ التُّرَابِ. ثُمَّ نَظَرْتُ فِي أَفْقَهِ النَّاسِ بَعْدَهُ, فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُوْدٍ. رَوَاهُ: أَبُو خَيْثَمَةَ عن الوليد ابن مسلم, وقال: فألقيت علي محبته2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 117"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2659"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1422"، حلية الأولياء "4/ 148"، الاستيعاب "3/ 1205"، أسد الغابة "4/ 134"، الكاشف "2/ ترجمة 4304"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 4521"، تهذيب التهذيب "8/ 109"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة رقم 5394". 2 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 231"، وأبو داود "432" وتمام الحديث: " ... فألقيت عليه محبتي فما فارقته حتى دفنته بالشام ميتًا، ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده فأتيت ابن مسعود فلزمته حتى مات فقال: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: كيف بكم إذا أنت عليكم أمراء يصلون الصلاة لغير مياقتها؟ قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك يا رسول الله؟ قال: صل الصلاة لميقاتها، واجعل صلاتك معهم سبحة".

"خَ" نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، وَحُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ, فَرَجَمُوْهَا فَرَجَمْتُهَا مَعَهُم1. شَبَابَةُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ حِطَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ قَالَ: كُنْتُ فِي حَرْثٍ, فَرَأَيْتُ قُرُوْداً كَثِيْرَةً قَدِ اجْتَمَعْنَ, فرأيت قردًا وقردة قد اضَّطَجَعَا، ثُمَّ أَدْخَلَتِ القِرْدَةُ، يَدَهَا تَحْتَ عُنُقِ القِرْدِ, وَاعْتَنَقَهَا وَنَامَا. فَجَاءَ قِرْدٌ, فَغَمَزَهَا, فَنَظَرَتْ إِلَيْهِ, وَانْسلَّتْ يَدُهَا مِنْ تَحْتِ رَأْسِ القِرْدِ ثُمَّ انْطَلَقَتْ مَعَهُ غَيْرَ بَعِيْدٍ فَنَكَحَهَا وَأَنَا أَنْظُرُ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَضْجَعِهَا فَذَهَبَتْ تُدْخِلُ يَدَهَا تَحْتَ عُنُقِ القِرْدِ فَانْتَبَهَ فَقَامَ إِلَيْهَا فَشَمَّ دُبُرَهَا. قَالَ: فَاجْتَمَعَتِ القِرَدَةُ, فَجَعَلَ يُشِيْرُ إِلَيْهَا فَتَفَرَّقَتِ القِرَدَةُ, فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ جِيْءَ بِذَلِكَ القِرْدِ بِعَيْنِهِ -أَعْرِفُهُ- فَانْطَلَقُوا بِهَا وَبِهِ إِلَى مَوْضِعٍ كَثِيْرِ الرَّمْلِ فَحَفَرُوا لَهُمَا حُفَيْرَةً, فَجَعَلُوْهُمَا فِيْهَا, ثُمَّ رَجَمُوْهُمُا حَتَّى قَتَلُوْهُمَا2. رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ, عَنْ عَبْدِ المَلِكِ, نَحْوَهُ. عَمْرٌو، وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَحْمَدُ العِجْلِيُّ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: حَجَّ عَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ سِتِّيْنَ مَرَّةً، مِنْ بَيْنِ حِجَّةٍ وَعُمْرَةٍ. وَفِي رِوَايَةٍ: مائَةَ مَرَّةٍ. مَنْصُوْرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: لَمَّا كَبرَ عَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ، أُوْتِدَ لَهُ فِي الحَائِطِ، فَكَانَ إِذَا سَئِمَ مِنَ القِيَامِ، أَمْسَكَ بِهِ، أَوْ يَتَعَلَّقُ بحبل.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3849" حدثنا نعيم بن حماد، به. 2 أورد ابن حجر الحديث في "الفتح" "7/ 160" ثم قال في إثره: قال ابن التين: لعل هؤلاء كانوا من نسل الذين مسخوا فبقي فيهم ذلك الحكم. ثم قال إن الممسوخ لا ينسل. قلت: وهذا هو المعتمد لما ثبت في صحيح مسلم: أن الممسوخ لا نسل له" وعنده من حديث ابن مسعود مرفوعا: "إن الله لم يهلك قومًا فيجعل لهم نسلًا" ثم قال الحافظ في "الفتح" "7/ 160": "وقد استنكر ابن عبد البر قصة عمرو بن ميمون هذه وقال: فيها إضافة الزنى إلى غير مكلف وإقامة الحد على البهائم وهذا منكر عند أهل العلم. يقول محمد أيمن الشبراوي: هذا الحديث منكر، فالقصة بطولها مدارها على عبد الملك بن مسلم الرقاشي، عن عيسى بن حطان، وكلاهما لا يحتج بهما كما قال الذهبي عنهما في ترجمتيهما في "الميزان".

يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيْهِ: كَانَ عَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ إِذَا رُئِيَ, ذُكِرَ اللهُ. عَبَّادُ بنُ العَوَّامِ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بنُ كُلَيْبٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَمْرَو بنَ مَيْمُوْنٍ، وَسُوَيْدَ بنَ غَفَلَةَ الْتَقَيَا، فَاعْتَنَقَا. أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ غَدَاةَ طُعِنَ، فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي. هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ: أَنَّهُ كَانَ لا يتمنى الموت، يَقُوْلُ: إِنِّي أُصَلِّي فِي اليَوْمِ كَذَا، وَكَذَا، حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْهِ يَزِيْدُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ، فَتَعَنَّتَهُ وَلَقِيَ مِنْهُ شِدَّةً فَكَانَ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ أَلْحِقْنِي بِالأَخْيَارِ, وَلاَ تُخَلِّفْنِي مَعَ الأَشْرَارِ, وَاسْقِنِي مِنْ عَذْبِ الأَنْهَارِ. قَالَ الفَلاَّسُ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ. وَقِيْلَ سَنَةَ سِتٍّ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ.

شقيق بن سلمة

427- شقيق بن سلمة 1: "ع" الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ الكُوْفَةِ، أَبُو وَائِلٍ الأَسَدِيُّ؛ أَسَدُ خُزَيْمَةَ، الكُوْفِيُّ. مُخَضْرَمٌ، أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا رَآهُ. وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَمُعَاذٍ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي مُوْسَى، وَحُذَيْفَةَ، وَعَائِشَةَ، وَخَبَّابٍ، وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَالأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ، وَسَلْمَانَ بنِ رَبِيْعَةَ، وَسَهْلِ بنِ حَنِيْفٍ، وَشَيْبَةَ بنِ عُثْمَانَ، وَعَمْرِو بنِ الحَارِثِ المُصْطَلِقِيِّ، وَقَيْسِ بنِ أَبِي غَرَزَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي الهَيَّاجِ الأسدي، وخلق سواهم. ويروى عن أقرانه: كمسورق، وَعَلْقَمَةَ وَحُمْرَانَ بنِ أَبَانٍ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّيْنِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصديق. حَدَّثَ عَنْهُ: عَمْرُو بنُ مُرَّةَ، وَحَبِيْبُ بنُ أبي ثابت، والحكم بن عتبة، وَوَاصِلٌ الأَحْدَبُ، وَحَمَّادٌ الفَقِيْهُ، وَعَبْدَةُ بنُ أَبِي لُبَابَةَ, وَعَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ, وَأَبُو حَصِيْنٍ, وَأَبُو إسحاق, ونعيم بن

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 96 و 180"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2681"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1613"، حلية الأولياء "4/ 101"، تاريخ بغداد "9/ 268"، الاستيعاب "2/ 710" و "4/ 177"، أسد الغابة "3/ 3"، تذكرة الحفاظ "1/ 60"، الكاشف "2/ ترجمة 2322" تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2731"، تهذيب التهذيب "4/ 361"، الإصابة "2/ ترجمة 3982"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2974".

أَبِي هِنْدٍ، وَمَنْصُوْرٌ, وَالأَعْمَشُ، وَمُغِيْرَةُ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَزُبَيْدٌ اليَامِيُّ، وَسَيَّارٌ أَبُو الحَكَمِ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُوْقَةَ، وَالعَلاَءُ بنُ خَالِدٍ، وَأَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ، وَأَبُو بِشْرٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. رَوَى الزِّبْرِقَانُ السَّرَّاجُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: إِنِّي أَذْكُرُ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ فِي الجَاهِلِيَّةِ أَرْعَى غَنَماً أَوْ قَالَ إِبِلاً لأَهْلِي حِيْنَ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. عَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: أَدْرَكْتُ سَبْعَ سِنِيْنَ مِنْ سِنِيِّ الجَاهِلِيَّةِ. وَكِيْعٌ، عَنْ أَبِي العَنْبَسِ: قُلْتُ لأَبِي وَائِلٍ: هَلْ أَدْرَكْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَنَا غُلاَمٌ أَمْرَدُ، وَلَمْ أَرَهُ. وَرَوَى مُغِيْرَةُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِكَبْشٍ, فَقُلْتُ: خُذْ صَدَقَةَ هَذَا. قَالَ: لَيْسَ فِي هَذَا صَدَقَةٌ. وَقَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ لِي شَقِيْقُ بنُ سَلَمَةَ: يَا سُلَيْمَانُ، لَوْ رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ هُرَّابٌ مِنْ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ يَوْمَ بُزَاخة، فَوَقَعْتُ عَنِ البَعِيْرِ، فكادت تندق عُنُقِي, فَلَوْ مُتُّ يَوْمئِذٍ, كَانَتِ النَّارُ. قَالَ: وَكُنْتُ يَوْمئِذٍ ابْنَ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً. وَفِي نُسْخَةٍ: ابْنَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ سَنَةً وَهُوَ أَشْبَهُ. قُلْتُ: كَوْنُهُ جَاءَ بِالكَبْشِ ثُمَّ هَرَبَ مِنْ خَالِدٍ، يُؤْذِنُ بِارْتِدَادِهِ، ثُمَّ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ بِالإِسْلاَمِ؛ ألَّا تَرَاهُ يَقُوْلُ: لَوْ مُتُّ يَوْمئِذٍ كانت النار؟ فكانت الله بِهِ عِنَايَةٌ. وَرَوَى يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ, عَنْ أَبِي وَائِلٍ: أَنَا أَكْبَرُ مِنْ مَسْرُوْقٍ. مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ: أَنَّهُ تَعَلَّمَ القُرْآنَ فِي شَهْرَيْنِ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ مُرَّةَ: مَنْ أَعْلَمُ أَهْلِ الكُوْفَةِ بِحَدِيْثِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ؟ قَالَ: أَبُو وَائِلٍ. قَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ: عَلَيْكَ بِشَقِيْقٍ، فَإِنِّي أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَهُمْ مُتَوَافِرُوْنَ وَإِنَّهُم لَيَعُدُّوْنَهُ مِنْ خِيَارِهِم. وَرَوَى مُغِيْرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ -وَذُكِرَ عِنْدَهُ أَبُو وَائِلٍ- فَقَالَ: إِنِّي لأَحْسِبُهُ مِمَّنْ يُدْفَعُ عَنَّا بِهِ. وَعَنْهُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي. قَالَ عَاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُوْدِ: ما سمعت أبا وائل سب إنسان قَطُّ، وَلاَ بَهِيْمَةً. قَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ سُئِلَ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَوِ الرَّبِيْعُ بنُ خُثَيْمٍ؟ قَالَ: أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ سنًا وهو أكبر مني عقلًا.

وَقَالَ عَاصِمٌ: كَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا رَأَى أَبَا وَائِلٍ، قَالَ: التَّائِبُ. قَالَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ يُحِبُّ عُثْمَانَ. رَوَى حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ, قَالَ: قِيْلَ لأَبِي وَائِلٍ: أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ عَلِيٌّ أَوْ عُثْمَانُ؟، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ أَحَبَّ إِلَيَّ ثُمَّ صَارَ عُثْمَانُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عَلِيٍّ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: أَبُو وَائِلٍ ثِقَةٌ، لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ. أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ لِي أَبُو وَائِلٍ: يَا سليمان، ما في أمرئنا هَؤُلاَءِ وَاحِدَةٌ مِنِ اثْنَتَيْنِ: مَا فِيْهِم تَقْوَى أَهْلِ الإِسْلاَمِ، وَلاَ عُقُوْلُ أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ. عَمْرُو بنُ عَبْدِ الغَفَّارِ، عَنِ الأَعْمَشِ: قَالَ لِي شَقِيْقٌ: نِعْمَ الرَّبُّ رَبُّنَا، لَوْ أَطَعْنَاهُ مَا عَصَانَا. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُعَرِّفُ بنُ وَاصِلٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي وَائِلٍ فَذَكَرُوا قُرْبَ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ فَقَالَ نَعَمْ يَقُوْلُ اللهُ تَعَالَى: "ابْنَ آدَمَ ادْنُ مِنِّي شِبْراً أَدْنُ مِنْكَ ذِرَاعاً ادن من ذِرَاعاً أَدْنُ مِنْكَ بَاعاً امْشِ إِلَيَّ أُهَرْوِلْ إليك" 1. وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنِ الزِّبْرِقَانِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي وَائِلٍ فَجَعَلْتُ أَسُبُّ الحَجَّاجَ، وَأَذْكُرُ مَسَاوِئَهُ، فَقَالَ: لاَ تَسُبَّهُ وَمَا يُدْرِيْكَ لَعَلَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، فَغَفَرَ لَهُ. وَبِهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ إِذَا صلى في بيته ينشج نشيجًا ولو رجعت لَهُ الدُّنْيَا عَلَى أَنْ يَفْعَلَهُ وَأَحَدٌ يَرَاهُ ما فعله.

_ 1 هو في معنى الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: يقول الله -عز وجل: "أنا عند ظن عبدي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملا، ذكرته في ملا خير منه، وإن اقترب إلي شبرًا، تقريب إليه ذراعًا، وإن اقترب إلي ذراعًا، اقتربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة". أخرجه أحمد "2/ 251 و413"، والبخاري "7405"، ومسلم "2675" "21" واللفظ له، والترمذي "3603"، وابن ماجه "3822"، ابن خزيمة في "التوحيد" "ص7"، والبغوي "1251" من طرق عن الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.

قَالَ مُغِيْرَةُ: كَانَ إِبْرَاهِيْمُ التَّيْمِيُّ يُذَكِّرُ فِي مَنْزِلِ أَبِي وَائِلٍ، وَكَانَ أَبُو وَائِلٍ يَنْتَفِضُ انْتِفَاضَ الطَّيْرِ. قَالَ عَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ: كَانَ أبو وائل يقول لجارته: إِذَا جَاءَ يَحْيَى -يَعْنِي ابْنَهُ- بِشَيْءٍ, فَلاَ تَقْبَلِيْهِ، وَإِذَا جَاءَ أَصْحَابِي بِشَيْءٍ فَخُذِيْهِ. وَكَانَ ابْنُهُ قَاضِياً عَلَى الكُنَاسَةِ1 قَالَ: وَكَانَ لأَبِي وَائِلٍ -رَحِمَهُ اللهُ - خُصٌّ مِنْ قَصَبٍ, يَكُوْنُ فِيْهِ هُوَ وَفَرَسُهُ, فَإِذَا غَزَا نَقَضَهُ, وَتَصَدَّقَ بِهِ, فَإِذَا رَجَعَ أَنْشَأَ بِنَاءهُ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ هَذَا السَّيِّدُ رَأْساً فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ: مَاتَ فِي زَمَنِ الحَجَّاجِ، بَعْدَ الجَمَاجِمِ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ: مَاتَ بَعْدَ الجَمَاجِمِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ. وأما قول الوَاقِدِيِّ: مَاتَ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَوَهْمٌ. مَاتَ: فِي عَشْرِ المائَةِ. قَالَ عَاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُوْدِ: قُلْتُ لأَبِي وَائِلٍ: شَهِدْتَ صِفِّيْنَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَبِئْسَتِ الصُّفُّوْنُ كَانَتْ. فَقِيْلَ لَهُ: أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ عَلِيٌّ أَوْ عُثْمَانُ؟ قَالَ: عَلِيٌّ ثُمَّ صَارَ عُثْمَانُ أَحَبَّ إِلَيَّ. عَامِرُ بنُ شَقِيْقٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ: اسْتَعْمَلَنِي ابْنُ زِيَادٍ عَلَى بَيْتِ المَالِ، فَأَتَانِي رَجُلٌ بِصَكٍّ: أَنْ أَعْطِ صَاحِبَ المَطْبَخِ ثَمَانِ مائَةِ دِرْهَمٍ. فَأَتَيْتُ ابْنَ زِيَادٍ، فَكَلَّمْتُهُ فِي الإِسْرَافِ، فَقَالَ: ضَعِ المَفَاتِيْحَ وَاذْهَبْ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالاَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ قُدَامَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ النَّقُّوْرِ, أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ العَلاَّفُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ الحَمَّامِيُّ، حَدَّثَنَا عثمان بن أحمد، حدثنا بن عبيد الله ابن أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ مِهْرَانَ عَنْ شَقِيْقِ بنِ سَلَمَةَ قَالَ قَالَ عَبْدِ اللهِ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُم من شراك نعله والنار مثل ذلك" 2.

_ 1 الكناسة: محلة بالكوفة. 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "1/ 387 و 442"، والبخاري "6488" والبغوي "4174" من طريق الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ مرفوعًا.

زر بن حبيش

428- زر بن حبيش 1: "ع" ابن حباشة بن أوس، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، مُقْرِئُ الكُوْفَةِ مَعَ السُّلَمِيِّ، أَبُو مَرْيَمَ الأَسَدِيُّ، الكُوْفِيُّ، وَيُكْنَى أَيْضاً: أَبَا مُطَرِّفٍ أدرك أيام الجاهلية. وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللهِ، وَعَمَّارٍ، وَالعَبَّاسِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وَحُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ، وَصَفْوَانَ بنِ عَسَّالٍ، وَقَرَأَ عَلَى: ابْنِ مَسْعُوْدٍ وَعَلِيٍّ. وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ: يَحْيَى بنُ وَثَّابٍ وَعَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ, وَأَبُو إِسْحَاقَ, وَالأَعْمَشُ, وغيرهم. وحدثوا عنه: همن وَالمِنْهَالُ، بنُ عَمْرٍو، وَعَبْدَةُ بنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَعَدِيُّ بنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو بُرْدَةَ بنُ أَبِي مُوْسَى، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ. وَقَالَ عَاصِمٌ: كَانَ زِرٌّ مِنْ أَعْرَبِ النَّاسِ، كَانَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ يَسْأَلُهُ عَنِ العَرَبِيَّةِ. وَقَالَ هَمَّامٌ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: وَفَدْتُ إِلَى المَدِيْنَةِ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ, وَإِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ الحِرْصُ عَلَى لُقِيِّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت صفوان ابن عَسَّالٍ, فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ رَسُوْلَ اللهِ؟ قَالَ: نَعَمْ, وَغزَوَتُ مَعَهُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً. شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: خَرَجْتُ فِي وَفْدٍ مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ, وَايْمُ اللهِ إِنْ حَرَّضَنِي عَلَى الوِفَادَةِ إلَّا لُقِيُّ أصحاب رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ أَتَيْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ فَكَانَا جَلِيْسَيَّ وَصَاحِبَيَّ فَقَالَ: أُبَيٌّ يَا زِرُّ, مَا تُرِيْدُ أَنْ تَدَعَ مِنَ القُرْآنِ آيَةً إلَّا سَأَلْتَنِي عَنْهَا؟ شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: كُنْتُ بِالمَدِيْنَةِ فِي يَوْمِ عِيْدٍ, فَإِذَا عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ضَخْمٌ أَصْلَعُ, كَأَنَّهُ عَلَى دَابَّةٍ مَشْرَفٍ. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ, قَالَ: لَزِمْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ, وأبيًا. ثم قال

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 104"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1495"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2817"، حلية الأولياء ""4/ 181"، الاستيعاب "2/ 563"، أسد الغابة "2/ 300"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 40"، العير "1/ 95"، الكاشف "1/ ترجمة 1643"، تجريد اسماء الصحابة "1/ 189"، تهذيب التهذيب "3/ 321"، الإصابة "1/ ترجمة 2971"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2304".

عَاصِمٌ: أَدْرَكْتُ أَقْوَاماً كَانُوا يَتَّخِذُوْنَ هَذَا اللَّيْلَ جَمَلاً، يَلْبَسُوْنَ المُعَصْفَرَ، وَيَشْرَبُوْنَ نَبِيْذَ الجَرِّ، لاَ يَرَوْنَ بِهِ بَأْساً، مِنْهُم زِرٌّ وَأَبُو وَائِلٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ عُثْمَانِيّاً، وَكَانَ زِرُّ بنُ حُبَيْشٍ عَلَوِيّاً، وَمَا رَأَيْتُ وَاحِداً مِنْهُمَا قَطُّ. تكلم في صحابه حَتَّى مَاتَا وَكَانَ زِرٌّ أَكْبَرَ مِنْ أَبِي وَائِلٍ فَكَانَا إِذَا جَلَسَا جَمِيْعاً لَمْ يُحَدِّثْ أَبُو وَائِلٍ مَعَ زِرٍّ يَعْنِي يَتَأَدَّبُ مَعَهُ لِسِنِّهِ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: رَأَيْتُ زِرَّ بنَ حُبَيْشٍ وَإِنَّ لَحْيَيْهِ لَيَضْطَرِبَانِ مِنَ الكبر، وقد أتى عليه عشرون ومئة سَنَةٍ. وَعَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَقْرَأَ مِنْ زِرٍّ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ زِرٌّ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ. قَالَ خَلِيْفَةُ، وَالفَلاَّسُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ. قَالَ إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، عن يحيى بن معين: زر ثقة. وَقَالَ لَنَا الحَافِظُ أَبُو الحَجَّاجِ فِي "تَهْذِيْبِهِ": زر بن حبيش بن حباشة ابن أَوْسِ بنِ بِلاَلٍ -وَقِيْلَ: هِلاَلٌ بَدَلَ بِلاَلٍ- ابْنِ سَعْدِ بنِ حَبَّالِ بنِ نَصْرِ بنِ غَاضِرَةَ بنِ مَالِكِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ غَنْمِ بنِ دُوْدَانَ بنِ أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ الأَسَدِيُّ، مُخَضْرَمٌ، أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ. وَرَوَى عَنْ: فَسَمَّى المَذْكُوْرِيْنَ، وَسَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَائِشَةَ، وَعَنْ: أَبِي وَائِلٍ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ. رَوَى عَنْهُ: بِسَرْدِ المَذْكُوْرِيْنَ، وَإِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ، وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَزُبَيْدٌ اليَامِيُّ وَطَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ، وَشِمْرُ بنُ عطية، والشعبي، وعبد الرحمن، ابن مَرْزُوْقٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ الجَهْمِ وَعَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَدٍ وَعِيْسَى بنُ عَاصِمٍ الأَسَدِيُّ وَعِيْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبُو رَزِيْنٍ مَسْعُوْدُ بنُ مَالِكٍ. شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ: قُلْتُ لأُبَيٍّ: يَا أَبَا المُنْذِرِ، اخْفِضْ لِي جَنَاحَكَ، فَإِنَّمَا أَتَمَتَّعُ مِنْكَ تَمَتُّعاً. مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: أَدْرَكْتُ أَشْيَاخَنَا؛ زِرّاً، وَأَبَا وَائِلٍ، فَمِنْهُم: مَنْ عُثْمَانُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ عَلِيٍّ، وَمِنْهُم: مَنْ عَلِيٌّ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ عُثْمَانَ، وَكَانُوا أَشَدَّ شَيْءٍ تَحَابّاً وَتَوَادّاً. قَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى زِرٍّ وَهُوَ يُؤَذِّنُ، فَقَالَ: يَا أَبَا مَرْيَمَ، قَدْ كُنْتُ أُكْرِمُكَ عَنْ ذا. قال: إذا لا أكلمك حتى تلحق بالله. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ: قُلْتُ لِزِرٍّ: كَمْ أَتَى عَلَيْكَ؟ قَالَ: أَنَا ابْنُ مائَةٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ هُشَيْمٌ: بَلَغ زِرٌّ مائَةً وَاثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ الهَيْثَمُ: مَاتَ قَبْلَ الجَمَاجِمِ. وقال أبو نعيم: مات سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَرَوَى زَكَرِيَّا بنُ حَكِيْمٍ الحَبَطِيُّ, عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ زِرّاً كَتَبَ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ كِتَاباً يَعِظُهُ.

عبد الله بن أبي الهذيل

429- عبد الله بن أبي الهذيل 1: "م، ت، س" القُدْوَةُ، العَابِدُ، الإِمَامُ، أَبُو المُغِيْرَةِ العَنَزِيُّ، الكُوْفِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ مُرْسَلاً. وَعَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَأُبَيٍّ، وَابْنِ مسعود، وخباب، وأبي وهريرة، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ:وَاصِلٌ الأَحْدَبُ، وَأَبُو التَّيَّاحِ الضُّبَعِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ رَجَاءٍ، وَأَجْلَحُ الكِنْدِيُّ، وَسَلْمُ بنُ عَطِيَّةَ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَالعَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو التَّيَّاحِ: مَا رَأَيْتُهُ إلَّا وَكَأَنَّهُ مَذْعُوْرٌ. وَقَالَ العَوَّامُ: قَالَ ابْنُ أَبِي الهُذَيْلِ: إِنِّي لأَتَكَلَّمُ حَتَّى أَخْشَى اللهَ وَأَسْكُتُ حَتَّى أَخْشَى اللهَ. وَرَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الهُذَيْلِ، قَالَ: أَدْرَكْنَا أَقْوَاماً وَإِنَّ أَحَدَهُم يَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ قَالَ الثَّوْرِيُّ: يَعْنِي التكشف. أَنْبَأَنَا ابْنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ التَّيْمِيِّ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ خَلاَّدٍ، حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الهُذَيْلِ عَنْ عَمَّارٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ" 2 تَابَعَهُ عَبْدُ الوَارِثِ, عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ. يَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا الأَجْلَحُ، عَنِ ابْنِ أَبِي الهُذَيْلِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ، فَجِيْءَ، بِشَيْخٍ نَشْوَانَ فِي رَمَضَانَ، قَالَ: وَيْلَكَ وَصِبْيَانُنَا صِيَامٌ فضربه ثمانين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 115"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 727"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 908"، حلية الأولياء "4/ 358"، الكاشف "2/ ترجمة 3072"، تاريخ الإسلام "3/ 270"، تهذيب التهذيب "6/ 62"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3880". 2 حديث صحيح: سبق تخريجنا له مرارًا.

مالك بن أوس

430- مالك بن أوس 1: "ع" ابن الحدثان بن الحارث بن عوف، الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، الحُجَّةُ، أَبُو سَعْدٍ -وَيُقَالُ: أَبُو سَعِيْدٍ- النَّصْرِيُّ، الحِجَازِيُّ، المَدَنِيُّ، أَدْرَكَ حَيَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَحَدَّثَ عَنِ: عمر، وعلي، وعثمانن وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن ابن عَوْفٍ، وَالعَبَّاسِ، وَسَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَطَائِفَةٍ، حَدَّثَ عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ, وَعِكْرِمَةُ بنُ خَالِدٍ, وَأَبُو الزُّبَيْرِ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَلْحَلَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَطَاءٍ, وَسَلَمَةُ بنُ وَرْدَانَ, وَآخَرُوْنَ. وَشَهِدَ الجَابِيَةَ، وَفَتْحَ بَيْتِ المَقْدِسِ مَعَ عُمَرَ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بنُ أَوْسٍ: أَنَّ عُمَرَ دَعَاهُ. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى رِمَالِ سَرِيْرٍ لَهُ, لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرِّمَالِ فِرَاشٌ, فَقَالَ: يَا مَالِكُ إِنَّهُ قَدْ قَدِمَ مِنْ قَوْمِكَ أَهْلُ أَبْيَاتٍ حَضَرُوا المَدِيْنَةَ, وَقَدْ أَمَرْتُ لَهُم بِرَضْخٍ, فَاقْسِمْهُ بَيْنَهُم. قُلْتُ: لَوْ أَمَرْتَ بِذَلِكَ غَيْرِي قَالَ: اقْسِمْهُ أَيُّهَا المَرْءُ. قَالَ البُخَارِيُّ: مَالِكُ بنُ أَوْسٍ، قَالَ بَعْضُهُم: لَهُ صُحْبَةٌ، وَلاَ يَصِحُّ قَالَ: وَقَدْ رَكِبَ الخَيْلَ فِي الجَاهِلِيَّةِ قَالَهُ: الوَاقِدِيُّ. وَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَطَاءٍ، عَنْ مَالِكِ بنِ أَوْسٍ، قَالَ: كُنْتُ عَرِيْفاً فِي زَمَنِ عُمَرَ. وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ, وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: كَانَ مَذْكُوْراً بِالبَلاَغَةِ وَالفَصَاحَةِ, وَهُوَ قَلِيْلُ الحَدِيْثِ. قَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ. قُلْتُ: لَعَلَّهُ عَاشَ مائة سنة. ذكره أبو القاسم بن عساكر في "تاريخه".

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 56"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1296"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 896"، الاستيعاب "3/ 1346"، أسد الغابة "4/ 372"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 61"، الكاشف "3/ ترجمة 5334"، العبر "1/ 106"، تاريخ الإسلام "4/ 69"، تهذيب التهذيب "10/ 10"، الإصابة "3/ ترجة 7595"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6797".

عمر بن عبيد الله

431- عمر بن عبيد الله 1: ابن معمر، الأَمِيْرُ، أَبُو حَفْصٍ التَّيْمِيُّ، مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ. كان جوادًا، مُمَدَّحاً، شُجَاعاً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، لَهُ فُتُوْحَاتٌ مَشْهُوْدَةٌ، وَلِيَ البَصْرَةَ لابْنِ الزُّبَيْرِ. وَحَدَّثَ عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَعَنْهُ: عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ, وَابْنُ عَوْنٍ. وَوَلِيَ إِمْرَةَ فَارِسٍ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ، وَتُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ. وَكَانَ مُرَاهِقاً عِنْدَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: أَحْمَرُ قُرَيْشٍ يُضْرَبُ بِشَجَاعَتِهِ المَثَلُ. وَقَدْ بَعَثَ مَرَّةً بِأَلْفِ دِيْنَارٍ إِلَى ابْنِ عُمَرَ, فَقَبِلَهَا, وَقَالَ: وَصَلَتْهُ رَحِمٌ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ اشْتَرَى مَرَّةً جَارِيَةً بِمائَةِ أَلْفٍ فَتَوَجَّعَتْ لِفِرَاقِ سَيِّدِهَا, فَقَالَ لَهُ: خُذْهَا وَثَمَنَهَا. قَالَ المَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثمانين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2081"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 646"، تاريخ الإسلام "3/ 287".

أبو عمرو الشيباني

432- أبو عمرو الشيباني 1: "ع" اسْمُهُ سَعْدُ بنُ إِيَاسٍ الكُوْفِيُّ، مِنْ بَنِي شَيْبَانَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عُكَابَةَ. أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ، وَكَادَ أَنْ يَكُوْنَ صَحَابِيّاً. حَدَّثَ عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: مَنْصُوْرٌ، وَالأَعْمَشُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَالوَلِيْدُ بنُ العَيْزَارِ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَمْرُو بن عبد الله النخعي، وآخرون. وَعَاشَ مائَةَ عَامٍ وَعِشْرِيْنَ عَاماً. فَعَنْهُ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَرْعَى إِبِلاً بِكَاظِمَةَ. قَالَ: وَكُنْتُ يَوْمَ القَادِسِيَّةِ ابْنَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. قَالَ عَاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُوْدِ: كَانَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ يُقْرِئُ القُرْآنَ فِي المَسْجِدِ الأَعْظَمِ, فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ, ثُمَّ سَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ, فَاتَّهَمَنِي بِهَوَىً. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: كُوْفِيٌّ، ثِقَةٌ. قُلْتُ: هُوَ مِنْ رِجَالِ الكُتُبِ السِّتَّةِ. وَمَاتَ: فِي خِلاَفَةِ الوَلِيْدِ بنِ عبد الملك -فيما أحسب.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 104"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1920"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 340"، الاستيعاب "2/ 583"، أسد الغابة "2/ 270"، تاريخ الإسلام "4/ 83"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 62"، الكاشف "1/ ترجمة 1842"، تهذيب التهذيب "3/ 468" الإصابة "2/ ترجمة 3669"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2378".

المعرور بن سويد، طلحة بن عبد الله، أبو عثمان النهدي

المعرور بن سويد، طلحة بن عبد الله، أبو عثمان النهدي 433- المعرور بن سويد 1: "ع" الإِمَامُ, المُعَمَّرُ، أَبُو أُمَيَّةَ الأَسَدِيُّ، الكُوْفِيُّ. حدث عن: ابن مسعود, وأبي ذر، جماعة. وَعَنْهُ: وَاصِلٌ الأَحْدَبُ، وَسَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْدِ, وَعَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ, وَمُغِيْرَةُ اليَشْكُرِيُّ, وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَالَ الأَعْمَشُ: رَأَيْتُهُ وَهُوَ ابْنُ مائَةٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، أَسْوَدَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ بضع وثمانين. 434- طلحة بن عبد الله 2: "خ، 4" ابن عوف الزهري، قاضي المدينة زمن يزيد. حَدَّثَ عَنْ: عَمِّهِ؛ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وَعُثْمَانَ، وَسَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْهُ: سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَالزُّهْرِيُّ, وَأَبُو الزِّنَادِ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ شَرِيْفاً، جَوَاداً، حُجَّةً، إِمَاماً. يُقَالُ لَهُ: طَلْحَةُ النَّدَى. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ. 435- أَبُو عثمان النهدي 3: "ع" الإِمَامُ، الحُجَّةُ، شَيْخُ الوَقْتِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُلٍّ -وَقِيْلَ: ابْنُ مَلِيٍّ- ابنِ عَمْرِو بن عدي البصري. مخضرم، معمرن أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ وَالإِسْلاَمَ وَغَزَا فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ وبعدها غزوات.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 118"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2073"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1895"، الكاشف "3/ ترجمة 5649"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 59"، تاريخ الإسلام "1/ 306/ 3ٍ" تهذيب التهذيب "10/ 230"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7423". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 160"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 3074"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 2078"، الكاشف "2/ ترجمة 2497"، تاريخ الإسلام "4/ 16"، تهذيب التهذيب "5/ 19"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3192". 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 97"، التاريخ الكبير "9/ ترجمة 816"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1350"، تاريخ بغداد "10/ 202- 205"، الاستيعاب "2/ 853"، و "4/ 1712"، أسد الغابة "3/ 324"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 56"، العبر "1/ 119"، الكاشف "2/ ترجمة 3367"، تاريخ الإسلام "4/ 82"، تهذيب التهذيب "6/ ترجمة 546"/ الإصابة "3/ ترجمة 6379"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4258".

وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَأُبَيِّ بن كعب، وبلال، وسعد ابن أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، وَحُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ، وَأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَسَعِيْدِ بنِ زَيْدِ، بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَخَالِدٌ الحذاء، وعمران بن حدير، وَعَلِيُّ بنُ جُدْعَانَ، وَحَجَّاجُ بنُ أَبِي زَيْنَبَ، وَخَلْقٌ. وَشَهِدَ وَقْعَةَ اليَرْمُوْكِ. وَثَّقَهُ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَجَمَاعَةٌ، وَقِيْلَ: أَصْلُهُ كُوْفِيٌّ، وَتَحَوَّلَ إِلَى البَصْرَةِ. وَكَانَتْ هِجْرَتُهُ مِنْ أَرْضِ قَوْمِهِ وَقْتَ اسْتِخْلاَفِ عُمَرَ وَكَانَ مِنْ سَادَةِ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ. رَوَى حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ, عَنْهُ قَالَ: بَلَغْتُ مائَةً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: فَعَلَى هَذَا، هُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنسِ بنِ مَالِكٍ، وَمِنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، نَعَمْ، وَمِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيُّ: أَسْلَمَ أَبُو عُثْمَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَرَهُ، وَلَكِنَّهُ أَدَّى إِلَى عُمَّالِهِ الزَّكَاةَ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ أَبِي زَيْنَبَ، سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يَقُوْلُ: كُنَّا فِي الجَاهِلِيَّةِ نَعْبُدُ حَجَراً، فسمعنا منادي يُنَادِي: يَا أَهْلَ الرِّحَالِ، إِنَّ رَبَّكُم قَدْ هَلَكَ، فَالْتَمِسُوا رَبّاً. فَخَرَجْنَا عَلَى كُلِّ صَعْبٍ وذلول، فبينا نحن كذلك إذ سمعنا منادي يُنَادِي: إِنَّا قَدْ وَجَدْنَا رَبَّكُم أَوْ شِبْهَهُ فَجِئْنَا فَإِذَا حَجَرٌ فَنَحَرْنَا عَلَيْهِ الجُزُرَ. وَرَوَى عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: رَأَيْت يَغُوْثَ صَنَماً مِنْ رَصَاصٍ، يُحْمَلُ عَلَى جَمَلٍ أَجْرَدَ، فَإِذَا بَلَغَ وَادِياً، بَرَك فِيْهِ، وَقَالُوا: قَدْ رَضِي لَكُم رَبُّكُم هَذَا الوَادِي. أَبُو قُتَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَبِيْبٍ المَرْوَزِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يَقُوْلُ: حَجَجْتُ فِي الجَاهِلِيَّةِ حِجَّتَيْنِ.

عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، قال: سئل أبو عثمان النَّهْدِيُّ -وَأَنَا أَسْمَعُ: هَلْ أَدْرَكْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَدَّيْتُ إِلَيْهِ ثَلاَثَ صَدَقَاتٍ، وَلَمْ أَلْقَهُ وَغَزَوْتُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ, وَشَهِدْتُ: اليَرْمُوْكَ, وَالقَادِسِيَّةَ وَجَلُوْلاَءَ وَتُسْتَرَ وَنَهَاوَنْدَ وَأَذْرَبِيْجَانَ، وَمِهْرَانَ، وَرُسْتُمَ. عَبْدُ القَاهِرِ بنُ السَّرِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ أَبُو عُثْمَانَ مِنْ قُضَاعَةَ، وَسَكَنَ الكُوْفَةَ، فَلَمَّا قُتِلَ الحُسَيْنُ، تَحَوَّلَ إِلَى البَصْرَةِ، وَقَالَ: لاَ أَسْكُنُ بَلَداً قُتِلَ فِيْهِ ابْنُ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَحَجَّ سِتِّيْنَ مَرَّةً، مَا بَيْنَ حِجَّةٍ وَعُمْرَةٍ وَقَالَ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلاَثُوْنَ وَمائَةُ سَنَةٍ وَمَا شَيْءٌ إلَّا وَقَدْ أَنْكَرْتُهُ خَلاَ أَمَلِي فَإِنَّهُ كَمَا هُوَ. زُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عثمان، قال: صحبت سلمان الفارسي ثنتي عشر سَنَةً. حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ -رَضِيَ الله عنه- بالبشارة يوم نهاوند. معتمرن, عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ يُصَلِّي حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ. وَقَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ عِبَادَةَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، مِنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ أَخَذَهَا. أَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: إِنِّي لأحسب أَبَا عُثْمَانَ كَانَ لاَ يُصِيْبُ دُنْيَا كَانَ لَيْلَهُ قَائِماً وَنَهَارَهُ صَائِماً وَإِنْ كَانَ لَيُصَلِّي حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ. عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ كَانَ يُصَلِّي ما بين المغرب والعشاء مئة ركعة. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ ثِقَةً. وَكَانَ عَرِيْفَ قَوْمِهِ. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالُوْتَ عَبْدُ السَّلاَمِ: رَأَيْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ شُرْطِيّاً. قَالَ المدائني، وخليفة بن خياط، وابن معين: ومات سَنَةَ مائَةٍ. وَشَذَّ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ فَقَالَ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَقِيْلَ غَيْرُ ذَلِكَ. يَقَعُ حَدِيْثُهُ عَالِياً فِي: "جُزْءِ الأَنْصَارِيِّ" وَفِي "الغَيْلاَنِيَّاتِ" وَغَيْرِ ذَلِكَ وَاللهُ أَعْلَمُ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَقِيْهِ، وَجَمَاعَةٌ إِذْناً قالوا: أنبأنا عمر ابن مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ حُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ قَالَ خَرَجَ فِتْيَةٌ يَتَحَدَّثُوْنَ، فَإِذَا هُمْ بِإِبِلٍ مُعَطَّلَةٍ، فَقَالَ بَعْضُهُم: كَأَنَّ أَرْبَابَ هَذِهِ لَيْسُوا مَعَهَا فَأَجَابَه بَعِيْرٌ مِنْهَا، فَقَالَ: إِنَّ أَرْبَابَهَا حُشِرُوا ضُحَىً. وَبِهِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "وَقَفْتُ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ فَإِذَا أَكْثَرُ مَنْ يَدْخُلُهَا الفقراء وإن أهل الجد محبوسون" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6547"، ومسلم "2736"، ومسلم "2736" من طرق عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أسامة بن زيد، به مرفوعًا.

أبو الشعثاء

436- أبو الشعثاء 1: "ع" هُوَ سُلَيْمُ بنُ أَسْوَدَ المُحَارِبِيُّ، الفَقِيْهُ، الكُوْفِيُّ، صَاحِبُ عَلِيٍّ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَشَهِدَ مَعَهُ مشَاهِدَهُ. وَعَنْ: حُذَيْفَةَ وَأَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ، وَأَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ أَشْعَثُ بنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَأَبُو صَخْرَةَ، جامع بن شداد، وإبراهيم بن مجاهر، وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَغَيْرُهُم. مُتَّفَقٌ عَلَى تَوْثِيْقِهِ. وَسُئِلَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، فَقَالَ: لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ. قِيْلَ: إِنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ المُحَارِبِيَّ قُتِلَ يَوْمَ الزَّاوِيَةِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ. أَمَّا أَبُو الشَّعْثَاءِ "ع" عَالِمُ البَصْرَةِ: فَأَصْغَرُ مِنْ هَذَا، وَسَيَأْتِي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 195"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2176"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 910"، تاريخ الإسلام "3/ 252 و 318"، الكاشف "1/ ترجمة 2082"، العبر "1/ 95" تهذيب التهذيب "4/ 165"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2661".

عابس بن ربيعة

437- عابس بن ربيعة 1: "ع" النخعي. كوفي مخضرم، حجة. حَدَّثَ عَنْ: عَلِيٍّ، وَعُمَرَ، وَعَائِشَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ؛ إِبْرَاهِيْمُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَإِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو إسحاق السبيعي، وآخرون. له أحاديث يسيره.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 122"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 367"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة رقم 191"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2961"، تهذيب التهذيب "5/ 37"، الإصابة "2/ ترجمة 4336".

سعيد بن وهب

438- سعيد بن وهب 1: "م، ن" الهمداني الخيواني الكوفي. مِنْ كُبَرَاءِ شِيْعَةِ عَلِيٍّ. حَدَّثَ عَنْ: عَلِيٍّ, وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَخَبَّابٍ. أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَزِمَ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- حَتَّى كَانَ يُقَالُ لَهُ: القُرَادُ؛ لِلُزُوْمِهِ إِيَّاهُ. وَرَوَى عَنْ: سَلْمَانَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَالقَاضِي شُرَيْحٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَوَلدُهُ؛ يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَطَائِفَةٌ. وَكَانَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ، وَكَانَ عَرِيْفَ قَوْمِهِ. وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: ابْنُهُ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ. لَهُ أَحَادِيْثُ. وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. مَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ. كَذَا قُلْتُ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ". وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ بِالكُوْفَةِ، فِي خلافة عبد الملك، سنة ست وثمانين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 170"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1731"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 294"، أسد الغابة "2/ 316"، تاريخ الإسلام "3/ 156" و "4/ 7"، الكاشف "1/ ترجمة 1990"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2346"، تهذيب التهذيب "4/ 95"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2530".

جميل بن عبد الله

439- جميل بن عبد الله 1: ابن مَعْمَرٍ، أَبُو عَمْرٍو العُذْرِيُّ الشَّاعِرُ البَلِيْغُ، صَاحِبُ بُثَيْنَةَ، وَمَا أَحْلَى اسْتِهْلاَلَهُ حَيْثُ يَقُوْلُ: أَلاَ أيها النوام ويحكم هبوا أسألكم هَلْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ الحُبُّ وَيُحْكَى عَنْهُ: تَصَوُّنٌ، وَدِيْنٌ، وَعِفَّةٌ. يُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ. وَقِيْلَ: بَلْ عَاشَ حَتَّى وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَنَظْمُهُ فِي الذُّرْوَةِ، يُذْكَرُ مع كثير: عزة، والفرزدق.

_ 1 طبقات فحول الشعراء "ص 543"، الأغاني "7/ 77"، وفيات الأعيان "1/ 366"، تاريخ الإسلام "3/ 347"، حسن المحاضرة "1/ 558"، خزانة الأدب "1/ 397".

القباع

440- القباع 1: لأمير، مُتَوَلِّي البَصْرَةِ لابْنِ الزُّبَيْرِ، الحَارِثَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيُّ، المَكِّيُّ. لُقِّبَ بِالقُبَاعِ بِاسْمِ مِكْيَالٍ وَضَعَهُ لَهُم. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَنْ: عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَمُعَاوِيَةَ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُمَيْرٍ، وَالوَلِيْدُ بنُ عطاء، وابن سابط. روى حاتم بن أبي صغير، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ: أَنَّ عَبْدَ المَلِكِ قَالَ فِي الطَّوَافِ: قَاتَلَ اللهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَكْذِبُ عَلَى عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: "لَوْلاَ حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالكُفْرِ لَنَقَضْتُ البَيْتَ حَتَّى أَزِيْدَ فِيْهِ الحِجْرَ". فَقَالَ لَهُ الحَارِثَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ: لاَ تَقُلْ هَذَا يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، فَأَنَا سَمِعْتُهَا تَقُوْلُهُ. فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ سَمِعْتُهُ قُبَيْلَ أَنْ أَهْدِمَهُ، لَتَرَكْتُهُ عَلَى بِنَاءِ ابْنِ الزُّبَيْرِ2. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَتْ أُمُّهُ نَصْرَانِيَّةً، فَشَيَّعَهَا أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ خَرَجَ عَلَيْهِم، فَقَالَ: إِنَّ لَنَا أَهْلَ دِيْنٍ غَيْرَكُم. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَقَدْ سَادَ هَذَا. وَقِيْلَ: كَانَتْ حَبَشِيَّةً, فَكَانَ هُوَ أَسْوَدَ. وَكَانَ خَطِيْباً بَلِيْغاً دَيِّناً.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 28 و 464"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2436"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة362"، الأغاني لأبي الفرج "1/ 66 "، أسد الغابة "1/ 328 و 337" تاريخ الإسلام "3/ 244" الوافي بالوفيات "11/ 254- 255"، تهذيب التهذيب "2/ 144" الإصابة "1/ 2043"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1141". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1333" "404".

حمران بن أبان

441- حمران بن أبان 1: "ع" الفارسي الفَقِيْهُ، مَوْلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانَ. كَانَ مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ ابْتَاعَهُ عُثْمَانُ مِنَ المُسَيِّبِ بنِ نَجَبَةَ. حَدَّثَ عَنْ: عُثْمَانَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَهُوَ قليل الحديث. روى عنه: عطاء بن يزيد الليثي، وعروة، زيد بنُ أَسْلَمَ، وَبَيَانُ بنُ بِشْرٍ، وَبُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ، وَمُعَاذُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ صَالِحُ بنُ كَيْسَانَ: كَانَ مِمَّنْ سَبَاهُ خَالِدٌ مِنْ عَيْنِ التَّمْرِ. وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: إِنَّمَا هُوَ حُمْرَانُ بنُ أَبَّا. فَقَالَ بَنُوْهُ: ابْنُ أَبَانٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: نَزَلَ البَصْرَةَ، وَادَّعَى وَلَدُهُ أَنَّهُ مِنَ النَّمِرِ بنِ قَاسِطٍ. قَالَ قَتَادَةُ: كَانَ حُمْرَانُ يُصَلِّي خَلْفَ عُثْمَانَ، فَإِذَا أَخْطَأَ، فَتَحَ عَلَيْهِ وَعَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ حُمْرَانَ كَانَ يَأْذَنُ عَلَى عُثْمَانَ وَقِيْلَ كَانَ كَاتِبَ عُثْمَانَ وَكَانَ وَافِرَ الحُرْمَةِ عِنْدَ عَبْدِ المَلِكِ. طَالَ عُمُرُهُ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ. وَسَيَأْتِي أَبَانٌ وَلَدُ عُثْمَانَ، وَأَخُوْهُ عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 283" و "7/ 148"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 287" الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1182"، تاريخ الإسلام "3/ 152 و 245"، العبر "1/ 206"، تهذيب التهذيب "3/ 24"، الإصابة "1/ ترجمة 1998"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1615".

ابن الأشعث

442- ابن الأشعث1 الأَمِيْرُ، مُتَوَلِّي سِجِسْتَانَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ الكِنْدِيُّ. بَعَثَهُ الحَجَّاجُ عَلَى سِجِسْتَانَ، فَثَارَ هُنَاكَ، وَأَقْبَلَ فِي جَمْعٍ كَبِيْرٍ، وَقَامَ مَعَهُ عُلَمَاءُ وَصُلَحَاءُ للهِ تَعَالَى لِمَا انْتَهَكَ الحَجَّاجُ مِنْ إِمَاتَةِ وَقْتِ الصَّلاَةِ، وَلِجَوْرِهِ وَجَبَرُوْتِهِ. فَقَاتَلَهُ الحَجَّاجُ، وَجَرَى بَيْنَهُمَا عِدَّةُ مصافات، وينتصر ابن الأَشْعَثِ. وَدَامَ الحَرْبُ أَشْهُراً، وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ وَفِي آخِرِ الأَمْرِ انْهَزَمَ جَمْعُ ابْنِ الأَشْعَثِ وَفَرَّ هُوَ إِلَى المَلِكِ رُتْبِيْلَ مُلْتَجِئاً إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ عَلْقمَةُ بنُ عَمْرٍو: أَخَافُ عَلَيْكَ، وَكَأَنِّي بِكِتَابِ الحَجَّاجِ قَدْ جَاءَ إِلَى رُتْبِيْلَ يُرْغِبُهُ وَيُرْهِبُهُ, فَإِذَا هُوَ قَدْ بَعَثَ بِكَ أَوْ قَتَلَكَ وَلَكِن هَا هُنَا خَمْسُ مائَةِ مُقَاتِلٍ قَدْ تَبَايَعْنَا عَلَى أَنْ نَدْخُلَ مَدِيْنَةً نَتَحَصَّنُ بِهَا، وَنُقَاِتُلُ حَتَّى نُعْطَى أَمَاناً، أَوْ نَمُوْتَ كِرَاماً فَأَبَى عَلَيْهِ، وَأَقَامَ الخَمْسَ مائَةٍ حَتَّى قَدِمَ عُمَارَةُ بنُ تَمِيْمٍ، فَقَاتَلُوْهُ، حَتَّى أَمَّنَهُم، وَوَفَى لَهُم ثُمَّ تَتَابَعَتْ كُتُبُ الحَجَّاجِ إِلَى رُتْبِيْلَ بِطَلَبِ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ عَلَى أَنْ تَرَكَ لَهُ الحِمْلَ سَبْعَةَ أَعْوَامٍ وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ الأَشْعَثِ أَصَابَهُ السِّلُّ، فَمَاتَ فَقُطِعَ رَأْسُهُ، وَنُفِذَ إِلَى الحَجَّاجِ وَقِيْلَ: إِنَّ الحَجَّاجَ كَتَبَ إِلَى رُتْبِيْلَ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ عُمَارَةَ فِي ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً يَطْلُبُوْنَ ابْنَ الأَشْعَثِ. فَأَبَى أَنْ يُسْلِمَهُ، وَكَانَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ عُبَيْدُ بنُ أَبِي سُبَيْعٍ, فَأَرْسَلَهُ إِلَى رُتْبِيْلَ, فَخَفَّ عَنْ رُتْبِيْلَ, وَاخْتَصَّ بِهِ. قَالَ لابْنِ الأَشْعَثِ أَخُوْهُ القَاسِمُ: لاَ آمَنُ غَدْرَ رُتْبِيْلَ، فَاقْتُلْهُ يَعْنِي: عُبَيْداً -فَهَمَّ بِهِ. فَفَهِمَ ذَلِكَ، وَخَافَ، فَوُشِيَ بِهِ إِلَى رُتْبِيْلَ، وَخَوَّفَهُ مِنْ غَائِلَةِ الحَجَّاجِ، وَهَرَبَ سِرّاً إِلَى عُمَارَةَ، فَاسْتَعْجَلَ فِي ابْنِ الأَشْعَثِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. فَكَتَبَ بِذَلِكَ عُمَارَةُ إِلَى الحَجَّاجِ، فَكَتَبَ: أَنْ أَعْطِ عُبَيْدَةَ وَرُتْبِيْلَ مَا طَلَبَا فَاشْتَرَطَ أُمُوْراً، فَأُعْطِيَهَا، وَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ وَإِلَى ثَلاَثِيْنَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَقَدْ هَيَّأَ لَهُم القُيُوْدَ وَالأَغْلاَلَ، فَقَيَّدَهُم، وَبَعَثَ بِهِم إِلَى عُمَارَةَ، وَسَارَ بِهِم فَلَمَّا قَرُبَ ابْنُ الأَشْعَثِ مِنَ العِرَاقِ، أَلْقَى نَفْسَهُ مِنْ قَصْرٍ خَرَابٍ أَنْزَلُوْهُ فَوْقَهُ فَهَلَكَ فَقِيْلَ أَلْقَى نَفْسَهُ وَالحُرَّ مَعَهُ الَّذِي هُوَ مُقَيَّدٌ مَعَهُ, وَالقَيْدُ فِي رِجْلَيِ الاثْنَيْنِ, فَهَلَكَا وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وثمانين.

_ 1 ترجمته في تاريخ الإسلام "3/ 273"، العبر "1/ 90 و 97"، النجوم الزاهرة "1/ 202"، شذرات الذهب "1/ 94".

أعشى همدان

443- أعشى همدان 1: اعر، مُفَوَّهٌ، شَهِيْرٌ، كُوْفِيٌّ، وَهُوَ: أَبُو المُصَبَّحِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ الهَمْدَانِيُّ كَانَ مُتَعَبِّداً فَاضِلاً، ثُمَّ عَبَثَ بِالشِّعْرِ، وَامْتَدَحَ النُّعْمَانَ بنَ بَشِيْرٍ، فَاعْتَنَى بِهِ، وَجَمَعَ لَهُ مِنْ جَيْشِ حِمْصَ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ. ثُمَّ إِنَّ الأَعْشَى خَرَجَ مَعَ القُرَّاءِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَكَانَ زَوْجَ أُخْتِ الشَّعْبِيِّ، وَكَانَ الشَّعْبِيُّ زَوْجَ أُخْتِهِ. قَتَلَهُ الحَجَّاجُ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ.

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج "5/ 146"، تاريخ الإسلام "3/ 242".

معبد بن عبد الله

444- معبد بن عبد الله 1: "ق" ابن عويمر -وقيل: ابن عبد الله ابن عُكَيْمٍ الجُهَنِيُّ، نَزِيْلُ البَصْرَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالقَدَرِ فِي زَمَنِ الصَّحَابَةِ. حَدَّثَ عَنْ: عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَحُمْرَانَ بنِ أَبَانٍ، وَطَائِفَةٍ. وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الوَقْتِ عَلَى بِدْعَتِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُعَاوِيَةُ بنُ قُرَّةَ، وَزَيْدُ بنُ رُفَيْعٍ، وَقَتَادَةُ، وَمَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، وَسَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَآخَرُوْنَ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1745"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1282"، تاريخ الإسلام "3/ 304"، العبر "1/ 92"، تهذيب التهذيب "10/ 225".

وَقَدْ وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ فِي الحَدِيْثِ. وَقِيْلَ: هُوَ وَلَدُ صَاحِبِ حَدِيْثِ: "لاَ تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَةِ بِإِهَابٍ ولا عصب" 1. وقيل: وهو مَعْبَدُ بنُ خَالِدٍ. وَعَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ: أَنَّ القُرَّاءَ اجْتَمَعُوا عَلَى مَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ، وَكَانَ أَحَدَ مَنْ شَهِدَ الحَكَمَيْنِ، وَقَالُوا لَهُ: قَدْ طَالَ أَمْرُ هَذَيْنِ: عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ، فَلَوْ كَلَّمْتَهُمَا. قَالَ: لاَ تُعَرِّضُوْنِي لأَمْرٍ أَنَا لَهُ كَارِهٌ، وَاللهِ مَا رَأَيْتُ كَقُرَيْشٍ، كَأَنَّ قُلُوْبَهُم أُقْفِلَتْ بِأَقْفَالِ الحَدِيْدِ، وَأَنَا صَائِرٌ إِلَى مَا سَأَلْتُم. قَالَ مَعْبَدٌ: فَلَقِيْتُ أَبَا مُوْسَى، فَقُلْتُ: انْظُرْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ قَالَ: يَا مَعْبَدُ، غَداً نَدْعُو النَّاسَ إِلَى رَجُلٍ لاَ يَخْتَلِفُ فِيْهِ اثْنَانِ فَقُلْتُ لِنَفْسِي: أَمَّا هَذَا، فَقَدْ عَزَلَ صَاحِبَهُ. ثُمَّ لَقِيْتُ عَمْراً، وَقُلْتُ: قَدْ وَلِيْتَ أَمْرَ الأُمَّةِ، فَانْظُرْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ. فَنَزَعَ عِنَانَهُ مِنْ يَدِي ثُمَّ قَالَ: إِيْهاً تَيْسَ جُهَيْنَةَ مَا أَنْتَ وَهَذَا لَسْتَ مِنْ أَهْلِ السِّرِّ وَلاَ العَلاَنِيَةِ وَاللهِ مَا يَنْفَعُكَ الحَقُّ وَلاَ يَضُرُّكَ البَاطِلُ. قَالَ الجَوْزَجَانِيُّ: كَانَ قَوْمٌ يَتَكَلَّمُوْنَ فِي القَدَرِ، احْتَمَلَ النَّاسُ حَدِيْثَهُم لِمَا عَرَفُوا مِنِ اجْتِهَادِهِم فِي الدِّيْنِ وَالصِّدْقِ وَالأَمَانَةِ، وَلَمْ يُتَوَهَّمْ عَلَيْهِمُ الكَذِبَ، وَإِنْ بُلُوا بِسُوْءِ رَأْيِهِم, مِنْهُمْ مَعْبَدٌ الجُهَنِيُّ وَقَتَادَةُ وَمَعْبَدٌ رَأْسُهُم. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: أول من نطق في القدر سَوْسَنٌ بِالعِرَاقِ كَانَ نَصْرَانِيّاً فَأَسْلَمَ ثُمَّ تَنَصَّرَ فَأَخَذَ عَنْهُ مَعْبَدٌ وَأَخَذَ غَيْلاَنُ القَدَرِيُّ عَنْ مَعْبَدٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ حِمْيَرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، قَالَ: كُنَّا فِي المَسْجِدِ، إِذْ مُرَّ بِمَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ، فَقَالَ النَّاسُ هَذَا هُوَ البَلاَءُ فَقَالَ خَالِدُ بنُ مَعْدَانَ: إِنَّ البَلاَءَ كُلَّ البَلاَءِ إِذَا كانت الأئمة منهم. قال مرحرم العَطَّارُ: حَدَّثَنَا أَبِي، وَعَمِّي، سَمِعَا الحَسَنَ يَقُوْلُ: إِيَّاكُم وَمَعْبَداً الجُهَنِيَّ، فَإِنَّهُ ضَالٌّ مُضِلٌّ. قَالَ يُوْنُسُ: أَدْرَكْتُ الحَسَنَ يَعِيْبُ قَوْلَ مَعْبَدٍ، ثُمَّ تلطف له معبد، فألقى من نَفْسِهِ مَا أَلْقَى قَالَ طَاوُوْسٌ: احْذَرُوا قَوْلَ مَعْبَدٍ، فَإِنَّهُ كَانَ قَدَرِيّاً. وَقَالَ مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ: لَقِيْتُ مَعْبَداً بِمَكَّةَ بَعْد فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ وَهُوَ جَرِيْحٌ, قَدْ قَاتَلَ الحَجَّاجَ فِي المَوَاطِنِ كُلِّهَا. وَرَوَى ضَمْرَةُ، عَنْ صَدَقَةَ بنِ يَزِيْدَ، قَالَ: كَانَ الحَجَّاجُ يُعَذِّبُ مَعْبَداً الجُهَنِيَّ بِأَصْنَافِ العَذَابِ وَلاَ يَجْزَعُ، ثُمَّ قَتَلَهُ. قَالَ خَلِيْفَةُ: مَاتَ قَبْلَ التِّسْعِيْنَ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ: فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ صَلَبَ عَبْدُ المَلِكِ مَعْبَداً الجُهَنِيَّ بِدِمَشْقَ. قُلْتُ يَكُوْنُ صَلَبَهُ ثُمَّ أطلقه.

_ 1 صحيح: تقدم تخريجنا له في الجزء السابق برقم "863 و 864".

مطرف بن عبد الله

445- مطرف بن عبد الله 1: "ع" ابن الشخير، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الحُجَّةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَرَشِيُّ، العَامِرِيُّ، البَصْرِيُّ، أَخُو يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَعَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعُثْمَانَ، وَعَائِشَةَ، وَعُثْمَانَ، بنِ أَبِي العَاصِ، وَمُعَاوِيَةَ، وَعِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ، المُزَنِيِّ وَغَيْرِهِم وَعَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الجَذْمِيِّ وَحَكِيْمِ بنِ قَيْسِ بنِ عَاصِمٍ المِنْقَرِيِّ وَأَرْسَلَ عَنْ: أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَسَنُ البَصْرِيُّ، وَأَخُوْهُ؛ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الله، وأبو التياح يزيد ابن حُمَيْدٍ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَقَتَادَةُ، وَغَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ، وَأَبُو نَضْرَةَ العَبْدِيُّ، وَيَزِيْدُ الرِّشْكُ, وَحُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، وَسَعِيْدٌ الجُرَيْرِيُّ، وَابْنُ أَخِيْهِ, عَبْدُ اللهِ بنُ هَانِئ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ رُشَيْدٍ وَأَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي الخَيْرِ، عَنِ اللبان، أنبأنا الحداد، أنبأنا أبو نعيمن حَدَّثَنَا يُوْسُفُ النَّجِيْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَفَّانُ, حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ مُطَرِّفِ، بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي وَلِصَدْرِهِ أَزِيْزٌ كأزيز المرجل من البكاء. ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ، فَقَالَ: رَوَى عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ. وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ فَضْلٌ، وَوَرَعٌ، وَعَقْلٌ، وَأَدَبٌ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً، لَمْ يَنْجُ بِالبَصْرَةِ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ إلَّا هُوَ وَابْنُ سِيْرِيْنَ وَلَمْ يَنْجُ مِنْهَا بِالكُوْفَةِ إلَّا خَيْثَمَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَإِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 141"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1730"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1446"، حلية الأولياء "2/ 198"، تذكر الحفاظ "1/ ترجمة 54"، الكاشف "3/ ترجمة رقم 5576"، العبر "1/ 113"، تهذيب التهذيب "10/ 173"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7035". 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 25 و 26"، بو داود "904"، والترمذي في "الشمائل" "315" والنسائي "3/ 13"، وابن خزيمة "900"، والحاكم "1/ 264"، والبيهقي "2/ 251"، والبغوي "729" من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، به.

قَالَ مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ: حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ: أَنَّهُ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلاَمٌ، فكذب عليه، فقال: اللهم إن كان كذابًا فَأَمِتْهُ. فَخَرَّ مَيْتاً مَكَانَهُ. قَالَ: فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى زِيَادٍ، فَقَالَ: قَتَلْتَ الرَّجُلَ. قَالَ: لاَ، وَلَكِنَّهَا دَعْوَةٌ وَافَقَتْ أَجَلاً. وَعَنْ غَيْلاَنَ: أَنَّ مُطَرِّفاً كَانَ يَلْبَسُ المَطَارِفَ وَالبَرَانِسَ، وَيَرْكَبُ الخَيْلَ، وَيَغْشَى السُّلْطَانَ، وَلَكِنَّهُ إِذَا أَفْضَيْتَ إِلَيْهِ، أَفْضَيْتَ إِلَى قُرَّةِ عَيْنٍ. وَكَانَ يَقُوْلُ عُقُوْلُ النَّاسِ عَلَى قَدْرِ زَمَانِهِم. وَرَوَى قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: فَضْلُ العِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ العِبَادَةِ وَخَيْرُ دِيْنِكُمُ الوَرَعُ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ: مُطَرِّفٌ أَكْبَرُ مِنِّي بِعَشْرِ سِنِيْنَ، وَأَنَا أَكْبَرُ مِنَ الحَسَنِ البَصْرِيِّ بِعَشْرِ سِنِيْنَ. قُلْتُ: عَلَى هَذَا يَقْتَضِي أَنَّ مَوْلِدَ مُطَرِّفٍ كَانَ عَامَ بَدْرٍ، أَوْ عَامَ أُحُدٍ وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُوْنَ سمع من عمر، وأبي. قال ابن سعد: توفي المطرف فِي أَوَّلِ وِلايَةِ الحَجَّاجِ. قُلْتُ: بَلْ بَقِيَ إِلَى أَنْ خَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَشْعَثِ بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ. وَأَمَّا عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، وَالتِّرْمِذِيُّ: فَأَرَّخَا مَوْتَهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ، وَهَذَا أَشْبَهُ. وَفِي "الحِلْيَةِ": رَوَى أَبُو الأَشْهَبِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ: لأَنْ أَبِيْتَ نَائِماً وَأُصْبِحَ نَادِماً، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبِيْتَ قَائِماً وَأُصْبِحَ مُعْجَباً. قُلْتُ: لاَ أَفْلَحَ وَاللهِ مَنْ زَكَّى نَفْسَهُ، أَوْ أَعْجَبَتْهُ. وَعَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: لأَنْ يَسْأَلَنِي اللهُ -تَعَالَى- يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقُوْلُ؛ يَا مُطَرِّفُ، إلَّا فَعَلْتَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَقُوْلَ: لِمَ فَعَلْتَ؟. جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ: إِنَّمَا وَجَدْتُ العَبْدَ مُلْقَىً بَيْنَ رَبِّهِ وَبَيْنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنْ اسْتَشْلاَهُ ربه واستنفذه، نَجَا، وَإِنْ تَرَكَهُ وَالشَّيْطَانَ ذَهَبَ بِهِ. جَعْفَرُ بن سليمان: حدثنا ثابت، قَالَ: مُطَرِّفٌ: لَوْ أُخْرِجَ قَلْبِي فَجُعِلَ فِي يَسَارِي وَجِيْءَ بِالخَيْرِ فَجُعِلَ فِي يَمِيْنِي مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أُوْلِجَ قَلْبِي مِنْهُ شَيْئاً حَتَّى يَكُوْنَ اللهُ يَضَعُهُ.

أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قال: إن هذا الموت قد أفسد عَلَى أَهْلِ النَّعِيْمِ نَعِيْمَهُم فَاطْلُبُوا نَعِيْماً لاَ مَوْتَ فِيْهِ. حَمَّادُ بنُ يَزِيْدَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ الله، قال: ليس لأحد أن يصعد فليقي نَفْسَهُ مِنْ شَاهِقٍ، وَيَقُوْلُ: قَدَّرَ لِي رَبِّي، وَلَكِنْ يَحْذَرُ، وَيَجْتَهِدُ، وَيَتَّقِي، فَإِنْ أَصَابَهُ شَيْءٌ، علم أنه لن يصيبهإلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ. غَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: لاَ تَقُلْ: فَإِنَّ اللهَ يَقُوْلُ، وَلَكِنْ قُلْ: قَالَ اللهُ تَعَالَى, وَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ مَرَّتَيْنِ يُقَالُ لَهُ: مَا هذا؟ فيقول: لا شيء إلَّا بشيء لَيْسَ بِشَيْءٍ. أَبُو عَقِيْلٍ بَشِيْرُ بنُ عُقْبَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيْدَ بنِ الشِّخِّيْرِ: مَا كَانَ مُطَرِّفٌ يَصْنَعُ إِذَا هَاجَ النَّاسُ؟ قَالَ: يَلْزَمُ قَعْرَ بَيْتِهِ، وَلاَ يَقْرَبُ لَهُم جُمُعَةً وَلاَ جَمَاعَةً حَتَّى تَنْجَلِيَ. وَقَالَ أَيُّوْبُ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لأَنْ آخُذَ بِالثِّقَةِ فِي القُعُوْدِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْتَمِسَ فَضْلَ الجِهَادِ بِالتَّغْرِيْرِ. قَالَ غَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَلْبَسُ البَرَانِسَ وَالمَطَارِفَ، وَيَرْكَبُ الخَيْلَ، وَيَغْشَى السُّلْطَانَ، لَكِنْ إِذَا أَفْضَيْتَ إِلَيْهِ، أَفْضَيْتَ إِلَى قُرَّةِ عَيْنٍ. قَالَ مَسْلَمَةُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ بِشْرُ بن كثير، قال: حدثتني امرأة مطرف أنه تزوجها عن ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً وَبَغْلَةٍ وَقَطِيْفَةٍ وَمَاشِطَةٍ. وَرَوَى: مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ, أَنَّ غَيْلاَنَ قَالَ: تَزَوَّجَ مُطَرِّفٌ امْرَأَةً عَلَى عِشْرِيْنَ أَلْفاً. قُلْتُ: كَانَ مُطَرِّفٌ لَهُ مَالٌ، وَثَرْوَةٌ، وَبِزٌّةٌ جَمِيْلَةٌ، وَوَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ وَرَوَى أَبُو خَلْدَةَ: أَنَّ مُطَرِّفاً كَانَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ النَّجِيْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي زَيْدَ بنَ صُوْحَانَ، فَكَانَ يَقُوْلُ: يَا عِبَادَ اللهِ أَكْرِمُوا وَأَجْمِلُوا، فَإِنَّمَا وَسِيْلَةُ العِبَادِ إِلَى اللهِ بِخَصْلَتَيْنِ: الخَوْفِ وَالطَّمَعِ فَأَتَيْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ، وَقَدْ كَتَبُوا كِتَاباً، فَنَسَقُوا كَلاَماً مِنْ هَذَا النَّحْوِ: إِنَّ اللهَ رَبُّنَا، وَمُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا، وَالقُرْآنُ إِمَامُنَا، وَمَنْ كَانَ مَعَنَا كُنَّا وَكُنَّا، وَمَنْ خَالَفَنَا كَانَتْ يَدُنَا عَلَيْهِ، وَكُنَّا وَكُنَّا. قَالَ: فَجَعَلَ يَعْرِضُ الكِتَابِ عَلَيْهِم رَجُلاً، رَجُلاً فَيَقُوْلُوْنَ: أَقْرَرْتَ يَا فُلاَنُ؟ حَتَّى انْتَهَوْا

إِلَيَّ، فَقَالُوا: أَقْرَرْتَ يَا غُلاَمُ؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ -يَعْنِي زَيْداً: لاَ تَعْجَلُوا عَلَى الغُلاَمِ، مَا تَقُوْلُ يَا غُلاَمُ؟ قُلْتُ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَخَذَ عَلَيَّ عَهْداً فِي كِتَابِهِ، فَلَنْ أُحْدِثَ عَهْداً سِوَى العَهْدِ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَيَّ. فَرَجَعَ القَوْمُ مِنْ عِنْدِ آخِرِهِم مَا أَقَرَّ مِنْهُم أَحَدٌ وَكَانُوا زُهَاءَ ثَلاَثِيْنَ نَفْساً. قَالَ قَتَادَةُ: فَكَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا كَانَتِ الفِتْنَةُ، نَهَى عَنْهَا، وَهَرَبَ. وَكَانَ الحَسَنُ يَنْهَى عَنْهَا، وَلاَ يَبْرَحُ قَالَ مُطَرِّفٌ: مَا أُشَبِّهُ الحَسَنَ إلَّا برجل يحذر الناس السيل، ويقوم بسننه. وَبِهِ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَصَاحِبٌ لَهُ سَرَيَا فِي لَيْلَةٍ مظلمة: فإذا طرف سوط أحدهما عند ضَوْءٌ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ لَوْ حَدَّثْنَا النَّاسَ بهذا كذبونا فقال مطرف المكذب أكذب الناس. وَبِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ بنُ جَبَلَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ مَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ، عَنْ غَيْلاَنَ بنِ جَرِيْرٍ، قَالَ: أَقْبَلَ مُطَرِّفٌ مَعَ ابْنِ أَخٍ لَهُ مِنَ البَادِيَةِ -وَكَانَ يَبْدُو- فَبَيْنَا هُوَ يَسِيْرُ، سَمِعَ فِي طَرَفِ سَوْطِهِ كَالتَّسْبِيْحِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَخِيْهِ: لَوْ حَدَّثْنَا النَّاسَ بِهَذَا، كَذَّبُوْنَا. فَقَالَ: المُكَذِّبُ أَكْذَبُ النَّاسِ. وَبِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، قَالَ: كَانَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ يَبْدُو، فَإِذَا كَانَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، أَدْلَجَ عَلَى فَرَسِهِ، فَرُبَّمَا نَوَّرَ لَهُ سَوْطُهُ، فَأَدْلَجَ لَيْلَةً، حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ القُبُوْرِ، هَوَّمَ1 عَلَى فَرَسِهِ. قَالَ: فَرَأَيْتُ أَهْلَ القُبُوْرِ صَاحِبَ كُلِّ قَبْرٍ جَالِساً عَلَى قَبْرِهِ، فَلَمَّا رَأَوْنِي، قَالُوا: هَذَا مُطَرِّفٌ يَأْتِي الجُمُعَةَ. قُلْتُ: أَتُعَلِّمُوْنَ عِنْدَكُم يَوْمَ الجُمُعَةِ؟ قَالُوا: نَعَمْ نَعْلم مَا تَقُوْلُ الطَّيْرُ فِيْهِ. قُلْتُ: وَمَا تَقُوْلُ الطَّيْرُ؟ قَالُوا: تَقُوْلُ: سَلاَمٌ سَلاَمٌ مِنْ يَوْمٍ صَالِحٍ إِسْنَادُهَا صَحِيْحٌ. عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَمْرٍو الفَزَارِيُّ، عَنْ ثابت البُنَانِيِّ، وَرَجُلٍ آخَرَ: أَنَّهُمَا دَخَلاَ عَلَى مُطَرِّفٍ وَهُوَ مُغْمَىً عَلَيْهِ، قَالَ: فَسَطَعَتْ مَعَهُ ثَلاَثَةُ أَنْوَارٍ نُوْرٌ مِنْ رَأْسِهِ، وَنُوْرٌ مِنْ وَسَطِهِ، وَنُوْرٌ مِنْ رِجْلَيْهِ، فَهَالَنَا ذَلِكَ، فَأَفَاقَ، فَقُلْنَا: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: صَالِحٌ. فَقِيْلَ: لَقَدْ رَأَيْنَا شَيْئاً هَالَنَا. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْنَا: أَنْوَارٌ سَطَعَتْ مِنْكَ. قَالَ: وَقَدْ رَأَيْتُم ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: تِلْكَ تَنْزِيْلُ السَّجْدَةِ، وَهِيَ تِسْعٌ وَعِشْرُوْنَ آيَةً، سَطَعَ

_ 1 هوم: هز رأسه من النعاس.

أولها ومن رَأْسِي، وَوَسَطُهَا مِنْ وَسَطِي، وَآخِرُهَا مِنْ قَدَمَيَّ، وَقَدْ صُوِّرَتْ تَشْفَعُ لِي، فَهَذِهِ ثَوَابِيَّةٌ تَحْرُسُنِي. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ، قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ ارْضَ عَنَّا، فَإِنْ لَمْ تَرْضَ عنا، فاعف عنا، فإنا المَوْلَى قَدْ يَعْفُو عَنْ عَبْدِهِ، وَهُوَ عَنْهُ غَيْرُ رَاضٍ. وَعَنْ مُطَرِّفٍ: أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ: يَا أَبَا فُلاَنٍ، إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ، فَلاَ تُكَلِّمْنِي، وَاكْتُبْهَا فِي رُقْعَةٍ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَرَى فِي وَجْهِكَ ذُلَّ السُّؤَالِ. رَوَى أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ أَخَاهُ أَوْصَى أَنْ لاَ يُؤْذِنَ بِجَنَازَتِهِ أَحَداً. وَكَانَ يَزِيْدُ أَخُو مُطَرِّفٍ مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِيْنَ، عَاشَ بَعْد أَخِيْهِ أَعْوَاماً. ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: لَقِيْتُ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا بَطَّأَ بِكَ؟ أَحُبُّ عُثْمَانَ؟ ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ, لَقَدْ كَانَ أَوْصَلَنَا لِلرَّحِمِ وَأَتْقَانَا لِلرَّبِّ. وَقَالَ مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لَقَدْ كَادَ خَوْفُ النَّارِ يَحُوْلُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَسْأَلَ الله الجنة. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي كَذَبْتُ كِذْبَةً وَأَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بنُ زَاذَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى مُطَرِّفِ بنِ الشِّخِّيْرِ مِطْرَفَ خَزٍّ أَخَذَهُ بِأَرْبَعَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ. وَقَالَ حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ: أَتَتِ الحَرُوْرِيَّةُ مُطَرِّفَ بنَ عَبْدِ اللهِ يَدْعُوْنَهُ إِلَى رَأْيِهِم، فَقَالَ: يَا هَؤُلاَءِ، لَوْ كَانَ لِي نَفْسَانِ، بَايَعْتُكُم بِإِحْدَاهُمَا، وَأَمْسَكْتُ الأُخْرَى، فَإِنْ كَانَ الَّذِي تَقُوْلُوْنَ هُدَىً، أَتْبَعْتُهَا الأُخْرَى، وَإِنْ كَانَ ضَلاَلَةً, هَلَكَتْ نَفْسٌ وَبَقِيَتْ لِي نَفْسٌ, وَلَكِنْ هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ لاَ أُغِرِّرُ بِهَا. قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ: كَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ، سَبَّحَتْ مَعَهُ آنِيَةُ بَيْتِهِ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ: كَانَ مُطَرِّفٌ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، قَالَ لِرَجُلٍ: إِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ فَأَرِنَا بِهِ فَمَاتَ مَكَانَهُ. وَقَالَ مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ، عَنْ غَيْلاَنَ بنِ جَرِيْرٍ، قَالَ: حَبَسَ السُّلْطَانُ ابْنَ أَخِي مُطَرِّفٍ، فَلَبِسَ مُطَرِّفٌ خُلْقَانَ ثِيَابِهِ، وَأَخَذَ عُكَّازاً، وَقَالَ: أَسْتكِيْنُ لِرَبِّي، لَعَلَّهُ أَنْ يُشَفِّعَنِي فِي ابْنِ أَخِي. قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: مَاتَ مُطَرِّفٌ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ. وَقِيْلَ فِي وَفَاتِهِ غَيْرُ ذلك كما مضى.

زيد بن وهب

446- زيد بن وهب 1: "ع" الإِمَامُ، الحُجَّةُ، أَبُو سُلَيْمَانَ الجُهَنِيُّ، الكُوْفِيُّ، مُخَضرَمٌ قَدِيْمٌ. ارْتَحَلَ إِلَى لِقَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصُحْبَتِهِ، فَقُبِضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَيْدٌ فِي الطَّرِيْقِ عَلَى مَا بَلَغَنَا. سَمِع عُمَرَ، وَعَلِيّاً، وَابْنَ مَسْعُوْدٍ، وَأَبَا ذَرٍّ الغِفَارِيَّ، وَحُذَيْفَةَ بنَ اليَمَانِ، وَطَائِفَةً. وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى ابْنِ مَسْعُوْدٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: حَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ رُفَيْعٍ، وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ بَعْد وَقْعَةِ الجَمَاجِمِ2، فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ مَشَاهِدَهُ. وَغَزَا فِي أَيَّامِ عُمَرَ أَذْرَبِيْجَانَ. وَقَالَ الأَعْمَشُ: رَأَيْتُهُ يُصَفِّرُ لحيته. وثقه: ابن سعد.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 102"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1352" الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2600"، حلية الأولياء "4/ 171"، الاستيعاب "2/ 559"، أسد الغابة "2/ 243"، الكاشف "1/ ترجمة 1775"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 58"، تهذيب التهذيب "3/ 427"، الإصابة "1/ ترجمة رقم 3001"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2282". 2 دير الجماجم: بظاهر الكوفة على سبعة فراسخ منها على طرف البر للسالك إلى البصرة. وكانت الوقعة عند هذا الموضع بين الحجاج وابن الاشعث التي كسر فيها ابن الأشعث وقتل القراء.

حفص بن عاصم

447- حفص بن عاصم 1: "ع" ابن عمر بن الخطاب، القرشي العمري، المدني، الفقيه. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَمِّهِ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ بُحَيْنَةَ، وَأَبِي سَعِيْدٍ بنِ المُعَلَّى، وَغَيْرِهِم. رَوَى عَنْهُ: بَنُوْهُ؛ عُمَرُ، وَعِيْسَى، وَرَبَاحٌ، وَابْنُ عَمِّهِ؛ سَالِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَقَرَابَتُهُ؛ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ، وَسَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ وَابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّانِ، وَخُبَيْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ مِنْ سَرَوَاتِ. الرِّجَالِ. مُتَّفَقٌ عَلَى الاحْتِجَاجِ. بِهِ توفي في حدود سنة تسعين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 2747"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 796"، تاريخ الإسلام "3/ 359"، تهذيب التهذيب "2/ 402"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1506".

أيوب القرية

448- أيوب القرية 1: هُوَ أَيُّوْبُ بنُ يَزِيْدَ بنِ قَيْسِ بنِ زُرَارَةَ النَّمَرِيُّ، الهِلاَلِيُّ, الأَعْرَابِيُّ. صَحِبَ الحَجَّاجَ، وَوَفَدَ عَلَى الخَلِيْفَةِ عَبْدِ المَلِكِ. وَكَانَ رَأْساً فِي البَلاَغَةِ، وَالبَيَانِ، وَاللُّغَةِ. ثُمَّ إِنَّهُ خَرَجَ عَلَى الحَجَّاجِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ؛ لأَنَّ الحَجَّاجَ نَفَّذَهُ إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ إِلَى سِجِسْتَانَ رَسُوْلاً. فَأَمَرَهُ ابْنُ الأَشْعَثِ أَنْ يَقُوْمَ وَيَسُبَّ الحَجَّاجَ، وَيَخْلَعَهُ، أَوْ لَيَقْتُلَنَّهُ، فَفَعَلَ مُكْرَهاً. ثُمَّ أُسِرَ أَيُّوْبُ، وَلَمَّا ضَرَبَ الحَجَّاجُ عُنُقَهُ، نَدِمَ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ. وَلَهُ كَلاَمٌ بَلِيْغٌ مُتَدَاوَلٌ.

_ 1 ترجمته في تاريخ الإسلام "3/ 242"، العبر "1/ 97"، النجوم الزاهرة "1/ 207". شذرات الذهب "1/ 93".

قيس بن أبي حازم

449- قيس بن أبي حازم 1: "ع" العَالِمُ، الثِّقَةُ، الحَافِظُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ، الأَحْمَسِيُّ، الكُوْفِيُّ، وَاسْمُ أَبِيْهِ: حُصَيْنُ بنُ عَوْفٍ. وَقِيْلَ: عَوْفُ بنُ عَبْدِ الحَارِثِ بنِ عَوْفِ بنِ حُشَيْشِ بنِ هِلاَلٍ. وَفِي نَسَبِهِ اخْتِلاَفٌ. وَبَجِيْلَةُ: هُمْ بَنُوْ أَنْمَارٍ. أَسْلَمَ وَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُبَايِعَهُ، فَقُبِضَ نَبِيُّ اللهِ وَقَيْسٌ فِي الطَّرِيْقِ، وَلأَبِيْهِ أَبِي حَازِمٍ صُحْبَةٌ. وَقِيْلَ: إِنَّ لِقَيْسٍ صُحْبَةً. وَلَمْ يَثْبُتْ ذَلِكَ. وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ زَمَانِهِ. رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَخَالِدٍ، وَالزُّبَيْرِ، وَخَبَّابٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَمُعَاذٍ، وَطَلْحَةَ، وَسَعْدٍ، وَسَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي مُوْسَى، وَعَمْرٍو، وَمُعَاوِيَةَ، وَالمُغِيْرَةِ, وَبِلاَلٍ, وَجَرِيْرٍ, وَعَدِيِّ بنِ عُمَيْرَةَ، وَعُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، وَأَبِي مَسْعُوْدٍ، عقبة بن عمرو، وخلق. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَالمُغِيْرَةُ بنُ شُبَيْلٍ، وَبَيَانُ بنُ بِشْرٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، وَمُجَالِدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَعُمَرُ بنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَالحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ، وَأَبُو حَرِيْزٍ عَبْدُ اللهِ بنُ حُسَيْنٍ قَاضِي سِجِسْتَانَ -إِنْ صَحَّ- وَعِيْسَى بنُ المُسَيِّبِ البَجَلِيُّ، وَالمُسَيَّبُ بنُ رَافِعٍ وَآخَرُوْنَ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: رَوَى عَنْ بِلاَلٍ، وَلَمْ يَلْقَهُ. وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَلاَ سَلْمَانَ. وَقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: مَا كَانَ بِالكُوْفَةِ أَحَدٌ أَرْوَى عَنْ أَصْحَابِ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مِنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَجْوَدُ التَّابِعِيْنَ إِسْنَاداً قَيْسٌ. وَقَدْ رَوَى عَنْ تِسْعَةٍ مِنَ العَشْرَةِ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: أَدْرَكَ قَيْسٌ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْقَ، وَهُوَ رَجُلٌ كَامِلٌ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ مُتْقِنُ الرِّوَايَةِ؛ وَقَدْ تَكَلَّمَ أَصْحَابُنَا فِيْهِ، فَمِنْهُم: مَنْ رَفَعَ قَدْرَهُ، وَعَظَّمَهُ، وَجَعَلَ الأَحَادِيْثَ عَنْهُ مِنْ أَصَحِّ الأَسَانِيْدِ. وَمِنْهُم مَنْ حَمَلَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: لَهُ أَحَادِيْثُ مَنَاكِيْرُ. وَالَّذِيْنَ أَطْرَوْهُ حَمَلُوا عَنْهُ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ عَلَى أَنَّهَا عِنْدَهُم غَيْرُ مَنَاكِيْرَ، وَقَالُوا: هِيَ غَرَائِبُ. وَمِنْهُم مَنْ لَمْ يَحْمِلْ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الحَدِيْثِ، وَحَمَلَ عَلَيْهِ فِي مَذْهَبِهِ، وَقَالُوا: كَانَ يَحْمِلُ عَلَى عَلِيٍّ. وَالمَشْهُوْرُ: أَنَّهُ كَانَ يُقَدِّمُ عُثْمَانَ، وَلِذَلِكَ تَجَنَّبَ كثير من قدماء الكوفيين الرواية عنه. وَمِنْهُم مَنْ قَالَ: إِنَّهُ مَعَ شُهْرَتِهِ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ كَبِيْرُ أَحَدٍ، وَلَيْسَ الأَمْرُ عِنْدَنَا كَمَا قَالَ هَؤُلاَءِ، وَأَرْوَاهُم عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أبي خالد، وكان ثقة، وثبتًا. وَبَيَانُ بنُ بِشْرٍ، وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، وَذَكَرَ جَمَاعَةً. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ: هُوَ كُوْفِيٌّ جَلِيْلٌ، لَيْسَ فِي التَّابِعِيْنَ أَحَدٌ رَوَى عن العشرةإلَّا قَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: قَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ أَوْثَقُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَمِنَ السَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ، وَكَذَا وَثَّقَهُ وغير واحد.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 67"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 648"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 579"، تاريخ بغداد "12/ 452"، الاستيعاب "3/ 1285"، أسد الغابة "4/ 211"، تاريخ الإسلام "4/ 64"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 49"، الكاشف "2/ ترجمة 4666"، تهذيب التهذيب "8/ 386"، الإصابة "3/ ترجمة 7274"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5869".

وَرَوَى عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، أَنَّ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ قَالَ لَهُ: قَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ لَهُ يَحْيَى أَحَادِيْثَ مَنَاكِيْرَ، مِنْهَا: حَدِيْثُ "كِلاَبِ الحَوْأَبِ"1. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: سَمِعْتُ أَبَا خَالِدٍ الأَحْمَرَ يَقُوْلُ لابْنِ نُمَيْرٍ: يَا أَبَا هِشَامٍ، أَمَا تَذْكُرُ إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي خَالِدٍ وَهُوَ يَقُوْلُ: حدثنا قيس بن أبي حازم، هَذِهِ الأُسْطُوَانَةَ يَعْنِي: أَنَّهُ فِي الثِّقَةِ مِثْلُ هَذِهِ الأُسْطُوَانَةِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ أَبِي غَنِيَّةَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: كَبِرَ قَيْسٌ حَتَّى جَازَ المائَةَ بِسِنِيْنَ كَثِيْرَةٍ، حَتَّى خَرِفَ، وَذَهَبَ عَقْلُهُ. قَالَ: فَاشْتَرَوْا لَهُ جَارِيَةً سَوْدَاءَ أَعْجَمِيَّةً. قَالَ: وَجُعِلَ فِي عُنُقِهَا قَلاَئِدُ مِنْ عِهْنٍ وَوَدَعٍ وَأَجْرَاسٍ مِنْ نُحَاسٍ، فَجُعِلَتْ مَعَهُ فِي مَنْزِلِهِ، وَأُغْلِقَ عَلَيْهِ بَابٌ. قَالَ: وَكُنَّا نَطَّلِعُ إِلَيْهِ مِنْ وَرَاءِ البَابِ وَهُوَ مَعَهَا. قَالَ: فَيَأْخُذُ تِلْكَ القَلاَئِدَ بِيَدِهِ، فَيُحَرِّكُهَا، وَيَعْجَبُ مِنْهَا، وَيَضْحَكُ فِي وَجْهِهَا. رَوَاهَا: يَحْيَى بنُ سُلَيْمَانَ الجُعْفِيُّ، عَنْ يَحْيَى. رَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ، أَوْ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ، وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ. وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ: مَاتَ فِي آخِرِ خِلاَفَةِ سليمان بن عبد الملك. وشذ والفلاس، فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ. وَلاَ عِبْرَةَ بِمَا رَوَاهُ: حَفْصُ بنُ سَلْمٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ -فَقَدِ أتهم- عن إسماعيل ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ مَعَ أَبِي، فَإِذَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ وَأَنَا ابْنُ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانِ سِنِيْنَ. فَهَذَا لَوْ صَحَّ، لَكَانَ قَيْسٌ هَذَا هُوَ قَيْسُ بنُ عَائِذٍ صَحَابِيٌّ صَغِيْرٌ، فَإِنَّ قَيْسَ بنَ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُبَايِعَهُ، فَجِئْتُ وَقَدْ قُبِضَ. رَوَاهُ: السَّرِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْهُ. وَقِيْلَ: كَانَ قَيْسٌ فِي جَيْشِ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ، إِذْ قَدِمَ الشام على برية السماوة. وَرَوَى الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: أَمَّنَا خَالِدٌ بِاليَرْمُوْكِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ. وَرَوَى مُجَالِدٌ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي مَرَضِهِ، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ تُرَوِّحُهُ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَشْمٍ فِي ذِرَاعِهَا، فَقَالَ لأَبِي: يَا أَبَا حَازِمٍ، قَدْ أَجَزْتُ لَكَ فرسك.

_ 1 الحوأب: موضع بئر بين مكة والبصرة، نبحت كلابه على عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- عند مقبلها إلى البصرة في وقعة الجمل. وحديث كلاب الجوأب أخرجه أحمد "6/ 52 و 97" من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: لما أقبلت عائشة بَلَغَتْ مِيَاهَ بَنِي عَامِرٍ لَيْلاً نَبَحَتِ الكِلاَبُ، قالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الجوأب؛ قالت: ما أظنني إلا أنني راجعة، وقال بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهَا: بَلْ تَقْدَمِيْنَ فَيَرَاكِ المسلمون فيصلح الله -عز وجل- ذَاتَ بَيْنِهِمْ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لها ذَاتَ يَوْمٍ: "كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ" تَنْبُحُ عَلَيْهَا كِلاَبُ الحوأب" وإسناده صحيح. وقد خرجته في كتاب [منهاج السنة] لابن تيمية بأوسع من هذا فراجعه ثم إن شئت.

العلاء بن زياد

450- العلاء بن زياد 1: "ق" ابن مطر بن شريح، القُدْوَةُ، العَابِدُ، أَبُو نَصْرٍ العَدَوِيُّ، البَصْرِيُّ. أَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَحَدَّثَ عَنِ: عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، وَعِيَاضِ بنِ حِمَارٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُطَرِّفِ بنِ الشِّخِّيْرِ، وَغَيْرِهِم. رَوَى عَنْهُ: الحَسَنُ، وَأَسِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخَثْعَمِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَمَطَرٌ الوَرَّاقُ، وَأَوْفَى بنُ دِلْهَمٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ سُوَيْدٍ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ رَبَّانِيّاً، تَقِيّاً، قَانِتاً للهِ، بَكَّاءً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ. قَالَ قَتَادَةُ: كَانَ العَلاَءُ بنُ زِيَادٍ قَدْ بَكَى حَتَّى غشي بصره، وكان إذا أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ أَوْ يَتَكَلَّمَ جَهَشَهُ البُكَاءُ، وَكَانَ أَبُوْهُ قَدْ بَكَى حَتَّى عَمِيَ. وَقَالَ هشام ابن حَسَّانٍ: كَانَ قُوْتُ العَلاَءِ بنِ زِيَادٍ رَغِيْفاً كُلَّ يَوْمٍ. وَقَالَ أَوْفَى بنُ دِلْهَمٍ: وَكَانَ لِلْعَلاَءِ بنِ زِيَادٍ مَالٌ وَرَقِيْقٌ، فَأَعْتَقَ بَعْضَهُم، وَبَاعَ بَعْضَهُم، وَتَعَبَّدَ، وَبَالَغَ، فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَتَذَلَّلُ للهِ، لَعَلَّهُ يَرْحَمُنِي. وَعَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زَيْدٍ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ العَلاَءَ بنَ زِيَادٍ فَقَالَ: أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ: ائْتِ العَلاَءَ بنَ زِيَادٍ، فَقُلْ لَهُ: لِمَ تَبْكِي؟ قَدْ غُفِرَ لَكَ. قَالَ فَبَكَى، وَقَالَ: الآنَ حِيْنَ لاَ أَهْدَأُ. وَقَالَ سَلَمَةُ بنُ سَعِيْدٍ: رُؤِيَ العَلاَءُ بنُ زِيَادٍ أنه من أهل الجنة، فمكث ثلاث لاَ تَرْقَأُ لَهُ دَمْعَةٌ وَلاَ يَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، وَلاَ يَذُوْقُ طَعَاماً. فَأَتَاهُ الحَسَنُ، فَقَالَ: أَيْ أَخِي، أَتَقْتُلُ نَفْسَكَ أَنْ بُشِّرْتَ بِالجَنَّةِ! فَازْدَادَ بُكَاءً فَلَمْ يُفَارِقْهُ حَتَّى أَمْسَى، وَكَانَ صَائِماً، فَطَعِمَ شَيْئاً. رَوَاهَا: عُبَيْدُ اللهِ العَنْسِيُّ، عَنْ سلمة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 217"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3133"، الجرح والتعديل، "ترجمة 1961"، حلية الولياء "2/ 243"، تاريخ الإسلام "4/ 41"، الكاشف "2/ ترجمة 4399" تهذيب التهذيب "8/ 181"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5511".

جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بنَ دِيْنَارٍ، وَسَأَلَ هِشَامَ بنَ زِيَادٍ العَدَوِيَّ، فَقَالَ: تَجَهَّزَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ لِلْحَجِّ، فَأَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ: ائْتِ البَصْرَةَ، فَائْتِ العَلاَءَ بنَ زِيَادٍ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ رَبْعَةٌ، أَقْصَمُ الثَّنِيَّةِ، بَسَّامٌ، فَبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ. فَقَالَ: رُؤْيَا لَيْسَتْ بِشَيْءٍ. فَأَتَاهُ فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ فِي الثَّالِثَةِ، وَجَاءهُ بِوَعِيْدٍ، فَأَصْبَحَ، وَتَجَهَّزَ إِلَى العِرَاقِ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ البُيُوْتِ، إِذَا الَّذِي أَتَاهُ فِي مَنَامَهِ يَسِيْرُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا نَزَلَ فَقَدَهُ. قَالَ: فَجَاءَ، فَوَقَفَ عَلَى بَابِ العَلاَءِ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَنْتَ العَلاَءُ؟ قُلْتُ: لاَ، انْزِلْ -رَحِمَكَ اللهُ- فَضَعْ رَحْلَكَ. قَالَ: لاَ، أَيْنَ العَلاَءُ؟ قُلْتُ: فِي المَسْجِدِ. فَجَاءَ العَلاَءُ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلَ تَبَسَّمَ فَبَدَتْ ثَنِيَّتُهُ، فَقَالَ: هَذَا وَالله هو فقال العلاء: هلا حططت رحل الرَّجُلِ إلَّا أَنْزَلْتَهُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: فَأَبَى قَالَ العَلاَءُ: انْزِلْ رَحِمَكَ اللهُ قَالَ: أَخْلِنِي فَدَخَلَ العَلاَءُ مَنْزِلَهُ وَقَالَ: يَا أَسْمَاءُ تَحَوَّلِي فَدَخَلَ الرَّجُلُ فَبَشَّرَهُ بِرُؤْيَاهُ ثُمَّ خَرَجَ فَرَكِبَ وَأَغْلَقَ العَلاَءُ بَابَهُ وَبَكَى ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ أَوْ قَالَ: سَبْعَةً لاَ يَذُوْقُ فِيْهَا طَعَاماً وَلاَ شَرَاباً فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ فِي خِلاَلِ بُكَائِهِ: أَنَا أَنَا وَكُنَّا نَهَابُهُ أَنْ نَفْتَحَ بَابَهُ وَخَشِيْتُ أَنْ يَمُوْتَ فَأَتَيْتُ الحَسَنَ فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ فَجَاءَ فَدَقَّ عَلَيْهِ فَفَتَحَ وَبِهِ مِنَ الضُّرِّ شيء الله به علم ثُمَّ كَلَّمَ الحَسَنَ فَقَالَ وَمِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ إِنْ شَاءَ اللهُ أَفَقَاتِلٌ نَفْسَكَ أَنْتَ قَالَ هِشَامٌ فَحَدَّثَنَا العَلاَءُ لِي وَللْحَسَنِ بِالرُّؤْيَا وَقَالَ: لاَ تُحَدِّثُوا بِهَا مَا كُنْتُ حَيّاً. قَتَادَةُ، عَنِ العَلاَءِ بنِ زِيَادٍ، قَالَ: مَا يَضُرُّكَ شَهِدْتَ عَلَى مُسْلِمٍ بِكُفْرٍ، أَوْ قَتَلْتَهُ. وَقَالَ هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ: كَانَ العَلاَءُ يَصُوْمُ حَتَّى يَخْضَرَّ، وَيُصَلِّي حَتَّى يَسْقُطَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَنَسٌ وَالحَسَنُ، فَقَالاَ: إِنَّ اللهَ لَمْ يَأْمُرْكَ بِهَذَا كُلِّهِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ مُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الحَسَنِ عَلَى العَلاَءِ بنِ زِيَادٍ، وَقَدْ أَسَلَّهُ الحُزْنُ، وَكَانَتْ لَهُ أُخْتٌ تَنْدِفُ عَلَيْهِ القُطْنَ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا عَلاَءُ؟ قَالَ: وَاحُزْنَاهُ عَلَى الحُزْنِ. حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، عَنِ العَلاَءِ بنِ زِيَادٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ فِي النَّوْمِ، يَتْبَعُوْنَ شَيْئاً، فَتَبِعْتُهُ، فَإِذَا عَجُوْزٌ كَبِيْرَةٌ هَتْمَاءُ عَوْرَاءُ، عَلَيْهَا من كل حلية وَزِيْنَةٍ، فَقُلْتُ: مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الدُّنْيَا. قُلْتُ: أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُبَغِّضَكِ إِلَيَّ. قَالَتْ: نَعَمْ، إِنْ أَبْغَضْتَ الدَّرَاهِمَ. رَوَى الحَارِثُ بنُ نَبْهَانَ، عَنْ هَارُوْنَ بنِ رِئَابٍ، عَنِ العَلاَءِ، بِنَحْوِهِ. جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ زِيَادٍ أَخُو العَلاَءِ: أَنَّ العَلاَءَ كَانَ يحيى ليلة

الجُمُعَةِ، فَنَامَ لَيْلَةَ جُمُعَةٍ، فَأَتَاهُ مَنْ أَخَذَ بِنَاصِيَتِهِ، فَقَالَ: قُمْ يَا ابْنَ زِيَادٍ، فَاذْكُرِ اللهَ يَذْكُرْكَ. فَقَامَ، فَمَا زَالَتْ تِلْكَ الشَّعْرَاتُ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْهُ قَائِمَةً حَتَّى مَاتَ. قَالَ البُخَارِيُّ فِي تَفْسِيْر "حم، المُؤْمِنُ" فِي: {لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّه} [الزُّمَرُ: 53] ، رَوَى حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، عَنِ العَلاَءِ بنِ زِيَادٍ، قَالَ: رأيت في النوم دنيا عَجُوْزاً شَوْهَاءَ هَتْمَاءَ، عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِيْنَةٍ وَحِلْيَةٍ، وَالنَّاسُ يَتْبَعُوْنَهَا، قُلْتُ مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ: الدُّنْيَا وَذَكَرَ الحِكَايَةَ1. ذَكَرَ أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ: أَنَّ العَلاَءَ بنَ زِيَادٍ تُوُفِّيَ فِي أَخَرَةِ وِلاَيَةِ الحَجَّاجِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ الأَسَدِيِّ: أَخْبَرَكُم يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا فَارُوْقٌ وَحَبِيْبُ بنُ الحَسَنِ فِي جَمَاعَةٍ، قَالُوا: أَنْبَأَنَا أبو مسلم الكشي، حدثنا عمرو بنُ مَرْزُوْقٍ، أَنْبَأَنَا عِمْرَانُ القَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ العَلاَءِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الجَنَّةُ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ" رَوَاهُ مَطَرٌ الوَرَّاقُ، عَنِ العَلاَءِ، مِثْلَهُ إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ2. فَأَمَّا "العَلاَءُ بنُ زِيَادٍ": فَشَيْخٌ آخَرُ، بَصْرِيٌّ، يَرْوِي عَنِ: الحُسَيْنِ، رَوَى عَنْهُ: حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، رَوَى لَهُ: النَّسَائِيُّ. وَقَدْ جَعَلَ شَيْخُنَا أَبُو الحَجَّاجِ الحَافِظُ التَّرْجَمَتَيْنِ وَاحِدَةً، وَلاَ يستقيم ذلك.

_ 1 ليس في صحيح البخاري، إنما أورد البخاري "8/ 553" في ترجمة الباب "40 سورة المؤمن" عن العلاء بن زياد قال: كان العلاء بن زياد يذكر النار، فقال رجل: لم تقنط الناس؟ قال: وأنا أقدر أن أقنط الناس؟ والله -عز وجل- يقول: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53] ،، ويقول: {وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} [غافر: 43] ، ولكنكم تحبون أن تبشروا بالجنة على مساوئ أعمالكم، وإنما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بمشرا بالجنة لمن أطاعه، ومنذرا بالنار لمن عصاه". 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 362"، والبزار "3509"، والطبراني في "الأوسط" "2553"، وأبو نعيم في "الحلية" "2/ 248"، وفي "صفة الجنة" له "137" من طريق عِمْرَانُ القَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ العَلاَءِ بنِ زياد العدوي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "بناء الجَنَّةُ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ".

عبد الله بن معقل، عبد الله بن معبد، أبو العالية

عبد الله بن معقل، عبد الله بن معبد، أبو العالية 451- عبد الله بن معقل 1: "خ، م، د، س" ابن مقرن، الإِمَامُ، أَبُو الوَلِيْدِ المُزَنِيُّ، الكُوْفِيُّ. لأَبِيْهِ صُحْبَةٌ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ. وَعَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَكَعْبِ بنِ عُجْرَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ سُلَيْمَانُ بنُ فَيْرُوْزٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. ذَكَرَهُ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، مِنْ خِيَارِ التَّابِعِيْنَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ. 452- عَبْدُ اللهِ بنُ مَعْبَدٍ 2: "م، 4" الزماني، بصري، ثقة، جليل. رَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي قَتَادَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَغَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ: قَبْلَ المائَةِ. 453- أَبُو العالية 3: "ع" رفيع بن مهران، الإِمَامُ، المُقْرِئُ، الحَافِظُ، المُفَسِّرُ، أَبُو العَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ، البصري، أحد الأعلام. كان مولى لامرأة بَنِي رِيَاحِ بنِ يَرْبُوْعٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي تَمِيْمٍ. أَدْرَك زَمَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ شَابٌّ، وَأَسْلَمَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ. وَسَمِعَ مِنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي مُوْسَى، وَأَبِي أَيُّوْبَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَزَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، وَعِدَّةٍ. وَحَفِظَ القُرْآنَ، وَقَرَأَهُ عَلَى: أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَتَصَدَّرَ لإِفَادَةِ العِلْمِ، وَبعُدَ صِيْتُهُ. قَرَأَ عَلَيْهِ: أَبُو عَمْرٍو بنُ العَلاَءِ -فِيْمَا قِيْلَ- وَمَا ذَاكَ بِبَعِيْدٍ فَإِنَّهُ تَمِيْمِيٌّ، وَكَانَ مَعَهُ بِبَلَدِهِ، وَأَدْرَكَ مِنْ حَيَاةِ أَبِي العالية نيفًا وعشرين سنة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 175"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 615"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 780"، الكاشف "2/ ترجمة 3037"، تاريخ الإسلام "3/ 270"، تهذيب التهذيب "6/ 40"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3837". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 622"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 805"، الكاشف "2/ ترجمة 3036"، تاريخ الإسلام "3/ 270"، تهذيب التهذيب "6/ 40"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة رقم "3836". 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 112"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1103"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2312"، الحلية لأبي نعيم "2/ 217"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 50"، تاريخ الإسلام "3/ 319" و "4/ 79"، العبر "1/ 109"، الإصابة "1/ ترجمة 2740"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2100".

قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ أَبُو العَالِيَةِ القِرَاءةَ عَرْضاً عَنْ: أُبَيٍّ، وَزَيْدٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. وَيُقَالُ: قَرَأَ عَلَى عُمَرَ. رَوَى عَنْهُ القِرَاءةَ عَرْضاً شُعَيْبُ بنُ الحَبْحَابِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ أَبُو العَالِيَةِ: قَرَأْتُ القُرْآنَ بَعْد وَفَاةِ نَبِيِّكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشْرِ سِنِيْنَ. وَرَوَى مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَغَيْرُهُ، عَنْ هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيْرِيْنَ، قَالَتْ: قَالَ لِي أَبُو العَالِيَةِ: قَرَأْتُ القُرْآنَ عَلَى عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ثَلاَثَ مِرَارٍ. وَعَنْ أَبِي خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَرْفَعُنِي عَلَى السَّرِيْرِ، وَقُرَيْشٌ أَسْفَلَ مِنَ السَّرِيْرِ، فَتَغَامَزَتْ بِي قُرَيْشٌ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَكَذَا العِلْمُ يَزِيْدُ الشَّرِيْفَ شَرَفاً، وَيُجْلِسُ المَمْلُوْكَ عَلَى الأَسِرَّةِ. قُلْتُ: هَذَا كَانَ سَرِيْرَ دَارِ الإِمْرَةِ، لَمَّا كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ مُتَوَلِّيَهَا لِعَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ: وَلَيْسَ أَحَدٌ بَعْدَ الصَّحَابَةِ أَعْلَمَ بِالقُرْآنِ مِنْ أَبِي العَالِيَةِ، وَبَعْدَهُ: سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ. وَقَدْ وَثَّقَ أَبَا العَالِيَةِ: الحَافِظَانِ؛ أبو زرعة، وأبو حاتم. قَالَ خَالِدٌ أَبُو المُهَاجِرِ: عَنْ أَبِي العَالِيَةِ: كُنْتُ بِالشَّامِ مَعَ أَبِي ذَرٍّ. وَقَالَ أَبُو خلدة خالد بن دينار: سمعت أبو العَالِيَةِ يَقُوْلُ: كُنَّا عَبِيْداً مَمْلُوْكِيْنَ، مِنَّا مَنْ يُؤَدِّي الضَّرَائِبَ، وَمِنَّا مَنْ يَخْدُمُ أَهْلَهُ، فَكُنَّا نَخْتِمُ كُلَّ لَيْلَةٍ، فَشَقَّ عَلَيْنَا، حَتَّى شَكَا بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَلَقِيْنَا أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَلَّمُوْنَا أَنْ نَخْتِمَ كُلَّ جُمُعَةٍ، فَصَلَّيْنَا، وَنِمْنَا، وَلَمْ يَشُقَّ عَلَيْنَا. قَالَ أَبُو خَلْدَةَ ذُكِرَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ لأَبِي العَالِيَةِ، فَقَالَ: رَجُلٌ مُسْلِمٌ، يَأْمُرُ بِالمَعْرُوْفِ، وَيَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ، وَأَدْرَكْنَا الخَيْرَ، وَتَعَلَّمْنَا قَبْلَ أَنْ يُوْلَدَ. وَكُنْتُ آتِي ابْنَ عَبَّاسٍ، وَهُوَ أَمِيْرُ البَصْرَةِ، فَيُجْلِسُنِي عَلَى السَّرِيْرِ، وَقُرَيْشٌ أَسْفَلُ. وَرَوَى جَرِيْرٌ، عَنْ مُغِيْرَةَ، قَالَ: كَانَ أَشْبَهُ أَهْلِ البَصْرَةِ عِلْماً بِإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ أَبُو العَالِيَةِ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ: عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ: كُنْتُ أَرْحَلُ إِلَى الرَّجُلِ مَسِيْرَةَ أَيَّامٍ لأَسْمَعَ مِنْهُ، فَأَتَفَقَّدُ صَلاَتَهُ، فَإِنْ وَجَدْتُهُ يُحْسِنُهَا، أَقَمْتُ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَجِدْهُ يُضِيِّعُهَا، رَحَلْتُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ، وَقُلْتُ: هُوَ لما سواها أضيع. قال شعيب بن الحباب: حَابَيْتُ أَبَا العَالِيَةِ فِي ثَوْبٍ، فَأَبَى أَنْ يَشْتَرِيَ مِنِّي الثَّوْبَ. قَالَ أَبُو خَلْدَةَ: قَالَ أَبُو العَالِيَةِ: لَمَّا كَانَ زَمَانُ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ، وَإِنِّي لَشَابٌّ، القِتَالُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الطَّعَامِ الطَّيِّبِ، فَتَجَهَّزْتُ بِجَهَازٍ حَسَنٍ حَتَّى أَتَيْتُهُم، فَإِذَا صفان ما يرى طرفهما، إذا

كبر هؤلاء، كبر هؤلاء, وإذا هلل هَؤُلاَءِ، هَلَّلَ هَؤُلاَءِ, فَرَاجَعْتُ نَفْسِي، فَقُلْتُ: أَيُّ الفَرِيْقَيْنِ أُنَزِّلُهُ كَافِراً؟ وَمَنْ أَكْرَهَنِي عَلَى هَذَا؟ قَالَ: فَمَا أَمْسَيْتُ حَتَّى رَجَعْتُ، وَتَرَكْتُهُم. قَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ: كَانَ أَبُو العَالِيَةِ إِذَا جَلَسَ إِلَيْهِ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعَةٍ قَامَ، فَتَرَكَهُم. مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ: أَنْتُم أَكْثَرُ صَلاَةً وَصِيَاماً مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُم، وَلَكِنَّ الكَذِبَ قَدْ جَرَى عَلَى أَلْسِنَتِكُم. زَيْدُ بنُ الحُبَابِ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ دِيْنَارٍ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ: تَعَلَّمْتُ الكِتَابَةَ وَالقُرْآنَ، فَمَا شَعَرَ بِي أَهْلِي، وَلاَ رُئِيَ فِي ثَوْبِي مِدَادٌ قَطُّ. ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ عَاصِماً الأَحْوَلَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ: تَعَلَّمُوا القُرْآنَ، فَإِذَا تَعْلَّمْتُمُوْهُ، فَلاَ تَرْغَبُوا عَنْهُ، وَإِيَّاكُم وَهَذِهِ الأَهْوَاءَ، فَإِنَّهَا تُوْقِعُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ بَيْنَكُم، فَإِنَّا قَدْ قَرَأْنَا القُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ يَعْنِي: عُثْمَانَ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ الحَسَنَ، فَقَالَ: قَدْ نَصَحَكَ وَاللهِ وَصَدَقَكَ. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ: مَا مَسَسْتُ ذَكَرِي بِيَمِيْنِي منذُ سِتِّيْنَ، أَوْ سَبْعِيْنَ سَنَةً. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، أَنَّ أَبَا العَالِيَةِ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لاَ يَهْلِكَ عَبْدٌ بَيْنَ نِعْمَتَيْنِ: نِعْمَةٍ يَحْمَدُ الله عليها، وذنب يستغفر الله منه. وَقَالَ أَبُو خَلْدَةَ: سَمِعْتُ أَبَا العَالِيَةِ يَقُوْلُ: تَعَلَّمُوا القُرْآنَ خَمْسَ آيَاتٍ، خَمْسَ آيَاتٍ، فَإِنَّهُ أَحْفَظُ عَلَيْكُم، وَجِبْرِيْلُ كَانَ يَنْزِلُ بِهِ خَمْسَ آيَاتٍ، خَمْسَ آيَاتٍ. قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، عَنْ مُغِيْرَةَ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ: أَبُو العَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ. أَبُو خَلْدَةَ، قَالَ: كَانَ أَبُو العَالِيَةِ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابٌ، يُرَحِّبُ بِهِم، وَيَقْرَأُ: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُم} [الأَنْعَامُ:54] . مُحَمَّدُ بنُ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الرَّبِيْعِ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ: إِنَّ اللهَ قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّ: مَنْ آمَنَ بِهِ هَدَاهُ، وَتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التَّغَابُنُ:11] . وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، وَتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطَّلاَقُ: 3] . وَمَنْ أَقْرَضَهُ جَازَاهُ، وَتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} [البَقَرَةُ: 245] . وَمَنِ اسْتَجَارَ مِنْ عَذَابِهِ أَجَارَهُ، وَتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} [آلُ عِمْرَانَ: 103] ،

وَالاعْتِصَامُ: الثِّقَةُ بِاللهِ. وَمَنْ دَعَاهُ أَجَابَهُ، وَتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان} [البقرة: 186] . وَمِنْ مَرَاسِيْلِ أَبِي العَالِيَةِ الَّذِي صَحَّ إِسْنَادُهُ إِلَيْهِ: الأَمْرُ بِإِعَادَةِ الوُضُوْءِ، وَالصَّلاَةِ عَلَى مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلاَةِ. وَبِهِ يَقُوْلُ أَبُو حَنِيْفَةَ، وَغَيْرُهُ مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: حَدِيْث أَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ يَعْنِي: مَا يُرْوَى فِي الضَّحِكِ فِي الصَّلاَةِ. وَرَوَى حَمَّادُ بن زيد، عن شعيب بن الحجباب، قَالَ: قَالَ أَبُو العَالِيَةِ: اشْتَرَتْنِي امْرَأَةٌ، فَأَرَادَتْ أَنْ تُعْتِقَنِي، فَقَالَ بَنُوْ عَمِّهَا: تُعْتِقِيْنَهُ، فَيَذْهَبَ إِلَى الكُوْفَةِ، فَيَنْقَطِعَ؟! فَأَتَتْ لِي مَكَاناً فِي المَسْجِدِ، فَقَالَتْ: أَنْتَ سَائِبَةٌ -تُرِيْدُ: لاَ وَلاَء لأَحَدٍ عَلَيْكَ- قَالَ: فَأَوْصَى أَبُو العَالِيَةِ بِمَالِهِ كُلِّهِ. وَقَالَ أَبُو خَلْدَةَ: عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ مَالٍ، فَثُلُثُهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ، وَثُلثُهُ فِي أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثُلُثُهُ فِي الفُقَرَاءِ. قُلْتُ لَهُ: فَأَيْنَ مَوَالِيْكَ؟ قَالَ السَّائِبَةُ يَضَعُ نَفْسَهُ حَيْثُ شَاءَ. هَمَّامُ بنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ: قَرَأْتُ المُحْكَمَ بَعْد وَفَاةِ نَبِيِّكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشْرِ سِنِيْنَ فَقَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ بِنِعْمَتَيْنِ لاَ أَدْرِي أَيُّهُمَا أَفَضْلُ أَنْ هَدَانِي لِلإِسْلاَمِ ولم يجعلني حروريًا1. قَالَ أَبُو خَلْدَةَ: سَمِعْتُ أَبَا العَالِيَةِ يَقُوْلُ: زَارَنِي عَبْدُ الكَرِيْمِ أَبُو أُمَيَّةَ، وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ صُوْفٌ فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا زِيُّ الرُّهْبَانِ، إِنَّ المُسْلِمِيْنَ إِذَا تَزَاوَرُوا، تَجَمَّلُوا. وَرَوَى حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ: أَنَّ أَبَا العَالِيَةِ أَوْصَى مُوَرِّقاً العِجْلِيَّ أَنْ يَجْعَلَ فِي قَبْرِهِ جَرِيْدَتَيْنِ. وَقَالَ مُوَرِّقٌ: وَأَوْصَى بُرَيْدَةُ الأَسْلَمِيُّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنْ يُوْضَعَ فِي قَبْرِهِ جَرِيْدَتَانِ2. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ الأَسَدِيِّ: أَخْبَرَكُمُ ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ: مَا تَرَكَ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- حِيْنَ رُفِعَ إلى مِدْرَعَةَ صُوْفٍ، وَخُفَّيْ رَاعٍ، وَقَذَّافَةً يَقْذِفُ بِهَا الطَّيْرَ. قَالَ أَبُو خَلْدَةَ: مَاتَ أَبُو العَالِيَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعِيْنَ. وَقَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مات سنة ثلاث وتسعين. وشد المَدَائِنِيُّ، فَوَهِمَ، وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَةٍ.

_ 1 الحرورية نسبة إلى حروراء: قرية من قرى الكوفة، تجمع فيها المحكمة الأولى الذين خرجوا على علي بن أبي طالب بعد تحكيم المحكمين، فاجتمعوا فيها، وكان رأسهم عبد الله بن الكواء، وحر قوص بن زهير البجلي المعروف بذي الثدية، وعدة فكفروا عليا وتبرؤوا منه فحاربهم بالنهروان فقتلهم وقتل ذا الثدية راجع الملل والنحل للشهرستاني "1/ 115". 2 أخرجه البخاري معلقًا "3/ 222" باب الجريدة على القبر، ووصله ابن سعد في "الطبقات" "7/ 8" من طريق عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول قال: قال مورق: أوصى بريدة الأسلمي أن توضع في قبره جريدتان. فكمان مات بأدتى خراسان فلم توجد إلا في جوالق حمار".

عمران بن حطان

454- عمران بن حطان 1: "خ، د، ت". ابن ظبيان، السدوسي البَصْرِيُّ. مِنْ أَعْيَانِ العُلَمَاءِ، لَكِنَّهُ مِنْ رُؤُوْسِ الخَوَارِجِ. حَدَّثَ عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ سِيْرِيْنَ، وَقَتَادَةُ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ فِي أَهْلِ الأَهْوَاءِ أَصَحُّ حَدِيْثاً مِنَ الخَوَارِجِ. ثُمَّ ذَكَرَ عِمْرَانَ بنَ حِطَّانَ، وَأَبَا إحسان الأَعْرَجَ. قَالَ الفَرَزْدَقُ: عِمْرَانُ بنُ حِطَّانَ مِنْ أَشْعَرِ النَّاسِ؛ لأَنَّهُ لَوْ أَرَادَ أَنْ يَقُوْلَ مِثْلَنَا، لَقَالَ، وَلَسْنَا نَقْدِرُ أَنْ نَقُوْلَ مِثْلَ قَوْلِهِ. حَدَّثَ سَلَمَةُ بنُ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، قَالَ: تَزَوَّجَ عِمْرَانُ خَارِجِيَّةً، وَقَالَ: سَأَرُدُّهَا. قَالَ: فَصَرَفَتْهُ إِلَى مَذْهَبِهَا. فَذَكَرَ المَدَائِنِيُّ: أَنَّهَا كَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ، وَكَانَ دَمِيْماً، فَأَعْجَبَتْهُ يَوْماً، فَقَالَتْ: أَنَا وَأَنْتَ فِي الجَنَّةِ، لأَنَّكَ أُعْطِيْتَ، فَشَكَرْتَ، وَابْتُلِيْتُ، فَصَبَرْتُ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: بَلَغَنَا أَنَّ عِمْرَانَ بنَ حِطَّانَ كَانَ ضَيْفاً لِرَوْحِ بنِ زِنْبَاعٍ، فَذَكَرَهُ لِعَبْدِ المَلِكِ، فَقَالَ: اعْرِضْ عَلَيْهِ أن يأتينا. فهرب، وكتب:

_ قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات. 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 155"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2822"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1643"، الكاشف "2/ ترجمة 4330"، تاريخ الإسلام "3/ 284"، "العبر "1/ 98"، تهذيب التهذيب "8/ 127"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5425"، شذرات الذهب "1/ 95"، خزانة الأدب "350".

يَا رَوْحُ كَمْ مِنْ كَرِيْمٍ قَدْ نَزَلْتُ به ... قد ظن مِنْ لَخْمٍ وَغَسَّانِ؟ حَتَّى إِذَا خِفْتُهُ زَايَلْتُ مَنْزِلَهُ ... مِنْ بَعْدِ مَا قِيْلَ عِمْرَانُ بنُ حِطَّانِ قَدْ كنْتُ ضَيْفَكَ حَوْلاً مَا تُرَوِّعُنِي ... فِيْهِ طَوَارِقُ مِنْ إِنْسٍ وَلاَ جَانِ حَتَّى أَرَدْتَ بِيَ العُظْمَى فَأَوْحَشَنِي ... مَا يُوْحِشُ النَّاسَ مِنْ خَوْفِ ابْنِ مَرْوَانِ لَوْ كُنْتُ مُسْتَغْفِراً يَوْماً لِطَاغِيَةٍ ... كُنْتَ المُقَدَّمَ فِي سِرٍّ وَإِعْلاَنِ لَكِنْ أَبَتْ لِي آيَاتٌ مُفَصَّلَةٌ ... عَقْدَ الوِلاَيَةِ فِي "طه" وَ"عِمْرَانِ" وَمِنْ شِعْرِهِ فِي مَصْرَعِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا ... إِلاَّ لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي العَرْشِ رِضْوَانَا إِنِّي لأَذْكُرُهُ حِيْناً فأحسبه ... أو فى البَرِيَّةِ عِنْدَ اللهِ مِيْزَانَا أَكْرِمْ بِقَوْمٍ بُطُوْنُ الطِّيْرِ قَبْرُهُمُ ... لَمْ يَخْلِطُوا دِيْنَهُم بَغْياً وَعُدْوَانَا فَبَلَغَ شِعْرُهُ عَبْدَ المَلِكِ بنَ مَرْوَانَ, فَأَدْرَكَتْهُ حمية لقرابته من علي -رضي اللهُ عَنْهُ- فَنَذَرَ دَمَهُ وَوَضَعَ عَلَيْهِ العُيُوْنَ. فَلَمْ تَحْمِلْهُ أَرْضٌ فَاسْتَجَارَ بِرَوْحِ بنِ زِنْبَاعٍ, فَأَقَامَ فِي ضِيَافَتِهِ, فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنَ الأَزْدِ. فَبَقِي عِنْدَهُ سَنَةً فَأَعْجَبَهُ, إِعْجَاباً شَدِيْداً فَسَمَرَ رَوْحٌ لَيْلَةً عِنْدَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ فَتَذَاكَرَا شِعْرَ عِمْرَانَ هَذَا. فَلَمَّا انْصَرَفَ رَوْحٌ, تَحَدَّثَ مَعَ عِمْرَانَ بِمَا جَرَى, فَأَنْشَدَهُ بَقِيَّةَ القَصِيْدِ فَلَمَّا عَادَ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ قَالَ: إِنَّ فِي ضِيَافَتِي رَجُلاً مَا سَمِعْتُ مِنْهُ حَدِيْثاً قَطُّ إلَّا وَحَدَّثَنِي بِهِ وَبِأَحْسَنَ مِنْهُ, وَلَقَدْ أَنْشَدَنِي تِلْكَ القَصِيْدَةَ كُلَّهَا. قَالَ: صِفْهُ لِي فَوَصَفَهُ لَهُ قَالَ: إِنَّكَ لَتَصِفُ عِمْرَانَ بنَ حِطَّانَ, اعْرِضْ عَلَيْهِ أَنْ يَلْقَانِي قَالَ: فَهَرَبَ إِلَى الجَزِيْرَةِ ثُمَّ لَحِقَ بِعُمَانَ فَأَكْرَمُوْهُ. وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَقِيَنِي عِمْرَانُ بنُ حِطَّانَ, فَقَالَ: يَا أَعْمَى احْفَظْ عَنِيِّ هَذِهِ الأَبْيَاتَ: حَتَّى مَتَى تُسْقَى النُّفُوْسُ بِكَأْسِهَا ... رَيْبَ المَنُوْنِ وَأَنْتَ لاَهٍ تَرْتَعُ؟ أَفَقَدْ رَضِيْتَ بِأَنْ تُعَلَّلَ بِالمُنَى ... وَإِلَى المَنِيَّةِ كُلَّ يَوْمٍ تُدْفَعُ؟ أَحْلاَمُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ ... إِنَّ اللَّبِيْبَ بِمِثْلِهَا لاَ يُخْدَعُ فَتَزَوَّدَنَّ لِيَوْمِ فَقْرِكَ دَائِباً ... وَاجْمَعْ لِنَفْسِكَ لاَ لِغَيْرِكَ تَجْمَعُ وَبَلَغَنَا أَنَّ الثَّوْرِيَّ كَانَ كَثِيْراً مَا يَتَمَثَّلُ بِأَبْيَاتِ عِمْرَانَ هَذِهِ أَرَى أَشْقِيَاءَ النَّاسِ لاَ يَسْأَمُوْنَهَا ... عَلَى أَنَّهُمْ فِيْهَا عُرَاةٌ وَجُوَّعُ أَرَاهَا وَإِنْ كَانَتْ تُحِبُّ فَإِنَّهَا ... سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَلِيْلٍ تَقَشَّعُ كَرَكْبٍ قَضَوْا حَاجَاتِهِم وَتَرَحَّلُوا ... طَرِيْقُهُمُ بَادِي العَلاَمَةِ مَهْيَعُ قَالَ عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ الحَافِظُ: تُوُفِّيَ عمران بن حطان سنة أربع وثمانين.

عباد بن عبد الله

455- عباد بنُ عَبْدِ اللهِ 1: "ع" ابْنِ الزُّبَيْرِ بنِ العوام، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، القَاضِي، أَبُو يَحْيَى القُرَشِيُّ، الأَسَدِيُّ، كَانَ عَظِيْمَ المَنْزِلَةِ عِنْدَ وَالِدِهِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى القَضَاءِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَكَانُوا يَظنُّوْنَ أَنَّ أَبَاهُ تَعَهَّدَ إِلَيْهِ بِالخِلاَفَةِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَجَدَّتِهِ؛ أَسْمَاءَ، وَخَالَةِ أَبِيْهِ؛ عَائِشَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ يَحْيَى، وَابْنُ عَمِّهِ؛ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَابْنُ أَخِيْهِ؛ عَبْدُ الواحد بن حمزة، وابن عمه؛ بن مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَآخَرُوْنَ. وَلَهُ تَرْجَمَةٌ حَسَنَةٌ فِي "النَّسَبِ"2، وَلَمْ أَظْفَرْ لَهُ بوفاة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1592"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 419"، تهذيب التهذيب "5/ 98"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3312". 2 أي ترجمته في "نسب قريش" للزبير بن بكار "1/ 70" تحقيق الأستاذ محمود شاكر.

سعيد بن المسيب

456- سعيد بن المسيب 1: "ع" ابن حزن بن أَبِي وَهْبٍ بنِ عَمْرِو بنِ عَائِذِ بنِ عمران ابن مَخْزُوْمِ بنِ يَقَظَةَ، الإِمَامُ، العَلَمُ، أَبُو مُحَمَّدٍ القرشي المخزومي، عالم أهل المدينة, وَسَيِّدُ التَّابِعِيْنَ فِي زَمَانِهِ، وُلِدَ: لِسَنَتَيْنِ مَضَتَا مِنْ خِلاَفَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-. وَقِيْلَ: لأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْهَا, بِالمَدِيْنَةِ. رَأَى عُمَرَ، وَسَمِعَ عُثْمَانَ، وَعَلِيّاً، وَزَيْدَ بنَ ثَابِتٍ، وَأَبَا مُوْسَى، وَسَعْداً، وَعَائِشَةَ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ، وَمُحَمَّدَ بن سلمة، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَخَلْقاً سِوَاهُم، وَقِيْلَ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ. وَرَوَى عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ مُرْسَلاً وَبِلاَلٍ كَذَلِكَ وَسَعْدِ بنِ عُبَادَةَ كَذَلِكَ, وأبي ذرة, وَأَبِي الدَّرْدَاءِ كَذَلِكَ وَرِوَايَتُهُ عَنْ: عَلِيٍّ، وَسَعْدٍ، وَعُثْمَانَ، وَأَبِي مُوْسَى، وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ شَرِيْكٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَحَكِيْمِ بنِ حِزَامٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَأَبِيْهِ المُسَيِّبِ، وَأَبِي سَعِيْدٍ، فِي" الصَّحِيْحَيْنِ" وَعَنْ حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ، وَصَفْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ، وَمَعْمَرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَمُعَاوِيَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، فِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" وَرِوَايَتُهُ عَنْ: جُبَيْرِ، بنِ مُطْعِمٍ، وَجَابِرٍ، وَغَيْرِهِمَا. فِي "البُخَارِيِّ" وَرِوَايَتُهُ عَنْ عُمَرَ، فِي "السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ" وَرَوَى أَيْضاً: عَنْ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، وَسُرَاقَةَ بنِ مَالِكٍ، وَصُهَيْبٍ، وَالضَّحَّاكِ بنِ سُفْيَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَرِوَايَتُهُ عَنْ: عَتَّابِ، بنِ أَسِيْدٍ، فِي "السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ"، وَهُوَ مُرْسَلٌ. وَأَرْسَلَ عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ: أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ. وَكَانَ زَوْجَ بِنْتِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيْثِهِ. رَوَى عن خَلْقٌ، مِنْهُم: إِدْرِيْسُ بنُ صَبِيْحٍ، وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدِ اللَّيْثِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أُمَيَّةَ، وَبَشِيْرٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَرْمَلَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، وَعَبْدُ المَجِيْدِ بنُ سُهَيْلٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ العَبْدِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ حَكِيْمٍ، وَعَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ، وَعُقْبَةُ بنُ حُرَيْثٍ، وَعَلِيُّ بنُ جُدْعَانَ، وَعَلِيُّ بنُ نُفَيْلٍ الحَرَّانِيُّ، وَعُمَارَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ طُعْمَةَ، وَعَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَعَمْرُو بنُ مُرَّةَ، وَعَمْرُو بنُ مُسْلِمٍ اللَّيْثِيُّ، وَغَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ، وَالقَاسِمُ بنُ عَاصِمٍ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَقَتَادَةُ، وَمُحَمَّدُ بنُ صَفْوَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَبِيْبَةَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَطَاءٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَابْنُ المُنْكَدِرِ، وَمَعْبَدُ بنُ هُرْمُزَ، وَمَعْمَرُ بنُ أَبِي حَبِيْبَةَ، وَمُوْسَى بنُ وَرْدَانَ، وَمَيْسَرَةُ الأَشْجَعِيُّ، وَمَيْمُوْنُ بنُ مِهْرَانَ، وَأَبُو سُهَيْلٍ نَافِعُ بنُ مَالِكٍ، وَأَبُو مَعْشَرٍ نَجِيْحٌ السِّنْدِيُّ، -وَهُوَ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ- وَهَاشِمُ بنُ هَاشِمٍ الوَقَّاصِيُّ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَيَزِيْدُ بنُ قُسَيْطٍ، وَيَزِيْدُ بنُ نُعَيْمِ بنِ هَزَّالٍ، وَيَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الأَشَجِّ، وَيُوْنُسُ بنُ سَيْفٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الخَطْمِيُّ، وَأَبُو قُرَّةَ الأَسَدِيُّ، مِنْ "التَّهْذِيْبِ". وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ, وَبُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ, وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ, وَسَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, وَعَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ, وَشَرِيْكُ بنُ أَبِي نَمِرٍ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَرْمَلَةَ, وَبَشَرٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ مِمَّنْ بَرَّزَ فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ وَقَعَ لَنَا جُمْلَةٌ مِنْ عَالِي حَدِيْثِهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ القَرَافِيُّ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكَاتِبُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الشَّافِعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أحمد الطرائفي، ومحمد ابن عَلِيِّ بنِ الدَّايَةِ، قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، بنِ المُسْلِمَةِ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، سَنَةَ ثَمَانِيْنَ

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "2/ 379" و "5/ 119"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1698"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 262"، الكنى للدولابي "2/ 96"، حلية الأولياء "2/ 161"، تاريخ الإسلام "4/ 4 و 118" الكاشف "1/ ترجمة 1979"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 38"، العبر "1/ 110"، تهذيب التهذيب "4/ 84"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2542"، النجوم الزاهرة "1/ 228"، شذرات الذهب "1/ 102".

وثلاث مائة، أنبأنا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ: رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ مَنْ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ". هَذَا صَحِيْحٌ، عَالٍ، فِيْهِ دَلِيْلٌ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الخِصَالَ مِنْ كِبَارِ الذُّنُوْبِ أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ، عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً عَالِياً مَعَ عُلُوِّهِ فِي نَفْسِهِ لِمُسْلِمٍ وَلَنَا فَإِنَّ أَعْلَى أَنْوَاعِ الإِبْدَالِ أَنْ يَكُوْنَ الحَدِيْثُ مِنْ أَعْلَى حَدِيْثِ صَاحِبِ ذَلِكَ الكِتَابِ وَيَقَعُ لَكَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ أَعْلَى بِدَرَجَةٍ أَوْ أَكْثَرَ وَاللهُ أَعْلَمُ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ الآدَمِيُّ "ح"، وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، قَالاَ: أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ يُوْسُفُ سَمَاعاً، وَقَالَ الآخَرُ إِجَازَةً: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا، أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ دَاوُدَ المَكِّيُّ، حَدَّثَنَا حَبِيْبٌ كَاتِبُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ: رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَالَ لِي جِبْرِيْلُ لِيَبْكِ الإِسْلاَمُ عَلَى مَوْتِ عُمَرَ"1. هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ. وَحَبِيْبٌ: لَيْسَ بِثِقَةٍ، مَعَ أَنَّ سَعِيْداً عَنْ أُبَيٍّ: مُنْقَطِعٌ. عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المُخْتَارِ، عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ بنِ حَزْنٍ: أَنَّ جَدَّهُ حَزْناً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "مَا اسْمُكَ؟ " قَالَ: حزن. قَالَ: "بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ". قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ اسْمٌ سَمَّانِي بِهِ أَبَوَايَ, وَعُرِفْتُ بِهِ فِي النَّاسِ. فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَعِيْدٌ: فَمَا زِلْنَا تُعْرَفُ الحُزُوْنَةُ فِيْنَا أَهْلَ البَيْتِ. هَذَا حَدِيْثٌ مُرْسَلٌ، وَمَرَاسِيْلُ سَعِيْدٍ مُحْتَجٌّ بِهَا. لَكِنَّ عَلِيَّ بنَ زَيْدٍ: لَيْسَ بِالحُجَّةِ. وَأَمَّا الحَدِيْثُ فَمَرْوِيٌّ بِإِسْنَادٍ صَحِيْحٍ مُتَّصِلٍ، وَلَفْظُهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: "مَا اسْمُكَ؟ ". قَالَ: حَزْنٌ. قَالَ: "أَنْتَ سَهْلٌ" فَقَالَ: لاَ أُغَيِّرُ اسْماً سَمَّانِيْهِ أَبِي قَالَ سَعِيْدٌ: فَمَا زَالَتْ تلك الحزونة فينا بعد2.

_ 1 ضعيف جدًا: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "2/ 175"، وفي إسناده حبيب بن أبي حبيب المصري كاتب مالك، متروك، كذبه أبو داود وجماعة، وفيه الانقطاع بين سعيد وأبي. 2 صحيح: أخرجه البخاري "6190" من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابن المسيب، عن أبيه، به.

العَطَّافُ بنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: مَا فَاتَتْنِي الصَّلاَةُ فِي جَمَاعَةٍ مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ حَكِيْمٍ، سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ يَقُوْلُ: مَا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ مُنْذُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، إلَّا وَأَنَا فِي المَسْجِدِ. إِسْنَادُهُ ثَابِتٌ. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ حَازِمٍ: أَنَّ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ. مِسْعَرٌ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، سَمِعَ ابْنَ المُسَيِّبِ يَقُوْلُ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ أَبُو بَكْرٍ ولا عمر مني. أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ذَكَرَ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ، فَقَالَ: هُوَ -وَاللهِ- أَحَدُ المُفْتِيْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ: مُرْسَلاَتُ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ صِحَاحٌ. وَقَالَ قَتَادَةُ، وَمَكْحُوْلٌ، وَالزُّهْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ -وَاللَّفْظُ لِقَتَادَةَ: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ مِنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لاَ أَعْلَمُ فِي التَّابِعِيْنَ أَحَداً أَوْسَعَ عِلْماً مِنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، هُوَ عِنْدِي أَجَلُّ التَّابِعِيْنَ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَرْمَلَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ المُسَيِّبِ يَقُوْلُ: حَجَجْتُ أَرْبَعِيْنَ حِجَّةً. قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: كَانَ سَعِيْدٌ يُكْثِرُ أَنْ يَقُوْلَ فِي مَجْلِسِهِ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. مَعْنٌ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: قَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: إِنْ كُنْتُ لأَسِيْرُ الأَيَّامَ وَاللَّيَالِيَ فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ الوَاحِدِ. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ طَرِيْفٍ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ يَعْقُوْبَ، سَمِعَ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ، يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مِنْ عُمَرَ كَلِمَةً مَا بَقِيَ أَحَدٌ سَمِعَهَا غَيْرِي. أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ بُكَيْرِ بنِ الأَخْنَسِ، عن سعيد بن المُسَيِّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ عَلَى المِنْبَرِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: لاَ أَجِدُ أَحَداً جَامَعَ فَلَمْ يَغْتَسِلْ, أَنْزَلَ أَوْ لَمْ يُنْزِلْ إلَّا عَاقَبْتُهُ. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: وُلِدْتُ لِسَنَتَيْنِ مَضَتَا مِنْ خِلاَفَةِ عُمَرَ. وَكَانَتْ خِلاَفَتُهُ عَشْرَ سِنِيْنَ وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بنُ سَعْدٍ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ وَسُئِلَ عَمَّنْ أَخَذَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ

عِلْمَهُ؟ فَقَالَ: عَنْ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ. وَجَالَسَ: سعْداً، وَابْنَ عَبَّاسٍ، وَابْنَ عُمَرَ، وَدَخَلَ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَائِشَةَ، وأم سلمة. وسمع مِنْ: عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَصُهَيْبٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ، وَجُلُّ رِوَايَتِهِ المُسْنَدَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كَانَ زَوْجَ ابْنَتِهِ وَسَمِعَ مِنْ: أَصْحَابِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ. وَكَانَ يُقَالُ: لَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِكُلِّ مَا قَضَى بِهِ عُمَرُ وَعُثْمَانُ مِنْهُ. وَعَنْ قُدَامَةَ بنِ مُوْسَى، قَالَ: كَانَ ابْنُ المُسَيِّبِ يُفْتِي وَالصَّحَابَةُ أَحْيَاءٌ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَبَّانَ، قَالَ: كَانَ المُقَدَّمَ فِي الفَتْوَى فِي دَهْرِهِ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَيُقَالَ لَهُ: فَقِيْهُ الفُقَهَاءِ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، قَالَ: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ عَالِمُ العُلَمَاءِ. وَعَنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، قَالَ: ابْنُ المُسَيِّبِ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا تَقَدَّمَهُ مِنَ الآثَارِ، وَأَفْقَهُهُم فِي رَأْيِهِ. جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ: أَخْبَرَنِي مَيْمُوْنُ بنُ مِهْرَانَ، قَالَ: أَتَيْتُ المَدِيْنَةَ، فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْقَهِ أَهْلِهَا، فَدُفِعْتُ إِلَى سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ. قُلْتُ: هَذَا يَقُوْلُهُ مَيْمُوْنٌ مَعَ لُقِيِّهِ لأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ. عُمَرُ بنُ الوَلِيْدِ الشَّنِّيُّ، عَنْ شِهَابِ بنِ عَبَّادٍ العَصَرِيِّ: حَجَجْتُ، فَأَتَيْنَا المَدِيْنَةَ، فَسَأَلْنَا عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِهَا، فَقَالُوا: سَعِيْدٌ. قُلْتُ: عُمَرُ لَيْسَ بِالقَوِيِّ. قَالَهُ: النَّسَائِيُّ. مَعْنُ بنُ عِيْسَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بن عبد العزيز لا يقضي بِقَضِيَّةٍ يَعْنِي: وَهُوَ أَمِيْرُ المَدِيْنَةِ حَتَّى يَسْأَلَ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ، فَأَرْسَل إِلَيْهِ إِنْسَاناً يَسْأَلُهُ، فَدَعَاهُ، فَجَاءَ. فَقَالَ عُمَرُ لَهُ: أَخْطَأَ الرَّسُوْلُ، إِنَّمَا أَرْسَلْنَاهُ يَسْأَلُكَ فِي مَجْلِسِكَ. وَكَانَ عُمَرُ يَقُوْلُ: مَا كَانَ بِالمَدِيْنَةِ عَالِمٌ إلَّا يَأْتِيْنِي بِعِلْمِهِ، وَكُنْتُ أُوْتَى بِمَا عِنْدَ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ. سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخُزَاعِيُّ، قَالَ: سَأَلَنِي سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: لَقَدْ جَلَسَ أَبُوْكَ إِلَيَّ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ، وَسَأَلَنِي. قَالَ سَلاَّمٌ: يَقُوْلُ عِمْرَانُ: وَاللهِ مَا أَرَاهُ مَرَّ عَلَى أذنه قَطُّ إلَّا وَعَاهُ قَلْبُهُ يَعْنِي: ابْنَ المُسَيِّبِ وَإِنِّي أَرَى أَنَّ نَفْسَ سَعِيْدٍ كَانَتْ أَهْوَنَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ اللهِ مِنْ نَفْسِ ذُبَابٍ. جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ: حَدَّثَنَا مَيْمُوْنُ بنُ مِهْرَانَ بَلَغَنِي أَنَّ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ بَقِيَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً لَمْ يَأْتِ المَسْجِدَ فَيَجِدُ أَهْلَهُ قَدِ اسْتَقْبَلُوْهُ خَارِجِيْنَ مِنَ الصَّلاَةِ.

عَفَّانُ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ: قُلْتُ لِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: يَزْعُمُ قومك أن ما منعك من الحجإلَّا أنك جعلت الله عَلَيْكَ إِذَا رَأَيْتَ الكَعْبَةَ أَنْ تَدْعُوَ عَلَى ابْنِ مَرْوَانَ قَالَ: مَا فَعَلْتُ وَمَا أُصَلِّي صَلاَةً إلَّا دَعَوْتُ اللهَ عَلَيْهِم وَإِنِّي قَدْ حَجَجْتُ وَاعْتَمَرْتُ بِضْعاً وَعِشْرِيْنَ مَرَّةً، وَإِنَّمَا كُتِبَتْ علِيَّ حِجَّةٌ وَاحِدَةٌ وَعُمْرَةٌ، وَإِنِّي أَرَى نَاساً مِنْ قَوْمِكَ يَسْتَدِيْنُوْنَ وَيَحِجُّوْنَ وَيَعْتَمِرُوْنَ ثُمَّ يَمُوْتُوْنَ وَلاَ يُقْضَى عَنْهُم، وَلَجُمُعَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حِجَّةٍ أَوْ عُمْرَةٍ تَطَوُّعاً فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ الحَسَنَ، فَقَالَ: مَا قَالَ شَيْئاً، لَوْ كَانَ كَمَا قَالَ، مَا حَجَّ أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم ولا اعتمروا. فَصْلٌ: فِي عِزَّةِ نَفْسِهِ وَصَدْعِهِ بِالحَقِّ سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ لِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ فِي بَيْتِ المَالِ بِضْعَةٌ وَثَلاَثُوْنَ أَلْفاً، عَطَاؤُهُ. وَكَانَ يُدْعَى إِلَيْهَا، فَيَأْبَى، وَيَقُوْلُ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي مَرْوَانَ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ: أَنَّهُ قِيْلَ لِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: مَا شَأْنُ الحَجَّاجَ لاَ يَبْعَثُ إِلَيْكَ، وَلاَ يُحَرِّكُكَ، وَلاَ يُؤْذِيْكَ؟ قَالَ وَاللهِ مَا أَدْرِي إلَّا أَنَّهُ دَخَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مَعَ أَبِيْهِ المَسْجِدَ فَصَلَّى صَلاَةً لاَ يُتِمُّ رُكُوْعَهَا وَلاَ سُجُوْدَهَا فَأَخَذْتُ كَفّاً مِنْ حَصَىً فَحَصَبْتُهُ بِهَا زَعَمَ أَنَّ الحَجَّاجَ قَالَ: مَا زِلْتُ بَعْدُ أُحْسِنُ الصَّلاَةَ. فِي "الطَّبَقَاتِ" لابْنِ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا كَثِيْرُ بنُ هِشَامٍ, حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ، حَدَّثَنَا مَيْمُوْنٌ، وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو المليح عن ميمون ابن مِهْرَانَ، قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ المَدِيْنَةَ فَامْتَنَعَتْ مِنْهُ القَائِلَةُ, وَاسْتَيْقَظَ, فَقَالَ لِحَاجِبِهِ: انْظُرْ, هَلْ فِي المَسْجِدِ أَحَدٌ مِنْ حُدَّاثِنَا؟ فَخَرَجَ، فَإِذَا سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ فِي حَلْقَتِهِ, فَقَامَ حَيْثُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ, ثُمَّ غَمَزَهُ, وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِأُصْبُعِهِ، ثُمَّ وَلَّى فَلَمْ يَتَحَرَّكْ سَعِيْدٌ فَقَالَ لاَ أُرَاهُ فَطِنَ فَجَاءَ وَدَنَا مِنْهُ ثُمَّ غَمَزَهُ وَقَالَ: أَلَمْ تَرَنِي أُشِيْرُ إِلَيْكَ؟ قَالَ وَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. فَقَالَ: إِلَيَّ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: لاَ, وَلَكِنْ قَالَ: انْظُرْ بَعْضَ حُدَّاثِنَا فَلَمْ أَرَى أَحَداً أَهْيَأَ مِنْكَ قَالَ: اذْهَبْ فَأَعْلِمْهُ أَنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِهِ. فَخَرَجَ الحَاجِبُ وَهُوَ يَقُوْلُ: مَا أَرَى هَذَا الشَّيْخَ إلَّا مَجْنُوْناً وَذَهَبَ، فَأَخْبَرَ عَبْدَ المَلِكِ، فَقَالَ: ذَاكَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ فَدَعْهُ. سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، وَعَمْرُو بنُ عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طَلْحَةَ الخُزَاعِيِّ, قَالَ: حَجَّ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ فَلَمَّا قَدِمَ المَدِيْنَة، وَوَقَفَ على باب

المَسْجِدِ، أَرْسَلَ إِلَى سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ رَجُلاً يَدْعُوْهُ وَلاَ يُحَرِّكُهُ. فَأَتَاهُ الرَّسُوْلُ, وَقَالَ: أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, وَاقِفٌ بِالبَابِ يُرِيْدُ أَنْ يُكَلِّمَكَ فقال: ما لأمير المؤمنين إلي حاجة، ومالي إليه حاجة وإن حاجته لي غير مَقْضِيَّةٍ فَرَجَعَ الرَّسُوْلُ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّمَا أُرِيْدُ أَنْ أُكَلِّمَكَ، وَلاَ تُحَرِّكْهُ فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا قَالَ أَوَّلاً. فَقَالَ: لولا أن تَقَدَّمَ إِلَيَّ فِيْكَ، مَا ذَهَبْتُ إِلَيْهِ إلَّا بِرَأْسِكَ يُرْسِلُ إِلَيْكَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ يُكَلِّمُكَ تَقُوْلُ: مِثْلَ هَذَا فَقَالَ: إِنْ كَانَ يُرِيْدُ أَنْ يَصْنَعَ بِي خَيْراً فَهُوَ لَكَ، وَإِنْ كَانَ يريد غير ذلك فلا أرحل حَبْوَتِي حَتَّى يَقْضِيَ مَا هُوَ قَاضٍ فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: رَحِمَ اللهُ أَبَا مُحَمَّدٍ أَبَى إلَّا صَلاَبَةً. زَادَ عَمْرُو بنُ عَاصِمٍ فِي حَدِيْثِهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ: فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ الوَلِيْدُ، قَدِمَ المَدِيْنَةَ، فَدَخَلَ المَسْجِدَ، فَرَأَى شَيْخاً قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ فَلَمَّا جَلَسَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ, فَأَتَاهُ الرَّسُوْلُ فَقَالَ: أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. فَقَالَ: لَعَلَّكَ أَخْطَأْتَ بِاسْمِي، أَوْ لَعَلَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى غَيْرِي. فَرَدَّ الرَّسُوْلَ، فَأَخْبَرَهُ، فَغَضِبَ، وَهَمَّ بِهِ. قَالَ: وَفِي النَّاسِ يَوْمئِذٍ تَقِيَّةٌ فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فَقِيْهُ المَدِيْنَةِ, وَشَيْخُ قُرَيْشٍ, وَصَدِيْقُ أَبِيْكَ, لَمْ يَطْمَعْ مَلِكٌ قَبْلَكَ أَنْ يَأْتِيَهُ. فَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى أَضْرَبَ عَنْهُ. عِمْرَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ -مِنْ أَصْحَابِ سَعِيْدِ بن المسيب: ما علمت فيه لِيْناً. قُلْتُ: كَانَ عِنْدَ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ أَمْرٌ عَظِيْمٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَسُوْءِ سِيْرَتِهِم, وَكَانَ لاَ يَقْبَلَ عَطَاءهُم. قَالَ مَعْنُ بنُ عِيْسَى: حَدَّثَنَا مَالِكٌ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: قُلْتُ لِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: لَوْ تَبَدَّيْتَ وَذَكَرْتُ لَهُ البَادِيَةَ وَعَيْشَهَا وَالغَنَمَ. فَقَالَ كَيْفَ بِشُهُوْدِ العَتْمَةِ. ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا الوَلِيْدُ بنُ عَطَاءِ بنِ الأَغَرِّ المَكِّيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ يَقُوْلُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي لَيَالِيَ الحَرَّةِ, وَمَا فِي المَسْجِدِ أَحَدٌ غَيْرِي. وَإِنَّ أَهْلَ الشَّامِ لَيَدْخُلُوْنَ زُمَراً يَقُوْلُوْنَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا المَجْنُوْنِ. وَمَا يأتي وقت صلاة إلَّا وسمعت أَذَاناً فِي القَبْرِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ فَأَقَمْتُ، وَصَلَّيْتُ، وَمَا فِي المَسْجِدِ أَحَدٌ غَيْرِي. عَبْدُ الحَمِيْدِ هَذَا: ضَعِيْفٌ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ سَعِيْدٌ أَيَّامَ الحَرَّةِ فِي المَسْجِدِ لَمْ يخرج، وكان يصلي معهم الجُمُعَةَ، وَيَخْرُجُ فِي اللَّيْلِ. قَالَ: فَكُنْتُ إِذَا حَانَتِ الصَّلاَةُ أَسْمَعُ أَذَاناً يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ القَبْرِ حَتَّى أَمِنَ النَّاسُ.

ذِكْرُ مِحْنَتِهِ: الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا, قَالُوا: اسْتَعْمَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ جَابِرَ بنَ الأَسْوَدِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيَّ عَلَى المَدِيْنَةِ, فَدَعَا النَّاسَ إِلَى البَيْعَةِ لابْنِ الزُّبَيْرِ. فَقَالَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ: لاَ، حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ فَضَرَبَهُ سِتِّيْنَ سَوْطاً، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَكَتَبَ إِلَى جَابِرٍ يَلُوْمُهُ، وَيَقُوْلُ: مالنا وَلِسَعِيْدٍ دَعْهُ. وَعَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: كَانَ جَابِرُ بنُ الأَسْوَدِ -عَامِلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى المَدِيْنَةِ- قَدْ تَزَوَّجَ الخَامِسَةَ قَبْلَ انْقِضَاءِ عِدَّةِ الرَّابِعَةِ، فَلَمَّا ضَرَبَ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ صَاحَ بِهِ سَعِيْدٌ وَالسِّيَاطُ تَأْخُذُهُ: وَاللهِ مَا رَبَّعْتَ عَلَى كِتَابِ اللهِ، وَإِنَّك تَزَوَّجْتَ الخَامِسَةَ قَبْل انْقِضَاءِ عِدَّةِ الرَّابِعَةِ وَمَا هِيَ إلَّا لَيَالٍ, فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ, فَسَوْفَ يَأْتِيْكَ مَا تَكْرَهُ. فَمَا مَكَثَ إلَّا يَسِيْراً حَتَّى قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ. الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، وَغَيْرُهُ: أَنَّ عَبْدَ العزيز بن مروان توفي بِمِصْرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ، فَعَقَدَ عَبْدُ المَلِكِ لابْنَيْهِ: الوَلِيْدِ وَسُلَيْمَانَ بِالعَهْدِ, وَكَتَبَ بِالبَيْعَةِ لَهُمَا إِلَى البُلْدَانِ وَعَامِلُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى المَدِيْنَةِ هِشَامُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَخْزُوْمِيُّ. فَدَعَا النَّاسَ إِلَى البَيْعَةِ, فَبَايَعُوا وَأَبَى سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ أَنْ يُبَايِعَ لَهُمَا، وَقَالَ: حَتَّى أَنْظُرَ فَضَرَبَهُ هِشَامٌ سِتِّيْنَ سَوْطاً, وَطَافَ بِهِ فِي تُبَّانٍ مِنْ شَعْرٍ, حَتَّى بَلَغَ بِهِ رَأْسَ الثَّنِيَّةِ، فَلَمَّا كَرُّوا بِهِ, قَالَ: أَيْنَ تَكُرُّوْنَ بِي؟ قَالُوا: إِلَى السِّجْنِ. فَقَالَ: وَالله لَوْلاَ أَنِّي ظَنَنْتُهُ الصَّلْبُ مَا لَبِسْتُ هَذَا التُّبَّانَ أَبَداً. فَرَدُّوْهُ إِلَى السِّجْنِ، فَحَبَسَهُ، وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ يُخْبِرُهُ بِخِلاَفِهِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ المَلِكِ يَلُوْمُهُ فِيْمَا صَنَعَ بِهِ وَيَقُوْلُ: سَعِيْدٌ كَانَ وَاللهِ أَحْوَجَ إِلَى أَنْ تَصِلَ رَحِمَهُ مِنْ أَنْ تَضْرِبَهُ، وَإِنَّا لَنَعْلَمُ مَا عِنْدَهُ خِلاَفٌ. وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ المِسْوَرِ بنِ رِفَاعَةَ، قَالَ: دَخَلَ قَبِيْصَةُ بنُ ذُؤَيْبٍ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بِكِتَابِ هِشَامِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ يَذْكُرُ أَنَّهُ ضَرَبَ سَعِيْداً وَطَافَ بِهِ قَالَ قَبِيْصَةُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, يَفْتَاتُ عَلَيْكَ هِشَامٌ بِمِثْلِ هذا، والله لا يكون سعيدًا أَبَداً أَمْحَلَ وَلاَ أَلَجَّ مِنْهُ حِيْنَ يُضْرَبُ لَوْ لَمْ يُبَايِعْ سَعِيْدٌ مَا كَانَ يَكُوْنُ مِنْهُ، وَمَا هُوَ مِمَّنْ يُخَافُ فَتْقُهُ، يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ اكْتُبْ إِلَيْهِ فَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ: اكْتُبْ أَنْتَ إِلَيْهِ عَنِّي تُخْبِرْهُ بِرَأْيِي فِيْهِ وَمَا خَالَفَنِي مِنْ ضَرْبِ هِشَامٍ إِيَّاهُ فَكَتَبَ قَبِيْصَةُ بِذَلِكَ إِلَى سَعِيْدٍ، فَقَالَ سَعِيْدٌ حِيْنَ قَرَأَ الكِتَابَ: اللهُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ ظَلَمنِي. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ الهُذَلِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ السِّجْنَ, فَإِذَا هُوَ قَدْ ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ فَجُعِلَ الإِهَابُ عَلَى ظَهْرِهِ, ثُمَّ جَعَلُوا لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ قَضْباً رَطْباً. وَكَانَ كُلَّمَا نَظَرَ إِلَى عَضُدَيْهِ قال اللهم انصرني من هشام.

شَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ: حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخُزَاعِيُّ، قَالَ: دُعِيَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ لِلْوَلِيْدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَ أَبِيْهِمَا, فَقَالَ لاَ أُبَايِعُ اثْنَيْنِ مَا اخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ. فَقِيْلَ: ادْخُلْ وَاخْرُجْ مِنَ البَابِ الآخَرِ. قَالَ: وَاللهِ لاَ يَقْتَدِي بِي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. قَالَ: فَجَلَدَهُ مائَةً, وَأَلْبَسَهُ المُسُوْحَ. ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: حَدَّثَنَا رَجَاءُ بنُ جَمِيْلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدٍ القَارِّيُّ لِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ حِيْنَ قَامَتِ البَيْعَةُ لِلْوَلِيْدِ وَسُلَيْمَانَ بِالمَدِيْنَةِ: إِنِّي مُشِيْرٌ عَلَيْكَ بِخِصَالٍ. قَالَ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: تَعْتَزِلُ مَقَامَكَ فَإِنَّكَ تَقُوْمُ حَيْثُ يَرَاكَ هِشَامُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ قَالَ: مَا كُنْتُ لأُغَيِّرَ مَقَاماً قُمْتُهُ مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً قَالَ تَخْرُجُ مُعْتَمِراً. قَالَ مَا كُنْتُ لأُنْفِقَ مَالِي وَأُجْهِدَ بَدَنِي فِي شَيْءٍ لَيْسَ لِي فِيْهِ نِيَّةٌ. قَالَ فَمَا الثَّالِثَةُ؟ قَالَ: تُبَايِعُ قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ اللهُ أَعْمَى قَلْبَكَ كَمَا أَعْمَى بَصَرَكَ فَمَا عَلَيَّ؟ قَالَ -وَكَانَ أَعْمَى- قَالَ رَجَاءٌ: فَدَعَاهُ هِشَامُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ إِلَى البَيْعَةِ فَأَبَى فَكَتَبَ فِيْهِ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ المَلِكِ مَالَكَ وَلِسَعِيْدٍ وَمَا كَانَ عَلَيْنَا مِنْهُ شَيْءٌ نَكْرَهُهُ, فَأَمَّا إِذْ فَعَلْتَ فَاضْرِبْهُ ثَلاَثِيْنَ سَوْطاً، وَأَلْبِسْهُ تُبَّانَ شَعْرٍ، وَأَوْقِفْهُ لِلنَّاسِ، لِئَلاَّ يَقْتَدِيَ بِهِ النَّاسُ، فَدَعَاهُ هِشَامٌ, فَأَبَى وَقَالَ: لاَ أُبَايِعُ لاثْنَيْنِ. فَأَلْبَسَهُ تُبَّانَ شَعْرٍ وَضَرَبَه ثَلاَثِيْنَ سَوْطاً, وَأَوْقَفَهُ لِلنَّاسِ. فَحَدَّثَنِي الأَيْلِيُّوْنَ الَّذِيْنَ كَانُوا فِي الشُّرَطِ بِالمَدِيْنَةِ, قَالُوا: عَلِمْنَا أَنَّهُ لاَ يَلْبَسُ التُّبَّانَ طَائِعاً, قُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ, إِنَّهُ القَتْلُ, فَاسْتُرْ عَوْرَتَكَ. قَالَ: فَلَبِسَهُ فَلَمَّا ضُرِبَ تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّا خَدَعْنَاهُ. قَالَ يَا مُعَجِّلَةَ أَهْلِ أَيْلَةَ لَوْلاَ أَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّهُ القَتْلُ مَا لَبِسْتُهُ. وَقَالَ هِشَامُ بنُ زَيْدٍ: رَأَيْتُ ابْنَ المُسَيِّبِ حِيْنَ ضُرِبَ فِي تُبَّانٍ شَعْرٍ. يَحْيَى بنُ غَيْلاَنَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ, وَقَدْ أُلْبِسَ تُبَّانَ شَعْرٍ, وَأُقِيْمَ فِي الشَّمْسِ, فَقُلْتُ لقائدي: أدنني منه فأدناني منه فَجَعَلْتُ أَسْأَلُهُ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَفُوْتَنِي، وَهُوَ يُجِيْبُنِي حِسْبَةً وَالنَّاسُ يَتَعَجَّبُوْنَ. قَالَ أَبُو المَلِيْحِ: الرَّقِّيُّ حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ: أَنَّ عَبْدَ المَلِكِ ضَرَبَ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ خَمْسِيْنَ سَوْطاً، وَأَقَامَهُ بِالحَرَّةِ وَأَلْبَسَهُ تُبَّانَ شَعْرٍ فَقَالَ سَعِيْدٌ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهُم لاَ يَزِيْدُوْنِي عَلَى الضَّرْبِ مَا لَبِسْتُهُ، إِنَّمَا تَخَوَّفْتُ مِنْ أَنْ يَقْتُلُوْنِي، فَقُلْتُ: تُبَّانٌ أَسْتَرُ مِنْ غَيْرِهِ. قَبِيْصَةُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: ادْعُ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ. قَالَ اللَّهُمَّ: أَعِزَّ دِيْنَكَ، وَأَظْهِرْ أَوْلِيَاءكَ، وَاخْزِ أَعْدَاءكَ، فِي عَافِيَةٍ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، عَنْ أَبِي يُوْنُسَ القَوِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ المَدِيْنَةِ, فَإِذَا سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ جَالِسٌ وَحْدَهُ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُهُ؟ قِيْلَ: نُهِيَ أَنْ يُجَالِسَهُ أَحَدٌ.

هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ ابْنَ المُسَيِّبِ كَانَ إذا أراد أحدا أَنْ يُجَالِسَهُ، قَالَ: إِنَّهُم قَدْ جَلَدُوْنِي، وَمَنَعُوا النَّاسَ أَنْ يُجَالِسُوْنِي. عَنْ أَبِي عِيْسَى الخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: لَا تَمْلَؤُوا أَعْيُنَكُم مِنْ أَعْوَانِ الظَّلَمَةِ إلَّا بِإِنْكَارٍ مِنْ قُلُوْبِكُم لكيلا تحبط أعمالكم. تَزْوِيْجُهُ ابْنَتَهُ: أُنْبِئْتُ عَنْ أَبِي المَكَارِمِ الشُّرُوْطِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ: كُتِبَ إِلَى ضَمْرَةَ بنِ رَبِيْعَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ الكِنَانِيِّ: أَنَّ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ زَوَّجَ ابْنَتَهُ بِدِرْهَمَيْنِ. سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ عَنْ يَسَارِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: أَنَّهُ زَوَّجَ ابْنَةً لَهُ عَلَى دِرْهَمَيْنِ مِنِ ابْنِ أَخِيْهِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ: كَانَتْ بِنْتُ سَعِيْدٍ قَدْ خَطَبَهَا عَبْدُ المَلِكِ لابْنِهِ الوَلِيْدِ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ يَحْتَالُ عَبْدُ المَلِكِ عَلَيْهِ حَتَّى ضَرَبَهُ مائَةَ سَوْطٍ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ، وَصَبَّ عَلَيْهِ جَرَّةَ مَاءٍ وَأَلْبَسَهُ جُبَّةَ صُوْفٍ ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ ابْنُ أَخِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبٍ, حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ وَهْبٍ، عَنْ عَطَّافِ بنِ خَالِدٍ, عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ, عَنِ ابْنِ أَبِي وَدَاعَةَ -يَعْنِي: كَثِيْراً- قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ، فَفَقَدَنِي أَيَّاماً فَلَمَّا جِئْتُهُ، قَالَ: أَيْنَ كُنْتَ؟ قُلْتُ: تُوُفِّيَتْ أَهْلِي، فَاشْتَغَلْتُ بِهَا. فَقَالَ: ألَّا أَخْبَرْتَنَا فَشَهِدْنَاهَا. ثُمَّ قَالَ: هَلِ اسْتَحْدَثْتَ امْرَأَةً؟ فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ وَمَنْ يُزَوِّجُنِي وَمَا أَمْلِكُ إلَّا دِرْهَمَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً؟ قَالَ: أَنَا. فَقُلْتُ: وَتَفْعَلُ؟ قَالَ: نَعَمْ ثُمَّ تَحَمَّدَ, وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَزَوَّجَنِي عَلَى دِرْهَمَيْنِ أَوْ قَالَ: ثَلاَثَةٍ فَقُمْتُ, وَمَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ مِنَ الفَرَحِ، فَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَجَعَلْتُ أَتَفَكَّرُ فِيْمَنْ أَسْتدِيْنُ. فَصَلَّيْتُ المَغْرِبَ, وَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي, وَكُنْتُ وَحْدِي صَائِماً فَقَدَّمْتُ عَشَائِي أُفْطِرُ, وَكَانَ خُبْزاً وَزَيْتاً فَإِذَا بَابِي يُقْرَعُ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: سَعِيْدٌ فَأَفْكَرْتُ فِي كُلِّ مَنِ اسْمُهُ سَعِيْدٌ إلَّا ابْنَ المُسَيِّبِ فَإِنَّهُ لَمْ يُرَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً إلَّا بَيْنَ بَيْتِهِ وَالمَسْجِدِ، فَخَرَجْتُ، فَإِذَا سَعِيْدٌ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ بَدَا لَهُ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إلَّا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ؟ قَالَ: لاَ أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تُؤْتَى, إِنَّكَ كُنْتَ رَجُلاً عَزَباً فَتَزَوَّجْتَ فَكَرِهْتُ أَنْ تَبِيْتَ اللَّيْلَةَ وَحْدَكَ وَهَذِهِ امْرَأَتُكَ فَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ مِنْ خَلْفِهِ فِي طُوْلِهِ, ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهَا, فَدَفَعَهَا فِي البَابِ وَرَدَّ البَابَ. فَسَقَطَتِ المَرْأَةُ مِنَ الحِيَاءِ فَاسْتَوْثَقْتُ مِنَ البَابِ ثُمَّ وَضَعْتُ القَصْعَةَ فِي ظِلِّ السِّرَاجِ لَكِي لاَ تَرَاهُ ثُمَّ صَعِدْتُ السَّطْحَ فَرَمَيْتُ الجِيْرَانَ فَجَاؤُوْنِي فَقَالُوا مَا شَأْنُكَ فَأَخْبَرْتُهُم وَنَزَلُوا إِلَيْهَا وبلغ أمي

فَجَاءتْ، وَقَالَتْ: وَجْهِي مِنْ وَجْهِكَ حَرَامٌ إِنْ مَسَسْتَهَا قَبْلَ أَنْ أُصْلِحَهَا إِلَى ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. فَأَقَمْتُ ثَلاَثاً، ثُمَّ دَخَلْتُ بِهَا، فَإِذَا هِيَ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ، وَأَحْفَظِ النَّاسِ لِكِتَابِ اللهِ، وَأَعْلَمِهِم بِسُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَعْرَفِهِم بِحَقِّ زَوْجٍ. فَمَكَثْتُ شَهْراً لاَ آتِي سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي حَلْقَتِهِ، فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ, وَلَمْ يكلمني حتى تقوض المجلس. فلما لم يبقى غَيْرِي، قَالَ: مَا حَالُ ذَلِكَ الإِنْسَانِ؟ قُلْتُ: خَيْرٌ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ عَلَى مَا يُحِبُّ الصَّدِيْقُ, وَيَكْرَهُ العَدُوُّ. قَالَ: إِنْ رَابَكَ شَيْءٌ فَالعَصَا فَانْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَوَجَّهَ إِلَيَّ بِعِشْرِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ: ابْنُ أَبِي وَدَاعَةَ هُوَ كَثِيْرُ بنُ المُطَّلِبِ بنِ أَبِي وَدَاعَةَ. قُلْتُ: هُوَ سَهْمِيٌّ، مَكِيٌّ، رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ المُطَّلِبِ, أَحَدِ مُسْلِمَةِ الفَتْحِ. وَعَنْهُ: وَلَدُهُ، جَعْفَرُ بنُ كَثِيْرٍ وَابْنُ حَرْمَلَةَ. تَفَرَّدَ بِالحِكَايَةِ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبٍ. وَعَلَى ضَعْفِهِ قَدِ احْتَجَّ بِهِ مسلم. قَالَ عَمْرُو بنُ عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: زَوَّجَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ بِنْتاً لَهُ مِنْ شَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَمَّا أَمْسَتْ، قَالَ لَهَا: شُدِّي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ، وَاتْبَعِيْنِي فَفَعَلَتْ، ثُمَّ قَالَ: صَلِّي رَكْعَتَيْنِ. فَصَلَّتْ: ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى زَوْجِهَا, فَوَضَعَ يَدَهَا فِي يَدهِ وَقَالَ انْطَلِقْ بِهَا فَذَهَبَ بِهَا فَلَمَّا رَأَتْهَا أَمُّهُ, قَالَتْ: مَنْ هَذِهِ قَالَ: امْرَأَتِي. قَالَتْ: وَجْهِي مِنْ وَجْهِكَ حَرَامٌ إِنْ أَفْضَيْتَ إِلَيْهَا حَتَّى أَصْنَعَ بِهَا صَالِحَ مَا يُصْنَعُ بِنِسَاءِ قُرَيْشٍ فَأَصْلَحَتْهَا ثُمَّ بَنَى بِهَا. وَمِنْ مَعْرِفَتِهِ بِالتَّعْبِيْرِ: قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلْرُّؤْيَا أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ وَأَخَذَتْهُ أَسْمَاءُ عَنْ أَبِيْهَا ثُمَّ سَاقَ الوَاقِدِيُّ عِدَّةَ مَنَامَاتٍ مِنْهَا: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ يَعْقُوْبَ، عَنِ الوَلِيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ مُسَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ بنِ حَبِيْبِ بنِ قُلَيْعٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْد سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ يَوْماً، وَقَدْ ضَاقَتْ بِيَ الأَشْيَاءُ، وَرَهِقَنِي دَيْنٌ فَجَاءهُ رَجُلٌ فَقَالَ رَأَيْتُ كَأَنِّي أَخَذْتُ عَبْدَ الملك ابن مَرْوَانَ, فَأَضْجَعْتُهُ إِلَى الأَرْضِ وَبَطَحْتُهُ فَأَوْتَدْتُ فِي ظَهْرِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ قَالَ: مَا أَنْتَ رَأَيْتَهَا. قَالَ: بَلَى قَالَ لاَ أُخْبِرُكَ أَوْ تُخْبِرَنِي. قَالَ: ابْنُ الزُّبَيْرِ رَآهَا، وَهُوَ بَعَثَنِي إِلَيْكَ. قَالَ: لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاهُ قَتَلَهُ عَبْدُ المَلِكِ, وَخَرَجَ مِنْ صُلْبِ عَبْدِ المَلِكِ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُم يَكُوْنُ خَلِيْفَةً. قَالَ: فَرَحلْتُ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ بِالشَّامِ فَأَخْبَرْتُهُ فَسُرَّ، وَسَأَلَنِي عَنْ سَعِيْدٍ وَعَنْ حَالِهِ، فَأَخْبَرْتُهُ, وَأَمَرَ بِقَضَاءِ دَيْنِي وَأَصَبْتُ مِنْهُ خيرًا.

قَالَ: وَحَدَّثَنِي الحَكَمُ بنُ القَاسِمِ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي حَكِيْمٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: رَأَيْتُ كأن عبد الملك بن مروان يبول قِبْلَةِ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ مِرَارٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، فَقَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ قَامَ فِيْهِ مِنْ صُلْبِهِ أَرْبَعَةُ خُلَفَاءَ. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ حَفْصٍ، عَنْ شَرِيْكِ بنِ أَبِي نَمِرٍ: قُلْتُ لسعيد ابن المُسَيِّبِ: رَأَيْتُ كَأَنَّ أَسْنَانِي سَقَطَتْ فِي يَدِي ثُمَّ دَفَنْتُهَا. فَقَالَ إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ دَفَنْتَ أَسْنَانَكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ. وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الحَنَّاطِ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ مسيب رَأَيْتُ أَنِّي أَبُوْلُ فِي يَدِي فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ، فَإِنَّ تَحْتَكَ ذَاتُ مَحْرَمٍ فَنَظَرَ فَإِذَا امْرَأَةٌ بَيْنَهُمَا رَضَاعٌ. وَبِهِ، وَجَاءهُ آخَرُ، فَقَالَ: أَرَانِي كَأَنِّي أَبُوْلُ فِي أَصْلِ زَيْتُوْنَةٍ. فَقَالَ إِنَّ تَحْتَكَ ذَاتُ رَحِمٍ فَنَظَرَ فَوَجَدَ كَذَلِكَ. وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ حَمَامَةً وَقَعَتْ عَلَى المَنَارَةِ. فَقَالَ يَتَزَوَّجُ الحَجَّاجُ ابْنَةَ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ. وَبِهِ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: الكَبْلُ فِي النَّوْمِ ثَبَاتٌ فِي الدين. وقيل لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي الظِّلِ, فَقُمْتُ إِلَى الشَّمْسِ. فَقَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ, لَتَخْرُجَنَّ مِنَ الإِسْلاَمِ. قَالَ يَا أَبَا محمد إني أراني أُخْرِجْتُ حَتَّى أُدْخِلْتُ فِي الشَّمْسِ فَجَلَسْتُ. قَالَ: تُكْرَهُ عَلَى الكُفْرِ. قَالَ: فَأُسِرَ، وَأُكْرِهَ عَلَى الكُفْرِ، ثُمَّ رَجَعَ فَكَانَ يُخْبِرُ بِهَذَا بِالمَدِيْنَةِ. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ السَّائِبِ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ المُسَيِّبِ: إِنَّهُ رَأَى كَأَنَّهُ يَخُوْضُ النَّارَ. قَالَ: لاَ تَمُوْتُ حَتَّى تَرْكَبَ البَحْرَ, وَتَمُوْتَ قَتِيْلاً فَرَكِبَ البَحْرَ وَأَشْفَى عَلَى الهَلَكَةِ، وقتل يوم قديد. وحدثنا الصالح بنُ خَوَّاتٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، قَالَ آخِرُ الرُّؤْيَا أَرْبَعُوْنَ سَنَةً يَعْنِي تَأْوِيْلَهَا. رَوَى هَذَا الفصل: ابن سحد فِي "الطَّبَقَاتِ"، عَنِ الوَاقِدِيِّ. سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ، عَنْ عِمْرَانَ، بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: رَأَى الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ كَأَنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوْبٌ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} ، فَاسْتَبْشَرَ بِهِ، وَأَهْلُ بَيْتِهِ. فَقَصُّوْهَا عَلَى سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ فَقَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاهُ فَقَلَّمَا بَقِيَ مِنْ أَجَلِهِ فَمَاتَ بَعْدَ أَيَّامٍ.

وَمِنْ كَلاَمِهِ: سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: مَا أَيِسَ الشَّيْطَانُ مِنْ شَيْءٍ إلَّا أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ ثُمَّ قَالَ لَنَا سَعِيْدٌ -وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَقَدْ ذَهَبَتْ إِحْدَى عَيْنَيْهِ وَهُوَ يَعْشُو بِالأُخْرَى-: مَا شَيْءٌ أخوف عندي من النساء. وَقَالَ: مَا أُصَلِّي صَلاَةً، إلَّا دَعَوْتُ اللهَ عَلَى بَنِي مَرْوَانَ. قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: مَا سَمِعْتُ سعيد بن المسيب سب أحد مِنَ الأَئِمَّةِ، إلَّا أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: قَاتَلَ الله فُلاَناً، كَانَ أَوَّلَ مَنْ غَيَّرَ قَضَاءَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِنَّهُ قَالَ: "الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ" 1. سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ المُسَيِّبِ لاَ يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً. العَطَّافُ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ قَالَ سَعِيْدٌ: لاَ تَقُوْلُوا مُصَيْحِفٌ وَلاَ مُسَيْجِدٌ مَا كَانَ للهِ فَهُوَ عَظِيْمٌ حَسَنٌ جَمِيْلٌ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زِيَادِ بنِ أَنْعُمَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، سَمِعَ ابْنَ المُسَيِّبِ يَقُوْل: لاَ خَيْرَ فِيْمَنْ لاَ يُرِيْدُ جَمْعَ المَالِ مِنْ حِلِّهِ، يُعْطِي مِنْهُ حَقَّهُ، وَيَكُفُّ بِهِ وَجْهَهُ عَنِ النَّاسِ. الثَّوْرِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: أَنَّ ابْنَ المسيب خلف مئة دِيْنَارٍ. وَعَنْ عَبَّادِ بنِ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: أَنَّ ابْنَ المُسَيِّبِ خَلَّفَ أَلْفَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ. وَعَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: مَا تَرَكْتُهَا إلَّا لأَصُوْنَ بِهَا دِيْنِي وَعَنْهُ قَالَ مَنِ اسْتَغْنَى بِاللهِ, افْتَقَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ. دَاوُدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَطَّارُ، عَنْ بِشْرِ بنِ عَاصِمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: يَا عَمِّ ألَّا تَخْرُجُ، فَتَأْكُلَ اليَوْمَ مَعَ قَوْمِكَ؟ قَالَ: مَعَاذِ اللهِ يَا ابْنَ أَخِي أَدَعُ خَمْساً وعشرين صلاة خمس صلوات قد سمعت كعبًا2 يقول وَدِدْتُ أَنَّ هَذَا اللَّبَنَ عَادَ قَطِرَاناً تَتْبَعُ قُرَيْشٌ أَذْنَابَ الإِبِلِ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ إِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الشَّاذِّ وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ.

_ 1 صحيح: أخرجه النسائي "6/ 181"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "11/ 116" من حديث عبد الله بن مسعود، وأخرجه أحمد "2/ 239 و 280 و 386 و 409 و 492"، والبخاري "6750" و "6818"، ومسلم "1458"، والترمذي "1157"، والنسائي "6/ 180"، وابن ماجه "2006" من حديث أبي هريرة، به وأخرجه أحمد "1/ 65" من حديث عثمان بن عفان. وأخرجه أحمد "1/ 59 و 65 و 104"، وأبو داود "2275" من حديث علي، به. ورد عن عبد الله بن عمرو: عند أبي داود "2274". 2 هو: كعب بن مانع الحميري، يقال له: كعب الأحبار.

العَطَّافُ بنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: أَنَّهُ اشْتَكَى عَيْنَهُ، فَقَالُوا: لَوْ خَرَجْتَ إِلَى العَقِيْقِ، فَنَظَرْتَ إِلَى الخُضْرَةِ لَوَجَدْتَ لِذَلِكَ خِفَّةً قَالَ فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِشُهُوْدِ العَتْمَةِ وَالصُّبْحِ. العَطَّافُ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ: قُلْتُ لِبُرْدٍ مَوْلَى ابْنِ المُسَيِّبِ: مَا صَلاَةُ ابْنِ المُسَيِّبِ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي، إِنَّهُ لَيُصَلِّي صَلاَةً كَثِيْرَةً, إلَّا أَنَّهُ يَقْرَأُ بـ {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْر} [ص: 1] . وَقَالَ عَمْرُو بنُ عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بنُ العَبَّاسِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ يُذَكِّرُ, وَيُخَوِّفُ, وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي اللَّيْلِ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَيُكْثِرُ، وَسَمِعْتُهُ يَجْهَرُ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ, وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَسْمَعَ الشِّعْرَ، وَكَانَ لاَ يُنْشِدُهُ، وَرَأَيْتُهُ يَمْشِي حَافِياً وَعَلَيْهِ بَتٌّ، وَرَأَيْتُهُ يُخْفِي شَارِبَهُ شَبِيْهاً بِالحَلْقِ، وَرَأَيْتُهُ يُصَافِحُ كُلَّ مَنْ لَقِيَهُ، وَكَانَ يَكْرَهُ كَثْرَةَ الضَّحِكِ. سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيْدٍ: أَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُسَمِّيَ وَلَدَهُ بَأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي التَّطَوُّعَ فِي رَحْلِهِ، وَكَانَ يَلْبَسُ مُلاَءً شَرْقِيَّةً. سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قال: ما أحصي ما رأيت عَلَى سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ مِنْ عِدَّةِ قُمُصِ الهَرَوِيِّ، وَكَانَ يَلْبَسُ هَذِهِ البُرُوْدَ الغَالِيَةَ البِيْضَ. أَبَانُ بنُ يَزِيْدَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: سَأَلْتُ سَعِيْداً عَنِ الصَّلاَةِ عَلَى الطَّنْفِسَةِ، فَقَالَ: مُحْدَثٌ. مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سعيد بن المسيب، حدثني غُنَيْمَةُ جَارِيَةُ سَعِيْدٍ: أَنَّهُ كَانَ لاَ يَأْذَنُ لِبِنْتِهِ فِي لُعَبِ العَاجِ، وَيُرَخِّصُ لَهَا فِي الكَبَرِ تَعْنِي: الطَّبْلَ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ هِلاَلٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، أَنَّهُ قَالَ: مَا تِجَارَةٌ أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنَ البَّزِّ مَا لَمْ يَقَعْ فِيْهِ أَيْمَانٌ!. مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، قَالَ: قَالَ بُرْدٌ مَوْلَى ابْنِ المُسَيِّبِ لِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مَا يَصْنَعُ هَؤُلاَءِ! قَالَ سَعِيْدٌ: وَمَا يَصْنَعُوْنَ؟ قَالَ: يُصَلِّي أَحَدُهُم الظُّهْرَ، ثُمَّ لاَ يَزَالُ صَافّاً رِجْلَيْهِ حَتَّى يُصَلِّيَ العَصْرَ فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا بُرْدُ! أَمَا -وَاللهِ- مَا هِيَ بِالعِبَادَةِ, إِنَّمَا العِبَادَةُ التَّفَكُّرُ فِي أَمْرِ اللهِ وَالكَفُّ عَنْ مَحَارِم اللهِ.

سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخُزَاعِيُّ، قَالَ: قَالَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ مَا خِفْتُ عَلَى نَفْسِي شَيْئاً مَخَافَةَ النِّسَاءِ. قَالُوا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ مِثْلَكَ لاَ يُرِيْدُ النِّسَاءَ، وَلاَ تُرِيْدُهُ النِّسَاءُ. فَقَالَ: هُوَ مَا أَقُوْلُ لَكُم, وَكَانَ شَيْخاً كَبِيْراً أَعْمَشَ. الوَاقِدِيُّ: أَنْبَأَنَا طَلْحَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيْهِ: قَالَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ: قِلَّةُ العِيَالِ أَحَدُ اليُسْرَيْنِ. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ لِي سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ: قُلْ لِقَائِدِكَ يَقُوْمُ، فَيَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ هَذَا الرَّجُلِ وَإِلَى جَسَدِهِ. فقام, وجاء فقال: رأيت وجه زنجي، وجسد أَبْيَضُ. فَقَالَ سَعِيْدٌ: إِنَّ هَذَا سَبَّ هَؤُلاَءِ: طلحة والزبير وعليًا رضي الله عنهم فنيهته، فَأَبَى فَدَعَوْتُ اللهَ عَلَيْهِ قُلْتُ: إِنْ كُنْتَ كَاذِباً، فَسَوَّدَ اللهُ وَجْهَكَ. فَخَرَجَتْ بِوَجْهِهِ قَرْحَةٌ، فَاسْوَدَّ وَجْهُهُ. مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ عَنْ آيَةٍ: فَقَالَ سَعِيْدٌ: لاَ أَقُوْلُ فِي القُرْآنِ شَيْئاً. قُلْتُ: وَلِهَذَا قَلَّ مَا نُقِل عَنْهُ فِي التَّفْسِيْرِ. ذِكْرُ لِبَاسِهِ: قَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي "الطَّبَقَاتِ": أَخْبَرَنَا قَبِيْصَةُ، عَنْ عُبَيْدِ بنِ نِسْطَاسَ، قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ, ثُمَّ يُرْسِلُهَا خَلْفَهُ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ إِزَاراً وَطَيْلَسَاناً وَخُفَّيْنِ. أَخْبَرَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ هِلاَلٍ: أَنَّهُ رَأَى سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ يَعْتَمُّ وَعَلَيْهِ قَلَنْسُوَةٌ لَطِيْفَةٌ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ لَهَا عَلَمٌ أَحْمَرُ يُرْخِيْهَا وَرَاءهُ شِبْراً. أَخْبَرَنَا القَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا عُثَيْمٌ: رَأَيْتُ ابْنَ المُسَيِّبِ يَلْبَسُ فِي الفِطْرِ وَالأَضْحَى عِمَامَةً سَوْدَاءَ، وَيَلْبَسُ عَلَيْهَا بُرْنُساً أَحْمَرَ أرجوانيًا. أَخْبَرَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ شُعَيْبِ بنِ الحَبْحَابِ: رَأَيْتُ عَلَى سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ بُرْنُسَ أُرْجُوَانٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ إِلْيَاسَ: رَأَيْتُ عَلَى سَعِيْدٍ قَمِيْصاً إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ، وَكُمَّاهُ إِلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ وَرِدَاءً فَوْقَ القَمِيْصِ, خَمْسَةُ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ. أَخْبَرَنَا رَوْحٌ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدٌ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عِمْرَانَ قَالَ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ يَلْبَسُ طَيْلَسَاناً أزراره ديباج.

أَخْبَرَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ هِلاَلٍ، قَالَ: لم أرى سَعِيْداً لَبِسَ غَيْرَ البَيَاضِ. وَعَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ: أَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ سَرَاوِيْلَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ الخَزَّ. أَخْبَرَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ المُسَيِّبِ لاَ يَخْضِبُ. أَخْبَرَنَا خَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ هِلاَلٍ: رَأَيْتُ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الغُصْنِ: أنه رَأَى سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ أَبَيْضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ. وَعَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: أَنَّ ابْنَ المُسَيِّبِ كَانَ إِذَا مَرَّ بِالمَكْتَبِ، قَالَ لِلصِّبْيَانِ: هَؤُلاَءِ النَّاسُ بَعْدَنَا. ذِكْرُ مَرَضِهِ وَوَفَاتِهِ: قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَرْمَلَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ وَهُوَ شَدِيْدُ المَرَضِ، وَهُوَ يُصَلِّي الظُّهْرَ، وَهُوَ مُسْتَلْقٍ يُوْمِئُ إِيْمَاءً، فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ: بِـ "الشَّمْسِ وَضُحَاهَا". الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ المُسَيِّبِ فِي جَنَازَةٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: اسْتَغْفِرُوا لَهَا. فَقَالَ: مَا يَقُوْلُ رَاجِزُهُم! قَدْ حَرَّجْتُ عَلَى أَهْلِي أَنْ يَرْجُزَ مَعِي رَاجِزٌ، وَأَنْ يَقُوْلُوا: مَاتَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، حَسْبِي مَنْ يَقْلِبُنِي إِلَى رَبِّي، وَأَنْ يَمْشُوا مَعِي بِمِجْمَرٍ، فَإِنْ أَكُنْ طَيِّباً، فَمَا عِنْدَ اللهِ أَطْيَبُ مِنْ طِيْبِهِم. مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: أَوْصَيْتُ أَهْلِي بِثَلاَثٍ: أَنْ لاَ يَتْبَعَنِي رَاجِزٌ وَلاَ نَارٌ، وَأَنْ يَعْجَلُوا بِي، فَإِنْ يَكُنْ لِي عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ، فَهُوَ خَيْرٌ مِمَّا عِنْدَكُم. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ المَخْزُوْمِيِّ، قَالَ: اشْتدَّ وَجَعُ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَافِعُ بنُ جُبَيْرٍ يَعُوْدُهُ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَقَالَ نَافِعٌ: وَجِّهُوْهُ. فَفَعَلُوا، فأفاق، فقال: من أمركم أن تحلوا فِرَاشِي إِلَى القِبْلَةِ، أَنَافِعٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ لَهُ سَعِيْدٌ: لَئِنْ لَمْ أَكُنْ عَلَى القِبْلَةِ وَالمِلَّةِ وَاللهِ لاَ يَنْفَعُنِي تَوْجِيْهُكُم فِرَاشِي.

ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَخِيْهِ المُغِيْرَةِ: أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ أَبِيْهِ عَلَى سَعِيْدٍ، وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَوُجِّهِ إِلَى القِبْلَةِ، فَلَمَّا أَفَاقَ, قَالَ: مَنْ صَنَعَ بِي هَذَا، أَلَسْتُ امْرَءاً مُسْلِماً؟ وَجْهِي إِلَى اللهِ حَيْثُ مَا كُنْتُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ القَيْسِ الزَّيَّاتُ، عَنْ زُرْعَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ: يَا زُرْعَةُ, إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى ابْنِي مُحَمَّدٍ لاَ يُؤْذِنَنَّ بِي أَحَداً، حَسْبِي أَرْبَعَةٌ يَحْمِلُوْنِي إِلَى رَبِّي. وَعَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ, تَرَكَ دَنَانِيْرَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أني لم أتركهاإلَّا لأَصُوْنَ بِهَا حَسَبِي وَدِيْنِي. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الحَكِيْمِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي فَرْوَةَ: شَهِدتُ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ يَوْمَ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ، فَرَأَيْتُ قَبْرَهُ قَدْ رُشَّ عَلَيْهِ المَاءُ، وَكَانَ يُقَالُ لِهَذِهِ السَّنَةِ سَنَةَ الفُقَهَاءِ لَكَثْرَةِ مَنْ مَاتَ مِنْهُم فِيْهَا. وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ: مَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ عِدَّةُ فُقَهَاءٍ، مِنْهُم سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ. وَفِيْهَا أَرَّخَ وَفَاةَ ابْنِ المُسَيِّبِ: سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَالوَاقِدِيُّ. وَمَا ذكر ابن سعد سواه. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ خَالِدٍ الخَيَّاطُ: أَنَّ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ. وَأَمَّا مَا قَالَ المَدَائِنِيُّ، وَغَيْرُهُ مِنْ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَةٍ، فَغَلَطٌ. وَتَبِعَهُ عَلَيْهِ بَعْضُهُم، وَهِيَ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ. وَمَالَ إِلَيْهِ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَاللهُ أعلم. آخر الترجمة، والحمد الله.

عبد الملك بن مروان

457- عبد الملك بن مروان 1: ابْنِ الحَكَمِ بنِ أَبِي العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ، الخَلِيْفَةُ، الفَقِيْهُ، أَبُو الوَلِيْدِ الأُمَوِيُّ. وُلِدَ: سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ. سَمِعَ عُثْمَانَ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَبَا سَعِيْدٍ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنَ عُمَرَ، وَبَرِيْرَةَ، وَغَيْرَهُم. ذَكَرْتُهُ لِغَزَارَةِ عِلْمِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: عُرْوَةُ، وَخَالِدُ بنُ مَعْدَانَ، وَرَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَرَبِيْعَةُ بنُ يَزِيْدَ، ويونس بن ميسرة, وآخرون. تَمَلَّكَ بَعْدَ أَبِيْهِ الشَّامَ وَمِصْرَ، ثُمَّ حَارَبَ ابْنَ الزُّبَيْرِ الخَلِيْفَةَ، وَقَتَلَ أَخَاهُ مُصْعَباً فِي وَقْعَةِ مَسْكِنَ، وَاسْتَوْلَى عَلَى العِرَاقِ وَجْهَّزَ الحَجَّاجَ لحرب بن الزُّبَيْرِ، فَقَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ، وَاسْتَوْسَقَتِ المَمَالِكُ لِعَبْدِ المَلِكِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ قَبْلَ الخِلاَفَةِ عَابِداً نَاسِكاً بِالمَدِيْنَةِ. شَهِدَ مَقْتَلَ عُثْمَانَ وَهُوَ ابْنُ عَشْرٍ، وَاسْتَعْمَلَهُ مُعَاوِيَةُ عَلَى المَدِيْنَةِ -كَذَا قَالَ- وَإِنَّمَا اسْتَعْمَلَ أَبَاهُ. وَكَانَ أَبْيَضَ، طَوِيْلاً، مَقْرُوْنَ الحَاجِبَيْنِ، أَعْيَنَ, مُشْرِفَ الأَنْفِ، رَقِيْقَ الوَجْهِ، لَيْسَ بِالبَادِنِ, أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ. عَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ: عَنْ يُوْنُسَ بنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، أَنَّهُ قَالَ عَلَى المِنْبَرِ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ لاَ يَغْزُو، أَوْ يُجَهِّزُ غَازِياً أَوْ يَخْلُفُهُ بِخَيْرٍ إلَّا أَصَابَهُ اللهُ بِقَارِعَةٍ قَبْلَ المَوْتِ" 2. قَالَ عُبَادَةُ بنُ نُسَيٍّ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّ لِمَرْوَانَ ابْناً فَقِيْهاً، فَسَلُوْهُ. وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا هُرِيْرَةَ نَظَرَ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ وَهُوَ غُلاَمٌ فَقَالَ هَذَا يملك العرب. جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ المَدِيْنَةَ وَمَا بِهَا شَابٌّ أَشَدُّ تَشْمِيْراً وَلاَ أَفْقَهُ وَلاَ أَنْسَكُ وَلاَ أَقْرَأُ لِكِتَابِ اللهِ مِنْ عَبْدِ المَلِكِ. وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: فُقَهَاءُ المَدِيْنَةِ: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَعَبْدُ المَلِكِ، وَعُرْوَةُ، وَقَبِيْصَةُ بنُ ذُؤَيْبٍ. وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ: وُلِدَ النَّاسُ أَبْنَاءً وَوُلِدَ مَرْوَانُ أَباً. وَعَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ: أَوَّلُ مَنْ صَلَّى بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ، وفتيان معه كانوا يصلون إلى العصر.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 223"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1397"، تاريخ الخطيب "10/ 388- 391"، تهذيب التهذيب "6/ 422- 423"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4460"، شذرات الذهب "1/ 82 و 97"، تاريخ الإسلام "3/ 276". 2 حسن: أخرجه أبو داود "2503"، وابن ماجه "2762"، والدارمي "2/ 209" من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا يحيى بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، به.

إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ, عَنِ الشَّعْبِيِّ, قَالَ: مَا جَالَسْتُ أَحَداً إلَّا وَجَدْتُ لِي عَلَيْهِ الفَضْلَ إلَّا عَبْدُ المَلِكِ وَقِيْلَ: إِنَّهُ تَأَوَّهَ مِنْ تَنْفِيْذِ يَزِيْدَ جَيْشَهُ إِلَى حَرْبِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَلَمَّا وَلِيَ الأَمْرَ جَهَّزَ إِلَيْهِ الحَجَّاجَ الفَاسِقَ. قَالَ ابْنُ عَائِشَةَ أَفْضَى الأَمْرُ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ وَالمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ, فَأَطْبَقَهُ, وَقَالَ: هَذَا آخِرُ العَهْدِ بِكَ. قُلْتُ: اللَّهُمَّ لاَ تَمْكُرْ بِنَا. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قِيْلَ لِعَبْدِ المَلِكِ: عَجِلَ بِكَ الشَّيْبُ. قَالَ: وَكَيْفَ لاَ وَأَنَا أَعْرِضُ عَقْلِي عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ. قَالَ مَالِكٌ: أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ الدَّنَانِيْرَ عَبْدُ الملك, وكتب عليها القرآن. وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ المَاجِشُوْنِ: كَانَ عَبْدُ المَلِكِ إِذَا جَلَسَ لِلْحُكْمِ, قِيْمَ عَلَى رَأْسِهِ بِالسُّيُوْفِ. وَعَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى الغَسَّانِيِّ, قَالَ: كَانَ عَبْدُ المَلِكِ كَثِيْراً مَا يَجْلِسُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ فِي مُؤَخَّرِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ. فَقَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّك شَرِبْتَ الطِّلاَءَ1 بَعْدَ النُّسْكِ وَالعِبَادَةِ! فَقَالَ: إِي وَاللهِ وَالدِّمَاءَ. وَقِيْلَ: كَانَ أَبْخَرَ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: خَطَبَ عَبْدُ المَلِكِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوْبِي عِظَامٌ, وَهِيَ صِغَارٌ فِي جَنْبِ عَفْوِكَ يَا كَرِيْمُ فَاغْفِرْهَا لِي. قُلْتُ: كَانَ مِنْ رِجَالِ الدَّهْرِ وَدُهَاةِ الرِّجَالِ وَكَانَ الحَجَّاجُ مِنْ ذُنُوْبِهِ. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ستٍّ وَثَمَانِيْنَ, عن نيف وستين سنة.

_ 1 الطلاء: ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه.

عبد العزيز بن مروان

458- عبد العزيز بن مروان 1: "د" ابن الحكم, أَمِيْرُ مِصْرَ، أَبُو الأَصْبَغِ المَدَنِيُّ وَلِيَ العَهْدَ بَعْدَ عَبْدِ المَلِكِ, عَقَدَ لَهُ بِذَلِكَ أَبُوْهُ, واستقل بملك مصر عشرين سنة وزيادة. يَرْوِي عَنْ أَبِيْهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ وَابْنِ الزُّبَيْرِ. وَلَهُ بِدِمَشْقَ دَارٌ إِلَى جَانِبِ الجَامِعِ، هِيَ السُّمَيْسَاطِيَّةُ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ؛ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَكَثِيْرُ بنُ مرة، وعلي بن رباح، وابن أبي ملكية، وَبَحِيْرُ بنُ ذَاخِرٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَالنَّسَائِيُّ. وَلَهُ فِي "سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ" حَدِيْثٌ. قَالَ سُوَيْدُ بنُ قَيْسٍ: بَعَثَنِي عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مَرْوَانَ بِأَلْفِ دِيْنَارٍ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَجِئْتُهُ بِهَا فَفَرَّقَهَا. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: شَهِدْتُ عَبْدَ العَزِيْزِ عِنْدَ المَوْتِ يَقُوْل: يَا لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ شَيْئاً، يَا لَيْتَنِي كَهَذَا المَاءِ الجَارِي. وَقِيْلَ: قَالَ: هَاتُوا كَفَنِي، أُفٍّ لَكِ، مَا أَقْصَرَ طَوِيْلَكِ وَأَقَلَّ كَثِيْرَكِ. وَعَنْ حَمَّادِ بنِ مُوْسَى، قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ عَبْدُ العَزِيْزِ، أَتَاهُ البَشِيْرُ يُبَشِّرُهُ بِمَالِهِ الوَاصِلِ فِي العَامِ، فقال: مالك؟ قَالَ: هَذِهِ ثَلاَثُ مائَةِ مُدْيٍ مِنْ ذَهَبٍ. قال: مالي وَلَهُ لَوَدِدْتُ، أَنَّهُ كَانَ بَعْراً حَائِلاً بِنَجْدٍ. قُلْتُ: هَذَا قَوْلُ كُلِّ مَلِكٍ كَثِيْرِ الأَمْوَالِ، فهلا يبادر ببذله. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ، وَالزِّيَادِيُّ، وغيرهم: مات سنة خمس ثمانين. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: قَالَ اللَّيْثُ: مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ستٍّ وَثَمَانِيْنَ. قُلْتُ: الأَوَّلُ أَصَحُّ، وَقَدْ كَانَ مَاتَ قَبْلَهُ ابْنُهُ أَصْبَغُ بِسِتَّةَ عَشَرَ يَوْماً، فَحَزِنَ عَلَيْهِ وَمَرِضَ وَمَاتَ بِحُلْوَانَ؛ مَدِيْنَةٍ صَغِيْرَةٍ أَنْشَأَهَا عَلَى بَرِيْدٍ فَوْقَ مِصْرَ وَعَاشَ أَخُوْهُ عَبْدُ المَلِكِ بَعْدَهُ فَلَمَّا جَاءهُ نَعْيُهُ عَقَدَ بِوِلاَيَةِ العَهْدِ لابْنَيْهِ: الوَلِيْدِ ثم سليمان.

_ 1ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 236"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1514"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1827"، الكاشف "2/ ترجمة 3456"، تاريخ الإسلام "3/ 274"، تهذيب التهذيب "6/ 356"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4373".

روح بن زنباع

459- روح بن زنباع 1: ابن روح بن سلامة، الأَمِيْرُ الشَّرِيْفُ, أَبُو زُرْعَةَ الجُذَامِيُّ، الفِلَسْطِيْنِيُّ، سَيِّدُ قَوْمِهِ. وَكَانَ شِبْهَ الوَزِيْرِ لِلْخَلِيْفَةِ عَبْدِ المَلِكِ. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ -وَلَهُ صُحْبَةٌ- وَعَنْ تَمِيْمٍ الدَّارِيِّ، وَعُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ؛ رَوْحُ بنُ رَوْحٍ، وَشُرَحْبِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ، وَعُبَادَةُ بنُ نُسَيٍّ، وَآخَرُوْنَ. وَلَهُ دَارٌ بِدِمَشْقَ فِي البُزُوْرِيِّيْنَ2 وَلِيَ جُنْدَ فِلَسْطِيْنَ لِيَزِيْدَ. وَكَانَ يَوْمَ مَرْجِ رَاهِطٍ3 مَعَ مَرْوَانَ. وَقَدْ وَهِمَ مُسْلِمٌ, وَقَالَ: له صحبة، وإنما الصحبة لأبيه. رَوَى ضَمْرَةُ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ، قَالَ: كَانَ رَوْحُ بنُ زِنْبَاعٍ إِذَا خَرَجَ مِنَ الحَمَّامِ، أَعْتَقَ رَقَبَةً. قَالَ ابْنُ زَبْرٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ. قُلْتُ: هُوَ صَدُوْقٌ، وَمَا وَقَعَ لَهُ شَيْءٌ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ وَحَدِيْثُهُ قَلِيْلٌ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1042"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2242"، أسد الغابة "2/ 189"، تاريخ الإسلام "3/ 248"، العبر "1/ 98"، الإصابة "1/ ترجمة رقم 2713"، النجوم الزاهرة "1/ 205"، شذرات الذهب "1/ 95". 2 البزوريين: من أسواق دمشق القديمة. ويعرف اليوم بسوق البزورية. 3 مرج راهط: الموضع الذي وقعت فيه الموقعة المشهورة بين مروان بن الحكم وأنصار عبد الله بن الزبير.

ابن أم برثن

460- ابن أم بُرثن 1: "م، د" الأَمِيْرُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ آدَمَ البَصْرِيُّ، صَاحِبُ السِّقَايَةِ، هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أُمِّ بُرْثُنٍ. لَعَلَّهُ ابْنُ مُلاَعِنَةٍ. وَآدَمُ هُنَا، هُوَ أَبُوْنَا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَقِيْلَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بُرْثُمٍ، وَابْنُ بُرْثُنٍ وَقِيْلَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أُمِّ بُرْثُنٍ مِنْ جِلَّةِ التَّابِعِيْنَ. رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَابِرٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو. وَعَنْهُ: أَبُو العَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ -وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ- وَقَتَادَةُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ. قَالَ المَدَائِنِيُّ: اسْتَعْمَلَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادٍ ابْنَ أُمِّ بُرْثُنٍ، ثُمَّ غَضِبَ عَلَيْهِ، وَغَرَّمَهُ مائَةَ أَلْفٍ، فَخَرَجَ إِلَى يَزِيْدَ. قَالَ: فَنَزَلْتُ عَلَى مرحلة من دمشق، وَضُرِبَ لِي خِبَاءٌ وَحُجْرَةٌ، فَإِذَا كَلْبٌ دَخَلَ فِي عُنُقِهِ طَوْقٌ مِنْ ذَهَبٍ فَأَخَذْتُهُ وَطَلَعَ فَارِسٌ فَهِبْتُهُ، وَأَنْزَلْتُهُ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ تَوَافَتِ الخَيْلُ، فَإِذَا هُوَ يَزِيْدُ بنُ مُعَاوِيَةَ. فَقَالَ لي بعدما صَلَّى: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ كَتَبْتُ لَكَ هُنَا، وَإِنْ شِئْتَ دَخَلْتَ. قُلْتُ: بَلْ تَكْتُبُ لِي مِنْ مَكَانِي. قَالَ: وَأَمَرَ بِأَنْ تُرَدَّ عَلَيَّ المائَةُ أَلْفٍ, فَرَجَعْتُ. قَالَ: وَأَعْتَقَ هُنَاكَ ثَلاَثِيْنَ مَمْلُوْكاً وَكَانَ يَتَأَلَّهُ. وَقَالَ المدائني: رمى عبدًا له بفسود, فَأَخْطَأَهُ، وَأَصَابَ وَلَدَهُ فَنَتَرَ دِمَاغَهُ. فَخَافَ الغُلاَمُ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرُّ، فَلَوْ قَتَلْتُكَ لَكُنْتُ هَلَكْتُ، لأَنِّي كُنْتُ مُتَعَمِّداً وَأَصَبْتُ ابْنِي خَطَأً. ثُمَّ عَمِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدُ، وَمَرِضَ وَقِيْلَ: كَانَتْ أُمُّهُ تَعْمَلُ الطِّيْبَ، وَتُخَالِطُ نِسَاءَ ابْنِ زِيَادٍ، فَالْتَقَطَتْ هَذَا وَرَبَّتْهُ. مَاتَ فِي خِلاَفَةِ عبد الملك بن مروان. وهو ثقة.

_ 1 تراجمته في التاريخ الكبير "5/ 818"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 989"، الكاشف "2/ ترجمة 3175"، تاريخ الإسلام "3/ 270"، تهذيب التهذيب "6/ 134"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4019".

أبو رجاء العطاردي

461- أبو رجاء العُطاردي 1: "ع" الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، عِمْرَانُ بنُ مِلْحَانَ التَّمِيْمِيُّ، البَصْرِيُّ. مِنْ كِبَارِ المُخَضْرَمِيْنَ، أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ وَأَسْلَمَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ وَلَمْ يَرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْرَدَهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ فِي كِتَابِ "الاسْتِيْعَابِ" وقيل: إنه رأى أبا بكر الصديق. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، وَسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ، وَأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، وَتَلقَّنَ عَلَيْهِ القُرْآنَ، ثُمَّ عَرَضَهُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ أَسَنُّ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَكَانَ خَيِّراً، تَلاَّءً لِكِتَابِ اللهِ. قَرَأَ عَلَيْهِ: أَبُو الأَشْهَبِ العُطَارِدِيُّ, وَغَيْرُهُ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَيُّوْبُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَسَلْمُ بنُ زَرِيْرٍ، وَصَخْرُ بنُ جُوَيْرِيَةَ، وَمَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: هَرَبْنَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ: مَا طَعْمُ الدَّمِ؟ قَالَ: حُلْوٌ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ العَلاَءِ: قُلْتُ لأَبِي رَجَاءٍ: مَا تَذْكُرُ؟ قَالَ: أَذْكُرُ قَتْلَ بِسْطَامَ، ثُمَّ أَنْشَدَ: وَخَرَّ عَلَى الأَلاَءةِ لَمْ يوسد وكأن جَبِيْنَهُ سَيْفٌ صَقِيْلُ ثُمَّ قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قُتِلَ بِسْطَامُ قَبْلَ الإِسْلاَمِ بِقَلِيْلٍ. أَبُو سَلَمَةَ المِنْقَرِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو الحَارِثِ الكَرْمَانِيُّ [وَكَانَ] ثِقَةً قَالَ: سمعت أبا رجاء.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 138"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2811"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1687"، حلية الأولياء "2/ 304"، الاستيعاب "3/ ترجخمة 1971"، أسد الغابة "4/ 136"، الكاشف "2/ ترجمة 4343"، تاريخ الإسلام "4/ 178"، تهذيب التهذيب "8/ 140"، الإصابة "3/ ترجمة 6523"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5443"، شذرات الذهب "1/ 130".

يَقُوْلُ: أَدْرَكْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا شَابٌّ أَمْرَدُ، وَلَمْ أَرَ نَاساً كَانُوا أَضَلَّ مِنَ العَرَبِ، كَانُوا يَجِيْئُوْنَ بِالشَّاةِ البَيْضَاءِ، فَيَعْبُدُوْنَهَا فَيَخْتَلِسُهَا الذِّئْبُ, فَيَأْخُذُوْنَ أُخْرَى مَكَانَهَا يَعْبُدُوْنَهَا، وإذا رأوا صخرة حسنة، جاؤوا بِهَا وَصَلُّوا إِلَيْهَا فَإِذَا رَأَوْا أَحْسَنَ مِنْهَا رَمَوْهَا. فَبُعِثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَرْعَى الإِبِلَ عَلَى أَهْلِي. فَلَمَّا سَمِعْنَا بِخُرُوْجِهِ لَحِقْنَا بِمُسَيْلِمَةَ. وَقِيْلَ: إِنَّ اسْمَ أَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ عِمْرَانُ بنُ تَيْمٍ، وَبَنُوْ عُطَارِدٍ: بَطْنٌ مِنْ تَمِيْمٍ، وَكَانَ أَبُو رَجَاءٍ -فِيْمَا قِيْلَ- يَخْضِبُ رَأْسَهُ دُوْنَ لِحْيَتِهِ. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: كَانَ أَبُو رَجَاءٍ عَابِداً، كَثِيْرَ الصَّلاَةِ وَتِلاَوَةِ القُرْآنِ، كَانَ يَقُوْلُ: مَا آسَى على شيء من الدنياإلَّا أَنْ أُعَفِّرَ فِي التُّرَابِ وَجْهِي كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ رَجُلاً فِيْهِ غَفْلَةٌ، وَلَهُ عِبَادَةٌ عُمِّرَ عُمُراً طَوِيْلاً أَزْيَدَ مِنْ مائَةٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. ذَكَرَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: اجْتَمَعَ فِي جَنَازَةِ أَبِي رَجَاءٍ الحَسَنُ البَصْرِيُّ، وَالفَرَزْدَقُ فَقَالَ: الفَرَزْدَقُ: يَا أَبَا سَعِيْدٍ، يَقُوْلُ النَّاسُ: اجْتَمَعَ فِي هَذِهِ الجَنَازَةِ خَيْرُ النَّاسِ وَشَرُّهُم فَقَالَ الحَسَنُ: لَسْتُ بِخِيْرِ النَّاسِ، وَلَسْتَ بِشَرِّهِم، لَكِنْ مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا اليَوْمِ يَا أَبَا فَرَاسٍ؟ قَالَ: شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ وَأَنَّ محمد رَسُوْلُ اللهِ وَعَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ. ثُمَّ انْصَرَفَ، وَقَالَ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ النَّاسَ مَاتَ كَبِيْرُهُم ... وَقَدْ كَانَ قَبْلَ البَعْثِ بَعْثِ مُحَمَّدِ وَلَمْ يُغْنِ عَنْهُ عَيْشُ سَبْعِيْنَ حِجَّةً ... وَسِتِّيْنَ لَمَّا بَاتَ غَيْرُ مُوَسَّدِ إِلَى حُفْرَةٍ غَبْرَاءَ يُكْرَهُ وَرْدُهَا ... سوى أنها مثوى وضيع وسيد وَلَوْ كَانَ طُوْلُ العُمْرِ يُخْلِدُ وَاحِداً ... وَيَدْفَعُ عَنْهُ عَيْبَ عُمْرٍ عَمَرَّدِ لَكَانَ الَّذِي رَاحُوا بِهِ يَحْمِلُوْنَهُ ... مُقِيْماً وَلَكِنْ لَيْسَ حَيٌّ بِمُخْلَدِ نَرُوْحُ وَنَغْدُو وَالحُتُوْفُ أَمَامَنَا ... يَضَعْنَ بِنَا حَتْفَ الرَّدَى كُلَّ مَرْصَدِ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ, حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا المُفَضَّلُ بنُ غَسَّانَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ عَنْ أَبِيْهِ سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ يَقُوْلُ: بَلَغنَا أَمْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عَلَى مَاءٍ لَنَا، يُقَالَ لَهُ: سَنَدٌ فَانْطَلَقْنَا نَحْوَ الشَّجَرَةِ هَارِبِيْنَ بِعِيَالِنَا فَبَيْنَا أَنَا أَسُوْقُ القَوْمَ، إِذْ وَجَدْتُ كُرَاعَ ظَبْيٍ فَأَخَذْتُهُ فَأَتَيْتُ المَرْأَةَ فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكِ شَعِيْرٌ؟ فَقَالَتْ قَدْ كَانَ فِي

وِعَاءٍ لَنَا عَامَ أَوَّلٍ شَيْءٌ مِنَ الشَّعِيْرِ، فَمَا أَدْرِي بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لاَ. فَأَخَذْتُهُ، فَنَفَضْتُهُ، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهُ مِلْءَ كَفٍّ مِنْ شَعِيْرٍ، وَرَضَخْتُهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، وَأَلْقَيْتُهُ وَالكُرَاعَ فِي بُرْمَةٍ لَنَا، ثُمَّ قُمْتُ إِلَى بَعِيْرٍ فَفَصَدْتُهُ إناء من دم، وأوقدت تحته ثم أخذ عوادًا، فَلَبَكْتُهُ بِهِ لَبْكاً شَدِيْداً حَتَّى أَنْضَجْتُهُ، ثُمَّ أَكَلْنَا. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَكَيْفَ طَعْمُ الدَّمِ؟ قَالَ: حُلْوٌ. مُحْرِزُ بنُ عَوْنٍ: حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِيْهِ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي رَجَاءٍ، فَقَالَ: بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ لَنَا صَنَمٌ مُدَوَّرٌ، فَحَمَلْنَاهُ عَلَى قَتَبٍ، وَتَحَوَّلْنَا، فَفَقَدْنَا الحَجَرَ، انْسَلَّ فَوْقَعَ فِي رَمْلٍ فَرَجَعْنَا فِي طَلَبِهِ فَإِذَا هُوَ فِي رمل قد غب فِيْهِ فَاسْتَخْرَجْتُهُ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّل إِسْلاَمِي. فَقُلْتُ: إِنَّ إِلَهاً لَمْ يَمْتَنِعْ مِنْ تُرَابٍ يَغِيْبُ فِيْهِ لإِلَهُ سَوْءٍ، وَإِنَّ العَنْزَ لَتَمْنَعُ حَيَاهَا بذنبها. فكان ذَلِكَ أَوَّلَ إِسْلاَمِي. فَرَجَعْتُ إِلَى المَدِيْنَةِ، وَقَدْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عُمَارَةُ المِعْوَلِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ يَقُوْلُ: كُنَّا نَعْمَدُ إِلَى الرَّمْلِ، فَنَجْمَعُهُ، وَنَحْلِبُ عَلَيْهِ, فَنَعْبُدُهُ وَكُنَّا نَعْمَدُ إِلَى الحَجَرِ الأَبْيَضِ، فَنَعْبُدُهُ. قَالَ أَبُو الأَشْهَبِ: كَانَ أَبُو رَجَاءٍ العُطَارِدِيُّ يَخْتِمُ بِنَا فِي قِيَامٍ لِكُلِّ عَشْرَةِ أَيَّامٍ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ أَبُو رَجَاءٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَةٍ، وَلَهُ أَزْيَدُ مِنْ مائَةٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ المُؤَرِّخِيْنَ: مات سنة سبع ومائة. وقيل: سنة وثمان.

الأسود بن هلال

462- الأسود بن هلال 1: "خ، م، د، س" أبو سلام المحاربي الكُوْفِيُّ، مِنْ كُبَرَاءِ التَّابِعِيْنَ، أَدْرَكَ أَيَّامَ الجَاهِلِيَّةِ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَمُعَاذٍ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمَا هُوَ بِالمُكْثِرِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَشْعَثُ بنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَأَبُو حَصِيْنٍ عُثْمَانُ بنُ عَاصِمٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 119"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1436"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1068"، تاريخ الإسلام "3/ 242"، الإصابة "1/ ترجمة 459"، تهذيب التهذيب "1/ 342".

الربيع بن خثيم

463- الربيع بن خُثَيْم 1: "خ، م" ابن عائذ، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، العَابِدُ، أَبُو يَزِيْدَ الثَّوْرِيُّ، الكُوْفِيُّ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ. أَدْرَكَ زَمَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرْسَلَ عَنْهُ. وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، وَأَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ. وَهُوَ قَلِيْلُ الرِّوَايَةِ إلَّا أَنَّهُ كَبِيْرُ الشَّأْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ، وَهِلاَلُ بنُ يِسَافٍ، وَمُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ، وَهُبَيْرَةُ بنُ خُزَيْمَةَ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ يُعَدُّ مِنْ عُقَلاَءِ الرِّجَالِ. رُوِيَ عَنْ: أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، قَالَ: كَانَ الرَّبِيْعُ بنُ خُثَيْمٍ إِذَا دَخَلَ عَلَى ابْنِ مَسْعُوْدٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِذْنٌ لأَحَدٍ حَتَّى يَفْرُغَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ صَاحِبِهِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ مَسْعُوْدٍ: يَا أَبَا يَزِيْدَ لَوْ رَآكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَحَبَّكَ، وَمَا رَأَيْتُكَ إلَّا ذَكَرْتُ المُخْبِتِيْنَ. فَهَذِهِ مَنْقَبَةٌ عَظِيْمَةٌ لِلرَّبِيْعِ، أَخْبَرَنِي بِهَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بن أحمد، أَزْهَرُ بنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الرَّبِيْعِ بنُ خُثَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ. أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: كان الرَّبِيْعُ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَسْأَلُهُ، قَالَ: اتَّقِ اللهَ فِيْمَا عَلِمْتَ وَمَا اسْتُؤْثِرَ بِهِ عَلَيْكَ فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ، لأَنَّا عَلَيْكُمْ فِي العَمْدِ أَخْوَفُ مِنِّي عَلَيْكُم فِي الخَطَأِ، وَمَا خَيِّرُكُمْ اليَوْمَ بِخَيِّرٍ, وَلَكِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ آخِرِ شَرٍّ مِنْهُ، وَمَا تَتَّبِعُوْنَ الخَيْرَ حَقَّ اتِّبَاعِهِ وَمَا تَفِرُّوْنَ مِنَ الشَّرِّ حَقَّ فِرَارِهِ، وَلاَ كُلُّ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكْتُمْ, وَلاَ كُلُّ مَا تَقْرَؤُوْنَ تَدْرُوْنَ مَا هُوَ ثُمَّ يَقُوْلُ: السَّرَائِرَ السَّرَائِرَ اللاَّتِي يَخْفَيْنَ مِنَ النَّاسِ وَهُنَّ -وَاللهِ- بَوَادٍ الْتَمِسُوا دَوَاءهُنَّ، وَمَا دَوَاؤُهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَتُوْبَ، ثُمَّ لاَ يَعُوْدَ. رَوَى مَنْصُوْرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: قَالَ فُلاَنٌ: مَا أَرَى الرَّبِيْعَ بنَ خُثَيْمٍ تَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ مُنْذُ عِشْرِيْنَ سَنَةً، إلَّا بِكَلِمَةٍ تَصْعَدُ. وَعَنْ بَعْضِهِمْ، قَالَ: صَحِبْتُ الرَّبِيْعَ عِشْرِيْنَ عَاماً مَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً تُعَابُ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 182"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 917"، الجرح والتعديل "3/ 2068"، الحلية لأبي نعيم "2/ 105"، تاريخ الإسلام "3/ 15 و 247 و 365"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 41"، تهذيب التهذيب "3/ ترجمة 467"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2021".

وَرَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: جَالَسْتُ الرَّبِيْعَ بنَ خُثَيْمٍ سِنِيْنَ، فَمَا سَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ مِمَّا فِيْهِ النَّاسُ، إلَّا أَنَّهُ قَالَ لِي مَرَّةً: أُمُّكَ حَيَّةٌ؟. وَرَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ الرَّبِيْعُ بنُ خُثَيْمٍ إِذَا قِيْلَ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتُم؟ قَالَ: ضُعَفَاءَ مُذْنِبِيْنَ، نَأْكُلُ أَرْزَاقَنَا، وَنَنْتَظِرُ آجَالَنَا. وَعَنْهُ، قَالَ: كُلُّ مَا لاَ يُرَادُ بِهِ وَجْهُ اللهِ يَضْمَحِلُّ. وَرَوَى الأَعْمَشُ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ: أَنَّ الربيع أخذ يطعم مصابًا خَبِيْصاً، فَقِيْلَ لَهُ: مَا يُدْرِيْهِ مَا أَكَلَ؟ قَالَ: لَكِنَّ اللهَ يَدْرِي. الثَّوْرِيُّ، عَنْ سُرِّيَّةٍ لِلرَّبِيْعِ: أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ الدَّاخِلُ، وَفِي حَجْرِهِ المُصْحَفُ، فَيُغَطِّيْهِ. وَعَنِ ابْنَةٍ لِلرَّبِيْعِ قَالَتْ: كُنْتُ أَقُوْلُ: يَا أَبَتَاهُ، ألَّا تَنَامُ؟! فَيَقُوْلُ: كَيْفَ يَنَامُ مَنْ يَخَافُ البَيَاتَ. الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ الرَّبِيْعُ بنُ خُثَيْمٍ يُقَادُ إِلَى الصَّلاَةِ وَبِهِ الفَالِجُ. فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ رُخِّصَ لَكَ. قَالَ: إِنِّي أَسْمَعُ "حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ"، فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْتُوْهَا وَلَوْ حَبْواً وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ هَذَا الَّذِي بِي بِأَعْتَى الدَّيْلَمِ على الله. قال سفيان الثوري: وقيل له لو تداويت. قال: ذكرت عادًا وثمودًا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ، وَقُرُوْناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيْراً، كَانَتْ فِيْهِم أَوْجَاعٌ، وَكَانَتْ لَهُم أَطِبَّاءٌ، فَمَا بَقِيَ المُدَاوِي وَلاَ المُدَاوَى إلَّا وَقَدْ فَنِيَ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا جَلَسَ رَبِيْعٌ فِي مَجْلِسٍ مُنْذُ اترز بِإِزَارٍ، يَقُوْلُ: أَخَافُ أَنْ أَرَى أَمْراً أَخَافُ أَنْ لاَ أَرُدَّ السَّلاَمَ أَخَافُ أَنْ لاَ أغمض بصري. قَالَ نُسَيْرُ بنُ ذُعْلُوْقٍ: مَا تَطَوَّعَ الرَّبِيْعُ بنُ خُثَيْمٍ فِي مَسْجِدِ الحَيِّ إلَّا مَرَّةً. قَالَ الشَّعْبِيُّ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ وَكَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. وَعَنْ مُنْذِرٍ: أَنَّ الرَّبِيْعَ كَانَ إِذَا أَخَذَ عَطَاءهُ، فَرَّقَهُ، وَتَرَكَ قَدْرَ مَا يَكْفِيْهِ. وَعَنْ يَاسِيْنَ الزَّيَّاتِ، قَالَ: جَاءَ ابْنُ الكَوَّاءِ إِلَى الرَّبِيْعِ بنِ خُثَيْمٍ، فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ قَالَ: نَعَمْ، مَنْ كَانَ مَنْطِقُهُ ذِكْراً، وَصَمْتُهُ تَفَكُّراً، وَمَسِيْرُهُ تَدَبُّراً، فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي. وَعَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَ الرَّبِيْعُ أَوْرَعَ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ فِي كِتَابِهِ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ هِلاَلِ بنِ يِسَافٍ، عَنْ الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ امرأة مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ لَيْلَةً بِثُلُثِ القُرْآنِ "؟ فَأَشْفَقْنَا أَنْ يَأْمُرَنَا بِأَمْرٍ نَعْجَزُ عَنْهُ قَالَ فَسَكَتْنَا قَالَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ: "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ بِثُلُثِ القُرْآنِ؟ فَإِنَّهُ مَنْ قَرَأَ: اللهُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ فَقَدْ قَرَأَ لَيْلَتَئِذٍ ثُلُثَ القُرْآنِ" 1. وَرَوَاهُ الشَّعْبِيُّ، عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ خُثَيْمٍ. قَدْ تَجَمَّعَ فِي إِسْنَادِهِ خَمْسَةٌ تَابِعِيُّوْنَ. أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، مِنْ طَرِيْقِ زَائِدَةَ، وَحَسَّنَهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَقَدْ رَوَاهُ: غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ هِلاَلٍ، عَنْ ربِيْعٍ، فَقَالَ: عَنْ عَمْرٍو، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَحَذَفَ مِنْهُ: ابْنَ أَبِي لَيْلَى وَرَوَاهُ جَرِيْرٌ عَنْ مَنْصُوْرٍ فَحَذَفَ مِنْهُ: ابْنَ أَبِي لَيْلَى وَالمَرْأَةَ. قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ العَلاَءِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى الثَّوْرِيِّ، قَالَ: كَانَ فِي بَنِي ثَوْرٍ ثَلاَثُوْنَ رَجُلاً، مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ دُوْنَ الرَّبِيْعِ بنِ خثيم. قال ابن عيينة: سمعت مالكًا يَقُوْلُ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا رَأَيْتُ قَوْماً قَطُّ أَكْثَرَ عِلْماً، وَلاَ أَعْظَمَ حِلْماً، وَلاَ أَكَفَّ عَنِ الدُّنْيَا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ، وَلَوْلاَ مَا سَبَقَهُمْ بِهِ الصَّحَابَةُ، مَا قَدَّمْنَا عَلَيْهِمْ أَحَداً. حَمَّادُ بنُ يَزِيْدَ: عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ قَوْماً سُوْدَ الرُّؤُوْسِ أَفْقَهَ مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ مِنْ قَوْمٍ فِيْهِمْ جُرَةٌ2. قِيْلَ: تُوُفِّيَ الرَّبِيْعُ بنُ خُثَيْمٍ سنة خمس وستين.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 418- 419"، وأبو نعيم في "الحلية" "2/ 117" من طريق منصور، عن هلال بن يساف، به. وورد عن ابن مسعود أخرجه النسائي في "علم اليوم والليلة" "675"، والبزار "2298"، والطبراني في "الكبير" "10484" و "10485" من طريق الربيع بن خثيم، عن ابن مسعود، به وفي الباب عن أبي سعيد الخدري: أخرجه البخاري "5015"، وأحمد "3/ 8". وعن أبي الدرداء: عند مسلم "811"، والدارمي "2/ 460"، وأحمد "6/ 442 و 447". 2 الجرة: لغة في "الجراء" وهي الشجاعة.

عبد الرحمن بن أبي ليلى

464- عبد الرحمن بن أبي ليلى 1: "ع" الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، أَبُو عِيْسَى الأَنْصَارِيُّ، الكوفي، الفقيه. ويقال: أَبُو مُحَمَّدٍ، مِنْ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ. وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ الصِّدِّيْقِ، أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ. وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَبِلاَلٍ، وَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَصُهَيْبٍ، وَقَيْسِ بنِ سَعْدٍ، وَالمِقْدَادِ، وَأَبِي أَيُّوْبَ، وَوَالِدِهِ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَمَا إِخَالُهُ لَقِيْهُ، مَعَ كَوْنِ ذَلِكَ فِي "السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ" وَقِيْلَ: بَلْ وُلِدَ فِي وَسَطِ خِلاَفَةِ عُمَرَ، وَرَآهُ يَتَوَضَّأُ، وَيَمْسَحُ عَلَى الخُفِّيْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَمْرُو بنُ مُرَّةَ، وَالحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ، وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنِ عمير، والأعمش، وطائف سِوَاهُمْ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى عَلِيٍّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ، جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، وَأَصْحَابُهُ يُعَظِّمُوْنَهُ، كَأَنَّهُ أَمِيْرٌ. وَقَالَ ثَابِتٌ البُنَانِيُّ: كُنَّا إِذَا قَعَدْنَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ لِرَجُلٍ: اقْرَأِ القُرْآنَ فَإِنَّهُ يَدُلُّنِي عَلَى مَا تُرِيْدُوْنَ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي كَذَا وَهَذِهِ الآيَةُ فِي كَذَا. وَرَوَى عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: أَدْرَكْتُ عِشْرِيْنَ ومئة مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَنْصَارِ، إِذَا سُئِلَ أَحَدُهُمْ عَنْ شيء، ود أن أخاه كفاه. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ: أَنَّهُ اجْتَمَعَ بِابْنِ أَبِي لَيْلَى، فَقَالَ: مَا شَعَرْتُ أَنَّ النِّسَاءَ وَلَدْنَ مِثْلَ هَذَا. شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: صَحِبْتُ عَلِيّاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي الحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَأَكْثَرُ مَا يَتَحَدَّثُوْنَ عَنْهُ بَاطِلٌ. قَالَ الأَعْمَشُ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، وَقَدْ ضَرَبَهُ الحَجَّاجُ، وَكَأَنَّ ظَهْرَهُ مِسْحٌ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى ابْنِهِ، وَهُمْ يَقُوْلُوْنَ: الْعَنِ الكَذَّابِيْنَ، فَيَقُوْلُ: لَعَنَ الله الكذابين يقول: الله الله علي

_ 1 ترجمة في طبقات ابن سعد "6/ 109"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1164"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1424"، تاريخ "10/ 199"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 42"، العبر "1/ 96 و 195"، الكاشف "2/ ترجمة 3344"، تاريخ الإسلام "3/ 272"، تهذيب التهذيب "6/ 220- 262"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4231"، شذرات الذهب "1/ 92".

بنُ أَبِي طَالِبٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ، المُخْتَارُ بنُ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: وَأَهْلُ الشَّامِ كَأَنَّهُمْ حَمِيْرٌ لاَ يَدْرُوْنَ مَا يَقْصِدُ، وَهُوَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ اللَّعْنِ. قُلْتُ: ثُمَّ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ كِبَارِ مَنْ خَرَجَ مَعَ عَبْدِ الرحمن الله بنِ الأَشْعَثِ مِنَ العُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ، وَكَانَ لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ. ذَكَرَهَا: وَلَدُهُ القَاضِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، حَدَّثَنَا اللَّبَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى يُصَلِّي فَإِذَا دَخَلَ الدَّاخِلُ نَامَ عَلَى فِرَاشِهِ. وَبِهِ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ مَحْلُوْقاً عَلَى المصطبة، وهم يقولون له: العن الكاذبين. وَكَانَ رَجُلاً ضَخْماً، بِهِ رَبْوٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ العن الكاذبين، آهٍ- ثُمَّ يَسْكُتُ- عَلِيٌّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ، وَالمُخْتَارُ. اسْمُ وَالِدِهِ أَبِي لَيْلَى: يَسَارٌ. وَقِيْلَ: بِلاَلٌ. وَقِيْلَ: دَاوُدُ بنُ أَبِي أُحَيْحَةَ ابن الجُلاَحِ بنِ الحَرِيْشِ بنِ جَحْجَبَى بنِ كُلْفَةَ. ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِد، قال: كان لعبد الرحمن ابن أَبِي لَيْلَى بَيْتٌ فِيْهِ مَصَاحِفُ، يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ فيه القراء، فلما تَفَرَّقُوا إلَّا عَنْ طَعَامٍ. فَأَتَيْتُهُ وَمَعِي تِبْرٌ، فَقَالَ: أَتُحَلِّي بِهِ سَيْفاً؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ: فَتُحَلِّي بِهِ مُصْحَفاً؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ: فَلَعَلَّكَ تَجْعَلُهَا أَخْرَاصاً, فَإِنَّهَا تُكْرَهُ. قَالَ ثَابِتٌ: كَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ، نَشَرَ المُصْحَفَ وَقَرَأَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. شَرِيْكٌ، عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيْلَ يَعْمَلُ بِمِسْحَاةٍ لَهُ، فَأَصَابَ أَبَاهُ فَشَجَّهُ فَقَالَ: لاَ يَصْحَبُنِي مَنْ فَعَلَ بِأَبِي مَا فَعَلَ فَقَطَعَ يَدَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ بَنِي إِسْرَائِيْلَ ثُمَّ إِنَّ ابْنَةَ المَلِكِ أَرَادَتْ أَنْ تُصَلِّيَ فِي بَيْتِ المَقْدِسِ، فَقَالَ مَنْ نَبْعَثُ بِهَا؟ قَالُوا: فُلاَنٌ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَعْفِنِي. قَالَ: لاَ. قَالَ: فَأَجِّلْنِي إِذاً أَيَّاماً. قَالَ: فَذَهَبَ فَقَطَعَ مَذَاكِيْرَهُ فِي حُقٍّ، ثُمَّ جَاءَ بِهِ خاتمه عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَذِهِ وَدِيْعَتِي عِنْدَكَ، فَاحْفَظْهَا. قَالَ: وَنَزَّلَهَا المَلِكُ مَنْزِلاً مَنْزِلاً انْزِلْ يَوْمَ كَذَا وكذا وكذا وَكَذَا وَيَوْمَ كَذَا وَكَذَا

كَذَا وَكَذَا، فَوَقَّتَ لَهُ وَقْتاً. فَلَمَّا سَارَ، جعلت ابنة الملك لا ترتقع بِهِ1، فَتَنْزِلُ حَيْثُ شَاءتْ، وَتَرْتَحِلُ مَتَى شَاءتْ، وَجَعَلَ إِنَّمَا هُوَ يَحْرُسُهَا، وَيَنَامُ عِنْدَهَا. فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ، قَالُوا لَهُ: إِنَّمَا كَانَ يَنَامُ عِنْدَهَا فَقَالَ لَهُ المَلِكُ: خَالَفْتَ، وَأَرَادَ قَتْلَهُ فَقَالَ: ارْدُدْ عَلَيَّ وَدِيْعَتِي. فَلَمَّا رَدَّهَا، فَتَحَ الحُقَّ, وَتَكَشَّفَ عَنْ مِثْلِ الرَّاحَةِ فَفَشَا ذَلِكَ فِي بَنِي إِسْرَائِيْلَ. قَالَ: فَمَاتَ قَاضٍ لَهُمْ، فَقَالُوا: مَنْ نَجْعَلُ مَكَانَهُ؟ قَالُوا: فُلاَنٌ. فَأَبَى، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى قَالَ: دَعُوْنِي حَتَّى أَنْظَرَ فِي أَمْرِي فَكَحَّلَ عَيْنَيْهِ بِشَيْءٍ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهُ. قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ عَلَى القَضَاءِ فَقَامَ لَيْلَةً فَدَعَا اللهَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي صَنَعْتُ لَكَ رِضَىً، فَارْدُدْ عَلَيَّ خَلْقِي أَصَحَّ مَا كَانَ فَأَصْبَحَ، وَقَدْ رَدَّ اللهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ وَمُقْلَتَيْهِ أَحْسَنَ مَا كَانَتَا، وَيَدَهُ وَمَذَاكِيْرَهُ. أَنْبَأَنَا بِهَا: أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ التَّيْمِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، يَعْنِي: العَسَّالَ فِي كِتَابِهِ -حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ فَذَكَرَهَا. وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ عُمَرَ، فَأَتَاهُ رَاكِبٌ فَزَعَمَ أَنَّهُ رَأَى الهِلاَلَ هِلاَلَ شَوَّالٍ, فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَفْطِرُوا ثُمَّ قَامَ إِلَى عس2 من ماء فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى مُوْقَيْنِ لَهُ ثُمَّ صَلَّى المَغْرِبَ فَقَالَ لَهُ الرَّاكِبُ: مَا جِئْتُكَ إلَّا لأَسْأَلَكَ عَنْ هَذَا أَشَيْئاً رَأَيْتَ غَيْرَكَ يَفْعَلُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ رَأَيْتُ خَيْراً مِنِّي وَخَيْرَ الأُمَّةِ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ. تَفَرَّدَ بِهِ إِسْرَائِيْلُ. رُوِيَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ: أَنَّ الحَجَّاجَ اسْتَعْمَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي لَيْلَى عَلَى القَضَاءِ، ثُمَّ عَزَلَهُ، ثُمَّ ضَرَبَهُ لِيَسُبَّ أَبَا تُرَابٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَكَانَ قَدْ شَهِدَ النَّهْرَوَانَ مَعَ عَلِيٍّ. وَقَالَ شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ: قَدِمَ عَبْدُ اللهِ بنُ شَدَّادِ بنِ الهَادِ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، فَاقْتَحَمَ بِهِمَا فَرَسُهُمَا، الفُرَاتَ فَذَهَبَا- يَعْنِي: غَرَقاً. وَأَمَّا نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ، فَقَالَ: قُتِلَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى بِوَقْعَةِ الجَمَاجِمِ، يَعْنِي: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ. وَقِيْلَ: سنة ثلاث.

_ 1 لا ترتقع به: أي لا تأبه ولا تبالي به. 2 العس: القدح الضخم.

أبو عبد الرحمن السلمي

465- أبو عبد الرحمن السُّلمي 1: "ع" مُقْرِئُ الكُوْفَةِ، الإِمَامُ، العَلَمُ، عَبْدُ اللهِ بنُ حَبِيْبِ بنِ رُبَيِّعَةَ الكُوْفِيُّ. مِنْ أَوْلاَدِ الصَّحَابَةِ، مَوْلِدُهُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَرَأَ القُرْآنَ، وَجَوَّدَهُ, وَمَهَرَ فِيْهِ، وَعَرَضَ عَلَى عُثْمَانَ -فِيْمَا بَلَغنَا- وَعَلَى عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَطَائِفَةٍ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ القِرَاءةَ عَرْضاً عَنْ عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَزِيْدٍ، وَأُبَيٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ. أَخَذَ عَنْهُ القُرْآنَ: عَاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُوْدِ، وَيَحْيَى بنُ وَثَّابٍ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عِيْسَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بنِ أبي ليلى، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي أَيُّوْبَ، وَالشَّعْبِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ، بنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَرَضَ عَلَيْهِ الحَسَنُ، وَالحُسَيْنُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. وَحَدَّثَ عَنْهُ: عَاصِمٌ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَعَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَدٍ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. رَوَى حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَبَانٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ مَرْثَدٍ: أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ تَعَلَّمَ القُرْآنَ مِنْ عُثْمَانَ وَعَرَضَ عَلَى عَلِيٍّ. مُحَمَّدٌ لَيْسَ بِحُجَّةٍ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ يُقْرِئُ النَّاسَ فِي المَسْجِدِ الأَعْظَمِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ سَعْدُ بنُ عُبَيْدَةَ: أَقرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ، وَإِلَى أَنْ تُوُفِّيَ في زمن الحجاج. قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُثْمَانَ كَذَا قَالَ شُعْبَةُ، وَلَمْ يُتَابَعْ. وَرَوَى أَبَانٌ العَطَّارُ، عَنْ عَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن، قال: أخذت القراءة عن علي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 172"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 188"، و "9/ ترجمة 835"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 164"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 43"، الكاشف "2/ ترجمة 2708"، تاريخ الإسلام "3/ 222"، تهذيب التهذيب "5/ 183" خلاخصة الخزرجي "2/ ترجمة 3446".

وَرَوَى مَنْصُوْرٌ، عَنْ تَمِيْمِ بنِ سَلَمَةَ: أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَانَ إِمَامَ المَسْجِدِ، وَكَانَ يُحْمَلُ فِي اليَوْمِ المَطِيْرِ. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخَذْنَا القُرْآنَ عَنْ قَوْمٍ أَخْبَرُوْنَا أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَعَلَّمُوا عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ يُجَاوِزُوْهُنَّ إِلَى العَشْرِ الآخَرِ حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِيْهنَّ، فَكُنَّا نَتَعَلَّمُ القُرْآنَ وَالعَمَلَ بِهِ، وَسَيَرِثُ القُرْآنَ بَعْدَنَا قَوْمٌ يَشْرَبُوْنَهُ شُرْبَ المَاءِ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ. عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ الفَرَّاءُ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ: أَنَّهُ جَاءَ وَفِي الدَّارِ جِلاَلٌ وَجُزُرٌ فَقَالُوا: بَعَثَ بِهَا عُمَرُ بنُ حُرَيْثٍ؛ لأَنَّكَ عَلَّمْتَ ابْنَهُ القُرْآنَ. فَقَالَ: رُدَّ إِنَّا لاَ نَأْخُذُ عَلَى كِتَابِ اللهِ أَجْراً. وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: وَالِدِي عَلَّمَنِي القُرْآنَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غَزَا معه. وَرَوَى سَعْدُ بنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "خيركم من تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ" 1. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَذَلِكَ الَّذِي أَقْعَدَنِي هَذَا المَقْعَدَ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ يُعَلِّمُنَا القُرْآنَ خَمْسَ آيَاتٍ خَمْسَ آيَاتٍ. قَالَ أَبُو حَصِيْنٍ عُثْمَانُ بنُ عَاصِمٍ: كُنَّا نَذْهَبُ بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ مَجْلِسِهِ، وَكَانَ أَعْمَى. أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى عَلِيٍّ. وَعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَنَا أُقْرِئُ. وَرَوَى أَبُو جَنَابٍ الكَلْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ -رَضِيَ الله عنهما يقرأ عليه.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 58"، والبخاري "5027"، وأبو داود "1452"، والترمذي "2907"، والدارمي "2/ 437" من طرق عن شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعيد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان، به. وأخرجه عبد الرزاق "5995"، وأحمد "1/ 57"، والبخاري "5028"، والترمذي "2908"، وابن ماجه "212" من طرق عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن السلمي، به.

قَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَبِي هَاشِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا أَبِي, حَدَّثَنَا حَفْصٌ أَبُو عُمَرَ، عَنْ عَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي أَيُّوْبَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عِيْسَى: أَنَّهُم قَرَؤُوْا عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَذَكَرُوا أَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى عُثْمَانَ عَامَّةَ القُرْآنِ، وَكَانَ يَسْأَلُهُ عَنِ القُرْآنِ، فَيَقُوْلُ: إِنَّكَ تَشْغَلُنِي عَنْ أَمْرِ النَّاسِ، فَعَلَيْكَ بِزَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، فَإِنَّهُ يجلس للناس، ويتفرغ لهم، ولست أخالفه في شيء من القرآن. وَكُنْتُ أَلْقَى عَلِيّاً فَأَسْأَلُهُ فَيُخْبِرُنِي وَيَقُوْلُ: عَلَيْكَ بِزَيْدٍ. فَأَقْبَلْتُ عَلَى زَيْدٍ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ القُرْآنَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ مَرَّةً. قُلْتُ: لَيْسَ إِسْنَادُهَا بِالقَائِمِ. وَرَوَى عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن، قال: حدثني الذين كانوا يقرئوننا: عُثْمَانُ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَأُبَيٌّ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقْرِئُهُمُ العَشْرُ ... ، فَذَكَرَ الحَدِيْثَ. أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ عَنْ عَطَاءِ ابن السَّائِبِ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ عَلَى أَبِي عبد الرحمن، فأهدى له قوسًا، فردها، وقالإلَّا كَانَ هَذَا قَبْلَ القِرَاءةِ. كَذَا عِنْدِي: وَكِيْعٌ عَنْ عَطَاءٍ وَلَمْ يَلْحَقْهُ. وَعَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ نَعُوْدُهُ، فَذَهَبَ بَعْضُهُمْ يُرَجِّيْهِ، فَقَالَ: أَنَا أَرْجُو رَبِّي، وَقَدْ صُمْتُ لَهُ ثَمَانِيْنَ رَمَضَاناً. قُلْتُ: مَا أَعْتَقِدُ صَامَ ذَلِكَ كُلَّهُ وَقَدْ كَانَ ثَبْتاً فِي القِرَاءةِ، وَفِي الحَدِيْثِ. حَدِيْثُهُ مُخَرَّجٌ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ. وَقِيْلَ: مَاتَ فِي إِمْرَةِ بِشْرِ بنِ مروان عَلَى العِرَاقِ. وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ. وَقِيْلَ: مَاتَ قَبْلَ سَنَةِ ثَمَانِيْنَ. وَقِيْلَ: مَاتَ فِي أَوَائِلِ وِلاَيَةِ الحَجَّاجِ عَلَى العِرَاقِ وَغَلِطَ ابْنُ قَانِعٍ حَيْثُ قَالَ فِي وَفَاتِهِ إِنَّهَا سَنَةُ خَمْسٍ وَمائَةٍ.

أمية بن عبد الله

466- أمية بن عبد الله 1: "س، ق" ابن خَالِدِ بنِ أُسَيْدِ بنِ أَبِي العِيْصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ القُرَشِيُّ، الأُمَوِيُّ، أَحَدُ الأَشْرَافِ، وَلِيَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ لِعَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ. وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَخْزُوْمِيُّ، وَالمُهَلَّبُ الأَمِيْرُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 478"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1515"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1112"، تاريخ الإسلام "3/ 242 "، الإصابة "1/ ترجمة550 "، تهذيب التهذيب "1/ 371".

أبو إدريس الخولاني

467-أبو إدريس الخَولاني 1: "ع" عائذ الله بن عبد الله، وَيُقَالُ فِيْهِ: عَيِّذُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ عَائِذِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، قَاضِي دمشق، وعالمها، وواعظها، ولد: عام الفتح. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي ذَرٍّ, وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحُذَيْفَةَ، وَأَبِي مُوْسَى، وَشَدَّادِ بنِ أَوْسٍ، وَعُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَوْفِ بنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَعُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ الجُهَنِيِّ، وَالمُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ حَوَالَةَ، وَأَبِي مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيِّ، وَعِدَّةٍ. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: سَمَاعُهُ مِنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ صَحِيْحٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعَ أَبُو إِدْرِيْسَ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعُبَادَةَ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَلاَّمٍ الأَسْوَدُ، وَمَكْحُوْلٌ، وَابْنُ شِهَابٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرٍ اليَحْصُبِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى الغَسَّانِيُّ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ، وَأَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ الرَّحَبِيُّ، وَيُوْنُسُ بنُ مَيْسَرَةَ بنِ حَلْبَسٍ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَرَبِيْعَةُ القَصِيْرُ، وَآخَرُوْنَ. وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ، لَكِنْ لَهُ جَلاَلَةٌ عَجِيْبَةٌ، سُئِلَ دُحَيْمٌ عَنْهُ وَعَنْ جُبَيْرٍ: أَيُّهُمَا أَعْلَمُ؟ قَالَ: أَبُو إِدْرِيْسَ هُوَ المُقَدَّمُ، وَرَفَعَ أَيْضاً مِنْ شَأْنِ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ لإِسْنَادِهِ وَأَحَادِيْثِهِ. قُلْتُ: هُمَا كَانَا مَعَ كَثِيْرِ بنِ مُرَّةَ، وَقَبِيْصَةَ بنِ ذُؤَيْبٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَيْرِيْزٍ الجُمَحِيِّ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ عُلَمَاءَ الشَّامِ فِي عَصْرِهِمْ في دولة عبد الملك ابن مَرْوَانَ، وَقَبْلَ ذَلِكَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: أَبُو إِدْرِيْسَ قَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ. يُوْنُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ، وَكَانَ من فقهاء أهل الشام.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 448"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 375"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 200"، الاستيعاب "4/ 1594"، أسد الغابة "5/ 134"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 39"، تاريخ الإسلام "3/ 215"، العبر "1/ 91"، الكاشف "2/ ترجمة رقم 2578"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 3070"، تهذيب التهذيب "5/ 85"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3290"، شذرات الذهب "1/ 88"، النجوم الزاهرة "1/ 201".

وَرَوَى عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الوَلِيْدِ بنِ أَبِي السَّائِبِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ. وَكَذَلِكَ رَوَى: أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيْدٍ، عَنْ مَكْحُوْلٍ. وَعَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبُو إِدْرِيْسَ عَالِمَ الشَّامِ بَعْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ. ابْنُ جَوْصَاءَ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حِمْيَرٍ، حَدَّثَنِي سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، سَمِعْتُ مَكْحُوْلاً، يَقُوْلُ: كانت خلقة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْرُسُوْنَ جَمِيْعاً فَإِذَا بَلَغُوا سَجْدَةً، بَعَثُوْا إِلَى أَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ فَيَقْرَؤُهَا ثُمَّ يَسْجُدُ فَيَسْجُدُ أَهْلُ المَدَارِسِ. مُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبِ بنِ شَابُوْرٍ: أَخْبَرَنِي يَزِيْدُ بنُ عُبَيْدَةَ: أَنَّهُ رَأَى أَبَا إِدْرِيْسَ فِي زَمَنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ، وَأَنَّ حِلَقَ المَسْجِدِ بِدِمَشْقَ يَقْرَؤُوْنَ القُرْآنَ، يَدْرُسُوْنَ جَمِيْعاً وَأَبُو إِدْرِيْسَ جَالِسٌ إِلَى بَعْضِ العُمُدِ، فَكُلَّمَا مَرَّتْ حَلْقَةٌ بِآيَةِ سَجْدَةٍ، بَعَثُوْا إِلَيْهِ يَقْرَأُ بِهَا وَأَنْصَتُوا لَهُ سَجَدَ بِهِم جَمِيْعاً وَرُبَّمَا سَجَدَ بِهِم ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَجْدَةٍ، حَتَّى إِذَا فَرَغُوا مِنْ قِرَاءتِهِمْ، قَالَ أَبُو إِدْرِيْسَ يَقُصُّ: ثُمَّ قَالَ يَزِيْدُ بنُ عَبِيْدَةَ: ثُمَّ إِنَّهُ قَدَّمَ القَصَصَ بَعْدَ ذَلِكَ. الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى أَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ, فَيُحَدِّثُنَا, فَحَدَّثَ يَوْماً عَنْ بَعْضِ مَغَازِي رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اسْتَوْعَبَ الغَزَاةَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ من ناحية المجلس: أَحَضَرْتَ هَذِهِ الغَزْوَةَ؟ فَقَالَ: لاَ. فَقَالَ الرَّجُلُ: قَدْ حَضَرْتُهَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلأَنْتَ أَحْفَظُ لَهَا مِنِّي. أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ: أَنَّ عَبْدَ المَلِكِ بنَ مَرْوَانَ عَزَلَ بِلاَلاً عَنِ القَضَاءِ -يَعْنِي: وَوَلَّى أَبَا إِدْرِيْسَ. وَرَوَى الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ: أَنَّ عَبْدَ المَلِكِ عَزَلَ أَبَا إِدْرِيْسَ عَنِ القَصَصِ، وَأَقَرَّهُ عَلَى القَضَاءِ فَقَالَ أَبُو إِدْرِيْسَ: عَزَلْتُمُوْنِي عَنْ رَغْبَتِي، وَتَرَكْتُمُوْنِي فِي رَهْبَتِي. قُلْتُ: قَدْ كَانَ القَاصُّ فِي الزَّمَنِ الأَوَّلِ يَكُوْنُ لَهُ صُوْرَةٌ عَظِيْمَةٌ فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُوْلُ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيْسَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ:

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "بَايِعُوْنِي" 1. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَفِظْنَا مِنَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ، أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَدْرَكْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ -وَوَعَيْتُ عَنْهُ- وَعُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ، وَشَدَّادَ بنَ أَوْسٍ -وَوَعَيْتُ عَنْهُمَا- وَفَاتَنِي مُعَاذُ بن جبل. قَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ: أَبُو إِدْرِيْسَ ثِقَةٌ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ، وَابْنُ مَعِيْنٍ: مَاتَ أَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ. قُلْتُ: فَعَلَى مَوْلِدِهِ عَامَ حُنَيْنٍ يَكُوْنُ عُمُرُهُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ. وَلأَبِيْهِ صُحْبَةٌ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ: أَنْبَأَنَا أَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ الدِّيْنَوَرِيُّ، أَنْبَأَنَا عَمِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ الفَرَّاءٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ هِلاَلٍ، قَالاَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ "ح" وَأَنبانَا أَبُو المَعَالِي، أَنْبَأَنَا القَاضِي أَبُو صَالِحٍ نَصْرُ بنُ عبد الرزق "ح" وأنبأنا أحمد بن الحَمِيْدِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَطِّيْخٍ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ أَحْمَدَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالُوا: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمٍ الوَاعِظُ، وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَسِتُّ الأَهْلِ بِنْتُ النَّاصِحِ، وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ الرِّضَى، قَالُوا: أَنْبَأَنَا البَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالُوا: أَخْبَرَتْنَا فَخْرُ النِّسَاءِ، شُهْدَةُ بِنْتُ أَبِي نَصْرٍ"ح"، وَأَنْبَأَنَا أَبُو المَعَالِي الزَّاهِدُ, أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ، وَاثِلَةُ بنُ كَرَّازٍ بِبَغْدَادَ, أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّحَبِيُّ، قَالَ هُوَ وَشُهْدَةُ: أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ، النِّعَالِيُّ قَالاَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَحَامِلِيُّ إِمْلاَءً, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, حَدَّثَنَا مَالِكٌ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, عَنْ أَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ "مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوْتِرْ". هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ, عَالٍ أَخْرَجَاهُ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" من طرق عن الزهري.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "18"، ومسلم "1709" من طريق الزهري، عن أبي إدريس عن عباد بن الصامت قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في مجلس فقال: "تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق فمن وفي منكم فأجره على الله، ومن أصاب شيئا من ذلك فعوقب به، فهو كفارة له، ومن أصاب شيئا من ذلك فستره الله عليه، فأمره إلى الله، إن شاء الله عفا عنه وإن شاء عذبه" واللفظ المسلم.

أم الدرداء

468- أم الدرداء 1: "ع" السَّيِّدَةُ، العَالِمَةُ، الفَقِيْهَةُ، هُجَيْمَةُ. وَقِيْلَ: جُهَيْمَةُ، الأَوْصَابِيَّةُ، الحِمْيَرِيَّةُ، الدِّمَشْقِيَّةُ، وَهِيَ أُمُّ الدَّرْدَاءِ الصُّغْرَى. رَوَتْ عِلْماً جَمّاً عَنْ زَوْجِهَا؛ أَبِي الدَّرْدَاءِ. وَعَنْ: سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، وَكَعْبِ بنِ عَاصِمٍ الأَشْعَرِيِّ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَرَضَتِ القُرْآنَ وَهِيَ صَغِيْرَةٌ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَطَالَ عُمُرُهَا، وَاشَتَهَرَتْ بِالعِلْمِ وَالعَمَلِ وَالزُّهْدِ. حَدَّثَ عَنْهَا: جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ، وَأَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ، وَسَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْدِ، وَرَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ، وَيُوْنُسُ بنُ مَيْسَرَةَ، ومَكْحُوْلٌ، وعطاء الكيخاراني، وإسماعيل، بين عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي المُهَاجِرِ، وَزَيْدُ بنُ سَالِمٍ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَعُثْمَانُ بنُ حَيَّانَ المُرِّيُّ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ الغَسَّانِيُّ: أُمُّ الدَّرْدَاءِ هِيَ هُجَيْمَةُ بِنْتُ حُيَيٍّ الوَصَّابِيَّةُ2، وَأُمُّ الدَّرْدَاءِ الكُبْرَى هِيَ خَيْرَةُ بنت أبي حدرد لها صحبة. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، اسْمُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ الفَقِيْهَةُ الَّتِي مَاتَ عَنْهَا أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ: هُجَيْمَةُ بِنْتُ حَيٍّ الأَوْصَابِيَّةُ. وَقَالَ ابْنُ جَابِرٍ، وَعُثْمَانُ بنُ أَبِي العَاتِكَةِ: كَانَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ يَتِيْمَةً فِي حِجْرِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، تَخْتَلِفُ مَعَهُ فِي بُرْنُسٍ، تُصَلِّي فِي صُفُوْفِ الرِّجَالِ، وَتَجْلِسُ فِي حِلَقِ القُرَّاءِ، تَعَلَّمُ القُرْآنَ، حَتَّى قَالَ لَهَا أَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْماً: الْحَقِي بِصُفُوْفِ النِّسَاءِ. عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، أَنَّهَا قَالَتْ لأَبِي الدَّرْدَاءِ عِنْدَ المَوْتِ: إِنَّكَ خَطَبْتَنِي إِلَى أَبَوَيَّ فِي الدُّنْيَا، فَأَنْكَحُوْكَ، وَأَنَا أَخْطِبُكَ إِلَى نَفْسِكَ فِي الآخِرَةِ قَالَ: فَلاَ تَنْكِحِيْنَ بَعْدِي فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ فَأَخْبَرَتْهُ بِالَّذِي كَانَ فَقَالَ: عَلَيْكِ بِالصِّيَامِ. وَرُوِيَتْ مِنْ وَجْهٍ عَنْ لُقْمَانَ بنِ عَامِرٍ، وَزَادَ: وَكَانَ لَهَا جمال وحسن.

_ 1 ترجمتهما في "المعرفة والتاريخ" "2/ 327"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة رقم 2372"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 37"، تاريخ الإسلام "3/ 316"، تهذيب التهذيب "12/ ترجمة 2943". 2 الوصابية: بطن من حمير.

وَرَوَى مَيْمُوْنُ بنُ مِهْرَانَ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ: لاَ تَسْأَلِي أَحَداً شَيْئاً. فَقُلْتُ: إِنِ احْتَجْتُ؟ قَالَ: تَتَبَّعِي الحَصَّادِيْنَ، فَانْظُرِي مَا يَسْقُطُ مِنْهُم، فَخُذِيْهِ، فَاخْبُطِيْهِ، ثُمَّ اطْحَنِيْهِ، وَكُلِيْهِ. قَالَ مَكْحُوْلٌ: كَانَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ فَقِيْهَةً. وَعَنْ عَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أُمَّ الدَّرْدَاءِ، فَنَذْكُرَ اللهَ عِنْدَهَا. وَقَالَ يُوْنُسُ بنُ مَيْسَرَةَ: كُنَّ النِّسَاءُ يَتَعَبَّدْنَ مَعَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، فَإِذَا ضَعُفْنَ عَنِ القِيَامِ تَعَلَّقْنَ بِالحِبَالِ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ حَيَّانَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدرداء تقول: إن أحدهم يقول: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي، وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ لاَ يُمْطِرُ عَلَيْهِ ذَهَباً وَلاَ دَرَاهِمَ، وَإِنَّمَا يَرْزُقُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ أُعْطِيَ شَيْئاً، فَلْيَقْبَلْ، فَإِنْ كَانَ غَنِيّاً، فَلْيَضَعْهُ فِي ذِي الحَاجَةِ وَإِنْ كَانَ فَقِيْراً فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ: كَانَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ جَالِساً فِي صَخْرَةِ بَيْتِ المَقْدِسِ، وَأُمُّ الدَّرْدَاءِ مَعَهُ جَالِسَةٌ، حَتَّى إِذَا نُوْدِيَ لِلْمَغْرِبِ، قَامَ، وَقَامَتْ تَتَوَكَّأُ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ حَتَّى يَدْخُلَ بِهَا المَسْجِدَ، فَتَجْلِسُ مَعَ النِّسَاءِ، وَيَمْضِي عَبْدُ المَلِكِ إِلَى المَقَامِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. وَعَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى الغَسَّانِيِّ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ كَثِيْراً مَا يَجْلِسُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ فِي مُؤَخَّرِ المَسْجِدِ بِدِمَشْقَ. وَعَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَجَّتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ.

أبو البختري

469- أبو البَخْتري 2: "ع" الطائي، مولاهم، الكُوْفِيُّ، الفَقِيْهُ، أَحَدُ العُبَّادِ. اسْمُهُ: سَعِيْدُ بنُ فَيْرُوْزٍ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَأَرْسَلَ عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ. وَرَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بنُ مُرَّةَ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَيُوْنُسُ بنُ خَبَّابٍ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، وَحَبِيْبُ بن أبي ثابت. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَكَانَ مُقَدَّمَ الصَّالِحِيْنَ القُرَّاءِ الَّذِيْنَ قَامُوا عَلَى الحَجَّاجِ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَقُتِلَ أَبُو البَخْتَرِيِّ فِي وَقْعَةِ الجَمَاجِمِ، سَنَةَ اثْنَيْنِ وَثَمَانِيْنَ. قَالَ حَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ: اجْتَمَعْتُ أَنَا، وَسَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَأَبُو البَخْتَرِيِّ، فَكَانَ أَبُو البَخْتَرِيِّ أَعْلَمَنَا وَأَفْقَهَنَا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 292"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1684"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 241"، حليلة الأولياء "4/ 379"، تاريخ الإسلام "3/ 316"، الكاشف "1/ ترجمة 1965"، العبر "1/ 96"، تهذيب التهذيب "4/ 72"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2525".

زاذان

470- زاذان 1: "م، 4" أبو عمر الكندي، مولاهم، الكُوْفِيُّ، البَزَّازُ، الضَّرِيْرُ، أَحَدُ العُلَمَاءِ الكِبَارِ. وُلِدَ: فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وَشَهِدَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالجَابِيَةِ. رَوَى عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَسَلْمَانَ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَعَائِشَةَ، وَحُذَيْفَةَ، وَجَرِيْرٍ البَجَلِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وَالبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ، وَغَيْرِهِمْ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَعَمْرُو بنُ مُرَّةَ، وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَالمِنْهَالُ بنُ عَمْرٍو، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَمُحَمَّدُ بنُ جُحَادَةَ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ ثِقَةً، صَادِقاً، رَوَى جَمَاعَةَ أَحَادِيْثَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَرَوَى إِبْرَاهِيْمُ بنُ الجُنَيْدِ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ شُعْبَةُ: سَأَلْتُ سَهْلَ بنَ كُهَيْلٍ عَنْهُ، فَقَالَ: أَبُو البَخْتَرِيِّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيْثُهُ لاَ بَأْسَ بِهَا. وَقَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِلْحَكَمِ: لِمَ لَمْ تَحْمِلْ عَنْهُ -يَعْنِي: زَاذَانَ-؟ قَالَ: كَانَ كَثِيْرَ الكَلاَمِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: لَيْسَ بِالمَتِيْنِ عِنْدَهُمْ. كَذَا قَالَ: أَبُو أَحْمَدَ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: تَابَ عَلَى يَدِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ. وَعَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ. قَالَ: قَالَ زَاذَانُ: كُنْتُ غُلاَماً حَسَنَ الصَّوْتِ، جَيِّدَ الضَّرْبِ بِالطُّنْبُوْرِ، فَكُنْتُ مَعَ صَاحِبٍ لِي، وَعِنْدَنَا نَبِيْذٌ وَأَنَا أُغَنِّيْهِمْ, فَمَرَّ ابْنُ مَسْعُوْدٍ, فَدَخَلَ, فَضَرَبَ البَاطِيَةَ, بَدَّدَهَا وَكَسَرَ الطُّنْبُوْرَ ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَ مَا يُسْمَعُ مِنْ حُسْنِ صَوْتِكَ يَا غُلاَمُ بِالقُرْآنِ، كُنْتَ أَنْتَ أَنْتَ. ثُمَّ مَضَى, فَقُلْتُ لأَصْحَابِي: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا ابْنُ مَسْعُوْدٍ. فَأَلْقَى فِي نَفْسِي التَّوْبَةَ، فَسَعَيْتُ أَبْكِي، وَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ، فَاعْتَنَقَنِي، وَبَكَى، وَقَالَ: مَرْحَباً بِمَنْ أَحَبَّهُ اللهُ، اجْلِسْ. ثُمَّ دَخَلَ وَأَخْرَجَ لِي تَمْراً. قَالَ زُبَيْدٌ: رَأَيْتُ زَاذَانَ يُصَلِّي كَأَنَّهُ جِذْعٌ. رُوِيَ أَنَّ زَاذَانَ قَالَ يَوْماً: إِنِّي جَائِعٌ. فَسَقَطَ عَلَيْهِ رَغِيْفٌ مِثْلُ الرَّحَا. وَقِيْلَ: كَانَ إِذَا بَاعَ ثَوْباً لَمْ يَسُمْ فِيْهِ. مَاتَ سَنَةَ اثنتين وثمانين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 178"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1455"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2781"، حليلة الأولياء "4/ 199"، تاريخ بغداد "8/ 487"، تاريخ الإسلام "3/ 248"، العبر "1/ 94"، تهذيب التهذيب "3/ 302"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2298"، شذرات الذهب "1/ 90".

قبيصة بن ذؤيب

471- قبيصة بن ذؤيب 1: "ع" الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الفَقِيْهُ، أَبُو سَعِيْدٍ الخُزَاعِيُّ، المَدَنِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الوَزِيْرُ. مَوْلِدُهُ: عَامَ الفَتْحِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمَاتَ أَبُوْهُ ذُؤَيْبُ بنُ حَلْحَلَةَ صَاحِبُ بُدْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ أَيَّامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتِيَ بِقَبِيْصَةَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ -فِيْمَا قِيْلَ- فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَعِ هُوَ ذَلِكَ. وَرَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ -إِنْ صَحَّ- وَعَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَبِلاَلٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وَتَمِيْمٍ الدَّارِيِّ، وَعُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ، إِسْحَاقُ، وَمَكْحُوْلٌ، وَرَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ، وَأَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بنُ زَيْدٍ، وَأَبُو قِلاَبَةَ, وَالزُّهْرِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَهَارُوْنُ بنُ رِئَابٍ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ عَلَى الخَتْمِ وَالبَرِيْدِ لِلْخَلِيْفَةِ عَبْدِ المَلِكِ، وَقَدْ أُصِيْبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ الحَرَّةِ، وَلَهُ دَارٌ مُعْتَبَرَةٌ بِبَابِ البَرِيْدِ. وَقَدْ كَنَّاهُ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ أَبَا إِسْحَاقَ، وَقَالَ: شَهِدَ أَبُوْهُ الفتح، وكان يَنْزِلُ بِقُدَيْدٍ, وَكَانَ يَقْرَأُ الكُتُبَ إِذَا وَرَدَتْ عَلَى الخَلِيْفَةِ. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً, مَأْمُوْناً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ. تُوُفِّيَ: سَنَةَ سِتٍّ، أَوْ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ. قَالَ البُخَارِيُّ: سَمِعَ قَبِيْصَةُ: أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَزَيْدَ بنَ ثَابِتٍ. قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: كَانَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ فِي الفِقْهِ وَالنُّسُكِ: هُوَ, وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَقَبِيْصَةُ بنُ ذؤيب، وعروة بن الزبير. قال محمد مجالد بنُ رَاشِدٍ المَكْحُوْلِيُّ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ عُمَرَ بنِ نُبَيْهٍ الخُزَاعِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ قَبِيْصَةَ بنَ ذُؤَيْبٍ كَانَ مُعَلِّمَ كُتَّابٍ. قُلْتُ: يَعْنِي فِي مَبْدَأِ أَمْرِهِ. وَعَنْ مُجَالِدِ بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: كَانَ قَبِيْصَةُ كَاتِبَ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ. وَعَنْ مَكْحُوْلٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ قَبِيْصَةَ. وَعَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَ قَبِيْصَةُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِقَضَاءِ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ. ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: كَانَ قَبِيْصَةُ بنُ ذُؤَيْبٍ مِنْ عُلَمَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ. وَقِيْلَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَقِيْلَ سَنَةَ ثمان وثمانين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 176" و "7/ 447"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 784"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 713"، الاستيعاب "3/ 1272"، أسد الغابة "4/ 191"/ الكاشف "2/ ترجمة 4615"، تاريخ الإسلام "3/ 290"، تهذيب التهذيب "8/ 346"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5827"، شذرات الذهب "1/ 97"، النجوم الزاهرة "1/ 214".

همام بن الحارث

472- همام بن الحارث 1: "ع" النخعي الكوفي الفقيه. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ، وَالمِقْدَادِ بنِ الأَسْوَدِ، وَحُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ وَسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ، وَوَبَرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَثَّقَه يَحْيَى بنُ مَعِيْنَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ زَمَنَ الحَجَّاجِ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ النَّاسُ يَتَعَلَّمُوْنَ مِنْ هَدْيِهِ وَسَمْتِهِ، وَكَانَ طَوِيْلَ السَّهَرِ، رَحِمَهُ اللهُ. حُصَيْنٌ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ: أَنَّ هَمَّامَ بنَ الحَارِثِ كَانَ يَدْعُو: اللَّهُمَّ اشْفِنِي مِنَ النَّوْمِ بِاليَسِيْرِ، وَارْزُقْنِي سَهَراً فِي طَاعَتِكَ. قَالَ: فَكَانَ لاَ يَنَامُ إلَّا هنيهة, وهو قاعد.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 118"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2848"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 452"، حلية الأولياء "4/ 178"، الكاشف "3/ ترجمة 6089"، تاريخ الإسلام "3/ 212"، تهذيب التهذيب "11/ 66"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7697"، حلية الأولياء "4/ 178".

مرثد بن عبد الله

473- مرثد بن عبد الله 1: "ع" الإِمَامُ، أَبُو الخَيْرِ اليَزَنِيُّ، المِصْرِيُّ، عَالِمُ الدِّيَارِ المِصْرِيَةِ، وَمُفْتِيْهَا. وَيَزَنُ: بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرٍ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ، وَزَيْدِ بنِ ثابت، وأبي بصرة الغفاري، وَعُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، وَعَمْرِو بنِ العَاصِ، وَابْنِهِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَجَمَاعَةٍ. وَلَزِمَ عُقْبَةَ مُدَّةً, وَتَفَقَّهَ بِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: جَعْفَرُ بنُ رَبِيْعَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ شُمَاسَةَ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعَيَّاشُ بنُ عَبَّاسٍ القِتْبَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: كَانَ مُفْتِي أَهْلِ مِصْرَ فِي أَيَّامِهِ، وَكَانَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مَرْوَانَ يَعْنِي: مُتَوَلِّي مِصْرَ -يُحْضِرُهُ مَجْلِسَهُ لِلْفُتْيَا. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: تُوُفِّيَ أَبُو الخَيْرِ سَنَةَ تسعين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 511"، التاريخ الكبير "7/ ترجة 1826"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 380"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 68"، الكاشف "3/ ترجمة 5446"، العبر "1/ 105"، تاريخ الإسلام "3/ 303"، تهذيب التهذيب "10/ 82"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6909".

بلال بن أبي الدرداء

474- بلال بن أبي الدرداء 1: "د" الأنصاري، حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ, وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ. رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، وَحُمَيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَحَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي مَرْيَمَ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ أَسَنَّ مِنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ الصُّغْرَى. قَالَ البُخَارِيُّ: بِلاَلٌ أَمِيْرُ الشَّامِ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: وَلِيَ القَضَاءَ بَعْد النُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عَبْدُ المَلِكِ عَزَلَهُ بِأَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سنة ثلاث وتسعين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1853"، المعرفة والتاريخ "2/ 328"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1551"، تهذيب التهذيب "1/ 502".

صفوان بن محرز

475- صفوان بن محرز 1: "خ، م" المازني البصري، العَابِدُ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، وَعِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، وَحَكِيْمِ بنِ حِزَامٍ، وَابْنِ عُمَرَ. رَوَى عَنْهُ: جَامِعُ بنُ شَدَّادٍ، وَبَكْرٌ المُزَنِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَثَابِتٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ، لَهُ فَضْلٌ وَوَرَعٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ وَاعِظاً، قَانِتاً للهِ، قَدِ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ سَرَباً2 يَبْكِي فِيْهِ. عُثْمَانُ بنُ مَطَرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: لَقِيْتُ أَقْوَاماً كَانُوا فِيْمَا أَحَلَّ اللهُ لَهُم أَزْهَدَ مِنْكُم فِيْمَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْكُم، وَصَحِبْتُ أَقْوَاماً كَانَ أَحَدُهُم يَأْكُلُ عَلَى الأَرْضِ، وَيَنَامُ عَلَى الأَرْضِ مِنْهُم: صَفْوَانُ بنُ مُحْرِزٍ كَانَ يَقُوْلُ: إِذَا أَوَيْتُ إِلَى أَهْلِي وَأَصَبْتُ رَغِيْفاً فَجَزَى اللهُ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا شَرّاً وَاللهِ مَا زَادَ عَلَى رَغِيْفٍ حَتَّى مَاتَ، كَانَ يَظَلُّ صَائِماً وَيُفْطِرُ عَلَى رَغِيْفٍ، وَيُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ ثُمَّ يَأْخُذُ المُصْحَفَ فَيَتْلُو حَتَّى يَرْتَفِعَ النَّهَارُ ثُمَّ يُصَلِّي ثُمَّ يَنَامُ إِلَى الظُّهْرِ، فَكَانَتْ تِلْكَ نَوْمَتَهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا، وَيُصَلِّي من الظهر إلى العصر ويتلوا فِي المُصْحَفِ إِلَى أَنْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ. تَفَرَّدَ بها: عثمان هذا وليس بقوي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 147"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2926"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1853"، حلية الأولياء "2/ 213"، الكاشف "2/ ترجمة 2428"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 48"، تاريخ الإسلام "4/ 14"، تهذيب التهذيب "4/ 430"، الإصابة "2/ ترجمة 4150"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3106". 2 السرب: حفير أو بيت تحت الأرض.

الطبقة الثانية من التابعين

الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ التَّابِعِيْنَ: 476- أَبُو سَلَمَةَ بنُ عبد الرحمن 1: "ع" ابن عوف بن عَبْدِ عَوْفِ بنِ عَبْدِ بنِ الحَارِثِ بنِ زُهْرَةَ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ القُرَشِيُّ، الزُّهْرِيُّ الحَافِظُ, أَحَدُ الأَعْلاَمِ بِالمَدِيْنَةِ. قِيْلَ: اسمه عبد الله. وقيل: إِسْمَاعِيْل. وُلِدَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَعِشْرِيْنَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ بِشَيْءٍ قَلِيْلٍ؛ لِكَوْنِهِ تُوُفِّيَ وَهَذَا صَبِيٌّ. وَعَنْ: أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ، وَأَبِي أَيُّوْبَ، وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَبِنْتِهَا زَيْنَبَ، وَأُمِّ سُلَيْمٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، وَمُعَيْقِيْبٍ الدَّوْسِيِّ، وَالمُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَلَمْ يُدْرِكْهُ -وَعُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ، وَحَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ، وَثَوْبَانَ، وَحَمْزَةَ بنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ، وَعُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ- مُرْسَلٌ وَطَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، كَذَلِكَ وَرَبِيْعَةَ بنِ كَعْبٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَزَيْدِ بنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ، وَنَافِعِ بنِ عَبْدِ الحَارِثِ، وَعِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ عَنْ بُسْرِ بنِ سَعِيْدٍ، وَجَعْفَرِ بنِ عَمْرِو بنِ أُمَيَّةَ، وَعُرْوَةَ، وَعَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، وَغَيْرِهِم وَنَزَلَ إِلَى أَنْ رَوَى عَنْ: عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. كَانَ طَلاَّبَةً لِلْعِلْمِ فَقِيْهاً مُجْتَهِداً كَبِيْرَ القَدْرِ حُجَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ عُمَرُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ، وابن أخيه؛ سعد بن إبراهيم، وابن أَخِيْهِ؛ عَبْدُ المَجِيْدِ بنُ سُهَيْلٍ وَابْنُ أَخِيْهِ زُرَارَةُ بنُ مُصْعَبٍ، وَعُرْوَةُ، وَعِرَاكُ بنُ مَالِكٍ، والشعبي، وسعيد المقبري، وعمرو بن دينارن وعمرو بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَنَافِعٌ العُمَرِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ، وَسَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ، وَبُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَأَبُو طُوَالَةَ وَصَفْوَانُ، بنُ سُلَيْمٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ الفَضْلِ الهَاشِمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي لَبِيْدٍ وَشَرِيْكُ بنُ أَبِي نَمِرٍ وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ وَصَالِحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَائِدَةَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ, وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ, وَأَخُوْهُ عَبْدُ رَبِّهِ بنُ سَعِيْدٍ وَعُثْمَانُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بنِ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَرْمَلَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ وَنُوْحُ بنُ أبي بلال, وخلق كثير.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 155"، تاريخ الإسلام "4/ 76"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 52"، العبر "1/ 112"، تهذيب التهذيب "12/ 115".

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَةِ الثَّانِيَة مِنَ المَدَنِيِّيْنَ: كَانَ ثِقَةً فَقِيْهاً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، وَأُمُّهُ تُمَاضِرُ بِنْتُ الأَصْبَغِ بنِ عَمْرٍو، مِنْ أَهْلِ دُوْمَةَ الجَنْدَلِ, أَدْرَكَتْ حَيَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ أَوَّلُ كَلْبِيَّةٍ نَكَحَهَا قُرَشِيٌّ. وَأَرْضَعَتْهُ؛ أُمُّ كُلْثُوْمٍ، فَعَائِشَةُ خَالَتُهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ. وَرَوَى الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: لَوْ رَفَقْتَ بِابْنِ عَبَّاسٍ لاَسْتَخْرَجْتَ مِنْهُ عِلْماً كَثِيْراً. قَالَ سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: كَانَ أَبُو سَلَمَةَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: أَبُو سَلَمَةَ فِي زَمَانِهِ خَيْرٌ مِنِ ابْنِ عمر في زمانه. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ إِمَامٌ. وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ عِنْدَنَا مِنْ رِجَالِ أَهْلِ العِلْمِ، اسْمُ أَحَدِهِم كُنْيَتُهُ؛ مِنْهُم: أَبُو سَلَمَةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَعْقُوْبَ الضَّبِّيُّ: قَدِمَ عَلَيْنَا البَصْرَةَ أَبُو سَلَمَةَ فِي إِمَارَةِ بِشْرِ بنِ مَرْوَانَ، وَكَانَ رَجُلاً صَبِيْحاً، كَأَنَّ وَجْهَهُ دِيْنَارٌ هِرَقْلِيٌّ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَرْبَعَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَجَدْتُهُم بُحُوْراً: عُرْوَةُ، وَابْنُ المُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ كَثِيْراً مَا يُخَالِفُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَحُرِمَ لِذَلِكَ مِنْهُ عِلْماً كَثِيْراً. قَالَهُ: الزُّهْرِيُّ. عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: قَدِمْتُ مِصْرَ عَلَى عَبْدِ العَزِيْزِ يَعْنِي: مُتَوَلِّيْهَا وَأَنَا أُحَدِّثُ عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، فَقَالَ لِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ قَارِظٍ: مَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ إلَّا عَنْ سَعِيْدٍ فَقُلْتُ: أَجَلْ فَقَالَ: لَقَدْ تَرَكْتَ رَجُلَيْنِ مِنْ قَوْمِكَ لاَ أَعْلَمُ أَكْثَرَ حَدِيْثاً مِنْهُمَا: عُرْوَةُ وَأَبُو سَلَمَةَ قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى المَدِيْنَةِ وَجَدْتُ عُرْوَةَ بَحْراً لاَ تُكَدِّرُهُ الدِّلاَءُ. قُلْتُ: لَمْ يُكْثِرْ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَهُوَ مِنْ عَشِيْرَتِهِ؛ رُبَّمَا كَانَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ، وَإِلاَّ فَمَا أَبُو سَلَمَةَ بِدُوْنِ عُرْوَةَ فِي سَعَةِ العِلْمِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ بِالمَدِيْنَةِ, سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ, فِي خِلاَفَةِ الوَلِيْدِ وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: فِي وَفَاتِهِ وَسِنِّهِ مَا لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَةٍ, وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.

وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ فِي وَفَاتِهِ كَالأَوَّلِ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو سَلَمَةَ زَمَن بِشْرِ بنِ مَرْوَانَ، وَكَانَ زَوَّجَ بِنْتَهُ بِمُدِّ تَمْرٍ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: أَنَا أَفْقَهُ مَنْ بَالَ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي المَبَارِكِ. رَوَاهَا: ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْهُ. ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، قَالَ: كَانَ أَبُو سَلَمَةَ مَعَ قَوْمٍ، فَرَأَوْا قَطِيْعاً مِنْ غَنَمٍ، فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِكَ أَنْ أَكُوْنَ خَلِيْفَةً فَاسْقِنَا مِنْ لَبَنِهَا فَانْتَهَى إِلَيْهَا، فَإِذَا هِيَ تُيُوْسٌ كُلُّهَا. قَالَ عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا قَالَتْ لأَبِي سَلَمَةَ وَهُوَ حَدَثٌ: إِنَّمَا مَثَلُكَ مَثَلُ الفَرُّوْجِ، يَسْمَعُ الدِّيَكَةَ تَصِيْحُ، فَيَصِيْحُ. وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَدِمَ أَبُو سَلَمَةَ الكُوْفَةَ، فَكَانَ يَمْشِي بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ, فَسُئِلَ عَنْ أَعْلَمِ مَنْ بَقِيَ فَتَمَنَّعَ سَاعَةً, ثُمَّ قَالَ: رَجُلٌ بَيْنَكُمَا. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ كِتَابَةً، أَنَّ عُمَرَ بنَ طَبَرْزَذَ أَخْبَرَهُم، قَالَ: أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا يزيد ابن هَارُوْنَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لاَ تَشُدُّوا الرِّحَالَ إلَّا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِي, وَالمَسْجِدِ الحَرَامِ, وَالمَسْجِدِ الأَقْصَى" 1. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الشَّافِعِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ، أَنْبَأَنَا نَصْرُ بنُ البَطِرِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله المحاملي، حَدَّثَنَا حَفْصٌ الرَّبَالِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى القَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يقول: "الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُم شَيْئاً يَكْرَهُهُ، فَلْيَبْزُقْ عَنْ شِمَالِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ, وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا, فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ" 2. قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: عُزِلَ مَرْوَانُ عَنِ المَدِيْنَة فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ, وَوَلِيَهَا سَعِيْدُ بنُ العَاصِ، فَاسْتَقْضَى أَبَا سَلَمَةَ بن عبد الرحمن، فَلَمْ يَزَلْ قَاضِياً حَتَّى عُزِلَ سَعِيْدٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ. سَلَمَةُ الأَبْرَشُ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا سَلَمَةَ يَأْتِي المَكْتَبَ، فَيَنْطَلِقُ بالغلام إلى بيته فيملي عليه الحديث.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1189"، ومسلم "1397"، وأبو داود "2033"، والنسائي "2/ 37"، وأحمد "2/ 234 و 238"، وابن الجارود في "المنتقى" "512"، والبيهقي "5/ 244" و "10/ 82" من طريق الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فذكره. وأخرجه البخاري "1197" و "1995"، ومسلم "827"، والترمذي "326"، وأحمد "3/ 7 و43"، والبيهقي "10/ 82" من طرق عن عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، عَنْ قَزَعَة، عَنْ أبي سعيد الخدري، به مرفوعًا، وقد خرجت الحديث في كتاب "الجواب الباهر في زوار المقابر" بتخريجنا وتعليقنا ط. دار الجيل بيروت "ص33" بنحو هذا فراجعه ثم إن شئت. 2 صحيح: أخرجه مالك "2/ 957"، وأحمد "5/ 310"، وابن أبي شيبة "11/ 70"، والبخاري "3392" و "5747" و "6984"، ومسلم "2261" "1" و "2"، وأبو داود "5021"، والترمذي "2277"، والنسائي في "اليوم والليلة" "897" و "900" و "901"، وابن ماجة "3909" من طرق عن يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سمعت أبا قتادة يقول: فذكره.

إبراهيم بن عبد الرحمن

447- إبراهيم بن عبد الرحمن 1: "خ، م" ابن عوف، الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، أَبُو إِسْحَاقَ الزُّهْرِيُّ، العَوْفِيُّ، المَدَنِيُّ، وَقِيْلَ: كُنْيَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ، أَخُو أَبِي سَلَمَةَ الفَقِيْهِ، وَحُمَيْدٍ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ. وَعَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَسَعْدٍ، وَعَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ، وَجُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ: سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ قَاضِي المَدِيْنَةِ، وَصَالِحُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، وَغَيْرُهُم. وَأُمُّهُ هِيَ المُهَاجِرَةُ أُمُّ كُلْثُوْمٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بنِ أَبِي مُعَيْطٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ شَهِدَ حِصَارَ الدَّارِ مَعَ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ، عَنْ سِنٍّ عَالِيَةٍ. وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 55"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 947"، المعرفة والتاريخ "1/ 367"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 328"، أسد الغابة "1/ 42"، تاريخ الإسلام "3/ 335"، العبر "1/ 112"، تهذيب التهذيب "1/ 139"، الإصابة "1/ ترجمة رقم 404".

وحميد بن عبد الرحمن

478- وحميد بن عبد الرحمن 1: "ع" الزهري أَخُوْهُ وَشَقِيْقُهُ، وَخَالُهُمَا عُثْمَانُ؛ لأَنَّهُ أَخُو أُمِّ كُلْثُوْمٍ مِنَ الأُمِّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبَوَيْهِ. وَعَنْ: خَالِهِ؛ عُثْمَانَ، وَسَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ سعد بن إبراهيم القاضي، وابن أبي ملكية، وَالزُّهْرِيُّ، وَصَفْوَانُ بنُ سُلَيْمٍ، وَقَتَادَةُ، وَآخَرُوْنَ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَحِقَ عُمَرَ، وَلَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ بَلْ وُلِدَ فِي أَيَّامِهِ. وَكَانَ فَقِيْهاً، نَبِيْلاً، شَرِيْفاً. وَثَّقَهُ: أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ. مَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ. وَمَنْ قَالَ: إِنَّهُ مَاتَ فِي سنة خمس ومائة، فقد وهم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 153"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2696"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 989"، تاريخ الإسلام "3/ 360"، تهذيب التهذيب "3/ 45"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1652"، شذرات الذهب "1/ 111".

حميد بن عبد الرحمن

479- حميد بن عبد الرحمن 1: "ع" الحميري، شَيْخٌ، بَصْرِيٌّ، ثِقَةٌ، عَالِمٌ. يَرْوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ. مَوْتُهُ قَرِيْبٌ مِنْ مَوْتِ سَمِيِّهِ: حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيِّ. وَيَرْوِي أَيْضاً عَنْ: سَعْدِ بنِ هشام وأولاد سعد بن أبي وقاص. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ بُرَيْدَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْتَشِرِ، وَقَتَادَةُ بنُ دِعَامَةَ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بنُ إِيَاسٍ، وَدَاوُدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَوْدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ، ثِقَةٌ. ثُمَّ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيْرِيْنَ يَقُوْل: هُوَ أَفْقَهُ أَهْلِ البَصْرَةِ رَوَاهُ مَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ. وَرَوَى هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، قَالَ: كَانَ حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَعْلَمَ أَهْلِ المِصْرَيْنِ يَعْنِي: الكُوْفَةَ وَالبَصْرَةَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد: "7/ 147"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2697"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 990"، تاريخ الإسلام "3/ 246 و 360"، تهذيب التهذيب "3/ 46"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1654".

حسان أمير المغرب

480- حسان أَمِيْرُ المَغْرِبِ 1: وَأَمِيْرُ العَرَبِ فَقِيْلَ: إِنَّهُ حَسَّانُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ الغَسَّانِيُّ. حَكَى عَنْهُ: أَبُو قَبِيْلٍ المَعَافِرِيُّ، وَكَانَ بَطَلاً، شُجَاعاً، غَزَّاءً، افْتَتَحَ فِي المَغْرِب بِلاَداً، وَكَانَتْ لَهُ فِي دمشق دار كبيرة، وقد جهز مُعَاوِيَةُ، فَصَالَحَ البَرْبَرَ، وَقَرَّرَ عَلَيْهِم الخَرَاجَ، وَحَكَمَ عَلَى المَغْرِبِ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَهَذَّبَ الإِقْلِيْمَ، إِلَى أَنْ عَزَلَهُ الوَلِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، فَقَدِمَ بِأَمْوَالٍ وَتُحَفٍ وَجَوَاهِرَ عَظِيْمَةٍ, ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, إِنَّمَا خَرَجْتُ مُجَاهِداً للهِ, وَلَيْسَ مِثْلِي مِنْ يَخُوْنُ. وَأَحْضَرَ خَزَائِنَ المَالِ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى وِلاَيَتِكَ. فَأَبَى، وَحَلَفَ: أَنَّهُ لاَ يَلِي لِبَنِي أُمَيَّةَ أَبَداً. وَكَانَ يُدْعَى الشَّيْخَ الأَمِيْنَ؛ لِثِقَتِهِ، وَجَلاَلَتِهِ. وَأَمَّا أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، فَأَرَّخَ مَوْتَ حَسَّانٍ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ، رحمه الله.

_ 1 تقدم ترجمتنا له برقم تعليق "94" من هذا الجزء فراجعه ثمت إن شئت.

الشعبي

481- الشعبي 1: "ع" عامر بن شراحبيل بن عَبْدِ بنِ ذِي كِبَارٍ وَذُوْ كِبَارٍ: قيل من أقيال اليَمِنِ، الإِمَامُ، عَلاَّمَةُ العَصْرِ، أَبُو عَمْرٍو الهَمْدَانِيُّ، ثُمَّ الشَّعْبِيُّ. وَيُقَالُ: هُوَ عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ مِنْ سَبْيِ جَلُوْلاَءَ. مَوْلِدُهُ فِي إِمْرَةِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، لِسِتِّ سِنِيْنَ خَلَتْ مِنْهَا، فَهَذِهِ رِوَايَةٌ. وَقِيْلَ: وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، قَالَهُ شَبَابٌ. وَكَانَتْ جَلُوْلاَءُ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ. وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: وُلِدْتُ عَامَ جَلُوْلاَءَ. فَهَذِهِ رِوَايَةٌ مُنْكَرَةٌ، وَلَيْسَ السَّرِيُّ بِمُعْتَمَدٍ، قَدِ اتُّهِمَ. وَعَنْ أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ: ولد الشعبي سنة ثمان وعشرين. وَيُقَارِبُهَا: رِوَايَةُ حَجَّاجٍ الأَعْوَرِ عَنْ شُعْبَةَ: قَالَ لِي أَبُو إِسْحَاقَ: الشَّعْبِيُّ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَةٍ أو سنتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 246- 265"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2503" و "6/ ترجمة 2961"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1802"، الكاشف "2/ ترجمة 2556" تذكرة الحفاظ "1/ 76"، تهذيب التهذيب "5/ 65"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة رقم 3263"، شذرات الذهب "1/ 126"، النجوم الزاهرة "1/ 253"، تاريخ بغداد "12/ 227" الحلية "4/ 310".

قُلْتُ: وَإِنَّمَا وُلِدَ أَبُو إِسْحَاقَ بَعْد سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: هُوَ مِنْ حِمْيَرٍ وَعِدَادُهُ فِي هَمْدَانَ. قُلْتُ: رَأَى عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَصَلَّى خَلْفَهُ وَسَمِعَ مِنْ: عِدَّةٍ مِنْ كُبَرَاءِ الصَّحَابَةِ. وَحَدَّثَ عَنْ: سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ، وَأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، وَعَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ، وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَأَبِي مَسْعُوْدٍ البَدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وأبي سعيد، وَعَائِشَةَ، وَجَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، وَالمُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَعْبِ بنِ عُجْرَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَمُرَةَ، وَسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ، وَالنُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ، وَالبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ، وَزَيْدِ بن أَرْقَمَ، وَبُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْبِ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، وَحُبْشِيِّ بنِ جُنَادَةَ، وَالأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ الكِنْدِيِّ، وَوَهْبِ بنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ، وَعُرْوَةَ بنِ مُضَرِّسٍ، وَجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ، وَأَبِي سَرِيْحَةَ الغِفَارِيِّ، وَمَيْمُوْنَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، وَأُمِّ هَانِئ، وَأَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى، وَعَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ الأَنْصَارِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَالمِقْدَامِ بن مَعْدِ يْكَرِبَ، وَعَامِرِ بنِ شَهْرٍ، وَعُرْوَةَ بنِ الجَعْدِ البَارِقِيِّ، وَعَوْفِ بنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُطِيْعِ بنِ الأَسْوَدِ العَدَوِيِّ، وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ صَيْفِيٍّ، وَغَيْرِ هَؤُلاَءِ الخمسين، من الصحابة. وَحَدَّثَ عَنْ: عَلْقَمَةَ، وَالأَسْوَدِ، وَالحَارِثِ الأَعْوَرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، وَالقَاضِي شُرَيْحٍ، وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ الحَكَمُ، وَحَمَّادٌ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَمَكْحُوْلٌ الشَّامِيُّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الغُدَانِيُّ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَمُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُوْقَةَ، وَمُجَالِدٌ، وَيُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَأَبُو حَنِيْفَةَ، وَعِيْسَى بنُ أَبِي عِيْسَى الحَنَّاطُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَيَّاشٍ المَنْتُوْفُ، وَأَبُو بَكْرٍ الهُذَلِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم. وَقَبِيْلَتُهُ مَنْ كَانَ مِنْهُم بِالكُوْفَةِ، قِيْلَ: شَعْبِيٌّ وَمَنْ كَانَ بِمِصْرَ، قِيْلَ الأُشْعُوْبِيُّ وَمَنْ كَانَ بِاليَمَنِ، قِيْلَ: لَهُم آلُ ذِي شَعْبَيْنِ، وَمَنْ كَانَ بِالشَّامِ قِيْلَ الشَّعْبَانِيُّ وَأُرَى قَبِيْلَةَ شَعْبَانَ نَزَلَتْ بِمَرْجِ كَفْرَ بَطْنَا فَعُرِفَ بِهِم وَهُمْ جَمِيْعاً وَلَدُ حَسَّانِ بنِ عَمْرِو بنِ شَعْبَيْنِ. قَالَ الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ فَبَنُو عَلِيِّ بنِ حَسَّانِ بنِ عَمْرٍو رَهْطُ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ دَخَلُوا فِي

جُمْهُوْرِ هَمْدَانَ، وَكَانَ الشَّعْبِيُّ تَوْءماً ضَئِيْلاً، فَكَانَ يَقُوْلُ: إِنِّي زُوْحِمْتُ فِي الرَّحِمِ. قَالَ: وَأَقَامَ فِي المَدِيْنَة ثَمَانِيَة أَشْهُرٍ هَارِباً مِنَ المُخْتَارِ، فَسَمِع مِنِ ابْنِ عُمَرَ، وَتَعَلَّمَ الحِسَابَ مِنَ الحَارِثِ الأَعْوَرِ، وَكَانَ حَافِظاً، وَمَا كَتَبَ شَيْئاً قَطُّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بن محمد بن مرة الشعباني، حدثني أَشْيَاخٌ مِنْ شَعْبَانَ؛ مِنْهُم: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ -وَكَانَ عَالِماً: أَنَّ مَطَراً أَصَابَ اليَمَنَ, فَجَحَفَ السَّيْلُ مَوْضِعاً، فَأَبْدَى عَنْ أَزَجٍ عَلَيْهِ بَابٌ مِنْ حِجَارَةٍ، فَكُسِرَ الغَلَقُ، وَدُخِلَ، فَإِذَا بَهُوٌ عَظِيْمٌ، فِيْهِ سَرِيْرٌ مِنْ ذَهَبٍ, فَإِذَا عَلَيْهِ رَجُلٌ, شَبَرْنَاهُ فَإِذَا طُوْلُهُ اثْنَا عَشَرَ شِبْراً، وَإِذَا عَلَيْهِ جِبَابٌ مِنْ وَشْيٍ مَنْسُوْجَةٌ بِالذَّهَبِ، وَإِلَى جَنْبِهِ مِحْجَنٌ مِنْ ذَهَبٍ، عَلَى رَأْسِهِ يَاقُوْتَةٌ حَمْرَاءُ، وَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، لَهُ ضَفْرَانِ، وَإِلَى جَنْبِهِ لَوْحٌ مَكْتُوْبٌ فِيْهِ بِالحِمْيَرِيَّةِ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ رَبَّ حِمْيَرٍ، أَنَا حَسَّانُ بنُ عَمْرٍو القَيْلُ، إِذْ لاَ قَيْلَ إلَّا اللهُ، عِشْتُ بِأَمَلٍ، وَمُتُّ بِأَجِلٍ؛ أَيَّامَ وَخْزِهَيْدَ، وَمَا وَخْزُهَيْدُ؟ هَلَكَ فِيْهِ اثْنَا عَشَرَ ألف قيل، كنت آخِرَهُم قَيْلاً فَأَتَيْتُ جَبَلَ ذِي شَعْبَيْنِ لِيُجِيْرَنِي مِنَ المَوْتِ, فَأَخْفَرَنِي. وَإِلَى جَنْبِهِ سَيْفٌ مَكْتُوْبٌ فِيْهِ: أَنَا قَيْلٌ بِي يُدْرَكُ الثَّأْرُ. شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَدْرَكْتُ خَمْسَ مائَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ. هُشَيْمٌ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَا مَاتَ ذُوْ قرابة لِي وَعَلَيْهِ دَيْنٌ إلَّا وَقَضَيْتُ عَنْهُ، وَلاَ ضَرَبْتُ مَمْلُوْكاً لِي قَطُّ، وَلاَ حَلَلْتُ حَبْوَتِي إِلَى شَيْءٍ مِمَّا يَنْظُرُ النَّاسُ. أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ كَانَ أَفْقَهَ مِنَ الشَّعْبِيِّ. قُلْتُ: وَلاَ شُرَيْحٌ؟ فَغَضِبَ, وَقَالَ: إِنَّ شُرَيْحاً لَمْ أَنْظُرْ أَمْرَهُ. زَائِدَةُ، عَنْ مُجَالِدٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِيْمَ فِي أَصْحَابِ المُلاَّ، فَأَقْبَلَ الشَّعْبِيُّ، فَقَامَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيْمُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَعْوَرُ، لَوْ أَنَّ أَصْحَابِي أَبْصَرُوْكَ ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ فِي مَوْضِعِ إِبْرَاهِيْمَ. سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْقَهَ من الشعبي، لا سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ، وَلاَ طَاوُوْسَ، وَلاَ عَطَاءً، وَلاَ الحَسَنَ، وَلاَ ابْنَ سِيْرِيْنَ، فَقَدْ رَأَيْتُ كُلَّهُم. عَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءٍ: حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ أَيُّوْبَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ الشَّعْبِيَّ عَنْ وَلَدِ الزِّنَى شَرُّ الثَّلاَثَةِ هُوَ؟ فَقَالَ: لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَرُجِمَتْ أُمُّهُ وَهُوَ فِي بَطْنِهَا، ولم تؤخر حتى تلد.

ابْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا حُرٌّ، عَنْ مُغِيْرَةَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الكَيْسَانِيَّةِ1 عِنْدَ الشَّعْبِيِّ: كَانَتْ عَائِشَةُ مِنْ أَبْغَضِ زَوْجَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ. قَالَ: خَالَفْتَ سُنَّةَ نَبِيِّكَ. عَلِيُّ بنُ القَاسِمِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الهُذَلِيِّ: قَالَ لِي ابْنُ سِيْرِيْنَ: الْزَمِ الشَّعْبِيَّ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يُسْتَفْتَى وَأَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُوْنَ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ المَدَائِنِيُّ فِي كِتَابِ "الحِكْمَةِ": قِيْلَ لِلشَّعْبِيِّ: مِنْ أَيْنَ لَكَ كُلُّ هَذَا العِلْمِ؟ قَالَ: بِنَفْيِ الاغْتِمَامِ، وَالسَّيْرِ فِي البِلاَدِ، وَصَبْرٍ كَصَبْرِ الحَمَامِ، وَبُكُوْرٍ كَبُكُوْرِ الغُرَابِ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: عُلَمَاءُ النَّاسِ ثَلاَثَةٌ: ابْنُ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ، وَالشَّعْبِيُّ فِي زَمَانِهِ، وَالثَّوْرِيُّ فِي زَمَانِهِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ الشَّعْبِيُّ ضَئِيْلاً، نَحِيْفاً، وُلِدَ هُوَ وَأَخٌ لَهُ توءمًا. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: سَمِعَ الشَّعْبِيُّ مِنْ ثَمَانِيَةٍ وَأَرْبَعِيْنَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَلاَ يَكَادُ يُرْسِلُ إلَّا صَحِيْحاً. رَوَى عَقِيْلُ بنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُوْرٍ الغُدَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَدْرَكْتُ خَمْسَ مائَةِ صَحَابِيٍّ، أَوْ أَكْثَرَ، يَقُوْلُوْنَ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ. وَأَمَّا عَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ، فرواه عن شعبة، وفيه يقولون: علي، وطلحةن وَالزُّبَيْرُ، فِي الجَنَّةِ. ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُوْلُ: مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ إِلَى يَوْمِي هَذَا، وَلاَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِحَدِيْثٍ قَطُّ إلَّا حَفِظْتُهُ، وَلاَ أَحْبَبْتُ أَنَّ يُعِيْدَهُ عَلَيَّ. هَذَا سَمَاعُنَا فِي "مُسْنَدِ الدَّارِمِيِّ". أَنْبَأَنَا مَالِكُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ: فَكَأَنَّ الشَّعْبِيَّ يُخَاطِبُكَ بِهِ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أُمِّيٌّ، لاَ كَتَبَ وَلاَ قَرَأَ.

_ 1 الكيسانية: هم أتباع المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي قام بثأر الحسين بن علي بن أبي طالب، وقتل أكثر الذين قتلوا حسينًا بكربلاء، وكان المختار يقال له: كيسان؛ وقيل: إنه أخذ مقالته على مولى لعلي -رضي الله عنه- كان اسمه: كيسان. واقترفت الكيسانية فرقًا يجمعها شيئان: -أحدهما: قولهم بإمامة محمد ابن الحنفية وإليه كان يدعو المختار بن أبي عبيد. والثاني: قولهم بجواز البداء على الله -عز وجل- ولهذه البدعة قال بتكفيرهم كل من لا يجيز البداء على الله سبحانه.

الفَسَوِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ، سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُوْلُ: مَا سَمِعْتُ مُنْذُ عِشْرِيْنَ سَنَةً رَجُلاً يُحَدِّثُ بِحَدِيْثٍ إلَّا أَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُ، وَلَقَدْ نَسِيْتُ مِنَ العِلْمِ مَا لَوْ حَفِظَهُ رَجُلٌ لَكَانَ بِهِ عَالِماً. نُوْحُ بنُ قَيْسٍ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ مُسْلِمٍ، عَنْ وَادِعٍ الرَّاسِبِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَا أَرْوِي شَيْئاً أَقَلَّ مِنَ الشِّعْرِ، وَلَوْ شِئْتُ، لأَنْشَدْتُكُم شَهْراً لاَ أُعِيْدُ. وَرُوِيَتْ عَنْ نُوْحٍ مَرَّةً، فَقَالَ: عَنْ يُوْنُسَ وَوَادِعٍ. مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ يَقُوْلُ: كَانَ عُمَرُ فِي زَمَانِهِ رَأْسَ النَّاسِ وَهُوَ جَامِعٌ، وَكَانَ بَعْدَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ، وَكَانَ بَعْدَهُ الشَّعْبِيُّ فِي زَمَانِهِ، وَكَانَ بَعْدَهُ الثوري في زمانه، ثم كان بعده يحي بنُ آدَمَ. شَرِيْكٌ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: مَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِالشَّعْبِيِّ وَهُوَ يَقْرَأُ المَغَازِي، فَقَالَ: كَأَنَّ هَذَا كَانَ شَاهِداً مَعَنَا، وَلَهُوَ أَحْفَظُ لَهَا مِنِّي وَأَعْلَمُ. أَشْعَبُ بنُ سَوَّارٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، قَالَ: قَدِمْتُ الكُوْفَةَ، وَلِلشَّعْبِيِّ حَلْقَةٌ عَظِيْمَةٌ، وَالصَّحَابَةُ يَوْمَئِذٍ كَثِيْرٌ. ابْن عُيَيْنَةَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: مَا جَالَسْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ. وَقَالَ عَاصِمُ بنُ سُلَيْمَانَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ بِحَدِيْثِ أَهْلِ الكُوْفَةِ وَالبَصْرَةِ وَالحِجَازِ وَالآفَاقِ مِنَ الشَّعْبِيِّ. أَبُو مُعَاوِيَةَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: ألَّا تَعْجَبُوْنَ مِنْ هَذَا الأَعْوَرِ؟! يَأْتِيْنِي بِاللَّيْلِ، فَيَسْأَلُنِي، وَيُفْتِي بِالنَّهَارِ يَعْنِي: إِبْرَاهِيْمَ. أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الصَّلْتِ بنِ بَهْرَامَ، قَالَ: مَا بَلَغَ أَحَدٌ مَبْلَغَ الشَّعْبِيِّ أَكْثَرَ مِنْهُ يقول: لا أدري. أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا جَاءهُ شَيْءٌ اتَّقَاهُ، وَكَانَ إِبْرَاهِيْمُ يَقُوْلُ وَيَقُوْلُ. جَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي ليلى، قال: كَانَ إِبْرَاهِيْمُ صَاحِبَ قِيَاسٍ، وَالشَّعْبِيُّ صَاحِبَ آثَارٍ. ابْنُ المُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ: كَانَ الشَّعْبِيُّ مُنْبَسِطاً، وَكَانَ إِبْرَاهِيْمُ مُنْقَبِضاً، فَإِذَا وَقَعَتِ الفَتْوَى، انْقَبَضَ الشَّعْبِيُّ، وَانْبَسَطَ إِبْرَاهِيْمُ.

وَقَالَ سَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ: مَا اجْتَمَعَ الشَّعْبِيُّ وَإِبْرَاهِيْمُ، إلَّا سَكَتَ إِبْرَاهِيْمُ. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الجَابِيَةِ الفَرَّاءُ، قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنَّا لَسْنَا بِالفُقَهَاءِ، وَلَكِنَّا سَمِعنَا الحَدِيْثَ فَرَوَيْنَاهُ، وَلَكِنَّ الفُقَهَاءَ مَنْ إِذَا عَلِمَ، عَمِلَ. مَالِكُ بنُ مِغْولٍ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُوْل: لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ عَلِمْتُ مِنْ ذَا العِلْمِ شَيْئاً. قُلْتُ: لأَنَّهُ حُجَّةٌ عَلَى العَالِمِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَعْمَلَ بِهِ، وينبه الجَاهِلَ، فَيَأْمُرَهُ وَيَنْهَاهُ، وَلأَنَّهُ مَظِنَّةٌ أَنْ لاَ يخلص فيه، وأن يفتخر به، ويماري بِهِ، لِيَنَالَ رِئَاسَةً، ودُنْيَا فَانِيَةً. الحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَنْ شَيْءٍ، فَلَمْ يُجِبْ فِيْهِ، فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: أبو عمرو ويقول فيه كذا وكذا. فقال الشعبي: هَذَا فِي المَحْيَا, فَأَنْتَ فِي المَمَاتِ عَلَيَّ أَكْذَبُ. قَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: وَجَّهَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ الشَّعْبِيَّ إِلَى مَلِكِ الرُّوْمِ -يَعْنِي: رَسُوْلاً- فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ: يَا شَعْبِيُّ، أَتَدْرِي مَا كَتَبَ بِهِ إِلَيَّ مَلِكُ الرُّوْمِ؟ قَالَ: وَمَا كَتَبَ بِهِ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَتَعَجَّبُ لأَهْلِ دِيَانَتِكَ، كَيْفَ لَمْ يَسْتَخْلِفُوا عَلَيْهِم رَسُوْلَكَ؟! قُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، لأَنَّهُ رَآنِي وَلَمْ يَرَكْ. أَوْرَدَهَا: الأَصْمَعِيُّ؛ وَفِيْهَا قَالَ: يَا شَعْبِيُّ، إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يُغْرِيَنِي بِقَتْلِكَ. فَبَلَغَ ذَلِكَ مَلِكَ الرُّوْمِ، فَقَالَ: للهِ أَبُوْهُ! وَاللهِ مَا أَرَدْتُ إلَّا ذَاكَ. يُوْسُفُ بنُ بَهْلُوْلٍ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بنُ نُوْحٍ، حَدَّثَنِي مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الحَجَّاجُ سَأَلنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ العِلْمِ، فَوَجَدَنِي بِهَا عَارِفاً، فَجَعَلَنِي عَرِيْفاً عَلَى قَوْمِي الشَّعْبِيِّيْنَ، وَمَنْكِباً عَلَى جَمِيْعِ هَمْدَانَ، وَفَرَضَ لِي، فَلَمْ أَزَلْ عِنْدَهُ بِأَحْسَنِ مَنْزِلَةٍ حَتَّى كَانَ شَأْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَشْعَثِ، فَأَتَانِي قُرَّاءُ أَهْلِ الكُوْفَةِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا عَمْرٍو إِنَّكَ زَعِيْمُ القُرَّاءِ. فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى خَرَجْتُ مَعَهُم, فَقُمْتُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ أَذْكُرُ الحَجَّاجَ، وَأَعِيْبُهُ بِأَشْيَاءَ، فَبَلَغَنِي أَنَّهُ قَالَ: ألَّا تَعْجَبُوْنَ مِنْ هَذَا الخَبِيْثِ؟! أَمَا لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللهُ مِنْهُ، لأَجْعَلَنَّ الدُّنْيَا عَلَيْهِ أَضْيَقَ مِنْ مَسْكِ جَمَلٍ قَالَ: فَمَا لَبِثْنَا أَنْ هُزِمْنَا فَجِئْتُ إِلَى بَيْتِي، وَأَغْلَقْتُ عَلَيَّ, فَمَكَثْتُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، فَنَدَبَ النَّاسَ لِخُرَاسَانَ، فَقَامَ قُتَيْبَةُ بنُ مُسْلِمٍ، فَقَالَ: أَنَا لَهَا. فَعَقَدَ لَهُ عَلَى خُرَاسَانَ فَنَادَى مُنَادِيْهِ: مَنْ لَحِقَ بِعَسْكَرِ قُتَيْبَةَ، فَهُوَ آمِنٌ. فَاشْتَرَى مَوْلَىً لِي حِمَاراً، وَزَوَّدَنِي، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَكُنْتُ فِي العَسْكَرِ، فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى أَتَيْنَا فرغانة. فَجَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ بَرِقَ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا الأَمِيْرُ، عِنْدِي عِلْمُ مَا تُرِيْدُ. فَقَالَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أُعِيْذُكَ ألَّا تَسْأَلَ عَنْ ذَاكَ فَعَرَفَ أَنِّي مِمَّنْ يُخْفِي نَفْسَهُ فَدَعَا بِكِتَابٍ فَقَالَ: اكْتُبْ نُسْخَةً قُلْتُ: لاَ تَحْتَاجُ إِلَى ذَلِكَ فَجَعَلْتُ أُمِلُّ عَلَيْهِ وَهُوَ يَنْظُرُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ كِتَابِ الفَتْحِ قَالَ: فَحَمَلَنِي عَلَى بَغْلَةٍ وَأَرْسَلَ

إِلَيَّ بِسَرَقٍ مِنْ حَرِيْرٍ، وَكُنْتُ عِنْدَهُ فِي أَحْسَنِ مَنْزِلَةٍ، فَإِنِّي لَيْلَةً أَتَعَشَّى مَعَهُ، إِذَا أَنَا بِرَسُوْلِ الحَجَّاجِ بِكِتَابٍ فِيْهِ: إِذَا نَظَرْتَ فِي كِتَابِي هَذَا، فَإِنَّ صَاحِبَ كِتَابِكَ عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ، فَإِنْ فَاتَكَ، قَطَعْتُ يَدَكَ عَلَى رِجْلِكَ، وَعَزَلْتُكَ. قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيَّ، وَقَالَ: مَا عَرَفْتُكَ قَبْلَ السَّاعَةِ، فَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الأَرْضِ, فَوَاللهِ لأَحْلِفَنَّ لَهُ بِكُلِّ يَمِيْنٍ فَقُلْتُ: أَيُّهَا الأَمِيْر، إِنَّ مِثْلِي لاَ يَخْفَى. فَقَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ. قَالَ: فَبَعَثَنِي إِلَيْهِ، وَقَالَ: إِذَا وَصَلْتُمْ إِلَى خَضْرَاءِ وَاسِطَ فَقَيِّدُوْهُ, ثُمَّ أَدْخِلُوْهُ عَلَى الحَجَّاجِ. فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْ وَاسِطٍ، اسْتَقْبَلَنِي ابْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو، إِنِّي لأَضِنُّ بِكَ عَنِ القَتْلِ، إِذَا دَخَلْتَ عَلَى الأَمِيْرِ، فَقُلْ كَذَا، وَقُلْ كَذَا. فَلَمَّا أُدْخِلْتُ عَلَيْهِ، وَرَآنِي، قَالَ: لاَ مَرْحَباً وَلاَ أَهْلاً جِئْتَنِي وَلَسْتَ فِي الشَّرَفِ مِنْ قَوْمِكَ وَلاَ عرِيْفاً، فَفَعَلْتَ وَفَعَلْتَ، ثُمَّ خَرَجْتَ عَلَيَّ وَأَنَا سَاكِتٌ، فَقَالَ: تَكَلَّمْ. فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ، كُلُّ مَا قُلْتَهُ حَقٌّ وَلَكِنَّا قَدِ اكْتَحَلْنَا بَعْدَكَ السَّهَرَ, وَتَحَلَّسْنَا الخَوْفَ وَلَمْ نَكُنْ مَعَ ذَلِكَ بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ وَلاَ فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ, فَهَذَا أَوَانُ حَقَنْتَ لِي دَمِي, وَاسْتَقْبَلْتَ بِيَ التَّوْبَةَ. قال: قد فعلت ذلك. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمَّا أُدْخِلَ الشَّعْبِيُّ عَلَى الحَجَّاجِ، قَالَ: هِيْه يَا شَعْبِيُّ! فَقَالَ: أَحْزَنَ بِنَا المَنْزِلُ، وَاسْتَحْلَسْنَا الخَوْفَ, فَلَمْ نَكُنْ فِيْمَا فَعَلْنَا بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ، وَلاَ فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ فَقَالَ: للهِ دَرُّكَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالَ أَصْحَابُنَا: كَانَ الشَّعْبِيُّ فِيْمَنْ خَرَجَ مَعَ القُرَّاءِ عَلَى الحَجَّاجِ، ثُمَّ اخْتَفَى زَمَاناً وَكَانَ يَكْتُبُ إِلَى يَزِيْدَ بنِ أَبِي مُسْلِمٍ أَنْ يُكَلِّمَ فِيْهِ الحَجَّاجَ. قُلْتُ: خَرَجَ القُرَّاءُ وَهُمْ أَهْلُ القُرْآنِ وَالصَّلاَحِ بالعراق على الحجاج؛ لظلمه وتأخيره والصلاة وَالجَمْعِ فِي الحَضَرِ، وَكَانَ ذَلِكَ مَذْهَباً وَاهِياً لِبَنِي أُمَيَّةَ، كَمَا أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "يَكُوْنُ عَلَيْكُم أُمَرَاءُ يُمِيْتُوْنَ الصَّلاَةَ". فَخَرَجَ عَلَى الحَجَّاجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ الكِنْدِيُّ، وَكَانَ شَرِيْفاً مُطَاعاً وَجَدَّتُهُ أخت الصديقن فَالْتَفَّ عَلَى مائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيْدُوْنَ, وَضَاقَتْ عَلَى الحَجَّاجِ الدُّنْيَا، وَكَادَ أَنْ يَزُوْلَ مُلْكُهُ, وَهَزَمُوْهُ مَرَّاتٍ، وَعَايَنَ التَّلَفَ، وَهُوَ ثَابِتٌ مِقْدَامٌ، إِلَى أَنِ انْتَصَرَ وَتَمَزَّقَ جَمْعُ ابْنِ الأَشْعَثِ، وقتل خلق كَثِيْرٌ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ، فَكَانَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ الحَجَّاجُ مِنْهُم قَتَلَهُ, إلَّا مَنْ بَاءَ مِنْهُم بِالكُفْرِ عَلَى نَفْسِهِ، فَيَدَعُهُ. سَعْدُ بنُ عَامِرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ الأَسْوَدِ, عَنْ عِيْسَى الحَنَّاطِ, قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنَّمَا كَانَ يَطْلُبُ هَذَا العِلْمَ مَنِ اجْتَمَعَتْ فِيْهِ خَصْلَتَانِ: العَقْلُ وَالنُّسْكُ، فَإِنْ كَانَ عَاقِلاً، وَلَمْ يَكُنْ نَاسِكاً، قَالَ هذا أمر لا ينالهإلَّا النُّسَّاكُ، فَلَنْ أَطْلُبَهُ. وَإِنْ كَانَ نَاسِكاً، وَلَمْ يَكُنْ عَاقِلاً، قَالَ:

هَذَا أَمْرٌ لاَ يَنَالُهُ إلَّا العُقَلاَءُ، فَلَنْ أَطْلُبَهُ. يَقُوْلُ الشَّعْبِيُّ: فَلَقَدْ رَهِبْتُ أَنْ يَكُوْنَ يَطْلُبُهُ اليَوْمَ مِنْ لَيْسَ فِيْهِ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا، لاَ عَقْلَ وَلاَ نُسْكَ. قُلْتُ: أَظُنُّهُ أَرَادَ بِالعَقْلِ الفَهْمَ وَالذَّكَاءَ. قَالَ مُجَالِدٌ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ يَزْدَرِدُ العِلْمَ ازْدِرَاداً. وَقَلَّمَا رَوَى الأَعْمَشُ عَنِ الشَّعْبِيِّ، فَرَوَى: حَفْصٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لاَ بَأْسَ بِذَبِيْحَةِ اللِّيْطَةِ. فَقُلْتُ لِلأَعْمَشِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ, مَا مَنَعَكَ مِنْ إِتْيَانِ الشَّعْبِيِّ؟ قَالَ: وَيْحَكَ! كَيْفَ كُنْتُ آتِيْهِ وَهُوَ إِذَا رَآنِي سَخَرَ بِي، وَيَقُوْلُ: هَذِهِ هَيْئَةُ عَالِمٍ! مَا هَيْئَتُكَ إلَّا هَيْئَةُ حَائِكٍ. وَكُنْتُ إِذَا أَتَيْتُ إِبْرَاهِيْمَ أَكْرَمَنِي وَأَدْنَانِي. قَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ: حَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ بِحَدِيْثٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا يُرْفَعُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ دُوْنَهُ أَحَبُّ إِلَيْنَا، إِنْ كَانَ فِيْهِ زِيَادَةٌ أَوْ نُقْصَانُ. خَالِدٌ الحَذَّاءُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: مَا كُذِبَ عَلَى أَحَدٍ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ مَا كُذِبَ عَلَى عَلِيٍّ. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَا جلست مع قوم مذ كذا وكذا، فخاضوا حَدِيْثٍ إلَّا كُنْتُ أَعْلَمَهُم بِهِ. عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ يَزِيْدَ, سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُوْلُ: وَاللهِ لَوْ أَصَبْتُ تِسْعاً وَتِسْعِيْنَ مَرَّةً وَأَخْطَأْتُ مَرَّةً، لأَعَدُّوا عَلَيَّ تِلْكَ الوَاحِدَةَ. وَعَنْ زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَأَنِّي بِهَذَا العِلْمِ تَحَوَّلَ إِلَى خُرَاسَانَ. عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، عَنْ عَمْرِو بنِ خَلِيْفَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَصْبَحَتِ الأُمَّةُ عَلَى أَرْبَعِ فِرَقٍ: مُحِبٌّ لِعَلِيٍّ مُبْغِضٌ لِعُثْمَانَ، وَمُحِبٌّ لِعُثْمَانَ مُبْغِضٌ لِعَلِيٍّ، وَمُحِبٌّ لَهُمَا وَمُبْغِضٌ لَهُمَا، قُلْتُ: مِنْ أَيِّهِمَا أَنْتَ قَالَ مُبْغِضٌ لِبَاغِضِهِمَا. عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: أُحَدِّثُكَ عَنِ القَوْمِ كَأَنَّكَ شَهِدْتَهُم كَانَ شُرَيْحٌ أَعْلَمَهُم بِالقَضَاءِ، وَكَانَ عَبِيْدَةُ يُوَازِي شُرَيْحاً فِي عِلْمِ القَضَاءِ، وَأَمَّا عَلْقَمَةُ فَانْتَهَى إِلَى عِلْمِ عَبْدِ اللهِ، لَمْ يُجَاوِزْهُ، وَأَمَّا مَسْرُوْقٌ فَأَخَذَ عَنْ كُلٍّ، وَكَانَ الرَّبِيْعُ بنُ خُثَيْمٍ أَعْلَمَهُم عِلْماً وَأَوْرَعَهُم وَرَعاً. قَالَ زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يَمُرُّ بِأَبِي صَالِحٍ، فَيَأْخُذُ بِأُذُنِهِ، وَيَقُوْل: تُفَسِّرُ القُرْآنَ وَأَنْتَ لاَ تَقْرَأُ القُرْآنَ!.

عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ نَجْدَةَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، حَدَّثَنِي رَبِيْعَةُ بنُ يَزِيْدَ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى الشَّعْبِيِّ بِدِمَشْقَ فِي خلافة المَلِكِ، فَحَدَّثَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "اعبدوا رَبَّكُم، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَأَقِيْمُوا الصَّلاَةَ، وَآتُوا الزَّكَاةَ, وَأَطِيْعُوا الأُمَرَاءَ، فَإِنْ كَانَ خَيْراً لكم، وَإِنْ كَانَ شَرّاً فَعَلَيْهِم، وَأَنْتُم مِنْهُ بُرَآءُ" فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: كَذَبْتَ. هَكَذَا رَوَاهُ الحَاكِمُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُضَارِبٍ العُمَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ بِهَا: أَخْطَأْتَ. قُرَادٌ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ طَارِقِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عَلَى بَابِ الشَّعْبِيِّ، إِذْ جَاءَ جَرِيْرُ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَرِيْرٍ البَجَلِيُّ، فَدَعَا الشَّعْبِيُّ لَهُ بِوِسَادَةٍ. فَقُلْنَا لَهُ: حَوْلَكَ أَشْيَاخٌ، وَجَاءَ هَذَا الغُلاَمُ فَدَعَوْتَ لَهُ بِوِسَادَةٍ؟! قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَلْقَى لِجَدِّهِ وِسَادَةً وَقَالَ: "إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيْمُ قَوْمٍ فأكرموه" 1.

_ 1 صحيح: ورد من حديث عبد الله بن عمر، وجرير بن عبد الله البجلي، وَجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عباس، ومعاذ بن جبل، وعدي بن حاتم، وأبي راشد عبد الرحمن بن عبد، وأنس بن مالك -رضي الله عنهم أجمعين. أما حديث ابن عمر: فأخرجه ابن ماجه "3712"، والقضاعي في "الشهاب" "761". وأما حديث جرير بن عبد الله: فأخرجه الطبراني في "2266" وابن عدي، والبيهقي "8/ 168" والخطيب في "التاريخ" "1/ 188"، والقضاعي "762" من طريق حصين بن عمر الأحمسي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ بن أبي حازم، عنه قال: "لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته، فقال يا جرير لأي شيء جئت؟ قال: جئت لأسلم على يديك يا رسول الله، قال: فألقى إلى كساءه، ثم أقبل على أصحابه وقال: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه". قلت: إسناده واه، آفته حصين بن عمر، متروك كما قال الحافظ في "التقريب"، ولكنه لم ينفرد به فأخرجه الخطيب في "تاريخه" "7/ 94" من طريق أبي أمية بن فرقد قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا إسماعيل، به. وقال الدارقطني: "لم يروه عن يحيى القطان غير أبي أمية هذا، ولم يكن بالقوى، وهذا إنما يعرف من رواية حصين بن عمر الأحمسي، عن إسماعيل، ورواه كادح عن إسماعيل". قلت: كادح كذاب. وله طريق آخر عن جرير بن عبد الله: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "5/ 205- 206". وأما حديث جابر عبد الله: فأخرجه الحاكم "4/ 291- 292". وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه ابن عدي، وفيه ابن لهيعة سيء الحفظ، ومن فوقه ثقات وله طريق آخر عند البزار في "كشف الأستار". وأما حديث ابن عباس: فأخرجه الطبراني في "الكبير"، والعقيلي في "الضعفاء الكبير". وأما حديث عدي بن حاتم: فأخرجه القضاعي "760"، والعقيلي في "الضعفاء".

شَبَابَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ عِيَاضٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ قَيْسٍ الأَرْقَبِ، فَمَرَرْنَا بِالشَّعْبِيِّ، فَقَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: اتَّقِ اللهَ لاَ يُشْعِلْكَ بِنَارِهِ. فَقَالَ قَيْسٌ: أَمَا -وَاللهِ- قَدْ كُنْتُ فِي هَذِهِ الدَّارِ كَذَا قَالَ، وَلَعَلَّهُ فِي هَذَا الرَّأْيِ ثُمَّ قَالَ لَهُ: وَمَا تَرَكْتُهُ إلَّا لِحُبِّ الدُّنْيَا. قَالَ: فَقُلْتُ: إِنْ كُنْتَ كَاذِباً، فَلَعَنَكَ اللهُ، قَالَ: فَهَلْ تَعْرِفُ أَصْحَابَ عَلِيٍّ؟ قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا كُنْتُ أَعْرِفُ فُقَهَاءَ الكُوْفَةِ إلَّا أَصْحَابَ عَبْدِ اللهِ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ, وَلَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ يُسَمَّوْنَ قَنَادِيْلَ المَسْجِدِ أَوْ سُرُجَ المِصْرِ. قَالَ قَيْسٌ: أَفَلاَ تَعْرِفُ أَصْحَابَ عَلِيٍّ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ تَعْرِفُ الحَارِثَ الأَعْوَرَ؟ قال: نعم لَقَدْ تَعْلَّمْتُ مِنْهُ حِسَابَ الفَرَائِضِ، فَخَشِيْتُ عَلَى نَفْسِي مِنْهُ الوَسْوَاسَ، فَلاَ أَدْرِي مِمَّنْ تَعَلَّمَهُ. قَالَ: فَهَلْ تَعْرِفُ ابْنَ صَبُوْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَمْ يَكُنْ بِفَقِيْهٍ، وَلَمْ يَكُنْ فِيْهِ خَيْرٌ. قَالَ: فَهَلْ تَعْرِف صَعْصَعَةَ بنَ صُوْحَانَ؟ قَالَ: كَانَ رَجُلاً خَطِيْباً وَلَمْ يَكُنْ بِفَقِيْهٍ قَالَ فهل تعرف رشيد الهَجَرِيَّ؟ قَالَ الشَّعْبِيُّ: نَعَمْ، بَيْنمَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الهَجَرِيِّيْنَ إِذْ قَالَ لِي رَجُلٌ: هَلْ لَكَ فِي رَجُلٍ عَلَيْنَا، يُحِبُّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ فَأَدْخَلَنِي عَلَى رُشَيْدٍ، فَقَالَ: خَرَجْتُ حَاجّاً فَلَمَّا قَضَيْتُ نُسُكِي، قُلْتُ: لَوْ أَحْدَثْتُ عهدًا بأمير المؤمنين فممرت بِالمَدِيْنَةِ، فَأَتَيْتُ بَابَ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَقُلْتُ لإِنْسَانٍ: اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى سَيِّدِ المُسْلِمِيْنَ فَقَالَ: هُوَ نَائِمٌ، وَهُوَ يَحْسِبُ أَنِّي أَعْنِي الحَسَنَ، قُلْتُ: لَسْتُ أَعْنِي الحَسَنَ، إِنَّمَا أَعْنِي أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، وَإِمَامَ المُتَّقِيْنَ وَقَائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِيْنَ، قَالَ: أَوَ لَيْسَ قَدْ مَاتَ فَبَكَى؟ فَقُلْتُ: أَمَا -وَاللهِ- إِنَّهُ لَيَتَنَفَّسُ الآنَ بِنَفَسِ حَيٍّ, وَيَعْتَرِقُ مِنَ الدِّثَارِ الثَّقِيْلِ، فَقَالَ: أَمَا إِذْ عَرَفْتَ سِرَّ آلِ مُحَمَّدٍ فَادْخُلْ عَلَيْهِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَدَخَلْتُ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَأَنْبَأَنِي بِأَشْيَاءَ تَكُوْنُ، قَالَ الشَّعْبِيُّ فَقُلْتُ: لِرُشَيْدٍ إِنْ كُنْتَ كَاذِباً، فَلَعَنَكَ اللهُ ثُمَّ خَرَجْتُ، وَبَلَغَ الحَدِيْثُ زِيَاداً، فَقَطَعَ لِسَانَهُ وَصَلَبَهُ. قَالَ شَبَابَةُ: وَحَدَّثَنِيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: أَفْرَطَ نَاسٌ فِي حُبِّ عَلِيٍّ، كَمَا أَفْرَطَتِ النَّصَارَى فِي حُبِّ المَسِيْحِ. وَرَوَى خَالِدُ بنُ سَلَمَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: حُبُّ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَمَعْرِفَةُ فَضْلِهِمَا مِنَ السنة. مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: مَا بَكَيْتُ مِنْ زَمَانٍ، إلَّا بَكَيْتُ عَلَيْهِ. رَوَى مُجَالِدٌ، وَغَيْرُهُ: أَنَّ رَجُلاً مُغَفَّلاً لَقِيَ الشَّعْبِيَّ، وَمَعَهُ امْرَأَةٌ تَمْشِي، فَقَالَ: أَيُّكُمَا الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: هَذِهِ.

وَعَنْ عَامِرِ بنِ يِسَافٍ، قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: امْضِ بِنَا، نَفِرَّ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ. فَخَرَجْنَا، قَالَ: فَمَرَّ بِنَا شَيْخٌ، فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: مَا صَنْعَتُكَ؟ قَالَ: رَفَّاءٌ قَالَ: عِنْدَنَا دَنٌّ مَكْسُوْرٌ, تَرْفُوْهُ لَنَا؟ قَالَ إِنْ هَيَّأْتَ لِي سُلُوْكاً مِنْ رَمْلٍ، رَفَوْتُهُ. فَضَحِكَ الشَّعْبِيُّ حَتَّى اسْتَلْقَى. رَوَى عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْد نَبِيِّهَا، إلَّا ظَهَرُ أَهْلُ بَاطِلِهَا عَلَى أَهْلِ حَقِّهَا. عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ، عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ سَلَّمَ عَلَى نَصْرَانِيٍّ، فَقَالَ السَّلاَمُ: عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ. فَقِيْلَ له في ذلك، فقال: أوليس فِي رَحْمَةِ اللهِ، لَوْلاَ ذَلِكَ، لَهَلَكَ. رَوَى مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَعَنَ اللهُ أَرَأَيْتَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الهُذَلِيُّ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَرَأَيْتُم لَوْ قُتِلَ الأَحْنَفُ، وَقُتِلَ مَعَهُ صَغِيْرٌ، أَكَانَتْ دِيَتُهُمَا سَوَاءً، أَمْ يُفَضَّلُ الأَحْنَفُ لِعَقْلِهِ وَحِلْمِهِ؟ قُلْتُ بَلْ سَوَاءٌ، قَالَ: فَلَيْسَ القِيَاسُ بِشَيْءٍ. مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ: نِعْمَ الشَّيْءُ الغَوْغَاءُ، يَسُدُّوْنَ السَّيْلَ، وَيُطْفِئُوْنَ الحَرِيْقَ، وَيَشْغَبُوْنَ عَلَى وُلاَةِ السَّوْءِ. وَبَلَغَنَا عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: يَا لَيْتَنِي أَنْفَلِتُ مِنْ عِلْمِي كَفَافاً لاَ عَلَيَّ وَلاَ لِيَ. إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ الشَّعْبِيَّ، فَقَالَ: مَا اسْمُ امْرَأَةِ إِبْلِيْسَ؟ قَالَ: ذَاكَ عُرْسٌ مَا شَهِدْتُهُ. ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، قَالَ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَمَّنْ نَذَرَ أَنْ يُطِلِّقَ امْرَأَتَهُ، قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ: فَنَهَيْتُ الشَّعْبِيَّ أَنَا، فَقَالَ: رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ، نَذْرُكَ فِي عُنُقِكَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ. عِيْسَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فِي المَسْجِدِ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ وَإِزَاراً أَصْفَرَ. قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: اسْتَعْمَلَ ابْنُ هُبَيْرَةَ الشَّعْبِيَّ عَلَى القضاء، وَكَلَّفَهُ أَنْ يُسَامِرَهُ، فَقَالَ: لاَ أَسْتطِيْعُ، فَأَفْرِدْنِي بِأَحَدِهِمَا. قَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ: كَانَ الشَّعْبِيُّ أَكْثَرَ حَدِيْثاً مِنَ الحَسَنِ، وَأَسَنَّ مِنْهُ بِسَنَتَيْنِ. الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كره الصالحون الأَوَّلُوْنَ الإِكثَارَ مِنَ الحَدِيْثِ، وَلَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، مَا حَدَّثْتُ إلَّا بِمَا أجمع عليه أهل الحديث.

قال: الهَيْثَمُ وَاهٍ. وَرُوِيَ عَنِ: الشَّعْبِيِّ، قَالَ: رُزِقَ صِبِيَانُ هَذَا الزَّمَانِ مِنَ العَقْلِ مَا نَقَصَ مِنْ أَعْمَارِهِمْ فِي هَذَا الزَّمَانِ. قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: مَرَّ الشَّعْبِيُّ وَأَنَا مَعَهُ بِإِنْسَانٍ وَهُوَ يَقُوْلُ: فُتِنَ الشَّعْبِيُّ لَمَّا ... رَفَعَ الطَّرْفَ إِلَيْهَا فَلَمَّا رَأَى الشَّعْبِيَّ كَأَنَّهُ وَلَمْ يُتِمَّ البَيْتَ، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: نَظَرَ الطَّرْفَ إِلَيْهَا. قُلْتُ:هَذِهِ أَبْيَاتٌ مَشْهُوْرَةٌ، عَمِلَهَا رَجُلٌ تَحَاكَمَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ إِلَى الشَّعْبِيِّ أَيَّامَ قَضَائِهِ يَقُوْلُ فِيْهَا: فَتَنَتْهُ ببنان ... وبخطي مقلتيها قال للجلواز: قدمها ... وأحضر شاهديها فقضى جوار على الخصم ... وَلَمْ يَقْضِ عَلَيْهَا قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: [عَنِ الشَّعْبِيِّ] : إِذَا عَظُمَتِ الحَلْقَةُ، فَإِنَّمَا هُوَ نَجَاءٌ أَوْ نِدَاءٌ. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ طَارِقٍ: أَخْبَرَكُم ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَارِبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ كَعْبٍ "ح" قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُبَيْشٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ زَنْجَوَيْه، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّقِّيُّ "ح"، وَحَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ المُعَلَّى, حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، عَنْ عَبَّادِ بنِ مُوْسَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أُتِيَ بِيَ الحَجَّاجُ مُوْثَقاً, فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى بَابِ القَصْرِ، لَقِيَنِي يَزِيْدُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ, فَقَالَ: إِنَّا للهِ يَا شَعْبِيُّ لِمَا بَيْنَ دَفَّتَيْكَ مِنَ العِلْمِ، وَلَيْسَ بِيَوْمِ شَفَاعَةٍ, بُؤْ لِلأَمِيْرِ بِالشِّرْكِ وَالنِّفَاقِ عَلَى نَفْسِكَ فَبِالحَرِيِّ، أَنْ تَنْجُوَ ثُمَّ لَقِيَنِي مُحَمَّدُ بنُ الحَجَّاجِ، فَقَالَ لِي مِثْلَ مَقَالَةِ يَزِيْدَ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ قَالَ وَأَنْتَ يَا شَعْبِيُّ فِيْمَنْ خَرَجَ عَلَيْنَا وَكَثَّرَ؟ قُلْتُ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ، أَحْزَنَ بِنَا المَنْزِلُ وَأَجْدَبَ الجَنَابُ, وَضَاقَ المَسْلَكُ، وَاكْتَحَلْنَا السَّهَرَ وَاسْتَحْلَسْنَا الخَوْفَ, وَوَقَعْنَا فِي خِزْيَةٍ لَمْ نَكُنْ فِيْهَا بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ، وَلاَ فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ قَالَ: صَدَقَ وَاللهِ مَا بَرُّوْا فِي خُرُوْجِهِمْ عَلَيْنَا، وَلاَ قَوُوْا عَلَيْنَا حَيْثُ فَجَرُوا، فَأَطْلَقُوا عَنِّي. قَالَ: فَاحْتَاجَ إِلَى فَرِيْضَةٍ فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي أُخْتٍ وَأُمٍّ وَجَدٍّ؟ قُلْتُ: اخْتَلَفَ فِيْهَا خَمْسَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: عثمان، وزيد، وابن مَسْعُوْدٍ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَمَا قَالَ

فِيْهَا ابْنُ عَبَّاسٍ؟ إِنْ كَانَ لَمُنَقِّباً. قُلْتُ: جَعَلَ الجَدَّ أَباً, وَأَعْطَى الأُمَّ الثُّلُثَ، وَلَمْ يُعْطِي الأُخْتَ شَيْئاً. قَالَ: فَمَا قَالَ فِيْهَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ؟ يَعْنِي: عُثْمَانَ. قُلْتُ: جَعَلَهَا أَثْلاَثاً. قَالَ: فَمَا قَالَ فِيْهَا زَيْدٌ؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا مِنْ تِسْعَةٍ، فَأَعْطَى الأُمَّ ثَلاَثاً، وَأَعْطَى الجَدَّ أَرْبَعاً وَأَعْطَى الأُخْتَ سَهْمَيْنِ. قَالَ: فَمَا قَالَ فِيْهَا ابْنُ مَسْعُوْدٍ؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا مِنْ سِتَّةٍ أَعْطَى الأُخْتَ ثَلاَثاً, وَأَعْطَى الأُمَّ سَهْماً وَأَعْطَى الجَدَّ سَهْمَيْنِ قَالَ: فَمَا قَالَ فِيْهَا أَبُو تُرَابٍ؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا مِنْ سِتَّةٍ، فَأَعْطَى الأُخْتَ ثَلاَثاً وَالأُمَّ سَهْمَيْنِ، وَالجَدَّ سَهْماً قَالَ: مُرِ القاضي, فليمضها على ما أمضاها عليه أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانُ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ الحَاجِبُ فَقَالَ: إِنَّ بِالبَابِ رُسُلاً. قَالَ: ائْذَنْ لَهُمْ. فَدَخَلُوا عَمَائِمُهُمْ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ، وَسُيُوْفُهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ وَكُتُبُهُمْ فِي أَيْمَانِهِمْ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سليم يقال له: سيابة بن عاصم، قال:مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنَ الشَّامِ قَالَ: كَيْفَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ؟ كَيْفَ حَشَمُهُ؟ قَالَ: هَلْ كَانَ وَرَاءكَ مِنْ غَيْثٍ؟ قَالَ: نَعَمْ, أَصَابَنِي فِيْمَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ ثَلاَثُ سَحَائِبَ. قَالَ: فَانْعَتْ لِي. قَالَ: أَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِحَوْرَانَ فَوَقَعَ قَطْرٌ صِغَارٌ وَقَطْرٌ كِبَارٌ فَكَانَ الكِبَارُ لُحْمَةً لِلْصِّغَارِ، فَوَقَعَ سَبْطٌ مُتَدَارَكٌ, وَهُوَ السَّحُّ الذي سمعت به فؤاد سَائِلٍ، وَوَادٍ نَازِحٍ وَأَرْضٌ مُقْبِلَةٌ, وَأَرْضٌ مُدْبِرَةٌ, فَأَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِسَوَاءَ -أَوْ قَالَ: بِالقَرْيَتَيْنِ- شَكَّ عيسى, فلبدت الدماث, وَأَسَالَتِ العَزَازَ, وَأَدْحَضَتِ التِّلاَعَ, فَصَدَعَتْ عَنِ الكَمْأَةِ أَمَاكِنَهَا وَأَصَابَتْنِي أَيْضاً سَحَابَةٌ فَقَاءتِ العُيُوْنُ بَعْدَ الرِّيِّ، وَامْتَلأَتِ الإِخَاذُ وَأُفْعِمَتِ الأَوْدِيَةُ، وَجِئْتُكَ فِي مِثْلِ وِجَارِ الضَّبُعِ. ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، فَقَالَ: هَلْ كَانَ وَرَاءكَ مِنْ غَيْثٍ؟ قَالَ: لاَ،كَثُرَ الإِعْصَارُ، وَاغْبَرَّ البِلاَدُ, وَأُكِلَ مَا أَشْرَفَ مِنَ الجَنْبَةِ، فاستقينا أَنَّهُ عَامُ سَنَةٍ فَقَالَ: بِئْسَ المُخْبِرُ أَنْتَ. ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ. فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَامَةِ, فَقَالَ: هَلْ كَانَ وَرَاءكَ مِنْ غَيْثٍ؟ قَالَ: تَقَنَّعَتِ الرُّوَّادُ تَدْعُو إِلَى زِيَادَتِهَا وَسَمِعْتُ قَائِلاً يَقُوْلُ: هَلُمَّ أُظْعِنُكُمْ إِلَى مَحَلَّةٍ تُطْفَأُ فِيْهَا النِّيْرَانُ، وَتَشَكَّى فِيْهَا النِّسَاءُ، وَتَنَافَسُ فِيْهَا المِعْزَى. قَالَ الشَّعْبِيُّ: فَلَمْ يَدْرِ الحَجَّاجُ مَا قَالَ. فَقَالَ: وَيْحَكَ! إِنَّمَا تُحَدِّثُ أَهْلَ الشَّامِ فَأَفْهِمْهُمْ فَقَالَ: نَعَمْ, أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ، أَخْصَبَ النَّاسُ، فَكَانَ التَّمْرُ، وَالسَّمْنُ، وَالزُّبْدُ، وَاللَّبَنُ، فَلاَ تُوْقَدُ نَارٌ لِيُخْتَبَزَ بِهَا، وَأَمَّا تَشَكِّي النِّسَاءِ, فَإِنَّ المَرْأَةَ تَظَلُّ بِرِبْقِ1 بَهْمِهَا تَمْخَضُ لَبَنَهَا, فَتَبِيْتُ وَلَهَا أَنِيْنٌ مِنْ عَضُدَيْهَا، كَأَنَّهَا لَيْسَتَا مَعَهَا, وَأَمَّا تَنَافُسُ المِعْزَى، فَإِنَّهَا تَرْعَى مِنْ أَنْوَاعِ الشَّجَرِ، وَأَلْوَانِ الثَّمَرِ، وَنَوْرِ النَّبَاتِ مَا تشبع

_ 1 الربق والربقة: الحبل والحلقة تشد بها الغنم الصغار لئلا ترضع.

بُطُوْنَهَا، وَلاَ تُشْبِعُ عُيُوْنَهَا، فَتَبِيْتُ وَقَدِ امْتَلأَتْ أَكْرَاشُهَا، لَهَا مِنَ الكَظَّةِ جِرَّةٌ1 فَتَبْقَى، الجِرَّةُ حَتَّى تَسْتَنْزِلَ بِهَا الدَّرَّةَ. ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنَ المَوَالِي، كَانَ يُقَالُ أَنَّهُ من أنشد النَّاسِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، فَقَالَ: هَلْ كَانَ وَرَاءكَ مِنْ غَيْثٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنِّي لاَ أُحْسِنُ أَقُوْلُ كَمَا قَالَ هَؤُلاَءِ. قَالَ: قُلْ كَمَا تُحْسِنُ. قَالَ: أَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِحُلْوَانَ2 فَلَمْ أَزَلْ أَطَأُ فِي إِثْرِهَا حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى الأَمِيْرِ. فَقَالَ الحَجَّاجُ: لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرَهُمْ فِي المَطَرِ خُطْبَةً، إِنَّكَ أَطْوَلُهُمْ بِالسَّيْفِ خَطْوَةً. وَبِهِ، إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ بنُ جبلة حدثنا أبو العباس السراجن حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبَّادِ بنِ مُوْسَى العُكْلِيُّ، حدثنا أبي أخبرني أبو بكر الهُذَلِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: إلَّا أُحَدِّثُكَ حَدِيْثاً تَحْفَظُهُ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ إِنْ كُنْتُ حَافِظاً كَمَا حَفِظتُ: إِنَّهُ لَمَّا أُتِيَ بِيَ الحَجَّاجُ وَأَنَا مُقَيَّدٌ، فَخَرَجَ إِلَيَّ يَزِيْدُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ، فَقَالَ: إِنَّا للهِ ... , فَذَكَرَ نَحْوَهُ. عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ: أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ, عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ, وَمُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيّاً جَلَدَ شُرَاحَةَ يَوْمَ الخَمِيْسِ وَرَجَمَهَا يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَكَأَنَّهُم أَنْكَرُوا أَوْ رَأَى أَنَّهُم أَنْكَرُوا، فَقَالَ: جَلَدْتُهَا بِكِتَابِ اللهِ، وَرَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَزَادَ بَعْضُهُم إِنَّهَا اعْتَرَفَتْ بِالزِّنَى. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُجَالِدٍ، وَخَلِيْفَةُ، وَطَائِفَةٌ: مَاتَ الشَّعْبِيُّ سَنَة أَرْبَعٍ وَمائَةٍ. زَادَ ابْنُ مُجَالِدٍ: وَقَدْ بَلَغَ ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَةٍ، عَنْ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. وَفِيْهِمَا أَرَّخَهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَمائَةٍ. وَقَالَ يَحْيَى: سَنَةَ ثَلاَثٍ وَمائَةٍ. وَالأَوَّلُ أَشْهَرُ. وَمِنْ كَلاَمِهِ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ هَوَىً لأَنَّهُ يَهْوِي بِأَصْحَابِهِ. أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لاَ أَدْرِي، نِصْفُ العلم. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَنْبَأَنَا ابْنُ اللَّتِّيِّ, أَنْبَأَنَا أَبُو الوَقْتِ, أَنْبَأَنَا الداودي، أَنْبَأَنَا ابْنُ حَمُّوْيَةَ أَنْبَأَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ -هُوَ ابْنُ مِغْوَلٍ- قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا حَدَّثُوْكَ هَؤُلاَءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخُذْهُ, وَمَا قَالُوْهُ بِرَأْيِهِم, فَأَلْقِهِ فِي الحُشِّ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ بنُ غَيْلاَنَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الجَهْمِ السِّمَّرِيُّ حَدَّثَنَا يَعْلَى وَيَزِيْدُ, عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ، أَنْ يَمْشِيَ إِلَى الكَعْبَةِ, فَمَشَى نِصْفَ الطَّرِيْقِ, ثُمَّ رَكِبَ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِذَا كَانَ عَاماً قَابِلاً، فَلْيَرْكَبْ مَا مَشَى، وَلْيَمْشِي مَا رَكِبَ، وينحر بدنه.

_ 1 الكظة: البطنة، والجرة: ما يخرجه البعير من بطنه ليمضغه ثم يبلعه. 2 حلوان: مدينة عامرة في آخر حدود خراسان مما يلي أصبهان كما قال ياقوت في معجم البلدان.

عبد الرحمن

482- عبد الرحمن 1: "ع" ابن أبي بكرة الثقفي، أَخُو عُبَيْدِ اللهِ المَذْكُوْرِ. يُكْنَى: أَبَا بَحْرٍ. وقيل: أبا حاتم. سمع أباه، وعليًا. وعن: ابْنُ سِيْرِيْنَ، وَأَبُو بِشْرٍ2، وَخَالِدٌ الحَذَّاءُ، وَآخَرُوْنَ. وُلِدَ زَمَنَ عُمَرَ، وَكَانَ ثِقَةً، كَبِيْرَ القَدْرِ، مُقْرِئاً, عَالِماً. قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ أَقْرَأَ أَهْلِ البَصْرَةِ. وَقِيْلَ: كَانَ يَقُوْلُ: أَنَا أَنْعَمُ النَّاسِ، أَنَا أَبُو أَرْبَعِيْنَ، وَعَمُّ أَرْبَعِيْنَ، وَخَالُ أَرْبَعِيْنَ، وَعَمِّي زِيَادٌ الأَمِيْرُ، وَكُنْتُ أَوَّلَ مَوْلُوْدٍ بِالبَصْرَةِ. كَانَ جَوَاداً، مُمَدَّحاً، أَعْطَى إِنْسَاناً تِسْعَ مائَةِ جَامُوْسَةٍ. وَقِيْلَ ذَاكَ أَخُوْهُ. قَالَ المَدَائِنِيُّ تُوُفِّيَ سنة ست وتسعين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 190"، التاريخ الكبير"5/ ترجمة 738"، الكاشف "2/ ترجمة 3195"، العبر "1/ 123"، تاريخ الإسلام "4/ 23"، تهذيب التهذيب "6/ 148- 149" الإصابة "3/ ترجمة 6678"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4042"، شذرات الذهب "1/ 122". 2 هو جعفر بن إياس، أبو بشر بن أبي وحشية، ثقة، من أثبت الناس في سعيد بن جبير، روى له الجماعة.

خيثمة بن عبد الرحمن

483- خيثمة بن عبد الرحمن 1: "ع" ابن أبي سبرة يَزِيْدَ بنِ مَالِكِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ ذُؤَيْبِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَمْرِو بنِ ذُهْلِ بنِ مُرَّانَ بنِ جُعْفِيٍّ المَذْحِجِيُّ، ثُمَّ الجُعْفِيُّ الكُوْفِيُّ، الفَقِيْهُ، وَلأَبِيْهِ وَلِجَدِّهِ صُحْبَةٌ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ. وَعَنْ: عَائِشَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَعَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عَمْرٍو، وَعَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ، وَطَائِفَةٍ وَلَمْ يَلْقَ ابن مسعود. حَدَّثَ عَنْهُ: عَمْرُو بنُ مُرَّةَ, وَطَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ, وَمَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ, وَالأَعْمَشُ. وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العُبَّادِ، مَا نَجَا مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ إلَّا هُوَ وَإِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ -فِيْمَا قِيْلَ- وَحَدِيْثُهُ فِي دَوَاوِيْنِ الإسلام. وكان سخيًا، جواد، يَرْكَبُ الخَيْلَ, وَيَغْزُو. قَالَ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: لَمَّا وُلِدَ أَبِي سَمَّاهُ جَدِّي عَزِيْزاً، ثُمَّ ذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "سَمِّهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ". وَقِيْلَ: وُلِدَ لِلْمُسَيّبِ بِالكُوْفَةِ ابْنٌ, فَاشْتَرَى خَيْثَمَةُ لَهُ ظِئْراً، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ. وَقَالَ طَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ: كَانَ خَيْثَمَةُ وَإِبْرَاهِيْمُ أَعْجَبَ أَهْلِ الكُوْفَةِ إِلَيَّ. قَالَ شُعْبَةُ، عَنْ نُعَيْمِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ فِي جَنَازَةِ خَيْثَمَةَ، وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ, وَهُوَ يَقُوْلُ: وَاحُزْنَاهُ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا. وَرُوِيَ عَنْ خَيْثَمَةَ: أَنَّهُ أَدْرَكَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ صَحَابِيّاً، مَا منهم من غير شيبه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 286"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 732"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1808"، الحلية "4/ 113"، تاريخ الإسلام "3/ 247"، تهذيب التهذيب "3/ 178"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1889"، والمعرفة والتاريخ "3/ 141".

سعيد بن جبير

484- سعيد بن جبير 1: "ع" ابن هشام، الإِمَامُ، الحَافِظُ, المُقْرِئُ، المُفَسِّرُ، الشَّهِيْدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ -وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ، الوَالِبِيُّ مَوْلاَهُم الكوفي، أحد الأعلام. رَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ -فَأَكْثَرَ وَجَوَّدَ- وَعَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ، وَعَائِشَةَ، وَعَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ، وَأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ فِي "سُنَنِ النَّسَائِيِّ"، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي مَسْعُوْدٍ البَدْرِيِّ -وَهُوَ مُرْسَلٌ- وَعَنِ: ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَالضَّحَّاكِ بنِ قَيْسٍ، وَأَنَسٍ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ. وَرَوَى عَنِ التَّابِعِيْنَ؛ مِثْلِ: أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ. قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرٍو بنُ العَلاَءِ، وَطَائِفَةٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ, وَآدَمُ بنُ سُلَيْمَانَ وَالِدُ يَحْيَى، وَأَشْعَثُ بنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ, وَبُكَيْرُ بنُ شِهَابٍ، وَثَابِتُ بنُ عَجْلاَنَ، وَأَبُو المِقْدَامِ ثَابِتُ بنُ هُرْمُزَ، وَجَعْفَرُ بنُ أَبِي المُغِيْرَةِ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ, وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي عَمْرَةَ، وَحَسَّانُ بنُ أَبِي الأَشْرَسِ, وَحُصَيْنٌ, وَالحَكَمُ، وَحَمَّادٌ, وَخُصَيْفٌ الجَزَرِيُّ، وَذَرٌّ الهَمْدَانِيُّ, وَزَيْدٌ العَمِّيُّ, وَسَالِمٌ الأَفْطَسُ، وَسَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ, وَسُلَيْمَانُ بنُ أَبِي المُغِيْرَةِ، وَسُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ, وَسِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، وَأَبُو سِنَانٍ ضِرَارُ بنُ مُرَّةَ، وَطَارِقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَطَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ, وَأَبُو سِنَانٍ طَلْحَةُ بنُ نَافِعٍ, وَأَبُو حَرِيْزٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ حُسَيْنٍ, وَابْنُهُ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عِيْسَى بنِ أَبِي لَيْلَى, وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَامِرٍ الثَّعْلَبِيُّ, وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ أَبُو أُمَيَّةَ البصري, وابنه عبد الملك بن سعيدن, وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ مَيْسَرَةَ, وعُثْمَانُ بنُ حَكِيْمٍ, وَعُثْمَانُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ, وَعُثْمَانُ بنُ قَيْسٍ, وَعَدِيُّ بنُ ثَابِتٍ، وَعَزْرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَعِكْرِمَةُ بنُ خَالِدٍ, وَعَلِيُّ بنُ بَذِيْمَةَ، وَعَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ, وَعَمْرُو بنُ سَعِيْدٍ البَصْرِيُّ، وَعَمْرُو بنُ عَمْرٍو المَدَنِيُّ، وَعَمْرُو بنُ مُرَّةَ, وَعَمْرُو بنُ هَرِمٍ, وَفَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ، وَفُضَيْلُ بنُ عَمْرٍو الفُقَيْمِيُّ، وَالقَاسِمُ بنُ أَبِي أَيُّوْبَ, وَالقَاسِمُ بنُ أَبِي بَزَّةَ، وَكَثِيْرُ بنُ كَثِيْرِ بنِ المُطَّلِبِ, وَكُلْثُوْمُ بنُ جَبْرٍ، وَمَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ, وَمُجَاهِدٌ -رَفِيْقُهُ- وَمُحَمَّدُ بنُ سُوْقَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ, وَمَسْعُوْدُ بنُ مَالِكٍ، وَمُسْلِمٌ البَطِيْنُ, وَالمُغِيْرَةُ بنُ النُّعْمَانِ, وَمَنْصُوْرُ بنُ حَيَّانَ, وَمَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ, وَالمِنْهَالُ بنُ عَمْرٍو, وَمُوْسَى بنُ أَبِي عَائِشَةَ, وَأَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ، الأَكْبَرُ مُوْسَى بنُ نَافِعٍ, وَمَيْمُوْنُ بنُ مِهْرَانَ, وَهِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، وَهِلاَلُ بنُ خَبَّابٍ, وَوَبَرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَوَهْبُ بنُ مَأْنُوْسٍ, وَأَبُو هُبَيْرَةَ يَحْيَى بنُ عَبَّادٍ، وَيَحْيَى بنُ مَيْمُوْنٍ أَبُو المُعَلَّى العَطَّارُ، ويعلي بن الحكيم, وَيَعْلَى بنُ مُسْلِمٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَأَبُو حَصِيْنٍ الأَسَدِيُّ, وَأَبُو الزُّبَيْرِ المَكِّيُّ, وَأَبُو الصَّهْبَاءِ الكُوْفِيُّ, وَأَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ, وَأَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ, وخلق كثير.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 256"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1533"، الكنى للدولابي "2/ 56"، المعرفة والتاريخ "1/ 712"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 29" حلية الأولياء "4/ 272"، وفي أخبار أصبهان "1/ 324"، وفيات الأعيان "2/ 261"، تاريخ الإسلام "4/ 2"، الكاشف "1/ ترجمة 1879" تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 73"، والعبر "1/ 112"، تهذيب التهذيب "4/ 11"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2425"، شذرات الذهب "1/ 108"، النجوم الزاهرة "1/ 228".

رَوَى ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ، عَنْ أَصْبَغَ بنِ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ لِسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ دِيْكٌ، كَانَ يَقُوْم مِنَ اللَّيْلِ بِصِيَاحِهِ, فَلَمْ يَصِحْ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي حَتَّى أَصْبَحَ, فَلَمْ يُصَلِّ سَعِيْدٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَشَقَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا لَهُ قَطَعَ اللهُ صَوْتَهُ؟! فَمَا سُمِعَ لَهُ صَوْتٌ بَعْدُ. فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ لا تدع على شيء بعدها. قال أبو الشيخ: قدم سعيد أصهبان زَمَنَ الحَجَّاجِ، وَأَخَذُوا عَنْهُ. وَعَنْ عُمَرَ بنِ حَبِيْبٍ، قَالَ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ بِأَصْبَهَانَ لاَ يُحَدِّثُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الكُوْفَةِ فَجَعَلَ يُحَدِّثُ. فَقُلْنَا لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: انْشُرْ بَزَّكَ حَيْثُ تُعْرَفُ. قَالَ عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ بفَارِسٍ, وَكَانَ يَتَحَزَّنُ، يَقُوْلُ: لَيْسَ أَحَدٌ يَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ. وَكَانَ يُبْكِيْنَا، ثُمَّ عَسَى أَنْ لاَ يَقُوْمَ حَتَّى نَضْحَكَ. شُعْبَةُ، عَنِ القَاسِمِ بنِ أَبِي أَيُّوْبَ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ بِأَصْبَهَانَ، وَكَانَ غُلاَمٌ مَجُوْسِيٌّ يَخْدِمُهُ, وَكَانَ يَأْتِيْهِ بِالمُصْحَفِ فِي غِلاَفِهِ. قَالَ القَاسِمُ بنُ أَبِي أَيُّوْبَ: سَمِعْتُ سَعِيْداً يُرَدِّدُ هَذِهِ الآيَةَ فِي الصَّلاَةِ بِضْعاً وَعِشْرِيْنَ مَرَّةً: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّه} [البَقَرَةُ: 281] . أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ، عَنِ اللبان أنبأنا الحداد، وأنبأنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّبِيْعِ السَّمَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ, عَنْ إِسْحَاقَ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ, عَنْ هِلاَلِ بنِ يِسَافٍ، قَالَ: دَخَلَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ الكَعْبَةَ, فَقَرَأَ القُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ. الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ وِقَاءِ بنِ إِيَاسٍ، قَالَ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِيْمَا بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعَشَاءِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَكَانُوا يؤخرون العشاء1. قُلْتُ: هَذَا خِلاَفُ السُّنَّةِ، وَقَدْ صَحَّ النَّهْيُ عَنْ قِرَاءةِ القُرْآنِ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ. يَزِيْدُ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ. يَعْقُوْبُ القُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ أَبِي المُغِيْرَةِ: كان ابن عباس إِذَا أَتَاهُ أَهْلُ الكُوْفَةِ يَسْتَفْتُوْنَهُ يَقُوْلُ: أَلَيْسَ فِيْكُمُ ابْنُ أُمِّ الدَّهْمَاءِ؟ -يَعْنِي: سَعِيْدَ بنَ جبير.

_ 1 ضعيف: في إسناده وقاء بن إياس الأسدي، أبو يزيد الكوفي، لين الحديث كما قال الحافظ في "التقريب".

قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: لَقَدْ مَاتَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَمَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ إلَّا وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى عِلْمِهِ. وَقَالَ ضِرَارُ بنُ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: التَّوَكُّل عَلَى اللهِ جِمَاعُ الإِيْمَانِ وَكَانَ يَدْعُو: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، وَحُسْنَ الظَنِّ بِكَ. أَبُو عَوَانَةَ عَنْ هِلاَلِ بنِ خَبَّابٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ فِي رَجَبٍ، فَأَحْرَمَ مِنَ الكُوْفَةِ بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ رَجَعَ مِنْ عُمْرَتِهِ، ثُمَّ أَحْرَمَ بِالحَجِّ فِي النِّصْفِ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، وَكَانَ يُحْرِمُ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّتَيْنِ؛ مَرَّةً لِلْحَجِّ وَمَرَّةً للعمرة. ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ سعيد بن جبير، قال: إنه الخَشْيَةَ أَنْ تَخْشَى اللهَ حَتَّى تَحُوْلَ خَشْيَتُكَ بينك وبين معصيتك, فلتلك الخَشْيَةُ، وَالذِّكْرُ طَاعَةُ اللهِ، فَمَنْ أَطَاعَ اللهَ, فَقَدْ ذَكَرَهُ, وَمَنْ لَمْ يُطِعْهُ، فَلَيْسَ بِذَاكِرٍ، وَإِنْ أَكْثَرَ التَّسْبِيْحَ وَتِلاَوَةَ القُرْآنِ. وَرُوِيَ عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ: قَالَ لِي سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ: لأَنْ أَنْشُرَ عِلْمِي، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَذْهَبَ بِهِ إِلَى قَبْرِي. قَالَ هِلاَلُ بنُ خَبَّابٍ: قُلْتُ لِسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: مَا عَلاَمَةُ هَلاَكِ النَّاسِ؟ قَالَ: إِذَا ذَهَبَ علماؤهم. وقال عمرو بنُ ذَرٍّ: كَتَبَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ إِلَى أَبِي كِتَاباً أَوْصَاهُ بِتَقْوَى اللهِ، وَقَالَ: إِنَّ بَقَاءَ المُسْلِمِ كُلَّ يَوْمٍ غَنِيْمَةٌ ... , فَذَكَرَ الفَرَائِضَ وَالصَّلَوَاتِ وَمَا يَرْزُقُهُ اللهُ مِنْ ذِكْرِهِ. أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنِ الفُضَيْلِ بنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي حَرِيْزٍ: أَنَّ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ قَالَ: لاَ تُطْفِئُوا سُرُجَكُم لَيَالِيَ العَشْرِ -تُعْجِبُهُ العِبَادَةُ- وَيَقُوْل: أَيْقِظُوا خَدَمَكُم يَتَسَحَّرُوْنَ لِصَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ. عَبَّادُ بنُ العَوَّامِ: أَنْبَأَنَا هِلاَلُ بنُ خَبَّابٍ: خرجنا مع سعيد بن جبير في جَنَازَةٍ، فَكَانَ يُحَدِّثُنَا فِي الطَّرِيْقِ، وَيُذَكِّرُنَا حَتَّى بَلَغَ, فَلَمَّا جَلَسَ، لَمْ يَزَلْ يُحَدِّثُنَا حَتَّى قُمْنَا فَرَجَعْنَا وَكَانَ كَثِيْرَ الذِّكْرِ للهِ. وَعَنْ سَعِيْدٍ، قَالَ: وَدِدْتُ النَّاسَ أَخَذُوا مَا عِنْدِي، فَإِنَّهُ مِمَّا يَهُمُّنِي. أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ: أَتَيْتُ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ -قَادِمٌ- يَعْنِي: خَالِدَ بنَ عَبْدِ اللهِ- وَلاَ آمَنُهُ عَلَيْكَ، فَأَطِعْنِي، وَاخْرُجْ. فَقَالَ: وَاللهِ لَقَدْ

فررت حتى استحيت مِنَ اللهِ. قُلْتُ: إِنِّي لأَرَاكَ كَمَا سَمَّتْكَ أُمُّكَ سَعِيْداً. فَقَدِمَ خَالِدٌ مَكَّةَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَهُ. أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بنُ شِبْلٍ عَنْ عُثْمَانَ بنِ بُوْذَوَيْه، قَالَ: كُنْتُ مَعَ وَهْبٍ وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ يوم عرفة بنخيل بن عَامِرٍ, فَقَالَ لَهُ وَهْبٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ, كَمْ لَكَ مُنْذُ خِفْتَ مِنَ الحَجَّاجِ؟ قَالَ: خَرَجْتُ عَنِ امْرَأَتِي وَهِيَ حَامِلٌ, فَجَاءنِي الذي في بطنها، وخرج وَجْهُهُ. فَقَالَ وَهْبٌ: إِنَّ مَنْ قَبْلَكُم كَانَ إِذَا أَصَابَ أَحَدَهُم بَلاَءٌ عَدَّهُ رُخَاءً، وَإِذَا أصابه رخاء عده بلاء. قَالَ سَالِمُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ: لَمَّا أُتِيَ الحَجَّاجُ بِسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَنَا سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ. قَالَ: أَنْتَ شَقِيُّ بنُ كُسَيْرٍ، لأَقْتُلَنَّكَ. قَالَ: فَإِذاً أَنَا كَمَا سَمَّتْنِي أُمِّي. ثُمَّ قَالَ: دَعُوْنِي أُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: وَجِّهُوْهُ إلى قبلة النصارى. قال {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] وَقَالَ: إِنِّي أَسْتعِيْذُ مِنْكَ بِمَا عَاذَتْ بِهِ مَرْيَمُ. قَالَ: وَمَا عَاذَتْ بِهِ؟ قَالَ: قَالَتْ: {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} [مريم: 18] . رَوَاهَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سَالِمٍ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ يَقْتُلْ بَعْدَ سَعِيْدٍ إلَّا رَجُلاً وَاحِداً. وَعَنْ عُتْبَةَ مَوْلَى الحَجَّاجِ، قَالَ: حَضَرْتُ سَعِيْداً حِيْنَ أَتَى بِهِ الحَجَّاجُ بِوَاسِطَ، فَجَعَلَ الحَجَّاجُ يَقُوْلُ: أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ؟! أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ؟! فَيَقُوْلُ: بَلَى. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ مِنْ خُرُوْجِكَ عَلَيْنَا؟ قَالَ: بَيْعَةٌ كَانَتْ عَلَيَّ يَعْنِي: لابْنِ الأَشْعَثِ- فَغَضِبَ الحَجَّاجُ، وَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ، وَقَالَ: فَبَيْعَةُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ كَانَتْ أَسْبَقُ وَأَوْلَى. وَأَمَرَ بِهِ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ. وَقِيْلَ: لَوْ لَمْ يُوْاجِهْهُ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ بِهَذَا، لاَسْتَحْيَاهُ كَمَا عَفَا عَنِ الشَّعْبِيِّ لَمَّا لاَطَفَهُ فِي الاعْتِذَارِ. حَامِدُ بنُ يَحْيَى البَلْخِيُّ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بنُ أَبِي شَدَّادٍ: بَلَغَنِي أَنَّ الحَجَّاجَ لَمَّا ذُكِرَ لَهُ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ قَائِداً يُسَمَّى المُتَلَمِّسَ بنَ أَحْوَصَ فِي عِشْرِيْنَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُوْنَهُ, إِذَا هُمْ برَاهِبٍ فِي صَوْمَعَتِهِ, فَسَأَلُوْهُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: صِفُوْهُ لِي. فَوَصَفُوْهُ فَدَلَّهُمْ عَلَيْهِ, فَانْطَلقُوا فَوَجَدُوْهُ ساجدًا يناجي بأعلى صوته, فدنوا وسلموا فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَأَتَمَّ بَقِيَّةَ صَلاَتِهِ, ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ, فَقَالُوا: إِنَّا رُسُلُ الحَجَّاجِ إِلَيْكَ, فَأَجِبْهُ. قَالَ: وَلاَ بُدَّ مِنَ الإِجَابَةِ؟ قَالُوا: لابد. فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَامَ مَعَهُم، حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَيْرِ الرَّاهِبِ، فَقَالَ الرَّاهِبُ: يَا مَعْشَرَ الفُرْسَانِ أَصَبْتُمْ صَاحِبَكُم قَالُوا: نَعَمْ

فَقَالَ: اصْعَدُوا, فَإِنَّ اللَّبْوَةَ وَالأَسَدَ يَأْوِيَانِ حَوْلَ الدَّيْرِ. فَفَعَلُوا وَأَبَى سَعِيْدٌ أَنْ يَدْخُلَ، فَقَالُوا: مَا نَرَاكَ إلَّا وَأَنْتَ تُرِيْدُ الهَرَبَ مِنَّا. قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ لاَ أَدْخُلُ مَنْزِلَ مُشْرِكٍ أَبَداً. قَالُوا: فَإِنَّا لاَ نَدَعُكَ، فَإِنَّ السِّبَاعَ تَقْتُلُكَ. قَالَ لاَ ضَيْرَ, إِنَّ مَعِيَ رَبِّي يَصْرِفُهَا عَنِّي، وَيَجْعَلُهَا حَرَساً تَحْرُسُنِي. قَالُوا: فَأَنْتَ من لأنبياء؟ قَالَ: مَا أَنَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، وَلَكِنْ عَبْدٌ مِنْ عَبِيْدِ اللهِ مُذْنِبٌ. قَالَ الرَّاهِبُ: فَلْيُعْطِنِي مَا أَثِقُ بِهِ عَلَى طُمَأْنِيْنَةٍ. فَعَرَضُوا عَلَى سَعِيْدٍ أَنْ يُعْطِيَ الرَّاهِبَ مَا يُرِيْدُ قَالَ: إِنِّي أُعْطِي العَظِيْمَ الَّذِي لاَ شَرِيْكَ لَهُ، لاَ أَبْرَحُ مَكَانِي حَتَّى أُصْبِحَ -إِنْ شَاءَ اللهُ- فَرَضِيَ الرَّاهِبُ بِذَلِكَ, فَقَالَ لَهُم: اصْعَدُوا, وَأَوْتِرُوا القِسِّيَّ, لِتُنَفِّرُوا السِّبَاعَ عَنْ هَذَا العَبْدِ الصَّالِحِ، فَإِنَّهُ كَرِهَ الدُّخُوْلَ فِي الصَّوْمَعَةِ لِمَكَانِكُمْ. فَلَمَّا صَعِدُوا, وَأَوْتَرُوا القِسِّيَّ، إِذَا هُمْ بِلَبْوَةٍ قَدْ أَقْبَلَتْ, فَلَمَّا دَنَتْ مِنْ سَعِيْدٍ, تَحَكَّكَتْ بِهِ, وَتَمَسَّحَتْ بِهِ ثُمَّ رَبَضَتْ قَرِيْباً مِنْهُ وَأَقْبَلَ الأَسَدُ يَصْنَعُ كَذَلِكَ. فَلَمَّا رَأَى الرَّاهِبُ ذَلِكَ, وَأَصْبَحُوا, نَزَلَ إِلَيْهِ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَرَائِعِ دِيْنِهِ، وَسُنَنِ رَسُوْلِهِ، فَفَسَّرَ لَهُ سَعِيْدٌ ذَلِكَ كُلَّهُ, فَأَسْلَمَ, وَأَقْبَلَ القَوْمُ عَلَى سَعِيْدٍ يَعْتَذِرُوْنَ إِلَيْهِ، وَيُقَبِّلُوْنَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ, وَيَأْخُذُوْنَ التُّرَابَ الَّذِي وَطِئَهُ، فَيَقُوْلُوْنَ: يَا سَعِيْدُ حَلَّفَنَا الحَجَّاجُ بِالطَّلاَقِ، وَالعَتَاقِ، إِنْ نَحْنُ رَأَيْنَاكَ لاَ نَدَعُكَ حَتَّى نُشْخِصَكَ إِلَيْهِ، فَمُرْنَا بِمَا شِئْتَ. قَالَ: امْضُوا لأَمْرِكُم, فَإِنِّي لاَئِذٌ بِخَالِقِي, وَلاَ رَادَّ لِقَضَائِهِ. فسارو حَتَّى بَلَغُوا وَاسِطَ, فَقَالَ سَعِيْدٌ: قَدْ تَحَرَّمْتُ بِكُم وَصَحِبْتُكُم, وَلَسْتُ أَشُكُّ أَنَّ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ, فَدَعُوْنِي اللَّيْلَةَ آخُذْ أُهْبَةَ المَوْتِ, وَأَسْتَعِدَّ لِمُنْكَرٍ وَنَكِيْرٍ, وَأَذْكُرْ عَذَابَ القَبْرِ, فَإِذَا أَصْبَحْتُم, فَالمِيْعَادُ بَيْنَنَا المَكَانُ الَّذِي تُرِيْدُوْنَ. فَقَالَ بَعْضُهُم: لاَ تُرِيْدُوْنَ أَثَراً بَعْد عَيْنٍ. وَقَالَ بَعْضُهُم: قَدْ بَلَغْتُم أَمْنَكُم, وَاسْتَوْجَبْتُم جَوَائِزَ الأَمِيْرِ, فَلاَ تَعْجَزُوا عَنْهُ. وَقَالَ بَعْضُهُم: يُعْطِيْكُم، مَا أَعْطَى الرَّاهِبَ, وَيْلَكُم! أَمَا لَكُم عِبْرَةٌ بِالأَسَدِ، وَنَظَرُوا إِلَى سَعِيْدٍ قَدْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ, وَشَعِثَ رَأْسُهُ، وَاغْبَرَّ لَوْنُهُ، وَلَمْ يَأْكُلْ، وَلَمْ يَشْرَبْ، وَلَمْ يَضْحَكْ، مُنْذُ يَوْمِ لَقُوْهُ وَصَحِبُوْهُ فَقَالُوا: يَا خَيْرَ أَهْلِ الأَرْضِ لَيْتَنَا لَمْ نَعْرِفْكَ, وَلَمْ نُسَرَّحْ إِلَيْكَ, الوَيْلُ لَنَا وَيْلاً طَوِيْلاً, كَيْفَ ابْتُلِيْنَا بِكَ اعْذُرْنَا عِنْدَ خَالِقِنَا يَوْمَ الحَشْرِ الأَكْبَرِ, فَإِنَّهُ القَاضِي الأَكْبَرُ, وَالعَدْلُ الَّذِي لاَ يَجُوْرُ. قَالَ: مَا أَعْذَرَنِي لَكُم وَأَرْضَانِي لِمَا سَبَقَ مِنْ عِلْمِ اللهِ فِيَّ. فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ البُكَاءِ وَالمُجَاوَبَةِ قَالَ كَفِيْلُهُ: أَسْأَلُكَ بِاللهِ لَمَا زَوَّدْتَنَا مِنْ دُعَائِكَ وَكَلاَمِكَ فَإِنَّا لَنْ نَلْقَى مِثْلَكَ أَبَداً فَفَعَلَ ذَلِكَ فَخَلَّوْا سَبِيْلَهُ فَغَسَلَ رَأْسَهُ وَمِدْرَعَتَهُ وَكِسَاءهُ, وَهُم مُحْتَفُوْنَ اللَّيْلَ كُلَّهُ, يُنَادُوْنَ بِالوَيْلِ وَاللَّهْفِ. فَلَمَّا انْشَقَّ عَمُوْدُ الصُّبْحِ, جَاءهُم سَعِيْدٌ فَقَرَعَ البَابَ, فَنَزَلُوا وَبَكَوْا مَعَهُ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى الحَجَّاجِ, وَآخَرَ مَعَهُ, فَدَخَلاَ, فَقَالَ الحَجَّاجُ: أَتَيْتُمُوْنِي بِسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ, وَعَايَنَّا مِنَّا العَجَبَ. فَصَرَفَ بِوَجْهِهِ عَنْهُم, فَقَالَ: أَدْخِلُوْهُ عَلَيَّ. فَخَرَجَ المُتَلَمِّسُ, فَقَالَ لِسَعِيْدٍ: أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ. قَالَ: أَنْتَ شَقِيُّ بنُ كُسَيْرٍ. قَالَ: بل

أُمِّي كَانَتْ أَعْلَمَ بِاسْمِي مِنْكَ. قَالَ: شَقِيْتَ أَنْتَ، وَشَقِيَتْ أُمُّكَ. قَالَ: الغَيْبُ يَعْلَمُهُ غَيْرُكَ. قَالَ: لأُبْدِلَنَّكَ بِالدُّنْيَا نَاراً تَلَظَّى قَالَ: لَوْ علمت أن ذلك بِيَدِكَ لاتَّخَذْتُكَ إِلَهاً. قَالَ: فَمَا قَوْلُكَ فِي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَبِيُّ الرَّحْمَةِ، إِمَامُ الهُدَى قَالَ: فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ فِي الجَنَّةِ هُوَ أَمْ فِي النَّارِ قَالَ: لَوْ دَخَلْتُهَا فَرَأَيْتُ أَهْلَهَا, عَرَفْتُ. قَالَ: فَمَا قَوْلُكَ فِي الخُلَفَاءِ؟ قَالَ: لَسْتُ عَلَيْهِم بِوَكِيْلٍ قَالَ: فَأَيُّهُم أَعْجَبُ إِلَيْكَ قَالَ: أَرْضَاهُم لِخَالِقِي. قَالَ: فَأَيُّهُم أَرْضَى لِلْخَالِقِ؟ قَالَ: عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَهُ. قَالَ: أَبَيْتَ أَنْ تَصْدُقَنِي. قَالَ: إِنِّي لَمْ أُحِبَّ أَنْ أَكْذِبَكَ. قَالَ: فَمَا بَالُكَ لَمْ تَضْحَكْ؟ قَالَ: لَمْ تَسْتَوِ القُلُوْبُ. قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ الحَجَّاجُ بِاللُّؤْلُؤِ وَاليَاقُوْتِ وَالزَّبَرْجَدِ، فجمعه بين يَدَيْ سَعِيْدٍ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ جَمَعْتَهُ لِتَفْتَدِيَ بِهِ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ القِيَامَةِ فَصَالِحٌ، وَإِلاَّ فَفَزْعَةٌ وَاحِدَةٌ تُذْهِلُ كُلَّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ، وَلاَ خَيْرَ فِي شَيْءٍ جُمِعَ لِلدُّنْيَا إلَّا مَا طَابَ وَزَكَا. ثُمَّ دَعَا الحَجَّاجُ بِالعُوْدِ وَالنَّايِ, فَلَمَّا ضُرِبَ بِالعُوْدِ وَنُفِخَ فِي النَّايِ، بَكَى، فَقَالَ الحَجَّاجُ: مَا يُبْكِيْكَ؟ هُوَ اللَّهْوُ. قَالَ: بَلْ هُوَ الحُزْنُ، أَمَّا النَّفْخُ فَذَكَّرَنِي يَوْمَ نَفْخِ الصُّوْرِ، وَأَمَّا العُوْدُ فَشَجَرَةٌ قُطِعَتْ مِنْ غَيْرِ حَقٍّ، وَأَمَّا الأَوْتَارُ فَأَمْعَاءُ شَاةٍ يُبْعَثُ بِهَا مَعَكَ يَوْمَ القِيَامَةِ فَقَالَ الحَجَّاجُ: وَيْلَكَ يَا سَعِيْدُ! قَالَ: الوَيْلُ لِمَنْ زُحْزِحَ عَنِ الجَنَّةِ، وَأُدْخِلَ النَّارُ. قَالَ: اخْتَرْ أَيَّ قِتْلَةٍ تُرِيْدُ أَنْ أَقْتُلَكَ؟ قَالَ: اخْتَرْ لِنَفْسِكَ يَا حَجَّاجُ، فَوَاللهِ مَا تَقْتُلُنِي قِتْلَةً، إلَّا قَتَلْتُكَ قَتْلَةً فِي الآخِرَةِ. قَالَ: فَتُرِيْدُ أَنْ أعفوا عَنْكَ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ العَفْوُ، فَمِنَ اللهِ، وَأَمَّا أَنْتَ فَلاَ بَرَاءةَ لَكَ وَلاَ عُذْرَ. قَالَ: اذْهبُوا بِهِ، فَاقْتُلُوْهُ. فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ البَابِ، ضَحِكَ، فَأُخْبِرَ الحَجَّاجُ بِذَلِكَ، فَأَمَرَ بِرَدِّهِ، فَقَالَ: مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: عَجِبْتُ مِنْ جُرْأَتِكَ عَلَى اللهِ، وَحِلْمِهِ عَنْكَ! فَأَمَرَ بِالنِّطْعِ، فَبُسِطَ، فقال: اقتلوه. فقال: {إِنّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض} [الأنعام: 79] . قَالَ: شُدُّوا بِهِ لِغَيْرِ القِبْلَةِ. قَالَ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] . قَالَ: كُبُّوْهُ لِوَجْهِهِ قَالَ: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ} [طه: 55] . قَالَ: اذْبَحُوْهُ قَالَ: إِنِّي أَشْهَدُ وَأُحَاجُّ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ, خُذْهَا مِنِّي حَتَّى تَلْقَانِي يَوْمَ القِيَامَةِ. ثُمَّ دَعَا اللهَ سَعِيْدٌ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ لاَ تُسَلِّطْهُ عَلَى أَحَدٍ يَقْتُلُهُ بَعْدِي. فَذُبِحَ عَلَى النِّطْعِ. وَبَلَغَنَا: أَنَّ الحجاج عاش بعده خمس عشر لَيْلَةً، وَقَعَتْ فِي بَطْنِهِ الأَكِلَةُ1، فَدَعَا بِالطَّبِيْبِ لِيَنْظُرَ إِلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ دَعَا بِلَحْمٍ مُنْتِنٍ، فَعَلَّقَهُ فِي خَيْطٍ, ثُمَّ أَرْسَلَهُ فِي حَلْقِهِ, فَتَرَكَهُ سَاعَةً ثُمَّ اسْتَخْرَجَهُ وَقَدْ لَزِقَ بِهِ مِنَ الدَّمِ فَعَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ بِنَاجٍ.

_ 1 الأكلة: داء يقع في البطن.

هَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْكَرَةٌ، غَيْرُ صَحِيْحَةٍ. رَوَاهَا أَبُو نُعَيْمٍ فِي "الحِلْيَةِ" فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا خَالِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ, أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ كِتَابَةً، حَدَّثَنَا حَامِدُ بنُ يَحْيَى. هَارُوْنُ الحَمَّالُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ المَخْزُوْمِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ كَاتِبِ الحَجَّاجِ قَالَ مَالِكٌ -هُوَ أَخٌ لأَبِي سَلَمَةَ الَّذِي كَانَ عَلَى بَيْتِ المَالِ- قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ لِلْحَجَّاجِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلاَمٌ يَسْتَخِفُّنِي وَيَسْتَحْسِنُ كِتَابَتِي، وَأَدْخُلُ عَلَيْهِ بغير إذن، فدخلت عليه يومًا بعدما قَتَلَ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ له، لها أربع أَبْوَابٍ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ مِمَّا يَلِي ظَهْرَهُ، فَسَمِعْتُهُ يقول: مالي وَلِسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ فَخَرَجْتُ رُوَيْداً وَعَلِمْتُ أَنَّهُ إِنْ عَلِمَ بِي قَتَلَنِي فَلَمْ يَنْشَبْ قَلِيْلاً حَتَّى مَاتَ. أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ، بنِ سَعِيْدِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: دَعَا سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ حِيْنَ دُعِيَ للقتل, فجعل ابنه يبكي، فقال: ما يُبْكِيْكَ؟! مَا بَقَاءُ أَبِيْكَ بَعْدَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. ابْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ القُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ أَبِي المُغِيْرَةِ، عَنْ سَعِيْدٍ، قَالَ: قُحِطَ النَّاسُ فِي زَمَانِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوْكِ بَنِي إِسْرَائِيْلَ ثَلاَثَ سِنِيْنَ, فَقَالَ المَلِكُ: لَيُرْسِلَنَّ عَلَيْنَا السَّمَاءَ أَوْ لَنُؤْذِيَنَّهُ. قَالُوا: كَيْفَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ تُؤْذِيَهُ وَهُوَ فِي السَّمَاءِ وَأَنْتَ في الأرض؟! قال: أقتل أوليائه مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، فَيَكُوْنُ ذَلِكَ أَذَىً لَهُ. قَالَ فَأَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ السَّمَاءَ. وَرَوَى أَصْبَغُ بنُ زَيْدٍ، عَنِ القَاسِمِ الأَعْرَجِ، قَالَ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ يَبْكِي بِاللَّيْلِ حَتَّى عَمِشَ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ يَؤُمُّنَا، يُرَجِّعُ صَوْتَهُ بِالقُرْآنِ. وَرَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: قَالَ سَعِيْدٌ: قَرَأْتُ القُرْآنَ فِي رَكْعَتَيْنِ فِي الكَعْبَةِ. جَرِيْرٌ الضَّبِّيُّ، عَنْ أَشْعَثَ بنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ جِهْبِذُ العُلَمَاءِ1. ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ, فَأَقْسَمَتْ عَلَيَّ أُمِّي أَنْ أَسْتَرْقِيَ, فَأَعْطَيْتُ الرَّاقِي يَدِي الَّتِي لَمْ تُلْدَغْ، وكرهت أن أحنثها.

_ 1 الجهبذ: الناقد البصير.

جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بنِ حَكِيْمٍ، قَالَ: قَالَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ: مَا رَأَيْتُ أَرْعَى لِحُرْمَةِ هَذَا البَيْتِ وَلاَ أَحْرَصَ عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ لَقَدْ رَأَيْتُ جَارِيَةً ذَاتَ لَيْلَةٍ تَعَلَّقَتْ بَأَسْتَارِ الكَعْبَةِ تَدْعُو وَتَضَرَّعُ وَتَبْكِي حَتَّى مَاتَتْ. إِسْنَادُهَا صَحِيْحٌ. مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ القُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ أَبِي المُغِيْرَةِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, قَالَ: لَمَّا أَهْبَطَ اللهُ آدَمَ إِلَى الأَرْضِ، كَانَ فِيْهَا نَسْرٌ وَحُوْتٌ لَمْ يَكُنْ غَيْرُهُمَا فَلَمَّا رَأَى النَّسْرُ آدَمَ وَكَانَ يَأْوِي إِلَى الحُوْتِ يَبِيْتُ عِنْدَهُ فَقَالَ: يَا حُوْتُ لَقَدْ أُهْبِطَ اليَوْمَ إِلَى الأَرْضِ شَيْءٌ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْهِ ويبطش بيديه قال لئن كنت صادقًا مالي فِي البَحْرِ مِنْهُ مَنْجَىً وَلاَ لَكَ فِي البَرِّ. وَرُوِيَ عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: لَوْ فَارَقَ ذِكْرُ المَوْتِ قَلْبِي لَخِشِيْتُ أَنْ يُفْسِدَ عَلَيَّ قَلْبِي. وَعَنْهُ، قَالَ: إِنَّمَا الدُّنْيَا جَمْعٌ مِنْ جُمَعِ الآخِرَةِ. رَوَاهُ ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْهُ. قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ بُكَيْرِ بنِ عَتِيْقٍ، قَالَ: سَقَيْتُ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ شَرْبَةً مِنْ عَسَلٍ فِي قَدَحٍ, فَشَرِبَهَا, ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لأُسْأَلَنَّ عَنْهُ. قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: شَرِبْتُهُ, وَأَنَا أَسْتَلِذُّهُ. وَعَنْ خَلَفِ بنِ خَلِيْفَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: شَهِدْتُ مَقْتَلَ سعيد، فلما بان رَأْسُهُ، قَالَ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ لاَ إِلَهَ إلَّا الله ولم يتم الثلاثة. هَمَّامُ بنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جُحَادَةَ, عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: رَآنِي أَبُو مَسْعُوْدٍ البَدْرِيُّ فِي يَوْمِ عيد لي ذُؤَابَةٌ، فَقَالَ: يَا غُلاَمُ! إِنَّهُ لاَ صَلاَةَ فِي مِثْلِ هَذَا اليَوْمِ قَبْلَ صَلاَةِ الإِمَامِ، فَإِذَا صَلَّى الإِمَامُ، فَصَلِّ بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَأَطِلِ القِرَاءةَ. شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ لِسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: حَدِّثْ قَالَ: أُحَدِّثُ وَأَنْتَ هَا هُنَا؟! قَالَ: أَوَلَيْسَ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيْكَ أَنْ تُحِدِّثَ وَأَنَا شَاهِدٌ، فَإِنْ أَصَبْتَ فَذَاكَ وَإِنْ أَخْطَأْتَ عَلَّمْتُكَ. يَعْقُوْبُ القمي، عن جعفر بن المُغِيْرَةِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: رُبَّمَا أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَكَتَبْتُ فِي صَحِيْفَتِي حَتَّى أَمْلأَهَا، وَكَتَبْتُ فِي نَعْلِي حَتَّى أَمْلأَهَا، وَكَتَبْتُ فِي كَفِّي. قَالَ جَعْفَرُ بنُ أَبِي المُغِيْرَةِ: كان ابن عباس بعدما عَمِيَ إِذَا أَتَاهُ أَهْلُ الكُوْفَةِ يَسْأَلُوْنَهُ يَقُوْلُ: تَسْأَلُوْنِي وَفِيْكُم ابْنُ أُمِّ دَهْمَاءَ! يَعْنِي: سَعِيْدَ بن جبير.

وَقَالَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ ابْنَ عُمَرَ فِي صَحِيْفَةٍ, وَلَوْ عَلِمَ بِهَا, كَانَتِ الفَيْصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ. الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَسْلَمَ المِنْقَرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ عَنْ فَرِيْضَةٍ فَقَالَ: ائْتِ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِالحِسَابِ مِنِّي، وَهُوَ يَفْرِضُ فِيْهَا مَا أَفْرِضُ. عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، قَالَ: كَانَ يَقُصُّ لَنَا سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ، بَعْدَ الفَجْرِ وَبَعْدَ العَصْرِ. قَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ، عَنِ الصَّعْبِ بنِ عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ: مَا مَضَتْ عَلَيَّ لَيْلَتَانِ مُنْذُ قُتِلَ الحُسَيْنُ إلَّا أقرأ فيها القُرْآنَ، إلَّا مَرِيْضاً أَوْ مُسَافِراً. إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي الجَحَّافِ، عَنْ مُسْلِمٍ البَطِيْنِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: أَنَّهُ كَانَ لاَ يَدَعُ أَحَداً يَغْتَابُ عِنْدَهُ. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، قَالَ رَأَيْتُ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ يُصَلِّي فِي الطَّاقِ، وَلاَ يَقْنُتُ فِي الصُّبْحِ وَيَعْتَمُّ، وَيُرْخِي لَهَا طَرَفاً مِنْ وَرَائِهِ شِبْراً. قُلْتُ: الطَّاقُ، هُوَ المِحْرَابُ. قَالَ هِلاَلُ بنُ خَبَّابٍ: رَأَيْتُ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ أَهَلَّ مِنَ الكُوْفَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ الَّذِي قَبَضَ عَلَى سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ:وَالِي مَكَّةَ خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ القَسْرِيُّ فَبَعَثَ بِهِ إلى الحجاج, فأخبرنا يزيد، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ, قَالَ: سَمِعَ خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ صَوْتَ القُيُوْدِ, فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قِيْلَ: سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَطَلْقُ بنُ حَبِيْبٍ، وَأَصْحَابُهُمَا يَطُوْفُوْنَ بِالبَيْتِ. فَقَالَ اقْطَعُوا عَلَيْهِمُ الطَّوَافَ. وَأَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، أَنْبَأَنَا الرَّبِيْعُ بنُ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ حِيْنَ جِيْءَ بِهِ إِلَى الحَجَّاجِ فَبَكَى رَجُلٌ فَقَالَ سَعِيْدٌ: مَا يُبْكِيْكَ قَالَ: لِمَا أَصَابَكَ. قَالَ: فَلاَ تَبْكِ كَانَ فِي عِلْمِ اللهِ أَنْ يَكُوْنَ هَذَا، ثُمَّ تلا: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} [الحَدِيْدُ: 22] . حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوْبَ: سُئِلَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ عَنِ الخِضَابِ بِالوَسِمَةِ، فَكَرِهَهُ، وَقَالَ: يَكْسُو اللهُ العَبْدَ النُّوْرَ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ يُطْفِئُهُ بِالسَّوَادِ. الحُسَيْنُ بنُ حُمَيْدِ بنِ الرَّبِيْعِ: حَدَّثَنَا وَاصِلُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ

أَبِي حَصِيْنٍ، قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيْداً بِمَكَّةَ, فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا قَادِمٌ -يَعْنِي: خَالِدَ بنَ عَبْدِ اللهِ- وَلَسْتُ آمَنُهُ عَلَيْكَ. قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ فَرَرْتُ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنَ اللهِ. قُلْتُ: طَالَ اخْتِفَاؤُهُ, فَإِنَّ قِيَامَ القُرَّاءِ عَلَى الحَجَّاجِ كَانَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ، وَمَا ظَفِرُوا بِسَعِيْدٍ إِلَى سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ؛ السَّنَةِ الَّتِي قلع الله فيها الحجاج. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: فَأَخْبَرَنِي يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: أَتَيْنَا سَعِيْداً، فَإِذَا هُوَ طَيِّبُ النَّفْسِ، وَبِنْتُهُ فِي حَجْرِهِ، فَبَكَتْ وشيعناه إلى الجِسْرِ، فَقَالَ الحَرَسُ لَهُ: أَعْطِنَا كَفِيْلاً، فَإِنَّا نَخَافُ أَنْ تُغْرِقَ نَفْسَكَ قَالَ: فَكُنْتُ فِيْمَنْ كَفَلَ بِهِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَبَلَغَنِي أَنَّ الحَجَّاجَ قَالَ: ائْتُوْنِي بِسَيْفٍ عَرِيْضٍ. قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يَرَى التَّقِيَّةَ، وَكَانَ ابْنُ جُبَيْرٍ لاَ يَرَى التَّقِيَّةَ، وَكَانَ الحَجَّاجُ إِذَا أَتَى بِالرَّجُلِ -يَعْنِي مِمَّنْ قَامَ عَلَيْهِ- قَالَ لَهُ: أَكَفَرْتَ بِخُرُوْجِكَ عَلَيَّ، فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ خَلَّى سَبِيْلَهُ فَقَالَ لِسَعِيْدٍ أَكَفَرْتَ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: اخْتَرْ أَيَّ قِتْلَةٍ أَقْتُلُكَ؟ قَالَ: اخْتَرْ أَنْتَ، فَإِنَّ القِصَاصَ أَمَامَكَ. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَيْمَنَ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: مَا تَقُوْلُ لِلْحَجَّاجِ؟ قَالَ: لاَ أَشْهَدُ عَلَى نَفْسِي بِالكُفْرِ. ابْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ القُمِّيُّ, عَنْ جَعْفَرٍ: عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: "إِنَّ فِي النَّارِ لَرَجُلاً يُنَادِي قَدْرَ أَلْفِ عَامٍ: يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ فَيَقُوْلُ: يَا جِبْرِيْلُ أَخْرِجْ عَبْدِي مِنَ النَّارِ قَالَ فَيَأْتِيْهَا فَيَجِدُهَا مُطَبَقَةً فَيَرْجِعُ فَيَقُوْلُ يَا رَبِّ: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ} [الهُمَزَةُ: 8] ، فَيَقُوْلُ: يَا جِبْرِيْلُ ارْجِعْ فَفُكَّهَا, فَأَخْرِجْ عَبْدِي مِنَ النَّارِ فَيَفُكُّهَا، فَيَخْرُجُ مِثْلَ الخِيَالِ فَيَطْرَحُهُ عَلَى سَاحِلِ الجَنَّةِ حَتَّى يُنْبِتَ اللهُ لَهُ شَعْراً وَلَحْماً". إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "كَانَ نَبِيُّ اللهِ سُلَيْمَانُ إِذَا قَامَ فِي مُصَلاَّهُ رَأَى شَجَرَةً نَابِتَةً بَيْنَ يَدَيْهِ, فَقَالَ لَهَا: مَا اسْمُكِ قَالَتِ: الخُرْنُوْبُ. قَالَ: لأَيِّ شَيْءٍ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: لِخَرَابِ هَذَا البَيْتِ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ عَمِّ عَلَيْهِم مَوْتِي حَتَّى يَعْلَمَ الإِنْسُ أَنَّ الجِنَّ لاَ تَعْلَمُ الغَيْبَ. قَالَ: فَنَحَتَهَا عَصاً يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا, فَأَكَلَتْهَا الأَرَضَةُ، فَسَقَطَتْ، فَخَرَّ، فحزروا أكلها الأرضة، فوجدوا حَوْلاً, فَتَبَيَّنَتِ الإِنْسُ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُوْنَ الغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المَهِيْنِ -وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَؤُهَا هَكَذَا- فَشَكَرَتِ الجِنُّ الأَرَضَةَ، فَكَانَتْ تَأْتِيْهَا بِالمَاءِ حَيْثُ كَانَتْ. قَرَأْتُهُ عَلَى إِسْحَاقُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ،

أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوْسَى بنُ مَسْعُوْدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَحْمَدَ الجُذَامِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ حُسَيْنٍ الفُوِّيُّ، قَالاَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ, أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ, أَنْبَأَنَا شُعَيْبُ بنُ عَبْدِ المِنْهَالِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ إِسْحَاقَ الرَّازِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بنُ الفَرَجِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ خَالِدٍ, حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مَالِكٍ الجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَكُوْنُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُوْنَ بِهَذَا السَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الحَمَامِ لاَ يَرِيْحُوْنَ رَائِحَةَ الجَنَّةِ". هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ غَرِيْبٌ، أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ والنسائي, من طريق عبد الله الرقي. قَالَ خَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ: إِنَّ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ لَمَّا نَدَرَ رَأْسُهُ، هَلَّلَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ يُفْصِحُ بِهَا. يَحْيَى بنُ حَسَّانٍ التِّنِّيْسِيُّ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ عُمَرَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: لَمَّا أَخَذَ الحَجَّاجُ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ قَالَ: مَا أُرَانِي إلَّا مَقْتُوْلاً وَسَأُخْبِرُكُمْ: إِنِّي كُنْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي دَعَوْنَا حِيْنَ وَجَدْنَا حَلاَوَةَ الدُّعَاءِ، ثُمَّ سَأَلْنَا اللهَ الشَّهَادَةَ، فَكِلاَ صَاحِبَيَّ رُزِقَهَا، وَأَنَا أَنْتَظِرُهَا. قَالَ: فَكَأَنَّهُ رَأَى أَنَّ الإِجَابَةَ عِنْدَ حَلاَوَةِ الدُّعَاءِ. قُلْتُ: وَلَمَّا عَلِمَ مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ، ثَبَتَ لِلْقَتْلِ، وَلَمْ يَكْتَرِثْ، وَلاَ عَامَلَ عَدُوَّهُ بِالتَّقِيَّةِ المُبَاحَةِ لَهُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. أَحْمَدُ بنُ دَاوُدَ الحَرَّانِيُّ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ, سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ: لَمَّا جِيْءَ بِسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَطَلْقِ بنِ حَبِيْبٍ, وَأَصْحَابِهِمَا دَخَلْتُ عَلَيْهِمُ السِّجْنَ، فَقُلْتُ: جَاءَ بِكُمْ شُرْطِيٌّ أَوْ جُلَيْوِيْزٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى القَتْلِ، أَفَلاَ كَتَّفْتُمُوْهُ وَأَلْقَيْتُمُوْهُ فِي البَرِّيَّةِ؟! فَقَالَ سَعِيْدٌ: فَمَنْ كَانَ يَسْقِيْهِ المَاءَ إِذَا عَطِشَ. مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ: حَدَّثَنَا أَبِي سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي رَبِيْعَةُ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: وَكَانَ سَعِيْدٌ مِنَ العُبَّادِ العُلَمَاءِ, قَتَلَهُ الحَجَّاجُ, وَجَدَهُ فِي الكَعْبَةِ وَنَاساً فِيْهِم طَلْقُ بنُ حَبِيْبٍ، فَسَارِ بِهِم إِلَى العِرَاقِ فَقَتَلَهُمْ عَنْ غير شيء تعلق عليهم بهإلَّا العِبَادَةَ, فَلَمَّا قُتِلَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ, خَرَجَ مِنْهُ دَمٌ كَثِيْرٌ حَتَّى رَاعَ الحَجَّاجَ, فَدَعَا طَبِيْباً, قَالَ لَهُ: مَا بَالُ دَمِ هَذَا كَثِيْرٌ؟ قَالَ: إِنْ أَمَّنْتَنِي أَخْبَرْتُكَ فَأَمَّنَهُ، قَالَ: قَتَلْتَهُ وَنَفْسُهُ مَعَهُ.

عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ حَرْبٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، قَالَ: كَانَ أَعْلَمَهُمْ بِالقُرْآنِ: مُجَاهِدٌ وَأَعْلَمَهُمْ بِالحَجِّ: عَطَاءٌ وأعلمهم بالحلال والحرام: طاوس وَأَعْلَمَهُمْ بِالطَّلاَقِ: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ وَأَجْمَعَهُمْ لِهَذِهِ العُلُوْمِ: سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ. أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي مَسْعُوْدُ بنُ الحَكَمِ, قَالَ: قَالَ: لِي عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ: أَتُجَالِسُ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ لأُحِبُّ مُجَالَسَتَهُ وَحَدِيْثَهُ ثُمَّ أَشَارَ نَحْوَ الكُوْفَةِ, وَقَالَ: إِنَّ هَؤُلاَءِ يُشِيْرُوْنَ إِلَيْنَا بِمَا لَيْسَ عِنْدَنَا. جَرِيْرٌ، عَنْ أَشْعَثَ بنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ جِهْبِذُ العُلَمَاءِ. الأَصْبَغُ بنُ زَيْدٍ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ عَنْ حَدِيْثٍ فَلَمْ يُرِدْ أَنْ يُحَدِّثَنِي قَالَ: كَيْفَ تُبَاعُ الحِنْطَةُ? مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَرَاءِ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ, قَالَ: لَيْسَ فِي أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلُ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ. قِيْلَ: وَلاَ طَاوُوْسٌ؟ قَالَ: وَلاَ طَاوُوْسٌ، وَلاَ أَحَدٌ. وَكَانَ قَتْلُهُ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَاشَ تِسْعاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً لَمْ يَصْنَعْ شَيْئاً, وَقَدْ مَرَّ قَوْلُهُ لابْنِهِ: مَا بَقَاءُ أَبِيْكَ بَعْدَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ فَعَلَى هَذَا يَكُوْنُ مَوْلِدُهُ فِي خِلاَفَةِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ, قَالاَ: أَنْبَأَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ, أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ, أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ البُسْرِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ, حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُسْلِمٍ, عَنِ الأَعْمَشِ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَرَّمَ: "اسْتَغْنُوا عَنِ النَّاسِ وَلَوْ بِشَوْصِ السِّوَاكِ". وَبِهِ إِلَى المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ, حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ القُمِّيُّ, حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن أبي المغيرة, عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَلُوْنَا, فَإِنَّكُمْ لَنْ تَسْأَلُوْنَا عَنْ شَيْءٍ إلَّا وَقَدْ سَأَلْنَا عَنْهُ. فَقَالَ رَجُلٌ: أَفِي الجَنَّةِ غِنَاءٌ؟ قَالَ: فِيْهَا أَكْمَاتٌ مِنْ مِسْكٍ عَلَيْهِنَّ جَوَارٍ يَحْمَدْنَ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- بِأَصْوَاتٍ لَمْ تَسْمَعِ الآذَانُ بِمِثْلِهَا قَطُّ. أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ كِتَابَةً، أَنَّ عُمَرَ بنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُم, أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ, أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ شَدَّادٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ حَبِيْبِ عَنْ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَوْحَى اللهُ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي قَدْ قَتَلْتُ بِيَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا سَبْعِيْنَ أَلْفاً، وإِنِّي قَاتِلٌ بِابْنِ ابْنَتِكَ سبعين ألفًا وسبعين ألفًا". هَذَا حَدِيْثٌ نَظِيْفُ الإِسْنَادِ، مُنْكَرُ اللَّفْظِ. وَعَبْدُ اللهِ: وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَخَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ.

الحجاج

485- الحجاج 1: أَهْلَكَهُ اللهُ: فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ, كهلًا. وكان ظلوما، جبارا، ناصبيا، خبيثا, سفاكاللدماء, وَكَانَ ذَا شَجَاعَةٍ, وَإِقْدَامٍ, وَمَكْرٍ, وَدَهَاءٍ, وَفَصَاحَةٍ, وَبَلاَغَةٍ، وَتعَظِيْمٍ لِلْقُرَآنِ قَدْ سُقْتُ مِنْ سُوْءِ سِيْرَتِهِ فِي "تَارِيْخِي الكَبِيْرِ" وَحِصَارِهِ لابْنِ الزُّبَيْرِ بِالكَعْبَةِ, وَرَمْيِهِ إِيَّاهَا بِالمَنْجَنِيْقِ, وَإِذْلاَلِهِ لأَهْلِ الحَرَمَيْنِ, ثُمَّ وِلاَيَتِهِ عَلَى العِرَاقِ وَالمَشْرِقِ كُلِّهِ عِشْرِيْنَ سَنَةً, وَحُرُوْبِ ابْنِ الأَشْعَثِ لَهُ، وَتَأْخِيْرِهِ لِلصَّلَوَاتِ إِلَى أَنِ اسْتَأْصَلَهُ اللهُ، فَنَسُبُّهُ وَلاَ نُحِبُّهُ, بَلْ نُبْغِضُهُ فِي اللهِ, فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الإِيْمَانِ. وَلَهُ حَسَنَاتٌ مَغْمُوْرَةٌ فِي بَحْرِ ذُنُوْبِهِ, وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ, وَلَهُ تَوْحِيْدٌ فِي الجُمْلَةِ, وَنُظَرَاءُ مِنْ ظَلَمَةِ الجَبَابِرَةِ وَالأُمَرَاءِ.

_ 1 ترجمته في تاريخ الإسلام "3/ 349"، والعبر "1/ 112"، البداية والنهاية "9/ 117"، النجوم الزاهرة "1/ 230"، شذرات الذهب "1/ 106".

أبو بردة

486- أبو بردة 1: "ع" ابن أبي موسى الأشعري، الإمام، الفقيه، الثبت, حارث- ويقال: عَامِرٌ، وَيُقَالُ: اسْمُهُ كُنْيَتُهُ -ابْنُ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عبد الله بنُ قَيْسِ بنِ حَضَّارٍ الكُوْفِيُّ، الفَقِيْهُ، وَكَانَ قَاضِيَ الكُوْفَةِ لِلْحَجَّاجِ، ثُمَّ عَزَلَهُ بِأَخِيْهِ أَبِي بَكْرٍ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَلِيٍّ، وَعَائِشَةَ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ, وَأَبِي هُرَيْرَةَ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو, وَابْنِ عُمَرَ, وَالبَرَاءِ, وَمُعَاوِيَةَ, وَالأَغَرِّ المُزَنِيِّ وَعِدَّةٍ. وَيَنْزِلُ إِلَى عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، وَالرَبِيْعِ بنِ خُثَيْمٍ، وَزِرِّ بنِ حُبَيْشٍ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: بَنُوْهُ؛ سَعِيْدٌ، وَيُوْسُفُ، وَالأَمِيْرُ، بِلاَلٌ، وَحَفِيْدُهُ، بُرَيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 268" التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2949"، وفيات الأعيان "3"، ترجمة 316"، تاريخ الإسلام "4/ 216"، تذكرة الحفاظ "1/ 86"، العبر "1/ 128" النجوم الزاهرة "1/ 252"، شذرات الذهب "1/ 126".

بُرْدَةَ, وَالشَّعْبِيُّ, وَالقَاسِمُ بنُ مُخَيْمَرَةَ, وَأَبُو مِجْلَزٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَمَكْحُوْلٌ الشَّامِيُّ, وَقَتَادَةُ, وَعَمْرُو بنُ مُرَّةَ وَطَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، وَعَدِيُّ بنُ ثَابِتٍ, وَعَوْنُ بنُ عبد الله، والنضير بنُ أَنَسٍ, وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو صَخْرَةَ جامع بن شداد, وثابت البناني، وأشعث ابن أَبِي الشَّعْثَاءِ, وَحَكِيْمُ بنُ الدَّيْلَمِ، وَحُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ, وَطَلْحَةُ بنُ يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ، وَأَبُو حُصَيْنٍ، وَفُرَاتُ بنُ السَّائِبِ، وَلَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَبُكَيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الأَشَجِّ, وَيُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً, كَثِيْرَ الحَدِيْثِ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: كُوْفِيٌّ, تَابِعِيٌّ, ثقة. أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبٍ: حَدَّثَنَا عَمِّي، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ يَزِيْدَ بنَ المُهَلَّبِ لَمَّا وَلِيَ خُرَاسَانَ، قَالَ: دُلُّوْنِي عَلَى رَجُلٍ كَامِلٍ لِخِصَالِ الخَيْرِ فَدُلَّ عَلَى أَبِي بُرْدَةَ الأَشْعَرِيِّ فَلَمَّا جَاءَ رَآهُ رَجُلاً فَائِقاً, فَلَمَّا كَلَّمَهُ, رَأَى مِنْ مَخْبَرَتِهِ أَفَضْلَ مِنْ مَرْآتِهِ، فَقَالَ: إِنِّي وَلَّيْتُكَ كَذَا وَكَذَا مِنْ عَمَلِي. فَاسْتَعْفَاهُ, فَأَبَى أَنَّ يُعْفِيَهُ, فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيْرُ, ألَّا أُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ حَدَّثَنِيْهُ أَبِي إِنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: هَاتِهِ قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يقول: "من تولى عملا وهو يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِذَلِكَ العَمَلِ بِأَهْلٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" وَأَنَا أَشْهَدُ أَيُّهَا الأَمِيْرُ أَنِّي لَسْتُ بِأَهْلٍ لِمَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ. فَقَالَ: مَا زِدْتَ عَلَى أَنْ حَرَّضْتَنَا عَلَى نَفْسِكَ, وَرَغَّبْتَنَا فِيْكَ, فَاخْرُجْ إِلَى عَهْدِكَ, فَإِنِّي غَيْرُ مُعْفِيْكَ. فَخَرَجَ, ثُمَّ أَقَامَ فِيْهِم مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يُقِيْمَ, فَاسْتَأْذَنَ فِي القُدُوْم عَلَيْهِ, فَأَذِنَ لَهُ فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيْرُ ألَّا أُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ حَدَّثَنِيْهُ أَبِي سَمِعَهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قَالَ: "مَلْعُوْنٌ مَنْ سَأَلَ بِوَجْهِ اللهِ وَمَلْعُوْنٌ مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللهِ ثُمَّ مَنَعَ سَائِلَهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ هُجْراً"1 وَأَنَا سَائِلُكَ بِوَجْهِ اللهِ إلَّا مَا أَعْفَيْتَنِي أَيُّهَا الأَمِيْرُ مِنْ عَمَلِكَ فَأَعْفَاهُ.

_ 1 منكر: في إسناده عَبْدُ اللهِ بنُ عَيَّاشِ بنِ عَبَّاسٍ القِتْبَانِيُّ المصري. قال أبو حاتم: صدوق، ليس بالمتين. وقال أبو داود، والنسائي ضعيف. وأخرج له مسلم في الشواهد وفي إسناده أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال ابن حبان: إنه أتى بمناكير في آخر عمره، فروى عَنْ عَمِّهِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعًا. وذكر له حديثًا موضوعًا عليه. ومتن الحديث يمجه كل من ملك عليه حب السنة الصحيحة شغاف قلبه: إذا كيف يكون من سأل بوجه الله ملعونًا وقد قال الله -تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: 1] ، فئقد أجازه وأباحه المولى سبحانه، وقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم- ينشدون بعضهم بعضًا بالله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعهم ويقرهم، ولعل في حصار عثمان بن عفان ومناشدته الصحابة بالله وتقريره لهم على ما فعل من مآثر خيل دليل على نكارة بل وبطلان متن الحديث وبالله -تعالى-وحده التوفيق.

رَوَاهُ الرُّوْيَانِيُّ فِي "مُسْنَدِهِ", عَنْ أَحْمَدَ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَأَلَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ أبا بردة بن أبي موسى: كم أَتَى عَلَيْكَ؟ قَالَ: أَشُدَّانِ يَعْنِي: أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِيْنَ. ذِكْرُ الاخْتِلاَفِ فِي وَفَاةِ أَبِي بُرْدَةَ: رَوَى الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ المَنْتُوْفِ: أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَخَلِيْفَةُ وَطَائِفَةٌ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ مَاتَ وَلَهُ بِضْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَوَهِمَ مَنْ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَةٍ.

أيوب ابن القرية

487- أيوب ابن القرية 1: وَهِيَ أُمُّهُ. وَاسْمُ أَبِيْهِ يَزِيْدُ بنُ قَيْسِ بنِ زُرَارَةَ النَّمَرِيُّ، الهِلاَلِيُّ، أَعْرَابِيٌّ، أُمِّيٌّ، فَصِيْحٌ، مُفَوَّهٌ، يُضْرَبُ بِبَلاَغَتِهِ المَثَلُ. وَفَدَ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ وَعَلَى الحَجَّاجِ، فَأُعْجِبَ بِفَصَاحَتِهِ، ثُمَّ بَعَثَهُ رَسُوْلاً إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ إِلَى سِجِسْتَانَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَخْلَعَ الحَجَّاجَ, وَيَقُوْمَ بِذَلِكَ وَيَشْتِمَهُ. فَقَالَ: إِنَّمَا أَنَا رَسُوْلٌ فَقَالَ: لَتَفْعَلَنَّ, أَوْ لأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ. فَفَعَلَ, فَلَمَّا انْتَصَرَ الحَجَّاجُ, جِيءَ بِابْنِ القِرِّيَّةِ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَهْلِ العِرَاقِ؟ قَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَقٍّ وَبِبَاطِلٍ. قَالَ: فَأَهْلُ الحِجَازِ؟ قَالَ: أَسْرَعُ النَّاسِ إِلَى فِتْنَةٍ وَأَعْجَزُهُمْ عَنْهَا قَالَ: فَأَهْلُ الشَّامِ؟ قَالَ: أَطْوَعُ شَيْءٍ لأُمَرَائِهِمْ. قال: فأهل مصر؟ قَالَ: عَبِيْدُ مَنْ عَلِمْتَ. قَالَ: فَأَهْلُ الجَزِيْرَةِ؟ قَالَ: أَشْجَعُ فُرْسَانٍ, وَأَقْتَلُ لِلأَقْرَانِ. قَالَ: فَأَهْلُ اليَمَنِ؟ قَالَ: أَهْلُ سَمْعٍ وَطَاعَةٍ. ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ قبَائِلِ العَرَبِ وَعَنِ البُلْدَانِ، وَهُوَ يُجِيْبُ، ثُمَّ ضَرَبَ عُنُقَهُ، وَنَدِمَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ. طَوَّلَ أَخْبَارَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ.

_ 1 سبق ترجمتنا له في هذا الجزء بتعليقنا رقم "145" فراجعه ثمت إن شئت.

الوليد

488- الوليد 1: الخَلِيْفَةُ، أَبُو العَبَّاسِ الوَلِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ الأُمَوِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ, الَّذِي أَنْشَأَ جَامِعَ بَنِي أُمَيَّةَ. بُوْيِعَ بِعَهْدٍ مِنْ أَبِيْهِ، وَكَانَ مُتْرَفاً, دَمِيْماً, سَائِلَ الأَنْفِ, طَوِيْلاً, أَسْمَرَ, بِوَجْهِهِ أَثَرُ جُدَرِيٍّ فِي عَنْفَقَتِهِ2 شَيْبٌ يَتَبَخْتَرُ فِي مَشْيِهِ, وَكَانَ قَلِيْلَ العِلْمِ، نُهْمَتُهُ فِي البِنَاءِ أَنْشَأَ أَيْضاً مَسجدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَخْرَفَهُ، وَرُزِقَ فِي دَوْلَتِهِ سَعَادَةً. فَفَتَحَ بَوَّابَةَ الأَنْدَلُسِ، وَبِلاَدَ التُّرْكِ، وَكَانَ لُحَنَةً, وَحَرَصَ عَلَى النَّحْوِ أَشْهُراً، فَمَا نَفَعَ، وَغَزَا الرُّوْمَ مَرَّاتٍ فِي دَوْلَةِ أَبِيْهِ، وَحَجَّ. وَقِيْلَ: كَانَ يَخْتِمُ فِي كُلِّ ثَلاَثٍ، وَخَتَمَ فِي رَمَضَانَ سَبْعَ عَشْرَةَ خَتْمَةً. وَكَانَ يَقُوْلُ: لَوْلاَ أَنَّ اللهَ ذَكَرَ قَوْمَ لُوْطٍ ما شعرت أن أحدًا يفعل ذلك. قَالَ ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ: رَحِمَ اللهُ الوَلِيْدَ، وَأَيْنَ مِثْلُ الوَلِيْدِ افْتَتَحَ الهِنْدَ وَالأَنْدَلُسَ، وَكَانَ يُعْطِي قِصَاعَ الفِضَّةِ أَقْسِمُهَا عَلَى القُرَّاءِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَرَأَ عَلَى المِنْبَرِ "يَا لَيْتُهَا" بِالضَّمِّ، وَكَانَ فِيْهِ عَسَفٌ، وَجَبَرُوْتٌ, وَقِيَامٌ بِأَمْرِ الخِلاَفَةِ, وَقَدْ فَرَضَ لِلْفُقَهَاءِ, وَالأَيْتَامِ، وَالزَّمْنَى, وَالضُّعَفَاءِ, وَضَبَطَ الأُمُوْرَ -فَاللهُ يُسَامِحُهُ- وَقَدْ سَاقَ ابْنُ عَسَاكِرَ أَخْبَارَهُ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ, وَلَهُ إِحْدَى وَخَمْسُوْنَ سَنَةً. وَكَانَ فِي الخِلاَفَةِ عَشْرَ سِنِيْنَ سِوَى أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، وَقَبْرُهُ بباب الصغير. وقام بعد: أَخُوْهُ سُلَيْمَانُ بِعَهْدٍ لَهُ مِنْ أَبِيْهِمَا عَبْدِ المَلِكِ. وَقَدْ كَانَ عَزَمَ عَلَى خَلْعِ سُلَيْمَانَ مِنْ وِلاَيَةِ العَهْدِ لِوَلَدِهِ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وَقَالَ: لِسُلَيْمَانَ بَيْعَةٌ فِي أَعْنَاقِنَا. فَأَخَذَهُ الوَلِيْدُ، وَطَيَّنَ عَلَيْهِ، ثُمَّ فَتَحَ عَلَيْهِ بَعْدَ ثَلاَثٍ وَقَدْ مَالَتْ عُنُقُهُ. وَقِيْلَ خَنَقَهُ بِالمِنْدِيْلِ حَتَّى صَاحَتْ أُخْتُهُ أُمُّ البَنِيْنَ, فَشَكَرَ سُلَيْمَانُ لِعُمَرَ ذَلِكَ, وَعَهِدَ إِلَيْهِ بِالخِلاَفَةِ. وَلَهُ تَرْجَمَةٌ طَوِيْلَةٌ فِي "تَارِيْخِ دمشق" وغير ذلك.

_ 1 ترجمته في تاريخ الإسلام "4/ 65"، العبر "1/ 114"، النجوم الزاهرة "1/ 220 و 234"، شذرات الذهب "1/ 111". 2 العنفقة: هي الشعيرات التي بين الشقة السفلى والذقن.

محمد بن سعد

489- محمد بن سعد 1: "خ، م، ت، س، ق" ابن أبي وقاص مالك الإِمَامُ، الثِّقَةُ أَبُو القَاسِمِ القُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ، المَدَنِيُّ أَخُو: عُمَرَ بنِ سَعِيْدٍ الأَمِيْرِ وَعَامِرِ بن سعد، وعائشة بنت سعد. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَعَنْ: عُثْمَانَ بنِ عَفَّان، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ؛ إِبْرَاهِيْمُ وَإِسْمَاعِيْلُ, وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَيُوْنُسُ بنُ جُبَيْرٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٌ. رَوَى جُمْلَةً صَالِحَةً مِنَ العِلْمِ، ثُمَّ كَانَ مِمَّنْ قَامَ عَلَى الحَجَّاجِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَأُسِرَ يَوْمَ دَيْرِ الجَمَاجِمِ، فَقَتَلَهُ الحَجَّاجُ. رَوَى لَهُ الشَّيْخَانِ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ. قِيْلَ: إِنَّهُ انْهَزَمَ إِلَى المَدَائِنِ، فَتَجَمَّعَ إِلَيْهِ نَاسٌ كَثِيْرٌ، ثُمَّ لَحِقَ بِالبَصْرَةِ. وَكَانَ مَصْرعُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 167" و "6/ 221"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة رقم 246"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1427"، الكاشف "3/ ترجمة 4944"، العبر "1/ 95"، تاريخ الإسلام "3/ 294"، تهذيب التهذيب "9/ 183"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6247" شذرات الذهب "1/ 91".

أخوه: عامر

490- أخوه: عامر 1: "ع" ابن سعد بن أبي وقاص، إِمَامٌ، ثِقَةٌ، مَدَنِيٌّ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَأُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ، وَعَائِشَةَ وَأَبَا هُرَيْرَةَ, وَجَابِرَ بنَ سَمُرَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ؛ دَاوُدُ بنُ عَامِرٍ وَابْنَا إِخْوَتِهِ, وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ, وآخرون. مات سنة أربع ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 167"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2956" الجرح والتعديل" "6/ ترجمة 1794"، الكاشف "2/ ترجمة 2553"، تهذيب التهذيب "5/ 63"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3259"، شذرات الذهب "1/ 126".

وأخوهما عمر، وأخوهم عمرو، وأخوهم مصعب، وأخوهم إبراهيم، وأخوهم عمير

وأخوهما عمر، وأخوهم عمرو، وأخوهم مصعب، وأخوهم إبراهيم، وأخوهم عمير 491- وأخوهما عمر 1: "س" ابن سعد، أَمِيْرُ السَّرِيَةِ الَّذِيْنَ قَاتَلُوا الحُسَيْنَ -رَضِيَ اللهُ عنه- ثم قتله المُخْتَارُ، وَكَانَ ذَا شَجَاعَةٍ وَإِقْدَامٍ. رَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ. قُتِلَ هُوَ وَوَلَدَاهُ صَبْراً. 492- وَأَخُوْهُم عَمْرُو2 ابن سعد. قتل يوم الحرة 493- وأخوهم مصعب 3: "ع" ابن سعد بَقِيَ بِالكُوْفَةِ إِلَى سَنَةِ ثَلاَثٍ وَمائَةٍ. خَرَّجُوا له في الكتب الستة. 494- وأخوهم إبراهيم 4: "خ، م" ابن سعد، وَالِدُ قَاضِي المَدِيْنَةِ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ. حَدِيْثُهُ في "الصحيحين". 495- وأخوهم عمير 5: قتل أيضًا يوم الحرة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 168"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2016"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 592"، تاريخ الإسلام "3/ 52"، الكاشف "2/ ترجمة 4121"، تهذيب التهذيب "7/ 450" خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5165"، الإصابة "3/ ترجمة 6827". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 168"، شذرات الذهب "1/ 74". 3 ترجمته في طبقات ابن سعد: "5/ 169" و "6/ 222"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1514" الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1403"، العبر "1/ 125"، الكاشف "3/ ترجمة 5559"، تهذيب التهذيب "10/ 160"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7020"، شذرات الذهب "1/ 125". 4 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 169"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 927"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 282"، تهذيب التهذيب "1/ ترجمة 217". 5 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 169".

وإخوتهم إسماعيل، ويحيى، وعبد الرحمن، بشير بن كعب، أما بشير بن كعب، أبان بن عثمان

وإخوتهم إسماعيل، ويحيى، وعبد الرحمن، بشير بن كعب، أما بشير بن كعب، أبان بن عثمان 496- وإخوتهم إسماعيل 1: 497- ويحيى 2: 498- وعبد الرحمن 3: لهم ذكر. 499- بشير بن كعب 4: "خ، 4" ابن أبي، الفَقِيْهُ، أَبُو أَيُّوْبَ الحِمْيَرِيُّ، العَدَوِيُّ, البَصْرِيُّ, العَابِدُ, أَحَدُ المُخَضْرَمِيْنَ. قِيْلَ: إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بنَ الجَرَّاحِ اسْتعَمَلَهُ عَلَى بَعْضِ الأُمُوْرِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ بُرَيْدَةَ، وَقَتَادَةُ، وَطَلْقُ بنُ حَبِيْبٍ، وَالعَلاَءُ بنُ زِيَادٍ وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ. وَكَانَ أَحَدَ القُرَّاءِ وَالزُّهَّادِ، رَحِمَهُ اللهُ. 500- أَمَّا بَشِيْرُ بنُ كَعْبٍ 5: العَلَوِيُّ بِفَتْحِ المُوَحَّدَةِ، فَهُوَ شَاعِرٌ، لَهُ ذِكْرٌ. كَانَ فِي دَوْلَةِ مُعَاوِيَةَ. 501- أَبَانُ بنُ عُثْمَانَ 6: "م، 4" ابن عفان، الإمام، الفقيه، الأمير, أبو سعد بن أمير المؤمنين أبي عمرو الأموي، المدني.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 170". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 170"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2978"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 631". 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 170". 4 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 223"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1944"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1541"، أسد الغابة "1/ 200"، تاريخ الإسلام "3/ 243"، تهذيب التهذيب "1/ 447"، الإصابة "1/ ترجمة 822". 5 ترجمته في تاريخ الإسلام "3/ 243". 6 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 151"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1440"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1084"، تاريخ الإسلام "3/ 241"، العبر "1/ 129"، تهذيب التهذيب "1/ 97"، النجوم الزاهرة "1/ 253"، شذرات الذهب "1/ 131".

سَمِعَ أَبَاهُ، وَزَيْدَ بنَ ثَابِتٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ, وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَجَمَاعَةٌ. لَهُ أَحَادِيْثُ قَلِيْلَةٌ، وَوِفَادَةٌ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ. قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبَانٍ سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُوْلُ: مَنْ قَالَ فِي أَوَّلِ يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ في السماء وهو السميع العليم، ولم يَضُرَّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ شَيْءٌ، أَوْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ. فَلَمَّا أَصَابَ أَبَانَ الفَالِجُ، قَالَ: إِنِّي -وَاللهِ- نَسِيْتُ هَذَا الدُّعَاءَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ لِيَمْضِيَ فِيَّ أَمْرُ اللهِ. حَدِيْث صَحِيْح. وَرَوَاهُ عَنْ أَبَانَ: مُنْذِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحِزَامِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِيُّ. أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ لَهُ أَحَادِيْثُ عَنْ أَبِيْهِ. وَكَانَ بِهِ صَمَمٌ، وَوَضَحٌ كَثِيْرٌ، أَصَابَهُ الفَالِجُ فِي أَوَاخِر عُمُرِهِ. قَالَ خَلِيْفَةُ: هُوَ أَخُو عَمْرٍو، وَأُمُّهُمَا: أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ جُنْدُبٍ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ ولاية أبان على المدينة سبع سنين. وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: مَاتَ أَبَانٌ قَبْلَ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ. قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: فُقَهَاءُ المَدِيْنَةِ عَشْرَةٌ: أَبَانُ بنُ عُثْمَانَ, وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ ... , وَذَكَرَ سَائِرَهُم. قَالَ مَالِكٌ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ وَالِدَهُ أَبَا بَكْرٍ بنَ حَزْمٍ كَانَ يَتَعَلَّمُ مِنْ أَبَانٍ القَضَاءَ. وَعَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ بِحَدِيْثٍ وَلاَ فَقْهٍ مِنْ أَبَانِ بنِ عُثْمَانَ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ: إِنَّ أبانًا توفي سنة خمس ومائة.

أخوه عمرو

502- أخوه عمرو 1: "ع" ابن عثمان، قَدِيْمُ المَوْتِ. يَرْوِي عَنْ: أَبِيْهِ، وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ. وَعَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ, وَأَبُو الزِّنَادِ, وَآخَرُوْنَ. ثِقَةٌ, لَيْسَ بِالمُكْثِرِ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 150"، تاريخ الإسلام "3/ 197 و 290"، تهذيب التهذيب "8/ 78".

مورق

503-مورق 1: العجلي، الإمام، أبو المعتمر البصري. يَرْوِي عَنْ: عُمَرَ وَأَبِي ذَرٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَطَائِفَةٍ مِمَّنْ لَمْ يَلْحَقِ السَّمَاعَ مِنْهُم، فَذَلِكَ مُرْسَلٌ. وَرَوَى عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَجُنْدُبِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: تَوْبَةُ العَنْبَرِيُّ, وَقَتَادَةُ بنُ دِعَامَةَ, وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، عَابِداً، تُوُفِّيَ فِي وِلاَيَةِ عُمَرَ بنِ هُبَيْرَةَ عَلَى العِرَاقِ. يُوْسُفُ بنُ عَطِيَّةَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بنُ زِيَادٍ, قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ العِجْلِيُّ: مَا مِنْ أَمْرٍ يَبْلُغُنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَوْتِ أَحَبِّ أَهْلِي إِلَيَّ. وَقَالَ: تَعَلَّمْتُ الصَّمْتَ فِي عَشْرِ سِنِيْنَ، وَمَا قُلْتُ شَيْئاً قَطُّ إِذَا غَضِبْتُ أَنْدَمُ عَلَيْهِ إِذَا زَالَ غَضَبِي. رَوَى حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ جَمِيْلِ بنِ مُرَّةَ، قَالَ: كَانَ مُوَرِّقٌ -رَحِمَهُ اللهُ- يَجِيْئُنَا، فَيَقُوْلُ: أَمْسِكُوا لَنَا هَذِهِ الصُّرَةَ، فَإِنِ احْتَجْتُم فَأَنْفِقُوْهَا. فَيَكُوْنُ آخِرَ عَهْدِهِ بِهَا. قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، قَالَ: كَانَ مُوَرِّقٌ يَتَّجِرُ, فَيُصِيْبُ المَالَ، فَلاَ يَأْتِي عَلَيْهِ جُمُعَةٌ وَعِنْدَهُ مِنْهُ شَيْءٌ, وَكَانَ يَأْتِي الأَخَ, فَيُعْطِيْهِ الأَرْبَعَ مائَةٍ وَالخَمْسَ مائَةٍ، وَيَقُوْل: ضَعْهَا لَنَا عِنْدَكَ ثُمَّ يَلْقَاهُ بَعْدُ فَيَقُوْلُ: شَأْنُكَ بِهَا لا حاجة لي فيها. مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ خُلَيْفٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ: قَالَ: مَا امْتَلأْتُ غَضَباً قَطُّ, وَلَقَدْ سَأَلْتُ اللهَ حَاجَةً مُنْذُ عِشْرِيْنَ سَنَةً، فَمَا شَفَّعَنِي فِيْهَا وَمَا سَئِمْتُ مِنَ الدُّعَاءِ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ, أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا فَارُوْقٌ, حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الكَشِّيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ شَبِيْبٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ, عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "فَضْلُ صَلاَةِ الجَمَاعَةِ عَلَى صَلاَةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ: خَمْسَةٌ وَعِشْرُوْنَ درجة" 2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 213"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2117"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1851"، حلية الأولياء "2/ 234"، تاريخ الإسلام "4/ 206"، العبر "1/ 122"، تهذيب التهذيب "10/ 321". 2 حديث صحيح: أخرجه أحمد "1/ 437"، وأبو نعيم في "الحلية" "2/ 237". وأخرجه البخاري "648" و "4717"، ومسلم "649" "246" من طريق الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا: "تفضل صلاة في الجميع على صلاة الرجل وحده خمسًا وعشرين درجة" واللفظ لمسلم.

أبو سلام

504- أبو سلام 1: "م، 4" ممطور الحبشي، ثم الدمشقي الأَسْوَدُ الأَعْرَجُ. وَقِيْلَ: إِنَّمَا قِيْلَ لَهُ الحَبَشِيُّ نِسْبَةً إِلَى حَيٍّ مِنْ حِمْيَرٍ -فَاللهُ أَعْلَمُ- مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاءِ بِالشَّامِ. حَدَّثَ عَنْ: حُذَيْفَةَ، وَثَوْبَانَ وَعَلِيٍّ, وَأَبِي ذَرٍّ, وَعَمْرِو بنِ عَبَسَةَ، وَكَثِيْرٌ مِنْ ذَلِكَ مَرَاسِيْلُ، كَعَادَةِ الشَّامِيِّيْنَ يُرْسِلُوْنَ عن الكبار. وروى أيضًا عن: أبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَنْمٍ، وَأَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ, وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْعرِيِّ، وَالنُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ، وَطَائِفَة. وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو مُسْهِرٍ: أَنَّ أَبَا سَلاَّمٍ سَمِعَ مِنْ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ بِبَيْتِ المَقْدِسِ. حَدَّثَ عَنْهُ: حَفِيْدَاهُ؛ يَزِيْدُ وَمُعَاوِيَةُ ابنا سلام, ومكحول, وعبد الرحمن ابن يَزِيْدَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَطَائِفَةٌ. وَعُمِّرَ دَهْراً. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ، وَغَيْرُهُ. وَقَدْ كَانَ كَتَبَ إِلَى يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ بِأَحَادِيْثَ مِنْ مَرْوِيَّاتِهِ وَاسْتَقْدَمَهُ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ فِي -خِلاَفَتِهِ- إِلَيْهِ عَلَى البَرِيْدِ, لِيُشَافِهَهُ بِمَا سَمِعَ مِنْ ثَوْبَانَ فِي حَوْضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: شَقَقْتَ عَلِيَّ. فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ عُمَرُ, وَأَكْرَمَهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَمائَةٍ. فَإِنْ كَانَ الأَوْزَاعِيُّ شَافَهَهُ، فهو أكبر شيخ له.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 554"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2133"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1972"، العبر "1/ 123 و 262"، الكاشف "3/ ترجمة 5723"، تاريخ الإسلام "4/ 205"، تهذيب التهذيب "10/ 296"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7433" شذرات الذهب "1/ 123- 124".

مالك بن أسماء

505- مالك بن أسماء 1: ابن خَارِجَةَ الفَزَارِيُّ، مِنْ فُحُوْلِ الشُّعَرَاءِ, لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ، وَكَانَ عَامِلاً عَلَى الحِيْرَةِ لِلْحَجَّاجِ. وَكَانَ جَمِيْلاً، وَسِيْماً. وَمِنْ شِعْرِهِ: رُبَّمَا قَدْ لُقِيْتُ أَمْسِ كَئِيْباً ... أَقْطَعُ اللَّيْلَ عَبْرَةً وَنَحِيْبَا أَيُّهَا المُشْفِقُ المُلِحُّ حِذَاراً ... إن الموت طالبا رقيبا

_ 1 ترجمته في الأغاني "16/ 41"، تاريخ الإسلام "4/ 188".

أبو الأشعث

506- أبو الأشعث 1: "م، 4" الصنعاني، مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ دِمَشْقَ وَفِي اسْمِهِ أَقْوَالٌ، أقواها: شراحيل ابن آدَةَ. حَدَّثَ عَنْ: عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، وَثَوْبَانَ, وَشَدَّادِ بنِ أَوْسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ, وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ، وَأَوْسِ بنِ أَوْسٍ, وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ، وَحَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ وَيَحْيَى الذِّمَارِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وجماعة. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَغَيْرُهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: هُوَ يَمَانِيٌّ، نَزَلَ دِمَشْقَ. وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: لَعَلَّهُ مِنْ صَنْعَاءِ اليَمَنِ، فَنَزَلَ صَنْعَاءَ دِمَشْقَ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ بَعْدَ المائَةِ, وَلَمْ يُخَرِّجْ لَهُ البُخَارِيُّ، وَلاَ لأَبِي سَلاَّمٍ؛ لأَنَّهُمَا لاَ يَكَادَانِ يُصَرِّحَانِ بِاللِّقَاءِ، وَهُوَ لاَ يَقْنَعُ بِالمُعَاصَرَةِ. وَفِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ: كُنْتُ بِالشَّامِ فِي حَلْقَةٍ فِيْهَا مُسْلِمُ بنُ يَسَارٍ فَجَاءَ أَبُو الأَشْعَثِ فَقَالُوا: أَبُو الأَشْعَثِ, أَبُو الأَشْعَثِ. فَجَلَسَ فَقَالُوا لَهُ: حَدِّثْ أَخَانَا حَدِيْثَ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ قَالَ: نَعَمْ، غَزَوْنَا غَزَاةً, وَعَلَى النَّاسِ مُعَاوِيَةُ، فَغَنِمْنَا, فَكَانَ فِيْمَا غَنِمْنَا آنِيَةٌ مِنْ فِضَّةٍ فَأَمَرَ مُعَاوِيَةُ رَجُلاً أَنْ يَبِيْعَهَا فِي أُعْطِيَاتِ النَّاسِ، فَتَسَارَعَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ. فَقَامَ عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ فَقَالَ: "إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهى عن بيع الذهب بالذهب"2 الحديث.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 536"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2717"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1627"، الكاشف "2/ ترجمة 2275"، تاريخ الإسلام "3/ 254" و "4/ 71"، تهذيب التهذيب "4/ 319"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2923"، شذرات الذهب "1/ 123". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1857".

ربعي بن حراش

507- ربعي بن حراش 1: "ع" ابن جحش بن عمرو، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الوَلِيُّ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، أَبُو مَرْيَمَ الغَطَفَانِيُّ، ثُمَّ العَبْسِيُّ الكُوْفِيُّ، المُعَمَّرُ أَخُو العَبْدِ الصَّالِحِ مَسْعُوْدٍ؛ الَّذِي تَكَلَّمَ بَعْدَ المَوْتِ. سَمِع مِنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ يَوْمَ الجَابِيَةِ، وَعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، وَأَبِي مَسْعُوْدٍ البَدْرِيِّ, وَحُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ، وَأَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ, ومنصور بن المعتمر, وعبد الملك بن عُمَيْرٍ، وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَآخَرُوْنَ. عِمْرَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بنِ حِرَاشٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بِالجَابِيَةِ. وَعَنِ الكَلْبِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى حِرَاشِ بنِ جَحْشٍ، فَخَرَّقَ كِتَابَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ: رَأَيْتُ رِبْعِيَّ بنَ حِرَاشٍ مَرَّ بِعَشَّارٍ, وَمَعَهُ مَالٌ، فَوَضَعَهُ عَلَى قَرَبُوْسِ سَرْجِهِ، ثُمَّ غَطَّاهُ وَمَرَّ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَتَى رَجُلٌ الحَجَّاجَ، فَقَالَ: إِنَّ رِبْعِيَّ بنَ حِرَاشٍ زَعَمُوا لاَ يَكْذِبُ، وَقَدْ قَدِمَ وَلدَاهُ عَاصِيَيْنِ. قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ الحَجَّاجُ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ ابْنَاكَ؟ قَالَ: هُمَا فِي البَيْتِ -وَاللهُ المُسْتَعَانُ- فَقَالَ لَهُ الحَجَّاجُ بنُ يُوْسُفَ: هُمَا لَكَ وَأَعْجَبَهُ صِدْقُهُ. وَرَوَاهَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُوْرٍ, وَزَادَ: قَالُوا: مَنْ ذَكَرْتَ يا أبا سفيان؟ قال: ذكرت ربيعًا وَتَدْرُوْنَ مَنْ رِبْعِيٌّ؟ كَانَ رِبْعِيٌّ مِنْ أَشْجَعَ، زَعَمَ قَوْمُهُ أَنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ قَطُّ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: رِبْعِيٌّ ثِقَةٌ. وقال ابن خراش: صدوق. البُرْجُلاَنِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَوْنٍ أَنْبَأَنَا بَكْرُ بنُ مُحَمَّدٍ العَابِدُ، عَنِ الحَارِثِ الغَنَوِيِّ، قَالَ: آلَى رِبْعِيُّ بنُ حِرَاشٍ أَنْ لاَ تَفْتَرَّ أَسْنَانُهُ ضَاحِكاً حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ مَصِيْرُهُ؟ قَالَ الحَارِثُ: فَأَخْبَرَ الَّذِي غَسَّلَهُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُتَبَسِّماً عَلَى سَرِيْرِهِ, وَنَحْنُ نُغَسِّلِهُ, حتى فرغنا منه، رحمة الله عليه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 127"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1106"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2307"، الحلية لأبي نعيم "4/ 367"، تاريخ بغداد "8/ 433"، أسد الغابة "2/ 162"، تاريخ الإسلام "4/ 111"، تذكرة الحفاظ "1/ 65"، العبر "1/ 121"، تهذيب التهذيب "3/ 336"، الإصابة "1/ ترجمة 2721"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة رقم 2013"، شذرات الذهب "1/ 121".

قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: بَنُوْ حِرَاشٍ ثَلاَثَةٌ: رِبْعِيٌّ، وَرَبِيْعٌ, وَمَسْعُوْدٌ. قَالَ مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ: سُعِيَ إِلَى الحَجَّاجِ بِأَنَّكَ ضَرَبْتَ البَعْثَ عَلَى ابْنَيْ رِبْعِيٍّ، فَعَصَيَا. فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ شَيْخٌ مُنْحَنٍ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ ابْنَاكَ؟ قَالَ: هُمَا فِي البَيْتِ. قَالَ: فَحَمَلَهُ وَكَسَاهُ، وَأَوْصَى بِهِ خَيْراً. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ, أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الغَسَّانِيُّ, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ العَبَّاسِ البَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رِيَاحٍ الأَشْجَعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي, عَنْ عَبِيْدَةَ, عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ, عَنْ رِبْعِيٍّ، قَالَ: كُنَّا أَرْبَعَةَ إِخْوَةٍ, فَكَانَ الرَّبِيْعُ أَكْثَرَنَا صَلاَةً وَصِيَاماً فِي الهَوَاجِرِ, وَإِنَّهُ تُوُفِّيَ، فَبَيْنَا نَحْنُ حَوْلَهُ قَدْ بَعَثْنَا من يبتاع له كفنًا, إذا كَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُم. فَقَالَ القَوْمُ: عَلَيْكُمُ السَّلاَمُ يَا أَخَا عِيْسَى أَبَعْدَ المَوْتِ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنِّي لَقِيْتُ رَبِّي بَعْدَكُم فَلقِيْتُ رَبّاً غَيْرَ غَضْبَانَ وَاسْتَقْبَلَنِي بِرُوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ألَّا وَإِنَّ أَبَا القَاسِمِ يَنْتَظِرُ الصلاة علي، فجعلوني ثُمَّ كَانَ بِمَنْزِلَةِ حَصَاةٍ رُمِيَ بِهَا فِي طَسْتٍ. فَنُمِيَ الحَدِيْثُ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَقَالَتْ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "يَتَكَلَّمُ رَجُلٌ من أمتي بعد الموت". قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَرَوَاهُ عَنْ عَبْدِ المَلِكِ: زيد بن أبي أنيسة، وإسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ, وَالثَّوْرِيُّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ. وَمَا رَفَعَهُ سِوَى عَبِيْدَةُ. وَبِهِ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى, حَدَّثَنَا عَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ, حَدَّثَنَا المَسْعُوْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ عَنْ رِبْعِيٍّ قَالَ: مَاتَ أَخٌ لَنَا فَسَجَّيْنَاهُ فَذَهَبْتُ فِي الْتِمَاسِ كَفَنِهِ, فَرَجَعْتُ وَقَدْ كَشَفَ الثَّوْبَ، وَهُوَ يَقُوْلُ..، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَفِيْهِ: وَعَدْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لاَ يَذْهَبَ حَتَّى أُدْرِكَهُ. قَالَ: فَمَا شَبَّهْتُ خُرُوْجَ نَفْسِهِ إلَّا كَحَصَاةٍ أُلْقِيَتْ فِي مَاءٍ، فَرَسَبَتْ. فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَقَالَتْ: قَدْ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ رَجُلاً مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَتَكَلَّمُ بَعْدَ المَوْتِ. قَالَ هَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ: حَدَّثُوْنَا أَنَّ رِبْعِيّاً تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ: بَعْد الجَمَاجِمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَمائَةٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَنَة مائَةٍ. وَقَالَ المَدَائِنِيُّ، وَابْنُ مَعِيْنٍ: سَنَةَ أَرْبَعٍ ومائة.

أبو ظبيان

508- أبو ظبيان 1: "ع" الجنبي الكوفي، وَاسْمُهُ: حُصَيْنُ بنُ جُنْدُبِ بنِ عَمْرٍو، مِنْ علماء الكوفة. يَرْوِيْ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَحُذَيْفَةَ وَالظَّاهِرُ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِمُتَّصِلٍ وَرَوَى عَنْ: جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ قَابُوْسٌ, وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى صِدْقِهِ، وَحَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ كُلِّهَا. وَكَانَ مِمَّنْ غَزَا القُسْطَنْطِيْنِيَّةَ مَعَ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ. وَقِيْلَ: سَنَةَ تسعين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 224"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 6"، و "9/ ترجمة 850"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 824"، تهذيب التهذيب "2/ 379"، الإصابة "1/ ترجمة 1730"، شذرات الذهب "1/ 99".

أبو عبيدة

509- أبو عبيدة 1: "ع" ابن عبد الله بن مسعود الهذلي الكُوْفِيُّ، أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. يُقَالُ اسْمُهُ: عَامِرٌ، وَلَكِنْ لاَ يَرِدُ إلَّا بِالكُنْيَةِ. رَوَى عَنْ أَبِيْهِ شَيْئاً، وَأَرْسَلَ عَنْهُ أَشْيَاءَ. وَرَوَى عَنْ: أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، وَعَائِشَةَ, وَكَعْبِ بنِ عُجْرَةَ, وَجَمَاعَةٍ, وَعَنْ: مَسْرُوْقٍ، وَعَلْقَمَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ، وَسَالِمٌ الأَفْطَسُ، وَسَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَخُصَيْفٌ الجَزَرِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَزَرِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وآخرون, وثقوه. توفي سنة إحدى وثمانين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 210"، التاريخ الكبير "9/ ترجمة 447"، حلية الأولياء "4/ 204" تاريخ الإسلام "3/ 230"، تهذيب التهذيب "5/ 75"، شذرات الذهب "1/ 90".

طويس

510- طويس 1: المدني، أَحَدُ مَنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي صِنَاعَةِ الغِنَاءِ. اسْمُهُ أَبُو عَبْدِ المُنْعِمِ، عِيْسَى بنُ عَبْدِ اللهِ. وَكَانَ أَحْوَلَ, طُوَالاً. وَكَانَ يُقَالُ: أَشْأَمُ مِنْ طُوَيْسٍ؛ قِيْلَ: لأَنَّهُ وُلِدَ يَوْمَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفُطِمَ يَوْمَ مَوْتِ أَبِي بَكْرٍ, وَبَلَغَ يَوْمَ مَقْتَلِ عُمَرَ، وَتَزَوَّجَ يَوْمَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ, وَوُلِدَ لَهُ يَوْمَ مَقْتَلِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم. مَاتَ سنة اثنتين وتسعين.

_ 1 ترجمته في الأغاني "2/ 170"، وفيات الأعيان "3/ ترجمة 519"، تاريخ الإسلام "4/ 16"، النجوم الزاهرة "1/ 225"، شذرات الذهب "1/ 100".

موسى بن طلحة

511- موسى بن طلحة 1: "ع" ابن عبيد الله، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، أَبُو عِيْسَى القُرَشِيُّ, التَّيْمِيُّ, المَدَنِيُّ، نَزِيْلُ الكُوْفَةِ. رَوَى عَنْ أَبِيْهِ. وَعَنْ: عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي أَيُّوْبَ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ, وَغَيْرِهِمْ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ عِمْرَانُ، وَحَفِيْدُهُ؛ سُلَيْمَانُ بنُ عِيْسَى, وَأَوْلاَدُ إِخْوَتِهِ؛ مُعَاوِيَةُ وَمُوْسَى ابْنَا إِسْحَاقَ بنِ طَلْحَةَ، وَطَلْحَةُ, وَإِسْحَاقُ ابْنَا يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ، وَسِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، وَبَيَانُ بنُ بِشْرٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ, وَعُثْمَانُ بن عبد الله ابن مَوْهَبٍ, وَابْنَاهُ؛ مُحَمَّدٌ وَعَمْرُو ابْنَا عُثْمَانَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ أَفَضْلُ وَلَدِ طَلْحَةَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ قُلْتُ: كَانَ مُحَمَّدٌ هَذَا أَكْبَرَ أَوْلاَدِ أَبِيْهِ، قُتِلَ مَعَهُ يَوْمَ الجَمَلِ، وَكَانَ عَابِداً، نَبِيْلاً، ثُمَّ أَفَضْلُهُمْ مُوْسَى صَاحِبُ التَّرْجَمَةِ، ثُمَّ عِيْسَى بنُ طَلْحَةَ، ثُمَّ يَحْيَى بنُ طَلْحَةَ، ثُمَّ يَعْقُوْبُ بنُ طَلْحَةَ أَحَدُ الأَجْوَادِ قُتِلَ يَوْمَ الحَرَّةِ، ثُمَّ زَكَرِيَّا بنُ طَلْحَةَ سِبْطِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، ثُمَّ إِسْحَاقُ بنُ طَلْحَةَ، ثُمَّ عِمْرَانُ بنُ طَلْحَةَ، وَلَهُمْ أَوْلاَدٌ وَعَقِبٌ. قِيْلَ: كَانَ مُوْسَى يُسَمَّى المَهْدِيُّ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 161" و "6/ 211"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1221" الجرح والتعديل "8/ ترجمة 667"، حليلة الأولياء "4/ 371" العبر "1/ 126"، تاريخ الإسلام "4/ 206"، الكاشف "3/ ترجمة 5805"، تهذيب التهذيب "10/ 350"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة رقم 7280"، شذرات الذهب "1/ 125".

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ، وَغَيْرُهُ. وَرَوَى الأَسْوَدُ بنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بنِ سُمَيْرٍ، قَالَ: لَمَّا ظَهَرَ المُخْتَارُ الكَذَّابُ بِالكُوْفَةِ، هَرَبَ مِنْهُ نَاسٌ, فقدموا علينا البصرة، فكان منهم مُوْسَى بنُ طَلْحَةَ، وَكَانَ فِي زَمَانِهِ يَرَوْنَ أَنَّهُ المَهْدِيُّ، فَغَشِيْنَاهُ, فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ طَوِيْلُ السُّكُوْتِ, شَدِيْدُ الكَآبَةِ وَالحُزْنِ، إِلَى أَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ يَوْماً, فَقَالَ: وَاللهِ لأَنْ أَعْلَمَ أَنَّهَا فِتْنَةٌ لَهَا انْقِضَاءٌ, أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا، وَأَعْظَمَ الخَطَرَ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، وَمَا الَّذِي تَرْهَبُ أَنْ يَكُوْنَ أَعْظَمَ مِنَ الفِتْنَةِ؟ قَالَ: الهَرْجُ قَالُوا: وَمَا الهَرْجُ. قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُوْنَا القَتْلَ القَتْلَ حَتَّى تَقُوْمَ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ. وَعَنْ مُوْسَى بنِ طَلْحَةَ، قَالَ: صَحِبْتُ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ مَوْهَبٍ: رَأَيْتُ مُوْسَى بنَ طَلْحَةَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. وَقَالَ عِيْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: رَأَيْتُ عَلَى مُوْسَى بنِ طَلْحَةَ بُرْنُسَ خَزٍّ. رَوَى صَالِحُ بنُ مُوْسَى الطَّلْحِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ، قَالَ: فُصَحَاءُ النَّاسِ ثَلاَثَةٌ: مُوْسَى بنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، وَقَبِيْصَةُ بنُ جَابِرٍ الأَسَدِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَعْمَرَ. وَوَرَدَ مِثْلُ هَذَا القَوْلِ عَنْ: عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ. مَاتَ مُوْسَى فِي آخِرِ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ، حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, أَنْبَأَنَا أَبُو مَالِكٍ الأشجعي، عن موسى بن طَلْحَةَ, عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَسْلَمُ, وَغِفَارُ, وَجُهَيْنَةُ, وَأَشْجَعُ, وَمَنْ كَانَ مِنْ بَنِي كَعْبٍ موالي دون الناس والله رسوله مولاهم" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو نعيم "في الحلية" "4/ 374"، والحاكم "4/ 82"، من طريق يزيد بن هارون، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي في "التلخيص". قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وأبو مالك الأشجعي، هو سعد بن طارق، ثقة.

عيسى بن طلحة، محمد بن طلحة، إسحاق بن طلحة

عيسى بن طلحة، محمد بن طلحة، إسحاق بن طلحة 512- عيسى بن طلحة 1: "ع" ابن عبيد الله، أبو محمد القرشي التَّيْمِيُّ، المَدَنِيُّ، أَحَدُ الإِخْوَةِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، [و] معاوية، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَطَلْحَةُ بنُ يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنَ الحُلَمَاءِ الأَشْرَافِ، وَالعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ، وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَعَاشَ إِلَى حُدُوْدِ سَنَةِ مائَةٍ. وَرَوَى أَيُّوْبُ بنُ عَبَايَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ مِرْبَاعٍ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ إِلَى عِيْسَى بنِ طَلْحَةَ، فَأَنْشَدَ عِيْسَى: يَقُوْلُوْنَ لَوْ عَذَّبْتَ قَلْبَكَ لاَرْعَوَى؟ فَقُلْتُ وَهَلْ لِلْعَاشِقِيْنَ قُلُوْبُ؟ عَدِمْتُ فُؤَادِي كَيْفَ عَذَّبَهُ الهَوَى؟! وَمَا لِفُؤَادِي مِنْ هَوَاهُ طَبِيْبُ فَقَامَ الرَّجُلُ، فَأَسْبَلَ إِزَارَهُ، وَمضَى إِلَى بَابِ الحُجْرَةِ يتبختر، ثم يرجع حتى عَادَ إِلَى مَجْلِسِهِ طَرِباً، وَقَالَ: أَحْسَنْتَ. فَضَحِكَ عِيْسَى وَجَلَسَاؤُهُ لِطَرَبِ الرَّجُلِ. 513- مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ 2: المُلَقَّبُ بِالسَّجَّادِ لِعِبَادَتِهِ وَتَأَلُّهِهِ. وُلِدَ: فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُتِلَ شَابّاً يَوْمَ الجَمَلِ, لَمْ يَزَلْ بِهِ أَبُوْهُ حَتَّى سَارَ مَعَهُ. وَأُمُّهُ: هِيَ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَسَيَأْتِي ابْنُهُ إِبْرَاهِيْمُ. 514- إِسْحَاقُ بنُ طَلْحَةَ 3: حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَعَائِشَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ، مُعَاوِيَةُ، وَابْنُ أخيه؛ إسحاق بن يحيى وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَجَدُّهُ: هُوَ عُتْبَةُ بنُ رَبِيْعَةَ. وَلاَّهُ مُعَاوِيَةُ خَرَاجَ خُرَاسَانَ، فَمَاتَ هُنَاكَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وخمسين أرخه: المدائني.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 164"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2719"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1550"، الكاشف "2/ ترجمة 4446"، تاريخ الإسلام "4/ 43"، تهذيب التهذيب "8/ 215"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5572"، شذرات الذهب "1/ 119". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 52"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1577"، أسد الغابة "4/ 322"، الإصابة "3/ ترجمة 7781 "، شذرات الذهب "1/ 43". 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 166"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1293"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 784"، تاريخ الإسلام "2/ 273"، تهذيب التهذيب "1/ 238".

عائشة بنت طلحة

515- عائشة بنت طلحة 1: "ع" ابن عبيد الله التيمية، بِنْتُ أُخْتِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ؛ أُمِّ كُلْثُوْمٍ؛ بِنْتَيِ الصِّدِّيْقِ. تَزَوَّجَهَا ابْنُ خَالِهَا؛ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، ثُمَّ بَعْدَهُ: أَمِيْرُ العِرَاقِ مُصْعَبٌ، فَأَصْدَقَهَا مُصْعَبٌ مائَةَ أَلْفِ دِيْنَارٍ قِيْلَ: وَكَانَتْ أَجْمَلَ نِسَاءِ زَمَانِهَا وَأَرْأَسَهُنَّ وَحَدِيْثُهَا مُخَرَّجٌ فِي الصِّحَاحِ. وَلَمَّا قُتِلَ مُصْعَبُ بنُ الزُّبَيْرِ تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ، فَأَصْدَقَهَا أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ, وَفِي ذَلِكَ يَقُوْلُ الشَّاعِرُ: بُضْعُ الفَتَاةِ2 بِأَلْفِ أَلْفٍ كَامِلٍ وَتَبِيْتُ سَادَاتُ الجُيُوْشِ جِيَاعَا رَوَتْ عَنْ خَالَتِهَا عَائِشَةَ. وَعَنْهَا: حَبِيْبُ بنُ أَبِي عَمْرَةَ, وَابْنُ أَخِيْهَا؛ طَلْحَةُ بنُ يَحْيَى وَابْنُ أَخِيْهَا الآخَرُ مُعَاوِيَةُ بنُ إِسْحَاقَ, وَابْنُ ابْنِ أَخِيْهَا مُوْسَى؛ عُبَيْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ, وَفُضَيْلٌ الفُقَيْمِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَفَدَتْ عَلَى هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، فَاحْتَرَمَهَا وَوَصَلَهَا بِجُمْلَةٍ كَبِيْرَةٍ. وَثَّقَهَا يَحْيَى بن معين. هُشَيْمٌ: أَنْبَأَنَا مُغِيْرَةُ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ: أَنَّ عَائِشَةَ بِنْتَ طَلْحَةَ قَالَتْ: إِنْ تَزَوَّجَتْ مُصْعَباً فَهُوَ عَلَيْهَا كَظَهْرِ أُمِّهَا فَتَزَوَّجَتْهُ فَسَأَلَتْ عَنْ ذَلِكَ, فَأُمِرَتْ أَنْ تُكَفِّرَ فَأَعْتَقَتْ غُلاَماً لَهَا ثَمَنَ أَلْفَيْنِ. رَوَاهُ: سَعِيْدٌ فِي "سُنَنِهِ". بَقِيَتْ إِلَى قريب من سنة عشر ومائة بالمدينة.

_ 1 ترجمتها في طبقات ابن سعد "8/ 467"/ الأغاني "11/ 176"، تاريخ الإسلام "4/ 135"، العبر "1/ 123"، تهذيب التهذيب "12/ 436"، النجوم الزاهرة "1/ 290"، شذرات الذهب "1/ 122". 2 بضع القناة: مهرة الفتاة.

عمران بن طلحة

516- عمران بن طلحة 1: "د، ت، ق" ابن عبيد الله، قَدِيْمُ الوَفَاةِ. حَدَّثَ عَنْ أَبِيْهِ: وَأُمِّهِ؛ حَمْنَةَ، وَعَلِيٍّ. وَعَنْهُ: ابْنَا أَخِيْهِ؛ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ إِسْحَاقَ، وَسَعْدُ بنُ طَرِيْفٍ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ تَابِعِيٌّ, ثِقَةٌ. وَقِيْلَ: انْقَرَضَ عَقِبُهُ. وَيُقَالُ: وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 166"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2833"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1661"، الكاشف "2/ ترجمة 4335"، تاريخ الإسلام "3/ 286"، تهذيب التهذيب "8/ 133"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5431"، الإصابة "3/ ترجمة 6271".

عكرمة

517- عكرمة 1: "خ، م" ابن عبد الرحمن بن الحَارِثِ بنِ هِشَامِ بنِ المُغِيْرَةِ، سَيِّدُ بَنِي مخزوم في زَمَانِهِ. أَبُو عَبْدِ اللهِ, وَأَخُو الفَقِيْهِ أَبِي بَكْرٍ. سَمِع أَبَاهُ، وَابْنَ عَمْرٍو السَّهْمِيَّ، وَأُمَّ سَلَمَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ؛ عَبْدُ اللهِ وَمُحَمَّدٌ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَيْفِيٍّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ قَلِيْلُ الحَدِيْثِ, ثِقَةٌ. قُلْتُ: توفي بعد المائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 209"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 225"، المعرفة والتاريخ "1/ 372"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 37"، تاريخ الإسلام "4/ 156"، الكاشف "2/ ترجمة 3922"، تهذيب التهذيب "7/ 260"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4926".

أبو الجوزاء

518- أبو الجوزاء 1: "ع" أوس بن عبد الله الربعي البصري، مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ. حَدَّثَ عَنْ: عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الأَشْهَبِ العُطَارِدِيُّ، وَعَمْرُو بنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ, وَبُدَيْلُ بنُ مَيْسَرَةَ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ أَحَدَ العُبَّادِ الَّذِيْنَ قَامُوا عَلَى الحَجَّاجِ. فَقِيْلَ: إِنَّهُ قُتِلَ يَوْمَ الجَمَاجِمِ. رَوَى حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَالِكٍ، سَمِعَ أَبَا الجَوْزَاءِ يَقُوْلُ: مَا لَعَنْتُ شَيْئاً قَطُّ، وَلاَ أَكَلْتُ شَيْئاً مَلْعُوْناً قَطُّ، وَلاَ آذَيْتُ أَحَداً قَطُّ. قُلْتُ: انْظُر إِلَى هَذَا السَّيِّدِ، وَاقْتَدِ به. وَعَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: مَا مَارَيْتُ أَحَداً قَطُّ. وَرَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بنُ مَالِكٍ, قَالَ: لأَنْ أُجَالِسَ الخَنَازِيْرَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُجَالِسَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ. وَكَانَ أَبُو الجَوْزَاءِ قَوِيّاً بِالمَرَّةِ. رَوَى نُوْحُ بنُ قَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الرَّبَعِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبُو الجَوْزَاءِ يُوْاصِلُ أُسْبُوْعاً, وَيَقْبِضُ عَلَى ذِرَاعِ الشَّابِّ، فَيَكَادُ يَحْطِمُهَا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 223"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1540"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1133"، حلية الأولياء، "3/ 78"، العبر "1/ 96"، تاريخ الإسلام "3/ 316"، تهذيب التهذيب "1/ 383"، شذرات الذهب "1/ 93".

شهر بن حوشب

519- شهر بن حوشب 1: "4، م مقرونًا" أبو سعيد الأشعري الشَّامِيُّ، مَوْلَى الصَّحَابِيَّةِ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيْدَ الأَنْصَارِيَّةِ، كَانَ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ التَّابِعِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ: مَوْلاَتِهِ؛ أَسْمَاءَ, وَعَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ, وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَأُمِّ سَلَمَةَ وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ, وَعِدَّةٍ. وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. وَيُرْسِلُ عَنْ: بِلاَلٍ، وَأَبِي ذَرٍّ وَسَلْمَانَ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: قَتَادَةُ, وَمُعَاوِيَةُ بنُ قُرَّةَ, وَالحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ, وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ ابن أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَمُقَاتِلُ بنُ حَيَّانَ, وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَأَشْعَثُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحُدَّانِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ الهُذَلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادٍ المَكِّيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَامَ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. أَبَانُ بنُ صَمْعَةَ قَالَ: قُلْتُ لِشَهْرٍ: يَا أَبَا سَعِيْدٍ ... ، وَبِهَا كَنَّاهُ: مُسْلِمٌ, وَالنَّسَائِيُّ. وَعَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ شَهْرٍ، قَالَ: عَرَضْتُ القُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ. وَعَنِ ابْنِ أَبِي نَهِيْكٍ، قَالَ: قَرَأْتُ القُرْآنَ عَلَى: ابْنِ عَبَّاسٍ, وَابْنِ عُمَرَ, وَجَمَاعَةٍ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَقْرَأَ مِنْ شَهْرِ بن حوشب.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 449"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2730"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1668" حلية الأولياء "6/ 59" أخبار أصبهان "1/ 343"، الكاشف "2/ ترجمة 2336"، تاريخ الإسلام "4/ 12"، العبر "1/ 119"، تهذيب التهذيب "4/ 369" شذرات الذهب "1/ 119"، النجوم الزاهرة "1/ 271".

رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي تَرْجَمَةِ شَهْرٍ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ مِنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيْدٍ, وَأُمِّ سَلَمَةَ وَجُنْدُبِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو. عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَامَ, قَالَ: أَتَى عَلَى شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ ثَمَانُوْنَ سَنَةً, وَرَأَيْتُهُ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ, طَرَفُهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ, وَعِمَامَةٍ أُخْرَى قَدْ أَوْثَقَ بِهَا وَسَطَهُ سَوْدَاءَ، وَرَأَيْتُهُ مَخْضُوْباً خِضَابَةً سَوْدَاءَ فِي حُمْرَةٍ، وَوَفَدَ عَلَى بِلاَلِ بنِ مِرْدَاسٍ الفَزَارِيِّ بِحَوْلاَيَا، فَأَجَازَهُ بِأَرْبَعَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ, فَأَخَذَهَا. إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ نويرة: دعي شهر بن حَوْشَبٍ إِلَى وَلِيْمَةٍ، وَأَنَا مَعَهُ فَدَخَلْنَا، فَأَصَبْنَا مِنْ طَعَامِهِمْ، فَلَمَّا سَمِعَ شَهْرُ المِزْمَارَ، وَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَخَرَجَ. رَوَى حَرْبٌ الكَرْمَانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: شَهْرٌ ثِقَةٌ، مَا أَحْسَنَ حَدِيْثَهُ! وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: شَهْرٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: قَالَ مُحَمَّدٌ يَعْنِي: البُخَارِيَّ: شَهْرٌ حَسَنُ الحَدِيْثِ. وَقَوَّى أَمْرَهُ، وَقَالَ: إِنَّمَا تَكَلَّمَ فِيْهِ ابْنُ عَوْنٍ, ثُمَّ إِنَّهُ رَوَى عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: شَهْرٌ ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ وَلاَ يُتَدَيَّنُ بِحَدِيْثِهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: لَيْسَ هُوَ بِدُوْنِ أَبِي الزُّبَيْرِ المَكِّيِّ، وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، وَأَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَرَوَى النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْنٍ، قَالَ: إِنَّ شَهْراً تركوه. وَقَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ: قَدِمَ شَهْرٌ عَلَى الحَجَّاجِ، فَحَدَّثَ بِالعِرَاقِ، وَلَمْ يُوْقَفْ مِنْهُ عَلَى كَذِبٍ وَكَانَ رَجُلاً يَتَنَسَّكُ. وَقَالَ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ لاَ يُحَدِّثُ عَنْ شَهْرٍ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْهُ. قُلْتُ: يَعْنِي الاحْتِجَاجَ وَعَدَمَهُ. وَرَوَى يَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ الكَرْمَانِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ شَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ عَلَى بَيْتِ المَالِ فَأَخَذَ خَرِيْطَةً فِيْهَا دَرَاهِمُ، فَقِيْلَ فِيْهِ: لَقَدْ بَاعَ شَهْرٌ دِيْنَهُ بِخَرِيْطَةٍ ... فَمَنْ يَأْمَنُ القُرَّاءَ بَعْدَكَ يَا شَهْرُ? أَخَذْتَ بِهَا شَيْئاً طَفِيْفاً وَبِعْتَهُ ... مِنِ ابْنِ جَرِيْرٍ إِنَّ هَذَا هُوَ الغَدْرُ

قُلْتُ: إِسْنَادُهَا مُنْقَطِعٌ وَلَعَلَّهَا وَقَعَتْ وَتَابَ مِنْهَا، أَوْ أَخَذَهَا مُتَأَوِّلاً أَنَّ لَهُ فِي بَيْتِ مَالِ المُسْلِمِيْنَ حَقّاً؛ نَسْأَلُ اللهَ الصَّفْحَ. فَأَمَّا رِوَايَةُ يَحْيَى القَطَّانِ, عَنْ عَبَّادِ بنِ مَنْصُوْرٍ، قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ, فَسَرَقَ عَيْبَتِي فَمَا أَدْرِي مَا أَقُوْلُ! وَمِنْ مَلِيْحِ قَوْلِ شَهْرٍ: مَنْ رَكِبَ مَشْهُوْراً مِنَ الدَّوَابِّ وَلَبِسَ مَشْهُوْراً مِنَ الثِّيَابِ، أَعْرَضَ اللهُ عَنْهُ، وإن كان كريمًا. قُلْتُ: مَنْ فَعَلَهُ لِيُعِزَّ الدِّيْنَ, وَيُرْغِمَ المُنَافِقِيْنَ, وَيَتَوَاضَعَ مَعَ ذَلِكَ لِلْمُؤْمِنِيْنَ، وَيَحْمَدَ رَبَّ العَالِمِيْنَ، فَحَسَنٌ وَمَنْ فَعَلَهُ بَذْخاً وَتِيْهاً وَفَخْراً، أَذَلَّهُ اللهُ وَأَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنْ عُوْتِبَ وَوُعِظِ، فَكَابَرَ وَادَّعَى أَنَّهُ لَيْسَ بِمُخْتَالٍ وَلاَ تَيَّاهٍ، فَأَعْرِضْ عَنْهُ, فَإِنَّهُ أَحْمَقٌ مَغْرُوْرٌ بِنَفْسِهِ. قَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيُّ: شَهْرٌ لاَ يُشْبِهُ حَدِيْثُهُ حَدِيْثَ النَّاسِ، كَأَنَّهُ مُوْلَعٌ بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّعْدِيُّ. الطَّيَالِسِّيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَطَاءٍ عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ: قَالَ شُعْبَةُ: فَلَقِيْتُ عَبْدَ اللهِ بن عطاء, فسألته, فقال: حدثني زياد ابن مِخْرَاقٍ, فَقَدِمْتُ عَلَى زِيَادٍ, فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ, عَنْ شَهْرٍ،عَنْ حَدِيْثِ عُقْبَةَ, عَنْ عُمَرَ فِي الوُضُوْءِ. وَقَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: سَأَلْتُ ابْنَ عَوْنٍ عَنْ حَدِيْثِ هِلاَلِ بنِ أَبِي زَيْنَبَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لاَ تَجِفُّ الأَرْضُ مِنْ دَمِ الشَّهِيْدِ حَتَّى تَبْتَدِرَهُ زَوْجَتَاهُ" فَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: مَا يُصْنَعُ بِشَهْرٍ إِنَّ شُعْبَةَ قَدْ تَرَكَ شَهْراً. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ حَفْصٍ المَدَائِنِيُّ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ بَهْرَامَ، فَقَالَ: صَدُوْقٌ إلَّا أَنَّهُ يُحَدِّثُ عَنْ شَهْرٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَامَ حَدِيْثُهُ مُقَارِبٌ مِنْ حَدِيْثِ شَهْرٍ، وَكَانَ يَحْفَظُهَا كَأَنَّهُ يَقْرَأُ سُوْرَةً، وَهِيَ سَبْعُوْنَ حَدِيْثاً. قَالَ سَيَّارُ بنُ حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الهُذَلِيِّ، عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ, قَالَ: لَمَّا قَتَلَ ابْنُ آدَمَ أَخَاهُ، مَكَثَ آدَمُ مائَةَ سَنَةٍ لاَ يَضْحَكُ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ: تَغَيَّرَتِ البِلاَدُ وَمَنْ عَلَيْهَا ... فَوَجْهُ الأَرْضِ مُغْبَرٌّ قَبِيْحُ تَغَيَّرَ كُلُّ ذِي لَوْنٍ وَطَعْمٍ ... وَقَلَّ بَشَاشَةً الوَجْهُ المليح

إِسْحَاقُ بنُ المُنْذِرِ: شَيْخٌ صَدُوْقٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرٍ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لِكُلِّ نَبِيٍّ حَرَمٌ وَحَرَمِيَ المَدِيْنَةُ". ثَابِتٌ البُنَانِيُّ عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِح} [هُوْدٌ: 46] . الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ عَنْ شَهْرٌ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن كل مسكر ومفتر. ثَابِتٌ البُنَانِيُّ عَنْ شَهْرٌ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} ولا يبالي [الزُّمَرُ: 53] . فَهَذَا مَا اسْتُنْكِرَ مِنْ حَدِيْثِ شَهْرٍ فِي سَعَةِ رِوَايَتِهِ، وَمَا ذَاكَ بِالمُنْكَرِ جِدّاً. يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: شَهْرٌ ثِقَةٌ, طَعَنَ فِيْهِ بَعْضُهُمْ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ سُفْيَانَ: شَهْرٌ وَإِنْ تَكَلَّمَ فِيْهِ ابْنُ عَوْنٍ، فَهُوَ ثِقَةٌ قُلْتُ: الرَّجُلُ غَيْرُ مَدْفُوْعٍ عَنْ صِدْقٍ وَعِلْمٍ، وَالاحْتِجَاجُ بِهِ مُتَرَجِّحٌ. ذِكْرُ الاخْتِلاَفِ فِي تَارِيْخِ مَوْتِهِ: قَالَ صَاحِبُهُ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَامَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ مائَةٍ وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ: المَدَائِنِيُّ، وَالهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ وَخَلِيْفَةُ, وَآخَرُوْنَ. وَيُرْوَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ، وَلَمْ يَصِحَّ. وَأَمَّا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمائَةٍ. فَاللهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ، وَكَاتِبُهُ: سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَيَعْضُدُهُ: أَنَّ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: أَدْرَكْتُ شَهْرَ بنَ حَوْشَبٍ، وَتَرَكْتُهُ عَمْداً لَمْ آخُذْ عَنْهُ. قُلْتُ: وَمَوْلِدُهُ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَطَلَبَ العِلْمَ بَعْدَ الخَمْسِيْنَ، فِي أيام معاوية.

يحيى بن وثاب

يحيى بن وثاب

الطبقة الثالثة من التابعين

الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ مِنَ التَّابِعِيْنَ: 670- مُعَاوِيَةُ بنُ قُرَّةَ 1: "ع" ابن إياس بن هلال بن رِئَابٍ الإِمَامُ، العَالِمُ, الثَّبْتُ، أَبُو إِيَاسٍ المُزَنِيُّ، البَصْرِيُّ, وَالِدُ القَاضِي إِيَاسٍ. حَدَّثَ عَنْ: وَالِدِهِ. وَعَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ، وَعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ -إِنْ صَحَّ إِسْنَادُهُ- وَابْنِ عُمَرَ، وَمَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ, وَأَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِدِ بنِ عَمْرٍو المُزَنِيِّ, وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَغَيْرِهِم. وَعَنْ: عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ, وَكَهْمَسٍ صَاحِبِ عُمَرَ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ إِيَاسٌ, وَمَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ، وَقَتَادَةُ، وَمَطَرٌ الوَرَّاقُ, وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ, وَزَيْدٌ العَمِّيُّ، وَعُرْوَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ قُشَيْرٍ، وَمُعَلَّى بنُ زِيَادٍ, وَخَالِدُ بنُ مَيْسَرَةَ، وَخَالِدُ بنُ أَبِي كَرِيْمَةَ, وَبِسْطَامُ بنُ مُسْلِمٍ، وَخَالِدٌ الحَذَّاءُ، وَقُرَّةُ بنُ خَالِدٍ, وَشُعْبَةُ, وَالقَاسِمُ الحُدَّانِيُّ, وَمَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ، وَحَمَّادُ بنُ يَحْيَى الأبح، وَأَبُو عَوَانَةَ, وَحَفِيْدُهُ؛ المُسْتَنِيْرُ بنُ أَخْضَرَ بنِ مُعَاوِيَةَ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، حَتَّى إِنَّ شَهْرَ بنَ حَوْشَبٍ رَوَى عَنْهُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَالعِجْلِيُّ, وأبو حاتم، وابن سعد, والنسائي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 221"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1413"، الكنى للدولابي "1/ 115"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1734"، العبر "1/ 234"، الكاشف "3/ ترجمة 5632"، تاريخ الإسلام "4/ 304"، تهذيب التهذيب "10/ 216"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7089"، شذرات الذهب "1/ 147".

رَوَى مَطَرٌ الأَعْنَقُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، قَالَ: لَقِيْتُ كَثِيْراً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُم مِنْ مُزَيْنَةَ: خَمْسَةٌ وَعِشْرُوْنَ رَجُلاً. وَرَوَى أَبُو طَلْحَةَ شَدَّادُ بنُ سَعِيْدٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ: أَدْرَكْتُ ثَلاَثِيْنَ مِنَ الصَّحَابَةِ، لَيْسَ فِيْهِم إلَّا مَنْ طَعَنَ أَوْ طُعِنَ، أَوْ ضَرب أَوْ ضُرب مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ تَمَّامُ بنُ نَجِيْحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، قَالَ: أَدْرَكْتُ سَبْعِيْنَ مِنَ الصَّحَابَةِ لَوْ خَرَجُوا فِيْكُمُ اليَوْمَ، مَا عَرَفُوا شَيْئاً مِمَّا أَنْتُم فِيْهِ إلَّا الأَذَانَ. حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الأَسْوَدُ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ بنَ قُرَّةَ قَالَ: مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى رَجُلٍ بَكَّاءٍ بِاللَّيْلِ، بَسَّامٍ بِالنَّهَارِ. وَرَوَى عَوْنُ بنُ مُوْسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، قَالَ: بُكَاءُ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بُكَاءِ العَيْنِ. وَرَوَى عَلِيُّ بنُ المُبَارَكِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، قَالَ: لاَ تُجَالِسْ بِعِلْمِكَ السُّفَهَاءَ، وَلاَ تُجَالِسْ بِسَفَهِكَ العُلَمَاءَ. أَسَدُ بنُ مُوْسَى، عَنْ عَوْنِ بنِ مُوْسَى: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بنَ قُرَّةَ يَقُوْلُ: لأَنْ لاَ يَكُوْنَ فِيَّ نِفَاقٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا، كَانَ عُمَرُ يَخْشَاهُ وَآمَنُهُ أَنَا?!. قِيْلَ: مَوْلِدُ معاوية يوم الجمل. وَقَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَاتَ هُوَ ابْنُ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. ابْنُهُ:

إياس بن معاوية

671- إياس بن معاوية 1: قَاضِي البَصْرَةِ، العَلاَّمَةُ، أَبُو وَاثِلَةَ. يَرْوِي عَنْ: أَبِيْهِ وَأَنَسٍ، وَابْنِ المُسَيِّبِ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ: خَالِدٌ الحَذَّاءُ وَشُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وَمُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الضَّائِعُ، وَغَيْرُهُم, وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الذَّكَاءِ، وَالدَّهَاءِ وَالسُّؤْدُدِ، وَالعَقْلِ قَلَّمَا رُوي عَنْهُ وَقَدْ وَثَّقَهُ: ابْنُ مَعِيْنٍ. لَهُ شَيْءٌ فِي مُقَدِّمَةِ "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ". وَاسْتَوْعَبَ شَيْخُنَا المِزِّيُّ أَخْبَارَهُ فِي "تَهْذِيْبِهِ" وَابْنُ عَسَاكِرَ قَبْلَهُ. تُوُفِيَّ: سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ, كهلا.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "3/ 123"، وفيات الأعيان "1/ ترجمة 105"، ميزان الاعتدال "1/ 283"، شذرات الذهب "1/ 160".

مكحول

672- مكحول 1: "م، 4" عَالِمُ أَهْلِ الشَّامِ: يُكْنَى: أَبَا عَبْدِ اللهِ. وَقِيْلَ: أَبُو أَيُّوْبَ. وَقِيْلَ: أَبُو مُسْلِمٍ الدمشقي, الفقيه، وداره بطرف سوق الأحد. أَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيْثَ. وَأَرْسَلَ عَنْ عِدَّةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ؛ لَمْ يُدْرِكْهُم؛ كَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ, وَثَوْبَانَ, وَعُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ, وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ، وَأَبِي جَنْدَلٍ بنِ سُهَيْلٍ، وَأَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ وَأُمِّ أَيْمَنَ وَعَائِشَةَ وَجَمَاعَةٍ. وَرَوَى أَيْضاً عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ قُدَمَاءِ التَّابِعِيْنَ، مَا أَحْسِبُهُ لَقِيَهُم؛ كَأَبِي مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيِّ وَمَسْرُوْقٍ، وَمَالِكِ بنِ يَخَامِرَ, وَحَدَّثَ عَنْ وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ، وَأَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ, وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَمَحْمُوْدِ بنِ الرَّبِيْعِ، وَشُرَحْبِيْلَ بنِ السِّمْطِ، وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَيْرِيْزٍ وَجُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ وطاوس، وَأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَثِيْرِ بنِ مُرَّةَ، وَأَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ وَأَبِي أَسْمَاءَ، الرَّحَبِيِّ وَوَقَّاصِ بنِ رَبِيْعَةَ وَكُرَيْبٍ وَغُضَيْفِ بنِ الحَارِثِ وَعَنْبَسَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَيَبْعُدُ أَنَّهُ لَقِيَهُ وَأَبِي سَلاَّمٍ الأَسْوَدِ، وَأَبِي الشِّمَالِ بنِ ضَبَابٍ, وَأَبِي مُرَّةَ الطَّائِفِيِّ, وَقَبِيْصَةَ بنِ ذُؤَيْبٍ, وَقَزَعَةَ بنِ يَحْيَى، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَنْمٍ وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ يَرْوِيَ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ وَنَحْوِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَرَبِيْعَةُ، الرَّأْيُ وَزَيْدُ بنُ وَاقِدٍ وَسُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى وَأَيُّوْبُ بنُ مُوْسَى, وَعَامِرٌ الأَحْوَلُ, وَقَيْسُ بنُ سَعْدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَابْنُ عَجْلاَنَ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أُمَيَّةَ، وَبَحِيْرُ بنُ سَعِيْدٍ, وَثَابِتُ بنُ ثَوْبَانَ، وَبُرْدُ بنُ سِنَانٍ، وَتَمِيْمُ بنُ عَطِيَّةَ، وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ, وَصَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيُّ, وَيَزِيْدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ, وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَأَبُو مُعَيْدٍ حَفْصُ بنُ غَيْلاَنَ، وَأَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ، بنِ جَابِرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ تَمِيْمٍ, وَعَبْدُ القُدُّوْسِ، بنُ حَبِيْبٍ, وَعِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، وَعَلِيُّ بن أبي حملة ومحمد بن راشد

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 453"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2008"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1867"، تذكرة الحفاظ "1/ 107"، تاريخ الإسلام "5/ 3"، تهذيب التهذيب "10/ 289"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7187"، شذرات الذهب "1/ 146"، النجوم الزاهرة "1/ 272"، حسن المحاضرة "1/ 119".

المَكْحُوْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، وَهِشَامُ بنُ الغَازِ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم، ذَكَرَهُمْ صَاحِبُ "التَّهْذِيْبِ" شَيْخُنَا, وَذَكَرَ فِيْهِم: الهَيْثَمَ بنَ حُمَيْدٍ، فَوَهِمَ وَإِنَّمَا رَوَى عَنْ أَصْحَابِ مَكْحُوْلٍ، وَكَانَ يُفْتِي بِقَوْلِهِ وَيَدْرِيْهِ. وَاخْتُلِفَ فِي وَلاَءِ "مَكْحُوْلٍ: فَقِيْلَ: مَوْلَى امْرَأَةٍ هُذَلِيَّةٍ، وَهُوَ أَصَحُّ وَقِيْلَ: مَوْلَى امْرَأَةٍ أُمَوِيَّةٍ. وَقِيْلَ: كَانَ لِسَعِيْدِ بنِ العَاصِ، فَوَهَبَهُ لِلْهُذَلِيَّةِ فَأَعْتَقَتْهُ وَكَانَ نُوْبِيّاً. وَقِيْلَ: مَنْ سَبْيِ كَابُلَ. وَقِيْلَ: مِنَ الأَبْنَاءِ1 وَلَمْ يُمَلَّكْ وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ وَقِيْلَ: أَصْلُهُ مِنْ هَرَاةَ، وَهُوَ: مَكْحُوْلُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ شَهْرَابَ بنِ شَاذِلَ بنِ سَنَدَ بنِ شُرْوَانَ بنِ يَزْدَكَ بنِ يَغُوْثَ بنِ كِسْرَى، وَأَنَّ مَكْحُوْلاً سُبِيَ مِنْ كَابُلَ. عِدَادُهُ فِي أَوْسَاطِ التَّابِعِيْنَ، مِنْ أَقْرَانِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَنْبَسَةَ. وَسُئِلَ أَبُو مُسْهِرٍ: هَلْ سَمِعَ مِنَ الصَّحَابَةِ? قَالَ: سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: فَقُلْتُ لأَبِي مُسْهِرٍ: هَلْ سَمِعَ مِنْ أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَلْتَفِت إِلَى ذَلِكَ، فَقُلْتُ لَهُ: فَوَاثِلَةُ بنُ الأَسْقَعِ؟ قَالَ: مَنْ? فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ, حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ, عَنْ العَلاَءِ بنِ الحَارِثِ، عَنْ مَكْحُوْلٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو الأَزْهَرِ عَلَى وَاثِلَةَ فَكَأَنَّهُ أَوْمَأَ بِرَأْسِهِ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ عَنِ العَلاَءِ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ. وَقَالَ أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ: سَمِعَ مِنْ: وَاثِلَةَ وَأَنَسٍ وَأَبِي هِنْدٍ. يُقَالُ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ سِوَى هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ. يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ سَمِعْتُ مَكْحُوْلاً يَقُوْلُ: طُفْتُ الأَرْضَ كُلَّهَا فِي طَلَبِ العِلْمِ. قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ مِنْهُ عَلَى سَبِيْلِ المُبَالَغَةِ، لاَ عَلَى حَقِيْقَتِهِ. أَبُو وَهْبٍ الكَلاَعِيُّ: اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدٍ فِيْمَا رَوَاهُ: يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ القَاضِي، عَنْهُ, عَنْ مَكْحُوْلٍ، قَالَ: عُتِقْتُ بِمِصْرَ فَلَمْ أَدَعْ بها علماإلَّا احْتَوَيْتُ عَلَيْهِ فِيْمَا أَرَى، ثُمَّ أَتَيْتُ العِرَاقَ، فلم أدع بها علماإلَّا احْتَوَيْتُ عَلَيْهِ فِيْمَا أَرَى، ثُمَّ أَتَيْتُ المَدِيْنَةَ, فَلَمْ أَدَعْ بِهَا عِلْماً إلَّا احْتَوَيْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَتَيْتُ الشَّامَ فَغَرْبَلْتُهَا، كُلُّ ذَلِكَ أَسْأَلُ عَنِ النَّفَلِ، فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً يُخْبِرُنِي عَنْهُ, حَتَّى مَرَرْتُ بِشَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيْمٍ يُقَالُ لَهُ: زِيَادُ بنُ جَارِيَةَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ، فسألته

_ 1 الأبناء: تطلق على كل من ولد باليمن من أبناء الفرس الذين وجههم كسرى مع سيف ذي يزن.

فَقَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيْبُ بنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ فِي البُدَاءةِ الرُّبُعَ وَفِي الرَّجْعَةِ الثُّلُثَ1. إِبْرَاهِيْمُ بن عبد الله بنُ العَلاَءِ، عَنْ أَبِيْهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: العُلَمَاءُ أَرْبَعَةٌ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ بِالمَدِيْنَةِ وَالشَّعْبِيُّ بالكوفة, والحسن بالبصرة, ومكحول بالشام. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: كَانَ سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى يَقُوْلُ: إِذَا جَاءنَا العِلْمُ مِنَ الحِجَازِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَبِلْنَاهُ وَإِذَا جَاءنَا مِنَ الشَّامِ عَنْ مَكْحُوْلٍ، قَبِلْنَاهُ، وَإِذَا جَاءنَا مِنَ الجَزِيْرَةِ عَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ قَبِلْنَاهُ وَإِذَا جَاءنَا مِنَ العِرَاقِ عَنِ الحَسَنِ، قَبِلْنَاهُ، هَؤُلاَءِ الأَرْبَعَةُ عُلَمَاءُ النَّاسِ فِي خِلاَفَةِ هِشَامٍ. وَرَوَى مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ: كَانَ مَكْحُوْلٌ أَفْقَهَ مِنَ الزُّهْرِيِّ مَكْحُوْلٌ أَفْقَهُ أَهْلِ الشَّامِ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ عَطَاءٍ: كَانَ مَكْحُوْلٌ رَجُلاً أَعْجَمِياً لاَ يَسْتَطِيْعُ أَنْ يَقُوْلَ: قُلْ, يَقُوْلُ: كُل، فَكُلُّ مَا قَالَ بِالشَّامِ قُبِلَ مِنْهُ. وَرَوَى أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي زَمَنِ مَكْحُوْلٍ أَبْصَرَ بِالفُتْيَا مِنْهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: مَكْحُوْلٌ إِمَامُ أَهْلِ الشَّامِ. وَقَالَ العِجلي: تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: صَدُوْقٌ يَرَى القَدَرَ. وَرَوَى مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: لَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّ أَحَداً مِنَ التَّابِعِيْنَ تَكَلَّمَ فِي القَدَرِ إِلاَّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ: الحَسَنُ, وَمَكْحُوْلٌ, فَكَشَفْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَإِذَا هُوَ بَاطِلٌ. قُلْتُ: يَعْنِي: رَجَعَا عَنْ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِالشَّامِ أَحَدٌ أَفْقَهُ مِنْ مَكْحُوْلٍ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: ذُكِرَ أَنَّ مَكْحُوْلاً مِنْ أَهْلِ مِصْرَ وَيُقَالُ: كَانَ لِرَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ مِصْرِيٌّ، فَأَعْتَقَهُ فَسَكَنَ الشَّامَ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ مِنَ الفُرْسِ مِنَ السَّبْيِ الَّذِيْنَ سُبُوا مِنْ فَارِسٍ، وَيُكْنَى: أَبَا مُسْلِمٍ وَكَانَ فَقِيْهاً عَالِماً وَرَأَى: أَبَا أُمَامَةَ, وَأَنَساً، وَسَمِعَ: وَاثِلَةَ بنَ الأَسْقَعِ. وَفَاتُهُ مُخْتَلَفٌ فِيْهَا: فَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَدُحَيْمٌ, وَجَمَاعَةٌ: سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ. وَقَالَ: مَرَّةً بَعْدَ سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ. وَقَالَ مَرَّةً: أَوْ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَةٍ وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ، وَآخَرُ سَنَةَ ثَمَانِيَ عشرة ومائة وهذا بعيد. أما:

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "9331" و "9333"، وأحمد "4/ 159 و 159- 160 و 160"، وأبو اود "2748" و "2749" و "2750"، وابن ماجه "2851" وابن الجارود "1078" و "1079"، والطحاوي "3/ 240"، والطبراني "3518- 3527 و 3531"، والحاكم "2/ 133"، والبيهقي "6/ 313 و 314"، من طرق عن مكحول، عن زياد بن جارية اللخمي، عن حبيببن مسلمة الفهري مرفوعًا.

مكحول الأزدي البصري

673- مَكْحُوْلٌ الأَزْدِيُّ البَصْرِيُّ 1: أَبُو عَبْدِ اللهِ، فَرَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسٍ. وَعَنْهُ: عُمارة بنُ زَاذَانَ وَالرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ وَهَارُوْنُ بنُ مُوْسَى النَّحْوِيُّ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ لاَ بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: لَهُ فِي "الأَدَبِ" لِلْبُخَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ، فَعَطَسَ رَجُلٌ مِنْ نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَرْحَمُكَ اللهُ إِنْ كُنْتَ حَمِدْتَ اللهَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ الجُرْجَانِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكنْجُروذي، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، عَنْ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ" 2. هَذَا حَدِيْثٌ عَالٍ، صَالِحُ الإِسْنَادِ. أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ مِنْ حديث عبد الرَّحْمَنِ بنِ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيْهِ. وَحَسَّنَهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَعِنْدَ القَزْوِيْنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، فَلَمْ يَصْنَع شَيْئاً، صَوَابُهُ ابْنُ عُمَرَ. قَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: مَكْحُوْلٌ رَأَى أَبَا هِنْدٍ الدَّارِيَّ, وَوَاثِلَةَ، وَسَمِعَ أيضا من: واثلة وفضالة بن عبيد وأنسا وَخَطَّأَ مَنْ رَوَى: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي أمامة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2099"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1866"، تاريخ الإسلام "5/ 6"، تهذيب التهذيب "10/ 293"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7188". 2 حسن: أخرجه أحمد "2/ 132 و 153"، والترمذي "3537"، وابن ماجه "4253"، والحاكم "4/ 257"، وأبو نعيم في "الحلية" "5/ 190"، والبغوي "1306"، من طريق عبد الرَّحْمَنِ بنِ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيْهِ، به. قلت: إسناده حسن، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ العَنْسِيُّ الدمشقي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: رَوَى مَكْحُوْلٌ عَنْ: سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ لَمْ يَسْمَعْ عَنْهُم. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أُمَيَّةَ: قَالَ لِي مَكْحُوْلٌ: عَامَّةُ مَا أُحَدِّثُكَ فَعَنْ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَالشَّعْبِيِّ. وَقَالَ تَمِيْمُ بنُ عَطِيَّةَ: سَمِعْتُ مَكْحُوْلاً يَقُوْلُ: اختلفتُ إِلَى شُريح سِتَّة أَشْهُرٍ أَسْمَعُ مَا يَقْضِي بِهِ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: قَالَ مَكْحُوْلٌ: مَا اسْتَوْدَعْتُ صَدْرِي شَيْئاً سَمِعْتُهُ إلَّا وَجَدْتُهُ حِيْنَ أُرِيْدُ. ثُمَّ قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ مَكْحُوْلٌ أَفْقَهَ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ سَعِيْدٌ: كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، لاَ يُجِيْبُ حَتَّى يَقُوْلَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ, هَذَا رَأْيٌ والرأي يخطىء وَيُصِيْبُ. قَالَ تَمِيْمُ بنُ عَطِيَّةَ العَبْسِيُّ: كَثِيْراً مَا كَانَ مَكْحُوْلٌ يُسْأَلُ, فَيَقُوْلُ: نَدَانَمْ يَعْنِي: لاَ أَدْرِي. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَحَدٌ أَحْسَنَ سَمْتاً فِي العِبَادَةِ مِنْ مَكْحُوْلٍ، وَرَبِيْعَةَ بنِ يَزِيْدَ. قُلْتُ: هَذَا هُوَ رَبِيْعَةُ بنُ يَزِيْدَ الدِّمَشْقِيُّ، القَصِيْرُ, أَحَدُ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ، تَابِعِيٌّ صَغِيْرٌ. يَرْوِي عَنْ: أَنَسٍ, وَعِدَّةٍ. قَالَ الأَوْزَاعِيُّ, وَغَيْرُهُ: عَنْ مَكْحُوْلٍ: لأَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي, أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلِيَ القَضَاءَ، وَلأَنْ أَلِيَ القَضَاءَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلِيَ بَيْتَ المَالِ. وَرَوَى الأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيْدٌ, عَنْهُ، قَالَ: إِنْ يَكُنْ فِي مُخَالَطَةِ النَّاسِ خَيْرٌ فَالعُزْلَةُ أَسْلَمُ. أَبُو المَلِيْحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الشَّامِيِّ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى مَكْحُوْلٍ, فَقَالَ: بِأَيِّ وَجْهٍ تَلْقَوْنَ رَبَّكُم وَقَدْ زَهَّدَكُم فِي أَمْرٍ، فَرَغِبْتُم فِيْهِ, وَرَغَّبَكُم فِي أَمْرٍ، فَزَهِدْتُم فِيْهِ? الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيْدٍ: أَنَّ مَكْحُوْلاً أُعْطِيَ مَرَّةً عَشْرَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ، فَكَانَ يُعْطِي الرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِهِ خَمْسِيْنَ دِيْنَاراً ثَمَنَ الفَرَسِ. الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: أَقْبَلَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ إِلَى مَكْحُوْلٍ فِي أَصْحَابِهِ, فَلَمَّا رَأْيْنَاهُ هَمَمْنَا بِالتَّوْسِعَةِ لَهُ, فَقَالَ مَكْحُوْلٌ: دَعُوْهُ يَجْلِسْ حَيْثُ أَدْرَكَ، يَتَعَلَّمِ التَّوَاضُعَ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: كَانُوا يُؤَخِّرُوْنَ الصَّلاَةَ زَمَنَ الوَلِيْدِ، وَيَسْتَحْلِفُوْنَ النَّاسَ: أَنَّهُم مَا صَلَّوْا فَأَتَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زَكَرِيَّا, فَاسْتُحْلِفَ: مَا صَلَّى، فَحَلَفَ. وَأَتَى مَكْحُوْلٌ، فَقَالَ: فَلِمَ جِئْنَا إِذاً؟ قَالَ: فَتُرِكَ.

قَالَ أَبُو حَازِمٍ المَدِيْنِيُّ: كَتَبَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ إِلَى الشَّامِ: أَنِ انْظُرُوا الأَحَادِيْثَ الَّتِي رَوَاهَا مَكْحُوْلٌ فِي الدِّيَاتِ، فَأَحْرِقُوْهَا. فَأُحْرِقَتْ. قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: كَانَ الزُّهْرِيُّ، وَمَكْحُوْلٌ, يَقُوْلاَنِ: أَمِرُّوا هَذِهِ الأَحَادِيْثَ كَمَا جَاءتْ. وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنْ رَجَاءِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ، قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَجَاءَ بنَ حَيْوَةَ يَلْعَنُ أَحَداً إِلاَّ رَجُلَيْنِ: يَزِيْدَ بنَ المُهَلَّبِ، وَمَكْحُوْلاً. قُلْتُ: أَظُنُّهُ لأَجْلِ القَدَرِ. ضَمْرَةُ، عَنْ عَلِيِّ بنِ حَمَلَةَ، قَالَ: كُنَّا عَلَى سَاقِيَةٍ بِأَرْضِ الرُّوْمِ، وَالنَّاس يَمُرُّوْنَ وَذَلِكَ فِي الغَلَسِ, وَرَجُلٌ يَقُصُّ، فَدَعَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا رِزْقاً طَيِّباً، وَاسْتَعْمِلْنَا صَالِحاً. فَقَالَ مَكْحُوْلٌ، وَهُوَ فِي القَوْمِ: إِنَّ اللهَ لاَ يَرْزُقُ إلَّا طَيِّباً. وَرَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ، وَعَدِيُّ بنُ عَدِيٍّ نَاحِيَةً، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ أَسَمِعْتَ? قَالَ: نَعَمْ فَقِيْلَ لِمَكْحُوْلٍ إِنَّ رَجَاءً وَعَدِيّاً سَمِعَاكَ. فَشَقَّ عَلَيْهِ, فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدٍ: أَنَا أَكْفِيْكَ رَجَاءً فَلَمَّا نَزَلُوا، جَاءَ ابْنُ زَيْدٍ، فَأَجْرَى ذِكْرَ مَكْحُوْلٍ. فَقَالَ رَجَاءٌ: دَعْهُ عَنْكَ, أَلَيْسَ هُوَ صَاحِبُ الكَلِمَةِ؟ فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ -رَحِمَكَ اللهُ- فِي رَجُلٍ قَتَلَ يَهُوْدِياً، فَأَخَذَ مِنْهُ أَلْفَ دِيْنَارٍ، فَكَانَ يَأْكُلُ مِنْهَا حَتَّى مَاتَ: أَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللهُ إِيَّاهُ؟ فَقَالَ رَجَاءٌ: كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَمَلَةَ لِمَكْحُوْلٍ: يُجَالِسُكَ غَيْلاَنُ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا لَنَا مَجْلِسٌ, فَلاَ أَسْتطِيْعُ أَنْ أَقُوْلَ لِهَذَا: قُمْ, وَلِهَذَا: اجْلِسْ. وَقَالَ رَجَاءُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بنِ رَجَاءٍ، قَالَ: جَاءَ مَكْحُوْلٌ إِلَى أَبِي، فَقَالَ: يَا أَبَا المِقْدَامِ, إِنَّهُم يُرِيْدُوْنَ دَمِي. قَالَ: قَدْ حَذَّرْتُكَ القُرَشِيِّيْنَ, وَمُجَالَسَتَهُم، وَلَكِنَّهُم أَدْنَوْكَ, وَقَرَّبُوْكَ, فَحَدَّثْتَهُم بِأَحَادِيْثَ، فَلَمَّا أَفْشَوْهَا عَنْكَ, كَرِهْتَهَا. فَرَاحَ، فَجَاءَ الَّذِيْنَ يَعِيْبُوْنَهُ, فَذَكَرُوْهُ. فَقَالَ أَبِي: دَعُوْهُ فَقَدْ كُنْتُم حَدِيْثاً وَأَنْتُم تُحْسِنُوْنَ ذِكْرَهُ. قَالَ رَجَاءٌ: قَالَ مَكْحُوْلٌ: مَا زِلْتُ مُسْتَقِلاًّ بِمَنْ بَغَانِي حَتَّى أَعَانَهُم عَلَيَّ رَجَاءٌ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَجُلُ أَهْلِ الشَّامِ فِي أَنْفُسِهِم. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: كَانَ مَكْحُوْلٌ يقوله -يعني: القدر وبلغنا أن مكحولا تَنَصَّلَ مِنَ القَدَرِ, فَرَضِيَ عَنْهُ الدَّوْلَةُ، وَكَانَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ يُبَرِّئُهُ مِنَ القَدَرِ.

قيس بن مسلم

674- قيس بن مسلم 1: "ع" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، أَبُو عَمْرٍو الجَدَلِيُّ، الكُوْفِيُّ. رَوَى عَنْ: طَارِقِ بنِ شِهَابٍ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى، وَمُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَيُّوْبُ بنُ عَائِذٍ, وَأَبُو حَنِيْفَةَ، وَمِسْعَرٌ، وَشُعْبَةُ, وَأَبُو العُمَيْسِ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ. قَالَ: أَبُو دَاوُدَ: كَانَ مُرْجِئاً. أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ, قَالَ: كَانُوا يَقُوْلُوْنَ: مَا رَفَعَ قَيْسُ بنُ مُسْلِمٍ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا؛ تَعْظِيْماً للهِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَرَفَعُ الرَّأْسِ إِلَى السَّمَاءِ يَلْزَمُ المُسْلِمَ لِيَعْرِفَ مَوَاقِيْتَ الصَّلاَةِ، وَالنُّجُوْمَ الَّتِي يُهْتَدَى بِهَا وَاللهُ أَعْلَمُ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 317"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 691"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 588"، الكاشف "2/ ترجمة 4687"، تاريخ الإسلام "4/ 297"، تهذيب التهذيب 8/ 403"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5895"، شذرات الذهب "1/ 157".

سعيد بن الحارث

675- سعيد بن الحارث 1: "ع" ابن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري الفقيه، قاضي المدينة. حدث عن أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، وَجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ وَغَيْرِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: زَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ, وَعُمَارَةُ بنُ غَزِيَّةَ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، وَفُلَيْحُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَآخَرُوْنَ. مُجْمَعٌ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ. مَاتَ: فِي حُدُوْدِ سَنَةِ عِشْرِيْنَ ومائة، وقد شاخ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1542"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 40"، تاريخ الإسلام "5/ 78"، الكاشف "1/ ترجمة 1881"، تهذيب التهذيب "4/ 15"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2427".

عمرو بن شعيب

676- عمرو بن شعيب 1: "4" ابن محمد بنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ بنِ وَائِلٍ. الإِمَامُ، المُحَدِّثُ أَبُو إِبْرَاهِيْمَ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، السَّهْمِيُّ، الحِجَازِيُّ، فَقِيْهُ أَهْلِ الطَّائِفِ, وَمُحَدِّثُهُم وَكَانَ يَتَرَدَّدُ كَثِيْراً إِلَى مَكَّةَ، وَيَنْشُرُ العِلْمَ، وَلَهُ مَالٌ بِالطَّائِفِ. وَأُمُّهُ حَبِيْبَةُ بِنْتُ مُرَّةَ الجُمَحِيَّةُ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ -فَأَكْثَرَ- وَعَنْ: سعيد بن المسيب، وطاووس وسليمان ابن يَسَارٍ، وَعَمْرِو بنِ الشَّرِيْدِ بنِ سُوَيْدٍ وَعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، وَعَاصِمِ بنِ سُفْيَانَ وَالزُّهْرِيِّ. وَيَنْزِلُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي نَجِيْحٍ، وَطَائِفَة. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ -وَلَهُمَا صُحْبَةٌ- وَعَنْ: عَمَّتِهِ؛ زَيْنَبَ السَّهْمِيَّةِ وَأَرْسَلَ عَنْ: أُمِّ كُرْزٍ الخُزَاعِيَّةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ وَقَتَادَةُ وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ -شَيْخُهُ- وَعَمْرُو بن دِيْنَارٍ، وَمَكْحُوْلٌ وَمَطَرٌ الوَرَّاقُ وَوَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ، وَحَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ وَابْنُ طَاوُوْسٍ وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ رُفَيْعٍ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ وَبُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ وَمُوْسَى بنُ أَبِي عَائِشَةَ وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ وَحُسَيْنٌ المُعَلِّمُ وَحَبِيْبٌ المُعَلِّمُ وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى وَعَامِرٌ الأَحْوَلُ وَابْنُ عَوْنٍ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَالعَلاَءُ بنُ الحَارِثِ وَالضَّحَّاكُ بنُ حَمْزَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَعْلَى الطَّائِفِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَرْمَلَةَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ, وَدَاوُدُ بنُ شَابُوْرٍ, وَدَاوُدُ بنُ قَيْسٍ الفَرَّاءُ، وَرَجَاءُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ, وَالأَوْزَاعِيُّ, وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ, وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ، وَابْنُ عَجْلاَنَ، وَالمُثَنَّى بنُ الصَّبَّاحِ وَابْنُ لَهِيْعَةَ، وَهِشَامُ بنُ سَعْدٍ وَهِشَامُ بنُ الغَازِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. رَوَى صَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ، عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ، قَالَ: إِذَا رَوَى عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ الثِّقَاتُ, فَهُوَ ثِقَةٌ، مُحْتَجٌّ بِهِ. هَكَذَا نَقَلَ صَدَقَةُ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قال: حديثه عندنا واه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ 2578"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1323"، العبر "1/ 210"، الكاشف "2/ ترجمة 4231"، تاريخ الإسلام "4/ 285"، تهذيب التهذيب "8/ 48"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5315"، شذرات الذهب "1/ 155".

وَرَوَى عَلِيٌّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: كَانَ إِنَّمَا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ وَكَانَ حَدِيْثُهُ عِنْدَ النَّاسِ فِيْهِ شَيْءٌ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بنَ العَلاَءِ يَقُوْلُ: كَانَ لاَ يُعَابُ عَلَى قَتَادَةَ وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، إلَّا أَنَّهُمَا كَانَا لاَ يَسْمَعَانِ شَيْئاً إلَّا حَدَّثَا بِهِ. وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ المَيْمُوْنِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: لَهُ أَشْيَاءُ مَنَاكِيْرُ، وَإِنَّمَا نَكْتُبُ حَدِيْثَهُ نَعْتَبِرُ بِهِ فَأَمَّا أَنْ يَكُوْنَ حُجَّةً, فَلاَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الجُوْزَجَانِيُّ الوَرَّاقُ: قُلْتُ لأَحْمَدَ: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ شَيْئاً? قَالَ: يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي أَبِي. قُلْتُ: فَأَبُوْهُ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو؟ قَالَ نَعَمْ أُرَاهُ قَدْ سَمِعَ مِنْهُ. وَقَالَ الأَثْرَمُ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، فَقَالَ: رُبَّمَا احْتَجَجْنَا بِهِ وَرُبَّمَا وَجَسَ فِي القَلْبِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَمَالِكٌ يَرْوِي عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ، عَنِ البُخَارِيِّ: رَأَيْتُ أَحْمَدَ وَعَلِيّاً، وَإِسْحَاقَ وَأَبَا عُبَيْدٍ وَعَامَّةَ أَصْحَابِنَا يَحْتَجُّوْنَ بِحَدِيْثِ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ مَا تَرَكَهُ أَحَدٌ مِنَ المُسْلِمِيْنَ، فَمَنِ النَّاسُ بَعْدَهُم?. قُلْتُ: أَسْتَبْعِدُ صُدُوْرَ هَذِهِ الأَلْفَاظِ مِنَ البُخَارِيِّ، أَخَافُ أَنْ يَكُوْنَ أَبُو عِيْسَى وَهِمَ. وَإِلاَّ فَالبُخَارِيُّ لاَ يُعَرِّجُ عَلَى عَمْرٍو، أَفَتَرَاهُ يَقُوْلُ فَمَنِ النَّاسُ بَعْدَهُم، ثُمَّ لاَ يَحْتَجُّ بِهِ أَصْلاً وَلاَ مُتَابَعَةً؟. بَلَى، احْتَجَّ بِهِ، أَرْبَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْن حِبَّانَ فِي بَعْضِ الصُّوَرِ، وَالحَاكِمُ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: أصحاب الحديث إذا شَاؤُوا، احْتَجُّوا بِحَدِيْثِ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ وَإِذَا شَاؤُوا تَرَكُوْهُ. قُلْتُ: هذا مكحول عَلَى أَنَّهُم يَتَرَدَّدُوْنَ فِي الاحْتِجَاجِ بِهِ، لاَ أَنَّهُم يَفْعَلُوْنَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيْلِ التَّشَهِّي. وَرَوَى الكَوْسَجُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنْهُ قَالَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ فَهُوَ كِتَابٌ وَيَقُوْلُ أَبِي عَنْ جَدِّي، فَمِنْ هُنَا جَاءَ ضَعْفُهُ، أَوْ نَحْوُ هَذَا القَوْلِ فَإِذَا حَدَّثَ عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، أَوْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، أَوْ عُرْوَةَ، فَهُوَ ثِقَةٌ عَنْهُم أَوْ قَرِيْبٌ مِنْ هَذَا.

وَرَوَى عَبَّاسٌ أَيْضاً، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْهُ فَغَضِبَ، وَقَالَ: مَا أَقُوْلُ؟ رَوَى عَنْهُ الأئمة. وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى لَيْسَ بِذَاكَ فَهَذَا إِمَامُ الصَّنْعَةِ أَبُو زَكَرِيَّا قَدْ تَلَجْلَجَ قَوْلُهُ فِي عَمْرٍو، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ حُجَّةً عِنْدَهُ مُطْلَقاً، وَأَنَّ غَيْرَهُ أَقْوَى مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ لِكَثْرَةِ رِوَايَتِهِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ. وَقَالُوا: إِنَّمَا سَمِعَ أَحَادِيْثَ يَسِيْرَةً وَأَخَذَ صَحِيْفَةً كَانَتْ عِنْدَهُ فَرَوَاهَا, وَمَا أَقَلَّ مَا تُصِيْبُ عَنْهُ مِمَّا رَوَى عَنْ غَيْرِ أَبِيْهِ مِنَ المُنْكَرِ, وَعَامَّةُ هَذِهِ المَنَاكِيْرِ الَّتِي تُرْوَى عَنْهُ، إِنَّمَا هِيَ عَنِ المُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ وَابْنِ لَهِيْعَةَ, وَالضُّعُفَاءِ، وَهُوَ ثِقَةٌ فِي نَفْسِهِ. قُلْتُ: وَيَأْتِي الثِّقَاتُ عَنْهُ أَيْضاً بِمَا يُنْكَرُ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبِي أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْك هُوَ، أَوْ بَهْزُ بنُ حَكِيْمٍ، عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ جَدِّهِ؟ فَقَالَ: عَمْرٌو أَحَبُّ إِلَيَّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: قِيْلَ لأَبِي دَاوُدَ: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عِنْدَكَ حُجَّةٌ؟ قَالَ: لاَ، وَلاَ نِصْفُ حُجَّةٍ وَرَجَّحَ بَهْزَ بنَ حَكِيْمٍ عَلَيْهِ. وَرَوَى جَرِيْرٌ، عَنْ مُغِيْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ لاَ يَعْبَأُ بِصَحِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو. قَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ إِذَا قَعَدَ إِلَى عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، غَطَّى رَأْسَهُ -يَعْنِي: حَيَاءً مِنَ النَّاسِ- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، فَقَالَ: مَا رَوَى عَنْهُ أَيُّوْبُ وَابْنُ جُرَيْجٍ، فَذَاكَ كُلُّهُ صَحِيْحٌ، وَمَا رَوَى عَمْرٌو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَإِنَّمَا هُوَ كِتَابٌ وَجَدَهُ، فَهُوَ ضَعِيْفٌ. قُلْتُ: هَذَا الكَلاَمُ قَاعِدٌ قَائِمٌ. قَالَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ، عَنْ مُغِيْرَةَ: كَانَ لاَ يَعْبَأُ بِحَدِيْثِ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، وَخِلاَسِ بنِ عَمْرٍو، وَأَبِي الطُّفَيْلِ, وَبِصَحِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، ثُمَّ قَالَ مُغِيْرَةُ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ صَحِيْفَةَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو عِنْدِي بِتَمْرَتَيْنِ، أَوْ بِفِلْسَيْنِ. قَالَ الحَافِظُ أَيْضاً: اعْتَبَرْتُ حَدِيْثَهُ، فَوَجَدْتُ أَنَّ بَعْضَ الرُّوَاةِ يُسَمِّي عَبْدَ اللهِ وَبَعْضَهُم يَرْوِي ذَلِكَ الحَدِيْثَ بِعَيْنِهِ فَلاَ يُسَمِّيْهِ وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِهَا قَدْ رَوَى عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ وَفِي بَعْضِهَا عَمْرٌو، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدٍ قُلْتُ: جَاءَ هَذَا فِي حَدِيْثٍ وَاحِدٍ مُخْتَلِفٍ، وَعَمْرٌو لَمْ يَلْحَقْ جَدَّهُ مُحَمَّداً أَبَداً.

وَمِنَ الأَحَادِيْثِ الَّتِي جَاءَ فِيْهَا عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ: حَرْمَلَةُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ الحَارِثِ، أَنَّ عَمْرَو بنَ شُعَيْبٍ حدثه، عن أبيه، عن عبد الله ابن عَمْرٍو: أَنَّ مُزَنِيّاً قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، كَيْفَ تَرَى فِي حَرِيْسَةِ الجَبَلِ؟ قَالَ: "هِيَ وَمِثْلُهَا وَالنَّكَالُ" قَالَ: فَإِذَا جَمَعَهَا المَرَاحُ? قَالَ: "قَطْعُ اليَدِ إِذَا بَلَغَ ثَمَنَ المِجَنِّ" 1. ابْنُ عَجْلاَنَ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بِحَدِيْثٍ فِي اللُّقَطَةِ2. أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ -هُوَ ابْنُ رَاشِدٍ- عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى، عَنْ عَمْرٍو, عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "في كل أصبع عشر من الإبل" 3. حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، مَرْفُوْعاً "فِي الموَاضِحِ خَمْسٌ" 4. أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ أَنْبَأَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جده عبد

_ 1 حسن: أخرجه النسائي "8/ 85- 86" من طريق ابن وهب، به. قلت: إسناده حسن، عمرو بن شعيب بن مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ، صدوق، وكذا أبوه شعيب بن مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". وقوله: "حريسة الجبل": تقال للشاة التي يدركها الليل قبل أن تصل إلى مراحها حريسة. و"النكال": العقوبة. و "المراح" بضم الميم: الموضع الذي تورح إليه الماشية أو تأوى إليه ليلا. 2 حسن: أخرجه أبو داود "1710" حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، به في حديث طويل وفي آخره: وسئل عن اللقطة فقال: "ما كان منها في طريق الميتاء -أي الطريق المسلوكة بكسر الميم- أو القرية الجامعة فعرفعها سنة، فإن جاء طالبها فادفعها إليه، وإن لم يأت فهي لك، وما كان في الخراب يعني ففيها وفي الركاز الخمس". قلت: إسناده حسن، محمد بن عجلان، وعمرو بن شعيب، وأبوه شعيب بن محمد كل منهم صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". 3 حسن لغيره: وهذا إسناد ضعيف، آفته سليمان بن داود وهو سليمان بن أرقم المتفق على ضعفه. وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" "17702"، لكن له شاهد عن أبي موسى عند أبي داود "4557". والنسائي "8/ 56"، وابن ماجه "2654". 4 حسن: أخرجه أبو داود "4566" من طريق خالد بن الحارث أخبرنا حسين المعلم، به. قلت: إسناده حسن، عمرو بن شعيب، وأبوه صدوقان كما قال الحافظ في "التقريب". وقوله "المواضح": جمع الموضحة: وهي التي تبدى وضح العظم أي بياضه. وقد فرض فيها خمس من الإبل وتكون في الرأس والوجه فأما الموضحة في غيرهما ففيها الحكومة.

اللهِ، قَالَ: "لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ عَامَ الفَتْحِ، قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيْباً, وَقَالَ: "لاَ حِلْفَ فِي الإِسْلاَمِ" 1. الحَدِيْثَ. جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِكَلِمَاتٍ مِنَ الفَزَعِ: "أَعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَمِنْ شَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِيْن وَأَنْ يَحْضُرُوْنَ". كَذَا هَذَا، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، رَوَاهُ الحَاكِمُ فِي "الدَّعَوَاتِ": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بَالَوَيْه، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ, فَذَكَرَهُ1 ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: صَحِيْحُ الإِسْنَادِ، مُتَّصِلٌ فِي مَوْضِعِ الخِلاَفِ. قال الحافظ

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "2/ 180"، وابن جرير "9297" و "9298"، وابن الجارود "1052"، وابن خزيمة "2280"، والبيهقي "6/ 335- 336" و "8/ 29"، والبغوي "2542" من طرق عن محمد بن إسحاق، به. قلت: إسناده حسن، محمد بن إسحاق، قد صرَّح بالتحديث في رواية البيهقي، وهو صدوق وكذا عمرو بن شعيب، صدوق، وأبوه شعيب بن محمد صدوق أيضا، وتمام الحديث عند البيهقي: والمسلمون يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم يرد عليهم أقصاهم ترد سراياهم على قعدتهم"، والحديث رواه أيضا الترمذي "1585"، وابن جرير "9294" من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، به. 2 حسن: أخرجه الحاكم "1/ 548"، من طرق جرير بن عبد الحميد، به. وقال الحاكم في إثره: حديث صحيح الإسناد متصل في موضع الخلاف -يعني الاختلاف في سماع شعيب، عن جده، وسقطت هذه الرواية من تلخيص الذهبي، وأخرجه ابن أبي شيبة "8/ 39 و 63"، وأحمد "2/ 181"، وأبو داود "3893"، والترمذي "3528"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "766"، والبخاري في "خلق أفعال العباد" "ص89"، والطبراني في "الدعاء" "1086"، وابن السني "753"، والدارمي في "الرد على الجهمية" "ص150"، والبيهقي في "الآداب" "993" من طرق عن محمد بن إسحاق به. ووقع عند النسائي أن خالد بن الوليد كان يفزع في منامه، فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات، وعند البخاري أنه الوليد بن الوليد، ووقع عند ابن السني أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وله شاهد من حديث الوليد بن الوليد أخي خالد بن الوليد: عند ابن أبي شيبة "8/ 60"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص 185" من طريق يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان أن الوليد بن الوليد ... " الحديث. قلت: رجال إسناده ثقات، غير أ، فيه انقطاعًا بين محمد بن يحيى بن حبان، وبين الوليد بن الوليد وأخرجه ابن السني "755" من حديث خالد بن الوليد، رواه من طريق مسدد، عن سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن محمد بن يحيى بن حبان، أن خالد بن الوليد" الحديث. =

الضِّيَاءُ: أَظُنُّ "عَنْ" فِيْهِ زَائِدَةً، وَإِلاَّ فَيَكُوْنُ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ: قُلْتُ: رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"1، عَنْ يَزِيْدَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى قَوْلِهِ: عَنْ جَدِّهِ. الدَّارَقُطْنِيُّ فِي "سُنَنِهِ": حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عَمِّي, حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ: سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ شُعَيْبٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ شُعَيْباً يَقُوْلُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو يَقُوْلُ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم "في البَيِّعَيْنِ بِالخِيَارِ" 2. أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، عن أبيه عن

_ = قلت: إسناده منقطع أيضًا بين محمد بن يحيى بن حبان، وبين خالد بن الوليد، وأخرجه مالك "2/ 950" عن يحيى بن سعيد أنه قال: بلغني أن خالد بن الوليد قَالَ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إني أروع في منامي ... ". قلت: إسناده ضعيف، لإعضاله، وأخرجه ابن السني "747" عن محمد بن عبد الله بن غيلان، عن أبي هشام الرفاعي، عن وكيع بن الجراح، عن سفيان عن محمد بن المنكدر قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فشكا إليه أهاويل يراها في المنام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، أبو هشام الرفاعي، هو مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرِ بن رفاعة، مختلف فيه. قال ابن معين وغيره: لا بأس به. وقال البرقاني: ثقة. وضعفه البخاري وأبو حاتم والحاكم أبو أحمد والنسائي. قوله: همزات الشياطين: وساوسها. وقوله: "أن يحضرون": أن يصيبوني بسوء. 1 حسن: راجع تخريجنا السابق. 2 حسن: أخرجه الدارقطني "3/ 50". وأخرجه أبو داود "3456"، والنسائي "7/ 251- 252"، والترمذي "1247" من طريق ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، به. ولفظه "المتبايعان بالخيار ما لم يفترقا إلا أن تكون صفقة خيار، ولا يحل له أن يفارق صاحبه خشية أن يستقيله"، وورد الحديث بإسناد صحيح عن حكيم بن حزام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا، بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محق بركة بيعهما" أخرجه الشافعي "2/ 154- 155"، وابن أبي شيبة "7/ 124"، وأحمد "3/ 402 و 403 و 434"، والطيالسي "1316"، والبخاري "2079" و "2082" و "2108" و "2110" و "2114"، ومسلم "1532"، وأبو داود "3459"، والنسائي "7/ 244- 245"، والطبراني "3115- 3119"، والبيهقي "5/ 269" والبغوي "2051" من طريق قتادة، عن أبي الخليل -صالح بن أبي مريم الضبعي، عن عبد الله بن الحارث الهاشمي، عن حكيم بن حزام، به. ورواه مختصرا ابن عمر مرفوعا: عند الحميدي "654"، وعبد الرزاق "14262" و "14263"، وابن أبي شيبة "7/ 126"، والشافعي "2/ 154"، وأحمد "2/ 4 و 73"، والبخاري "2107"، و "2109"، ومسلم "1531"، وأبو داود "3455"، والنسائي "7/ 248 و 249"، والطحاوي "4/ 12"، والبغوي "2048" من طريق عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البيعان بالخيار ما لم تفرقا".

عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ نُكِحَتْ عَلَى صَدَاقٍ أَوْ عِدَةٍ أَوْ حِبَاءٍ قَبْلَ عصمة النكاح، فهو لها" 1. حَرْمَلَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ, عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَلُ الَّذِي يَسْتَرِدُّ مَا وَهَبَ كَمَثَلِ الكَلْبِ يَقِيْءُ" 2. وَعِنْدِي عِدَّةُ أَحَادِيْثَ سِوَى مَا مَرَّ يَقُوْلُ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، فَالمُطْلَقُ مَحْمُوْلٌ عَلَى المُقَيَّدِ المُفَسَّرِ بِعَبْدِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ، إلَّا إِذَا رَوَى عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، يَكُوْنَ مُرْسَلاً، لأَنَّ جَدَّهُ عِنْدَهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَلاَ صُحْبَةَ لَهُ قُلْتُ: الرَّجُلُ لاَ يَعْنِي بِجَدِّهِ إلَّا جَدَّهُ الأَعْلَى عَبْدَ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَقَدْ جَاءَ كَذَلِكَ مُصَرَّحاً بِهِ فِي غَيْرِ حَدِيْثٍ، يَقُوْلُ: عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ, فَهَذَا لَيْسَ بِمُرْسَلٍ. وَقَدْ ثَبَتَ سَمَاعُ شُعَيْبٍ وَالِدِهِ مِنْ: جَدِّهِ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو, وَمِنْ مُعَاوِيَةَ, وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ وَغَيْرِهِم وَمَا عَلِمْنَا بِشُعَيْبٍ بَأْساً، رُبِّيَ يَتِيْماً فِي حَجْرِ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، وَسَمِعَ مِنْهُ وَسَافَرَ مَعَهُ وَلَعَلَّهُ وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عَلِيٍّ، أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ ثُمَّ لَمْ نَجِدْ صَرِيْحاً لِعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ وَرَدَ نَحْوٌ مِنْ عَشْرَةِ أَحَادِيْثَ هَيْئَتُهَا: عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عبد اللهِ بنِ عَمْرٍو وَبَعْضُهَا: عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، وَمَا أَدْرِي؛ هَلْ حَفِظَ شُعَيْبٌ شَيْئاً مِنْ أَبِيْهِ أَمْ لاَ؟ وَأَنَا عَارِفٌ بِأَنَّهُ لاَزَمَ جَدَّهُ وَسَمِعَ منه.

_ 1 حسن: أخرجه عبد الرزاق "10740"، وأحمد "2/ 182"، وأبو داود "2129"، والنسائي "6/ 120"، وابن ماجه "1955"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "4471"، والبيهقي "7/ 248" من طرق عن ابن جريج، به. قلت: إسناده حسن، ابن جريج، هو عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ جُرَيْجٍ، وقد صرح بالتحديث عند النسائي، والطحاوي، وله شاهد من حديث عائشة: عند عبد الرزاق "10740"، والبيهقي "7/ 248" قوله: "الحباء": أي العطية، وهي ما يعطيه الزوج سوى الصداق بطريق الهبة. 2 حسن: أخرجه أحمد "2/ 175"، وأبو داود "3540"، والبيهقي "6/ 181"، من طريق أسامة بن زيد به. قلت: إسناده حسن، أسامة بن زيد، هو الليثي، صدوق، وعمرو بن شعيب، وأبوه كلاهما صدوق. وأخرجه البيهقي "6/ 179"، من طريق مطر الوراق، وعامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، به. وأخرجه أحمد "2/ 208"، من طريق الحجاج عن عمرو بن شعيب، به ولفظه: "الراجع في هبته كالكلب يرجع في قيئه".

وَأَمَّا تَعْلِيْلُ بَعْضِهِم بِأَنُّهَا صَحِيْفَةٌ، وَرِوَايَتُهَا وِجَادَةً بِلاَ سَمَاعٍ، فَمِنْ جِهَةٍ أَنَّ الصُّحُفَ يَدْخُلُ فِي رِوَايَتِهَا التَّصْحِيْفُ لاَ سِيَّمَا فِي ذَلِكَ العَصْرِ، إِذْ لاَ شَكْلَ بَعْدُ فِي الصُّحُفِ وَلاَ نَقْطَ, بِخِلاَفِ الأَخْذِ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: هُوَ ثِقَةٌ, بُلي بِكِتَابِ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ. وَمِمَّنْ تَرَدَّدَ وَتَحَيَّرَ فِي عَمْرٍو أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ، فَقَالَ في كتاب "الضعفاء" إذا روى عن طاوس، وَابْنِ المُسَيِّبِ، وَغَيْرِهِمَا مِنَ الثِّقَاتِ غَيْرَ أَبِيْهِ, فَهُوَ ثِقَةٌ يَجُوْزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ, وَإِذَا رَوَى عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ فَفِيْهِ مَنَاكِيْرُ كَثِيْرَةٌ، فلا يجوز عندي الاحتجج بِذَلِكَ. قَالَ: وَإِذَا رَوَى عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ، فَإِنَّ شُعَيْباً لَمْ يَلْقَ عَبْدَ اللهِ، فَيَكُوْنُ الخَبَرُ مُنْقَطِعاً، وَإِذَا أَرَادَ بِهِ جَدَّهُ الأَدْنَى فَهُوَ مُحَمَّدٌ وَلاَ صُحْبَةَ لَهُ فَيَكُوْنُ مُرْسَلاً. قُلْتُ: قَدْ أَجَبْنَا عَنْ هَذَا, وَأَعْلَمْنَا بِأَنَّ شُعَيْباً صَحِبَ جَدَّهُ، وَحَمَلَ عَنْهُ. وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِي كِتَابِهِ عَنِ الصَّيْدَلاَنِيِّ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ الجُوْزْدَانِيَّةُ، أَنْبَأَنَا ابْنُ ريْذَةَ أَنْبَأَنَا الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَالكَجِّيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ الطَّبَرَانِيُّ, وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن محمد بن حَرْبٍ, حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ البناني، عن شُعَيْبِ بنِ عَبْدِ اللهِ، بنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو يَقُوْلُ: مَا رُئِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مُتَّكِئاً وَلاَ يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلاَنِ. فَهَذَا شُعَيْبٌ يُخْبِرُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ. ثُمَّ إِنَّ أَبَا حَاتِمٍ بنَ حِبَّانَ تَحَرَّجَ مِنْ تَلْيِيْنِ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَأَدَّاهُ اجْتِهَادُهُ إِلَى تَوْثِيْقِهِ، فَقَالَ: وَالصَّوَابُ فِي عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ أَنْ يُحَوَّلَ مِنْ هُنَا إِلَى تَارِيْخِ الثِّقَاتِ؛ لأَنَّ عَدَالَتَهُ قَدْ تَقَدَّمَتْ. فَأَمَّا المَنَاكِيْرُ فِي حَدِيْثِهِ إِذَا كَانَتْ فِي رِوَايَتِهِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ فَحُكْمُهُ حُكْمُ الثِّقَاتِ إِذَا رَوَوُا المَقَاطِيْعَ وَالمَرَاسِيْلَ بِأَنْ يُتْرَكَ مِنْ حَدِيْثِهِمُ المُرْسَلُ وَالمَقْطُوْعُ، وَيُحْتَجَّ بِالخَبَرِ الصَّحِيْحِ. فَهَذَا يُوْضِحُ لَكَ أَنَّ الآخَرَ مِنَ الأَمْرَيْنِ عِنْدَ ابْنِ حِبَّانَ: أَنَّ عَمْراً ثِقَةٌ فِي نَفْسِهِ، وَأَنَّ رِوَايَتَهُ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ إِمَّا مُنْقَطِعَةٌ أَوْ مُرْسَلَةٌ، وَلاَ رَيْبَ أَنَّ بَعْضَهَا، مِنْ قَبِيْلِ المُسْنَدِ المُتَّصِلِ، وَبَعْضُهَا يَجُوْزُ أَنْ تَكُوْنَ رِوَايَتُهُ وِجَادَةً أَوْ سَمَاعاً، فَهَذَا مَحَلُّ نَظَرٍ وَاحْتِمَالٍ. وَلَسْنَا مِمَّنْ نَعُدُّ نُسْخَةَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مِنْ أَقْسَامِ الصَّحِيْحِ الَّذِي لاَ نِزَاعَ فِيْهِ مِنْ أَجْلِ الوِجَادَةِ، وَمِنْ أَجْلِ أَنَّ فِيْهَا مَنَاكِيْرَ فَيَنْبَغِي أَنْ يُتَأَمَّلَ حَدِيْثُهُ، وَيَتَحَايَدَ مَا جَاءَ مِنْهُ مُنْكَراً وَيُرْوَى مَا عَدَا ذَلِكَ فِي السُّنَنِ وَالأَحْكَامِ مُحَسِّنِيْنَ لإِسْنَادِهِ، فَقَدِ احْتَجَّ بِهِ أَئِمَّةٌ كِبَارٌ، وَوَثَّقُوْهُ فِي الجُمْلَةِ، وَتَوَقَّفَ فِيْهِ آخَرُوْنَ قَلِيْلاً وَمَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَداً تَرَكَهُ.

شَرِيْكٌ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قال: ما يُرغبني فِي الحَيَاةِ إِلاَّ خَصْلَتَانِ: الصَّادِقَةُ وَالوَهْطَةُ, فَأَمَّا الصَّادِقَةُ: فَصَحِيْفَةٌ كَتَبْتُهَا عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَّا الوَهْطَةُ: فَأَرْضٌ تَصَدَّقَ بِهَا عَمْرُو بنُ العَاصِ، كَانَ يَقُوْمُ عَلَيْهَا. أَيُّوْبُ بنُ سُوَيْدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ قُرَشِيّاً أَفْضَلَ -وَفِي لَفْظٍ: مَا أَدْرَكْتُ قُرَشِيّاً أَكْمَلَ- مِنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعَ شُعَيْبٌ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَسَمِعَ مِنْهُ: ابْنُهُ عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ. وَرَوَى الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ رَاهُوَيْه، قَالَ: إِذَا كَانَ الرَّاوِي عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ جده ثِقَةً، فَهُوَ كَأَيُّوْبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَقَالَ العِجْلِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ مَرَّةً: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ: ثِقَةٌ. رَوَى عَنْهُ الَّذِيْنَ نَظَرُوا فِي الرِّجَالِ مِثْلَ أَيُّوْبَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَالحَكَمِ, وَاحْتَجَّ أَصْحَابُنَا بِحَدِيْثِهِ، وَسَمِعَ أَبُوْهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو, وَابْنِ عُمَرَ, وَابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ [النَّيْسَابُوْرِيُّ] : صَحَّ سَمَاعُ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَصَحَّ سَمَاعُ شُعَيْبٍ مِنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لِعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ ثَلاَثَةُ أَجْدَادٍ: الأَدْنَى مِنْهُم: مُحَمَّدٌ, وَالأَوْسَطُ: عَبْدُ اللهِ, وَالأَعْلَى: عَمْرٌو, وَقَدْ سَمِعَ شُعَيْبٌ مِنَ الأَدْنَى مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدٌ تَابِعِيٌّ، وَسَمِعَ جَدَّهَ عَبْدَ اللهِ, فَإِذَا بَيَّنَهُ وَكَشَفَ, فَهُوَ صَحِيْحٌ حِيْنَئِذٍ. قَالَ: وَلَمْ يَتْرُكْ حَدِيْثَهُ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ جده عمرو بن العاص. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَيْضاً: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ النَّقَّاشَ يَقُوْلُ: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ: لَيْسَ مِنَ التَّابِعِيْنَ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: عِشْرُوْنَ مِنَ التَّابِعِيْنَ. قُلْتُ: فَسَكَتَ الدَّارَقُطْنِيُّ، بَلْ عَمْرٌو تَابِعِيٌّ, قَدْ سَمِعَ مِنْ رَبِيْبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ, وَمِنَ الرُّبَيِّعِ، وَلَهُمَا صُحْبَةٌ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى عَنْهُ أَئِمَّةُ النَّاسِ وَثِقَاتُهُم، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الضُّعَفَاءِ، إِلاَّ أَنَّ أَحَادِيْثَهُ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ مَعَ احْتِمَالِهِم إِيَّاهُ، لَمْ يُدْخِلُوْهَا فِي صِحَاحِ مَا خَرَّجُوا، وَقَالُوا: هِيَ صحيفة.

قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، وَشَبَابٌ: مَاتَ عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. زَادَ ابْنُ بُكَيْرٍ: بِالطَّائِفِ. قُلْتُ: الضُّعَفَاءُ الرَّاوُوْنَ عَنْهُ مِثْلُ: المُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ, وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ العَرْزَمِيِّ, وَحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ, وَإِسْحَاقَ بنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَالضَّحَّاكِ بنِ حَمْزَةَ، وَنَحْوِهِم فَإِذَا انْفَرَدَ هَذَا الضَّرْبُ عَنْهُ بِشَيْءٍ، ضَعُفَ نُخَاعُهُ, وَلَمْ يُحْتَجَّ بِهِ، بَلْ وَإِذَا رَوَى عَنْهُ رَجُلٌ مُخْتَلَفٌ فِيْهِ كَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَهِشَامِ بنِ سَعْدٍ, وَابْنِ إِسْحَاقَ فَفِي النَّفْسِ مِنْهُ، وَالأَوْلَى أَنْ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ بِخِلاَفِ رِوَايَةِ حُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، وَسُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى الفَقِيْه وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، فَالأَوْلَى أَنْ يُحْتَجَّ بِذَلِكَ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّفْظُ شَاذّاً وَلاَ مُنْكَراً فَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ إِمَامُ الجَمَاعَةِ: لَهُ أَشْيَاءُ مَنَاكِيْرُ. قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى زينب بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ فَحَدَّثَتْهُ: أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَبِيْبٌ المُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَحْضُرُ الجُمُعَةَ ثَلاَثَةٌ وَاعٍ دَاعٍ أَوْ لاَغٍ أَوْ مُنْصِتٌ" 1. قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، وَمَكْحُوْلٌ جَالِسٌ. قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ, سَمِعَ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ لِلَّيْثِ بنِ أَبِي سليم: شد يدك بما سمعت من طاوس وَمُجَاهِدٍ، وَإِيَّاكَ وَجَوَالِيْقَ وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ, وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، فَإِنَّهُمَا صَاحِبَا كُتُبٍ يَعْنِي: يَرْوِيَانِ عَنِ الصُّحُفِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا كَامِلُ بنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ, حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ بِنُسْخَةٍ طَوِيْلَةٍ, وَابْنُ لَهِيْعَةَ نَبْرَأُ مِنْ عُهْدَتِهِ. قَالَ: فَمِنْهَا: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن الله زادكم صلاة, فحافظوا عليها، وهي الوتر" 2.

_ 1 حسن: أخرجه أبو داود "1113" من طريق يزيد، عن حبيب المعلم، به. بلفظ: "يحضر الجمعة ثلاثة نفر: رجل حضرها بلغو وهو حظه منها، ورجل حضرها يدعو، فهو رجل دعا الله -عز وجل: إن شاء أعطاه، وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحدا، فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها" وزيادة ثلاثة أيام، وذلك بأن الله -عز وجل- يقول: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160] . 2 حسن لغيره: أخرجه أحمد "2/ 180" من طريق حجاج، عن عمرو بن شعيب، به. قلت إسناده ضعيف، آفته حجاج، وهو ابن أرطأة، ضعيف لسوء حفظه، وأخرجه الدارقطني "2/ 31" من طريق محمد بن عبيد الله العزرمي، عن عمرو بن شعيب، به. قلت: إسناده واه، العرزمي هذا متروك، وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" "2/ 73" من طريق ابن لهيعة حدثنا عمرو بن شعيب، به. وفي الباب عن معاد بن جبل: عند أحمد "5/ 242"، وفي إسناده عبيد الله بن زحر، وهو ضعيف وعن بريدة بن الحصيب: عند أحمد "5/ 357" بلفظ: "الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا" وفي إسناده أبو المنيب عبيد الله العتكي، ضعيف، أجمعوا على ضعفه، وعن أبي بصرة الغفاري: عند أحمد "6/ 7" وإسناده صحيح.

وَمِنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنِ اسْتُوْدِعَ وَدِيْعَةً, فَلاَ ضَمَانَ عَلَيْهِ" 1. وَمِنْهَا: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ أَتَتَا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي أَيْدِيْهِمَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: "أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا اللهُ بِسِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ "؟ قَالَتَا: لاَ. قَالَ: "فَأَدِّيَا زَكَاتَهُ" 2. وَمِنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ صَلَّى مَكْتُوْبَةً فَلْيَقْرَأْ بِأُمِّ القُرْآنِ وقرآن معها"3.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه ابن ماجه "2401"، من طريق أيوب بن سويد، عَنِ المُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جده، به مرفوعا ولفظه: "من أودع وديعة، فلا ضمان عليه". قلت: إسناده ضعيف، آفته المثنى بن الصباح، والراوي عنه ضعيفان، وأخرجه الدارقطني "3/ 41"، والبيهقي "6/ 289" من طريق يزيد بن عبد الملك، عن محمد بن عبد الرحمن الجمحي، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جده، به مرفوعا بلفظه: "لا ضمان على مؤتمن". قلت: إسناده ضعيف، يزيد بن عبد الملك، ضعيف، ومحمد بن عبد الرحمن الجمحي، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة وأخرجه الدارقطني "3/ 41" من طريق عمرو بن عبد الجبار، عن عبيد بن حسان، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده مرفوعا بلفظ: "ليس على مؤتمن ضمان". قلت: إسناده ضعيف، عمرو بن عبد الجبار، وعبيدة ضعيفان. 2 حسن: أخرجه عبد الرزاق "7065"، من طريق المثنى بن الصباح، وأبو داود "1563"، والنسائي "5/ 38" من طريق حسين المعلم، والترمذي "637"، من طريق ابن لهيعة ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، به. 3 ضعيف: أخرجه عبد الرزاق "2/ 2787" عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته المثنى بن الصباح فإنه ضعيف. لكن قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب". =

ومنها: أنه -عليه السلام- قَالَ: "مَنْ أَعْهَرَ بِحُرَّةٍ أَوْ أَمَةِ قَوْمٍ، فولدت، فالولد ولد زنى لا يرث ولايورث" 1. وَمِنْهَا: "لاَ تَمْشُوا فِي المَسَاجِدِ وَعَلَيْكُم بِالقَمِيْصِ وَتَحْتَهُ الإِزَارُ"2. وَمِنْهَا: "العِرَافَةُ: أَوَّلُهَا مَلاَمَةٌ, وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ، وَآخِرُهَا عَذَابٌ يَوْمَ القِيَامَةِ"3. وَمِنْ أَفْرَادِ عَمْرٍو: حَدِيْثُ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيْبٍ وَدَاوُدَ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ: عَنْ جَدِّهِ، مَرْفُوْعاً: "لاَ يَجُوْزُ لامْرَأَةٍ أَمْرٌ في مالها إذا ملك زوجها عصمتها" 4.

_ = أخرجه الشافعي في "مسنده" "1/ 75"، والحميدي "386"، وأحمد "5/ 314"، والبخاري "756" ومسلم "394"، وأبو داود "822"، والنسائي، "2/ 137"، وابن ماجه "837"، والدارقطني "1/ 321"، وابن الجارود "185"، وأبو عوانة "2/ 124"، والبيهقي في "السنن" "2/ 38 و 164" والبغوي في "شرح السنة" "576" من طرق عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، به مرفوعا. 1 حسن لغيره: أخرجه الترمذي "2113" من طريق ابن لهيعة، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جده، به. قلت: إسناده ضعيف، ابن لهيعة، ضعيف لسوء حفظه، وأخرجه أبو داود "2265"، والبيهقي "6/ 260"، من طريق سليمان بن موسى، عن عمرو بن شعيب، به. نحوه. وإسناده ضعيف، سليمان بن موسى، لين كما قال الحافظ في "التقريب". 2 ضعيف: أخرجه الطبراني في "الأوسط" "7380"، وفيه مجاهيل. 3 ضعيف: أخرجه الطيالسي "2526" ومن طريقه البيهقي "10/ 97" حدثنا هشام، حدثنا عباد بن أبي علي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: العرافة أولها ملامة.." فذكره موقوفًا عليه. قلت: إسناده ضعيف، آفته عباد بن أبي على البصري، مجهول. لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول. والعرافة: هي الإمارة. لكن قد صح عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي. ثم قال: "يا أبا ذر إنك ضعيف. وإنها أمانة. وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" أخرجه مسلم "1825"، وأحمد "5/ 173" من حديث أبي ذر به. 4 حسن: أخرجه أبو داود "3546" حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن داود بن أبي هند وحبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، به.

وَحَدِيْثُ: "مَنْ زَوَّجَ فَتَاتَهُ، فَلاَ يُنظرن إِلَى مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالرُّكْبَةِ". رَوَاهُ: سَوَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ, عَنْهُ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوْعاً1. فأما:

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "2/ 187"، والدارقطني "1/ 230- 231"، والبيهقي "2/ 229"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "2/ 278" من طريق عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا سوار أبو حمزة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع، وإذا أنكح أحدكم عبده أو أجيره، فلا ينظرن إلى شيء من عورته، فإن ما أسفل من سرته إلى ركبتيه من عورته". قلت: إسناده حسن، سوار أبو حمزة، هو سوار بن داود الصيرفي، وثقه ابن معين، وقال أحمد في "الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1176": لا بأس به. وقال ابن أبي حاتم: وهم وكيع في اسمه فقال: داود بن سوار، وأخرجه أبو داود "496"، وأبو نعيم في "الحلية" "10/ 26"، والبغوي "500" من طريق وكيع والدارقطني "1/ 230"، ومن طريقه البيهقي في "السنن" "2/ 229" من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن سوار أبي حمزة، به.

شعيب

677- شُعَيْبٌ 1: "4" فَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْساً. وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ"، وَقَالَ: رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَأَبِيْهِ مُحَمَّدٍ، وَمُعَاوِيَةَ. قُلْتُ: مَعَ أَنَّ رِوَايَتَهُ عَنْ أَبِيْهِ مُحَمَّدٍ فِي "سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ" وَ "النَّسَائَيِّ" وَ "التِّرْمِذِيِّ" وَالمَتْنُ هُوَ "لاَ يَحِلُّ سَلَفٌ وَبَيْعٌ" 2. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ؛ عَمْرٌو وَعُمَرُ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، فَنَسَبَهَ إِلَى جَدِّهِ، فَقَالَ: شُعَيْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ أَيْضاً: عُثْمَانُ بنُ حَكِيْمٍ, وَعَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ. وَقَدْ ذَكَرَ البُخَارِيُّ, وَأَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ: أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ، وَمِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ. وَلَمْ نَعْلَمْ مَتَى تُوُفِّيَ، فَلَعَلَّهُ مَاتَ بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ، فِي دَوْلَةِ عبد الملك.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 243"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2562"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1539"، الكاشف "2/ ترجمة 2316"، تاريخ الإسلام "39/ 255"، تهذيب التهذيب "4/ 356"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2967". 2 حسن: أخرجه الطيالسي "2257"، والنسائي "7/ 295"، والحاكم "2/ 16- 17" والدارقطني "3/ 74- 75"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "4/ 46" من طرق عن أيوب عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا يحل سلف وبيع، ولا شرطان في بيع". قلت: إسناده حسن، عن عمرو بن شعيب مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاص، وأبوه شعيب كلاهما صدوق، وأيوب، هو ابن أبي تميمة السختياني، ثقة ثبت، من كبار الفقهاء العباد، من الطبقة الخامسة، روى له الجماعة، وأخرجه أحمد "2/ 178- 179"، وأبو داود "3504"، والترمذي "1234"، والنسائي "7/ 288 و 295"، وابن الجارود "601" من طرق عن إسماعيل بن علية، حدثنا أيوب، حدثنا عمرو بن شعيب، قال: حدثني أبي، عن أبيه حتى ذكر عبد الله بن عمر، فذكره. قلت: ادخلوا محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، بين شعيب بن محمد، وعبد الله بن عمرو بن العاص.

وأما أبو شعيب محمد بن عبد الله بن عمرو

وَأَمَّا أَبُو شُعَيْبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن عمرو: 678- وَأَمَّا أَبُو شُعَيْبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن عمرو 1: "د، ت، س" السهمي، فَذَكَرَهُ ابْنُ يُوْنُسَ فِي "تَارِيْخِهِ", وَقَالَ: رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ, رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ شُعَيْبٌ, وَحَكَمُ بنُ الحَارِثِ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: أُمُّهُ هِيَ بِنْتُ مَحْمِيَةَ بنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الوَلِيْدِ الأَزْرَقِيُّ: حَدَّثَنَا عبد المجيد بن أبي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ, وَالمُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، قال: طَاف مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو مَعَ أَبِيْهِ فَلَمَّا كَانَ فِي السَّابِعِ، أَخَذَ بِيَدِهِ إِلَى دُبُرِ الكَعْبَةِ ... , الحَدِيْثَ. وَمُحَمَّدٌ نَزْرُ الرِّوَايَةِ، قَدْ ذَكَرْنَا لَهُ حَدِيْثَ: "لاَ يَحِلُّ سَلَفٌ وَبَيْعٌ"2. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خُرَّزَاذَ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بنُ بَكَّارٍ، عَنْ وُهَيْبٍ عَنِ ابْنِ طَاوُوْسٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِيْهِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ -قَالَ مَرَّةً: عَنْ أَبِيْهِ، وَقَالَ مَرَّةً: عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُوْمِ الحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ، وَعَنِ الجَلاَّلَةِ"3. هَكَذَا يَرْوِيْهِ أَبُو عَلِيٍّ الأَسْيُوْطِيُّ، عَنِ النَّسَائِيِّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ ابْنِ حَيُّوْيَه، عَنِ النَّسَائِيِّ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ؛ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَهُوَ وَهْمٌ. وَأَمَّا أَبُو دَاوُدَ فَرَوَاهُ عَنْ: سَهْلِ بنِ بَكَّارٍ بِإِسْنَادِهِ، فَقَالَ: عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جده كباقي أحاديثه.

_ 1 ترجمته في الكاشف "3/ ترجمة 5037"، ميزان الاعتدال "3/ 593"، تهذيب التهذيب "9/ 226"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6384". 2 حسن: راجع تخريجنا قبل السابق بتعليق رقم "513". 3 حسن: أخرجه النسائي "7/ 239- 240"، وأبو داود "3811".

فَهَذَا كُلُّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِهِ مِنْ أَنَّ لِمُحَمَّدٍ رِوَايَةً. وَالظَّاهِرُ مَوْتُهُ فِي حَيَاةِ أَبِيْهِ -وَاللهُ أَعْلَمُ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي شَرِيْكٍ, أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ الجَرَّاحِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائة، قرىء عَلَى أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ -وَأَنَا أَسْمَعُ- قِيْلَ لَهُ: حَدَّثَكُم عَمْرُو بنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ, حَدَّثَنَا سفيان، حدثنا عمرو ابن دِيْنَارٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَلاَةُ القَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاَةِ القَائِمِ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ، مَحْفُوْظُ المَتْنِ. وَقَدْ جَمَعَ الحَافِظُ الضِّيَاءُ فِي كِتَابِ "المُخْتَارَةِ" لَهُ نُسْخَةً لِعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ. وَآلُ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ -إِلَى اليَوْمِ- لَهُم بَقِيَّةٌ بِالطَّائِفِ، يَتَوَارَثُوْنَ الوَهْطَ؛ وَهُوَ بُسْتَانٌ كَبِيْرٌ إِلَى الغَايَةِ لِجَمَاعَةٍ كَبِيْرَةٍ هُوَ مَعَاشُهُم. وَالطَّائِفُ: وَادٍ طَيِّبٌ كَثِيْرُ الفَوَاكِهِ، وَالأَعْنَابِ، وَالمِيَاهِ البَارِدَةِ، وَيَتَجَلَّدُ فِيْهِ المَاءُ فِي البَرْدِ أَخْبَرَنِي صَدُوْقٌ عَايَنَ الجَلِيْدَ بِهَا، وَلَهُم جَامِعٌ كَبِيْرٌ، وَهُوَ مَسِيْرَةُ أَرْجَحَ مِنْ يَوْمٍ عَنْ مَكَّةَ، وَخَيْرَاتُ الطَّائِفِ تُجْلَبُ إِلَى مكة وغيرها.

_ 1 صحيح: هذا إسناد حسن، وأخرجه مسلم "735"، وأبو داود "950"، والنسائي "3/ 223"، من طريق منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو قال حدثت أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "صلاة الرجل قاعدا نصف الصلاة" قال فأتيته فوجدته يصلي جالسا، فوضعت يدي على رأسه. فقال: مالك يا عبد الله بن عمرو؟ قلت: حدثت يا رسول الله أنك قلت: "صلاة الرجل قاعدا على نصف الصلاة" وأنت تصلي قاعدا. قال: "أجل ولكني لست كأحد منكم".

المنهال

679- المنهال 1: "خ، 4" ابن عمرو، أبو عمرو الأسدي مولاهم الكُوْفِيُّ. يَرْوِي عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَزِرِّ بنِ حُبَيْشٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ. رَوَى عَنْهُ: حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَمَنْصُوْرٌ, وَشُعْبَةُ, وَالمَسْعُوْدِيُّ، وَسَوَّارُ بنُ مُصْعَبٍ، وَطَائِفَةٌ كَبِيْرَةٌ. وَقِيْلَ: إِنَّ سَوَّاراً إِنَّمَا رَوَى عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْهُ, ثُمَّ إِنَّ شُعْبَةَ تَرَكَ الرِّوَايَةَ عَنْهُ لِكَوْنِهِ سَمِعَ آلَةَ الطَّرَبِ مِنْ بَيْتِهِ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. قُلْتُ: حَدِيْثُهُ فِي شَأْنِ القَبْرِ بِطُوْلِهِ فِيْهِ نَكَارَةٌ وَغَرَابَةٌ، يَرْوِيْهِ عَنْ زَاذَانَ, عَنِ البَرَاءِ. وَقَدْ تَلاَ عَلَى: سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ. قَرَأَ عَلَيْهِ: ابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ: سَنَةَ بضع عشرة ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 1963"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوى "1/ 527 و 535" و "2/ 657 و 680"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1634"، الكاشف ""3/ ترجمة رقم 5752"، تاريخ الإسلام "5/ 7"، ميزان الاعتدال "4/ 192"، تهذيب التهذيب "10/ 319"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7223".

سليم بن عامر

680- سليم بن عامر 1: "م، 4" الكلاعي الخبائري الحِمْصِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَتَمِيْمٍ الدَّارِيِّ، وَالمِقْدَادِ بنِ الأَسْوَدِ، وَعَوْفِ بنِ مَالِكٍ, وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَمْرِو بنِ عَبَسَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَيَجُوْزُ أَنَّ رِوَايَتَهُ عَنِ المِقْدَادِ وَنَحْوِهِ مُرْسَلَةٌ، وَأَنَّهُ مَا شَافَهَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيُّ، وَحَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وَعُفَيْرُ بنُ مَعْدَانَ وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، وَآخَرُوْنَ وَعُمِّرَ دَهْراً. وَكَانَ يَقُوْلُ: اسْتَقْبَلْتُ الإِسْلاَمَ مِنْ أَوَّلِهِ؛ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ. رَوَى شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بنَ عَامِرٍ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: سُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ الكَلاَعِيُّ زَعَمَ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِم كِتَابَ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وقال أبو القاسم بن عساكر: شهد فتح القادسية. قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الحِمْصِيُّ: عَاشَ سُلَيْمٌ بَعْدَ سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَةٍ، قُلْتُ: جَاوَزَ المائَةَ بِسَنَتَيْنِ، فَأَمَّا قَوْلُ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ، وَخَلِيْفَةَ بنِ خَيَّاطٍ: أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ فَهُوَ بَعِيْدٌ، مَا أَعْتَقِدُ أَنَّهُ بَقِيَ إِلَى هَذَا الوَقْتِ, وَلَوْ عَاشَ إِلَى هَذَا الوَقْتِ، لَسَمِعَ مِنْهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عياش وأقرانه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 464"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2190"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 909"، أسد الغابة "2/ 348"، تاريخ الإسلام "4/ 255"، الكاشف "1/ ترجمة 2094"، تهذيب التهذيب "4/ 166"، الإصابة "2/ ترجمة 3795"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2665"، شذرات الذهب "1/ 140".

محمد بن يحيى

681- محمد بن يحيى 1: "ع" ابن حبان بن مُنْقِذِ بنِ عَمْرٍو، الإِمَامُ الفَقِيْهُ الحُجَّةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، النَّجَّارِيُّ, المَازِنِيُّ, المَدَنِيُّ حَفِيْدُ الصَّحَابِيِّ الَّذِي كَانَ يُخدع فِي البُيُوْعِ، وَيَقُوْلُ: "لاَ خِلاَبَةَ"2. مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ, وَرَافِعِ بنِ خَدِيْجٍ، وأنس بن مالك, وعبد الله بن مُحَيْرِيْزٍ، وَعَمْرِو بنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، وَعَمِّهِ وَاسِعِ بنِ حَبَّانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَجْلاَنَ، وَعَمْرُو بنُ يَحْيَى المَازِنِيُّ، وَمَالِكٌ وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَاللَّيْثُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَهُوَ إِمَامٌ مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ لِلْفَتْوَى، وَكَانَ ثِقَةً, كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، عَاشَ أَرْبَعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: أَرَّخَ جَمَاعَةٌ مَوْتَهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ، وَهُوَ مِنْ أعيان مشيخة مالك رحمه الله.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ 848"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 263 و 389" و "2/ 362" و "3/ 6"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 549"، الكاشف "3/ ترجمة 5293"، تاريخ الإسلام "5/ 162"، تهذيب التهذيب "9/ 507"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6735". 2 الخلابة: الخداع. وقد ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رجلًا ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم أنه يُخدع في البيوع، فقال: "إذا بايعت فقل لا خلابة" أخرجه مالك "2/ 685". والبخاري "2117" و "4964"، وأبو داود "3500"، والنسائي "7/ 252"، والبغوي "2052" كلهم من طريق مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ عبد الله بن عمر، به.

ابن موهب

682- ابن موهب 1: "خَ، م، ت، س، ق" الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَوْهَبٍ التَّيْمِيُّ، المَدَنِيُّ, الأَعْرَجُ. سَكَنَ العِرَاقَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ, وَجَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو حَنِيْفَةَ، وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ, وَإِسْرَائِيْلُ، وَشَيْبَانُ, وَأَبُو عَوَانَةَ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ: ابْنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ: بَعْدَ سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَدْ وَهِمَ ابْنُ سَعْدٍ، فَقَالَ: مَا لاَ يَسُوْغُ وَهُوَ: مَاتَ فِي خِلاَفَةِ المَهْدِيِّ، سَنَةَ ستين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2256"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 89". و 160"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 854"، الكاشف "2/ ترجمة 3769"، / تاريخ الإسلام "6/ 248"، تهذيب التهذيب "7/ 132"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4758".

عدي بن ثابت

683- عدي بن ثابت 1: "ع" الإِمَامُ، الحَافِظُ، الوَاعِظُ الأَنْصَارِيُّ, الكُوْفِيُّ، سِبْطُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ الخَطْمِيِّ. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَنِ: البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ, وَسُلَيْمَانَ بنِ صُرَدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى, وَعَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ الخَطْمِيِّ، وَزِرِّ بنِ حُبَيْشٍ وَزَيْدِ بنِ وَهْبٍ, وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ, وَيَزِيْدَ بنِ البَرَاءِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ، وَيَحْيَى بنُ سعيد الأنصاري, وأبان ابن تَغْلِبَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ, وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ, وَأَشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ، وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ, وَأَبُو اليَقْظَانِ عُثْمَانُ بنُ عُمَيْرٍ، وَفُضَيْلُ ابن مَرْزُوْقٍ، وَمِسْعَرٌ وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وَشُعْبَةُ وَالعَلاَءُ بنُ صَالِحٍ وَخَلْقٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَالعِجْلِيُّ، ثِقَةٌ، وَتَبِعَهُمَا النَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ, كَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ الشِّيْعَةِ, وَقَاصَّهُم. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: عُبَيْدُ بنُ عَازِبٍ أَخُو البَرَاءِ هُوَ جَدُّ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، رَوَى فِي الوُضُوْءِ وَالحَيْضِ، شَهِدَ عُبَيْدٌ وَالبَرَاءُ مَعَ عَلِيٍّ مَشَاهِدَهُ كُلَّهَا. وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ عَدِيُّ بنُ أَبَانَ بنِ ثَابِتِ بنِ قَيْسِ بنِ الخَطِيْمِ الأَنْصَارِيُّ، الظَّفَرِيُّ, وَثَابِتٌ صحابي كبير. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ عَدِيٌّ فِي وِلاَيَةِ خَالِدٍ القَسْرِيِّ عَلَى العِرَاقِ. وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: سنة 116هـ، وَأَمَّا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، فَقَالَ: هُوَ عَدِيُّ بنُ ثَابِتِ بنِ دِيْنَارٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُحْسِنِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ, أَنْبَأَنَا مَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ "ح" وَأُنْبِئْتُ عَنْهُمَا, قَالاَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ, أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيُّ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرٍّ سَمِعْتُ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُوْلُ: "وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسْمَةَ، وَتَرَدَّى بِالعَظَمَةِ، إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ: "إِنَّهُ لاَ يُحِبُّكَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُكَ إِلاَّ مُنَافِقٌ" رَوَاهُ مُسْلِمٌ2 مِنْ طَرِيْقِ أَبِي مُعَاوِيَةَ، ووكيع عن الأعمش.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 308"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 196"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 5"، الكاشف "2/ ترجمة 3813"، ميزان الاعتدال "3/ 61"، تاريخ الإسلام "4/ 277"، تهذيب التهذيب "7/ 165"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4809". 2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 84 و 95 و 128"، وفي "فضائل الصحابة" "948" و "961" والحميدي "58"، مسلم "78"، والترمذي "3736"، والنسائي "8/ 115- 116"، وفي "فضائل الصحابة" "50"، وفي "خصائص علي" "100" و "101" و "102"، وابن ماجه "114"، وأبو يعلى "391"، وابن منده في "الإيمان" "261"، والبغوي "3908" و "3909" من طرق عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرٍّ بن حُبيش، عن علي بن أبي طالب، به.

الجر اح

684- الجراح 1: مُقَدَّمُ الجُيُوْشِ، فَارِسُ الكَتَائِبِ، أَبُو عُقْبَةَ الجَرَّاحُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَكَمِيُّ. وَلِيَ البَصْرَةَ مِنْ جِهَةِ الحَجَّاجِ، ثُمَّ وَلِيَ خُرَاسَانَ وَسِجِسْتَانَ لِعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَكَانَ بَطَلاً، شُجَاعاً, مَهِيْباً طُوَالاً, عَابِداً، قَارِئاً, كَبِيْرَ القَدْرِ. رَوَى عَنِ: ابْنِ سِيْرِيْنَ. وَعَنْهُ: صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو, وَيَحْيَى بن عطية، وربيعة بن فضالة. رَوَى أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ حَكَمٍ، قَالَ: قَالَ الجَرَّاحُ الحَكَمِيُّ: تَرَكْتُ الذُّنُوْبَ حَيَاءً أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، ثُمَّ أَدْرَكَنِي الوَرَعُ. قَالَ شَبَابٌ: هُوَ دِمَشْقِيٌّ, نَزَلَ البَصْرَةَ وَالكُوْفَةَ، وَكَانَ مِنَ القُرَّاءِ. قَالَ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: كَانَ إِذَا مَرَّ فِي جَامِعِ دِمَشْقَ، يُمِيْلُ رَأْسَهُ عَنِ القَنَادِيْلِ مِنْ طُوْلِهِ. وَقَالَ مُجَالِدٌ: وَلِيَ يَزِيْدُ بنُ المُهَلَّبِ العِرَاقَ، فَلَمَّا سَارَ إِلَى خُرَاسَانَ، اسْتَخْلَفَ الجَرَّاحَ عَلَى العِرَاقِ. وَعَنِ الحَسَنِ الزُّرقي، قَالَ: كَانَ الجَرَّاحُ بنُ عَبْدِ اللهِ عَلَى خُرَاسَانَ كُلِّهَا؛ حَرْبِهَا وَصِلاَتِهَا، وَمَالِهَا. قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَةٍ غَزَا الجَرَّاحُ بِلاَدَ التُّرْكِ، وَرَجَعَ فَأَدْرَكَتْهُ التُّرْكُ، فَقُتِلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ. وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ الحِمْيَرِيُّ: كَانَ الجَرَّاحُ عَلَى أَرْمِيْنِيَةَ، وَكَانَ رَجُلاً صَالِحاً، فَقَتَلَتْهُ الخَزَرُ، فَفَزِعَ النَّاسُ لِقَتْلِهِ فِي البُلْدَانِ. قَالَ سُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ: دَخَلْتُ عَلَى الجَرَّاحِ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَرَفَعَ الأُمَرَاءُ أَيْدِيَهُم، فَمَكَثَ طَوِيْلاً، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَبَا يَحْيَى، هَلْ تَدْرِي مَا كُنَّا فِيْهِ؟ قُلْتُ: لاَ، وَجَدْتُكُم فِي رَغْبَةٍ، فَرَفَعْتُ يَدِي مَعَكُم. قَالَ: سَأَلْنَا اللهَ الشهادة، فوالله بَقِيَ مِنْهُم أَحَدٌ فِي تِلْكَ الغَزَاةِ حَتَّى اسْتُشْهِدَ. قَالَ خَلِيْفَةُ: زَحَفَ الجَرَّاحُ مِنْ بَرْذَعَةَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ إِلَى ابْنِ خَاقَانَ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالاً شَدِيْداً، فَقُتِلَ الجَرَّاحُ فِي رَمَضَانَ، وَغَلَبَتِ الخَزَرُ عَلَى أَذْرَبِيْجَانَ، وَبَلَغُوا إِلَى قَرِيْبٍ مِنَ المَوْصِلِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ البَلاَءُ بِمَقْتَلِ الجَرَّاحِ عَلَى المُسْلِمِيْنَ عَظِيْماً، بَكَوْا عَلَيْهِ فِي كُلِّ جند.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 2173"، تاريخ الإسلام "4/ 237- 238"، العبر "1/ 137"، شذرات الذهب "1/ 144".

طلحة بن مصرف

685- طلحة بن مصرف 1: "ع" ابن عمر بن كَعْبٍ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُقْرِئُ، المُجَوِّدُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو مُحَمَّدٍ اليَامِيُّ، الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ. تَلاَ عَلَى يَحْيَى بنِ وَثَّابٍ، وَغَيْرِهِ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى، وَمُرَّةَ الطَّيِّبِ، وَزَيْدِ بنِ وَهْبٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَخَيْثَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَذَرٍّ الهَمْدَانِيِّ، وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، وَمَنْصُوْرٌ، وَالأَعْمَشُ، وَمَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ، وَشُعْبَةُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: أُخْبِرْتُ أَنَّ طَلْحَةَ بنَ مُصَرِّفٍ شُهِرَ بِالقِرَاءةِ، فَقَرَأَ عَلَى الأَعْمَشِ لِيَنْسَلِخَ ذَلِكَ الاسْمُ عَنْهُ، فَسَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ: كَانَ يَأْتِي، فَيَجْلِسُ عَلَى البَابِ حَتَّى أَخْرُجَ، فَيَقْرَأُ، فَمَا ظَنُّكُم بِرَجُلٍ لاَ يُخْطِئُ وَلاَ يَلْحَنُ. وَقَالَ مُوْسَى الجُهَنِيُّ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بنَ مُصَرِّفٍ يَقُوْلُ: قَدْ أَكْثَرْتُمْ عَلَيَّ فِي عُثْمَانَ، وَيَأْبَى قَلْبِي إِلاَّ أَنْ يُحِبَّهُ. وَعَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبْجَرَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ طَلْحَةَ بنَ مُصَرِّفٍ فِي مَلأٍ إِلاَّ رأيت له الفضل عليهم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 308"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 3080"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 2080 و 2082"، حلية الأولياء "5/ 14"، "الكاشف "2/ ترجمة 2500"، تاريخ الإسلام "4/ 260"، تهذيب التهذيب "5/ 25"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3202"، شذرات الذهب "1/ 145".

وَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَمْرٍو: قَالَ لِي طَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ: لَوْلاَ أَنِّي عَلَى وُضُوْءٍ، لأَخْبَرْتُكَ بِمَا تَقُوْلُ الرَّافِضَّةُ. قَالَ فُضَيْلُ بنُ غَزْوَانَ: قيل لطلحة بن مصرف: لو ابتلت طَعَاماً، رَبِحْتَ فِيْهِ. قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَعْلَمَ اللهُ مِنْ قَلْبِي غِلاًّ عَلَى المُسْلِمِيْنَ. وَقَالَ فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ: بَلَغَنِي عَنْ طَلْحَةَ أَنَّهُ ضَحِكَ يَوْماً، فَوَثَبَ عَلَى نَفْسِهِ، وَقَالَ: وَلِمَ تَضْحَكُ؟ إِنَّمَا يَضْحَكُ مَنْ قَطَعَ الأَهْوَالَ، وَجَازَ الصِّرَاطَ. ثُمَّ قَالَ: آلَيْتُ أَنْ لاَ أَفْتَرَّ ضَاحِكاً حَتَّى أَعْلَمَ بِمَ تَقَعُ الوَاقِعَةُ. فَمَا رُئِيَ ضَاحِكاً حَتَّى صَارَ إِلَى اللهِ. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بنَ مُصَرِّفٍ يَقُوْلُ: شَهِدْتُ الجَمَاجِمَ1، فَمَا رُمِيْتُ، وَلاَ طُعِنْتُ، وَلاَ ضُرِبْتُ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ هَذِهِ سَقَطَتْ هَا هُنَا وَلَمْ أَكُنْ شَهِدْتُهَا. قَالَ لَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ: حَدَّثْتُ طَلْحَةَ بنَ مصرف في مرضه: أن طاوسا كَرِهَ الأَنِيْنَ، فَمَا سُمِعَ طَلْحَةُ يَئِنُّ حَتَّى مَاتَ. وَقَالَ شُعْبَةُ: كُنَّا فِي جَنَازَةِ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو مَعْشَرٍ، وَقَالَ: ما خلَّف مثله. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ طَلْحَةُ يُحَرِّمُ النَّبِيْذَ. قُلْتُ: وَكَانَ يُحِبُّ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَهَاتَانِ خَصْلَتَانِ عَزِيْزَتَانِ فِي الرَّجُلِ الكُوْفِيِّ. تُوُفِّيَ طَلْحَةُ فِي آخِرِ سَنَةِ اثنتي عشرة ومائة.

_ 1 أي موضع الواقعة التي كانت بين عبد الرحمن بن الأشعث والحجاج، وكانت الغلبة فيها للحجاج وكانت هذه الواقعة سنة 82 أو 83هـ قرب الكوفة.

أبو الزاهرية

686- أبو الزاهرية 1: "م، د، س، ق" حدير بن كريب الحمصي إِمَامٌ مَشْهُوْرٌ، مِنْ عُلَمَاءِ الشَّامِ. سَمِعَ: أَبَا أُمَامَةَ البَاهِلِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ، وَجُبَيْرَ بنَ نُفير، وَطَائِفَةً. وَأَرْسَلَ عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَسَعِيْدُ بنُ سِنَانٍ، وَأَحْوَصُ بنُ حَكِيْمٍ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى فِي "تَارِيْخِهِ": زَعَمُوا أَنَّهُ أَدْرَكَ أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَكَانَ أُمِّيّاً لاَ يَكْتُبُ. وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ. قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا شِهَابُ بنُ خِرَاشٍ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَغْفَيْتُ فِي صَخْرَةِ بَيْتِ المَقْدِسِ، فَجَاءتِ السَّدَنَةُ، فَأَغْلَقُوا عَلَيَّ البَابَ، فَمَا انْتَبَهْتُ إِلاَّ بِتَسْبِيْحِ المَلاَئِكَةِ، فَوَثَبْتُ مَذْعُوْراً، فَإِذَا المَكَانُ صُفُوْفٌ، فَدَخَلْتُ مَعَهُم فِي الصَّفِّ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ سَنَةَ مائَةٍ, وَقَالَ المَدَائِنِيُّ: فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَشَبَابٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 450"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 340"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 448" و "3/ 203"، الكنى للدولابي "1/ 183"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1313"، الحلية لأبي نعيم "6/ 100"، تاريخ الإسلام "5/ 193"، تهذيب التهذيب "2/ 218"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1709".

القاسم

678- القاسم 1: "4" ابن عبد الرحمن الإِمَامُ، مُحَدِّثُ دِمَشْقَ. أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ الأُمَوِيِّ، وَهُوَ القَاسِمُ بنُ أَبِي القَاسِمِ. يُرْسِلُ كَثِيْراً عَنْ: قُدَمَاءِ الصَّحَابَةِ؛ كَعَلِيٍّ، وَتَمِيْمٍ الدَّارِيِّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ. وَيَرْوِي عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفَضَالَةَ بنِ عُبَيْدٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ الحَارِثِ الذِّمَارِيُّ، وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وَخَلْقٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ مَوْلَى أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ أُمِّ حَبِيْبَةَ. وَقِيْلَ: مَوْلَى مُعَاوِيَةَ. لَهُ حَدِيْثٌ كَثِيْرٌ، وَفِي بَعْضِ حَدِيْثِ الشَّامِيِّيْنَ: أَنَّ القَاسِمَ أَدْرَكَ أَرْبَعِيْنَ بَدْرِيّاً. ذَكَرَ البُخَارِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيّاً، وَابْنَ مَسْعُوْدٍ، وَهَذَا مِنْ وَهْمِ البُخَارِيِّ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَرَوَى ابْنُ شَابُوْرٍ، عَنْ يَحْيَى الذِّمَارِيِّ: سَمِعْتُ القَاسِمَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: لَقِيْتُ مائَةً مِنَ الصَّحَابَةِ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 449- 250"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 712"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 375"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 649"، المجروحين لابن حبان "2/ 211"، الكاشف "2/ ترجمة 4587"، ميزان الاعتدال "3/ 373"، تهذيب التهذيب "8/ 322"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5785"ن شذرات الذهب "1/ 145".

وَرَوَى يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بنِ رويُم، عَنِ القَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ دِمَشْقَ. قُلْتُ: أَنْكَرَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ هَذَا، وَقَالَ: كَيْفَ يَكُوْنَ لَهُ هَذَا اللِّقَاءُ، وَهُوَ مَوْلَىً لِخَالِدِ بنِ يزيد. عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ أَبِي الرَّبِيْعِ، عَنِ القَاسِمِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ مُجْتَمِعِيْنَ عَلَى شَيْخٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: سَهْلُ ابْنُ الحَنْظَلِيَّةِ. قَالَ دُحَيْمٌ: كَانَ القَاسِمُ مَوْلَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، فَوُرِثَتْ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْضَلَ مِنَ القَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ كُنَّا بِالقُسْطَنْطِيْنِيَّةِ، وَكَانَ النَّاسُ يُرْزَقُوْنَ رَغِيْفَيْنِ رَغِيْفَيْنِ، فَكَانَ يَتَصَدَّقُ بِرَغِيْفٍ، وَيَصُوْمُ وَيُفْطِرُ عَلَى رَغِيْفٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: فِي حَدِيْثِ القَاسِمِ مَنَاكِيْرُ مِمَّا تَرْوِيْهِ الثِّقَاتُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مِنْهُم مَنْ يُضَعِّفُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدِيْثُ القَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: "الدِّبَاغُ طَهُوْرٌ" هَذَا مُنْكَرٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ أَيْضاً: رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بنُ يَزِيْدَ أَعَاجِيْبَ، وَمَا أُرَاهَا إِلاَّ مِنْ قِبَلِ القَاسِمِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الصَّحَابَةِ المُعْضِلاَتِ، وَكَانَ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَقِيَ أَرْبَعِيْنَ بَدْرِيّاً. وَقَالَ جَمَاعَةٌ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الجُوْزَجَانِيُّ: كَانَ خِيَاراً، فَاضِلاً، أَدْرَكَ أَرْبَعِيْنَ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: ثِقَةٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.

القاسم

688- القاسم 1: "ح، 4" ابن عبد الرحمن بنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الله بن مسعود الهذلي الإِمَامُ، المُجْتَهِدُ قَاضِي الكُوْفَةِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكُوْفِيُّ، عَمُّ القَاسِمِ بنِ مَعْنٍ الفَقِيْهِ. وُلِدَ فِي صَدْرِ خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَجَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، وَمَسْرُوْقٍ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، وَالمَسْعُوْدِيُّ، وَمِسْعَرُ بنُ كِدَامٍ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَمْ يَلْقَ ابْنَ عُمَرَ قَالَ الأَعْمَشُ: كُنْتُ أَجْلِسُ إِلَيْهِ وَهُوَ قَاضٍ. وَقَالَ مُحَارِبُ بنُ دِثَارٍ: صَحِبْنَاهُ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، فَفَضَلَنَا بِكَثْرَةِ الصَّلاَةِ وَطُوْلِ الصَّمْتِ وَالسَّخَاءِ. قُلْتُ: وَمَا كَانَ يَأْخُذُ عَلَى القَضَاءِ رِزْقاً، كَانَ فِي كِفَايَةٍ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قُلْتُ لِمِسْعَرٍ: مَنْ أَشَدُّ مَنْ رَأَيْتَ تَوَقِّياً لِلْحَدِيْثِ? قَالَ القَاسِمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ ابْنُ قَانِعٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 303"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 710"، الجرح والتعديل "7/ ترجمته 647"، الكاشف "2/ ترجمة 4586"، تاريخ الإسلام "6/ 269"، ميزان الاعتدال "3/ 374"، تهذيب التهذيب "8/ 321"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5784".

عمرو بن مرة

689- عمرو بن مُرة 1: "ع" ابن عبد الله بن طَارِقٍ بنِ الحَارِثِ بنِ سَلَمَةَ بنِ كَعْبِ بن وائل بن جمل ابن كِنَانَةَ بنِ نَاجِيَةَ بنِ مُرَادٍ، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الحافظ, أبو عبد الله المرادي ثم الجَمَلِيُّ، الكُوْفِيُّ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلاَمِ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى وَأَرْسَلَ عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ. وَرَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ, وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى, وَعَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيُّ، وَمُرَّةَ الطَّيِّبِ، وَخَيْثَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَهِلاَلِ بنِ يِسَافٍ, وَأَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ, وَيُوْسُفَ بنِ مَاهَكَ، وَأَبِي البَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَسَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ سَلِمَةَ, وَأَبِي الضُّحَى، وَمُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ, وَأَبِي بُرْدَةَ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ -وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ- وَالأَعْمَشُ، وَإِدْرِيْسُ بنُ يَزِيْدَ، وَالعَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ، وَمَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ, وَأَبُو خَالِدٍ الدَّالاَنِيُّ، وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وَشُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ, وَمِسْعَرٌ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوُ مائَتَيْ حَدِيْثٍ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ الرَّازِيُّ: سُئِلَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَنْهُ، فَزَكَّاهُ وَرَوَى الكَوْسَجُ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ ثِقَةٌ يَرَى الإِرْجَاءَ. قَالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، مَا سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يُثْنِي عَلَى أَحَدٍ إلَّا عَلَى عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: كَانَ مَأْمُوْناً على ما عنده قال بقية:

_ 1 ترجمته ي طبقات ابن سعد "6/ 315"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2662"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1421"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 105"، الكاشف "2/ ترجمة 4297"، العبر "1/ 234" تاريخ الإسلام "4/ 286"، ميزان الاعتدال "3/ 228"، تهذيب التهذيب "8/ 102"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5382"، شذرات الذهب "1/ 152".

قُلْتُ لِشُعْبَةَ: عَمْرُو بنُ مُرَّةَ؟ قَالَ: كَانَ أَكْثَرَهُم عِلْماً. وَرَوَى: مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ إلَّا يُدَلِّسُ، إِلاَّ عَمْرَو بنَ مُرَّةَ، وابن عون. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالاَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ, أَنْبَأَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَفِيْفٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ ومائة، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَزْوَانَ، أَبُو نُوْحٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ عَمْرَو بنَ مُرَّةَ فِي صَلاَةٍ قَطُّ، إلَّا ظَنَنْتُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَتِلُ حَتَّى يُسْتَجَابَ لَهُ. وَبِهِ إِلَى البَغَوِيِّ: حَدَّثَنَا الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ القُرَشِيُّ، عَنْ مِسْعَرٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالكُوْفَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ وَلاَ أَفْضَلُ مِنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ. وَبِهِ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بنُ المُغِيْرَةِ، قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: قُلْتُ لِمِسْعَرٍ: مَنْ أَفْضَلُ مَنْ أَدْرَكْتَ؟ قَالَ: مَا كَانَ أَفْضَلَ مِنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ. وَبِهِ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ إِلَى المَسْجِدِ، وَكَانَ ضَرِيْراً. وَبِهِ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الأَصْبَهَانِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الدَّالاَنِيِّ, قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرِو بنِ مُرَّةَ: تُحَدِّثُ فُلاَناً وَهُوَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: إِنَّمَا اسْتُوْدِعْنَا شَيْئاً فَنَحْنُ نُؤَدِّيْهِ. وَبِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ, حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ عَنْ مُغِيْرَةَ قَالَ: لَمْ يَزَلْ فِي النَّاسِ بَقِيَّةٌ حَتَّى دَخَلَ عَمْرُو بنُ مُرَّةَ فِي الإِرْجَاءِ فَتَهَافَتَ النَّاسُ فِيْهِ. وَبِهِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ بَشِيْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ المَلِكِ بنَ مَيْسَرَةَ وَنَحْنُ فِي جَنَازَةِ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، وَهُوَ يَقُوْلُ: إِنِّي لأَحْسِبُهُ خَيْرَ أَهْلِ الأَرْضِ. وَرَوَى مِسْعَرٌ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: عَلَيْكُم بِمَا يَجْمَعُ اللهُ عَلَيْهِ المُتَفَرِّقِيْنَ، يُرِيْدُ -وَاللهُ أَعْلَمُ: الإِجْمَاعَ وَالمَشْهُوْرَ. رَوَى عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ العَلاَءِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بنُ مُرَّةَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بنِ زَاذَانَ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: حُفَّاظُ الكُوْفَةِ أَرْبَعَةٌ: عَمْرُو بنُ مُرَّةَ، وَمَنْصُوْرٌ, وَسَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ، وَأَبُو حُصَيْنٍ.

أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَرْبَعَةٌ بِالكُوْفَةِ لاَ يُخْتَلَفُ فِي حَدِيْثِهِم فَمَنِ اختلف عليهم, فهو مخطىء مِنْهُم عَمْرُو بنُ مُرَّةَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَاتَ عَمْرٌو سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ. وَمِنْ حَدِيْثِهِ: أَخْبَرَنَا ابْنُ البُخَارِيِّ, وَجَمَاعَةٌ كِتَابَةً، قَالُوا: أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الحَافِظُ, أَنْبَأَنَا ابْنُ هَزَارْمَرْدَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ حَبَابَةَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ, أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي أَوْفَى, وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَةٍ، قَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِم". فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أبي أوفى" 1. وَبِهِ عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، فَقَرَأَ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ} ثُمَّ قَرَأَ {وَلا الضَّالِّين} ثُمَّ قَرَأَ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ} وَكَانَ لاَ يُتِمُّ التَّكْبِيْرَ وَيُسَلِّمُ تَسْلِيْمَةً وَاحِدَةً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ, أَنْبَأَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ, أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ, أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ الجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جِئْتُ أَنَا وَغُلاَمٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى حِمَارٍ، فَمَرَرْنَا بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يصلي فَنَزَلْنَا عَنْهُ وَتَرَكْنَاهُ يَأْكُلُ مِنْ بَقْلِ الأَرْضِ -أَوْ مِنْ نَبَاتِ الأَرْضِ- فَدَخَلْنَا مَعَهُ فِي الصَّلاَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ؟ قال: لا2.

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "6957"، وأحمد "4/ 353 و 355 و 381 و 388"، والطيالسي "819"، والبخاري "1497" و "4166" و "6332" و "6359"، ومسلم "1078"، وأبو داود "1590" والنسائي "5/ 31"، وأبو نعيم في "الحلية" "5/ 96"، والبيهقي "2/ 152"، و "4/ 157"، من طرق عن شعبة بن عمرو بن مرة قال: سمعت ابن أبي أوفى يقول: فذكره. 2 صحيح: وقد تقدم تخريجنا له. وهو عند مالك "1/ 155- 156"، والبخاري، ومسلم "504" عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابن عباس قال: أقبلت راكبا على أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بالناس يمنى، فمررت بين يدي الصف، فنزلت، فأرسلت الاتان ترتع، ودخلت في الصف فلم ينكر ذلك عليَّ أحدٌ".

سعيد بن عمرو، يعلى بن عطاء، القاسم بن مخيمرة

سعيد بن عمرو، يعلى بن عطاء، القاسم بن مخيمرة: 690- سعيد بن عمرو 1: "خ، م" ابن سعيد بن العَاصِ بنِ أَبِي أُحَيْحَةَ القُرَشِيُّ، الأُمَوِيُّ, المَدَنِيُّ، نَزِيْلُ الكُوْفَةِ. كَانَ مَعَ أَبِيْهِ عَمْرٍو الأَشْدَقِ، إِذْ تَمَلَّكَ دِمَشْقَ ثُمَّ أَمَّنَهُ عَبْدُ المَلِكِ، وَغَدَرَ بِهِ فَذَبَحَهُ فَسَارَ سَعِيْدٌ بِآلِهِ إِلَى المدينة. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ, وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَابْنِ عُمَرَ, وَأُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ, وَوَالِدِهِ. رَوَى عَنْهُ: بَنُوْهُ؛ عَمْرٌو, وَإِسْحَاقُ, وَخَالِدٌ، وَحَفِيْدُهُ؛ عَمْرُو بنُ يَحْيَى، وَشُعْبَةُ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ. وَكَانَ مِنْ سَرَوَاتِ قومه، وعلمائهم. وفد على الوليد ابن يَزِيْدَ فِي خِلاَفَتِهِ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ, وقد أسن. 691- يعلى بن عطاء 2: "م، 4". العامري شَيْخٌ، ثِقَةٌ طَائِفِيٌّ، سَكَنَ وَاسِطَ. يَرْوِي عَنْ: أَبِيْهِ وَوَكِيْعِ بنِ عُدُسٍ، وَعُمَارَةَ بنِ حَدِيْدٍ، وَعَمْرِو بنِ الشَّرِيْدِ، وَجَمَاعَةٍ كَثِيْرَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَشَرِيْكٌ, وَهُشَيْمٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ عشرين ومائة. 692- القاسم بن مُخيمرة 1: "خت، م، 4" الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الحَافِظُ، أَبُو عُرْوَةَ الهمداني، الكوفي, نزيل دمشق.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 327"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1662"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 209"، تاريخ الإسلام "4/ 252" و "5/ 79"، الكاشف "1/ ترجمة 1957"، تهذيب التهذيب "4/ 68"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2515". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 520" و "7/ 310"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3538"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1302"، الكاشف "3/ ترجمة 6533"، تاريخ الإسلام "5/ 20"، تهذيب التهذيب "11/ 403". 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 303"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 743"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 684"، حلية الأولياء "6/ 79- 80"، الكاشف "2/ ترجمة 4602"، تاريخ الإسلام "4/ 294"، تهذيب التهذيب "8/ 337"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5809"، شذرات الذهب "1/ 144".

حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ, وَأَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ. وَعَنْ: عَلْقَمَةَ بنِ قَيْسٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ عكيم، وشريح بن هانىء, وَوَرَّادٍ كَاتِبِ المُغِيْرَةِ, وَأَبِي عَمَّارٍ الهَمْدَانِيِّ, وَسُلَيْمَانَ بنِ بُرَيْدَةَ, وَأَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى, وَأَبِي مَرْيَمَ الأَزْدِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُوْهُ؛ إِسْحَاقُ السَّبِيْعِيُّ, وَسَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ، وَالحَكَمُ, وَسِمَاكُ بنُ حَرْبٍ, وَعَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَدٍ, وَهِلاَلُ بنُ يِسَافٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ وَأَبُو حُصَيْنٍ، وَابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَحَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ وَالحَسَنُ بنُ الحُرِّ وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ الشَّامِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَزَيْدُ بنُ وَاقِدٍ, وَالضَّحَّاكُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَوْشَبٍ النَّصْرِيُّ، وَيَزِيْدُ بنُ يَزِيْدَ، بنِ جَابِرٍ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَةِ الثَّانِيَة مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً, وَلَهُ أَحَادِيْثُ. وَرَوَى: عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ, قَالَ: هُوَ كُوْفِيٌّ, وَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ، وَلَمْ نَسْمَعْ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ. وَقَالَ يَحْيَى وَأَبُو حَاتِمٍ وَالعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ: أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ, صَدُوْقٌ, كُوْفِيٌّ, كَانَ مُعَلِّماً بِالكُوْفَةِ, ثُمَّ سَكَنَ الشَّامَ. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: كُنَّا فِي كُتَّابِ القَاسِمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ، فَكَانَ يُعَلِّمُنَا وَلاَ يَأْخُذُ مِنَّا. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: كَانَ القَاسِمُ بنُ مُخَيْمِرَةَ يَقْدَمُ عَلَيْنَا هَا هُنَا مُتَطَوِّعاً فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ اسْتَأْذَنَ الوَالِي، فَقِيْلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَأْذَنْ لَكَ؟ قَالَ: إِذاً أُقِيْمُ ثُمَّ قَرَأَ {وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوه} . [النُّوْرُ:62] . وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، نَحْوَ ذَلِكَ. وَزَادَ فِيْهَا: وَيَقُوْلُ: مَنْ عَصَى مَنْ بَعَثَهُ, لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ حَتَّى يَرْجِعَ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ أَبِي حَمَلَةَ: ذَكَرَ الوَلِيْدُ بنُ هِشَامٍ القَاسِمَ بنَ مُخَيْمِرَةَ لِعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: سَلْ حَاجَتَكَ. قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قَدْ عَلِمْتَ مَا يُقَالُ فِي المَسْأَلَةِ قَالَ: لَيْسَ أَنَا ذَاكَ، إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ سَلْ حَاجَتَكَ. قَالَ: تُلْحِقُنِي فِي العَطَاءِ قَالَ: قَدْ أَلْحَقْنَاكَ فِي خَمْسِيْنَ فَسَلْ حَاجَتَكَ. قَالَ: تَقْضِي عَنِّي دَيْنِي. قَالَ: قَدْ قَضَيْنَاهُ فَسَلْ حَاجَتَكَ قَالَ: تَحْمِلُنِي عَلَى دَابَّةٍ. قَالَ: قَدْ حَمَلْنَاكَ فَسَلْ. قَالَ: تُلْحِقُ بَنَاتِي فِي العِيَالِ قَالَ: قَدْ فَعَلْنَا فَسَلْ حَاجَتَكَ قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ بَقِيَ فَقَالَ: قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِخَادِمٍ فَخُذْهَا مِنْ عِنْدَ أَخِيْكَ الوَلِيْدِ بن هشام.

وَرَوَى سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ: لَمْ يَجْتَمِعْ عَلَى مَائِدَتِي لَوْنَانِ مِنْ طَعَامٍ قَطُّ, وَمَا أَغْلَقْتُ بَابِي قَطُّ وَلِي خَلْفَهُ هَمٌّ. قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: أَتَى القَاسِمُ بنُ مُخَيْمِرَةَ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَفَرَضَ لَهُ وَأَمَرَ لَهُ بِغُلاَمٍ, فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَغْنَانِي عَنِ التِّجَارَةِ. وَكَانَ لَهُ شَرِيْكٌ، كَانَ إِذَا رَبِحَ قَاسَمَ شَرِيْكَهُ ثُمَّ يَقْعُدُ فِي بَيْتِهِ لاَ يَخْرُجُ حَتَّى يَأْكُلَهُ. وَقَالَ عُمَرُ بنُ أَبِي زَائِدَةَ: كَانَ القَاسِمُ بنُ مُخَيْمِرَةَ إِذَا وَقَعَتْ عِنْدَهُ الزُّيُوْفُ، كَسَرَهَا, وَلَمْ يَبِعْهَا. وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: عَنْ مُوْسَى بنِ سُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى, عَنِ القَاسِمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ: مَنْ أَصَابَ مَالاً مِنْ مَأْثَمٍ, فَوَصَلَ بِهِ, أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ، أَوْ أَنْفَقَهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ, جُمِعَ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيُّ: كَانَ القَاسِمُ بنُ مُخَيْمِرَةَ يَدْعُو بِالمَوْتِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ, قَالَ لأُمِّ وَلَدِهِ: كُنْتُ أَدْعُو بِالمَوْتِ, فَلَمَّا نَزَلَ بِي, كَرِهْتُهُ قُلْتُ: هَكَذَا يَتِمُّ لِغَالِبِ مَنْ يَتَمَنَّى المَوْتَ وَالنَبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى أَنْ يَتَمَنَّى أَحَدُنَا المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، وَقَالَ: "لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي إِذَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْراً لِي, وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْراً لِي" 1. قَالَ المَدَائِنِيُّ، وَالهَيْثَمُ, وَشَبَابٌ، وَطَائِفَةٌ: مَاتَ القَاسِمُ بنُ مُخَيْمِرَةَ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بِدِمَشْقَ. وَقَالَ الفَلاَّسُ، وَالمُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ: سَنَةَ مائَةٍ وَقَالَ: ابْنُ مَعِيْنٍ: سَنَةَ مائَةٍ, أَوْ إِحْدَى وَمائَةٍ. أَبُو مُسْهِرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ: قَالَ القَاسِمُ بنُ مُخَيْمِرَةَ: مَا اجْتَمَعَ عَلَى مَائِدَتِي لَوْنَانِ. وَقَالَ ابْنُ جَابِرٍ: رَأَيْتُ القَاسِمَ بنَ مُخَيْمِرَةَ يُجِيْبُ إِذَا دُعي، ولايأكل إلَّا مِنْ لَوْنٍ وَاحِدٍ. قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: كَانَ القَاسِمُ يَقْدَمُ عَلَيْنَا مُرَابِطاً، مُتَطَوِّعاً, وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لأَنْ أَطَأَ عَلَى سِنَانٍ مَحْمِيٍّ يَنْفُذُ مِنْ قَدَمِي، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَطَأَ عَلَى قبر مؤمن متعمدا2.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 101 و 281"، والبخاري "6351"، ومسلم "2680" "10"، وأبو داود "3108"، والترمذي "2971"، والنسائي "4/ 3"، وفي "عمل اليوم والليلة" "1057" من طريق عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لابد متمنيا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي". وأخرجه أحمد "3/ 163 و 195 و 208 و 247"، والبخاري "5671"، ومسلم "2680"، والنسائي "4/4 "، والبيهقي "3/ 377"، والبغوي "1444"، من طرق عن ثابت، عن أنس، به. 2 نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الجلوس على القبر؛ ففي الحديث الصحيح الذي رواه أبو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه، فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر" أخرجه أحمد "2/ 311 و 389 و 444 و 528"، ومسلم "971"، وأبو داود "3228"، والنسائي "4/ 95"، وابن ماجه "1566"، والبيهقي "4/ 79"، والبغوي "1519" من طرق عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن أبي هريرة، به.

ثمامة

693- ثُمَامة 1: "ع" ابن عَبْدِ اللهِ بنِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ. رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَالبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ. وَعَنْهُ: ابن عون, ومعمر، وَعَزْرَةُ بنُ ثَابِتٍ, وَمُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الضَّالُّ، وَأَبُو عَوَانَةَ, وَعِدَّةٌ. وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ الصَّادِقِيْنَ، وَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: صَحِبْتُ جدي ثلاثين سنة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 239"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2119"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 504" و 2/ 244"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1893"، تاريخ الإسلام "4/ 237" تهذيب التهذيب "2/ 28".

معبد

694-معبد 1: "ع" ابن خالد الجدلي الكوفي العَابِدُ، قَاصُّ الكُوْفَةِ، وَأَحَدُ الأَثْبَاتِ، أَبُو القَاسِمِ. حَدَّثَ عَنْ: جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، وَالمُسْتَوْرِدِ بنِ شَدَّادٍ, وَحَارِثَةَ بنِ وَهْبٍ، وَمَسْرُوْقٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ, وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: مِسْعَرٌ، وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، وَشُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَغَيْرُهُم. وَثَّقَهُ: غَيْرُ وَاحِدٍ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَةٍ رَحِمَهُ الله.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 318"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1744"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 89 و 226"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1284"، الكاشف "3/ ترجمة 5637"، تاريخ الإسلام "4/ 305"، تهذيب التهذيب "10/ 221"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة رقم 7095"، شذرات الذهب "1/ 156".

جامع بن شداد، علقمة بن مرثد، علي بن زيد

جامع بن شداد، علقمة بن مرثد، علي بن زيد: 695- جامع بن شداد 1: "ع" الإِمَامُ، الحُجَّةُ، أَبُو صَخْرَةَ المُحَارِبِيُّ، أَحَدُ علماء الكوفة. حَدَّثَ عَنْ: صَفْوَانَ بنِ مُحْرِزٍ, وَحُمْرَانَ بنِ أَبَانٍ، وَأَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى, وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الأَعْمَشُ, وَمِسْعَرٌ, وَشُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ، وَشَرِيْكٌ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ. وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِ الأَعْمَشِ، وَإِنَّمَا قَدَّمْتُهُ؛ لأَنَّهُ قَدِيْمُ المَوْتِ. تُوُفِّيَ: سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. 696- عَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَد 2: "ع" الإِمَامُ، الفَقِيْهُ الحُجَّةُ، أَبُو الحَارِثِ الحَضْرَمِيُّ, الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَطَارِقِ بنِ شِهَابٍ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى, وَسَعْدِ بنِ عُبَيْدَةَ, وَأَمْثَالِهِم. عِدَادُهُ فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ، وَلَكِنَّهُ قَدِيْمُ المَوْتِ. حَدَّثَ عَنْهُ: غَيْلاَنُ بنُ جَامِعٍ, وَأَبُو حَنِيْفَةَ، وَالأَوْزَاعِيُّ, وَشُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَمِسْعَرُ بنُ كِدَامٍ، وَالمَسْعُوْدِيُّ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: هُوَ ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. 697- عَلِيُّ بنُ زيد 3: "4، م مقرونًا" ابن جدعان، الإِمَامُ العَالِمُ الكَبِيْرُ، أَبُو الحَسَنِ القُرَشِيُّ, التَّيْمِيُّ, البصري، الأعمى.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 318"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2322"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 2201"، تاريخ الإسلام "4/ 237"، تهذيب التهذيب "2/ 56". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 331"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 180"، الجرح والتعدليل "6/ ترجمة 2269"، تاريخ الإسلام "4/ 281"، العبر "1/ 271"، الكاشف "2/ ترجمة رقم 3931"، تهذيب التهذيب "7/ 278"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4937"، شذرات الذهب "1/ 157". 3 أخرج له مسلم مقرونا بغيره. ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 252"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2389"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1021"، تاريخ الإسلام "5/ 111 و 283"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 133"، الكاشف "2/ ترجمة 3975"، ميزان الاعتدال "3/ 127"، تهذيب التهذيب "7/ 322"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4985"، شذرات الذهب "1/ 176".

وُلِدَ -أَظُنُّ فِي دَوْلَةِ يَزِيْدَ. وَحَدَّثَ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ, وَعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِي قِلاَبَةَ، وَالحَسَنِ، وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَعَبْدُ الوَارِثِ وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ، وَشَرِيْكٌ, وَعِدَّةٌ. وُلِدَ أَعْمَى كَقَتَادَةَ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، عَلَى تَشَيُّعٍ قَلِيْلٍ فِيْهِ, وَسُوْءِ حَفِظٍ يَغُضُّهُ مِنْ دَرَجَةِ الإِتْقَانِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لاَ أَحْتَجُّ بِهِ لِسُوْءِ حِفْظِهِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: صَدُوْقٌ، وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يُلَيِّنُهُ. وَقَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، وَكَانَ رَفَّاعاً. وَقَالَ مَرَّةً: حَدَّثَنَا قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ. وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ وَكَانَ يَقْلِبُ الأَحَادِيْثَ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يَتَّقِيْهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ضَعِيْفٌ. وَرَوَى: عَبَّاسٌ, عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَمَرَّةً قَالَ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنِ ابْنِ عَقِيْلٍ، وَعَاصِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ. وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِذَاكَ القَوِيِّ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ يَتَشَيَّعُ, لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ الفَسَوِيُّ: اخْتُلِطَ فِي كِبَرِهِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لاَ يَزَالُ عِنْدِي فِيْهِ لِيْنٌ. قُلْتُ: قَدِ اسْتَوْفَيْتُ أَخْبَارَهُ فِي "المِيْزَانِ" وَغَيْرِهِ، وَلَهُ عَجَائِبُ وَمَنَاكِيْرُ، لَكِنَّهُ وَاسِعُ العِلْمِ. قَالَ مَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ: لَمَّا مَاتَ الحَسَنُ قُلْنَا لِعَلِيِّ بنِ زَيْدٍ: اجْلِسْ مَكَانَهُ وَقَالَ الجُرَيْرِيُّ: أَصْبَحَ فُقَهَاءُ البَصْرَةِ عُمْيَاناً: قَتَادَةُ، وَابْنُ جُدْعَانَ وَأَشْعَثُ الحُدَّانِيُّ. مَاتَ عَلِيٌّ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.

الحكم بن عتيبة

698- الحكم بن عُتَيْبَة 1: "ع" الإِمَامُ الكَبِيْرُ، عَالِمُ أَهْلِ الكُوْفَةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الكِنْدِيُّ مَوْلاَهُم، الكُوْفِيُّ وَيُقَالُ أَبُو عَمْرٍو. وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ، وشُريح القَاضِي, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى, وَأَبِي وَائِلٍ شَقِيْقِ بنِ سَلَمَةَ, وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَمُصْعَبِ بنِ سعد, وطاوس, وَعِكْرِمَةَ, وَمُجَاهِدٍ, وَأَبِي الضُّحَى, وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، وَأَبِي الشَّعْثَاءِ المُحَارِبِيِّ، وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ, وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالحَسَنِ بنِ مُسْلِمٍ، وَعَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيِّ، وَمِقْسَمٍ وَأَبِي عُمَرَ الصِّيْنِيِّ, وَعِرَاكِ بنِ مَالِكٍ, وَيَحْيَى بنِ الجَزَّارِ، وَخَيْثَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَسَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، وَقَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، وَعَمْرِو بنِ نَافِعٍ, وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَإِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَعَنْهُ: مَنْصُوْرٌ، وَالأَعْمَشُ, وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَأَبَانُ بن تغلب، ومسعر ابن كِدَامٍ، وَمَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ, وَحَمْزَةُ بنُ حَبِيْبٍ الزَّيَّاتُ، وَشُعْبَةُ، وَقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ، وَأَبُو عَوَانَةَ, وَمَعْقِلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مِنْ أَقْرَانِ إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، وُلِدَا فِي عَامٍ وَاحِدٍ. قُلْتُ: مَا عيَّن السَّنَةَ، وَهِيَ نَحْوُ سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ. كَتَبَ إِلَيَّ مَنْ سَمِعَ أَبَا حَفْصٍ المُعَلِّمَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الخَطِيْبُ, أَنْبَأَنَا ابْنُ حَبَابَةَ, حَدَّثَنَا البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ غَيْلاَنَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ شِهَابٍ فِي أَصْحَابِهِ بِمَنْزِلَةِ الحَكَمِ فِي أَصْحَابِهِ. قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: حَجَجْتُ، فَلقِيْتُ عبدة ابن أَبِي لُبَابَةَ، فَقَالَ لِي: هَلْ لَقِيْتَ الحَكَمَ؟ قُلْتُ: لاَ قَالَ: فَالْقَهُ، فَمَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَفْقَهُ مِنْهُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي إِبْرَاهِيْمَ. قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: مَا كَانَ بِالكُوْفَةِ مِثْلُ الحَكَمِ، وَحَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ. قَالَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: كَانَ الحَكَمُ صَاحِبَ عِبَادَةٍ وَفَضْلٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ الحَكَمُ ثِقَةً، ثَبْتاً فَقِيْهاً، مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ, وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ. قَالَ سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُوْنِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: كَانَ الحَكَمُ يُفَضِّلُ عَلِيّاً عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، قُلْتُ: الشاذكوني ليس بمتعمد، وَمَا أَظُنُّ أَنَّ الحَكَمَ يَقعُ مِنْهُ هَذَا. وَرَوَى أَبُو إِسْرَائِيْلَ المُلاَئِيُّ، عَنْ مُجَاهِدِ بنِ رُوْمِيٍّ، قَالَ: مَا كُنْتُ أَعْرِفُ فَضْلَ الحَكَمِ إلَّا إِذَا اجْتَمَعَ عُلَمَاءُ النَّاسِ فِي مَسْجِدِ مِنَىً، نَظَرْتُ إِلَيْهِم, فَإِذَا هُم عِيَالٌ عَلَيْهِ. وَبِإِسْنَادِي إِلَى البَغَوِيِّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، حدثنا ابن نمير، حدثنا ابن إدريس,

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 331"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2654"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 567"، تاريخ الإسلام "4/ 242"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 102"، العبر "1/ 143"، تهذيب التهذيب "2/ 432"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1555"، شذرات الذهب "1/ 151".

عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: رَأَيْتُ الحَكَمَ وَحَمَّاداً فِي مجلس محارب، وهو على القَضَاءِ, أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِيْنِهِ, وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ, فَيَنْظُرُ إِلَى هَذَا مَرَّةً, وَإِلَى هَذَا مَرَّةً. قَالَ شُعْبَةُ: أَحَادِيْثُ الحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ كِتَابٌ سِوَى خَمْسَةِ أَحَادِيْثَ. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: هِيَ حَدِيْثُ الوَتْرِ، وَحَدِيْثُ القُنُوْتِ وَحَدِيْثُ عَزِيْمَةِ الطَّلاَقِ، وَجَزَاءِ الصَّيْدِ، وَإِتْيَانِ الحَائِضِ. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: وَالحِجَامَةُ لِلصَّائِمِ لَيْسَ بِصَحِيْحٍ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ, وَأَبُو دَاوُدَ, قَالاَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ بِالقَاحَةِ. لَمْ يَقُلْ بهز بالقاحة1. حدثناأحمد بنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: قال شعبة: لم يسمع الحَكَمُ مِنْ مِقْسَمٍ- يَعْنِي: حَدِيْثَ الحِجَامَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيْقٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ, قَالَ: وَاللهِ إِنَّ الَّذِي يُفْتِي النَّاسَ فِي كُلِّ مَا يَسْأَلُوْنَهُ لَمَجْنُوْنٌ. قَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ لِي الحَكَمُ لَوْ سَمِعْتُ هَذَا مِنْكَ قَبْلَ اليَوْمِ، مَا كُنْتُ أُفْتِي فِي كَثِيْرٍ مِمَّا كُنْتُ أُفْتِي. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ, حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، قَالَ: خَرَجْتُ عَلَى جِنَازَةٍ وَأَنَا غُلاَمٌ, فَصَلَّى عَلَيْهَا زَيْدُ بنُ أَرْقَمَ، فَسَمِعْتُ النَّاسَ يَقُوْلُوْنَ: كَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعاً. وَقَالَ مَعْقِلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ: قُلْتُ لِلْحَكَمِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: أَيُّ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ أَحَبُّ إِلَيْكَ? قَالَ: الحَكَمُ وَمَنْصُوْرٌ مَا أَقْرَبَهُمَا! قَالَ المَدَائِنِيُّ: الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ كِنْدِيٌّ. وَيُقَالُ: أَسَدِيٌّ مَوْلَىً. قَالَ حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْرَائِيْلَ يَقُوْلُ: إِنَّ أَوَّلَ يَوْمٍ عَرَفْتُ فِيْهِ الحَكَمَ يَوْمَ مَاتَ الشَّعْبِيُّ، جَاءَ إِنْسَانٌ يَسْأَلُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالُوا عَلَيْكَ بِالحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ. أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَعِيْنٍ حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، عَنْ مُغِيْرَةَ قَالَ: كَانَ الحَكَمُ إِذَا قَدِمَ المَدِيْنَةَ فُرغت لَهُ سَارِيَةُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم يصلي إليها.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 244"، والطبراني في "الكبير" "12053"، من طريق شعبة عن الحكم، به. قوله: "القاحة" موضع يبعد عن المدينة حوالي خمسة وتسعين كيلوا متر تقريبًا في الجنوب الغربي منها.

حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ليلى يقول: كان الشعبي يقول: مَا قَالَتِ الصَّعَافِقَةُ1 مَا قَالَ النَّاسُ -يَعْنِي: الحَكَمَ. وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ: لَقِيْتُ الحَكَمَ بِمِنَىً، فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ السَّمْتِ مُتقنعا. وَقَالَ أَبُو هَمَّامٍ: حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ وَنَحْنُ بِمِنَىً: لَقِيْتَ الحَكَمَ بنَ عُتَيْبَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَحَدٌ أَفْقَهُ مِنْهُ. قَالَ: وَبِهَا عَطَاءٌ وَأَصْحَابُهُ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنِ الحَكَمِ، قَالَ لِرَجُلٍ: أَنْتَ مِثْلُ الطِّيْرِ الَّذِي يَرَى الكَوَاكِبَ فِي السَّمَاءِ يَحْسِبُ أَنَّهَا سَمَكٌ. وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ: مَتَى مَاتَ الحَكَمُ? قَالَ: سنة خمس عشرة ومئة قَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: فِيْهَا وُلِدْتُ وَفِيْهَا أَرَّخَهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَغَيْرُهُ وَقِيْلَ: سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ، أَنْبَأَنَا نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عبد اللهِ المَحَامِلِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ -هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ- حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنِ الحَكَمِ, عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلاً مِنْ بَنِي مَخْزُوْمٍ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَالَ: لأَبِي رَافِعٍ: اصْحَبْنِي كَيْمَا تُصِيْبَ مِنْهَا. فَقَالَ: حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْأَلَهُ، فَانْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه سلم- فَسَأَلَهُ فَقَالَ: "إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ لَنَا وإن مولى القوم من أنفسهم". هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، غَرِيْبٌ، أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ2، مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِياً. وَابْنُ أَبِي رَافِعٍ: هُوَ عُبَيْدُ اللهِ.

ابن أبي المهاجر

699- ابن أبي المهاجر 3: "خ، م، د، س، ق" إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر الإِمَامُ الكَبِيْرُ، أَبُو عَبْدِ الحَمَيْدِ الدِّمَشْقِيُّ، مَوْلَى بَنِي مَخْزُوْمٍ، وَمُفَقِّهُ أَوْلاَدِ عَبْدِ المَلِكِ الخَلِيْفَةِ، مِنَ الثِّقَاتِ العُلَمَاءِ. حَدَّثَ عَنْ: السَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ, وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَنْمٍ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ, وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ، وَغَيْرُهُ. قَالَ رَجَاءُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مَعْنٍ التَّنُوْخِيِّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَزْهَدَ مِنْهُ، وَمِنْ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَقَدْ كَانَ وَلاَّهُ عُمَرُ المَغْرِبَ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَتَيْنِ، وَوَلَّوْا بَعْدَهُ يَزِيْدَ بنَ أَبِي مُسْلِمٍ. قَالَ شَبَابٌ: أَسْلَمَ عَامَّةُ البَرْبَرِ فِي وِلاَيَةِ إِسْمَاعِيْلَ، وَكَانَ حَسَنَ السِّيْرَةِ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أَدْرَكَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ غُلاَمٌ. قِيْلَ: إِنَّ عَبْدَ المَلِكِ قَالَ لَهُ: يَا إِسْمَاعِيْلُ عَلِّمْ وَلَدِي، وَلَسْتُ أُعْطِيْكَ عَلَى القُرْآنِ، إِنَّمَا أُعْطِيْكَ عَلَى النَّحْوِ. مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ، قَبْلَ دُخُوْلِ بَنِي العَبَّاسِ دمشق بالسيف بثلاثة أشهر.

_ 1 الصعافقة: الذين يحضرون السوق وليس معهم مال، والمقصود أنهم ليسوا ذوي علم. 2 صحيح: أخرجه أبو داود "1650"، والترمذي "657"، والنسائي "5/ 107"، وأحمد "6/ 8 و 10". 3 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1158"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 621"، تاريخ الإسلام "5/ 226"، تهذيب التهذيب "1/ 317".

أبو يعفور

700- أبو يعفور 1: "ع" العبدي الكوفي، مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِيْنَ. اسْمُهُ: وَاقِدٌ وَقِيْلَ: وَقْدَانُ. وَهُوَ أَبُو يَعْفُوْرٍ الكَبِيْرُ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى، وَمُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ. رَوَى عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَإِسْرَائِيْلُ, وَالثَّوْرِيُّ, وَأَبُو الأَحْوَصِ، وَابْنُهُ يُوْنُسُ بنُ أَبِي يَعْفُوْرٍ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَآخَرُوْنَ. وثقه غير واحد، لم أقع بوفاته.

_ 1 ترجمته في ابن سعد "6/ 348"، التاريخ الكبير "9/ ترجمة 800"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 207"، تاريخ الإسلام "5/ 197"، تهذيب التهذيب "11/ 123".

أبو قبيل

701- أبو قََبيل 1: "ت، س" المعافري المحدث، حي بن هانىء بنِ نَاضِرٍ -بِمُعْجَمَةٍ- يَمَانِيٌّ، قَدِمَ وَاسْتَوْطَنَ مِصْرَ. وَرَوَى عَنْ: عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو, وشُفي بنِ مَاتِعٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَضِمَامُ بنُ إسماعيل، وبكر بن مضر, وجماعة. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. رَوَى ضِمَامٌ، عَنْهُ، قَالَ: جَاءنَا بِاليَمَنِ مَقْتَلُ عُثْمَانَ, فَفَزِعْنَا. وَقِيْلَ: اسْمُهُ حُيَيٌّ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ ومائة. قلت: لعله جاوز المائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 512"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 267"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "5/ 507"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1227"، تاريخ الإسلام "5/ 195"، ميزان الاعتدال "1/ 624"، تهذيب التهذيب "3/ 72"، شذرات الذهب "1/ 175".

زياد بن علاقة

702- زياد بن عِلاقة 1: "ع" ابن مالك، أبو مالك الثعلبي الكُوْفِيُّ، مِنَ الثِّقَاتِ المُعَمَّرِيْنَ. يُقَالُ: إِنَّهُ أَدْرَكَ ابْنَ مَسْعُوْدٍ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: عَمِّهِ قُطْبَةَ بنِ مَالِكٍ، وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ، وَالمُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ, وَأُسَامَةَ بنِ شَرِيْكٍ، وَعَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيِّ, وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَشَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، وَزَائِدَةُ, وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَإِسْرَائِيْلُ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَأَبُو الأَحْوَصِ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَطَائِفَةٌ. وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لابْنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ لَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ: أَدْرَكَ ابْنَ مَسْعُوْدٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. قِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: مَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَسِيْرٍ. قُلْتُ: أَحْسِبُهُ جَاوَزَ المائَةَ، وَقَعَ لِي حَدِيْثُهُ عَالِياً. قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ عِيْسَى المُعَدَّلِ، أَخْبَرَكُم مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الفَارِسِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ, أَنْبَأَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ, حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زياد بن علاقة، سَمِعَ أُسَامَةَ بنَ شَرِيْكٍ يَقُوْلُ: شَهِدْتُ الأَعْرَابَ يَسْأَلُوْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ عَلَيْنَا مِنْ جُنَاحٍ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: "عباد الله وضع الله الحرج إلا امرأ اقْتَرَضَ مِنْ عِرْضِ أَخِيْهِ شَيْئاً فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ". قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ, مَا خَيْرُ ما أعطي العبد قال: "خلق حسن" 2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 316"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1234"، الكنى للدولابي "2/ 104"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2437"، تاريخ الإسلام "5/ 72"، العبر "1/ 236"، تهذيب التهذيب "3/ 380"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2215"، شذرات الذهب "1/ 166". 2 صحيح: أخرجه ابن ماجه "3436" من حديث سفيان، عن زياد بن علاقة، به.

سعيد المقبري

703- سعيد المَقْبُرِي 1: "ع" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ, الثِّقَةُ، أَبُو سَعْدٍ سَعِيْدُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ كَيْسَانَ اللَّيْثِيُّ مَوْلاَهُم, المَدَنِيُّ, المَقْبُرِيُّ، كَانَ يَسْكُنُ بِمَقْبُرَةِ البَقِيْعِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَعَنْ: عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ, وَسَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَابْنِ عُمَرَ وَأَبِي شُرَيْحٍ الخُزَاعِيِّ, وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، وَعِدَّةٍ وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَوْلاَدُهُ؛ عَبْدُ اللهِ وَسَعْدٌ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أُمَيَّةَ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَحَدِيْثُهُ مُخَرَّجٌ فِي الصِّحَاحِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حِرَاشٍ: ثِقَةٌ, جَلِيْلٌ, وَأَثْبَتُ النَّاسِ فِيْهِ اللَّيْثُ. وَقَالَ: ابْنُ سَعْدٍ ثقة، لَكِنَّهُ اخْتُلِطَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِيْنَ. قُلْتُ: مَا أَحْسِبُهُ رَوَى شَيْئاً فِي مُدَّةِ اخْتِلاَطِهِ، وَكَذَلِكَ لاَ يُوْجَدُ لَهُ شَيْءٌ مُنْكَرٌ. تُوُفِّيَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ. وَقِيْلَ: سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ. وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَكْمَلُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ البَنَّاءِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ زُنْبُوْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ حَمَّادٍ أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ, عَنْ سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ فِي الجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيْرُ الرَّاكِبُ في ظلها مائة سنة" 2.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1585"، الكنى للدولابي "1/ 186"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 251"، تاريخ الإسلام "5/ 80"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 101"، الكاشف "1/ ترجمة 1915" ميزان الاعتدال "2/ 139"، تهذيب التهذيب "4/ 38"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2467" شذرات الذهب "1/ 163". 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 452"، ومسلم "2826" "6"، وابن جرير "27/ 183"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "401"، من طريق الليث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به.=

محارب بن دثار

704- مُحارِب بن دِثار 1: "ع" ابن كردوس بن قرواش السدوسي الكُوْفِيُّ، الفَقِيْهُ، قَاضِي الكُوْفَةِ، وَلِيَهَا لِخَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ القَسْرِيِّ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ الخَطْمِيِّ, وَالأَسْوَدِ بنِ يَزِيْدَ، وَجَمَاعَةٍ. وَلَيْسَ حديثه بالكثير. حَدَّثَ عَنْهُ: زُبيد اليَامِيُّ، وَمِسْعَرٌ، وَشُعْبَةُ, وَالثَّوْرِيُّ، وَقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، قَالَ سُفْيَانُ: مَا يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّنِي رَأَيْتُ أَحَداً أُفَضِّلُهُ عَلَى مُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مِنَ المُرْجِئَةِ الأُوْلَى الَّذِيْنَ يُرْجِئُوْنَ عَلِيّاً وَعُثْمَانَ إِلَى أَمْرِ اللهِ, وَلاَ يَشْهَدُوْنَ عَلَيْهِمَا بِإِيْمَانٍ وَلاَ بِكُفْرٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: رَأَيْتُ مُحَارِباً يَقْضِي فِي المَسْجِدِ. وَرَوَى: عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: رَأَيْتُ الحَكَمَ وَحَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ فِي مَجْلِسِ حُكم مُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ، أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِيْنِهِ، وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ. قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: اسْتُعْمِلَ مُحَارِبٌ عَلَى القَضَاءِ، فَبَكَى أَهْلُهُ وَعُزِلَ عَنِ القَضَاءِ فَبَكَى أَهْلُهُ. وَقَالَ سَعْدُ بنُ الصَّلْتِ: حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ الجَهْمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ, قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ قَضَاءِ مُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ, فَادَّعَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ, فَأَنْكَرَ، فَقَالَ: أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فُلاَنٌ فَقَالَ خَصْمُهُ: إِنَّا للهِ, لَئِنْ شَهِدَ عَلَيَّ, لَيَشْهَدَنَّ بِزُوْرٍ، وَلَئِنْ سَأَلْتَنِي عَنْهُ, لأُزَكِّيَنَّهُ. فَلَمَّا جَاءَ الشَّاهِدُ، قَالَ مُحَارِبٌ: حَدَّثَنَا ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الطَّيْرَ لَتَضْرِبُ بِمَنَاقِيْرِهَا، وَتَقْذِفُ مَا فِي حَوَاصِلِهَا مِنْ هَوْلِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَإِنَّ شَاهِدَ الزُّوْرِ لاَ تَقَارُّ قَدَمَاهُ عَلَى الأَرْضِ حَتَّى يُقْذَفَ بِهِ فِي النَّارِ" ثُمَّ قَالَ: بِمَ تَشْهَدُ؟ قَالَ: قَدْ نَسِيْتُ، أَرْجِعُ فأتذكر2. تُوُفِّيَ مُحَارِبٌ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. رَوَى زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مُحَارِبٍ, قَالَ: رَأَيْتُ عِمْرَانَ بنَ حِطَّانَ، فَمَا سَأَلَ وَاحِدٌ مِنَّا صَاحِبَهُ عَنِ الهَوَى. كَانَ عمران خارجيا, وكان محارب يتشيع.

_ = وأخرجه أحمد "2/ 418"، والحميدي "1131"، والبخاري "4881"، ومسلم "2826" "7" وأبو نعيم في "صفة الجنة" "403"، والبيهقي في "البعث" "268" من طرق عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. وأخرجه أحمد "2/ 482"، والبخاري "3252"، وأبي جرير "27/ 183"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "403"، من طريق فليح بن سليمان، عَنْ هِلاَلِ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عمرة، عن أبي هريرة، به. 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 307"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2040"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1899"، الكاشف "3/ ترجمة 5398"، العبر "1/ 253"، تاريخ الإسلام "4/ 297"، ميزان الاعتدال "3/ 441"، تهذيب التهذيب "10/ 49"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7369"، شذرات الذهب "1/ 152".

عامر

705- عامر 1: "ع" ابن عبد الله بن الزبير بن العوام، الإِمَامُ، الرَّبَّانِيُّ أَبُو الحَارِثِ الأَسَدِيُّ، المَدَنِيُّ, أَحَدُ العُبَّادِ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَعَمْرَو بنَ سُلَيْمٍ وَعَنْهُ: أَبُو صَخْرَةَ جَامِعٌ, وَابْنُ عَجْلاَنَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ, وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَالِكٌ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: أَنَّ عَامِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنَ اللهِ سِتَّ مَرَّاتٍ يَعْنِي: يَتَصَدَّقُ كُلَّ مَرَّةٍ بِدِيَتِهِ. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ أَبُوْهُ لِمَا يَرَى مِنْهُ يَقُوْلُ: قَدْ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، لَمْ يَكُوْنَا هَكَذَا قال مالك: كان عامر يواصل ثلاثا. قَالَ مُصْعَبٌ: سَمِعَ عَامِرٌ المُؤَذِّنَ وَهُوَ يَجُوْدُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: خُذُوا بِيَدِي. فَقِيْلَ: إِنَّكَ عَلِيْلٌ! قَالَ أَسْمَعُ دَاعِيَ اللهِ، فَلاَ أُجِيْبُهُ. فَأَخَذُوا بِيَدِهِ، فَدَخَلَ مَعَ الإِمَامِ فِي المَغْرِبِ, فَرَكَعَ رَكْعَةً, ثُمَّ مَاتَ. القَعْنَبِيُّ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: كَانَ عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ يَقِفُ عِنْدَ مَوْضِعِ الجَنَائِزِ يَدْعُو وَعَلَيْهِ قَطِيْفَةٌ، فَتَسْقُطُ وَمَا يَشْعُرُ. مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: رُبَّمَا انْصَرَفَ عَامِرٌ مِنَ العَتَمَةِ، فَيَعْرِضُ لَهُ الدُّعَاءُ فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو إِلَى الفَجْرِ. قُلْتُ: مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ: خُبَيْبٌ, وَمُحَمَّدٌ، وَأَيُّوْبُ, وَهَاشِمٌ, وَحَمْزَةُ, وعباد، وثابت.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2951"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1810"، الكاشف "2/ ترجمة 2560"، تاريخ التهذيب "5/ 91"، تهذيب التهذيب "5/ 74"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3270".

ثابت بن أسلم

706- ثابت بن أسلم 1: "ع" الإِمَامُ، القُدْوَةُ, شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو مُحَمَّدٍ البُنَانِيُّ مَوْلاَهُم, البَصْرِيُّ. وَبُنَانَةُ: هُم بَنُو سَعْدِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ. وَيُقَالُ: هُم بَنُو سَعْدِ بنِ ضُبيعة بنِ نِزار. وُلِدَ: فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ -وَذَلِكَ فِي "مُسْلِمٍ"- وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ المُزَنِيِّ -وَذَلِكَ فِي "سُنَنِ النَّسَائِيِّ"- وَعَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ -وَذَلِكَ فِي "البُخَارِيِّ" وَأَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، وَعُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ المَخْزُوْمِيِّ رَبِيْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ فِي "التِّرْمِذِيِّ" وَ "النَّسَائِيِّ" وَأَنَسِ بنِ مالك, ومطرف بن عبد اللهِ، وَأَبِي رَافِعٍ الصَّائِغِ, وَأَبِي بُرْدَةَ الأَشْعَرِيِّ، وَصَفْوَانَ بنِ مُحْرِزٍ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَالجَارُوْدِ بنِ أَبِي سَبْرَةَ, وَشُعَيْبِ بنِ مُحَمَّدٍ وَوَلَدِهِ؛ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ وَعَبْدِ اللهِ بنِ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيِّ، وَكِنَانَةَ بنِ نُعَيْمٍ وَأَبِي أَيُّوْبَ المَرَاغِيِّ, وَأَبِي ظَبْيَةَ الكَلاَعِيِّ, وَأَبِي العَالِيَةِ وَحَبِيْبِ بنِ أَبِي ضُبَيْعَةَ الضُّبَعِيِّ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبَّاسٍ القُرَشِيِّ, وَوَاقِعِ بنِ سَحْبَانَ, وَمُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ وَشَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ, وَبَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ, وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ وَالعَمَلِ، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ -مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَقَتَادَةُ, وَابْنُ جُدْعَانَ, وَيُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ, وَحَبِيْبُ بنُ الشَّهِيْدِ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ, وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, وَسَيَّارٌ أَبُو الحَكَمِ, وعبد الله بن عبيد

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 232"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2052"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوى "2/ 98"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1805"، حلية الأولياء "3/ 180"، تاريخ الإسلام "5/ 50"، تذكرة الحفاظ "1/ 125"، العبر "1/ 260 و 271"، تهذيب التهذيب "2/ 2"، شذرات الذهب "1/ 161"، النجوم الزاهرة "1/ 290".

ابن عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُثَنَّى، وَأَشْعَثُ بنُ بَرَازٍ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، وَابْنُ شَوْذَبٍ، وَمَعْمَرٌ، وَشُعْبَةُ، وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، وَسَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ، وَحَاتِمُ بنُ مَيْمُوْنٍ، وَالحَكَمُ بنُ عَطِيَّةَ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بنُ يَحْيَى الأَبَحُّ، وَبَكْرُ بنُ خُنَيْسٍ، وَبَكْرُ بنُ الحَكَمِ أَبُو البِشْرِ المُزَلَّقُ، وَبَحْرُ بنُ كَنِيْزٍ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَدَيْلَمُ بنُ غَزْوَانَ، وَسَعِيْدُ بنُ زَرْبَى، وَسُهَيْلُ بنُ أَبِي حَزْمٍ، وَأَبُو المُنْذِرِ سَلاَمُ بنُ سُلَيْمَانَ القَارِّيُّ، وَالضَّحَّاكُ بنُ نَبَرَاسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ البَاهِلِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المُخْتَارِ، وَمُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، وَمَرْحُوْمُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ العَطَّارُ، وَهَارُوْنُ بنُ مُوْسَى النَّحْوِيُّ، وَأَبُو عَوَانَةَ الوَضَّاحُ، وَعُمَارَةُ بنُ زَاذَانَ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بنُ ثَابِتٍ، وَجَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو طَالِبٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ ثَابِتٍ، وَقَتَادَةَ, فَقَالَ: ثَابِتٌ تَثَبَّتَ فِي الحَدِيْثِ، وَكَانَ يَقُصُّ، وَقَتَادَةُ كَانَ يَقُصُّ، وَكَانَ أَذْكَرَ، وَكَانَ مُحدثا مِنَ الثِّقَاتِ المَأْمُوْنِيْنَ, صَحِيْحَ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ, رَجُلٌ صَالِحٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: أَثْبَتُ أَصْحَابِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ الزُّهْرِيُّ, ثُمَّ ثَابِتٌ, ثُمَّ قَتَادَةُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مِنْ تَابِعِي أَهْلِ البَصْرَةِ، وَزُهَّادِهِم، وَمُحَدِّثِيْهِم. كَتَبَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ، وَأَرْوَى النَّاسِ عَنْهُ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَأَحَادِيْثُهُ مُسْتقِيْمَةٌ إِذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ، وَمَا وَقَعَ فِي حَدِيْثِهِ مِنَ النَّكِرَةِ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرَّاوِي عَنْهُ فَقَدْ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مَجْهُوْلُوْنَ ضُعَفَاءُ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ حَدَّثَنِي عبد الرحمن -أبو بَهْزٌ- عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ, قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّ القُصَّاصَ لاَ يَحْفَظُوْنَ الحَدِيْثَ, فَكُنْتُ أَقْلِبُ الأَحَادِيْثَ عَلَى ثَابِتٍ أَجْعَلُ أَنَساً لابْنِ أَبِي لَيْلَى وَبِالعَكْسِ, أُشَوِّشُهَا عَلَيْهِ فَيَجِيْءُ بِهَا عَلَى الاسْتِوَاءِ. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: إِنَّ لِلْخَيْرِ أَهْلاً, وَإِنَّ ثَابِتاً هَذَا مِنْ مَفَاتِيْحِ الخَيْرِ. عَفَّانُ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، قَالَ: كَانَ ثَابِتٌ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ أَحَداً الصَّلاَةَ فِي قَبْرِهِ فَأَعْطِنِي الصَّلاَةَ فِي قَبْرِي. فَيُقَالُ إِنَّ هَذِهِ الدَّعْوَةَ اسْتُجِيْبَتْ لَهُ وَإِنَّهُ رُئِيَ بَعْدَ مَوْتِهِ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ فِيْمَا قِيْلَ. قَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ, عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ ثَابِتٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ مُغَفَّلٍ فِي شَأْنِ الحُدَيْبِيَةِ، وَصَحِبْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً مَا رَأَيْتُ أَعَبْدَ مِنْهُ!.

وَقِيْلَ: بُنَانَةُ هِيَ وَالِدَةُ سَعْدِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ. وَاخْتَلَفُوا فِي وَفَاةِ ثَابِتٍ: فَعَنْ جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ، مِمَّا رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ الأَوْسَطِ"، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مَحْبُوْبٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ، عَنْهُ، قَالَ: مَاتَ ثَابِتٌ، وَمَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ عَنِ الثَّلاَثَةِ: مَاتُوا فِي سَنَةِ وَاحِدَةٍ، قَبْلَ الطَّاعُوْنِ, أُرَاهُ بِسَنَتَيْنِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُلَيَّةَ، قَالَ: مَاتَ ثَابِتٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ وَمَاتَ ابْنُ جُدْعَانَ بَعْدَهُ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتٍ، قَالَ: مَاتَ ثَابِتٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ, حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ الجَرَّاحِ, حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ إِمْلاَءً, حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بنُ أَبِي حَزْمٍ, عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَة} [المدثر: 56] قَالَ: "يَقُوْلُ رَبُّكُم -عَزَّ وَجَلَّ: "أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى فَلاَ يُشْرَكَ بِي غَيْرِي، وَأَنَا أَهْلٌ لِمَنِ اتَّقَى أَنْ يُشْرِكَ بِي أَنْ أَغْفِرَ لَهُ"1. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ، غَرِيْبٌ أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَة ثَلاَثَتُهُم مِنْ طَرِيْقِ زَيْدِ بنِ الحُبَابِ، عَنْ سُهَيْلٍ القُطَعِيِّ فَوَقَعَ لَنَا بِعُلُوِّ دَرَجَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أبو نعيم،

_ 1 ضعيف: أخرجه الترمذي "3325" وابن ماجه "4299"، من طريق زيد بن الحباب بن سهيل بن أبي حزم القطعي، به. وأخرجه النسائي من طريق المعافي بن عمران عن سهيل القطعي، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته سهيل بن أبي حزم مهران أبو عبد الله القطعي، ضعيف، كما قال الحافظ في "التقريب"، وقد ذكر الحافظ الذهبي سهيل القطيعي هذا في "الميزان" ونقل كلام علماء الجرح والتعديل على تضعيفه، وذهل عنه هنا فحكم عليه بالحسن تساهلًا منه، وتساهله في موافقته للحاكم في تلخيص المستدرك حتى عُرف بهذا التساهل بين علماء الحديث قاطبة يعرف ذلك أصاغر طلاب الحديث بله العلماء الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الحديث الشريف.

حَدَّثَنَا ابْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أحمد القواريري، حدثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ يَوْماً: إِنَّ لِلْخَيْرِ مَفَاتِيْحَ، وَإِنَّ ثَابِتاً مِنْ مَفَاتِيْحِ الخَيْرِ. وَقَالَ غَالِبٌ القَطَّانُ، عَنْ بَكْرٍ المُزَنِيِّ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَعْبَدِ أَهْلِ زَمَانِهِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، فَمَا أَدْرَكْنَا الَّذِي هُوَ أَعَبْدُ مِنْهُ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَحْفَظِ أَهْلِ زَمَانِهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى قَتَادَةَ. وَعَنِ ابْنِ أَبِي رَزِيْنٍ, أَنَّ ثَابِتاً قَالَ: كَابَدْتُ الصَّلاَةَ عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَتَنَعَّمْتُ بِهَا عِشْرِيْنَ سَنَةً. رَوْحٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: كَانَ ثَابِتٌ البُناني يَقْرَأُ القُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَيَصُوْمُ الدَّهْرَ1. وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: رَأَيْتُ ثَابِتاً يَبْكِي حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ. وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: بَكَى ثَابِتٌ حَتَّى كَادَتْ عَيْنُهُ تَذْهَبُ، فَنَهَاهُ الكحال عن البكاء، فقال: فما خيرهم إذا لم يبكيا. وأبى أن يعالج2. وَقَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: قَرَأَ ثَابِتٌ: {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا} [الكَهْفُ: 37] ، وَهُوَ يُصَلِّي صَلاَةَ اللَّيْلِ يَنْتَحِبُ وَيُرَدِّدُهَا. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ: رَأَيْتُ ثَابِتاً يَلْبَسُ الثِّيَابَ الثَّمِيْنَةَ، وَالطَّيَالِسَ, وَالعَمَائِمَ. وَقَالَ مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ: دَخَلْتُ عَلَى ثَابِتٍ، فَقَالَ: يَا إِخْوَتَاهُ، لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُصَلِّيَ البَارِحَةَ كَمَا كُنْتُ أُصَلِّي، وَلَمْ أَقْدِرْ أَنْ أَصُوْمَ، وَلاَ أَنْزِلَ إِلَى أَصْحَابِي فَأَذْكُرَ مَعَهُم اللَّهُمَّ إِذْ حَبَسْتَنِي عَنْ ذَلِكَ فَلاَ تَدَعْنِي في الدنيا ساعة3.

_ 1 نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صوم الأبد فقال في الحديث الصحيح: "لا صام من صام الابد" أخرجه البخاري"1977"، ومسلم "1159" "186"، من طريق ابن جريج قال: سمعت عطاء يزعم أن العباس أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: فذكره في حديث طويل. 2 هذا يخالف ما أَمرَ بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح عن أسامة بن شريك مرفوعا: "تداووا فإن الله -عز وجل- لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم". أخرجه أحمد "4/ 278"، والطيالسي "1232"، والبخاري في "الأدب المفرد" "291"، وأبو داود "3855"، والترمذي "2038"، والطبراني في "الصغير" "559"، وفي "الكبير" "463 467"، و "471 و 474" و "477- 480"، والحاكم "4/ 399- 400"، والبيهقي "9/ 343"، والبغوي "3226"، من طرق عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير، فسلمتُ ثم قعدت، فجاء الاعراب من ههنا وههنا، فقالوا: يا رسول الله انتداوى؟ فقال: "تداووا فإن الله -عز وجل- لم يضع داء" الحديث، وإسناده صحيح. 3 نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ تمني الموت لوقوع الضر بالإنسان فروى أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لابد فاعلا، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي" أخرجه أحمد "3/ 101 و 281"، والطيالسي "1/ 152"، والبخاري "6351"، ومسلم "2680" "10"، وأبو داود "3108"، والترمذي "2971"، والنسائي "4/ 3"، وفي "عمل اليوم والليلة" "1057"، وابن ماجه "4265" من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، به.

محمد بن عمرو

707- محمد بن عمرو 1: "ع ابن عطاء الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، العَامِرِيُّ، المَدَنِيُّ، أَحَدُ الثِّقَاتِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ فِي عَشْرَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، فِي وَصْفِ صَلاَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي قَتَادَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَعِيْدِ بن المسيب، وجماعة. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَلْحَلَةَ، وَعَمْرُو بنُ يَحْيَى المَازِنِيُّ، وَالوَلِيْدُ بنُ كَثِيْرٍ، وَابْنُ عَجْلاَنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَتْ لَهُ هَيْئَةٌ وَمُرُوْءةٌ، كَانُوا يَتَحَدَّثُوْنَ أَنَّهُ تُفْضِي إِلَيْهِ الخِلاَفَةُ؛ لِهَيْئَتِهِ، وَعَقْلِهِ، وَكَمَالِهِ، لَقِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَغَيْرَهَ وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيْثُ. تُوُفِّيَ: فِي آخِرِ خِلاَفَةِ هِشَامِ بن عبد الملك.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 577"، والمعرفة والتاريخ "2/ 477"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 131"، الكاشف "3/ ترجمة 5168"، تاريخ الإسلام "4/ 300"، تهذيب التهذيب "9/ 373"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6551"، شذرات الذهب "1/ 144".

وهب بن كيسان

708- وهب بن كيسان 1: "ع" الفَقِيْهُ، أَبُو نُعَيْمٍ الأَسَدِيُّ، المَدَنِيُّ، المُؤَدِّبُ، مِنْ مَوَالِي آلِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ. رَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ. وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، وَجَابِرٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَعُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ. رَوَى عَنْهُ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَمَالِكٌ، وَآخَرُوْنَ، وَثَّقُوْهُ. مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ ومئة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8 ترجمة 2563"، المعرفة والتاريخ "3/ 300"، الكنى للدولابي "1/ 138"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 104"، الكاشف "3/ ترجمة 6223"، تاريخ الإسلام "5/ 179"، تهذيب التهذيب "11/ 166"، شذرات الذهب "1/ 173".

نعيم بن عبد الله

709- نُعَيم بن عبد الله 1: "ع" المجمر المدني الفَقِيْهُ، مَوْلَى آلِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، كَانَ يُبَخِّر مَسْجِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. جَالَسَ أَبَا هُرَيْرَةَ مُدَّةً. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَكَانَ مِنْ بَقَايَا العُلَمَاءِ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي هِلاَلٍ، وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ، وَفُلَيْحُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَهِشَامُ بنُ سَعْدٍ، وَمُسْلِمُ بنُ خَالِدٍ، وَآخَرُوْنَ. رَوَى سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مَالِكٍ: سَمِعَ نُعَيْماً المُجْمِرَ يَقُوْلُ: جَالَسْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عِشْرِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: عَاشَ إِلَى قَرِيْبِ سَنَةِ عشرين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 309"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2310"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 317 و 566" و "2/ 477"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 2106"، الكاشف "3/ ترجمة 5965" تاريخ الإسلام "5/ 12"، تهذيب التهذيب "10/ 465"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7544".

يزيد بن صهيب

710- يزيد بن صهيب 1: "خ، م، د، س، ق" الفقير أبو عثمان الكوفي، ثِقَةٌ، مُقِلٌّ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ. وَعَنْهُ: الحَكَمُ, وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ، وَمِسْعَرٌ، وَعِدَّةٌ. وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ. وَقَالَ أَبُو حاتم: صدوق. قلت: لقب بالفقير؛ لأنه اشتكا فَقَارَ ظَهْرِهِ, وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوْخِ أَبِي حنيفة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 305"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3251"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 209 و 659"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1144"، الكاشف "3/ ترجمة 6433"، تاريخ الإسلام "4/ 212"، تهذيب التهذيب "11/ 338".

عبد العزيز بن رفيع

711- عبد العزيز بن رُفَيع 1: "ع" المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ، الطَّائِفِيُّ, ثُمَّ الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ، وَالقَاضِي شُريح، وَزَيْدِ بنِ وَهْبٍ، وَعُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَأَبُو الأَحْوَصِ، وَشَرِيْكٌ، وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَحَدِيْثُهُ: نَحْوٌ مِنْ سِتِّيْنَ حَدِيْثاً. رَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوْخِهِ وَرِفَاقِهِ: عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَلَّمَا تَزَوَّجَ امْرَأَةً إلَّا وَطَلَبَتِ الطَّلاَقَ؛ لِكَثْرَةِ اسْتِمْتَاعِهِ بِهَا، وَقَدْ أَسَنَّ وَمَاتَ وَهُوَ فِي عَشْرِ المائَةِ أَوِ التِّسْعِيْنَ. تُوُفِيَّ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ البُخَارِيُّ: رَأَى عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ قُدَامَةَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ البَطِّيِّ، أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ طَلْحَةَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَدَّلُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ، عَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً دَخَلَ الجَنَّةَ" قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ؟: "وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ" ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ2 عَالٍ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 323"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1523"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1782"، الكاشف "2/ ترجمة 3434"، تاريخ الإسلام "5/ 102"، تهذيب التهذيب "6/ 337"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4347". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1237"، ومسلم "94"، من طريق وَاصل الأَحْدَب، عَنِ المَعْرُور بن سُويد، عَنْ أبي ذر، به.

عبدة بن أبي لبابة

712- عَبْدَةُ بن أبي لُبابة 1: "خ، م، ت، س، ق" أبو القاسم الأسدي ثُمَّ الغَاضِرِيُّ مَوْلاَهُم، الكُوْفِيُّ، التَّاجِرُ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ، نَزَلَ دِمَشْقَ. وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَعَلْقَمَةَ، وَسُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ، وزِر، وَأَبِي وَائِلٍ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَآخَرُوْنَ، وَكَانَ شَرِيْكاً لِلْحَسَنِ بنِ الحُرِّ، فَقَدِمَا مَكَّةَ بِتِجَارَةٍ فَتَصَدَّقَا بِرَأْسِ المَالِ أَرْبَعِيْنَ أَلْفاً قَالَ أَحْمَدُ بن حنبل: لقي عبدة بن عُمَرَ بِالشَّامِ. قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: لَمْ يَقْدَمْ عَلَيْنَا مِنَ العِرَاقِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْ عَبْدَةَ وَابْنِ الحُرِّ. وَرَوَى ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ عَبْدَةَ، قَالَ: كُنْتُ فِي سَبْعِيْنَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ, وَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ القُرْآنَ. وَرَوَى الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدَةَ، قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ لَجُوْجاً، مُمَارِياً، مُعْجَباً، بِرَأْيِهِ, فَقَدْ تَمَّتْ خَسَارَتُهُ. قَالَ حُسَيْنٌ الجُعَفي: قَدِمَ ابْنُ الحُرِّ وَعَبْدَةُ فِي تِجَارَةِ مَكَّةَ وَبِهَا فَاقَةٌ، فَتَصَدَّقَا بِعَشْرَةِ آلاَفٍ، فَفَضَلَ خَلْقٌ مِنَ المَسَاكِيْنِ، فَمَا تَخَلَّصُوا مِنْهُم إلَّا بِإِنْفَاقِ أَرْبَعِيْنَ أَلْفاً، وَخَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ لَيْلاً. يُرْوَى عَنْ عَبْدَةَ، قَالَ: ذُقْتُ مَاءَ البَحْرِ لَيْلَةَ سبعة وعشرين، فوجدته عذبا. وَرَوَى الأَوْزَاعِيُّ، عَنْهُ، قَالَ: أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَى الرِّيَاءِ آمَنُهُم مِنْهُ. وَقَالَ رَجَاءُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَةَ يَقُوْلُ: لَوَدِدْتُ أَنَّ حَظِّيَ مِنْ أَهْلِ الزَّمَانِ أَنَّهُم لاَ يَسْأَلُوْنِي عَنْ شَيْءٍ، وَلاَ أَسْأَلُهُم، إِنَّهُم يَتَكَاثَرُوْنَ بِالمَسَائِلِ كَمَا يَتَكَاثَرُ أَهْلُ الدَّرَاهِمِ بِالدَّرَاهِمِ مَاتَ: فِي حُدُوْدِ سنة سبع وعشرين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 328"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1877"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 587" و "2/ 407 و 794" و "3/ 101"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 455"، الكاشف "2/ ترجمة 3575"، تاريخ الإسلام "5/ 106"، تهذيب التهذيب "6/ 461"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4523".

يونس بن ميسرة

713- يونس بن ميسرة 1: "د، ت، ق" ابن حلبس أَبُو عُبَيْدٍ، وَأَبُو حَلْبَسٍ الجُبلاني، الأَعْمَى، عَالِمُ دِمَشْقَ، وَأَخُو أَيُّوْبَ، وَيَزِيْدَ. طَالَ عُمُرُهُ وَحَدَّثَ عَنْ: مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَوَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيِّ، والصنُّابحي، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: عَمْرُو بنُ وَاقِدٍ، وَمَرْوَانُ بنُ جَنَاحٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ: بلغ مائة وعشرين سنة، وكان يقرىء القُرْآنَ فِي الجَامِعِ، وَلَهُ كَلاَمٌ نَافِعٌ فِي الزُّهْدِ وَالمَعْرِفَةِ. وَثَّقَهُ العِجْلِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَهُوَ القَائِلُ: إِذَا تَكَلَّفْتَ مَا لاَ يَعْنِيْكَ، لَقِيْتَ مَا يُعنِّيك. قَالَ عَمْرُو بنُ وَاقِدٍ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ عَلَى المِنْبَرِ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ عِمْرَانَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ ابْنِ حَلْبَسٍ، وَكَانَ يَدْعُو عِنْدَ المَغِيْبِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الشَّهَادَةَ فِي سَبِيْلِكَ. فَأَقُوْلُ: مَنْ أَيْنَ يُرْزَقُهَا وَهُوَ أَعْمَى؟! فَلَمَّا دَخَلَتِ المُسَوِّدَةُ دِمَشْقَ، قُتِلَ، فَبَلَغَنِي أَنَّ اللَّذَيْنِ قَتَلاَهُ بَكَيَا لَمَّا أُخْبِرَا بِصَلاَحِهِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 466"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3487"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 118 و 129 و 235" و "2/ 300 و 523" و "3/ 357"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1036"، حلية الأولياء "5/ 250"، الكاشف "3/ ترجمة 6595"، تاريخ الإسلام "5/ 320"، تهذيب التهذيب "11/ 448".

حماد بن أبي سليمان

714- حماد بن أبي سليمان 1: "4، قَرَنَهُ م" العَلاَّمَةُ، الإِمَامُ، فَقِيْهُ العِرَاقِ، أَبُو إِسْمَاعِيْلَ بنُ مُسْلِمٍ الكُوْفِيُّ، مَوْلَى الأَشْعَرِيِّيْنَ، أَصْلُهُ مِنْ أَصْبَهَانَ. رَوَى عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَتَفَقَّهَ: بِإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، وَهُوَ أَنْبَلُ أَصْحَابِهِ وَأَفْقَهُهُم، وَأَقْيَسُهُم، وَأَبْصَرُهُم بِالمُنَاظَرَةِ، وَالرَّأْيِ، وَحَدَّثَ أَيْضاً عَنْ: أَبِي وَائِلٍ، وَزَيْدِ بنِ وَهْبٍ، وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ مِنَ الرِّوَايَةِ؛ لأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ أَوَانِ الرِّوَايَةِ وَأَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ: أَنَسُ بنُ مَالِكٍ، فَهُوَ في عداد صغار التابعين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 332"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 75"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 642"، أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 288"، تاريخ الإسلام "5/ 243"، ميزان الاعتدال "1/ 595"، تهذيب التهذيب "3/ 16"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1603"، شذرات الذهب "1/ 156".

رَوَى عَنْهُ: تِلْمِيْذُهُ؛ الإِمَامُ أَبُو حَنِيْفَةَ، وَابْنُهُ؛ إِسْمَاعِيْلُ بنُ حَمَّادٍ، وَالحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَالأَعْمَشُ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَمُغِيْرَةُ، وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبَانٍ الجُعْفِيُّ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَمِسْعَرُ بنُ كِدَامٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، وَخَلْقٌ. وَكَانَ أَحَدَ العُلَمَاءِ الأَذْكِيَاءِ، وَالكِرَامِ الأَسْخِيَاءِ، لَهُ ثَرْوَةٌ، وَحِشْمَةٌ، وَتَجَمُّلٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: كَانَ أَبُو سُلَيْمَانَ، وَالِدُ حَمَّادٍ مَوْلَى أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ الحُميدي: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ جاء إلى أَبِي طَلْحَةَ الكَحَّالِ يَسْتَنْعِتُهُ مِنْ شَيْءٍ بِعَيْنِهِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ, فَرَأَيْتُهُ أَشْهَبَ اللِّحْيَةِ. وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ إِيَاسٍ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: لإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ: مَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكَ? قَالَ: حَمَّادٌ. قَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: فَمَا سَمِعْتُ الشَّيْبَانِيَّ ذَكَرَ حَمَّاداً إلَّا أَثْنَى عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: رَأَيْتُ حَمَّاداً وَقَدْ دَخَلَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَمَعَهُ أَطْرَافٌ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ إِبْرَاهِيْمَ عَنْهَا. فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيْمُ: مَا هَذَا? أَلَمْ أَنْهَ عَنْ هَذَا? فَقَالَ إِنَّمَا هِيَ أَطْرَافٌ. رَوَى مَنْصُوْرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: لاَ بَأْسَ بِكِتَابَةِ الأَطْرَافِ. وَرَوَى: شَرِيْكٌ، عَنْ جَامِعٍ أَبِي صَخْرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّاداً يَكْتُبُ عِنْدَ إِبْرَاهِيْمَ، وَيَقُوْلُ: إِنَّا لاَ نُرِيْدُ بِذَلِكَ دُنْيَا، وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ أَنْبِجَانِيٌّ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مَعْمَرٌ يَقُوْلُ: لَمْ أَرَ مِنْ هَؤُلاَءِ أَفْقَهَ مِنَ: الزُّهْرِيِّ، وَحَمَّادٍ، وَقَتَادَةَ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَكَانَ حَمَّادٌ أَبْصَرَ بِإِبْرَاهِيْمَ مِنَ الحَكَمِ. ابْنُ إِدْرِيْسَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنِ ابْنِ شُبرمة، قَالَ: مَا أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ بِعِلْمٍ مِنْ حَمَّادٍ. أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيْرَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا إِبْرَاهِيْمَ نَعُوْدُهُ حِيْنَ اخْتفَى، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِحَمَّادٍ، فَإِنَّهُ قَدْ سَأَلَنِي عن جميع ما سألني عنه الناس. يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، عَنْ مُغِيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا نُرَى أَنَّ بَعْدَ إِبْرَاهِيْمَ الأَعْمَشُ، حَتَّى جَاءَ حَمَّادٌ بِمَا جَاءَ بِهِ. وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَمَّادٌ، وَمُغِيْرَةُ أَحْفَظَ مِنَ الحَكَمِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: حَمَّادٌ أَحَبُّ إِلَيَّ من مغيرة.

وَقَالَ مَعْمَرٌ: كُنَّا نَأْتِي أَبَا إِسْحَاقَ، فَيَقُوْلُ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُم? فَنَقُوْلُ: مِنْ عِنْدِ حَمَّادٍ فَيَقُوْلُ: مَا قَالَ لَكُم أَخُو المُرْجِئَةِ? فَكُنَّا إِذَا دَخَلْنَا عَلَى حَمَّادٍ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُم? قُلْنَا: مِنْ عِنْدِ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: الْزَمُوا الشَّيْخَ، فَإِنَّهُ يُوْشَكُ أَنْ يُطْفَى. قَالَ: فَمَاتَ حَمَّادٌ قَبْلَهُ. قَالَ مَعْمَرٌ: قُلْتُ لِحَمَّادٍ: كُنْتَ رَأْساً، وَكُنْتَ إِمَاماً فِي أَصْحَابِكَ، فَخَالَفْتَهُم، فَصِرْتَ تَابِعاً! قَالَ: إِنِّي أَنْ أَكُوْنَ تَابعاً فِي الحَقِّ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ أَكُوْنَ رَأْساً فِي البَاطِلِ. قُلْتُ: يُشِيْرُ مَعْمَرٌ إِلَى أَنَّهُ تَحَوَّلَ مُرْجِئاً إِرْجَاءَ الفُقَهَاءِ، وَهُوَ أَنَّهُم لاَ يَعُدُّوْنَ الصَّلاَةَ وَالزَّكَاةَ مِنَ الإِيْمَانِ، وَيَقُوْلُوْنَ: الإِيْمَانُ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وَيَقِيْنٌ فِي القَلْبِ، وَالنِّزَاعُ عَلَى هَذَا لَفْظِي -إِنْ شَاءَ اللهُ- وَإِنَّمَا غُلُوُّ الإِرْجَاءِ مَنْ قَالَ: لاَ يَضُرُّ مَعَ التَّوْحِيْدِ تَرْكُ الفَرَائِضِ، نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ. رَوَى حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: أَنَّ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: مَنْ أَمِنَ أَنْ يُسْتَثْقَلَ, ثَقُلَ. قَالَ شُعْبَةُ: سَأَلْتُ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَيْنِ الأُضْحِيَةِ يَكُوْنُ فِيْهَا البَيَاضُ؟ فَلَمْ يَكْرَهْهَا. وَسَأَلَتُهُ عَنِ الرَّجُلِ: يَحْلِفُ عَلَى الشَّيْءِ كَاذِباً وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ صَادِقٌ؟ قَالَ: لاَ يَكُفِّرُ. وَسَأَلْتُهُ عَنِ التَّرَبُّع فِي الصَّلاَةِ؟ فَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَسَأَلْتُ حَمَّاداً عَنِ الرَّجُلِ يَسْرِقُ مِنْ بَيْتِ المَالِ؟ فَقَالَ: يُقْطَعُ. وَسَأَلْتُهُ عَنْ رجل قال: إن فارقت غريمي، فمالي عَلَيْهِ فِي المَسَاكِيْنِ؟ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَسَأَلْتُهُ عَنِ الصُّفْرِ بِالحَدِيْدِ نَسِيْئَةٌ. قَالَ مُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيْمَ: إِنَّ حَمَّاداً قَدْ جَلَسَ يُفْتِي. قَالَ: وَمَا يَمْنَعُهُ وَقَدْ سَأَلَنِي عَمَّا لَمْ تَسْأَلْنِي عَنْ عُشرِه?. وَقَالَ شُعْبَةُ: سَمِعْتُ الحَكَمَ يَقُوْلُ: وَمَنْ فِيْهِم مِثْلُ حَمَّادٍ؟ يَعْنِي: أَهْلَ الكُوْفَةِ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ: حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ أَفْقَهُ مِنَ الشَّعْبِيِّ، مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنْ حَمَّادٍ! وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَمَّادٌ صَدُوْقَ اللِّسَانِ، لاَ يَحْفَظُ الحَدِيْثَ. وَقَالَ النسائي: ثقة، مرجىء. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ مُسْتقِيْمٌ فِي الفِقْهِ، فَإِذَا جَاءَ الأَثَرُ شوَّش. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ أَفْقَهَ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ، وَكَانَتْ رُبَّمَا تَعْتَرِيْهِ مُوْتَةٌ وَهُوَ يُحَدِّثُ.

وَبَلَغَنَا أَنَّ حَمَّاداً كَانَ ذَا دُنْيَا مُتَّسِعَةٍ، وَأَنَّهُ كَانَ يُفَطِّر فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَمْسَ مائَةِ إِنْسَانٍ، وَأَنَّهُ كَانَ يُعْطِيْهِم بَعْدَ العِيْدِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مائَةَ دِرْهَمٍ. وَحَدِيْثُهُ فِي كُتُبِ السُّنَنِ، مَا أَخْرَجَ لَهُ البُخَارِيُّ، وَخَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ حَدِيْثاً وَاحِداً مَقْرُوْناً بِغَيْرِهِ. وَلاَ يُلْتَفَتُ إِلَى مَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنِي -حَمَّادٌ- وَكَانَ غَيْرَ ثِقَةٍ- عَنْ إِبْرَاهِيْمَ. وَفِي لَفْظٍ: وَمَا كُنَّا نَثِقُ بِحَدِيْثِهِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ مُغِيْرَةَ: إِنَّهُ ذَكَرَ لَهُ عَنْ حَمَّادٍ شَيْئاً، فَقَالَ: كَذَبَ. يُوْسُفُ بنُ مُوْسَى: حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، عَنْ مغيرة، قال: حج حماد بن أبي سُلَيْمَانَ، فَلَمَّا قَدِمَ أَتَيْنَاهُ نُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَبْشِرُوا يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ فَإِنِّي قَدِمْتُ عَلَى أهل الحجاز فرأيت عطاء، وطاوسا، وَمُجَاهِداً فَصِبْيَانُكُم بَلْ صِبْيَانُ صِبْيَانِكُم أَفْقَهُ مِنْهُم قال مغيرة فرأينا ذَاكَ بَغْيٌ مِنْهُ. خَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الرَّأْيُ الَّذِي أَحْدَثْتَ؟ لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ! فَقَالَ: لَوْ كَانَ حَيّاً, لَتَابَعَنِي عَلَيْهِ يَعْنِي: الإِرْجَاءَ. الفِرْيَابِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: مَا كنا نأتي حماد إلَّا خِفْيَةً مِنْ أَصْحَابِنَا. عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ, قَالَ: كَانَ حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ يُصرعُ وَإِذَا أَفَاقَ, تَوَضَّأَ. قُلْتُ: نَعَمْ, لأَنَّهُ نَوْعٌ مِنَ الإِغْمَاءِ, وَهُوَ أَخُو النَّوْمِ, فَيَنْقُضُ الوُضُوْءَ. وَرَوَى جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ، عَنْ مُغِيْرَةَ، قَالَ: كَانَ حَمَّادٌ يُصِيْبُهُ المَسُّ، فَإِذَا أَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ ذَهَبَ عَنْهُ عَادَ إِلَى المَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيْهِ. حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ قَبْلَ أَنْ يُحْدِثَ مَا أَحْدَثَ. قَالَ العُقَيْلِيُّ فِي تَرْجَمَةِ حَمَّادٍ الفَقِيْهِ وَطَوَّلَهَا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَصْرَمَ، حَدَّثَنَا القَوَارِيْرِيُّ، حَدَّثَنَا حماد بن زيد، قال: قدم علينا حماد بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ البَصْرَةَ فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ حَمْرَاءُ فَجَعَلَ صِبْيَانُ البَصْرَةِ يَسْخَرُوْنَ بِهِ فَقَالَ له رجل ما تقول في رجل وطىء دَجَاجَةً مَيْتَةً فَخَرَجَتْ مِنْ بَطْنِهَا بَيْضَةٌ? وَقَالَ لَهُ آخَرُ مَا تَقُوْلُ فِي رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ مِلْءَ سُكُرُّجَةٍ?. وَقَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الأَبَّارُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا أَبُو المَلِيْحِ, قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا

حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الرَّقَّةَ، فَخَرَجْتُ لأَسْمَعَ مِنْهُ، فَإِذَا عَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ حَمْرَاءُ, وَقَدْ خَضَبَ لِحْيَتَهُ بِالسَّوَادِ، فَرَجَعْتُ فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ. حَدَّثَنَا عَلَيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَحَادِيْثِ "المُسْنَدِ"، وَالنَّاسُ يَسْأَلُوْنَهُ عَنْ رَأْيِهِ، فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ قَالَ لاَ جَاءَ اللهُ بِكَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: حَمَّادٌ مُقَارَبُ الحَدِيْثِ، مَا رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَلَكِنَّ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ عِنْدَهُ عَنْهُ تَخْلِيْطٌ فَقُلْتُ لأَحْمَدَ: أَبُو مَعْشَرٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ حَمَّادٌ فِي إِبْرَاهِيْمَ؟ قَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا. وَقَالَ الأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ: أَمَّا رِوَايَاتُ القُدَمَاءِ عَنْ حَمَّادٍ فَمُقَارِبَةٌ، كَشُعْبَةَ، وَسُفْيَانَ، وَهِشَامٍ وَأَمَّا غَيْرُهُم، فَقَدْ جَاؤُوا عَنْهُ بِأَعَاجِيْبَ. قُلْتُ لَهُ: حَجَّاجٌ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ? فَقَالَ: حَمَّادٌ عَلَى ذَاكَ لاَ بَأْسَ بِهِ. ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: وَقَدْ سَقَطَ فِيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِثْلُ مُحَمَّدِ بنِ جَابِرٍ وَذَاكَ. وَأَشَارَ بِيَدِهِ، فَظَنَّنَا أَنَّهُ عَنَى سَلَمَةَ الأَحْمَرَ أَوْ عَنَى غَيْرَهُ. قَالَ كَاتِبُهُ: إِنَّمَا التَّخْلِيْطُ فِيْهَا مِنْ سُوْءِ حِفْظِ الرَّاوِي عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَقَعُ فِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ أَفْرَادٌ وَغَرَائِبُ، وَهُوَ لاَ بَأْسَ بِهِ مُتَمَاسِكٌ فِي الحَدِيْثِ. مَاتَ حَمَّادٌ: سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. أَرَّخَهُ: خَلِيْفَةُ. وَقِيْلَ: سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. فَأَفْقَهُ أَهْلِ الكُوْفَةِ عَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِهِمَا: عَلْقَمَةُ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِهِ: إِبْرَاهِيْمُ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ: حَمَّادٌ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِ حَمَّادٍ: أَبُو حَنِيْفَةَ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِهِ أَبُو يُوْسُفَ، وَانْتَشَرَ أَصْحَابُ أَبِي يُوْسُفَ فِي الآفَاقِ، وَأَفْقَهُهُم: مُحَمَّدٌ، وَأَفْقَهُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الكُوْفِيُّ: مَاتَ حَمَّادٌ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ قُلْتُ: مَاتَ كَهْلاً رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ كِتَابَةً، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ المُبَارَكِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ حَبَابَةَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ, عَنْ حَمَّادٍ, عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُم بِالتَّشَهُّدِ: "التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطِّيِّبَاتُ, السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهِ, السَّلاَمُ

عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِيْنَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ" 1. وَبِهِ إِلَى البَغَوِيِّ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ, عَنْ حَمَّادٍ, سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يَقُوْلُ: قَالَ أَبُو القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" 2. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُؤْمِنٍ قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ السَّيِّدِ الأَنْصَارِيُّ بِالمِزَّةِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيُّ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ طاوس سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ قِرَاءةً عَلَيْهِمَا قَالاَ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الفَقِيْهُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَمِّي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَعْرُوْفٍ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ القَاضِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ حَمَّادٍ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ, عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ، قَالُوا: "المَيْتُ يُغَسَّلُ وِتْراً، وَيُكَفَّنُ وِتْراً, وَيُجَمَّرُ وِتْراً". وَبِهِ عَنْ حَمَّادٍ، سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِداً، وَإِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُوْنَ: إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِن شِئْتَ فَأَفْطِرْ، وَالصَّوْمُ أَفْضَلُ يَعْنُوْنَ: رَمَضَانَ فِي السَّفَرِ. وَبِهِ عَنْ حَمَّادٍ، سَأَلْتُ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ عَنِ الجُنُبِ يَقْرَأُ القُرْآنَ؟ قَالَ: أَوَ لَيْسَ هُوَ فِي جَوْفِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ البُرْجُلاني، عَنْ إِسْحَاقَ السَّلُوْلِيِّ، سَمِعْتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ سَخِيّاً عَلَى الطَّعَامِ، جَوَاداً بِالدَّنَانِيْرِ، وَالدَّرَاهِمِ. وَقَالَ أَيْضاً عَنْ: زَكَرِيَّا بنِ عَدِيٍّ، عَنِ الصَّلْتِ بنِ بِسْطَامَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ حماد بن

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 422"، والطيالسي "275"، وأبو داود "970"، والدارمي "1/ 309"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 275"، والدارقطني "1/ 353"، والطبراني في "الكبير" "9925"، من طريق زهير بن معاوية، حدثني الحسن بن الحر، عن القاسم بن مُخيمرة، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، به. 2 صحيح على شرطهما: أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 763"، وأحمد "3/ 116 و 166 و 176 و 203 و 209 و 223"، وابنه عبد الله في "زوائد المسند" "3/ 278 و 279"، ومسلم في "مقدمة صحيحه" "2"، والدارمي "1/ 76 و 77" من حديث أنس بن مالك، به.

أَبِي سُلَيْمَانَ يَزُوْرُنِي, فَيُقِيْمُ عِنْدِي سَائِرَ نَهَارِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ، قَالَ: انْظُرِ الَّذِي تَحْتَ الوِسَادَةِ, فَمُرْهُم يَنْتَفِعُوْنَ بِهِ فَأَجِدُ الدَّرَاهِمَ الكَثِيْرَةَ. وَعَنِ الصَّلْتِ بنِ بِسْطَامَ، قَالَ: وَكَانَ يُفَطّر كُلَّ يَوْمٍ فِي رَمَضَانَ خَمْسِيْنَ إِنْسَاناً، فَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ الفِطْرِ، كَسَاهُم ثَوْباً ثَوْباً. رَوَى عُثْمَانُ بنُ زُفَرَ التَّيْمِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ صَبِيْحٍ يَقُوْلُ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو الزِّنَادِ الكُوْفَةَ عَلَى الصَّدَقَاتِ، كَلَّمَ رَجُلٌ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ فِيْمَنْ يُكَلِّمُ أَبَا الزِّنَادِ يَسْتَعِيْنُ بِهِ فِي بَعْضِ أَعْمَالِهِ. فَقَالَ حَمَّادٌ: كَمْ يُؤَمِّلُ صَاحِبُكَ مِنْ أَبِي الزِّنَادِ أَنْ يُصِيْبَ مَعَهُ؟ قَالَ: أَلْفُ دِرْهَمٍ. قَالَ: قَدْ أَمَرْتُ لَهُ بِخَمْسَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ، وَلاَ يُبْذَلُ وَجْهِي إِلَيْهِ. قَالَ: جَزَاكَ اللهُ خَيْراً. قَالَ البُخَارِيُّ فِي "صَحِيْحِهِ": قَالَ حَمَّادٌ: إِذَا أَقَرَّ مَرَّةً عند الحاكم، رُجِمَ يَعْنِي: الزَّانِي وَرَوَى لَهُ فِي كِتَابِ "الأَدَبِ"، وَأَخْرَج لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُوْناً بغيره والباقون.

غيلان بن جرير

715- غيلان بن جرير 1: "ع" الإِمَامُ، أَبُو يَزِيْدَ الأَزْدِيُّ، المِعْوَلِيُّ، بَصْرِيٌّ، ثِقَةٌ. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، وَزِيَادِ بنِ رَبَاحٍ، وَأَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى. حَدَّثَ عَنْهُ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَشُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَمَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ، وَأَبُو هِلاَلٍ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمٍ، وَآخَرُوْنَ تُوُفِيَّ: سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ رَحِمَهُ اللهُ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ فِرَاسُ بنُ يَحْيَى الهَمْدَانِيُّ بِالكُوْفَةِ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ بِاليَمَامَةِ، وَمَطَرٌ الوَرَّاقُ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ المَدَنِيُّ، وَخَالِدُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ قَاضِي أَفْرِيْقِيَةَ، وَعَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ، وَقَيْسُ بنُ حجاج السلفي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 240"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 455"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 297"، الكاشف "2/ ترجمة 4503"، تاريخ الإسلام "5/ 121"، تهذيب التهذيب "8/ "، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5681".

ربيعة

716- ربيعة 1: "ع" ابن يزيد الإِمَامُ، القُدْوَةُ، أَبُو شُعَيْبٍ الإِيَادِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، القَصِيْرُ. حَدَّثَ عَنْ: وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ، وَجُبَيْرِ بنِ نُفير، وَأَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ ثَمَانِيْنَ سَنَةً رَحِمَهُ اللهُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ سمع من معاوية. حَدَّثَ عَنْهُ: حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ المِصْرِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَفَرَجُ بنُ فَضَالَةَ، وَعِدَّةٌ. قَالَ فَرَجُ بنُ فَضَالَةَ: كَانَ رَبِيْعَةُ يُفَضَّلُ عَلَى مَكْحُوْلٍ، يَعْنِي فِي العِبَادَةِ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَحَدٌ أَحْسَنَ سَمْتاً فِي العِبَادَةِ مِنْهُ، وَمِنْ مَكْحُوْلٍ. وَقِيْلَ: كَانَتْ دَارُ رَبِيْعَةَ القَصِيْرِ بِنَاحِيَةِ بَابِ الفَرَادِيْسِ2. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَامِرٍ، سَمِعْتُ رَبِيْعَةَ بنَ يَزِيْدَ يَقُوْلُ: مَا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ لصلاة الظهر منذ أربعين سنةإلَّا وَأَنَا فِي المَسْجِدِ، إلَّا أَنْ أَكُوْنَ مَرِيْضاً أَوْ مُسَافِراً. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: رَبِيْعَةُ: يُعْرَفُ بِالقَصِيْرِ يُعْتَبَرُ بِهِ. وَقَالَ مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ: خَرَجَ رَبِيْعَةُ القَصِيْرُ مَعَ كُلْثُوْمِ بنِ عِيَاضٍ غَازِياً، فَقَتَلَهُ البَرْبَرُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ الغَسَّانِيُّ: اسْتُشْهِدَ رَبِيْعَةُ -رحمه الله- بأفريقية. تم الجزء الخامس ويليه: الجزء السادس: وأوله: عاصم بن عمر

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 465"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 980"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2128"، تاريخ الإسلام "5/ 86"، الكاشف "1/ ترجمة 1571"، العبر "1/ 250"، تهذيب التهذيب "3/ 264"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2052"، شذرات الذهب "1/ 161". 2 باب الفراديس أحد أبواب دمشق السبعة، ويقع شمال شرق جامع بني أمية. والفراديس: هي البساتين.

فهارس فهرس الموضوعات الصفحة الموضوع 5 376- يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. 7 377- عبيدة بن عمرو. 10 378- عبد الرحن بن غنم. 11 379- كثير بن مُرة. 12 380- هرم بن حبان. 14 381- الأسود بن يزيد. 16 382- عَلْقَمَةُ بنُ قَيْسِ بنِ عَبْدِ اللهِ أَبُو شبل النخعي. 22 383- علقمة بن وقاص بن محصن. 23 384- جنادة بن أبي أمية الأزدي. 23 385- مسروق بن الأجدع الهمداني. 28 386- سويد بن غفلة. 30 387- أَبُو تَمِيْمٍ الجَيْشَانِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ مَالِكٍ بن أبي الأسحم. 31 388- أبو سالم الجيشاني سفيان بن هانئ. 31 389- مرة الطيب بن شراحيل. 32 390- الحارث بن قيس الجُعفي الكوفي. 32 391- جبير بن نفير. 33 392- عبد الرحمن بن يزيد بن قيس أبو بكر النخعي. 34 393- ابنه محمد بن عبد الرحمن النخعي. 34 394- عمرو بن الأسود العنسي. 36 395- عمير بن هانئ العنسي. 36 396- أبو الأسود الدؤلي. 39 397- الأحنف بن قيس. 46 398- عاصم بن عمر بن الخطاب. 47 399- أسلم مولى عمر بن الخطاب. 48 400- شريح القاضي بن الحارث بن قيس الكندي. 53 401- شريح بن هانئ الحارثي المذحجي. 54 402- خرشة بن الحر. 55 403- مالك السرايا بن عبد الله الخثعمي.

بقية الصفحة الأولى من كبراء التابعين الصفحة الموضوع 55 404- ابن الحنفية محمد بن علي بن أبي طالب. 66 405- ابناه عبد الله بن محمد بن الحنفية. 67 406- الحسن بن محمد ابن الحنفية. 68 407- سليم بن عتر. 69 408- أبو معمر عبد الله بن سخبرة. 69 409- عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ. 70 410- أَبُو ميسرة عمر بن شرحبيل. 71 411- الجرشي يزيد بن الأسود. 72 412- عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي. 72 413- عياض بن عمرو الأشعري. 73 414- معاوية بن يزيد بن معاوية. 73 415- حسان بن النعمان بن المنذر الغساني. 73 416- مُصعب بن الزبير بن العوام. 76 417- بشر بن مروان بن الحكم. 77 418- شبيب بن يزيد الخارجي. 79 419- شبث بن ربعي. 79 420- عَبْدِ اللهِ بنِ صَفْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ خلف. 80 421- قطري بن الفجاءة. 81 422- الحارث الأعور بن عبد الله بن كعب. 83 423- الحارث بن سويد التيمي. 84 428- عبيد بن عمير. 85 425- عبد الله بن عبيد بن عمير. 85 426- عمرو بن ميمون. 87 427- شقيق بن سلمة. 91 428- زر بن حبيش. 93 429- عبد الله بن أبي الهذيل. 94 430- مالك بن أوس بن الحدثان. 95 431- عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مَعْمَرٍ. 95 432- أَبُو عمرو الشيباني سعيد بن إياس. 96 433- المعرور بن سويد. 96 434- طَلْحَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ. 96 435- أبو عثمان النهدي عبد الرحمن ابن مل. 99 436- أبو الشعثاء المحاربي سليم بن أسود. 99 437- عابس بن ربيعة النخعي. 100 438- سعيد بن وهب. 100 439- جميل بن عبد الله بن معمر. 101 440- القُبَاعُ الحَارِثَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ. 101 441- حمران بن أبان. 102 442- ابن الأشعث عبد الرحمن بن محمد. 103 443- أعش همدان. 103 444- مَعْبَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُوَيْمِرٍ الجُهَنِيُّ.

105 445- مطرف بن عبد الله بن الشخير. 110 446- زيد بن وهب أبو سليمان الجهني. 110 447- حفص بن عاصم. 111 448- أيوب ابن القرية بن يزيد بن قيس. 111 449- قيس بن أبي حازم. 114 450- العلاء بن زياد بن مطر. 116 451- عبد الله بن معقل بن مقرن. 117 452- عبد الله بن معبد الزماني. 117 453- أبو العالية الرياحي رفيع بن مهران. 121 454- عمران بن حطان. 123 455- عباد بن عبد الله بن الزبير. 123 456- سعبد بن المسيب. 139 457- عبد الملك بن مروان بن الحكم. 141 458- عبد العزيز بن مروان بن الحكم. 142 459- روح بن زنباع. 143 460- ابْنُ أُمِّ بُرْثُنٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ آدَمَ. 144 461- أبو رجاء العطاردي عمران بن ملحان. 146 462- الأسود بن هلال أبو سلام المحاربي. 147 463- الربيع بن خثيم. 150 464- عبد الرحمن بن أبي ليلى. 153 465- أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ حبيب. 155 466- أُمَيَّةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ أَسِيْدٍ. 156 467- أبو إدريس الخولاني. 159 468- أم الدرداء هجيمة الطائي سعيد بن فيروز. 160 469- أبو البختري الطائي سعيدبن فيروز. 161 470- زاذان أبو عمر الكندي. 162 471- قبيصة بن ذؤيب. 163 472- همام بن الحارث النخعي. 164 473- مَرْثَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو الخَيْرِ اليَزَنِيُّ. 164 474- بلال بن أبي الدرداء. 165 475- صفوان بن محرز المازني. الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ التَّابِعِيْنَ 166 476- أَبُو سَلَمَةَ بنُ عبد الرحمن بن عوف. 169 477- إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. 170 478- حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. 170 479- حميد بن عبد الرحمن الحميري. 171 480- حسان أمير المغرب.

171 481- الشعبي عامر بن شراحيل. 185 482- عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي. 186 483- خَيْثَمَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي سَبْرَةَ. 186 484- سعيد بن جبير. 199 485- الحجاج بن يوسف الثقفي. 199 486- أبو بردة بن أبي موسى الأشعري. 201 487- أيوب ابن القرية. 202 488- الوليد بن عبد الملك بن مروان. 203 489- محمد بن سعد بن أبي وقاص. 203 490- عامر بن سعد بن أبي وقاص. 204 491- عمر بن سعد بن أبي وقاص. 204 492- عمرو بن سعد بن أبي وقاص. 204 493- مصعب بن سعد بن أبي وقاص. 204 494- إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص. 204 495- عمير بن سعد بن أبي وقاص. 205 496 - إسماعيل بن سعد بن أبي وقاص. 205 497- يحيى بن سعد بن أبي وقاص. 205 498- عبد الرحمن بن سعد بن أبي وقاص. 205 499- بشير بن كعب. 205 500- بشير بن كعب. 205 501- أبان بن عثمان بن عفان. 206 502- عمرو بن عثمان بن عفان. 207 503- مورق العجلي أبو المعتمر البصر. 208 504- أبو سلام ممطور الحبشي. 208 505- مالك بن أسماء بن خارجة. 209 506- أبو الأشعث النصعاني شراحيل بن آدة. 210 507- ربعي بن حراش. 212 508- أبو ظبيان الجنبي حصين بن جندب. 212 509- أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ. 213 510- طويس أبو عبد المنعم عيسى بن عبد الله. 213 511- موسى بن طلحة بن عبيد الله. 215 512- عيسى بن طلحة بن عبيد الله. 215 513- محمد بن طلحة بن عبيد الله "السجاد". 215 514- إسحاق بن طلحة. 216 515- عائشة بنت طلحة بن عبيد الله. 216 516- عمران بن طلحة بن عبيد الله. 217 517- عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث. 217 518- أَبُو الجَوْزَاءِ أَوْسُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّبَعِيُّ.

218 519- شهر بن حوشب. 222 520- عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ. 222 521- يحيى بن وثاب. 224 522- خالد ابن الخليفة يزيد بن معاوية. 225 523- المهلب بن أبي صفرة. 226 524- جميل بن عبد الله بن معمر. 227 525- علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. 235 526- أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحسين بن علي. 241 527- قرة بن شريك القيسي. 241 528- قتيبة بن مسلم. 242 529- عبد الرحمن بن أبي بكرة. 243 530- تبيع بن عامر. 244 531- أبو رافع الصائغ. 245 532- خالد بن مهاجر بن خالد بن الوليد. 245 533- أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ. 247 534- عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث. 248 535- الحارث بن هشام. 249 536- عروة بن الزبير بن العوام. 258 537- خارجة بن زيد بن ثابت. 261 538- يحيى بن يعمر. 262 539- عمير بن سعيد النخعي. 262 540- يزيد بن أبي كبشة. 263 541- سليمان بن يسار. 265 542- عطاء بن يسار. 266 543- مجاهد بن جبير أبو الحجاج المكي الأسود. 271 544- سالم بن عبد الله بن عمر. 277 545- أبو الطفيل عامر بن واثلة. 277 546- أَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ. 281 547- عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ. 284 548- صالح بن أبي مريم أبو خليل الضبعي. 284 549- كريب بن أبي مسلم أبو رشدين. 285 550- بشير بن نهيك أبو الشعثاء. 285 551- سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى. 285 552- أبو الشعثاء جابر بن زيد. 286 553- الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طالب. 289 554- زيد بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ. 289 555- عبد الرحمن بن عائذ الحمصي. 290 556- علي بن ربيعة أبو المغيرة الوالبي. 291 557- راشد بن سعد الحبراني.

292 558- خلاس بن عمرو الهجري. 292 559- أبو أسماء الرحبي. 293 560- حنش بن عبد الله بن عمرو الصنعاني. 293 561- يزيد بن عبد الله بن الشخير. 294 562- عبد الله بن محيريز. 295 563- موسى بن نصير. 297 564- طارق بن زياد. 299 565- يزيد بن المهلب. 302 566- حفصة بنت سيرين. 302 567- عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد. 303 568- مُعَاذَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ أُمُّ الصَّهْبَاءِ العَدَوِيَّةُ. 304 569- صلة بن أشيم. 304 570- ربيعة بن لقيط التجيبي. 304 571- مسلم بن يسار البصري. 306 572- مسلم بن يسار الطنبذى. 307 573- مسلم بن يسار الجهني. 307 574- مسلم بن يسار الدوسي. 307 575- زياد بن جبير بن حية. 307 576- عِيَاضُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي سَرْحٍ. 308 577- زرارة بن أوفى. 309 578- صلة بن زفر. 309 579- يزيد بن الأصم. 310 580- يزيد بن الحكم. 311 581- إبراهيم النخعي بن يزيدبن قيس. 317 582- أبو نضرة المنذر بن مالك العبدي. 318 583- بكر بن عبد الله المزني. 321 584- خالد بن معدان. 324 585- نَافِعُ بنُ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ. 325 586- محمد بن جبير بن مطعم بن عدي. 326 587- وهب بن منبه. 333 588- رجاء بن حيوة. 336 589- عمر بن هبيرة. 336 590- إبراهيم بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ. 337 591- الحسن البصري بن يسار. 351 592- سعيد بن يسار البصري. 352 593- الأخطل غياث بن غوث. 352 594- الفرزدق همام بن غالب. 353 595- جرير بن عطية بن الخطفي. 353 596- بشير بن يسار. 354 597- بسر بن عبيد الله الحضرمي. 354 598- الأحوص عبد الله بن محمد. 355 599- يزيد بن أبي مسلم الثقفي. 355 600- أَبُو بَحْرِيَّةَ عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ الكِنْدِيُّ التراغمي.

356 601- بسر بن سعيد الحضرمي. 356 602- سبلان سالم بن عبد الله. 357 603- سليمان بن قتة التيمي. 357 604- زياد الأعجم أبو أمامة بن سليم. 357 605- الراعي أبو جندل عبيد بن حصين. 358 606- الضحاك بن مزاحم الهلالي. 360 607- طلق بن حبيب العنزي. 361 608- الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب. 362 609- الضحاك المشرقي. 362 610- عبد الله بن حنين. 362 611- إبراهيم بن عبد الله بن حنين. 363 612- عبيد بن حنين. 363 613- زياد بن جبير. 363 614- محمد بن سيرين. 372 615- أنس بن سيرين. 373 616- أبو بردة الأشعري. 374 617- أبو حازم الأشجعي. 374 618- أبو زرعة بن عمرو البجلي. 375 619- أبو المتوكل الناجي البصري. 375 620- سعد بن عبيد أبو حمزة السلمي. 375 621- سعيد بن أبي هند. 376 622- عبد الرحمن بن أبان. 376 623- عبد الرحمن بن الأسود أبو حفص النخعي. 378 624- عكرمة مولى ابن عباس. 393 625- أبو صالح السمان. 394 626- أبو صالح باذام. 395 627- أبو صالح الحنفي. 395 628- طاوس كيسان اليماني. 402 629- عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية. 403 630- عبد الله بن بريدة. 405 631- سليمان بن بريدة. 405 632- عدي بن أرطاة. 406 633- القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ. 410 634- إبراهيم بن يزيد التيمي. 412 635- عبد الرحمن بن أبي نعم. 413 636- عراك بن مالك الغفاري. 413 637- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ. 414 638- القرظي محمد بن كعب. 416 639- يوسف بن ماهك. 417 640- الأعرج عبد الرحمن بن هرمز. 417 461- أبو السفر سعيد بن يحمد الهمداني. 418 642- أبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي. 418 643- ميمون بن مهران.

423 644- عطاء بن أبي رباح. 429 645- ابن أبي مليكة. 431 646- بلال سعد بن تميم السكوني. 432 647- أبو الحباب سعيد بن يسار المدني. 433 648- أبو المليح بن أسامة بن عمير. 433 649- نافع مولى ابن عمر. 437 650- علي بن رباح. 438 651- المسيب بن رافع أبو العلاء الأسدي الكاهلي. 439 652- عون بن عبد الله أبو عبد الله الهذلي. 440 653- عون بن أبي جحيفة السوائي. 440 654- محمد بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بن الخطاب. 441 655- محمد بن عباد بن جعفر القرشي المخزومي. 441 656- موسى بن يسار المخرمي. 441 657- عُبَادَةُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ. 442 658- موسى بن ودان. 442 659- سالم بن أبي الجعد. 443 660- عدي بن الرقاع العاملي الشاعر. 443 661- عَدِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ الحِمَارِ العِبَادِيُّ التَّمِيْمِيُّ. 444 662- سلميان بن عبد الملك. 445 663- عمر بن عبد العزيز. 467 664- محمد بن مروان بن الحكم. 467 665- عبد العزيز بن الخليفة الوليد بن عبد الملك. 467 666- عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ الخطاب. 468 667- عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيُّ. 468 668- يزيد بن عبد الملك. 470 669- كثير عزة. 470 670- معاوية بن قرية بن إياس المزني. 471 671- إياس بن معاوية. 472 672- مكحول الدمشقي. 475 673- مكحول الأزدي البصري. 478 674- قيس بن مسلم أبو عمرو الجدلي. 478 675- سعيد بن الحارث. 479 676- عمرو بن شعيب بن مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ. 491 677- شعيب بن محمد. 792 678- أبو شعيب محمد بن عبد الله ابن عمر والسهمي. 493 679- المنهال بن عمرو أبو عمرو الأسدي. 494 680- سليم بن عامر الكلاعي. 495 681- محمد بن يحيى بن حبان أبو عبد الله الأنصاري.

495 682- ابن موهب أبو عبد الله عثمان ابن عبد الله بن موهب التيمي. 496 683- عدي بن ثابت. 497 684- الجرح بن عبد الله أبو عقبة الحكمي. 498 685- طلحة بن مصرف أبو محمد اليامي الهمداني. 499 686- أبو الزاهرية حدير بن كريب الحمصي. 500 687- القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الدمشقي. 501 688- القاسم بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعود. 502 689- عمرو بن مرة. 505 690- سَعِيْدُ بنُ عَمْرِو بنِ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ. 505 691- يعلى بن عطاء العامري. 505 692- القاسم بن مخيمرة أبو عروة الهمداني. 508 693- ثُمَامَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ الأنصاري. 508 694- معبد بن خالد الجدلي أبو القاسم 509 695- جامع بن شداد. 509 696- علقمة بن مرث أبو الحارث. 509 697- علي بن زيد بن جدعان. 510 698- الحكم بن عتيبة. 513 699- ابْنُ أَبِي المُهَاجِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بن أبي المهاجر. 514 700- أبو يعفور العبدي الكوفي. 514 701- أبو قبيل المعافري. 515 702- زياد بن علاقة. 516 703- سعيد المقبري. 517 704- محارب بن دثار. 518 705- عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ. 519 706- ثابت بن أسلم. 523 707- محمد بن عمرو بن عطاء أبو عبد الله القرشي العامري. 523 708- وهب بن كيسان. 524 709- نعيم بن عبد الله المجمر. 524 710- يزيد بن صهيب. 525 711- عبد العزيز بن رفيع. 526 712- عبدة بن أبي لبابة. 527 713- يونس بن ميسرة. 527 714- حماد بن أبي سليمان. 533 715- غيلان بن جرير. 534 716- ربيعة بن يزيد أبوشعيب الأيادي الدمشقي القصير. 535 فهرس الموضوعات 547 فهرس التراجم

فهرس التراجم على حروف المعجم: الجزء الخامس الصفحة التراجم 205 501- أبان بن عثمان بن عفان. 204 494- إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص. 169 477- إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. 362 611- إبراهيم بن عبد الله بن حنين. 336 590- إبراهيم بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ. 311 581- إبراهيم النخعي بن يزيد بن قيس. 410 634- إبراهيم بن يزيد التيمي. 39 397- الأحنف بن قيس. 354 598- الأحوص عبد الله بن محمد. 352 593- الأخطل غياث بن غوث. 156 467- أبو إدريس الخولاني. 215 514- إسحاق بن طلحة. 47 399- أسلم مولى عمر بن الخطاب. 292 559- أبو أسماء الرحبي. 205 496- إسماعيل بن سعد بن أبي وقاص. 36 395- أبو الأسود الدؤلي. 146 462- الأسود بن هلال أبو سلام المحاربي. 14 381- الأسود بن يزيد. 209 506- أبو الأشعث الصنعاني شراحيل بن آدة. 417 640- الأعرج عبد الرحمن بن هرمز. 103 443- أعشى همدان. 155 466- أُمَيَّةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ أَسِيْدٍ. 372 615- أنس بن سيرين. أوس بن عبد الله الربعي = أبو الجوزاء.

471 671- إياس بن معاوية. 111 448- أيوب ابن القرية بن يزيد بن قيس. 160 469- أبو البحتري الطائي سعبد بن فيروز. 355 600- أَبُو بَحْرِيَّةَ عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ الكِنْدِيُّ. 143 460- ابْنُ أُمِّ بُرْثُنٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ آدَمَ. 199 486- أبو بردة بن أبي موسى الأشعري. 373 616- أبو بردة الأشعري. 356 601- بسر بن سعيد الحضرمي. 354 598- بسر بن عبد الله الحضرمي. 76 417- بشر بن مروان بن الحكم. 205 499- بُشير بن كعب. 205 500- بشير بن كعب. 285 550- بشير بن نهيك أبو الشعثاء. 353 596- بشير بن يسار. 245 533- أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ. 318 583- بكسر بن عبد الله المزني. 164 474- بلال بن أبي الدرداء. 431 646- بلال بن سعد بن تميم السكوني. 243 530- تبيع بن عامر. 30 387- أَبُو تَمِيْمٍ الجَيْشَانِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ مَالِكٍ بن أبي الأسحم. 519 706- ثابت بن أسلم. 508 693- ثُمَامَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ الأنصاري. 509 695- جامع بن شداد. 32 391- جبير بن نفير. 497 684- الجرح بن عبد الله أبو عقبة الحكمي. 71 411- الجرش يزيد بن الأسود. 353 595- جرير بن عطية بن الخطفي. 235 526- أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحسين بن علي. 226 524- جميل بن عبد الله بن معمر. 23 384- جنادة بن أبي أمية الأزدي. 217 518- أَبُو الجَوْزَاءِ أَوْسُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّبَعِيُّ. 83 423- الحارث بن سويد التيمي. 81 422- الحارث الأعور بن عبد الله بن كعب. 32 390- الحارث بن قيس الجعفي.

248 535- الحارث بن هشام. 432 647- أبو الحباب سعيدبن يسار المدني. 199 485- الحجاج بن يوسف الثقفي. حدير بن كريب الحمصي = أبو الزاهرية. 171 480- حسان أمير المغرب. 73 415- حسان بن النعمان بن المنذر الغساني. 337 591- الحسن البصري بن يسار. 286 553- الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طالب. 67 406- الحسن بن محمد ابن الحنفية. 302 567- حفصة بنت سيرين. 110 447- حفص بن عاصم. 510 698- الحكم بن عتيبة. 527 714- حماد بن أبي سليمان 101 441- حمران بن أبان. 170 479- حميد بن عبد الرحمن الحميري. 170 478- حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. 293 560- حنش بن عبد الله بن عمرو الصنعاني. 55 404- ابن الحنفية محمد بن علي بن أبي طالب. 258 537- خارجة بن زيد بن ثابت. 224 522- خالد ابن الخليفة يزيد بن معاوية. 321 584- خالد بن معدان. 245 532- خالد بن مهاجر بن خالد بن الوليد. 54 402- خرشة بن الحر. 292 558- خلاص بن عمرو الهجري. 186 483- خَيْثَمَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي سَبْرَةَ. 159 468- أم الدرداء هجيمة الطائي سعيد بن فيروز. 291 557- راشد بن سعد الحبراني. 357 605- الراعي أبو جندل عبيد بن حصين. 244 531- أبو رافع الصائغ. 210 507- ربعي بن حراش. 147 463- الربيع بن خثيم. 304 570- ربيعة بن لقيط التجيبي. 534 716- رَبِيْعَةُ بنُ يَزِيْدَ أَبُو شُعَيْبٍ الإِيَادِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. 333 588- رجاء بن حيوة.

144 461- أبو رجاء العطاردي عمران بن ملحان. رفيع بن مهران = أبو العالية الرياحي 142 459- روح بن زنباع. 161 470- زاذان أبو عمر الكندي. 499 686- أبو الزاهرية حدير بن كريب الحمصي. 91 428- زر بن حبيش. 308 577- زرارة بن أوفى. 374 618- أبو زرعة بن عمر البجلي. 357 604- زياد الأعجم أبو أسامة بن سليم. 363 613- زياد بن جبير. 307 575- زياد بن جبير بن حية. 515 702- زياد بن علاقة. 289 554- زيد بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ. 110 446- زيد بن وهب أبو سليمان الجهني. 442 659- سالم بن أبي الجعد. 31 388- أبو سالم الجيشاني سفيان بن هانئ. 271 544- سالم بن عبد الله بن عمر. 356 602- سبلان سالم بن عبد الله سعبد بن إياس = أبو عمرو والشيباني. 375 620- سعد بن عبيد أبو حمزة السلمي. 375 621- سعيد بن أبي هند. 186 484- سعيد بن جبير. 478 675- سعيد بن الحارث. 285 551- سعيد بن عبيد الرحمن بن أبزى. 505 690- سَعِيْدُ بنُ عَمْرِو بنِ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ. 123 456- سعيد بن المسيب. 516 703- سعيد المقبري. 100 407- سعيد بن وهب. 351 592- سعيد بن يسار البصري. 432 647- سعيد بن يسار المدني = أبو الحباب. 417 641- أبو السفر سعيد بن يحيى الهمداني. سفيان بن هانئ =أبو سالم الجيشاني 207 504- أبو سلام ممطور الحبشي. 166 476- أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ. 494 680- سليم بن عامر الكلاعي. 68 407- سليم بن عنز.

405 631- سليمان بن بريدة. 444 662- سليمان بن عبد الملك. 357 603- سليمان بن قتة التيمي. 263 541- سليمان بن يسار. 28 386- سويد بن غفلة. 79 419- شبث بن ربعي. 77 418- شبيب بن يزيد الخارجي. 209 506- شراحيل بن آدة = أبو الأشعث الصنعاني. 48 400- شريح القاضي بن الحارث بن قيس الكندي. 53 401- شريح بن هانئ الحارثي المذحجي. 171 481- الشعبي عامر بن شراحيل. 285 552- أبو الشعثاء جابر بن زيد. 99 436- أبو الشعثاء المحاربي سليم بن أسود. أبو الشعثاء البصري =بشير بن نهيك. 491 677- شعيب بن محمد. 492 668- أَبُو شُعَيْبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عمرو السهمي. 87 427- شقيق بن سلمة. 218 519- شهر بن حوشب. 284 548- صالح بن أبي مريم أبو خليل الضبعي. 394 626- أبو صالح باذام. 395 627- أبو صالح الحنفي. 393 625- أبو صالح السمان. 165 475- صفوان بن محرز المازني. 304 569- صلة بن أشيم. 309 578- صلة بن زفر. 361 608- الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب. 358 606- الضحاك بن مزاحم الهلالي. 362 609- الضحاك المشرقي. 418 642- أبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي. 395 628- طاوس بن كيسان اليماني. 96 434- طَلْحَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ. 498 685- طلحة بن مصرف أبو محمد اليامي الهمداني. 360 607- طلق بن حبيب العنزي. 213 510- طويس أبو عبد المنعم عيسى بن عبد الله. 212 508- أبو ظبيان الجني حصين بن جندب.

99 437- عابس بن ربيعة النخمي. 117 453- أبو العالية الرياحي رفيع بن مهران. 203 490- عامر بن سعد بن أبي وقاص. 518 705- عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ. 216 515- عائخشة بنت طلحة بن عبد الله. 123 455- عباد بن عبد الله بن الزبير. 441 657- عُبَادَةُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ. 467 666- عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ الخطاب. 376 622- عبد الرحمن بن أبان. 242 529- عبد الرحمن بن أبي بكرة. 150 464- عبد الرحمن بن أبي ليلى. 412 635- عبد الرحمن بن أبي نعم. 376 623- عبد الرحمن بن الأسود أبو حفص النخعي. 413 637 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ. أبو عبد الرحمن الدمشقي =القاسم بن عبد الرحمن. 205 498- عبد الرحمن بن سعد بن أبي وقاص. 153 465- أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ حبيب. 289 555- عبد الرحمن بن عائذ الحمصي. عبد الرحمن بن مل =أبو عثمان النهدي. 402 629- عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية. 467 665- عَبْدُ العَزِيْزِ ابْنُ الخَلِيْفَةِ الوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ الملك. 307 576- عبد العزيز بن رفيع. 141 458- عبد العزيز بن مروان بن الحكم. 93 429- عبد الله بن أبي الهزيل. 403 630- عبد الله بن بريدة. 362 610- عبد الله بن حنين. عبد الله بن زيد =أبو قلابة الجرمي. 79 420- عَبْدِ اللهِ بنِ صَفْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ خلف. 85 425- عبد الله بن عبيد بن عمير. عبد الله بن قيس =أبو بحرية. عبد الله بن مالك أبي الأسحم = أبو تميم الجيشاني.

294 562- عبد الله بن محيريز. 117 452- عبد الله بن معبد الزماني. 116 451- عبد الله بن معقل بن مقرن. 139 457- عبد الملك بن مروان بن الحكم. 526 712- عبدة بن أبي لبابة. عبيد بن حصين = الراعي أبو جندل. 363 612- عبيد بن حنين. 84 424- عبيد بن عمير. 72 412- عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي. 281 547- عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ. 212 509- أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ. 96 435- أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُلٍّ. 405 632- عدي بن أرطأة. 496 683- عدي بن ثابت. 443 660- عدي بن الرقاع العاملي الشاعر. 443 661- عَدِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ الحِمَارِ العِبَادِيُّ التَّمِيْمِيُّ. 413 636- عراك بن مالك الغفاري. 249 536- عروة بن الزبير بن العوام. 423 644- عطاء بن أبي رباح. 265 542- عطاء بن يسار. 217 517- عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث. 378 624- عكرمة مولى ابن عباس. 114 450- العلاء بن زياد بن مطر. 509 696- علقمة بن مرث أبو الحارث. 227 525- علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. 290 556- علي بن ربيعة أبو المغيرة الوالي. 437 650- علي بن رباح. 509 697- علي بن زيد بن جدعان. 204 492- عمر بن سعد بن أبي وقاص. 445 663- عمر بن عبد العزيز. 222 520- عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ. 95 431- عمر بن عبيد الله بن معمر. 336 589- عمر بن هبيرة. 121 454- عمران بن حطان. 216 516- عمران بن طلحة بن عبيد الله.

عمران بن ملحان = أبو رجاء العطاردي. 302 567- عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد. 204 491- عمرو بن سعد بن أبي وقاص. 479 410- عمرو بن شراحيل أبو ميسرة. 95 676- عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله. 70 432- أبو عمرو الشيباني سعد بن إياس. 206 502- عمرو بن عثمان بن عفان. 502 689- عمرو بن مرة. 85 426- عمرو بن ميمون. 204 495- عمير بن سعد بن أبي وقاص. 262 539- عمير بن سعيد النخعي. 440 653- عون بن أبي جحيفة السوائي. 439 652- عون بن عبد الله أبو عبد الله الهذلي. 307 576- عِيَاضُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعْدِ بنِ أبي السرح. 72 413- عياض بن عمرو الأشعري. 215 512- عيسى بن طلحة بن عبد الله. 352 594- الفرزدق همام بن غالب. 500 687- القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الدمشقي. 501 688- القاسم بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعود. 406 633- القاسم بن محمد بن أبي بكر. 505 692- القاسم بن مخيمرة أبو عروة الهمداني. 101 440- القُبَاعُ الحَارِثَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ. 162 471- قبيصة بن ذؤيب. 514 701- ابو قبيل المعافري. 241 528- قتيبة بن مسلم. 241 527- قرة بن شريك القيسي. 80 421- قطري بن الفجاءة. 414 638- القرظي محمد بن كعب. 277 546- أَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ. 111 449- قيس بن أبي حازم. 478 674- قيس بن مسلم أبو عمرو الجدلي. 470 669- كثير عزة. 11 379- كثير بن مرة.

284 549- كريب بن أبي مسلم أبو رشدين. 94 430- مالك بن أوس بن الحدثان. 208 505- مالك بن أسماء بن خارجة. 55 403- مالك السرايا بن عبد الله الخثعمي الفلسطيني. 375 619- أبو المتوكل التابعي البصري. 266 543- مُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ أَبُو الحَجَّاجِ المَكِّيُّ الأَسْوَدُ. 517 704- محخارب نب دثار. 325 586- محمد بن جبير بن محمد بن عدي. 440 654- محمد بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بن الخطاب. 203 489- محمد بن سعد بن أبي وقاص. 363 614- محمد بن سيرين. 215 513- محمد بن طلحة بن عبيد الله السجاد. 441 655- محمد بن عبادة بن جعفر القرشي المخزومي. 492 668- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو السَّهْمِيُّ. 34 393- محمد بن عبد الرحمن النخعي. 492 688- محمد بن علي الحسين بن علي =أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ. مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ. ابْن الحنفية. 523 707- محمد بن عمرو بن عطاء أبو عبد الله القرشي العامري. 467 664- محمد بن مروان بن الحكم. 495 681- محمد بن يحيى بن حبان أبو عبد الله الأنصاري. 31 389- مرة بالطيب بن شراحيل. 164 473- مَرْثَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو الخَيْرِ اليَزَنِيُّ. 23 385- مسروق بن الأجدع الهمداني. 304 571- مسلم بن يسار البصري. 307 573- مسلم بن يسار الجهني. 307 574- مسلم بن يسار الدوسي. 306 572- مسلم بن يسار الطنبذى. 438 651- المسيب بن رافع أوب العلاء الأسدي الكاهلي. 73 416- مصعب بن الزبير بن العوام. 204 493- مصعب بن سعد بن أبي وقاص. 105 445- مطرف بن عبد الله بن الشخير.

303 568- مُعَاذَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ أُمُّ الصَّهْبَاءِ العَدَوِيَّةُ. 470 670- معاوية بن قرة بن إياس المزني. 73 414- معاوية بن يزيد بن معاوية. 508 694- معبد بن خالد الجدلي أبو القاسم. 103 44- مَعْبَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُوَيْمِرٍ الجُهَنِيُّ. 96 433- المعرور بن سويد. 69 408- أبو معمر عبد الله بن سخبرة. 475 673- مكحول الأزدي البصري. 472 672- مكحول الدمشقي. 433 648- أبو المليح بن أسامة بن عمير. 429 645- ابن أبي مليكة. 317 582- المنذر بن مالك العبدي أبو نضرة. 493 679- المنهاب بن عمرو أبو عمرو الأسدي. 513 699- ابْنُ أَبِي المُهَاجِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بن أبي المهاجر. 225 523- المهلب بن أبي صفرة. 207 503- مورق العجلي أبو المعتمر البصري. 213 511- موسى بن طلحة بن عبيد الله. 295 563- موسى بن نصير. 442 658- موسى بن ودان. 441 656- موسى بن يسار المخرمي. 495 682- ابن موهب أَبُو عَبْدِ اللهِ عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن موهب التيمي. 70 410- أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل. 418 643- ميمون بن مهران. 324 585- نَافِعُ بنُ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ. 433 649- نافع مولى ابن عمر. 317 582- أبو نضرة المنذر بن مالك العبدي. 524 709- نعيم بن عبد الله المجمر. 12 380- هرم بن حبان. 163 472- همام بن الحارث النخعي. 202 488- الوليد بن عبد الملك بن مروان. 523 708- وهب بن كيسان. 326 587- وهب بن منبه. 205 497- يحيى بن سعد بن أبي وقاص. 222 521 - يحيى بن وثاب. 261 538- يحيى بن يعمر.

262 540- يزيد بن أبي كبشة. 355 599- يزيد بن أبي مسلم. 309 579- يزيد بن الأصم. 310 580- يزيد بن الحكم. 524 710- يزيد بن صهيب. 293 561- يزيد بن عبد الله بن الشخير. 468 668- يزيد بن عبد الملك. 5 376- يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. 299 565- يزيد بن المهلب. 514 700- أبو يعفور العبدي الكوفي. 505 691- يعلى بن عطاء العامري. 416 639- يوسف بن ماهك. 527 713- يونس بن ميسرة.

عاصم بن عمر

المجلد السادس تابع الطبقة الثالثة بسم الله الرحمن الرحيم 717- عاصم بن عمر 1: "ع" ابن قتادة بن النعمان، أَبُو عُمَرَ الظَّفَرِيُّ, الأَنْصَارِيُّ المَدَنِيُّ وَيُقَالُ: أَبُو عَمْرٍو, أَحَدُ العُلَمَاءِ. يَرْوِي عَنْ أَبِيْهِ: وَعَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَمَحْمُوْدِ بنِ لَبِيْدٍ, وَرُمَيْثَةَ الصَّحَابِيَّةِ- وَهِيَ جَدَّتُهُ- وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: بُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ, وَابْنُ عَجْلاَنَ, وابن إسحاق, وعبد الرحمن ابن سُلَيْمَانَ بنِ الغَسِيْلِ, وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ, وَالنَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُمَا, وَكَانَ عَارِفاً بِالمَغَازِيِ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ ابْنُ إِسْحَاقَ كَثِيْراً. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ ومئة وَقِيْلَ: سَنَةَ عِشْرِيْنَ, وَهُوَ أَصَحُّ. وَيُقَالُ: سَنَةَ ست أو سنة سبع وعشرين ومئة وَكَانَ جَدُّهُ مِنْ فُضَلاَءِ الصَّحَابَةِ وَهُوَ الَّذِي رَدَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَيْنَهُ فعادت -بإذن الله- كما كانت.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3040" المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 422" و"3/ 259" لجرح والتعديل "6/ ترجمة 1913"، الكاشف "2/ ترجمة 2533"، تاريخ الإسلام "4/ 261" ميزان الاعتدال "2/ 355" تهذيب التهذيب "5/ 53"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3240"، شذرات الذهب "1/ 157".

مسلمة بن عبد الملك

718- مسلمة بن عبد الملك 1: "د" ابن مروان بن الحكم الأَمِيْرُ الضِّرْغَامُ, قَائِدُ الجُيُوْشِ أَبُو سَعِيْدٍ, وَأَبُو الأَصْبَغِ الأُمَوِيُّ, الدِّمَشْقِيُّ وَيُلَقَّبُ: بِالجَرَادَةِ الصَّفْرَاءِ. حَكَى عَنْهُ: يَحْيَى بنُ يَحْيَى الغَسَّانِيُّ, وَمُعَاوِيَةُ بنُ صالح وله حديث في "سنن أبي

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1683" الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1214" الكاشف "3/ ترجمة 5537" تاريخ الإسلام "5/ 163", تهذيب التهذيب "10/ 144"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7003".

دَاوُدَ". لَهُ مَوَاقِفُ مَشْهُوْدَةٌ مَعَ الرُّوْمِ, وَهُوَ الَّذِي غَزَا القُسْطَنْطِيْنِيَّةَ, وَكَانَ مَيْمُوْنَ النَّقِيْبَةِ, وَقَدْ وَلِيَ العِرَاقَ لأَخِيْهِ يَزِيْدَ ثُمَّ أَرْمِيْنِيَةَ. قَالَ اللَّيْثُ: وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَمائَةٍ غَزَا مَسْلَمَةُ التُّرْكَ وَالسِّنْدَ. قَالَ خَلِيْفَةُ: مَاتَ مَسْلَمَةُ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: كَانَ أَوْلَى بِالخِلاَفَةِ مِنْ سَائِرِ إِخْوَتِهِ. وَفِيْهِ يَقُوْلُ أَبُو نُخَيْلَةَ: أَمَسْلَمُ إِنِّي يَا ابْنَ خَيْرِ خَلِيْفَةٍ ... وَيَا فَارِسَ الهَيْجَاءِ يَا جَبَلَ الأَرْضِ شَكَرْتُكَ إِنَّ الشُّكْرَ حَبْلٌ مِنَ التُّقَى ... وَمَا كُلُّ مَنْ أَوْلَيْتَهُ نعمة يغضي وَأَحْسَنْتَ لِي ذِكْرِي, وَمَا كُنْتُ خَامِلاً ... وَلَكِنَّ بَعْضَ الذِّكْرِ أَنْبَهُ مِنْ بَعْضِ

الطبقة الرابعة من التابعين

الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ مِنَ التَّابِعِيْنَ: 796- مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ 1: "ع" الحَافِظُ, الثَّبْتُ, القُدْوَةُ أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ, الكُوْفِيُّ أَحَدُ الأَعْلاَمِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَمٍ: هُوَ مِنْ بَنِي بُهْثَةَ بنِ سُلَيْمٍ, مِنْ رَهطِ العَبَّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ. قُلْتُ: يَرْوِي، عَنْ: أَبِي وَائِلٍ, وَرِبْعِيِّ بنِ حِرَاشٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ, وَخَيْثَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَهِلاَلِ بنِ يِسَافٍ, وَزَيْدِ بنِ وَهْبٍ, وَذَرِّ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَكُرَيْبٍ, وَأَبِي الضُّحَى, وَأَبِي صَالِحٍ بَاذَامَ, وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ, وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ, وَمُجَاهِدٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُرَّةَ, وَطَبَقَتِهم. وَمَا عَلِمتُ لَهُ رِحلَةً وَلاَ رِوَايَةً، عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ, وَبلاَ شَكٍّ كَانَ عِنْدَه بِالكُوْفَةِ بَقَايَا الصَّحَابَةِ, وَهُوَ رَجُلٌ شَابٌّ مِثْلُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى, وَعَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ إلَّا أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ صَاحِبَ إِتقَانٍ وَتَألُّهٍ وَخَيْرٍ. وَيَنْزِلُ فِي الرِّوَايَةِ إِلَى: الزُّهْرِيِّ, وَخَالِدٍ الحَذَّاءِ وَيُفَضِّلُوْنَهُ عَلَى الأَعْمَشِ. وَقِيْلَ: أَصَحُّ الأَسَانِيْدِ مُطْلَقاً: سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُوْرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مسعود. حَدَّثَ عَنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْهُم: حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -وَهُوَ ابْنُ عَمِّه- وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ, وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ -وَهُم مِنْ أَقْرَانِهِ- وَشُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَشَيْبَانُ النَّحْوِيُّ, وَشَرِيْكٌ القَاضِي, وَمَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ, وَالفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ, وَأَسْبَاطُ بنُ نَصْرٍ وَإِسْرَائِيْلُ, وَجَعْفَرُ بنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ, وَالحَسَنُ بنُ صَالِحِ بنِ حَيٍّ, وَمُفَضَّلُ بنُ مُهَلْهَلٍ, وَهُرَيْمُ بنُ سُفْيَانَ, وَوَرْقَاءُ بنُ عُمَرَ وَزَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ, وَوُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ, وَأَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْنٍ المَرْوَزِيُّ, وَالجَرَّاحُ بنُ مَلِيْحٍ أَبُو وَكِيْعٍ, وَالحَكَمُ بنُ هِشَامٍ الثَّقَفِيُّ, وَسَلاَمُ بنُ أَبِي مُطِيْعٍ, وَالقَاسِمُ بنُ مَعْنٍ المَسْعُوْدِيُّ, وَمُعَلَّى بنُ هِلاَلٍ الطَّحَّانُ, وَأَبُو عَوَانَةَ الوَضَّاحُ, وَأَبُو المُحَيَّاةِ يَحْيَى بنُ يَعْلَى التَّيْمِيُّ, وَعَبْدَةُ بنُ حُمَيْدٍ, وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَبَّارُ, وَأَبُو الأَحْوَصِ سَلاَّمٌ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ, وَمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ, وسفيان بن عيينة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 337"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1491"، الكنى للدولابي "2/ 76"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 778" حلية الأولياء "5/ 40"، والإكمال لابن ماكولا "4/ 23"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 135"، الكاشف "3/ ترجمة 5746"، تاريخ الإسلام "5/ 305" العبر "1/ 259"، تهذيب التهذيب "10/ 312"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7217"، شذرات الذهب "لابن العماد "1/ 189".

رَوَى شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ, قَالَ: مَا كَتَبتُ حَدِيْثاً قَطُّ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: لَمْ يَكُنْ بِالكُوْفَةِ أَحَدٌ أَحْفَظَ مِنْ مَنْصُوْرٍ. أجَازَ لَنَا ابْنُ البُخَارِيِّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ طَبَرْزَدْ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ، أَنْبَأَنَا الصَّرِيْفِيْنِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ حَبَابَةَ, حَدَّثَنَا البَغَوِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ القَصَّارُ, حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ، عَنْ زَائِدَةَ قَالَ: قُلْتُ لِمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ اليَوْمَ الَّذِي أَصُومُ أَقَعُ فِي الأُمَرَاءِ? قَالَ: لاَ قُلْتُ: فَأَقعُ فِي مَنْ يَتَنَاوَلُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ? قَالَ: نَعَمْ. وَبِهِ إِلَى البَغَوِيِّ: حَدَّثَنِي ابْنُ زَنْجَوَيْه, سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ مَهْدِيٍّ, سمعت أبا الأحوص, قال: قالت: بنت جار مَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ يَا أَبَةُ أَيْنَ الخَشَبَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي سَطحِ مَنْصُوْرٍ قَائِمَةً? قَالَ: يَا بُنَيَّةُ ذَاكَ مَنْصُوْرٌ كَانَ يَقُوْمُ اللَّيْلَ. حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: رَأَيْت مَنْصُوْراً إِذَا قَامَ فِي الصَّلاَةِ, عَقَدَ لِحْيَتَه فِي صَدْرِهِ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيْدٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الأَجْلَحِ, قَالَ: رَأَيْتُ مَنْصُوْراً أَحْسَنَ النَّاسِ قِيَاماً فِي الصَّلاَةِ, وَكَانَ يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ. حَدَّثَنِي العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ, سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ بِالكُوْفَةِ أَثْبَتَ مِنْ أَرْبَعَةٍ, فَبَدَأَ بِمَنْصُوْرٍ, وَأَبِي حَصِيْنٍ, وَسَلَمَةَ بن كهيل, وعمرو بن مرة قال: وكان مَنْصُوْرٌ أَثبَتَهم. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عِمْرَانَ الأَخْنَسِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ يَقُوْلُ: رَحِمَ اللهُ مَنْصُوْراً, كَانَ صَوَّاماً قَوَّاماً. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيْثِ مَنْصُوْرٍ مِنَ الثَّوْرِيِّ. وَقَدْ رَوَى حُصَيْنٌ، عَنْ مَنْصُوْرٍ, وَكَانَ حُصَيْنٌ أَسَنَّ مِنْهُ. وَقَالَ هُشَيْمٌ سُئِلَ حُصَيْنٌ أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ مَنْصُوْرٌ? قَالَ: إِنِّي لأَذكُرُ لَيْلَةَ زُفَّتْ أُمُّ مَنْصُوْرٍ إِلَى أَبِيْهِ. أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيْرَةَ قَالَ: اخْتَلَفَ مَنْصُوْرٌ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ وَهُوَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ فَلَمَّا أَخَذَ فِي الآثَارِ فَتَرَ. وَبِهِ قَالَ البَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا الأَخْنَسِيُّ, سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُوْلُ: لَوْ رَأَيْتَ مَنْصُوْرَ بنَ المُعْتَمِرِ, وَرَبِيْعَ بنَ أَبِي رَاشِدٍ, وَعَاصِمَ بنَ أَبِي النَّجُوْدِ فِي الصَّلاَةِ قَدْ وَضَعُوا لِحَاهُم عَلَى صُدُوْرِهِم عَرَفْتَ أَنَّهُم مِنْ أَبزَارِ الصَّلاَةِ. ابْنُ المَدِيْنِيِّ، عَنْ يَحْيَى وَسُئِلَ، عَنْ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ: أَيُّهُم أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ: إِذَا جَاءكَ

مَنْصُوْرٌ, فَقَدْ مَلأتَ يَدَيْكَ لاَ تُرِيْدُ غَيْرَه كَانَ سُفْيَانُ يَقُوْلُ: كُنْتُ لاَ أُحَدِّثُ الأَعْمَشَ، عَنْ أَحَدٍ إلَّا رَدَّه فَإِذَا قُلْتُ: مَنْصُوْرٌ سَكَتَ. حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: قَالَ مَنْصُوْرٌ: وَدِدْتُ أَنِّي كَتَبتُ, وَأَنَّ عَلَيَّ كَذَا وَكَذَا, قَدْ ذَهَبَ مِنِّي مِثْلُ عِلْمِي. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: مَنْصُوْرٌ أَحْسَنُ حَدِيْثاً، عَنْ مُجَاهِدٍ مِنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ. وَبِهِ إِلَى البَغَوِيِّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ, حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ, حَدَّثَنَا مَنْصُوْرٌ وَلَوْ أَنَّ غَيْرَ مَنْصُوْرٍ حَدَّثَنِي مَا قَبِلتُه مِنْهُ, وَلَقَدْ سَأَلتُه عَنْهُ فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي, فَلَمَّا جَرتْ بَيْنِي وَبَيْنَه المَعْرِفَةُ كَانَ هُوَ الَّذِي ابْتَدَأَنِي قَالَ: حَدَّثَنَا رِبْعِيٌّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: اجْتَمَعتْ قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَفِيْهِم سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ أَرِقَّاؤُنَا لَحِقُوا بِكَ فَارْدُدْهُم عَلَيْنَا فَغَضِبَ حَتَّى رُؤِيَ الغَضبُ فِي وَجْهِه ... , وَذَكَرَ الحَدِيْثَ1. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ سَهْلٍ, حَدَّثَنَا عَفَّانُ, حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ القَضَاءَ كَانَ يَأْتِيْهِ الخَصمَانِ فَيَقُصُّ ذَا قِصَّتَه وَذَا قِصَّتَه فَيَقُوْلُ: قَدْ فَهِمتُ مَا قُلتُمَا وَلَسْتُ أَدْرِي مَا أَرُدُّ عَلَيْكُمَا فَبَلَغَ ذَلِكَ خَالِدَ بنَ عَبْدِ اللهِ أَوِ ابْنَ هُبَيْرَةَ, وَهُوَ الَّذِي كَانَ وَلاَّهُ فَقَالَ: هَذَا أَمرٌ لاَ يَنْفَعُ إلَّا مَنْ أَعَانَ عَلَيْهِ بِشَهْوَةٍ قَالَ: يَعْنِي: فَعَزَلَهُ. حَدَّثَنَا الأَخْنَسِيُّ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُوْلُ: كُنْتُ مَعَ مَنْصُوْرٍ جَالِساً فِي مَنْزِلِهِ, فَتَصِيْحُ بِهِ أُمُّه, وَكَانَتْ فَظَّةً عَلَيْهِ, فَتَقُوْلُ: يَا مَنْصُوْرُ يُرِيْدُك ابْنُ هُبَيْرَةَ عَلَى القَضَاءِ فَتَأْبَى وَهُوَ وَاضِعٌ لِحْيَتَه عَلَى صَدْرِهِ, مَا يَرْفَعُ طَرْفَه إِلَيْهَا. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَنْصُوْرٌ أَثْبَتُ مِنَ الحَكَمِ. يَحْيَى القَطَّانُ، عَنِ الثَّوْرِيِّ, قَالَ: لَوْ رَأَيْتَ مَنْصُوْرَ بنَ المُعْتَمِرِ, لَقُلْتَ: يَمُوْتُ السَّاعَةَ. وَقَالَ زَائِدَةُ: امْتَنَعَ مَنْصُوْرٌ مِنَ القَضَاءِ, فَدَخَلتُ عَلَيْهِ وَقَدْ جِيْءَ بِالقَيدِ لِيُقَيَّدَ, فَجَاءهُ خَصمَانِ, فَقَعَدَا فَلَمْ يَسْأَلْهُمَا وَلَمْ يُكَلِّمْهُمَا فَقِيْلَ لِيُوْسُفَ بنِ عُمَرَ: لَوْ نَثَرتَ لَحْمَه لَمْ يَلِ القَضَاءِ فَتَرَكَهُ. يَحْيَى القَطَّانُ، عَنْ شُعْبَةَ: سَأَلْتُ مَنْصُوْراً وَأَيُّوْبَ، عَنِ القِرَاءةِ يَعْنِي: قِرَاءةَ الحَدِيْثِ فَقَالاَ جَيِّدَةٌ. ابْنُ مَعِيْنٍ: سَمِعْتُ جَرِيْراً يَقُوْلُ: كَانَ مَنْصُوْرٌ إِذَا رَأَى مَعِي رُقعَةً يَقُوْلُ: لاَ تكتب عني فأتركه وآتي مغيرة.

_ 1 ضعيف: في إسناده شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، ضعيف لسوء حفظه.

قَالَ العَلاَءُ بنُ سَالِمٍ: كَانَ مَنْصُوْرٌ يُصَلِّي فِي سَطْحِه, فَلَمَّا مَاتَ, قَالَ غُلاَمٌ لأُمِّهِ: يَا أُمَّه! الجِذعُ الَّذِي فِي سَطحِ آلِ فُلاَنٍ, لَيْسَ أَرَاهُ! قَالَتْ: يَا بُنَيَّ لَيْسَ ذَاكَ بِجِذعٍ ذَاكَ مَنْصُوْرٌ, وَقَدْ مَاتَ رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ خَلَفُ بنُ تَمِيْمٍ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ: أَنَّ مَنْصُوْراً صَامَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً, وَقَامَ لَيْلَهَا وَكَانَ يَبْكِي فَتَقُوْلُ لَهُ: أُمُّهُ يَا بُنَيَّ قَتَلتَ قَتِيْلاً? فَيَقُوْلُ: أَنَا أَعْلَمُ بِمَا صَنَعتُ بِنَفْسِي. فَإِذَا كَانَ الصُّبْحُ كَحَّلَ عَيْنَيْهِ وَدَهَنَ رَأْسَه وَبرَّقَ شَفَتَيْهِ وَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ. وَذَكَرَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ مَنْصُوْراً, فَقَالَ: قَدْ كَانَ عَمِشَ مِنَ البُكَاءِ. وَعَنْ مُفَضَّلٍ, قَالَ: حَبَسَ ابْنُ هُبَيْرَةَ مَنْصُوْراً شَهراً عَلَى القَضَاءِ, يُرِيْدُهُ عَلَيْهِ, فَأَبَى, وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَحضَرَ قَيداً لِيُقَيِّدَه بِهِ, ثُمَّ خَلاَّهُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ مَنْصُوْرٌ أَثْبَتَ أَهْلِ الكُوْفَةِ, لا يختلف فيه أحد, صالحا، مُتَعَبِّدٌ أُكرِهَ عَلَى القَضَاءِ, فَقَضَى شَهْرَيْنِ. قَالَ: وَفِيْهِ تَشَيُّعٌ قَلِيْلٌ, وَكَانَ قَدْ عَمِشَ مِنَ البُكَاءِ. قُلْتُ: تَشَيُّعُه حُبٌّ وَوَلاَءٌ فَقَطْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: الأَعْمَشُ: حَافِظٌ, يُدَلِّسُ, وَيُخَلِّطُ, وَمَنْصُوْرٌ: أَتْقنُ مِنْهُ, لاَ يُخَلِّطُ وَلاَ يُدَلِّسُ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ: أَثْبَتُ أَهْلِ الكُوْفَةِ: مَنْصُوْرٌ, ثُمَّ مِسْعَرٌ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ فِي "الكُنَى": أَبُو عَتَّابٍ مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ رَبِيْعَةَ, وَيُقَالُ: ابْنُ المُعْتَمِرِ بنِ عَتَّابِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ رَبِيْعَةَ, وَيُقَالُ: ابْنُ المُعْتَمِرِ بنِ عَتَّابِ بنِ فَرْقَدٍ السُّلَمِيُّ, مِنْ بُهْثَةَ1 بنِ سُلَيْمٍ, مِنْ رَهطِ العَبَّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ, وَمُجَاشِعِ بنِ مَسْعُوْدٍ السُّلَمِيَّيْنِ, وَجَدُّهُ عَبْدُ اللهِ بنُ رَبِيْعَةَ السُّلَمِيُّ قَدْ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِدَادُه فِي التَّابِعِيْنَ. سَمِعَ زَيْدَ بنَ وَهْبٍ, وَأَبَا وَائِلٍ شَقِيْقَ بنَ سَلَمَةَ, وَرَوَى عَنْهُ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, إِنْ كَانَ ذَلِكَ مَحْفُوْظاً. رَوَى عَنْهُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَأَيُّوْبُ بنُ أَبِي تَمِيْمَةَ السِّخْتِيَانِيُّ, وَسُلَيْمَانُ بنُ مِهْرَانَ الكَاهِلِيُّ, وَهُوَ أَحَدُ مُتَّقِي مَشَايِخِ الكُوْفِيِّينَ, وَنُسَّاكِهِم مَاتَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ,

_ 1 البهثة: بطنان. بهثة من بني ضبيعة بن ربيعة. وبهثه من بن سليم، وهو أبو حي من سليم وهو بهثة بن سليم ابن منصور.

وَيُقَالُ سَنَةَ ثَلاَثٍ, وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَهُوَ ابْنُ عَمِّ حُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعُتْبَةَ بنِ فَرْقَدٍ. قَالَ: وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ أَخُوْهُ لأُمِّهِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: طَلبَ مَنْصُوْرٌ الحَدِيْثَ قَبْل وَقْعَةِ الجَمَاجِمِ1 وَالأَعْمَشُ طَلَبَ بَعْدَ الجَمَاجِمِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ أَتْقَنُ مِنَ الأَعْمَشِ لاَ يُخَلِّطُ وَلاَ يُدلِّسُ بِخِلاَفِ الأَعْمَشِ. قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مَنْصُوْرٌ فِي الدِّيوَانِ فَكَانَ إِذَا دَارَتْ نَوبَتُه لَبِسَ ثِيَابَه وَذَهَبَ فَحَرَسَ يَعْنِي فِي الرِّبَاطِ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ مَنْصُوْرَ بنَ المُعْتَمِرِ صَاحِبَكُم, وَكَانَ مِنْ هَذِهِ الخَشَبِيَّةِ وَمَا أُرَاهُ كَانَ يَكْذِبُ قُلْتُ: الخَشَبِيَّةُ هُمُ الشِّيْعَةُ. قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ: كَانَ مَنْصُوْرٌ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ. وَحِكَايَةُ أَبِي بَكْرٍ البَاغَنْدِيِّ الحَافِظِ مَشْهُوْرَةٌ, سَمِعنَاهَا فِي "مُعْجَمِ الغَسَّانِيِّ", أَنَّهُ كَانَ يَنتَخِبُ عَلَى شَيْخٍ, فَكَانَ يَقُوْلُ لَهُ: كَمْ تُضجِرُنِي? أَنْتَ أَكْثَرُ حَدِيْثاً مِنِّي وَأَحْفَظُ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ جِئْتُ إِلَى الحَدِيْثِ بِحَسْبِكَ أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ فَلَمْ أَسْأَلْه الدُّعَاءَ وَإِنَّمَا قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَيُّمَا أَثْبَتُ فِي الحَدِيْثِ مَنْصُوْرٌ أَوِ الأَعْمَشُ? فَقَالَ: مَنْصُوْرٌ مَنْصُوْرٌ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَيَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابن يَحْيَى حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بنُ جَمِيْلٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بن عيينة قال رأيت منصور ابن المُعْتَمِرِ فَقُلْتُ مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ كِدتُ أَنْ أَلْقَى الله تَعَالَى بِعَمَلِ نَبِيٍّ. ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ صَامَ مَنْصُوْرٌ سِتِّيْنَ سَنَةً يَقُوْمُ لَيْلَهَا وَيَصُوْمُ نَهَارَهَا رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ أبو نعيم الملائي: مات منصور بعدما قَدِمَ السُّوْدَانُ- يَعْنِي: المُسَوَّدَةَ, أَيْ: آلَ العَبَّاسِ. أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: مَاتَ مَنْصُوْرٌ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ وَفِيْهَا أَرَّخَهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ, وَشَبَابٌ العُصْفُرِيُّ وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَةَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ بَعْد السُّودَانِ بِقَلِيْلٍ, ثُمَّ أعاده في سنة ثلاث ثلاثين فالله أعلم. ومن عواليه:

_ 1 وقعة الجماجم كانت بين عبد الرحمن بن الاشعث، والحجاج بن يوسف الثقفي، وكانت الغلبة فيها للحجاج وقتل فيها عدد كبير من القراء. والجماجم موضع بظاهر الكوفة على سبعة فراسخ منها.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُؤَيَّدٍ المِصْرِيُّ بِهَا, فِي رَجَبٍ, سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَرَجِ الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الكَاتِبُ بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ, وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ قَالُوا، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ المُعَدَّلُ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ ومائة فِي مَنْزِلِنَا أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الحَافِظُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شبية حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ, قَالَ: "ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ كَذُوْبٌ إِذَا حَدَّثَ, مُخَالِفٌ إِذَا وَعَدَ, خَائِنٌ إِذَا ائْتُمِنَ, فَمَنْ كَانَتْ فِيْهِ خَصْلَةٌ فَفِيْهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا" 1. وَبِهِ قَالَ جَعْفَرٌ حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ, حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ, حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, أَخْبَرَنِي مَنْصُوْرٌ, سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "آيَةُ المُنَافِق...." فَذَكَرَ نَحْوَهُ2. قَالَ عَمْرٌو لاَ أَعْلَمُ أَحَداً تَابَعَ أَبَا دَاوُدَ عَلَى هَذَا, وَهُوَ ثِقَةٌ قُلْتُ: يَعْنِي تَفَرَّدَ برفعه. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ حُسَيْنٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِملاَءً حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ حَدَّثَنَا مَنْصُوْرٌ حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بنُ خِرَاشٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "لاَ تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَمَنْ كذب علي معتمدا فَلْيَلِجِ النَّارَ" 3. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ عَالٍ, وَإِسْنَادُهُ مُسلْسَلٌ بِحَدَّثَنَا وَقَلَّ أَنْ يَقَعَ مِثْلُ هَذَا وَفِي رِجَالِه مَعَ صِدْقِهِم خَمْسَةُ رِجَالٍ فِيْهِم مَقَالٌ, وَمَتْنُهُ مَقْطُوْعٌ بِهِ. وَرَوَاهُ البَغَوِيُّ أَيْضاً فِي "الجَعْدِيَّاتِ" فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، أنبأنا منصور.

_ 1 صحيح: أخرجه البزار "86" كشف الأستار من طريق شعبة، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ الله، به مرفوعا، ورواه أبو هريرة مرفوعا بلفظ: "ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ، وَإِنْ صلى وصام وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائتمن خان" أخرجه أحمد "2/ 397 و536"، ومسلم "59" "110"، وأبو عوانة "1/ 21"، وابن منده "530"، والبيهقي "6/ 288"، والبغوي "36" من طرق عن حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. 2 راجع تخريجنا السابق. 3 صحيح: تقدم تخريجنا له مرارا من طرق أخرى غير طريق علي بن أبي طالب، وطريق على هذا ضعيف، آفته شريك، وهو ابن عبد الله النخعي القاضي، ضعيف لسوء حفظه. لكن الحديث يصح من طريق أنس بن مالك وعقبة بن عامر، وابن عمر وغيرهم- رضي الله عنهم.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ إِجَازَةً، عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو علي، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ, حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُوْلَ اللهِ كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنتُ وَإِذَا أَسَأتُ? قَالَ: "إِذَا سَمِعْتَ جِيْرَانَكَ يَقُوْلُوْنَ قَدْ أَحْسَنْتَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ وَإِذَا سَمِعْتَهُم يَقُوْلُوْنَ: قَدْ أَسَأْتَ فَقَدْ أَسَأْتَ" قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ غَرِيْبٌ مِنْ حَدِيْثِ مَنْصُوْرٍ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُعَدَّلُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا خَطِيْبُ المَوْصِلِ عَبْدُ اللهِ وَشُهْدَةُ الكَاتِبَةُ, وَتَجَنِّي الوَهْبَانِيَّةُ قَالُوا: أَنْبَأَنَا طِرَادُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ، أَنْبَأَنَا هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى المتولي حدثنا ابو الأشعث حدثنا فضيل ابن عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُون} [الذَّارِيَاتُ: 13] قَالَ: يُحْرَقُوْنَ عَلَيْهَا, وَيُعَذَّبُوْنَ. أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ بَرَكَةَ, وَجَمَاعَةٌ, قَالُوا: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ حُضُوْراً, وَأَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَرَّاقُ, حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ العَلاَءِ, وَالحَسَنُ بنُ الصَّبَّاحِ البَزَّارُ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ المقرىء وَاللَّفْظُ لِعَبْدِ الجَبَّارِ, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- سَجَدَ سَجْدَتَي السَّهْوِ بَعْد التَّسْلِيمِ وَحَدَّثَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَجَدَ بَعْدَ التَّسْلِيمِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ, وَيُوْسُفُ الحَجَّارُ قَالاَ، أَنْبَأَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ البَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْنٍ المَكِّيُّ, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ قَالَ: "لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لغني ولا لذي مرة سوي" 2.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن ماجه "4223"، وأبو نعيم في "الحلية" "5/ 43". 2 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "3/ 207"، وأحمد "2/ 377 و389"، والنسائي "5/ 99" وابن ماجه "1839"، وابن الجارود "364"، وأبو يعلى "6401"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "2/ 14"والدارقطني "2/ 118"، وأبو نعيم في "الحلية" والبيهقي "7/ 14" من طرق عن أبي بكر بن عياش، أخبرنا أبو حصين، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعا. وأبو حصين هو عثمان ابن حصين الأسدي، وفي الإسناد سالم بن أبي الجعد، لم يصرح بسماعه من أبي هريرة، فقد كان كثير الإرسال عن الصحابة.=

هَذَا حَدِيْثٌ قَوِيُّ الإِسْنَادِ, مُتَجَاذَبٌ بَيْنَ الوَقفِ وَالرَّفعِ, إِذْ قَوْلُه: يَبْلُغُ بِهِ, مُشْعِرٌ بِرَفْعِهِ, وَتَرْكُهُ لِذِكْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُؤْذِنٌ بِوَقْفِهِ. قَالَ حَمَّادِ بنِ زَاذَانَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: حُفَّاظُ الكُوْفَةِ أَرْبَعَةٌ: عَمْرُو بنُ مُرَّةَ, وَمَنْصُوْرٌ, وَسَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ, وَأَبُو حُصَيْنٍ. وَقَالَ بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ: لَقِيْتُ سُفْيَانَ بِمَكَّةَ, فَقَالَ: مَا خَلَّفتُ بَعْدِي بِالكُوْفَةِ آمَنَ عَلَى الحَدِيْثِ مِنْ مَنْصُوْرٍ. وَقَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ قُلْتُ: لأَبِي إِنَّ قَوْماً قَالُوا: مَنْصُوْرٌ أَثْبَتُ فِي الزُّهْرِيِّ مِنْ مَالِكٍ. قَالَ: وَأَيُّ شَيْءٍ رَوَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ? هَؤُلاَءِ جُهَّالٌ, مَنْصُوْرٌ إِذَا نَزَلَ إِلَى المَشَايِخِ اضْطَرَبَ, وَلَيْسَ أَحَدٌ أَرْوَى، عَنْ مُجَاهِدٍ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: مَنْصُوْرٌ نَظِيْرُ أَيُّوْبَ عِنْدِي, وَهُوَ أَثْبَتُ مِنَ الحَكَمِ. وَقَالَ أَحْمَدُ: الحَكَمُ أَثْبَتُ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: إِذَا حَدَّثكَ، عَنْ مَنْصُوْرٍ ثِقَةٌ فَقَدْ مَلأتَ يَدَيْكَ لاَ تُرِيْدُ غَيْرَه. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: حَدَّثَ سُفْيَانُ يَوْماً، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ فقال هذا الشرف على الكراسي.

_ = والحديث ورد عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ: أخرجه ابن أبي شيبة "3/ 207" و"14/ 274-275"، وأحمد "2/ 164 و192"، وعبد الرزاق "7155"، والطيالسي "2271"، والترمذي "652"، والدارمي "1/ 386"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "2/ 14"، والدراقطني في "السنن" "3/ 119"، والحاكم "1/ 407"، وابن الجارود في "المنتقى" "362"، والبيهقي في " السنن" "7/ 13"، والبغوي "1559"، والقضاعي في "مسند الشهاب "884" من طرق عن سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن ريحان بن يزيد العامري، عن عبد الله بن عمرو، به مرفوعا.

أبو حصين

797- أبو حصين 1: "ع" عثمان بن عاصم بن حصين وَقِيْلَ: بَدَلَ حَصِيْنٍ زَيْدُ بنُ كَثِيْرٍ الإِمَامُ الحافظ الأسدي الكوفي. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُقَالُ: هُوَ مِنْ وَلَدِ عَبِيْدِ بنِ الأَبْرَصِ. رَوَى عَنْ: جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ, وَابْنِ عَبَّاسٍ, وَابْنِ الزُّبَيْرِ, وَأَنَسٍ, وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ, وَغَيْرِهِم مِنَ الصَّحَابَةِ. وَرَوَى عَنْ: عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ مُرْسَلاً. وَعَنْ: عُمَيْرِ بنِ سَعِيْدٍ, وَمُجَاهِدٍ, وَالشَّعْبِيِّ, وَسَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ, وَأَبِي الضُّحَى, وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ, وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَّانِ, وَأَبِي وَائِلٍ الأَسَدِيِّ, وَيَحْيَى بنِ وَثَّابٍ, وَأَبِي مَرْيَمَ الأَسَدِيِّ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ جُحَادَةَ, وَشُعْبَةُ, وَالثَّوْرِيُّ, وَمَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ, وَزَائِدَةُ, وَشَرِيْكٌ, وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بنُ مُطَرِّفٍ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَأَبُو الأَحْوَصِ الحَنَفِيُّ يُقَالُ: حَدِيْثاً وَاحِداً وَإِسْرَائِيْلُ, وَخَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ مِنْ جُشَمِ بنِ الحَارِثِ, ثُمَّ مِنْ أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ, قَالَ: أَرْبَعَةٌ بِالكُوْفَةِ لاَ يُخْتَلَفُ فِي حَدِيْثِهِم فَمَنِ اختلف عليهم فهو مخطىء لَيْسَ هُم مِنْهُم أَبُو حَصِيْنٍ الأَسَدِيُّ. وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ, قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالكُوْفَةِ أَثْبَتُ مِنْ أَرْبَعَةٍ مَنْصُوْرٌ, وَأَبُو حَصِيْنٍ, وَسَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ, وَعَمْرُو بنُ مُرَّةَ. قَالَ: وَكَانَ مَنْصُوْرٌ أَثْبَتَ أَهْلِ الكُوْفَةِ. وَرَوَى الحَارِثُ بنُ شُرَيْحٍ النَّقَّالُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: لاَ تَرَى حَافِظاً يَخْتَلِفُ عَلَى أَبِي حَصِيْنٍ. الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, قَالَ: الأَعْمَشُ, وَيَحْيَى بنُ وَثَّابٍ مَوَالِي وَأَبُو حَصِيْنٍ مِنَ العَرَبِ وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَمْ يَصْنَعِ الأَعْمَشُ مَا صَنَعَ, وَكَانَ قَلِيْلَ الحَدِيْثِ صَحِيْحَ الحَدِيْثِ قِيْلَ لَهُ: أَيُّهُمَا أَصَحُّ حَدِيْثاً هُوَ أَوْ أَبُو إِسْحَاقَ؟ قَالَ: أَبُو حَصِيْنٍ أَصَحُّ حَدِيْثاً لِقِلَّةِ حَدِيْثِه وَكَذَا مَنْصُوْرٌ أَصَحُّ حَدِيْثاً مِنَ الأَعْمَشِ لِقِلَّةِ حَدِيْثِه. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ أَبُو حَصِيْنٍ شَيْخاً, عَالِياً, وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ يُقَالُ: كَانَ قَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ أَرْوَى النَّاسِ عَنْهُ, عِنْدَهُ عَنْهُ أَرْبَعُ مائة حديث.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 321"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2277"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 883"، الكاشف "2/ ترجمة 3762"، تاريخ الإسلام "5/ 107"، تهذيب التهذيب "7/ 126"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4751"، شذرات الذهبي "1/ 175".

وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ الأَخْنَسِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ, قَالَ: دَخَلتُ عَلَى أَبِي حَصِيْنٍ وَهُوَ مُختَفٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ, فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلاَءِ -يَعْنِي: بَنِي أُمَيَّةَ- يُرِيْدُوْنِي عَلَى دِيْنِي وَاللهِ لاَ أُعْطِيْهِم إِيَّاهُ أَبَداً. وَقَالَ الشَّيْبَانِيُّ: قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ -وَدَخَلتُ مَعَهُ المَسْجِدَ: انْظُرْ, هَلْ تَرَى أَبَا حَصِيْنٍ نَجلِسْ إِلَيْهِ?. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ, قَالَ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ لَمَّا حَضَرتْهُ الوَفَاةُ: بِمَنْ تَأمُرُنَا؟ قَالَ: مَا أَنَا بِعَالِمٍ وَلاَ أَترُكُ عَالِماً, وَإِنَّ أبا حصين رجل صالح رَوَى مِثْلَهَا: مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ. وَقَالَ مِسْعَرٌ: بَعَثَ بَعْضُ الأُمَرَاءِ إِلَى أَبِي حَصِيْنٍ بِأَلْفَي دِرْهَمٍ وَهُوَ عَائِلٌ فَرَدَّهَا فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ رَدَدْتَهَا? قَالَ الحَيَاءُ وَالتَّكَرُّمُ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ أَبُو حَصِيْنٍ إِذَا سُئِلَ، عَنْ مَسْأَلَةٍ قَالَ: لَيْسَ لِي بِهَا عِلْمٌ وَاللهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ: سَمِعْتُ أَبَا حَصِيْنٍ يَقُوْلُ: إِنَّ أَحَدَهُم لَيُفْتِي فِي المَسْأَلَةِ, وَلَوْ وَرَدَتْ عَلَى عُمَرَ لَجَمَعَ لَهَا أَهْلَ بَدْرٍ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ العَسْكَرِيُّ: أَبُو حَصِيْنٍ كَانَ يُقْرَأُ عَلَيْهِ فِي مَسْجِدِ الكُوْفَةِ خَمْسِيْنَ سَنَةً. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلدٌ ذَكَرٌ وَكَانَتْ لَهُ بِنْتٌ وَبِنتُ بِنْتٍ تَزَوَّجَ بِهَا قَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي حَصِيْنٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيْهِ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ, ثُمَّ أَفَاقَ فَجَعَلَ يَقُوْلُ: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِين} [الزُّخْرُفُ76] ثُمَّ أُغمِيَ عَلَيْهِ, ثُمَّ أَفَاقَ, فَجَعَلَ يُرَدِّدُهَا, فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَخَلِيْفَةُ: مَاتَ أَبُو حَصِيْنٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيُّ, وَأَبُو عُبَيْدٍ, وَابْنُ بُكَيْرٍ, وَابْنُ نُمَيْرٍ, وَغَيْرُهُم: سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ. وَهَذَا الصَّوَابُ. وَقَدْ رَوَى ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ رِوَايَةً أُخْرَى شَاذَّةً: أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَصْرُوْنَ التَّمِيْمِيُّ بِسَفحِ قَاسِيُوْنَ وَبِالبَلَدِ، عَنْ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ

البَزَّازُ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, حَدَّثَنَا إسماعيل بن بِنْتِ السُّدِّيِّ, حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ، عَنْ أَبِي حَصِيْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: مَا كُنْتُ أَدِي مَنْ أَقَمْتُ عَلَيْهِ الحَدَّ إلَّا شَارِبَ الخَمْرِ فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَسُنَّ فِيْهِ شَيْئاً, إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ قُلْنَاهُ نَحْنُ. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ, عَالٍ أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ, وَابْنُ مَاجَة جَمِيْعاً، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُوْسَى, فَوَافَقْنَاهم بِعُلُوِّ دَرَجَتِه.

مخرمة بن سليمان

798- مخرمة بن سليمان 1: "ع" الوالبي المدني مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ الهَاشِمِيِّ, وَالسَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ, وَكُرَيْبٍ مولى ابن عباس. ورى عَنْهُ: عَبْدُ رَبِّهِ بنُ سَعِيْدٍ, وَالضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ, وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. قُتِلَ يَوْمَ وَقْعَةِ قُدَيْدٍ, سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ بِقُربِ مَكَّةَ في طلب الإمارة فقتل يَوْمَئِذٍ نَحْوُ الثَّلاَثِ مائَةٍ فِي صَفَرٍ وَانْهَزَمَ أهل المدينة وقالت امرأة: ما للزمان وماليه ... أفنت قديد رجاليه

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 1983"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1659"، الكاشف "3/ ترجمة 5431"، تاريخ الإسلام "5/ 162"، تهذيب التهذيب "10/ 71"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6896".

سعد بن إبراهيم

799- سعد بن إبراهيم 1: "ع" ابن عبد الرحمن بن عوف الإِمَامُ, الحُجَّةُ, الفَقِيْهُ, قَاضِي المَدِيْنَةِ, أَبُو إِسْحَاقَ وَيُقَالُ: أَبُو إِبْرَاهِيْمَ القُرَشِيُّ, الزُّهْرِيُّ, المَدَنِيُّ. رَأَى ابْنَ عُمَرَ, وَجَابِراً. وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ, وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَأَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادِ بنِ الهَادِ, وَأَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ, وَأَبِي عُبَيْدَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارٍ, وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَحَفْصِ بنِ عَاصِمٍ, وَأَبِيْهِ إِبْرَاهِيْمَ, وَعَمِّهِ حُمَيْدٍ, وَخَالَيْهِ إِبْرَاهِيْمَ, وَعَامِرٍ ابْنَيْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ, وَعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ, وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَطَلْحَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْفٍ, وَطَلْحَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ, وَمَعَبْدٍ الجُهَنِيِّ, وَنَافِعِ بنِ جُبَيْرٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ حَاطِبٍ, وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ, يُذْكَرُ مَعَ الزُّهْرِيِّ, وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ. رَوَى عَنْهُ: وَلدُهُ الحَافِظُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ, وَالزُّهْرِيُّ, وَيَزِيْدُ بنُ الهَادِ, وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ, وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ, وَابْنُ عَجْلاَنَ, وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ, وَزَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ, وَمِسْعَرٌ, وَابْنُ إِسْحَاقَ, وَيُوْنُسُ بنُ يَزِيْدَ, وَشُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجِشُوْنِ, وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وحماد بن زَيْدٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيُّ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ثِقَةً, فَاضِلاً, وَلِيَ قَضَاءَ المَدِيْنَةِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ, وقيل لَهُ: سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ? قَالَ لَيْسَ فِيْهِ سَمَاعٌ ثُمَّ قَالَ: لَمْ يَلْقَ أَحَداً مِنَ الصَّحَابَةِ. قُلْتُ: حَدِيْثُه، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ". وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ لاَ يُحَدِّثُ بِالمَدِيْنَةِ فَلِذَلِكَ لَمْ يَكْتُبْ عَنْهُ أَهْلُهَا, وَمَالِكٌ لَمْ يُكْتَبْ عَنْهُ وَإِنَّمَا سَمِعَ مِنْهُ: شُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ بِوَاسِطَ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ بِمَكَّةَ. وَذَكَرَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ: أَنْ أَبَاهُ سَرَدَ الصَّوْمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوْتَ بِأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. قَالَ حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ: كَانَ شُعْبَةُ إِذَا ذَكَرَ سَعْدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ حَدَّثَنِي حَبِيْبِي سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ يَصُوْمُ الدَّهْرَ وَيَخْتِمُ القُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. مَعْنٌ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ مُسْلِمِ بنِ بَانَكَ قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بنَ إبراهيم يقضي في المسجد.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1928"، المعرفة والتاريخ "1/ 411" و"3/ 31" الكنى للدولابي "1/ 95"، تاريخ الإسلام "5/ 77"، الكاشف "1/ ترجمة 1836"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 124"، تهذيب التهذيب "3/ 463"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2371"، شذرات الذهب "1/ 173".

وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَتَى عَزلُ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ القَضَاءِ, كَانَ يُتَّقَى كَمَا يُتَّقَى وَهُوَ قَاضٍ. الشَّافِعِيُّ: أَخْبَرَنِي مَنْ لاَ أَتَّهِمُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: قَضَى سَعْدُ بن إِبْرَاهِيْمَ عَلَى رَجُلٍ بِرَأْيِ رَبِيْعَةَ فَأَخْبَرْتُه، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِخِلاَفِ مَا قَضَى بِهِ فَقَالَ سَعْدٌ لِرَبِيْعَةَ: هَذَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَهُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِخِلاَفِ مَا قَضَيْتُ بِهِ فَقَالَ لَهُ رَبِيْعَةُ: قَدِ اجْتَهَدتَ, وَمَضَى حُكمُكَ فَقَالَ سَعْدٌ: وَاعَجَباً أُنفِذُ قَضَاءَ سَعْدِ بنِ أُمِّ سَعْدٍ وَأَرُدُّ قَضَاءً قَضَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَلْ أَردُّ قَضَاءَ سَعْدٍ وَأُنفِذُ قَضَاءَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَدَعَا بِكِتَابِ القَضِيَّةِ فَشَقَّهُ وَقَضَى لِلْمَقْضِيِّ عَلَيْهِ. البُخَارِيُّ: حَدَّثَنِي سَهْلٌ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ أَخْبَرَنِي أَبُو الهَيْثَمِ بن محمد ابن حَفْصٍ قَالَ: كَانَ سَعْدٌ عِنْدَ ابْنِ هِشَامٍ المَخْزُوْمِيِّ أَمِيْرِ المَدِيْنَةِ فَاختَصَمَ عِنْدَه يَوْماً وَلَدٌ لِمُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ, وَآخَرُ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ فَقَالَ ابْنُ مُحَمَّدٍ: أَنَا ابْنُ قَاتِلِ كَعْبِ بنِ الأَشْرَفِ فَقَالَ الحَارِثِيُّ: أَمَا وَاللهِ مَا قُتِلَ إلَّا غَدراً فَانْتَظَرَ سَعْدٌ أَنْ يُغَيِّرَهَا الأَمِيْرُ فَلَمْ يَفْعَلْ حَتَّى قَامَا فَلَمَّا اسْتُقْضِيَ سَعْدٌ قَالَ: أُعطِي اللهَ عَهداً لَئِنْ أُفْلِتَ الحَارِثِيُّ مِنْكَ يَقُوْلُ لِمَوْلاَهُ: لأُوْجِعَنَّكَ قَالَ: شُعْبَةُ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الصُّبْحَ ثُمَّ جِئْتُ بِهِ سَعْداً فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ سَعْدٌ شَقَّ القَمِيْصَ, ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ القَائِلُ إِنَّمَا قُتِلَ ابْنُ الأَشْرَفِ غَدراً ثُمَّ ضَرَبَه خَمْسِيْنَ وَمائَةَ سَوْطٍ, وَحَلَقَ رَأْسَه, وَلِحْيَتَه وَقَالَ: وَاللهِ لأُقَوِّمَنَّكَ بِالضَّربِ مَا كَانَ لِي عَلَيْكَ سُلْطَانٌ. وَرَوَى يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: دَخلَ نَاسٌ مِنَ القُرَّاءِ يَعُودُوْنَهُ, مِنْهُمُ ابْنُ هُرْمُزَ, وَصَالِحٌ مَوْلَى التَّوْءمَةِ فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَا ابْنِ هُرْمُزَ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا يُبْكِيْكَ? فَقَالَ: وَاللهِ لَكَأَنِّي بِقَائِلَةٍ غَداً تَقُوْلُ: وَاسْعدَاهُ لِلْحَقِّ وَلاَ سَعْدُ قَالَ: وَاللهِ لَئِنْ قُلْتُ: ذَاكَ مَا أَخَذَنِي فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئمٍ مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً ثُمَّ قَالَ: أَلَيْسَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَحَبُّ خَلْقِه إِلَيَّ يَعْنِي القُرْآنَ قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ وَطَائِفَةٌ: مَاتَ سَعْدٌ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ ومائة وقال يعقوب ابن إِبْرَاهِيْمَ وَخَلِيْفَةُ وَغَيْرُهُمَا: سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ وقيل: سنة ست. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُيَيْنَةَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: كَانَ أَبِي يَحتَبِي فَمَا يَحُلُّ حَبْوَتَه حَتَّى يَقْرَأَ القُرْآنَ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: كَانَ سَعْدٌ لَمَّا تُوُفِّيَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: فَيَكُوْنُ مَوْلِدُه فِي حياة عائشة أم المؤمنين.

عمير بن هانئ

800- عُمير بن هانئ 1: "ع" العبسي الداراني الإِمَامُ, أَبُو الوَلِيْدِ. سَمِعَ مُعَاوِيَةَ, وَابْنَ عُمَرَ, وَأَبَا هُرَيْرَةَ, وَطَائِفَةً. وَحَدِيْثُه عَنْ مُعَاوِيَةَ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ". حَدَّثَ عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ, وَقَتَادَةُ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي مَرْيَمَ, وَالأَوْزَاعِيُّ, وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ, وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَقَدْ نَابَ عَنِ الحَجَّاجِ بِالكُوْفَةِ ثُمَّ وَلِيَ الخَرَاجَ لِعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. قِيْلَ: لَحِقَ ثَلاَثِيْنَ صَحَابِيّاً. قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: كَانَ يَضْحَكُ, ثُمَّ يَقُوْلُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ: إِنِّي لأَستَجِمُّ, لِيَكُوْنَ أَنْشَطَ لِي فِي الحَقِّ فَقُلْتُ: أَرَاكَ لاَ تَفْتُرُ، عَنِ الذِّكرِ فَكَم تُسَبِّحُ قَالَ: مائَةَ أَلفٍ إلَّا أن تخطىء الأَصَابِعُ. وَرَوَى عَنْهُ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: أَنَّ عَبْدَ المَلِكِ وَجَّهَه بِكُتُبٍ إِلَى الحَجَّاجِ وَهُوَ يُحَاصِرُ ابْنَ الزُّبَيْرِ. قَالَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ وَقَالَ الفَسَوِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: هُوَ مُقِلٌّ, وَقَدْ كَرِهَ ظُلمَ الحَجَّاجِ وَفَارَقَه, وقال: كان إذا كتب إلي فِي رَجُلٍ أَحَدُّه حَدَدْتُه وَإِذَا كَتَبَ فِيْمَنْ أَقتُلُه لَمْ أَقْتُلْه. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قُتِلَ عُمَيْرٌ صَبْراً بِدَارَيَّا أَيَّامَ فِتْنَةِ الوَلِيْدِ؛ لأَنَّهُ كَانَ يُحَرِّضُ عَلَى قَتْلِه يَعْنِي, وَقَامَ بِبَيْعَةِ النَّاقِصِ قَالَ: فَقَتَلَه ابْنُ مُرَّةَ وَسَمطَ رَأْسه حلقه وَأَتَى بِهِ مَرْوَانَ بنَ مُحَمَّدٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: إِنِّي لأُبغِضُه. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ قَدَرِيّاً. وَقَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: كَانَ عُمَيْرٌ أَبغَضَ إِلَى سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ مِنَ النَّارِ. قَالَ عَلَى المِنْبَرِ يَوْمَ بَيْعَةِ النَّاقِصِ: سَارِعُوا إِلَى هَذِهِ البَيْعَةِ فَإِنَّمَا هُمَا هِجْرَتَانِ هِجْرَةٌ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِه وَهِجْرَةٌ إِلَى يَزِيْدَ بنِ الوليد.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3236"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 2097"، الكاشف "2/ ترجمة 4358"، تاريخ الإسلام "5/ 119"، تهذيب التهذيب "8/ 149"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5462"، شذرات الذهب "1/ 173".

حصين بن عبد الرحمن

801- حصين بن عبد الرحمن 1: "ع" الحَافِظُ, الحُجَّةُ, المُعَمَّرُ, أَبُو الهُذَيْلِ السُّلَمِيُّ, الكُوْفِيُّ, ابْنُ عَمِّ مَنْصُوْرٍ. وُلِدَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ, فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَارَةَ بنِ رُوَيْبَةَ الصَّحَابِيِّ, وَجَابِرِ بنِ سَمُرَةَ وَعَنْ: أَبِي وَائِلٍ, وَزَيْدِ بنِ وَهْبٍ, وَعَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ, وَعِيَاضٍ الأَشْعَرِيِّ, وَهِلاَلِ بنِ يِسَافٍ, وَمُرَّةَ بنِ شَرَاحِيْلَ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ, وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَسَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ, وَسَعْدِ بنِ عُبَيْدَةَ, وَأَبِي ظَبْيَانَ حُصَيْنِ بنِ جُنْدَبٍ وَالشَّعْبِيِّ, وَعِرَاكٍ الغِفَارِيِّ, وَأَبِي عُبَيْدَةَ بنِ حُذَيْفَةَ, وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, وَشُعْبَةُ, وَزَائِدَةُ, وَالثَّوْرِيُّ, وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَهُشَيْمٌ, وَابْنُ فُضَيْلٍ, وَفُضَيْلُ بن عياض, وَعَبْثَرُ بنُ القَاسِمِ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ, وَعَبَّادُ بنُ العَوَّامِ, وَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ, وَعِمْرَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ, وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الأَثَرِ. رَوَى أَبُو حَاتِمٍ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: الثِّقَةُ المَأمُوْنُ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: كُوْفِيٌّ, ثِقَةٌ, ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ, سَكَنَ بَلَدَ المُبَارَكِ بِأَخَرَةٍ وَالوَاسِطِيُّوْنَ أَرْوَى النَّاسِ عَنْهُ. قَالَ ابْنُ حَاتِمٍ قُلْتُ: لأَبِي زُرْعَةَ: حُصَيْنٌ حُجَّةٌ؟ قَالَ: إِيْ وَاللهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ فِي الحَدِيْثِ قَالَ: وَفِي آخِرِ عُمُرِهِ سَاءَ حِفْظُه وَقَالَ النَّسَائِيُّ: تَغَيَّرَ. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ طَلَبتُ الحَدِيْثَ وَحُصَيْنٌ حَيٌّ كَانَ يُقْرَأُ عَلَيْهِ وَكَانَ قَدْ نَسِيَ وَعَنْ يَزِيْدَ قَالَ اخْتلَطَ حُصَيْنٌ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المديني وغيره: لم يختلط.

_ 1 ترجمته في طبقت ابن سعد "6/ 238"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 25"، الكنى للدولابي "2/ 150"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 837"، تاريخ الإسلام "5/ 237"، ميزان الاعتدال "1/ 551- 552"، تهذيب التهذيب "2/ 381"، خلاصة الخزرجي "1/ 134"، شذرات الذهب "1/ 193".

قُلْتُ: احْتَجَّ بِهِ أَربَابُ الصِّحَاحِ, وَهُوَ أَقْوَى مِنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ, وَمِنْ سِمَاكِ بنِ حَرْبٍ, وَمَا هُوَ بِدُوْنِ أَبِي إِسْحَاقَ, وَالعَجَبُ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ البُخَارِيِّ وَمِنَ العُقَيْلِيِّ وَابْنِ عَدِيٍّ كَيْفَ تَسَرَّعُوا إِلَى ذِكرِ حُصَيْنٍ فِي كُتُبِ الجَرحِ. وَقِيْلَ: كَانَ يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ. وَقَالَ هُشَيْمٌ: أَتَى عَلَيْهِ ثَلاَثٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً, وَكَانَ أَكْبَرَ مِنَ الأَعْمَشِ, وَقَرِيْباً مِنْ إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ. قُلْتُ: وَذَكَرَ أَنَّهُ شَهِدَ عُرسَ وَالِدِ مَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ عَلَى أُمِّ مَنْصُوْرٍ. رَوَى عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ: جَاءنَا قَتْلُ الحُسَيْنِ, فَمَكَثنَا ثَلاَثاً كَأَنَّ وُجُوهَنَا طُلِيَتْ بِرَمَادٍ قُلْتُ: مِثْلُ مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ? قَالَ: رَجُلٌ مُتَأَهِّلٌ. قَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ سَنَةَ ست وثلاثين ومائة.

حصين بن عبد الرحمن، حصين بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي

حصين بن عبد الرحمن، حصين بن عبد الرحمن الجُعْفِي الكوفي: وَمِمَّنِ اسْمُهُ: 802- حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ 1: هُوَ ابْنُ عَمْرِو بنِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيُّ, الأَشْهَلِيُّ. رَوَى عَنْ: أَنَسٍ, وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ إِسْحَاقَ, وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ الأَزْرَقُ, وَابْنُه مُحَمَّدُ بنُ حُصَيْنٍ. رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَهُوَ مُقِلٌّ تُوُفِّيَ: سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ بِالمَدِيْنَةِ. وَمِنْهُم: 803- حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجُعْفِيُّ الكوفي 2: يروي عنه: طعمة بن غيلان.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 28"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 839"، تاريخ الإسلام "5/ 62"، ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2085"، تهذيب التهذيب "2/ 380"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1474". 2 ترجمته في ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2081"، تهذيب التهذيب "2/ 283".

حصين بن عبد الرحمن الحارثي الكوفي، وحصين بن عبد الرحمن النخعي الكوفي، القسري

حصين بن عبد الرحمن الحارثي الكوفي، وحصين بن عبد الرحمن النخعي الكوفي، القَسْرِي: 804- وحصين بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَارِثِيُّ الكُوْفِيُّ 1: عَنِ الشَّعْبِيِّ وعنه: حجاج بن أرطاة, وغيره. 805- وحصين بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيُّ الكُوْفِيُّ 2: عَنِ الشَّعْبِيِّ أَيْضاً. وَعَنْهُ: حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ, أَخْبَرَنَا وَاثِلَةُ بنُ كَرَّازٍ بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرَّحَبِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ طَلْحَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ, حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله المَحَامِلِيُّ, حَدَّثَنَا سَلْمُ بنُ جُنَادَةَ, حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيْسَ, حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ شَقِيْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: "كُنَّا نَقُوْلُ: السَّلاَمُ عَلَى اللهِ. فَقَالَ: "لاَ تَقُوْلُوا: السَّلاَمُ عَلَى اللهِ؛ فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلاَمُ، وَلَكِنْ قُوْلُوا: التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبي ورحمة الله وبركاته ... " وذكر الحديث3. 806- القسري 4: "د" الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ, أَبُو الهَيْثَمِ خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ بنِ أَسَدِ بنِ كُرْزٍ البَجَلِيُّ, القَسْرِيُّ, الدِّمَشْقِيُّ, أَمِيْرُ العِرَاقَيْنِ لِهِشَامٍ, وَوَلِيَ قَبْلَ ذَلِكَ مَكَّةَ لِلْوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ ثُمَّ لِسُلَيْمَانَ. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ وَعَنْهُ: سَيَّارٌ أَبُو الحَكَمِ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَوْسَطَ البَجَلِيُّ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ, وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ. وَقَلَّمَا روى.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 26"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 838"، ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2082"، تهذيب التهذيب "2/ 383"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة رقم 1475". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 324"، التاريخ الكبير "3/ 27"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 840" ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2083"، تهذيب التهذيب "2/ 383". 3 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "1/ 291" وأحمد "1/ 382 و427 و431" والبخاري "831" و"835" و"6265" ومسلم "402"، وأبو داود "968"، والنسائي "2/ 241، وابن ماجه "899"، والدارمي "1/ 308"، وابن الجارود "205"، وأبو عوانة "2/ 229"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 262"، والطبراني في "الكبير" "9886"، والبيهقي "2/ 153" من طرق عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعود، به. 4 ترجمته في التاريخ الكبير: "3/ ترجمة 542"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1533"، الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "22/ 5-29"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 213"، تاريخ الإسلام "5/ 64"، ميزان الاعتدال "1/ 633"، تهذيب التهذيب "3/ 101" خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1775"، شذرات الذهب لابن العماد "1/ 169".

لَهُ حَدِيْثٌ فِي "مُسْنَدِ أَحْمَدَ" وَفِي "سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ" حَدِيْثٌ رَوَاهُ، عَنْ جَدِّهِ يَزِيْدَ وله صحبة. وَكَانَ جَوَاداً مُمَدَّحاً, مُعَظَّماً عَالِيَ الرُّتبَةِ, مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ, لَكِنَّهُ فِيْهِ نُصبٌ مَعْرُوْفٌ, وَلَهُ دَارٌ كَبِيْرَةٌ فِي مُربَّعَةِ القَزِّ بِدِمَشْقَ, ثُمَّ صَارَتْ تُعْرَفُ بِدَارِ الشَّرِيْفِ اليَزِيْدِيِّ, وَإِلَيْهِ يُنسَبُ الحَمَّامُ الَّذِي مُقَابِلَ قَنْطَرَةِ سِنَانٍ بِنَاحِيَةِ بَابِ تُوْمَا. قَالَ يَحْيَى الحِمَّانِيُّ: قِيْلَ لِسَيَّارٍ: تَروِي، عَنْ مِثْلِ خَالِدٍ? فَقَالَ: إِنَّهُ أَشْرَفُ مِنْ أَنْ يَكْذِبَ. قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: عَزَلَ الوَلِيْدُ عَنْ مَكَّةَ نَافِعَ بنَ عَلْقَمَةَ بِخَالِدٍ القَسْرِيِّ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ, فَلَمْ يَزَلْ وَالِيْهَا إِلَى سَنَةِ سِتٍّ وَمائَةٍ, فَوَلاَّهُ هِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ العِرَاقَ مُدَّةً إِلَى أَنْ عَزَلَه سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ بِيُوْسُفَ بنِ عُمَرَ الثَّقَفِيِّ. رَوَى العُتْبِيُّ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: خَطَبَ خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بِوَاسِطَ, فَقَالَ: إِنَّ أَكرَمَ النَّاسِ مَنْ أَعْطَى مَنْ لاَ يَرجُوْهُ, وَأَعْظَمَ النَّاسِ عَفْواً مَنْ عَفَا، عَنْ قُدرَةٍ وَأَوصَلَ النَّاسِ مَنْ وَصَلَ، عَنْ قَطِيْعَةٍ. ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ الرِّفَاعِيُّ, سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ خَالِداً القَسْرِيَّ حِيْنَ أَتَى بِالمُغِيْرَةِ بنِ سَعِيْدٍ وَأَصْحَابِه, وَكَانَ يُرِيهِم أَنَّهُ يُحْيِى المَوْتَى فَقَتَلَ, خَالِدٌ وَاحِداً مِنْهُم ثُمَّ قَالَ لِلْمُغِيْرَةِ: أَحْيِهِ. فَقَالَ: وَاللهِ مَا أُحْيِي المَوْتَى قَالَ: لَتُحْيِيَنَّه أَوْ لأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ ثُمَّ أَمَرَ بِطنٍّ مِنْ قَصَبٍ فَأَضْرَمُوْهُ وَقَالَ: اعْتَنِقْه فَأَبَى فَعَدَا رَجُلٌ مِنْ أَتبَاعِه فَاعْتَنَقَه قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَرَأَيْتُ النَّارَ تَأْكُلُه وَهُوَ يُشِيْرَ بِالسَّبَّابَةِ فَقَالَ خَالِدٌ: هَذَا وَاللهِ أَحَقُّ بِالرِّئَاسَةِ مِنْكَ ثُمَّ قَتَلَهُ وَقَتَلَ أَصْحَابَه. قُلْتُ: كَانَ رَافِضِيّاً, خَبِيْثاً, كَذَّاباً, سَاحِراً, ادَّعَى النُّبُوَةَ, وَفَضَّلَ عَلِيّاً عَلَى الأَنْبِيَاءِ وَكَانَ مُجَسِّماً, سُقتُ أَخْبَارَه فِي "مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ". وَكَانَ خَالِدٌ عَلَى هِنَاتِه يَرْجِعُ إِلَى إِسْلاَمٍ. وَقَالَ القَاضِي ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ يُتَّهَمُ فِي دِيْنِه, بَنَى لأُمِّهِ كَنِيْسَةً تَتَعَبَّدُ فِيْهَا وَفِيْهِ يَقُوْلُ الفَرَزْدَقُ: أَلاَ قَبَّحَ الرَّحْمَنُ ظَهْرَ مَطِيَّةٍ ... أَتَتْنَا تَهَادَى مِنْ دِمَشْقَ بِخَالِدِ وَكَيْفَ يَؤُمُّ النَّاسَ مَنْ كَانَ أُمُّهُ ... تَدِيْنُ بِأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِوَاحِدِ بَنَى بِيْعَةً فِيْهَا الصَّلِيْبُ لأُمِّهِ ... وَيَهْدِمُ مِنْ بُغْضٍ مَنَارَ المَسَاجِدِ

قَالَ الأَصْمَعِيُّ: حَرَّمَ القَسْرِيُّ الغِنَاءَ, فَأَتَاهُ حُنَيْنٌ فِي أَصْحَابِ المظَالِمِ مُلتَحِفاً عَلَى عُودٍ, فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ, شَيْخٌ ذُوْ عِيَالٍ كَانَتْ لَهُ صِنَاعَةٌ حُلْتَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا قَالَ وَمَا ذَاكَ؟ فَأَخرَجَ عُودَه, وَغَنَّى: أَيُّهَا الشَّامِتُ المُعَيِّرُ بِالشَّيْـ ... ــبِ أَقِلَّنَّ بِالشَّبَابِ افْتِخَارَا قَدْ لَبِسْتُ الشَّبَابَ قَبْلَكَ حِيْناً ... فَوَجَدْتُ الشَّبَابَ ثَوْباً مُعَارَا فَبَكَى خَالِدٌ, وَقَالَ صَدَقَ وَاللهِ, عُدْ, وَلاَ تُجَالِسْ شَابّاً وَلاَ مُعَربِداً. الأَصْمَعِيُّ، عَنِ ابْنِ نُوْحٍ: سَمِعْتُ خَالِداً يَقُوْلُ عَلَى المِنْبَرِ: إِنِّي لأُطعِمُ كُلَّ يَوْمٍ سِتَّةً وَثَلاَثِيْنَ أَلفاً مِنَ الأَعرَابِ تَمراً وَسَوِيْقاً. الأَصْمَعِيُّ: أَنَّ أَعْرَابِيّاً قَالَ لِخَالِدٍ القَسْرِيِّ: أَصْلَحَكَ اللهُ لَمْ أَصُنْ وَجْهِي، عَنْ مَسْأَلَتِكَ فَصُنْهُ، عَنِ الرَّدِّ وَضَعْنِي مِنْ مَعْرُوْفِكَ حَيْثُ وَضَعتُكَ مِنْ رَجَائِي فَوَصَلَهُ. وَقَالَ أعرابي: يأمر الأمير لي بمل جِرَابِي دَقِيْقاً؟ قَالَ: امْلَؤُوْهُ لَهُ دَرَاهِمَ. فَقِيْلَ لِلأَعْرَابِيِّ, فَقَالَ: سَأَلْتُ الأَمِيْرَ مَا أَشْتَهِي, فَأَمَرَ لِي بِمَا يَشْتَهِي. ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ, حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ شَمِرٍ الخَوْلاَنِيُّ, حَدَّثَنِي عَبْدُ المَلِكِ مَوْلَى خَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: إِنِّي لأَسِيْرُ بَيْنَ يَدَيْ خَالِدٍ بِالكُوْفَةِ, وَمَعَهُ الوُجُوْهُ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ فَوَقَفَ وَكَانَ كريمًا فقال: مالك? قَالَ تَأمُرُ بِضَربِ عُنُقِي? قَالَ: لِمَ? قَطَعتَ طَرِيْقاً? قَالَ: لاَ قَالَ: فَنَزَعتَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ? قَالَ: لاَ قَالَ: فَعَلاَمَ أَضرِبُ عُنُقَكَ? قَالَ: الفَقْرُ وَالحَاجَةُ قَالَ: تَمَنَّ? قَالَ: ثَلاَثِيْنَ أَلفاً فَالْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِه فَقَالَ: هَلْ عَلِمتُم تَاجِراً رَبِحَ الغَدَاةَ مَا رَبِحْتُ نَوَيْتُ لَهُ مائَةَ أَلفٍ فَتَمَنَّى ثَلاَثِيْنَ أَلفاً ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِهَا. وَقِيْلَ: كَانَ خَالِدٌ يَجْلِسُ ثُمَّ يَدْعُو بِالبِدَرِ وَيَقُوْلُ: إِنَّمَا هَذِهِ الأَمْوَالُ وَدَائِعُ لاَ بُدَّ مِنْ تَفرِيقِهَا. وَقِيْلَ أَنْشَدَهُ أَعْرَابِيٌّ: أَخَالِدُ بَيْنَ الحَمْدِ وَالأَجْرِ حَاجَتِي ... فَأَيُّهُمَا يَأْتِي فَأَنْتَ عِمَادُ أَخَالِدُ إِنِّي لَمْ أَزُرْكَ لِحَاجَةٍ ... سِوَى أَنَّنِي عَافٍ وَأَنْتَ جَوَادُ فَقَالَ: سَلْ. قَالَ: مائَةَ أَلفٍ. قَالَ: أَسرَفْتَ يَا أَعْرَابِيُّ. قَالَ: فَأَحُطُّ لِلأَمِيْرِ? قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ: قَدْ حَطَطتُكَ تِسْعِيْنَ أَلفاً فَتَعَجَّبَ مِنْهُ, فَقَالَ: سَأَلتُكَ عَلَى قَدْرِكَ, وَحَطَطْتُكَ عَلَى قَدْرِي, وَمَا أَسْتَأهِلُه فِي نَفْسِي قَالَ: لاَ وَاللهِ لاَ تَغْلِبُنِي يَا غُلاَمُ أَعْطِه مائَةَ أَلفٍ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَنْشَدَهُ أَعْرَابِيٌّ فِي مَجْلِسِ الشُّعَرَاءِ: تَعَرَّضْتَ لِي بِالجُوْدِ حَتَّى نَعَشْتَنِي ... وَأَعْطَيْتَنِي حَتَّى ظَنَنْتُكَ تَلْعَبُ فَأَنْتَ النَّدَى وَابْنُ النَّدَى وَأَخُو النَّدَى ... حَلِيْفُ النَّدَى مَا لِلنَّدَى عَنْكَ مَذْهَبُ فَأَعْطَاهُ مائَةَ أَلفٍ. الأَصْمَعِيُّ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ حَبِيْبٍ, نَحْوَهَا وَزَادَ: فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ آخَرُ, فَقَالَ: قَدْ كَانَ آدَمُ قَبْلُ حِيْنَ وَفَاتِهِ ... أَوْصَاكَ وَهُوَ يَجُوْدُ بِالحَوْبَاءِ بِبَنِيْهِ أَنْ تَرْعَاهُمُ فَرَعَيْتَهُم ... فَكَفَيْتَ آدَمَ عَيْلَةَ الأَبْنَاءِ فَتَمَنَّى أَنْ يُعْطِيَه عِشْرِيْنَ أَلفاً, فَأَعْطَاهُ أَرْبَعِيْنَ أَلفاً, وَأَنْ يُضرَبَ خمسين جلدة, وأن ينادى عليه: هذا جزءا مَنْ لاَ يُحسِنُ قِيْمَةَ الشِّعْرِ وَعَنْهُ قَالَ: لاَ يَحتَجِبُ الأَمِيْرُ، عَنِ النَّاسِ إلَّا لِثَلاَثٍ: لِعَيٍّ أَوْ لِبُخلٍ أَوِ اشْتِمَالٍ عَلَى سُوءةٍ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ القَسْرِيُّ رَجُلُ سُوءٍ يَقعُ فِي عَلِيٍّ وَقَالَ فَضْلُ بنُ الزُّبَيْرِ: سَمِعْتُ القَسْرِيَّ يَقُوْلُ فِي عَلِيٍّ مَا لاَ يَحِلُّ ذِكْرُهُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: خُبِّرتُ أَنَّ القَسْرِيَّ ذَمَّ زَمْزَمَ, وَقَالَ: يُقَالُ: إِنَّ زَمْزَمَ لاَ تُنْزَحُ وَلاَ تُذَمُّ بَلَى -وَاللهِ- إِنَّهَا تُنْزَحُ وَتُذَمُّ, وَلَكِنْ هَذَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ قَدْ سَاقَ لَكُم قَنَاةً بِمَكَّةَ. قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ: سَاقَ خَالِدٌ مَاءً إِلَى مَكَّةَ, فَنَصَبَ طِسْتاً إِلَى جَنْبِ زَمْزَمَ, وَقَالَ: قَدْ جِئْتُكم بِمَاءِ العَاذِبَةِ لاَ تُشبِهُ أُمَّ الخَنَافِسِ يَعْنِي: زَمْزَمَ فَسَمِعتُ عُمَرَ بنَ قَيْسٍ يَقُوْلُ: لَمَّا أَخَذَ خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ سَعِيْدَ بن جبير وطلق ابن حَبِيْبٍ خَطَبَ فَقَالَ: كَأَنَّكُم أَنْكَرتُم مَا صَنَعتُ وَاللهِ لَوْ كَتَبَ إِلَيَّ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ لَنَقَضتُهَا حَجَراً حَجَراً يَعْنِي: الكَعْبَةَ. الأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُ شَبِيْبَ بنَ شَيْبَةَ, يَقُوْلُ: كَانَ سَبَبُ عَزلِ خَالِدٍ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لَهُ: إِنَّ غُلاَمَكَ المَجُوْسِيَّ أَكْرَهَنِي عَلَى الفُجُورِ وَغَصَبَنِي نَفْسِي. قَالَ: كَيْفَ وَجَدْتِ قُلْفَتَه? فَكَتَبَ بِذَلِكَ حَسَّانٌ النَّبْطِيُّ إِلَى هِشَامٍ فَعَزَلَهُ. وَكَانَ خَطَبَ يَوْماً فَقَالَ: تَسُومُونَنِي أَنْ أَقِيدَ مِنْ قَائِدٍ لِي وَلَئِنْ أَقَدتُ مِنْهُ أَقَدتُ مِنْ نَفْسِي وَلَئِنْ أَقَدتُ مِنْ نَفْسِي لَقَدْ أَقَادَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ مِنْ نَفْسِهِ, وَلَئِنْ أَقَادَ لَقَدْ أَقَادَ رَسُوْلُ اللهِ مِنْ نفسه ولئن أقاد ليقيدن هاه هاه ويومىء بِيَدِهِ إِلَى فَوْقُ.

عَنْ أَبِي سُفْيَانَ الحِمْيَرِيِّ, قَالَ: أَرَادَ الوَلِيْدُ بنُ يَزِيْدَ الحَجَّ, فَاتَّعَدَ فِتْيَةٌ أَنْ يَفتِكُوا به في طريقه, وسألوا خالد القَسْرِيَّ الدُّخُولَ مَعَهُم, فَأَبَى ثُمَّ أَتَى خَالِدٌ, فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, دَعِ الحَجَّ. قَالَ: وَمَنْ تَخَافُ سَمِّهِم؟ قَالَ: قَدْ نَصَحتُكَ, وَلَنْ أُسَمِّيَهُم. قَالَ: إِذاً أَبعَثُ بِكَ إِلَى عَدُوِّكَ يُوْسُفَ بنِ عُمَرَ قَالَ: وَإِنْ فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ فَعَذَّبَه حَتَّى قَتَلَهُ. ابْنُ خَلِّكَانَ, قَالَ: لَمَّا أَرَادَ هِشَامٌ عَزلَ خَالِدٍ عَنِ العِرَاقِ, وَعِنْدَهُ رَسُوْلُ يُوْسُفَ بنِ عُمَرَ مِنَ اليَمَنِ, قَالَ: إِنَّ صَاحِبَكَ قَدْ تَعَدَّى طَوْرَه, وَفَعَلَ وَفَعَلَ ثُمَّ أَمَرَ بِتَخرِيقِ ثِيَابِه وَضَرَبَهُ أَسْوَاطاً, وَقَالَ: امضِ إِلَى صَاحِبِكَ فَعَلَ الله بِهِ ثُمَّ دَعَا بِسَالِمٍ كَاتِبِه, وَقَالَ: اكْتُبْ إِلَى يُوْسُفَ سِرْ إِلَى العِرَاقِ وَالِياً سِرّاً وَاشْفِنِي مِنِ ابْنِ النَّصْرَانِيَّةِ وَعُمَّالِه, ثُمَّ أَمْسَكَ الكِتَابَ بِيَدِهِ, وَجَعَلَه فِي طَيِّ كِتَابٍ آخَرَ, وَلَمْ يَشعُرِ الرَّسُوْلُ فَقَدِمَ اليَمَنَ فَقَالَ يُوْسُفُ: مَا وَرَاءكَ? قَالَ: الشَّرُّ ضَرَبنِي أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ وَخَرَّقَ ثِيَابِي وَلَمْ يَكْتُبْ إِلَيْكَ بَلْ إِلَى صَاحِبِ دِيْوَانِكَ فَفَضَّ الكِتَابَ وَقَرَأَهُ ثُمَّ وَجَدَ الكِتَابَ الصَّغِيْرَ فَاسْتَخلَفَ عَلَى اليَمَنِ ابْنَه الصَّلْتَ, وَسَارَ إِلَى العِرَاقِ, وَجَاءتِ العُيُوْنُ إِلَى خَالِدٍ فَأَشَارَ عَلَيْهِ نَائِبُه طَارِقٌ ائْذَنْ لِي إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ وَأَضمَنَ لَهُ مَالِي السَّنَةَ مائَةَ أَلفِ أَلفٍ وَآتِيَكَ بِعَهْدِكَ قَالَ: وَمِنْ أَيْنَ هَذِهِ الأَمْوَالُ? قَالَ: أَتَحَمَّلُ أَنَا وَسَعِيْدُ بنُ رَاشِدٍ أَرْبَعِيْنَ أَلفَ أَلفٍ, وَأَبَانٌ وَالزَّيْنَبِيُّ عِشْرِيْنَ أَلفَ ألف ويفرق على باقي العمال فقال: إني إذًا لَلَئِيمٌ أُسَوِّغُهُم شَيْئاً ثُمَّ أَرجِعُ فِيْهِ قَالَ: إِنَّمَا نَقِيكَ وَنَقِي أَنْفُسَنَا بِبَعْضِ أَمْوَالِنَا وَتَبقَى النِّعْمَةُ عَلَيْنَا فَأَبَى فَوَدَّعَه طَارِقٌ وَوَافَى يُوْسُفَ فَمَاتَ طَارِقٌ فِي العَذَابِ, وَلَقِيَ خَالِدٌ كُلَّ بَلاَءٍ, وَمَاتَ فِي العَذَابِ جَمَاعَةٌ مِنْ عُمَّالِه بَعْدَ أَن اسْتَخرَجَ مِنْهُم يُوْسُفُ تِسْعِيْنَ أَلفَ أَلفِ دِرْهَمٍ. وَقِيْلَ: إِنَّ هِشَاماً حَقَدَ عَلَى خَالِدٍ بِكَثْرَةِ أَمْوَالِه وَأَملاَكِه, وَلأَنَّهُ كَانَ يُطلِقُ لِسَانَه فِي هِشَامٍ, وَكَتَبَ إِلَى يُوْسُفَ: أَن سِرْ إِلَيْهِ فِي ثَلاَثِيْنَ رَاكِباً. فَقَدِمَ الكُوْفَةَ فِي سَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً, فَبَاتَ بِقُربِ الكُوْفَةِ, وَقَدْ خَتَنَ وَالِيْهَا طَارِقٌ, وَلَدَهُ فَأَهْدَوْا لِطَارِقٍ أَلفَ عَتِيْقٍ وَأَلْفَ وَصِيْفٍ, وَأَلفَ جَارِيَةٍ, سِوَى الأَمْوَالِ وَالثِّيَابِ, فَأَتَى رَجُل طَارِقاً, فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ قَوْماً أَنْكَرتُهم وَزَعُمُوا أَنَّهُم سُفَّارٌ وَصَارَ يُوْسُفُ إِلَى دُورِ بَنِي ثَقِيْفٍ, فَأَمَرَ رَجُلاً, فَجَمَعَ لَهُ مَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ مِنْ مُضَرَ, وَدَخَلَ المَسْجِدَ الفَجْرَ فَأَمَرَ المُؤَذِّنَ بِالإِقَامَةِ فَقَالَ: لاَ, حَتَّى يَأْتِيَ الإِمَامُ. فَانْتَهَرَه, وَأَقَامَ, وَصَلَّى, وَقَرَأَ {إِذَا وَقَعَت} وَ {سَأَلَ سَائِل} ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى خَالِدٍ وَأَصْحَابِه, فَأُخِذُوا, وَصَادَرَهُم. قَالَ أَشْرَسُ الأَسَدِيُّ: أَتَى كِتَابُ هِشَامٍ يُوْسُفَ, فَكَتَمْنَا, وَقَالَ: أُرِيْدُ العُمْرَةَ. فَخَرَجَ وَأَنَا

معه, فما كلم أحد مِنَّا بِكَلِمَةٍ, حَتَّى أَتَى العُذَيْبَ, فَقَالَ: مَا هِيَ بِأَيَّامِ عُمْرَةٍ. وَسَكَتَ حَتَّى أَتَى الحِيْرَةَ, ثُمَّ اسْتَلقَى عَلَى ظَهْرِهِ, وَقَالَ: فَمَا لَبَّثَتْنَا العِيسُ أَنْ قَذَفَتْ بِنَا ... نَوَى غُرْبَةٍ وَالعَهْدُ غَيْرُ قَدِيْمِ ثُمَّ دَخَلَ الكُوْفَةَ, فَصَلَّى الفَجْرَ, وَكَانَ فَصِيْحاً طَيِّبَ الصَّوْتِ. وَقِيْلَ: إِنَّ هِشَامَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ كَتَبَ إِلَى يُوْسُفَ: لَئِنْ شَاكَتْ خَالِداً شَوكَةٌ لأَقتُلَنَّكَ فَأَتَى خَالِدٌ الشَّامَ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا يَغْزُو الصَّوَائِفَ حَتَّى مَاتَ هِشَامٌ. وَقِيْلَ: بَلْ عَذَّبَه يُوْسُفُ يَوْماً وَاحِداً, وَسَجَنَهُ بِضْعَةَ عَشَرَ شَهراً, ثُمَّ أُطْلِقَ, فَقَدِمَ الشَّامَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ. وَنَقَلَ ابْنُ خَلِّكَانَ: أَنَّ يُوْسُفَ عَصَرَهُ حَتَّى كَسَرَ قَدَمَيْهِ وَسَاقَيْهِ, ثُمَّ عَصَرَهُ عَلَى صُلبِه فَلَمَّا انْقَصَفَ مَاتَ وَهُوَ فِي ذَلِكَ لاَ يَتَأَوَّهُ وَلاَ يَنطِقُ وَهَذَا لَمْ يَصِحَّ فَإِنَّهُ جَاءَ إِلَى الشَّامِ وَبَقِيَ بِهَا, حَتَّى قَتَلَهُ الوَلِيْدُ الفَاسِقُ. قَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ: لَبِثَ خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ فِي العَذَابِ يَوْماً, ثُمَّ وُضِعَ عَلَى صَدْرِهِ المُضرسَةُ, فَقُتِلَ مِنَ اللَّيْلِ, فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ -فِي قَوْلِ الهَيْثَمِ بنِ عَدِيٍّ- فَأَقْبَلَ عَامِرُ بنُ سَهْلَةَ الأَشْعَرِيُّ, فَعَقَرَ فَرَسَه عَلَى قَبْرِهِ فَضَرَبَهُ يُوْسُفُ بنُ عُمَرَ سَبْعَ مائَةِ سَوْطٍ. وَقَالَ فِيْهِ أَبُو الأَشْعَثِ العَبْسِيُّ: أَلاَ إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ حَيّاً وَمَيِّتاً ... أَسِيْرُ ثَقِيْفٍ عِنْدَهُم فِي السَّلاَسِلِ لَعَمْرِي لَقَدْ أَعْمَرْتُمُ السِّجْنَ خَالِداً ... وَأَوْطَأْتُمُوْهُ وَطْأَةَ المُتَثَاقِلِ فَإِنْ سَجَنُوا القَسْرِيَّ لاَ يَسْجُنُوا اسْمَهُ ... وَلاَ يَسْجُنُوا مَعْرُوْفَهُ فِي القَبَائِلِ لَقَدْ كَانَ نَهَّاضاً بِكُلِّ مُلِمَّةٍ ... وَمُعْطِي اللُّهَى غَمْراً كَثِيْرَ النَّوَافِلِ قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ وَغَيْرُهُ قَالاَ: حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ محمد، عن عبد الرحمن ابن مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ شَهِدتُ خَالِداً القَسْرِيَّ فِي يَوْم أَضْحَى يَقُوْلُ ضَحُّوا تَقبَّلَ اللهُ مِنْكُم فَإِنِّي مُضَحٍّ بِالجَعْدِ بنِ دِرْهَمٍ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَتَّخِذْ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلاً وَلَمْ يُكَلِّمْ مُوْسَى تَكلِيماً تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُوْلُ الجَعْدُ عُلُوّاً كَبِيْراً ثُمَّ نَزَلَ فَذَبَحَه1 قُلْتُ: هَذِهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ, هي, وقتله مغيرة الكذاب.

_ 1 أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" "ص69"، وفي الإسناد عبد الرحمن بن محمد بن حبيب، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول أي عند المتابعة. وكذا أبوه محمد بن حبيب الجرمي، قال الحافظ في "التقريب": مجهول. فالإسناد ضعيف لا يصح.

الجعد بن درهم

807- الجَعْدُ بنُ دِرْهَمٍ 1: مُؤَدِّبُ مَرْوَانَ الحِمَارِ هُوَ أَوَّلُ مَنِ ابْتَدَعَ بِأَنَّ اللهَ مَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلاً, وَلاَ كَلَّمَ مُوْسَى, وَأَنَّ ذَلِكَ لاَ يَجُوْزُ عَلَى اللهِ. قَالَ المَدَائِنِيُّ: كَانَ زِندِيقاً وَقَدْ قَالَ لَهُ وَهْبٌ: إِنِّي لأَظُنُّكَ مِنَ الهَالِكِيْنَ, لَوْ لَمْ يُخْبِرْنَا اللهُ أَنَّ لَهُ يَداً, وَأَنَّ لَهُ عَيْناً مَا قُلْنَا ذَلِكَ ثُمَّ لَمْ يَلْبَثِ الجَعْدُ أَنْ صُلِبَ.

_ 1 ترجمته في تاريخ الإسلام "4/ 238"، ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 1482"، لسان الميزان "2/ ترجمة 427"، النجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "1/ 322".

سليمان بن موسى

808- سليمان بن موسى 1: "4" الإِمَامُ الكَبِيْرُ, مُفْتِي دِمَشْقَ أَبُو أَيُّوْبَ -وَيُقَالُ: أَبُو هِشَامٍ, وَأَبُو الرَّبِيْعِ, الدِّمَشْقِيُّ, الأَشْدَقُ, مَوْلَى آل معاوية بن أبي سفيان. يَرْوِي عَنْ: جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَأَبِي أُمَامَةَ, وَمَالِكِ بنِ يَخَامِرَ, وَأَبِي سَيَّارَةَ المُتَعِيِّ, وَوَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ, وَغَالِبُه مُرْسَلٌ. وَيَرْوِي عَنْ: كَثِيْرِ بنِ مُرَّةَ -فَلَعَلَّهُ أَدْركَهُ- وَعَنْ: طَاوُوْسٍ, وَنَافِعِ بنِ جُبَيْرٍ, وَكُرَيْبٍ, وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ, وَنَافِعٍ, وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ, وَمَكْحُوْلٍ, وَابْنِ شِهَابٍ, وَنُصَيْرٍ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ, وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ, وَرَجَاءُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ, وَزَيْدُ بنُ وَاقِدٍ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَارِثِ المَخْزُوْمِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ رَاشِدٍ المَكْحُوْلُ وَالأَوْزَاعِيُّ, وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَأَبُو مُعَيْدٍ حَفْصُ بنُ غَيْلاَنَ, وَابْنُ لَهِيْعَةَ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ, وَمَسَرَّةُ بنُ مَعْبَدٍ وَمُعَاوِيَةُ بنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ. وَهَمَّامُ بنُ يَحْيَى وَالزُّبَيْدِيُّ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: كَانَ سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى أَعْلَمَ أَهْلِ الشَّامِ بَعْدَ مَكْحُوْلٍ وَلَوْ قِيْلَ لِي مَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ? لأَخَذتُ بِيَدِ سليمان.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 457"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1888"، الكنى للدولابي "1/ 102"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 615"، الكاشف "1/ ترجمة 2154"، تاريخ الإسلام "4/ 254"، ميزان الاعتدال "2/ 225"، تهذيب التهذيب "4/ 226"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2749"، شذرات الذهب "1/ 156".

وَكَانَ عَطَاءٌ إِذَا جَاءَ سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى يَقُوْلُ: كُفُّوا، عَنِ المَسْأَلَةِ فَقَدْ جَاءكُم مَنْ يَكفِيْكُمُ المَسْأَلَةَ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَالَ لِي سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مَسْأَلَةً مِنْكَ بَعْدَ سُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى. قَالَ سَعِيْدٌ: قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى: حُسْنُ المَسْأَلَةِ نِصْفُ العِلْمِ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لاَ نَعْلَمُ مَكْحُوْلاً خَلَّفَ بِالشَّامِ مِثْلَ يَزِيْدَ بنِ يَزِيْدَ إلَّا مَا ذَكَرَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ مِنْ سُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى. وَقَالَ مُطْعِمُ بنُ المِقْدَامِ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بنَ أَبِي رَبَاحٍ يَقُوْلُ: سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الحِجَازِ: ابْنُ جُرَيْجٍ, وَسَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ العِرَاقِ الحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ, وَسَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الشَّامِ سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى. وَقَالَ شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: إِنَّ مَكْحُوْلاً يَأْتِيْنَا وَسُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى -وَايْمُ اللهِ- أَحْفَظُ الرَّجُلَيْنِ. وَقَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ لَهِيْعَةَ يَقُوْلُ مَا لَقِيْتُ مِثْلَهُ يَعْنِي سُلَيْمَانَ بنَ مُوْسَى فَقُلْتُ لَهُ وَلاَ الأَعْرَجُ? قَالَ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ سُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى. قَالَ زَيْدُ بنُ وَاقِدٍ عَاشَ سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى بَعْدَ مَكْحُوْلٍ سَنَتَيْنِ فَكُنَّا نَجلِسُ إِلَيْهِ بَعْدَ مَكْحُوْلٍ فَكَانَ يَأْخُذُ كُلَّ يَوْمٍ فِي بَابٍ مِنَ العِلْمِ فَلاَ يَقْطَعُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ ثُمَّ يَأْخُذَ فِي بَابٍ غَيْرِه فَقُلْتُ لَهُ يَوْماً: يَا أَبَا الرَّبِيْعِ جَزَاكَ اللهُ عَنَّا خَيْراً فَإِنَّكَ تُحَدِّثُنَا بِمَا نُرِيْدُ وَمَا لاَ نَعقِلُه فَلَوْ بَقِيَ لَنَا لَكفَانَا النَّاسَ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ أَعْلَى أَصْحَابِ مَكْحُوْلٍ سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى وَمَعَهُ يَزِيْدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ. قَالَ دُحَيْمٌ: هُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ يَحْيَى: سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى، عَنْ مَالِكِ بنِ يَخَامِرَ مُرْسَلاً وَعَنْ جَابِرٍ مُرْسَلاً. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يُدْرِكْ سُلَيْمَانُ كَثِيْرَ بنَ مُرَّةَ, وَلاَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ غَنْمٍ. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ لِيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى مَا حَالُه فِي الزُّهْرِيِّ?

قَالَ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ وَفِي حَدِيْثِهِ بَعْضُ الاضْطِرَابِ, وَلاَ أَعْلَمُ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ مَكْحُوْلٍ أَفْقَهَ مِنْهُ وَلاَ أَثْبَتَ مِنْهُ. وَقَالَ أَيْضاً: أَخْتَارُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ بعد الزهري ومكحول للفقه سليمان ابن مُوْسَى. وَقَالَ البُخَارِيُّ: عِنْدَه مَنَاكِيْرُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ هُوَ أَحَدُ الفُقَهَاءِ وَلَيْسَ بِالقَوِيِّ فِي الحَدِيْثِ وَقَالَ مَرَّةً فِي حَدِيْثِهِ شَيْءٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ فَقِيْهٌ, رَاوٍ, حَدَّثَ عَنْهُ الثِّقَاتُ, وَهُوَ أَحَدُ العُلَمَاءِ رَوَى أَحَادِيْثَ يَنْفَرِدُ بِهَا, لاَ يَروِيهَا غَيْرُه, وَهُوَ عِنْدِي ثَبْتٌ, صَدُوْقٌ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى بِصَحِيْفَةٍ حَفِظهَا فَأَعْجَبَه ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ مَكْحُوْلٌ: أَتَعجَبُ?! مَا سَمِعْتُ شَيْئاً فَاسْتَودعتُه صَدْرِي إلَّا وَجَدْتُه حِيْنَ أُرِيْدُه. وَقَالَ عَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ: قُلْتُ لِيَحْيَى: حَدِيْثُ: "لاَ نِكَاحَ إلَّا بِوَلِيٍّ" 1 يَرْوِيْهِ ابْنُ جريج فقال: لا يصح في هذا شيءإلَّا حَدِيْثُ سُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي يَحْيَى سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: حديث "أفطر الحاجم والمحجوم" 2 "ولا نِكَاحَ إلَّا بِوَلِيٍّ" أَحَادِيْثُ يُشبِهُ بَعْضُهَا بَعْضاً, وأنا أذهب إليها.

_ 1 صحيح: ورد من حديث ابن عباس: عند أحمد "1/ 250"، وابن ماجه "1880"، والدارقطني "3/ 221-222"، والطبراني في "الكبير" "11/ 11298" و"11343" و"11944"، والبيهقي "7/ 109" وورد من حديث ابن مسعود: عند الدارقطني "3/ 225"، وفيه عبد الله بن محرز وهو متروك. وورد من حديث علي: عند البيهقي "7/ 111"، وفيه الحارث الأعور، وهو ضعيف. وورد من حديث ابن عمر: عند الدراقطني "3/ 225"، وفيه ثابت بن زهير، وهو منكر الحديث. وورد من حديث أبي هريرة: عند ابن عدي"6/ 358"، وفيه المغيرة بن موسى، وهو منكر الحديث. وورد من حديث أبي موسى: أخرجه الحاكم "2/ 171"، وابن الجارود "703"، والبيهقي "7/ 107"، من طريق عمر بن عثمان الرقى، عن زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي بردة، عن أبي موسى، به وفي إسناده عمرو بن عثمان الرقى، وهو ضعيف، وفيه رواية زهير بن معاوية عن أبي إسحاق السبيعي، وقد روى عنه بعد الاختلاط. وله طرق أخرى عن أبي موسى، وعن عائشة يضيق المقام عن ذكره واستيعابها. 2 صحيح: ورد من حديث شداد بن أوس: أخرجه عبد الرزاق "7519" وأحمد "4/ 123- 124"، وابن أبي شيبة "3/ 49-50"، والطبراني "7147" و"7149" و"7150" و"7153" و"7154"، والبيهقي "4/ 265".

قُلْتُ: رَوَى الثِّقَاتُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سليمان بن موسى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ وَلَهَا مَهْرُهَا بِمَا أَصَابَ مِنْهَا فَإِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لاَ وَلِيَّ لَهُ" 1. وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ نَحْوَه, وَلَفظُه: "لاَ نِكَاحَ إلَّا بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ". ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَاهُ مَعَ سُلَيْمَانَ: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حبيب, وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ, وَقُرَّةُ بنُ حَيْوَئِيْلَ, وَأَيُّوْبُ بنُ مُوْسَى, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ وَكُلُّهَا طُرُقٌ غَرِيْبَةٌ, سِوَى حَجَّاجٍ, وَطَرِيْقُه مَشْهُوْرٌ. قُلْتُ: وَهُوَ صَاحِبُ حَدِيْثِ زَمَّارَةَ الرَّاعِي، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ2. وَرَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوْعاً "المَضْمَضَةُ وَالاسْتِنْشَاقُ مِنَ الوُضُوْءِ الَّذِي لاَ بُدَّ مِنْهُ"3. قَالَ دُحَيْمٌ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ, وَابْنُ سَعْدٍ, وَخَلِيْفَةُ, وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ ومائة وله شيء في "مقدمة مسلم".

_ = وورد من حديث ثوبان: أخرجه أحمد "5/ 280"، والطيالسي "989"، وأبو داود "2367"، وابن ماجه "1680"، والدارمي "2/ 14-15"، والحاكم "1/ 427"، وابن الجارود "386"، والبيهقي "4/ 265" من طرق عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو قلابة عن أسماء الرحبي، عن ثوبان، به مرفوعا. وورد عن رافع بن خديج رضي الله عنه: أخرجه عبد الرزاق "7523" وأحمد "3/ 465"، والترمذي "774"، والطبراني "4257" وابن خزيمة "1964"، والحاكم "1/ 428"، والبيهقي "4/ 265". 1 حسن: أخرجه عبد الرزاق "10472"، وابن أبي شيبة "4/ 128"، والطيالسي "1463"، والشافعي "2/ 11" وأحمد "6/ 47 و165- 166"، وأبو داود "2083"، والترمذي "1102"، وابن ماجه "1879"، والدارمي "2/ 137"، وابن الجارود "700"، والدارقطني "3/ 221 و225 -226"، والطحاوي "3/ 7- 8"، والحاكم "2/ 168"، والبيهقي "7/ 105 و113 و124 -125و125 و138"، والبغوي "2262" من طرق عن ابن جري، عن سليمان بن موسى الأشدق، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به مرفوعا. قلت: إسناده حسن، سليمان بن موسى، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". 2 حسن: أخرجه أبو داود "4924" من طريق سليمان بن موسى، عن نافع قال: سمع ابن عمر مزمارا، قال: فوضع إصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ فقلت: لا، قال: فرفع إصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا". قلت: إسناده حسن، سليمان بن موسى الأشدق، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". 3 ضعيف: أخرجه البيهقي "1/ 52" من طريق عصام بن يوسف بن عبد الله، عن ابن جريح، به قلت: إسناده ضعيف، فيه عصام بن يوسف، وهو البلخي، قال ابن عدي: روى أحاديث لا يتابع عليها. وفي الإسناد ابن جريج، مدلس، وقد عنعنه. قال الدارقطني: تفرد به عصام، ووهم فيه، والصواب عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى مرسلا.

يزيد بن أبي مالك

809- يزيد بن أبي مالك 1: "د، س، ق" هُوَ العَلاَّمَةُ, قَاضِي دِمَشْقَ, بن عبد الرحمن بن أبي مالك هانىء الهَمْدَانِيُّ, الدِّمَشْقِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَأَرْسَلَ، عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ وَرَوَى عَنْ: وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَجُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ, وَابْنِ المُسَيِّبِ, وَأَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ وَسُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ خَالِدٌ, وَالأَوْزَاعِيُّ, وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَسَعِيْدُ بنُ بَشِيْرٍ, وَعَمْرُو بنُ, واقد, وآخرون. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: رَأَى أنسًا وقال ابن معين: قضى لهشام ابن عَبْدِ المَلِكِ. قُلْتُ: كَانَ أَحَدَ الفُقَهَاءِ مَعَ مَكْحُوْلٍ, وَقَدْ نَدَبَهُ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ لِيُفقِّهَ بَنِي نُمَيْرٍ وَيُقرِئَهم. قَالَ سَعِيْدُ بنُ بَشِيْرٍ: كَانَ صَاحِبَ كُتُبٍ -يَعْنِي: أَنَّهُ كَانَ بَلِيْغاً فِي تَرَسُّلِه. قُلْتُ: لَمَّا اسْتُخْلفَ الوَلِيْدُ بنُ يَزِيْدَ, عَزَلَهُ بِالحَارِثِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَشْعَرِيِّ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَعْلَمُ بِالقَضَاءِ مِنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي مَالِكٍ لاَ مَكْحُوْلٌ وَلاَ غَيْرُه. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: بَقِيَ إِلَى سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 461"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3272"، المعرفة والتاريخ "2/ 334 و394 و410" الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1165"، تاريخ الإسلام "5/ 187 و315"، ميزان الاعتدال "4/ 439"، تهذيب التهذيب "11/ 435"، شذرات الذهب لابن العماد "1/ 179".

عبد الملك بن عمير

810- عبد الملك بن عمير 1: "ع" ابن سويد بن حارثة القرشي, وَيُقَالُ: اللَّخْمِيُّ, أَبُو عَمْرٍو- وَيُقَالُ: أَبُو عُمَرَ الكُوْفِيُّ, الحَافِظُ, وَيُعْرَفُ: بِالقِبْطِيِّ. رَأَى عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَأَبَا مُوْسَى الأَشْعَرِيَّ. وَحَدَّثَ عَنْ: جُنْدُبٍ البَجَلِيِّ, وَجَابِرِ بنِ سَمُرَةَ, وَجَبْرِ بنِ عَتِيْكٍ, وَعَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ, وَعَطِيَّةَ القُرَظِيِّ, وَالنُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ, وَأُمِّ عَطِيَّةَ, وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ إِنْ صَحَّ, وَحُصَيْنِ بن قَبِيْصَةَ أَوِ ابْنِ عُقْبَةَ, وَإِيَادِ بنِ لَقِيْطٍ, وَالأَشْعَثِ ابن قَيْسٍ, وَلَمْ يُدْرِكْهُ, وَحُصَيْنِ بنِ أَبِي الحُرِّ, وزيد بن عقبة, وربعي بن حراش, وَابْنِ أَبِي لَيْلَى, وَقَزَعَةَ بنِ يَحْيَى, وَعَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيِّ, وَوَرَّادٍ كَاتِبِ المُغِيْرَةِ, وَمُوْسَى بنِ طَلْحَةَ, وَأَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى, وَأَبِي الأَحْوَصِ الجُشَمِيِّ, وَخَلْقٍ مِنَ الصَّحَابَةِ, وَكِبَارِ التَّابِعِيْنَ, وَعُمِّرَ دَهْراً طَوِيْلاً, وَصَارَ مُسْنِدَ أَهْلِ الكوفة. حدث عن: شُعْبَةُ, وَالثَّوْرِيُّ, وَمِسْعَرٌ, وَهُشَيْمٌ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَإِسْرَائِيْلُ, وَزَائِدَةُ, وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَعُبَيْدَةُ بنُ حُمَيْدٍ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ القُدَمَاِءِ: شَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ, وَذَلِكَ فِي صَحِيْحِ مُسْلِمٍ مَقْرُوْناً بِآخَرَ قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ لَهُ نَحْوُ مائَتَيْ حديث. رَوَى المَيْمُوْنِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَ المَلِكِ بنَ عُمَيْرٍ يَقُوْلُ: "وَاللهِ إِنِّي لأُحَدِّثُ بِالحَدِيْثِ فَمَا أَدَعُ مِنْهُ حَرْفاً وَاحِداً. قَالَ النَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ, لَيْسَ بِحَافِظٍ تَغَيَّرَ حِفْظُه قَبْلَ مَوْتِه. وَرَوَى إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: مُخَلِّطُ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الهِسِنْجَانِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: عَبْدُ المَلِكِ بن عمير

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 315"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1386"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1700"، وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 376"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 123"، الكاشف "2/ ترجمة 3515"، تاريخ الإسلام "5/ 271"، ميزان الاعتدال "2/ 660"، تهذيب التهذيب "6/ 411"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4447".

مُضْطَرِبُ الحَدِيْثِ جِدّاً, مَعَ قِلَّةِ رِوَايَتِه, مَا أَرَى لَهُ خَمْسَ مائَةِ حَدِيْثٍ, وَقَدْ غَلِطَ فِي كَثِيْرٍ مِنْهَا. وَذَكَرَ إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، عَنْ أَحْمَدَ: أَنَّهُ ضَعَّفَه جِدّاً. وَرَوَى صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: سِمَاكُ بنُ حَرْبٍ أَصلَحُ حَدِيْثاً مِنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ, وَذَلِكَ أَنَّ عَبْدَ المَلِكِ يَخْتَلِفُ عَلَيْهِ الحُفَّاظُ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ سُفْيَانَ الكُوْفِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ سَمِعتُ: أَبَا إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: خُذُوا العِلْمَ مِنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: يُقَالُ لَهُ: ابْنُ القِبْطَةِ, كَانَ عَلَى قَضَاءِ الكُوْفَةِ, وَهُوَ صَالِحُ الحَدِيْثِ, رَوَى أَكْثَرَ مِنْ مائَةِ حَدِيْثٍ, وَهُوَ ثِقَةٌ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: كَانَ سُفْيَانُ يَعجَبُ مِنْ تَحَفُّظِ عَبْدِ المَلِكِ. قَالَ صَالِحٌ: فَقُلْتُ لأَبِي: هُوَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فَذَكَرتُ هَذَا لأَبِي فَقَالَ: هَذَا وَهْمٌ وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سَلْمَانَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ لَمْ يُوْصَفْ بِالحِفظِ. قَالَ البُخَارِيُّ: كَانَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ مِنْ أَفصَحِ النَّاسِ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ القِبْطِيِّ, قَالَ أَمَّا عَبْدُ المَلِكِ, فَأَنَا وَأَمَّا القِبْطِيُّ, فَكَانَ فَرَسٌ لَنَا سَابِقٌ. وَرُوِيَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ سَمِعْتُ عَبْدَ المَلِكِ بنَ عُمَيْرٍ يَقُوْلُ هَذِهِ السَّنَةُ تُوُفِّيَ لِي مائَةٌ وَثَلاَثُ سِنِيْنَ. رَوَى أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ, قَالَ: مَاتَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ أَوْ نَحْوِهَا زَادَ غَيْرُه فِي ذِي الحِجَّةِ مِنْهَا. أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ هِبَةِ اللهِ التَّغْلِبِيُّ، أَنْبَأَنَا نَضْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُقَاتِلٍ, وَالحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ الأَسَدِيُّ قَالاَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بنِ أَبِي العَلاَءِ المَصِّيْصِيُّ الفَقِيْهُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ، أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ سَهْلِ بنِ الصَّبَّاحِ بِبَلَدٍ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ الإِمَامُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ يَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يَقْضِيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ1. وَفِي بَعْضِ أَلْفَاظِ الصَّحِيْحِ: "لاَ يَقْضِيَنَّ حَكَمٌ". رَوَاهُ: شُعْبَةُ, وَالكِبَارُ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ أَخْرَجَهُ: الأَئِمَّةُ مِنْ حَدِيْثِهِ فِي كُتُبِهِم.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "7158"، ومسلم "1717"، وأبو داود "3589"، والترمذي "1334" والنسائي "8/ 237-238".

منصور بن زاذان

811- منصور بن زاذان 1: "ع" الإِمَامُ, الرَّبَّانِيُّ, شَيْخُ وَاسِطَ عِلْماً وَعَمَلاً, أَبُو المُغِيْرَةِ الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُم, الوَاسِطِيُّ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ ابْنِ عُمَرَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَأَبِي العَالِيَةِ, وَالحَسَنِ, وَابْنِ سِيْرِيْنَ, وَعَمْرِو بن ينار, وَالحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ, وَحَبِيْبِ بنِ مُهَاجِرٍ, وَقَتَادَةَ, وَمُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ, وَعَطَاءٍ, وَحُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ, وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَهُشَيْمٌ, وَخَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً حُجَّةً سَرِيْعَ القِرَاءةِ يُرِيْدُ أَنْ يَتَرَسَّلَ فَلاَ يَسْتَطِيْعُ وَكَانَ يَخْتِمُ فِي الضُّحَى وَكَانَ قَدْ تَحَوَّلَ, فَنَزَلَ المُبَارَكَ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: كَانَ مَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كُلَّه فِي صَلاَةِ الضُّحَى وَكَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ مِنَ الأُوْلَى إِلَى العَصْرِ وَيَخْتِمُ فِي اليَوْمِ مَرَّتَيْنِ وَيُصَلِّي الليل كله2. وَعَنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ قَالَ: كَانَ يَخْتِمُ فِيْمَا بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ مَرَّتَيْنِ, وَالثَّالِثَةُ إِلَى الطَّوَاسِيْنَ وَكَانَ يَبُلُّ عِمَامَتَه مِنْ دُمُوْعِ عَيْنَيْهِ. قَالَ صَالِحُ بنُ عُمَرَ الوَاسِطِيُّ: كَانَ الحَسَنُ يَقعُدُ مَعَ أَصْحَابِه فَلاَ يَقُوْمُ حَتَّى يَخْتِمَ مَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ. قَالَ هُشَيْمٌ: كَانَ مَنْصُوْرٌ لَوْ قِيْلَ: لَهُ إِنَّ مَلَكَ المَوْتِ عَلَى البَابِ مَا كَانَ عِنْدَه زِيَادَةٌ فِي العَمَلِ, وَكَانَ يُصَلِّي مِنْ طُلُوْعِ الشَّمْسِ إِلَى أَنْ يصلي العصر, ثم يسبح إلى المغرب.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 311"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1492"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 759"، حلية الأولياء "3/ 57"، الكاشف "3/ ترجمة 5738"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 134"، تهذيب التهذيب "10/ 306- 307"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7205"، شذرات الذهب لابن العماد "1/ 181". 2 لم يأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن في أقل من ثلاثة أيام كما وردت النصوص الصحيحة عنه بذلك وقد تقدم ذكرنا لها في الجزء السابق.

وَرَوَى خَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ، عَنْ مَنْصُوْرٍ: الهَمُّ وَالحُزْنُ يَزِيْدُ فِي الحَسَنَاتِ, وَالأَشَرُ وَالبَطَرُ يَزِيْدُ فِي السَّيِّئَاتِ. قَالَ أَبُو مَعْمَرٍ القَطِيْعِيُّ: ذَكَرَ عَبَّادُ بنُ العَوَّامِ, أَنَّهُ شَهِدَ جِنَازَةَ مَنْصُوْرِ بنِ زَاذَانَ, قَالَ: فَرَأَيْتُ النَّصَارَى عَلَى حِدَةٍ, وَالمَجُوْسَ عَلَى حِدَةٍ وَاليَهُوْدَ عَلَى حِدَةٍ, وَقَدْ أَخَذَ خَالِي بِيَدِي مِنْ كَثْرَةِ الزِّحَامِ. شُعْبَةُ عَنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ, قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ مَنْصُوْرِ بنِ زَاذَانَ فِيْمَا بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعشَاءِ فَقَرَأَ القُرْآنَ, وَبلَغَ فِي الثَّانِيَةِ إِلَى النَّحْلِ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ قُلْتُ: قَبْرُهُ بِوَاسِطَ ظاهر, يزار.

يوسف بن عمر

812- يوسف بن عمر 1: ابن مُحَمَّدِ بنِ الحَكَمِ بنِ أَبِي عُقَيْلٍ الثَّقَفِيُّ, أَمِيْرُ العِرَاقَيْنِ وَخُرَاسَانَ لِهِشَامٍ, ثُمَّ أَقَرَّهُ الوَلِيْدُ بنُ يَزِيْدَ. وَكَانَ شَهْماً, كَافِياً, سَائِساً, مَهِيْباً, جبارًا عسوفًا, جوادًا, معطاء. نَقَلَ المَدَائِنِيُّ: أَنَّ سِمَاطَه بِالعِرَاقِ كَانَ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مائَةِ مَائِدَةٍ, كُلُّهَا شِوَاءٌ, وَقَدْ كَانَ وَلِيَ اليَمَنَ, وَضَرَبَ وَهْبَ بنَ مُنَبِّهٍ حَتَّى أَثخَنَه. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: لَمَّا هَلَكَ الحَجَّاجُ, أُخِذَ يُوْسُفُ هَذَا فِي آلِ الحَجَّاجِ لِيُعَذَّبَ, فَقَالَ: أَخرِجُونِي أَسْأَلْ. فَدُفِعَ إِلَى الحَارِثِ الجَهْضَمِيِّ, وَكَانَ مُغَفَّلاً فَأَتَى دَاراً لَهَا بَابَانِ فَقَالَ: دَعنِي أَدخُلْ إِلَى عَمَّتِي أَسْأَلَهَا فَدَخَلَ, وَهَرَبَ مِنَ البَابِ الآخَرِ, وَذَلِكَ فِي خِلاَفَةِ سُلَيْمَانَ. قَالَ شَبَابٌ: وَلِيَ يُوْسُفُ اليَمَنَ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَةٍ, فَمَا زَالَ عَلَيْهَا حَتَّى جَاءهُ التَّقْلِيْدُ بِوِلاَيَةِ العِرَاقِ, فَاسْتَخلَفَ ابْنَهُ الصَّلْتَ وَسَارَ. قَالَ اللَّيْثُ: نُزِعَ عَنِ العِرَاقِ خَالِدٌ القَسْرِيُّ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ بِيُوْسُفَ, وَكَانَ يُضرَبُ بِحُمْقِه وَتِيْهِهِ المَثَلُ فَكَانَ يُقَالُ: أَحْمَقُ مِنْ أَحْمَقِ ثَقِيْفٍ وَحَجَمَه إِنْسَانٌ مَرَّةً فَهَابَه وَأَرْعَدَ فَقَالَ يُوْسُفُ: قُلْ لِهَذَا البَائِسِ لاَ تَخَفْ وَمَا رَضِيَ أَنْ يُخَاطِبَه. وَقَدْ هَمَّ الوَلِيْدُ بِعَزْلِهِ, فَبَادَرَ, وَقَدَّمَ لَهُ أَمْوَالاً عَظِيْمَةً, وَبَذَلَ فِي خَالِدٍ القَسْرِيِّ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَأُخرِجَ, وَسُلِّمَ إِلَيْهِ العِرَاقُ فَأَهْلَكَه تَحْتَ العَذَابِ, وَالمُصَادَرَةِ, وَأَخَذَ مِنْهُ, وَمِنْ أَعْوَانِه تِسْعِيْنَ أَلْفَ أَلفِ دِرْهَمٍ. وَاقْتَصَّ يَزِيْدُ بنُ خَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ مِنْ يُوْسُفَ وَقَتَلَهُ نَائِبُه, ثُمَّ قُتِلَ يَزِيْدُ إِذْ تَملَّكَ مَرْوَانُ الحِمَارُ. قَالَ أَبُو الصَّيْدَاءِ: أَنَا شَهِدتُ هَذَا الخَبِيْثَ يُوْسُفَ ضَرَبَ وَهْبَ بنَ مُنَبِّهٍ حَتَّى قَتَلَهُ. وَقَالَ أَبُو هَاشِمٍ: بَعَثَ يَزِيْدُ بنُ خَالِدٍ مَوْلاَهُ أَبَا الأَسَدِ, فَدَخَلَ السِّجْنَ, فَضَربَ عُنُقَ يُوْسُفَ بنِ عُمَرَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ, وَعَاشَ أَزْيَدَ مِنْ سِتِّيْنَ سَنَةً, وَقِيْلَ: رَمَوْهُ قَتِيْلاً فَشَدَّ الصِّبْيَانُ فِي رِجْلِهِ حَبلاً, وَجَرُّوْهُ فِي أَزِقَّةِ دِمَشْقَ, وَكَانَ دَمِيْمَ الجُثَّةِ, لَهُ لِحْيَةٌ عَظِيْمَةٌ نعوذ بالله من البغي وعواقبه.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "7/ ترجمة 843"، تاريخ الإسلام "5/ 191"، شذرات الذهب لابن خلكان "1/ 172".

داود بن علي

813- دَاوُدُ بنُ عَلِيِّ 1: ابْنِ حَبْرِ الأُمَّةِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ الهَاشِمِيُّ عَمُّ السَّفَّاحِ, الأَمِيْرُ, أَبُو سُلَيْمَانَ. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ. وَعَنْهُ. الأَوْزَاعِيُّ, وَالثَّوْرِيُّ, وَشَرِيْكٌ, وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ. لَهُ حَدِيْثٌ طَوِيْلٌ فِي الدُّعَاءِ. تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ: ابْنُ أَبِي لَيْلَى, وَقَيْسٌ, وَمَا هُوَ بِحُجَّةٍ, وَالخَبَرُ يُعَدُّ مُنْكَراً, وَلَمْ يُقَحِّمْ أُوْلُوِ النَّقْدِ عَلَى تَلْيِينِ هَذَا الضَّربِ لِدَوْلَتِهِم. وَكَانَ دَاوُدُ ذَا بَأْسٍ, وَسَطوَةٍ, وَهَيْبَةٍ, وَجَبَرُوتٍ, وَبَلاَغَةٍ, وَقِيْلَ: كَانَ يَرَى القَدَرَ. وَلَمَّا قَامَ السَّفَّاحُ يَوْمَ بُوْيِعَ يَخطُبُ, حُصِرَ فَقَامَ دُوْنَه عَمُّه هَذَا فَأَبْلَغَ وَقَالَ فَأَوْجزَ وَبَسَطَ آمال الناس. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ, بَعدَ أَنْ أَقَامَ المَوْسِمَ وَعَاشَ اثْنَتَيْنِ وأربعين سنة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 795"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1914"، تاريخ الإسلام "5/ 242"، العبر "2/ 45"، الكاشف "1/ 1467"، ميزان الاعتدال "2/ 12-13"، تهذيب التهذيب "3/ 194"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1934"، شذرات الذهب "1/ 191".

أبو الزناد

814- أبو الزناد 1: "ع" عبد الله بن ذكوان, الإِمَامُ الفَقِيْهُ, الحَافِظُ, المُفْتِي, أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ, المَدَنِيُّ, وَيُلَقَّبُ بِأَبِي الزِّنَادِ, وَأَبُوْهُ مَوْلَى رَمْلَةَ بِنْتِ شَيْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ, زَوْجَةِ الخَلِيْفَةِ عُثْمَانَ. وَقِيْلَ مَوْلَى عَائِشَةَ بِنْتِ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ وَقِيْلَ: مَوْلَى آلِ عُثْمَانَ وَقِيْلَ: إِنَّ ذَكْوَانَ كَانَ أَخَا أَبِي لُؤْلُؤَةَ قَاتِلِ عُمَرَ قَالَهُ: أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ. قُلْتُ: مَوْلِدُه فِي نَحْوِ سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ, فِي حَيَاةِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَأَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ, وَأَبَانِ بنِ عُثْمَانَ, وَعُرْوَةَ, وَابْنِ المُسَيِّبِ, وَخَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ, وعبيد ابن حُنَيْنٍ, وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ, وَأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ, وَهُوَ مُكْثِرٌ عَنْهُ ثَبْتٌ فِيْهِ, وَعَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ, وَمُرَقِّعِ بنِ صَيْفِيٍّ, وَمُجَالِدِ بنِ عَوْفٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ بنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ, وَالشَّعْبِيِّ, وَسُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعِدَّةٍ. وَشَهِدَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ الهَاشِمِيِّ جِنَازَةً وَأَرْسَلَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ, وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الإِسْلاَمِ, وَمِنْ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ, وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ, وَابْنُ أَبِي مليكة مع تَقَدُّمِهِ, وَصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ, وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ, وعبد الوهاب بن بخت, ومحمد ابن عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ, وَابْنُ عَجْلاَنَ, وَابْنُ إِسْحَاقَ, وَمَالِكٌ, وَاللَّيْثُ, وَوَرْقَاءُ بنُ عُمَرَ, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَزَائِدَةُ وَشُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ, وَالمُغِيْرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِزَامِيُّ, وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي هِلاَلٍ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِيْنٍ قَالَ حَرْبُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ يُسَمِّي أَبَا الزِّنَادِ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ فَوْقَ العَلاَءِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَفَوْقَ سُهَيْلٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَنَّ أَبَا الزِّنَادِ أَعْلَمُ مِنْ رَبِيْعَةَ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ, قَالَ ثِقَةٌ حَجَّةٌ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لَمْ يَكُنْ بِالمَدِيْنَةِ بَعْدَ كِبَارِ التَّابِعِيْنَ أَعْلَمَ مِنِ ابْنِ شِهَابٍ وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ وَأَبِي الزِّنَادِ وَبُكَيْرٍ الأَشَجِّ. قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: أَبُو الزِّنَادِ لَقِيَ ابْنَ عُمَرَ, وَأَنَسَ بنَ مَالِكٍ, وَقَالَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ ثِقَةٌ, فَقِيْهٌ صَالِحُ الحَدِيْثِ, صَاحِبُ سُنَّةٍ, وَهُوَ مِمَّنْ تَقُوْمُ به الحجة إذا روى عنه الثقات.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 228"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 227"، الكاشف "2/ ترجمة 2736"، تاريخ الإسلام "5/ 194"، ميزان الاعتدال "2/ 418-420"، تهذيب التهذيب "5/ 203"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3480" شذرات الذهب لابن العماد "1/ 182".

قَالَ البُخَارِيُّ: أَصَحُّ الأَسَانِيْدِ كُلِّهَا: مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَأَصحُّ أَسَانِيْدِ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ اللَّيْثُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بنِ سَعِيْدٍ: دَخَلَ أَبُو الزِّنَادِ مَسْجِدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ مِنَ الأَتبَاعِ يَعْنِي: طَلَبَةَ العِلْمِ- مِثْلُ مَا مَعَ السُّلْطَانِ, فَمِنْ سَائِلٍ، عَنْ فَرِيْضَةٍ وَمِنْ سَائِلٍ، عَنِ الحِسَابِ وَمِنْ سَائِلٍ، عَنِ الشِّعرِ وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الحَدِيْثِ, وَمِنْ سَائِلٍ عَنْ مُعضِلَةٍ. وَرَوَى يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ, قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الزِّنَادِ, وَخَلْفَه ثَلاَثُ مائَةِ تَابِعٍ مِنْ طَالِبِ فِقْهٍ وَشِعْرٍ وَصُنُوفٍ, ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَقِيَ وَحْدَه, وَأَقْبَلُوا عَلَى رَبِيْعَةَ, وَكَانَ رَبِيْعَةُ يَقُوْلُ: شِبْرٌ مِنْ حُظوَةٍ خَيْرٌ مِنْ بَاعٍ مِنْ عِلْمٍ. وَنَقَلَ: أَبُو يُوْسُفَ، عَنْ أَبِي حَنِيْفَةَ, قَالَ: قَدِمتُ المَدِيْنَةَ, فَأَتَيْتُ أَبَا الزِّنَادِ, وَرَأَيْتُ رَبِيْعَةَ, فَإِذَا النَّاسُ عَلَى رَبِيْعَةَ, وَأَبُو الزِّنَادِ أَفْقَهُ الرَّجُلَيْنِ فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ أَفْقَهُ أَهْلِ بَلَدِكَ وَالعَمَلُ عَلَى رَبِيْعَةَ? فَقَالَ: وَيْحَكَ كَفٌّ مِنْ حَظٍّ خَيْرٌ مِنْ جِرَابٍ مِنْ عِلْمٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بنِ عَبْدِ اللهِ, قَالَ: كَانَ أَبُو الزِّنَادِ فَقِيْهَ أَهْلِ المَدِيْنَةِ, وَكَانَ صَاحِبَ كِتَابٍ وَحِسَابٍ, وَكَانَ كَاتِباً لِخَالِدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ الحَارِثِ بنِ الحَكَمِ بِالمَدِيْنَةِ, وَكَانَ كَاتِباً لِعَبْدِ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ الخَطَّابِ, وَفَدَ عَلَى هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بِحسَابِ دِيْوَانِ المَدِيْنَةِ, فَجَالَسَ هِشَاماً مَعَ ابْنِ شِهَابٍ فَسَأَلَ هِشَامٌ ابْنَ شِهَابٍ فِي أَيِّ شَهْرٍ كَانَ عُثْمَانُ يُخْرِجُ العَطَاءَ لأَهْلِ المَدِيْنَةِ قَالَ: لاَ أَدْرِي قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: كُنَّا نَرَى أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ لاَ يَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ إلَّا وُجِدَ عِلْمُهُ عِنْدَه فَسَأَلَنِي هِشَامٌ فَقُلْتُ: فِي المُحَرَّمِ فَقَالَ هِشَامٌ لابْنِ شِهَابٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ هَذَا عِلْمٌ أَفَدتُه اليَوْمَ. فَقَالَ مَجْلِسُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَهْلٌ أَنْ يُفَادَ فِيْهِ العِلْمُ قَالَ: وَكَانَ أَبُو الزِّنَادِ مُعَادِياً لِرَبِيْعَةَ الرَّأْيِ وَكَانَا فَقِيْهَيِ البلد في زمانهما وكان الماجشون يعقوب ابن أَبِي سَلَمَةَ يُعِيْنُ رَبِيْعَةَ عَلَى أَبِي الزِّنَادِ وَكَانَ المَاجِشُوْنُ أَوَّلَ مَنْ عَلِمَ الغِنَاءَ مِنْ أَهْلِ المُرُوْءةِ بِالمَدِيْنَةِ. قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: مَثَلِي وَمَثَلُ ذِئْبٍ, كَانَ يُلِحُّ عَلَى أَهْلِ قَرْيَةٍ فَيَأْكُلُ صِبْيَانَهُم وَدَوَاجِنَهُم, فَاجْتَمَعُوا لَهُ فَخَرَجُوا فِي طَلَبِه, فَهَرَبَ مِنْهُم فَتَقَطَّعُوا عَنْهُ إلَّا صَاحِبَ فَخَّارٍ فَأَلَحَّ عَلَيْهِ فَوَقَفَ لَهُ الذِّئْبُ وَقَالَ: هؤلاء عذرتهم, أرأيتك أنت مالي وَلَكَ?! وَاللهِ مَا كَسَرْتُ لَكَ فَخَّارَةً قَطُّ ثم قال: مالي وَلِلْمَاجِشُوْنِ, وَالله مَا كَسَرْتُ لَهُ كَبَراً وَلاَ بربطًا1.

_ 1 البربط: عود أعجمي ليس من ملاهي العرب، أعربته حين سمعت، به.

رَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ الفُقَهَاءُ بِالمَدِيْنَةِ يَأْتُوْنَ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ خَلاَ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ فَإِنَّ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ كَانَ يَرْضَى أَنْ يَكُوْنَ بَيْنَهُمَا رَسُوْلٌ وَأَنَا كُنْتُ الرَّسُوْلَ بَيْنَهُمَا. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي شَيْخٍ: وَلَّى عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ أَبَا الزِّنَادِ بَيْتَ مَالِ الكُوْفَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: قِيْلَ لأَبِي الزِّنَادِ: لِمَ تُحِبُّ الدَّرَاهِمَ وَهِيَ تدنيك من الدنيا? فقال: إنها وإن أذنتني مِنْهَا فَقَدْ صَانَتْنِي عَنْهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ أَبُو الزِّنَادِ ثِقَةً, كَثِيْرَ الحَدِيْثِ, فَصِيْحاً, بَصِيْراً بِالعَرَبِيَّةِ, عَالِماً, عَاقِلاً. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ: هُوَ كَانَ سَبَبَ جَلدِ رَبِيْعَةَ الرَّأْيِ, ثُمَّ وَلِيَ بَعْدَ ذَلِكَ المَدِيْنَةَ فُلاَنٌ التَّيْمِيُّ, فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ, فَطَيَّنَ عَلَيْهِ بَيْتاً, فَشَفَعَ فِيْهِ رَبِيْعَةُ. قُلْتُ: تَؤُولُ الشَّحنَاءُ بَيْنَ القُرَنَاءِ إِلَى أَعْظَمَ مِنْ هَذَا. وَلَمَّا رَأَى رَبِيْعَةُ أَنَّ أَبَا الزِّنَادِ يَهلِكُ بِسَبَبِه, مَا وَسِعَه السُّكُوْتُ, فَأَخْرَجُوا أَبَا الزِّنَادِ, وَقَدْ عَايَنَ المَوْتَ وَذَبُلَ, وَمَالَتْ عُنُقُه نَسْأَلُ الله السلامة. وَرَوَى اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَمَّا أَبُو الزِّنَادِ, فَلَيْسَ بِثِقَةٍ وَلاَ رَضِيٍّ. قُلْتُ: انْعَقَدَ الإِجْمَاعُ عَلَى أَنَّ أَبَا الزِّنَادِ ثِقَةٌ رَضِيٌّ. وَقِيْلَ: كان مالك لايرضى أَبَا الزِّنَادِ, وَهَذَا لَمْ يَصِحَّ, وَقَدْ أَكْثَرَ مَالِكٌ عَنْهُ فِي "مُوَطَّئِهِ". قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قُلْتُ لِلثَّوْرِيِّ: جَالَستَ أَبَا الزِّنَادِ? قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالمَدِيْنَةِ أَمِيْراً غَيْرَه. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: جَلَسْتُ إِلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ فَأَخَذَ كَفّاً مِنْ حَصَىً فَحَصَبنِي بِهِ وَكُنْتُ أَسْأَلُ أَبَا الزِّنَادِ وَكَانَ حَسَنَ الخُلُقِ. يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ, قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَبِيْعَةَ فَقَالَ: إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ، عَنْ مَسْأَلَةٍ وَأَسْأَلَ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ, وَأَسْأَلَ أَبَا الزِّنَادِ فَقَالَ: هَذَا يَحْيَى وَأَمَّا أَبُو الزِّنَادِ فَلَيْسَ بِثِقَةٍ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ أَبُو الزِّنَادِ كَاتِباً لِهَؤُلاَءِ يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ وَكَانَ لاَ يَرضَاهُ يَعْنِي: لِذَلِكَ.

ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَبُو الزِّنَادِ كَمَا قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ, حُجَّةٌ, وَلَمْ أُوْرِدْ لَهُ حَدِيْثاً, لأَنَّ كُلَّهَا مُسْتقِيْمَةٌ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ ذَكْوَانَ: حَدَّثَنَا مِقْدَامُ بنُ دَاوُدَ, حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ, وَابْنُ أَبِي الغَمْرِ, قَالاَ: حَدَّثَنَا ابْنُ القَاسِمِ, قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكاً عَمَّنْ يُحَدِّثُ بِالحَدِيْثِ الَّذِي قَالُوا: "إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُوْرَتِهِ" 1 فَأَنْكَر ذَلِكَ إِنْكَاراً شَدِيْداً, وَنَهَى أَنْ يَتَحَدَّثَ بِهِ أَحَدٌ فَقِيْلَ إِنَّ نَاساً مِنْ أَهْلِ العِلْمِ يَتَحَدَّثُوْنَ بِهِ قَالَ: مَنْ هُم? قِيْلَ: ابْنُ عَجْلاَنَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ ابْنُ عَجْلاَنَ هَذِهِ الأَشْيَاءَ وَلَمْ يَكُنْ عَالِماً, وَلَمْ يَزَلْ أَبُو الزِّنَادِ عَامِلاً لِهَؤُلاَءِ حَتَّى مَاتَ, وَكَانَ صَاحِبَ عُمَّالٍ يَتْبَعُهُم. قُلْتُ: الخَبَرُ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ ابْنُ عَجْلاَنَ, بَلْ وَلاَ أَبُو الزِّنَادِ, فَقَدْ رَوَاهُ: شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ. وَرَوَاهُ: قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ المَرَاغِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَرَوَاهُ: ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ, وَأَبِي يُوْنُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَرَوَاهُ: مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَصحَّ أَيْضاً مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ عُمَرَ وَقَدْ قَالَ إِسْحَاقُ بنُ رَاهُوَيْه عَالِمُ خُرَاسَانَ: صَحَّ هَذَا، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَهَذَا الصَّحِيْحُ مُخَرَّجٌ فِي كِتَابَيْ "البُخَارِيِّ" وَ"مُسْلِمٍ" فَنُؤْمِنُ بِهِ, وَنُفَوِّضُ, وَنُسِلِّمُ, وَلاَ نَخُوضُ فِيْمَا لاَ يَعْنِيْنَا, مَعَ عِلْمِنَا بِأَنَّ اللهَ لَيْسَ كَمِثلِهِ شَيْءٌ, وَهُوَ السَّمِيْعُ البَصِيْرُ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ أَبُو الزِّنَادِ فَجْأَةً فِي مُغتَسَلِه, لَيْلَةَ الجُمُعَةِ, لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلتْ مِنْ رَمَضَانَ, وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ سَنَةً, فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي رَمَضَانَ مِنْهَا وَقَالَ خَلِيْفَةُ وَطَائِفَةٌ: سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَعَلِيُّ بن عبد الله التميمي وغيرهم: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 244"، والحميدي "1121"، ومسلم "2612" "112"، والآجري في "الشريعة" "ص314"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص290" وفي "السنن" "8/ 327" من طرق عن سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعا بلفظ: -"إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته" وأخرجه أحمد "2/ 251 و434"، والبخاري "2559"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص36-37"، والآجري في "الشريعة" "ص315"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص291" من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، به. وأخرجه أحمد "2/ 327 و337"، ومسلم "2612" "113" من طريق سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أبي هريرة، به.

قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنٍ القُرَشِيِّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عمر، أنبأنا أبو سعيد ابن الأَعْرَابِيِّ, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ -: إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ فَاكْتُبُوْهَا فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوْهَا عَشْرَ أَمْثَالِهَا, فَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلاَ تَكْتُبُوْهَا فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوْهَا مِثْلَهَا, وإن تركها فاكتبوها حسنة" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "128"، والترمذي "3073" من طريق سفيان بن عيينة، به.

يعلى بن حكيم

815- يعلى بن حكيم 1: "خ، م، د، س، ق" الثقفي مَكِّيٌّ, ثِقَةٌ, نَزَلَ البَصْرَةَ. وَحَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَطَاوُوْسٍ, وَمُسْلِمِ بنِ يَسَارٍ, وَعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَعِكْرِمَةَ, وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ -مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ, وَحَمَّادُ بنُ زيد, وَمُحَمَّدُ بنُ ذَكْوَانَ, وَغَيْرُهُم, وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ, وَأَحْمَدُ, وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: مَاتَ بِالشَّامِ, وَتَرَكَ أُمَّه, فَكَانَتْ تَأْتِي أَيُّوْبَ. قَالَ: فَأَتَاهَا أَيُّوْبُ ثَلاَثَةَ ايام, يقعد عَلَى بَابِهَا, وَتَأْتِيْهِ فَتَجْتَمِعُ وَقَالَ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: بَعَثَ يَعْلَى مِنَ الشَّامِ بِصَحِيْفَةٍ ضَخْمَةٍ فِيْهَا مَسَائِلُ فَقَالَ: سَلْ عَنْهَا قَتَادَةُ فَسأَلتُهُ فَقَالَ: يَشُقُّ عَلَيَّ فَسَلْ سَعِيْدَ بنَ أَبِي عَرُوْبَةَ فَفَعَلتُ ثُمَّ عَرضْتُهَا عَلَى قَتَادَةَ فَمَا غير إلَّا شيئين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3548"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 542" و"2/ 89و 266" و"3/ 27 و240"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1303"، الكاشف "3/ ترجمة 6528"، تاريخ الإسلام "5/ 191"، تهذيب التهذيب "11/ 401".

يعلى بن عطاء

816- يعلى بن عطاء 1: "م، 4" الطائفي نَزلَ وَاسِطَ وَحَدَّثَ، عَنْ أَوْسِ بنِ أَبِي أَوْسٍ, وَعُمَارَةَ بنِ حَدِيْدٍ, وَوَكِيْعِ بنِ عُدُسٍ, وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: شُعْبَةُ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَالثَّوْرِيُّ, وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, وَهُشَيْمٌ, وَآخَرُوْنَ, وَهُوَ مِنْ مَوَالِي عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وقال البخاري: مات سنة عشرين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 520" و"7/ 310"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة رقم 3538"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1302"، الكاشف "3/ ترجمة 6533"، تاريخ الإسلام "5/ 20"، تهذيب التهذيب "11/ 403".

مطر الوراق

817- مطر الوراق 1: "م، 4" الإِمَامُ, الزَّاهِدُ, الصَّادِقُ, أَبُو رَجَاءٍ بنُ طَهْمَانَ الخُرَاسَانِيُّ, نَزِيلُ البَصْرَةِ, مَوْلَى عِلْبَاءَ بنِ أَحْمَرَ اليَشْكُرِيِّ كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ, وَكَانَ يكتب المصاحف ويتقن ذلك. رَوَى عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَالحَسَنِ, وَابْنِ بُرَيْدَةَ, وَعِكْرِمَةَ, وَشَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ, وَبَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَالحُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ, وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ العَمِّيٌّ, وَآخَرُوْنَ. وَغَيْرُه أَتقَنُ لِلرِّوَايَةِ مِنْهُ, وَلاَ يَنحَطُّ حَدِيْثُه عَنْ رُتبَةِ الحَسَنِ. وَقَدِ احْتَجَّ بِهِ: مُسْلِمٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: صَالِحٌ وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ فِي عَطَاءٍ ضَعِيْفٌ وَقَالَ النَّسَائِيُّ لَيْسَ بِالقَوِيِّ. قَالَ الخَلِيْلُ بنُ عُمَرَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ: سَمِعْتُ عَمِّي عِيْسَى يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مَطَرٍ الوَرَّاقِ فِي فِقْهِهِ وَزُهْدِهِ. وَقَالَ مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ: رَحِمَ اللهُ مَطَراً الوَرَّاقَ إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الجَنَّةَ. وَعَنْ شَيْبَةَ بِنْتِ الأَسْوَدِ قَالَتْ: رأيت مطر الوَرَّاقَ وَهُوَ يَقُصُّ. يُقَالُ: تُوُفِّيَ مَطَرٌ الوَرَّاقُ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ضَعِيْفٌ وَكَانَ يَحْيَى القَطَّانُ يُشَبِّهُ مَطَراً بِابْنِ أَبِي لَيْلَى فِي سُوءِ الحِفظِ وَفِيْهِ يَقُوْلُ عُثْمَانُ بنُ دِحْيَةَ اللُّغَوِيُّ: لاَ يُسَاوِي دَسْتَجَةَ بَقْلٍ وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: فِيْهِ ضَعفٌ فِي الحَدِيْثِ. وَعَنْ مَطَرٍ الوَرَّاقِ, قَالَ: لَمَّا خَلقَ اللهُ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ جَعَلَ دَوَاءَ المَرَّةِ المشِيَ وَدَوَاءَ الدَّمِ الحِجَامَةَ وَدَوَاءَ البَلْغَمِ الحمام.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 254"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1752"، الكنى للدولابي "1/ 175"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1319"، حلية الأولياء "3/ 75"، تاريخ الإسلام "5/ 164"، الكاشف "3/ ترجمة 5569"، ميزان الاعتدال "4/ 126"، تهذيب التهذيب "10/ 167"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7028".

صالح بن كيسان

818- صالح بن كيسان 1: "ع" الإِمَامُ, الحَافِظُ, الثِّقَةُ, أَبُو مُحَمَّدٍ -وَيُقَالُ: أَبُو الحَارِثِ- المَدَنِيُّ, المُؤَدِّبُ, مُؤَدِّبُ وَلَدِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. يُقَالَ: مَوْلَى بَنِي غِفَارٍ. وَيُقَالُ: مَوْلَى بَنِي عَامِرٍ. وَيُقَالُ: مَوْلَى آلِ مُعَيْقِيْبٍ الدَّوْسِيِّ. رَأَى عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ. وَقَدْ قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنْهُمَا. وَحَدَّثَ عَنْ: عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ, وَسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَنَافِعِ بنِ جُبَيْرٍ, وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ, وَنَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ, وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَابْنِ شِهَابٍ رَفِيْقِهِ, وَيَنْزِلُ إِلَى ابْنِ عَجْلاَنَ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ, وَعِدَّةٍ, وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الأَثَرِ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ- وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ- وَابْنُ عَجْلاَنَ, وَابْنُ إِسْحَاقَ, وَابْنُ جُرَيْجٍ, وَمَعْمَرٌ, وَمَالِكٌ, وسليمان ابن بِلاَلٍ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ, وَالدَّرَاوَرْدِيُّ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ, وَأَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: كَانَ مَوْلَى امْرَأَةٍ مِنْ دَوْسٍ, وَكَانَ عَالِماً, ضَمَّه عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ إِلَى نَفْسِهِ, وَهُوَ أَمِيْرٌ -يَعْنِي: بِالمَدِيْنَةِ- قَالَ: فَكَانَ يَأْخُذُ عَنْهُ, ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِ الوَلِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ, فَضَمَّهُ إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الوَلِيْدِ. وَكَانَ صَالِحٌ جَامِعاً مِنَ الحَدِيْثِ وَالفِقْهِ وَالمُرُوْءةِ. قَالَ حَرْبٌ الكَرْمَانِيُّ: سُئِلَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ, فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ صَالِحٍ أَكْبَرُ مِنَ الزُّهْرِيِّ قَدْ رَأَى صَالِحَ بنَ عُمَرَ. وَرَوَى إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثقة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2848"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1808"، الكاشف "2/ ترجمة 2377"، تذكرة الحفاظ "1/ 148"، تاريخ الإسلام "6/ 282"، تهذيب التهذيب "4/ 399"، الإصابة "2/ ترجمة 4121"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3052"، شذرات الذهب لابن العماد "1/ 208".

وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى, قَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ فِي الزُّهْرِيِّ. وَقَدْ سَمِعَ مِنِ: ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ يَحْيَى قَالَ: مَعْمَرٌ أَحَبُّ إِلَيَّ فِي الزُّهْرِيِّ. وَرَوَى يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ, حَدَّثَنَا أحمد بن العباس قال: قال يحيى ابن مَعِيْنٍ: لَيْسَ فِي أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ أَثْبَتُ مِنْ مَالِكٍ, ثُمَّ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ, ثُمَّ مَعْمَرٍ ثُمَّ يُوْنُسَ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ: صَالِحٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ أَسَنَّ مِنَ الزُّهْرِيِّ, رَأَى ابْنَ عُمَرَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: صَالِحٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عُقَيْلٍ؛ لأَنَّهُ حِجَازِيٌّ وَهُوَ أَسَنُّ رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ ثِقَةٌ يُعَدُّ فِي التَّابِعِيْنَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ, وَابْنُ خِرَاشٍ, وَغَيْرُهُمَا: ثِقَةٌ. رَوَى مَعْمَرٌ، عَنْ صَالِحٍ قَالَ: اجْتَمَعتُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ, وَنَحْنُ نَطلُبُ العِلْمَ فَاجْتَمَعنَا عَلَى أَنْ نَكْتُبَ السُّنَنَ, فَكتَبْنَا كُلَّ شَيْءٍ سَمِعْنَا، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قَالَ نَكْتُبُ مَا جَاءَ، عَنْ أَصْحَابِه فَقُلْتُ: لَيْسَ بِسُنَّةٍ فَقَالَ: بَلْ هُوَ سُنَّةٌ فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ, فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ. الحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ, قَالَ: كَانَ عَمْرٌو يُحَدِّثُ حَدِيْثَ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ فِي نُزُوْلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الأَبْطَحَ يَعْنِي، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ- عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ ثُمَّ قَدِمَ صَالِحٌ فقال لنا عمرو اذهبو فَسَلُوْهُ، عَنْ هَذَا الحَدِيْثِ فَذَهَبنَا إِلَيْهِ, فَسَأَلْنَاهُ. يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: كَانَ صَالِحُ بنُ كَيْسَانَ مُؤَدِّبَ ابْنِ شِهَابٍ فَرُبَّمَا ذَكَرَ صَالِحٌ الشَّيْءَ, فَيَرُدُّ عَلَيْهِ ابْنُ شِهَابٍ فَيَقُوْلُ: حَدَّثَنَا فُلاَنٌ, وَحَدَّثَنَا فُلاَنٌ, بِخِلاَفِ مَا قَالَ فَيَقُوْلُ لَهُ صَالِحٌ: تُكَلِّمُنِي وَأَنَا أَقَمْتُ أَوَدَ لِسَانِكَ. عَبْدُ العَزِيْزِ الأُوَيْسِيُّ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ سَعْدٍ: جِئْتُ صَالِحَ بنَ كَيْسَانَ فِي مَنْزِلِهِ, وَهُوَ يَكسِرُ لِهِرَّةٍ لَهُ يُطعِمُهَا ثُمَّ يَفُتُّ لِحَمَامَاتٍ لَهُ أَوْ لِحَمَامٍ يُطعِمُه. وَهِمَ الحَاكِمُ وَهْمَيْنِ فِي قَوْلَةٍ فَقَالَ: مَاتَ زَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً وَصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ وَهُوَ ابْنُ مائَةٍ وَنَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً, وَكَانَ قَدْ لَقِيَ جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ, ثُمَّ تَلْمَذَ بَعْدُ لِلزُّهْرِيِّ, وَتَلَقَّنَ عَنْهُ العِلْمَ, وَهُوَ ابْنُ تِسْعِيْنَ سَنَةً ابْتَدَأَ بِالعِلْمِ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِيْنَ سَنَةً. وَالجَوَابُ: أَنَّ زَيْداً مَاتَ كَهْلاً مِنْ أَبْنَاءِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرَ وَصَالِحٌ عَاشَ نَيِّفاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً مَا بَلَغَ التِّسْعِيْنَ, وَلَوْ عَاشَ كَمَا زَعَمَ أَبُو عَبْدِ اللهِ لَعُدَّ فِي شَبَابِ الصَّحَابَةِ, فَإِنَّهُ مَدَنِيٌّ وَلَكَانَ ابْنَ نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً وَقْتَ وَفَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَوْ طَلَبَ العِلْمَ -كَمَا قَالَ الحَاكِمُ- وَهُوَ ابْنُ سَبْعِيْنَ سَنَةً, لَكَانَ قَدْ عَاشَ بَعْدَهَا نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً, وَلَسَمِعَ مِنْ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَائِشَةَ, فَتَلاَشَى مَا زَعَمَه. قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ صَالِحُ بنُ كَيْسَانَ بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَالمائَةِ, وَقَبلَ مَخرَجِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً, كَثِيْرَ الحديث.

زياد مولى ابن عياش

819- زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ 1: "م، ت، ق" هُوَ الفَقِيْهُ, الرَّبَّانِيُّ, زِيَادُ بنُ أَبِي زِيَادٍ, مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بنِ عَيَّاشِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ, مِنْ مَشَايِخِ وَقْتِه بِدِمَشْقَ, وَلَهُ بِهَا دَارٌ, وَذُرِّيَّةٌ. حَدَّثَ عَنْ: مَوْلاَهُ, وَأَنَسٍ, وَأَبِي بَحْرِيَّةَ عَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ, وَنَافِعِ بنِ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ, وَعِرَاكِ بنِ مَالِكٍ, وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ -وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ- وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ, وَابْنُ إِسْحَاقَ, وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُ. وَكَانَ عَبداً صَالِحاً, قَانِتاً للهِ. قَالَ مَالِكُ بنُ أَنَسٍ: كَانَ مَمْلُوْكاً فَدَخَلَ يَوْماً عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَكَانَ يُكرِمُه. وَقَالَ الفَرَزْدَقُ وَقَصَدَ بِهَذَا: يَا أَيُّهَا القَارِئُ المُرْخِي عِمَامَتَهُ ... هَذَا زَمَانُكَ, إِنِّي قَدْ مَضَى زَمَنِي وَكَانَ مُتَعَبِّداً مُنعَزِلاً وَلَهُ دَرَاهِمُ يُعَالجُ لَهُ فِيْهَا, وَفِيْهِ عُجمَةٌ, وَكَانَ يَلْبَسُ الصُّوْفَ, وَيَهجُرُ اللَّحْمَ. رَوَى يَحْيَى الوُحَاظِيُّ، عَنِ النَّضْرِ بنِ عَرَبِيٍّ, قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ يَتَغَدَّى, إِذْ بَصُرَ بِزِيَادٍ, فَطَلَبَه, ثُمَّ قَعَدَ مَعَهُ, وَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ, هَذَا زِيَادٌ, فَاخرُجِي فَسَلِّمِي, هَذَا زِيَادٌ عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوْفٍ, وَعُمَرُ قَدْ وَلِيَ أَمرَ الأُمَّةِ وَبَكَى فَقَالَتْ: يَا زِيَادُ هَذَا أَمرُنَا وَأَمرُهُ مَا فَرِحنَا بِهِ وَلاَ قَرَّتْ أَعْيُنُنَا مُنْذُ وَلِيَ. ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ زِيَادٌ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ يمر, فربما أفزعني حسه, فيضع

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 305" التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1196"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 667"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2460"، تاريخ الإسلام "5/ 72"، تهذيب التهذيب "3/ 367"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2199".

يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ, فَيَقُوْلُ: عَلَيْكَ بِالجِدِّ, فَإِنْ كان ما يقول هؤلاء مِنَ الرُّخَصِ حَقّاً لَمْ يَضُرَّكَ وَإِلاَّ كُنْتَ قَدْ أَخَذتَ بِالحَذَرِ. قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ قَدْ أَعَانَهُ النَّاسُ عَلَى فِكَاكِ رَقبَتِه, وَتَسَارَعُوا فِي ذَلِكَ فَفَضَلَ مَالٌ كَثِيْرٌ فَرَدَّهُ زِيَادٌ إِلَيْهِم بِالحُصَصِ, وَكَتَبَهُم عِنْدَه فَمَا زَالَ يَدْعُو لَهُم حَتَّى مَاتَ. قُلْتُ: لَهُ فِي الكُتُبِ ثَلاَثَةُ أَحَادِيْثَ. قُلْتُ: اسْمُ أَبِيْهِ: مَيْسَرَةُ.

سهيل بن أبي صالح

820- سهيل بن أبي صالح 1: "م، 4، خَ، مَقْرُوْناً" الإِمَامُ, المُحَدِّثُ الكَبِيْرُ, الصَّادِقُ, أَبُو يَزِيْدَ المَدَنِيُّ, مَوْلَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الأَحْمَسِ الغَطَفَانِيَّةِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ, أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ السَّمَّانِ, وَالنُّعْمَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ, وَعَطَاءِ بنِ يَزِيْدَ اللَّيْثِيِّ, وَأَبِي الحُبَابِ سَعِيْدِ بنِ يَسَارٍ, وَأَبِي عُبَيْدٍ الحَاجِبِ, وَالحَارِثِ بنِ مُخَلَّدٍ الأَنْصَارِيِّ, وَصَفْوَانَ بنِ أَبِي يَزِيْدَ, وَابْنِ المُنْكَدِرِ, وَابْنِ شِهَابٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ, وَيَنْزِلُ إِلَى أَقرَانِه كَالأَعْمَشِ وَسُمَيٍّ, وَرَبِيْعَةَ الرَّأْيِ, وَمَا علمت له شيئًا، عن أحد الصَّحَابَةِ, وَهُوَ مَعْدُوْدٌ فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: الأَعْمَشُ, وَرَبِيْعَةُ, وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ, وَهُم مِنَ التَّابِعِيْنَ, وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ, وَابْنُ عَجْلاَنَ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ, وَشُعْبَةُ, وَالثَّوْرِيُّ, وَالحَمَّادَانِ, وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ, وَمَاتَ قَبْلَه بِدَهْرٍ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ, وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ, وَوُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَابْنُ عُلَيَّةَ, وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ, وَأَنَسُ ابن عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الحُفَّاظِ, لَكِنَّهُ مَرِضَ مَرضَةً غَيَّرَتْ مِنْ حِفْظِه. حَكَى التِّرْمِذِيُّ: أَنَّ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ, قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ سُهَيْلَ بنَ أَبِي صَالِحٍ ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ وَقَالَ أَحْمَدُ: مَا أَصْلَحَ حَدِيْثَهُ!. وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، عَنْ سُهَيْلٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو, فَقَالَ: قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: مُحَمَّدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ قَالَ وما صنع شيئًا سهيل أثبت عندهم.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2120"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 423" و"2/ 166و 706" و"3/ 140"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1063"، تاريخ الإسلام "5/ 261"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 128"، العبر "1/ 273 و296"، ميزان الاعتدال "2/ 243"، تهذيب التهذيب "4/ 263"، شذرات الذهب "1/ 208".

وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: سُهَيْلٌ, وَالعَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدِيْثُهُمَا قَرِيْبٌ مِنَ السَّوَاءِ, وَلَيْسَ حَدِيْثُهُمَا بِحُجَّةٍ. رَوَاهُ: عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ, عَنْهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: سُهَيْلٌ وَأَخُوْهُ عَبَّادٌ ثِقَتَانِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ: سُهَيْلٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوِ العَلاَءُ? فَقَالَ: سُهَيْلٌ أَثْبَتُ وَأَشهَرُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ, وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ, وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ العَلاَءِ, وَمِنْ عَمْرِو بنِ أَبِي عَمْرٍو. وَقَالَ النَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَلِسُهَيْلٍ نَسْخٌ, رَوَى عَنْهُ الأَئِمَّةُ, وَهُوَ عِنْدِي ثَبْتٌ, لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: سُمَيٌّ خَيْرٌ مِنْهُ. قُلْتُ: سُمَيٌّ مِنْ رِجَالِ "الصَّحِيْحِيْنِ" بِخِلاَفِ سُهَيْلٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ مَرَّةً: ثِقَةٌ وَأَخوَاهُ عَبَّادٌ وَصَالِحٌ. وَمِنْ غَرَائِبِ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيْثُ: "مَنْ قَتَلَ وَزَغاً فِي أَوَّلِ ضَرْبَةٍ" 1 وَحَدِيْثُ "فَرْخُ الزنى لا يدخل الجنة"2.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2240"، وأبو داود "5263"، والترمذي "1482"، وابن ماجه "3228"، وأحمد "2/ 355" من طرق عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة لدون الأولى- وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة، لدون الثانية" واللفظ لمسلم. 2 موضوع: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "3/ 448-449" من طريق حمزة بن داود الثقفي، حدثنا محمد بن زنبور، حدثن عبد العزيز بن أبي حازم، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "فرخ الزنى لا يدخل الجنة". قلت: إسناده موضوع، فيه حمزة بن داود، قال الدارقطني: ليس بشيء، وفيه محمد بن زنبور المكي، قال ابن خزيمة: ضعيف، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين. ووثقه النسائي وابن حبان. والخبر متنه كذب لا يقبله ذوي الفطر لسليمة والعقول المستنيرة بنور العلم ويمجه كل ذي ذوق سليم ومن له اطلاع على السنة المشرفة فما ذنب الأبناء بما فعل الآباء، قال -تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ، وقال تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39] ، فكيف يعاقب سبحانه الأبناء بذنب فعله الآباء، وهو الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما، سبحانك هذا بهتان عظيم.

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ: لِمَ تَرَكَ البُخَارِيُّ سُهَيْلاً فِي "الصَّحِيْحِ"? فَقَالَ: لاَ أَعْرِفُ لَهُ فِيْهِ عُذراً, فَقَدْ كَانَ النَّسَائِيُّ إِذَا حَدَّثَ بِحَدِيْثٍ لِسُهَيْلٍ قَالَ سُهَيْلٌ -وَاللهِ- خَيْرٌ مِنْ أَبِي اليَمَانِ, وَيَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ, وَغَيْرِهِمَا, وَ"كِتَابُ البُخَارِيِّ" مِنْ هَؤُلاَءِ مَلآنُ ,وَخَرَّجَ لِفُلَيْحِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَلاَ أَعْرِفُ لَهُ وَجْهاً. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: مَاتَ أَخٌ لِسُهَيْلٍ, فَوَجَدَ عَلَيْهِ, فَنَسِيَ كَثِيْراً مِنَ الحَدِيْثِ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ, قَالَ: لَمْ يَزَلْ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ يَتَّقُوْنَ حَدِيْثَه وَقَالَ مَرَّةً: ضَعِيْفٌ, وَمَرَّةً: لَيْسَ بِذَاكَ. وَقِيْلَ: إِنَّ مَالِكاً إِنَّمَا أَخَذَ عَنْهُ قَبْلَ التَّغَيُّرِ. قَالَ الحَاكِمُ: رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ كَثِيْراً, وَأَكْثَرُهَا فِي الشَّوَاهِدِ وَيُقَالُ: ظَهَرَ لِسُهَيْلٍ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِ مائَةِ حَدِيْثٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ القَزْوِيْنِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ, وَأَنْبَأَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ, وَطَائِفَةٌ قَالُوا: أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ أَبِي بَكْرٍ قالا: أنبأنا أَبُو زُرْعَةَ، أَنْبَأَنَا مَكِّيُّ بنُ مَنْصُوْرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ، أَنْبَأَنَا الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ, حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَضَى بِاليَمِيْنِ مَعَ الشَّاهِدِ1 وَبِهِ قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ: فَذَكَرتُ ذَلِكَ لِسُهَيْلٍ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي رَبِيْعَةُ وَهُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ, أَنَّنِي حَدَّثتُه إِيَّاهُ وَلاَ أَحْفَظُهُ ثُمَّ قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ: وَقَدْ كَانَ أَصَابَ سُهَيْلاً عِلَّةٌ أَضَرَّتْ بِبَعْضِ حِفْظِه, وَنَسِيَ بَعْضَ حَدِيْثِه فَكَانَ سُهَيْلٌ بَعْدُ يُحَدِّثُ بِهِ، عَنْ رَبِيْعَةَ عَنْهُ، عَنْ أَبِيْهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ, حَدَّثَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِمْلاَءً حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الوَاسِطِيُّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الإِيْمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّوْنَ بَاباً أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُوْنَ بَاباً أَفْضَلُهَا لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى، عَنِ الطَّرِيْقِ وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيْمَانِ" 2 هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ مِنَ العَوَالِي أَخْرَجَهُ الأَئِمَّة السِّتَّةُ فِي كُتُبِهِم مِنْ حَدِيْثِ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ وَابْنِ عَجْلاَنَ وسليمان بن بِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ نَحْوَه.

_ 1 صحيح: أخرجه الشافعي "2/ 235"، وأبو داود "3610"، والترمذي "1343"، وابن ماجه "2369"، وله شاهد عن حديث ابن عباس: أخرجه الشافعي "2/ 234"، ومسلم "1712". 2 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "9"، وَمُسْلِمٌ "35"، وَأَبُو دَاوُدَ "4676"، وَالتِّرْمِذِيُّ "2617"، وَالنَّسَائِيُّ "8/ 110"، وابن ماجه "57".

سمي

821- سمي 1: "ع" المدني الحَافِظُ, الحُجَّةُ. حَدَّثَ عَنْ: مَوْلاَهُ, أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هشام الفَقِيْهِ, وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ, وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَجْلاَنَ, وَمَالِكٌ, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَوَرْقَاءُ بنُ عُمَرَ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَغَيْرُهُ. قُتِلَ: يَوْمَ وَقْعَةِ قُدَيْدٍ2, فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الحَدِيْث بِالمَدِيْنَةِ, رَحِمَهُ الله.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2499"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1369"، الكاشف "1/ ترجمة 2172"، تاريخ الإسلام "5/ 260"،تهذيب التهذيب "4/ 238"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2777"، شذرات الذهب "1/ 181". 2 وقعة قديد كانت بين جيش عبد الله بن يحيى الكندي وبين جيش مروان الأموي.

عبد الحميد

822- عبد الحميد 1: ابن يحيى بن سعد الأنباري العَلاَّمَةُ, البَلِيْغُ أَبُو يَحْيَى الكَاتِبُ, تِلْمِيْذُ سَالِمٍ مَوْلَى هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ. سَكنَ الرَّقَّةَ, وكتب الترسل لمروان الحمار, وله عقب. أَخَذَ عَنْهُ: خَالِدُ بنُ بَرْمَكٍ, وَغَيْرُه. وَتَنَقَّلَ فِي النَّوَاحِي, وَمَجْمُوْعُ رَسَائِلِه نَحْوٌ مِنْ مائَةِ كُرَّاسٍ. وَيُقَالُ: افْتُتِحَ التَّرَسُّلُ بِعَبْدِ الحَمَيْدِ, وَخُتِمَ بِابْنِ العَمِيْدِ. وَسَارَ مُنْهزِماً فِي خِدمَةِ مَرْوَانَ, فَلَمَّا قُتِلَ مَخدُوْمُه بِبُوْصِيْرَ, أُسِرَ هَذَا. فَقِيْلَ: حَمَوْا لَهُ طِسْتاً, ثُمَّ وَضَعُوْهُ عَلَى دِمَاغِه, فَتَلِفَ. وَمِنْ تَلاَمِذَتِه: وَزِيْرُ المَهْدِيِّ يَعْقُوْبُ بنُ دَاوُدَ. وَيُرْوَى عَنْ: مُهْزِمِ بنِ خَالِدٍ, قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الحَمِيْدِ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يَجُوْدَ خَطُّكَ فَأَطِلْ جُلْفَةَ قَلَمِكَ وَأَسْمِنْهَا وَحَرِّفْ قِطَّتَكَ وَأَيْمِنْهَا قُتِلَ: فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وثلاثين ومائة.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "3/ 263"، تاريخ الإسلام للذهبي "5/ 270".

عبد الملك

823- عبد الملك 1: ابن مروان بن فَاتِحِ الأَنْدَلُسِ مُوْسَى بنِ نُصَيْرٍ اللَّخْمِيُّ الأَمِيْرُ, كَانَ فَصِيْحاً, خَطِيْباً, مُفَوَّهاً, عَادِلاً, كَبِيْرَ القَدْرِ. وَلِي مِصْرَ لِمَرْوَانَ بنِ مُحَمَّدٍ, فَأَحْسَنَ السِّيْرَةَ, وَلَمَّا زَالتِ الدَّوْلَةُ المَرْوَانِيَّةُ, وَدَخَلَ صَالِحُ بنُ عَلِيٍّ مِصْرَ, أَكرَمَ عَبْدَ المَلِكِ هَذَا؛ لِمَا رَأَى مِنْ نَجَابَتِه وَأَخَذَهُ مَعَهُ إِلَى العِرَاقِ فَكَانَ بِهَا أَحَدَ القُوَّادِ الكِبَارِ ثُمَّ وَلاَّهُ المَنْصُوْرُ إِقْلِيْمَ فَارِسٍ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تاريخ الإسلام "5/ 272"، النجوم الزاهرة "1/ 324".

نصر بن سيار

824- نصر بن سيار 1: صَاحِبُ خُرَاسَانَ, الأَمِيْر, أَبُو اللَّيْثِ المَرْوَزِيُّ, نَائِبُ مروان بن محمد. حَدَّثَ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَأَبِي الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ -فِيْمَا قِيْلَ- وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ عَطِيَّةَ. خَرَجَ عَلَيْهِ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ, وَحَارَبَه, فَعَجِزَ عَنْهُ نَصْرٌ, وَاسْتَصْرَخَ بِمَرْوَانَ غَيْرَ مَرَّةٍ فَبَعُدَ، عَنْ نَجْدَتِه وَاشْتَغَلَ باخْتِلاَلِ أَمرِ أَذْرَبِيْجَانَ وَالجَزِيْرَةِ, فَتَقَهقَرَ نَصْرٌ, وَجَاءهُ المَوْتُ عَلَى حَاجَةٍ, فَتُوُفِّيَ بِسَاوَةَ, فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَدْ وَلِي إِمْرَةَ خُرَاسَانَ عَشْرَ سِنِيْنَ. وكان من رجال الدهر سؤددًا وكفاءة.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 2148"، تاريخ الإسلام "5/ 308"، خزانة الأدب للبغدادي "1/ 326".

واصل بن عطاء، وأبو بشر

واصل بن عطاء، وأبو بشر: 825- واصل بن عطاء 1: البَلِيْغُ, الأَفْوَهُ, أَبُو حُذَيْفَةَ المَخْزُوْمِيُّ مَوْلاَهُم, البَصْرِيُّ, الغَزَّالُ وَقِيْلَ: وَلاَؤُهُ لِبَنِي ضَبَّةَ. مَوْلِدُه سَنَةَ ثَمَانِيْنَ, بِالمَدِيْنَةِ وَكَانَ يَلثَغُ بِالرَّاءِ غَيْناً فَلاِقْتِدَارِهِ عَلَى اللُّغَةِ وَتَوَسُّعِهِ يَتَجَنَّبُ الوُقُوْعَ فِي لَفظَةِ فِيْهَا رَاءٌ كَمَا قِيْلَ: وَخَالَفَ الرَّاءَ حَتَّى احْتَالَ لِلشِّعْرِ وَهُوَ وَعَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ رَأْسَا الاعْتِزَالِ, طَرَدَهُ الحَسَنُ عَنْ مَجْلِسِهِ لَمَّا قَالَ: الفَاسِقُ لاَ مُؤْمِنٌ وَلاَ كَافِرٌ فَانضَمَّ إِلَيْهِ عمرو واعتزلا حلقة الحسن فسموا المُعْتَزِلَة قَالَ شَاعِرٌ: وَجَعَلْتَ وَصْلِي الرَّاءَ لَمْ تَلْفِظْ بِهِ ... وَقَطَعْتَنِي حَتَّى كَأَنَّكَ وَاصِلُ وَقِيْلَ: لِوَاصِلٍ تَصَانِيْفُ. وَقِيْلَ: كَانَ يُجِيْزُ التِّلاَوَةَ بِالمَعْنَى, وَهَذَا جَهْلٌ. قِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ وَقِيْلَ: عُرِفَ بِالغَزَّالِ لِتَرْدَادِهِ إِلَى سُوْقِ الغَزْلِ, لِيَتَصدَّقَ عَلَى النِّسوَةِ الفَقِيْرَاتِ. جَالَسَ أَبَا هاشم عبد الله بن محمد بن الحَنَفِيَّةِ, ثُمَّ لاَزمَ الحَسَنَ, وَكَانَ صَمُوتاً, طَوِيْلَ الرَّقَبَةِ جِدّاً. وَلَهُ مُؤَلَّفٌ فِي التَّوْحِيْدِ, وَكِتَاب "المنزلة بين المنزلتين". 826- أبو بشر 2: "ع" جعفر بن أبي وحشية إياس اليشكري البَصْرِيُّ, ثُمَّ الوَاسِطِيُّ, أَحَدُ الأَئِمَّةِ وَالحُفَّاظِ. حَدَّثَ عَنْ: الشَّعْبِيِّ, وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَحُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِمْيَرِيِّ, وَمُجَاهِدٍ, وَطَاوُوْسٍ, وَعَطَاءٍ, وَعِكْرِمَةَ, وأبي الضحى, وميمون ابن مِهْرَانَ, وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ, وَعِدَّةٍ وَرَوَى، عَنْ عَبَّادِ بن شرحبيل اليشكري, وله صحبة. وَحَدَّثَ عَنْهُ: الأَعْمَشُ, وَشُعْبَةُ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَهُشَيْمٌ, وَخَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ, وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَبُو بِشْرٍ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنَ المِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو, وَأَوْثَقُ. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ يُضَعِّفُ حَدِيْثَ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ, وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئاً. وَقَالَ شُعْبَةُ أَيْضاً: أَحَادِيْثُ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ سَالِمٍ ضَعِيْفَةٌ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ. قَالَ نُوْحُ بنُ حَبِيْبٍ: كَانَ أَبُو بِشْرٍ سَاجِداً خَلْفَ المَقَامِ حِيْنَ مَاتَ رَحِمَهُ اللهُ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ مُطَيَّنٌ, وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ وَقَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَدَائِنِيُّ, وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "6/ 768"، تاريخ الإسلام للذهبي "5/ 310"، ميزان الاعتدال "4 ترجمة 9325"، لسان الميزان "6/ ترجمة 752"، النجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "1/ 313"، شذرات الذهب "1/ 18". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2141"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 515" و"3/ 10"، الكنى للدولابي "1/ 127"، الجرح والتعديل "2/ترجمة 1927"، تاريخ الإسلام "5/ 54"، ميزان الاعتدال "1/ 402"، تهذيب التهذيب "2/ 83"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1028".

حسان بن عطية

827- حسان بن عطية 1: "ع" الإِمَامُ, الحُجَّةُ أَبُو بَكْرٍ المُحَارِبِيُّ مَوْلاَهُم, الدِّمَشْقِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ, وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَأَبِي كَبْشَةَ السَّلُوْلِيِّ, وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَائِشَةَ, وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ, وَأَبُو مُعَيْدٍ حَفْصُ بنُ غَيْلاَنَ, وأبو غسان محمد ابن مُطَرِّفٍ, وَقَدْ أَخْطَأَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ رَوَى عَنْهُ أَنَّى يَكُوْنَ ذَلِكَ?!. وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَكْثَرَ عَمَلاً فِي الخَيْرِ مِنْ حَسَّانِ بنِ عَطِيَّةَ وَقِيْلَ: كَانَ حَسَّانٌ مِنْ أَهْلِ بَيْرُوْتَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَدْ رُمِيَ بِالقَدَرِ قَالَ مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ: عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ ذَلِكَ, فَبَلَغَ الأَوْزَاعِيَّ كلام سعيد فيه فقال: ما أغر سعيد بِاللهِ, مَا أَدْرَكتُ أَحَداً أَشَدَّ اجْتِهَاداً وَلاَ أَعمَلَ مِنْ حَسَّانِ بنِ عَطِيَّةَ. ضَمْرَةُ، عَنْ رَجَاءِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ, سَمِعَ يُوْنُسَ بنَ سَيْفٍ, يَقُوْلُ: مَا بَقِيَ مِنَ القَدَرِيَّةِ إلَّا: كَبْشَانِ أَحَدُهُمَا: حَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ. وَرَوَى عُقْبَةُ بنُ عَلْقَمَةَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ, وَذَكَرَ شَيْئاً مِنْ مَنَاقِبِ حَسَانٍ. الوَلِيْدُ بنُ مِزْيَدٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ لِحسَّانٍ غَنَمٌ, فَسَمِعَ مَا جَاءَ فِي المَنَائِحِ2 فَتَرَكَهَا فَقُلْتُ: كَيْفَ الَّذِي سَمِعَ؟ قَالَ: يَوْمٌ لَهُ وَيَوْمٌ لِجَارِهِ. وَرَوَى عَبْدُ المَلِكِ الصَّنْعَانِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كَانَ حَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ إِذَا صَلَّى العَصْرَ, يَذْكُرُ اللهَ -تعالى- في المسجد حتى تغيب الشمس. وَمِنْ دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ أَنْ أَتَعَزَّزَ بِشَيْءٍ مِنْ مَعْصِيَتِكَ, وَأَنْ أَتَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِمَا يَشِيْنُنِي عِنْدَكَ. بَقِيَ حسَانٌ إِلَى حُدُوْدِ سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: كان قدريًا قلت: لعله رجع وتاب.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 134"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة رقم "1044"، حلية الأولياء "6/ 70"، ميزان الاعتدال "1/ 478"، تاريخ الإسلام "5/ 60"، تهذيب التهذيب "2/ 251"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1308". 2 المنائح: جمع منحة: وهي أن يعطي رجل ناقة أو شاة لغيره ينتفع بلبنها ويعيدها. وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبريها وصوفها زمانا ثم يردها، وفي حديث مسلم "1020"، من حديث أبي هريرة مرفوعا: "من منح منيحة، غدت بصدقة، وراحت بصدقة، صبوحها وغبوقها".

يحيى بن سعيد

828- يحيى بن سعيد 1: "ع" ابن قيس بن عمرو وَقِيْلَ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ قهدٍ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُجَوِّدُ عَالِمُ المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِ, وَشَيْخُ عَالِمِ المَدِيْنَةِ, وَتِلْمِيْذُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ أَبُو سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ النَّجَّارِيُّ المَدَنِيُّ القَاضِي مَوْلِدُه قَبْلَ السَّبْعِيْنَ زَمَنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ. وَسَمِعَ مِنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَالسَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ, وَأَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ, وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَوْبَانَ, وَعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعُبَيْدِ بنِ حُنَيْنٍ, وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ, وَابْنِ شِهَابٍ وَسُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ الفَقِيْهِ, وَبَشِيْرِ بنِ يَسَارٍ, وسعيد بن يسار الإخوة, والأعرج,

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2980"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 635 و648"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 620"، تاريخ بغداد "14/ 101"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 130"، الكاشف "3/ ترجمة 6286"، العبر "1/ 195 و311"، تاريخ الإسلام "6/ 149"، تهذيب التهذيب "11/ 211"، شذرات الذهب "1/ 212".

وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ, وَحَنْظَلَةَ بنِ قَيْسٍ, وَالنُّعْمَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ, وَأَبِي صالح ذكوان, وعباد ابن تَمِيْمٍ, وَخَلْقٍ سِوَاهُم. رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ -مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ, وَشُعْبَةُ, وَمَالِكٌ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجِشُوْنِ, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَحَمَّادُ بنُ سلمة, والأوزاعي وحماد ابن زَيْدٍ, وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ, وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ, وَابْنُ المبارك, والقاضي, وأبو يُوْسُفَ, وَابْنُ عُلَيَّةَ, وَسَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَرَّاقُ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ, وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ, وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانِ, وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, وَجَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ العُمَرِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَهُوَ صَاحِبُ حَدِيْثِ::الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ:, وَعَنْهُ اشْتُهِرَ, حَتَّى يُقَالَ: رَوَاهُ عَنْهُ نَحْوُ المائَتَيْنِ، وَوَقَعَ عَالِياً لأَصْحَابِ ابْنِ طَبَرْزَدْ. وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي نَسَبِهِ, فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ أَبِي السَّفَرِ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ, حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ سَعِيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ قهدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حَسَّانٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ قَالَ: كَانَتْ حَبِيْبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ إِحْدَى عَمَّاتِي. وَأَنْبَأَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ عَمْرِو بنِ سَهْلٍ. قُلْتُ: حَبِيْبَةُ هَذِهِ هِيَ القَائِلَةُ: لاَ أَنَا وَلاَ ثَابِتُ بنُ قَيْسِ بنِ شَمَّاسٍ. وَأَمَّا قَيْسُ بنُ عَمْرٍو فَصَحَابِيٌّ, له في السنن في ركعتي الصبح. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ قَاضِي حَرَمِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمُفْتِيْهَا فِي عَصرِه, يحيى ابن سَعِيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ قهدِ بنِ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ يَزِيْدَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ غَنْمِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ فِي "الطَّبَقَاتِ" يَحْيَى بنُ سَعِيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ قهدِ بنِ سَهْلِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ غَنْمِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ أَبُو سَعِيْدٍ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ فِي "الكُنَى" يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل ابن الحَارِثِ بنِ زَيْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ غَنْمٍ ثُمَّ قَالَ: وَيُقَالُ: ابْنُ سَعِيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ قهدٍ وَلَمْ يَصِحَّ أَخُو سَعْدٍ وَعَبْدِ رَبِّهِ وَسَعِيْدٍ. قُلْتُ: وَمِمَّنْ قَالَ: إِنَّ جَدَّه هُوَ قَيْسُ بنُ عَمْرِو بنِ سَهْلِ بنِ ثَعْلَبَةَ: أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِيْنٍ وَقَالَ مُصْعَبٌ: جَدُّه قَيْسُ بنُ قهدِ بن قَيْسٍ فَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: غَلِطَ مُصْعَبٌ, وَقَيْسُ بنُ قهدٍ هُوَ جَدُّ أَبِي مَرْيَمَ عَبْدِ الغَفَّارِ بنِ القَاسِمِ الأَنْصَارِيِّ الكُوْفِيِّ قَالَ: وَكِلاَهمَا لَهُ صحبة.

ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "خَيْرُ دُوْرِ الأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ" 1. رَأَى يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ. قَالَهُ: الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ, ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ أَنَساً, وَالسَّائِبَ, وَأَبَا أُمَامَةَ, وَعَبْدَ الله بن عامر بن ربيعة, ويوسف ابن عَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ. وَسَمِعَ: ابْنَ المُسَيِّبِ, وَمَنْ بَعْدَهُ مِنَ الفُقَهَاءِ السَّبعَةِ, وَجَالَسَهُم. رَوَى عَنْهُ مِنَ التَّابِعِيْنَ أَرْبَعَةٌ: هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ, وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ, وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عمر. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حَدَّثَنِي أَبِي, حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد بن قيس ابن عَمْرِو بنِ سَهْلِ بنِ ثَعْلَبَةَ. ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ قَالَ: يَحْيَى بنُ سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل النَّجَّارِيُّ تُوُفِّيَ بِالهَاشِمِيَّةِ, وَكَانَ قَاضِياً بِهَا لأَبِي جَعْفَرٍ, سَنَة ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ. عَارِمٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي العَدْلُ الرِّضَى الأَمِيْنُ عَلَى مَا يَغِيبُ عَلَيْهِ, أَبُو سَعِيْدٍ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ. قُلْتُ: عَامَّةُ النَّاسِ كَنَّوْهُ هَكَذَا. وَرَوَى أَبُو يَحْيَى صَاعِقَةٌ، عَنِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ قَالَ: كُنْيَتُه أَبُو نَصْرٍ. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ قَدْ سَاءتْ حَالَتُه, وَأَصَابَه ضَيْقٌ شَدِيْدٌ وَرَكِبَه الدَّيْنُ, فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَاكَ إِذْ جَاءهُ كِتَابُ أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُوْرِ يَسْتَقْضِيهِ, فَوَكَلَنِي بِأَهْلِهِ, وَقَالَ لِي: وَاللهِ مَا خَرَجتُ وَأَنَا أَجهَلُ شَيْئاً, فَلَمَّا قَدِمَ العِرَاقَ كَتَبَ إِلَيَّ قُلْتُ: لَكَ ذَاكَ القَوْلَ, وَإِنَّهُ وَاللهِ لأَوَّلُ خَصمَيْنِ جَلَسَا بَيْنَ يَدَيَّ فَاقَتَصَّا شَيْئاً, وَالله مَا سَمِعْتُه قَطُّ فَإِذَا جَاءكَ كِتَابِي هَذَا فَسَلْ رَبِيْعَةَ بنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَاكتُبْ إِلَيَّ مَا يَقُوْلُ وَلاَ تُعْلِمْهُ هَذِهِ حِكَايَةُ مُنْكَرَةٌ فَإِنَّ رَبِيْعَةَ كَانَ قَدْ مَاتَ رَوَاهَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ المنذر الحزامي، عن يحيى بن محمد ابن طَلْحَةَ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ وَزَادَ فِيْهَا فَلَمَّا خَرَجتُ إِلَى العِرَاقِ شَيَّعتُه فَكَانَ أَوَّلَ مَا اسْتَقْبَلَه جِنَازَةٌ فَتَغَيَّرَ وَجْهِي فَقَالَ: كَأَنَّكَ تَغَيَّرْتَ؟ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ لاَ طَيْرَ إلَّا طَيْرُكَ فَقَالَ: وَاللهِ لَئِنْ صَدقَ طَيرُكَ لَيُنْعَشَنَّ أَمْرِي. فَمَضَى فَمَا أَقَامَ إلَّا شَهْرَيْنِ حتى قضى دينه وأصاب خيرًا.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3879"، ومسلم "2511" من حديث أبي أسيد، به مرفوعا.

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ بِشْرٍ الطَّالَقَانِيُّ: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يقول: يحيى ابن سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ أَثْبَتُ النَّاسِ. وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: قَدِمَ أَيُّوْبُ مِنَ المَدِيْنَةِ, فَقِيْلَ لَهُ: مَنْ أَفْقَهُ مَنْ خَلَّفتَ بِهَا؟ قَالَ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ. أَبُو صَالِحٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يُحَدِّثنَا فَيَسُحُّ عَلَيْنَا مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ, إِذَا طَلعَ رَبِيْعَةُ, فَقَطَعَ حَدِيْثَه إِجْلاَلاً لِرَبِيْعَةَ وَإِعْظَاماً. عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: أَدْرَكتُ مِنَ الحُفَّاظِ ثَلاَثَةً: إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي خَالِدٍ, وَعَبْدَ المَلِكِ بنَ أَبِي سليمان, وَيَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيَّ قُلْتُ: فَالأَعْمَشُ فَأَبَى أَنْ يَجْعَلَه مَعَهُم. مُحَمَّدُ بنُ المِنْهَالِ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ زُرَيْعٍ يَقُوْلُ: لَمَّا قَدِمَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ, نَزَلَ عَلَى عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَبْدِ الحَمَيْدِ, وَكَانَ يَحْيَى لاَ يُملِي فَكُنَّا نَدْخُلُ عَلَيْهِ, وَمَعَنَا ابْنُ عُلَيَّة, وَجَمَاعَةٌ فَنَحفَظُ, فَإِذَا خَرَجنَا كَتبَ هَذَا مَا حَفِظَ, وَهَذَا مَا حَفِظَ فَتَرَكتُ لِذَلِكَ حَدِيْثَه, وَقُلْتُ: لاَ آخُذُ دِيْنِي عَنْكُم. مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، عَنِ الوَاقِدِيِّ أَنَّ سُلَيْمَانَ بنَ بِلاَلٍ أَخْبَرَهُ, قَالَ: خَرَجَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ إِلَى إِفْرِيْقِيَةَ فِي مِيْرَاثٍ لَهُ, فَطَلَبَ لَهُ رَبِيْعَةُ بنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَرِيْدَ, فَرَكِبَه إِلَى إِفْرِيْقِيَةَ فَقَدِمَ بِذَلِكَ المِيْرَاثِ وَهُوَ خَمْسُ مائَةِ دِيْنَارٍ فَأَتَاهُ النَّاسُ يُسَلِّمُوْنَ عَلَيْهِ, وَأَتَاهُ رَبِيْعَةُ أَغلَقَ البَابَ عَلَيْهِمَا, وَدَعَا بِمِنْطَقَتِه فَصَيَّرَهَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِيْعَةَ وَقَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ وَاللهِ مَا غَيَّبْتُ مِنْهَا دِيْنَاراً إلَّا مَا أَنْفَقنَاهُ فِي الطَّرِيْقِ ثُمَّ عَدَّ مائَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ دِيْنَاراً, فَدَفَعهَا إِلَى رَبِيْعَةَ, وَأَخَذَ هُوَ مِثْلَهَا قَاسَمَه. قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ أَجَلَّ عِنْدَ أَهْلِ المَدِيْنَةِ مِنَ الزُّهْرِيِّ. التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ, حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ مَنْ أَدْرَكتَ مِنَ الأَئِمَّةِ? مَا كَانَ قَوْلُهم فِي أَبِي بَكْرٍ, وَعُمَرَ, وَعَلِيٍّ؟ فَقَالَ سُبْحَانَ اللهِ! مَا رَأَيْتُ أَحَداً يَشُكُّ فِي تَفْضِيْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ عَلَى عَلِيٍّ إِنَّمَا كَانَ الاخْتِلاَفُ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ فَلَمْ أَلقَ بِهَا أَحَداً إلَّا وَأَنْتَ تَعْرِفُ وَتُنكِرُ غَيْرَ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ وَمَالِكٍ.

الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ الزَّاهِدُ, حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَحْمَدَ الهَرَوِيُّ, أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ حَفْصٍ حَدَّثَهُم, حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ المَقَابِرِيُّ, حَدَّثَنِي أَبُو عِيْسَى وَغَيْرُهُ, أَنَّ قَوْماً كَانَتْ بَيْنَهُم وَبَيْنَ المُسَيِّبِ بنِ زُهَيْرٍ خُصُومَةٌ, فَارتَفَعُوا إِلَى يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ, فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَحْيَى أَنْ يَحضُرَ, فَأَتَوهُ بِكِتَابِ يَحْيَى فَانْتَهَرَهُم وَأَبَى فَجَاؤُوا إِلَى يَحْيَى فَقَامَ مُغضَباً يُرِيْدُ المُسَيِّبَ فَوَافَقَه قَدْ رَكِبَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ نَحْو المائَتَيْنِ مِنَ الخَشَّابَةِ, فَلَمَّا رَأَوُا القَاضِي أَفْرَجُوا لَهُ, فَأَتَى المُسَيِّبَ فَأَخَذَ بِحمَائِلِ السيف وَرَمَى بِهِ إِلَى الأَرْضِ, ثُمَّ بَركَ عَلَيْهِ يَخْنِقُه قَالَ: فَمَا خَلَّصَ حَمَائِلَ السَّيْفِ مِنْ يَدِهِ إلَّا أَبُو جَعْفَرٍ بِنَفْسِهِ قُلْتُ: هَكَذَا فَلْيَكُنِ الحَاكِمُ وَمَتَى خَافَ الحَاكِمُ مِنَ العَزلِ لَمْ يُفلِحْ وَفِي ثُبُوتِ هَذِهِ الحِكَايَةِ نَظَرٌ. الحسن ين عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ قَالَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ, وَمَا رَأَيْتُ شَيْخاً أَنْبَلَ مِنْهُ فَذَكَرَ تَفْضِيْلَ الشَّيْخَيْنِ وَقَدْ مَرَّ. قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ فِي مَجْلِسِهِ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وَقَالَ يَحْيَى: كَانَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَدِيِّ بنِ الخِيَارِ يَقُوْلُ: فِي مَجْلِسِهِ اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا وَسَلِّمِ المُؤْمِنِيْنَ مِنَّا. ابْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ قَالَ: أَهْلُ العِلْمِ أَهْلُ وَسْعَةٍ, وَمَا بَرِحَ المُفْتُوْنَ يَخْتَلِفُوْنَ فَيُحَلِّلُ هَذَا وَيُحَرِّمُ هَذَا وَإِنَّ المَسْأَلَةَ لَتَرِدُ عَلَى أَحَدِهِم كَالجَبَلِ فَإِذَا فَتَحَ لَهَا بَابَهَا قَالَ: مَا أَهْوَنَ هَذِهِ. يَعْقُوْبُ بنُ كَاسِبٍ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ قَالَ:سَمِعْتُ صَائِحاً يَصِيْحُ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ أَيَّامَ مَرْوَانَ لاَ يُفْتِي الحَاجَّ في المسجد إلَّا يحيى ابن سَعِيْدٍ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ, وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ. ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى قَالَ: قُلْتُ لِسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنِ ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: مَرَّةً وَاحِدَةً نَعَمْ أَكْثَرُ مِنْ مائَةِ مَرَّةٍ. وَبِهِ، عَنْ يَحْيَى قَالَ: لأَنْ أَكُوْنَ كَتَبتُ كُلَّ مَا أَسْمَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُوْنَ لِي مِثْلُ مَا لِي. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ الحَنَفِيُّ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: حَفِظتُ لِيَحْيَى ابن سَعِيْدٍ ثَلاَثَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ, فَمَرِضتُ مَرضَةً, فَنَسِيتُ نِصْفَهَا فَقَالَ: فَتَىً مِنَ القَوْمِ رُوَيْداً لَيتكَ مَرِضتَ الثَّانِيَةَ فَنَسِيتَهَا كُلَّهَا فَنَستَرِيْحُ مِنْكَ. رَوَاهَا الحَاكِمُ, وَلاَ أَعْرِفُ الحَنَفِيَّ.

كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ يُقَدِّمُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيَّ عَلَى الزُّهْرِيِّ, لِكَوْنِهِ رَآهُ وَلَمْ يَرَ الزُّهْرِيَّ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ رَجُلاً صَالِحاً فَقِيْهاً, ثِقَةً. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: كَانَ حَافِظاً. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: محدثوا الحجاز اين شهاب, ويحيى ابن سَعِيْدٍ, وَابْنُ جُرَيْجٍ. وَرَوَى أَبُو أُوَيْسٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ قَالَ: صَحِبتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ إِلَى الشَّامِ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ خَفِيْفَ الحَالِ, فَاسْتَقضَاهُ المَنْصُوْرُ, فَلَمْ يَتَغَيَّرْ حَالُهُ فَقِيْلَ لَهُ: فِي ذَلِكَ فَقَالَ مَنْ كَانَتْ نَفْسُهُ وَاحِدَةً لَمْ يُغَيِّرْهُ المَالُ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: قَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: قُلْتُ: لِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ كَمْ تَحفَظُ؟ قَالَ سِتَّ مائَةٍ سَبْعَ مائَةٍ قُلْتُ: هَذَا يُوَضِّحُ لَكَ ضَعفَ القَوْلِ المَارِّ، عَنْ يَزِيْدَ, وَلاَ كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ عِنْدَه ثَلاَثَةُ آلاَفِ حَدِيْثٍ قَطُّ. وَعَنْ يَحْيَى القَطَّانِ قَالَ: هُوَ مُقَدَّمٌ عَلَى الزُّهْرِيِّ, لأَنَّ الزُّهْرِيَّ اخْتُلِفَ عَلَيْهِ, وَيَحْيَى لَمْ يُخْتَلَفْ عَلَيْهِ. وَأَمَّا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ, فَقَالَ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَلاَثِ مائَةِ حَدِيْثٍ, فَكَأَنَّهُ عَنَى "المُسْنَدَ" مِنْ حَدِيْثِهِ أَوِ الَّذِي اشْتُهِرَ لَهُ. سليمان بن حرب: سمعت حماد بن زيد يَقُوْلُ: لَيْسَ لأَحَدٍ عِنْدِي كِتَابٌ, وَلَوْ كَانَ لَسَرَّنِي أَنْ يَكُوْنَ لِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ بِالهَاشِمِيَّةِ, بِقُربِ الكُوْفَةِ وَلَهُ بِضْعٌ وسبعون سنة وسنة ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ فِي كِتَابِهِ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، أَنْبَأَنَا الحَارِثُ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زَحْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيْدٍ الرُّعَيْنِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بنَ عَامِرٍ يَذْكُرُ أَنَّ أُخْتَه نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى البَيْتِ حَافِيَةً غَيْرَ مُختَمِرةٍ فَذَكَرَ ذَلِكَ عُقْبَةُ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مُرْ أُخْتَكَ فَلْتَرْكَبْ وَلْتَخْتَمِرْ وَلْتَصُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ"1 هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ فَرْدٌ. واسم أبي

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "3293"، والنسائي "2/ 143"، والترمذي "1544"، والدارمي "2/ 183"، وابن ماجه "2134"، والبيهقي "10/ 80"، وأحمد "4/ 143، 145، و149 و151" من طريق عبيد الله بن زحر، عن أبي سعيد الرعيني، عن عبد الله بن مالك، عن عقبة بن عامر، به.

سعيد: جعثل بن هاغان, قَاضِي إِفْرِيْقِيَةَ مَاتَ: سنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ مَحَلُّه الصِّدْقُ مَا رَوَاهُ عَنْهُ سِوَى عُبَيْدِ اللهِ بنِ زَحْرٍ, وَفِيْهِ لِيْنٌ أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مَخْلَدِ بنِ خَالِدٍ الشَّعِيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ كَتَبَ إِلَى يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ بِهَذَا وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ غَيْلاَنَ، عَنْ وَكِيْعٍ، عَنْ سُفِيَانَ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ, وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ, وَوَقَعَ لَنَا عَالِياً بِدَرَجَتَيْنِ, وَهَذَا الحَدِيْثُ مِنْ جُمْلَةِ مَا اسْتَفَادَ يَحْيَى فِي رَحلتِهِ إِلَى إِفْرِيْقِيَةَ. عَارِمٌ، عَنْ حَمَّادٍ, قَالَ: قِيْلَ لِهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ: سَمِعْتَ أَبَاكَ يَقُوْلُ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: لاَ, وَلَكِنْ حَدَّثنِي العَدْلُ, الرِّضَى الأَمِيْنُ عدل نفسي عندي يحيى ابن سَعِيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي. قَالَ النَّسَائِيُّ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: ثِقَةٌ, ثَبْتٌ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ قَاضِياً عَلَى الحِيْرَةِ, وَثَمَّ لَقِيَهُ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, فَرَوَى عَنْهُ مائَةً وَسَبْعِيْنَ حَدِيْثاً. قَالَ القَطَّانُ, وَأَبُو عُبَيْدٍ, وَأَحْمَدُ, وَعِدَّةٌ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, وَابْنُ بُكَيْرٍ, وَالفَلاَّسُ: سَنَةَ أَرْبَعٍ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَةَ: طُرُقِ حَدِيْثِ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، عنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ". رَوَاهُ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عُيَيْنَةَ الهِلاَلِيُّ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي يَحْيَى المَدَنِيُّ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ صِرْمَةَ المَدَنِيُّ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جناح, وإبراهيم ابن زَكَرِيَّا المُعَلِّمُ الضَّرِيْرُ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي اليَسَعِ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ الحِمْصِيُّ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُجَمِّعٍ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ, وَإِسْمَاعِيْلُ ابن عَيَّاشٍ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ القَاسِمِ أَبُو العَتَاهِيَةِ فِيْمَا قِيْلَ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ زَكَرِيَّا الخُلْقَانِيُّ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ قَيْسِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ زِيَادٍ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ ثَابِتِ بنِ مُجَمِّعٍ, وَإِسْحَاقُ بنُ الرَّبِيْعِ العَطَّارُ, وَأَنَسُ بنُ عياض أبو ضمرة, وأبان بن يزيد,

_ = قلت: إسناده ضعيف، عبيد الله بن زحر، ضعيف. لكن قد صح عن عقبة بن عامر الجهني قال: نذرت أختي أن تمشي إلى بيت الله حافية، فأمرتني أن أستفتي لها رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "لتمش، ولتركب". أخرجه البخاري، ومسلم "1644"، وأبو داود "3299"، والنسائي وابن الجارود "9377"، وأحمد "4/ 152" من طريق يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عن عقبة بن عامر، به.

وَأَسِيْدُ بنُ القَاسِمِ الكَتَّانِيُّ, وَأَبْرَدُ بنُ الأَشْرَسِ, وَأَبُو الرَّبِيْعِ أَشْعَثُ بنُ سَعِيْدٍ السَّمَّانُ, وَأَسْبَاطُ بن محمد وأسد بن عمرو, وأسامة ابن حَفْصٍ, وَأَيُّوْبُ بنُ وَاقِدٍ كُوْفِيٌّ, وَأَبْيَضُ بنُ الأَغَرِّ, وَأَبْيَضُ بنُ أَبَانٍ, وَبَحْرُ بنُ كُنَيْزٍ السَّقَّاءُ, وَبَكْرُ بنُ عَمْرٍو المَعَافِرِيُّ, وَبَشِيْرُ بنُ زِيَادٍ الجَزَرِيُّ, وَتَوْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ العَنْبَرِيِّ بنِ أَبِي الأَسَدِ, وَتَلِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ الكُوْفِيُّ, وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ, وَثَابِتُ بنُ كَثِيْرٍ, وَجَعْفَرٌ الصَّادِقُ, وَجَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ, وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ, وَجَرِيْرُ ابن عَبْدِ الحَمَيْدِ, وَجُنَادَةُ بنُ سَلْمٍ, وَجَارِيَةُ بنُ هَرِمٍ الهُنَائِيُّ, وَجُمَيْعُ بنُ ثُوْبٍ الشَّامِيُّ ,وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدِ بنِ عُمَرَ كُوْفِيٌّ وَحَمَّادُ بنُ أُسَامَةَ أَبُو أُسَامَةَ، وَحَمَّادٌ أَخُو شُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ، وَحَمَّادُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخَوْلاَنِيُّ، وَحَمَّادُ بنُ يَحْيَى الأَبَحُّ، وَحَمَّادُ بنُ شَيْبَةَ، وَحَمَّادُ بنُ يُوْنُسَ، وَحَمَّادُ بنُ نَجِيْحٍ، وَالحَسَنُ بنُ صَالِحٍ، وَالحَسَنُ بنُ عَيَّاشٍ أَخُو أَبِي بَكْرٍ، وَالحَسَنُ بنُ عُمَارَةَ، وَالحَسَنُ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَحُسَيْنُ بنُ عُلْوَانَ، وَحُرٌّ الحَذَّاءُ، وَحُدَيْجُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَحِبَّانُ بنُ عَلِيٍّ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَحَسَّانُ بنُ غَيْلاَنَ، وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَحَفْصُ بنُ عُمَرَ القناد، وحفص بن سليمان القارىء، وَحَكِيْمُ بنُ نَافِعٍ الرَّقِّيُّ، وَالحَارِثُ بنُ عُمَيْرٍ، وَحُمَيْدُ بنُ زِيَادٍ أَبُو صَخْرٍ، وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، وَخَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ، وَخَالِدُ بنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ، وَخَالِدُ بنُ سَلَمَةَ الجُهَنِيُّ، وَخَالِدُ بنُ القَاسِمِ المَدَائِنِيُّ، وَلَمْ يَصِحَّ، وَخَالِدُ بنُ يَزِيْدَ البَحْرَانِيُّ، وَخَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ، وَخَلِيْفَةُ بنُ غَالِبٍ بَصْرِيٌّ، وَخَارِجَةُ بنُ مُصْعَبٍ، وَخَطَّابُ بنُ أَبِي خَيْرَةَ، وَالخَلِيْلُ بنُ مُرَّةَ، وَخُصَيْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخَازِمُ بنُ الحَارِثِ أَبُو عِصْمَةَ، وَالخُصَيْبُ بنُ جَحْدَرٍ، وَالخُصَيْبُ بنُ عُقْبَةَ الوَابِشِيُّ، وَدَاوُدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَطَّارُ، وَدَاوُدُ بنُ الزِّبْرِقَانِ، وَدَاوُدُ بنُ بَكْرِ بنِ أَبِي الفُرَاتِ، وَدَاوُدُ بنُ جُشَمٍ، وَذُؤَادُ بنُ عُلْبَةَ، وَرَبِيْعَةُ الرَّأْيُ، وَرَقَبَةُ بنُ مَصْقَلَةَ، وَرَوْحُ بنُ القَاسِمِ، وَالرَّبِيْعُ بنُ حَبِيْبٍ كُوْفِيٌّ، وَرِشْدِيْنُ بنُ سَعْدٍ، وَرَجَاءُ بنُ صَبِيْحٍ، وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَزُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَزَيْدُ بنُ بَكْرِ بنِ خُنَيْسٍ، وَزَيْدُ بنُ عَلِيٍّ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَزِيَادُ بنُ خَيْثَمَةَ، وَزَمْعَةُ بنُ صَالِحٍ، وَزَكَرِيَّا بنُ أَبِي العَتِيْكِ كُوْفِيٌّ، وَزَافِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَزُفَرُ الفَقِيْهُ، وَزَائِدَةُ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَسُفْيَانُ بنُ عُمَرَ الحَضْرَمِيُّ كُوْفِيٌّ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَسُلَيْمَانُ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، وَسُلَيْمَانُ بنُ عُمَرَ، وَأَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ يَزِيْدَ الكَعْبِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ خُثَيْمٍ، وَسَعِيْدُ بنُ المَرْزُبَانِ أَبُو سَعْدٍ البَقَّالُ، وَسَعِيْدُ بنُ مَسْلمَةَ الأُمَوِيُّ، وَسُعَيْرُ بنُ الخِمْسِ، وَسَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَرَّاقُ الثَّقَفِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَوْدِيُّ، وَسَلَمَةُ بنُ رجاء، وسلام أبو المنذر القارىء، وَأَبُو الأَحْوَصِ سَلاَّمُ بنُ سُلَيْمٍ، وَسَابِقٌ البَرْبَرِيُّ، وَسُوَيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَسَيْفُ بنُ مُحَمَّدٍ الثَّوْرِيُّ، وَسَيْفُ بنُ عُمَرَ، وَسَعَّادُ بنُ سُلَيْمَانَ التميمي، وسنان

بنُ هَارُوْنَ، وَشُعْبَةُ، وَشَرِيْكٌ، وَشُعَيْبُ بنُ إِسْحَاقَ، وَشُجَاعُ بنُ الوَلِيْدِ، وَشَرْقِيُّ بنُ قُطَامِيٍّ، وَشُجَاعُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَشَقِيْقُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَصَدَقَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ، وَصَالِحُ بنُ يَحْيَى، وَصَالِحُ بنُ جَبَلَةَ، وَصَالِحُ بنُ قُدَامَةَ الجُمَحِيُّ، وَصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ، وَالضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ، وَطَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ اليَامِيُّ، وَطَلْحَةُ بنُ زَيْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو أُوَيْسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ زِيَادِ بنِ سَمْعَانَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ لَهِيْعَةَ، وعبد الله ابن، وَاقِدٍ الهَرَوِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَرَّادَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَيْمُوْنٍ القَدَّاحُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ حُسَيْنِ بنِ عَطَاءٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سُفْيَانَ الوَاسِطِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ شَوْذَبٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَوْزَاعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بُدَيْلٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الأَسْوَدِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حُمَيْدٍ الزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ صَالِحِ بنِ مُوْسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ المُحَارِبِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَغْرَاءَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زِيَادٍ أَبُو خَالِدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ العَرْزَمِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ الكِنْدِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ هِشَامِ بنِ عروة، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد العزيز ابن الحُصَيْنِ، وَعَبْدُ الغَفَّارِ بنُ القَاسِمِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ مُحَمَّدٍ المِصْرِيُّ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي بَكْرٍ، وَعَبْدُ الملك بن محمد ابن زُرَارَةَ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ جُرَيْجٍ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ حَرْبٍ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ حَفْصٍ، وَعَبْدُ رَبِّهِ أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ، وَعَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ، وَعَبَّادُ بنُ العَوَّامِ، وَعَبَّادُ بنُ صُهَيْبٍ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ الفَرَّاءُ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدَةُ بنُ أَبِي بَرْزَةَ السِّجِسْتَانِيُّ، وَعُمَرُ بنُ عُبَيْدٍ، وَعُمَرُ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَعُمَرُ بنُ يَزِيْدَ، وَعُمَرُ بنُ حَبِيْبٍ، وَعُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُقَدَّمٍ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ الطَّائِيُّ، وَعُمَرُ بنُ هَارُوْنَ، وَعُمَرُ بنُ مَرْوَانَ الجَلاَّبُ، وَعُمَرُ بنُ، وَجِيْهٍ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَعَبْدُ المُنْعِمِ بنُ نُعَيْمٍ، وَعَامِرُ بنُ خِدَاشٍ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ سُلَيْمَانَ أَوِ ابْنُ عُثْمَانَ، وَعِمْرَانُ بنُ الرَّبِيْعِ، وَعَمْرُو بنُ هَاشِمٍ، وَعَبَّادُ بنُ كَثِيْرٍ الثَّقَفِيُّ، وَعَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَعَدِيُّ بنُ الفَضْلِ، وَعِيْسَى بنُ شُعَيْبٍ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ رَبِّهِ بنُ سَعِيْدٍ، وَعَلِيُّ بنُ هَاشِمٍ، وَعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، وَعَلِيُّ بنُ القَاسِمِ العُمَرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ هَاشِمِ بنِ هَاشِمٍ، وَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، وَعَلِيُّ بنُ هَاشِمِ بنِ مَرْزُوْقٍ، وَعَلِيُّ بنُ صَالِحٍ، وَعِيْسَى بنُ ثَوْبَانَ، وَعِيْسَى بنُ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ، وَعُمَارَةُ بنُ غَزِيَّةَ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ الفَقِيْهُ، وَعَمْرُو بنُ جُمَيْعٍ، وَعَمْرُو بنُ أَبِي قَيْسٍ، وَعُثْمَانُ بنُ الحَكَمِ، وَعُثْمَانُ بنُ مُخَارِقٍ، وَعُقْبَةُ بنُ خَالِدٍ، وَعِصْمَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الزُّرَقِيُّ، وَعَائِذُ بنُ حَبِيْبٍ، وَعَمَّارُ بنُ رُزَيْقٍ، وَعَمَّارُ بنُ سَيْفٍ، وَعَطَاءُ بنُ جَبَلَةَ،

وَعُمَرُ بنُ الخَطَّابِ بنِ أَبِي خَيْرَةَ. وَغَسَّانُ بنُ غَيْلاَنَ، وَغِيَاثُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَفُضَيْلُ بنُ عياض، وفرح ابن فَضَالَةَ، وَفُلَيْحُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَفُلَيْحُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَفَضَالَةُ بنُ نُوْحٍ، وَفِطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ، وَقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ، وَالقَاسِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ العُمَرِيُّ، وَالقَاسِمُ بنُ مَعْنٍ، وَالقَاسِمُ بنُ الحَكَمِ، وَقُرَيْبٌ الأَصْمَعِيُّ، وَكِنَانَةُ بنُ جَبَلَةَ، وَكَثِيْرُ بنُ زِيَادٍ أَبُو سَهْلٍ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ عَجْلاَنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ، وَرْدٍ العِجْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَارِئُ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْنٍ السُّكَّرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُغِيْثٍ البَجَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ المَدَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ أَبُو سَعِيْدٍ المُؤَدِّبُ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ رَجَاءٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ دِيْنَارٍ الطَّاحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَرْوَانَ العِجْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ زِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْنٍ الأَسَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِصْمَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ العَرْزَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جُحَادَةَ، وَمَالِكٌ، وَمَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَمَرْوَانُ بنُ سَالِمٍ، وَمَعْمَرٌ، وَمَنْدَلٌ، وَمُفَضَّلُ بنُ يُوْنُسَ، وَمَسْلَمَةُ بنُ عُلَيٍّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ يَسِيْرٍ، وَمَنْصُوْرُ بنُ الأَسْوَدِ، وَمُصَادُ بنُ عُقْبَةَ، وَمِسْكِيْنٌ أَبُو فَاطِمَةَ الطَّاحِيُّ، وَالمُسَيِّبُ بنُ شَرِيْكٍ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ يَحْيَى، وَمُعَلَّى بنُ هِلاَلٍ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، وَمُغَلِّسُ بنُ زِيَادٍ، وَمُقَاتِلُ بنُ حَيَّانَ، وَمِسْعَرٌ، وَمَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَنُوْحُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَنُوْحُ بنُ المُخْتَارِ، وَالنَّضْرُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ، وَالنُّعْمَانُ أَبُو حَنِيْفَةَ، وَنَصْرُ بنُ بَابٍ، وَنَصْرُ بنُ طَرِيْفٍ، وَأَبُو عَوَانَةَ الوَضَّاحُ، وَوُهَيْبٌ، وَهَمَّامٌ، وَهُشَيْمٌ، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَهِشَامُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ، وَهِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، وَهِشَامُ بنُ أَبِي عبد الله، وهارون بن عنترة، وهاشم ابن يَحْيَى الغَسَّانِيُّ، وَهُرَيْمُ بنُ سُفْيَانَ، وَهَبَّارُ بنُ عُقَيْلٍ، وَالهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، وَهِشَامُ بنُ زَيْدٍ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ النَّوْفَلِيُّ، وَيَزِيْدُ بنُ عَمْرٍو، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَفْصٍ كُوْفِيٌّ، وَيُوْنُسُ بنُ رَاشِدٍ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَأَبُو عُقَيْلٍ يَحْيَى بنُ المُتَوَكِّلِ، وَأَبُو المِقْدَامِ يَحْيَى بنُ ثَعْلَبَةَ، وَيَحْيَى بن أيوب المصري، ويحيى ابن العَلاَءِ الرَّازِيُّ، وَيَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الأَجْلَحِ، وَيَحْيَى بنُ المُهَلَّبِ أَبُو كُدَيْنَةَ، وَيَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ، وَالقَاضِي أَبُو يُوْسُفَ يَعْقُوْبُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي سَبْرَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ قَالاَ، أَنْبَأَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ البُسْرِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاهِبِ الحَارِثِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بنُ مَظْعُوْنٍ كَشَفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ بَكَى بُكَاءً طَوِيْلاً فَلَمَّا رُفِعَ عَلَى السَّرِيْرِ قَالَ: "طُوْبَاكَ يَا عُثْمَانُ لَمْ تَلْبَسْكَ الدُّنْيَا وَلَمْ تَلْبَسْهَا". مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ هَذَا المعروف بالمحرم: ضعفوه.

عبد ربه بن سعيد، سعد بن سعيد الأنصاري

عبد ربه بن سعيد، سعد بن سعيد الأنصاري: أخوه: 829- عبد ربه بن سعيد 1: "ع" يَرْوِي عَنْ: أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ, وَأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعَمْرَةَ, وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ -أَحَدُ شُيُوْخِهِ- وَشُعْبَةُ, وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ, وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: كَانَ حَيَّ الفُؤَادِ, وَقَّاداً. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. أَخُوْهُمَا: 830- سَعْدُ بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ 2: "م، 4" أَحَدُ الثِّقَاتِ. يَرْوِي عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَالسَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ. حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَابْنُ المُبَارَكِ, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ فيه النسائي: ليس بالقوي.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1760"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 271" و"2/ 724 و736"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 213"، الكاشف "2/ ترجمة 3167"، تاريخ الإسلام "5/ 274"، تهذيب التهذيب "6/ 126"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4008". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1948"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 370"، تاريخ الإسلام "6/ 8"، الكاشف "1/ ترجمة 1845"، ميزان الاعتدال "2/ 120" تهذيب التهذيب "3/ 470"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2382".

عبد الرحمن بن القاسم

831- عبد الرحمن بن القاسم 1: "ع" عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلِيْفَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي بكر الصديق, الإِمَامُ الثَّبْتُ الفَقِيْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ, القُرَشِيُّ, التَّيْمِيُّ, البَكْرِيُّ, المَدَنِيُّ. سَمِعَ: أَبَاهُ وَأَسْلَمَ العُمَرِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ, وَطَائِفَةً سِوَاهُم, وَمَا عَلِمْتُ لَهُ رِوَايَةً، عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ, وَعِدَادُهُ فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَالأَوْزَاعِيُّ, وَمَالِكٌ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَآخَرُوْنَ, وَكَانَ إِمَاماً حُجَّةً وَرِعاً فَقِيْهَ النَّفسِ كَبِيْرَ الشَّأْنِ. رَوَى البُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الحَجِّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ, وَكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ2. قُلْتُ: وَهُوَ خَالُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ مَوْلِدُهُ: فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ, وَأَنَا أَتَعَجَّبُ كَيْفَ لَمْ يَحْمِلْ، عَنْ جَابِرٍ وَسَهْلِ بنِ سَعْدٍ؟! وَقَدْ طَلَبَهُ الخَلِيْفَةُ الفَاسِقُ الوَلِيْدُ بنُ يَزِيْدَ الى الشام في جماعة لِيَسْتَفْتِيَهُم, فَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ بِحَوْرَانَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ وَهُوَ فِي عَشْرِ السَّبْعِيْنَ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ, أَخْبَرَكُم مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الفَرَجِ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, أَخْبَرَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيُّ, أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بن محمد بن مهدي, حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "حاضت صفية بنت حيي بعدما أَفَاضَتْ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَحَابِسَتُنَا هِيَ? فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ ثُمَّ حَاضَتْ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ: "فَلْتَنْفِرْ إِذاً" 3. وَبِهِ, إِلَى الزَّعْفَرَانِيِّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِثْلَهُ إلَّا أَنَّهُ قَالَ: "فَلاَ إِذاً" 4. أَخْرَجَ الأَوَّلَ: النَّسَائِيُّ, وَالثَّانِيَ: مسلم, كلاهما من حديث ابن عيينة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1086"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 238" و"2/ 280-281" و"3/ 28" الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1324"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 112"، الكاشف "2/ ترجمة 3334"، تاريخ الإسلام "5/ 102"، تهذيب التهذيب "6/ 254"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4219"، شذرات الذهب "1/ 171". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1754" حدثنا علي بن عبد الله، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ -وَكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ- يقول: سمعت عائشة -رضي الله عنها- تَقُوْلُ: طَيَّبْتُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي هاتين حِيْنَ أَحْرَمَ، وَلِحِلِّهِ حِيْنَ أَحَلَّ قَبْلَ أَنْ يطوف، وبسطت يدها". 3 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 82"، والبخاري "4401"، ومسلم "1211"، من طريق الزهري، عن أبي سلمة وعروة، عن عائشة، به، وأخرجه الشافعي في "مسنده" "1/ 367"، وأحمد "6/ 38 و164"، وابن ماجه "3072"، وابن خزيمة "3002"، وابن الجارود "496"، والطحاوي "2/ 234"، والبيهقي "5/ 162" من طرق عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. 4 صحيح: أخرجه مسلم "1211" "383" من طريق سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم، به.

سالم أبو النضر

832- سالم أبو النضر 1: "ع" سَالِمٌ, أَبُو النَّضْرِ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ المَدَنِيُّ, كَاتِبُ عُمَرَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ, وَمَوْلاَهُ. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَعُبَيْدِ بنِ حنين, وبسر بن سعيد, وسليمان بن يَسَارٍ, وَعُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ, وَعَامِرِ بنِ سعد وكتب إليه بحديث عبد الله ابن أَبِي أَوْفَى -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي" الصَّحِيْحَيْنِ" وَهُوَ حَدِيْثُ: "لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ" 2. رَوَى عَنْهُ: مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ, وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ, وَمَالِكٌ, وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ, وَالسُّفْيَانَانِ, وَفُلَيْحُ بنُ سُلَيْمَانَ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِيْنَ حَدِيْثاً. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ, ثِقَةٌ. قِيْلَ: تُوُفِّيَ سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ وَقَالَ أَبُو عبيد القاسم ابن سلام: توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2139"، الكنى للدولابي "2/ 137"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 779"، تاريخ الإسلام "5/ 76"، الكاشف "1/ ترجمة 1783"، تهذيب التهذيب "3/ 431"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2313"، شذرات الذهب "1/ 176". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3025"، ومسلم "1742" من طريق موسى بن عقبة، قال: حدثني سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله، كنت كاتبا له قال: كتب إليه عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فذكره. وورد عن أبي هريرة: أخرجه مسلم "1714".

الخلال، عبيد الله بن أبي جعفر

الخلال، عبيد الله بن أبي جعفر: 833- الخلال 1: الوَزِيْرُ القَائِمُ بِأَعْبَاءِ الدَّوْلَةِ السَّفَّاحِيَّةِ, أَبُو سَلَمَةَ حَفْصُ بنُ سُلَيْمَانَ الهَمْدَانِيُّ مَوْلاَهُم, الكُوْفِيُّ رَجُلٌ شَهْمٌ, سَائِسٌ شُجَاعٌ, مُتَمَوِّلٌ, ذُوْ مُفَاكَهَةٍ, وَأَدَبٍ, وَخِبْرَةٍ بِالأُمُوْرِ وَكَانَ صَيْرَفِيّاً2 أَنفَقَ أَمْوَالاً كَثِيْرَةً فِي إِقَامَةِ الدَّولَةِ, وَذَهَبَ إِلَى خُرَاسَانَ. وَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ تَابِعاً لَهُ فِي الدَّعْوَةِ, ثُمَّ تُوُهِّمَ مِنْهُ مَيْلٌ إِلَى آلِ عَلِيٍّ عِنْدَمَا قَتَلَ مَرْوَانُ إِبْرَاهِيْمَ الإِمَامَ, فَلَمَّا قَامَ السَّفَّاحُ, وَزَرَ لَهُ وَفِي النَّفْسِ شَيْءٌ, ثُمَّ كَتَبَ أَبُو مُسْلِمٍ إِلَى السَّفَّاحِ يُحَسِّنُ لَهُ قَتْلَهُ, فَأَبَى, وَقَالَ: رَجُلٌ قَدْ بَذَلَ نَفْسَهُ وَمَالَهُ لَنَا. فَدَسَّ عَلَيْهِ أَبُو مُسْلِمٍ مَنْ سَافَرَ إِلَيْهِ وَقَتَلَهُ غِيْلَةً لَيْلاً بِالأَنْبَارِ فَإِنَّهُ خَرَجَ مِنَ السَّمَرِ مِنْ عِنْدِ الخَلِيْفَةِ فَشَدَّ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ فَقَتَلُوْهُ وَذَلِكَ بَعْدَ قِيَامِ السَّفَّاحِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ فِي رَجَبِهَا. وَتَحَدَّثَ العَوَامُّ أَنَّ الخَوَارِجَ قَتَلُوْهُ. وَكَانَ -سَامَحَهُ اللهُ- يُقَالَ لَهُ: وَزِيْرُ آلِ مُحَمَّدٍ وَكَانَ يَنْزِلُ دَربَ الخَلاَّلِيْنَ, فَعُرِفَ بِذَلِكَ وَفِيْهِ قِيْلَ: إِنَّ الوَزِيْرَ وَزِيْرَ آلِ مُحَمَّدٍ ... أَوْدَى فَمَنْ يَشْنَاكَ صَارَ وَزِيْرَا 834- عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي جعفر 3: "ع" الإِمَامُ, الحَافِظُ, فَقِيْهُ مِصْرَ, أَبُو بَكْرٍ المِصْرِيُّ, الكِنَانِيُّ مَوْلاَهُم, اللَّيْثِيُّ وَقِيْلَ: وَلاَؤُهُ لِبَنِي أُمَيَّةَ وَاسْمُ أَبِيْهِ: يَسَارٌ. قَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: يَسَارٌ مَوْلَى عُرْوَةَ بنِ شُيَيْمٍ اللَّيْثِيِّ, رَأَى عَبْدَ اللهِ بنَ الحَارِثِ بنِ جَزْءٍ الصَّحَابِيَّ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ والشعبي, وعطاء, وعبد الرحمن ابن هُرْمُزَ الأَعْرَجِ, وَحَمْزَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ, وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ, وَأَبِي الأَسْوَدِ يتيم عروة, وأبي

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "2/ ترجمة 201"، شذرات الذهب لابن العماد "1/ 191". 2 الصيرفي: المحتال المتقلب في أموره المتصرف في الأمور المجرب لها، قال سويد أبي كاهل اليشكري ولسانا صيرفيا صارما.... كحسام السيف مامس قطع. 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 514"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1197"، المعرفة والتاريخ "2/ 463"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1478"، الكاشف "2/ ترجمة 3585"، ميزان الاعتدال "3/ 4"، تاريخ الإسلام "5/ 272"، تهذيب التهذيب "7/ 5"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4534"، شذرات الذهب "1/ 190".

عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ, وَمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ, وَسَالِمِ بنِ أَبِي سَالِمٍ الجَيْشَانِيِّ, وَبُكَيْرِ بنِ الأَشَجِّ, وطائفة. وَعَنْهُ: عَمْرُو بنُ مَالِكٍ الشَّرْعَبِيُّ, وَعُمَارَةُ بنُ غَزِيَّةَ, وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي أَيُّوْبَ, وَحَيْوَةُ بنُ شُرِيْحٍ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ شُرَيْحٍ, وَابْنُ إِسْحَاقَ, وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ, وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ, وَابْنُ لَهِيْعَةَ, وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ, وَخَالِدُ بنُ حُمَيْدٍ المَهْرِيُّ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ, كَانَ يَتَفَقَّهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ, بَابَةُ1 يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ, فَقِيْهُ زَمَانِه. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيُّ: كَانَ فَقِيْهاً فِي زَمَانِهِ وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ عَالِماً, زَاهِداً, عَابِداً. سَعِيْدُ بنُ زَكَرِيَّا الأَدَمُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي دَاوُدَ يَقُوْلُ: مَا رَأتْ عَيْنَايَ عَالِماً زَاهِداً إلَّا عُبَيْدَ اللهِ بنَ أَبِي جَعْفَرٍ. وَرَوَى إِبْرَاهِيْمُ بنُ نَشِيْطٍ الوَعْلاَنِيُّ2، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ, قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَا اسْتَعَانَ عَبْدٌ عَلَى دِيْنِه بِمِثْلِ الخَشْيَةِ مِنَ اللهِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ شُرَيْحٍ: عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ, قَالَ: غَزَوْنَا القُسْطَنْطِيْنِيَّةَ فَكُسِرَ بِنَا مَركَبُنَا, فَأَلْقَانَا المَوجُ عَلَى خَشَبَةٍ فِي البَحْرِ, وَكُنَّا خَمْسَةً أَوْ سِتَّةً, فَأَنبَتَ اللهُ لَنَا بَعَدَدِنَا وَرَقَةً لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا فَكُنَّا نَمُصُّهَا فَتُشبِعُنَا وَتَروِينَا فَإِذَا أَمْسَينَا أَنبَتَ اللهُ لَنَا مَكَانَهَا. قَالَ رِشْدِيْنُ بنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا الحَجَّاجُ بنُ شَدَّادٍ: سَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ بنَ أَبِي جَعْفَرٍ -وَكَانَ أَحَدَ الحُكَمَاءِ- قَالَ: إِذَا كَانَ المَرْءُ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسٍ فَأَعْجَبَه الحَدِيْثُ فَلْيُمْسِكْ وَإِذَا كَانَ سَاكِتاً فَأَعْجَبَه السُّكُوتُ فَلْيَتَحَدَّثْ. قَالَ ابْنُ لَهِيْعَةَ: وُلدَ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ سَنَةَ سِتِّيْنَ, وَهُوَ مِنْ سَبْيِ طَرَابُلُسَ المَغْرِبِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ مَدْخَلَ المُسَوَّدَةِ يَعْنِي: بَنِي العَبَّاسِ- فِي ذي الحجة سنة اثنتين

_ 1 بابة: أي في منزلة. قال ابن السكيت وغيره: البابة عند العرب: الوجه والبابات: الوجوه. وأنشد بيت تميم بن مقبل: تخير بابات الكتاب هجائيا قال معناه: تخير هجائي من وجوه الكتاب، ويقال هذا شيء من بابتك أي يصلح لك. 2 نسبة إلى وعلان، وهي بطن من مراد.

وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ, وَصَلَّى عَلَيْهِ: أَبُو عَوْنٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ يَزِيْدَ أَمِيْرُ مِصْرَ وَقَالَ خَلِيْفَةُ: مَاتَ سنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَقِيْلَ: سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ مَرَّةً: لَيْسَ بِالقَوِيِّ وَاسْتَنكَرَ لَهُ حَدِيْثاً ثَابِتاً فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" فِي: "مَنْ مات وعليه صوم صام عنه وليه" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1952"، ومسلم "1147"، وأبو داود "2400".

مغيرة

835- مغيرة 2: "ع" مغيرة بن مقسم, الإِمَامُ, العَلاَّمَةُ, الثِّقَةُ, أَبُو هِشَامٍ الضَّبِّيُّ مَوْلاَهُم, الكُوْفِيُّ الأَعْمَى الفَقِيْهُ يُلْحَقُ بِصِغَارِ التَّابِعِيْنَ, لَكِنِّي لَمْ أَعْلَمْ لَهُ شَيْئاً، عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي وَائِلٍ, وَمُجَاهِدٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ, وَالشَّعْبِيِّ, وَعِكْرِمَةَ, وَأُمِّ مُوْسَى سُرِّيَّةِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَأَبِي رَزِيْنٍ الأَسَدِيِّ, وَنُعَيْمِ بنِ أَبِي هِنْدٍ, وَمَعَبْدِ بنِ خَالِدٍ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نُعْمٍ, وَأَبِي مَعْشَرٍ زِيَادِ بنِ حَبِيْبٍ, وَالحَارِثِ العُكْلِيِّ, وَسَعْدِ بنِ عُبَيْدَةَ, وَسِمَاكِ بنِ حَرْبٍ, وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ -أَحَدُ التَّابِعِيْنَ- وَشُعْبَةُ, وَالثَّوْرِيُّ, وَزَائِدَةُ, وَزُهَيْرٌ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَهُشَيْمٌ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ, وَإِسْرَائِيْلُ, وَالحَسَنُ بنُ صَالِحٍ, وَسُعَيْرُ بنُ الخِمْسِ, وَمُفَضَّلُ بنُ مُهَلْهِلٍ, وَأَبُو الأَحْوَصِ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ, وَخَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ, وَعُمَرُ بنُ عُبَيْدٍ, وَعَبْثَرُ بنُ القَاسِمِ, وَالمُفَضَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ, وَمَنْصُوْرُ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ, وَمُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ, وَخَلْقٌ. رَوَى حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَانَ مُغِيْرَةُ أَحْفَظَ مِنَ الحَكَمِ. وَفِي رِوَايَةٍ: أَحْفَظَ مِنْ حَمَّادٍ. وَرَوَى نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ قَالَ: كَانَ مُغِيْرَةُ يُدَلِّسُ, وَكُنَّا لاَ نَكْتُبُ إلَّا مَا قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: كَانَ مُغِيْرَةُ مِنْ أَفْقَهِهِم مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْقَه منه فلزمته.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1952"، ومسلم "1147"، وأبو داود "2400". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 337"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1381"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1030"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 136"، الكاشف "3/ ترجمة 5701"، تاريخ الإسلام "5/ 302"، ميزان الاعتدال "4/ 165-166"، تهذيب التهذيب "10/ 269"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7164"، شذرات الذهب "1/ 191".

قَالَ يَحْيَى بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ, قَالَ: قَالَ مُغِيْرَةُ: مَا وَقَعَ فِي مَسَامعِي شَيْءٌ فَنَسِيتُه. قُلْتُ: هَذَا -وَاللهِ- الحِفظُ, لاَ حِفْظُ مَنْ دَرَسَ كِتَاباً مَرَّاتٍ عِدَّةً حَتَّى عَرَضَه, ثُمَّ تَخَبَّطَ عَلَيْهِ, ثُمَّ دَرَسَه وَحَفِظَه, ثُمَّ نَسِيَه, أَوْ أَكْثَرَه. قَالَ مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ أَبِي يَحُثُّنِي عَلَى حَدِيْثِ المُغِيْرَةِ, وَكَانَ عِنْدَه كِتَابٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ، عَنْ يَحْيَى, قَالَ: كَانَ مُغِيْرَةُ أَحْفَظَ مِنْ حَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي: مُغِيْرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَحَبُّ إِلَيْكَ, أَمِ ابْنُ شُبْرُمَةَ؟ فَقَالَ: جَمِيْعاً ثِقَتَانِ. قَالَ العِجْلِيُّ: مُغِيْرَةُ ثِقَةٌ, فَقِيْهٌ إلَّا أَنَّهُ كَانَ يُرسِلُ الحَدِيْثَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ, وَإِذَا وُقِّفَ أَخْبَرَهُم مِمَّنْ سَمِعَهُ وَكَانَ مِنْ فُقَهَاءِ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ, وَكَانَ أَعْمَى, وَكَانَ عُثْمَانِيّاً يَحْمِلُ بَعْضَ الحِملِ عَلَى عَلِيٍّ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعَ مُغِيْرَةُ مِنْ أَبِي وَائِلٍ, وَمِنْ أَبِي رَزِيْنٍ, وَسَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيْمَ مائَةً وَثَمَانِيْنَ حَدِيْثاً إِلَى أَنْ قَالَ, وَمُغِيْرَةُ لاَ يُدَلِّسُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ جَرِيْرٌ: جَلَسْتُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ فَقَالَ: إِنَّمَا سَمِعَ مُغِيْرَةُ مِنْ إِبْرَاهِيْمَ أَرْبَعَةَ أَحَادِيْثَ فَلَمْ أَقُلْ شَيْئاً. قَالَ عَلِيٌّ: وَكِتَابُ جَرِيْرٍ، عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ مائَةُ حَدِيْثٍ سَمَاعٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَدخَلَ مُغِيْرَةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيْمَ قَرِيْباً مِنْ عِشْرِيْنَ رَجُلاً وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ جَرِيْرٌ، عَنْ مُغِيْرَةَ: إِنِّي لأَحتَسِبُ اليَوْمَ فِي مَنْعِيَ الحَدِيْثَ كَمَا يَحتَسِبُوْنَ فِي بَذلِه. وَرَوَى جَرِيْرٌ عَنْهُ قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ اللِّسَانُ بِمَا لاَ يَعْنِيْهِ قَالَ: القَفَا وَاحَرْبَاهُ!. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ, وَأَحْمَدُ: مَاتَ سنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: سنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ. قَرَأْتُ بِبَعْلَبَكَّ عَلَى أَبِي الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ, وَعَبْدُ الوَلِيِّ بنُ رَافِعٍ الخَطِيْبِ, وَسَمِعْتُه بِدِمَشْقَ مِنْ عِيْسَى بنِ بَرَكَةَ, وَأَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ, وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ،

أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ حُضُوْراً، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ زُنْبُوْرٍ, حَدَّثَنَا يحي بنُ صَاعِدٍ, حَدَّثَنَا زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ, حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا مُغِيْرَةُ، عَنْ شِبَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ هُنَيِّ بنِ نُوَيْرَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَعَفَّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلُ الإِيْمَانِ" 1 تَابَعَهُ شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيْرَةَ أَخْرَجَهُ أبو داود، عن زياد.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه الطيالسي "274"، وأحمد "1/ 393"، والبيهقي في "السنن" "8/ 61" من طريق المغيرة، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ هُنَيِّ بنِ نُوَيْرَةَ، عَنْ علقمة، عن عبد الله، به مرفوعا. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: المغيرة، وهو ابن مقسم الضبي، ثقة متقن، من رجال الشيخين، إلا أنه يدلس وبخاصة عن إبراهيم، وهو ابن يزيد النخعي، وقد عنعنه. العلة الثانية: هني بن نويرة، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب" مقبول. لكن الحديث قد ورد بواسطة شباك الضبي بين المغيرة بن مقسم، وإبراهيم بن يزيد النخعي، فقد أخرجه ابن أبي شيبة "9/ 420"، وأبو داود "2666"، وابن ماجه "2682"، وأبو يعلى "4973" و"4974". والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "3/ 183"، والبيهقي في "السنن" "9/ 71"، من طريق المغيرة، عن شباك، عن إبراهيم، عن هني بن نويرة، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته بن نويرة، مجهول كما علمت. وأخرجه ابن ماجه "2681" عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن هشيم، عن مغيرة، عن شباك، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، به. قلت: ولم يذكر هنيا، وزاد شباكا، لكن هشيما وإن كان ثقة ثبتا، لكنه كان كثير التدليس والإرسال الخفي، فالإسناد ضعيف، لكن الحديث يرتقى للحسن بمجموع الطريقين والله أعلم. وقد ورد الحديث موقوفا على عبد الله بن مسعود: عند عبد الرزاق "18232"، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" "9737" عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود موقوفا. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه ابن أبي شيبة "9/ 420"، من طريق حفص، عن الأعمش، عن إبراهيم أنه مر على ابن مكعبر وقد قطع زياد يديه ورجليه، فقال سمعت عبد الله يقول: "إن أعف الناس قتلة أهل الإيمان".

عاصم بن سليمان

836- عاصم بن سليمان 1: "ع" الإِمَامُ, الحَافِظُ, مُحَدِّثُ البَصْرَةِ, أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَصْرِيُّ, الأَحْوَلُ, مُحْتَسِبُ المَدَائِنِ قِيْلَ: وَلاَؤُهُ لِتَمِيْمٍ وَقِيْلَ: لِبَنِي أُمَيَّةَ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ سَرْجِسَ, وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ وَعَنْ: رُفَيْعٍ أَبِي العَالِيَةِ, وَمُعَاذَةَ, وَحَفْصَةَ بِنْتِ سِيْرِيْنَ, وَعَمْرِو بنِ سَلَمَةَ الجَرْمِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ العُقَيْلِيِّ, وَأَبِي قِلاَبَةَ, وَالشَّعْبِيِّ, وَالنَّضْرِ بنِ أَنَسٍ, وَأَبِي نَضْرَةَ, وَأَبِي الصِّدِّيْقِ النَّاجِي, وَبَكْرٍ المُزَنِيِّ, وَسَوَادَةَ بنِ عَاصِمٍ, وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَالحَسَنِ وَابْنِ سِيْرِيْنَ, وَأَبِي المُتَوَكِّلِ النَّاجِي, وَأَبِي الوليد عبد الله بن يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَكَانَ مِنَ الحُفَّاظِ المَعْدُوْدِيْنَ. رَوَى عَنْهُ: قَتَادَةُ, وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ, وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, وَشُعْبَةُ, وَشَرِيْكٌ, وَمَعْمَرٌ, وَهُشَيْمٌ, وَثَابِتُ بنُ يَزِيْدَ الأَحْوَلُ, وَالحَسَنُ بنُ حَيٍّ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ, وَابْنُ عُلَيَّةَ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وزهير, والسفيانات, وَعَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ, وَأَبُو مُعَاوِيَةَ, وَعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ, وَابْنُ فُضَيْلٍ, وَمَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ, وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوُ مائَةٍ وَخَمْسِيْنَ حَدِيْثاً. قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: عَاصِمٌ الأَحْوَلُ لَمْ يَكُنْ بِالحَافِظِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ يَحْيَى القَطَّانُ يُضَعِّفُ عَاصِماً الأَحْوَلَ. وَقَالَ حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ: عَاصِمٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَتَادَةَ فِي أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ لأَنَّهُ أَحْفَظَهُمَا. ابْنُ المُبَارَكِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: أَدْرَكْتُ حُفَّاظَ النَّاسِ أَرْبَعَةً إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ قَالَ: وَأَرَى هِشَاماً الدَّسْتُوَائِيَّ مِنْهُم وَرَوَى نَوْفَلُ بنُ مُطَهِّرٍ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حُفَّاظُ البَصْرَةِ ثَلاَثَةٌ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ. وَقَالَ: حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ إِذَا قَالَ عَاصِمٌ زَعَمَ فَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بِشَكٍّ. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ مِنْ حُفَّاظِ أَصْحَابِه. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ مَعِيْنٍ وَأَبُو زرعة وطائفة: ثقة ووثقه: علي ابن المَدِيْنِيِّ وَقَالَ مَرَّةً: ثَبْتٌ. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ وابن مثنى وغيرهما: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثٍ وأربعين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 256 و319"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3058"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1900"، الأنساب "للسمعاني "1/ 149" و"10/ 493"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 144"، الكاشف "2/ ترجمة 2524"، تاريخ الإسلام "6/ 86"، ميزان الاعتدال "2/ 350"، تهذيب التهذيب "5/ 42"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3228"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 210".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُخْتَارٍ "ح" وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنَيْرٍ قَالاَ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ, أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ, أَخْبَرَنَا هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَيَّاشٍ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ المِقْدَامِ, حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سَرْجِسَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ, فَدُرْتُ مِنْ خَلْفِهِ, فَعَرَفَ الَّذِي أُرِيْدُ, فَأَلْقَى الرِّدَاءَ، عَنْ ظَهْرِه فَرَأَيْتُ مَوْضِعَ الخَاتَمِ عَلَى نُغْضِ كَتِفِه مِثْلَ الجُمْعِ حَوْلَه خِيْلاَنُ كَأَنَّهَا الثَّآلِيْلُ فَرَجَعتُ حَتَّى اسْتَقبَلْتُه فَقُلْتُ غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ فَقَالَ: "وَلَكَ" فَقَالَ القَوْمُ اسْتَغْفرَ لَكَ رَسُوْلُ اللهِ فَقَالَ: نَعَمْ وَلَكُم ثم تلا {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات} [محمد: 19] 1.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2346"، وأحمد "5/ 82" من طريق عاصم بن سليمان به. وقوله: نغض الكتف". أعلى الكتف. وقيل: هو العظم الرقيق الذي على طرفه وقيل: مايظهر منه عند التحرك. سمى ناغضا لتحركه. الجمع: معناه أنه كجمع الكف وهو صورته بعد أن تجمع الأصابع وتضمها. قوله: "خيلان": جمع خال. وهو الشامة في الجسد. قوله: "الثآليل": جمع ثؤلول. وهو حبيبات تعلو الجسد. قال القاضي عياض: وهذه الروايات متقاربة متفقة على أنها شاخص في جسده قدر بيضة الحمامة، ونحو بيضة الحجلة وزر الحجلة. والمعنى هنا أنها على هيئة جمع الكف لكنه أصغر منه في قدر بيضة الحمامة.

أيوب السختياني

837- أيوب السختياني 1: "ع" الإِمَامُ, الحَافِظُ سَيِّدُ العُلَمَاءِ, أَبُو بَكْرٍ بن أبي تميمة كيسان العنزي مَوْلاَهُم, البَصْرِيُّ, الآدَمِيُّ وَيُقَالُ: وَلاَؤُهُ لِطَهِيِّةَ. وَقِيْلَ: لِجُهَيْنَةَ. عِدَادُه فِي صِغَارِ التَّابعِيْنَ. سَمِعَ مِنْ أَبِي بُرَيْدٍ عَمْرِو بنِ سَلِمَةَ الجَرْمِيِّ, وَأَبِي عثمان النهدي, وسعيد ابن جُبَيْرٍ, وَأَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ, وَأَبِي قِلاَبَةَ الجَرْمِيِّ, وَمُجَاهِدِ بنِ جَبْرٍ, وَالحَسَنِ البَصْرِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ, وَمُعَاذَةَ العَدَوِيَّةِ, وَقَيْسِ بنِ عَبَايَةَ الحَنَفِيِّ, وَأَبِي رَجَاءٍ عِمْرَانَ بن ملحان العطاردي وعكرمة مولى بن عَبَّاسٍ, وَأَبِي مِجْلَزٍ لاَحِقِ بنِ حُمَيْدٍ, وَحَفْصَةَ بنت سيرين, ويوسف ابن مَاهَكَ, وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ, وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ, وَأَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ, وَحُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ, وَأَبِي الوَلِيْدِ عَبْدِ اللهِ بن الحارث, والأعرج, وعمرو ابن شُعَيْبٍ, وَالقَاسِمِ بنِ عَاصِمٍ, وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ, وابن أبي مليكة, وقتادة, وخلق سواهم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 246"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 915"، حلية الأولياء "3/ 2- 14"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 117"، تهذيب التهذيب "1/ 397"، شذرت الذهب لابن العماد "1/ 181".

حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ, وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ, وَالزُّهْرِيُّ, وَقَتَادَةُ -وَهُم مِنْ شُيُوْخِهِ- وَيَحْيَى بن أبي كَثِيْرٍ, وَشُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ, وَمَالِكٌ, وَمَعْمَرٌ, وَعَبْدُ الوَارِثِ, وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, وَسُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, وَمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ, وَوُهَيْبٌ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ, وَعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ حَرْبٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطفاوي, ونوح بن قيس الحداني, وهشيم ابن بَشِيْرٍ, وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ, وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ, وَأُمَمٌ سِوَاهُم. مَوْلِدُه عَامَ تُوُفِّيَ ابْنُ عَبَّاسٍ, سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ. وَقَدْ رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ, وَمَا وَجَدْنَا لَهُ عَنْهُ رِوَايَةً, مَعَ كَوْنِه مَعَهُ فِي بَلَدٍ وَكَونِه أَدْرَكَه وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, حَدَّثَنِي عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ, حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ, حَدَّثَنَا الجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ: أَيُّوْبُ سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ البَصْرَةِ. وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الصَّوَّافُ, حَدَّثَنَا بِشْرٌ, حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ, قَالَ: لَقِيَ ابْن عُيَيْنَةَ سِتَّةً وَثَمَانِيْنَ مِنَ التَّابِعِيْنَ وَكَانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَيُّوْبَ. حَدَّثَنَا حَبِيْبُ بنُ الحَسَنِ, حَدَّثَنَا يُسْرُ بنُ أَنَسٍ البَغْدَادِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو يُوْنُسَ المَدِيْنِيُّ, حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ, فَإِذَا ذَكرْنَا لَهُ حَدِيْثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَكَى حَتَّى نَرحَمَه. حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ بنُ جَبَلَةَ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ, حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ، عَنْ سَلاَمٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ يَقُوْمُ اللَّيلَ كُلَّه فَيُخفِي ذَلِكَ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ رَفعَ صَوْتَه كَأَنَّهُ قَامَ تِلْكَ السَّاعَةَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ, حَدَّثَنَا الفِرْيَابِيُّ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ, حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ سَمِعْتُ أَيُّوْبَ وقيل له: مالك لاَ تَنْظُرُ فِي هَذَا يَعْنِي الرَّأْيَ فَقَالَ: قِيْلَ لِلْحِمَارِ إلَّا تَجْتَرُّ? فَقَالَ: أَكْرَهُ مَضْغَ البَاطِلِ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, حَدَّثَنَا عَارِمٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ, قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً قَطُّ أَشَدَّ تَبُسُّماً فِي وَجُوْهِ الرِّجَالِ مِنْ أَيُّوْبَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الجُذُوْعِيُّ, حَدَّثَنَا هُدْبَةُ, حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ: سَمِعْتُ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ: لاَ خَبِيْثَ أخبث من قارىء فاجر.

قَالَ أَبُو أَحْمَدَ فِي "الكُنَى": أَيُّوْبُ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ سِيْرِيْنَ, وَقَتَادَةُ, وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ, وَالأَعْمَشُ, وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ, وَابْنُ عَوْنٍ, وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ, وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ. أَخْبَرَنَا الفَخْرُ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ وَغَيْرُهُ, قَالاَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ طَبَرْزَدْ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ هَزَارَمَرْدَ أَخْبَرَنَا ابْنُ حَبَابَةَ أَخْبَرَنَا البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا عَمِّي, حَدَّثَنَا عَارِمٌ, حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ قَالَ: وُلدَ أَيُّوْبُ قَبْلَ طَاعُوْنِ الجَارِفِ بِسَنَةٍ. قَالَ البَغَوِيُّ: بَلَغَنِي أَنَّ مَولِدَ أَيُّوْبَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ. قُلْتُ: وَكَانَ الطَّاعُوْنُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ يُقَالَ: مَاتَ بِالبَصْرَةِ فِيْهِ فِي ثَلاَثَةِ أيام أو نحوها مئتا أَلْفِ نَفْسٍ. وَبِهِ قَالَ البَغَوِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ غِيَاثٍ, حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ رَأَيْتُ أَيُّوْبَ وَضَعَ يَدَه عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ الحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي مِنَ الشِّرْكِ لَيْسَ بَيْنِي وبينهإلَّا أَبُو تَمِيْمَةَ. وَبِهِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ حَدَّثَنَا مَيْمُوْنٌ الغَزَّالُ قَالَ جَاءَ أَيُّوْبُ فَسَأَل الحَسَنَ، عَنْ أَشْيَاءَ فَلَمَّا قَامَ قَالَ لَنَا الحَسَنُ هَذَا سَيِّدُ الفِتْيَانِ. وَعَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ: قَالَ الحَسَنُ لأَيُّوْبَ: هَذَا سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ البَصْرَةِ. وَبِهِ أَخْبَرَنَا الصَّلْتُ بنُ مَسْعُوْدٍ, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ عُرْوَةَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ بِالبَصْرَةِ مِثْلَ أيوب السختياني, ولا بالكوفة مثل مسعر. وَبِهِ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى, حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ حَدَّثَنِي أَيُّوْبُ سَيِّدُ الفُقَهَاءِ. وَبِهِ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ مَا رَأَيْتُ قَطُّ مِثْلَ أَيُّوْبَ وَيُوْنُسَ وَابْنِ عَوْنٍ. وَعَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالبَصْرَةِ مِثْل أَرْبَعَةٍ فَبَدَأَ بِأَيُّوْبَ. وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: رَأَيْتُ النَّاسَ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَؤُلاَءِ أَيُّوْبَ وَيُوْنُسَ وَابْنِ عَوْنٍ. وَبِهِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْلِمٍ, حَدَّثَنِي حِبَّانُ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ سَمِعْتُ سَلاَّمَ بنَ أَبِي مُطِيْعٍ يَقُوْلُ مَا فُقْنَا أَهْلَ الأَمصَارِ فِي عَصرٍ قَطُّ, إلَّا فِي زَمَنِ أَيُّوْبَ, وَيُوْنُسَ, وَابْنِ عَوْنٍ لَمْ يَكُنْ فِي الأَرْضِ مثلهم.

وَبِهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَوْصِلِيُّ, حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: كَانَ أَيُّوْبُ لاَ يَقِفُ عَلَى آيَةٍ إلَّا إِذَا قَالَ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي} [الأَحْزَابُ: 56] سَكَتَ سَكتَةً. وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ, حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوْبَ, قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ هَا هُنَا, وَكَلاَمُهُم: إِنْ قُضِيَ وَإِنْ قُدِّرَ. وَكَانَ يَقُوْلُ: لِيتَّقِ اللهَ رَجُلٌ فَإِنْ زَهِدَ فَلاَ يَجْعَلَنَّ زُهْدَه عَذَاباً عَلَى النَّاسِ, فَلأَنْ يُخْفِيَ الرَّجُلُ زُهْدَه خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُعْلِنَه. وَكَانَ أَيُّوْبُ مِمَّنْ يُخفِي زُهْدَه دَخَلنَا عَلَيْهِ, فَإِذَا هُوَ عَلَى فِرَاشٍ مُخَمَّسٍ أَحْمَرَ, فَرَفَعتُه- أَوْ رَفَعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا- فَإِذَا خَصَفَةٌ مَحْشُوَّةٌ بِلِيْفٍ. وَبِهِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْلِمٍ, حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ, قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: مَا وَاعَدتُ أَيُّوْبَ مَوْعِداً قَطُّ إلَّا قَالَ حِيْنَ يُفَارِقُنِي لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ مَوْعِدٌ فَإِذَا جِئْتُ وَجَدْتُه قَدْ سَبَقَنِي. وَبِهِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَرْوَزِيُّ, حَدَّثَنَا النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ, أَخْبَرَنِي الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ قَالَ: لَحَنَ أَيُّوْبُ فِي حَرْفٍ, فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ. وَبِهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ: أَنَّهُ رَأَى أَيُّوْبَ بَيْنَ قَبْرَيِ الحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ قَائِماً يَبْكِي يَنْظُرُ إِلَى هَذَا مَرَّةً وَإِلَى هَذَا مَرَّةً. وَبِهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ قَالَ: رَأَيْت الحَسَنَ فِي النَّوْمِ مُقَيَّداً وَرَأَيْتُ ابْنَ سِيْرِيْنَ مُقَيَّداً فِي سَجْنٍ قَالَ: كَأَنَّهُ أَعْجَبَه ذَلِكَ. قَالَ مَخْلَدُ بنُ الحُسَيْنِ قَالَ أَيُّوْبُ مَا صَدَقَ عَبْدٌ قَطُّ فَأَحَبَّ الشُّهرَةَ. رَوَى مُؤَمَّلٌ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَيُّوْبَ فَعَلَيْهِ بِحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ. قُلْتُ صَدَقَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي أَيُّوْبَ هُوَ. وَقَالَ حَمَّادٌ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكرَمَ عَلَى ابْنِ سِيْرِيْنَ مِنْ أَيُّوْبَ. وَقَالَ يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَنصَحَ لِلْعَامَّةِ مِنْ أَيُّوْبَ وَالحَسَنِ. وَرَوَى سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوْبُ فِي مَجْلِسٍ فَجَاءتْهُ عَبْرَةٌ فَجَعَلَ يَمْتَخِطُ وَيَقُوْلُ مَا أَشَدَّ الزُّكَامَ. وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: مَاتَ ابْنُ سِيْرِيْنَ فَقُلْنَا: مَن ثُمَّ? قُلْنَا أَيُّوْبُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ الكَاتِبُ: كَانَ أَيُّوْبُ ثِقَةً ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ جَامِعاً كَثِيْرَ العِلْمِ حُجَّةً عَدلاً.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ, وَسُئِلَ، عَنْ أَيُّوْبَ فَقَالَ: ثِقَةٌ لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ. قُلْتُ: إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي الإِتْقَانِ. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِ مائَةِ حَدِيْثٍ وَأَمَّا ابْنُ عُلَيَّةَ فَقَالَ: كُنَّا نَقُوْلُ: حَدِيْثُ أَيُّوْبَ أَلْفَا حَدِيْثٍ فَمَا أَقَلَّ مَا ذَهَبَ عَلَيَّ مِنْهَا. وَسُئِلَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ عَنْ أَصْحَابِ نَافِعٍ, فَقَالَ: أَيُّوْبُ وَفَضْلُه, وَمَالِكٌ, وَإِتقَانُه, وَعُبَيْدُ اللهِ, وَحِفظُه. رَوَى ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوْبُ يَؤُمُّ أَهْلَ مَسْجِدِه فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَيُصَلِّي بِهِم فِي الرَّكعَةِ قَدرَ ثَلاَثِيْنَ آيَةً, وَيُصَلِّي لِنَفْسِهِ فِيْمَا بَيْنَ التَّروِيْحَتَيْنِ بِقَدرِ ثَلاَثِيْنَ آيَةً, وَكَانَ يَقُوْلُ هُوَ بِنَفْسِهِ لِلنَّاسِ الصَّلاَةَ وَيُوْتِرُ بِهِم وَيَدعُو بِدُعَاءِ القُرْآنِ, وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ, وَآخِرُ ذَلِكَ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيَقُوْلُ اللَّهُمَّ اسْتَعْمِلْنَا بِسُنَّتِه وَأَوْزِعْنَا بِهَدْيِه وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِيْنَ إِمَاماً ثُمَّ يَسْجُدُ وَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلاَةِ دَعَا بِدَعَوَاتٍ. قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: أَيُّوْبُ عِنْدِي أَفْضَلُ مَنْ جَالَستُه وَأَشَدُّه اتِّبَاعاً لِلسُّنَّةِ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، عَنْ سَلاَّمِ بنِ أَبِي مُطِيْعٍ, قَالَ: رَأَى أَيُّوْبُ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ, فَقَالَ: إِنِّي لأَعرِفُ الذِّلَّةَ فِي وَجْهِه, ثُمَّ تَلاَ {سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّة} [الأَعْرَافُ: 152] ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ لِكُلِّ مُفتَرٍ وَكَانَ يُسَمِّي أَصْحَابَ الأَهْوَاءِ: خَوَارِجَ وَيَقُوْلُ: إِنَّ الخَوَارِجَ اخْتَلَفُوا فِي الاسْمِ وَاجْتَمَعُوا عَلَى السَّيفِ. وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ: يَا أَبَا بَكْرٍ! أَسْأَلُكَ، عَنْ كَلِمَةٍ؟ فَوَلَّى وَهُوَ يَقُوْلُ: وَلاَ نِصْفِ كَلِمَةٍ مَرَّتَيْنِ. وَرَوَى جَرِيْرٌ الضَّبِّيُّ، عَنْ أَشْعَثَ قَالَ كَانَ أَيُّوْبُ جِهْبِذَ العُلَمَاءِ. قَالَ سَلاَّمُ بنُ أَبِي مُطِيْعٍ: كَانَ أَفْقَهَهُم فِي دِيْنِه أَيُّوْبُ وَعَنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ: أَنَّ أيوب السختياني حج أربعين حجة. وَقَالَ وُهَيْبٌ: سَمِعْتُ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُوْنَ كُنْتُ عَنْهُم بِمَعزِلٍ. وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: كَانَ أَيُّوْبُ صَدِيْقاً لِيزَيْدَ بنِ الوَلِيْدِ فَلَمَّا وَلِيَ الخِلاَفَةَ قَالَ أَيُّوْبُ: اللَّهُمَّ أَنْسِهِ ذِكْرِي وَكَانَ يَقُوْلُ: لِيَتَّقِ اللهَ رَجُلٌ وَإِنْ زهد فلا يجعلن زهده عذابا على الناس.

وَقَالَ حَمَّادٌ: غَلَبه البُكَاءُ مَرَّةً, فَقَالَ: الشَّيْخُ إِذَا كَبِرَ مَجَّ. قَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ فِي قَمِيْصِ أَيُّوْبَ بَعْضُ التَّذْيِيلِ, فَقِيْلَ لَهُ فَقَالَ: الشُّهرَةُ اليَوْمَ فِي التَّشمِيْرِ. قَالَ صَالِحُ بنُ أبي الأخضر: قلت لأيوب: أوصيني قَالَ: أَقِلَّ الكَلاَمَ. قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: لَوْ رَأَيْتُم أَيُّوْبَ, ثُمَّ اسْتَقَاكُم شُرْبَةً عَلَى نُسُكِه, لَمَا سَقَيْتُمُوْهُ, لَهُ شَعرٌ وَافِرٌ, وَشَارِبٌ, وَافِرٌ, وَقَمِيْصٌ جَيِّدٌ هَرَوِيٌّ يَشَمُّ الأَرْضَ وَقَلَنْسُوَةٌ مُتركَةٌ جَيِّدَةٌ, وَطَيْلَسَانُ كُرْدِيٌّ جَيِّدٌ, وَرِدَاءٌ عَدَنِيٌّ -يَعْنِي: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ سِيْمَا النُّسَّاكِ وَلاَ التَّصنُّعِ. قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ أَيُّوْبُ: ذُكِرْتُ, وَلاَ أُحِبُّ أَنْ أُذْكَرَ. قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: كَانَ لأَيُّوْبَ بُرْدٌ أَحْمَرُ يَلْبَسَه إِذَا أَحرَمَ, وَكَانَ يُعِدُّه كَفَناً, وَكُنْتُ أَمشِي مَعَهُ, فَيَأْخُذُ فِي طُرُقٍ, إِنِّي لأَعجَبُ لَهُ كَيْفَ يَهتَدِي لَهَا فِرَاراً مِنَ النَّاسِ أَنْ يُقَالَ هَذَا أَيُّوْبُ. وَقَالَ شُعْبَةُ: رُبَّمَا ذَهَبتُ مَعَ أَيُّوْبَ لِحَاجَةٍ, فَلاَ يَدَعُنِي أَمشِي مَعَهُ, وَيَخْرُجُ من ها هنا ها هُنَا, لَكِي لاَ يُفطَنَ لَهُ. وَفِي "شَمَائِلِ الزُّهَّادِ" لابْنِ عَقِيْلٍ البَلْخِيِّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إبراهيم, حدثنا أَبُو الرَّبِيْعِ سَمِعْتُ أَبَا يَعْمُرَ بِالرَّيِّ يَقُوْلُ: كَانَ أَيُّوْبُ فِي طَرِيْقِ مَكَّةَ فَأَصَابَ النَّاسَ عَطَشٌ حَتَّى خَافُوا فَقَالَ أَيُّوْبُ: أَتَكْتُمُوْنَ عَلَيَّ قَالُوا: نَعَمْ فَدَوَّرَ رِدَاءهُ, وَدَعَا فَنَبَعَ المَاءُ, وَسَقَوُا الجِمَالَ, وَرَوُوْا ثُمَّ أَمَرَّ يَدَه عَلَى المَوْضِعِ فَصَارَ كَمَا كَانَ قَالَ أَبُو الرَّبِيْعِ: فَلَمَّا رَجَعتُ إِلَى البَصْرَةِ حَدَّثْتُ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ بِالقِصَّةِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زَيْدٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَيُّوْبَ فِي هَذِهِ السَّفرَةِ الَّتِي كَانَ هَذَا فِيْهَا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ كِتَابَةً، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانِ, أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ, أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ العُثْمَانِيُّ, حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ النَّضْرِ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الحَرَشِيُّ, حَدَّثَنَا النَّضْرُ بنُ كَثِيْرٍ السَّعْدِيُّ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ عَلَى حِرَاءَ فَعَطِشتُ عَطَشاً شَدِيْداً حَتَّى رَأَى ذَلِكَ فِي وَجْهِي وَقُلْتُ لَهُ: قَدْ خِفتُ عَلَى نَفْسِي قَالَ: تَسْتُرُ عَلَيَّ? قُلْتُ: نَعَمْ فَاسْتَحْلَفَنِي فَحَلَفتُ لَهُ أَلاَّ أُخبِرَ أَحَداً مَا دام حيًا فغمر بِرِجْلِهِ عَلَى حِرَاءَ فَنَبَعَ المَاءُ فَشَرِبتُ حَتَّى رَوِيتُ وَحَمَلتُ مَعِي مِنَ المَاءِ.

قُلْتُ: لاَ يَثبُتُ هَذَا, وَعُثْمَانُ تَالِفٌ1. وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا فَارُوْقٌ, حَدَّثَنَا هِشَامُ بن علي, حدثنا عون ابن الحَكَمِ البَاهِلِيُّ, حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ قَالَ: غَدَا عَلَيَّ مَيْمُوْنٌ أَبُو حَمْزَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلاَةِ, فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ البَارِحَةَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ لَهُمَا: مَا جَاءَ بِكُمَا قَالاَ: جِئنَا نُصَلِّي عَلَى أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ بِمَوْتِه فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ مَاتَ أَيُّوْبُ البَارِحَةَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: أَسنَدَ أَيُّوْبُ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَعَمْرِو بنِ سَلَمَةَ, وأبي العالية, وأبي رجاء, وآخرين. بَلَغَنَا أَنَّهُم قَالُوا لِمَالِكٍ: إِنَّك تَتَكَلَّمُ فِي حَدِيْثِ أَهْلِ العِرَاقِ, وَتَروِي مَعَ هَذَا، عَنْ أَيُّوْبَ فَقَالَ: مَا حَدَّثتُكُم، عَنْ أَحَدٍ, إلَّا وَأَيُّوْبُ أَوثَقُ مِنْهُ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي زَيْدٍ الكَرَّانِيِّ, أَخْبَرَنَا مَحْمُوْدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ أَخْبَرَنَا ابْنُ قَادْشَاه, أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ, حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ, حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ سَمِعْتُ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ سَمِعْتُ أَيُّوْبَ ,وَذَكَرَ المُعْتَزِلَةَ وَقَالَ: إِنَّمَا مَدَارُ القَوْمِ عَلَى أَنْ يَقُوْلُوا لَيْسَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لأَيُّوْبَ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِ مائَةِ حَدِيْثٍ. قُلْتُ: اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ بِالبَصْرَةِ, زَمَنَ الطَّاعُوْنِ, وَلَهُ ثَلاَثٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً وَآخِرُ مَنْ رَوَى حَدِيْثَه عَالِياً أَبُو الحَسَنِ بنُ البُخَارِيِّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ, وَأَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ وَجَمَاعَةٌ إِجَازَةً, قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ, أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ سَهْلٍ الوَشَّاءُ, حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُوَرِ يُعَذَّبُوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيُقَالُ لَهُم أَحْيُوا مَا خلقتم" أخرجه مسلم2.

_ 1 وفي إسناده: عبد الواحد بن زيد البصري، قال يحيى: ليس بشيء. وقال البخاري: متروك. وقال الجوزجاني: سيئ المذهب، ليس من معادن الصدق. وفي الإسناد ضعفاء آخرون. 2 صحيح: أخرجه البخاري "7558"، ومسلم "2108"، من طريق حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره، ورواه مسلم "2108" من طريق إسماعيل ابن علية عن أيوب، به.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ, وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ, أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ البَنَّاءِ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البُنْدَارُ, أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ, حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ, حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ, حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُوْسٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَسُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ: تُقِيْمُ حَتَّى يَكُوْنَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالبَيْتِ قَالَ طَاوُوْسٌ: فَلاَ أَدْرِي ابْنُ عُمَرَ نَسِيَه أَمْ لَمْ يَسْمَعْ مَا سَمِعَ أَصْحَابُه فَقَالَ: نُبِّئتُ أَنَّهُ رُخِّصَ لَهُنَّ يَعْنِي: الحَائِضَ فِي حَجِّهَا1. وَبِهِ إِلَى المُخَلِّصِ: حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ التَّمَّارُ, حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِين} [المُطَفِّفِيْنَ: 6] ، قَالَ: "يَقُوْمُوْنَ حَتَّى يَبْلُغَ الرَّشْحُ أطراف آذانهم" 2. أَنْبَأَنَا طَائِفَةٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيِّ, أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ حُضُوْراً, أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مُسَاوِرٍ, حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ خِدَاشٍ, حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ عَتِيْقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، عَنْ يُوْسُفَ بنِ مَاهَكَ، عَنْ حَكِيْمِ بنِ حِزَامٍ قَالَ "نَهَانِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أَبِيْعَ مَا لَيْسَ عِنْدِي3. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنِ الحَسَنِ بنِ إِسْحَاقَ المَرْوَزِيِّ، عَنْ خَالِدِ بنِ خِدَاشٍ المُهَلَّبِيِّ -وَهُوَ صَدُوْقٌ مُكْثِرٌ- عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ, يَنْفَرِدُ عَنْهُ بِغَرَائِبَ.

_ 1 ورد عن عائشة: أن صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم حاضت، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أحابستنا هي؟ فقيل له: إنها قد أفاضت. قال: فلا إذا" أخرجه مالك "1/ 412"، والشافعي "1/ 367"، وأحمد "6/ 39"، والبخاري "1757"، ومسلم "1211"، والترمذي "943"، والطحاوي "2/ 234" والبيهقي "5/ 162"، والبغوي "1974"، من طرق عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيْهِ، عن عائشة به. ووقع في رواية عَنْ عَائِشَةَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أحابستنا هي؟ قالت: فقلت: يا رسول الله إنها قد كانت أفاضت وطافت بالبيت، ثم حاضت بعد الإفاضة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلتنفر" وهي عند أحمد "6/ 82"، والبخاري "4401"، ومسلم "1211". فرخص للمرأة الحائض في ترك طواف الوداع كما روى البخاري "1328"، من حديث ابن عباس قال: أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه رخص للمرأة الحائض". 2 صحيح: أخرجه البخاري "4938"، ومسلم "2862" من طريق نافع، عن ابن عمر، به. 3 صحيح: أخرجه الشافعي في "مسنده" "2/ 156" والترمذي "1223" من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به.

جهم بن صفوان

838- جَهْمُ بنُ صَفْوَانَ 1: أَبُو مُحْرِزٍ الرَّاسِبِيُّ مَوْلاَهُم, السَّمَرْقَنْدِيُّ, الكَاتِبُ, المُتَكَلِّمُ, أُسُّ الضَّلاَلَةِ, وَرَأْسُ الجَهْمِيَّةِ. كَانَ صَاحِبَ ذَكَاءٍ وَجِدَالٍ. كَتَبَ لِلأَمِيْرِ حَارِثِ بنِ سُرَيْجٍ التَّمِيْمِيِّ وَكَانَ يُنْكِرُ الصِّفَاتِ وَيُنَزِّهُ الباري عنها بزعمه ويقول: بِخَلْقِ القُرْآنِ وَيَقُوْلُ إِنَّ اللهَ فِي الأَمكِنَةِ كُلِّهَا. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: كَانَ يُخَالِفُ مُقَاتِلاً فِي التَّجْسِيْمِ. وَكَانَ يَقُوْلُ: الإِيْمَانُ عَقدٌ بِالقَلْبِ, وَإِن تَلَفَّظَ بِالكُفْرِ. قِيْلَ: إِنَّ سَلْمَ بنَ أَحْوَزَ قَتَلَ الجَهْمَ لإِنْكَارِه أَنَّ اللهَ كَلَّمَ موسى.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "1/ 426"، الكامل لابن الأثير في حوادث سنة 128، الملل والنحل "1/ 199-200".

يحيى بن أبي كثير

839- يحيى بن أبي كثير 1: "ع" الإِمَامُ, الحَافِظُ, أَحَدُ الأَعْلاَمِ, أَبُو نَصْرٍ الطَّائِيُّ مَوْلاَهُم, اليَمَامِيُّ. وَاسْمُ أَبِيْهِ: صَالِحٌ وَقِيْلَ: يَسَارٌ وَقِيْلَ: نَشِيْطٌ. رَوَى عَنْ: أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ, وَذَلِكَ فِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" وَلَكِنَّهُ مُرْسَلٌ, وَعَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَذَلِكَ فِي كِتَابِ النَّسَائِيِّ ,وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ, وَأَبِي قِلاَبَةَ الجَرْمِيِّ, وَبَعْجَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ الجُهَنِيِّ, وَعِمْرَانَ بنِ حِطَّانَ, وَهِلاَلِ بنِ أَبِي مَيْمُوْنَةَ, وَعِدَّةٍ. وَرَوَى عَنْ: جَابِرٍ -مُرْسَلاً- وَدِيْنَارٍ, وَالسَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ, وَضَمْضَمِ بنِ جَوْسٍ, وَعُقْبَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ الغَافِرِ, وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مِقْسَمٍ, وَعِكْرِمَةَ, وَحَيَّةَ بنِ حَابِسٍ, وَنَافِعٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ وَأَبِي سَلاَّمٍ الحَبَشِيِّ وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ رَوَى عَنْ: زَيْدِ بنِ سَلاَّمٍ -حَفِيْدِ هَذَا- وَعَنِ الأَوْزَاعِيِّ, وَهُوَ تِلْمِيْذُهُ. وَكَانَ طَلاَّبَةً لِلْعِلْمِ, حجة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 555"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3087"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 318 و612" و"2/ 466"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 599" حلية الأولياء "3/ 66"، تذكرة الحفاظ "1/ 128"، العبر "1/ 237"، الكاشف "3/ ترجمة 6341"، تاريخ الإسلام "5/ 179"، ميزان الاعتدال "4/ 402-403"، تهذيب التهذيب "11/ 268"، شذرات الذهب "1/ 176".

رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ, عَبْدُ اللهِ, وَمَعْمَرٌ, وَالأَوْزَاعِيُّ, وَهِشَامُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ, وَحَرْبُ بنُ شَدَّادٍ, وَعِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ, وَشَيْبَانُ النَّحْوِيُّ, وَهَمَّامُ بن يحيى وأبان ابن يَزِيْدَ, وَأَيُّوْبُ بنُ عُتْبَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ جَابِرٍ, وَأَيُّوْبُ بنُ النَّجَّارِ, وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ, وَسُلَيْمَانُ بنُ أَرْقَمَ, وَأَبُو عَامِرٍ الخَزَّازُ, وَعِمْرَانُ القَطَّانُ, وَعَلِيُّ بنُ المُبَارَكِ, وَأَبُو إِسْمَاعِيْلَ القَنَّادُ, وَخَلْقٌ. وَقَالَ حَرْبُ بنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى, قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ عِنْدِي، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ الأَسْوَدِ, إِنَّمَا هُوَ كِتَابٌ وَرَوَى: وُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ، عَنْ أَيُّوْبَ قَالَ: مَا بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِثْلُ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ. وَقَالَ شُعْبَةُ: يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ أَحْسَنُ حَدِيْثاً مِنَ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِذَا خَالَفَه الزُّهْرِيُّ فَالقَولُ قَوْلُ يَحْيَى. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ إِمَامٌ, لاَ يَرْوِي إلَّا، عَنْ ثِقَةٍ وَقَدْ نَالَتْهُ مِحْنَةٌ وَضُرِبَ لِكَلاَمِه فِي وُلاَةِ الجَوْرِ. نَقَلَ جَمَاعَةٌ: أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ وَبَعْضُهُم نَقَلَ: أَنَّهُ بَقِيَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ وَالأَوَّلُ أَصَحُّ. قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ إِنَّمَا يُعَدُّ مَعَ الزُّهْرِيِّ وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِنَ العُبَّادِ إِذَا حَضَرَ جَنَازَةً لَمْ يَتَعَشَّ تِلْكَ اللَّيلَةَ وَلاَ يُكَلِّمُه أَحَدٌ. وَقَالَ العُقَيْلِيُّ: كَانَ يُذْكَرُ بِالتَّدلِيسِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَدْ رَأَى أَنَساً يُصَلِّي فِي الحَرَمِ. وَقَالَ حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ: قَالَ لِي يَحْيَى: كُلُّ شَيْءٍ، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ إِنَّمَا هُوَ كِتَابٌ. المُعَافَى بنُ عِمْرَانَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ: "يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ وَالمِرَاءَ فَإِنَّهُ لَيْسَ فِيْهِ مَنفَعَةٌ وَهُوَ يُوْرِثُ العَدَاوَةَ بَيْنَ الإِخْوَانِ. عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: لاَ يُسْتَطَاعُ العِلْمُ بِرَاحَةِ الجَسَدِ. أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ, قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ المُبْتَدِعَ فِي طَرِيْقٍ, فَخُذْ فِي غيره.

ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الأَوْزَاعِيَّ، عَنْ يحيى بن أبي كثير: أن سليمان ابن دَاوُدَ قَالَ لابْنِهِ: إِنَّ الأَحلاَمَ تَصْدُقُ قَلِيْلاً, وَتَكذِبُ كَثِيْراً فَعَلَيْكَ بِكِتَابِ اللهِ فَالْزَمْهُ وَإِيَّاهُ فَتَأَوَّلْ. عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ, قَالَ: حَدَّثَ يحيى بن أبي كثير بأحاديث, فقال: اكتب لِي حَدِيْثَ كَذَا, وَحَدِيْثَ كَذَا. فَقُلْتُ: يَا أَبَا نَصْرٍ! أَمَا تَكرَهُ كَتْبَ العِلْمِ? قَالَ: اكْتُبْه لِي, فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَكْتُبْ فَقَدْ ضَيَّعتَ, أَوْ عَجَزْتَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ, وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ كِتَابَةً، عَنِ المُبَارَكِ بنِ المُبَارَكِ, أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطِيْبُ, أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ, أَخْبَرَنَا أبو بحر ابن مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ, حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بنُ عُمَرَ الأَنْصَارِيُّ. أَنَّهُ سَمِعَ رسول الله يَقُوْلُ: "مَنْ كُسِرَ أَوْ عَرِجَ فَقَدْ حَلَّ وعليه الحَجُّ مِنْ قَابِلٍ" 1 رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ حَجَّاجٍ, وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, وَالنَّسَائِيُّ, وَابْنُ مَاجَه، عَنْ أَصْحَابِ يَحْيَى نَحْوَه. وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنِ الكَوْسَجِ، عَنْ رَوْحٍ وَالأَنْصَارِيِّ، عَنْ حَجَّاجٍ, وَحَسَّنَهُ. لَكِنَّهُ مَعلُولٌ بِمَا رَوَاهُ: مَعْمَرٌ, وَمُعَاوِيَةُ بنُ سَلاَّمٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ, فَقَالَ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَافِعٍ، عَنِ الحَجَّاجِ. قَالَ البُخَارِيُّ: وَهَذَا أَصَحُّ. قَالَ حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ: قُلْنَا لِيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ: هَذِهِ المُرْسَلاَتُ عَمَّنْ? قَالَ أَتَرَى رَجُلاً أَخَذَ مِدَاداً وَصَحِيْفَةً فَكَتَبَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الكَذِبَ? قَالَ: فَقُلْتُ: إِذَا جَاءَ مِثْلُ هَذَا فَأَخْبِرْنَا قَالَ إِذَا قُلْتُ بَلَغَنِي فَإِنَّهُ مِنْ كِتَابٍ. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: مُرْسَلاَتُ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ شِبهُ الرِّيحِ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: مَا حَدَّثَنَا يَحْيَى القَطَّانُ لِقَتَادَةَ, وَلاَ لِيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ بِشَيْءٍ مُرْسَلٍ إلَّا حَدِيْثاً وَاحِداً. حَدَّثَنَا عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ لاَ يَرَى طَلاَقَ المُكرَهِ شَيْئاً قَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أصلب وجها من يحيى ابن أَبِي كَثِيْرٍ كُنَّا نُحَدِّثُه بِالغَدَاةِ فَنَرُوحُ بِالعَشِيِّ فَيُحَدِّثَنَاهُ. وَيُرْوَى أَنَّ يَحْيَى بنَ أَبِي كَثِيْرٍ أَقَامَ بِالمَدِيْنَةِ عَشْرَ سِنِيْنَ فِي طَلَبِ العِلْمِ. قَالَ الفَلاَّسُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 450"، وأبو داود "1862" و"1863"، والترمذي "940"، والنسائي "5/ 198"، وابن ماجه "3077".

يزيد بن أبي حبيب

840- يزيد بن أبي حبيب 1: "ع" الإِمَامُ, الحُجَّةُ, مُفْتِي الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ, أَبُو رجا الأَزْدِيُّ مَوْلاَهُم, المِصْرِيُّ وَقِيْلَ: كَانَ أَبُوْهُ سُوَيْدٌ مَوْلَى امْرَأَةٍ, مَوْلاَةٍ لِبَنِي حَسْلٍ وَأُمُّهُ: مَوْلاَةٌ لِتُجِيْبٍ. وُلِدَ بَعْدَ سَنَةِ خَمْسِيْنَ, فِي دَوْلَةِ مُعَاوِيَةَ, وَهُوَ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ بنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ الصَّحَابِيِّ, وَأَبِي الخَيْرِ مَرْثَدِ بنِ عَبْدِ اللهِ اليَزَنِيِّ, وَأَبِي الطُّفَيْلِ اللَّيْثِيِّ إِنْ صَحَّ, وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ, وَعِكْرِمَةَ, وَعَطَاءٍ, وَعُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ, وَعِرَاكِ بنِ مَالِكٍ, وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ, وَنَافِعٍ, وَأَبِي وَهْبٍ الجَيْشَانِيِّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حُنَيْنٍ, وَأَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ التُّجِيْبِيِّ, وَالحَارِثِ بنِ يَعْقُوْبَ, وَسُوَيْدِ بنِ قَيْسٍ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ شِمَاسَةَ, وَعِيْسَى بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ, وَلَهِيْعَةَ بنِ عُقْبَةَ وَالِدِ عَبْدِ اللهِ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَلْحَلَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَطَاءٍ, وَالهَيْثَمِ بنِ شُفَيٍّ, وَخَلْقٍ وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ رَوَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِالإِجَازَةِ. وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ ارْتَفَعَ بِالتَّقْوَى مَعَ كَوْنِه مَوْلَىً أَسْوَدَ. حَدَّثَ عَنْهُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ, وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ, وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَيَّاشٍ القِتْبَانِيُّ وحيوة بن شُرَيْحٍ, وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي أَيُّوْبَ, وَمُعَاوِيَةُ بنُ سَعِيْدٍ التُّجِيْبِيُّ, وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ, وَاللَّيْثُ, وَابْنُ لَهِيْعَةَ, وَرِشْدِيْنُ بنُ سَعْدٍ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ يَزِيْدَ الثَّاتِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ مُجمَعٌ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ, وَذَكَرَه أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ فِي كِتَابِ "الثِّقَاتِ" لَهُ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: كَانَ مُفْتِي أَهْلِ مِصْرَ فِي أَيَّامِهِ, وَكَانَ حَلِيْماً, عَاقِلاً, وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ العِلْمَ بِمِصْرَ وَالكَلاَمَ فِي الحَلاَلِ وَالحَرَامِ وَمَسَائِلَ وَقِيْلَ إِنَّهُم كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَتَحَدَّثُوْنَ بِالفِتَنِ وَالمَلاَحِمِ وَالتَّرغِيبِ في الخير.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 513"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3226"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 431"، تاريخ الإسلام "5/ 184"، الكاشف "3/ ترجمة 6401"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 116"، العبر "229 و282"، تهذيب التهذيب "11/ 318"، شذرات الذهب "1/ 175".

وَقَالَ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ سَيِّدُنَا, وَعَالِمُنَا. وَقَالَ ضَمْرَةَ بنِ رَبِيْعَةَ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ الكِنَانِيِّ: اجْتَمَعَ نَاسٌ فِيْهِم يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ, وَهُم يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَعُودُوا مَرِيْضاً فَتَدَافَعُوا الاسْتِئْذَانَ عَلَى المَرِيْضِ فَقَالَ يَزِيْدُ: قَدْ عَلِمتُ أَنَّ الضَّأنَ وَالمِعزَى إِذَا اجْتَمَعَتْ تَقَدَّمَتِ المِعزَى. فَتَقَدَّمَ فَاسْتَأْذَنَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: يَزِيْدُ بنُ حَبِيْبٍ مَوْلَىً لِبَنِي عَامِرِ بنِ لُؤَيٍّ مِنْ قُرَيْشٍ, وَكَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ, الحَدِيْثِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: بَلَغ زِيَادَةً عَلَى خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَكْمَلُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ العَلَوِيُّ, أَخْبَرَنَا سعيد ابن أَحْمَدَ, وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ, وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَأَحْمَدُ بنُ مَكْتُوْمٍ, وَسُنْقُرُ الزَّيْنِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُفِيْدُ, وَآخَرُوْنَ قَالُوا: أَنْبَأَنَا عبد الله ابن عُمَرَ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ حُضُوْراً، أَنْبَأَنَا محمد بن محمد الزيني أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ الوَرَّاقُ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ, حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ حَمَّادٍ ,حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ يَوْماً فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلاَتَه عَلَى المَيِّتِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى المِنْبَر فَقَالَ: "إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ وَأَنَا شَهِيْدٌ عَلَيْكُمْ وَإِنِّي وَاللهِ لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الآنَ وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيْتُ مَفَاتِيْحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ أَوْ مَفَاتِيْحَ الأَرْضِ وَإِنِّي وَاللهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيْهَا" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ عَالٍ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ وَجُوْهٍ، عَنْ يزيد.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6590"، ومسلم "2296"، وأبو داود "3223" و"3224"، والنسائي "4/ 61-62"، والطحاوي "1/ 504"، والطبراني في "الكبير" "17/ 767"، والبيهقي "4/ 14"، وأحمد "4/ 149 و153- 154" من طريق يزيد بن أبي حبيب، به.

إسحاق بن عبد الله

841- إسحاق بن عبد الله 1: "ع" ابْنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي طَلْحَةَ زَيْدِ بنِ سَهْلٍ الأنصاري الخَزْرَجِيُّ, النَّجَّارِيُّ, المَدَنِيُّ, الفَقِيْهُ أَحَدُ الثِّقَاتِ. سَمِعَ مِنْ عَمِّهِ, أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَأَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيْلٍ وَالطُّفَيْلِ بنِ أُبَيٍّ, وَسَعِيْدِ بنِ يَسَارٍ, وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ, وَهَمَّامُ بنُ يَحْيَى, وَمَالِكٌ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ, وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ مَالِكٌ يُثْنِي عَلَيْهِ, وَلاَ يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَداً. وَأَبُوْهُ عَبْدُ اللهِ قَدْ حَنَّكَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَمَلَهُ إِلَيْهِ أَخُوْهُ أَنَسٌ وأمهما: أم سليم. مَاتَ إِسْحَاقُ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. وَقِيْلَ: سنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. رَوَى لَهُ الجَمَاعَةُ. وَأَخرَجَ مُسْلِمٌ لِوَالِدِه عَبْدِ اللهِ يَرْوِي عَنِ ابْنِهِ وَعَنْ أَخِيْهِ أَنَسٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طُوَالَةَ, وَسُلَيْمَانُ مَوْلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ. تُوُفِّيَ فِي خِلاَفَةِ الوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ نَحْوٍ من ثمانين سنة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1255"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 786"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 416"، تهذيب التهذيب "1/ 239-240".

هشام بن عروة

842- هشام بن عروة 1: "ع" ابن الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ. الإِمَامُ, الثِّقَةُ, شَيْخُ الإِسْلاَمِ, أَبُو المُنْذِرِ القُرَشِيُّ, الأَسَدِيُّ, الزُّبَيْرِيُّ المَدَنِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ, وَعَمِّه ابْنِ الزُّبَيْرِ, وَزَوْجَتِه أَسْمَاءَ بِنْتِ عَمِّهِ المُنْذِرِ, وَأَخِيْهِ عَبْدُ اللهِ بنُ عُرْوَةَ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ, وَطَائِفَةٍ مِنْ كُبَرَاءِ التَّابعِيْنَ مِنْهُم أَخُوْهُ عُثْمَانَ, وَابْنُ عَمِّهِ عَبَّادٌ, وَابْنُ ابْنِ عَمِّهِ عَبَّادُ بنُ حَمْزَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَأَبُو سَلَمَةَ, وَابْنُ المُنْكَدِرِ, وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ, وَعَمْرُو بنُ خُزَيْمَةَ, وَعَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَعْدٍ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ كَعْبٍ, وَعَوْفُ بنُ الطُّفَيْلِ, وَمُحَمَّدٌ وَالِدُ السَّفَّاحِ, وَابْنُ شِهَابٍ, وَأَبُو الزُّبَيْرِ, وَوَهْبُ بنُ كَيْسَانَ, وَأَبُو وَجْزَةَ, وَكُرَيْبٌ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ, وَبَكْرُ بنُ وَائِلٍ, وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ, وَأَبُو الزِّنَادِ, وَابْنُ القَاسِمِ, وَيَزِيْدُ بنُ رومان, وغيرهم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 321"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2673"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 249"، تاريخ الخطيب "14/ 37"، وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 781"، تاريخ الإسلام "6/ 145"، الكاشف "3/ ترجمة 6077"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 138"، العبر "1/ 62 و206 و265"، تهذيب التهذيب "11/ 48"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7685"، شذرات الذهب "1/ 218".

وَلَقَدْ كَانَ يُمكِنُه السَّمَاعُ مِنْ جَابِرٍ, وَسَهْلِ بنِ سَعْدٍ, وَأَنَسٍ وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, فَمَا تَهَيَّأَ لَهُ عَنْهُم رِوَايَةٌ، وَقَدْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ، وَحَفِظَ عَنْهُ: أَنَّهُ دَعَا لَهُ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ، وَمَالِكٌ، وَالثَّوْرِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَلَحِقَ البُخَارِيُّ بَقَايَا أَصْحَابِه: كَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى. قَالَ وُهَيْبٌ: قَدِمَ عَلَيْنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ, فَكَانَ مِثْلَ الحَسَنِ، وَابْنِ سِيْرِيْنَ، وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً, ثَبْتاً كَثِيْرَ الحَدِيْثِ, حُجَّةً. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ إِمَامٌ فِي الحَدِيْثِ، وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِ مائَةِ حَدِيْثٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَجَمَاعَةٌ ثِقَةٌ، وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: هِشَامٌ ثَبْتٌ لَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ إلَّا بَعْدَ مَا صَارَ إِلَى العِرَاقِ فَإِنَّهُ انبَسَطَ فِي الرِّوَايَةِ، وَأَرْسَلَ، عَنْ أَبِيْهِ أَشْيَاءَ مِمَّا كَانَ قَدْ سَمِعَهُ مِنْ غَيْرِ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِيْهِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ: بَلَغَنِي أَنَّ مَالِكاً نَقَمَ عَلَى هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ حَدِيْثَه لأَهْلِ العِرَاقِ، وَكَانَ لاَ يَرضَاهُ ثُمَّ قَالَ قَدِمَ الكُوْفَةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَدْمَةً كَانَ يَقُوْلُ فِيْهَا حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ، وَالثَّانِيَةُ فَكَانَ يَقُوْلُ أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، وَقَدِمَ الثَّالِثَةَ فَكَانَ يَقُوْلُ أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ يَعْنِي يُرسِلُ، عَنْ أَبِيْهِ. قُلْتُ: الرَّجُلُ حُجَّةٌ مُطْلَقاً، وَلاَ عِبرَةَ بِمَا قَالَهُ الحَافِظُ أَبُو الحَسَنِ بنُ القَطَّانِ مِنْ أَنَّهُ هُوَ، وَسُهَيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ اخْتَلَطَا وَتَغَيَّرَا, فَإِنَّ الحَافِظَ قَدْ يَتَغَيَّرُ حِفْظُه إِذَا كَبِرَ، وَتَنْقُصُ حِدَّةُ ذِهْنِهِ, فَلَيْسَ هُوَ فِي شَيْخُوْخَتِه كَهُوَ في شَبِيْبَتِه، وَمَا ثَمَّ أَحَدٌ بِمَعْصُوْمٍ مِنَ السَّهْوِ، وَالنِّسْيَانِ، وَمَا هَذَا التَّغَيُّرُ بِضَارٍّ أَصْلاً، وَإِنَّمَا الَّذِي يَضُرُّ الاخْتِلاَطُ، وَهِشَامٌ فَلَمْ يَختَلِطْ قَطُّ هذا أمر مقطوع به، وحديثه محتج في الموطأ، والصحاح، والسنن فَقَوْلُ ابْنِ القَطَّانِ إِنَّهُ اخْتُلِطَ قَوْلٌ مَرْدُوْدٌ مَرذُولٌ فَأَرِنِي إِمَاماً مِنَ الكِبَارِ سَلِمَ مِنَ الخَطَأِ، وَالوَهمِ. فَهَذَا شُعْبَةُ، وَهُوَ فِي الذِّرْوَةِ لَهُ أَوهَامٌ، وَكَذَلِكَ مَعْمَرٌ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَمَالِكٌ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِم. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ فِي كِتَابِهِ، عَنِ خَلِيْلِ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ، وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ المُحْسِنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ صَالِحٍ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا، أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا خَلِيْلُ بنُ بَدْرٍ، أَنْبَأَنَا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو النعيم الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ يُوْسُفَ حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي أُسَامَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ كُنَاسَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ

عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الله ايَقْبِضُ العِلْمَ بِأَنْ يَنْتَزِعَهُ انْتِزَاعاً، وَلَكِنْ يَقْبِضُهُ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِماً اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوْساً جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا" 1. هَذَا حَدِيْثٌ ثَابِتٌ مُتَّصِلُ الإِسْنَادِ هُوَ فِي دَوَاوِيْنِ الإِسْلاَمِ الخَمْسَةِ, مَا عدا "سنن أبي داود"، وهو من لاثة عَشَرَ طَرِيْقاً، عَنْ هِشَامٍ، وَمِنْ طَرِيْقِ أَبِي الأَسْوَدِ يَتِيْمِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ نَحْوَهُ، وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ، عَنْ هِشَامٍ عَددٌ كَثِيْرٌ سَمَّاهُم أَبُو القَاسِمِ العَبْدِيُّ. مِنْهُم ابْنُ عَجْلاَنَ، وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، وَابْنُ شِهَابٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وأبو مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سواد، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَمَا أَحْسِبُهُ لَحِقَهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، وَابْنُ كُنَاسَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ سُمَيْعٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ رَبِيْعَةَ الكِلاَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَجَّاجِ بنِ سُوَيْدٍ البُرْجُمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ فُلَيْحِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ أَبِي الأَسْوَدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُيَسَّرٍ أَبُو سَعْدٍ الصَّاغَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي ظَبْيَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ بَشِيْرٍ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَهُوَ أَقدَمُ مِنْهُ، وَأَيُّوْبُ بنُ خُوْطٍ، وَأَيُّوْبُ بنُ مسكين، وأيوب بن، واقد، وإبراهيم بن طعمان، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي يَحْيَى، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ العَبْسِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سُلَيْمَانَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ المُؤَدِّبُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُجَمِّعٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ المُغِيْرَةِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي حَيَّةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عيينة، واسماعيل ابن أَبَانٍ الغَنَوِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ السُّدِّيُّ إِنْ صَحَّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ زَكَرِيَّا، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ زَيْدِ بنِ قَيْسٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مَعْقِلٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ هِلاَلٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَإِسْحَاقُ بنُ يُوْسُفَ الأَزْرَقُ، وَأَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَنَسُ بنُ عِيَاضٍ، وَأَنَسُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ أَخُو جَرِيْرٍ، وَأَبَانُ بنُ يَزِيْدَ، وَأَبْيَضُ بنُ أَبَانٍ الثَّقَفِيُّ، وَأَبْيَضُ بنُ عَجْلاَنَ، وَإِسْرَائِيْلُ، وَأَبْيَضُ بنُ الأَغَرِّ، وَأُسَامَةُ بنُ حَفْصٍ، وَأَشْعَثُ بنُ سَعِيْدٍ السَّمَّانُ، وَإِيَاسُ بنُ دَغْفَلٍ، وَآدَمُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَأَشْعَثُ بن عبد الله أبو الربيع القاضي.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 162 و190"، والبخاري "100"، ومسلم "2673" "13" والترمذي "2652"، وابن ماجه "52"، والدارمي "1/ 77"، والبغوي "147"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" "1/ 148-149 و150" من طرق عن هشام بن عروة، به.

وَبَحْرُ بنُ كَثِيْرٍ، وَبَكْرُ بنُ سُلَيْمَانَ الصَّوَّافُ، وَبَكْرُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الأَعْتَقُ، وَبُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ -قَدِيْمٌ- وَبَزِيْعُ بنُ حَسَّانٍ، وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ. وَتَلِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ، وثَابِتُ بنُ كَثِيْرٍ، وَثَابِتُ بنُ زُهَيْرٍ، وَثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، وَثَابِتُ بنُ حَمَّادٍ.، وَجَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ، وَجَعْفَرُ بنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ، وَجَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ، وَجُنَادَةُ بنُ سَلْمٍ أَبُو سَلْمٍ، وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَجَارِيَةُ بنُ هَرِمٍ، وَجَامِعُ بنُ مُدْرِكٍ اللَّخْمِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَجَابِرُ بنُ نُوْحٍ. وَالحَسَنُ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَالخُشَنِيُّ الحَسَنُ بنُ يَحْيَى، وَالحَسَنُ بنُ دِيْنَارٍ، وَالحَسَنُ بنُ عُمَارَةَ، وَالحُسَيْنُ بنُ عُلْوَانَ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَحَمَّادُ بنُ أُسَامَةَ، وَحَمَّادُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ قَاضِي أَفْرِيْقِيَةَ، وَحَمَّادُ بنُ مُصْبِحٍ، وَحَمَّادُ بنُ شُعَيْبٍ، وَحَمَّادُ بنُ مَسْعَدَةَ، وَالحَارِثُ بنُ عُبَيْدَةَ، وَالحَارِثُ بنُ عِمْرَانَ الجَعْفَرِيُّ، وَحَفْصُ بنُ قَيْسٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَحَفْصُ بنُ رَاشِدٍ، وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَحَفْصُ بنُ عَمْرٍو الجَعْفَرِيُّ، وَحَفْصُ بنُ سلم أبو مقاتل، وحفص ابن مُخَارِقٍ، وَحَفْصُ بنُ مَيْسَرَةَ، وَحَفْصُ بنُ سُوَيْدٍ البُرْجُمِيُّ، وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، وَحَجْوَةُ بنُ مُدْرِكٍ الغَسَّانِيُّ، وَحَكِيْمُ بنُ نَافِعٍ، وَحَكِيْمُ بنُ بَشِيْرٍ النَّهْدِيُّ، وَحِبَّانُ بنُ عَلِيٍّ، وَحَسَّانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَحَمْزَةُ بنُ حَبِيْبٍ، وَحَبِيْبُ بنُ الشَّهِيْدِ، وَحُصَيْنُ بنُ مُخَارِقٍ، وَحَدِيْجُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَحُسَامُ بنُ مِصَكٍّ.، وَخَالِدُ بنُ يَزِيْدَ، وَخَالِدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَخْزُوْمِيُّ، وَخَالِدُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَخَالِدُ بنُ يَزِيْدَ القُشَيْرِيُّ، وَخَالِدٌ العَبْدُ، وَخَالِدُ بنُ رَبَاحٍ، وَخَالِدُ بنُ إِلْيَاسَ، وَالخَلِيْلُ بنُ مُرَّةَ، وَخَارِجَةُ بنُ مُصْعَبٍ، وَالخُصَيْبُ بنُ نَاصِحٍ، وَخَاقَانُ بنُ الحَجَّاجِ، وَالخَلِيْلُ بنُ مُوْسَى. وَدَاوُدُ بنُ الزِّبْرِقَانِ، وَدَاوُدُ العَطَّارُ، وَدَاوُدُ بنُ الأَسْوَدِ، وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ، وَدَلْهَمٌ العِجْلِيُّ، وَدَلْهُمُ بنُ صَالِحٍ النُّمَيْرِيُّ، وَدُجَيْنُ بنُ ثَابِتٍ أَبُو الغُصْنِ اليَرْبُوْعِيُّ. وَذَوَّادُ بنُ عُلْبَةَ.، وَرَوْحُ بنُ القَاسِمِ، وَرَوْحُ بنُ مُسَافِرٍ، وَرَحِيْلُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَرَقَبَةُ بنُ مَصْقَلَةَ، وَالرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ، وَرَافِعُ بنُ اللَّيْثِ، وَرَوَّادُ بنُ الفَضْلِ، وَرَوَّادُ بنُ دَاوُدَ. وَأَبُو عَمْرٍو بنُ العَلاَءِ زَبَّانُ، وَزَيْدُ بنُ يَحْيَى، وَزَيْدُ بنُ بَكْرِ بنِ حُبَيْشٍ، وَزَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ، وَزِيَادُ بنُ خَيْثَمَةَ، وَزِيَادُ بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو مَعْشَرٍ زِيَادُ بنُ كُلَيْبٍ، وَزَكَرِيَّا بنُ مَنْظُوْرٍ، وَزَمْعَةُ بنُ

صَالِحٍ، وَالزُّبَيْرُ بنُ حَبِيْبٍ، وَزُفَرُ بنُ الهُذَيْلِ، وَزَكَرِيَّا بنُ مُسَافِرٍ، وَزُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَزُهَيْرُ بن معاوية. والسفيانات، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، وَسُلَيْمَانُ بنُ حَيَّانَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ قَرْمٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ عَمْرٍو أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ عَيَّاشٍ، وَسَعِيْدُ بنُ دُرَيْكٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجُمَحِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ الحَسَنِ، وَسَعِيْدُ بنُ سَلَمَةَ بنِ أَبِي الحُسَامِ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ الزُّبَيْدِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ خَالِدٍ القُرَشِيُّ، وَسُعَيْرُ بنُ الخِمْسِ، وَسُوَيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَسَعِيْدٌ الأَزْرَقُ، وَسَلاَّمُ بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَسَلاَّمُ بنُ أَبِي مطيع، وسلام ابن سُلَيْمٍ أَبُو الأَحْوَصِ، وَسَلْمُ بنُ رَزِيْنٍ، وَسَيْفُ بن محمد، وسلام بن مسكين، وسعد بنُ الحَسَنِ، وَسَابِقٌ البَرْبَرِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَسُلَيْمَانُ بنُ يَزِيْدَ الكَعْبِيُّ. وَشُعْبَةُ، وَشَرِيْكٌ، وَشُعَيْبُ بنُ إِسْحَاقَ، وَشُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَشُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ، وَشُجَاعُ بنُ الوَلِيْدِ، وَشَبِيْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَشَبِيْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَشُبَيْلُ بن عزير، وَشَرْقِيُّ بنُ قَطَامِيٍّ. وَصَفْوَانُ بنُ سُلَيْمٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَالصَّلْتُ بنُ الحَجَّاجِ، وَالصَّبَّاحُ بنُ مُحَارِبٍ، وَالصَّبَّاحُ بنُ عُمَيْرٍ المُزَنِيُّ، وَصَدَقَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَصَالِحُ بنُ حَسَّانٍ، وَصَالِحُ بنُ قُدَامَةَ، وَالصَّبَّاحُ بنُ يَحْيَى. وَالضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَوْنٍ، وَعَبْدُ اللهِ ابن عَاصِمٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ الجُمَحِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ، وَالِدُ مُصْعَبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ عُرْوَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ، وَعَبْدُ اللهِ الخُرَيْبِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ بِشْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، وَالِدُ ابْنِ المَدِيْنِيِّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ فَرُّوْخٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُغِيْرَةِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ قطَافٍ أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو أُوَيْسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ فَرْقَدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الأَجْلَحِ الكِنْدِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ أَبُو يَعْقُوْبَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ محمد ابن زَاذَانَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ الكُوْفِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَيَّاشٍ القتباني، وعبيد الله بنُ عُمَرَ العُمَرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى العبسي، وعبيد الله ابن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ خَالِدٍ الحَنَفِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ الوَازِعِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَاطِبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ حَكِيْمٍ المَدَنِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ عَاصِمٍ الزُّبَيْرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ أَبُو ظَبْيَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ، وَعَبْدُ

الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُثْمَانَ أَبُو بَحْرٍ البَكْرَاوِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ المَسْعُوْدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن زيد ابن أَسْلَمَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَغْرَاءَ، وَعَبْدُ المَلِكِ بن جريح، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ حُسَيْنٍ أَبُو مَالِكٍ النَّخَعِيُّ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ قُدَامَةَ الجُمَحِيُّ وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ وَعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُسْلِمٍ القَسْمَلِيُّ وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المُخْتَارِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الحُصَيْنِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عِمْرَانَ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ الخَفَّافُ، وَعَبْدُ المَجِيْدِ الثَّقَفِيُّ، وَالِدُ عَبْدِ الوَهَّابِ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُجَاهِدٍ، وَعَبْدُ القَاهِرِ بنُ السَّرِيِّ، وَعَبْدُ الوَارِثِ بنُ سَعِيْدٍ، وَعَبْدُ الوَارِثِ بنُ صَخْرٍ، وَعَبْدُ القُدُّوْسِ بنُ بَكْرِ بنِ خُنَيْسٍ، وَعَبْدُ الحَكِيْمِ ابن مَنْصُوْرٍ، وَعَبْدُ الغَفَّارِ بنُ القَاسِمِ أَبُو مَرْيَمَ، وَعَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعُبَيْدَةُ بنُ أَبِي رَائِطَةَ، وَعُبَيْدَةُ بنُ الأَسْوَدِ، وَعُبَيْدُ بنُ القَاسِمِ البَصْرِيُّ، وَعَمَّارُ بنُ عُمَيْرٍ، وَعِصْمَةُ بنُ المُنْذِرِ، وَعَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ المُهَلَّبِيُّ، وَعَبَّادُ بنُ العَوَّامِ، وَعَبَّادُ بنُ صُهَيْبٍ الكُلَيْبِيُّ، وَعَبَّادُ بنُ رَاشِدٍ، وَعَبَّادُ بنُ كَثِيْرٍ، وَعَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَعُمَرُ بنُ عَلِيٍّ المُقَدَّمِيُّ، وَعُمَرُ بنُ حَبِيْبٍ القَاضِي، وَعُمَرُ بنُ عُبَيْدٍ، وَعُمَرُ بنُ صُهْيَانَ الأَسْلَمِيُّ، وَعُمَرُ بنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ العُمَرِيُّ، وَعُمَرُ بنُ مُجَاشِعٍ، وَعُمَرُ بنُ هَارُوْنَ البَلْخِيُّ، وَعُمَرُ بنُ المُغِيْرَةِ، وَعُمَرُ بنُ رَبَاحٍ، وَعُمَرُ بنُ نَبْهَانَ، وَعُثْمَانُ بنُ فَرْقَدٍ العَطَّارُ، وَعُثْمَانُ بنُ الحَكَمِ الجُذَامِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ عُثْمَانَ، وَعُثْمَانُ بنُ مِكْيَلٍ، وَعُثْمَانُ بنُ مُخَارِقٍ، وَعُثْمَانُ بنُ خَالِدٍ، وَعَلِيُّ بنُ المُبَارَكِ، وَعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، وَعَلِيُّ بنُ هَاشِمِ بنِ البَرِيْدِ، وَعَلِيُّ بنُ ثَابِتٍ، وَعَلِيُّ بنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ غُرَابٍ، وَعَلِيُّ بنُ مُصْعَبٍ، وَالعَلاَءُ بنُ رَاشِدٍ، وَالعَلاَءُ بنُ المِنْهَالِ، وَعِيْسَى بنُ مَيْمُوْنٍ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَعِيْسَى بنُ مَاهَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، وَعِمْرَانُ القَطَّانُ، وَعِمْرَانُ بنُ أَبِي الفَضْلِ، وَعَتَّابُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَوْذَبٍ، وَعَثَّامُ بنُ عَلِيٍّ، وَعِصْمَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الزُّرَقِيُّ، وَعِصْمَةُ بنُ عِيَاضٍ، وَعِصْمَةُ بنُ المُنْذِرِ، وَعَاصِمٌ غَيْرُ مَنْسُوْبٍ، وَعُقْبَةُ بنُ خَالِدٍ السَّكُوْنِيُّ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ، وَعَمْرُو بنُ فَايِدٍ، وَعَمْرُو بنُ هاشم الجنبي، وعمرو بن خَلِيْفَةَ الأَعْشَى أَبُو يُوْسُفَ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَعَطَاءُ بنُ عُرْوَةَ، وَعَمْرُو بنُ عُثْمَانَ الجُعْفِيُّ، وَعَطَّافُ بنُ خَالِدٍ، وَعَنْبَسَةُ بنُ سَعِيْدٍ، وَعَنْبَسَةُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَعَابِدُ بنُ حَبِيْبٍ، وَعَبَايَةُ بنُ عُمَرَ، وَعِكْرِمَةُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَعُقَيْلُ بنُ خَالِدٍ، وَعُمَارَةُ بنُ غَزِيَّةَ، وَعَدِيُّ بنُ الفَضْلِ، وَعَرْعَرَةُ بنُ البِرِنْدِ، وَعُبَيْسُ بنُ مَيْمُوْنٍ، وَعَلِيُّ بنُ حَيٍّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الحَجَبِيُّ، وَعَمَّارُ بنُ رُزَيْقٍ، وَعَاصِمُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ سُلَيْمَانَ الزَّرَّادُ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ، وَعِمْرَانُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ العَوْفِيُّ، وَعَمَّارُ بنُ سَيْفٍ، وَعُثْمَانُ بنُ زَائِدَةَ.

وَغَالِبُ بنُ فَائِدٍ. وَالفَضْلُ بنُ مُوْسَى, وَالفَضْلُ بنُ خَالِدٍ أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ، وَفُلَيْحُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَفُلَيْحُ بنُ مُسْلِمٍ الحَجَبِيُّ، وَفَرَجُ بنُ فَضَالَةَ، وَفَزَارَةُ بنُ جَرِيْرٍ. وَالقَاسِمُ بنُ غُصْنٍ، وَالقَاسِمُ بنُ مَعْنٍ، وَالقَاسِمُ بنُ بَهْرَامَ، وَالقَاسِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ أَبُو العَتَاهِيَةِ، وَالقَاسِمُ بنُ يَحْيَى، وَقُطْبَةُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَقُطْبَةُ بنُ العَلاَءِ، وَقُرَّانُ بنُ تَمَّامٍ، وَقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ. وَكَثِيْرُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَكَثِيْرُ بنُ همام، وَكِنَانَةُ بنُ جَبَلَةَ، وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ بِنْتُ عُثْمَانَ بنِ مُصْعَبٍ.، وَلَوْذَانُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَاللَّيْثُ، وَمَالِكٌ، ومالك بن سعير، ومسلمة بن سعيد ابن عَبْدِ المَلِكِ، وَمَسْلَمَةُ بنُ قَعْنَبٍ، وَمَسْلَمَةُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، وَمُبَارَكُ بنُ مُجَاهِدٍ الخُرَاسَانِيُّ، وَمُفَضَّلُ بنُ صَالِحٍ أَبُو جَمِيْلَةَ، وَمُفَضَّلُ بنُ فَضَالَةَ، وَمُغِيْرَةُ بنُ مُطَرِّفٍ، وَمُغِيْرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُوْسَى بنُ يَعْقُوْبَ الزَّمْعِيُّ، وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَمَعْمَرٌ، وَمُحَاضِرُ بنُ المُوَرِّعِ، وَمُعَافَى بنُ عِمْرَانَ، وَلَمْ يَلْحَقْهُ، وَمَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ المِعْوَلِيُّ، وَالمُسَيِّبُ بنُ شَرِيْكٍ، وَمُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ، وَمُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ، وَمُصْعَبُ بنُ ثَابِتٍ، وَمُصْعَبُ بنُ سَلاَّمٍ، وَمِسْعَرٌ، وَمُهَلَّبُ بنُ أَبِي عِيْسَى، وَمَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَمَطَرٌ الوَرَّاقُ، وَهُوَ أَقدَمُ مِنْهُ، وَمَنْصُوْرُ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ، وَمِشْمَعِلُّ بنُ مِلْحَانَ، وَوَالِدُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ المُنْذِرِ الحِزَامِيِّ، وَمُجَاشِعُ بنُ عَمْرٍو، وَالمُحَبَّرُ بنُ قَحْذَمٍ، وَمُرَجَّى بنُ رَجَاءٍ، وَمَرْوَانُ بنُ جَنَاحٍ، وَمُؤَمَّلُ بنُ هَارُوْنَ، وَمُعَاوِيَةُ الضَّالُّ1، وَمُعَلَّى بنُ هِلاَلٍ، وَمُقَاتِلُ بنُ حَيَّانَ، وَمَنْدَلُ بنُ عَلِيٍّ، وَمَيْمُوْنُ بنُ تَوْبَةَ. وَنُوْحُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ الجَامِعُ، وَنُوْحُ بنُ دَرَّاجٍ، وَنُوْحُ بنُ ذَكْوَانَ، وَنُوْحُ بنُ قَيْسٍ، وَالنَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، وَالنَّضْرُ بنُ مُحَمَّدٍ العَامِرِيُّ المَرْوَزِيَّانِ، وَنَصْرُ بنُ طَرِيْفٍ، وَنَصْرُ بنُ قَابُوْسٍ، وَنَصْرُ بنُ بَابٍ، وَأَبُو حَنِيْفَةَ النُّعْمَانُ، وَنُعَيْمُ بنُ المُوَرِّعِ، وَأَبُو مَعْشَرٍ نَجِيْحٌ، وَنَجِيْحٌ العَطَّارُ، وَنَافِعٌ المقرىء، ونافع بن يزيد.

_ 1 هو: معاوية بن عبد الكريم الثقفي، أبو عبد الرحمن البصري، المعروف بالضال، وهو ليس بضال في الدين، بل هو ثقة، من عقلاء أهل البصرة، وهو مولى أبي بكر. قيل له: الضال؛ لأنه ضل طريق مكة كما ذكره السمعاني والأزدي, ونقله الحافظ في تهذيب التهذيب، مات سنة مائة وثمانين وقد قارب المائة، وهو من صغار الطبقة السادسة، وهي طبقة صغار التابعين الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة.

وَوَكِيْعٌ، وَوُهَيْبٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَضَّاحٌ، وَوَهْبُ بنُ، وَهْبٍ أَبُو البَخْتَرِيِّ، وَهِشَامُ بنُ عَبْدِ اللهِ المخزومي، وهشام بن حسان، وهشام بن زياد، وهشام ابن يَحْيَى الغَسَّانِيُّ، وَهِشَامُ بنُ أَبِي خُبْزَةَ، وَهَمَّامُ بنُ يَحْيَى، وَهُدْبَةُ بنُ المِنْهَالِ، وَالهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ. وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَمَاتَ قَبْلَه، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ كَذَلِكَ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ، وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ أَبُو زُكَيْرٍ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَيَحْيَى بنُ دِيْنَارٍ أَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ، وَيَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا الغَسَّانِيُّ، وَيَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ الطَّائِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَالِمٍ، وَيَحْيَى بنُ عِيْسَى الرَّمْلِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يُوْنُسَ، وَيَحْيَى بنُ هَاشِمٍ السِّمْسَارُ التَّالِفُ1، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي غَنِيَّةَ، وَيَحْيَى بن عمير مولى بني هاشم، وَيَحْيَى بنُ أَبِي زَكَرِيَّا، وَيَحْيَى بنُ يَعْلَى، وَيَحْيَى بنُ الحَارِثِ المُرْهِبِيُّ، وَيَحْيَى بنُ كَثِيْرٍ، وَيَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ قُلْتُ مَا لَحِقَهُ أَبَداً بَلْ ذَا يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ مَدَنِيٌّ، وَيَعْقُوْبُ أَبُو يُوْسُفَ القَاضِي، وَيَعْقُوْبُ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَيَعْقُوْبُ بنُ أَبِي المُتَّئِدِ، وَأَبُو يُوْسُفَ يَعْقُوْبُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلِيْفَةَ الأَعْشَى، وَيُقَالُ اسْمُهُ عَمْرٌو كَمَا مَرَّ، وَيَعْقُوْبُ أَصَحُّ، وَيَعْقُوْبُ بنُ الوَلِيْدِ المدني، ويزيد بن سنان الرهاوي، ويزيد ابن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ سِيَاه، وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ، وَمَاتَ قَبْلَهُ، وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وَيَزِيْدُ بنُ عِيَاضٍ، وَيَاسِيْنُ بنُ مُعَاذٍ الزيات، ويعلى بن عبيد، ويونس ابن رَاشِدٍ، وَيُوْنُسُ بنُ يَزِيْدَ، وَيُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ، وَمَاتَ قَبْلَهُ، وَيُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ الكُوْفِيُّ. وَأَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي سَبْرَةَ، وأبو بكر بن عياش، وأبو سهل الخرساني، وَأَبُو إِسْمَاعِيْلَ المُؤَدِّبُ إِبْرَاهِيْمُ، وَأَبُو مَرْوَانَ الغَسَّانِيُّ، وَغَيْرُهُم. وَتَابَعَ هِشَاماً عَلَيْه الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو الأَسْوَدِ يَتِيْمُ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ، وَرَوَاهُ عُمَرُ بنُ الحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ فَقَالَ: عَنْ أَبِيْهِ عَمْرٍو، وَقِيْلَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَخَوَيْهِ يَحْيَى، وَعُثْمَانَ، عَنْ أَبِيْهِمَا، وَلَمْ يَصِحَّ. رَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ مُصْعَبٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ قَالَ، وَضَعَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، وَالِدُ المنصور وصيته عندي.

_ 1 يحيى بن هاشم السمسار، أبو زكريا الغساني الكوفي، كذبه ابن معين. وقال النسائي وغيره: متروك وقال ابن عدي: كان ببغداد يصنع الحديث ويسرقه. وقال صالح جزرة: رأيت يحيى بن هاشم وكان يكذب في الحديث.

وَرَوَى الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ المَنْصُوْرُ لِهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ: يَا أَبَا المُنْذِرِ تَذْكُرُ يَوْمَ دَخَلْتُ عَلَيْكَ أَنَا وَإِخْوَتِي مَعَ أَبِي, وَأَنْتَ تَشرَبُ سَوِيْقاً بِقَصَبَةِ يَرَاعٍ? فَلَمَّا خَرَجنَا, قَالَ أَبُوْنَا: اعرفوا لهذا الشيخ حقه, فإنه لا يَزَالُ فِي قَوْمِكُم بَقِيَّةٌ مَا بَقِيَ؟ قَالَ: لاَ أَذْكُرُ ذَلِكَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: فَلِيْمَ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: لَمْ يُعَوِّدْنِي اللهُ فِي الصِّدْقِ إلَّا خَيْراً. يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ لَهُ جُمَّةٌ تَضرِبُ أَطرَافَ مَنْكِبَيْهِ. عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ: عَنْ هِشَامٍ, قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ إِذَا صَلَّى العَصْرَ, صَفَّنَا خَلْفَهُ, فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ, وَرَأَيْتُهُ يَصعَدُ المِنْبَرَ وَفِي يَدِهِ عَصَا, فَيُسَلِّمُ, ثُمَّ يَجْلِسُ, وَيُؤَذِّنُ المُؤَذِّنُوْنَ, فَإِذَا فَرَغُوا قَامَ فَتَوَكَّأَ عَلَى العَصَا, فَخَطَبَ. عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ المُقَدَّمِيُّ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ, أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى المَنْصُوْرِ, فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ اقْضِ عَنِّي دَيْنِي قَالَ: وَكَمْ دَيْنُكَ? قَالَ: مائَةُ أَلْفٍ. قَالَ: وَأَنْتَ فِي فِقْهِكَ وَفَضْلِكَ تَأخُذُ مائَةَ أَلْفٍ, لَيْسَ عِنْدَكَ قَضَاؤُهَا قَالَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ شَبَّ فِتْيَانٌ مِنْ فِتْيَانِنَا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُبَوِّئَهُم وَاتَّخَذْتُ لَهُم مَنَازِلَ وَأَوْلَمْتُ عَنْهُم خَشِيْتُ أَنْ يَنتَشِرَ عَلَيَّ مِنْ أَمرِهِم مَا أَكْرَهُ فَفَعَلتُ ثِقَةً بِاللهِ وَبأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ1. قَالَ: فَرَدَدَ عَلَيْهِ مائَةَ أَلْفٍ اسْتِعظَاماً لَهَا ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِعَشْرَةِ آلاَفٍ فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فَأَعْطِنِي مَا أَعْطَيْتَ, وَأَنْتَ طَيِّبُ النَّفسِ, فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ: عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَعْطَى عَطِيَّةً وَهُوَ بِهَا طَيِّبُ النَّفْسِ بُوْرِكَ لِلْمُعْطِي وَالآخِذِ"2. قَالَ: فَإِنِّي طَيِّبُ النَّفْسِ بها. هذا حديث مرسل. وَرُوِيَ أَنَّ هِشَاماً أَهوَى إِلَى يَدِ أَبِي جَعْفَرٍ لِيُقَبِّلَهَا, فَمَنَعَهُ, وَقَالَ: يَا ابْنَ عُرْوَةَ! إنا نكرمك عنها, ونكرمها عن غيرك.

_ 1 هذا يخالف ما ورد عن حذيفة بن اليمان عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان" أخرجه أبو داود "4980"، والنسائي في "اليوم والليلة" "985"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "236"، والبيهقي "3/ 216"، والطيالسي "430"، وأحمد "5/ 384 و394 و398" من طرق عن شعبة، عن منصور بن المعتمر، سمعت عبد الله بن يسار، عن حذيفة، به. قلت: وإسناده صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري ومسلم خلا عبد الله بن يسار الجهني الكوفي، وهو ثقة روى له أبو داود والنسائي. 2 ضعيف: في إسناده علتان: الإرسال الثانية عمر بن علي المقدمي، كان يدلس تدليسا شديدا، وقد عنعنه.

قُلْتُ: كَانَ يَرَى لَهُ لِشَرَفِهِ, وَعِلمِهِ, وَلِكَونِهِ مِنْ أَوْلاَدِ صَفِيَّةَ أُخْتِ العَبَّاسِ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: هِشَامٌ ثَبْتٌ, لَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ إلَّا بَعْدَ مَصِيْرِهِ إِلَى العِرَاقِ, فَإِنَّهُ انبَسَطَ فِي الرِّوَايَةِ, وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِيْهِ مِمَّا كَانَ سَمِعَهُ مِنْ غَيْرِ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِيْهِ. قُلْتُ: فِي حَدِيْثِ العِرَاقِيِّيْنَ، عَنْ هِشَامٍ أَوهَامٌ تُحْتَمَلُ, كَمَا وَقَعَ فِي حَدِيْثِهِم، عَنْ مَعْمَرٍ أَوهَامٌ. وَضَبَطَ جَمَاعَةٌ وَفَاةَ هِشَامٍ بِبَغْدَادَ, فِي سَنَةِ سته وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ المَنْصُوْرُ وَشَذَّ: الفَلاَّسُ فَقَالَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقِيْلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَقِيْلَ: عَاشَ سَبْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَقِيْلَ غَيْرُ ذَلِكَ. وَقَعَ لِي الكَثِيْرُ مِنْ عَوَالِيْهِ, حَتَّى فِي "الجَامِعِ الصَّحِيْحِ" مِنْ رِوَايَةِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى, عَنْهُ وَأَعْلَى مِنْ ذَلِكَ: مَا حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا، عَنْ عُمَرَ بنِ طَبَرْزَدْ سَمَاعاً، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ تَمْتَامٌ, حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ هَاشِمٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحِبُّ الحَلْوَاءَ وَالعَسَلَ لَكِنَّ يَحْيَى السِّمْسَارَ لَيْسَ بِثِقَةٍ1. وَأَمَّا المتن ففي الصحاح. وَحَدِيْثُ هِشَامٍ لَعَلَّهُ أَزْيَدُ مِنْ أَلفِ حَدِيْثٍ والله أعلم.

_ 1 سبق ترجمتنا له قريبا في تعليقنا رقم "240"، وهو كذاب، وقد ورد عن عائشة -رضي الله عنها- قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الحلوى والعسل" أخرجه البخاري "5431"، ومسلم "1474" "21"، وأبو داود "3751"، والترمذي "1831"، وابن ماجه "3323"، من طريق أبي أسامة قال: حدثنا هشام بن عروة، به.

إسحاق بن سويد

843- إسحاق بن سويد 1: "خ، م، د، س" ابن هبيرة التميمي, البَصْرِيُّ, أَحَدُ الثِّقَاتِ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ, وَمُعَاذَةَ العَدَوِيَّةَ, وَأَبِي قَتَادَةَ تَمِيْمِ بنِ نُذَيْرٍ العدوي, وعبد الرحمن بن أبي بكر الثَّقَفِيِّ, وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ الحَمَّادَانِ2, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ وَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ, وَابْنُ مَعِيْنٍ, وَكَانَ كَبِيْرَ السِّنِّ. مَاتَ فِي سنة إحدى وثلاثين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1242"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 766"، الوافي بالوفيات "8/ 414"، تهذيب التهذيب "1/ 236". 2 الحمادان: هما حماد بن سلمة، وحماد بن زيد.

عطاء بن أبي ميمونة، أبو مسلم الخرساني

عطاء بن أبي ميمونة، أبو مسلم الخُرساني: 844- عَطَاءُ بنُ أَبِي مَيْمُوْنَةَ 1: "خَ، م، د، س، ق" بَصْرِيٌّ, حُجَّةٌ حَدَّثَ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ -فَلَعَلَّهُ مُرْسَلٌ- وَعَنْ: جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ وَأَنَسٍ, وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: خَالِدٌ الحَذَّاءُ, وَرَوْحُ بنُ ,القَاسِمِ وَشُعْبَةُ, وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ, وَقَالَ: هُوَ وَوَلَدُهُ قَدَرِيَّانِ. قِيْلَ: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة. 845- أبو مسلم الخراساني 2: اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُسْلِمٍ وَيُقَالُ: عَبْدُ الرحمن بن عثمان بن يسار الخرساني, الأَمِيْرُ, صَاحِبُ الدَّعوَةِ, وَهَازِمُ جُيُوْشِ الدَّولَةِ الأُمَوِيَّةِ, وَالقَائِمُ بِإِنشَاءِ الدَّولَةِ العَبَّاسِيَّةِ. كَانَ مِنْ أَكْبَرِ المُلُوْكِ فِي الإِسْلاَمِ, كَانَ ذَا شَأْنٍ عَجِيْبٍ, وَنَبَأٍ غَرِيْبٍ, مِنْ رَجُلٍ يَذْهَبُ عَلَى حِمَارٍ بِإِكَافٍ مِنَ الشَّامِ حَتَّى يَدْخُلَ خُرَاسَانَ, ثُمَّ يَملِكُ خُرَاسَانَ بَعْدَ تِسْعَةَ أَعْوَامٍ, وَيَعُودُ بِكَتَائِبَ أمثال الجبال, ويقلب الدولة, وَيُقِيْمُ دَوْلَةً أُخْرَى. ذَكَرَهُ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ بنِ خَلِّكَانَ فَقَالَ: كَانَ قَصِيْراً, أَسْمَرَ, جَمِيْلاً, حُلْواً, نَقِيَّ البَشْرَةِ, أَحوَرَ العَيْنِ, عَرِيْضَ الجَبهَةِ, حَسَنَ اللِّحْيَةِ, طَوِيْلَ الشَّعْرِ طَوِيْلَ الظَّهْرِ خَافِضَ الصَّوْتِ فَصِيْحاً بِالعَرَبِيَّةِ وَبِالفَارِسِيَّةِ حُلْوَ المَنْطِقِ, وَكَانَ رَاوِيَةً لِلشِّعْرِ عَارِفاً بِالأُمُوْرِ لَمْ يُرَ ضَاحِكاً وَلاَ مَازِحاً إلَّا فِي وَقْتِهِ وَكَانَ لاَ يَكَادُ يُقَطِّبُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَحوَالِهِ. تَأْتِيْهِ الفتوحات العظام, فلا يظهر عليه السُّرُوْرِ, وَتَنْزِلُ بِهِ الفَادِحَةُ الشَّدِيْدَةُ فَلاَ يُرَى مُكْتَئِباً وَكَانَ إِذَا غَضِبَ لَمْ يَسْتَفِزَّهُ الغَضَبُ إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ لاَ يَأْتِي النِّسَاءَ فِي العَامِ إلَّا مَرَّةً, يُشِيْرُ إِلَى شَرَفِ نفسه وتشاغلها بأعباء الملك.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 245"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3012"، المعرفة والتاريخ "2/ 114" و"3/ 123 و397"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1862"، الكاشف "2/ ترجمة 3861"، ميزان الاعتدال "3/ 76"، تهذيب التهذيب "7/ 215"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4862". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 207"، وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 372"، تاريخ الإسلام "5/ 198 و213 و322"، ميزان الاعتدال "2/ 589"، لسان الميزان "3/ 436"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 179".

قِيْلَ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ مائَةٍ, وَأَوَّلُ ظُهُوْرِهِ كان بمرو في شهر رمضان يوم الجُمُعَةِ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ, وَمُتَوَلِّي خُرَاسَانَ إِذْ ذَاكَ الأَمِيْرُ نَصْرُ بنُ سَيَّارٍ اللَّيْثِيُّ نَائِبُ مَرْوَانَ بنِ مُحَمَّدٍ الحِمَارِ خَاتِمَةُ خُلَفَاءِ بَنِي مَرْوَانَ ... , إِلَى أَنْ قَالَ: فَكَانَ ظُهُوْرُهُ يَوْمَئِذٍ فِي خَمْسِيْنَ رَجُلاً, وَآلَ أَمرُهُ إِلَى أَنْ هَرَبَ مِنْهُ نَصْرُ بنُ سَيَّارٍ قَاصِداً العِرَاقَ, فَنَزَلَ بِهِ المَوْتُ بِنَاحِيَةِ سَاوَةَ, وَصَفَا إِقْلِيْمُ خُرَاسَانَ لأَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّعوَةِ فِي ثَمَانِيَةٍ وَعِشْرِيْنَ شَهْراً. قَالَ: وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ أَهْلِ رُسْتَاقِ فريذينَ, مِنْ قَرْيَةٍ تُسَمَّى: سنجردَ, وَكَانَتْ هِيَ وَغَيْرُهَا مُلْكاً لَهُ, وَكَانَ يَجلِبُ فِي بَعْضِ الأَوقَاتِ مَوَاشِيَ إِلَى الكُوْفَةِ, ثُمَّ إِنَّهُ قَاطَعَ عَلَى رُسْتَاقِ فريذينَ -يَعْنِي: ضَمِنَهُ- فَغَرِمَ, فَنَفَذَ إِلَيْهِ عَامِلُ البَلَدِ مَنْ يُحْضِرُهُ فَهَرَبَ بِجَارِيَتِهِ وَهِيَ حُبْلَى, فَوَلَدَتْ لَهُ هَذَا فَطَلَعَ ذَكِيّاً وَاخْتَلَفَ إِلَى الكُتَّابِ وَحَصَّلَ. ثُمَّ اتَّصَلَ بِعِيْسَى بنِ مَعْقِلٍ, جَدِّ الأَمِيْرِ أَبِي دُلَفٍ العِجْلِيِّ, وَبأَخِيْهِ إِدْرِيْسَ بنِ مَعْقِلٍ فَحَبَسَهُمَا أَمِيْرُ العِرَاقِ عَلَى خَرَاجٍ انْكَسَرَ فَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِمَا إِلَى السِّجْنِ وَيَتَعَهَّدُهُمَا وَذَلِكَ بِالكُوْفَةِ فِي اعْتِقَالِ الأَمِيْرِ خَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ القَسْرِيِّ, فَقَدِمَ الكُوْفَةَ جَمَاعَةٌ مِنْ نُقَبَاءِ الإِمَامِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ وَالِدِ المَنْصُوْرِ, وَالسَّفَّاحِ فَدَخَلُوا عَلَى الأَخَوَيْنِ يُسَلِّمُوْنَ عَلَيْهمَا فَرَأَوْا عِنْدَهُمَا أَبَا مُسْلِمٍ فَأَعْجَبَهُم عَقْلُهُ, وَأَدبُهُ, وَكَلاَمُهُ, وَمَالَ هُوَ إِلَيْهِم, ثُمَّ إِنَّهُ عَرَفَ أَمْرَهُم وَدَعْوَتَهُم يَعْنِي إِلَى بَنِي العَبَّاسِ ,ثُمَّ هَرَبَ الأَخَوَانِ عِيْسَى وَإِدْرِيْسُ مِنَ السِّجْنِ فَلَزِمَ هُوَ النُّقَبَاءَ وَسَارَ صُحْبَتَهُم إِلَى مَكَّةَ فَأَحضَرُوا إِلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ الإِمَامِ وَقَدْ مَاتَ الإِمَامُ مُحَمَّدٌ عِشْرِيْنَ أَلْفَ دينار ومئتي أَلْفِ دِرْهَمٍ وَأَهْدَوْا لَهُ أَبَا مُسْلِمٍ فَأُعْجِبَ بِهِ وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ لَهُم هَذَا عُضْلَةٌ مِنَ العُضَلِ. فَأَقَامَ مُسْلِمٌ يَخدِمُ الإِمَامَ إِبْرَاهِيْمَ وَرَجَعَ النقباء إلى خراسان. فقال: إني جَرَّبْتُ هَذَا الأَصْبَهَانِيَّ, وَعَرَفتُ ظَاهِرَهُ وَبَاطِنَهُ فَوَجَدتُهُ حَجَرَ الأَرْضِ ثُمَّ قَلَّدَهُ الأَمْرَ, وَنَدَبَهُ إِلَى المُضِيِّ إِلَى خُرَاسَانَ فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ. قَالَ المَأْمُوْنُ: أَجلُّ مُلُوْكِ الأَرْضِ ثَلاَثَةٌ الَّذِيْنَ قَامُوا بِنَقْلِ الدُّوَلِ وَهُم الإِسْكَنْدَرُ وَأَزْدَشِيْرُ وأبو مسلم. قال أبو القاسم بن عَسَاكِرَ: ذَكَرَ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ القَوَّاسِ فِي "تَارِيْخِهِ" قَدِمَ أَبُو مُسْلِمٍ هُوَ وَحَفْصُ بنُ سَلَمَةَ الخَلاَّلُ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ الإِمَامِ فَأَمَرَهُمَا بِالمَصِيْرِ إِلَى خُرَاسَانَ وَكَانَ إِبْرَاهِيْمُ بِالحُمَيْمَةِ1 مِنْ أَرْضِ البلقَاءِ, إِذْ ذاك سمع أبو مسلم من عكرمة.

_ 1 الحميمة: بلدة من أعمال عمان.

هَكَذَا قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ وَهَذَا غَلَطٌ, لَمْ يُدْرِكْهُ. قَالَ: وَسَمِعَ ثَابِتاً البُنَانِيَّ, وَأَبَا الزُّبَيْرِ المَكِّيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الإِمَامَ, وَابْنَهُ, وَإِسْمَاعِيْلَ السُّدِّيَّ, وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ حَرْمَلَةَ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَيْمُوْنٍ الصَّائِغُ, وَابْنُ شُبْرُمَةَ الفَقِيْهُ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُنِيْبٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ ,المُبَارَكِ, وَغَيْرُهُم. قُلْتُ: وَلاَ أَدْرَكَ ابْنُ المُبَارَكِ الرِّوَايَةَ عَنْهُ, بَلْ رَآهُ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ المَرْوَزِيُّ: حدثنا أبو يوسف محمد ابن عَبْدَكَ, حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بنُ بِشْرٍ, سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَهُوَ يَخْطُبُ, فَقَالَ: مَا هَذَا السَّوَادُ عَلَيْكَ? فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ مكة يوم الفتح, وعليه عمامة سوداء"1, وهذه ثِيَابُ الهَيْبَةِ, وَثِيَابُ الدَّولَةِ, يَا غُلاَمُ اضرِبْ عُنُقَهُ!. وَقَالَ جَمَاعَةٌ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ أَحْمَدُ بنُ حَسَنِ بنِ هَارُوْنَ الرَّازِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي خُرَاسَانَ, حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُصْعَبٍ, حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ الدَّاوُوْدِيُّ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ وَعَلَى رَأْسِ أَبِي مُسْلِمٍ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ, فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: اسْكُتْ, حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ" يَا غُلاَمُ اضْرِبْ عُنُقَهُ!. وَرُوِيَتُ القِصَّةَ بِإِسْنَادٍ ثَالِثٍ مُظْلِمٍ. قُلْتُ: كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ يَزِيْدُ عَلَى الحَجَّاجِ فِي ذَلِكَ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ لِلدَّولَةِ لُبْسَ السَّوَادِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ فِي "تَارِيْخِهِ": ذَكَرَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ -يَعْنِي: المَدَائِنِيَّ -أَنَّ حَمْزَةَ بنَ طَلْحَةَ السُّلَمِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: كَانَ بُكَيْرُ بنُ مَاهَانَ كَاتِباً لبَعْضِ عُمَّالِ السِّنْدِ, فَقَدِمَ, فَاجْتَمَعُوا بِالكُوْفَةِ فِي دَارٍ, فَغُمِزَ بِهِم, فَأُخِذُوا فَحُبِسَ بُكَيْرٌ, وَخُلِّيَ، عَنِ الآخَرِيْنَ, وَكَانَ فِي الحَبْسِ أَبُو عَاصِمٍ وَعِيْسَى العِجْلِيُّ, وَمَعَهُ أَبُو مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيُّ فَحَدَّثَهُ, فَدَعَاهُم بُكَيْرٌ فَأَجَابُوْهُ إِلَى رَأْيِهِ فَقَالَ لِعِيْسَى العِجْلِيِّ: مَا هَذَا الغُلاَمُ قَالَ: مَمْلُوْكٌ قَالَ: تبعه قَالَ: هُوَ لَكَ قَالَ: أُحِبُّ أَنْ تَأخُذَ ثمنه فأعطاه أربع مائة درهم.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1358" من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري، وقد تقدم تخريجنا له.

ثُمَّ أُخْرِجُوا مِنَ السِّجْنِ, وَبَعَث بِهِ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ, فَدَفَعَهُ إِبْرَاهِيْمُ إِلَى مُوْسَى السَّرَّاجِ, فَسَمِعَ مِنْهُ وحَفِظَ, ثُمَّ اخْتَلَفَ إِلَى خراسان. وَقَالَ غَيْرُهُ: تَوَجَّهَ سُلَيْمَانُ بنُ كَثِيْرٍ, وَمَالِكُ بنُ الهَيْثَمِ, وَلاَهِزٌ, وَقَحْطَبَةُ بنُ شَبِيْبٍ مِنْ بِلاَدِ خُرَاسَانَ لِلْحَجِّ, فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ, فَدَخَلُوا الكُوْفَةَ فَأَتَوْا عَاصِمَ بنَ يُوْنُسَ العِجْلِيَّ, وَهُوَ فِي الحَبسِ فَبَدَأَهُم بِالدُّعَاءِ إِلَى وَلَدِ العَبَّاسِ, وَمَعَهُ عِيْسَى بنُ مَعْقِلٍ العِجْلِيُّ, وَأَخُوْهُ حَبَسَهُمَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ أَمِيْرُ العِرَاقِ فِيْمَنْ حَبَسَ مِنْ عُمَّالِ خَالِدٍ القَسْرِيِّ هَكَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ قَالَ وَمَعَهُمَا أَبُو مُسْلِمٍ يَخدِمُهُمَا فَرَأَوْا فِيْهِ العَلاَمَاتِ فَقَالُوا: مِنْ أَيْنَ هَذَا الفَتَى? قَالَ: غُلاَمٌ مَعَنَا مِنَ السَّراجِينَ وَقَدْ كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ إِذَا سَمِعَ عِيْسَى, وَإِدْرِيْسَ يَتَكَلَّمَانِ فِي هَذَا الرّأيِ بَكَى فَلَمَّا رأو ذَلِكَ دَعَوْهُ إِلَى مَا هُم عَلَيْهِ يَعْنِي: مَنْ نُصْرَةِ آلِ بَيْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَجَابَ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه: أَنْبَأَنَا مُظَفَّرُ بنُ يَحْيَى, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْثَدِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّلْحِيُّ, حدثني أبو مسلم محمد بن المطلب ابن فَهْمٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّعْوَةِ قَالَ: كَانَ اسْمُ أَبِي مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ بنِ يَسَارٍ مِنْ وَلَدِ بزرجمهرَ, وَكَانَ يُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ وُلِدَ بِأَصْبَهَانَ, وَنَشَأَ بِالكُوْفَةِ, وَكَانَ أَبُوْهُ أَوْصَى إِلَى عِيْسَى السَّرَّاجِ فَحَمَلَهُ إِلَى الكُوْفَةِ, وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِيْنَ فَقَالَ لَهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ لَمَّا عزَمَ عَلَى تَوجِيْهِهِ إِلَى خُرَاسَانَ: غَيِّرِ اسْمَكَ فَإِنَّهُ لاَ يَتِمُّ لَنَا الأَمْرُ إلَّا بِتَغْيِيْرِ اسْمِكَ عَلَى مَا وَجَدْتُهُ فِي الكُتُبِ فَقَالَ: قَدْ سَمَّيتُ نَفْسِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُسْلِمٍ ثُمَّ تَكَنَّى أَبَا مُسْلِمٍ وَمَضَى لِشَأْنِهِ وَلَهُ ذؤابة فمضى على الحمار فَقَالَ لَهُ: خُذْ نَفَقَةً. قَالَ: ثُمَّ مَاتَ عِيْسَى السَّرَّاجُ, وَمَضَى أَبُو مُسْلِمٍ لِشَأْنِهِ, وَلَهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَزَوَّجَهُ إِبْرَاهِيْمُ الإِمَامُ بَابْنَةِ أَبِي النَّجْمِ عِمْرَانَ الطَّائِيِّ, وَكَانَتْ بِخُرَاسَانَ فَبَنَى بِهَا. ابْنُ دُرَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ, قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ خُرَاسَانَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كُنْتُ أَطْلُبُ العِلْمَ, فَلاَ آتِي مَوْضِعاً إلَّا وَجَدْتُ أَبَا مُسْلِمٍ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ, فَأَلِفْتُهُ فَدَعَانِي إِلَى مَنْزِلِهِ وَدَعَا بِمَا حَضَرَ ثُمَّ لاَعَبْتُهُ بِالشَّطْرَنْجِ وَهُوَ يَلهُوَ بِهَذَيْنِ البَيْتَيْنِ: ذَرُوْنِي ذَرُوْنِي مَا قَرَرْتُ فَإِنَّنِي ... مَتَى مَا أُهِجْ حَرْباً تَضِيقُ بِكُم أَرْضِي وَأَبْعَثُ فِي سُوْدِ الحَدِيْدِ إِلَيْكُمُ ... كَتَائِبَ سُوْدٍ طَالَمَا انْتَظَرَتْ نَهْضِي قَالَ رُؤْبَةُ بنُ العَجَاجِ: كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ عَالِماً بِالشِّعْرِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الجُلُوْدِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ زَكَوَيْه, قَالَ: رُوِيَ لَنَا: أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ صَاحِبَ

الدَّولَةِ, قَالَ: ارْتَدَيْتُ الصَّبْرَ, وَآثَرْتُ الكِتْمَانَ, وَحَالَفْتُ الأَحزَانَ, وَالأَشجَانَ, وَسَامَحْتُ المَقَادِيرَ وَالأَحكَامَ حَتَّى أَدْرَكتُ بُغْيَتِي. ثُمَّ أَنْشَدَ: قَدْ نِلْتُ بِالحزْمِ وَالكِتمَانِ ما عجزت ... عنه ملوك بني مروان إذا حَشَدُوا مَا زِلْتُ أَضْرِبُهُم بِالسَّيْفِ فَانْتَبَهُوا ... مِنْ رَقْدَةٍ لَمْ يَنَمْهَا قَبْلَهُم أَحَدُ طَفِقْتُ أَسْعَى عَلَيْهِم فِي دِيَارِهِمُ ... وَالقَوْمُ فِي مُلْكِهِمْ بِالشَّامِ قَدْ رَقَدُوا وَمَنْ رَعَى غَنَماً فِي أَرْضِ مَسْبَعَةٍ ... وَنَامَ عَنْهَا تَوَلَّى رَعْيَهَا الأَسَدُ وَرُوِيتُ هَذِهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَقِيْلٍ التّبعِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عَثَّامٍ يَقُوْلُ: قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الصَّائِغُ: لَمَّا رَأَيْتُ العَرَبَ وَصَنِيْعَهَا, خِفْتُ إلَّا يَكُوْنَ للهِ فِيْهِم حَاجَةٌ, فَلَمَّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِم أَبَا مُسْلِمٍ رَجَوْتُ أَنْ تَكُوْنَ للهِ فِيْهِم حَاجَةٌ. قُلْتُ: كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ بَلاَءً عَظِيْماً عَلَى عَرَبِ خُرَاسَانَ, فَإِنَّهُ أَبَادَهُم بِحَدِّ السَّيفِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ فِي "تَارِيْخِ مَرْوَ": حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ رَشِيْدٍ العَنْبَرِيُّ, سَمِعْتُ يَزِيْدَ النَّحْوِيَّ يَقُوْلُ: أَتَانِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الصائغ, فقال لِي: مَا تَرَى مَا يَعْمَلُ هَذَا الطَّاغِيَةُ, إِنَّ النَّاسَ مَعَهُ فِي سَعَةٍ, غَيْرَنَا أَهْلَ العِلْمِ؟ قُلْتُ: لَوْ عَلِمتُ أَنَّهُ يَصْنَعُ بِي إِحْدَى الخَصْلَتَيْنِ لَفَعَلتُ, إِنْ أَمَرْتُ وَنَهَيْتُ يُقِيْلُ أَوْ يَقْتُلُ, وَلَكِنِّي أَخَافُ أَنْ يَبسُطَ عَلَيْنَا العَذَابَ, وَأَنَا شَيْخٌ كَبِيْرٌ, لاَ صَبْرَ لِي عَلَى السِّيَاطِ. فَقَالَ الصَّائِغُ: لَكِنِّي لاَ أَنْتَهِي عَنْهُ. فَذَهَبَ, فَدَخَلَ عَلَيْهِ, فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ, فَقَتَلَهُ. وَذَكَرَ بَعْضُهُم: أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ كَانَ يَجْتَمِعُ -قَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ- بِإِبْرَاهِيْمَ الصَّائِغِ, وَيَعِدُهُ بِإِقَامَةِ الحَقِّ, فَلَمَّا ظَهَرَ وَبَسَطَ يَدَه, دَخَلَ عَلَيْهِ, فَوَعَظَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: دَخَلَ أَبُو مُسْلِمٍ عَلَى أَبِي العَبَّاسِ السَّفَّاحِ, فَسَلَّمَ عَلَيْهِ, وَعِنْدَه أَخُوْهُ أَبُو جَعْفَرٍ, فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ هَذَا أَبُو جَعْفَرٍ فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ هَذَا مَوْضِعٌ لاَ يُؤَدَّى فيهإلَّا حَقُّكَ. وَكَانَتْ بِخُرَاسَانَ فِتَنٌ عَظِيْمَةٌ, وَحُرُوْبٌ مُتَوَاتِرَةٌ, فَسَارَ الكَرْمَانِيُّ فِي جَيْشٍ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ, فَالتَقَاهُ سَلْمُ بنُ أَحْوَزَ المَازِنِيُّ؛ متولي مروالروذ, فَانْهَزَمَ أَوَّلاً الكَرْمَانِيُّ, ثُمَّ كَرَّ عَلَيْهِم بِاللَّيلِ فَاقْتَتَلُوا, ثُمَّ إِنَّهُم تَهَادَنُوا. ثُمَّ سَارَ نَصْرُ بنُ سَيَّارٍ, فَحَاصَرَ الكَرْمَانِيَّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ, وَجَرَتْ أُمُوْرٌ يَطُولُ شَرحُهَا, أَوْجَبَتْ ظُهُوْرَ أَبِي مُسْلِمٍ, لِخُلُوِّ الوَقْتِ لَهُ, فَقَتَلَ

الكَرْمَانِيَّ, وَلَحِقَ جُمُوْعَه شَيْبَانُ بنُ مَسْلَمَةَ السَّدُوْسِيُّ الخارجي, المتغلب على سرخس وطوس, فحاربم نَصْرُ بنُ سَيَّارٍ نَحْواً مِنْ سَنَةٍ وَنِصْفٍ ثُمَّ اصْطَلَحَ نَصْرٌ وَجُدَيْعُ بنُ الكَرْمَانِيِّ عَلَى أَنْ يُحَارِبُوا أَبَا مُسْلِمٍ فَإِذَا فَرَغُوا مِنْ حَرْبِه وَظَهَرُوا, نَظَرُوا فِي أَمرِهِم فَدَسَّ أَبُو مُسْلِمٍ إِلَى ابْنِ الكَرْمَانِيِّ يَخْدَعُه وَيَقُوْلُ إِنِّي مَعَكَ فَوَافَقَه ابْنُ الكَرْمَانِيِّ وَانْضَمَّ إِلَيْهِ فَحَارَبَا نَصْراً, وَعَظُمَ الخَطبُ. ثُمَّ إِنَّ نَصْرَ بنَ يسار كَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ: أَنَا أُبَايِعُكَ, وَأَنَا أَحَقُّ بِكَ مِنِ ابْنِ الكَرْمَانِيِّ فَقَوِيَ أَمرُ أَبِي مُسْلِمٍ, وَكَثُرَتْ جُيُوْشُه, ثُمَّ عَجَزَ عَنْهُ نصر, وتقهقر إِلَى نَيْسَابُوْرَ, وَاسْتَولَى أَبُو مُسْلِمٍ عَلَى أَسبَابِه وَأَهْلِه ثُمَّ جَهَّزَ أَبُو مُسْلِمٍ جَيْشاً إِلَى سرخس, فقاتلهم فقتل شيبان وَقُتِلَتْ أَبْطَالُه ثُمَّ التَقَى جَيْشُ أَبِي مُسْلِمٍ, وَجَيْشُ نَصْرٍ, وَسَعَادَةُ أَبِي مُسْلِمٍ فِي إِقبَالٍ فَانْهَزَمَ أَصْحَابُ نَصْرٍ, وَتَأَخَّرَ هُوَ إِلَى قُوْمِسَ, ثُمَّ ظَفِرَ أَبُو مُسْلِمٍ بِسَلْمِ بنِ أَحْوَزَ الأَمِيْرِ فَقَتَلَه, وَاسْتَولَى عَلَى مَدَائِنِ خُرَاسَانَ فِي أَوَاخِرِ سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ, وَظَفِرَ بِعَبْدِ اللهِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ الهَاشِمِيِّ, فَقَتَلَه. ثُمَّ جَهَّزَ أَبُو مُسْلِمٍ قَحْطَبَةَ بنَ شَبِيْبٍ, فَالْتَقَى هُوَ وَنُبَاتَةُ بنُ حَنْظَلَةَ الكِلاَبِيُّ عَلَى جُرْجَانَ فَقَتَلَ الكِلاَبِيَّ, وَتَمَزَّقَ جَيْشُه, وَتَقَهقَرَ نَصْرُ بنُ سَيَّارٍ إِلَى وَرَاءَ, وَكَتَبَ إِلَى مُتَوَلِّي العِرَاقِ يَزِيْدَ بنِ عُمَرَ بنِ هُبَيْرَةَ وَالِي الخَلِيْفَةِ مَرْوَانَ يَسْتَصْرِخُ بِهِ وَلاَتَ حِيْنَ مَنَاصَ, وَكَثُرَتِ البُثُوقُ عَلَى مَرْوَانَ مِنْ خَوَارِجِ المَغْرِبِ, وَمِنَ القَائِمِيْنَ بِاليَمَنِ, وَبِمَكَّةَ, وَبِالجَزِيْرَةِ وَوَلَّتْ دَوْلَتُه فَجَهَّزَ ابْنُ هُبَيْرَةَ جَيْشاً عَظِيْماً, فَنَزَلَ بعضهم همدان وبعضهم بماه فالتقاهم قحطبة ابن شَبِيْبٍ بِنَوَاحِي أَصْبَهَانَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ, فَانْكَسَرَ جَيْشُ ابْنِ هُبَيْرَةَ, ثُمَّ نَازَلَ قَحْطَبَةُ نَهَاوَنْدَ يُحَاصِرُهَا, وَتَقَهقَرَ نَصْرُ بنُ سَيَّارٍ إِلَى الرَّيِّ. ذَكَرَ ابْنُ جَرِيْرٍ: أَنَّ جَيْشَ ابْنِ هُبَيْرَةَ كَانُوا مائَةَ, أَلْفٍ عَلَيْهِم عَامِرُ بنُ ضُبَارَةَ, وَكَانَ قَحْطَبَةُ فِي عِشْرِيْنَ أَلْفاً, فَنَصَبَ قَحْطَبَةُ رُمْحاً عَلَيْهِ مُصْحَفٌ وَنَادَوْا: يَا أهل الشام ندعوكم إلى ما في المُصْحَفِ فَشَتَمُوهُم فَحَمَلَ قَحْطَبَةُ فَلَمْ يَطُلِ القِتَالُ حَتَّى انْهَزَمَ جُنْدُ مَرْوَانَ وَمَاتَ نَصْرُ بنُ سَيَّارٍ بِالرَّيِّ. وَقِيْلَ بِسَاوَةَ وَأَمَرَ أَوْلاَدَهُ أَنْ يَلْحَقُوا بِالشَّامِ وَكَانَ يُنشِدُ لَمَّا أَبْطَأَ عَنْهُ المدد: أَرَى خَلَلَ الرَّمَادِ وَمِيضَ نَارٍ ... خَلِيقٌ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ ضِرَامُ فَإِنَّ النَّارَ بِالزَّنْدَيْنِ تُورَى ... وَإِنَّ الفِعلَ يَقْدُمُهُ الكَلاَمُ وَإِنْ لَمْ يُطفِهَا عُقَلاَءُ قَوْمٍ ... يَكُوْنُ وَقُوْدَهَا جُثَثٌ وَهَامُ أَقُوْلُ مِنَ التَّعَجُّبِ لَيْتَ شِعْرِي ... أَيَقْظَانٌ أُمَيَّةُ أَمْ نيام?!

وَكَتَبَ ابْنُ هُبَيْرَةَ إِلَى مَرْوَانَ الخَلِيْفَةِ يُخْبِرُه بِقَتلِ ابْنِ ضُبَارَةَ, فَوَجَّه لِنَجدَتِه حَوْثَرَةَ بنَ سُهَيْلٍ البَاهِلِيَّ فِي عَشْرَةِ آلاَفٍ مِنَ القَيْسِيَّةِ, فَتَجَمَّعَتْ عَسَاكِرُ مَرْوَانَ بِنَهَاوَنْدَ وَعَلَيْهِم مَالِكُ بنُ أَدْهَمَ فَحَاصَرَهُم قَحْطَبَةُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ, وَضَايَقَهُم حَتَّى أَكَلُوا دَوَابَّهُم مِنَ الجُوْعِ, ثُمَّ خَرَجُوا بِالأَمَانِ فِي شَوَّالٍ, وَقَتَلَ قَحْطَبَةُ وَجُوْهَ أُمَرَاءِ نَصْرِ بنِ سَيَّارٍ وَأَوْلاَدَه وَأَقبَلَ يُرِيْدُ العِرَاقَ, فَبَرَزَ لَهُ ابْنُ هُبَيْرَةَ, وَنَزَلَ بِقُربِ حُلْوَانَ, فَكَانَ فِي ثَلاَثَةٍ وَخَمْسِيْنَ أَلْفَ فَارِسٍ, وَتَقَارَبَ الجَمْعَانِ. فَفِي هَذِهِ السَّنَةِ, سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ: تَحَوَّلَ أَبُو مُسْلِمٍ مِنْ مَرْوَ, فَنَزَلَ بِنَيْسَابُوْرَ, وَدَانَ لَهُ الإِقْلِيْمُ جَمِيْعُه ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ, فَبَلَغَ ابْنَ هُبَيْرَةَ أَنَّ قَحْطَبَةَ تَوَجَّه نَحْوَ المَوْصِلِ, فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: مَا بَالُهُم تَنَكَّبُونَا؟ قِيْلَ: يُرِيْدُوْنَ الكُوْفَةَ فَرَحَلَ ابْنُ هُبَيْرَةَ رَاجعاً نَحْوَ الكُوْفَةِ, وَكَذَلِكَ فَعَلَ قَحْطَبَةُ ثُمَّ جَازَ قَحْطَبَةُ الفُرَاتَ فِي سَبْعِ مائَةِ فَارِسٍ وَتَتَامَّ إِلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ نَحْوُ ذَلِكَ وَاقْتَتَلُوا, فَطُعِنَ قَحْطَبَةُ بنُ شَبِيْبٍ, ثُمَّ وَقَعَ فِي المَاءِ, فَهَلَكَ, وَلَمْ يَدرِ بِهِ قَوْمُه, وَلَكِنِ انْهَزَمَ أَيْضاً أَصْحَابُ ابْنِ هُبَيْرَةَ, وَغَرِقَ بَعْضُهم, وَرَاحَتْ أَثقَالُهُم. قَالَ بَيْهَسُ بنُ حَبِيْبٍ: أَجْمَعَ النَّاسُ بَعْدَ أَنْ عَدَّيْنَا, فَنَادَى مُنَادٍ: مَنْ أَرَادَ الشَّامَ فَهَلُمَّ! فَذَهَبَ مَعَهُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ, وَنَادَى آخَرُ: مَنْ أَرَادَ الجَزِيْرَةَ ... وَنَادَى ... آخَرُ مَنْ أَرَادَ الكُوْفَةَ وَتَفَرَّقَ الجَيْشُ إِلَى هَذِهِ النَّوَاحِي فَقُلْتُ مَنْ أَرَادَ وَاسِطَ فَهَلُمَّ. فَأَصبَحْنَا بِقَنَاطِرِ المُسَيِّبِ مَعَ الأَمِيْرِ ابْنِ هُبَيْرَةَ, فَدَخَلنَاهَا يَوْمَ عَاشُوْرَاءَ وَأَصبَحَ المُسَوِّدَةُ قَدْ فَقَدُوا أَمِيْرَهُم قَحْطَبَةَ ثُمَّ أَخْرُجُوْه مِنَ المَاءِ, وَدَفَنُوْهُ وَأَمَّرُوا مَكَانَه وَلَدَهُ الحَسَنَ بنَ قَحْطَبَةَ فَسَارَ بِهِم إِلَى الكُوْفَةِ فَدَخَلُوهَا يَوْمَ عَاشُوْرَاءَ أَيْضاً فَهَرَبَ مُتَوَلِّيْهَا زِيَادُ بنُ صَالِحٍ إِلَى وَاسِطَ. وَتَرَتَّبَ فِي إِمْرَةِ الكُوْفَةِ لِلْمُسَوِّدَةِ أَبُو سَلَمَةَ الخَلاَّلُ. ثُمَّ سَارَ ابْنُ قَحْطَبَةَ, وَحَازِمُ بنُ خُزَيْمَةَ, فَنَازَلُوا وَاسِطَ, وَعَمِلُوا عَلَى أَنْفُسِهم خَنْدَقاً, فَعَبَّأَ ابْنُ هُبَيْرَةَ جُيُوْشَه, وَالتَقَاهُم فَانْكَسَرَ جَمعُه وَنَجَوْا إِلَى وَاسِطَ. وَقُتِلَ فِي المَصَافِّ: يَزِيْدُ أَخُو الحَسَنِ بنِ قَحْطَبَةَ, وَحَكِيْمُ بنُ المُسَيِّبِ الجَدَلِيُّ وَفِي المُحَرَّمِ: قَتَلَ أَبُو مُسْلِمٍ جَمَاعَةً, مِنْهُمُ ابْنُ الكَرْمَانِيِّ, وَجَلَسَ عَلَى تَخْتِ المُلْكِ, وَبَايَعُوْهُ وَخَطَبَ وَدَعَا لِلسَّفَّاحِ. وَفِي ثَالِثِ يَوْمٍ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ: بُوْيِعَ السَّفَّاحُ بِالخِلاَفَةِ, بِالكُوْفَةِ, فِي دَارِ مَوْلاَهُ الوَلِيْدِ بنِ سَعْدٍ. وَسَارَ الخَلِيْفَةُ مَرْوَانُ فِي مائَةِ أَلْفِ فَارِسٍ, حَتَّى نَزَلَ الزَّابَيْنِ دُوْنَ المَوْصِلِ, يَقْصِدُ العِرَاقَ فَجَهَّزَ السَّفَّاحُ لَهُ عَمَّه عَبْدَ اللهِ بنَ عَلِيٍّ فَكَانَتِ الوَقعَةُ عَلَى كُشَافٍ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ فَانْكَسَرَ مَرْوَانُ وَتَقَهقَرَ وَعَدَّى الفُرَاتَ وَقَطَعَ وَرَاءهُ الجِسْرَ وَقَصَدَ الشَّامَ لِيَتَقَوَّى وَيَلتَقِيَ ثَانِياً.

فَجَدَّ فِي طَلَبِه عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ حَتَّى طَرَدَه عَنْ دِمَشْقَ وَنَازَلَهَا, وَأَخَذَهَا بَعْدَ أَيَّامٍ, وَبَذَلَ السَّيفَ, وَقَتَلَ بِهَا فِي ثَلاَثِ سَاعَاتٍ نَحْواً مِنْ خَمْسِيْنَ أَلفاً, غَالِبُهم مِنْ جُنْدِ بَنِي أُمَيَّةَ. وَانقَضَتْ أَيَّامُهُم, وَهَرَبَ مَرْوَانُ إِلَى مِصْرَ فِي عَسْكَرٍ قَلِيْلٍ, فَجَدُّوا فِي طَلَبِه إِلَى أَنْ بَيَّتُوهُ بِقَرْيَةِ بُوْصِيْرَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ, وَطِيْفَ بِرَأْسِهِ فِي البُلْدَانِ وَهَرَبَ ابناه إلى بلاد النوبة. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ فِي "تَارِيْخِهِ" كَانَ بُدُوُّ أَمْرِ بَنِي العَبَّاسِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيْمَا قِيْلَ أَعْلَمَ العَبَّاسَ أَنَّ الخِلاَفَةَ تَؤُولُ إِلَى وَلَدِه فَلَمْ يَزَلْ وَلَدُه يَتَوَقَّعُوْنَ ذَلِكَ. قُلْتُ: لَمْ يَصِحَّ هَذَا الخَبَرُ, وَلَكِنَّ آلَ العَبَّاسِ كَانَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُم, وَيُحِبُّوْنَ آلَ عَلِيٍّ, وَيَوَدُّوْنَ أَنَّ الأَمْرَ يَؤُولُ إِلَيْهِم، حُبّاً لآلِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبُغْضاً فِي آلِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ, فَبَقُوا يَعْمَلُوْنَ عَلَى ذَلِكَ زَمَاناً حَتَّى تَهَيَّأَتْ لَهُمُ الأَسبَابُ, وَأَقبَلَتْ دَوْلَتُهُم وَظَهَرَتْ مِنْ خُرَاسَانَ. وَعَنْ رِشْدِيْنَ بنِ كُرَيْبٍ: أَنَّ أبا هاشم بن محمد بن الحَنَفِيَّةِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ, فَلَقِيَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عباس, والد السَّفَّاحِ, فَقَالَ: يَا ابْنَ عَمِّ إِنَّ عِنْدِي عِلْماً أُرِيْدُ أَنْ أُلْقِيَه إِلَيْكَ, فَلاَ تُطْلِعَنَّ عَلَيْهِ أَحَداً, إِنَّ هَذَا الأَمْرَ الَّذِي يَرتَجِيْهِ النَّاسُ هُوَ فِيْكُم قَالَ: قَدْ عَلِمتُه فَلاَ يَسْمَعَنَّهُ مِنْكَ أَحَدٌ. قُلْتُ: فَرِحنَا بِمَصِيْرِ الأَمْرِ إِلَيْهِم, وَلَكِنْ وَاللهِ- سَاءنَا مَا جَرَى لِمَا جَرَى مِنْ سُيُولِ الدِّمَاءِ وَالسَّبْيِ وَالنَّهْبِ- فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ- فَالدَّولَةُ الظَّالِمَةُ مَعَ الأَمنِ وَحَقنِ الدِّمَاءِ وَلاَ دَوْلَةً عَادلَةً تُنتَهَكُ دُوْنَهَا المَحَارِمُ, وَأَنَّى لَهَا العَدْلُ؟ بَلْ أَتَتْ دَوْلَةً أَعْجَمِيَّةً خُرَاسَانِيَّةً جَبَّارَةً مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ. رَوَى أَبُو الحَسَنِ المَدَائِنِيُّ، عَنْ جَمَاعَةٍ: أَنَّ الإِمَامَ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ لَنَا ثَلاَثَةُ أَوقَاتٍ: مَوْتُ يَزِيْدَ بن معاوية ورأس المئة وَفَتْقٌ بِإِفْرِيْقِيَا فَعِندَ ذَلِكَ يَدْعُو لَنَا دُعَاةٌ ثُمَّ يُقْبِلُ أَنْصَارُنَا مِنَ المَشْرِقِ حَتَّى تَرِدَ خُيُوْلُهُمُ المَغْرِبَ. فَلَمَّا قُتِلَ يَزِيْدُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ بِأَفْرِيْقِيَةَ, وَنَقَضَتِ البَرْبَرُ, بَعَثَ مُحَمَّدٌ الإِمَامُ رَجُلاً إِلَى خُرَاسَانَ وَأَمَرَه أَنْ يَدْعُوَ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَلاَ يُسَمِّي أَحَداً, ثُمَّ إِنَّهُ وَجَّه أَبَا مُسْلِمٍ وَكَتَبَ إِلَى النُّقَبَاءِ فَقَبِلُوا كُتُبَه, ثُمَّ وَقَعَ فِي يَدِ مَرْوَانَ بنِ مُحَمَّدٍ كِتَابٌ لإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ جَوَابَ كِتَابٍ, يَأمُرُ أَبَا مُسْلِمٍ بِقَتْلِ كُلِّ مَنْ تَكَلَّمَ بِالعَرَبِيَّةِ بِخُرَاسَانَ. فَقَبَضَ مَرْوَانُ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ, وَقَدْ كَانَ مَرْوَانُ وَصَفَ لَهُ صِفَةَ السَّفَّاحِ الَّتِي كَانَ يَجِدُهَا في

الكُتُبِ, فَلَمَّا جِيْءَ بِإِبْرَاهِيْمَ, قَالَ: لَيْسَتْ هَذِهِ الصِّفَةُ وَرَدَّ أَعْوَانَه فِي طَلَبِ المَنْعُوتِ لَهُ, وَإِذَا بِالسَّفَّاحِ وَإِخْوَتِهِ وَأَعْمَامِه قَدْ هَرَبُوا إِلَى العِرَاقِ, وَاخْتَفَوْا بِهَا عِنْدَ شِيْعَتِهم. فَيُقَالُ: إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ كَانَ نَعَى إِلَيْهِم نَفْسَه, وَأَمَرَهُم بِالهَرَبِ فَهَرَبُوا مِنَ الحُمَيْمَةِ, فَلَمَّا قَدِمُوا الكُوْفَةَ أَنْزَلَهم أَبُو سَلَمَةَ الخَلاَّلُ, وَكَتَمَ أَمْرَهُمْ. فَبَلَغَ الخَبَرُ أَبَا الجَهْمِ, فَاجْتَمَعَ بِكِبَارِ الشِّيْعَةِ, فَدَخَلُوا عَلَى آلِ العَبَّاسِ, فَقَالُوا: أَيُّكُم عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِيَّةِ؟ قَالُوا: هَذَا فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالخِلاَفَةِ ثُمَّ خَرَجَ أَبُو الجَهْمِ وَمُوْسَىُ بنُ كَعْبٍ وَالأَعْيَانُ فَهَيَّؤُوا أَمْرَهُم وَخَرَجَ السَّفَّاحُ عَلَى بِرْذَوْنٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ الجُمُعَةَ وذَلِكَ مُسْتَوْفَىً فِي تَرْجَمَةِ السَّفَّاحِ وَفِي "تَارِيْخِي الكَبِيْرِ" وَفِي تَرْجَمَةِ عَمِّ السَّفَّاحِ عَبْدِ اللهِ. وَفِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ سَارَ أَبُو جَعْفَرٍ المَنْصُوْرُ إِلَى خُرَاسَانَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ, لِيَأْخُذَ رَأْيَه فِي قَتْلِ أَبِي سَلَمَةَ حَفْصِ بنِ سُلَيْمَانَ الخَلاَّلِ وزيرهم, وذلك أنه نَزَلَ بِهِ السَّفَّاحُ وَأَقَارِبُه حَدّثَتْهُ نَفْسُه بِأَنْ يُبَايِعَ عَلَوِيّاً وَيَدَعَ هَؤُلاَءِ, وَشَرَعَ يُعَمِّي أَمْرَهُم عَلَى قُوَّادِ شِيْعَتِهم, فَبَادَرَ كِبَارُهم وَبَايَعُوا لِسَفَّاحٍ, وَأَخْرَجُوْه فَخَطَبَ النَّاسَ فَمَا وَسِعَهُ أَعْنِي أَبَا سَلَمَةَ إلَّا المُبَايَعَةُ فَاتَّهَمُوْهُ. فَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: انْتَدَبَنِي أَخِي السَّفَّاحُ لِلذَّهَابِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ, فَسِرتُ عَلَى وَجَلٍ, فَقَدِمتُ الرَّيَّ, ثُمَّ شَرُفْتُ عَنْهَا فَرْسَخَيْنِ, فَلَمَّا صَارَ بَيْنِي وَبَيْنَ مَرْوَ فَرْسَخَيْنِ, تَلَقَّانِي أَبُو مُسْلِمٍ فِي الجُنُوْدِ, فلما دنا مني, ترجل ماشيا, فقبل يَدِي ثُمَّ نَزَلتُ, فَمَكَثتُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يَسْأَلُنِي، عَنْ شَيْءٍ ثُمَّ سَأَلَنِي فَأَخْبَرْتُه فَقَالَ فعلها أبو سلمة؟ أنا اكفيكموه فدعا مرارا بنَ أَنَسٍ الضَّبِّيَّ فَقَالَ: انْطلِقْ إِلَى الكُوْفَةِ, فَاقْتُلْ أَبَا سَلَمَةَ حَيْثُ لَقِيْتَه. قَالَ: فَقَتَلَهُ بَعْدَ العِشَاءِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: وَزِيْرُ آلِ مُحَمَّدٍ. وَلَمَّا رَأَى أَبُو جَعْفَرٍ عَظَمَةَ أَبِي مُسْلِمٍ, وَسَفْكَه لِلدِّمَاءِ, رَجَعَ مِنْ عِنْدِه, وَقَالَ لِلسَّفَّاحِ: لَسْتَ بِخَلِيْفَةٍ إِنْ أَبْقَيْتَ أَبَا مُسْلِمٍ قال وكيف؟ قال: ما يصنعإلَّا مَا يُرِيْدُ. قَالَ: فَاسْكُتْ, وَاكْتُمْهَا. وَأَمَّا ابْنُ هُبَيْرَةَ, فَدَامَ ابْنُ قَحْطَبَةَ يُحَاصِرُه بِوَاسِطَ أَحَدَ عَشَرَ شَهْراً, فَلَمَّا تَيَقَّنُوا هَلاَكَ مَرْوَانَ, سَلَّمُوْهَا بِالأَمَانِ, ثُمَّ قَتَلُوا ابْنَ هُبَيْرَةَ, وَغَدَرُوا بِهِ, وَبِعِدَّةٍ مِنْ أُمَرَائِهِ. وَفِي عَامِ ثَلاَثَةٍ وَثَلاَثِيْنَ: خَرَجَ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ شَرِيْكٌ المَهْرِيُّ بِبُخَارَى, وَنقمَ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ كَثْرَةَ قَتْلِه وَقَالَ: مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْنَا آلَ مُحَمَّدٍ. فَاتَّبَعَه ثَلاَثُوْنَ أَلفاً فَسَارَ عَسْكَرُ أَبِي مُسْلِمٍ, فَالْتَقَوْا, فقتل شريك.

وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ: خَرَجَ زِيَادُ بنُ صَالِحٍ الخُزَاعِيُّ مِنْ كِبَارِ قُوَّادِ أَبِي مُسْلِمٍ عَلَيْهِ, وَعَسْكَرَ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ, وَكَانَ قَدْ جَاءهُ عَهدٌ بِوِلاَيَةِ خُرَاسَانَ مِنَ السَّفَّاحِ وَأَنْ يَغْتَالَ أَبَا مُسْلِمٍ إِنْ قَدَرَ عَلَيْهِ. فَظَفرَ أَبُو مُسْلِمٍ بِرَسُوْلِ السَّفَّاحِ, فَقَتَلَه, ثُمَّ تَفَلَّلَ عَنْ زِيَادٍ جُمُوْعُه, وَلَحِقُوا بِأَبِي مُسْلِمٍ, فَلَجَأَ زِيَادٌ إِلَى دِهْقَانَ, فَقَتَلَهُ غِيْلَةً, وَجَاءَ بِرَأْسِهِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ. وَفِي سَنَةِ سِتٍّ: بَعَثَ أَبُو مُسْلِمٍ إِلَى السَّفَّاحِ يَسْتَأْذِنُه فِي القُدُوْمِ, فَأَذِنَ لَهُ, وَاسْتنَابَ عَلَى خُرَاسَانَ خَالِدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ فَقَدِمَ فِي هَيْئَةٍ عَظِيْمَةٍ فَاسْتَأْذَنَ فِي الحَجِّ فَقَالَ لَوْلاَ أَنَّ أَخِي حَجَّ لَوَلَّيْتُكَ المَوْسِمَ. وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ يَقُوْل لِلسَّفَاحِ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ أَطِعْنِي, وَاقْتُلْ أَبَا مُسْلِمٍ, فَوَاللهِ إِنَّ فِي رَأْسِهِ لَغَدْرَةً فَقَالَ: يَا أَخِي قَدْ عَرَفْتَ بَلاَءهُ وَمَا كَانَ مِنْهُ, وَأَبُو جَعْفَرٍ يُرَاجِعُه. ثُمَّ حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو مُسْلِمٍ, فَلَمَّا قَفَلاَ تَلَقَّاهُمَا مَوْتُ السَّفَّاحِ بِالجُدَرِيِّ فَولِيَ الخِلاَفَةَ أَبُو جَعْفَرٍ. وَخَرَجَ عَلَيْهِ عَمُّه عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ بِالشَّامِ, وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ, وَأَقَامَ شُهُوْداً بِأَنَّهُ وَلِيُّ عَهدِ السَّفَّاحِ, وَأَنَّهُ سَارَ لِحربِ مَرْوَانَ, وَهَزَمَه, وَاسْتَأصَلَه. فَخلاَ المَنْصُوْرُ بِأَبِي مُسْلِمٍ, وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ أَنَا وَأَنْتَ, فَسِرْ إِلَى عَبْدِ اللهِ عَمِّي, فَسَارَ بِجُيُوْشِه مِنَ الأَنْبَارِ, وَسَارَ لِحَرْبِهِ عَبْدُ اللهِ, وَقَدْ خَشِيَ أَنْ يُخَامِرَ عَلَيْهِ الخُرَاسَانِيَّةَ, فَقَتَلَ مِنْهُم بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفاً صَبْراً, ثُمَّ نَزَلَ نَصِيْبِيْنَ وَأقبلَ أَبُو مُسْلِمٍ فَكَاتَبَ عَبْدَ اللهِ إني لم أومر بِقِتَالِكَ وَإِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ وَلاَّنِي الشَّامَ وَأَنَا أُرِيْدُهَا وَذَلِكَ مِنْ مَكرِ أَبِي مُسْلِمٍ لِيُفْسِدَ نِيَّاتِ الشَّامِيِّيْنَ. فَقَالَ جُنْدُ الشَّامِيِّيْنَ لِعَبْدِ اللهِ: كَيْفَ نُقِيْمُ مَعَكَ وَهَذَا يَأْتِي بِلاَدَنَا, فَيَقتُلُ, وَيَسْبِي؟ وَلَكِنْ نَمْنَعُهُ، عَنْ بِلاَدِنَا. فَقَالَ لَهُم: إِنَّهُ مَا يُرِيْدُ الشَّامَ, وَلَئِنْ أَقَمْتُم, لَيَقصِدَنَّكم قَالَ: فَكَانَ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ القِتَالُ مُدَّةَ خَمْسَةِ أَشْهُرٍ, وَكَانَ أَهْلُ الشَّامِ أَكْثَرَ فُرسَاناً, وَأَكمَلَ عِدَّةً, فَكَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ عَبْدِ اللهِ: الأَمِيْرُ بَكَّارُ بنُ مُسْلِمٍ العُقَيْلِيُّ, وَعَلَى المَيْسَرَةِ: الأَمِيْرُ حَبِيْبُ بنُ سُوَيْدٍ الأَسَدِيُّ. وَكَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ أَبِي مُسْلِمٍ: الحَسَنُ بنُ قَحْطَبَةَ, وَعَلَى مَيسرَتِه: حَازِمُ بنُ خُزَيْمَةَ, وَطَالَ الحَرْبُ, وَيَسْتظهِرُ الشَّامِيُّوْنَ غَيْرَ مَرَّةٍ, وَكَادَ جَيْشُ أَبِي مُسْلِمٍ أَنْ يَنهَزِمَ, وَأَبُو مُسْلِمٍ يُثَبِّتُهُم وَيَرْتَجِزُ:

مَنْ كَانَ يَنْوِي أَهْلَهُ فَلاَ رَجَعْ ... فَرَّ مِنَ المَوْتِ وَفِي المَوْتِ وَقَعْ ثُمَّ إِنَّهُ أَردَفَ مَيْمَنَتَه, وَحَمَلُوا عَلَى مَيْسَرَةِ عَبْدِ اللهِ, فَمَزَّقُوْهَا فَقَالَ عَبْدُ اللهِ لابْنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيِّ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تَصبِرَ وَتُقَاتِلَ, فَإِنَّ الفِرَارَ قَبِيْحٌ بِمِثْلِكَ, وَقَدْ عِبْتَهُ عَلَى مَرْوَانَ قَالَ: إِنِّي أَذهَبُ إِلَى العِرَاقِ. قَالَ: فَأَنَا مَعَكم. فَانْهَزَمُوا وَتَرَكُوا الذَّخَائِرَ وَالخَزَائِنَ وَالمُعَسْكَرَ, فَاحْتَوَى أَبُو مُسْلِمٍ عَلَى الكُلِّ, وَكَتَبَ بِالنَّصرِ إِلَى المَنْصُوْرِ. وَاخْتَفَى عَبْدُ اللهِ, وَأَرْسَلَ المَنْصُوْرُ مَوْلاَهُ لِيُحصِيَ مَا حَوَاهُ أَبُو مُسْلِمٍ فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ أَبُو المُسْلِمِ, وَهَمَّ بِقَتْلِ ذَلِكَ المَوْلَى, وَقَالَ: إِنَّمَا لِلْخَلِيْفَةِ مِنْ هَذَا الخُمْسُ. وَمَضَى عَبْدُ اللهِ وَأَخُوْهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ علي إلى الكوفة, فدخلا على عيسى ابن مُوْسَى, وَلِيِّ العَهْدِ, فَاسْتَأمَنَ لِعَبْدِ الصَّمَدِ فَأَمَّنَهُ المَنْصُوْرُ، وَأَمَّا عَبْدُ اللهِ فَقَصَدَ أَخَاهُ سُلَيْمَانَ بنَ عَلِيٍّ بِالبَصْرَةِ، وَأَقَامَ عِنْدَه مُخْتَفِياً. وَلَمَّا عَلِمَ المَنْصُوْرُ أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ قَدْ تَغَيَّرَ كَتَبَ إِلَيْهِ يُلاَطفُه وَإِنِّي قَدْ وَلَّيتُكَ مِصْرَ وَالشَّامَ فَانْزِلْ بِالشَّامِ، وَاسْتَنِبْ عَنْكَ بِمِصْرَ فَلَمَّا جَاءهُ الكِتَابُ أَظهَرَ الغَضَبَ، وَقَالَ يُوَلِّيْنِي هَذَا، وَخُرَاسَانُ كُلُّهَا لِي، وَشَرعَ فِي المُضِيِّ إِلَى خُرَاسَانَ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ شَتمَ المَنْصُوْرَ, وَأَجمَعَ عَلَى الخِلاَفِ, وَسَارَ وَخَرَجَ المَنْصُوْرُ إِلَى المَدَائِنِ, وَكَاتَبَ أَبَا مُسْلِمٍ لِيَقْدَمَ عَلَيْهِ, فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو مُسْلِمٍ, وَهُوَ قَاصِدٌ طَرِيْقَ حُلْوَانَ: إِنَّهُ لَمْ يَبقَ لَكَ عَدُوٌّ إلَّا أَمْكَنَكَ اللهُ مِنْهُ, وَقَدْ كُنَّا نَروِي، عَنْ مُلُوْكِ آلِ سَاسَانَ إِنَّ أَخَوْفَ مَا يَكُوْنَ الوُزرَاءُ إِذَا سَكَنَتِ الدَّهْمَاءَ فَنَحْنُ نَافرُوْنَ مِنْ قُربِكَ حَرِيْصُوْنَ عَلَى الوَفَاءِ بِعَهْدِكَ مَا وَفَيْتَ فَإِنْ أَرْضَاكَ ذَلِكَ فَأَنَا كَأَحسَنِ عَبِيْدِكَ وَإِنْ أَبَيْتَ نَقَضتُ مَا أبرمت من عهدك ضنًا بنفسي والسلام. فَردَّ عَلَيْهِ الجوَابَ يُطَمْئِنُه وَيُمَنِّيْهِ مَعَ جَرِيْرِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَرِيْرٍ البَجَلِيِّ, وَكَانَ دَاهِيَةَ وَقْتِهِ فَخَدَعَهُ وَرَدَّهُ. وَأَمَّا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَدَائِنِيُّ فَنقلَ، عَنْ جَمَاعَةٍ, قَالُوا: كَتَبَ أَبُو المُسْلِمِ: أَمَّا بَعْدُ, فَإِنِّي اتَّخَذتُ رَجُلاً إِمَاماً وَدَلِيْلاً عَلَى مَا افْترضَهُ اللهُ, وَكَانَ فِي مَحلَّةِ العِلْمِ نَازلاً, فَاسْتَجْهَلَنِي بِالقُرْآنِ فَحرَّفَهُ، عَنْ مَوَاضِعِهِ, طَمعاً فِي قَلِيْلٍ قَدْ نَعَاهُ اللهُ إِلَى خلقِه, وَكَانَ كَالَّذِي دُلِّيَ بِغرُوْرٍ وَأَمرنِي أَنْ أُجرِّدَ السَّيْفَ وَأَرْفَعَ الرَّحْمَةَ فَفَعَلتُ تَوطِئَةً لِسُلْطَانِكم ثُمَّ اسْتنقذنِي اللهُ بِالتَّوْبَةِ فَإِنْ يَعفُ عَنِّي فَقِدَماً عُرفَ بِهِ وَنُسبَ إِلَيْهِ, وَإِنْ يُعَاقِبْنِي, فَبمَا قَدَّمتْ يَدَايَ. ثُمَّ سَارَ نَحْوَ خراسان مرغمًا.

فَأَمَرَ المَنْصُوْرُ مَنْ حضرَهُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ يَكْتُبُوْنَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ, يُعظمُوْنَ شَأْنَهُ, وَأَنَّ يُتِمَّ عَلَى الطَّاعَةِ وَيُحسِّنُوْنَ لَهُ القُدُوْمَ عَلَى المَنْصُوْرِ. ثُمَّ قَالَ المَنْصُوْرُ لِلرَّسُوْلِ أَبِي حُمَيْدٍ المَرْوَرُّوْذِيِّ: كلِّمْ أَبَا مُسْلِمٍ بِأَلْيَنِ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ, وَمَنِّهِ وَعرِّفْهُ أَنِّي مُضمِرٌ لَهُ كُلَّ خَيْرٍ, فَإِنْ أَيستَ مِنْهُ فَقُلْ لَهُ قَالَ وَاللهِ لَوْ خُضتَ البَحْرَ لَخضتُهُ وَرَاءكَ وَلَوِ اقتحمت النار لا قتحمتها حَتَّى أَقتُلَكَ. فَقَدِمَ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ بِحُلْوَانَ. قَالَ: فَاسْتشَارَ أَبُو مُسْلِمٍ خوَاصَّه, فَقَالُوا: احْذرْهُ. فَلَمَّا طلبَ الرَّسُوْلُ الجوَابَ, قَالَ: ارْجعْ إِلَى صَاحِبِك, فَلَسْتُ آتِيْهِ, وَقَدْ عزمتُ عَلَى خِلاَفِهِ فَقَالَ: لاَ تَفْعَلْ. فَلَمَّا آيسَهُ مِنَ المَجِيْءِ كلَّمَهُ بِمَا أَمرَهُ بِهِ المَنْصُوْرُ فَوَجَمَ لَهَا طَوِيْلاً ثُمَّ قَالَ قُم وَكَسرَهُ ذَلِكَ القَوْلُ وَأَرعبَه. وَكَانَ المَنْصُوْرُ قَدْ كَتَبَ إِلَى أَبِي دَاوُدَ خَلِيْفَةِ أَبِي مُسْلِمٍ عَلَى خُرَاسَانَ, فَاسْتمَالَه, وَقَالَ إِمْرَةُ خُرَاسَانَ لَكَ فَكَتَبَ أَبُو دَاوُدَ إلى أبي مسلم يلومه وَيَقُوْلُ: إِنَّا لَمْ نَخرجْ لِمَعْصِيَةِ خُلَفَاءِ اللهِ, وَأَهْلِ بَيْتِ النُّبوَّةِ فَلاَ تُخَالفنَّ إِمَامَكَ. فوَافَاهُ كِتَابُهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الحَالِ فَزَاده هَمّاً وَرُعباً ثُمَّ إِنَّهُ أَرْسَلَ مَنْ يَثقُ بِهِ من أمرأته إِلَى المَنْصُوْرِ فَلَمَّا قَدِمَ تَلقَّاهُ بَنُو هَاشِمٍ بِكُلِّ مَا يُحِبُّ وَقَالَ لَهُ المَنْصُوْرُ اصْرِفْهُ، عَنْ وَجْهِهِ وَلَكَ إِمْرَةُ بِلاَدِهِ فَرَجَعَ وَقَالَ لَمْ أَرَ مَكروهاً وَرَأَيْتُهم مُعَظِّمِيْنَ لِحقِّكَ فَارجِعْ, وَاعتذِرْ. فَأَجْمَعَ رَأْيَهُ عَلَى الرُّجوعِ, فَقَالَ رَسُوْلُه أَبُو إِسْحَاقَ: مَا لِلرِّجَالِ مَعَ القَضَاءِ مَحَالَةٌ ... ذَهَبَ القَضَاءُ بِحِيْلَةِ الأَقْوَامِ خَارَ اللهُ لَكَ, إِحْفظْ عَنِّي وَاحِدَةً, إِذَا دَخَلتَ عَلَى المَنْصُوْرِ فَاقتُلْهُ, ثُمَّ بَايعْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّ النَّاسَ لاَ يُخَالِفُونَكَ. ثُمَّ إِنَّ المَنْصُوْرَ سَيَّرَ أُمَرَاءَ لتلقي أبي مسلم, ويظهرون أَنَّهُ بَعَثَهم لِيُطَمئنَهُ, وَيَذكرُوْنَ حُسنَ نِيَّةِ المَنْصُوْرِ لَهُ فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ انخدعَ المَغْرُوْرُ وَفرِحَ. فَلَمَّا وَصلَ إِلَى المَدَائِنِ, أَمرَ المَنْصُوْرُ أَكَابِرَ دَوْلَتِه فَتَلَقَّوْهُ, فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ, سلَّمَ عَلَيْهِ قَائِماً فَقَالَ: انْصَرَفْ يَا أَبَا مُسْلِمٍ فَاسْترحْ وَادخُلِ الحَمَّامَ ثُمَّ اغْدُ. فَانْصَرَفَ وَكَانَ مِنْ نِيَّةِ المَنْصُوْرِ أَنْ يَقتُلَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَمَنَعَهُ وَزِيْرُه أَبُو أَيُّوْبَ المُوْرِيَانِيُّ. قَالَ أَبُو أَيُّوْبَ: فَدَخَلْتُ بَعْد خُرُوْجِه, فَقَالَ لِي المَنْصُوْر: أقدرُ عَلَى هَذَا, فِي مِثْلِ هَذِهِ

الحَالِ, قَائِماً عَلَى رِجْلَيْهِ, وَلاَ أَدْرِي مَا يَحدُثُ فِي لَيْلَتِي, ثُمَّ كلَّمنِي فِي الفَتكِ بِهِ. فَلَمَّا غَدَوْتُ عَلَيْهِ, قَالَ لِي: يَا ابْنَ اللَّخنَاءِ! لاَ مَرْحَباً بِكَ, أَنْتَ مَنعتَنِي مِنْهُ أَمْسِ؟ وَالله مَا نِمتُ البَارِحَةَ, ادْعُ لي عثمان بن نهيك. فَدعوتُهُ, فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ كَيْفَ بلاَءُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عِنْدَكَ؟ قَالَ: إِنَّمَا أَنَا عبدُكَ, وَلَوْ أمرتني أن أتكىء عَلَى سَيْفِي حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ ظَهْرِي, لَفعلتُ. قَالَ: كَيْفَ أَنْتَ إِنْ أَمرتُكَ بِقَتلِ أَبِي مُسْلِمٍ؟ قَالَ: فَوَجمَ لَهَا سَاعَةً لاَ يَتَكَلَّمُ. فقلت: مالك سَاكِتاً؟ فَقَالَ قَوْلَةً ضَعِيْفَةً: أَقتُلُهُ. فَقَالَ: انْطلقْ, فجىء بِأَرْبَعَةٍ مِنْ وَجُوْهِ الحَرسِ, شُجعَانَ. فَأحضرَ أَرْبَعَةً, مِنْهُم شَبِيْبُ بنُ وَاجٍ, فَكلَّمهم, فَقَالُوا: نَقتُلُهُ فَقَالَ: كُوْنُوا خَلْفَ الرّوَاقِ فَإِذَا صفقتُ فَاخرجُوا فَاقتلُوْهُ. ثُمَّ طلبَ أَبَا مُسْلِمٍ, فَأَتَاهُ. قَالَ أَبُو أَيُّوْبَ: وَخَرَجتُ لأَنظُرَ مَا يَقُوْلُ النَّاسُ, فَتلقَّانِي أَبُو مُسْلِمٍ دَاخِلاً, فَتَبَسَّمَ, وَسلَّمتُ عَلَيْهِ, فَدَخَلَ, فَرَجَعتُ, فَإِذَا هُوَ مَقْتُوْلٌ. ثُمَّ دَخَلَ أَبُو الجَهْمِ فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! إلَّا أَردُّ النَّاسَ? قَالَ: بَلَى. فَأَمرَ بِمَتَاعٍ يُحوَّلُ إِلَى روَاقٍ آخرَ, وَفُرشٍ. وَقَالَ أَبُو الجَهْمِ لِلنَّاسِ: انْصَرَفُوا, فَإِنَّ الأَمِيْرَ أَبَا مُسْلِمٍ يُرِيْدُ أَنْ يُقِيْلَ عِنْدَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. وَرَأَوا الفُرشَ وَالمَتَاعَ يُنْقَلُ, فَظنُّوْهُ صَادِقاً, فَانْصَرَفُوا. وَأَمرَ المَنْصُوْرُ لِلأُمرَاءِ بِجَوَائِزِهم. قَالَ أَبُو أَيُّوْبَ: فَقَالَ لِي المَنْصُوْرُ: دَخَلَ عَلِيَّ أَبُو مُسْلِمٍ, فَعَاتَبْتُهُ, ثُمَّ شَتمتُهُ, وَضَرَبَه عُثْمَانُ بنُ نَهِيْكٍ, فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئاً, وَخَرَجَ شَبِيْبُ بنُ وَاجٍ, فَضَربُوْهُ, فَسَقَطَ, فَقَالَ وَهُم يَضْربُوْنَهُ: العَفْوَ. قُلْتُ: يَا ابْنَ اللَّخنَاءِ! العَفْوَ وَالسُّيُوْفُ تَعتوركَ؟ وَقُلْتُ: اذْبَحُوْهُ فَذبحُوْهُ. وَقِيْلَ: أَلقَى جَسَدَهُ فِي دِجْلَةَ. وَيُقَالُ: لَمَّا دَخَلَ وَهُم خَلوَةٌ, قَالَ لَهُ المَنْصُوْرُ: أَخْبِرْنِي، عَنْ سَيْفَيْنِ أَصَبتَهُمَا فِي مَتَاعِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ فَقَالَ: هَذَا أَحَدُهمَا قَالَ: أَرِنِيْهِ. فَانتضَاهُ, فَنَاولَهُ, فَهزَّه أَبُو جَعْفَرٍ, ثُمَّ وَضَعَهُ تَحْت مِفرَشِهِ, وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ يُعَاتِبهُ. وَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ كِتَابِك إِلَى أَبِي العَبَّاسِ أَخِي تَنهَاهُ عَنِ الموَاتِ, أَرَدْتَ أَنْ تُعَلِّمَنَا الدِّيْنَ؟ قَالَ ظَنَنْتُ أَخْذَه لاَ يَحِلُّ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي، عَنْ تَقدُّمِك عَلَيَّ فِي طَرِيْقِ الحجِّ. قَالَ:

كرهتُ اجْتِمَاعَنَا عَلَى المَاءِ, فَيَضرُّ ذَلِكَ بِالنَّاسِ. قَالَ: فَجَارِيَةُ عَبْدِ اللهِ, أَرَدْتَ أَنْ تَتَّخِذَهَا? قَالَ: لاَ وَلَكِن خِفتُ عَلَيْهَا أَنْ تَضِيعَ فَحَمَلتُهَا فِي قُبَّةٍ, وَوكلتُ بِهَا. قَالَ: فَمُرَاغمتُكَ وَخُرُوْجُك إِلَى خُرَاسَانَ؟ قَالَ: خِفتُ أَنْ يَكُوْنَ قَدْ دَخلَكَ مِنِّي شَيْءٌ, فَقُلْتُ: أَذْهَبُ إِلَيْهَا, وَإِلَيْكَ أَبعثُ بعُذرِي, وَالآنَ فَقَدْ ذَهَبَ مَا فِي نَفْسِكَ عَلَيَّ؟ قَالَ: تَاللهِ, مَا رَأَيْتُ كَاليَوْمِ قَطُّ. وَضربَ بِيَدِهِ فَخَرَجُوا عَلَيْهِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ لَهُ: أَلستَ الكَاتِبَ إِلَيَّ, تَبدَأُ بِنَفْسِكَ? وَالكَاتِبَ إِلَيَّ تَخطُبُ أُمَيْنَةَ بِنْتَ عَلِيٍّ عَمَّتِي? وَتَزْعُمُ أَنَّكَ ابْنُ سَلِيْطِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ؟. وَأَيضاً, فَمَا دعَاكَ إِلَى قَتْلِ سُلَيْمَانَ بنِ كَثِيْرٍ, مَعَ أَثرِهِ فِي دَعوتِنَا, وَهُوَ أَحَدُ نُقبَائِنَا? قَالَ: عَصَانِي, وَأَرَادَ الخِلاَفَ عَلَيَّ, فَقَتلتُهُ قَالَ: وَأَنْتَ قَدْ خَالفتَ عَلَيَّ, قَتَلنِي اللهُ إِنْ لَمْ أَقتُلْكَ. وضَرَبه بِعَمُودٍ, ثُمَّ وَثَبُوا عَلَيْهِ, وَذَلِكَ لِخَمْسٍ بَقِيْنَ مِنْ شَعْبَانَ. وَيُقَالُ: إِنَّ المَنْصُوْرَ لَمَّا سبَّهُ, انكبَّ عَلَى يَدِه يُقَبِّلُهَا, وَيَعْتَذِرُ. وَقِيْلَ: أَوَّلُ مَا ضَرَبَه ابْنُ نَهِيْكٍ لَمْ يَصْنَعْ أَكْثَرَ مِنْ قَطْعِ حَمَائِلِ سَيْفِهِ, فَصَاحَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ اسْتَبقِنِي لِعدُوِّكَ قَالَ: لاَ أَبقَانِي اللهُ إِذاً وَأَيُّ عَدُوٍّ أَعْدَى لِي مِنْكَ. ثُمَّ هَمَّ المَنْصُوْرُ بِقَتلِ الأَمِيْرِ أَبِي إِسْحَاقَ صَاحِبِ حَرَسِ أَبِي مُسْلِمٍ, وَبِقَتلِ نَصْرِ بنِ مَالِكٍ الخُزَاعِيِّ, فَكلَّمَهُ فِيْهِمَا أَبُو الجَهْمِ, وَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! إِنَّمَا جُندُهُ جُندُكَ, أَمرتَهُم بِطَاعتِهِ فَأطَاعُوْهُ. ثُمَّ إِنَّهُ أَعْطَاهُمَا مَالاً جَزِيْلاً, وَفرَّقَ عَسَاكِرَ أَبِي مُسْلِمٍ, وَكَتَبَ بِعَهْدٍ لِلأمِيْرِ أَبِي دَاوُدَ خَالِدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ عَلَى خُرَاسَانَ. وَقَدْ كَانَ بَعْضُ الزّنَادقَةِ, وَالطّغَامِ مِنَ التَّنَاسُخِيَّةِ, اعتقدُوا أَنَّ البَارِي -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- حَلَّ فِي أَبِي مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيِّ المَقْتُوْلِ, عِنْدمَا رَأَوْا مِنْ تَجبُّرِهِ, وَاسْتِيْلاَئِهِ عَلَى المَمَالِكِ, وَسَفكِهِ لِلدِّمَاءِ, فَأَخْبَارُ هَذَا الطَّاغِيَةِ يَطُولُ شَرحُهَا. قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: قَدِمَ أَبُو مُسْلِمٍ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ بِالمَدَائِنِ, فَسَمِعتُ يَحْيَى بنَ المُسَيِّبِ يَقُوْلُ: قَتلَه وَهُوَ فِي سُرَادِقَاتِهِ -يَعْنِي: الدِّهلِيزَ- ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عِيْسَى بنِ مُوْسَى وَلِيِّ العَهْدِ فَأَعْلَمَهُ وَأَعْطَاهُ الرَّأسَ وَالمَالَ فَخَرَجَ بِهِ فَأَلقَاهُ إِلَيْهِم وَنَثرَ الذَّهَبَ فَتَشَاغلُوا بِأَخذِهِ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ فِي مَكَانٍ آخرَ: فَلَمَّا حلَّ أَبُو مُسْلِمٍ بِحُلْوَانَ, تَردَّدتْ الرُّسلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي جَعْفَرٍ, فَمِنْ ذَلِكَ كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ: أَمَّا بَعْدُ, فَإِنَّهُ يَرِيْنُ عَلَى القُلُوْبِ, وَيَطبعُ عَلَيْهَا

المَعَاصِي, فَقعْ أَيُّهَا الطَّائِرُ, وَأَفِقْ أَيُّهَا السَّكْرَانُ, وَانتبِهْ أَيُّهَا الحَالِمُ, فَإِنَّكَ مَغْرُوْرٌ بِأَضغَاثِ أَحلامٍ كَاذِبَةٍ, وَفِي بَرزَخِ دُنْيَا قَدْ غَرَّتْ قَبْلَك سَوَالفَ القُرُوْنِ، فَـ: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} [مَرْيَمُ: 98] وَإِنَّ اللهَ لاَ يُعجِزُه مَنْ هَرَبَ, وَلاَ يَفُوْتُه مَنْ طَلبَ, فَلاَ تَغترَّ بِمَنْ مَعَكَ مِنْ شِيْعَتِي, وَأَهْلِ دَعوتِي فَكَأَنَّهُم قَدْ صَاوَلُوكَ إِنْ أَنْتَ خَلعتَ الطَّاعَةَ, وَفَارقتَ الجَمَاعَةَ, فَبدَا لَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَحْتسِبُ, فَمَهلاً مَهلاً, احْذرِ البَغْيَ أَبَا مُسْلِمٍ, فَإِنَّ مَنْ بَغَى وَاعْتدَى تَخلَّى اللهُ عَنْهُ وَنَصرَ عَلَيْهِ مَنْ يَصرعُهُ لِلْيَدَيْنِ وَلِلفَمِ. فَأَجَابَهُ أَبُو مُسْلِمٍ بِكِتَابٍ فِيْهِ غِلظٌ يَقُوْلُ فِيْهِ: يَا عَبْدَ اللهِ بنَ محمد إني كنت فِيْكُم مُتَأوِّلاً فَأَخطَأتُ. فَأَجَابَهُ: أَيُّهَا المُجرمُ تَنْقِمُ عَلَى أَخِي, وَإِنَّهُ لإِمَامُ هُدَىً, أَوضحَ لَكَ السَّبِيْلَ, فَلَوْ بِهِ اقْتدَيتَ مَا كُنْتَ، عَنِ الحَقِّ حَائِداً وَلَكِنَّهُ لَمْ يَسْنَحْ لَكَ أَمرَانِ ,إلَّا كُنْتَ لأَرْشَدِهِمَا تَارِكاً, وَلأَغْوَاهُمَا مُوَافِقاً تَقتلُ قَتْلَ الفَرَاعِنَةِ وَتَبطشُ بَطْشَ الجَبَّارِيْنَ ثُمَّ إِنَّ مِنْ خِيْرَتِي أَيُّهَا الفَاسِقُ أَنِّي قَدْ وَلَّيتُ خُرَاسَانَ مُوْسَى بنَ كَعْبٍ, فَأَمرتُه بِالمقَامِ بِنَيْسَابُوْرَ, فَهُوَ مِنْ دُوْنِكَ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ قُوَّادِي وَشِيْعَتِي, وَأَنَا مُوَجِّهٌ لِلِقَائِكَ أَقرَانَكَ, فَاجْمَعْ كَيدَكَ وَأَمرَكَ غَيْرَ مُوفَّقٍ وَلاَ مُسدَّدٍ وَحسبُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيْلُ. فَشَاورَ البَائِسُ أَبَا إِسْحَاقَ المَرْوَزِيَّ فَقَالَ لَهُ: مَا الرَّأْيُ؟ هَذَا مُوْسَى بنُ كَعْبٍ لَنَا دُوْنَ خُرَاسَانَ, وَهَذِهِ سُيُوْفُ أَبِي جَعْفَرٍ مِنْ خَلفِنَا, وَقَدْ أَنْكَرتُ مَنْ كُنْتُ أَثقُ بِهِ مِنْ أُمرَائِي! فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيْرُ! هَذَا رَجُلٌ يَضطغِنُ عَلَيْكَ أُمُوْراً مُتَقَدِّمَةً, فَلَوْ كُنْتَ إِذْ ذَاكَ هَذَا رَأْيُكَ, وَوَالَيتَ رَجُلاً مِنْ آلِ عَلِيٍّ, كَانَ أَقْرَبَ, وَلَوْ أَنَّكَ قَبِلتَ تَوْلِيَتَه إِيَّاكَ خُرَاسَانَ وَالشَّامَ وَالصَّائِفَةَ مُدَّتْ بِكَ الأَيَّامُ, وَكُنْتَ فِي فُسحَةٍ مِنْ أَمرِكَ فَوَجَّهتَ إِلَى المَدِيْنَةِ فَاختلستَ عَلَوِيّاً فَنصَّبتَهُ إِمَاماً فَاسْتملتَ أَهْلَ خُرَاسَانَ, وَأَهْلَ العِرَاقِ, وَرَمَيتَ أَبَا جَعْفَرٍ بِنَظِيْرِه لَكُنتَ عَلَى طَرِيْقِ تَدبِيْرٍ أَتطمعُ أَنْ تُحَاربَ أَبَا جَعْفَرٍ, وَأَنْتَ بِحُلْوَانَ, وَعَسَاكِرُه بِالمَدَائِنِ وَهُوَ خَلِيْفَةٌ مُجمَعٌ عَلَيْهِ? لَيْسَ مَا ظَنَنْتَ لَكِنْ بَقِيَ لَكَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَى قُوَّادِكَ وَتَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: هَذَا رَأْيٌ, إِنْ وَافَقَنَا عَلَيْهِ قُوَّادُنَا. قَالَ: فَمَا دعَاكَ إِلَى خَلعِ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ ثِقَةٍ مِنْ قُوَّادِكَ؟ أَنَا أَسْتودِعُكَ اللهَ مِنْ قَتِيْلٍ! أَرَى أَنْ تُوَجِّهَ بِي إِلَيْهِ حَتَّى أَسْأَلَه لَكَ الأَمَانَ فَإِمَّا صَفْحٌ وَإِمَّا قَتْلٌ عَلَى عِزٍّ قَبْلَ أَنْ تَرَى المَذَلَّةَ وَالصَّغَارَ مِنْ عَسْكَرِكَ إِمَّا قَتَلُوكَ وَإِمَّا أَسْلَمُوكَ. قَالَ: فَسفَرَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المَنْصُوْرِ السُّفرَاءُ, وَطَلبُوا لَهُ أَمَاناً, فَأَتَى المَدَائِنَ, فَأَمرَ أَبُو جعفر,

فَتَلَقَّوْهُ, وَأَذنَ لَهُ, فَدَخَلَ عَلَى فَرَسِه, وَرَحَّبَ بِهِ, وَعَانَقَهُ, وَقَالَ: انْصَرَفْ إِلَى مَنْزِلِك, وَضَعْ ثِيَابَك وَادْخُلِ الحَمَّامَ. وَجَعَلَ يَنْتَظِرُ بِهِ الفُرصَ. فَأَقَام أَيَّاماً يَأْتِي أَبَا جَعْفَرٍ, فَيَرَى كُلَّ يَوْمٍ مِنَ الإِكرَامِ مَا لَمْ يَرهُ قَبْلُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى التَّجنِّي عَلَيْهِ, فَأَتَى أَبُو مُسْلِمٍ الأَمِيْرَ عِيْسَى بنَ مُوْسَى, فَقَالَ: ارْكبْ مَعِي إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ, فَإِنِّي قَدْ أَرَدْتُ عِتَابَهُ. قَالَ: تَقدَّمْ, وَأَنَا أَجِيْءُ قَالَ: إِنِّي أَخَافُهُ. قَالَ: أَنْتَ فِي ذِمَّتِي قَالَ: فَأَقْبَلَ, فَلَمَّا صَارَ فِي الرّوَاقِ الدَّاخِلِ, قِيْلَ لَهُ: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ يَتَوَضَّأُ, فَلَوْ جَلَستَ. وَأَبْطَأَ عَلَيْهِ عِيْسَى, وَقَدْ هَيَّأَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عُثْمَانَ بنَ نَهِيْكٍ فِي عِدَّةٍ وَقَالَ: إِذَا عَاينْتُهُ وَعَلاَ صَوْتِي فَدُونَكُمُوْهُ. قَالَ نَفْطَوَيْه: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ المَنْصُوْرِيُّ, قَالَ: لَمَّا قَتَلَ أَبُو جَعْفَرٍ أَبَا مُسْلِمٍ قَالَ: رَحمَكَ اللهُ أَبَا مُسْلِمٍ بَايعتَنَا وَبَايعنَاكَ, وَعَاهدَتَنَا وَعَاهَدْنَاكَ, وَوَفَّيْتَ لَنَا وَوَفَّيْنَا لك وإنا بايعنا علىإلَّا يخرج علينا أحدإلَّا قَتَلنَاهُ فَخَرَجتَ عَلَيْنَا فَقَتَلنَاكَ. وَقِيْلَ: قَالَ لأُوْلَئِكَ: إِذَا سَمِعْتُم تَصفِيْقِي فَاضْرِبُوْهُ فَضرَبَهُ شَبِيْبُ بنُ وَاجٍ ثُمَّ ضَرَبَهُ القُوَّادُ فَدَخَلَ عِيْسَى وَكَانَ قَدْ كلَّمَ المَنْصُوْرَ فِيْهِ فَلَمَّا رَآهُ قَتِيْلاً اسْتَرْجَعَ. وَقِيْلَ: لَمَّا قَتَلَهُ وَدَخَلَ جَعْفَرُ بنُ حَنْظَلَةَ, فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي أَمرِ أَبِي مُسْلِمٍ? قَالَ: إِنْ كُنْتَ أَخَذتَ مِنْ شِعْرِهِ, فَاقتُلْهُ. فَقَالَ: وَفَّقكَ اللهُ هَا هُوَ فِي البِسَاطِ قَتِيْلاً. فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ عُدَّ هذا اليوم أول خلافتك وأنشد المنصور: فألقيت عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عَيْناً بِالإِيَابِ المُسَافِرُ وَقَرَأْتُ فِي كِتَابٍ: أَنَّ المَنْصُوْرَ لَمْ يَزلْ يَخْدَعُ أَبَا مُسْلِمٍ, وَيَتَحَيَّلُ عَلَيْهِ, حَتَّى وَقَعَ فِي بَرَاثنِهِ بِعُهودٍ وَأَيْمَانٍ. وَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ يَنْظُرُ فِي المَلاَحِمِ, وَيَجدُ أَنَّهُ مُمِيْتُ دَوْلَةٍ, وَمُحْيِي دَوْلَةٍ, ثُمَّ يُقتَلُ بِبَلَدِ الرُّوْمِ وَكَانَ المَنْصُوْرُ يَوْمَئِذٍ بِرُوْمِيَّةِ المَدَائِنِ وَهِيَ مَعْدُوْدَةٌ مِنْ مَدَائِنِ كِسْرَى بَيْنَهَا وَبَيْنَ بَغْدَادَ سبعة فراسخ قيل بناها الإسكندر لما أقام بِالمَدَائِنِ فَلَمْ يَخطُرْ بِبَالِ أَبِي مُسْلِمٍ أَنَّ بِهَا مَصْرَعَهُ وَذَهَبَ وَهْمُهُ إِلَى الرُّوْمِ. وَقِيْلَ: إِنَّ المَنْصُوْرَ كَانَ يَقُوْلُ: فَعَلتَ وَفَعَلتَ. فَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ: مَا يُقَالُ لِي هَذَا بَعْدَ بَيْعتِي وَاجْتِهَادِي قَالَ: يَا ابْنَ الخَبِيْثَةِ إِنَّمَا فَعَلتَ ذَلِكَ بِجِدِّنَا وَحَظِّنَا, وَلَوْ كَانَ مَكَانَكَ أَمَةٌ سَوْدَاءُ لَعمِلَتْ عَمَلَكَ وَتَفْعَلُ كَذَا وَتَخطِبُ عَمَّتِي, وَتَدَّعِي أَنَّكَ عَبَّاسِيٌّ, لَقَدِ ارْتَقَيْتَ مُرْتَقَى صعبًا.

فَأَخَذَ يُفرِّكُ يَدَهُ, وَيُقَبِّلُهَا, وَيَخضعُ, وَأَبُو جَعْفَرٍ يَتنمَّرُ. وَعَنْ مَسْرُوْرٍ الخَادِمِ, قَالَ: لَمَّا ردَّ أَبُو مُسْلِمٍ, أَمرَهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَنْ يَرْكَبَ فِي خَوَاصِّ أَصْحَابِه, فَرَكِبَ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ غُلاَمٍ, جُرْدٍ مُرْدٍ, عَلَيْهِم أَقْبِيَةُ الدِّيْبَاجِ وَالسُّيُوْفِ بِمَنَاطِقِ الذَّهَبِ. فَأَمَرَ المَنْصُوْرُ عُمُوْمَتَهُ أَنْ يَسْتَقْبِلُوْهُ, وكان قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُوْمتِهِ: صَالِحٌ, وَسُلَيْمَانُ, وَدَاوُدُ. فَلَمَّا أَنْ أَصحرَ سَايرَهُ صَالِحٌ بِجَنبِهِ, فَنَظَرَ إِلَى كَتَائِبِ الغِلمَانِ, وَرَأَى شَيْئاً لَمْ يَعهدْ مِثْلَهُ فَأَنْشَأَ صَالِحٌ يَقُوْلُ: سَيَأْتِيْكَ مَا أَفْنَى القرون التي مضت ... وما حل في أكناف عَادٍ وَجُرْهُمِ وَمَنْ كَانَ أَقْوَى مِنْكَ عِزّاً وَمَفْخراً ... وَأَقْيَدَ لِلْجَيْشِ اللُّهَامِ العَرَمْرَمِ فَبَكَى أَبُو مُسْلِمٍ, وَلَمْ يَحِرْ جَوَاباً. قَالَ أَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ, وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ, وَغَيْرُهُمَا: قُتِلَ فِي شَعْبَانَ, سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: وَعُمُرُهُ سَبْعَةٌ وثلاثين عَاماً. وَلَمَّا قُتِلَ, خَرَجَ بِخُرَاسَانَ سُنْبَاذُ لِلطَّلبِ بثأر أبي مسلم, وكان سنباد مَجُوْسِيّاً, فَغلبَ عَلَى نَيْسَابُوْرَ وَالرَّيِّ وَظَفرَ بِخَزَائِنِ أَبِي مُسْلِمٍ, وَاسْتفحلَ أَمرُهُ. فَجهَّزَ المَنْصُوْرُ لِحَرْبِهِ جُمْهُوْرَ بنَ مَرَّارٍ العِجْلِيَّ, فِي عَشْرَةِ آلاَفِ فَارِسٍ, وَكَانَ المَصَافُّ بَيْنَ الرَّيِّ وَهَمَذَانَ, فَانْهَزَمَ سنباد, وَقُتِلَ مِنْ عَسْكَرِه نَحْوٌ مِنْ سِتِّيْنَ أَلْفاً وَعَامَّتُهم كَانُوا مِنْ أَهْلِ الجِبَالِ, فَسُبِيَتْ ذَرَارِيهِم ثم قتل سنباد بِأَرْضِ طَبَرِسْتَانَ. أَنْبَأَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا فَرْقَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكِنَانِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّ مَائَةٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ محمد ابن سُلَيْمٍ المُعَلِّمُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المَرْزُبَانِ بنِ مَنْجَوَيْه، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بن المقرىء حَدَّثَنِي أَبُو نَصْرٍ غُلاَمُ ابْنِ الأَنْبَارِيِّ سَمِعْتُ ابْنَ الأَنْبَارِيِّ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى النَّحْوِيَّ سَمِعْتُ مَسْرُوْراً الخَادِمَ يَقُوْلُ لَمَّا اسْتردَّ المَنْصُوْرُ أَبَا مُسْلِمٍ مِنْ حُلْوَانَ أَمرَهُ أَنْ يَنْصَرِفَ فِي خَوَاصِّ غِلمَانِهِ فَانْصَرَفَ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ غُلاَمٍ جُرْدٍ مُرْدٍ عَلَيْهِم أَقْبِيَةُ الدِّيْبَاجِ وَالسُّيُوْفِ وَمَنَاطِقُ الذَّهَبِ فَأَمَرَ المَنْصُوْرُ عُمُوْمتَه أَنْ يَسْتَقبِلُوْهُ وَكَانَ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُوْمتِهِ يَوْمَئِذٍ صَالِحٌ وَسُلَيْمَانُ وَدَاوُدُ. فَلَمَّا أَنْ أَصحرُوا, سَايرَهُ صَالِحٌ بِجَنبِهِ, فَنَظَرَ إِلَى كَتَائِبِ الغِلمَانِ, فَرَأَى شَيْئاً لَمْ يَعهَدْ مِثْلَهُ, فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ:

سيأتيك ما أفنى القرون التي مضت ... وما حل في أكناف عاد وجرهم ومن كان أَقْوَى مِنْكَ عِزّاً وَمَفْخراً ... وَأَقْيَدَ لِلْجَيْشِ اللُّهَامِ العرمرم فبكى أبو مسلم, ولم يجر جَوَاباً, وَلَمْ يَنطِقْ حَتَّى دَخَلَ عَلَى المَنْصُوْرِ, فَأَجلَسَه بَيْنَ يَدَيْهِ, وَجَعَلَ يُعَاتبُهُ, وَيَقُوْلُ: تَذْكُرُ يَوْمَ كَذَا, وَكَذَا فَعَلتَ كَذَا وَكَذَا وَكَتَبتَ إِلَيَّ بِكَذَا وَكَذَا ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ: زَعَمْتَ أَنَّ الدَّيْنَ لاَ يُقْتَضَى ... فَاقْتَضِ بِالدَّيْنِ أَبَا مُجْرِمِ وَاشْرَبْ بِكَأْسٍ كُنْتَ تَسْقِي بِهَا ... أَمَرَّ فِي الحَلْقِ مِنَ العَلْقَمِ ثُمَّ أَمرَ أَهْلَ خُرَاسَانَ, فَقَطَّعُوْهُ إِرْباً إِرْباً. وَبِهِ إِلَى مَنْجَوَيْه: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ, حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ, حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بنُ فَهْمٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَارَةَ سَمِعْتُ أَبَا مُسْلِمٍ صَاحِبَ الدَّولَةِ يَقْرَأُ: {فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْل} [الإِسْرَاءُ: 33] . بِالتَّاءِ. قَالَ ابْنُ مَنْجَوَيْه: حكَى لِي الثِّقَةُ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا الإمام: أن عبد الله بن مَنْدَةَ كَتَبَ عَنْهُ هَذَا. وَحُسَيْنُ بنُ فَهْمٍ: هُوَ ابْنُ بِنْتِ أَبِي مُسْلِمٍ. وَبِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الطَّبَرِيُّ إِمْلاَءً مِنْ أَصْلِهِ, حَدَّثَنَا أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الحَافِظُ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ زُكَيْرٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خَالِدِ بنِ نَجِيْحٍ, حَدَّثَنَا أَبِي, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُنِيْبٍ الخُرَاسَانِيُّ, حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّوْلَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَرَادَ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ" 1. وَبِهِ أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى الحَافِظُ, حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ بِحَرَّانَ, حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بنُ مُوْسَى بِدِمَشْقَ, حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خَالِدٍ بِهَذَا لَمْ يَقُلْ: ابْنُ مُنِيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ وَهُوَ أَشْبَهُ. آخِرُ سِيْرَةِ أَبِي مسلم, والله -سبحانه- أعلم.

_ 1 حسن: وهذا إسناد ضعيف، آفتة أبو مسلم الخراساني، قال الذهبي: ليس بأهل لأن يحمل عنه شيء. لكن الحديث أخرجه أحمد "1/ 171 و183"، وابن أبي شيبة "12/ 171"، وابن أبي عاصم في " السنة" "1504"، وفي "الآحاد والمثاني" "216"، والحاكم "4/ 74"، من طريق محمد بن أبي سفيان بن جارية أن يوسف بن الحكم أبا الحجاج أخبره أن سعد بن أبي وقاص قَالَ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: محمد بن أبي سفيان بن جارية، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة. العلة الثانية: يوسف بن الحكم، مجهول أيضا لذا قال الحافظ في "التقريب" مقبول. وأخرجه أحمد "1/ 64"، والبزار "2781"، والعقيلي في "الضعفاء" "3/ 124"، والحاكم "4/ 74" من طريق عبيد الله بن محمد بن حفص قال: سمعت أبي مُحَمَّدِ بنِ حَفْصِ بنِ عُمَرَ بنِ مُوْسَى، قال سمعت عمي عبيد الله بن عمر بن موسى يقول: حدثنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، عن عمرو بن عثمان قال: قال لي أبي عثمان بن عفان: أي بني، إن وليت من أمر المسلمين شيئا، فأكرم قريشا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: محمد بن حفص بن عمر، مجهول، لم يوثقه غير ابن حبان كعادته في توثيق المجاهيل والمجروحين. العلة الثانية: عبيد الله بن عمر بن موسى، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وله شاهد من حديث أنس: عند الطبراني في "الكبير" "753"، "والبزار "2782" وفي إسناده محمد بن سليم أبو هلال، وقد وثقه جمع، وفيه ضعف.

يزيد بن الطثرية، مروان بن محمد

يزيد بن الطثرية، مروان بن محمد: 846- يزيد بن الطثرية 1: الشَّاعِرُ, المُحَسِّنُ, أَبُو المَكْشُوْحِ يَزِيْدُ بنُ سَلَمَةَ بن سمرة. وله شعر فَائِقٌ, كَثِيْرٌ فِي "الحَمَاسَةِ" وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا الفَرَجِ صَاحِبَ "الأَغَانِي" جَمَعَ شِعرَهُ, وَدَوَّنَهُ قُتِلَ: باليمامة, في سنة ستة وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ وَالطَّثْرُ: ضَرْبٌ مِنَ اللَّبَنِ. 847- مَرْوَانُ بن محمد 2: ابْنِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ بنِ أَبِي العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ, أَبُو عَبْدِ المَلِكِ, الخَلِيْفَةُ الأُمَوِيُّ, يُعْرَفُ: بِمَرْوَانَ الحِمَارِ وَبِمَرْوَانَ الجَعْدِيِّ نِسبَةً إِلَى مُؤَدِّبِهِ جَعْدِ بنِ دِرْهَمٍ. وَيُقَالُ: أَصبرُ فِي الحَرْبِ مِنْ حِمَارٍ. وَكَانَ مَرْوَانُ بَطَلاً, شُجَاعاً, دَاهِيَةً, رَزِيْناً, جَبَّاراً, يَصلُ السَّيْرَ بِالسُّرَى, وَلاَ يَجِفُّ لَهُ لِبْدٌ, دَوَّخَ الخَوَارِجَ بِالجَزِيْرَةِ. وَيُقَالُ: بَلِ العَرَبُ تُسمِّي كُلَّ مائَةِ عَامٍ حِمَاراً, فَلَمَّا قَاربَ مُلكُ آل أمية مائة سنة, لقبوا

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "7/ 104". 2 ترجمته في المجروحين لابن حبان "3/ 14"، تاريخ الإسلام "5/ 222".

مَرْوَانَ بِالحِمَارِ. وذَلِكَ مَأخُوذٌ مِنْ مَوْتِ حِمَارِ العُزَيْرِ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَهُوَ مائَةُ عَامٍ, ثُمَّ بَعَثَهُمَا الله, تَعَالَى. مَولِدُ مَرْوَانَ بِالجَزِيْرَةِ, فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ, إِذْ أَبُوْهُ مُتَوَلِّيْهَا, وَأُمُّه أُمُّ وَلَدٍ. وَقَدِ افْتَتَحَ فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ قُوْنِيَةَ, وَوَلِيَ إِمْرَةَ الجَزِيْرَةِ, وَأَذْرَبِيْجَانَ لِهِشَامٍ, فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَقَدْ غَزَا مرَّةً حَتَّى جَاوَزَ نَهْرَ الرُّوْمِ, فَأغَارَ وَسَبَى فِي الصَّقَالِبَةِ1. وَكَانَ أَبْيَضَ, ضَخْمَ الهَامَةِ, شَدِيْدَ الشهلة, كث اللحية, أبيضها, ربعة, مَهِيْباً, شَدِيْدَ الوَطْأَةِ, أَدِيْباً, بَلِيغاً, لَهُ رَسَائِلُ تُؤثرُ. وَمَعَ كَمَالِ أَدوَاتِهِ لَمْ يُرْزَقْ سَعَادَةً بَلْ اضْطَرَبتِ الأُمُوْرُ, وَوَلَّتْ دَوْلَتُهُم بُوْيِعَ بِالإِمَامَةِ فِي نِصْفِ صَفَرٍ, سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ, وَلَمَّا سَمِعَ بِمَقْتَلِ الوَلِيْدِ فِي العَامِ المَاضِي, دَعَا إِلَى بَيْعَةِ مَنْ رَضِيَهُ المُسْلِمُوْنَ فَبَايَعُوْهُ, فَلَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ يَزِيْدَ النَّاقِصِ, أَنفقَ الأَمْوَالَ, وَأَقْبَلَ فِي ثَلاَثِيْنَ أَلْفِ فَارِسٍ, فَلَمَّا وَصلَ إِلَى حَلَبَ, بَايَعُوْهُ. ثُمَّ قَدِمَ حِمْصَ, فَدَعَاهم إلى بيعة ولي العَهْدِ: الحَكَمِ وَعُثْمَانَ, ابْنَيِ الوَلِيْدِ بنِ يَزِيْدَ, وَكَانَا فِي حَبسِ الخَلِيْفَةِ إِبْرَاهِيْمَ, فَأَقْبَلَ مَعَهُ جَيْشُ حِمْصَ, ثُمَّ الْتَقَى الجَمعَانِ بِمَرْجِ عَذْرَاءَ, وَانتصرَ مَرْوَانُ, فَبرزَ إِبْرَاهِيْمُ وَعَسْكَرَ بِمَيْدَانِ الحَصَا, فَتفلَّلَ جَمعُهُ, فَتوثَّبَ أَعْوَانُهُ, فَقَتلُوا وَلِيَّيِ العَهْدِ وَيُوْسُفَ بنَ عُمَرَ فِي السِّجْنِ وَثَارَ شَبَابُ دِمَشْقَ بِعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الحَجَّاجِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ فَقَتلُوْهُ لِكَوْنِهِ أَمرَ بِقَتلِ الثَّلاَثَةِ ثُمَّ أَخْرُجُوا مِنَ الحَبْسِ أَبَا مُحَمَّدٍ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ السُّفْيَانِيَّ وَوَضعُوْهُ عَلَى المِنْبَرِ فِي قُيُودِه لِيُبَايِعُوْهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَأْسُ عَبْدِ العَزِيْزِ فَخَطَبَ وَحَضَّ عَلَى الجَمَاعَةِ وأذعن بالبيعة لمروان فسمع إبراهيم الخليقة فَهَرَبَ وَآمَنَ مَرْوَانُ النَّاسَ. فَأوَّلُ مَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ بِالخِلاَفَةِ أَبُو مُحَمَّدٍ السُّفْيَانِيُّ, وَأَمرَ بِنَبشِ يَزِيْدَ النَّاقِصِ, وَصَلبِهِ. وَأَمَّا إِبْرَاهِيْمُ فَخَلعَ نَفْسَهُ, وَكَتَبَ بِالبَيْعَةِ إِلَى مَرْوَانَ الحِمَارِ فَآمَنَهُ فَسَكَنَ بِالرَّقَّةِ خَامِلاً. قَالَ المَدَائِنِيُّ: كَانَ مَرْوَانُ عَظِيْمَ المُرُوْءةِ, مُحِبّاً لِلَّهْوِ, غَيْرَ أَنَّهُ شُغِلَ بِالحَرْبِ, وكان يحب الحركة والسفر. قَالَ الوَزِيْرُ أَبُو عُبَيْدِ اللهِ: قَالَ لِي المَنْصُوْرُ: مَا كَانَ أَشْيَاخُكَ الشَّامِيُّوْنَ يَقُوْلُوْنَ؟ قُلْتُ: أَدْرَكتُهُم يَقُوْلُوْنَ: إِنَّ الخَلِيْفَةَ إِذَا اسْتُخلِفَ غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذُنُوْبِهِ فَقَالَ: إِيْ والله, وما

_ 1 الصقالبة: هم جيل من الناس كانت مساكنهم إلى الشمال من شعب البلغار وانتشروا في بلاد شرق أوربا، وهم يسمون الآن: بـ السلاف.

تَأَخَّرَ, أَتَدْرِي مَا الخَلِيْفَةُ؟ بِهِ تُقَامُ الصَّلاَةُ, وَالحجُّ, وَالجِهَادُ, وَيُجَاهَدُ العَدُوُّ ... قَالَ: فَعدَّدَ مِنْ مَنَاقِبِ الخَلِيْفَةِ مَا لَمْ أَسْمَعْ أَحَداً ذَكَرَ مِثْلَهُ, وَقَالَ: وَاللهِ لَوْ عَرَفْتُ مِنْ حَقِّ الخِلاَفَةِ فِي دَهْرِ بَنِي أُمَيَّةَ مَا أَعْرِفُ اليَوْمَ, لأَتَيْتُ الرَّجُلَ مِنْهُم فَبَايعتُهُ فَقَالَ ابْنُهُ: أَفَكَانَ الوَلِيْدُ مِنْهُم؟ فَقَالَ: قبَّحَ اللهُ الوَلِيْدَ, وَمَنْ أَقعدَهُ خَلِيْفَةً! قَالَ: أَفَكَانَ مَرْوَانُ مِنْهُم؟ فَقَالَ: للهِ دَرُّهُ, مَا كَانَ أَحزمَهُ وَأَسوسَهُ, وَأَعفَّهُ، عَنِ الفَيْءِ قَالَ: فَلِمَ قَتَلْتُمُوْهُ? قَالَ: لِلأَمرِ الَّذِي سَبقَ فِي عِلْمِ اللهِ -تَعَالَى. قَالَ خَلِيْفَةُ: سَارَ مَرْوَانُ لِحربِ المُسَوِّدَةِ فِي مائَةٍ وَخَمْسِيْنَ أَلْفاً, حَتَّى نَزَلَ بِقُربِ المَوْصِلِ, فَالْتَقَى هُوَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ عَمُّ المَنْصُوْرِ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ فَانْكَسَرَ جَمْعُ مَرْوَانَ, وَفَرَّ فَاسْتَوْلَى عَبْدُ اللهِ عَلَى الجَزِيْرَةِ, ثُمَّ طَلبَ الشَّامَ, فَفرَّ مَرْوَانُ إِلَى فِلَسْطِيْنَ, فَلَمَّا سَمِعَ بِأَخذِ دِمَشْقَ سَارَ إِلَى مِصْرَ وَطَلبَ الصَّعِيْدَ ثُمَّ أَدْرَكُوْهُ وَبَيَّتُوهُ بِبُوْصِيْرَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. وَعَاشَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ سَنَةً, قُتِلَ فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَانتَهَتْ خِلاَفَةُ بَنِي أُمَيَّةَ, وَبُوْيِعَ السَّفَّاحُ قَبْلَ مَقْتَلِ مَرْوَانَ الحِمَارِ بِتِسْعَةِ أَشْهُرٍ. وَمِنْ جَبَروتِ مَرْوَانَ: أَنَّ يَزِيْدَ بنَ خَالِدِ بنِ عبد الله القسري الأمير كان قد قَاتَلَهُ, ثُمَّ ظَفِرَ بِهِ فَأُدخِلَ عَلَيْهِ يَوْماً, فَاسْتَدْنَاهُ, وَلفَّ عَلَى إِصْبعِهِ مِندِيلاً, وَرصَّ عَيْنَهُ حَتَّى سَالتْ, ثُمَّ فَعَلَ كَذَلِكَ بِعَيْنِهِ الأُخْرَى وَمَا نَطقَ يَزِيْدُ بَلْ صَبَرَ نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ. وَقِيْلَ: إِنَّ أُمَّ مَرْوَانَ الحِمَارَ كُرْدِيَّةٌ, يُقَالَ لَهَا: لُبَابَةُ جَارِيَةُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الأَشْتَرِ, أَخَذَهَا مُحَمَّدٌ مِنْ عَسْكَرِ إِبْرَاهِيْمَ فَوَلَدَتْ لَهُ: مروان ومنصور وَعَبْدَ اللهِ وَلَمَّا قُتِلَ مَرْوَانُ, هَرَبَ ابْنَاهُ عَبْدُ اللهِ وَعُبَيْدُ اللهِ إِلَى الحَبَشَةِ, فَقَتَلَتِ الحَبَشَةُ عُبَيْدَ اللهِ وَهَرَبَ عَبْدُ اللهِ, ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ ظَفِرَ بِهِ المَنْصُوْرُ, فَاعْتَقَلَهُ.

السفاح

848- السفاح 1: الخَلِيْفَةُ, أَبُو العَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَبْرِ الأُمَّةِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ القُرَشِيُّ, الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ, أَوَّلُ الخُلَفَاءِ مِنْ بَنِي العَبَّاسِ. كَانَ شَابّاً مَلِيْحاً مَهِيْباً أَبْيَضَ طَوِيْلاً وَقُوْراً هَربَ السَّفَّاحُ وَأَهْلُه مِنْ جَيْشِ مَرْوَانَ الحِمَارِ, وَأَتَوُا الكُوْفَةَ لَمَّا اسْتفحَلَ لَهُمُ الأَمْرُ

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 53"، فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "2/ 215-216"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 183".

بِخُرَاسَانَ. ثُمَّ بُوْيِعَ فِي ثَالِثِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ, ثُمَّ جَهَّزَ عَمَّهُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَلِيٍّ فِي الجَيْشِ, فَالْتَقَى هُوَ وَمَرْوَانُ الحِمَارُ عَلَى كُشَافٍ, فَكَانَتْ وَقْعَةً عَظِيْمَةً, ثُمَّ تَفلَّلَ جَمْعُ مَرْوَانَ, وَانطوَتْ سَعَادتُهُ. وَلكن لَمْ تَطُلْ أَيَّامُ السَّفَّاحِ, وَمَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ, وَعَاشَ: ثمانيا وعشرين سنة, في قول. وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ, وَابْنُ الكَلْبِيِّ: عَاشَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً, وَقَامَ بَعْدَهُ المَنْصُوْرُ أَخُوْهُ. وَقِيْلَ: بَلْ مَوْلِدُه سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: خَرَجَ آلُ العَبَّاسِ هَارِبِيْنَ إِلَى الكُوْفَةِ, فَنَزَلُوا عَلَى أَبِي سَلَمَةَ الخَلاَّلِ, فَآوَاهُم فِي سربٍ فِي دَارِهِ. وَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ قَدِ اسْتَولَى عَلَى خُرَاسَانَ, وَعَيَّنَ لَهُم يَوْماً يَخْرُجُوْنَ فِيْهِ, فَخَرَجُوا فِي جَمْعٍ كَثِيفٍ مِنَ الخَيَّالَةِ وَالحَمَّارَةِ وَالرَّجَّالَةِ فَنَزَلَ الخَلاَّلُ إِلَى السِّردَابِ وَصَاحَ: يَا عَبْدَ اللهِ مُدَّ يَدَكَ فَتَبَارَى إِلَيْهِ الأَخوَانِ فَقَالَ: أَيُّكمَا الَّذِي مَعَهُ العَلاَمَةُ?. قَالَ المَنْصُوْرُ: فَعَلِمتُ أَنِّي أُخِّرتُ لأَنِّي لَمْ يَكُنْ مَعِي عَلاَمَةٌ. فَتَلاَ أَخِي العَلاَمَةَ, وَهِيَ {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّة} الآيَة [القَصَصُ: 5] . فَبَايَعَه أَبُو سَلَمَةَ, وَخَرَجُوا جَمِيْعاً إِلَى جَامِعِ الكُوْفَةِ, فَبُوْيِعَ, وَخَطَبَ فِي النَّاسِ, وَهُوَ يَقُوْلُ: فَأَمْلَى اللهُ لِبَنِي أُمَيَّةَ حِيْناً, فَلَمَّا آسَفُوْهُ, انْتقمَ مِنْهُم بِأَيْدِيْنَا وَرَدَّ عَلَيْنَا حقَّنَا فَأَنَا السَّفَّاحُ المُبِيْحُ وَالثَّائِرُ المُبِيْرُ. وَكَانَ مَوْعُوْكاً فَجَلَسَ عَلَى المِنْبَرِ فَنهضَ عَمُّه دَاوُدُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ فَقَالَ إِنَّا وَاللهِ مَا خَرَجْنَا لِنحفِرَ نَهْراً وَلاَ لِنَبنِيَ قَصراً وَلاَ لِنكثِرَ مَالاً وَإِنَّمَا خَرَجْنَا أَنفَةً مِنِ ابْتزَازِهم حقَّنَا وَلَقَدْ كَانَتْ أُمُوْرُكُم تَتَّصلُ بِنَا لَكُم ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُوْلِه وَذِمَّةُ العَبَّاسِ أَنْ نَحكُمَ فِيْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَنَسِيْرَ فِيْكُم بِسُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الأَمْرَ فِيْنَا لَيْسَ بِخَارِجٍ عَنَّا حَتَّى نُسلِمَهُ إِلَى عِيْسَى بنِ مَرْيَمَ. فَقَامَ السَّيِّدُ الحِمْيَرِيُّ, وَقَالَ قَصِيدَةً. ثُمَّ نَزَلَ السَّفَّاحُ, وَدَخَلَ القَصرَ, وَأَجلسَ أَخَاهُ يَأْخُذُ بَيْعَةَ العَامَّةِ. وَمِنْ كَلاَمِهِ: مَنْ شَدَّدَ نَفَّرَ, وَمَنْ لاَنَ تَألَّفَ. وَيُقَالُ: لَهُ هَذَانِ البَيْتَانِ: يَا آلَ مَرْوَانَ إِنَّ اللهَ مُهْلِكُكُمْ ... وَمُبْدِلٌ أَمْنَكُمْ خَوْفاً وَتَشْرِيْدَا لاَ عَمَّرَ اللهُ مِنْ أَنْسَالِكُم أَحَداً ... وَبَثَّكُمْ فِي بِلاَدِ اللهِ تَبدِيْدَا ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الأَنْبَارِ, وَبِهَا تُوُفِّيَ.

وَكَانَ إِذَا عَلِمَ بَيْنَ اثْنَيْنِ تَعَادِياً, لَمْ يقبل شهادة ذا على ذا, ويقول: العَدَاوَةُ تُزِيلُ العَدَالَةَ. ثُمَّ إِنَّ أَبَا مُسْلِمٍ جَهَّزَ مَنْ قَتَلَ أَبَا سَلَمَةَ الخَلاَّلَ الوَزِيْرَ بَعْدَ العَتَمَةِ غِيلَةً, بَعْدَ أَنْ قَامَ مِنَ السَّمَرِ عِنْدَ السَّفَّاحِ, فَقَالَتِ العَامَّةُ: قَتلَتْهُ الخَوَارِجُ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ مُهَاجِرٍ البَجَلِيُّ: إِنَّ المَسَاءَةَ قَدْ تَسُرُّ وَرُبَّمَا ... كَانَ السُّرُوْرُ بِمَا كَرِهْتَ جديدا إِنَّ الوَزِيْرَ وَزِيْرَ آلِ مُحَمَّدٍ ... أَوْدَى فَمَنْ يَشْنَاكَ كَانَ وَزِيْرَا قُتلَ بَعْدَ البَيْعَةِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ. وَقِيْلَ: وَجَّهَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ عَمُّ السَّفَّاحِ مَشْيَخَةَ شَامِيِّينَ إِلَى السَّفَّاحِ لِيُعَجِّبَهُ مِنْهُم, فَحَلفُوا لَهُ: إِنَّهُم مَا عَلِمُوا لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَابَةً يَرِثُوْنَهُ سِوَى بَنِي أُمَيَّةَ, حَتَّى وُلِّيتُم. وَعَنِ السَّفَّاحِ, قَالَ: إِذَا عَظمتِ القُدْرَةُ, قلَّتِ الشَّهْوَةُ, قَلَّ تَبرُّعٌ إلَّا وَمَعَهُ حَقٌّ مُضَاعٌ الصَّبْرُ حَسَنٌ إلَّا عَلَى مَا أَوْتَغَ1 الدِّيْنَ, وَأَوْهَنَ السُّلْطَانَ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: أَحضرَ السَّفَّاحُ جَوْهَراً مِنْ جَوَاهِرِ بَنِي أُمَيَّةَ, فَقسمَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ. وَكَانَ يُضرَبُ بِجُوْدِ السَّفَّاحِ المَثَلُ. وَكَانَ إِذَا تَعَادَى اثْنَانِ مِنْ خَاصَّتِهِ, لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَحَدِهِمَا فِي الآخَرِ, ويقول: الضغائن تولد العداوة. وَكَانَ يَحضرُ الغنَاءَ مِنْ وَرَاءِ سِتَارَةٍ, كَمَا كَانَ يَفْعَلُ أَزْدَشِيْرُ, وَيُجزِلُ العَطَاءَ. وَلَمَّا جِيْءَ بِرَأْسِ مَرْوَانَ الحِمَارِ, سَجَدَ للهِ, وَقَالَ: أَخَذْنَا بِثأْرِ الحُسَيْنِ وَآلِهِ, وَقَتَلنَا مائَتَيْنِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بِهِم. وَقِيْلَ: إِنَّ السَّفَّاحَ أَعْطَى عَبْدَ اللهِ بنَ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ أَلْفَيْ أَلْفِ درهم.

_ 1 أوتغ: أفسد وأهلك.

عبد الكريم بن مالك

849- عبد الكريم بن مالك 1: "ع" الإِمَامُ, الحَافِظُ, عَالِمُ الجَزِيْرَةِ, أَبُو سَعِيْدٍ الجَزَرِيُّ, الحَرَّانِيُّ, مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ, وَأَصلُهُ مِنْ بَلَدِ إِصْطَخْرَ. رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ, وَعِدَادُهُ فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَطَاوُوْسٍ, وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ ,وَمُجَاهِدِ بنِ جَبْرٍ, وَعِكْرِمَةَ, وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ, وَشُعْبَةُ, وَمَعْمَرٌ, وَفُرَاتٌ القَزَّازُ, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَآخَرُوْنَ سِوَاهُم. رَوَينَا مِنْ طَرِيْقِ الشَّافِعِيِّ, وَالقَعْنَبِيِّ, وَأَبِي مُصْعَبٍ, وَيَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بنِ عجرة حديث: "أتُؤْذِيْكَ هَوَامُّكَ" 1 فِي الفِدْيَةِ. ثُمَّ قَالَ الشَّافِعِيُّ: غَلِطَ مَالِكٌ فِيْهِ, الحُفَّاظُ حَفِظُوهُ عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى. قُلْتُ: قَدْ رَوَاهُ، عَنْ مَالِكٍ -بِإِثبَاتِ مُجَاهِدٍ-: إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ, وَابْنُ وَهْبٍ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ, وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الفَقِيْهُ, وَسَمَاعُ هَؤُلاَءِ مِنْهُ قَدِيْمٌ. وَأَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ, مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ مُتَّصِلاً. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ, وَخَلِيْفَةُ: عَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ هُوَ ابْنُ عَمِّ خُصَيْفٍ لَحَّا2. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: عَبْدُ الكَرِيْمِ: ثِقَةٌ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. هَكَذَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ, عَنْهُ. قَالَ الكَلاَبَاذِيُّ: حَدِيْثُهُ فِي تَفْسِيْرِ: اقْرَأْ, وَفِي النِّسَاءِ, وَالحَجِّ. قَالَ أَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ: هُوَ ثَبتٌ عِنْدَ العَارِفِيْنَ بِالنَّقلِ, وَهُوَ خِضْرِمِيٌّ, نَزَلَ حَرَّانَ وَخِضْرِمَةُ: قرية باليمامة, ينسبون إليها.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1794"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 533" و"2/ 175 و692" و"3/ 362"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 310"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 132"، الكاشف "2/ ترجمة 3477" العبر "1/ 56 و289"، تاريخ الإسلام "5/ 140"، ميزان الاعتدال "2/ 645"، تهذيب التهذيب "6/ 373"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4405"، شذرات الذهب "1/ 173". 2 صحيح: أخرجه الطيالسي "1065"، وأحمد "4/ 242"، والبخاري "1817" و"1818" و"4159" و"4191"، وابن خزيمة "2677" و"2678"، والدارقطني "2/ 298"، والطبراني "19/ 244-227 و229"، والبيهقي "5/ 87" من طرق عَنِ ابْنِ أَبِي نُجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ كعب بن عجرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رآه وأنه يسقط على وجهه القمل فقال: أيؤذيك هوامك؟ قال: نعم. فأمره أن يحلق وهو بالحديبية، ولم يتبين لهم أنهم يحلون بها، وهم على طمع أن يدخلوا مكة، فأنزل الله الفدية، فأمره رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يطعم فرقا بين ستة، أو يهدي شاة، أو يصوم ثلاثة أيام". 3 ابن عمي لحا: أي لازق النسب.

الحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الكَرِيْمِ بن مالك, وكان حافظًا, وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ, لاَ يَقُوْلُ إلَّا سَمِعْتُ وَحَدَّثَنَا وَرَأَيْتُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: عَبْدُ الكَرِيْمِ: ثِقَةٌ, هُوَ أَثْبَتُ مِنْ خُصَيْفٍ. أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى, وَسُئِلَ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ, فَقَالَ: ثِقَةٌ, وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الآخرُ لَيْسَ بِشَيْءٍ- يَعْنِي: ابْنَ أَبِي المُخَارِقِ, أَبَا أُمَيَّةَ البَصْرِيَّ. قَالَ الفَسَوِيُّ: قَدْ رَوَى مَالِكٌ -وَكَانَ يَنتقِي الرِّجَالَ- عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ, وَأَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ. عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ, قَالَ حَدِيْثُ عَبْدِ الكَرِيْمِ، عَنْ عَطَاءٍ رَدِيْءٌ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ هُوَ الحَدِيْثُ الَّذِي رَوَاهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يقبلها ولا يتوضأ1. قُلْتُ هَذَا غَرِيْبٌ, فَرْدٌ, وَلَيْسَ هُوَ بِمَحْفُوْظٍ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ إِذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ, فَأَحَادِيْثُه مُسْتقِيْمَةٌ وَقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: لَزمتُ عَبْدَ الكَرِيْمِ سَنَةً قُلْتُ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى سَعَةِ عِلْمِهِ. قَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ لِي عَلِيٌّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: لَمْ أَرَ مِثْلَهُ وَيُقَالُ: أَصلُهُ مِنْ إِصْطَخْرَ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: هُوَ ثِقَةٌ, رَضِيٌّ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: ثَبْتٌ, ثَبْتٌ, ثِقَةٌ. وَقَالَ النُّفَيْلِيُّ, وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ ابن حبان: أتوقف فيه. أما:

_ 1 صحيح: أخرجه الدارقطني "1/ 137" من طريق الوليد بن صالح، أخبرنا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ الجزري, به. وأخرجه من طريق إسماعيل بن يعقوب بن صبيح، حدثنا محمد بن موسى بن أعين، حدثنا أبي، عن عبد الكريم الجزري، به. وأخرجه أبو داود "179"، والترمذي "86"، وابن ماجه "502"، وأحمد "6/ 210"، وابن جرير "9630" من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل امرأة من نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ قال عروة: فقلت لها: من هي إلا أنت؟ فضحكت". وأخرجه الدارقطني "1/ 135" من طريق سعيد بن بشير، حدثني منصور، عن الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لقد كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبلني إذا خرج إلى الصلاة، وما يتوضأ" ثم قال الدارقطني: تفرد به سعيد بن بشير عن منصور عن الزهري، ولم يتابع عليه، وليس بقوي في الحديث. والمحفوظ عن الزهري، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقبل وهو صائم. وكذلك رواه الحفاظ الثقات عن الزهري، منهم معمر وعقيل وابن أبي ذئب.

أبو أمية عبد الكريم بن أبي المخارق، كرز

أَبُو أُمَيَّةَ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ أَبِي المُخَارِقِ، كُرْز: 850- أَبُو أُمَيَّةَ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ أَبِي المُخَارِقِ 1: "ت، س، ق، م" فَضَعِيْفُ الحَدِيْثِ, مُؤَدِّبٌ. يَرْوِي عَنْ: أَنَسٍ, وَعَنْ: مُجَاهِدٍ, وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ أَيْضاً: مَالِكٌ, وَالسُّفْيَانَانِ, وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ. وَكَانَ يَرَى الإِرْجَاءَ, مَعَ تَعَبُّدٍ وَخُشُوْعٍ. يُقَالُ: اسْمُ أَبِيْهِ قَيْسٌ. قَالَ النَّسَائِيُّ, وَالدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوْكٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَربتُ عَلَى حَدِيْثِهِ. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: اغْترَّ مَالِكٌ بِبُكَائِهِ فِي المَسْجِدِ, وَرَوَى عَنْهُ فِي الفَضَائِلِ. قُلْتُ: اشْتركَ هُوَ وَالجَزَرِيُّ فِي الرِّوَايَةِ عَنِ: ابْنِ جُبَيْرٍ, وَمُجَاهِدٍ, وَالحَسَنِ, وَفِي مَوْتِهمَا: تُوُفِّيَا فِي عَامٍ واحد. وفي رواية مالك, والثوري, وابن جريح, عنهما, فربما اشتبها في بعض الأسنانيد. 851- كرز 2: الزَّاهِدُ, القُدْوَةُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ كُرْزُ بنُ وَبَرَةَ الحَارِثِيُّ, الكُوْفِيُّ, نَزِيْلُ جُرْجَانَ, وَكَبِيْرُهَا, فَإِنَّهُ دَخَلَهَا غَازِياً فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ, مَعَ يَزِيْدَ بنِ المُهَلَّبِ, فَاتَّخَذَ كُرْزٌ بِهَا مَسْجِداً بِقُربِ قَبْرِهِ. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَالرَّبِيْعِ بنِ خُثَيْمٍ, وَنُعَيْمِ بنِ أَبِي هِنْدٍ, وَطَاوُوْسٍ, وَطَارِقِ بنِ شِهَابٍ, وَمُجَاهِدٍ, وَعَطَاءٍ, وَغَيْرِهِم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 252"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1797"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 425" و"3/ 45"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 311"، المجروحين لابن حبان "2/ 144"، الكاشف "2/ ترجمة 3479"، تاريخ الإسلام "5/ 103"، ميزان الاعتدال "2/ 646"، تهذيب التهذيب "6/ 376"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4407". 2 ترجمته في حلية الأولياء "5/ 79".

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَيْبَةَ عِيْسَى بنُ سُلَيْمَانَ الدَّارِمِيُّ, وَعُبَيْدُ اللهِ الوَصَّافِيُّ, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَمُخْتَارٌ التَّمِيْمِيُّ, وَابْنُ شُبْرُمَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ الحَارِثِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ عَطِيَّةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: كَانَ يَسْكُنُ جُرْجَانَ, لَهُ الصِّيْتُ البَلِيْغُ فِي النُّسُكِ وَالتَّعَبُّدِ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ، أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّمِيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِي، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ مَالِكٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بنُ يُوْنُسَ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى كُرْزٍ بَيْتَهُ, فَإِذَا عِنْدَ مُصَلاَّهُ حُفَيرَةٌ قَدْ مَلأَهَا تِبناً وَبَسطَ عَلَيْهَا كِسَاءً مِنْ طُوْلِ القِيَامِ فَكَانَ يَقْرَأُ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ القُرْآنَ ثَلاَثَ مرات1. وَبِهِ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ حَيَّانَ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ, حَدَّثَنِي سَعِيْدٌ أَبُو عُثْمَانَ, سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: سَأَلَ كُرْزٌ رَبَّهُ أن يعطيه الاسم الأعظم علىإلَّا يَسْأَلَ بِهِ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا فَأُعْطِيَ فَسَأَلَ أَنْ يُقَوَّى حَتَّى يَخْتِمَ القُرْآنَ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. وَبِهِ حَدَّثَنَا ابْنُ مَالِكٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ, حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ, حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ -أَوْ عَنْ نَفْسِهِ- قَالَ كَانَ كُرْزٌ إِذَا خَرَجَ, أَمرَ بِالمَعْرُوْفِ فَيَضرِبُوْنَهُ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ. وَرَوَى ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمْ يَرْفَعْ كُرْزٌ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَكَانَ لَهُ عُوْدٌ عِنْدَ المِحْرَابِ, يَعتمدُ عَلَيْهِ إِذَا نَعِسَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي جَرِيْرُ بنُ زِيَادِ بنِ كُرْزٍ الحَارِثِيُّ، عَنْ شُجَاعِ بنِ صَبِيْحٍ مَوْلَى كُرْزِ بنِ وَبَرَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُلَيْمَانَ المُكْتِبُ, قَالَ: صَحِبتُ كُرْزاً إِلَى مَكَّةَ, فَاحْتبسَ يَوْماً وَقْتَ الرَّحِيْلِ, فَانبثُّوا فِي طَلبِهِ, فَأَصبتُهُ فِي وَهْدَةٍ يُصَلِّي فِي سَاعَةٍ حَارَّةٍ, وَإِذَا سَحَابَةٌ تُظِلُّهُ, فَقَالَ لِي: اكْتُم هَذَا وَاسْتَحْلَفَنِي. قَالَ أَحْمَدُ: وَحَدَّثَنِي جَرِيْرٌ، عَنِ النَّضْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ, حَدَّثَتْنِي رَوْضَةُ مَوْلاَةُ كُرْزٍ: قُلْتُ: مَنْ أَيْنَ يُنْفِقُ كُرْزٌ? قَالَتْ: كَانَ يَقُوْلُ لِي: يَا رَوْضَةُ! إِذَا أَرَدْتِ شَيْئاً فَخُذِي مِنْ هَذِهِ الكُوَةِ. فَكُنْتُ آخُذُ كُلَّمَا أردت.

_ 1 هذا مخالف لهدي النبي صلى لله عليه وسلم، فلم يأذن النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص في قراءة القرآن في أقل من ثلاث. وكما ورد عند أبي داود "1394"، والترمذي "2950"، مِنْ حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاص مرفوعا بلفظ: "لم يفقه مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فِي أَقلَّ مِنْ ثَلاَثٍ". وهو حديث صحيح.

وأنشد ابن شبرمة: لو شئت كنت كرز فِي تَعَبُّدِهِ ... أَوْ كَابْنِ طَارِقٍ حَوْلَ البَيْتِ فِي الحَرَمِ قَدْ حَالَ دُوْنَ لَذِيْذِ العَيْشِ خَوْفُهُمَا ... وَسَارَعَا فِي طِلاَبِ الفَوْزِ وَالكَرَمِ عَنْ فُضَيْلِ بنِ غَزْوَانَ: كَانَ كُرْزٌ يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ, فَيَحفِرُ الحُفَيرَةَ- يَعْنِي: تَحْتَ رِجْلَيْهِ. وَقِيْلَ: كَانَ كُرْزٌ لاَ يَنْزِلُ مَنْزِلاً إلَّا ابْتنَى فِيْهِ مَسْجِداً, فَيُصَلِّي فِيْهِ. وَعَنْ أَبِي حَفْصٍ السَّائِحِ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ, قَالَ: كَانَ كُرْزُ بنُ وَبَرَةَ مِنْ أَعَبْدِ النَّاسِ, وَكَانَ قَدِ امْتنعَ مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى لَمْ يُوْجَدْ عليه من اللحمإلَّا بِقَدرِ مَا يُوْجَدُ عَلَى العُصْفُوْرِ, وَكَانَ يَطْوِي أَيَّاماً كَثِيْرَةً, وَكَانَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ لاَ يَرْفَعُ طَرْفَهُ يَمِيْناً وَلاَ شِمَالاً, وَكَانَ مِنَ المُحِبِّيْنَ المُخْبِتِيْنَ للهِ قَدْ وَلِهِ مِنْ ذَلِكَ, فَرُبَّمَا كُلِّمَ فَيُجِيْبُ بَعْد مُدَّةٍ مِنْ شِدَّةِ تَعلُّقِ قَلْبِهِ بِاللهِ وَاشْتِيَاقِهِ إِلَيْهِ. ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ كُرْزٍ قَالَ: لاَ يَكُوْنَ العَبْدُ قَارِئاً, حَتَّى يَزْهَدَ فِي الدِّرْهَمِ. وَعَنْ عَمْرِو بنِ حُمَيْدٍ الدِّيْنَوَرِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ جُرْجَانَ، عَنْ أَبِيْهِ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنِّي أَتَيْتُ عَلَى قُبُوْرِ أَهْلِ جُرْجَانَ, فَإِذَا هُمْ جُلُوْسٌ عَلَى قُبُوْرِهم عَلَيْهِم ثِيَابٌ بِيْضٌ فَقُلْتُ: يَا أَهْلَ القُبُوْرِ مَا لَكُم قَالُوا: إِنَّا كُسِينَا ثِيَاباً جُدداً لِقُدُوْمِ كُرْزِ بنِ وَبَرَةَ عَلَيْنَا. قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ زُهَّادُ السَّلَفِ وَعُبَّادُهُم, أَصْحَابَ خَوْفٍ, وَخُشُوْعٍ, وَتعَبُّدٍ وَقُنوعٍ, وَلاَ يَدْخُلُوْنَ فِي الدُّنْيَا وَشَهَوَاتِهَا, وَلاَ فِي عِبَارَاتٍ أَحْدَثهَا المُتَأَخِّرُوْنَ مِنَ الفَنَاءِ, وَالمَحْوِ, وَالاَصْطِلاَمِ, وَالاَتِّحَادِ, وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ مِمَّا لاَ يُسَوِّغُهُ كِبَارُ العُلَمَاءِ. فَنسَألُ اللهَ التَّوفِيْقَ, وَالإِخْلاَصَ, وَلُزومَ الاَتِّبَاعِ.

عطاء السليمي

852- عَطَاءٌ السَّلِيْمِيُّ 1: البَصْرِيُّ العَابِدُ, مِنْ صِغَارِ التَّابِعِيْنَ. أَدْرَكَ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ. وَسَمِعَ مِنَ: الحَسَنِ البَصْرِيِّ وَجَعْفَرِ بنِ زَيْدٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ غَالِبٍ الزَّاهِدِ. وَاشْتَغَل بِنَفْسِهِ عَنِ الرِّوَايَةِ. رَوَى عَنْهُ: مُرَجَّى بنُ وَدَاعٍ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ, وخليد بن دعلج, وصالح المُرِّيُّ, وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ, وَآخَرُوْنَ حِكَايَاتٍ, وَمَا أَظُنُّه رَوَى شَيْئاً مُسْنَداً. وَكَانَ قَدْ أَرعبَهُ فَرطُ الخَوْفِ مِنَ اللهِ. رَوَى جَمَاعَةٌ، عَنْ بِشْرِ بنِ مَنْصُوْرٍ, قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ السَّلِيْمِيِّ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ نَاراً أُشْعِلَتْ, ثُمَّ قِيْلَ: مَنِ اقْتَحَمهَا نَجَا, تَرَى كَانَ يَدْخُلُهَا أَحَدٌ? قَالَ: لَوْ قِيْلَ ذَلِكَ لَخشِيْتُ أَنْ تَخْرُجَ نَفْسِي فَرحاً قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَيْهَا. قَالَ نُعَيْمُ بنُ مُوَرِّعٍ: أَتَيْنَا عَطَاءً السَّلِيْمِيَّ, فَجَعَلَ يَقُوْلُ: لَيْتَ عَطَاءً لَمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ. وَكرَّرَ ذَلِكَ حَتَّى اصْفرَّتِ الشَّمْسُ. وَكَانَ يَقُوْلُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ ارحمْ غُربتِي فِي الدُّنْيَا, وَارحمْ مَصْرَعِي عِنْدَ المَوْتِ, وَارحمْ قِيَامِي بَيْنَ يَدَيْكَ. قَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ بَكَّارٍ قَالَ: تَرَكتُ عَطَاءً السَّلِيْمِيَّ, فَمَكَثَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً عَلَى فِرَاشِهِ لاَ يَقُوْمُ مِنَ الخَوْفِ, وَلاَ يَخْرُجُ وَكَانَ يَتَوَضَّأُ عَلَى فِرَاشِهِ. وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: اشْتَدَّ خَوْفُهُ, فَكَانَ لاَ يَسْأَلُ الجَنَّةَ, بَلْ يَسْأَلُ العَفْوَ. وَيُقَالُ: نَسِيَ عَطَاءٌ القُرْآنَ مِنَ الخَوْفِ. وَيقُوْلُ: الْتَمِسُوا لِي أَحَادِيْثَ الرُّخَصِ, لِيخِفَّ مَا بِي. وَقِيْلَ: كَانَ إِذَا بَكَى بَكَى ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ بِلَيَالِيْهَا. قَالَ صَالِحٌ المُرِّيُّ: قُلْتُ لَهُ: يَا شَيْخُ! قَدْ خَدَعَك إِبْلِيْسُ, فَلَوْ شَربتَ مَا تَقْوَى بِهِ على صلاتك ووضوئك؟ فأعطاني ثلاثة درهم, وَقَالَ: تَعَاهدنِي كُلَّ يَوْمٍ بِشربَةِ سَوِيْقٍ. فَشَرِبَ يَوْمَيْنِ, وَتَركَ, وَقَالَ: يَا صَالِحُ إِذَا ذَكرتُ جَهَنَّمَ مَا يَسعُنِي طَعَامٌ وَلاَ شَرَابٌ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ بَكَى حَتَّى عَمِشَ, وَرُبَّمَا غُشِيَ عَلَيْهِ عِنْدَ المَوْعِظَةِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ شَيَّعَ جِنَازَةً فَغُشِيَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ. وَعَنْ خُلَيْدِ بنِ دَعْلَجَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَطَاءٍ السَّلِيْمِيِّ, فَقِيْلَ: لَهُ إِنَّ ابْنَ عَلِيٍّ قَتَلَ أَرْبَعَ مائَةٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَلَى دَمٍ وَاحِدٍ فَقَالَ مُتَنَفِّساً: هَاه ثُمَّ خَرَّ مَيِّتاً. وَقِيْلَ: كَانَ إِذَا جَاءَ بَرْقٌ, وَرِيْحٌ, وَرَعدٌ قَالَ: هَذَا مِنْ أَجَلِي يُصِيْبُكُم لَوْ مِتُّ اسْترَاحَ النَّاسُ وَلِعَطَاءٍ حِكَايَاتٌ فِي الخَوْفِ وَإِزْرَائِهِ عَلَى نَفْسِهِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ مَاتَ بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. رَحْمَةُ اللهِ عليه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3029"، حلية الأولياء "6/ ترجمة 366".

زيد بن أبي أنيسة، ربيعة

زيد بن أبي أنيسة، ربيعة: 853- زيد بن أبي أنيسة 1: / "ع" الإِمَامُ, الحَافِظُ, الثَّبْتُ, أَبُو أُسَامَةَ الجَزَرِيُّ, الرُّهَاوِيُّ, الغَنَوِيُّ, مَوْلَى آلِ غَنِيِّ بنِ أَعْصُرَ. كَانَ عَالِمَ الجَزِيْرَةِ فِي زَمَانِهِ, وَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ شُعْبَةَ وَمَالِكٍ, لَكِنَّهُ قَدِيْمُ المَوْتِ تُوُفِّيَ كَهْلاً, فِي أَيَّامِ بَنِي أُمَيَّةَ. حَدَّثَ عَنْ: الحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ, وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ, وَشَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ, وَطَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ, وَعَمْرِو بنِ مُرَّةَ, وَعَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ, وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ, وَنُعَيْمٍ المُجْمِرِ, وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ, حَتَّى إِنَّهُ يَرْوِي عَنِ أَصحَابِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَنِيْفَةَ, وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ, وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ, وَمَعْقِلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الجَزَرِيُّ, وَأَبُو عَبْدِ الرَّحِيْمِ خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَغَيْرُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قَالَ ابْنُ سعد: كان ثقة, فقيهًا, رواية لِلْعِلْمِ, كَثِيْرَ الحَدِيْثِ. قُلْتُ: كَانَ يَسْكُنُ مَدِيْنَة الرُّهَا, وَقَعَ لِي جُزءٌ مِنْ حَدِيْثِهِ. قِيْلَ: إِنَّهُ لَمْ يَبلُغِ الأَرْبَعِيْنَ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: بَلْ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَفِي "تَارِيْخِ البُخَارِيِّ": أنه عاش ستا وثلاثين سنة. 854- ربيعة 2: "ع" ابن أبي عبد الرحمن فروخ الإِمَامُ, مُفْتِي المَدِيْنَةِ, وَعَالِمُ الوَقْتِ, أَبُو عُثْمَانَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 481"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1292"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 527" و"2/ 451" و"3/ 43"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2517"، تاريخ الإسلام "5/ 76"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 131"، الكاشف "1/ ترجمة 1740"، ميزان الاعتدال "2/ 98"، تهذيب التهذيب "3/ 397"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2143"، وشذرات الذهب "1/ 166". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 976"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2131"، الحلية لأبي نعيم "3/ ترجمة 241"، تاريخ بغداد "8/ 420"، وفيت الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 232" تاريخ الإسلام "5/ 245"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 153"، الكاشف "1/ ترجمة 1563"، وميزان الاعتدال "2/ 44"، تهذيب التهذيب "3/ 258"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2044"، شذرات الذهب "1/ 194".

وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ -القُرَشِيُّ, التَّيْمِيُّ مَوْلاَهُم, المَشْهُوْرُ بِرَبِيْعَةَ الرَّأْيِ, مِنْ مَوَالِي آلِ المُنْكَدِرِ. رَوَى عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَالسَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ, وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَالحَارِثِ بنِ بِلاَلِ بنِ الحَارِثِ, وَيَزِيْدَ مَوْلَى المُنْبَعِثِ, وَحَنْظَلَةَ بنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ, وَعَطَاءِ بنِ يَسَارٍ, وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَسُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ, وَسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ سَعِيْدِ بنِ سُوَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَبَّانَ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ, وَعِدَّةٍ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ, وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, وَسُهَيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ, وَهُمْ مِنْ أَقْرَانِهِ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أُمَيَّةَ, وَالأَوْزَاعِيُّ, وَشُعْبَةُ, وَعُقَيْلُ بنُ خَالِدٍ, وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ, وَمَالِكٌ, وَعَلَيْهِ تَفَقَّهَ, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, وَفُلَيْحُ بنُ سُلَيْمَانَ, وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ, وَمِسْعَرٌ, وَعُمَارَةُ بنُ غزية, ونافع القارىء, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ, وَابْنُ المُبَارَكِ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَأَنَسُ بنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ المَصِّيْصِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ, قَالَ: بَكَى رَبِيْعَةُ يَوْماً. فَقِيْلَ: مَا يُبْكِيْكَ? قَالَ: رِيَاءٌ حَاضِرٌ, وَشَهْوَةٌ خَفِيَّةٌ, وَالنَّاسُ عِنْدَ عُلَمَائِهِم كَصِبْيَانٍ فِي حُجُوْرِ أُمَّهَاتِهم, إِنْ أَمرُوهم ائْتَمرُوا وَإِنْ نَهوهُم انْتَهَوْا?!. وَرَوَى ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ، عَنْ رَجَاءِ بنِ جَمِيْلٍ, قَالَ: قَالَ رَبِيْعَةُ: رَأَيْتُ الرَّأيَ أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ تَبِعَةِ الحَدِيْثِ. قَالَ الأُوَيْسِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبِيْعَةُ يَقُوْلُ لابْنِ شِهَابٍ: إِنَّ حَالِي لَيْسَتْ تُشبِهُ حَالَكَ. قَالَ: وَكَيْفَ? قَالَ: أَنَا أَقُوْلُ بِرَأْيٍ مَنْ شَاءَ أَخَذَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ, وَأَنْتَ تُحدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيُحْفَظُ. قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: وَقفَ رَبِيْعَةُ عَلَى قَوْمٍ يَتذَاكَرُوْنَ القَدَرَ, فَقَالَ مَا مَعنَاهُ: إِنْ كُنْتُم صَادِقِيْنَ, فَلَمَا فِي أَيْدِيكُم أَعْظَمُ مِمَّا فِي يَدِي رَبِّكُم إِنْ كَانَ الخَيْرُ وَالشَّرُّ بِأَيْدِيْكُم. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ" حَدَّثَنِي أَبِي, قَالَ: قَالَ رَبِيْعَةُ, وَسُئِلَ: كَيْفَ اسْتوَى؟ فَقَالَ: الكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُوْلٍ, وَعَلَى الرَّسُوْلِ البَلاَغُ وَعَلَيْنَا التَّصْدِيْقُ. وَصَحَّ عَنْ رَبِيْعَةَ قَالَ: العِلْمُ وَسِيْلَةٌ إِلَى كُلِّ فَضِيلَةٍ.

قَالَ مَالِكٌ: قَدِمَ رَبِيْعَةُ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ, فَأَمرَ لَهُ بِجَارِيَةٍ, فَأَبَى, فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ آلاَفٍ لِيَشْتَرِيَ بِهَا جَارِيَةً فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا. وَعَنِ ابْنِ وَهْبٍ: أَنفقَ رَبِيْعَةُ عَلَى إِخْوَانِهِ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ, ثُمَّ جَعَلَ يَسْأَلُ إِخْوَانَهُ فِي إِخْوَانِهِ. النَّسَائِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ وَزِيْرٍ, حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: كُنَّا إِذَا رَأَينَا طَالباً لِلْحَدِيْثِ يَغْشَى ثَلاَثَةً ضَحِكنَا مِنْهُ: رَبِيْعَةَ, وَمُحَمَّدَ بنَ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ, وَجَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ, لأَنَّهم كَانُوا لاَ يُتقنُوْنَ الحَدِيْثَ. رَوَى مُطَرِّفٌ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ هُرْمُزَ: رَأَيْتُ رَبِيْعَةَ جُلِدَ, وَحُلِقَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ: كَانَ سَبَبُهُ سَعَايَةَ أَبِي الزِّنَادِ بِهِ. قَالَ مُطَرِّفٌ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: ذَهَبتْ حَلاَوَةُ الفِقْهِ مُنْذُ مَاتَ رَبِيْعَةُ. قُلْتُ: وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. وَثَّقَهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَجَمَاعَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: أَبُو الزِّنَادِ أَعْلَمُ مِنْهُ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ, ثَبْتٌ, أَحَدُ مُفْتِي المَدِيْنَةِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَبِيْعَةُ, وَعُمَرُ مَوْلَى غَفَرَةَ ابْنَا خَالَةٍ. وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يُقَالُ لَهُ: رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ, وَكَانَ صَاحِبَ الفَتْوَى بِالمَدِيْنَةِ, وَكَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ وَجُوْهُ النَّاسِ, كَانَ يُحصَى فِي مَجْلِسِهِ أَرْبَعُوْنَ مُعْتَمّاً. وَعَنْهُ أَخَذَ مَالِكُ بنُ أَنَسٍ. وَرَوَى اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ, قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفطنَ مِنْ رَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَرَوَى اللَّيْثُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ قَالَ: هُوَ صَاحِبُ مُعْضِلاَتِنَا, وَعَالِمُنَا وَأَفَضْلُنَا. ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ قَالَ: مَكَثَ رَبِيْعَةُ دَهْراً طَوِيْلاً, عَابِداً يُصَلِّي اللَّيلَ وَالنَّهَارَ, صَاحِبَ عِبَادَةٍ ثُمَّ نَزعَ ذَلِكَ إِلَى أَنْ جَالَسَ القَوْمَ قَالَ: فَجَالَسَ القَاسِمَ فَنطقَ بِلُبٍّ وَعَقلٍ قَالَ: وَكَانَ القَاسِمُ إِذَا سُئِلَ، عَنْ شَيْءٍ قَالَ: سَلُوا هَذَا لِرَبِيْعَةَ فَإِنْ كَانَ فِي كِتَابِ اللهِ أَخْبَرَهُم بِهِ القَاسِمُ أَوْ فِي سُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَإِلاَّ قَالَ سَلُوا رَبِيْعَةَ أَوْ سَالِماً.

الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يُجَالِسُ رَبِيْعَةَ, فَإِذَا غَابَ رَبِيْعَةُ, حَدَّثَهم يَحْيَى أَحْسَنَ الحَدِيْثِ- وَكَانَ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ- فَإِذَا حَضَرَ رَبِيْعَةُ, كفَّ يَحْيَى إِجْلاَلاً لِرَبِيْعَةَ, وَلَيْسَ رَبِيْعَةُ أَسنَّ مِنْهُ, وَهُوَ فِيْمَا هُوَ فِيْهِ, وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُبجِّلاً لِصَاحِبِهِ. وَرَوَى مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، عَنْ سَوَّارِ بنِ عَبْدِ اللهِ العَنْبَرِيِّ, قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ رَبِيْعَةَ الرَّأْيِ قُلْتُ: وَلاَ الحَسَنُ وَابْنُ سِيْرِيْنَ? قَالَ: وَلاَ الحَسَنُ, وَابْنُ سِيْرِيْنَ. ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ, قَالَ: لَمَّا جِئْتُ العِرَاقَ, جَاءنِي أَهْلُ العِرَاقِ, فَقَالُوا: حَدِّثْنَا، عَنْ رَبِيْعَةَ الرَّأْيِ فَقُلْتُ: يَا أَهْلَ العِرَاقِ! تَقُوْلُوْنَ: رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ, وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظَ لِسُنَّةٍ مِنْهُ. ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدٍ, قَالَ: صَارَ رَبِيْعَةُ إِلَى فِقهٍ وَفَضْلٍ, وَمَا كَانَ بِالمَدِيْنَةِ رَجُلٌ أَسْخَى بِمَا فِي يَدَيْهِ لِصَدِيْقٍ, أَوْ لابْنِ صَدِيْقٍ أَوْ لِباغٍ يَبتغِيهِ مِنْهُ كَانَ يَسْتَصْحِبُهُ القَوْمُ, فَيَأْبَى صُحْبَةَ أَحَدٍ, إلَّا أَحَداً لاَ يَتزوَّدُ مَعَهُ, وَلَمْ يَكُنْ فِي يَدِهِ مَا يَحْمِلُ ذَلِكَ. ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ, قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَبِيْعَةُ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي العَبَّاسِ, أَمرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ يَشْتَرِي بِهَا جَارِيَةً حِيْنَ أَبَى أَنْ يقبلها فأبى أن يقبلها. وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ رَبِيْعَةَ قَالَ: قَالَ لِي حِيْنَ أَرَادَ العِرَاقَ: إِنْ سَمِعْتَ أَنِّي حَدَّثْتُهم, أَوْ أَفْتَيْتُهم فَلاَ تَعُدَّنِي شَيْئاً. قَالَ: فَكَانَ كَمَا قَالَ, لَمَّا قَدِمهَا لَزمَ بَيْتَهُ, فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِم, وَلَمْ يُحَدِّثْهُم بِشَيْءٍ حَتَّى رَجَعَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عِمْرَانَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ, فَإِذَا رَبِيْعَةُ جَالِسٌ, وَقَدْ أَحَدقَ بِهِ غِلمَانُ أَهْلِ الرَّأْيِ, فَسَألتُهُ: أَسَمِعْتَ مِنْ أَنَسٍ شَيْئاً؟ قَالَ: حَدِيْثَيْنَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ رَبِيْعَةُ فَقِيْهاً, عَالِماً, حَافِظاً لِلْفِقْهِ وَالحَدِيْثِ, قَدِمَ عَلَى السَّفَّاحِ الأَنْبَارَ, وَكَانَ أَقدَمَهُ لِيُولِّيَهُ القَضَاءَ. فَيُقَالُ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ بِالأَنْبَارِ وَيُقَالُ بَلْ تُوُفِّيَ بِالمَدِيْنَةِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ بِالمَدِيْنَةِ, فِيْمَا أَخْبَرَنِي بِهِ الوَاقِدِيُّ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَغَيْرُهُ: مَاتَ بِالأَنْبَارِ, وَكَانَ ثِقَةً, كَثِيْرَ الحَدِيْثِ, وَكَانُوا يَتَّقُونَهُ لِمَوْضِعِ الرَّأيِ. وَكَذَا أرخه جماعة.

قَالَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: ذَهَبتْ حَلاَوَةُ الفِقْهِ مُنْذُ مَاتَ رَبِيْعَةُ بنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ. ذِكْرُ حِكَايَةٍ بَاطِلَةٍ قَدْ رُوِيَتْ: فَأَنْبَأَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا الكِنْدِيُّ، أَنْبَأَنَا القَزَّازُ، أَنْبَأَنَا الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَاذَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ المَالِكِيُّ بِمِصْرَ, حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ الخَفَّافُ, حَدَّثَنِي مَشْيَخَةُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ أَنَّ فَرُّوْخَ وَالِدَ رَبِيْعَةَ خَرَجَ فِي البُعوثِ إِلَى خُرَاسَانَ أَيَّامَ بَنِي أُمَيَّةَ غَازِياً, وَرَبِيْعَةُ حِملٌ فِي بَطْنِ أُمِّهِ, وَخلَّفَ عِنْدَ زَوْجَتِهِ أُمِّ رَبِيْعَةَ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ, فَقَدِمَ المَدِيْنَةَ بَعْد سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً, وَهُوَ رَاكِبُ فَرسٍ فِي يَدِهِ رُمْحٌ فَنَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ, ثُمَّ دَفعَ البَابَ بِرُمْحِهِ فَخَرَجَ رَبِيْعَةُ فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللهِ أَتَهجمُ عَلَى مَنْزِلِي فَقَالَ: لاَ وَقَالَ: فَرُّوْخٌ يَا عَدُوَّ اللهِ أَنْتَ رَجُلٌ دَخَلتَ عَلَى حُرمَتِي فَتَوَاثبَا وَتَلبَّثَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ حَتَّى اجْتَمَعَ الجِيْرَانُ فَبَلَغَ مَالِكَ بنَ أَنَسٍ وَالمَشْيَخَةَ فَأَتَوْا يُعِيْنُوْنَ رَبِيْعَةَ فَجَعَلَ رَبِيْعَةُ يَقُوْلُ: وَاللهِ لاَ فَارقتُكَ إلَّا عِنْدَ السُّلْطَانِ وَجَعَلَ فَرُّوْخٌ يَقُوْلُ: كَذَلِكَ وَيَقُوْلُ: وَأَنْتَ مَعَ امْرَأَتِي وَكثُرَ الضَّجِيْجُ فَلَمَّا أَبصَرُوا بِمَالِكٍ سَكتَ النَّاسُ كُلُّهُم فَقَالَ: مَالِكٌ أَيُّهَا الشَّيْخُ لَكَ سَعَةٌ فِي غَيْرِ هَذِهِ الدَّارِ فَقَالَ الشَّيْخُ: هِيَ دَارِي وَأَنَا فَرُّوْخٌ مَوْلَى بَنِي فُلاَنٍ فَسَمِعَتِ امْرَأَتُه كَلاَمَهُ فَخَرَجتْ فَقَالَتْ: هَذَا زَوْجِي. وَهَذَا ابْنِي الَّذِي خَلَّفتَهُ وَأَنَا حَامِلٌ بِهِ فَاعْتَنَقَا جَمِيْعاً وَبَكَيَا فَدَخَلَ فَرُّوْخٌ المَنْزِلَ وَقَالَ: هَذَا ابْنِي قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: فَأَخرِجِي المَالَ الَّذِي عِنْدَكَ وَهَذِهِ مَعِي أَرْبَعَةُ آلاَفِ دِيْنَارٍ قَالَتْ: المَالُ قَدْ دَفنتُهُ وَأَنَا أُخْرِجُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ. فَخَرَجَ رَبِيْعَةُ إِلَى المَسْجِدِ وَجَلَسَ فِي حَلقَتِهِ وَأَتَاهُ مَالِكُ بنُ أَنَسٍ وَالحَسَنُ بنُ زَيْدٍ وَابْنُ أَبِي عَلِيٍّ اللَّهْبِيُّ وَالمُسَاحِقِيُّ وَأَشرَافُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ وَأَحدَقَ النَّاسُ بِهِ. فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: اخْرُجْ صَلِّ فِي مَسْجِدِ الرَّسُوْلِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَخَرَجَ, فَصَلَّى, فَنَظَرَ إِلَى حَلْقَةٍ وَافرَةٍ, فَأَتَاهُ, فَوَقَفَ عَلَيْهِ, فَفرَّجُوا لَهُ قَلِيْلاً, وَنكَّسَ رَبِيْعَةُ رَأْسَهُ يُوْهِمُهُ أَنَّهُ لَمْ يَرَهُ وَعَلَيْهِ طَوِيْلَةٌ فَشكَّ فِيْهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: مَنْ هَذَا الرَّجُلُ قَالُوا لَهُ: هَذَا رَبِيْعَةُ بنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: لَقَدْ رَفعَ اللهُ ابْنِي فَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَالَ لِوَالِدتِهِ: لَقَدْ رَأَيْتُ وَلدَكِ فِي حَالَةٍ مَا رَأَيْتُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالفِقْهِ عَلَيْهَا فَقَالَتْ أُمُّهُ: فَأَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ ثَلاَثُوْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ أَوْ هَذَا الَّذِي هُوَ فِيْهِ مِنَ الجَاهِ قَالَ: لاَ وَاللهِ إلَّا هَذَا قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ أَنفقتُ المَالَ كُلَّهُ عَلَيْهِ قَالَ فَوَاللهِ مَا ضَيَّعْتِهِ. قُلْتُ: لَوْ صَحَّ ذَلِكَ, لَكَانَ يَكْفِيْهِ أَلفُ دِيْنَارٍ فِي السَّبْعِ وَالعِشْرِيْنَ سَنَةً, بَلْ نِصْفُهَا فَهَذِهِ مُجَازَفَةٌ بَعِيْدَةٌ ثُمَّ لَمَّا كَانَ رَبِيْعَةُ ابْنَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً كَانَ شَابّاً لاَ حَلْقَةَ لَهُ بَلِ الدَّسْتُ لِمِثلِ

سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ, وَمَشَايِخِ رَبِيْعَةَ, وَكَانَ مَالِكٌ لَمْ يُوْلَدْ بَعْدُ, أَوْ هُوَ رَضِيعٌ. وَالطَّوِيْلَةُ: إِنَّمَا أَخْرَجَهَا لِلنَّاسِ المَنْصُوْرُ بَعْدَ مَوْتِ رَبِيْعَةَ, وَالحَسَنُ بنُ زَيْدٍ, وَإِنَّمَا كَبِرَ وَاشتهرَ بَعْدَ رَبِيْعَةَ بِدَهْرٍ, وَإِسْنَادُهَا مُنْقَطِعٌ, وَلَعَلَّهُ قَدْ جَرَى بَعْضُ ذَلِكَ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ مُحَمَّدُ بنُ اللَّيْثِ اللَّبَّانُ وَزَيْدُ بنُ هِبَةِ اللهِ البَيِّعُ بِبَغْدَادَ قَالاَ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ عَبْدِ البَاقِي بنِ قَفَرْجَلَ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أنبأنا عبد الواحد ابن مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي إِمْلاَءً, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَنْظَلَةَ بنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ أَنَّهُ سَألَ رَافِعَ بنَ خَدِيْجٍ، عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ فَقَالَ: "نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ فَقُلْتُ: أَبِالذَّهَبِ وَالوَرِقِ? قَالَ أَمَّا الذَّهَبُ وَالوَرِقُ فَلاَ بَأْسَ بِهِ". هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ, عَالٍ أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى وَأَبُو دَاوُدَ، عَنْ قُتَيْبَةَ كِلاَهُمَا، عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ1. قَالَ ابْنُ القَاسِمِ، عَنْ مَالِكٍ: قَدِمَ الزُّهْرِيُّ, فَأَخَذَ بِيَدِ رَبِيْعَةَ, وَدَخَلاَ المَنْزِلَ, فَمَا خَرَجَا إِلَى العَصْرِ. وَخَرَجَ ابْنُ شِهَابٍ يَقُوْلُ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ بِالمَدِيْنَةِ مِثْلَ رَبِيْعَةَ وَخَرَجَ رَبِيْعَةُ وَهُوَ يَقُوْلُ نَحْوَ ذَلِكَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، عَنْ يُوْنُسَ: شهدت أبا حنيفة في مَجْلِسِ رَبِيْعَةَ, مَجهودُهُ أَنْ يَفهمَ مَا يَقُوْلُ رَبِيْعَةُ. مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيْدَ بنِ هُرْمُزَ: أَنَّ رَجُلاً سَألَ ابْنَ هُرْمُزَ، عَنْ بَولِ الحِمَارِ, فَقَالَ: نَجِسٌ. قَالَ: فَإِنَّ رَبِيْعَةَ لاَ يَرَى بِهِ بَأْساً قَالَ: لاَ عَلَيْكَ إلَّا تَذْكُرَ هَنَاتِ رَبِيْعَةَ, فَلَرُبَّمَا تَكَلَّمْنَا فِي المَسْأَلَةِ نُخَالفُهُ فِيْهَا ثُمَّ نَرجِعُ إِلَى قَوْلِه بَعْدَ سَنَةٍ. قَالَ مَالِكٌ: اعْتَمَمْتُ وَمَا فِي وَجْهِي شَعرَةٌ, وَلَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَجْلِسِ رَبِيْعَةَ بِضْعَةً وَثَلاَثِيْنَ مُعْتَمّاً. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجَشُوْنِ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَحوطَ لِسُنَّةٍ مِنْ رَبِيْعَةَ. وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ ربيعة أعجل شيء جوابًا.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 711"، ومن طريقه مسلم "1574" "115"، وأبو داود "3393" كلهم عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، به. وأخرجه البخاري "2346" و"2347" من طريق الليث، عن ربيعة ابن أبي عبد الرحمن، به.

أبو حازم

855- "أبو حازم" 1: "ع" سلمة بن دينار, الإِمَامُ, القُدْوَةُ, الوَاعِظُ, شَيْخُ المَدِيْنَةِ النَّبَويَّةِ, أَبُو حَازِمٍ المَدِيْنِيُّ المَخْزُوْمِيُّ, مَوْلاَهُمُ الأَعْرَجُ, الأَفزرُ2 التَّمَّارُ, القَاصُّ, الزَّاهِدُ. وَقِيْلَ: وَلاَؤُهُ لِبَنِي لَيْثٍ. وُلِدَ: فِي أَيَّامِ ابْنِ الزُّبَيْرِ, وَابْنِ عُمَرَ. وَرَوَى عَنْ: سَهْلِ بنِ سَعْدٍ, وَأَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ, وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ, وَالنُّعْمَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ, وَأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ, وَعُمَارَةَ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ, وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مقسم, ومسلم بن قرط, وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ, وَأَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيْلٍ: وَبَعْجَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ الجُهَنِيِّ, وَعِدَّةٍ. وَرَوَى عَنِ: ابْنِ عُمَرَ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ, وَذَلِكَ مُنْقَطِعٌ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ شِهَابٍ وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ, وعمارة بن غزية, وزيد ابن أَبِي أُنَيْسَةَ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ, وَالحَمَّادَانِ, وَالسُّفْيَانَانِ, وَمَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ, وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بنُ مُطَرِّفٍ, وَمُوْسَى بنُ يَعْقُوْبَ, وَهِشَامُ ابن سَعْدٍ, وَفُضَيْلُ بنُ سُلَيْمَانَ, وَالدَّرَاوَرْدِيُّ, وَعُمَرُ بنُ عَلِيٍّ المُقَدَّمِيُّ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ, وَأَحْمَدُ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ ثِقَةٌ, لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مِثْلُهُ. قَالَ يَحْيَى الوُحَاظِيُّ: قُلْتُ لابْنِ أَبِي حَازِمٍ: أَسَمِعَ أَبُوْكَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: مَنْ حَدَّثكَ أَنَّ أَبِي سَمِعَ مِنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ غَيْرَ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ فَقَدْ كَذَبَ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ: إِنِّي لأَعظُ وَمَا أَرَى مَوْضِعاً وما أراد إلَّا نَفْسِي. وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْهُ قَالَ: اشْتدَّتْ مُؤنَةُ الدِّيْنِ وَالدُّنْيَا. قِيْلَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: أَمَّا الدِّيْنُ, فَلاَ تَجدُ عَلَيْهِ أَعْوَاناً وَأَمَّا الدنيا فلا تمد يدك إلى شيء منهاإلَّا وَجَدْتَ فَاجراً قَدْ سَبقكَ إِلَيْهِ. وَقَالَ عَنْهُ أَيْضاً: لَيْسَ لِلْمُلُوْكِ صَدِيْقٌ وَلاَ لِلْحَسُودِ رَاحَةٌ والنظر في العواقب تلقيح العقول.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2016"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 701"، وحلية الأولياء "3/ ترجمة 240"، تاريخ الإسلام "5/ 257"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 119"، الكاشف "1/ ترجمة 2084"، تهذيب التهذيب "4/ 143"، الخزرجي "1/ 2627"، شذرات الذهب "1/ 208". 2 الأفزر: هو الأحدب الذي في ظهره عجرة عظيمة.

قَالَ سُفْيَانُ: فَذَاكرتُ الزُّهْرِيَّ هَذِهِ الكَلِمَاتِ, فَقَالَ: كَانَ أَبُو حَازِمٍ جَارِي, وَمَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُحسِنُ مِثْلَ هَذَا. وَرَوَى عُبَيْدُ اللهِ عَنْ عُمَرَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ, قَالَ: لاَ تَكُوْنُ عَالِماً حَتَّى يَكُوْنَ فِيْكَ ثَلاَثُ خِصَالٍ: لاَ تَبغِ عَلَى مَنْ فَوْقَكَ, وَلاَ تَحقِرْ مَنْ دُوْنكَ, وَلاَ تَأخُذْ عَلَى عِلْمِكَ دُنْيَا. وَرَوَى يَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ, قَالَ: مَا أَحببتَ أَنْ يَكُوْنَ مَعَكَ فِي الآخِرَةِ فَاترُكْهُ اليَوْمَ وَقَالَ: انْظُرْ كُلَّ عَملٍ كَرهتَ المَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ فَاترُكْهُ ثُمَّ لاَ يَضرُّكَ مَتَى مِتَّ. وَقَالَ: يَسِيْرُ الدُّنْيَا يُشغِلُ عَنْ كَثِيْرِ الآخِرَةِ. وَقَالَ: انْظُرِ الَّذِي يُصلِحُكَ فَاعملْ بِهِ, وَإِنْ كَانَ فَسَاداً لِلنَّاسِ وَانظُرِ الَّذِي يُفسِدُكَ فَدَعْهُ وَإِنْ كَانَ صَلاَحاً لِلنَّاسِ. وَعَنْهُ قَالَ: شَيْئَانِ إِذَا عَمِلتَ بِهِمَا, أَصبتَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ, لاَ أُطوِّلُ عَلَيْكَ. قِيْلَ: مَا هُمَا؟ قَالَ تَحْمِلُ مَا تَكرَهُ إِذَا أَحَبَّهُ اللهُ, وَتتركُ مَا تُحبُّ إِذَا كَرِهَهُ اللهُ. وَعَنْهُ: نِعمَةُ اللهِ فِيْمَا زَوَى عَنِّي مِنَ الدُّنْيَا, أَعْظَمُ مِنْ نِعمَتِهِ فِيْمَا أَعْطَانِي مِنْهَا, لأَنِّي رَأَيْتُهُ أَعْطَاهَا قَوْماً فَهَلكُوا. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الصَّنْعَانِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ لِجُلسَائِهِ, وَحَلَفَ لَهُم: لَقَدْ رَضِيْتُ مِنْكُم أَنْ يُبقِيَ أَحَدُكُم عَلَى دِيْنِهِ كَمَا يُبْقِي عَلَى نَعْلِهِ. أَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ, سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُوْلُ: لاَ تُعَادِيَنَّ رَجُلاً وَلاَ تُنَاصِبنَّهُ حَتَّى تَنْظُرَ إِلَى سَرِيْرتِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ, فَإِنْ يَكُنْ لَهُ سَرِيْرَةٌ حَسَنَةٌ, فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ لِيَخذِلَهُ بِعَدَاوتِكَ, وَإِنْ كَانَتْ لَهُ سَرِيْرَةٌ رَدِيئَةٌ, فَقَدْ كَفَاكَ مَسَاوِئَهُ, وَلَوْ أَرَدْتَ أَنْ تَعْمَلَ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ مَعَاصِي اللهِ, لَمْ تَقْدِرْ. وَرَوَى يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ المَدَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ: قُلْتُ لأَبِي حَازِمٍ: إِنِّي لأَجِدُ شَيْئاً يُحزِنُنِي. قَالَ: وَمَا هُوَ يَا ابْنَ أَخِي؟ قُلْتُ: حُبِّي لِلدُّنْيَا قَالَ: اعْلَمْ أَنَّ هَذَا لَشَيْءٌ مَا أُعَاتبُ نَفْسِي عَلَى بَعْضِ شَيْءٍ حَبَّبَهُ اللهُ إِلَيَّ لأَنَّ اللهَ قَدْ حَبَّبَ هَذِهِ الدُّنْيَا إِلَيْنَا, لِتكُنْ مُعَاتبتُنَا أَنْفُسَنَا فِي غَيْرِ هَذَا إلَّا يَدْعُوْنَا حُبُّهَا إِلَى أَنْ نَأخذَ شَيْئاً مِنْ شَيْءٍ يَكرهُهُ اللهُ وَلاَ أَنْ نَمنعَ شَيْئاً مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّهُ اللهُ فَإِذَا فَعَلنَا ذَلِكَ لَمْ يَضرَّنَا حُبُّنَا إِيَّاهَا. ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ، عَنْ ثَوَابَةَ بنِ رَافِعٍ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: وَمَا إِبْلِيْسُ؟ لَقَدْ عُصِيَ فَمَا ضَرَّ, وَلَقَدْ أُطِيْعَ فَمَا نَفعَ.

وَعَنْهُ: مَا الدُّنْيَا? مَا مَضَى مِنْهَا, فَحُلُمٌ وَمَا بَقِيَ مِنْهَا, فَأَمَانِي. وَرَوَى يَعْقُوْبُ بنُ عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: السيء الخُلُقِ أَشْقَى النَّاسِ بِهِ نَفْسُهُ الَّتِي بَيْنَ جنبيه ي مِنْهُ فِي بَلاَءٍ ثُمَّ زَوْجَتُهُ, ثُمَّ وَلَدُهُ, حَتَّى إِنَّهُ لَيَدخُلُ بَيْتَهُ, وَإِنَّهُم لَفِي سُرُوْرٍ فَيَسْمَعُوْنَ صَوْتَهُ فَيَنفِرُوْنَ عَنْهُ فَرَقاً مِنْهُ, وَحَتَّى إِنَّ دَابَّتَهُ تَحِيْدُ مِمَّا يَرمِيهَا بِالحِجَارَةِ, وَإِنَّ كَلْبَهُ لَيَرَاهُ فَيَنْزُو عَلَى الجِدَارِ, حَتَّى إِنَّ قِطَّهُ لَيَفِرُّ مِنْهُ. رَوَى أَبُو نُبَاتَةَ المَدَنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُطَرِّفٍ, قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ لَمَّا حَضرَهُ المَوْتُ, فَقُلْنَا: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ أَجِدُنِي بِخَيْرٍ رَاجِياً للهِ, حَسَنَ الظَنِّ بِهِ, إِنَّهُ وَاللهِ- مَا يَسْتَوِي مَنْ غَدَا أَوْ رَاحَ يَعْمُرُ عقدَ الآخِرَةِ لِنَفْسِهِ فَيُقَدِّمهَا أَمَامَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ المَوْتُ, حَتَّى يَقْدَمَ عَلَيْهَا, فَيَقُومُ لَهَا وَتَقُوْمُ لَهُ وَمَنْ غَدَا أَوْ رَاحَ فِي عقدِ الدُّنْيَا يَعْمُرُهَا لِغَيْرِهِ وَيَرْجِعُ إِلَى الآخِرَةِ لاَ حَظَّ لَهُ فِيْهَا وَلاَ نَصِيْبَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً الحِكْمَةُ أَقْرَبُ إِلَى فِيْهِ مِنْ أَبِي حَازِمٍ. يَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: تَجدُ الرَّجُلَ يَعْمَلُ بِالمَعَاصِي فَإِذَا قِيْلَ: لَهُ أَتُحبُّ المَوْتَ قَالَ: لاَ وَكَيْفَ وَعِنْدِي مَا عِنْدِي فَيُقَالُ لَهُ: أَفَلاَ تَترُكُ مَا تَعْمَلُ فَيَقُوْلُ: مَا أُرِيْدُ تَرْكَهُ وَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَمُوْتَ حَتَّى أَترُكَهَ. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: وَجَدْتُ الدُّنْيَا شَيْئَيْنِ: فَشَيْئاً هُوَ لِي وَشَيْئاً لِغَيْرِي فَأَمَّا مَا كَانَ لِغَيْرِي فَلَوْ طَلبتُهُ بِحِيْلَةِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَمْ أَصِلْ إِلَيْهِ, فَيُمنعُ رِزْقُ غَيْرِي مِنِّي كَمَا يُمْنَعُ رِزقِي مِنْ غَيْرِي. يَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: كُلُّ عَملٍ تَكرَهُ مِنْ أَجْلِهِ المَوْتَ فَاترُكْهُ ثُمَّ لاَ يَضرُّكَ مَتَى مِتَّ. مُحَمَّدُ بنُ مُطَرِّفٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ قَالَ: لاَ يُحسِنُ عَبْدٌ فِيْمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ إلَّا أَحْسَنَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ العِبَادِ وَلاَ يُعوِّرُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ, إلَّا عَوَّرَ فِيْمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ العِبَادِ, لَمُصَانَعَةُ وَجْهٍ وَاحِدٍ أَيسرُ مِنْ مُصَانَعَةِ الوُجُوْهِ كُلِّهَا إِنَّكَ إِذَا صَانَعْتَهُ مَالتِ الوُجُوْهُ كُلُّهَا إِلَيْكَ, وَإِذَا اسْتفسَدْتَ مَا بَيْنَهُ شَنِئَتْكَ الوُجُوْهُ كُلُّهَا. وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: اكْتُمْ حَسنَاتِكَ كَمَا تَكتُمُ سَيِّئَاتِكَ. سُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: دَخَلَ أَبُو حَازِمٍ عَلَى أَمِيْرِ المَدِيْنَةِ فَقَالَ لَهُ: تَكَلَّمْ. قَالَ لَهُ: انْظُرِ النَّاسَ بِبَابِكَ, إِنْ أَدْنَيتَ أَهْلَ الخَيْرِ ذَهَبَ أَهْلُ الشَّرِّ وَإِنْ أَدْنَيتَ أَهْلَ الشَّرِّ ذَهَبَ أَهْلُ الخَيْرِ.

وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: لأَنَا مِنْ أَنْ أُمْنَعَ مِنَ الدُّعَاءِ, أَخَوْفُ مِنِّي أَنْ أُمْنَعَ الإِجَابَةَ. وَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعملُ السَّيِّئَةَ, مَا عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعَ لَهُ مِنْهَا, وَكَذَا فِي الحَسَنَةِ. وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ, قَالَ: خَصْلَتَانِ, مَنْ يَكفلُ لِي بِهِمَا؟ تَركُكَ مَا تُحِبُّ, وَاحْتِمَالُك ما تكره. وَقِيْلَ: إِنَّ بَعْضَ الأُمَرَاءِ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي حَازِمٍ, فَأَتَاهُ وَعِنْدَهُ الزُّهْرِيُّ, وَالإِفْرِيْقِيُّ, وَغَيْرُهُمَا, فَقَالَ: تَكَلَّمْ يَا أَبَا حَازِمٍ. فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنَّ خَيْرَ الأُمَرَاءِ مَنْ أَحَبَّ العُلَمَاءَ, وَإِنْ شَرَّ العُلَمَاءِ مَنْ أَحَبَّ الأُمَرَاءَ. وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ, قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ يُتَابعُ نِعمَةً عَلَيْكَ وَأَنْتَ تَعصِيْهِ, فَاحْذَرْهُ, وَإِذَا أَحببْتَ أَخاً فِي اللهِ فَأَقِلَّ مُخَالَطَتَهُ فِي دُنْيَاهُ. قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ: أَبُو حَازِمٍ أَصلُهُ فَارِسِيٌّ, وَأُمُّه رُوْمِيَّةٌ, وَهُوَ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ, وَكَانَ أَشقرَ, أَفْزرَ, أَحْوَلَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ يَقُصُّ بَعْدَ الفَجْرِ, وَبعدَ العَصْرِ فِي مَسْجِدِ المَدِيْنَةِ. وَمَاتَ: فِي خِلاَفَةِ أَبِي جَعْفَرٍ, بَعْدَ سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ: وَكَانَ ثقة, كثير الحديث. وقال الفَلاَّسُ وَالتِّرْمِذِيُّ مَاتَ سنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ: سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَقَالَ الهَيْثَمُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ: أَنَسُ بنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ, وَحَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَاكِمُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ الفَقِيْهُ، أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَاوِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَبَّادٍ الصَّفَّارُ بِالرَّمْلَةِ, حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ نَابَهُ فِي صَلاَتِهِ شَيْءٌ فَلْيَقُلْ سُبْحَانَ اللهِ إِنَّمَا التَّصْفِيْقُ لِلنِّسَاءِ وَالتَّسْبِيْحُ لِلرِّجَالِ". هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ أَخْرَجَهُ: ابْنُ مَاجَه1، عَنِ الثِّقَةِ، عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ وَهُوَ فِي "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ": مِنْ طَرِيْقِ الثوري، عن أبي حازم الأعرج.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "1/ 163-164"، ومن طريقه مسلم "421" "102"، وأبو داود "940" عن أبي حازم الأعرج، به.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ, وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ, قَالاَ: أَنْبَأَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ هِشَامٍ, حَدَّثَنَا العَطَّافُ بنُ خَالِدٍ, حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "غَدْوَةٌ فِي سَبِيْلِ اللهِ, أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيْلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا, وَمَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا" 1. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ, مِنْ حَدِيْثِ العَطَّافِ, وصححه. وهو في "البخاري", وَ"مُسْلِمٍ": مِنْ رِوَايَةِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ.

_ 1 صحيح: أخرجه مختصرا البخاري "2794"، ومسلم "1881" "113" وأخرجه بتمامه "1648" كلهم من طريق أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي، به.

عبد العزيز بن صهيب، عبد الله بن طاوس

عبد العزيز بن صُهَيْب، عبد الله بن طاوس: 856- عبد العزيز بن صهيب 1: "ع" البناني البصري, الأَعْمَى, الحَافِظُ. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَأَبِي نَضْرَةَ العَبْدِيِّ, وَشَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ. رَوَى عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَالثَّوْرِيُّ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, وَهُشَيْمٌ, وَعَبْدُ الوَارِثِ, وَالمُبَارَكُ بنُ سُحَيْمٍ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَغَيْرُهُ, وَمَا هُوَ بِالمُكْثِرِ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ. 857- عَبْدُ اللهِ بنُ طاووس 2: "ع" الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, الثِّقَةُ, أَبُو مُحَمَّدٍ اليَمَانِيُّ. سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ -وَأَكْثَرَ عَنْهُ. وَمِنْ: عِكْرِمَةَ, وعمرو بن شعيب, وعكرمة بن خالد

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 245"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1534"، الجرح والتعديل. "5/ ترجمة 1794"، الكاشف "2/ ترجمة 3441"ن تاريخ الإسلام "5/ 103"، تهذيب التهذيب "6/ 341" خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4354"، شذرات الذهب "1/ 177". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 545"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 365"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 405"، معجم البلدان "2/ 128"، الكاشف "2/ ترجمة 2820"، تاريخ الإسلام "5/ 266"، تهذيب التهذيب "5/ 267"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3577"، شذرات الذهب "1/ 188".

المَخْزُوْمِيِّ, وَجَمَاعَةٍ. وَلَمْ يَأْخُذْ، عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ, وَيَسوغُ أَنْ يُعدَّ فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ لتقدم وفاته. حدث عنه: ابن جريح, وَمَعْمَرٌ, وَالثَّوْرِيُّ, وَرَوْحُ بنُ القَاسِمِ, وَوُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَآخَرُوْنَ. وثَّقُوْهُ. وَقَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالعَرَبِيَّةِ, وَأَحْسَنِهِم خلقا, ما رأينا ابن فقيه مثله. وَذَكَرَ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ فِي تَرْجَمَةِ طَاوُوْسٍ: أَنَّ المَنْصُوْرَ طَلبَ ابْنَ طَاوُوْسٍ, وَمَالِكَ بنَ أنس قال: فصدعه ابن طاوس بِكَلاَمٍ. فَهَذَا لاَ يَتَّجِهُ, لأَنَّ ابْنَ طَاوُوْسٍ مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ, وَذَلِكَ قَبْلَ دَوْلَةِ المَنْصُوْرِ بَلْ فِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ آخِرُ الخُلَفَاءِ الأُمَوِيَّةِ مَرْوَانُ الحِمَارُ وَقَامَ فِيْهَا السَّفَّاحُ. وَاللهُ أَعْلَمُ.

عمرو بن عبيد

858- عمرو بن عبيد 1: الزَّاهِدُ, العَابِدُ, القَدَرِيُّ, كَبِيْرُ المُعْتَزِلَةِ وَأَوَّلُهم أَبُو عُثْمَانَ البَصْرِيُّ. لَهُ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ, وَأَبِي قِلاَبَةَ, وَالحَسَنِ البَصْرِيِّ. وَعَنْهُ: الحَمَّادَانِ, وَعَبْدُ الوَارِثِ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ, وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ, وَقُرَيْشُ بنُ أَنَسٍ ثُمَّ تَرَكَه القَطَّانُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: مَا لَقِيْتُ أَزْهَدَ مِنْهُ, وَانتحلَ مَا انْتحلَ. وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: دَعَا إِلَى القَدَرِ, فَتَرَكُوْهُ. وَقَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: سَمِعْتُ عَمْراً يَقُوْلُ إِنْ كَانَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] ، فِي اللَّوحِ المَحْفُوْظِ, فَمَا للهِ عَلَى ابْنِ آدَمَ حُجَّةٌ. وَسَمِعْتُهُ ذَكرَ حَدِيْثَ الصَّادِقِ المَصْدُوْقِ, فَقَالَ: لَوْ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُه لَكذَّبتُهُ إِلَى أن قال: ولو سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول لرددته.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 273"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2608"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1365"، المجروحين لابن حبان "2/ 69"، تاريخ الخطيب "12/ 166"، وتاريخ الإسلام "6/ 107"، تهذيب التهذيب "8/ 70"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5337"، شذرات الذهب "1/ 210".

وَقَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ: نِمتُ, فَرَأَيْتُ عَمْرَو بنَ عُبَيْدٍ يَحُكُّ آيَةً, فَلُمتُهُ, فَقَالَ: أُعِيْدُهَا؟ قُلْتُ: أَعِدْهَا. فَقَالَ: لاَ أَسْتَطِيْعُ. وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: قِيْلَ لأَيُّوْبَ: إِنَّ عَمْرَو بنَ عُبَيْدٍ رَوَى، عَنِ الحَسَنِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْتُلُوْهُ" قَالَ: كَذَبَ. قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الاعْتزَالِ وَاصِلٌ الغَزَّالُ, فَدَخَلَ مَعَهُ عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ فَأُعْجِبَ بِهِ, وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ: أَنَّهُ رَأَى عَمْرَو بنَ عُبَيْدٍ فِي النَّوْمِ قَدْ مُسِخَ قِرْداً. وَقَدْ كَانَ المَنْصُوْرُ يُعظِّمُ ابْنَ عُبَيْدٍ, وَيَقُوْلُ: كُلُّكُم يَمْشِي رُوَيْد ... كُلُّكُم يَطْلُبُ صَيْد غَيْرَ عَمْرِو بن عُبَيْد قُلْتُ: اغْترَّ بِزُهْدِهِ وَإِخْلاَصِهِ, وَأَغفلَ بِدْعَتَهُ. قَالَ الخَطِيْبُ: مَاتَ بِطَرِيْقِ مَكَّةَ, سنَةَ ثَلاَثٍ. وَقِيْلَ: سنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي "تَارِيْخِهِ" سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: كَانَ عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ مِنَ الدَّهْرِيَّةِ. وَقَالَ سَلاَّمُ بنُ أَبِي مُطِيْعٍ: أَنَا للحجاج أرجى مني لعمرو بن عبيد. قَدِ اسْتَوْفَيتُ تَرجَمَتَهُ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ". وَقَدْ رثاه المنصور, وله كتاب "العدل" و"التوحيد", وَكِتَابُ "الرَّدِّ عَلَى القَدَرِيَّةِ" يُرِيْد السُّنَّةَ. وَمِنْ كتَابِ تَلاَمِذَتِهِ: عُثْمَانُ بنُ خَالِدٍ الطَّوِيْلُ شَيْخُ العَلاَّفِ, وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الشمزي.

داود بن الحصين

859- داود بن الحُصين 1: "ع" الفَقِيْهُ, أَبُو سُلَيْمَانَ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُم, المَدَنِيُّ. حَدَّثَ عَنْ أَبِيْهِ, وَعِكْرِمَةَ, وَالأَعْرَجِ, وَأَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ إِسْحَاقَ, وَمَالِكٌ, وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَبِي كَثِيْرٍ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي حَبِيْبَةَ, وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ مُطْلَقاً. وَقَالَ النَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كُنَّا نَتَّقِي حَدِيْثَهُ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: مَا رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ, فَمُنْكَرٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَوْلاَ أَنَّ مَالِكاً رَوَى عَنْهُ, لَتُرِكَ حَدِيْثُهُ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَحَادِيْثُهُ عَنْ عِكْرِمَةَ مَنَاكِيْرُ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرَى الخُرُوْجَ. وَتَكَلَّم التِّرْمِذِيُّ فِي حِفْظِهِ. قُلْتُ: نَزَلَ عِكْرِمَةُ فِي بَيْتِ دَاوُدَ, وَتُوُفِّيَ عِنْدَه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 779"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 475"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1874"، تاريخ الإسلام "5/ 241"، الكاشف "1/ ترجمة 1446"، المغني "1/ ترجمة 1987"، ميزان الاعتدال "2/ 5- 6"، تهذيب التهذيب "3/ 181"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1910"، شذرات الذهب "1/ 192".

عبد الملك بن أبي سليمان

860- عبد الملك بن أبي سليمان 1: "خت, م 4" الإِمَامُ, الحَافِظُ, أَبُو مُحَمَّدٍ وَقِيْلَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ, وَأَبُو سُلَيْمَانَ العَرْزَمِيُّ2 الكُوْفِيُّ نَزلَ جَبَّانَةَ عَرْزَمٍ فَنُسِبَ إِلَيْهَا وَعَرْزَمٌ: إِنْسَانٌ أَسْوَدُ. وَاسْمُ أَبِي سُلَيْمَانَ: مَيْسَرَةُ. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَعَطَاءٍ, وَأَنَسِ بنِ سِيْرِيْنَ, وَأَبِي الزُّبَيْرِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ كَيْسَانَ, وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ أَعْيَنَ, وَمُسْلِمِ بنِ يَنَّاقَ, وَزُبَيْدٍ اليَامِيِّ, وَسَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَطَاءٍ, وَأَبِي حَمْزَةَ اليَمَانِيِّ. لَمْ يَزدْ صَاحِبُ "تَهْذِيْبِ الكَمَالِ" عَلَى هَؤُلاَءِ. وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ, وَزَائِدَةُ, وَابْنُ المُبَارَكِ, وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ, وَعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ, وَهُشَيْمٌ, وَيَحْيَى القَطَّانُ, وَخَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ وَإِسْحَاقُ بنُ يُوْسُفَ, وَابْنُ نُمَيْرٍ, وَابْنُ فُضَيْلٍ, وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, وَيَعَلَى بنُ عُبَيْدٍ, وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَوْتاً: عَبْدُ الرَّزَّاقِ, وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ وكان يوصف بالحفظ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 350"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1353"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 128" و"3/ 94 و239"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1719"، الأنساب للسمعاني "8/ 428"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 151"، الكاشف "2/ ترجمة 3502"، المغني "2/ ترجمة 3818"، العبر "1/ 204"، تاريخ الإسلام "6/ 95" ميزان الاعتدال "2/ 656"، تهذيب التهذيب "6/ 396"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4433" شذرات الذهب "1/ 216". 2 العرزمي: نسبة إلى بطن من فزارة تسمى عرزم.

ابْنُ المَدِيْنِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ يَعجَبُ مِنْ حِفْظِ عَبْدِ المَلِكِ. وَرَوَى نَوْفَلُ بنُ المُطَهَّرِ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ, قَالَ: حُفَّاظُ النَّاسِ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ, وَعَبْدَ المَلِكِ بنَ أَبِي سليمان, ويحيى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ, وَحُفَّاظُ البَصْرِيِّينَ ثَلاَثَةٌ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ, وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ, وكان عاصم أحفظهم. وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: حَدَّثَنِي المِيْزَانُ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ -وَأَشَارَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ كَأَنَّهُ يَزِنُ, وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ مِيْزَانٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قُلْتُ لأَحْمَدَ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ? قَالَ ثقة. قلت: يخطىء? قَالَ: نَعَمْ, وَكَانَ مِنْ أَحْفَظِ أَهْلِ الكُوْفَةِ إلَّا أَنَّهُ رَفعَ أَحَادِيْثَ، عَنْ عَطَاءٍ. وَسُئِلَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، عَنْ حَدِيْثِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الشُّفْعَةِ1 فَقَالَ: لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ إلَّا عَبْدُ المَلِكِ, وَقَدْ أَنْكَرهُ عَلَيْهِ النَّاسُ, وَلَكِنَّ عَبْدَ المَلِكِ ثِقَةٌ, صَدُوْقٌ, لاَ يُردُّ عَلَى مِثْلِهِ. قُلْتُ: تَكَلَّمَ فِيْهِ شُعْبَةُ لِهَذَا الحَدِيْثِ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِ قال: هذا حديث منكر قال محمد ابن عُثْمَانَ بنِ أَبِي صَفْوَانَ: عَنْ أُمَيَّةَ بنِ خالد: قلت لشعبة: مالك لاَ تُحدِّثُ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ فَقَالَ: تَرَكتُ حَدِيْثَهُ قُلْتُ: تُحدِّثُ عَنْ محمد ابن عُبَيْدِ اللهِ العَرْزَمِيِّ, وَتَدعُ عَبْدَ المَلِكِ, وَقَدْ كَانَ حَسَنَ الحَدِيْثِ قَالَ: مِنْ حَسَنِهَا فَررتُ. قَالَ الخَطِيْبُ: أَسَاءَ شُعْبَةُ فِي اخْتِيَارِه لِمُحَمَّدٍ, وَتَركِهِ عَبْدَ المَلِكِ, لأَنَّ مُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ لَمْ يَخْتَلِفْ أَئِمَّةُ الأَثرِ فِي ذَهَابِ حَدِيْثِهِ, وَسُقوطِ رِوَايَتِهِ وَثنَاؤُهُم عَلَى عَبْدِ المَلِكِ مُسْتفِيضٌ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّهُ ثِقَةٌ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: ثِقَةٌ حُجَّةٌ وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ, ثُمَّ قَالَ الفَسَوِيُّ: ثِقَةٌ, مُتْقِنٌ, فَقِيْهٌ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ، أَنْبَأَنَا نَصْرُ بنُ جَرْوٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو البَقَاءِ الحَبَّالُ، أَنْبَأَنَا زَيْدُ بنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ دُحَيْمٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَازِمٍ، أَنْبَأَنَا يَعَلَى بنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عَنْ زَيْدِ بنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ, قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لا تتخذوا بيوتكم قبورا وصلوا فيها" 2.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "3518"، والترمذي "1369"، وابن ماجه "2494" من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "الجار أحق بشفعة جاره ينتظر بها وإن كان غائبا، إذا كان طريقهما واحدا". 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 114" و"5/ 192" من طريق عبد الملك، عن عطاء، به وإسناده صحيح.

عطاء بن السائب

861- عطاء بن السائب 1: "4" الإِمَامُ, الحَافِظُ, مُحَدِّثُ الكُوْفَةِ, أَبُو السَّائِبِ. وَقِيْلَ: أَبُو زَيْدٍ, وَقِيْلَ: أَبُو يَزِيْدَ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الكُوْفِيُّ. عَنْ أَبِيْهِ السَّائِبِ بنِ زَيْدٍ وَقِيْلَ: ابْنِ يَزِيْدَ وَقِيْلَ: ابْنِ مَالِكٍ الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُم, وَعَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ- وَلَمْ يَثبُتْ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ, وَقَدْ جَاءَ بِإِدخَالِ يَزِيْدَ الرَّقَاشِيِّ بَيْنَهمَا- وَعَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى, وَأَبِي وَائِلٍ, وَمُرَّةَ الطِّيِّبِ, وَعَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيِّ, وَمُجَاهِدٍ, وَأَبِي البَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ, وَذَرِّ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ, وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ بُرَيْدَةَ, وَعِكْرِمَةَ, وَالحَسَنِ وَأَبِي ظَبْيَانَ, وَسَالِمٍ البَرَّادِ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ لَكِنَّهُ سَاءَ حِفْظُهُ قَلِيْلاً فِي أَوَاخِرِ عُمُرِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خالد -وهو من طبقته- والثوري, وابن جريح, وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ, وَرَوْحُ بنُ القَاسِمِ, وَالحَمَّادَانِ, وَمُوْسَى بنُ أَعَيْنَ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَجَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ, وَأَبُو الأَحْوَصِ, وَشُعْبَةُ, وَشَرِيْكٌ, وَعَبِيْدَةُ بنُ حُمَيْدٍ, وَابْنُ فُضَيْلٍ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَزَائِدَةُ, وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ, وَهُشَيْمٌ, وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ, وَابْنُ عُلَيَّةَ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا: أَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ كَانَ يُسْأَلُ، عن عطاء ابن السائب, فيقول: إنه من البقايا. وَرَوَى إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ, قَالَ: أَتَيْنَا أَيُّوْبَ, فَقَالَ: اذْهبُوا فَقَدْ قَدِمَ عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ مِنَ الكُوْفَةِ, وَهُوَ ثِقَةٌ اذْهبُوا إِلَيْهِ, فَسَلُوْهُ، عَنْ حَدِيْثِ أَبِيْهِ في التسبيح2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 338"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3000"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1848"، تاريخ الإسلام "5/ 277"، الكاشف "2/ ترجمة 3853"، ميزان الاعتدال "3/ 70-73"، العبر "1/ 284"، تهذيب التهذيب "7/ 203"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4853"، شذرات الذهب "1/ 194". 2 صحيح: أحرجه أبو داود "1502" من طريق الأعمش، عن عطاء بن السائب، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعقد التبسبيح بيمينه". قلت: إسناده صحيح.

عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ, قَالَ: مَا سَمِعْتُ أَحَداً يَقُوْلُ فِي عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ شَيْئاً قَطُّ فِي حَدِيْثِهِ القَدِيْمِ, وَمَا حَدَّثَ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ عَنْهُ صَحِيْحٌ, إلَّا حَدِيْثَيْنَ كَانَ شُعْبَةُ يَقُوْلُ: سَمِعْتُهمَا بِأَخَرَةٍ، عَنْ زَاذَانَ. أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ, وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ, وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ ليث أحسنهم حَالاً عِنْدِي. وَرَوَى عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ جَرِيْرٍ -وَذَكَرَ الثَّلاَثَةَ- فَقَالَ: يَزِيْدُ أَحْسَنُهُم اسْتِقَامَةً فِي الحَدِيْثِ, ثُمَّ عَطَاءٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: عَطَاءٌ ثِقَةٌ ثِقَةٌ, رَجُلٌ صَالِحٌ. وَقَالَ: مَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَدِيْماً كَانَ صَحِيْحاً, وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ حَدِيْثاً لَمْ يَكُنْ بِشَيْءٍ. سَمِعَ مِنْهُ قَدِيْماً: شُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ, وَسَمِعَ مِنْهُ حَدِيْثاً جَرِيْرٌ وَخَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ, وَإِسْمَاعِيْلُ, وَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ, وَكَانَ يَرْفَعُ، عَنْ سَعِيْدِ بن جبير أشياء لم يكن يرفعها. قَالَ: وَقَالَ وُهَيْبٌ: لَمَّا قَدِمَ عَطَاءٌ البَصْرَةَ, قَالَ: كَتَبتُ عَنْ عَبِيْدَةَ ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً, وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَبِيْدَةَ شَيْئاً, وَهَذَا اخْتِلاَطٌ شَدِيْدٌ. أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ قالَ: كَانَ عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللهِ, كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ وَقَالَ شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَطَاءٌ وَكَانَ نَسِيّاً وَقَالَ يَحْيَى لَمْ يَسْمَعْ عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ مِنْ يَعَلَى بنِ مُرَّةَ قَالَ وَاخْتلطَ عَطَاءٌ فَمَا سُمِعَ مِنْهُ قَدِيْماً فَهُوَ صَحِيْحٌ, وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو عَوَانَةَ فِي الصَّحَةِ وَفِي الاخْتِلاَطِ جَمِيْعاً, وَلاَ يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِهِ. ابْنُ عَدِيٍّ: أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي يَحْيَى, سَمِعْتُ يَحْيَى ابن مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: لَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ ضَعِيْفٌ مِثْلُ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ. وَجَمِيْعُ مَنْ رَوَى عَنْ عَطَاءٍ فَفِي الاخْتِلاَطِ إلَّا شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَطَاءٌ اخْتلطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ, فَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَدِيْماً مِثْلُ الثَّوْرِيِّ, وَشُعْبَةَ فَحَدِيْثُهُ مُسْتقِيْمٌ وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ بَعْدَ الاخْتِلاَطِ فَأَحَادِيْثُهُ فِيْهَا بَعْضُ النَّكِرَةِ وَقَالَ العِجْلِيُّ كَانَ شَيْخاً, قَدِيْماً, ثِقَةً رَوَى، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَدِيْماً فَهُوَ صَحِيْحٌ مِنْهُمُ الثَّوْرِيُّ فَأَمَّا مَنْ سَمِعَ مِنْهُ بِأَخَرَةٍ فَهُوَ مُضْطَرِبُ الحَدِيْثِ مِنْهُم هُشَيْمٌ وَخَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَكَانَ عَطَاءٌ بِأَخَرَةٍ يَتلقَّنُ إِذَا لُقِّنَ, لأَنَّهُ كَانَ غَيْرَ صَالِحِ الكِتَابِ, وَأَبُوْهُ: تَابِعِيٌّ, ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ مَحَلُّهُ الصِّدْقَ قَدِيْماً قَبْلَ أَنْ يَختلِطَ, ثُمَّ تغير حفظه, فِي حَدِيْثِهِ تَخَالِيطٌ كَثِيْرَةٌ, وَمَا رَوَى عَنْهُ ابْنُ فُضَيْلٍ فَفِيْهِ غَلَطٌ وَاضْطِرَابٌ, رَفعَ أَشْيَاءَ كَانَ يَروِيهَا، عَنِ التَّابِعِيْنَ, فَرَفَعَهَا إِلَى الصَّحَابَةِ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ فِي حَدِيْثِهِ القَدِيْمِ, إلَّا أَنَّهُ تَغَيَّرَ, وَرِوَايَةُ: حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ, وَشُعْبَةَ, وَسُفْيَانَ عَنْهُ جَيِّدَةٌ. الحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ, قَالَ: كُنْتُ سَمِعْتُ مِنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ قَدِيْماً, ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا قَدْمَةً فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ بِبَعْضِ مَا كُنْتُ سَمِعْتُهُ, فَخَلَّطَ فِيْهِ, فَاتَّقيْتُهُ وَاعْتزلتُهُ. وَقَالَ أَبُو النُّعْمَانِ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ بَعْدُ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَتغيَّرَ. وَقَالَ أَبُو قُطْنٍ، عَنْ شُعْبَةَ: ثَلاَثَةٌ فِي القَلْبِ مِنْهُم هَاجسٌ: عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ, وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ, وَآخَرُ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ بَهْرَامَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ, قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ عَطَاءَ بنَ السَّائِبِ, وَضِرَارَ بنَ مُرَّةَ, رَأَيْتُ أَثرَ البُكَاءِ عَلَى خُدُوْدِهِمَا. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ, وَغَيْرُهُ: مَاتَ عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ, حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِرَائِحَةٍ طَيِّبَةٍ فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ يَا جِبْرِيْلُ? قَالَ: هَذِهِ مَاشِطَةُ بِنْتِ فِرْعُوْنَ كَانَتْ تُمَشِّطُهَا فَوَقَعَ المِشْطُ مِنْ يَدِهَا قَالَتْ: بِسْمِ اللهِ قَالَتِ: ابْنَةُ فِرْعُوْنَ أَبِي قَالَتْ: رَبِّي وَرَبُّ أَبِيْكِ قَالَتْ: أَقُوْلُ لَهُ إِذاً قَالَتْ: قُوْلِي لَهُ قَالَ لَهَا: أَوَلَكِ رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَتْ: رَبِّي وَرَبُّكَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ قَالَ: فَأَحْمَى لَهَا بَقَرَةً مِنْ نُحَاسٍ فَقَالَتْ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً قَالَ: وَمَا حَاجَتُكِ؟ قَالَتْ: أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي قَالَ: ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا لِمَا لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الحق فألقى ولدها في البقرة أحدًا وَاحِداً فَكَانَ آخِرَهُم صَبِيٌّ فَقَالَ: يَا أُمَّه اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الحَقِّ" 1. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَرْبَعَةٌ تَكَلَّمُوا وَهُم صِبْيَانٌ: ابْنُ مَاشِطَةِ فِرْعُوْنَ وصبي جريح, وعيسى بن مريم, والرابع لا أحفظه.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "1/ 309" ومن طريقه الطبراني في "الكبير" "12280" حدثنا أبو عمر الضرير، أخبرنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به مرفوعا. قلت: إسناده حسن، وقد سمع حماد بن سلمة من عطاء بن السائب قبل الاختلاط وأبو عمر الضرير، هو حفص بن عمر البصري، صدوق، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطبراني في "الكبير" "12279" من طريق أَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ، عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، به.

موسى بن عقبة

862- موسى بن عقبة 1: "ع" ابن أبي عياش, الإِمَامُ, الثِّقَةُ, الكَبِيْرُ, أَبُو مُحَمَّدٍ القُرَشِيُّ, مَوْلاَهُم, الأسدي, المطرفي, مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ. وَيُقَالُ: بَلْ مَوْلَى الصّحَابِيَّةِ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ الأُمَوِيَّةِ, زَوْجَةِ الزُّبَيْرِ. وَكَانَ بَصِيْراً بِالمَغَازِي النَّبويَّةِ, أَلَّفَهَا فِي مُجَلَّدٍ, فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ صَنَّفَ فِي ذَلِكَ. وَهُوَ أَخُو إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُقْبَةَ, وَمُحَمَّدِ بنِ عُقْبَةَ, وَعَمُّ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ. أَدْرَكَ ابْنَ عُمَرَ, وَجَابِراً. وَحَدَّثَ عَنْ: أُمِّ خَالِدٍ. وَعِدَادُهُ فِي صغار التابعين. وحدت أَيْضاً عَنْ: عَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ, وَأَبِي سَلَمَةَ, وَكُرَيْبٍ, وَسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ, وَنَافِعِ بنِ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ, وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ, وَصَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ, وَعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ, وَعِكْرِمَةَ وَابْنِ المُنْكَدِرِ, وَالزُّهْرِيِّ, وَأَبِي الزُّبَيْرِ, وَسَالِمٍ أَبِي الغَيْثِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَبَّانَ, وَحَمْزَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ, وَأَبِي الزِّنَادِ وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيِّ, وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَعَنْهُ: بُكَيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الأَشَجِّ مَعَ تَقَدُّمِهِ, وَشُعْبَةُ, وَيَحْيَى بنُ سعيد الأنصاري, وابن جريح, وَمَالِكٌ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ, وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَحَفْصُ بنُ مَيْسَرَةَ, وَالسُّفْيَانَانِ, وَزُهَيْرٌ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنَ أَبِي حَازِمٍ, وَعَبْدَ العَزِيْزِ الدراوري, وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَبِي كَثِيْرٍ, وَوُهَيْبٌ, وَأَبُو قُرَّةَ مُوْسَى بنُ طَارِقٍ, وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ, وَفُضَيْلُ بنُ سُلَيْمَانَ, وَمُحَمَّدُ بنُ فُلَيْحٍ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُقْبَةَ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ, وَأَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ, وَحَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, وَزُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ, وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُوْنِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءٍ المَكِّيُّ, وَأَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بنُ الزِّبْرِقَانِ, وَيَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَارِيُّ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً, قَلِيْلَ الحَدِيْثِ, كَذَا هُنَا. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخرَ وَهُوَ أَشْبَهُ: كَانَ ثِقَةً, ثَبْتاً, كثير الحديث.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1247"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 693"، والكاشف "3/ ترجمة 5817"، العبر "1/ 192"، تذكرة الحفاظ "1/ 148"، تاريخ الإسلام "6/ 133"، تهذيب التهذيب "10/ 360"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7293"، شذرات الذهب "1/ 209".

إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ، عَنْ مَعْنٍ, قَالَ: كَانَ مَالكٌ إِذَا قِيْلَ لَهُ: مَغَازِي مَنْ نَكْتُبُ? قَالَ: عَلَيْكُم بِـ "مَغَازِي مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ" فَإِنَّهُ ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ المُنْذِرِ أَيْضاً: حَدَّثَنِي مُطَرِّفٌ, وَمَعْنٌ, وَمُحَمَّدُ بنُ الضَّحَّاكِ قَالُوا: كَانَ مَالِكٌ إِذَا سُئِلَ، عَنِ المَغَازِي؟ قَالَ: عَلَيْكَ "بمغازي" الرَّجُلِ الصَّالِحِ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ, فَإِنَّهَا أَصَحُّ المَغَازِي. وَقَالَ أَيْضاً: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ طَلْحَةَ, سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: عَلَيْكُم بِـ "مَغَازِي مُوْسَى" فَإِنَّهُ رَجُلٌ ثِقَةٌ, طَلبهَا عَلَى كِبَرِ السِّنِّ, لِيُقَيِّدَ مَنْ شَهِدَ مَعَ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يُكثِّرْ كَمَا كَثَّرَ غَيْرُهُ. قُلْتُ: هَذَا تَعرِيْضٌ بِابْنِ إِسْحَاقَ, وَلاَ ريب ابْنَ إِسْحَاقَ كثَّرَ وَطوَّلَ بِأَنْسَابٍ مُسْتَوْفَاةٍ, اخْتصَارُهَا أَملحُ, وَبأَشعَارٍ غَيْرِ طَائِلَةٍ, حَذفُهَا أَرْجَحُ, وَبآثَارٍ لَمْ تُصحَّحْ, مَعَ أَنَّهُ فَاتَهُ شَيْءٌ كَثِيْرٌ مِنَ الصَّحِيْحِ, لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ, فَكِتَابُهُ مُحْتَاجٌ إِلَى تَنقِيحٍ وَتَصْحِيْحٍ, وَرِوَايَةِ مَا فَاتَهُ. وَأَمَّا "مَغَازِي مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ": فَهِي فِي مُجَلَّدٍ لَيْسَ بِالكَبِيْرِ, سَمِعنَاهَا, وَغَالِبُهَا صَحِيْحٌ, وَمُرْسَلٌ جَيِّدٌ, لَكِنَّهَا مُخْتَصَرَةٌ, تَحْتَاجُ إِلَى زِيَادَةِ بَيَانٍ, وَتَتِمَّةٍ. وَقَدْ أَحْسَنَ فِي عَملِ ذَلِكَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ فِي تَألِيْفِهِ المُسَمَّى بِكِتَابِ "دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ". وَقَدْ لَخَّصتُ أَنَا التَّرجمَةَ النَّبوِيَّةَ, وَالمَغَازِي المَدَنِيَّةَ فِي أَوَّلِ "تَارِيْخِي الكَبِيْرِ", وَهُوَ كَامِلٌ فِي مَعنَاهُ -إِنْ شَاءَ اللهُ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, قَالَ: كَانَ بِالمَدِيْنَةِ شَيْخٌ يُقَالَ لَهُ: شُرَحْبِيْلُ أَبُو سَعْدٍ, وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالمَغَازِي قَالَ: فَاتَّهمُوْهُ أَنْ يَكُوْنَ يَجْعَلُ لِمَنْ لاَ سَابقَةَ لَهُ سَابقَةً, وَكَانَ قَدِ احْتَاجَ فَأَسقطُوا مَغَازِيهِ, وَعِلْمَهُ قَالَ إِبْرَاهِيْمُ: فَذَكَرْتُ هَذَا لِمُحَمَّدِ بنِ طلحة بن الطويل, ولم يكن أحدًا أَعْلَمَ بِالمَغَازِي مِنْهُ فَقَالَ لِي: كَانَ شُرَحْبِيْلُ أَبُو سَعْدٍ عَالِماً بِالمَغَازِي فَاتَّهمُوْهُ أَنْ يَكُوْنَ يُدْخِلُ فِيْهِم مَنْ لَمْ يَشْهَدْ بَدراً وَمَنْ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ, وَالهِجْرَةَ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُم وَكَانَ قَدِ احْتَاجَ فَسَقَطَ عِنْدَ النَّاسِ فَسَمِع بِذَلِكَ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ فَقَالَ: وَإِنَّ النَّاسَ قَدِ اجْتَرَؤُوا عَلَى هَذَا? فَدبَّ عَلَى كِبَرِ السِّنِّ وَقَيَّدَ مَنْ شَهِدَ بَدراً وَأُحُداً وَمَنْ هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ, وَالمَدِيْنَةِ وَكَتَبَ ذَلِكَ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الضَّحَّاكِ, سَمِعْتُ المِسْوَرَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ المَخْزُوْمِيَّ يَقُوْل لِمَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! فُلاَنٌ كلَّمَنِي يَعرِضُ عَلَيْكَ, وَقَدْ شَهِدَ جدُّهُ بَدراً. فَقَالَ مَالِكٌ: لاَ تَدْرِي مَا يَقُوْلُوْنَ, مَنْ كَانَ فِي "كِتَابِ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ" قَدْ شَهِدَ بَدراً, فَقَدْ شَهِدَهَا, وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِي "كِتَابِ مُوْسَى" فَلَمْ يَشْهَدْ بَدراً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: كَانَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: "كِتَابُ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ" عَنِ الزُّهْرِيِّ: مِنْ أَصَحِّ هَذِهِ الكُتُبِ.

وَقَالَ أَحْمَدُ, وَيَحْيَى, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَالنَّسَائِيُّ: مُوْسَى ثقة. وروى: المفضل ابن غَسَّانَ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ: ثِقَةٌ, يَقُوْلُوْنَ: رِوَايَتُهُ، عَنْ نَافِعٍ فِيْهَا شَيْءٌ وَسَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يُضَعِّفُ مُوْسَى بَعْضَ الضَّعْفِ. قُلْتُ: قَدْ رَوَى عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ, وَجَمَاعَةٌ، عَنْ يَحْيَى تَوْثِيْقَهُ, فَلْيُحمَلْ هَذَا التَّضْعِيْفُ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ لَيْسَ هُوَ فِي القُوَّةِ، عَنْ نَافِعٍ كَمَالِكٍ وَلاَ عُبَيْدِ اللهِ. وَكَذَلِكَ رَوَى: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنَيْدِ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: لَيْسَ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ فِي نَافِعٍ مِثْلَ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ, وَمَالِكٍ. قُلْتُ: احْتَجَّ الشَّيْخَانِ بِمُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ -وَللهِ الحَمْدُ- قُلْنَا ثِقَةٌ, وَأَوْثَقُ مِنْهُ فَهَذَا مِنْ هَذَا الضَّرْبِ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ لإِبْرَاهِيْمَ, وَمُوْسَى, وَمُحَمَّدِ بَنِي عُقْبَةَ حَلْقَةٌ فِي مَسجدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانُوا كُلُّهم فُقَهَاءَ مُحَدِّثِيْنَ وَكَانَ مُوْسَى يُفْتِي. وَقَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ لَهُم هَيْئَةٌ, وَعِلمٌ وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: سَمِعَ ابْنُ المُبَارَكِ مِنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ, وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَخَوَيْهِ, أَقدمُهُم مُحَمَّدٌ, ثُمَّ إِبْرَاهِيْمُ, ثُمَّ مُوْسَى, وَمُوْسَى أَكْثَرُهم حَدِيْثاً. وَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ, فِيْمَا نَقَلَهُ عَنْهُ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: مَاتَ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ المَدِيْنَةَ بِسَنَةٍ, سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ وَفِيْهَا أَرَّخَهُ: خَلِيْفَةُ وَالتِّرْمِذِيُّ, وَغَيْرُهُمَا, وَشَذَّ نُوْحُ بنُ حَبِيْبٍ فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. وَقَعَ لَنَا حَدِيْثُهُ عَالِياً فِي مَوَاضِعَ, مِنْ أَعْلاَهَا فِي "جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ". أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ فَرَحٍ الإِشْبِيْلِيُّ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الدَّائِمِ قَالاَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ "ح" وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ بَيَانَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ محمد بن محمد البَزَّازُ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بن عرفه، أنبأنا إسماعيل ابن عَيَّاشٍ، عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ تَقْرَأُ الحَائِضُ وَلاَ الجُنُبُ شَيْئاً مِنَ القُرْآنِ"1. هَذَا حَدِيْثٌ لين

_ 1 منكر: أخرجه الترمذي "131"، وابن ماجه "595"، وفي إسناده إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن الحجازيين وأهل العراق. بل قال الترمذي: إن إسماعيل بن عياش يروى عن أهل الحجاز وأهل العراق أحاديث مناكير. قلت: وهذا من روايته عنهم، فهو منكر. بل قال أحمد: إنه باطل.

الإِسْنَادِ مِنْ قِبَلِ إِسْمَاعِيْلَ, إِذْ رِوَايَتُهُ، عَنِ الحِجَازِيِّينَ مُضعَّفَةٌ. أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ، عَنِ ابْنِ عَرَفَةَ فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَكْمَلُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ العَلَوِيُّ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَرَّاقُ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ابن أَبِي دَاوُدَ, حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءٍ، عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ قَالَتْ: "كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ". تَابَعَهُ: وُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1376" و"6364" والنسائي "3/ 58".

عمرو بن أبي عمرو، محمد بن واسع

عمرو بن أبي عمرو، محمد بن واسع: 863- عمرو بن أبي عمرو 1: "ع" مَوْلَى المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حنطب, المخزومي, الفقيه, أبو عثمان المدني. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَأَبِي سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ, وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَعِكْرِمَةَ, وَالأَعْرَجِ. وَعَنْهُ: مَالِكٌ, وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ, وَأَخُوْهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ: مَا بِهِ بَأْسٌ. اسْمُ أَبِيْهِ مَيْسَرَةُ وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِذَاكَ. 864- مُحَمَّدُ بن واسع 2: "م، د، ت، س" ابن جابر بن الأخنس, الإِمَامُ الرَّبَّانِيُّ, القُدْوَةُ, أَبُو بَكْرٍ. وَيُقَالُ: أَبُو عبد الله الأزدي, البصري أحد الأعلام.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2633"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 246"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1398"، ميزان الاعتدال "3/ 281-282"، تهذيب التهذيب "8/ 82"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5349". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 241"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 814"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 501"، حلية الأولياء "2/ 345"، الكاشف "3/ ترجمة 5281"، العبر "1/ 290" تاريخ الإسلام "5/ 159"، ميزان الاعتدال "4/ 58"، تهذيب التهذيب "9/ 499"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة "6720"، شذرات الذهب "1/ 161".

حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَعُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ, وَمُطَرِّفِ بنِ الشِّخِّيْرِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ الصَّامِتِ, وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ, وَمُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ, وغيرهم. وَهُوَ قَلِيْلُ الرِّوَايَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ, وَأَزْهَرُ بنُ سِنَانٍ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ العَبْدِيُّ, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَمَعْمَرٌ, وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, وَسَلاَّمُ بنُ أَبِي مُطِيْعٍ, وَصَالِحٌ المُرِّيُّ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, وَجَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ, وَنُوْحُ بن قيس, وسلام القارىء, وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ عَطِيَّةَ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً, وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ, عَابِدٌ, صَالِحٌ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ بُلِيَ بِرُوَاةٍ ضُعَفَاءَ. قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: لَمْ يَكُنْ لِمُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ عِبَادَةٌ ظَاهِرَةٌ, وَكَانَتِ الفُتْيَا إِلَى غَيْرِه, وَإِذَا قِيْلَ: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ البَصْرَةِ? قِيْلَ: مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: مَا أَحَدٌ أُحبُّ أَنْ أَلْقَى اللهَ بِمِثْلِ صَحِيْفَتِه مِثْلَ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ. وَرَوَى مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيْهِ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ أَخشعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ. وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: كُنْتُ إذا وجدت من قلب قَسوَةً, غَدَوْتُ, فَنَظَرتُ إِلَى وَجْهِ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ, كَانَ كَأَنَّهُ ثَكْلَى قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: قَالَ رَجُلٌ لِمُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ: أَوْصِنِي قَالَ: أُوْصِيْكَ أَنْ تَكُوْنَ مَلكاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ قَالَ: كَيْفَ؟ قَالَ: ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا. وَعَنْهُ قَالَ: طُوْبَى لِمَنْ وَجدَ عَشَاءً, وَلَمْ يَجِدْ غَدَاءً, وَوَجَدَ غَدَاءً, وَلَمْ يَجِدْ عَشَاءً, وَاللهُ عَنْهُ رَاضٍ. قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قسمَ أَمِيْرُ البَصْرَةِ عَلَى قُرَّائِهَا, فَبَعَثَ إِلَى مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ, فَأَخَذَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ وَاسِعٍ: قَبِلتَ جَوَائِزَهم? قَالَ: سَلْ جُلَسَائِي. قَالُوا: يَا أَبَا بَكْرٍ! اشْتَرَى بِهَا رَقِيْقاً, فَأَعتقَهم. قَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ أَقَلْبُكَ السَّاعَةَ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ لاَ, إِنَّمَا مَالكٌ حِمَارٌ, إِنَّمَا يَعْبُدُ اللهَ مِثْلُ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ ابْنُ وَاسِعٍ: لَوْ كَانَ لِلذُّنُوْبِ رِيْحٌ, مَا جَلَسَ إِلَيَّ أَحَدٌ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمَّا صَافَّ قُتَيْبَةُ بنُ مُسْلِمٍ لِلتُّركِ, وَهَالَهُ أَمرُهم, سَألَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ؟ فَقِيْلَ: هُوَ ذَاكَ فِي المَيْمَنَةِ, جَامحٌ عَلَى قَوسِهِ, يُبصبصُ بِأُصْبُعِهِ نَحْوَ السَّمَاءِ قَالَ: تِلْكَ الأُصْبُعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مائَةِ أَلْفِ سَيْفٍ شَهِيْرٍ وَشَابٍّ طرِيْرٍ.

قَالَ حَزْمٌ القُطَعِيُّ: قَالَ ابْنُ وَاسِعٍ وَهُوَ فِي المَوْتِ: يَا إِخْوَتَاهُ! تَدرُوْنَ أَيْنَ يُذْهَبُ بِي? وَاللهِ إِلَى النَّارِ, أَوْ يَعْفُوَ اللهُ عَنِّي. قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: لَمْ يَكُنْ لَهُ كَثِيْرُ عِبَادَةٍ كَانَ يَلْبَسُ قَمِيْصاً بَصْرِياً, وَسَاجاً. قَالَ مَطَرٌ الوَرَّاقُ: لاَ نَزَالُ بِخَيْرٍ مَا بَقِيَ لَنَا أَشْيَاخُنَا: مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ, وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ. قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ: إِنِّي لأَغبِطُ رَجُلاً مَعَهُ دِيْنُهُ, وَمَا مَعَهُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ وَهُوَ رَاضٍ. وَعَنِ ابْنِ وَاسِعٍ, قَالَ: إِذَا أَقْبَلَ العَبْدُ بِقَلْبِهِ عَلَى اللهِ, أَقْبَلَ اللهُ بِقُلُوْبِ العِبَادِ عَلَيْهِ. وَقَالَ يَكفِي مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الوَرَعِ يَسِيْرُ العَمَلِ. رَوَى هِشَامُ بن حسان، عن محمد بن واسع: وقيل لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحتَ? قَالَ: قَرِيْباً أَجَلِي بَعِيْداً أَمَلِي, سَيِّئاً عَمَلِي. وَقِيْلَ: اشْتكَى رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ إِلَيْهِ فَقَالَ لِوَلَدِهِ: تَسْتطِيلُ عَلَى النَّاسِ, وَأُمُّكَ اشْترَيتُهَا بِأَرْبَعِ مائَةِ دِرْهَمٍ وَأَبُوْكَ فَلاَ كثَّرَ اللهُ فِي المُسْلِمِيْنَ مِثْلَهُ!. وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ: هَلْ أَبكَاكَ قَطُّ سَابقُ عِلْمِ اللهِ فِيْكَ? وَعَنْ أَبِي الطَّيِّبِ مُوْسَى بنِ يَسَارٍ, قَالَ: صَحِبتُ مُحَمَّدَ بنَ وَاسِعٍ إِلَى مَكَّةَ, فَكَانَ يُصَلِّي اللَّيْلَ أجمعه يصلي في المحمل جالسا ويومىء. وَقِيْلَ: إِنَّ حَوْشَباً قَالَ لِمَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ: رَأَيْتُ كَأَنَّ مُنَادِياً يُنَادِي الرَّحِيْلَ الرَّحِيْلَ فَمَا ارْتَحلَ إلَّا مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ فَبَكَى مَالِكٌ, وخر مغشيا عليه. قَالَ مُضَرُ: كَانَ الحَسَنُ يُسَمِّي مُحَمَّدَ بنَ وَاسِعٍ: زَيْنَ القُرَّاءِ. وَعَنِ ابْنِ وَاسِعٍ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَبكِي عِشْرِيْنَ سَنَةً, وَامْرَأَتُهُ مَعَهُ لاَ تَعْلَمُ. أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى, حَدَّثَنِي مَخْلَدُ بنُ الحُسَيْنِ، عَنْ هِشَامٍ, قَالَ: دَعَا مَالِكُ بنُ المُنْذِرِ الوَالِي مُحَمَّدَ بنَ وَاسِعٍ, فَقَالَ: اجْلِسْ عَلَى القَضَاءِ, فَأَبَى فَعَاوَدَهُ, وَقَالَ: لَتَجلِسَنَّ أَوْ لأَجْلِدَنَّكَ ثَلاَثَ مائَةٍ. قَالَ: إِنْ تَفْعَلْ, فَإِنَّك مُسلَّطٌ, وَإِنَّ ذَلِيْلَ الدُّنْيَا خَيْرٌ مِنْ ذَلِيْلِ الآخِرَةِ. قَالَ: وَدَعَاهُ بَعْضُ الأُمَرَاءِ, فَأَرَادَهُ عَلَى بَعْضِ الأَمْرِ, فَأَبَى, فَقَالَ: إِنَّكَ أَحْمَقٌ. قَالَ مُحَمَّدٌ: مَا زِلْتُ يُقَالُ لِي هَذَا مُنْذُ أَنَا صَغِيْرٌ.

وَرَوَى أَنَّ قَاصّاً كَانَ يَقرَبُ مُحَمَّدَ بنَ واسع, فقال: مالي أَرَى القُلُوْبَ لاَ تَخشعُ. وَالعُيُوْنَ لاَ تَدمعُ, وَالجُلُوْدَ لاَ تَقشَعِرُّ? فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَا فُلاَنُ! مَا أَرَى القَوْمَ أَتَوْا إلَّا مِنْ قِبَلِكَ, إِنَّ الذِّكْرَ إِذَا خَرَجَ مِنَ القَلْبِ وَقَعَ عَلَى القَلْبِ. وَقِيْلَ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ يَسرُدُ الصَّوْمَ وَيُخْفِيْهِ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ عَلَى الأَمِيْرِ بِلاَلِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ, فَدَعَاهُ إِلَى طَعَامِهِ فَاعْتلَّ عَلَيْهِ, فَغَضِبَ, وَقَالَ: إِنِّي أُرَاكَ تَكرَهُ طَعَامَنَا. قَالَ: لاَ تَقُلْ ذَاكَ أَيُّهَا الأَمِيْرُ فَوَاللهِ لَخِيَارُكم أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَبنَائِنَا. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ, حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عبد الله, حدثنا مسلم ابن إِبْرَاهِيْمَ, حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن واسع، عن مطرف ابن عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ قَالَ: "تَمتَّعنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّتَيْنِ فَقَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ"1. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ, مِنْ طَرِيْقِ إِسْمَاعِيْلَ هَذَا. قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ, وَخَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ بَعْضُ وَلَدِ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ: مَاتَ سنة سبع وعشرين ومائة.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1226" "171"، والنسائي "5/ 150"، وأبو نعيم في "الحلية" "2/ 355" من طريق إسماعيل بن مسلم، حدثني محمد بن واسع، به.

المختار بن فلفل، إبراهيم بن ميسرة

المختار بن فُلْفُل، إبراهيم بن مَيْسرة: 865- المُخْتَارُ بنُ فُلْفُلٍ 1: "م، د، ت، س" كُوْفِيٌّ, ثِقَةٌ, بَكَّاءٌ, عَابِدٌ. عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ. وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ, وَجَرِيْرٌ الضَّبِّيُّ, وَابْنُ إِدْرِيْسَ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ, وَجَمَاعَةٌ, وَثَّقَهُ أَحْمَدُ, وَغَيْرُهُ. عَاشَ: إِلَى حُدُوْدِ سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. 866- إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَيْسرَةَ 2: "ع" الطائفي, الفَقِيْهُ, نَزِيْلُ مَكَّةَ حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مالك, وعمرو بن الشريد, وطاووس, وغيرهم.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1670"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 650" و"3/ 151"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1432"، الكاشف "3/ ترجمة 5428"، تاريخ الإسلام "5/ 298"، ميزان الاعتدال "4/ 80"، تهذيب التهذيب "10/ 68"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6893". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1031"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 423"، تهذيب التهذيب "1/ 172"، شذرات الذهب "1/ 189".

وعنه: شعبة, وابن جريح, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ سِتِّيْنَ حَدِيْثاً. قَالَ الحُمَيْدِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَيْسَرَةَ, مَنْ لَمْ تَرَ -وَاللهِ عَيْنَاكَ مِثْلَه. وَقِيْلَ: إنه وفد على عمر ابن عَبْدِ العَزِيْزِ. قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ المُسْتَمْلِي: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ, قَالَ: كَانَ عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ يُحَدِّثُ بِالمَعَانِي, وَكَانَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَيْسَرَةَ يُحَدِّثُ كما سمع, كان فقيهًا. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: أَيْنَ كان حفظ إبراهيم بن ميسرة عن طاوس, مِنْ حِفْظِ ابْنِ طَاوُوْسٍ? قَالَ: لَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ لَكَ: إِنِّي أُقَدِّمُ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيْمَ فِي الحِفْظِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَيَحْيَى: ثِقَةٌ. قَالَ المَدِيْنِيُّ: تُوُفِّيَ قَرِيْباً مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وثلاثين ومائة.

بيان بن بشر، يعقوب بن عتبة

بيان بن بشر، يعقوب بن عُتْبة: 867- بيان بن بشر 1: "ع" الإِمَامُ, الثِّقَةُ, المُؤَدِّبُ, أَبُو بِشْرٍ الأَحْمَسِيُّ, الكُوْفِيُّ. عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَطَارِقِ بنِ شِهَابٍ, وَقَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ, وَالشَّعْبِيِّ, وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: زَائِدَةُ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَابْنُ فُضَيْلٍ, وَعَبِيْدَةُ بنُ حُمَيْدٍ, وَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ, وَآخَرُوْنَ لَهُ نَحْوٌ مِنْ سَبْعِيْنَ حَدِيْثاً, وَهُوَ حجة بلا تردد. 868- يعقوب بن عتبة 2: "د، س، ق" ابن المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي, المدني أَحَدُ العُلَمَاءِ بِالسِّيْرَةِ. رَوَى عَنْ: عُرْوَةَ, وَعِكْرِمَةَ, وَيَزِيْدَ بنِ هُرْمُزَ. وَرَأَى: السَّائِبَ بنَ يَزِيْدَ. وَعَنْهُ: ابْنُ إِسْحَاقَ, وَابْنُ المَاجَشُوْنِ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ, وَالوَلِيْدُ بنُ مُسَافِرٍ, وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ ذَا عِلْمٍ وَوَرَعٍ, يَنْظُرُ فِي أَمرِ الصَّدَقَاتِ. وَثَّقَهُ: ابْنُ مَعِيْنٍ, وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 331"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 1947"، الجرح والتعديل "2 ترجمة 1687"، تهذيب التهذيب "1/ 506". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3434"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 883"، الكاشف "3/ ترجمة 6505"، تاريخ الإسلام "5/ 190"، تهذيب التهذيب "11/ 392".

عبد الله بن أبي نجيح

869- عبد الله بن أبي نجيح 1: "ع" الإِمَامُ, الثِّقَةُ, المُفَسِّرُ, أَبُو يَسَارٍ الثَّقَفِيُّ, المَكِّيُّ. وَاسْمُ أَبِيْهِ: يَسَارٌ, مَوْلَى الأَخْنَسِ بنِ شُرَيْقٍ الصَّحَابِيِّ. حَدَّثَ عَنْ: مُجَاهِدٍ, وَطَاوُوْسٍ, وَعَطَاءٍ, وَنَحْوِهِم. وَلَمْ أَجِدْ لَهُ شَيْئاً عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَالثَّوْرِيُّ, وَعَبْدُ الوَارِثِ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَابْنُ عُلَيَّةَ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَغَيْرُهُ, إلَّا أَنَّهُ دَخَلَ فِي القَدَرِ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: هُوَ مُفْتِي أَهْلِ مَكَّةَ بَعْدَ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ. وَكَانَ جَمِيْلاً, فَصِيْحاً, حَسَنَ الوَجْهِ, لَمْ يَتَزَوَّجْ قَطُّ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ القَطَّانِ: كَانَ مُعْتَزِلِياً. وَقَالَ يَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ قَدَرِيٌّ. قَالَ البُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ مُقَاتِلٍ, حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ كَيْسَانَ قَالَ: مَكَثَ ابْنُ أَبِي نَجِيْحٍ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً لاَ يَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ يؤذي بها جليسه. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ أَيْضاً: أَخْبَرَنِي ابْنُ المُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ صَفْوَانَ, قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ أَبِي نَجِيْحٍ: أَدْعُوكَ إِلَى رَأْيِ الحَسَنِ يَعْنِي: القَدَرَ. وَعَنْ بَعْضِهِم قَالَ: لَمْ يَسْمَعِ ابْنُ أَبِي نَجِيْحٍ كُلَّ التَّفْسِيْرِ مِنْ مُجَاهِدٍ. قُلْتُ: هُوَ مِنْ أَخَصِّ النَّاسِ بِمُجَاهِدٍ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: كَانَ يُتَّهَمُ بِالاعْتِزَالِ, وَالقَدَرِ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ يَرَى الاعْتِزَالَ وَقَالَ أَحْمَدُ: أَفْسَدُوْهُ بِأَخَرَةٍ وَكَانَ جَالَسَ عَمْرَو بنَ عُبَيْدٍ. وَقَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ أَبِي نَجِيْحٍ مِنْ رُؤُوْسِ الدُّعَاةِ. قَالَ عَلِيٌّ: أَمَّا التَّفْسِيْرُ, فَهُوَ فِيْهِ ثِقَةٌ يَعْلَمُه قَدْ قَفَزَ القَنطَرَةَ وَاحْتَجَّ بِهِ أَربَابُ الصِّحَاحِ وَلَعَلَّهُ رَجَعَ، عَنِ البِدعَةِ, وَقَدْ رَأَى القَدَرَ جَمَاعَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ وَأَخْطَؤُوا. نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. ظَهرَ لَهُ مِنَ المرفوع نحو مائة حديث.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 483"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 767"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 135"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 947"، الكاشف "2/ ترجمة 3059"، ميزان الاعتدال "2/ 151"، تهذيب التهذيب "6/ 54"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3863" شذرات الذهب "1/ 182".

مطرف بن طريف

870- مطرف بن طريف 1: "ع" الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, القُدْوَةُ, أَبُو بَكْرٍ -وَيُقَالُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ- الكُوْفِيُّ, الحَارِثِيُّ. وَيُقَالُ: الخَارِفِيُّ, وَأَحَدُهُمَا تَصحِيْفٌ. حَدَّثَ عَنْ: الشَّعْبِيِّ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى, وَالمِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو, وَالحَكَمِ, وَحَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ, وَسَوَادَةَ بنِ أَبِي الجَعْدِ, وَخَالِدِ بنِ أَبِي نَوْفٍ, وَزَيْدٍ العَمِّيِّ, وَسَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ, وَعَطَاءِ بنِ نَافِعٍ, وَأَبِي السَّفَرِ سَعِيْدِ بنِ يُحْمِدَ, وَعَطِيَّةَ العَوْفِيِّ, وَأَبِي إِسْحَاقَ, وَخَلْقٍ عِدَادُهُ فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ, وَلَمْ أَظفَرْ لَهُ بِشَيْءٍ عَنْ صَاحِبٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ, وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُسْلِمٍ, وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَهُشَيْمٌ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ, وَعَبْثَرُ بنُ القَاسِمِ, وَخَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ زَكَرِيَّا, وَعَبِيْدَةُ بنُ حُمَيْدٍ, وَابْنُ فُضَيْلٍ, وَمُوْسَى بنُ أَعَيْنَ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ, وَابْنُ إِدْرِيْسَ, وَأَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَسَعْدُ بنُ الصَّلْتِ, وَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ, وَزُفَرُ بنُ الهُذَيْلِ, وَالقَاضِي أَبُو يُوْسُفَ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قُلْتُ: لأَحْمَدَ أَصْحَابُ الشَّعْبِيِّ مَنْ أَحَبُّهُمْ إِلَيْكَ? قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي فِيْهِم مِثْلُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ? قَالَ: مُطَرِّفٌ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: مَا كَانَ ابْنُ عيينة بأحد أشد إعجابا منه بمطرف. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ, وَكَانَ ثِقَةً. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ العَبَّاسِ البَاهِلِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ: قَالَ مُطَرِّفُ بنُ طَرِيْفٍ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي كَذَبتُ كذبة, وأني لي الدنيا وما فيها.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 345"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1734"، الكنى للدولابي "2/ 68"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1448"، الكاشف "3/ ترجمة 5575"، العبر "1/ 195"، تاريخ الإسلام "6/ 131"، تهذيب التهذيب "10/ 172"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7034"، شذرات الذهب "212".

وَقَالَ حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ: عَنْ ذَوَّادِ بنِ عُلْبَةَ, قَالَ: مَا أَعْرِفُ عَرَبِيّاً وَلاَ أَعْجَمِياً أَفْضَلَ مِنْ مُطَرِّفِ بنِ طَرِيْفٍ. قَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ, وَأَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ: مَاتَ مُطَرِّفٌ سنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ البُخَارِيُّ قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى, أَوِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقِيْلَ: سنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.

إسماعيل بن محمد، يزيد بن أبي زياد

إسماعيل بن محمد، يزيد بن أبي زياد: 871- إسماعيل بن محمد 1: "خ، م، ت، س، ق" ابْنِ صَاحِبِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سعد بن أبي وقاص الزهري الإِمَامُ, الثَّبْتُ, أَبُو مُحَمَّدٍ المَدَنِيُّ عِدَادُهُ فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَعَمَّيْهِ, عَامِرٍ, وَمُصْعَبٍ, وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ صَالِحُ بنُ ,كَيْسَانَ وَمَالِكٌ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ, حُجَّةٌ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مِنْ أَرْفَعِ هَؤُلاَءِ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ المَدِيْنَةِ. قُلْتُ: فَتَكَ الحَجَّاجُ بِوَالِدِهِ مُحَمَّدٍ, لِقِيَامِه مع ابن الاشعث, وأسر هذا, فَبَعَثَ بِهِ الحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ, فَعَفَا عَنْهُ لِكَوْنِهِ لَمْ يَكُنْ أَنْبَتَ2 تُوُفِّيَ: فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. 872- يَزِيْدُ بن أبي زياد 3: "4، م، قَرَنَهُ، خت" الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُم, الكُوْفِيُّ, مَوْلَى عَبْدِ اللهِ ابن الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ مَعْدُوْدٌ فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1174"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 658"، تاريخ الإسلام "5/ 227"، تهذيب التهذيب "1/ 329". 2 أي: كان دون سن البلوغ، لنه لم تنبت شعر عانته. 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 340"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3220"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 81"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1114"، المجروحين لابن حبان "3/ 99"، الكاشف "3/ ترجمة 6417"، تاريخ الإسلام "5/ 313"، ميزان الاعتدال "4/ 423-425"، تهذيب التهذيب "11/ 329"، شذرات الذهب "1/ 206".

قُلْتُ: رَأَى أَنَساً, وَرَوَى عَنْ: مَوْلاَهُ, عَبْدِ اللهِ, وَأَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ -إِنْ صَحَّ- وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى, وَعَبْدُ اللهِ بنُ شَدَّادِ بنِ الهَادِ وَعَمْرِو بنِ سَلَمَةَ الهَمْدَانِيِّ لاَ الجَرْمِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ مَعْقِلِ بنِ مُقَرِّنٍ, وَمُجَاهِدٍ, وَعِكْرِمَةَ, وَعَطَاءٍ, وَأَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ, وَسَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ, وَأَبِي فَاخِتَةَ سَعِيْدِ بنِ عِلاَقَةَ, وَمِقْسَمٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نُعْمٍ, وَطَائِفَةٍ, وَيَنْزِلُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ, وَلَيْسَ هُوَ بِالمُتقِنِ, فَلِذَا لَمْ يَحْتَجَّ بِهِ الشَّيْخَانِ. حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَالثَّوْرِيُّ, وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ, وَمَنْصُوْرُ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ, وَزَائِدَةُ, وَقَيْسٌ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُسْلِمٍ, وَحِبَّانُ بنُ عَلِيٍّ, وَشَرِيْكٌ وَهُشَيْمٌ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ, وَعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ, وَابْنُ فُضَيْلٍ, وَأَبُو عَوَانَةَ وَجَرِيْرُ بن عَبْد الحَمِيْدِ وَخَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ, وَزِيَادٌ البَكَّائِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ, وَابْنُ إِدْرِيْسَ, وَابْنُ نُمَيْرٍ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ. قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ رَفَّاعاً -يَعْنِي: الآثَارَ الَّتِي هِيَ مِنْ أَقْوَالِ الصَّحَابَةِ يَرْفَعُهَا-. وَقَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الشِّيْعَةِ الكِبَارِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَكُنْ بِالحَافِظِ. وَرَوَى: عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: لاَ يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِهِ. رَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَرَوَى: أَبُو يَعْلَى، عَنْ يَحْيَى ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: جَائِزُ الحَدِيْثِ. كَانَ بِأَخَرَةٍ يُلَقِّنُ, وَأَخُوْهُ بُرْدٌ: ثِقَةٌ. وَرَوَى عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ جَرِيْرٍ, قَالَ: كَانَ أَحْسَنَ حِفْظاً مِنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: مَا أَقْرَبَهُمَا! وذَكَرَهُ ابْنُ المُبَارَكِ فَقَالَ: ارْمِ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: لَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ, وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ, وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ, لَيْثٌ أَحْسَنُهُم حَالاً. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لاَ أَعْلَمُ أَحَداً تَرَكَ حَدِيْثَه. وَقَالَ الجُوْزَجَانِيُّ: سَمِعْتُهُم يُضَعِّفُوْنَ حَدِيْثَه. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مِنْ شِيْعَةِ أَهْلِ الكُوْفَةِ, وَمَعَ ضَعْفِه يُكْتَبُ حَدِيْثُه. وَقَدْ عَلَّقَ البُخَارِيُّ لَهُ لَفظَةً, فَقَالَ: قَالَ جَرِيْرٌ، عَنْ يَزِيْدَ: القَسِّيَّةُ: ثباب مُضَلَّعَةٌ. وَقَدْ رَوَى لَهُ: مُسْلِمٌ فَقَرَنَه بِآخَرَ مَعَهُ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ مَعَ بَرَاعتِه فِي نَقدِ الرِّجَالِ. وَرَوَى عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ -وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ- عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: مَا أُبَالِي إِذَا كَتَبتُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ أَنْ لاَ أَكْتُبَه، عَنْ أَحَدٍ. وَقَدْ خَرَّجَ لَهُ: التِّرْمِذِيُّ, وَحَسَّنَ لَهُ مَا رَوَاهُ مَنْ طريق هشيم:

أَنْبَأَنَا يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ, حَدَّثَنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ عَمَّا يَقْتُلُ المُحْرِمُ, قَالَ: "الحَيَّةَ وَالعَقْرَبَ وَالفُوَيْسِقَةَ وَيَرْمِي الغُرَابَ وَلاَ يَقْتُلْهُ وَالكَلْبَ العَقُوْرَ وَالحِدَأَةَ وَالسَّبُعَ العَادِي"1. وَأَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ أَيْضاً, وَهَذَا خَبَرٌ مُنْكَرٌ. ابْنُ فُضَيْلٍ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ عَمْرِو بنِ الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ, قَالَ: تَغَنَّى مُعَاوِيَةُ وَعَمْرُو بنُ العَاصِ, فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ أَرْكِسْهُمَا فِي الفِتْنَةِ رَكْساً, وَدُعَّهُمَا فِي النَّارِ دَعّاً"2. وَهَذَا أَيْضاً مُنْكَرٌ. وَأُنكَرَ مِنْهُ حَدِيْثُ الرَّايَاتِ, فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عَوْنٍ، أَنْبَأَنَا خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا جُلُوْساً عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ جَاءهُ فِتْيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ فَقُلْنَا: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنَّا لاَ نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ الشَّيْءَ تَكرَهُهُ? فَقَالَ: "إِنَّا أَهْلَ بَيْتٍ اخْتَارَ اللهُ لَنَا الآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي تَطْرِيْداً وَتَشْرِيْداً حَتَّى يَجِيْءَ قَوْمٌ مِنْ هَا هُنَا وَأَوْمَأَ نَحْوَ المَشْرِقِ أَصْحَابُ رَايَاتٍ سُوْدٍ يَسْأَلُوْنَ الحَقَّ وَلاَ يعطونه مرتين أو ثلاثًا فَيُقَاتِلُوْنَ فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا فَلاَ يَقْبَلُوْنَ حَتَّى يَدْفَعُوْهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً, فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُم فَلْيَأْتِهِ وَلَوْ حَبْواً عَلَى الثَّلْجِ"3. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدِيْثُه فِي الرَّايَاتِ لَيْسَ بِشَيْءٍ. قُلْتُ: وَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ أَيْضاً: مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو قُدَامَةَ السَّرْخَسِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ, قَالَ: حَدِيْثُ يَزِيْدَ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ فِي الرَّايَاتِ, لَوْ حَلَفَ عِنْدِي خَمْسِيْنَ يَمِيْناً قَسَامَةً مَا صَدَّقْتُهُ قُلْتُ: مَعْذُورٌ -وَاللهِ- أَبُو أُسَامَةَ, وَأَنَا قَائِلٌ كَذَلِكَ, فَإِنَّ مَنْ قَبْلَه وَمَنْ بَعْدَهُ أَئِمَّةٌ أَثْبَاتٌ, فَالآفَةُ منه عمدا أو خطأ.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "1848"، والترمذي "838"، وآفته يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف. وقوله: "ويرمي الغراب ولا يقتله" منكر. 2 منكر: أخرجه أحمد "4/ 421" من طريق يزيد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، به. إلا أنه قال فلان وفلان بدل معاوية وعمرو بن العاص. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى يزيد بن أبي زياد، ضعيف. العلة الثانية: سليمان بن عمرو بن الأحوص، مجهول. 3 ضعيف: أخرجه ابن ماجه "4082"، من طريق علي بن صالح، عن يزيد بن أبي زياد، به. قلت: آفته يزيد بن أبي زياد، فإنه ضعيف.

مُحَمَّدُ بنُ آدَمَ المَصِّيْصِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو مَرْفُوْعاً, قَالَ: "مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ سَبْعاً فَإِنْ مَاتَ فِيْهِنَّ مَاتَ كَافِراً وَإِنْ هِيَ أَذْهَبَتْ عَقْلَهُ، عَنْ شَيْءٍ مِنَ القُرْآنِ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً وَإِنْ مَاتَ فِيْهِنَّ مَاتَ كَافِراً"1. وَهَذَا أَيْضاً شِبْهُ مَوْضُوْعٍ, وَلَوْ عَلِمَ شُعْبَةُ أَنَّ يَزِيْدَ حَدَّثَ بِهَذِهِ البَوَاطِيْلِ لَمَا رَوَى عَنْهُ كَلِمَةً. رَوَى جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ, قَالَ: قُتِلَ الحُسَيْنُ, وَأَنَا ابْنُ أربع عشرة سَنَةً, أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَقَالَ مُطَيَّنٌ2 مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: فَعَلَى هَذَا عَاشَ نَحْواً مِنْ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.

_ 1 باطل: أخرجه النسائي "8/ 316"، من طريق ابن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، به. قلت: وآفته هي هي الآفة السابقة، والخبر كذب لا يصدق به من له اطلاع على كتب السنة المشرفة، ومن نور الله بصيرته بقراءة عقيدة أهل السنة والجماعة. 2 هو: محدث الكوفة الشيخ الصادق، أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سليمان الحضرمي الملقب بمطين، سئل عنه الدارقطني فقال: ثقة جبل. عاش خمسا وتسعين سنة.

يزيد بن أبي سمية

873- يزيد بن أبي سمية 1: "د" المُحَدِّثُ, أَبُو صَخْرٍ الأَيْلِيُّ. يَرْوِي عَنِ: ابْنِ عُمَرَ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَعَنْهُ: حُسَيْنُ بنُ رُسْتُمَ, وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عُمَرَ, وَسَعْدَانُ بنُ سَالِمٍ الأَيْلِيُّوْنَ, وَهِشَامُ بنُ سَعْدٍ, وَآخَرُوْنَ. وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ الصَّادِقِيْنَ البَكَّائِينَ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ مِنَ العُبَّادِ يُصَلِّي اللَّيلَ كُلَّه وَيَبْكِي, وَكَانَ مَعَهُ فِي الدَّارِ يَهُوْدِيَّةٌ, فَتَبكِي رَحْمَةً لَهُ. فَقَالَ مَرَّةً فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ هَذِهِ يَهُوْدِيَّةٌ بَكَتْ رَحْمَةً لِي, وَدِيْنُهَا مخالف لديني, فأنت أولى برحمتي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 519"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3232"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1130"، الكاشف "3/ ترجمة 425"، تهذيب التهذيب "11/ 334".

عمر بن أبي سلمة

874- عمر بن أبي سلمة 1: "4" ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ, المَدَنِيُّ, الفَقِيْهُ. مكثر عن والده. رَوَى عَنْهُ: مِسْعَرٌ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَهُشَيْمٌ, وَآخَرُوْنَ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ عِنْدِي صَالِحٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لاَ يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِهِ. قُلْتُ: اسْتَشْهَدَ بِهِ البُخَارِيُّ. وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: أَيْضاً هُوَ ضَعِيْفٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضاً: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ قَامَ مَعَ ابْنِ أُخْتٍ لَهُ أُمَوِيٍّ فِي مَبدَأِ دَوْلَةِ بَنِي العَبَّاسِ فَلَمْ يَتِمَّ لَهُ أَمرٌ, وَظَفِرَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ عَمُّ السَّفَّاحِ, فَقَتَلَ عُمَرَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَدْ عَلَّقَ لَهُ البُخَارِيُّ فِي "صَحِيْحِهِ"2 قِصَّةَ جُرَيْجٍ وَالرَّاعِي, فَقَالَ: وَقَالَ عُمَرُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ, وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ قَالاَ: أَنْبَأَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ البَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ, حَدَّثَنَا البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ النَّرْسِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِاليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى" صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ3 مِنْ حديث أبي عوانة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2054"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 635"، والكاشف "2/ ترجمة 4129"، ميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6127"، تاريخ الإسلام "5/ 286"، تهذيب التهذيب "7/ 456"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5173". 2 أخرجه البخاري "1206" معلقا، قال قال الليث، حدثني جعفر، عن عبد الرحمن بن هرمز قال: قال أبو هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نادت امرأة ابنها وهو في صومعة قالت: يا جريج. قال: اللهم أمي وصلاتي قالت: يا جريج قال: اللهم، أمي وصلاتي. قالت: يا جريج، قال: اللهم أمي وصلاتي. قالت: اللهم لا يموت جريج حى ينظر في وجه المياميس. وكانت تأوى إلى صومعته راعية ترعى الغنم فولدت، فقيل لها: ممن هذا الولد؟ قالت: من جريح نزل من صومعته. قال جريج: أين هذه التي تزعم أن ولدها لي؟ قال: يا با بوس، من أبوك؟ قال: راعي الغنم. وقد وصله الإسماعيلي من طريق عاصم بن علي أحد شيوخ البخاري عن الليث مطولا، وجعفر هو ابن ربيعة المصري. وقوله: في وجه المياميس في رواية أبي ذر "وجوه" بصيغة الجمع والمياميس جمع مومسة بكسر الميم وهي الزانية. قال ابن بطال: سبب دعاء أم جريج على ولدها أن الكلام في الصلاة كان في شرعهم مباحا، فلما آثر استمراره في صلاته ومناجاته على إجابتها دعت عليه لتأخيره حقها. 3 صحيح: أخرجه الترمذي "1752"، حدثنا قتيبة، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بنِ أَبِي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، به. وقال الترمذي: حديث أبى هريرة حديث حسن صحيح. قلت: إسناده حسن، عمر بن أبي سلمة، صدوق وأخرجه أحمد "2/ 261 و499"، والبغوي من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به. قلت: إسناده حسن، محمد بن عمرو، صدوق وهي متابعة لعمر بن أبي سلمة فيصح الحديث بهذه المتابعة والله -تعالى- أعلم.

محمد بن سوقة، أيوب بن موسى

محمد بن سُوقة، أيوب بن موسى: 875- محمد بن سوقة 1: "ع" الإِمَامُ, العَابِدُ, الحُجَّةُ, أَبُو بَكْرٍ الغَنَوِيُّ, الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ وَعَنْ: سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ, وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ, وَمُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ, وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَأَبُو مُعَاوِيَةَ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ المُحَارِبِيُّ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ, وَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ, وَيَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ, وَآخَرُوْنَ. يُقَالُ: إِنَّهُ أَنفَقَ فِي أَبْوَابِ الخَيْرِ مائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ سُوْقَةَ لاَ يُحسِنُ أَنْ يَعصِيَ اللهَ -تَعَالَى- وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ, مَرْضِيٌّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ ومائة. 876- أيوب بن موسى 2: "ع" الإِمَامُ, المُفْتِي, أَبُو مُوْسَى الأُمَوِيُّ, المَكِّيُّ. وَجَدُّه: هُوَ الأَمِيْرُ عَمْرُو بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ الأَشْدَقُ. وَهُوَ ابْنُ عَمِّ الفَقِيْهِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ, وَلَيْسَ أَيُّوْبُ بِأَخٍ لِلْفَقِيْهِ سُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى الَّذِي تَقَدَّمَ. حَدَّثَ أَيُّوْبُ بنُ مُوْسَى عَنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ, وَمَكْحُوْلٍ, ونافع, وعطاء ابن مِيْنَا, وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ, وَرَوْحُ بنُ القَاسِمِ, وَشُعْبَةُ, وَالثَّوْرِيُّ, وَاللَّيْثُ, وَعَبْدُ الوَارِثِ, وَمَالِكٌ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ, وَابْنُ عُلَيَّةَ, وَخَلْقٌ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ فَقِيْهاً, مُفْتِياً. وَقَالَ أَحْمَدُ, وَأَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً. قِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 340"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 287"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1520"، حلية الأولياء "5/ ترجمة 284"، العبر "1/ 306"، الكاشف "3/ ترجمة 4971"، تاريخ الإسلام "6/ 120"، تهذيب التهذيب "9/ 209"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6288". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1356"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 920"، ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 1106"، تهذيب التهذيب "1/ 412"، شذرات الذهب "1/ 191".

محمد بن عمرو

877- محمد بن عمرو 1: "4, خ" ابن علقمة بن وقاص, الإِمَامُ المُحَدِّثُ, الصَّدُوْقُ, أَبُو الحَسَنِ اللَّيْثِيُّ, المَدَنِيُّ, صَاحِبُ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَرَاوِيَتُهُ. حَدَّثَ عَنْهُ, وَعَنْ: يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَاطِبٍ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حُنَيْنٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ, وَأَبِيْهِ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: مَالِكٌ, وَالثَّوْرِيُّ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَعَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ, وَأَبُو أُسَامَةَ وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَدِيٍّ, وَسَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ, وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَحَدِيْثُه فِي عِدَادِ الحَسَنِ. قَالَ النَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ, سُئِلَ: عَنْ سُهَيْلٍ وَالعَلاَءِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ, وَعَاصِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ, فَقَالَ: لَيْسَ حَدِيْثُهم بِحُجَّةٍ قِيْلَ لَهُ: فَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو? قَالَ: هُوَ فَوْقَهُم. قُلْتُ: رَوَى لَهُ البُخَارِيُّ مَقْرُوْناً بِآخَرَ, وَرَوَى لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً. وَرَوَى: عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى قال: ابن عجلان أوثق من محمد بن عَمْرٍو فَقَالَ: وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. وَسُئِلَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو, فَقَالَ لِلسَّائِلِ: تُرِيْدُ العَفْوَ أَوْ نُشِدِّدَ؟ قَالَ: بَلْ شَدِّدْ قَالَ: لَيْسَ مِمَّنْ تريد. قَالَ الجُوْزَجَانِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ, وَهُوَ مِمَّنْ يُشتَهَى حَدِيْثُه. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ فِي "المُوَطَّأِ", وَأَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ. وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بن معين: ثقة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 583"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 540" و"2/ 223 و697"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 138"، الكاشف "3/ ترجمة 5169"، وتاريخ الإسلام "6/ 127"، ميزان الاعتدال "3/ ترجمة 8015"، تهذيب التهذيب "9/ 375- 377"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6552"، شذرات الذهب "1/ 217".

حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "من نسي الصلاة علي خطىء طَرِيْقَ الجَنَّةِ" 1. مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ, أَوْ سنَةَ أَرْبَعٍ وَقَدْ حدث بالعراق.

_ 1 صحيح بطرقه: أخرجه ابن ماجه "908"، وأبو نعيم في "الحلية" "3/ 91" و"6/ 267" حدثنا جبارة ابن المغلس، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ دينار، عَنْ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، آفته جبارة بن المغلس، ضعيف، وقد ساق الذهبي الحديث في ترجمته وقال في إثره: "قلت: بهذا السند باطل". ورواه إسماعيل القاضي "41" من غير وجه عن أبي جعفر محمد بن على الباقر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وهو مرسل يتقوى به الإسناد الذي قبله. والحديث ذكره الحافظ في "الفتح" "11/ 168" باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعد أن ذكره. "وأخرجه البيهقي في "الشعب" من حديث أبي هريرة، وابن أبي حاتم من حديث جابر، والطبراني من حديث حسين بن علي، وهذه الطرق يشد بعضها بعضا".

عروة بن رويم

878- عروة بن رويم 1: "د، س، ق" اللخمي, الأردني الفَقِيْهُ, المُحَدِّثُ أَبُو القَاسِمِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي ثَعْلَبَةَ -الخُشَنِيِّ- فَقِيْلَ: سَمِعَ مِنْهُ- وَعَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَأَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ. وَأَرْسَلَ عَنْ: أَبِي ذَرٍّ, وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مُهَاجِرٍ, وَهِشَامُ بنُ سَعْدٍ, وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, ويحيى بنُ حَمْزَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبِ بنِ سَابُوْرَ, وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: عَامَّةُ حَدِيْثِه مَرَاسِيْلُ. وَيُقَالُ: سَمِعَ مِنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى: سَنَةَ خمس وثلاثين ومائة. وقيل: غير ذلك.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 460"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 143"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 122" و"2/ 292"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 2211"، حلية الأولياء "6/ ترجمة 351"، الكاشف "2/ ترجمة 3829"، العبر "1/ 288"، تاريخ الإسلام "5/ 277"، تهذيب التهذيب "7/ 179"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4825".

عمار الدهني، عمارة بن أبي حفصة

عمار الدُّهني، عُمارة بن أبي حفصة: 879- عمار الدهني 1: "م، 4" الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, أَبُو مُعَاوِيَةَ عَمَّارُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ أَسْلَمَ البَجَلِيُّ, ثُمَّ الدُّهْنِيُّ, الكُوْفِيُّ. وَفِي بَنِي عَبْدِ القَيْسِ أَيْضاً: دُهْنُ بنُ عُذْرَةَ. حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ, وَإِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ, وَأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَسَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ, وَأَبِي الطُّفَيْلِ الَّذِي لَهُ رُؤْيَةٌ. وَعَنْهُ: شُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ, وَإِسْرَائِيْلُ, وَشَرِيْكٌ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ, وَعَبِيْدَةُ بنُ حُمَيْدٍ, وَوَلَدُه مُعَاوِيَةُ بنُ عَمَّارٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَجَمَاعَةٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَهُ: مطين. 880- عمارة بن أبي حفصة 2: "خ، 4" البصري, العَتَكِيُّ مَوْلاَهُم, ابْنُ عَمِّ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أبي رواد. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ, وَأَبِي مِجْلَزٍ لاَحِقٍ, وَعِكْرِمَةَ, وَالحَسَنِ, وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: شُعْبَةُ, وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ, وَعَبْدُ الوَارِثِ, وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, وَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَغَيْرُهُ وَمَا لَحِقَ وَلَدُه حَرَمِيُّ بنُ عُمَارَةَ السَّمَاعَ مِنْهُ قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 340"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 120"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 16 و548 و615" و"3/ 87 و189"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 2175"، تاريخ الإسلام "5/ 284"، والكاشف "2/ ترجمة 4060"، ميزان الاعتدال "3/ 170"، تهذيب التهذيب "7/ 406"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5090"، شذرات الذهب "1/ 191". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 257"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 445 و585"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 2003"، تاريخ الإسلام للذهبي "5/ 284"، الكاشف للذهبي "2/ ترجمة 4067"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5102".

عمارة بن غزية، عمارة بن القعقاع، عطاء الخراساني

عُمارة بن غَزِيّة، عُمارة بن القعقاع، عطاء الخراساني 881- عمارة بن غزية 1: "م، 4" ابن الحارث, بن عَمْرِو بنِ غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ, الخَزْرَجِيُّ, البُخَارِيُّ, المَازِنِيُّ, المَدَنِيُّ, أَحَدُ الثِّقَاتِ. عَنْ: أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ, وَالشَّعْبِيِّ, وَالرَّبِيْعِ بنِ سَبْرَةَ, وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ, وَغَيْرِهِم. وَعَنْهُ: بَكْرُ بنُ مُضَرَ, وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ, وَابْنُ لَهِيْعَةَ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ, وَالدَّرَاوَرْدِيُّ, وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ, وَطَائِفَةٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ, وَاحْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ, وَاسْتَشْهَدَ بِهِ البُخَارِيُّ, وَأَمَّا ابْنُ حَزْمٍ فَضَعَّفَه, وَلَمْ يُصِبْ مَاتَ: سَنَةَ أربعين ومائة. 882- عمارة بن القعقاع 2: "ع" ابن شبرمة الضبي الكوفي. مُكْثِرٌ عَنْ: أَبِي زُرْعَةَ البَجَلِيِّ, وَرَوَى عَنْ: أَخْنَسَ بنِ خَلِيْفَةَ. رَوَى عَنْهُ: السُّفْيَانَانِ, وَشَرِيْكٌ, وَجَرِيْرٌ, وَابْنُ فُضَيْلٍ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ عَمِّه عَبْدِ اللهِ بنِ شبرمة وأفضل. 883- عطاء الخُرَاسَانِيُّ 3: "ع" هُوَ عَطَاءُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ المحدث, الواعظ, نزيل دمشق والقدس.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3121"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 238 و644" و"2/ 294" و"3/ 265"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 2030"، تاريخ الإسلام "5/ 285"، الكاشف "2/ ترجمة 4080"، ميزان الاعتدال "3/ 178"، تهذيب التهذيب "7/ 422"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5117"، شذرات الذهب "1/ 208". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 351"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3114"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 97 و102"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 2033"، الكاشف "2/ ترجمة 4081"، تاريخ الإسلام "5/ 285"، تهذيب التهذيب "7/ 423"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5118". 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 369"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3027"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 255" و"2/ 325 و373" و"3/ 389"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1850"، المجروحين لابن حبان "2/ 130"، الأنساب للسمعاني "5/ 68"، تاريخ الإسلام "5/ 279"، =

أَرْسَلَ عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ, وَابْنِ عَبَّاسٍ, وَالمُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ, وَطَائِفَةٍ وَرَوَى عَنِ: ابْنِ المُسَيِّبِ, وَعُرْوَةَ, وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ, وَابْنِ بُرَيْدَةَ, ونافع وعمرو ابن شُعَيْبٍ, وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: مَعْمَرٌ, وَشُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ, ومالك, وحماد بن سلمة, وإسماعيل ابن عَيَّاشٍ, وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ حَتَّى إِنَّ شَيْخَه عَطَاءً حَدَّثَ عَنْهُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ, لَكِنْ لَمْ يَلْقَ ابن عَبَّاسٍ -يَعْنِي: أَنَّهُ يُدَلِّسُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: هُوَ عَطَاءُ بنُ مَيْسَرَةَ, سَمِعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ, وَقَالَ مَالِكٌ: هُوَ عَطَاءُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَقَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ أَبُو أَيُّوْبَ عَطَاءُ بنُ عَبْدِ اللهِ بَلْخِيٌّ سَكنَ الشَّامَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ عَطَاءُ بنُ مَيْسَرَةَ وَقَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ مَعْرُوْفٌ بِالفَتْوَى وَالجِهَادِ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ وَقَالَ حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, حَدَّثَنَا عَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ, وَكَانَ نَسِيّاً وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ عَطَاءٍ: عَنْ أَبِيْهِ قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ, وَقَدْ فَاتَنِي عَامَّةُ الصَّحَابَةِ, وذَكَرَهُ البُخَارِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ, وَالعُقَيْلِيُّ, وَابْنُ حِبَّانَ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي "عِلَلِهِ": قَالَ مُحَمَّدٌ -يَعْنِي البُخَارِيَّ: مَا أَعْرِفُ لِمَالِكٍ رَجُلاً يَرْوِي عَنْهُ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُتْرَكَ حَدِيْثُه غَيْرَ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ. قُلْتُ: مَا شَأْنُه؟ قَالَ عَامَّةُ أَحَادِيْثِه مَقْلُوْبَةٌ. ثُمَّ قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ, رَوَى عَنْهُ مِثْلُ مَالِكٍ, وَمَعْمَرٍ, وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَداً مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَ تَكَلَّمَ فِيْهِ. قِيْلَ: إِنَّ الَّذِي فِي تَفْسِيْرِ سُوْرَةِ نُوْحٍ مِنْ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" هُوَ عَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ, وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ, بَلْ هُوَ عَطَاءُ بنُ أبي رباح. فعلى هذا لا شيء لِلْخُرَاسَانِيِّ فِي "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ". وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: أَصلُه مِنْ بَلْخَ, وَعِدَادُه فِي البَصْرِيِّينَ, وَإِنَّمَا قِيْلَ لَهُ: الخُرَاسَانِيُّ, لأَنَّهُ دَخَلَ إِلَى خُرَاسَانَ, وَأَقَامَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى العِرَاقِ, وَكَانَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللهِ, غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ رَدِيْءَ الحِفْظِ, كَثِيْرَ الوَهمِ, فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ فِي روايته, بطل الاحتجاج به.

_ = الكاشف "2/ ترجمة 3860"، ميزان الاعتدال "3/ 73"، تهذيب التهذيب "7/ 212"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4861"، شذرات الذهب "1/ 192". وقد رمز الحافظ الذهبي برمز "ع" أي أن الجماعة رووا له، وهو خطأ والصواب أن البخاري لم يرو له، وقد رمز الحافظ في "تقريب التهذيب" بالرموز "م عم" أي روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة، أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. فالصواب: أن توضع رموز "م عم" بدل: "ع" التي تدل على الجماعة أخرجوا له ومنهم البخاري، وهو خطأ كما بينا، وقد صوبت هذا الخطأ ووضعته بين مكعوفين، ليتنبه القارئ.

قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ فِيْهِ نَظَرٌ. عُثْمَانُ بنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيْهِ: أَوثَقُ عَمَلِي فِي نَفْسِي نَشرُ العِلْمِ, وَكَانَ يَجْلِسُ أَبِي مَعَ المسَاكِيْنِ, فَيُعَلِّمُهُم وَيُحَدِّثُهُم. قَالَ يَزِيْدُ بنُ سَمُرَةَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الخُرَاسَانِيَّ يَقُوْلُ: مَجَالِسُ الذِّكرِ هِيَ مَجَالِسُ الحَلاَلِ وَالحَرَامِ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ: مَنْ أَيْنَ مَعَاشُكَ؟ قَالَ: مَنْ صِلَةِ الإِخْوَانِ وَجَوَائِزِ السُّلْطَانِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ: كُنَّا نُغَازِي عَطَاءً الخراساني, وننزل مُتَقَارِبِيْنَ, فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ, ثُمَّ يُخْرِجُ رَأْسَه مِنْ خَيمَتِه, فَيَقُوْلُ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! يَا هِشَامَ بنَ الغَازِ! يَا فُلاَنُ! قِيَامُ اللَّيلِ, وَصِيَامُ النَّهَارِ أَيسَرُ مِنْ شُرْبِ الصَّدِيْدِ, وَلُبْسِ الحَدِيْدِ, وَأَكلِ الزَّقُّومِ وَالنَّجَاءَ النَّجَاءَ! قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: تُوُفِّيَ بِأَرِيْحَا, وَدُفِنَ بِبَيْتِ المَقْدِسِ. وَقَالَ ابْنُهُ عُثْمَانُ: مَاتَ أَبِي سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: مَوْلِدُه سَنَةَ خَمْسِيْنَ.

أيوب أبو العلاء

884- أيوب أبو العلاء 1: "د، ت، س" القصاب, الواسطي. وَهُوَ أَيُّوْبُ بنُ مِسْكِيْنٍ. وَيُقَالُ: ابْنُ أَبِي مِسْكِيْنٍ, الفَقِيْهُ, مُفْتِي أَهْلِ وَاسِطَ. حَدَّثَ عَنْ: قَتَادَةَ, وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ شُبْرُمَةَ. وَمَاتَ: فِي الكُهُولَةِ, قَبْلَ انْتِشَارِ حَدِيْثِه. رَوَى عَنْهُ: هُشَيْمٌ, وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ, وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَأَرَخَّ يَزِيْدُ وَفَاتَه: فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ فَلَوْلاَ قِدَمُ مَوْتِهِ لأُخِّرَ إِلَى طَبَقَةِ الحَمَّادَيْنِ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1357"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 928"، تهذيب التهذيب "1/ ترجمة 754"، والكاشف "1/ ترجمة 531"، تاريخ الإسلام "5/ 231"، وميزان الاعتدال "1/ 293".

حبيب العجمي، الحسن بن عبيد الله

حبيب العجمي، الحسن بن عُبَيد الله: 885- حبيب العجمي 1: "بَخ" زَاهِدُ أَهْلِ البَصْرَةِ, وَعَابِدُهُم, أَبُو مُحَمَّدٍ. رَوَى عَنْ: الحَسَنِ البَصْرِيِّ, وَشَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ, والفرزدق شيئًا يسيرًا. وَعَنْهُ: حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَجَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ, وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ, وَمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ, وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ تُؤثَرُ عَنْهُ كَرَامَاتٌ وَأَحوَالٌ, وَكَانَ لَهُ دُنْيَا, فَوَقَعَتْ مَوْعِظَةُ الحَسَنِ فِي قَلْبِهِ, فَتَصَدَّقَ بِأَرْبَعِيْنَ أَلفاً, وَقَنِعَ بِاليَسِيْرِ, وَعَبَدَ اللهَ حَتَّى أَتَاهُ اليَقِيْنُ. قَالَ ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى قَالَ: كَانَ حَبِيْبٌ يُرَى بِالبَصْرَةِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ, وَيُرَى بِعَرَفَةَ مِنَ الغَدِ2 قُلْتُ: سُقتُ مِنْ أَخْبَارِه فِي "تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ" وَذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تاريخه". 886- الحسن بن عبيد الله 3: "م، 4" ابن عروة الفَقِيْهُ, أَبُو عُرْوَةَ النَّخَعِيُّ, الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ, وَشَقِيْقٍ أَبِي وَائِلٍ, وَزَيْدِ بنِ وَهْبٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ. رَوَى عَنْهُ: الثَّوْرِيُّ, وجرير بن عبد الحميد, وسفيان بن عيينة, وعبد الله ابن إِدْرِيْسَ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. لَهُ: قَرِيْبٌ مِنْ ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وثلاثين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2635"، الكنى للدولابي "2/ 95"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 519"، حلية الأولياء "6/ ترجمة 355"، تاريخ الإسلام "5/ 233"، ميزان الاعتدال "1/ 457"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 299"، تهذيب التهذيب "2/ 189"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1216"، النجومن الزاهرة لابن تغرى بردى "1/ 283". 2 منكر: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "6/ 154"، من طريق محمد بن العباس بن أيوب حدثنا عبد الرحمن بن واقد، حدثن ضمرة، به. قلت: إسناده مظلم، آفته عبد الرحمن بن واقد، أبو مسلم، قال ابن عدي: حدث بالمناكير عن الثقات، يسرق الحديث. 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 348"، التاريخ الكبير للبخاري "2/ ترجمة 2528"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 92 و230"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 96"، تاريخ الإسلام "5/ 236"، تهذيب التهذيب "2/ 292"، خلاصة الخزرجي "1/ 1355".

خصيف

887- خصيف 1: "4" ابن عبد الرحمن, الإِمَامُ, الفَقِيْهُ, أَبُو عَوْنٍ الخِضْرَمِيُّ -بِكَسرِ الخَاءِ المُعْجَمَةِ- الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُم, الجَزَرِيُّ, الحَرَّانِيُّ. رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ. وَسَمِعَ: مُجَاهِداً, وَسَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ, وعكرمة, وطبقتهم. روى عنه: السفيانات, وَشَرِيْكٌ, وَمُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ, وَعَتَّابُ بنُ بَشِيْرٍ, وَمَرْوَانُ بنُ شُجَاعٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ, وَمُعَمَّرُ بنُ سُلَيْمَانَ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: وَقَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحٌ وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ليس بحجة وقال أبو حاتم: سيء الحِفْظِ قَالَ خُصَيْفٌ: قَالَ لِي مُجَاهِدٌ: يَا أَبَا عَوْنٍ أَنَا أُحِبُّكَ فِي اللهِ وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ ثِقَةٌ وَقَالَ ابْنُ حِرَاشٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ قَالَ أَبُو فَرْوَةَ: وَلِيَ خُصَيْفٌ بَيْتَ المَالِ وَعَنْ جَرِيْرٍ, قَالَ: كَانَ متمكنا من الإرجاء. وقال أبي نجيح: كان من صالحي الناس. قَالَ النُّفَيْلِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثلاثين. وقال عتاب بن بشر, وَالبُخَارِيُّ: سَنَةَ سَبْعٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ, وَشَبَابٌ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَقَالَ أَحْمَدُ أَيْضاً: لَيْسَ بِقَوِيٍّ, تَكَلَّمَ فِي الإِرْجَاءِ. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: كُنَّا نَجتَنِبُ خُصَيْفاً. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ: رَأَيْتُ عَلَى خُصَيْفٍ ثِيَاباً سُوداً, وَكَانَ عَلَى بَيْتِ المَالِ. قُلْتُ: حَدِيْثُه يَرتَقِي إِلَى الحَسَنِ. قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ، عَنْ زَيْدِ بنِ الحَسَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيَّاتُ, حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ, حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه, حَدَّثَنَا عَتَّابُ بنُ بَشِيْرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا شَكَكْتَ فِي صَلاَتِكَ فِي ثَلاَثٍ أَوْ أَرْبَعٍ, وَأَكْبَرُ ظَنِّكَ عَلَى أَرْبَعٍ سَجَدْتَ سجدتين, ثم

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 482"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 766"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 175 و460" و"3/ 154"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1848"، الأنساب للسمعاني "5/ 140"، تاريخ الإسلام "5/ 240"، الكاشف "1/ ترجمة 1400"، تهذيب التهذيب "3/ 143"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1898"، شذرات الذهب لابن العماد "1/ 206".

سَلَّمْتَ, وَإِنْ كَانَ أَكْبَرُ ظَنِّكَ عَلَى ثَلاَثٍ, فَصَلِّ رَكْعَةً, ثُمَّ تَشَهَّدْ, ثُمَّ اسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ, ثُمَّ سَلِّمْ"1. لَوْ صَحَّ هَذَا, لَكَانَ فيه فرج، عن ذوي الوسواس.

_ 1 ضعيف: آفته خصيف، فإنه ضعيف، سيئ الحفظ. وفي الإسناد انقطاع بين أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، وأبيه، فإنه لم يسمع منه. وهو عند أبي داود "1028" من طريق محمد بن سلمة، عن خصيف، به مرفوعا. وقال أبو داود في إثره: رواه عبد الواحد عن خصيف ولم يرفعه، ووافق عبد الواحد أيضا سفيان وشريك وإسرائيل، واختلفوا في الكلام في متن الحديث ولم يسندوه.

واهب بن عبد الله، زهرة بن معبد

واهب بن عبد الله، زُهرة بن معبد: 888- واهب بن عبد الله 1: الشَّيْخُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ الكَعْبِيُّ, المَعَافِرِيُّ, المِصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ, وَعُتْبَةَ بنِ عَامِرٍ, وَابْنِ عُمَرَ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو, وَحَسَّانِ بنِ كُرَيْبٍ, وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ شُرَيْحٍ, وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ, وَرَجَاءُ بنُ أَبِي عَطَاءٍ, وَضِمَامُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, وَابْنُ لَهِيْعَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. وَخَرَّجَ لَهُ: البُخَارِيُّ فِي كِتَابِ "الأَدَبِ" عُمِّرَ دَهْراً. وَتُوُفِّيَ بِبَرْقَةَ, فِي سَبْعٍ وثلاثين ببرقة. 889- زهرة بن معبد 2: "خ، 4" ابن عبد الله, بن هِشَامِ بنِ زُهْرَةَ, الإِمَامُ أَبُو عُقَيْلٍ القُرَشِيُّ, التَّيْمِيُّ, المَدَنِيُّ, نَزِيْلُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ. حَدَّثَ عَنْ: جَدِّه, عَبْدِ اللهِ الصَّحَابِيِّ. وَعَنِ: ابْنِ عُمَرَ, وَابْنِ الزبير, وسعيد بن المسيب, وغيرهم.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2657"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 510 و527" و"3/ 328"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 200"، تاريخ الإسلام "5/ 311" تهذيب التهذيب "11/ 108". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 515"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1476"، الكنى للدولابي "2/ 33"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2786"، تاريخ الإسلام "5/ 251"، الكاشف "1/ ترجمة 1674"، تهذيب التهذيب "3/ 341"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2162"، شذرات الذهب "1/ 192".

رَوَى عَنْهُ: حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ, وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي أَيُّوْبَ, وَاللَّيْثُ, وَابْنُ لَهِيْعَةَ, وَرِشْدِيْنُ بنُ سعد. وَكَانَ مِنْ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِيْنَ. قَالَ الدَّارِمِيُّ: زَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الأَبْدَالِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ, وَغَيْرُهُ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ لِجَدِّه صُحْبَةٌ. ابْنُ وَهْبٍ: أَنْبَأَنَا حَيْوَةُ, أَخْبَرَنِي زُهْرَةُ بنُ مَعْبَدٍ: أَنَّ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ قَالَ لَهُ: أَيْنَ تَسكُنُ? قُلْتُ: بِالفُسْطَاطِ قَالَ: تَسكُنُ الخَبِيْثَةَ المُنتِنَةَ, أُفٍّ! وَتَذَرُ الطَّيِّبَةَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ فَإِنَّك تَجْمَعُ بِهَا دُنْيَا وَآخِرَةً طَيِّبَةَ المَوْطَأِ, وَدِدْتُ أَنَّ قَبْرِي يَكُوْنُ بِهَا وَرَوَى نَحْوَهُ ضِمَامُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ زُهْرَةَ تُوُفِّيَ زُهْرَةُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ وَقَدْ شاخ.

عبد الحميد، عثمان البتي

عبد الحميد، عثمان البَتِّي: 890- عبد الحميد 1: "خ، م، د، س" صاحب الزيادي, مِنْ عُلَمَاءِ البَصْرَةِ الجِلَّةِ. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَأَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ, وَغَيْرِهِم. وَعَنْهُ: شُعْبَةُ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, وَمَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ, وثقه أحمد بن حنبل. 891- عثمان البتي 2: "4" فَقِيْهُ البَصْرَةِ, أَبُو عَمْرٍو, بَيَّاعُ البُتُوْتِ3 اسْمُ أبيه: مسلم, وقيل: أسلم, وَقِيْلَ: سُلَيْمَانُ. وَأَصلُه مِنَ الكُوْفَةِ. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَالشَّعْبِيِّ, وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ سَلَمَةَ, وَالحَسَنِ. وَعَنْهُ: شُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ, وَهُشَيْمٌ, وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ, وَابْنُ عُلَيَّةَ, وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ, وَالدَّارَقُطْنِيُّ, وَابْنُ سَعْدٍ, وَابْنُ مَعِيْنٍ, فِيْمَا نَقَلَهُ عَبَّاسٌ عَنْهُ. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: له أحاديث, كان صاحب رأي وفقه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1656"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 54 و90" الكاشف "2/ ترجمة 3141"، تاريخ الإسلام "5/ 270"، تهذيب التهذيب "6/ 114"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3974". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 257"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2204 و2287" الجرح والتعديل لابن أبي حاتم "6/ ترجمة 786"، الكاشف "2/ ترجمة 3794"، تاريخ الإسلام "5/ 276"، ميزان الاعتدال "3/ 59-60"، تهذيب التهذيب "7/ 153"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4787". 3 البتوت: الأكسية الغليظة.

جعفر بن ربيعة، أبو الأسود

جعفر بن ربيعة، أبو الأسود: 892- جعفر بن ربيعة 1: "ع" ابن الأمير شرحبيل بن حسنة, الفَقِيْهُ, الإِمَامُ, أَبُو شُرَحْبِيْلَ الكِنْدِيُّ, حَلِيْفُ بَنِي زُهْرَةَ بنِ كِلاَبٍ. سَكنَ مِصْرَ, أَوْ وُلِدَ بِهَا وَقَدْ أَدْرَكَ وَالِدُه رَبِيْعَةُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَآهُ وَرَأَى جَعْفَرٌ عَبْدَ اللهِ بنَ الحَارِثِ بنِ جَزْءٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَأَبِي الخَيْرِ مَرْثَدٍ اليَزَنِيِّ, وَعِرَاكِ بنِ مَالِكٍ, وَالأَعْرَجِ, وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ, وَبَكْرُ بنُ مُضَرَ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ لَهِيْعَةَ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ, وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ, وَهُوَ الأَصَحُّ وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سنة أربع وثلاثين ومائة قاله: شباب. 893- أبو الأسود 2: "ع" محمد بن عبد الرحمن, بن نَوْفَلِ بنِ الأَسْوَدِ بنِ نَوْفَلِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قصي, الإِمَامُ, أَبُو الأَسْوَدِ القُرَشِيُّ, الأَسَدِيُّ يَتِيْمُ عُرْوَةَ وَكَانَ أَبُوْهُ أَوْصَى بِهِ إِلَى عُرْوَةَ وَكَانَ جَدُّه أَحَدَ السَّابِقِيْنَ وَمِنْ مُهَاجِرَةِ الحَبَشَةِ -أَعْنِي نَوْفَلاً- وَبِأَرْضِ الحَبَشَةِ تُوُفِّيَ, فَيَقْتَضِي أَنْ يَكُوْنَ وَلَدُه عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ صِغَارِ الصَّحَابَةِ. نَزَلَ أَبُو الأَسْوَدِ مِصْرَ, وَحَدَّثَ بِهَا بِكِتَابِ "المَغَازِي" لِعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ, عَنْهُ. وَرَوَى عَنْ: عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ, وَالنُّعْمَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ, وَعِكْرِمَةَ, وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ, وَشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ, وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ, وَابْنُ لَهِيْعَةَ, وَأَنَسُ بنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ مِنَ العُلَمَاءِ الثِّقَاتِ. عِدَادُه فِي صِغَار التَّابِعِيْنَ مَاتَ: سَنَةَ بضع وثلاثين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 514"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2155"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 242 و284" و"2/ 442"، الكنى للدولابي "2/ 7"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1947"، تاريخ الإسلام للذهبي "5/ 333"، العبر "1/ 183"، الكاشف "1/ ترجمة 797"، تهذيب التهذيب "2/ 90"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1036"، شذرات الذهب "1/ 193". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 435"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 238 و664" و"2/ 294" و"3/ 256 و311"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1735"، الكاشف "3/ ترجمة 5082"، تاريخ الإسلام "5/ 296"، تهذيب التهذيب "9/ 307"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6444".

موسى بن أبي عائشة، برد بن سنان

موسى بن أبي عائشة، بُرْد بن سنان 894- موسى بن أبي عائشة 1: "ع" الهمداني, الكوفي, العَابِدُ, أَحَدُ العُلَمَاءِ العَابِدِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: شُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ, وَزَائِدَةُ, وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ, وابن عيينة, وَعَبِيْدَةُ بنُ حُمَيْدٍ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ. وَقَالَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُه, ذَكَرتُ اللهَ. وَقَالَ القَطَّانُ كَانَ يُحسِنُ سُفْيَانُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ. وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَنَّ جارًا لموسى ابن أَبِي عَائِشَةَ قَالَ: مَا رَفَعتُ رَأْسِي قَطُّ إلَّا رأيته يصلي. 895- برد بن سنان 2: "4" الفَقِيْهُ, أَبُو العَلاَءِ الدِّمَشْقِيُّ, نَزِيْلُ البَصْرَةِ, مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ. حَدَّثَ عَنْ: وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ, وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ, وَعُبَادَةَ بنِ نُسَيٍّ, وعمرو ابن شُعَيْبٍ, وَمَكْحُوْلٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: السُّفْيَانَانِ, وَالحَمَّادَانِ, وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ, وَابْنُ عُلَيَّةَ, وَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُ قَالَ يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا شَامِيٌّ خَيْرٌ مِنْ برد وقال يحيى ابن معين: هرب برد بن مَرْوَانَ الحِمَارِ إِلَى البَصْرَةِ. قِيْلَ: تُوُفِّيَ بُرْدٌ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ, رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 326"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1234"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 450 و514" و"2/ 672 و692" و"3/ 91 و239"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 700"، الكاشف "3/ ترجمة 5807"، تاريخ الإسلام "5/ 307" تهذيب التهذيب "10/ 352"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7282". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1951"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 339"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1675"، الكاشف "1/ ترجمة 557"، ميزان الاعتدال "1/ 302"، تاريخ الإسلام "5/ 231"، تهذيب التهذيب "1/ ترجمة 790".

حجاج بن حجاج، أبو هاشم الرماني

حجاج بن حجاج، أبو هاشم الرُّماني: 896- حجاج بن حجاج 1: "خ, م, د, س, ق" الباهلي, البصري, الأحول, الحافظ. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ سِيْرِيْنَ, وَالفَرَزْدَقِ, وَقَتَادَةَ -وَلاَزَمَه- وَأَبِي الزُّبَيْرِ المَكِّيِّ, وَكَانَ مَوْصُوْفاً بِالحِفْظِ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ جُحَادَةَ -رَفِيْقُه- وَإِبْرَاهِيْمُ بن طهمان -تلميذه- ويزيد ابن زُرَيْعٍ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ, وَغَيْرُهُ. مَاتَ: فِي الكُهُولَةِ, بِالبَصْرَةِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ, رَحِمَهُ اللهُ. 897- أَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ 2: "ع" الواسطي, ثِقَةٌ, حُجَّةٌ. قِيْلَ: اسْمُهُ: يَحْيَى بنُ دِيْنَارٍ. وَقِيْلَ: نَافِعٌ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي العَالِيَةِ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى, وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ, وَأَبِي وَائِلٍ, وَأَبِي الأَحْوَصِ, وَأَبِي مِجْلَزٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ, وَمُجَاهِدٍ, وَعِكْرِمَةَ, وَأَبِي صَالِحٍ, وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: خَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ, وَهُشَيْمٌ, وَرَوْحُ بنُ القَاسِمِ, وَشَرِيْكٌ, وَشُعْبَةُ وَسُفْيَانُ, وَقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ, وَآخَرُوْنَ. وَاحْتَجُّوا بِهِ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ, وَهُوَ مِمَّنْ يُجْمَعُ حَدِيْثُه. تُوُفِّيَ سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2813"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 29"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 678"، الكاشف "1/ ترجمة 941"، ميزان الاعتدال "1/ 461"، تاريخ الإسلام "5/ 235" و"6/ 53"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 305"، تهذيب التهذيب "2/ 199"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1236". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2967"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 595"، تاريخ الإسلام "5/ 196"، تهذيب التهذيب "12/ 261".

الحسن بن الحر، الجريري

الحسن بن الحرُ، الجُرَيْرِي: 898- الحسن بن الحر 1: "د, س" النخعي أَوِ الجُعْفِيُّ, كُوْفِيٌّ, إِمَامٌ, عَابِدٌ, سَكَنَ دِمَشْقَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي الطُّفَيْلِ, وَالشَّعْبِيِّ, وَالقَاسِمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ, وَخَالِه عَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ أَخِيْهِ, حُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الجُعْفِيُّ, وزهير بن معاوية, وحميد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ, وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ قَالَ زُهَيْرٌ: اقْتَرَضَ أَبِي مِنَ الحَسَنِ بنِ الحُرِّ أَلْفاً, ثُمَّ وَجَّهَ بِهَا إِلَيْهِ, فَرَدَّهَا وَقَالَ: اشْتَرِ بِهَا لِزُهَيْرٍ سُكَّراً. وَقَالَ حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ: كَانَ الحَسَنُ بنُ الحُرِّ إِذَا مَرَّ بِهِ مَنْ يَبِيْعُ مِلْحاً أَوْ مَنْ رَأْسُ ماله نحو درهمين, فيعيطه خَمْسَةً يَقُوْلُ: اجْعَلْهَا رَأْسَ مَالِكَ وَخَمْسَةً أُخْرَى فَيَقُوْلُ: خُذْ بِهَا دَقِيْقاً وَتَمراً. وَخَمْسَةً أُخْرَى فَيَقُوْلُ: خُذْ بِهَا قُطناً لِلْمَرْأَةِ. قَالَ مُحْرِزُ بنُ حُرَيْثٍ: كَتَبَ الحَسَنُ بنُ الحُرِّ إِلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ: إِنِّي كُنْتُ أُقَسِّمُ زَكَاتِي, فَلَمَّا وُلِّيتَ, رَأَيْتُ أَنْ أَسْتَأمِرَكَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْعَثْ بِهَا إِلَيْنَا وَسَمِّ لَنَا إِخْوَانَكَ نُغنِهِم عَنْكَ. قَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ كَثِيْرَ المَالِ, سَخِيّاً, مُتَعَبِّداً قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ العِرَاقِ مِثْلُ الحَسَنِ بنِ الحُرِّ, وَعَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابَةَ, وَكَانَا شَرِيْكَيْنِ وَقَالَ الحَاكِمُ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَيُنسَبُ إِلَى جَدِّه, فَيُقَالُ: الحَسَنُ ابْنُ الحَكَمِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ مَوْلَى لِبَنِي الصَّيْدَاءِ, قَوْمٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ. مَاتَ: سنة ثلاث وثلاثين ومائة. 899- الجريري 2: "ع" الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, الثِّقَةُ أَبُو مَسْعُوْدٍ سَعِيْدُ بنُ إِيَاسٍ الجُرَيْرِيُّ, البَصْرِيُّ, مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 353"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2504"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 26"، الكاشف "1/ ترجمة 1026"، تاريخ الإسلام "5/ 235"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 416"، تهذيب التهذيب "2/ 261"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1328". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 261"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1520"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 76 و83 و123" و"3/ 13 و63"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1"، حلية الأولياء "6/ ترجمة 363"، الأنساب للسمعاني "3/ 244"، تاريخ الإسلام "6/ 69"، تذكرة الحفاظ "1/ 150"، العبر "1/ 196"، ميزان الاعتدال "2/ 127-128" تهذيب التهذيب "4/ ترجمة 8"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2419"، شذرات الذهب "1/ 215".

رَوَى عَنْ: أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ وَأَبِي نَضْرَةَ وَابْنِ بُرَيْدَةَ, وَخَلْقٍ سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ, وَإِسْمَاعِيْلُ بن علية ويزيد ابن هَارُوْنَ وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ وَيَحْيَى القَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ, وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مُحَدِّثُ البَصْرَةِ وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ وَجَمَاعَةٌ ثِقَةٌ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ قَبْلَ مَوْتِه وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَدِيٍّ لاَ نَكذِبُ اللهَ سَمِعنَا مِنَ الجُرَيْرِيِّ وَهُوَ مُختَلِطٌ وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ سَأَلْتُ ابْنَ عُلَيَّةَ أَكَانَ الجُرَيْرِيُّ اخْتُلِطَ? قَالَ لاَ كَبِرَ الشَّيْخُ, فَرَقَّ. قَالَ الفَلاَّسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: أَتَيْتُ الجُرَيْرِيَّ فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا ابْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: "بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاَةٌ". فَلَمَّا خَرَجتُ قَالَ لِي رَجُلٌ: إِنَّمَا هُوَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ1. فَرَجَعتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: لَهُ فَقَالَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ. وَرَوَى ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ كَهْمَسٍ قَالَ أَنْكَرْنَا الجُرَيْرِيَّ قَبْلَ الطَّاعُوْنِ. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ سَمِعْتُ مِنَ الجُرَيْرِيِّ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وأربعين ومائة وَهِيَ أَوَّلُ دُخُوْلِي البَصْرَةَ وَلَمْ نُنكِرْ مِنْهُ شَيْئاً وَكَانَ قَدْ قِيْلَ: لَنَا إِنَّهُ قَدِ اخْتُلِطَ وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ بَعْدَنَا. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ سَمِعَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ مِنَ الجُرَيْرِيِّ, وَكَانَ لا يروي عنه.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "2/ 356"، وأحمد "5/ 57"، والبخاري "624"، ومسلم "838" والدارمي "1/ 336"، وابن خزيمة "1287"، والدارقطني "1/ 266"، وأبو عوانة "2/ 265"، والبيهقي "2/ 474" من طرق عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن عبد الله بن مغفل، به مرفوعا. وأخرجه ابن أبي شيبة "2/ 356"، وأحمد "4/ 86" و"5/ 54"، والبخاري "627"، ومسلم "838"، والترمذي "185"، والنسائي "1/ 28"، وابن ماجه "1162"، والدراقطني "1/ 266"، والبيهقي "2/ 472"، والبغوي "430" من طرق عن كَهْمَسُ بنُ الحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ بريدة، عن عبد الله بن مغفل، به مرفوعا.

وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ يُقَدِّمُ الجُرَيْرِيَّ عَلَى سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ؛ لأَنَّهُ كَانَ يُخَاصِمُ القَدَرِيَّةَ وَكَانَ أَيُّوْبُ لاَ يُعجِبُهُ أَنْ يُخَاصِمَهُم وَقَالَ: وَمِنْ غَرَائِبِ الجُرَيْرِيِّ حَدِيْثُ مُسْلِمٍ "إِذَا بُوْيِعَ لِخَلِيْفَتَيْنِ فَاقْتُلِ الأَحْدَثَ مِنْهُمَا" 1, وَحَدِيْثُ: "لاَ تَقُلْ: عَلَيْكَ السَّلاَمُ فَإِنَّهَا تَحِيَّةُ المَيِّتِ" 2 وَقَدْ رَوَيَا له في " الصَّحِيْحَيْنِ" وَتَحَايَدَا مَا حَدَّثَ بِهِ فِي حَالِ تَغَيُّرِ حِفْظِه فَجَرَى لَهُ فِي الشَّيْخُوخَةِ نَظِيْرُ مَا تَمَّ لِسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ تُوُفِّيَ الجريري: سنة أربع وأربعين ومائة.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1853" من طريق خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الجُرَيْرِيِّ، عَنْ أبي نضرة، عن أبي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما". 2 صحيح: أخرجه أبو داود "4084"، والترمذي "2722" من طريق أبي غفار المثنى بن سعيد الطائي، حدثنا أبو تميمة الهجيمي "وأبو تميمة اسمه طريف بن مجالد" عن أبي جرى جابر بن سليم قال: رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئا إلا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: هَذَا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: عليك السلام يا رسول الله مرتين. قال: لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الميت. قل السلام عليك...." وذكر حديثا طويلا. وأخرجه الترمذي "2721"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" "233" من طريق خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، عن رجل من قومه قال: فذكره. وأخرجه أحمد "3/ 482"، والحاكم "4/ 168" من طريق سعيد بن الجريري، عن أبي السليل، عن أبي تميمة الهجيمي، عن رجل من قومه، به.

رقبة بن مصقلة

900- رقبة بن مصقلة 1: "خَ, م, د, ت, س" الإِمَامُ, الثَّبْتُ, العَالِمُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ العَبْدِيُّ, الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ. وَعَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ, وَنَافِعٍ, وَطَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ, وَعَوْنِ بنِ أَبِي جُحَيْفَةَ, وَغَيْرِهِم. وَعَنْهُ: صَاحِبُهُ, سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَمُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً, مُفَوَّهاً يُعَدُّ مِنْ رجالات العرب- رحمه الله تعالى.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1154"، المعرفة والتاريخ "2/ 676 و790 و814"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2358"، تاريخ الإسلام "5/ 249"، الكاشف "1/ ترجمة 1599"، تهذيب التهذيب "3/ 286"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2101".

الزبير بن عدى، يزيد بن عبد الله بن خصيفة، يزيد بن يزيد بن جابر

الزُّبَير بن عدى، يزيد بن عبد الله بن خُصَيْفة، يزيد بن يزيد بن جابر: 901- الزبير بن عدي 1: "ع" العَلاَّمَةُ, الثِّقَةُ, أَبُو عَدِيٍّ الهَمْدَانِيُّ, اليَامِيُّ, الكُوْفِيُّ, قَاضِي الرَّيِّ. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَأَبِي وَائِلٍ شَقِيْقٍ, وَالحَارِثِ الأَعْوَرِ, وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ, وَمُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ: مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ وَمِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَبِشْرُ بنُ الحُسَيْنِ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَكَانَ فَاضِلاً صَاحِبَ سُنَّةٍ قَالَ العِجْلِيُّ ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنْ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ كَانَ مَعَ قُتَيْبَةَ البَاهِلِيِّ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيْمُ اتَّقِ اللهَ لاَ تُقْتَلْ مَعَ قُتَيْبَةَ يُقَالَ مات سنة إحدى وثلاثين ومئة. 902- يزيد بن عبد الله بن خصيفة 2: "ع" وَخُصَيْفَةُ هُوَ أَخُو السَّائِبِ, ابْنَيْ يَزِيْدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ أُخْتِ نَمِرٍ الكِنْدِيُّ, المَدَنِيُّ, الفَقِيْهُ. حَدَّثَ عَنْ: السَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ, وَعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ, وَبُسْرِ بنِ سَعِيْدٍ, وَيَزِيْدَ بنِ قسيط. وَعَنْهُ: مَالِكٌ, وَالثَّوْرِيُّ, وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ, وَالدَّرَاوَرْدِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثَبْتاً عَابِداً, نَاسِكاً, كَثِيْرَ الحَدِيْثِ قُلْتُ: تُوُفِّيَ بَعْد الثَّلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. 903- يَزِيْدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ جابر 3: "م, د, ت, ق" الأزدي, الدمشقي, أخو عبد الرحمن بن يزيد.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 330"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1363"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 87"، الكنى للدولابي "2/ 29"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2632"، تاريخ الإسلام "5/ 250"، الكاشف "1/ ترجمة 1637"، ميزان الاعتدال "2/ 68"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2125"، شذرات الذهب "1/ 181". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3261"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1153"، الكاشف "3/ ترجمة 6438"، تاريخ الإسلام "5/ 314"، تهذيب التهذيب "11/ 340". 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 466"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3359"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 334 و393"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1262"، تاريخ الإسلام "5/ 316"، الكاشف "3/ 6381"، تهذيب التهذيب "11/ 370"، شذرات الذهب "1/ 192".

حَدَّثَ: عَنْ يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ وَمَكْحُوْلٍ وَرُزَيْقِ بنِ حَيَّانَ وَوَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ وَشُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو المَلِيْحِ الرَّقِّيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَحُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ الأَعْلاَمِ ذُكِرَ لِلْقَضَاءِ مَرَّةً فَإِذَا هُوَ أَكْبَرُ مِنَ القَضَاءِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ أَجَازَه الوَلِيْدُ بنُ يَزِيْدَ بِخَمْسِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ. وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ لاَ أَعْلَمُ مَكْحُوْلاً خَلَّفَ مِثْلَ يَزِيْدَ بنِ يَزِيْدَ بِالشَّامِ إلَّا مَا ذَكَرَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ مِنْ سُلَيْمَانَ. وَقَالَ الجُعْفِيُّ: قَدِمَ عَلَيْنَا يَزِيْدُ بنُ يَزِيْدَ فَذَكَرَ مِنْ بُكَائِهِ. وَقَالَ هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ: أَفسَدَ نَفْسَه خَرَجَ فَأَعَانَ عَلَى قَتْلِ الوَلِيْدِ وَأَخَذَ مائَةَ ألف دينار. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ حَسَنَ الهَيْئَةِ حَسَنَ النَّحْوِ يَقُوْلُوْنَ لَمْ يَكُنْ فِي أَصْحَابِ مَكْحُوْلٍ مِثْلُهُ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لَمْ يَكُنْ لِعَمِّي يَزِيْدَ كِتَابٌ. قَالَ دُحَيْمٌ: مَاتَ مَكْحُوْلٌ فَأَحْدَقُوا بِيَزِيْدَ بنِ يَزِيْدَ وَكَانَ رَجُلاً سِكِّيْتاً فَتَحَوَّلُوا إِلَى سُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى فَأَوسَعَهم عِلْماً وَفِي لَفْظٍ كَانَ زِمِّيتاً1 لاَ يحدثإلَّا أَنْ يُسْأَلَ وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَالنَّسَائِيُّ ثِقَةٌ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ وَابْنُ سَعْدٍ مَاتَ سنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ وَقِيْلَ: مَاتَ سنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ قُلْتُ: عَاشَ أَخُوْهُ بَعْدَه ثَلاَثِيْنَ سنة.

_ 1 الزميت: هو القليل الكلام الوقور.

شريك، هاشم بن يزيد، عبد الله بن علي

شريك، هاشم بن يزيد، عبد الله بن علي: 904- شريك 1: "خ, م, د, س, ق" ابْنِ عَبْدِ اللهِ بن أبي نمر المدني, المُحَدِّثُ. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسٍ, وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَكُرَيْبٍ, وَعَطَاءِ بنِ يَسَارٍ, وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: مَالِكٌ, وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ, وإسماعيل ابن جَعْفَرٍ, وَأَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ, وَرَوَى عَنْهُ مِنَ الكِبَارِ سَعِيْدٌ المَقْبُرِيُّ وَذَلِكَ فِي "الصَّحِيْحِ". قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ, وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالاَ مَرَّةً: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَدْ جَهِلَ عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ وَاتَّهَمَهُ بِالوَضعِ. وَقَدْ وَثَّقَهُ أبو داود وروى عنه مثل مَالِكٍ وَلاَ رَيْبَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الثَّبْتِ كَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ وَفِي حَدِيْثِ الإِسْرَاءِ مِنْ طَرِيْقِه أَلْفَاظٌ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهَا وَذَلِكَ فِي صَحِيْحِ البُخَارِيِّ مَاتَ قَبْلَ الأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. 905- هاشم بن يزيد 2: ابن خالد بن الخليفة يزيد بن معاوية السفياني. بَايَعَه بِالخِلاَفَةِ أَهْلُ دِمَشْقَ لَمَّا هَلَكَ السَّفَّاحُ, وَدَعَا عَمُّه إِلَى نَفْسِهِ. فَكَانَ القَائِمَ بِخِلاَفَةِ هَاشِمٍ الأَمِيْرُ عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى بنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيُّ, فَلَمَّا أَقْبَلَ لِحَرْبِهِ صَالِحٌ عَمُّ المَنْصُوْرِ هَرَبَ هَاشِمٌ وَابْنُ سُرَاقَةَ. وَكَانَ ابْنُ سُرَاقَةَ قَدْ شَتَمَ بَنِي العَبَّاسِ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ لأَفَاعِيْلِهِم, وَسَفكِهِمُ الدِّمَاءَ وَقَدْ كَانَ ابْنُ سُرَاقَةَ اسْتَنَابَه عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ عَلَى دِمَشْقَ فَلَمَّا سَبَّهُم عُزِلَ وَجَاءَ عَلَى نِيَابَةِ دِمَشْقَ مُقَاتِلُ بنُ حَكِيْمٍ فَظَفِرَ بِابْنِ سُرَاقَةَ فَضَرَبَ عُنُقَه وَلَمْ يَبلُغْنَا مَا جَرَى لِهَاشِمٍ ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ. 906- عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ 3: ابْنِ البَحْرِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ. عَمُّ السَّفَّاحِ وَالمَنْصُوْرِ, مِنْ رِجَالِ العَالِمِ, وَدُهَاةِ قُرَيْشٍ كَانَ بَطَلاً, شُجَاعاً, مَهِيْباً, جَبَّاراً, عَسُوْفاً, سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ. بِهِ قَامتِ الدَّولَةُ العَبَّاسِيَّةُ. سَارَ فِي أَرْبَعِيْنَ أَلْفاً أَوْ أَكْثَرَ فَالْتَقَى الخَلِيْفَةَ مَرْوَانَ بِقُربِ المَوْصِلِ فَهَزَمَه وَمَزَّقَ جُيُوْشَه وَلَجَّ فِي طَلَبِه وَطَوَى البِلاَدَ حَتَّى نَازَلَ دَارَ المُلْكِ دِمَشْقَ فَحَاصَرَهَا أَيَّاماً وَأَخَذَهَا بِالسَّيْفِ وَقَتَلَ بِهَا إِلَى الظُّهْرِ نَحْواً مِنْ خَمْسِيْنَ أَلْفَ مُسْلِمٍ مِنَ الجُنْدِ وَغَيْرِهِم وَلَمْ يَرقُبْ فِيْهِم إلَّا وَلاَ ذِمَّةً وَلاَ رَعَى رَحِماً وَلاَ نَسَباً ثُمَّ جَهَّزَ فِي الحَالِ أَخَاهُ دَاوُدَ بنَ عَلِيٍّ في طلب مروان إلى أن

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2645"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1592"، الكاشف "2/ ترجمة 2299"، تاريخ الإسلام "6/ 80"، تهذيب التهذيب "4/ 337"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2949". 2 ترجمته في تاريخ ابن عساكر. 3 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 8" النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 7.

أَدْرَكَه بِقَرْيَةِ بُوْصِيْرَ, مِنْ بِلاَد مِصْرَ, فَبَيَّتَه, فَقَاتَلَ المِسْكِيْنُ حَتَّى قُتِلَ, وَهَرَبَ ابْنَاهُ إِلَى بِلاَدِ الحَبَشَةِ, وَانتَهَتِ الدَّولَةُ الأُمَوِيَّةُ. وَلَمَّا مَاتَ السَّفَّاحُ, زَعَمَ عَبْدُ اللهِ أَنَّهُ وَلِيُّ عَهْدِه, وبايعه أمراء الشام, وبويع المَنْصُوْرُ بِالعِرَاقِ, وَنَدَبَ لِحَربِ عَمِّهِ صَاحِبَ الدَّعوَةِ أَبَا مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيَّ, فَالْتَقَى الجَمْعَانِ بِنَصِيْبِيْنَ فَاشتَدَّ القِتَالُ وَقُتِلَتِ الأَبْطَالُ, وَعَظُمَ الخَطْبُ ثُمَّ انْهَزَمَ عَبْدُ اللهِ فِي خَوَاصِّه, وَقَصَدَ البَصْرَةَ فَأَخفَاهُ أَخُوْهُ سُلَيْمَانُ مُدَّةً, ثُمَّ مَا زَالَ المَنْصُوْرُ يُلحُّ حَتَّى أَسلَمَه فَسَجَنَهُ سَنَوَاتٍ فَيُقَالُ: حَفَرَ أَسَاسَ الحَبسِ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِ المَاءَ فَوَقَعَ عَلَى عَبْدِ اللهِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ فالأمر لله.

رؤبة بن العجاج، سليمان بن علي

رُؤْبَة بن العجَّاج، سليمان بن علي: 907- رُؤْبَةُ بنُ العَجَّاجِ 1: التَّمِيْمِيُّ, الرَّاجِزُ, مِنْ أَعرَابِ البَصْرَةِ وَسَمِعَ: أَبَاهُ, وَالنَّسَّابَةَ البَكْرِيَّ. وَرَوَى عَنْهُ: يَحْيَى القَطَّانُ, وَالنَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ, وَأَبُو عُبَيْدَةَ, وَأَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ, وَطَائِفَةٌ. وَكَانَ رَأْساً فِي اللُّغَةِ, وَكَانَ أَبُوْهُ قَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَلَفٌ الأَحْمَرُ: سَمِعْتُ رُؤِبَةَ يَقُوْلُ: مَا فِي القُرْآنِ أَعرَبُ مِنْ قَوْلِه تَعَالَى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر} [الحِجْرُ: 94] قَالَ النَّسَائِيُّ فِي رُؤْبَةَ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَرُؤْبَةُ -بِالهَمْزِ-: قِطعَةٌ مِنْ خشب, يشعب بها الإناء, جمعها: رئاب. والروية -بِوَاوٍ- خَمِيْرَةُ: اللَّبَنِ وَالرُّوْبَةُ أَيْضاً: قِطعَةٌ مِنَ الليل. 908- سليمان بن علي 2: "س, ق" الأمير, عم المنصور. روى عن: أبيه, وعكرمة. وَعَنْهُ ابْنُهُ, جَعْفَرٌ, وَعَافِيَةُ القَاضِي, وَمُحَمَّدُ بنُ رَاشِدٍ المَكْحُوْلِيُّ, وَالأَصْمَعِيُّ, وَبِنْتُهُ, زَيْنَبُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ. وَكَانَ أَحَدَ الأَجْوَادِ. قِيْلَ: كَانَ يُعتِقُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ مائَةَ مَمْلُوْكٍ وَقِيْلَ: بَلَغَتْ عَطَايَاهُ فِي بَعْضِ المَوَاسِمِ خَمْسَةَ آلاَفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَلِيَ البصرة مدة, وكان يخصب, وَقَدْ شَابَ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً. وَوَرَدَ أَنَّهُ كَانَ فِي سَطحِ القَصرِ, فَسَمِعَ نِسوَةً يَقُلْنَ: لَيْتَ الأَمِيْرَ اطَّلَعَ عَلَيْنَا, فَأَغنَانَا؟ فَرَمَى إِلَيْهِم جَوْهَراً وَذَهَباً. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَهُوَ وَالِدُ الأَمِيْرَيْنِ: محمد, وجعفر.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 238"، شذرات الذهب لابن العماد "1/ 223"، خزانة الأدب للبغدادي "1/ 43"، لسان الميزان "2/ 264". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1848"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 116 و125" و"2/ 247"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 572"، الكاشف "1/ ترجمة 2139"، تاريخ الإسلام "6/ 74"، تهذيب التهذيب "4/ 211"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2728".

حميد بن أبي حميد

909- حميد بن أبي حميد 1: "ع" الطويل, الإِمَامُ, الحَافِظُ, أَبُو عُبَيْدَةَ البَصْرِيُّ, مَوْلَى طَلْحَةَ الطَلَحَاتِ. وَيُقَالُ: مَوْلَى سَلَمَةَ. وَقِيْلَ: غَيْرُ ذَلِكَ. وَفِي اسْمِ أَبِيْهِ أَقْوَالٌ: أَشهَرُهَا: تَيْرَوَيْه. وَقِيْلَ: تَيْرُ. وَقِيْلَ: زَاذَوَيْه, لاَ بَلْ ابْنُ: زَاذَوَيْه, شَيْخٌ, مُقِلٌّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَوْنٍ, هُوَ يَرْوِي أَيْضاً عَنْ أَنَسٍ. وَقِيْلَ: اسْمُ وَالِدِ حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ: دَاوَرُ, أَوْ مِهْرَانُ, أَوْ طَرْخَانُ, أَوْ مَخْلَدٌ, أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ. مَوْلِدُه فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ, عَامَ مَوْتِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَسَمِعَ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ, وَالحَسَنَ, وَأَبَا المُتَوَكِّلِ, وعكرمة, وموسى بن أنس, وَبَكْرَ بنَ عَبْدِ اللهِ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ شقيق العقيلي, وثابت البُنَانِيَّ, وَابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ, وَيُوْسُفَ بنَ مَاهَكَ, وَطَائِفَةً, وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ, وَمَعْرِفَةٍ, وَصِدْقٍ. رَوَى عَنْهُ: عَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ, وَشُعْبَةُ وَزِيَادُ بنُ سَعْدٍ, وَابْنُ جُرَيْجٍ, وَالسُّفْيَانَانِ, وَالحَمَّادَانِ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جعفر, وأبو إسحاق الفزاري, وخالد ابن عَبْدِ اللهِ, وَزَائِدَةُ, وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ, وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ, وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ, وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ, وَعَبَّادُ بنُ العَوَّامِ, وَابْنُ المُبَارَكِ, وَعَبْدُ الأَعْلَى السَّامِيُّ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ, وَمَالِكٌ, وَهُشَيْمٌ, وَوُهَيْبٌ, وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ, وَعَبِيْدَةُ بنُ حُمَيْدٍ, وَيَحْيَى القَطَّانُ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ, وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَدِيٍّ, وَمَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عيسى

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 252"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2704"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 125 و231" و"2/ 37"، الكنى للدولابي "2/ 73"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 961"، تاريخ الإسلام "6/ 57"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 146"، العبر "1/ 194"، الكاشف "1/ ترجمة "1257"، تهذيب التهذيب "3/ 48"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1643"، شذرات الذهب "1/ 211".

سُمَيْعٍ, وَالنَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ, وَقُرَيْشُ بنُ أَنَسٍ, وَمُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ, وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ. وَيُقَالُ: مِنْ سَبْيِ كَابُلَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ: وَالِدُ حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ. وَرَوَى الفَسَوِيُّ، عَنْ أَبِي مُوْسَى الزَّمِنِ, قَالَ: حُمَيْدُ بنُ تَيْرَوَيْه وَهُم يَغضَبُوْنَ مِنْهُ. قَالَ حَاشِدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ حُمَيْدٍ الطَّوِيْلَ, قُلْتُ: مَا اسْمُ جَدِّكَ؟ قَالَ لاَ أَدْرِي. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: رَأَيْتُ حُمَيْداً وَلَمْ يَكُنْ بِطَوِيْلٍ, وَلَكِنْ كَانَ طَوِيْلَ اليَدَيْنِ, وَكَانَ قَصِيْراً, لَمْ يَكُنْ بِذَاكَ الطَّوِيْلِ, وَلَكِنْ كَانَ لَهُ جَارٌ يُقَالَ لَهُ: حُمَيْدٌ القَصِيْرُ. فَقِيْلَ: حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ لِيُعرَفَ مِنَ الآخَرِ. وَرَوَى إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: بَصْرِيٌّ, تَابِعِيٌّ, ثِقَةٌ, وَهُوَ خَالُ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ, لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَكْبَرُ أَصْحَابِ الحَسَنِ قَتَادَةُ, وَحُمَيْدٌ وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ, وَعَامَّةُ حَدِيْثِه، عَنْ أَنَسٍ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ ثَابِتٍ. يُرِيْدُ أَنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُهَا. وَرَوَى يَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ قَالَ: أَخَذَ حُمَيْدٌ كُتُبَ الحَسَنِ, فَنَسَخَهَا ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ. وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ قَالَ: لَمْ يَدَعْ حُمَيْدٌ لِثَابِتٍ البُنَانِيِّ عِلْماً إلَّا وَعَاهُ, وَسَمِعَهُ مِنْهُ. التَّبُوْذَكِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: عَامَّةُ مَا يَرْوِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ سَمِعَهُ مِنْ ثَابِتٍ. قَالَ زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ: قَدِمْتُ البَصْرَةَ, فَأَتَيْتُ حُمَيْداً الطَّوِيْلَ, وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ, فَقُلْتُ: لَهُ حَدِّثْنِي؟ فَقَالَ: سَلْ؟ قُلْتُ: مَا مَعِي شَيْءٌ أَسْأَلُ عَنْهُ. قَالَ: فَحَدَّثَنِي بِثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً. قُلْتُ: حَدِّثْنِي؟ فَحَدَّثَنِي بِتِسْعَةٍ وَأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً. فَقُلْتُ: مَا أَرَاكَ إلَّا قَدْ قَارَبتَ. فَجَعَلَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَنَساً, وَالأَحْيَانَ يَقُوْلُ: قَالَ أَنَسٌ. فَلَمَّا فَرَغَ قُلْتُ: أَرَأَيْتَ مَا قَدْ حَدَّثْتَنِي بِهِ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنْتَ سَمِعْتَه مِنْهُ? فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَيْهَاتَ, فَاتَكَ مَا فَاتَكَ! يَقُوْلُ: كَانَ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَقِفَهُ عِنْدَ كُلِّ حَدِيْثٍ وَتَسْأَلَه فَكَأَنَّ حُمَيْداً وَجَدَ فِي نَفْسِهِ, فَقَالَ: مَا حَدَّثْتُكَ بِشَيْءٍ، عَنْ أَحَدٍ, فَعَنْهُ أُحَدِّثُكَ. قَالَ: فَلَمْ يَشفِ قَلْبِي. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ, قَالَ: كَانَ حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ إِذَا ذَهَبْتَ تَقِفُهُ عَلَى بَعْضِ حَدِيْثِ أَنَسٍ يَشُكُّ فِيْهِ.

وَرَوَى عَفَّانُ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ, قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ حُمَيْداً عَنِ الشَّيْءِ مِنْ فُتْيَا الحَسَنِ, فَيَقُوْلُ: نَسِيْتُه. وَرَوَى يُوْسُفُ بنُ مُوْسَى، عَنْ يَحْيَى بنِ يَعْلَى المُحَارِبِيِّ, قَالَ: طَرَحَ زائدة حَدِيْثَ حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ. وَرَوَى عُمَرُ بنُ حَفْصٍ الأَشْقَرُ، عَنْ مَكِّيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: مَرَرْتُ بِحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ, وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ سُودٌ, فَقَالَ لِي أَخِي: أَلاَ تَسْمَعُ مِنْ حُمَيْدٍ? فَقُلْتُ: أَسْمَعُ مِنَ الشُّرَطِيِّ?! وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: يُقَالُ اخْتُلِطَ عَلَى حُمَيْدٍ مَا سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ وَمِنْ ثَابِتٍ. وَيُرْوَى عَنْ: شُعْبَةَ قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ سَمِعَ حُمَيْدٌ مِنْ أَنَسٍ خَمْسَةُ أَحَادِيْثَ. وَرَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ الحَدَّادُ، عَنْ شُعْبَةَ, قَالَ: لَمْ يسمع حميد من أنسإلَّا أَرْبَعَةً وَعِشْرِيْنَ حَدِيْثاً, وَالبَاقِي سَمِعَهَا مِنْ ثَابِتٍ, أَوْ ثَبَّتَهُ فِيْهَا ثَابِتٌ. قُلْتُ: لِحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ فِي كُتُبِ الإِسْلاَمِ شَيْءٌ كَثِيْرٌ, وَأَظُنُّ لَهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ عَنْهُ مائَةُ حَدِيْثٍ. عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ, سَمِعْتُ شُعْبَةَ, سَمِعْتُ حَبِيْبَ بنَ الشَّهِيْدِ يَقُوْلُ لِحُمَيْدٍ, وَهُوَ يُحَدِّثُنِي: انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ بِهِ شُعْبَةَ, فَإِنَّهُ يَرْوِيْهِ عَنْكَ. ثُمَّ يَقُوْلُ لِي: إِنَّ حُمَيْداً رَجُلٌ نَسِيٌّ, فَانْظُرْ مَا يُحَدِّثُكَ بِهِ. وَقَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: كُنَّا عِنْدَ حُمَيْدٍ, فَأَتَاهُ شُعْبَةُ, فَقَالَ: يَا أَبَا عُبَيْدَةَ حَدِيْثُ كَذَا وَكَذَا شَكَّ فِيْهِ قَالَ إِنَّهُ لِيَعرِضُ لِي أَحْيَاناً فَانْصَرَفَ شُعْبَةُ فَقَالَ حُمَيْدٌ: مَا أَشُكُّ فِي شَيْءٍ مِنْهَا, وَلَكِنَّهُ غُلاَمٌ صَلِفٌ, أَحبَبتُ أَنْ أُفسِدَهَا عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: لَهُ أَحَادِيْثُ كَثِيْرَةٌ مُسْتقِيْمَةٌ, فَأَغنَى -لِكَثْرَةِ حَدِيْثِهِ- أَنْ أَذْكُرَ لَهُ شَيْئاً مِنْ حَدِيْثِهِ وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: الأَئِمَّةُ, وَأَمَّا مَا ذكر عنه أنه لم يسمع من أنسإلَّا مِقْدَارَ مَا ذُكِرَ وَسَمِعَ البَاقِي مِنْ ثَابِتٍ عَنْهُ فَإِنَّ تِلْكَ الأَحَادِيْثَ يُمَيِّزُهَا مَنْ كَانَ يَتَّهِمُه أَنَّهَا، عَنْ ثَابِتٍ عَنْهُ لأَنَّهُ قَدْ رَوَى، عَنْ أَنَسٍ وَقَدْ رَوَى، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَحَادِيْثَ فَأَكْثَرُ مَا فِي بَابِه أَنَّ الَّذِي رَوَاهُ، عَنْ أَنَسٍ البَعْضُ مِمَّا يُدَلِّسُهُ، عَنْ أَنَسٍ وَقَدْ سَمِعَهُ مِنْ ثَابِتٍ, وَقَدْ دَلَّسَ جَمَاعَةٌ مِنَ الرُّوَاةِ، عَنْ مَشَايِخَ قد رأوهم. ابن سعد: أنبأنا عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيُّ, أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ الدَّارِيُّ، عن حماد ابن سَلَمَةَ قَالَ: أَخَذَ إِيَاسُ بنُ مُعَاوِيَةَ بِيَدِي وَأَنَا غُلاَمٌ فَقَالَ: لاَ تَمُوْتُ أَوْ تَقُصَّ. أَمَا إِنِّي قَدْ قُلْتُ: هَذَا

لَخَالُكَ- يَعْنِي: حُمَيْداً- قَالَ: فَمَا مَاتَ حَتَّى قَصَّ. قَالَ أَبُو خَالِدٍ: فَقُلْتُ لِحَمَّادٍ: فَقَصَصْتَ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: قَالَ حُمَيْدٌ لِلْبَتِّيِّ -يَعْنِي: عُثْمَانَ-: إِذَا أَتَاكَ النَّاسُ, فَاحمِلْهُم عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ, لاَ, وَلَكِن خُذْ مِنْ هَذَا وَمِنْ هَذَا, فَأَصلِحْ بَيْنَهُم, قَالَ: فَقَالَ البَتِّيُّ: لاَ أُطِيْقُ سِحْرَكَ. قَالَ: وَكَانَ حُمَيْدٌ مُصْلِحَ أَهْلِ البَصْرَةِ. وَرَوَى قُرَيْشُ بنُ أَنَسٍ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ الشَّهِيْدِ, قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عَلَى بَابِ خَالِدِ بن بُرْزِيْنَ, إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ, فَقَالَ لَهُ إِيَاسٌ: إِنْ أَرَدْتَ الصُّلحَ, فَعَلَيْكَ بِحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ, تَدْرِي مَا يَقُوْلُ لَكَ? يَقُوْلُ لَكَ؟ اترُكْ شَيْئاً وَلِصَاحِبِكَ مِثْلُ ذَلِكَ. قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: مَاتَ حُمَيْدٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي, وَمَاتَ عَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ وَهُوَ عَلَى بَطْنِ امْرَأَتِه. وَقَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: كَانَ حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ قَائِماً يُصَلِّي, فَمَاتَ فَذَكَرُوْهُ لابْنِ عَوْنٍ, وَجَعَلُوا يَذْكُرُوْنَ مِنْ فَضْلِه. فَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: احْتَاجَ إِلَى مَا قَدمَ. قَالَ سِبْطُ حُمَيْدٍ, وَهُوَ يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ: مَاتَ جَدِّي فِي جُمَادَى الأُوْلَى, سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: هَذَا وَهْمٌ وَقَالَ قُرَيْشُ بنُ أَنَسٍ, وَابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ وَكَذَا قَالَ: الهَيْثَمُ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: مَاتَ حُمَيْدٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ, أَوْ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ فِي آخِرِهَا. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ البِيْكَنْدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ: مَاتَ أَبِي سنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ, وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ, وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ أَوْ نَحْوِهَا. وَرَوَى: الزِّيَادِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ: مَاتَ أَبِي سنَةَ ثَلاَثٍ وَقَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ خَمْسٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً وَقَالَ خَلِيْفَةُ وَالفَلاَّسُ: سنَةَ ثَلاَثٍ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُرْدَاوِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ الفَقِيْهُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ بِالثَّغْرِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مَسْعُوْدٍ مُحَمَّدٌ وَأَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ السُّوْذَرْجَانِيُّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَيْلَةَ الفَرَضِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَكِيْمٍ, حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ الحَنْظَلِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ قَاضِي البَصْرَةِ, حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تُقَامُ الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "148"، والترمذي "2208"، من حديث أنس، به.

الربيع بن أنس، بكير بن عبد الله بن الأشج

الربيع بن أنس، بُكَير بن عبد الله بن الأشج: 910- الربيع بن أنس 1: "4" ابن زياد البكري, الخراساني, المروزي, بصري. سَمِعَ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ, وَأَبَا العَالِيَةِ الرِّيَاحِيَّ, -وَأَكْثَرَ عَنْهُ- وَالحَسَنَ البَصْرِيَّ. وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, وَالأَعْمَشُ, وَالحُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ, وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُسْلِمٍ, وَابْنُ المُبَارَكِ, وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ عَالِمَ مَرْوَ فِي زَمَانِهِ. وَقَدْ رَوَى: اللَّيْثُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زَحْرٍ, عَنْهُ, وَلَقِيَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: سُجِنَ بِمَرْوَ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: سَجَنَه أَبُو مُسْلِمٍ تِسْعَةَ أَعْوَامٍ, وَتَحَيَّلَ ابْنُ المُبَارَكِ حَتَّى دَخَلَ إِلَيْهِ, فَسَمِعَ مِنْهُ. يُقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. حَدِيْثُه: فِي السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ. 911- بُكَيْرُ بنُ عَبْدِ الله بن الأشج 2: "ع" الإِمَامُ, الثِّقَةُ, الحَافِظُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ -وَيُقَالُ: أَبُو يُوْسُفَ- القُرَشِيُّ, المَدَنِيُّ, ثُمَّ المِصْرِيُّ, مَوْلَى بَنِي مَخْزُوْمٍ, أَحَدُ الأَعْلاَمِ, وَهُوَ وَالِدُ المُحَدِّثِ مَخْرَمَةَ بنِ بُكَيْرٍ, وَأَخُو يَعْقُوْبَ وَعُمَرَ. مَعْدُوْدٌ فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ؛ لأَنَّهُ رَوَى عَنِ: السَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ, وَأَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ. وَرَوَى عَنْ: سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ, وَمَحْمُوْدِ بنِ لبيد -الذي عقل المجة3 النبوية -وكريب,

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 369"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 924"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 53"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2054"، تاريخ الإسلام "5/ 245"، العبر "237"، الكاشف "1/ ترجمة 1537"، تهذيب التهذيب "3/ 238"، خلاصة الخزرجي "2015". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1876"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1585"، تهذيب التهذيب "1/ 491"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 160". 3 صحيح: أخرج البخاري "77" حدثني محمد بن يوسف، قال: حدثنا أبو مسهر، قال: حدثني محمد بن حرب، حدثني الزبيدي، عن الزهري، عن محمود بن الربيع قال: عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي، وأنا ابن خمس سنين من دلو".

وَأَبِي سَلَمَةَ, وَبُسْرِ بنِ سَعِيْدٍ, وَأَبِي صَالِحٍ السمان, وعفيف ابن عَمْرٍو السَّهْمِيِّ, وَالمُنْذِرِ بنِ المُغِيْرَةِ, وَعِرَاكِ بنِ مَالِكٍ, وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ, وَيَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَاطِبٍ, وَأَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى, وَخَلْقٍ وَيَنْزِلُ إِلَى يَزِيْدَ بنِ أَبِي عُبَيْدٍ, وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ, وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الإِسْلاَمِ. رَوَى عَنْهُ: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ, وَأَيُّوْبُ بنُ مُوْسَى, وَابْنُ عَجْلاَنَ, وَابْنُ إِسْحَاقَ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ, وَبَكْرُ بنُ عَمْرٍو المَعَافِرِيُّ, وَالقُدَمَاءُ مِنْ أَقْرَانِهِ, وَغَيْرُهُم, وَابْنُه مَخْرَمَةُ, وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ, وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ, وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ, وَالضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ, وَابْنُ لَهِيْعَةَ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَا ذَكَرَ مَالِكٌ بُكَيْراً إلَّا قَالَ: كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ. وقال محمد ابن عِيْسَى بنِ الطَّبَّاعِ: سَمِعْتُ مَعْنَ بنَ عِيْسَى يَقُوْلُ: مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَفُوْقَ أَوْ يَفْضُلَ بُكَيْرَ بنَ الأَشَجِّ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ, صَالِحٌ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ البَرَاءِ: لَمْ يَكُنْ بِالمَدِيْنَةِ بَعْدَ كِبَارِ التَّابِعِيْنَ أَعْلَمَ مِنِ: ابْنِ شِهَابٍ, وَبُكَيْرِ بنِ الأَشَجِّ, وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ, مَدَنِيٌّ, لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ مَالِكٌ شَيْئاً, خَرَجَ إِلَى مِصْرَ قَدِيْماً, فَنَزَلَ بِهَا. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ, ثَبْتٌ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ وَابْنُ نُمَيْرٍ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: بَلْ هَذَا تَارِيْخُ وَفَاةِ أَخِيْهِ يَعْقُوْبَ, وَقَدِ اشْتُبَه بُكَيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ هَذَا عَلَى طَائِفَةٍ بِبُكَيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ الطَّائِيِّ الكُوْفِيِّ. وَيُقَالُ: بُكَيْرُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الطَّوِيْلُ, الضَّخْمُ, وَهُمَا مُتَعَاصِرَانِ رَوَى الضَّخْمُ، عَنْ مُجَاهِدٍ, وَكُرَيْبٍ, وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَهُوَ مُقِلٌّ رَوَى عَنْهُ سَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ, وَأَشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ سُمَيْعٍ الحَنَفِيُّ وَكَأَنَّهُ مَاتَ شَابّاً. أَخرَجَ مُسْلِمٌ, وَابْنُ مَاجَه مِنْ حَدِيْثِ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ بُكَيْرٍ هَذَا، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيْثَ: "بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُوْنَةَ ... " 1 الحَدِيْثَ. ثُمَّ قَالَ سَلَمَةُ: فَلَقِيْتُ كُرَيْباً, فَحَدَّثَنِي عَنِ ابْنِ عباس, بهذا.

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "3862" و"4707"، والبخاري "6316"، ومسلم "763" "181"،=

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَسَاكِرَ قِرَاءةً عَلَيْهِمَا مُنفَرِدَيْنِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ البَزَّازِ ح, وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ رِكَابٍ, وَمُوْسَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ قَالاَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ "ح"، أَنْبَأَنَا رَشِيْدُ بنُ كَامِلٍ وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ قَالاَ، أنبأنا أحمد ابن المُفَرَّجِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظُ قَالاَ، أنبأنا محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنبأنا محلم بن إسماعيل الظبي، أَنْبَأَنَا الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ القَاضِي حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ يَزِيْدَ مَوْلَى سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين} [البَقَرَةُ: 184] , كَانَ مَنْ أَرَادَ مِنَّا أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِيَ, حَتَّى نَزَلَتِ الآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا1 هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ, نَازِلُ الإِسْنَادِ, وَإِنَّمَا عَزَّزَه ورفعه وقوعه من المُوَافَقَاتِ العَالِيَةِ فَقَدْ رَوَاهُ: الشَّيْخَانِ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَأَبُو عِيْسَى, وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ جَمِيْعاً، عَنْ قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ الثَّقَفِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَفَرَّد بِهِ بُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي عُبَيْدٍ وَمَاتَ قَبْلَ يَزِيْدَ بِمُدَّةٍ وَلَمْ يَرْوِهِ، عَنْ بُكَيْرٍ سِوَى عَمْرِو بنِ الحَارِثِ وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ مُتَابِعاً لِبَكْرِ بنِ مُضَرَ، عَنْ عَمْرٍو نَحْوَهُ وَاللهُ أَعْلَمُ. أَخُوْهُ:

_ = وأبو داود "5043"، والترمذي في "الشمائل" "255"، وابن ماجه "508" من طريق سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن كريب، عن ابن عباس قال: بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، فأتى حاجته، ثم غسل وجهه ويديه، ثم نام، ثم قام، فأتى القربة، فأطلق شناقها، ثم توضأ وضوءا بين الوضوءين، ولم يكثر وقد أبلغ، ثم قام فصلى، فقمت فتمطيت كراهية أن يرى أن كنت أنتبه له، فتوضأت، فقام فصلى، فقمت عن يساره، فأخذ بيدي فأدراني عن يمينه، فتتامت صَلاَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الليل ثلاث عشرة ركعة، ثم اضطحع فنام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ فأتاه بلال فآذنه بالصلاة، فقام فصلى ولم يتوضأ وكان في دعائه "اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا، وعن يميني نورا، وعن يساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وخلفي نورا، وعظم لي نورا". 1 صحيح: أخرجه البخاري "4507"، ومسلم "1145"، وأبو داود "2315"، والنسائي "4/ 190".

يعقوب بن عبد الله بن الأشج

912- يَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الأَشَجِّ 1: "م, ت, س, ق" أَبُو يُوْسُفَ الفَقِيْهُ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ, وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَأَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ, وَكُرَيْبٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: رَفِيْقُه, يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَجْلاَنَ, وَابْنُ إِسْحَاقَ, وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ, وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ بَعْضُهم, وَاحْتَجَّ بِهِ: مُسْلِمٌ اسْتُشْهِدَ فِي غَزْوِ البَحْرِ, فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3441"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 293 و661"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 870"، الكاشف "3/ ترجمة 6507"، تاريخ الإسلام "5/ 190"، تهذيب التهذيب "11/ 390".

محمد بن جحادة

913- محمد بن جحادة 1: "ع" الكوفي, أَحَدُ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ بِأَحَادِيْثَ لَكِنَّهَا مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى بنِ عقبة بن أبي العَيْزَارِ عَنْهُ وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ, وَأَبِي صَالِحٍ السمان, وأبي صالح باذام, وعطاء ابن أَبِي رَبَاحٍ, وَرَجَاءِ بنِ حَيْوَةَ, وَالحَسَنِ, وَبَكْرٍ المُزَنِيِّ, وَأَبِي الجَوْزَاءِ الرَّبَعِيِّ, وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ, وَأَبِي الزُّبَيْرِ, وَنَافِعٍ, وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ, وَأَبِي حازم الأشجعي, وعطيه العوفي, وسليمان بن بريد, وَطَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ, وَجَمَاعَةٍ جَمَعَ الطَّبَرَانِيُّ حَدِيْثَ مُحَمَّدِ بنِ جُحَادَةَ سَمِعنَاهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَعَبْدُ الوَارِثِ, وَابْنُه إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَأَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ, وَزِيَادٌ البَكَّائِيُّ, وَدَاوُدُ بنُ الزِّبْرِقَانِ, وَشَرِيْكٌ, وَعَبْدُ الحَكِيْمِ بنُ مَنْصُوْرٍ, وَخَلْقٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ, وَكَانَ مِنَ الفُضَلاَءِ الصُّلَحَاءِ. تُوُفِّيَ: بِطَرِيْقِ مَكَّةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ الأَسَدِيِّ, أَخْبَرَكُمُ ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا خَلِيْلُ بن بدر، أنبأنا أبو علي المقرىء، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ, حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ ثَعْلَبٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عَنِ القُبْلَةِ لِلصَّائِمِ قَالَ: "لاَ بَأْسَ بِهَا, إِنَّمَا هِيَ رَيْحَانَةٌ يَشَمُّهَا"2 والله أعلم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 335"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 113"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 750" و"3/ 144"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1227"، الكاشف "3/ ترجمة 4837"، ميزان الاعتدال "3/ 498"، تهذيب التهذيب "9/ 92"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6108"، شذرات الذهب "1/ 182". 2 موضوع: آفته يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، كذاب، قال ابن معين: كذاب، وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن أقوام أثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال من الأحوال.

إسماعيل بن أبي خالد

914- إسماعيل بن أبي خالد 1: "ع" الحَافِظُ, الإِمَامُ الكَبِيْرُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ, الأَحْمَسِيُّ مَوْلاَهُم, الكُوْفِيُّ. وَاسْمُ أَبِيْهِ: هُرْمُزُ. وَقِيْلَ: سَعْدٌ. وَقِيْلَ: كَثِيْرٌ. وَلَهُ مِنَ الإِخْوَةِ: أَشْعَبُ, وَخَالِدٌ, وَسَعِيْدٌ كَانَ مُحَدِّثَ الكُوْفَةِ فِي زَمَانِهِ مَعَ الأَعْمَشِ, بَلْ هُوَ أَسنَدُ مِنَ الأَعْمَشِ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى, وَأَبِي جُحَيْفَةَ, وَهْبٍ السُّوَائِيِّ, وَعَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ المَخْزُوْمِيِّ, وَأَبِي كَاهِلٍ قَيْسِ بنِ عَائِذٍ, وَلَهُم صُحْبَةٌ, وَعِدَادُه فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ, وَرَوَى أيضًا، عن قيس بن أبي حازم وَزَيْدِ بنِ وَهْبٍ وَزِرِّ بنِ حُبَيْشٍ, وَالحَارِثِ بنِ شُبَيْلٍ, وَحَكِيْمِ بنِ جَابِرٍ, وَطَارِقِ بنِ شِهَابٍ, وَالشَّعْبِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ, وَيَنْزِلُ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ, وَالزُّبَيْرِ بنِ عَدِيٍّ, وَسَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ, وَخَلْقٍ وَيَرْوِي، عَنْ أَبِيْهِ وَأَخِيْهِ خَالِدٍ, وَأَخِيْهِ سَعِيْدٍ, وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. رَوَى عَنْهُ: الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ, وَمَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ, وَشُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ, وَشَرِيْكٌ, وَجَرِيْرٌ, وَعَبَّادُ بنُ العَوَّامِ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ, وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ وَالفَضْلُ بنُ مُوْسَى, وَأَبُو مُعَاوِيَةَ, وَوَكِيْعٌ, وَيَحْيَى القَطَّانُ, وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, وَابْنُ إِدْرِيْسَ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ العَبْدِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ الوَهْبِيُّ, وَعُبَيْدُ الله بن موسى, ويحيى بن هاشم السمسمار, وهو على ضعفه آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ. رَوَى البُخَارِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِ مائَةِ حَدِيْثٍ. رَوَى: ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ: حُفَّاظُ النَّاسِ ثلاثة: إسماعيل بنَ أَبِي خَالِدٍ, وَعَبْدَ المَلِكِ بنَ أَبِي سليمان, ويحيى بن سعيد الأنصاري, وإسماعيل أعلم الناس بالعشبي وَأَثبَتُهُم فِيْهِ. وَرَوَى الوَلِيْدُ بنُ عُتْبَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: كَانَ إِسْمَاعِيْلُ يُسَمَّى المِيْزَانَ. رَوَى: مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: ابْنُ أَبِي خَالِدٍ يَزْدَرِدُ العِلْمِ ازْدِرَاداً. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ إِسْمَاعِيْلُ يَحْسُو العِلْمَ حَسْواً. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى القَطَّانِ: مَا حَمَلْتَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ عَامِرٍ صِحَاحٌ قَالَ: نَعَمْ. وَقَالَ القَطَّانُ: كَانَ سُفْيَانُ بِهِ مُعجَباً.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 344"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1108"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 148"، تهذيب التهذيب "1/ 291"، شذرات الذهب "1/ 216".

وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: أَصَحُّ النَّاسِ حَدِيْثاً، عَنِ الشَّعْبِيِّ: ابْنُ أَبِي خَالِدٍ, ابْنُ أَبِي خَالِدٍ يَشْرَبُ العِلْمَ شُرباً. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَكَذَا وَثَّقَهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ, ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ أُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ الشَّعْبِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ: كُوْفِيٌّ, تَابِعِيٌّ, ثِقَةٌ. وَكَانَ رَجُلاً صَالِحاً, سَمِعَ مِنْ خَمْسَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ طَحَّاناً وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ المَوْصِلِيُّ: حُجَّةٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ إِسْمَاعِيْلُ حُجَّةً, فَمَنْ يَكُوْنُ حُجَّةً?!. قُلْتُ: أَجْمَعُوا عَلَى إِتقَانِه, وَالاحْتِجَاجِ بِهِ, وَلَمْ يُنْبَزْ بِتَشَيُّعٍ, وَلاَ بِدعَةٍ. وَللهِ الحَمْدُ. يَقعُ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ جُملَةٌ, وَحَدِيْثُه مِنْ أَعْلَى مَا يَكُوْنُ فِي "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ". قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ, وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ قَوْلِ مَنْ قَالَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَاللهُ أَعْلَمُ. كَتَبتُ إِلَى ابْنِ أَبِي عُمَرَ, وَابْنِ عَلاَّنَ, وَطَائِفَةٍ سَمِعُوا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنُ غَيْلاَنَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيْمِ بنِ جَابِرٍ، عَنْ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ, مِثْلاً بِمِثْلٍ يَداً بِيَدٍ, وَالشَّعِيْرُ بِالشَّعِيْرِ مِثْلاً بمثل يدا بيدا, والتمر بالتمر مثلا بمثلا يَداً بِيَدٍ حَتَّى ذَكَرَ المِلْحَ ... " فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنَّ هَذَا لاَ يَقُوْلُ شَيْئاً. فَقَالَ عُبَادَةُ: أَي وَاللهِ مَا أُبَالِي أَنْ لاَ أَكُوْنَ بِأَرْضِكُم هَذِهِ1. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَحْدَه لَهُ عِلَّةٌ جَاءَ، عَنْ حَكِيْمٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ، عَنْ عُبَادَةَ.

_ 1 صحيح: أخرجه النسائي "7/ 277" من طريق إسماعيل بن أبي خالد، به. وأخرجه مسلم "1587" من طريق حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ أَبِي قلابة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة "7/ 103-104"، وأحمد "5/ 320"، ومسلم "1587" "81"، وأبو داود "3350"، والدارقطني "3/ 24"، وابن الجارود "650"، والبيهقي "5/ 278 و284" من طرق عن وكيع قال: حدثنا سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي الاشعث الصنعاني، عن عبادة بن الصامت، به مرفوعا.

ليث بن أبي سليم

915- ليث بن أبي سليم 1: "4,خت، م تبعًا" ابن زنيم, مُحَدِّثُ الكُوْفَةِ, وَأَحَدُ عُلَمَائِهَا الأَعْيَانِ عَلَى لِيْنٍ فِي حَدِيْثِهِ لِنَقصِ حِفْظِهِ مَوْلَى آلِ أَبِي سفان بنِ حَرْبٍ الأُمَوِيِّ أَبُو بَكْرٍ وَيُقَالُ: أَبُو بُكَيْرٍ الكُوْفِيُّ وَفِي اسْمِ أَبِيْهِ أَبِي سُلَيْمٍ أَقْوَالٌ: أَيْمَنُ. وَيُقَالُ: أَنَسٌ. وَيُقَالُ: زِيَادَةُ, وَعِيْسَى. وُلِدَ بَعْدَ السِّتِّيْنَ, لَعَلَّ فِي دَوْلَةِ يَزِيْدَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي بُرْدَةَ, وَالشَّعْبِيِّ, وَمُجَاهِدٍ, وَطَاوُوْسٍ, وَعَطَاءٍ, وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ, وَشَهْرٍ, وَعِكْرِمَةَ, وَزَيْدِ بنِ أَرْطَاةَ, وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ, وَأَشْعَثَ بنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ, وَخَلْقٍ وَلَمْ نَجْدْ لَهُ شَيْئاً، عَنْ صِغَارِ الصَّحَابَةِ, وَلَكِنَّهُ مَعْدُوْدٌ فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ, وَكَانَ فِي حَيَاةِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ كَابْنِ أَبِي أَوْفَى وَأَنَسٍ- رَجُلاً. حَدَّثَ عَنْهُ: الثَّوْرِيُّ, وَزَائِدَةُ, وَشُعْبَةُ, وشيبان, وشريك, وزهير, والفضيل ابن عِيَاضٍ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَيَعْقُوْبُ القُمِّيُّ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو, وَأَبُو الأَحْوَصِ, وَزِيَادٌ البَكَّائِيُّ, وَابْنُ إِدْرِيْسَ, وَالمُحَارِبِيُّ, وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ, وَابْنُ عُلَيَّةَ, وَجَرِيْرٌ الضَّبِّيُّ, وَحَسَّانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ وَذَوَّادُ بنُ عُلْبَةَ, وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُوْنِيُّ, وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ, وَعَبْدُ الوَارِثِ, وَالقَاسِمُ بنُ مَالِكٍ, وَأَبُو مُعَاوِيَةَ, وَابْنُ فُضَيْلٍ, وَخَلْقٌ كثير. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ مُضْطَرِبُ الحَدِيْثِ, وَلَكِنْ حَدَّثَ عَنْهُ النَّاسُ وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ أَسوَأَ رَأْياً فِي أَحَدٍ مِنْهُ فِي لَيْثٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ وَهَمَّامٍ لاَ يَسْتَطِيْعُ أَحَدٌ أَنْ يُرَاجِعَه فِيْهِم. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ عُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ فَقَالَ سَأَلْتُ جَرِيْراً، عَنْ لَيْثٍ وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ فَقَالَ كَانَ لَيْثٌ أَكْثَرَ تَخلِيطاً وَيَزِيْدُ أَحْسَنَهُم اسْتِقَامَةً قَالَ عَبْدُ اللهِ فَسَأَلْتُ أَبِي، عَنْ هَذَا فَقَالَ أَقُوْلُ كَمَا قَالَ جَرِيْرٌ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ لِي يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ لَيْثٌ أَضْعَفُ مِنْ يَزِيْدَ بنِ أبي زياد يزيد فوقه في الحديث.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 349"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1051"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 519 و706" و"2/ 154 و164 و713" و"3/ 31" الجرح والتعديل "7/ ترجمة 4761"، المجروحين لابن حبان "2/ 231"، تاريخ الإسلام "6/ 116"، الكاشف "3/ ترجمة 4757"، العبر "1/ 195"، ميزان الاعتدال "3/ 420-423" تهذيب التهذيب "8/ 465"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6001" شذرات الذهب "1/ 207". وقد أخرج له مسلم متابعة أي مقرونا بغيره، فليس على شرطه.

وروى معاوية بن صالح عني يَحْيَى قَالَ: لَيْثٌ ضَعِيْفٌ إلَّا أَنَّهُ يُكْتَبُ حَدِيْثُه. وَقَالَ الفَلاَّسُ, وَغَيْرُهُ: كَانَ يَحْيَى القَطَّانُ لاَ يُحَدِّثُ عَنْ لَيْثٍ, وَلاَ حَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ, وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ، عَنْ سُفْيَانَ وَغَيْرِه. عَنْهُمَا. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ, وَغَيْرُهُ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: مُجَالِدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ لَيْثٍ وَحَجَّاجٍ. وَقَالَ أَبُو مَعْمَرٍ القَطِيْعِيُّ: كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يُضَعِّفُ لَيْثَ بنَ أَبِي سُلَيْمٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: لَيْثٌ وَعَطَاءٌ وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ لَيْثٌ أَحْسَنُهم حَالاً عِنْدِي يَحْيَى بنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ إِدْرِيْسَ قَالَ: مَا جَلَستُ إِلَى لَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ إلَّا سَمِعْتُ مِنْهُ مَا لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَالَ شُعْبَةُ: لِلَيْثٍ أَيْنَ اجْتَمَعَ لَكَ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ عَطَاءٌ, وَطَاوُوْسٌ, وَمُجَاهِدٌ فَقَالَ: إِذْ أَبُوْكَ يُضرَبُ بِالخُفِّ لَيْلَةَ عُرسِه قَالَ قَبِيْصَةُ فَقَالَ رَجُلٌ كَانَ جَالِساً فَمَا زَالَ شُعْبَةُ مُتَّقِياً لِلَيْثٍ مُنْذُ يَوْمَئِذٍ قَالَ عَبْدُ المَلِكِ أَبُو الحَسَنِ المَيْمُوْنِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى ذَكَرَ لَيْثَ بنَ أَبِي سُلَيْمٍ فَقَالَ: ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ، عَنْ طَاوُوْسٍ فَإِذَا جمعَ طَاوُوْس وَغَيْره فَالزِّيَادَةُ هُوَ ضَعِيْفٌ. مُؤَمَّلُ بنُ الفَضْلِ، عَنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ, وَقُلْنَا لَهُ: لِمَ لَمْ تَسْمَعْ مِنْ لَيْثٍ؟ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُه كَانَ قَدِ اخْتُلِطَ, وَكَانَ يَصعَدُ المَنَارَةَ ارْتِفَاعَ النَّهَارِ, فَيُؤَذِّنُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْثٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ, وَأَبرَأُ سَاحَةً, يُكْتَبُ حَدِيْثُه, وَهُوَ ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ, وَغَيْرُهُ: لَيْثٌ لاَ يُشتَغَلُ بِهِ, هُوَ مُضْطَرِبُ الحَدِيْثِ, لاَ تَقُوْمُ بِهِ حُجَّةٌ. أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، عَنْ فُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ, قَالَ: كَانَ لَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ أَعْلَمَ أَهْلِ الكُوْفَةِ بِالمَنَاسِكِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ لَيْثٍ, فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ: عَامَّةُ شُيُوْخِه لاَ يُعْرَفُوْنَ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ بَعْدَ أَنْ سَردَ أَحَادِيْثَ مُنْكَرَةً: لَهُ أَحَادِيْثُ صَالِحَةٌ غَيْرُ مَا ذَكَرتُ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ, وَالثَّوْرِيُّ, وَغَيْرُهُمَا مِنَ الثِّقَاتِ, وَمَعَ الضَّعفِ الَّذِي فِيْهِ يُكْتَبُ حَدِيْثُه. وَقَالَ البَرْقَانِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: صَاحِبُ سُنَّةٍ, يُخَرَّجُ حَدِيْثُه ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ الجَمعَ بَيْنَ عَطَاءٍ, وَطَاوُوْسٍ, وَمُجَاهِدٍ حَسْبُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: حَدَّثَ عَنْهُ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ الخَفَّافُ, وَبَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا خَمْسٌ وَقِيْلَ: أَرْبَعٌ وَقِيْلَ: ثَلاَثٌ وَقِيْلَ: اثْنَتَانِ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. وَقَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ لَيْثٌ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ مَحْمُوَيْه, وَابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ سنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ وَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِهِ البُخَارِيُّ فِي "صَحِيْحِهِ" وَرَوَى لَهُ مُسْلِمٌ

مَقْرُوْناً بِأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ, وَالبَاقُوْنَ مِنَ السِّتَّةِ, وَقَدْ قَالَ عَبْدُ الوَارِثِ: كَانَ لَيْثٌ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ, وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: كَانَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ صَلاَةً وَصِيَاماً فَإِذَا وَقَعَ عَلَى شَيْءٍ لَمْ يَرُدَّه. وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ، عَنْ لَيْثٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ الشِّيْعَةَ الأُوْلَى بِالكُوْفَةِ وَمَا يُفَضِّلُوْنَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَحَداً. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ, وَاسْمُه: أَنَسٌ, وُلدَ بِالكُوْفَةِ, وَكَانَ مُعَلِّماً بِهَا, وَكَانَ مِنَ العُبَّادِ, وَلَكِنِ اخْتُلِطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ, حَتَّى كَانَ لاَ يَدْرِي مَا يُحَدِّثُ بِهِ, فَكَانَ يَقْلِبُ الأَسَانِيْدَ, وَيَرفَعُ المَرَاسِيْلَ وَيَأْتِي، عَنِ الثِّقَاتِ بِمَا لَيْسَ مِنْ حَدِيْثِهِم كُلُّ ذَلِكَ كَانَ مِنْهُ فِي اخْتِلاَطِه. تَرَكَه: يَحْيَى القَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَأَحْمَدُ وَابْنُ مَعِيْنٍ. رَوَى لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قَالَ: "الزِّنَى يُوْرِثُ الفَقْرَ"1 حَدَّثَنَاهُ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ, حَدَّثَنَا أَبُو وَهْبٍ, حَدَّثَنَا المَاضِي بنُ مُحَمَّدٍ عَنْهُ. وَلَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن عائشةك عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إذا كثرت ذنوب العَبْدِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ العَمَلِ مَا يُكَفِّرُهَا ابْتَلاَهُ اللهُ بِالحُزْنِ"2 رَوَاهُ عَنْهُ زَائِدَةُ. مُؤَمَّلُ بنُ الفَضْلِ: سَأَلْتُ عِيْسَى بنَ يُوْنُسَ، عَنْ لَيْثٍ, فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُه وَكَانَ قَدِ اخْتُلِطَ, وَكُنْتُ رُبَّمَا مَرَرْتُ بِهِ ارْتِفَاعَ النَّهَارِ وَهُوَ عَلَى المَنَارَةِ يُؤَذِّنُ. وَمِنْ مَنَاكِيْرِهِ: رَوَى عَبْدُ الوَارِثِ عَنْهُ، عَنْ مُجَاهِدٍ, وَعَطَاءٍ، عَنْ أبي هريرة في الذي

_ 1 منكر: أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" "66" من طريق الماضي بن محمد، عن ليث -يعني ابن أَبِي سُلَيْمٍ- عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عُمَرُ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: فذكره. قلت: إسناده واه بمرة، فيه علتان: -الأولى: الماضي بن محمد، مجهول منكر الحديث كما قال ابن عدي عنه. العلة الثانية: ليث بن أبي سليم، ضعيف، أجمعوا على ضعفه وقد أورد الحديث ابن أبي حاتم في عنه. العلة الثانية: ليث بن أبي سليم، ضعيف، أجمعوا على ضعفه. وقد أورد الحديث ابن أبي حاتم في "العلل" "1/ 410-411": "سمعت أبي وحدثنا عن حرملة، عن ابن وهب، عن الماضي بن محمد، عن هشام، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فذكره، قال أبي: هذا حديث باطل، لا أعرفه". 2 ضعيف: أخرجه أحمد "6/ 157" حدثنا حسين بن علي، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْث، عَنْ مُجَاهد عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، آفته ليث، وهو ابن أبي سليم، ضعيف، مجمع على ضعفه وزائدة هو ابن قدامة الثقفي، ثقة ثبت.

وَقَعَ عَلَى أَهْلِه فِي رَمَضَانَ, قَالَ: "أَعْتِقْ رَقَبَةً". فَزَاد فِيْهِ: قَالَ "فَأَهْدِ بَدَنَةً" فَذَكَرَ هَذَا, وَأَسْقَطَ: "فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ". أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ, مَرْفُوْعاً: "لاَ يَرْكَبُ البَحْرَ إلَّا حَاجٌّ, أو معتمر, أو غاز"1. أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِه؟ قَالَ: "لاَ تَمْنَعُهُ نَفْسَهَا, وَإِنْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ, وَلاَ تَصُوْمُ إلَّا بِإِذْنِهِ, وَلاَ تَصَدَّقُ مِنْ بَيْتِهِ إلَّا بإذنه, ولا تخرج من بيتهاإلَّا بِإِذْنِهِ فَإِنْ فَعَلَتْ لَعَنَتْهَا المَلاَئِكَةُ حَتَّى تَمُوْتَ أَوْ تُرَاجِعَ" قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ وَإِنْ كَانَ لَهَا ظَالِماً قَالَ "وَإِنْ كَانَ لَهَا ظَالِماً"2. الحَدِيْث رَوَاهُ: جَرِيْرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ نَفْسِهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قُلْتُ: بَعْضُ الأَئِمَّةِ يُحَسِّنُ لِلَّيْثِ, وَلاَ يَبلُغُ حَدِيْثُه مَرتَبَةَ الحَسَنِ, بَلْ عِدَادُه فِي مَرتَبَةِ الضَّعِيْفِ المُقَارَبِ, فَيُرْوَى فِي الشَّوَاهِدِ وَالاعْتِبَارِ, وَفِي الرَّغَائِبِ, وَالفَضَائِلِ, أما في الواجبات, فلا.

_ 1 منكر: أخرجه أبو داود "2489"، والبيهقي "4/ 334" من طريق بشر أبي عبد الله عن بشير بن مسلم، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، فيه بشر أبو عبد الله، وبشير بن مسلم، مجهولان، كما قال الحافظ في "التقريب". 2 ضعيف: أخرجه ابن أَبِي شَيْبَةَ "3/ 397" حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ سُلَيْمَانَ، وأبو داود الطيالسي "1951" من طريق جرير كلاهما عن ليث بن أبي سليم، به. قلت: لم يذكر الطيالسي عبد الملك، وهو ابن أبي بشير المدائني، وهو ثقة، لكن الإسناد ضعيف، آفته ليث، وهو ابن أبي سليم.

أبو مالك الأشجعي

916- أبو مالك الأشجعي 1: "م، 4" سعد بن طارق, بن أشيم كُوْفِيٌّ, صَدُوْقٌ. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى, وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَمُوْسَى بنِ طَلْحَةَ, وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ, وَرِبْعِيِّ بنِ حِرَاشٍ. وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ, وَخَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ, وَأَبُو مُعَاوِيَةَ, وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, وَعَبِيْدَةُ بنُ حُمَيْدٍ, وَعِدَّةٌ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ, وَيَحْيَى: ثقة. وقال أبو حاتم: صَالِحُ الحَدِيْثِ, يُكْتَبُ حَدِيْثُه. وَقَالَ العُقَيْلِيُّ: لاَ يتابع على حديثه في القنوت.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "4/ 284"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1954"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 146" و"3/ 38 و58 و64 و107"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 378"، تاريخ الإسلام "6/ 69"، الكاشف "1/ ترجمة 1848"، ميزان الاعتدال "2/ 122"، تهذيب التهذيب "3/ 472"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2385".

العلاء

917- العلاء 1: "م، 4" ابن عبد الرحمن بن يعقوب, الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, الصَّدُوْقُ أَبُو شِبْلٍ المَدَنِيُّ, مَوْلَى الحُرَقَةِ. وَالحُرَقَةُ: بَطْنٌ مِنْ جُهَيْنَةَ. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَوَالِدِه, عَبْدِ الرَّحْمَنِ صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ, وَأَبِي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بنِ زُهْرَةَ, وَمَعَبْدِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: مَالِكٌ, وَشُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ, والدراوردي, وابن إسحاق, وابن عيينة, وآخرون. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ, لَمْ أَسْمَعْ أَحَداً يَذْكُرُه بِسُوءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أُنْكِرُ مِنْ حَدِيْثِهِ شَيْئاً. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ حَدِيْثُهُ بِحُجَّةٍ. وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِالقَوِيِّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا أَرَى بِحَدِيْثِهِ بَأْساً. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضاً: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ عَبَّاسٌ: سُئِلَ يَحْيَى، عَنْ سُهَيْلٍ, وَالعَلاَءِ, فَلَمْ يُقَوِّ أَمرَهُمَا. وَرَوَى عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ يَحْيَى قَالَ: سَعِيْدٌ المَقْبُرِيُّ أَوثَقُ مِنَ العَلاَءِ, العَلاَءُ ضَعِيْفٌ. قُلْتُ: لاَ يَنْزِلُ حَدِيْثُه، عَنْ دَرَجَةِ الحَسَنِ, لكن يتجنب ما أنكر عليه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3141"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 306" و"2/ 271" و"3/ 291"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1974"، تاريخ الإسلام "5/ 282"، الكاشف "2/ ترجمة 4405"، العبر "1/ 263 و275"، ميزان الاعتدال "3/ 102"، تهذيب التهذيب "8/ 186"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5520"، شذرات الذهب "1/ 207".

رَوَى زَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْهُ، عَنْ نُعَيْمٍ المُجْمِرِ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ, مَرْفُوْعاً: "إِزْرَةُ المُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ" 1. وَمِنْ أَغرَبِ مَا أَتَى بِهِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعاً: "إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ, فَلاَ تَصُوْمُوا ... " 2 الحَدِيْثَ. توفي العلاء: سنة ثمان وثلاثين ومائة.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2086" من طريق عبد الله بن واقد، عن ابن عمر، به نحوه. وأخرجه الطيالسي "2228"، وأحمد "3/ 5و 6 و30- 31 و44و 52و 97"، وابن أبي شيبة "8/ 391"، وأبو داود "4093"، وابن ماجه "3573" من طريق العَلاَءِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أبي سعيد الخدري، به مرفوعا. 2 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "7325"، وأحمد "2/ 442"، وابن أبي شيبة "3/ 21" وأبو داود "2337"، والترمذي "738"، والنسائي في "الكبرى" "2911"، وابن ماجه "6151"، والدارمي "1740" و"1741"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "2/ 82" والبيهقي "4/ 209"، من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان النصف من شعبان، فأمسكوا عن الصوم حتى يكون رمضان". وقال البيهقي قال أبو داود عن أحمد بن حنبل أنه قال: هذا حديث منكر. قلت: إنما قال أحمد بن حنبل ذلك، لأنه كان عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصل شعبان برمضان. ولا تعارض بينهما فإن معنى حديث العلاء أن يكون الرجل مفطرا، فإذا بقى من شعبان شيء أخذ في الصوم لحال شهر رمضان، لذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإمساك عن الصوم إذا انتصف شعبان.

محمد بن زياد

918- محمد بن زياد 1: "خ، 4" الألهاني, مُحَدِّثُ حِمْصَ وَأَلْهَانُ: هُوَ أَخُو هَمْدَانَ, ابْنَا مَالِكِ بنِ زَيْدِ بنِ أَوْسَلَةَ القَحْطَانِيِّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ, وَأَبِي عِنَبَةَ الخَوْلاَنِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ, وَأَبِي رَاشِدٍ الحُبْرَانِيِّ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ, وَبَقِيَّةُ وَمُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَالِمٍ وَمُحَمَّدُ بنُ حِمْيَرٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ تُوُفِّيَ فِي نَحْوِ الأربعين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 223"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 259 و334 و353"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1408"، حلية الأولياء "6/ ترجمة رقم 347"، العبر "1/ 279 و315 و323و 334"، الكاشف "3/ ترجمة 4930"، تاريخ الإسلام "5/ 295"، ميزان الاعتدال "3/ 551- 552"، تهذيب التهذيب "9/ 170"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة رقم 6228".

يزيد بن عبد الله

919- يزيد بن عبد الله 1: "ع" ابن أسامة بن الهاد الإِمَامُ, الحَافِظُ الحُجَّةُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ اللَّيْثِيُّ, المَدَنِيُّ. ابْنُ ابْنِ عَمِّ شَدَّادِ بنِ الهَادِ. وَكَانَ أَعْرَجَ مِنْ رِجْلَيْهِ مَعاً, يَجْمَعُ مِنْهُمَا. عِدَادُه فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ: عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ -وَلَهُ صُحْبَةٌ- وَثَعْلَبَةَ بنِ أَبِي مَالِكٍ القُرَظِيِّ- وَلَهُ رُؤْيَةٌ- وَمُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ, وَعُمَارَةُ بنُ خُزَيْمَةَ بنِ ثَابِتٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ, وَأَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أم هانىء, وَمُعَاذِ بنِ رِفَاعَةَ بنِ رَافِعٍ, وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ, وَابْنِ شِهَابٍ, وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَطَاءٍ, وَسُهَيْلِ بن أبي صالح, وأبي إسحاق السَّبِيْعِيِّ, وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ -وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ- وَمَالِكٌ, وَاللَّيْثُ, وَنَافِعُ بنُ يَزِيْدَ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ, وَمُوْسَى بنُ سَرْجِسَ, وَعَمْرُو بنُ مَالِكٍ الشَّرْعَبِيُّ, وَحَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ, وَبَكْرُ بنُ مُضَرَ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَأَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بنُ عِيَاضٍ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ: لاَ أَعْلَمُ بِهِ بَأْساً. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ابْنُ الهَادِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ, وَهُوَ وَمُحَمَّدُ بنُ عَجْلاَنَ مُتَسَاوِيَانِ وَهُوَ -يَعْنِي: يَزِيْدَ- فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ بِالمَدِيْنَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ قَالَ: وَكَانَ ثقة كثير الحديث.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3258"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1156"، تهذيب التهذيب "11/ 339".

يحيى بن الحارث

920- يحيى بن الحارث 1: "4" الإمام الكبير, أو عَمْرٍو الغَسَّانِيُّ, الذِّمَارِيُّ, ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ, إِمَام جَامِعِ دِمَشْقَ, وَشَيْخُ المُقْرِئِيْنَ. وَذِمَارٌ: قَرْيَةٌ بِاليَمَنِ. وُلِدَ: فِي دَوْلَةِ مُعَاوِيَةَ. وَقَرَأَ عَلَى: ابْنِ عَامِرٍ. وَبَلَغَنَا أَيْضاً أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى: وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَحَدَّثَ عَنْهُ. وَعَنْ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَأَبِي سَلاَّمٍ الأَسْوَدِ, وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ, وَسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَمَكْحُوْلٍ, وَعِدَّةٍ. تَلاَ عَلَيْهِ: عِرَاكُ بنُ خَالِدٍ, وَأَيُّوْبُ بنُ تَمِيْمٍ, وَمُدْرِكُ بنُ أَبِي سَعْدٍ, وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ, وَرَوَى عَنْهُ: هُمْ, وَالأَوْزَاعِيُّ, وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَصَدَقَةُ بنُ خَالِدٍ, وَصَدَقَةُ السَّمِيْنُ, وَسُوَيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَيَحْيَى بنُ حَمْزَةَ, وَابْنُ شَابُوْرَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ, عَالِمٌ بِالقِرَاءةِ فِي دَهْرِهِ. مَاتَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. قَلِيْلُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ قَالَ أَيُّوْبُ بنُ تَمِيْمٍ: كَانَ يَقِفُ خَلْفَ الأَئِمَّةِ يَرُدُّ عَلَيْهِم لاَ يَسْتَطِيْعُ أَنْ يَؤُمَّ مِنَ الكِبَرِ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: عَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ سُوَيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ الحَارِثِ، عَنْ عَدَدِ آيِ القُرْآنِ فَعَقَدَ بِيَدِهِ سَبْعَةُ آلاَفٍ وَمائَتَانِ وستة وعشرون.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 463"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2953"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 575"، تهذيب التهذيب "11/ 193"، شذرات الذهب "1/ 217".

خالد بن مهران

921- خالد بن مهران 1: "ع" الإِمَامُ, الحَافِظُ, الثِّقَةُ أَبُو المُنَازِلِ البَصْرِيُّ, المَشْهُوْرُ: بِالحَذَّاءِ, أَحَدُ الأَعْلاَمِ. رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ. وَرَوَى عَنْ: أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ شَقِيْقٍ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرَةَ, وَعِكْرِمَةَ, وَابْنِ سِيْرِيْنَ, وَأُخْتِه حَفْصَةَ بِنْتِ سيرين, وأبي العالية الرياحي, وطائفة سواهم. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ -شَيْخُه- وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ, وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ, وَالحَمَّادَانِ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَخَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ, وشعبة ابن الحَجَّاجِ, وَمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ وَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ وعبد الوهاب بن عطاء, وخلق كثير.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 259"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 592"، الكنى للدولابي "2/ ترجمة 143"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1593"، تاريخ الإسلام "6/ 60"، تذكرة الحفاظ "1/ 149"، والعبر "1/ 192 و296"، ميزان الاعتدال "1/ 642- 643"، الكاشف "1/ ترجمة 1366"، تهذيب التهذيب "3/ 120"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1804"، شذرات الذهب "1/ 210".

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَجَمَاعَةٌ, وَحَدِيْثُه فِي الصِّحَاحِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ, وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ عَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ: أَرَادَ شُعْبَةُ أَنْ يَضَعَ مِنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ, فَأَتَيْتُهُ أَنَا وَحَمَّادُ بنُ زيد, فقلت: له مالك أَجُنِنْتَ؟! أَنْتَ أَعْلَمُ! قَالَ: وَتَهَدَّدنَاهُ, فَأَمْسَكَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ آدَمَ: قُلْتُ لِحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ: مَا لِخَالِدٍ الحَذَّاءِ فِي حَدِيْثِهِ؟ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا قِدْمَةً مِنَ الشَّامِ, فَكَأَنَّا أَنْكَرْنَا حِفْظَه. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي, قَالَ: قِيْلَ لإِسْمَاعِيْلَ بنِ عُلَيَّةَ فِي هَذَا الحَدِيْثِ فَقَالَ: كَانَ خَالِدٌ يَرْوِيْهِ, فَلَمْ يَكُنْ يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ. ضَعَّفَ ابْنُ عُلَيَّةَ أَمرَه- يَعْنِي: الحَذَّاءَ. قَالَ يَحْيَى بنُ آدَمَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ القُرَشِيُّ أَبُو شِهَابٍ قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ, وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ, فَإِنَّهُمَا حَافِظَانِ وَاكتُمْ عَلَيَّ عِنْدَ البَصْرِيِّينَ فِي خَالِدٍ الحَذَّاءِ, وَهِشَامٍ -يَعْنِي: ابْنَ حَسَّانٍ. قُلْتُ: هَذَا الاجْتِهَادُ مِنْ شُعْبَةَ مَرْدُوْدٌ, لاَ يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ, بَلْ خَالِدٌ وَهِشَامٌ مُحْتَجٌّ بِهِمَا فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" هُمَا أَوْثَقُ بِكَثِيْرٍ مِنْ حَجَّاجٍ, وَابْنِ إِسْحَاقَ, بَلْ ضَعْفُ هَذَيْنِ ظاهر ولم يتركا. وَلَمْ يَكُنْ خَالِدٌ حَذَّاءً, بَلْ كَانَ يَجْلِسُ فِي سُوْقِ الحَذَّائِينَ أَحْيَاناً, فَعُرِفَ بِذَلِكَ. قَالَهُ: مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ. وَقَالَ فَهْدُ بنُ حَيَّانَ: لَمْ يَحْذُ خَالِدٌ قَطُّ, وَإِنَّمَا كَانَ يَقُوْلُ: احْذُ عَلَى هَذَا النَّحْوِ, فَلُقِّبَ الحَذَّاءَ. وَكَانَ حَافِظاً مَهِيْباً, لَيْسَ لَهُ كِتَابٌ. قَالَ شُعْبَةُ: قال خالد الحذاء: ما كتبت شيئًا قطإلَّا حَدِيْثاً طَوِيْلاً, فَلَمَّا حَفِظتُه, مَحَوتُه. وَقَالَ خَالِدٌ الطحان: سمعت خالد الحَذَّاءَ يَقُوْلُ: مَا حَذَوتُ نَعْلاً, وَلاَ بِعتُهَا, وَلَكِنْ تَزَوَّجتُ امْرَأَةً مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ, فَنَزَلتُ عَلَيْهَا فِي الحَذَّائِينَ هُنَاكَ, فَنُسِبْتُ إِلَيْهِم. قَالَ فِيْهِ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ثَبْتٌ وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. قَالَ مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ أَبِي ذَكَرَ خَالِداً الحَذَّاءَ, فَقَالَ: مَا عَلَيْهِ لَوْ صَنَعَ كَمَا صَنَعَ طَاوُوْسٌ, كَانَ يَجْلِسُ فَإِذَا أُتِيَ بِشَيْءٍ أَخَذَه وَإِلاَّ سَكَتَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ خَالِدٌ الحَذَّاءُ قَدِ اسْتُعْمِلَ عَلَى القُبَّةِ, وَدَارِ العُشُوْرِ بِالبَصْرَةِ. قَالَ: وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ قَالَهُ: قُرَيْشُ بنُ أَنَسٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا زَكَرِيَّا العُلَبِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ المَالِيْنِيُّ, أَخْبَرَتْنَا بِيْبَى بِنْتُ

عَبْدِ الصَّمَدِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ, حدثنا يحيى ابن محمد بن صاعد, حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ شَاهِيْنٍ, حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ, حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "اعْتَكَفَ وَاعْتَكَفَ مَعَهُ بَعْضُ نِسَائِهِ وَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ تَرَى الدَّمَ, فَرُبَّمَا وَضَعتِ الطَّسْتَ تَحْتَهَا مِنَ الدم". وَزَعَمَ أَنَّ عَائِشَةَ رَأَتْ مِثْلَ مَاءِ العُصفُرِ, فَقَالَتْ: كَأَنَّ هَذَا شَيْءٌ كَانَتْ فُلاَنَةُ تَجِدُه1. أخرجه البخاري، عن ابن شاهين.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "309" حدثنا إسحاق قال حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ خَالِدٍ، عن عكرمة، عن عائشة، به. وأخرجه بنحوه البخاري "310"، وأبو داود "2476"، وابن ماجه من طريق يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن عائشة قالت: اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه فكانت ترى الدم والصفرة والطست تحتها وهي تصلي".

أبو إسحاق الشيباني

922- أبو إسحاق الشيباني 1: "ع" سليمان بن أبي سليمان, فَيْرُوْزَ, وَيُقَالُ: خَاقَانَ, وَقِيْلَ: عَمْرٍو. الإِمَامُ الحَافِظُ, الحُجَّةُ, أَبُو إِسْحَاقَ, مَوْلَى بَنِي شَيْبَانَ بنِ ثَعْلَبَةَ, الكُوْفِيُّ. وُلِدَ: فِي أَيَّامِ الصَّحَابَةِ, كَابْنِ عُمَرَ, وَجَابِرٍ. وَلَحِقَ عَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي أَوْفَى, وَسَمِعَ مِنْهُ. وَحَدَّثَ، عَنْ كِبَارِ التَّابِعِيْنَ: يُسِيْرِ بنِ عَمْرٍو, وَزِرِّ بنِ حُبَيْشٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادِ بنِ الهَادِ, وَالوَلِيْدِ بنِ العَيْزَارِ, وَأَبِي بُرْدَةَ, وَالشَّعْبِيِّ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ النَّخَعِيِّ, وَعِكْرِمَةَ, وَطَائِفَةٍ, وَيَنْزِلُ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ, وَأَشْعَثَ بنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ, وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ -وَهُمَا مِنْ طَبَقَتِهِ- وَمِسْعَرٌ, وَشُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ, وَزَائِدَةُ, وَعَبْثَرٌ, وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ, وَهُشَيْمٌ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ, وَابْنُ فُضَيْلٍ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ, وَخَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ, وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ, وَأَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَجَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ, وَهُوَ خَاتِمَةُ أَصْحَابِه, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الجُوْزَجَانِيُّ: رَأَيْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يُعجِبُه حَدِيْثُ الشَّيْبَانِيِّ, وَقَالَ: هُوَ أَهْلٌ أَنْ لاَ يدَعَ له شيئًا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 345"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1808"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 592"، الأنساب للسمعاني "7/ 438"، تاريخ الإسلام "6/ 74"، الكاشف "1/ ترجمة 2115"، تهذيب التهذيب "4/ 197"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2701" شذرات الذهب "1/ 207".

وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ: عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ, حُجَّةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ, صَدُوْقٌ, صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ, مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الشَّعْبِيِّ. قَالَ الوَاقِدِيُّ, وَيَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَهَذَا القَوْلُ خَطَأٌ فَاحِشٌ. وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. فَهَذَا قَوْلٌ مُتَّجِهٌ. وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ: مَاتَ لِسَنَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ خِلاَفَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. وَقَالَ الفَلاَّسُ, وَالتِّرْمِذِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ البُخَارِيُّ فَأَبْعَدَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى, أَوِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: السَّبِيْعِيُّ, وَجَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ وَبَيْنَهُمَا فِي المَوْتِ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا زَيْدُ بنُ يَحْيَى البَيِّعُ، أَنْبَأَنَا أبو القاسم أحمد ابن المُبَارَكِ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ المَحَامِلِيُّ حَدَّثَنَا يُوْسُفُ حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عن عبد الله ابن ذَكْوَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ قَالَ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلاً عَلَى الصَّدَقَةِ فَلَمَّا قَدِمَ جَاءَ بِسَوَادٍ كَثِيْرٍ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ يَتَوَفَّاهُ مِنْهُ فَجَعَلَ يَقُوْلُ هَذَا لِي وَهَذَا لَكُمْ حَتَّى مَيَّزَهُ قَالَ فَيَقُوْلُوْنَ من أين لك هذا قال أهدي لي قَالَ فَجَاؤُوا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَا أَعْطَاهُم وَأَخْبَرُوْهُ الخَبَرَ فَصَعِدَ المِنْبَر وَهُوَ مُغْضَبٌ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ نَبْعَثُهُم عَلَى هَذِهِ الأَعْمَالِ فَيَجِيْءُ أَحَدُهُم بِالسَّوَادِ الكَثِيْرِ ثُمَّ يَقُوْلُ هَذَا لِي وَهَذَا لَكُم فَإِذَا سُئِلَ مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا? قَالَ أُهْدِيَ لِي أَفَلاَ إِنْ كَانَ صَادِقاً أُهْدِيَ ذَلِكَ لَهُ فِي بَيْتِ أُمِّهِ أَوْ بَيْتِ أَبِيْهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ أَبْعَثُ رَجُلاً عَلَى عَمَلٍ فَيَغُلُّ منه شيئًاإلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ يَجْعَلُهُ عَلَى عُنُقِهِ فَلْيَنْظُرْ رَجُلٌ لاَ يَجِيْءُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى عُنُقِهِ بَعِيْرٌ يَرْغُو أَوْ بَقَرَةٌ تَخُوْرُ أَوْ شَاةٌ تَيْعَرُ" ثُمَّ قَالَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ "اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ" 1. فَقُلْتُ لأَبِي حُمَيْدٍ: أَنْتَ سَمِعْتَه مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ - فَقَالَ: مَنْ فِيِّ رَسُوْلِ اللهِ إِلَى أُذُنِي. وَبِهِ حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ مُوْسَى, حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ, وَأَبُو مُعَاوِيَةَ, وَأَبُو أُسَامَةَ, وَوَكِيْعٌ كُلُّهُم، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَهُ. البُخَارِيُّ: عَنْ يُوْسُفَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2597"، ومسلم "1832" "26" وأبو داود "2946" من طريق سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن أبي حميد الساعدي، به.

سليمان بن طرخان

923- سليمان بن طرخان 1: "ع" الإِمَامُ, شَيْخُ الإِسْلاَمِ, أَبُو المُعْتَمِرِ التَّيْمِيُّ, البَصْرِيُّ. نَزَلَ فِي بَنِي تَيْمٍ, فَقِيْلَ: التَّيْمِيُّ. رَوَى عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَعَنْ أَبِي عثمان النهدي, وأبي عثمان أخر, ويزيد ابن عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ, وَطَاوُوْسٍ, وَأَبِي مِجْلَزٍ, وَيَحْيَى بنِ يَعْمَرَ, وَبَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ, وَالحَسَنِ, وَطَلْقِ بنِ حَبِيْبٍ, وَبَرَكَةَ أَبِي الوَلِيْدِ, وَثَابِتٍ, وَقَتَادَةَ, وَرَقَبَةَ بنِ مَصْقَلَةَ, وَأَبِي نضرة, وخلق وينزل إلى الأعمش, وحسين ابن قَيْسٍ الرَّحَبِيِّ, وَالرَّبِيْعِ بنِ أَنَسٍ, وَكَانَ مُقَدَّماً فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ -أَحَدُ شُيُوْخِهِ- وَابْنُه, مُعْتَمِرٌ, وَشُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ, وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ, وَابْنُ المُبَارَكِ, وَهُشَيْمٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ, وَابْنُ عُلَيَّةَ, وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَزُهَيْرٌ الجُعْفِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَدِيٍّ, وَمَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ, وَابْنُ فُضَيْلٍ, وَأَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَيَحْيَى القَطَّانُ, وَأَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بنُ الزِّبْرِقَانِ, وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ الضُّبَعِيُّ, وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, وَالأَنْصَارِيُّ, وَأَبُو عَاصِمٍ, وَهَوْذَةُ بنُ خَلِيْفَةَ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوُ مَائَتَيْ حَدِيْثٍ. وَرَوَى الرَّبِيْعُ بنُ يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ, قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَصدَقَ مِنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ- كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَغَيَّرَ لَوْنُهُ. وَرَوَى أَبُو بَحْرٍ البَكْرَاوِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: شَكُّ ابْنِ عَوْنٍ وَسُلَيْمَانَ التيمي: يقين. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ ثِقَةٌ, وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ فِي أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ, مِنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَالنَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُمَا: ثِقَةٌ قَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ مِنْ خِيَارِ أهل البصرة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 252"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1828"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 539"، حلية الأولياء "3/ ترجمة 203"، الأنساب للسمعاني "3/ 118"، تذكرة الحفاظ "1/ 150"، الكاشف "1/ ترجمة 2123"، العبر "1/ 194"تاريخ الإسلام "6/ 72"،ميزان الاعتدال "2/ 212"، تهذيب التهذيب "4/ 201"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2708"، شذرات الذهب "2/ 212".

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مِنَ العُبَّادِ المُجْتَهِدِيْنَ, كَثِيْرُ الحَدِيْثِ, ثِقَةٌ يُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّه بِوُضُوْءِ عِشَاءِ الآخِرَةِ, وَكَانَ هُوَ وَابْنُه يَدُورَانِ بِاللَّيْلِ فِي المَسَاجِدِ فَيُصَلِّيَانِ فِي هَذَا المَسْجِدِ مَرَّةً وَفِي هَذَا المَسْجِدِ مَرَّةً حَتَّى يُصْبِحَا وَكَانَ سُلَيْمَانُ مَائِلاً إِلَى عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَرَوَى نَوْفَلُ بنُ مُطَهِّرٍ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ, قَالَ: حُفَّاظُ البَصْرِيِّينَ ثَلاَثَةٌ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ, وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ, وَعَاصِمٌ أَحْفَظُهُم وَعَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ مِنْ حُفَّاظِ البَصْرَةِ. ابْنُ المَدِيْنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ قَالَ: مَا جَلَستُ إِلَى أَحَدٍ أَخَوْفَ للهِ مِنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ, وَسَمِعْتُه يَقُوْلُ: ذَهَبُوا بِصَحِيْفَةِ جَابِرٍ إِلَى الحَسَنِ, فَرَوَاهَا -أَوْ قَالَ: فَأَخَذَهَا- وَذَهَبُوا بِهَا إِلَى قَتَادَةَ, فَأَخَذَهَا, وَأَتَوْنِي بِهَا, فَلَمْ أَرُدَّهَا. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبِي: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي أَبِي عُثْمَانَ, أَوْ عَاصِمٌ؟ قَالَ: سُلَيْمَانُ. وَقَالَ أَبِي: لاَ يَبلُغُ التَّيْمِيُّ مَنْزِلَةَ أَيُّوْبَ, وَيُوْنُسَ, وَابْنِ عَوْنٍ هُم أَكْبَرُ مِنْهُ. مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى: قَالَ لِي مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ: لَوْلاَ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِي, مَا حَدَّثتُكَ بِذَا، عَنْ أَبِي: مَكَثَ أَبِي أَرْبَعِيْنَ سَنَةً يَصُوْمُ يَوْماً وَيُفْطِرُ يَوْماً وَيُصَلِّي صَلاَةَ الفَجْرِ بِوُضُوْءِ عِشَاءَ الآخِرَةِ. جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، عَنْ رَقَبَةَ بنِ مَصْقَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَبَّ العِزَّةِ فِي المَنَامِ فَقَالَ لأُكْرِمَنَّ مَثْوَى سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ صَلَّى لِيَ الفَجْرَ بِوُضُوْءِ العِشَاءِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، عَنْ مُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ التَّيْمِيَّ كَأَنَّهُ غُلاَمٌ حَدَثٌ قَدْ أَخَذَ فِي العِبَادَةِ, كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ أَخَذَ عِبَادَتَه، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ. وَرَوَى مُثَنَّى بنُ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: ما كنت أشبه عبادة سليمان التيميإلَّا بِعِبَادَةِ الشَّابِّ أَوَّلَ مَا يَدْخُلُ فِي تِلْكَ الشِّدَّةِ وَالحِدَّةِ. وَرَوَى الوَلِيْدُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ قَالَ: مَا أَتَيْنَا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ فِي سَاعَةٍ يُطَاعُ اللهُ فِيْهَا إلَّا وَجَدْنَاهُ مُطِيْعاً وَكُنَّا نَرَى أَنَّهُ لاَ يُحسِنُ يَعْصِي اللهَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يُثنِي عَلَى سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَيُقَدِّمُه عَلَى عَاصِمٍ الأَحْوَلِ وَكَانَ عِنْدَه، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ أَرْبَعَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً وَلَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ أَخْبَارَه يَعْنِي، عَنِ التَّيْمِيِّ فِي حَدِيْث أَنَسٍ قَالَ: وَرَأْيِي أَنْ أَصلَ التَّيْمِيِّ كَانَ قَدْ ضَاعَ. ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: كَانَ التَّيْمِيُّ يُحَدِّثُ الشَّرِيْفَ وَالوَضِيْعَ خَمْسَةً

خَمْسَةً قُلْتُ: كَانَ يَدَعُكُم تَكْتبُوْنَ? قَالَ: لاَ, إِنْ رَدَّ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ, حَسِبهُ عَلَيْهِ, وَكُنْتُ أَردُّ عَلَيْهِ وَيَحسِبُ عَلَيَّ. يَعْنِي بِقَوْلهِ: أَرُدُّ عَلَيْهِ أَنِّي أُعِيْدُ الحَدِيْثَ لأَحْفَظَهُ, فَيَحسِبُه عَلَيْهِ بِحَدِيْثٍ مِنْ تِلْكَ الخَمْسَةِ. قَالَ خَالِدُ بنُ الحَارِثِ: قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: لَوْ أَخَذتَ بِرُخصَةِ كُلِّ عَالِمٍ, اجْتَمَعَ فِيْكَ الشَّرُّ كُلُّهُ. وَرَوَى غَسَّانُ بنُ المُفَضَّلِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ قَالَ: اسْتَعَارَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ مِنْ رَجُلٍ فَروَةً, فَلَبِسهَا ثُمَّ رَدَّهَا, قَالَ الرَّجُلُ: فَمَا زِلْتُ أَجِدُ فِيْهَا رِيْحَ المِسكِ. وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجُلٍ تَنَازُعٌ فَتَنَاولَ الرَّجُلُ سُلَيْمَانَ فَغَمَزَ بَطْنَه فَجَفَّتْ يَدُ الرَّجُلِ. قَالَ مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ: قَالَ لِي أَبِي عِنْدَ مَوْتِه: يَا مُعْتَمِرُ! حَدِّثْنِي بِالرُّخَصِ, لَعَلِّي أَلْقَى الله -تَعَالَى- وَأَنَا حَسَنُ الظَنِّ بِهِ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ المُعْتَمِرِ, فَقَالَ لِي: مَكَانَكَ. ثُمَّ قَالَ: قَالَ أَبِي: إِذَا كَتَبتَ, فَلاَ تَكْتُبِ التَّيْمِيَّ, وَلاَ تَكْتُبِ المُرِّيَّ, فَإِنَّ أَبِي كَانَ مُكَاتَباً لِبُجَيْرِ بنِ حُمْرَانَ, وَإِنَّ أُمِّي كَانَتْ مَوْلاَةً لِبَنِي سُلَيْمٍ, فَإِنْ كَانَ أَدَّى الكِتَابَةَ وَالولاَءَ لِبَنِي مُرَّةَ- وَهُوَ مُرَّةُ بنُ عَبَّادِ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ قَيْسٍ -فَاكتُبِ القَيْسِيَّ, وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدَّى الكِتَابَةَ وَالولاَءَ لِبَنِي سُلَيْمٍ -وَهُمْ مِنْ قَيْسِ عَيْلاَنَ- فَاكتُبِ القَيْسِيَّ. وَعَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ: أَنَّهُ رُبَّمَا أَحْدَثَ الوُضُوْءَ فِي اللَّيْلِ مِنْ غَيْرِ نَوْمٍ. وَذَكَرَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ: أَنَّ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ لَمْ تَمَرَّ سَاعَةٌ قط عليهإلَّا تَصَدَّقَ بِشَيْءٍ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ قَالَ كَانَ عَامَّةُ دَهْرِ التَّيْمِيِّ يُصَلِّي العِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِوُضُوْءٍ وَاحِدٍ وَكَانَ يُسَبِّحُ بَعْدَ العَصْرِ إِلَى المَغْرِبِ وَيَصُوْمُ الدَّهْرَ كَذَا قَالَ وَإِنَّمَا المَعْرُوْفُ أَنَّهُ كَانَ يَصُوْمُ يَوْماً وَيَوْماً وَبِهِ قَالَ الدَّوْرَقِيُّ حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ، عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ قَالَ خَرَجَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ إِلَى مَكَّةَ فَكَانَ يُصَلِّي الصُّبْحَ بوضوء عشاء الآخرة. رَوَى المُسَيَّبُ بنُ وَاضِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ -أَوْ غَيْرِهِ- قَالَ: أَقَامَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً إِمَامَ الجَامِعِ بِالبَصْرَةِ يُصَلِّي العِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِوُضُوْءٍ وَاحِدٍ.

وَعَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ, قَالَ: لَمْ يَضَعْ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ جَنْبَه بِالأَرْضِ عِشْرِيْنَ سَنَةً. وَذَكَرَ مَرْدَوَيْه، عَنْ فُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ, قَالَ: قِيْلَ لِسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ: أَنْتَ أَنْتَ وَمَنْ مِثْلُكَ؟! قَالَ: لا تقولو هَكَذَا لاَ أَدْرِي مَا يَبْدُو لِي مِنْ -رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ- سَمِعْتُ اللهَ يَقُوْلُ: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُون} [الزُّمَرُ: 47] . وَرُوِيَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ, قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ, فَيُصبِحُ وَعَلَيْهِ مَذَلَّتُهُ. رَوَى سَعِيْدٌ الكُرَيْزِيُّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَامِرٍ الضُّبَعِيِّ, قَالَ: مَرِضَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, فَبَكَى فَقِيْلَ: مَا يُبْكِيْكَ؟ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى قَدَرِيٍّ, فَسَلَّمتُ عَلَيْهِ, فَأَخَافُ الحِسَابَ عَلَيْهِ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا التَّيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عِيْسَى سَمِعْتُ مَهْدِيَّ بنَ هِلاَلٍ يَقُوْلُ: أَتَيْتُ سُلَيْمَانَ, فَوَجَدتُ عِنْدَه حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ وَيَزِيْدَ بنَ زُرَيْعٍ وَبِشْرَ بنَ المُفَضَّلِ وَأَصْحَابَنَا البَصْرِيِّينَ فَكَانَ لاَ يُحَدِّثُ أَحَداً حَتَّى يَمتَحِنَه فَيَقُوْلَ لَهُ: الزِّنَى بِقَدَرٍ? فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ, اسْتَحلَفَه أَنَّ هَذَا دِيْنُكَ الَّذِي تَدِيْنُ اللهَ بِهِ؟ فَإِنْ حَلَفَ, حَدَّثَهُ خَمْسَةَ أَحَادِيْثَ. قَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: كَانَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ لاَ يَزِيْدُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا عَلَى خَمْسَةِ أَحَادِيْثَ وَكَانَ مَعَنَا رَجُلٌ فَجَعَلَ يُكَرِّرُ عَلَيْهِ فَقَالَ: نَشَدْتُكَ بِاللهِ أَجَهْمِيٌّ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مَا أَفْطَنَكَ! مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي? قَالَ مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ: قَالَ أَبِي: أَمَا -وَاللهِ- لَوْ كُشِفَ الغِطَاءُ لَعَلِمَتِ القَدَرِيَّةُ أَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيْدِ. أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عُمَرَ, وَجَمَاعَةٌ إِجَازَةً أَنَّهُم سَمِعُوا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الجُعْفِيُّ وَإِسْحَاقُ الحَرْبِيُّ قَالاَ: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأخُذُنِي وَالحَسَنَ وَيَقُوْلُ: "اللَّهُمَّ إِنِّيْ أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا" 1 أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيْثِ مُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيْهِ وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ مَرَّةً، عَنْ أَبِي تَمِيْمَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ ثُمَّ نَظَرتُ فَإِذَا قَدْ سَمِعْتُه مِنْ أَبِي عُثْمَانَ وَكَتَبتُه.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 210"، وفي "فضائل الصحابة" "1352"، والبخاري "3735" و"3747"، وابن سعد "4/ 62"، والطبراني "2642"، والبغوي "3940" من طريق سليمان التيمي، عن أبي عثمان، به.

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ, وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ وغيره، عن التيمي، أنبأنا أبو علي المقرىء، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ, حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ "ح". وَبِهِ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ فِي جَمَاعَةٍ, قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ, حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ عَوْذِ اللهِ -وَاللَّفْظُ لَهُ- قَالاَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسٍ, قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمُعَاذٌ بِالبَابِ فَقَالَ: "يَا مُعَاذُ مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً دَخَلَ الجَنَّةَ". قَالَ مُعَاذٌ إلَّا أخبر الناس? قَالَ: "لاَ دَعْهُمْ فَلْيَتَنَافَسُوا فِي الأَعْمَالِ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا" 1 وَرَوَاهُ قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ نَحْوَه. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ تُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ بِالبَصْرَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ سنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ أَنَّهُ مَاتَ ابْنَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ سنة.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "3/ 34" من طريق أبي بكر بن خلاد، به، وأخرجه أحمد "3/ 157"، والبخاري "129" من طريق مسدد، حدثنا معتمر، قال سمعت أنسا قال: فذكره. ورواه مسلم "32" من طريق معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك به نحوه.

زكريا بن أبي زائدة

924- زكريا بن أبي زائدة 1: "ع" قَاضِي الكُوْفَةِ, أَبُو يَحْيَى الهَمْدَانِيُّ, الكُوْفِيُّ. حدث عن: الشعبي, ومصعب بن شيبةو وَخَالِدِ بنِ سَلَمَةَ, وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ, وَجَمَاعَةٍ. يُعَدُّ فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ بِالإِدرَاكِ وَإِلاَّ فَمَا عَلِمتُ لَهُ شَيْئاً، عَنِ الصَّحَابَةِ. رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ الحَافِظُ يَحْيَى وَشُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَابْنُ المُبَارَكِ وَالقَطَّانُ وَوَكِيْعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللهِ. قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ, حُلوُ الحَدِيْثِ وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صُوَيلِحٌ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الحَدِيْثِ يُدَلِّسُ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ ومائة, وحديثه قوي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 355"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1396"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 133" و"1/ 133" و"2/ 155 و646" و"3/ 17و79"، الجرح التعديل لابن أبي حاتم "3/ ترجمة 2685"، تاريخ الإسلام للذهبي "6/ 65"، العبر "1/ 212"، الكاشف "1/ ترجمة رقم "1659"، ميزان الاعتدال "2/ 73"، تهذيب التهذيب "3/ 329"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2145"، شذرات الذهب "1/ 224".

فضيل بن غزوان، بكر بن عمرو، عبد الرحمن بن حميد

فضيل بن غزوان، بكر بن عمرو، عبد الرحمن بن حُميد: 925- فضيل بن غزوان 1: "ع" ابن جرير الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, الثِّقَةُ, أَبُو مُحَمَّدٍ الضَّبِّيُّ, الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ, وَأَبِي زُرْعَةَ البَجَلِيِّ, وَعِكْرِمَةَ, وَسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ, مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ, وَابْنُ نُمَيْرٍ, وَيَحْيَى القَطَّانُ, وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَغَيْرُهُ. وَتُوُفِّيَ: سَنَةَ بضع وأربعين ومائة. 926- بكر بن عمرو 2: "خ, م, د, س, ت" المعافري المصري, أَحَدُ الأَعْلاَمِ، عَنْ: أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيِّ, وَعِكْرِمَةَ, وَمِشْرَحِ بنِ هَاعَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ, وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ, وَابْنُ لَهِيْعَةَ, وَاللَّيْثُ, وَغَيْرُهُم. وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً, فَاضِلاً, مُتَأَلِّهاً, كبير القدر, إمام جامع الفسطاط. 927- عبد الرحمن بن حميد 3: "ع" ابْنِ صَاحِبُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ, المَدَنِيُّ, الفَقِيْهُ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَالسَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ وَابْنِ المُسَيِّبِ. رَوَى عَنْهُ: صَالِحُ بنُ كَيْسَانَ, وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ, وَحَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ, وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ, وَآخَرُوْنَ. مُتَّفَقٌ على توثيقه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 546"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 172" و"3/ 112"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 419"، الكاشف "2/ ترجمة 4459"، تاريخ الإسلام "6/ 113" تهذيب التهذيب "8/ 297"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5742". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1797"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1517"، ميزان الاعتدال "1/ 347"، تهذيب التهذيب "1/ 485". 3 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 884"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1059"، الكاشف "2/ ترجمة 3223"، تاريخ الإسلام "5/ 270"، تهذيب التهذيب "6/ 164"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4075".

عبد المجيد بن سهيل، ابن عقيل

عبد المجيد بن سُهَيل، ابن عَقيل: ابن عمه: 928- عبد المجيد بن سهيل 1: "خَ, م, د, س" رَوَى عَنِ: ابْنِ المُسَيِّبِ, وَأَبِي سَلَمَةَ, وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ. وَعَنْهُ: مَالِكٌ, وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ, وَالدَّرَاوَرْدِيُّ, وثقه يحيى بن معين. 929- ابن عقيل 2: "بَخ, د, ت, ق" الإِمَامُ المُحَدِّثُ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ: ابْنُ عَمِّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيُّ الطَّالِبِيُّ المَدَنِيُّ وَأُمُّه: هِيَ زَيْنَبُ بِنْتُ الإِمَامِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ, وَجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ, وَخَالِه مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ, وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ, وَالرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ الصَّحَابِيَّةِ, وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ, وَزَائِدَةُ, وَفُلَيْحٌ, وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ, وَزُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَعِدَّةٌ. احْتَجَّ بِهِ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الحَدِيْثِ وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لاَ أَحْتَجُّ بِهِ لِسُوْءِ حِفْظِهِ وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّداً يَقُوْلُ: كَانَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَالحُمَيْدِيُّ يَحْتَجُّوْنَ بِحَدِيْثِهِ وَعَنِ البُخَارِيِّ هُوَ مُقَارَبُ الحَدِيْثِ وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَمْ يُدخِلْه مَالِكٌ فِي كُتُبِه وَكَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ لاَ يُحَدِّثُ عَنْهُ. وَقَالَ آخَرُ: كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العُبَّادِ. وَقَالَ الفَسَوِيُّ: صَدُوْقٌ فِي حَدِيْثِهِ ضَعْفٌ. قُلْتُ: لاَ يَرتَقِي خبره إلى درحة الصِّحَّةِ وَالاحْتِجَاجِ قَالَ خَلِيْفَةُ, وَابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ ابْنُ عَقِيْلٍ: بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ, رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1870"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 336"، الكاشف "2/ ترجمة 3481"، تاريخ الإسلام "5/ 271"، تهذيب التهذيب "6/ 380"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4409". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 576"، الجرح والتعديل "706"، المجروحين لابن حبان "2/ 3"، الأنساب للسمعاني "9/ 22"، الكاشف "2/ ترجمة 2999" ميزان الاعتدال "2/ 484"، تاريخ الإسلام "6/ 90"، تهذيب التهذيب "6/ 13"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3791".

غالب القطان، هاشم بن هاشم، يزيد بن أبي عبيد

غالب القطان، هاشم بن هاشم، يزيد بن أبي عُبيد: 930- غالب القطان 1: "ع" هُوَ الفَقِيْهُ, أَبُو سَلَمَةَ بنُ أَبِي غَيْلاَنَ خَطَافٍ -بِالفَتْحِ- وَقِيْلَ: خُطَافٍ, مَوْلَى الأَمِيْرِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ كُرَيْزٍ القُرَشِيِّ. سَمِعَ الحَسَنَ, وَابْنَ سِيْرِيْنَ, وَبَكْرَ بنَ عَبْدِ الله. وَعَنْهُ: ابْنُ عُلَيَّةَ وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ, وَحَزْمُ بنُ أَبِي حَزْمٍ, وَخَالِدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَسُئِلَ عَنْهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, فَقَالَ: لاَ أَعْرِفُه. 931- هَاشِمُ بن هاشم 2: "ع" ابن هَاشِمِ بنِ عُتْبَةَ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ القُرَشِيُّ, الزُّهْرِيُّ. سَمِعَ: سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ, وَعَامِرَ بنَ سَعْدٍ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ وَهْبِ بنِ زَمْعَةَ. وَعَنْهُ: مَالِكٌ, وَمَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ, وَابْنُ نُمَيْرٍ, وَأَبُو أُسَامَةَ, وَمَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. بَقِيَ إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ وأربعين ومائة. 932- يزيد بن أبي عبيد 3: "ع" المدني, مِنْ بَقَايَا التَّابِعِيْنَ الثِّقَاتِ. حَدَّثَ عَنْ: مَوْلاَهُ, سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ, وَعَنْ: عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ. وَعَنْهُ: حَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, وَيَحْيَى القَطَّانُ وَحَمَّادُ بنُ مَسْعَدَةَ وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ وَمَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ وَحَدِيْثُه مِنْ عَوَالِي البُخَارِيِّ الثَّلاَثِيَّاتِ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وأربعين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 271"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 442"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 74 و210"، الكنى للدولابي "2/ 23"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 270"، حلية الأولياء "6/ ترجمة 359"، تهذيب التهذيب "8/ 242"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5663". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2838"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 434"، الكاشف "2/ ترجمة 6036"، تاريخ الإسلام "6/ 143"، تهذيب التهذيب "11/ 20"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7650". 3 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3278"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 437"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1177"، الكاشف "3/ ترجمة 6453"، تاريخ الإسلام "6/ 152"، تهذيب التهذيب "11/ 349"، شذرات الذهب "1/ 219".

إبراهيم بن هرمة، ابن هبيرة

إبراهيم بن هَرْمة، ابن هُبيرة: 933- إبراهيم بن هرمة 1: شَاعِرُ زَمَانِهِ, أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَامِرٍ الفِهْرِيُّ المَدَنِيُّ. أَحَدُ البُلغَاءِ, مِنْ شُعَرَاءِ الدَّوْلَتَيْنِ, وَكَانَ مُنْقَطِعاً إِلَى العَلَوِيَّةِ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ مُقَدَّمٌ فِي شُعَرَاءِ المُحْدَثِيْنَ. قَدَّمَهُ بَعْضُهم عَلَى بَشَّارٍ. وَقَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: وَفَدَ ابْنُ هَرْمَةَ, فَمَدَحَ المَنْصُوْرَ, فَأَعْطَاهُ عَشْرَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ. وَمِنْ شِعْرِهِ: كَأَنَّ عَيْنَيَّ إِذْ وَلَّتْ حُمُوْلُهُمُ ... عَنِّي جَنَاحَا حَمَامٍ صَادَفَتْ مَطَرَا أَو لُؤْلُؤٌ سَلِسٌ فِي عِقْدِ جَارِيَةٍ ... خرقاء نازعها الوالدان فانتثرا 934-ابن هبيرة 2: أَمِيْرُ العِرَاقَيْنِ, أَبُو خَالِدٍ يَزِيْدُ بنُ عُمَرَ بنِ هُبَيْرَةَ الفَزَارِيُّ. نَائِبُ مَرْوَانَ الحِمَارِ. كَانَ بَطَلاً, شُجَاعاً, سَائِساً, جَوَاداً, فَصِيْحاً, خَطِيْباً, وَكَانَ مِنَ الأَكَلَةِ وَلَهُ فِي كَثْرَةِ الأَكلِ أَخْبَارٌ. هَزَمَتْه الخُرَاسَانِيَّةُ, فَدَخَلَ إِلَى وَاسِطَ, فَحَاصَرَهُ المَنْصُوْرُ مُدَّةً, ثُمَّ خَدَعَه المَنْصُوْرُ, وَآمَنَه, وَنَكَثَ, فَدَخَلُوا عَلَيْهِ دَارَه, فَقَتلُوْهُ صَبْراً, وَابْنَه دَاوُدَ, وَمَمَالِيْكَه, وَحَاجِبَه, فَسَجَدَ للهِ, فَنَزَلُوا عَلَيْهِ فَهَبَرُوْهُ. وَقَدْ كَانَ وَلِيَ حَلَبَ لِلْوَلِيْدِ بنِ يَزِيْدَ مَوْلِدُه: فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَعَاشَ: خَمْساً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. قَالَ المَدَائِنِيُّ: كَانَ جسِيْماً, كَثِيْرَ الأَكلِ, ضَخْماً, طَوِيْلاً, شُجَاعاً, خَطِيْباً, رِزقُه فِي السَّنَةِ سِتُّ مائَةِ أَلْفٍ وَكَانَ يُفَرِّقُهَا فِي العُلَمَاءِ وَالوُجُوْهِ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرٍ: أَنَّ السَّفَّاحَ أَلَحَّ عَلَى أَخِيْهِ أَبِي جَعْفَرٍ يَأمُرُه بِقَتلِ ابْنِ هُبَيْرَةَ, وَهُوَ يُرَاجِعُه لِكَوْنِهِ حَلَفَ لَهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ وَأَنَّبَه لَيَقْتُلَنَّه فَوَلَّى قَتْلَه الهَيْثَمَ ابن شُعْبَةَ وَقَدْ وَلِيَ أَبُوْهُ أَيْضاً إِمْرَةَ العِرَاقَيْنِ لِيَزِيْدَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بَعْدَ المائَةِ. قُتِلَ يَزِيْدُ: فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيُّ هُوَ الَّذِي أَغرَى السَّفَّاحَ بِقَتلِ ابْنِ هُبَيْرَةَ وَكَانَ ابْنُ هُبَيْرَةَ يَرْكَبُ رِكْبَةً عَظِيْمَةً إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ فَنَهَاهُ الحَاجِبُ إِلَى أَنْ بَقِيَ فِي ثَلاَثَةٍ.

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "4/ 101"، تاريخ بغداد "6/ 127"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 59"، النجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "2/ 84"، خزانة الأدب للبغدادي "1/ 244". 21 ترجمته في المجروحين لابن حبان "2/ 123"، تاريخ الإسلام "للذهبي "5/ 315".

عبد الله بن المقفع

935- عَبْدُ اللهِ بنُ المُقَفَّعِ 1: أَحَدُ البُلغَاءِ وَالفُصَحَاءِ, وَرَأْسُ الكُتَّابِ, وَأُولِي الإِنشَاءِ, مِنْ نُظَرَاءِ عَبْدِ الحَمِيْدِ الكَاتِبِ وَكَانَ مِنْ مَجُوْسِ فَارِسٍ فَأَسلَمَ عَلَى يَدِ الأَمِيْرِ عِيْسَى عَمِّ السَّفَّاحِ وَكَتَبَ لَهُ وَاخْتَصَّ بِهِ قَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ: قَالَ لَهُ: أُرِيْدُ أَنْ أُسْلِمَ عَلَى يَدِكَ بمحضر الأَعْيَانِ, ثُمَّ قَعَدَ يَأْكُلُ وَيُزَمْزِمُ بِالمَجُوْسِيَّةِ فَقَالَ: مَا هَذَا قَالَ: أَكرَهُ أَنْ أَبِيْتَ عَلَى غَيْرِ دِيْنٍ, وَكَانَ ابْنُ المُقَفَّعِ يُتَّهَمُ بِالزَّنْدَقَةِ وَهُوَ الَّذِي عَرَّبَ كَلِيْلَةَ وَدِمْنَةَ. وَرُوِيَ عَنِ المَهْدِيِّ, قَالَ: مَا وَجَدْتُ كِتَابَ زَندَقَةٍ إلَّا وَأَصلُه ابْنُ المُقَفَّعِ. وَغَضِبَ المَنْصُوْرُ مِنْهُ, لأَنَّهُ كَتَبَ فِي تَوَثُّقِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ مِنَ المَنْصُوْرِ يَقُوْلُ: وَمَتَى غَدَرَ بِعَمِّهِ, فَنِسَاؤُهُ طَوَالِقُ, وَعَبِيْدُهُ أَحْرَارٌ, وَدَوَابُّهُ حُبسٌ وَالنَّاسُ فِي حِلٍّ مِنْ بَيْعتِه فَكَتَبَ إِلَى عَامِلِه سُفْيَانَ المُهَلَّبِيِّ يَأمُرُه بِقَتلِ ابْنِ المُقَفَّعِ. وَكَانَ ابْنُ المُقَفَّعِ مَعَ سَعَةِ فَضْلِه, وَفَرطِ ذَكَائِهِ فِيْهِ طَيشٌ فَكَانَ يَقُوْلُ، عَنْ سُفْيَانَ المُهَلَّبِيِّ: ابْنُ المُغْتَلِمَةِ فَأَمَرَ لَهُ بِتَنُّورٍ فَسُجِّرَ ثُمَّ قَطَعَ أَرْبَعَتَه وَرَمَاهَا فِي التَّنُّورِ وَهُوَ يَنْظُرُ وَعَاشَ سِتّاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً وَأُهْلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ وَقِيْلَ: بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَاسْمُ أَبِيْهِ ذَادَوَيْه قَدْ وَلِيَ خَرَاجَ فَارِسٍ لِلْحَجَّاجِ فَخَانَ فَعَذَّبَه الحَجَّاجُ فَتَقَفَّعَتْ يَدُه وَقِيْلَ: بَلْ كَانَ يَعْمَلُ قِفَاعَ الخُوصِ, وَهِيَ كَالقُفَّةِ. قِيْلَ لابْنِ المُقَفَّعِ: مَنْ أَدَّبَكَ؟ قَالَ: نَفْسِي إِذَا رَأَيْتُ مِنْ أَحَدٍ حَسَناً أَتَيْتُهُ وَإِنْ رَأَيْتُ قَبِيْحاً أَبَيْتُه. وَقِيْلَ: اجْتَمَعَ بِالخَلِيْلِ فَلَمَّا تَفَرَّقَا, قِيْلَ: لِلْخَلِيْلِ كَيْفَ رَأَيْتَه؟ قَالَ: عِلْمُه أَكْثَرُ مِنْ عَقلِه. وَسُئِلَ هُوَ: كَيْفَ رَأَيْتَ الخَلِيْلَ? قَالَ: عَقلُه أَكْثَرُ مِنْ عِلْمِه. وَقِيْلَ: إِنَّ وَالِيَ البَصْرَةِ سُفْيَانَ بنَ مُعَاوِيَةَ بنِ يَزِيْدَ بنِ المُهَلَّبِ قَالَ يَوْماً: مَا نَدِمتُ عَلَى سُكُوْتٍ قَطُّ فَقَالَ ابْنُ المُقَفَّعِ فَالخَرَسُ زَيْنٌ لَكَ. وَقَالَ لَهُ مَرَّةً: مَا تَقُوْلُ فِي رَجُلٍ مَاتَ، عَنْ زَوجٍ وَزَوْجَةٍ فَأَحْنَقَه. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: صَنَّفَ ابْنُ المُقَفَّعِ "الدُّرَّةَ اليَتِيْمَةَ" الَّتِي مَا صُنِّفَ مِثْلُهَا وَمِنْ قَوْلِه: شَرِبْتُ مِنَ الخُطَبِ رِيَّا, وَلَمْ أَضْبِطْ لَهَا رَوِيَّا فَغَاضَتْ ثُمَّ فَاضَتْ فَلاَ هِيَ هِيَ نِظَاماً وَلاَ هِيَ غيرها كلامًا.

_ 1 ترجمته في لسان الميزان "3/ ترجمة 1465".

محمد بن عبد الله

936- محمد بن عبد الله 1: "د, ت, س" ابن حَسَنِ ابْنِ السَّيِّدِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالب الهاشمي, الحَسَنِيُّ, المَدَنِيُّ, الأَمِيْرُ, الوَاثبُ عَلَى المَنْصُوْرِ, هُوَ وَأَخُوْهُ إِبْرَاهِيْمُ. حَدَّثَ عَنْ: نَافِعٍ, وَأَبِي الزِّنَادِ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيُّ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ. وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُ. حَجَّ المَنْصُوْرُ سنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ, فَاسْتَعْمَلَ عَلَى المَدِيْنَةِ رِيَاحاً المُرِّيَّ, وَقَدْ قَلِقَ لِتَخَلُّفِ ابْنَيْ حَسَنٍ، عَنِ المَجِيْءِ إِلَيْهِ فَيُقَالُ: إِنَّ المَنْصُوْرَ لَمَّا كَانَ حَجَّ قَبْلَ أَيَّامِ السَّفَّاحِ, كَانَ فِيْمَا قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ -إِذِ اشْتَوَرَ بَنُو هَاشِمٍ بِمَكَّةَ فِيْمَنْ يَعقِدُوْنَ لَهُ بِالخِلاَفَةِ حِيْنَ اضْطَرَبَ أَمرُ بَنِي أُمَيَّةَ- كَانَ المَنْصُوْرُ مِمَّنْ بَايَعَ لِي. وَسَأَلَ المَنْصُوْرُ زِيَاداً مُتَوَلِّي المَدِيْنَةِ، عَنِ ابْنَيْ حَسَنٍ, قَالَ: مَا يَهُمُّك مِنْهُمَا, أَنَا آتِيْكَ بِهِمَا. وَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عِمْرَانَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارٍ, قَالَ اسْتُخلِفَ المَنْصُوْرُ, فَلَمْ يكن له همإلَّا طَلَبُ مُحَمَّدٍ, وَالمَسْأَلَةِ عَنْهُ فَدَعَا بَنِي هَاشِمٍ وَاحِداً وَاحِداً, يَخلُو بِهِ, وَيَسْأَلُه فَيَقُوْلُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! قَدْ عَرَفَ أَنَّكَ قَدْ عَرَفْتَه يَطْلُبُ هَذَا الشَّأْنَ قَبْلَ اليَوْمِ فَهُوَ يَخَافُكَ, وهو الان لا يريد لك خلافًا. وَأَمَّا حَسَنُ بنُ زَيْدِ بنِ حَسَنٍ فَأَخْبَرَهُ بِأَمرِه وَقَالَ لاَ آمَنُ أَنْ يَخْرُجَ فَاشْتَرَى المَنْصُوْرُ رَقِيْقاً مِنَ العَرَبِ فَكَانَ يُعْطِي الوَاحِدَ مِنْهُمُ البَعِيْرَيْنِ وَفَرَّقَهم فِي طَلَبِه وَهُوَ مُختَفٍ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 418"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 125"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1602"، العبر "1/ 196 و198"، الكاشف "3/ ترجمة 5022"، تاريخ الإسلام "6/ 121"، ميزان الاعتدال "3/ 591"، تهذيب التهذيب "9/ 252"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6360".

وَقَالَ لِعُقْبَةَ السِّنْدِيِّ: اخْفِ شَخْصَكَ, وَاسْتَتِرْ, ثُمَّ ائْتِنِي وَقْتَ كَذَا. فَأَتَاهُ, فَقَالَ: إِنَّ بَنِي عَمِّنَا قَدْ أَبَوْا إلَّا كَيداً لَنَا, وَلَهُم شِيْعَةٌ بِخُرَاسَانَ يُكَاتِبُونَهُم, وَيُرسِلُوْنَ إِلَيْهِم بِصَدَقَاتِهِم, فَاخرُجْ إِلَيْهِم بِكِسْوَةٍ وَأَلطَافٍ, حَتَّى تَأْتِيَهُم مُتَنَكِّراً, فَحسَّهُم لِي, فَاشْخَصْ حَتَّى تَلقَى عَبْدَ اللهِ بنَ حَسَنٍ مُتَقَشِّفاً, فَإِنْ جَبَهَكَ وَهُوَ فَاعِلٌ فَاصْبِرْ وَعَاوِدْهُ حَتَّى يَأنَسَ بِكَ فَإِذَا ظَهَرَ لَكَ فَاعجَلْ عَلَيَّ فَذَهَبَ عُقْبَةُ فَلَقِيَ عَبْدَ اللهِ بِالكِتَابِ فَانْتَهَرَه وَقَالَ: مَا أَعْرِفُ هَؤُلاَءِ فَلَمْ يَزَلْ يَعُودُ إِلَيْهِ حَتَّى قَبِلَ الكِتَابَ وَالهَدِيَّةَ. فَسَأَلَه عُقْبَةُ الجَوَابَ فَقَالَ: لاَ أَكْتُبُ إِلَى أَحَدٍ فَأَنْتَ كِتَابِي إِلَيْهِم, وَأَخْبِرْهُم أَنَّ ابْنَيَّ خَارِجَانِ لِوقْتِ كَذَا. وَقَالَ: فَأَسرَعَ بِهَا عُقْبَةُ إِلَى المَنْصُوْرِ. وَقِيْلَ: كَانَ ابْنَا حَسَنٍ مَنْهُومَيْنِ بِالصَّيدِ. وَقَالَ المَدَائِنِيُّ: قَدِمَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ فِي أَرْبَعِيْنَ رَجُلاً مُتَخَفِّياً, فَأَتَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عُثْمَانَ, فَقَالَ لَهُ: أَهْلَكْتَنِي, فَانزِلْ عِنْدِي, وَفَرِّقْ أَصْحَابَك. فَأَبَى. فَقَالَ: انْزِلْ فِي بَنِي رَاسِبٍ. فَفَعَلَ. وَقِيْلَ: أَقَامَ مُحَمَّدٌ يَدْعُو النَّاسَ سِرّاً. وَقِيْلَ: نَزَلَ بِعَبْدِ اللهِ بنِ سُفْيَانَ المُرِّيِّ أَيَّاماً, وَحَجَّ المَنْصُوْرُ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ, فَأَكرَمَ عَبْدَ اللهِ بنَ حَسَنٍ, ثُمَّ قَالَ لِعُقْبَةَ: تَرَاءَ لَهُ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! قَدْ عَلِمتَ مَا أَعْطَيْتَنِي مِنَ العُهُودِ. قَالَ: أَنَا عَلَى ذَلِكَ. فَتَرَاءى لَهُ عُقْبَةُ, وَغَمَزَهُ, فَأَبْلَسَ عَبْدُ اللهِ, وَقَالَ: أَقِلْنِي يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! أَقَالَكَ اللهُ قَالَ: كَلاَّ وَسَجَنَهُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ لَهُ: أَرَى ابْنَيْكَ قَدِ اسْتَوْحَشَا مِنِّي وَإِنِّي لأُحِبُّ قُرْبَهُمَا قَالَ مَا لِي بِهِمَا عِلْمٌ وَقَدْ خَرَجَا، عَنْ يَدِي. وَقِيْلَ: هَمَّ الأَخَوَانِ بِاغتِيَالِ المَنْصُوْرِ بِمَكَّةَ وَوَاطَأَهُمَا قَائِدٌ كَبِيْرٌ فَفَهِمَ المَنْصُوْرُ فَتَحَرَّزَ وَهَرَبَ القَائِدُ وَتَحَيَّلَ المَنْصُوْرُ مِنْ زِيَادٍ فَقَبَضَ عَلَيْهِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى المَدِيْنَةِ مُحَمَّدَ بنَ خَالِدٍ القَسْرِيَّ وَبَذَلَ لَهُ أَزْيَدَ مِنْ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ إِعَانَةً فَعَجَزَ فَعَزَلَهُ بِرِيَاحِ بنِ عُثْمَانَ بنِ حَيَّانَ المُرِّيِّ وَعُذِّبَ القَسْرِيُّ فَأُخْبِرَ رِيَاحٌ بِأَنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَبْد اللهِ فِي شِعْبِ رَضْوَى مِنْ أَرْضِ يَنْبُعَ فَنَدَبَ لَهُ عَمْرَو بنَ عُثْمَانَ الجُهَنِيَّ فَكَبَسَه لَيْلَةً فَفَرَّ مُحَمَّدٌ وَمَعَهُ وَلَدٌ فَوَقَعَ مِنْ جَبَلٍ مِنْ يَدِ أُمِّه فَتَقَطَّعَ وَفِيْهِ يَقُوْلُ أَبُوْهُ: مُنْخَرِقُ السِّربَالِ يَشْكُو الوَجَى ... تَنكُبُهُ أَطرَافُ مَرْوٍ حِدَادْ شَرَّدَهُ الخَوْفُ وَأَزْرَى بِهِ ... كَذَاكَ مَنْ يَكْرَهُ حَرَّ الجِلاَدْ قَدْ كَانَ فِي المَوْتِ لَهُ رَاحَةٌ ... وَالمَوْتُ حَتْمٌ فِي رِقَابِ العِبَادْ

وَتَتَبَّعَ رِيَاحٌ بَنِي حَسَنٍ, وَاعْتَقَلَهُم فَأَخَذَ حَسَناً: وَإِبْرَاهِيْمَ ابْنَيْ حَسَنٍ -وَهُمَا عَمَّا مُحَمَّدٍ- وَحَسَنَ بنَ جَعْفَرِ بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ, وَسُلَيْمَانَ بنَ دَاوُدَ بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ, وَأَخَاهُ عَبْدَ اللهِ, وَمُحَمَّداً, وَإِسْمَاعِيْلَ, وَإِسْحَاقَ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيْمَ المَذْكُوْرِ, وَعَبَّاسَ بنَ حَسَنِ بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ, وَأَخَاهُ عَلِيّاً العَابِدَ, وَقَيَّدَهُم, وَشَتَمَ ابْنَيْ حَسَنٍ عَلَى المِنْبَرِ فَسَبَّحَ النَّاسُ, وَعَظَّمُوا قَوْلَه. فَقَالَ رِيَاحٌ: أَلصَقَ اللهُ بِوُجُوهِكُمُ الهَوَانَ لأَكتُبَنَّ إِلَى خَلِيْفَتِكُم غِشَّكُم فَقَالُوا لاَ نَسْمَعُ مِنْكَ يَا ابْنَ المَجْلُوْدَةِ وَبَادَرُوْهُ يَرمُونَه بِالحَصبَاءِ فَنَزَلَ وَاقْتَحَمَ دَارَ مَرْوَانَ وَأَغلَقَ عَلَيْهِ فَأَحَاطَ بِهِ النَّاسُ وَرَجَمُوْهُ وَشَتَمُوْهُ, ثُمَّ إِنَّهُم كَفُّوا وَحَمَلُوا آل حسن في القيود إِلَى العِرَاقِ وَجَعْفَرٌ الصَّادِقُ يَبْكِي لَهُم وَأُخِذَ معهم أخوهم من أمهم محمد ابن عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ, وَهُوَ ابْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ الحُسَيْنِ فَقِيْلَ: جُعِلُوا فِي المَحَامِلِ وَلاَ وِطَاءَ تَحْتَهُم وَقِيْلَ: أُخِذَ مَعَهُم أَرْبَعُ مائَةٍ مِنْ جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ. قَالَ ابْنُ أَبِي المَوَالِي: وَسُجِنتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ, فَوَافَى المَنْصُوْرُ الرَّبَذَةَ رَاجِعاً مِنْ حَجِّه, فَطَلَبَ عَبْدَ اللهِ أَنْ يَحضُرَ إِلَيْهِ, فَأَبَى وَدَخَلتُ أَنَا وَعِنْدَه عَمُّه عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ فَسَلَّمتُ قَالَ: لاَ سَلَّمَ اللهُ عَلَيْكَ أَيْنَ الفَاسِقَانِ ابْنَا الفَاسِقِ?!. قُلْتُ: هَلْ يَنْفَعُنِي الصِّدْقُ? قَالَ: وَمَا ذَاكَ? قُلْتُ: امْرَأَتِي طَالِقٌ, وَعَلَيَّ, وَعَلَيَّ إِنْ كُنْتُ أَعْرِفُ مَكَانَهمَا فَلَمْ يَقْبَلْ فَضَرَبَنِي أَرْبَعَ مائَةِ سَوْطٍ فَغَابَ عَقْلِي, وَرُدِدتُ إِلَى أَصْحَابِي. ثُمَّ طَلَبَ أَخَاهم الدِّيْبَاجَ, فَحَلَفَ لَهُ, فَلَمْ يَقْبَلْ, وَضَرَبَه مائَةَ سَوْطٍ, وَغَلَّه, فَأَتَى وَقَدْ لصقَ قَمِيْصُه عَلَى جسمه من الدماء. فَأَوَّلُ مَنْ مَاتَ فِي الحَبسِ عَبْدُ اللهِ أَبُوْهُمَا, ثُمَّ مَاتَ أَخُوْهُ حَسَنٌ, ثُمَّ الدِّيْبَاجُ, فَقَطَعَ رَأْسَه وَبَعَثَه مَعَ طَائِفَةٍ مِنَ الشِّيْعَةِ طَافُوا بِهِ خُرَاسَانَ يَحلِفُوْنَ أَنَّ هَذَا رَأْسُ محمد بن عبد الله بن فَاطِمَةَ, يُوْهِمُوْنَ أَنَّهُ ابْنُ حَسَنٍ الَّذِي كَانُوا يَجِدُوْنَ خُرُوْجَه فِي الكُتُبِ. وَقِيْلَ: إِنَّ المَنْصُوْرَ قَالَ لِمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَسَنٍ: أَنْتَ الدِّيْبَاجُ الأَصْفَرُ? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لأَقتُلَنَّكَ قِتْلَةً ما سمع بها ثم أمر باسطوانة فَنُقِرَتْ وَأُدخِلَ فِيْهَا ثُمَّ سُدَّ عَلَيْهِ وَهُوَ حَيٌّ وَكَانَ مِنَ المِلاَحِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَتَلَ الدِّيْبَاجَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ أَيْضاً. وَعَنْ مُوْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ, قَالَ: مَا كُنَّا نَعْرِفُ فِي الحَبْسِ أَوقَاتَ الصَّلَوَاتِ إلَّا بِأَجزَاءٍ يَقْرَؤُهَا عَلِيُّ بنُ حَسَنٍ. وَقِيْلَ: إِنَّ المَنْصُوْرَ قَتَلَ عَبْدَ اللهِ بنَ حَسَنٍ أيضًا بالسم.

وَعَنْ أَبِي نُعَيْمٍ, قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ, وَابْنَ أَبِي ذِئْبٍ, وَعَبْدَ الحَمِيْدِ بنَ جَعْفَرٍ دَخَلُوا عَلَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَقَالُوا: مَا تَنتَظِرُ! وَاللهِ مَا نَجِدُ فِي هَذَا البَلَدِ أَشْأَمَ عَلَيْهَا مِنْكَ. وأما رياح, فطلب جعفر الصَّادِقَ وَبَنِي عَمِّه إِلَى دَارِهِ, فَسَمِعَ التَّكَبِيْرَ فِي اللَّيْلِ, فَاختَفَى رِيَاحٌ. فَظَهَرَ مُحَمَّدٌ فِي مائَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ نَفْساً, فَأَخرَجَ أَهْلَ السِّجنِ -وَكَانَ عَلَى حِمَارٍ- فِي أَوَّلِ رَجَبٍ, سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ, فَحَبَسَ رِيَاحاً وَجَمَاعَةً, وَخَطَبَ, فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ كَانَ مِنْ أَمرِ هَذَا الطَّاغِيَةِ أَبِي جَعْفَرٍ مَا لَمْ يَخفَ عَلَيْكُم, مِنْ بِنَائِهِ القُبَّةَ الخَضْرَاءَ الَّتِي بَنَاهَا تَصْغِيْراً لِكَعْبَةِ الله, وإن أحق الناس بِالقِيَامِ لِلدِّيْنِ أَبْنَاءُ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ, اللَّهُمَّ قَدْ فَعلُوا وَفَعلُوا, فَأَحْصِهِم عَدَداً, وَاقْتُلْهُم بَدَداً, وَلاَ تُغَادِرْ مِنْهُم أَحَداً. قَالَ عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ: كَانَ المَنْصُوْرُ يَكْتُبُ عَلَى أَلسُنِ قُوَّادِه إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بِأَنَّهم مَعَهُ, فَاخرُجْ فَقَالَ: يَثِقُ بِالمُحَالِ. وَخَرَجَ مَعَهُ مِثْلُ ابْنِ عَجْلاَنَ, وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَلَمَّا قُتِلَ, أَتَى وَالِي المَدِيْنَةِ بِابْنِ عَجْلاَنَ, فَسَبَّه, وَأَمَرَ بِقَطعِ يَدِه. فَقَالَ العُلَمَاءُ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ, إِنَّ هَذَا فَقِيْهُ المَدِيْنَةِ, وَعَابِدُهَا, وَشُبِّهَ عَلَيْهِ أَنَّهُ المَهْدِيُّ فَتَرَكَه قَالَ وَلَزِمَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ ضَيعَةً لَهُ وَخَرَجَ أَخَوَاهُ عَبْدُ اللهِ وَأَبُو بَكْرٍ فَعَفَا عَنْهُمَا المَنْصُوْرُ. وَاختَفَى جَعْفَرٌ الصَّادِقُ, ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّداً اسْتَعْمَلَ عُمَّالاً عَلَى المَدِيْنَةِ وَلَزِمَ مَالِكٌ بَيْتَه. قَالَ أَبُو دَاوُدَ كَانَ الثَّوْرِيُّ يَتَكَلَّمُ فِي عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ لِخُرُوْجِه وَيَقُوْلُ إِنْ مَرَّ بِكَ المَهْدِيُّ وَأَنْتَ فِي البَيْتِ فَلاَ تَخْرُجْ إِلَيْهِ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ. وَقِيْلَ: بَعَثَ مُحَمَّدٌ إِلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَقَدْ شَاخَ لِيُبَايِعَه فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي أَنْتَ وَاللهِ مَقْتُوْلٌ كَيْفَ أُبَايِعُكَ فَارتَدَعَ النَّاسُ عَنْهُ فَأَتَتْه بِنْتُ أَخِيْهِ مُعَاوِيَةَ فَقَالَتْ: يَا عَمِّ إِنَّ إِخْوَتِي قَدْ أَسرَعُوا إِلَى ابْنِ خَالِهِم, فَلاَ تُثَبِّطْ عَنْهُ فَيُقْتَلَ هُوَ وَإِخْوَتِي فَأَبَى فيقال: قتلته فأراد محمد الصَّلاَةَ عَلَيْهِ. فَقَالَ ابْنُهُ: تَقتُلُ أَبِي وَتُصَلِّي عَلَيْهِ فَنَحَّاهُ الحَرَسُ وَتَقَدَّمَ مُحَمَّدٌ وَكَانَ مُحَمَّدٌ أَسْوَدَ جَسِيْماً فِيْهِ تَمتَمَةٌ وَلَمَّا خَرَجَ قَامَتْ قِيَامَةُ المَنْصُوْرِ فَقَالَ: لآلِهِ اذْهَبُوا إِلَى هَذَا الأَحْمَقِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ فَلَهُ رَأْيٌ جَيِّدٌ فِي الحَرْبِ فَلَمَّا دَخَلُوا قَالَ: لأَمرٍ مَا جِئْتُم فَمَا جَاءَ بِكُم جَمِيْعاً وَقَدْ هَجَرتُمُوْنِي مِنْ دَهْرٍ قَالُوا: اسْتَأْذَنَّا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فَأَذِنَ لَنَا قَالَ: لَيْسَ ذَا بِشَيْءٍ مَا الخَبَرُ قَالُوا: خَرَجَ مُحَمَّدٌ قَالَ: فَمَا تَرَوْنَ ابْنَ سَلاَّمَةَ صَانِعاً يَعْنِي المَنْصُوْرَ قَالُوا: لاَ نَدْرِي قَالَ: إِنَّ البُخلَ قَدْ قَتَلَه فَلْيُخرِجِ الأَمْوَالَ وَيُكرِمِ الجُنْدَ, فَإِنْ غَلبَ فَمَا أَوشَكَ أَنْ يَعُودَ إِلَيْهِ مَالُه.

وَجَهَّزَ المَنْصُوْرُ وَلِيَّ عَهْدِه عِيْسَى بنَ مُوْسَى لِحَربِ مُحَمَّدٍ, وَكَتَبَ إِلَى مُحَمَّدٍ يَحُثُّه عَلَى التَّوبَةِ وَيَعِدُه وَيُمَنِّيْه فَأَجَابَه مِنَ المَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ {طَسم، تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الشعراء: 1، 2] وَأَنَا أَعرِضُ عَلَيْكَ مِنَ الأَمَانِ مِثْلَ مَا عَرَضتَ فَإِنَّ الحَقَّ حَقُّنَا ... إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَيُّ الأَمَانَاتِ تُعطِيْنِي, أَمَانُ ابْنِ هُبَيْرَةَ أَمْ أَمَانُ عَمِّكَ أَمْ أَمَانُ أَبِي مُسْلِمٍ؟. فَأَرسَلَ إِلَيْهِ بِكِتَابٍ مُزعِجٍ, وَأَخَذَ جُنْدُ مُحَمَّدٍ مَكَّةَ, وَجَاءهُ مِنْهَا عَسْكَرٌ, وَسَارَ وَلِيُّ العَهْدِ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ, وَنَفَذَ إِلَى أَهْلِ المَدِيْنَةِ يَتَأَلَّفُهُم فَتَفَلَّلَ خَلْقٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَبَادَرَ آخَرُوْنَ إِلَى خِدمَةِ عِيْسَى. فَأُشِيْرَ عَلَى مُحَمَّدٍ: أَنْ يَفِرَّ إِلَى مِصْرَ, فَلَنْ يَرُدَّكَ أَحَدٌ عَنْهَا. فَصَاحَ جُبَيْرٌ: أَعُوْذُ بِاللهِ أَنْ نَخرَجَ مِنَ المَدِيْنَةِ, وَنَبِيُّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ "رَأَيْتُنِي فِي دِرْعٍ حَصِيْنَةٍ فَأَوَّلْتُهَا المَدِيْنَةَ". ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّداً اسْتَشَارَ أَنْ يُخَنْدِقَ عَلَى نَفْسِهِ فَاخْتَلَفَتِ الآرَاءُ ثُمَّ حَفَرَ خَنْدَقَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَحَفَرَ فِيْهِ بِيَدِهِ. عَنْ عُثْمَانَ الزُّبَيْرِيِّ قَالَ: اجْتَمَعَ مَعَ مُحَمَّدٍ جَمْعٌ لَمْ أَرَ أَكْثَرَ مِنْهُ, إِنِّي لأَحسِبُنَا كُنَّا مائَةَ أَلْفٍ فَخَطَبَ مُحَمَّدٌ, وَقَالَ: إِنَّ هَذَا قَدْ قَرُبَ, وَقَدْ حَلَّلتُكُم مِنْ بَيْعَتِي. قَالَ: فَتَسلَّلُوا حَتَّى بَقِيَ فِي شِرْذِمَةٍ, وَهَرَبَ النَّاسُ بِذَرَارِيهِم فِي الجِبَالِ, فَلَمْ يَتَعَرَّضْ عِيْسَى لأَذَاهُم, وَرَاسَلَ مُحَمَّداً يَدعُوْهُ إِلَى الطَّاعَةِ فَقَالَ: إِيَّاكَ أَنْ يَقتُلَكَ مَنْ يَدْعُوكَ إِلَى اللهِ فَتَكُوْنَ شَرَّ قَتِيْلٍ, أَوْ تَقْتُلَه فَيَكُوْنَ أَعْظَمَ لِوِزْرِكَ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ: إِنْ أَبَيْتَ فَإِنَّا نُقَاتِلُكَ عَلَى مَا قَاتَلَ عَلَيْهِ جَدُّكَ طَلْحَةُ, وَالزُّبَيْرُ عَلَى نَكثِ البَيْعَةِ ثُمَّ أَحَاطَ عِيْسَى بِالمَدِيْنَةِ فِي أَثنَاءِ رَمَضَانَ, وَدَعَا مُحَمَّداً إِلَى الطَّاعَةِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ, ثُمَّ قَرُبَ مِنَ السُّورِ, فَنَادَى بِنَفْسِهِ يَا أَهْلَ المَدِيْنَةِ إِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ الدِّمَاءِ فَهَلُمُّوا إِلَى الأَمَانِ, وَخَلُّوا بَيْننَا وَبَيْنَ هَذَا فَشَتَمُوْهُ فَانْصَرَفَ وَفَعَلَ ذَلِكَ مِنَ الغَدِ, وَزَحَفَ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ, وَظَهَرَ وَكَرَّرَ بَذْلَ الأَمَانِ لِمُحَمَّدٍ فَأَبَى وَتَرَجَّلَ فَقَالَ بَعْضُهُم: إِنِّي لأحسِبُه قَتَلَ بِيَدِهِ سَبْعِيْنَ يَوْمَئِذٍ. وَقَالَ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ: كُنَّا مَعَ مُحَمَّدٍ فِي عِدَّةِ أَصْحَابِ بَدرٍ ثُمَّ تَبَارَزَ جَمَاعَةٌ وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ جُنْدِ المَنْصُوْرِ عِنْدَ أَحجَارِ الزَّيْتِ فَطَلَبَ المُبَارَزَةَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَجُلٌ عَلَيْهِ قُبَاءٌ أَصْفَرُ فَقَتَلَ الجُنْدِيَّ ثُمَّ بَرَزَ آخَرُ فَقَتَلَه فَاعْتَوَرَهُ أَصْحَابُ عِيْسَى حَتَّى أَثبَتُوهُ بِالسِّهَامِ وَدَامَ القِتَالُ مِنْ بَكْرَةٍ إِلَى العَصْرِ وَطَمَّ أَصْحَابُ عِيْسَى الخَنْدَقَ, فَجَازَتْ خَيْلُهم.

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ: تَحَنَّطَ مُحَمَّدٌ للموت, فقلت له: مالك بما ترى طاقة. فَالْحَقْ بِالحَسَنِ بنِ مُعَاوِيَةَ نَائِبِكَ بِمَكَّةَ قَالَ: لَوْ رُحتُ لَقُتِلَ هَؤُلاَءِ فَلاَ أَرجِعُ وَأَنْتَ مِنِّي فِي سَعَةٍ. وَقِيْلَ: نَاشَدَه غَيْرُ وَاحِدٍ اللهَ وَهُوَ يَقُوْلُ: وَاللهِ لاَ تُبْتَلَوْنَ بِي مَرَّتَيْنِ. ثُمَّ قَتَلَ رِيَاحاً وَعَبَّاسَ بنَ عُثْمَانَ, فَمَقَتَه النَّاسُ ثُمَّ صَلَّى العَصْرَ, وَعَرقَبَ فَرَسَه, وَعَرقَبَ بَنُو شُجَاعٍ دَوَابَّهُم وَكَسَرُوا أَجفَانَ سُيُوْفِهم, ثُمَّ حَمَلَ هُوَ, فَهَزَمَ القَوْمَ مَرَّتَيْنِ, ثُمَّ اسْتَدَارَ بَعْضُهم مِنْ وَرَائِهِ, وَشَدَّ حُمَيْدُ بنُ قَحْطَبَةَ عَلَى مُحَمَّدٍ, فَقَتَلَه, وَأَخَذَ رَأْسَه, وَكَانَ مَعَ مُحَمَّدٍ سَيْفَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذُوْ الفِقَارِ فَجَاءهُ سَهْمٌ فَوَجَدَ المَوْتَ فَكُسِرَ السَّيفُ وَلَمْ يَصِحَّ بَلْ قِيْلَ: أَعْطَاهُ رَجُلاً كَانَ لَهُ عَلَيْهِ أَرْبَعُ مائَةِ دِيْنَارٍ, وَقَالَ: لَنْ تَلقَى طَالبِيّاً إلَّا وَأَخَذَه مِنْكَ, وَأَعْطَاكَ حَقَّكَ فَلَمَّا وَلِيَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ المَدِيْنَةَ, أَخَذَه مِنْهُ وَأَعْطَاهُ الدَّينَ. وَكَانَ مَصْرَعُ مُحَمَّدٍ عِنْدَ أَحجَارِ الزَّيْتِ, فِي رَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ, سَنَةَ خَمْسٍ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: عَاشَ ثَلاَثاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. وَقِيْلَ: صَلَبَ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِهِ وَطِيْفَ بِالرَّأْسِ. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: ذَهَبتْ طَائِفَةٌ مِنَ الجَارُوْدِيَّةِ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ وَلاَ يَمُوْتُ حَتَّى يَملأَ الأَرْضَ عَدلاً وَخَلَّفَ مِنَ الأَوْلاَدِ: حَسَناً وَعَبْدَ اللهِ وَفَاطِمَةَ وَزَيْنَبَ.

إبراهيم بن عبد الله بن حسن

937- إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ 1: العَلَوِيُّ, الَّذِي خَرَجَ بِالبَصْرَةِ, زَمَنَ خُرُوْجِ أَخِيْهِ بِالمَدِيْنَةِ. قَالَ مُطَهِّرُ بنُ الحَارِثِ: أَقْبَلْنَا مَعَ إِبْرَاهِيْمَ مِنْ مَكَّةَ نُرِيْدُ البَصْرَةَ, وَنَحْنُ عَشْرَةٌ, فَنَزَلنَا عَلَى يَحْيَى بنِ زِيَادٍ. وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ, قَالَ: اضْطَّرَنِي الطَّلَبُ بِالمَوْصِلِ, حَتَّى جَلَستُ عَلَى مَوَائِدِ أَبِي جَعْفَرٍ, وَكَانَ قَدْ قَدِمهَا يَطْلُبُنِي, فَتَحَيَّرتُ, وَلَفَظَتْنِي الأَرْضُ, وَضَاقَتْ عَلَيَّ, وَوَضَعَ عَلَيَّ الأَرصَادَ, وَدَعَا يَوْماً النَّاسَ إِلَى غَدَائِهِ, فَدَخَلتُ, وَأَكَلتُ. وَجَرَتْ لِهَذَا أَلوَانٌ فِي اخْتِفَائِهِ, وَرُبَّمَا يَظفَرُ بِهِ بَعْضُ الأَعْوَانِ, فَيُطلِقُه لِمَا يَعْلَمُ مِنْ ظُلمِ عَدُوِّهُ. ثُمَّ اخْتَفَى بِالبَصْرَةِ, وَهُوَ يَدْعُو إِلَى نَفْسِهِ, فَاسْتَجَابَ لَهُ خَلقٌ, لِشدَّةِ بُغضِهم في أبي جعفر.

_ 1 ترجمته: في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 31".

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ظَهَرَ مُحَمَّدٌ, وَغَلَبَ عَلَى الحَرَمَيْنِ, فَوَجَّهَ أَخَاهُ إِبْرَاهِيْمَ إِلَى البَصْرَةِ, فَدَخَلهَا فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ فَغَلَبَ عَلَيْهَا, وَبَيَّضَ أَهْلُهَا وَرَمَوُا السَّوَادَ, فَخَرَجَ مَعَهُ عِدَّةُ عُلَمَاءٍ. وَقِيْلَ: لَمَّا قَارَبَ جَمْعُه أَرْبَعَةَ آلاَفٍ, شَهَرَ أَمرَهُ, وَنَزَلَ فِي دَارِ أَبِي مَرْوَانَ النَّيْسَابُوْرِيِّ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سُفْيَانَ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيْمَ وَهُوَ مَرْعُوْبٌ, فَأَخْبَرتُه بِكِتَابِ أَخِيْهِ, وَأَنَّهُ ظَهَرَ بِالمَدِيْنَةِ, وَيَأمُرُه بِالظُّهُوْرِ فَوَجَمَ لَهَا وَاغتَمَّ فَأَخَذتُ أُسَهِّلُ عَلَيْهِ وَأَقُوْلُ مَعَكَ مضَاءُ التَّغْلِبِيِّ وَالطُّهَوِيِّ وَالمُغِيْرَةِ وَأَنَا وَنَخرُجُ فِي اللَّيْلِ إِلَى السِّجنِ فَنَفتَحُهُ وَيُصبِحُ مَعَكَ خَلقٌ. فَطَابَتْ نَفْسُه. وَبَلَغَ المَنْصُوْرَ, فَنَدَبَ جَيْشاً إِلَى البَصْرَةِ وَسَارَ بِنَفْسِهِ فَضَبَطَ الكوفة, خوفا من وثوب الشيعة. قَالَ أَبُو الحَسَنِ الحَذَّاءُ: أَلزمَ أَبُو جَعْفَرٍ النَّاسَ بِالسَّوَادِ, فَكُنْتُ أَرَى بَعْضَهم يَصبِغُ بِالمِدَادِ ثُمَّ أَخَذَ يَحبِسُ, أَوْ يَقتُلُ كُلَّ مَنْ يَتَّهِمُه. وَكَانَتِ البَيْعَةُ فِي السِّرِّ تُعمَلُ بِالكُوْفَةِ لإِبْرَاهِيْمَ. وَكَانَ بِالمَوْصِلِ أَلفَانِ لِمَكَانِ الخَوَارِجِ فَطَلَبَهمُ المَنْصُوْرُ, فَقَاتَلَهُم بَعْضُ مَنْ هَوِيَ إِبْرَاهِيْمَ فَقُتِلَ مِنْهُم خَمْسُ مائَةٍ وَصَارَ إِبْرَاهِيْمُ فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ إِلَى مَقْبرَةِ بَنِي يَشْكُرَ فِي بِضْعَةَ عَشَرَ فَارِساً ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ فِي الجَامِعِ فَتَحَصَّنَ مِنْهُ نَائِبُ البَصْرَةِ, وَكَانَ يَتَرَاكَكُ فِي أَمرِه حَتَّى تَمَكَّنَ إِبْرَاهِيْمُ ثُمَّ نَزَلَ إِلَيْهِ بِأَمَانٍ فَقَيَّدَه بِقَيدٍ خَفِيْفٍ وَعَفَا، عَنِ الأجناد فانتدب لحربه جعفر ابن سُلَيْمَانَ, وَأَخُوْهُ مُحَمَّدٌ فِي سِتِّ مائَةِ فَارِسٍ فَأَبرَزَ إِبْرَاهِيْمُ لِحرْبِهِم مضَاءً فِي خَمْسِيْنَ مُقَاتِلاً فَهَزَمَهُم مضَاءٌ وَجُرِحَ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ وَوَجَدَ إِبْرَاهِيْمُ فِي بَيْتِ المَالِ سِتَّ مائَةِ أَلْفٍ فَفَرَّقهَا عَلَى عَسْكَرِهِ خَمْسِيْنَ خَمْسِيْنَ. ثُمَّ جَهَّزَ المُغِيْرَةَ فِي خَمْسِيْنَ مُقَاتِلاً فَقَدِمَهَا وَقَدِ التَفَّ معه نحو مئتين فَهَزَمَ مُتَوَلِّي الأَهْوَازِ مُحَمَّدَ بنَ حُصَيْنٍ وَاسْتَولَى المُغِيْرَةُ عَلَى البَلَدِ. وَهَمَّ إِبْرَاهِيْمُ بِالمَسِيْرِ إِلَى الكُوْفَةِ وَبَعَثَ جَمَاعَةً فَغَلَبُوا عَلَى إِقْلِيْمِ فَارِسَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى وَاسِطَ هَارُوْنَ العِجْلِيَّ. فَجَهَّزَ المَنْصُوْرُ لِحَرْبِهِ خَمْسَةَ آلاَفٍ فَجَرَتْ بَيْنَهُم وَقعَاتٌ حَتَّى كَلَّ الفَرِيقَانِ وَبَقِيَ إِبْرَاهِيْمُ سَائِرَ رَمَضَانَ يُنفِذُ عُمَّالَه عَلَى البِلاَدِ وَحَارَبَ فَوَلَّى المَنْصُوْرُ وَتَحَيَّرَ وَحَدَّثَ نَفْسَه بِالهَرَبِ فَلَمَّا جَاءَ نَعْيُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بِالمَدِيْنَةِ رَجَعَتْ إِلَى المَنْصُوْرِ رُوْحُه وَفَتَّ ذَلِكَ فِي عَضُدِ إِبْرَاهِيْمَ وَبُهِتَ وَصَلَّى بِالنَّاسِ العِيْدَ بِالمُصَلَّى وَيُعْرَفُ فِيْهِ الحُزْنُ. وَقِيْلَ: إِنَّ المَنْصُوْرَ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ مَا عِنْدِي نَحْوُ أَلْفَيْ فَارِسٍ, فَمَعَ ابني بالري

ثَلاَثُوْنَ أَلفاً, وَمَعَ مُحَمَّدِ بنِ أَشْعَثَ بِالمَغْرِبِ أَرْبَعُوْنَ أَلفاً, وَمَعَ عِيْسَى بِالحِجَازِ سِتَّةُ آلاَفٍ, لَئِنْ نَجَوتُ لاَ يُفَارِقُنِي ثَلاَثُوْنَ أَلْفَ فَارِسٍ فَمَا لَبِثَ أَنْ أَتَاهُ عِيْسَى مُؤَيَّداً مَنْصُوْراً, فَوَجَّهَهُ لِحَربِ إِبْرَاهِيْمَ. وَأَقبَلَ سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ البَاهِلِيُّ مِنَ الرَّيِّ, فَكَاتَبَ أَهْلَ البَصْرَةِ, فَلَحِقَتْ بِهِ بَاهِلَةُ, وَسَارَ خَازِمُ بنُ خُزَيْمَةَ إِلَى الأهواز, وبقي المنصور كالجمل الهائج, إِلَى أَنْ انْتَصَرَ وَقَتَلَ إِبْرَاهِيْمَ فَمَكَثَ شَهْرَيْنِ لاَ يَأوِي إِلَى فِرَاشٍ. قَالَ حَجَّاجُ بنُ مُسْلِمٍ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ تِلْكَ الأَيَّامَ, وَقَدْ جَاءهُ فَتقُ البَصْرَةِ, وَفَتقُ فَارِسَ, وَوَاسِطَ, وَالمَدَائِنِ, وَهُوَ مُطرِقٌ يَتَمَثَّلُ: وَنَصَبْتُ نَفْسِي لِلرِّمَاحِ دَرِيْئَةً ... إِنَّ الرَّئِيْسَ لِمِثْلِهَا لَفَعُولُ هَذَا وَمائَةُ أَلْفِ سَيْفٍ كَامِنَةٌ حَوْلَه بِالكُوْفَةِ, يَنْتَظِرُوْنَ صَيْحَةً, فَوَجَدتُه صَقراً, أَحْوذِيّاً, مُشَمِّراً. وَعَنْ وَالِدِ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ, قال: خرجنا مع إبراهيم, فعسكرنا ببا خمرا, فَطُفنَا لَيْلَةً, فَسَمِعَ إِبْرَاهِيْمُ أَصوَاتَ طَنَابِيْرَ وَغِنَاءً فَقَالَ: مَا أَطمَعُ فِي نَصْرِ عَسْكَرٍ فِيْهِ هَذَا. وَعَنْ دَاوُدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ, قَالَ: أُحصِيَ دِيْوَانُ إِبْرَاهِيْمَ عَلَى مائَةِ أَلْفِ مُقَاتِلٍ وَقِيْلَ: بَلْ كَانُوا عَشْرَةَ آلاَفٍ- وَهَذَا أَصَحُّ. وَكَانَ مَعَ عِيْسَى بنِ مُوْسَى خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفاً. وَأُشِيْرَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ أَنْ يَكبِسَ الكُوْفَةَ, وَلَوْ فَعَلَ, لَرَاحَتْ عَلَى المَنْصُوْرِ, فَقَالَ: بل أُبَيِّتُ عِيْسَى. وَعَنْ هُرَيْمٍ, قَالَ قُلْتُ: لإِبْرَاهِيْمَ: لاَ تَظهَرْ عَلَى المَنْصُوْرِ حَتَّى تَأْتِيَ الكُوْفَةَ, فَإِنْ مَلَكْتَهَا, لَمْ تَقُمْ لَهُ قَائِمَةٌ, وَإِلاَّ فَدَعنِي أَسِيْرُ إِلَيْهَا, أَدْعُو لَكَ سِرّاً ثُمَّ أَجهَرُ فَلَوْ سَمِعَ المَنْصُوْرُ هَيْعَةً بِهَا, طَارَ إِلَى حُلْوَانَ فَقَالَ: لاَ نَأمَنُ أَنْ تُجِيْبَكَ مِنْهُم طَائِفَةٌ فَيُرسِلُ إِلَيْهِم أَبُو جَعْفَرٍ خَيْلاً فيطأ البري وَالنَّطِفَ وَالصَّغِيْرَ وَالكَبِيْرَ فَتَتَعَرَّضُ لإِثْمٍ فَقُلْتُ: خَرَجْتَ لِقِتَالِ مِثْلِ المَنْصُوْرِ وَتَتَوَقَّى ذَلِكَ?!. لَمَّا نَزَلَ بَاخَمْرَا, كَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ: إِنَّكَ قَدْ أَصحَرْتَ, وَمِثْلُكَ أَنْفَسُ بِهِ عَلَى المَوْتِ, فَخَنْدِقْ عَلَى نَفْسِكَ, فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ, فَقَدْ أَعْرَى أَبُو جَعْفَرٍ عَسْكَرَهُ, فَخُفَّ فِي طَائِفَةٍ حَتَّى تَأْتِيَهُ, فَتَأْخُذَ بِقَفَاهُ. فَشَاورَ قُوَّادَه, فَقَالُوا نُخَنْدِقُ عَلَى نُفُوْسِنَا وَنَحْنُ ظَاهِرُوْنَ؟! وَقَالَ بَعْضُهُم: أَنَأْتِيْهِ وَهُوَ فِي أَيْدِيْنَا مَتَى شِئْنَا؟!.

وَعَنْ بَعْضِهم, قَالَ: الْتَقَى الجَمعَانِ, فَقُلْتُ لإِبْرَاهِيْمَ: إِنَّ الصَّفَّ إِذَا انْهَزَمَ, تَدَاعَى, فَاجْعَلْنَا كَرَادِيسَ. فَتَنَادَى أَصْحَابُه: لاَ, لاَ, وَقُلْتُ: إِنَّهُم مُصَبِّحُوكَ فِي أَكمَلِ سِلاَحٍ وَكُرَاعٍ, وَمَعَكَ عُرَاةٌ, فَدَعنَا نُبَيِّتْهُمْ. فَقَالَ: إِنِّي أَكرَهُ القَتْلَ. فَقَالَ: تُرِيْدُ الخِلاَفَةَ, وَتَكرَهُ القَتْلَ؟ - وَبَاخَمْرَا عَلَى يَوْمَيْنِ مِنَ الكُوْفَةِ- فَالتَحَمَ الحَرْبُ, وَانْهَزَمَ حُمَيْدُ بنُ قَحْطَبَةَ, فَتَدَاعَى الجَيْشُ, فَنَاشَدَهُم عِيْسَى, فَمَا أَفَادَ, وَثَبَتَ هُوَ فِي مائَةِ فَارِسٍ. فَقِيْلَ لَهُ: لَوْ تَنَحَّيتَ؟ قَالَ: لاَ أَزُولُ حَتَّى أُقتَلَ, أَوْ أُنْصَرَ, وَلاَ يُقَالَ: انْهَزَمَ. وَكَانَ المَنْصُوْرُ يُصغِي إِلَى النُّجُوْمِ, وَلاَ يَتَأَثَّمُ مِنْ ذَلِكَ. فَيُقَالُ: إِنَّهُ قَالَ لِعِيْسَى: إِنَّهُم يَقُوْلُوْنَ: إِنَّكَ لاَقِيْهِ, وَإِنَّ لَكَ جَولَةً, ثُمَّ يَفِيءُ إِلَيْكَ أَصْحَابُه. قَالَ عِيْسَى: فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا مَعِي إلَّا ثَلاَثَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ فَقَالَ غُلاَمِي: عَلاَمَ تَقِفُ؟! قلت: وَاللهِ لاَ يَرَانِي أَهْلُ بَيْتِي مُنْهَزِماً, فَإِنَّا لَكَذَلِكَ, إِذْ صَمَدَ ابْنَا سُلَيْمَانَ بنِ عَلِيٍّ لإِبْرَاهِيْمَ, فَخَرَجَا مِنْ خَلْفِهِ, وَلَوْلاَهُمَا لافْتُضِحْنَا, وَكَانَ مِنْ صُنْعِ اللهِ أَنَّ أَصْحَابَنَا لَمَّا انْهَزَمُوا, عَرَضَ لَهُم نَهْرٌ, وَلَمْ يَجِدُوا مَخَاضَةً, فَرَجَعُوا, فَانْهَزَمَ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيْمَ, وَثَبَتَ هُوَ فِي خَمْسِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: بَلْ فِي سَبْعِيْنَ. وَاشتَدَّ القِتَالُ, وَتَطَايَرَتِ الرُّؤُوْسُ, وَحَمِيَ الحَرْبُ, إِلَى أَنْ جَاءَ سَهْمٌ غَرْبٌ, لاَ يُعْرَفُ رَامِيهِ فِي حَلقِ إِبْرَاهِيْمَ, فَتَنَحَّى, وَأَنْزَلُوْهُ, وَهُوَ يَقُوْلُ: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأَحْزَابُ: 38] , أَرَدْنَا أَمراً وَأَرَادَ اللهُ غَيْرَه, فَحَمَاهُ أَصْحَابُه, فَأَنْكَرَ حُمَيْدُ بنُ قَحْطَبَةَ اجْتِمَاعَهُم وَحَمَلَ عَلَيْهِم فَانْفَرَجُوا، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ فَنَزَلَ طَائِفَةٌ فَاحْتَزُّوا رَأْسَه رَحِمَهُ اللهُ وَأُتِيَ بِالرَّأْسِ إِلَى عِيْسَى فَسَجَدَ وَنَفَّذَه إِلَى المَنْصُوْرِ لِخَمْسٍ بَقِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَعَاشَ ثَمَانِياً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَقِيْلَ: كَانَ عَلَيْهِ زَرَدِيَّةٌ فَحَسَرَ مِنَ الحَرِّ، عَنْ صَدْرِه فَأُصِيْبَ وَكَانَ قَدْ وَصَلَ خَلقٌ مِنَ المُنهَزِمِيْنَ إِلَى الكُوْفَةِ وَتَهَيَّأَ المَنْصُوْرُ وَأَعَدَّ السُّبَّقَ لِلْهَرَبِ إِلَى الرَّيِّ فَقَالَ لَهُ: نُوْبَخْتُ المُنَجِّمُ الظَّفَرُ لَكَ فَمَا قَبِلَ مِنْهُ فَلَمَّا كَانَ الفَجْرُ أتاه الرأس فتمثل بقول معقر الباقري: فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عَيْناً بِالإِيَابِ المُسَافِرُ قَالَ خَلِيْفَةُ: صَلَّى إِبْرَاهِيْمُ العِيْدَ بِالنَّاسِ أَرْبَعاً, وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ, وَهُشَيْمٌ, وَعَبَّادُ بنُ العَوَّامِ, وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ, وَيَزِيْد بنُ هَارُوْنَ, وَلَمْ يَخْرُجْ شُعْبَةُ, وَكَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ يَأمُرُ بِالخُرُوْجِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ يَقُوْلُ: مَا بِالبَصْرَةِ إلَّا مَنْ تَغَيَّرَ أَيَّامَ إِبْرَاهِيْمَ إلَّا ابن عون. وَحَدَّثَنِي مَيْسُوْرُ بنُ بَكْرٍ, سَمِعَ عَبْدَ الوَارِثِ يَقُوْلُ: فَأَتَيْنَا شُعْبَةَ, فَقُلْنَا: كَيْفَ تَرَى؟ قَالَ:

أَرَى أَنْ تَخْرُجُوا, وَتُعِيْنُوْهُ. فَأَتَيْنَا هِشَاماً الدَّسْتُوَائِيَّ, فَلَمْ يُجِبْنَا, فَأَتَيْنَا سَعِيْدَ بنَ أَبِي عَرُوْبَةَ, فَقَالَ: مَا أَرَى بَأْساً أَنْ يَدْخُلَ رَجُلٌ مَنْزِلَه, فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ, قَاتَلَهُ. عُمَرُ بنُ شَبَّةَ: حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بنُ يَزِيْدَ, سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: بَاخَمْرَا بَدْرٌ الصُّغْرَى. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: لَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيْمُ, هَرَبَ أَهْلُ البَصْرَةِ بَرّاً وَبَحراً, وَاسْتَخْفَى النَّاسُ, وَقُتِلَ مَعَهُ الأَمِيْرُ بَشِيْرٌ الرَّحَّالُ, وَجَمَاعَةٌ كَثِيْرَةٌ. قُلْتُ: وَعَرَفَتِ الخَزْرُ باخْتِلاَفِ الأُمَّةِ, فَخَرَجُوا مِنْ بَابِ الأَبْوَابِ, وَقَتَلُوا خَلقاً بِأَرْمِيْنِيَةَ, وَسَبَوْا الذُّرِّيَّةَ فَلِلَّهِ الأَمْرُ, وَتَشَتَّتَ الحُسَيْنِيُّوْنَ, وَهَرَبَ إِدْرِيْسُ مِنْهُم إِلَى أَقْصَى بِلاَد المَغْرِبِ, ثُمَّ خَرَجَ ابْنُهُ هُنَاكَ, ثُمَّ سُمَّ. وَبَقِيَ طَائِفَةٌ مِنَ الإِدْرِيْسِيَّةِ, فَتَمَلَّكُوا بَعْدَ سَنَةِ أَرْبَعِ مائَةٍ سَنَوَاتٍ, وَلَقِيْتُ مِنْ أَوْلاَدِهِمْ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الإِدْرِيْسِيَّ الأَدِيْبَ, فَرَوَى لَنَا عَنِ ابن باق.

الديباج

938- الديباج 1: "ق" أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن عمرو ابْنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانَ العُثْمَانِيُّ, المَدَنِيُّ المُلَقَّبُ: بِالدِّيْبَاجِ, لِحُسنِهِ. كَانَ جَوَاداً, سَخِيّاً, ذَا مُرُوْءةٍ, وَسُؤْددٍ, وَحِشْمَةٍ. حَدَّثَ عَنْ: أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الحُسَيْنِ الشَّهِيْدِ, وَنَافِعٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ, وطائفة. وَعَنْهُ: أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ, وَالدَّرَاوَرْدِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ مَعْنٍ, وَيَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ لَيَّنَهُ البُخَارِيُّ. وَهُوَ عَمُّ الأَخَوَينِ ابْنَيْ حَسَنٍ لِلأُمِّ, فَأَخَذَهُ المَنْصُوْرُ لِذَلِكَ, وَضَرَبَه, وَقَيَّدَه, فَمَاتَ فِي سِجنِه بِالهَاشِمِيَّةِ, سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: سَقَاهُ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. قَالَ مَعْنٌ القَزَّازُ: زَعَمُوا أَنَّ المَنْصُوْرَ قَتَلَه وَقْتَ خُرُوْجِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 417"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1635"، تاريخ الخطيب "5/ 385"، الأنساب للسمعاني "5/ 390"، الكاشف "3/ ترجمة 5043"، تاريخ الإسلام "6/ 121"، ميزان الاعتدال "3/ 593"، تهذيب التهذيب "9/ 268"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6385".

عمران بن مسلم، خالد بن صفوان

عمران بن مسلم، خالد بن صفوان: 939- عمران بن مسلم 1: "خَ, م, د, ت, س" القَصِيْرُ, الرَّبَّانِيُّ, العَابِدُ, أَبُو بَكْرٍ البَصْرِيُّ, الصُّوْفِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ, وَإِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ, وَعَطَاءٍ, وَابْنِ سِيْرِيْنَ, وَالحَسَنِ, وَنَافِعٍ. وَقِيْلَ: رَوَى عَنْ أَنَسٍ. وَعِدَادُه فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ, وَيَحْيَى القَطَّانُ, وَعُثْمَانُ بنُ زَائِدَةَ, وَعِدَّةٌ, خَاتِمَتُهُم: عَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءٍ الغُدَانِيُّ إلَّا أَنَّهُ -فِيْمَا قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ- كَانَ يَرَى القَدَرَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَغَيْرُهُ. وذَكَرَهُ: ابْنُ عَدِيٍّ فِي "كَامِلِهِ" وَاسْتَنكَرَ لَهُ أَحَادِيْثَ, وَسَاقَهَا وَعِنْدِي أَنَّهَا قَوِيَّةٌ. وَيُرْوَى عَنْهُ: أَنَّهُ عَاهَدَ اللهَ -تَعَالَى- أَنْ لاَ يَنَامَ إلَّا عَنْ غَلَبَةٍ. وَبَعْضُهُم سَمَّى أَبَاهُ: مَيْسرَةَ. 940- خالد بن صفوان 1: ابن الأهتم. العَلاَّمَةُ, البَلِيْغُ, فَصِيْحُ زَمَانِه, أَبُو صَفْوَانَ المِنْقَرِيُّ, الأَهْتَمِيُّ, البَصْرِيُّ. وَقَدْ وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَلَمْ أَظفَرْ لَهُ بِوَفَاةٍ, إلَّا أَنَّهُ كَانَ فِي أَيَّامِ التَّابِعِيْنَ. رَوَى عَنْهُ: شَبِيْبُ بنُ شَيْبَةَ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ, وَغَيْرُهُمَا. وَهُوَ القَائِلُ: ثَلاَثَةٌ يُعْرَفُوْنَ عِنْدَ ثَلاَثَةٍ: الحَلِيْمُ عِنْدَ الغَضَبِ, وَالشُّجَاعُ عِنْدَ اللِّقَاءِ, وَالصَّدِيقُ عِنْدَ النَّائِبَةِ. وَقَالَ: أَحْسَنُ الكَلاَمِ مَا لَمْ يَكُنْ بِالبَدَوِيِّ المُغْرِبِ, وَلاَ بِالقُرَوِيِّ المُخَدَّجِ, وَلَكِنْ مَا شَرُفَتْ مَنَابِتُهُ, وَطَرُفَتْ مَعَانِيْهِ, وَلَذَّ عَلَى الأَفْوَاهِ, وَحَسُنَ فِي الأَسْمَاعِ, وَازدَادَ حُسْناً عَلَى مَمَرِّ السِّنِيْنَ, تُحَنْحِنُهُ الدَّوَاةُ, وَتَقْتَنِيْهُ السَّرَاةُ. قُلْتُ: وَكَانَ مشهورا بالبخل -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2840"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 126" و"3/ 76"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1690"، المجروحين لابن حبان "2/ 123"، الكاشف "2/ ترجمة 4324"، تاريخ الإسلام "6/ 259"، ميزان الاعتدال "3/ 243"، تهذيب التهذيب "8/ 137"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5441". 2 ترجمته في البيان والتبيين للجاحظ "1/ 32-47" و"2/ 93-117".

الأعمش

941- الأعمش 1: "ع" سليمان بن مهران, الإِمَامُ, شَيْخُ الإِسْلاَمِ, شَيْخُ المُقْرِئِيْنَ وَالمُحَدِّثِيْنَ, أَبُو مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ, الكَاهِلِيُّ مَوْلاَهُم, الكُوْفِيُّ, الحَافِظُ. أَصْلُه: مَنْ نَوَاحِي الرَّيِّ. فَقِيْلَ: وُلدَ بِقَرْيَةِ أُمِّهِ مِنْ أَعْمَالِ طَبَرِسْتَانَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ, وَقَدِمُوا بِهِ إِلَى الكُوْفَةِ طِفْلاً. وَقِيْلَ: حِمْلاً. قَدْ رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ, وَحَكَى عَنْهُ. وَرَوَى: عَنْهُ, وَعَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى عَلَى مَعْنَى التَّدلِيسِ, فَإِنَّ الرَّجُلَ مَعَ إِمَامَتِه كَانَ مُدَلِّساً, وَرَوَى، عَنْ أَبِي وَائِلٍ, وَزَيْدِ بنِ وَهْبٍ, وَأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ, وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ, وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ, وَمُجَاهِدٍ, وَأَبِي ظَبْيَانَ, وَخَيْثَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وزر ابن حُبَيْشٍ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى, وَكُمَيْلِ بنِ زِيَادٍ, وَالمَعْرُوْرِ بنِ سُوَيْدٍ, وَالوَلِيْدِ بنِ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ, وَتَمِيْمِ بنِ سَلَمَةَ, وَسَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُرَّةَ الهمدانيو وَعُمَارَةَ بنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ, وَقَيْسِ بنِ أَبِي حازم, ومحمد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ النَّخَعِيِّ, وَهِلاَلِ بنِ يِسَافٍ, وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ سَلْمَانَ, وَأَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ رَجَاءٍ, وَثَابِتِ بنِ عُبَيْدٍ, وَأَبِي بِشْرٍ, وَحَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ, وَالحَكَمِ, وَذَرِّ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَزِيَادِ بنِ الحُصَيْنِ, وَسَعِيْدِ بنِ عُبَيْدَةَ, وَالشَّعْبِيِّ, وَالمِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو, وَأَبِي سَبْرَةَ النَّخَعِيِّ, وَأَبِي السَّفْرِ الهَمْدَانِيِّ, وَعَمْرِو بنِ مُرَّةَ, وَيَحْيَى بنِ, وَثَّابٍ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِيْنَ, وَغَيْرِهِم. رَوَى عَنْهُ: الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ, وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ, وَطَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ, وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ, وَعَاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُوْدِ, وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ, وَزَيْدُ بنُ أَسْلَمَ, وَصَفْوَانُ بنُ سُلَيْمٍ, وَسُهَيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ, وَأَبَانُ بنُ تَغْلِبَ, وَخَالِدٌ الحَذَّاءُ, وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ -وَهُمْ كُلُّهُم مِنْ أَقْرَانِهِ- وَأَبُو حَنِيْفَةَ, وَالأَوْزَاعِيُّ, وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ, وَابْنُ إِسْحَاقَ, وَشُعْبَةُ, وَمَعْمَرٌ, وَسُفْيَانُ, وَشَيْبَانُ, وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ, وَزَائِدَةُ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَأَبُو مُعَاوِيَةَ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ, وَعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ, وَوَكِيْعٌ, وَأَبُو أُسَامَةَ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَأَحْمَدُ بنُ بَشِيْرٍ, وَإِسْحَاقُ بنُ يُوْسُفَ الأَزْرَقُ, وَسَعْدُ بنُ الصَّلْتِ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَغْرَاءَ, وَعَثَّامُ بنُ عَلِيٍّ, وَيَحْيَى بنُ سعيد

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 342"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1886"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 630"، حلية الأولياء "5/ ترجمة 288"، تاريخ بغداد "9/ 3"، الأنساب للسمعاني "1/ 314" و"10/ 336"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 271"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 149"، تاريخ الإسلام للذهبي "6/ 75"، الكاشف "1/ ترجمة 2153"، ميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3517"، تهذيب التهذيب "4/ 222"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2748" شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 220".

الأموي, ويحيى بن سعيد القطان, ويونس ابن بُكَيْرٍ, وَيَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ, وَجَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ, وَالخُرَيْبِيُّ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى, وَأَبُو نُعَيْمٍ الفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. آخِرُهُم وَفَاةً: يَحْيَى بنُ هَاشِمٍ السِّمْسَارُ, أَحَدُ التَّلْفَى. وَقَدْ قرأ القران على: يحيى بن وثاب, مقرىء العِرَاقِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ تَلاَ عَلَى أَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ, وَذَلِكَ مُمْكِنٌ. قَرَأَ عَلَيْهِ: حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ, وَزَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ. وَقَرَأَ الكَسَائِيُّ عَلَى زَائِدَةَ بِحُرُوْفِ الأَعْمَشِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَلْفٍ وَثَلاَثِ مائَةِ حَدِيْثٍ. قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ الأَعْمَشُ أَقْرَأَهُم لِكِتَابِ اللهِ, وَأَحْفَظَهُم لِلْحَدِيْثِ, وَأَعْلَمَهُم بِالفَرَائِضِ. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: هُوَ عَلاَّمَةُ الإِسْلاَمِ. قَالَ وَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ: كَانَ الأَعْمَشُ قَرِيْباً مِنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً لَمْ تَفُتْهُ التَّكْبِيْرَةُ الأُوْلَى. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ الخُرَيْبِيُّ: مَا خَلَّفَ الأَعْمَشُ أَعَبْدَ مِنْهُ وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: رَأَيْتُ الأَعْمَشَ لَبِسَ فَرْواً مَقْلُوْباً, وَبتّاً تَسِيْلُ خُيُوطُه عَلَى رِجْلَيْهِ, ثُمَّ قَالَ: أَرَأَيْتُم لَوْلاَ أَنِّي تَعَلَّمْتُ العِلْمَ, مَنْ كَانَ يَأْتِيْنِي لَوْ كُنْتُ بَقَّالاً؟ كَانَ يَقْدِرُ النَّاسُ أَنْ يَشتَرُوا مِنِّي. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ: كَانُوا يَقْرَؤُوْنَ عَلَى يَحْيَى بنِ وَثَّابٍ فَلَمَّا مَاتَ, أَحْدَقُوا بِي. وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: قَالَ الأَعْمَشُ: مَا أَطَفتُم بِأَحَدٍ إلَّا حَمَلْتُمُوْهُ عَلَى الكَذِبِ. الأَشَجُّ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الأَعْمَشِ, قَالَ: اسْتَعَانَ بِي مَالِكُ بنُ الحَارِثِ فِي حَاجَةٍ, فَجِئْتُ فِي قَبَاءٍ مُخَرَّقٍ, فَقَالَ لِي: لَوْ لَبِسْتَ ثَوْباً غَيْرَه؟ فَقُلْتُ: امْشِ, فَإِنَّمَا حَاجَتُكَ بِيَدِ اللهِ. قَالَ فَجَعَلَ يَقُوْلُ فِي المَسْجِدِ: مَا صِرتُ مَعَ سُلَيْمَانَ إلَّا غُلاَماً. قَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: سُئِلَ الأَعْمَشُ، عَنْ حَدِيْثٍ, فَامْتَنَعَ, فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى اسْتَخْرَجُوْه مِنْهُ, فَلَمَّا حَدَّثَ بِهِ, ضَرَبَ مَثَلاً, فَقَالَ: جَاءَ قَفَّافٌ1 بِدَرَاهِمَ إِلَى صَيْرَفِيٍّ يُرِيهِ إِيَّاهَا, فَلَمَّا ذَهَبَ يَزِنُهَا, وَجَدَهَا تَنْقُصُ سَبْعِيْنَ, فَقَالَ: عَجِبْتُ عَجِيْبَةً مِنْ ذِئْبِ سُوْءٍ ... أَصَابَ فَرِيْسَةً مِنْ لَيْثِ غَابِ فَقَفَّ بِكَفِّهِ سَبْعِيْنَ مِنْهَا ... تَنَقَّاهَا منَ السُّوْدِ الصِّلاَبِ2 فَإِنْ أُخْدَعْ فَقَدْ يُخْدَعْ وَيُؤْخَذْ ... عَتِيْقُ الطَّيْرِ من جو السحاب

_ 1 القفاف: هو الذي يسرق الدراهم بين أصابعه عند نقدها وأهل العراق يقولون للسوقى الذي يسرق بكفيه إذا انتقد الدراهم: قفاف. 2 رواه ابن منظور: في "لسان العرب" مادة قفف "من السود المروقة الصلاب".

وَقَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ, قَالَ: لَوْ رَأَيْتَ الأَعْمَشَ, وَعَلَيْهِ فَرْوٌ غَلِيْظٌ وَخُفَّانِ -أَظُنُّه قَالَ: غَلِيْظَانِ -كَأَنَّهُ إِنْسَانٌ سَائِلٌ فَقَالَ يَوْماً: لَوْلاَ القُرْآنُ, وَهَذَا العِلْمُ عِنْدِي, لَكُنْتُ مِنْ بَقَّالِي الكُوْفَةِ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِهِ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ حَبَابَةَ, حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ, حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ مُوْسَى, حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُجَاهِدٍ فَلَمَّا خَرَجتُ مِنْ عِنْدِه تَبِعَنِي بَعْضُ أَصْحَابِه فَقَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِداً يَقُوْلُ: لَوْ كَانَتْ بِي قُوَّةٌ لاَخْتَلَفْتُ إِلَى هَذَا يَعْنِي الأَعْمَشَ. وَبِهِ إِلَى البَغَوِيِّ, حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيْدٍ, حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ, سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ: انْظُرُوا, لاَ تَنثُرُوا هذه الدنانير على الكنائس. وَسَمِعْتُه يَقُوْلُ: لاَ تَنثُرُوا اللُّؤْلُؤَ تَحْتَ أَظلاَفِ الخنَازِيْرِ. وَبِهِ حَدَّثَنِي زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ, حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الحِمْيَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بنِ حُسَيْنٍ قَالَ: خَرَجَ الأَعْمَشُ إِلَى بَعْضِ السَّوَادِ, فَأَتَاهُ قَوْمٌ فَسَأَلُوْهُ، عَنِ الحَدِيْثِ قَالَ: فَقَالَ لَهُ جُلَسَاؤُهُ لَوْ حَدَّثْتَ هَؤُلاَءِ المَسَاكِيْنَ فَقَالَ: مَنْ يُعَلِّقُ الدُّرَّ عَلَى الخَنَازِيْرِ?!. حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ, حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيْسَ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى إِيَاسِ بنِ مُعَاوِيَةَ بِوَاسِطَ, فَذَكَرَ حَدِيْثاً, فَقُلْتُ: مَنْ ذَكَرَ هَذَا؟ فَضَرَبَ لِي مَثَلَ رَجُلٍ مِنَ الخَوَارِجِ, فَقُلْتُ: أَتَضرِبُ لِي هَذَا المَثَلَ, تُرِيْدُ أَنْ أَكنسَ الطَّرِيْقَ بِثَوْبِي, فَلاَ أَمُرُّ بِبَعرَةٍ, وَلاَ خُنْفُسٍ إلَّا حَمَلْتُهَا?!. حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ, حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ القُمِّيُّ، عَنْ أَبِي رِبْعِيٍّ، عَنِ الأَعْمَشِ, قَالَ: العَمَالِقَةُ حَرُوْرِيَّةُ بَنِي إِسْرَائِيْلَ. حَدَّثَنِي زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ, حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ, حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ: دَخَلَ عَلَيَّ إِبْرَاهِيْمُ يَعُوْدُنِي, وَكَانَ يُمَازِحُنِي, فَقَالَ: أَمَّا أَنْتَ, فَتعرفُ فِي مَنْزِلَةٍ, أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيْمٌ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ, حَدَّثَنَا ابْنُ عُمَيْرٍ, سَمِعْتُ أَبَا خَالِدٍ الأَحْمَرَ, سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ: كَتَبتُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ أَلفَ حَدِيْثٍ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيْدٍ, حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيْسَ, قَالَ لِيَ الأَعْمَشُ: أَمَا تَعجَبُ مِنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبْجَرَ, قَالَ: جَاءنِي رَجُلٌ, فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَمرَضْ, وَأَنَا أَشتَهِي أَنْ أَمرَضَ؟ قَالَ فَقُلْتُ: احْمَدِ اللهَ عَلَى العَافِيَةِ. قَالَ: أَنَا أَشتَهِي أَنْ أَمرَضَ. قَالَ: كُلْ سَمَكاً مَالِحاً, وَاشرَبْ نَبِيذاً مَرِيْساً,

وَاقْعُدْ فِي الشَّمْسِ, وَاسْتَمرِضِ اللهَ. فَجَعَلَ الأَعْمَشُ يَضْحَكُ, وَيَقُوْلُ: كَأَنَّمَا قَالَ لَهُ: وَاسْتَشفِ اللهَ -عز وجل. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيْدٍ, حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا نَامَ حَتَّى يُصْبِحَ -يَعْنِي: لَمْ يُصَلِّ- تَوَرَّكَه الشَّيْطَانُ, فَبَالَ فِي أُذُنِه. وَأَنَا أَرَى أَنَّهُ قَدْ سَلَحَ فِي حَلْقِيَ اللَّيْلَةَ وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَسعُلُ. حَدَّثَنِي صَالِحٌ, حَدَّثَنِي عَلِيٌّ, سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ عَلَى الأَعْمَشِ, فَكَلَّمُوْهُ فِيْهِ وَنَحْنُ قُعُوْدٌ, ثُمَّ خَرَجَ الأَعْمَشُ, وَتَرَكَه فِي البَيْتِ. فَلَمَّا ذَهَبَ, قَالَ الأَعْمَشُ: قُلْتُ لَهُ: شَقِيْقٌ. فَقَالَ: قُلْ: أَبُو وَائِلٍ. قَالَ: وَقَالَ: زَوِّدْنِي مِنْ حَدِيْثِكَ حَتَّى آتِيَ بِهِ المَدِيْنَةَ. قَالَ: قُلْتُ: صَارَ حَدِيْثِي طَعَاماً. وَكُنْتُ آتِي شَقِيْقَ بنَ سَلَمَةَ, وَبَنُوْ عَمِّه يَلْعَبُوْنَ بِالنَّردِ وَالشَّطرَنْجِ, فَيَقُوْلُ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ, وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ, وَهُم لاَ يَدرُوْنَ فِيْمَ نَحْنُ؟. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ الكُوْفِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ, قَالَ: كَانَ الأَعْمَشُ إِذَا حَدَّثَ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ, قَالَ: قَدْ جَاءكُم السَّيلُ. يَقُوْلُ أَبُو بَكْرٍ: وَأَنَا مِثْلُ الأَعْمَشِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي الأَعْمَشُ, قَالَ إِبْرَاهِيْمُ: مَنْ تَأْتِي اليَوْمَ? قُلْتُ: أَبَا وَائِلٍ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ يُعَدُّ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ. فَقَالَ لِي أَبُو وَائِلٍ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْتِيَنَا؟ فَاعْتَذَرْتُ إِلَيْهِ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ مَا هُوَ بِأَبغَضَ إِلَيَّ أَنْ تَأْتِيَنِي. فَقُلْتُ لَهُ: كَمْ أَكْثَرُ مَنْ كُنْتَ تَرَى عِنْدَ إِبْرَاهِيْمَ? قَالَ: ثَلاَثَةٌ, أَرْبَعَةٌ, اثْنَيْنِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ, قَالَ: خَرَجَ مَالِكٌ إِلَى مُتَنَزَّهٍ لَهُ, فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ, فَرَفَعَ رَأْسَه, فَقَالَ: لَئِنْ لَمْ تَكُفَّ, لأُوْذِيَنَّكَ. قَالَ فَأَمْسَكَ المَطَرَ. فَقِيْلَ: لَهُ أَيَّ شَيْءٍ أَرَدْتَ أَنْ تَصْنَعَ قَالَ: أَنْ لاَ أَدَعَ مَنْ يُوَحِّدُهُ إلَّا قَتَلْتهُ فعلمت أن الله يحفظ عبده المؤمن. حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ لِي سُفْيَانُ التَّمَّارُ: أَتَتْنِي أُمُّ الأَعْمَشِ بِهِ فَأَسلَمَتْه إِلَيَّ وَهُوَ غُلاَمٌ فَذَكَرتُ ذَلِكَ لِلأَعْمَشِ فَقَالَ وَيلَ أُمِّه مَا أَكْبَرَهُ. ابْنُ الأَعْرَابِيِّ فِي "مُعْجَمِهِ": سَمِعْتُ الدَّقِيْقِيَّ, سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ الحَسَنِ بنِ سُلَيْمَانَ, سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ, سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ: تَزَوَّجَ جِنِّيٌّ إِلَيْنَا, فَقُلْنَا: إِيشْ تَشتَهُوْنَ مِنَ الطَّعَامِ؟ قَالَ الأَرزُ. فَأَتَيْنَا بِالأَرزِ, فَجَعَلتُ أَرَى اللُّقَمَ تُرفَعُ, وَلاَ أَرَى أَحَداً. قُلْتُ: فِيْكُم هَذِهِ الأَهْوَاءُ? قَالَ: نَعَمْ.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ, حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ, ذَكَرَ الأَعْمَشُ -يَعْنِي حَدِيْثَ: "ذَاكَ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ" -فَقَالَ: مَا أَرَى عَيْنِي عَمشَتْ إلَّا مِنْ كَثْرَةِ مَا يَبُولُ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيَّ, وَمَا أَظُنَّه فَعَلَ هَذَا قَطُّ. قُلْتُ: يُرِيْدُ أَنَّ الأَعْمَشَ كَانَ صَاحِبَ لَيْلٍ وَتَعَبُّدٍ. حَدَّثَنَا زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ, سَمِعْتُ هُشَيماً يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ بِالكُوْفَةِ أَحَداً أَقرَأَ لِكِتَابِ اللهِ وَلاَ أَجْوَدَ حَدِيْثاً مِنَ الأَعْمَشِ, وَلاَ أَفهَمَ وَلاَ أَسرَعَ إِجَابَةً لِمَا يُسْأَلُ عَنْهُ مِنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ, سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ عَرْعَرَةَ, سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ إِذَا ذَكَرَ الأَعْمَشَ, قَالَ: كَانَ مِنَ النُّسَّاكِ, وَكَانَ مُحَافِظاً عَلَى الصَّلاَةِ فِي جَمَاعَةٍ, وَعَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ, وَهُوَ عَلاَّمَةُ الإِسْلاَمِ. وَكَانَ يَحْيَى يَلتَمِسُ الحَائِطَ حَتَّى يَقُوْمَ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ سَهْلٍ, أَخْبَرَنَا عَفَّانُ, أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ, قَالَ: جَاءَ رَقَبَةُ إِلَى الأَعْمَشِ, فَسَأَلَهُ، عَنْ شَيْءٍ, فَكَلَحَ فِي وَجْهِه. فَقَالَ لَهُ رَقَبَةُ: أَمَا وَاللهِ مَا عَلِمتُكَ لَدَائِمُ القُطُوبِ, سَرِيْعُ المِلاَلِ, مُسْتَخِفٌّ بِحَقِّ الزُّوَّارِ, لَكَأَنَّمَا تُسعطُ الخردل إذا سئلت الحكمة. وَبِهِ قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: كَانَتْ لِلأَعْمَشِ عِنْدِي بِضَاعَةٌ, فَكُنْتُ آتِيْهِ, فَأَقُوْلُ: قَدْ رَبِحتَ كَذَا, وَرَبِحتَ كَذَا وَمَا حَرَّكْتُهَا. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ, أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ, أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ سَمِعْتُ القَاسِمَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ بِحَدِيْثِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ مِنَ الأَعْمَشِ. ثُمَّ قَالَ نُعَيْمٌ: وَسَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَحلِفُ أَنْ لاَ يُحَدِّثَنِي, وَيَقُوْلُ: لاَ أُحَدِّثُ قَوْماً وَهَذَا التُّركِيُّ فِيْهِم. وَسَمِعْتُ جَرِيْراً يَقُوْلُ: كُنَّا نُرَقِّعُهَا عِنْدَ الأَعْمَشِ, وَلَمْ يَكُنْ فِيْنَا أَحْفَظَ مِنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. وَسَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ: لَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ القَوْمِ إلَّا ستْرٌ. حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ, قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ لأَبِي مُعَاوِيَةَ: أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ رَبَطتَ رَأْسَ كَبشِكَ قُلْتُ: يَعْنِي وَعَى عَنْهُ عِلْماً جَمّاً. حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ آدَمَ أَخْبَرَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ كُنْتُ إِذَا خَلَوتُ بِأَبِي إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا بِحَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ غَضّاً لَيْسَ عَلَيْهِ غُبَارٌ. حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ, أَخْبَرَنَا ابْنُ إِدْرِيْسَ قَالَ: سَأَلْتُ الأَعْمَشَ عَنْ حَدِيْثٍ, فَقَالَ: لاَ أُجِيْبُكَ إِلَى الأَضْحَى. فَقُلْتُ: لاَ آتِيْكَ إِلَى الأَضْحَى. فَمَكَثتُ حَتَّى حَانَ وَقْتِي وَوَقْتُه, ثُمَّ أَتَيْتُ المَسْجِدَ, فَلَمْ أُكَلِّمْه, وَجَلَستُ نَاحِيَةً وَحَوْلَهُ جَمَاعَةٌ, وَابْنُه يَكْتُبُ فِي الأَرْضِ سَلُوْهُ عَنْ

كَذَا سَلُوْهُ عَنْ كَذَا. فَإِذَا دَخَلَ رَجُلٌ, لَمْ يُسَلِّمْ, فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَبْزُقَ, خَرَجَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! مَا هَذَا الَّذِي حَدَثَ فِي مَجْلِسِكَ؟! فَقَالَ: ابْنُ إِدْرِيْسَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَسَلَّمَ عَلَيَّ سَلاَماً لَمْ يَكُنْ لِيُسَلِّمَه عَلَيَّ قَبْلَ ذَلِكَ, وَسَاءلَنِي مُسَاءلَةً لَمْ يَكُنْ يَسْأَلُنِي عَنْهَا, وَكَانَ يُعجِبُه أَنْ يَكُوْنَ لِلْعَربِيِّ مَرَارَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو خَالِدٍ: كُنَّا عِنْدَ الأَعْمَشِ, فَسَأَلُوْهُ عَنْ حَدِيْثٍ, فَقَالَ لابْنِ المُخْتَارِ: تَرَى أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ? فَغَمَّضَ عَيْنَيْهِ, وَقَالَ: مَا أَرَى أَحَداً يَا أَبَا مُحَمَّدٍ, فَحَدِّثْ بِهِ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيْدٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ, سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ: مَا ظَنُّكُم بِرَجُلٍ أَعْوَرَ, عَلَيْهِ قَبَاءٌ وَمَلحَفَةٌ مُوَرَّدَةٌ, جَالِساً مَعَ الشُّرَطِ -يَعْنِي: إِبْرَاهِيْمَ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ, حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الجُعْفِيُّ، عَنْ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ قَالَ: قِيْلَ لِلأَعْمَشِ أَيَّامَ زَيْدٍ: لَوْ خَرَجتَ؟ قَالَ: وَيلَكُم! وَاللهِ مَا أَعْرِفُ أَحَداً أَجعَلُ عِرضِي دُوْنَه, فَكَيْفَ أَجعَلُ دِيْنِي دُوْنَه. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيْدٍ, أَخْبَرَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: كُنْتُ آتِي مُجَاهِداً, فَيَقُوْلُ: لَوْ كُنْت أُطِيْقُ المَشْيَ لَجِئْتُكَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ, أَخْبَرَنَا مُغِيْرَةُ قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيْمُ اخْتَلَفْتُ إِلَى الأَعْمَشِ فِي الفَرَائِضِ. حدثني ابن زنجوبة, أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ, أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: إِنِّي لأَسَمَعُ الحَدِيْثَ فَأَنظُرُ مَا يُؤْخَذُ مِنْهُ فَآخُذُه وَأَدَعُ سَائِرَه. قَالَ وَكِيْعٌ: جَاؤُوا إِلَى الأَعْمَشِ يَوْماً. فَخَرَجَ وَقَالَ: لَوْلاَ أَنَّ فِي مَنْزِلِي مَنْ هُوَ أَبغَضُ إِلَيَّ مِنْكُم مَا خَرَجتُ إِلَيْكُم قِيْلَ: إِنَّ أَبَا دَاوُدَ الحَائِكَ سَأَلَ الأَعْمَشَ: مَا تَقُوْلُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فِي الصَّلاَةِ خَلْفَ الحَائِكِ? فَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهَا عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ قَالَ: وَمَا تَقُوْلُ فِي شَهَادَتِه? قَالَ: يُقْبَلُ مَعَ عَدْلَيْنِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: الأَعْمَشُ ثِقَةٌ, ثَبْتٌ, كَانَ مُحَدِّثَ الكُوْفَةِ فِي زَمَانِهِ يُقَالَ: إِنَّهُ ظَهَرَ لَهُ أَرْبَعَةُ آلاَفِ حَدِيْثٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ قال: وكان يقرىء القُرْآنَ وَهُوَ رَأْسٌ فِيْهِ وَكَانَ فَصِيْحاً وَكَانَ أبوه من سبي الديلم وكان عسرا سيىء الخُلُقِ وَكَانَ لاَ يَلحَنُ حَرفاً, وَكَانَ عَالِماً بِالفَرَائِضِ وَكَانَ فِيْهِ تَشَيُّعٌ وَلَمْ يَخْتِمْ عَلَيْهِ سِوَى ثَلاَثَةٍ طَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ, وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ, وَأَفَضْلَ وَأَبَانُ بنُ تَغْلِبَ, وَأَبُو عُبَيْدَةَ بن معن.

قُلْتُ: مُرَادُ العِجْلِيِّ أَنَّهُم خَتَمُوا عَلَيْهِ تَلْقِيْناً, وَإِلاَّ فَقَدْ خَتَمَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ, وَغَيْرُه عَرَضاً. قَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: لَمْ نَرَ نَحْنُ مِثْلَ الأَعْمَشِ, وَمَا رَأَيْتُ الأَغْنِيَاءَ عِنْدَ أَحَدٍ أَحقَرَ مِنْهُم عِنْدَه مَعَ فَقرِه وَحَاجَتِه. قُلْتُ: كَانَ عَزِيْزَ النَّفسِ, قَنُوعاً, وَلَهُ رِزقٌ عَلَى بَيْتِ المَالِ فِي الشَّهْرِ خَمْسَةُ دَنَانِيْرَ قُرِّرَتْ لَهُ فِي أَوَاخِرِ عُمُرِه. وَكَانَ وَالِدُ وَكِيْعٍ -وَهُوَ الجرَّاحُ بنُ مَلِيْحٍ- عَلَى بَيْتِ المَالِ, فَلَمَّا أَتَاهُ وَكِيْعٌ لِيَأْخُذَ قَالَ لَهُ: ائْتِنِي مِنْ أَبِيْكِ بِعَطَائِي حَتَّى أُحَدِّثَكَ بِخَمْسَةِ أَحَادِيْثَ. رَوَى عَلِيُّ بنُ عَثَّامِ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: قِيْلَ لِلأَعْمَشِ أَلاَ تَمُوْتُ فَنُحَدِّثَ عَنْكَ؟ فَقَالَ: كَمْ مِنْ حُبٍّ1 أَصْبَهَانِيٍّ, قَدِ انْكَسَرَ عَلَى رَأْسِهِ كِيزَانٌ كَثِيْرَةٌ. وَوَرَدَ: أَنَّ الأَعْمَشَ قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: زَيْدِ بنِ وَهْبٍ, وَزِرِّ بنِ حُبَيْشٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ, وَأَنَّهُ عَرضَ عَلَى: أَبِي عَالِيَةَ الرِّيَاحِيِّ, وَعَلَى مُجَاهِدٍ, وَعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ, وَأَبِي حَصِيْنٍ, وَلَهُ قِرَاءةٌ شَاذَّةٌ, لَيْسَ طَرِيْقُهَا بِالمَشْهُوْرِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: كَانَ الأَعْمَشُ يَعرِضُ القُرْآنَ, فَيُمسِكُوْنَ عَلَيْهِ المصاحف, فلا يخطىء فِي حَرفٍ. التَّبُوْذَكِيُّ: عَنْ أَبِي عَوَانَةَ, قَالَ: أَعْطَيْتُ امْرَأَةَ الأَعْمَشِ خِمَاراً, فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ, أخذت بيده, فأخرجته إلي, فَقُلْتُ: لَهُ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ: مَا هِيَ؟ قُلْتُ: إِنْ لَمْ تَقضِهَا, فَلاَ تَغضَبْ عَلَيَّ. قَالَ: لَيْسَ قَلْبِي فِي يَدِي. قُلْتُ: أَمْلِ عَلَيَّ. قَالَ: لاَ أَفْعَلُ. عَلِيُّ بنُ سَعِيْدٍ النَّسَوِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: مَنْصُوْرٌ أَثْبَتُ أَهْلِ الكُوْفَةِ, فَفِي حَدِيْثِ الأَعْمَشِ اضْطِرَابٌ كَثِيْرٌ. إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ, سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ: لَوْلاَ الشُّهرَةُ لَصَلَّيْتُ الفَجْرَ, ثُمَّ تَسَحَّرتُ. قَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: أَرْسَلَ الأَمِيْرُ عِيْسَى بنُ مُوْسَى إِلَى الأَعْمَشِ بألف درهم وَصَحِيْفَةٍ, لِيَكتُبَ فِيْهَا حَدِيْثاً. فَكَتَبَ فِيْهَا: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ, وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ, وَوَجَّهَ بِهَا إِلَيْهِ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ: يَا ابْنَ الفَاعِلَةِ! ظَنَنْتَ أَنِّي لاَ أُحْسِنُ كِتَابَ اللهِ؟ فبعث إليه: أظننت أني أبيع الحديث؟.

_ 1 الحب: الجرة.

قَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: أَتَى الأَعْمَشَ أَضْيَافٌ, فَأَخرَجَ إِلَيْهِم رَغِيْفَيْنِ, فَأَكَلُوْهُمَا. فَدَخَلَ, فَأَخرَجَ لَهُم نِصْفَ حَبلِ قَتٍّ, فَوَضَعَهُ عَلَى الخِوَانِ, وَقَالَ: أَكَلتُم قُوتَ عِيَالِي, فَهَذَا قُوتُ شَاتِي, فَكُلُوْهُ. وَخَرَجنَا فِي جِنَازَةٍ, وَرَجُل يَقُودُه, فَلَمَّا رَجَعنَا عَدَلَ بِهِ, فَلَمَّا أَصْحَرَ قَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ? أَنْتَ فِي جَبَّانَةِ كَذَا, وَلاَ أَرُدُّكَ حَتَّى تَملأَ أَلوَاحِي حَدِيْثاً قَالَ: اكْتُبْ. فَلَمَّا مَلأَ الأَلوَاحَ رَدَّهُ, فَلَمَّا دَخَلَ الكُوْفَةَ دَفعَ أَلوَاحَه لإِنْسَانٍ, فَلَمَّا أَنِ انْتَهَى الأَعْمَشُ إِلَى بَابِه تَعَلَّق بِهِ وَقَالَ: خُذُوا الأَلوَاحَ مِنَ الفَاسِقِ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ فَاتَ, فَلَمَّا أَيِسَ مِنْهُ قَالَ: كُلُّ مَا حَدَّثْتُك بِهِ كَذِبٌ. قَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِاللهِ مِنْ أَنْ تَكذِبَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ: قُلْتُ: لِلأَعْمَشِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! مَا يَمْنَعُكَ مِنْ أَخْذِ شَعرِكَ؟ قَالَ: كَثْرَةُ فُضُولِ الحَجَّامِيْنَ قلت: فأنا أجيئك بحجام لا يكلمك حَتَّى تَفرَغَ فَأَتَيْتُ جُنَيْداً الحَجَّامَ, وَكَانَ مُحَدِّثاً فَأَوصَيتُه فَقَالَ: نَعَمْ, فَلَمَّا أَخَذَ نِصْفَ شَعرِه قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَيْفَ حَدِيْثُ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ فِي المُسْتَحَاضَةِ فَصَاحَ صَيْحَةً وَقَامَ يَعدُو وَبَقِيَ نِصْفُ شَعرِه بَعْدَ شَهْرٍ غَيْرَ مَجزُوزٍ سَمِعَهَا عَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ مِنْهُ. وَقَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: خَرَجَ الأَعْمَشُ, فَإِذَا بِجُنْدِيٍّ, فَسَخَّرَه لِيَخُوضَ بِهِ نَهْراً. فَلَمَّا رَكِبَ الأَعْمَشَ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} [الزخرف: 13] ، فَلَمَّا تَوسَّطَ بِهِ الأَعْمَشُ قَالَ: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِين} [المُؤْمِنُوْنَ: 29] . ثُمَّ رَمَى بِهِ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن محمد اللبان، أنبأنا أبو علي المقرىء، أنبأنا أبو نعيم, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا الأَبَّارُ, حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ, حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ الحُبَابِ، عَنْ حُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ, قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الأَعْمَشِ, فَقُلْتُ: لَهُ كَيْفَ رَأَيْتَ قِرَاءتِي؟ قَالَ: مَا قَرَأَ عَلَيَّ عِلجٌ أَقرَأُ مِنْكَ. وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الخُزَزِ الطَّبَرَانِيُّ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ المَوْصِلِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ نَبِيْلٌ كَبِيْرُ اللِّحْيَةِ إِلَى الأَعْمَشِ فَسَأَلَهُ، عَنْ مَسْأَلَةٍ خَفِيْفَةٍ فِي الصَّلاَةِ فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا الأَعْمَشُ فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَيْهِ لِحْيَتُه تَحْتملُ حِفْظَ أَرْبَعَةِ آلاَفِ حَدِيْثٍ وَمَسَألتُه مَسْأَلَةُ صِبْيَانِ الكُتَّابِ. قَالَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ: كَانَ الأَعْمَشُ إِذَا سَألُوْهُ، عَنْ حَدِيْثٍ فَلَمْ يَحْفَظْهُ, جَلَسَ فِي الشَّمْسِ, فَيَعْرُكُ بِيَدَيْه عَيْنَيْهِ, فَلاَ يَزَالُ حتى يذكره.

إِبْرَاهِيْمُ بنُ رُسْتُمَ الأَصْبَهَانِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عِصْمَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: آيَةُ التَّقَبُّلِ الوَسوسَةُ؛ لأَنَّ أَهْلَ الكِتَابَيْنِ لاَ يَدرُوْنَ مَا الوَسوسَةُ, وَذَلِكَ لأَنَّ أَعْمَالَهم لاَ تَصعدُ إِلَى السَّمَاءِ. عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ, قَالَ: رَأَيْتُ الأَعْمَشَ يَلْبَسُ قَمِيْصاً مَقْلُوْباً, وَيَقُوْلُ: النَّاسُ مَجَانِيْنُ يَجعلُوْنَ الخَشِنَ مُقَابلَ جُلُوْدِهم. وَقِيْلَ: إِنَّ الأَعْمَشَ كَانَ لَهُ وَلدٌ مُغفَّلٌ فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَاشترِ لَنَا حَبلاً لِلْغَسِيْلِ فَقَالَ: يَا أَبَةِ طُوْلُ كَمْ? قَالَ: عَشْرَةُ أَذرُعٍ قَالَ: فِي عَرضِ كَمْ? قَالَ فِي عَرضِ مُصِيْبَتِي فِيْكَ. ذِكْرُ رِوَايَةِ الأَعْمَشِ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ: أَخْبَرَنَا بِيْبَرْسُ العُقَيْلِيُّ وَأَيُّوْبُ الأَسَدِيُّ قَالاَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ الصُّوْفِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ المُقَرِّبِ، أَنْبَأَنَا طِرَادٌ النَّقِيْبُ، أَنْبَأَنَا عَلِيٌّ العِيْسَوِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الأَعْمَشِ. قَالَ: رَأَيْتُ أَنَساً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بَالَ فَغَسَلَ ذَكَرَهُ غَسلاً شَدِيْداً ثُمَّ تَوَضَّأَ, وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ فَصَلَّى بِنَا, وَحَدَّثَنَا فِي بَيْتِهِ. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ, بَيَّنَ فِيْهِ الأَعْمَشُ أَنَّ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُم فِي مَنْزِلِهِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ كِتَابَةً، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ, حَدَّثَنَا حَبِيْبٌ القَزَّازُ, حَدَّثَنَا يُوْسُفُ القَاضِي, حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ, حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ, حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يُصَلِّي فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ إِذَا رَفَعَ رَأْسَه مِنَ الرُّكُوْعِ رَفَعَ صُلبَه حَتَّى يستوي بطنه. هذا حديث صحيح الإسناد. وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ, حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ, حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ, حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقِيْلَ لَهُ: أَبشِرْ بِالجَنَّةِ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَفَلاَ تَدْرُوْنَ فَلَعَلَّهُ قَدْ تَكَلَّمَ بِمَا لاَ يَعْنِيْهِ أَوْ بخل بما لا ينفعه"1.

_ 1 ضعيف: أخرجه الترمذي "2316" حدثنا سليمان بن عبد الجبار البغدادي، حدثنا عمر بن حفص بن غياث، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. قلت: إسناده ضعيف، لانقطاعه بين الأعمش وأنس، قال ابن معين: كل ما روى الأعمش عن أنس فهو مرسل". وقد أشار الترمذي إلى ضعف الحديث بقوله: "حديث غريب" وهذ معلوم معروف في اصطلاحه.

غَرِيْبٌ, يُعَدُّ فِي أَفرَادِ عُمَرَ بنِ حَفْصٍ؛ شَيْخِ البُخَارِيِّ. وَبِهِ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَدَّلُ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَرِّمِيُّ, حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ جَعْفَرٍ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ دَاوُدَ الحَرَّانِيُّ سَمِعْتُ عِيْسَى بنَ يُوْنُسَ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ: كَانَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ يَمُرُّ بِي طَرَفَيِ النَّهَارِ فَأَقُوْلُ: لاَ أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيْثاً خَدَمْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الحَجَّاجِ حَتَّى وَلاَّكَ? ثُمَّ نَدِمتُ فَصِرتُ أَرْوِي، عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. وَبِهِ حَدَّثَنَا محمد بن محمد أبو جعفر البغدادي المقرىء, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَيُّوْبَ القِرَبِيُّ, حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ أَسَدٍ "ح" وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ, حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ, حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ مِخْرَاقٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ مُوْسَى, حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ فَمَرَّ عَلَى شَجَرَةٍ يَابِسَةٍ فَضَرَبَهَا بِعَصَا كَانَتْ فِي يَدِهِ فَتَنَاثَرَ الوَرَقُ فَقَالَ: "إِنَّ سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إلَّا الله والله أكبر يُسَاقِطْنَ الذُّنُوْبَ كَمَا تُسَاقِطُ هَذِهِ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا"1. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ, وَرُوَاتُه ثِقَاتٌ. وَبِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ القَاضِي, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ, حَدَّثَنَا عَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ "ح". وَحَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحسن, حدثنا أحمد ابن يَحْيَى الحُلْوَانِيُّ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ الحَنَّاطُ, حَدَّثَنَا الأعمش، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَيْلٌ لِلْمَالِكِ مِنَ المَمْلُوْكِ, وَوَيْلٌ لِلْمَمْلُوْكِ مِنَ المَالِكِ, وَوَيْلٌ لِلشَّدِيْدِ مِنَ الضَّعِيْفِ, وَوَيْلٌ لِلضَّعِيْفِ مِنَ الشَّدِيْدِ, وَوَيْلٌ لِلْغَنِيِّ مِنَ الفَقِيْرِ, وَوَيْلٌ لِلْفَقِيْرِ مِنَ الغَنِيِّ"2. وَبِهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ, حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بن عبد الله, حدثنا الحسين ابن حفص,

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "5/ 55" من طريق داود بن مخراق، والترمذي "3533" من طريق محمد بن حميد الرازي كلاهما عن الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن أنس، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. قلت: إسناده ضعيف آفته الانقطاع بين الأعمش، وأنس، فإنه لم يسمع منه، ولم يرو عنه إلا بواسطة يزيد الرقاشي كما قال الحافظ العلائي في كتابه "جامع التحصيل في أحكام المراسيل"، وقد ضعف الحديث الترمذي بقوله: "هذا حديث غريب". 2 ضعيف: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "5/ 55"، وإسناده منقطع بين الأعمش، وأنس.

حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ قَائِدُ الأَعْمَشِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا جِبْرِيْلُ هَلْ تَرَى رَبَّكَ؟ قَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَه تِسْعِيْنَ حِجَاباً مِنْ نَارٍ -أَوْ نُوْرٍ- لَوْ دَنَوْتُ مِنْ أَدْنَاهَا, لاَحْتَرَقْتُ"1. هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ, وَأَبُو مُسْلِمٍ: لَيْسَ بِمُعتَمَدٍ. وَبِهِ حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِيُّ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَمْدُوْنَ الأَعْمَشِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, قَالاَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَفْصِ بنِ عَبْدِ اللهِ, حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ الصَّبَّاحِ, حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الخَوَارِجُ كِلاَبُ النَّارِ" 2 هَذَا رَوَاهُ: النَّاسُ، عن إسحاق الأَزْرَقِ، عَنِ الأَعْمَشِ. وَقَدْ طَلَبَ الأَعْمَشُ وَكَتَبَ العِلْمَ بِالكُوْفَةِ, قَبْلَ مَوْتِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى بِأَعوَامٍ, وَهُوَ مَعَهُ بِبَلَدِه, فَمَا أُبْعِدُ أَنْ يَكُوْنَ سَمِعَ مِنْهُ. قَرَأْتُ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ السَّبعَةَ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ النَّحَّاسِ, أَخْبَرَكُمُ ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ فَذَكَرَهَا وَمِنْ أَعْلَى رِوَايَتِه: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ وَالمُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ إِذْناً قَالُوا، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنُ غَيْلاَنَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الوَاسِطِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ الآجُرِّيُّ قَالاَ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "ليس

_ 1 منكر: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "5/ 55"، وفيه علتان: الأولى: أبو مسلم قائد الأعمش، واسمه عبد الله بن سعيد، ضعيف. والعلة الثانية: الانقطاع بين الأعمش وأنس. 2 صحيح بطرقه: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "5/ 56" من طريق سفيان الثوري، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته الانقطاع بين الأعمش وابن أبي أوفى، والأعمش مدلس مشهور بالتدليس. وأخرجه أحمد "4/ 355" وابن أبي عاصم في "السنة" "904"من طريق إسحاق بن يوسف الازرق، عن الاعمش، عن ابن أبي أوفى، به. وللحديث طريق آخر أخرجه أحمد "4/ 382"، والحاكم "3/ 571"، وابن أبي عاصم في "السنة" "905"، من طريق الحشرج بن نباتة حدثني سعيد بن جمهان قال: دخلت على ابن أبي أوفى وهو محجوب البصر فسلمت عليه فرد على السلام فقال: من هذا؟ فقلت: أنا سعيد بن جمهان. فقال: ما فعل والدك؟ فقلت قتلته الأزارقة. قال: قتل الله الأزارقة كلها ثم قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إلا إنهم كلاب أهل النار. قال قلت الأزارقة كلها أو الخوارج؟ قال: الخوارج كلها". قلت: إسناده حسن، الحشرج بن نباته، وسعيد بن جمهان، كلاهما صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". وله شاهد من حديث أبي أمامة. عند أحمد "5/ 253".

المِسْكِيْنُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ, وَلاَ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ, وَلَكِنَّ المِسْكِيْنَ الَّذِي لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ, ولم يفطن بمكانه فيعطى" 1. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ السُّهْرَوَرْدِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ صَرْمَا وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى ابن مَعِيْنٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "مَنْ أَقَالَ مُسْلِماً عَثْرَتَه أَقَالَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ" 2 أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا أَبُو الغَنَائِمِ بنُ مَحَاسِنَ، أَنْبَأَنَا جَدِّي لأُمِّي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي نَصْرٍ القَاضِي سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ الدُّوْشَابِيُّ، أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ البُسْرِيِّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أَنْبَأَنَا إسماعيل ابن مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ المُسَيَّبِ بنِ رَافِعٍ، عَنْ قَبِيْصَةَ بنِ جَابِرٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ لاَ أُوتَى بِمُحِلٍّ وَلاَ مُحَلَّلٍ لَهُ إلَّا رَجَمْتُهُمَا". كَتبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى الجَزَائِرِيُّ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَرَكَاتٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحُسَيْنِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظُ أَخْبَرَنِي عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَرَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بن جعفر المقرىء, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ حَدَّثَنَا إِدْرِيْسُ بنُ عَلِيٍّ, حَدَّثَنَا السِّنْدِيُّ بنُ عَبْدَوَيْه حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ علي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ "يَا عَلِيُّ! إِنَّهُ لاَ يُحِبُّكَ إلَّا مُؤْمِنٌ, وَلاَ يُبْغِضُكَ إلَّا منافق" 3.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "1631"، وأحمد "2/ 393"، من طريق الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. وأخرجه أحمد "2/ 457"، والبخاري "1476"، والدارمي "1/ 379" من طريق شعبة، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. وأخرجه مسلم "1039"، والنسائي "5/ 85" من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 252"، وأبو داود "3460"، والحاكم "2/ 45"، والبيهقي "6/ 27"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "8/ 196" من طرق عن يحيى بن معين، قال: حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. 3 صحيح: أخرجه مسلم "132"، والترمذي "3737"، والنسائي "8/ 116-117" وقد تقدم تخريجنا له، وقد خرجته في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" لابن تيمية ط. دار الحديث خرجته في مواضع متعددة منه، فراجعه ثم إن شئت.

وَهَذَا وَقَعَ أَعْلَى مِنْ هَذَا بِخَمْسِ دَرَجَاتٍ فِي "جُزْءِ الذُّهْلِيِّ", وَغَيْرِه. جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ, حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الحِمَّانِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ: سَمِعْتُ أَنَساً يَقْرَأُ: "إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَصْوَبُ قِيْلاً" فَقِيْلَ: لَهُ يَا أَبَا حَمْزَةَ "وَأَقْوَمُ قِيْلاً" فَقَالَ: أَقْوَمُ وَأَصْوَبُ وَاحِدٌ. وَيُقَالُ: إِنَّ الأَعْمَشَ كَانَ رُبَّمَا خَرَجَ إِلَيْهِم وَعَلَى كَتِفِه مِئزَرُ العَجِينِ. وَإِنَّهُ لَبِسَ مَرَّةً فَرْواً مَقْلُوْباً فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! لَوْ لَبِستَهَا وَصُوْفَهَا إِلَى دَاخِلٍ, كَانَ أَدْفَأَ لَكَ! قَالَ: كُنْتُ أَشَرتَ على الكبش بهذه المشورة. قَالُوا: مَاتَ الأَعْمَشُ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ, بِالكُوْفَةِ. وَمَاتَ مَعَهُ فِيْهَا: شَيْخُ المَدِيْنَةِ: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ, وَشَيْخُ مِصْرَ: عَمْرُو بنُ الحَارِثِ الفَقِيْهُ, وَشَيْخُ حِمْصَ: مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيُّ, وَشَيْخُ وَاسِطَ: العَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ, وَقَاضِي الكُوْفَةِ وَمُفْتِيْهَا: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى. قَرَأْتُ عَلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا سَالِمُ بنُ الحَسَنِ، أَنْبَأَنَا نَصْرُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيْدٍ بنُ خُشَيْشٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المُنَادِي, حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ قَالَ: أَتَيْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي إِلَى الأَعْمَشِ نَسْمَعُ مِنْهُ فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَعَلَيْهِ فَروَةٌ مَقْلُوْبَةٌ قَدْ أَدخَلَ رَأْسَه فِيْهَا فَقَالَ: لَنَا تَعَلَّمتُمُ السَّمتَ تَعَلَّمتُمُ الكَلاَمَ أَمَا وَاللهِ مَا كَانَ الَّذِيْنَ مَضَوْا هَكَذَا وَأَجَافَ البَابَ أَوْ قَالَ: يَا جَارِيَةُ أَجِيْفِي البَابَ, ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ: هَلْ تَدرُوْنَ مَا قَالَتِ الأُذُنُ؟ قَالَتْ: لَوْلاَ أَنِّي أَخَافُ أَنْ أُقْمَعَ بالجواب, لطلت كما يكول الكِسَاءُ. قَالَ حَفْصٌ: فَكَم مِنْ كَلِمَةٍ أَغَاظَنِي صَاحِبُهَا, مَنَعَنِي أَنْ أُجِيْبَه قَوْلُ الأَعْمَشِ. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ قُدَامَةَ القَاضِي، أَنْبَأَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَنْبَأَنَا السِّلَفِيُّ، أَنْبَأَنَا المُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، أَنْبَأَنَا العَتِيْقِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَدِيٍّ, حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ, سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ: قِيْلَ لِلأَعْمَشِ: لَوْ أَدْرَكتُ عَلِيّاً قَاتَلتُ مَعَهُ قَالَ: لاَ وَلاَ أَسْأَلُ عَنْهُ لاَ أُقَاتلُ مَعَ أَحَدٍ أَجعَلُ عِرضِي دُوْنَه فَكَيْفَ دِيْنِي دُوْنَه?!. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُنَادِي: قَدْ رَأَى أَنَساً إلَّا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ. وَرَأَى أَبَا بَكْرَةَ الثَّقَفِيَّ, وَأَخَذَ لَهُ بِركَابِه, فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ إِنَّمَا أَكرَمتَ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ. قُلْتُ: لَمْ يَصِحَّ هَذَا. رَوَى أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ وَكِيْعٍ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: رأيت أنسًا, وما منعني أن أسمع منهإلَّا استغنائي بأصحابي.

وَقَالَ القَاسِمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَرَأَى الأَعْمَشَ: هَذَا الشَّيْخُ أَعْلَمُ النَّاسِ بِقَوْلِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ. وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: سَبَقَ الأَعْمَشُ النَّاسَ بِأَرْبَعٍ: كَانَ أَقرَأَهُم لِلْقُرْآنِ, وَأَحْفَظَهُم لِلْحَدِيْثِ, وَأَعْلَمَهُم بِالفَرَائِضِ, وَذَكَرَ خَصلَةً أُخْرَى. قَالَ هُشَيْمٌ: مَا رَأَيْتُ بِالكُوْفَةِ أَحَداً كَانَ أَقْرَأَ مِنَ الأَعْمَشِ. وَقَالَ زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ: مَا أَدْرَكتُ أَحَداً أَعقَلَ مِنَ الأَعْمَشِ وَمُغِيْرَةَ. وَقَالَ أَحْمَدُ: أَبُو إِسْحَاقَ وَالأَعْمَشُ رَجُلا أَهْلِ الكُوْفَةِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: عِنْدَ شُعْبَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ: نَحْوٌ مِنْ خَمْسِ مائَةِ حَدِيْثٍ, أَخْطَأَ فِيْهَا فِي أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ أَحَادِيْثَ. وَكَانَ عِنْدَ وَكِيْعٍ عَنْهُ ثَمَانُ مائَةٍ. وَسُفْيَانُ أَعْلَمُهُم بِالأَعْمَشِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ التَّيْمِيُّ: عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ, قَالَ: كُنَّا نُسَمِّي الأَعْمَشَ سَيِّدَ المُحَدِّثِيْنَ, كُنَّا نَجِيْءُ إِلَيْهِ إِذَا فَرَغْنَا مِنَ الدَّوَرَانِ, فَيَقُوْلُ: عِنْدَ مَنْ كُنْتُم؟ فَنَقُوْلُ: عِنْدَ فُلاَنٍ. فَيَقُوْلُ: طَبْلٌ مُخَرَّقٌ. وَيقُوْلُ: عِنْدَ مَنْ كُنْتُم؟ فَنَقُوْلُ: عِنْدَ فُلاَنٍ. فَيَقُوْلُ: طَيْرٌ طَيَّارٌ وَنَقُوْلُ: عِنْدَ فُلاَنٍ فَيَقُوْلُ: دُفٌّ وَكَانَ يُخْرِجُ إِلَيْنَا شَيْئاً فَنَأكُلُه فَقُلْنَا يَوْماً: لاَ يُخْرِجُ شَيْئاً إلَّا أَكَلتُمُوْهُ فَأَخرَجَ شَيْئاً فَأَكَلنَاهُ وَأَخْرَجَ فَأَكَلنَاهُ فَدَخَلَ فَأَخرَجَ فتيتاً فَشَرِبنَاهُ فَدَخَلَ وَأَخْرَجَ إِجَانَةً وَقَتّاً وَقَالَ: فَعَلَ الله بِكُم وَفَعَلَ أَكَلتُم قُوْتِي وَقُوْتَ المَرْأَةِ, وَشَرِبتُم فتيتَهَا هَذَا عَلَفُ الشَّاةِ قَالَ: فَمَكَثنَا ثَلاَثِيْنَ يَوْماً لاَ نَكْتُبُ عَنْهُ فَزَعاً مِنْهُ حَتَّى كَلَّمْنَا إِنْسَاناً عَطَّاراً كَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ حَتَّى كلَّمَه لَنَا. قَالَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: سُئِلَ الأَعْمَشُ عَنْ حَدِيْثٍ, فَقَالَ لابْنِ المُخْتَارِ: تَرَى أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ؟ فَغمَّضَ عَيْنَيْهِ, وَقَالَ: لاَ أَرَى أَحَداً يَا أَبَا مُحَمَّدٍ, فَحَدَّثَ بِهِ. رَوَى الكَوْسَجُ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ, قَالَ: الأَعْمَشُ ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ, ثَبْتٌ. رَوَى شَرِيْكٌ، عَنِ الأَعْمَشِ, قَالَ: لَمْ يَكُنْ إِبْرَاهِيْمُ يُسنِدُ الحَدِيْثَ لأَحَدٍ إلَّا لِي, لأَنَّهُ كَانَ يُعجَبُ بِي. قَالَ أَبُو عَوَانَةَ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ: مَاتَ الأعمش سنة سبع وأربعين ومائة. وَقَالَ وَكِيْعٌ, وَالجُمْهُوْرُ: سَنَةَ ثَمَانٍ. زَادَ أَبُو نُعَيْمٍ: فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وثمانين سنة.

ذِكْرُ أَصْحَابِ الأَعْمَشِ: قَالَ النَّسَائِيُّ: الطَّبَقَةُ الأُوْلَى: منهم سفيان, وشعبة, ويحيى القطان. الطقبة الثَّانِيَةُ: زَائِدَةُ, وَيَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ. الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَأَبُو عَوَانَةَ. الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ: ابْنُ المُبَارَكِ, وَفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ, وَقُطْبَةُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَمُفَضَّلُ بنُ مُهَلْهَلٍ, وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ. الطَّبَقَةُ الخَامِسَةُ: عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ, وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ, وَوَكِيْعٌ, وَحُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ, وَالفَضْلُ بنُ موسى, وزهير بن معاوية. الطقبة السَّادِسَةُ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ, وَأَبُو أُسَامَةَ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ. الطَّبَقَةُ السَّابِعَةُ: عَبِيْدَةُ بن حميد, وعبدة بن سليمان.

الكلبي

942- الكلبي 1: "ت" العَلاَّمَةُ, الأَخْبَارِيُّ, أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بنُ السَّائِبِ بنِ بِشْرٍ الكَلْبِيُّ المُفَسِّرُ. وَكَانَ أَيْضاً رأسًا في الأنسابإلَّا أَنَّهُ شِيْعِيٌّ, مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ. يَرْوِي عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ هشام, وطائفة. أَخَذَ عَنْ: أَبِي صَالِحٍ, وَجَرِيْرٍ, وَالفَرَزْدَقِ, وَجَمَاعَةٍ, وَكَانَ الثَّوْرِيُّ يَرْوِي عَنْهُ, وَيُدَلِّسُه فَيَقُوْلُ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 358"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 283"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 507" و"2/ 782" و"3/ 35 و43"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1478"، والمجروحين لابن حبان "2/ 253"، الأنساب للسمعاني "10/ 453"، الكاشف "3/ ترجمة 4941"، ميزان الاعتدال "3/ 556"، تهذيب التهذيب "9/ 178"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6242"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 217".

عمرو بن قيس

943- عمرو بن قيس 1: "م، 4" الكوفي, الملائي, البزاز, الحَافِظُ, مِنْ أَوْلِيَاءِ اللهِ. حَدَّثَ عَنْ: عِكْرِمَةَ, وَالحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ, وَعَطَاءٍ, وَمُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ, وَعَطِيَّةَ العَوْفِيِّ, وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ, وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ. حَدَّثَ عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ -وَصَحِبَهُ زَمَاناً- وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ, وَالمُحَارِبِيُّ, وَسَعْدُ بنُ الصَّلْتِ وَأَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَعُمَرُ بنُ شَبِيْبٍ المُسْلِيُّ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ, مَأْمُوْنٌ. وذَكَرَهُ الثَّوْرِيُّ, فَأَثْنَى عَلَيْهِ. جَعْفَرُ بنُ كُزَالٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ, حَدَّثَنَا المُحَارِبِيُّ, قَالَ لِي الثَّوْرِيُّ: عَمْرُو بنُ قَيْسٍ هُوَ الَّذِي أَدَّبَنِي, عَلَّمَنِي قِرَاءةَ القُرْآنِ وَالفَرَائِضَ, وَكُنْتُ أَطْلُبُه فِي سُوْقِه, فَإِنْ لَمْ أَجِدْه, فَفِي بَيْتِهِ, إِمَّا يُصَلِّي, أَوْ يَقْرَأُ فِي المُصْحَفِ كَأَنَّهُ يُبَادِرُ أَمراً يَفُوْتُه فَإِنْ لَمْ أَجِدْه وَجَدْتُه فِي مَسْجِدٍ قَاعِداً يَبْكِي وَأَجِدُه فِي المَقبَرَةِ يَنُوحُ عَلَى نَفْسِهِ. وَلَمَّا مَاتَ غَلَّقَ أَهْلُ الكُوْفَةِ أَبْوَابَهم, وَخَرَجُوا بِجِنَازتِه, فَلَمَّا أَخْرَجُوْه إِلَى الجِبَالِ, وَبَرَزُوا بِسَرِيْرِهِ -وَكَانَ أَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ- تَقدَّمَ أَبُو حَيَّانَ, فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعاً وَسَمِعُوا صَائِحاً يَصِيْحُ قَدْ جَاءَ المُحْسِنُ قَدْ جَاءَ المُحْسِنُ عَمْرُو بنُ قَيْسٍ وَإِذَا البَرِّيَّةُ مَمْلُوْءةٌ مِنْ طَيْرٍ أَبْيَضَ لَمْ يُرَ عَلَى خِلقَتِهَا وَحُسنِهَا فَعَجِبَ النَّاسُ فَقَالَ أَبُو حَيَّانَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَعْجَبُوْنَ هَذِهِ ملائكة جاءت فشهدت عمرًا1. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ مُوْسَى الخَطْمِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو خالد الأحمر, قال: كان عمرو ابن قَيْسٍ مُؤَاجرَ نَفْسِه مِنْ بَعْضِ التُّجَّارِ, فَمَاتَ بِالشَّامِ, فَرَأَوُا الصَّحْرَاءَ مَمْلُوْءةً مِنَ الرِّجَالِ عَلَيْهِم ثِيَابٌ بِيْضٌ فَلَمَّا صُلِّيَ عَلَيْهِ فُقِدُوا فَكَتَبَ صَاحِبُ البَرِيْدِ بِذَلِكَ إِلَى الأَمِيْرِ عِيْسَى بنِ مُوْسَى فَقَالَ لابْنِ شُبْرُمَةَ: كَيْفَ لَمْ تَكُوْنُوا تَذْكُرُوْنَ لِي هَذَا? قَالَ كَانَ يَقُوْلُ: لاَ تذكروني عنده. وقيل: كان يقرىء النَّاسَ, فَيَقعُدُ بَيْنَ يَدَيِ الطَّالِبِ. وَقِيْلَ: كَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَى أَهْلِ السُّوْقِ بَكَى, وَقَالَ: مَا أَغفَلَ هَؤُلاَءِ عَمَّا أُعِدَّ لَهُم. وَعَنْهُ, قَالَ: إِذَا اشْتَغَلتَ بِنَفْسِكَ, ذَهِلْتَ عَنِ النَّاسِ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2647"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 20 و698" و"3/ 239"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1406"، تاريخ بغداد "12/ 163"، الكاشف "2/ ترجمة 4282"، تاريخ الإسلام للذهبي "6/ 110"، ميزان الاعتدال "3/ 284"، تهذيب التهذيب "8/ 92"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5357". 2 منكر: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "5/ 101"، وفي إسناده جعفر بن كزال مجهول، وفيه أيضا محمد بن بشر الواعظ، ضعيف ليس بالقوي. وهذا الكلام منكر مردود لا يصدقه من له مسكة من عقل ودين ولا يصدقها إلا الطغام الجهال.

بريد بن عبد الله، بهز بن حكيم

بُرَيْد بن عبد الله، بهز بن حكيم: 944- بريد بن عبد الله 1: "ع" ابن أبي بُرْدَةَ بنُ أَبِي مُوْسَى عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ بنِ حضار, المحدث, أبو بردة الأشعري, الكوفي. حَدَّثَ عَنْ: جَدِّهِ. وَعَنِ: الحَسَنِ, وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ: السُّفْيَانَانِ, وَابْنُ المُبَارَكِ, وَأَبُو مُعَاوِيَةَ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ, وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَأَبُو أسامة, وعدد كثير. وهو صدوق, احتجابه فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضاً: لَيْسَ بِالمَتِيْنِ, يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: لَمْ أَسْمَعْ يَحْيَى وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثَانِ عَنْهُ بِشَيْءٍ قَطُّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ, وَالعِجْلِيُّ, وَغَيْرُهُمَا: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: يَرْوِي مَنَاكِيْرَ, طَلْحَةُ بنُ يَحْيَى أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ فِي حَدِيْثِهِ مَا أُنْكِرُهُ, سِوَى حَدِيْثِ: "إِذَا أَرَادَ اللهُ بِأُمَّةٍ خَيْراً قَبَضَ نَبِيَّهَا" 2 وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ أَحَدٌ أَكْثَرُ مِنْ أَبِي أُسَامَةَ وَأَحَادِيْثُه عَنْهُ مُسْتقِيْمَةٌ وَأَرْجُو أَنْ لاَ يَكُوْنَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَلَهُ عدة أحاديث في الصحاح. 945- بهز بن حكيم 3: "4" ابن معاوية بن حيدة, الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, أَبُو عَبْدِ المَلِكِ القُشَيْرِيُّ, البَصْرِيُّ. لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ, وَعَنْ زُرَارَةَ بنِ أَوْفَى. وَعَنْهُ: الحَمَّادَانِ, وَيَحْيَى القَطَّانُ, وَرَوْحٌ, وَأَبُو أُسَامَةَ, وَأَبُو عَاصِمٍ, وَالأَنْصَارِيُّ, وَمَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ, وَعَلِيٌّ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ أَيْضاً: هُوَ عِنْدِي حُجَّةٌ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: يَخْتَلِفُوْنَ فِي بَهْزٍ. وَقَالَ الحَاكِمُ: هِيَ نُسْخَةٌ شَاذَّةٌ. وقال ابن حبان: يخطىء كَثِيْراً وَهُوَ مِمَّنْ أَسْتَخِيْرُ الله فِيْهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ بَشِيْرٍ: رَأَيْتُهُ يَلْعَبُ بِالشَّطرَنْجِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ قَبْل الخَمْسِيْنَ ومائة.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1694"، ميزان الاعتدال "1/ 305"، تهذيب التهذيب "1/ 421". 2 صحيح: أخرجه مسلم "2288" من طريق بُرَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عن أبي موسى، به. 3 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1982"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1714" المجروحين لابن حبان "1/ 194"، ميزان الاعتدال "1/ 353"، تهذيب التهذيب "498".

حاتم بن أبي صغيرة، حبيب

حاتم بن أبي صَغيرة، حَبيب: 946- حاتم بن أبي صغيرة 1: "ع" الإِمَامُ, الصَّدُوْقُ, أَبُو يُوْنُسَ القُشَيْرِيُّ مَوْلاَهُم, البَصْرِيُّ, مِنْ نُبَلاَءِ المَشَايِخِ. حَدَّثَ عَنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ, وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ, وَطَبَقَتِهمَا. وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ, وَيَحْيَى القَطَّانُ, وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ, وَرَوْحُ بنُ عُبَادَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ. بَقِيَ إِلَى قَرِيْبِ سَنَةِ خَمْسِيْنَ ومائة. 947- حبيب 2: "ع" المعلم مِنْ مَوَالِي مَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ. وَهُوَ ابْنُ أبي قريبة دينار.يكن: أَبَا مُحَمَّدٍ, مِنْ ثِقَاتِ البَصْرِيِّينَ. حَدَّثَ عَنْ: الحَسَنِ, وَعَطَاءٍ, وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ. رَوَى عَنْهُ: حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ, وَعَبْدُ الوَارِثِ, وَآخَرُوْنَ. قِيْلَ: كَانَ يَحْيَى القَطَّانُ لاَ يَرْوِي عَنْهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَأَمَّا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, فَقَالَ: مَا أَصَحَّ حَدِيْثَه! وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ, وَأَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ. وَقِيْلَ: هُوَ حَبِيْبُ بنُ زَيْدٍ. وَقِيْلَ: حَبِيْبُ بنُ زَائِدَةَ. وَقِيْلَ: حَبِيْبُ بنُ أبي بقية. فالله أعلم.

_ 1 التاريخ الكبير "3/ ترجمة 273"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1149"، تهذيب التهذيب "2/ 130". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2628"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 469"، ميزان الاعتدال "1/ 456"، تهذيب التهذيب "2/ 194".

الطبقة الخامسه من التابعين

الطَّبَقَةُ الخَامِسَةُ مِنَ التَّابِعِيْنِ: 948- جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ 1: "ع" ابن علي بن الشَّهِيْدِ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَيْحَانَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسِبْطِهِ وَمَحْبُوبِهِ الحُسَيْنِ بنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ شَيْبَةَ, وَهُوَ عَبْدُ المطلب ابن هَاشِمٍ, وَاسْمُهُ عَمْرُو بنُ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ الإِمَامُ الصَّادِقُ شَيْخُ بَنِي هَاشِمٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ الهَاشِمِيُّ العَلَوِيُّ النَّبَوِيُّ المَدَنِيُّ أَحَدُ الأَعْلاَمِ. وَأُمُّه هِيَ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ التَّيْمِيِّ وَأُمُّهَا هِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرٍ وَلِهَذَا كَانَ يَقُوْلُ: وَلَدَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ مَرَّتَيْنِ. وَكَانَ يَغضَبُ مِنَ الرَّافِضَّةِ, وَيَمقُتُهُم إِذَا عَلِمَ أَنَّهُم يَتَعَرَّضُوْنَ لِجَدِّهِ أَبِي بَكْرٍ ظَاهِراً وَبَاطِناً, هَذَا لاَ رَيْبَ فِيْهِ, وَلَكِنَّ الرَّافِضَّةَ قَوْمٌ جَهَلَةٌ قَدْ هَوَى بِهِمُ الهَوَى فِي الهَاوِيَةِ فَبُعداً لَهُم. وُلدَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ. وَرَأَى بَعْضَ الصَّحَابَةِ أَحْسِبُهُ رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ وَسَهْلَ بنَ سَعْدٍ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ, أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ, وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ, وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ, وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ -وَرِوَايَتُه عَنْهُ فِي "مُسْلِمٍ"- وَجَدِّه؛ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ, وَالزُّهْرِيِّ, وَمُسْلِمِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ, وَغَيْرِهِم, وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ إلَّا عَنْ أَبِيْهِ, وَكَانَا من جلة علماء المدينة. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ, مُوْسَى الكَاظِمُ, وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ, وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ -وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ- وَأَبُو حَنِيْفَةَ, وَأَبَانُ بن تغلب, وابن جريج, ومعاوية ابن عَمَّارٍ الدُّهْنِيُّ, وَابْنُ إِسْحَاقَ -فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَقْرَانِهِ- وَسُفْيَانُ, وَشُعْبَةُ, وَمَالِكٌ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ, وَوَهْبُ بنُ خَالِدٍ, وَحَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَالحَسَنُ بنُ

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2183"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 133و 190" و"2/ 187 و269 و649" و"3/ 264"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1987"، حلية الأولياء "3/ ترجمة 226"، صفة الصفوة "2/ 94"، وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 131"، تاريخ الإسلام "/45 6"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 162"، العبر "1/ 208"، الكاشف "1/ ترجمة 807"، ميزان الاعتدال "1/ 414"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 126"، النجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "2/ 8"، تهذيب التهذيب "2/ 103"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1048"، شذرات الذهب "1/ 220".

صَالِحٍ, وَالحَسَنُ بنُ عَيَّاشٍ -أَخُو أَبِي بَكْرٍ- وَزُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ, وَزَيْدُ بنُ حَسَنٍ الأَنْمَاطِيُّ, وَسَعِيْدُ بنُ سُفْيَانَ الأَسْلَمِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَيْمُوْنٍ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عِمْرَانَ الزُّهْرِيُّ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ, وَعُثْمَانُ بنُ فَرْقَدٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ ثَابِتٍ البُنَانِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْنٍ الزَّعْفَرَانِيُّ, وَمُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ, وَيَحْيَى القَطَّانُ, وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ الدَّرَاوَرْدِيَّ يَقُوْلُ: لَمْ يَروِ مَالِكٌ، عَنْ جَعْفَرٍ حَتَّى ظَهَرَ أَمرُ بَنِي العَبَّاسِ. قَالَ مُصْعَبٌ: كَانَ مَالِكٌ يَضُمُّه إِلَى آخَرَ. وَقَالَ عَلِيٌّ: عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ, قَالَ: أَملَى عَلَيَّ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَدِيْثَ الطَّوِيْلَ -يَعْنِي: فِي الحَجِّ1- ثُمَّ قَالَ: وَفِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْءٌ, مُجَالِدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ. قُلْتُ: هَذِهِ مِنْ زَلقَاتِ يَحْيَى القَطَّانِ, بَلْ أَجْمَعَ أَئِمَّةُ هَذَا الشَّأْنِ عَلَى أَنَّ جَعْفَراً أَوْثَقُ مِنْ مُجَالِدٍ, وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى قَوْلِ يَحْيَى. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ حَكِيْمٍ: قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ جَعْفَرٌ مَا كَانَ كَذُوباً وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: فِي مُنَاظَرَةٍ جَرَتْ كَيْفَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ عِنْدَك? قال: ثقة وروى عباس، عن يحيى ابن مَعِيْنٍ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ, وَرَوَى أحمد بن زهير والدارمي, وأحمد ابن أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى ثِقَةٌ وَزَادَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى كُنْتُ لاَ أَسْأَلُ يحيى ابن سَعِيْدٍ، عَنْ حَدِيْثِهِ فَقَالَ: لِمَ لاَ تَسْأَلُنِي عَنْ حَدِيْثِ جَعْفَرٍ قُلْتُ: لاَ أُرِيْدُهُ فَقَالَ: إِنْ كَانَ يَحفَظُ فَحَدِيْثُ أَبِيْهِ المُسْنَدُ يَعْنِي حَدِيْثَ جَابِرٍ فِي الحَجِّ ثُمَّ قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَخَرَجَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ إِلَى عَبَّادَانَ وَهُوَ مَوْضِعُ رِبَاطٍ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ البَصْرِيُّوْنَ فَقَالُوا لاَ تُحَدِّثْنَا، عَنْ ثَلاَثَةٍ أَشْعَثَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ وَعَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: أَمَّا أَشْعَثُ فَهُوَ لَكُم وَأَمَّا عَمْرٌو فَأَنْتُم أَعْلَمُ بِهِ وَأَمَّا جَعْفَرٌ فَلَوْ كُنْتُم بِالكُوْفَةِ, لأَخَذَتْكُمُ النِّعَالُ المُطْرَقَةُ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ وَسُئِلَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيْهِ وَسُهَيْلٍ عَنْ أَبِيْهِ وَالعَلاَءِ عَنْ أَبِيْهِ أَيُّهَا أَصَحُّ? قَالَ لاَ يُقْرَنُ جَعْفَرٌ إِلَى هَؤُلاَءِ. وَسَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ يَقُوْلُ جَعْفَرٌ لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1218" في حديث طويل من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر.

قُلْتُ: جَعْفَرٌ: ثِقَةٌ, صَدُوْقٌ, مَا هُوَ فِي الثَّبْتِ كَشُعْبَةَ, وَهُوَ أَوْثَقُ مِنْ سُهَيْلٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ وَهُوَ فِي وَزْنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَنَحْوِه. وَغَالِبُ رِوَايَاتِه عَنْ أَبِيْهِ مَرَاسِيْلُ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: لَهُ حَدِيْثٌ كَثِيْرٌ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَابِرٍ وَعَنْ آبَائِهِ وَنُسَخٌ لأَهْلِ البَيْتِ, وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ النَّاسِ كَمَا قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ. وَعَنْ عَمْرِو بنِ أَبِي المِقْدَامِ, قَالَ: كُنْتُ إِذَا نَظَرتُ إِلَى جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ, عَلِمتُ أَنَّهُ مِنْ سُلاَلَةِ النَّبِيِّيْنَ, قَدْ رَأَيْتُه وَاقِفاً عِنْدَ الجَمْرَةِ يَقُوْلُ سَلُونِي, سَلُونِي. وَعَنْ صَالِحِ بنِ أَبِي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ, يَقُوْلُ: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفقِدُوْنِي, فَإِنَّهُ لاَ يُحَدِّثُكُم أَحَدٌ بَعْدِي بِمِثْلِ حَدِيْثِي. ابْنُ عُقْدَةَ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ حَازِمٍ, حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الرُّمَّانِيُّ أَبُو نَجِيْحٍ, سَمِعْتُ حَسَنَ بنَ زِيَادٍ, سَمِعْتُ أَبَا حَنِيْفَةَ, وَسُئِلَ مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ? قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْقَهَ مِنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ لَمَّا أَقدَمَهُ المَنْصُوْرُ الحِيْرَةَ بَعَثَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا حَنِيْفَةَ إِنَّ النَّاسَ قد فتنوا بجعفر ابن محمد فهيىء لَهُ مِنْ مَسَائِلِكَ الصِّعَابِ فَهَيَّأْتُ لَهُ أَرْبَعِيْنَ مَسْأَلَةً ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَجَعْفَرٌ جَالِسٌ، عَنْ يَمِيْنِه فَلَمَّا بَصُرتُ بِهِمَا دَخَلَنِي لِجَعْفَرٍ مِنَ الهَيْبَةِ مَا لاَ يَدْخُلُنِي لأَبِي جَعْفَرٍ فَسَلَّمتُ وَأَذِنَ لِي فَجَلَستُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ جَعْفَرٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تَعْرِفُ هَذَا قَالَ: نَعَمْ هَذَا أَبُو حَنِيْفَةَ ثُمَّ أَتْبَعَهَا قَدْ أَتَانَا ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا حَنِيْفَةَ هَاتِ مِنْ مَسَائِلِكَ نَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللهِ فَابتَدَأْتُ أَسْأَلُه فَكَانَ يَقُوْلُ فِي المَسْأَلَةِ: أَنْتُم تَقُوْلُوْنَ فِيْهَا كَذَا وَكَذَا, وَأَهْلُ المَدِيْنَةِ يَقُوْلُوْنَ كَذَا وَكَذَا, وَنَحْنُ نَقُوْلُ كَذَا وَكَذَا فَرُبَّمَا تَابَعَنَا وَرُبَّمَا تَابَعَ أَهْلَ المَدِيْنَةِ وَرُبَّمَا خَالَفَنَا جَمِيْعاً حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى أَرْبَعِيْنَ مَسْأَلَةً مَا أَخْرِمُ مِنْهَا مَسْأَلَةً ثُمَّ قَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: أَلَيْسَ قَدْ رَوَيْنَا أَنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَعْلَمُهم بِاخْتِلاَفِ النَّاسِ؟. عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، عَنْ زُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ, قَالَ: قَالَ أَبِي لِجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ: إِنَّ لِي جَاراً يَزْعُمُ أَنَّكَ تَبرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. فَقَالَ جَعْفَرٌ: برىء اللهُ مِنْ جَارِكَ, وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَنْفَعَنِي اللهُ بِقَرَابَتِي مِنْ أَبِي بَكْرٍ, وَلَقَدِ اشْتكَيتُ شِكَايَةً, فَأَوصَيتُ إِلَى خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثُونَا عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ, قَالَ: كَانَ آلُ أَبِي بَكْرٍ يُدْعَونَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آلَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَوَى: ابْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيُّ, وَغَيْرُهُ, عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ, نَحْوَ ذَلِكَ.

مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ, قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَابْنَهُ جَعْفَراً، عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ, فَقَالَ: يَا سَالِمُ! تَوَلَّهُمَا, وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا, فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدَىً. ثُمَّ قَالَ جَعْفَرٌ: يَا سَالِمُ أَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدَّه أَبُو بَكْرٍ جَدِّي, لاَ نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ القِيَامَةِ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَتَوَلاَّهُمَا, وَأَبرَأُ مِنْ عَدوِّهِمَا. وَقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ, يَقُوْلُ: مَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةٍ عَلَيَّ شَيْئاً إلَّا وَأَنَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَه لَقَدْ وَلَدَنِي مَرَّتَيْنِ. كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ يَحْيَى الزُّهْرِيُّ, وَطَائِفَةٌ قَالُوا، أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الأَدَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيُّ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بنُ أَبِي قُرَيْشٍ الطَّحَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ العَبَّاسِ الهَمْدَانِيُّ أَنَّ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ أَتَاهُم وَهُم يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَرْتَحِلُوا مِنَ المَدِيْنَةِ فَقَالَ: إِنَّكُم إِنْ شَاءَ اللهُ مِنْ صَالِحِي أَهْلِ مِصرِكُم فَأَبلِغُوهُم عَنِّي مَنْ زَعَمَ أَنِّي إِمَامٌ مَعصُومٌ مُفتَرَضُ الطَّاعَةِ, فَأَنَا مِنْهُ بَرِيْءٌ وَمَنْ زَعَمَ أَنِّي أَبْرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَنَا مِنْهُ بَرِيْءٌ. وَبِهِ، عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا حَنَانُ بنُ سَدِيْرٍ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ وَسُئِلَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ: إِنَّكَ تَسْأَلُنِي، عَنْ رَجُلَيْنِ قَدْ أَكَلاَ مِنْ ثِمَارِ الجنة. وَبِهِ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ قَيْسٍ المُلاَئِيُّ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ محمد يقول برىء اللهُ مِمَّنْ تَبَرَّأَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ مُتَوَاتِرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ وَأَشْهَدُ بِاللهِ إِنَّهُ لَبَارٌّ فِي قَوْلِهِ غَيْرُ مُنَافِقٍ لأَحَدٍ فَقَبَّحَ اللهُ الرَّافِضَّةَ. وَرَوَى مَعْبَدُ بنُ رَاشِدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمَّارٍ سَأَلْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ، عَنِ القُرْآنِ فَقَالَ: لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلاَ مَخْلُوْقٍ وَلَكِنَّهُ كَلاَمُ اللهِ. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوْبَ سَمِعْتُ جَعْفَراً يَقُوْلُ: إِنَّا -وَاللهِ- لاَ نَعْلَمُ كُلَّ مَا يَسْأَلُونَنَا عَنْهُ, وَلَغَيْرُنَا أَعْلَمُ مِنَّا. مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ بنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مَسْلَمَةَ بنِ جَعْفَرٍ الأَحْمَسِيِّ: قُلْتُ لِجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ:

إِنَّ قَوْماً يَزْعُمُوْنَ أَنَّ مَنْ طلَّقَ ثَلاَثاً بِجَهَالَةٍ, رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ تَجْعَلُونهَا وَاحِدَةً, يَرْوُونَهَا عَنْكُم قَالَ: مَعَاذَ اللهِ, مَا هَذَا مِنْ قَوْلِنَا, مَنْ طلَّقَ ثَلاَثاً, فَهُوَ كَمَا قَالَ. سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمَّارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ, قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ مائَةَ مرَّةٍ قَضَى اللهُ لَهُ مائَةَ حَاجَةٍ1. أَجَازَ لَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ أَنَسٍ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: لَمَّا قَالَ لَهُ سُفْيَانُ: لاَ أَقُومُ حَتَّى تُحَدِّثَنِي قَالَ: أَمَا إِنِّي أُحَدِّثُكَ وَمَا كَثْرَةُ الحَدِيْثِ لَكَ بِخَيْرٍ يَا سُفْيَانُ إِذَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكَ بِنِعْمَةٍ فَأَحْبَبْتَ بَقَاءهَا وَدوَامَهَا فَأَكْثِرْ مِنَ الحَمْدِ وَالشُّكرِ عَلَيْهَا فَإِنَّ اللهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم} [إِبْرَاهِيْمُ: 7] وَإِذَا اسْتَبْطَأْتَ الرِّزقَ فَأَكْثِرْ مِنَ الاسْتِغْفَارِ فَإِنَّ اللهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ} [نوح: 10-12] ,. يَا سُفْيَانُ إِذَا حَزَبَكَ أَمرٌ مِنَ السُّلْطَانِ أَوْ غَيْرِه فَأَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ الفَرَجِ وكنز من كنز الجَنَّةِ فَعَقدَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ وَقَالَ ثَلاَثٌ وَأَيُّ ثَلاَثٍ قَالَ جَعْفَرٌ عَقَلَهَا وَاللهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ وَلَيَنفَعَنَّه اللهُ بِهَا. قُلْتُ: حِكَايَةٌ حَسَنَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنِ ابْنُ غَزْوَانَ وَضَعَهَا, فَإِنَّهُ كَذَّابٌ. وَبِهِ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الغِطْرِيْفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُكْرَمٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ مَسْعُوْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, قَالَ دَخَلْتُ عَلَى جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَعَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ دَكنَاءُ وَكِسَاءُ خَزٍّ أَيدجَانِيٌّ, فَجَعَلتُ أَنظُرُ إِلَيْهِ تَعَجُّباً فَقَالَ: مَا لَكَ يَا ثَوْرِيُّ قلت: يا ابن رسول الله! لَيْسَ هَذَا مِنْ لِبَاسِك وَلاَ لِبَاسِ آبَائِكَ فَقَالَ: كَانَ ذَاكَ زَمَاناً مُقتِراً, وَكَانُوا يَعْمَلُوْنَ عَلَى قَدرِ إِقتَارِهِ وَإِفقَارِه, وَهَذَا زَمَانٌ قَدْ أَسبَلَ كُلَّ شَيْءٍ فِيْهِ عَزَالِيْهِ2. ثُمَّ حَسَرَ، عَنْ ردنِ جُبَّتِه, فَإِذَا فِيْهَا جُبَّةُ صُوْفٍ بَيْضَاءُ, يَقصُرُ الذَّيْلُ عَنِ الذَّيلِ, وَقَالَ: لَبِسنَا هَذَا للهِ, وَهَذَا لَكُم, فَمَا كَانَ للهِ أخفيناه وما كان لكم أبديناه.

_ 1 ضعيف: في إسناده سويد بن سعيد، لين الحديث. 2 العزالي: جمع العزلاء، وهي مصب الماء من الرواية والقربة في أسفلها حيث يستفرغ ما فيها من الماء، سميت عزلاء لأنها في أحد خصمي المزادة لا في وسطها ولا هي كفمها الذي منه يستقى فيها، وفي الحديث: وأرسلت السماء عزاليها، كثر مطرها على المثل. والمراد: كثر الخير وعم.

وَقِيْلَ: كَانَ جَعْفَرٌ يَقُوْلُ: كَيْفَ أَعْتَذِرُ وَقَدِ احْتجَجْتُ, وَكَيْفَ أَحتَجُّ وَقَدْ عَلِمتُ? رَوَى يَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ هَيَّاجِ بنِ بِسْطَامَ, قَالَ: كَانَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ يُطعِمُ, حَتَّى لاَ يَبْقَى لِعِيَالِه شَيْءٌ. عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرٍ, وَسُئِلَ: لِمَ حَرَّمَ اللهُ الرِّبَا؟ قَالَ: لِئَلاَّ يَتَمَانعَ النَّاسُ المَعْرُوْفَ. وَعَنْ هِشَامِ بنِ عَبَّادٍ, سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: الفُقَهَاءُ أُمنَاءُ الرُّسُلِ, فَإِذَا رَأَيْتُمُ الفُقَهَاءَ قَدْ رَكنُوا إِلَى السَّلاَطِيْنِ فَاتَّهِمُوهُم. وَبِهِ حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ زَيْدِ بنِ الجُرَيْشِ، حَدَّثَنَا الرِّيَاشِيُّ، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ, قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ: الصَّلاَةُ قُربَانُ كُلِّ تَقِيٍّ, وَالحجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيْفٍ, وَزَكَاةُ البَدَنِ الصِّيَامُ, وَالدَّاعِي بِلاَ عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلاَ وَتَرٍ, وَاسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ, وَحَصِّنُوا أَمْوَالَكم بِالزَّكَاةِ, وَمَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ, وَالتَّقدِيرُ نِصْفُ العَيْشِ, وَقِلَّةُ العِيَالِ أَحَدُ اليَسَارَيْنِ, وَمَنْ أَحْزَنَ وَالِدَيْه فَقَدْ عَقَّهُمَا, وَمَنْ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِه عِنْدَ مُصِيْبَةٍ فَقَدْ حَبِطَ أَجرُهُ وَالصَّنِيعَةُ لاَ تَكُوْنُ صَنِيْعَةً إلَّا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ أَوْ دِيْنٍ, والله ينزل الصبر على قدر المصيبة, وَيُنْزِلُ الرِّزقَ عَلَى قَدرِ المُؤنَةِ, وَمَنْ قَدَّرَ مَعِيْشَتَه رَزَقَهُ اللهُ, وَمَنْ بَذَّرَ مَعِيْشَتَه حَرَمَهُ اللهُ. وَعَنْ رَجُلٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَعْفَراً يُوْصِي مُوْسَى يَعْنِي ابْنَهُ يَا بُنَيَّ مَنْ قَنعَ بِمَا قُسِمَ لَهُ اسْتَغْنَى وَمَنْ مَدَّ عَيْنَيْهِ إِلَى مَا فِي يَدِ غَيْرِه مَاتَ فَقِيْراً, وَمَنْ لَمْ يَرضَ بِمَا قُسِمَ لَهُ اتَّهمَ اللهَ فِي قَضَائِهِ, وَمَنِ اسْتَصْغَرَ زَلَّةَ غَيْرِه اسْتَعْظَمَ زَلَّةَ نَفْسِه, وَمَنْ كَشَفَ حِجَابَ غَيْرِه انكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ, وَمَنْ سَلَّ سَيْفَ البَغْيِ قُتِلَ بِهِ, وَمَنِ احْتَفَرَ بِئْراً لأَخِيْهِ أَوقَعَهُ اللهُ فِيْهِ, وَمَنْ دَاخَلَ السُّفَهَاءَ حُقِّرَ, وَمَنْ خَالطَ العُلَمَاءَ, وُقِّرَ وَمَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ السُّوءِ اتُّهِمَ يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ أَنْ تُزرِيَ بِالرِّجَالِ فَيُزْرَى بِكَ, وَإِيَّاكَ وَالدُّخُوْلَ فِيْمَا لاَ يَعْنِيكَ فَتَذِلَّ لِذَلِكَ, يَا بُنَيَّ قُلِ الحَقَّ لَكَ وَعَلَيْكَ تُسْتَشَارُ مِنْ بَيْنِ أَقْرِبَائِكَ, كُنْ لِلْقُرْآنِ تَالِياً, وَللإِسْلاَمِ فَاشِياً, وَللمَعْرُوْفِ آمِراً, وَعَنِ المُنْكرِ نَاهِياً, وَلِمَنْ قَطَعَكَ وَاصِلاً, وَلِمَنْ سَكَتَ عَنْكَ مُبتَدِئاً, وَلِمَنْ سَألَكَ مُعطِياً, وَإِيَّاكَ وَالنَّمِيْمَةَ فَإِنَّهَا تَزرَعُ الشَّحْنَاءَ فِي القُلُوْبِ, وَإِيَّاكَ وَالتَّعَرُّضَ لِعُيُوْبِ النَّاسِ فَمَنْزِلَةُ المُتَعَرِّضِ لِعُيُوبِ النَّاسِ كَمَنْزِلَةِ الهَدَفِ, إِذَا طَلَبْتَ الجُوْدَ فَعَلَيْكَ بِمَعَادِنِهِ, فَإِنَّ لِلْجُوْدِ مَعَادِنَ, وَللمَعَادِنِ أُصُوْلاً, وَللأُصُوْلِ فُرُوعاً, وَلِلفُرُوعِ ثَمَراً, وَلاَ يَطِيْبُ ثَمَرٌ إلَّا بِفَرعٍ, وَلاَ فَرعٌ إلَّا بِأَصلٍ, وَلاَ أَصلٌ إلَّا بِمَعدنٍ طَيِّبٍ زُرِ الأَخْيَارَ, وَلاَ تَزُرِ الفُجَّارَ, فَإِنَّهُم صَخْرَةٌ لاَ يَتَفَجَّرُ مَاؤُهَا وَشَجَرَةٌ لاَ يَخضَرُّ وَرَقُهَا وَأَرْضٌ لاَ يظهر عشبها.

وَعَنْ عَائِذِ بنِ حَبِيْبٍ: قَالَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ: لاَ زَادَ أَفْضَلُ مِنَ التَّقوَى, وَلاَ شَيْءَ أَحْسَنُ مِنَ الصَّمتِ وَلاَ عَدوَّ أَضرُّ مِنَ الجَهْلِ, وَلاَ دَاءَ أَدْوَأُ مِنَ الكَذِبِ. وَعَنْ يَحْيَى بنِ الفُرَاتِ: أَنَّ جَعْفَراً الصَّادِقَ, قَالَ: لاَ يَتِمُّ المَعْرُوْفُ إلَّا بِثَلاَثَةٍ: بِتَعجِيْلِه, وَتَصْغِيْرِه وَسَترِه. كَتبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانِ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أنبأنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، حدثنا منصور ابن أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ الخَثْعَمِيُّ وَكَانَ مِنَ الأَخْيَارِ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: إِيَّاكُم وَالخُصُومَةَ فِي الدِّيْنِ, فَإِنَّهَا تَشغَلُ القَلْبَ, وَتُورِثُ النِّفَاقَ. وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ المَنْصُوْرَ وَقَعَ عَلَيْهِ ذُبَابٌ, فَذَبَّهُ عَنْهُ, فَأَلَحَّ, فَقَالَ لِجَعْفَرٍ: لِمَ خَلَقَ اللهُ الذُّبَابَ؟ قَالَ: لِيُذِلَّ بِهِ الجَبَابِرَةَ. وَعَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ: إِذَا بَلَغَكَ، عَنْ أَخِيْكَ مَا يَسُوؤُكَ, فَلاَ تَغتَمَّ, فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ كَمَا يَقُوْلُ كَانَتْ عُقوبَةً عُجِّلَتْ وَإِنْ كَانَ عَلَى غَيْرِ مَا يَقُوْلُ كَانَتْ حَسَنَةً لَمْ تَعْمَلْهَا. قَالَ مُوْسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: يَا رَبِّ! أَسْأَلُكَ إلَّا يَذْكُرَنِي أَحَدٌ إلَّا بِخَيْرٍ. قَالَ: مَا فَعَلتُ ذَلِكَ بِنَفْسِي. أَخْبَرَنَا وَحَدَّثَنَا، عَنْ سَعِيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَطَّافٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ حَدَّثَنِي الحُمَيْدِيُّ، أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ المَالِكِيُّ القَيْسِيُّ بِمِصْرَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي جِدَارٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ رُخَيْمٍ، حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ أَبِي الهَيْذَامِ، أَنْبَأَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ قَالَ قَالَ الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ قَدِمْتُ مَكَّةَ فَإِذَا أَنَا بِأَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ قَدْ أَنَاخَ بِالأَبْطَحِ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُوْلِ اللهِ لِمَ جُعِلَ المَوْقِفُ مِنْ وَرَاءِ الحَرَمِ وَلَمْ يُصَيَّرْ فِي المَشْعَرِ الحَرَامِ فَقَالَ: الكَعْبَةُ بَيْتُ اللهِ وَالحَرَمُ حِجَابُه وَالمَوْقِفُ بَابُه فَلَمَّا قَصَدَه الوَافِدُوْنَ أَوْقَفَهَم بِالبَابِ يَتَضَرَّعُوْنَ فَلَمَّا أَذِنَ لَهُم فِي الدُّخُولِ أَدْنَاهُم مِنَ البَابِ الثَّانِي وَهُوَ المُزْدَلِفَةُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم فلما رَحِمَهُم أَمَرَهُم بِتَقْرِيْبِ قُربَانِهم فَلَمَّا قَرَّبُوا قُربَانَهم وَقَضَوْا تَفَثَهُم وَتَطَهَّرُوا مِنَ الذُّنُوْبِ الَّتِي كَانَتْ حِجَاباً بَيْنَهُ وَبَيْنَهُم أَمَرَهُم بِزِيَارَةِ بَيْتِه عَلَى طَهَارَةٍ قَالَ فَلِمَ كُرِهَ الصَّومُ أَيَّامَ التَّشرِيْقِ قَالَ لأَنَّهم فِي ضِيَافَةِ اللهِ وَلاَ يَجِبُ عَلَى الضَّيفِ أَنْ يَصُوْمَ عِنْدَ مَنْ أَضَافَه قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ, فَمَا بَالُ النَّاسِ يَتَعَلَّقُوْنَ بأستار الكعبة وهي

خرق لا تنقع شيئًا؟ قال: ذاك مِثْلُ رَجُلٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجُلٍ جُرمٌ, فَهُوَ يَتَعَلَّقُ بِهِ, وَيَطُوفُ حَوْلَه, رَجَاءَ أَنْ يَهَبَ لَهُ ذَلِكَ, ذَاكَ الجُرمَ. وَمِنْ بَلِيْغِ قَوْلِ جَعْفَرٍ, وَذُكِرَ لَهُ بُخلُ المَنْصُوْرِ, فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي حَرَمَه مِنْ دُنْيَاهُ مَا بَذَلَ لأَجَلِه دِيْنَهُ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِهِ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي الأَنْصَارِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُهْتَدِي بِاللهِ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الكَاتِبُ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ أَبِي حَرْبٍ الصَّفَّارُ، عَنِ الفَضْلِ بنِ الرَّبِيْعِ، عَنْ أَبِيْهِ قال: دعاني المنصور فقال: إن جعفر ابن مُحَمَّدٍ يُلحِدُ فِي سُلْطَانِي, قَتَلَنِي اللهُ إِنْ لَمْ أَقتُلْهُ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فَتَطَهَّرَ, وَلَبِسَ ثِيَاباً -أَحْسِبُهُ قَالَ: جُدُداً فَأَقبَلْتُ بِهِ فَاسْتَأْذَنتُ لَهُ فَقَالَ: أَدخِلْهُ قَتَلنِي اللهُ إِنْ لَمْ أَقتُلْهُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ مُقْبِلاً قَامَ مِنْ مَجْلِسِه فَتَلَقَّاهُ وَقَالَ: مَرْحَباً بِالنَّقِيِّ السَّاحَةِ البَرِيْءِ مِنَ الدَّغَلِ وَالخِيَانَةِ أَخِي وَابْنِ عَمِّي فَأَقعَدَهُ مَعَهُ عَلَى سَرِيْرِه وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَسَأَلَه، عَنْ حَالِه ثُمَّ قَالَ: سَلْنِي، عَنْ حَاجَتِكَ فَقَالَ: أَهْلُ مَكَّةَ وَالمَدِيْنَةِ قَدْ تَأَخَّرَ عَطَاؤُهُم فَتَأْمُرَ لَهُم بِهِ قَالَ: أَفْعَلُ ثُمَّ قَالَ: يَا جَارِيَةُ ائْتِنِي بِالتُّحْفَةِ فَأَتَتْهُ بِمُدْهنٍ زُجَاجٍ فِيْهِ غَالِيَةٌ فَغَلَّفَه بِيَدِهِ, وَانْصَرَفَ فَاتَّبَعْتُه فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُوْلِ اللهِ أَتَيْتُ بِكَ وَلاَ أَشُكُّ أَنَّهُ قَاتِلُكَ فَكَانَ مِنْهُ مَا رَأَيْتَ وَقَدْ رَأَيْتُكَ تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ بِشَيْءٍ عِنْدَ الدُّخُولِ فَمَا هُوَ قَالَ قُلْتُ: اللَّهُمَّ احرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لاَ تَنَامُ, وَاكْنُفْنِي بِرُكنِكَ الَّذِي لاَ يُرَامُ, وَاحْفَظْنِي بِقُدرَتِكَ عَلَيَّ, وَلاَ تُهلِكْنِي, وَأَنْتَ رَجَائِي رَبِّ كَمْ مِنْ نَعمَةٍ أَنْعَمتَ بِهَا عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكرِي, وَكَم مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنِي بِهَا قَلَّ لَهَا عِنْدَك صَبْرِي, فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعمَتِه شُكرِي فَلَمْ يَحرِمْنِي وَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلِيَّتِهِ صَبْرِي فَلَمْ يَخْذُلْنِي وَيَا مَنْ رَآنِي على المعاصي فلم يفضحني, وياذا النعم التي لا تحصى أبدا, وياذا المَعْرُوْفِ الَّذِي لاَ يَنْقَطِعُ أَبَداً أَعِنِّي عَلَى دِيْنِي بِدُنْيَا, وَعَلَى آخِرَتِي بِتَقْوَى, وَاحفَظْنِي فِيْمَا غِبتُ عَنْهُ, وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فِيْمَا خَطَرتُ يَا مَنْ لاَ تَضُرُّه الذُّنُوبُ, وَلاَ تَنقُصُه المَغْفِرَةُ اغْفِرْ لِي مَا لاَ يَضُرُّكَ وَأَعْطِنِي مَا لاَ يَنْقُصُكَ يَا وَهَّابُ أَسْأَلُك فَرَجاً قَرِيْباً وَصَبراً جَمِيْلاً, وَالعَافِيَةَ مِنْ جَمِيْعِ البَلاَيَا, وَشُكرَ العَافِيَةِ. فَأَعْلَى مَا يَقَعُ لَنَا مِنْ حَدِيْثِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ: مَا أَنْبَأَنَا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ الحَاكِمُ, وَطَائِفَةٌ قَالُوا: أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي

أَبِي قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ بِالمَجُوْسِ فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ قَائِماً فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ "سُنُّوا بِهِم سُنَّةَ أهل الكتاب"1. هَذَا حَدِيْثٌ عَالٍ فِي إِسْنَادِهِ انْقِطَاعٌ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ، أَنْبَأَنَا زَكَرِيَّا بنُ عَلِيِّ بنِ حَسَّانٍ "ح" وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو المُنَجِّى عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ قَالاَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى قَالَ: أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الفَضْلِ بِيْبَى بِنْتُ عَبْدِ الصَّمَدِ الهَرْثَمِيَّةُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا وَقفَ عَلَى الصَّفَا كَبَّرَ ثَلاَثاً وَيَقُوْلُ: "لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٍ" يَصْنَعُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَيَصْنَعُ عَلَى المَرْوَةِ مِثْلَ ذَلِكَ وَكَانَ إِذَا نَزَلَ مِنَ الصَّفَا مَشَى حَتَّى إِذَا انْصبَّتْ قَدمَاهُ فِي بَطْنِ الوَادِي سعى حتى يخرج منه رواه مسلم2.

_ 1 ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه مالك "1/ 278"، ومن طريقه الشافعي "1182"، والبيهقي "9/ 189" عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، به. قلت: إسناده ضعيف، محمد بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالب، لم يدرك عمر بن الخطاب، فالإسناد معضل. لكن للحديث شاهد من حديث السائب بن يزيد قَالَ: شَهِدْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيْمَا عهد إلى العلاء حين وجهه إلى اليمن قال: ولا يحل لأحد جهل الفرض والسنن، ويحل له ما سوى ذلك، وكتب للعلاء: أن سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب". وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" "6/ 13" وقال: "رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه". قلت: والحديث قال ابن كثير في "تفسيره" "3/ 80" وقال: لم يثبت بهذا اللفظ". لكن صح عن بجالة بن عبدة قال: كنت كاتبا لجزء من معاوية عم الأحنف، فأتانا كتاب عمر بن الخطاب قبل موته بسنة: فرقا بين كل ذي محرم من المجوس. وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ أَخَذَ الجِزْيَةَ مِنَ المَجُوسَ حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا من مجوس هجر". أخرجه الطيالسي "225"، والشافعي في "الرسالة" "1183"، وعبد الرزاق "9973"، و"1939"، والحميدي "64"، وأحمد "1/ 190- 191 و194"، وأبو عبيد في الأموال "77"، وابن أبي شيبة "12/ 243"، والبخاري "3156"، و"3157"، واللفظ له، وأبو داود "3043"، والترمذي "1587"، والنسائي في "الكبير" "8768"، والبزار "1060"، وابن الجارود "1105"، وأبو يعلى "860"، والبيهقي "8/ 247- 248" و"9/ 189"، والبغوي "2750" عن بجالة بن عبدة، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1218".

وَبِهِ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ فليح المقرىء بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مَيْمُوْنٍ القَدَّاحُ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يُؤْمِنُ مُؤْمِنٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالقَدَرِ كُلِّهِ, حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ, وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيْبَهُ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ, فِيْهِ نَكَارَةٌ, تَفَرَّد بِهِ: القَدَّاحُ. وَقَدْ قَالَ البُخَارِيُّ: ذَاهبُ الحَدِيْثِ. أَخْرَجَهُ: أَبُو عِيْسَى، عَنْ زِيَادِ بنِ يَحْيَى عَنْهُ, فَوَقَعَ بَدَلاً بِعُلُوِّ درجة. قَالَ المَدَائِنِيُّ, وَشَبَابٌ العُصْفُرِيُّ, وَعِدَّةٌ: مَاتَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَدْ مَرَّ أَنَّ مَوْلِدَه سَنَةَ ثَمَانِيْنَ. أَرَّخَهُ: الجِعَابِيُّ2 وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَنْجَوَيْه, وَأَبُو القَاسِمِ اللاَّلْكَائِيُّ3 فَيَكُوْنُ عُمُرُه ثَمَانِياً وَسِتِّيْنَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللهُ-. لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ البُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيْحِ" بَلْ فِي كِتَابِ "الأَدَبِ", وَغَيْرِه. وَلَهُ عِدَّةُ أَوْلاَدٍ: أَقدمُهُم إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ: وَمَاتَ شَابّاً فِي حَيَاةِ أَبِيْهِ, سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ, وَخلَّفَ مُحَمَّداً, وَعَلِيّاً, وَفَاطِمَةَ فَكَانَ لِمُحَمَّدٍ مِنَ الوَلَدِ جَعْفَرٌ, وَإِسْمَاعِيْلُ فَقَطْ فَوَلَدَ جَعْفَرٌ مُحَمَّداً وَأَحْمَدَ دَرَجَ, وَلَمْ يُعْقِبْ فَوُلِدَ لِمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ جعفر وإسماعيل

_ 1 صحيح بطريقه: أخرجه الترمذي "2145"، وابن عدي في "الكامل" "4/ 187-188"، من طريق عبد الله بن ميمون، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جابر بن عبد الله مرفوعا. وقال الترمذي: حديث غريب لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ بن ميمون، وهو منكر الحديث". قلت: إسناده واه بمرة، آفته عبد الله بن ميمون القداح، منكر الحديث كما قال الترمذي. لكن الحديث جاء من طرق مفرقا: فرواه عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مرفوعا إلى قوله "خيره وشره": أخرجه الآجري في "الشريعة" "ص188" من طرق عن عمرو بن شعيب، به. وإسناده حسن. وورد عن عكرمة بن عمار، عن شداد، عن ابن عمر مرفوعا به نحوه. عند اللالكائي. وورد عن إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي قال: حدثني ابن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَهْلِ بنِ سعد الساعدي مرفوعا به. أخرجه اللالكائي، والطبراني في "الكبير" "6/ 5900". وإسناده حسن وله طرق أخرى عن أنس عند ابن عساكر في "تاريخه"، وعن عبادة بن الصامت عند الآجري "ص177" وأحمد "5/ 317"، وابن أبي عاصم في "السنة" "111" فالحديث صحيح بطرقه والله أعلم. 2 هو: الحَافِظُ البَارعُ العَلاَّمَةُ، قَاضِي المَوْصِلِ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ التَّمِيْمِيُّ البَغْدَادِيُّ الجِعَابِيُّ، مولدُهُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أربع وثمانين ومائتين. ومات فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3 هو: الإمام أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ منصور الطبري الرازي الحافظ الفقيه الشافعي محدث بغداد، ترجمه الحافظ الذهبي في "تذكرة الحفاظ" "3/ 1083".

وَأَحْمَدُ, وَحَسَنٌ. فَوُلدَ لِحَسَنٍ: جَعْفَرٌ الَّذِي مَاتَ بِمِصْرَ, سنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَخلَّفَ ابْنَه مُحَمَّداً, فَجَاءهُ خَمْسَةُ بَنِيْنَ. وَوُلِدَ لإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ: أَحْمَدُ وَيَحْيَى وَمُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ دَرَجَ, وَلَمْ يُعْقِبْ. فَوُلِدَ لأَحْمَدَ جَمَاعَةُ بَنِيْنَ: مِنْهُم إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ, المُتَوْفَى بِمِصْرَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فَبنُو مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ عَددٌ كَثِيْرٌ كَانُوا بِمِصْرَ وَبِدِمَشْقَ قَدِ اسْتَوْعَبَهُمْ الشَّرِيْفُ العَابِدُ أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ وَيُعْرَفُ هَذَا بِأَخِي مُحَسِّنٍ كَانَ يَسْكُنُ بِبَابِ تُوْمَا1, مَاتَ قَبْلَ الأَرْبَعِ مائَةٍ, وَذَكَرَ مِنْهُم قَوْماً بِالكُوْفَةِ, وَبَالَغَ فِي نَفْيِ عُبَيْدِ اللهِ المَهْدِيِّ مِنْ أَنْ يَكُوْنَ مِنْ هَذَا النَّسَبِ الشريف, وألف كتابا في أنه دُعِيَ, وَأَنَّ نِحْلَتَهُ خَبِيْثَةٌ, مَدَارُهَا عَلَى المِخرقَةِ وَالزَّنْدَقَةِ. رَجَعْنَا إِلَى تَتِمَّةِ آلِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ, فأجلهم وأشرفهم ابنه:

_ 1 باب توما من أحياء دمشق الشرقية.

موسى الكاظم

949- موسى الكاظم 2: "ت, ق" الإِمَامُ, القُدْوَةُ السَّيِّدُ, أَبُو الحَسَنِ العَلَوِيُّ, وَالِدُ الإِمَامِ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى الرِّضَى, مَدَنِيٌّ نَزَلَ بَغْدَادَ. وَحَدَّثَ بِأَحَادِيْثَ، عَنْ أَبِيْهِ وَقِيْلَ: إِنَّهُ رَوَى، عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ, وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ قُدَامَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَوْلاَدُهُ عَلِيٌّ وَإِبْرَاهِيْمُ, وَإِسْمَاعِيْلُ, وَحُسَيْنٌ, وَأَخَوَاهُ عَلِيُّ بنُ جَعْفَرٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ صَدَقَةَ العَنْبَرِيُّ, وَصَالِحُ بنُ يَزِيْدَ, وَرِوَايَتُه يَسِيْرَةٌ؛ لأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ أَوَانِ الرِّوَايَةِ رَحِمَهُ اللهُ. ذَكَرهُ أَبُو حَاتِمٍ, فَقَالَ: ثِقَةٌ, صَدُوْقٌ, إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ. قُلْتُ: لَهُ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَه حَدِيْثَانِ. قِيْلَ: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثمان وعشرين ومائة, بالمدينة.

_ 1 باب توما من أحياء دمشق الشرقية. 2 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 625"، تاريخ بغداد "13/ 27"، موضح أوهام الجمع والتفريق "2/ 403"، وفيات الأعيان "5/ ترجمة 746"، الكاشف "3/ ترجمة 5787"، العبر "1/ 287 و340"، ميزان الاعتدال "4/ 201-202"، تهذيب التهذيب "10/ 339"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7257"، شذرات الذهب "1/ 304".

قَالَ الخَطِيْبُ: أَقْدَمَهُ المَهْدِيُّ بَغْدَادَ, وَرَدَّهُ ثُمَّ قَدِمَهَا, وَأَقَامَ بِبَغْدَادَ فِي أَيَّامِ الرَّشِيْدِ قَدِمَ فِي صُحْبَةِ الرَّشِيْدِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ, وَحَبَسَه بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي مَحْبَسِه. ثُمَّ قَالَ الخَطِيْبُ: أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى العَلَوِيُّ, حَدَّثَنِي جَدِّي يَحْيَى بنُ الحَسَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ, قَالَ: كَانَ مُوْسَى بنُ جَعْفَرٍ يُدْعَى: العَبْدَ الصَّالِحَ مِنْ عِبَادتِه وَاجْتِهَادِه. رَوَى أَصْحَابُنَا: أَنَّهُ دَخَلَ مَسجدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَجَدَ سَجْدَةً فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ, فَسُمِعَ وَهُوَ يَقُوْلُ فِي سُجُوْدِه: عَظُمَ الذَّنْبُ عِنْدِي, فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ, يَا أَهْلَ التَّقْوَى وَيَا أَهْلَ المَغْفِرَةِ فَجَعَلَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى أَصْبَحَ. وَكَانَ سَخِيّاً كَرِيْماً يَبلُغُه، عَنِ الرَّجُلِ أَنَّهُ يُؤذِيْه, فَيَبعَثُ إِلَيْهِ بِصُرَّةٍ فِيْهَا أَلفُ دِيْنَارٍ, وَكَانَ يَصُرُّ الصُّرَرَ بِثَلاَثِ مائَةِ دِيْنَارٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَمائَتَيْنِ, ثُمَّ يَقسِمُهَا بِالمَدِيْنَةِ, فَمَنْ جَاءتْه صُرَّةٌ, اسْتَغنَى حِكَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ, مَعَ أَنَّ يَحْيَى بنَ الحَسَنِ مُتَّهَمٌ. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى هَذَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَعْقُوْبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ البَكْرِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ أَطْلُبُ بِهَا دَيْناً, فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتُ مُوْسَى بنَ جَعْفَرٍ, فَشَكَوتُ إِلَيْهِ. فَأَتَيْتُهُ بِنَقَمَى1 فِي ضَيْعَتِه فَخَرَجَ إِلَيَّ, وَأَكَلتُ مَعَهُ, فَذَكَرتُ لَهُ قِصَّتِي, فَأَعْطَانِي ثَلاَثَ مائَةِ دِيْنَارٍ. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: وَذَكَرَ لِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ رَجُلاً مِنْ آلِ عُمَرَ كَانَ بِالمَدِيْنَةِ يُؤذِيْهِ, وَيَشتُمُ عَلِيّاً, وَكَانَ قَدْ قَالَ لَهُ بَعْضُ حَاشِيَتِه: دَعْنَا نَقْتُلْهُ فَنَهَاهُم وَزَجَرَهُم. وَذُكِرَ لَهُ: أَنَّ العُمَرِيَّ يَزْدَرِعُ بِأَرْضٍ, فَرَكِبَ إِلَيْهِ فِي مَزرَعَتِه, فوجده فدخل بحماره, فصاح العمري: لا توطىء زرعنا فوطىء بِالحِمَارِ, حَتَّى وَصَلَ إِلَيْهِ فَنَزَلَ عِنْدَه وَضَاحَكَه وَقَالَ: كَمْ غَرِمتَ فِي زَرعِكَ هَذَا قَالَ: مائَةُ دِيْنَارٍ قَالَ: فَكَم تَرجُو؟ قَالَ: لاَ أعلم الغيب وأرجو إن يجيئني مئتا دينار فأعطاه ثلاث مائة دينار. وَقَالَ: هَذَا زَرعُكَ عَلَى حَالِه فَقَامَ العُمَرِيُّ فَقَبَّلَ رَأْسَه وَقَالَ: اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رسالاته وجعل لَهُ كُلَّ وَقْتٍ فَقَالَ: أَبُو الحَسَنِ لِخَاصَّتِه الَّذِيْنَ أَرَادُوا قَتْلَ العُمَرِيِّ أَيُّمَا هُوَ خَيْرٌ مَا أَرَدْتُم أَوْ مَا أَرَدْتُ أَنْ أُصلِحَ أَمرَهُ بِهَذَا المِقْدَارِ؟. قُلْتُ: إِنْ صَحَّتْ, فَهَذَا غَايَةُ الحِلْمِ وَالسَّمَاحَةِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي سَعْدٍ, حدثني محمد بن الحسين

_ 1 هو: جانب أحد بالمدينة المنورة، كان لآل أبي طالب.

الكِنَانِيُّ اللَّيْثِيُّ, حَدَّثَنِي عِيْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُغِيْثٍ القُرَشِيُّ -وَبَلغَ تِسْعِيْنَ سَنَةً- قَالَ: زَرَعتُ بِطِّيخاً, وَقِثَّاءً, وَقَرعاً بِالجُوَّانِيَّةِ, فَلَمَّا قَرُبَ الخَيْرُ, بَيَّتَنِي الجَرَادُ, فَأَتَى عَلَى الزَّرعِ كُلِّهِ, وَكُنْتُ غَرِمتُ عَلَيْهِ وَفِي ثَمَنِ جَمَلَيْنِ مائَةً وَعِشْرِيْنَ دِيْنَاراً. فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ, طَلعَ مُوْسَى بنُ جَعْفَرٍ, فَسَلَّمَ, ثُمَّ قَالَ: أَيْش حَالُكَ فَقُلْتُ: أَصْبَحتُ كَالصَّرِيْمِ قَالَ: وَكَم غَرِمتَ فِيْهِ قُلْتُ: مائَةً وَعِشْرِيْنَ دِيْنَاراً مَعَ ثَمَنِ الجَمَلَيْنِ وَقُلْتُ: يَا مُبَارَكُ ادْخُلْ وَادْعُ لِي فِيْهَا فَدَخَلَ وَدَعَا. وَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "تَمَسَّكُوا بِبَقَايَا المَصَائِبِ"1 ثُمَّ عَلَّقْتُ عَلَيْهِ الجَمَلَيْنِ وَسَقَيْتُه, فَجَعَلَ اللهُ فِيْهَا البَرَكَةَ زَكَتْ, فَبِعتُ مِنْهَا بِعَشْرَةِ آلاَفٍ. الصُّوْلِيُّ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بنُ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ إِسْحَاقَ المَوْصِلِيَّ غَيْرَ مرَّةٍ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي الفَضْلُ بنُ الرَّبِيْعِ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: لَمَّا حَبَسَ المَهْدِيُّ مُوْسَى بنَ جَعْفَرٍ رَأَى فِي النَّوْمِ عَلِيّاً يَقُوْلُ: يَا مُحَمَّدُ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم} [مُحَمَّدٌ: 22] . قَالَ الرَّبِيْعُ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ لَيْلاً, فَرَاعَنِي, فَجِئْتُهُ, فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ, وَكَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ صَوْتاً, وَقَالَ: عَلَيَّ بِمُوْسَى بنِ جَعْفَرٍ. فَجِئْتُه, بِهِ فَعَانَقَه وَأَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِهِ وَقَالَ: يَا أبا الحسن إني رأيت أمير المُؤْمِنِيْنَ يَقْرَأُ عَلَيَّ كَذَا فَتُؤْمِنِّي أَنْ تَخْرُجَ عَلَيَّ أَوْ عَلَى أَحَدٍ مِنْ وَلَدِي فَقَالَ: لاَ وَاللهِ لاَ فَعَلتُ ذَلِكَ وَلاَ هُوَ مِنْ شَأْنِي قَالَ صَدَقتَ يَا رَبِيْعُ أَعْطِهِ ثَلاَثَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ وَرُدَّهُ إِلَى أَهْلِهِ إِلَى المدينة فأحكمت أمره ليلًا فما أصبحإلَّا وَهُوَ فِي الطَّرِيقِ خَوْفَ العَوَائِقِ. وَقَالَ الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ شاهين، حدثنا الحسين ابن القَاسِمِ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ صَالِحٍ الأَزدِيُّ قَالَ: حَجَّ الرَّشِيْدُ فَأَتَى قَبْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ مُوْسَى بنُ جَعْفَرٍ فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ يَا ابْنَ عَمِّ افْتِخَاراً عَلَى مَنْ حَوْلَه فَدَنَا مُوْسَى وَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَةِ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ هَارُوْنَ وَقَالَ: هَذَا الفَخْرُ يَا أَبَا الحَسَنِ حَقّاً. قَالَ يَحْيَى بنُ الحَسَنِ العَلَوِيُّ: حَدَّثَنِي عَمَّارُ بنُ أَبَانٍ قَالَ: حُبِسَ مُوْسَى بنُ جَعْفَرٍ عِنْدَ السِّنْدِيِّ بنِ شَاهَكَ فَسَأَلتْهُ أُخْتُه أَنْ تَوَلَّى حَبسَهُ وَكَانَتْ تَدَيَّنُ فَفَعَلَ فَكَانَتْ عَلَى خِدمَتِه فَحُكِيَ لَنَا أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ إِذَا صَلَّى العَتَمَةَ حَمِدَ اللهَ وَمَجَّدَهُ وَدَعَاهُ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى يَزُولَ اللَّيْلُ فَإِذَا زَالَ اللَّيْلُ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى يُصَلِّيَ الصُّبحَ ثُمَّ يَذْكُرَ حتى تطلع الشمس

_ 1 منكر: نسبه صاحب كنز العمال "3/ 6659" إلى الديلمي في "الفرودس"، وابن صصرى في أماليه عن موسى بن جعفر مرسلا.

ثُمَّ يَقعُدَ إِلَى ارْتفَاعِ الضُّحَى, ثُمَّ يَتَهَيَّأَ, وَيَسْتَاكَ, وَيَأْكُلَ, ثُمَّ يَرقُدَ إِلَى قَبْلِ الزَّوَالِ, ثُمَّ يَتَوَضَّأَ, وَيُصَلِّيَ العَصْرَ, ثُمَّ يَذْكُرَ فِي القِبلَةِ حَتَّى يُصَلِّيَ المَغْرِبَ, ثُمَّ يُصَلِّيَ مَا بَيْنَ المَغْرِبِ إِلَى العَتَمَةِ. فَكَانَتْ تَقُوْلُ: خَابَ قَوْمٌ تَعَرَّضُوا لِهَذَا الرَّجُلِ. وَكَانَ عَبداً صَالِحاً. وَقِيْلَ: بَعَثَ مُوْسَى الكَاظِمُ إِلَى الرَّشِيْدِ برِسَالَةٍ مِنَ الحَبْسِ, يَقُوْلُ: إِنَّهُ لَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي يَوْمٌ مِنَ البَلاَءِ, إلَّا انْقَضَى عَنْكَ مَعَهُ يَوْمٌ مِنَ الرَّخَاءِ, حَتَّى نُفضِيَ جَمِيْعاً إِلَى يَوْمٍ لَيْسَ لَهُ انْقِضَاءٌ, يَخسَرُ فِيْهِ المُبْطِلُوْنَ. وَعَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ السِّنْدِيِّ, قَالَ: كَانَ مُوْسَى عِنْدَنَا مَحْبُوْساً, فَلَمَّا مَاتَ, بَعَثنَا إِلَى جَمَاعَةٍ مِنَ العُدُولِ مِنَ الكَرْخِ, فَأَدخَلْنَاهُم عَلَيْهِ فَأَشْهَدنَاهُم عَلَى مَوْتِه, وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الشُّوْنِيْزِيَّةِ. قُلْتُ: لَهُ مَشْهَدٌ عَظِيْمٌ مَشْهُوْرٌ بِبَغْدَادَ, دُفِنَ مَعَهُ فِيْهِ حَفِيْدُه الجَوَادُ, وَلِوَلَدِهِ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى مَشْهَدٌ عَظِيْمٌ بِطُوْسَ. وَكَانَتْ وَفَاةُ مُوْسَى الكَاظِمِ فِي رَجَبٍ, سنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. عَاشَ: خَمْساً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. وَخَلَّفَ عِدَّةَ أَوْلاَدٍ, الجَمِيْعُ مِنْ إِمَاءٍ: عَلِيٌّ, وَالعَبَّاسُ, وَإِسْمَاعِيْلُ, وَجَعْفَرٌ, وَهَارُوْنُ وَحَسَنٌ, وَأَحْمَدُ, وَمُحَمَّدٌ وَعُبَيْدُ اللهِ, وَحَمْزَةُ, وَزَيْدٌ, وَإِسْحَاقُ, وَعَبْدُ ,اللهِ وَالحُسَيْنُ, وَفَضْلٌ وَسُلَيْمَانُ سِوَى البَنَاتِ سَمَّى الجَمِيْعَ الزُّبَيْرُ فِي "النَّسَبِ".

أشعث بن عبد الله

950- أشعث بن عبد الله 1: "4, خت" ابن جابر الأزدي ثُمَّ الحُدَّانِيُّ, البَصْرِيُّ, الأَعْمَى. وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: أَشْعَثُ البَصْرِيُّ, وَأَشْعَثُ الأَعْمَى, وَأَشْعَثُ الأَزْدِيُّ, وَأَشْعَثُ الحُمْلِيُّ. رَوَى عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَذَلِكَ فِي "سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ". وَعَنِ: الحَسَنِ, وَشَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ. وَعَنْهُ: سِبْطُهُ نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ الكَبِيْرُ, جَدُّ الحَافِظِ نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ الحَافِظِ. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضاً مَعْمَرٌ, وَشُعْبَةُ, وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ, وَالأَنْصَارِيُّ, وآخرون. وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ البَصْرَةِ, كَأَشْعَثَ الحُمْرَانِيِّ. وَهُوَ صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَدْ وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُ. وَفِي حَدِيْثِهِ وَهْمٌ, أَوْرَدَه العُقَيْلِيُّ فِي "الضُّعَفَاءِ". وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ. مَعْمَرٌ عَنِ الأَشْعَثِ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "لا يَبُوْلَنَّ أَحَدُكُم فِي مُسْتَحَمِّهِ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فِيْهِ فَإِنَّ عَامَّةَ الوَسْوَاسِ مِنْهُ"2. قُلْتُ: مُرَادُه بِالوَسْوَاسِ: أَنْ يُصِيْبَه مَسٌّ مِنَ الجَانِّ. وَمِنْهُ سُمِّيَ المُسرِفُ فِي المَاءِ: مُوَسْوَساً, شُبِّهِ بِالمَجْنُوْنِ, وَلاَ سِيَّمَا إِذَا كَبَّرَ أَحَدُهُم لِلْفَرِيْضَةِ. عَافَاهُمُ اللهُ تعالى.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1394"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 984"، ميزان الاعتدال "1/ 265"، تهذيب التهذيب "1/ 355". 2 ضعيف: أخرجه أحمد "5/ 56"، وأبو داود "27"، والترمذي "21"، والنسائي "1/ 34"، وابن ماجة "304"، من طريق معمر، عن أشعث بن عبد الله، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره.

أشعث بن سوار

951- أشعث بن سوار 1: "م, ت, س, ق" الكندي, الكُوْفِيُّ, النَّجَّارُ, التَّوَابِيْتِيُّ, الأَفْرَقُ. وَهُوَ الَّذِي يُقَالَ له: صَاحِبُ التَّوَابِيْتِ, وَهُوَ أَشْعَثُ القَاصُّ. وَهُوَ مَوْلَى ثَقِيْفٍ, وَهُوَ الأَثْرَمُ وَهُوَ قَاضِي الأَهْوَازِ. حَدَّثَ عَنْ: الشَّعْبِيِّ, وَعِكْرِمَةَ, وَالحَسَنِ, وَابْنِ سِيْرِيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَعَبْثرُ بنُ القَاسِمِ, وَهُشَيْمٌ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ, وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, وَعِدَّةٌ. رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوْخِهِ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ. وَكَانَ أَحَدَ العُلَمَاءِ عَلَى لِيْنٍ فِيْهِ. قَالَ الثَّوْرِيُّ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ مُجَالِدٍ وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ هُوَ عِنْدِي دُوْنَ ابْنِ إِسْحَاقَ وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ لَيِّنٌ وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ وغيره هو أضعف الأشاعثة. وقال النسائي

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 358"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1385"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 978"، المجروحين لابن حبان "1/ 171"، ميزان الاعتدال "1/ 263"، تهذيب التهذيب "1/ 352"، شذرات الذهب "1/ 193".

ضَعِيْفٌ. وَأَمَّا ابْنُ عَدِيٍّ, فَقَالَ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً, إِنَّمَا يَغْلَطُ فِي الأَسَانِيْدِ. وَرَوَى: عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: ضَعِيْفٌ. وَرَوَى ابْنُ الدَّوْرَقِيُّ، عَنْ يَحْيَى: أَشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَمثَلُ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ سَالِمٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثَانِ، عَنْ أشعث ابن سَوَّارٍ بِشَيْءٍ قَطُّ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فَاحِشُ الخَطَأِ كَثِيْرُ الوَهْمِ, وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيْفٌ, يُعْتَبَرُ بِهِ. أَشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا نُلَبِّي، عَنِ النِّسَاءِ, ونرمي عن الصبيان1. قَالَ أَبُو هَمَّامٍ الدَّلاَّلُ: كَانَ أَشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ عَلَى قَضَاءِ الأَهْوَازِ, فَصَلَّى بِهِم, فَقَرَأَ: "النَّجْمَ" فَسَجَدَ مَنْ خَلْفَهُ وَلَمْ يَسْجُدْ هُوَ, ثُمَّ صَلَّى يَوْماً, فَقَرَأَ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّت} [الانشقاق: 1] فَسَجَدَ وَمَا سَجَدُوا. شُعْبَةُ، عَنْ أَشْعَثَ بنِ سَوَّارٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: السُّنَّةُ بِالنِّسَاءِ الطَّلاَقُ وَالعِدَّةُ2. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. أَرَّخَهُ: الفَلاَّسُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَنْبَأَنَا مُحَلَّمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْثرُ بنُ القَاسِمِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:- "مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرٍ فَلْيُطْعَمْ عَنْهُ مَكَانَ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِيْنٌ"3. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، عَنْ قُتَيْبَةَ. وَقَدْ رُوِيَ مَوْقُوْفاً, وهو أصح.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن ماجه "3038" من طريق أشعث، عن أبي الزبير، عن جابر بلفظ حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنا النساء والصبيان، فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم". قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: أشعث بن سوار، ضعيف. والثانية: أبو الزبير المكي محمد ابن مسلم بن تدرس، مدلس، وقد عنعنه. 2 ضعيف: فيه أشعث بن سوار، وهو ضعيف. 3 ضعيف: أخرجه الترمذي "718"، وابن ماجه "1757"، وفي إسناده علتان: الأولى: أشعث بن سوار، ضعيف كما علمت. الثانية: محمد، وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعيف لسوء حفظه. وقال الترمذي في إثره: لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه، والصحيح أنه موقوف.

أشعث بن عبد الملك

952- أشعث بن عبد الملك 1: "4" الإمام, الفقيه, الثقة أبو هانىء الحُمْرَانِيُّ البَصْرِيُّ مَوْلَى حُمْرَانَ, مَوْلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانَ. رَوَى عَنْ: الحَسَنِ, وَابْنِ سِيْرِيْنَ, وَبَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ, وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ, وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, وَخَالِدُ بن الحارث, ويحيى القطان, ومحمد ابن أَبِي عَدِيٍّ, وَحَمَّادُ بنُ مَسْعَدَةَ, وَرَوْحُ بنُ عُبَادَةَ, وَأَبُو عَاصِمٍ, وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ أَحَدَ عُلَمَاءِ البَصْرَةِ. قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: هُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ, مَأْمُوْنٌ, مَا أَدْرَكتُ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ بَعْدَ ابْنِ عَوْنٍ أَثْبَتَ مِنْ أَشْعَثَ الحُمْرَانِيِّ قُلْتُ: الظَّاهِرُ أَنْ آخرَ مَنْ رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ, هُوَ أَوْثَقُ مِنْ أَشْعَثَ الحُدَّانِيِّ. قُلْتُ: مَا عَلِمتُ أَحَداً لَيَّنَهُ. وَذَكَرُ ابْنُ عَدِيٍّ لَهُ فِي "كَامِلِهِ" لاَ يُوْجَبُ تَلْيِينُه بِوَجْهٍ نَعَمْ, مَا أَخْرَجَا لَهُ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" كَمَا لَمْ يُخْرِجَا لِجَمَاعَةٍ مِنَ الأَثْبَاتِ. قَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ ثُمَّ العَجَبَ لأَهْلِ البَصْرَةِ يُقَدِّمُوْنَ أَشْعَثَهُم عَلَى أَشْعَثِنَا أَشْعَثَ بنِ سَوَّارٍ قَالَ: وَهُوَ أَشْعَثُ التَّوَابِيْتِيُّ وهو أشعث القَاصُّ رَوَى، عَنْ الشَّعْبِيِّ وَالنَّخَعِيِّ وَقَصَّ بِالكُوْفَةِ دَهْراً يُحمَدُ عَفَافُه وَفِقهُهُ وَأَشْعَثُهُم يَقِيسُ عَلَى قَوْلِ الحَسَنِ وَيُحَدِّثُ بِهِ. قَالَ الأَنْصَارِيُّ: قَالَ لِي أَشْعَثُ الحُمْرَانِيُّ: لاَ تَأْتِ عَمْرَو بنَ عُبَيْدٍ فَإِنَّ النَّاسَ يَنْهَوْنَ عَنْهُ. وَجَاءَ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ: أَنَّهُ أَتَى الأَشْعَثَ يُذَاكِرُه. يَحْيَى القَطَّانُ عَنْ أَبِي حُرَّةَ, قَالَ: كَانَ أَشْعَثُ الحُمْرَانِيُّ إِذَا أَتَى الحَسَنَ, يَقُوْل لَهُ: يا أبا هانىء انْشُرْ بَزَّكَ انْشُرْ مَسَائِلَكَ. قَالَ القَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ فِي أَصْحَابِ الحَسَنِ أَثْبَتَ مِنْ أَشْعَثَ وَمَا أَكْثَرتُ عَنْهُ وَلَكِنَّهُ كَانَ ثَبْتاً قَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: سَمِعْتُ الأَشْعَثَ يَقُوْلُ: كُلُّ شيء حدثتكم، عن الحسن فقد سمعته

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1388"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 990"، ميزان الاعتدال "1/ 266"، تهذيب التهذيب "1/ 357"، شذرات الذهب "1/ 217".

مِنْهُ إلَّا حَدِيْثَ الَّذِي رَكَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الصَّفِّ1, وَحَدِيْثَ عَلِيٍّ فِي الخَلاَصِ, وَحَدِيْثاً يُرسِلُهُ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ مَتَى تُحَرَّمُ عَلَيْنَا المَيْتَةُ قَالَ: "إِذَا رَوِيَتْ مِنَ اللَّبَنِ وَحَانَتْ مِيْرَةُ أَهْلِكَ"2. قَالَ الفَلاَّسُ: قَالَ لِي يَحْيَى: مَنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قُلْتُ: مَنْ عِنْدَ مُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ. فَقَالَ: فِي حَدِيْثِ مَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: فِي حَدِيْثِ ابن عون. قال يدعون شعبة وَالأَشْعَثَ, وَيَكْتُبُوْنَ حَدِيْثَ ابْنِ عَوْنٍ؟!. أَحْمَدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ: قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: خَرَجَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ إِلَى عَبَّادَانَ, فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ البَصْرِيُّوْنَ فَقَالُوا: حَدِّثْ, وَلاَ تُحَدِّثْنَا عَنْ ثَلاَثَةٍ: أَشْعَثَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ وَعَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: أَمَّا أَشْعَثُ فَهُوَ لَكُم, وَذَكَرَ الحِكَايَةَ. النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "النَّمْلُ يُسَبِّحُ" 3. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ أَحَادِيْثِه مُسْتقِيْمَةٌ, وَهُوَ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِهِ, وهو خير من أشعث ابن سَوَّارٍ بِكَثِيْرٍ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَشْعَثُ عَنِ الحَسَنِ ثَلاَثَةٌ: الحُمْرَانِيُّ -وَهُوَ ثِقَةٌ- وَأَشْعَثُ الحُدَّانِيُّ- يُعْتَبَرُ بِهِ- وَأَشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ- هُوَ أَضْعَفُهُم. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَشْعَثُ الحُمْرَانِيُّ كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ, وَكَانَ عَالِماً بِمَسَائِلِ الحَسَنِ الدَّقَّاقِ هُوَ بابة هشام بن حسان.

_ 1صحيح: ورد عن أبي بكرة أنه دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم راكع، قال: فركعت دون الصف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زادك الله حرصا ولا تعد" أخرجه أحمد "5/ 39 و45"، والبخاري "783"، وأبو داود "683" و"784"، والنسائي "2/ 118"، وابن الجارود "318"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 395"، والبغوي في "شرح السنة" "822" و"823"، والبيهقي "3/ 106" من طرق عن زياد الاعلم، عن الحسن، عن أبي بكرة، به. 2 ضعيف: ذكره المزي في "تهذيب الكمال" "3/ 284" من طريق حمزة الضبي، عن الحسن أن رجلا قال: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، الحسن مدلس، وقد عنعنه. 3 صحيح: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "1/ 370" حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، به. وأخرجه البخاري "3019"، من حديث أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: قرصت نملة نبيا من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه: أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح".

الزبيدي

853- الزبيدي 1: "خ, م, د, س, ق" محمد بن الوليد بن عامر الإِمَامُ, الحَافِظُ, الحُجَّةُ, القَاضِي, أَبُو الهُذَيْلِ الزُّبَيْدِيُّ, الحِمْصِيُّ, قَاضِيهَا. وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ. وَحَدَّثَ عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ, وَمَكْحُوْلٍ, وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ, وَالزُّهْرِيِّ, وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ, وَعَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ, وَعَامِرِ بنِ جَشِيْبٍ, وَلُقْمَانَ بنِ عَامِرٍ, وَيَحْيَى بنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ, وَرَاشِدِ بنِ سَعْدٍ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ, وَسُلَيْمِ بنِ عَامِرٍ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ, وَالفَضْلِ بنِ فَضَالَةَ, وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَصْرِيِّ, وَسَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ, وَخَلْقٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ, وَشُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ, وَفَرَجُ بنُ فَضَالَةَ, وَيَمَانُ بنُ عَدِيٍّ, وَبَقِيَّةُ, وَمُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ, وَيَحْيَى بنُ حَمْزَةَ القَاضِي, وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَالِمٍ, وَعُتْبَةُ بنُ حَمَّادٍ, وَمُنَبِّهُ بنُ عُثْمَانَ, وَأَخُوْهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ الوَلِيْدِ, وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ سُمَيْعٍ, وَمَسْلَمَةُ بنُ عَلِيٍّ, وَآخَرُوْنَ, وَكَانَ مِنْ أَلِبَّاءِ العُلَمَاءِ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَقَالَ هُوَ أَثْبَتُ يَعْنِي فِي الزُّهْرِيِّ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ وَأَثْبَتُ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ مَالِكٌ ثُمَّ مَعْمَرٌ ثُمَّ عَقِيْلٌ: ثُمَّ يُوْنُسُ ثُمَّ شُعَيْبٌ, وَالأَوْزَاعِيُّ, وَالزُّبَيْدِيُّ وَقَالَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يُفَضِّلُ مُحَمَّدَ بنَ الوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيَّ على جميع من سمع من الزهري. سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ البَهْرَانِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ, حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ سَالِمٍ، عَنْ أَخِيْهِ مُحَمَّدٍ, قَالَ: أَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ أَقرَأُ عَلَيْهِ, وَأَسْمَعُ مِنْهُ فَقَالَ: تَسْأَلُنِي وَهَذَا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيُّ بَيْنَ أَظهُرِكُم, وَقَدِ احْتوَى عَلَى مَا بَيْنَ جَنْبِيَّ مِنَ العِلْمِ؟! وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ, وَأَبُو زُرْعَةَ, وَالنَّسَائِيُّ ثِقَةٌ زَادَ عَلِيٌّ ثَبْتٌ. وَقَالَ دُحَيْمٌ: شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ: ثِقَةٌ, ثَبْتٌ, يُشبِهُ حَدِيْثُه حَدِيْثَ عُقَيْلٍ, وَالزُّبَيْدِيُّ فَوْقَه. حَدَّثَنِي أَبُو اليَمَانِ, قَالَ: سُئِلَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: كَيْفَ وَعِنْدَكُمُ الزُّبَيْدِيُّ وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ قَالَ كَانَ الزُّبَيْدِيُّ عَلَى بَيْتِ المَالِ وَكَانَ الزُّهْرِيُّ مُعجَباً بِهِ يُقَدِّمُه على جميع أهل حمص.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 811"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 131" و"2/ 349"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 949"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 157"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 174"، تهذيب التهذيب "9/ 502"، شذرات الذهب "1/ 224".

وَرَوَى بَقِيَّةُ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ, قَالَ: أَقَمْتُ مَعَ الزُّهْرِيِّ عَشرَ سِنِيْنَ بِالرُّصَافَةِ -يَعْنِي: رُصَافَةَ هِشَامٍ بِالشَّامِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ الزُّبَيْدِيُّ أَعْلَمَ أَهْلِ الشَّامِ بِالفَتْوَى وَالحَدِيْثِ, وَكَانَ ثِقَةً. إِنْ شَاءَ اللهُ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ نُظَرَاءِ الأَوْزَاعِيِّ فِي العِلْمِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ: الزُّبَيْدِيُّ مِنْ ثِقَاتِ المُسْلِمِيْنَ فَإِذَا جَاءكَ الزُّبَيْدِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ, فَاسْتَمْسِكْ بِهِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: لَمْ يَكُنْ فِي أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ أَثْبَتُ مِنَ الزُّبَيْدِيِّ. ثُمَّ قَالَ: أَبُو دَاوُدَ لَيْسَ فِي حَدِيْثِهِ خَطَأٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِنَ الحُفَّاظِ المُتقِنِيْنَ, أَقَامَ مَعَ الزُّهْرِيِّ عَشرَ سِنِيْنَ, حَتَّى احْتَوَى عَلَى أَكْثَرِ عِلْمِه, وَهُوَ مِنَ الطَّبَقَةِ الأُوْلَى مِنْ أَصْحَابِهِ. قُلْتُ: أَيْنَ مَنْ يُقِيْمُ مَعَ الزُّهْرِيِّ بِالحِجَازِ أَيَّاماً, إِلَى مَنْ أَقَامَ مَعَهُ فِي وَطَنِه عَشرَ سِنِيْنَ?! مَا فَوْقَ الزُّبَيْدِيِّ فِي الجَلاَلَةِ وَالإِتقَانِ لِعِلْمِ الزُّهْرِيِّ أَحَدٌ أَصلاً, وَلَكِنَّهُ مَاتَ قَدِيْماً, فَلَمْ يَنتَشِرْ عَنْهُ كَثِيْرُ عِلْمٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ, وَهُوَ ابْنُ سَبْعِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى البَغْدَادِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": مَاتَ وَهُوَ شَابٌّ, فِي المُحَرَّمِ, سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. كَذَا قَالَ: وَهُوَ شَابٌّ, وَهَذَا وَهْمٌ, بَلْ كَبِرَ وَشَاخَ, وَحَدِيْثُه نَحْوُ المائَتَيْنِ فَصَاعِداً. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَمْزَةَ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعاً وَقَرَأتُه عَلَى سُلَيْمَانَ الفَقِيْهِ قَالاَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيٍّ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عِيْسَى الحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَزَّارُ بِالرَّيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ محمد ابن أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْدَانَ "ح" وَأَنْبَأَنَا الخَضِرُ بنُ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَزْوِيْنِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتَّةِ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الأَرْغَنْدِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الصَّاعِدِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَبَّازِيُّ وأبو سهل محمدبن أَحْمَدَ قَالُوا ثَلاَثَتُهُم، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيٍّ الكُشْمِيْهَنِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مَطَرٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الجُعْفِيُّ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيُّ، أَنْبَأَنَا الزُّهْرِيُّ هُوَ مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ: "اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5739"، ومسلم "2197".

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ, مِنْ طَرِيْقِ مُحَمَّدِ بنِ حَرْبٍ. وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَيْهِ: عَبْدُ اللهِ بنُ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ. وَلَهُ عِلَّةٌ لاَ تَأثِيْرَ لَهَا -إِنْ شَاءَ اللهُ- فَرَوَاهُ: عُقَيْلٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلاً. وَمُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ دَلَّسَ اسْمَه البُخَارِيُّ, وَنَسَبَه إِلَى جَدِّ أَبِيْهِ, وَهُوَ الإِمَامُ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدٍ الذُّهْلِيُّ, الَّذِي صَنَّفَ حَدِيْثَ الزُّهْرِيِّ, وَهَذَا الحَدِيْثُ مِنْ ثُمَانِيَّاتِ البُخَارِيِّ وَقَدْ وَقَعَ لَهُ ثُلاَثِيَّاتٌ مَعْرُوْفَةٌ, وَاللهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ وَقَعَ لَنَا عَزِيْزاً مُسَلْسَلاً بِالمُحَمَّدِيْنَ إِلَى عُرْوَةَ, وَلاَ نَظِيْرَ لَهُ, وَعِدَّتُهُم خَمْسَةَ عَشَرَ مُحَمَّداً, وَأَنَا السَّادِسَ عَشَرَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَكْمَلُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ البَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ زُنْبُوْرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبٍ، عَنْ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ, فَأَكُوْنُ أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى تَلٍّ فَيَكْسُوْنِي عَزَّ وَجَلَّ حُلَّةً خَضْرَاءَ ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فَأَقُوْلُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ أَقُوْلَ فَذَلِكَ المَقَامُ المَحْمُوْدُ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجُوْهُ فِي الكتب الستة.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 456" من طريق محمد بن حرب، حدثنا الزبيدي، به.

مجالد بن سعيد

954- مجالد بن سعيد 1: "4, م, تبعا" ابن عمير بن بسطام, وَيُقَالُ: ابْنُ ذِي مُرَّانَ بنِ شُرَحْبِيْلَ, العَلاَّمَةُ, المُحَدِّثُ, أَبُو عَمْرٍو. وَيُقَالُ: أَبُو عُمَيْرٍ. وَيُقَالُ: أَبُو سَعِيْدٍ الكُوْفِيُّ, الهَمْدَانِيُّ, وَالِدُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُجَالِدٍ. حَدَّثَ عَنْ: الشَّعْبِيِّ, وَأَبِي الوَدَّاكِ جَبْرِ بنِ نَوْفٍ, وَقَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ, وَمُرَّةَ الهَمْدَانِيِّ, وَزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ, وَمُحَمَّدِ بنِ بِشْرٍ, وَوَبَرَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, هَؤُلاَءِ السَّبعَةُ هُمُ المَذْكُوْرُوْنَ لَهُ فِي "التَّهْذِيْبِ". وُلِدَ فِي أَيَّامِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ, وَلَكِنْ لاَ شَيْءَ لَهُ عَنْهُم وَيُدرَجُ فِي عِدَادِ صِغَارِ التَّابِعِيْنَ وَفِي حديثه لين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 349"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 1950"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 160 و440 و457" و"2/ 30 و32و165و218" و"3/ 17 و51 و83و100و118"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1653"، المجروحين لابن حبان "3/ 10"، تاريخ الإسلام "6/ 129"، الكاشف "3/ ترجمة 5384"، العبر "1/ 197 و347 و353"، ميزان الاعتدال "3/ 438"، تهذيب التهذيب "10/ 39"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6851"، شذرات الذهب "1/ 216".

حَدَّثَ عَنْهُ: سُفْيَانُ, وَشُعْبَةُ وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ, وَابْنُ المُبَارَكِ, وَعَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ, وَعَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ وَهُشَيْمٌ, وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ, وَأَبُو عَقِيْلٍ الثَّقَفِيُّ, وَابْنُ نُمَيْرٍ, وَيَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ, وَأَحْمَدُ بنُ بَشِيْرٍ, وَأَبُو أُسَامَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ, وَمُحَاضِرٌ, وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ, وَابْنُ فُضَيْلٍ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَذَلِكَ مِنْ رِوَايَةِ التَّابِعِيْنَ، عَنِ الأَتْبَاعِ. قَالَ البُخَارِيُّ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يُضَعِّفُه وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ لاَ يَرْوِيَ لَهُ شَيْئاً, وَكَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ لاَ يَرَاهُ شَيْئاً يقول: ليس بشيء وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: مُجَالِدٌ حَدِيْثُه عِنْدَ الأَحْدَاثِ, يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ, وَأَبِي أُسَامَةَ, لَيْسَ بِشَيْءٍ, وَلَكِنْ حَدِيْثُ شُعْبَةَ, وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ, وَهُشَيْمٍ, وَهَؤُلاَءِ القُدَمَاءِ -يَعْنِي: أَنَّهُ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ لِعُبَيْدِ اللهِ: أَيْنَ تَذْهَبُ؟ قَالَ: أذهب إلى وهب بن جرير أكتب السيرة -يَعْنِي: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مُجَالِدٍ- قَالَ: تَكْتُبُ كَذِباً كَثِيْراً, لَوْ شِئْتَ أَنْ يَجْعَلَهَا لَكَ مُجَالِدٌ كُلَّهَا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ, فَعَلَ. وَقَالَ أَحْمَدُ: مُجَالِدٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ, يَرْفَعُ حَدِيْثاً لاَ يَرْفَعُه النَّاسُ, وَقَدِ احْتَمَلَه النَّاسُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ مَرَّةً: ضَعِيْفٌ. كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: لَوْ أَرَدْتُ أَنْ يَرْفَعَ لِي مُجَالِدٌ حَدِيْثَه كُلَّه, رَفَعَهُ. رَوَاهَا: ابْنُ أَبِي خيثمة، عن يحيى. وَقَالَ النَّسَائِيُّ ثِقَةٌ وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِالقَوِيِّ وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرٍ أَحَادِيْثُ صَالِحَةٌ، وَعَنْ غَيْرِ جَابِرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَحَادِيْثُ صَالِحَةٌ, وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيْهِ غَيْرُ مَحْفُوْظٍ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: شِيْعِيٌّ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ ضَعِيْفٌ وَقِيْلَ: لِخَالِدٍ الطَّحَّانِ: لِمَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ مُجَالِدٍ؟ قَالَ: لأَنَّهُ كَانَ طَوِيْلَ اللحية.

قُلْتُ: مِنْ أَنْكَرِ مَا لَهُ فِي "جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ" حَدِيْثُه: عَنْ عَامِرٍ, عَنْ مَسْرُوْقٍ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْ شِئْتُ لأَجْرَى اللهُ مَعِيَ جِبَالَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ"1. قَالَ البُخَارِيُّ مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ, سنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ الحَرَسْتَانِيِّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ المُسَلَّمِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ طَلاَّبٍ، أنبأنا ابن جميع، أنبأنا أحمد بن محمد بنِ عِيْسَى العَمَّارِيُّ بِالأَثَارِبِ2, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ العَمِّيُّ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ, عَنْ أَبِي الوَدَّاكِ, عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "ثَلاَثَةٌ يَضْحَكُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ الرَّجُلُ إِذَا قَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ وَالقَوْمُ إِذَا صَفُّوا لِلصَّلاَةِ وَالقَوْمُ إِذَا صَفُّوا لِقِتَالِ العَدُوِّ"3 أَخْرَجَهُ: ابْنُ مَاجَه, عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بن إسماعيل, عن مجالد.

_ 1 ضعيف: فيه مجالد بن سعيد، وهو مجمع على ضعفه. 2 الأثارب: قلعة بين حلب وأنطاكية، بينها وبين حلب ثلاثة فراسخ. 3 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 80"، وابن ماجه "205"، وفي إسناده مجالد، وهو ابن سعيد، ضعيف. وأبو الوداك هو جبر بن نوف الهمداني، صدوق.

يونس بن عبيد

955- يونس بن عبيد 1: -ع- ابن دينار الإِمَامُ القُدْوَةُ, الحُجَّةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ العَبْدِيُّ مَوْلاَهُم, البَصْرِيُّ. مِنْ صِغَارِ التَّابِعِيْنَ, وَفُضَلاَئِهِم. رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: الحَسَنِ, وَابْنِ سيرين, وعطاء وعكرمة ونافع منولى ابْنِ عُمَرَ وَزِيَادِ بنِ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ وَعَمْرِو بنِ سَعِيْدٍ الثَّقَفِيِّ وَمُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الجُمَحِيِّ وَأَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى وَحُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ وَالحَكَمِ بنِ الأَعْرَجِ وَحُصَيْنِ بنِ أَبِي الحُرِّ وَثَابِتٍ البُنَانِيِّ وَأَبِي العَالِيَةِ البَرَّاءِ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ حَجَّاجُ بنُ حَجَّاجٍ وَشُعْبَةُ وسفيان وحماد بن سلمة ويزيد ابن زُرَيْعٍ وَهُشَيْمٌ وَعَبْدُ الوَارِثِ وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الأَعْلَى وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَدِيٍّ وَأَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بنُ الزِّبْرِقَانِ وَمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ وَسَالِمُ بن نوح ووهيب وخلق كثير.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 260"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3488"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 34 و53 و19 و165"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1020" حلية الأولياء "3/ ترجمة 202"، تاريخ الإسلام "5/ 318"، الكاشف "3/ ترجمة 6589"، تهذيب التهذيب "11/ 442"، شذرات الذهب "1/ 207".

قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ لَهُ نَحْوُ مائَتَيْ حَدِيْثٍ وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ كَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الحَدِيْثِ وَقَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِيْنٍ وَالنَّاسُ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ وَأَكْبَرُ مِنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ لا يبلغ التيمي منزلة يونس. وَعَنْ سَلَمَةَ بنِ عَلْقَمَةَ قَالَ: جَالَستُ يُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ آخُذَ عَلَيْهِ كَلِمَةً قَالَ ابْنُ سَعْدٍ مَا كَتَبتُ شَيْئاً قَطُّ. وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: كَانَ يُوْنُسُ يُحَدِّثُ ثُمَّ يَقُوْلُ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ, أَسْتَغْفِرُ اللهَ ثَلاَثاً. رَوَى الأَصْمَعِيُّ, عَنْ مُؤَمَّلِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ شَامِيٌّ إِلَى سُوْقِ الخَزَّازِيْنَ فَقَالَ: عِنْدَكَ مُطْرفٌ بِأَرْبَعِ مائَةٍ؟ فَقَالَ يُوْنُسُ بن عبيد: عندنا بمئتين. فَنَادَى المُنَادِي: الصَّلاَةَ فَانْطَلَقَ يُوْنُسُ إِلَى بَنِي قُشَيْرٍ لِيُصَلِّيَ بِهِم فَجَاءَ وَقَدْ بَاعَ ابْنُ أُخْتِه المُطْرفَ مِنَ الشَّامِيِّ بِأَرْبَعِ مائَةٍ فَقَالَ: مَا هَذِهِ الدَّرَاهِمُ? قَالَ: ثَمَنُ ذَاكَ المُطْرفِ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا المُطْرفُ الَّذِي عرضته عليك بمئتي درهم فإن شئت فخذه وخذ مئتين وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْه قَالَ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِيْنَ قَالَ أَسْأَلُكَ بِاللهِ من أنت وما اسمك قال يونس ابن عُبَيْدٍ قَالَ فَوَاللهِ إِنَّا لَنَكُوْنُ فِي نَحرِ العَدُوِّ فَإِذَا اشْتَدَّ الأَمرُ عَلَيْنَا قُلْنَا اللَّهُمَّ رَبَّ يُوْنُسَ فَرِّجْ عَنَّا أَوْ شَبِيْهَ هَذَا.. فَقَالَ يُوْنُسُ: سُبْحَانَ اللهِ, سُبْحَانَ اللهِ. إِسْنَادُهَا مُرْسَلٌ. وَقَالَ أُمَيَّةُ بنُ خَالِدٍ: جَاءتِ امْرَأَةٌ يُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ بِجُبَّةِ خَزٍّ, فَقَالَتْ لَهُ: اشْتَرِهَا. قَالَ بِكَم? قَالَتْ: بِخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ: هِيَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ قَالَتْ: بِسِتِّ مائَةٍ قَالَ: هِيَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى بَلَغَتْ أَلْفاً وَكَانَ يَشْتَرِي الإِبْرِيْسمَ مِنَ البَصْرَةِ فَيَبْعَثُ بِهِ إِلَى وَكِيْلِه بِالسُّوْسِ, وَكَانَ وكيله يبعث إليه بالخزو فَإِنْ كَتَبَ وَكِيْلُه إِلَيْهِ إِنَّ المَتَاعَ عِنْدَهُم زَائِدٌ لَمْ يَشتَرِ مِنْهُم أَبَداً حَتَّى يُخْبِرَهُم أَنَّ وَكِيْلَه كَتَبَ إِلَيْهِ أَنَّ المَتَاعَ عِنْدَهُم زائد. قَالَ بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ: جَاءتِ امْرَأَةٌ بِمُطْرفٍ خَزٍّ إِلَى يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ تَعرِضُهُ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهَا: بِكَم قَالَتْ: بِسِتِّيْنَ دِرْهَماً فَأَلقَاهُ إِلَى جَارِهِ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَاهُ قَالَ: بِعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ قَالَ أَرَى ذَاكَ ثَمَنَه أَوْ نَحْواً مِنْ ثَمَنِه فَقَالَ لَهَا: اذْهَبِي فَاسْتَأْمِرِي أَهْلَكِ فِي بَيْعِه بِخَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ قَالَتْ: قَدْ أَمرُوْنِي أَنْ أَبِيْعَه بِسِتِّيْنَ قَالَ ارْجِعِي فَاسْتَأْمِرِيْهِم. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ حَدَّثَنَا أَسْمَاءُ بنُ عُبَيْدٍ سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ يَقُوْلُ: لَيْسَ شَيْءٌ أَعَزَّ مِنْ شَيْئَيْنِ: دِرْهَمٍ طَيِّبٍ, وَرَجُلٍ يَعْمَلُ عَلَى سُنَّةٍ. وَقَالَ: بِئْسَ المَالُ مَالُ المُضَارَبَةِ, وَهُوَ خَيْرٌ مِنَ الدَّيْنِ, مَا خط على سوداء في بيضاء قط ولا أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَقُوْلَ لِمائَةِ دِرْهَمٍ أَصَبْتُهَا

إِنَّهُ طَابَ لِي مِنْهَا عَشْرَةٌ, وَايْمُ اللهِ, لَوْ قُلْتُ: خَمْسَةٌ, لَبَرَرْتُ. قَالَهَا غَيْرَ مَرَّةٍ. وَسَمِعْتُه يَقُوْلُ: مَا سَارِقٌ يَسرِقُ النَّاسَ بَأْسوَأَ عِنْدِي مَنْزِلَةً مِنْ رَجُلٍ أَتَى مُسْلِماً فَاشْتَرَى مِنْهُ مَتَاعاً إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّىً فَحَلَّ الأَجَلُ فَانْطَلقَ فِي الأَرْضِ, يَضرِبُ يَمِيْناً وَشِمَالاً يَطْلُبُ فِيْهِ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاللهِ لاَ يُصِيْبُ مِنْهُ دِرْهَماً إلَّا كَانَ حَرَاماً. الأَصْمَعِيُّ: حَدَّثَنَا سَكَنٌ صَاحِبُ الغَنَمِ قَالَ: جَاءنِي يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ بِشَاةٍ, فَقَالَ: بِعْهَا وَابْرَأْ مِنْ أَنَّهَا تَقْلِبُ العَلَفَ وَتَنْزِعُ الوَتَدَ, فَبَيِّنْ قَبْلَ أَنْ يقع البيع. قال أبو عبد الرحمن المقرىء: نَشَرَ يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ ثَوْباً عَلَى رَجُلٍ فَسَبَّحَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ فَقَالَ: ارْفَعْ أَحْسِبُهُ قَالَ: مَا وَجَدْتَ مَوْضِعَ التَّسْبِيْحِ إلَّا هَا هُنَا؟. وَعَنْ جَعْفَرِ بنِ بُرْقَانَ قَالَ: بَلَغَنِي عن يونس فضل وصلاح فأحببت أن أَكْتُبَ إِلَيْهِ أَسْأَلُه فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَتَانِي كِتَابُكَ تَسْأَلُنِي أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكَ بِمَا أَنَا عَلَيْهِ. فَأُخْبِرُكَ أَنِّي عَرَضتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لَهَا وَتَكْرَهَ لَهُم مَا تَكْرَهُ لَهَا فَإِذَا هِيَ مِنْ ذَاكَ بَعِيْدَةٌ ثُمَّ عَرَضتُ عَلَيْهَا مَرَّةً أُخْرَى تَرْكَ ذِكْرِهِم إلَّا مِنْ خَيْرٍ فَوَجَدتُ الصَّومَ فِي اليَوْمِ الحَارِّ أَيسَرَ عَلَيْهَا مِنْ ذَلِكَ هَذَا أَمْرِي يَا أَخِي وَالسَّلاَمُ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ:قِيْلَ: إِنَّ يُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ قَالَ إِنِّي لأعد مئة خَصلَةٍ مِنْ خِصَالِ البِرِّ مَا فِيَّ مِنْهَا خَصلَةٌ وَاحِدَةٌ ثُمَّ قَالَ سَعِيْدٌ: عَنْ جَسْرٍ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ أَيَّامَ الأَضْحَى فَقَالَ: خُذْ لَنَا كَذَا وَكَذَا مِنْ شَاةٍ ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ مَا أُرَاهُ يُتَقَبَّلُ مِنِّي شَيْءٌ قَدْ خَشِيْتُ أَنْ أَكُوْنَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. قُلْتُ: كُلُّ مَنْ لَمْ يَخْشَ أَنْ يَكُوْنَ فِي النَّارِ فَهُوَ مَغْرُوْرٌ, قَدْ أَمِنَ مَكْرَ اللهِ بِهِ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: عَنْ سَلاَّمِ بنِ أَبِي مُطِيْعٍ -أَوْ غَيْرِهِ- قَالَ: مَا كَانَ يُوْنُسُ بِأَكْثَرِهِم صَلاَةً وَلاَ صَوماً وَلَكِنْ -لاَ وَاللهِ- ما حضر حق لله إلَّا وهو متهيىء لَهُ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: قَالَ يُوْنُسُ: هَان عَلَيَّ أَنْ آخذَ نَاقِصاً, وَغَلَبَنِي أَنْ أُعْطِيَ رَاجِحاً وَقِيْلَ: إِنَّ يُوْنُسَ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ عِنْدَ المَوْتِ, وَبَكَى, فَقِيْلَ: مَا يُبْكِيْكَ أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: قَدَمَايَ لَمْ تَغْبَرَّ فِي سَبِيْلِ اللهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ عَنْ يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ قَالَ: لاَ تَجِدُ مِنَ البِرِّ شَيْئاً وَاحِداً يَتبَعُهُ البِرُّ كُلُّه غَيْرَ اللِّسَانِ فَإِنَّكَ تَجِدُ الرَّجُلَ يُكثِرُ الصيام ويفطر عَلَى الحَرَامِ وَيَقُوْمُ اللَّيلَ وَيَشْهَدُ بِالزُّورِ بِالنَّهَارِ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ نَحْوَ هَذَا. وَلَكِنْ لاَ تَجِدُه لا يتكلمإلَّا بحق فيخالف ذلك عمله أبدًا.

وعن جابر لِيُوْنُسَ, قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَكْثَرَ اسْتِغْفَاراً مِنْ يُوْنُسَ, كَانَ يَرْفَعُ طَرْفَه إِلَى السَّمَاءِ وَيَسْتَغْفِرُ. قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ يَقُوْلُ: تُوشكُ عَيْنُكَ أَنْ تَرَى مَا لَمْ تَرَ, وَأَذُنُكَ أَنْ تَسْمَعَ مَا لَمْ تَسْمَعْ, ثُمَّ لاَ تَخْرُجَ مِنْ طَبَقَةٍ إلَّا دَخَلتَ فِيْمَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهَا حَتَّى يَكُوْنَ آخِرَ ذَلِكَ الجَوَازُ عَلَى الصِّرَاطِ. وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: شَكَا رَجُلٌ إِلَى يُوْنُسَ وَجَعاً فِي بَطْنِه, فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ هَذِهِ دَارٌ لاَ تُوَافِقُكَ, فَالْتَمِسْ دَاراً تُوَافِقُكَ. وَقَالَ غَسَّانُ بنُ المُفَضَّلِ الغَلاَبِيُّ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا, قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ فَشَكَا إِلَيْهِ ضِيقاً مِنْ حَالِهِ وَمَعَاشِه وَاغتِمَاماً بِذَلِكَ فَقَالَ: أَيَسُرُّكَ بِبَصَرِكَ مائَةُ أَلْفٍ؟ قَالَ: لاَ قَالَ: فَبِسَمْعِكَ قَالَ: لاَ قَالَ: فَبِلِسَانِكَ قَالَ: لاَ قَالَ: فَبِعَقْلِكَ قَالَ: لاَ فِي خِلاَلٍ وَذَكَّرَه نِعَمَ اللهِ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يُوْنُسُ أَرَى لَكَ مِئِيْنَ أُلُوفاً, وَأَنْتَ تَشكُو الحَاجَةَ?!. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ يَقُوْلُ: عَمدنَا إِلَى مَا يُصلِحُ النَّاسَ, فَكَتَبْنَاهُ وَعَمدنَا إِلَى مَا يُصلِحُنَا فَتَرَكْنَاهُ. وَعَنْ يُوْنُسَ قَالَ: يُرجَى لِلرَّهِقِ بِالبِرِّ الجَنَّةُ وَيُخَافُ عَلَى المُتَأَلِّهِ بِالعُقُوقِ النَّارُ. قَالَ حَزْمُ بنُ أَبِي حَزْمٍ: مَرَّ بِنَا يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ عَلَى حِمَارٍ, وَنَحْنُ قُعُوْدٌ عَلَى بَابِ ابْنِ لاَحِقٍ, فَوَقَفَ فَقَالَ أَصْبَحَ مَنْ إِذَا عُرِّفَ السُّنَّةَ عَرَفَهَا غَرِيْباً وَأَغرَبُ مِنْهُ الَّذِي يُعَرِّفُهَا. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: حَدَّثَنَا جَسْرٌ أَبُو جَعْفَرٍ قُلْتُ: لِيُوْنُسَ مَرَرْتُ بِقَوْمٍ يَخْتَصِمُوْنَ فِي القَدَرِ فَقَالَ لَوْ هَمَّتْهُم ذُنُوْبُهُم, مَا اخْتَصَمُوا فِي القَدَرِ. قَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: غَلاَ الخَزُّ فِي مَوْضِعٍ كَانَ إِذَا غَلاَ هُنَاكَ غَلاَ بِالبَصْرَةِ, وَكَانَ يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ خَزَّازاً فَعَلِمَ بِذَلِكَ فَاشْتَرَى مِنْ رَجُلٍ مَتَاعاً بِثَلاَثِيْنَ أَلْفاً. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ لِصَاحِبِهِ: هَلْ كُنْتَ عَلِمتَ أَنَّ المَتَاعَ غَلاَ بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا قَالَ: لاَ وَلَوْ عَلِمتُ لَمْ أَبِعْ. قال: هلم إلي مالي, وخذ ما لك, فَرَدَّ عَلَيْهِ الثَّلاَثِيْنَ الأَلْفَ. قَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ يَقُوْلُ: مَا هَمَّ رَجُلاً كَسْبُهُ إلَّا هَمَّهُ أَيْنَ يَضَعُه؟. مَخْلَدُ بنُ الحُسَيْنِ, عَنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ, قَالَ: مَا رأيت أحدًا يطلب بالعلم وجه اللهإلَّا يُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ.

عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَسَنِ البَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, قَالَ: قَالَ يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ: ثَلاَثَةٌ احْفَظُوهُنَّ عَنِّي: لاَ يَدْخُلْ أَحَدُكُم عَلَى سُلْطَانٍ يَقْرَأُ عَلَيْهِ القُرْآنَ وَلاَ يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُم مَعَ امْرَأَةٍ يَقْرَأُ عَلَيْهَا القُرْآنَ, وَلاَ يُمَكِّنْ أَحَدُكُم سَمْعَهُ مِنْ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ. ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ سَمِعْتُ يُوْنُسَ وَابْنَ عَوْنٍ اجْتَمَعَا, فَتَذَاكَرَا الحَلاَلَ وَالحَرَامَ, فَكِلاَهُمَا قَالَ: مَا أَعْلَمُ فِي مَالِي دِرْهَماً حَلاَلاً. قُلْتُ: وَالظَنُّ بِهِمَا أَنَّهُمَا لاَ يَعْرِفَانِ فِي مَالِهِمَا أَيْضاً دِرْهَماً حَرَاماً. وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ يَقُوْلُ: خَصْلَتَانِ إِذَا صَلَحَتَا مِنَ العَبْدِ, صَلُحَ مَا سواهما صلاته, ولسانه. وَرَوَى سَلاَّمُ بنُ أَبِي مُطِيْعٍ, عَنْ يُوْنُسَ, قَالَ: رَحِمَ اللهُ الحَسَنَ, إِنِّي لأَحْسِبُ الحَسَنَ تَكَلَّمَ حُسبَةً, رَحِمَ اللهُ مُحَمَّداً إِنِّي لأَحسِبُه سَكَتَ حُسبَةً. سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بنُ مَيْمُوْنٍ الصَّدُوْقُ المُسْلِمُ, عَنْ خُوَيلٍ -يَعْنِي: خَتَنَ شُعْبَةَ- قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ يُوْنُسَ فَجَاءهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تَنْهَانَا عَنْ مُجَالَسَةِ عَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ, وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُكَ? قَالَ: ابْنِي؟! قَالَ: نَعَمْ فَتَغَيَّظَ الشَّيخُ, فَلَمْ أَبرَحْ حَتَّى جَاءَ ابْنُه, فَقَالَ: يَا بُنَيَّ قَدْ عَرَفْتَ رَأْيِي فِي عَمْرٍو ثُمَّ تَدخُلُ عَلَيْهِ قَالَ: كَانَ مَعِي فُلاَنٌ, وَجَعَلَ يَعْتَذِرُ. قَالَ: أَنْهَاكَ عَنِ الزِّنَى, وَالسَّرِقَةِ, وَشُربِ الخَمْرِ, وَلأَنْ تَلْقَى اللهَ بِهنَّ, أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَلقَاهُ بِرَأْيِ عَمْرٍو, وَأَصْحَابِ عَمْرٍو. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: قَالَ يُوْنُسُ: إِنِّي لأَعُدُّهَا مِنْ نِعْمَةِ اللهِ أَنِّي لَمْ أَنْشَأْ بِالكُوْفَةِ. وَقِيْلَ: الْتَقَى يُوْنُسُ وَأَيُّوْبُ, فَلَمَّا تَفَرَّقَا, قَالَ أَيُّوْبُ: قَبَّحَ اللهَ العَيْشَ بَعْدَك. وَقَالَ فُضَيْلُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ, قَالَ: أَرَادَ يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ أَنْ يُلجِمَ حِمَاراً, فَلَمْ يُحسِنْ, فَقَالَ لِصَاحِبٍ لَهُ: تَرَى اللهَ كَتَبَ الجِهَادَ عَلَى رَجُلٍ لاَ يُلجِمُ حِمَاراً؟!. أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيُّ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ صُدْرَانَ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بنُ أَبِي عَامِرٍ الخَرَّازُ سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ وَهُوَ يَرثِي بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ: مِنَ المَوْتِ لاَ ذُوْ الصَّبْرِ يُنْجِيْهِ صَبْرُهُ ... وَلاَ لجزوع كاره الموت مجزع أَرَى كُلَّ ذِي نَفْسٍ وَإِنْ طَالَ عُمْرُهَا ... وَعَاشَتْ لَهَا سُمٌّ مِنَ المَوْتِ مُنْقَعُ

فكل امرىء لاَقٍ مِنَ المَوْتِ سَكْرَةً ... لَهُ سَاعَةٌ فِيْهَا يَذِلُّ وَيَضْرَعُ وَإِنَّك مَنْ يُعْجِبْكَ لاَ تَكُ مِثْلَهُ ... إِذَا أَنْتَ لَمْ تَصْنَعْ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: وُلِدَ يُوْنُسُ قَبْلَ طَاعُوْنِ الجَارِفِ وَقِيْلَ: كَانَ يُوْنُسُ أَسَنَّ مِنْ أَبِي عَوْنٍ بِسَنَةٍ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: مَاتَ يُوْنُسُ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ فَهْدُ بنُ حَيَّانَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ وَعَبْدَ اللهِ ابْنَيْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ وَابْنَيْ سُلَيْمَانَ يَحْمِلُوْنَ سَرِيْرَ يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ عَلَى أَعْنَاقِهِم فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ هَذَا وَاللهِ الشَّرَفُ! قُلْتُ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ بَعْدَ أَنْ بُوْيِعَ بِالخِلاَفَةِ بِالشَّامِ وَغَيْرِهَا, قَدْ عَمِلَ مَصَافّاً مَعَ أَبِي مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيِّ, فَانْهَزَمَ جَيْشُ عَبْدِ اللهِ وَفَرَّ هُوَ إِلَى عِنْدِ أَخِيْهِ أَمِيْرِ البَصْرَةِ سُلَيْمَانَ فَأَجَارَهُ مِنَ المَنْصُوْرِ. فَأَمَّا يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ: فَشَيْخٌ لاَ يُعْرَفُ مِنْ مَوَالِي ثَقِيْفٍ. لَهُ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ: كَانَتْ راية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سَوْدَاءَ مِنْ نَمِرَةٍ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ سِوَى أَبِي يَعْقُوْبَ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الثَّقَفِيِّ أَخْرَجَهُ: أبو داود والترمذي وابن ماجه. فَيَظُنُّه مَنْ لاَ يَدْرِي أَنَّهُ الإِمَامُ البَصْرِيُّ, صَاحِبُ التَّرْجَمَةِ. وَرَوَى حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ, عَنْ يُوْنُسَ عَنِ البَرَاءِ: لَهُ فِي أَوَّلِ:غَرِيْبِ أَبِي عُبَيْدٍ". فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّ صَاحِبَ التَّرْجَمَةِ لاَ يُدْرِكُ البَرَاءَ. فَيَقُوْلُ: مَا المَانَعُ مِنْ أَنْ يَكُوْنَ رَوَى عَنِ البَرَاءِ مُرْسَلاً؟ فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّ صَاحِبَ التَّرجَمَةِ مِنْ مَوَالِي عَبْدِ القَيْسِ وَالرَّاوِي حَدِيْثَ الرَّايَةِ مِنْ مَوَالِي ثَقِيْفٍ. وَقَدْ جَمَعَ أَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ حَدِيْثَ يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ الإِمَامِ, وَقَرَأْتُ مِنْ ذَلِكَ الجُزْءَ الأَوَّلَ وَالثَّانِي عَلَى أَبِي الفَضْلِ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ, عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيِّ، أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَدِيْبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ بِحَرَّانَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ شَاهِيْنٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ بنُ يُوْنُسَ عَنِ الحَكَمِ بنِ الأَعْرَجِ عَنِ الأَشْعَثِ بن ثُرْمُلَةَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنْ قَتَلَ مُعَاهِداً بِغَيْرِ حِلِّهِ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ أَنْ يَجِدَ رِيْحَهَا" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيْقِ ابْنِ عُلَيَّةَ عَنْ يونس.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 36 و38 و52"، والنسائي "8/ 25"، والحاكم "1/ 44"، والبيهقي "9/ 205" من طرق عن يونس بن عبيد، عَنِ الحَكَمِ بنِ الأَعْرَجِ، عَنِ الأَشْعَثِ بن ثرملة عن أبي بكرة، به. ورواه عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا: عند أحمد "2/ 186"، والبخاري "3166" و"6914"، والنسائي "8/ 25"، وابن ماجه "2686"، والحاكم "2/ 126-127".

زيد بن واقد، يونس بن يزيد

زيد بن واقد، يونس بن يزيد: 956- زيد بن واقد 1: "خَ, د, س, ق" أَبُو عُمَرَ -وَيُقَالُ: أبو عمرو القرشي مولاهم, الدمشقي, الفقيه. حَدَّثَ عَنْ: جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ, وَكَثِيْرِ بنِ مُرَّةَ وَحِزَامِ بنِ حَكِيْمِ بنِ حِزَامٍ, وَبُسْرِ ابن عُبَيْدِ اللهِ, وَمَكْحُوْلٍ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: صَدَقَةُ بنُ خَالِدٍ, وَسُوَيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَيَحْيَى بنُ حمزة, وصدقة ابن عَبْدِ اللهِ السَّمِيْنُ, وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ سُمَيْعٍ, وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ,, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَغَيْرُهُ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَدَرِيٌّ وَلَمْ يَصِحَّ. رَوَى الوَلِيْدُ عَنْهُ قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ الرَّأسَ الَّذِي يُقَالُ: إِنَّهُ رَأْسُ يَحْيَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- طَرِيٌّ, كَأَنَّمَا قُتِلَ السَّاعَةَ. وَقَالَ الحَسَنُ بنُ محمد بن بكار: توفي زيد ابن وَاقِدٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. صَدَقَةُ بنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ وَاقِدٍ, حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ يُقَالَ لَهُ: الحَسَنُ بنُ أَبِي الحَسَنِ قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكتُ أَقْوَاماً لَوْ رَأَوْا خِيَارَكُم لَقَالُوا: مَا لَهُم مِنْ خَلاَقٍ وَلَوْ رَأَوْا شِرَارَكُم لَقَالُوا: أَمَا يُؤْمِنُ هَؤُلاَءِ بيوم الحساب. 957- يونس بن يزيد 2: "ع" ابن أبي النجاد مشكان, الإِمَامُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ أَبُو يَزِيْدَ الأَيْلِيُّ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ الأُمَوِيِّ وَهُوَ أَخُو أبي علي, وعم عنبسة بن خالد.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1353"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 290 و395 و397" و"3/ 289"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2601"، تاريخ الإسلام "5/ 254" و"6/ 67"، الكاشف "1/ ترجمة 1774"، ميزان الاعتدال "2/ 106"، تهذيب التهذيب "3/ 426"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2281". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 520"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3496"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 138"، الجرح والتعديل "9/ 1042"، الأنساب للسمعاني "1/ 404"، تاريخ الإسلام "6/ 319"، الكاشف "3/ ترجمة 6598"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 156"، العبر "1/ 218"، ميزان الاعتدال "4/ 484"، تهذيب التهذيب "11/ 450"، شذرات الذهب "1/ 233".

حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ شِهَابٍ وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَالقَاسِمِ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْ أَخِيْهِ وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ وَعُمَارَةَ بنِ غَزِيَّةَ وَعُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ, وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ, وَنَافِعُ بنُ يَزِيْدَ, وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ, وَالأَوْزَاعِيُّ وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ وَابْنُ المُبَارَكِ وَبَقِيَّةُ وَابْنُ وَهْبٍ وَشَبِيْبُ بنُ سَعِيْدٍ الحَبَطِيُّ وَرِشْدِيْنُ بنُ سَعْدٍ, وَطَلْحَةُ بنُ يَحْيَى, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ, وَالقَاسِمُ بنُ مَبْرُوْرٍ, وَمُفَضَّلُ بنُ فَضَالَةَ, وَعُثْمَانُ بنُ الحَكَمِ الجُذَامِيُّ, وَأَبُو صَفْوَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ, وَأَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ, وَأَيُّوْبُ بنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ, وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ فُلَيْحٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ بَكْرٍ البُرْسَانِيُّ, وَعُثْمَانُ بنُ عُمَرَ بنِ فَارِسٍ, وَابْنُ أَخِيْهِ عَنْبَسَةُ بنُ خَالِدٍ الأَيْلِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَصَحِبَ الزُّهْرِيَّ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَقِيْلَ: أَرْبَعَ عَشْرَةَ- وَأَكْثَرَ عَنْهُ, وَهُوَ مِنْ رُفَعَاءِ أَصْحَابِه وَكَانَ ابْنُ المُبَارَكِ يَقُوْلُ كِتَابُه صَحِيْحٌ وَكَذَا قَالَ: ابْنُ مَهْدِيٍّ. وَرَوَى عَبْدَانُ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ قَالَ: إِنِّي إِذَا نَظَرتُ فِي حَدِيْثِ مَعْمَرٍ وَيُوْنُسَ يُعجِبُنِي كَأَنَّمَا خَرَجَا مِنْ مِشكَاةٍ وَاحِدَةٍ. وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَرْوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ من معمرإلَّا أَنَّ يُوْنُسَ أَحْفَظُ لِلْمُسْنَدِ وَفِي لَفظٍ: إلَّا مَا كَانَ مِنْ يُوْنُسَ فَإِنَّهُ كَتَبَ الكُتُبَ عَلَى الوَجْهِ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ, عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: قَالَ وَكِيْعٌ: رَأَيْتُ يُوْنُسَ بن يزيد, وكان سيء الحِفْظِ. قَالَ أَحْمَدُ: سَمِعَ وَكِيْعٌ مِنْهُ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ بِحَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ مِنْ مَعْمَرٍ, إلَّا مَا كَانَ مِنْ يُوْنُسَ الأَيْلِيِّ, فَإِنَّهُ كَتَبَ كُلَّ شَيْءٍ هُنَاكَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَرْوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ مَعْمَرٍ, إلَّا مَا كَانَ مِنْ يُوْنُسَ فَإِنَّهُ كَتَبَ كُلَّ شَيْءٍ قِيْلَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ فَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ فقال وأي شيء روى إبراهيم عن الزهريإلَّا أَنَّهُ فِي قِلَّةِ رِوَايَتِه أَقَلُّ خَطَأً مِنْ يُوْنُسَ قَالَ وَرَأَيْتُه يَحْمِلُ عَلَى يُوْنُسَ قَالَ الأَثْرَمُ أَنْكَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عَلَى يُوْنُسَ فَقَالَ كَانَ يَجِيْءُ عَنْ سَعِيْدٍ بِأَشْيَاءَ لَيْسَتْ مِنْ حَدِيْثِ سَعِيْدٍ وَضَعَّفَ أَمرَ يُوْنُسَ وَقَالَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ الحَدِيْثَ وَكَانَ يَكْتُبُ "أُرَى" أَوَّلَ الكِتَابِ, فَيَنْقَطِعُ الكَلاَمُ, فَيَكُوْنُ أَوَّلُه عَنْ سَعِيْدٍ, وَبَعْضُه عَنِ الزُّهْرِيِّ فَيَشتَبِهُ عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَيُوْنُسُ يَرْوِي أَحَادِيْثَ مِنْ رَأْيِ الزُّهْرِيِّ, يَجْعَلُهَا عَنْ سَعِيْدٍ يُوْنُسُ كَثِيْرُ الخَطَأِ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعُقَيْلٌ: أَقَلُّ خَطَأً وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ

يَقُوْلُ: فِي حَدِيْثِ يُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ مُنْكَرَاتٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ, مِنْهَا: عَنْ سَالِمٍ, عَنْ أَبِيْهِ مَرْفُوْعاً: "فِيْمَا سَقَتِ السَّمَاءُ العُشْرُ" 1. وَرَوَى المَيْمُوْنِيُّ, عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: رَوَى يُوْنُسُ أَحَادِيْثَ مُنْكَرَةً. وقال الفضل ابن زِيَادٍ, عَنْ أَحْمَدَ, قَالَ: يُوْنُسُ أَكْثَرُ حَدِيْثاً من عقيل, وهما ثقتان. وروى: عَبَّاسٌ, عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي الزُّهْرِيِّ: مَالِكٌ, وَمَعْمَرٌ, وَيُوْنُسُ, وَعُقَيْلٌ, وَشُعَيْبٌ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ قُلْتُ: لِيَحْيَى يُوْنُسُ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ عُقَيْلٌ: فَقَالَ: يُوْنُسُ ثِقَةٌ وَعُقَيْلٌ: ثِقَةٌ نَبِيْلُ الحَدِيْثِ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ يَحْيَى قَالَ مَعْمَرٌ وَيُوْنُسُ عَالِمَانِ بِالزُّهْرِيِّ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي الزُّهْرِيِّ: سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ وَزِيَادُ بنُ سَعْدٍ ثُمَّ مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ وَيُوْنُسُ مِنْ كِتَابِه وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ المِصْرِيُّ نَحْنُ لاَ نُقَدِّمُ عَلَى يُوْنُسَ فِي الزُّهْرِيِّ أَحَداً كَانَ الزُّهْرِيُّ يَنْزِلُ إِذَا قَدِمَ أَيْلَةَ عَلَيْهِ وَإِذَا سَارَ إِلَى المَدِيْنَةِ زَامَلَه يُوْنُسُ وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ المَوْصِلِيُّ يُوْنُسُ عَارِفٌ بِرَأْيِ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ العِجْلِيُّ وَالنَّسَائِيُّ ثِقَةٌ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: صَالِحُ الحَدِيْثِ عَالِمٌ بِالزُّهْرِيِّ وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لاَ بَأْسَ بِهِ وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: صَدُوْقٌ وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: حُلوُ الحَدِيْثِ كَثِيْرُه وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ رُبَّمَا جَاءَ بِالشَّيءِ المُنْكَرِ. قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ أَربَابُ الصِّحَاحِ أَصلاً وَتَبَعاً قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: رُبَّمَا جَاءَ بِالشَّيءِ المُنْكَرِ. قُلْتُ: لَيْسَ ذَاكَ عِنْدَ أَكْثَرِ الحُفَّاظِ مُنْكَراً, بَلْ غَرِيْبٌ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: سَأَلْتُ القَاسِمَ وَسَالِماً زَعَمُوا أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِصَعِيْدِ مِصْرَ, سنة اثنتين وخمسين ومائة.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1483"، وأبو داود "1596"، والترمذي "640"، والنسائي "1/ 344"، وابن ماجه "1817"، والطحاوي "1/ 315"، وابن الجارود "180"، والبيهقي "4/ 130"، والطبراني في "الصغير" "225" من طريق ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، به. وله طريق أخرى يرويه ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر، عند ابن أبي شيبة "4/ 22". وأخرجه مسلم "981"، من حديث جابر. وأخرجه أحمد "5/ 233"، وابن ما جه "1818"، والدارمي "1/ 393" من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن معاذ بن جبل. وأخرجه الطحاوي "1/ 315"، والحاكم "1/ 395" من حديث عمرو بن حزم.

وَقَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَقَالَ البُخَارِيُّ وَالمُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ, وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُزَيْزٍ الأَيْلِيُّ: مات سنة ستين وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ قَالاَ: أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ يَحْيَى المَخْزُوْمِيُّ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ, أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ البَزَّازُ, أَنْبَأَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو, حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى, حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُوْنُسُ بنُ يَزِيْدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "وَاللهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوْبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِيْنَ مرة" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6307"، والترمذي "3255" من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.

عقيل

958- عقيل 2: "ع" ابن خالد بن عَقِيلٍ, الحَافِظُ, الإِمَامُ, أَبُو خَالِدٍ الأَيْلِيُّ, مَوْلَى آلِ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ شِهَابٍ -فَأَكْثَرَ وَجَوَّدَ- وَعَنْ: عِكْرِمَةَ, وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ, وَالحَسَنِ البَصْرِيِّ, وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ, وَعِرَاكِ بنِ مَالِكٍ, وَسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَأَبِيْهِ خَالِدِ بنِ عَقِيْلٍ, وَعَمِّهِ زِيَادِ بنِ عَقِيْلٍ, وَسَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ, وَطَائِفَةٍ, وَيَنْزِلُ إِلَى هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ, وَابْنِ إِسْحَاقَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيْمُ وَابْنُ أَخِيْهِ, سَلاَمَةُ بن روح ويونس بن يزيد رفيقه وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيْعَةَ, وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ, وَضِمَامُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, وَحَجَّاجُ بنُ فُرَافِصَةَ, وَجَابِرُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الحَضْرَمِيُّ, وَمُفَضَّلُ بنُ فَضَالَةَ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن سَلْمَانَ الحَجْرِيُّ, وَرِشْدِيْنُ بنُ سَعْدٍ, وَنَافِعُ بنُ يَزِيْدَ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: عُقَيْلٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ يُوْنُسَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ لإِسْحَاقَ, وَإِسْحَاقُ يَقْرَأُ عَلَيْهِ كِتَابَ الجِهَادِ: عُقَيْلٌ أَثْبَتُ عِنْدَكم أَوْ يُوْنُسُ قَالَ إِسْحَاقُ: عُقَيْلٌ حَافِظٌ وَيُوْنُسُ صَاحِبُ كِتَابٍ قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ عُقَيْلٌ بِأَيْلَةَ وَكَانَ ثِقَةً وَقَالَ ابن أبي حاتم: سئل

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6307"، والترمذي "3255" من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 519"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 419"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 243"، الكاشف "2/ ترجمة 3917"، تاريخ الإسلام "6/ 101"، العبر "1/ 197"، ميزان الاعتدال "3/ 89"، تهذيب التهذيب "7/ 255"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5652"، شذرات الذهب "1/ 216".

أَبِي عَنْ عُقَيْلٍ, وَمَعْمَرٍ فَقَالَ: عُقَيْلٌ أَثْبَتُ, كَانَ صَاحِبَ كِتَابٍ, وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَكُوْنَ بِأَيْلَةَ وَلِلزُّهْرِيِّ هُنَاكَ ضَيعَةٌ فَكَانَ يَكْتُبُ عَنْهُ هُنَاكَ عَبَّاسٌ: عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي الزُّهْرِيِّ: مَالِكٌ, وَمَعْمَرٌ, وَيُوْنُسُ, وَعُقَيْلٌ, وشعيب, وابن عيينة, وقال المفضل ابن غَسَّانَ: قَالَ المَاجَشُوْنُ: كَانَ عُقَيْلٌ شُرَطِيّاً عِنْدَنَا بِالمَدِيْنَةِ, وَمَاتَ بِمِصْرَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُزَيْزٍ الأَيْلِيُّ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ. وَرَوَى: أَبُو الطَّاهِرِ بنُ السَّرْحِ عَنْ خَالِهِ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ مَاتَ سنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ تُوُفِّيَ بِالفُسْطَاطِ فَجَأَةً بِالمَغَافِيرِ سنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ الطَّائِيُّ, أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ قِرَاءةً وَأَنَا حَاضِرٌ, أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ المُسْلِمِ, أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ طلاب, أنبأنا محمد ابن أَحْمَدَ, أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ المطبقِي بِبَغْدَادَ حدثنا محمد ابن عُزَيْزٍ حَدَّثَنَا سَلاَمَةُ بنُ رَوْحٍ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ: عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أَنَّهُ كَانَ يُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعاً مِنْ شَعِيْرٍ" 1. وَبِالإِسْنَادِ: تُوُفِّيَ الحُسَيْنُ2 لِيَوْمَيْنِ بَقِيَا مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القُرَشِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَاجِّ الإِشْبِيْلِيُّ الشَّاهِدُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السِّنْدِيِّ إِمْلاَءً حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُزَيْزٍ الأَيْلِيُّ بِأَيْلَةَ حَدَّثَنَا سَلاَمَةُ بنُ رَوْحٍ حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أَكْثَرُ أَهْلِ الجَنَّةِ البُلْهُ"3.

_ 1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "1503"، وَمُسْلِمٌ "984"، وَأَبُو دَاوُدَ "1611"، وَالتِّرْمِذِيُّ "676"، وَالنَّسَائِيُّ "5/ 47"، وابن ماجة "1825" و"1826" من طريق نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صَاعاً مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعاً مِنْ شعيرٍ على العبد والحر والذكر والانثى والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بهما أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة". واللفظ للبخاري. 2 يريد وفاة الحسين بن محمد بن سعيد المطبقي، ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 97". 3 منكر: أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار" "4/ 121" من طريق سلامة بن روح، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته سلامة بن روح، قال أبو زرعة: ضعيف منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، محله عندي محل الغفلة.

سعيد بن أبي هلال، عبيد الله بن عمر

سعيد بن أبي هلال، عُبيد الله بن عمر: 959- سعيد بن أبي هلال 1: "ع" الإِمَامُ, الحَافِظُ, الفَقِيْهُ, أَبُو العَلاَءِ اللَّيْثِيُّ مولاهم, المصري, أحد الثقات. رَوَى عَنْ: نُعَيْمٍ المُجْمِرِ, وَعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ, وَالقَاسِمِ بنِ أَبِي بَزَّةَ, وَقَتَادَةَ, وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ, وَعُمَارَةَ بنِ غَزِيَّةَ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ, وَنَافِعٍ وَابْنِ شِهَابٍ, وَأَرْسَلَ عَنْ: جَابِرٍ, وَغَيْرِه. حَدَّثَ عَنْهُ: خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ, وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ, وَهِشَامُ بنُ سَعْدٍ, وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ. مَوْلِدُه سَنَة سَبْعِيْنَ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَهُ: ابْنُ يُوْنُسَ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ نَشَأَ بِالمَدِيْنَةِ, وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: سَعِيْدٌ المَقْبُرِيُّ, أَحَدُ شُيُوْخِهِ. 960- عُبَيْدُ اللهِ بن عمر 2: "ع" ابن حفص بن عاصم بن أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ الإِمَامُ المُجَوِّدُ الحَافِظُ أَبُو عُثْمَانَ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ ثُمَّ العُمَرِيُّ المَدَنِيُّ. وُلِدَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ أَوْ نَحْوِهَا وَلَحِقَ أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ خَالِدٍ الصَّحَابِيَّةَ, وَسَمِعَ مِنْهَا فَهُوَ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِيْنَ, وَسَمِعَ مِنْ سَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَنَافِعٍ, وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ, وَخَالِهِ حَبِيْبِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ, وَعَمْرِو بنِ ,شُعَيْبٍ وَالزُّهْرِيِّ, وَوَهْبِ بنِ كَيْسَانَ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ, وَثَابِتٍ البُنَانِيِّ, وَأَبِي الزِّنَادِ, وَسُمَيٍّ, وَسُهَيْلٍ, وَسَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ, وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ وَطَلْحَةَ بنِ عبد الملك وخلق.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 514"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1736"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 121 و247" و"2/ 219 و222" و"3/ 138و266"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 301"، تاريخ الإسلام "5/ 256"، الكاشف "1/ ترجمة 1989"، ميزان الاعتدال "2/ 162"، تهذيب التهذيب "4/ 94"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2553"، شذرات الذهب "1/ 191". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1273"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 347" الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1545"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 154"، تاريخ الإسلام "6/ 98"، الكاشف "2/ ترجمة 3627"، تهذيب التهذيب "7/ 38"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4581"، شذرات الذهب "1/ 219".

وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرٌ، وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَزَائِدَةُ، وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَعَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ سُمَيْعٍ، وَابْنُ إِدْرِيْسَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ: مَالِكٍ، وَأَيُّوْبَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ أَيُّهُم أَثْبَتُ فِي نَافِعٍ? قَالَ: عُبَيْدُ اللهِ أَثبتُهم، وَأَحْفَظُهم، وَأَكْثَرُهم رِوَايَةً، وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: عُبَيْدُ اللهِ مِنَ الثِّقَاتِ، وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ عُبَيْدُ اللهِ قَالَ: كِلاَهُمَا، وَلَمْ يُفضِّلْ. وَرَوَى جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ الطّيَالِسِيُّ سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ عَنِ القَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ الذَّهَبُ المُشَبَّكُ بِالدُّرِّ. قُلْتُ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوِ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ? فَقَالَ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَرَوَى عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الهِسِنْجَانِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ قال عُبَيْدُ اللهِ فِي نَافِعٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَالِكٍ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ قُلْتُ: كَانَ ابْنُ شِهَابٍ يُقَدِّمُ قُرَيْشاً عَلَى النَّاسِ، وَعَلَى مَوَالِيْهِم فقال قطن بن إبراهيم النيسابوي عَنِ الحُسَيْنِ بنِ الوَلِيْدِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ الزُّهْرِيِّ، وَمَعَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ فَأَخَذَ الكِتَابَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَقَرَأَ فَقَالَ: انْتسِبْ قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ يَسَارٍ قَالَ: ضَعِ الكِتَابَ مِنْ يَدِكَ قَالَ: فَأَخَذَه مَالِكٌ فَقَالَ: انْتسِبْ قَالَ: أَنَا مَالِكُ بنُ أَنَسٍ الأَصْبَحِيُّ فَقَالَ: ضَعِ الكِتَابَ فَأَخَذَه عُبَيْدُ اللهِ فَقَالَ: انْتسِبْ قَالَ: أَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصُ بنُ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ قَالَ: اقْرَأْ فَجَمِيْعُ مَا سَمِعَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ يَوْمَئِذٍ بقِرَاءةِ عُبَيْدِ اللهِ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ, قَالَ: لَمَّا نَشَأتُ, فَأَردتُ أَنْ أَطْلُبَ العِلْمَ, فَجَعَلتُ آتِي أَشْيَاخَ آلِ عُمَر رَجُلاً رَجُلاً, فَأَقُوْلُ: مَا سَمِعْتَ مِنْ سَالِمٍ؟ فَكُلَّمَا أَتَيْتُ رَجُلاً مِنْهُم, قَالَ: عَلَيْكَ بِابْنِ شِهَابٍ؛ فَإِنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ يَلْزَمُه قَالَ، وَابْنُ شِهَابٍ بِالشَّامِ حِيْنَئِذٍ فَلَزِمتُ نَافِعاً فَجَعَلَ اللهُ فِي ذَلِكَ خَيْراً كَثِيْراً، وَرُوِيَ عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الكُوْفَةَ فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ فَقَالَ: شِنْتُمُ العِلْمَ، وَأَذْهَبتُم نُوْرَه لَوْ أَدْرَكَنَا عُمَرُ، وَإِيَّاكُم أَوْجَعَنَا ضَرباً. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ مَنْجَوَيْه: كَانَ عُبَيْدُ اللهِ مِنْ سَادَاتِ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وَأَشرَافِ قُرَيْشٍ فَضْلاً، وَعِلماً، وَعِبَادَةً، وَشَرفاً، وَحِفظاً، وَاتِّفَاقاً.

قُلْتُ: كَانَ أَخُوْهُ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ يَهَابُه، وَيُجِلُّه، وَيَمْتَنِعُ مِنَ الرِّوَايَةِ مَعَ وُجُوْدِ عُبَيْدِ اللهِ, فَمَا حَدَّثَ حَتَّى تُوُفِّيَ عُبَيْدُ اللهِ. قَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ: مَاتَ سَنَةَ سبع، وأربعين، ومئة، وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ، وَأَرْبَعِيْنَ أَوْ فِي الَّتِي قَبْلَهَا. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ مَرَّاتٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءةً، وَأَنَا فِي الرَّابِعَةِ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ المسلم، أنبأنا الحسين بن طلاب، أنبأنا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ العَلاَء بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ بُدَيْلٍ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بنُ نُوْحٍ الحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- بِفَرَسٍ فَقَالَ: "احْمِلْ عَلَى هَذَا فِي سَبِيْلِ اللهِ". ثُمَّ رَآهُ عُمَرُ بَعْدَ ذَلِكَ يُقَامُ فِي السُّوْقِ فَأَخبرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَشْتَرِيه يَا رَسُوْلَ اللهِ فَقَالَ: "لاَ تَشْتَرِهِ، وَلاَ تَرْجِعْ فِي هِبَتِكَ" 1. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الآنمِيُّ، أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا مَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الجَمَّالُ "ح" وَأَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ عَنْ مَسْعُوْدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ السِّمْسَارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عِصَامٍ، حَدَّثَنَا، وَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرُ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- "نَهَى عَنْ آطَامِ المَدِيْنَةِ أَنْ تُهدَمَ"2. قِيْلَ: إِنَّ حَدِيْثَ عُبَيْدِ اللهِ يبلغ أربع مئة حديث، وأظنه أكثر من ذلك.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1490"، ومسلم "1620" من طريق زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُمَرَ. وأخرجه مالك "1/ 282"، ومسلم "1621" عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، به. 2 موضوع: فيه أحمد بن جعفر السمسار، مشهور بالوضع. وأحمد بن عصام ضعيف والأطم بالضم: بناء مرتفع جمعه آطام.

يزيد بن عبيدة، أبان بن تغلب

يزيد بن عبيدة، أبان بن تَغْلب: 961- يزيد بن عبيدة 1: "ق" ابن أبي المهاجر السكوني, من علماء دمشق. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ، وَمُسْلِمِ بنِ مِشْكَمٍ، وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعُثْمَانُ بنُ حِصْنٍ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ شَابُوْرٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ شَابُوْرٍ: سَمِعْتُه يَقُوْلُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ كَيْفَ وَصفَ اللهُ نَفْسَه, فَلْيَقرَأِ شَيْئاً مِنْ أَوَّلِ الحَدِيْدِ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فِي جَوَابِ عُثْمَانَ الدَّارِمِيِّ: صَدُوْقٌ, مَا بِهِ بَأْسٌ. 962- أَبَانُ بن تغلب 2: "م، 4" الإمام, المقرىء, أَبُو سَعْدٍ، وَقِيْلَ: أَبُو أُمَيَّةَ الرَّبَعِيُّ, الكُوْفِيُّ, الشِّيْعِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: الحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، وَعَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، وَفُضَيْلِ بنِ عَمْرٍو الفُقَيْمِيِّ، وَجَمَاعَةٍ، وَهُوَ مِنْ أَسْنَانِ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ لَمْ يُعدَّ فِي التَّابِعِيْنَ لَكِنَّهُ قَدِيْمُ المَوْتِ أَخَذَ القِرَاءةَ: عَنْ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، وَعَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ، وَتَلقَّى الحِفظَ مِنَ الأَعْمَشِ. حَدَّثَ عَنْهُ عَددٌ كَثِيْرٌ مِنْهُم: إِدْرِيْسُ بنُ يَزِيْدَ الأَوْدِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ الأَوْدِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَتَلاَ عَلَيْهِ. وَهُوَ صَدُوْقٌ فِي نَفْسِهِ عَالِمٌ كَبِيْرٌ، وَبِدعتُه خَفِيْفَةٌ, لاَ يَتعرَّضُ لِلْكبَارِ، وَحَدِيْثُه يَكُوْنُ نَحْوُ المائَةِ لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ البُخَارِيُّ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ إِحْدَى، وَأَرْبَعِيْنَ، وَمائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَسَعْدُ بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ أَخُو يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَالسَّيِّدُ الحُسَيْنُ بنُ زَيْنِ العَابِدِيْنَ عَلِيِّ بن الحسين العلوي، والحسين ابن عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ الهَاشِمِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ رَاشِدٍ، وَوَالِدُ جُوَيْرِيَةَ أَسْمَاءُ بنُ عُبَيْدٍ، وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ صَاحِبُ المَغَازِي، وَالقَاسِمُ بنُ الوَلِيْدِ الهَمْدَانِيُّ الكُوْفِيُّ، وَعُثْمَانُ البَتِّيُّ الفَقِيْهُ، وَعَاصِمُ بنُ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلُ باخْتِلاَفٍ فِيْهِمَا، -وَأمِيْرُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ: مُوْسَى بنُ كَعْبٍ التَّمِيْمِيُّ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3276 و3279"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 27"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1172"، الكاشف "3/ ترجمة 6454"، تاريخ الإسلام "6/ 152"، تهذيب التهذيب "11/ 350". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1445"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1090"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 300"، تهذيب التهذيب "1/ 93".

أيمن بن نابل، ابن أبي ليلى

أيمن بن نابِل، ابن أبي ليلى: 963- أيمن بن نابل 1: "خَ, ت, س, ق" المُحَدِّثُ, الصَّدُوْقُ, المُعَمَّرُ, أَبُو عِمْرَانَ الحَبَشِيُّ, المَكِّيُّ, الضَّرِيْرُ, الطَّوِيْلُ, مِنْ مَوَالِي آلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ, مِنْ صِغَارِ التَّابِعِيْنَ. رَوَى عَنْ: قُدَامَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ، -وَلَهُ صُحْبَةٌ مَا- وَعَنْ: طَاوُوْسٍ، وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ المَكِّيِّ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَوَكِيْعٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَخَلْقٌ. وَكَانَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ حَسنَ الرَّأيِ فِيْهِ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يحتج به إذا انفرد. قُلْتُ: وَكَانَ مِنَ العبَادِ الأَخْيَارِ قُلْتُ: لاَ يعرف قدامةإلَّا مِنْ جِهَةِ أَيْمَنَ إلَّا مِنْ رِوَايَةِ يَعْقُوْبَ بنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُرَيْفُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بنُ كِلاَبٍ سَمِعْتُ عَمِّي قُدَامَةَ الكِلاَبِيَّ يَقُوْلُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- يَخطُبُ بِعَرَفَةَ2. 964- ابْنُ أَبِي لَيْلَى 3: "4" مُحَمَّدُ بنُ عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى العَلاَّمَةُ الإِمَامُ مُفْتِي الكُوْفَةِ، وَقَاضِيهَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ الكُوْفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ، وَسَبْعِيْنَ، وَمَاتَ أَبُوْهُ، وَهَذَا صَبِيٌّ لَمْ يَأْخُذْ عَنْ أَبِيْهِ شَيْئاً بَلْ أَخَذَ عَنْ أَخِيْهِ عِيْسَى عَنْ أَبِيْهِ، وَأَخَذَ عَنِ: الشَّعْبِيِّ، ونافع العمري، وعطاء ابن أَبِي رَبَاحٍ، وَالقَاسِمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعود، والمنهال ابن عَمْرٍو، وَعَمْرِو بنِ مُرَّةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ المَكِّيِّ، وعطية العوفي، والحكم بن عُتَيْبَةَ، وَحُمَيْضَةَ بنِ الشَّمَرْدَلِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ، وَثَابِتِ بنِ عُبَيْدٍ، وَأَجْلَحَ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَطَاءٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَعْدِ بنِ زُرَارَةَ، وَدَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ الأَمِيْرِ، وَابْنِ أَخِيْهِ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيْسَى، وَغَيْرِهم. حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَزَائِدَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ، وَحَمْزَةُ الزيات، وقرأ عليه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1577"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1212"، المجروحين لابن حبان "1/ 183"، ميزان الاعتدال "1/ 283"، تهذي التهذيب "1/ 393". 2 ضعيف: فيه يعقوب بن محمد، وهو ابن عيسى الزهري، ضعيف لسوء حفظه. وعريف بن إبراهيم، مجهول. وكذا حمدي بن كلاب مجهول أيضا. 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 358"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 480"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 133"، "2/ 620 و649" و"3/ 30و 91"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1739"، والمجروحين لابن حبان "2/ 242"، تاريخ الإسلام "6/ 123"، الكاشف "3/ ترجمة 5077"، العبر "1/ 211 و264"، ميزان الاعتدال "3/ 613-616"، تهذيب التهذيب "9/ 301"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6439"، شذرات الذهب "1/ 224".

كَانَ فِيْمَا يَحْفَظُ كِتَابَ اللهِ, تَلاَ عَلَى: أَخِيْهِ عِيْسَى، وَعَرضَ عَلَى: الشَّعْبِيِّ, عَنْ تِلاَوَتِهِ عَلَى عَلْقَمَةَ، وَتَلاَ أَيْضاً عَلَى المِنْهَالِ عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ رَوَى عَنْهُ أَيْضاً: أَحْوَصُ بنُ جَوَّابٍ، وَعَلِيُّ بنُ هَاشِمِ بنِ البَرِيْدِ، ويحيى بن أبي زائدة، وعمرو ابن أَبِي قَيْسٍ الرَّازِيُّ، وَعُقْبَةُ بنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَمُحَمَّدُ بنُ رَبِيْعَةَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَوَكِيْعٌ، وَعِيْسَى بنُ المُخْتَارِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيْسَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ نَظِيْراً لِلإِمَامِ أَبِي حَنِيْفَةَ فِي الفِقْهِ. قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يُضَعِّفُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ أَحْمَدُ كَانَ سيىء الحِفظِ مُضْطَرِبَ الحَدِيْثِ، وَكَانَ فِقهُهُ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ حَدِيْثِهِ، وَقَالَ أَيْضاً: هُوَ فِي عَطَاءٍ أَكْثَرُ خَطَأً، وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: لَيْسَ بِذَاكَ. أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَسوأَ حِفْظاً مِنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى. رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: أَفَادنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى أَحَادِيْثَ فَإِذَا هِيَ مَقْلُوْبَةٌ، وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ الجُوْزَجَانِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ قَالَ: كَانَ زَائِدَةُ لاَ يَرْوِي عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى كَانَ قَدْ تَرَكَ حَدِيْثَه، وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ قَالَ: ذَكرَ زَائِدَةُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى فَقَالَ: كَانَ أَفْقَهَ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَرَوَى ابْنُ حُمَيْدٍ عَنْ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. قَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ فَقِيْهاً صَاحِبَ سُنَّةٍ صَدُوقاً جَائِزَ الحَدِيْثِ، وَكَانَ قَارِئاً لِلْقُرْآنِ عَالِماً بِهِ قَرَأَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ فَكَانَ يَقُوْلُ إِنَّا تَعَلَّمْنَا جُوْدَةَ القِرَاءةِ عِنْدَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَكَانَ مِنْ أَحسَبِ النَّاسِ، وَمِنْ أَنقَطِ النَّاسِ لِلْمُصْحَفِ، وَأَخَطِّهِ بِقَلَمٍ، وَكَانَ جَمِيْلاً نَبِيْلاً، وَأَوَّلُ مَنِ اسْتقْضَاهُ عَلَى الكُوْفَةِ الأَمِيْرُ يُوْسُفُ بنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ عَامِلُ بَنِي أمية فكان يرزقه في كل شهر ماءئة دِرْهَمٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ صَالِحٌ لَيْسَ بِأَقوَى مَا يَكُوْنُ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ مَحَلُّهُ الصدق، وكان سيىء الحِفظِ شُغلَ بِالقَضَاءِ فَسَاءَ حِفْظُه لاَ يُتَّهَمُ إِنَّمَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ كَثْرَةُ الخطَأِ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ، وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ هُوَ، وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ مَا أَقْرَبَهُمَا، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: رَدِيْءُ الحِفْظِ كَثِيْرُ الوَهْمِ، وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ:عَامَّةُ أَحَادِيْثِه مَقْلُوْبَةٌ. ابْنُ خِرَاشٍ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ شَاذَانَ عَنْ سَعْدِ بنِ الصَّلْتِ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى لاَ يُجِيْزُ قَوْلَ مَنْ لاَ يَشْرَبُ النَّبِيْذَ قلت: هذا غلو، وَعَكسُهُ أَوْلَى، وَقَالَ بِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ:

سَمِعْتُ القَاضِي أَبَا يُوْسُفَ يَقُوْلُ: مَا وَلِيَ القَضَاءَ أَحَدٌ أَفْقَهُ فِي دِيْنِ اللهِ، وَلاَ أَقرَأُ لِكِتَابِ اللهِ، وَلاَ أَقْوَلُ حَقّاً بِاللهِ، وَلاَ أَعفُّ عَنِ الأَمْوَالِ مِنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى. قُلْتُ: فَابْنُ شُبْرُمَةَ؟ قَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ مِكثَارٌ. قَالَ بِشْرٌ: وَوَلِيَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ القَضَاءَ مِنْ غَيْرِ مَشُوْرَةِ أَبِي يُوْسُفَ فَاشْتدَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: لِي، وَلِحَسَنٍ اللُّؤْلُؤِيِّ: تَتَبَّعَا قَضَايَاهُ فَتتبَّعْنَا قَضَايَاهُ فَلَمَّا نَظَرَ فِيْهَا قَالَ: هَذَا مِنْ قَضَاءِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ثُمَّ قَالَ: تَتبَّعُوا الشُّروطَ، وَالسِّجلاَّتِ فَفَعَلْنَا فَلَمَّا نَظَرَ فِيْهَا قال: حفص، ونظراؤه يعانون بقيام الليل. يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَطَاءٍ فَجَعَلَ يَسْأَلُنِي فَكَأَنَّ أَصْحَابَه أَنْكَرُوا، وَقَالُوا: تَسْأَلُهُ؟! قَالَ: وَمَا تُنْكِرُوْنَ؟ هُوَ أَعْلَمُ مِنِّي. قَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى: وَكَانَ عَطَاءٌ عَالِماً بِالحجِّ. رَوَى الخُرَيْبِيُّ, عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ سَافِرِيٍّ, قَالَ: سَأَلْتُ مَنْصُوْراً: مَنْ أَفْقَهُ أَهْلِ الكُوْفَةِ؟ قَالَ: قَاضِيهَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى رَدِيْءَ الحِفْظِ فَاحشَ الخَطَأِ فَكَثُرَ فِي حَدِيْثِهِ المَنَاكِيْرُ فَاسْتحقَّ التَّرْكَ تَرَكَهُ أَحْمَدُ، وَيَحْيَى. قُلْتُ: لَمْ نَرَهُمَا تَرَكَاهُ بَلْ لَيَّنَا حَدِيْثَه، وَقَدْ قَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ مِنْ جَلاَلَةِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى أَنَّهُ قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى عَشْرَةِ شُيُوْخٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ يَعْلَى المُحَارِبِيُّ: طَرحَ زَائِدَةُ حَدِيْثَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: كَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى أَفْقَهَ أَهْلِ الدُّنْيَا. وَقَالَ عَائِذُ بنُ حَبِيْبٍ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُوْلُ مَا أَقْرعَ فِيْهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- فَهُوَ حَقٌّ، وَمَا لَمْ يُقْرِعْ فِيْهِ فَهُوَ قِمَارٌ. قَالَ الخُرَيْبِيُّ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: فُقهَاؤُنَا: ابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَابْنُ شُبْرُمَةَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّارُ، أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ الحَرْبِيُّ، أَنْبَأَنَا مَكِّيُّ بنُ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رَزِيْنٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنِ الحَكَمِ عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ عُمَيْلَةَ عَنْ أَبِي سَرِيْحَةَ الغِفَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ: "عَشرُ آيَاتٍ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: خَسْفٌ بِالمَشْرِقِ، وَخَسفٌ بِالمَغْرِبِ، وَخَسفٌ بِجَزِيْرَةِ العرب،

وَالدَّابَّةُ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَالُ، وَابْنُ مَرْيَمَ، وَيَأْجُوْجُ، وَمَأْجُوْجُ، وَرِيْحٌ تَسْفِيْهِم تَطرحُهُم فِي البَحْرِ، وَطُلُوْعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا" 1. هَذَا غَرِيْبٌ. وَأَصلُ الحَدِيْثِ فِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الطُّفَيْلِ, عَنْ أَبِي سَرِيْحَةَ. أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ, عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ قُلتَ: نَذِيْرُ قَوْمٍ أُهْلِكُوا أَوْ صَبَّحَهُمُ العَذَابُ بُكْرَةً فَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ فَأَطْيَبُ النَّاسِ نَفْساً، وَأَطْلَقُهُم، وَجْهاً، وَأَكْثَرُهُم ضَحِكاً أَوْ قَالَ: تَبَسُّماً هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ. ابْنُ حِبَّانَ قَالَ: وَرَوَى ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدٍ المَازِنِيِّ قَالَ: "كَانَ أَذَانُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- شَفْعاً شَفْعاً، وَإِقَامَتُه شَفعاً شَفعاً" رَوَاهُ حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ عَنْهُ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَهَذَا خَبَرٌ مُرْسَلٌ لاَ أَصلَ لِرَفْعِهِ. أَحْمَدُ بنُ أَبِي ظَبْيَةَ: حَدَّثَنَا أَبِي, عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى, عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ, عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوْعاً: "إِذَا ضَحِكَ الرَّجُلُ فِي صَلاَتِهِ فَعَلَيْهِ الوُضُوْءُ، وَالصَّلاَةُ، وَإِذَا تَبَسَّمَ فَلاَ شَيْءَ عَلَيْهِ"2. قَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى فِي سَنَةِ ثَمَانٍ، وَأَرْبَعِيْنَ، وَمائَةٍ قُلْتُ: مَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَنْبَأَنَا أَبُو القاسم الحرستاني حضورا، أنبأنا ابن المُسَلَّمِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ طَلاَّبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُمَيْعٍ، أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ عِيْسَى الرَّقِّيُّ بِعَرَفَةَ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- يُصَلِّي تَطَوُّعاً فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ من النار"3.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2901"، وأبو داود "4311"، والترمذي "2184". 2 منكر: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "2/ 245" من طريق أحمد بن أبي ظبية، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: ابن أبي ليلى، سيئ الحفظ. الثانية: أبو الزبير المكي محمد بن سلم بن تدرس، مدلس، وقد عنعنه. 3 ضعيف: في إسناده يوسف بن بحر الشامي، قال ابن عدي: ليس بالقوي في الحديث، روى عن الثقات المناكير. وقال الحاكم في "الكنى": ليس حديثه بالمتين عندهم، له أشياء لا يتابع عليها. وقال الدراقطني: ضعيف.

الطبقة السادسة من التابعين

الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ مِنَ التَّابِعِيْنَ 1001- ابْنُ أَبِي عَروبة1: سعيد بن أبي عروبة, الإِمَامُ الحَافِظُ, عَالِمُ أَهْلِ البَصْرَةِ, وَأَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ السُّنَنَ النَّبَوِيَّةَ, أَبُو النَّضْرِ بنُ مِهْرَانَ العَدَوِيُّ مَوْلاَهُم, البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: الحَسَنِ وَمُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ, وَأَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ, وَالنَّضْرِ بنِ أَنَسٍ, وَعَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ, وَقَتَادَةَ, وَأَبِي نَضْرَةَ العَبْدِيِّ, وَمَطَرٍ الوَرَّاقِ وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ إلَّا أَنَّهُ تَغَيَّرَ حِفْظُه لَمَّا شَاخَ وَأَكبَرُ شَيْخٍ لَهُ هُوَ أَبُو رَجَاءٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَالثَّوْرِيُّ, وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ, وروح بن عبادة, والنضر ابن شُمَيْلٍ وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ, وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ, وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ, وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ, وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ, وَسَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ الخَفَّافُ رَاوِي كُتُبِهِ, وَمُحَمَّدُ بنُ بَكْرٍ البُرْسَانِيُّ, وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَالنَّسَائِيُّ, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ: سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ أَبِي عَرُوْبَةَ يَقُوْلُ: مَنْ لَمْ يَسْمَعِ الاخْتِلاَفَ فَلاَ تَعُدَّهُ عَالِماً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَكُنْ لِسَعِيْدٍ كِتَابٌ, إِنَّمَا كَانَ يَحْفَظُ ذَلِكَ كُلَّهُ. وَقَالَ يَحْيَى ابن مَعِيْنٍ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي قَتَادَةَ: سَعِيْدٌ, وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ وَشُعْبَةُ. قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَحَدٌ أَحْفَظُ مِنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ. وَقَالَ حَفْصُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُوْرِيُّ: قَالَ لِي سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ: إِذَا رَوَيتَ عَنِّي, فَقُلْ: حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ الأَعْرَجُ, عَنْ قَتَادَةَ الأَعْمَى, عَنِ الحَسَنِ الأَحْدَبِ. قُلْتُ: لَمْ نَسْمَعْ بِأَنَّ الحَسَنَ البَصْرِيَّ كان أحدبإلَّا فِي هَذِهِ الحِكَايَةِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ قَتَادَةُ وَسَعِيْدٌ يَقُوْلاَنِ بِالقَدَرِ وَيَكتُمَانِ. قُلْتُ: لَعَلَّهُمَا تَابَا وَرَجَعَا عَنْهُ كَمَا تَابَ شَيْخُهُمَا. أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ مِنْهُم: شَيْخُ الإِسْلاَمِ شَمْسُ الدِّيْنِ بن أَبِي عُمَرَ إِجَازَةً, أَنَّ عُمَرَ بنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُم, قَالَ: أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ, أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَنْبَأَنَا أَبُو بكرالشافعي, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ الوَاسِطِيُّ, حَدَّثَنَا يَزِيْدُ, حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ عَنْ حُصَيْنِ بنِ المُنْذِرِ قَالَ صَلَّى الوَلِيْدُ بنُ عُقْبَةَ أَرْبَعاً وَهُوَ سَكرَانُ ثُمَّ انْفَتَلَ فَقَالَ أَزِيْدُكُم فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ اضْرِبْهُ الحَدَّ فَأَمَرَ بِضَرْبِه فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَسَنِ: قُمْ فَاضْرِبْه قَالَ: فَمَا أَنْتَ وَذَاكَ قَالَ: إِنَّكَ ضَعُفْتَ وَوَهَنتَ وَعَجِزْتَ قُمْ يَا عَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرٍ فَقَامَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ فَجَعَلَ يَضرِبُه وَعَلِيٌّ يَعُدُّ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَرْبَعِيْنَ قَالَ: كُفَّ أَوِ اكْفُفْ ثُمَّ قَالَ: ضَرَبَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْبَعِيْنَ وَضَربَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِيْنَ وَضَربَ عُمَرُ صَدْراً مِنْ خِلاَفَتِه أَرْبَعِيْنَ وَثَمَانِيْنَ وَكُلٌّ سُنَّةٌ2 هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ أخرجه مسلم وأبو داود والقزويني.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 273"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1679"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 276"، تاريخ الإسلام "6/ 183"، ميزان الاعتدال "2/ 151-153"، الكاشف "1/ ترجمة 1952"، تهذيب التهذيب "4/ 110"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2509". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1707"، وأبو داود "4480"، وابن ماجه "2571"، والدارمي "2/ 175".

رَوَى إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ, عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَختَلِطَ وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيْثِ قَتَادَةَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ الهَزِيْمَةِ فَسَمَاعُهُ جَيِّدٌ عَنَى هَزِيْمَةَ نَوبَةِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ, وَهِيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: لَقِيْتُ ابْنَ أَبِي عَرُوْبَةَ قَبْلَ الأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ بِدَهْرٍ وَرَأَيْتُه سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ فَأَنْكَرْتُه, وَكَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ يُوَثِّقُه. وَقَالَ أَبُو نعيم: كتبت عنه بعدما اخْتُلِطَ حَدِيْثَيْنَ فَقُمْتُ وَتَرَكْتُه. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُثَنَّى: حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ, قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَلِمَةَ الأَفْطَسُ عَلَى سَعِيْدِ بنِ أبي عروبة بعدما تَغَيَّرَ فَجَعَلَ يَنْظُرُ فِي وُجُوهِنَا وَلاَ يَعْرِفُنَا. مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: كَانَ ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ يَمزَحُ, وَكَانَ يُحَدِّثُ, فَإِذَا أَعْجَبَه حِفْظُه قَالَ: دَقَّكَ بِالمِنْحَازِ حَبَّ القِلْقِلِ1 وَقَالَ بَعْضُهُم: أَتَيْتُ ابْنَ أَبِي عَرُوْبَةَ, فَتَمَارَى عِنْدَه رَجُلاَنِ, فَبَقِيَ يُغْرِي بَيْنَهمَا قَلِيْلاً. قُلْتُ: وَكَانَ مِنَ المُدَلِّسِيْنَ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ مِنَ الحَكَمِ, وَلاَ مِنَ الأَعْمَشِ, وَلاَ مِنْ حَمَّادٍ, وَلاَ مِنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ, وَلاَ مِنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ, وَلاَ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ, وَلاَ مِنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ, وَلاَ مِنْ أَبِي بِشْرٍ, وَلاَ مِنِ ابْنِ عَقِيْلٍ: وَلاَ مِنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ, وَلاَ مِنْ عمر ابن أَبِي سَلَمَةَ, وَلاَ مِنْ أَبِي الزِّنَادِ, وَقَدْ حدث عن هؤلاء على التدليس ولم يَسْمَعْ مِنْهُم. وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ يَقُوْلُ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيْدٌ مِنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ, وَلاَ مِنْ عُبَيْدِ اللهِ, وَلاَ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ. وَقَالَ عَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ مِنْ سَعِيْدٍ فِي الاخْتِلاَطِ. وَقَدْ قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: أَثْبَتُ النَّاسِ سَمَاعاً مِنْ سَعِيْدٍ: عَبْدَةُ. قَالَ الجَرَّاحُ بنُ مَخْلَدٍ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: قَالَ لِي سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ: مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ, مِنْ أَيِّ حَيٍّ هُوَ؟ قُلْتُ: هَذَا من قبيل المزاح.

_ 1 مثل يضرب في الإلحاح على الشحيح.

عَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ: سَمِعْتُ أَصْحَابَنَا يَحْكُوْنَ عَنْ مُسْلِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: كَتَبتُ عَنْ سَعِيْدٍ التَّصَانِيْفَ فَخَاصَمَنِي أَبِي فَسَجَرْتُ التَّنُّورَ وَطَرَحْتُهَا فِيْهِ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعَ غُنْدَرٌ مِنْ سَعِيْدٍ يَعْنِي فِي الاخْتِلاَطِ وَقَالَ أَبُو عُمَرَ الحَوْضِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ أُرِيْدُ أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ فَسَمِعتُ مِنْهُ كَلاَماً عَجِيْباً سَمِعْتُه يَقُوْلُ: الأَزْدُ أَزْدُ عَرِيْضَه ... ذَبَحُوا شَاةً مَرِيْضَه أَطْعَمُوْنِي فَأَبَيْتُ ... ضَرَبُونِي فَبَكَيْتُ فَعَلِمتُ أَنَّهُ مُختَلَطٌ, فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: سَمِعَ خَالِدَ بنَ الحَارِثِ مِنْ سَعِيْدٍ إملاء, وكان سفيان ابن حَبِيْبٍ عَالِماً بِشُعْبَةَ وَسَعِيْدٍ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ المَوْصِلِيِّ, قَالَ: لَيْسَتْ رِوَايَةُ: وَكِيْعٍ, وَالمُعَافَى بنِ عِمْرَانَ, عَنْ سَعِيْدٍ بِشَيْءٍ إِنَّمَا سَمِعَ مِنْهُ وَكِيْعٌ فِي الاخْتِلاَطِ. فقال لي وكيع: رأيتني حدثت عنهإلَّا بِحَدِيْثٍ مُسْتَوٍ؟. وَرَوَى وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوْبَ قَالَ: لاَ يَفقَهُ رَجُلٌ لاَ يَدْخُلُ حُجْرَةَ سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ. رَوَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ, عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ, قَالَ: من سب عثمان, افتقر. شُعَيْبُ بنُ إِسْحَاقَ: عَنْ سَعِيْدٍ, قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ سِيْرِيْنَ مَعَ قَتَادَةَ, فَأَنْشَدَنَا بَيْتاً. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فِي "كَامِلِهِ": سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ: مِنَ الثِّقَاتِ, وَلَهُ أَصْنَافٌ كَثِيْرَةٌ, وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ فِي الاخْتِلاَطِ, فَلاَ يُعتَمَدُ عَلَيْهِ. وَأَرْوَاهُم عَنْهُ عَبْدُ الأَعْلَى الشَّامِيُّ ثُمَّ شُعَيْبُ بنُ إِسْحَاقَ وَعَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ قَالَ: وَأَثبَتُهُم فِيْهِ: يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ, وَرَوَى جَمِيْعَ مُصَنَّفَاتِه عَبْدُ الوَهَّابِ الخَفَّافُ. قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ وَغَيْرُهُ: مَاتَ ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ فِي سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي عَشْرِ الثمانين. ومات معه في السنة: مقرىء الكُوْفَةِ: حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ, وَقَاضِي البَصْرَةِ: سَوَّارُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَنْبَرِيُّ, وَنَزِيْلُ بَيْتِ المَقْدِسِ عَبْدُ اللهِ بنُ شَوْذَبٍ البَلْخِيُّ, وَمُحَدِّثُ حِمْصَ أَبُو بكر بن أبي مريم الغساني, وعمر ابن ذَرٍّ بِالكُوْفَةِ, وَمُحَدِّثُ المَغْرِبِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زِيَادِ بنِ أَنْعُمَ الإِفْرِيْقِيُّ.

قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: زَعَمُوا أَنَّ سَعِيْدَ بنَ أَبِي عَرُوْبَةَ قَالَ: لَمْ أَكْتُبْ إلَّا تَفْسِيْرَ قَتَادَةَ, وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا مَعْشَرٍ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أَكْتُبَه وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كَانَ سَعِيْدٌ أَحْفَظَ أَصْحَابِ قَتَادَةَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَلَفٍ الحَافِظُ, أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُخْتَارٍ "ح" وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ الأَغْلاَقِيِّ, أَنْبَأَنَا نَصْرُ بنُ جَرْوٍ "ح", وَأَنْبَأَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ القَوِيِّ بنُ الحُبَابِ, وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الحُسَيْنِيُّ, أَنْبَأَنَا مُرْتَضَى بنُ حَاتِمٍ, وَأَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ عُمَرَ الهَوَّارِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَخْلُوْقٍ, وَطَائِفَةٌ قَالُوا: أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنَيْرٍ قَالُوا خَمْسَتُهُم: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سِلَفَةَ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ وَالحُسَيْنُ بنُ الحُسَيْنِ الهَاشِمِيُّ, وَالمُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ, ومحمد ابن عَبْدِ الكَرِيْمِ قَالُوا خَمْسَتُهُم: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ البَزَّازُ, أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المُنَادِي, حَدَّثَنَا رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ, حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لأُبَيٍّ: "إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ القُرْآنَ أَوْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ القُرْآنَ" قَالَ: اللهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: وَذُكِرْتُ عِنْدَ رَبِّ العَالَمِيْنَ؟ قَالَ: "نَعَمْ" فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ1 أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ المنادي لكن سماه أحمد.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3809" و"4959" و"4960" و"4961"، ومسلم "799" والترمذي "3793" من طرق عن قتادة، عن أنس، به.

معمر بن راشد

1002- معمر بن راشد 1: "ع" الإِمَامُ ,الحَافِظُ, شَيْخُ الإِسْلاَمِ, أَبُو عُرْوَةَ بنُ أَبِي عَمْرٍو الأَزْدِيُّ مَوْلاَهُم البَصْرِيُّ, نَزِيْلُ اليَمَنِ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ. وَشَهِدَ جَنَازَةَ الحَسَنِ البَصْرِيِّ, وَطَلَبَ العِلْمَ وَهُوَ حَدَثٌ. حَدَّثَ عَنْ: قَتَادَةَ, وَالزُّهْرِيِّ, وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ, وَهَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ, وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ القُرَشِيِّ, وَعَمَّارِ بنِ أَبِي عَمَّارٍ المَكِّيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ طَاوُوْسٍ, وَمَطَرٍ الوَرَّاقِ, وَعَبْدِ اللهِ أَخِي الزُّهْرِيِّ, وَالجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ, وَسِمَاكِ بنِ الفَضْلِ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ, وعبد

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 546"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1631"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1165"، الكاشف "3/ ترجمة 5664"، تاريخ الإسلام "6/ 294"، العبر "1/ 220"تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 184"، وميزان الاعتدال "4/ 154"، تهذيب التهذيب "10/ 243" خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7125"، شذرات الذهب "1/ 235".

الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ, وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ, وَثَابِتٍ البُنَانِيِّ, وَعَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ, وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ, وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ, وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ, وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ, وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ, وَزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ, وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ, وَطَبَقَتِهِم. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ, مَعَ الصِّدْقِ, وَالتَّحَرِّي, وَالوَرَعِ, وَالجَلاَلَةِ, وَحُسْنِ التَّصْنِيْفِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَيُّوْبُ, وَأَبُو إِسْحَاقَ, وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ, وَطَائِفَةٌ مِنْ شُيُوْخِهِ, وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ, وَالسُّفْيَانَانِ, وَابْنُ المُبَارَكِ, وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ, وَغُنْدَرٌ, وَابْنُ عُلَيَّةَ, وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الأَعْلَى, وَهِشَامُ بنُ يُوْسُفَ قَاضِي صَنْعَاءَ, وَأَبُو سُفْيَانَ مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ, وَمَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ, وَرَبَاحُ بنُ زَيْدٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الوَاقِدِيُّ, وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ الصَّنْعَانِيَّانِ, وَمُحَمَّدُ بنُ ثَوْرٍ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَآخِرُ أَصْحَابِهِ مَوْتاً: مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ, بَقِيَ إِلَى آخِرِ سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ ثَابِتٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ, عَنْ مَعْمَرٍ, قَالَ: خَرَجْتُ وَأَنَا غُلاَمٌ إِلَى جَنَازَةِ الحَسَنِ وَطَلَبْتُ العِلْمَ سَنَةَ مَاتَ الحَسَنُ. قَالَ البُخَارِيُّ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ: عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ قَتَادَةَ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سنة فما شيء سمعت في تلك السنينإلَّا وَكَأَنَّهُ مَكْتُوْبٌ فِي صَدْرِي. يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ قُلْتُ لِمَعْمَرٍ: كَيْفَ سَمِعْتَ مِنِ ابْنِ شِهَابٍ? قَالَ: كُنْتُ مَمْلُوَكاً لِقَوْمٍ مِنْ طَاحِيَةَ فَأَرْسَلُونِي بِبَزٍّ أَبِيْعُهُ فقدمت المدينة فنزلت دَاراً فَرَأَيتُ شَيْخاً وَالنَّاسُ حَوْلَهُ يَعرِضُوْنَ عَلَيْهِ العِلْمَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ مَعَهُم. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: رَوَى عَنْ مَعْمَرٍ شُعْبَةُ, وَالثَّوْرِيُّ. أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَالَ مَعْمَرٌ: جِئْتُ الزُّهْرِيَّ بِالرُّصَافَةِ, فَجَعَلَ يُلْقِي عَلَيَّ. وَقَالَ هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ: عَرَضَ مَعْمَرٌ عَلَى هَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ. النَّسَائِيُّ فِي "الكُنَى": أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ سَعِيْدٍ, سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: ما أضم أحدًا إلى معمرإلَّا وَجَدْتُ مَعْمَراً أَطْلَبَ لِلْحَدِيْثِ مِنْهُ هُوَ أَوَّلُ مَنْ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ. حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: نَظَرْتُ فِي الأُصُوْلِ مِنَ الحَدِيْثِ فَإِذَا هِيَ عِنْدَ سِتَّةٍ مِمَّنْ مَضَى: مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ الزُّهْرِيُّ وَمِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ وَمِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ قَتَادَةُ,

وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ. وَمِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ أَبُو إِسْحَاقَ, وَالأَعْمَشُ ثُمَّ نَظَرْتُ, فَإِذَا حَدِيْثُ هَؤُلاَءِ السِّتَّةِ يَصِيْرُ إِلَى أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً: سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَشُعْبَةَ, وَالثَّوْرِيِّ, وَابْنِ جُرَيْجٍ, وَأَبِي عَوَانَةَ, وَمَالِكٍ, وَابْنِ عُيَيْنَةَ, وَهُشَيْمٍ وَمَعْمَرِ بنِ رَاشِدٍ, وَالأَوْزَاعِيِّ. قَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: مَعْمَرٌ مِنْ أَصْدَقِ النَّاسِ. سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ زُرَيْعٍ سَمِعْتُ أَيُّوْبَ قَبْلَ الطَّاعُوْنِ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ, وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ لِي ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ: رَوَيْنَا عَنْ مَعْمَرِكُم فَشَرَّفْنَاهُ. وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: قِيْلَ لابْنِ عُيَيْنَةَ. أَهَذَا الحَدِيْثُ مِمَّا حَفِظْتَ عَنْ مَعْمَرٍ? قَالَ: نَعَمْ. رَحِمَ اللهُ أَبَا عُرْوَةَ. عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو, قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ مَعَ أَيُّوْبَ وَمَعَنَا مَعْمَرٌ فِي مَسْجِدٍ فَأَتَى رَجُلٌ فَسَأَلَ أَيُّوْبَ عَنْ رَجُلٍ افْتَرَى عَلَى رَجُلٍ فَحَلَفَ بِصَدَقَةِ مَالِهِ لاَ يَدَعُهُ حَتَّى يَأْخُذَ مِنْهُ الحَدَّ. قَالَ: فَطُلِبَ إِلَيْهِ فِيْهِ وَطَلَبَتْ إِلَيْهِ أمه فيه فجعل أيوب يومىء إِلَى مَعْمَرٍ وَيَقُوْلُ: هَذَا يُفْتِيْكَ عَنِ اليَمِيْنِ. قَالَ: فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ قَالَ مَعْمَرٌ: سَمِعْتُ ابْنَ طَاوُوْسٍ عَنْ أَبِيْهِ أَنَّهُ يُرَخِّصُ فِي تَرْكِهِ قَالَ أَيُّوْبُ: وَأَنَا سَمِعْتُ عَطَاءً يُرَخِّصُ فِي تَرْكِه. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ أَنْتَظِرُ قُدُوْمَ أَيُّوْبَ مِنْ مَكَّةَ فَقَدِمَ عَلَيْنَا مُزَامِلاً لِمَعْمَرِ بنِ رَاشِدٍ قَدِمَ مَعْمَرٌ يَزُورُ أُمَّهُ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قِيْلَ لِلثَّوْرِيِّ: مَا مَنَعَكَ مِنَ الزُّهْرِيِّ? قَالَ: قِلَّةُ الدَّرَاهِمِ وَقَدْ كَفَانَا مَعْمَرٌ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: كُنْتُ أَكُوْنُ مَعَ مَعْمَرٍ وَمَعَنَا الثَّوْرِيُّ فَنَخْرُجُ مِنْ عِنْدِ أَبِي عُرْوَةَ فَنُحَدِّثُ عَنْهُ. أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ" قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: إِنَّ مَعْمَراً شَرِبَ مِنَ العِلْمِ بأنقعٍ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الأَنْقُعُ: جَمْعُ: نَقْعٍ, وَهُوَ هَا هُنَا: مَا يُسْتَنْقَعُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: مَعْمَرٌ, ثِقَةٌ, رَجُلٌ صَالِحٌ, بَصْرِيٌّ, سَكَنَ صَنْعَاءَ, وَتَزَوَّجَ بِهَا, وَرَحَلَ إِلَيْهِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: قَالَ هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ: أَقَامَ مَعْمَرٌ عِنْدَنَا عِشْرِيْنَ سَنَةً, مَا رَأَيْنَا لَهُ كِتَاباً. يَعْنِي: كَانَ يُحَدِّثُهُم مِنْ حِفْظِهِ.

قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: بَلَغَنِي أَنَّ أَيُّوْبَ شَيَّعَ معمرًا, وصنع له سفرةً. سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأَكتُبُ الحَدِيْثَ مِنْ مَعْمَرٍ وَقَدْ سَمِعتُهُ مِنْ غَيْرِهِ قَالَ: وَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى ذَلِكَ? قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الرَّاجِزِ: قَدْ عَرَفْنَا خَيْرَكَم مِنْ شَرِّكُم. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ لِي مَالِكٌ: نِعْمَ الرَّجُلُ كَانَ مَعْمَرٌ, لَوْلاَ رِوَايَتُهُ التَّفْسِيْرَ عَنْ قَتَادَةَ. قُلْتُ: يَظْهَرُ عَلَى مَالِكٍ الإِمَامِ إِعرَاضٌ عَنِ التَّفْسِيْرِ, لانْقِطَاعِ أَسَانِيْدِ ذَلِكَ, فَقَلَّمَا رَوَى مِنْهُ. وَقَدْ وَقَعَ لَنَا جُزْءٌ لَطِيْفٌ مِنَ التَّفْسِيْرِ مَنقُولٌ عَنْ مَالِكٍ. قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: اثْنَانِ إِذَا كُتِبَ حَدِيْثُهُمَا هَكَذَا, رَأَيتُ فِيْهِ, وَإِذَا انْتَقَيْتُهُمَا كَانَتْ حِسَاناً: مَعْمَرٌ, وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ. مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُقَدَّمِيُّ: حَدَّثَنَا أَبِي: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: جُمِعَ لِمَعْمَرٍ مِنَ الإِسْنَادِ مَا لَمْ يُجْمَعْ لأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: أَيُّوْبُ, وَقَتَادَةُ بِالبَصْرَةِ, وَأَبُو إِسْحَاقَ, وَالأَعْمَشُ بِالكُوْفَةِ, وَالزُّهْرِيُّ, وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ بِالحِجَازِ, وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ. الرَّمَادِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: حَدَّثتُ يَحْيَى بنَ أَبِي كَثِيْرٍ بِأَحَادِيْثَ فَقَالَ: اكْتُبْ حَدِيْثَ كَذَا وَكَذَا. فَقُلْتُ أَمَا تَكرَهُ أَنْ تَكتُبَ العِلْمَ يَا أَبَا نَصْرٍ? فَقَالَ: اكْتُبْه لِي فَإِنْ لَمْ تَكُنْ كَتَبتَ فَقَدْ ضَيَّعْتَ أَوْ قَالَ: عَجَزْتَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الحِمْصِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ رَجَاءَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ يَقُوْلُ: عَلَيْكُم بِهَذَا الرَّجُلِ يَعْنِي مَعْمَراً فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِي زَمَانِهِ أَعْلَمُ مِنْهُ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: لَمَّا دَخَلَ مَعْمَرٌ صَنْعَاءَ, كَرِهُوا أَنْ يَخْرُجَ من ين أَظْهُرِهِم, فَقَالَ لَهُم رَجُلٌ: قَيِّدُوْهُ. قَالَ: فَزَوَّجُوْهُ. وَقَالَ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: لَسْتَ تَضُمُّ مَعْمَراً إِلَى أَحَدٍ إلَّا وَجَدْتَه فَوْقَهُ. قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: ابْنُ عُيَيْنَةَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ مَعْمَرٌ? قَالَ: مَعْمَرٌ قُلْتُ: فَمَعْمَرٌ أَمْ صَالِحُ بنُ كَيْسَانَ? قَالَ: مَعْمَرٌ إِلَيَّ أَحَبُّ وصالح ثقة. قلت: فمعمر أبو يُوْنُسُ? قَالَ: مَعْمَرٌ. قُلْتُ: فَمَعْمَرٌ أَوْ مَالِكٌ? قَالَ: مَالِكٌ. قُلْتُ لَهُ: إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقُوْلُوْنَ: ابْنُ عُيَيْنَةَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي الزُّهْرِيِّ. فَقَالَ: إِنَّمَا يَقُوْلُ ذَلِكَ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ وَأَيَّ شَيْءٍ كَانَ سُفْيَانُ? إِنَّمَا كَانَ غُلَيْماً. يَعْنِي أَمَامَ الزُّهْرِيِّ.

قَالَ المُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى يُقَدِّمُ مَالِكاً عَلَى أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ, ثُمَّ مَعْمَراً ثُمَّ يُوْنُسَ. وَكَانَ القَطَّانُ: يُقَدِّمُ ابْنَ عُيَيْنَةَ عَلَى مَعْمَرٍ. عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: سَأَلْتُ يَحْيَى القَطَّانَ: مَنْ أَثْبَتُ فِي الزُّهْرِيِّ? قَالَ: مَالِكٌ ثُمَّ ابْنُ عُيَيْنَةَ ثُمَّ مَعْمَرٌ. وَقَالَ الذُّهْلِيُّ: قُلْتُ لابْنِ المَدِيْنِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَعْمَرٌ, عَنْ هَمَّامٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مُحَمَّدٌ أَشْهَرُ, وَهَذَا أَقْوَى. وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: إِذَا حَدَّثَكَ معمر عن العراقيين فخافة إلَّا عن بن طاووس والزهري فإن حديثه عنهما مستقيم فَأَمَّا أَهْلُ الكُوْفَةِ, وَالبَصْرَةِ فَلَهُ. وَمَا عَمِلَ فِي حَدِيْثِ الأَعْمَشِ شَيْئاً, وَحَدِيْثُه عَنْ ثَابِتٍ, وَعَاصِمٍ, وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ مُضْطَرِبٌ كَثِيْرُ الأَوهَامِ. يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ المُبَارَكِ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ ثَوْرٍ ,عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَقَطَتْ مِنِّي صَحِيْفَةُ الأَعْمَشِ فَإِنَّمَا أَتَذَكَّرُ حَدِيْثَهُ وَأُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِي. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ العَبَّاسِ سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَنَّهُ كَانَ زَوْجُ أُخْتِ امْرَأَةِ مَعْمَرٍ مَعَ مَعْنِ بنِ زَائِدَةَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهَا أُخْتُهَا بِدَانجُوجَ فَعَلِمَ بِذَلِكَ مَعْمَرٌ بَعْد مَا أَكَلَ فَقَامَ فَتَقَيَّأَ. أَحْمَدُ بنُ شَبَّوَيْه: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَكَلَ مَعْمَرٌ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ فَاكِهَةً ثُمَّ سَأَلَ, فَقِيْلَ: هَدِيَّةٌ مِنْ فُلاَنَةٍ النَّوَّاحَةِ. فَقَامَ, فَتَقَيَّأَ. وَبَعَثَ إِلَيْهِ مَعْنٌ -وَالِي اليَمَنِ- بِذَهَبٍ, فَرَدَّهُ وَقَالَ لأَهْلِهِ: إِنْ عَلِمَ بِهَذَا غَيْرُنَا لَمْ يَجْتَمِعْ رَأْسِي وَرَأْسُكِ أَبَداً. قَالَ مُؤَمَّلُ بنُ يَهَابَ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: كَتَبتُ عَنْ مَعْمَرٍ عَشْرَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مَا نَعْلمُ أَحَداً عَفَّ عن هذا المالإلَّا الثَّوْرِيَّ وَمَعْمَراً. وَبَلَغَنَا أَنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ قَالَ مَرَّةً: حَدَّثَنَا أَبُو عُرْوَةَ عَنْ أَبِي الخَطَّابِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ فَذَكَرَ حَدِيْثاً فَقَلَّ مَنْ فَطِنَ لَهُ وَإِنَّمَا هُوَ مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عن أنس. وَمَعَ كَوْنِ مَعْمَرٍ ثِقَةً, ثَبْتاً فَلَهُ أَوهَامٌ لاَ سِيَّمَا لَمَّا قَدِمَ البَصْرَةَ لِزِيَارَةِ أُمِّهِ, فإنه لم يكن معه كتبه, فحدث عن حِفْظِه فَوَقَعَ لِلْبَصْرِيِّيْنَ عَنْهُ أَغَالِيْطُ وَحَدِيْثُ هِشَامٍ وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْهُ أَصَحُّ لأَنَّهُم أَخَذُوا عَنْهُ مِنْ كُتُبِهِ, وَاللهُ أَعْلَمُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ جوهر المقرىء, أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ, أَنْبَأَنَا مَسْعُوْدٌ الصَّالْحَانِيُّ "ح".

وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ, عَنْ مَسْعُوْدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ, أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّبَرِيُّ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنِ اطَّلَعَ عَلَى قَوْمٍ فِي بَيْتِهِم بِغَيْرِ إِذْنِهِم فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَؤُوا عَيْنَهُ".1 وَبِهِ: عَنْ مَعْمَرٍ, عَنِ الأَعْمَشُ, عَنْ أَبِي صَالِحٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ يَعْلَمُ الَّذِي يَشْرَبُ وَهُوَ قَائِمٌ مَا فِي بَطْنِهِ لاسْتَقَاءهُ" 2. وَبِهِ: عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "العَيْنُ حَقٌّ ونهى عن الوشم" 3. وَبِهِ: عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله لا ينظر إلى المسبل". يعني إزاره4.

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "19433"، وابن أبي شيبة "8/ 758"، وأحمد "2/ 266 و414 و527"، ومسلم "2158"، وأبو داود "5172"، والبيهقي "8/ 338"، من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وورد عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "من اطلع في دار قوم بغير إذنهم، ففقؤوا عينه، فلا دية ولا قصاص". أخرجه أحمد "2/ 385"، والنسائي "8/ 61"، وابن الجارود "790"، والبيهقي "8/ 338" من طرق عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، به. 2 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "19588"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "2101"، والبيهقي "7/ 282" من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي هريرة. به. قلت: وهذا إسناد منقطع بين الزهري، وأبي هريرة. وأخرج البزار "2897" كشف الأستار، والبيهقي "7/ 282" من طريق زهير بن محمد البغدادي عن مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، عن أبي هريرة، به. قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين خلا زهير بن محمد البغدادي شيخ البزار، وهو ثقة. وأخرجه مسلم "2026" "116"، والبيهقي "7/ 282" من طريق أبي غطفان المري، عن أبي هريرة، مرفوعا بلفظ: لا يشر بن أحد منكم قائما، فمن نسي فليستقئ". 3 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "19779"، ومن طريقه البخاري "5740"، ومسلم "2187"، وأبو داود "3879" عن معمر، عن همام بن منبه، به. ووقع عند مسلم، وأبي داود مختصرا: "العين حق". 4 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "11/ 19981" عن معمر، عن همام بن منبه، به. وأخرجه البخاري "5788" من طريق مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا". وأخرجه ملم "2087" من طريق شعبة عن محمد "وهو ابن زياد" قال: سمعت أبا هريرة ورأرى رجلا يجر إزاره، فجعل يضرب الأرض برجله، وهو أمير على البحرين وهو يقول: جاء الأمير جاء الأمير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى من يجر إزاره بطرا".

وَبِهِ: عَنْ مَعْمَرٍ, عَنِ الأَعْمَشِ, عَنْ أَبِي الضُّحَى, عَنْ مَسْرُوْقٍ, عَنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ الأَنْصَارِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُوْلَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ" 1. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ, أَنْبَأَنَا سَالِمُ بنُ صَصْرَى, أَنْبَأَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ شَاتِيْلَ, أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ, أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَنْبَأَنَا أحمد بن منصور، حدثنا عبد الرزاق, أنبأنا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوْبَ عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ مُعَاوِيَةُ بِبَيْعَةِ ابْنِهِ يَزِيْدَ إِلَى المَدِيْنَةِ كَتَبَ إِلَيْهِم: إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكُم أَمِيْرٌ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيَّ فَلْيَفْعَلْ. قَالَ: فخرج عَمْرٌو وَعُمَارَةُ ابْنَا حَزْمٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَمْرٌو فَقَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّهُ قَدْ كَانَ لِمَنْ قَبْلَكَ بَنُوْنُ فَلَمْ يَصْنَعُوا كَمَا صَنَعتَ, وَإِنَّمَا ابْنُكَ فَتَىً مِنْ فِتْيَانِ قُرَيْشٍ ... فَنَالَ مِنْهُ. فَبَكَى مُعَاوِيَةُ ثُمَّ عَرِقَ فَأَرْوَحَ فَقَالَ: إِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ قُلْتَ بِرَأْيِكَ بِالِغاً مَا بَلَغَ وَإِنَّمَا هُوَ ابْنِي وَأَبنَاؤُهُم فَابْنِي أَحَبُّ إِلَيَّ من أبنائهم ارفع حاجتك. قال: مالي حَاجَةٌ. فَلَقِيَهُ أَخُوْهُ عُمَارَةُ فَأَخْبَرَهُ الخَبَرَ فَقَالَ عُمَارَةُ: إِنَّا للهِ أَلِهَذَا جِئْنَا نَضرِبُ أَكْبَادَهَا مِنَ المَدِيْنَةِ? قَالَ: فَأْتِهِ قَالَ: فَإِنَّهُ لَيُكَلِّمُهُ إِذْ جَاءَ رَسُوْلُ مُعَاوِيَةَ إِلَى عُمَارَةَ: ارْفَعْ حَاجَتَكَ وَحَاجَةَ أَخِيْكَ. قَالَ: فَفَعَلَ فَقَضَاهَا. لَمْ يَقَعْ لَنَا حَدِيْثُ مَعْمَرٍ أَعْلَى مِنْ مِثْلِ هَذَا وَحَدِيْثُه وَافِرٌ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ وَفِي مسند أحمد ومعاجم الطَّبَرَانِيِّ وَوَقَعَ لِي مِنْ "جَامِعِهِ" الجُزْءُ الأَوَّلُ وَالثَّانِي وَالثَّالِثُ. قَالَ الفَسَوِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": سَمِعْتُ زَيْدَ بنَ المُبَارَكِ الصَّنْعَانِيَّ يَقُوْلُ: مَاتَ مَعْمَرٌ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. كَذَا قَالَ: بَلْ قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ خَالِدٍ الصنعاني فيما رواه

_ 1 صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير" "17/ 640" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الأعمش، به، وأخرجه الطيالسي "621"، وأحمد "4/ 121 و122"، والبخاري "3483" و"3484" وفي "الأدب المفرد" "597" و"1316"، وابن ماجه "4183"، والطبراني في "الكبير" "17/ 651 و653" و60"، وأبو نعيم في "الحلية" "8/ 124"، والقضاعي "1153-1156"، والبيهقي في "السنن" "10/ 192"، وفي "الآداب" "198"، وأبو الشيخ في " الأمثال" "81"، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" "83" من طرق عن منصور بن المعتمر، عن ربعي قال: سمعت أبا مَسْعُوْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره. 2 أي: تغيرت رائحة عرقه.

عَنِ ابْنِ رَاهَوَيْه: مَاتَ مَعْمَرٌ فِي رَمَضَانَ, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ. وَكَذَا وَرَّخَهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ: أَحْمَدُ, وَأَبُو عُبَيْدٍ, وَشَبَابٌ وَالفَلاَّسُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ, وَابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلاَنِ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ. وَكَذَا أَرَّخَ: الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ, وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ, فَاللهُ أَعْلَمُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: عَاشَ ثَمَانِياً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهِ: أَخْبَرَكُم مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, وَقَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَخْبَرَكُمُ البَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالاَ: أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ الكَاتِبَةُ1 أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ طَلْحَةَ, أَنْبَأَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ, أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصغار, أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبَانٍ عَنْ بَعْضِهِم قَالَ: مَنْ سَلَّمَ عَلَى سَبْعَةٍ فَهُوَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ2. وَبِهِ: أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ, عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ, عَنْ زَيْدِ بنِ سَلاَّمٍ, عَنْ جَدِّهِ, قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ شِبْلٍ: أَنْ عَلِّمِ النَّاسَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فجمعهم, فقال: إني سمعت رسول الله يَقُوْلُ: "تَعَلَّمُوا القُرْآنَ فَإِذَا عُلِّمْتُمُوْهُ فَلاَ تَغْلُوا فِيْهِ وَلاَ تَجْفُوا عَنْهُ وَلاَ تَأْكُلُوا بِهِ وَلاَ تَسْتَكْثِرُوا بِهِ".. الحَدِيْثَ3.

_ 1 هي: شُهْدَةُ بِنْتُ المُحَدِّثِ أَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بنِ الفَرَجِ الدِّيْنَوَرِيِّ، ثُم البَغْدَادِيِّ الإِبَرِيِّ الجهَةِ، المُعَمَّرَةُ، الكَاتِبَةُ، مُسْنِدَةُ العِرَاقِ، فَخْرُ النِّسَاءِ. وُلدت بَعْد الثمانين وأربع مائة. قال الشَّيْخُ المُوَفَّق: انْتَهَى إِلَيْهَا إِسْنَاد بَغْدَاد، وَعُمِّرت حَتَّى أَلحقت الصّغَار بِالكِبَار، وَكَانَتْ تَكتبُ خَطّاً جيدا، لكنه تغير لكبرها. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ قَرَأْت عَلَيْهَا، وَكَانَ لَهَا خطّ حسن، وَتزوجت بِبَعْض وُكلاَء الخَلِيْفَة، وَخَالطت الدّور وَالعُلَمَاء، وَلَهَا بر وَخير، وَعُمِّرت حَتَّى قَاربت المائَة، تُوُفِّيَت فِي رَابِعَ عَشَرَ المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَحضرهَا خلق كثير وعامة العلماء. يأتي ترجمتها في كتابنا هذا "أسير أعلام النبلاء" وقد ترجم لهما المؤلف في الجزء الثاني عشر برقم ترجمة "5145". 2 ضعيف جدا: في إسناده أبان، وهو ابن أبي عياش، قال أحمد وابن معين والنسائي: متروك الحديث. وساق له ابن عدي جملة أحاديث منكرة. 3 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "10/ 19444"، ومن طريقه أحمد "3/ 344" عن مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ زيد بن سلام، عن جده قال: فذكره. قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، خلا زيد بن سلام، وجده، وهو أبو سلم ممطور الحبشي، فمن رجال مسلم، ومعمر، هو ابن راشد الصنعاني.

وَبِهِ: أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: قَالَ: رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لِيُسَلِّمِ الصَّغِيْرُ عَلَى الكَبِيْرِ وَالمَارُّ عَلَى القَاعِدِ وَالقَلِيْلُ عَلَى الكَثِيْرِ" 1. وَبِهِ: عَنْ مَعْمَرٍ, عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ نَقْشَ خَاتَمِ أَبِي مُوْسَى: أَسَدٌ بَيْنَ رَجُلَيْنِ وَكَانَ نَقشَ خَاتَمِ أَبِي عُبَيْدَةَ: الخُمْسُ للهِ, وَكَانَ نَقشَ خَاتَمِ أَنَسٍ: كُرْكِيٌ لَهُ رَأْسَانِ2. وَبِهِ:، عَنْ مَعْمَرٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ أَخرَجَ خَاتَماً زَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- كَانَ يَتَخَتَّمُ بِهِ فِيْهِ تِمْثَالُ أَسَدٍ فَرَأَيْتُ بَعْضَ القَوْمِ غَسَلَهُ بِالمَاءِ ثُمَّ شَرِبَهُ. إِسْنَادُهُ مُرْسَلٌ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفِدَاءِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّيِّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ: "أَنَّ رَجُلاً مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ سَاجِدٌ فَوَطِئَ على رقبته فقال: ويحك أَتَطَأُ عَلَى رَقَبَتِي وَأَنَا سَاجِدٌ? لاَ وَاللهِ لاَ يَغْفِرُ اللهُ لَكَ هَذَا أَبَداً فَقَالَ اللهُ: أَيَتَأَلَّى عَلَيَّ? فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ".3 وَبِهِ: أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ رَفَع الحَدِيْثَ قَالَ: يَقُوْل الله -تَعَالَى-: "إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِي إِلَيَّ الَّذِيْنَ يَتَحَابُّونَ فِيَّ وَالَّذِيْنَ يَعْمُرُوْنَ مَسَاجِدِي وَالَّذِيْنَ يَسْتَغْفِرُوْنَ بِالأَسْحَارِ, أُوْلِئَكَ الَّذِيْنَ إِذَا أَرَدْتُ بِخَلْقِي عَذَابِي ذَكَرْتُهُم, فَصَرَفْتُ عَذَابِي، عن خلقي".4

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "10/ 19445"، وأحمد "2/ 314"، والبخاري "6231"، وأبو داود "5198"، والترمذي "2704" من طريق معمر، عن همام بن منبه، به. 2 أخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ "10/ 19470" عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ أنس أو أبي موسى الأشعري كان نقش خاتمة كركي له رأسان". قلت: إن كان الحديث عن أنس، فسماع قتادة عنه صحيح، وذلك إذا صرح بالتحديث لأن قتادة، كان مدلسا، وقد عنعنه. وإن كان الحديث عن أبي موسى الأشعري فإنه لم يسمع منه كما قال أبو حاتم، وعلى كلا الأمرين فإن الإسناد ضعيف لعنعنة قتادة. أو لانقطاعه بين قتادة وأبي موسى الأشعري. والكركي: طائر كبير، أغبر اللون، طويل العنق والرجلين، أبتر الذنب قليل اللحم، يأوي إلى الماء أحيانا. 3 ضعيف: إسناده منقطع، أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، لم يسمع من أبيه. وفيه أبو إسحاق، وهو عمرو بن عبد الله السبيعي، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه وقد رواه عبد الرزاق في "مصنفه" "11/ 20275" عن معمر، عن أبي إسحاق، به موقوفا. 4 ضعيف: أخرجه عبد الرزاق "11/ 20329" عن معمر، به. وفيه إبهام الرجل من قريش. وهو معضل.

قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حُمَيْدٍ المَعْمَرِيُّ: قَالَ معمر: لقد طلبنا هذا الشأن, ومالنا فِيْهِ نِيَّةٌ: ثُمَّ رَزَقنَا اللهُ النِّيَّةَ مِنْ بَعْدُ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَاقِ: أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ, قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّ الرَّجُلَ يَطلُبُ العِلْمَ لِغَيْرِ اللهِ, فَيَأْبَى عَلَيْهِ العِلْمُ حَتَّى يَكُوْنَ للهِ. قُلْتُ: نَعَمْ, يَطلُبُهُ أَوَّلاً, وَالحَامِلُ لَهُ حُبُّ العِلْمِ, وَحُبُّ إِزَالَةِ الجَهْلِ عَنْهُ, وَحُبُّ الوَظَائِفِ, وَنَحْوِ ذَلِكَ, وَلَمْ يَكُن عَلِمَ وُجُوبَ الإِخْلاَصِ فِيْهِ, وَلاَ صِدْقَ النِّيَّةِ, فَإِذَا عَلِمَ حَاسَبَ نَفْسَهُ, وَخَافَ مِنْ وَبَالِ قَصدِهِ, فَتَجِيئُه النِّيَّةُ الصَّالِحَةُ كُلُّهَا, أَوْ بَعْضُهَا وَقَدْ يَتُوبُ مِنْ نِيَّتِهِ الفَاسِدَةِ وَيَندَمُ. وَعَلاَمَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ يُقْصِرُ مِنَ الدَّعَاوَى وَحُبِّ المُنَاظَرَةِ وَمَنْ قَصْدِ التَّكَثُّرِ بِعِلْمِهِ وَيُزْرِي عَلَى نَفْسِهِ فَإِنْ تَكَثَّرَ بِعِلْمِهِ أَوْ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ مِنْ فُلاَنٍ فَبُعْداً لَهُ. قَالَ هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ القَاضِي: عَرَضَ مَعْمَرٌ عَلَى هَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ وَسَمِعَ مِنْهَا سَمَاعاً نَحَواً مِنْ ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يقول: لما دخل الثوري اليمن, أَتَاهُ مَعْمَرٌ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَحَدَّثَ يَوْماً بِحَدِيْثٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضَحَّى بكبشين1 وهو حديث يخطىء ابْنُ عَقِيْلٍ فِيْهِ فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ: يَا أَبَا عُرْوَةَ تَعَسْتَ2 فغَضِبَ مَعْمَرٌ مِنْ ذَاكَ فَمَا أَتَى سُفْيَانَ فَمَا أَتَاهُ حَتَّى خَرَجَ, وَلاَ سَلَّمَ عَلَيْهِ. وَمَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ: أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ, وَأَبَانُ بنُ صَمْعَةَ, وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ, وَالحَسَنُ بنُ عُمَارَةَ, وفطر بن خليفة, وهشام بن الغاز.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن ماجه "3122" من طريق عبد الرزاق، أنبأنا سفيان الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، عن أبي سلمة، عن عائشة، وعن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أراد أن يضحي، اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين، فذبح أحدهما عن أمته، لمن شهد بالتوحيد وشهد له بالبلاغ، وذبح الآخر عن محمد وعن آل محمد صلى الله عليه وسلم" وإسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل، صدوق، في حديثه لين، لكن الحديث روى من طريق أخرى، فروى من طريق أنس بن مالك قال: ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين يسمى ويكبر، ولقد رأيته يذبح بيده واضعا قدمه على صفاحهما". أخرجه الطيالسي "1968"، وأحمد "3/ 115 و183 و222 و255 و272 و279"، والبخاري "5558"، ومسلم "1966" "18"، والنسائي "7/ 230 و230- 231"، وابن ماجه "3120" والدارمي "2/ 75"، وابن الجارود "909"، وأبو يعلى "3136" و"3247" و"3248" من طرق عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، به. 2 تعست: عثرت وانكببت على وجهك، وهو دعاء عليه بالهلاك.

صالح بن علي، أبو العميس

صالح بن علي، أبو العُمَيْس: 1003- صَالِحُ بنُ عَلِيِّ 1: ابْنِ حَبْرِ الأُمَّةِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ, الأَمِيْرُ, الشريف, أبو عبد المَلِكِ الهَاشِمِيُّ, العَبَّاسِيُّ, عمُّ المَنْصُوْرِ, أَحَدُ الأَبْطَالِ المَذْكُوْرِيْنَ. هُوَ الَّذِي افْتَتَحَ مِصْرَ, وَانتُدِبَ لِحَرْبِ مَرْوَانَ الحِمَارِ2 فَجَهَّزَ جَيْشاً فِي طَلَبِهِ, فَأَدْرَكُوْهُ بِبُوْصِيْرَ -قَرْيَةٍ مِنْ أَعْمَالِ مِصْرَ- فَبَيَّتُوهُ, فَقَاتَلَ المِسْكِيْنُ حَتَّى قُتِلَ. وَوَلِيَ صَالِحٌ نِيَابَةَ دِمَشْقَ, وَلَهُ عِدَّةُ أَوْلاَدٍ كُبَرَاءَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ إِسْمَاعِيْلُ, وَعَبْدُ المَلِكِ, وَقَدْ عَمِلَ المَصَافَّ3 مَعَ الرُّوْمِ بِدَابِقَ, وَعَلَيْهِمُ الطَّاغِيَةُ قُسْطَنْطِيْنُ بنُ أَليُوْنَ وَكَانُوا مائَةَ أَلْفٍ فَهَزَمَهُم صَالِحٌ وَقَتَلَ وَأَسَرَ وَسَبَى وَأَنشَأَ مَدِيْنَةَ أَذَنَةَ4 مِنَ الثُّغُورِ. وَوَلِيَ الشَّامَ بَعْدَهُ ابْنُهُ الفَضْلُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ أَوِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وله نحو من ستين سنةً. 1004- أبو العميس 5: "ع": عتبة بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ ابْنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عبد اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ الهُذَلِيُّ, المَسْعُوْدِيُّ الكُوْفِيُّ أَخُو المحدث المسعودي عبد الرحمن.

_ 1 ترجمته في تاريخ الإسلام "6/ 202"، النجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "1/ 323". 2 هو: مروان بن محمد بنُ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ بنِ أَبِي العَاصِ بن أمية، القرشي الأموي، أبو عبد الملك أمير المؤمنين، آخر خلفا بني أمية، وأمه أمة كردية يقال لها لبابة، وكان لإبراهيم الأشتر النخعي، أخذها محمد بن مروان يوم قتله فاستولدها مروان هذا. كان يقال له "مروان الحمار" لجرأته في الحروب، وكان يقال له: مروان الجعدي، نسبة إلى رأي الجعد بن درهم وهو آخر من ملك من بني أمية، وكانت خلافته خمس سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام ترجمته في تاريخ الإسلام "5/ 32"، البداية والنهاية "10/ 48- 53"، شذرات الذهب "1/ 153". 2 المصاف: بالفتح وتشديد الفاء: جمع مصف وهو موضع الحرب الذي يكون فيه الصفوف. 3 أذنة: على وزن حسنة: بلد من الثغور قرب المصيصة مشهور، خرج منه جماعة من أهل العلم وسكنه آخرون. 5 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 366"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3211"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 460 و550" و"2/ 163 و549"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 2054" الكاشف "2/ ترجمة 3717"، تاريخ الإسلام "6/ 156"، تهذيب التهذيب "7/ 97"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4697".

يَرْوِي عَنِ: الشَّعْبِيِّ, وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ, وَقَيْسِ بن مسلم, وعون بن أبي جحفية, وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: وَكِيْعٌ, وَأَبُو أُسَامَةَ, وَجَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ, وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاءِ. عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ:، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو العُمَيْسِ، عَنِ القَاسِمِ -يَعْنِي: ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ- قَالَ: مَدَّ الفُرَاتُ, فَجَاءَ بِرُمَّانَةٍ مِثْلِ البَعِيْرِ, فَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّهَا مِنَ الجَنَّةِ. تُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَيَقعُ حَدِيْثُه عَالِياً فِي "جزء الجابري"1.

_ 1 الجابري: قال ابن حجر في "تبصير المتنبه" اسمه عبد الله بن جعفر الموصلي، صاحب ذاك الجزء، رواه عنه أبو نعيم.

عبد الحميد بن جعفر

1005- عبد الحميد بن جعفر 1: "م، 4" ابن عبد الله بن الحَكَمِ بنِ رَافِعٍ الأَنْصَارِيُّ, المَدِيْنِيُّ, الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, الثِّقَةُ, أَبُو سَعْدٍ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ, وَنَافِعٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَطَاءٍ, وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ, وَعَمِّ أَبِيْهِ, عُمَرَ بنِ الحَكَمِ, وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ, وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى القَطَّانُ, وَابْنُ وَهْبٍ, وَأَبُو أُسَامَةَ, وَأَبُو عَاصِمٍ, وَالوَاقِدِيُّ, وَبَكْرُ بنُ بَكَّارٍ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيُّ: وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَنْقِمُ عَلَيْهِ خُرُوْجَه مَعَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ, وَكَانَ مِنْ فُقَهَاءِ المَدِيْنَةِ. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: كَانَ سُفْيَانُ يَحْمِلُ عَلَى عَبْدِ الحَمِيْدِ, فَكَلَّمْتُهُ فِيْهِ, فَقُلْتُ: مَا شَأْنُهُ? ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: مَا أَدْرِي مَا شَأْنُهُ وَشَأْنَه!. وَنَقَلَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يُضَعِّفُ عَبْدَ الحَمِيْدِ بنَ جَعْفَرٍ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ عَبْدُ الحَمِيْدِ ثِقَةً, يُرْمَى بِالقَدَرِ. قُلْتُ: قَدْ لُطِخَ بِالقَدَرِ جَمَاعَةٌ, وَحَدِيْثُهُم فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" أَوْ أحدهما؛ لأنهم موصفون بالصدق والإتقان. مَاتَ عَبْدُ الحَمِيْدِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ ومئة. احْتجَّ بِهِ الجَمَاعَةُ سِوَى البُخَارِيِّ وَهُوَ حَسَنُ الحديث.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1677"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 271 و427" و"2/ 458 و491"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 46"، العبر "1/ 220"، الكاشف "2/ ترجمة 3138"، ميزان الاعتدال "2/ 539"، تاريخ الإسلام "6/ 221"، تهذيب التهذيب "6/ 111"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3971".

إبراهيم بن نافع، سعيد بن أبي أيوب

إبراهيم بن نافع، سعيد بن أبي أيوب: 1006- إبراهيم بن نافع 1: "ع" الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, الحَافِظُ, أَبُو إِسْحَاقَ المَخْزُوْمِيُّ, المَكِّيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ, وَمُسْلِمِ بنِ يَنَّاقَ, وَابْنِ طَاوُوْسٍ, وَابْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي نَجِيْحٍ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ, وَزَيْدُ بنُ الحُبَابِ, وَأَبُو نعيم, وخلاد ابن يَحْيَى, وَأَبُو حُذَيْفَةَ مُوْسَى بنُ مَسْعُوْدٍ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ حَافِظاً. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: هُوَ أَوْثَقُ شَيْخٍ كَانَ بِمَكَّةَ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ، أَوْ بَعْدَهَا. 1007-سَعِيْدُ بنُ أَبِي أيوب 2: "ع" الإِمَامُ, الحَافِظُ, الثِّقَةُ, أَبُو يَحْيَى المِصْرِيُّ, الفَقِيْهُ, الخُزَاعِيُّ مَوْلاَهُم. وَاسْمُ وَالِدِه: مِقْلاَصٌ. وُلِدَ سعيد سنة مائة. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَقِيْلٍ زُهْرَةَ بنِ مَعْبَدٍ, وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ, وَجَعْفَرِ بنِ رَبِيْعَةَ, وَعُقَيْلِ بنِ خَالِدٍ, وَعَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ مَيْمُوْنٍ, وَكَعْبِ بنِ عَلْقَمَةَ وَطَبَقَتِهِم. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَابْنُ المُبَارَكِ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ, وأبو عبد الرحمن المقرىء, وَرَوْحُ بنُ صَلاَحٍ, وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَغَيْرُهُ. تُوُفِيَّ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1047"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 458"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 152"، تهذيب التهذيب "1/ 174". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 516"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1521"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 150 و239" و"2/ 192 و238"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 277"، "العبر "1/ 237"، الكاشف "1/ ترجمة 1875"، تهذيب التهذيب "4/ 7"، خلاصة الخرزجي "1/ ترجمة 2420"، شذرات الذهب "1/ 251".

أبو أيوب المورياني، بشار بن برد

أبو أيوب المُورِياني، بشار بن برد: 1008- أبو أيوب المورياني 1: وَزِيْرُ المَنْصُوْرِ, سُلَيْمَان بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الخُوْزِيُّ, تَمَكَّنَ مِنَ المَنْصُوْرِ تَمَكُّناً لاَ مَزِيْدَ عَلَيْهِ, وَكَانَ أَوَّلاً كَاتِباً لِلأَمِيْرِ سُلَيْمَانَ بنِ حَبِيْبِ بنِ المُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَةَ, وَكَانَ المَنْصُوْرُ يَنُوبُ عَنْ هَذَا الأَمِيْرِ فِي بَعْضِ كُوَرِ فَارِسٍ -فِيْمَا نَقَلَهُ ابْنُ خَلِّكَانَ-. فَصَادَرَه, وَضَرَبَهُ, فلما صارت الخلافة إلى المنصور, قتله. وكان المُوْرِيَانِيُّ قَدْ دَافَعَ عِنْدَ سُلَيْمَانَ كَثِيْراً عَنِ المَنْصُوْرِ, فَاسْتَوْزَرَهُ, ثُمَّ غَضِبَ عَلَيْهِ, وَنَسَبَهُ إِلَى أَخْذِ الأَمْوَالِ, وَأَضْمَرَ لَهُ, فَكَانَ كُلَّمَا هَمَّ بِهِ دَخَلَ أَبُو أَيُّوْبَ وَقَدْ دَهَنَ حَاجِبَيْهِ بدهن مسحور فسار فِي أَلْسِنَةِ العَامَّةِ: دُهْنُ أَبِي أَيُّوْبَ. ثُمَّ إِنَّهُ اسْتَأْصَلَه وَعَذَّبَهُ, وَأَخَذَ مِنْهُ أَمْوَالاً عَظِيْمَةً. وَكَذَلِكَ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةُ قَرِيْبَةُ الرَّزِيَّةِ. مَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ, وَكَانَ مِنْ دُهَاةِ العَالِمِ, وَلَهُ مُشَارَكَةٌ قَويَّةٌ فِي الأَدَبِ وَالفَلسَفَةِ, وَالحِسَابِ, وَالكِيْمِيَاءِ, وَالسِّحرِ, وَالنُّجُوْمِ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ بِفَقِيْهٍ. وَكَانَ سَمْحاً جَوَاداً مُتَمَوِّلاً. 1009- بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ 2: شَاعِرُ العَصْرِ, أَبُو مُعَاذٍ البَصْرِيُّ, الضَّرِيْرُ, بَلَغَ شِعرُه الفَائِقُ نَحْواً مِنْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ أَلْفَ بَيْتٍ. نَزَلَ بَغْدَادَ وَمَدَحَ الكُبَرَاءَ. وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي عُقَيْلٍ وَيُلَقَّبُ بِالمُرَعَّثِ لِلُبْسِه فِي الصِّغَرِ رِعَاثاً وَهِيَ الحلقُ وَاحِدُهَا رَعَثَةٌ وَوُلِدَ أَعْمَى. قَالَ أَبُو تَمَّامٍ: هُوَ أَشعَرُ النَّاسِ والسيد الحميري1 في وقتهما. وهو القائل: أَنَا وَاللهِ أَشْتَهِي سِحْرَ عَيْنَيْ ... كِ وَأَخْشَى مَصَارِعَ العُشَّاقِ وَلَهُ: هَلْ تَعْلَمِيْنَ وَرَاءَ الحُبِّ مَنْزِلَةً ... تُدْنِي إِلَيْكِ فَإِنَّ الحُبَّ أَقْصَانِي قُلْتُ: اتُّهِمَ بِالزَّنْدَقَةِ, فَضَرَبَهُ المَهْدِيُّ سَبْعِيْنَ سَوْطاً لِيُقِرَّ, فَمَاتَ مِنْهَا. وَقِيْلَ: كَانَ يُفَضِّلُ النَّارَ, وَيَنْتَصِرُ لإِبْلِيسَ. هَلَكَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ وَبَلغَ التسعين.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 276"، تاريخ الإسلام "6/ 188" شذرات الذهب "1/ 236". 2 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "3/ 135"، تاريخ بغداد "7/ 112"، وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 113"، العبر "1/ 252"، لسان الميزان "2/ 15"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 264"، خزانة الأدب "1/ 541".

أبو الغصن

1010- أبو الغصن 2: هُوَ الشَّيْخُ, العَالِمُ, الصَّادِقُ, المُعَمَّرُ, بَقِيَّةُ المَشْيَخَةِ, أبو الغصن ثابت ابن قَيْسٍ الغِفَارِيُّ مَوْلاَهُم, المَدَنِيُّ. عِدَادُهُ فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ. يَرْوِي عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ وَنَافِعِ بنِ جُبَيْرٍ, وَخَارِجَةَ بنِ زَيْدٍ الفَقِيْهِ, وَأَبِي سَعِيْدٍ كَيْسَانَ المَقْبُرِيِّ, وَالقُدَمَاءِ وَرَأَى جَابِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ فِيْمَا اعْتَرَفَ بِهِ أَبُو حَاتِمٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: مَعْنُ بنُ عِيْسَى, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ, وَبِشْرُ بنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ, وَالقَعْنَبِيُّ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ, وَجَمَاعَةٌ. وَأَخْطَأَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ جُحَا صَاحِبُ تِيْكَ النَّوَادِرِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ أَيْضاً فِي رِوَايَة عَبَّاسٍ: هُوَ صَالِحٌ لَيْسَ حَدِيْثُه بِذَاكَ وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ يَحْيَى: ضَعِيْفٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ مِنْ مَوَالِي عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ. وَكَانَ قَلِيْلَ الحَدِيْثِ كَثِيْرَ الوَهْمِ فِيْمَا يَرْوِي لاَ يُحْتَجُّ بِخَبَرِهِ إِذَا لَمْ يُتَابِعْه غَيْرُهُ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُكْتَبُ حَدِيْثُه. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: عَاشَ ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ مائَةً وَخَمْسَ سِنِيْنَ وَمَاتَ: سنة ثمان وستين ومائة.

_ 1 السيد الحميري: هو إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ رَبِيْعَةَ الحميري، الشاعر المفلق، يكنى أبا هاشم، كان رافضيا خبيثا. قال الدارقطني: كان يسب السلف في شعره ويمدح عليا -رضي الله عنه- وقال أبو الفرج: كان شاعرا مطبوعا مكثرا إنما مات ذكره وهجر الناس شعره لإفراطه في سب الصحابة وإفحاشه في شتمهم والطعن عليهم وكان يقول بإمامة محمد ابن الحنفية: ترجمته في لسان الميزان "1/ 436- 438". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2083"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 322"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1840"، المجروحين لابن حبان "1/ 206"، ميزان الاعتدال "1/ 266"، تهذيب التهذيب "2/ 13".

يونس بن أبي إسحاق

1011- يونس بن أبي إسحاق 1: "م، 4" عمرو بن عبد الله الهمداني السَّبِيْعِيُّ, الكُوْفِيُّ, مُحَدِّثُ الكُوْفَةِ, أَبُو إِسْرَائِيْلَ, وَابْنُ مُحَدِّثِهَا, وَوَالِد الحَافِظَيْنِ: إِسْرَائِيْلَ, وَعِيْسَى, وَأَخُوْ إِسْحَاقَ, وَعمُّ يُوْسُفَ بنِ إِسْحَاقَ. كَانَ أَحَدَ العُلَمَاءِ الصَّادِقِيْنَ. يُعَدُّ فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَنَاجِيَةَ بنِ كَعْبٍ, وَالشَّعْبِيِّ, وَمُجَاهِدٍ, وَأَبِي بُرْدَةَ, وَأَبِي بَكْرٍ ابْنَيْ أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ, وَهِلاَلِ بنِ خَبَّابٍ وَوَالِدِه أَبِي إِسْحَاقَ, وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ عِيْسَى, وَابْنُ المُبَارَكِ, وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ, وَوَكِيْعٌ, وَابْنُ مَهْدِيٍّ, وَيَحْيَى بنُ آدَمَ, وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ, وَقَبِيْصَةُ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَدَائِنِيُّ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ, وَهُوَ مِنْ بَيْتِ العِلْمِ, وَالحِفظِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ. وقال أبو حاتم: صدوق لاَ يُحتَجُّ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: كَانَتْ فِيْهِ غَفْلَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدِيْثُه مُضْطَرِبٌ. وَقَالَ سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ: قَدِمْتُ مِنَ الكُوْفَةِ فَقَالَ لِي شُعْبَةُ: مَنْ لَقِيْتَ? قُلْتُ: لَقِيْتُ يُوْنُسَ بنَ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: مَا حَدَّثَكَ? فَأَخْبَرْتُهُ فَسَكَتَ سَاعَةً وَقُلْتُ لَهُ: قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ مَاعِزٍ. قَالَ: فَلَمْ يَقُلْ لَكَ:، حَدَّثَنَا ابْنُ مَسْعُوْد? قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَذْكُرُ يُوْنُسَ بنَ أَبِي إِسْحَاقَ, فَقَالَ: كَانَتْ فِيْهِ غَفلَةٌ, كَانَتْ مِنْهُ سَجِيَّةٌ, كَانَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي أَبِي سَمِعْتُ عَدِيَّ بنَ حَاتِمٍ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ" ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ يَقُوْلاَنِ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْقِلٍ عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ2. قُلْتُ: ابْنَاهُ أَتْقَنُ مِنْهُ, وَهُوَ حَسَنُ الحَدِيْثِ. قَالُوا: توفي سنة تسع وخمسين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 363"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3506"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 173"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1024"، الكاشف "3/ ترجمة 6580"، تاريخ الإسلام "6/ 318"، ميزان الاعتدال "4/ 482-483"، تهذيب التهذيب "11/ 433"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 247". 2 صحيح: أخرجه الطيالسي "1039"، وأحمد "4/ 256"، والنسائي "5/ 75"، والطبراني في "الكبير" "17/ 220" من طرق عن شعبة، عن محل بن خليفة، عن عدي بن حاتم مرفوعا وأخرجه الطيالسي "1036"، وابن أبي شيبة "3/ 110"، وأحمد "4/ 258 و259 و377"، والبخاري "1417"، ومسلم "1016"، والطبراني في "الكبير" "17/ 207- 214" من طرق عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ معقل، عن عدي بن حاتم، به.

يوسف بن إسحاق، أبو عامر الخزاز

يوسف بن إسحاق، أبو عامر الخَزَّاز: 1012- يوسف بن إسحاق 1: "ع" ابن الامام أبي إسحاق السبيعي. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ وَرَوَى عَنِ: الشَّعْبِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ, وَجَدِّهِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَا عَمِّهِ, إِسْرَائِيْلُ وَعِيْسَى وَوَلدُهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يوسف وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ يَكُنْ فِي وَلدِ أَبِي إِسْحَاقَ أَحْفَظُ مِنْهُ. قُلْتُ: مِنْهُم مَنْ يَنْسِبُهُ إِلَى جَدِّهِ فَيَقُوْلُ: يُوْسُفُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وخمسين ومائة بالكوفة. 1013- أبو عامر الخزاز 1: "م، 4" الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, صَالِحُ بنُ رُسْتُمَ المُزَنِيُّ مَوْلاَهُم, البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ البَصْرِيِّ, وَعِكْرِمَةَ, وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ, وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ, وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى القَطَّانُ, وَابْنُ مَهْدِيٍّ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَسَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ, وَعُثْمَانُ بنُ عُمَرَ بنِ فَارِسٍ, وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَعِدَّةٌ. قَالَ أبو داود السجستاني: ثقة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 374"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3406"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 909"، الكاشف "3/ ترجمة 6543"، العبر "1/ 228"، تاريخ الإسلام "6/ 317" ميزان الاعتدال "4/ 462"، تهذيب التهذيب "11/ 408"، شذرات الذهب "1/ 242". 3 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2807"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 534" و"2/ 47 و66 و115" و"3/ 381"، الكنى للدولابي "2/ 23"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1764"، الأنساب للسمعاني "8/ 474"، الكاشف "2/ ترجمة 2360"، تاريخ الإسلام "6/ 202"، ميزان الاعتدال "2/ 294"، تهذيب التهذيب "4/ 391"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3058".

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عِنْدِي لاَ بَأْسَ بِهِ, قَدْ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيْثُه. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: هُوَ صَالِحُ الحَدِيْثِ. قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِيْنَ ومائة.

مصعب

1014- مصعب 1: "د، ت، ق" ابن ثابت بن الخَلِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ, القُدْوَةُ, الإِمَامُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ الزُّبَيْرِيُّ, المَدَنِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ, وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ, وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُه, عَبْدُ اللهِ وَالِي اليَمَنِ, وَحَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَاقِدِيُّ, وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ نَافِلَتُه2 الزُّبَيْرُ فِي كِتَابِ "النَّسَبِ": أُمُّهُ: كَلْبِيَّةٌ, اشْتَرَاهَا أبوه من سكينة بنت الحسين بمئة نَاقَةٍ. فَحَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبٌ: أَنَّ جَدَّهُ كَانَ مِنْ أَعْبدِ أَهْلِ زَمَانِه, صَامَ هُوَ وَأَخُوْهُ نَافِعٌ مِنْ عُمُرِهِمَا خَمْسِيْنَ سَنَةً. وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ مِسْكِيْنَ قَالَ: مَا رَأَيتُ أَحَداً قَطُّ أَكْثَرَ صَلاَةً مِنْ مُصْعَبِ بنِ ثَابِتٍ كَانَ يُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ وَيَصُومُ الدَّهْرَ. وَقَالَتْ عَنْهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ مُصْعَبٍ: كَانَ أَبِي يُصَلِّي فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلْفَ ركعة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1524"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 7407"، المجروحين لابن حبان "3/ 28"، العبر "1/ 228"، الكاشف "3/ ترجمة 5558"، تاريخ الإسلام "6/ 290". ميزان الاعتدال "4/ 118- 119"، تهذيب التهذيب "10/ 158"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7018"، شذرات الذهب "1/ 242". 2 النافلة: ولد الولد -قال الله -عز وجل- في قصة إبراهيم- على نبينا وعليه الصلاة والسلام: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ} [الأنبياء: 72] .

وَقَالَ مُصْعَبُ بنُ عُثْمَانَ وَخَالِدُ بنُ وَضَّاحٍ: كَانَ مُصْعَبُ بنُ ثَابِتٍ يَصُوْمُ الدَّهْرَ, وَيُصَلِّي فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلفَ رَكْعَةٍ يَبِسَ مِنَ العبادة وكان من أبلغ أهل زمانه. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ اسْتَحَقَّ لِذَلِكَ مُجَانَبَةَ حَدِيْثِه. رَوَى الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْهُ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ, عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: "خَيْرُ المَجَالِسِ أَوْسَعُهَا" 1 قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة.

_ 1 صحيح: أخرجه البزار "2013"، والطبراني في "الأوسط" "840"، والحاكم "4/ 269" والبيهقي في "شعب الإيمان" "8240" من طرق عن عبد العزيز محمد الدراوردي، عن مصعب بن ثابت عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، به مرفوعا. قلت: رجاله إسناده ثقات خلا مصعب بن ثابت، فإنه ضعيف ضعفه ابن معين وغيره، وقد حسن البزار حديثه. وأخرجه أحمد "3/ 18 و69"، والبخاري في "الأدب المفرد" "1136"، وعبد بن حميد في "المنتخب" "981"، وأبو داود "4820"، والحاكم "4/ 269"، والبيهقي في "شعب الإيمان" "8241"، وفي "الأدب" "307"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "1222" و"1223" من طرق عن عبد الرحمن ابن أبي الموال، حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، عن أبي سعيد الخدري مرفوعا. قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات على شرط الشيخين خلا عبد الرحمن بن أبي الموالي فمن رجال البخاري، وهو ثقة، وثقه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن معين. وقال: الحافظ في "التقريب": صدوق.

فطر بن خليفة

1015- فطر بن خليفة 1: "4، خَ، مَقْرُوْناً" الشَّيْخُ, العَالِمُ, المُحَدِّثُ, الصَّدُوْقُ, أَبُو بَكْرٍ الكُوْفِيُّ, المَخْزُوْمِيُّ, مَوْلَى عَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ -رضي الله عنه- الحناط. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ, وَأَبِي وَائِلٍ, وَطَاوُوْسٍ, وَمُجَاهِدٍ, وَأَبِي الضُّحَى, وَوَالِدِه, وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: السُّفْيَانَانِ, وَأَبُو أُسَامَةَ, وَيَحْيَى بنُ آدَمَ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى, وَبَكْرُ بنُ بَكَّارٍ, وَالفِرْيَانِيُّ, وَقَبِيْصَةُ وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ, وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَقَالَ مَرَّةً: كَانَ فِطْرٌ عِنْدَ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ ثِقَةً, لَكِنَّهُ خَشَبِيٌّ مُفرِطٌ2. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ, حَسَنُ الحَدِيْثِ, فِيْهِ تَشَيُّعٌ يَسِيْرٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ- مِنْهُم مَنْ يَسْتَضعِفُه, لَهُ سِنٌّ وَلِقَاءٌ, وَكَانَ لاَ يَدَعُ أَحَداً يَكْتُبُ عِنْدَهُ. وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ, قَالَ: مَا تَرَكتُ الرِّوَايَةَ عَنْ فِطْرٍ, إلَّا بِسُوءِ مَذْهَبِه. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنِ فِطْرٍ, فَقَالَ: ثِقَةٌ, صَالِحُ الحَدِيْثِ, حَدِيْثُه حَدِيْثُ رَجُلٍ كَيِّسٍ إلَّا أَنَّهُ يَتَشَيَّعُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: تَرَكتُهُ عَمداً, وَكَانَ يَتَشَيَّعُ, وَكُنْتُ أَمُرُّ بِهِ بِالكُنَاسَةِ فِي أَصْحَابِ الطَّعَامِ, وَكَانَ أَعْرَجَ, فَأَمُرُّ وَأَدَعُهُ مِثْلَ الكَلْبِ. العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ جَرِيْرٍ, قَالَ: كَانَ الأَعْمَشُ, وَمَنْصُوْرٌ, وَمُغِيْرَةُ يَشْرَبُوْنَ فَإِذَا أَخَذُوا فِي رُؤُوْسِهِم سَخِرُوا بِفِطْرِ بن خليفة. قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: كَانَ فِطْرٌ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ سَمِعْتُ, وَالمَسْعُوْدِيُّ أَحْفَظُ مِنْهُ. العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ, سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ عَنْ عَطَاءٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أُصِيْبَ بِمُصِيْبَةٍ فَلْيَذْكُرْ مُصِيْبَتَهُ بِي فإنها أعظم المصائب". فقلت ليحيى ابن سَعِيْدٍ: أَقَالَ حَدَّثَنَا عَطَاءٌ? قَالَ: وَمَا يَنْتَفِعُ بقول:

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 364"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 625"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 175 و567 و798"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 512"، الكاشف "2/ ترجمة 4564"، ميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6779"، تاريخ الإسلام "6/ 368"، العبر "1/ 220 و333"، تهذيب التهذيب "8/ 300"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5758"، شذرات الذهب "1/ 235". 2 الخشبية: هم الرافضة، وسموا بذلك نسبة إلى الخشب لقولهم: إنا لا نقاتل بالسيف إلا مع إمام معصوم، فقاتلوا بالخشب، ولهذا جاء في بعض الروايات عن الشعبي قال: "ما رأيت أحمق من الخشبية" وكذا ذكر ابن حزم في "الفصل" "5/ 45" أن بعض الشيعة لا يستحلون حمل السلاح حتى يخرج الذي ينتظرونه، فهم يقتلون الناس بالخنق والحجارة، والخشبية يقتلونهم بالخشب.

حَدَّثَنَا عَطَاءٌ, وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ؟! سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الوَالِبِيُّ, قَالَ الفَلاَّسُ, ثُمَّ قدم علينا يزيد ابن هَارُوْنَ, فَحَدَّثَنَا عَنْ فِطْرٍ, عَنْ أَبِي خَالِدٍ الوَالِبِيِّ نَفْسِهِ1. ثُمَّ قَالَ العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: قُلْتُ لِيَحْيَى فِي حَدِيْثِ فِطْرٍ: خَرَجَ عَلَيَّ وَهُم قِيَامٌ. فَقَالَ يَحْيَى: إِنَّمَا هُوَ. فَقَالَ لِي. حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الوَالِبِيُّ قُلْتُ لِيَحْيَى: إِنَّهُم يُدخِلُوْنَ بَيْنَهُمَا زَائِدَةَ وَابْنَ نَشِيْطٍ. قَالَ يَحْيَى: فَإِنَّهُ أَيْضاً قَدْ قَالَ لِي. حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ فِي حَصَى الجِمَارِ ثُمَّ أَدخَلَ بَعْدَ ذَلِكَ بَيْنَهُمَا رَجُلاً فِيْمَا بَلَغَنِي قُلْتُ لِيَحْيَى: فَتَعتَمِدُ عَلَى قَوْلِهِ: حَدَّثَنَا فُلاَنٌ.. قَالَ: حَدَّثَنَا فُلاَنٌ مَوصُولٌ? قَالَ: لاَ. قُلْتُ: كَانَتْ مِنْهُ سَجِيَّةً? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: مَاتَ فِطْرُ بن خليفة سنة ثلاث وخمسين ومئة. وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ. وَمَا يَبعُدُ أَنْ يَكُوْنَ لَقِيَ المَشَايِخَ المَذْكُوْرِيْنَ لَكِنَّهُ لَيْسَ بذاك المتقن, مع مَا فِيْهِ مِنْ بِدعَةٍ, وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَرَنَهُ البُخَارِيُّ بِآخَرَ, وَحَدِيْثُه مِنْ قَبِيْلِ الحَسَنِ. قَالَ عَبَّادُ بنُ يَعْقُوْبَ فِي كِتَابِ "المَنَاقِبِ" لَهُ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَصْبَاغِيُّ, وَغَيْرُهُ, عَنْ جَعْفَرٍ الأَحْمَرِ, قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى فِطْرِ بنِ خَلِيْفَةَ وَهُوَ مُغْمَىً عَلَيْهِ فَأَفَاقَ, فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَكَانَ كُلِّ شَعرَةٍ فِي جَسَدِي لِسَانٌ يُسَبِّحُ اللهَ بحبي أهل البيت.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه العقيلي في "الضعفاء" "3/ 465" حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ علي، به. قلت: إسناده ضعيف، لإرساله. لكن أخرجه ابن عدي في "الكامل" "7/ 168" من طريق يوسف بن الغرق بن لمازة قاضي الأهواز، عن عثمان بن مقسم، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه مرفوعا بلفظ "من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته في". قلت: وإسناده ضعيف جدا، فيه يوسف بن الغرق، قال أبو الفتح الأزدي: كذاب وقال أبو على الحافظ: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وفيه علة ثانية: وهو عثمان بن مقسم البري، أبو سلمة الكندي البصري، تركه يحيى القطان وابن المبارك. وقال أحمد: حديث منكر. وقال الجوزجاني: كذاب. وقال النسائي والدراقطني: متروك. وله شاهد من حديث عائشة مرفوعا بلفظ: "يا أيها الناس أيما أحد من الناس، أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن احدًا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي". أخرجه ابن ماجه "1599" من طريق موسى بن عبيدة، حدثنا مصعب بن محمد، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عائشة، به. وإسناده ضعيف، آفته موسى بن عبيدة الربذي، فإنه ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب" لكن الحديث يحسن بهذا الشاهد والله أعلم.

ابن إسحاق

1016- ابْنُ إِسْحَاقَ 1: "4" مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ يَسَارِ بن خيار, وَقِيْلَ: ابْنُ كُوْثَانَ, العَلاَّمَةُ, الحَافِظُ, الأَخْبَارِيُّ, أَبُو بَكْرٍ -وَقِيْلَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ- القُرَشِيُّ, المُطَّلِبِيُّ مَوْلاَهُم, المَدَنِيُّ, صَاحِبُ "السِّيْرَةِ النَّبَوِيَّةِ" وَكَانَ جَدُّهُ يَسَارٌ مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ2 فِي دَوْلَةِ خَلِيْفَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ مَوْلَى قَيْسِ بنِ مَخْرَمَةَ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وُلِدَ ابْنُ إِسْحَاقَ: سَنَةَ ثَمَانِيْنَ. وَرَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ بِالمَدِيْنَةِ, وَسَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ, وَعَمِّه مُوْسَى بنِ يَسَارٍ, وَعَنْ أَبَانِ بنِ عُثْمَانَ فِيْمَا قِيْلَ, وَعَنْ بُشَيْرِ بنِ يَسَارٍ, وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ, وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ, وأبي سفيان طلحة ابن نَافِعٍ, وَعَبَّاسِ بن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ, وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ, وَأَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ, وَمَكْحُوْلٍ الهُذَلِيِّ, وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ, وَأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنْ صَحَّ, وَفَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ بنِ الزُّبَيْرِ, وَمَعْبَدِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ, وَالزُّهْرِيِّ, وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ فِيْمَا قِيْلَ, وَعِكْرِمَةَ بنِ خَالِدٍ المَخْزُوْمِيِّ, وَسَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ, وَسَعِيْدِ بن عبيد ابن السَّبَّاقِ, وَعَاصِمِ بنِ عَمْرِو بنِ قَتَادَةَ, وَصَدَقَةَ بن يسار, والصلت بن عبد الله ابن نَوْفَلِ بنِ الحَارِثِ الهَاشِمِيِّ, وَعُبَادَةَ بنِ الوَلِيْدِ بنِ عُبَادَةَ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ بنِ يَزِيْدَ النَّخَعِيِّ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ, وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ, وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ بنِ يَزِيْدَ بنِ رُكَانَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَطَاءٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَبَّانَ وَنُبَيْهِ بنِ وَهْبٍ وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ وَيَعْقُوْبَ بنِ عُتْبَةَ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارٍ وَمُحَمَّدِ بنِ الزُّبَيْرِ الحَنْظَلِيِّ وَسُلَيْمَانَ بنِ سُحَيْمٍ وَابْنِ طَاوُوْسٍ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ إِلَى أَنْ يَنْزِلَ إِلَى صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ وَمُحَمَّدِ بنِ السَّائِبِ الكَلْبِيِّ, وروح بن القاسم, وشعبة, وطائفة. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ العِلْمَ بِالمَدِيْنَةِ, وَذَلِكَ قَبْلَ مَالِكٍ وَذَوِيْهِ, وَكَانَ فِي العِلْمِ بَحْراً عجاجًا, ولكنه ليس بالمجود كما ينبغي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 321"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 61"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1087"، تاريخ بغداد "1/ 214"، العبر "1/ 216 و341"، الكاشف "3/ ترجمة رقم 4789"، تاريخ الإسلام "6/ 275"، ميزان الإسلام "3/ 468" تهذيب التهذيب "9/ 38" خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6049"، شذرات الذهب "1/ 230". 2 عين التمر: بلدة قريبة من الانبار، غربي الكوفة.

حَدَّثَ عَنْهُ: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ شَيْخُهُ, وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَهُمَا مِنَ التَّابِعِيْنَ، وِفَاقاً، وَشُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَالحَمَّادَانِ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَهُشَيْمٌ، وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وَأَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ، وَيَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَمُوْسَى بنُ أَعْيَنَ، وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَعَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَابْنُ إِدْرِيْسَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَزِيَادٌ البَكَّائِيُّ، وَسَلَمَةُ الأَبْرَشُ، وَسَعْدَانُ بنُ يَحْيَى، وَعَبْدُ الأَعْلَى السَّامِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ الحَرَّانِيُّ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ الوَاسِطِيُّ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَيُوْنُسُ بن بكير، ويعلى ابن عُبَيْدٍ، وَأَخُوْهُ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَغْرَاءَ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ، وَأَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بنُ، وَاضِحٍ، وَأَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ الوَهْبِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم يَشُقُّ اسْتِقصَاؤُهُم، وَيَبعُدُ إِحصَاؤُهُم. قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: يَسَارٌ مَوْلَى قَيْسِ بنِ مَخْرَمَةَ مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ، وَهُوَ أَوَّلُ سَبْيٍ دَخَلَ المَدِيْنَةَ مِنَ العِرَاقِ. وَرَوَى سَلَمَةُ بنُ الفَضْلِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، وَالصِّبْيَانُ يَشتَدُّونَ، وَيَقُوْلُوْنَ هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- لاَ يَمُوتُ حَتَّى يَلْقَى الدَّجَّالَ. مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ: عَنْ جَرِيْرٍ قَالَ: رَأَيتُ ابْنَ إِسْحَاقَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. قَالَ المُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً حَسَنَ الحَدِيْثِ: فَقُلْتُ: إِنَّهُم يَزْعُمُوْنَ أَنَّهُ رَأَى سَعِيْدَ بن المسيب. فَقَالَ: إِنَّهُ لَقَدِيْمٌ. وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: قَدْ سَمِعَ أَبَانَ بنَ عُثْمَانَ، وَمِنْ عَطَاءٍ، وَمِنْ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمِنَ القَاسِمِ قَالَ:، وَسَمِعَ مِنْ مَكْحُوْلٍ، وَمِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الزُهْرِيِّ قَالَ: لاَ يَزَالُ بِالمَدِيْنَةِ عِلْمٌ مَا بَقِيَ هَذَا عَنَى ابْنَ إِسْحَاقَ قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: مَدَارُ حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- علي سِتَّةٌ فَذَكَرهُم ثُمَّ قَالَ: فَصَارَ عِلْمُ السِّتَّةِ عِنْدَ اثْنَيْ عَشَرَ أَحَدُهُم مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ. وَقَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: رَأَيتُ الزُّهْرِيَّ أَتَاهُ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ فَاسْتَبطَأَهُ فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ كُنْتَ? قَالَ:، وَهَلْ يَصِلُ إِلَيْكَ أَحَدٌ مَعَ حَاجِبِكَ قَالَ: فَدَعَا حَاجِبَهُ فَقَالَ لَهُ: لاَ تَحْجِبْهُ إِذَا جَاءَ.

وَقَالَ: قَالَ سُفْيَانُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الهُذَلِيُّ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُوْلُ: لاَ يَزَالُ بِالمَدِيْنَةِ عِلْمٌ جَمٌّ مَا دَامَ فِيْهِمُ ابْنُ إِسْحَاقَ. وَقَالَ عَلِيٌّ: عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ، وَسُئِلَ عَنْ مَغَازِيه فَقَالَ: هَذَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَا يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ. وَرَوَى حَرْمَلَةُ عَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَحَّرَ فِي المَغَازِي فَهُوَ عِيَالٌ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَقَالَ: قَالَ عَاصِمُ بنُ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ: لاَ يَزَالُ فِي النَّاسِ عِلْمٌ مَا عَاشَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ. ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ مَعْرُوْفٍ, سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ إِسْحَاقَ مِنْ أَحْفَظِ النَّاسِ فَكَانَ إِذَا كَانَ عِنْدَ الرَّجُلِ خَمْسَةُ أَحَادِيْثَ أَوْ أَكْثَرُ فَاسْتَودَعَهَا عِنْدَ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: احْفَظْهَا عَلَيَّ فَإِنْ نَسِيتُهَا كُنْتَ قَدْ حَفِظتَهَا عَلَيَّ. قَالَ الخَلِيْلِيُّ: قَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ الحَافِظُ: كَيْفَ لاَ يَكُوْنُ ابْنُ إِسْحَاقَ ثِقَةً، وَقَدْ سَمِعَ مِنَ الأَعْرَجِ، وَيَرْوِي عَنْهُ ثُمَّ يَرْوِي عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْهُ ثُمَّ يَرْوِي عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيْهِ عَنْهُ. ثُمَّ قَالَ الخَلِيْلِيُّ: رَوَى عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ مِنْ أُسْتَاذَيْهِ: الزُّهْرِيُّ، وَصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ، وَعُقَيْلٌ، وَيُوْنُسُ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ، وَرَأَى ابْنَ إِسْحَاقَ مُقْبِلاً: لاَ يَزَالُ بِالحِجَازِ عِلْمٌ كَثِيْرٌ مَا دَامَ هَذَا الأَحْوَلُ. النُّفَيْلِيُّ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بن فائد قال: كنا إذا جلسنا إلى مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ فَأَخَذَ فِي فَنٍّ مِنَ العِلْمِ قَضَى مَجْلِسَه فِي ذَلِكَ الفَنِّ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ فِي المَغَازِي عَلاَّمَةً. قَالَ المَيْمُوْنِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بِحَدِيْثٍ اسْتَحسَنَهُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا أَحْسَنَ هَذِهِ القَصَصَ الَّتِي يَجِيْءُ بِهَا ابْنُ إِسْحَاقَ فَتَبَسَّمَ إِلَيَّ مُتَعَجِّباً. ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ -وَسُئِلَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ-: لِمَ لَمْ يَروِ أَهْلُ المَدِيْنَةِ عَنْهُ? فَقَالَ: جَالَسْتُ ابْنَ إِسْحَاقَ مُنْذُ بِضْعٍ، وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَمَا يَتَّهِمُهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وَلاَ يَقُوْلُ فِيْهِ شَيْئاً. فَقُلْتُ لَهُ: كَانَ ابْنُ إِسْحَاقَ يُجَالِسُ فَاطِمَةَ بِنْتَ المُنْذِرِ? فَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ، وَأَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الذَّهَبِيِّ: هُوَ صَادِقٌ فِي ذلك بلا ريب. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ البَاهِلِيُّ, سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ عُرْوَةَ يَقُوْلُ: تَحدَّثَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنِ امْرَأَتِي فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ، وَاللهِ إِنْ رَآهَا قَطُّ. قُلْتُ: هِشَامٌ صَادِقٌ فِي يَمِيْنِه فَمَا رَآهَا، وَلاَ زَعَمَ الرَّجُلُ أَنَّهُ رَآهَا بَلْ ذَكرَ أَنَّهَا حَدَّثَتْه، وَقَدْ سَمِعْنَا مِنْ عِدَّةِ نِسْوَةٍ، وَمَا رَأَيْتُهُنَّ.، وَكَذَلِكَ رَوَى عِدَّةٌ مِنَ التَّابِعِيْنَ عَنْ عَائِشَةَ، وَمَا رَأَوْا لَهَا صُوْرَةً أَبَداً. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: فَحَدَّثْتُ أَبِي بِحَدِيْثِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَقَالَ: وَلِمَ يُنْكِرُ هِشَامٌ? لَعَلَّهُ جَاءَ فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهَا فَأَذِنَتْ لَهُ يَعْنِي: وَلَمْ يَعْلَمْ. قَالَ الأَثْرَمُ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَقَالَ: هُوَ حَسَنُ الحَدِيْثِ ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ: وَذَكَرَهُ فَقَالَ: دَجَّالٌ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ. قَالَ الخَطِيْبُ: ذَكرَ بَعْضُهُم: أَنَّ مَالِكاً عَابَه جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ فِي زَمَانِهِ بِإِطلاَقِ لِسَانِه فِي قَوْمٍ مَعْرُوْفِيْنَ بِالصَّلاَحِ، وَالدِّيَانَةِ، وَالثِّقَةِ، وَالأَمَانَةِ. قُلْتُ: كَلاَّ مَا عَابَهُم إلَّا وَهُم عِنْدَهُ بِخِلاَفِ ذَلِكَ، وَهُوَ مُثَابٌ عَلَى ذَلِكَ، وَإِنْ أَخْطَأَ اجْتِهَادُه رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ الخَطِيْبُ: أَنْبَأَنَا البَرْقَانِيُّ, حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الآدَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ فُلَيْحٍ قَالَ: قَالَ لِي مَالِكٌ: هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ كَذَّابٌ. قَالَ أَحْمَدُ، وَهُوَ الأثرم إِنْ شَاءَ اللهُ: فَسَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ فَقَالَ: عَسَى أَرَادَ فِي الكَلاَمِ, أَمَّا فِي الحَدِيْثِ فَثِقَةٌ، وَهُوَ مِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ. قَالَ: وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَابْنُ المَاجَشُوْنِ، وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ يَتَكَلَّمُوْنَ فِي مَالِكٍ، وَكَانَ أَشَدَّهُم فِيْهِ كَلاَماً مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ كَانَ يَقُوْلُ: ائْتُونِي بِبَعْضِ كُتُبِه حَتَّى أُبَيِّنَ عُيُوبَه أَنَا بَيْطَارُ كُتُبِه. قَالَ الخَطِيْبُ: أَمَّا كَلاَمُ مَالِكٍ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ فَمَشْهُوْرٌ، وَأَمَّا حِكَايَةُ ابْنِ فُلَيْحٍ عَنْهُ فِي هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ فَلَيْسَتْ بِالمَحْفُوْظَةِ، وَرَاوِيهَا عَنِ ابْنِ المُنْذِر لاَ يُعرَفُ. قُلْتُ: فَهِيَ مردودة.

وَقَدْ أَمْسَكَ عَنِ الاحْتِجَاجِ بِرِوَايَاتِ ابْنِ إِسْحَاقَ غَيْرُ، وَاحِدٍ مِنَ العُلَمَاءِ, لأَشْيَاءَ مِنْهَا: تَشَيُّعُه، وَنُسِبَ إِلَى القَدَرِ، وَيُدَلِّسُ فِي حَدِيْثِهِ فَأَمَّا الصِّدْقُ فَلَيْسَ بِمَدْفُوْعٍ عَنْهُ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: رَأَيتُ عَلِيَّ بنَ عَبْدِ اللهِ يَحتَجُّ بِحَدِيْثِ ابْنِ إِسْحَاقَ. وذَكَرَ عَنْ سُفْيَانَ: أَنَّهُ مَا رَأَى أَحَداً يَتَّهِمُهُ. قَالَ: وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ: أَنَّ الزُّهْرِيَّ كَانَ تَلَقَّفَ المَغَازِيَ مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فِيْمَا يُحَدِّثُه عَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ، وَالَّذِي يُذكَرُ عَنْ مَالِكٍ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ لاَ يَكَادُ يَتَبَيَّنُ، وَكَانَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ مِنْ أَتْبَعِ مَنْ رَأَينَا لِمَالِكٍ أَخْرَجَ إِلَيَّ كُتُبَ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيْهِ فِي المَغَازِي، وَغَيْرِهَا فَانْتخَبتُ مِنْهَا كَثِيْراً. قَالَ: وَقَالَ لِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ حَمْزَةَ: كَانَ عِنْدَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ, عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ نَحَوٌ مِنْ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلفَ حَدِيْثٍ فِي الأَحكَامِ, سِوَى المَغَازِي. قُلْتُ: يَعْنِي بِتِكرَارِ طُرُقِ الأَحَادِيْثِ, فَأَمَّا المُتُوْنُ الأَحكَامِيَّةُ الَّتِي رَوَاهَا, فَمَا تَبلُغُ عُشْرَ ذَلِكَ. وَذَكَرَ البُخَارِيُّ هُنَا فَصلاً حَسَناً عَنْ رِجَالِهِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، وَصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ فَقَدْ أَكْثَرَا عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. قَالَ البُخَارِيُّ:، وَلَوْ صَحَّ عَنْ مَالِكٍ تَنَاوُلُهُ مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَلَرُبَّمَا تَكَلَّمَ الإِنْسَانُ فَيَرْمِي صَاحِبَهُ بِشَيْءٍ وَاحِدٍ، وَلاَ يَتَّهِمُهُ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا. قَالَ: وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ فُلَيْحٍ: نَهَانِي مَالِكٌ عَنْ شَيْخَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، وَقَدْ أَكْثَرَ عَنْهُمَا فِي المُوَطَّأِ، وَهُمَا مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِهِمَا، وَلَمْ يَنجُ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ مِنْ كَلاَمِ بَعْضِ النَّاسِ فِيْهِم نَحْوَ مَا يُذْكَرُ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ مِنْ كَلاَمِه فِي الشَّعْبِيِّ، وَكَلاَمِ الشَّعْبِيِّ فِي عِكْرِمَةَ، وَفِيْمَنْ كَانَ قَبْلَهُم، وَتَنَاوَلَ بَعْضُهُم فِي العِرْضِ، وَالنَّفْسِ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ أَهْلُ العِلْمِ فِي هَذَا النَّحوِ إلَّا بِبَيَانٍ، وَحُجَّةٍ، وَلَمْ تَسقُطْ عَدَالَتُهُم إلَّا بِبُرْهَانٍ ثَابِتٍ، وَحُجَّةٍ، وَالكَلاَمُ فِي هَذَا كَثِيْرٌ. قُلْتُ: لَسْنَا نَدَّعِي فِي أَئِمَّةِ الجَرْحِ، وَالتَّعْدِيْلِ العِصْمَةَ مِنَ الغَلَطِ النَّادِرِ، وَلاَ مِنَ الكَلاَمِ بنَفَسٍ حَادٍّ فِيْمَنْ بَيْنَهُم، وَبَيْنَهُ شَحنَاءُ، وَإِحْنَةٌ، وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ كَثِيْراً مِنْ كَلاَمِ الأَقْرَانِ بَعْضِهِم فِي بَعْضٍ مُهدَرٌ لاَ عبرة به، ولا سيما إذا، وثق الرَّجُلَ جَمَاعَةٌ يَلُوحُ عَلَى قَوْلِهُمُ الإِنصَافُ، وَهَذَانِ الرَّجُلاَنِ كُلٌّ مِنْهُمَا قَدْ نَالَ مِنْ صَاحِبِه لَكِنْ أَثَّرَ كَلاَمُ مَالِكٍ فِي مُحَمَّدٍ بَعْضَ اللِّيْنِ، وَلَمْ يُؤثِّرْ كَلاَمُ مُحَمَّدٍ فِيْهِ، وَلاَ ذَرَّةٍ، وَارتَفَعَ مَالِكٌ، وَصَارَ كَالنَّجمِ فَلَهُ ارْتفَاعٌ بِحَسْبِهِ، وَلاَ سِيَّمَا فِي السِّيَرِ، وَأَمَّا فِي أَحَادِيْثِ الأَحكَامِ فَيَنحَطُّ حَدِيْثُه فِيْهَا عَنْ رُتْبَةِ الصِّحَّةِ إِلَى رُتْبَةِ الحَسَنِ إلَّا فِيْمَا شَذَّ فِيْهِ فَإِنَّهُ يُعَدُّ مُنْكَراً. هَذَا الَّذِي عِنْدِي فِي حَالِهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.

قَالَ يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ أَمِيْرُ المُحَدِّثِيْنَ لِحِفْظِهِ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ: نَظَرْتُ فِي كُتُبِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَمَا، وَجَدْتُ عَلَيْهِ إلَّا فِي حَدِيْثَيْنِ، وَيُمكِنُ أَنْ يَكُوْنَا صَحِيْحَيْنِ. وَقَالَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ: الَّذِي يُذكَرُ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ مِنْ قَوْلِهِ: كَيْفَ يَدْخُلُ عَلَى امْرَأَتِي? لَوْ صَحَّ هَذَا مِنْ هِشَامٍ لَجَازَ أَنْ تَكتُبَ إِلَيْهِ فَإِنَّ أَهْلَ المَدِيْنَةِ يَرَوْنَ الكِتَابَ جَائِزاً لأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- كَتَبَ لأَمِيْرِ السَّرِيَّةِ كِتَاباً فَقَالَ لَهُ: "لاَ تَقْرَأْهُ حتى تبلغ موضع، وكذا، وَكَذَا" فَلَمَّا بَلَغَهُ قَرَأَهُ، وَعَمِلَ بِهِ، وَكَذَلِكَ الخُلَفَاءُ، وَالأَئِمَّةُ يُفْضُونَ بِكِتَابِ بَعْضِهِم إِلَى بَعْضٍ.، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُوْنَ سَمِعَ مِنْهَا، وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ فِي غَيْبَةِ زَوْجِهَا. قُلْتُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِهِمَا, كَمَا أَخَذَ خَلْقٌ مِنَ التَّابِعِيْنَ عَنِ الصَّحَابِيَّاتِ مَعَ جَوَازِ أَنْ يَكُوْنَ دَخَلَ عَلَيْهَا، وَرَآهَا وَهُوَ صَبِيٌّ, فَحَفِظَ عَنْهَا مَعَ احْتمَالِ أَنْ يَكُوْنَ أَخَذَ عَنْهَا حِيْنَ كَبِرَتْ وَعَجِزَتْ، وَكَذَا يَنْبَغِي فَإِنَّهَا أَكْبَرُ مِنْ هِشَامٍ بِأَزْيَدَ مِنْ عَشْرِ سِنِيْنَ فَقَدْ سَمِعَتْ مِنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ، وَلَمَّا رَوَتْ لابْنِ إِسْحَاقَ كَانَ لَهَا قَرِيْبٌ مِنْ سِتِّيْنَ سَنَةً. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: ابْنُ إِسْحَاقَ رَجُلٌ قَدِ اجْتَمَعَ الكُبَرَاءُ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ عَلَى الأَخْذِ عَنْهُ مِنْهُم: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَالحَمَّادَانِ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، وَرَوَى عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ.، وَقَدِ اخْتَبَرَهُ أَهْلُ الحَدِيْثِ فَرَأَوْا صِدْقاً، وَخَيْراً مَعَ مَدْحِ ابْنِ شِهَابٍ لَهُ، وَقَدْ ذَاكَرتُ دُحَيْماً قَوْلَ مَالِكٍ فَرَأَى أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ لِلْحَدِيْثِ إِنَّمَا هُوَ لأَنَّهُ اتهم بالقدر. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الجُوْزَجَانِيُّ: ابْنُ إِسْحَاقَ النَّاسُ, يَشْتَهُوْنَ حَدِيْثَهُ، وَكَانَ يُرْمَى بِغَيْرِ نَوعٍ مِنَ البِدَعِ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيُّ, عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ ابْنِ إِسْحَاقَ نَتَعَلَّمُ فَأَغْفَى إِغْفَاءةً فَقَالَ: إِنِّيْ رَأَيتُ فِي المَنَامِ السَّاعَةَ: كَأَنَّ إِنْسَاناً دَخَلَ المَسْجِدَ، وَمَعَهُ حَبلٌ فَوَضَعَهُ فِي عُنُقِ حِمَارٍ فَأَخْرَجَهُ. فَمَا لَبِثْنَا أَنْ دَخَلَ المَسْجِدَ رَجُلٌ مَعَهُ حَبلٌ حَتَّى، وَضَعَهُ فِي عُنُقِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَأَخْرَجَهُ قَالَ: فَذُهِبَ بِهِ إِلَى السُّلْطَانِ فَجُلِدَ. قَالَ الزُّبَيْرِيُّ: مَنْ أَجْلِ القَدَرِ. وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَةَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ بنِ إِسْحَاقَ, سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ إِسْحَاقَ يُرمَى بِالقَدَرِ، وَكَانَ أَبعَدَ النَّاسِ مِنْهُ.

وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ -وَذُكِرَ ابْنُ إِسْحَاقَ- فَقَالَ: إِذَا حَدَّثَ عَمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ مِنَ المَعْرُوْفِيْنَ فَهُوَ حَسَنُ الحَدِيْثِ, صَدُوْقٌ، وَإِنَّمَا أُتِيَ مِنْ أَنَّهُ يُحَدِّثُ عَنِ المَجْهُوْلِيْنَ أَحَادِيْثَ بَاطِلَةً. قَالَ إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَفٍ البُخَارِيُّ الحَافِظُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُوْنَ لَهُ أَلفُ حَدِيْثٍ يَنْفَرِدُ بِهَا, لاَ يُشَارِكُه فِيْهَا أَحَدٌ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ إِسْحَاقَ الجَلاَّبُ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيَّ: تَكَلَّمَ أَحَدٌ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ? فَقَالَ: أَمَّا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ فكان يقول يعني عن الزهري: لاَ يَزَالُ بِالمَدِيْنَةِ عِلْمٌ مَا عَاشَ هَذَا الغُلاَمُ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِي مُصْعَبٌ قَالَ: كَانُوا يَطعَنُوْنَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ مِنْ غَيْرِ جِنْسِ الحَدِيْثِ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَأَلْتُ عَلِيّاً: كَيْفَ حَدِيْثُ ابْنِ إِسْحَاقَ عِنْدَك, صَحِيْحٌ? فَقَالَ: نَعَمْ, حَدِيْثُه عِنْدِي صَحِيْحٌ. قُلْتُ: فَكَلاَمُ مَالِكٍ فِيْهِ? قَالَ: مَالِكٌ لَمْ يُجَالِسْهُ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ، وَأَيَّ شَيْءٍ حَدَّثَ بِهِ ابْنُ إِسْحَاقَ بِالمَدِيْنَةِ? قُلْتُ: فَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ قَدْ تَكَلَّمَ فِيْهِ. فَقَالَ عَلِيٌّ: الَّذِي قَالَ هِشَامٌ لَيْسَ بِحُجَّةٍ لَعَلَّهُ دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِه، وَهُوَ غُلاَمٌ فَسَمِعَ مِنْهَا. إِنَّ حَدِيْثَه لَيُتَبَيَّنُ فِيْهِ الصِّدْقُ. يَرْوِي مَرَّةً: حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ، وَمَرَّةً ذَكَرَ أَبُو الزِّنَادِ، وَيَرْوِي عَنْ رَجُلٍ عَمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بنُ سَعِيْدٍ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ عَنْ عُمَيْرٍ "صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ" 1، وَهُوَ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ عَنْ أَبِي النَّضْرِ، وَيَقُوْلُ: حَدَّثَنِي الحَسَنُ بنُ دِيْنَارٍ, عَنْ أَيُّوْبَ, عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ: "فِي سَلَفٍ، وبيع" 2، وهو من أروى الناس عن عمرو. قَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ أَجِدْ لابْنِ إِسْحَاقَ إلَّا حَدِيْثَينِ مُنْكَرَيْنِ: نَافِعٌ: عَنِ

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1988"، ومسلم "1123"، وأبو داود "2441" من طريق مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بنِ عبيد الله، عن عمير مولى عبد الله بن عباس، عن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بَعْضُهُم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه". 2 صحيح: أخرجه الطيالسي "2257"، وأحمد "2/ 178- 179"، وأبو داود "3504" والترمذي "1234"، والنسائي "7/ 288- 295"، وابن ماجه "2188"، وابن الجارود "601"، والدارقطني "3/ 74- 75"، والحاكم "2/ 16- 17" من طرق عن أيوب، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لا يحل سلف وبيع، ولا شرطان في بيع، ولا ربح ما لم تضمن، ولا بيع ما ليس عندك".

ابْنِ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ: "إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُم يَوْمَ الجُمُعَةِ ... " 1، وَالزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ زَيْدِ بنِ خَالِدٍ: "إِذَا مَسَّ أَحَدُكُم فَرْجَهُ".2 هَذَانِ لَمْ يَرْوِهِمَا عَنْ أَحَدٍ، وَالبَاقُوْنَ يَقُوْلُ: ذَكَرَ فُلاَنٌ، وَلَكِنَّ هَذَا فِيْهِ: حَدَّثَنَا. وَقَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ أَيْضاً: سَمِعْتُ بَعْضَ وَلَدِ جُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ -وَكَانَ مُلاَزِماً لِعَلِيٍّ- قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: وَقَعَ إِلَيَّ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ إِسْحَاقَ شَيْءٌ فَمَا أَنْكَرتُ مِنْهُ إلَّا أَرْبَعَةَ أَحَادِيْثَ, ظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضَه منه، وبعضه ليس منه. أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ إِسْحَاقَ يَشْتَهِي الحَدِيْثَ, فَيَأْخُذُ كُتُبَ النَّاسِ, فَيَضَعُهَا فِي كُتُبِه. قُلْتُ: هَذَا الفِعْلُ سَائِغٌ فَهَذَا "الصَّحِيْحُ" لِلْبُخَارِيِّ, فِيْهِ تَعلِيقٌ كَثِيْرٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: ابْنُ إِسْحَاقَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُوْسَى بنِ عبيدة. قلت: موسى ضعفوه.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "2/ 22 و32 و135"، وأبو داود "1119"، والترمذي "526" وابن خزيمة "1819"، والحاكم "1/ 291"، والبيهقي "3/ 237"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" "2/ 186" من طرق عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إذا نعس أحدكم في مجلسه يوم الجمعة فليتحول منه إلى غيره". قلت: إسناده حسن، محمد بن إسحاق، صدوق، وهو مشهور بالتدليس، لكنه قد صرح بالتحديث عند أحمد "2/ 135". الحديث أخرجه البيهقي "3/ 237"، من طريق محمد بن عبد الرحمن المحاربي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، به. وله شاهد من حديث سمرة بن جندب: عند البزار "636"، والبيهقي "3/ 237- 238" وإسناده ضعيف، فيه عنعنة الحسن، وهو البصري، وهو مدلس. وفيه إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف. 2 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 194" من طريق محمد بن إسحاق حدثني محمد بن مسلم الزهري، عن عروة بن الزبير، عن زيد بن خالد الجهني قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: فذكره. وله شاه من حديث بسرة بنت صفوان مرفوعا "من مس فرجه فليتوضأ" أخرجه الترمذي "83"، والنسائي "1/ 216"، والدارقطني "1/ 146"، والحاكم "1/ 137"، وابن الجارود "17"، والبيهقي "129" و130" من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان بن الحكم عن بسرة بنت صفوان، به. وأخرجه أحمد "6/ 406- 407"، والترمذي "82"، والنسائي "1/ 216"، والبيهقي في "السنن" "1/ 128" من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن هشام بن عروة، به بلفظ: "من مس ذكره فلا يصل حتى يتوضأ".

وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ ابْنُ إِسْحَاقَ يُدَلِّسُ إلَّا أَنَّ كِتَابَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ إِذَا كَانَ سَمَاعٌ قَالَ: حَدَّثَنِي، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ قَالَ: قَالَ. وَقَالَ أَحْمَدُ: قَدِمَ ابْنُ إِسْحَاقَ بَغْدَادَ, فَكَانَ لاَ يُبَالِي عَمَّنْ يَحكِي, عَنِ الكَلْبِيِّ، وَعَنْ غَيْرِه.، وَقَالَ: لَيْسَ هُوَ بِحُجَّةٍ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: كَانَ أَبِي يَتَّبِعُ حَدِيْثَ ابْنِ إِسْحَاقَ, فَيَكتُبُهُ كَثِيْراً بِالعُلُوِّ، وَالنُزُولِ، وَيُخَرِّجُهُ فِي "المُسْنَدِ"، وَمَا رَأَيتُهُ أَبْقَى حَدِيْثَه قَطُّ. قِيْلَ لَهُ: يُحتَجُّ بِهِ? قَالَ: لَمْ يَكُنْ يُحتَجُّ بِهِ فِي السُّنَنِ. وَقَالَ أَيُّوْبُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ سَافِرِيٍّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ, فَقُلْتُ: إِذَا انْفَرَدَ ابْنُ إِسْحَاقَ بِحَدِيْثٍ, تَقْبَلُهُ? قَالَ: لاَ، وَاللهِ إِنِّيْ رَأَيتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ جَمَاعَةٍ بِالحَدِيْثِ الوَاحِدِ، وَلاَ يَفصِلُ كَلاَمَ ذَا مِنْ كَلاَمِ ذَا قَالَ:، وَأَمَّا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ, فَكَانَ يُثْنِي عَلَيْهِ، وَيُقَدِّمُهُ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ العَبْسِيُّ, عَنْ عَلِيٍّ: هُوَ صَالِحٌ، وَسَطٌ. وَرَوَى: ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ, عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.، وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بذاك.، وسمعت يَحْيَى مَرَّةً أُخْرَى يَقُوْلُ: هُوَ عِنْدِي سَقِيْمٌ لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ المَيْمُوْنِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: ابْنُ إِسْحَاقَ ضَعِيْفٌ، وَرَوَى المُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ, عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: هُوَ ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ. وَرَوَى: أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ, عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ، وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ, إِنَّمَا الحُجَّةُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَمَالِكٌ..، وَذَكَرَ جَمَاعَةً. وَقَالَ يَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: فِي نَفْسِكَ مِنْ صِدْقِهِ شَيْءٌ? قَالَ: لاَ, هُوَ صَدُوْقٌ. وَرَوَى عَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ, عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ, وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: مَدَنِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيْثُه. وَقَالَ النُّفَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ فَائِدٍ. قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا إِلَى ابْنِ إِسْحَاقَ فَأَخَذَ فِي فَنٍّ مِنَ العِلْمِ قَضَى مَجْلِسَه فِيْهِ. أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ: حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ يَزِيْدَ البَحْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ. أَحْمَدُ الأَبَّارُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدٍ الحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لَوْ سُوِّدَ أَحَدٌ فِي الحَدِيْثِ لَسُوِّدَ ابْنُ إسحاق.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً, وَمِنْهُم مَنْ يَتَكَلَّمُ فِيْهِ, وَكَانَ خَرَجَ مِنَ المَدِيْنَةِ قَدِيْماً, فَأَتَى الجَزِيْرَةَ, وَالكُوْفَةَ, وَالرَّيَّ, وَبَغْدَادَ, فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى مَاتَ فِي سَنَةِ 151. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: قَدِمَ ابْنُ إِسْحَاقَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ وَرَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ مِنْهُم: عُبَيْدُ اللهِ بنُ المُغِيْرَةِ, وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ, وَثُمَامَةُ بنُ شُفَيٍّ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ, وَالقَاسِمُ بنُ قرمَانَ, وَالسَّكَنُ بنُ أَبِي كَرِيْمَةَ رَوَى عَنْهُم أَحَادِيْثَ لَمْ يَرْوِهَا عَنْهُم غَيْرُه فِيْمَا عَلِمتُ. رَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ الأَكَابِرُ مِنْهُم: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ وَقَيْسُ بنُ أَبِي يَزِيْدَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ابْنُ إِسْحَاقَ أَوَّلَ مَنْ جَمَعَ مَغَازِي رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَخَرَجَ مِنَ المَدِيْنَةِ قَدِيْماً, فَلَمْ يَروِ عَنْهُ أَحَدٌ مِنْهُم, غَيْرُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ, وَكَانَ مَعَ العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدٍ بِالجَزِيْرَةِ, وَأَتَى أَبَا جَعْفَرٍ بِالحِيْرَةِ فَكَتَبَ لَهُ المَغَازِي, فَسَمِعَ مِنْهُ أَهْلُ الكُوْفَةِ بِذَلِكَ السَّبَبِ, وَسَمِعَ مِنْهُ أَهْلُ الرَّيِّ فَرُوَاتُهُ مِنْ هَؤُلاَءِ البُلْدَانِ أَكْثَرُ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لابْنِ إِسْحَاقَ مِنَ الفَضْلِ إلَّا أَنَّهُ صَرَفَ المُلُوْكَ عَنِ الاشتِغَالِ بِكُتُبٍ لاَ يَحصُلُ مِنْهَا شَيْءٌ, إِلَى الاشتِغَالِ بِمَغَازِي رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَبْعَثِهُ, وَمُبتَدَأِ الخَلْقِ لَكَانَتْ هَذِهِ فَضِيلَةٌ سَبَقَ بِهَا, ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ صَنَّفَهَا قَوْمٌ آخَرُوْنَ, فَلَمْ يَبلُغُوا مَبلَغَ ابْنِ إِسْحَاقَ مِنْهَا. وَقَدْ فَتَّشتُ أَحَادِيْثَهُ كَثِيْراً, فَلَمْ أَجِدْ مِنْ أَحَادِيْثِه مَا يَتَهَيَّأُ أَنْ يُقطَعَ عَلَيْهِ بِالضَّعفِ, وَرُبَّمَا أَخْطَأَ أَوْ يَهِمُ فِي الشيء بعد الشيء, كما يخطىء غَيْرُه, وَلَمْ يَتَخَلَّفْ فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُ الثِّقَاتُ وَالأَئِمَّةُ وَهُوَ لاَ بَأْسَ بِهِ. العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ: سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ عُرْوَةَ يَقُوْلُ: ابْن إِسْحَاقَ كذاب. عَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ, حَدَّثَنِي وُهَيْبٌ, قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكاً عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ, فَقَالَ, وَقَالَ.. وَاتَّهَمَهُ. العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ زَاجٌ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ وَمَالِكٌ يَجْرَحَانِ مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ. أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمِ بنِ أَبِي الوَضَّاحِ, قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ, فَقِيْلَ لَهُ: إِنَّ أَهْلَ العِرَاقِ يَرْوُونَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. فَقَالَ يَحْيَى: تَروُونَ العِلْمَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ? تَرْوُونَ العِلْمَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ?.!

العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنِي الفَضْلُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ: قَالَ لِي يَحْيَى القَطَّانُ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ كَذَّابٌ. قُلْتُ: وَمَا يُدرِيْكَ? قَالَ: قَالَ لِي وُهَيْبٌ. فَقُلْتُ لِوُهَيْبٍ: مَا يُدرِيْكَ? قَالَ: قَالَ لِي مَالِكُ بنُ أَنَسٍ. فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: وَمَا يُدرِيْكَ? فَقَالَ: قَالَ لِي هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ. قُلْتُ لِهِشَامٍ: وَمَا يُدرِيْكَ? قَالَ: حَدَّثَ عَنِ امْرَأَتِي فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ, وَدخَلَتْ عَلَيَّ وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعِ سِنِيْنَ, وَمَا رَآهَا حَتَّى لَقِيَتِ اللهَ. قُلْتُ: مَعَاذَ اللهِ أَنْ يَكُوْنَ يَحْيَى وَهَؤُلاَءِ بَدَا مِنْهُم هَذَا بِنَاءً عَلَى أَصلٍ فَاسِدٍ وَاهٍ, وَلَكِنَّ هَذِهِ الخُرَافَةَ مِنْ صَنْعَةِ سُلَيْمَانَ, وَهُوَ الشَّاذَكُوْنِيُّ -لاَ صَبَّحَهُ اللهُ بِخَيْرٍ -فَإِنَّهُ- مَعَ تَقَدُّمِهِ فِي الحِفْظِ -مُتَّهَمٌ عِنْدَهُم بِالكَذِبِ, وَانظُرْ كَيْفَ قَدْ سَلْسَلَ الحِكَايَةَ. وَيُبَيِّنُ لَكَ بُطلاَنَهَا: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ المُنْذِرِ لَمَّا كَانَتْ بِنْتَ تِسْعِ سِنِيْنَ, لَمْ يَكُنْ زَوجُهَا هِشَامٌ خُلِقَ بَعْدُ, فَهِيَ أَكْبَرُ منه بنيف عشرة سنةً, وأسند مِنْهُ, فَإِنَّهَا رَوَتْ كَمَا ذَكرْنَا عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَصَحَّ أَنَّ ابْنَ إِسْحَاقَ سَمِعَ مِنْهَا وَمَا عَرَفَ بِذَلِكَ هِشَامٌ. أَفَبِمِثْلِ هَذَا القَوْلِ الوَاهِي يُكَذَّبُ الصَّادِقُ? كَلاَّ وَاللهِ نَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الهَوَى وَالمُكَابِرَةِ وَلَكِنْ صَدَقَ القَاضِي أَبُو يُوْسُفَ إِذْ يَقُوْلُ: مَنْ تَتبَّعَ غَرِيْبَ الحَدِيْثِ كُذِّبَ وَهَذَا مِنْ أَكْبَرِ ذُنُوبِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُ يَكْتُبُ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ وَلاَ يَتَوَرَّعُ سَامَحَهُ اللهُ. وَعَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ, قُلْتُ لِهِشَامٍ: ابْنُ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ. قَالَ: أَهُوَ كَانَ يَصِلُ إِلَيْهَا? قُلْتُ: وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُوْنَ إِحْدَى خَالاَتِ ابْنِ إِسْحَاقَ مِنَ الرَّضَاعَةِ, فَدَخَلَ عَلَيْهَا, وَمَا عَلِمَ هِشَامٌ بِأَنَّهَا خَالَةٌ لَهُ, أَوْ عَمَّةٌ. يَحْيَى بنُ آدَمَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيْسَ, قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ, فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: اعْرِضُوا عَلَيَّ عِلْمَ مَالِكٍ فَإِنِّي بَيْطَارُهُ. فَقَالَ مَالِكٌ: انْظُرُوا إِلَى دَجَّالٍ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ يَقُوْلُ: اعْرِضُوا عَلَيَّ عِلْمَ مَالِكٍ. قَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: فَمَا رَأَيتُ أَحَداً جَمَعَ الدَّجَّالِيْنَ قَبْلَه. أَخْبَرَنَا ابْنُ الخَلاَّلِ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرٌ، أَنْبَأَنَا السِّلَفِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ مَاكَ1، أَنْبَأَنَا الخَلِيْلِيُّ, سَمِعْتُ جَدِّي, وَالقَاسِمَ بنَ عَلْقَمَةَ, سَمِعنَا ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ سَمِعْتُ مُسْلِمَ بنَ الحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا ابْنُ رَاهَوَيْه, سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ آدَمَ, سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيْسَ يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ, فقال رجل:

_ 1 ابن ماك: هو أبو الفتح اسماعيل بن عبد الجبار بن محمد بن ماك القزويني، روى عن الخليلي، وعنه السلفي كما قال الحافظ ابن حجر في تبصير المنتبه "4/ 1245".

كُنْتُ بِالرَّيِّ عِنْدَ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ وَزِيْرِ المَهْدِيِّ, فَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: هَاتُوا اعْرِضُوا عَلَيَّ عُلُوْمَ مَالِكٍ, فَإِنِّي أَنَا بَيْطَارُهَا. فَقَالَ مَالِكٌ: دَجَّالٌ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ يَقُوْلُ هَذَا. قَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: لَمْ أَسْمَعْ بِجَمعِ الدَّجَّالِ إلَّا مِنْهُ. وبه: إلى ابن أبي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيْسَ بِنَحْوِهَا. فَقَالَ مَالِكٌ: دَجَّالٌ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ يَقُوْلُ هَكَذَا? نَحْنُ نَفَيْنَاهُ مِنَ المَدِيْنَةِ. وَقَالَ هَارُوْنُ بنُ مَعْرُوْفٍ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ إِسْحَاقَ أَحْفَظَ النَّاسِ وَكَانَ إِذَا كَانَ عِنْدَ الرَّجُلِ خَمْسَةُ أَحَادِيْثَ أَوْ أَكْثَرُ جَاءَ وَاسْتَودَعَهَا ابْنَ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: احْفَظْهَا عَنِّي فَإِنْ نَسِيْتُهَا كُنْتَ قَدْ حَفِظْتَهَا عَلَيَّ. وَعَنِ ابْنِ إِدْرِيْسَ الحَافِظِ قَالَ: كَيْفَ لاَ يَكُوْنُ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ ثِقَةً وَقَدْ سَمِعَ مِنَ الأَعْرَجِ ثُمَّ يَرْوِي عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْهُ ثُمَّ يَرْوِي عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أبيه عنه. قال ابْنُ المَدِيْنِيِّ: إِنَّهُ لَيَبِيْنُ فِي حَدِيْثِهِ الصِّدْقُ يَقُوْلُ مَرَّةً: حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ وَمَرَّةً ذَكَرَ أَبُو الزِّنَادِ. وَيَقُوْلُ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بنُ سَعِيْدٍ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ وَهُوَ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ عَنْ أَبِي النَّضْرِ. وَيَقُوْلُ: حَدَّثَنِي الحَسَنُ بنُ دِيْنَارٍ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ فِي: "سلف وبيع" 1 وهو من أروى الناس عن عَمْرٍو, وَلَمْ أَجِدْ لَهُ سِوَى حَدِيْثَيْنِ مُنْكَرَيْنِ: نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ, فِي "النُّعَاسِ يَوْمَ الجُمُعَةِ". وَالزُّهْرِيُّ: عَنْ عُرْوَةَ عَنْ زَيْدِ بنِ خَالِدٍ "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ" 2. قَالَ الهَيْثَمُ بنُ خَلَفٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ هِشَامَ بنَ عُرْوَةَ وَقِيْلَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ إِسْحَاقَ حَدَّثَ بِكَذَا وَكَذَا عَنْ فَاطِمَةَ فَقَالَ: كَذَبَ الخَبِيْثُ. ابْنُ المَدِيْنِيِّ: قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيتُ ابْنَ إِسْحَاقَ فِي مَسْجِدِ الخَيْفِ, فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ يَرَانِي مَعَهُ أَحَدٌ, فَقَالَ: أَنَا أَرْصُدُ ابْنَ خُصَيْفَةَ, أَبْغِي أَنْ أسأله عما حَدَّثَنِي عَنْهُ ثُمَّ قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: اتَّهَمُوْهُ بِالقَدَرِ. أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ قَالَ: مَا رَويتُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ إلَّا بِاضْطِرَارٍ. الفَلاَّسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ إِسْحَاقَ: كَيْفَ حَدِيْثُ شُرَحْبِيْلَ بنِ سَعْدٍ? فَقَالَ: وَأَحَدٌ يُحَدِّثُ عَنْ شُرَحْبِيْلَ? ثُمَّ قَالَ الفَلاَّسُ: العَجَبُ مِنْ رَجُلٍ يُحَدِّثُ عَنْ أهل

_ 1 صحيح: سبق تخريجنا له قريبا في هذا الجزء بتعليقنا رقم "575" فراجعه ثمت. 2 صحيح: مر تخريجنا له قريبا بتعليقنا رقم "577" فراجعه ثمت.

الكِتَابِ, وَيَرغَبُ عَنْ شُرَحْبِيْلَ, وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ, وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ, وَمَطَرٌ, وَأَبُو مَعْشَرٍ المَدِيْنِيُّ. الفَلاَّسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ لِعُبَيْدِ اللهِ: إِلَى أَيْنَ تَذهَبُ? قَالَ: أذهب إلى وهب بن جرير, أكتب السيرة. قَالَ: يَكْتُبُ كَذِباً كَثِيْراً. قُلْتُ: كَانَ وَهْبٌ يَروِيهَا عَنْ أَبِيْهِ, عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ, وَأَشَارَ يَحْيَى القَطَّانُ إِلَى مَا فِي السِّيْرَةِ مِنَ الوَاهِي مِنَ الشِّعْرِ, وَمِنْ بَعْضِ الآثَارِ المُنْقَطِعَةِ المُنْكَرَةِ, فَلَوْ حُذِفَ مِنْهَا ذَلِكَ, لَحَسُنَتْ وَثَمَّ أَحَادِيْثُ جَمَّةٌ فِي الصِّحَاحِ وَالمَسَانِيْدِ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِالسِّيْرَةِ وَالمَغَازِي يَنْبَغِي أَنْ تُضَمَّ إِلَيْهَا وَتُرَتَّبَ وَقَدْ فَعَلَ غَالِبَ هَذَا الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ فِي: "دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ" لَهُ. قَالَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ لاَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ شَيْئاً, كَانَ يُضَعِّفُهُ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَمْ يَسْمَعِ ابْنُ إِسْحَاقَ مِنْ طَلْحَةَ بنِ نَافِعٍ شَيْئاً. ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: قَالَ إِنْسَانٌ لِلأَعْمَشِ: إِنَّ ابْنَ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ الأَسْوَدِ عَنْ أَبِيْهِ بِكَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: كَذَبَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَكَذَبَ ابْنُ الأَسْوَدِ حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بكذا وكذا. قَالَ عَلِيٌّ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: الحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ -يَعْنِي: سَوَاءٌ- وَأَشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ دُوْنَهُمَا. وَقَالَ: تَرَكتُ ابْنَ إِسْحَاقَ مُتَعَمِّداً. إِبْرَاهِيْمُ الحِزَامِيُّ: عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: رَأَيتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ يَكْتُبُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ. قُلْتُ: هَذَا يُشَنَّعُ بِهِ عَلَى ابْنِ إِسْحَاقَ, وَلاَ رَيْبَ أَنَّهُ حَمَلَ أَلوَاناً عَنِ الذِّمَّةِ مُتَرَخِّصاً بِقَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيْلَ ولا حرج" 1.

_ 1 صحيح: ورد عن أبي هريرة: أخرجه أحمد "2/ 474 و502"، وأبو داود "3662"، من طرق عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. وورد عن عبد الله بن عمرو مرفوعا بلفظ: "بلغو عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". أخرجه أحمد "2/ 159"، وأبو خيثمة في "العلم" "45"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "13/ 157" من طريق الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، عن عبد الله بن عمرو به مرفوعا. وأخرجه ابن أبي شيبة "8/ 760"، وأحمد "2/ 202 و214"، والبخاري "3461"، والترمذي "2669"، والطبراني في "الصغير" "462"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "662"، وأبو نعيم في "الحلية" "6/ 78"، والبيهقي في "الآداب" "1190"، والبغوي "113" من طرق عن الأوزاعي، به.

أَبُو جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَسْلَمُ بنُ سَهْلٍ, حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانُ قَالَ: قَالَ أَبِي: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: يَا أَهْلَ العِرَاقِ! مَنْ يَغُتُّ1 عَلَيْكُم بَعْدَ مُحَمَّدِ بنِ إسحاق? العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنِي الخَضِرُ بنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ قُلْتُ: لأَبِي عَبْدِ اللهِ: مَا تَقُوْلُ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ? قَالَ: هُوَ كَثِيْرُ التَّدْلِيْسِ جِدّاً. قُلْتُ: فَإِذَا قَالَ: أَخْبَرَنِي وَحَدَّثَنِي فَهُوَ ثِقَةٌ? قَالَ: هُوَ يَقُوْلُ أَخْبَرَنِي فَيُخَالِفُ فَقِيْلَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ? فَقَالَ: لاَ كَالمُنْكِرِ لِذَلِكَ ثُمَّ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ لاَ يَسْتَخِفُّ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ. بُنْدَارٌ: سَمِعْتُ مُعَاذاً يَقُوْلُ: رَأَيتُ ابْنَ إِسْحَاقَ عَلَيْهِ إِزَارٌ رَقِيْقٌ مُتَخَلِّقٌ وَخِصْيَتُهُ مُدَلاَّةٌ. بُنْدَارٌ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَدِيٍّ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ إِسْحَاقَ يَلْعَبُ بِالدُّيُوْكِ. قَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ وَالمَدَائِنِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ يَسَارِ بنِ خِيَارٍ, وَكَانَ خِيَارٌ لِقَيْسِ بنِ مَخْرَمَةَ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: ابْنُ إِسْحَاقَ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيُّ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: لَوْ كَانَ لِي سُلْطَانٌ, لأَمَّرْتُ ابْنَ إِسْحَاقَ عَلَى المُحَدِّثِيْنَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ قُدَامَةَ الفَقِيْهُ فِي كِتَابِهِ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ رِبْحِ بنِ سُلَيْمَانَ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صَلاَةِ الظُّهرِ أَوِ العَصْرِ شَكَّ يَزِيْدُ وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي العَاصِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ وَضَعَهَا ثُمَّ رَكَعَ فَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا فَلَمْ يَزَلْ يَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّى قَضَى صَلاَتَهُ"2. هذا أعلى ما يقع لنا من حَدِيْثِ ابْنِ إِسْحَاقَ. قَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ وَإِبْرَاهِيْمُ نَفْطَوَيْه, وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ ابْنُ إِسْحَاقَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ وَأَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ الوَهْبِيُّ وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ وَغَيْرُهُم: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ شَبَابٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ, أَوْ ثَلاَثٍ. رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ فِي المُتَابَعَاتِ, وَاسْتَشْهَدَ بِهِ: البُخَارِيُّ, وَأَخْرَجَ أَرْبَابُ السُّنَنِ لَهُ. وَالوَهْبِيُّ: هُوَ خَاتِمَةُ أَصْحَابِهِ, مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عشرة ومائتين.

_ 1 يغت عليكم: أي يفسد عليكم. 2 صحيح: أخرجه أبو داود "920" حدثنا يحيى بن خلف، حدثنا يحيى بن خلف، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا محمد -يعني ابن إسحاق- عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عَنْ عَمْرِو بنِ سُلَيْم الزُّرَقِي، عَنْ أَبِي قتادة، به. وأخرجه البخاري "5996"، مختصر من طريق الليث، حدثنا سعيد المقبري، به. وأخرجه البخاري "516"، ومسلم "543" من طريق مَالِكٌ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بنِ سُلَيْم الزُّرَقِي، عَنْ أَبِي قَتَادَة، به.

إبراهيم بن محمد، حبيب بن الشهيد

إبراهيم بن محمد، حبيب بن الشهيد: 1017- إبراهيم بن محمد 1: "ع" ابن المنتشر بن الأجدع الهمداني الكوفي, أحمد أئمة الدين, ومن ثبت العِلْمِ. وَجَدُّهُ المُنْتَشِرُ: هُوَ أَخُو مَسْرُوْقٍ أَحَدُ الأَعْلاَمِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَطَائِفَةٍ. أَحَادِيْثُه يَسِيْرَةٌ. حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ جَعْفَرٌ الأَحْمَرُ: كَانَ مِنْ أَفْضَلِ مَنْ رَأَيْنَاهُ بِالكُوْفَةِ فِي زَمَانِهِ. قُلْتُ: كَانَ ذَا تَأَلُّهٍ وَدِيْنٍ وَثِقَةٍ وَتَزَهُّدٍ رَوَى لَهُ الجَمَاعَةُ وَهُوَ قَدِيْمُ الوَفَاةِ وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُذكَرَ فِي الطَّبَقَةِ المَاضِيَةِ -رَحِمَهُ اللهُ- وَلَمْ أَرَ لَهُ شَيْئاً عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ. 1018- حبيب بن الشهيد 2: "ع" الإِمَامُ, الحُجَّةُ, أَبُو مُحَمَّدٍ -وَيُقَالُ: أَبُو شَهِيْدٌ- البَصْرِيُّ, مَوْلَى قُرَيْبَةَ. أَرْسَلَ عَنِ: الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ. وَرَوَى عَنِ: الحَسَنِ البَصْرِيِّ وَمَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيْمُ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ وَيَحْيَى القَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ وَرَوْحُ بنُ عُبَادَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ, وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ, لَهُ نَحْوٌ مِنْ مائَةِ حَدِيْثٍ. ذَكَرَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ, مَأْمُوْنٌ. أَرَّخَهُ بَعْضُهُم فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ ومائة وعاش ستًا وستين سنة. أما:

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1002"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 383"، تهذيب التهذيب "1/ 157". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2615" المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 15 و39 و60" و"3/ 7"، الكنى للدولابي "2/ 95"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 478"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 160"، العبر "1/ 204"، الكاشف "1/ ترجمة 920" الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 291"، تهذيب التهذيب "1/ 185"، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 4"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1209"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 216".

حبيب بن الشهيد التجيبي، صدقة بن يزيد

حبيب بن الشهيد التُّجيبي، صدقة بن يزيد: 1019- حَبِيْبُ بنُ الشَّهِيْدِ التُّجِيْبِيُّ 1: أَبُو مَرْزُوْقٍ المِصْرِيُّ فَحَدَّثَ عَنْ: حَنَشِ بنِ عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيِّ وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. رَوَى عَنْهُ: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ وَجَعْفَرُ بنُ رَبِيْعَةَ وَسَالِمُ بنُ غَيْلاَنَ وَكَانَ يُفَقِّهُ أَهْلَ طَرَابُلُسَ الغَرْبِ. وَثَّقَهُ العِجْلِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ ومئة. لَمْ يُفَرِّقِ البُخَارِيُّ وَلاَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَاحِبِ التَّرْجَمَةِ مَوْلَى قُرَيْبَةَ. 1020- صَدَقَةُ بنُ يَزِيْدَ 2: الخُرَاسَانِيُّ, ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ, نَزِيلُ بَيْتِ المَقْدِسِ. حَدَّثَ عَنْ: قَتَادَةَ, وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ, وَحَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ, وَالعَلاَءِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُرَقِيِّ, وَأَحْوَصَ بنِ حَكِيْمٍ, وَبِنْتِ وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ, وَضَمْرَةُ وَابْنُ شَابُوْرَ, وَرَوَّادُ بنُ الجراح, وآخرون.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 478"، تهذيب التهذيب "12/ 228". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2882"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1893"، تاريخ الإسلام "6/ 23"، ميزان الاعتدال "2/ 313".

وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ. وَقَالَ الفَسَوِيُّ: حَسَنُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: صَدَقَةُ بنُ يَزِيْدَ الدِّمَشْقِيُّ صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَالنَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُمَا: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ إِلَى الضَّعفِ أَقْرَبُ مِنْهُ إِلَى الصِّدْقِ. قُلْتُ: لَعَلَّهُ أَضْعَفُ مِنَ السَّمِيْنِ وَلاَ شَيْءَ لَهُ فِي الكُتُبِ وَمِنْ أَنْكَرِ مَا رَأَيتُ لَهُ فِي تَرْجَمَتِه فِي تَارِيْخِ دِمَشْقَ: دَاوُدُ بنُ رَشِيْدٍ:، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ عَنْ صَدَقَةَ بنِ يزيد عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: تَرَاءَوُا الهِلاَلَ فَقَالُوا: مَا أَحْسَنَ مَا أَبْيَنَهُ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "كَيْفَ أَنْتُم إِذَا كُنْتُمْ مِنْ دِيْنِكُمْ فِي مِثْلِ القمر ليلة البدر لا يبصره منكمإلَّا البَصِيْرُ"1. تُوُفِّيَ هَذَا سَنَةَ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 ضعيف: فيه الوليد بن مسلم، ويحيى بن أبي كثير، وهما مدلسان، وقد عنعناه وفيه علة ثالثة وهي ضعف صدقة بن يزيد.

محمد بن أبي حفصة

1012- محمد بن أبي حفصة 1: "خَ، م، س" الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, أَبُو سَلَمَةَ بن ميسرة المدني, نزيل البصرة. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ, وَالزُّهْرِيِّ, وَقَتَادَةَ, وَابْنِ جُدْعَانَ, وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَرَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرُ. وَهُوَ قَدِيْمُ المَوْتِ تُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ الخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ مَرَّةً ثُمَّ تَوَقَّفَ، وَقَالَ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: ضَعِيْفٌ.، وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيُّ مَعَ كَوْنِه رَوَى لَهُ فِي سُنَنِهِ، وَرَوَى لَهُ الشَّيْخَانِ فِي المُتَابَعَاتِ مَا أَظُنُّ أَنَّ، وَاحِداً مِنْهُمَا جَعَلَهُ حُجَّةً، وَقَدْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مِنَ الضُّعفَاءِ الَّذِيْنَ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُم. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: حَملتَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ? قَالَ: نَعَمْ كَتَبتُ حَدِيْثَهُ كُلَّهُ ثُمَّ رَمَيتُ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ: هُوَ نَحْوُ صَالِحِ بنِ أَبِي الأَخْضَرِ. قُلْتُ: بِالجَهْدِ أَنْ يُعَدَّ حَدِيْثُهُ حَسَناً، وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ. وَقَالَ العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بنَ مُعَاذٍ قَالَ: كَتَبتُ عَنْهُ. قُلْتُ لِمُعَاذٍ: لِمَ? قَالَ: لأَنِّي رَأَيتُهُ يَأْتِي أَشْعَثَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ فَإِذَا قُمْنَا جَلَسَ إِلَى صِبْيَانٍ فَأَمَلُّوْهَا عَلَيْهِ. فَقُلْتُ لِمُعَاذٍ: مَنْ هُوَ يَا أَبَا المُثَنَّى? قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ. أَوْرَدَهُ العُقَيْلِيُّ فِي مُحَمَّدِ بنِ مَيْسَرَةَ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 709"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 381" و"2/ 474" و"3/ 51"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 382" و"7/ ترجمة 325"، تاريخ الإسلام "6/ 279"، والكاشف "3/ ترجمة 4877"، ميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7429"، تهذيب التهذيب "9/ 123"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6157".

هشام بن الغاز

1022- هشام بن الغاز 1: "4" ابن ربيعة الجرشي الدمشقي, الإمام المقرىء, المُحَدِّثُ, أَبُو العَبَّاسِ. وَقِيْلَ: أَبُو رَبِيْعَةَ. وَقِيْلَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ. رَوَى عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -إِنْ صَحَّ- وَعَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَمَكْحُوْلٍ، وَعُبَادَةَ بنِ نُسَيٍّ، وَالزُّهْرِيِّ، وَنَافِعٍ، وَطَائِفَةٍ. وَتَلاَ عَلَى: يَحْيَى الذِّمَارِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ, عَبْدُ الوَهَّابِ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَوَكِيْعٌ، وَالوَلِيْدُ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَشَبَابَةُ، وَإِسْحَاقُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، وَأَبُو المُغِيْرَةِ الخَوْلاَنِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَمَانٍ، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ، وَرَوَى عَبَّاسٌ, عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.، وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: شَامِيٌّ ثِقَةٌ.، وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: كَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ.، وَقَالَ الفَسَوِيُّ: سَأَلْتُ دُحَيْماً عَنْهُ فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ اسْتِقَامَتَه فِي الحَدِيْثِ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ هِشَامُ بنُ الغَازِ عَلَى بَيْتِ المَالِ لأَبِي جَعْفَرٍ. يُقَالُ: مَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 468"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2699"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 294 و588" و"2/ 377 و394 و458" ,"3/ 28 و355"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 257"، تاريخ بغداد "14/ 42"، العبر "1/ 71"، الكاشف "3/ ترجمة 6080"، تاريخ الإسلام "6/ 312"، ميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9236"، وتهذيب التهذيب "11/ 55"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7688"، شذرات الذهب "1/ 236".

أبان بن صمعة، عتبة الغلام

أبان بن صَمْعَة، عُتْبَة الغُلام: 1023- أبان بن صمعة 1: "س، ق، م" الأنصاري, البصري, مِنْ كِبَارِ المُحَدِّثِيْنَ. قِيْلَ: هُوَ وَالِدُ عُتْبَةَ؛ الغُلاَمِ المَشْهُوْرِ بِالزُّهدِ. حَدَّثَ عَنْ: وَالِدَتِهِ, عَنْ عَائِشَةَ. وَعَنْ عِكْرِمَةَ، وَأَبِي الوَازِعِ جَابِرِ بنِ عَمْرٍو، وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى القَطَّانُ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، وَسَهْلُ بنُ يُوْسُفَ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ.، وَقَدْ تَغَيَّرَ بِأَخَرَةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: تَغَيَّرَ. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ لَقِيْتُهُ: وَقَدِ اخْتَلَطَ البَتَّةَ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: إِنَّمَا عِيْبَ عَلَيْهِ اخْتِلاَطُه لَمَّا كَبِرَ، وَلَمْ يُنْسَبْ إِلَى الضَّعفِ, لأَنَّ مِقْدَارَ مَا يَرْوِيْهِ مُسْتَقِيْمٌ. ثُمَّ سَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ حَدِيْثاً وَاحِداً, مِنْ طَرِيْقِ سَهْلِ بنِ يُوْسُفَ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بنُ صَمْعَةَ, عَنْ أَبِي الوَازِعِ, عَنْ أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ "اعْزِلِ الأَذَى عَنْ طَرِيْقِ المُسْلِمِيْنَ". 2تَفَرَّد بِهِ: سَهْلٌ. وَهُوَ حَسَنٌ, غَرِيْبٌ. وَقَدْ رَوَى: مُسْلِمٌ لأَبَانٍ مُتَابَعَةً. مات في سنة ثلاث، وخمسين، ومائة. 1024- عتبة الغلام 3: الزَّاهِدُ, الخَاشِعُ, الخَائِفُ, عُتْبَةُ بنُ أَبَانٍ البَصْرِيُّ. كَانَ يُشَبَّهُ فِي حُزْنِه بِالحَسَنِ البَصْرِيِّ. قَالَ رِيَاحٌ القَيْسِيُّ: بَاتَ عِنْدِي, فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ فِي سُجُوْدِهِ: اللَّهُمَّ احْشُرْ عُتْبَةَ مِنْ حَوَاصِلِ الطَّيْرِ، وَبُطُوْنِ السِّبَاعِ. وَقَالَ مَخْلَدُ بنُ الحُسَيْنِ: جَاءنَا عُتْبَةُ الغُلاَمُ غَازِياً، وَقَالَ: رَأَيتُ أَنِّي آتِي المَصِّيْصَةَ فِي النَّوْمِ، وَأَغَزْو فَأُسْتَشْهَدُ. قَالَ: فَأَعْطَاهُ رَجُلٌ فَرَسَهُ، وَسِلاَحَه، وَقَالَ: إِنِّيْ عَلِيْلٌ فَاغْزُ عَنِّي. فَلَقَوُا الرُّوْمَ فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتُشْهِدَ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1444"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 109"، تاريخ الإسلام "6/ 159"، ميزان الاعتدال "1/ 8-9"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 301"، تهذيب التهذيب "1/ 95". 2 حسن: أخرج مسلم "2618"، وابن ماجه "3681"، من طريق أبان بن صمعة، به. وإسناده حسن، أبان بن صمعة، صدوق كما قال الحافظ في التقريب. 3 ترجمته في حلية الأولياء "6/ ترجمة 367".

قَالَ سَلَمَةُ الفَرَّاءُ: كَانَ عُتْبَةُ الغُلاَمُ مِنْ نُسَّاكِ أَهْلِ البَصْرَةِ, يَصُوْمُ الدَّهْرَ، وَيَأْوِي السَّوَاحِلَ، وَالجَبَّانَةَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ البَصْرِيُّ: كَانَ رَأْسُ مَالِ عُتْبَةَ فِلْساً يَشْتَرِي بِهِ خُوصاً يَعْمَلُه، وَيَبِيْعُه بِثَلاَثَةِ فُلُوسٍ فَيَتَصَدَّقُ بِفِلْسٍ، وَيَتَعَشَّى بِفِلْسٍ، وَفِلْسٌ رَأْسُ مَالِه. وَقِيْلَ: نَازَعتْهُ نَفْسُهُ لَحْماً, فَمَاطَلَهَا سَبْعَ سِنِيْنَ. وَعَنْهُ, قَالَ: لاَ يُعجِبُنِي رجل إلَّا يحترف. وذَكَرَ مَخْلَدُ بنُ الحُسَيْنِ عُتْبَةَ الغُلاَمَ، وَصَاحِبَه يَحْيَى الوَاسِطِيَّ فَقَالَ: كَأَنَّمَا رَبَّتْهُمُ الأَنْبِيَاءُ. وَعَنْ عُتْبَةَ قَالَ: مَنْ عَرَفَ اللهَ أَحَبَّهُ، وَمَنْ أَحَبَّهُ أَطَاعَه. وَعَنْهُ قَالَ: إِنَّمَا أَبْكِي عَلَى تَقْصِيْرِي. قَالَ مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: رَأَيتُ عُتْبَةَ، وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّ الطَّيْرَ تُجِيْبُهُ.، وَقِيْلَ لَمَّا غَزَا قَالَ: لاَ تَفْتَحُوا بَيْتِي. فَلَمَّا قُتِلَ فَتَحُوْهُ فَوَجَدُوا قَبْراً مَحْفُوْراً، وَغِلَّ حَدِيْدٍ.

الوليد بن كثير

1025- الوليد بن كثير 1: "ع" المخزومي مولاهم المدني الحَافِظُ. حَدَّثَ عَنْ: بُشَيْرِ بنِ يَسَارٍ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حُنَيْنٍ، وَالأَعْرَجِ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، وَمَعْبَدِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، وَأَخِيْهِ مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبَّادِ بنِ جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَطَاءٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَلْحَلَةَ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَاقِدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ أَخْبَارِيّاً عَلاَّمَةً ثقة بصيرًا بالمغازي. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ إلَّا أَنَّهُ إِبَاضِيٌّ2. وَقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ صَدُوقاً.، وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: لَيْسَ بِذَاكَ. وَذَكَرَهُ العُقَيْلِيُّ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ زُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الفِهْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ التَّبَّانُ قَالَ: سَمِعَنِي أَبِي، وَأَنَا أَقُوْلُ:، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ عَنِ الوَلِيْدِ بنِ كَثِيْرٍ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ تَدْرِي مَنِ الوَلِيْدُ بنُ كَثِيْرٍ? كَانَ، وَاللهِ قَدَرِيّاً، وَهُوَ مَوْلَى لِبَنِي مَخْزُوْمٍ، وَإِنَّمَا يَأْتِي أَهْلُ العِرَاقِ بَلَدَنَا فَلاَ يُبَالُوْنَ عَمَّنْ أَخَذُوا. قَالَ ابْنُ سعد: مات سنة إحدى، وخمسين ومائة.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 701" و"2/ 22"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 623"، الكاشف "3/ ترجمة 6198"، تاريخ الإسلام "6/ 314"، ميزان الاعتدال "4/ 345"، تهذيب التهذيب "11/ 148"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 231". 2 الإباضية: هم أتباع عبد الله بن إباض التيمي الإباضي، رأس الإباضية من الخوارج وهم فرقة كبيرة، وكان هو فيما قيل رجع عن بدعته فتبرأ أصحابه منه واستمرت نسبتهم إليه. وكان معاصرا لمعاوية، وعاش إلى عصر عبد الملك بن مروان، وتوفي على الأرجح سنة "86هـ". وافترقت الإباضية فيما بينها فرقا هي الحفصية وإمامهم "حفص بن أبي المقدام"، و"يزيدية"، وإمامهم "يزيد بن أنيسة"، و"الحارثية" وإمامهم "الحارث الإباضي" ويجمعهم القول بأن كفار هذه الأمة -يعنون بذلك مخالفيهم من هذه الأمة -برآء من الشرك والايمان، وأنهم ليسوا مؤمنين ولا مشركين، ولكنهم كفار، وأجازوا شهادتهم، وحرموا دماءهم في السر، واستحلوها في العلانية، وصححوا مناكحتهم والتوارث منهم، وزعموا أنهم في ذلك محاربون لله ولرسوله، لا يدينون دين الحق، وقالوا باستحلال بعض أموالهم دون بعض. راجع مقالات الإسلاميين "102- 110"، الفرق بين الفرق "103- 108"، لسان الميزان "3/ ترجمة رقم 1083".

ابن أبي مريم

1026- ابن أبي مريم 1: "د، ت، ق" الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, القُدْوَةُ, الرَّبَّانِيُّ, أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي مريم. الغَسَّانِيُّ الحِمْصِيُّ شَيْخُ أَهْلِ حِمْصَ.، وُلِدَ فِي دَوْلَةِ عَبْدِ المَلِكِ، وَفِي حَيَاةِ أَبِي أُمَامَةَ. وَحَدَّثَ عَنْ: خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، وَرَاشِدِ بنِ سَعْدٍ، وَبِلاَلِ بنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَمَكْحُوْلٍ، وَأَبِي رَاشِدٍ الحُبْرَانِيِّ، وَضَمْرَةَ بنِ حَبِيْبٍ، وَحَكِيْمِ بنِ عُمَيْرٍ، وَحَبِيْبِ بنِ عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَالوَلِيْدُ، وَأَبُو اليَمَانِ، وَعَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو المُغِيْرَةِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو اليَمَانِ: اسْمُهُ بَكْرٌ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ اسْمَهُ كُنْيَتُهُ. ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ مِنْ قِبَلِ حِفْظِه. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الجُوْزَجَانِيُّ: هُوَ مُتَمَاسِكٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيْثُه صَالِحَةٌ، وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ رَدِيْءُ الحِفْظِ, يُحَدِّثُ بِالشَّيْءِ، وَيَهِمُ وَيَفحشُ, حَتَّى اسْتَحَقَّ التَّركَ، وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِنَا يَذْكُرُ لَهُ اسْماً. قَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: كَانَ مِنَ العُبَّادِ المُجْتَهِدِيْنَ. وَقَالَ بَقِيَّةُ: قَالَ لَنَا رَجُلٌ فِي قَرْيَةِ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي مَرْيَمَ -وَهِيَ كَثِيْرَةُ الزَّيْتُوْنِ-: مَا فِي هَذِهِ القَرْيَةِ مِنْ شَجَرَةٍ إلَّا، وَقَدْ قَامَ أَبُو بَكْرٍ إِلَيْهَا لَيْلَتَهُ جَمْعَاءَ. وَقِيْلَ: كَانَ فِي خَدَّيْهِ أَثَرٌ مِنَ الدُّمُوعِ -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ، وَخَمْسِيْنَ، وَمائَةٍ. يَقَعُ مِنْ عَوَالِيْهِ فِي "جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ"، وَ"مُعْجَمِ الطَّبَرَانِيِّ"، وَلاَ يَبْلُغُ حديثه رتبة الحسن.

_ 1 ترجمته في المجروحين لابن حبان "3/ 146"، لسان الميزان "3/ 357"، تهذيب التهذيب "6/ 26".

أشعب الطمع

1027- أشعب الطمع 1: ابن جبير المدني, يعرف بابن أم حميدة، ومن يضرب بطعمه المَثَلُ. رَوَى قَلِيْلاً عَنْ عِكْرِمَةَ، وَسَالِمٍ، وَأَبَانِ بنِ عُثْمَانَ. وَعَنْهُ: مَعْدِي بنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ.، وَكَانَ صَاحِبَ مُزَاحٍ، وَتَطْفِيْلٍ، وَمَعَ ذَلِكَ كُذِبَ عَلَيْهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: عَبَثَ بِهِ صِبْيَانٌ فَقَالَ:، وَيْحَكُم اذْهَبُوا سَالِمٌ يُفَرِّقُ تَمْراً فَعَدَوْا فَعَدَا مَعَهُم، وَقَالَ: لَعَلَّهُ حَقٌّ. وَيُقَالُ: وَفَدَ عَلَى الوَلِيْدِ بنِ يَزِيْدَ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ فَايِدٍ: حَدَّثَنَا أَشْعَبُ مَوْلَى عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ: رَأَيتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- يَتَخَتَّمُ فِي يمينه2. عثمان: ضعف.

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "19/ 135"، تاريخ الخطيب "7/ 37"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 294"، فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "1/ 197"، تاريخ الإسلام "6/ 167"، العبر "1/ 222"، ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 993"، لسان الميزان "1/ ترجمة 1403"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 236". 2 صحيح: أخرجه الترمذي "1744" من طريق يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة قال: رأيت ابن أبي رافع "هو عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم واسم أبي رافع: أسلم" يتختم في يمينه فسألته عن=

وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا أَشْعَبُ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: للهِ عَلَى عَبْدِهِ نِعْمَتَانِ، وَسَكَتَ أَشْعَبُ فَقَالَ: اذْكُرْهُمَا. قَالَ: وَاحِدَةٌ نسيها عكرمة، والأخرى أنا. قِيْلَ: إِنَّ أَشْعَبَ خَالُ الأَصْمَعِيِّ. وَعَنْ سَالِمٍ: أَنَّهُ قَالَ لأَشْعَبَ: إِنِّيْ أَرَى الشَّيْطَانَ لَيَتَمَثَّلُ عَلَى صُوْرتِكَ. وَكَانَ رَآهُ بُكْرَةً، وَأَطعَمَه هَرِيْسَةً, ثُمَّ بَعْدَ سَاعَتَيْنِ رَآهُ مُصْفَراً, عَاصِباً رَأْسَه بِيَدِهِ قَصَبَةٌ, قَدْ تَحَامَلَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ عُثْمَانَ. قَالَ الزُّبَيْرُ: قِيْلَ لأَشْعَبَ: نُزَوِّجُكَ? قَالَ: ابْغُوْنِي امْرَأَةً أَتَجَشَّى فِي وَجْهِهَا تَشْبَعْ، وَتَأْكُلُ فَخِذَ جَرَادَةٍ تَنتخِمْ. وَقِيْلَ: أَسلَمَتْهُ أُمُّهُ عِنْدَ بَزَّازٍ, ثُمَّ قَالَتْ لَهُ: مَا تَعَلَّمتَ? قَالَ: نِصْفَ الشُّغْلِ, تَعَلَّمتُ النَّشرَ، وَبَقِيَ الطَّيُّ. وَقِيْلَ: شَوَى رَجُلٌ دَجَاجَةً, ثُمَّ رَدَّهَا فَسَخنتْ, ثُمَّ رَدَّهَا. فَقَالَ أَشْعَبُ: هَذِهِ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غَافِرٌ 40.] وَقِيْلَ: لَقِيَ دِيْنَاراً, فَاشْتَرَى بِهِ قَطِيْفَةً, ثُمَّ نَادَى: يَا مَنْ ضَاعَ مِنْهُ قَطِيْفَةٌ. وَيُقَالُ: دَعَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنَا خَبِيْرٌ بِكَثْرَةِ جُمُوْعِكَ. قَالَ: لاَ أَدْعُو أَحَداً فَجَاءَ إِذْ طَلَعَ صَبِيٌّ فَقَالَ أَشْعَبُ: أَيْنَ الشُّرَطُ? قَالَ: يَا أَبَا العَلاَءِ هُوَ ابْنِي، وَفِيْهِ عَشْرُ خِصَالٍ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ مَعَ ضَيْفٍ. قَالَ: كَفَى التِّسْعُ لَكَ, أَدخِلْهُ. وَعَنْهُ: قَالَ: أَتَتْنِي جَارِيَتِي بِدِيْنَارٍ, فَجَعَلْتُهُ تَحْتَ المُصَلَّى, ثُمَّ جَاءتْ بَعْدَ أَيَّامٍ تَطلُبُهُ, فَقُلْتُ: خُذِي مَا، وَلَدَ فَوَجَدَتْ مَعَهُ دِرْهَماً فَأَخَذَتِ الولد ثُمَّ عَادَتْ بَعْدَ جُمُعَةٍ، وَقَدْ أَخَذْتُهُ فَبَكَتْ فَقُلْتُ: مَاتَ النَّوْبَةَ فِي النِّفَاسِ. فَوَلْوَلَتْ فَقُلْتُ: صدقت بالولادة، ولا تصدقين بالموت.

_ = ذلك فقال: رأيت عبد الله بن جعفر يتختم في يمينه. وقال عبد الله بن جعفر كان النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَتَّمُ فِي يمينه قال: وقال محمد بن إسماعيل هذا أصح شيء روى في هذا الباب. ورواه ابن ماجه "3647" من طريق عبد الله بن نمير، عن إبراهيم بن الفضل، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ عن عبد الله بن جعفر، به. ورواه النسائي "8/ 175" من طريق حبان بن هلال قال: حدثنا حماد بن سلمة، به. ورواه النسائي "8/ 174- 175" من طريق وهب، عن سليمان هو ابن بلال، عن شريك هو ابن أبي نمر، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن على قال شريك وأخبرني أبو سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يلبس خاتمه في يمينه.

قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: أَوْقَفَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ عَلَى أَشْعَبَ, فَقَالَ: مَا بَلَغَ مِنْ طَمَعِكَ? قَالَ: مَا زُفَّتِ امْرَأَةٌ إلَّا كَنَستُ بَيْتِي, رَجَاءَ أَنْ تُهْدَى إِلَيَّ. وَعَنْ أَبِي عَاصِمٍ: أَنَّ أَشْعَبَ مَرَّ بِمَنْ يَعْمَلُ طَبَقاً, فَقَالَ: وَسِّعْهُ لَعَلَّهُم يُهْدُوْنَ لَنَا فِيْهِ. وَمَرَرتُ يَوْماً, فَإِذَا هُوَ وَرَائِي قُلْتُ: مَا بِكَ? قَالَ: رَأَيتُ قَلَنْسُوَتَكَ مَائِلَةً, فَقُلْتُ: لَعَلَّهَا تَقَعُ, فَآخُذُهَا. قَالَ: فأعطيته إياها. قال أبو عبد الرحمن المقرىء: قَالَ أَشْعَبُ: مَا خَرَجْتُ فِي جَنَازَةٍ فَرَأَيتُ اثْنَيْنِ يَتَسَارَّانِ إلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ المَيتَ أَوْصَى لِي بِشَيْءٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يُجِيْدُ الغِنَاءَ. يُقَالُ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.

حجاج بن أرطاة

1028- حجاج بن أرطاة 1: "4، م" ابن ثور بن هبيرة بن شَرَاحِيْلَ بنِ كَعْبٍ, الإِمَامُ, العَلاَّمَةُ, مُفْتِي الكُوْفَةِ مع الإمام أبي حنيفة، والقاضي بن أَبِي لَيْلَى, أَبُو أَرْطَاةَ النَّخَعِيُّ, الكُوْفِيُّ الفَقِيْهُ, أَحَدُ الأَعْلاَمِ، وُلِدَ: فِي حَيَاةِ أَنَسِ بنِ مالك، وغيره من صغار الصحابة. وَرَوَى عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَعَطَاءٍ، وَالحَكَمِ، وَنَافِعٍ، وَمَكْحُوْلٍ، وَجَبَلَةَ بنِ سُحَيْمٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَالقَاسِمِ بنِ أَبِي بَزَّةَ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَابْنِ المُنْكَدِرِ، وَزَيْدِ بنِ جُبَيْرٍ الطَّائِيِّ، وَعَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، وَالمِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو، وَأَبِي مَطَرٍ، وَرِيَاحِ بنِ عَبِيْدَةَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَسِمَاكٍ، وَعَوْنِ بنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ تُكُلِّمَ فِيْهِ لِبَأْوٍ2 فِيْهِ، وَلِتَدْلِيسِه، وَلِنَقصٍ قَلِيْلٍ فِي حفظه، ولم يترك.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 359"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2835"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 121 و307"، و"2/ 22 و164 و244" و"3/ 34"، الكنى للدولابي "1/ 12"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 673"، المجروحين لابن حبان "1/ 225"، تاريخ بغداد "8/ 230"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 150"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 306"، العبر "1/ 264"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 181"، الكاشف "1/ ترجمة 938"، ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 1726"، تهذيب التهذيب "2/ 196"، طبقات المدلسين ترجمة رقم "118"، جامع التحصيل للحافظ العلائي ترجمة رقم "123"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1233"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 229". 2 الباو: الكبر والفخر.

حَدَّثَ عَنْهُ: مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ -وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ- وَقَيْسُ بنُ سَعْدٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَشُعْبَةُ، وَهُمْ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَالحَمَّادَانِ، وَالثَّوْرِيُّ، وَشَرِيْكٌ، وَزِيَادٌ البَكَّائِيُّ، وَعَبَّادُ بنُ العَوَّامِ، وَالمُحَارِبِيُّ، وَهُشَيْمٌ، وَمُعْتَمِرٌ، وَغُنْدَرٌ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيْحٍ يَقُوْلُ: مَا جَاءنَا مِنْكُم مِثْلَهُ يَعْنِي حَجَّاجَ بنَ أَرْطَاةَ، وَقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: قَالَ لَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَوْماً: مَنْ تَأْتُوْنَ? قُلْنَا: الحَجَّاجَ بنَ أَرْطَاةَ. قَالَ: عَلَيْكُم بِهِ فَإِنَّهُ مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْرَفُ بِمَا يَخْرُجُ مِنْ رَأْسِهِ مِنْهُ. وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ أَقهَرُ عِنْدَنَا بِحَدِيْثِهِ مِنْ سُفْيَانَ. وَقَالَ ابْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ: عَنْ جَرِيْرٍ: رَأَيتُ الحَجَّاجَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: كَانَ فَقِيْهاً أَحَدُ مُفْتِي الكُوْفَةِ، وَكَانَ فِيْهِ تِيْهٌ فَكَانَ يَقُوْلُ: أَهْلَكَنِي حُبُّ الشَّرَفِ. وَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ، وَكَانَ جَائِزَ الحديثإلَّا أَنَّهُ صَاحِبُ إِرسَالٍ كَانَ يُرسِلُ عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئاً، ويرسل عن مكحول، ولم يَسْمَعْ مِنْهُ، وَإِنَّمَا يَعِيبُوْنَ مِنْهُ التَّدلِيسَ. رَوَى نَحَواً مِنْ سِتِّ مائَةِ حَدِيْثٍ. قَالَ:، وَيُقَالُ: إِنَّ سُفْيَانَ أَتَاهُ يَوْماً لِيَسْمَعَ مِنْهُ فَلَمَّا قَامَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ حَجَّاجٌ: يَرَى بُنَيُّ ثَوْرٌ أَنَّا نَحْفِلُ بِهِ? لاَ نُبَالِي, جَاءنَا أَوْ لَمْ يَجِئْنَا. وَكَانَ حَجَّاجٌ تَيَّاهاً، وَكَانَ قَدْ وَلِيَ الشَّرِطَةَ، وَيُقَالُ: عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ فَكَانَ الزِّحَامُ عَلَى حَجَّاجٍ أَكْثَرَ، وَكَانَ حَجَّاجٌ رَاوِيَةً عَنْ عَطَاءٍ سَمِعَ مِنْهُ. وَرَوَى أَبُو طَالِبٍ, عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: كَانَ مِنَ الحُفَّاظِ قِيْلَ: فَلِمَ لَيْسَ هُوَ عِنْدَ النَّاسِ بِذَاكَ? قَالَ: لأَنَّ فِي حَدِيْثِهِ زِيَادَةً عَلَى حَدِيْثِ النَّاسِ لَيْسَ يكاد له حديثإلَّا فِيْهِ زِيَادَةٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: هُوَ صَدُوْقٌ لَيْسَ بِالقَوِيِّ يُدَلِّسُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ العَرْزَمِيِّ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ يَعْنِي فَيُسقِطُ العَرْزَمِيَّ. وَرَوَى ابْنُ المَدِيْنِيِّ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ قَالَ: الحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ عِنْدِي سَوَاءٌ تَرَكتُ الحَجَّاجَ عَمداً، وَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ حَدِيْثاً قَطُّ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوْقٌ, مُدَلِّسٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ يُدَلِّسُ عَنِ الضُّعَفَاءِ, يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ, فَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنَا, فَهُوَ صَالِحٌ لاَ يُرْتَابُ فِي صِدْقِهِ وَحِفْظِه، وَلاَ يُحتَجُّ بِحَدِيْثِهِ, لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَلاَ مِنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَلاَ مِنْ عِكْرِمَةَ.

قَالَ هُشَيْمٌ: قَالَ لِي حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ: صِفْ لِيَ الزُّهْرِيَّ, فَإِنِّي لَمْ أَرَهُ. وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: كَانَ الحَجَّاجُ يُدَلِّسُ, فَكَانَ يُحَدِّثُنَا بِالحَدِيْثِ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ مِمَّا يُحَدِّثُهُ العَرْزَمِيُّ، وَالعَرْزَمِيُّ مَتْرُوْكٌ. وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بنُ سَعْدٍ, عَنِ الحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ, فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللهُ, ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا الحَجَّاجُ ابْنَ ثَلاَثِيْنَ, أَوْ إِحْدَى، وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً, فَرَأَيتُ عَلَيْهِ مِنَ الزِّحَامِ مَا لَمْ أَرَ عَلَى حَمَّادِ بن أبي سليمان، ورأيت عنده مطر الوَرَّاقَ، وَدَاوُدَ بنَ أَبِي هِنْدٍ، وَيُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ جُثَاةً عَلَى أَرْجُلِهِم يَقُوْلُوْنَ: يَا أَبَا أَرْطَاةَ! مَا تَقُوْلُ فِي كَذَا? يَا أَبَا أَرْطَاةَ! مَا تَقُوْلُ فِي كَذَا? قَالَ هُشَيْمُ بنُ بَشِيْرٍ: سَمِعْتُ الحَجَّاجَ يَقُوْلُ: اسْتُفْتِيتُ وَأَنَا ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. وَقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: سَمِعْتُ حَجَّاجاً يَقُوْلُ: مَا خَاصَمتُ أَحَداً قَطُّ، وَلاَ جَلَسْتُ إِلَى قَوْمٍ يَخْتَصِمُوْنَ. وَرَوَى عَبَّاسٌ, عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: سَمِعَ مِنْ مَكْحُوْلٍ، وَفِي بَعْضِ حَدِيْثِه يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مَكْحُوْلاً، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ: كَانَ حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ، وَكَانَ مُدَلِّساً. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: إِنَّمَا عَابَ النَّاسُ عَلَيْهِ تَدْلِيسَه عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَغَيْرِهُ، وَرُبَّمَا أَخْطَأَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ فَأَمَّا أَنْ يَتَعَمَّدَ الكَذِبَ فَلاَ، وَهُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيْثُه. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ:، وَاهِي الحَدِيْثِ فِي حَدِيْثِهِ اضْطِرَابٌ كَثِيْرٌ، وَهُوَ صَدُوْقٌ، وَكَانَ أَحَدَ الفُقَهَاءِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: الحَجَّاجُ أَحَدُ العُلَمَاءِ بِالحَدِيْثِ، وَالحُفَّاظِ لَهُ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: مَاتَ بِالرَّيِّ. قُلْتُ:، وَقَدْ رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ حَدِيْثاً، وَاحِداً. قَالَ يَحْيَى بنُ يَعْلَى المُحَارِبِيُّ: أَمَرَنَا زَائِدَةُ أَنْ نَترُكَ حَدِيْثَ الحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَذْكُرُ أَنَّ حَجَّاجَ بنَ أَرْطَاةَ لَمْ ير الزهري، وكان سيىء الرَّأْيِ فِيْهِ جِدّاً مَا رَأَيتُهُ أَسوَأَ رَأْياً فِي أَحَدٍ مِنْهُ فِي حَجَّاجٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَلَيْثٍ، وَهَمَّامٍ لاَ نَستطِيْعُ أَنْ نُرَاجِعَه فِيْهِم.

وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ: لاَ يُحْتَجُّ بِحَجَّاجٍ. قُلْتُ: قَدْ يَتَرَخَّصُ التِّرْمِذِيُّ، وَيُصحِّحُ لابْنِ أَرْطَاةَ، وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ. قَالَ مَعْمَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: تَسْأَلُونَا عَنْ حَدِيْثِ حَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ بِشْرٍ الرَّقِّيُّ عِنْدَنَا أَفْضَلُ مِنْهُ قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: حَجَّاجٌ فِي قَتَادَةَ صَالِحٌ.، وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: قَالَ حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ: لاَ تَتُمُّ مُرُوءةُ الرَّجُلِ حَتَّى يَترُكَ الصَّلاَةَ فِي الجَمَاعَةِ. قلت: لعن الله هذه المروءة ما هيإلَّا الحُمْقُ، وَالكِبْرُ كَيْلاَ يُزَاحِمُه السُّوْقَةُ، وَكَذَلِكَ تَجدُ رُؤَسَاءَ، وَعُلَمَاءَ يُصَلُّونَ فِي جَمَاعَةٍ فِي غَيْرِ صَفٍّ أَوْ تُبسَطُ لَهُ سُجَّادَةٌ كَبِيْرَةٌ حَتَّى لاَ يَلتَصِقَ بِهِ مُسْلِمٌ. فَإِنَّا للهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَوَّلُ مَنِ ارْتُشِيَ بِالبَصْرَةِ مِنَ القُضَاةِ: حجاج بن أرطاة. وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ، وَاقِدٍ: رَأَيتُ حَجَّاجَ بنَ أَرْطَاةَ عَلَيْهِ سوَادٌ، وَهُوَ مَخْضُوْبٌ بِالسَّوَادِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ: كُنْتُ أَرَى الحَجَّاجَ بنَ أَرْطَاةَ يَفلِي ثِيَابَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى المَهْدِيِّ ثُمَّ قَدِمَ مَعَهُ أَرْبَعُوْنَ رَاحِلَةً عَلَيْهَا أَحمَالُهَا. قَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: سَمِعْتُ حَجَّاجَ بنَ أَرْطَاةَ يَقُوْلُ: مَا خَاصَمتُ أَحَداً، وَلاَ جَادَلْتُهُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ حَجَّاجٌ يُدَلِّسُ فَإِذَا قِيْلَ لَهُ: مَنْ حَدَّثكَ? يَقُوْلُ: لاَ تَقُوْلُوا هَذَا قُوْلُوا: مَنْ ذَكَرْتَ?، وَرَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَمْ يَرَهُ. قَالَ شُعْبَةُ: اكْتُبُوا عَنْ حَجَّاجٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُمَا حَافِظَانِ. عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ المُقَدَّمِيُّ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ مَكْحُوْلٍ عن ابن محيريز: سألت فضالة بن

_ 1 قد انتقد الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال" الإمام الترمذي -رحمه الله- في تصحيحه للحديث في مواضع عديدة منه، ولنا في تأليفنا كتاب "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" طبع الأول من هذه المجلدات الثلاثة بمكتبة الدعوة بالأزهر -لنا عليه استدراكات وبينا كثير من تساهلاته- رحمه الله- في تصحيح وتحسين الأحاديث، وذلك يؤكد صحة كلام الذهبي في كتابه هذا السير، وفي ميزان الاعتدال، وهو معلوم واضح لكل من له باع في تخريج الأحاديث والنظر في عللها.

عُبَيْدٍ: أَرَأَيتَ تَعلِيقَ اليَدِ فِي العُنُقِ مِنَ السُّنَّةِ? قَالَ: نَعَمْ. "أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَارقٍ, فَأَمَرَ بِهِ, فَقُطِعَ, ثُمَّ أَمَرَ بِيَدِهِ, فَعُلِّقَتْ فِي عُنُقِه1". قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ حَجَّاجٌ صَلِفاً خَرَجَ مَعَ المَهْدِيِّ إِلَى خُرَاسَانَ فَوَلاَّهُ القَضَاءَ. قَالَ:، وَمَاتَ منصرفه من الري سنة خمس، وأربعين، ومئة. تَرَكَهُ ابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وابن معين، وأحمد. كَذَا قَالَ ابْنُ حِبَّانَ، وَهَذَا لَيْسَ بِجَيِّدٍ.، وقد قدمنا عبارات هؤلاء في حجاج نعود بِهِ تَعَالَى مِنَ التَّهوُّرِ فِي، وَزنِ العُلَمَاءِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ اللَّيْثِ الوَرَّاقَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ نَصْرٍ سَمِعْتُ إِسْحَاقَ الحَنْظَلِيَّ عَنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ قَالَ: كَانَ حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ لاَ يَحضُرُ الجَمَاعَةَ فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: أَحضُرُ مَسْجِدَكُم حَتَّى يُزَاحِمَنِي فِيْهِ الحَمَّالُوْنَ، وَالبَقَّالُوْنَ?.، وَنَقَلَ غَيْرُ، وَاحِدٍ: أَنَّ الحَجَّاجَ بنَ أَرْطَاةَ قِيْلَ لَهُ: ارْتفِعْ إِلَى صَدْرِ المَجْلِسِ فَقَالَ: أَنَا صَدْرٌ حَيْثُ كُنْتُ.، وَكَانَ يَقُوْلُ: أَهْلَكَنِي حُبُّ الشَّرَفِ.، وَقَدْ طَوَّلَ ابْنُ حِبَّانَ، وَابْنُ عَدِيٍّ تَرْجَمَتَه. قَالَ النَّسَائِيُّ: ذِكْرُ المُدَلِّسِيْنَ: الحَسَنُ، قَتَادَةُ، حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، حُمَيْدٌ، سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ، يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ، أَبُو إِسْحَاقَ الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ، مُغِيْرَةُ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، أَبُو الزُّبَيْرِ، ابْنُ أَبِي نَجِيْحٍ، ابْنُ جُرَيْجٍ، ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، هُشَيْمٌ، سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ. وَزِدْتُ أَنَا: الأَعْمَشُ، مَكْحُوْلٌ، بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ،، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْ حَجَّاجٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ. قَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ: مَاتَ الحَجَّاجُ بنُ أرطاة بخراسان مع المهدي. وَفِي ذِهنِي أَنَّهُ بَقِيَ إِلَى سَنَة تِسْعٍ، وأربعين، ومئة. وَقَدْ مَرَّ قَوْلُ ابْنِ حِبَّانَ فِي ذَلِكَ. فَصْلٌ: فِي طَبَقَةِ حَجَّاجٍ جَمَاعَةٍ بِاسْمِهِ فَتَرَاهُم يجيؤون فِي الإِسْنَادِ فَيَقَعُ الاشْتِبَاهُ بِالاشْتِرَاكِ فِي الاسْمِ.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 19"، وأبو داود "4411"، والترمذي "1447"، والنسائي "8/ 92" من طريق حجاج بن أرطاة، عن مكحول، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه عنعنة حجاج، فقد كن مدلسا، وهو ضعيف لسوء حفظه.

حجاج بن أبي عثمان الصواف، حجاج بن أبي زينب الواسطي، حجاج بن حجاج الباهلي البصري الأحول

حجاج بن أبي عثمان الصوَّاف، حجاج بن أبي زينب الواسطي، حجاج بن حجاج الباهلي البصري الأحول: 1029- حَجَّاجُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافُ 1: "خَ، م" بَصْرِيٌّ, ثِقَةٌ مَشْهُوْرٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الحَمَّادَانِ، وَالقَطَّانُ، وَرَوْحٌ، وَخَلْقٌ.، وَأَقدَمُ مَا عِنْدَهُ الحَسَنُ. وَمِنْهُم: 1030- حَجَّاجُ بنُ أَبِي زَيْنَبَ الوَاسِطِيُّ 2: "م، د، س، ق" صَدُوْقٌ. يَرْوِي عَنْ: أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ. رَوَى عَنْهُ: هُشَيْمٌ، وَيَزِيْدُ.، وَحَدِيْثُه حَسَنٌ فَقَدْ لُيِّنَ، وَلَكِن رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ. مَاتَ فِي حُدُوْدِ أربعين ومائة. وَمِنْهُم: 1031- حَجَّاجُ بنُ حَجَّاجٍ البَاهِلِيُّ البَصْرِيُّ الأَحْوَلُ 3: "خَ، م" لَهُ: عَنْ أَنَسٍ قَلِيْلاً. وَعَنْ قَتَادَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ -روايته- وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وَطَائِفَةٌ.، وَهُوَ حُجَّةٌ، وَقَدْ خَلَطَهُ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ بِحَجَّاجٍ الأَسْوَدِ فَوَهِمَ. قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: حَجَّاجُ بنُ حَجَّاجٍ أَحَدُ حُفَّاظِ أَصْحَابِ قَتَادَةَ. قُلْتُ: مَاتَ قَبْلَ الأَرْبَعِيْنَ ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 270"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 127" و"3/ 22"، الكنى للدولابي "2/ 11"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 710"، تاريخ الإسلام "6/ 53"، العبر "1/ 194"، الكاشف "1/ ترجمة 968"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 316" تهذيب التهذيب "2/ 203"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1244 و1255"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 21". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2829"، الكنى للدولابي "2/ 159"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 685"، الكاشف "1/ ترجمة 944"، ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 1736"، تهذيب التهذيب "1/ 201"، خلاصة الخرزجي "1/ ترجمة 1239". 3 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2813"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 29"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 678"، الكاشف "1/ ترجمة 941"، ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 1731"، تاريخ الإسلام "5/ 235" و"6/ 53"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 305"، تهذيب التهذيب "2/ 199"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1236".

حجاج الأسود القسملي، حجاج بن حسان القيسي

حجاج الأسود القسملي، حجاج بن حسان القيسي: ومنهم: 1032- حجاج الأسود القسملي 1: وَيُقَالُ لَهُ: حَجَّاجُ زِقِّ العَسَلِ، وَهُوَ حَجَّاجُ بنُ أَبِي زِيَادٍ. حَدَّثَ عَنْ: شَهْرٍ، وَأَبِي نَضْرَةَ، وَجَمَاعَةٍ. بَصْرِيٌّ صَدُوْقٌ. رَوَى عَنْهُ: جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَرَوْحٌ، وَكَانَ مِنَ الصُّلَحَاءِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ. مَاتَ سَنَةَ بضع وأربعين ومائة. وَمِنْهُم: 1033- حَجَّاجُ بنُ حَسَّانٍ القَيْسِيُّ 2: بَصْرِيٌّ, لاَ بَأْسَ بِهِ. عَنْ: أَنَسٍ, وَأَبِي مِجْلَزٍ, وَعِكْرِمَةَ, وَيَنْزِلُ إِلَى مُقَاتِلِ بنِ حَيَّانَ وَعَنْهُ: يَحْيَى القَطَّانُ وَيَزِيْدُ وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ وَعِدَّةٌ. بَقِيَ إِلَى نَحْوِ السِّتِّيْنَ وَمائَةٍ. لَهُ فِي مَرَاسِيْلِ أبي داود, عن مقاتل قال عليه السلام: "إِنْ جَاءَ رَجُلٌ فَلَمْ يَجِدْ أَحَداً فَلْيَخْتَلِجْ 3 ر جلًا مِنَ الصَّفِّ فَلْيَقُمْ مَعَهُ فَمَا أَعْظَمَ أَجْرَ المُخْتَلِجِ". قُلْتُ: مَاذَا بِمُرْسَلٍ, بَلْ مُعْضَلٌ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 269"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 684ط، ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 1727"، لسان الميزان "2/ ترجمة 787". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2837"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 675"، الكاشف "1/ ترجمة 942"، الوافي بالوفايت لصلاح الدين الصفدي "11/ 317"، تهذيب التهذيب "2/ 200"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1237". 3 الخلج: أصله الجذب والنزع.

حجاج بن دينار الواسطي، حجاج بن فرافصة الباهلي العابد

حجاج بن دينار الواسطي، حجاج بن فُرَافِصَة الباهلي العابد وَمِنْهُم: 1034- حَجَّاجُ بنُ دِيْنَارٍ الوَاسِطِيُّ 1: "د، ت، ق" لَهُ عَنِ: الحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ, وَالبَاقِرِ, وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: إِسْرَائِيْلُ, وَابْنُ فُضَيْلٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ بشر, وآخرون. حسن الحال. مَاتَ قَبْلَ الخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَمِنْهُم: 1035- حَجَّاجُ بنُ فَرَافِصَةَ البَاهِلِيُّ العَابِدُ 2: "د، س" لَهُ عَنِ: ابْنِ سِيْرِيْنَ, وَعَطَاءٍ, وَيَنْزِلُ إِلَى عُقَيْلٍ, وَنَحْوِه. وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ وَمُعْتَمِرٌ وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ الضُّبَعِيُّ. رَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ. حَدِيْثُه وَسَطٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ نيف وأربعين ومئة. فَهَؤُلاَءِ السَّبْعَةُ كَانُوا بِالعِرَاقِ فِي عَصرِ حَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ ذَكَرنَاهُم لِلتَّمْيِيزِ وَثَمَّ جَمَاعَةٌ كَانُوا فِي زَمَانِهِم بَأَسْمَائِهِم وَلَكِنَّهُم لَيْسُوا بِالمَشْهُوْرِيْنَ وَاللهُ أَعْلَمُ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ حُضُوْراً، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بن المسلم،

_ 1 المراسيل: هو الذي قال فيه التابعي: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسقط الصحابي. والمعضل: هو الذي سقط من إسناده راويان فأكثر على التوالي. 2 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2820"، الكنى للدولابي "2/ 94"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 681"، الكاشف "1/ ترجمة 943"، ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 1732"، تهذيب التهذيب "2/ 200"، خلاصة الخرزجي "1/ ترجمة 1238". 3 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2821"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 702"، الحلية لأبي نعيم "3/ ترجمة 221"، الكاشف "1/ ترجمة 950"، ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 1743"، تاريخ الإسلام "5/ 235"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 305"، تهذيب التهذيب "2/ 24"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1246". وفرافصة بضم الفاء الأولى وكسر الفاء الثانية. قال الأصمعي في كتاب الاشتقاق: فرافصة اشتق من أسماء الأسد، وكل غليظ شديد: فرافصة.

أَنْبَأَنَا ابْنُ طَلاَّبٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ جُمَيْعٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الحَجَّاجُ يَعْنِي ابْنَ أَرْطَاةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَبْدِ الله بن أبي بصير عن أبي بن كَعْبٍ قَالَ: شَهِدَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلاَةُ الفَجْرِ فَقَالَ: "أَشَهِدَ الصَّلاَةَ فُلاَنٌ? قَالُوا: نَعَمْ. وَفُلاَنٌ وَفُلاَنٌ? قَالُوا: لاَ. فَقَالَ: "مَا مِنْ صَلاَةٍ أَثْقَلُ عَلَى المُنَافِقِيْنَ مِنْ صَلاَةِ العِشَاءِ وَصَلاَةِ الفَجْرِ وَلَوْ يَعْلَمُوْنَ مَا فِيْهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً". ثُمَّ قَالَ: "صلاة الرجل مع الرجلين خير من صَلاَةِ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ فَمَا كَثُرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ" 1. أَخْبَرَنَا طَائِفَةٌ إِجَازَةً سَمِعُوا عُمَرَ بنَ طَبَرْزَدْ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَنْبَأَنَا الحَجَّاجُ يَعْنِي ابْنَ أَرْطَاةَ عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بنِ يَزِيْدَ عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: نُهِيْنَا عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ وَعَنِ القَسِّيِّ وَعَنِ المِيْثَرَةِ2. وَبِهِ، حَدَّثَنَا الحَجَّاجُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الحَرْثِ عَنْ عَلِيٍّ مثله.

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "554"، وأحمد "5/ 140"، وأبو داود "554"، والدارمي "1/ 291"، وابن خزيمة "1477"، والحاكم "1/ 247"، والبيهقي "3/ 67 و68" من طرق عن شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي بصير، عن أبي بن كعب، به. قلت: في إسناده عبد الله بن أبي بصير، لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يوثقه إلا ابن حبان "5/ 15"، والعجلي في ثقاته "ص251"، وهما معروفان بالتساهل في التوثيق. وفي الإسناد أبو إسحاق وهو السبيعي، مدلس، وقد عنعنه، لكن الحديث شاهد على أبي هريرة: أخرجه أحمد "2/ 224"، وابن أبي شيبة "1/ 232" و"2/ 191"، ومسلم "651" "252"، وأبو داود "548ط، وابن ماجه "791" و"797"، وابن خزيمة "1484"، والبيهقي "3/ 55" من طرق عن أبي معاوية عن الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. وإسناده صحيح. 2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 93- 94 و104 و127 و137"، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في "زوائد المسند" "1/ 133"، وأبو داود "4051"، والترمذي "2808"، والنسائي "8/ 165 و165- 166" وابن ماجه "3654"، والطحاوي "4/ 260"، من طرق عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن علي بن أبي طالب قال: فذكره. وأخرجه عبد الرزاق "2838"، والنسائي "2/ 187" و"8/ 166 و167 و168 و169"، والطحاوي "4/ 260"، والبغوي "3130" من طرق عن علي. وورد عن علي بن أبي طالب بلفظ: "أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن لبس القسي والمعصفر وعن تختم الذهب وعن قراءة القرآن في الركوع" أخرجه مالك "1/ 80" ومن طريقه أخرجه أحمد "1/ 126" ومسلم "2078" "29"، وأبو داود "4044"، والترمذيب "264" و"1725"، والنسائي "2/ 189"، والطحاوي "4/ 260" والبغوي "3094" عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه عن علي، به.

حريز بن عثمان

1036- حريز بن عثمان 1: "خَ، 4" الحَافِظُ, العَالِمُ, المُتْقِنُ, أَبُو عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ, المشرقي, الحمصي. محدث حِمْصَ, مِنْ بَقَايَا التَّابِعِيْنَ الصِّغَارِ. سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ بِشْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، وَخَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، وَرَاشِدِ بنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَيْسَرَةَ، وَحَبِيْبِ بنِ عُبَيْدٍ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَحجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَأَبُو اليَمَانِ الحَكَمُ بنُ نَافِعٍ، وَعَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ، وَآدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَأَبُو المُغِيْرَةِ، وَيَحْيَى بنُ صَالِحٍ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. حَدَّثَ بِالشَّامِ وَبِالعِرَاقِ، وَحَدِيْثُه نَحْوُ المائَتَيْنِ، وَيُرْمَى بِالنَّصْبِ2، وَقَدْ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يَصِحُّ عِنْدِي مَا يُقَالُ فِي رَأْيِهِ، وَلاَ أَعْلَمُ بِالشَّامِ أَحَداً أَثْبَتَ مِنْهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَرِيْزٌ: ثِقَةٌ, ثِقَةٌ, ثِقَةٌ, لَمْ يَكُنْ يَرَى القَدَرَ، وَقَالَ أَبُو اليَمَانِ: كَانَ يَنَالُ مِنْ رَجُلٍ, ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ. وَرُوِيَ عَنْ: عَلِيِّ بنِ عَيَّاشٍ, عَنْ حَرِيْزٍ, أَنَّهُ قَالَ: أَأَنَا أَشْتُمُ عَلِيّاً?، وَاللهِ مَا شَتَمْتُهُ.، وَجَاءَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لاَ أُحِبُّهُ لأَنَّهُ قَتَلَ مِنْ قومي يوم صفين جماعة. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ قَالَ: كَانَ حَرِيْزٌ يَقُوْلُ: لَنَا إِمَامُنَا، وَلكُم إِمَامُكُم يَعْنِي: مُعَاوِيَةَ، وَعَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. قَالَ عِمْرَانُ بنُ أَبَانٍ: سَمِعْتُ حَرِيْزاً يَقُوْلُ: لاَ أُحِبُّه قَتَلَ آبَائِي.، وَقَالَ شَبَابَةُ: سَمِعْتُ رَجُلاً قَالَ لِحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ لاَ تَتَرَحَّمُ عَلَى عَلِيٍّ قَالَ: اسْكُتْ رَحِمَهُ اللهُ مائَةَ مَرَّةٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُ حَرِيْزَ بنَ عُثْمَانَ يَقُوْلُ:، وَاللهِ مَا سببت عليًا قط.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 356"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 151" و"2/ 303 و313" و"3/ 174 و205"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1288"، المجروحين لابن حبان "1/ 268"، تاريخ بغداد "8/ 265"، الإكمال لابن ماكولا "2/ 85"، الأنساب للسمعاني "6/ 95"، اللباب لابن الأثير "2/ 19"، العبر "1/ 241"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 175"، الكاشف "1/ ترجمة 994"، ميزان الاعتدال" "1/ ترجمة 1792"، الوافي بالوفيات الصفدي "11/ 347"، تهذيب التهذيب "2/ 237"، خلاصة الخرزجي "1/ ترجمة 1293"، شذرات الذهب "1/ 257". 2 الناصبة: قوم يتدينون ببغض على رضي الله عنه.

قُلْتُ: هَذَا الشَّيْخُ كَانَ أَوْرَعَ مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ قَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: لاَ أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيتُ شَامِيّاً أَفْضَلَ مِنْ حَرِيْزٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ. قَالَ عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ: جَمَعْنَا حَدِيْثَ حَرِيْزٍ فِي دَفْتَرٍ, نَحَواً مِنْ مائَتَيْ حَدِيْثٍ, فَأَتَيْنَاهُ بِهِ فَتَعَجَّبَ، وَقَالَ: هَذَا كُلُّه عَنِّي?.! وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّحَبِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ حَرِيْزَ بنَ عُثْمَانَ يَقُوْلُ: لاَ تُعَادِ أَحَداً حَتَّى تَعْلَمَ مَا بَيْنَهُ، وَبَيْنَ اللهِ فَإِنْ يَكُنْ مُحْسِناً فَإِنَّ اللهَ لاَ يُسْلِمُهُ لِعَدوَاتِكَ، وَإِنْ يَكُن مُسِيْئاً فَأَوشَكَ بِعَمَلِهِ أَنْ يَكْفِيْكَه. تُوُفِّيَ حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَلَهُ نَيِّفٌ، وَتِسْعُوْنَ سَنَةً، وَحَدِيْثُهُ عَالٍ مِنْ ثُلاَثِيَّاتِ البُخَارِيِّ رَوَاهُ عَنْ عِصَامِ بنِ خَالِدٍ عَنْهُ. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهُ:، وَمَولِدُهُ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ.

الحسين بن مطير

1037- الحُسَيْنُ بنُ مُطَيْرٍ 1: مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ شَاعِرٌ محسن بديع القول أدرك الدولتين الأموية، وَالعَبَّاسِيَّةَ، وَبَقِيَ حَتَّى مَدَحَ المَهْدِيَّ، وَهُوَ القَائِلُ فِيْهِ: أَضْحَتْ يَمِيْنُكَ مِنْ جُوْدٍ مُصَوَّرَةً ... لاَ بَلْ يَمِيْنُكَ مِنْهَا صُوْرَةُ الجُوْدِ مِنْ حُسْنِ، وَجْهِكَ تُضْحِي الأَرْضُ مُشْرِقَةً ... وَمِنْ بَنَانِكَ يَجْرِي المَاءُ فِي العُوْدِ وَلَهُ يَرْثِي مَعْنَ بنَ زَائِدَةَ: أَلِمَّا بِمَعْنٍ ثُمَّ قُوْلاَ لِقَبْرِهِ ... سَقَتْكَ الغَوَادِي مَرْبَعاً ثُمَّ مَرْبَعَا فَيَا قَبْرَ مَعْنٍ كَيْفَ، وَارَيْتَ جُوْدَهُ ... وَقَدْ كَانَ مِنْهُ البَرُّ، وَالبَحْرُ مُتْرَعَا وَلَكِنْ حَوَيْتَ الجُوْدَ، وَالجُوْدُ مَيِّتٌ ... وَلَوْ كَانَ حَيّاً ضِقْتَ حَتَّى تَصَدَّعَا وَمَا كانإلَّا الجُوْدَ صُوْرَةُ، وَجْهِهِ ... فَعَاشَ رَبِيْعاً ثُمَّ، وَلَّى فَوَدَّعَا فَلَمَّا مَضَى مَعْنٌ مَضَى الجُوْدُ، وَالنَّدَى ... وأصبح عرنين المكارم أجدعا

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "16/ 17"، فوات الوفيات لصلاح الدين الصفدي "1/ 388"، خزانة الأدب للبغدادي "2/ 485".

المنصور

1038- المَنْصُوْرُ 1: الخَلِيْفَةُ, أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الهَاشِمِيُّ. العَبَّاسِيُّ, المَنْصُوْرُ. وَأُمُّهُ: سَلاَّمَةُ البَرْبَرِيَّةُ. وُلِدَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ, أَوْ نَحْوِهَا. ضَرَبَ فِي الآفَاقِ، وَرَأَى البِلاَدَ، وَطَلَبَ العِلْمَ. قِيْلَ: كَانَ فِي صِبَاهُ يُلَقَّبُ بِمُدْرِكِ التُّرَابِ. وَكَانَ أَسْمَرَ, طَوِيْلاً, نَحِيْفاً, مَهِيْباً, خَفِيْفَ العَارِضَينِ, مُعَرَّقَ الوَجْهِ, رَحبَ الجَبهَةِ, كَأَنَّ عَيْنَيْهِ لِسَانَانِ نَاطقَانِ, تُخَالِطُه أُبَّهَةُ المُلْكِ بِزِيِّ النساك, تقبله القلوب، وتتعبه العُيُونُ أَقْنَى الأَنْفِ بَيِّنَ القَنَا يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. وَكَانَ فَحْلَ بَنِي العَبَّاسِ هَيْبَةً، وَشَجَاعَةً، وَرَأْياً، وَحَزْماً، وَدَهَاءً، وَجَبَروتاً، وَكَانَ جَمَّاعاً لِلْمَالِ, حَرِيْصاً تَارِكاً لِلَّهْوِ، وَاللَّعِبِ, كَامِلَ العَقْلِ بَعِيْدَ الغَورِ حَسَنَ المُشَارِكَةِ فِي الفَقْهِ، وَالأَدبِ، وَالعِلْمِ. أَبَادَ جَمَاعَةً كِبَاراً حَتَّى تَوطَّدَ لَهُ المُلْكُ، وَدَانتْ لَهُ الأُمَمُ عَلَى ظُلْمٍ فِيْهِ، وَقُوَّةِ نَفْسٍ، وَلَكِنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى صِحَّةِ إِسْلاَمٍ، وَتَدَيُّنٍ فِي الجُمْلَةِ، وَتَصَوُّنٍ، وَصَلاَةٍ، وَخَيْرٍ مَعَ فَصَاحَةٍ، وَبَلاَغَةٍ، وَجَلاَلَةٍ.، وَقَدْ، وَلِيَ بُلَيْدَةً مِنْ فَارِسٍ لِعَامِلِهَا سُلَيْمَانَ بنِ حَبِيْبِ بنِ المُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَةَ ثُمَّ عَزَلَهُ، وَضَرَبَهُ، وَصَادَرَه فَلَمَّا اسْتُخلِفَ قَتَلَهُ.، وَكَانَ يُلَقَّبُ: أَبَا الدَّوَانِيْقِ لِتَدْنِيقِه، وَمُحَاسَبَتِه الصناع لما أنشأ بغداد. وَكَانَ يَبذُلُ الأَمْوَالَ فِي الكوَائِنِ المَخُوفَةِ، وَلاَ سِيَّمَا لَمَّا خَرَجَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ بِالمَدِيْنَةِ، وَأَخُوْهُ إِبْرَاهِيْمَ بِالبَصْرَةِ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعَالِبِيُّ: عَلَى شُهْرَةِ المَنْصُوْرِ بِالبُخْلِ, ذَكَرَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ: أَنَّهُ لَمْ يُعْطِ خَلِيْفَةٌ قَبْلَ المَنْصُوْرِ عَشْرَةَ آلاَفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ دَارَتْ بِهَا الصِّكَاكُ، وَثَبَتَتْ فِي الدَّوَاوِيْنِ فَإِنَّهُ أَعْطَى فِي يَوْمٍ، وَاحِدٍ كُلَّ، وَاحِدٍ مِنْ عُمُوْمَتِهِ عَشْرَةَ آلاَفِ أَلْفٍ، وَقِيْلَ: إِنَّهُ خَلَّفَ يَوْمَ مَوْتِهِ فِي بُيُوْتِ الأَمْوَالِ تِسْعَ مائة ألف ألف درهم، ونيف.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 53"، تاريخ الإسلام "6/ 214"، العبر "1/ 228"، فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "2/ 216"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 185 و213 و216".

زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بنُ حَبِيْبٍ, عَنِ المِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو, عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: مِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا المَنْصُوْرُ، وَمِنَّا المَهْدِيُّ. إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ. رَوَى إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الهَاشِمِيُّ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ جَدِّهِ, أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: قَالَ لَنَا المَنْصُوْرُ: رَأَيتُ كَأَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- عَمَّمَنِي بِعِمَامَةٍ كُوْرُهَا ثَلاَثَةٌ، وَعِشْرُوْنَ، وَقَالَ: خُذْهَا، وَأَوْصَانِي بِأُمَّتِهِ. وَعَنِ المَنْصُوْرِ قَالَ: المُلُوْكُ أَرْبَعَةٌ: مُعَاوِيَةُ، وَعَبْدُ المَلِكِ، وَهِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، وَأَنَا. حَجَّ المَنْصُوْرُ مَرَّاتٍ مِنْهَا فِي خِلاَفَتِهِ مَرَّتَيْنِ، وَفِي الثَّالِثَةِ مَاتَ بِبِئْرِ مَيْمُوْنٍ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ. أَبُو العَيْنَاءِ: حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ: أَنَّ المَنْصُوْرَ صَعِدَ المِنْبَرَ فَشَرَعَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ اذْكُرْ مَنْ أَنْتَ فِي ذِكْرِهِ. فَقَالَ مَرْحَباً لقَدْ ذَكَرتَ جَلِيْلاً، وَخَوَّفْتَ عَظِيْماً، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُوْنَ مِمَّنْ إِذَا قِيْلَ لَهُ: اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإِثْمِ، وَالمَوْعِظَةُ مِنَّا بَدَتْ، وَمِنْ عِندِنَا خَرَجَتْ، وَأَنْتَ يَا قَائِلَهَا فَأَحْلِفُ بِاللهِ: مَا اللهَ أَرَدْتَ إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: قَامَ فَقَالَ فَعُوقِبَ فَصَبَرَ فَأَهْوِنْ بِهَا مِنْ قَائِلِهَا، وَاهْتَبِلْهَا مِنَ اللهِ، وَيْلَكَ إِنِّيْ قَدْ غَفَرتُهَا.، وَعَادَ إِلَى خُطبتِهِ كَأَنَّمَا يَقْرَأُ مِنْ كِتَابٍ. قَالَ مُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللهِ الوَزِيْرُ سَمِعَ المَنْصُوْرَ يَقُوْلُ: الخَلِيْفَةُ لاَ يصلحهإلَّا التَّقْوَى، وَالسُّلْطَانُ لاَ يُصْلِحُه إلَّا الطَّاعَةُ، وَالرَّعِيَّةُ لاَ يُصلِحُهَا إلَّا العَدْلُ، وَأَولَى النَّاسِ بِالعَفْوِ أَقْدَرُهُم عَلَى العُقُوْبَةِ، وَأَنْقَصُ النَّاسِ عَقلاً مَنْ ظَلَمَ مَنْ هُوَ دُوْنَهُ. وَقِيْلَ: إِنَّ عَمْرَو بنَ عُبَيْدٍ، وَعَظَ المَنْصُوْرَ فَأَبكَاهُ، وَكَانَ يَهَابُ عَمْراً، وَيُكرِمُهُ، وَكَانَ أَمَرَ لَهُ بِمَالٍ فَرَدَّهُ. وَقِيْلَ: إِنَّ عَبْدَ الصَّمَدِ عَمَّهُ قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ لقَدْ هَجَمْتَ بِالعُقُوْبَةِ حَتَّى كَأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ بِالعَفْوِ. قَالَ: لأَنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَمْ تَبْلَ رِمَمُهُم، وَآلَ عَلِيٍّ لَمْ تُغْمَدْ سُيُوْفُهُم، وَنَحْنُ بَيْنَ قَوْمٍ قَدْ رَأَوْنَا أَمْسِ سوقة، ولا تتمهد هيبتنا في صدورهمإلَّا بِنِسْيَانِ العَفْوِ. وَقِيْلَ: دَخَلَ عَلَيْهِ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ فَقَالَ: اقْضِ دَيْنِي. قَالَ:، وَكَم هُوَ?. قَالَ: مائَةُ أَلْفٍ قَالَ: وَأَنْتَ فِي فِقْهِكَ، وَفَضْلِكَ تَأخُذُ مائَةَ أَلْفٍ لَيْسَ عِنْدَكَ قَضَاؤُهَا?. قَالَ: شَبَّ فِتْيَانٌ لِي فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُبَوِّئَهُم، وَخَشِيْتُ أَنْ يَنتَشِرَ عَلَيَّ أَمرُهُم، وَاتَّخذتُ لَهُم مَنَازِلَ، وَأَوْلَمْتُ عَلَيْهِم ثِقَةً بِاللهِ وَبِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ

قَالَ: فَردَّدَ عَلَيْهِ مائَةَ أَلْفٍ اسْتِكثَاراً لَهَا. ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِعَشْرَةِ آلاَفٍ. قَالَ: فَأَعْطِنِي مَا تُعطِي، وَأَنْتَ طَيِّبُ النَّفْسِ فَقَدْ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَعْطَى عَطِيَّةً، وَهُوَ بِهَا طَيِّبُ النَّفْسِ بُوْرِكَ لِلْمُعْطِي، وَالمُعْطَى". قَالَ: فَإِنِّي طَيِّبُ النَّفْسِ بِهَا. فَأَهوَى لِيُقَبِّلَ يَدَهُ فَمَنَعَهُ، وَقَالَ: إِنَّا نُكرِمُكَ عَنْهَا، وَنُكرِمُهَا عَنْ غَيْرِكَ. وَعَنِ الرَّبِيْعِ الحَاجِبِ قَالَ: دُرْنَا فِي الخَزَائِنِ بَعْدَ مَوْتِ المَنْصُوْرِ أَنَا وَالمَهْدِيُّ, فَرَأَيْنَا فِي بيتٍ أَرْبَعَمائَةِ حُبٍّ مُسَدَّدَةَ الرُّؤُوْسِ, فِيْهَا أَكْبَادٌ مُمَلَّحَةٌ, مُعَدَّةٌ لِلْحِصَارِ. وَقِيْلَ: رَأَتْ جارية للمنصور قميصه مرقوعًا, فكلمته فقال: قَدْ يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتَى، وَرِدَاؤُهُ ... خَلَقٌ، وَجَيْبُ قَمِيْصِهِ مَرْقُوْعُ وَعَنِ المَدَائِنِيِّ: أَنَّ المَنْصُوْرَ لَمَّا احْتُضِرَ, قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّيْ قَدِ ارْتَكبتُ عَظَائِمَ جُرْأَةً مِنِّي عَلَيْكَ، وَقَدْ أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الأشياء إليك شهادة أن لا إلهإلَّا اللهُ مَنّاً مِنْكَ لاَ مَنّاً عَلَيْكَ. ثُمَّ مَاتَ. وَقِيْلَ: رَأَى مَا يَدُلُّ عَلَى قُربِ مَوْتِهِ فَسَارَ لِلْحَجِّ.، وَقِيْلَ: مَاتَ مَبْطُوناً، وَعَاشَ أَرْبَعاً، وَسِتَّيْنَ سَنَةً. قَالَ الصُّوْلِيُّ: دُفِنَ بَيْنَ الحَجُوْنِ، وَبِئْرِ مَيْمُوْنٍ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ عَبَّادُ بنُ كَثِيْرٍ لِسُفْيَانَ: قُلْتُ لأَبِي جَعْفَرٍ: أَتُؤمِنُ بِاللهِ? قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: حَدِّثْنِي عَنِ الأَمْوَالِ الَّتِي اصْطَفَيْتُمُوهَا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ فَلَئِنْ صَارَتْ إِلَيْكُم ظُلْماً، وَغَصْباً فَمَا رَدَدْتُمُوهَا إِلَى أَهْلِهَا الَّذِيْنَ ظُلِمُوا، ولئن كانت لبني أمية لقَدْ أَخَذتُم مَا لاَ يَحِلُّ لَكُم إِذَا دُعِيَتْ غَداً بَنُو أُمَيَّةَ بِالعَدْلِ جَاؤُوا بِعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَإِذَا دُعِيْتُم أَنْتُم لَمْ تجيؤوا بِأَحَدٍ فَكُنْ أَنْتَ ذَاكَ الأَحَدَ فَقَدْ مَضَتْ مِنْ خِلاَفَتِكَ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ: مَا أَجِدُ أَعْوَاناً. قُلْتُ: عَوْنُكَ عَلَيَّ بِلاَ مَرزِئَةٍ أَنْتَ تَعلَمُ أَنَّ أَبَا أَيُّوْبَ المُوْرِيَانِيَّ يُرِيْدُ مِنْكَ كُلَّ عَامٍ بَيْتَ مَالٍ، وَأَنَا أَجِيئُكَ بِمَنْ يَعْمَلُ بِغَيْرِ رِزْقٍ آتِيْكَ بِالأَوْزَاعِيِّ، وَآتِيْكَ بِالثَّوْرِيِّ، وَأَنَا أُبَلِّغُكَ عَنِ العَامَّةِ. فَقَالَ: حَتَّى أَسْتَكمِلَ بِنَاءَ بَغْدَادَ، وَأُوَجِّهِ خَلْفَكَ. فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ:، وَلِمَ ذَكَرتَنِي لَهُ?. قَالَ:، وَاللهِ مَا أردتإلَّا النُّصحَ. قَالَ سُفْيَانُ:، وَيْلٌ لِمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِم إِذَا لَمْ يَكُنْ كَبِيْرَ العَقْلِ كَثِيْرَ الفَهْمِ كَيْفَ يَكُوْنُ فِتْنَةً عَلَيْهِم، وَعَلَى الأُمَّةِ. قَالَ نُوْبَخْتُ المَجُوْسِيُّ: سُجِنْتُ بِالأَهْوَازِ فَرَأَيْتُ المَنْصُوْرَ، وَقَدْ سُجِنَ يَعْنِي: وَهُوَ

شَابٌّ- قَالَ: فَرَأَيتُ مِنْ هَيْبَتِهِ وَجَلاَلتِهِ وَحُسنِهِ, مَا لَمْ أَرَهُ لأَحَدٍ, فَقُلْتُ: وَحَقِّ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ إِنَّكَ لَمِنْ، وَلَدِ صَاحِبِ المَدِيْنَةِ? فَقَالَ: لاَ، وَلَكِنِّي مِنْ عَرَبِ المَدِيْنَةِ. قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أَتَقرَّبُ إِلَيْهِ، وَأَخْدمُهُ حَتَّى سَأَلْتُهُ عَنْ كُنْيَتِهِ. فَقَالَ: أَبُو جَعْفَرٍ. قُلْتُ: وَحَقِّ المَجُوْسِيَّةِ, لَتَملِكَنَّ. قَالَ: وَمَا يُدرِيْكَ? قُلْتُ: هُوَ كَمَا أَقُوْلُ لَكَ، وَسَاقَ قِصَّةً. وَقَدْ كَانَ المَنْصُوْرُ يُصْغِي إِلَى أَقْوَالِ المُنَجِّمِيْنَ، وَيَنْفُقُونَ عَلَيْهِ، وَهَذَا مِنْ هَنَاتِهِ مَعَ فَضِيْلَتِهِ. وَقَدْ خَرَجَ عَلَيْهِ فِي أَوَّلِ وِلاَيَتِهِ: عَمُّهُ عَبْدُ اللهِ بنُ علي, فرماه بنظيره أَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّوْلَةِ، وَقَالَ: لاَ أُبَالِي أَيُّهُمَا أُصِيْبَ. فَانْهَزَم عَمُّهُ، وَتَلاَشَى أَمرُهُ ثُمَّ فَسَدَ مَا بَيْنَهُ، وَبَيْنَ أَبِي مُسْلِمٍ فَلَمْ يَزَلْ يَتَحَيَّلُ عَلَيْهِ حَتَّى اسْتَأصَلَه، وَتَمَكَّنَ. ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِ: ابْنَا عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ، وَكَادَ أَنْ تَزُوْلَ دَوْلَتُهُ، وَاسْتَعَدَّ لِلْهَرَبِ, ثُمَّ قُتِلاَ فِي أَرْبَعِيْنَ يَوْماً، وَأَلْقَى عَصَاهُ، وَاسْتَقَرَّ. وَكَانَ حَاكِماً عَلَى مَمَالِكِ الإِسْلاَمِ بَأْسرِهَا, سِوَى جَزِيْرَةِ الأَنْدَلُسِ، وَكَانَ يَنْظُرُ فِي حَقِيْرِ المَالِ، ويثمره، ويجتهد بحيث إنه خلف في بيوت الأَمْوَالِ مِنَ النَّقْدَيْنِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ أَلْفِ دينار فيما قيل، وستمئة أَلفِ أَلفِ دِرْهَمٍ، وَكَانَ كَثِيْراً مَا يَتَشَبَّهُ بِالثَّلاَثَةِ فِي سِيَاسْتِهِ، وَحَزْمِهِ، وَهُم: مُعَاوِيَةُ، وَعَبْدُ الملك، وهشام. وقيل: إنه أحسن شَغَباً عِنْدَ قَتْلِهِ أَبَا مُسْلِمٍ, فَخَرَجَ بَعْدَ أَنْ فَرَّقَ الأَمْوَالَ، وَشَغَلَهُم بِرَأْسِهِ, فَصَعِدَ المِنْبَرَ، وَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ لاَ تَخْرُجُوا مِنْ أُنْسِ الطَّاعَةِ إِلَى، وَحْشَةِ المَعْصِيَةِ، وَلاَ تُسِرُّوا غِشَّ الأَئِمَّةِ يُظهِرِ اللهُ ذَلِكَ عَلَى فَلَتَاتِ الأَلْسِنَةِ، وَسَقَطَاتِ الأَفعَالِ فَإِنَّ مَنْ نَازَعَنَا عُرْوَةَ قَمِيْصِ الإِمَامَةِ أَوْطَأْنَاهُ مَا فِي هَذَا الغِمدِ، وَإِنَّ أَبَا مُسْلِمٍ بَايَعَنَا عَلَى أَنَّهُ إِنْ نَكَثَ بَيْعتَنَا فَقَدْ أَبَاحَ دَمَهُ لَنَا ثُمَّ نَكَثَ فَحكَمْنَا عَلَيْهِ لأَنْفُسِنَا حُكْمَهُ عَلَى غَيْرِهِ، وَلَمْ يَمْنَعْنَا رِعَايَةُ حَقِّهِ مِنْ إِقَامَةِ الحَقِّ عَلَيْهِ فَلاَ تَمشُوا فِي ظُلْمَةِ البَاطِلِ بَعْد سَعْيِكُم فِي ضِيَاءِ الحَقِّ، وَلَوْ عُلِمَ بِحقِيْقَةِ حَالِ أَبِي مُسْلِمٍ لَعَنَّفَنَا عَلَى إِمهَالِهِ مَنْ أَنْكَرَ منا قتله، والسلام.

حمزة بن حبيب

1039- حمزة بن حبيب 1: "م، 4" ابن عمارة بن إسماعيل, الإمام, القوة شَيْخُ القِرَاءةِ, أَبُو عُمَارَةَ التَّيْمِيُّ مَوْلاَهُم, الكُوْفِيُّ, الزَّيَّاتُ, مَوْلَى عِكْرِمَةَ بنِ رِبْعِيٍّ. تَلاَ عَلَيْهِ: حُمْرَانُ بنُ أَعْيَنَ، وَالأَعْمَشُ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَطَائِفَةٌ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، وَالحَكَمِ، وَعَمْرُو بنُ مُرَّةَ، وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَطَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، وَمَنْصُوْرٍ، وَعِدَّةٍ.، وَلَمْ أَجِدْ لَهُ شَيْئاً عَنِ الشَّعْبِيِّ. وَعنْه أَخَذَ القُرْآنَ عَددٌ كَثِيْرٌ: كَسُلَيْمِ بنِ عِيْسَى، وَالكِسَائِيِّ، وَعَابِدِ بنِ أَبِي عَابِدٍ، وَالحَسَنِ بنِ عَطِيَّةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحٍ العِجْلِيِّ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَشَرِيْكٌ، وَجَرِيْرٌ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَبَكْرُ بنُ بَكَّارٍ، وَحُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، وَقَبِيْصَةُ، وَخَلْقٌ. وَكَانَ يَجلِبُ الزَّيْتَ مِنَ الكُوْفَةِ إِلَى حُلْوَانَ ثُمَّ يَجلِبُ مِنْهَا الجُبْنَ، وَالجَوْزَ، وَكَانَ إِمَاماً قَيِّماً لِكِتَابِ اللهِ قَانِتاً للهِ ثَخِينِ الوَرَعِ رفِيْعَ الذِّكْرِ عَالِماً بِالحَدِيْثِ، وَالفَرَائِضِ. أَصْلُهُ فَارِسِيٌّ. قال الثوري: ما قرأ حمزة حرفًاإلَّا بِأَثَرٍ. قَالَ أَسْوَدُ بنُ سَالِمٍ: سَأَلْتُ الكِسَائِيَّ عن الهمز، والإدغام ألكم فيه إمام? قال: نعم حمزة كان يهز، وَيَكسِرُ، وَهُوَ إِمَامٌ لَوْ رَأَيتَه لقَرَّتْ عَيْنُكَ مِنْ نُسْكِه. قَالَ حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ: رُبَّمَا عَطِشَ حَمْزَةُ فَلاَ يَسْتَسْقِي كَرَاهِيَةَ أَنْ يُصَادِفَ مَنْ قَرَأَ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: مَا أَحْسِبُ أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفةإلَّا بِحَمْزَةَ. وَكَانَ شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ يَقُوْلُ لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ: إلَّا تَسْأَلُونِي عَنِ الدُّرِّ? قِرَاءةُ حَمْزَةَ. قُلْتُ: كَرِهَ طَائِفَةٌ مِنَ العُلَمَاءِ قِرَاءةَ حَمْزَةَ لِمَا فِيْهَا مِنَ السَّكْتِ، وَفَرطِ المَدِّ، وَاتِّبَاعِ الرَّسمِ، وَالإِضْجَاعِ2، وَأَشْيَاءَ ثُمَّ اسْتَقَرَّ اليَوْمَ الاتِّفَاقُ عَلَى قَبُولِهَا، وَبَعْضٌ كَانَ حَمْزَةُ لاَ يَرَاهُ. بَلَغَنَا أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَهُ: يَا أَبَا عُمَارَةَ رَأَيتُ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِكَ هَمَزَ حَتَّى انْقَطَعَ زِرُّهُ. فَقَالَ: لَمْ آمُرْهُم بِهَذَا كُلِّهِ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 385"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 194"، المعرفة ليعقوب الفسوي "2/ 256" و"3/ 180"، الكنى للدولابي "2/ 37"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 916"، وفيات = الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 208"، تاريخ الإسلام "6/ 174"، العبر "1/ 211"، الكاشف "1/ ترجمة 12423"، ميزان الاعتدال "1/ 605"، تهذيب التهذيب "3/ 27"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1620"، شذرات الذهب "1/ 240". 2 الإضجع: الإمالة.

وَعَنْهُ قَالَ: إِنَّ لِهَذَا التَّحْقِيْقِ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ, ثُمَّ يَكُوْنُ قَبِيْحاً. وَعَنْهُ: إِنَّمَا الهَمزَةُ رياضة فإذا حسنها, سلها. رَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ, عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ, قَالَ: حَمْزَةُ ثِقَةٌ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ الساجي: صدوق سيىء الحِفْظِ.، وَقِيْلَ: إِنَّ الأَعْمَشَ رَأَى حَمْزَةَ الزَّيَّاتَ مُقْبِلاً فَقَالَ: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِين} [الحَجُّ 34.] قَدْ سُقْتُ أَخْبَارَ الإِمَامِ حَمْزَةَ فِي طَبَقَاتِ القُرَّاءِ.، وَفِي التَّارِيْخِ الكَبِيْرِ بِأَطوَلَ مِنْ هَذَا، وَحَدِيْثُهُ لاَ يَنحَطُّ عَنْ رُتْبَةِ الحَسَنِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وَلَهُ ثَمَانٍ، وَسَبْعُوْنَ سَنَةً فِيْمَا بَلَغَنَا. وَالصَّحِيْحُ: وَفَاتُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ، وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. رَحِمَهُ اللهُ. ظَهرَ لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِيْنَ حَدِيْثاً، وَكَانَ مِنَ الأَئِمَّةِ العَامِلِيْنَ.

عبد الله بن شوذب

1040- عَبْدُ اللهِ بنُ شَوْذَبٍ 1: "4" البَلْخِيُّ, ثُمَّ البَصْرِيُّ, الإِمَامُ, العَالِمُ, أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ, نَزِيْلُ بَيْتِ المَقْدِسِ. حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وَابْنِ سِيْرِيْنَ، وَمَكْحُوْلٍ، وَمَطَرٍ الوَرَّاقِ، وَأَبِي التَّيَّاحِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ، وَالوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ العُذْرِيُّ، وَأَيُّوْبُ بنُ سُوَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ المَصِّيْصِيُّ، وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وغيره. قَالَ أَبُو عُمَيْرٍ بنُ النَّحَّاسِ: حَدَّثَنَا كَثِيْرُ بنُ الوَلِيْدِ قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ ابْنَ شَوْذَبٍ ذَكَرْتُ المَلاَئِكَةَ. وَرَوَى ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ: سَمِعْتُ مَكْحُوْلاً يَقُوْلُ: لقَدْ ذَلَّ مَنْ لاَ سَفِيْهَ لَهُ. وَنَقَلَ ضَمْرَةُ: أَنَّ مَعَاشَ ابْنِ شَوْذَبٍ كَانَ مِنْ كَسْبِ غِلْمَانٍ لَهُ فِي السُّوْقِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: مَوْلِدِي فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ. قَالَ أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ شَوْذَبٍ عِنْدَنَا، وَنَحْنُ نَعُدُّه مِنْ ثِقَاتِ مَشَايِخِنَا. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: كَانَ ثِقَةً. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: هُوَ خُرَاسَانِيٌّ, سَكنَ البَصْرَةَ, ثُمَّ انْتقَلَ إِلَى الشَّامِ, فَسَكَنَ بَيْتَ المَقْدِسِ. قَالَ ضَمْرَةُ: تُوُفِّيَ ابْنُ شَوْذَبٍ فِي سَنَةِ سِتٍّ، وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: عاش سبعين سنة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 350"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 382"، حلية الأولياء "6/ ترجمة 353"، تاريخ الإسلام "6/ 210"، الكاشف "2/ ترجمة 2809"، ميزان الاعتدال "2/ 440"، العبر "1/ 225"، تهذيب التهذيب "5/ 255"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3566"، شذرات الذهب "1/ 240".

المسعودي

1041- المسعودي 1: "4" الفَقِيْهُ, العَلاَّمَةُ, المُحَدِّثُ, عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الله بن عتبة بنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ الهُذَلِيُّ, المَسْعُوْدِيُّ الكُوْفِيُّ, أخو أبي العميس. وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ, بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وَعَلْقَمَةَ بنِ مَرْثَدٍ، وَعَلِيِّ بنِ الأَقْمَرِ، وَعَمْرِو بنِ مُرَّةَ، وَعَبْدِ الجَبَّارِ بنِ، وَائِلٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ قَاضِي المَدِيْنَةِ، وَيَزِيْدَ الفَقِيْرِ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَجَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ، وَأَبُو المُغِيْرَةِ الخَوْلاَنِيُّ، وَطَلْقُ بنُ غَنَّامٍ، وَأَبُو داود الطيالسي، وأبو عبد الرحمن المقرىء، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَآخَرُوْنَ، وَخَاتِمَتُهُم عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ. وَكَانَ فَقِيْهاً كَبِيْراً، وَرَئِيْساً نَبِيْلاً, يَخدِمُ الدَّوْلَةَ، وَلَهُ صُوْرَةٌ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَأَيتُهُ فِي قَبَاءٍ أَسْوَدَ، وَشَاشِيَّةٍ، وَفِي وَسطِه خِنْجَرٌ، وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ كِتَابَةٌ بِأَبْيَضَ: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البَقَرَةُ:137] فَتَوَقَّفَ أُنَاسٌ فِي الأَخْذِ عَنْهُ لِذَلِكَ. وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ جَمِيْلٍ: رَأَيتُهُ فِي، وَسطِه خِنْجَرٌ، وَقَلَنْسُوَةٌ أَطوَلُ مِنْ ذِرَاعٍ مَكْتُوْبٌ عليها: محمد يا منصور.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 366"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 994"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 163"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1197"، المجروحين لابن حبان "2/ 48"، تاريخ بغداد "10/ 218"، الكاشف "2/ ترجمة 3218"، تاريخ الإسلام "6/ 224"، ميزان الاعتدال "2/ 574- 575"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 188"، تهذيب التهذيب "6/ 210"، خلاصة الخزرجي "2 ترجمة 2155"، شذرات الذهب "1/ 248".

قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ ثِقَةٌ. وَسَمَاعُ أَبِي النَّضْرِ، وَعَاصِمِ بنِ عَلِيٍّ، وَهَؤُلاَءِ مِنْهُ, بعدما اخْتُلِطَ, إلَّا أَنَّهُم احْتَمَلُوا السَّمَاعَ مِنْهُ. وَرَوَى عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: ثِقَةٌ, قَدْ كَانَ يَغلَطُ فِيْمَا رَوَى: عَنْ عَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وَعَنْ سَلَمَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: المَسْعُوْدِيُّ: ثِقَةٌ اخْتُلِطَ بِأَخَرَةٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَعَنْ مِسْعَرٍ, قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ بِعِلْمِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ مِنَ المَسْعُوْدِيِّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ. قَالَ:، وَكَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ زَمَانِهِ بِحَدِيْثِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: رَأَيتُهُ سَنَةَ رَآهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ, فَلَمْ أُكَلِّمْه. وَقَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: رَأَيتُ المَسْعُوْدِيَّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ يُطَالِعُ الكِتَابَ -يَعْنِي: أَنَّهُ قَدْ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ. وَقَالَ أَبُو قُتَيْبَةَ: كَتَبتُ عَنْهُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَهُوَ صَحِيْحٌ، وَرَأَيتُهُ سَنَةَ سَبْعٍ، وَالذَّرُّ يَدْخُلُ فِي أُذُنِه، وَأَبُو دَاوُدَ يَكْتُبُ عَنْهُ فَقُلْتُ لَهُ: أَتَطمَعُ أَنْ تُحَدِّثَ عَنْهُ، وَأَنَا حَيٌّ? قُلْتُ: هُوَ فِي وَزنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَحَدِيْثُه فِي حَدِّ الحَسَنِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ المَسْعُوْدِيُّ فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ.

قرة بن خالد

1042- قرة بن خالد 1: "ع" الحَافِظُ, الحُجَّةُ, أَبُو خَالِدٍ- وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ -السَّدُوْسِيُّ, البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، وَالحَسَنِ، وَيَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ، وَأَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، وَحُمَيْدِ بن هِلاَلٍ، وَسَيَّارٍ أَبِي الحَكَمِ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَقَتَادَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى القَطَّانُ، وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَحَرَمِيُّ بنُ عُمَارَةَ، وَأَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَحَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، وَعُثْمَانُ بنُ عُمَرَ بنِ فَارِسٍ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَالأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلْقٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ: شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوُ مائة حديث. وقال علي: سمعت يحيى ابن سَعِيْدٍ ذَكَرَهُ فَقَالَ: كَانَ قُرَّةُ عِنْدَنَا مِنْ أَثْبَتِ شُيُوْخِنَا. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنِ قُرَّةَ، وَعِمْرَانَ بنِ حُدَيْرٍ فقال: ما منهماإلَّا ثِقَةٌ.، وَرَوَى إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ. ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ قُرَّةَ، وَجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ فَقَالَ: قُرَّةُ أَحَبُّ إِلَيَّ قُرَّةُ ثَبْتٌ عِنْدِي. قَالَ:، وَسُئِلَ أَبُو مَسْعُوْدٍ الرَّازِيُّ: قُرَّةُ أَثْبَتُ عِنْدَكَ أَوْ حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ? قَالَ: قُرَّةُ أَثبَتُ.، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ ذَكَرَ قُرَّةَ بنَ خَالِدٍ فَرَفَعَ مِنْ شَأْنِهِ.، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. قِيْلَ: مَاتَ قُرَّةُ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَخَمْسِيْنَ، ومئة. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيِّ، أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُوْنِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ البَجَلِيُّ، أَنْبَأَنَا مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ: "لَوْ آمَنَ بِي عَشْرَةٌ مِنَ اليَهُوْدِ مَا بَقِيَ عَلَى ظَهْرِهَا يَهُوْدِيٌّ إلَّا أَسْلَمَ" 2. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيْثِ قرة رواه البخاري عن مسلم مثله.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 275"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 818"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 214 و323 و340" و"2/ 53 و111"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 747"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 190"، العبر "1/ 216 و3223 و298"، الكاشف "2/ ترجمة رقم 4638"، تاريخ الإسلام "6/ 270"، تهذيب التهذيب "8/ 371"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5849"، شذرات الذهب "1/ 237". 2 صحيح: أخرجه البخاري ومسلم "2793" من طريق قرة بن خالد، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به مرفوعا.

معن بن زائدة

1043- معن بن زائدة 1: أَمِيْرُ العَرَبِ أَبُو الوَلِيْدِ الشَّيْبَانِيُّ أَحَدُ أَبْطَالِ الإِسْلاَمِ، وَعَيْنُ الأَجْوَادِ. كَانَ مِنْ أُمَرَاءِ مُتَولِّي العِرَاقَيْنِ يَزِيْدَ بنِ عُمَرَ بنِ هُبَيْرَةَ فَلَمَّا تَملَّكَ آلُ العَبَّاسِ اخْتَفَى مَعْنٌ مُدَّةً، وَالطَّلَبُ عَلَيْهِ حَثِيثٌ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ خُرُوْجِ الرِّيْوَنْدِيَّةِ، وَالخُرَاسَانِيَّةِ عَلَى المَنْصُوْرِ، وَحَمِيَ القِتَالُ، وَحَارَ المَنْصُوْرُ فِي أَمْرِهِ ظَهرَ مَعْنٌ، وَقَاتَلَ الرِّيْوَنْدِيَّةَ فَكَانَ النَّصْرُ عَلَى يَدِهِ، وَهُوَ مُقَنَّعٌ فِي الحَدِيْدِ فَقَالَ المَنْصُوْرُ:، وَيْحَكَ مَنْ تَكُوْنُ? فَكَشَفَ لِثَامَهُ، وَقَالَ: أَنَا طَلِبَتُكَ مَعْنٌ. فَسُرَّ بِهِ، وَقَدَّمَهُ، وَعَظَّمَهُ ثُمَّ، وَلاَّهُ اليَمَنَ، وَغَيْرَهَا. قَالَ بَعْضُهُم: دَخَلَ مَعْنٌ عَلَى المَنْصُوْرِ فَقَالَ: كَبِرَتْ سِنُّكَ يَا مَعْنُ. قَالَ: فِي طَاعَتِكَ. قَالَ: إِنَّكَ لَتَتَجَلَّدُ. قَالَ: لأَعدَائِكَ. قَالَ:، وَإِنَّ فِيْكَ لَبَقِيَّةً. قَالَ: هِيَ لَكَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. وَلِمَعْنٍ أَخْبَارٌ فِي السَّخَاءِ، وَفِي البَأْسِ، وَالشَّجَاعَةِ، وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّدٌ. ثُمَّ، وَلِيَ سِجِسْتَانَ، وَثَبَتْ عَلَيْهِ خَوَارِجُ، وَهُوَ يَحْتَجِمُ فَقَتلُوْهُ فَقَتَلَهُم ابْنُ أَخِيْهِ يَزِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ الأَمِيْرُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ، وخمسين، ومئة، وقيل: سنة ثمان وخمسين.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 139"، تاريخ الخطيب "13/ 235" وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 732"، تاريخ الإسلام "6/ 297"، العبر "1/ 217"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 231".

جرير بن حازم

1044- جرير بن حازم 2: "ع" ابن زيد بن عبد الله بن شجاع, الإِمَامُ, الحَافِظُ, الثِّقَةُ المُعَمَّرُ, أَبُو النَّضْرِ الأَزْدِيُّ, ثُمَّ العَتَكِيُّ, البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ، وَابْنِ سِيْرِيْنَ، وَأَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ، وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ، وَحَدِيْثُه عَنْهُ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ"- وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي فَزَارَةَ العَبْسِيِّ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَطَاوُوْسٍ، وَحُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ، وَعَمِّهِ جَرِيْرِ بنِ يَزِيْدَ، وَزُبَيْدٍ اليَامِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَجَمِيْلِ بنِ مُرَّةَ، وَثَابِتٍ، وَأَيُّوْبَ، وَالزُّبَيْرِ بنِ الحُرَيْثِ، وَالزُّبَيْرِ بنِ سَعِيْدٍ الهَاشِمِيِّ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَأَسْمَاءَ بنِ عُبَيْدٍ الضُّبَعِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزِيْدَ الثَّاتِيِّ المِصْرِيِّ القَاضِي، وَثَاتُ بِمُثَلَّثَةٍ ثُمَّ مُثَنَّاةٍ: قَبِيْلٌ مِنْ حِمْيَرٍ، وَحَرْمَلَةَ بنِ عِمْرَانَ المِصْرِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَحَنْظَلَةَ السَّدُوْسِيِّ، وَالأَعْمَشِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنِ مَلاَذٍ الأَشْعَرِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ السَّرَّاجِ، وَعَدِيِّ بنِ عَدِيٍّ الكِنْدِيِّ، وَغَيْلاَنَ بنِ جَرِيْرٍ، وَقَتَادَةَ، وَقَيْسِ بنِ سَعْدٍ، وَكُلْثُوْمِ بنِ جَبْرٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَعْقُوْبَ، وَمَنْصُوْرِ بنِ زَاذَانَ، وَالنُّعْمَانِ بنِ رَاشِدٍ، وَيَزِيْدَ بنِ رومان، ويعلى بن

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ ترجمة 278"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2234"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 2079"، الكاشف "1/ ترجمة 777"، ميزان الاعتدال "1/ 392"، تهذيب التهذيب "2/ 69"، طبقات المدلسين "ترجمة 7"، جامع التحصيل للحافظ العلائي "ترجمة: 89"، شذرات الذهب "1/ 270".

حَكِيْمٍ، وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ، وَجَمَاعَةٍ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ المِصْرِيِّ، وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بنِ، وَاثِلَةَ، وَالمَحْفُوْظُ أَنَّهُ رَأَى جِنَازَتَه بِمَكَّةَ.، وَرَأَيتُ غَيْرَ، وَاحِدٍ يَعُدُّ جَرِيْراً فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي الطُّفَيْلِ خَاتِمَةِ الصَّحَابَةِ، وَهُوَ خَاتِمَةُ مَنْ لَحِقَ أَبَا الطُّفَيْلِ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ، وَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ الحَافِظُ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَهِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ -وَهُمْ مِنْ شُيُوْخِهِ- وَالثَّوْرِيُّ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَطَائِفَةٌ مِنْ أَقْرَانِهِ.، وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ عَوْنٍ رَوَى عَنْهُ. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ، وَهْبٍ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَرْعَرَةَ، وَعَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ المِنْقَرِيُّ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَشَيْبَانُ، وَهُدْبَةُ، وَأَبُو النَّصْرِ التَّمَّارُ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم. قَالَ أَبُو نُوْحٍ قُرَادٌ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ فَاسْمَعْ مِنْهُ. وَرَوَى مَحْمُودُ بنُ غَيْلاَنَ عَنْ، وَهْبٍ قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ يَأْتِي أَبِي فَسَأَلَهُ عَنْ أَحَادِيْثِ الأَعْمَشِ فَإِذَا حَدَّثَهُ قَالَ: هَكَذَا، وَاللهِ سَمِعْتُهُ مِنَ الأَعْمَشِ. ابْنُ المَدِيْنِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَبُو الأَشْهَبِ أَوْ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ? قَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا، وَلَكِنْ جَرِيْرٌ كَانَ أَكْثَرَهُمَا، وَهْماً. قُلْتُ: اغْتُفِرَتْ أَوهَامُهُ فِي سَعَةِ مَا رَوَى، وَقَدِ ارْتَحَلَ فِي الكُهُولَةِ إِلَى مِصْرَ، وَحَمَلَ الكَثِيْرَ، وَحَدَّثَ بِهَا. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: جَرِيْرٌ أَثْبتُ عِنْدِي مِنْ قُرَّةَ بنِ خَالِدٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: هُوَ أَمْثلُ مِنْ أَبِي هِلاَلٍ، وَكَانَ صَاحِبَ كِتَابٍ. وَرَوَى عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ.، وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى: هُوَ أَحْسَنُ حَدِيْثاً مِنِ ابْنِ أَبِي الأَشْهَبِ، وَأَسنَدُ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ.، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ صَالِحٌ قَدِمَ هُوَ، وَالسَّرِيُّ بنُ يَحْيَى مِصْرَ، وَهُوَ أَحْسَنُ حَدِيْثاً مِنَ السَّرِيِّ، وَالسَّرِيُّ أَحْلَى مِنْهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. فَقُلْتُ: إِنَّهُ يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَحَادِيْثَ مَنَاكِيْرَ. فَقَالَ: هُوَ عَنْ قَتَادَةَ ضعيف.

وَرَوَى يَعْقُوْبُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ عَنْ، وَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ قَالَ: قَرَأَ أَبِي عَلَى أَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ فَقَالَ: أَنْتَ أَفصَحُ مِنْ مَعَدٍّ. قَالَ سُلَيْمُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ قَالَ: كَانَ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ يُحَدِّثُ فَإِذَا جَاءهُ إِنْسَانٌ لاَ يَشتَهِي أَنْ يُحَدِّثَهُ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى ضِرْسِهِ، وَقَالَ: أَوَّهْ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: جَرِيْرٌ مِنْ أَجِلَّةِ أَهْلِ البَصْرَةِ، وَرُفَعَائِهِم اشْتَرَى، وَالِدَ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَأَعتَقَهُ فَحَمَّادٌ مَوْلَى جَرِيْرٍ. قَالَ:، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ جَرِيْرٍ مِنَ الكِبَارِ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ نُسْخَةً طَوِيْلَةً. قَالَ، وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ المُسْلِمِيْنَ حَدَّثَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ أَيُّوْبُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَالثَّوْرِيُّ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَاللَّيْثُ، وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، وَابْنُ لَهِيْعَةَ، وَهُوَ مُسْتقِيْمُ الحَدِيْثِ إلَّا فِي رِوَايَتِهِ عَنْ قَتَادَةَ فَإِنَّهُ يَرْوِي عَنْهُ أَشْيَاءَ لاَ يَروِيهَا غَيْرُه. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: حَدَّثَ عَنْهُ: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، وَبَيْنَ، وَفَاتَيْهِمَا مائَةٌ، وَثَمَانِ سِنِيْنَ. قَالَ أَبُو نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيُّ: حَكَى عَنْ جَرِيْرٍ ابْنُهُ، وَهْبٌ قَالَ: مَاتَ أَنَسٌ سَنَةَ تِسْعِيْنَ، وَلِي خَمْسَ سِنِيْنَ، وَمَاتَ جَرِيْرٌ سَنَةَ سَبْعِيْنَ، ومئة. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: اخْتُلِطَ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَكَانَ لَهُ أَوْلاَدٌ أَصْحَابُ حَدِيْثٍ فَلَمَّا أَحسُّوا ذَلِكَ مِنْهُ حَجَبُوْهُ فَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَحَدٌ فِي حَالِ اخْتِلاَطِهِ شَيْئاً. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ: مَا رَأَيتُ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ يَكَادُ يُعَظِّمُ أَحَداً تَعْظِيْمَهُ لِجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِملاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ عَنْ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بنِ سمرة قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِالجَابِيَةِ فَقَالَ: قَامَ فِيْنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم". الحَدِيْثَ. وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، وَعَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ البَصْرِيُّ قَالاَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، وَلَفْظُ شَيْبَانَ: سَمِعْتُ عَبْدَ المَلِكِ

بنُ عُمَيْرٍ, عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ, قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ بِالجَابِيَةِ, فَقَالَ: قَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- مَقَامِي فِيْكُمُ اليَوْمَ فَقَالَ: "أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم" 1. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ الغَسُّوْلِيُّ, قَالاَ: أَنْبَأَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ عَنْ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ بِالجَابِيَةِ فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- قَامَ فِي مِثْل مَقَامِي هَذَا فَقَالَ: "أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم ثُمَّ يَجِيْءُ قَوْمٌ يَحْلِفُ أَحَدُهُم عَلَى اليَمِيْنَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْلَفَ عَلَيْهَا، وَيَشْهَدُ عَلَى الشَّهَادَةِ قَبْل أَنْ يُسْتَشْهَدَ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُم أَنْ يَنَالَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الجَمَاعَةَ فَإِنَّ الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعدإلَّا لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُم تَسُرُّهُ حَسَنتُهُ، وَتَسُوؤُهُ سَيِّئتُهُ فهو مؤمن".2 هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ, اتَّفَقَ الجَرِيْرَانِ عَلَى رِوَايتِهِ عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ, مِنْ طَرِيْقِ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ, فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً عَالِياً، وَأَخْرَجَهُ: النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ حَازِمٍ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الصَّبَّاحِ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى السَّامِيِّ, عَنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ, عَنْ جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ: فَوَقَعَ لَنَا عَالِياً جِدّاً. قَالَ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ذَكَرَ قَوْلَ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ: كَانَ جَرِيْرٌ أَحْفَظَنَا ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللهِ فَتَبَسَّمَ، وَقَالَ:، وَلَكِنَّهُ بِأَخَرَةٍ. فَقُلْتُ: يَحْفَظُ عَنْ يَحْيَى عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَصْبَحتُ أَنَا، وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ. فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: مَنْ، وَرَاءهُ? قُلْتُ: جَرِيْرٌ قَالَ: جَرِيْرٌ كَانَ يُحَدِّثُ بِالتَّوَهُّمِ. قُلْتُ: أَكَانَ يُحَدِّثُهُم بِالتَّوَهُّمِ بِمِصْرَ خَاصَّةً أَوْ غَيْرِهَا?. قَالَ: فِي غَيْرِهَا، وَفِيْهَا.، وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: أَشْيَاءُ يُسنِدُهَا عَنْ قَتَادَةَ بَاطِلٌ. قُلْتُ: قَدَّمْتُ جَرِيْراً، وَإِنْ كَانَتْ، وَفَاتُهُ تَأَخَّرَتْ، وَالخَطبُ يَسِيْرٌ فِي مِثْلِ هذا.

_ 1 صحيح: انظر تخريجنا الآتي. 2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 18"، والترمذي "2165"، وابن أبي عاصم في " السنة" "88" و"897"، والبزار "166"، والنسائي في "الكبرى" "9225"، والطحاوي "4/ 150"، والحاكم "1/ 114" من طريق محمد بن سوقة، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية فقا: قَامَ فِيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مقامي فيكم، فقال: استوصوا بأصحابي خيرا، ثم الذي يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشوا الكذب حتى إن الرجل ليبتدئ بالشهادة قبل أن يسألها، فمن أراد منكم بحبحة الجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الوَاحِدِ، وهو من الاثنين أبعد، لا يخلون أحدكم بأمرأة فإن الشيطان ثالثهما، ومن سرته حسنته وساءته سيئته، فهو مؤمن". والجابية: قرية في الجنوب الغربي من دمشق.

حسين بن واقد

1045- حسين بن واقد 1: "م، 4" الإِمَامُ الكَبِيْرُ, قَاضِي مَرْوَ، وَشَيْخُهَا, أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ, مَوْلَى الأَمِيْرِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ كُرَيز. روى عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ، وَيَزِيْدَ النَّحْوِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، وَالفَضْلُ السِّيْنَانِيُّ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَابِ، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ أَحْمَدُ: فِي بَعْضِ حَدِيْثِهِ نَكِرَةٌ.، وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقِيْلَ: كَانَ يَحْمِلُ الحَاجَةَ مِنَ السُّوْقِ، وَلَهُ جَلاَلَةٌ، وَفَضْلٌ بِمَرْوَ، وَرَدَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الأَعْمَشِ فَقَالَ لِي: مَا قَرَأَ عَلَيَّ أَحَدٌ أَقرَأُ مِنْكَ. قُلْتُ: مَنْ مَنَاكِيْرِهِ حَدِيْثٌ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ: "وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدَنَا خُبْزَةً بَيضَاءَ مِنْ حِنْطَةٍ سَمْرَاءَ مُلَبَّقَةً بِسَمْنٍ، وَلَبَنٍ". 2 فَهَذَا عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ. وَلَهُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوْعاً: "أُتِيْتُ بِمَقَالِيْدِ الدُّنْيَا على فرس أبلق عليه قطيفة من سندس"3.

_ 1 ترجمته في طبقان ابن سعد "7/ 371"، التاريخ الكبير 2/ ترجمة 2877"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 331"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 302"، العبر "1/ 226"، الكاشف "1/ ترجمة 1123"، ميزان الاعتدال "1/ 549"، تهذيب التهذيب "2/ 373"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1459"، شذرات الذهب "1/ 241". 2 منكر: أخرجه أبو داود "3818"، وابن ماجه "3341" من طريق الفضل بن موسى، عن حسين بن واقد، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره. وقال أبو داود في إثره: "هذ حديث منكر، وأيوب ليس هو السختياني". قلت: إسناده واه بمرة، أيوب هو ابن خوط، أبو أمية البصري، قال البخاري: تركه ابن المبارك وغيره. وقال النسائي والدارقطني وجماعة متروك. وقال الأزدي: كذاب. 3 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 327- 328"، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" "277" من طريق أبي الزبير، عن جابر، به. وإسناده ضعيف، أبو الزبير، هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه.

عباد بن منصور، عباد بن كثير

عباد بن منصور، عباد بن كثير: 1046- عباد بن منصور 1: "4" الإِمَامُ, القَاضِي, أَبُو سَلَمَةَ النَّاجِيُّ, البَصْرِيُّ. عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَالقَاسِمِ، وَعَطَاءٍ، وَأَبِي الضُّحَى، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى القَطَّانُ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَالنَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، وَرَوْحٌ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ:، وَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ خَمْسَ سِنِيْنَ، وَكَانَ يَأْخُذُ دَقِيْقَ الأَرُزِّ فِي إِزَارِهِ كُلَّ عَشِيَّةٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيْفٌ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ.، وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: هُوَ، وَعَبَّادُ بنُ كَثِيْرٍ، وَعَبَّادُ بنُ رَاشِدٍ لَيْسَ حَدِيْثُهُم بِالقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: قَدَرِيٌّ دَاعِيَةٌ كُلُّ مَا رَوَى عَنْ عكرمة سمعه من إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى عَنْ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ عَنْهُ فَدَلَّسَهَا عَنْ عِكْرِمَةَ. مَاتَ عَبَّادٌ عَلَى بَطْنِ أَهْلِهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ، وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. 1047- عباد بن كثير 2: "د، ق" الثقفي, البصري, العَابِدُ, نَزِيْلُ مَكَّةَ. عَنْ: يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَثَابِتٍ، وَأَبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدٌ الفِرْيَابِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ البُخَارِيُّ: تَرَكُوْهُ.، وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.، وَقَالَ ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ: مَا أَدْرِي مَنْ رَأَيتُ أَفْضَلَ مِنْهُ فَإِذَا جَاءَ الحَدِيْثُ فَلَيْسَ مِنْهَا فِي شَيْءٍ. قُلْتُ: هُوَ رَاوِي خَبَرِ "الغِيْبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَى"2. رَوَاهُ عَنِ: الجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ, عن أبي سعيد، وجابر مرفوعًا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 270"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1623"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 126" , "2/ 126" و"3/ 61"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 438"، المجروحين لابن حبان "2/ 165"، تاريخ الإسلام "6/ 207"، الكاشف "2/ ترجمة 2600"، العبر "1/ 218"، ميزان الاعتدال "2/ 376"، تهذيب التهذيب "5/ 103"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3320"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 233". 2 ترجمته في المعرفة التاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 434" و"2/ 126" و"3/ 140"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 433"، تاريخ الإسلام "6/ 206"، الكاشف "2/ ترجمة 2597"، ميزان الاعتدال "2/ 371- 375"، تهذيب التهذيب "5/ 100"، خلاصة الخرزجي "2/ ترجمة 3217". 2 منكر: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "2/ 168" من طريق أبي رجاء الخراساني، عن عباد بن كثير، عن الحسن، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد وجابر، به. قلت: إسناده تالف بمرة، فيه ثلاث علل: الأولى: أبو رجاء الخراساني، روح بن المسيب قال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي المَوْضُوْعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ لا تحل الرواية عنه. العلة الثانية: عباد بن كثير الثقفي، قال ابن معين: ليس بشيء وقال البخاري: تركوه. وقال النسائي: متروك. العلة الثالثة: الحسن، وهو ابن يسار البصري، مدلس، وقد عنعنه.

عباد بن كثير الرملي، الأوزاعي

عبَّاد بن كثير الرَّملي، الأوزاعي: 1048- عَبَّادُ بنُ كَثِيْرٍ الرَّمْلِيُّ 1: "ق" فَآخَرُ شَامِيٌّ. يَرْوِي عَنْ: عُرْوَةَ بنِ رُوَيْمٍ، وَحَوْشَبٍ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ.، وَوَثَّقَهُ هُوَ، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ.، وَقَالَ البُخَارِيُّ: فِيْهِ نَظَرٌ. قُلْتُ: لَعَلَّهُ أَضْعَفُ من البصري. 1049- الأوزاعي 2: "ع" عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد, شَيْخُ الإِسْلاَمِ, وَعَالِمُ أَهْلِ الشَّامِ, أَبُو عَمْرٍو الأوزاعي.

_ 1 منكر: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "2/ 168" من طريق أبي رجاء الخراساني، عن عباد بن كثير، عن الحسن، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد وجابر، به. قلت: إسناده تالف بمرة، فيه ثلاث علل: الأولى: أبو رجاء الخراساني، روح بن المسيب قال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي المَوْضُوْعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ لا تحل الرواية عنه. العلة الثانية: عباد بن كثير الثقفي، قال ابن معين: ليس بشيء وقال البخاري: تركوه. وقال النسائي: متروك. العلة الثالثة: الحسن، وهو ابن يسار البصري، مدلس، وقد عنعنه. 2 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2641"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 434"، المجروحين لابن حبان "2/ 169"، تاريخ الإسلام "6/ 207"، الكاشف "2/ ترجمة 2598"، ميزان الاعتدال "2/ 370- 371"، تهذيب التهذيب "5/ 102"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3318". 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 488ط/، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1034"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1257"، حلية الأولياء "6/ ترجمة 354"، الأنساب للسمعاني "1/ 384"، وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 361"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 177"، العبر "1/ 227"، ميزان الاعتدال "2/ 580"، جامع التحصيل للحافظ العلائي "ترجمة 446"، تهذيب التهذيب "6/ 238"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4204"، شذرات الذهب "1/ 241".

كَانَ يَسْكُنُ بِمَحَلَّةِ الأَوْزَاعِ, وَهِيَ العُقَيْبَةُ الصَّغِيْرَةُ, ظَاهِرَ بَابِ الفَرَادِيْسِ بِدِمَشْقَ, ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى بَيْرُوْتَ مُرَابِطاً بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ. وَقِيْلَ: كان مولده ببعلبك. حَدَّثَ عَنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَمَكْحُوْلٍ، وَقَتَادَةَ، وَالقَاسِمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ، وَرَبِيْعَةَ بنِ يَزِيْدَ القَصِيْرِ، وَبِلاَلِ بنِ سَعْدٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَأَبِي كَثِيْرٍ السُّحَيْمِيِّ اليَمَامِيِّ، وَحَسَّانِ بنِ عَطِيَّةَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي المُهَاجِرِ، وَمُطْعِمِ بنِ المِقْدَامِ، وَعُمَيْرِ بن هانىء العَنْسِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ مَيْسَرَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرٍ اليَحْصُبِيِّ، وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَالحَارِثِ بنِ يَزِيْدَ الحَضْرَمِيِّ، وَحَفْصِ بنِ عِنَانَ، وَسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُحَارِبِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بنِ حَبِيْبٍ المُحَارِبِيِّ، وَشَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ قَيْسٍ، وَأَبِي النَّجَاشِيِّ عَطَاءِ بنِ صُهَيْبٍ، وَعَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ، وَعِكْرِمَةَ بنِ خَالِدٍ، وَعَلْقَمَةَ بنِ مَرْثَدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، وَابْنِ المُنْكَدِرِ، وَمَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَالوَلِيْدِ بنِ هِشَامٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ مِنَ التَّابِعِيْنَ، وَغَيْرِهِم. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي حَيَاةِ الصَّحَابَةِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ، وَهُمَا مِنْ شُيُوْخِهِ، وَشُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَيُوْنُسُ بنُ يَزِيْدَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ، وَمَالِكٌ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، وَيَحْيَى بنُ حَمْزَةَ القَاضِي، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَالمُعَافَى بنُ عِمْرَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبٍ، وَشُعَيْبُ بنُ إِسْحَاقَ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَالهِقْلُ بنُ زِيَادٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ، وَأَبُو المُغِيْرَةِ الحِمْصِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وَمُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ المَصِّيْصِيُّ، وَعَمْرُو بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَيَحْيَى البَابْلُتِّيُّ، وَالوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ العُذْرِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: الأَوْزَاعُ بَطْنٌ مِنْ هَمْدَانَ، وَهُوَ مِنْ أَنْفُسِهِم، وَكَانَ ثِقَةً. قَالَ:، وَوُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَثَمَانِيْنَ، وَكَانَ خَيِّراً فَاضِلاً مَأْمُوْناً كَثِيْرَ العِلْمِ، وَالحَدِيْثِ، وَالفِقْهِ حُجَّةً. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ، وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَأَمَّا البُخَارِيُّ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنَ الأَوْزَاعِ بَلْ نَزَلَ فِيْهِم. قَالَ الهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ: سَمِعْتُ أَصْحَابَنَا يَقُوْلُوْنَ: لَيْسَ هُوَ مِنَ الأَوْزَاعِ هُوَ ابْنُ عَمِّ يَحْيَى بنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ لَحّاً إِنَّمَا كَانَ يَنْزِلُ قَرْيَةَ الأَوْزَاعِ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ بَابِ الفَرَادِيْسِ.

قَالَ ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: الأَوْزَاعُ: اسْمٌ، وَقَعَ عَلَى مَوْضِعٍ مَشْهُوْرٍ بِرَبَضِ دِمَشْقَ سُمِّيَ بِذَلِكَ؛ لأَنَّهُ سَكَنَهُ بَقَايَا مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى، وَالأَوْزَاعُ: الفِرَقُ تَقُوْل: وَزَّعْتُهُ أَيْ: فَرَّقْتُهُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: اسْمُ الأَوْزَاعِيِّ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَمْرِو بنِ أَبِي عَمْرٍو فَسَمَّى نَفْسَه عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ سَبْيِ السِّنْدِ, نَزَلَ فِي الأَوْزَاعِ فَغَلَبَ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَكَانَ فَقِيْهَ أَهْلِ الشَّامِ، وَكَانَتْ صَنْعَتُهُ الكِتَابَةَ، وَالتَّرسُّلَ، وَرَسَائِلُه تؤثر. قال أبو مسهر، وطائفته:، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَثَمَانِيْنَ. ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: كُنْتُ مُحْتَلِماً, أَوْ شَبِيْهاً بِالمُحْتَلِمِ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَشَذَّ مُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبٍ, عَنِ الأَوْزَاعِيِّ, فَقَالَ: مَوْلِدِي سَنَةَ ثلاث، وَتِسْعِيْنَ. فَهَذَا خَطَأٌ. قَالَ الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ: مَوْلِدُهُ بِبَعْلَبَكَّ، وَمَنْشَؤُهُ بِالكَرْكِ -قَرْيَةٌ بِالبِقَاعِ- ثُمَّ نَقَلَتْهُ أُمُّهُ إِلَى بَيْرُوْتَ. قَالَ العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ: فَمَا رَأَيتُ أَبِي يَتَعَجَّبُ مِنْ شَيْءٍ فِي الدُّنْيَا تَعَجُّبَهُ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ. فَكَانَ يَقُوْلُ: سُبْحَانَكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ كَانَ الأَوْزَاعِيُّ يَتِيْماً فَقِيْراً فِي حَجْرِ أُمِّهِ تَنقُلُهُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ، وَقَدْ جَرَى حُكْمُكَ فِيْهِ أَنْ بَلَّغْتَه حَيْثُ رَأَيتُه يَا بُنَيَّ عَجَزَتِ المُلُوْكُ أن تؤدب أنفسها، وَأَوْلاَدَهَا أَدَبَ الأَوْزَاعِيِّ فِي نَفْسِهِ مَا سَمِعْتُ منه كلمة قط فاضلةًإلَّا احْتَاجَ مُسْتَمِعُهَا إِلَى إِثْبَاتِهَا عَنْهُ، وَلاَ رَأَيتُهُ ضَاحِكاً قَطُّ حَتَّى يُقَهْقِهَ، وَلقَدْ كَانَ إِذَا أَخَذَ فِي ذِكْرِ المَعَادِ أَقُوْلُ فِي نَفْسِي: أَتُرَى فِي المَجْلِسِ قَلْبٌ لَمْ يَبْكِ? الفَسَوِيُّ: سَمِعْتُ العَبَّاسَ بنَ الوَلِيْدِ بنِ مَزْيَدٍ عَنْ شُيُوْخِهِم قَالُوا: قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَاتَ أَبِي، وَأَنَا صَغِيْرٌ فَذَهَبتُ أَلعَبُ مَعَ الغِلْمَانِ فَمَرَّ بِنَا فُلاَنٌ، وَذَكَرَ شَيْخاً جَلِيْلاً مِنَ العَرَبِ فَفَرَّ الصِّبْيَانُ حِيْنَ رَأَوْهُ، وَثَبَتُّ أَنَا فَقَالَ: ابْنُ مَنْ أَنْتَ?. فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي يَرْحَمُ اللهُ أَبَاكَ فَذَهَبَ بِي إِلَى بَيْتِهِ فَكُنْتُ مَعَهُ حَتَّى بَلَغتُ فَأَلحَقَنِي فِي الدِّيْوَانِ، وَضَرَبَ عَلَيْنَا بَعثاً إِلَى اليَمَامَةِ فَلَمَّا قَدِمْنَاهَا، وَدَخَلنَا مَسْجِدَ الجَامِعِ، وَخَرَجنَا قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا: رَأَيتُ يَحْيَى بنَ أَبِي كَثِيْرٍ مُعْجَباً بِكَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ فِي هَذَا البَعْثِ أَهدَى مِنْ هَذَا الشَّابِّ قَالَ: فَجَالَستُهُ فَكَتَبْتُ عَنْهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ كِتَاباً أَوْ ثَلاَثَةَ عشر فاحترق كله. ابْنُ زَبْرٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ جَرِيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِيْهِ: أن

الأَوْزَاعِيَّ خَرَجَ فِي بَعْثِ اليَمَامَةِ, فَأَتَى مَسْجِدَهَا فَصَلَّى، وَكَانَ يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ قَرِيْباً مِنْهُ, فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى صَلاَتِه, فَأَعْجَبَتْه, ثُمَّ إِنَّهُ جَلَسَ إِلَيْهِ، وَسَأَلَهُ عَنْ بَلَدِهِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ, فَتَرَكَ الأَوْزَاعِيُّ الدِّيْوَانَ، وَأَقَامَ عِنْدَهُ مُدَّةً يَكْتُبُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ: يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُبَادِرَ البَصْرَةَ لَعَلَّكَ تُدرِكُ الحَسَنَ، وَابْنَ سِيْرِيْنَ فَتَأْخُذَ عَنْهُمَا. فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمَا فَوَجَدَ الحَسَنَ قَدْ مَاتَ، وَابْنُ سِيْرِيْنَ حَيٌّ فَأَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ فَعَادَهُ، وَمَكَثَ أَيَّاماً، وَمَاتَ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ قَالَ: كَانَ بِهِ البَطَنُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: رَأَيتُ الأَوْزَاعِيَّ فَوْقَ الرَّبْعَةِ, خَفِيْفَ اللَّحْمِ, بِهِ سُمْرَةٌ يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ. مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ أُرِيْدُ الحَسَنَ، وَمُحَمَّداً فَوَجَدتُ الحَسَنَ قَدْ مَاتَ، وَوَجَدتُ ابْنَ سِيْرِيْنَ مَرِيْضاً. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَصَنَّفَ الأَوْزَاعِيُّ. أَبُو مُسْهِرٍ: حَدَّثَنِي الهِقْلُ قَالَ: أَجَابَ الأَوْزَاعِيُّ فِي سَبْعِيْنَ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ أَوْ نَحْوِهَا. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُ النَّاسَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ، وَمائَةٍ يَقُوْلُوْنَ: الأَوْزَاعِيُّ اليَوْمَ عَالِمُ الأمة. أهل الأَوْزَاعِيُّ اليَوْمَ عَالِمُ الأُمَّةِ.، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حدثنا سعيد قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ قَالَ: الأَوْزَاعِيُّ هُوَ عَالِمُ أَهْلِ الشَّامِ.، وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ شُعَيْبٍ يَقُوْلُ: قُلْتُ لأُمَيَّةَ بنِ يَزِيْدَ: أَيْنَ الأَوْزَاعِيُّ مِنْ مَكْحُوْلٍ? قَالَ: هُوَ عِنْدَنَا أَرْفَعُ مِنْ مَكْحُوْلٍ. قُلْتُ: بِلاَ رَيْبٍ هُوَ أَوسَعُ دائرة في العلم من مكحول. مُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبٍ قَالَ: ثُمَّ قَالَ أُمَيَّةُ: كَانَ قَدْ جَمَعَ العِبَادَةَ، وَالعِلْمَ، وَالقَوْلَ بِالحَقِّ. قَالَ العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ البَيْرُوْتِيُّ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ من، ولد الأحنف ابن قَيْسٍ قَالَ: بَلَغَ الثَّوْرِيَّ، وَهُوَ بِمَكَّةَ مَقْدَمُ الأزواعي فَخَرَجَ حَتَّى لَقِيَهُ بِذِي طُوَىً فَلَمَّا لَقِيَهُ حَلَّ رَسَنَ البَعِيْرِ مِنَ القِطَارِ فَوَضَعَهُ عَلَى رَقْبَتِه فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُ بِهِ فَإِذَا مَرَّ بِجَمَاعَةٍ قَالَ: الطَّرِيْقَ لِلشَّيْخِ. رَوَى نَحْوَهَا المُحَدِّثُ سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ عَاصِمٍ.، وَرَوَى شَبِيْهاً بِهَا إِسْحَاقُ بنُ عَبَّادٍ الخُتَّلِيُّ عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ الثَّوْرِيَّ.. بِنَحْوِهَا. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: دَخَلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ عَلَى مَالِكٍ فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ: أَحَدُهُمَا أَكْثَرُ عِلْماً مِنْ صَاحِبِه، وَلاَ يَصْلُحُ لِلإِمَامَةِ، وَالآخَرُ يَصْلُحُ لِلإِمَامَةِ يَعْنِي الأَوْزَاعِيَّ لِلإِمَامَةِ.

مَسْلَمَةُ بنُ ثَابِتٍ, عَنْ مَالِكٍ قَالَ: الأَوْزَاعِيُّ إِمَامٌ يُقتَدَى بِهِ. الشَّاذَكُوْنِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ، وَالثَّوْرِيُّ بِمِنَىً, فَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ للثوري: لم لا ترفع يدك فِي خَفْضِ الرُّكُوْعِ، وَرَفْعِهِ?. فَقَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ.. فَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: رَوَى لَكَ الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ-، وَتُعَارِضُنِي بِيَزِيْدَ رَجُلٍ ضعيف الحديث، وَحَدِيْثُه مُخَالِفٌ لِلسُّنَّةِ فَاحْمَرَّ، وَجْهُ سُفْيَانَ. فَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: كَأَنَّك كَرِهْتَ مَا قُلْتُ? قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: قُمْ بِنَا إِلَى المَقَامِ نَلْتَعِنْ أَيُّنَا عَلَى الحَقِّ. قَالَ: فَتَبَسَّمَ سُفْيَانُ لَمَّا رَآهُ قَدِ احْتَدَّ. عَلِيُّ بنُ بَكَّارٍ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الفَزَارِيَّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ مِثْلَ الأَوْزَاعِيِّ، وَالثَّوْرِيِّ? فَأَمَّا الأَوْزَاعِيُّ فَكَانَ رَجُلَ عَامَّةٍ، وَأَمَّا الثَّوْرِيُّ فَكَانَ رَجُلَ خَاصَّةِ نَفْسِه، وَلَوْ خُيَّرتُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ لاَختَرتُ لَهَا الأَوْزَاعِيَّ- يُرِيْدُ: الخِلاَفَةَ. قَالَ عَلِيُّ بنُ بَكَّارٍ: لَوْ خُيَّرتُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ لاَختَرتُ لَهَا أَبَا إِسْحَاقَ الفَزَارِيَّ. قَالَ الخُرَيْبِيُّ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ. وَعَنْ نُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ, عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ, قَالَ: لَوْ قِيْلَ لِي: اخْتَرْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ, لاَختَرتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَالأَوْزَاعِيَّ، وَلَوْ قِيْلَ لِي: اخْتَرْ أَحَدَهُمَا لاَختَرتُ الأَوْزَاعِيَّ لأَنَّهُ أَرفَقُ الرَّجُلَينِ.، وَكَذَا قَالَ فِي هَذَا المَعْنَى: أَبُو أُسَامَةَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: إِنَّمَا النَّاسُ فِي زَمَانِهِم أَرْبَعَةٌ: حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ بِالبَصْرَةِ، وَالثَّوْرِيُّ بِالكُوْفَةِ، وَمَالِكٌ بِالحِجَازِ، وَالأَوْزَاعِيُّ بِالشَّامِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدِيْثُ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى مُضْطَرِبٌ. الرَّبِيْعُ المُرَادِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ رَجُلاً أَشْبَهَ فِقْهُهُ بِحَدِيْثِهِ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ: مَا تَقُوْلُ فِي مَالِكٍ? قَالَ: حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، وَرَأْيٌ ضَعِيْفٌ. قُلْتُ: فَالأَوْزَاعِيُّ? قَالَ: حَدِيْثٌ ضَعِيْفٌ، وَرَأْيٌ ضَعِيْفٌ. قُلْتُ: فَالشَّافِعِيُّ? قَالَ: حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، وَرَأْيٌ صَحِيْحٌ? قُلْتُ: فَفُلاَنٌ? قَالَ: لاَ رَأْيٌ، وَلاَ حَدِيْثٌ. قُلْتُ: يُرِيْدُ أَنَّ الأَوْزَاعِيَّ حَدِيْثُه ضَعِيْفٌ مِنْ كَوْنِهِ يَحتَجُّ بِالمَقَاطِيْعِ، وَبِمَرَاسِيْلِ أَهْلِ الشَّامِ، وَفِي ذَلِكَ ضَعفٌ لاَ أَنَّ الإِمَامَ فِي نَفْسِهِ ضَعِيْفٌ. قَالَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: رَأَيتُ الأَوْزَاعِيَّ يَثْبُتُ فِي مُصَلاَّهُ, يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطلُعَ الشَّمْسُ، وَيُخْبِرُنَا عَنِ السَّلَفِ: أَنَّ ذَلِكَ كَانَ هَدْيَهُم فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ بَعْضُهُم إِلَى بَعْضٍ فَأَفَاضُوا فِي ذِكْرِ اللهِ، وَالتَّفَقُّهِ في دينه.

عُمَرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ, عَنِ الأَوْزَاعِيِّ, قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ الزُّهْرِيُّ صَحِيْفَةً, فَقَالَ: ارْوِهَا عَنِّي. وَدَفعَ إِلَى يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ صَحِيْفَةً فَقَالَ: ارْوِهَا عَنِّي. فَقَالَ ابْنُ ذَكْوَانَ:، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ قَالَ: قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: نَعْمَلُ بِهَا، وَلاَ نُحَدِّثُ بِهَا يَعْنِي الصَّحِيْفَةَ. قَالَ الوَلِيْدُ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ يَقُوْلُ: كَانَ هَذَا العِلْمُ كَرِيْماً, يَتَلاَقَاهُ الرِّجَالُ بَيْنَهُم, فَلَمَّا دَخَلَ فِي الكُتُبِ, دَخَلَ فِيْهِ غَيْرُ أَهْلِهِ. وَرَوَى مِثْلَهَا ابْنُ المُبَارَكِ, عَنِ الأَوْزَاعِيِّ. وَلاَ رَيبَ أَنَّ الأَخْذَ مِنَ الصُّحُفِ، وَبِالإِجَازَةِ يَقَعُ فِيْهِ خَلَلٌ، وَلاَ سِيَّمَا فِي ذَلِكَ العَصْرِ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ نَقْطٌ، وَلاَ شَكْلٌ فَتَتَصَحَّفُ الكَلِمَةُ بِمَا يُحِيْلُ المَعْنَى، وَلاَ يَقَعُ مِثْلُ ذَلِكَ فِي الأَخْذِ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ، وَكَذَلِكَ التَّحدِيْثُ مِنَ الحِفْظِ يَقَعُ فِيْهِ الوَهْمُ بِخِلاَفِ الرِّوَايَةِ مِنْ كِتَابٍ مُحَرَّرٍ. مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عمار: سمعت الوليد يقول: احترقت كُتُبُ الأَوْزَاعِيِّ زَمَنَ الرَّجْفَةِ1 ثَلاَثَةَ عَشَرَ قُنْدَاقاً2 فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِنُسَخِهَا فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو هَذِهِ نُسْخَةُ كِتَابِكَ، وَإِصلاَحُكَ بِيَدِكَ فَمَا عَرَضَ لِشَيْءٍ مِنْهَا حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا. وَقَالَ بِشْرُ بن بكر التنيسي: قيل للأوزعي: يَا أَبَا عَمْرٍو الرَّجُلُ يَسْمَعُ الحَدِيْثِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- فِيْهِ لَحْنٌ أَيُقِيْمُهُ عَلَى عَرَبِيَّتِهِ? قَالَ: نَعَمْ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- لا يتكلمإلَّا بِعَرَبِيٍّ. قَالَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: لاَ بَأْسَ بِإِصلاَحِ اللَّحْنِ، وَالخَطَأِ فِي الحَدِيْثِ. مَنْصُوْرُ بنُ أَبِي مُزَاحِمٍ: عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ كَاتِبِ المَنْصُوْرِ, قَالَ: كَانَتْ تَرِدُ عَلَى المَنْصُوْرِ كُتُبٌ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ نَتَعَجَّبُ مِنْهَا، وَيَعْجَزُ كُتَّابُهُ عَنْهَا فَكَانَتْ تُنسَخُ فِي دَفَاتِرَ، وَتُوضَعُ بَيْنَ يَدَي المَنْصُوْرِ فَيُكْثِرُ النَّظَرَ فِيْهَا اسْتِحْسَاناً لأَلفَاظِهَا فَقَالَ لِسُلَيْمَانَ بنِ مُجَالِدٍ -وَكَانَ مِنْ أَحظَى كُتَّابِهِ عِنْدَهُ: يَنْبَغِي أَنْ تُجِيْبَ الأَوْزَاعِيَّ عَنْ كُتُبِهِ جَوَاباً تَامّاً. قَالَ: وَاللهِ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! مَا أُحْسِنُ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا أَرُدُّ عَلَيْهِ مَا أُحسِنُ، وَإِنَّ لَهُ نَظماً فِي الكُتُبِ لاَ أَظُنُّ أَحَداً مِنْ جَمِيْعِ النَّاسِ يَقدِرُ عَلَى إِجَابَتِهِ عَنْهُ، وَأَنَا أَسْتَعِيْنُ بِأَلفَاظِهِ عَلَى مَنْ لاَ يَعرِفُهَا مِمَّنْ نُكَاتِبُهُ في الآفاق. قُلْتُ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ مَعَ بَرَاعَتِهِ فِي العِلْمِ، وَتَقَدُّمِهِ فِي العَمَلِ كَمَا تَرَى رَأْساً فِي الترسل رحمه الله.

_ 1 الرجفة: زلزال عظيم أصاب الشام سنة "130هـ"، وأصاب معظم بيت المقدس. 2 القنداق" صحيفة الحساب.

الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ: سُئِلَ الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الخُشُوْعِ فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَخَفْضُ الجَنَاحِ، وَلِيْنُ القَلْبِ، وَهُوَ الحُزْنُ, الخَوْفُ. قَالَ: وَسُئِلَ الأَوْزَاعِيُّ عَنْ إِمَامٍ تَرَكَ سَجدَةً سَاهِياً حَتَّى قَامَ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ. قَالَ: يَسْجُدُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُم سَجدَةً، وَهُمْ مُتَفَرِّقُونَ. وَسَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: وَسَأَلْتُهُ: مَنِ الأَبْلَهُ? قَالَ: العَمِيُّ عَنِ الشَّرِّ البَصِيْرُ بِالخَيْرِ. سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: مَا أَخطَأَتْ يَدُ الحَاصِدِ, أَوْ جَنَتْ يَدُ القَاطِفِ, فَلَيْسَ لِصَاحِبِ الزَّرْعِ عَلَيْهِ سَبِيْلٌ إِنَّمَا هُوَ لِلمَارَّةِ، وَابْنِ السَّبِيْلِ. رَوَى أَبُو مُسْهِرٍ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, قَالَ: وَلِيَ الأَوْزَاعِيُّ القَضَاءَ لِيَزِيْدَ بنِ الوَلِيْدِ, فَجَلَسَ مَجْلِساً, ثُمَّ اسْتَعفَى, فَأُعْفِيَ، وولي يزيد بن أَبِي لَيْلَى الغَسَّانِيَّ, فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى قُتِلَ بِالغُوْطَةِ. قَالَ إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه: إِذَا اجْتَمَعَ الثَّوْرِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَمَالِكٌ عَلَى أَمرٍ فَهُوَ سُنَّةٌ. قُلْتُ: بَلِ السُّنَّةُ مَا سَنَّهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ-، وَالخُلَفَاءُ الرَّاشِدُوْنَ مِنْ بَعْدِهِ. وَالإِجْمَاعُ: هُوَ مَا أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ عُلَمَاءُ الأُمَّةِ قَدِيْماً، وَحَدِيْثاً إِجْمَاعاً ظَنِّياً أَوْ سُكُوتِيّاً, فَمَنْ شَذَّ عَنْ هَذَا الإِجْمَاعِ مِنَ التَّابِعِيْنَ, أَوْ تَابِعِيْهِم لِقَوْلٍ بِاجْتِهَادِه, احْتُمِلَ لَهُ, فَأَمَّا مَنْ خَالَفَ الثَّلاَثَةَ المَذْكُوْرِيْنَ مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ فَلاَ يسمى مُخَالِفاً لِلإِجْمَاعِ، وَلاَ لِلسُّنَّةِ، وَإِنَّمَا مُرَادُ إِسْحَاقَ: أَنَّهُم إِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى مَسْأَلَةٍ فَهُوَ حَقٌّ غَالِباً كَمَا نَقُوْلُ اليَوْمَ: لاَ يَكَادُ يُوجَدُ الحَقُّ فِيْمَا اتَّفَقَ أَئِمَّةُ الاجْتِهَادِ الأَرْبَعَةُ عَلَى خِلاَفِه مَعَ اعْتِرَافِنَا بِأَنَّ اتِّفَاقَهُم عَلَى مَسْأَلَةٍ لاَ يَكُوْنُ إِجْمَاعَ الأُمَّةِ، وَنَهَابُ أَنْ نَجْزِمَ فِي مَسْأَلَةٍ اتَّفَقُوا عَلَيْهَا بِأَنَّ الحَقَّ فِي خِلاَفِهَا. وَمِنْ غَرَائِبِ مَا انْفَرَدَ بِهِ الأَوْزَاعِيُّ: أَنَّ الفَخِذَ لَيْسَتْ فِي الحَمَّامِ عَوْرَةً، وَأَنَّهَا فِي المَسْجِدِ عَوْرَةٌ, وَلَهُ مَسَائِلُ كَثِيْرَةٌ حَسَنَةٌ يَنفَرِدُ بِهَا، وَهِيَ مَوْجُوْدَةٌ فِي الكُتُبِ الكِبَارِ، وَكَانَ لَهُ مَذْهَبٌ مُسْتَقِلٌّ مَشْهُوْرٌ عَمِلَ بِهِ فُقَهَاءُ الشَّامِ مُدَّةً، وَفُقَهَاءُ الأَنْدَلُسِ ثُمَّ فَنِيَ. سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بنُ عَلْقَمَةَ البَيْرُوْتِيُّ: أَرَادُوا الأَوْزَاعِيَّ عَلَى القَضَاءِ فَامْتنَعَ، وَأَبَى فَتَرَكُوْهُ. وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ المَوْتِ, كَفَاهُ اليَسِيْرُ، وَمَنْ عَرَفَ أَنَّ مَنْطِقَهُ مِنْ عَمَلِهِ, قَلَّ كَلاَمُهُ. أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ: عَنِ الهِقْلِ بنِ زِيَادٍ, عَنِ الأَوْزَاعِيِّ: أَنَّهُ وَعَظَ, فَقَالَ فِي

مَوْعِظَتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ! تَقَوَّوْا بِهَذِهِ النِّعَمِ الَّتِي أَصْبَحتُم فِيْهَا عَلَى الهَرَبِ مِنْ نَارِ اللهِ المُوْقَدَةِ, الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ, فَإِنَّكُم فِي دَارٍ, الثَّوَاءُ فِيْهَا قَلِيْلٌ، وَأَنْتُم مُرْتَحِلُوْنَ، وَخَلاَئِفُ بَعْدَ القُرُوْنِ, الَّذِيْنَ اسْتَقَالُوا مِنَ الدُّنْيَا زَهْرَتَهَا, كَانُوا أَطوَلَ مِنْكُم أَعمَاراً، وَأَجَدَّ أَجسَاماً، وَأَعْظَمَ آثَاراً فَجَدَّدُوا الجِبَالَ، وَجَابُوا الصُّخُورَ، وَنَقَّبُوا فِي البِلاَدِ مُؤَيَّدِيْنَ بِبَطشٍ شَدِيْدٍ، وَأَجسَامٍ كَالعِمَادِ فَمَا لَبِثَتِ الأَيَّامُ، وَاللَّيَالِي أَنْ طَوَتْ مُدَّتَهُم، وَعَفَّتْ آثارهم، وأخوت منازلهم، وأنست ذكرهم: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} [مريم: 98] 1 كَانُوا بِلَهوِ الأَمَلِ آمِنِيْنَ، وَلِمِيْقَاتِ يَوْمٍ غَافِلِيْنَ، وَلِصَبَاحِ قَوْمٍ نَادِمِيْنَ, ثُمَّ إِنَّكُم قَدْ عَلِمْتُم مَا نَزَلَ بِسَاحْتِهِم بَيَاتاً مِنْ عُقُوبَةِ اللهِ, فَأَصْبَحَ كَثِيْرٌ مِنْهُم فِي دِيَارِهِم جَاثِمِيْنَ، وَأَصْبَحَ البَاقُوْنَ يَنْظُرُوْنَ فِي آثَارِ نِقَمِهِ، وَزَوَالِ نِعَمِهِ، وَمَسَاكِنَ خَاوِيَةً, فِيْهَا آيَةٌ لِلَّذِيْنَ يَخَافُوْنَ العَذَابَ الأَلِيمَ، وَعِبْرَةٌ لِمَنْ يَخشَى، وَأَصْبَحتُم فِي أَجَلٍ مَنْقُوْصٍ، وَدُنْيَا مَقْبُوْضَةٍ فِي زَمَانٍ قَدْ وَلَّى عَفْوُهُ، وَذَهَبَ رَخَاؤُهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إلَّا حُمَةُ شَرٍّ، وَصُبَابَةُ كَدَرٍ، وَأَهَاوِيلُ غِيَرٍ، وَأَرْسَالُ فِتَنٍ، وَرُذَالَةُ خَلَفٍ. الحَكَمُ بنُ مُوْسَى: حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ, قَالَ: مَا كُنْتُ أَحْرِصُ عَلَى السَّمَاعِ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ, حَتَّى رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ، وَالأَوْزَاعِيُّ إِلَى جَنْبِهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ عَمَّنْ أَحْمِلُ العِلْمَ? قَالَ: عَنْ هَذَا.، وَأَشَارَ إِلَى الأَوْزَاعِيِّ. قُلْتُ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ كَبِيْرَ الشَّأْنِ. قَالَ عَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيْسِيُّ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: رَأَيتُ كَأَنَّ مَلَكَينِ عَرَجَا بِي، وَأَوْقَفَانِي بَيْنَ يَدَي رَبِّ العِزَّةِ فَقَالَ لِي: أَنْتَ عَبْدِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الَّذِي تَأْمُرُ بِالمَعْرُوْفِ? فَقُلْتُ: بِعِزَّتِكَ أَنْتَ أَعْلَمُ. قَالَ: فَهَبَطَا بِي حَتَّى رَدَّانِي إِلَى مَكَانِي. رَوَاهَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ عَنْهُ. العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ البَيْرُوْتِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَكَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْبٍ قَالَ: جلَسْتُ إِلَى شَيْخٍ فِي الجَامِعِ فَقَالَ: أنا ميت يوم كذا، وكذا. فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ اليَوْمُ أَتَيتُهُ فَإِذَا بِهِ يَتَفَلَّى فِي الصَّحْنِ فَقَالَ: مَا أَخَذْتُمُ السَّرِيْرَ? يَعْنِي النَّعْشَ خُذُوهُ قَبْلَ أَنْ تُسْبَقُوا إِلَيْهِ. قُلْتُ: مَا تَقُوْلُ رَحِمَكَ اللهُ? قَالَ: هُوَ الَّذِي أَقُوْلُ لَكَ رَأَيتُ فِي المَنَامِ كَأَنَّ طَائِراً، وَقَعَ عَلَى رُكْنٍ مِنْ أَركَانِ هَذِهِ القُبَّةِ فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: فُلاَنٌ قَدَرِيٌّ، وَفُلاَنٌ كَذَا، وَعُثْمَانُ بنُ أَبِي العَاتِكَةِ: نِعْمَ الرَّجُلِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَوْزَاعِيُّ خَيْرُ مَنْ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ، وَأَنْتَ مَيِّتٌ يَوْمَ كَذَا، وَكَذَا قَالَ: فَمَا جاءت الظهر حتى مات، وأخرج بجنازته.

_ 1 الركز: الصوت الخفي.

قَالَ الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ مِنَ العِبَادَةِ عَلَى شَيْءٍ مَا سَمِعْنَا بِأَحَدٍ قَوِيَ عَلَيْهِ, مَا أَتَى عَلَيْهِ زَوَالٌ قَطُّ إلَّا وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي. قَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَنْ أَطَال قِيَامَ اللَّيْلِ هَوَّنَ اللهُ عَلَيْهِ، وُقُوفَ يَوْمِ القِيَامَةِ. صَفْوَانُ بنُ صَالِحٍ, قَالَ: كَانَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ أَكْثَرَ اجْتِهَاداً فِي العِبَادَةِ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ. مُحَمَّدُ بنُ سَمَاعَةَ الرَّمْلِيُّ: سَمِعْتُ ضَمْرَةَ بنَ رَبِيْعَةَ يَقُوْلُ: حَجَجْنَا مَعَ الأَوْزَاعِيِّ سَنَةَ خَمْسِيْنَ، وَمائَةٍ فَمَا رَأَيتُهُ مُضْطَجِعاً فِي المَحْمِلِ فِي لِيْلٍ، وَلاَ نَهَارٍ قَطُّ كَانَ يُصَلِّي فَإِذَا غَلَبَهُ النَّوْمُ اسْتَنَدَ إِلَى القَتْبِ. وَعَنْ سَلَمَةَ بنِ سَلاَّمٍ قَالَ: نَزَلَ الأَوْزَاعِيُّ عَلَى أَبِي فَفَرَشْنَا لَهُ فِرَاشاً فَأَصْبَحَ عَلَى حَالِهِ، وَنَزَعْتُ خُفَّيْهِ فَإِذَا هُوَ مُبَطَّنٌ بِثَعْلَبٍ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ المُنْذِرِ, قَالَ: رَأَيتُ الأَوْزَاعِيَّ كَأَنَّهُ أَعْمَى مِنَ الخُشُوْعِ. ابْنُ زَبْرٍ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ خَالِدٍ: سَمِعْتُ أبا مسهر يقول: ما رئي الأَوْزَاعِيُّ بَاكِياً قَطُّ، وَلاَ ضَاحِكاً حَتَّى تَبدُوَ نَوَاجِذُه، وَإِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ أَحْيَاناً -كَمَا رُوِيَ فِي الحَدِيْثِ-، وَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاَةً، وَقُرْآناً، وَبُكَاءً.، وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ إِخْوَانِي مِنْ أَهْلِ بَيْرُوْتَ أَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ تَدْخُلُ مَنْزِلَ الأَوْزَاعِيِّ، وَتَتَفَّقَدُ موضع مصلاه فنجده رَطْباً مِنْ دُمُوْعِهِ فِي اللَّيْلِ. أَبُو مُسْهِرٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ! لَوْ كُنَّا نَقْبَلُ مِنَ النَّاسِ كُلَّ مَا يَعرِضُونَ عَلَيْنَا لأَوشَكَ أَنْ نَهُوْنَ عَلَيْهِم. العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ: حَدَّثَنَا أَبِي: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: عَلَيْك بِآثَارِ مَنْ سَلَفَ، وَإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ، وَإِيَّاكَ، وَآرَاءَ الرِّجَالِ، وَإِنْ زَخْرَفُوهُ لَكَ بِالقَوْلِ, فَإِنَّ الأَمْرَ يَنجَلِي، وَأَنْتَ عَلَى طَرِيْقٍ مُسْتَقِيْمٍ. قَالَ بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ: قَالَ لِي الأَوْزَاعِيُّ: يَا بَقِيَّةُ لاَ تَذْكُرْ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ نَبِيِّكَ إلَّا بِخَيْرٍ. يَا بَقِيَّةُ العِلْمُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ-، وَمَا لَمْ يَجِئْ عَنْهُم فَلَيْسَ بِعِلْمٍ. قَالَ بَقِيَّةُ، وَالوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ: قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: لاَ يَجْتَمِعُ حُبُّ عَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-إلَّا فِي قَلْبِ مؤمن.

كَتَبَ إِلَيَّ القَاضِي عَبْدُ الوَاسِعِ الشَّافِعِيُّ، وَعِدَّةٌ عَنْ أَبِي الفَتْحِ المَنْدَائِيِّ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيُّ، أَنْبَأَنَا جَدِّي فِي كِتَابِ الأَسْمَاءِ، والصفات له، أنبأنا أبو عبد الله الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الجَوْهَرِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ المَصِّيْصِيُّ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: كُنَّا وَالتَّابِعُوْنَ مُتَوَافِرُوْنَ, نَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى فَوْقَ عَرْشِه، وَنُؤمِنُ بِمَا، وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ مِنْ صِفَاتِهِ. قَالَ الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: إِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ شَرّاً, فَتَحَ عَلَيْهِمُ الجَدَلَ، وَمَنَعهُمُ العَمَلَ. مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ: حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ, قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ قَتَادَةُ مِنَ البَصْرَةِ: إِنْ كَانَتِ الدَّارُ فَرَّقَتْ بَيْنَنَا، وَبَيْنَكَ فَإِنَّ أُلْفَةَ الإِسْلاَمِ بَيْنَ أَهْلِهَا جَامِعَةٌ. قُلْتُ: قَوْلُهُ: كَتَبَ إِلَيَّ -وَفِي بَعْضِ حَدِيْثِهِ يَقُوْلُ: كَتَبَ إِلَيَّ قَتَادَةُ- هُوَ عَلَى المَجَازِ, فَإِنَّ قَتَادَةَ وُلِدَ أَكْمَهَ، وَإِنَّمَا أَمَرَ مَنْ يَكْتُبُ إِلَى الأَوْزَاعِيِّ. وَيَتَفَرَّعُ عَلَى هَذَا: أَنَّ رِوَايَةَ ذَلِكَ عَنِ الأَعْمَى إِنَّمَا وَقَعَتْ بِوَاسِطَةِ مَنْ كَتَبَ، وَلَمْ يُسَمِّ فِي الحَدِيْثِ فَفِي ذَلِكَ انْقِطَاعٌ بَيِّنٌ. خَيْثَمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ, سَمِعْتُ أَبِي سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: جِئْتُ إِلَى بَيْرُوْتَ أُرَابِطُ فِيْهَا فَلَقِيْتُ سَوْدَاءَ عِنْدَ المَقَابِرِ فَقُلْتُ لَهَا: يَا سَوْدَاءُ أَيْنَ العِمَارَةُ? قَالَتْ: أَنْتَ فِي العِمَارَةِ، وَإِنْ أَرَدْتَ الخرَابَ فَبَينَ يَدَيْكَ. أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَبُّوْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: وَقَعَ عِنْدَنَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ بِبَيْرُوْتَ، وَكَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ لَهُ فَضْلٌ فَحَدَّثَ أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً رَاكِباً فَذَكَرَ مِنْ عِظَمِ الجَرَادَةِ، وَعِظَمِ الرَّجُلِ قَالَ: وَعَلَيْهِ خُفَّانِ أَحْمَرَانِ طَوِيْلاَنِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: الدُّنْيَا باطلة، وباطل ما فيها، ويومىء بِيَدِهِ حَيْثمَا أَومَأَ انْسَابَ الجَرَادُ إِلَى ذَلِكَ المَوْضِعِ. رَوَاهَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ الفَرَائِضِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرٍ سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ: أَنَّهُ هُوَ الَّذِي رَأَى ذَلِكَ. ابْنُ ذَكْوَانَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّائِبِ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ. يَقُوْلُ مَكْحُوْلٌ: مَا أَحرَصَ ابْنَ أَبِي مَالِكٍ عَلَى القَضَاءِ فَقَالَ: لقَدْ كُنْتُ مِمَّنْ سَدَّدَ لِي رَأْيِي. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أُرِيْدَ عَلَى القَضَاءِ فِي أَيَّامِ يَزِيْدَ النَّاقِصِ فَامْتَنَعَ -يَعْنِي الأَوْزَاعِيُّ -جَلَسَ لَهُم مَجْلِساً، وَاحِداً. قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ المَوْتِ كَفَاهُ اليَسِيْرُ، وَمَنْ عَرَفَ أَنَّ مَنْطِقَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلاَمُهُ.

أَبُو يَعْقُوْبَ الأَذْرَعِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الغَمْرِ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بنُ مَرْثَدٍ, سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ الغَمْرِ, قَالَ: لَمَّا جَلَّتِ المِحنَةُ الَّتِي نَزَلَتْ بِالأَوْزَاعِيِّ- لَمَّا نَزَلَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ حَمَاةَ- بَعَثَ إِلَيْهِ فَأُشْخِصَ. قَالَ: فَنَزَلَ عَلَى ثَوْرِ بنِ يَزِيْدَ الحِمْصِيِّ. قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: فَلَمْ يَزَلْ ثَوْرٌ يَتَكَلَّمُ فِي القَدَرِ مِنْ بَعْدِ صَلاَةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ, إِلَى أَنْ طَلَعَ الفَجْرُ، وَأَنَا سَاكِتٌ -مَا أَجَابَهُ بِحَرْفٍ- فَلَمَّا انْفَجَرَ الفَجْرُ, صَلَّيْتُ ثُمَّ أَتَيْتُ حَمَاةَ, فَأُدْخِلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ فَقَالَ: يَا أَوْزَاعِيُّ! أَيُعَدُّ مقامنا هذا، وَمَسِيْرُنَا رِبَاطاً? فَقُلْتُ: جَاءتِ الآثَارُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ, فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ، وَرَسُوْلِهِ" 1ثُمَّ سَاقَ القِصَّةَ. يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ:، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ المَلِكِ بنُ الفَارِسِيِّ -وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ- حَدَّثَنَا الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ يَعْنِي: عَمَّ السَّفَّاحِ- مِنْ قَتْلِ بَنِي أُمَيَّةَ, بَعَثَ إِلَيَّ، وَكَانَ قَتَلَ يومئذ نيفًا، وَسَبْعِيْنَ مِنْهُم بِالكَافِركُوبَاتَ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ, فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي دِمَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ? فَحِدْتُ فَقَالَ: قَدْ عَلِمتُ مِنْ حَيْثُ حِدْتَ فَأَجِبْ. قَالَ: وَمَا لَقِيْتُ مُفَوَّهاً مِثْلَه فَقُلْتُ: كَانَ لَهُم عَلَيْكَ عَهْدٌ. قَالَ: فَاجْعَلْنِي، وَإِيَّاهُم، وَلاَ عَهْدَ مَا تَقُوْلُ فِي دِمَائِهِم? قُلْتُ: حَرَامٌ لِقَوْلِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- "لاَ يحل دم امرىء مُسْلِمٍ إلَّا بِإِحْدَى ثَلاَثٍ....." 2 الحَدِيْثَ. فَقَالَ:، وَلِمَ، وَيْلَكَ?، وَقَالَ: أَلَيْسَتِ الخِلاَفَةُ، وَصِيَّةً مِنْ رَسُوْلِ اللهِ قَاتَلَ عَلَيْهَا عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِصِفِّيْنَ? قُلْتُ: لَوْ كَانَتْ، وَصِيَّةً مَا رَضِيَ بالحكمين.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك برواية محمد بن الحسن "983"، والطيالسي "37"، وأحمد "1/ 35 و43"، والبخاري "6689"، ومسلم "1907"، والترمذي "1647"، والنسائي "7/ 13"، وابن ماجه "4227"، والدارقطني "1/ 50-51"، وفي "العلل" "2/ 194"، وأبو نعيم في "الحلية" "8/ 42"، وفي "أخبار أصبهان" "2/ 115"، والبيهقي "1/ 298" و"2/ 14" و"4/ 112" و"5/ 39"، وفي "المعرفة" له "50"، والقضاعي في "الشهاب" "1171"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "2/ 244" و"6/ 153" من طرق عن يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إبراهيم بن الحارث التيمي، عن علقمة بن وقاص الليثي أنه سمع عمر بن الخطاب عَلَى المِنْبَرِ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لا مرئ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وإلى رسوله، فهجرته إلى الله وإلى رسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يُصِيْبُهَا، أَوِ امْرَأَةٌ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هاجر إليه". 2 صحيح: أخرجه الطيالسي "289"، وأحمد "1/ 444"، والبخاري "6878"، ومسلم "1676"، وابن ماجه "2534"، والدارمي "2/ 218"، والبيهقي "9/ 19 و194 و202 و213" من طرق عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ مرفوعا وتمامه: "الثيب الزاني والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق الجماعة".

فَنَكَسَ رَأْسَهُ، وَنَكَسْتُ, فَأَطَلْتُ ثُمَّ قُلْتُ: البَولَ. فَأَشَارَ بِيَدِهِ. اذْهَبْ. فَقُمْتُ فَجَعَلتُ لاَ أَخطُو خُطوَةً إلَّا قُلْتُ: إِنَّ رَأْسِي يَقَعُ عِنْدَهَا. سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عِيْسَى: حَدَّثَنَا أبو خليد عتبة بن حماد القارىء، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: بَعَثَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ إِلَيَّ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيَّ، وَقَدِمْتُ فَدَخَلْتُ، وَالنَّاسُ سِمَاطَانِ1 فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي مَخْرَجِنَا، وَمَا نَحْنُ فِيْهِ? قُلْتُ: أَصلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ قَدْ كَانَ بَيْنِي، وَبَيْنَ دَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ مَوَدَّةٌ قَالَ: لَتُخْبِرَنِّي. فَتَفَكَّرْتُ ثُمَّ قُلْتُ: لأَصْدُقَنَّهُ، وَاسْتَبسَلْتُ لِلْمَوْتِ ثُمَّ رَوَيتُ لَهُ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ حَدِيْثَ الأَعْمَالِ، وَبِيَدِهِ قَضِيبٌ يَنكُتُ بِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ: مَا تَقُوْلُ فِي قَتْلِ أَهْلِ هَذَا البَيْتِ? قُلْتُ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مَرْوَانَ عَنْ مُطَرِّفِ بنِ الشِّخِّيْرِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- قَالَ: "لا يَحِلُّ قَتْلُ المُسْلِمِ إلَّا فِي ثَلاَثٍ.."، وَسَاقَ الحَدِيْثَ. فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الخِلاَفَةِ، وَصِيَّةٌ لَنَا مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ-? فَقُلْتُ: لَوْ كَانَتْ، وَصِيَّةً مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- مَا تَرَكَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَحَداً يَتَقَدَّمُهُ قَالَ: فَمَا تَقُوْلُ فِي أَمْوَالِ بَنِي أُمَيَّةَ? قُلْتُ: إِنْ كَانَتْ لَهُم حَلاَلاً فَهِيَ عَلَيْكَ حَرَامٌ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَيْهِم حَرَاماً فَهِيَ عَلَيْكَ أَحرَمُ. فَأَمَرَنِي, فَأُخْرِجْتُ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ مَلِكاً جَبَّاراً, سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ, صَعبَ المِرَاسِ، ومع هذا فالإمام الأزواعي يَصْدَعُهُ بِمُرِّ الحَقِّ كَمَا تَرَى لاَ كَخَلْقٍ مِنْ عُلَمَاءِ السُّوءِ الَّذِيْنَ يُحَسِّنُوْنَ لِلأُمَرَاءِ مَا يَقْتَحِمُوْنَ بِهِ مِنَ الظُّلمِ وَالعَسْفِ، وَيَقلِبُوْنَ لَهُمُ البَاطِلَ حَقّاً قَاتَلَهُمُ اللهُ أَوْ يَسكُتُوْنَ مَعَ القُدْرَةِ عَلَى بَيَانِ الحَقِّ. خَيْثَمَةُ: حَدَّثَنَا الحَوْطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَارِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ التَّنُوْخِيُّ, قَالَ: كَتَبَ المَنْصُوْرُ إِلَى الأَوْزَاعِيِّ: أَمَّا بَعْدُ., قد جَعَلَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي عُنُقِكَ مَا جَعَلَ اللهُ لِرَعِيَّتِهِ قَبْلَكَ فِي عُنُقِهِ, فَاكتُبْ إِلَيَّ بِمَا رَأَيتَ فِيْهِ المَصْلَحَةَ مِمَّا أَحْبَبْتَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ.. فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَتوَاضَعْ يَرْفَعْكَ اللهُ يَوْمَ يَضَعُ المُتَكَبِّرِيْنَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ، وَاعْلَمْ أَنَّ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- لَنْ تَزِيْدَ حق الله عليكإلَّا عظمًا، ولا طاعتهإلَّا، وُجُوباً. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: مَنْ أَخَذَ بِنوَادِرِ العُلَمَاءِ, خَرَجَ مِنَ الإسلام.

_ 1 سماطان: صفان.

وعن الأوزاعي قال: ما ابتدع رجل بدعةإلَّا سُلِبَ الوَرَعَ. رَوَاهَا بَقِيَّةُ عَنْ مَعْمَرِ بنِ عُرَيْبٍ عَنْهُ. الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: إِنَّ المُؤْمِنَ يَقُوْلُ قَلِيْلاً، وَيَعمَلُ كَثِيْراً، وَإِنَّ المُنَافِقَ يَتَكَلَّمُ كَثِيْراً، وَيَعْمَلُ قَلِيْلاً. قَالَ بِشْرُ بنُ المُنْذِرِ -قَاضِي المَصِّيْصَةِ: رَأَيتُ الأَوْزَاعِيَّ كَأَنَّهُ أَعْمَى مِنَ الخُشُوْعِ. وَقَالَ الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ يُقَالُ: وَيْلٌ لِلْمُتَفَقِّهِيْنَ لِغَيْرِ العِبَادَةِ، وَالمُسْتَحِلِّينَ الحُرُمَاتِ بِالشُّبُهَاتِ. العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ مَزْيَدٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ, حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ الأَوْزَاعِيِّ: قَالَ لِي: أَبِي يَا بُنَيَّ أُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ لاَ تُحَدِّثْ بِهِ مَا عِشْتُ: رَأَيتُ كَأَنَّهُ، وُقِفَ بِي عَلَى بَابِ الجَنَّةِ فَأُخِذَ بِمِصْرَاعَي البَابِ, فَزَالَ عَنْ مَوْضِعِه, فَإِذَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ يُعَالِجُوْنَ رَدَّهُ فَرَدُّوْهُ فَزَالَ ثُمَّ أَعَادُوْهُ قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ: إلَّا تُمْسِكُ مَعَنَا? فَجِئْتُ حَتَّى أُمْسِكَ مَعَهُم حَتَّى رَدُّوْهُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنَا الحَوَارِيُّ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ قَالَ: دَخَلَ الأَوْزَاعِيُّ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ, فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ, اسْتَعفَى مِنْ لُبْسِ السَّوَادِ فَأَجَابَهُ أَبُو جَعْفَرٍ فَلَمَّا خَرَجَ الأَوْزَاعِيُّ قَالُوا لَهُ فَقَالَ: لَمْ يُحْرِمْ فِيْهِ مُحْرِمٌ، وَلاَ كُفِّنَ فِيْهِ مَيِّتٌ، وَلَمْ يُزَيَّنْ فِيْهِ عَرُوْسٌ. عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَكَّارٍ:، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي العِشْرِيْنَ: سَمِعْتُ أَمِيْراً كَانَ بِالسَّاحِلِ يَقُوْلُ: وَقَدْ دَفَنَّا الأَوْزَاعِيَّ، وَنَحْنُ عِنْدَ القَبْرِ: رَحِمَكَ اللهُ أَبَا عَمْرٍو فَلَقَدْ كُنْتُ أَخَافُكَ أَكْثَرَ مِمَّنْ، وَلاَّنِي. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَجَاءهُ رَجُلٌ فَقَالَ: رَأَيتُ كَأَنَّ رَيْحَانَةً مِنَ المَغْرِبِ رُفِعَتْ. قَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ فَقَدْ مَاتَ الأَوْزَاعِيُّ فَكَتَبُوا ذَلِكَ فَوُجِدَ كَذَلِكَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ. قَالَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: مَاتَ الأَوْزَاعِيُّ فِي الحمام. أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى المِصْرِيُّ: حَدَّثَنِي خَيْرَانُ بنُ العَلاَءِ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: دَخَلَ الأَوْزَاعِيُّ الحَمَّامَ، وَكَانَ لِصَاحِبِ الحَمَّامِ حَاجَةٌ فَأَغلَقَ عَلَيْهِ البَابَ، وَذَهَبَ ثُمَّ جَاءَ فَفَتَحَ فَوَجَدَ الأَوْزَاعِيَّ مَيِّتاً مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ. ابْنُ زَبْرٍ:، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: بَلَغَنَا مَوْتُ الأَوْزَاعِيِّ، وَأَنَّ

امْرَأَتَهُ أَغْلَقَتْ عَلَيْهِ بَابَ الحَمَّامِ غَيْرَ مُتَعَمِّدَةٍ فَمَاتَ فَأَمَرَهَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بِعَتقِ رَقَبَةٍ، وَلَمْ يُخَلِّفْ سِوَى سِتَّةِ دَنَانِيْرَ فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِهِ، وَكَانَ قَدِ اكْتُتِبَ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي دِيْوَانِ السَّاحِلِ. العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ مَزْيَدٍ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بنَ عَلْقَمَةَ, قَالَ: سَبَبُ مَوْتِ الأَوْزَاعِيِّ أَنَّهُ اخْتَضَبَ، وَدَخَلَ الحَمَّامَ الَّذِي فِي مَنْزِلِهِ، وَأَدْخَلَتْ مَعَهُ امْرَأَتُهُ كَانُوناً فِيْهِ فَحمٌ, لِئَلاَّ يُصِيْبَهُ البَرْدُ، وَأَغلَقَتْ عَلَيْهِ مِنْ بَرَّا, فَلَمَّا هَاجَ الفَحمُ, ضَعُفَتْ نَفْسُهُ، وَعَالَجَ البَابَ لِيَفْتَحَهُ, فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ فَأَلْقَى نَفْسَهُ فَوَجَدْنَاهُ مُوَسِّداً ذِرَاعَهُ إِلَى القِبْلَةِ. قَالَ العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ: وَحَدَّثَنِي سَالِمُ بنُ المُنْذِرِ, قَالَ: لَمَّا سَمِعْتُ الضَّجَّةَ بِوَفَاةِ الأَوْزَاعِيِّ, خَرَجْتُ, فَأَوَّلُ مَنْ رَأَيتُ نَصْرَانِيّاً قَدْ ذَرَّ عَلَى رَأْسِهِ الرَّمَادَ, فَلَمْ يَزَلِ المُسْلِمُوْنَ مِنْ أَهْلِ بَيْرُوْتَ يَعْرِفُوْنَ لَهُ ذَلِكَ، وَخَرَجنَا فِي جَنَازَتِه أَرْبَعَةَ أُمَمٍ: فَحَمَلَهُ المُسْلِمُوْنَ، وَخَرَجَتِ اليَهُوْدُ فِي نَاحِيَةٍ، وَالنَّصَارَى فِي نَاحِيَةٍ، وَالقِبْطُ فِي نَاحِيَةٍ. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: مَاتَ الأَوْزَاعِيُّ سَنَةَ إِحْدَى، وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: هَذَا خَطَأٌ. وَقَالَ هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ: عَنِ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ: فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ. فَوَهِمَ هِشَامٌ, لأَنَّ صَفْوَانَ بنَ صَالِحٍ رَوَى عَنِ الوَلِيْدِ: هُوَ، وَغَيْرُهُ، وَالوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَعِدَّةٌ قَالُوا: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ، وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَزَادَ بَعْضُهُم, فَقَالَ: فِي صَفَرٍ، وَفِيْهَا مَاتَ. قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الآدَمِيُّ, قَالَ: قَالَ يَزِيْدُ بنُ مَذْعُوْرٍ: رَأَيتُ الأَوْزَاعِيَّ فِي مَنَامِي, فَقُلْتُ: دُلَّنِي عَلَى دَرَجَةٍ أَتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى اللهِ. فَقَالَ: مَا رَأَيتُ هُنَاكَ أَرْفَعَ مِنْ دَرَجَةِ العُلَمَاءِ، وَمِنْ بَعْدِهَا دَرَجَةُ المَحْزُوْنِيْنَ. تَرْجَمَةُ الأَوْزَاعِيِّ فِي "تَارِيْخِ الحَافِظِ ابْنِ عَسَاكِرَ" فِي أَرْبَعَةِ كَرَارِيْسَ. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ العِلْمَ بِالشَّامِ، وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ مُدَوَّرَةٍ بِلاَ عَذَبَةٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ إِملاَءً، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ، أَنْبَأَنَا أَبُو نَشِيْطٍ مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا الفِرْيَابِيُّ قَالَ: اجْتَمَعَ الثَّوْرِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَعَبَّادُ بنُ كَثِيْرٍ بِمَكَّةَ فَقَالَ الثَّوْرِيُّ لِلأَوْزَاعِيِّ:، حَدِّثْنَا يَا أَبَا عَمْرٍو حَدِيْثَكَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ. قَالَ: نَعَمْ لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ، وَقَتَلَ بَنِي أُمَيَّةَ جَلَسَ يَوْماً عَلَى سَرِيْرِه، وَعَبَّأَ أَصْحَابَهُ أَرْبَعَةَ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ مَعَهُمُ السُّيُوفُ المُسَلَّلَةُ، وَصِنْفٌ مَعَهُمُ الجَزَرَةُ أَظُنُّهَا الأَطبَارَ، وَصِنْفٌ مَعَهُمُ الأَعمِدَةُ، وَصِنْفٌ مَعَهُمُ الكافر كوب ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ فَلَمَّا صِرْتُ بِالبَابِ أَنْزَلُونِي، وأخذ اثنان

بَعْضُدَيَّ، وَأَدخَلُونِي بَيْنَ الصُّفُوفِ, حَتَّى أَقَامُوْنِي مُقَاماً يُسْمَعُ كَلاَمِي, فَسَلَّمتُ. فَقَالَ: أَنْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ? قُلْتُ: نَعَمْ أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ. قَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي دِمَاءِ بَنِي أمية? فسأل مسألة رجل يُرِيْدُ أَنْ يَقْتُلَ رَجُلاً فَقُلْتُ: قَدْ كَانَ بَيْنَكَ، وَبَيْنَهُم عُهُودٌ. فَقَالَ:، وَيْحَكَ اجْعَلْنِي، وَإِيَّاهُم لاَ عَهْدَ بَيْنَنَا. فَأَجْهَشَتْ نَفْسِي، وَكَرِهَتِ القَتْلَ فَذَكَرتُ مُقَامِي بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ، وَجَلَّ فَلَفَظْتُهَا فَقُلْتُ: دِمَاؤُهُم عَلَيْكَ حَرَامٌ فَغَضِبَ، وَانْتَفَخَتْ عَيْنَاهُ، وَأَوْدَاجُهُ فَقَالَ لِي:، وَيْحَكَ، وَلِمَ? قُلْتُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ: "لا يحل دم امرىء مُسْلِمٍ إلَّا بِإِحْدَى ثَلاَثٍ.. ثَيِّبٍ زَانٍ، وَنَفْسٍ بِنَفْسٍ، وَتَارِكٍ لِدِيْنِهِ" 1 قَالَ:، وَيْحَكَ أَوَلَيْسَ الأَمْرُ لَنَا دِيَانَةً قُلْتُ:، وَكَيْفَ ذَاكَ? قَالَ: أَلَيْسَ كأن رسول الله -صلى الله عليه، وسلم- كَانَ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ? قُلْتُ: لَوْ أَوْصَى إِلَيْهِ مَا حَكَّمَ الحَكَمَيْنِ. فَسَكَتَ، وَقَدِ اجْتَمَعَ غَضَباً فَجَعَلْتُ أَتَوَقَّعُ رَأْسِي تَقَعُ بَيْنَ يَدَيَّ فَقَالَ: بِيَدِهِ هَكَذَا أَوْمَأَ أَنْ أَخْرِجُوْهُ فَخَرَجتُ فَرَكِبتُ دَابَّتِي فَلَمَّا سِرْتُ غَيْرَ بَعِيْدٍ إِذَا فَارِسٌ يَتْلُوْنِي فَنَزَلتُ إِلَى الأَرْضِ فَقُلْتُ: قَدْ بَعَثَ لِيَأْخُذَ رَأْسِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَكَبَّرْتُ فَجَاءَ، وَأَنَا قَائِمٌ أُصَلِّي فَسَلَّمَ، وَقَالَ: إِنَّ الأَمِيْرَ قَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ بِهَذِهِ الدَّنَانِيْرِ فَخُذْهَا. فَأَخَذتُهَا فَفَرَّقتُهَا قَبْلَ أَنْ أَدخُلَ مَنْزِلِي. فَقَالَ سُفْيَانُ:، وَلَمْ أُرِدْكَ أَنْ تَحِيْدَ حِيْنَ قَالَ لَكَ مَا قَالَ. الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ: سَمِعَ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: لاَ يَنْبَغِي لِلإِمَامِ أَنْ يَخُصَّ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّعَاءِ فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُم. العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ: حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بنُ نَجِيْحٍ الدِّمَشْقِيُّ, حَدَّثَنِي عَوْنُ بنُ حَكِيْمٍ, قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ الأَوْزَاعِيِّ, فَلَمَّا أَتَى المَدِيْنَةَ، وَأَتَى المَسْجِدَ, بَلَغَ مَالِكاً مَقْدَمُهُ, فَأَتَاهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمَّا صليا الظهر تذاكرا أبواب العلم فلم يذكر بَاباً إلَّا ذَهَبَ عَلَيْهِ الأَوْزَاعِيُّ فِيْهِ ثُمَّ صَلَّوُا العَصْرَ فَتَذَاكَرَا كُلٌّ يَذْهَبُ عَلَيْهِ الأَوْزَاعِيُّ فِيْمَا يَأْخُذَانِ فِيْهِ حَتَّى اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ, أَوْ قَرُبَ اصْفِرَارُهَا نَاظَرَهُ مَالِكٌ فِي بَابِ المُكَاتَبَةِ، وَالمُدَبَّرِ. العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ, قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ, فَذَكَرَ الأَوْزَاعِيَّ فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ كَانَ شَأْنُهُ عَجَباً كَانَ يُسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ عِنْدَنَا فِيْهِ الأَثَرُ فَيَرُدُّ، وَاللهِ الجَوَابَ كَمَا هُوَ فِي الأَثَرِ لاَ يُقَدِّمُ مِنْهُ، وَلاَ يُؤَخِّرُ. الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ صَدَقَةَ بنَ عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْلَمَ، وَلاَ أكمل، ولا أحمل فيه حمل من الأوزاعي.

_ 1 صحيح: تقدم تخريجنا له منذ صفحات بتعليقنا السابق رقم "641".

العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُوْلُ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ يَقُوْلُ: مَا عَرَضتُ فِيْمَا حُمِلَ عَنِّي أَصَحَّ مِنْ كُتُبِ الوَلِيْدِ بنِ مَزْيَدٍ. أَبُو فَرْوَةَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الرُّهَاوِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: لِعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ: الأَوْزَاعِيُّ أَوْ سُفْيَانُ? فَقَالَ: وَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ سُفْيَانَ? قُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو: ذَهَبَتْ بِكَ العِرَاقِيَّةُ الأَوْزَاعِيُّ فِقْهُهُ، وَفَضْلُه، وَعِلْمُه فَغَضِبَ، وَقَالَ: أَتُرَانِي أُؤثِرُ عَلَى الحَقِّ شَيْئاً. سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: مَا أَخَذْنَا العَطَاءَ حَتَّى شَهِدْنَا عَلَى عَلِيٍّ بِالنِّفَاقِ، وَتَبَرَّأْنَا مِنْهُ، وَأُخِذَ عَلَيْنَا بِذَلِكَ الطَّلاَقُ، وَالعِتَاقُ، وَأَيْمَانُ البَيْعَةِ قَالَ: فَلَمَّا عَقَلْتُ أَمرِي سَأَلْتُ مَكْحُوْلاً، وَيَحْيَى بنَ أَبِي كَثِيْرٍ، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ شَيْءٌ إِنَّمَا أَنْتَ مُكْرَهٌ فَلَمْ تَقَرَّ عَيْنِي حَتَّى فَارَقْتُ نِسَائِي، وَأَعتَقْتُ رَقِيْقِي، وَخَرَجْتُ مِنْ مَالِي، وَكَفَّرْتُ أَيْمَانِي. فَأَخْبِرْنِي: سُفْيَانُ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ? العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ فُلاَنٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: نَتَجَنَّبُ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ العِرَاقِ خَمْساً، وَمِنْ قَوْلِ أَهْلِ الحِجَازِ خَمْساً. مِنْ قَوْلِ أَهْلِ العِرَاقِ: شُرْبُ المُسْكِرِ، وَالأَكلُ عِنْدَ الفَجْرِ فِي رَمَضَانَ، وَلاَ جمعةإلَّا فِي سَبْعَةِ أَمصَارٍ، وَتَأَخَيْرُ العَصْرِ حَتَّى يَكُوْنَ ظل كل شيء أربعة أمثااله، وَالفِرَارُ يَوْمَ الزَّحفِ.، وَمِنْ قَوْلِ أَهْلِ الحِجَازِ: اسْتِمَاعُ المَلاَهِي، وَالجَمعُ بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، وَالمُتعَةُ بِالنِّسَاءِ، وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمَيْنِ، وَالدِّيْنَارُ بِالدِّيْنَارَيْنِ يدًا بيد، وإتيان النساء في أدبارهن. عَنْ سَعِيْدِ بنِ سَالِمٍ صَاحِبِ الأَوْزَاعِيِّ: قَدِمَ أَبُو مَرْحُوْمٍ مِنْ مَكَّةَ عَلَى الأَوْزَاعِيِّ فَأَهدَى لَهُ طَرَائِفَ فَقَالَ لَهُ: إِنْ شِئْتَ قَبِلْتُ مِنْكَ، وَلَمْ تَسْمَعْ مِنِّي حَرْفاً، وَإِنْ شِئْتَ فَضُمَّ هَدِيَّتَكَ، وَاسْمَعْ. قَالَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: قُلْتُ لِسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ: مَنْ أَدْرَكتَ مِنَ التَّابِعِيْنَ كَانَ يُبَكِّرُ إِلَى الجُمُعَةِ? قَالَ: مَا رَأَيْتَ أَبَا عَمْرٍو? قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ كَفَا مَنْ قَبْلَهُ فَاقْتَدِ بِهِ فَلَنِعْمَ المُقْتَدَى. مُوْسَى بنُ أَعْيَنَ: قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: كُنَّا نَضحَكُ، وَنَمزَحُ فَلَمَّا صِرْنَا يُقْتَدَى بِنَا خَشِيْتُ أَنْ لاَ يَسَعَنَا التَّبَسُّمُ. قَالَ الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ: رَأَيتُ الأَوْزَاعِيَّ يَعْتَمُّ فَلاَ يُرْخِي لَهَا شَيْئاً. ذَكَرَ بَعْضُ الحُفَّاظِ أَنَّ حَدِيْثَ الأَوْزَاعِيِّ نَحْوُ الأَلفِ يَعْنِي المُسْنَدَ أَمَّا المُرْسَلُ، وَالمَوْقُوْفُ فَأُلُوفٌ.، وَهُوَ فِي الشَّامِيِّينَ نَظِيْرُ مَعْمَرٍ لِلْيَمَانِيِّينَ، وَنَظِيْرُ الثَّوْرِيِّ لِلْكُوْفِيِّينَ، وَنَظِيْرُ مَالِكٍ لِلْمَدَنِيِّينَ، وَنَظِيْرُ اللَّيْثِ لِلْمِصْرِيِّينَ، وَنَظِيْرُ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ للبصريين.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ القَرَافِيُّ بِهَا، أَنْبَأَنَا المُبَارَكُ بنُ أَبِي الجُوْدِ بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي غَالِبٍ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيُّ، أَنْبَأَنَا الشَّيْخُ أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بنُ إِسْحَاقَ، عن الاوزاعي حدثني يحيى بن أَبِي كَثِيْرٍ حَدَّثَنِي أَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ حَدَّثَنِي أَنَسُ بنُ مَالِكٍ قَالَ: "قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ مِنْ عُكْلٍ فَاجْتَوَوُا المَدِيْنَةَ فَأَمَرَهُم رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- أَنْ يَأْتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا، وَأَبْوَالِهَا, فَأَتَوْهَا فَقَتَلُوا رُعَاتَهَا، وَاسْتَاقُوا الإِبِلَ. فَبُعِثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- فِي طَلَبِهِم قَافَةً, فَأَتَى بِهِم, فَقَطَعَ أَيْدِيَهُم، وَأَرَجُلَهُم, ثُمَّ لَمْ يَحْسِمْهُم".1 أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ شُعَيْبٍ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْدَاوِيُّ، أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ الأَسَدِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أَنْبَأَنَا جَدِّي، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي العَلاَءِ الفَقِيْهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفَرَّاءُ بِمِصْرَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَوَارِسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ السِّنْدِيُّ، حَدَّثَنَا فَهْدُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: "هَذَانِ سَيِّدَا كُهُوْلِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِيْنَ، وَالآخِرِيْنَ إلَّا النَّبِيِّيْنَ، والمرسلين".2 هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنُ اللَّفْظِ, لَوْلاَ لِيْنٌ فِي مُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرٍ المَصِّيْصِيِّ لَصُحِّحَ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ عَنِ: الحَسَنِ بنِ الصَّبَّاحِ، عَنِ ابْنِ كَثِيْرٍ. وَأَخْرَجَهُ: الحَافِظُ الضِّيَاءُ فِي "المُخْتَارَةِ"، عَنْ هذا الأسدي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "233" و"1501" و"3018" و"4192" و"4193" و"4610" و"5685"، ومسلم "1671" من طرق عن أنس، به. 2 صحيح بشواهده: أخرجه أحمد والترمذي "3664"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1420" من طرق عن محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس بن مالك، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته محمد بن كثير، وهو ابن عطاء المصيصي، سيئ الحفظ وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري: عند البزار "2492" عن عبيد الله بن يوسف الثقفي عن علي بن عابس، عن عبد الملك بن أبي سليمان أبي محمد العرزمي وأبي الجحاف عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري، به وإسناده ضعيف، على بن عابس وعطية العوفي ضعيفان. وله شاهد عن علي بن أبي طالب: عند الترمذي "3666"، وابن ماجه "95"، والقطيعي في "فضائل الصحابة" "632" و"633" و"666"، وعبد الله بن أحمد "290" من طرق عن الشعبي عن الحارث، عن علي، به. وإسناده ضعيف، فيه الحارث، وهو ابن عبد الله الأعور، ضعيف. وله شاهد عن جابر: عند الطبراني في الأوسط كما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" "9/ 153".

عكرمة بن عمار

1050- عكرمة بن عمار 1: "م، 4" الحَافِظُ, الإِمَامُ, أَبُو عَمَّارٍ, العِجْلِيُّ, البَصْرِيُّ, ثُمَّ اليَمَامِيُّ, مِنْ حَمَلَةِ الحُجَّةِ، وَأَوعِيَةِ الصِّدْقِ. حَدَّثَ عَنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَبِي كَثِيْرٍ السُّحَيْمِيِّ، وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَأَبِي زُمَيْلٍ سِمَاكِ بنِ الوَلِيْدِ، وَضَمْضَمِ بنِ جَوْسٍ، وَطَاوُوْسِ بنِ كَيْسَانَ، وَمَكْحُوْلٍ، وَنَافِعٍ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَأَبِي النَّجَاشِيِّ عَطَاءِ بنِ صُهَيْبٍ، وَطَائِفَةٍ.، وَيَنْزِلُ إِلَى هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَنَحْوِهِ مَعَ أَنَّهُ قَدْ لَقِيَ صَحَابِيّاً، وَهُوَ الهِرْمَاسُ بنُ زياد فعداده إذًا في التابعين الصغار. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَشُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وابن المبارك، ويحيى ابن أَبِي زَائِدَةَ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَوَكِيْعٌ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَابِ، وَرَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، وَبِشْرُ بنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، وَعُمَرُ بنُ يُوْنُسَ اليَمَامِيُّ، وَالنَّضْرُ بنُ مُحَمَّدٍ الجُرَشِيُّ، وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بنُ القَاسِمِ، وَأَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ اليَمَامِيُّ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ بَكَّارٍ، وَعَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ، وَالحَسَنُ بنُ سَوَّارٍ، وَشَاذُّ بنُ فَيَّاضٍ، وَعَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ المُفَضَّلُ بنُ غَسَّانَ: سَأَلْتُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ اليَمَامَةِ عَنْ عِكْرِمَةَ فَقَالَ: هُوَ ابْنُ عَمَّارِ بنِ عُقْبَةَ بنِ حَبِيْبِ بنِ شِهَابِ بنِ ذُبَابِ بنِ الحَارِثِ بنِ خِمْصَانَةَ بنِ الأَسَعْدِ بنِ جَذِيْمَةَ بنِ سَعْدِ بنِ عِجْلٍ. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: هُوَ ثِقَةٌ.، وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى: صَدُوْقٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.، وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ عَنْ يَحْيَى: كَانَ أُمِّيّاً، وَكَانَ حَافِظاً.، وَرَوَى عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ عَنْ يَحْيَى: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَيُّوْبَ بنِ عُتْبَةَ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: أَحَادِيْثُ عِكْرِمَةَ عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ لَيْسَتْ بِذَاكَ مَنَاكِيْرُ كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يُضَعِّفُهَا.، وَقَالَ أَيْضاً: كَانَ يَحْيَى يُضَعِّفُ رِوَايَةَ أَهْلِ اليَمَامَةِ مِثْلَ عِكْرِمَةَ بنِ عمار، وضربه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 555"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 2206"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 522 و723"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 41"، تاريخ بغداد "12/ 257"، تاريخ الإسلام "6/ 250"، والعبر "1/ 232 و341"، الكاشف "2/ ترجمة 3923"، ميزان الاعتدال "3/ 90- 93"، تهذيب التهذيب "7/ 261"، خلاصة الخرزجي "2/ ترجمة رقم 4927"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 246".

وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ, عَنْ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ, قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ عِنْدَ أَصْحَابِنَا ثِقَةً, ثَبْتاً. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ. يَرْوِي عَنْهُ: النَّضْرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَلفَ حَدِيْثٍ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ مُضْطَرِبُ الحَدِيْثِ عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَمُضْطَرِبُ الحَدِيْثِ فِي غَيْر إِيَاسِ بنِ سَلَمَةَ كَانَ حَدِيْثُه، عَنْ إِيَاسٍ صَالِحاً. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يُضَعِّفُ رِوَايَةَ أَيُّوْبَ بنِ عُتْبَةَ، وَعِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَقَالَ: عِكْرِمَةُ أَوْثَقُهُمَا. قَالَ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ: هَلْ كَانَ بِاليَمَامَةِ أَحَدٌ يُقَدَّمُ عَلَى عِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ مِثْلَ أَيُّوْبَ بنِ عُتْبَةَ، وَمُلاَزِمِ بنِ عَمْرٍو، وَهَؤُلاَءِ? فَقَالَ: عِكْرِمَةُ فَوْقَ هَؤُلاَءِ أَوْ نَحْوُ هَذَا ثُمَّ قَالَ: قَدْ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ أَحَادِيْثَ. وَرَوَى الغَلاَبِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثَبْتٌ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مُضْطَرِبٌ فِي يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ كِتَابٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: هُوَ ثِقَةٌ، وَفِي حَدِيْثِهِ، عَنْ يَحْيَى اضْطِرَابٌ, كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ يُقَدِّمُ عَلَيْهِ مُلاَزمَ بنَ عَمْرٍو. قَالَ: وَأَعْلاَهُم فِي يَحْيَى: هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ إلَّا فِي حَدِيْثِهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي كَثِيْرٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ, رُبَّمَا وَهِمَ فِي حَدِيْثِهِ، وَرُبَّمَا دَلَّسَ، وَفِي حَدِيْثِهِ عَنْ يَحْيَى بَعْضُ الأَغَالِيطِ. وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: صَدُوْقٌ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَوَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِيْنٍ إلَّا أَنَّ يَحْيَى القَطَّانَ ضَعَّفَهُ فِي يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَقَدَّمَ مُلاَزِماً عليه. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ ثِقَةٌ عِنْدَهُم رَوَى عَنْهُ ابن مهدي: ما سمعت فيهإلَّا خَيْراً. وَقَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ كَانَ يَنْفَرِدُ بِأَحَادِيْثَ طِوَالٍ لَمْ يَشْرَكْهُ فِيْهَا أَحَدٌ. وَقَدِمَ البَصْرَةَ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ: إلَّا أُرَانِي فَقِيْهاً، وَأَنَا لاَ أَشعُرُ قَالَ:، وَعِكْرِمَةُ صَدُوْقٌ إلَّا أَنَّ فِي حَدِيْثِهِ شَيْئاً رَوَى عَنْهُ النَّاسُ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَفٍ البُخَارِيُّ الحَافِظُ: عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ ثِقَةٌ رَوَى عنه

سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَذَكَرَهُ بِالفَضْلِ، وَكَانَ كَثِيْرَ الغَلَطِ, يَنْفَرِدُ عَنْ أُنَاسٍ بِأَشْيَاءَ لاَ يُشَارِكُهُ فِيْهَا أَحَدٌ. وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: كَانَ صَدُوقاً، وَفِي حَدِيْثِهِ نَكِرَةٌ. وَقَالَ الإِمَامُ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُسْتقِيْمُ الحَدِيْثِ إِذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ. وَقَالَ عَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ: كَانَ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ. قُلْتُ: اسْتَشْهَدَ بِهِ البُخَارِيُّ، وَلَمْ يَحتَجَّ بِهِ، وَاحْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ يَسِيْراً، وَأَكْثَرَ لَهُ مِنَ الشَّوَاهِدِ. قَالَ الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ: أَكْثَرَ مُسْلِمٌ الاسْتِشهَادَ بِعِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ. قُلْتُ: قَدْ سَاقَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الأُصُوْلِ حَدِيْثاً مُنْكَراً، وَهُوَ الَّذِي يَرْوِيْهِ عَنْ سِمَاكٍ الحَنَفِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, فِي الأُمُورِ الثَّلاَثَةِ الَّتِي الْتَمَسَهَا أَبُو سُفْيَانَ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. قَالَ عَبَّاسُ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ سُفْيَانَ عِنْدَ عِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ. قَالَ: فَجَاءَ يَكْتُبُ عِنْدَهُ فَقُلْتُ: يَا أبا عبد الله! هات حتى

_ 1 ونصه عند مسلم "2501" وقد رواه من طريق عكرمة بن عمار، حدثنا أبو زميل، حدثني ابن عباس قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه. فقال للنبي صلى الله عليه وسلم يا نبي الله ثلاث أعطنيهن قال: نعم قال: عند أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها. قال: نعم. قال: ومعاوية، تجعله كاتبا بين يديك. قال: نعم. قال: وتؤمروني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين قال: نعم، قال أبو زميل: ولولا أنه طلب ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ما أعطاه ذلك لأنه لم يكن يسأل شيئا إل قال: نعم". قلت: وهذا الحديث منكر، ووجه نكارته: أن أبا سفيان إنما أسلم يوم فتح مكة سنة ثمان من الهجرة. وهذا مشهور لا خلاف فيه. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تزوج أم حبيبة قبل ذلك بزمان طويل تزوجها سنة ست، وقيل سنة سبع. واختلفوا أين تزوجها. فقيل بالمدينة بعد قدومها من الحبشة، وقال الجمهور: بأرض الحبشة. وقد أجمع أهل التاريخ على أم حبيبة كانت تحت عبيد الله بن جحش وولدت له، وهاجر بها وهما مسلمان إلى أرض الحبشة، ثم تنصر وثبتت أم حبيبة على دينها، فَبَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى النجاشي يخطبها عليه، فزوجه إياها، وأصدقها عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة آلاف درهم، وذلك في سنة سبع من الهجرة، وجاء أبو سفيان في زمن الهدنة -وهي التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش في صلح الحديبية- فدخل عليها، فثنت بساط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يجلس عليه، ولا خلاف أن أبا سفيان ومعاوية أسلما في فتح مكة سنة ثمان، ولا يعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا سفيان.

أكتب. قال: لا تعجلن. قُلْتُ: خُذِ الكِتَابَ, فَسَلْ عَنْهُ قَالَ: وَلاَ تَعجَلْ, نُوْقِفُهُ عَلَى كُلِّ حَدِيْثٍ عَلَى السَّمَاعِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ خَطُّ سُفْيَانَ خَطَّ سُوءٍ. وَقَالَ عَبَّاسُ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ أَيْضاً: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا عكرمة بن عمار بن اليَمَامَةِ فَرَأَيتُهُ فَوْقَ سَطحٍ يُخَاصِمُ أَهْلَ القَدَرِ. قَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بنَ عَمَّارٍ يَقُوْلُ لِلنَّاسِ: أُحَرِّجُ عَلَى رَجُلٍ يَرَى القدرإلَّا قَامَ فَخَرَجَ عَنِّي فَإِنِّي لاَ أُحَدِّثُه. قَالَ خَلِيْفَةُ، وَابْنُ مَعِيْنٍ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ، وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. زَادَ يَحْيَى: فِي رَجَبٍ. وَقَعَ لِي حَدِيْثه عَالِياً. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ سَنَة ثَمَانٍ، وَعِشْرِيْنَ، وَخَمْسِ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ عَنِ الهِرْمَاسِ بنِ زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ يَوْمَ العِيْدِ الأَضْحَى يَخْطُبُ عَلَى بَعِيْرٍ1. هَذَا حَدِيْثٌ عَالٍ, قَوِيُّ الإِسْنَادِ, صَارَ بِهِ عِكْرِمَةُ بنُ عمار تابعيًا.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "1954"، وأحمد "3/ 485" و"5/ 7" من طريق عكرمة بن عمار، به.

ابن أبي ذئب

1051- ابن أبي ذئب 1: "ع" محمد بن عبد الرحمن بن المُغِيْرَةِ بنِ الحَارِثِ بنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَاسْمُ أبي ذِئْبٍ: هِشَامُ بنُ شُعْبَةَ. الإِمَام, شَيْخُ الإِسْلاَمِ, أَبُو الحَارِثِ القُرَشِيُّ, العَامِرِيُّ المَدَنِيُّ, الفَقِيْهُ. سَمِعَ: عِكْرِمَةَ، وَشُرَحْبِيْلَ بنَ سَعْدٍ، وَسَعِيْداً المَقْبُرِيَّ، وَنَافِعاً العمري، وأسيد بن أَسِيْدٍ البَرَّادَ، وَصَالِحاً مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، وَشُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَخَالَهُ الحَارِثَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيَّ، وَمُسْلِمَ بنَ جُنْدَبٍ، وَابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ، وَالقَاسِمَ بنَ عَبَّاسٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ قَيْسٍ، وَإِسْحَاقَ بنَ يَزِيْدَ الهُذَلِيَّ، وَالزِّبْرِقَانَ بنَ عَمْرِو بنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ، وَسَعِيْدَ بنَ سَمْعَانَ، وَعُثْمَانَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ سُرَاقَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ المُنْكَدِرِ، وَيَزِيْدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ قُسَيْطٍ، وَخَلْقاً سِوَاهُم.، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ ثِقَةً فَاضِلاً قوالًا بالحق مهيبًا.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 455"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1704"، وتاريخ بغداد "2/ 296" تاريخ الإسلام "6/ 281"، الكاشف "3/ ترجمة 5079"، العبر "1/ 231"، ميزان الاعتدال "3/ 620"، تهذيب التهذيب "9/ 303"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6441"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 245".

حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَشَبَابَةُ بنُ سَوَّارٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ، وَحَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَوَكِيْعٌ، وَآدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَأَسَدُ بنُ مُوْسَى، وَعَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَابْنُ، وهب، والمقرىء، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ يُشَبَّهُ بِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ. فَقِيْلَ لأَحْمَدَ: خَلَّفَ مِثْلَهُ? قَالَ: لاَ. ثُمَّ قَالَ: كَانَ أَفْضَلَ من مالكإلَّا أَنَّ -مَالِكاً رَحِمَهُ اللهُ أَشَدُّ تَنْقِيَةً لِلرِّجَالِ مِنْهُ. قُلْتُ:، وَهُوَ أَقدَمُ لُقْيَا لِلْكِبَارِ مِنْ مَالِكٍ، وَلَكِنَّ مَالِكاً أَوسَعُ دَائِرَةً فِي العِلْمِ، وَالفُتْيَا، وَالحَدِيْثِ، وَالإِتقَانِ مِنْهُ بِكَثِيْرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَاقِدِيُّ:، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ، وَكَانَ مِنْ أَورَعِ النَّاسِ، وَأَوْدَعِهِم، وَرُمِيَ بِالقَدَرِ، وَمَا كَانَ قَدَرِيّاً لقَدْ كَانَ يَتَّقِي قَوْلَهُم، وَيَعِيبُهُ. وَلَكِنَّهُ كَانَ رَجُلاً كَرِيْماً يَجلِسُ إِلَيْهِ كُلُّ أَحَدٍ، وَيَغشَاهُ فَلاَ يَطرُدُهُ، وَلاَ يَقُوْلُ لَهُ شيئًا، وإن مرض عاده فكانوا يتهمون بِالقَدَرِ لِهَذَا، وَشِبْهِهِ. قُلْتُ: كَانَ حَقُّهُ أَنْ يَكْفَهِرَّ فِي، وُجُوْهِهِم، وَلَعَلَّهُ كَانَ حَسَنَ الظَّنِّ بِالنَّاسِ. ثُمَّ قَالَ الوَاقِدِيُّ تِلْمِيْذُهُ:، وَكَانَ يُصَلِّي اللَّيْلَ أَجْمَعَ، وَيَجْتَهِدُ فِي العِبَادَةِ، وَلَوْ قِيْلَ لَهُ: إِنَّ القِيَامَةَ تَقُوْمُ غَداً مَا كَانَ فِيْهِ مَزِيْدٌ مِنَ الاجْتِهَادِ. أَخْبَرَنِي أَخُوْهُ قَالَ: كَانَ أَخِي يَصُوْمُ يَوْماً، وَيُفْطِرُ يَوْماً ثُمَّ سَرَدَ الصَّوْمَ، وَكَانَ شَدِيْدَ الحَالِ يَتَعَشَّى الخُبْزَ، وَالزَّيْتَ، وَلَهُ قَمِيْصٌ، وَطَيْلَسَانُ يَشْتُو فِيْهِ، وَيَصِيْفُ. قَالَ: وَكَانَ مِنْ رِجَالِ النَّاسِ صَرَامَةً، وَقَوْلاً بِالحَقِّ، وَكَانَ يَحفَظُ حَدِيْثَهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ، وَكَانَ يَرُوحُ إِلَى الجُمُعُةِ بَاكِراً فَيُصَلِّي إِلَى أَنْ يَخْرُجَ الإِمَامُ، وَرَأَيتُهُ يَأْتِي دَارَ أَجْدَادِهِ عِنْدَ الصَّفَا فَيَأْخُذُ كِرَاءهَا، وَكَانَ لاَ يُغَيِّرُ شَيْبَهُ. وَلَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ لَزِمَ بَيْتَه إِلَى أَنْ قُتِلَ مُحَمَّدٌ، وَكَانَ أَمِيْرُ المَدِيْنَةِ الحَسَنُ بنُ زَيْدٍ يُجْرِي عَلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ كُلَّ شَهْرٍ خَمْسَةَ دَنَانِيْرَ، وَقَدْ دَخَلَ مَرَّةً عَلَى، وَالِي المَدِيْنَةِ فَكَلَّمَه، وَهُوَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيٍّ عَمُّ المَنْصُوْرِ فَكَلَّمَه فِي شَيْءٍ فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيٍّ: إِنِّيْ لأَرَاكَ مُرَائِياً. فَأَخَذَ عُوْداً، وَقَالَ: مَنْ أُرَائِي? فَوَاللهِ لَلنَّاسُ عِنْدِي أَهَوْنُ مِنْ هَذَا. وَلَمَّا، وَلِيَ المَدِيْنَةَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ بَعَثَ إِلَى ابْنِ أَبِي ذئب بمئة دِيْنَارٍ فَاشْتَرَى مِنْهَا سَاجاً1 كُرْدِيّاً بِعَشْرَةِ دَنَانِيْرَ, فلبسه عمره، وقدم به عليهم بغداد. فلم يزالوا به حتى قبل

_ 1 الساج: الطيلسان الضخم الغليظ.

مِنْهُم فَأَعْطَوْهُ أَلفَ دِيْنَارٍ -يَعْنِي: الدَّوْلَةَ -فَلَمَّا رَجَعَ, مَاتَ بِالكُوْفَةِ -رَحِمَهُ اللهُ-. نَقَلَ هَذَا كُلَّهُ ابْنُ سَعْدٍ فِي "الطَّبَقَاتِ", عَنِ الوَاقِدِيِّ، وَالوَاقِدِيُّ، وَإِنْ كَانَ لاَ نِزَاعَ فِي ضَعْفِهِ- فَهُوَ صَادِقُ اللِّسَانِ, كَبِيْرُ القَدْرِ. وَفِي "مُسْنَدِ" الشَّافِعِيِّ سَمَاعُنَا: أَخْبَرَنِي أَبُو حَنِيْفَةَ بنُ سِمَاكٍ, حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ, عَنِ المَقْبُرِيِّ, عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيْلٌ, فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِنْ أَحَبَّ أَخَذَ العَقْلَ، وَإِنْ أَحَبَّ فَلَهُ القَوَدُ" 1. قُلْتُ لابْنِ أَبِي ذِئْبٍ: أَتَأْخُذُ بِهَذَا? فَضَرَبَ صَدْرِي، وَصَاحَ كَثِيْراً، وَنَالَ مِنِّي، وَقَالَ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ:، وَتَقُوْلُ تَأْخُذُ بِهِ؟!: نَعَمْ آخُذُ بِهِ، وَذَلِكَ الفَرْضُ عَلَيَّ، وَعَلَى كُلِّ مَنْ سَمِعَهُ. إِنَّ اللهَ اخْتَارَ مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- مِنَ النَّاسِ فَهَدَاهُم بِهِ، وَعَلَى يَدَيْهِ, فَعَلَى الخَلْقِ أَنْ يَتَّبِعُوْهُ طَائِعِيْنَ أَوْ دَاخِرِيْنَ, لاَ مَخْرَجَ لِمُسْلِمٍ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ أَنَّ مَالِكاً لَمْ يَأْخُذْ بِحَدِيْثِ: "البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ" 2 فَقَالَ: يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ. ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ أَوْرَعُ، وأقول بالحق من مالك.

_ 1 صحيح: أخرجه الشافعي "2/ 100" من طريق معمر، والبخاري "112" و"6880"، ومسلم "1355" "448"، والدارقطني "3/ 97- 98"، والبيهقي "8/ 52" من طريق شيبان كلاهما عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة قال: حدثني أبو هريرة به مرفوعا. وأخرجه أبو داود "4504"، والترمذي "1406"، والدارقطني "3/ 95- 96"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "3/ 174" من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن أبي ذئب. قال: حدثني سعيد المقبري قال: سمعت أبا شريح الكعبي يقول: فذكره. 2 صحيح: ورد من حديث حكيم بن حزام، ومن حديث ابن عمر، رضي الله عنهم: أما حديث حكيم ابن حزام -رضي الله عنه-: أخرجه الشافعي "2/ 154- 155"، وابن أبي شيبة "7/ 124"، وأحمد "3/ 403 و434"، والطيالسي "1316"، والبخاري "2079" و"2082ط و"2108" و"2110" و"2114"، ومسلم "1532"، وأبو داود "3459"، والنسائي "7/ 244- 245"، والدرامي "2/ 250"، والطبراني "3115- 3117" و"3119"، والبيهقي "5/ 269"، والبغوي "2051" من طريق قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث الهاشمي، عن حكيم بن حزام، به. وأما حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: أخرجه عبد الرزاق "14262" و"14263"، وابن أبي شيبة "7/ 126"، والشافعي "2/ 154"، والحميدي "654"، وأحمد "2/ 4 و73"، والبخاري "2109" ومسلم "1531"، وأبو داود "3455"، والترمذي "1245"، والنسائي "7/ 248 و249" والطحاوي "4/ 12"، والبغوي "2048" من طرق عن نافع، عن ابن عمر، به.

قُلْتُ: لَوْ كَانَ، وَرِعاً كَمَا يَنْبَغِي لَمَا قَالَ هَذَا الكَلاَمَ القَبِيْحَ فِي حَقِّ إِمَامٍ عَظِيْمٍ, فَمَالِكٌ إِنَّمَا لَمْ يَعْمَلْ بِظَاهِرِ الحَدِيْثِ؛ لأَنَّهُ رَآهُ مَنْسُوْخاً. وَقِيْلَ: عَمِلَ بِهِ، وَحَمَلَ قَوْلَه: "حَتَّى يَتَفَرَّقَا" عَلَى التَّلَفُّظِ بِالإِيجَابِ، وَالقَبُولِ, فَمَالِكٌ فِي هَذَا الحَدِيْثِ، وَفِي كُلِّ حَدِيْثٍ لَهُ أَجْرٌ، وَلاَ بُدَّ فَإِنْ أَصَابَ, ازْدَادَ أَجراً آخَرَ، وَإِنَّمَا يَرَى السَّيْفَ عَلَى مَنْ أَخْطَأَ فِي اجْتِهَادِهِ الحَرُوْرِيَّةُ1. وَبِكُلِّ حَالٍ فَكَلاَمُ الأَقْرَانِ بَعْضِهِم فِي بَعْضٍ لاَ يُعَوَّلُ عَلَى كَثِيْرٍ مِنْهُ فَلاَ نَقَصَتْ جَلاَلَةُ مَالِكٍ بِقَوْلِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فِيْهِ، وَلاَ ضَعَّفَ العُلَمَاءُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ بِمَقَالَتِهِ هَذِهِ بَلْ هُمَا عَالِمَا المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِمَا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-، وَلَمْ يُسنِدْهَا الإِمَامُ أَحْمَدُ فَلَعَلَّهَا لَمْ تَصِحَّ. كَتَبَ إِلَيَّ مُؤَمَّلٌ البَالِسِيُّ، وَغَيْرُهُ: أَنَّ أَبَا اليُمْنِ الكِنْدِيَّ أَخْبَرَهُم: أَنْبَأَنَا القَزَّازُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ سَمِعَ عِكْرِمَةَ. وَبِهِ: قَالَ الخَطِيْبُ: أَنْبَأَنَا الجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا المَرْزُبَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى، حَدَّثَنَا أَبُو العَيْنَاءِ قَالَ: لَمَّا حَجَّ المَهْدِيُّ, دَخَلَ مَسجدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إلَّا قَامَ, إلَّا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. فَقَالَ لَهُ المُسَيِّبُ بنُ زُهَيْرٍ: قُمْ, هَذَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ. فَقَالَ: إِنَّمَا يَقُوْمُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالِمِيْنَ. فَقَالَ المَهْدِيُّ: دَعْهُ, فَلَقَدْ قَامَتْ كُلُّ شَعْرَةٍ فِي رَأْسِي. وَبِهِ: قَالَ أَبُو العَيْنَاءِ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ لِلْمَنْصُوْرِ: قَدْ هَلَكَ النَّاسُ فَلَوْ أَعَنْتَهُم مِنَ الفَيْءِ. فَقَالَ: وَيْلَكَ لَوْلاَ مَا سَدَدْتُ مِنَ الثُّغُورِ, لَكُنْتَ تُؤْتَى فِي مَنْزِلِكَ, فَتُذْبَحَ. فَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: قَدْ سَدَّ الثُّغُورَ, وَأَعْطَى الناس من هو خَيْرٌ مِنْكَ: عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَنَكَسَ المَنْصُوْرُ رَأْسَه وَالسَّيْفُ بِيَدِ المُسَيِّبِ ثُمَّ قَالَ: هَذَا خَيْرُ أَهْلِ الحِجَازِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ثِقَةٌ. قَدْ دَخَلَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُوْرِ, فَلَمْ يَهُلْهُ أَنْ قَالَ لَهُ الحَقَّ. وَقَالَ: الظُّلْمُ بِبَابِكَ فَاشٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ أَبُو جَعْفَرٍ. قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كان ابن أبي ذئب فقيه المدينة.

_ 1 الحرورية لقب من ألقاب الخوارج، ومن ألقابهم أيضا "الشراة" و"الحرارية" ومن ألقابهم "المارقة"، ومن ألقابهم "المحكمة"، وهم يرضون بهذه الألقاب كلها إلا بالمارقة فإنهم ينكرون أن يكونوا مارقة مِنَ الدِّيْنِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، والسبب الذي له سموا خوارج خروجهم عن علي بن أبي طالب، والذي له سموا محكمة إنكارهم الحكمين وقولهم: لا حكم إلا لله، والذي له سمو حرورية نزولهم بحروراء في أول أمرهم وهو موضع بظاهر الكوفة، والذي ل سموا "شراة" قولهم: شرينا أنفسنا في طاعة الله أي بعناها بالجنة.

وَقَالَ البَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَجَجْتُ عَامَ حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ, وَمَعَهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ, وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ, فَدَعَا ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ, فَأَقعَدَهُ مَعَهُ عَلَى دَارِ النَّدْوَةِ, فَقَالَ لَهُ: مَا تَقُوْلُ فِي الحَسَنِ بنِ زَيْدِ بنِ حَسَنٍ -يَعْنِي: أَمِيْرَ المَدِيْنَةِ-? فَقَالَ: إِنَّهُ لَيَتَحَرَّى العَدْلَ. فَقَالَ لَهُ: مَا تَقُوْلُ فِيَّ -مَرَّتَيْنِ-? فَقَالَ: وَرَبِّ هَذِهِ البَنِيَّةِ, إِنَّكَ لَجَائِرٌ. قَالَ: فَأَخَذَ الرَّبِيْعُ الحَاجِبُ بِلِحْيَتِهِ فَقَالَ لَهُ: أَبُو جَعْفَرٍ كُفَّ يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ1 ثُمَّ أَمَرَ لابْنِ أَبِي ذِئْبٍ بِثَلاَثِ مائَةِ دِيْنَارٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُسَيِّبِ الأَرْغِيَانِيُّ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ عَبْدِ الأَعْلَى, سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَا فَاتَنِي أَحَدٌ فَأَسِفْتُ عَلَيْهِ, مَا أَسِفْتُ عَلَى اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ, وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. قُلْتُ: أَمَّا فَوَاتُ اللَّيْثِ, فَنَعَمْ وَأَمَّا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ, فَمَا فَرَّطَ فِي الارْتِحَالِ إِلَيْهِ, لأَنَّهُ مَاتَ وَلِلشَّافِعِيِّ تِسْعَةُ أَعْوَامٍ. عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سعيد يقول: كان ابن أبي ذئب عَسِراً, أَعْسَرَ أَهْلِ الدُّنْيَا, إِنْ كَانَ مَعَكَ الكِتَابُ, قَالَ: اقْرَأْهُ, وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَكَ كِتَابٌ, فَإِنَّمَا هُوَ حِفْظٌ. فَقُلْتُ: لِيَحْيَى كَيْفَ كُنْتَ تَصْنَعُ فِيْهِ? قَالَ: كُنْتُ أَتَحَفَّظُهَا, وَأَكْتُبُهَا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الجُوْزَجَانِيُّ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: فَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ, سَمَاعُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ أَعَرْضٌ هُوَ? قَالَ: لاَ يُبَالِي كَيْفَ كَانَ. قُلْتُ: كَانَ يُلَيِّنُهُ فِي الزُّهْرِيِّ بِهَذِهِ المَقَالَةِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِالمُجَوِّدِ فِي الزُّهْرِيِّ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ: سَأَلْتُ مُصْعَباً عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فَقَالَ: مَعَاذَ اللهِ أَنْ يَكُوْنَ قَدَرِيّاً إِنَّمَا كَانَ فِي زَمَنِ المَهْدِيِّ قَدْ أَخَذُوا أَهْلَ القَدَرِ وَضَرَبُوْهُم وَنَفَوْهُم فَجَاءَ مِنْهُم قَوْمٌ إِلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فَجَلَسُوا إِلَيْهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ مِنَ الضَّربِ فَقِيْلَ: هُوَ قَدَرِيٌّ لأَجْلِ ذَلِكَ. لقَدْ حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ أنه مَا تَكَلَّمَ فِيْهِ قَطُّ. وَجَاءَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهُ, فَوَثَّقَهُ, وَلَمْ يَرضَهُ فِي الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: سُئِلَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ أَيُّمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ ابْنُ عَجْلاَنَ أَوِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ? فَقَالَ: مَا فِيْهِمَا إلَّا ثِقَةٌ. قَدِمَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ بَغْدَادَ, فَحَمَلُوا عَنْهُ العِلْمَ, وَأَجَازَه المَهْدِيُّ بِذَهَبٍ جَيِّدٍ, ثُمَّ رُدَّ إِلَى بِلاَدِهِ, فَأَدْرَكَهُ الأَجَلُ بِالكُوْفَةِ غَرِيْباً, وَذَاكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وخمسين ومائة.

_ 1 اللخن: هو نتن الريح، وقبح ريح الفرج. واللخناء: هي المرأة التي لم تختن.

قَالَ البَغَوِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ رَجُلاً صَالِحاً, قَوَّالاً بِالحَقِّ, يُشَبَّهُ بِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ. وَكَانَ قَلِيْلَ الحَدِيْثِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ البُخَارِيِّ, وَغَيْرُهُ كِتَابَةً, قَالُوا: أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّارَقَزِّيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ هَزَارْمَرْدَ الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَنْبَأَنَا ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَبَا قَتَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ, وَلَنْ يَسْتَحِلَّ البَيْتَ إلَّا أَهْلُهُ, فَإِذَا اسْتَحَلُّوْهُ, فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ العَرَبِ ثُمَّ تَأْتِي الحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُوْنَهُ خَرَاباً لاَ يُعْمَرُ بَعْدَهَا أَبَداً, وَهُمُ الَّذِيْنَ يَسْتَخْرِجُوْنَ كَنْزَهُ".1 وَبِهِ: أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ, عَنْ شُعْبَةَ -هُوَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ- قَالَ: دَخَلَ المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ, وَعَلَيْهِ ثَوْبُ إِسْتَبْرَقٍ, فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أَبَا العَبَّاسِ? قَالَ: وَمَا هُوَ? قَالَ: هَذَا الإِسْتَبْرَقُ. قَالَ: مَا عَلِمتُ بِهِ, وَلاَ أَظُنُّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْهُ حِيْنَ نَهَى إلَّا لِلتَّجَبُّرِ وَالتَّكَبُّرِ, وَلَسْنَا -بِحَمْدِ اللهِ- كَذَلِكَ. قَالَ: فَمَا هَذِهِ الطُّيُوْرُ فِي الكَانُوْنِ? -يَعْنِي: تَصَاوِيْرَ؟ قَالَ: إلَّا تَرَى كَيْفَ أَحرَقْنَاهَا بِالنَّارِ؟. فَلَمَّا خَرَجَ المِسْوَرُ قَالَ: انْزِعُوا هَذَا الثَّوْبَ عَنِّي وَاقْطَعُوا رَأْسَ هَذِهِ التَّمَاثِيْلِ والطيور. أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ صَصْرَى، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الكَرِيْمِ المُؤَمَّلُ الكَفَرْطَابِيُّ قِرَاءةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَعْرُوْفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ القَاضِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصُوْمُ يَوْمَ عَاشُوْرَاءَ وَيَأْمُرُ بِصِيَامِهِ2. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ صَنَّفَ "مُوَطَّأً", فَلَمْ يُخْرَجْ. ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ, عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ, قَالَ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ثِقَةٌ, وَكُلُّ مَنْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ, فَثِقَةٌ, إلَّا أَبَا جَابِرٍ البَيَاضِيَّ, وَكُلُّ مَنْ رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ ثِقَةٌ, إلَّا عَبْدَ الكَرِيْمِ أَبَا أُمَيَّةَ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: أَخْذُه عَنِ الزُّهْرِيِّ عَرْضٌ, وَالعَرْضُ عِنْدَ جَمِيْعِ من أدركنا صحيح.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 291 و312 و328 و351" من طرق عن ابن أبي ذئب، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "2002"، ومسلم "1125" من طريق عرورة، عن عائشة، به.

وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ وَيَحْيَى يَتَنَاظَرَانِ فِي ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيِّ, فَقَدَّمَ أَحْمَدَ المَخْرَمِيَّ فَقَالَ يَحْيَى: المَخْرَمِيُّ شَيْخٌ? وَأَيْش عِنْدَهُ? وَأَطرَى ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ, وَقَدَّمَهُ عَلَى المَخْرَمِيِّ تَقْدِيْماً كَثِيْراً, مُتَفَاوِتاً. فَذَكَرْتُ هَذَا لِعَلِيٍّ, فَوَافَقَ يَحْيَى. وَسَأَلْتُ عَلِيّاً عَنْ سَمَاعِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ. فَقَالَ: هِيَ مُقَارَبَةٌ, وهي عرض. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ مِنْ أَورَعِ النَّاسِ, وَأَفَضْلِهِم, وَكَانُوا يَرْمُوْنَهُ بِالقَدَرَ, وَمَا كَانَ قَدَرِيّاً. أَخْبَرَنِي أَخُوْهُ قَالَ: كَانَ يَصُوْمُ يَوْماً وَيُفْطِرُ يَوْماً فَقَدِمَ رَجُلٌ فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنْ رَجْفَةِ الشَّامِ فَأَقْبَلَ يُحَدِّثُهُ وَيَسْتَمِعُ لَهُ, وَكَانَ ذَلِكَ اليَوْمُ إِفَطَارَهُ فَقُلْتُ لَهُ: قُمْ تَغَدَّ. قَالَ: دَعْهُ اليَوْمَ فَسَرَدَ مِنْ ذَلِكَ اليَوْمِ إِلَى أَنْ مَاتَ. وَكَانَ شَدِيْدَ الحَالِ, وَكَانَ مِنْ رِجَالِ النَّاسِ صَرَامَةً, وَكَانَ يَتَشَبَّبُ فِي حَدَاثتِهِ حَتَّى كَبِرَ, وَطَلَبَ الحَدِيْثَ وَقَالَ: لَوْ طَلَبْتُ وَأَنَا صَغِيْرٌ كُنْتُ أَدْرَكتُ المَشَايِخَ فَفَرَّطْتُ فِيْهِم كُنْتُ أَتَهَاوَنُ وَكَانَ يَحفَظُ الحَدِيْثَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ. قَالَ حَمَّادُ بنُ خَالِدٍ: كَانَ يُشَبَّهَ بَابْنِ المُسَيِّبِ, وَمَا كَانَ هُوَ وَمَالِكٌ فِي مَوْضِعٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ إلَّا تَكَلَّمَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ بِالحَقِّ, وَالأَمْرِ وَالنَّهْيِ, وَمَالِكٌ سَاكِتٌ. قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: مَا حَالُ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فِي الزُّهْرِيِّ? فَقَالَ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ثِقَةٌ. قُلْتُ: هُوَ ثِقَةٌ مَرْضِيٌّ. وَقَدْ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ: سَأَلْتُ عَلِيّاً عَنْهُ, فَقَالَ: كَانَ عِنْدَنَا ثِقَةً, وَكَانُوا يُوَهِّنُوْنَهُ فِي أَشْيَاءَ رَوَاهَا عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَسُئِلَ عَنْهُ أَحْمَدُ, فَوَثَّقَهُ وَلَمْ يَرْضَهُ فِي الزُّهْرِيِّ. قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ, وَطَائِفَةٌ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: اشْتَكَى بالكوفة وبها مات. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلاَئِدَ هَدْيِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَبْعَثُ بِهَا ثُمَّ لاَ يَجْتَنِبُ شَيْئاً مِمَّا يَجْتَنِبُهُ المُحْرِمُ1. صَحِيْحٌ, عَالٍ. قِيْلَ: أَلَّفَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ كِتَاباً كَبِيْراً في السنن.

_ 1 صحيح: البخاري "1698"، ومسلم "1321" من طريق الزهري، عن عروة، به.

هشام الدستوائي

1052- هشام الدستوائي 1: "ع" هُوَ الحَافِظُ, الحُجَّةُ, الإِمَامُ, الصَّادِقُ, أَبُو بَكْرٍ هِشَامُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ سَنْبَرٍ البَصْرِيُّ, الرَّبَعِيُّ مَوْلاَهُم. صَاحِبُ الثِّيَابِ الدَّسْتُوَائِيَّةِ, كَانَ يَتَّجِرُ فِي القِمَاشِ الَّذِي يُجْلَبُ مِنْ دَسْتُوَا: وَلِذَا قِيْلَ لَهُ: صَاحِبُ الدَّسْتُوَائِيِّ. وَدَسْتُوا: بُلَيْدَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الأَهْوَازِ. حَدَّثَ عَنْ: يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ, وَقَتَادَةَ, وَالقَاسِمِ بنِ أَبِي بَزَّةَ, وَحَمَّادٍ الفَقِيْهِ, وَشُعَيْبِ بنِ الحَبْحَابِ,، وَالقَاسِمِ بنِ عَوْفٍ، وَمَطَرٍ الوَرَّاقِ، وَعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وَعَامِرٍ الأَحْوَلِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي نَجِيْحٍ، وَيُوْنُسَ الإسكاف، وأبي الزُّبَيْرِ، وَأَبِي عِصَامٍ البَصْرِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ الحَكَمِ، وَأَيُّوْبَ، وَبُدَيْلِ بنِ مَيْسَرَةَ، وَيَنْزِل إِلَى أَنْ يَرْوِيَ عَنْ مَعْمَرِ بنِ رَاشِدٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ مُعَاذٌ، وَعَبْدُ اللهِ، وَشُعْبَةُ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وَعَبْدُ الوَارِثِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، ويحيى القطان، ووكيع، وغندر، ومحمد ابن أَبِي عَدِيٍّ، وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ، وَمَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو عُمَرَ الحَوْضِيُّ، وَشَاذُ بنُ فَيَّاضٍ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُعَاذُ بنُ فَضَالَةَ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو الوَلِيْدِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ: سَمِعْتُ أَيُّوْبَ يَأمُرُنَا بِهِشَامِ بنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، وَيَحُثُّ عَلَى الأَخْذِ عَنْهُ. أُمَيَّةُ بنُ خَالِدٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَقُوْلُ إِنَّهُ طَلَبَ الحَدِيْثَ يُرِيْدُ بِهِ اللهإلَّا هشام صَاحِبَ الدَّسْتُوَائِيِّ، وَكَانَ يَقُوْلُ: لَيْتَنَا نَنْجُو مِنْ هَذَا الحَدِيْثِ كَفَافاً لاَ لَنَا، وَلاَ عَلَيْنَا. ثُمَّ قَالَ شُعْبَةُ إِذَا كَانَ هِشَامٌ يَقُوْلُ هَذَا فَكَيْفَ نَحْنُ?. مُحَمَّدُ بنُ عَمَّارِ بنِ الحَارِثِ الرَّازِيُّ: عَنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ سَمِعَ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: كَانَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ أَحْفَظَ مِنِّي عَنْ قَتَادَةَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: قَالَ شُعْبَةُ: هِشَامٌ أَعْلَمُ بِحَدِيْثِ قَتَادَةَ مِنِّي، وَأَكْثَرُ مُجَالَسَةً لَهُ مِنِّي. مُعَلَّى بنُ مَنْصُوْرٍ: سَأَلْتُ ابْنَ عُلَيَّةَ عَنْ حُفَّاظِ البَصْرَةِ فَذَكَرَ هِشَاماً الدَّسْتُوَائِيَّ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 279"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2690"، الكنى للدولابي "1/ 124"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 240"، حلية الأولياء "6/ ترجمة 376"، الكاشف "3/ ترجمة رقم 6074"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 159"، العبر "1/ 221"، تاريخ الإسلام "6/ 311"، ميزان الاعتدال "4/ 300"، تذكرة التهذيب "11/ 43"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7682"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 235".

أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ عَنْ، وَكِيْعٍ: قَالَ:، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَكَانَ ثَبْتاً. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ يَحْيَى القَطَّانُ إِذَا سَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ لاَ يُبَالِي أَنْ لاَ يَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِه. أَبُو حَاتِمٍ: عَنْ أَبِي غَسَّانَ التُّسْتَرِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ما رأيت أبا نعيم يحث على أحدإلَّا عَلَى هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ:، وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، وَالدَّسْتُوَائِيِّ: أَيُّهُمَا أَثْبَتُ فِي يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ ? فَقَالَ الدَّسْتُوَائِيُّ: لاَ تَسْأَلْ عَنْهُ أَحَداً مَا أَرَى النَّاسَ يَرْوُونَ عَنْ أَحَدٍ أَثْبَتَ مِنْهُ مِثْلَه عَسَى أَمَّا أَثْبَتُ مِنْهُ فَلاَ. صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: أَكْثَرُ مَنْ فِي يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ بِالبَصْرَةِ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ.، وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: هُوَ ثَبْتٌ.، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَأَلْتُ عَلِيّاً: مَنْ أَثْبَتُ أَصْحَابِ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ? قَالَ: هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ثُمَّ حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَحَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، وَأُرَاهُ ذَكَرَ عَلِيَّ بنَ المُبَارَكِ. فَإِذَا سَمِعْتَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ يَحْيَى فَلاَ تُرِدْ بَدَلاً. قَالَ العِجْلِيُّ: هِشَامٌ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ كَانَ أَرْوَى النَّاسِ عَنْ ثَلاَثَةٍ: قَتَادَةَ، وَحَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ كَانَ يَقُوْلُ بِالقَدَرِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْعُو إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ مَوْلَى بَنِي سَدُوْسٍ كان ثقة ثبتًا في الحديث حجةإلَّا أَنَّهُ يَرَى القَدَرَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي، وَأَبَا زُرْعَةَ مَنْ أَحَبُّ إِلَيْكُمَا من أَصْحَابِ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ? قَالاَ: هِشَامٌ. قُلْتُ لَهُمَا:، وَالأَوْزَاعِيُّ? قَالاَ: بَعْدَهُ.، وَزَادَنِي أَبُو زُرْعَةَ: لأَنَّ الأَوْزَاعِيَّ ذَهَبَتْ كُتُبُهُ، وَأَثبَتُ أَصْحَابِ قَتَادَةَ هِشَامٌ، وَسَعِيْدٌ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ العَيْشِيِّ قَالَ: كَانَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ إِذَا فَقَدَ السِّرَاجَ مِنْ بَيْتِهِ يَتَمَلْمَلُ عَلَى فِرَاشِهِ فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ تَأْتِيْهِ بِالسِّرَاجِ. فَقَالَتْ لَهُ فِي ذَلِكَ: فَقَالَ: إِنِّيْ إِذَا فَقَدتُ السِّرَاجَ ذَكَرْتُ ظُلْمَةَ القَبْرِ. وَقَالَ شَاذُ بنُ فَيَّاضٍ: بَكَى هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ حَتَّى فَسَدَتْ عَيْنُهُ فَكَانَتْ مَفْتُوْحَةً، وَهُوَ لاَ يَكَادُ يُبْصِرُ بِهَا. وَعَنْ هِشَامٍ, قَالَ: عَجِبْتُ لِلْعَالِمِ كَيْفَ يَضْحَكُ?! وَكَانَ يَقُوْلُ لَيْتَنَا نَنْجُو لاَ عَلَيْنَا، وَلاَ لنا.

قَالَ عَوْنُ بنُ عُمَارَةَ: سَمِعْتُ هِشَاماً الدَّسْتُوَائِيَّ يَقُوْلُ: وَاللهِ مَا أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَقُوْلَ: إِنِّي ذَهَبتُ يَوْماً قَطُّ أَطْلُبُ الحَدِيْثَ, أُرِيْدُ بِهِ وَجْهَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ. قُلْتُ: وَاللهِ وَلاَ أَنَا, فَقَدْ كَانَ السَّلَفُ يَطلُبُوْنَ العِلْمَ للهِ, فَنَبُلُوا، وَصَارُوا أَئِمَّةً يُقتَدَى بِهِم، وطَلَبَهُ قَوْمٌ مِنْهُم أَوَّلاً لاَ للهِ، وَحَصَّلُوْهُ ثُمَّ اسْتَفَاقُوا، وَحَاسَبُوا أَنْفُسَهُم فَجَرَّهُمُ العِلْمُ إِلَى الإِخْلاَصِ فِي أَثنَاءِ الطَّرِيْقِ كَمَا قَالَ مُجَاهِدٌ، وَغَيْرُهُ: طَلَبْنَا هَذَا العِلْمَ، وَمَا لَنَا فِيْهِ كَبِيْرُ نِيَّةٍ ثُمَّ رَزَقَ اللهُ النِّيَّةَ بَعْدُ، وَبَعْضُهُم يَقُوْلُ: طَلَبْنَا هَذَا العِلْمَ لِغَيْرِ اللهِ فَأَبَى أَنْ يكونإلَّا للهِ. فَهَذَا أَيْضاً حَسَنٌ, ثُمَّ نَشَرُوْهُ بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ. وَقَوْمٌ طَلَبُوْهُ بِنِيَّةٍ فَاسِدَةٍ لأَجْلِ الدُّنْيَا، وليثنى عليهم فلهم ما نووا. قال عليه السلام: "مَنْ غَزَا يَنْوِي عِقَالاً, فَلَهُ مَا نَوَى" 1.، وَترَى هَذَا الضَّربَ لَمْ يَسْتَضِيْؤُوا بِنُوْرِ العِلْمِ، وَلاَ لَهُم، وَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ، وَلاَ لِعِلْمِهِم كَبِيْرُ نَتِيجَةٍ مِنَ العَمَلِ، وَإِنَّمَا العَالِمُ مَنْ يَخشَى اللهَ- تَعَالَى. وَقَوْمٌ نَالُوا العِلْمَ، وَوُلُّوا بِهِ المَنَاصِبَ, فَظَلَمُوا، وَتَرَكُوا التَّقَيُّدَ بِالعِلْمِ، وَرَكِبُوا الكَبَائِرَ، وَالفَوَاحِشَ, فَتَبّاً لَهُم, فَمَا هَؤُلاَءِ بِعُلَمَاءَ!. وَبَعْضُهُم لَمْ يَتَقِّ اللهَ فِي عِلْمِهِ, بَلْ رَكِبَ الحِيَلَ، وَأَفْتَى بِالرُّخَصِ، وَرَوَى الشَّاذَّ مِنَ الأَخْبَارِ. وَبَعْضُهُم اجْتَرَأَ عَلَى اللهِ، وَوَضَعَ الأَحَادِيْثَ فَهَتَكَهُ اللهُ، وَذَهَبَ عِلْمُهُ، وَصَارَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ.، وَهَؤُلاَءِ الأَقسَامُ كُلُّهُم رَوَوْا مِنَ العِلْمِ شَيْئاً كَبِيْراً، وَتَضَلَّعُوا مِنْهُ فِي الجُمْلَةِ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِم خَلْفٌ باَنَ نَقْصُهُم فِي العِلْمِ، وَالعَمَلِ، وَتَلاَهُم قَوْمٌ انْتَمَوْا إِلَى العِلْمِ فِي الظَّاهِرِ، وَلَمْ يُتْقِنُوا مِنْهُ سِوَى نَزْرٍ يَسِيْرٍ أَوْهَمُوا بِهِ أَنَّهُم عُلَمَاءُ فُضَلاَءُ، وَلَمْ يَدُرْ في أذهانهم

_ 1 صحيح بشواهده: أخرجه أحمد "5/ 315 و320 و329"، والنسائي "6/ 24"، والدارمي "2/ 208" والحاكم "2/ 109"، والبيهقي "6/ 331" من طريق عن حماد بن سلمة، عن جبلة بن عطية، عن يحيى ابن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جده، به. وله شاهد عن أبي أمامة الباهلي قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ماله فقال رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ شيء له فأعادا ثلاث مرات يقول لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ شيء له ثم قال إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغى به وجهه". أخرجه النسائي "6/ 25" وغيره من طريق عكرمة بن عمار، عن شداد أبي عمار، عن أبي أمامة الباهلي، به. وإسناده حسن، عكرمة بن عمار صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". وله شاهد آخر عن أبي هريرة مرفوعا: أول يقضي لهم يَوْمَ القِيَامَةِ ثَلاَثَةٌ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيا قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت ولكنك قاتلت ليقال فلان جرئ فقد قيل ثم أمر بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النار...." الحديث، وهو صحيح وله شواهد أخرى أجتزى بما ذكرت لضيق المقام.

قَطُّ أَنَّهُم يَتَقَرَّبُوْنَ بِهِ إِلَى اللهِ, لأَنَّهُم مَا رَأَوْا شَيْخاً يُقْتَدَى بِهِ فِي العِلْمِ, فَصَارُوا هَمَجاً رَعَاعاً, غَايَةُ المُدَرِّسِ مِنْهُم أَنْ يُحَصِّلَ كُتُباً مُثَمَّنَةً, يَخْزُنُهَا وَيَنْظُرُ فِيْهَا يَوْماً مَا, فَيُصَحِّفُ مَا يُوْرِدُهُ، وَلاَ يُقَرِّرُهُ. فَنَسْأَلُ اللهَ النَّجَاةَ وَالعَفْوَ, كَمَا قَالَ بَعْضُهُم: مَا أَنَا عَالِمٌ، وَلاَ رَأَيتُ عَالِماً. وَقَدْ كَانَ هِشَامُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ مِنَ الأَئِمَّةِ, لَوْلاَ مَا شَابَ عِلْمَهُ بِالقَدَرِ. قَالَ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بنُ البَرْقِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: أرأيت من يرمى بِالقَدَرِ, يُكْتَبُ حَدِيْثُه? قَالَ: نَعَمْ, قَدْ كَانَ قَتَادَةُ، وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَعَبْدُ الوَارِثِ، وَذَكَرَ جَمَاعَةً -يَقُوْلُوْنَ بِالقَدَرِ، وَهُم ثِقَاتٌ, يُكْتَبُ حَدِيْثُهُم, مَا لَمْ يَدْعُوا إِلَى شَيْءٍ. قُلْتُ: هَذِهِ مَسْأَلَةٌ كَبِيْرَةٌ: وَهِيَ القَدَرِيُّ، وَالمُعْتَزِلِيُّ، وَالجَهْمِيُّ، وَالرَّافِضِيُّ, إِذَا عُلِمَ صِدْقُهُ فِي الحَدِيْثِ وَتَقْوَاهُ، وَلَمْ يَكُنْ دَاعِياً إِلَى بِدْعَتِهِ, فَالَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ العُلَمَاءِ قَبُولُ رِوَايَتِهِ، وَالعَمَلِ بِحَدِيْثِهِ، وَتَرَدَّدُوا فِي الدَّاعِيَةِ, هَلْ يُؤْخَذُ عَنْهُ? فَذَهَبَ كَثِيْرٌ مِنَ الحُفَّاظِ إِلَى تَجَنُّبِ حَدِيْثِهِ، وَهُجْرَانِهِ، وَقَالَ بَعْضُهُم: إِذَا عَلِمْنَا صِدْقَهُ، وَكَانَ دَاعِيَةً، وَوَجَدْنَا عِنْدَهُ سُنَّةً تَفَرَّدَ بِهَا فَكَيْفَ يَسُوغُ لَنَا تَرْكُ تِلْكَ السُّنَّةِ? فَجَمِيْعُ تَصَرُّفَاتِ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ تُؤْذِنُ بِأَنَّ المُبتَدِعَ إِذَا لَمْ تُبِحْ بِدعَتُه خُرُوْجَه مِنْ دَائِرَةِ الإِسْلاَمِ، وَلَمْ تُبِحْ دَمَهُ, فَإِنَّ قَبُولَ مَا رَوَاهُ سَائِغٌ. وَهَذِهِ المَسْأَلَةُ لَمْ تَتَبَرْهَنْ لِي كَمَا يَنْبَغِي، وَالَّذِي اتَّضَحَ لِي مِنْهَا: أَنَّ مَنْ دَخَلَ فِي بِدعَةٍ، وَلَمْ يُعَدَّ مِنْ رُؤُوْسِهَا، وَلاَ أَمْعَنَ فِيْهَا, يُقْبَلُ حَدِيْثُه, كَمَا مَثَّلَ الحَافِظُ أَبُو زَكَرِيَّا بِأُوْلَئِكَ المَذْكُوْرِيْنَ، وَحَدِيْثُهُم فِي كُتُبِ الإسلام لصدقهم وحفظهم. قَالَ مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ: مَكَثَ أَبِي -يَعْنِي عَاشَ- ثَمَانِياً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أَسَنُّ مِنْ أَبِي حَنِيْفَةَ وَشُعْبَةَ، وَأَنَّهُ وُلِدَ فِي حَيَاةِ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَطَائِفَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ المَيْمُوْنِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَبْدِ الوَارِثِ, قَالَ: مَاتَ هِشَامُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ, كَانَ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ قَتَادَةَ سَبْعُ سِنِيْنَ -يَعْنِي: فِي المَوْلِدِ- وَقَالَ زَيْدُ بنُ الحُبَابِ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ، وَمائَةٍ، وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ. وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ، وَعَمْرٌو الفَلاَّسُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ. قُلْتُ: حَدِيْثُه فِي الدَّوَاوِيْنِ كُلِّهَا, إلَّا "المُوَطَّأَ". أَخْبَرَنَا الأَئِمَّةُ: يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَالمُسلمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا عَمْرُو بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ

الحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ غَيْلاَنَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ شَدَّادٍ المِسْمَعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عامر العَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أَنَسٍ, قَالَ: لأُحَدِّثَنَّكُم حَدِيْثاً سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: "إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، وَيَكْثُرَ الجَهْلُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَى، وَيُشْرَبَ الخَمْرُ، وَتَقِلَّ الرِّجَالُ، وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ حَتَّى تَكُوْنَ فِي الخَمْسِيْنَ امْرَأَةً القَيِّمُ الوَاحِدُ1". أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ, عَنْ مُسْلِمِ بنِ إبراهيم، وحفص بن عمر, عن هشام الدستوائي, نحوه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5231"، ومسلم "2671"، والترمذي "2212"، وابن ماجة "4045"، وأحمد "3/ 98 و151 و176 و202 و213 و273 و289"، من حديث أنس بن مالك، به.

حماد عجرد، حماد الراوية

حمَّاد عَجْرَد، حمَّاد الرَّاوية: 1053- حماد عجرد 1: الشَّاعِرُ المُفْلِقُ, أَبُو عَمْرٍو, حَمَّادُ بنُ عُمَرَ بنِ يُوْنُسَ بنِ كُلَيْبٍ السُّوَائِيُّ مَوْلاَهُم, الوَاسِطِيُّ, أَوِ الكُوْفِيُّ. نَادَمَ الوَلِيْدَ بنَ يَزِيْدَ, ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ زَمَنَ المَهْدِيِّ، وَبَيْنَهُ، وَبَيْنَ بَشَّارِ بنِ بُرْدٍ مُزَاحٌ وَهِجَاءٌ فَاحِشٌ. وَكَانَ قَلِيْلَ الدِّيْنِ, مَاجِناً, اتُّهِمَ بِالزَّنْدَقَةِ، وَهُوَ القَائِلُ: فَأَقْسَمْتُ لَوْ أَصْبَحْتَ فِي قَبْضَةِ الهَوَى ... لأَقْصَرْتَ عَنْ لَوْمِي، وَأَطْنَبْتَ فِي عُذْرِي وَلَكِنْ بَلاَئِي مِنْكَ أَنَّكَ نَاصِحٌ ... وَأَنَّكَ لاَ تَدْرِي بِأَنَّكَ لاَ تَدْرِي مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى، وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ, قَتَلَهُ محمد بن سليمان أمير البصرة على الزَّنْدَقَةِ.، وَقِيْلَ: بَلْ مَاتَ فِي سَفَرٍ. فَاللهُ أعلم، ويقال: هلك سنة خمس، وخمسين، ومئة.، وقيل: بعد ذلك. 1054- حماد الراوية 2: هو العلامة, الأخباري, أبو القاسم حَمَّادُ بنُ سَابُوْرَ بنِ مُبَارَكٍ الشَّيْبَانِيُّ مَوْلاَهُم. كَانَ مَكِيْناً، وَنَدِيْماً لِلْوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، وَكَانَ أَحَدَ الأَذْكِيَاءِ, رَاوِيَةً لأَيَّامِ النَّاسِ، وَالشِّعْرِ، وَالنَّسَبِ. طَالَ عُمُرُهُ، وَأَخَذَ عَنْهُ: المَهْدِيُّ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ. وَكَانَ قَلِيْلَ النَّحْوِ, رُبَّمَا لَحَنَ. وَقِيْلَ: مَاتَ فِي دَوْلَةِ المَهْدِيِّ, نَحْوَ السِّتِّيْنَ وَمائَةٍ.، وَقِيْلَ: إِنَّ الوَلِيْدَ بنَ يَزِيْدَ سَأَلَهُ: لِمَ سُمِّيتَ الرَّاوِيَةَ? قَالَ: لأَنِّي أَرْوِي لِكُلِّ شَاعِرٍ تَعْرِفُهُ، وَلِكُلِّ شَاعِرٍ تَعتَرِفُ أَنَّكَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ لاَ تَعْرِفُهُ، وَأُنْشِدُكَ عَلَى كُلِّ حَرفٍ مِنْ حُرُوْفِ المُعْجَمِ مائَةَ قَصِيدَةٍ لِلْجَاهِلِيَّةِ. فَيُقَالُ: إنه، وكل به من يستنشده حتى سَرَدَ أَلفَينِ، وَتِسْعَمائَةِ قَصِيدَةٍ, فَأَمَرَ لَهُ بِمائَةِ أَلفِ دِرْهَمٍ، وَقِيْلَ: إِنَّ هِشَامَ بنَ عَبْدِ الملك أعطاه مائة ألف.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5231"، ومسلم "2671"، والترمذي "2212"، وابن ماجة "4045"، وأحمد "3/ 98 و151 و176 و202 و213 و273 و289"، من حديث أنس بن مالك، به. 2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 148"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 206"، تاريخ الإسلام "6/ 173"، لسان الميزان "2/ 349". 3 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "6/ 70"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 205"، تاريخ الإسلام "6/ 56 و172"، لسان الميزان "2/ 352"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 239"، خزانة الأدب للبغدادي "4/ 129".

معاوية بن صالح

1055- معاوية بن صالح 1: "م، 4" ابن حدير بن سعيد بن سعد بن فهر, الإِمَامُ, الحَافِظُ, الثِّقَةُ, قَاضِي الأَنْدَلُسِ, أَبُو عَمْرٍو، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَضْرَمِيُّ, الشَّامِيُّ, الحِمْصِيُّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفِدَاءِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَمْرِو بنِ المُنَادِي، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَنْبَأَنَا رِزْقُ اللهِ التَّمِيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَدَّلُ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا قِيْلَ لَهَا: مَاذَا كَانَ يَعْمَلُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- فِي بَيْتِهِ? قَالَتْ: كَانَ بَشَراً مِنَ البَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ2". هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ. أَخْرَجَهُ: أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابِ "الشَّمَائِلِ" عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ السُّلَمِيِّ بَلَدِيِّه, فَوَافَقْنَاهُ بعلو. ومعاوية من شرط مسلم. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُشَرَّفٍ قَالُوا: أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ يَحْيَى المَخْزُوْمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، أَنْبَأَنَا عبد

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 521"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1443"، الكنى للدولابي "2/ 43" الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1750"، تاريخ الإسلام "6/ 291"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 173"، العبر "1/ 229 و387"، الكاشف "3/ ترجمة 5625"، ميزان الاعتدال "4/ 135"، تهذيب التهذيب "10/ 209"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7082". 2 حسن: أخرجه الترمذي في "الشمائل" "335"، وأحمد "6/ 256" من طريق مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، به. قلت: إسناده حسن، معاوية بن صالح، صدوق، كما قال الحافظ في "التقريب".

الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو، أَنْبَأَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ، وَهْبٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ عَنْ عَامِرِ بنِ جَشِيْبٍ عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ. سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ عِنْدَ انْقِضَاءِ الطَّعَامِ: "الحَمْدُ للهِ حَمْداً كَثِيْراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيْهِ غَيْرَ مَكْفِيٍّ، وَلاَ مُوَدَّعٍ، وَلاَ مُسْتَغْنَىً عَنْهُ" 1. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ, عَنْ يُوْنُسَ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ طَائِفَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَفِي دَوْلَةِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ, فِي حُدُوْدِ الثَّمَانِيْنَ مِنَ الهِجْرَةِ. وَحَدَّثَ عَنْ: رَاشِدِ بنِ سَعْدٍ، وَأَبِي الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرِ بنِ كُرَيْبٍ، وَمَكْحُوْلٍ، وَأَبِي مَرْيَمَ الأَنْصَارِيِّ، وَنُعَيْمِ بنِ زِيَادٍ الأَنْمَارِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ سَيْفٍ، وَيَحْيَى بنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ، وَعَامِرِ بنِ جَشِيْبٍ، وَضَمْرَةَ بنِ حَبِيْبٍ، وَسُلَيْمِ بنِ عَامِرٍ، وَأَزْهَرَ بنِ سَعِيْدٍ الحَرَازِيِّ، وَحَاتِمِ بنِ حُرَيْثٍ، وَحَبِيْبِ بنِ عُبَيْدٍ، وَرَبِيْعَةَ بنِ يَزِيْدَ القَصِيْرِ، وَزِيَادِ بنِ أَبِي سَوْدَةَ، وَالسَّفْرِ بنِ نُسَيْرٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَيْسٍ، وَصَالِحِ بنِ جُبَيْرٍ الأُرْدُنِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، وَعَبْدِ القَاهِرِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدِ الوهاب بن بخت، وعمير بن هانىء، والعلاء بن الحَارِثِ، وَكَثِيْرِ بنِ الحَارِثِ، وَالقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ حَدَّثَ عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَاللَّيْثُ، وَرِشْدِيْنُ بنُ سَعْدٍ، وَابْنُ، وَهْبٍ، وَمَعْنُ بنُ عِيْسَى.، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَحَمَّادُ بنُ خَالِدٍ الخَيَّاطُ، وَبِشْرُ بنُ السَّرِيِّ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَابِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى البُرُلُّسِيُّ، وَالوَاقِدِيُّ، وَعَبْدُ الله بن صالح كاتب الليث، وهانىء بنُ المُتَوَكِّلِ، وَآخَرُوْنَ. وَفَرَّ مِنَ الشَّامِ مَعَ المَرْوَانِيَةِ فَدَخَلَ مَعَهُمُ الأَنْدَلُسَ. فَلَمَّا اسْتَولَى عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُعَاوِيَةَ الدَّاخِلُ، وَلاَّهُ قَضَاءَ مَمَالِكِهِ ثُمَّ إِنَّهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ حَجَّ، وَحَدَّثَ بِالحِجَازِ، وَغَيْرِهَا. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: خَرَجَ مِنْ حِمْصَ قَدِيْماً، وَكَانَ ثِقَةً. وَرَوَى جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ.، وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ عَنْ يَحْيَى: صالح.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 267"، والبخاري "5458" و"5459"، وأبو داود "3849"، والترمذي "3456"، وابن ماجه "3284"، والحاكم "4/ 136"، وابن السني في "اليوم والليلة" "469"، والطبراني في "الكبير" "7469- 7472"، والبيهقي "7/ 286"، والبغوي "2827" و"2828" من طريق خالد بن معدان، عن أبي أمامة، به. وقوله: "غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلاَ مُوَدَّعٍ وَلاَ مُسْتَغْنَىً عَنْهُ ربنا": أي أن الله سبحانه هو المطعم والكافي، ولا مكفي كما قال سبحانه: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ} . وقوله: "ولا مودع" أي غير متروك الطلب إليه، والرغبة فيما عنده. ومنه قوله سبحانه: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 3] : أي ما تركك ولا أهانك. ومعنى المتروك: المستغنى عنه.

وَأَمَّا عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ, فَرَوَى عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِرَضِيٍّ كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ لاَ يَرضَاهُ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ, فَقَالَ: مَا كُنَّا نَأخُذُ عَنْهُ ذَلِكَ الزَّمَانَ وَلاَ حَرفاً. وَقَالَ عَلِيٌّ أَيْضاً: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُوَثِّقُهُ. أَبُو صَالِحٍ الفَرَّاءُ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ بِحَدِيْثٍ, عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ, ثُمَّ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: مَا كَانَ بِأَهْلٍ أَنْ يُرْوَى عَنْهُ. قُلْتُ: أَظُّنُه يُشِيْرُ إِلَى مُدَاخَلَتِه لِلدَّوْلَةِ. ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: سَمِعْتُ خَالِي مُوْسَى بنَ سَلَمَةَ, قَالَ: أَتَيْتُ مُعَاوِيَةَ بنَ صَالِحٍ لأَكتُبَ عَنْهُ, فَرَأَيْتُ -أُرَاهُ قَالَ- المَلاَهِي, فَقُلْتُ: مَا هَذَا? قَالَ: شَيْءٌ نُهْدِيهِ إِلَى صَاحِبِ الأَنْدَلُسِ. قَالَ: فَتَرَكتُهُ، وَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ. وَقَالَ العِجْلِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ, مُحَدِّثٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ, حَسَنُ الحَدِيْثِ، وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ صَالِحٍ الوُحَاظِيُّ: خَرَجَ عَنْ حِمْصَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَحَجَّ سَنَةَ خَمْسٍ، وَخَمْسِيْنَ, فَفِيْهَا لَقِيَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَسُفْيَانُ بِمَكَّةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً, كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، وَكَانَ قَاضِياً لَهُم بِالأَنْدَلُسِ, حَجَّ مِنْ دَهْرِهِ حَجَّةً، وَاحِدَةً، وَمَرَّ بِالمَدِيْنَةِ فَلَقِيَهُ مَنْ لَقِيَهُ. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهُ: خَرَجَ مِنْ حِمْصَ سَنَةَ خَمْسٍ، وَعِشْرِيْنَ، وَهُوَ شَابٌّ فَصَارَ إِلَى المَغْرِبِ فَوَلِيَ قَضَاءهُم. وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ: مَرَّ بِنَا مُعَاوِيَةُ حَاجّاً سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَخَمْسِيْنَ فَكَتَبَ عَنْهُ الثَّوْرِيُّ، وَأَهْلُ مِصْرَ، وَأَهْلُ المَدِيْنَةِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ: كُنَّا بِمَكَّةَ نَتَذَاكَرُ الحَدِيْثَ, فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ, إِذَا إِنْسَانٌ قَدْ دَخَلَ فِيْمَا بَيْنَنَا, يَسْمَعُ حَدِيْثَنَا, فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ ? قال: أنا معاوية بن صالح. فاحتوشناه1.

_ 1 احتوشناه: جعلناه وسطنا.

أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الله بنَ صالح يقول: قدم علينا معاوية بنُ صَالِحٍ, فَجَالَسَ اللَّيْثَ, فَحَدَّثَه فَقَالَ اللَّيْثُ: يَا عَبْدَ اللهِ ائْتِ الشَّيْخَ فَاكتُبْ مَا يُمْلِي عَلَيْكَ فَأَتَيْتُهُ، وَكَانَ يُملِيْهَا عَلَيَّ ثُمَّ نَصِيْرُ إِلَى اللَّيْثِ نَقْرَؤُهَا عَلَيْهِ فَسمِعْتُهَا مِنْ مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ مَرَّتَيْنِ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حُدِّثتُ عَنْ حُمَيْدِ بنِ زَنْجَوَيْه, قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ: إِنَّكَ تَطلُبُ الغَرَائِبَ, فَائْتِ عَبْدَ اللهِ بنَ صَالِحٍ، وَاكتُبْ كِتَابَ مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ تَسْتَفِيْدُ مائَتَيْ حَدِيْثٍ. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: مِنْهُم مَنْ يَقُوْلُ: مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ وَسَطٌ, لَيْسَ بِالثَّبْتِ، وَلاَ بِالضَّعِيْفِ، وَمِنْهُم مَنْ يُضَعِّفُه.، وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ بنُ عَبْدَةَ: قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ إِذَا حَدَّثَ بِحَدِيْثِ مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ زَبَرَهُ1 يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَقَالَ: أَيْش هَذِهِ الأَحَادِيْثُ?، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لاَ يُبَالِي عَمَّنْ رَوَى، وَيَحْيَى ثِقَةٌ فِي حَدِيْثِهِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لِمُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ عِنْدَ ابْنِ، وَهْبٍ كِتَابٌ، وَعِنْدَ أَبِي صَالِحٍ عَنْهُ كِتَابٌ، وَعِنْدَ ابْنِ مَهْدِيٍّ، وَمَعْنٍ عَنْهُ أَحَادِيْثُ، وَحَدَّثَ عَنْهُ: اللَّيْثُ، وَبِشْرُ بنُ السَّرِيِّ، وَثِقَاتُ النَّاسِ، وَمَا أَرَى بِحَدِيْثِهِ بَأْساً، وَهُوَ عِنْدِي صَدُوْقٌ إلَّا أَنَّهُ يَقَعُ فِي حَدِيْثِهِ أَفْرَادَاتٌ.، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ "الثِّقَاتِ". وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ مِصْرَ، وَذَهَبَ إِلَى الأَنْدَلُسِ, فَلَمَّا دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ هِشَامٍ الأَنْدَلُسَ، وَمَلَكَهَا اتَّصَلَ بِهِ فَأَرْسَلَه إِلَى الشَّامِ فِي بَعْضِ أَمرِهِ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْهِ مِنَ الشَّامِ، وَلاَّهُ قَضَاءَ الجَمَاعَةِ بِالأَنْدَلُسِ.. إِلَى أَنْ قَالَ: وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ بَكْرُ بنُ أَحْمَدَ الشَّعْرَانِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى مُصَنِّفِ تَارِيْخِ حِمْصَ، وَلَهُ عَقِبٌ بِالأَنْدَلُسِ إِلَى الآنِ.، وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ: كَاتِبُ اللَّيْثِ، وَغَيْرهُ كَذَلِكَ فِي تَارِيْخِ، وَفَاتِه: إِنَّهَا سَنَةُ ثَمَانٍ. وَقَالَ الرَّمَادِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ, فَسَمِعنَا مِنْهُ, فَحَجَّ ثُمَّ رَجَعَ فِي سَنَةِ ثمان من الحج فسمعنا منه.

_ 1 زبره: أي نهاه وانتهره وزرجره ومنعه.

مسعر

1056- مسعر 1: "ع" مِسْعَرُ بنُ كِدَامِ بنِ ظُهَيْرِ بنِ عُبَيْدَةَ بن الحَارِثِ, الإِمَامُ الثَّبْتُ, شَيْخُ العِرَاقِ, أَبُو سَلَمَةَ الهِلاَلِيُّ, الكُوْفِيُّ الأَحْوَلُ الحَافِظُ ,مِنْ أَسْنَانِ شُعْبَةَ. رَوَى عَنْ: عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، وَعَمْرِو بنِ مُرَّةَ، وَالحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، وَثَابِتِ بنِ عُبَيْدٍ، وَقَتَادَةَ بنِ دِعَامَةَ، وَسَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَبْرٍ، وَقَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عُمَارَةَ بنِ رُوَيْبَةَ، وَوَبْرَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُسْلِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُنْتَشِرِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وَحَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَزَيْدٍ العَمِّيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ القِبْطِيِّةِ، وَمُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ، وَعَلِيِّ بنِ الأَقْمَرِ، وَمَعْبَدِ بنِ خَالِدٍ، وَيَزِيْدَ الفَقِيْرِ، وَعُمَيْرِ بنِ سَعْدٍ صَاحِبِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، وَخَلْقٍ.، وَقَدْ رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ أَسَامِيْهِم مُحَمَّدٌ مِنْهُم: ابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ جُحَادَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ سُوْقَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمِ بنِ شِهَابٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ العُمَرِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ قَيْسِ بنِ مَخْرَمَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ الضَّبِّيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَابِرٍ اليَمَامِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الأَزْهَرِ. رَوَى عَنْهُ: سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ أَحَدُ شُيُوْخِهِ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَشُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ، وَالخُرَيْبِيُّ، وَوَكِيْعٌ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَخَلاَّدُ بنُ يَحْيَى، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُغِيْرَةِ، وَثَابِتُ بنُ مُحَمَّدٍ العَابِدُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ العَبْدِيُّ: كَانَ عِنْدَ مِسْعَرٍ أَلفُ حَدِيْثٍ, فَكَتَبْتُهَا سِوَى عَشْرَةٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَثْبَتَ مِنْ مِسْعَرٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: الثِّقَةُ كَشُعْبَةَ، وَمِسْعَرٍ. وَقَالَ، وَكِيْعٌ: شَكُّ مِسْعَرٍ كَيَقِيْنِ غَيْرِهِ. وَقَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ العِرَاقِ أَفْضَلُ مِنْ ذَاكَ السِّخْتِيَانِيِّ أَيُّوْبَ، وَذَاكَ الرُّؤَاسِيِّ مسعر.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 364"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 1971"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1685"، حلية الأولياء "7/ ترجمة 389"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 182"، تاريخ الإسلام "6/ 287"، الكاشف "3/ ترجمة 5492"، العبر "1/ 224"، ميزان الاعتدال "4/ 99"، تهذيب التهذيب "10/ 113"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6946"، شذرات الذهب "1/ 238".

وَرُوِيَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عُمَارَةَ, قَالَ: إِنْ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ إلَّا مِثْلُ مِسْعَرٍ, إِنَّ أهل الجنة لقليل. قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: قَالُوا لِلأَعْمَشِ: إِنَّ مِسْعَراً يَشُكُّ فِي حَدِيْثِهِ. قَالَ: شَكُّهُ كَيَقِيْنِ غَيْرِهِ. وَعَنْ خَالِدِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيتُ مِسْعَراً كَأَنَّ جَبْهَتَه رُكبَةُ عَنْزٍ مِنَ السُّجُودِ، وَكَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَيْكَ, حَسِبْتَ أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الحَائِطِ مِنْ شِدَّةِ حُؤُولَتِهِ. وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ, عَنْ مِسْعَرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ, فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! نَحْنُ لَكَ وَالِدٌ، وَأَنْتَ لَنَا -وَلَدٌ وَكَانَتْ جَدَّتُهُ أُمُّ الفَضْلِ هِلاَلِيَةً, يَعْنِي وَالِدَةَ ابْنِ عَبَّاسٍ- فَقَالَ لِي: تَقَرَّبتَ إِلَيَّ بِأَحَبِّ أُمَّهَاتِي إِلَيَّ، وَلَوْ كَانَ النَّاسُ كُلُّهُم مِثْلَكَ, لَمَشَيْتُ مَعَهُم فِي الطَّرِيْقِ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: حَدَّثَنَا الحَكَمُ بنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ قَالَ: دَعَانِي أَبُو جَعْفَرٍ لِيُوَلِّيَنِي فَقُلْتُ: إِنَّ أَهْلِي يَقُوْلُوْنَ: لاَ نَرضَى اشْتِرَاءكَ لَنَا فِي شَيْءٍ بِدِرْهَمَيْنِ، وَأَنْتَ تُوَلِّيْنِي? أَصْلَحَكَ اللهُ إِنَّ لَنَا قَرَابَةً، وَحَقّاً. قَالَ: فَأَعْفَاهُ. قَالَ سَعْدُ بنُ عَبَّادٍ:، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مِسْعَرٍ قَالَ: كَانَ أَبِي لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ نِصْفَ القُرْآنِ.، وَقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ مِسْعَراً يَقُوْلُ: مَنْ أَبْغَضَنِي جَعَلَهُ اللهُ مُحَدِّثاً، وَقَالَ مِسْعَرٌ: مَنْ صَبَرَ عَلَى الخَلِّ، وَالبَقْلِ لَمْ يُسْتَعَبْدْ. وَقَالَ مَرَّةً لِرَجُلٍ رَأَى عَلَيْهِ ثِيَاباً جَيِّدَةً: لَيْسَ هَذَا مِنْ آلَةِ طَلَبِ الحَدِيْثِ، وَكَانَ طَالِبَ حَدِيْثٍ. قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ مَعْنٌ: ما رأيت مسعرًا في يومإلَّا، وَهُوَ أَفْضَلُ مِنَ اليَوْمِ الَّذِي كَانَ بِالأَمْسِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ لِمِسْعَرٍ أُمٌّ عَابِدَةٌ فَكَانَ يَخْدُمُهَا.، وَكَانَ مُرْجِئاً فَمَاتَ فَلَمْ يشهده سفيان الثوري، والحسن بن صالح. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَمْ يَرحَلْ مِسْعَرٌ فِي حَدِيْثٍ قَطُّ. قُلْتُ: نَعَمْ, عَامَّةُ حَدِيْثِه عَنْ أَهْلِ بَلَدِهِ, إلَّا قَتَادَةَ, فَكَأَنَّهُ ارْتَحَلَ إِلَيْهِ. قَالَ شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ: كُنَّا نُسَمِّي مِسْعَراً: المُصْحَفَ يَعْنِي مِنْ إِتْقَانِهِ.، وَقَالُوا مَرَّةً لِمِسْعَرٍ: مَنْ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيتَ? فَقَالَ: عَمْرُو بن مرة.

وَقَالَ أَبُو مَعْمَرٍ القَطِيْعِيُّ: قِيْلَ لِسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ: مَنْ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيتَ? قَالَ: مِسْعَرٌ. وَقَالَ شُعْبَةُ: مِسْعَرٌ لِلْكُوفِيِّينَ, كَابْنِ عَوْنٍ عِنْدَ البَصْرِيِّينَ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ: سَمِعْتُ ابْنَ السَّمَّاكِ, سَمِعْتُ مِسْعَراً يَقُوْلُ: مَنْ طَلَبَ الحَدِيْثَ لِنَفْسِهِ, فَقَدِ اكْتَفَى، وَمَنْ طَلَبَهُ لِلنَّاسِ, فَلْيُبَالِغْ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ مِسْعَراً يَقُوْلُ: وَدِدْتُ أَنَّ الحَدِيْثَ كَانَ قَوَارِيْرَ عَلَى رَأْسِي, فَسَقَطَتْ, فَتَكَسَّرَتْ. وَعَنْ يَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ, قَالَ: كَانَ مِسْعَرٌ قَدْ جَمَعَ العِلْمَ وَالوَرَعَ. وَرُوِيَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ دَاوُدَ الخُرَيْبِيِّ, قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ إلَّا وَقَدْ أُخِذَ عَلَيْهِ إلَّا مِسْعَرٌ. وَمِمَّا كَانَ مِسْعَرٌ يُنشِدُهُ لَهُ, أَوْ لِغَيْرِهِ: نَهَارُكَ يَا مَغْرُوْرُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ ... وَلَيْلُكَ نَوْمٌ، والردى لك لازم وَتَتْعَبُ فِيْمَا سَوْفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ ... كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيْشُ البَهَائِمُ قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ: مَا رَأَيتُ مِثْلَ مِسْعَرٍ, كَانَ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ. وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: كُنَّا إِذَا اخْتَلَفْنَا فِي شَيْءٍ أَتَيْنَا مِسْعَراً. قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: سَمِعْتُ مِسْعَراً يَقُوْلُ: إِنَّ هَذَا الحَدِيْثَ يَصُدُّكُم عَنْ ذِكْرِ اللهِ،، وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُم مُنْتَهُوْنَ? قُلْتُ: هَذِهِ مَسْأَلَةٌ مُخْتَلَفٌ فِيْهَا: هَلْ طَلَبُ العِلْمِ أَفْضَلُ أَوْ صَلاَةُ النَّافِلَةِ، وَالتِّلاَوَةُ، وَالذِّكرُ? فَأَمَّا مَنْ كَانَ مُخلِصاً للهِ فِي طَلَبِ العِلمِ، وَذِهنُه جَيِّدٌ فَالعِلْمُ أَوْلَى، وَلَكِنْ مَعَ حَظٍّ مِنْ صَلاَةٍ، وَتَعَبُّدٍ فَإِنْ رَأَيتَه مُجِدّاً فِي طَلَبِ العِلْمِ لاَ حظَّ لَهُ فِي القُرُبَاتِ فَهَذَا كَسلاَنُ مَهِيْنٌ، وَلَيْسَ هُوَ بِصَادِقٍ فِي حُسنِ نِيَّتِه.، وَأَمَّا مَنْ كَانَ طَلَبُه الحَدِيْثَ، وَالفِقْهَ غِيَّةً، وَمَحبَّةً نَفْسَانِيَّةً فَالعِبَادَةُ فِي حَقِّه أَفْضَلُ بَلْ مَا بَيْنَهُمَا أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ، وَهَذَا تَقسِيْمٌ فِي الجُمْلَةِ فَقَلَّ، وَاللهِ مَنْ رَأَيتُه مُخلِصاً فِي طَلَبِ العِلْمِ دَعْنَا مِنْ هَذَا كُلِّه. فَلَيْسَ طَلَبُ الحَدِيْثِ اليَوْمَ عَلَى الوَضعِ المُتَعَارَفِ مِنْ حَيِّزِ طَلَبِ العِلْمِ بَلْ اصْطِلاَحٌ، وَطَلَبُ أَسَانِيْدَ عَالِيَةٍ، وَأَخْذٌ عَنْ شَيْخٍ لاَ يَعِي، وَتَسمِيْعٌ لِطِفلٍ يَلْعَبُ، وَلاَ يَفْهَمُ أَوْ لِرَضِيعٍ يَبْكِي أَوْ لِفَقِيْهٍ يَتَحَدَّثُ مَعَ حَدَثٍ أَوْ آخَرَ يَنسَخُ.، وَفَاضِلُهُم مَشْغُوْلٌ عَنِ الحَدِيْثِ بِكِتَابَةِ الأَسْمَاءِ أَوْ بِالنُّعَاسِ، والقارىء إِنْ كَانَ لَهُ مُشَارَكَةٌ فَلَيْسَ عِنْدَهُ مِنَ الفَضِيْلَةِ أَكْثَرَ مِنْ قِرَاءةِ مَا فِي الجُزْءِ سَوَاءٌ تَصَحَّفَ عَلَيْهِ الاسْمُ أَوِ اخْتَبَطَ المَتْنُ أَوْ كَانَ مِنَ المَوْضُوْعَاتِ. فَالعِلْمُ عَنْ هَؤُلاَءِ بمعزل، والعمل لا أكاد أداه بَلْ أَرَى أُمُوْراً سَيِّئَةً. نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ.

قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: رَأَيت مِسْعَراً فِي النَّوْمِ, فَقُلْتُ: أَيَّ العَمَلِ، وَجَدْتَ أَنفَعَ? قَالَ: ذِكْرُ اللهِ. وَقَالَ قَبِيْصَةُ: كَانَ مِسْعَرٌ لأَنْ يُنْزَعَ ضِرْسُهُ, أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ عَنْ حَدِيْثٍ. وَرُوِيَ عَنْ زَيْدِ بنِ الحُبَابِ، وَغَيْرِهِ: أَنَّ مِسْعراً قَالَ: الإِيْمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ. وَرَوَى مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ, عَنْ أَبِي مَخْزُوْمٍ, ذَكَرَهُ عَنْ مِسْعَرِ بنِ كِدَامٍ, قَالَ: التَّكذِيبُ بِالقَدَرِ أَبُو جَاد الزَّنْدَقَةِ. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ طَارِقٍ: أَخْبَرَكَ يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ التيمي، أنبأنا أبو علي المقرىء، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: رَوَى مِسْعَرٌ عَنْ جَمَاعَةٍ اسْمُهُم مُحَمَّدٌ: مُحَمَّدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، وَمُحَمَّدُ بنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ سُوْقَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ جُحَادَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ قَيْسِ بنِ مَخْرَمَةَ، وَمُحَمَّدِ ابن خَالِدٍ الضَّبِّيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَابِرٍ اليَمَامِيِّ.، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الأَزْهَرِ. وَبِهِ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَحَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو أحمد، حدثنا محمد بن إبراهيم ابن شَبِيْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمْرٍو البَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: مَكْتُوْبٌ فِي التَّوْرَاةِ: سُوْرَةُ المُلْكِ مَنْ قَرَأَهَا فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ، وَأَطَابَ، وَهِيَ المَانِعَةُ تَمنَعُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ إِذَا أُتِيَ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ قَالَ لَهُ رَأْسُه: قِبَلَكَ عَنِّي فَقَدْ كَانَ يَقْرَأُ بِي، وَفِيَّ سُوْرَةُ المُلْكِ، وَإِذَا أُتِيَ مِنْ قِبَلِ بَطْنِهِ قَالَ لَهُ بَطْنُهُ: قِبَلَكَ عَنِّي فَقَدْ كان، وعى في سُوْرَةَ المُلْكِ.، وَإِذَا أُتِيَ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ قَالَتْ لَهُ رِجْلاَهُ: قِبَلَكَ عَنِّي فَقَدْ كَانَ يَقُوْمُ بِي بِسُوْرَةِ المُلْكِ، وَهِيَ كَذَاكَ مَكْتُوْبٌ فِي التَّوْرَاةِ. تَابَعَهُ عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ عَنْ مِسْعَرٍ. قَالَ جَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ: سَمِعْتُ مِسْعَراً يُنشِدُ: وَمُشَيِّدٍ دَاراً لِيَسْكُنَ دَارَهُ ... سَكَنَ القُبُوْرَ، وداره لم تسكن قَالَ جَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ: سَمِعْتُ مِسْعَراً يُوصِي، ولده كلامًا: إِنِّيْ مَنَحْتُكَ يَا كِدَامُ نَصِيْحَتِي ... فَاسْمَعْ مَقَالَ أَبٍ عَلَيْكَ شَفِيْقِ أَمَّا المُزَاحَةُ، وَالمِرَاءُ فَدَعْهُمَا ... خُلُقَانِ لاَ أَرْضَاهُمَا لِصَدِيْقِ إِنِّيْ بَلَوْتُهُمَا فَلَمْ أَحْمَدْهُمَا ... لِمُجَاوِرٍ جَاراً، وَلاَ لِرَفِيْقِ وَالجَهْلُ يُزْرِي بِالفَتَى فِي قَوْمِهِ ... وَعُرُوْقُهُ فِي النَّاسِ أَيُّ عروق

وَهَذَانِ البَيْتَانِ أَظُنُّهمَا لابْنِ المُبَارَكِ: مَنْ كَانَ ملتمسًا جليسًا صالحًا ... فليأت حلقة مسعربن كِدَامِ فِيْهَا السَّكِيْنَةُ، وَالوَقَارُ، وَأَهْلُهَا ... أَهْلُ العَفَافِ، وَعِلْيَةُ الأَقْوَامِ وَمِنْ عَالِي حَدِيْثِهِ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ إِجَازَةً قَالُوا:، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَثَابِتٌ الزَّاهِدُ، وَخَلاَّدُ بنُ يَحْيَى قَالُوا:، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ مُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: دَخَلتُ المَسْجِدَ فَإِذَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- قَاعِدٌ فَقَالَ: "قُمْ, فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ" 1. وَبِهِ: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا نَائِلُ بنُ نَجِيْحٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَيْسَرَةَ عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ عُمَرَ فِي الجَنَّةِ لأَنَّ مَا رَأَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- فَهُوَ حَقٌّ فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- قَالَ: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَرَأَيتُ فِيْهَا قَصْراً فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا" قَالَ: لِعُمَرَ. "فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَذَكَرْتُ غَيْرَةَ عُمَرَ". فَقَالَ عُمَرُ: يا رسول الله أعليك أغار?2.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2394" حدثنا خلاد حدثنا مسعر، به. وأخرجه البخاري "931"، ومسلم "875" "55" من طريق سفيان، عن عمرو سمع جابر بن عبد الله قال: دخل رجل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: أصليت؟ قال: لا. قال: فصل ركعتين. 2 صحيح: وهذا إسناد موضوع، فيه علتان: الأولى: محمد بن يونس، وهو الكديمي البصري، أحد المتروكين. قال ابن عدي: قد اتهم الكديمي بالوضع. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَعَلَّهُ قَدْ وَضَعَ أَكْثَر من ألف حديث. وقال أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: رَأَيْتُ أَبَا دَاوُدَ يُطْلِقُ في الكديمي الكذب، وكذا كذبه موسى بن هارون. وقال الدارقطني: يتهم بوضع الحديث. والعلة الثانية: شيخه نائل بن نجيح، تكلم فيه الدارقطني. وقال ابن عدي: أحاديثه مظلمة لكن قد ورد الحديث عند البخاري "3679" حدثنا حجاج بن منهال حدثن عبد العزيز بن الماجشون حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رأيتني دخلت الجنة، فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفة فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال. ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت: لمن هذا؟ فقال: لعمر. فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيرتك. فقال عمر: بأبي وأمي يا رسول الله: أعليك أغار"؟. وأخرجه البخاري "3680" بإسناده عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ قال: بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرة تتوض إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر، فذكرت غيرته فوليت مدبرا. فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ المُؤَيَّدِ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِملاَءً سنة تسع، وثمانين وثلاثمائة، قال: قرىء عَلَى أَبِي قَاسِمٍ البَغَوِيِّ، -وَأَنَا أَسْمَعُ- قِيْلَ لَهُ: حَدَّثَكُم عَبْدُ اللهِ بنُ عَوْنٍ الخَرَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ, عَنْ مِسْعَرٍ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- قَامَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ". اخْتُلِفَ عَلَى مِسْعَرٍ فِي إِسْنَادِه كَمَا سَتَرَى. وَبِهِ: إِلَى عِيْسَى بنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن عباس الوراق، حدثنا سَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ الحَرَّانِيُّ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَلِيِّ بنِ الأَقْمَرِ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- يَقُوْمُ حَتَّى تَفَطَّرَ قَدَمَاهُ". فَقِيْلَ لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، وَمَا تَأَخَّرَ? قَالَ: "أَفَلاَ أَكُوْنُ عَبْداً شَكُوْراً". وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ قَالاَ:، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ صَصْرَى، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ الأَسَدِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى بنُ الحُبُوْبِيِّ، وَأَنْبَأَنَا أَبُو المَعَالِي القَرَافِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو البَرَكَاتِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو العَشَائِرِ مُحَمَّدُ بنُ خَلِيْلٍ، وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُؤْمِنٍ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ القَوَّاسِ، وَعَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى بنُ الحُبُوْبِيِّ قَالُوا ثَلاَثَتَهُم:، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُثْمَانَ التَّمِيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ المُخَرِّمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن، واقد عن سفيان أبو مِسْعَرٍ عَنِ ابْنِ الأَقْمَرِ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- يَقُوْمُ حَتَّى تَفَطَّرَ قَدَمَاهُ1". الحَدِيْثَ. تَفَرَّد بِهِ عَبْدُ اللهِ بنُ، وَاقِدٍ أَبُو قَتَادَةَ الحَرَّانِيُّ هَكَذَا.، وَحَدِيْثُ مُحَمَّدِ بن بِشْرٍ العَبْدِيِّ عَنْ مِسْعَرٍ عِلَّةٌ لَهُ.، وَقَدْ رَوَاهُ خَلاَّدُ بنُ يَحْيَى، وَجَمَاعَةٌ عَنْ مِسْعَرٍ فَقَالَ: عَنْ زِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ عَنِ المُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ، وَهَذَا أصح الأقوال، والله أعلم. الفَلاَّسُ: سَمِعْتُ ابْنَ المَهْدِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ثِقَةً? فَقَالَ: كَانَ مُؤَدِّباً، وَكَانَ خِيَاراً الثِّقَةُ شُعْبَةُ، ومسعر.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1130" و"6471"، من طريق مسعر، وأخرجه البخاري أيضا "4836" من طريق ابن عيينة كلاهما عن زياد بن علاقة، قال: سمعت المغيرة -رضي الله عنه- يقول: وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم -أو ليصلي حتى ترم قدماه- أو ساقاه- فيقال له، فيقول: أفلا أكون عبدا شكورا". قوله: تفطر: تشقق.

أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُوْلُ: مِسْعَرٌ أَثْبَتُ, ثُمَّ سُفْيَانُ, ثُمَّ شُعْبَةُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُوْلُ: كان مسعر شكاكًا في حديثه، وليس يخطىء فِي شَيْءٍ مِنْ حَدِيْثِهِ, إلَّا فِي حَدِيْثٍ وَاحِدٍ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: كُوْفِيٌّ ثِقَةٌ ثَبْتٌ. كَانَ الأَعْمَشُ يَقُوْلُ: شَيْطَانُ مِسْعَرٍ يَسْتَضعِفُهُ يُشَكِّكُه فِي الحديث كان يَقُوْلُ الشِّعْرَ.، وَقَالَ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ: ثِقَةٌ.، وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: حُجَّةٌ مَنْ بِالكُوْفَةِ مِثْلُه?، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مِسْعَرٌ أَتقَنُ مِنْ سُفْيَانَ، وَأَجْوَدُ حَدِيْثاً، وَأَعْلَى إِسْنَاداً، وَهُوَ أَتقَنُ مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ.، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَى مِسْعَرٌ عَنْ مائَةٍ لَمْ يَروِ عَنْهُم سُفْيَانُ. مُحَمَّدُ بنُ عَمَّارٍ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: الإِيْمَانُ يَزِيْدُ وَيَنْقُصُ. قُلْتُ: مَا تَقُوْلُ أَنْتَ يَا أَبَا نُعَيْمٍ? فَزَوَرَنِي، وَقَالَ: أَقُوْلُ بِقَوْلِ سُفْيَانَ.، وَلقَدْ مَاتَ مِسْعَرٌ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِهِم، وَسُفْيَانُ، وَشَرِيْكٌ شَاهِدَانِ فَمَا حَضَرَا جِنَازَتَه. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ ومائة.

مالك بن مغول

1057- مالك بن مغول 1: "ع" ابن عاصم بن غزية بن خرشة, الإِمَامُ, الثِّقَةُ, المُحَدِّثُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ, الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ بُرَيْدَةَ، وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَطَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، وَالحَكَمِ، وَعَوْنِ بنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَقَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدِ بنِ سُوْقَةَ، وَسِمَاكٍ، وَزُبَيْدٍ اليَامِيِّ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ شَيْخُهُ، وَشُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَمِسْعَرٌ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ زَكَرِيَّا، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَشُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ الأَشْجَعِيُّ، وَوَكِيْعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَبِيْصَةُ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَابِقٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَخَلاَّدُ بنُ يَحْيَى، وَعَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفريابي، وخلق سواهم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 365"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1339"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 961"، الأنساب للسمعاني "8/ 113"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 186"، العبر "1/ 233 و302 و323"، الكاشف "3/ ترجمة 5358"، تاريخ الإسلام "6/ 272"، تهذيب التهذيب "/22/ 10"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6825"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 247".

قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ, ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ. وَقَالَ العجلي: رجل صالح مبرز في الفضل. وَقَالَ أَحْمَدُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: قَالَ رَجُلٌ لِمَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ: اتَّقِ اللهَ. فَوَضَعَ خَدَّهُ بِالأَرْضِ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ سَادَةِ العُلَمَاءِ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ، وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَالرَّبِيْعُ بنُ يَحْيَى الأُشْنَانِيُّ، وَبَيْنَ، وَفَاتِهِمَا سَبْعٌ أَوْ ثَمَانٍ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً، وَحَدِيْثُهُ يَكُوْنُ نَحْواً مِنْ مائَةِ حَدِيْثٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ بِيْبَرْسُ المَجْدِيُّ بِحَلَبَ، أَنْبَأَنَا أَبُو البَرَكَاتِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ شَاتِيْلَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ بنُ خُشَيْشٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، أَنْبَأَنَا أبو بكر النجاد قال: قرىء عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدٍ -وَأَنَا أَسْمَعُ- حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، أَنْبَأَنَا مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: "كَأَنِّيْ أَنظُرُ إِلَى، وَبِيْصِ الطِّيْبِ فِي مَفْرِقِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ-، وَهُوَ مُحْرِمٌ1". أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ من حديث إسرائيل، وأخيه يُوْسُفَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَمِنْ حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ عَنْ مَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ كِلاَهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ نَحْوَهُ. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ حَمْزَةَ الحَاكِمُ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ العُمَرِيُّ، وَهُدْبَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ قَالُوا:، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ حَمَّوَيْه، أَنْبَأَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: مَا حَدَّثُوْكَ هَؤُلاَءِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- فَخُذْهُ، وَمَا قَالُوْهُ بِرَأْيِهِم فألقه في الحش2.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 250"، ومسلم "1190" "43"، والطحاوي "2/ 129" من طريق مالك ابن مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيْهِ، عن عائشة، به. وأخرجه البخاري "5923"، ومسلم "1190" "44"، والنسائي "5/ 139"، والطحاوي "2/ 129" من طريق إبي إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن الأسود، به. وأخرجه الطيالسي "1/ 208"، وأحمد "6/ 191"، والبخاري "271" و"5918"، ومسلم "1190" "42"، والنسائي "5/ 139"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "2/ 129"، والبيهقي في "السنن" "5/ 34" من طريق شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، عن الأسود عن عائشة، به. قوله: "الوبيص": بفتح الواو وكسر الباء: هو البريق. وقوله: "المفرق": هو واسط الرأس. 2 الحش: المتوضأ، سمي به لأنهم كانوا يذهبون عند قضاء الحاجة إلى البساتين، وقيل إلى النخل المجتمع يتغوطون فيها على نحو تسميتهم الفناء عذرة. والجمع من ذلك حشان وحشان وحشاشين، والأخيرة جمع الجمع.

عبد الرحمن بن يزيد

1058- عبد الرحمن بن يزيد 1: "ع" ابن جابر, الإِمَامُ, الحَافِظُ, فَقِيْهُ الشَّامِ مَعَ الأَوْزَاعِيِّ, أَبُو عُتْبَةَ الأَزْدِيُّ, الدِّمَشْقِيُّ, الدَّارَانِيُّ. وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ، وَرَأَى الكِبَارَ، وَرَأَى بَعْضَ الصَّحَابَةِ فِيْمَا أَرَى. وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ الأَسْوَدِ، وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَمَكْحُوْلٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرٍ اليَحْصُبِيِّ، وَابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَأَبِي كَبْشَةَ السَّلُوْلِيِّ، وَعَطِيَّةَ بنِ قَيْسٍ، وَخَلْقٍ. حَدَّثَ عَنْهُ:، وَلَدُهُ عَبْدُ اللهِ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ شَابُوْرَ، وَأَيُّوْبُ بنُ سُوَيْدٍ، وَحُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَقَدْ لَحِقَه أَبُو مُسْهِرٍ، وَرَآهُ لَكِنْ مَا سَمِعَ مِنْهُ.، وَبَلَغَنَا أَنَّ المَنْصُوْرَ اسْتَقدَمَهُ إِلَى بَغْدَادَ فَوَفَدَ عَلَيْهِ. رَوَى الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ أَرتَدِفُ خَلْفَ أَبِي فِي أَيَّامِ الوَلِيْدِ فَقَدِمَ عَلَيْنَا سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ فَدَعَاهُ أَبِي إِلَى الحَمَّامِ، وَصَنَعَ لَهُ طَعَاماً، وكنت آتي المقاسيم أَيَّامَ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ. وَرَوَى صَدَقَةُ بنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بنُ اللَّجْلاَجِ لِمَكْحُوْلٍ: سَلْ هَذَا عَمَّا كَانَ، وَعَمَّا لَمْ يَكُنْ يَعْنِي ابْنَ جَابِرٍ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ابْنُ جَابِرٍ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ الوَلِيْدُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ يَقُوْلُ: لاَ تَكتُبُوا العِلْمَ إلَّا مِمَّنْ يُعرَفُ بِطَلَبِ الحَدِيْثِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَخَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.، وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ. فَأَمَّا رَفِيْقُهُ، وَسَمِيُّهُ:

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 466"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1155"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 397 و453" و"3/ 453"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1421"، تاريخ بغداد "10/ 211"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 178"، تاريخ الإسلام "6/ 238"، الكاشف "2/ ترجمة 3388"، العبر "1/ 222"، ميزان الاعتدال "2/ 598- 599"، تهذيب التهذيب "6/ 297"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4284".

عبد الرحمن بن يزيد1

1059- عبد الرحمن بن يزيد 1: ابن تَمِيْمٍ السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ, صَاحِبُ مَكْحُوْلٍ, فَضَعَّفَهُ الجَمَاعَةُ، وَكِلاَهُمَا قَدْ قَدِمَ العِرَاقَ، وَحَدَّثَ بِهَا، وَقَدْ سمع أبو أسامة من هذا السلمي، وَاعْتَقَدَ أَنَّهُ ابْنُ جَابِرٍ, فَوَهِمَ. وَقَدْ سُقْتُ تَرْجَمَةَ السُّلَمِيِّ فِي "التَّارِيْخِ الكَبِيْرِ", وَفِي "مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ". وَقَدْ رَوَى أَيْضاً عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَبِلاَلِ بنِ سَعْدٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، وَمُطْعِمِ بنِ المِقْدَامِ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدَاهُ خَالِدٌ، وَحَسَنٌ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَأَبُو المُغِيْرَةِ الخَوْلاَنِيُّ، وَغَيْرُهُم. قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: قَدِمَ هُوَ، وَثَوْرٌ، وَبُرْدُ بنُ سِنَانٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ رَاشِدٍ، وَابْنُ ثَوْبَانَ إِلَى العِرَاقِ فَرُّوا مِنَ القَتْلِ كَانُوا قَدَرِيَّةً. قُلْتُ: وَتُوُفِّيَ ابْنُ تميم سنة بضع وخمسين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1156"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 395" و"3/ 53"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1423"، المجروحين لابن حبان "2/ 55"، تاريخ الإسلام "6/ 238"، الكاشف "2/ ترجمة 3387"، ميزان الاعتدال "2/ 598"، تهذيب التهذيب "6/ 295"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4283"، شذرات الذهب لابن العماد "1/ 236".

عبد الواحد بن زيد

1060- عبد الواحد بن زيد 1: الزَّاهِدُ, القُدْوَةُ, شَيْخُ العُبَّادِ, أَبُو عُبَيْدَةَ البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وعبد الله بن راشد، وعبادة ابن نُسَيٍّ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ السَّمَّاكِ، وَوَكِيْعٌ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَابِ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَآخَرُوْنَ.، وَحَدِيْثُه مِنْ قَبِيْلِ الوَاهِي عِنْدَهُم. قَالَ البُخَارِيُّ: تَرَكُوْهُ.، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوْكُ الحديث.، وقال ابن حِبَّانَ: كَانَ مِمَّنْ غَلَبَ عَلَيْهِ العِبَادَةُ حَتَّى غَفِلَ عَنِ الإِتقَانِ فَكَثُرَتِ المَنَاكِيْرُ فِي حَدِيْثِهِ. قَالَ ابْنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: قَالَ لِي أَبُو سُلَيْمَانَ: أَصَابَ عَبْدَ الوَاحِدِ الفَالِجُ فَسَأَلَ اللهَ أَنْ يُطْلِقَهُ فِي، وَقْتِ الوُضُوْءِ فَكَانَ إِذَا أَرَادَ الوُضُوْءَ انْطَلَقَ، وَإِذَا رَجَعَ إِلَى سَرِيْرِه فلج. وعنه قال: علكيم بِالخُبْزِ، وَالمِلْحِ فَإِنَّهُ يُذِيبُ شَحْمَ الكُلَى، وَيَزِيْدُ فِي اليَقِيْنِ. قَالَ مُعَاذُ بنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الوَاحِدِ بنَ زَيْدٍ غَيْرَ مرَّةٍ يَقُوْلُ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي جَمِيْعَ مَا حَوَتْهُ البَصْرَةُ بِفِلْسَيْنِ. وَعَنْ رَجُلٍ قَالَ: وَعَظَ عَبْدُ الوَاحِدِ فَنَادَى رَجُلٌ: كُفَّ فَقَدْ كَشَفْتَ قِنَاعَ قَلْبِي. فَمَا الْتَفَتَ، وَمَرَّ فِي المَوْعِظَةِ فَحَشْرَجَ2 الرَّجُلُ، وَمَاتَ فَشَهِدتُ جِنَازَتَه. وَقَالَ مِسْمَعُ بنُ عَاصِمٍ: شَهِدتُ عَبْدَ الوَاحِدِ يَعِظُ فَمَاتَ فِي المَجْلِسِ أَرْبَعَةٌ. وَعَنْ حُصَيْنٍ الوَزَّانِ قَالَ: لَوْ قُسِمَ بَثُّ3 عَبْدِ الوَاحِدِ عَلَى أَهْلِ البَصْرَةِ لَوَسِعَهُم. وَكَانَ يَقُوْمُ إِلَى مِحْرَابِهِ كَأَنَّهُ رَجُلٌ مُخَاطَبٌ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الخُزَاعِيِّ قَالَ: صَلَّى عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زَيْدٍ الصُّبْحَ بِوُضُوْءِ العَتَمَةِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: فَارَقَ عَمْرَو بنَ عُبَيْدٍ لاعْتِزَالِهِ، وَقَالَ بِصِحَّةِ الاكتِسَابِ، وَقَدْ نُسِبَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ القَدَرِ، وَلَمْ يُشْهَرْ بل نصب نفسه للكلام في مذاهب النُّسَّاكِ، وَتَبِعَهُ خَلقٌ.، وَقَدْ كَانَ ثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَمَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ يَعِظَانِ أَيْضاً، وَلَكِنَّهُمَا كَانَا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ. وَكَانَ عَبْدُ الوَاحِدِ صَاحِبَ فُنُوْنٍ دَاخِلاً فِي مَعَانِي المَحَبَّةِ، وَالخُصُوصِ قَدْ بَقِيَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ رُؤْيَةِ الاكتِسَابِ، وَفِي ذَلِكَ شَيْءٌ مِنْ أُصُوْلِ أَهْلِ القَدَرِ فَإِنَّ عِنْدَهُم: لاَ نَجَاةَ إلَّا بِعَمَلٍ. فَأَمَّا أَهْلُ السُّنَّةِ فَيَحُضُّونَ عَلَى الاجْتِهَادِ فِي العَمَلِ، وَلَيْسَ بِهِ النَّجَاةُ، وَحدَهُ دُوْنَ رَحْمَةِ اللهِ. وَكَانَ عَبْدُ الوَاحِدِ لاَ يُطْلِقُ: إِنَّ اللهَ يُضِلُّ العِبَادَ تَنْزِيْهاً لَهُ. وَهَذِهِ بِدْعَةٌ. وَفِي الجُمْلَةِ: عَبْدُ الوَاحِدِ مِنْ كِبَارِ العُبَّادِ، وَالكَمَالُ عَزِيْزٌ. وَقَدْ سُقْتُ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ"، ولكن ابن عوف، ومسعر، وهؤلاء أرفع وأجل. ومات بَعْدَ الخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَيُقَالُ: بَقِيَ إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَهَذَا بَعِيْدٌ جِدّاً، وَإِنَّمَا المُتَأَخِّرُ إِلَى هَذَا التَّارِيْخِ: الحَافِظُ عَبْدُ الوَاحِدِ بن زياد البصري.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1713"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 122"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 107"، المجروحين لابن حبان "2/ 154"، حلية الأولياء "6/ ترجمة 356"، تاريخ الإسلام "6/ 243"، ميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5288". 2 الحشرجة: الغرغرة عند الموت وتردد النفس. 3 البث: في الأصل أشد الحزن والمرض الشديد، كأنه من شدته يبثه صاحبه.

عاصم بن محمد، عاصم بن عمر

عاصم بن محمد، عاصم بن عمر: 1061- عاصم بن محمد 1: "ع" ابن زيد بن عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ القُرَشِيُّ, العَدَوِيُّ, العُمَرِيُّ, المَدَنِيُّ, الفَقِيْهُ, أَحَدُ الإِخْوَةِ. حَدَّثَ عَنْ أَبِيْهِ: وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، وَعَنْ أَخِيْهِ، وَاقِدٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.، وَاحْتَجَّ بِهِ أَرْبَابُ الصِّحَاحِ فَلاَ يُعَرَّجُ عَلَى قَوْلِ القَائِلِ: كُلُّ مَنِ اسْمُهُ عَاصِمٌ فَفِيْهِ ضَعفٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ، وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. أَمَّا قرابته: 1062- عاصم بن عمر 2: أَخُو: عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ العُمَرِيِّ الحَافِظِ: فَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.، وَقَالَ يَحْيَى بن معين: ليس بشيء. ذكرناه تمييزًا.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3074"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 493"، الجرح التعديل "6/ ترجمة 1931"، الكاشف "2/ ترجمة 2543"، العبر "1/ 356" تاريخ الإسلام "6/ 205"، تهذيب التهذيب "5/ 57"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3247". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 3042 و3082"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1915" المجروحين لابن حبان "2/ 127"، الكاشف "2/ترجمة 2533"، ميزان الاعتدال "2/ 355- 360"، تهذيب التهذيب "5/ ترجمة 82"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3237".

عباد بن راشد، عبد الرحمن بن شريح

عباد بن راشد، عبد الرحمن بن شريح: 1063- عباد بن راشد 1: "د، س، ق" بَصْرِيٌّ, صَدُوْقٌ, إِمَامٌ. رَوَى عَنِ: الحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي خَيْرَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ, وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَعَفَّانُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ صَالِحٌ، وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ.، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَأَنكَرَ أَبُو حَاتِمٍ عَلَى البُخَارِيِّ إِدخَالَهُ فِي كِتَابِ "الضُّعَفَاءِ". وَقَدْ خَرَّجَ لَهُ البُخَارِيُّ مَقْرُوْناً بِآخَرَ. أَمَّا أَبُو دَاوُدَ فَضَعَّفَهُ.، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى نَحْوِ السِّتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَهُوَ أَقْوَى مِنْ عَبَّادِ بنِ مَنْصُوْرٍ. 1064- عَبْدُ الرحمن بن شريح 2: "ع" الإِمَامُ, القُدْوَةُ, الرَّبَّانِيُّ, أَبُو شُرَيْحٍ المَعَافِرِيُّ, الإِسْكَنْدَرَانِيُّ, العَابِدُ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي قَبِيْلٍ المَعَافِرِيِّ، وموسى بن، وردان، وأبي هانىء حميد ابن هانىء، وَأَبِي الزُّبَيْرِ المَكِّيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وابن، وهب، والمقرىء، وعبد الله بن صالح، وهانىء بنُ المُتَوَكِّلِ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مُتَأَلِّهاً زَاهِداً مُقْبِلاً عَلَى شَأْنِهِ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بأس به. قال هانىء بنُ المُتَوَكِّلِ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عُبَادَةَ المَعَافِرِيُّ قال: كنا عِنْدَ أَبِي شُرَيْحٍ -رَحِمَهُ اللهُ- فَكَثُرَتِ المَسَائِلُ, فَقَالَ: قَدْ دَرِنَتْ قُلُوْبُكُم فَقُوْمُوا إِلَى خَالِدِ بنِ حُمَيْدٍ المَهْرِيِّ اسْتَقِلُّوا قُلُوْبَكُم، وَتَعَلَّمُوا هَذِهِ الرَّغَائِبَ، وَالرَّقَائِقَ فَإِنَّهَا تُجَدِّدُ العِبَادَةَ، وَتُورِثُ الزَّهَادَةَ، وَتَجُرُّ الصَّدَاقَةَ، وَأَقِلُّوا المَسَائِلَ فَإِنَّهَا فِي غَيْرِ ما نزل تقسي القلب، وتورث العداوة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1608"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 126" والجرح والتعديل "6/ ترجمة 406"، والمجروحين لابن حبان "2/ 163"، تاريخ الإسلام "6/ 206"، الكاشف "2/ ترجمة 2587"، ميزان الاعتدال "2/ 365"، تهذيب التهذيب "5/ 92"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3302". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 516"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 966"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1161"، ميزان الاعتدال "2/ 569"، العبر "1/ 250ط، تهذيب التهذيب "6/ 193"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4122"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 263".

قُلْتُ: صَدَقَ، -وَاللهِ- فَمَا الظَّنُّ إِذَا كَانَتْ مَسَائِلُ الأُصُوْلِ، وَلوَازِمُ الكَلاَمِ فِي مُعَارَضَةِ النَّصِّ؟ فَكَيْفَ إِذَا كَانَتْ مِنْ تَشْكِيكَاتِ المَنطِقِ، وَقَوَاعِدِ الحِكْمَةِ، وَدِيْنِ الأَوَائِلِ? فكَيْفَ إِذَا كَانَتْ مِنْ حَقَائقِ "الاتِّحَادِيَّةِ"1، وَزَنْدَقَةِ السَّبْعِيْنِيَّةِ2, وَمَرَقِ "البَاطِنِيَّةِ"? فَوَاغُربَتَاهُ، ويا قلة ناصراه. آمنت بالله، ولا قوةإلَّا بالله. مَاتَ أَبُو شُرَيْحٍ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ، وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبْعِيْنَ، وَمِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ، وَمَا هُوَ بِأَخٍ لِحَيْوَةَ بنِ شريح المذكور إلَّا في التقوى، والعلم.

_ 1 الاتحادية: هم الذين يقولون بوحدة الوجود، فالله -تعالى- يحل في جميع الأجساد ويتحد معها، فكل ما يقع عليه عينك فهو الله، حتى قال محي الدين بن عربي في كتابه "الفتوحات المكية": ما الكلب والخنزير إلا الهنا ... وما الله إلا راهب في كنيسة تعالى الله عما يقولون علوا كبيرأن فالله سبحانه فوق العرش مستو عليه، والعرش فوق السموات السبع كما قال -تعالى- عن نفسه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} بائن عن خلقه ولا يدلخ في ذاته شيء من مخلوقاته، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة الذي لا يحيد عنه إلا ضال هالك. 2 السبعينية: فرقة نسبت إلى رئيسها عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن سبعين بن نصر بن فتح بن سبعين التعتكي الغافقي المرسي، ولد سنة أربع وعشرين وست مائة، له مقالة في تصوف الاتحادية. ذكر ابن دقيق العيد أنه جلس معه من ضحوة إلى قريب الظهر وهو يسرد كلاما يعقل مفرداته ولا يعقل مركباته كذا حكاه الذهبي. واشتهر عنه مقالة ردية وهي قوله: لقد كذب ابن أبي كبشة على نفسه حيث قال لا نبي بعدي، ويقال إنه فر من العرب بسبب ذلك قاله الذهبي. صاحب طائفة من السفينة فأخذوا يهونون له ترك الصلاة. وحكى ابن تيمية أن ابن سبعين كان يقول أن تصوف ابن العربي فلسفة حمة -أي دقيقة النظر-. الصلاة. وحكى ابن تيمية أن ابن سبعين كان يقول أن تصوف ابن العربي فلسفة حمة -أي دقيقة النظر-. وكان يقول في الله -عز وجل- إنه حقيقه الموجودات تعالى الله عما يقول علوا كبيرا. راجع ترجمته في لسان الميزان "2/ 392"، النجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "2/ 196"، شذرات الذهب لابن العماد "5/ 329".

عبد العزيز بن أبي رواد

1065- عبد العزيز بن أبي رواد 1: "4" شَيْخُ الحَرَمِ. وَاسْمُ أَبِيْهِ: مَيْمُوْنٌ. وَقِيْلَ: أَيْمَنُ بنُ بَدْرٍ, مَوْلَى الأَمِيْرِ المُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَةَ, الأَزْدِيُّ المَكِّيُّ, أَحَدُ الأَئِمَّةِ العُبَّادِ، وَلَهُ جَمَاعَةٌ إِخْوَةٌ. حَدَّثَ عَنْ: سَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَالضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَلَيْسَ هُوَ بِالكَثِيْرِ لِلْحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ, فَقِيْهُ مَكَّةَ عَبْدُ المَجِيْدِ بنُ أَبِي رَوَّادٍ، وَحُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَمَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: كَانَ مِنْ أَعَبْدِ النَّاسِ. وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: مَكَثَ ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً لَمْ يَرْفَعْ طَرْفَه إِلَى السَّمَاءِ, فَبَيْنَا هُوَ يَطُوْفُ حَوْلَ الكَعْبَةِ, إِذْ طَعَنَهُ المَنْصُوْرُ بِأُصْبُعِهِ, فَالتَفَتَ, فَقَالَ: قد علمت أنها طعنة جبار. قَالَ شَقْيْقٌ البَلْخِيُّ: ذَهَب بَصَرُ عَبْدِ العَزِيْزِ عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَلَمْ يَعْلَمْ بِهِ أَهْلُهُ وَلاَ وَلَدُهُ. وَعَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ مِنْ أَحْلَمِ النَّاسِ فَلَمَّا لَزِمَهُ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ قَالَ: تَرَكُونِي كَأَنِّيْ كَلْبٌ هرار. قال أبو عبد الرحمن المقرىء: مَا رَأَيتُ أَحَداً قَطُّ أَصْبَرَ عَلَى طُوْلِ القِيَامِ مِنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ. خَلاَّدُ بنُ يَحْيَى:، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مِنْ رَأْسِ التَّوَاضُعِ الرِّضَا بِالدُّوْنِ مِنْ شَرَفِ المَجَالِسِ. قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ يَزِيْدَ مَرْدَوَيْه: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَنَّ عَبْدَ العَزِيْزِ بنَ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ لأَخٍ لَهُ: أَقْرِضْنَا خَمْسَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ إِلَى المَوْسِمِ فَسُرَّ التَّاجِرُ، وَحَمَلهَا إِلَيْهِ. فَلَمَّا جَنَّهُ اللَّيْلُ قَالَ: مَا صَنَعتَ يَا ابْنَ أَبِي رَوَّادٍ? شَيْخٌ كَبِيْرٌ، وَأَنَا كَذَلِكَ مَا أَدْرِي مَا يَحدُثُ بِنَا فَلاَ يَعْرِفُ لَهُ، وَلَدِي حَقَّه لَئِنْ أَصْبَحتُ لآتِيَنَّهُ، وَلأُحَالِلَنَّهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَعْطهِ أَفْضَلَ مَا نَوَى، وَدَعَا لَهُ وَقَالَ: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تُشَاوِرُنِي فَإِنَّمَا اسْتَقرَضْنَاهُ عَلَى اللهِ فَكُلَّمَا اغْتَمَمْنَا بِهِ كَفَّرَ اللهُ بِهِ عَنَّا فَإِذَا جَعَلَتْنَا فِي حِلٍّ كَأَنَّهُ يسْقطُ ذَلِكَ. فَكَرِهَ التَّاجِرُ أَنْ يُخَالِفَهُ فَمَا أَتَى المَوْسِمُ حَتَّى مات الرجل فأتى أولاده، وقال: مَالُ أَبِيْنَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. فَقَالَ لَهُم: لَمْ يَتَهَيَّأْ، وَلَكِنَّ المِيْعَادَ بَيْنَنَا المَوْسِمُ الآتِي فَقَامُوا مِنْ عِنْدِهِ فَلَمَّا كَانَ المَوْسِمُ الآتِي لَمْ يَتَهَيَّأِ المَالُ فَقَالُوا: أَيْش أَهْوَنُ عَلَيْكَ مِنَ الخُشُوْعِ، وَتَذهَبُ بِأَمْوَالِ النَّاسِ فَرَفَعَ رَأْسَه فَقَالَ: رَحِمَ اللهُ أَبَاكُم قَدْ كَانَ يَخَافُ هَذَا، وَشِبْهَهُ، وَلَكِنَّ الأَجَلَ بَيْنَنَا المَوْسِمُ الآتِي، وَإِلاَّ فَأَنْتُم فِي حِلٍّ مِمَّا قُلْتُم. قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَ المَقَامِ إِذْ، وَرَدَ عَلَيْهِ غُلاَمٌ كَانَ قَدْ هَرَبَ لَهُ إِلَى الهِنْدِ بِعَشْرَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ اتَّجَرَ، وَأَنَّ مَعَهُ مِنَ التِّجَارَةِ مَا لاَ يُحصَى. قَالَ سُفْيَانُ: فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَكَ الحَمْدُ سَأَلنَاكَ خَمْسَةَ آلاَفٍ فَبَعَثْتَ إِلَيْنَا عَشْرَةَ آلاف, يا عبد المجيد احمل

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 493"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1561"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/700"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1830"، المجروحين لابن حبان "2/ 136"، تاريخ الإسلام "6/ 239"، الكاشف "2/ ترجمة 3435"، ميزان الاعتدال "2/ 628"، تهذيب التهذيب "6/ 338"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4348"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 246".

العَشْرَةَ آلاَفٍ إِلَيْهِم, خَمْسَةً لَهُم، وَخَمْسَةً لِلإِخَاءِ الَّذِي بَيْنَنَا، وَبَيْنَ أَبِيْهِم، وَقَالَ العَبْدُ: مَنْ يَقبِضُ مَا مَعِي? فَقَالَ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ، وَمَا مَعَكَ فَلَكَ. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ: سَأَلْتُ عَطَاءَ بنَ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ قَوْمٍ يَشْهَدُوْنَ عَلَى النَّاسِ بِالشِّرْكِ, فَأَنْكَرَ ذَلِكَ. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ: اللَّهُمَّ مَا لَمْ تَبْلُغْهُ قُلُوْبُنَا مِنْ خَشْيَتِكَ, فَاغفِرْهُ لَنَا يَوْمَ نِقْمَتِكَ مِنْ أَعْدَائِكَ. وَعَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ: وَسُئِلَ: مَا أَفْضَلُ العِبَادَةِ? قَالَ: طُوْلُ الحُزْنِ. قُلْتُ: كان ابن أبي رواد كثير المحاسن, لكن مرجىء. قَالَ مُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: مَاتَ عَبْدُ العَزِيْزِ, فَجِيْءَ بِجَنَازَتِه, فَوُضِعَتْ عِنْدَ بَابِ الصَّفَا، وَجَاءَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, فَقَالَ النَّاسُ: جَاءَ سُفْيَانُ, جَاءَ سُفْيَانُ. فَجَاءَ حَتَّى خَرَقَ الصُّفُوفَ، وَجَاوَزَ الجَنَازَةَ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا, لأَنَّهُ كَانَ يَرَى الإِرْجَاءَ. فَقِيْلَ لِسُفْيَانَ فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّيْ لأَرَى الصَّلاَةَ عَلَى مَنْ هُوَ دُوْنَه عِنْدِي، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ أُرِيَ النَّاسَ أَنَّهُ مَاتَ عَلَى بِدعَةٍ. يَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي رَوَّادٍ يَسْأَلُ هِشَامَ بنَ حَسَّانٍ فِي الطَّوَافِ: مَا كَانَ الحَسَنُ يَقُوْلُ فِي الإِيْمَانِ? قَالَ: كَانَ يَقُوْلُ: قَوْلٌ وَعَمَلٌ. قَالَ: فَمَا كَانَ ابْنُ سِيْرِيْنَ يَقُوْلُ? قَالَ: كَانَ يَقُوْلُ: آمَنَّا بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ. فَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ: كَانَ ابْنُ سِيْرِيْنَ، وَكَانَ ابْنُ سِيْرِيْنَ. فَقَالَ هِشَامٌ: بَيَّنَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِرْجَاءَ بَيَّنَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإرجاء. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: غِبتُ عَنْ مَكَّةَ, فَجِئْتُ فَتَلَقَّانِي الثَّوْرِيُّ, فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ عُيَيْنَةَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رَوَّادٍ يُفْتِي المُسْلِمِيْنَ. قُلْتُ:، وَفَعَلَ? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ الثَّوْرِيِّ فَمَرَّ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رَوَّادٍ فَقَالَ الثَّوْرِيُّ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ شَابّاً أَفْقَهَ مِنْهُ شَيْخاً.، وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: جَاءَ عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ إِلَى ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ فَدَقَّ عَلَيْهِ بَابَه، وَقَالَ: أَينَ الضَّالُّ? قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ مُرْجِئاً رَجُلاً صَالِحاً، وَلَيْسَ هُوَ فِي التَّثْبِيْتِ كَغَيْرِهِ.، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَوَى عَنْ نَافِعٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ: نُسْخَةً مَوْضُوْعَةً، وَكَانَ يُحَدِّثُ بِهَا تَوَهُّماً لاَ تَعَمُّداً قُلْتُ: الشَّأْنُ فِي صِحَّةِ إِسْنَادِهَا إِلَى عَبْدِ العَزِيْزِ فَلَعَلَّهَا قَدْ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وَلَهُ أَخَوَانِ: عُثْمَانُ: رَوَى لَهُ البُخَارِيُّ فِي "صَحِيْحِهِ"، وَجَبَلَةُ.

شعيب بن أبي حمزة

1066- شعيب بن أبي حمزة 1: "ع" الإِمَامُ, الثِّقَةُ, المُتْقِنُ, الحَافِظُ, أَبُو بِشْرٍ الأُمَوِيُّ, مَوْلاَهُم الحِمْصِيُّ, الكَاتِبُ. وَاسْمُ أَبِيْهِ: دِيْنَارٌ. سَمِعَ الزُّهْرِيَّ -فَأَكْثَرَ -وَنَافِعاً، وَعِكْرِمَةَ بنَ خَالِدٍ، ومحمد بن المنكدر، وَزَيْدَ بنَ أَسْلَمَ، وَأَبَا الزِّنَادِ، وَأَبَا طُوَالَةَ عَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدَ الوَهَّابِ ابن بُخْتٍ، وَعِدَّةً. وَعَنْهُ: ابْنُهُ بِشْرٌ، وَبَقِيَّةُ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ حِمْيَرٍ، وَأَبُو حَيْوَةَ شُرَيْحُ بنُ يَزِيْدَ، وَأَبُو اليَمَانِ، وَعَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ بَدِيعَ الكِتَابَةِ، وَافِرَ المَهَابَةِ. سَمِعَهُ مُحَمَّدُ بنُ حِمْيَرٍ يَقُوْلُ: رَافَقتُ الزُّهْرِيَّ إِلَى مَكَّةَ, فَكُنْتُ أَدرُسُ أَنَا وَهُوَ القُرْآنَ جَمِيْعاً. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَبُوْهُ دِيْنَارٌ مَوْلَى زِيَادٍ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: قُلْتُ لِيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: فَشُعَيْبٌ فِي الزُّهْرِيِّ? قَالَ: هُوَ مِثْلُ يُوْنُسَ، وَعُقَيْلٍ, كَتَبَ عَنِ الزُّهْرِيِّ إِملاَءً لِلسُّلْطَانِ كَانَ كَاتِباً. قُلْتُ: يَعْنِي بِالسُّلْطَانِ هِشَامَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي: كَيْفَ سَمَاعُ شُعَيْبٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ? قَالَ: حَدِيْثُه يُشبِهُ حَدِيْثَ الإِملاَءِ. ثُمَّ قَالَ أَبِي: الشَّأْنُ فِيْمَنْ سَمِعَ مِنْ شُعَيْبٍ كَانَ رَجُلاً ضَيِّقاً فِي الحَدِيْثِ قُلْتُ: كَيْفَ سَمَاعُ أَبِي اليَمَانِ مِنْهُ? قَالَ: كَانَ يَقُوْلُ: أَنْبَأَنَا شُعَيْبٌ. قُلْتُ: فَسَمَاعُ ابْنِه بِشْرٍ? قَالَ: كَانَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي أَبِي. قُلْتُ: فَسَمَاعُ بَقِيَّةَ? قَالَ: شَيْءٌ يَسِيْرٌ. ثُمَّ قَالَ:، وَلَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ جَمَعَ جَمَاعَةً بَقِيَّةَ، وَابْنَهُ فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبِي ارْوُوْهَا عَنِّي. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ قَالَ: رَأَيتُ كُتُبَ شُعَيْبٍ فَرَأَيتُ كُتُباً مَضْبُوْطَةً مُقَيَّدَةً.، وَرَفَعَ أَحْمَدُ مِنْ ذِكْرِهِ. قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مَنْ يُوْنُسَ? قَالَ: فَوْقَه. قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنْ عُقَيْلٍ? قَالَ: فَوْقَه. قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنَ الزُبَيْدِيِّ? قَالَ: مِثْلَه. قَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: كَانَ شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ قَلِيْلَ السَّقطِ. وَقَالَ الأَثْرَمُ: قَالَ أَحْمَدُ: نَظَرْتُ فِي كُتُبِ شُعَيْبٍ, كَانَ ابْنُهُ يُخْرِجُهَا إِلَيَّ, فإذا بها من

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 468"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2576"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1508"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 207"، الكاشف "2/ ترجمة 2308"، تهذيب التهذيب "4/ 351"، خلاصة الخرزجي "1/ ترجمة 2959"، شذرات الذهب "1/ 257".

الحَسَنِ، وَالصِّحَّةِ مَا لاَ يَقْدِرُ فِيْمَا أَرَى بَعْضُ الشَّبَابِ أَنْ يَكْتُبَ مِثْلَهَا صِحَّةً، وَشَكلاً، وَنَحْوَ ذَا. قَالَ المُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ: كَانَ عِنْدَ شعيب عن الزهري نحو ألف، وسبعمئة حَدِيْثٍ. وَقَالَ عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: أَثْبَتُهُم فِي الزُّهْرِيِّ مَالِكٌ، وَمَعْمَرٌ، وَعُقَيْلٌ، وَيُوْنُسُ، وَشُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ. قَالَ عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ: كَانَ شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ عِنْدَنَا مِنْ كِبَارِ النَّاسِ، وَكُنْتُ أَنَا، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ كَثِيْرٍ مِنْ أَلْزَمِ النَّاسِ لَهُ، وَكَانَ ضِنِّيْناً بِالحَدِيْثِ كَانَ يَعِدُنَا المَجْلِسَ فَنُقِيْمُ نَقْتَضِيهِ إِيَّاهُ فَإِذَا فَعَلَ فَإِنَّمَا كِتَابُه بِيَدِهِ مَا يَأْخُذُه أَحَدٌ، وَكَانَ مِنْ صِنفٍ آخَرَ فِي العِبَادَةِ، وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ هِشَامٍ عَلَى نَفَقَاتِهِ، وَكَانَ الزُّهْرِيُّ مَعَهُم بِالرُّصَافَةِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ لِبَقِيَّةَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ مَجِلَتْ يَدِي مِنَ العَمَلِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ: مَا كَانَ يَعْمَلُ? قَالَ: كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ يُعَالِجُهَا بِيَدِهِ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ قَالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ كُتُبِي فَعُرِضَ عَلَيْهِ كِتَابُ نَافِعٍ، وَأَبِي الزِّنَادِ. رَوَى أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ دُحَيْمٍ قَالَ: شُعَيْبٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ يُشبِهُ حَدِيْثُهُ حَدِيْثَ عُقَيْلٍ. ثُمَّ قَالَ:، وَالزُّبَيْدِيُّ فَوْقَه. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قَالَ لَنَا عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ: قِيْلَ لِشُعَيْبٍ: يَا أَبَا بِشْرٍ مَا لِبِشْرٍ لاَ يَحضُرُ مَعَنَا? قَالَ: شَغَلَهُ الطِّبُّ. قَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ فِي تَارِيْخِهِ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بن الكوفي قال: قلت لأبي اليمان مالي أَسْمَعُكَ إِذَا ذَكَرْتَ صَفْوَانَ بنَ عَمْرٍو تَقُوْلُ:، حدثنا صَفْوَانَ بنَ عَمْرٍو تَقُوْلُ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، وَإِذَا ذَكَرْتَ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي مَرْيَمَ تَقُوْلُ:، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَإِذَا ذَكَرْتَ شُعَيْبَ بنَ أَبِي حَمْزَةَ قُلْتَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ? فَغَضِبَ فَلَمَّا سَكَنَ قَالَ لِي مَرِضَ شُعَيْبٌ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيْهِ فَأَتَاهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ حِمْيَرٍ فِي رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ أَنَا أَصْغَرُهُم فَقَالُوا: كُنَّا نُحِبُّ أَنْ نَكْتُبَ عَنْكَ، وَكُنْتَ تَمْنَعُنَا. فَدَعَا بقفة له فقال: ما في هذهإلَّا مَا سَمِعْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَكَتَبتُهُ، وَصَحَّحْتُهُ فَلَمْ يَخْرُجْ مَنْ يَدِي فَإِنْ أَحبَبْتُم فَاكتُبُوهَا. قَالُوا: فَنَقُولُ مَاذَا? قَالَ: تَقُوْلُوْنَ: أَنْبَأَنَا شُعَيْبٌ، وَأَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، وَإِنْ أَحبَبْتُم أَنْ تَكْتُبُوهَا عَنِ ابْنِي فَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى شُعَيْبٍ حين احْتُضِرَ فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبِي فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا فَلْيَأْخُذْهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِضَ فَلْيَعرِضْ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَ فَلْيَسْمَعْهَا مِنِ ابْنِي فَإِنَّهُ سَمِعَهَا مِنِّي.

قُلْتُ: فَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ عَامَّةَ مَا يَرْوِيْهِ أَبُو اليَمَانِ عَنْهُ بِالإِجَازَةِ، وَيُعَبِّرُ عَنْ ذَلِكَ بِأَخْبَرَنَا، وَرِوَايَاتُ أَبِي اليَمَانِ عَنْهُ ثَابِتَةٌ فِي الصَّحِيْحَيْنِ، وَذَلِكَ بِصِيغَةِ: أَخْبَرَنَا.، وَمَنْ رَوَى شَيْئاً مِنَ العِلْمِ بِالإِجَازَةِ عَنْ مِثْلِ شُعَيْبِ بنِ أَبِي حَمْزَةَ فِي إِتقَانِ كُتُبِهِ، وَضَبطِهِ فَذَلِكَ حُجَّةٌ عِنْدَ المُحَقِّقِيْنَ مَعَ اشْتِرَاطِ أَنْ يَكُوْنَ الرَّاوِي بِالإِجَازَةِ ثِقَةً ثَبْتاً أَيْضاً فَمَتَى فُقِدَ ضُبِطَ الكِتَابُ المُجَازُ، وَإِتْقَانُهُ، وَتحَرِيْرُهُ أَوْ إِتقَانُ المُجِيْزِ أَوِ المُجَازُ لَهُ انحَطَّ المَروِيُّ عَنْ رُتْبَةِ الاحْتِجَاجِ بِهِ، وَمَتَى فُقِدَتِ الصِّفَاتُ كُلُّهَا لَمْ تَصِحَّ الرِّوَايَةُ عِنْدَ الجُمْهُوْرِ. وَشُعَيْبٌ رَحِمَهُ اللهُ فَقَدْ كَانَتْ كُتُبُهُ نِهَايَةً فِي الحُسْنِ، وَالإِتقَانِ، وَالإِعْرَابِ، وَعَرَفَ هُوَ مَا يُجِيْزُ، وَلِمَنْ أَجَازَ بَلْ رِوَايَةُ كُتُبِهِ بِالوِجَادَةِ كَافٍ فِي الحُجَّةِ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي اليَمَانِ عَنْهُ بِذَلِكَ دَلِيْلٌ عَلَى إِطْلاَقِ، أَخْبَرَنَا فِي الإِجَازَةِ كَمَا يَتَعَانَاهُ فُضَلاَءُ المُحَدِّثِيْنَ بِالمَغْرِبِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ التَّدْلِيسِ فَإِنَّهُ يُوهِمُ أَنَّهُ بِالسَّمَاعِ، وَاللهُ أَعْلَمُ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهُ: مَاتَ شعيب سنة اثنتين، وستين، ومئة. وَقَالَ يَحْيَى الوُحَاظِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَسِتِّيْنَ. قُلْتُ: مَاتَ قَبْلَ حَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ بِسَنَةٍ.، وَعِنْدَ ابْنِ طَبَرْزَدْ نُسْخَةٌ لِبِشْرِ بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ. أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ كِتَابَةً قَالُوا:، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ الآخِرَ مِنْ أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- تَرْكُ الوضوء مما مست النار1. أَخْبَرَنَا ابْنُ الفَرَّاءِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ قَالاَ:، أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي لُقْمَةَ، أَنْبَأَنَا الخَضِرُ بنُ عَيْدَانَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ بنُ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ، أَنْبَأَنَا شُعَيْبٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- "الخَيْلُ مَعْقُوْدٌ فِي نواصيها الخير".2

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "192"، وابن الجارود "21"، والبيهقي "1/ 155" من طريق علي بن عياش، به. 2 صحيح: أخرجه مالك "2/ 467"، وأحمد "2/ 13 و28 و49 و57 و101و 1021و 12"، والطيالسي "1844"، والبخاري "2849" و"3624"، ومسلم "1871"، والنسائي "6/ 221"، وابن ماجه "2787"، وأبو يعلى "2642"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "219" و"220 و221"، وفي "شرح معاني الآثار" "3/ 273"، والبيهقي "6/ 329"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "221"، والبغوي "2644" من طرق عن نافع، عن ابن عمر، به.

حرب بن ميمون، حرب بن ميمون، حرب بن أبي العالية

حرب بن ميمون، حرب بن ميمون، حرب بن أبي العالية: 1067- حرب بن ميمون 1: "م، ت" الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, أَبُو الخَطَّابِ الأَنْصَارِيُّ, الأَنَسِيُّ مَوْلاَهُم, البَصْرِيُّ، وَهُوَ حَرْبٌ الأَكْبَرُ. حَدَّثَ عَنْ: مَوْلاَهُ النَّضْرِ بنِ أَنَسٍ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ، وَحَبَّانُ بنُ هِلاَلٍ، وَالحُسَيْنُ بنُ حَفْصٍ الذَّكْوَانِيُّ، وَيُوْنُسُ المُؤَدِّبُ، وَبَدَلُ بنُ المُحَبَّرِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَلَيَّنَهُ غَيْرُهُ، وَاحْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: صَالِحٌ.، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: لَيِّنٌ.، وَقَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ: كَانَ أَكذَبَ الخَلْقِ. قُلْتُ: هَذِهِ عَجَلَةٌ، وَمُجَازَفَةٌ أَوْ لَعَلَّهُ عَنَى آخَرَ لاَ أَعْرِفُهُ. فَأَمَّا: 1068- حَرْبُ بنُ مَيْمُوْنٍ 2: صَاحِبُ الأَغْمِيَةِ: فَشَيْخٌ صَالِحٌ, عَابِدٌ, لَيْسَ بِحُجَّةٍ. يَرْوِي عَنْ: عَوْفٍ، وَخَالِدٍ الحَذَّاءِ. رَوَى عَنْهُ: نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. هُوَ مِنْ أَقْرَانِ، وَكِيْعٍ. وَأَمَّا: 1069- حَرْبُ بنُ أَبِي العَالِيَةِ 3: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ, أَبُو مُعَاذٍ البَصْرِيُّ. فَرَوَى عَنِ: الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ: أَبُو الوَلِيْدِ، وَبَدَلُ بنُ المُحَبَّرِ، وَقُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، وَلُوَيْنُ، وَجَمَاعَةٌ. اخْتَلَفَ رَأْيُ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ فِيْهِ. وَلَيَّنَهُ: أَحْمَدُ قَلِيْلاً، وَخَرَّج لَهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدِيْثاً وَاحِداً. وَكَانَ الفَلاَّسُ يَقُوْلُ: هو حرب بن مهران.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 235"، الكنى للدولابي "1/ 166"، المجروحين لابن حبان "1/ 261"، والمغني "1/ ترجمة 1347"، الكاشف "1/ ترجمة 981"، تهذيب التهذيب "2/ 225"، خلاصة الخرزجي "1/ ترجمة 1277". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 230"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1116"، تهذيب التهذيب "2/ 226"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1278". 3 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 233"، الكنى للدولابي "2/ 123"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1118"، الكاشف "1/ ترجمة 959"، ميزان الاعتدال "1/ 470"، تهذيب التهذيب "2/ 225" خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1275".

حرب بن شداد، خالد بن أبي عثمان

حرب بن شداد، خالد بن أبي عثمان: 1070- حرب بن شداد 1: "خَ، م، د، ت، س" الإِمَامُ, الثِّقَةُ, الحافظ, أبو الخطاب الشيكري, البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، وَالحَسَنِ البَصْرِيِّ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَعَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ، وعبد الله بنُ رَجَاءَ فَقَدِ اشْتَرَكَ جَمَاعَةٌ فِي الرِّوَايَةِ عَنْ هَذَا، وَعَنْ حَرْبِ بنِ مَيْمُوْنٍ المَذْكُوْرِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ لاَ يُحَدِّثُ عَنْهُ. قُلْتُ: هَذَا مِنْ تَعَنُّتِ يَحْيَى فِي الرِّجَالِ، وَلَهُ اجْتِهَادُه فَلَقَدْ كَانَ حُجَّةً فِي نَقْدِ الرُّوَاةِ. مَاتَ حَرْبُ بنُ شَدَّادٍ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. 1071- خَالِدُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ 2: ابن عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ أُسَيْدِ بنِ أَبِي العِيْصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ القُرَشِيُّ, الأُمَوِيُّ, أَبُو أُمَيَّةَ البَصْرِيُّ, من جلة العلماء. رَوَى عَنْ: عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَثُمَامَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ، وَعَفَّانُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ عَنْهُ عَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّوْرِيُّ: قَالَ: وُلِدْتُ أَنَا، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِحَدِيْثِهِ. قُلْتُ: أَظُنُّه عاش مائة عام.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 225"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1115"، العبر "1/ 237"، الكاشف "1/ ترجمة 978"، ميزان الاعتدال "1/ 470"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 333"، تهذيب التهذيب "2/ 224"، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 39" وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1274"، شذرات الذهب "1/ 251". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 562"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1558".

خليد بن دعلج

1072- خليد بن دعلج 1: أبو حلبس، وَيُقَالُ: أَبُو عُبَيْدٍ، وَأَبُو عَمْرٍو، وَأَبُو عُمَرَ السَّدُوْسِيُّ. مُحَدِّثٌ, بَصْرِيٌّ, ضَعِيْفٌ, نَزَلَ المَوْصِلَ, ثُمَّ سَكَنَ بَيْتَ المَقْدِسِ. وَحَدَّثَ بِدِمَشْقَ وَغَيْرِهَا عَنِ: الحَسَنِ، وَابْنِ سِيْرِيْنَ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، وَثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وَقَتَادَةَ. رَوَى عَنْهُ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَبَقِيَّةُ، وَمُوْسَى بنُ دَاوُدَ، وَأَبُو الجَمَاهِرِ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو تَوْبَةَ الحَلَبِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَمُنَبِّهُ بنُ عُثْمَانَ. ضَعَّفَهُ: أَحْمَدُ، وَيَحْيَى. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ليس بالمتين في الحديث هو صَالِحٌ.، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوْكٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ حَدِيْثِهِ مَا تُوبِعَ عَلَيْهِ.، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ كَثِيْرَ الخَطَأِ مَاتَ بِحَرَّانَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. النُّفَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا خُلَيْدٌ, عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ, قَالَ: ذَهَبَ العِلْمُ وَبَقِيَتْ مِنْهُ بَقِيَّةٌ فِي أَوعِيَةِ سوء. عمرو بنُ حَفْصٍ العَسْقَلاَنِيُّ:، حَدَّثَنَا خُلَيْدٌ عَنْ قَتَادَةَ: {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء} [فَاطِرٌ: 1] . قَالَ: المَلاَحَةُ فِي العَيْنَيْنِ. وَيُرْوَى عَنْ عَلِيِّ بنِ مَعْمَرٍ عَنْ خُلَيْدِ بنِ دَعْلَجَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَفَعَهُ: "مَنْ أَكَلَ القِثَّاءَ بِلَحْمٍ، وُقِيَ الجُذَامَ". هَذَا كَذِبٌ. وَأَرَّخَ النُّفَيْلِيُّ مَوْتَ خليد كما تقدم.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 676"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 538" و"2/ 457" و"3/ 366"، الكنى للدولابي "1/ 156"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1759"، المجروحين لابن حبان "1/ 285"، ميزان الاعتدال "1/ 663"، تهذيب التهذيب "3/ 158"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1862".

مجاعة بن الزبير، ابن أخي الزهري

مُجَّاعة بن الزُّبير، ابن أخي الزُّهري: 1073- مُجَّاعَةُ بنُ الزُّبَيْرِ 1: البَصْرِيُّ, أَحَدُ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ. حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ، وَابْنِ سِيْرِيْنَ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالنَّضْرُ بنُ شميل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وعبد الله بنُ رُشَيْدٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ حَاضِرُ بنُ مُطَهِّرٍ السَّدُوْسِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ: مُجَّاعَةُ بنُ الزُّبَيْرِ الأَزْدِيُّ.، وَذَكَرَهُ شُعْبَةُ مَرَّةً فَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: الصوام القوام، وقال ابن عدي: هُوَ مِمَّنْ يُحْتَمَلُ، وَيُكْتَبُ حَدِيْثُهُ.، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيْفٌ. قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيْثِهِ, عَنْ قَتَادَةَ، وَغَيْرِهِ. وَقَدْ رُكِّبَ عَلَى مُجَّاعَةَ مَنَامُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، وَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهُ، وَذَلِكَ اختلاق. 1074- ابن أخي الزهري 2: "ع" الإِمَامُ, العَالِمُ, الثِّقَةُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُسْلِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ المَدَنِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَمِّهِ كَثِيْراً،، وَعَنْ أَبِيْهِ. وَعَنْهُ: مَعْنُ بنُ عِيْسَى، وَالوَاقِدِيُّ، وَيَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.، وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. قُلْتُ: تَفَرَّدَ عَنْ عَمِّهِ بِثَلاَثَةِ أَحَادِيْثَ تُستَغْرَبُ. وَكَانَ لَهُ ثَرْوَةٌ، وَدُنْيَا قَتَلَهُ ابْنُهُ، وَغِلْمَانُهُ لأَجْلِ مَالِهِ ثُمَّ ظَفِرُوا بِالغِلْمَانِ فَقُتِلُوا بِهِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ -رَحِمَهُ الله.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2092"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1912"، تاريخ الإسلام "6/ 237"، ميزان الاعتدال "3/ 437". 2 ترجمته في التاري الكبير "1/ ترجمة 394"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 633" و"2/ 200"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1653"، والمجروحين لابن حبان "2/ 249"، الكاشف "3/ ترجمة 5043"، تاريخ الإسلام "6/ 280"، ميزان الاعتدال "3/ 593"، تهذيب التهذيب "9/ 378"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 639"، شذرات الذهب "1/ 161".

المغيرة بن زياد، وهيب

المغيرة بن زياد، وُهَيْب: 1075- المغيرة بن زياد 1: "4" الإِمَامُ, العَالِمُ, مُحَدِّثُ الجَزِيْرَةِ, أَبُو هَاشِمٍ المَوْصِلِيُّ. رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ -فِيْمَا قِيْلَ. وَحَدَّثَ عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ، وَعُبَادَةَ بنِ نُسَيٍّ. وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَالمُعَافَى بنُ عِمْرَانَ، وَوَكِيْعٌ، وَالخُرَيْبِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَعُمَرُ بنُ أَيُّوْبَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: صَالِحُ الحَدِيْثِ، وَوَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيْفٌ كُلُّ حَدِيْثٍ رَفَعَهُ مُنْكَرٌ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، وَأَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ. وَأَمَّا الحَاكِمُ فَزَلِقَ، وَقَالَ: لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي تَرْكِه. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ ومائة. 1076- وهيب 2: ابن الورد, أَخُو عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ الوَرْدِ, العَابِدُ الرَّبَّانِيُّ, أَبُو أُمَيَّةَ. وَيُقَالُ: أَبُو عُثْمَانَ المَكِّيُّ, مَوْلَى بَنِي مَخْزُوْمٍ. وَيُقَالُ: اسْمُهُ عَبْدُ الوَهَّابِ. لَهُ عَنْ تَابِعِيٍّ لَقِيَ عَائِشَةَ. وَعَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، وعمر بن محمد بن المنكدر. وَعَنْهُ: بِشْرُ بنُ مَنْصُوْرٍ السُّلَمِيُّ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَإِدْرِيْسُ بنُ مُحَمَّدٍ الرُّوْذِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: مَا رَأَيتُ أَعَبْدَ مِنْهُ.، وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: قِيْلَ لِوُهَيْبٍ: يَجِدُ طَعْمَ العِبَادَةِ مَنْ يَعْصِي? قَالَ:، وَلاَ مَنْ يَهُمُّ بِالمَعْصِيَةِ. وَعَنِ الثَّوْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قُوْمُوا إِلَى الطَّبِيْبِ يَعْنِي، وُهَيْباً، وَقِيْلَ: إِنَّهُ حَلَفَ أَنْ لاَ يَضْحَكَ حَتَّى تُعْلِمَهُ المَلاَئِكَةُ بِمَنْزِلتِهِ إِذَا احْتُضِرَ. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ.، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ، وخمسين، ومئة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 487"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1402"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 452" و"3/ 231"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 998"، المجروحين لابن حبان "3/ 6"، الكاشف "3/ ترجمة 5685"، تاريخ الإسلام "6/ 301"، ميزان الاعتدال "4/ 160"، تهذيب التهذيب "10/ 258"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7149". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 488"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2612"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 434 و707"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 157"، حلية الأولياء "8/ ترجمة 386"، تاريخ الإسلام "6/ 315"، العبر "1/ 222"، تهذيب التهذيب "11/ 170" شذرات الذهب "1/ 236".

عيسى بن عمر، عيسى بن عمر

عيسى بن عمر، عيسى بن عمر: 1077- عيسى بن عمر 1: "ت، س" الإمام المقرىء العَابِدُ أَبُو عُمَرَ الهَمْدَانِيُّ الكُوْفِيُّ عُرِفَ بِالهَمْدَانِيِّ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي أَسَدٍ. أَخَذَ القراءة عرضًا على طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، وَعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وَالأَعْمَشِ. تَلاَ عَلَيْهِ: الكِسَائِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَمَّادٍ، وَمِتُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَغَيْرُهُم. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَحَمَّادٍ الفَقِيْهِ، وَعَمْرِو بنِ مُرَّةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَوَكِيْعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالفِرْيَابِيُّ، وَخَلاَّدُ بنُ يَحْيَى، وَخَلْقٌ. وَثَّقَهُ ابن معين، وغيره.، وكان مقرىء الكُوْفَةِ فِي زَمَانِهِ بَعْدَ حَمْزَةَ، وَمَعَهُ. قَالَ الثوري: ما بها أقرأ منه. قَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. 1078- عيسى بن عمر 2: العَلاَّمَةُ إِمَامُ النَّحْوِ, أَبُو عُمَرَ الثَّقَفِيُّ, البَصْرِيُّ. رَوَى عَنِ: الحَسَنِ، وَعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيِّ، وَعَاصِمٍ الجَحْدَرِيِّ، وَطَائِفَةٍ. أَخَذَ عَنْهُ: الأَصْمَعِيُّ، وَشُجَاعٌ البَلْخِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ نَصْرٍ الجَهْضَمِيُّ، وَهَارُوْنُ الأَعْوَرُ، وَالخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ، وَعُبَيْدُ بنُ عُقَيْلٍ، وَالعَبَّاسُ بنُ بَكَّارٍ، وَوَلاَؤُهُ لِبَنِي مَخْزُوْمٍ نَزَلَ فِي ثَقِيْفٍ فَاشْتُهِرَ بِهِم، وَكَانَ صَاحِبَ فَصَاحَةٍ، وَتَقَعُّرٍ، وَتَشَدُّقٍ فِي خِطَابِه، وَكَانَ صَدِيْقاً لأَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ، وَقَدْ أَخَذَ القِرَاءةَ عَرْضاً عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَابْنِ كَثِيْرٍ المَكِّيِّ، وَصَنَّفَ فِي النَّحْوِ كِتَابَيْ: "الإِكْمَالَ" وَ"الجَامِعَ"، وَكَانَ صَاحِبَ افْتِخَارٍ بِنَفْسِهِ قَالَ مَرَّةً لأَبِي عَمْرٍو: أَنَا أَفصَحُ مِنْ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: هُوَ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ. أَرَّخَ القِفْطِيُّ، وَابْنُ خَلِّكَانَ مَوْتَهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ، وَأَرْبَعِيْنَ، وَمائَةٍ، وَأَرَاهُ، وَهْماً فَإِنَّ سِيْبَوَيْه جَالَسَهُ، وَأَخَذَ عَنْهُ، وَلَعَلَّهُ بَقِيَ إلى بعد الستين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترمة 2765"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 192" الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1562"، الكاشف "2/ ترجمة 4459"، تاريخ الإسلام "6/ 264"، تهذيب التهذيب "8/ 222"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5587". 2 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 193"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1563"، تاريخ الإسلام "6/ 112"، تهذيب التهذيب "8/ 223"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5588".

عوانة بن الحكم، مقاتل

عوانة بن الحكم، مقاتل: 1079- عوانة بن الحكم 1: ابن عِيَاضِ بنِ، وِزْرٍ الكَلْبِيُّ, العَلاَّمَةُ, الأَخْبَارِيُّ, أَبُو الحَكَمِ الكُوْفِيُّ, الضَّرِيْرُ, أَحَدُ الفُصَحَاءِ. لَهُ كِتَابُ: "التَّارِيْخِ" وَكِتَابُ "سِيَرُ مُعَاوِيَةَ، وَبَنِي أُمَيَّةَ"، وَغَيْرُ ذَلِكَ. يَرْوِي عَنْهُ: هِشَامُ بنُ الكَلْبِيِّ، وَغَيْرُهُ. وَكَانَ صَدُوقاً فِي نَقْلِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيْمُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ، وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. 1080- مقاتل 2: كَبِيْرُ المُفَسِّرِيْنَ, أَبُو الحَسَنِ مُقَاتِلُ بنُ سُلَيْمَانَ البَلْخِيُّ. يَرْوِي عَلَى ضَعْفِهِ البَيِّنِ عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ، وَعَطَاءِ، وَابْنِ سِيْرِيْنَ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَشُرَحْبِيْلَ بنِ سَعْدٍ، وَالمَقْبُرِيِّ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: سَعْدُ بنُ الصَّلْتِ، وَبَقِيَّةُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَحَرَمِيُّ بنُ عُمَارَةَ، وَشَبَابَةُ، وَالوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ، وَخَلْقٌ آخِرُهُم عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ. قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ -وَأَحْسَنَ-: مَا أَحْسَنَ تَفْسِيْرَهُ لَوْ كان ثقةً! قيل: إن المَنْصُوْرَ أَلَحَّ عَلَيْهِ ذُبَابٌ, فَطَلَبَ مُقَاتِلاً فَسَأَلَهُ: لِمَ خَلَقَ اللهُ الذُّبَابَ? قَالَ: لِيُذِلَّ بِهِ الجَبَّارِيْنَ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قُلْتُ لِمُقَاتِلٍ: زَعَمُوا أَنَّك لَمْ تَسْمَعْ مِنَ الضَّحَّاكِ. قَالَ: كَانَ يُغْلِقُ عَلَيَّ وَعَلَيْهِ بَابٌ, فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: أَجَلْ بَابُ المَدِيْنَةِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ: سَلُونِي عَمَّا دُوْنَ العَرْشِ. فَقَالُوا: أَيْنَ أَمعَاءُ النَّملَةِ? فسكت.، وسألوه: لم حَجَّ آدَمُ مَنْ حَلَقَ رَأْسَهُ? فَقَالَ: لاَ أَدْرِي. قَالَ، وَكِيْعٌ: كَانَ كَذَّاباً. وَعَنْ أَبِي حَنِيْفَةَ قَالَ: أَتَانَا مِنَ المَشْرِقِ رَأْيَان خَبِيْثَانِ: جَهْمٌ مُعَطِّلٌ، وَمُقَاتِلٌ مُشَبِّهِ. مَاتَ مُقَاتِلٌ سَنَةَ نَيِّفٍ، وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ البُخَارِيُّ: مُقَاتِلٌ لاَ شيء البتة. قلت: أجمعوا على تركه.

_ 1 ترجمته في لسان الميزان "4/ 386"، شذرات الذهب لابن العماد "1/ 243". 2 طبقات ابن سعد "7/ 373"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1976"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 37"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1630"، المجروحين لابن العماد "3/ 14"، تاريخ بغداد "13/ 160"، الكاشف "3/ ترجمة 5713"، تاريخ الإسلام "6/ 132"، ميزان الاعتدال "4/ 173- 175"، تهذيب التهذيب "10/ 279"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7184"، شذرات الذهب "1/ 227".

شعبة

1081- شعبة 1: "ع" ابن الحجاج بن الورد, الإمام, الحافظ, أمير المؤمنين في الحديث, أَبُو بِسْطَامَ الأَزْدِيُّ, العَتَكِيُّ مَوْلاَهُم, الوَاسِطِيُّ, عَالِمُ أَهْلِ البَصْرَةِ، وَشَيْخُهَا سَكَنَ. البَصْرَةَ مِنَ الصِّغَرِ، وَرَأَى الحَسَنَ، وَأَخَذَ عَنْهُ مَسَائِلَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ سِيْرِيْنَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ رَجَاءٍ، وَسَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، وَجَامِعِ بنِ شَدَّادٍ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، وَجَبَلَةَ بنِ سُحَيْمٍ، وَالحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، وَعَمْرِو بنِ مُرَّةَ، وَزُبَيْدِ بنِ الحَارِثِ اليَامِيِّ، وَقَتَادَةَ بنِ دِعَامَةَ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، وَأَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَعُبَيْدِ بنِ الحَسَنِ، وَعَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، وَطَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، وَالمِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَسِمَاكِ بنِ الوَلِيْدِ، وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ سِوَاهُم. وَرَأَى نَاجِيَةَ بنَ كَعْبٍ شَيْخَ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ.، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ لاَ يَتَقَدَّمُهُ أَحَدٌ فِي الحَدِيْثِ فِي زَمَانِهِ، وَهُوَ مِنْ نُظَرَاءِ الأَوْزَاعِيِّ، وَمَعْمَرٍ، وَالثَّوْرِيِّ فِي الكَثْرَةِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نحو من ألفي حديث.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 280"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2678"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1609"، حلية الأولياء "7/ ترجمة 388"، الأنساب للسمعاني "8/ 388"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 292"، الكاشف "2/ ترجمة 2300"، العبر "1/ 204 و216 و218 و243 و235" تذكرة الحفاظ "1/193"، تاريخ الإسلام "6/ 190"، تهذيب التهذيب "4/ 238"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2950"، شذرات الذهب "1/ 247".

قُلْتُ: مَا أَظُنُّه إلَّا يَرْوِي أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ بِكَثِيْرٍ. قِيْلَ:، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ فِي دَوْلَةِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ.، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الهَرَوِيُّ:، وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ، وَثَمَانِيْنَ. رَوَى عَنْهُ عَالَمٌ عَظِيْمٌ، وَانتَشَرَ حَدِيْثَهُ فِي الآفَاقِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَسَعِيْدٌ الجُرَيْرِيُّ، وَمَنْصُوْرُ بن المعتمر، ومطر الوراق، ومنصور بن زادان، وَهَؤُلاَءِ هُم أَحَدُ شُيُوْخِهِ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبَانُ بنُ تَغْلِبَ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، وإبراهيم بن سعد، وَأَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْنٍ السُّكَّرِيُّ، وَزَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ، وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَعَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ الكِسَائِيُّ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ حَرْبٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وَعَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ، وَعَبَّادُ بنُ العَوَّامِ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الأَعْلَى السَّامِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ الأَشْجَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ، وَعَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرُ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَوَاءٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ الوَاسِطِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ بَشِيْرٍ، وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَخَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ، وَبِشْرُ بنُ السَّرِيِّ، وَبِشْرُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَالحَمَّادَانِ، وَزَافِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَشَرِيْكٌ القَاضِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيُّ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الوَاحِدِ الحَدَّادُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ المُحَارِبِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَمُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، وَمُعَاذُ بنُ هِشَامٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى، وَمُعَاوِيَةُ بنُ هِشَامٍ القَصَّارُ، وَمُصْعَبُ بنُ سَلاَّمٍ، وَمُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ، وَالمُعَافَى بنُ عِمْرَانَ، وَمِسْكِيْنُ بنُ بُكَيْرٍ، وَمَخْلَدُ بنُ يَزِيْدَ، وَوَرْقَاءُ، وَوَكِيْعٌ، وَهُشَيْمٌ، وَالنَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، وَهَارُوْنُ الرَّشِيْدُ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَيَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ، وَيَحْيَى بنُ حَمْزَةَ القَاضِي، وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَيُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، وَالقَاضِي أَبُو يُوْسُفَ، وَيَعْقُوْبُ الحَضْرَمِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَآدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَأُمَيَّةُ بنُ خَالِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَرْعَرَةَ، وَأَسْوَدُ بنُ عَامِرٍ، وَأَسَدُ بنُ مُوْسَى، وَعَفَّانُ، وَأَبُو جَابِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، وَأَبُو عَامِرٍ عَبْدُ المَلِكِ العَقَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ العَبْدِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَبَكْرُ بنُ بَكَّارٍ، وَبَدَلُ بنُ المُحَبَّرِ، وَبَهْزُ بنُ أَسَدٍ، وَالحَسَنُ بنُ مُوْسَى الأَشَيْبُ، وَحَفْصُ بنُ عُمَرَ الحَوْضِيُّ، وَحَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَحَجَّاجُ بنُ نُصَيْرٍ، وَحَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، وَالحَكَمُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو النُّعْمَانِ، وَحَرَمِيُّ بنُ عُمَارَةَ، وَحَبَّانُ بنُ هِلاَلٍ، وَحَسَّانُ بنُ حَسَّانٍ البَصْرِيُّ، وَخَلَفُ بنُ الوَلِيْدِ، وَوَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ، وَرَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، وَالرَّبِيْعُ بنُ يَحْيَى الأُشْنَانِيُّ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَسَعْدُ بنُ الرَّبِيْعِ أَبُو زَيْدٍ الهَرَوِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ أَوْسٍ أَبُو زَيْدٍ اللُّغَوِيُّ، وَشُعَيْثُ بنُ مُحْرِزٍ، وَشَاذُ

بنُ فَيَّاضٍ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وَعَبْدُ اللهِ بن خيران، وأبو عبد الرحمن المقرىء، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ عَبْدَانُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ الغُدَانِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ العَتَكِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَعَبْدُ المَلِكِ الأَصْمَعِيُّ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُطَهِّرٍ، وَعُثْمَانُ بنُ عُمَرَ بنِ فَارِسٍ، وَعَلِيُّ بنُ قَادِمٍ، وَعَلِيُّ بنُ حَفْصٍ المَدَائِنِيُّ، وَعَمْرُو بنُ حَكَّامٍ، وَعَمْرُو بنُ عَاصِمٍ الكِلاَبِيُّ، وَعَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ، وَعَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، وَعِصَامُ بنُ يُوْسُفَ البَلْخِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ، وَقُرَّةُ بنُ حَبِيْبٍ، وَمُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ التَّبُوْذَكِيُّ شَيْئاً يَسِيْراً، وَمُوْسَى بنُ مَسْعُوْدٍ النَّهْدِيُّ، وَمُظَفَّرُ بنُ مُدْرِكٍ الحَافِظُ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، وَيَحْيَى بنُ كَثِيْرٍ أَبُو غَسَّانَ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ رَبِّهُ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ حِكَايَةً، وَأُمَمٌ سِوَاهُم. ذَكَرْتُ عَامَّتَهُم فِي "تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ". اسْتَفَدْتُ أَسْمَاءهُم مِنْ خَطِّ الحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَةَ, فَإِنَّهُ سَوَّدَ كِتَابَ "الرُّوَاةِ" عَنْ شُعْبَةَ، وَخَرَّجَ لِكَثِيْرٍ مِنْهُم. وَمِنْ جَلاَلتِهِ قَدْ رَوَى: مَالِكٌ الإِمَامُ, عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، وَهَذَا قَلَّ أَنْ عَمِلَهُ مَالِكٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ:، حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ خَلَفٍ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ القَطَّانُ قَالاَ:، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا مَعْنٌ القَزَّازُ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ إِدْرِيْسَ عَنْ شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ إِلَى ابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي مَسْعُوْدٍ الأَنْصَارِيِّ فَقَالَ: مَا هَذَا الحَدِيْثُ الَّذِي تُكْثِرُوْنَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ-? فَحَبَسَهُم بِالمَدِيْنَةِ حَتَّى اسْتُشْهِدَ. وَكَانَ أَبُو بِسْطَامَ إِمَاماً ثَبْتاً حُجَّةً نَاقِداً جِهْبِذاً صَالِحاً زَاهِداً قَانِعاً بِالقُوتِ رَأْساً فِي العِلْمِ، وَالعَمَلِ مُنْقَطِعَ القَرِيْنِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَرَّحَ، وَعَدَّلَ أَخَذَ عَنْهُ هَذَا الشَّأْنَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَطَائِفَةٌ.، وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَخضَعُ لَهُ، وَيُجِلُّهُ، وَيَقُوْلُ: شُعْبَةُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ.، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: لَوْلاَ شُعْبَةُ لَمَا عُرِفَ الحَدِيْثُ بِالعِرَاقِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحاكم: شعبة إمام الأئمة بالبصرة في معرف الحَدِيْثِ. رَأَى: أَنَسَ بنَ مَالِكٍ، وَعَمْرَو بنَ سَلَمَةَ الجَرْمِيَّ، وَسَمِعَ مِنْ أَرْبَعِ مائَةِ شَيْخٍ مِنَ التَّابِعِيْنَ قَالَ:، وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوْخِه: مَنْصُوْرٌ، وَالأَعْمَشُ، وَأَيُّوْبُ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَسَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ يَعْنِي قَاضِيَ المَدِيْنَةِ. قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: إِذَا خَالَفَنِي شُعْبَةُ فِي حَدِيْثٍ صِرْتُ إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ مِنْ شُعْبَةَ سَبْعَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ، وَسَمِعَ مِنْهُ غُنْدَرٌ سَبْعَةَ آلاَفٍ.

قُلْتُ: يَعْنِي بِالآثَارِ وَالمَقَاطِيْعِ. قَالَ أَبُو قَطَنٍ: كَتَبَ لِي شُعْبَةُ إِلَى أَبِي حَنِيْفَةَ يُحَدِّثُنِي, فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: كَيْفَ أَبُو بِسْطَامَ? قُلْتُ: بِخَيْرٍ. قال: نعم حشو المصر هو. أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ:، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ شُعْبَةَ سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ أَبِي الحَسَنِ يَقُوْلُ: كُلَّمَا نَعِقَ بِهِم نَاعِقٌ اتَّبَعُوْهُ. قَالَ:، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ رَأَيتُ الحَسَنَ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، وَقَالَ: لاَ بُدَّ لِهَؤُلاَءِ النَّاسِ مِنْ وَزَعَةٍ1. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَافِظِ بِمِصْرَ، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَلَوِيِّ بِدِمَشْقَ قَالاَ:، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَفِيْفٍ البُوْشَنْجِيُّ فِي سَنَةَ سَبْعٍ، وَسَبْعِيْنَ، وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ الأَنْصَارِيُّ بِهَرَاةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَثَلاَثِ مائَةٍ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي شَيْخٍ حَدَّثَنِي صَالِحُ بنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ مَوْلَىً لِلأَزْدِ، وَمَوْلِدُهُ، وَمَنشَؤُهُ بِوَاسِطَ، وَعِلْمُهُ كُوْفِيٌّ. كَانَ لَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ سَعْدٌ، وَكَانَ لَهُ أَخَوَانِ: بَشَّارٌ، وَحَمَّادٌ، وَكَانَا يُعَالِجَانِ الصَّرفَ. وَكَانَ شُعْبَةُ يَقُوْلُ لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ: وَيْلَكُم! الْزَمُوا السُّوْقَ فَإِنَّمَا أَنَا عِيَالٌ عَلَى أَخَوَيَّ. قَالَ: وَمَا أَكَلَ شُعْبَةُ مِنْ كَسْبِهِ دِرْهَماً قَطُّ. وَبِهِ: قَالَ البَغَوِيُّ: حَدَّثَنِي جَدِّي أَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ: سَمِعْتُ أَبَا قُطْنٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ شُعْبَةَ رَكَعَ قَطُّ إلَّا ظَنَنْتُ أَنَّهُ نَسِيَ، وَلاَ قَعَدَ بَيْنَ السَّجْدَتَينِ إلَّا ظَنَنْتُ أَنَّهُ نَسِيَ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَبَّوَيْه سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: إِذَا كَانَ عِنْدِي دَقِيْقٌ، وَقَصَبٌ ما أبالي ما فاتني من الدنيا. حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي قُرَادٌ أَبُو نُوْحٍ قَالَ: رَأَى عَلَيَّ شُعْبَةُ قَمِيْصاً فَقَالَ: بِكَمِ اشْتَرَيتَ هَذَا? فَقُلْتُ: بِثَمَانِيَةِ دَرَاهِمَ. فَقَالَ لِي، وَيْحَكَ أَمَا تَتَّقِي اللهَ? إلَّا اشْتَرَيتَ قَمِيْصاً بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، وَتَصَدَّقْتَ بِأَرْبَعَةٍ كَانَ خَيْراً لَكَ? قُلْتُ: يَا أَبَا بِسْطَامَ إِنَّا مَعَ قَوْمٍ نَتَجَمَّلُ لَهُم. قَالَ: أَيْش نَتَجَمَّلُ لَهُم? حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ سَهْلٍ النَّسَائِيُّ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَيُّوْبُ: الآن

_ 1 وزعة: أناس يكفونهم عن الشر.

يَقْدَمُ عَلَيْكُم رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ, يُقَالُ لَهُ: شُعْبَةُ, هُوَ فَارِسٌ فِي الحَدِيْثِ, فَإِذَا قَدِمَ, فَخُذُوا عَنْهُ. قَالَ حَمَّادٌ: فَلَمَّا قَدِمَ, أَخَذْنَا عَنْهُ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ الكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا، وَلِيْدُ بنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الله بنَ إِدْرِيْسَ قَالَ: مَا جَعَلتُ بَيْنَكَ، وَبَيْنَ الرِّجَالِ مِثْلَ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ. حَدَّثَنَا ابْنُ زَنْجَوَيْه، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عَنْ أَبِي أُسَامَةَ, قَالَ: وَافَقْنَا مِنْ شُعْبَةَ طِيْبَ نَفْسٍ فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثنَا وَلاَ تُحَدِّثْنَا إلَّا عَنْ ثِقَةٍ. فَقَالَ: قُوْمُوا. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ القَوَارِيْرِيُّ, سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: كُلُّ مَنْ كَتَبتُ عَنْهُ حَدِيْثاً فَأَنَا لَهُ عَبْدٌ. حَدَّثَنَا ابْنُ زَنْجَوَيْه، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ الحَضْرَمِيُّ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: شُعْبَةُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ. وَرَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ نَحْوَهُ. حَدَّثَنَا ابْنُ شَبَّوَيْه، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَوَّمْنَا حِمَارَ شُعْبَةَ وَسَرْجَه وَلِجَامَهُ بَضْعَةَ عَشَرَ دِرْهَماً. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ، حَدَّثَنَا قُرَادٌ: أَنَّهُ سَمِعَ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ فِي الحَدِيْثِ سَمِعْتُ فَهُوَ خَلٌّ وَبَقْلٌ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ المَدَائِنِيُّ عَنْ وَرْقَاءَ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: لِمَ تركت حديث أبي الزبير? قال: رأيته يزن فَاسْتَرجَحَ فِي المِيْزَانِ فَتَرَكْتُهُ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: لَوْلاَ حَوَائِجُ لَنَا إِلَيْكُم مَا جَلَسْتُ لَكُم. قَالَ عَفَّانُ: كَانَ حَوَائِجُهُ: يَسْأَلُ لِجِيْرَانِهِ الفُقَرَاءِ. وَسَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ مَنْ ذَهَبْنَا إِلَى أَبِيْهِ فَأَكْرَمَنَا فَجَاءنَا ابْنُهُ أَكْرَمنَاهُ وَمَنْ أَتَيْنَاهُ فَأَهَانَنَا أَتَانَا ابْنُهُ أَهَنَّاهُ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ شَبَّةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: مَا رَأَيتُ أَحَداً قَطُّ أَحْسَنَ حَدِيْثاً مِنْ شُعْبَةَ. قَالَ أَبُو بَحْرٍ البَكْرَاوِيُّ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَعبَدَ للهِ مِنْ شُعْبَةَ لَقَدْ عَبَدَ اللهَ حَتَّى جَفَّ جِلْدُهُ عَلَى عَظْمِهِ وَاسْوَدَّ. قَالَ حَمْزَةُ بنُ زِيَادٍ الطُوْسِيُّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ وَكَانَ أَلثَغَ قَدْ يَبِسَ جِلدُهُ مِنَ العِبَادَةِ يَقُوْلُ: لَوْ حَدَّثتُكُم عَنْ ثِقَةٍ مَا حَدَّثتُكُم عَنْ ثلاثة.

وَقَالَ عُمَرُ بنُ هَارُوْنَ: كَانَ شُعْبَةُ يَصُوْمُ الدَّهْرَ كُلَّهُ. ذَكَرَ شَيْخُنَا أَبُو الحَجَّاجِ فِي "تهذيبه" لشعبة ثلاث مائة شيخ سماهم. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: شُعْبَةُ أَثْبَتُ مِنَ الأَعْمَشِ فِي الحَكَمِ, وَشُعْبَةُ أَحْسَنُ حَدِيْثاً مِنَ الثَّوْرِيِّ قَدْ رَوَى عَنْ ثَلاَثِيْنَ كُوْفِيّاً لَمْ يَلْقَهُم سُفْيَانُ. قَالَ: وَكَانَ شُعْبَةُ أُمَّةً وَحْدَه فِي هَذَا الشَّأْنِ. قَالَ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مطهر: ما رأيت أحدا أمعن في العبادة مِنْ شُعْبَةَ رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: لأَنْ أَزْنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدَلِّسَ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ يَوْماً بِحَدِيْثِ الصَّادِقِ المَصْدُوْقِ وَأَحَادِيْثَ نَحْوِه فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَدَرِيَّةِ: يَا أَبَا بِسْطَامَ إلَّا تُحدِّثُنَا نَحْنُ أَيْضاً بِشَيْءٍ? فَذَكَرَ حَدِيْثَ أَبِي صَالِحٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ مَوْلُوْدٍ يُوْلَدُ عَلَى الفِطْرَةِ.." 1 الحَدِيْثَ. قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ مِنْ أَرَقِّ النَّاسِ يُعطِي السَّائِلَ مَا أَمْكَنَهُ. وَقَالَ أَبُو قَطَنٍ: كَانَتْ ثِيَابُ شُعْبَةَ كَالتُّرَابِ وَكَانَ كَثِيْرَ الصَّلاَةِ سَخِيّاً. وَعَنْ عبد العزيز بن أبي رواد قال: كان شُعْبَةُ إِذَا حَكَّ جِسْمَهُ انْتَثَرَ مِنْهُ التُّرَابُ وَكَانَ سَخِيّاً كَثِيْرَ الصَّلاَةِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ فَجَاءَ سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ يَبْكِي وَقَالَ: مَاتَ حِمَارِي وَذَهَبت مِنِّي الجُمُعَةُ وَذهَبَتْ حَوَائِجِي. قَالَ: بِكَمْ أَخَذْتَه? قَالَ: بِثَلاَثَةِ دَنَانِيْرَ. قَالَ شُعْبَةُ: فَعِنْدِي ثَلاَثَةُ دَنَانِيْرَ وَاللهِ مَا أَملِكُ غَيْرَهَا. ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيْهِ. قَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: مَا رَأَيتُ أَرحمَ بمسكين من شعبة.

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "2433"، وأحمد "2/ 253 و481"، ومسلم "2658" "23" والترمذي "2138"، والآجري في " الشريعة" "ص194"، والبغوي "85"، وأبو نعيم في "الحلية" "9/ 26" من طرق عن الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا بلفظ "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويشركانه" واللفظ للطيالسي. وأخرجه أحمد "2/ 393"، والبخاري "1358" و"1359" و"1385" و"4775"، ومسلم "2658" والطحاوي "2/ 162" من طريق الزهري، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ " ثم يقول أبو هريرة -رضي الله عنه: "فطرة الله التي فطر الله الناس عليها".

وَبِإِسْنَادِي المَاضِي إِلَى البَغَوِيِّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ, قَالَ: قَدِمَ شُعْبَةُ بَغْدَادَ مَرَّتَيْنِ: أَيَّامَ المَنْصُوْرِ وَأَيَّامَ المَهْدِيِّ, كَتَبتُ عَنْهُ فِيْهِمَا جَمِيْعاً. وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو, سَمِعْتُ أَصْحَابَنَا يَقُوْلُوْنَ: وَهَبَ المَهْدِيُّ لِشُعْبَةَ ثلاثين ألف درهم, فقسمها, وأقطعه ألف جَرِيْبٍ بِالبَصْرَةِ, فَقَدِمَ البَصْرَةَ, فَلَمْ يَجِدْ شَيْئاً يَطِيْبُ لَهُ, فَتَرَكَهَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: قَدِمَ شُعْبَةُ فِي شَأْنِ أَخِيْهِ, كَانَ حَبَسَه أَبُو جَعْفَرٍ, كَانَ اشْتَرَى طَعَاماً, فَخَسِرَ سِتَّةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ هُوَ وَشُركَاؤُهُ -يَعْنِي: فَكلَّمَ فِيْهِ شُعْبَةُ أَبَا جَعْفَرٍ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمْ نَرَ قَطُّ أَعْلَمَ مِنْ شُعْبَةَ بِالشِّعْرِ قَالَ لِي: كُنْتُ أَلزمُ الطِّرِمَّاحَ فَمَرَرْتُ يَوْماً بِالحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ وَهُوَ يُحَدِّث فَأَعْجَبَنِي الحَدِيْثُ وَقُلْتُ: هَذَا أَحْسَنُ مِنَ الشِّعْرِ فَمِنْ يَوْمَئِذٍ طَلبتُ الحَدِيْثَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: لَوْلاَ الشِّعْرُ لَجِئْتُكُم بِالشَّعْبِيِّ يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ فِي حَيَاةِ الشَّعْبِيِّ مُقْبِلاً عَلَى طَلَبِ الشِّعْرِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ نَصْرٍ الجَهْضَمِيُّ: قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ قَتَادَةُ يَسْأَلُنِي عَنِ الشِّعرِ فَقُلْتُ لَهُ: أُنْشِدُكَ بَيْتاً وَتُحدِّثُنِي حَدِيْثاً. وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَكْثَرَ تَقَشُّفاً مِنْ شُعْبَةَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: شُعْبَةُ إِمَامُ المُتَّقِيْنَ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: هَلِ العُلَمَاءُ إلَّا شُعْبَةٌ مِنْ شُعْبَةَ? قَالَ سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ: أَتَيْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فَقَالَ: مَا فعل أستاذنا شعبة? وَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: لاَ يَعْدِلُ شُعْبَةَ عِنْدِي أَحَدٌ. ابْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله، وَعَنِ الصَّلاَةِ، وَعَنْ صِلَةِ الرَّحِمِ فَهَلْ أَنْتُم مُنْتَهُوْنَ? قَالَ أَبُو قَطَنٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ بنَ الحَجَّاجِ يَقُوْلُ: مَا شَيْءٌ أَخَوْفُ عِنْدِي مِنْ أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ مِنَ الحَدِيْثِ. وَعَنْهُ قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي وَقَّادُ حَمَّامٍ وَأَنِّي لَمْ أَعْرِفِ الحَدِيْثَ. قُلْتُ: كُلُّ مَنْ حَاقَقَ نَفْسَهُ فِي صِحَّةِ نِيَّتِهِ فِي طَلَبِ العِلْمِ يَخَافُ مِنْ مِثْلِ هَذَا, وَيَودُّ أَنْ يَنجُوَ كَفَافاً. قَالَ عَفَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ مِنَ العُبَّادِ.

قَالَ سَعْدُ بنُ شُعْبَةَ: أَوْصَى أَبِي إِذَا مَاتَ أَنْ أَغْسِلَ كُتُبَه, فَغَسَلْتُهَا. قُلْتُ: وَهَذَا قَدْ فَعَلَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ: بِالغَسلِ, وَبِالحَرقِ وَبِالدَّفْنِ؛ خَوْفاً مِنْ أَنْ تَقعَ فِي يَدِ إِنْسَانٍ وَاهٍ يَزِيْدُ فِيْهَا, أَوْ يُغِيِّرُهَا. رَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ الحَدَّادُ, عَنْ شُعْبَةَ, قَالَ: لَمْ يَسْمَعْ حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ مِنْ أَنَسٍ سِوَى أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِيْنَ حَدِيْثاً, وَالبَاقِي سَمِعَهَا, وَثَبَّتَهُ فِيْهَا ثَابِتٌ البُنَانِيُّ -يَعْنِي: فَكَانَ يَحذِفُ ثَابِتاً وَيُدَلِّسُهَا, فَيَقُوْلُ: عَنْ أَنَسٍ. مَا أَعْتَقِدُ إلَّا أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ أَضْعَافَ ذَلِكَ, فَإِنَّهُ مُكْثِرٌ عَنْهُ بِحَيْثُ أَنَّهُ لَهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ أَزْيَدَ مِنْ مائَةِ حَدِيْثٍ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: شُعْبَةُ أَحْفَظُ لِلْمَشَايِخِ وَسُفْيَانُ أَحْفَظُ لِلأَبوَابِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: فِي صَدْرِي أَرْبَعُ مائَةِ حَدِيْثٍ لأَبِي الزُّبَيْرِ وَاللهِ لاَ حَدَّثْتُ عنه. قَالَ القَطَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ أَمرَّ فِي الأَحَادِيْثِ الطِّوَالِ مِنْ سُفْيَانَ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: قِيْلَ لِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ إِدْرِيْسَ, وَأَبَا خَالِدٍ بنَ عَمَّارٍ يَزْعُمَانِ: أَنَّ شُعْبَةَ أَمْلَى عَلَيْهِمَا. فَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَقَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: مَا أَمْلَيتُ عَلَى أَحَدٍ من الناس ببغدادإلَّا عَلَى ابْنِ زُرَيْعٍ أَكْرَهَنِي عَلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ أَمَرَنِي أَنْ أَكْتُبَهَا. ثُمَّ قَالَ لَهُ يَحْيَى: لَوْ أَرَدْتُهُ عَلَى الإِمْلاَءِ لأَمْلَى عَلَيَّ وَمَا أَمْلَى وَأَنَا حَاضِرٌ قَطُّ وَلقَدْ جَاءهُ خَارِجَةُ بنُ مُصْعَبٍ وَهُوَ شَيْخٌ وَلَيْسَ عِنْدَهُ غَيْرِي فَأَخْرَجَ رُقَيْعَةً فَنَفَرَ شُعْبَةُ فَقَالَ لَهُ: إِنَّمَا هِيَ أَطرَافٌ, فَسَكَنَ. عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ نَجْدَةَ: قَالَ لِي بَقِيَّةُ: كَانَ شُعْبَةُ يُمْلِي عَلَيَّ, وَذَاكَ أَنَّهُ قَالَ لِي: اكْتُبْ لِي حَدِيْثَ بَحِيْرِ بنِ سَعِيْدٍ. فَكَتَبْتُهَا لَهُ, فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَكتُبَ, وَلاَ يَحِلُّ لَنَا أَنْ نَكْتُبَ عَنْكَ? فَقَالَ لِي: اكْتُبْ. فَكُنْتُ أَكْتُبُ عَنْهُ. القَوَارِيْرِيُّ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ, قَالَ: أَملَى عَلَيْنَا شُعْبَةُ هَذِهِ المَسَائِلَ مِنْ كِتَابِه -يَعْنِي: مَسَائِلَ الحَكَمِ وَحَمَّادٍ. وَكَانَ يَوْماً قَاعِداً يُسبِّحُ بُكرَةً فَرَأَى قومًا قد بَكَّرُوا فَأَخَذُوا أَمْكِنَةً لِقَومٍ يَجِيْؤُوْنَ بَعْدَهُم وَرَأَى قَوْماً يَجِيْؤُوْنَ فَقَامَ مِنْ مَكَانِهِ فَجَلَسَ فِي آخِرِهِم. ابْنُ المَدِيْنِيِّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى القَطَّانُ قَالَ: هَؤُلاَءِ شُيُوْخُ شُعْبَةَ مِنَ الكُوْفَةِ لَمْ يَلْقَهُم سُفْيَانُ: عَدِيُّ بنُ ثَابِتٍ طَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ المِنْهَالُ بنُ عَمْرٍو إِسْمَاعِيْلُ بنُ رَجَاءَ, عُبَيْدُ بن

الحَسَنِ, الحَكَمُ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَيْسَرَةَ, يَحْيَى أَبُو عَمْرٍو البَهْرَانِيُّ, عَلِيُّ بنُ مُدْرِكٍ, سِمَاكُ بن الوليد, سعيد بن أبي بردة, عَبْدُ اللهِ بنُ جَبْرٍ, مُحِلُّ بنُ خَلِيْفَةَ, أَبُو السَّفَرِ سَعِيْدٌ الهَمْدَانِيُّ, نَاجِيَةُ بنُ كَعْبٍ. قَالَ وَكِيْعٌ: قَالَ شُعْبَةُ: رَأَيتُ نَاجِيَةَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ يَلْعَبُ بِالشَّطْرَنْجِ, فَتَرَكْتُهُ فَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ. وَمِنْهُمُ العَلاَءُ بنُ بَدْرٍ وَحَيَّانُ البَارِقِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي المُجَالِدِ.. وَسَمَّى جَمَاعَةً. رَوَاهَا: أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ ثُمَّ زَادَ أُنَاساً: الوَلِيْدُ بنُ العَيْزَارِ يَحْيَى بنُ الحُصَيْنِ نُعَيْمُ بنُ أَبِي هِنْدٍ حَبِيْبُ بنُ الزُّبَيْرِ سَعِيْدُ بنِ عَمْرِو بنِ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ. قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, قَالَ: رَأَيتُ الحَسَنَ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ, فَتَكَابُّوا عَلَيْهِ, فَقَالَ: لاَ بُدَّ لِهَؤُلاَءِ النَّاسِ مِنْ وَزَعَةَ. وَكَانَ يَقَعدُ عِنْدَ المَنَارَةِ العَتِيْقَةِ فِي آخِرِ المَسْجِدِ. وَقَالَ صَالِحُ بنُ سُلَيْمَانَ: كَانَتْ فِي شُعْبَةَ تَمتَمَةٌ. قَالَ أبو عبد الرحمن المقرىء: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: مِنْ كَذِبِ الإِنْسَانِ مَرَّتَيْنِ يَقُوْلُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ إلَّا شُوَيْءٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: قَالَ شُعْبَةُ: كُنْتُ أَتفقَّدُ فَمَ قَتَادَةَ فَإِذَا قَالَ: سَمِعْتُ أَوْ، حَدَّثَنَا تَحفَّظْتُهُ وَإِلاَّ تَرَكْتُهُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ غَلَطُ شُعْبَةَ فِي الأَسْمَاءِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: كَانَ شُعْبَةُ يَجِيْءُ إِلَى الرَّجُلِ يعني الذي ليس أهلًا لِلْحَدِيْثِ فَيَقُوْلُ: لاَ تُحدِّثْ وَإِلاَّ اسْتَعْدَيتُ عَلَيْكَ السُّلْطَانَ. أَبُو زَيْدٍ الهَرَوِيُّ عَنْ شُعْبَةَ: لأَنْ أَقَعَ مِنَ السَّمَاء ِإِلَى الأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدَلِّسَ. قَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ: حدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ القَزَّازُ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مِنْ شُعْبَةَ سَبْعَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ وَسَمِعَ مِنْهُ غُنْدَرٌ مِثْلَهَا أَغرَبتُ عَلَيْهِ أَلفَ حَدِيْثٍ وَأغْرَبَ هُوَ عَلَيَّ أَلْفاً. قَالَ شُعْبَةُ: وَقِّفوهُم تَصدقُوا أَوْ تَكذبُوا. سَمِعَهُ مِنْهُ أَبُو عُبَيْدَةَ الحَدَّادُ. قَالَ مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: كَانَ شُعْبَةُ إِذَا قَامَ سَائِلٌ فِي مَجْلِسِهِ لاَ يُحَدِّثُ حَتَّى يُعْطَى أَوْ يُضْمَنَ لَهُ. قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ وَقَدْ أَقْبَلَ عَلَى رَجُلٍ خُرَاسَانِيٍّ فَقِيْلَ لَهُ: تُقْبِلُ عَلَى هَذَا وَتَدَعُنَا? قَالَ: وَمَا يُؤْمِنُنِي أَنَّ مَعَهُ خِنْجَراً يَشُقُّ بَطْنِي بِهِ.

قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ خِدَاشٍ, حَدَّثَنِي حَرِيْشٌ ابْنُ أُخْتِ جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ, قَالَ: رَأَيتُ شُعْبَةَ فِي النَّوْمِ, فَقُلْتُ: أَيَّ الأَعْمَالِ وَجَدْتَ أَشَدَّ عَلَيْكَ? قَالَ: التَّجَوُّزُ فِي الرِّجَالِ. قَالَ عُبَيْدُ بنُ يَعِيْشَ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ بُكَيْرٍ, سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: اكْتُم عَلَيَّ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ: سَمِعَ الحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ? قَالَ: لاَ, ولا حرف. قَالَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ, قَالَ: كَانَ أَيُّوْبُ يَمْشِي إِلَى مَسْجِدِ بَنِي ضُبَيْعَةَ يَسْأَلُنِي عَنِ الحَدِيْثِ فَحَدَّثتُهُ يَوْماً بِحَدِيْثِ قَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بنِ شِهَابٍ: أَنَّ امْرَأَةً أَرَادَتِ الحَجَّ. فَقَالَ أَيُّوْبُ: هَاتُوا إِسْنَاداً مِثْلَ هَذَا. قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: قَالَ شُعْبَةُ: أَتَى إِلَيَّ ابْنُ عَوْنٍ وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, يُعَزِّيَانِي بِأُمِّي, فَقَالَ سُلَيْمَانُ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ.. فَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: قَدْ رَأَيْتَ أَبَا نَضْرَةَ? قَالَ سُلَيْمَانُ: فَمَا رَأَيتَ? عَفَّانُ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ قَالَ: جَاءَ شُعْبَةُ إِلَى حُمَيْدٍ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيْثٍ لأَنَسٍ فَحَدَّثَهُ بِهِ. فَقَالَ لَهُ شُعْبَة: سَمِعْتَه مِنْ أَنَسٍ? قَالَ: فِيْمَا أَحْسِبُ. فَقَالَ شُعْبَةُ بِيَدِهِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ: لاَ أُرِيْدُهُ. ثُمَّ وَلَّى. فَلَمَّا ذَهَب قَالَ حُمَيْدٌ: سَمِعْتُهُ مِنْ أَنَسٍ كَذَا وَكَذَا مرَّةً وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ أُفسِدَهُ عَلَيْهِ. وَرَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ عَفَّانَ وَفِيْهِ: وَلَكِنْ شَدَّدَ عَلَيَّ, فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَدِّدَ عَلَيْهِ. رَوَى سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ, عَنْ شُعْبَةَ, قَالَ: قُلْتُ لِمُشَاشٍ: سَمِعَ الضَّحَّاكُ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ? قَالَ: مَا رَآهُ قَطُّ. وَرَوَى هُشَيْمٌ, عَنْ شُعْبَةَ, قَالَ: خُذُوا عَنْ أَهْلِ الشَّرَفِ فَإِنَّهُم لاَ يَكْذِبُوْنَ. قَالَ وَكِيْعٌ: قَالَ شعبة: فلان عن فلان مثله لا يجزىء. وقال سفيان الثوري: يجزىء. عُثْمَانُ بنُ جَبَلَةَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَلذُّ مِنْ أَنْ تَلْقَى شَيْخاً فِي فَيءِ رِيْحٍ قَدْ لَقِيَ النَّاسَ وَأَنْتَ تَسْتَثِيْرُهُ وَتَستخرِجُ مِنْهُ العِلْمَ قَدْ خَلَوتَ بِهِ? قَالَ عَفَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ يَخْضِبُ بِالحُمْرَةِ.

لَمْ يَقَعْ لِي بِالاتِّصَالِ مِنْ حَدِيْثِ شُعْبَةَ بِعُلُوٍّ سِوَى أَرْبَعَةُ أَحَادِيْثَ, مِنْهَا ثَلاَثَةٌ فِي المائَةِ الشُّرَيْحِيَّةِ". قَرَأْتُ عَلَى عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَكُمَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ البُسْرِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ وَشَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يَقُوْلُ: صَلَّيْتُ خَلفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم1. هَذَا حَدِيْثٌ ثَابِتٌ مَا عَلَيْهِ غُبَارٌ. وَقَتَادَةُ فَحَافِظٌ يُؤَدِّي الحَدِيْثَ بِحُرُوْفِهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ محمد ومحمد بن يوسف وأبو بكر بن خَطِيْبِ بَيْتِ الأَبَّارِ وَآخَرُوْنَ قَالُوا:، أَنْبَأَنَا أَبُو المَنْجَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ اللَّتِّيِّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَنْبَأَنَا أَبُو عاصم الفُضَيْلُ بنُ يَحْيَى، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المَنِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ سَمِعْتُ جَابِراً يَقُوْلُ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ:"مَنْ هَذَا?" فَقُلْتُ: أَنَا فَقَالَ: "أَنَا أَنَا" كَأَنَّهُ كَرِهَهُ2. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ, عَنْ أَبِي الوَلِيْدِ, عَنْ شُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ, فَوَقَعَ بَدَلاً عاليًا. قال أبو زرعة: مُقَاتلاً هُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ وَكِيْعاً يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأَرْجُو أَنْ يَرْفَعَ اللهُ لِشُعْبَةَ دَرَجَاتٍ فِي الجَنَّةِ, بِذَبِّهِ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الكُدَيْمِيُّ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ الحَضْرَمِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ الخَيْرِ أَبُو بِسْطَامَ الضَّخْمُ, عَنِ الضِّخَامِ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيُّ عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّخْمُ عَنِ الضِّخَامِ ... شُعْبَةُ الخَيْرِ أَبُو بِسْطَامِ الكُدَيْمِيُّ: عَنْ وَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ, قَالَ: كَلَّمَ أَبِي شُعْبَةَ فِي أَبَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ وَسَلْمٍ العَلَوِيِّ فِي الكَفِّ عَنْهُمَا فَأَجَابَهُ فِي سلم ثم بدا له.

_ 1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "743"، وَمُسْلِمٌ "399"، وَأَبُو دَاوُدَ "782"، وَالتِّرْمِذِيُّ "246"، وَالنَّسَائِيُّ "2/ 135"، وأحمد "3/ 264". 2 صحيح: أخرجه البخاري "6250"، ومسلم "2155".

وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ: قَالَ لِي حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ قَالَ: إِذَا خَالَفنِي شُعْبَةُ فِي حَدِيْثٍ صِرتُ إِلَى قَوْلِه. قُلْتُ: كَيْفَ يَا أَبَا إِسْمَاعِيْلَ? قَالَ: إِنَّ شُعْبَةَ كَانَ لاَ يَرضَى أَنْ يَسْمَعَ الحَدِيْثَ عِشْرِيْنَ مَرَّةً وَأَنَا أَرْضَى أَنْ أَسْمَعَهُ مَرَّةً. وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ القُدُّوْسِ بن محمد الحبحابي: سمعت أبي يقول: لمامات شُعْبَةُ أُرِيتُهُ بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ وَهُوَ آخذٌ بِيَدِ مِسْعَرٍ وَعَلَيْهِمَا قَمِيْصَا نُوْرٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بِسْطَامَ مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ ?قَالَ: غَفَر لِي. قُلْتُ: بِمَاذَا? قَالَ بِصِدْقِي فِي رِوَايَةِ الحَدِيْثِ وَنَشْرِي لَهُ وَأَدَائِي الأَمَانَةَ فِيْهِ. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ: حَبَانِي إِلَهِي فِي الجِنَانِ بِقُبَّةٍ ... لَهَا أَلْفُ بَابٍ مِنْ لُجَيْنٍ وَجَوْهَرُ شَرَابِي رَحِيْقٌ فِي الجِنَانِ وَحِلْيَتِي ... مِنَ الذَّهَبِ الإِبْرِيْزِ وَالتَّاجُ أَزْهَرُ وَنَقْلِي لِثَامُ الحُورِ وَاللهُ خَصَّنِي ... بِقَصْرٍ عَقِيْقٍ تُرْبَةُ القَصْرِ عَنْبَرُ وَقَالَ لِيَ الرَّحْمَنُ يَا شُعْبَةُ الَّذِي ... تَبَحَّرَ فِي جَمْعِ العُلُوْمِ فَأَكْثَرُ تَنَعَّمْ بِقُرْبِي إِنَّنِي عَنْكَ رَاضِي ... وَعَنْ عَبْدِيَ القَوَّامِ بِاللَّيْلِ مِسْعَرُ كَفَى مِسْعَراً عِزّاً بِأَنْ سَيَزُوْرُنِي ... فَأَكْشِفُ حُجْبِي ثُمَّ أُدْنِيْهِ يَنْظُرُ فِي أَبْيَات. الأَصَمُّ:، حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الهَرَوِيُّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: لأَنْ أَقعَ مِنَ السَّمَاءِ فَأَنقطِعَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدَلِّسَ. القَوَارِيْرِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ يُحَدِّثُ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: مِنَ النَّاسِ مَنْ عَقْلُهُ مَعَهُ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ عَقلُهُ بِفِنَائِهِ وَمِنْهُم مَنْ لاَ عَقْلَ لَهُ. فَأَمَّا الَّذِي عَقلُهُ مَعَهُ فَالَّذِي يُبْصِرُ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ وَأَمَّا الَّذِي عَقلُهُ بِفِنَائِهِ فَالَّذِي ... وَذَكَرَ كَلِمَةً. قَالَ مَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: سُئِلَ شُعْبَةُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ فَقَالَ: سَمْنٌ وَعَسَلٌ. قِيْلَ: فَمَا تَقُوْلُ فِي هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ? فَقَالَ: خَلٌّ وَزَيْتٌ? قِيْلَ: فَمَا تَقُوْلُ فِي أَبِي بَكْرٍ الهُذَلِيِّ? قَالَ: دَعْنِي لاَ أَقِيءُ بِهِ. ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: مَنْ طَلَبَ الحَدِيْثَ أَفْلَسَ. بِعْتُ طست أمي بسبعة دناينر. أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ:، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ إِذَا جَاءَ بِالحَدِيْثِ الحَسَنِ صَاحَ: أَوَّهُ أَفرَقَ مِنْ جَوْدَتِهِ.

سُرَيْجُ بنُ يُوْنُسَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ, قَالَ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ, فَإِذَا شُعْبَةُ جَالِسٌ وَحْدَهُ, فَجلَسْتُ إِلَيْهِ, فَرَفَعَ رِجْلَهُ, فَرَكَلَنِي, وَقَالَ: أَنْتَ طَلَبْتَ مَنْصُوْراً, ثُمَّ لَمْ تَجِدْهُ فِي الإِسْطُوَانَاتِ فَحِيْنَئِذٍ جِئْتَ إِلَيَّ? وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ حَدِيْثٍ, فَقَالَ: وَاللهِ لاَ حَدَّثْتُكَ بِهِ. قُلْتُ. ولم? قال: لأني لم أسمعهإلَّا مَرَّةً. الطَّيَالِسِيُّ: عَنْ شُعْبَةَ: مَا رَأَيتُ بِالكُوْفَةِ مِثْلَ زُبَيْدِ بنِ الحَارِثِ: قَالَ أُمَيَّةُ بنُ خَالِدٍ قُلْتُ لِشُعْبَةَ: إِنَّ أَبَا شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَنِ الحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى: أَنَّ صِفِّيْنَ شَهِدَهَا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ سَبْعُوْنَ رَجُلاً. قَالَ: كَذَبَ أَبُو شَيْبَةَ لقَدْ ذاكرت الحكم فما وجدنا أحدًا أشهد صِفِّيْنَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ غَيْرَ خُزَيْمَةَ بنِ ثَابِتٍ. قُلْتُ: قَدْ شَهِدَهَا عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ, وَالإِمَامُ عَلِيٌّ أَيْضاً. الأَصَمُّ: حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ, قَالَ: قَالَ شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: لأَنْ أُقَدَّمَ, فَتُضْرَبَ عُنُقِي, أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ أَبِي هَارُوْنَ العَبْدِيِّ. وَقَالَ بِشْرُ بنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: لأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَوْ مِنْ فَوْقِ هَذَا القَصْرِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُوْلَ: قَالَ الحَكَمُ لِشَيْءٍ لَمْ أَسْمَعْه مِنْهُ. قُلْتُ: هَذَا -وَاللهِ- الوَرَعُ. قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: مَنِ الَّذِيْنَ تَتركُ الرِّوَايَةَ عَنْهُم? قَالَ: إذا أكثر عن المعروفين من الرواية مالا يُعرَفُ أَوْ أَكْثَرَ الغَلَطَ أَوْ تَمَادَى فِي غَلَطٍ مُجْتَمَعٍ عَلَيْهِ وَلَمْ يَتَّهِمْ نَفْسَهُ عِنْدَ اجْتِمَاعِهِم عَلَى خِلاَفِهِ أَوْ رَجُلٌ مُتَّهَمٌ بِكَذِبٍ وَسَائِرُ النَّاسِ فَارْوِ عَنْهُم. عُبَيْدُ بنُ يَعِيْشَ:، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ وَاكْتُمْ. الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بن حرب سمعت حماد بن زيد يقول: رَأَيتُ شُعْبَةَ قَدْ لَبَّبَ أَبَانَ بنَ أَبِي عَيَّاشٍ يَقُوْلُ: أَسْتَعْدِي عَلَيْكَ إِلَى السُّلْطَانِ فَإِنَّكَ تَكْذِبُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَبَصُرَ بِي فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْمَاعِيْلَ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَمَا زِلتُ أَطْلُبُ إِلَيْهِ حَتَّى خَلَّصْتُهُ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ دُكَيْنٍ الكَلْبِيُّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَصدَقَ مِنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ.

ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: كَتَبْتُ عَنْ أَبِي المُهَزِّمِ خَمْسِيْنَ حَدِيْثاً, فَمَا رَوَيتُ عَنْهُ شَيْئاً. قُلْتُ: هُوَ يَزِيْدُ بنُ سُفْيَانَ, هَالِكٌ. الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ حُمْشَادَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمَّارٍ عَنْ عِمْرَانَ بنِ أَبَانٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ هُشَيْمٌ البَصْرَةَ فَقَالَ شُعْبَةُ: إِنْ حَدَّثَكم عَنْ عِيْسَى بنِ مَرْيَمَ فصدقوه اكتبوا عَنْهُ. فَمَالَ النَّاسُ إِلَى هُشَيْمٍ وَتَرَكُوا شُعْبَةَ فَمَرَّ بِهِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا أَبَا بسطام مالك? أَيْنَ النَّاسُ? قَالَ: أَنَا صَنَعتُ بِنَفْسِي أَلَقَيْتُ بنفسي, في غبار الجص. قَالَ سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ: رُبَّمَا سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ: يَا قَوْمُ! إِنَّكُم كُلَّمَا تَقدَّمْتُم فِي الحَدِيْثِ, تَأَخَّرْتُم فِي القُرْآنِ. وَقَالَ أبوداود: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِوَرْقَاءَ, فَإِنَّكَ لاَ تَلقَى مِثْلَهُ حَتَّى تَرجِعَ -عَنَى: فِي الخَيْرِ. رَوَى إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي كَرِيْمَةَ, عَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ, قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ يَقُوْلُ: لاَ تَكتُبُوا الحَدِيْثَ إلَّا عَنْ غَنِيٍّ, وَكَانَ هُوَ فَقِيْراً كَانَ يَعُوْلُهُ بَنُو أَخِيْهِ. وَرَوَى لَبِيْدُ بنُ أَبِي لَبِيْدٍ السَّرَخْسِيُّ عَنِ النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: تَعَالَوْا نَغتَابُ فِي اللهِ. يُرِيْدُ الكَلاَمَ فِي الشُّيُوخِ. يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: قَالَ حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ: كَتَبَ لِي سُلَيْمَانُ بنُ مُجَالِدٍ إِلَى شُعْبَةَ فَأَتَيْتُهُ فَكُنْتُ أَسْأَلُهُ حَدِيْثَ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ فَكَانَ يُحَدِّثُنِي وَلاَ يَدعُ أَحَداً يَكْتُبُ عِنْدَهُ فَكُنْتُ أَسْأَلُهُ ثُمَّ أقول: البول البول. فقال: هذا والله ياطل إِنَّمَا تُرِيْدُ أَنْ تَتَذَكَّرَ الأَبْوَابَ. أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بنَ شُمَيْلٍ يَقُوْلُ: أَوْ قِيْلَ لَهُ: قَالَ شُعْبَةُ: أَتَيْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ وَفَخِذُهُ مَكْشُوْفَةٌ فَقُلْتُ لَهُ: غَطِّ فَخِذَكَ. قَالَ: مَا بَأْسٌ بِذَلِكَ. فَلِذَلِكَ لَمْ أَرْوِ عَنْهُ. فَقَالَ النَّضْرُ: أَنَا سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَتَيْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ وَكَانَتْ بِهِ حَاجَةٌ شَدِيْدَةٌ فَتَذَمَّمْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ إِذْ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي مَا أُعْطِيْهِ قُلْتُ: أَخذَ عَنْهُ بِمَكَّةَ، وَعَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ. عُبَيْدُ اللهِ بنُ جَرِيْرِ بنِ جَبَلَةَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بنَ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: أَوْصَى أَبِي إِذَا مَاتَ أَنْ أَغسِلَ كُتُبَهُ, فَغَسَلْتُهَا. وَكَانَ أبي إذا اجتمعت عنده كتب من النَّاسِ أَرْسَلَنِي بِهَا إِلَى البَارجَاه, فَأَدفَعُهَا فِي الطين.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ: حَدَّثَنَا أمية بن خالد قلت لشعبة: مالك لا تحدث عن عبد الملك ابن أَبِي سُلَيْمَانَ? قَالَ: تَرَكتُ حَدِيْثَهُ. قُلْتُ: تُحدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ العَرْزَمِيِّ وَتَدَعُهُ? قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: إِنَّهُ حَسَنُ الحَدِيْثِ قَالَ: مِنْ حُسْنِهِ فَرَرْتُ. قَالَ القَطَّانُ: قَالَ شُعْبَةُ: لَوْ جَاءَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بِحَدِيْثٍ مِثْلِهِ لَتُركَ حَدِيْثُهُ يَعْنِي حَدِيْثَهُ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ: الجَارُ أَحَقُّ بِشُفْعَةِ جَارِهِ ينتظر بها وإن كان غائبا إذا كان طَرِيْقُهُمَا وَاحِداً. رُوِيَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمَّيْتُ ابْنِي سَعْداً, فَمَا سَعِدَ وَلاَ أَفلَحَ. قَالَ سَهْلُ بنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, قَالَ: قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: أَنْتَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ ين حِبَّانَ: أَنْبَأَنَا السَّرَّاجُ, سَمِعْتُ الدَّارِمِيَّ, سَمِعْتُ النَّضْرَ بنَ شُمَيْلٍ يَقُوْلُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ يقول: شعبة سيد المحدثين. وَرَوَى ثِقَةٌ, عَنْ أَبِي دَاوُدَ, سَمِعَ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: أَنَا عَبدٌ لِمَنْ عِنْدَهُ حَدِيْثَانِ. ابْنُ حِبَّانَ: حَدَّثَنَا مَكْحُوْلٌ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: كُلُّ حَدِيْثٍ لَيْسَ فِيْهِ، حَدَّثَنَا فَهُوَ مِثْلُ الرَّجُلِ فِي فَلاَةٍ مَعَهُ بَعِيْرٌ بِلاَ خِطَامٍ. سَعْدَوَيْه: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ أَبُو الرَّبِيْعِ السَّمَّانُ قَالَ لِي شُعْبَةُ: لَزِمْتَ السُّوْقَ فَأفلَحتَ وَلَزِمتُ أَنَا الحَدِيْثَ فَأَفلَسْتُ. قَالَ أَبُو نُوْحٍ قُرَادٌ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: إِذَا رَأَيتَ المِحْبَرَةَ فِي بَيْتِ إِنْسَانٍ فَارْحَمْهُ وَإِنْ كَانَ فِي كُمِّكَ شَيْءٌ, فَأَطْعِمْهُ. قَالَ يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ: كُنْتُ يَوْماً بِبَابِ شُعْبَةَ, وَكَانَ المَسْجِدُ مَلأً فَخَرَجَ شُعْبَةُ فَاتَّكَأَ عَلَيَّ وَقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ تُرَى هَؤُلاَءِ كُلُّهُم يَخْرُجُوْنَ مُحَدِّثِيْنَ? قُلْتُ: لاَ. قَالَ: صَدَقْتَ وَلاَ خَمْسَةٌ يَكْتُبُ أَحَدُهُم فِي صِغَرِهِ ثُمَّ إِذَا كَبِرَ تَرَكَهُ أَوْ يَشتغِلُ بِالفَسَادِ. قَالَ: ثُمَّ نَظَرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فَمَا خَرَجَ مِنْهُم خَمْسَةٌ. عَنْ شُعَيْبِ بنِ حَرْبٍ, سَمِعَ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: اخْتلَفتُ إِلَى عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ خَمْسَ مائَةِ مَرَّةٍ وَمَا سَمِعْتُ مِنْهُ إلَّا مائَةَ حَدِيْثٍ. الجَهْضَمِيُّ: حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ, فَجَعَلَ يَسْمَعُ -إِذَا حَدَّثَ- صَوْتَ الأَلوَاحِ فَقَالَ: السَّمَاءُ تُمطِرُ? قَالُوا: لاَ. ثُمَّ عَادَ لِلْحَدِيْثِ فَسَمِعَ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ: المَطَرُ?

قَالُوا: لاَ. ثُمَّ عَادَ فَسَمِعَ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ: وَاللهِ لاَ أُحَدِّثُ اليَوْمَ إلَّا أَعْمَى. فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ فَقَامَ أَعْوَرُ فَقَالَ: يَا أَبَا بِسْطَامَ تُخْبِرُنِي أَنَا? قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: كُنْتُ آتِي قَتَادَةَ فَأَسْأَلُهُ عَنْ حَدِيْثَيْنِ فَيُحَدِّثُنِي ثُمَّ يَقُوْلُ: أَزِيْدُكَ? فَأَقُوْلُ: لاَ حَتَّى أَحْفَظَهُمَا. وَأُتْقِنَهُمَا. أَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ البَغْدَادِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّوَّاقُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُكْرَمٍ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَهُشَيْمٌ إِلَى مَكَّةَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الكُوْفَةَ رَآنِي هُشَيْمٌ مَعَ أَبِي إِسْحَاقَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا? قُلْتُ: شَاعِرُ السَّبِيْعِ. فَلَمَّا خَرَجْنَا جَعَلتُ أَقُوْلُ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: وَأَيْنَ رَأَيتَه? قُلْتُ: هُوَ الَّذِي قُلْتُ لَكَ: شَاعِرُ السَّبِيْعِ فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ مَرَرتُ بِهِ وَهُوَ قَاعِدٌ مَعَ الزُّهْرِيِّ فَقُلْتُ: أَبَا مُعَاوِيَةَ مَنْ هَذَا? قَالَ: شُرْطِيٌّ لِبَنِي أُمَيَّةَ فَلَمَّا قَفَلْنَا جَعَلَ يَقُوْلُ:، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ. فَقُلْتُ: وَأَيْنَ رَأَيتَه?قَالَ: الَّذِي رأيته معي قلت: أراني الكِتَابَ. فَأَخْرَجَه فَخَرَّقْتُهُ. المُبَرِّدُ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُهَلَّبِيُّ, حَدَّثَنِي الأَصْمَعِيُّ, سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً فَتَّشَ الحَدِيْثَ كَتَفْتِيشِي, وَقَفتُ عَلَى أَنَّ ثَلاَثَةَ أَرْبَاعِهِ كَذِبٌ. قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ إِذْ جَاءهُ مَوْتُ شُعْبَةَ, فَقَالَ: مَاتَ الحَدِيْثُ. قُلْتُ: سَمَّى شَيْخُنَا المِزِّيُّ فِي "التَّهْذِيْبِ" لِشُعْبَةَ ثَلاَثَ مائَةِ شَيْخٍ, وَامْرَأَةً, وَهِيَ: شُمَيْسَةُ العَتَكِيَّةُ وَمِنْ أَصْغَرِ شُيُوْخِه: بَقِيَّةُ وَابْنُ عُلَيَّةَ صَاحِبَاهُ. قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: كَانَ شُعْبَةُ أُمَّةً وَحدَهُ فِي هَذَا الشَّأْنِ. وقال عبد السلام ابن مطهر: ما رأيت أحدا أمعن في العبادة من شعبة. اتَّفَقُوا عَلَى وَفَاةِ شُعْبَةَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ, بِالبَصْرَةِ. فَقِيْلَ: مَاتَ فِي أَوَّلِهَا. وَاللهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ فِي "الطَّبَقَاتِ" لَهُ: شُعْبَةُ مَوْلَى الأَشَاقِرِ, مِنَ الأَزْدِ, يُكْنَى: أَبَا بِسْطَامَ, مَاتَ فِي رَجَبٍ, سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ, مَاتَ هُوَ وَجَدِّي فِي شَهْرٍ. آخِرُ التَّرْجَمَةِ سَرَدَهَا عَلَيَّ بن عَبْدِ الهَادِي الحَافِظُ, فِي سَنَةِ 733. وَمِنْ غَرَائِبِ شُعْبَةَ مَا، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ وَابْنُ البُخَارِيِّ عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ حَبِيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي أَبُو الجُوْدِيِّ سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ المُهَاجِرِ, يُحَدِّثُ عَنِ

المِقْدَامِ بنِ مَعْدِي كَرِبَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا مِنْ رَجُلٍ ضاف قومًا فأصبح محرومًاإلَّا كَانَ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ نَصْرُهُ حَتَّى يَأْخُذَ بِقِرَى لَيْلَتِهِ مِنْ زَرْعِهِ وَمَالِهِ".1 رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, عَنْ مُسَدَّدٍ, عَنْ يَحْيَى, عَنْ شُعْبَةَ وَسَعِيْدٌ: شَامِيٌّ لاَ يُعْرَفُ. وَأَمَّا أَبُو الجُوْدِيِّ: فَاسْمُه: الحَارِثُ بنُ عُمَيْرٍ, شَامِيٌّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَهْمِ بنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ "ح". وَأَنْبَأَنَا سُنْقُرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزَّيْنِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ قَالاَ:، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ بَقَاءٍ الوَرَّاقُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الجَهَازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ شَعْبَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحسين، حدثنا أبو حفص الفلاس، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ نَكْتُبُ مَا يُمْلِي فَسَأَلَ سَائِلٌ فَقَالَ شُعْبَةُ: تَصَدَّقُوا. فَلَمْ يَتَصَدَّقْ أَحَدٌ فَقَالَ: تَصَدَّقُوا فَإِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْقِلٍ, عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ" 2. قَالَ: فَلَمْ يَتَصَدَّقْ أَحَدٌ. فَقَالَ: تَصَدَّقُوا, فَإِنَّ عَمْرَو بنَ مُرَّةَ حَدَّثَنِي, عَنْ خَيْثَمَةَ, عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تجدوا فبكلمة طيبة" 3. فلم يتصدق أحد فَقَالَ: تَصَدَّقُوا فَإِنَّ مُحِلاًّ الضَّبِّيَّ حَدَّثَنِي عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَاسْتَتِرُوا مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ" 4. فَلَمْ يَتَصدَّقْ أَحَدٌ. فَقَالَ: قُوْمُوا عَنِّي, فَوَاللهِ لاَ حَدَّثْتُكُم ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ, فَأَخْرَجَ عَجِيناً, فَأَعْطَاهُ السَّائِلَ, فَقَالَ: خُذْ هَذَا, فَإِنَّهُ طَعَامُنَا اليَوْمَ. مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَهْمٍ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأُذَاكِرُ بِالحَدِيْثِ يَفُوتُنِي فَأَمرَضُ. وَقَالَ مُظَفَّرُ بنُ مُدْرِكٍ: ذَكرُوا لِشُعْبَةَ حَدِيْثاً لَمْ يسمعه فجعل يقول: واحزناه.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "3751"، وفيه سعيد بن المهاجر، مجهول كما قال الحافظ في "التقريب". لكن ورد ما يغني عنه فعن أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أيما ضيف نزل بقوم، فأصبح الضيف محروما، له أن يأخذ بقدر قراه، ولا حرج عليه" أخرجه أحمد "2/ 380"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "4/ 40" من طريق معاوية بن صالح، عن نعيم بن زياد، عن أبي هريرة، به. وإسناده صحيح. 2 صحيح: أخرجه البخاري "6540"، من طريق شعبة، عن أبي إسحاق به. وأخرجه مسلم "1016" من طريق زهير بن معاوية عن أبي إسحاق، به. 3 صحيح: أخرجه الطيالسي "1039"، والطبراني "17/ 220ط، من طريق شعبة، عن محل بن خليفة، عنعيد بن حاتم، به. وأخرجه الطيالسي "1036"، وابن أبي شيبة "3/ 110"، وأحمد "4/ 258 و259 و377"، والبخاري "1417"، ومسلم "1016"، والطبراني في "الكبير" "17/ 207- 214" من طرق عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ معقل، عن عدي، به. وأخرجه ابن أبي شيبة "3/ 110"، والبخاري "6540" و"7512"، ومسلم "1016" "68"، والطبراني "17/ 191- 193"، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 129" من طرق عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ خيثمة، عن عدي بن حاتم، به. 4 صحيح: أخرجه الطيالسي "1039"، والنسائي "5/ 74- 75"، والطبراني "17/ 220" من طريق شعبة عن المحل، عن عدي بن حاتم، به.

خالد بن برمك، سفيان

خالد بن بَرْمَك، سفيان: 1082- خالد بن برمك 1: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ, أَبُو العَبَّاسِ الفَارِسِيُّ, جَدُّ الوَزِيْرِ جعفر بن الوزير يحيى البرمكي العراقي. قَالَ الصُّوْلِيُّ: كَانَ يُتَّهَمُ بِدِيْنِ المَجُوْسِ, وَكَانَ يَخْتلِفُ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الإِمَامِ, ثُمَّ إِلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ الإِمَامِ. وَقَالَ أَبُو القاسم بن عَسَاكِرَ: وَزَرَ خَالِدٌ لِلسَّفَاحِ بَعْدَ حَفْصٍ الخَلاَّلِ. حَكَى عَنْهُ ابْنُهُ يَحْيَى. ثُمَّ إِنَّهُ وَزَرَ لِلْمَنْصُوْرِ سَنَةً وَأَشْهُراً ثُمَّ وَلاَّهُ إِمْرَةَ بِلاَدِ فَارِسٍ وَاسْتَوْزَرَ بَعْدَهُ أَبَا أَيُّوْبَ المُوْرِيَانِيَّ. قُلْتُ: كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ مِنْ أَفرَادِ الرِّجَالِ رِئَاسَةً وَدَهَاءً وَحَزماً وَخَلَفَهُ فِي ذَلِكَ أَوْلاَدُه. مَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ, عَنْ خَمْسٍ وسبعين سنة. 1083- سفيان 2: "ع" ابن سعيد بن مسروق بن حَبِيْبِ بنِ رَافِعِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ موهبة بن أبي ابن عَبْدِ اللهِ بنِ مُنْقِذِ بنِ نَصْرِ بنِ الحَارِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَامِرِ بنِ مِلْكَانَ بن ثور بنِ عَبْدِ مَنَاةَ بنِ أُدِّ بنِ طَابِخَةَ بنِ إِلْيَاسَ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عدنان.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 132"، العبر "1/ 228"، النجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "2/ 50"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 261"، وخزانة الأدب للبغدادي "1/ 542". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 371"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2077"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 713"، الكنى للدولابي "2/ 56"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 972" حلية الأولياء "6/ 356- 7/ 144"، تاريخ بغداد "9/ 151"، الأنساب للسمعاني "3/ 146"، وفيات الأعيان "2/ ترجمة 266"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 198"، تهذيب التهذيب "4/ 111" طبقات المدلسين "ترجمة رقم 51"، شذرات الذهب لابن العماد "1/ 250".

وَكَذَا نَسَبَهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ التَّيْمِيِّ, غَيْرَ أَنَّهُ أَسقَطَ مِنْهُ مُنْقِذاً,، وَالحَارِثَ, وَزَادَ بَعْدَ مَسْرُوْقٍ حَمْزَةَ, وَالبَاقِي سَوَاءٌ. وَكَذَلِكَ ذَكَرَ نَسَبَهُ: الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ, وَابْنُ سَعْدٍ, وَأَنَّهُ مِنْ ثَوْرِ طَابِخَةَ. وَبَعْضُهُم قَالَ: هُوَ مِنْ ثَورِ هَمْدَانَ, وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. هُوَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ, إِمَامُ الحُفَّاظِ, سَيِّدُ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ فِي زَمَانِهِ, أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّوْرِيُّ, الكُوْفِيُّ, المُجْتَهِدُ, مُصنِّفُ كِتَابِ "الجَامِعِ". وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ اتِّفَاقاً, وَطَلَبَ العِلْمَ وَهُوَ حَدَثٌ بِاعتنَاءِ وَالِدِه المُحَدِّثِ الصَّادِقِ: سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ الثَّوْرِيِّ وَكَانَ وَالِدُهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّعْبِيِّ وَخَيْثَمَةَ بن عبد الرحمن ومن ثقات الكوفيين وعداده فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ. رَوَى لَهُ الجَمَاعَةُ السِّتَّةُ فِي دَوَاوِيْنِهِم وَحَدَّثَ عَنْهُ أَوْلاَدُهُ: سُفْيَانُ الإِمَامُ, وَعُمَرُ, وَمُبَارَكٌ, وَشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ, وَزَائِدَةُ, وَأَبُو الأَحْوَصِ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَعُمَرُ بنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وآخرون. ومات سنة ست، وعشرين، ومئة. مُعْجَمُ شُيُوْخِ أَبِي عَبْدِ اللهِ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عُقْبَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُنْتَشِرِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُهَاجِرٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مَيْسَرَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مَزْيَدٍ الخُوْزِيُّ، وَأَجْلَحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَآدَمُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَأُسَامَةُ بن زيد، وإسرائيل أبو موسى، وأسلم المِنْقَرِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَخْزُوْمِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ السُّدِّيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ كَثِيْرٍ، وَالأَسْوَدُ بنُ قَيْسٍ، وَأَشْعَثُ بنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَالأَغَرُّ بنُ الصَّبَّاحِ، وَأَفْلَتُ بنُ خَلِيْفَةَ، وَإِيَادُ بنُ لَقِيْطٍ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَأَيُّوْبُ بنُ مُوْسَى، وَالبَخْتَرِيُّ بنُ المُخْتَارِ، وَبُرْدُ بنُ سِنَانٍ، وَبُرَيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَبَشِيْرٌ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ، وَبَشِيْرٌ صَاحِبُ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَبُكَيْرُ بنُ عَطَاءٍ، وَبَهْزُ بنُ حَكِيْمٍ، وَبِنَانُ بنُ بِشْرٍ، وَتَوْبَةُ العَنْبَرِيُّ، وَثَابِتُ بنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو المِقْدَامِ ثَابِتُ بنُ هُرْمُزَ، وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ، وَثُوَيْرُ بنُ أَبِي فَاخِتَةَ، وَجَابِرٌ الجُعْفِيُّ، وَجَامِعُ بنُ أَبِي رَاشِدٍ، وَجَامِعُ بنُ شَدَّادٍ، وَجَبَلَةُ بنُ سُحَيْمٍ، وَجَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ، وَجَعْفَرٌ الصَّادِقُ، وَجَعْفَرُ بنُ مَيْمُوْنٍ، وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِهِ، وَحَبِيْبُ بنُ الشَّهِيْدِ، وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي عَمْرَةَ، وَحَجَّاجُ بنُ فُرَافِصَةَ، وَالحَسَنُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَالحَسَنُ بنُ عَمْرٍو الفُقَيْمِيُّ، وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحَكِيْمُ بنُ جُبَيْرٍ، وَحَكِيْمُ بنُ الدَّيْلَمِ، وَحَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَحُمْرَانُ بنُ أَعْيَنَ، وَحُمَيْدُ بنُ قَيْسٍ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، وَحَنْظَلَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَخَالِدُ بنُ سَلَمَةَ الفَأْفَاءُ، وَخَالِدٌ الحَذَّاءُ، وَخُصَيْفُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو الجَحَّافِ دَاوُدُ بنُ أَبِي عَوْفٍ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَرَاشِدُ بنُ كَيْسَانَ،

وَرَبَاحُ بنُ أَبِي مَعْرُوْفٍ، وَالرَّبِيْعُ بنُ أَنَسٍ، وَالرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ، وَرَبِيْعَةُ الرَّأْيُ، وَالرُّكَيْنُ بنُ الرَّبِيْعِ، وَزُبَيْدٌ اليَامِيُّ، وَالزُّبَيْرُ بنُ عَدِيٍّ، وَزِيَادُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَزِيَادُ بنُ عِلاَقَةَ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ مَشْيَخَتِهِ، وَزَيْدُ بنُ أَسْلَمَ، وَزَيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَزَيْدٌ العَمِّيُّ، وَسَالِمٌ الأَفْطَسُ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَسَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَسَعْدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ كَعْبٍ، وَسَعِيْدٌ الجُرَيْرِيُّ، وَأَبُو سِنَانٍ سَعِيْدُ بنُ سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ الصَّغَيْرُ، وَأَبُوْهُ سَعِيْدٌ، وَسَلْمٌ العَلَوِيُّ، وَأَبُو حَازِمٍ سَلَمَةُ بنُ دِيْنَارٍ، وَسَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِهِم، وَسَلَمَةُ بنُ نُبَيْطٍ، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَسِمَاكٌ، وَسُمَيٌّ، وَسُهَيْلٌ، وَشَبِيْبُ بنُ غَرْقَدَةَ، وَشَرِيْكُ بنُ أَبِي نَمِرٍ، وَشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ، وَذَلِكَ فِي النَّسَائِيِّ، وَصَالِحُ بنُ صَالِحِ بنِ حَيٍّ، وَصَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، وَصَفْوَانُ بنُ سُلَيْمٍ، وَالضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ، وأبي سِنَانٍ ضِرَارُ بنُ مُرَّةَ، وَطَارِقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَرِيْفٌ أَبُو سُفْيَانَ السَّعْدِيُّ، وَطُعْمَةُ بنُ غَيْلاَنَ، وَطَلْحَةُ بنُ يَحْيَى، وَعَاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُوْدِ، وَعَاصِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَعَاصِمُ بنُ كُلَيْبٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَابِرٍ البَصْرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ دِيْنَارٍ، وَأَبُو الزِّنَادِ عَبْدُ الله، وعبد الله بن الربيع بن خيثم، وَعَبْدُ اللهِ بنُ السَّائِبِ الكُوْفِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ المَقْبُرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ شُبْرُمَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ شَدَّادٍ الأَعْرَجُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ طَاوُوْسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بن خيثم، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَطَاءٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَوْنٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عِيْسَى، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي لَبِيْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، وَعَبْدُ الله بن أبي نجيج، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَامِرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ ثَرْوَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَارِثِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زِيَادِ بنِ أَنْعَمَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَابِسٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الأَصْبَهَانِيِّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلْقَمَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ رُفَيْعٍ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مَالِكٍ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ أَبُو أُمَيَّةَ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي بَشِيْرٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، وَعَبْدَةُ بنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي زِيَادٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَعُبَيْدُ بنُ الحَسَنِ، وَعُبَيْدُ بنُ مِهْرَانَ المُكَتِّبُ، وَعُبَيْدٌ الصِّيْدُ، وَعُثْمَانُ بنُ الحَرْبِ، وَعُثْمَانُ بنُ حَكِيْمٍ، وَأَبُو حَصِيْنٍ عُثْمَانُ بنُ عَاصِمٍ، وَأَبُو اليَقْظَانِ عُثْمَانُ بنُ عُمَيْرٍ، وَعُثْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، وَعُثْمَانُ البَتِّيُّ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَعِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، وَعَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَدٍ، وَعَلِيُّ بنُ الأَقْمَرِ، وَعَلِيُّ بنُ بَذِيْمَةَ، وَعَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ، وَعَمَّارٌ الدهني، وعمارة بن القعقاع، وَعُمَرُ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ، وَعُمَرُ بنُ يَعْلَى، وعمرو بنُ دِيْنَارٍ، وَعَمْرُو بنُ عَامِرٍ الأَنْصَارِيُّ، وَعَمْرُو بنُ قَيْسٍ المُلاَئِيُّ، وَعَمْرُو بنُ مُرَّةَ، وَهُوَ مِنْ قُدَمَاءِ شُيُوْخِهِ، وَعَمْرُو بنُ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ، وَعَمْرُو بنُ يَحْيَى بنِ عُمَارَةَ، وَعِمْرَانُ بنُ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ، وَعِمْرَانُ بنُ مُسْلِمٍ الجُعْفِيُّ، وَعِمْرَانُ البَارِقِيُّ، وَعِمْرَانُ القَصِيْرُ، وَعُمَيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَثْعَمِيُّ، وَعَوْنُ بنُ أَبِي جُحَيْفَةَ،

وَالعَلاَءُ بنُ خَالِدٍ، وَالعَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالعَلاَءُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ، وَعَيَّاشٌ العَامِرِيُّ، وَعِيْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعِيْسَى بنُ أَبِي عَزَّةَ، وَعِيْسَى بنُ مُوْسَى الحَرَشِيُّ، وَغَالِبٌ أَبُو الهُذَيْلِ، وَغَيْلاَنُ بنُ جَامِعٍ، وَفُرَاتٌ القَزَّازُ، وَفِرَاسُ بنُ يَحْيَى، وَفُضَيْلُ بنُ غَزْوَانَ، وَفُضَيْلُ بنُ مَرْزُوْقٍ، وَفِطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ، وَقَابُوْسُ بنُ أَبِي ظِبْيَانَ، وَأَبُو هَاشِمٍ القَاسِمُ بنُ كَثِيْرٍ، وَقَيْسُ بنُ مُسْلِمٍ، وَهُوَ مِنْ قُدَمَائِهِم، وَقَيْسُ بنُ، وَهْبٍ، وَكُلَيْبُ بنُ، وَائِلٍ، وَلَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَمُحَارِبُ بنُ دِثَارٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي أَيُّوْبَ الثَّقَفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ رَاشِدٍ المَكْحُوْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الزُّبَيْرِ الحَنْظَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ الطَّائِفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ طَارِقٍ المَكِّيُّ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَجْلاَنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِهِم، وَمُخَارِقٌ الأَحْمَسِيُّ، وَالمُخْتَارُ بنُ فُلْفُلٍ، وَمُخَوَّلُ بنُ رَاشِدٍ، وَمُزَاحِمُ بنُ زُفَرَ، وَمُصْعَبُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُرَحْبِيْلَ، وَمُطَرِّفُ بنُ طَرِيْفٍ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ طَلْحَةَ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، وَمَعْبَدُ بنُ خَالِدٍ، وَمَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ، وَمُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ، وَمُغِيْرَةُ بنُ النُّعْمَانِ، وَالمِقْدَامُ بنُ شُرَيْحٍ، وَمَنْصُوْرُ بنُ حَيَّانَ، وَمَنْصُوْرُ بنُ صَفِيَّةَ، وَمَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ، وَمُوْسَى بنُ أَبِي عَائِشَةَ، وَمُوْسَى بنُ عُبَيْدَةَ، وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَمَيْسَرَةُ بنُ حَبِيْبٍ، وَمَيْسَرَةُ الأَشْجَعِيُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ مَيْمُوْنٌ الأَعْوَرُ، وَنُسَيْرُ بنُ ذُعْلُوْقٍ، وَنَهْشَلُ بنُ مُجَمِّعٍ، وَنُوْحُ بنُ أَبِي بِلاَلٍ، وَهَارُوْنُ بنُ عَنْتَرَةَ، وَهِشَامُ بنُ إسحاق، وهشام بن حسان، وهشام بن عائد، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَهِشَامُ بنُ أَبِي يَعْلَى، وَوَاصِلٌ الأَحْدَبُ، وَوَبْرُ بنُ أَبِي دُلَيْلَةَ، وَوَرْقَاءُ بنُ إِيَاسٍ، وَالوَلِيْدُ بنُ قَيْسٍ السَّكُوْنِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيُّ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأنصاري، ويحيى بن هانىء بنِ عُرْوَةَ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، وَيَزِيْدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وَيَعْلَى بنُ عَطَاءٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الجَهْمِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الفَرَّاءُ، وَأَبُو حَنَانٍ الكَلْبِيُّ، وَأَبُو الجُوَيْرِيَةِ الجَرْمِيُّ، وَأَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو خَالِدٍ الدَّالاَنِيُّ، وَأَبُو رَوْقٍ الهَمْدَانِيُّ، وَأَبُو السَّوْدَاءِ النَّهْدِيُّ، وَأَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ الكَبِيْرُ مُوْسَى، وَأَبُو عَقِيْلٍ مَوْلَى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وَأَبُو فَرْوَةَ الهَمْدَانِيُّ، وَأَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، وَأَبُو هَارُوْنَ العَبْدِيُّ، وَأَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ، وَأَبُو يَحْيَى القَتَّاتُ، وَأَبُو يَعْفُوْرَ العَبْدِيُّ. وَيُقَالُ: إِنَّ عَدَدَ شُيُوْخِهِ سِتُّ مائَةِ شَيْخٍ، وَكِبَارُهُمُ الَّذِيْنَ حَدَّثُوهُ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وابن عباس، وأمثالهم، وَقَدْ قَرَأَ الخَتْمَةَ عَرْضاً عَلَى حَمْزَةَ الزَّيَّات أَرْبَعَ مَرَّاتٍ. وَأَمَّا الرُّوَاةُ عَنْهُ فَخَلْقٌ, فَذَكَرَ أَبُو الفَرَجِ بنُ الجَوْزِيِّ أَنَّهُم أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِيْنَ أَلْفاً، وَهَذَا

مَدْفُوْعٌ مَمْنُوْعٌ, فَإِنْ بَلَغُوا أَلْفاً, فَبِالجَهْدِ، وَمَا عَلِمتُ أَحَداً مِنَ الحُفَّاظِ رَوَى عَنْهُ عَدَدٌ أَكْثَرَ مِنْ مَالِكٍ، وَبَلَغُوا بِالمَجَاهِيلِ، وَبِالكَذَّابِيْنَ أَلْفاً، وَأَرْبَعَ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ مِنْ مَشْيَخَتِه، وَغَيْرِهِم خَلْقٌ مِنْهُم: الأَعْمَشُ، وَأَبَانُ بنُ تَغْلِبَ، وَابْنُ عَجْلاَنَ، وَخُصَيْفٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَجَعْفَرٌ الصَّادِقُ، وَجَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ، وَأَبُو حَنِيْفَةَ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَمِسْعَرٌ، وَشُعْبَةُ، وَمَعْمَرٌ، وَكُلُّهُم مَاتُوا قَبْلَه، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيُّ، وَأَحْوَصُ بنُ جَوَّابٍ، وَأَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَأُمَيَّةُ بنُ خَالِدٍ، وبشر بن السري، وَبِشْرُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَبَكْرُ بنُ الشَّرُوْدِ، وَبُكَيْرُ بنُ شِهَابٍ، وَثَابِتُ بنُ مُحَمَّدٍ العَابِدُ، وَثَعْلَبَةُ بنُ سُهَيْلٍ، وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَجَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ، وَالحَارِثُ بنُ مَنْصُوْرٍ الوَاسِطِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ، وَالحُسَيْنُ بنُ حَفْصٍ، وَحُصَيْنُ بنُ نُمَيْرٍ، وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَحَمَّادُ بنُ دُلَيْلٍ، وَحَمَّادُ بنُ عِيْسَى الجُهَنِيُّ، وَحُمَيْدُ بنُ حَمَّادٍ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَخَالِدُ بنُ عَمْرٍو القُرَشِيُّ، وَخَلَفُ بنُ تَمِيْمٍ، وَخَلاَّدُ بنُ يَحْيَى، وَدُبَيْسٌ المُلاَئِيُّ، وَرَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَابِ، وَسُفْيَانُ بنُ عُقْبَةَ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَسَهْلُ بنُ هَاشِمٍ البَيْرُوْتِيُّ، وَأَبُو الأَحْوَصِ سَلاَّمٌ، وَشُعَيْبُ بنُ إِسْحَاقَ، وَشُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وضَمْرَةُ، وَعَبَّادٌ السَّمَّاكُ، وَعَبْثَرُ بنُ القَاسِمِ، وَعَبْدُ اللهِ الخُرَيْبِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ المَكِّيُّ لاَ الغُدَانِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ، وَهْبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ العَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ الذِّمَارِيِّ، وَعَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعُبَيْدُ اللهِ الأَشْجَعِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَعُبَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ أَخٌ لِيَحْيَى، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي بَكْرٍ الإِسْفَذْنِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ خَاتِمَةُ أَصْحَابِه الأَثْبَاتُ، وَعَلِيُّ بنُ حَفْصٍ المَدَائِنِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ قَادِمٍ، وَعَمْرُو بنُ مُحَمَّدٍ العَنْقَزِيُّ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَأَبُو الهُذَيْلِ غَسَّانُ بنُ عُمَرَ العِجْلِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالفَضْلُ السِّيْنَانِيُّ، وَفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ، وَالقَاسِمُ بنُ الحَكَمِ، وَالقَاسِمُ بنُ يَزِيْدَ الجَرْمِيُّ، وَقَبِيْصَةُ، وَمَالِكٌ، وَمُبَارَكُ بنُ سَعِيْدٍ أَخُوْهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الأَسَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ القَنَّادُ، وَمُحَمَّدُ بنُ كثير العبدي، ومصعب بنُ مَاهَانَ، وَمُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ، وَأَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَبَّبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ، وَمَخْلَدُ بنُ يَزِيْدَ، وَمُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ هِشَامٍ، وَمُعَلَّى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَاسِطِيُّ، ومهران بن أبي عمر، وأبو خليفة مُوْسَى بنُ مَسْعُوْدٍ، وَمُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَنَائِلُ بنُ نَجِيْحٍ، وَالنُّعْمَانُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَهَارُوْنُ بنُ المُغِيْرَةِ، وَوَكِيْعُ

بنُ الجَرَّاحِ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَيَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي غَنِيَّةَ، وَيَحْيَى بنُ يَمَانٍ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَكِيْمٍ، وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَيَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ، وَيُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ، وَيُوْنُسُ بنُ أَبِي يَعْفُوْرَ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الحَفَرِيُّ، وَأَبُو سُفْيَانَ المَعْمَرِيُّ، وَأَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم. قَالَ يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ العَابِدُ: حَدَّثَنَا أَبُو المُثَنَّى, قَالَ: سَمِعْتُهُم بِمَرْوَ يَقُوْلُوْنَ: قَدْ جَاءَ الثَّوْرِيُّ, قَدْ جَاءَ الثَّوْرِيُّ. فَخَرَجتُ أَنظُرُ إِلَيْهِ, فَإِذَا هُوَ غُلاَمٌ قَدْ بَقَلَ، وَجْهُهُ. قُلْتُ: كَانَ يُنَوَّه بِذِكْرِهِ فِي صِغَرِهِ مِنْ أَجْلِ فَرْطِ ذَكَائِهِ، وَحِفْظِه، وَحَدَّثَ وَهُوَ شَابٌّ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَغَيْرُهُ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئاً قَطُّ فَخَانَنِي. قُلْتُ: أَجَلُّ إِسْنَادٍ لِلْعِرَاقِيِّينَ: سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُوْرٍ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ. وَقَالَ شُعْبَةُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُم: سُفْيَانُ الثوري أمير المؤمنين في الحديث. وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: كَتَبتُ عَنْ أَلفٍ، وَمائَةِ شَيْخٍ مَا كَتَبتُ عَنْ أَفْضَلَ مِنْ سُفْيَانَ. وَعَنْ أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ قَالَ: مَا لَقِيْتُ كُوْفِيّاً أُفَضِّلُهُ عَلَى سُفْيَانَ. وَقَالَ البَرَاءُ بنُ رُتَيْمٍ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ أَفْضَلَ مِنْ سُفْيَانَ. فَقِيْلَ لَهُ: فَقَدْ رَأَيتَ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ، وَعَطَاءً، وَمُجَاهِداً، وَتَقُوْلُ هَذَا? قَالَ: هُوَ مَا أَقُوْلُ مَا رَأَيتُ أَفْضَلَ مِنْ سُفْيَانَ. وَقَالَ ابْنُ المَهْدِيِّ: مَا رَأَتْ عَيْنَايَ أَفْضَلَ مِنْ أَرْبَعَةٍ -أَوْ مِثْلَ أَرْبَعَةٍ- مَا رَأَيتُ أَحْفَظَ لِلْحَدِيْثِ مِنَ الثَّوْرِيِّ، وَلاَ أَشدَّ تَقَشُّفاً مِنْ شُعْبَةَ، وَلاَ أَعقَلَ مِنْ مَالِكٍ، وَلاَ أَنصَحَ لِلأُمَّةِ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ. وَرَوَى، وَكِيْعٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنِّي. وَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رِزْمَةَ: قَالَ رَجُلٌ لِشُعْبَةَ: خَالَفَكَ سُفْيَانُ. فَقَالَ: دَمَغْتَنِي. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ، وُهَيْبٌ يُقدِّمُ سُفْيَانَ فِي الحِفْظِ عَلَى مَالِكٍ. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ شُعْبَةَ، وَلاَ يَعْدِلُهُ أَحَدٌ عِنْدِي.، وَإِذَا خَالَفَهُ سُفْيَانُ أَخَذْتُ بِقَوْلِ سُفْيَانَ.

وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: رَأَيتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ, لاَ يُقدِّمُ عَلَى سُفْيَانَ أَحَداً فِي زَمَانِهِ فِي الفِقْهِ، وَالحَدِيْثِ، وَالزُّهدِ، وَكُلِّ شَيْءٍ. ابْنُ شَوْذَبٍ: سَمِعْتُ أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيَّ يَقُوْلُ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الكُوْفَةِ أَحَدٌ أَفْضَلُ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: رَأَى أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ مُقْبِلاً فَقَالَ: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم 12.] وَرُوِيَ مِنْ وَجُوْهٍ عَنْ يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ, قَالَ: مَا رَأَيتُ كُوْفِيّاً أَفْضَلَ مِنْ سُفْيَانَ. سُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الحِمَّانِيُّ, سَمِعَ أَبَا حَنِيْفَةَ يَقُوْلُ: لَوْ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي التَّابِعِيْنَ, لَكَانَ فِيْهِم لَهُ شَأْنٌ. وَعَنْ أَبِي حَنِيْفَةَ قَالَ: لَوْ حَضَرَ عَلْقَمَةُ، وَالأَسْوَدُ, لاَحْتَاجَا إِلَى سُفْيَانَ. وَرَوَى ضَمْرَةُ, عَنِ المُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ, قَالَ: سُفْيَانُ عَالِمُ الأُمَّةِ، وَعَابِدُهَا. أَبُو دَاوُدَ الحَفَرِيُّ, عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: مَا رَأَيتُ أَشْبَهَ بِالتَّابِعِيْنَ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَقَالَ أَبُو قَطَنٍ عَنْ شُعْبَةَ: سَادَ سُفْيَانُ النَّاسَ بِالوَرَعِ، وَالعِلْمِ. يَعْقُوْبُ الحَضْرَمِيُّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: سُفْيَانُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ. وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: قَالَ مَا رَأَيتُ رَجُلاً أَعْلَمَ بِالحَلاَلِ، وَالحَرَامِ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: مَا رَأَيتُ مِثْلَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَعَنِ ابْنِ المُبَارَكِ قَالَ: مَا نُعِتَ لِي أَحَدٌ فَرَأَيتُهُ إلَّا، وَجَدْتُهُ دُوْنَ نَعْتِهِ إلَّا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: قَالَ لِي ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَنْ تَرَى بِعَيْنَيْكَ مِثْلَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ حَتَّى تَمُوْتَ. عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ شَقِيْقٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ, قَالَ: مَا أَعْلَمُ عَلَى الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْ سُفْيَانَ. وَعَنْ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ قَالَ: مَا أَدرَكْنَا مِثْلَ سُفْيَانَ، وَلاَ أَنفعَ مِنْ مُجَالَسَتِهِ. وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: مَا رأيت رجلًا قَطُّ أَحْفَظَ لِحَدِيْثِ الأَعْمَشِ مِنَ الثَّوْرِيِّ كَانَ يَأْتِي فَيُذَاكرُنِي بِحَدِيْثِ الأَعْمَشِ فَمَا رَأَيتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْهُ بِهَا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: سُفْيَانُ أَعْلَمُ بِحَدِيْثِ الأَعْمَشِ مِنَ الأَعْمَشِ.

وَقَالَ ابْنُ عَرْعَرَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: سُفْيَانُ أَثبتَ مِنْ شُعْبَةَ، وَأَعْلَمَ بِالرِّجَالِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ زُنْبُوْرٍ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: كَانَ سُفْيَانُ -وَاللهِ- أَعْلَمَ مِنْ أَبِي حَنِيْفَةَ. وَقَالَ ابْنُ رَاهَوَيْه: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ ذَكَرَ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، وَمَالِكاً، وَابْنَ المُبَارَكِ فَقَالَ: أَعْلَمُهُم بِالعِلْمِ سُفْيَانُ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَحْفَظَ مِنْ سُفْيَانَ ثُمَّ شعبة. وقال بشرالحافي: كَانَ الثَّوْرِيُّ عِنْدَنَا إِمَامَ النَّاسِ.، وَعَنْهُ قَالَ: سُفْيَانُ فِي زَمَانِهِ كَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ فِي زَمَانِهِمَا. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيْثِ الأَعْمَشِ، وَمَنْصُوْرٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ مِنَ الثَّوْرِيِّ.، وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ قَالَ: مَا رَأَيتُ مِثْلَ الثَّوْرِيِّ.، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: إِنِّيْ لأَرَى الرَّجُلَ يَصحَبُ سُفْيَانَ فَيَعْظُمُ فِي عَيْنِي. وَقَالَ وَرْقَاءُ، وَجَمَاعَةٌ: لَمْ يَرَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مِثْلَ نَفْسِهِ.، وَعَنْ شُعَيْبِ بنِ حَرْبٍ قَالَ: إِنِّيْ لأَحسِبُ أَنَّهُ يُجَاءُ غَداً بسفيان حجة من الله على خلفه يَقُوْلُ لَهُم: لَمْ تُدْرِكُوا نَبِيَّكُم قَدْ رَأَيتُم سُفْيَانَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الآجُرِّيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ: لَيْسَ يَخْتَلِفُ سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ فِي شَيْءٍ إلَّا يَظفرُ بِهِ سُفْيَانُ خَالَفَهُ فِي أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِيْنَ حَدِيْثاً القَوْلُ فِيْهَا قَوْلُ سفيان. وعن يحيى بن معين قال: ماخالف أَحَدٌ سُفْيَانَ فِي شَيْءٍ إلَّا كَانَ القَوْلُ قَوْلَ سُفْيَانَ. رَوَى يَحْيَى بنُ نَصْرِ بنِ حَاجِبٍ عَنْ، وَرْقَاءَ قَالَ: لَمْ يَرَ الثَّوْرِيُّ مِثْلَ نَفْسِه. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَصْحَابُ الحَدِيْثِ ثَلاَثَةٌ: ابْنُ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ، وَالشَّعْبِيُّ فِي زَمَانِهِ، وَالثَّوْرِيُّ فِي زَمَانِهِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لاَ أَعْلَمُ سُفْيَانَ صَحَّفَ فِي شَيْءٍ قَطُّ إلَّا فِي اسْمِ امْرَأَةِ أَبِي عُبَيْدَةَ كَانَ يَقُوْلُ: حُفَيْنَةُ يَعْنِي: الصَّوَاب: بِجِيْمٍ. وَرَوَى المَرُّوْذِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قَالَ: أَتَدْرِي مَنِ الإِمَامُ? الإِمَامُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لاَ يَتَقَدَّمُهُ أَحَدٌ فِي قَلْبِي.

قَالَ الخُرَيْبِيُّ: مَا رَأَيتُ أَفْقَهَ مِنْ سُفْيَانَ. وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: جَالَسْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ القَاسِمِ، وَصَفْوَانَ بنَ سُلَيْمٍ، وَزَيْدَ بنَ أَسْلَمَ, فَمَا رَأَيتُ فِيْهِم مِثْلَ سُفْيَانَ. قَالَ أَبُو قَطَنٍ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: إِنَّ سُفْيَانَ سَادَ النَّاسَ بِالوَرَعِ، وَالعِلْمِ. وَقَالَ قَبِيْصَةُ: مَا جَلَسْتُ مع سفيان مجلسًاإلَّا ذَكَرتُ المَوْتَ مَا رَأَيتُ أَحَداً كَانَ أَكْثَرَ ذِكْراً لِلْمَوْتِ مِنْهُ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ خُبَيْقٍ, عَنْ يُوْسُفَ بنِ أَسْبَاطٍ: قَالَ لِي سُفْيَانُ بَعْدَ العِشَاءِ: نَاوِلْنِي المِطْهَرَةَ أَتَوَضَّأْ. فَنَاوَلْتُهُ فأخذها بيمينه، ووضع يساره عَلَى خَدِّهِ فَبَقِيَ مُفَكِّراً، وَنِمْتُ ثُمَّ قُمْتُ، وَقْتَ الفَجْرِ فَإِذَا المِطْهَرَةُ فِي يَدِهِ كَمَا هِيَ فَقُلْتُ: هَذَا الفَجْرُ قَدْ طَلعَ فَقَالَ: لَمْ أَزَلْ مُنْذُ نَاوَلْتَنِي المِطْهَرَةَ أَتَفَكَّرُ فِي الآخِرَةِ, حَتَّى السَّاعَةَ. وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: سُئِلَ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَسْأَلَةٍ، وَهُوَ يَشْتَرِي شَيْئاً, فَقَالَ: دَعنِي فَإِنَّ قَلْبِي عِنْدَ دِرْهَمِي. وَرَوَى مُوْسَى بنُ العَلاَءِ عَنْ حُذَيْفَةَ المَرْعَشِيِّ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: لأَنْ أُخَلِّفَ عَشْرَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ يُحَاسِبُنِي اللهُ عَلَيْهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحتَاجَ إِلَى النَّاسِ. وَقَالَ رَوَّادُ بنُ الجَرَّاحِ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ المَالُ فِيْمَا مَضَى يُكْرَهُ فَأَمَّا اليَوْمَ فَهُوَ تُرْسُ المُؤْمِنِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَاهِلِيُّ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الثَّوْرِيِّ يُشَاوِرُهُ فِي الحَجِّ قَالَ: لاَ تَصْحَبْ مَنْ يُكرَمُ عَلَيْكَ فَإِنْ سَاوَيتَه فِي النفقة أضربك، وَإِنْ تَفَضَّلَ عَلَيْكَ اسْتَذَلَّكَ. وَنَظَرَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، وَفِي يَدِهِ دَنَانِيْرُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تُمْسِكُ هَذِهِ الدَّنَانِيْرَ قَالَ: اسْكُتْ فَلَوْلاَهَا لتمندل بنا الملوك. قلت: قَدْ كَانَ سُفْيَانُ رَأْساً فِي الزُّهدِ، وَالتَّأَلُّهِ، وَالخَوْفِ رَأْساً فِي الحِفْظِ رَأْساً فِي مَعْرِفَةِ الآثَارِ رَأْساً فِي الفِقْهِ لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّيْنِ، وَاغْتُفِرَ لَهُ غَيْرُ مَسْأَلَةٍ اجْتَهَدَ فِيْهَا، وَفِيْهِ تَشَيُّعٌ يَسِيْرٌ كَانَ يُثَلِّثُ بِعَلِيٍّ، وَهُوَ عَلَى مَذْهَبِ بَلَدِهِ أَيْضاً فِي النَّبِيذِ، وَيُقَالُ: رَجَعَ عَنْ كل ذَلِكَ.، وَكَانَ يُنْكِرُ عَلَى المُلُوْكِ، وَلاَ يَرَى الخُرُوْجَ أَصْلاً، وَكَانَ يُدَلِّسُ فِي رِوَايَتِهِ، وَرُبَّمَا دَلَّسَ عَنِ الضُّعَفَاءِ، وَكَانَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ مُدَلِّساً لَكِنْ مَا عُرِفَ لَهُ تَدْلِيْسٌ عَنْ ضَعِيْفٍ. أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ دَاوُدَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ: لِي إِحْدَى وَسِتُّوْنَ سَنَةً.

وَكِيْعٌ: وُلِدَ سُفْيَانُ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَتِسْعِيْنَ، وَمَاتَ، وَلَهُ ثَلاَثٌ، وَسِتُّوْنَ سَنَةً. سُفْيَانُ بنُ، وَكِيْعٍ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: مَاتَ سُفْيَانُ، وَلَهُ مائَةُ دِيْنَارٍ بِضَاعَةً فَأَوْصَى إِلَى عَمَّارِ بنِ سَيْفٍ فِي كُتُبِهِ فَأَحْرَقَهَا، وَلَمْ يُعْقِبْ سُفْيَانُ كَانَ لَهُ ابْنٌ فَمَاتَ قَبْلَهُ فَجَعَلَ كُلَّ شَيْءٍ لَهُ لأُخْتِهِ، وَوَلَدِهَا، وَلَمْ يُورِثْ أَخَاهُ المُبَارَكَ شَيْئاً، وَتُوُفِّيَ المُبَارَكُ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: بَلَغَنِي أَنَّ شَرِيْكاً، وَالثَّوْرِيَّ، وَإِسْرَائِيْلَ، وَفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ، وَغَيْرَهُم مِنْ فُقَهَاءِ الكُوْفَةِ، وُلِدُوا بِخُرَاسَانَ كَانَ يُبْعَثُ بِآبَائِهِم فِي البُعُوثِ، وَيَتَسَرَّى بَعْضُهُم، وَيَتَزوَّجُ بَعْضُهُم فَلَمَّا قَفَلُوا نَقَلُوْهُم إِلَى الكُوْفَةِ، وَمَسْرُوْقٌ جَدُّ الثَّوْرِيِّ شَهِدَ الجَمَلَ مَعَ عَلِيٍّ. أَبُو العَيْنَاءِ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ خُبَيْقٍ قَالَ يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا أَخَذَ فِي ذِكْرِ الآخِرَةِ يَبُولُ الدَّمَ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: مَا بَلَغَنِي عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- حَدِيْثٌ قَطُّ إلَّا عَمِلْتُ بِهِ، وَلَوْ مَرَّةً. حَاتِمُ بنُ الوَلِيْدِ الكَرْمَانِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ أَبِي بُكَيْرٍ يَقُوْلُ: قِيْلَ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: إِلَى مَتَى تَطلُبُ الحَدِيْثَ? قَالَ:، وَأَيُّ خَيْرٍ أَنَا فِيْهِ خَيْرٌ مِنَ الحَدِيْثِ فَأَصِيْرُ إِلَيْهِ? إِنَّ الحَدِيْثَ خَيْرُ عُلُوْمِ الدُّنْيَا. يَحْيَى القَطَّانُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: إِنَّ أَقْبَحَ الرَّعِيَّةِ أَنْ يَطلُبَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: دَعَا الثَّوْرِيُّ بِطَعَامٍ وَلَحْمٍ, فَأَكَلَهُ, ثُمَّ دَعَا بِتَمْرٍ وَزُبْدٍ, فَأَكَلَهُ, ثُمَّ قَامَ، وَقَالَ: أَحْسِنْ إِلَى الزَّنْجِيِّ، وَكُدَّهُ. أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَمَانٍ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِنِّيْ لأَرَى الشَّيْءَ يَجبُ عَلَيَّ أَنْ أَتكلَّمَ فِيْهِ فَلاَ أَفْعَلُ فَأَبُولُ دَماً. ابْنُ مَهْدِيٍّ: كُنَّا مَعَ الثَّوْرِيِّ جُلُوْساً بِمَكَّةَ فَوَثَبَ، وَقَالَ: النَّهَارُ يَعْمَلُ عَمَلَه. وَعَنْ سُفْيَانَ: مَا، وضع رجل يده في قصعة رجلإلَّا ذَلَّ لَهُ. أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ مَا لاَ أُحصِيْهِ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا، وَارْزُقنَا العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا، وَالآخِرَةِ. قَالَ يَحْيَى بنُ يَمَانٍ: قَالَ سُفْيَانُ: مَا شيء أبغض إلي من صحبة قارىء، وَلاَ شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ صُحْبَةِ فَتَىً.

أَبُو هِشَامٍ: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: لَيْسَ الزُّهدُ بِأَكْلِ الغَلِيْظِ، وَلُبْسِ الخَشِنِ، وَلَكِنَّهُ قِصَرُ الأَمَلِ، وَارْتِقَابُ المَوْتِ. يَحْيَى بنُ يَمَانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: المَالُ دَاءُ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَالعَالِمُ طَبِيْبُ هَذِهِ الأُمَّةِ فَإِذَا جَرَّ العَالِمُ الداء إلى نفسه فمتى يبرىء الناس? وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: مَا نَعْلَمُ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنْ طَلَبِ العِلْمِ بِنِيَّةٍ. الخُرَيْبِيُّ: عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: احْذَرْ سَخَطَ اللهِ فِي ثَلاَثٍ: احْذَرْ أَنْ تُقَصِّرَ فِيْمَا أَمَرَكَ، وَاحْذَرْ أَنْ يَرَاكَ، وَأَنْتَ لاَ تَرْضَى بِمَا قَسَمَ لَكَ، وَأَنْ تَطْلُبَ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا فَلاَ تَجِدْهُ أَنْ تَسَخْطَ عَلَى رَبِّكَ. قَالَ خَالِدُ بنُ نِزَارٍ الأَيْلِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ: الزُّهْدُ زُهْدَانِ: زُهْدُ فَرِيْضَةٍ، وَزُهْدُ نَافِلَةٍ. فَالفَرْضُ: أَنْ تَدَعَ الفَخْرَ، وَالكِبْرَ، وَالعُلُوَّ، وَالرِّيَاءَ، وَالسُّمْعَةَ، وَالتَّزَيُّنَ لِلنَّاسِ.، وَأَمَّا زُهدُ النَّافِلَةِ: فَأَنْ تَدَعَ مَا أَعْطَاكَ اللهُ مِنَ الحَلاَلِ فَإِذَا تَرَكتَ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ صَارَ فَرِيْضَةً عَلَيْكَ إلَّا تَترُكَهُ إلَّا للهِ. وَقِيْلَ: إِنَّ عَبْدَ الصَّمَدِ عَمَّ المَنْصُوْرِ دَخَلَ عَلَى سُفْيَانَ يَعُودُهُ فَحَوَّلَ، وَجْهَهُ إِلَى الحَائِطِ، وَلَمْ يَرُدَّ السَّلاَمَ فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: يَا سَيْفُ أَظُنُّ أَبَا عَبْدِ اللهِ نَائِماً. قَالَ: أَحسِبُ ذلك أَصْلَحَكَ اللهُ فَقَالَ سُفْيَانُ: لاَ تَكْذِبْ لَسْتُ بِنَائِمٍ. فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ لَكَ حَاجَةٌ? قَالَ: نَعَمْ ثَلاَثُ حَوَائِجَ: لاَ تَعُودَ إِلَيَّ ثَانِيَةً، وَلاَ تَشْهدَ جِنَازَتِي، وَلاَ تَترَحَّمَ عَلَيَّ فَخَجِلَ عَبْدُ الصَّمَدِ، وَقَامَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ:، وَاللهِ لقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أخرج إلَّا، ورأسه معه. قَالَ يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: قَالَ سُفْيَانُ: زَيِّنُوا العِلْمَ وَالحَدِيْثَ بِأَنْفُسِكُم، وَلاَ تَتَزَيَّنُوا بِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: طُلِبَ سُفْيَانُ فَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَنَفَذَ المَهْدِيُّ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَهُوَ عَلَى مَكَّةَ فِي طَلَبِهِ فَأُعْلِمَ سُفْيَانُ بِذَلِكَ، وَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: إِنْ كُنْتَ تُرِيْدُ إِتْيَانَ القَوْمِ فَاظْهَرْ حَتَّى أَبعَثَ بِكَ إِلَيْهِم، وَإِلاَّ فَتَوَارَ. قَالَ: فَتَوَارَى سُفْيَانُ، وَطَلَبَهُ مُحَمَّدٌ، وَأَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَى بِمَكَّةَ: مَنْ جَاءَ بِسُفْيَانَ فَلَهُ كَذَا، وَكَذَا. فَلَمْ يَزَلْ مُتَوَارِياً بِمَكَّةَ لا يظهر لأَهْلِ العِلْمِ، وَمَنْ لاَ يَخَافُهُ. وَعَنْ أَبِي شِهَابٍ الحَنَّاطِ, قَالَ: بَعَثَتْ أُخْتُ سُفْيَانَ بِجِرَابٍ مَعِي إِلَى سُفْيَانَ، وَهُوَ بِمَكَّةَ فِيْهِ كَعكٌ، وَخشكنَانُ, فَقَدِمْتُ, فَسَأَلْتُ عَنْهُ, فَقِيْلَ لِي: رُبَّمَا قَعَدَ عِنْدَ الكَعْبَةِ مِمَّا يَلِي الحَنَّاطِيْنَ. فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ مُسْتَلْقِياً فَسلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يُسَائِلْنِي تِلْكَ المُسَاءلَةَ، وَلَمْ يُسلِّمْ عَلَيَّ كَمَا كُنْتُ

أَعْرِفُهُ, فَقُلْتُ: إِنَّ أُخْتَكَ بَعثَتْ مَعِي بِجِرَابٍ. فَاسْتَوَى جَالِساً، وَقَالَ: عَجِّلْ بِهَا. فَكَلَّمتُهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: يَا أَبَا شِهَابٍ! لاَ تَلُمْنِي, فَلِي ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ لَمْ أَذُقْ فِيْهَا ذوَاقاً, فَعَذَرْتُهُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَلَمَّا خَافَ مِنَ الطَّلَبِ بِمَكَّةَ, خَرَجَ إِلَى البَصْرَةِ، وَنَزَلَ قُرْبَ مَنْزِلِ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ ثُمَّ حَوَّلَه إِلَى جِوَارِهِ، وَفَتَحَ بَيْنَهُ وَبَيْنَه بَاباً, فَكَانَ يَأْتِيْهِ بِمُحَدِّثِي أَهْلِ البَصْرَةِ, يُسلِّمُوْنَ عَلَيْهِ، وَيَسْمَعُوْنَ مِنْهُ. أَتَاهُ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَمُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَمَرْحُوْمٌ العَطَّارُ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَأَتَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ فَلَزِمَهُ، وَكَانَ أَبُو عَوَانَةَ يُسلِّمُ عَلَى سُفْيَانَ بِمَكَّةَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: لاَ أَعْرِفُهُ.، وَلَمَّا عَرَفَ سُفْيَانُ أَنَّهُ اشْتُهِرَ مَكَانُهُ، وَمَقَامُهُ قَالَ لِيَحْيَى: حَوِّلْنِي فَحَوَّلَهُ إِلَى مَنْزِلِ الهَيْثَمِ بنِ مَنْصُوْرٍ فَلَمْ يَزَلْ فِيْهِ فَكلَّمَهُ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ فِي تَنَحِّيهِ عَنِ السُّلْطَانِ، وَقَالَ: هَذَا فَعْلُ أَهْلِ البِدَعِ، وَمَا يُخَافُ مِنْهُم. فَأَجْمَعَ سُفْيَانُ، وَحَمَّادٌ عَلَى أَنْ يَقْدَمَا بَغْدَادَ، وَكَتَبَ سُفْيَانُ إِلَى المَهْدِيِّ، وَإِلَى يَعْقُوْبَ بنِ دَاوُدَ الوَزِيْرِ فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ فَقِيْلَ: إنهم يغضبون من هذا فبدأ بهم فَقِيْلَ: إِنَّهُم يَغضَبُوْنَ مِنْ هَذَا. فَبَدَأَ بِهِم، وَأَتَاهُ جَوَابُ كِتَابِهِ بِمَا يُحبُّ مِنَ التَّقْرِيْبِ، وَالكَرَامَةِ، وَالسَّمْعِ مِنْهُ، وَالطَّاعَةِ فَكَانَ عَلَى الخُرُوْجِ إِلَيْهِ فَحُمَّ، وَمَرِضَ، وَحَضَرَ المَوْتُ فَجَزِعَ فَقَالَ لَهُ مَرْحُوْمُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: مَا هَذَا الجَزَعُ? فَإِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى الرَّبِّ الَّذِي كُنْتَ تَعبُدُه. فَسَكَنَ، وَقَالَ: انْظُرُوا مَنْ هُنَا مِنْ أصحابنا الكُوْفِيِّيْنَ. فَأَرسَلُوا إِلَى عُبَادَانَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ، وَأَوْصَى ثُمَّ مَاتَ. وَأُخْرِجَتْ جِنَازَتُه عَلَى أَهْلِ البَصْرَةِ فَجْأَةً فَشَهِدَه الخَلْقُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبْجَرَ، وَكَانَ رَجُلاً صَالِحاً، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ هُوَ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ. أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ:، حَدَّثَنَا، وَكِيْعٌ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بنُ حَوْشَبٍ الوَالِي عَلَى سُفْيَانَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَأَعْرضَ عَنْهُ فَقَالَ: يَا سُفْيَانُ نَحْنُ، وَاللهِ أَنفعُ لِلنَّاسِ مِنْكَ نَحْنُ أَصْحَابُ الدِّيَاتِ، وَأَصْحَابُ الحمَالاَتِ، وَأَصْحَابُ حَوَائِجِ النَّاسِ، وَالإِصْلاَحِ بَيْنَهُم، وَأَنْتَ رَجُلُ نَفْسِكَ. فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ سُفْيَانُ فَجَعَلَ يُحَادِثُه ثُمَّ قَامَ فَقَالَ سُفْيَانُ: لقَدْ ثَقُلَ عَلَيَّ حِيْنَ دَخَلَ، وَلقَدْ غَمَّنِي قِيَامُهُ مِنْ عِنْدِي حِيْنَ قَامَ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَحْفَظَ لِمَا عِنْدَهُ مِنَ الثَّوْرِيِّ. قِيْلَ لَهُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَرحَلَ إِلَى الزُّهْرِيِّ? قَالَ: لَمْ تَكُنْ دَرَاهِمَ. قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَوْقَ مَالِكٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ رَوَاهَا ابْنُ المَدِيْنِيِّ عَنْهُ. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: قَالَ لِي سُفْيَانُ: لَوْ كَانَتْ كُتُبِي عِنْدِي, لأَفَدتُكَ عِلْماً, كُتُبِي عِنْدَ عجوز بالنيل.

الكُدَيْمِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: كُنَّا نَأتِي أَبَا إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيَّ، وَفِي عُنُقِ إِسْرَائِيْلَ -يَعْنِي: حَفِيْدَه- طَوْقٌ مِنْ ذَهَبٍ. ابْنُ المَدِيْنِيِّ, قَالَ: كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ يَقُوْلُ: إِذَا اجتمع هذان على شَيْءٍ, فَذَاكَ قَوِيٌّ -يَعْنِي: سُفْيَانَ، وَأَبَا حَنِيْفَةَ. عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ: عَنْ سُفْيَانَ, قَالَ: حُفَّاظُ النَّاسِ أَرْبَعَةٌ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنِ أَبِي خالد، وعبد الملك بن أبي سُلَيْمَانَ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ. قُلْتُ: فَالأَعْمَشُ? فَأَبَى أَنْ يَجْعَلَهُ مَعَهُم. أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: سَمِعْتُ زَائِدَةَ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ سُفْيَانُ فَقَالَ: ذَاكَ أَفْقَهُ أَهْلِ الدُّنْيَا. وَكِيْعٌ, عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنِّي. ابْنُ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ مِهْرَانَ الرَّازِيَّ يَقُوْلُ: كَتَبتُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أَصْنَافَهُ, فَضَاعَ مِنِّي كِتَابُ الدِّيَاتِ, فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ, فَقَالَ: إِذَا وَجَدْتَنِي خَالِياً فَاذْكُرْ لِي حَتَّى أُمِلَّهُ عَلَيْكَ. فَحَجَّ فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ طَافَ بِالبَيْتِ، وَسَعَى ثُمَّ اضْطَجَعَ فَذَكَّرْتُهُ فَجَعَلَ يُمْلِي عَلَيَّ الكِتَابَ بَاباً فِي إِثرِ بَابٍ حَتَّى أَمْلاَهُ جَمِيْعَهُ مِنْ حِفْظِه. قَالَ الزَّعْفَرَانِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَسْأَلُ عَفَّانَ: أَيُّهُمَا أَكْثَرُ غَلطاً سُفْيَانُ أَوْ شُعْبَةُ? قَالَ شُعْبَةُ بِكَثِيْرٍ. فَقَالَ أَحْمَدُ: فِي أَسْمَاءِ الرِّجَالِ. عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: سَلُونِي عَنْ عِلْمِ القُرْآنِ، وَالمَنَاسِكِ, فَإِنِّي عَالِمٌ بِهِمَا. أَبُو قُدَامَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: مَا كَتَبتُ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا كَتَبتُهُ عَنِ الأَعْمَشِ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي اللَّيْثِ: سَمِعْتُ الأَشْجَعِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مِنَ الثَّوْرِيِّ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ. قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: مَاتَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَنَا بِالكُوْفَةِ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي سُفْيَانُ نَنْتَظِر الجَنَازَةَ فَقَالَ: يَا يَحْيَى خُذْ حَتَّى أُحَدِّثُكَ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بِعَشْرَةِ أَحَادِيْثَ لَمْ تَسْمَعْ مِنْهَا بِشَيْءٍ فَحَدَّثَنِي بِعَشْرَةٍ، وَكُنْتُ بِمَكَّةَ، وَبِهَا الأَوْزَاعِيُّ فَلَقِيَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَلَى الصَّفَا فَقَالَ: يَا يَحْيَى خَرَجَ الأَوْزَاعِيُّ اللَّيْلَةَ? قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: اجْلِسْ لاَ تَبرَحْ حَتَّى أُحَدِّثُكَ عَنْهُ بِعَشْرَةٍ لَمْ تَسْمَعْ مِنْهَا بِشَيْءٍ. قُلْتُ:، وَأَيَّ شَيْءٍ سَمِعْتُ أَنَا مِنْهُ? فَلَمْ يَدَعنِي حَتَّى حَدَّثَنِي عَنْهُ بِعَشْرَةِ أَحَادِيْثَ لَمْ أَسْمَعْ مِنْهَا بِوَاحِدٍ.

قَالَ الأَشْجَعِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: لَوْ هَمَّ رَجُلٌ أَنْ يَكْذِبَ فِي الحَدِيْثِ، وَهُوَ فِي بَيْتٍ فِي جَوْفِ بَيْتٍ لأَظهَرَ اللهُ عَلَيْهِ. عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا رَأَيتُ رَجُلاً أَعْرَفَ بِالحَدِيْثِ مِنَ الثَّوْرِيِّ. القَوَارِيْرِيُّ: قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: بَاتَ عِنْدِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيْثَيْنِ أَحَدُهُمَا: عَنْ عَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ فَقَامَ يُصَلِّي فَرفَعتُ المُصَلَّى فَإِذَا هُوَ قَدْ كَتَبَهُمَا عَنِّي. أَبُو مُسْهِرٍ: عَنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ قَالَ: دَخَلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ أَبِي قَيْسٍ الأَزْدِيِّ فَاحْتَبَسَ عِنْدَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ: إِنَّهُ كَذَّابٌ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَتَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ فِي الزَّنْدَقَةِ. أَبُو العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيُّ:، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُشْكَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: كُنْتُ أَقعُدُ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَيُحَدِّثُ فَأَقُوْلُ مَا بقي من علمه شيءإلَّا، وَقَدْ سَمِعْتُهُ ثُمَّ أَقعُدُ عِنْدَهُ مَجْلِساً آخَرَ فَيُحَدِّثُ فَأَقُوْلُ مَا سَمِعْتُ مِنْ عِلْمِهِ شَيْئاً. الفَلاَّسُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ زِيَادٍ يَقُوْلُ لِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ فِي حَدِيْثٍ: يَا أَبَا سَعِيْدٍ قَدْ خَالَفَكَ أَرْبَعَةٌ. قُلْتُ: مَنْ? قَالَ: زَائِدَةُ، وَشَرِيْكٌ، وَأَبُو الأَحْوَصِ، وَإِسْرَائِيْلُ. فَقَالَ يَحْيَى: لَوْ كَانَ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ مِثْلَ هَؤُلاَءِ كَانَ سُفْيَانُ أَثبتَ مِنْهُم. عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: لَوْ قِيْلَ: اخْتَرْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ رَجُلاً يَقُوْمُ فِيْهَا بِكِتَابِ اللهِ، وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ لاَختَرتُ لَهُم سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ. أَبُو هَمَّامٍ:، حَدَّثَنَا المُبَارَكُ بنُ سَعِيْدٍ قَالَ: رَأَيتُ عَاصِمَ بنَ أَبِي النجود يجيء إلى سفيان الثوري يستقيه، وَيَقُوْلُ: يَا سُفْيَانُ أَتَيْتَنَا صَغِيْراً، وَأَتَيْنَاكَ كَبِيْراً. عباس: عن ابن المعين قال: ليس أحدًا فِي حَدِيْثِ الثَّوْرِيِّ يُشبِهُ هَؤُلاَءِ ابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَوَكِيْعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ثُمَّ قَالَ:، وَالأَشْجَعِيُّ ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. قَالَ:، وَبَعدَ هَؤُلاَءِ فِي سُفْيَانَ يَحْيَى بنُ آدَمَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ، وَقَبِيْصَةُ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ هِشَامٍ، وَالفِرْيَابِيُّ. قُلْتُ: فَأَبُو دَاوُدَ الحَفَرِيُّ قَالَ: أَبُو دَاوُدَ رَجُلٌ صَالِحٌ. قَالَ الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ أَكْثَمَ يَقُوْلُ: كَانَ فِي النَّاسِ رُؤَسَاءُ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رَأْساً فِي الحَدِيْثِ، وَأَبُو حنيفة رأسًا في القباس، وَالكِسَائِيُّ رَأْساً فِي القُرَّاءِ فَلَمْ يَبْقَ اليَوْمَ رَأْسٌ فِي فَنٍّ مِنَ الفُنُوْنِ.

قُلْتُ: كَانَ بَعْدَ طَبَقَةِ هَؤُلاَءِ رُؤُوْسٌ, فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ رَأْساً فِي الحَدِيْثِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرٌ رَأْساً فِي اللُّغَةِ، وَالشَّافِعِيُّ رَأْساً فِي الفِقْهِ، وَيَحْيَى الزُّبَيْرِيُّ رَأْساً فِي القِرَاءاتِ، وَمَعْرُوْفٌ الكَرْخِيُّ رَأْساً فِي الزُّهدِ. ثُمَّ كَانَ بَعْدَهُم ابْنُ المَدِيْنِيِّ رَأْساً فِي الحَدِيْثِ، وَعِلَلِهِ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ رَأْساً فِي الفِقْهِ، وَالسُّنَّةِ، وَأَبُو عُمَرَ الدُّوْرِيُّ رَأْساً فِي القِرَاءاتِ، وَابْنُ الأَعْرَابِيِّ رَأْساً فِي اللُّغَةِ، وَالسَّرِيُّ السَّقَطِيُّ رَأْساً فِي الزُّهدِ. وَيُمْكِنُ أَنْ نَذْكُرَ فِي كُلِّ طَبَقَةٍ بَعْدَ ذَلِكَ أَئِمَّةً عَلَى هَذَا النَّمَطِ إِلَى زَمَانِنَا فَرَأْسُ المُحَدِّثِيْنَ اليَوْمَ أَبُو الحَجَّاجِ القُضَاعِيُّ المِزِّيُّ، وَرَأْسُ الفُقَهَاءِ القَاضِي شَرَفُ الدِّيْنِ البَارِزِيُّ، وَرَأْسُ المُقْرِئِيْنَ جَمَاعَةٌ، وَرَأْسُ العَرَبِيَّةِ أَبُو حَيَّانَ الأَنْدَلُسِيُّ، وَرَأْسُ العُبَّادِ الشَّيْخُ عَلِيٌّ الوَاسِطِيُّ فَفِي النَّاسِ بَقَايَا خَيْرٍ، وَللهِ الحَمْدُ. عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: نَزَلَ عِنْدَنَا سُفْيَانُ، وَقَدْ كُنَّا نَنَامُ أَكْثَرَ اللَّيْلِ فَلَمَّا نَزَلَ عندنا ما كنا ننامإلَّا أَقَلَّهُ، وَلَمَّا مَرِضَ بِالبَطَنِ كُنْتُ أَخدِمُه، وَأَدَعُ الجَمَاعَةَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: خِدمَةُ مُسْلِمٍ سَاعَةً أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الجَمَاعَةِ فَقُلْتُ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا? قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لأَنْ أَخْدُمَ رَجُلاً مِنَ المُسْلِمِيْنَ عَلَى عِلَّةٍ يَوْماً، وَاحِداً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ صَلاَةِ الجَمَاعَةِ سِتِّيْنَ عَاماً لَمْ يَفُتْنِي فِيْهَا التَّكْبِيْرَةُ الأُوْلَى. قَالَ: فَضجَّ سُفْيَانُ لَمَّا طَالتْ عِلَّتُهُ فَقَالَ: يَا مَوْتُ يَا مَوْتُ ثُمَّ قَالَ: لاَ أَتَمَنَّاهُ، وَلاَ أَدْعُو بِهِ. فَلَمَّا احْتُضِرَ بَكَى، وَجَزِعَ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا هَذَا البُكَاءُ? قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ لِشِدَّةِ مَا نَزَلَ بِي مِنَ المَوْتِ المَوْتُ، وَاللهِ شَدِيْدٌ. فَمَسِسْتُهُ فَإِذَا هُوَ يَقُوْلُ: رُوْحُ المُؤْمِنِيْنَ تَخْرُجُ رَشَحاً فَأَنَا أَرْجُو. ثُمَّ قَالَ: اللهُ أَرْحَمُ مِنَ الوَالِدَةِ الشَّفِيْقَةِ الرَّفِيْقَةِ إِنَّهُ جَوَادٌ كَرِيْمٌ، وَكَيْفَ لِي أَنْ أُحِبَّ لِقَاءهُ، وَأَنَا أَكرَهُ المَوْتَ. فَبَكَيتُ حَتَّى كِدْتُ أَنْ أَخْتَنِقَ أُخْفِي بُكَائِي عَنْهُ، وَجَعَلَ يَقُوْلُ: أَوَّه.. أَوَّهُ مِنَ المَوْتِ. قَالَ عَبْدُ الرحمن: فما سمعته يقول: أوه، ولا يئنإلَّا عِنْدَ ذَهَابِ عَقْلِهِ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَباً بِرَسُوْلِ رَبِّي ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أُسْكِتَ حَتَّى أَحْدَثَ ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ قَضَى ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ اذهب إِلَى حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ فَادْعُهُ لِي فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَحْضُرَنِي.، وَقَالَ: لَقِّنِّي قَوْلَ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ. فَجَعَلتُ أُلَقِّنُهُ. قَالَ: وَجَاءَ حَمَّادٌ مُسْرِعاً حَافِياً, مَا عَلَيْهِ إلَّا إِزَارٌ, فَدَخَلَ وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ, فَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ: بَارَكَ اللهُ فِيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ. فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيْ أَخِي مَرْحَباً. ثُمَّ قَالَ: يَا حَمَّادُ خُذْ حِذْرَكَ، واحذر هذا المصرع.، وذكر فضلًا طَوِيْلاً ضَعُفَ بَصَرِي أَنَا عَنْ قِرَاءتِهِ.

رَوَاهُ الحَاكِمُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الرَّازِيِّ مِنْ أَصلِ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَسَّانٍ السَّمْتِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ ... فَذَكَرَهُ.، وَهَذَا إِسْنَادٌ مُظْلِمٌ. وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ: أَنَّ السُّلْطَانَ دَخَلَ عَلَى سُفْيَانَ، وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: دَعُوْنِي أُكَفِّنُه. فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّهُ أَوْصَى أَنْ يُكَفَّنَ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِ فَكَفَّنَهُ السُّلْطَانُ بَعْدَ ذَلِكَ بِكَفَنٍ بِسِتِّيْنَ دِيْنَاراً، وَقِيْلَ: قُوِّمَ بِثَمَانِيْنَ دِيْنَاراً مُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ عَسْكَرٍ:، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ الخَشَّابِيْنَ حِيْنَ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، وَقَالَ: إِنْ رَأَيتُم سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فَاصْلِبُوْهُ. فَجَاءَ النَّجَّارُوْنَ، وَنَصَبُوا الخَشَبَ، وَنُودِيَ عَلَيْهِ فَإِذَا رَأْسُهُ فِي حَجْرِ الفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، وَرِجْلاَهُ في حجر بن عُيَيْنَةَ فَقِيْلَ لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ اتَّقِ اللهَ لاَ تُشَمِّتْ بِنَا الأَعْدَاءَ فَتَقَدَّمَ إِلَى الأَسْتَارِ ثُمَّ أَخَذَهُ، وَقَالَ: بَرِئْتُ مِنْهُ إِنْ دَخَلَهَا أَبُو جَعْفَرٍ. قَالَ: فَمَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ فَأُخبِرَ بِذَلِكَ سُفْيَانُ, فَلَمْ يَقُلْ شَيْئاً. هَذِهِ كَرَامَةٌ ثَابِتَةٌ, سَمِعَهَا: الحَاكِمُ, مِنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ المُزَكِّيِّ, سَمِعْتُ السَّرَّاجَ, عَنْهُ. الحَاكِمُ: سَمِعْتُ محمد بن صالح بن هانىء, سَمِعْتُ الفَضْلَ الشَّعْرَانِيَّ, سَمِعْتُ القَوَارِيْرِيَّ سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ, يَقُوْلُ: رَأَيتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي المَنَامِ, مَكْتُوْبٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِغَيْرِ سَوَادٍ: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّه} [البَقَرَةُ: 137] . عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ: مَا تُرِيْدُ إِلَى شَيْءٍ إِذَا بَلَغتَ مِنْهُ الغَايَةَ تَمنَّيْتَ أَنْ تَنْفَلِتَ مِنْهُ كَفَافاً. أَبُو قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِذَا قِيْلَ لَهُ: إِنَّهُ رُؤِيَ فِي المَنَامِ يَقُوْلُ: أَنَا أَعْرَفُ بِنَفْسِي مِنْ أَصْحَابِ المَنَامَاتِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: كَانَ سُفْيَانُ يُنْكِرُ عَلَى مَنْ يَقُوْلُ: العِبَادَاتُ لَيْسَتْ مِنَ الإِيْمَانِ، وَعَلَى مَنْ يُقَدِّمُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ أَحَداً مِنَ الصَّحَابَةِ إلَّا أَنَّهُ كَانَ يُقَدِّمُ عَلِيّاً عَلَى عُثْمَانَ. رَوَاهَا الحَاكِمُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ. مُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ عَسْكَرٍ:، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ مَالِكاً، وَالأَوْزَاعِيَّ، وَابْنَ جُرَيْجٍ، وَالثَّوْرِيَّ، وَمَعْمَراً يَقُوْلُوْنَ: الإِيْمَانُ قَوْلٌ، وَعَمَلٌ يَزِيْدُ، وَيَنْقُصُ.

الحَاكِمُ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المزكي، حدثنا جعفر الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: إِنَّ قَوْماً يَقُوْلُوْنَ لاَ نَقُوْلُ لأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ إلَّا خَيْراً، وَلَكِنْ عَلِيٌّ أَوْلَى بِالخِلاَفَةِ مِنْهُمَا. فَمَنْ قَالَ ذَلِكَ فَقَدْ خَطَّأَ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَلِيّاً، وَالمُهَاجِرِيْنَ، وَالأَنْصَارَ، وَلاَ أَدْرِي تَرتفِعُ مَعَ هَذَا أَعْمَالُهُم إِلَى السَّمَاءِ?. أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيْسَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ بِالكُوْفَةِ رَجُلاً أَتْبَعَ لِلسُّنَّةِ، وَلاَ أَودُّ أَنِّي فِي مِسلاَخِهِ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَعَنْ زَيْدِ بنِ الحُبَابِ قَالَ: خَرَجَ سُفْيَانُ إِلَى أيوب، وابن عون فترك التشنيع. وَقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَكْثَرُوا فِي المَهْدِيِّ فَمَا تَقُوْلُ فِيْهِ? قَالَ: إِنْ مَرَّ عَلَى بَابِكَ فَلاَ تَكُنْ فِيْهِ فِي شَيْءٍ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ. مُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: تَرَكَتْنِي الرَّوَافِضُ، وَأَنَا أَبغُضُ أَنْ أَذْكُرَ فَضَائِلَ عَلِيٍّ. الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ زِيَادٍ المَصِّيْصِيُّ سَمِعْتُ الفِرْيَابِيَّ سَمِعْتُ سُفْيَانَ، وَرَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنْ مَنْ يَشتُمُ أَبَا بَكْرٍ? فَقَالَ: كَافِرٌ بِاللهِ العَظِيْمِ. قَالَ: نُصَلِّي عَلَيْهِ قَالَ: لاَ، وَلاَ كَرَامَةَ قَالَ: فَزَاحَمَهُ النَّاسُ حَتَّى حَالُوا بَيْنِي، وَبَيْنَهُ فَقُلْتُ لِلَّذِي قَرِيْباً مِنْهُ: مَا قَالَ? قُلْنَا: هُوَ يَقُوْلُ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ مَا نَصْنعُ بِهِ? قَالَ: لاَ تَمَسُّوهُ بِأَيْدِيْكُم ارْفَعُوْهُ بِالخَشَبِ حَتَّى تواروه في قبره. عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبَانٍ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: مَنْ قَدَّمَ عَلَى أَبِي بكر، وعمرًا أَحَداً فَقَدْ أَزرَى عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ، وَهُوَ عَنْهُم رَاضٍ. عَبَّاسٌ:، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: امسَحْ عَلَيْهِمَا مَا تَعَلَّقَتَا بِالقَدَمِ، وَإِنْ تَخَرَّقَا. قَالَ: وَكَذَلِكَ خِفَافُ المُهَاجِرِيْنَ، وَالأَنْصَارِ مُخَرَّقَةٌ مُشَقَّقَةٌ. مَشَايِخُ حَدَّثَ عَنْهُمُ الثَّوْرِيُّ، وَحَدَّثُوا هُمْ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَجْلاَنَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ المُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ سَلَمَةُ الأَبْرَشُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ أَبَانُ بنُ تَغْلِبَ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ الحَسَنُ بنُ صَالِحِ بنِ حَيٍّ خَارِجَةُ بنُ مُصْعَبٍ خُصَيْفُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ أَبُو الأَحْوَصِ سَلاَّمُ بنُ سُلَيْمٍ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ شَرِيْكٌ القَاضِي الأَوْزَاعِيُّ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ ابْنُ جُرَيْجٍ فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ أَبُو حَنِيْفَةَ، وَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ. سَمَّى هَؤُلاَءِ الحَاكِمُ.

وَرَوَى سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ, عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ, عَنِ الثَّوْرِيِّ. وَرُوِيَ عَنِ الثَّوْرِيِّ, قَالَ: أُحبُّ أَنْ يَكُوْنَ صَاحِبُ العِلْمِ فِي كِفَايَةٍ, فَإِنَّ الآفَاتِ إِلَيْهِ أَسرَعُ، وَالأَلسِنَةَ إِلَيْهِ أَسرَعُ. قَالَ زَائِدَةُ: كَانَ سُفْيَانُ أَفْقَهَ النَّاسِ. وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: مَا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْ سُفْيَانَ. وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: مَا رَأَى سفيان مثل نفسه. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ: قُلْتُ لابْنِ المُبَارَكِ: رَأَيتَ مِثْلَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ? فَقَالَ:، وَهَلْ رَأَى هُوَ مِثْلَ نَفْسِهِ?، وَقَالَ الخُرَيْبِيُّ: مَا رَأَيتُ مُحَدِّثاً أَفْضَلَ مِنَ الثَّوْرِيِّ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: مَا كَتَبتُ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا كَتَبتُ عَنِ الأَعْمَشِ. وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ رَأَى بِعَيْنِه مِثْلَ سُفْيَانَ فَلاَ تُصَدِّقْهُ. وَقَالَ شَرِيْكٌ: نَرَى أَنَّ سُفْيَانَ حُجَّةٌ للهِ عَلَى عِبَادِه. قَالَ أَبُو الأَحْوَصِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ:، وَدِدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنْ هَذَا الأَمْرِ كَفَافاً لاَ عَلَيَّ، وَلاَ لِيَ. وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: لَيْسَ طَلَبُ الحَدِيْثِ مِنْ عِدَّةِ المَوْتِ لَكِنَّهُ عِلَّةٌ يَتشَاغَلُ بِهِ الرَّجُلُ. قُلْتُ: يَقُوْلُ هَذَا مَعَ قَوْلِه لِلْخُرَيْبِيِّ: لَيْسَ شَيْءٌ أَنفعُ لِلنَّاسِ مِنَ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: مَا أَخَافُ عَلَى شَيْءٍ أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ إلَّا الحَدِيْثَ. وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ:، وَدِدْتُ أَنِّي قَرَأْتُ القُرْآنَ، وَوَقَفتُ عِنْدَهُ لَمْ أَتَجَاوَزْهُ إِلَى غَيْرِهِ.، وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: مَنْ يَزْدَدْ عِلْماً يَزْدَدْ، وَجَعاً، وَلَوْ لَمْ أَعْلَمْ كَانَ أَيْسَرَ لِحُزْنِي. وَعَنْهُ: قَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ عِلْمِي نُسِخَ مِنْ صَدْرِي أَلَسْتُ أُرِيْدُ أَنْ أُسْأَلَ غَداً عَنْ كُلِّ حَدِيْثٍ رَوَيتُهُ: أَيْش أَرَدْتَ بِهِ? قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: كَانَ الثوري قد غلبت عليه شَهْوَةُ الحَدِيْثِ مَا أَخَافُ عَلَيْهِ إلَّا مِنْ حبه للحديث.

قُلْتُ: حُبُّ ذَاتِ الحَدِيْثِ، وَالعَمَلُ بِهِ للهِ مَطْلُوْبٌ مِنْ زَادِ المَعَادِ، وَحُبُّ رِوَايَتِهِ وَعَوَالِيْه والتكثر بمعرفته وفهمه مَذْمُوْمٌ مَخُوفٌ فَهُوَ الَّذِي خَافَ مِنْهُ سُفْيَانُ وَالقَطَّانُ، وَأَهْلُ المرَاقبَةِ, فَإِنَّ كَثِيْراً مِنْ ذَلِكَ، وَبَالٌ عَلَى المُحَدِّثِ. وَرَوَى مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُوْلُ: رَأَيتُ الثَّوْرِيَّ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: مَا وَجَدْتَ أَفْضَلَ؟. قَالَ: الحَدِيْثَ. وَقَالَ الفِرْيَابِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا عَملٌ أَفْضَلُ مِنَ الحَدِيْثِ, إِذَا صحَّتِ النِّيَّةُ فِيْهِ. وَقَالَ ضَمْرَةُ: كَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا حَدَّثَ بِعَسْقَلاَنَ, يَبْتِدِئُهُم يَقُوْلُ: انْفَجَرتِ العُيُونُ! يَعجَبُ مِنْ نَفْسِهِ. مُهَنَّا بنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ صَاحِبٌ لَنَا لِسُفْيَانَ: حَدِّثْنَا كَمَا سَمِعْتَ. فَقَالَ: لاَ وَاللهِ, لاَ سَبِيْلَ إِلَيْهِ مَا هُوَ إلَّا المَعَانِي. وَقَالَ زَيْدُ بنُ الحُبَابِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: إِنْ قُلْتَ: إِنِّي أُحَدِّثُكُم كَمَا سَمِعْتُ فَلاَ تُصَدِّقُوْنِي. أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ:، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: كُنَّا نَكونُ عِنْدَ سُفْيَانَ فَكَأَنَّهُ قَدْ أُوقِفَ لِلْحِسَابِ فَلاَ نجترىء أَنْ نُكَلِّمَهُ فَنُعَرِّضُ بِذِكْرِ الحَدِيْثِ فَيَذهبُ ذَلِكَ الخُشُوْعُ فَإِنَّمَا هُوَ، حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: رَأَيتُ سُفْيَانَ بِصَنْعَاءَ يُمْلِي عَلَى صَبِيٍّ، ويستملي له. وعن سفيان قال: لَوْ لَمْ يَأْتِنِي أَصْحَابُ الحَدِيْثِ لأَتَيْتُهُم سَيَأْتِي بَقِيَّةُ هَذَا الفَصْلِ. الفِرْيَابِيُّ: عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى المَهْدِيِّ فَقُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ -رضي الله عنه- أتفق فِي حَجَّتِهِ اثْنَيْ عَشَرَ دِيْنَاراً، وَأَنْتَ فِيْمَا أَنْتَ فِيْهِ. فَغَضِبَ، وَقَالَ: تُرِيْدُ أَنْ أَكُوْنَ مِثْلَ هَذَا الَّذِي أَنْتَ فِيْهِ. قُلْتُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ مِثْلَ مَا أَنَا فِيْهِ فَفِي دُوْنِ مَا أَنْتَ فِيْهِ. فَقَالَ، وَزِيْرُهُ: جَاءتْنَا كُتُبُكَ فَأَنفَذْتُهَا. فَقُلْتُ: مَا كَتَبتُ إِلَيْكَ شَيْئاً قَطُّ. الخُرَيْبِيُّ: عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: مَا أَنفَقتُ دِرْهَماً فِي بِنَاءٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ يَمَانٍ: عَنْ سُفْيَانَ: لَوْ أَنَّ البَهَائِمَ تَعقِلُ مِنَ المَوْتِ مَا تَعْقِلُوْنَ مَا أَكَلتُمْ مِنْهَا سَمِيْناً. ثُمَّ قَالَ ابْنُ يَمَانٍ: مَا رَأَيتُ مِثْلَ سُفْيَانَ أَقْبَلتِ الدُّنْيَا عَلَيْهِ فَصَرَفَ، وَجْهَهُ عَنْهَا. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: كُنْتُ فِي مَسْجِدِ الخَيْفِ مَعَ سُفْيَانَ، وَالمُنَادِي يُنَادِي: مَنْ جَاءَ بِسُفْيَانَ فَلَهُ عَشْرَةُ آلاَفٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ لأَجلِ الطَّلَبِ هَربَ إِلَى اليَمَنِ فَسُرِقَ شَيْءٌ فَاتَّهَمُوا

سفيان. قال: فأتوا بي معن بن زائد، وَكَانَ قَدْ كُتِبَ إِلَيْهِ فِي طَلَبِي, فَقِيْلَ لَهُ: هَذَا قَدْ سَرَقَ مِنَّا. فَقَالَ: لِمَ سَرَقْتَ مَتَاعَهُم? قُلْتُ: مَا سَرَقْتُ شَيْئاً. فَقَالَ لهم: تنحوا لأسائله. ثم أقبل علي فقال: مَا اسْمُكَ? قُلْتُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرحمن. فقال: نشدتك الله لما انتسبت. قُلْتُ: أَنَا سُفْيَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ. قَالَ: الثَّوْرِيُّ? قُلْتُ: الثَّوْرِيُّ. قَالَ: أَنْتَ بُغْيَةُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. قُلْتُ: أَجَلْ فَأَطْرَقَ سَاعَةً, ثُمَّ قَالَ: مَا شِئْتَ فَأَقِمْ، وَمتَى شِئْتَ فَارْحَلْ فَوَاللهِ لَوْ كُنْتَ تَحْتَ قَدَمِي مَا رَفَعتُهَا. قَرَأْتُهَا عَلَى إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو الشَّيْخِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ مُعَاذٍ البَصْرِيَّ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ سَمِعْتُ سُفْيَانَ فَذَكَرَهَا. وَكِيْعٌ, عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: مَا عَالَجْتُ شَيْئاً أَشدَّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي مَرَّةً عَلَيَّ، وَمَرَّةً لِي. عَنْ سُفْيَانَ: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ} [الأَعْرَافُ: 182] .، وَ [القَلَمُ: 144] . قَالَ: نُسْبِغُ عَلَيْهِم النِّعَمَ، وَنَمْنَعُهُمُ الشُّكْرَ. أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: البُكَاءُ عَشْرَةٌ أَجزَاءٍ: جُزْءٌ للهِ، وَتِسْعَةٌ لِغَيْرِ اللهِ فَإِذَا جَاءَ الَّذِي للهِ فِي العَامِ مَرَّةً فَهُوَ كَثِيْرٌ. قَالَ خَلَفُ بنُ تَمِيْمٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: مَنْ أَحَبَّ أَفْخَاذَ النِّسَاءِ لَمْ يُفْلِحْ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رُسْتَه: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: بَاتَ سُفْيَانُ عِنْدِي فَجَعَلَ يَبْكِي فَقِيْلَ لَهُ. فَقَالَ: لَذُنُوبِي عِنْدِي أَهْوَنُ مِنْ ذَا، وَرَفَعَ شَيْئاً مِنَ الأَرْضِ إِنِّيْ أَخَافُ أَنْ أُسْلَبَ الإِيْمَانَ قَبْلَ أَنْ أَمُوْتَ. وَعَنْ سُفْيَانَ: السَّلاَمَةُ فِي أَنْ لاَ تُحبَّ أَنْ تُعْرَفَ. وَرَوَى رُسْتَه عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: قَدِمَ سُفْيَانُ البَصْرَةَ، وَالسُّلْطَانُ يَطْلُبُهُ فَصَارَ إِلَى بُسْتَانٍ فَأَجَّرَ نَفْسَهُ لِحِفْظِ ثِمَارِهِ فَمَرَّ بِهِ بَعْضُ العَشَّارِيْنَ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ يَا شَيْخُ? قَالَ: مَنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ. قَالَ: أَرُطَبُ البَصْرَةِ أَحْلَى أَمْ رُطَبُ الكُوْفَةِ? قَالَ: لَمْ أَذُقْ رُطَبَ البَصْرَةِ. قَالَ: مَا أَكْذَبَكَ البَرُّ، وَالفَاجِرُ، وَالكِلاَبُ يَأْكُلُوْنَ الرُّطَبَ السَّاعَةَ.، وَرَجَعَ إِلَى العَامِلِ فَأَخْبَرَهُ لِيُعجِبَهُ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَدْرِكْهُ فَإِنْ كُنْتَ صَادِقاً فَإِنَّهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَخُذْهُ لِنَتَقَرَّبَ بِهِ إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ فَرَجَعَ فِي طَلَبِهِ فَمَا قَدَرَ عليه.

قَالَ شُجَاعُ بنُ الوَلِيْدِ: كُنْتُ أَحجُّ مَعَ سُفْيَانَ, فَمَا يَكَادُ لِسَانُهُ يَفتُرُ مِنَ الأَمْرِ بِالمَعْرُوْفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ, ذَاهِباً وَرَاجِعاً. وَعَنْ سُفْيَانَ: أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى خُرَاسَانَ فِي حَقٍّ لَهُ, فَأَجَّرَ نَفْسَهُ مِنْ جَمَّالِيْنَ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَعْيَنَ: كُنْتُ مَعَ سُفْيَانَ وَالأَوْزَاعِيِّ, فَدَخَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيٍّ- وَهُوَ أَمِيْرُ مَكَّةَ- وَسُفْيَانُ يَتوَضَّأ، وَأَنَا أَصُبُّ عَلَيْهِ, كَأَنَّهُ بَطَّأَهُ، وَهُوَ يَقُوْلُ: لاَ تَنْظُرُوا إِلَيَّ, أَنَا مُبْتَلَىً. فَجَاءَ عَبْد الصَّمَدِ, فَسَلَّمَ, فَقَالَ لَهُ سُفْيَان: مَنْ أَنْتَ? فَقَالَ: أَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ. فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ? اتَّقِ اللهَ اتَّقِ اللهَ، وَإِذَا كَبَّرْتَ فَأَسْمِعْ. قَالَ يَحْيَى بنُ يَمَانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأَرَى المُنْكَرَ فَلاَ أَتكلَّمُ فَأَبُولُ أَكدمَ دَماً. قُلْتُ: مَعَ جَلاَلَةِ سُفْيَانَ كَانَ يُبِيْحُ النَّبِيذَ الَّذِي كَثِيْرُهُ مُسكِرٌ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ كِتَابَةً عَنِ اللَّبَّانِ، أنبأنا الحداد أنأنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ سَلَمٍ، حَدَّثَنَا الأَبَّارُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ المَيْمُوْنِيُّ: سَمِعْتُ يَعْلَى بنَ عُبَيْدٍ يَقُوْلُ: قَالَ سُفْيَانُ: إني لآتي الدعوة، وما أَشْتَهِي النَّبِيذَ فَأَشْرَبُهُ لَكِي يَرَانِي النَّاسُ. المُحَارِبِيُّ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ لِلْغُلاَمِ إِذَا رَآهُ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ: احْتلَمْتَ? فَإِنْ قَالَ: لاَ. قَالَ: تَأَخَّرْ. يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: لَيْسَ شَيْءٌ أَقطَعَ لِظِهْرِ إِبْلِيسَ مِنْ قَوْلِ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ. عَنْ سُفْيَانَ:، وَسُئِلَ: مَا الزُّهدُ? قَالَ: سُقُوطُ المَنْزِلَةِ.، وَعَنْهُ: قَالَ: إِنِّيْ لأَلْقَى الرَّجُلَ أُبْغِضُهُ فَيَقُوْلُ: كَيْفَ أَصْبَحتَ? فَيَلِيْنُ لَهُ قَلْبِي. فَكَيْفَ بِمَنْ آكُلُ طَعَامَهُم?، وَكِيْعٌ: عَنْ سُفْيَانَ: لَوْ أَنَّ اليَقِيْنَ ثَبتَ فِي القَلْبِ لَطَارَ فَرَحاً أَوْ حُزْناً أَوْ شَوْقاً إِلَى الجَنَّةِ أَوْ خَوْفاً مِنَ النَّارِ. قَالَ قُتَيْبَةُ: لَوْلاَ سُفْيَانُ لَمَاتَ الوَرَعُ. ابْنُ المُبَارَكِ: قَالَ لِي سُفْيَانُ: إِيَّاكَ، وَالشُّهْرَةَ فَمَا أتيت أحدً اإلَّا، وَقَدْ نَهَى عَنِ الشُّهرَةِ. وَعَنِ الفِرْيَابِيِّ قَالَ: أَتَى سُفْيَانُ بَيْتَ المَقْدِسِ فَأَقَامَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، وَرَابَطَ بِعَسْقَلاَنَ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً، وَصَحِبتُهُ إِلَى مَكَّةَ. أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ لِلإِنْسَانِ خَيْراً مِنْ أَنْ يَدْخُلَ جُحْراً.

قَالَ عَطَاءُ بنُ مُسْلِمٍ: قَالَ لِي الثَّوْرِيُّ: إِذَا كُنْتَ بِالشَّامِ فَاذْكُرْ مَنَاقِبَ عَلِيٍّ، وَإِذَا كُنْتَ بِالكُوْفَةِ فَاذْكُرْ مَنَاقِبَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ. وَعَنْهُ: مَنْ أَصْغَى بِسَمْعِهِ إِلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ، وَهُوَ يَعْلَمُ خَرَجَ مِنْ عِصمَةِ اللهِ، وَوُكِلَ إلى نفسه، وعنه: من يسمع بِبِدْعَةٍ فَلاَ يَحْكِهَا لِجُلَسَائِهِ لاَ يُلقِهَا فِي قُلُوْبِهِم. قُلْتُ: أَكْثَرُ أَئِمَّةِ السَّلَفِ عَلَى هَذَا التَّحذِيرِ يَرَوْنَ أَنَّ القُلُوْبَ ضَعِيْفَةٌ، وَالشُّبَهُ خَطَّافَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ: إِذَا رَأَيتَ عِرَاقِيّاً فَتعوَّذْ مِنْ شَرِّهِ، وَإِذَا رَأَيتَ سُفْيَانَ فَسَلِ اللهَ الجَنَّةَ. وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ: أَنَّ الثَّوْرِيَّ أَوْصَى أَنْ تُدْفَنَ كُتُبُهُ، وَكَانَ نَدِمَ عَلَى أَشْيَاءَ كَتَبَهَا عَنْ قَوْمٍ. عَبْدُ اللهِ بنُ خُبَيْقٍ: حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ جَمِيْلٍ عَنْ مُفَضَّلِ بنِ مُهَلْهِلٍ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ سُفْيَانَ فَوَافَيْنَا بِمَكَّةَ الأَوْزَاعِيَّ فَاجْتَمَعْنَا فِي دَارٍ، وَكَانَ عَلَى المَوْسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيٍّ فَدَقَّ دَاقٌّ البَابَ قُلْنَا: مَنْ ذَا? قَالَ: الأَمِيْرُ. فَقَامَ الثَّوْرِيُّ فَدَخَلَ المَخْرَجَ، وَقَامَ الأَوْزَاعِيُّ فَتَلَّقَاهُ فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الشَّيْخُ? قَالَ: أَنَا الأَوْزَاعِيُّ. قَالَ: حَيَّاكَ اللهُ بِالسَّلاَمِ أَمَا إِنَّ كُتُبَكَ كَانَتْ تَأْتِيْنَا فَنَقضِيَ حَوَائِجَك مَا فَعَلَ سُفْيَانُ. قَالَ: فَقُلْتُ: دَخَلَ المَخْرَجَ. قَالَ: فَدَخَلَ الأَوْزَاعِيُّ فِي إِثْرِهِ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مَا قَصَدَ إلَّا قَصْدَكَ. فَخَرَجَ سُفْيَانُ مُقَطِّباً فَقَالَ: سَلاَمٌ عَلَيْكُم كَيْفَ أَنْتُم? فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ: أَتَيْتُ أَكْتُبُ عَنْكَ هَذِهِ المَنَاسِكَ قَالَ: أَوَّلاً أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ أَنفعُ لَكَ مِنْهَا? قَالَ: وَمَا هُوَ? قَالَ: تَدَعُ مَا أَنْتَ فِيْهِ قَالَ: وَكَيْفَ أَصْنَعُ بِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ? قَالَ: إِنْ أَرَدْتَ كَفَاكَ اللهُ أَبَا جَعْفَرٍ. فَقَالَ لَهُ الأَوْزَاعِيُّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ إِنَّ هَؤُلاَءِ لَيْسَ يَرضُوْنَ مِنْكَ إلَّا بِالإِعْظَامِ لَهُم. فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو إِنَّا لَسْنَا نَقْدِرُ أَنْ نَضْرِبَهُم، وَإِنَّمَا نُؤَدِّبُهُم بِمِثْلِ هَذَا الَّذِي تَرَى. قَالَ مُفَضَّلٌ: فَالتَفَتَ إِلَيَّ الأَوْزَاعِيُّ فَقَالَ لِي: قُمْ بِنَا مِنْ هَا هُنَا فَإِنِّي لاَ آمَنُ أَنْ يَبْعَثَ هَذَا مَنْ يَضَعُ فِي رِقَابِنَا حِبَالاً، وَإِنَّ هَذَا مَا يُبَالِي. يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ الزُّهدَ فِي شَيْءٍ أَقلَّ مِنْهُ فِي الرِّئَاسَةِ تَرَى الرَّجُلَ يَزْهَدُ فِي المَطْعَمِ، وَالمَشْرَبِ، وَالمَالِ، وَالثِّيَابِ فَإِنْ نُوزِعَ الرِّئَاسَةَ حَامَى عَلَيْهَا، وَعَادَى. عَبْدُ اللهِ بنُ خُبَيْقٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ جَنَّادٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بنُ مُسْلِمٍ قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ المَهْدِيُّ بَعَثَ إِلَى سُفْيَانَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ خَلَعَ خَاتَمَهُ فَرمَى بِهِ إِلَيْهِ، وَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ هَذَا خَاتَمِي فَاعمَلْ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. فَأَخَذَ الخَاتَمَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: تَأْذَنُ فِي الكَلاَمِ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ? قُلْتُ لِعَطَاءٍ: قَالَ لَهُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَتَكَلَّمُ عَلَى أَنِّي

آمِنٌ? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لاَ تَبعثْ إِلَيَّ حَتَّى آتِيَكَ، وَلاَ تُعْطِنِي حَتَّى أَسْأَلَكَ. قَالَ: فَغَضِبَ، وَهَمَّ بِهِ فَقَالَ لَهُ كَاتِبُهُ: أَلَيْسَ قَدْ آمَنْتَهُ? قَالَ: بَلَى. فَلَمَّا خَرَجَ حَفَّ بِهِ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا: مَا مَنَعَكَ، وَقَدْ أَمَرَكَ أَنْ تَعْمَلَ فِي الأُمَّةِ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ? فَاسْتَصْغَرَ عُقُوْلَهُم، وَخَرَجَ هَارباً إِلَى البَصْرَةِ. وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: لَيْسَ أَخَافُ إِهَانَتَهُم إِنَّمَا أَخَافُ كَرَامَتَهُم فَلاَ أَرَى سَيِّئَتَهُم سَيِّئَةً لَمْ أَرَ لِلسُّلْطَانِ مِثْلاً إلَّا مِثْلاً ضُرِبَ عَلَى لِسَانِ الثَّعْلَبِ قَالَ: عَرَفْتُ لِلْكَلْبِ نَيِّفاً وَسَبْعِيْنَ دُستَاناً لَيْسَ مِنْهَا دُستَانٌ خَيْراً مِنْ أَنْ لاَ أَرَى الكَلْبَ، وَلاَ يَرَانِي. مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ: سمعت سفيان يقول: أدخلت على أبي جَعْفَرٍ بِمِنَىً فَقُلْتُ لَهُ: اتَّقِ اللهَ فَإِنَّمَا أُنْزِلْتَ فِي هَذِهِ المَنْزِلَةِ، وَصِرتَ فِي هَذَا المَوْضِعِ بِسُيُوْفِ المُهَاجِرِيْنَ، وَالأَنْصَارِ، وَأَبْنَاؤُهُم يَمُوْتُوْنَ جُوعاً. حَجَّ عُمَرُ فَمَا أَنفَقَ إلَّا خَمْسَةَ عَشَرَ دِيْنَاراً، وَكَانَ يَنْزِلُ تَحْتَ الشَّجرِ. فَقَالَ: أَتُرِيْدُ أَنْ أَكُوْنَ مِثْلَكَ? قُلْتُ: لاَ، وَلَكِنْ دُوْنَ مَا أَنْتَ فِيْهِ، وَفَوْقَ مَا أَنَا فِيْهِ. قَالَ: اخْرُجْ. قَالَ عِصَامُ بنُ يَزِيْدَ: لَمَّا أَرَادَ سُفْيَانُ أَنْ يُوَجِّهَنِي إِلَى المَهْدِيِّ قُلْتُ لَهُ: إِنِّيْ غُلاَمٌ جَبَلِيٌّ لَعَلِّي أَسقُطُ بِشَيْءٍ فَأَفضَحُكَ. قَالَ: يَا نَاعِسُ تَرَى هَؤُلاَءِ الَّذِيْنَ يجيؤوني? لَوْ قُلْتُ لأَحَدِهِم لَظَنَّ أَنِّي قَدْ أَسدَيتُ إِلَيْهِ مَعْرُوْفاً، وَلَكِنْ قَدْ رَضِيْتُ بِكَ قُلْ مَا تَعْلَمُ، وَلاَ تَقُلْ مَا لاَ تَعْلَمُ. قَالَ: فَلَمَّا رَجَعتُ قُلْتُ: لأَيِّ شَيْءٍ تَهرُبُ مِنْهُ، وَهُوَ يَقُوْلُ: لَوْ جَاءَ لَخَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى السُّوْقِ فَأَمَرْنَا، وَنَهَيْنَا? فَقَالَ: يَا نَاعِسُ حَتَّى يَعْمَلَ بِمَا يَعْلَمُ فَإِذَا فَعَلَ لَمْ يَسعْنَا إلَّا أَنْ نَذهَبَ فَنُعَلِّمَهُ مَا لاَ يَعْلَمُ. قَالَ عِصَامٌ: فَكَتَبَ مَعِي سُفْيَانُ إِلَى المَهْدِيِّ، وَإِلَى، وَزِيْرِه أَبِي عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فَجَرَى كَلاَمِي فَقَالَ: لَوْ جَاءنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ لَوَضَعْنَا أَيْدِيَنَا فِي يَدِهِ، وَارْتَدَيْنَا بُرْداً، وَاتَّزَرْنَا بِآخَرَ، وَخَرَجنَا إِلَى السُّوْقِ، وَأَمَرْنَا بِالمَعْرُوْفِ، وَنَهَيْنَا عَنِ المُنْكرِ فَإِذَا تَوَارَى عَنَّا مِثْلُ أَبِي عَبْدِ اللهِ لقَدْ جَاءنِي قُرَّاؤُكُمُ الَّذِيْنَ هُم قُرَّاؤُكُم فَأَمَرُوْنِي، وَنَهَوْنِي، وَوَعَظُوْنِي، وَبَكَوْا، وَاللهِ لِي، وَتَباكَيتُ لَهُم ثُمَّ لَمْ يفجأني من أحدهمإلَّا أَنْ أَخْرَجَ مِنْ كُمِّهِ رُقْعَةً: أَنِ افعَلْ بِي كَذَا، وَافعَلْ بِي كَذَا فَفَعَلتُ، وَمَقَتُّهُم. قَالَ:، وَإِنَّمَا كَتَبَ إِلَيْهِ لأَنَّهُ طَالَ مَهْرَبُهُ أن يعطيه الأمان فأتيته فقدمت عَلَيْهِ البَصْرَةَ بِالأَمَانِ ثُمَّ مَرِضَ، وَمَاتَ. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ, سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: أَملَى عَلَيَّ سُفْيَانُ كِتَابَهُ إِلَى المَهْدِيِّ, فَقَالَ: اكْتُبْ مِنْ سُفْيَانَ بنِ سَعِيْدٍ, إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ. فَقُلْتُ: إِذَا كَتَبتَ هَذَا لَمْ يَقرَأْهُ. قَالَ: اكْتُبْ كَمَا تُرِيْدُ. فَكَتَبتُ. ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ: فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إلَّا هُوَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَهُوَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ، وَهُوَ

عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٍ. فَقُلْتُ: مَنْ كَانَ يَكْتُبُ هَذَا الصَّدْرَ? قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُوْرٌ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُهُ. وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ الفَرَّاءِ, قَالَ: كَتبَ سُفْيَانُ إِلَى المَهْدِيِّ مَعَ عِصَامِ جَبْرٍ: طَرَدْتَنِي، وَشَرَّدْتَنِي، وَخَوَّفْتَنِي، وَاللهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَأَرْجُو أَنْ يَخِيْرَ اللهُ لِي قَبْلَ مَرْجُوْعِ الكِتَابِ. فَرَجَعَ الكِتَابُ وَقَدْ مَاتَ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ شَاذَانَ النَّيْسَابُوْرِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدٍ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: أُدْخِلْتُ عَلَى المَهْدِيِّ بِمِنَىً فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِالإِمْرَةِ فَقَالَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ طَلَبْنَاكَ فَأَعجَزْتَنَا فَالحَمْدُ للهِ الَّذِي جَاءَ بِكَ فَارْفعْ إِلَيْنَا حَاجَتَكَ. فَقُلْتُ: قَدْ مَلأتَ الأَرْضَ ظُلْماً، وَجَوْراً فَاتَّقِ اللهَ، وَلْيَكُنْ مِنْكَ فِي ذَلِكَ عِبرَةً. فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ: أَرَأَيتَ إِنْ لَمْ أَسْتطِعْ دَفْعَهُ? قَالَ: تخليه، وَغَيْرَكَ. فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ: ارْفَعْ إِلَيْنَا حَاجَتَكَ. قُلْتُ: أَبْنَاءُ المُهَاجِرِيْنَ، وَالأَنْصَارِ، وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحسَانٍ بِالبَابِ فَاتَّقِ اللهَ، وَأَوْصِلْ إِلَيْهِم حُقُوقَهُم. فَطَأطَأَ رَأْسَه فَقَالَ أَبُو عُبَيْدِ اللهِ: أَيُّهَا الرَّجُلُ ارْفَعْ إِلَيْنَا حَاجَتَكَ. قُلْتُ:، وَمَا أَرْفَعُ? حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: حَجَّ عُمَرُ فَقَالَ لِخَازنِهِ: كَمْ أَنفَقْتَ? قَالَ: بَضْعَةَ عَشَرَ دِرْهَماً.، وَإِنِّيْ أَرَى هَا هُنَا أُمُوْراً لاَ تُطِيْقُهَا الجِبَالُ. وَبِهِ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ:، حَدَّثَنَا سَعْدُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي: لَقِيَنِي الثَّوْرِيُّ بِمَكَّةَ فَأَخذَ بِيَدِي، وَسَلَّم عَلَيَّ ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَإِذَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَاعِدٌ عَلَى بَابِهِ يَنْتَظِرُهُ، وَكَانَ، وَالِيَ مَكَّةَ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: مَا أَعْلَمُ فِي المُسْلِمِيْنَ أَحَداً أَغَشَّ لَهُم مِنْكَ. فَقَالَ سُفْيَانُ: كُنْتُ فِيْمَا هُوَ أَوجبُ عَلَيَّ مِنْ إِتْيَانِكَ إِنَّهُ كَانَ يَتَهَيَّأُ لِلصَّلاَةِ فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ أَنَّهُ قَدْ جَاءهُ قَوْمٌ فَأَخبَرُوْهُ أَنَّهُم قَدْ رَأَوُا الهِلاَلَ هِلاَلَ ذِي الحِجَّةِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْمُرَ مَنْ يَصعَدُ الجِبَالَ ثُمَّ يُؤْذِنُ النَّاسَ بِذَلِكَ، وَيَدُهُ فِي يَدِي، وَتَرَكَ عَبْدَ الصَّمَدِ قَاعِداً عَلَى البَابِ فَأَخَرَجَ إِلَيَّ سُفرَةً فِيْهَا فَضْلَةٌ مِنْ طَعَامٍ: خُبْزٍ مُكَسَّرٍ وَجُبنٍ, فَأَكَلنَا. قَالَ: فَأَخَذَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ, فَذَهَبَ بِهِ إِلَى المَهْدِيِّ وَهُوَ بِمِنَىً فَلَمَّا رَآهُ صَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: ما هذه الفساطيط? ما هذه السرادقات?. قَالَ عَطَاءٌ الخَفَّافُ: مَا لَقِيْتُ سُفْيَانَ إلَّا بَاكِياً فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ? قَالَ: أَتَخوَّفُ أَنْ أَكُوْنَ فِي أُمِّ الكِتَابِ شَقِيّاً. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: جَرَّ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ سُفْيَانَ إِلَى الفَضَاءِ فَتَحَامَقَ عَلَيْهِ, لِيُخَلِّصَ نَفْسَهُ مِنْهُ, فَلَمَّا عَلِمَ أَنَّهُ يَتحَامَقُ أَرْسَلَه، وَهَرَبَ هُوَ..، وَذَكَرَ الحِكَايَةَ. رَوَاهَا: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ الوَلِيْدِ عَنْ عَبْدِ اللهِ أَخِي رُسْتَه عَنْهُ.

ابْنُ المُبَارَكِ, عَنْ سُفْيَانَ, قَالَ: لَيْسَ بِفَقِيْهٍ مَنْ لَمْ يَعُدَّ البَلاَءَ نِعْمَةً، وَالرَّخَاءَ مُصِيْبَةً. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: رَأَيتُ الثَّوْرِيَّ فِي الحَرَمِ بَعْدَ المَغْرِبِ صَلَّى ثُمَّ سَجَدَ سَجدَةً فَلَمْ يَرْفَعْ حَتَّى نُودِيَ بِالعشَاءِ. وَبِهِ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا مَنْصُوْرٍ أَعُودُهُ فَقَالَ لِي: بَاتَ سُفْيَانُ فِي هَذَا البَيْتِ، وَكَانَ هُنَا بُلْبُلٌ لابْنِي فَقَالَ: مَا بَالُ هَذَا مَحْبُوساً? لَوْ خُلِّيَ عَنْهُ. قُلْتُ: هُوَ لابْنِي، وَهُوَ يَهَبُهُ لَكَ. قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ أُعْطِيْهِ دِيْنَاراً. قَالَ: فَأَخَذَهُ فَخَلَّى عَنْهُ فَكَانَ يَذْهَبُ، وَيَرْعَى فَيَجِيْءُ بِالعَشِيِّ فَيَكُوْنُ فِي نَاحِيَةِ البَيْتِ فَلَمَّا مَاتَ سُفْيَانُ تَبِعَ جِنَازَتَه فَكَانَ يَضطَرِبُ عَلَى قَبْرِهِ ثُمَّ اخْتَلَفَ بَعْدَ ذَلِكَ لَيَالِيَ إِلَى قَبْرِهِ فَكَانَ رُبَّمَا بَاتَ عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا رَجَعَ إِلَى البَيْتِ ثُمَّ، وَجَدُوْهُ مَيْتاً عِنْدَ قَبْرِهِ فَدُفِنَ عِنْدَهُ. أَبُو مَنْصُوْرٍ هو بسر من مَنْصُوْرٍ السَّلِيْمِيُّ: كَانَ سُفْيَانُ مُختَفِياً عِنْدَهُ بِالبَصْرَةِ بَعْدَ أَنْ خَرَجَ مِنْ دَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ قَالَهُ الطَّبَرَانِيُّ. وَفِي غَيْرِ حِكَايَةٍ: أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ يَقْبَلُ هَدِيَّةَ بَعْضِ النَّاسِ، ويثيب عليها. وَعَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا كُنْتُ أَقدِرُ أَنْ أَنظُرَ إِلَى سُفْيَانَ اسْتِحْيَاءً، وَهَيْبَةً مِنْهُ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحُنَيْنِيُّ: قَالَ لَنَا الثَّوْرِيُّ، وَسُئِلَ قَالَ: لَهَا عِنْدِي أَوَّلُ نَوْمَةٍ تَنَامُ مَا شَاءتْ لاَ أَمنَعُهَا فَإِذَا اسْتَيْقَظَتْ فَلاَ أُقِيْلُهَا وَاللهِ. الحُسَيْنُ بنُ عَوْنٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ رَجُلاً أَفْضَلَ مِنْ سُفْيَانَ لَوْلاَ الحَدِيْثُ كَانَ يُصَلِّي مَا بَيْنَ الظُّهرِ وَالعَصْرِ، وَبَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ, فَإِذَا سَمِعَ مُذَاكَرَةَ الحَدِيْثِ, تَرَكَ الصَّلاَةَ، وَجَاءَ. وَقَالَ خَلَفُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِذَا أَخَذتَ فِي الحَدِيْثِ نَشطتَ وَأَنْكَرتُكَ، وَإِذَا كُنْتَ فِي غَيْرِ الحَدِيْثِ كَأَنَّكَ مَيِّتٌ! فَقَالَ: أَمَا عَلِمتَ أَنَّ الكَلاَمَ فِتْنَةٌ? قَالَ مِهْرَانُ الرَّازِيُّ: رَأَيتُ الثَّوْرِيُّ إِذَا خَلَعَ ثِيَابَهُ طَوَاهَا، وَقَالَ: إِذَا طُوِيَتْ رَجَعَتْ إِلَيْهَا نَفْسُهَا. وَقِيْلَ: الْتَقَى سُفْيَانُ، وَالفُضَيْلُ فَتَذَاكرَا فَبَكَيَا فَقَالَ سُفْيَانُ: إِنِّيْ لأَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ مَجْلِسُنَا هَذَا أَعْظَمَ مَجْلِسٍ جَلَسْنَاهُ بَركَةً. فَقَالَ لَهُ فُضَيْلٌ: لَكِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُوْنَ أَعْظَمَ مَجْلِسٍ جَلَسْنَاهُ شُؤْماً أَلَيْسَ نَظَرتَ إِلَى أَحْسَنِ مَا عِنْدَكَ فَتَزَيَّنْتَ بِهِ لِي، وَتزَيَّنتُ لَكَ فَعَبَدْتَنِي، وَعَبَدْتُك? فَبَكَى سفيان حتى علاء نَحِيبُهُ ثُمَّ قَالَ: أَحْيَيْتَنِي أَحْيَاكَ اللهُ.

أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَارِثِيَّ يَقُوْلُ: دَفَنَ سُفْيَانُ كُتُبَهُ, فَكُنْتُ أُعِيْنُهُ عَلَيْهَا فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَفِي الركاز الخمس فَقَالَ: خُذْ مَا شِئْتَ, فَعزلْتُ مِنْهَا شَيْئاً كَانَ يُحَدِّثُنِي مِنْهُ. عَنْ يَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ: قَالَ سُفْيَانُ: لَوْ كَانَ مَعَكُم مَنْ يَرْفَعُ حَدِيْثَكم إِلَى السُّلْطَانِ, أَكُنْتُم تَتَكَلَّمُوْنَ بِشَيْءٍ? قُلْنَا: لاَ. قَالَ: فَإِنَّ مَعَكُم مَنْ يَرْفَعُ الحَدِيْثَ. وعن سفيان: الزاهد فِي الدُّنْيَا هُوَ الزُّهدُ فِي النَّاسِ، وَأَوَّلُ ذَلِكَ زُهْدُك فِي نَفْسِكَ. عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَبِي خِدَاشٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ, سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: خَرَجْتُ حَاجّاً أَنَا، وَشَيْبَانُ الرَّاعِي مُشَاةً فَلَمَّا صِرنَا بِبَعْضِ الطَّرِيْقِ إِذَا نَحْنُ بِأَسَدٍ قَدْ عَارَضَنَا فَصَاحَ بِهِ شَيْبَانُ فَبَصْبَصَ، وَضربَ بِذَنْبِه مِثْلَ الكَلْبِ, فَأَخَذَ شَيْبَانُ بِأُذُنِهِ, فَعَرَكَهَا, فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الشُّهرَةُ لِي? قَالَ: وَأَيَّ شُهْرَةٍ تَرَى يَا ثَوْرِيُّ? لَوْلاَ كَرَاهِيَةُ الشُّهرَةِ مَا حَملتُ زَادِي إِلَى مَكَّةَ إلَّا عَلَى ظَهْرِهِ. الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيُّ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدٍ: أَكَانَ لِسُفْيَانَ امْرَأَةٌ? قَالَ: نَعَمْ رَأَيتُ ابْناً لَهُ بَعثَتْ بِهِ أُمُّهُ إِلَيْهِ فَجَاءَ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ سُفْيَانُ: لَيْتَ أَنِّي دُعِيتُ لِجنَازَتِكَ. قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ: فَمَا لَبِثَ حَتَّى دَفَنَهُ? قَالَ: نَعَمْ. وَعَنْ سُفْيَانَ: مَنْ سُرَّ بِالدُّنْيَا نزع خوف الآخرة من قلبه. وَعَنْهُ: {وَمُلْكًا كَبِيرًا} [الإِنْسَانُ: 20] . قَالَ: اسْتِئْذَانُ المَلاَئِكَةِ عَلَيْهِم. الفِرْيَابِيُّ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ، وَسُفْيَانَ يَقُوْلاَنِ: لَمَّا أُلقِيَ دَانِيَالُ فِي الجُبِّ مَعَ السِّبَاعِ قَالَ: إِلَهِي بِالعَارِ، وَالخِزْيِ الَّذِي أَصَبْنَا سَلَّطْتَ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَعْرِفُكَ. وَقَالَ الخُرَيْبِيُّ: جلَسْتُ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَدْهَمَ فَكَأَنَّهُ عَابَ عَلَى سُفْيَانَ تَرْكَ الغَزْوِ، وَقَالَ: هَذَا الأَوْزَاعِيُّ يَغْزُو، وَهُوَ أَسنُّ مِنْهُ. فَقُلْتُ لِبَهِيْمٍ: مَا كَانَ يَعْنِي سُفْيَانُ فِي تَرْكِ الغَزْوِ? قَالَ: كَانَ يَقُوْلُ: إِنَّهُم يُضَيِّعُوْنَ الفَرَائِضَ. قَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: كُنَّا نَتعَزَّى عَنِ الدُّنْيَا بِمَجْلِسِ سُفْيَانَ. خَلَفُ بنُ تَمِيْمٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: وَجَدْتُ قَلْبِي يَصْلُحُ بَيْنَ مَكَّةَ، وَالمَدِيْنَةَ مَعَ قَوْمٍ غُربَاءَ أصحاب صوب، وَعِبَاءٍ. وَعَنْ، وَكِيْعٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سُفْيَانَ لسفيان: اذهب فاطلب العلم حتى أعولك بمعزلي فَإِذَا كَتَبتَ عِدَّةَ عَشْرَةِ أَحَادِيْثَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ فِي نَفْسِكَ زِيَادَةً فَاتَّبِعْهُ، وَإِلاَّ فَلاَ تتعن.

قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: لَمْ يَبْقَ مَنْ يَجْتَمِعُ عَلَيْهِ العَامَّةُ بِالرِّضَى وَالصِّحَّةِ, إلَّا مَا كَانَ مِنْ رَجُلٍ، وَاحِدٍ بِالكُوْفَةِ يَعْنِي: سُفْيَانَ- قَالَ وَكِيْعٌ: كَانَ سُفْيَانُ بَحْراً. وَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: مَا رَأَيتُ رَجُلاً بِالعِرَاقِ يُشْبِهُ ثَوْرِيَّكُم هَذَا. وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: مَا رَأَيتُ بِالكُوْفَةِ مَنْ أود أني في مسلاخه إلَّا سفيان. قَالَ الفِرْيَابِيُّ: زَارَنِي ابْنُ المُبَارَكِ فَقَالَ: أَخرِجْ إِلَيَّ حَدِيْثَ الثَّوْرِيِّ فَأَخَرَجْتُهُ إِلَيْهِ فَجَعَلَ يَبْكِي حَتَّى أَخضَلَ لِحْيَتَهُ وَقَالَ: رَحِمَهُ اللهُ مَا أَرَى أَنِّي أَرَى مِثْلَه أَبَداً. وَقَالَ زَائِدَةُ: سُفْيَانُ أَفْقَهُ أَهْلِ الدُّنْيَا. قَالَ زَيْدُ بنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ: كَانَ المُعَافَى يَعِظُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا هَذَا المُزَاحُ? لَيْسَ هَذَا مِنْ فِعْلِ العُلَمَاءِ، وَسُفْيَانُ يَقْبَلُ مِنْهُ. رَوَى ضَمْرَةُ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: يَثَّغِرُ الغُلاَمُ لِسَبْعٍ، وَيَحْتَلِمُ بَعْدَ سَبْعٍ, ثُمَّ يَنْتَهِي طُوْلُهُ بَعْدَ سَبْعٍ ثُمَّ يَتَكَامَلُ عَقْلُهُ بَعْدَ سَبْعٍ ثُمَّ هِيَ التَّجَارِبُ. قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: مَرِضَ سُفْيَانُ, فَذَهَبتُ بِمَائِهِ إِلَى الطَّبِيْبِ, فَقَالَ: هَذَا بَولُ رَاهِبٍ, هَذَا رَجُلٌ قَدْ فَتَّتَ الحُزْنُ كَبِدَهُ, مَا لَهُ دَوَاءٌ. قَالَ ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: إِنَّمَا كَانَتِ العِرَاقُ تَجِيْشُ عَلَيْنَا بِالدَّرَاهِمِ وَالثِّيَابِ ثُمَّ صَارَتْ تَجِيْشُ عَلَيْنَا بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَكَانَ سُفْيَانُ يَقُوْلُ: مَالِكٌ لَيْسَ لَهُ حِفْظٌ. قُلْتُ: هَذَا يَقُوْلُهُ سُفْيَانُ لِقَوَّةِ حَافِظَتِهِ بِكَثْرَةِ حَدِيْثِه، وَرِحلَتِهِ إِلَى الآفَاقِ، وَأَمَّا مَالِكٌ فَلَهُ إِتقَانٌ، وَفِقهٌ لاَ يُدْرَكُ شَأْوُهُ فيه، وله حفظ تام ف-رضي اللهُ عَنْهُمَا. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سُفْيَانُ فَقِيْهٌ حَافِظٌ زَاهِدٌ إِمَامٌ هُوَ أَحْفَظُ مِنْ شُعْبَةَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنْ شعبة في الإسناد، والمتن. قَالَ عَبْدُ المُؤْمِنِ النَّسَفِيُّ: سَأَلْتُ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ جَزَرَةَ عَنْ سُفْيَانَ، وَمَالِكٍ, فَقَالَ: سُفْيَانُ لَيْسَ يَتَقَدَّمُهُ عِنْدِي أَحَدٌ، وَهُوَ أَحْفَظُ، وَأَكْثَرُ حَدِيْثاً، وَلَكِنْ كَانَ مَالِكٌ يَنتَقِي الرِّجَالَ، وَسُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنْ شُعْبَةَ، وَأَكْثَرُ حَدِيْثاً يَبلُغُ حَدِيْثُه ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، وَشُعْبَةُ نَحْوُ عَشْرَةِ آلاَفٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ حَدَّثَنِي المُغِيْرَةُ بنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنِي سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّكُم مَحْشُوْرُوْنَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً". ثُمَّ قَرَأَ. {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ

نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأَنْبِيَاءُ:104] .إلَّا، وَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيْمُ -عَلَيْهِ السلام يوم القيامةإلَّا، وَإِنَّ نَاساً مِنْ أَصْحَابِي يُؤْخَذُ بِهِم ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُوْلُ: أَصْحَابِي أَصْحَابِي فَيُقَالُ: إِنَّهُم لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّيْنَ عَلَى أَعْقَابِهِم مُنْذُ فَارَقْتَهُم فَأَقُوْلُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحُ عِيْسَى: " {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِم} [المائدة: 117] إِلَى قَوْله {الْعَزِيزُ الْحَكِيم} أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ, عَنِ ابن كثير. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ هِبَة اللهِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ, عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى الصَّابُوْنِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَسْلَمَ المِنْقَرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقْرِئَكَ سُوْرَةً. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، وَسُمِّيْتُ لَكَ? قَالَ: "نَعَمْ". قُلْتُ لأُبِيٍّ: فَرِحْتَ بِذَلِكَ? قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي. وَهُوَ يَقُوْلُ: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يُوْنُسُ: 58] . قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ لِسُفْيَانَ دَرسٌ مِنَ الحَدِيْثِ يَعْنِي يُدرِّسُ حَدِيْثَهُ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ ثَابِتٍ الجَزَرِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: طَلَبتُ العِلْمَ فَلَمْ يَكُنْ لِي نِيَّةٌ ثُمَّ رَزَقَنِي اللهُ النِّيَّةَ. وَعَنْ يَحْيَى بنِ يَمَانٍ, عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِنِّيْ لأَمُرُّ بِالحَائِكِ فَأَسُدُّ أُذُنِي مَخَافَةَ أَنْ أَحْفَظَ مَا يَقُوْلُ. قَالَ القَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَا رَأَيْنَا أَحْفَظَ مِنْ سُفْيَانَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ أَبِي السَّفَرِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن محمد المفلوج سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَمَانٍ سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: مَا أُحَدِّثُ مِنْ كُلِّ عَشْرَةٍ بِوَاحِدٍ. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: قَدْ كَتَبتُ عَنْهُ عِشْرِيْنَ أَلْفاً، وَأَخْبَرَنِي الأَشْجَعِيُّ أَنَّهُ كَتَبَ عَنْهُ ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: الإِيْمَانُ يَزِيْدُ، وَيَنْقُصُ. هَارُوْنُ بنُ أَبِي هَارُوْنَ العَبْدِيُّ: حَدَّثَنَا حَيَّانُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ سَمِعَ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} [الإِخْلاَصُ: 1] . مَخْلُوْقٌ, فَقَدْ كَفَرَ بِاللهِ. وَقَالَ زَيْدُ بنُ الحُبَابِ: كَانَ سُفْيَانُ يُفَضِّلُ عَلِيّاً عَلَى عُثْمَانَ. وَعَنْ عَثَّامِ بنِ عَلِيٍّ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: لاَ يَجْتَمِعُ حُبُّ عَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ إلَّا فِي قُلُوْبِ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ.

وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ: اسْتَوْصُوا بِأَهْلِ السُّنَّةِ خَيْراً, فَإِنَّهُم غُرَبَاءُ. وَقَالَ مُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: لَمْ يُصَلِّ سُفْيَانُ عَلَى ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ لِلإِرْجَاءِ. وَقَالَ شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ: قَالَ سُفْيَانُ: لاَ يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتَ حَتَّى يَكُوْنَ إِخفَاءُ " {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ} فِي الصَّلاَةِ أَفْضَلَ عِنْدَكَ مِنَ الجَهْرِ. وَقَالَ وَكِيْعٌ, عَنْ سُفْيَانَ فِي الحَدِيْثِ: مَا يَعدُّ لَهُ شَيْءٌ لِمَنْ أَرَادَ بِهِ اللهَ. وَعَنْهُ: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُكْرِهِ، وَلدَهُ عَلَى العِلْمِ فَإِنَّهُ مَسْؤُوْلٌ عَنْهُ. عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ حَسَّانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يقول: الإسناد سلاح المؤمن فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ سِلاَحٌ فَبِأَيِّ شَيْءٌ يُقَاتِلُ. قَبِيْصَةُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: المَلاَئِكَةُ حُرَّاسُ السَّمَاءِ، وَأَصْحَابُ الحَدِيْثِ حُرَّاسُ الأَرْضِ، وَقَالَ يَحْيَى بنُ يَمَانٍ: قِيْلَ لِسُفْيَانَ: لَيْسَتْ لَهُمْ نِيَّةٌ يَعْنِي أَصْحَابَ الحَدِيْثِ? قَالَ: طَلَبُهُم لَهُ نِيَّةٌ لَوْ لَمْ يَأْتنِي أَصْحَابُ الحَدِيْثِ لأَتَيْتُهُم فِي بُيُوتِهِم. وَقَالَ الخُرَيْبِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: لَيْسَ شَيْءٌ أَنفعَ لِلنَّاسِ مِنَ الحَدِيْثِ. وَقَالَ مَعْدَانُ الَّذِي يَقُوْلُ فِيْهِ ابْنُ المُبَارَكِ: هُوَ مِنَ الأَبْدَالِ: سَأَلْتُ الثَّوْرِيَّ عَنْ قَوْلِهِ: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحَدِيْدُ: 4] . قَالَ: عِلْمُهُ. وَسُئِلَ سُفْيَانُ عَنْ أَحَادِيْثِ الصِّفَاتِ فَقَالَ: أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءتْ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْهُ: وَدِدْتُ أَنِّي أَفلَتُّ مِنَ الحَدِيْثِ كَفَافاً، وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَدِدْتُ أَنَّ يَدِي قُطِعَتْ، وَلَمْ أَطْلُبْ حَدِيْثاً. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ قول سُفْيَانُ: مَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي غَيْرَ الحَدِيْثِ. قَالَ: لأَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الضُّعَفَاءِ. قُلْتُ: وَلأَنَّهُ كَانَ يُدَلِّسَ عَنْهُم، وَكَانَ يَخَافُ مِنَ الشهوة، وعدم النية في بعض الأحايين. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ سُفْيَانُ يَخْضِبُ قَلِيْلاً إِذَا دَخَلَ الحَمَّامَ. وَقَالَ قَبِيْصَةُ: كَانَ سُفْيَانُ مَزَّاحاً كُنْتُ أَتَأَخَّرُ خَلْفَهُ مَخَافَةَ أَنْ يُحِيِّرَنِي بِمُزَاحِهِ. وَرَوَى الفَسَوِيُّ عَنْ عِيْسَى بنِ مُحَمَّدٍ: أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ يَضْحَكُ حَتَّى يَسْتَلْقِيَ، وَيَمُدَّ رجليه.

قَالَ زَيْدُ بنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ: كَانَ سُفْيَانُ يَقُوْلُ لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ: تَقَدَّمُوا يَا مَعْشَرَ الضُّعَفَاءِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ يَمَانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ لِرَجُلٍ: ادْنُ مِنِّي, لَوْ كُنْتَ غَنِيّاً مَا أَدْنَيْتُكَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: مَا رَأَيتُ الأَمِيْرَ وَالغَنِيَّ أَذَلَّ مِنْهُ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: يَزْعُمُوْنَ أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ يَشْرَبُ النَّبِيذَ. أَشْهَدُ لقَدْ وُصِفَ لَهُ دَوَاءٌ فَقُلْتُ: نَأتِيْكَ بِنَبِيذٍ? فَقَالَ: لاَ ائْتِنِي بِعَسَلٍ وَمَاءٍ. قَالَ خَلَفُ بنُ تَمِيْمٍ: رَأَيتُ الثَّوْرِيَّ بِمَكَّةَ، وَقَدْ كَثُرُوا عَلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّا للهِ أَخَافُ أَنْ يَكُوْنَ اللهُ قَدْ ضَيَّعَ هَذِهِ الأُمَّةَ حَيْثُ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَى مِثْلِي. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَوْلاَ أَنْ أُسْتَذَلَّ لَسَكَنْتُ بَيْنَ قَوْمٍ لاَ يَعْرِفُونِي. وَنَقَلَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ مُسْتَكِيْناً فِي لِبَاسِه عَلَيْهِ ثِيَابٌ رَثَّةٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: آجَرَ سُفْيَانُ نَفْسَه مِنْ جَمَّالٍ إِلَى مَكَّةَ فأمروه يعمل لهم خبزة فلم تجىء جَيِّدَةً فَضَرَبَهُ الجَمَّالُ فَلَمَّا قَدِمُوا مَكَّةَ دَخَلَ الجَمَّالُ فَإِذَا سُفْيَانُ قَدِ اجْتَمَعَ حَوْلَهُ النَّاسُ. فسأل? فقالوا: هذا سفيان الثَّوْرِيُّ فَلَمَّا انْفَضَّ عَنْهُ النَّاسُ تَقَدَّمَ الجمَّالُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: لَمْ نَعْرِفْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ. قَالَ: مَنْ يُفسِدُ طَعَامَ النَّاسِ يُصِيْبُهُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ. قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ مُرسَلَةٌ، وَكَيْفَ اخْتَفَى طُوْلَ الطَّرِيْقِ أَمرُ سُفْيَانَ فَلَعَلَّهَا فِي أَيَّامِ شَبَابِهِ. وَرَوَى يَحْيَى بنُ يَمَانٍ عَنْ سُفْيَانَ: اصحَبْ مَنْ شِئْتَ ثُمَّ أَغْضِبْهُ ثُمَّ دُسَّ إِلَيْهِ مَنْ يَسْأَلُهُ عَنْكَ. وَقَالَ قَبِيْصَةُ عَنْ سُفْيَانَ: كَثْرَةُ الإِخْوَانِ مِنْ سَخَافَةِ الدِّيْنِ. وَعَنْ سُفْيَانَ: أَقِلَّ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ تَقِلُّ غِيْبَتُكَ. قَالَ قَبِيْصَةُ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا نَظَرتَ إِلَيْهِ كَأَنَّهُ رَاهِبٌ فَإِذَا أَخذَ فِي الحَدِيْثِ أَنْكَرْتَه. قُلْتُ: قَدْ كَانَ لَحِقَ سُفْيَانَ خَوْفٌ مُزعِجٌ إِلَى الغَايَةِ. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كُنَّا نَكُونُ عِنْدَهُ فَكَأَنَّمَا، وُقِّفَ لِلْحِسَابِ، وَسَمِعَهُ عَثَّامُ بنُ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: لَقَدْ خِفتُ اللهَ خَوْفاً عَجَباً لِي كَيْفَ لاَ أَمُوْتُ? وَلَكِنْ لِي أَجَلٌ، وَدِدْتُ أَنَّهُ خُفِّفَ عَنِّي مِنَ الخَوْفِ أَخَافُ أَنْ يَذْهَبَ عَقْلِي. وَقَالَ حَمَّادُ بنُ دُلَيْلٍ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُذهِبَ عَنِّي مِنْ خَوْفِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كُنْتُ أَرمُقُ سُفْيَانَ فِي اللَّيْلَةِ بَعْدَ اللَّيْلَةِ يَنهَضُ مَرْعُوباً يُنَادِي: النَّارَ النَّارَ شَغَلَنِي ذِكْرُ النَّارِ عَنِ النَّوْمِ، وَالشَّهَوَاتِ.

وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا ذَكَرَ الموت, لم ينتفع به أيامًا. وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: كَانَ سُفْيَانُ يَبُولُ الدَّمَ مِنْ طُوْلِ حُزنِهِ وَفِكْرَتِهِ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: لَمَّا قَدِمَ سُفْيَانُ عَلَيْنَا طَبَختُ لَهُ قدرَ سِكْبَاجٍ1 فَأَكَلَ ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِزَبِيْبِ الطَّائِفِ فَأَكَلَ ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّزَّاقِ اعْلِفِ الحِمَارَ، وَكُدَّهُ. ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى الصَّبَاحِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الفُضَيْلِ: رَأَيتُ الثَّوْرِيَّ سَاجِداً فَطفتُ سَبْعَةَ أَسَابِيْعَ قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ. وَعَنْ مُؤَمَّلِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ قَالَ: أَقَامَ سُفْيَانُ بِمَكَّةَ سَنَةً فَمَا فَتَرَ مِنَ العِبَادَةِ سِوَى مِنْ بَعْدِ العَصْرِ إِلَى المَغْرِبِ كَانَ يَجْلِسُ مَعَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، وَذَلِكَ عِبَادَةٌ. وَعَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ: كُنْتُ لاَ أَسْتطِيْعُ سَمَاعَ قِرَاءةِ سُفْيَانَ مِنْ كَثْرَةِ بُكَائِهِ. وَقَالَ مُؤَمَّلٌ: دَخَلْتُ عَلَى سُفْيَانَ، وَهُوَ يَأْكُلُ طَبَاهِجَ2 بِبَيْضٍ فَكَلَّمتُهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: لَمْ آمُرْكُم أَنْ لاَ تَأْكُلُوا طَيِّباً اكْتَسِبُوا طَيِّباً وَكُلُوا. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: أَكَلْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ خُشْكَنَانِجَ, فَقَالَ: هَذَا أُهْدِيَ لَنَا.، وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَكَلَ سُفْيَانُ مَرَّةً تَمْراً بِزُبْدٍ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى زَالَتِ الشَّمْسُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ سَارَ إِلَى اليَمَنِ بِأَرْبَعَةِ آلاَفٍ مُضَارَبَةً, فأنفق الربح. وَعَنْ يَحْيَى بنِ المُتَوَكِّلِ, قَالَ سُفْيَانُ: إِذَا أَثْنَى عَلَى الرَّجُلِ جِيْرَانُهُ أَجْمَعُوْنَ فَهُوَ رَجُلُ سُوءٍ لأَنَّهُ رُبَّمَا رَآهُم يَعصُوْنَ, فَلاَ يُنْكِرُ، وَيَلقَاهُم بِبِشْرٍ. وَقَالَ فُضَيْلٌ, عَنْ سُفْيَانَ: إِذَا رَأَيتَ الرَّجُلَ مُحَبَّباً إِلَى جِيْرَانِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُدَاهِنٌ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي غَنِيَّةَ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَصفَقَ وَجْهاً فِي ذَاتِ الله مِنْ سُفْيَانَ. وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِنَّ هَؤُلاَءِ المُلُوْكَ قَدْ تَرَكُوا لَكُمُ الآخِرَةَ فَاتْرُكُوا لَهُمُ الدُّنْيَا. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ لِوُهَيْبٍ: وَرَبِّ هَذِهِ البَنِيَّةِ إني لأحب الموت.

_ 1 السكباج: لحم يطبخ بخل. 2 الطباهج: اللحم المشرح.

وَعَنِ ابْنِ المَهْدِيِّ, قَالَ: مَرِضَ سُفْيَانُ بِالبَطَنِ, فَتَوَضَّأَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ سِتِّيْنَ مَرَّةً, حَتَّى إِذَا عَايَنَ الأَمْرَ, نَزَلَ عَنْ فِرَاشِهِ, فَوَضَعَ خَدَّهُ بِالأَرْضِ، وَقَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ مَا أَشدَّ المَوْتِ، وَلَمَّا مَاتَ غَمَّضْتُهُ، وَجَاءَ النَّاسُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَعَلِمُوا. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: كَانَ سُفْيَانُ يَتَمَنَّى المَوْتَ لِيَسلَمَ مِنْ هَؤُلاَءِ, فَلَمَّا مَرِضَ كَرِهَهُ، وَقَالَ لِي: اقْرَأْ عَلَيَّ "يس". فَإِنَّهُ يُقَالُ: يُخَفَّفُ عَنِ المَرِيْضِ فَقَرَأْتُ فَمَا فرغت حتى طفىء. وَقِيْلَ: أُخْرِجَ بِجِنَازَتِهِ عَلَى أَهْلِ البَصْرَةِ بَغْتَةً فشهده الخلق، وصلى عليه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبْجَرَ الكُوْفِيُّ بِوَصِيَّةٍ مِنْ سفيان لصلاحه. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: أَقَامَ سُفْيَانُ فِي اخْتِفَائِهِ نَحْوَ سَنَةٍ. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: الصَّحِيْحُ: مَوْتُهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى كَذَلِكَ أَرَّخَهُ الوَاقِدِيُّ، وَوَهِمَ خَلِيْفَةُ فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ. قَالَ يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: رَأَيتُ الثَّوْرِيَّ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: أَيُّ الأَعْمَالِ، وَجَدْتَ أَفْضَلَ? قَالَ: القُرْآنُ. فَقُلْتُ: الحَدِيْثَ? فَوَلَّى وَجْهَه. وَقَالَ بَكْرُ بنُ خَلَفٍ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ قَالَ: رَأَيتُ سُفْيَانَ فِي المَنَامِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! مَا، وَجَدْتَ أَنفَعَ? قَالَ: الحَدِيْثُ، وَقَالَ سُعَيْرُ بنُ الخِمْسِ: رَأَيتُ سُفْيَانَ فِي المَنَامِ يَطِيرُ مِنْ نَخْلَةٍ إِلَى نَخْلَةٍ، وَهُوَ يَقْرَأُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ} . [الزُّمَرُ:74] . وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: لَقِيْتُ يَزِيْدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ صَبِيْحَةَ اللَّيْلَةِ الَّتِي مَاتَ فِيْهَا سُفْيَانُ فَقَالَ لِي: قِيْلَ لِي اللَّيْلَةَ فِي مَنَامِي: مَاتَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ. فَقُلْتُ لِلَّذِي يَقُوْلُ فِي المَنَامِ: مَاتَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ? قَالَ: نَعَمْ. وَقَالَ مُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ آخِذاً بِيَدِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَهُوَ يَجزِيه خَيْراً. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَعْيَنَ قَالَ: رَأَيتُ سُفْيَانَ بنَ سَعِيْدٍ فَقُلْتُ: مَا صَنَعْتَ? قَالَ: أَنَا مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ. تَمَّتِ التَّرْجَمَةُ، وَالحَمْدُ للهِ.

عمران القطان، مبارك بن فضالة

عمران القطان، مُبارك بن فَضَالة: 1084- عمران القطان 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ, أَبُو العَوَّامِ عِمْرَانُ بنُ دَاوَرَ العَمِّيُّ, البَصْرِيُّ, القَطَّانُ. حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، وَبَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَاصِمٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَمْرُو بنُ عَاصِمٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ الغُدَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ: كَانَ عِمْرَانُ القَطَّانُ حَرُوْرِيّاً يَرَى السَّيْفَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ صَالِحَ الحَدِيْثِ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ضَعِيْفٌ أَفتَى فِي أَيَّامِ خُرُوْجِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ بِفَتْوَى شَدِيْدَةٍ فِيْهَا سَفْكُ الدِّمَاءِ، وَرَوَى عَنْهُ عَفَّانُ، وَوَثَّقَهُ، وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ كَانَ يَرَى الخُرُوْجَ، وَلَمْ يَكُنْ دَاعِيَةً. وَقَدْ ذَكَرَهُ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ يَوْماً فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ بَيْنَهُ، وَبَيْنَه شركَةٌ. مَاتَ فِي حُدُوْدِ السِّتِّيْنَ، وَمائَةٍ رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: خَرَّجُوا لَهُ في "السنن الأربعة". 1085- مبارك بن فضالة 2: "د، ت، ق، خت" ابن أبي أمية الحَافِظُ المُحَدِّثُ الصَّادِقُ الإِمَامُ أَبُو فَضَالَةَ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ مَوْلَى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ البَصْرَةِ، وَلَهُ مِنَ الإِخْوَةِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وعبيد الرحمن، ومفضل.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 284"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2868"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 258"، الكنى للدولابي "2/ 47"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1649"، تاريخ الإسلام "6/ 259"، ميزان الاعتدال "3/ 236- 237"، تهذيب التهذيب "8/ 130"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5427". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 277"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1867" و"3/ ترجمة 952" الكنى للدولابي "2/ 80"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1557"، تاريخ بغداد "13/ 211"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 193"، الكاشف "3/ ترجمة 5371"، ميزان الاعتدال "3/ 431- 432"، جامع التحصيل للعلائي "ترجمة 735"، تهذيب التهذيب "10/ 28"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6838"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 259".

وُلِدَ فِي أَيَّامِ الصَّحَابَةِ. قَالَ عُثْمَانُ بنُ الهَيْثَمِ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ, قَالَ: رَأَيتُ أَنَساً تَقَدَّمَ فَصَلَّى بِجَمَاعَةٍ فِي مَسْجِدٍ. وَصَحِبَ الحسن، وحدثه عَنْهُ, فَأَكْثَرَ،، وَعَنْ بَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ، وَثَابِتٍ، وَابْنِ المُنْكَدِرِ، وَحَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ رَبِّهُ بنِ سَعِيْدٍ، وَطَائِفَةٍ، وَيَنْزِلُ إِلَى: عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ العُمَرِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَوَكِيْعٌ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو النَّضْرِ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو الوَلِيْدِ، وَعَفَّانُ، وَعَمْرُو بنُ مَنْصُوْرٍ، وَشَبَابَةُ، وَحَبَّانُ بنُ هِلاَلٍ، وَمُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ، وَعُثْمَانُ بنُ الهَيْثَمِ، وَسَعِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَكَامِلُ بنُ طَلْحَةَ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَسُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ خَيْرَانَ، وَهُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ بَهْزُ بنُ أَسَدٍ: أَنْبَأَنَا مُبَارَكٌ: أَنَّهُ جَالَسَ الحَسَنَ ثَلاَثَ عشرة سنةً, أو أربع عشرة. وَقَالَ حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ مُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ، وَالرَّبِيْعِ بنِ صَبِيْحٍ فَقَالَ: مُبَارَكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ. وَرَوَى عَفَّانُ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ يُجَالِسُنَا عِنْدَ زِيَادٍ الأَعْلَمِ فَمَا كَانَ مِنْ مُسْنَدٍ فَإِلَى مُبَارَكٍ، وَمَا كَانَ مِنْ فُتْيَا فَإِلَى زِيَادٍ. وَقَالَ وُهَيْبٌ: رَأَيتُ مُبَاركاً يُجَالِسُ يُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ فَيُحَدِّثُ فِي حَلقتِه، وَيُوْنُسُ يَسْمَعُ، وَقَالَ عَفَّانُ: كَانَ مُبَارَكٌ ثِقَةً، وَكَانَ مِنَ النُّسَّاكِ، وَكَانَ وَكَانَ. وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: كَانَ يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لاَ يُحَدِّثَانِ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ عَفَّانُ يُطْرِي مُبَارَكَ بنَ فَضَالَةَ. قَالَ الفَلاَّسُ أَيْضاً: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يُحْسِنُ الثَّنَاءَ عَلَى مُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ. وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: كَانَ مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ يَرْفَعُ حَدِيْثاً كَثِيْراً، وَيَقُوْلُ فِي غَيْرِ حَدِيْثٍ عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ:، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ مُغَفَّلٍ، وَأَصْحَابُ الحَسَن لاَ يَقُوْلُوْنَ ذَلِكَ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سُئِلَ أَبِي عَنْ مُبَارَكٍ، وَالرَّبِيْعِ بنِ صَبِيْحٍ فَقَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا، وَعَنْ مُبَارَكٍ، وَأَشْعَثَ فَقَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا كَانَ المُبَارَكُ يُدَلِّسُ.

وَرَوَى المَرُّوْذِيُّ, عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: مَا رَوَى مُبَارَكٌ عَنِ الحَسَنِ, يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ عَنْ مُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ, فَقَالَ: ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ, هُوَ مثل الربيع بن صبيح في الضعف. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنِ الرَّبِيْعِ, فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. فَقُلْتُ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوِ المُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ. فَقَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سُئِلَ يَحْيَى عَنِ المُبَارَكِ فَقَالَ: ضَعِيْفٌ. وَسَمِعتُه مَرَّةً أُخْرَى يَقُوْلُ: ثِقَةٌ. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ, عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.، وَرَوَى: مُفَضَّلٌ الغَلاَبِيُّ, عَنْ يَحْيَى, قَالَ: صَالِحٌ. وَرَوَى حَنْبَلٌ، وَآخَرُ, عَنِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ, عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ, قَالَ: كُنَّا كَتَبنَا عَنْ مُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ حَدِيْثَ الحَسَنِ عَنْ عَلِيٍّ: "إِذَا سَمَّاهَا فَهِي طَالِقٌ". قَالَ يَحْيَى: وَلَمْ أَقْبَلْ مِنْهُ شَيْئاً, إلَّا شَيْئاً يَقُوْلُ فِيْهِ: حَدَّثَنَا. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: هُوَ وَسَطٌ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الرَّازِيُّ يُدَلِّسُ كَثِيْراً فَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنَا, فَهُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الرَّبِيْعِ بنِ صَبِيْحٍ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: اخْتَلَفتِ الرِّوَايَةُ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ فِيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ مُقَدَّمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَرْعَرَةَ قَالَ: جَاءَ شُعْبَةُ إِلَى مُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيْثِ نَصْرِ بنِ رَاشِدٍ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "نَهَى أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ أو يبنى عليه1". عَمْرُو بنُ العَبَّاسِ البَاهِلِيُّ: عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ: حَلَلْنَا حَبْوَةَ الثَّوْرِيِّ لَمَّا أَردْنَا غَسلَه, فَإِذَا فِي حَبْوَتِهِ رِقَاعٌ: يَسْأَلُ مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ حَدِيْثَ كَذَا. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ مُبَارَكٌ شَدِيْدَ التَّدْلِيسِ، وَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنَا, فهو ثبت، وقال النسائي أيضًا. ضعيف.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 332"، ومسلم "970" "95"، وابن ماجه "1562"، والبغوي "1517" من طريق أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر، وأخرجه مسلم "970" "94" من طريق ابن جريح، عن أبي الزبير، عن جابر، به.

قُلْتُ: هُوَ حَسَنُ الحَدِيْثِ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الضُّعَفَاءِ"، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَكَانَ فِيْهِ ضَعْفٌ، وَكَانَ عَفَّانُ يَرْفَعُهُ، وَيُوثِّقُهُ. وَقَالَ حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَخَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. اسْتَشْهَدَ بِهِ البُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيْحِ"، وَيَقعُ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ كَمَا مَرَّ فِي أَخْبَارِ الحَسَنِ، وَيَقعُ فِي "الجَعْدِيَّاتِ"1 فَمِنْ ذَلِكَ:، أَنْبَأَنَا مُبَارَكٌ, عَنِ الحَسَنِ أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بنُ حُصَيْنٍ "أَنَّ رَجُلاً أَعتق ستة.." الحديث2. وَأَنْبَأَنَا مُبَارَكٌ, عَنِ الحَسَنِ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِيْنِ" 3. قِيْلَ: حَدِيْثُهُ نَحْوُ المائَتَيْنِ.

_ 1 الجعديات: أجزاء حديثية للحافظ الثبت المسند لشيخ بغداد أبي الحسن الهاشمي مولاهم الجوهري، ولد سنة أربع وثلاثين ومائة. روى عَنْهُ البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حاتم، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي وخلائق. وقد رأى الأعمش. مات في رجب سنة ثلاثين ومائتين، رحمه الله تعالى، ترجمته في تذكرة الحفاظ "1/ 399- 400". 2 صحيح: أخرج مسلم "1668" من ططريق أَيُّوْبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي المُهَلَّبِ عن عِمْرَانُ بنُ حُصَيْنٍ أَنَّ رَجُلاً أَعْتَقَ سِتَّةً مَمْلُوْكينَ لَهُ عِنْد مَوْتِهِ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مال غيرهم. فدعا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزأهم أثلاثا ثم أقرع بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة وقال له قولا شديدا" وأخرجه أبو داود "3961" من طريق يحيى بن عتيق وأيوب، عن محمد بن سيرين، عن عمران بن حصين، به. وأخرجه الترمذي "1364" من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، به. 3 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 86" و"5/ 56- 57"، وابن ماجه "769" من طريق الحسن، عن عبد الله ابن مغفل، به. وأخرجه بنحوه أبو داود "184" من طريق أبي معاوية، حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب، به نحوه. 4 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1207"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 435 و643 و 647" و"2/ 138و 200"، الكنى للدولابي "2/ 65"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2408"، تاريخ الإسلام "6/ 66"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 189"، الكاشف "1/ ترجمة 1707"، تهذيب التهذيب "3/ 369"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2203".

زياد بن سعد، أبو الأشهب

زياد بن سعد، أبو الأشهب: 1086- زياد بن سعد 1: "ع" الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخُرَاسَانِيُّ المُجَاورُ بِمَكَّةَ، وَكَانَ شَرِيْكاً لابْنِ جُرَيْجٍ ثُمَّ نَزَلَ قَرْيَةَ عَكٍّ مِنْ بِلاَدِ اليَمَنِ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَابْنِ شِهَابٍ، وَعَمْرِو بنِ مُسْلِمٍ الجَنَدِيِّ، وَغَيْرِهِم. رَوَى عَنْهُ رِفَاقُهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَالِكٌ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرُ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ. قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ عَالِماً بِحَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ. قُلْتُ: مَاتَ كَهْلاً، وَمَوْتُهُ قَرِيْبٌ مِنْ مَوْتِ ابْنِ جُرَيْجٍ. 1087- أبو الأشهب 2: "ع" هُوَ الإِمَامُ, الحُجَّةُ, جَعْفَرُ بنُ حَيَّانَ العُطَارِدِيُّ, البَصْرِيُّ, الخَرَّازُ, الضَّرِيْرُ, مِنْ بَقَايَا المَشْيَخَةِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الجَوْزَاءِ الرَّبَعِيِّ، وَالحَسَنِ البَصْرِيِّ، وَبَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ، وَأَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ، وَأَبِي نَضْرَةَ العَبْدِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ طَرَفَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ، وَاسِعٍ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ خَلقٌ كَثِيْرٌ مِنْهُم: ابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَأَبُو الوَلِيْدِ، وَعَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَأَبُو سَلَمَةَ المِنْقَرِيُّ، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُمَا، وَهُوَ مِنْ بَابَةِ جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ فِي الثِّقَةِ، وَالصِّدْقِ. قِيْلَ: إِنَّهُ، وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ فَقَدْ أَدْرَكَ نَيِّفاً، وَعِشْرِيْنَ سنة على هذا من أَيَّامِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَهُوَ مَعَهُ بِالبَصْرَةِ فَالعَجبُ كَيْفَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، وَقَدْ رَأَى طَاوُوْساً مُحْرِماً?. وَنَقَلَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِي أَنَّهُ قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى أَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ.، وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: إِنَّهُ لَمْ يَلحَقْ أَبَا الجَوْزَاءِ. كَذَا قَالَ. مَاتَ فِي سَلْخِ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ، وَسِتِّيْنَ، وَمائَةٍ، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ: سنة اثنتين وستين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1207"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 435 و643 و 647" و"2/ 138و 200"، الكنى للدولابي "2/ 65"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2408"، تاريخ الإسلام "6/ 66"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 189"، الكاشف "1/ ترجمة 1707"، تهذيب التهذيب "3/ 369"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2203". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 274"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2150"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 720" و"2/ 39 و53 و70"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة رقم 1942"، العبر "1/ 246"، الكاشف "1/ ترجمة 795"، ميزان الاعتدال "1/ 405"، تهذيب التهذيب "2/ 88"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1034".

أَنْبَأَنَا الفَخْرُ عَلِيٌّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ طَبَرْزَذْ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ هَزَارْمَرْدَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ حَبَابَةَ، حَدَّثَنَا البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ أَخْبَرَنِي أَبُو الأَشْهَبِ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: مَرَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- بِوَادِي ثَمُوْدَ فَقَالَ: "أَسْرِعُوا السَّيْرَ فَإِنَّ هَذَا واد ملعون"1 هذا مرسل جيد.

_ 1 ضعيف: فهو مرسل، أبو نضرة، هو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي، من الطبقة الوسطى من التابعين، لكن ورد عن عبد الله بن عمر قال: مررنا مع النبي صلى الله عليه وسلم على الحجر فقال لَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تدخلوا مساكن الذين ظلمو الا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم ما أصابهم" ثم زجر، فأسرع حتى خلفها" أخرجه أحمد "2/ 66 و96" والبخاري "3380" و "3381" و"4419"، ومسلم "2980"، وابن جرير الطبري في "جامع البيان" "14/ 49-50" والبيهقي في "دلائل النبوة" "2/ 451"، والبغوي "4165" من طريق الزهري قال: قال سالم بن عبد الله: إن عبد الله بن عمر قال: فذكره. والحجر: مدينة في جزيرة العرب جنوبي تيماء، بين المدينة والشام، وكانت مساكن ثمود.

الربيع بن صبيح

1088- الربيع بن صبيح 1: "ت، ق" البصري, العابد, الإمام, مولى بن سعد, من أعيان مشايخ البصرة. حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: وَكِيْعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَأَبُو الوَلِيْدِ، وَآخَرُوْنَ. رَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَذَكَرَهُ شُعْبَةُ, فَقَالَ: هُوَ عِنْدِي مِنْ سَادَاتِ المُسْلِمِيْنَ. قُلْتُ: كَانَ كَبِيْرَ الشَّأْنِ, إلَّا أَنَّ النَّسَائِيَّ ضَعَّفَهُ. وَقَالَ حَجَّاجٌ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ مُبَارَكٍ، وَالرَّبِيْعِ بنِ صَبِيْحٍ, فَقَالَ: مُبَارَكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ.، وَقَالَ عَلِيٌّ: جَهدتُ بِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ أَنْ يُحَدِّثَنِي بِحَدِيْثٍ عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ صَبِيْحٍ فَأَبَى عَلَيَّ.، وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ: كان يدلس.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 277"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 952"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2084"، المجروحين لابن حبان "1/ 296"، حلية الأولياء "6/ ترجمة 382"، العبر "1/ 234" والكاشف "1/ ترجمة 1548"، ميزان الاعتدال "2/ 41"، جامع التحصيل للعلائي "ترجمة 183"، تهذيب التهذيب "3/ 247"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2027"، شذرات الذهب لابن العماد "1/ 247".

قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كُنْيتُهُ: أَبُو جَعْفَرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَوَكِيْعٌ. وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ البَصْرَةِ وَزُهَّادِهِم, كَانَ يُشَبَّهُ بَيْتُهُ بِاللَّيْلِ بِالنَّحْلِ, إلَّا أَنَّ الحَدِيْثَ لَمْ يَكُنْ مِنْ صِنَاعَتِهِ, فَكَانَ يَهِمُ كَثِيْراً. تُوُفِّيَ بِالسِّنْدِ, سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ. مَحْمُودُ بنُ غَيْلاَنَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ, قَالَ شُعْبَةُ: لقَدْ بَلَغَ الرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ فِي مِصْرِنَا هَذَا مَا لاَ يَبلُغُه الأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يَعْنِي: فِي الارتفَاعِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ: أول من صنف وبوب -فيما أعلم الرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ بِالبَصْرَةِ, ثُمَّ ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ غَازِياً بِأَرْضِ الهِنْدِ، وَلَهُ فِي "الجَعْدِيَّاتِ". قَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ, عَنِ الحَسَنِ, قَالَ: لَيْسَ الفِرَارُ مِنَ الزَّحفِ مِنَ الكبَائِرِ, إِنَّمَا كَانَ ذَاكَ يَوْمَ بَدْرٍ. قَالَ عَبَّاسٌ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ عَنِ الرَّبِيْعِ، وَالمُبَارَكِ فَقَالَ: مَا أَقْرَبَهمَا لاَ بَأْسَ بِهِمَا. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: قَالَ الوَثِيْقُ بنُ يُوْسُفَ الثَّقَفِيُّ: مَا رَأَيتُ رَجُلاً أَسْوَدَ مِنَ الرَّبِيْعِ بنِ صَبِيْحٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ الرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ إِنَّمَا يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الحَسَنَ سَأَلْتُ الحَسَن. قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: كَتَبتُ عَنْهُ حَدِيْثاً عَنْ أَبِي نَضْرَةَ فِي الصَّرْفِ هُوَ أَحْسَنُهَا كُلُّهَا، وَحَدِيْثَ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ فِي الحَجِّ بِطُوْلِهِ عَنْ عِكْرِمَةَ. قُلْتُ لَهُ: مَا حدَّثَ عَنْهُ بِشَيْءٍ? قَالَ: لاَ. قَالَ غَسَّانُ بنُ المُفَضَّلِ الغَلاَبِيُّ: سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ الرَّبِيْعَ بنَ صَبِيْحٍ كَانَ بِالأَهْوَازِ، وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ فَتَعَرَّضَتْ لَهُمَا امْرَأَةٌ فَبَكَى الشَّيْخُ قَالَ لَهُ صَاحِبُه: مَا يُبْكِيْكَ? قَالَ: إِنَّهَا لَمْ تَطمَعْ فِي شَيْخَيْنِ إلَّا، وَقَدْ رَأَتْ شُيُوْخاً قَبْلَنَا يُتَابِعُونَهَا فَلِذَا أَبْكِي. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: كَانَتْ وَقْعَةُ بَارنلَ سَنَةَ ستين ومائة، وفيها مات الربيع بين صبيح رحمه الله.

الربيع بن مسلم، القاسم بن الفضل

الربيع بن مسلم، القاسم بن الفضل: 1089- الربيع بن مسلم 1: "م، د، س" الإِمَامُ, الثِّقَةُ, أَبُو بَكْرٍ القُرَشِيُّ, الجُمَحِيُّ مَوْلاَهُم, البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ -صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ- وَغَيْرِهِمَا. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَطَالُوْتُ بنُ عَبَّادٍ، وَعِدَّةٌ. وَحَفِيْدُهُ شَيْخُ مُسْلِمٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بَكْرِ بنِ الرَّبِيْعِ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَمَا لَيَّنَهُ أَحَدٌ، وَاحْتجَّ بِهِ: مُسْلِمٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. 1090- القَاسِمُ بنُ الفضل 2: "م، 4" الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, أَبُو المُغِيْرَةِ الأَزْدِيُّ, الحُدَّانِيُّ, البَصْرِيُّ, كَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي حُدَّانَ, فَعُرِفَ بِهِم. وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ الوَلِيْدِ. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، وَأَبِي نَضْرَةَ، وَثُمَامَةَ بنِ حزن القشيري، وَمُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، وَالنَّضْرِ بنِ شَيْبَانَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، وَسَعِيْدِ بنِ المُهَلَّبِ، وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَحَيَّانُ بنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: هُوَ مِنْ مَشَايِخِنَا الثِّقَاتِ.، وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: ذَكَرْتُهُ لِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ فَأَثْنَى عَلَيْهِ. قُلْتُ: لَمْ يُصِبْ العُقَيْلِيُّ فِي ذكره القاسم فِي "الضُّعَفَاءِ"، وَمَا زَادَ عَلَى أَنْ قَالَ:، حدثنا

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 937"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2099"، الكاشف "1/ ترجمة 1553"، تهذيب التهذيب "3/ 251"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2033"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 263". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 283"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 760"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 668"، العبر "1/ 251 و334"، الكاشف "2/ ترجمة 4593"، ميزان الاعتدال "3/ 377" تهذيب التهذيب "8/ 329"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5796"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 264".

مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا القَاسِمُ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ: "بَيْنَمَا رَاعٍ يَرْعَى غنماً أَخَذَ الذِّئْبُ شَاةً فَخَلَّصَهَا الرَّاعِي فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلاَ تَتَّقِي اللهَ?" قُلْتُ: صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ1، وَرَفَعَهُ. تُوُفِّيَ الحُدَّانِيُّ فِي سَنَةِ سَبْعٍ، وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَمَانٍ.، وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ فِي مُنْتَقَى "المخلصيات"2.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 83- 84"، والترمذي "2181"، والبزار "2431"، والحاكم "4/ 467- 468"، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" "270"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 41- 42 و42" من طرق عن القاسم بن الفضل، به. 2 المخلصيات: هي أجزاء حديثية وهي لأبي طاهر البغدادي محمد بن عبد الرحمن بنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَكَرِيَّا البغدادي المتوفى سنة "393"هـ. والمخلص: يقال لمن يخلص الذهب من الغش.

يزيد بن إبراهيم

1091- يزيد بن إبراهيم 1: "ع" التستري, الإِمَامُ, الثِّقَةُ, أَبُو سَعِيْدٍ البَصْرِيُّ, مَوْلَى بَنِي تَمِيْمٍ. وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ, فِي آخِرِهَا, أَظُنُّ. وَحَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، وَالحَسَنِ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَقَتَادَةَ، وَأَيُّوْبَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَوَكِيْعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَأَبُو الوَلِيْدِ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ العَوَقِيُّ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَهُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، وَحَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، وَأَبُو عُمَرَ الحَوْضِيُّ، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ، وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ: هُوَ أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ. وَقَالَ مَحْمُودُ بنُ غَيْلاَنَ, عَنْ وَكِيْعٍ: ثِقَةٌ, ثقة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 278"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3159"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 150" و"2/ 53" و"3/ 363"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 1057"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 192"، الكاشف "3/ ترجمة 6390"، العبر "1/ 239"، ميزان الاعتدال "4/ 418- 419"، تهذيب التهذيب "11/ 311"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 256".

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ مِنْ أَوسطِ أَصْحَابِ الحَسَنِ، وَابْنِ سِيْرِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً كَانَ عَفَّانُ يَرْفَعُ أَمرَهُ، وَكَانَ ينزل في باهلة. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَنْكَرتُ أَحَادِيْثَ رَوَاهَا عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، وَهُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيْثُه، وَلاَ بَأْسَ بِهِ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ صَدُوقاً. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: هُوَ ثَبتٌ فِي الحَسَنِ، وَابْنِ سِيْرِيْنَ.، وَقَدْ، وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُم، وَرَوَى عَلِيٌّ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ قَالَ: يَزِيْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ قَتَادَةَ لَيْسَ بِذَاكَ. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَقَالَ الفَلاَّسُ: سنة اثنتين، وقال حفيده أبوبكر مُحَمَّدٍ بنُ سَعِيْدٍ: مَاتَ جَدِّي سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ بنُ غَيْلاَنَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ الحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيُّ عَنْ أَبِي هَارُوْنَ الغَنَوِيِّ عَنْ مُسْلِمِ بنِ شَدَّادٍ عَنْ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ قَالَ: الشُّهَدَاءُ يَوْمَ القِيَامَةِ بِفِنَاءِ العَرْشِ فِي قِبَابٍ، وَرِيَاضٍ بَيْنَ يَدَي اللهِ تَعَالَى. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المَذْهَبُ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَنْبَأَنَا جَمَالُ الإِسْلاَمِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ حَمُّوْيَةَ، أَنْبَأَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ أَنْبَأَنِي الحَسَنُ قَالَ: ترك الجدة، وابنها حي. وَفِي "الجَعْدِيَّاتِ" عِدَّةُ أَحَادِيْثَ عَالِيَةٍ لِيَزِيْدَ, عَنِ ابن سيرين، وطائفة. تم الجزء السادس ويليه: الجزء السابع، وأوله: الطبقة السابعة

فهرس الجزء السادس: فهرس الموضوعات: الصفحة الموضوع 5/ 717/ عَاصِمُ بنُ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ بنِ النُّعْمَانِ. 5/ 718/ مسلمة بن عبد الملك. 6/ 719/ عبيد الله بن أبي يزيد. 7/ 720/ أبو جمرة الضبعي. 7/ 721/ إياد بن لقيط السدوسي. 8/ 722/ إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمي. 8/ 723/ سعيد بن مينا. 8/ 724/ سماك بن حرب الذهلي. 11/ 725/ سماك بن الفضل الخولاني الصنعاني. 12/ 726/ سماك بن الوليد الحنفي اليمامي. 12/ 727/ سماك بن عطية المربدي. 12/ 728/ بكر بن سوادة. 13/ 729/ أبو طوالة. 13/ 730/ أبو التياح الضبعي. 14/ 731/ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ بنِ عبد المطلب. 15/ 732/ عبد الله بن دينار. 16/ 733/ أبو عمران الجوني. 16/ 734/ عاصم بن أبي النجود. 20/ 735/ عباس بن سهل. 21/ 736/ محمد بن زياد القرشي. 21/ 737/ سكينة بنت الحسين. 22/ 738/ هارون بن رئاب. 23/ 739/ السدي. 24/ 740/ هلال بن علي. 24/ 741/ يزيد بن عبد الله بن قسيط. 25/ 742/ نُصَيْبُ بنُ رَبَاحٍ أَبُو مِحْجَنٍ الأَسْوَدُ الشَّاعِرُ. 25/ 743/ ذو الرمة. 25/ 744/ حمزة بن بيض الحنفي الكوفي. 26/ 745/ العرجي.

26/ 746/ البطال. 27/ 747/ قتادة. 36/ 748/ نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سهيل الأصبحي. 37/ 749/ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ بنِ عبد المطلب. 38/ 750/ عبد الله بن أبي زكريا. 39/ 751/ أبو جعفر القارئ. 40/ 752/ حبيب بن أبي ثابت. 42/ 753/ عبد الله بن عامر مقرئ الشام. 43/ 754/ أبو سفيان طلحة بن نافع الإسكاف الواسطي. 44/ 755/ محمد بن إبراهيم التيمي. 45/ 756/ زبيد بن الحارث اليامي. 47/ 757/ سلمة بن كهيل بن حصين. 48/ 758/ أبو يُوْنُسَ سُلَيْمِ بنِ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ. 48/ 759/ عمرو بن دينار أبو محمد الجمحي. 54/ 760/ عمرو بن دينار البصري. 56/ 761/ سليمان بن حبيب المحاربي. 56/ 762/ حميد بن هلال. 57/ 763/ همام بن منبه. 59/ 764/ علي بن الأقمر. 59/ 765/ أبو بكر بن محمد الأنصاري. 60/ 766/ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ مُحَمَّدِ. 61/ 767/ جبلة بن سحيم. 61/ 768/ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ. 62/ 769/ المُطَّلِبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن حنطب. 63/ 770/ عبد الله بن كثير مقرئ مكة. 66/ 771/ عمرو بن قيس. 67/ 772/ عبادة بن نسى. 68/ 773/ عطية بن قيس. 69/ 774/ عطية بن سعد. 69/ 775/ أخبار الزهري. 88/ 776/ يحيى البكاء. 88/ 777/ هشام بن عبد الملك. 90/ 778/ محمد بن المنكدر. 96/ 779/ مالك بن دينار. 99/ 780/ صفوان بن سليم. 102/ 781/ زيد بن جبير الطائي. 102/ 782/ الماجشون. 103/ 783/ الوَلِيْدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مروان. 105/ 784/ الفأفاء أَبُو سَلَمَةَ خَالِدُ بنُ سَلَمَةَ بنِ العَاصِ. 106/ 785/ يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان. 108/ 786/ إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك.

108/ 787/ خالد بن أبي عمران التجيبي. 109/ 788/ إبراهيم الامام بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عباس. 110/ 789/ أَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ تَدْرُسَ. 117/ 790/ محمد بن عبد الرحمن. 117/ 791/ أَبُو حَمْزَةَ القَصَّابُ عِمْرَانُ بنُ أَبِي عَطَاءٍ الواسطي. 118/ 792/ الكميت بن زيد الأسدي. 118/ 793/ زَيْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالب. 120/ 794/ سيار بن وردان. 121/ 795/ أبو إسحاق السبيعي. 128/ 796/ منصور بن المعتمر أبو عتاب السلمي. 135/ 797/ أَبُو حَصِيْنٍ عُثْمَانُ بنُ عَاصِمِ بنِ حَصِيْنٍ. 139/ 798/ مخرمة بن سليمان الوالبي. 139/ 799/ سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ. 142/ 800/ عمير بن هانئ العبسي. 143/ 801/ حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو الهُذَيْلِ السُّلَمِيُّ. 144/ 802/ حصين بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَمْرِو بنِ سَعْدِ بن معاذ. 144/ 803/ حصين بن عبد الرحمن الجعفي. 145/ 804/ حصين بن عبد الرحمن الحارثي. 145/ 805/ حصين بن عبد الرحمن النخعي. 145/ 806/ القرى خالد بن عبد الله. 151/ 807/ الجعد بن درهم. 151/ 808/ سليمان بن موسى أبو أيوب. 155/ 809/ يزيد بن أبي مالك. 156/ 810/ عبد الملك بن عمير. 158/ 811/ منصور بن زاذان. 159/ 812/ يوسف بن عمر. 160/ 813/ داود بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ. 160/ 814/ أبو الزناد عبد الله بن ذكوان. 165/ 815/ يعلى بن حكيم الثقفي. 165/ 816/ يعلى بن عطاء الطائفي. 166/ 817/ مطر الوراق. 167/ 818/ صالح بن كيسان. 169/ 819/ زياد مولى ابن عياش. 170/ 820/ سهيل بن أبي صالح السمان. 173/ 821/ سمى المدني. 173/ 822/ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ يَحْيَى بنِ سَعْدٍ الأَنْبَارِيُّ. 174/ 823/ عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير.

174/ 824/ نصر بن سيار. 175/ 825/ واصل بن عطاء. 175/ 826/ أبو بشر جعفر بن أبي وحشية اليشكري. 176/ 827/ حسان بن عطية. 177/ 828/ يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو. 187/ 829/ عبد ربه بن سعد بن قيس بن عمرو. 187/ 830/ سعد بن سعيد بن قيس بن عمرو. 188/ 831/ عبد الرحمن بن القاسم. 189/ 832/ سالم أبو النضر. 190/ 833/ الخلال. 190/ 834/ عبيد الله بن أبي جعفر. 192/ 835/ مغيرة بن مقسم. 194/ 836/ عاصم بن سليمان. 196/ 837/ أيوب السختياني. 204/ 838/ جهم بن صفوان. 204/ 839/ يحيى بن أبي كثير. 207/ 840/ يزيد بن أبي حبيب. 208/ 841/ إسحاق بن عبد الله. 209/ 842/ هشام بن عروة. 218/ 843/ إسحاق بن سويد. 219/ 844/ عطاء بن أبي ميمون. 219/ 845/ أبو مسلم الخراساني. 237/ 846/ يزيد بن الطثرية. 237/ 847/ مروان بن محمد. 239/ 848/ السفاح. 241/ 849/ عبد الكريم بن مالك. 244/ 850/ أَبُو أُمَيَّةَ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ أَبِي المُخَارِقِ. 244/ 851/ كرز. 246/ 852/ عطاء السليمي. 248/ 853/ زيد بن أبي أنيسة. 248/ 854/ ربيعة. 254/ 855/ أبو حازم. 258/ 856/ عبد العزيز بن صهيب. 258/ 857/ عبد الله بن طاوس. 259/ 858/ عمرو بن عبيد. 260/ 859/ داود بن الحصين. 261/ 860/ عبد الملك بن أبي سليمان. 263/ 861/ عطاء بن السائب. 266/ 862/ موسى بن عقبة. 269/ 863/ عمرو بن أبي عمرو. 269/ 864/ محمد بن واسع. 272/ 865/ المختار بن فلفل. 272/ 866/ إبراهيم بن ميسرة. 273/ 867/ بيان بن بشر. 273/ 868/ يعقوب بن عتبة.

274/ 869/ عبد الله بن أبي نجيح. 275/ 870/ مطرف بن طريف. 276/ 871/ إسماعيل بن محمد. 276/ 872/ يزيد بن أبي زياد. 279/ 873/ يزيد بن أبي سمية. 280/ 874/ عمر بن أبي سلمة. 281/ 875/ محمد بن سوقة. 281/ 876/ أيوب بن موسى. 282/ 877/ محمد بن عمرو. 283/ 878/ عروة بن رويم. 284/ 879/ عمار الدهني. 284/ 880/ عمارة بن أبي حفصة. 285/ 881/ عمارة بن غزية. 285/ 882/ عمارة بن القعقاع. 285/ 883/ عطاء الخراساني. 287/ 884/ أيوب أبو العلاء. 288/ 885/ حبيب العجمي. 288/ 886/ الحسن بن عبيد الله. 289/ 887/ خصيف. 290/ 888/ واهب بن عبد الله. 290/ 889/ زهرة بن معبد. 291/ 890/ عبد الحميد. 291/ 891/ عثمان البتي. 292/ 892/ جعفر بن ربيعة. 292/ 893/ أبو الأسود. 293/ 894/ موسى بن أبي عائشة. 293/ 895/ برد بن سنان. 294/ 896/ حجاج بن حجاج. 294/ 897/ أبو هاشم الرماني. 295/ 898/ الحسن بن الحر. 295/ 899/ الجريري. 297/ 900/ رقبة بن مصقلة. 298/ 901/ الزبير بن عدي. 298/ 902/ يزيد بن عبد الله بن خصيفة. 298/ 903/ يزيد بن يزيد بن جابر. 299/ 904/ شريك. 300/ 905/ هاشم بن يزيد. 300/ 906/ عبد الله بن علي. 301/ 907/ رؤبة بن العجاج. 301/ 908/ سليمان بن علي. 302/ 909/ حميد بن أبي حميد. 306/ 910/ الربيع بن أنس. 306/ 911/ بكير بن عبد الله بن الأشج. 308/ 912/ يعقوب بن عبد الله بن الأشج. 309/ 913/ محمد بن جحادة. 310/ 914/ إسماعيل بن أبي خالد. 312/ 915/ ليث بن أبي سليم. 315/ 916/ أبو مالك الأشجعي. 316/ 917/ العلاء بن بعد الرحمن. 317/ 918/ محمد بن زياد.

318/ 919/ يزيد بن عبد الله. 318/ 920/ يحيى بن الحارث. 319/ 921/ خالد بن مهران. 321/ 922/ أبو إسحاق الشيباني. 323/ 923/ سليمان بن طرخان. 327/ 924/ زكريا بن أبي زائدة. 328/ 925/ فضيل بن غزوان. 328/ 926/ بكرو بن عمرو. 328/ 927/ عبد الرحمن بن حميد. 329/ 928/ عبد المجيد بن سهيل. 329/ 929/ ابن عقيل. 330/ 930/ غالب القطان. 330/ 931/ هاشم بن هاشم. 330/ 932/ يزيد بن أبي عبيد. 331/ 933/ إبراهيم بن هرمة. 331/ 934/ ابن هبيرة. 332/ 935/ عبد الله بن المقفع. 333/ 936/ محمد بن عبد الله. 338/ 937/ إبراهيم بن عبد الله بن حسن. 342/ 938/ الديباج. 343/ 939/ عمران بن مسلم. 343/ 940/ خالد بن صفوان. 344/ 941/ الأعمش. 358/ 942/ الكلبي. 359/ 943/ عمرو بن قيس. 360/ 944/ بريد بن عبد الله. 360/ 945/ بهز بن حكيم. 361/ 946/ حاتم بن أبي صغيرة. 361/ 947/ حبيب المعلم. الطَّبَقَةُ الخَامِسَةُ مِنَ التَّابِعِيْنِ. 362/ 948/ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ. 372/ 949/ موسى الكاظم. 375/ 950/ أشعث بن عبد الله. 376/ 951/ أشعث بن سوار. 378/ 952/ أشعث بن عبد الملك. 380/ 953/ الزبيدي. 382/ 954/ مجالد بن سعيد. 384/ 955/ يونس بن عبيد. 390/ 956/ زيد بن واقد. 390/ 957/ يونس بن يزيد. 393/ 958/ عقيل. 395/ 959/ سعيد بن أبي هلال. 395/ 960/ عبيد الله بن عمر. 397/ 961/ يزيد بن عبيدة. 398/ 962/ أبان بن تغلب. 398/ 963/ أيمن بن نابل. 399/ 964/ ابن أبي ليلى. 403/ 965/ كهمس. 404/ 966/ محمد بن عجلان. 407/ 967/ زياد بن سعد.

407/ 968/ إبراهيم بن أبي عبلة. 409/ 969/ ابن جريج. 415/ 970/ حنظلة بن أبي سفيان. 416/ 971/ سيف بن سليمان. 417/ 972/ عثمان بن الأسود. 417/ 973/ العلاء بن المسيب. 417/ 974/ زكريا بن إسحاق. 418/ 975/ مقاتل بن حيان. 419/ 976/ أسامة بن زيد. 420/ 977/ ثور بن يزيد. 421/ 978/ حسين المعلم. 421/ 979/ عمرو بن ميمون. 422/ 980/ عبد الله بن شُبرمة. 424/ 981/ عمرو بن الحارث. 427/ 982/ أبوه الحارث. 427/ 983/ العوام بن حوشب. 428/ 984/ العوام بن حمزة المازني. 428/ 985/ هشام بن حسان. 433/ 986/ عمران بن حدير. 434/ 987/ عبد الله بن عون بن أرطبان. 442/ 988/ عبد الله بن عون ابن الأمير. 442/ 989/ داود بن أبي هند. 444/ 990/ ابن هرمز. 445/ 991/ صفوان بن عمرو. 447/ 992/ عوف. 448/ 993/ عمر بن ذر. 452/ 994/ أبو حنيفة. 461/ 995/ روح بن القاسم. 461/ 996/ حيوة بن شريح. 463/ 997/ أبو سنان البرجمي. 463/ 998/ أبو عمرو بن العلاء. 466/ 999/ أبو شجاع القتباني. 466/ 1000/ الإفريقي. الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ مِنَ التَّابِعِيْنَ. 467/ 1001/ ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ. 471/ 1002/ معمر بن راشد. 481/ 1003/ صالح بن علي. 481/ 1004/ أبو العميس عتبة بن عبد الله. 482/ 1005/ عبد الحميد بن جعفر. 483/ 1006/ إبراهيم بن نافع. 483/ 1007/ سعيد بن أبي أيوب. 484/ 1008/ أبو أيوب المورياني. 484/ 1009/ بشار بن برد. 485/ 1010/ أبو الغصن = ثابت بن قيس. 486/ 1011/ يونس بن أبي إسحاق. 487/ 1012/ يوسف بن إسحاق. 487/ 1013/ أبو عامر الخزاز. 488/ 1014/ مصعب بن ثابت. 489/ 1015/ فطر بن خليفة. 492/ 1016/ محمد بن إسحاق.

506/ 1017/ إبراهيم بن محمد. 506/ 1018/ حبيب بن الشهيد. 507/ 1019/ حبيب بن الشهيد التجيبي. 507/ 1020/ صدقة بن يزيد. 508/ 1021/ محمد بن أبي حفصة. 509/ 1022/ هشام بن الغاز. 510/ 1023/ أبان بن صمعة. 510/ 1024/ عتبة الغلام. 511/ 1025/ الوليد بن كثير. 512/ 1026/ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي مريم الغساني. 513/ 1027/ أشعب الطمع. 515/ 1028/ حجاج بن أرطاة. 520/ 1029/ حجاج بن أبي عثمان الصواف. 520/ 1030/ حجاج بن أبي زينب الواسطي. 520/ 1031/ حجاج بن حجاج الباهلي. 521/ 1032/ حجاج الأسود القسملي. 521/ 1033/ حجاج بن حسان القيسي. 522/ 1034/ حجاج بن دينار الواسطي. 522/ 1035/ حجاج بن فرافصة الباهلي. 524/ 1036/ حريز بن عثمان. 525/ 1037/ الحسين بن مطير. 526/ 1038/ أبو جعفر المنصور = عبد الله بن محمد. 529/ 1039/ حمزة بن حبيب الزيات. 531/ 1040/ عبد الله بن شوذب. 532/ 1041/ المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله. 533/ 1042/ قرة بن خالد. 534/ 1043/ معن بن زائدة. 535/ 1044/ جرير بن حازم. 539/ 1045/ حسين بن واقد. 540/ 1046/ عباد بن منصور الناجي. 540/ 1047/ عباد بن كثير الثقفي. 541/ 1048/ عباد بن كثير الرملي. 541/ 1049/ الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو. 558/ 1050/ عكرمة بن عمار. 561/ 1051/ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. 568/ 1052/ هشام الدستوائي. 572/ 1053/ حماد عجرد. 572/ 1054/ حماد الراوية. 573/ 1055/ معاوية بن صالح. 577/ 1056/ مسعر بن كدام. 583/ 1057/ مالك بن مغول. 585/ 1058/ عبد الرحمن بن يزيد. 586/ 1059/ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ تَمِيْمٍ السُّلَمِيُّ.

586/ 1060/ عبد الواحد بن زيد. 588/ 1061/ عاصم بن محمد. 588/ 1062/ عاصم بن عمر. 589/ 1063/ عباد بن راشد. 589/ 1064/ عبد الرحمن بن شريح. 590/ 1065/ عبد العزيز بن أبي رواد. 593/ 1066/ شعيب بن أبي حمزة. 596/ 1067/ حرب بن ميمون أبو الخطاب. 596/ 1068/ حرب بن ميمون صاحب الأغمية. 596/ 1069/ حرب بن أبي العالية. 597/ 1070/ حرب بن شداد. 597/ 1071/ خالد بن أبي عثمان. 598/ 1072/ خليد بن دعلج. 599/ 1073/ مجاعة بن الزبير. 599/ 1074/ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن مسلم. 600/ 1075/ المغيرة بن زياد. 600/ 1076/ وهيب بن الورد. 601/ 1077/ عيسى بن عمر الهمداني الكوفي. 601/ 1078/ عيسى بن عمر الثقفي. 602/ 1079/ عوانة بن الحكم. 602/ 1080/ مقاتل بن سليمان. 603/ 1081/ شعبة بن الحجاج. 620/ 1082/ خالد بن برمك. 620/ 1083/ سفيان بن سعيد الثوري. 652/ 1084/ عمران القطان. 652/ 1085/ مبارك بن فضالة. 655/ 1086/ زياد بن سعد. 656/ 1087/ أبو الأشهب جعفر بن حيان. 657/ 1088/ الربيع بن صبيح. 659/ 1089/ الربيع بن مسلم. 659/ 1090/ القاسم بن الفضل. 660/ 1091/ يزيد بن إبراهيم. 663/ فهرس الموضوعات. 675/ فهرس التراجم.

فهرس التراجم على حروف المعجم: الجزء السادس. الصفحة التراجم. 398/ 962/ أبان بن تغلب. 510/ 1023/ أبان بن صمعة. 407/ 968/ إبراهيم بن أبي عبلة. 109/ 788/ إبراهيم الامام بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ العباس. 506/ 1017/ إبراهيم بن محمد بن المنتشر. 272/ 866/ إبراهيم بن ميسرة. 483/ 1006/ إبراهيم بن نافع. 331/ 933/ إبراهيم بن هرمة. 108/ 786/ إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك. 419/ 976/ أسامة بن زيد. 121/ 795/ أبو إسحاق السبيعي. 218/ 843/ إسحاق بن سويد. 321/ 922/ أبو إسحاق الشيباني. 208/ 841/ إسحاق بن عبد الله. 310/ 914/ إسماعيل بن أبي خالد. 276/ 871/ إسماعيل بن محمد. 292/ 893/ أبو الأسود. 513/ 1027/ أشعب الطمع. 376/ 951/ أشعث بن سوار. 375/ 950/ أشعث بن عبد الله. 378/ 952/ أشعث بن عبد الملك. 656/ 1087/ أبو الأشهب جعفر بن حيان. 344/ 941/ الأعمش. 466/ 100/ الإفريقي. 541/ 1049/ الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو. 7/ 721/ إياد بن لقيط السدوسي. 8/ 722/ إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمي. 398/ 963/ أيمن بن نابل. 196/ 837/ أيوب السختياني. 287/ 884/ أيوب أبو العلاء بن مسكين. 484/ 1008/ أبو أيوب المرياني. 281/ 876/ أيوب بن موسى. 293/ 895/ برد بن سنان.

360/ 944/ بريد بن عبد الله. 484/ 1009/ بشار بن برد. 175/ 826/ أبو بشر جعفر بن أبي وحشية اليشكري. 26/ 746/ البطال. 12/ 728/ بكر بن سوادة. 512/ 1026/ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي مريم الغساني. 59/ 765/ أبو بكر بن محمد الأنصاري. 306/ 911/ بكير بن عبد الله بن الأشج. 360/ 945/ بهز بن حكيم. 273/ 867/ بيان بن بشر. 13/ 730/ أبو التياح. 420/ 977/ نور بن يزيد. 61/ 767/ جبلة بن سحيم. 409/ 969/ ابن جريج. 535/ 1044/ جرير بن حازم. 295/ 899/ الجريري. 151/ 807/ الجعد بن درهم. 292/ 892/ جعفر بن ربيعة. 39/ 751/ أبو جعفر القارئ. 362/ 948/ جعفر بن محمد. 526/ 1038/ أبو جعفر المنصور = عبد الله بن محمد. 7/ 720/ أبو جمرة الضبعي. 204/ 838/ جهم بن صفوان. 361/ 946/ حاتم بن أبي صغيرة. 427/ 982/ الحارث بن يعقوب. 254/ 855/ أبو حازم. 40/ 752/ حبيب بن أبي ثابت. 361/ 947/ حبيب بن دينار = حبيب المعلم. 361/ 947/ حبيب المعلم. 506/ 1018/ حبيب بن الشهيد البصري. 507/ 1019/ حبيب بن الشهيد التجيبي المصري. 288/ 885/ حبيب العجمي. 515/ 1028/ حجاج بن أرطاة. 521/ 1032/ حجاج الأسود القسملي. 294/ 896/ حجاج بن حجاج الباهلي. 520/ 1031/ حجاج بن حجاج الباهلي "مكرر". 521/ 1033/ حجاج بن حسان القيسي. 522/ 1034/ حجاج بن دينار الواسطي. 520/ 1030/ حجاج بن أبي زينب الواسطي. 520/ 1029/ حجاج بن أبي عثمان الصواف. 522/ 1035/ حجاج بن فرافصة الباهلي. 597/ 1070/ حرب بن شداد. 596/ 1069/ حرب بن أبي العالية.

596/ 1067/ حرب بن ميمون أبو الخطاب. 596/ 1068/ حرب بن ميمون صاحب الأغمية. 524/ 1036/ حريز بن عثمان. 176/ 827/ حسان بن عطية. 295/ 898/ الحسن بن الحر. 288/ 886/ الحسن بن عبيد الله. 421/ 978/ حسين بن ذكوان المعلم. 525/ 1037/ الحسين بن مطير. 539/ 1045/ حسين بن واقد. 143/ 801/ حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو الهُذَيْلِ السُّلَمِيُّ. 144/ 803/ حصين بن عبد الرحمن الجعفي. 145/ 804/ حصين بن عبد الرحمن الحارثي. 144/ 802/ حصين بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَمْرِو بنِ سَعْدِ بن معاذ. 145/ 805/ حصين بن عبد الرحمن النخعي. 135/ 797/ أبو حصين بن عثمان بن عاصم بن حصين. حفص بن سبلان = الخلال. 572/ 1054/ حماد الراوية. 572/ 1053/ حماد بن عجرد. 25/ 744/ حمزة بن بيض الحنفي الكوفي. 529/ 1039/ حمزة بن حبيب الزيات. 117/ 791/ أَبُو حَمْزَةَ القَصَّابُ عِمْرَانُ بنُ أَبِي عَطَاءٍ الواسطي. 302/ 909/ حميد بن أبي حميد. 56/ 762/ حميد بن هلال. 415/ 970/ حنظلة بن أبي سفيان. 452/ 994/ أبو حنيفة. 461/ 996/ حيوة بن شريح. 620/ 1082/ خالد بن برمك. 343/ 940/ خالد بن صفوان. 597/ 1071/ خالد بن أبي عثمان. 108/ 787/ خالد بن أبي عمران التجيبي. 319/ 921/ خالد بن مهران. 289/ 887/ خصيف بن عبد الرحمن. 190/ 833/ الخلال. 598/ 1072/ خليد بن دعلج. 260/ 859/ داود بن الحصين. 160/ 813/ داود بن علي بن عبد الله بن عياش. 442/ 989/ داود بن أبي هند. 342/ 938/ الديباج. 25/ 743/ ذو الرمة. 306/ 910/ الربيع بن أنس.

657/ 1088/ الربيع بن صبيح. 659/ 1089/ الربيع بن مسلم. 248/ 854/ ربيعة بن أبي عبد الرحمن. 297/ 900/ رقبة بن مصقلة. 301/ 907/ رؤبة بن العجاج. 461/ 995/ روح بن القاسم. 45/ 756/ زبيد بن الحارث اليامي. 380/ 953/ الزبيدي. 298/ 901/ الزبير بن عدي. 110/ 789/ أَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ تَدْرُسَ. 417/ 974/ زكريا بن إسحاق. 327/ 924/ زكريا بن أبي زائدة. 160/ 814/ أبو الزناد عبد الله بن ذكوان. 290/ 889/ زهرة بن معبد. 69/ 775/ أخبار الزهري. 407/ 967/ زياد بن سعد. 655/ 1086/ زياد بن سعد "مكرر". 169/ 819/ زياد مولى أبي عياش. 61/ 768/ زيد بن أسلم. 248/ 853/ زيد بن أبي أنيسة. 102/ 781/ زيد بن جبير الطائي. 118/ 793/ زَيْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالب. 390/ 956/ زيد بن واقد. 189/ 832/ سالم أبو النضر. 23/ 739/ السدي. 139/ 799/ سعد بن إبراهيم بن عوف. 187/ 830/ سعد بن سعيد بن قيس بن عمرو. سعد بن إياس = الجريري. 483/ 1007/ سعيد بن أبي أيوب. 8/ 723/ سعيد بن مينا. 395/ 959/ سعيد بن أبي هلال. سعيد بن يزيد = أبو شجاع القتباني. 239/ 848/ السفاح. 620/ 1083/ سفيان بن سعيد الثوري. 43/ 754/ أبو سفيان طلحة بن نافع الإسكاف الواسطي. 21/ 737/ سكينة بنت الحسين. سلمة بن دينار = أبو حازم. 47/ 757/ سلمة بن كهيل بن حصين. 56/ 761/ سليمان بن حبيب المحاربي. 301/ 908/ سلميان بن علي. سليمان بن فيروز = أبو إسحاق الشيباني. سليمان بن مهران = الأعمش. 151/ 808/ سليمان بن موسى أبو أيوب. 8/ 724/ سماك بن حرب الذهلي. 12/ 727/ سماك بن عطية المربدي.

11/ 725/ سماك بن الفضل الخولاني الصنعاني. 12/ 726/ سماك بن الوليد الحنفي اليمامي. 173/ 821/ سمى المدني. 170/ 820/ سهيل بن أبي صالح السمان. 120/ 794/ سيار بن وردان. 416/ 971/ سيف بن سليمان. 466/ 999/ أبو شجاع القتباني. 299/ 904/ شريك بن عبد الله. 603/ 1081/ شعبة بن الحجاج. 593/ 1066/ شعيب بن أبي حمزة. 481/ 1003/ صالح بن علي. 167/ 818/ صالح بن كيسان. 507/ 1020/ صدقة بن يزيد. 99/ 780/ صفوان بن سليم. 445/ 991/ صفوان بن عمرو. 13/ 729/ أبو طوالة. 194/ 836/ عاصم بن سليمان. 588/ 1062/ عاصم بن عمر. 5/ 717/ عَاصِمُ بنُ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ بنِ النُّعْمَانِ. 588/ 1061/ عاصم بن محمد. 16/ 734/ عاصم بن أبي النجود. 487/ 1013/ أبو عامر الخزاز. 589/ 1063/ عباد بن راشد. 540/ 1047/ عباد بن كثير الثقفي. 541/ 1048/ عباد بن كثير الرملي. 540/ 1046/ عباد بن منصور التاجي. 67/ 772/ عبادة بن نسى. 482/ 1005/ عبد الحميد بن جعفر. 291/ 890/ عبد الحميد. 328/ 927/ عبد الرحمن بن حميد. عبد الرحمن بن زياد = الإفريقي. 589/ 1064/ عبد الرحمن بن شريح. 188/ 831/ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مسلم = أبو مسلم الخراساني. 585/ 1058/ عبد الرحمن بن يزيد. 586/ 1059/ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ تَمِيْمٍ السُّلَمِيُّ. 173/ 822/ عبد الرحيم بن يحيى بن سعد الأنباري. 590/ 1065/ عبد العزيز بن أبي رواد. 258/ 856/ عبد العزيز بن صهيب. 241/ 849/ عبد الكريم بن مالك. 60/ 766/ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ مُحَمَّدِ. 15/ 732/ عبد الله بن دينار. 422/ 980/ عبد الله بن شبرمة.

531/ 1040/ عبد الله بن شوذب. 258/ 857/ عبد الله بن طاوس. 42/ 753/ عبد الله بن عامر مقرئ الشام. 300/ 906/ عبد الله بن علي. 434/ 987/ عبد الله بن عون بن أرطبان. 442/ 988/ عبد الله بن عون بن الأمير. 63/ 770/ عبد الله بن كثير مقرئ مكة. عبد الله بن محمد = ابن عقيل. 332/ 935/ عبد الله بن المقفع. 274/ 869/ عبد الله بن أبي نجيح. 329/ 928/ عَبْدُ المَجِيْدِ بنُ سُهَيْلٍ. 187/ 829/ عَبْدُ رَبِّهِ بنُ سعيد بن قيس بن عمرو. 190/ 834/ عبيد الله بن أبي جعفر. 395/ 960/ عبيد الله بن عمر. 6/ 719/ عبيد الله بن أبي يزيد. عبد الملك بن عبد العزيز = ابن جريج. 261/ 860/ عبد الملك بن أبي سليمان. 156/ 810/ عبد الملك بن عمير. 174/ 823/ عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير. 586/ 1060/ عبد الواحد بن زيد. 510/ 1024/ عتبة الغلام. 417/ 972/ عثمان بن الأسود. 291/ 891/ عثمان البتي. 26/ 745/ العرجي. 467/ 1001/ ابن أبي عروبة. 283/ 878/ عروة بن رويم. 285/ 883/ عطاء الخراساني. 263/ 861/ عطاء بن السائب. 246/ 852/ عطاء السليمي. 219/ 844/ عطاء بن أبي ميمونة. 69/ 774/ عطية بن سعد. 68/ 773/ عطية بن قيس. 329/ 929/ ابن عقيل. 393/ 958/ عقيل بن خالد. 558/ 1050/ عكرمة بن عمار. 316/ 917/ العلاء بن عبد الرحمن. 417/ 973/ العلاء بن المسيب. 59/ 764/ علي بن الأقمر. 14/ 731/ علي بن عبد الله بن العباس. 37/ 749/ علي بن عبد الله بن العباس "مكرر". 284/ 880/ عمارة بن أبي حفصة. 285/ 881/ عمارة بن غزية. 285/ 882/ عمارة بن القعقاع. 448/ 993/ عمر بن ذر. 280/ 874/ عمر بن أبي سلمة. 16/ 773/ أبو عمران الجوني. 423/ 986/ عمران بن حدير.

652/ 1084/ عمران القطان. 343/ 939/ عمران بن مسلم. 424/ 981/ عمرو بن الحارث. 54/ 760/ عمرو بن دينار البصري. 48/ 759/ عمرو بن دينار أبو محمد الجمحي. 463/ 998/ أبو عمرو بن العلاء. 259/ 858/ عمرو بن عمرو. 66/ 771/ عَمْرُو بنُ قَيْسِ بنِ ثَوْرِ بنِ مَازِنٍ. 359/ 943/ عمرو بن قيس الكوفي الملائي. 421/ 979/ عمرو بن ميمون. 142/ 800/ عمير بن هانئ العبسي. 481/ 1004/ أبو العميس عتبة بن عبد الله. 428/ 984/ العوام بن حمزة المزني. 427/ 983/ العوام بن حوشب. 602/ 1079/ عوانة بن الحكم. 447/ 992/ عوف بن أبي جميلة. 601/ 1078/ عيسى بن عمر الثقفي. 601/ 1077/ عيسى بن عمر الهمذاني الكوفي. 330/ 930/ غالب القطان. 485/ 1010/ أبو الغصن = ثابت بن قيس. 105/ 784/ الفأفاء أَبُو سَلَمَةَ خَالِدُ بنُ سَلَمَةَ بنِ العَاصِ. 328/ 925/ فضيل بن غزوان. 489/ 1015/ فطر بن خليفة. 659/ 1090/ القاسم بن الفضل. 27/ 747/ قتادة. 533/ 1042/ قرة بن خالد. 145/ 806/ القرى خالد بن عبد الله. 244/ 851/ كرز بن وبرة. 344/ 942/ الكلبي. 118/ 792/ الكميت بن زيد الأزدي. 399/ 965/ كهمس. 312/ 915/ ليث بن أبي سليم. 399/ 964/ ابن أبي ليلى. 102/ 782/ الماجشون. 315/ 916/ أبو مالك الأشجعي. 96/ 779/ مالك بن دينار. 583/ 1057/ مالك بن مغول. 652/ 1085/ مبارك بن فضالة. 599/ 1073/ مجاعة بن الزبير. 44/ 775/ محمد بن إبراهيم التيمي. 492/ 1016/ محمد بن إسحاق. 309/ 913/ محمد بن جحادة. 317/ 918/ محمد بن زياد. 21/ 736/ محمد بن زياد القرشي.

محمد بن السائب بن بشر = الكلبي. 281/ 875/ محمد بن سوقة. 333/ 936/ محمد بن عبد الله بن حسن. 561/ 1051/ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. محمد بن عبد الرحمن = ابْنُ أَبِي لَيْلَى. مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن نوفل = أبو الأسود. 599/ 1074/ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن مسلم. 404/ 966/ محمد بن عجلان. 282/ 877/ محمد بن عمرو. 90/ 778/ محمد بن المنكدر. 269/ 864/ محمد بن واسع. محمد بن الوليد = الزبيدي. 272/ 865/ المختار بن فلفل. 139/ 798/ مخرمة بن سليمان الوالبي. 237/ 847/ مروان بن محمد. 577/ 1056/ مسعر بن كدام. 532/ 1041/ المسعودي بن عبد الرحمن بن عبد الله. 219/ 845/ أبو مسلم الخراساني. 5/ 718/ مسلمة بن عبد الله. 488/ 1014/ مصعب بن ثابت. 166/ 817/ مطر الوراق. 275/ 870/ مطرف بن طريف. 62/ 769/ المطلب بن عبد الله بن حنطب. 573/ 1055/ معاوية بن صالح. 471/ 1002/ معمر بن راشد. 534/ 1043/ معن بن زائدة. 600/ 1075/ المغيرة بن زياد. 192/ 835/ مغيرة بن مقسم. 418/ 975/ مقاتل بن حيان. 602/ 1080/ مقاتل بن سليمان. 158/ 811/ منصور بن زاذان. 128/ 796/ منصور بن المعتمر أبو عتاب السلمي. 293/ 894/ موسى بن أبي عائشة. 266/ 862/ موسى بن عقبة. 372/ 949/ موسى الكاظم. 46/ 748/ نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سهيل الأصبحي. 174/ 824/ نصر بن سيار. 25/ 742/ نُصَيْبُ بنُ رَبَاحٍ أَبُو مِحْجَنٍ الأَسْوَدُ الشَّاعِرُ. النعمان بن ثابت زوطي = أبو حنيفة. 294/ 897/ أبو هاشم الرماني. 330/ 931/ هاشم بن هاشم. 300/ 905/ هاشم بن يزيد. 331/ 934/ ابن هبيرة.

444/ 990/ ابن هرمز. 428/ 985/ هشام بن حسان. 568/ 1052/ هشام الدستوائي. 88/ 777/ هشام بن عبد الملك. 509/ 1022/ هشام بن الغاز. 24/ 740/ هلال بن علي. 57/ 763/ همام بن منبه. 175/ 825/ واصل بن عطاء. 290/ 888/ واهب بن عبد الله. 511/ 1025/ الوليد بن كثير. 103/ 783/ الوَلِيْدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مروان. 600/ 1076/ وهيب بن الورد. 88/ 776/ يحيى البكاء. 318/ 920/ يحيى بن الحارث. 177/ 828/ يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو. 204/ 839/ يحيى بن أبي كثير. 660/ 1091/ يزيد بن إبراهيم. 207/ 840/ يزيد بن أبي حبيب. 276/ 872/ يزيد بن أبي زياد. 279/ 873/ يزيد بن أبي سمية. 237/ 846/ يزيد بن الطثرية. 318/ 919/ يزيد بن عبد الله بن أسامة. 298/ 902/ يزيد بن عبد الله بن خصيفة. 24/ 741/ يزيد بن عبد الله بن قسيط. 330/ 932/ يزيد بن أبي عبيد المدني. 397/ 961/ يزيد بن عبيدة. يزيد بن عمر = ابن هبيرة. 155/ 809/ يزيد بن أبي مالك. 106/ 785/ يزيد بن أبي الوليد بن عبد الملك بن مروان. 298/ 903/ يزيد بن يزيد بن جابر. 308/ 912/ يعقوب بن عبد الله بن الأشج. 273/ 868/ يعقوب بن عتبة. 165/ 815/ يعلي بن حكيم الثقفي. 165/ 816/ يعلى بن عطاء الطائفي. 487/ 1012/ يوسف بن إسحاق. 159/ 812/ يوسف بن عمر. 486/ 1011/ يونس بن أبي إسحاق. 48/ 758/ أبو يُوْنُسَ سُلَيْمِ بنِ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ. 384/ 955/ يونس بن عبيد. 390/ 957/ يونس بن يزيد.

الطبقة السابعة

المجلد السابع بسم الله الرحمن الرحيم الطبقة السابعة: 1092- سليمان بن كثير 1: "ع" العبدي، البصري، الحَافِظُ، إِمَامٌ مَشْهُوْرٌ، ثِقَةٌ. حَدَّثَ عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَحُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. رَوَى عَنْهُ: أَخُوْهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَحَبَّانُ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَسَعِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ الوَاسِطِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ، يُكْنَى: أَبَا دَاوُدَ، وَحَدِيْثُه عَنِ الزُّهْرِيِّ فِيْهِ شَيْءٌ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ الذُّهْلِيُّ: سَكنَ البَصْرَةَ، وَمَا رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَإِنَّهُ قَدِ اضْطَرَبَ فِي أَشْيَاءَ، وَهُوَ فِي غَيْر الزُّهْرِيِّ أَثْبَتُ. وَقَالَ العُقَيْلِيُّ: سُلَيْمَانُ بنُ كَثِيْرٍ الوَاسِطِيُّ، كَذَا نَسَبَهُ، وَقَالَ: مضطرب الحَدِيْثِ. وَرَوَى عَنْ: حُصَيْنٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ أَحَادِيْثَ لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهَا، مِنْهَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ كَثِيْرٍ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ نُبَيْطٍ -امْرَأَةِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ- عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ: أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَهَا أَنْ تَشْتَرِطَ2. وَهَذَا جَاءَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ3، وَجَابِرٍ4، وَعَائِشَةَ5، بِأَسَانِيْدَ صَالِحَةٍ. قُلْتُ: وَالإِسْنَادُ المَذْكُوْرُ أَيْضاً مَعَ غَرَابَتِهِ صَالِحٌ، وَسُلَيْمَانُ: حَسَنُ الحَدِيْثِ، مُخَرَّجٌ لَهُ فِي الصِّحَاحِ، وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ. مَاتَ: فِي سَنَةِ ثلاث وستين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1873"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 603"، المجروحين لابن حبان "1/ 334"، الكاشف "1/ ترجمة 2145"، ميزان الاعتدال "2/ 220-221"، تهذيب التهذيب "4/ 215"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2734". 2 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 360 و419- 420 و420"، وابن ماجه "2937"، والطبراني في "الكبير" "24/ 837 و840- 482"، والبيهقي "5/ 22" عن ضباعة. 3 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 330 و337 و352"، ومسلم "1208"، وأبو داود "1776" والترمذي "1941"، وابن ماجه "2938"، والدارقطني "2/ 235"، وابن الجارود "415"، والطبراني في "الكبير" "11/ 11909 و11947 و12023" و"24/ 827- 832"، والبيهقي "5/ 221 و222" من طرق عن ابن عباس أن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب -رضي الله عنها- أَتَتْ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالت: إني امرأة ثقيلة. وإني أريد الحج فما تأمرني قال: "أهلي بالحج، واشترطي أن محلي حيث تحبسني" قال: فأدركت. واللفظ لمسلم. 4 صحيح: أخرجه الطبراني "24/ 836"، والبيهقي "5/ 222" عن جابر، به. 5 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 164 و202"، والبخاري "5089"، ومسلم "1207" والنسائي "5/ 168"، والدارقطني "2/ 234-235"، وابن الجارود "420"، والطبراني في "الكبير" "24/ 833-538"، والبيهقي "5/ 221"، والبغوي "2000" من طريق عروة، عن عائشة قالت: دخل رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى ضباعة بنت الزبير فقال لها: لعلك أردت الحج، قالت: والله لا أجدني إلا وجعة، فقال لها: حجي واشترطي، قولي: "اللهم محلي حيث حبستني". وكانت تحت المقداد بن الأسود. واللفظ للبخاري.

محمد بن مطرف

1093- محمد بن مطرف 1: "ع" ابن داود، الإمام، المحدث، الحجة، أبو غسان المدني. وُلِدَ قَبْلَ المائَةِ. وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَحَسَّانِ بنِ عَطِيَّةَ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَصَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ -وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ- وَابْنُ وَهْبٍ، وَآدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَآخَرُوْنَ. وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى المَهْدِيِّ، فَحدَّثَ بِبَغْدَادَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: قِيْلَ: إِنَّهُ مِنْ مَوَالِي عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَقَد نَزَلَ عَسْقَلاَنَ. قُلْتُ: مَا ظَفِرتُ لَهُ بِوَفَاةٍ، وَكَأَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ قُدَامَةَ فِي كِتَابِهِ، وَطَائِفَةٌ، قَالُوا: أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "طَهُوْرُ كُلِّ أَدِيْمٍ دباغه" 2.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 744"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 431"، وتاريخ بغداد "3/ 295"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 299"، الكاشف "3/ ترجمة 5244"، العبر "243 و390"، وميزان الاعتدال "9/ 461"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6661"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 258". 2 صحيح: أخرجه الدارقطني "1/ 49" من طريق إبراهيم بن الهيثم، به. وقال الدارقطني في إثره: إسناده حسن كلهم ثقات. قلت: بل إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وثقه الدارقطني والخطيب.

همام بن يحيى

1094- همام بن يحيى 1: "ع" ابن دينار الإِمَامُ، الحَافِظُ، الصَّدُوْقُ، الحُجَّةُ، أَبُو بَكْرٍ وَأَبُو عبد الله العَوْذِيُّ، المُحَلِّمِيُّ، البَصْرِيُّ. وَبَنُوْ عَوْذٍ: بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ، وَهُوَ مِنْ مَوَالِيْهِم، وَكَانَ أَبُوْهُ قَصَّاباً بِالبَصْرَةِ. وُلِدَ بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ. وَحَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ، وَأَنَسِ بنِ سِيْرِيْنَ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، ونافع مولى بن عُمَرَ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَأَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَأَبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ، وَأَبِي التَّيَّاحِ، وَثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، وَقَتَادَةَ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَابْنِ جُحَادَةَ، وَشَقِيْقٍ أَبِي لَيْثٍ، وَمَطَرٍ الوَرَّاقِ، وَخَلْقٍ. وَيَنْزِلُ إِلَى زِيَادِ بنِ سَعْدٍ، وَإِلَى سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَذَلِكَ فِي "أَبِي دَاوُدَ"، وَ"النَّسَائِيِّ". حَدَّثَ عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ -مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَابْنُ المُبَارَكِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَوَكِيْعٌ، وَيَزِيْدُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ، وَالمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ الغُدَانِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ العَوَقِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَفَّانُ، وَعَمْرُو بنُ عَاصِمٍ، وَحَبَّانُ بنُ هِلاَلٍ، وَحَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، وَهُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، وَسَهْلُ بنُ بَكَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ العَبْدِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الحَوْضِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. أَخْبَرَنَا ابْنُ عَسَاكِرَ، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ أَنْبَأَنَا، أَبُو سَعْدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ،

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 282"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2852"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 150 و237" و"2/ 18 و70 و177" و"3/ 211"، الكنى للدولابي "1/ 124"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 457"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 194"، الكاشف "3/ ترجمة 6092"، العبر "1/ 242"، ميزان الاعتدال "4/ 309-310"، تهذيب التهذيب "11/ 67"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7700".

أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجنة" 1. رَوَى عُمَرُ بنُ شَبَّةَ، عَنْ عَفَّانَ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يَعترِضُ عَلَى هَمَّامٍ فِي كَثِيْرٍ مِنْ حَدِيْثِهِ، فَلَمَّا قَدِمَ مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ، نَظَرْنَا فِي كُتُبِهِ فَوَجَدْنَاهُ يُوَافقُ هَمَّاماً فِي كَثِيْرٍ مِمَّا كَانَ يَحْيَى يُنكِرُهُ، فَكَفَّ يَحْيَى بَعْدُ عَنْهُ. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: كَانَ هَمَّامٌ قَويّاً فِي الحَدِيْثِ. وَرَوَى صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: هَمَّامٌ ثَبتٌ فِي كُلِّ المَشَايِخِ. وَقَالَ الأَثْرَمُ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: هَمَّامٌ أَيْش تَقُوْلُ فِيْهِ? فَقَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَرضَاهُ. أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: هَمَّامٌ عِنْدِي فِي الصِّدْقِ، مِثْلُ ابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ. ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: هَمَّامٌ ثِقَةٌ، وَهُوَ أَثْبَتُ مِنْ أَبَانَ فِي يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يَرْوِي عَنْ أَبَانٍ العَطَّارِ، وَلاَ يَرْوِي عَنْ هَمَّامٍ، وَكَانَ هَمَّامٌ أَفْضَلَ عِنْدَنَا. وَرَوَى الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ الرَّازِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ، صَالِحٌ، وَهُوَ فِي قَتَادَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: هَمَّامٌ فِي قَتَادَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ: هَمَّامٌ، ثُمَّ أَبُو عَوَانَةَ، ثُمَّ أَبَانُ، ثُمَّ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ فِي أَصْحَابِ قتادة: كان هشام أرواهم عنه، وَكَانَ سَعِيْدٌ أَعْلَمَهُم بِهِ، وَكَانَ شُعْبَةُ أَعْلَمَهُم بِمَا سَمِعَ قَتَادَةُ، وَمَا لَمْ يَسْمَعْ، وَلَمْ يَكُنْ هَمَّامٌ عِنْدِي بِدُونِ القَوْمِ فِي قَتَادَةَ، وَلَمْ يَكُنْ لِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ رَأْيٌ فِيْهِ، وكان عبد الرحمن حَسَنَ الرَّأْيِ فِيْهِ. عُمَرُ بنُ شَبَّةَ: حَدَّثَنَا الفَلاَّسُ، قَالَ: حَدَّثَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ بِحَدِيْثٍ، فَأَنْكَرَهُ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَقَالَ: لَمْ يَصْنَعِ ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ شَيْئاً. فَقَالَ عَفَّانُ -وَكَانَ حَاضِراً: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ، فَسَكَتَ يَحْيَى، فَعَجِبْنَا مَنْ يَحْيَى، حَيْثُ يُحَدِّثُه ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ سَعِيْدٍ فَيُنْكِرُهُ، وَحَيْثُ حَدَّثَهُ عَفَّانُ عَنْ همام، فسكت.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "4/ 80"، والبخاري "574"، ومسلم "635"، والدارمي "1/ 331-332"، والبيهقي "1/ 466"، والبغوي "381" من طرق عن همام بن يحيى، به. والمراد بالبردين صلاة الفجر والعصر لكونهما في طرفى النهار.

قُلْتُ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ يَحْيَى تَغَيَّرَ رَأْيُه بِأَخَرَةٍ فِي هَمَّامٍ، أَوْ أَنَّهُ لَمَّا رَأَى اتِّفَاقَهُمَا عَلَى حَدِيْثٍ، اطْمَأَنَّ. أَبُو الوَلِيْدِ، وَحَبَّانُ: أَنَّ هَمَّاماً قَالَ: إِنِّيْ لأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أَنظُرَ فِي الكِتَابِ، وَأَحْفَظَ الحَدِيْثَ لَكِي أُحَدِّثَ النَّاسَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: ظَلَمَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ هَمَّاماً، لَمْ يَكُنْ لَهُ بِهِ عِلْمٌ، وَلَمْ يُجَالِسْهُ، فَقَالَ فِيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ يَقُوْلُ: أَلاَ تَعْجَبُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: مَنْ فَاتَه شُعْبَةُ، سَمِعَ مِنْ هَمَّامٍ، وَكَانَ يحيى لا يعبأ بهمام؟! وقام أَحْمَدُ: قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: ذَكَرَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ عَاصِمَ بنَ سَعِيْدٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ قَتَادَةُ، فَقَالَ يَحْيَى -كَأَنَّهُ يَحْمِلُ عَلَى هَمَّامٍ: قَدْ أَدخَلَ بَيْنَ قَتَادَةَ، وَبَيْنَ سَعِيْدٍ. قَالَ: فَجَعَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَضْحَكُ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَرْعَرَةَ لِيَحْيَى: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، فَقَالَ لَهُ: اسْكُتْ وَيْحَكَ! قَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ: الأَثبَاتُ مِنْ أَصْحَابِ قَتَادَةَ: سَعِيْدٌ، وَهِشَامٌ، وَشُعْبَةُ، وَهَمَّامٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بنُ يُوْسُفَ -أَظُنُّه عَنْ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ- عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: شَهِدَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ فِي حَدَاثتِهِ شَهَادَةً -وَكَانَ هَمَّامٌ عَلَى العَدَالَةِ- يَعْنِي: فَلَمْ يَعدِلْ يَحْيَى، فَتَكَلَّمَ فِيْهِ يَحْيَى لِهَذَا. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ: هَمَّامٌ ثَبْتٌ فِي قَتَادَةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المِنْهَالِ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ زُرَيْعٍ يَقُوْلُ: هَمَّامٌ حِفْظُه رَدِيْءٌ، وَكِتَابُهُ صَالِحٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ، رُبَّمَا غَلِطَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لاَ بَأْسَ بِهَمَّامٍ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبِي عَنْ هَمَّامٍ، وَأَبَانٍ، قَالَ: هَمَّامٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مَا حدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ، وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِه، تَقَارَبَا فِي الحِفْظِ وَالغَلَطِ. وَقَالَ أَيْضاً: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ هَمَّامٍ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ، فِي حِفْظِه شَيْءٌ، وَهُوَ فِي قَتَادَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَأَبَانٍ. قَالَ عَفَّانُ عَنْ هَمَّامٍ: إِذَا رَأَيتُم فِي حَدِيْثِي لَحْناً، فَقَوِّمُوْهُ، فَإِنَّ قَتَادَةَ كَانَ لاَ يَلحَنُ.

قَالَ الحَافِظُ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ: وَهَمَّامٌ أَشْهَرُ وَأَصدقُ مِنْ أَنْ يُذكَرَ لَهُ حَدِيْثٌ، وَأَحَادِيْثُه مُسْتقِيْمَةٌ عَنْ قَتَادَةَ، وَهُوَ مُقَدَّمٌ فِي يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ. وَقَعَ لَنَا حَدِيْثُ هَمَّامٍ عَالِياً فِي "صِفَةِ النِّفَاقِ" لِلْفِرْيَابِيِّ، وَقَدْ أوردته فِي أَمَاكِنَ، وَهَمَّامٌ مِمَّنْ جَاوَزَ القَنطرَةَ، وَاحْتجَّ بِهِ أَربَابُ الصِّحَاحِ. رَوَى البُخَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مَحْبُوْبٍ: وَفَاتُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ. وَقَالَ شُرَيْحُ بنُ النُّعْمَانِ: قَدِمتُ البَصْرَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ -شَكَّ- فَقِيْلَ لِي: مَاتَ هَمَّامٌ مُنْذُ جُمُعَةٍ أَوْ جُمُعَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُطَهِّرِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ بنُ أبي سعيد، أنبأنا أبو سعد، أنبأنا بن حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عِيْسَى الأُسْوَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنِ الشُّرْبِ قَائِماً، أَوْ نَحْوِ ذَاكَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ1. عَنْ هُدْبَةَ بن خالد.

_ 1 صحيح أخرجه مسلم "2025" "115" من طريق يحيى بن سعيد، حدثنا شعبة، حدثنا قتادة، به.

أبو مخنف

1095- أَبُو مِخْنَفٍ 1: لُوْطُ بنُ يَحْيَى الكُوْفِيُّ، صَاحِبُ تَصَانِيْفٍ وَتَوَارِيْخٍ. رَوَى عَنْ: جَابِرٍ الجُعْفِيِّ، وَمُجَالِدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَصَقْعَبِ بنِ زُهَيْرٍ، وَطَائِفَةٍ مِنَ المجهولين. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَغْرَاءَ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَدَائِنِيُّ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَخْبَارِيٌّ ضَعِيْفٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وَهُوَ مِنْ بَابَةِ2 سَيْفِ بنِ عُمَرَ التَّمِيْمِيِّ، صَاحِبِ "الرِّدَّةِ"، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عياش المنتوف، وعوانة بن الحكم.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمته 1073"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1030" وميزان الاعتدال "3/ 419"، لسان الميزان "4/ 492"، فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "3/ 225". 2 من بابة: أي من وجه.

سفيان بن حسين

1096- سفيان بن حسين 1: "4" ابن الحسن، الحَافِظُ، الصَّدُوْقُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيُّ. حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، وَالحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَإِيَاسِ بنِ مُعَاوِيَةَ. رَوَى عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَهُشَيْمٌ، وَعَبَّادُ بنُ العَوَّامِ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رَزِيْنٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَقَدْ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ فِي سِوَى مَا يَرْوِيْهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَإِنَّهُ يَضْطَّرِبُ فِيْهِ، وَيَأْتِي بِمَا يُنْكَرُ. رَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَلَيْسَ مِنْ أَكَابِرِ أَصْحَابِ الزهري. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ، كَانَ يُؤَدِّبُ المَهْدِيَّ، وَحَدِيْثُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَطْ لَيْسَ بِذَاكَ، إِنَّمَا سَمِعَ مِنْهُ بِالمَوْسِمِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ، وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ، هُوَ نَحْوُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: الإِنصَافُ فِي أَمْرِهِ تَنَكُّبُ مَا رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَالاحْتِجَاجُ بِمَا رَوَى عَنْ غَيْرِه، وَذَاكَ أَنَّ صَحِيْفَةَ الزُّهْرِيِّ اخْتلَطَتْ عَلَيْهِ، فَكَانَ يَأْتِي بِهَا عَلَى التَّوهُّمِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، سَنَةَ نيف وخمسين ومائة، ووقع له نحو ثلاثمائة حديث.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 312"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 363 و419" و"2/ 95 و201"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 974"، المجروحين لابن حبان "1/ 358"، تاريخ بغداد "9/ 149"، تاريخ الإسلام "6/ 185"، الكاشف "1/ ترجمة 209"، ميزان الاعتدال "2/ 165-168"، تهذيب التهذيب "4/ 107"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2577".

صالح بن أبي الأخضر

1097- صالح بن أبي الأخضر 1: "4" مُحَدِّثٌ مَشْهُوْرٌ، مِنْ أَهْلِ اليَمَامَةِ، سَكَنَ البَصْرَةَ. وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ، وابن المنكدر، والزهري. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَرَوْحٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: لَيِّنٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ، كَانَ عِنْدَهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ كِتَابَانِ، أَحَدُهُمَا عَرْضٌ وَالآخَرُ، مُنَاوَلَةٌ فَاخْتَلَطَا جَمِيْعاً، فَلاَ يُعْرُفُ هَذَا مِنْ هَذَا. قُلْتُ: تُوُفِّيَ قَبْلَ شعبة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 272"، التاريخ الكبير "4/ ترجمته 2778"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 471"، الجرح والتعديل "4/ ترجمته 1727"، المجروحين لابن حبان "1/ 368"، الكاشف "2/ ترجمة 2347"، تاريخ الإسلام "6/ 201"، تهذيب التهذيب "4/ 380"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3010".

سعيد بن بشير

1098- سعيد بن بشير 1: "4" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ، الحَافِظُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيُّ مَوْلاَهُم، البَصْرِيُّ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ وَقِيْلَ: دِمَشْقِيٌّ، رَحلَ بِهِ أَبُوْهُ إِلَى البَصْرَةِ. حَدَّثَ عَنْ: قَتَادَةَ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَأَسَدُ بنُ مُوْسَى، وَأَبُو الجَمَاهِرِ، وَيَحْيَى الوُحَاظِيُّ، وَمُحَمَّدُ بن بكار بن بلال، وخلق. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَكُنْ فِي بَلَدِنَا أَحَدٌ أَحْفَظَ مِنْهُ، وَهُوَ مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ: كَيْفَ هَذِهِ الكَثْرَةُ لَهُ عَنْ قَتَادَةَ? قَالَ: كَانَ أَبُوْهُ شَرِيْكاً لأَبِي عَرُوْبَةَ، فَأَقدمَ ابْنَه سَعِيْداً البَصْرَةَ، فَبَقِيَ يَطلُبُ مَعَ سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ قَدَرِيّاً. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ بَقِيَّةُ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ سَعِيْدِ بنِ بَشِيْرٍ، فَقَالَ: ذَاكَ صَدُوْقُ اللِّسَانِ. وَقَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ بَشِيْرٍ، وَكَانَ حَافِظاً. وَقَالَ دُحَيْمٌ: يُوَثِّقُونَهُ، كَانَ حَافِظاً. وَأَمَّا ابْنُ مَهْدِيٍّ، فَرَوَى عَنْهُ، ثُمَّ تَرَكَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لاَ يُحتَجُّ بِهِ، وَمَحَلُّهُ الصِّدْقُ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُوْنَ فِي حِفْظِه. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَالنَّسَائِيُّ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ أَبُو الجَمَاهِرِ: مَا كَانَ قَدَرِيّاً، مَعَاذَ اللهِ. مات سنة ثمان وستين ومئة. قَالَهُ أَبُو الجَمَاهِرِ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَكَّارٍ. وَقَالَ هشام بن عمار: سنة تسع.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 468"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1529"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 158 و212 و221" و"2/ 123"، الكنى للدولابي "1/ 191" و"2/ 66"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 20"، المجروحين لابن حبان "1/ 319"، الكاشف "1/ ترجمة 1877"، العبر "1/ 253"، ميزان الاعتدال "2/ 128"، جامع التحصيل للعلائي "ترجمة رقم 232"، تهذيب التهذيب "4/ 8"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2422"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 265".

ثابت بن يزيد

1099- ثابت بن يزيد 1: "ع" الحَافِظُ، المُتْقِنُ، الإِمَامُ، أَبُو زَيْدٍ البَصْرِيُّ، الأحول. حَدَّثَ عَنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَهِلاَلِ بنِ خَبَّابٍ، وَحُمَيْدٍ، وَطَبَقَتِهِم مِنْ صِغَارِ التَّابِعِيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَفَّانُ، وَعَارِمٌ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. مَاتَ فِي الكُهُولَة، فَلَمْ يَشتهِرْ، وَهُوَ مِنْ نُظَرَاءِ وُهَيْبٍ وَأَقْرَانِهِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، بالبصرة. أما:

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2097"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1858"، ميزان الاعتدال "1/ 368"، العبر "1/ 257"، تهذيب التهذيب "2/ 18"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 270".

ثابت بن يزيد أبو السري الأودي

1100- ثَابِتُ بنُ يَزِيْدَ أَبُو السَّري الأَوْدِيُّ 1: فَكُوْفِيٌّ، قَدِيْمٌ ضَعَّفُوهُ. يَرْوِي عَنْ: عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيِّ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ: لَيْسَ بِذَاكَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا عَنْهُ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ. وَقَالَ عَلِيٌّ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْهُ فَقَالَ: وَسَطٌ إِنَّمَا أَتَيْتُهُ مَرَّةً, فَأَمْلَى عليَّ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ شَرِيْكٌ، فَقَالَ: عَنْ ثابت أبي السَّري الزعفراني.

_ 1 ترجمته في الكامل لابن عدي "1/ 91-92"، والضعفاء للعقيلي "1/ 174-175"، وميزان الاعتدال "1/ 368".

المقنع

1101- المُقَنَّع 1: هُوَ عَطَاءٌ المُقَنَّعُ، السَّاحِرُ، العَجَمِيُّ، الَّذِي ادَّعَى الربوبية من طريق المنَاسِخِ، وَرَبطَ النَّاسَ بِالخَوَارِقِ وَالأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ، وَالإِخبَارِ عَنْ بَعْضِ المُغَيَّبَاتِ، حَتَّى ضَلَّ بِهِ خَلاَئِقُ مِنَ الصُّمِّ وَالبُكْمِ. وَادَّعَى أَنَّ اللهَ تَحوَّلَ إِلَى صُوْرَةِ آدَمَ، وَلِذَلِكَ أَمرَ المَلاَئِكَةَ بِالسُّجُودِ لَهُ، وَأَنَّهُ تَحوَّلَ إِلَى صُوْرَةِ نُوْحٍ، ثُمَّ إِبْرَاهِيْمَ، وَإِلَى حُكَمَاءِ الأَوَائِلِ، ثُمَّ إِلَى صُوْرَةِ أَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّعْوَةِ، ثُمَّ إِلَيْهِ فَعَبَدُوْه وَحَارَبُوا دُوْنَهُ، مَعَ مَا شَاهَدُوا مِنْ قُبْحِ صُوْرتِهِ، وَسَمَاجَةِ وَجْهِهِ المشَوَّه. كَانَ أَعْوَرَ، قَصِيْراً، أَلْكَنَ، اتَّخَذَ وَجْهاً مِنَ الذَّهَبِ، وَمِنْ ثَمَّ قَالُوا: المُقَنَّعُ. وَمِمَّا أَضَلَّهُم بِهِ مِنَ المَخَارِيقِ: قَمَرٌ ثانٍ يَرَوْنَهُ فِي السَّمَاءِ، حَتَّى كَانَ يَرَاهُ المُسَافِرُوْنَ مِنْ مَسِيْرَةِ شَهْرَيْنِ، وَفِي ذَلِكَ يَقُوْلُ أَبُو العَلاَءِ بنُ سُلَيْمَانَ: أَفِقْ أَيُّهَا البَدْرُ المُقَنَّعُ رَأْسُهُ ... ضَلاَلٌ وَغَيٌّ مِثْلُ بَدْرِ المُقَنَّعِ وَلابْنِ سَنَاءِ المُلْكِ: إِلَيْكَ فَمَا بَدْرُ المُقَنَّعِ طَالِعاً ... بِأَسْحَرَ مِنْ أَلْحَاظِ بَدْرِي المُعَمَّمِ وَلَمَّا اسْتفحَلَ البَلاَءُ بِهَذَا الخَبِيْثِ، تَجَهَّزَ الجَيْشُ إِلَى حَرْبِه، وَحَاصَرُوْهُ فِي قَلْعَتِهِ بِطَرَفِ خُرَاسَانَ وَقِيْلَ: بِمَا وَرَاءَ النَّهرِ، انْتُدِبَ لِحَرْبِهِ مُتَولِّي خُرَاسَانَ مُعَاذُ بنُ مُسْلِمٍ، وَجِبْرِيْلُ الأَمِيْرُ، وَلَيْثٌ مَوْلَى المَهْدِيِّ، وَالقَلْعَةُ هِيَ مِنْ أَعْمَالِ كَشٍّ، وَطَالَ الحِصَارُ نَحْوَ عَامَيْنِ، فَلَمَّا أَحسَّ المَلعُوْنُ بِالهَلاَكِ، مَصَّ سُمّاً، وَسَقَى حَظَايَاهُ السُّمَّ، فَمَاتُوا وَأُخِذَتِ القَلْعَةُ، وَقُطِعَ رَأْسُهُ وَبَعَثَوا بِهِ عَلَى قَنَاةٍ إِلَى المَهْدِيِّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ، فَوَافَاهُ بِحَلَبَ، وَهُوَ يجهِّز العَسَاكِرَ لِغَزْوِ الرُّوْمِ مَعَ وَلَدِه هَارُوْنَ الرَّشِيْدِ، فَكَانَتْ غَزْوَةً عُظْمَى.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 149"، وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 263"، العبر "1/ 235"، شذرات الذهب "1/ 248".

ابن علاثة

1102- ابن عُلاثَة 1: "د، س، ق" قَاضِي الخِلاَفَةِ، أَبُو اليَسير مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُلاثة العُقيلي، الجَزَري. عَنْ: عَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابَةَ وَعَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مَالِكٍ، وَخُصَيْفٍ وَالأَوْزَاعِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَوَكِيْعٌ، وَحَرَمِيُّ بنُ حَفْصٍ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الأُوَيْسِيُّ، وَعَمْرُو بنُ الحُصَيْنِ. وَلِيَ القَضَاءَ لِلْمَهْدِيِّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ- حَرَّانِيُّ، وَلِيَ مَعَهُ القَضَاءَ عَافِيَةُ. وَقَالَ ابن معين: ثقة. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: فِي حِفْظِه نَظَرٌ. وَقَالَ الأَزْدِيُّ: حَدِيْثُه يَدلُّ عَلَى كَذِبِهِ. مَاتَ ابْنُ عُلاثة سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ وَيُقَالُ لَهُ: قَاضِي الجِنِّ. قِيْلَ: حَكَمَ بَيْنَهُم وَبَيْنَ الإِنْسِ فِي مَاءِ، بِئْرٍ فَحَكَمَ لِلْجِنِّ أَنْ يَسْتَقُوا بِاللَّيْلِ، فَكَانَ مَنِ اسْتَقَى بعد المغرب، جاءه الرجم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 323"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 399"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1638"، المجروحين لابن حبان "2/ 279"، تاريخ بغداد "5/ 388"، الكاشف "3/ ترجمة 5045"، ميزان الاعتدال "3/ 549"، تهذيب التهذيب "9/ 269"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6387".

الماجشون

1103- الماجشون 1: "ع" عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ مَيْمُوْنٍ -وَقِيْلَ: دِيْنَارٍ- الإِمَامُ، المُفْتِي الكَبِيْرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو الأَصْبَغِ التَّيْمِيُّ مَوْلاَهُم، المَدَنِيُّ، الفَقِيْهُ، وَالِدُ المُفْتِي عَبْدِ المَلِكِ بنِ المَاجَشُوْنِ، صَاحِبِ مَالِكٍ، وَابْنِ عَمِّ يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ المَاجَشُوْنِ. سَكَنَ مُدَّةً بِبَغْدَادَ. وَحَدَّثَ عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَابْنِ المُنْكَدِرِ، وَوَهْبِ بنِ كَيْسَانَ، وَهِلاَلِ بنِ أَبِي مَيْمُوْنَةَ، وَعَمِّهِ يَعْقُوْبَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الفَضْلِ الهَاشِمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَسَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَعَمْرِو بنِ يَحْيَى بنِ عُمَارَةَ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، وَعُمَرَ بنِ حُسَيْنٍ، وَعِدَّةٍ مِنْ عُلَمَاءِ بَلَدِهِ، وَلَمْ يَكُنْ بِالمُكْثِرِ مِنَ الحَدِيْثِ، لَكِنَّهُ فَقِيْهُ النَّفْسِ، فَصِيْحٌ، كَبِيْرُ الشَّأْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، ووكيع، وابن

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 323"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1530"، الكنى للدولابي "1/ 110 و191"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1802"، تاريخ بغداد "10/ 436"، ميزان الاعتدال "2/ 629"، الكاشف "2/ ترجمة 3443"، العبر "1/ 244 و292"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 208"، تهذيب التهذيب "6/ 343"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4356"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 259".

مَهْدِيٍّ، وَشَبَابَةُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، وَيَحْيَى بنُ حَسَّانٍ، وَعَمْرُو بنُ الهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، وَهَاشِمُ بنُ القَاسِمِ، وَحُجَيْنُ بنُ المُثَنَّى، وَأَسَدُ بنُ مُوْسَى، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَحَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، وَبِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ الكِنْدِيُّ، وَسَعْدَوَيْه الوَاسِطِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ العِجْلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ الجُهَنِيُّ الكَاتِبُ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَغَسَّانُ بنُ الرَّبِيْعِ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَنَقَلَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ أَنَّ أَصلَهُ مِنْ أَصْبَهَانَ، نَزَلَ المَدِيْنَة، فَكَانَ يَلقَى النَّاسَ، فَيَقُوْلُ: جونِي، جونِي. قَالَ: وَسُئِلَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَيْفَ لُقِّبَ بِالمَاجَشُوْنِ? قَالَ: تَعَلَّقَ مِنَ الفَارِسِيَّة بِكَلِمَةٍ، وَكَانَ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلَ يَقُوْلُ: شونِي، شونِي، فَلُقِّبَ: المَاجَشُوْنَ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: المَاجَشُوْنُ فَارِسِيٌّ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ المَاجَشُوْنَ، لأَنَّ وَجْنَتَيْهِ كَانَتَا حَمْرَاوَيْنِ، فَسُمِّيَ بِذَلِكَ، وَهُوَ الخَمْرُ، فَعَرَّبَهُ أَهْلُ المَدِيْنَةِ. وَقِيْلَ: أَصلُ الكلمة الماهكون، فَهُوَ وَوَلَدُه يُعرَفُوْنَ بِذَلِكَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: هَذَا اللَّقَبُ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ حَيَّانَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي بِخَطِّهِ، قِيْلَ لأَبِي بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَعِيْنٍ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجَشُوْنِ، هُوَ مِثْلُ اللَّيْثِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ? قَالَ: لاَ، هُوَ دُوْنَهُمَا، إِنَّمَا كَانَ رَجُلاً يَقُوْلُ بِالقَدَرِ وَالكَلاَمِ، ثُمَّ تَرَكَه، وَأَقْبَلَ إِلَى السُّنَّةِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ شَأْنِهِ الحَدِيْثُ، فَلَمَّا قَدِمَ بَغْدَادَ، كَتَبُوا عَنْهُ، فَكَانَ بَعْدُ يَقُوْلُ: جَعَلَنِي أَهْلُ بَغْدَادَ مُحَدِّثاً، وَكَانَ صَدُوقاً ثِقَةً -يَعْنِي: لَمْ يَكُنْ مِنْ فُرْسَانِ الحَدِيْثِ، كَمَا كَانَ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ. وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَبِي الوَلِيْدِ، قَالَ: كَانَ يَصلُحُ لِلوِزَارَةِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ بِشْرُ بنُ السَّرِيِّ: لَمْ يَسْمَعِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَلاَ المَاجَشُوْنُ مِنَ الزُّهْرِيِّ. قَالَ ابْنُ سِنَانٍ: مَعْنَاهُ عِنْدِي، أَنَّهُ عَرْض. أَبُو الطَّاهِرِ بنُ السَّرْحِ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: حَجَجْتُ سَنَة ثمانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ، وَصَائِحٌ يَصِيْحُ: لاَ يُفْتِي النَّاسُ، إِلاَّ مَالِكٌ وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي سَلَمَةَ. قَالَ عَمْرُو بنُ خَالِدٍ الحَرَّانِيُّ: حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ المَنْصُوْرُ، فَشَيَّعَهُ المَهْدِيُّ، فَلَمَّا أَرَادَ الوَدَاعَ، قَالَ: يَا بُنَيَّ! اسْتَهْدِنِي: قَالَ: أَسْتَهدِيكَ رَجُلاً عَاقِلاً. فَأَهْدَى لَهُ عَبْدَ العَزِيْزِ بنَ أَبِي سَلَمَةَ.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ عَبْدُ العَزِيْزِ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، وَأَهْلُ العِرَاقِ أَرْوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، قَدِمَ بَغْدَادَ، وَأَقَامَ بِهَا، إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ المَهْدِيُّ. وَكَذَا أَرَّخَهُ جَمَاعَةٌ. وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ، فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ: وَكَانَ فَقِيْهاً، وَرِعاً، مُتَابِعاً لِمَذَاهِبِ أَهْلِ الحَرَمَينِ، مُفَرِّعاً عَلَى أُصُوْلِهِم، ذَابّاً عَنْهُم. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ إِجَازَةً، عَنْ يَحْيَى بنِ أَسَعْدَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ القَادِرِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ البَرْمَكِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ بُخَيْتٍ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ: أَنَّهُ سُئِلَ عَمَّا جَحَدَتْ بِهِ الجَهْمِيَّةُ? فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ ... ، فَقَدْ فهمتُ مَا سَأَلْتَ عَنْهُ، فِيْمَا تَتَابَعتِ الجَهْمِيَّةُ فِي صِفَةِ الرَّبِ العَظِيْمِ، الَّذِي فَاتَتْ عَظَمَتُهُ الوَصفَ وَالتَّقدِيرَ، وَكَلَّتِ الأَلسُنُ عَنْ تَفْسِيْرِ صِفَتِهِ، وَانْحَسَرتِ العُقُوْلُ دُوْنَ مَعْرِفَةِ قَدْرِهِ، فَلَمَّا تَجدِ العُقُوْلُ مَسَاغاً، فَرَجَعتُ خَاسِئَةً حَسِيْرَةً، وَإِنَّمَا أُمِرُوا بِالنَّظَرِ وَالتَّفَكُّرِ فِيْمَا خَلَقَ، وَإِنَّمَا يُقَالُ: كَيْفَ? لِمَنْ لَمْ يَكُنْ مَرَّةً ثُمَّ كَانَ، أَمَّا مَنْ لاَ يَحُولُ وَلَمْ يَزَلْ، وَلَيْسَ لَهُ مِثْلٌ، فَإِنَّهُ لاَ يَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ، إِلاَّ هُوَ وَالدَّلِيْلُ عَلَى عَجزِ العقول عن تحقيق صفته عجزها من تَحقِيْقِ صِفَةِ أَصْغَرِ خَلْقِهِ، لاَ يَكَادُ يَرَاهُ صِغَراً، يَحُوْلُ وَيزُولُ، وَلاَ يُرَى لَهُ بَصَرٌ وَلاَ سَمْعٌ، فَاعْرِفْ غِنَاكَ عَنْ تَكلِيْفِ صِفَةِ مَا لَمْ يَصِفِ الرَّبُّ مِنْ نَفْسِهِ، بِعَجْزِكَ عَنْ مَعْرِفَةِ قَدرِ مَا وَصَفَ مِنْهَا، فَأَمَّا مَنْ جَحَدَ مَا وَصفَ الرَّبُّ مِنْ نَفْسِهِ تَعَمُّقاً وَتَكلِيْفاً، فَقدِ اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِيْنُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ، وَلَمْ يَزَلْ يُمْلِي لَهُ الشَّيْطَانُ، حَتَّى جَحَدَ قَوْلَه تَعَالَى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القِيَامَةُ: 22، 23] ، فَقَالَ: لاَ يُرَى يَوْمَ القِيَامَةِ ... ، وَذَكَرَ فَصلاً طَوِيْلاً فِي إِقرَارِ الصِّفَاتِ وَإِمْرَارِهَا، وَتَرْكِ التَّعَرُّضِ لَهَا. وَقِيْلَ: إِنَّهُ نَظَرَ مَرَّةً فِي شَيْءٍ مِنْ سَلْبِ الصِّفَاتِ لِبَعْضِهِم، فَقَالَ: هَذَا الكَلاَمُ هَدْمٌ بِلاَ بِنَاءٍ، وَصِفَةٌ بِلاَ مَعْنَىً. وَذَكَرَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ المَاجَشُوْنِ الفَقِيْهُ: أَنَّ المَهْدِيَّ أَجَازَ أَبَاهُ بِعَشْرَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: لَهُ كُتُبٌ مصنفة، رواها عنه ابن وهب.

ابن ثوبان

1104- ابن ثوبان 1: "د، ت، ق" الشَّيْخُ، العَالِمُ، الزَّاهِدُ، المُحَدِّثُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ العَنْسِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَحَدَّثَ عَنْ: خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، وَشَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَزِيَادِ بنِ أَبِي سَوْدَةَ المَقْدِسِيِّ، وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، وَالفِرْيَابِيُّ، وَعَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ العِجْلِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ دُحَيم، وَأَبُو حَاتِمٍ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: قَدَرِيٌّ، صَدُوْقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَلَيَّنَهُ مَرَّةً. وَقَدْ قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَحَادِيْثُه مَنَاكِيْرُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُكْتَبُ حَدِيْثُه عَلَى ضَعْفِهِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ فِيْهِ سلامة، وكان مجاب الدعوة. أَحْمَدُ بنُ كَثِيْرٍ البَغْدَادِيُّ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنَ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيِّ، قَالَ: أَغْلَظَ ابْنُ ثَوْبَانَ لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ المَهْدِيِّ، فَاسْتَشَاطَ، وَقَالَ: وَاللهِ لَوْ كَانَ المَنْصُوْرُ حَيّاً مَا أَقَالَكَ. قَالَ: لاَ تَقُلْ ذَاكَ، فَوَاللهِ لَوْ كُشِفَ لَكَ عَنْهُ، حَتَّى تُخَبَّرَ بِمَا لَقِيَ مَا جَلَسْتَ مَجْلِسَكَ هَذَا. قَالَ الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ: لَمَّا كَانَتِ السَّنَةُ الَّتِي تَنَاثَرتِ النُّجُوْمُ، خَرَجْنَا لَيْلاً إِلَى الصَّحْرَاءِ مَعَ الأَوْزَاعِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ قَالَ: فَسَلَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَيْفَه، وَقَالَ: إِنَّ اللهَ قَدْ جَدَّ فَجِدُّوا قَالَ: فَجَعَلُوا يَسُبُّونَهُ وَيُؤذُونَهُ. فَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدْ رُفِعَ عَنْهُ القَلَمُ- يَعْنِي: جُنَّ. قُلْتُ: كَانَ فِيْهِ خَارِجِيَّةٌ. قَالَ الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ: كَتَبَ الأَوْزَاعِيُّ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ ... قَدْ كُنْتَ عَالِماً بِخَاصَّةِ مَنْزِلَتِي مِنْ أَبِيْكَ، فَرَأَيتُ أَنَّ صِلَتِي إِيَّاهُ، وَتَعَاهُدِي إِيَّاكَ بِالنُّصحِ فِي أَوَّلِ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ فِي الجُمُعَةِ وَالصَّلوَاتِ، فَمَرَرتُ بِكَ، فَوَعَظتُكَ فَأَجَبْتَنِي بِمَا لَيْسَ لَكَ فِيْهِ حُجَّةٌ وَلاَ عُذرٌ ... ، فِي مَوْعِظَةٍ طَوِيْلَةٍ، تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لاَ يَرَى جُمُعَةً خَلْفَ وُلاَةِ الجَورِ، كَمَذْهَبِ الخَوَارِجِ. فَنصِيْحَةُ الأَوْزَاعِيِّ، وَذَاكَ النَّفَسُ الَّذِي جَبَهَ بِهِ المَهْدِيَّ، دَالٌّ عَلَى قُوَّتِهِ وَحِدَّتِهِ -اللهُ يَرْحَمُهُ. عَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً، وَمَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ كَانَ مِنْ أَسْنَانِ ابْنِ زَبْرٍ. وَقَدْ تَتَبَّعَ الطَّبَرَانِيُّ أَحَادِيْثَهُ، فَجَاءتْ فِي كُرَّاس تَامٍّ، وَلَمْ يَكُنْ بِالمُكثرِ، وَلاَ هو بالحجة، بل صالح الحديث.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 856"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 153" و"2/ 356"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1031"، تاريخ بغداد "10/ 222"، والكاشف "2/ ترجمة 3199"، العبر "1/ 245"، ميزان الاعتدال "2/ 551"، تهذيب التهذيب "6/ 150"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4046".

صدقة بن عبد الله

1105- صدقة بن عبد الله 1: "ت، س، ق" الإِمَامُ، العَالِمُ، المُحَدِّثُ، أَبُو معاوية الدمشقي، السمين. وُلِدَ فِي إِمْرَةِ الوَلِيْدِ، أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ. وحدَّث عَنِ: القَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَيَحْيَى بنِ يَحْيَى الغَسَّانِيِّ، وَالعَلاَءِ بنِ الحَارِثِ، وَأَبِي وَهْبٍ عُبَيْدِ اللهِ الكَلاَعِيِّ، وَنَصْرِ بنِ عَلْقَمَةَ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَعِدَّةٍ. وَيَنْزِلُ إِلَى الرِّوَايَةِ عَنِ: الأَوْزَاعِيِّ. كَانَ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ. حَدَّثَ عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ -رَفِيْقُهُ- وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَوَكِيْعٌ الفِرْيَابِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ، وَيَحْيَى البَابْلُتِّيُّ، وَعَبْدُ الله بن يزيد القارىء، وَجَمَاعَةٌ. وَوَهِمَ ابْنُ عَسَاكِرَ، فَعدَّ فِي الرُّوَاةِ عَنْهُ مُوْسَى بنَ عَامِرٍ المُرِّيَّ، فَقَدْ سَقَطَ بَيْنَهمَا الوَلِيْدُ. وَقِيْلَ: يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيْفٌ. وَكَنَّاهُ مُسْلِمٌ: أَبَا مُعَاوِيَةَ، وَقَالَ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: نَظَرْتُ فِي مُصنَّفَاتِ صَدَقَةَ السَّمِيْنِ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بنِ يزيد بن راشد

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2885 و2886"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 405 و438" و"3/ 169 و402"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1889"، المجروحين لابن حبان "1/ 374"، الأنساب للسمعاني "7/ 154"، الكاشف "2/ ترجمة 2406"، العبر "1/ 247"، ميزان الاعتدال "2/ 310"، تهذيب التهذيب "4/ 415"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3081"، شذرات الذهب "1/ 261".

المُقْرِئِ، وَسَأَلْتُ دُحَيْماً عَنْهُ، فَقَالَ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يَشُوبُهُ القَدَرُ، وَقَدْ حَدَّثَنَا بِكُتُبٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَكَتَبَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَلْفاً وَخَمْسَ مائَةِ حَدِيْثٍ. وقال عمرو بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَدِمْتُ الكُوْفَةَ، فَأَتَيْتُ الأَعْمَشَ، فَإِذَا رجل غليظ ممتنع، فجعلت أتعجرف عليه تَعجْرُفَ أَهْلِ الشَّامِ، فَقَالَ: مِنْ أَينَ تَكُوْنُ? قُلْتُ: مَنْ دِمَشْقَ. قَالَ: وَمَا أَقْدَمَكَ? قُلْتُ: جِئْتُ لأسَمِعَ مِنْكَ وَمِنْ مِثْلِكَ الخَبَرَ. فَقَالَ: وَبِالكُوْفَةِ جِئْتَ تَسْمَعُ? أَمَا إِنَّكَ لاَ تَلقَى فِيْهَا إِلاَّ كَذَّاباً حَتَّى تَخرُجَ مِنْهَا. قَالَ عَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ: سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ يَقُوْلُ: جَاءنِي الأَوْزَاعِيُّ، فَقَالَ: مَنْ حَدَّثَكَ بِكَذَا? قُلْتُ: الثِّقَةُ عِنْدَكَ وَعِنْدِي، صَدَقَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ. قَالَ العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: صدق السَّمِيْنُ شَامِيٌّ، يَرْوِي عَنْهُ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، لَيْسَ بِشَيْءٍ، ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ، أَحَادِيْثُه مَنَاكِيْرُ، لَيْسَ يَسْوَى حَدِيْثُه شَيْئاً، وَمَا كَانَ مِنْ حَدِيْثِهِ مُرْسَلٌ عَنْ مَكْحُوْلٍ، فَهُوَ أَسهَلُ، وَهُوَ ضَعِيْفٌ جِدّاً. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي السَّري: ضَعِيْفٌ. قُلْتُ: هُوَ مِمَّنْ يَجُوْزُ حَدِيْثُه، وَلاَ يُحتَجُّ بِهِ. وَقَدْ طَحَنَهُ أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ، فَقَالَ: كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي المَوْضُوْعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ، لاَ يُشْتَغَلُ بِرِوَايَتِهِ إِلاَّ عِنْدَ التَّعَجُّبِ. حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بن عبد الله، عن موسى بن يسار، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "فِي العَسَلِ العشر في كل عشر قرب قربة" 1. ثُمَّ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَيَرْوِي عَنِ: ابْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ نُسْخَةً مَوْضُوْعَةً، يَشْهَدُ لَهَا بِالوَضعِ مَنْ كَانَ مُبْتَدِئاً، فَكَيْفَ المُتَبحِّرُ?! قَالَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: مَاتَ صَدَقَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَقَدْ طَوَّلْتُهُ فِي "المِيْزَانِ"، وَكَانَ عِنْدَهُ حَدِيْثٌ كَثِيْرٌ، وَلَمْ يكن بالمتقن.

_ 1 صحيح بشواهده: أخرجه الترمذي "629"، والبيهقي "4/ 126" من طريق محمد بن يحيى النيسابوري، عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته صدقة بن عبد الله، فإنه ضعيف. لكن للحديث شاهد عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ: عند أبي داود "1600" و"1601" و"1602"، والنسائي "5/ 46"، وابن ماجه "1824". وله شاهد آخر من حديث أبي سيارة المتقي: عند ابن ماجه "1823"، وأحمد "4/ 236".

عبيد الله بن إياد

1106- عبيد الله بن إياد 1: "م، ت، س" ابن لقيط، المُحَدِّثُ، أَبُو السَّليَّل السَّدوسي، الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَنْ: كُليب بنِ وَائِلٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ، وَجَعْفَر بنُ حُمَيْدٍ، وَكَانَ عَرِيْفَ قَوْمِه. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ. وَاحْتجَّ بِهِ: مُسْلِمٌ، وَغَيْرُهُ. وَهُوَ قَوِيُّ الحَدِيْثِ. قَالَ ابْنُ قَانِعٍ: بَعْضُ رِوَايَتِهِ صَحِيْفَةٌ. قلت: توفي سنة تسع وستين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1183"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 145 و180"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1462"، الكاشف "2/ ترجمة 3581"، ميزان الاعتدال "3/ 3-4"، العبر "1/ 256"، تهذيب التهذيب "7/ 4"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4529"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 269".

جويرية بن أسماء

1107- جُويرية بن أسماء 1: "خ، م، د، س" ابن عبيد، المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، أَبُو مُخارق. وَقِيْلَ: أَبُو مِخراق -وهو أشبه- الضُّبَعي، البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: نَافِعٍ العُمَرِيِّ، وَابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَعَنْ: رَفِيْقِهِ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ أَخِيْهِ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاءَ، وَابْنُ أَخِيْهِ؛ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَحَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، ومُسَدَّد وَعِدَّةٌ. قَالَ أَحْمَدُ وَيَحْيَى: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَحَدِيْثُه مُحْتَجٌّ بِهِ فِي الصِّحَاحِ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 281"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2326"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 153 و614" و"2/ 27 و136"، الكنى للدولابي "2/ 108"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 2206"، الإكمال لابن ماكولا "2/ 569"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 217"، العبر "1/ 264"، الكاشف "1/ ترجمة 836"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 227"، تهذيب التهذيب "2/ 124"، النجوام الزاهرة "2/ 74"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة رقم 1079"، وشذرات الذهب "1/ 283".

معقل بن عبيد الله

1108- مَعْقِل بن عبيد الله 1: "م، د، س" الجَزَري، المُحَدِّثُ، الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مَوْلَى بَنِي عَبْسٍ. حَدَّثَ عَنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيب، وَمَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ، وَنَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ المَكِّيِّ، وَزَيْدِ بنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نُعَيم، والفِريابي، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَعْيَنَ، وَسَعِيْدُ بنُ حفص النُّفيلي، وأبو جعفر النُّفيلي، وآخرون. اخْتَلَفَ قَوْلُ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ فِيْهِ. وَقَدِ احْتجَّ بِهِ: مُسْلِمٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى: ضَعِيْفٌ. ذَكَرَ أَبُو عَوَانَةَ أَوْ غَيْرُه أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَمَا عَرَفْتُ لَهُ شَيْئاً مُنكَراً فَأَذْكُرَهُ، وَحَدِيْثُه لاَ يَنْزِلُ عَنْ رتبة الحسن. والله الموفق.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1712"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1313"، الكاشف "3/ ترجمة 5654"، العبر "1/ 247"، ميزان الاعتدال "4/ 146"، تهذيب التهذيب "10/ 427"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7113"، شذرات الذهب "1/ 261".

أيوب بن عتبة

1109- أيوب بن عتبة 1: "ق" اليمامي الفقيه، أَبُو يَحْيَى، قَاضِي اليَمَامَةِ، ليِّن مِنْ قِبَلِ حِفْظِه. يَرْوِي عَنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَإِيَاسِ بنِ سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الأَسْوَدُ شَاذَانُ، وَآدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَعَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ، وَسَعِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ الوَاسِطِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَآخَرُوْنَ. نَزَلَ البَصْرَةَ. قَالَ الفلاس: سيئ الحفظ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 556"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1347"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 171" و"3/ 60"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 907"، المجروحين لابن حبان "1/ 169"، تاريخ بغداد "7/ 3-6"، ميزان الاعتدال "1/ 290"، تهذيب التهذيب "1/ 408".

وَقَالَ البُخَارِيُّ: هُوَ عِنْدَهُم لَيِّنٌ. وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى: سَيِّئُ الحِفظِ، وَمَرَّةً قَالَ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَقَيْسِ بنِ طَلْقٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَوَكِيْعٌ يُخْطِئُ كَثِيْراً، وَيَهِمُ شَدِيْداً، حَتَّى فَحشَ الخَطَأُ مِنْهُ. مَاتَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ بنُ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ وَفِي نَفْسِهِ أَنْ يُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَضَعْ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ عِنْدَهُ، فَإِذَا انْتَبَهَ، فَلْيَقْبِضْ بِيَمِيْنِهِ، ثُمَّ لِيَحْصِبْ عَنْ شِمَالِهِ". ثُمَّ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هَذَا بَاطِلٌ. وَأَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَفِيْفُ بنُ سَالِمٍ، عَنْ أَيُّوْبَ بنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: سَأَلَ حبشِيٌّ فَقَالَ: فُضِّلْتُم عَلَيْنَا يَا رَسُوْلَ اللهِ بِالصُّوَرِ أفرأيتَ إِنْ آمنتُ بِكَ أَكَائِنٌ مَعَكَ? قَالَ: "نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُرَى بَيَاضُ الأَسْوَدِ فِي الجَنَّةِ مَسِيْرَةَ أَلْفِ عَامٍ ... "، وَذَكَرَ الحَدِيْثَ، إِلَى أَنْ قَالَ: فَاسْتبَكَى الحَبَشِيُّ حَتَّى مَاتَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُدَلِّيْهِ فِي حُفْرَتِهِ بِيَدِهِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَهَذَا بَاطِلٌ. وَفِي "الجَعْدِيَّات" بِإِسْنَادِي إِلَى البَغَوِيِّ: حَدَّثَنِي عَبَّاسٌ، سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: أَيُّوْبُ بنُ عُتْبَةَ لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَنْبَأَنَا أَيُّوْبُ بنُ عُتْبة، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قُسَيط، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ -وَأَوْمَأَ بِأُصْبُعِهِ إِلَى أُذُنِهِ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّم" 1.

_ 1 صحيح: وهذا إسناد ضعيف، آفته أيوب بن عتبة، فإنه ضعيف. وقد ورد عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "إِذَا اشتَدَّ الحَرُّ، فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ". أخرجه عبد الرزاق "2049"، ومن طريقه أحمد "2/ 266"، ومسلم "615" "183" عن مَعْمَرٌ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أبي هريرة، به. وأخرجه الشافعي "1/ 48"، والحميدي "942"، والبخاري "536"، وابن الجارود "156"، والبغوي "361"، من طريق سفيان، عن الزهري، به. وأخرجه عبد الرزاق "2051"، وأحمد "2/ 318"، عن معمر، عن أبي هريرة، به. وأخرجه من طرق عن أبي هريرة: ابْنُ أبي شيبة "1/ 324 و325"، وأحمد "2/ 229 و256 و348 و393 و394 و462 و501 و507"، والبخاري "533" و"534"، ومسلم "615" "181" والبغوي "364". =

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَنْبَأَنَا أَيُّوْبُ بنُ عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا طَيْسَلَةُ بنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الكَبَائِرِ? فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "هُنَّ تِسْعٌ". قُلْتُ: وَمَا هُنَّ? قَالَ: "الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَةِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ المُؤْمِنَةِ، وَالفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَالسِّحْرُ, وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيْمِ، وَعُقُوْقُ الوَالِدَيْنِ المُسْلِمَيْنِ، وَالإِلْحَادُ بِالحَرَمِ" 1. وَقِيْلَ: إِنَّ أَيُّوْبَ بنَ جَابِرٍ بَقِيَ إِلَى سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ: أَكْثَرَ عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَكِتَابُهُ عَنْهُ صَحِيْحٌ.

_ = ومعنى الابراد: انكسار حر الظهيرة، وهو ان تتفيأ الافياء، وينكسر وهج الحر، فهو برد بالاضافة إلى حر الظهيرة. وقوله: "من فيح جهنم": قال أبو سليمان الخطابي في "معالم السنن" "1/ 239": معناه سطوع حرها وانتشاره، واصله في كلامهم السعة والانتشار، يقال: مكان افيح، اي: واسع. وارض فيحاء: أي واسعة، ومعنى الكلام يحتمل وجهين، احدهما: ان شدة الحر في الصيف من وهج حر جهنم في الحقيقة. والوجه الاخر: ان هذا الكلام خرج مخرج التشبيه والتقريب، أي: كأنه نار جهنم في الحر، فاحذروها، واجتنبوا ضررها. 1 حسن لغيره: أخرجه ابن جرير الطبري "5/ 39" من طريق سليمان بن ثابت الخزاز الواسطي، أخبرنا سليم بن سلام، عن أيوب بن عتبة، عن طيسلة، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: أيوب بن عتبة، ضعيف. والعلة الثانية: طيسلة بن علي اليمامي، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة. وللحديث شاهد من حديث عمير: عند أبي داود "2875"، وفي إسناده يحيى بن أبي كثير، مدلس مشهور بالتدليس، وقد عنعنه، وفيه عبد الحميد بن سنان، مجهول؛ لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة. والحديث يرتقي بهذا الشاهد إلى مرتبة الحسن لغيره والله -تعالى- أعلى وأعلم.

محمد بن جعفر

1110- محمد بن جعفر 1: "ع" ابن أبي كثير الأنصاري، مولاهم المَدَنِيُّ، الحَافِظُ، أَخُو: إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ، وَكَثِيْرِ بنِ جَعْفَرٍ، وَيَحْيَى بنِ جَعْفَرٍ، وَيَعْقُوْبَ بنِ جَعْفَرٍ، فَأَشهرُهُم: مُحَمَّدٌ وَإِسْمَاعِيْلُ. يَرْوِي عَنْ: أَبِي طُوَالَةَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وشَريك بنِ أَبِي نَمِرٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: خَالِدُ بنُ مَخْلَد، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعِيْسَى بنُ مِيْنَاءَ قَالُوْنُ2، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ الأُوَيْسِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَرْوِيُّ، وَغَيْرُهُم. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ مَعَ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، فِي حُدُوْدِ سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، مِنْ أَبْنَاءِ السِّتِّيْنَ، وَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ ابْنِ عُلَيَّة، وَأَنَسِ بنِ عِيَاضٍ، وَإِنَّمَا قَدَّمْتُهُ عَنْ قُرَنَائِهِ إِلَى هُنَا لِقِدَمِ وَفَاتِهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ. وَلَمْ يَقَع لَنَا حَدِيْثُه عَالِياً، إِلاَّ مِنْ نَمَطِ مَا فِي "صَحِيْحِ البخاري".

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 116"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 306 و394 و474"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1219"، الكاشف "3/ ترجمة 4840"، العبر "1/ 259"، تهذيب التهذيب "4/ 94"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6112"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 279". 2 قالون: أحد القراء ربيب نافع، وهو الذي لقبه "قالون"، بمعنى جيد في الروسية لجودة قراءته، واسمه عيسى بن ميناء الزرقي، مولى بني زهرة توفي سنة "220هـ". كان -رحمه الله تعالى- أصم يقرئ القرآن، وينظر إلى شفتي القارئ ويرد عليه اللحن والخطأ.

الأخفش

1111- الأخفش 1: الكبير، شَيْخُ العَرَبِيَّةِ، أَبُو الخَطَّابِ البَصْرِيُّ. يُقَالُ: اسْمُهُ عبد الحميد ابن عَبْدِ المَجِيْدِ. تَخَرَّجَ بِهِ سِيْبَوَيْه، وَحَمَلَ عَنْهُ النَّحْوَ، لَوْلاَ سِيْبَوَيْه لَمَا اشْتُهِرَ. وَأَخَذَ عَنْهُ أَيْضاً: عِيْسَى بنُ عُمَرَ النَّحْوِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى، وَغَيْرُهمَا. وَلَهُ أَشْيَاءُ غَرِيْبَةٌ، يَنفَرِدُ بِنَقلِهَا عَنِ العَرَبِ. وَلَمْ أَقعْ لَهُ بِوَفَاةٍ. فَأَمَّا الأَخْفَشُ الأَوْسَطُ2 تِلْمِيْذُ سِيْبَوَيْه، وَالأَخْفَشُ الأصغر3، فسيأتيان.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 86"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 74". 2 الأخفش الأوسط: هو سعيد بن مسعدة المتوفى سنة "211هـ" وقيل: سنة "215هـ". 3 الأخفش الأصغر: هو علي بن سليمان بن الفضل المتوفى سنة "315هـ".

ابن الغسيل

1112- ابن الغَسيل 1: "خ، م، د، ق" عبد الرحمن بن سليمان، ابْنِ صَاحِبُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدِ اللهِ بنِ حنظلة بنِ الرَّاهِبِ الأَنْصَارِيُّ، الأَوْسِيُّ، المَدَنِيُّ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، أَبُو سُلَيْمَانَ، وَقِيْلَ لِجَدِّهِم: حَنْظَلَةُ الغَسِيْلُ، لأَنَّهُ لَمَّا اسْتُشْهِدَ يَوْم أُحُدٍ كَانَ جُنُباً، فَغَسَّلَتْهُ المَلاَئِكَةُ. رَأَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنَ الصَّحَابَةِ: سَهْلَ بنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ. وَحَدَّثَ عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَأَسِيْدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُبَيْد، وَالمُنْذِرِ بنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، وَأَخِيْهِ الزُّبَيْرِ، وَعَبَّاسِ بنِ سَهْلٍ، وَعَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَكِيْعٌ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحمَّاني، وَأَحْمَدُ بنُ يَعْقُوْبَ المَسْعُوْدِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي الوَزِيْرِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاهِبِ، وجُبَارة بنُ المُغَلِّسِ، وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، عَنْ يَحْيَى: صُوَيْلِحٌ. تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَقَدْ جَاوَزَ التِّسْعِيْنَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَنْبَأَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ البَنَّاء، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّص، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاهِبِ الحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنُ الغَسِيْلِ، عَنْ أَسِيْدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي أَسيد -وَكَانَ بَدْرِيّاً- قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِساً، فَجَاءَ رَجُلٌ من الأنصار فقال ... 2.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 939"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1134"، المجروحين لابن حبان "2/ 57"، تاريخ بغداد "10/ 225"، العبر "1/ 260"، الكاشف "2/ ترجمة 3254"، وميزان الاعتدال "2/ 568"، تهذيب التهذيب "6/ 189"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4119"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 280". 2 ضعيف: وتمام الحديث عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي قال: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال رجل: يا رسول الله! هل بقي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما؟ قال: "نعم خصال أربع: الدعاء لهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما". أخرجه أحمد "3/ 497-498"، والبخاري في "الأدب المفرد" "35"، وأبو داود "5142"، وابن ماجه "3664"، وابن حبان "2030"، والحاكم "4/ 154"، والبيهقي "4/ 28"، والطبراني في "الكبير" "19/ 592" من طرق عن عبد الرحمن بن سليمان، عن أسيد بن علي بن عبيد مولى بني ساعدة، عن أبيه، عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي قال: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، رجاله ثقات خلا علي بن عبيد الأنصاري، مولى أبي أسيد، مجهول، لم يرو عنه غير ابنه أسيد، وذكره ابن حبان في "الثقات" على عادته في تعديل المجهولين، وقد أشار الحافظ إلى جهالته في "التقريب" بقوله: مقبول. وقد ذكرت الحديث في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" المجلد الأول برقم حديث "354" فراجعه ثمت تُفد علمًا كثيرًا، وخيرًا جمًّا يسَّر الله طبع باقي المجلدات وأكثر النفع به، وجعله وسائر أعمالي في ميزان حسناتي بكرمه ومنه إنه سميع مجيب كريم جوَّاد.

عثمان البري

1113- عثمان البُرِّي 1: "ت" العَلاَّمَةُ، المُفْتِي، فَقِيْهُ البَصْرَةِ، أَبُو سَلَمَةَ عُثْمَانُ بنُ مِقْسَم الكِنْدي مَوْلاَهُم، البَصْرِيُّ، البُرِّي. يَرْوِي عَنْ: يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَسَعِيْدٍ المَقْبرِي، وَنَافِعٍ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَحَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَفَرْقَدَ السَّبَخِيِّ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَطَائِفَةٍ وَكَانَ مِمَّنْ صَنَّفَ العِلْم، وَدَوَّنَهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَسَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ، وَيَحْيَى بنُ سَلاَّمٍ، وشيبان بن فَرُّوخ، وآخرون. تَرَكَه ابْنُ المُبَارَكِ، والقَطَّان، وَكَانَ قَلِيْلَ الحَدِيْثِ يُزَنَّ بِبِدْعَةٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوْكٌ. وَقَالَ شُعْبَةُ: أَفَادَنِي عُثْمَانُ البُرِّيُّ عَنْ قَتَادَةَ حَدِيْثاً، فَسَأَلْتُ قَتَادَةَ، فَمَا عَرَفَهُ، فَجَعَلَ عُثْمَانُ يَقُوْلُ: بَلْ أَنْتَ حَدَّثْتَنِي، فَيَقُوْلُ: لاَ. فَقَالَ قَتَادَةُ: هَذَا يُخبِرُنِي عَنِّي أَنَّ لِي عَلَيْهِ ثَلاَثَ مائَةِ دِرْهَمٍ. قَالَ مُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ البُرِّيَّ يَقُوْلُ: كَذَبَ أَبُو هُرَيْرَةَ. وَقَالَ عَفَّانُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ البُرِّيَّ يُنْكِرُ المِيْزَانَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَيْسَ بِمِيْزَانٍ، إِنَّمَا هُوَ العَدْلُ. وَقَالَ عَفَّانُ: كَانَ قَدَرِيّاً، وَيَغلَطُ، وَفِي كِتَابِهِ الصَّوَابُ، فَلاَ يَرجِعُ إِلَيْهِ، وَكَانَ يَرْوِي عِشْرِيْنَ حَدِيْثاً. وَحَدَّثَنِي ثِقَةٌ: أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ: {تَبَّتْ} فِي أُمِّ الكِتَابِ? فَقَالَ: لَمْ تَكُنْ، وَإِنَّمَا فِي الكِتَابِ: ت، ب، ت. قُلْتُ: رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ حَدِيْثاً مِنْ طَرِيْقِ زَيْدِ بنِ الحُبَابِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الكِندي، عَنْ فَرْقَدَ السبخي، فهو البري.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 285"، التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2319"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 123 و148" و"3/ 34 و62"، الجرح والتعديل "6/ 167"، المجروحين لابن حبان "2/ 101"، ميزان الاعتدال "3/ 59".

خارجة بن مصعب

1114- خارجة بن مصعب 1: "ت، ق" ابن خارجة، الإِمَامُ، العَالِمُ، المُحَدِّثُ، شَيْخُ خُرَاسَانَ مَعَ إِبْرَاهِيْمَ بن طَهْمَانَ، أَبُو الحَجَّاجِ الضُّبَعي، السَّرْخَسي. ارْتَحَلَ وَأَخَذَ عَنْ: عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَزَيْدُ بنُ أَسْلَمَ، وبُكَير بنُ الأَشَجِّ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَشَرِيْكِ بنِ أَبِي نَمِر، وَعَمْرِو بنِ يَحْيَى المَازِنِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَعِيْسَى بنُ مُوْسَى غُنْجار، وَوَكِيْعٌ، وَحَفْصُ بنُ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَيَزِيْدُ بنُ صَالِحٍ الفَرَّاءُ، وَنُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، وَجَمَاعَةٌ. رَوَى مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى قَالَ: هُوَ مُسْتقِيْمُ الحَدِيْثِ عِنْدَنَا، وَلَمْ نُنْكِرْ مِنْ حَدِيْثِهِ إِلاَّ مَا كَانَ يُدَلِّسُ عَنْ غِيَاثٍ، فَإِنَّا كُنَّا نَعرِفُ تِلْكَ الأَحَادِيْثَ. وَقَالَ الحَاكِمُ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ -يَعْنِي: مَا هُوَ بِمُتَّهَمٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكتب حَدِيْثُهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَغلطُ وَلاَ يتعمَّد. وَقَالَ عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: نَهَانِي أَبِي أَنْ أَكْتُبَ أَحَادِيْثَهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيْثَهُ وَاتَّقَوْهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ الجُوْزَجَانِيُّ: يُرْمَى بالإرجاء. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء، قَالَ: كَانَ خَارِجَةُ يُطْعِمُ أَصْحَابَ الحَدِيْثِ، ويُزْرِي عَلَى مَنْ لاَ يَأْكُلُ. قَالَ وَلَدُهُ مُصْعَبٌ: تُوُفِّيَ أَبِي سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَلَهُ ثمانٍ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. أَخْبَرَتْنَا زَيْنَبُ الكنديَّة، عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرية، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القَاسِمِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا بِشْرُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ سَنَةَ "293"، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى، أَنْبَأَنَا خَارِجَةُ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم، عن عبد الرحمن بن وَعْلة: أَنَّهُ سَأَلَ ابْن عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنِّيْ أَغَزْو المَغْرِبَ، فَنجِدُ لَهُم أَسْقِيَةً مِنْ جُلُودِ المَيتَةِ? قَالَ: مَا أَدْرِي، إِلاَّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كُلُّ إِهَابٍ دبغ فقد طهر" 2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 371"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 702"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 37"، الكنى للدولابي "1/ 144"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1716"، المجروحين لابن حبان "1/ 288"، الأنساب للسمعاني "8/ 142"، العبر "1/ 252"، ميزان الاعتدال "1/ 625"، الكاشف "1/ ترجمة 1312"، تهذيب التهذيب "3/ 76"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1736"، شذرات الذهب "1/ 265". 2 صحيح: أخرجه مسلم "366"، وأبو داود "4123"، والترمذي "1728"، وابن ماجة "3609"، وأحمد "1/ 219 و270 و343" من طريق زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن وعلة، به.

المخرمي

1115- المَخْرَمِي 1: "م، 4" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، العَلاَّمَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ابْنِ صَاحِبِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المِسْوَرِ بن مخرمة الزهري، المخرمي، المدني. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَمَّةِ، أَبِيْهِ؛ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ المسْوَر، وَسَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ القَاضِي، وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، وَعُثْمَانَ الأَخْنَسِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَاقِدِيُّ، وَخَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ، وَيَحْيَى الحِمَّانِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ، وَعِدَّةٌ. وَكَانَ: فَقِيْهاً، مُفْتِياً، بَصِيْراً، بِالمَغَازِي. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: صَدُوْقٌ، وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. وَجَاءَ عَنْ أَحْمَدَ: أَنَّهُ رَجَّحَهُ عَلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، فَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ فِي "مُسْنَدِ العَبَّاسِ": سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى تَنَاظَرَا فِي المَخْرَمِيِّ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، فَجَعَلَ أَحْمَدُ يُقدِّمُ المَخْرَمِيَّ، وَقَدَّمَ ابْنُ مَعِيْنٍ عَلَيْهِ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ، وَقَالَ المَخْرَمِيُّ: شُوَيْخٌ، وَأَيُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ؟ وَقِيْلَ: كَانَ قَصِيْراً جِدّاً. لَهُ فَضْلٌ، وَشَرَفٌ، وَمُرُوْءةٌ، وَلَهُ هَفْوَةٌ، نَهَضَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ، وَظَنَّهُ المَهْدِيُّ، ثُمَّ إِنَّهُ نَدِمَ فِيْمَا بَعْدُ، وَقَالَ: لاَ غَرَّني أَحَدٌ بَعْدَهُ. وَقَدْ أَسرَفَ ابْنُ حِبَّانَ وَبَالغَ، فَقَالَ: يَرْوِي عَنْ: سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَكَانَ كَثِيْرَ الوَهْمِ فِي الأَخْبَارِ، حَتَّى رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ مَا لاَ يُشْبِهُ حَدِيْثَ الأَثْبَاتِ، فَإِذَا سَمِعَهَا مَنِ حديث صِنَاعتُهُ، شَهِدَ أَنَّهَا مَقْلُوْبَةٌ، فَاسْتحَقَّ التَّركَ. قُلْتُ: كَيْفَ يُترَكُ، وَقَدِ احْتجَّ مِثْلُ الجَمَاعَةِ بِهِ، سوى البخاري، ووثقه مِثْلُ أَحْمَدَ. مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 147"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 100"، المجروحين لابن حبان "2/ 27"، الإكمال لابن ماكولا "7/ 311"، الكاشف "2/ ترجمة 2693"، العبر "1/ 258" ميزان الاعتدال "2/ 403"، تهذيب التهذيب "5/ 171"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3426" وشذرات الذهب "1/ 278".

أما سميه وعصريه: المحدث عبد الله بن جعفر بن نجيح

1116- أَمَّا سَمِيُّهُ وَعَصْرِيُّهُ المُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ نَجِيح 1: وَالِدُ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ: فواهٍ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 148"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 269"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 102"، المجروحين لابن حبان "2/ 14"، الكاشف "2/ ترجمة 2692"، ميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4247"، تهذيب التهذيب "5/ 174"، خلاصة الخزرجي، "2/ ترجمة 3429"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 288".

ابن أبي سبرة

1117- ابن أبي سَبْرة 1: "ق" الفَقِيْهُ الكَبِيْرُ، قَاضِي العِرَاقِ، أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي سَبْرَةَ بنِ أَبِي رُهم -وَكَانَ جَدُّ أَبِيْهِ أَبُو سَبْرَةَ بَدْرِيّاً مِنَ السَّابِقِيْنَ المُهَاجِرِيْنَ- ابْنِ أبي رهم بن عَبْدِ العُزَّى القُرَشِيُّ، ثُمَّ العَامِرِيُّ. تُوُفِّيَ زَمَنَ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ بَرَّةُ عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَخُوْهُ لأُمِّهِ أَبَا سَلَمَةَ المَخْزُوْمِيَّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَمَا عَلِمتُهُ رَوَى شَيْئاً. حَدَّثَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالأَعْرَجِ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَشَرِيْكِ بنِ أَبِي نَمِرٍ، وَطَائِفَةٍ. وهو ضعيف الحديث من قبل حفظه. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ -مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَاقِدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ العَدَنِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ مُفْتِي أَهْلِ المَدِيْنَةِ. وَرَوَى مَعْنٌ عَنْ مَالِكٍ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ المَنْصُوْرُ: يَا مَالِكُ! مَنْ بَقِيَ بِالمَدِيْنَةِ مِنَ المَشْيَخَةِ? قُلْتُ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَابْنُ أبي سبرة، وابن أبي سلمة الماجشون.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "9/ ترجمة 56"، المجروحين لابن حبان "3/ 147"، ميزان الاعتدال "4/ 503"، تهذيب التهذيب "12/ 27".

وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي سَبْرة يَقُوْلُ: قَالَ لِي ابْنُ جُرَيْجٍ: اكْتُبْ لِي أَحَادِيْثَ مِنْ حَدِيْثِكَ جِيَاداً. فكَتَبتُ لَهُ أَلفَ حَدِيْثٍ، ثُمَّ دَفعتُهَا إِلَيْهِ، مَا قَرَأهَا عليَّ، وَلاَ قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: قَالَ لِيَ الحَجَّاجُ: قَالَ لِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ: عِنْدِي سَبْعُوْنَ أَلفَ حَدِيْثٍ فِي الحَلاَلِ وَالحَرَامِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: هُوَ عِنْدِي مِثْلُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: لَيْسَ حَدِيْثُه بِشَيْءٍ، قَدِمَ هاهنا، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَقَالَ: عِنْدِي سَبْعُوْنَ أَلفَ حَدِيْثٍ، إِنْ أَخَذْتُم عَنِّي كَمَا أَخَذَ عَنِّي ابْنُ جُرَيْجٍ، وَإِلاَّ فَلاَ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوْكٌ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ وَصَالِحٌ ابْنَا أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِمَا، قَالَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيْثَ. قُلْتُ: يُقَالُ: اسْمُهُ مُحَمَّدٌ. وَقِيْلَ: عبد الله. قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ قُرَيْشٍ، وَلاَّهُ المَنْصُوْرُ القَضَاءَ، وَكَانَ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ، وَكَانَ عَلَى صَدَقَاتِ أَسدٍ وَطَيِّئٍ، فَقَدِمَ عَلَى مُحَمَّدٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِيْنَ أَلْفِ دِيْنَارٍ، فَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدٌ، أُسِرَ ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ وَسُجِنَ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَ المَنْصُوْرُ جَعْفَرَ بنَ سُلَيْمَانَ عَلَى المَدِيْنَةِ، وَقَالَ لَهُ: إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ رَحِماً، وَقَدْ أَسَاءَ وَأَحْسَنَ، فَأَطلِقْهُ وَأَحْسِنْ جِوَارَهُ. وَكَانَ الإِحسَانُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ الرَّبِيْعِ الحَارِثِيَّ، قدم المدينة بعدما شَخَصَ عَنْهَا عِيْسَى بنُ مُوْسَى وَمَعَهُ العَسْكَرُ، فَعَاثُوا بِالمَدِيْنَةِ، وَأَفسَدُوا. فَوَثَبَ عَلَى الحَارِثِيِّ سُودَانُ المَدِيْنَةِ وَالرَّعَاعُ، فَقَتَلُوا جُنْدَهُ، وَطَردُوهُم، وَنَهبُوا مَتَاعَ الحَارِثِيِّ. فَخَرَجَ حَتَّى نَزَلَ بِبِئْرِ المُطَّلبِ يُرِيْدُ العِرَاقَ، فَكَسَرَ السُّودَانُ السِّجنَ، وَأَخْرَجُوا ابْنَ أَبِي سَبْرَةَ حَتَّى أَجلَسُوهُ عَلَى المِنْبَرِ، وَأَرَادُوا كَسْرَ قَيْدِهِ، فَقَالَ: لَيْسَ عَلَى ذَا فَوتٍ، دَعُوْنِي حَتَّى أَتَكَلَّمَ فَتَكَلَّمَ فِي أَسفَلِ المِنْبَرِ، وَحَذَّرَهُمُ الفِتْنَةَ، وَذَكَّرَهُم مَا كَانُوا فِيْهِ، وَوَصفَ عَفْوَ المَنْصُوْرِ عَنْهُم، وَأَمَرَهُم بِالطَّاعَةِ. فَأَقْبَلَ النَّاسُ عَلَى كَلاَمِهِ، وَتَجمَّعَ القُرَشِيُّوْنَ، فَخَرَجُوا إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ الرَّبِيْعِ، فَضمِنُوا لَهُ مَا ذَهَبَ لَهُ وَلِجُنْدِهِ. وَكَانَ قَدْ تَأَمَّرَ عَلَى السُّودَانِ وَثِيقٌ الزَّنْجِيُّ، فَأُمسِكَ، وَقُيِّدَ، وَأَتَى ابْنُ الرَّبِيْعِ، ثُمَّ رَجَعَ ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ إِلَى الحَبسِ، حَتَّى قَدِمَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، فَأَطلَقَهُ وَأَكْرَمَهُ، ثُمَّ صَارَ إِلَى المَنْصُوْرِ، فَوَلاَّهُ القَضَاءَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيْهِ غَيْرُ مَحْفُوْظٍ، وَهُوَ فِي جُمْلَةِ مَنْ يَضَعُ الحَدِيْثَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَلِيَ القَضَاءَ لِمُوْسَى الهَادِي، إِذْ هُوَ وَلِيُّ عَهْدٍ، ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ مَكَّةَ لزِيَادِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، وَعَاشَ سِتِّيْنَ سَنَةً، فَلَمَّا مَاتَ، اسْتُقْضِيَ بَعْدَهُ القَاضِي أَبُو يُوْسُفَ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَكَذَا وَرَّخَ مَوْتَه جَمَاعَةٌ. وَفِي "طَبَقَاتِ" أَبِي إِسْحَاقَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ. وَهُوَ وَهْمٌ.

أبو بكر النهشلي

1118- أبو بكر النَّهْشَلي 1: "م، ت، س، ق" الكوفي، مِنْ عُلَمَاءِ الكُوْفَةِ فِي اسْمِهِ أَقْوَالٌ، وَلاَ يُعرَفُ إِلاَّ بِكُنْيَتِهِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ النَّخَعِيِّ، وَحَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَزِيَادِ بنِ عِلاقة، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَبَهْزُ بنُ أَسَدٍ، وَعَوْنُ بنُ سَلاَّمٍ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وجُبَارة بنُ المُغَلِّس، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِيْنٍ. وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ فِيْهِ وَكِيْعٌ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي القَطَّافِ. وَأَصحُّ مَا قِيْلَ فِي اسْمِهِ: عَبْدُ اللهِ. وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيْهِ ابْنُ حِبَّان، فَقَالَ: كَانَ شَيْخاً صَالِحاً، فَاضِلاً، غَلَبَ عَلَيْهِ التَّقَشُّفُ، حَتَّى صَارَ يَهِمُ وَلاَ يَعْلَمُ، وَيُخطِئُ وَلاَ يَفهَمُ، فَبَطَلَ الاحْتِجَاجُ بِهِ. قُلْتُ: بَلْ هُوَ صَدُوْقٌ، احْتجَّ بِهِ: مُسْلِمٌ، وَغَيْرُهُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ صَالِحاً، يَثِبُ لِلصَّلاَةِ فِي مَرَضِهِ، وَلاَ يَقدِرُ، فَيُقَالُ لَهُ، فَيَقُوْلُ: أُبَادِرُ طيَّ الصَّحِيْفَةِ. قَالُوا: تُوُفِّيَ النَّهْشَلِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ ومائة، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 378"، التاريخ الكبير "9/ ترجمة 54"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 229"، ميزان الاعتدال "4/ 496"، العبر "1/ 247"، تهذيب التهذيب "12/ 44"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 261".

عبد الله بن عياش

1119- عبد الله بن عَيَّاش 1: "م، س" ابن عباس، الإِمَامُ، العَالِمُ، الصَّدُوْقُ، أَبُو حَفْصٍ القِتْباني، المِصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمز الأَعْرَجِ، وَأَبِي عُشَّانة المَعَافِرِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، وَوَالِدِهِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَابِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ، وَآخَرُوْنَ. احْتجَّ بِهِ مُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، لَيْسَ بِالمَتِيْنِ. وَقَالَ أَيْضاً: هُوَ قَرِيْبٌ مِنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ: ضَعِيْفٌ. قُلْتُ: حَدِيْثُه فِي عِدَادِ الحَسَنِ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَوْلُ أَبِي حَاتِمٍ: هُوَ قَرِيْبٌ مِنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، تَصلِيحٌ لِحَالِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، إِذْ يُقارب فِي الوَزنِ بِشَيْخٍ خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ، وَلاَ رَيْبَ أَنَّهُ أَوثَقُ مِنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، وَأَنَّ ابْنَ لَهِيْعَة أَعْلَمُ بِكَثِيْرٍ منه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 459"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 161"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 580"، الإكمال لابن ماكولا "6/ 72"، الكاشف "2/ ترجمة 2934"، ميزان الاعتدال "2/ 469"، تهذيب التهذيب "5/ 351"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3717"، شذرات الذهب "1/ 55".

عبد الحميد بن بهرام

1120- عبد الحميد بن بَهرَام 1: "ت، ق" الفزاري المدائني، المُحَدِّثُ، صَاحِبُ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ. رَوَى عَنْ شَهْرٍ نُسْخَةً حَسَنَةً، وَعَنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، ورَوْح بنُ عُبادة، وَالفِرْيَابِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَيَّاش، وَأَبُو صَالِحٍ الكَاتِبُ، وسَعْدَوَيْه، وَمُحَمَّدُ بنُ بَكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، وَمَنْصُوْرُ بنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدِيْثُه عَنْ شَهْرٍ مُقَارِب، وَهِيَ سَبْعُوْنَ حَدِيْثاً، كان يَحفظُهَا كَأَنَّهَا سُوْرَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَحَادِيْثُه عَنْ شَهْرٍ صِحَاحٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَكَذَا وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى وَلاَ ابْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثَانِ عَنْهُ شَيْئاً قَطُّ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ حَفْصٍ المَدَائِنِيُّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: نِعْمَ الشَّيْخُ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَام، لَكِنْ لاَ تَكتُبُوا عَنْهُ، فَإِنَّهُ يَرْوِي عَنْ شَهْر. قُلْتُ: كَانَ سَمَاعُهُ مِنْ شَهْرٍ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ، وكان موته قبل السبعين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1685"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 98"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 42"، الكاشف "2/ ترجمة 3135"، ميزان الاعتدال "2/ 538"، تهذيب التهذيب "6/ 109"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3968".

الربيع بن يونس

1121- الربيع بن يونس 1: الوَزِيْرُ، الحَاجِبُ الكَبِيْرُ، أَبُو الفَضْلِ الأُمَوِيُّ، مِنْ مَوَالِي عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- حَجَبَ لِلْمَنْصُوْرِ، ثُمَّ وَزَرَ لَهُ بَعْدَ أَبِي أَيُّوْبَ المُوْرِيَانِيِّ، وَكَانَ مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ، وألبَّائهم، وَفُضَلاَئِهِم. قَالَ لَهُ المَنْصُوْرُ: مَا أَطْيَبَ الدُّنْيَا لَوْلاَ المَوْتُ قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! مَا طَابتْ إِلاَّ بِالمَوْتِ. قَالَ: وَكَيْفَ? قَالَ: لَوْلاَ المَوْتُ لَمْ تَقْعُدْ هَذَا المَقْعَدَ. يُقَالُ: إِنَّ الهَادِي سَمَّهُ. وقيل: مرض ثمانية أيام، ومات. قَالَ الطَّبَرِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: فِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعِيْنَ. وَعَمِلَ حِجَابَةَ الرشيد ابنُه الفضل بن الربيع.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 414"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 235"، شذرات الذهب "1/ 274".

نافع

1122- نافع 1: ابن أبي نُعيم الإِمَامُ، حَبْرُ القُرْآنِ، أَبُو رُوَيم. وَيُقَالُ: أَبُو الحَسَنِ. وَيُقَالُ: أَبُو نُعَيْمٍ. وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ. وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى جَعْونة بنِ شَعُوْبٍ اللَّيْثِيِّ، حَلِيْفِ حَمْزَةَ عَمِّ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقِيْلَ: حَلِيْفُ العَبَّاسِ، أَخِي حَمْزَةَ، أَصْلُهُ أَصْبَهَانِيٌّ. وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ، سَنَةَ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ، وَجَوَّدَ كِتَابَ اللهِ عَلَى عِدَّةٍ مِنَ التَّابِعِيْنَ، بِحَيْثُ إِنَّ مُوْسَى بنَ طَارِقٍ حَكَى عَنْهُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى سَبْعِيْنَ مِنَ التَّابِعِيْنَ. قُلْتُ: قَدِ اشْتُهرت تِلاَوَتُهُ عَلَى خَمْسَةٍ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ -صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ- وَأَبِي جَعْفَرٍ يَزِيْدَ بنِ القَعْقَاعِ- أَحَدِ العَشَرَةِ2، وَشَيْبَةَ بنِ نِصَاح، وَمُسْلِمِ بنِ جُنْدب الهُذَلِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ رُوْمَانَ. وَحَمَلَ هَؤُلاَءِ عَنْ أَصْحَابِ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَزَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، كَمَا أَوضَحنَاهُ فِي "طَبَقَاتِ القُرَّاءِ". وَصَحَّ: أَنَّ الخَمْسَةَ تَلَوْا عَلَى مُقْرِئِ المَدِيْنَةِ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَيَّاشِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيِّ، صاحب أبي. وقيل: إنهم قرءوا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضاً، وَعَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَفِيْهِ احْتمَالٌ. وَقِيْلَ: إِنَّ مُسْلِمَ بنَ جُنْدُب قَرَأَ عَلَى حَكِيْمِ بنِ حِزام، وَابْنِ عُمَرَ. قَالَ الهُذَلي فِي "كَامِلِهِ": كَانَ نَافِعٌ مُعَمَّراً، أَخَذَ القُرْآنَ عَلَى النَّاسِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ -كَذَا قَالَ الهُذَلِيُّ- وَبِالجهدِ أَنْ يَكُوْنَ نَافِعٌ فِي ذَلِكَ الحِيْنِ يَتلقَّنُ وَيَتردَّدُ إِلَى مَنْ يُحفِّظه، وَإِنَّمَا تَصدَّرَ لِلإِقْرَاءِ بَعْدَ ذَلِكَ بِزَمَانٍ طَوِيْلٍ، وَلَعلَّهُ أَقرَأَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ، مَعَ وُجُوْدِ أَكْبَرِ مَشَايِخِه. قَالَ مَالِكٌ -رَحِمَهُ اللهُ: نَافِعٌ إِمَامُ النَّاسِ فِي القِرَاءةِ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: قِرَاءةُ نَافِعٍ سُنَّةٌ. وَرَوَى إِسْحَاقُ المُسَيِّبي، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: أَدْرَكْتُ عِدَّةً مِنَ التَّابِعِيْنَ، فَنَظَرْتُ إِلَى مَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ اثْنَانِ مِنْهُم، فَأَخَذتُهُ، وَمَا شَذَّ فِيْهِ وَاحِدٌ تَرَكتُهُ، حَتَّى أَلَّفْتُ هَذِهِ القِرَاءةَ. وَرُوِيَ أَنَّ نَافِعاً كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ تُوجَدُ مِنْ فِيْهِ رِيْحُ مِسْكٍ، فَسُئِلَ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ تَفَلَ فِي فيِّ. وَقَالَ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ: حَجَجْتُ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ، وَإِمَامُ النَّاسِ فِي القِرَاءةِ بِالمَدِيْنَةِ نَافِعُ بنُ أَبِي نُعَيْمٍ. قُلْتُ: لاَ رِيْبَ أَنَّ الرَّجُلَ رَأْسٌ فِي حَيَاةِ مَشَايِخِه، وَقَدْ حَدَّثَ أَيْضاً عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَالأَعْرَجِ، وَعَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَمَا هُوَ مِنْ فُرْسَانِ الحَدِيْثِ. تَلاَ عَلَيْهِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدٍ المُسَيِّبِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ وَرْشٌ، وَعِيْسَى قالون. وروى عنه: القَعْنَي، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَخَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ، وَمَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أويس.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2281"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 2089"، تهذيب التهذيب "10/ 407"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7459". 2 أي: أحد القراء العشرة.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بأس. وَلَيَّنَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ -أَعْنِي فِي الحَدِيْثِ- أَمَّا فِي الحُرُوْفِ فَحُجَّةٌ بِالاتِّفَاقِ. وَقِيْلَ: كَانَ أَسْوَدَ اللَّونِ، وَكَانَ طَيِّبَ الخُلُقِ، يُبَاسِط أَصْحَابَهُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي "الكَامِلِ": لَهُ نُسْخَةٌ عَنِ الأَعْرَجِ، نَحْوٌ مِنْ مائَةِ حَدِيْثٍ، وَلَهُ نُسْخَةٌ أُخْرَى عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، وَلَهُ مِنَ التَّفَارِيقِ قَدْرُ خَمْسِيْنَ حَدِيْثاً، وَلَمْ أَرَ لَهُ شَيْئاً مُنْكَراً. قُلْتُ: يَنْبَغِي أَنْ يُعدَّ حَدِيْثُه حَسَناً، وَبَاقِي أَخْبَارِهُ فِي "طَبَقَاتِ القُرَّاءِ". وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَى هَذَا الإِمَامِ: مَالِكٌ الإِمَامُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، قَبْلَ مَالِكٍ بِعَشْرِ سنين.

محمد بن طلحة

1123- محمد بن طلحة 1: "خ، م، د، ت، ق" ابن مُصَرِّف اليامي، الكُوْفِيُّ، المُحَدِّثُ، أَحَدُ الثِّقَاتِ. يَرْوِي عَنْ: أَبِيْهِ، وَسَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، وَالحَكَمِ بنِ عُتَيبة، وَزُبَيْدِ بنِ الحَارِثِ اليَامِيِّ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَسَدُ بنُ مُوْسَى، وَحَسَّانُ بنُ حَسَّانٍ البَصْرِيُّ، وَعَوْنُ بنُ سَلاَّمٍ، وجُبَارة بنُ المُغَلِّس، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوْقٌ. وقال النسائي: ليس بالقوي. وَقَالَ أَحْمَدُ: صَالِحُ الحَدِيْثِ، ثِقَةٌ، لاَ يَكَادُ يَقُوْلُ حَدَّثَنَا -يَعْنِي: إِنَّمَا يُعَنْعِنُ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: كَانَ يُقَالُ: يُتقى حَدِيْثُ ثَلاَثَةٍ: فُلَيْحٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ، وَأَيُّوْبَ بنِ عُتْبَةَ. رَوَاهَا: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا? قَالَ: مَنْ أَبِي كَامِلٍ مُظَفَّر بنِ مُدرك. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا كَامِلٍ يَذْكُرُ مُحَمَّدَ بنَ طَلْحَةَ، فَقَالَ: كَانَ يَقُوْلُ: مَا أَذْكُرُ أَبِي إِلاَّ شِبْهَ الحُلُم. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: هُوَ صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَيَجِيْءُ حَدِيْثُه مِنْ أَدَانِي مَرَاتِبِ الصَّحِيْحِ، وَمِنْ أَجْوَدِ الحَسَنِ، وَبِهَذَا يَظْهَرُ لَكَ أَنَّ "الصَّحِيْحَيْنِ" فِيْهِمَا الصَّحِيْحُ وَمَا هُوَ أَصحُّ مِنْهُ. وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: فِيْهِمَا الصَّحِيْحُ الَّذِي لاَ نِزَاعَ فِيْهِ، وَالصَّحِيْحُ الَّذِي هُوَ حَسَنٌ، وَبِهَذَا يَظْهَرُ لَكَ أَنَّ الحَسَنَ قِسمٌ دَاخِلٌ فِي الصَّحِيْحِ، وَأَنَّ الحَدِيْثَ النَّبَوِيَّ قِسمَانِ: لَيْسَ إِلاَّ صَحِيْحٌ: وَهُوَ عَلَى مَرَاتِبَ، وَضَعِيْفٌ: وَهُوَ عَلَى مَرَاتِبَ. وَاللهُ أَعْلَمُ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 376"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 358"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 178"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1581"، الكاشف "3/ ترجمة رقم 4998"، العبر "1/ 251"، ميزان الاعتدال "3/ 587"، تهذيب التهذيب "9/ 238"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6330"، شذرات الذهب "1/ 264".

عبد الله بن عمر

1124- عبد الله بن عمر 1: "4، م تبعًا" ابنِ حَفْصِ بنِ عَاصِمٍ ابْنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، المُحَدِّثُ، الإِمَامُ، الصَّدُوْقُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، العَدَوِيُّ، العُمَرِيُّ، المَدَنِيُّ، أَخُو عَالِمِ المَدِيْنَةِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وَأَخَوَيه: عَاصِمٍ، وَأَبِي بَكْرٍ. وُلِدَ فِي أَيَّامِ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: نَافِعٍ العُمَرِيِّ، وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِي، وَوَهْبِ بنِ كَيْسَانَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَأَخِيْهِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَكِيْعٌ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، والقَعْنَبي، وَإِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَرْوي، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الأُوَيْسِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ عَالِماً، عَامِلاً، خَيِّراً، حَسَنَ الحَدِيْثِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: صُوَيْلِحٌ. وَكَانَ يَحْيَى القَطَّانُ لاَ يُحَدِّثُ عَنْهُ، وكان عبد الرحمن يحدث عنه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 441"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 429" و"2/ 665"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 499"، المجروحين لابن حبان "2/ 6"، تاريخ بغداد "10/ 19"، الأنساب للسمعاني "9/ 57"، الكاشف "2/ ترجمة 2903"، ميزان الاعتدال "2/ 465"، العبر "1/ 260"، تهذيب التهذيب "5/ 326"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3677"، شذرات الذهب "1/ 279".

وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: ضَعِيْفٌ. قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ رَجُلاً صَالِحاً، وَكَانَ يُسْأَلُ فِي حَيَاةِ أَخِيْهِ عَنِ الحَدِيْثِ، فَيَقُوْلُ: أَمَا وَأَبُو عُثْمَانَ حَيٌّ فَلاَ. ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ يَزِيْدُ فِي الأَسَانِيْدِ وَيُخَالِفُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَهُ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، مرفوعًا: "من أتى عرافًا ... " 1. وَبِهِ: كَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا تَوَضَّأَ خَلَّل لِحْيَتَهُ2. وَبِهِ: "أَنَّ أَهْلَ قُبَاء كَانُوا يُجَمِّعُوْنَ". وَبِهِ: مَرْفُوْعاً: "لاَ يُحَرِّمُ الحَلاَلَ الحرامُ"3 ... ، وَلَهُ غَيْرُ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ عَلَى الصَّحِيْحِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدِيْثُه يَتردَّدُ فِيْهِ النَّاقِدُ، أَمَا إِنْ تَابعَهُ شَيْخٌ فِي رِوَايتِهِ، فَذَلِكَ حَسَنٌ قَوِيٌّ. إِنْ شاء الله.

_ 1 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف، لضعف عبد الله بن عمرو بن حفص، وتمام الحديث: "من أتى عرافا يسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة". وله شاهد صحيح أخرجه مسلم "2230" من طريق محمد بن المثنى، حدثنا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صفية عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مِنْ أتى عرافا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة". والعراف هو المنجم الذي يدعي علم الغيب، وقد استأثر الله به. 2 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف، آفته عبد الله بن عمر بن حفص، فإنه ضعيف لكن للحديث شاهد عن عثمان أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يخلل لحيته. أخرجه الترمذي "31"، وابن ماجه "430"، والحاكم "1/ 149" من طريق عامر بن شقيق، عن أبي وائل، عن عثمان، به. وله شاهد من حديث أنس: عند أبي داود "145". 3 ضعيف: أخرجه ابن ماجه "2051" من طريق يحيى بن معلى بن منصور، حدثنا إسحاق بن محمد الفروي حدثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يحرم الحرام الحلال. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: إسحاق بن محمد، ضعيف لسوء حفظه والعلة الثانية: عبد الله بن عمر بن حفص، ضعيف، أجمعوا على ضعفه.

فضيل بن مرزوق

1125- فُضَيل بن مرزوق 1: "4، م، تَبعاً" المُحَدِّثُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَنَزِيُّ مَوْلاَهُم، الكُوْفِيُّ، الأَغَرُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ الجُهَنِيِّ، وَعَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، وَشَقِيْقِ بنِ عُقْبَةَ، وَعِدَّةٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ، صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَكِيْعٌ، وَيَزِيْدُ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَسَعِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ الوَاسِطِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ. وَجَاءَ عَنْ يَحْيَى أَنَّهُ ضعَّفه. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ الحَاكِمُ: عِيْبَ عَلَى مُسْلِمٍ إِخرَاجُهُ فِي "صَحِيْحِهِ". قُلْتُ: مَا ذَكرَهُ فِي الضُّعَفَاءِ البُخَارِيُّ، وَلاَ العُقَيلي، وَلاَ الدُّوْلاَبِيُّ، وَحَدِيْثُه فِي عِدَادِ الحَسَنِ -إِنْ شَاءَ اللهُ- وَهُوَ شِيْعِيٌّ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ جِدّاً. قُلْتُ: إِنَّمَا يَرْوِي لَهُ مُسْلِمٌ فِي المُتَابعَاتِ. وَقِيْلَ: كَانَ يَأْتِي عَنْ عَطِيَّةَ بِبَلاَيَا. وَقَدْ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ أَيْضاً: هُوَ مِمَّنْ أَسْتخِيْرُ اللهَ فِيْهِ. قُلْتُ: كَانَ يَتَأَلَّهُ. قَالَ الهَيْثَمُ بنُ جَميل: جَاءَ فُضَيْلُ بنُ مَرْزُوْقٍ -وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الهُدَى زُهْداً وَفَضْلاً- إِلَى الحَسَنِ بنِ حَيٍّ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهُ شَيْءٌ، فَأَخَرَجَ لَهُ سِتَّةَ دَرَاهِمَ، وَقَالَ: لَيْسَ مَعِي غَيْرُهَا. قَالَ سُبْحَانَ اللهِ! لَيْسَ عِنْدَك، غَيْرُهَا وَأَنَا آخُذُهَا؟! فَأَبَى ابْنُ حَيٍّ إِلاَّ أَنْ يَأْخُذَهَا، فَأَخَذَ ثَلاَثَةً، وَتَرَكَ ثَلاَثَةً. قُلْتُ: تُوُفِّيَ قَبْلَ سَنَةِ سَبْعِيْنَ ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 547"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 537" و"2/ 759" و"3/ 133"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 423"، المجروحين لابن حبان "2/ 209"، الكاشف "2/ ترجمة 4562"، ميزان الاعتدال "3/ 363"، المغني "2/ ترجمة 4960"، تقريب التهذيب "2/ 113"، تهذيب التهذيب "8/ 298"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5745".

محمد بن راشد

1126- مُحَمَّدُ بنُ رَاشِدٍ 1: "4" المَكْحُوْلِيُّ الدِّمَشْقِيُّ المُحَدِّثُ، نَزِيْلُ البَصْرَةِ. حَدَّثَ عَنْ: مَكْحُوْلٍ -وَإِلَيْهِ يُنسَبُ، فَأَحْسِبُهُ ابْنَ مَوْلاَهُ- وَعَنْ: عَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي رُقَيَّةَ، وَأَبِي وَهْبٍ عُبَيْدِ اللهِ الكَلاَعِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى، وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ -وَمَاتَا قَبْلَهُ- وَبَقِيَّةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَحَبَّانُ بنُ هِلاَلٍ، وَعَارِمٌ، وَحَفْصُ بنُ عُمَرَ الحَوْضِيُّ، وَبِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوخ، وَجَمَاعَةٌ خَاتِمَتُهُم: عَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاوِيَةَ الجُمَحي. وَثَّقَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: لَيْسَ بِحَدِيْثِهِ بَأْسٌ إِذَا حَدَّثَ عَنْهُ ثِقَةٌ، فَحَدِيْثُه مُسْتقِيْمٌ. وَكَنَّاهُ البُخَارِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ: أَبَا يَحْيَى. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مَا رَأَيتُ رَجُلاً أَورَعَ مِنْهُ. عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ أَبُو النَّضْرِ: كُنْتُ أُوْصِي شُعْبَةَ بالرُّصافة، فَدَخَلَ مُحَمَّدُ بنُ رَاشِدٍ. فَقَالَ لِي شُعْبَةُ: أَمَا كَتَبْتَ عَنْهُ؟ أَمَا إِنَّهُ صَدُوْقٌ، وَلَكِنَّهُ شِيْعِيٌّ قَدَرِيٌّ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: قَدَرِيٌّ. مَحْمُودُ بنُ غَيْلاَنَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ لِي: لاَ تَكتُبْ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ رَاشِدٍ، فَإِنَّهُ مُعْتَزِلِيٌّ رَافِضِيٌّ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِر: لَمْ يَكُنْ ثِقَةً، كَانَ يُصَحِّفُ. قَالَ الجُوْزجاني: يَشتمِلُ عَلَى غَيْرِ بِدْعَةٍ، وَكَانَ مُتَحَرِّياً لِلصِّدْقِ. وَعَنْ أَبِي مُسْهِرٍ: كَانَ يَرَى السَّيْفَ، فَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدمشقي: مات بعد سنة ستين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 212"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 125"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1385"، والمجروحين لابن حبان "2/ 253"، تاريخ بغداد "5/ 271"، الكاشف "3/ ترجمة 4917"، ميزان الاعتدال "3/ 543"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 68"، تهذيب التهذيب "9/ 158"، تقريب التهذيب 2/ 160"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 2611".

هشام بن سعد

1127- هشام بن سعد 1: "م، 4" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الصَّادِقُ، أَبُو عَبَّادٍ القُرَشِيُّ مولاهم، المدني، الخَشَّابُ، يَتِيْمُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ. حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدٍ المقبُري، وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، ونُعَيم المُجْمِر، وَابْنِ شِهَابٍ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَهُوَ مُكْثرٌ عَنْهُ، بَصِيْرٌ بِحَدِيْثِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَكِيْعٌ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ أَبِي فُدَيك، وَأَبُو عَامِرٍ العَقَدي، والقَعْنَبي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ، وَجَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: فِيْهِ ضَعْفٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: لَمْ يَكُنْ بِالحَافِظِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ وَابْن إِسْحَاقَ عِنْدِي سَوَاءٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ لاَ يَرْوِي عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: هُوَ ثِقَةٌ، أَثْبَتُ النَّاسِ فِي زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: هُوَ كَذَا وَكَذَا. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِذَاكَ القَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَعَ ضَعفِه يُكتَبُ حَدِيْثُه. وَتَقَعَّرَ ابْنُ حِبَّانَ كَعَوَائِدِه، وَذَكَرَ أَنَّهُ يَرْوِي عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسيِّب، كَذَا فِي النُّسْخَةِ. ثُمَّ قَالَ: كَانَ مِمَّنْ يَنْقلُ الإِسْنَادَ، وَهُوَ لاَ يَفْهمُ، وَيُسْنِدُ المَوْقُوْفَاتِ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُ، فَلَمَّا كثر مخالفته للأثبات فيما يرويه عن الثِّقَاتِ، بَطَلَ الاحْتِجَاجُ بِهِ، وَإِنِ اعْتُبِرَ بِمَا وَافَقَ الثِّقَاتِ مِنْ حَدِيْثِهِ، فَلاَ ضَيْرَ. عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ: عَنْ هِشَامِ بنِ سَعْدٍ، عن معاذ بن عبد الله بن خُبَيب، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا عَرَفَ الغُلاَمُ يَمِيْنَهُ مِنْ شِمَالِهِ، فَمُرُوْهُ بِالصَّلاَةِ"2. قُلْتُ: احْتجَّ بِهِ مُسْلِمٌ، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ البُخَارِيُّ. وَمَاتَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ستين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2706"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 173" و"3/ 171"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 241"، المجروحين لابن حبان "3/ 89"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 196"، والكاشف "3/ ترجمة 6069"، المغني "2/ ترجمة 6748"، العبر "1/ 237"، تاريخ الإسلام "6/ 311"، ميزان الاعتدال "4/ 298"، تهذيب التهذيب "11/ 39"، تقريب التهذيب "3/ 318" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 251". 2 ضعيف: أخرجه أبو داود "497" من طريق سليمان بن داود المهري، عن هشام بن سعد، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته هشام بن سعد، قال ابن معين: ليس بذاك القوي وليس بمتروك. وقال النسائي: ضعيف. وقال مرة: ليس بالقوي. وقال أحمد: لم يكن بالحافظ. وكان يحيى القطان لا يحدث عنه. وقال أحمد أيضا: لم يكن محكم الحديث.

أبو جعفر الرازي

1128- أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ 1: "4" عِيْسَى بنُ مَاهَانَ، عَالِمُ الرَّيِّ يُقَالُ: إِنَّهُ وُلِدَ بِالبَصْرَةِ، وَكَانَ يَتَّجِرُ إِلَى الرَّيِّ، وَيُقِيْمُ بِهِ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ التِّسْعِيْنَ، فِي حَيَاة بَقَايَا الصَّحَابَةِ. حَدَّثَ عَنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وقتادة، والربيع بن أنس، وجماعة. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيبي، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَخَلَفُ بنُ الوَلِيْدِ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي بُكَير، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَعِدَّةٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَالنَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُمَا: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يَهِمُ كَثِيْراً. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: هُوَ عِيْسَى بنُ أَبِي عِيْسَى، ثِقَةٌ، كَانَ يَخلِطُ. وَقَالَ مَرَّةً: يُكتَبُ حَدِيْثُه، إِلاَّ أَنَّهُ يُخطِئُ. وَقَالَ حَنْبَلٌ عَنْ أَحْمَدَ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ قال: هو نحو موسى بن عُبيدة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2790"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1556"، والمجروحين لابن حبان "2/ 120"، تاريخ بغداد "11/ 143"، ميزان الاعتدال "3/ 319"، والعبر "1/ 237"، تهذيب التهذيب "12/ 56"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 252".

وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ، قَالَ: كَانَ عِنْدَنَا ثِقَةً. وَقَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ: فِيْهِ ضَعْفٌ. وَقَالَ السَّاجِيُّ: صَدُوْقٌ لَيْسَ بِمُتْقِنٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ الدَّشْتَكِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يَقُوْلُ: لَمْ أَكْتُبْ عَنِ الزُّهْرِيِّ، لأَنَّهُ كَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. ثُمَّ قَالَ الدَّشْتَكِيُّ: زَامَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، المَهْدِيَّ وَلَبِسَ السَّوَادَ. قُلْتُ: زَاملَ المَهْدِيَّ إِلَى مَكَّةَ. وَمِمَّا تَفَرَّد بِهِ حَدِيْثُ: "القُنُوت"1. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: أَصلُهُ مِنْ مَرْوَ، انْتقَلَ إِلَى الرَّيِّ، كَانَ مِمَّنْ يَتَفَرَّدُ بِالمَنَاكِيْرِ عَنِ المشَاهِيْرِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ. أَنْبَأَنِي عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، وَطَائِفَةٌ، قَالُوا: أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ هَزَارْمَرْدَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ حَبَابَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحاً خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شعرًا" 2. وَبِهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: "إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ آخِرِ سَجْدَةٍ ثُمَّ أَحَدَثَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلاَتُهُ"3. أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ, عَنْ قَتَادَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ خَطْباً يَوْم القِيَامَةِ، أَكْثَرُهُمْ خوضًا في الباطل"4.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 162"، والدارقطني "2/ 239"، والبيهقي "2/ 101" من طريق أبي جعفر، عن الربيع بنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: ما زال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقنت في صلاة الصبح حتى فارق الدنيا. قلت: إسناده ضعيف، لضعف أبي جعفر الرازي عيسى بن ماهان، وهذا مخالف لما ثبت عن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يقنت إلا في النوازل والمُلمات. 2 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي جعفر الرازي، لكن الحديث صحيح ثابت أخرجه البُخَارِيُّ "6155"، وَمُسْلِمٌ "2257"، وَأَبُو دَاوُدَ "5009"، وَالتِّرْمِذِيُّ "2851"، وَابْنُ مَاجَهْ "3957"، والطحاوي "2/ 370"، وأحمد "2/ 288 و355 و391 و478 و480" وله شاهد عن ابن عمر: عند البخاري "6154"، وأحمد "2/ 39 و96". وشاهد آخر عن سعد بن أبي وقاص: عند مسلم "2258"، وأحمد "1/ 175 و181"، وابن ماجه "3760". وشاهد ثالث عن أبي سعيد الخدري: عند مسلم "2259"، وأحمد "3/ 8 و41". 3 ضعيف: فيه أبو جعفر الرازي، ضعيف، كما أنه مرسل. 4 ضعيف: فيه علتان: الإرسال، وضعف أبي جعفر الرازي.

فتح الموصلي، أما الصغير، ابن زبر

فتح الموصلي، أما الصغير، ابن زبر 1129- فتح المَوْصلي 1: زَاهِدُ زَمَانِهِ، فَتْحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ وِشَاح الأَزْدِيُّ، المَوْصِلِيُّ أَحَدُ الأَوْلِيَاءِ. لَهُ عَنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ: المُعَافَى بنُ عِمْرَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوي، وَغَيْرُهُمَا. وَلَهُ أَحْوَالٌ وَمَقَامَاتٌ، وَقَدَمٌ رَاسخٌ فِي التَّقْوَى. عَنِ المُعَافَى قَالَ: لَمْ أَرَ أَعقلَ مِنْهُ. قيل: كان يوقد في أتُون بعدما كَانَ يَصِيدُ السَّمَكَ، فَشَغَلَتْهُ سَمَكَةٌ عَنِ الجَمَاعَةِ، فَتَرَكَهُ. وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْهِ المُعَافَى بِأَلفٍ، فَردَّهَا، وَأَخَذَ مِنْهَا دِرْهَماً وَاحِداً، مَعَ فَقْرِ أَهْلِهِ. وَقِيْلَ: كَانَ لاَ يَنَامُ إِلاَّ قَاعِداً، وَكَانَ بَكَّاءً، خَوَّافاً، مُتَهَجِّداً. قِيْلَ: أَتَاهُ مُتولِّي المَوْصِلِ، فَخَرَجَ ابْنُهُ، وَقَالَ: هُوَ نَائِمٌ. فَصَاحَ: مَا أَنَا نَائِماً، مَا لِي وَلَكَ? قَالَ: هَذِهِ عَشْرَةُ آلاَفٍ، خُذْهَا، فَأَبَى. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ وَقِيْلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ. وَهَذَا هُوَ فتح الموصلي الكبير. 1130- أما الصغير 2: فمن أقران بشر الحافي. 1131- ابن زَبْر 3: "خَ، 4" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، رَئِيْسُ دِمَشْقَ، أَبُو زَبْر عَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْر الرَّبَعي، الدمشقي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 383". 2 هو فتح بن سعيد الموصلي، ترجمته في حلية الأولياء "415"، تاريخ بغداد "12/ 381"، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 235". 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 468"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 509"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 153" و"2/ 362 و386 و396 و403"، الجرح والتعديل "5/ ترجمة 592"، تاريخ بغداد "10/ 16"، الإكمال لابن ماكولا "4/ 162"، الكاشف "2/ ترجمة 2933"، ميزان الاعتدال "2/ 463"، العبر "1/ 244"، تهذيب التهذيب "5/ 350"، تقريب التهذيب "1/ 439"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3716"، شذرات الذهب "1/ 260".

حَدَّثَ عَنِ: القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَسَالِمِ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَمَكْحُوْلٍ، وبُسْر بنِ عُبَيْدِ اللهِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرٍ المُقْرِئِ، وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ، وَأَبِي سَلاَّمٍ مَمْطُور، وَالزُّهْرِيِّ، وَبِلاَلِ بنِ سَعْدٍ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: وَلدُهُ إِبْرَاهِيْمُ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ شَابُوْرَ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَاب، وَشَبَابَةُ، وَأَبُو مُسهِر، وَمَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ، وَأَبُو المُغِيْرَةِ الخَوْلاَنِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ دُحَيْمٌ: كَانَ ثِقَةً، مِنْ أَشْرَافِ أَهْلِ البَلَدِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مُقَاربُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، إِنْ شَاءَ اللهُ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ. وَكَنَّاهُ مُسْلِمٌ، وَجَمَاعَةٌ: أَبَا زَبْرٍ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: كُنْيَتُهُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ ابْنُهُ: وُلِدَ أَبِي فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ. كَتبَ إليَّ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَطَائِفَةٌ: سَمِعُوا أَبَا حَفْصٍ المؤدِّب، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ الشَّيْبَانِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ البَزَّارُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رَوْحٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو زَبْرٍ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَهْلَلْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعُمْرَةٍ فِي حِجَّتِهِ. ومن طبقته:

عبد الله بن العلاء بن خالد

1132- عبد الله بن العلاء بن خالد 1: بَصْرِيٌّ، صَدُوْقٌ، نَزَلَ الرَّيَّ. يَرْوِي عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَأَشْعَثَ الحُمراني. وَعَنْهُ: زَافِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَهِشَامُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صالح.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ ترجمة 591".

فليح بن سليمان

1133- فُلَيح بن سُليمان 1: "ع" ابن أبي المغيرة، وَاسْمُ جَدِّهِ: رَافِعٌ، أَوْ نَافِعُ بنُ حُنين الخُزَاعي، وَيُقَالُ: الأَسْلَمِيُّ، المَدَنِيُّ، الحَافِظُ، أَحَدُ أَئِمَّةِ الأَثَرِ، مِنْ مَوَالِي آلِ زَيْدِ بنِ الخَطَّابِ. وَاسْمُ فُلَيح: عَبْدِ المَلِكِ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ اللَّقَبُ، حَتَّى جُهِلَ الاسْمُ. وُلِدَ فِي آخِرِ أَيَّامِ الصَّحَابَةِ وَهُوَ أَسنُّ مِنْ مَالِكٍ بِقَلِيْلٍ. حَدَّثَ عَنْ: ضَمْرَةَ بنِ سَعِيْدٍ، وَسَعِيْدِ بنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيِّ، وَنَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ، وَنُعَيْمٍ المُجْمِرِ، وَعَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَهِلاَلِ بنِ أَبِي مَيْمُوْنَةَ، وَعَبَّاسِ بنِ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، وَرَبِيْعَةَ الرَّأْيِ، وَصَالِحِ بنِ عَجْلاَنَ، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَعُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ، وَسَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَأَيُّوْبَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ صَعْصَعَةَ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَيُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ المؤدِّب، وَأَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، وَأَبُو تُمَيْلَةَ المَرْوَزِيُّ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَابِ، وَعُثْمَانُ بنُ عُمَرَ بنِ فَارِسٍ، وَالهَيْثَمُ بنُ جَمِيْلٍ، وَشُرَيْحُ بنُ النُّعْمَانِ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ العَوَقِيُّ، وَالمُعَافَى بنُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبَانٍ الوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بكَّار بنِ الرَّيَّانِ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الوَرْكَاني، وَيَحْيَى الوُحَاظِيُّ، وَأَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَرَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوْخِهِ: زَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَزِيَادُ بنُ سَعْدٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَحَدِيْثُه فِي الأُصُوْلِ السِّتَّةِ اسْتِقْلاَلاً، ومتابعة وغيره أقوى منه. رَوَى عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ضَعِيْفٌ مَا أَقرَبَهُ مِنْ أَبِي أُوَيْسٍ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ هُوَ دُوْنَ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ أَثبَتُ منه. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 415"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 601"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 146" و"2/ 466" و"3/ 43 و55"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 479"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 209"، الكاشف "2/ ترجمة 4566"، العبر "1/ 254 و356 و358 و385"، ميزان الاعتدال "3/ 365"، تهذيب التهذيب "8/ 303"، تقريب التهذيب "2/ 114"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5760"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 266".

وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: بَلَغَنِي عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: أَنَّهُ كَانَ يَقشَعِرُّ مِنْ أَحَادِيْثِ فُلَيْحِ بنِ سُلَيْمَانَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بنَ صَالِحٍ، سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: فُلَيْحُ بنُ سُلَيْمَانَ لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَلاَ ابْنُهُ. ثُمَّ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ ابْنُ مَعِيْنٍ يَحْمِلُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ فُلَيْحٍ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: ثَلاَثَةٌ يُتَّقَى حَدِيْثُهُم: مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، وَأَيُّوْبُ بنُ عُتْبَةَ، وفُلَيح بنُ سُلَيْمَانَ. قُلْتُ لِيَحْيَى: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا? قَالَ: مَنْ مُظَفر بنِ مُدْرك، كُنْتُ آخُذُ عَنْهُ هَذَا الشَّأْنَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لاَ يُحْتَجُّ بِفُلَيْحٍ. وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: يَهِمُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: قُلْتُ لأَبِي دَاوُدَ: قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: عَاصِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَابْنُ عَقِيْلٍ، وَفُلَيْحٌ لاَ يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِهِم. قَالَ: صَدَقَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: فُلَيْحٌ ضَعِيْفٌ. وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا عِنْدِي لاَ بَأْسَ بِهِ، وَقَدِ اعْتمَدَه البُخَارِيُّ فِي "صِحَاحِهِ"، وَلَهُ أَحَادِيْثُ صَالِحَةٌ. رَوَى عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، نُسْخَةً. وَيَرْوِي عَنْ هِلاَلِ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَحَادِيْثَ. وَيَرْوِي عَنْ سَائِرِ الشُّيُوخِ مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ أَحَادِيْثَ مُسْتقِيْمَةً، وَغَرَائِبَ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: زَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ. قُلْتُ: لَمْ يَرحَلْ فِي الحَدِيْثِ. وَمِنْ أَفرَادِهِ: عَنِ ابْنِ طُوَالَةِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَعلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ، لاَ يَسْتَعْمِلُهُ إِلاَّ لِيُصِيْبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ1. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يَخْتَلِفُوْنَ فِي فُلَيْحٍ، وَلاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ السَّاجِيُّ: أَصعبُ مَا رُمِيَ بِهِ، مَا ذُكِرَ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، عَنْ أَبِي كَامِلٍ، قَالَ: كُنَّا نَتَّهِمُهُ، لأَنَّهُ كَانَ يَتَنَاوَلُ مِنَ الصَّحَابَةِ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ المُطَهَّرِ التَّمِيْمِيُّ، بِسَفْحِ قَاسِيُوْنَ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَهُ فِي الحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْلَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، فِي يَوْمِ النَّحْرِ، فِي رَهْطٍ يُؤَذِّنُ فِي النَّاسِ: "أَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، وَلاَ يَطُوْفَنَّ بِالبَيْتِ عُرْيَانُ". صَحِيْحٌ، غَرِيْبٌ. أَخْرَجَهُ: البخاري2، عن أبي الربيع، فوافقناه بعلو.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "3664"، وابن ماجة "252" من طرق عن فليح بن سليمان، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرحمن بن معمر، عن سعيد بن يسار، به. وقوله: "عرف الجنة": أي ريحها الطيبة. 2 صحيح: أخرجه البخاري "4363" حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع، حدثنا فليح، به وأخرجه البخاري "369" و"1622" و"4656" و"4657"، ومسلم "1347" من طرق عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هريرة، به.

إسرائيل

1134- إسرائيل 1: "ع" إِسْرَائِيْلُ بنُ يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَمْرِو بنِ عَبْدِ الله، الحَافِظُ، الإِمَامُ، الحُجَّةُ، أَبُو يُوْسُفَ الهَمْدَانِيُّ، السَّبِيْعِيُّ، الكُوْفِيُّ. أَكْثَرَ عَنْ: جَدِّهِ. وَرَوَى أَيْضاً عَنْ: زِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وَآدَمَ بنِ عَلِيٍّ، وَآدَمَ بنِ سُلَيْمَانَ أَبِي يَحْيَى، وَإِسْمَاعِيْلَ السُّدِّيِّ، وَعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ عَامِرٍ الثَّعْلَبِيِّ، وَأَشْعَثَ بنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَثُوَيْرِ بنِ أَبِي فَاخِتَةَ، وَسَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ، وسِماك بنِ حَرْبٍ، وَعَامِرِ بنِ شَقِيْقِ بنِ جَمرة الأَسَدِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ، وَعُثْمَانَ بنِ عَاصِمٍ، ومُخارق الأَحْمَسِيِّ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المعتمر، وخلق كثير. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الحَدِيْثِ، وَمِنْ مَشَايِخِ الإِسْلاَمِ، كَأَبِيْهِ وَجَدِّه، وَأَخِيْهِ عِيْسَى. حَدَّثَ عَنْهُ: أَخُوْهُ، وَحَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَأَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ الوَهْبِيُّ، وَآدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَابِقٍ، وَشَبَابَةُ، وَإِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ السَّلولي، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، وَحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرُّوْذِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ كثير العبدي، وأبو

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 374"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1669"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1258"، تاريخ بغداد "7/ 20"، تذكرة الحفاظ "1/ 201"، ميزان الاعتدال "1/ 208"، تهذيب التهذيب "1/ 261"، تقريب التهذيب "1/ 64".

غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ، وَأَبُو سلمة التَّبُوذَكي، ويحيى بن أبي بكير، وَوَكِيْعٌ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. رَوَى هَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ، عَنْ دُبَيْسِ بنِ حُمَيْدٍ: أَنَّ مَولِدَ إِسْرَائِيْلَ سَنَةَ مائَةٍ. رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، قَالَ: قَالَ لِي إِسْرَائِيْلُ: كُنْتُ أَحْفَظُ حَدِيْثَ أَبِي إِسْحَاقَ، كَمَا أَحْفَظُ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ. ابْنُ المَدِيْنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: إِسْرَائِيْلُ فَوْقَ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ. وَرَوَى حَرْبٌ الكَرْمَانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ، قَالَ: كَانَ ثِقَةً، وَجَعَلَ يَعْجَبُ مِنْ حِفْظِه. وَأَمَّا صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ، فَرَوَى عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: إِسْرَائِيْلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: فِيْهِ لِيْنٌ، سَمِعَ مِنْهُ بأخَرَة. وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: سُئِلَ أَحْمَدُ: أَيُّمَا أَثبَتُ: شَرِيْكٌ أَوْ إِسْرَائِيْلُ? قَالَ: إِسْرَائِيْلُ كَانَ يُؤَدِّي مَا سَمِعَ، كَانَ أَثبتَ مِنْ شَرِيْكٍ. قُلْتُ: مَنْ أَحَبُّ إِلَيْكَ يُوْنُسُ أَوْ إِسْرَائِيْلُ ابْنُهُ فِي أَبِي إِسْحَاقَ? قَالَ: إِسْرَائِيْلُ، لأَنَّهُ صَاحِبُ كِتَابٍ. وَقَالَ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: مَنْ أَحَبُّ إِلَيْك يُوْنُسُ أَوْ إِسْرَائِيْلُ فِي أَبِي إِسْحَاقَ? قَالَ: يُوْنُسُ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: إِسْرَائِيْلُ إِذَا انْفردَ بِحَدِيْثٍ يُحتَجُّ بِهِ? قَالَ إِسْرَائِيْلُ: ثَبتُ الحَدِيْثِ، كَانَ يَحْيَى يَحْمِلُ عَلَيْهِ فِي حَالِ أَبِي يَحْيَى القَتَّاتِ. قَالَ: رَوَى عَنْهُ مَنَاكِيْرُ. ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: مَا حَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى بن سَعِيْدٍ بِشَيْءٍ. قَالَ أَحْمَدُ: وَإِسْرَائِيْلُ إِذَا حَدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ، لاَ يُغَادرُ، وَيُحفَظُ مِنْ كِتَابِهِ. وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ أَحْمَدَ، قَالَ: شَرِيْكُ أَضبطُ مِنْ إِسْرَائِيْلَ فِي أَبِي إِسْحَاقَ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: كَانَ القَطَّانُ لاَ يُحَدِّثُ عَنْ إِسْرَائِيْلَ، وَلاَ عَنْ شَرِيْكٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: قَالَ يَحْيَى بنُ آدَمَ: كُنَّا نَكْتُبُ عِنْدَ إِسْرَائِيْلَ مِنْ حِفْظِه. قَالَ يَحْيَى: كَانَ إِسْرَائِيْلُ لاَ يَحفَظُ، ثُمَّ حَفِظَ بَعْدُ -يَعْنِي: أَنَّهُ دَرسَ كِتَابَه. وَقَالَ يَحْيَى: إِسْرَائِيْلُ أَثْبَتُ فِي أَبِي إِسْحَاقَ مِنْ شَيْبَانَ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ العِجلي: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ، مِنْ أَتْقَنِ أَصْحَابِ أَبِي إسحاق.

وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: صَدُوْقٌ، وَلَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ مَرَّةً: فِي حَدِيْثِهِ لِيْنٌ. قَالَ أَحْمَدُ بن دواد الحُدَّانِيُّ: سَمِعْتُ عِيْسَى بنَ يُوْنُسَ يَقُوْلُ: كَانَ أَصْحَابُنَا سُفْيَانُ وَشَرِيْكٌ ... وَعَدَّ قَوْماً، إِذَا اخْتَلَفُوا في حديث أبي إسحاق، يجيؤون إِلَى أَبِي، فَيَقُوْلُ: اذْهبُوا إِلَى ابْنِي إِسْرَائِيْلَ، فهو أروى عنه مني، وَأَتْقَنُ لَهَا مِنِّي، وَهُوَ كَانَ قَائِدَ جَدِّهِ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الثَّلْجِ، عَنْ شَبَابَةَ: قُلْتُ لِيُوْنُسَ: أمِلَّ عليَّ حَدِيْثَ أَبِيْكَ. قَالَ: اكْتُبْ عَنْ إِسْرَائِيْلَ، فَإِنَّ أَبِي أملَّه عَلَيْهِ. الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجَرْجَرائي: عَنْ خَلَفِ بنِ تَمِيْمٍ، سَمِعْتُ أَبَا الأَحْوَصِ -إِنْ شَاءَ اللهُ- ذَكَرَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: مَا تَرَكَ لَنَا إِسْرَائِيْلُ كُوَّةً وَلاَ سَفَطاً، إِلاَّ دَحَسَهَا كُتُباً. مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِي: سَمِعْتُ أَبَا نُعيم سُئِل: أَيُّمَا أَثبَتُ: إِسْرَائِيْلُ أَوْ أَبُو عَوانة? قَالَ: إِسْرَائِيْلُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: قَدْ أَثْنَى عَلَى إِسْرَائِيْلَ الجُمْهُوْرُ، وَاحْتجَّ بِهِ الشَّيْخَانِ، وَكَانَ حَافِظاً، وَصَاحِبَ كِتَابٍ وَمَعْرِفَةٍ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَرَاءِ، عَنْ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ: إِسْرَائِيْلُ ضَعِيْفٌ. قُلْتُ: مَشَى عليٌّ خَلْفَ أُسْتَاذِه يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَقَفَى أَثَرَهُمَا أَبُو محمد ابن حَزْمٍ، وَقَالَ: ضَعِيْفٌ. وَعَمدَ إِلَى أَحَادِيْثِه الَّتِي فِي "الصَّحِيْحَيْنِ"، فَرَدَّهَا، وَلَمْ يَحتَجَّ بِهَا، فَلاَ يُلْتَفَتُ إِلَى ذَلِكَ، بَلْ هُوَ ثِقَةٌ. نَعَم، لَيْسَ هُوَ فِي التَّثَبُّتِ كَسُفْيَانَ وَشُعْبَةَ، وَلَعلَّهُ يُقَارِبُهُمَا فِي حَدِيْثِ جَدِّه، فَإِنَّهُ لاَزَمَهُ صَبَاحاً وَمَسَاءً عَشْرَةَ أَعْوَامٍ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ يَرْوِي عَنْهُ وَيُقَوِّيهِ، وَلَمْ يَصْنَعْ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ شَيْئاً فِي تَرْكِهِ الرِّوَايَةَ عَنْهُ، وروايته عن مجالد. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَزُهَيْرٌ، وَإِسْرَائِيْلُ: حَدِيْثُهُم في أبي إسحاق قريب من السواء، وإنما أَصْحَابُ أَبِي إِسْحَاقَ: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ. قَالَ عَبَّاسٌ الدُّوري: حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بنُ المُثَنَّى، قَالَ: قَدِمَ إِسْرَائِيْلُ بَغْدَادَ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَأُقْعِدَ فَوْقَ مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ، فَقَامَ رَجُلٌ مَعَهُ دَفْتَرٌ, فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ مِنْهُ، وَلاَ يَنْظُرُ فِيْهِ النَّاسُ، فَلَمَّا أَقَامَ إِسْرَائِيْلُ، قَعَدَ ذَاكَ الرَّجُلُ، فَأَمْلاَهُ عَلَى النَّاسِ. وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: إِسْرَائِيْلُ فِي أَبِي إِسْحَاقَ أَثْبَتُ مِنْ شعبة والثوري.

قُلْتُ: هَذَا أَنَا إِلَيْهِ أَمْيَلُ مِمَّا تَقَدَّمَ، فَإِنَّ إِسْرَائِيْلَ كَانَ عُكَّازَ جَدِّه، وَكَانَ مَعَ عِلْمِهِ وَحِفْظِهِ ذَا صَلاَحٍ وَخُشُوْعٍ -رَحِمَهُ اللهُ- وَأَخُوْهُ عِيْسَى أَتقَنُ مِنْهُ، وَأَعْلَمُ، وَأَعبَدُ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. وَقَدْ طَوَّلَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ التَّرْجَمَةَ، وَسَرَدَ لَهُ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ غَرَائِبَ. وَبَلَغَنَا عَنْ شَقِيْقٍ البَلْخِيِّ، قَالَ: أَخَذْتُ الخُشُوْعَ عَنْ إِسْرَائِيْلَ، كُنَّا حَوْلَهُ لاَ يَعْرِفُ مَنْ عَنْ يَمِيْنِهِ، وَلاَ مَنْ عَنْ شِمَالِهِ، مِنْ تَفَكُّرِهِ فِي الآخِرَةِ، فَعَلِمتُ أَنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: إِسْرَائِيْلُ فَوْقَ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ. فَقِيْلَ لِيَحْيَى: إِنَّ إِسْرَائِيْلَ رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُهَاجِرٍ ثَلاَثَ مائَةٍ، وَعَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّاتِ ثَلاَثَ مائَةٍ؟ فَقَالَ: لَمْ يُؤتَ مِنْهُ أتِيَ منهما جميعًا. قُلْتُ: يُشِيْرُ إِلَى لِيْنِ ابْنِ مُهَاجِرٍ، وَالقَتَّاتِ. وَمِنْ غَرَائِبِ إِسْرَائِيْلَ: رَوَى أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ"، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ مَسْرُوْقٍ، عَنْ سَعْدِ بنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: لاَ وَأَبِي. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَهْ، إِنَّهُ مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ دُوْنَ اللهِ، فَقَدْ أَشْرَكَ" 1. رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. وَمْن عَوَالِيْهِ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ قُدَامَةَ الفَقِيْهُ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلان، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ دَنُوْقَا، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ العِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ، قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّيْ أَنَا الرَّزَّاقُ ذُوْ القُوَّةِ المَتِيْنُ" 2. وَهَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ، وقَعْنَب بنُ المُحَرَّرِ: مَاتَ إِسْرَائِيْلُ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَشَبَابٌ العُصْفُري: مات سنة اثنتين وستين ومائة. وقال مُطَيَّن: مات سنة إحدى.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 47" حدثنا أبو سعيد، حدثنا إسرائيل، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 394 و397 و418"، وأبو داود "3993"، والترمذي "2940"، والنسائي في "الكبرى" "7707" و"11527"، والحاكم "2/ 234 و249"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص43 و66 و129" من طرق عن إسرائيل، به. وأخرجه الطيالسي "317" من طريق قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق السبيعي، به. وهذه القراءة شاذة وإن صح إسنادها، لمخالفتها القراءة المتواترة: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58] .

الحسن بن صالح

1135- الحسن بن صالح 1: "م، 4" ابن صالح بن حي، وَاسْمُ حَيٍّ: حَيَّانُ بنُ شُفَي بنِ هُنَي بنِ رَافِعٍ، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الهَمْدَانِيُّ، الثَّوْرِيُّ، الكُوْفِيُّ، الفَقِيْهُ، العَابِدُ، أَخُو الإِمَامِ عَلِيِّ بنِ صَالِحٍ. وَأَمَّا البُخَارِيُّ فَنَسَبَهُ، فَقَالَ: الحَسَنُ بنُ صَالِحِ بنِ صَالِحِ بنِ مُسْلِمِ بنِ حَيَّان. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِي: الحَسَنُ بنُ صَالِحِ بنِ صَالِحِ بنِ حَيِّ بنِ مُسْلِمِ بنِ حَيَّان. قُلْتُ: هُوَ مِنْ أَئِمَّةِ الإِسْلاَمِ، لَوْلاَ تَلَبُّسُهُ بِبِدعَةٍ. قَالَ وَكِيْعٌ: وُلِدَ سَنَةَ مائَةٍ. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ، وَسَلَمَةَ بنِ كُهَيل، وَعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَعَلِيِّ بنِ الأَقْمَرِ، وَسِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ السُّدِّيِّ، وَبَيَانِ بنِ بِشْرٍ، وَعَاصِمِ بنِ بَهْدَلة، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وبُكَير بنِ عَامِرٍ، وَقَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سليم، ومنصور بن المُعْتَمِرِ، وَجَابِرٍ الجُعْفِي، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَعِدَّةٍ. وَيَنْزِلُ إِلَى: شُعْبَةَ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَروبة، وَهُوَ صَحِيْحُ الحَدِيْثِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَوَكِيْعٌ، وَمُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ، وحُميد بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَأَسْوَدُ بنُ عَامِرٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ السَّلولي، وَقَبِيْصَةُ بنُ عُقْبَةَ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي بُكير، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عُمَرَ الفَقِيْه كِتَابَةً، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ، أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ المَالِكِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ موسى الجُهَني، عن فاطمة بنت علي,

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 375"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2521"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 155 و440"، و"2/ 680 و689"، الكنى للدولابي "2/ 54"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 68"، وحلية الأولياء "7/ ترجمة 392"، الأنساب للسمعاني "3/ 145"، العبر "1/ 249"، الكاشف "1/ ترجمة 1044"، ميزان الاعتدال "1/ 496"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 59"، تهذيب التهذيب "2/ 285"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 351"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 262".

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُميس: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِعَلِيٍّ: "أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُوْنَ مِنْ مُوْسَى إِلاَّ أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ" 1. قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: كَانَ سُفْيَانُ الثوري سيئ الرأي في الحسن بن حَيٍّ. وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيِّ، قَالَ المِزِّيُّ شَيْخُنَا -أَظُنُّه أَبَا بَكْرٍ الأَثْرَمَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُوْلُ: دَخَلَ الثَّوْرِيُّ يَوْمَ الجُمُعَةِ مِنَ البَابِ القِبْلِيِّ، فَإِذَا الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ يُصَلِّي، فَقَالَ: نَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ خُشُوْعِ النِّفَاقِ، وَأَخَذَ نَعْلَيْهِ، فَتَحوَّلَ إِلَى سَارِيَةٍ أُخْرَى. وَقَالَ العَلاَءُ بنُ عَمْرٍو الحَنَفِيُّ، عَنْ زَافِرِ بنِ سُلَيْمَانَ: أَرَدْتُ الحجَّ، فَقَالَ لِيَ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ: إِنْ لَقِيْتَ أَبَا عَبْدِ اللهِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ بِمَكَّةَ، فَأَقْرِهِ مِنِّي السَّلاَمَ، وَقُلْ: أَنَا عَلَى الأَمْرِ الأَوَّلِ: فَلَقِيْتُ سُفْيَانَ فِي الطَّوَافِ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَخَاكَ الحَسَنَ بنَ صَالِحٍ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، وَيَقُوْلُ: أَنَا عَلَى الأَمْرِ الأَوَّلِ. قَالَ: فَمَا بَالُ الجُمُعَةِ? قُلْتُ: كَانَ يَترُكُ الجُمُعَةَ، وَلاَ يَرَاهَا خَلْفَ أَئِمَّةِ الجَوْرِ بِزَعْمِهِ. عُبيد بنُ يَعِيْشَ، عَنْ خَلاَّدِ بنِ يَزِيْدَ، قَالَ: جَاءنِي سُفْيَانُ، فَقَالَ: الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ مَعَ مَا سَمِعَ مِنَ العِلْمِ وَفَقُهَ يَتْرُكُ الجُمُعَةَ، ثُمَّ قَامَ، فَذَهَبَ. أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيْسَ: مَا أَنَا وَابْنُ حَيٍّ? لاَ يَرَى جُمُعَةً وَلاَ جِهَاداً. مُحَمَّدُ بنُ غَيْلاَنَ عَنْ أَبِي نُعيم، قَالَ: ذُكِرَ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ عِنْدَ الثَّوْرِيِّ، فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ يَرَى السَّيْفَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: كَانَ الحَسَنُ بنُ حَيٍّ يَرَى السَّيْفَ. وَقَالَ الخُرَيْبي: شَهِدتُ حَسَنَ بنَ صَالِحٍ وَأَخَاهُ، وَشَرِيْكٌ مَعَهُم، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ إِلَى الصَّبَاحِ فِي السَّيْفِ. بِشْرُ بنُ الحَارِثِ: وَذُكِرَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَفَّانَ الصُّوفِيُّ، فَقَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بنَ غِيَاثٍ يَقُوْلُ: هَؤُلاَءِ يَرَوْنَ السَّيْفَ -أَحْسِبُهُ عَنَى ابْنَ حَيٍّ وَأَصْحَابَهُ. ثم قال بشر: هات من

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 369 و348" من طريق موسى الجهني، عن فاطمة بنت علي، به. وأخرجه من طرق عن سعيد بن أبي وقاص: أحمد "1/ 173 و175 و184 و185"، والبخاري "3706"، ومسلم "2404"، والترمذي "3724"، وابن ماجه "115" و"121"، وابن أبي عاصم "1335" و"1336" و"1338" و"1342" و"1343" والحاكم "3/ 108-109".

لَمْ يَرَ السَّيْفَ مِنْ أَهْلِ زَمَانِكِ كُلِّهِم إِلاَّ قَلِيْلٌ، وَلاَ يَرَوْنَ الصَّلاَة أَيْضاً. ثُمَّ قَالَ: كَانَ زَائِدَةُ يَجْلِسُ فِي المَسْجِدِ، يُحذِّرُ النَّاسَ مِنِ ابْنِ حَيٍّ، وَأَصْحَابِه. قَالَ: وَكَانُوا يَرَوْنَ السَّيْفَ. قَالَ أَبُو صَالِحٍ الفَرَّاءُ: حَكَيتُ لِيُوْسُفَ بنِ أَسْبَاطٍ عَنْ وَكِيْعٍ شَيْئاً مِنْ أَمرِ الفِتَن، فَقَالَ: ذَاكَ يُشْبِهُ أُسْتَاذَهُ. يَعْنِي: الحَسَنَ بنَ حَيٍّ. فَقُلْتُ لِيُوْسُفَ: أَمَا تَخَافُ أَنْ تَكُوْنَ هَذِهِ غِيبَةً? فَقَالَ: لِمَ يَا أَحْمَقُ، أَنَا خَيْرٌ لِهَؤُلاَءِ مِنْ آبَائِهِم وَأُمَّهَاتِهِم، أَنَا أَنْهَى النَّاسَ أَنْ يَعْمَلُوا بِمَا أَحْدَثُوا، فَتَتْبَعُهُم أَوْزَارُهُم، وَمَنْ أَطْرَاهُم كَانَ أَضَرَّ عَلَيْهِم. عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبَا مَعْمَر يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ وَكِيْعٍ، فَكَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ حَسَنِ بنِ صَالِحٍ، أَمْسَكْنَا أَيْدِيَنَا، فَلَمْ نَكْتُبْ فَقَالَ: مَا لَكُم لاَ تَكتُبُوْنَ حَدِيْثَ حَسَنٍ? فَقَالَ لَهُ أَخِي بِيَدِهِ هَكَذَا -يَعْنِي: أَنَّهُ كَانَ يَرَى السَّيْفَ- فَسَكَتَ وَكِيْعٌ. وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى: سَمِعْتُ جَدِّي يَقُوْلُ: كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَى عَلِيِّ بنِ صَالِحٍ، فَلَمَّا بَلَغْتُ إِلَى قَوْلِهِ: {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ} [مَرْيَمُ: 84] ، سَقَطَ الحَسَنُ يَخُورُ كَمَا يَخُورُ الثَّوْرُ، فَقَامَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ، فَرَفَعَهُ، وَمَسَحَ وَجْهَهُ، وَرَشَّ عَلَيْهِ المَاءَ، وَأَسنَدَهُ إِلَيْهِ. أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيْسَ -وذُكِر لَهُ صَعْقُ الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ- فَقَالَ: تَبسُّمُ سُفْيَانَ، أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ صَعْقِ الحَسَنِ. قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: أَتَيْتُ حَسَنَ بنَ صَالِحٍ، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَقُوْلُوْنَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ... فَقُلْتُ: مَا لِي، كَفَرتُ? قَالَ: لاَ، وَلَكِن يَنْقِمُوْنَ عَلَيْكَ صُحْبَةَ مَالِكِ بنِ مِغْوَل، وَزَائِدَةَ. قُلْتُ: وَأَنْتَ تَقُوْلُ هَذَا، لاَ جَلَسْتُ إِلَيْكَ أَبَداً. مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الأَصْبَهَانِيُّ: عَنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ زَائِدَةَ فِي طَرِيْقِ مَكَّةَ، فَقَالَ لَنَا يَوْماً: أَيُّكُم يَحفَظُ عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ: أَنَّهُ تَوَضَّأَ بِكُوْزِ الحُبِّ مَرَّتَيْنِ? قَالَ: فَلَوْ قُلْتُ: حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ أَوْ سُفْيَانُ، كُنْت قَدِ اسْترحْتُ، وَلَكِن قُلْتُ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ مُغِيْرَةَ. قَالَ: الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ أَيْضاً: لاَ حَدَّثْتُكَ بِحَدِيْثٍ أَبَداً. أَبُو أُسَامَةَ: سَمِعْتُ زَائِدَةَ يَقُوْلُ: ابْنُ حَيٍّ قَدِ اسْتُصلِبَ مُنْذُ زَمَانٍ، وَمَا نَجدُ أَحَداً يَصلِبُه. وقال خلف بن تميم: كان زائد يَسْتَتِيْبُ مَنْ أَتَى حَسَنَ بنَ صَالِحٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيُّ: لَوْ لَمْ يُولَدِ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ، كَانَ خَيْراً لَهُ: يَتْرُكُ الجُمُعَةَ، وَيَرَى السَّيْفَ، جَالَسْتُهُ عِشْرِيْنَ سَنَةً، مَا رَأَيتُهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَلاَ ذَكَرَ الدنيا.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ، وَلاَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ حدَّثَا عَنِ الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ بِشَيْءٍ قَطُّ، وَلاَ عَنْ عَلِيِّ بنِ صَالِحٍ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَنْ حَدِيْثٍ مِنْ حَدِيْثِ الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ، فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي بِهِ، وَقَدْ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْهُ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ، ثُمَّ تَرَكَه. قَالَ: وَذَكَرَهُ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالسِّكَّةِ. وَرَوَى عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بنِ دَاوُدَ الخُرَيبي: إِنَّكَ لَكَثِيْرُ الحَدِيْثِ عَنِ ابْنِ حَيٍّ؟ قال: أفضى به ذمام أصحاب الحَدِيْثِ، لَمْ يَكُنْ بِشَيْءٍ. وَقَالَ نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ الخُرَيبي، وَعِنْدَ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، فَجَعَلَ أَبُو أَحْمَدَ يُفَخِّمُ الحَسَنَ بنَ صَالِحٍ. فَقَالَ الخُرَيْبِيُّ: مُتِّعْتُ بِكَ، نَحْنُ أَعْلَمُ بِحَسَنٍ مِنْكَ، إِنَّ حَسَناً كَانَ مُعْجَباً، وَالمُعْجَبُ الأَحْمَقُ. أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ أَبِي السَّفَر: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَالِمٍ، سَمِعْتُ رَشِيداً الخَبَّازَ -وَكَانَ عَبداً صَالِحاً- وَقَدْ رَآهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ مَوْلاَي إِلَى مَكَّةَ، فَجَاوَرْنَا، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ، جَاءَ إِنْسَانٌ فَقَالَ لِسُفْيَانَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! قَدِمَ اليَوْمَ حَسَنٌ وَعلِيٌّ ابْنَا صَالِحٍ. قَالَ: وَأَيْنَ هُمَا? قَالَ: فِي الطَّوَافِ. قَالَ: إِذَا مَرَّا فَأَرِنِيْهِمَا. فَمَرَّ أَحَدُهُمَا، فَقُلْتُ: هَذَا عَلِيٌّ، وَمَرَّ الآخَرُ، فَقُلْتُ: هَذَا حَسَنٌ. فَقَالَ: أَمَّا الأَوَّلُ فَصَاحِبُ آخِرَةٍ، وَأَمَّا الآخَرُ فَصَاحِبُ سَيْفٍ، لاَ يَمْلأُ جَوْفَهُ شَيْءٌ. قَالَ: فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَنَا، فَأَخْبَرَ عَلِيّاً، ثُمَّ مَضَى مَوْلاَيَ إِلَى عَلِيٍّ يُسلِّمُ عَلَيْهِ، وَجَاءَ سُفْيَانُ يُسلِّمُ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ ذَكَرتَ أَخِي أَمْسَ بِمَا ذَكَرتَه، مَا يُؤْمِنُكَ أَنْ تَبلُغَ هَذِهِ الكَلِمَةُ ابْنَ أَبِي جَعْفَرٍ، فَيَبْعَثَ إِلَيْهِ، فَيَقْتُلَهُ? قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى سُفْيَانَ وَهُوَ يَقُوْلُ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ، وَجَادَتَا عَيْنَاهُ. الحُمَيدي، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ حَيٍّ، وَكَانَ خَيْراً مِنِ ابْنَيْهِ، وَكَانَ عَلِيٌّ خَيْرَهُمَا. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الوَرَّاقُ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ: كَيْفَ حَدِيْثُه? فَقَالَ: ثِقَةٌ، وَأَخُوْهُ ثِقَةٌ، وَلَكِنَّهُ قَدِمَ مَوْتُهُ. وَرَوَى عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الهِسْنجاني، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ صَحِيْحُ الرِّوَايَةِ، يَتَفَقَّهُ، صَائِنٌ لِنَفْسِهِ فِي الحَدِيْثِ وَالوَرَعِ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ شَرِيْكٍ. وَرَوَى ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ.

وَرَوَى إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنَيْدِ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ، مُسْتقِيْمُ الحَدِيْثِ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: يُكْتَب رَأْيُ الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، هَؤُلاَءِ ثِقَاتٌ. وَرَوَى عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: ابْنَا صَالِحٍ ثِقَتَانِ، مَأْمُوْنَانِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعة: اجْتَمَعَ فِي حَسَنٍ إِتقَانٌ، وَفِقهٌ، وَعِبَادَةٌ، وَزُهْدٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، حَافِظٌ، مُتْقِنٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. السَّاجِيُّ: عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ وَكِيْعٌ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ. قِيْلَ: مَنِ الحَسَنُ? قَالَ: الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ، الَّذِي لَوْ رَأَيتَه ذَكرتَ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ، أَوْ شَبَّهْتَه بِسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ. قُلْتُ: بَيْنَهمَا قَدرٌ مُشْتَرَكٌ، وَهُوَ العِلْمُ، وَالعِبَادَةُ، وَالخُرُوْجُ عَلَى الظَّلمَةِ تَدَيُّناً. أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ وَكِيْعاً يقول: لا يبالي من رأى الحسن ابن صَالِحٍ، أَلاَّ يَرَى الرَّبِيْعَ بنَ خُثَيم. أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ الأَوْدِيُّ، عَنْ أَبِي يَزِيْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُصْعَبٍ المَعْنِيِّ، قَالَ: صَحِبتُ السَّادَةَ: سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَصَحِبتُ ابْنَيْ حَيٍّ؛ عَلِيّاً وَالحَسَنَ، وصحبت وُهَيب بن الورد. وَقَالَ يَحْيَى بنُ أَبِي بُكير: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بنِ صَالِحٍ: صِفْ لَنَا غَسلَ المَيْتِ، فَمَا قَدِرَ عَلَيْهِ مِنَ البُكَاءِ. وَعَنْ عَبْدَةَ بنِ سليمان، قال: إني أرى الله يستحي أَنْ يُعَذِّبَ الحَسَنَ بنَ صَالِحٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيم: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ، وَمَا كَانَ دُوْنَ الثَّوْرِيِّ فِي الوَرَعِ وَالقُوَّةِ. الحُنَيْني: سَمِعْتُ أَبَا غَسَّانَ يَقُوْلُ: الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ خَيْرٌ مِنْ شَرِيْكٍ، مِنْ هُنَا إِلَى خُرَاسَانَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَير: كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ أَحَداً إِلاَّ وَقَدْ غَلطَ فِي شَيْءٍ، غَيْرَ الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: سَأَلَ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ رَجُلاً عَنْ شَيْءٍ? فَقَالَ: لاَ أَدْرِي. فَقَالَ: الآنَ حِيْنَ دَرَيتَ.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي الحَوارِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ مُطَرِّف: كَانَ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعِظَ أَحَداً، كَتبَ فِي أَلوَاحِه، ثُمَّ نَاوَلَهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ صَالِحٍ يَقُوْلُ: فَتَّشتُ الوَرَعَ، فَلَمْ أَجِدْهُ فِي شَيْءٍ أَقَلَّ مِنَ اللِّسَانِ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المُنْذِرِ الطَّرِيْفِيُّ، عَنْ أَبِي نُعيم، قَالَ: كَتَبتُ عَنْ ثَمَانِ مائَةِ مُحَدِّثٍ، فَمَا رَأَيتُ أَفْضَلَ مِنَ الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لِلْحَسَنِ بنِ صَالِحٍ قَوْمٌ يُحَدِّثُوْنَ عَنْهُ بِنُسخٍ، فَعِندَ سلمة بنِ عَبْدِ المَلِكِ العُوْصِيِّ عَنْهُ نُسْخَةٌ، وَعِنْدَ أَبِي غَسَّانَ النَّهْدِيِّ عَنْهُ نُسْخَةٌ، وَعِنْدَ يَحْيَى بنِ فُضَيل عَنْهُ نُسْخَةٌ ... , إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً مُجَاوِزَ المِقْدَارِ، وَهُوَ عِنْدِي مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ. قُلْتُ: مَا لَهُ رِوَايَةٌ فِي "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ"، بَلْ ذَكَرَهُ فِي الشَّهَادَاتِ1، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ. وَقَدْ قَالَ وَكِيْعٌ: كَانَ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ وَأَخُوْهُ وأمهما قد جزءوا اللَّيْلَ ثَلاَثَةَ أَجزَاءٍ، فُكُلُّ وَاحِدٍ يَقُوْمُ ثُلُثاً، فَمَاتَتْ أُمُّهُمَا، فَاقْتَسَمَا اللَّيْلَ، ثُمَّ مَاتَ عَلِيٌّ، فَقَامَ الحَسَنُ اللَّيْلَ كُلَّهُ. وَعَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ، قَالَ: مَا رَأَيتُ أَحَداً الخَوْفُ أَظهرُ عَلَى وَجْهِهِ وَالخُشُوْعُ مِنَ الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ، قَامَ لَيْلَةً بـ: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [النَّبَأُ: 1] ، فَغُشي عَلَيْهِ، فَلَمْ يَخْتِمْهَا إِلَى الفَجْرِ. وَقَالَ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ: رُبَّمَا أَصْبَحتُ وَمَا مَعِيَ دِرْهَمٌ، وَكَأَنَّ الدُّنْيَا قَدْ حِيْزَتْ لِي. وَعَنِ الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ، قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيْفتَحُ لِلْعبدِ تِسْعَةً وَتِسْعِيْنَ بَاباً مِنَ الخَيْرِ، يُرِيْدُ بِهَا بَاباً مِنَ الشَّرِّ. وَعَنْهُ: أَنَّهُ بَاعَ مَرَّةً جَارِيَةً، فَقَالَ: إِنَّهَا تَنَخَّمت عِنْدَنَا مَرَّةً دَماً. قَالَ وَكِيْعٌ: حَسَنُ بنُ صَالِحٍ عِنْدِي إِمَامٌ. فَقِيْلَ لَهُ: إِنَّهُ لاَ يَتَرحَّمُ عَلَى عُثْمَانَ. فقال: أفتترحم أنت على الحجاج؟ قُلْتُ: لاَ بَارَكَ اللهُ فِي هَذَا المِثَالِ. وَمُرَادُهُ: أَنْ تَرْكَ التَّرَحُّمِ سُكُوْتٌ، وَالسَّاكتُ لاَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ قَوْلٌ، وَلَكِنْ مَنْ سَكَتَ عَنْ تَرحُّمِ مِثْلِ الشَّهِيْدِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانَ، فَإِنَّ فيه شيئًا من

_ 1 ذكره البخاري في كتاب الشهادات، باب بلوغ الصبيان وشهادتهم. قال: وقال الحسن بن صالح: أدركت جارة لنا جدة بنت إحدى وعشرين سنة.

تَشَيُّعٍ، فَمَنْ نَطَقَ فِيْهِ بِغَضٍّ وَتَنَقُّصٍ وَهُوَ شِيْعِيٌّ جَلْدٌ يُؤَدَّبُ، وَإِنْ تَرَقَّى إِلَى الشَّيْخَيْنِ بِذَمٍّ، فَهُوَ رَافِضِيٌّ خَبِيْثٌ، وَكَذَا مَنْ تَعرَّضَ لِلإِمَامِ عَلِيٍّ بِذَمٍّ، فَهُوَ نَاصِبِيٌّ1 يُعَزَّرُ، فَإِنْ كَفَّرَهُ، فَهُوَ خَارِجِيٌّ مَارِقٌ، بَلْ سَبِيْلُنَا أَنْ نَستغفِرَ لِلْكُلِّ، وَنُحِبُّهُم، وَنَكَفَّ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُم. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ جَبَلَةَ، قَالَ: دَخَلَ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ يَوْماً السُّوْقَ وَأَنَا مَعَهُ، فَرَأَى هَذَا يَخِيطُ، وَهَذَا يَصبِغُ، فَبَكَى، وَقَالَ: انْظُرْ إِلَيْهِم يَتَعلَّلُوْنُ حَتَّى يَأْتِيَهُمُ المَوْتُ. ورُوي عَنِ الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَى المَقْبُرَةِ يَصرُخُ، وَيُغْشَى عَلَيْهِ. قَالَ حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنَيْ صَالِحٍ، وَرَجُلٌ يَقرَأُ: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} [الأَنْبِيَاءُ: 103] ، فَالْتَفَتَ عَلِيٌّ إِلَى أَخِيْهِ الحَسَنِ، وَقَدِ اخْضَرَّ وَاصْفَرَّ، فَقَالَ: يَا حَسَنُ! إِنَّهَا أَفْزَاعٌ فَوْقَ أَفزَاعٍ، وَرَأَيتُ الحَسَنَ أَرَادَ أَنْ يَصِيْحَ، ثُمَّ جَمَعَ ثَوْبَهُ، فَعَضَّ عَلَيْهِ حَتَّى سَكَنَ عَنْهُ، وَقَدْ ذَبُلَ فَمُهُ، وَاخْضَارَّ وَاصْفَارَّ. أَحْمَدُ بنُ عِمْرَانَ بنِ جَعْفَرٍ البَغْدَادِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ آدَمَ، قَالَ: قَالَ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ: قَالَ لِي أَخِي -وَكُنْتُ أُصلِّي: يَا أَخِي! اسقِنِي. قَالَ: فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاَتِي، أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ، فَقَالَ: قَدْ شربت الساعة. قلت: من سقاك وليس فِي الغُرفَةِ غَيْرِي وَغَيْرُك?! قَالَ: أَتَانِي السَّاعَةَ جِبْرِيْلُ بِمَاءٍ، فَسَقَانِي، وَقَالَ: أَنْتَ وَأَخُوكَ وَأُمُّكَ مَعَ الَّذِيْنَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم، وَخَرَجَتْ نَفْسُهُ. قُلْتُ: كَانَ يَرَى الحَسَنُ الخُرُوْجَ عَلَى أُمَرَاءِ زَمَانِهِ لِظُلْمِهِم وَجَوْرِهِم، وَلَكِنْ مَا قَاتَلَ أَبَداً، وَكَانَ لاَ يَرَى الجُمُعَةَ خَلْفَ الفَاسِقِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيبي: تَرَكَ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ الجُمُعَةَ، فَجَاءَ فُلاَنٌ، فَجَعَلَ يُنَاظِرُهُ لَيْلَةً إِلَى الصَّبَاحِ، فَذَهَبَ الحَسَنُ إِلَى تَرْكِ الجُمُعَةِ مَعَهُم وَإِلَى الخُرُوْجِ عَلَيْهِم وَهَذَا مَشْهُوْرٌ عَنِ الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ، وَدَفَعَ اللهُ عَنْهُ أَنْ يُؤْخَذَ فَيُقْتَلَ بِدِيْنِهِ وَعِبَادتِهِ. قَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ أَبُو نُعَيم: مَاتَ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: عَاشَ تِسْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً، وَكَانَ هُوَ وَأَخُوْهُ عليٌّ تَوْأَماً.

_ 1 الناصبة: هم الذين يتدينون ببغض علي رضي الله عنه.

علي بن صالح بن حي

1136- علي بن صالح بن حي 1: "م، 4" الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الكَبِيْرُ، أَبُو الحَسَنِ. حَدَّثَ عَنْ: سَلَمَة بنِ كُهيل، وَعَلِيِّ بنِ الأَقْمَرِ، وسِماك بن حرب، وعدة. وَكَانَ طَلَبُه لِلْعِلْمِ هُوَ وَأَخُوْهُ مَعاً، وَمَاتَ كَهْلاً قَبْل أَخِيْهِ بِمُدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَخُوْهُ الحَسَنُ، وَوَكِيْعٌ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَعَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَالِدُ بنُ مَخْلد القَطَوَانِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمْرٍو البَجَلي، وَآخَرُوْنَ. وَلَمْ يَشتَهِرْ حَدِيْثُه لِقِدَمِ مَوْتِهِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، كَمَا قَدَّمْنَا فِي سِيْرَةِ أَخِيْهِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ صَالِحٍ يَقُوْلُ: لَمَّا احْتُضِرَ أَخِي، رَفَعَ بَصَرَهُ، ثُمَّ قَالَ: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النِّسَاءُ: 69] ، ثُمَّ خَرَجَتْ نَفْسُهُ، فَنَظَرْنَا، فَإِذَا ثُقْبٌ فِي جَنْبِهِ قَدْ وَصَلَ إِلَى جَوْفِهِ، وَمَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ. قُلْتُ: وَكَانَا مُقْرِئَيْنِ مُجَوِّدَيْنِ لِلأَدَاءِ. تَلاَ عليٌّ عَلَى عَاصِمٍ، ثُمَّ عَلَى حَمْزَةَ. وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَغَيْرُهُ. وَلِعَلِيٍّ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ فِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ"2، فِي حُسْنِ الخُلُقِ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَلَمْ يَدْخُلْ هَذَا فِي رَأْيِ أَخِيْهِ مِنْ تَرْكِ جُمُعَةٍ وَلاَ غَيْرِهِ. وَأَمَّا قَوْلُ مُحَمَّدِ بنِ مُثنَى الزَّمِنِ: مَا رَأَيتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيِّ بنِ صَالِحٍ بِشَيْءٍ، فَهَذَا لاَ يَدُلُّ عَلَى ضَعْفِهِ، بَلْ لَمْ يُدرِكْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلِيّاً. فِيْمَا أظن. فأما أبوهما:

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 374"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2404"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 140 و440" و"2/ 711" و"3/ 132"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1048" حلية الأولياء "7/ ترجمة 392" وتاريخ الإسلام "6/ 252"، الكاشف "2/ ترجمة 3987"، تهذيب التهذيب "7/ 332"، تقريب التهذيب "2/ 38"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4998"، شذرات الذهب لابن العماد "1/ 263". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1601" "121" من طريق وكيع، عن علي بن صالح، عن سلمة بن كهيل، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: استقرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنا، فأعطى سنا فوقه وقال: "خياركم محاسنكم قضاء". ومعنى: "خياركم محاسنكم قضاء" معناه ذوو المحاسن سماهم بالصفة. قال القاضي عياض: وقيل: هو جمع محسن. وأكثر ما يجيء: أحاسنكم، جمع أحسن.

صالح بن صالح

1137- صالح بن صالح 1: "ع" فَصَدُوْقٌ، مُوَثَّقٌ مِنْ أَصْحَابِ الشَّعْبِيِّ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ. وَحَدِيْثُه فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. مَاتَ قَبْلَ الأَعْمَشِ. وَقَدْ قَالَ فِيْهِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. فَأَمَّا سَميُّه:

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2826"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 440" و"2/ 42 و592" و"3/ 90 و184"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1779"، الكاشف "2/ ترجمة 3267"، تاريخ الإسلام "6/ 82"، ميزان الاعتدال "2/ 295"، تهذيب التهذيب "4/ 393"، تقريب التهذيب "1/ 360"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3032".

صالح بن حيان

1138- صَالِحُ بنُ حَيَّان 1: القُرشي الكُوْفِيُّ أَيضاً، فَقَدْ يَشتَبِهُ بِصَالِحِ بنِ حَيٍّ، وَلَيْسَ هُوَ بِهِ، بَلْ هَذَا يَرْوِي عَنِ: ابْنِ بُرَيْدَةَ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَنَافِعٍ، وَسُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ، وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ مُسْهِر، وَعَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَطَائِفَةٌ. وَهُوَ واهٍ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيْهِ غَيْرُ مَحْفُوْظٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: فِيْهِ نَظَرٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ. لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَدْ كَانَ شَيْخُنَا أَبُو العَبَّاسِ2 اعْتمَدَ فِي كِتَابِ "الصَّارِمِ المَسْلُوْلِ" لَهُ على حديث لصالح بن حَيَّانَ هَذَا، وَقَوَّاهُ، وَتَمَّ عَلَيْهِ الوَهْمُ فِي ذَلِكَ. رَوَاهُ حَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ، وَهُوَ حَافِظٌ عَنِ الحَافِظِ زَكَرِيَّا بنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بنِ مُسْهِر، عَنْ صَالِحِ بنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيْهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: كَانَ حَيٌّ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، عَلَى مِيْلَينِ مِنَ المَدِيْنَةِ، وَكَانَ رَجُلٌ قَدْ خَطبَ مِنْهُم فِي الجَاهِلِيَّةِ، فَلَمْ يُزَوِّجُوْهُ، فَأَتَاهُم وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَسَانِي هَذِهِ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَحكُمَ فِي أَمْوَالِكُم وَدِمَائِكم. ثُمَّ انْطَلَقَ، فَنَزَلَ عَلَى المَرْأَةِ الَّتِي كَانَ خَطَبَهَا، فَأَرسَلَ القَوْمُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ، فَقَالَ: "كَذَبَ عَدُوَّ اللهِ". ثُمَّ أَرْسَلَ رَجُلاً فَقَالَ: "إِنْ وَجَدْتَه حَيّاً وَمَا أُرَاكَ تَجِدُهُ حَيّاً، فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، وَإِنْ وَجَدْتَهُ مَيِّتاً، فَأَحْرِقْهُ". فَجَاءَ، فَوَجَدَهُ قَدْ لَدَغَتْهُ أَفْعَى، فَمَاتَ، فَحَرَّقَهُ. فَذَلِكَ قَوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". وَسَاقَهُ شَيْخُنَا مِنْ طَرِيْقِ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ، عَنْ يَحْيَى الحِمَّاني، عَنْ عَلِيِّ بنِ مُسْهِر. وَهَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ، وَلَمْ يَأْتِ بِهِ سِوَى صَالِحِ بنِ حَيَّانَ القُرشي، هذا الضعيف.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2789"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 218" والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1739"، والمجروحين لابن حبان "1/ 369"، وتاريخ الإسلام "6/ 81"، وميزان الاعتدال "2/ 292"، تهذيب التهذيب "4/ 386"، تقريب التهذيب "1/ 358"، وخلاصة الخزرجي "1/ 3017". 2 هو شيخ الإسلام ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني المتوفى سنة "728هـ".

أبو دلامة

1139- أبو دُلامة 1: الشَّاعِرُ، النَّدِيْمُ، صَاحِبُ النَّوَادرِ، زَنْد بنُ الجَوْن، وكان أسود، من المَوَالِي. حَضَرَ جَنَازَةَ حَمَّادَةَ زَوْجَةِ المَنْصُوْرِ، فَقَالَ لَهُ المَنْصُوْرُ: مَا أَعْدَدْتَ لِهَذِه الحُفْرَةِ? قَالَ: حَمَّادَةَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! فَأَضْحَكَهُ. تُوُفِّيَ أَبُو دُلامة سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَيُقَالُ: عَاشَ إِلَى أَوَائِلِ دَوْلَةِ الرَّشِيْدِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ دَخَلَ عَلَى المَهْدِيِّ -إِذْ قَدِمَ مِنَ الرَّيِّ- يَهنِّئُهُ، فَقَالَ: إِنِّيْ حَلَفْتُ لَئِنْ رَأَيتُكَ سَالِماً ... بِقُرَى العِرَاقِ وَأَنْتَ ذُو وَفْرِ لَتُصَلِّيَنَّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ... وَلَتَمْلأَنَّ دَرَاهِماً حِجْرِي فَقَالَ: أَمَّا الأُوْلَى، فَنَعَمْ. قَالَ: إِنَّهُمَا كَلِمَتَانِ، فَلاَ يُفرَقُ بَيْنَهمَا. فضحك، وملأ حجره دراهم.

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "10/ 247"، تاريخ بغداد "8/ 488"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 244"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 249".

زائدة

1140- زائدة 1: "ع" ابن قدامة، الإِمَامُ، الثَّبْتُ، الحَافِظُ، أَبُو الصَّلْتِ الثَّقَفِيُّ، الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: زِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وَعَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ، وَسِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وَشَبِيْبِ بنِ غَرْقَدة، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتمر، وحُصين، وَبَيَانِ بنِ بِشْرٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ السُّدِّيِّ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَعَاصِمِ بنِ كُليب، وَالمُخْتَارِ بنِ فُلْفُلٍ، وَمُوْسَى بنِ أَبِي عَائِشَةَ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقيل، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، وَمُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ، وحُسَين بنُ عَلِيٍّ الجُعْفي، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سابق، وخلف ابن تَمِيْمٍ، وطَلْق بنُ غَنَّام، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وخلف بن تميم، وطلق ابن غَنَّامٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ عُثْمَانُ بنُ زَائِدَة الرَّازِيُّ: قَدِمتُ الكُوْفَةَ قَدْمَةً، فَقُلْتُ لِسُفْيَانَ: مَنْ تَرَى أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ? قَالَ: عَلَيْكَ بِزَائِدَةَ بنِ قُدَامَةَ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ. وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، وَكَانَ مِنْ أَصدَقِ النَّاسِ وَأَبَرِّهِم. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، وَكَانَ لاَ يُحَدِّثُ قَدَرِيّاً، وَلاَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ يَعْرِفُه. وَرَوَى صَالِحُ بنُ عَلِيٍّ الهَاشِمِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: المُتَثَبِّتُونَ فِي الحَدِيْثِ أَرْبَعَةٌ: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَزُهَيْرٌ، وَزَائِدَةُ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: إِذَا سَمِعْتَ الحَدِيْثَ عَنْ زَائِدَةَ وَزُهَيْرٍ، فَلاَ تُبَالِ أَنْ لاَ تَسْمَعَهُ عَنْ غَيْرِهِمَا، إلا حَدِيْثَ أَبِي إِسْحَاقَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوْقٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ صَاحِبُ سُنَّةٍ، هُوَ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَبِي عَوانة، وَأَحْفَظُ مِنْ شَرِيْكٍ وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاش. قَالَ: وَكَانَ عَرَضَ حَدِيْثَهُ عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. قَالَ أَحْمَدُ العِجلي: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ، لاَ يُحَدِّثُ أَحَداً حَتَّى يَسْأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ كان

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 378"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1441"، الكنى للدولابي "1/ 137"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 5777"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 202"، العبر "1/ 236"، الكاشف "1/ ترجمة 1621"، تهذيب التهذيب "3/ 306"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2108"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 251".

صَاحِبَ سُنَّةٍ، حَدَّثَهُ، وَإِلاَّ لَمْ يُحَدِّثْه وَكَانَ قَدْ عَرَضَ حَدِيْثَهُ عَلَى سُفْيَانَ، وَرَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ. قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ صَنَّفَ حَدِيْثَهُ، وَأَلَّفَ فِي القِرَاءاتِ، وَفِي التَّفْسِيْرِ وَالزُّهدِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: رَأَيتُ زُهَيْرَ بنَ مُعَاوِيَةَ جَاءَ إِلَى زَائِدَةَ، فَكلَّمَه فِي رَجُلٍ يُحَدِّثُه، فَقَالَ: أَمِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ هُوَ? قَالَ: مَا أَعْرِفُهُ بِبِدْعَةٍ. فَقَالَ: مَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ هُوَ? فَقَالَ زُهَيْرٌ: مَتَى كَانَ النَّاسُ هَكَذَا? فَقَالَ زَائِدَةُ: مَتَى كَانَ النَّاسُ يَشتمُوْنَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا? قَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَقَالَ مُطَيَّن: مَاتَ فِي أَرْضِ الرُّوْمِ، عَامَ غزا الحسن بن قحطبة، سنة سِتِّيْنَ، أَوْ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ إِحْدَى. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ، أَخْبَرَكُم أَبُو رَوْح عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى الصَّابُوْنِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ الضَّرِيْسِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَير، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! رَجُلٌ لَقِيَ امْرَأَةً، فَصنَعَ بِهَا مَا يَصْنَعُ الرَّجُلُ بامْرَأَتِهِ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يُجَامِعْهَا. قال: فأنزل الله -تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هود: 114] الآيَةَ. فَقَالَ لَهُ: "تَوَضَّأْ، وَصَلِّ". قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! هَذَا لَهُ خَاصَّةً، أَوْ لِلنَّاسِ عَامَّةً? قَالَ: "لِلنَّاس -أَوْ لِلْمُسْلِمِيْنَ- عَامَّةً" 1. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، مِنْ حَدِيْثِ زَائِدَة. وَعِلَّتُهُ: أَنَّ شُعْبَةَ رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، فَأَرْسَلَه، لَمْ يَذْكُرْ مُعَاذاً، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مَا أَدْرَكَ مُعَاذاً.

_ 1 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف، لانقطاعه بين عبد الرحمن بن أبي ليلى ومعاذ بن جبل فإنه لم يسمع منه، وهو عند الترمذي "3113". لكن الحديث قد أخرجه البخاري "4687"، ومسلم "2763" من طريق يزيد بن زريع، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ ابن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فَأُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فأنزلت عليه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] ، قال الرجل: ألي هذه؟ قال: "لمن عمل بها من أمتي".

إبراهيم بن طهمان

1141- إبراهيم بن طَهْمَان 1: "ع" ابن شعبة الإِمَامُ، عَالِمُ خُراسان، أَبُو سَعِيْدٍ الهَرَوي، نَزِيْلُ نيسابور، ثم حَرَمِ اللهِ -تَعَالَى. وُلِدَ فِي آخِرِ زَمَانِ الصَّحَابَةِ الصِّغَارِ، وَارْتَحَلَ فِي طَلَبِ العِلْمِ، فَحَمَلَ عَنْ: آدَمَ بنِ عَلِيٍّ، وَثَابِتٍ البُنَاني، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفيع، وَسِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، وَأَبِي حُصَين، وَمُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الجُمَحِيِّ -صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ- وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَأَبِي جَمْرة الضُّبَعي، وأبي إسحاق السبيعي، وأبي الزبير، وعاصم ابن بَهْدَلة، وَعَاصِمِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَحُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ، وَمَطَرٍ الوَرَّاقِ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَعَنْهُ: صَفْوَانُ بنُ سُلَيْمٍ -شَيْخُهُ- وَأَبُو حَنِيْفَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَحَفْصُ بنُ عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو عَامِرٍ العَقَدي، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رَزِيْنٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَابِقٍ، وَمَعْنٌ القَزَّازُ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي بُكَير، وَيَحْيَى بنُ الضَّرِيْسِ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحي، وَمُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ العَوَقي، وَأُمَمٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ ابْنُ المُبَارَكِ، وَأَحْمَدُ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُم. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضاً. حَسَنُ الحَدِيْثِ، صَدُوْقٌ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: لَمْ يَزلِ الأَئِمَّةُ يَشتَهُوْنَ حَدِيْثَهُ، وَيَرغَبُوْنَ فِيْهِ، وَيُوَثِّقُونَهُ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ، مِنْ أَهْلِ سَرْخَسَ، خَرَجَ يُرِيْدُ الحجَّ، فَقَدِمَ نَيسَابُوْرَ، فَوَجَدَهُم عَلَى قَوْلِ جَهْمٍ، فَقَالَ: الإِقَامَةُ عَلَى هَؤُلاَءِ، أَفْضَلُ مِنَ الحَجِّ. فَأَقَامَ، فَنَقَلَهُم مِنْ قَوْلِ جَهْمٍ إلى الإرجاء. وقال صالح مُحَمَّدٍ جَزَرَة: ثِقَةٌ، حَسَنُ الحَدِيْثِ، يَمِيْلُ شَيْئاً إِلَى الإِرْجَاءِ فِي الإِيْمَانِ، حَبَّبَ اللهُ حَدِيْثَهُ إلى الناس، جيد الرواية.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 945"، تاريخ بغداد "6/ 105"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 200"، ميزان الاعتدال "1/ 38"، العبر "1/ 241"، الوافي بالوفيات "6/ 23"، تهذيب التهذيب "1/ 129"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 257".

قَالَ إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه: كَانَ صَحِيْحَ الحَدِيْثِ، كَثِيْرَ السَّمَاعِ، مَا كَانَ بِخُرَاسَانَ أَكْثَرُ حَدِيْثاً مِنْهُ، وَهُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو الصَّلْتِ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ صَالِحٍ الهَرَوِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا خُرَاسَانِيٌّ أَفْضَلُ مِنْ أَبِي رَجَاءٍ عَبْدِ اللهِ بنِ وَاقِدٍ. قُلْتُ لَهُ: فَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ? قَالَ: كَانَ ذَاكَ مُرْجِئاً. ثُمَّ قَالَ أَبُو الصَّلْتِ: لَمْ يكن إرجاؤهم هذا المذهب الخبيث: أن الإيمان قول بلا عمل، وأن ترك العمل لا يضر بالإيمان، بل كان إرجاؤهم أنهم يرجون لأهل الكبائر الغفران، ردا على الخوارج وغيرهم الَّذِيْنَ يُكَفِّرُوْنَ النَّاسَ بِالذُّنُوبِ. وَسَمِعْتُ وَكِيْعاً يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ فِي آخِرِ أَمرِهِ: نَحْنُ نَرْجُوْ لِجَمِيْعِ أَهْلِ الكبَائِرِ الَّذِيْنَ يَدِيْنُوْنَ دِيْنَنَا، وَيُصَلُّوْنَ صَلاَتَنَا، وَإِنْ عَمِلُوا أَيَّ عَملٍ. قَالَ: وَكَانَ شَدِيْداً عَلَى الجَهْمِيَّةِ. قَالَ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ: كَانَ إِبْرَاهِيْمُ مِنْ أَنبَلِ النَّاسِ بِخُرَاسَانَ والعراق والحجاز، وأوثقهم، وأوسعهم علمًا. قَالَ حَفْصُ بنُ عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ طَهْمَانَ يَقُوْلُ: وَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، لقَدْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ. وَقَالَ حمَّاد بنُ قِيراط: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ طَهْمَانَ يَقُوْلُ: الجَهْمِيَّةُ وَالقَدَرِيَّةُ كُفَّارٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخَانِ بِخُرَاسَانَ مُرْجِئَانِ: أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، وَهُمَا ثِقَتَانِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، فَذُكِرَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، وَكَانَ مُتَّكِئاً مِنْ عِلَّةٍ، فَجَلَسَ، وَقَالَ: لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ الصَّالِحُوْنَ فَيُتَّكأ. وَقَالَ أَحْمَدُ كَانَ مُرْجِئاً، شَدِيْداً عَلَى الجَهْمِيَّةِ. قَالَ غَسَّانُ أَخُو مَالِكِ بنِ سُلَيْمَانَ: كُنَّا نختلف إلى إبراهيم بن طهمان إِلَى القَرْيَةِ، فَكَانَ لاَ يَرضَى مِنَّا حَتَّى يُطْعِمَنَا، وَكَانَ شَيْخاً وَاسِعَ القَلْبِ، وَكَانَتْ قَرْيَتُهُ بَاشَانُ مِنَ القَصَبَةِ عَلَى فَرْسَخٍ. أَنْبَأَنِي عَلِيُّ بنُ البُخَارِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو اليُمن الكِنْدِيُّ عَامَ سِتِّ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ بُكَير، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَاسِيْنَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ بُوْرَجَه يَقُوْلُ: قَالَ مَالِكُ بنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ لإِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ جِرَايَةٌ مِنْ بَيْتِ المَالِ فَاخِرَةٌ، يَأْخُذُ فِي كُلِّ وَقْتٍ،

وَكَانَ يَسخُو بِهِ. فَسُئل مَرَّةً فِي مَجْلِسِ الخَلِيْفَةِ، فَقَالَ: لاَ أَدْرِي. قَالُوا لَهُ: تَأخُذُ فِي كُلِّ شَهْرٍ كَذَا وَكَذَا، وَلاَ تُحْسِنُ مَسْأَلَةً? فَقَالَ: إِنَّمَا آخُذُ عَلَى مَا أُحْسِنُ، وَلَوْ أَخَذْتُ عَلَى مَا لاَ أُحسِنُ، لَفَنِيَ بَيْتُ المَالِ عليَّ، وَلاَ يَفْنَى مَا لاَ أُحسِنُ. فَأَعْجَبَ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ جوَابُهُ، وَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ فَاخِرَةٍ، وَزَادَ فِي جِرَايَتِهِ. قُلْتُ: شَذَّ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّار، فَقَالَ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ ضَعِيْفٌ، مُضْطَرِبُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ، إِنَّمَا تَكَلَّمُوا فِيْهِ لِلإِرْجَاءِ. وَقَالَ الجُوزجاني: فَاضِلٌ، يُرْمَى بِالإِرْجَاءِ. وَكَذَلِكَ أشار السليماني إِلَى تَلْيِينِه، وَقَالَ: أَنْكَرُوا عَلَيْهِ حَدِيْثَهُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: فِي رَفْعِ اليَدَيْنِ1، وَحَدِيْثَهُ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: فِي "سِدْرَةِ المُنْتَهَى". وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ صَحِيْحُ الحَدِيْثِ، مُقَاربٌ. قُلْتُ: لَهُ مَا يَنْفَرِدُ بِهِ، وَلاَ يَنحَطُّ حَدِيْثُه عَنْ دَرَجَةِ الحَسَنِ. أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ فِي كِتَابِهِم، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ عَبْدِ البَاقِي، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ملُوْكٍ، قَالاَ: أَنْبَأَنَا القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بجُرْجان، حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيْفَةَ الجُمَحي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَلاَّمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، عن أبي إسحاق الهمذاني، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فليصلِّ عليَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عليَّ مرةً صلى الله عليه عشرًا" 2.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن ماجه "868" من طريق أبي حذيفة، حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير أن جابر بن عبد الله كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع فعل مثل ذلك. ويقول: رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فعل مثل ذلك. ورفع إبراهيم بن طهمان يديه إلى أذنيه. وقد ورد عن علي بن أبي طالب: عند ابن ماجه "864". وورد عن ابن عباس: عند ابن ماجه "865". وورد عن أنس: عند ابن ماجه "866". وورد عن وائل بن حجر: عند ابن ماجه "867". وورد عن أبي حميد الساعدي: عند ابن ماجه "862" و"863". 2 صحيح لغيره: أخرجه الطيالسي "2122" حدثنا أبو سلمة الخراساني، قال حدثنا أبو إسحاق عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، لانقطاعه بين أبي إسحاق وأنس. وأخرجه أحمد "3/ 261"، وابن أبي شيبة "2/ 517"، والنسائي "3/ 55"، وفي "عمل اليوم والليلة" له "62 و362 و363"، والحاكم "1/ 550"، والبيهقي في "شعب الإيمان" "1554"، والبغوي "1365"، والضياء في "الأحاديث المختارة" =

رُوي عَنْ مَالِكِ بنِ سُلَيْمَانَ الهَرَوِيِّ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ. وَقِيْلَ: سَنَةَ ثمانٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفِدَاءِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ المُنَادِي، أَنْبَأَنَا العَلاَّمَةُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ -فِي رَجَبٍ، سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ- أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، وَقَرَأْتُ عَلَى سِتُّ الأَهْلِ بِنْتُ عُلْوَانَ، أَنْبَأَنَا البَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَتْنَا فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدة، قَالاَ: أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ النِّعَالِيُّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَدَّل، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ العَوَقي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، عَنْ بُدَيل بنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْد اللهِ بن شَقِيق، عَنْ مَيْسَرَة الفَجْر، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَتَى كُتِبْتَ نَبِيّاً? قَالَ: "وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوْحِ وَالجَسَدِ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ السَّنَدِ، وَلَمْ يُخَرِّجُوْه فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. وَأَخْبَرَنَاهُ سُنْقُرُ القَضَائِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الحَقِّ اليُوْسُفِيُّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ العَلاَّفُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ الحمَّامي، حَدَّثَنَا عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ بنِ مُبَارَكٍ الأَحْوَلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ بِهَذَا، لَكِنَّهُ قَالَ: مَتَى كُنْتَ? أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَلاَّمٍ، حدثان إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَاجِيَةَ بنِ كَعْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ، أَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

_ = "1566" و"1567" و"1568" من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، بُريد بنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من صلى عليَّ صلاة واحدة، صلى الله عليه عشر صلوات، وحطَّ عنه عشر خطيئات". وله شاهد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من صلى عليَّ واحدة، صلى الله عليه عشرًا". أخرجه أحمد "2/ 372 و375"، والبخاري في "الأدب المفرد" "645"، ومسلم "408"، وأبو داود "1530"، والترمذي "485"، والنسائي "3/ 50"، والدارمي "2/ 317"، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" "8 و9"، وأبو عوانة "2/ 234" من طرق عَنِ العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أبي هريرة، به. 1 صحيح: أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" "4/ ق1/ 374" وابن سعد "7/ 60" من طريق إبراهيم بن طهمان، به. وأخرجه أحمد "5/ 59"، وفي "السنة" "ص111" حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا منصور بن سعد، عَنْ بديل، عَنْ عَبْد اللهِ بن شَقِيق، عن ميسرة الفجر، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" "410"، وأبو نعيم في "الحلية" "9/ 53" من طرق أخرى عن ابن مهدي، به إلا أنه وقع في "الحلية": "كنت".

فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ مَاتَ. قَالَ: "اذْهَبْ، فَوَارِهِ، وَلاَ تُحْدِثْ شَيْئاً حَتَّى تَأْتِيَنِي". فَفَعَلْتُ الَّذِي أَمَرَنِي بِهِ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي: "اغْتَسِلْ". وَعَلَّمَنِي دَعَوَاتٍ هِيَ أَحَبُّ إليَّ من حمر النَّعم1.

_ 1 حسن: أخرجه الشافعي "1/ 207"، وابن أبي شيبة "3/ 347"، والطيالسي "120"، وأحمد "1/ 97"، وأبو داود "3214"، والنسائي "1/ 110"، و"4/ 79-80"، وأبو يعلى "423"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "2/ 348"، وفي "السنن" "1/ 304" من طرق عن أبي إسحاق قال: سمعت ناجية بن كعب يحدث عن علي -رضي الله عنه- به. قلت: إسناده ضعيف، آفته ناجية بن كعب الأسدي، قال ابن المديني: لا أعلم أحدا روى عنه غير أبي إسحاق، وهو مجهول، ولم يوثقه غير العجلي. وقد وهم الحافظ في "التقريب" فقال عنه: ثقة "! " وقد ضعف الحديث البيهقي في "السنن"، وتبعه النووي في "المجموع" "5/ 144"، وأبو يعلى "424"، وابن عدي في "الكامل" "2/ 326" من طريق الحسن بن يزيد الأصم قال: سمعت السدي إسماعيل يذكره عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي قال: فذكره. قلت: إسناد ضعيف، فيه الحسن بن يزيد الكوفي الأصم، قال ابن عدي: ليس بالقوي وحديثه عن السدي ليس بالمحفوظ. وقال أحمد وغيره: ليس به بأس. وقد وثقه ابن معين والدارقطني. وأورد البيهقي في "السنن" "1/ 305" طريقين آخرين، وهما معلولان، أعلهما البيهقي لكن الحديث يرتقي لمرتبة الحسن بمجموع الطريقين الأوليين والله -تعالى- أعلى وأعلم.

أبو حمزة السكري

1142- أبو حمزة السُّكَّري 1: "ع" الحَافِظُ، الإِمَامُ، الحُجَّةُ، مُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْنٍ المَرْوَزي، عَالِمُ مَرْوٍ. حَدَّثَ عَنْ: زِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيع، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَري، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَجَابِرٍ الجُعْفِيِّ، وَمُطَرِّفِ بنِ طَرِيْفٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَأَبُو تُمَيلة، وَالفَضْلُ السَّيناني، وعَتَّاب بنُ زِيَادٍ، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ، وَعَبْدَانُ بنُ عُثْمَانَ، وَسَلاَّمُ بنُ وَاقِدٍ، وَالفَضْلُ بنُ خَالِدٍ البَلْخِيُّ النَّحْوِيُّ، وآخرون خاتمتهم نعيم بن حماد الحافظ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 371"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 737"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 216" و"3/ 281"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 338"، وتاريخ الخطيب "3/ 266"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 214"، والعبر "1/ 251"، والكاشف "3/ ترجمة 5270"، وميزان الاعتدال "4/ 53، 54"، وجامع التحصيل للحافظ العلائي "ترجمة 714"، تهذيب التهذيب "9/ 486"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6702"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 264".

قَالَ أَحْمَدُ: مَا بِحَدِيْثِهِ عِنْدِي بَأْسٌ، هُوَ أَحَبُّ إليَّ مِنْ حُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ. وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّوري: كَانَ أَبُو حَمْزَةَ مِنَ الثِّقَاتِ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ عِنْدَهُ مَنْ قَدْ رَحَلَ إِلَيْهِ، يَنْظُرُ إِلَى مَا يَحتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الكِفَايَة، فَيَأمُرُ بِالقِيَامِ بِهِ، وَلَمْ يَكُنْ يَبِيْعُ السُّكَّرَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ السُّكَّرِيّ؛ لِحَلاَوَةِ كَلاَمِهِ. وَرَوَى ابْنُ الغَلاَبِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: رَوَى أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ الصَّائِغِ -وَذَكَرَهُ بِصَلاَحٍ: كَانَ إِذَا مَرِضَ الرَّجُلُ مِنْ جِيْرَانِهِ، تَصَدَّقَ بِمِثْلِ نَفَقَةِ المَرِيْضِ، لِمَا صُرِفَ عَنْهُ من العلة. وقال النسائي: ثقة. قال ابْنُ رَاهَوَيْه، عَنْ حَفْصِ بنِ حُميد، سَمِعَ ابْنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ: أَبُو حَمْزَةَ صَاحِبُ حَدِيْث، أَوْ كَمَا قَالَ. وَحُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ: لَيْسَ بِحَافِظٍ، وَلاَ يُتْرَكُ حَدِيْثُه. سُفْيَانُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ: السُّكَّرِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، صَحِيْحَا الكِتَابِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ رُسْتُمَ: قَالَ أَبُو حَمْزَةَ: اخْتلفتُ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ الصَّائِغِ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، مَا عَلِمَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي أَينَ ذَهَبتُ، وَلاَ مِنْ أَينَ جِئْتُ. قُلْتُ: لأَنَّ إِبْرَاهِيْمَ الصَّائِغَ كَانَ فِي السِّجْنِ، سِجْنِ المُسَوِّدة، وَلاَ يَذْهَبُ أَحَدٌ إليه، إلا مختفيًا. وَقَالَ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الاتِّباع? فَقَالَ: الاتِّبَاعُ مَا كَانَ عَلَيْهِ الحُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ وَأَبُو حَمْزَةَ. قَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ شَقِيْقٍ: سُئِلَ عَبْدُ اللهِ عَنِ الأَئِمَّةِ الَّذِيْنَ يُقتَدَى بِهِم، فَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَبِي حَمْزَةَ، وَأَبُو حَمْزَةَ يَوْمَئِذٍ حَيٌّ. قَالَ العَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ المَرْوَزِي: كَانَ أَبُو حَمْزَةَ مُسْتجَابَ الدَّعْوَةِ. أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَكِيْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بنِ خَالِدٍ، سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ السُّكَّرِيَّ يَقُوْلُ: مَا شَبِعتُ مُنْذُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، إِلاَّ أَنْ يَكُوْنَ لِي ضَيفٌ. وَرَوَى إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ، قَالَ: أَرَادَ جَارٌ لأَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ أَنْ يَبِيْعَ دَارَهُ، فَقِيْلَ لَهُ: بِكَمْ? قَالَ: بِأَلْفَيْنِ ثَمَنُ الدَّارِ، وَبِأَلْفَيْنِ جِوَارُ أَبِي حَمْزَةَ. فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا حَمْزَةَ، فَوَجَّه إِلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ آلاَفٍ، وَقَالَ: لاَ تَبِعْ دَارَك. قَالَ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رِزْمَةَ: مَاتَ أَبُو حَمْزَةَ سَنَة سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ آخَرُ: سَنَة ثَمَانٍ، وَالأَوّلُ أَصحُّ.

إبراهيم بن أدهم

1143- إبراهيم بن أدهم 1: ابن منصور بن يزيد بن جابر، القُدْوَةُ، الإِمَامُ، العَارِفُ، سَيِّدُ الزُّهَّادِ، أَبُو إِسْحَاقَ العِجْلِيُّ -وَقِيْلَ: التَّمِيْمِيُّ- الخُرَاسَانِيُّ، البَلْخي، نَزِيْلُ الشَّامِ. مولده فِي حُدُوْدِ المائَةِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَمُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الجُمَحي -صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَمَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَابْنِ عَجلان، وَمُقَاتِلِ بنِ حَيَّان. حَدَّثَ عَنْهُ: رَفِيْقُهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشَقِيْقٌ البَلخي، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ حِمْيَر، وَخَلَفُ بنُ تَمِيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ بَشَّارٍ الخُرَاسَانِيُّ -خَادِمُهُ- وَسَهْلُ بنُ هَاشِمٍ، وَعُتْبَةُ بنُ السَّكَنِ، وَحَكَى عَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ. قَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ لِي قُتَيْبَةُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ تَمِيْمِيٌّ، يَرْوِي عَنْ مَنْصُوْرٍ. قَالَ: وَيُقَالُ لَهُ: العِجلي. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: هُوَ مِنْ بَنِي عِجْلٍ. وَذَكَرَ المُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ: أَنَّهُ هَرَبَ مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ، صَاحِبِ الدَّعْوَةِ. قَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ، أَحَدُ الزُّهَّادِ. وَعَنِ الفَضْلِ بنِ مُوْسَى، قَالَ: حَجَّ وَالِدُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَدْهَمَ وَزَوْجَتُهُ، فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيْمَ بِمَكَّةَ. وَعَنْ يُوْنُسَ البَلْخي، قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ مِنَ الأَشْرَافِ، وَكَانَ أَبُوْهُ كَثِيْرَ المَالِ وَالخَدَمِ، وَالمَرَاكِبِ وَالجنَائِبِ وَالبُزَاةِ، فَبَيْنَا إِبْرَاهِيْمُ فِي الصَّيْدِ عَلَى فَرَسِه يُرْكِضُه، إِذَا هُوَ بِصَوْتٍ مِنْ فَوْقِه: يَا إِبْرَاهِيْمُ! مَا هَذَا العَبَثُ? {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} [المؤمنون: 115] ،

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 877"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 455"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 209"، حلية الأولياء "7/ 367 حتى 8/ 58" "رقم ترجمة 394"، العبر "1/ 238"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 318"، وفوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "1/ 13"، تهذيب التهذيب "1/ 102"، شذرات الذهب "1/ 255".

اتَّقِ اللهَ، عَلَيْكَ بِالزَّادِ لِيَوْمِ الفَاقَةِ. فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِه، وَرَفَضَ الدُّنْيَا. وَفِي "رِسَالَةِ" القُشَيري، قَالَ: هُوَ مِنْ كُورة بَلْخ، مِنْ أَبْنَاءِ المُلُوْكِ، أَثَارَ ثَعْلَباً أَوْ أَرْنَباً، فَهَتَفَ بِهِ هاتف: ألهذا خُلِقتَ? أَمْ بِهَذَا أُمِرتَ? فَنَزَلَ، وَصَادفَ رَاعِياً لأَبِيْهِ، فَأَخَذَ عَبَاءتَه وَأَعْطَاهُ فَرَسَه، وَمَا مَعَهُ، وَدَخَلَ البَادِيَةَ، وَصَحِبَ الثَّوْرِيَّ، وَالفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ، وَدَخَلَ الشَّامَ، وَكَانَ يَأْكُلُ مِنَ الحَصَادِ وَحِفْظِ البَسَاتِيْنِ، وَرَأَى فِي البَادِيَةِ رَجُلاً، عَلَّمَهُ الاسْمَ الأَعْظَمَ فَدَعَا بِهِ، فَرَأَى الخَضِرَ، وَقَالَ: إِنَّمَا عَلَّمَكَ أَخِي دَاوُدُ. رَوَاهَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المِصْرِيُّ الوَاعِظُ. حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الخَرَّاز، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ بِذَلِكَ، لَمَّا سَأَلْتُه عَنْ بَدْءِ أَمرِهِ. ورُويَت عَنِ ابْنِ بَشَّارٍ بِإِسْنَادٍ آخَرَ، وَزَادَ، قَالَ: فَسَأَلْتُ بَعْضَ المَشَايِخِ عَنِ الحَلاَلِ، فَقَالَ: عَلَيْكُم بِالشَّامِ. فَصِرتُ إِلَى المصِّيصَة، فَعَمِلتُ بِهَا أَيَّاماً، ثُمَّ قِيْلَ لِي: عَلَيْك بِطَرَسُوْسَ، فَإِنَّ بِهَا المُبَاحَاتِ، فَبَيْنَا أَنَا عَلَى بَابِ البَحْرِ، اكْتَرَانِي رَجُلٌ أَنْطُرُ بُسْتَانَه، فَمَكَثتُ مُدَّةً. قَالَ المُسَيَّبُ بنُ وَاضِحٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَة الخَوَّاص: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَدْهَمَ يَقُوْلُ: مَنْ أَرَادَ التَّوبَةَ، فَلْيَخرُجْ مِنَ المَظَالِمِ، وَلْيَدَعْ مُخَالطَةَ النَّاسِ، وَإِلاَّ لَمْ يَنَلْ مَا يُرِيْدُ. قَالَ خَلَفُ بنُ تَمِيْمٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: رَآنِي ابْنُ عَجلان، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ سَاجِداً، وَقَالَ: سَجَدتُ للهِ شُكْراً حِيْنَ رَأَيتُكَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: قُلْتُ لابْنِ المُبَارَكِ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ مِمَّنْ سَمِعَ? قَالَ: قَدْ سَمِعَ مِنَ النَّاسِ، وَلَهُ فَضْلٌ فِي نَفْسِهِ، صَاحِبُ سَرَائِرَ، وَمَا رَأَيتُهُ يُظْهِرُ تَسبِيْحاً، وَلاَ شَيْئاً مِنَ الخَيْرِ، وَلاَ أَكَلَ مَعَ قَوْمٍ قَطُّ، إِلاَّ كَانَ آخِرَ مَنْ يَرْفَعُ يَدَه. أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: كَانَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ يُشْبِهُ إِبْرَاهِيْمَ الخَلِيْلَ، وَلَوْ كَانَ فِي الصَّحَابَةِ، لَكَانَ رَجُلاً فَاضِلاً. قَالَ بِشْرٌ الحَافِي: مَا أَعْرِفُ عَالِماً إِلاَّ وَقَدْ أَكَلَ بِدِيْنِهِ، إِلاَّ وُهَيْبَ بنَ الوَرْدِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ أَدْهَمَ، وَيُوْسُفَ بنَ أَسْبَاطٍ، وَسَلْمَ الخَوَّاص. قَالَ شَقِيْقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيْمَ بنِ أَدْهَمَ: تَرَكتَ خُرَاسَانَ? قَالَ: مَا تَهنَّأتُ بِالعَيْشِ إِلاَّ فِي الشَّامِ، أَفِرُّ بِدِيْنِي مِنْ شَاهِقٍ إِلَى شَاهِقٍ، فَمَنْ رَآنِي يَقُوْلُ: موسوس، ومن رآني يقول: جمال، يا شقي! مَا نَبُلَ عِنْدَنَا مَنْ نَبُلَ بِالجِهَادِ وَلاَ بالحج، بل كان يعقل مَا يَدْخُلُ بَطْنَه. قَالَ خَلَفُ بنُ تَمِيْمٍ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيْمَ: مُنْذُ كَمْ قَدِمتَ الشَّامَ? قَالَ: مُنْذُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، مَا جِئْتُ لِربَاطٍ وَلاَ لِجِهَادٍ، جِئْتُ لأَشبَعَ مِنْ خُبْزِ الحَلاَلِ.

وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: الزُّهْدُ فَرضٌ، وَهُوَ الزُّهْدُ فِي الحَرَامِ، وَزُهْدُ سَلاَمَةٍ وَهُوَ: الزُّهْدُ فِي الشُّبُهَاتِ، وَزُهْدُ فَضْلٍ، وَهُوَ الزُّهْدُ فِي الحَلاَلِ. يَحْيَى بنُ عُثْمَانَ البَغْدَادِيُّ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: دَعَانِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ إِلَى طَعَامِه، فَأَتَيْتُهُ، فَجَلَسَ، فَوَضَعَ رِجْلَه اليُسْرَى تَحْتَ أَلْيَتِه، وَنَصَبَ اليُمْنَى، وَوَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ جِلْسَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَجْلِسُ جِلْسَةَ العَبْدِ، خُذُوا بِسْمِ اللهِ. فَلَمَّا أَكَلْنَا، قُلْتُ لِرَفِيْقِه: أَخْبِرْنِي عَنْ أَشدِّ شَيْءٍ مَرَّ بِكَ مُنْذُ صَحِبْتَه. قَالَ: كُنَّا صِيَاماً، فَلَمْ يَكُنْ لَنَا مَا نُفطِرُ عَلَيْهِ، فَأَصْبَحْنَا، فَقُلْتُ: هَلْ لَكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ أَنْ نَأْتِيَ الرَّسْتن، فَنكْرِي أَنْفُسَنَا مَعَ الحَصَّادين؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاكْتَرَانِي رَجُلٌ بِدِرْهَمٍ. فَقُلْتُ: وَصَاحِبِي? قَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهِ، أَرَاهُ ضَعِيْفاً. فَمَا زِلتُ بِهِ حَتَّى اكْتَرَاهُ بِثُلُثَيْنِ، فَاشْتَرَيتُ مِنْ كِرَائِي حَاجَتِي، وَتَصَدَّقتُ بِالبَاقِي، فَقرَّبتُ إِلَيْهِ الزَّادَ، فَبَكَى، وَقَالَ: أَمَّا نَحْنُ فَاسْتَوفَيْنَا أُجُورَنَا، فَلَيْتَ شِعْرِي أَوَفَّيْنَا صَاحِبَنَا أَم لاَ? فَغضِبتُ، فَقَالَ: أَتَضْمَنُ لِي أَنَّا وَفَّيْنَاهُ، فَأَخَذتُ الطَّعَامَ، فَتصَدَّقتُ بِهِ. وَبِالإِسْنَادِ عَنْ بَقِيَّةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيْمَ فِي البَحْرِ، فَهَاجَتْ رِيْحٌ، وَاضْطَرَبتْ السَّفِيْنَةُ، وَبَكَوْا، فَقُلْنَا: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! مَا تَرَى? فَقَالَ: يَا حَيُّ حِيْنَ لاَ حَيَّ، وَيَا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَيَا حَيُّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، يَا حَيُّ، يَا قَيُّومُ، يَا مُحْسِنُ، يَا مُجْمِل! قَدْ أَرَيْتَنَا قُدْرَتَكَ، فَأَرِنَا عَفْوَكَ، فَهَدَأَتِ السَّفِيْنَةُ مِنْ سَاعَتِه. ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَدْهَمَ، قَالَ: أَخَافُ أَنْ لاَ أُؤْجَرَ فِي تَرْكِي أَطَايِبَ الطَّعَامِ، لأَنِّيْ لاَ أَشْتَهِيهِ. وَكَانَ إِذَا جَلَسَ عَلَى طَعَامٍ طيب، قدم إلى أصحابه، وَقَنَعَ بِالخُبْزِ وَالزَّيْتُوْنِ. مُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْنٍ المَكِّيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قِيْلَ لإِبْرَاهِيْمَ ابن أَدْهَمَ: لَوْ تَزَوَّجتَ? قَالَ: لَوْ أَمْكَنَنِي أَنْ أُطَلِّقَ نَفْسِي، لَفَعَلْتُ. عَنْ خَلَفِ بنِ تَمِيْمٍ، قَالَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيْمُ الجَبَلَ، وَاشْتَرَى فَأْساً، فَقَطَعَ حَطَباً، وَبَاعَهُ، وَاشْتَرَى نَاطِفاً، وَقَدَّمَه إِلَى أَصْحَابِهِ، فَأَكَلُوا، فَقَالَ: يُبَاسِطُهُم: كَأَنَّكُم تَأْكُلُوْنَ فِي رَهْنٍ. عِصَامُ بنُ رَوَّادِ بنِ الجَرَّاحِ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: كُنْتُ لَيْلَةً مَعَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَدْهَمَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِبَاكُورَةٍ، فَنَظَرَ حَوْلَهُ هَلْ يَرَى مَا يُكَافِئُه، فَنَظَرَ إِلَى سَرْجِي، فَقَالَ: خُذْ ذَاكَ السَّرْجَ فَأَخَذَهُ فَسُرِرتُ حِيْنَ نَزَلَ مَالِي بِمَنْزِلَةِ مَالِهِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ بَكَّار: كَانَ إِبْرَاهِيْمُ مِنْ بَنِي عِجْلٍ، كَرِيْمَ الحَسَبِ، وَإِذَا حَصدَ، ارْتَجَزَ، وَقَالَ: اتَّخِذِ اللهَ صَاحِبا ... ودَعِ النَّاسَ جَانِبا

وَكَانَ يَلْبَس فَرْواً بِلاَ قَمِيْصٍ، وَفِي الصَّيْفِ شَقَّتَيْنِ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ: إِزَارٌ وَرِدَاءٌ، وَيَصُومُ فِي الحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَلاَ يَنَامُ اللَّيْلَ وَكَانَ يَتفكَّرُ، وَيَقْبِضُ أَصْحَابُهُ أُجرَتَه، فَلاَ يَمَسُّهَا بِيَدِهِ، وَيَقُوْلُ: كلوا بها شهواتكم وكان ينطر، وَكَانَ يَطحَنُ بِيَدٍ وَاحِدَةٍ مُدَّيْنِ مِنْ قَمْحٍ. قَالَ أَبُو يُوْسُفَ الغَسُّوْلِيُّ: دَعَا الأَوْزَاعِيُّ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَدْهَمَ، فَقصَّرَ فِي الأَكلِ، فَقَالَ: لِمَ قَصَّرتَ? قَالَ: رَأَيتُكَ قَصَّرتَ فِي الطَّعَامِ. بِشْرٌ الحَافِي: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَمَانٍ، قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا قَعَدَ مَعَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَدْهَمَ، تَحرَّزَ مِنَ الكَلاَمِ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ طَالُوْتَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَدْهَم يَقُوْلُ: مَا صَدَقَ اللهَ عبدٌ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ. قُلْتُ: عَلاَمَةُ المُخْلِصِ الَّذِي قَدْ يُحبُّ شُهرَةً، وَلاَ يَشعُرُ بِهَا، أَنَّهُ إِذَا عُوتِبَ فِي ذَلِكَ، لاَ يحرَدُ وَلاَ يبرِّئ نَفْسَه، بَلْ يَعترِفُ، وَيَقُوْلُ: رَحِمَ اللهُ مَنْ أَهدَى إليَّ عُيُوبِي، وَلاَ يَكُنْ مُعجَباً بِنَفْسِهِ، لاَ يَشعرُ بِعُيُوبِهَا، بَلْ لاَ يَشعرُ أَنَّهُ لاَ يَشعرُ، فَإِنَّ هَذَا دَاءٌ مُزْمن. عِصَامُ بنَ روَّاد: سَمِعْتُ عِيْسَى بنَ حَازِمٍ النَّيْسَابُوْرِيَّ يَقُوْلُ: كُنَّا بِمَكَّةَ مَعَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَدْهَمَ فَنَظَرَ إِلَى أَبِي قُبَيْس، فَقَالَ: لَوْ أَنَّ مُؤْمِناً، مُسْتكمِلَ الإِيْمَانِ، يَهزُّ الجَبَلَ لَتَحَرَكَ فَتَحَرَّكَ أَبُو قُبَيْسٍ، فَقَالَ: اسْكُنْ، لَيْسَ إِيَّاكَ أَرَدْتُ. قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَم يجتني الرطب من شجر البَلُّوط. وَعَنْ مَكِّيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: قِيْلَ لابْنِ أَدْهَم. مَا تَبلُغُ مِنْ كَرَامَةِ المُؤْمِنِ? قَالَ: أَنْ يَقُوْلَ لِلْجَبَلِ: تَحرَّكْ، فَيَتحَرَّكُ. قَالَ: فَتَحَرَّكَ الجَبَلُ، فَقَالَ: مَا إِيَّاكَ عَنَيْتُ. وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَدْهَمَ، قَالَ: كُلُّ مَلِك لاَ يَكُوْنُ عَادِلاً، فَهُوَ وَاللِّصُّ سَوَاءٌ، وَكُلُّ عَالِمٍ لاَ يَكُوْنُ تَقِيّاً، فَهُوَ وَالذِّئْبُ سَوَاءٌ، وَكُلُّ مَنْ ذَلَّ لِغَيْرِ اللهِ، فَهُوَ وَالكَلْبُ سَوَاءٌ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجُلُوْدِيُّ، وَغَيْرُهُ: أَنَّ عَبْدَ الله بنَ اللَّتِّي أَخْبَرَهُم، قَالَ: أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بنُ المُتَوَكِّلِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ العَلاَّفِ، حَدَّثَنَا الحَمَّامي، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الخُلْدي، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَشَّارٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَدْهَمَ يَقُوْلُ: وَأَيُّ دِيْنٍ لَوْ كَانَ لَهُ رِجَالٌ! مَنْ طَلَبَ العِلْمَ للهِ، كَانَ الخُمُوْلُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ التَّطَاوُلِ، وَاللهِ مَا الحَيَاةُ بِثِقَةٍ، فَيُرْجَى نَوْمُهَا، وَلاَ المَنِيَّةُ بِعُذرٍ، فَيُؤمَنُ عُذْرُهَا، فَفِيْمَ التَّفْرِيطُ وَالتَّقْصِيْرُ وَالاتِّكَالُ وَالإِبطَاءُ? قَدْ رَضِينَا مِنْ أَعْمَالِنَا بِالمَعَانِي، وَمِنْ طَلَبِ التَّوبَةِ بِالتَّوَانِي، وَمِنَ العَيْشِ البَاقِي بِالعَيْشِ الفاني.

وَبِهِ قَالَ ابْنُ بَشَّار: أَمْسَينَا مَعَ إِبْرَاهِيْمَ لَيْلَةً، لَيْسَ لَنَا مَا نَفطَرُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ بَشَّارٍ! مَاذَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِيْنِ مِنَ النَّعِيْمِ وَالرَّاحَةِ، لاَ يَسْأَلُهُم يَوْمَ القِيَامَةَ عَنْ زَكَاةٍ، وَلاَ حَجٍّ، وَلاَ صَدَقَةٍ، وَلاَ صِلَةِ رَحِمٍ! لاَ تَغتمَّ، فَرِزقُ اللهِ سَيَأْتِيْكَ نَحْنُ -وَاللهِ- المُلُوْكُ الأَغْنِيَاءُ، تعجلُنَا الرَّاحَة، لاَ نُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ كُنَّا إِذَا أَطَعنَا اللهَ. ثُمَّ قَامَ إِلَى صَلاَتِه، وَقُمْتُ إِلَى صَلاَتِي، فَإِذَا بِرَجُلٍ قَدْ جَاءَ بِثَمَانِيَةِ أَرْغِفَةٍ، وَتَمْرٍ كَثِيْرٍ، فَوَضَعَهُ، فَقَالَ: كُلْ يا مغموم. فَدَخَلَ سَائِلٌ، فَأَعْطَاهُ ثَلاَثَةَ أَرغِفَةٍ مَعَ تَمْرٍ، وَأَعْطَانِي ثَلاَثَةً، وَأَكَلَ رَغِيْفَيْنِ. وَكُنْتُ مَعَهُ، فَأَتَيْنَا عَلَى قَبْرٍ مُسَنَّم، فَترحَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: هَذَا قَبْرُ حُمَيْدِ بنِ جَابِرٍ، أَمِيْرِ هَذِهِ المُدُنِ كُلِّهَا، كَانَ غَارِقاً فِي بِحَارِ الدُّنْيَا، ثُمَّ أَخْرَجَهُ اللهُ مِنْهَا. بَلَغَنِي أَنَّهُ سُرَّ ذَاتَ يَوْمٍ بِشَيْءٍ، وَنَامَ، فَرَأَى رَجُلاً بِيَدِهِ كِتَابٌ، فَفَتَحَهُ، فَإِذَا هُوَ كِتَابٌ بِالذَّهَبِ: لاَ تُؤثِرَنَّ فَانِياً عَلَى بَاقٍ، وَلاَ تَغتَرَّنَّ بِمُلْكِكَ، فَإِنَّ مَا أَنْتَ فِيْهِ جَسِيْمٌ لَوْلاَ أَنَّهُ عَدِيْمٌ، وَهُوَ مُلْكٌ لَوْلاَ أَنَّ بَعْدَهُ هُلْكٌ، وَفَرَحٌ وَسُرُوْرٌ، لَوْلاَ أَنَّهُ غُرُوْرٌ، وَهُوَ يَوْمٌ لَوْ كَانَ يُوثَقُ لَهُ بَعْدُ، فَسَارِعْ إِلَى أَمْرِ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ قَالَ: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آلُ عِمْرَانَ: 133] . فَانتَبَهُ فَزَعاً، وَقَالَ: هَذَا تَنْبِيْهٌ مِنَ اللهِ وَمَوْعِظَةٌ. فَخَرَجَ مِنْ مُلْكِهِ، وَقَصَدَ هَذَا الجَبَلَ، فَعَبَدَ اللهَ فِيْهِ حَتَّى مَاتَ. وَرُوِيَ أَنَّ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَدْهَمَ حَصدَ لَيْلَةً مَا يَحصُدُهُ عَشَرَةٌ، فَأَخَذَ أُجْرَتَهُ دِيْنَاراً. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ بَشَّارٍ يَقُوْلُ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيْمَ بنِ أَدْهَمَ: كَيْفَ كَانَ بَدءُ أَمرِكَ? قَالَ: غَيْرُ ذَا أَوْلَى بِكَ. قَالَ: قُلْتُ: أَخْبِرْنِي لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ يَوْماً. قَالَ: كَانَ أَبِي مِنَ المُلُوْكِ المَيَاسِيْرِ، وحُبِّبَ إِلَيْنَا الصيدُ، فركبتُ، فَثَارَ أَرْنَبٌ أَوْ ثَعْلَبٌ، فَحرَّكتُ فَرَسِي، فَسَمِعْتُ نِدَاءً مِنْ وَرَائِي: لَيْسَ لِذَا خُلِقْتَ، وَلاَ بِذَا أُمِرْتَ. فَوَقَفتُ أَنظُرُ يَمنَةً يَمنَةً وَيَسْرَةً، فَلَمْ أَرَ أَحَداً، فَقُلْتُ: لَعَنَ اللهُ إِبْلِيسَ ثُمَّ حَرَّكتُ فَرَسِي، فَأَسْمَعُ نِدَاءً أَجْهَرَ مِنْ ذَلِكَ. يَا إِبْرَاهِيْمُ! لَيْسَ لِذَا خُلِقتَ، وَلاَ بِذَا أُمِرتَ. فَوَقَفتُ أَنظُرُ فَلاَ أَرَى أَحَداً، فَقُلْتُ: لَعَنَ اللهُ إِبْلِيسَ. فَأَسْمَعُ نداءً من قُرْبوس سرجي بِذَاكَ، فَقُلْتُ: أُنْبِهْتُ، أُنْبِهْتُ، جَاءنِي نَذِيرٌ، وَاللهِ لاَ عَصَيتُ اللهَ بَعْدَ يَوْمِي مَا عَصَمنِي اللهُ فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي فَخَلَّيتُ فَرَسِي ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رُعَاةٍ لأَبِي، فَأَخَذتُ جُبَّةً كِسَاءً، وَأَلقَيْتُ ثِيَابِي إِلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلتُ إِلَى العِرَاقِ، فَعَمِلتُ بِهَا أَيَّاماً، فَلَمْ يصفُ لِي مِنْهَا الحَلاَلُ، فَقِيْلَ لِي: عَلَيْكَ بِالشَّامِ ... ، فَذَكَرَ حِكَايَةَ نِطَارَتِه الرُّمَّان وَقَالَ الخَادِمُ لَهُ: أَنْتَ تَأْكُلُ فَاكِهَتنَا، وَلاَ تَعْرِفُ الحُلْوَ مِنَ الحَامِضِ? قُلْتُ: وَاللهِ مَا ذُقْتُهَا. فَقَالَ:

أَتُرَاكَ لَوْ أَنَّكَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ فَانْصَرَفَ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، ذَكَرَ صِفَتِي فِي المَسْجِدِ، فَعَرَفَنِي بَعْضُ النَّاسِ، فَجَاءَ الخَادِمُ وَمَعَهُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ، فَاخْتَفَيْتُ خَلْفَ الشَّجرِ، وَالنَّاسُ دَاخِلُوْنَ، فَاخْتلَطْتُ مَعَهُم وَأَنَا هَاربٌ. قَدْ سُقْتُ أَخْبَارَ إِبْرَاهِيْمَ فِي "تَارِيْخِي" أَزْيَدَ مِمَّا هُنَا، وَأَخْبَارَهُ فِي: "تَارِيْخِ دِمَشْقَ" وَفِي: "الحِلْيَة"؛ وَتَآلِيْفَ لابْنِ جَوْصَا، وَأَخْبَارَهُ الَّتِي رَوَاهَا ابْنُ اللَّتِّيِّ، وَأَشْيَاءَ. وثَّقهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَقَبْرُهُ يُزَار. وَتَرْجَمَتُه فِي "تَارِيْخِ دِمَشْقَ" في ثلاثة وثلاثين ورقة.

معاوية بن سلام

1144- معاوية بن سلام 1: "ع" ابْنِ الإِمَامِ أَبِي سَلاَّمٍ مَمْطُورٍ الحَبَشِيُّ، العَرَبِيُّ، الشَّامِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَأَخِيْهِ زَيْدٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَدْرَكَ جَدَّهُ. وَرَوَى أَيْضاً عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُسْهِر، وَمَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَري، وَيَحْيَى بنُ حَسَّانٍ، وَيَحْيَى الوُحَاظِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَيَحْيَى بنُ بِشْرٍ الحَرِيْرِيُّ، وَأَبُو تَوْبَةَ الحَلَبِيُّ، وَجَمَاعَةٌ، كَانَ يَكُوْن بِحِمْصَ وَبِدِمَشْقَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّيْنِ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: أَعُدُّه مُحَدِّثَ أَهْلِ الشَّامِ فِي زَمَانِهِ. وَرَوَيْنَا فِي نُسْخَةِ أَبِي مُسْهِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ سَلاَّمٍ: سَمِعْتُ جَدِّي أَبَا سَلاَّمٍ..، فَذَكَرَ حَدِيْثاً مُرسَلاً، قَالَ أَبُو مُسْهِر: قُلْتُ لَهُ: لِمَنْ وَلاَؤُكَ? فَغَضِبَ -يَعْنِي: أَنَّهُ عَرَبِيٌّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ. وَقِيْلَ: إِنَّ يَحْيَى بنَ أَبِي كَثِيْرٍ حَمَلَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ سَلاَّمٍ كِتَابَ جَدِّه مُنَاولَةً. مات بعد السبعين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1444"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 340" و"3/ 10"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1752"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 230"، الكاشف "3/ ترجمة 5624"، والعبر "1/ 262 و356"، جامع التحصيل للحافظ العلائي "ترجمة 777"، تهذيب التهذيب "10/ 208"، تقريب التهذيب "2/ 259"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7081"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 270".

أبو عبيد الله الوزير

1145- أَبُو عُبَيْدِ اللهِ الوَزِيْرُ 1: مُعَاوِيَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَسَارٍ الأَشْعَرِيُّ، مَوْلاَهُم الطَّبَرَانِيُّ، الشَّامِيُّ، الكَاتِبُ، أَحَدُ رِجَالِ الكَمَالِ حَزْماً، وَرَأْياً، وَعِبَادَةً، وَخَيْراً. رَوَى عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ، وَمَنْصُوْرٍ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: مَنْصُوْرُ بنُ أَبِي مُزَاحِم، وَغَيْرُهُ. وَكَانَ المَهْدِيُّ يُبَالغُ فِي إِجْلاَلِه وَاحْترَامِه، وَيَعتَمِدُ عَلَى رَأْيِه وَتَدبِيْرِه وَحُسنِ سِيَاسَتِه. قَالَ حَفِيْدُهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ: أَبْلَى جَدُّنَا سَجَّادتين، وَشَرَعَ فِي ثَالِثَةٍ مَوْضِعَ رُكْبَتَيْهِ وَوَجْهِهِ وَيَدَيْهِ مِنْ كَثْرَةِ صَلاَتِه -رَحِمَهُ اللهُ- وَكَانَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ كُرُّ دَقِيْقٍ يَتَصَدَّقُ بِهِ، فَلَمَّا وَقَعَ الغَلاَءُ، تَصدَّقَ بِكُرَّين. قُلْتُ: الكُرُّ يُشبِعُ خَمْسَةَ آلاَفِ إِنْسَانٍ، وَكَانَ مِنْ مُلُوْكِ العَدْلِ. وَيُقَالُ: سَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَعَاصِمِ بنِ رَجَاءِ بنِ حَيْوَةَ، وَكَانَ مَعَ دِيْنِه فِيْهِ تِيْهٌ وَتعزُّزٌ. حَجَّ الرَّبِيْعُ الحَاجِبُ، فَجَاءَ إِلَيْهِ مُسَلِّماً، فَمَا قَامَ لَهُ، وَلاَ وَفَّاهُ حَقَّه، فَعمِلَ عَلَيْهِ عِنْدَ المَهْدِيِّ، وَرَمَى ابْنَهُ بِالتَّعَرُّضِ لِحُرمِ الهَادِي، فَقَتَلَ المَهْدِيُّ ابْنَهُ، وَقَبضَ عَلَيْهِ، فَمَا زَالَ فِي السِّجْنِ حَتَّى تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَدْ بَسَطتُ مِنْ سِيْرتِه فِي: "تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ"، وَهُوَ جَدُّ الحَافِظِ مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ الأشعري.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1751"، الكاشف "3/ ترجمة 5626"، العبر "1/ 259"، وتهذيب التهذيب "10/ 212"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7083"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 279".

عافية

1146- عافية 1: ابن يَزِيْدَ بنِ قَيْسٍ الأَوْدِيُّ، الكُوْفِيُّ، الحَنَفِيُّ، قَاضِي بغداد بالجانب الشَّرْقِيِّ. كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ، وَمِنْ قُضَاةِ العَدْلِ، نَزعَ فِي الفِقْهِ بِأَبِي حَنِيْفَةَ. وَحَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَمُجَالِدٍ وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَطَاءٍ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى. رَوَى عَنْهُ: مُوْسَى بنُ دَاوُدَ، وَأَسَدُ السُّنَّةِ. وَقَلَّمَا رَوَى، لأَنَّهُ مَاتَ كَهْلاً. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ عَالِماً، زَاهِداً، حَكَمَ مُدَّةً عَلَى سَدَادٍ وَصَونٍ، ثُمَّ اسْتَعفَى مِنَ القَضَاءِ، فَأُعْفِي. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: يُكتَبُ حَدِيْثُه. وَرَوَى عَبَّاسٌ الدُّوري، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ. وَكَذَلِكَ رَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْهُ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيد الرَّازِيِّ، عَنْهُ: ضَعِيْفٌ فِي الحَدِيْثِ. وَقِيْلَ: سَبَبُ تَرْكِهِ القَضَاءَ، أَنَّهُ تَثبَّتَ فِي حُكْمٍ، فَأَهدَى لَهُ الخَصْمُ رُطَباً، فَرَدَّهُ، وَزَجَرَهُ، فَلَمَّا حَاكَمَ خَصْمَهُ مِنَ الغَدِ، قَالَ عَافِيَةُ: لَمْ يَسْتَوِيَا فِي قَلْبِي. ثُمَّ حَكَاهَا لِلْخَلِيْفَةِ، وَقَالَ: هَذَا: حَالِي وَمَا قَبِلْتُ، فَكَيْفَ لَوْ قَبِلْتُ?! قَالَ: فَأَعْفَاهُ. توفي سنة نيف وستين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 331"، تاريخ بغداد "12/ 307"، ميزان الاعتدال "2/ 358"، تهذيب التهذيب "5/ 60"، تقريب التهذيب "1/ 386"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5618".

مفضل

1147- مُفَضَّل 1: "م، س، ق" ابن مهلهل، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّعْدِيُّ، الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: مَنْصُوْرٍ، وَبَيَانِ بنِ بِشْرٍ، وَمُغِيْرَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَنَحْوِهِم. وَعَنْهُ: حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَالحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، صَاحِبَ سُنَّةٍ وَفَضْلٍ وَفِقْهٍ. لَمَّا مَاتَ الثَّوْرِيُّ مَضَى أَصْحَابُهُ إِلَى المُفَضَّلِ، فَقَالُوا: تَجْلِسُ لَنَا مَكَانَ أَبِي عَبْدِ اللهِ? فَقَالَ: مَا رَأَيتُ صَاحِبَكُم يُحمَدُ مَجْلِسُهُ. وَذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، فَقَالَ: ذَاكَ الرَّاهِبُ قَدِمَ عَلَيْنَا مَعَ سُفْيَانَ. وَوَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ مَنْجَوَيْه: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. رَوَينَا عَنْ مُفَضَّلِ بنِ مُهَلْهِلٍ كَلِمَةً نَافِعَةً، قَالَ: اعْمَلْ بِقَلِيْلِ الحَدِيْثِ يزهدك في كثيره.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 381"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1776"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 713" و"2/ 782"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1457"، العبر "1/ 250"، الكاشف "3/ ترجمة 5710"، ميزان الاعتدال "4/ 171"، تهذيب التهذيب "10/ 275"، تقريب التهذيب "2/ 271"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7178"، شذرات الذهب "1/ 263".

المهدي

1148- المهدي 1: الخَلِيْفَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ المَنْصُوْرِ أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ. مَوْلِدُه بإيْذَج مِنْ أَرْضِ فَارِسٍ، فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ. وَقِيْلَ: فِي سَنَةِ سِتٍّ. وَأُمُّهُ: أُمُّ مُوْسَى الحِمْيَرية. كَانَ جوادًا، ممدحًا، مِعْطَاءً، مُحَبَّباً إِلَى الرَّعِيَّةِ، قَصَّابًا فِي الزَّنَادِقَةِ، بَاحِثاً عَنْهُم، مَلِيحَ الشَّكْلِ. قَدْ مرَّ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي "تَارِيْخِي الكَبِيْرِ". وَلَمَّا اشْتدَّ، وَلاه أَبُوْهُ مَمْلَكَةَ طَبَرِسْتَانَ، وَقَدْ قَرَأَ العِلْمَ، وَتَأَدَّبَ وَتَمَيَّزَ. غَرِمَ أَبُوْهُ أَمْوَالاً حَتَّى اسْتَنْزَلَ وَلِيَّ العَهْدِ ابْنَ أَخِيْهِ عِيْسَى بنَ مُوْسَى مِنَ العَهْدِ لِلْمَهْدِيِّ، وَلَمَّا مَاتَ المَنْصُوْرُ، قَامَ بِأَخذِ البَيْعَةِ لِلْمَهْدِيِّ الرَّبِيْعُ بنُ يُوْنُسَ الحَاجِبُ. وَكَانَ المَهْدِيُّ أَسْمَرَ، مَلِيْحاً، مُضْطَرِبَ الخَلْقِ، عَلَى عَيْنِهِ بَيَاضٌ، جَعْدَ الشَّعرِ، وَنَقْشُ خَاتَمِه: اللهُ ثِقَةُ مُحَمَّدٍ، وَبِهِ نُؤمِنُ. يَقْطُوْنَه: أَنْبَأَنَا أَبُو العَبَّاسِ المَنْصُوْرِيُّ، قَالَ: لَمَّا حَصَلت الخَزَائِنُ فِي يَدِ المَهْدِيِّ، أَخَذَ فِي رَدِّ المَظَالِمِ، فَأَخَرَجَ أَكْثَرَ الذَّخَائِرِ، فَفَرَّقَهَا، وَبرَّ أَهْلَه وَمَوَالِيْهِ. فَقِيْلَ: فَرَّقَ أَزْيَدَ مِنْ مائَةِ أَلْفِ أَلْفٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ أُثنِيَ عَلَيْهِ بِالشَّجَاعَةِ، فَقَالَ: لِمَ لاَ أَكُوْنُ شُجَاعاً? وَمَا خِفتُ أَحَداً إِلاَّ اللهَ -تَعَالَى. وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: أَنَّ المَهْدِيَّ كَتَبَ إِلَى الأَمصَارِ يَزجُرُ أَنْ يَتَكَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ أهل الأهواء في شيء منها.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "2/ 246"، تاريخ بغداد "5/ 391"، العبر "1/ 230 و234"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 300"، شذرات الذهب "1/ 230 و245".

وَعَنْ يُوْسُفَ الصَّائِغِ، قَالَ: رَفَعَ أَهْلُ البِدَعِ رءوسهم، وَأَخَذُوا فِي الجَدَلِ، فَأَمَرَ بِمَنعِ النَّاسِ مِنَ الكَلاَمِ، وَأَنْ لاَ يُخَاضَ فِيْهِ. قَالَ دَاوُدُ بنُ رَشِيْدٍ: هَاجَتْ رِيْحٌ سَوْدَاءُ، فَسَمِعْتُ سَلَماً الحَاجِبَ يَقُوْلُ: فُجِعْنَا أَنْ تَكُوْنَ القِيَامَةُ، فَطَلَبتُ المَهْدِيَّ فِي الإِيوَانِ، فَلَمْ أَجِدْه، فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ، سَاجِدٌ عَلَى التُّرَابِ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ لاَ تُشَمِّتْ بِنَا أَعْدَاءنَا مِنَ الأُمَمِ، وَلاَ تُفْجِعْ بِنَا نَبِيَّنَا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَخَذْتَ العَامَّةَ بِذَنْبِي، فَهَذِهِ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ. فَمَا أَتَمَّ كَلاَمَهُ حَتَّى انْجَلَتْ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: دَخَلَ عَلَى المَهْدِيِّ شَرِيْفٌ، فَوَصَلَهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! مَا أَنْتَهِي إِلَى غَايَةِ شُكرِكَ، إِلاَّ وَجَدْتُ وَرَاءهَا غَايَةً مِنْ مَعْرُوْفِكَ، فَمَا عَجَزَ النَّاسُ عَنْ بُلُوْغِه فَاللهُ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ. وَعَنِ الرَّبِيْعِ: أَنَّ المَنْصُوْرَ فَتحَ يَوْماً خَزَائِنَه مِمَّا قَبضَ مِنْ خَزَائِنِ مَرْوَانَ الحِمَارِ، فَأَحْصَى مِنْ ذَلِكَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ عِدْل خَزٍّ، فَأَخْرَجَ مِنْهَا ثَوْباً، فَقَالَ لِي: فَصِّل مِنْهُ جُبَّةً، وَلِمُحَمَّدٍ جُبَّةً وَقَلَنْسُوَةً. وَبَخِلَ بِإِخْرَاجِ ثَوْبٍ لِلْمَهْدِيِّ، فَلَمَّا وَلِي المَهْدِيُّ، أَمَرَ بِذَلِكَ كُلِّه، فَفُرِّقَ عَلَى المَوَالِي وَالخَدَمِ. وَقِيْلَ: كَانَ كَثِيْرَ التَّولِيَةِ وَالعَزلِ بِغَيْرِ كَبِيْرِ سَبَبٍ، وَيُبَاشِرُ الأُمُورَ بِنَفْسِهِ، وَأَطلَقَ خَلقاً مِنَ السُّجُونِ، وَزَادَ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ وَزَخْرَفَه. أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو خُلَيد، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: قَالَ لِي المَهْدِيُّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! لَكَ دَارٌ? قُلْتُ: لاَ. فَأَمَرَ لِي بِثَلاَثَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ وَصَلَ عَبْدَ العَزِيْزِ بنَ المَاجَشُوْنِ بِعَشْرَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ. وَنَقَلَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ بِإِسْنَادٍ: أَنَّ المَهْدِيَّ أَعْطَى رَجُلاً مَرَّةً مائَةَ أَلْفِ دِيْنَارٍ. وَجَوَائِزُهُ كَثِيْرَةٌ مِنْ هَذَا النَّمطِ. وَأَجَازَ مَرَّةً مَرْوَانَ بنَ أَبِي حَفْصَةَ بِسَبْعِيْنَ ألفًا. وليس هذا الإسراف بما يُحْمَدُ عَلَيْهِ الإِمَامُ. وَكَانَ مُسْتَهْتِراً بِمَوْلاَتِه الخَيْزُرَانِ، وَكَانَ غَارِقاً كَنَحْوِهِ مِنَ المُلُوْكِ فِي بَحْرِ اللَّذَّاتِ، وَاللَّهْوِ وَالصَّيْدِ، وَلَكِنَّهُ خَائِفٌ مِنَ اللهِ، مُعَادٍ لأُولِي الضَّلاَلَةِ، حَنِقَ عَلَيْهِم. تَمَلَّكَ عَشْرَ سِنِيْنَ وَشَهراً وَنِصْفاً، وَعَاشَ ثَلاَثاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَمَاتَ بماسَبَذَان، فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَبُوْيِعَ ابْنُهُ الهَادِي.

النضر بن عربي

1149- النضر بن عربي 1: "د، ت" الإِمَامُ، العَالِمُ، المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، أَبُو رَوْحٍ -وَقِيْلَ: أَبُو عُمَرَ- البَاهِلِيُّ مَوْلاَهُم، الجَزَري، الحَرَّاني. رَأَى أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بنَ وَاثِلَةَ. وروى عن: مجاهد، القاسم بنِ مُحَمَّدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَطَاءٍ، وَسَالِمِ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَمَكْحُوْلٍ، وَمَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَعَلِيِّ بنِ نُفَيْلٍ، وَعِدَّةٍ. وَيَنْزِل إِلَى أَنْ يَرْوِي عَنْ: عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو الرَّقي، وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ، وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ، طَالَ عُمُرُهُ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَوَكِيْعٌ، وَسُفْيَانُ بنُ سَعِيْدٍ الثَّوْرِيُّ -وَمَاتَ قَبْلَه- وَأَبُو أُسَامَةَ، وَالمُطَّلِبُ بنُ زِيَادٍ، وَيَحْيَى بنُ صَالِحٍ الوُحَاظِيُّ، وَعَبْدُ الغَفَّارِ بنُ دَاوُدَ الحَرَّانِيُّ، وَعَمْرُو بنُ خَالِدٍ الحَرَّانِيُّ، وَبِشْرُ بنُ عُبَيْس بنِ مَرْحُوْمٍ العَطَّارُ، وَسَعِيْدُ بنُ حَفْصٍ النُّفيلي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الحَجَبِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ سوَّار، وَخَلْقٌ آخِرُهُم: أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيلي. قَالَ خَلِيْفَةُ: النَّضْرُ بنُ عَرَبِيٍّ العَامِرِيُّ، وَيُقَالُ: مَوْلَى حَاتِمِ بنِ النُّعْمَانِ البَاهِلِيِّ. رَوَى عَبَّاسٌ، وَعُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، وَعِدَّةٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ أَسندَ حَدِيْثاً وَاحِداً. وَقَالَ مَرَّةً: صَالِحُ الحَدِيْثِ. أَظُنُّ أَبَا حَاتِمٍ أَرَادَ أَنَّهُ وَهِمَ فِي رِوَايَةِ حَدِيْثٍ وَاحِدٍ، فَأَسنَدَه، وَصَوَابُه مَوْقُوْفٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ أَيْضاً: لَيْسَ بِذَاكَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس به بأس. وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ: رَأَيتُ لَهُ أَحَادِيْثَ مُسْتقِيْمَةً عَمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ، وَأَرْجُو أَنَّهُ لاَ بأس به.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 483"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2290"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 2179"، الكاشف "3/ ترجمة 5941"، ميزان الاعتدال "4/ 261"، تهذيب التهذيب "10/ 442"، تقريب التهذيب "2/ 302"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7517".

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ -فَشَذَّ: كَانَ ضَعِيْفَ الحَدِيْثِ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثمانٍ وستين ومائة. أخبرنا أبو الفضل بن عَسَاكِرَ: أَنْبَأَنَا القَاسِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الأَسَعْدِ هِبَةُ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ البَحِيْرِيُّ، وَأَنْبَأَنَا ابْنُ عَسَاكِرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ السَّمْعَانِيِّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الصّرَامُ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ الحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُعَيْد الحرَّاني، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بنُ عَرَبِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "لَمَّا وُضِعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي لَحدِهِ، وُضِعَ فِيْمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّحْدِ قَطِيْفَةٌ كَانَتْ لَهُ، بَيْضَاءُ بَعْلَبَكِّيَّةٌ"1. حَسَنٌ، غَرِيْبٌ. وَابْنُ مُعَيْد: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، بِالضَّمِّ، بِوَزنِ عُبَيْدٍ، هَكَذَا وجدته.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "967"، والنسائي "4/ 81" من طريق شعبة، عن أبي جمرة عن ابن عباس قال: جعل في قَبْرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قطيفة حمراء.

صالح بن راشد

1150- صَالِحُ بنُ رَاشِدٍ 1: أَبُو عَبْدِ اللهِ نَصْر بن مَسْتُورٍ. سَمِعَ الحَسَنَ، وَمَالِكَ بنَ دِيْنَارٍ، وَعَاصِمَ بنَ رَزين. حَدَّثَ عَنْهُ: حَرَمِي بنُ عُمارة، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَمُوْسَى التَّبُوذَكي، وَغَيْرُهُم. ذَكَرَهُ البُخَارِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ"، وَسَكَتَ عَنْ حَالِهِ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2804"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1758"، تاريخ الإسلام "6/ 202"، ميزان الاعتدال "2/ 294".

شيبان

1151- شيبان 1: "ع" ابن عبد الرحمن النحوي، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو مُعَاوِيَةَ التَّمِيْمِيُّ مَوْلاَهُم، النَّحْوِيُّ، البَصْرِيُّ المُؤَدِّبُ، نَزِيْلُ الكُوْفَةِ، ثُمَّ بَغْدَادَ. رَوَى عَنِ: الحَسَنِ البَصْرِيِّ -وَذَلِكَ فِي مُسْلِمٍ- وَعَنْ: يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَزِيَادِ بنِ عِلاقة، وَقَتَادَةَ، وَأَشْعَثَ بنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَسِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، وَمَنْصُوْرٍ، وَعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وَهِلاَلٍ الوَزَّان، وَثَابِتٍ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: أَبُو حَنِيْفَةَ -وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ- وَعَبْدُ الرحمن بن مهدي، وأبو داود، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَمُعَاوِيَةُ بنُ هِشَامٍ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي بُكَير، وَآدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَأَسَدُ بنُ مُوْسَى، وَسَعْدُ بنُ حَفْصٍ الضَّخْمُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَابِقٍ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَا أَقْرَبَ حَدِيْثَهُ. وَقَالَ الأَثْرَمُ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: كَانَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ أَكْبَرَ عِنْدَكَ مِنْ شَيْبَانَ? قَالَ: هِشَامٌ أَرْفَعُ، هِشَامٌ حَافِظٌ، وَشَيْبَانُ صَاحِبُ كِتَابٍ. قِيْلَ: فَحَرْبُ بنُ شَدَّادٍ? قَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ، وَشَيْبَانُ أَرْفَعُ هَؤُلاَءِ عِنْدِي، شَيْبَانُ صَاحِبُ كِتَابٍ صَحِيْحٍ، قَدْ رَوَى شَيْبَانُ عَنِ النَّاسِ، فَحَدِيْثُه صَالِحٌ. وَقَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِ: شَيْبَانُ ثَبتٌ فِي كُلِّ المَشَايِخِ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ: شَيْبَانُ أَثْبَتُ فِي حَدِيْثِ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ. وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: شَيْبَانُ أَحَبُّ إليَّ مِنْ مَعْمَرٍ فِي قَتَادَةَ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: قُلْتُ لِيَحْيَى: شَيْبَانُ مَا حَالُهُ فِي الأَعْمَشِ? فَقَالَ: ثِقَةٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: شَيْبَانُ صَاحِبُ حُرُوْفٍ وَقِرَاءاتٍ، مَشْهُوْرٌ بِذَلِكَ، كَانَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ يُوَثِّقُهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَسَنُ الحَدِيْثِ، صَالِحُ الحَدِيْثِ، يُكتَبُ حَدِيْثُهُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَأَحْمَدُ العِجْلِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ خِراش: صدوق. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَسْكَرِيُّ: شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ نُسِبَ إِلَى بَطْنٍ يُقَالُ لَهُم: بَنُو نَحْوٍ، وَهُم بَنُو نَحْوِ بنِ شُمسٍ -بِضَمِّ الشِّيْنِ؛ بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ. وَذَكَرَ: ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُنَادِي: أَنَّ المَنْسُوبَ إِلَى القَبِيْلَةِ يَزِيْدُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ النَّحْوِيُّ، لاَ شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، وَهُوَ أَشْبَهُ، لأَنَّهُ تَمِيْمِيٌّ، لاَ أَزْدِيٌّ. وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ حَدِيْثٌ، سُقتُهُ فِي أَخْبَارِ شُعْبَةَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 377"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2709"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 318 و440" و"2/ 160 و451 و544"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1561"، تاريخ بغداد "9/ 271"، الكاشف "2/ ترجمة 2338"، تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 204"، العبر "1/ 243"، ميزان الاعتدال "2/ 285"، تهذيب التهذيب "4/ 373"، تقريب التهذيب "1/ 356"، شذرات الذهب "1/ 259"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2985".

وَأَجَازَ لَنَا جَمَاعَةٌ سَمِعُوا ابْنُ طَبْرَزَد: أَنْبَأَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ غَيلان، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البِرْتِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ: "انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنُودِيَ بِالصَّلاَةِ جَامِعَةً، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ بِسَجْدَةٍ، ثُمَّ قَامَ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ بِسَجْدَةٍ، ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى جُلِيَ عَنِ الشَّمْسِ، فَقَالَتْ: عَائِشَةُ مَا سَجَدَ سُجُوداً قَطُّ، وَلاَ رَكَعَ رُكُوعاً قَطُّ أَطْوَلَ مِنْهُ"1. قُلْتُ: قَوْلُ أَبِي حَاتِمٍ فِيْهِ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ، لَيْسَ بِجَيِّدٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ شَيْبَانُ فِي خِلاَفَةِ المَهْدِيِّ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ ومائة. وكذا قال يعقوب السدوسي، ومُطَيَّن.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1051" من طريق أبي نعيم، به. وأخرجه مسلم "910" من طريق يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ، به.

عيسى بن علي

1152- عِيْسَى بنُ عَلِيِّ 1: ابْنِ تَرْجُمان القُرْآنِ: عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ الهَاشِمِيُّ، الأَمِيْرُ، عَمُّ المَنْصُوْرِ، وَإِلَيْهِ يُنْسبُ نَهْر عِيْسَى2، وَقَصْرُ عِيْسَى3. يَرْوِي عَنْ: أَبِيْهِ، وَأَخِيْهِ. وَعَنْهُ: وَلَدَاهُ؛ إِسْحَاقُ وَدَاوُدُ، وَهَارُوْنُ الرَّشِيْدُ، وَشَيْبَانُ النَّحْوِيُّ. وَكَانَ يَرجِعُ إِلَى عِلْمٍ وَدِيْنٍ وَتَقْوَىً، خَدَمَ أَبَاهُ، وَلَمْ يَلِ شَيْئاً تَوَرُّعاً، وَكَانَ فِيْهِ بَعْضُ الاَنقطَاعِ. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ لَهُ مَذْهَبٌ جَمِيْلٌ، وَيَعتَزِلُ السُّلْطَانَ، وَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: هُوَ صَاحِبُ حَدِيْثِ: "يُمْنُ الخَيْلِ فِي شُقْرِها"4. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: غريب. قَالَ الخُطَبِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وقيل: سنة ستين.

_ 1 ترجمته في تاريخ الإسلام "6/ 264"، العبر "1/ 242"، تهذيب التهذيب "8/ 221". 2 نهر عيسى: كورة، وقرى كثيرة، وعمل واسع في غربي بغداد، يعرف بهذا الاسم، ومأخذه من الفرات عند قنطرة دِممَّا ... هو نهر على متنزهات وبساتين كثيرة. قاله ياقوت في "معجم البلدان". 3 قصر عيسى: هو أول قصر بناه الهاشميون في أيام المنصور ببغداد، وكان على شاطئ نهر الرُّفَيل، عند مصبه في دجله -وهو اليوم "أي زمن ياقوت"- في وسط العمارة من الجانب الغربي، وليس للقصر أثر الآن -"أي زمن ياقوت"- إنما هناك محلة كبيرة ذات سوق تسمى: قصر عيسى. قاله ياقوت في "معجم البلدان". 4 حسن: أخرجه أبو داود "2545"، والترمذي "1695" من طريق شيبان يعني ابن عبد الرحمن، حدثنا عيسى بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث شيبان. قلت: رجال إسناده ثقات خلا عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس، فإنه صدوق، فالإسناد به حسن.

صخر بن جويرية

1153- صخر بن جويرية 1: "خَ، م، د، س، ت" الإِمَامُ، الثِّقَةُ، المُحَدِّثُ، أَبُو نَافِعٍ التَّمِيْمِيُّ مَوْلاَهُم. وَقِيْلَ: مَوْلَى بَنِي هِلاَلٍ البَصْرِيِّ، شَيْخٌ، مُعَمَّرٌ، صَدُوْقٌ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي رَجَاءٍ العُطَاردي، وَعَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. رَوَى عَنْهُ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ -وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ- وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَرَوْحُ بنُ عُبَادة، وَعَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ، ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: صَالِحٌ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: إِنَّمَا يُتَكَلَّمُ فِيْهِ؛ لأَنَّهُ يُقَالُ: إِنَّهُ سَقَطَ كِتَابُهُ. قُلْتُ: احْتَجَّ بِهِ أَربَابُ الصِّحَاحِ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. كَتَبَ إليَّ ابْنُ البُخَارِيِّ: أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْصٍ المُعَلِّمُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ هَزَارْمَرْدَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ حَبابة، أَنْبَأَنَا البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَخْبَرَنِي صَخْرُ بنُ جُوَيْرِيَةَ، سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ، قال: حدثنا ابن عباس، قال: قال مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اطَّلَعْتُ -يَعْنِي: فِي الجَنَّةِ- فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفُقَرَاءَ وَالمَسَاكِيْنَ، وَاطَّلَعْتُ إِلَى -أَوْ: فِي- النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ" 2. وَبِهِ: حَدَّثَنَا البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَاهُ شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ مِثْلُ حَدِيْثِ صَخْرٍ. وَرَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، وَقَالَ عَبْدُ الوَارِثِ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْهُ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 275"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2951"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 637"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1880"، الكاشف "2/ ترجمة 2397"، ميزان الاعتدال "2/ 308"، تهذيب التهذيب "4/ 410"، تقريب التهذيب "1/ 365"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3072". 2 صحيح: أخرجه مسلم "2737" من طريق زهير بن حرب، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي رجاء العطاردي، عن ابن عباس، به. وأخرجه البخاري "3241" و"5198" و"6449" و"6546" من طريق أبي رجاء عن عمران بن حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فذكره.

موسى بن علي بن رباح

1154- موسى بن عُلَيّ بن رباح 1: "م، 4" الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ العَادلُ، نَائِبُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ لأَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُوْرِ سَنَوَاتٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللَّخْمِيُّ مَوْلاَهُم، المِصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ كَثِيْراً، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وابن شهاب، ويزيد ابن أَبِي حَبِيْبٍ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ -وَمَاتَ قَبْلَه بِمُدَّةٍ- وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ لَهِيْعَةَ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجُمَحِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ سَالِمٍ القَدَّاح، وَسُفْيَانُ بنُ حَبِيْبٍ البَصْرِيُّ، وَوَكِيْعٌ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَوَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ، وابن مهدي، وأبو نعيم، وأبو عبد الرحمن المقرىء، وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ الكَاتِبُ، ورَوْح بنُ صَلاَحِ بنِ سيَابَةَ المَوْصِلِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَابِ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ العَوَقِيُّ، وَطَلْقُ بنُ السَّمْحِ، وَبَكْرُ بنُ يُوْنُسَ بنِ بُكَير، وخلق، آخرهم موتًا: القاسم بن هانىء بنِ نَافِعٍ العَدَوِيُّ الضَّرِيْرُ. وَمَا ظَفِرَ الخَطِيْبُ فِي "السَّابِقِ وَاللاَّحِقِ"، بِغَيْرِ سَعْدِ بنِ يَزِيْدَ الفَرَّاء، شَيخٍ لِلْحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ، تُوُفِّيَ مَعَ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَالعِجْلِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ رَجُلاً صَالِحاً، يُتقِنُ حَدِيْثَه، لاَ يَزِيْدُ وَلاَ يَنقص، صَالِحُ الحَدِيْثِ، كَانَ مِنْ ثِقَاتِ المِصْرِيِّينَ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: وُلِدَ بِإِفْرِيْقِيَةَ، سَنَةَ تِسْعِيْنَ، وَمَاتَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَكَذَا قَالَ فِي مَوْتِه يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، وَخَلِيْفَةُ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَطَائِفَةٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ. وَقِيْلَ: كَانَتْ مُدَّةُ إِمْرَتِه عَلَى إِقْلِيْمِ مِصْرَ ستة أعوام وشهرين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 515"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1235"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 151 و323 و463"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 691"، العبر "1/ 242"، الكاشف "3/ ترجمة 5819"، تهذيب التهذيب "10/ 363"، تقريب التهذيب "2/ 286"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7295"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 258".

وأما أبوه علي بن رباح

1155- وأما أبوه عُلَيّ بن رباح 1: "م، 4" ابن قَصِير بن قَشِيب ابن يثيع، الثقة، العالم، واسمه: علي، وإنما صُغِّرَ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ: كَانَتْ بَنُو أُمَيَّةَ إِذَا سَمِعُوا بِمَوْلُوْدٍ اسْمُهُ عَلِيٌّ، قَتَلُوْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَبَاحاً، فَقَالَ: هُوَ عَلَيّ. قُلْتُ: عُلَيّ بنُ رَبَاحٍ وُلِدَ فِي صَدْرِ خِلاَفَةِ عُثْمَانَ، فَلَعَلَّهُ غُيِّر وَهُوَ شَابٌّ، لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ العَرَبِ. قَدْ رَوَى عَنْ: عَمْرِو بنِ العَاصِ -فَكَانَ آخرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ فِيْمَا عَلِمتُ- وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، وَأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، وفَضَالة بنِ عُبيد، وَعِدَّةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ. وَطَالَ عُمُرُهُ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ: وَلدُهُ؛ مُوْسَى بنُ عُلَي. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضاً: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، وحُمَيد بن هانىء، وَمَعْرُوْفُ بنُ سُوَيْدٍ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ أَحَدَ الثِّقَاتِ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ مُؤَدِّبِي، فَسَمِعْتُهُ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مالك? قَالَ: قُتِلَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانُ، وَكُنْتُ بِالشَّامِ. وَأَمَّا أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: فَذَكَرَ أَنَّ مَوْلِدَه عَامَ اليَرْمُوْكِ. قَالَ: وَذَهَبتْ عَيْنُهُ يَوْمَ ذَاتِ الصَّوَارِي2 فِي البَحْرِ، مَعَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي سَرْحٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ. قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ مَنْزِلَةٌ مِنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَرْوَانَ، وَهُوَ الَّذِي زَفَّ أُمَّ البنِيْنَ بِنْتَهُ إِلَى ابْنِ عَمِّهَا الوَلِيْدِ، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ العَزِيْزِ تَغَيَّر عَلَيْهِ وَأَبعَدَهُ، فَأَغْزَاهُ إفريقية، فلم يزل بها حتى مات. يقال: مات سنة أربع عشرة ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 512"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 323 و463 و481" و"2/ 49"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1020"، الإكمال لابن ماكولا "6/ 251"، الأنساب للسمعاني "10/ 152"، تاريخ الإسلام "4/ 282"، العبر "1/ 193" والكاشف "2/ ترجمة 3972"، جامع التحصيل للعلائي "ترجمة 541"، تهذيب التهذيب "7/ 318"، تقريب التهذيب "2/ 36"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4982"، شذرات الذهب "1/ 149". 2 موقعة ذات الصواري: انتصر فيها المسلمون بقيادة ابن أبي السرح على الروم وكانت بين أسطول الفريقين في البحر.

سلام بن مسكين

1156- سلام بن مِسْكين 1: "خ، م" ابن ربيعة، الإِمَامُ، الثِّقَةُ، أَبُو رَوْح الأَزْدِيُّ، النَّمَري، البَصْرِيُّ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: إِنَّمَا سَلاَّمٌ لَقَبُهُ، وَاسْمُهُ: سُليمان. رَوَى عَنْ: الحَسَنِ، وَيَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّير، وعَقيل بنِ طَلْحَةَ، وَقَتَادَةَ، وَثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وَبِشْرِ بنِ حَرْبٍ، وشُعيب بنِ الحَبْحَابِ، وَعِدَّةٍ. وَلَيْسَ بِالمُكْثِرِ، وَلَهُ فِي "الصَّحِيْحَيْن" حَدِيْثٌ عَنْ ثَابِتٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُوْسَى بنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَمُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَهُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، وَشَيْبَانُ، وَآدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَعَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، وَجَمْعٌ كَبِيْرٌ. قَالَ مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ: كَانَ مِنْ أَعَبْدِ أَهْلِ زَمَانِه. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سُئِلَ أَبِي عَنْ سَلاَّمِ بنِ مِسْكِيْنٍ، وَسَلاَّمِ بنِ أَبِي مُطِيْعٍ2، فَقَالَ: جَمِيْعاً ثِقَةٌ، إِلاَّ أَنَّ سَلاَّمَ بنَ مِسْكِيْنٍ أَكْثَرُ حَدِيْثاً، وَابْنُ أَبِي مُطِيْعٍ صَاحِبُ سُنَّةٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ ثِقَةٌ، صَالِحٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. قِيْلَ: مَاتَ سَلاَّمٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ. وَقَالَ محمد بن محبوب: مات في آخِرِ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. رَوَى لَهُ الجَمَاعَةُ، سِوَى التِّرْمِذِيِّ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ يَذْهَبُ إِلَى القَدَرِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرائفي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الدَّايَةِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهري، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بنُ فَرُّوخ، حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي فَضَالة، قَالَ: كَانَ بَعْضُ المُهَاجِرِيْنَ يَقُوْلُ: وَاللهِ مَا أَخَافُ المُسْلِمَ، وَلاَ أَخَافُ الكَافِرَ؛ أَمَّا المُسْلِمُ، فَيَحْجُزُهُ إِسْلاَمُهُ، وَأَمَّا الكَافِرُ، فَقَدْ أَذَلَّهُ اللهُ، وَلَكِنْ كيف لي بالمنافق?

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 283"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2228"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 475" و"2/ 53 و125"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1117"، والكاشف "1/ ترجمة 2232"، العبر "1/ 250"، تهذيب التهذيب "2/ 286"، تقريب التهذيب "1/ 342"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2847". 2 تأتي ترجمته قريبا برقم ترجمة رقم "1161"، بتعليق رقم "120".

سليمان بن المغيرة

1157- سُليمان بن المُغِيرة 1: "ع" الإِمَامُ، الحَافِظُ، القُدْوَةُ، أَبُو سَعِيْدٍ القَيْسِيُّ، البَصْرِيُّ، مَوْلَى بَنِي قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ، مِنْ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ، أَوِ ابْنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذي، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِالمَدِيْنَةِ، فَتَرَاءيْنَا الهِلاَلَ، وَكُنْتُ رَجُلاً حَدِيْدَ البَصْرِ، فَرَأَيتُهُ، وَلَيْسَ أحد يزعم أَنَّهُ رَآهُ غَيْرِي، فَجعَلتُ أَقُوْلُ لِعُمَرَ: أَمَّا تَرَاهُ? فَجَعَلَ لاَ يَرَاهُ. قَالَ: يَقُوْلُ عُمَرُ: سَأَرَاهُ وَأَنَا مستلقٍ عَلَى فِرَاشِي2 ... ، وَذَكَرَ الحَدِيْثَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 280"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1887"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 345 و490 و503" و"2/ 33 و43 و82 و90" و"3/ 100" والجرح والتعديل "4/ ترجمة 626"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 206"، الكاشف "1/ ترجمة 2150"، العبر "1/ 245 و301"، تهذيب التهذيب "4/ 220"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2745"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 260". 2 صحيح: أخرجه مسلم "2873" من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: فذكره. وتمامه.. قال فجعلتُ أقولُ لِعُمَرَ: أَمَّا تراهُ؟ فَجَعَلَ لاَ يراهُ قَالَ يَقُوْلُ عُمَرُ: سأراهُ وَأَنَا مستلقٍ على فراشي. ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول: "هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله". قال: فقال عمر: فوالذي بعثه بالحق ما أخطئوا الحدود التي حد رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى انتهى إليهم فقال: "يا فلان ابن فلان! ويا فلان ابن فلان! هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني الله حقا". قال عمر: يا رسول الله كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها؟ قال: "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا عليَّ شيئا". قوله: "هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله": هذا من معجزاته -صلى الله عليه وسلم- الظاهرة. وقوله: "ما أنت بأسمع لما أقول منهم": قال المازري: قال بعض الناس: الميت يسمع، عملا بظاهر هذا الحديث. ثم أنكره المازري وادعى أن هذا خاص في هؤلاء. ورد عليه القاضي عياض وقال: يحتمل سماعهم على ما يحتمل عليه سماع الموتى في أحاديث عذاب القبر وفتنته التي لا مدفع لها. وذلك بإحيائهم أو إحياء جزء منهم يعقلون به ويسمعون في الوقت الذي يريد الله -تعالى. هذا كلام القاضي، وهو الظاهر المختار الذي تقتضيه أحاديث السلام على القبور.

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ حُضُوْراً، أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ مُسْلِمٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ طَلاَّبٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ سَعِيْدٍ الدَّينَوَري بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ سِنَانِ بنِ مَالِكٍ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالحَلاَّقُ يَحْلِقُهُ، وَقَدِ اجْتَمَعَ أَصْحَابُهُ، فَمَا تَسْقُطُ مِنْ شَعْرَةٍ إِلاَّ بِيَدِ رَجُلٍ1. وَيَقَعُ فِي "الجَعْدِيَّاتِ" مِنْ عَوَالِيْهِ. حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، وحُميد بنِ هِلاَلٍ، وَثَابِتِ بنِ أَسْلَمَ، والجُرَيري، وَأَبِي مُوْسَى الهِلاَلِيِّ، وَوَالِدِهِ المُغِيْرَةَ. لَمْ يَزِدْ شَيْخُنَا المِزِّي عَلَى هَؤُلاَءِ. رَوَى عَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَبَهْزُ بنُ أَسَدٍ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو عَامِرٍ العَقَدي، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّوْرِيُّ، وأسد بن موسى، وحبان بن هِلاَلٍ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُطَهَّر، وَعَمْرُو بنُ عَاصِمٍ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ المَعْنِيُّ، وَمُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ التَّبُوذَكي، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوخ، وَخَلْقٌ. رَوَى مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ: قَالَ أَيُّوْبُ السَّختياني: لَيْسَ أَحَدٌ أَحْفَظَ لِحَدِيْثِ حُميد بنِ هِلاَلٍ مِنْ سُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ. وَقَالَ وُهَيب: كَانَ يَقُوْلُ لَنَا أَيُّوْبُ: خُذُوا عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ. وَكُنَّا نَأْتِيْهِ فِي نَاحِيَةٍ، وَأَبُوْهُ قَاعِدٌ فِي نَاحِيَةٍ. وَقَالَ قُراد أَبُو نُوْحٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ سَيِّدُ أَهْلِ البَصْرَةِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، وَكَانَ خِيَاراً مِنَ الرِّجَالِ. قَالَ يَعْلَى بنُ مَنْصُوْرٍ الفَقِيْهُ: سَأَلْتُ ابْنَ عُلَيَّة عَنْ حُفَّاظِ أَهْلِ البَصْرَةِ، فَذَكَرَ سُلَيْمَانَ بنَ المُغِيْرَةِ. قَالَ خَالِدُ بنُ نِزَارٍ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بنَ المُغِيْرَةِ يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا البَصْرَةَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فَأَرْسَلَ إليَّ، فَقَالَ: بَلَغَنِي عَنْكَ أَحَادِيْثُ، وَأَنَا عَلَى مَا تَرَى مِنَ الحَالِ، فَأْتِنِي إِنْ خَفَّ عَلَيْكَ. فَأَتَيْتُهُ، فَسَمِعَ مِنِّي. قَالَ الخُرَيْبِي: مَا رَأَيتُ بِالبَصْرَةِ أَفْضَلَ مِنْ: سُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ، وَمَرْحُوْمِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَرَوَى أَبُو طَالِبٍ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: هُوَ ثَبتٌ، ثَبتٌ. وَرَوَى الكَوْسَج عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: ثِقَةٌ، ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَمْ يَكُنْ فِي أَصْحَابِ ثَابِتٍ أَثْبَتُ مِنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، ثُمَّ سُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ، ثُمَّ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ ثِقَةً، ثَبْتاً. قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ، فَجَاءَ سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ يَبْكِي، قَالَ: مَاتَ حِمَارِي، وَذَهَبت مِنِّي الجُمُعَةُ، وَذهَبَتْ حَوَائِجِي. فَقَالَ شُعْبَةُ: بِكَمْ أَخَذْتَه? قَالَ: بِثَلاَثَةِ دَنَانِيْرَ. قَالَ شُعْبَةُ: فَعِنْدِي ثَلاَثَةُ دَنَانِيْرَ، وَاللهِ مَا أَملِكُ غَيْرَهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيْهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مَحْبُوْبٍ: مَاتَ سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 صحيح: وأخرجه مسلم "2325" حدثنا محمد بن رافع، حدثنا أبو النضر، حدثنا سليمان، عن ثابت، عن أنس، به.

ورقاء بن عمر

1158- وَرْقَاء بن عمر 1: "ع" ابن كُليب، الإِمَامُ، الثِّقَةُ، الحَافِظُ، العَابِدُ، أَبُو بِشْرٍ -اليَشْكُري- وَيُقَالُ: الشَّيْبَانِيُّ -الكُوْفِيُّ، نَزِيْلُ المَدَائِنِ. يُقَالُ: أَصلُهُ مَرْوَزي وَقِيْلَ: خُوَارَزْمِيٌّ. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَأَبِي طُوالة، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللهِ بنُ دِيْنَارٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي يَزِيْدَ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَسِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي نَجيح، وَعَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ عَامِرٍ، وَسُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بكر بن عبد الرحمن، وأبي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَخَلْقٍ. وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ يَرْوِيَ عَنْ: شُعْبَةَ. وَعَنْهُ: شُعْبَةُ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَرِوَايَتُهُ عَنْهُ فِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ"- وَابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَابْنُ نُمَيْر، وَيَزِيْدُ، وَوَكِيْعٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَأَبُو النَّضْرِ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِريابي، وَقَبِيْصَةُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَشَبَابَةُ، وَالمُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَابِقٍ، وَعَلِيُّ بنُ قَادِمٍ، وعلي بن الجعد، وخلق.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3648"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 160"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 216"، وتاريخ بغداد "13/ 484"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 215"، الكاشف "3/ ترجمة 6154"، ميزان الاعتدال "4/ 332"، العبر "1/ 237"، تهذيب التهذيب "11/ 113"، تقريب التهذيب "2/ 330"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 251".

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِوَرْقَاءَ، فَإِنَّكَ لاَ تَلْقَى بَعْدَهُ مِثْلَهُ حَتَّى تَرجِعَ! فَقِيْلَ لأَبِي دَاوُدَ: مَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ? أَفْضَلُ وَأَورَعُ وَخَيْرٌ مِنْهُ. وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ، قَالَ: وَرْقَاءُ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ. قِيْلَ: وَكَانَ مُرْجِئاً? قَالَ: لاَ أَدْرِي. وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: وَرْقَاءُ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، يُصَحِّفُ فِي غَيْرِ حَرفٍ. وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ضَعَّفَهُ فِي التَّفْسِيْرِ. وَرَوَى: حَرْبٌ الكَرْمَانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ، تَوْثِيْقَه فِي تَفْسِيْرِ ابْنِ أَبِي نَجيح، وَقَالَ: هُوَ أَوْثَقُ مِنْ شِبْلٍ. وَقَالَ: إِلاَّ أَنَّ وَرْقَاءَ -يَقُوْلُوْنَ- لَمْ يَسْمَعِ التَّفْسِيْرَ كُلَّه مِنِ ابْنِ أَبِي نَجيح، يَقُوْلُوْنَ: بَعْضُهُ عَرْضٌ. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: قَالَ مُعَاذٌ: قَالَ وَرْقَاءُ: كِتَابُ التَّفْسِيْرِ، قَرَأْتُ نِصْفَه عَلَى ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، وَقَرَأَ عَلَيَّ نِصْفَهُ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيْحٍ: هَذَا تَفْسِيْرُ مجاهد. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: تَفْسِيْرُ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَحَبُّ إليَّ مِنْ تَفْسِيْرِ قَتَادَةَ. قَالَ: وَتَفْسِيْرُ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ مُرْسَلٌ، لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ إِلاَّ حَرفاً. وَرَوَى ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: وَرْقَاءُ ثِقَةٌ. وَرَوَى الكَوْسَج، عَنْ يَحْيَى: صَالِحٌ. وَرَوَى المُفَضَّل بنُ غَسَّانَ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: شَيْبَانُ وَوَرْقَاءُ ثِقَتَانِ. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: مَنْصُوْرٌ مِنْ رِوَايَةِ وَرْقَاءَ عَنْهُ لاَ يُسَاوِي شَيْئاً. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ إِسْحَاقَ الجَلاب: قَالَ لِي إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: لَمَّا قَرَأَ وَكِيْعٌ التَّفْسِيْرَ، قَالَ: خُذُوهُ، فَلَيْسَ فِيْهِ عَنِ الكَلْبِيِّ، وَلاَ عَنْ وَرْقَاءَ شَيْءٌ. وَقَالَ شَبَابَةُ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: اكْتُبْ أَحَادِيْثَ وَرْقَاءَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي "مَسَائِلِهِ": وَرْقَاءُ صَاحِبُ سُنَّةٍ، إِلاَّ أَنَّ فِيْهِ إِرْجَاءً، وَشِبْلٌ قَدَرِيٌّ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعة: وَرْقَاءُ أحبُّ إِلَيْك، أَوْ شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ? قَالَ: وَرْقَاءُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. قَالَ يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ: أَنْبَأَنَا أَبُو المُنْذِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى وَرْقَاءَ بنِ عُمَرَ، وَهُوَ فِي المَوْتِ، فَجَعَلَ يُهَلِّلُ، وَيُكَبِّرُ، وَيَذْكُرُ اللهَ، وَقَالَ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! اكْفِنِي رَدَّ السَّلاَمِ عَلَى هَؤُلاَءِ، لاَ يَشْغَلُوْنِي عَنْ رَبِّي -عَزَّ وَجَلَّ. لم يؤرخه شيخنا.

داود الطائي

1159- داود الطائي 1: "س" الإمام، الفقيه، القدوة، الزاهد، أبو سليمان داود بن نصير الطَّائِيُّ، الكُوْفِيُّ، أَحَدُ الأَوْلِيَاءِ. وُلِدَ: بَعْدَ المائَةِ بِسَنَوَاتٍ. وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمير، وحُميد الطويل، وهشام بن عروة، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عُليَّة، وَزَافِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَمُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ، وَإِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ السَّلُوْلِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ أَئِمَّةِ الفَقْهِ وَالرَّأْيِ، بَرَعَ فِي العِلْمِ بِأَبِي حَنِيْفَةَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى شَأْنِهِ، وَلَزِمَ الصَّمْتَ، وَآثَرَ الخُمُوْلَ، وَفَرَّ بِدِيْنِهِ. سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ حَدِيْثٍ، فَقَالَ: دَعْنِي أُبَادِرْ خُرُوْجَ نَفْسِي. وَكَانَ الثَّوْرِيُّ يُعَظِّمُهُ، وَيَقُوْلُ: أَبصَرَ دَاوُدُ أَمرَهُ. قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: هَلِ الأَمْرُ إِلاَّ مَا كَانَ عَلَيْهِ دَاوُدُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ غَرَّق كُتُبَهُ. وَسَأَلَه زَائِدَةُ عَنْ تَفْسِيْرِ آيَةٍ، فَقَالَ: يَا فُلاَنُ، انْقَطَعَ الجوَابُ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ دَاوُدُ مِمَّنْ عَلِمَ وَفَقُهَ، وَنَفَذَ فِي الكَلاَمِ، فَحَذَفَ إِنْسَاناً، فَقَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ! طَالَ لِسَانُكَ وَيَدُكَ. فَاخْتَلَفَ بَعْدَ ذَلِكَ سَنَةً، لاَ يَسْأَلُ وَلاَ يُجِيْبُ. قُلْتُ: حَرَّب2 نَفْسَهُ وَدرَّبَهَا، حَتَّى قَوِيَ عَلَى العُزْلة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 367"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 819"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1939"، والحلية لأبي نعيم "7/ ترجمة 393"، تاريخ بغداد "8/ 347"، الأنساب للسمعاني "8/ 306"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 225"، العبر "1/ 238"، الكاشف "1/ ترجمة 1478"، ميزان الاعتدال "2/ 21"، تهذيب التهذيب "3/ 203"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1947"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 256". 2 حرَّب نفسه: أي أطعمها. وحَرَّبه إذا أطعمه الحرب، وهو الطَّلْع.

قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: جِئْتُ أَنَا وَابْن عُيَيْنَةَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ جِئْتُمَانِي مَرَّةً، فَلاَ تَعُودَا. وَقِيْلَ: كَانَ إِذَا سَلَّمَ مِنَ الفَرِيْضَةِ أَسرَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ. قَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَوْصِنِي. قَالَ: اتَّقِ الله، وَبِرَّ وَالِدَيكَ، وَيْحَكَ! صُمِ الدُّنْيَا، وَاجْعَلْ فِطْرَكَ المَوْتَ، وَاجْتَنِبِ النَّاسَ غَيْرَ تَارِكٍ لِجَمَاعَتِهِم. وَعَنْهُ قَالَ: كَفَى بِاليَقِيْنِ زُهداً، وَكَفَى بِالعِلْمِ عِبَادَةً، وَكَفَى بِالعِبَادَةِ شُغُلاً. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَأَيتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَفصَحِ النَّاسِ وَأَعْلَمِهِم بِالعَرَبِيَّةِ، يَلْبَسُ قَلَنْسُوة طَوِيْلَةً سَوْدَاءَ. وَعَنْ حَفْصٍ الجُعْفِيِّ، قَالَ: وَرِثَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ مِنْ أُمِّهِ أَرْبَعَ مائَةِ دِرْهَمٍ، فَمَكَثَ يَتَقَوَّتُ بها ثلاثين عامًا، فلما نفذت، جَعَلَ يَنْقُضُ سُقُوفَ الدُّوَيْرَةِ، فَيَبِيْعُهَا. قَالَ عَطَاءُ بنُ مُسْلِمٍ: عَاشَ دَاوُدُ عِشْرِيْنَ سَنَةً بِثَلاَثِ مائَةِ دِرْهَمٍ. وَقَالَ إِسْحَاقُ السَّلُوْلِيُّ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَعِيْدٍ، قَالَتْ: كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ جِدَارٌ قَصِيْرٌ، فَكُنْتُ أَسْمَعُ حَنِيْنَه عَامَّةَ اللَّيْلِ، لاَ يَهْدَأُ، وَرُبَّمَا تَرَنَّمَ فِي السَّحَرِ بِالقُرْآنِ، فَأَرَى أَنَّ جَمِيْعَ النَّعِيْمِ قَدْ جُمِعَ فِي تَرَنُّمِهِ، وَكَانَ لاَ يُسرجُ عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ الحَفَري: قَالَ لِي دَاوُدُ الطَّائِيُّ: كُنْتَ تَأْتِيْنَا إِذْ كُنَّا، ثُمَّ مَا أُحِبُّ أَنْ تأتيني. قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَضَرتُ دَاوُدَ، فَمَا رَأَيتُ أَشدَّ نَزْعاً مِنْهُ. وَقَالَ حَسَنُ بنُ بِشْرٍ: حَضَرتُ جَنَازَةَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ، فَحُمِلَ عَلَى سَرِيْرِيْنَ أَوْ ثَلاَثَةٍ، تكسَّر مِنَ الزِّحَامِ. قِيْلَ: إِنَّ دَاوُدَ صَحِبَ حَبِيْباً العَجَمِيَّ، وَلَيْسَ يَصِحُّ، وَلاَ عَلِمنَا دَاوُدَ سَارَ إِلَى البَصْرَةِ، وَلاَ قَدِمَ حَبِيْبٌ الكُوْفَةَ. وَمَنَاقِبُ دَاوُدَ كَثِيْرَةٌ، كَانَ رَأْساً فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ، وَلَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِ جِنَازَتِه، حَتَّى قِيْلَ: بَاتَ النَّاسُ ثَلاَثَ لَيَالٍ مَخَافَةَ أَنْ يَفُوْتَهُم شُهُوْدُهُ. مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ. وَقَدْ سُقْتُ مِنْ حَدِيْثِهِ وَأَخْبَارِهِ فِي: "تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ"، وَلَمْ يُخَلِّفْ بِالكُوْفَةِ أَحَداً مِثْلَهُ.

سليمان بن بلال

1160- سليمان بن بلال 1: "ع" الإمام، المفتي، الحافظ، أبو محمد القرشي التَّيْمِيُّ مَوْلاَهُم، المَدَنِيُّ. وَقِيْلَ: كُنْيَتُهُ أَبُو أَيُّوْبَ، مولى عبد الرحمن بنِ أَبِي عَتِيْقٍ، مُحَمَّدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ. وَيُقَالُ: مَوْلَى القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ. مَوْلِدُهُ: فِي حُدُوْدِ سَنَةِ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَرَبِيْعَةَ الرَّأْيِ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَأَبِي طُوالة، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَثَوْرِ بنِ زَيْدٍ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَالعَلاَءِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَأَخِيْهِ سَعْدِ بنِ سَعِيْدٍ، وعُمارة بنِ غَزِيَّةَ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي مُزَرَّد، وَخُثَيْمِ بنِ عِرَاكٍ، وَشَرِيْكِ بنِ أَبِي نَمِرٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ، وَأَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ، وَعَمْرِو بنِ أَبِي عَمْرٍو، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عَتِيْقٍ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العلم. روى عنه أَيُّوْبُ شَيْئاً يَسِيْراً. وَرَوَى عَنْ: رَجُلٍ، عَنْهُ، نُسْخَةً. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الحَمِيْدِ بن أبي أُوَيْسٍ، وَخَالِدُ بنُ مَخْلَد، وَأَبُو وَهْبٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عُفَير، وَأَبُو عَامِرٍ العَقَدي، وَمَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَمُوْسَى بنُ دَاوُدَ، وَمَنْصُوْرُ بنُ سَلَمَةَ الخُزَاعِيُّ، وَيَحْيَى بنُ حَسَّانٍ، وَيَحْيَى بنُ صَالِحٍ الوُحَاظِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ -مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَمُحَمَّدُ بنُ خَالِدِ بنِ عَثْمَة، ولُوين وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ الأُوَيْسِيُّ، وَإِسْحَاقُ الفَرْوِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَخَلْقٌ غَيْرُهُم. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِيْنٍ وَالنَّسَائِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ، ثِقَةٌ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: هُوَ أَحَبُّ إليَّ من الدراوردي. وقال محمد سَعْدٍ: كَانَ بَرْبَرِيّاً، جَمِيْلاً، حَسَنَ الهَيْئَةِ، عَاقِلاً، وَكَانَ يُفْتِي بِالمَدِيْنَةِ، وَوَلِيَ خَرَاجَهَا، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلي: ابْنُ أَبِي عَتِيْقٍ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 420"، التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1763"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 415 و428" و"3/ 4 و29"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 460"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 220"، الكاشف "1/ ترجمة 2093"، العبر "1/ 261"، تهذيب التهذيب "4/ 304"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2673"، شذرات الذهب "1/ 280".

الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرٍ، لَمْ يَروِ عَنْهُ -فِيْمَا عَلِمْتُ- غَيْرُ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ. قَالَ لِي أَيُّوْبُ بنُ سُلَيْمَانَ: مَا عَلِمتُ أَحَداً روى عنه بالمدينة غير أبي. قَالَ الذُّهْلي: لَوْلاَ أَنَّ سُلَيْمَانَ قَامَ بِحَدِيْثِهِ، لَذَهَبَ حَدِيْثُه، وَلاَ أَعْلَمُهُ كَتَبَ عَنْ سُلَيْمَانَ حَدِيْثَ ابْنِ أَبِي عَتِيْقٍ هَذَا، سِوَى عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ الأَعْشَى، وَمَا ظَنَنْتُ أَنَّ عِنْدَ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ مِنَ الحَدِيْثِ مَا عِنْدَهُ، حَتَّى نَظَرْتُ فِي كِتَابِ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، فَإِذَا هُوَ قَدْ تَبَحَّرَ حَدِيْثَ المَدَنِيِّينَ، وَإِذَا هُوَ قَدْ رَوَى عَنْ: يَحْيَى بن سعيد الأنصاري قطعيًا مِنْ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ، وَعَنْ يُوْنُسَ الأَيْلِيِّ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ أَحَبُّ إليَّ مِنْ هِشَامِ بنِ سَعْدٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سُلَيْمَانُ مُتَقَارِبٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ بِالمَدِيْنَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَرَوَى البُخَارِيُّ، عَنْ هَارُوْنَ بنِ مُحَمَّدٍ: أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ. وَالأَوَّلُ أَصَحُّ، وَلَوْ تَأَخَّرَ، لَلَقِيَهُ قُتيبة، وَطَائِفَةٌ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ غَالِيَةَ، قَالاَ: أَنْبَأَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ البُسْري، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سُلَيْمَانَ بنِ نَضْلة، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ، عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَنْزِلُ اللهُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنِصْفِ اللَّيْلِ، أَوِ الثُّلُثِ الآخِرِ، فَيَقُوْلُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُوْنِي فَأَسْتَجِيْبَ لَهُ? وَمَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ? وَمَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ? حَتَّى يَطْلُعَ الفَجْرُ، أَوْ يَنْصَرِفَ القَارِئُ مِنْ صلاة الصبح" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "1/ 214"، وأحمد "2/ 487"، والبخاري "1145" و"6321" و"7494"، ومسلم "758"، وأبو داود "1315"، وابن خزيمة في "التوحيد" ص"127"، وابن أبي عاصم في "السنة" "492"، والبيهقي في "السنن" "3/ 2"، وفي "الأسماء والصفات" "ص449" عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الاغر، وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به. وأخرجه أحمد "2/ 282 و419"، ومسلم "758" "169"، والترمذي "446"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص130" من طريق سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أبي هريرة، به. وأخرجه مسلم "758" "171"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص131" من طريق سعد بن سعيد" عن سعيد بن مرجانة، عن أبي هريرة، به. وأخرجه أحمد "2/ 433"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "483" من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، به.

سلام بن أبي مطيع

1161- سلام بن أبي مطيع 1: "خَ، م، ت، س" الإِمَامُ، الثِّقَةُ، القُدْوَةُ، أَبُو سَعِيْدٍ الخُزَاعِيُّ مَوْلاَهُم، البَصْرِيُّ. عَنْ: قَتَادَةَ وَشُعَيْبِ بنِ الحَبْحَابِ، وَأَيُّوْبَ، وَعُثْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَوْهَبٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي عَمْرٍو الجَوْنِيِّ، وَأَسْمَاءَ بنِ عُبَيد، وَعِدَّةٍ. وَيَنْزِلُ إِلَى: مَعْمَرِ بنِ رَاشِدٍ، وَنَحْوِهِ. وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَسَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ الضُّبَعي، وَيُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ، وَسُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَمُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، وَمُسَدَّدٌ، وَهُدْبَةُ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذكي: كَانَ يُقَالُ: هُوَ أَعقَلُ أَهْلِ البَصْرَةِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ: هُوَ القَائِلُ: لأَنْ أَلْقَى اللهَ بِصَحِيْفَةِ الحَجَّاجِ، أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللهَ بِصَحِيْفَةِ عَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ مَرَّةً: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَيْسَ بِمُسْتقِيْمِ الحَدِيْثِ عَنْ قَتَادَةَ خَاصَّةً، وَلَهُ أَحَادِيْثُ حِسَانٌ غَرَائِبُ، وَأَفرَادَاتٌ، وَهُوَ يُعَدُّ مِنْ خُطبَاءِ أَهْلِ البَصْرَةِ، وَمِنْ عقلائهم. وَكَانَ كَثِيْرَ الحجِّ، وَمَاتَ فِي طَرِيْقِ مَكَّةَ، وَلَمْ أَرَ أَحَداً مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَ نَسَبَهُ إِلَى الضَّعفِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مَحْبُوْبٍ: مَاتَ وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنْ مَكَّةَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ، وَابْنُ قَانِعٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: هَذَا أَصحُّ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَثِيْرُ الوَهْمِ، لاَ يُحْتَجُّ بِهِ إِذَا انْفرَدَ. قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ الشَّيْخَانِ، وَلاَ يَنحَطُّ حَدِيْثُه عَنْ دَرَجَةِ الحَسَنِ. قَالَ زُهَيْرٌ البَابِيُّ: سَمِعْتُ سَلاَّمَ بنَ أَبِي مُطِيْعٍ يَقُوْلُ: الجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ، لاَ يُصَلَّى خَلْفَهُم. قُلْتُ: وَكَذَا يَقُوْلُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فِي أَقْوَى الرِّوَايَتَينِ عَنْهُ، وَهُمُ الَّذِيْنَ جَحَدُوا الصِّفَاتِ المُقدَّسَةَ، وَقَالُوا بخلق القرآن.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2229"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 165 و168 و631" و"2/ 260 و268 و791" و"3/ 390"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1118"، المجروحين لابن حبان "1/ 341"، وحلية الأولياء "6/ ترجمة 360"، الكاشف "1/ ترجمة 2233"، العبر "1/ 264" تهذيب التهذيب "4/ 287"، تقريب التهذيب "1/ 342"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 282، 283".

الخليل

1162- الخليل 1: الإمام، صاحب العربية، ومنشىء علم العروض، أبو عبد الرحمن، الخليل بن أحمد الفراهيدي، البصري، أحد الأعلام. حَدَّثَ عَنْ: أَيُّوْبَ السَّختياني، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَالعَوَّامِ بنِ حَوْشَبٍ، وَغَالِبٍ القَطَّانِ. أَخَذَ عَنْهُ سِيْبَوَيْه النَّحْوَ، وَالنَّضْرُ بنُ شُمَيل، وَهَارُوْنُ بنُ مُوْسَى النَّحْوِيُّ، وَوَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ رَأْساً فِي لِسَانِ العَرَبِ، دَينًا، وَرِعاً، قَانِعاً، مُتَوَاضِعاً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ. يُقَالُ: إِنَّهُ دَعَا اللهَ أَنْ يَرْزُقَه عِلْماً لاَ يُسبَقُ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَهُ بِالعَرُوضِ، وَلَهُ كِتَابُ "العَيْنِ" فِي اللُّغَةِ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. وَقِيْلَ: كَانَ مُتَقَشِّفاً، مُتَعَبِّداً. قَالَ النَّضْرُ: أَقَامَ الخَلِيْلُ فِي خُصٍّ لَهُ بِالبَصْرَةِ، لاَ يَقْدِرُ عَلَى فَلْسَيْنِ، وَتَلاَمِذتُهُ يَكسِبُوْنَ بِعِلْمِهِ الأَمْوَالَ، وَكَانَ كَثِيْراً مَا يُنشِدُ: وَإِذَا افتقرتَ إِلَى الذخائرِ لَمْ تَجِدْ ذُخْراً يَكُوْنُ كَصَالِحِ الأعمالِ وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- مُفْرطَ الذَّكَاءِ. وُلِدَ: سَنَةَ مائَةٍ. وَمَاتَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: بَقِيَ إِلَى سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَكَانَ هُوَ وَيُوْنُسَ إِمَامَيْ أَهْلِ البَصْرَةِ فِي العربية، ومات ولم يتمم كتاب "العَيْنِ"، وَلاَ هَذَّبَهُ، وَلَكِنَّ العُلَمَاءَ يَغرِفُوْنَ مِنْ بَحْرِهِ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيْمٍ الأَزْدِيُّ، قِيْلَ: كَانَ يَعْرِفُ عِلْمَ الإِيقَاعِ وَالنَّغَمِ، فَفَتَحَ لَهُ ذَلِكَ عِلْمَ العَرُوضِ. وَقِيْلَ: مَرَّ بالصَّفارين، فَأَخَذَهُ مِنْ وَقْعِ مِطْرَقَةٍ عَلَى طَسْتٍ. وَهُوَ مَعْدُوْدٌ فِي الزُّهَّادِ، كَانَ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأُغْلِقُ عليَّ بَابِي، فَمَا يُجَاوِزُهُ هَمِّي. وَقَالَ: أَكمَلُ مَا يَكُوْنُ الإِنْسَانُ عَقْلاً وَذِهْناً عِنْدَ الأَرْبَعِيْنَ. وَعَنْهُ قَالَ: لاَ يَعرِفُ الرَّجُلُ خَطَأَ مُعَلِّمِهِ حَتَّى يُجَالِسَ غَيْرَه. قَالَ أَيُّوْبُ بنُ المُتَوَكِّلِ: كَانَ الخَلِيْلُ إِذَا أَفَادَ إِنْسَاناً شَيْئاً، لَمْ يُرِهِ بِأَنَّهُ أَفَادَه، وَإِنِ اسْتفَادَ مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً، أَرَاهُ بِأَنَّهُ اسْتَفَادَ مِنْهُ. قُلْتُ: صَارَ طَوَائِفُ فِي زماننا بالعكس.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 681"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 38 و551"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1734"، الإكمال لابن ماكولا "3/ 173"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 220"، العبر "1/ 268"، تهذيب التهذيب "3/ 163"، بغية الوعاة للسيوطي "1/ 557-560"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1870"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 275".

أبان

1163- أبان 1: "خ، م، د، س" ابن يزيد العَطَّار، الحَافِظُ، الإِمَامُ، أَبُو يَزِيْدَ البَصْرِيُّ، مِنْ كِبَارِ علماء الحديث. رَوَى عَنِ: الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وَأَبِي عِمران الجَوني، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَقَتَادَةَ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وبُدَيل بنِ مَيْسَرَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وحَبَّان بنُ هِلاَلٍ، وَسَهْلُ بنُ بكَّار، وَعَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ، وَمُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ التَّبُوذكي، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوخ، وهُدْبة بنُ خَالِدٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ثَبْتاً فِي كُلِّ مَشَايِخِه. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَحْمَدُ العِجلي، وَالنَّسَائِيُّ: كَانَ ثِقَةً. زَادَ العِجْلِيُّ: يَرَى القَدَرَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: سُئِلَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عَنْ أَبَانٍ وَهَمَّامٍ، فَقَالَ: كَانَ يَحْيَى القَطَّانُ يَرْوِي عَنْ أَبَانٍ، وَكَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ هَمَّامٍ، وَأَنَا: فَهَمَّامٌ أَحَبُّ إليَّ. وَأَمَّا مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيُّ، فَرَوَى عَنْ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: أَنَّهُ لَيَّنَ أَبَاناً، وَقَالَ: لاَ أُحَدِّثُ عَنْهُ. فَإِنْ صَحَّ هَذَا، فَقَدْ كَانَ لاَ يَرْوِي عَنْهُ، ثُمَّ رَوَى عَنْهُ وَتَغَيَّرَ اجْتِهَادُهُ. فَقَدْ رَوَى عَبَّاسٌ الدُّوري، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: مَاتَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَهُوَ يَرْوِي عَنْ أَبَانِ بنِ يَزِيْدَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَذَكَرَهُ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، فَقَالَ: هُوَ مُتَمَاسِكٌ، يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. قُلْتُ: الرَّجُلُ ثِقَةٌ، حُجَّةٌ، قَدِ احتج به صاحبا "الصحيح"، ولم أقع بِتَارِيْخِ مَوْتِهِ، وَهُوَ قَرِيْبٌ مِنْ مَوْتِ رَفِيْقِهِ همام بن يحيى.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 284"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1452"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1098"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 195"، ميزان الاعتدال "1/ 16"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 301"، تهذيب التهذيب "1/ 101".

نافع بن عمر

1164- نافع بن عمر 1: "ع" ابن عبد الله بن جميل بن عَامِرِ بنِ حِذْيَمِ بنِ سَلاَمَانَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ سَعْدِ بنِ جُمَح، الحَافِظُ، الإِمَامُ، الثَّبْتُ، الجُمَحي، المَكِّيُّ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأُمَيَّةَ بنِ صَفْوَانَ الجُمَحي، وَبِشْرِ بنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي مَحْذُوْرَةَ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْخٍ السَّهْمِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ حَسَّانٍ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَرِوَايَتُهُ عَنْ سَعِيْدٍ فِي "الأَدِبِ" لِلبُخَارِيِّ، وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَوَكِيْعٌ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ، وَبِشْرُ بنُ السَّري، وسُرَيج بنُ النُّعْمَانِ، وَخَلاَّدُ بنُ يَحْيَى، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذكي، وَيُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، وَيَسَرَةُ بنُ صَفْوَانَ، ومُحْرِز بنُ سَلَمة العَدَنِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الأُوَيْسِيُّ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ العَوَقي، وَدَاوُدُ بنُ عَمْرٍو الضَّبي، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. تكَاثَرُوا عَلَيْهِ؛ لإِتْقَانِهِ، وَعُلُوِّ سَنَدِهِ. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ مِنْ أَثبتِ النَّاسِ. وَرَوَى أَبُو طَالِبٍ، عَنْ أَحْمَدَ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، صَحِيْحُ الحَدِيْثِ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: نَافِعُ بنُ عُمَرَ أَحَبُّ إليَّ مِنْ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ الوَرْدِ، وَأَصحُّ حَدِيْثاً، وَهُوَ فِي الثِّقَاتِ ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: يُحتَجُّ بِهِ? قَالَ: نَعَمْ. وَرَوَى ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ شِهَابِ بنِ عَبَّادٍ، قَالَ: مَاتَ بِمَكَّةَ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَكَانَ ثقة، قليل الحديث، في شَيْءٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، مَاتَ بِفَخَّ، سَنَةَ تِسْعٍ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الفَضْلِ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِي رَوْح الهَرَوي، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ الجُرْجَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الكَنْجَرُوذي، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بنُ عُمَرَ الجُمَحِيُّ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: "تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَيْتِي، وَفِي يَوْمِي، وَبَيْنَ سَحرِي وَنَحْرِي، وَجَمَعَ اللهُ بَيْنَ رِيْقِي وَرِيْقِهِ، دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ بِسِوَاكٍ، فَضَعُفَ عَنْهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخَذْتُهُ، ثُمَّ مَضَغْتُهُ، ثُمَّ سَنَنْتُهُ بِهِ". أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ2، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً عَالِياً.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 494"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2279"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 539" و"2/ 734"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 2088"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 216"، الكاشف "3/ ترجمة 5887"، العبر "1/ 257"، ميزان الاعتدال "4/ 241"، تهذيب التهذيب "10/ 409"، تقريب التهذيب "2/ 296"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7462"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 270". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3100". والسحر: الرئة، أي أنه مات -صلى الله عليه وسلم- وهو مستند إلى صدرها وحذو سحرها.

عيسى بن موسى

1165- عيسى بن موسى 1: ابن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العباس، ولي العهد أبو موسى الهاشمي. عَاشَ خَمْساً وَسِتِّيْنَ سَنَةً، وَكَانَ فَارِسَ بَنِي العَبَّاسِ، وَسَيْفَهُمُ المَسْلُوْلَ، جَعَلَهُ السَّفَّاحُ وَلِيَّ عَهْدِ المُؤْمِنِيْنَ بَعْدَ المَنْصُوْرِ، وَهُوَ الَّذِي انْتُدِبَ لِحَرْبِ ابْنَيْ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ، فَظَفِرَ بِهِمَا، وَقُتِلاَ، وَتَوطَّدَتِ الدَّوْلَةُ العَبَّاسِيَّة بِهِ. وَقَدْ تَحَيَّلَ عَلَيْهِ المَنْصُوْرُ بِكُلِّ مُمْكِنٍ، حَتَّى أَخَّرَهُ، وَقَدَّمَ فِي العَهْدِ عَلَيْهِ المَهْدِيَّ، فَيُقَالُ: بَذَلَ لَهُ بَعْدَ الرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ عَشْرَةَ آلاَفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، بِالكُوْفَةِ. وَلَهُ: أولاد، وأموال، وحشمة، وشأن.

_ 1 ترجمته في العبر "1/ 253"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 266".

أبو معشر

1166- أبو مَعْشَر 1: "4" الإمام، المحدث، صاحب "المغازي" نَجيح بن عبد الرحمن السِّنْدي، ثُمَّ المَدَنِيُّ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، كَانَ مُكَاتِباً لامْرَأَةٍ مَخْزُوْمِيَّةٍ، فَأَدَّى، فعُتِقَ، فَاشْتَرتْ بِنْتُ المَنْصُوْر وَلاَءهُ، وَهَذَا لاَ يَجُوْزُ. وَقِيْلَ: بَلْ اشْتَرَتْه وَأَعْتَقَتْه. وَيُقَالُ: أَصْلُهُ حِمْيَرِيٌّ. رَأَى: أَبَا أُمَامَةَ بنَ سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ، المُتَوَفَّى سَنَةَ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ، وَسَعِيْدٍ المَقْبُري، ونافع العمري، وموسى بن يسار، وابن

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 418"، التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2397" و"9/ ترجمة 985"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 2263"، المجروحين لابن حبان "3/ 60"، تاريخ الخطيب "13/ 427"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 221"، الكاشف "3/ ترجمة 5904"، العبر "1/ 258"، ميزان الاعتدال "4/ 246"، تهذيب التهذيب "10/ 419"، تقريب التهذيب "2/ 298"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7593"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 278".

المُنْكَدِرِ، وَأَبِي وَهْبٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ قَيْسٍ القَاصِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، وَهِشَامِ بن عروة، وعدة. وقيل: إنه روى عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَفِيْهِ بُعْدٌ، لَعَلَّهُ سَعِيْدٌ المَقْبُرِيُّ، عَلَى أَنَّ ذَلِكَ فِي "جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ". حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مَعْشَرٍ "بِالمَغَازِي" لَهُ، فَكَانَ خَاتِمَةَ مَنْ رَوَى عَنْهُ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وهُشَيم، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ -مَعَ تَقدُّمِهِ- وَوَكِيْعٌ، وَيَزِيْدُ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَوَاءٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَنَسُ بنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، وَأَبُو النَّضْرِ، وَهَوْذَةُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، وَعَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ، وَأَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ الطَّبَّاع، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الوَرْكَاني، وجُبارة بنُ المُغَلِّسِ، وَمَنْصُوْرُ بنُ أَبِي مُزَاحم، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ هُشيم: مَا رَأَيتُ مَدَنِيّاً أَكْيَسَ مِنْ أَبِي مَعْشَرٍ. وَرَوَى أَبُو زُرْعة النَّصْرِيُّ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ كَيِّسًا، حَافِظاً. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: ثَبَتَ حَدِيْثُ أَبِي مَعْشَرٍ، وَذَهَبَ حَدِيْثُ أَبِي جَزْءٍ نَصْرٍ. وَقَالَ يَزِيْدُ: سَمِعْتُ أَبَا جَزْءٍ بنَ طَريف يَقُوْلُ: أَبُو مَعْشَرٍ أَكذَبُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. قُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا عِلْمُكَ بِالأَرْضِ، فَكَيْفَ عِلْمُكَ بِالسَّمَاءِ? فَوَضَعَ اللهُ أَبَا جَزْءٍ، وَرَفَعَ أَبَا مَعْشَرٍ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ لاَ يُحَدِّثُ عَنِ أَبِي مَعْشَرٍ، وَيُضَعِّفُهُ، وَيَضْحَكُ إِذَا ذَكَرَهُ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْهُ. وَقَالَ عُبيد اللهِ بنُ فَضَالة: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: أَبُو مَعْشَرٍ، تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ. وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدِيْثُه عِنْدِي مُضْطَرِبٌ، لاَ يُقِيْمُ الإِسْنَادَ، وَلَكِنْ أَكْتُبُ حَدِيْثَهُ، أَعْتَبِرُ بِهِ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: يُكتَبُ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي مَعْشَرٍ أَحَادِيْثُه عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ فِي التَّفْسِيْرِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: صَدُوْقٌ، لَكِنَّهُ لاَ يُقِيْمُ الإِسْنَادَ. فَسَأَلْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ عَنْهُ، فَقَالَ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ يَرْضَاهُ، وَيَقُوْلُ: كَانَ بَصِيْراً بِالمَغَازِي.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كُنْتُ أَهَابُ أَحَادِيْثَهُ، حَتَّى رَأَيتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ، أَحَادِيْثَ، فَتَوَسَّعتُ بَعْدُ فِي كِتَابَةِ حَدِيْثِهِ، وَحَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ عَنْهُ بِحَدِيْثٍ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْهُ. ثُمَّ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ صَالِحٌ، لَيِّنُ الحَدِيْثِ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: هُوَ ضَعِيْفٌ، يُكْتَبُ مِنْ حَدِيْثِهِ الرِّقَاقُ، كَانَ رَجُلاً أُمِّيّاً، يُتقى أَنْ يُرْوَى مِنْ حَدِيْثِهِ المُسْنَد. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ عَنْ يَحْيَى، قَالَ: أَبُو مَعْشَرٍ رِيْحٌ، أَبُو مَعْشَرٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو داود، والنسائي: ضعيف. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: قَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ فِي أَبِي مَعْشَرٍ مِنْ قِبَلِ حِفْظِه. قَالَ مُحَمَّدٌ: لاَ أَرْوِي عَنْهُ شَيْئاً. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوْقٌ فِي الحَدِيْثِ، لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ: شَيْخٌ، ضَعِيْفٌ، ضَعِيْفٌ، وَكَانَ يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ قَيْسٍ، وَيُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ بِأَحَادِيْثَ صَالِحَةٍ، وَكَانَ يُحَدِّثُ عَنْ نَافِعٍ وَالمَقْبُرِيِّ بِأَحَادِيْثَ مُنْكَرَةٍ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: ضَعِيْفٌ، فَمَا رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ قَيْسٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ، وَمَشَايِخِهِ، فَهُوَ صَالِحٌ، وَمَا رَوَى عَنِ: المَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَابْنِ المُنْكَدر، رَدِيئَةٌ لاَ تُكْتَبُ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ بكَّار بنِ الرَّيَّانِ، قَالَ: كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ تَغَيُّراً شَدِيْداً، حَتَّى كَانَ يَخْرُجُ مِنْهُ الرِّيحُ وَلاَ يَشعُرُ بِهَا. يَحْيَى بنُ بُكَير: عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيْدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ أَعْرِفَنَّ أَحَدَكُم مُتَّكِئاً، يَأْتِيْهِ الحَدِيْثُ مِنْ حَدِيْثِي، فَيَقُوْلُ: اتلُ عليَّ قُرْآناً، مَا أَتَاكُم مِنْ خَيْرٍ عَنِّي قُلتُهُ أَوْ لَمْ أَقُلْهُ، فَأَنَا أَقُوْلُهُ، وَمَا أَتَاكُم مِنْ شَرٍّ، فَإِنِّي لاَ أَقُوْلُ الشَّرَّ". هَذَا مُنْكَرٌ بِمَرَّةٍ. وَلَهُ شَاهِدٌ، رَوَاهُ: يَحْيَى بنُ آدَمَ، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حدَّثَ عَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَاللَّيْثُ، وَمَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. قَالَ أَبُو مُسْهِر: كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ أَسْوَدَ. وَرَوَى دَاوُدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَعْشَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ أَبَاهُ كَانَ أَصْلُهُ مِنَ اليَمَنِ، سُبِيَ فِي وَقْعَةِ يَزِيْدَ بنِ المُهَلَّبِ بِالِيَمَامَةِ وَالبَحْرِيْنَ، وَكَانَ أبيض.

وَقَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَعْشَرٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كَانَ اسْمُ أَبِي مَعْشَرٍ قَبْلَ أَنْ يُسْرَقَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الوَلِيْدِ بنِ هِلاَلٍ، وَبِيْعَ بِالمَدِيْنَةِ، فَاشْتَرَاهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، فَسَمَّوْهُ نَجِيْحاً، فاشتُريَ لأُمِّ مُوْسَى بنِ المَهْدِيِّ، فَأَعْتَقَتْهُ، فَصَارَ مِيْرَاثُه لِبَنِي هَاشِمٍ، وَعَقْلُهُ عَلَى حِمْيَرٍ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ حَنْظَلَةَ بنِ مَالِكٍ، وَأَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ كَانَ يَنتَسِبُ حَتَّى يَبلُغَ آدَمَ، وَقَالَ لِي: وَلاَؤُنَا فِي بَنِي هَاشِمٍ أَحَبُّ إليَّ مِنْ نَسبِي فِي بَنِي حَنْظَلَةَ. الفَضْلُ بنُ هَارُوْنَ البَغْدَادِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أبي مَعْشَرٍ يَقُوْلُ: كَانَ أَبِي سِنْدِيّاً، أَخْرَمَ، خِيَّاطاً. قَالَ: وَكَيْفَ حَفِظَ المَغَازِي? قَالَ: كَانَ التَّابِعُوْنَ يَجْلِسُوْنَ إِلَى أُستَاذِه، فَكَانُوا يَتذَاكَرُوْنَ المَغَازِي، فَحَفِظَ. وَرَوَى دَاوُدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَشخَصَ المَهْدِيُّ أَبَا مَعْشَرٍ مَعَهُ مِنَ المَدِيْنَةِ إِلَى العِرَاقِ، وَأَمَرَ لَهُ بألف دينار، وذلك سنة ستين ومائة، وَقَالَ: تَكُوْنُ بِحَضْرَتِنَا، فَتُفَقِّهُ مَنْ حَولنَا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ مُكَاتِباً لامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي مَخْزُوْمٍ، فَأَدَّى، وَعُتِقَ، فَاشْتَرَتْ أُمُّ مُوْسَى بِنْت مَنْصُوْرٍ وَلاَءهُ. مَاتَ بِبَغْدَادَ، سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ دَاوُدُ بنُ مُحَمَّدٍ: عَنْ أَبِيْهِ: تُوُفِّيَ أَبُو مَعْشَرٍ سَنَةَ سَبْعِيْنَ، وَكَانَ أَزْرَقَ، سَمِيْناً، أَبْيَضَ. وَأَرَّخَهُ فِيْهَا: مُحَمَّدُ بنُ بكَّار، فِي رَمَضَانِهَا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى التَّمِيْمِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ المَدَنِيُّ، عَنْ سَعِيْدٍ المَقْبُري، وَمُوْسَى بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تَقُوْمُ السَّاعَةُ حَتَّى يكثر الهرج". قالوا: وما الهرج يا رسول الله? قال: "القتل"، ثلاث مرات1.

_ 1 صحيح: وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر نجيح، لكن الحديث صحيح أخرجه البخاري "7061"، ومسلم "157" "11" من طريق يونس، عن ابن شهاب، حدثني حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره. وأخرجه مسلم "4/ ص2215" حديث "157" "8" من طريق يَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.

روح بن حاتم

1167- روح بن حاتم 1: ابن قَبيصة بنِ المُهَلَّب بنِ أَبِي صُفْرَةَ المُهَلَّبِيُّ، الأَمِيْرُ، أَبُو حَاتِمٍ، أَحَدُ الأَجْوَادِ، وَالأَبْطَالِ وَلِيَ وَلاَيَاتِ جلَيْلَةً لِلسَّفَاحِ، وَالمَنْصُوْرِ، وَغَيْرِهِمَا. وَلِيَ السِّنْدَ، ثُمَّ البَصْرَةَ، وَكَانَ أَخُوْهُ يَزِيْدُ بنُ حَاتِمٍ أَمِيْرُ المَغْرِبِ، فَمَاتَ، فَبَعثَ الرَّشِيْدُ رَوْحاً عَلَى المَغْرِبِ، فَقَدِمَهَا سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ، فَوَلِيَهَا ثَلاَثَ سِنِيْنَ. وَمَاتَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ، فَدُفِنَ مع أخيه بالقيروان.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 125 و155"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 239"، العبر "1/ 266"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 284".

الهادي

1168- الهَادِي 1: الخَلِيْفَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ مُوْسَى بنُ المَهْدِيِّ، مُحَمَّدِ بنِ المَنْصُوْرِ عَبْدِ اللهِ الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ. وَلِيَ عَهْدَ أَبِيْهِ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُوْهُ، تَسَلَّمَ الخِلاَفَةَ، وَكَانَ بجُرْجان، فَأَخَذَ لَهُ البَيْعَةَ أَخُوْهُ الرَّشِيْدُ. وَكَانَ أَبْيَضَ، طَوِيْلاً، جَسِيْماً، فِي شَفَتِهِ تَقَلُّص، فَوَكَّلَ بِهِ فِي الصِّبَا خَادِماً، كَانَ كُلَّمَا رَآهُ يُقَلِّصُ شَفَتَهُ، قَالَ: مُوْسَى، أَطْبِقْ. فَيُفِيْقُ، وَيَضُمُّ شَفَتَهُ. وَعَمِلَ فِيْهِ مَرْوَانُ بنُ أبي حفصة2 قصيدة، منها: تَشَابَهَ يَوْمَا بَأْسِهِ وَنَوَالِهِ ... فَمَا أَحَدٌ يَدْرِي لأَيِّهِمَا الفَضْلُ فَأَمَرَ لَهُ بِمائَةِ أَلْفٍ وَثَلاَثِيْنَ أَلْفاً. وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ لإِبْرَاهِيْمَ المَوْصِلِيِّ: إِنْ أَطْرَبْتَنِي، فَاحْتَكِمْ. فَأَطْرَبَهُ، فَأَعْطَاهُ سَبْعَمائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَكَانَ يَشْرَبُ المُسْكِرَ، وَفِيْهِ ظُلمٌ، وَشَهَامَةٌ، وَلَعِبٌ، وَرُبَّمَا رَكِبَ حِمَاراً فَارهاً، وَكَانَ شُجَاعاً، فَصِيْحاً، لَسِنًا، أديبًا، مهيبًا، عظيم السطوة.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "2/ 255"، تاريخ بغداد "13/ 21"، العبر "1/ 257"، شذرات الذهب "1/ 266". 2 هو: مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة يزيد، شاعر في العصر الأموي، نشأ في اليمامة، وأدرك زمنا من العهد العباسي، فقدم بغداد ومدح عددا من أعيانها. ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني "10/ 71-95"، تاريخ بغداد "13/ 142".

قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: كَانَ سَبَبُ مَوْتِهِ أَنَّهُ دَفَعَ نَدِيْماً لَهُ مِنْ جُرْف، عَلَى أُصُوْلِ قَصَبٍ قَدْ قُطِعَ، فَتعلَّقَ بِهِ النَّدِيْمُ، فَوَقَعَ مَعَهُ، فَدَخَلَتْ قَصَبَةٌ فِي دُبُرِهِ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ مَوْتِهِ، فَهَلَكَا جَمِيْعاً. قُلْتُ: مَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَعُمُرُهُ ثَلاَثٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَكَانَتْ خِلاَفَتُهُ سَنَةً وَشَهْراً، وَقَامَ بَعْدَهُ الرَّشِيْدُ. وَكَانَ المَهْدِيُّ قَدْ عَزَمَ عَلَى تَقْدِيْمِ الرَّشِيْدِ فِي وِلاَيَةِ العَهْدِ، وَأَنْ يُؤَخَّرَ الهَادِي، فَلَمَّا نَفَذَ إِلَى الهَادِي، فَامْتَنَعَ، فَطَلَبَهُ، فَلَمْ يَأْتِ، فَهَمَّ المَهْدِيُّ بِالمُضِيِّ إِلَى جرجان إِلَيْهِ، فَسَاقَ خَلْفَ صَيْدٍ، فَفَرَّ إِلَى خِرْبَةٍ وَتَبِعَهُ المَهْدِيُّ، فَدَقَّ ظَهرَهُ بِبَابِ الخِرْبَةِ، فَانْقَطَعَ. وَقِيْلَ: بَلْ سُمَّ، سَقَتْهُ سُرِّيَّةٌ سُمّاً عَمِلَتْهُ لِضَرَّتِهَا, فَمَدَّ يَدَهُ إِلَى الطَّعَامِ المَسْمُوْمِ، فَفَزِعَتْ وَلَمْ تُخْبِرْهُ، وَكَانَ لَبِئاً، فَصَاح: جَوْفِي. وَتَلَفَ بَعْدَ يَوْمٍ، وَبَعَثَوا بِالخَاتَمِ وَالقَضِيبِ إِلَى الهَادِي، فَرَكِبَ لِوَقْتِهِ، وَقَصَدَ بَغْدَادَ. وَكَانَ كَوَالِدِهِ فِي اسْتِئْصَالِ الزَّنَادِقَةِ، وَتَتَبُّعِهِم، فَقَتَلَ عِدَّةً، مِنْهُم: يَعْقُوْبُ بنُ الفَضْلِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ العَبَّاسِ بنِ رَبِيْعَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ، وَظَهَرتْ بِنْتُهُ حُبْلَى مِنْهُ أَكْرَهَهَا. وَخَرَجَ عَلَى الهَادِي حُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ حسن بن حسين الحَسَنِيُّ بِالمَدِيْنَةِ، المَقْتُوْلُ فِي وَقْعَةِ فَخٍّ، بِظَاهِرِ مَكَّةَ، وَكَانَ قَلِيْلَ الخَيْرِ، وَعَسْكَرُهُ أَوْبَاشٌ، وَهَلَكَ الهَادِي -فِيْمَا قِيْلَ- مَنْ قَرْحَةٍ. وَيُقَالُ: سَمَّتْهُ أُمُّهُ الخَيْزُرَانُ، لَمَّا أَجْمَعَ عَلَى قَتْلِ أَخِيْهِ الرَّشِيْدِ، وَكَانَتْ مُتَصَرِّفَةً فِي الأُمُورِ إِلَى الغَايَةِ، وكانت من مُوَلَّدَاتِ المَدِيْنَةِ، فَقَالَ لَهَا: لَئِنْ وَقَفَ بِبَابِكِ أَمِيْرٌ لأَقْتُلَنَّكِ، أَمَا لَكَ مِغْزَلٌ يَشْغَلُكِ، أَوْ مُصْحَفٌ يُذَكِّرُكِ، أَوْ سُبْحَةٌ، فَقَامَت لاَ تَعْقِلُ غَضَباً. وَيُقَالُ: خَلَّفَ سَبْعَةَ بَنِيْنَ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ بالري.

حماد بن سلمة

1169- حمَّاد بن سَلَمة 1: "خ، م، 4" ابن دينار، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو سَلَمَةَ البَصْرِيُّ، النَّحْوِيُّ، البَزَّازُ، الخِرَقِي، البَطَائِنِيُّ، مَوْلَى آلِ رَبِيْعَةَ بنِ مَالِكٍ، وَابْنِ أُخْتِ حُميد الطَّوِيْلِ. سَمِعَ: ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ -وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ- وَأَنَسَ بنَ سِيْرِيْنَ، وَمُحَمَّدَ بنَ زِيَادٍ القُرَشِيَّ، وأبا جمرة نصر بن عمران الضبعي، وثابت البُنَانِيَّ، وَعَمَّارَ بنَ أَبِي عَمَّارٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ كَثِيْرٍ الدَّارِيَّ المُقْرِئَ، وَأَبَا عِمْرَانَ الجَوْنِيَّ، وَأَبَا غَالِبٍ حَزَوَّر صَاحِبَ أَبِي أُمَامَةَ، وَقَتَادَةَ بنَ دِعَامَةَ، وَسِمَاكَ بنَ حَرْبٍ، وَحَمِيْداً خَالَهُ، وحماد بن أبي سليمان الفقيه، وسعيد بنَ جُمْهان، وَأَبَا العُشَراء الدَّارِمِيَّ، وَيَعْلَى بنَ عَطَاءٍ، وسُهيل بنَ أَبِي صَالِحٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَإِيَاسَ بنَ مُعَاوِيَةَ، وَبِشْرَ بنَ حَرْبٍ النَّدَبي، وَعَلِيَّ بنَ زيد، وَخَالِدَ بنَ ذَكْوان، وَشُعَيْبَ بنَ الحَبْحَابِ، وَعَاصِمَ بنَ العجَّاج الجَحْدَري، وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيَّ، وَيُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ، وَعَمْرَو بنَ دِيْنَارٍ، وَأَبَا الزُّبَيْرِ المَكِّيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ وَاسِعٍ، وَمَطَرَ بنَ طَهْمَانَ الورَّاق، وَيَزِيْدَ الرُّقاشي، وَأَبَا التَّيَّاح الضُّبَعي يَزِيْدَ، وَعَطَاءَ بنَ عَجْلاَنَ، وَعَطَاءَ بنَ السَّائِبِ، وَأُمَماً سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وحَرَمي بنُ عُمَارَةَ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَفَّانُ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَمُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوخ، وَهُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيُّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ غِيَاثٍ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو كَامِلٍ مُظفَّر بنُ مُدْرِك الحَافِظُ، وَالحَسَنُ الأَشْيَبُ، وَيَحْيَى بنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحيني، وَالأَسْوَدُ بنُ عَامِرٍ، وَالهَيْثَمُ بنُ جَمِيْلٍ، وَأَسَدُ السُّنَّةِ، وَسَعِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَآخِرُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ: أَحْمَدُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ القَوَارِيْرِيُّ المَتْرُوْكُ المُتَّهَمُ الَّذِي لَقِيَهُ مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَد العَطَّارُ فِي سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَدْ رَوَى الحُرُوْفَ عَنْ: عَاصِمٍ، وَابْنِ كَثِيْرٍ. أَخَذَ عَنْهُ الحُرُوْفَ حَرَمي بنُ عُمَارَةَ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذكي. قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ يُفِيْدُنِي عَنْ عمَّار بنِ أَبِي عمَّار. وَقَالَ وُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ: حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ سَيِّدُنَا وَأَعْلَمُنَا. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَعْلَمُ مِنْ غَيْرِهِ بِحَدِيْثِ عَلِيِّ بنِ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ عِنْدَ يَحْيَى بنِ ضُرَيْسٍ الرَّازِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ عَشْرَةُ آلاَفِ حَدِيْثٍ. قُلْتُ: يَعْنِي بِالمَقَاطِيْعِ وَالآثَارِ. قَالَ أَحْمَدُ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِثَابِتٍ البُنَانِيِّ حماد بن سلمة، وهو أثبهم فِي حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ. وَرَوَى إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ ثِقَةٌ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 282"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 89"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 193"، الكنى للدولابي "1/ 191"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 623" حلية الأولياء "6/ 249"، الأنساب للسمعاني "5/ 102"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 197"، العبر "1/ 248"، الكاشف "1/ ترجمة 1229"، ميزان الاعتدال "1/ 590"، تهذيب التهذيب "3/ 11"، بغية الوعاة للسيوطي "1/ 548"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1602"، شذرات الذهب "1/ 262".

وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: هُوَ عِنْدِي حُجَّةٌ فِي رِجَالٍ، وَهُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وَعَمَّارِ بنِ أَبِي عَمَّارٍ، وَمَنْ تَكَلَّمَ فِي حَمَّادٍ، فَاتَّهَمُوْهُ فِي الدِّيْنِ. قُلْتُ: كَانَ بَحْراً مِنْ بُحُورِ العِلْمِ، وَلَهُ أَوهَامٌ فِي سَعَةِ مَا رَوَى، وَهُوَ صَدُوْقٌ حُجَّةٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ- وَلَيْسَ هُوَ فِي الإِتقَانِ كَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَتَحَايدَ البُخَارِيُّ إِخرَاجَ حَدِيْثِهِ، إِلاَّ حَدِيْثاً خَرَّجَه فِي الرِّقَاقِ، فَقَالَ: قَالَ لِي أَبُو الوَلِيْدِ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيٍّ. وَلَمْ يَنحَطَّ حَدِيْثُه عَنْ رُتْبَةِ الحَسَنِ وَمُسْلِمٌ رَوَى لَهُ فِي الأُصُوْلِ، عَنْ ثَابِتٍ، وَحُمَيْدٍ، لِكَوْنِهِ خَبِيْراً بِهِمَا. قَالَ عَمْرُو بنُ عَاصِمٍ: كَتَبتُ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفاً. جَعْفَرٌ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ عَفَّانَ يَقُوْلُ: كَتَبتُ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفاً. وَقَالَ حَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّيْنِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: قَدْ قِيْلَ فِي سُوْء حِفْظِ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَجَمْعِهِ بَيْنَ جَمَاعَةٍ فِي الإِسْنَادِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، وَلَمْ يُخرِّجْ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الأُصُوْلِ، إلا من حَدِيْثِهِ عَنْ ثَابِتٍ، وَلَهُ فِي كِتَابِهِ أَحَادِيْثُ فِي الشَّوَاهِدِ عَنْ غَيْرِ ثَابِتٍ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاوِيَةَ الجُمَحي: حَدَّثَنَا الحَمَّادَانِ، وفَضْلُ بن سَلَمَةَ عَلَى ابْنِ زَيْدٍ، كَفَضْلِ الدِّيْنَارِ عَلَى الدِّرْهَمِ -يَعْنِي: الَّذِي اسْمُ جَدِّهِ دِيْنَارٌ، أَفْضَلُ مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ الَّذِي اسْمُ جَدِّهِ دِرْهَمٌ. وَهَذَا مَحْمُوْلٌ عَلَى جَلاَلتِهِ وَدِيْنِهِ، وَأَمَّا الإِتقَانُ، فمسلَّم إِلَى ابْنِ زَيْدٍ، هُوَ نَظِيْرُ مَالِكٍ فِي التَّثَبُّتِ. قَالَ شِهَابُ بنُ مُعَمَّر البَلْخي: كَانَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ يُعَدُّ مِنَ الأَبْدَالِ. قُلْتُ: وَكَانَ مَعَ إِمَامَتِهِ فِي الحَدِيْثِ إِمَاماً كَبِيْراً فِي العَرَبِيَّة، فَقِيْهاً، فَصِيْحاً، رَأْساً فِي السُّنَّةِ، صَاحِبَ تَصَانِيْفَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: لَوْ قِيْلَ لِحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ: إِنَّكَ تَمُوْتُ غَداً، مَا قَدِرَ أَنَّ يَزِيْدَ فِي العَمَلِ شَيْئاً. قُلْتُ: كَانَتْ أَوْقَاتُهُ مَعْمُوْرَةً بِالتَّعَبُّدِ وَالأَوْرَادِ. وَقَالَ عَفَّانُ: قَدْ رَأَيتُ مَنْ هُوَ أَعبَدُ مِنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، لَكِنْ مَا رَأَيتُ أَشدَّ مُوَاظِبَةً عَلَى الخَيْرِ، وَقِرَاءةِ القُرْآنِ، وَالعَمَلِ للهِ -تَعَالَى- مِنْهُ. وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: حَدِيْثُه فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ وآخره واحد.

وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ إِنْسَاناً يَقَعُ فِي عِكْرِمَةَ وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، فَاتَّهِمْهُ عَلَى الإِسْلاَمِ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَغَيْرُهُ: لَمْ يَكُنْ فِي أَصْحَابِ ثَابِتٍ أَثْبَتُ مِنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ. قَالَ مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ التَّبُوذكي: لَوْ قُلْتُ لَكُم: إِنِّيْ ما رأيت حماد بن سَلَمَةَ ضَاحِكاً، لَصَدَقْتُ، كَانَ مَشْغُوْلاً، إِمَّا أَنْ يُحَدِّثَ، أَوْ يَقْرَأَ، أَوْ يُسبِّحَ، أَوْ يُصَلِّيَ، قَدْ قَسَّمَ النَّهَارَ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ: حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُطَهَّر: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عِنْدَنَا مِنَ الثِّقَاتِ، مَا نَزدَادُ فِيْهِ كُلَّ يَوْمٍ إِلاَّ بَصِيْرَةً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كَانَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ لاَ يُحَدِّثُ حَتَّى يَقْرَأَ مائَةَ آيَةٍ، نَظَراً فِي المُصْحَفِ. قَالَ يُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ المؤدِّب: مَاتَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ فِي الصَّلاَةِ فِي المَسْجِدِ. قَالَ سوَّار بنُ عَبْدِ اللهِ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: كُنْتُ آتِي حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ فِي سُوْقِهِ، فَإِذَا رَبِحَ فِي ثَوْبٍ حَبَّةً أَو حَبَّتَيْنِ، شَدَّ جَوْنَتَه، وَلَمْ يَبِعْ شَيْئاً، فَكُنْتُ أَظُنُّ ذَلِكَ يَقُوْتُهُ. قَالَ التَّبُوذكي: سَمِعْتُ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ يَقُوْلُ: إِنْ دَعَاكَ الأَمِيْرُ لِتَقْرَأَ عَلَيْهِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإِخْلاَصُ: 1] ، فَلاَ تَأْتِهِ. قَالَ إِسْحَاقُ بنُ الطَّبَّاعِ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ يَقُوْلُ: مَنْ طَلَبَ الحَدِيْثَ لِغَيْرِ الله -تعالى- مكربه. وَقَالَ حَمَّادٌ: مَا كَانَ مِنْ نِيَّتِي أَنْ أُحَدِّثَ حَتَّى قَالَ لِي أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ فِي النَّوْمِ: حَدِّثْ. حَاتِمُ بنُ اللَّيْثِ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، قَالَ: مَا كُنَّا نَأتِي أَحَداً نَتَعَلَّمُ شَيْئاً بِنِيَّةٍ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، إِلاَّ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ. قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّاجِرُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُوْلُ: عَادَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، فَقَالَ سُفْيَانُ: يَا أَبَا سَلَمَةَ! أَتُرَى الله يَغْفِرُ لِمِثْلِي? فَقَالَ حَمَّادٌ: وَاللهِ لَوْ خُيِّرْتُ بَيْنَ مُحَاسَبَةِ اللهِ إِيَّاي، وَبَيْنَ مُحَاسَبَةِ أَبَوَيَّ، لاَخْتَرْتُ مُحَاسَبَةَ اللهِ، وَذَلِكَ لأَنَّ اللهَ أَرحَمُ بِي مِنْ أَبَوَيَّ.

المُفَضَّل الغَلابي: حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بنُ أَنَسٍ، عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، قَالَ: مَا كَانَ مِنْ شَأْنِي أَنْ أَرْوِيَ أَبَداً حَتَّى رَأَيتُ أَيُّوْبَ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ لِي: حَدِّثْ، فَإِنَّ النَّاسَ يُقْبِلُوْنَ. قَالَ إِسْحَاقُ بنُ الجَرَّاحِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَجَّاجِ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَسْمَعُ مَعَنَا عِنْدَ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، فَرَكِبَ إِلَى الصِّيْنِ، فَلَمَّا رَجَعَ أَهدَى إِلَى حَمَّادٍ هَدِيَّةً. فَقَالَ لَهُ حَمَّادٌ: إِنْ قَبِلْتُهَا لَمْ أُحَدِّثْكَ بِحَدِيْثٍ، وَإِنْ لَمْ أَقْبَلْهَا حَدَّثْتُكَ. قَالَ: لاَ تَقْبَلْهَا، وَحَدِّثْنِي. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ الخَزَّازُ، كُنْيَةُ أَبِي حَمَّادٍ: أَبُو صَخْرَةَ، مَوْلَى حُمَيْدِ بنِ كرَّاتَه. وَيُقَالُ: مَوْلَى قُرَيْشٍ. وَقِيْلَ: هُوَ حِمْيَرِيٌّ مِنَ العُبَّادِ المُجَابِي الدَّعْوَةِ فِي الأَوقَاتِ، لَمْ يُنْصِفْ مَنْ جَانَبَ حَدِيْثَهُ، وَاحْتَجَّ بأبي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَبَابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، فَإِنْ كان تركه إياه لما كان يخطىء، فَغَيْرُهُ مِنْ أَقْرَانِهِ مِثْلُ الثَّوْرِيِّ، وَشُعْبَةَ، وَدُوْنَهمَا كَانُوا يُخْطِئُوْنَ، فَإِنَّ زَعمَ أَنَّ خَطَأَهُ قَدْ كَثُرَ مِنْ تَغَيُّرِ حِفْظِه، فَكَذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَمْ يَكُنْ مِثْلَ حَمَّادٍ بِالبَصْرَةِ، وَلَمْ يَكُنْ يَثْلِبْهُ إِلاَّ مُعْتَزِلِيٌّ أَوْ جَهْمِيٌّ، لِمَا كَانَ يُظْهِرُ مِنَ السُّنَنِ الصَّحِيْحَةِ، وَأَنَّى يَبلُغُ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ مَبْلَغَ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ فِي إِتْقَانِهِ، أَمْ فِي جَمْعِهِ، أَمْ فِي عِلْمِهِ، أَمْ فِي ضَبْطِهِ. قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: مَا كُنَّا نَرَى مَنْ يَتَعلَّمُ بِنِيَّةٍ غَيْرَ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَمَا نَرَى اليَوْمَ مَنْ يُعَلِّمُ بِنِيَّةٍ غَيْرَهُ. قَالَ مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَسْأَلُ حَمَّادَ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَحَادِيْثَ مُسْنَدَةٍ، وَالنَّاس يَسْأَلُوْنَهُ عَنْ رَأْيِهِ، فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُهُ، قَالَ: لاَ جَاءَ اللهُ بِكَ. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ المِنْقَرِيُّ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ يَقُوْلُ: إِنَّ الرَّجُلَ ليثقُل حَتَّى يَخِفُّ. وَقَالَ عَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ -وَعَطَاءٌ بنُ أَبِي رَبَاحٍ حَيٌّ- فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقُلْتُ: إِذَا أَفطَرْتُ، دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَمَاتَ فِي رَمَضَانَ. قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ فِي "الفَارُوْقِ"1 لَهُ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِذَا رَأَيتَ الرَّجُلَ يَغمِزُ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ، فَاتَّهِمْهُ عَلَى الإِسْلاَمِ، فَإِنَّهُ كَانَ شَدِيْداً عَلَى المُبْتَدِعَةِ. قَالَ يُوْنُسُ: مِنْ حَمَّادِ بنِ سلمة تعلمت العربية. وليحيى اليزيدي مرثية يقول فيها:

_ 1 الفاروق: هو عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ جعفر أبو إسماعيل الأنصاري الهروي صاحب كتاب "الفاروق" في الصفات"، وكتاب ذم الكلام وأهله، وكتاب "منازل السائرين"، وأشياء المتوفى سنة "481"هـ. ترجم له الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ "3/ 1183-1191".

يَا طَالِبَ النَّحْوِ أَلاَ فَابْكِهِ ... بَعْدَ أَبِي عَمْرٍو وَحَمَّادِ وَنَقَلَ بَعْضُهُم أَنَّ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ تَزَوَّجَ سَبْعِيْنَ امْرَأَةً، وَلَمْ يُولَدْ لَهُ وَلَدٌ. قَالَ البُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: شَهِدتُ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ، وَدَعَوْهُ -يَعْنِي: الدَّوْلَةَ- فَقَالَ: أَحْمِلُ لِحْيَةً حَمْرَاءَ إِلَى هَؤُلاَءِ? وَاللهِ لاَ فَعَلتُ. وَرُوِيَ أَنَّ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمْ يَكُنْ لِحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ كِتَابٌ، سِوَى كِتَابِ قَيْسِ بنِ سَعْدٍ. وَرَوَى عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ: أَنَّهُ حَدَّثَهُم بِحَدِيْثِ نُزُوْلِ الرَّبِّ -عَزَّ وَجَلَّ- فَقَالَ: مَنْ رَأَيتُمُوْهُ يُنْكِرُ هَذَا، فَاتَّهِمُوْهُ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: قَالَ يَحْيَى: قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ يُفِيْدُنِي عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ -يَعْنِي: القُرَشِيَّ، صَاحِبَ أَبِي هُرَيْرَةَ- فَقُلْتُ لِيَحْيَى: كَانَ حَمَّادٌ يُفِيْدُهُ? قَالَ: فِيْمَا أَعْلَمُ. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ زِيَادٍ الأَعْلَمِ، وَقَيْسِ بنِ سَعْدٍ لَيْسَ بِذَاكَ، إِنْ كَانَ مَا حَدَّثَ بِهِ عَنْ قَيْسِ بن سَعْدٍ حَقّاً، فَلَمْ يَكُنْ قَيْسٌ بِشَيْءٍ، وَلَكِنْ حَدِيْثُ حَمَّادٍ عَنْ ثَابِتٍ، وَهَذَا الضَّرْبُ -يَعْنِي: أَنَّهُ ثَبتٌ فِيْهَا. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ الرَّازِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخَذَ إِيَاسُ بنُ مُعَاوِيَةَ بِيَدِي وَأَنَا غُلاَمٌ، فَقَالَ: لاَ تَمُوْتُ حَتَّى تَقُصَّ، أَمَا إِنِّي قَدْ قُلْتُ هَذَا لَخَالُكَ -يَعْنِي: حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ- فَمَا مَاتَ حَمَّادٌ حَتَّى قَصَّ. قَالَ أَبُو خَالِدٍ: قُلْتُ لِحَمَّادٍ: أَنْتَ قَصَصْتَ? قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: القَاصُّ هُوَ الوَاعِظُ. قَالَ عَلِيُّ بنُ عبد الله: قلت ليحيى: حملت على حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ إِمْلاَءً? قَالَ: نَعَمْ، إِملاَءً كُلَّهَا، إِلاَّ شَيْئاً كُنْتُ أَسْأَلُه عَنْهُ فِي السُّوْقِ، فَأَتَحَفَّظُ. قُلْتُ لِيَحْيَى: كَانَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي، وَحَدَّثَنَا? قَالَ: نَعَمْ، كَانَ يَجِيْءُ بِهَا عَفْواً، حَدَّثَنِي وَحَدَّثَنَا. قَالَ البَيْهَقِيُّ فِي "الخِلاَفِيَّاتِ": مِمَّا جَاءَ فِي كِتَابِ "الإِمَامِ" لِشَيْخِنَا، بَعْدَ إِيرَادِ حَدِيْثِ: "أَلاَ إِنَّ العَبْدَ نَامَ"، لِحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، قَالَ: فَأَمَّا حَمَّادٌ، فَإِنَّهُ أَحَدُ أَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِذَا رَأَيتَ مَنْ يَغمِزُهُ، فَاتَّهِمْهُ فَإِنَّهُ كَانَ شَدِيْداً عَلَى أَهْلِ البِدَعِ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمَّا طَعَنَ فِي السِّنِّ، سَاءَ حِفْظُه، فَلِذَلِكَ لَمْ يَحتَجَّ بِهِ البُخَارِيُّ، وَأَمَّا مُسْلِمٌ، فَاجْتَهَدَ فِيْهِ وَأَخْرَجَ مِنْ حَدِيْثِهِ عَنْ ثَابِتٍ، مِمَّا سَمِعَ مِنْهُ قَبْل تَغَيُّرِهِ، وَمَا عَنْ غَيْرِ ثَابِتٍ، فَأَخْرَجَ نَحْوَ اثني

عَشَرَ حَدِيْثاً فِي الشَّوَاهِدِ، دُوْنَ الاحْتِجَاجِ، فَالاحتِيَاطُ أَنْ لاَ يُحْتَجَّ بِهِ فِيْمَا يُخَالِفُ الثِّقَاتِ، وَهَذَا الحَدِيْثُ مِنْ جُمْلَتِهَا. قَالَ أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُطَهَّر، قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عِنْدَنَا مِنَ الثِّقَاتِ، مَا نَزدَادُ فِيْهِ كُلَّ يَوْمٍ إِلاَّ بَصِيْرَةً. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ: مَاتَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَقَدْ أَتَى عَلَيْهِ سِتٌّ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: فَعَلَى هَذَا يَكُوْنُ مَوْلِدُهُ فِي حَيَاةِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ. وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ المَدَائِنِيُّ: مَاتَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ، فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ: إِسْحَاقُ بنُ سُلَيْمَانَ. قُلْتُ: كَذَا أَرَّخ وَفَاتَه فِي هَذَا العَامِ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَبَعْضُهُم قَالَ: مَاتَ بَعْدَ عِيْدِ النَّحْرِ. وَقَالَ شَبَابٌ العُصْفُرِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": حَمَّادُ بن سلمة، مولى بن نبي ربيعة ابن زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيْمٍ، يُكْنَى: أَبَا سَلَمَةَ، مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ سَبْعٍ. وَأَمَّا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ العَيْشِيُّ، فَقَالَ: مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ سِتٍّ، وَهَذَا وَهْمٌ. وَمَاتَ مَعَ حَمَّادٍ فِي سَنَةِ سَبْعٍ أَئِمَّةٌ كِبَارٌ مِنَ العُلَمَاءِ، مِنْهُم: أَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْنٍ السُّكَّرِيُّ مُحَدِّثُ مَرْوَ، وَالحَسَنُ بنُ صَالِحِ بنِ حَيٍّ الهَمْدَانِيُّ الفَقِيْهُ الكُوْفِيُّ، وَالرَّبِيْعُ بنُ مُسْلِمٍ البَصْرِيُّ، وَسَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ البَصْرِيُّ، والقاسم بن الفضل الحداني البصري، والسري بنُ يَحْيَى البَصْرِيُّ -بِخُلْفٍ- وَسُوَيْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَنَّاطُ البَصْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الهُذَلِيُّ البَصْرِيُّ -سُلَمِيٌّ- وَأَبُو عَقيل يَحْيَى بنُ المُتَوَكِّلِ البَصْرِيُّ، وَأَبُو هِلاَلٍ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمٍ الرَّاسبِيُّ البَصْرِيُّ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي الفُرَاتِ البَصْرِيُّ، وَأَبُو الرَّبيع أَشْعَثُ السَّمَّانُ البَصْرِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُسْلِمٍ القِسْمَلِّيُّ البَصْرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُم بِالبَصْرَةِ. فَكَانَتْ سَنَةَ فَنَاءِ العُلَمَاءِ بِالبَصْرَةِ. وَفِيْهَا مَاتَ شَيْخُ دِمَشْقَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ التَّنُوْخِيُّ الفَقِيْهُ، وَشَيْخُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ شُرَيْحٍ، وَمُحَدِّثُ الكُوْفَةِ مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّف، وَأَمِيْرُ الكُوْفَةِ عِيْسَى بنُ مُوْسَى العَبَّاسِيُّ، وَبَشَّارُ بنُ بُرْدٍ، شَاعِرُ وَقْتِهِ. وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ أَعْلَى رِوَايَاتِهِ بِضْعَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً، أَفرَدْتُهَا قَدِيْماً فِي سَنَةِ بِضْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ، أَنْبَأَنَا المُبَارَكُ بنُ أَبِي الجُوْدِ بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا أحمد بن غَالِبٍ العَابِدُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ حَدَّثَنَا

عَبْدُ اللهِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ النَّرْسي, حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ رَجُلاً زَارَ أَخاً لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى, فَأَرْصَدَ اللهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكاً, فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ, قَالَ: أَيْنَ تُرِيْدُ? قَالَ: أَرَدْتُ أَخاً لِي فِي قَرْيَةِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا? قَالَ: لا إلا أَنِّي أُحِبُّهُ فِي اللهِ. قَالَ: إِنِّيْ رَسُوْلُ اللهِ إِلَيْكَ أَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيْهِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1 عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى, فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ. وَهُوَ مِنْ أَحَادِيْثِ الصِّفَاتِ الَّتِي تَمُرُّ كَمَا جَاءتْ. وَشَاهِدُهُ فِي القُرْآنِ وَفِي الحَدِيْثِ كَثِيْرٌ, قَالَ اللهُ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آلُ عِمْرَانَ: 31] . وَقَالَ: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النِّسَاءُ: 125] . أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ بِنَابُلُسَ وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ الحَجَّارُ بِدِمَشْقَ قَالاَ: أَنْبَأَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ, أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البُسْرِيِّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ, حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ أَيُّوبَ, عَنْ نَافِعٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المُطَفِّفِيْنَ: 6] . قَالَ: "يَقُوْمُوْنَ حَتَّى يَبْلُغَ الرَّشْحُ أَطْرَافَ آذَانِهِمْ" 2. رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ التَّمَّارِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ: أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ, أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ, أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ, حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ, حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ, وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ, وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ, وَكَامِلُ بنُ طَلْحَةَ, وَعُبَيْدُ اللهِ العَيْشِيُّ, قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي العُشَرَاءِ, عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَمَا تَكُوْنُ الذَّكَاةُ إِلاَّ مِنَ اللَّبَّةِ وَالحَلْقِ? فَقَالَ: "لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لأجزأ عنك" 3. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ "الضُّعَفَاءِ": سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي شَيْخٍ المَلْطِيَّ يَقُوْلُ: جَاءَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ إِلَى عَفَّانَ لِيَسْمَعَ مِنْهُ كُتُبَ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ, فَقَالَ: أَمَا سَمِعْتَهَا مِنْ أَحَدٍ? قَالَ: نَعَمْ, حَدَّثَنِي سَبْعَةَ عَشَرَ نَفْساً عَنْ حَمَّادٍ. قَالَ: وَاللهِ لاَ حَدَّثْتُكَ. فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ دِرْهَمٌ, وَأَنْحَدِرُ إِلَى البَصْرَةِ, فَأَسْمَعُ مِنَ التَّبُوْذَكِيِّ. قَالَ: شَأْنُكَ. فَانْحَدَرَ إِلَى البَصْرَةِ, وَجَاءَ إِلَى التَّبُوْذَكِيِّ, فَقَالَ لَهُ: أَمَا سَمِعْتَهَا مِنْ أَحَدٍ? قَالَ: سَمِعْتُهَا عَلَى الوَجْهِ مِنْ سَبْعَةَ عَشَرَ, وَأَنْتَ الثَّامِنَ عَشَرَ. قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِهَذَا? قَالَ: إِنَّ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ كَانَ يُخطِئُ, فَأَرَدتُ أَنْ أَمِيْزَ خَطَأَهُ مِنْ خَطَأِ غَيْرِهِ, فَإِذَا رَأَيتُ أَصْحَابَهُ اجْتَمَعُوا عَلَى شَيْءٍ, عَلِمتُ أَنَّ الخَطَأَ مِنْهُ. قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ. وَقَالَ مُحَدِّثٌ: رَأَيْتُ أَبَا سَعِيْدٍ الحَدَّادَ يَكْتُبُ أَصْنَافَ حَمَّادِ بن سلمة فذكر حكاية.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2567". 2 صحيح: أخرجه مسلم "2862". 3 ضعيف: فيه أبو العشراء، ضعيف قال البخاري: في حديثه واسمه، وسماعه من أبيه نظر. وقال الذهبي في "الميزان": قلت: ولا يُدْرى من هو ولا من أبوه.

حماد بن زيد

1170- حماد بن زيد 1: "ع" ابن درهم العَلاَّمَةُ الحَافِظُ, الثَّبْتُ مُحَدِّثُ الوَقْتِ, أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَزْدِيُّ, مَوْلَى آلِ جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ البَصْرِيِّ, الأَزْرَقُ, الضَّرِيْرُ, أَحَدُ الأَعْلاَمِ. أَصلُهُ مِنْ سِجستان سُبِيَ جَدُّهُ دِرْهَمٌ مِنْهَا. سَمِعَ مِنْ: أَنَسِ بنِ سِيْرِيْنَ, وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ, وَأَبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ القُرَشِيِّ الجُمَحِيِّ, وَأَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ, وَثَابِتٍ البُنَانِيِّ, وَبُدَيْلِ بنِ مَيْسَرَةَ, وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ, وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ, وَبِشْرِ بنِ حَرْبٍ, وَسَلْمِ بنِ قَيْسٍ العَلَوِيِّ, وَشُعَيْبِ بنِ الحَبْحَابِ, وَعَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ, وَعَامِرِ بن الوَاحِدِ الأَحْوَلِ, وَعَبَّاسِ بنِ فَرُّوْخٍ الجُرَيْرِيِّ, وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَزِيْدَ المَكِّيِّ, وَكَثِيْرِ بنِ زِيَادٍ الأَزْدِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ, وَمَطَرٍ الوَرَّاقِ, وَهَارُوْنَ بنِ رِئَابٍ, وَوَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ بنِ المُهَلَّبِ, وَأَبِي التَّيَّاحِ الضُّبَعِيِّ, وَيَزِيْدَ الرِّشْكِ2, وَإِسْحَاقَ بنِ سُوَيْدٍ, وَجَمِيْلِ بنِ مُرَّةَ, وَحَاجِبِ بنِ المُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَةَ, وَالزُّبَيْرِ بنِ الخِرِّيْتِ, وَالزُّبَيْرِ بنِ عَرَبِيٍّ, وَالصَّقْعَبِ بنِ زُهَيْرٍ, وَكَثِيْرِ مِنْ شِنْظِيْرٍ, وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ, وَبُرْدِ بنِ سِنَانٍ, وَدَاوُدَ بنَ أَبِي هِنْدٍ, وَيُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ, وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ, وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَنَسٍ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ, وَسُفْيَانُ, وَشُعْبَةُ, وَهُمْ مِنْ شُيُوْخِهِ, وَعَبْدُ الوَارِثِ بنُ

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 286"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 100"، الكنى للدولابي "1/ 96"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 617"، الحلية لأبي نعيم "6/ ترجمة 373"، الأنساب للسمعاني "1/ 199"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 213"، العبر "1/ 274"، الكاشف "1/ ترجمة 1228"، جامع التحصيل للحافظ العلائي "ترجمة 143"، تهذيب التهذيب "3/ 9"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1601"، شذرات الذهب "1/ 292". 2 يزيد الرشك: هو يزيد بن أبي يزيد الصنبعي البصري. والرشك بالفارسية: هو الكبير اللحية، لقب بذلك لكبر لحيته، وهو ثقة عابد، وثقه أبو زرعة، وأبو حاتم. وقال ابن معين والنسائي: ليس به بأس.

سَعِيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وَأَبُو النُّعْمَانِ عَارِمٌ، وَمُسَدَّدٌ، وَسُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ القَوَارِيْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ عِنْدَهُ، وَزَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ الطَّبَّاعِ، وَقُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، وَسَهْلُ بنُ عُثْمَانَ العَسْكَرِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ البَلْخِيُّ الفَقِيْهُ، وَدَاوُدُ بنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَسُنَيْدُ بنُ دَاوُدَ المَصِّيْصِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ صَاحِبُ البَصْرِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، وَأَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الحَرَشِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ زُنْبُوْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ المَرْوَزِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيُّ، وَأَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بنُ المِقْدَامِ العِجْلِيُّ، وَالهَيْثَمُ بنُ سَهْلٍ -خَاتِمَةُ مَنْ رَوَى- عَنْهُ وَأُمَمٌ سِوَاهُم. قَدِ اسْتَوْعَبَ كَثِيْراً، مِنْهُم: شَيْخُنَا أَبُو الحَجَّاجِ فِي "تَهْذِيْبِهِ". قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: أَئِمَّةُ النَّاسِ فِي زَمَانِهِم أَرْبَعَةٌ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِالكُوْفَةِ، وَمَالِكٌ بِالحِجَازِ، وَالأَوْزَاعِيُّ بِالشَّامِ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ بِالبَصْرَةِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ أَحَدٌ أَثْبَتَ مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيُّ: مَا رَأَيْتُ شَيْخاً أَحْفَظَ مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، مِنْ أَهْلِ الدِّيْنِ، هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: لَمْ أَرَ أَحَداً قَطُّ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ، وَلاَ بِالحَدِيْثِ الَّذِي يَدْخُلُ فِي السُّنَّةِ مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ. وَرُوِيَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: رَجُلُ البَصْرَةِ بَعْدَ شُعْبَةَ ذَاكَ الأَزْرَقُ -يَعْنِي: حَمَّاداً. قَالَ وَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ: مَا كُنَّا نُشَبِّهُ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ إِلاَّ بِمِسْعَرٍ. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ: لَمْ يَكُنْ لِحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ كِتَابٌ، إِلاَّ كِتَابُ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ ثِقَةٌ، وَحَدِيْثُهُ أَرْبَعَةُ آلاَفِ حَدِيْثٍ، كَانَ يَحْفَظُهَا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن خراش الحافظ: لم يخطىء حماد بن زيد في حَدِيْثِ قَطُّ، وَفِيْهِ يَقُوْلُ ابْنُ المُبَارَكِ: أَيُّهَا الطَّالِبُ عِلْماً ... إِيْتِ حَمَّادَ بنَ زَيْدِ تَقْتَبِسْ حِلْماً وَعِلْماً ... ثُمَّ قَيَّدْهُ بِقَيْدِ

قال عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيت أَعْلَمَ مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَمَا رَأَيتُ بِالبَصْرَةِ أَحَداً أَفْقَهَ مِنْهُ -يَعْنِي: حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ. وَقَالَ آخَرُ: هُوَ أَجَلُّ أَصْحَابِ أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَأَثبَتُهُم. وَعَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ قَالَ: جَالَسْتُ أَيُّوْبَ عِشْرِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ النَّبِيْلَ يَقُوْلُ: مَاتَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ يَوْم مَاتَ، وَلاَ أَعْلَمُ لَهُ فِي الإِسْلاَمِ نَظِيْراً فِي هَيئَتِه وَدَلِّهِ -أَظُنُّهُ قَالَ: وَسَمْتِهِ. قُلْتُ: تَأَخَّرَ مَوْتُه عَنْ مَالِكٍ قَلِيْلاً، وَلِذَلِكَ قَالَ أَبُو عَاصِمٍ ذَلِكَ، وَلَمَّا سَمِعَ يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ بِمَوْتِ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، قَالَ: مَاتَ اليَوْم سَيِّدُ المُسْلِمِيْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ: كَانَ ضَرِيْراً، يَحفَظُ حديثه كله. قلت: إنما أضر بأخرة. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: قَدْ رَوَى عَنْهُ: إبراهيم عن أَبِي عَبْلَةَ، وَالثَّوْرِيُّ، وَخَلْقٌ آخِرُهُم وَفَاةً: الهَيْثَمُ بنُ سَهْلٍ التُّسْتَري. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، قَالَ: مَا رَأَيتُ بالعراق مثل حماد بن زيد. وقد خَلَفُ بنُ هِشَامٍ البَزَّارُ: المُدَلِّسُ مُتَشَبِّعٌ بِمَا لَمْ يُعْطَ. قُلْتُ: هُوَ دَاخِلٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آلُ عِمْرَانَ: 188] . قُلْتُ: وَالمُدَلِّسُ فِيْهِ شَيْءٌ مِنَ الغِشِّ، وَفِيْهِ عَدَمُ نُصحٍ لِلأُمَّةِ، لاَ سِيَّمَا إِذَا دَلَّسَ الخَبَرَ الوَاهِي، يُوْهِمُ أَنَّهُ صَحِيْحٌ، فَهَذَا لاَ يَحِلُّ بِوَجْهٍ، بِخِلاَفِ بَاقِي أَقسَامِ التَّدْلِيسِ، وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ عَبْدِ الوَارِثِ بنِ سَعِيْدٍ: التَّدْلِيسُ ذُلٌّ. جَمَاعَةٌ سَمِعُوا سُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ يَقُوْلُ فِي قَوْلِهِ: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحُجُرَاتُ: 2] ، قَالَ: أَرَى رَفْعَ الصَّوْتِ عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ، كَرَفعِ الصَّوْتِ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ، إِذَا قرىء حَدِيْثُهُ، وَجَبَ عَلَيْكَ أَنْ تُنْصِتَ لَهُ، كَمَا تُنصِتُ لِلْقُرْآنِ يَعْمُرُ. وَرَوَى سُلَيْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ صَاحِبُ البَصْرِيُّ -وَهُوَ صَادِقٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، لاَ سُفْيَانُ وَلاَ مالك. وقال محمد بن عيسى بن الطَّبَّاعُ: مَا رَأَيتُ أَعقَلَ مِنْ حَمَّادِ بنِ زيد.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ وَزِيْرٍ الوَاسِطِيُّ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: قُلْتُ لِحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ: هَلْ ذَكَرَ اللهُ أَصْحَابَ الحَدِيْثِ فِي القُرْآنِ? قَالَ: بَلَى اللهُ -تَعَالَى- يَقُوْلُ: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} [التوبة: 122] الآية. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ مَسْرُوْقٍ: حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ العَطَّارُ: سَمِعْتُ بِشْرَ بنَ الحَارِثِ -رَحِمَهُ اللهُ- يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ، إِنَّ لِذِكْرِ الإِسْنَادِ فِي القَلْبِ خُيَلاَءَ. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، قَالَ: جَاءنِي أَبَانُ بنُ أَبِي عَيَّاشٍ، فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ تُكلِّمَ شُعْبَةَ أَنْ يَكُفَّ عَنِّي. فَكَلَّمتُه، فَكَفَّ عَنْهُ أَيَّاماً، وَأَتَانِي فِي اللَّيْلِ، فَقَالَ: إِنَّهُ لاَ يَحِلُّ الكَفُّ عَنْ أَبَانٍ، فَإِنَّهُ يَكْذِبُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بنَ زيد يَقُوْلُ: إِنَّمَا يَدُورُوْنَ عَلَى أَنْ يَقُوْلُوا: لَيْسَ فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ -يَعْنِي: الجَهْمِيَّةَ. وَعَنْ أَبِي النُّعْمَان عَارِمٍ، قَالَ: قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ، أَنْزَلَه جِبْرِيْلُ مِنْ عِنْدَ رَبِّ العَالِمِيْنَ. قُلْتُ: لاَ أَعْلَمُ بَيْنَ العُلَمَاءِ نِزَاعاً، فِي أَنَّ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ مِنْ أَئِمَّةِ السَّلَفِ، وَمِنْ أَتقَنِ الحُفَّاظِ وَأَعْدَلِهِم، وَأَعْدَمِهِم غَلَطاً، عَلَى سَعَةِ مَا رَوَى -رَحِمَهُ اللهُ. مَوْلِدُه: فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ يَقُوْلُ: كُنْتُ إِذَا رَأَيتُ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ، قُلْتُ: أَدَّبَهُ كِسْرَى، وَفَقَّهَهُ عُمَر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ الخَلِيْلِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الله بنَ مُحَمَّدٍ الحَافِظَ، سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بن أَخِي هِلاَلٍ الرَّأْيِ، سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: كَانُوا يَقُوْلُوْنَ: كَانَ عِلْمُ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ أَرْبَعَةَ دَوَانِيقَ1، وَعَقْلُهُ دَانِقَيْنِ، وَعِلْمُ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ دَانِقَيْنِ، وَعَقْلُهُ أَرْبَعَةُ دَوَانِيقَ. قُلْتُ: مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، وِفَاقاً في شهر رمضان. وقال أبو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: مَاتَ فِي يَوْمَ الجُمُعَةِ، تَاسِعَ عَشَرَ شَهْرِ رَمَضَانَ. وَقَالَ عَارِمٌ: مَاتَ لِعَشْرٍ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، يَوْمَ الجُمُعَةِ وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَاتَ قَبْلَهُ مَالِكٌ بِشَهْرَيْنِ وَأَيَّامٍ. قُلْتُ: هَذَا وَهْمٌ بَلْ مَاتَ قَبْلَهُ بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ -فَرَحِمَهُمَا اللهُ. فَلَقَدْ كَانَا رُكْنَي الدِّيْنِ، ما خلفهما مثلهما.

_ 1 الدانق: سدس الدرهم. والدرهم جزء من اثني عشر جزءا من الأوقية.

وَمَاتَ فِيْهَا: بِوَاسِطَ الحَافِظُ الحُجَّةُ العَابِدُ القُدْوَةُ، خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ، وَمُحَدِّثُ الكُوْفَةِ أَبُو الأَحْوَصِ سَلاَّمُ بنُ سُلَيْمٍ، وَمُفْتِي دِمَشْقَ الهِقْلُ بنُ زِيَادٍ -صَاحِبُ الأَوْزَاعِيِّ- وَمُحَدِّثُ حِمْصَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ. وَفِيْهَا كَانَ مَصْرَعُ مَلِكِ الخَوَارِجِ، الَّذِي يُضْرَبُ بِشَجَاعَتِهِ المَثَلُ: الوليد ابن طَرِيْفٍ الشَّارِي. وَمِنْ عَوَالِي حَمَّادٍ -وَقَدْ أَفْرَدْتُهَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَنْبَأَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ المِقْدَامِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجَوني: سَمِعْتُ جُنْدُبَ بنَ عَبْدِ اللهِ -وَلاَ أَعْلَمُهُ، إِلاَّ أنه قد رفعه- قال: "اقرءوا القُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوْبُكُم، فَإِذَا اخْتَلَفْتُم فِيْهِ، فَقُوْمُوا عَنْهُ" 1. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المُحْسِنِ العَلَوِيُّ: أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيُّ حُضُوْراً، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ الزَّاغُوْنِيِّ. "ح" وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الشِّبْلِيُّ، قَالاَ: أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ بِلاَلٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى بَيْنَ العَمُودَيْنِ، تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فِي جَوْفِ الكَعْبَةِ"2. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنِ الزَّهْرَانِيِّ. وَبِهِ إِلَى الزَّهْرَانِيِّ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ بِلاَلٍ، قَالَ: "صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي البَيْتِ". وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ يُصَلِّ فِيْهِ، إِنَّمَا كَبَّرَ في نواحيه3. وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيْحٌ. وَإِنَّمَا العِبْرَةُ بِقَوْلِ مَنْ أَثْبَتَ الصَّلاَةَ، فَإِنَّ مَعَهُ زِيَادَةُ عِلْمٍ. رَوَى أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، عَنْ مُقَاتِلِ بنِ مُحَمَّدٍ، سَمِعَ وَكِيْعاً يَقُوْلُ: حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ أَحْفَظُ مِنِ ابْنِ سَلَمَةَ، مَا كُنَّا نُشَبِّهُ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ إِلاَّ بِمِسْعَرٍ. إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ عَنْ يَحْيَى، قَالَ: حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ أَثبَتُ مِنْ عَبْدِ الوَارِثِ، وَابْنِ عُلَيَّة، وَعَبْدِ الوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، وابن عيينة.

_ 1 صحيح أخرجه البخاري "5060". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1329" "389". 3 صحيح: أخرجه البخاري "1601"، وأبو داود "2027".

قال أبو زرعة: سمعت أبو الوَلِيْدِ يَقُوْلُ: يَرَوْنَ أَنَّ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ دُوْنَ شُعْبَةَ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ عَارِمٌ: سَأَلْتُ أُمَّ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَعَمَّتَهُ، فَقَالَتْ إِحْدَاهُمَا: وُلِدَ زَمَنَ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ. وَقَالَتِ الأُخْرَى: وُلِدَ زَمَنَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَقَالَ خَالِدُ بنُ خِدَاشٍ: وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ يُكْنَى: أَبَا إِسْمَاعِيْلَ، وَكَانَ عُثْمَانِياً، وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، حجَّةً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ. فَصْلٌ: اشْتَرَكَ الحَمَّادَانِ فِي الرِّوَايَةِ عَنْ كَثِيْرٍ مِنَ المَشَايِخِ، وَرَوَى عَنْهُمَا جَمِيْعاً جَمَاعَةٌ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ، فَرُبَّمَا رَوَى الرَّجُل مِنْهُم عَنْ حَمَّادٍ، لَمْ يَنْسِبْهُ فَلاَ يُعْرَفُ أَيُّ الحَمَّادَيْنِ هُوَ إِلاَّ بِقرِيْنَةٍ، فَإِنْ عَرِيَ السَّنَدُ مِنَ القَرَائِنِ -وَذَلِكَ قَلِيْلٌ- لَمْ نَقطَعْ بِأَنَّهُ ابْنُ زَيْدٍ، وَلاَ أَنَّهُ ابْنُ سَلَمَةَ، بَلْ نَتَرَدَّدُ، أَوْ نُقدِّرُه ابْنَ سَلَمَةَ، وَنَقُوْلُ: هَذَا الحَدِيْثُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، إِذْ مُسْلِمٌ قَدِ احْتَجَّ بِهِمَا جَمِيْعاً. فَمِنْ شُيُوْخِهِمَا مَعاً: أَنَسُ بنُ سِيْرِيْنَ، وَأَيُّوْبُ وَالأَزْرَقُ بنُ قَيْسٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ سُوَيْدٍ، وَبُرْدُ بنُ سِنَانٍ، وَبِشْرُ بنُ حَرْبٍ، وَبَهْزُ بنُ حَكِيْمٍ، وَثَابِتٌ، وَالجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، وَخَالِدٌ الحَذَّاءُ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَالجُرَيْرِيُّ، وَشُعَيْبُ بنُ الحَبْحَابِ، وَعَاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُوْدِ، وَابْنُ عون، وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَعَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ، وَمَطَرٌ الوَرَّاقُ، وَأَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَهِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عَتِيْقٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ. وَحَدَّثَ عَنِ الحَمَّادَيْنِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَوَكِيْعٌ، وَعَفَّانُ، وَحَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، وَشَيْبَانُ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيُّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، وَأَبُو النُّعْمَانِ عَارِمٌ، وَمُوْسَى بن إسماعيل -لكن ماله عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ- وَمُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَهُدْبَةُ، وَيَحْيَى بنُ حَسَّانٍ، وَيُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، وَغَيْرُهُم. وَالحُفَّاظُ المُخْتَصُّوْنَ بِالإِكثَارِ، وَبِالرِّوَايَةِ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ: بَهْزُ بنُ أَسَدٍ، وَحِبَّانُ بنُ هِلاَلٍ، وَالحَسَنُ الأَشْيَبُ، وَعُمَرُ بنُ عَاصِمٍ. وَالمُخْتَصُّوْنَ بِحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، الَّذِيْنَ مَا لَحِقُوا ابْنَ سَلَمَةَ، فَهُم أَكْثَرُ وَأَوضَحُ: كَعَلِيِّ بنِ

المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ المِقْدَامِ، وَبِشْرِ بنِ مُعَاذٍ العَقَدِيِّ، وَخَالِدِ بنِ خِدَاشٍ، وَخَلَفِ بنِ هِشَامٍ، وَزَكَرِيَّا بنِ عَدِيٍّ، وَسَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، وَأَبِي الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيِّ، والقَواريري، وَعَمْرِو بنِ عَوْنٍ، وَقُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي، ولُوين, وَمُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ الطَّبَّاع، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، وَمُسَدَّدٍ، وَيَحْيَى بنِ حَبِيْبٍ، وَيَحْيَى بنِ يَحْيَى التَّمِيْمِيِّ، وَعِدَّةٍ مِنْ أَقْرَانِهِم. فَإِذَا رَأَيتَ الرَّجُلَ مِنْ هَؤُلاَءِ الطَّبَقَةِ قَدْ رَوَى عَنْ حَمَّادٍ وَأَبْهَمَهُ، عَلِمتَ أَنَّهُ ابْنُ زَيْدٍ، وَأَنَّ هَذَا لَمْ يُدرِكْ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ، وَكَذَا إِذَا رَوَى رَجُلٌ مِمَّنْ لَقِيَهُمَا، فَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، وَسَكَتَ، نَظَرَتَ فِي شَيْخِ حَمَّادٍ مَنْ هُوَ؟ فَإِنْ رَأَيتَهُ مِنْ شُيُوْخِهِمَا عَلَى الاشْتِرَاكِ، تَردَّدْتَ، وَإِنْ رَأَيتَه مِنْ شُيُوْخِ أَحَدِهِمَا عَلَى الاخْتِصَاصِ وَالتَّفرُّدِ، عَرَفْتَه بِشُيُوْخِه المُخْتَصِّيْنَ بِهِ، ثُمَّ عَادَةُ عَفَّانَ لاَ يَرْوِي عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ إِلاَّ وَيَنسِبُهُ، وَرُبَّمَا رَوَى عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ فَلاَ يَنسِبُهُ، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ حَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، وَهُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ. فَأَمَّا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، فَعَلَى العَكْسِ مِنْ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ عَارِمٌ يفعل، فإذا، قال: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ فَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ، وَمَتَى قَالَ مُوْسَى التَّبُوْذَكِيُّ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فَهُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، فَهُوَ رِوَايَتُهُ وَاللهُ أَعْلَمُ. وَيَقَعُ مِثْلُ هَذَا الاشْتِرَاكِ سَوَاءً فِي السُّفْيَانَيْنِ، فَأَصْحَابُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ كِبَارٌ قُدَمَاءُ، وَأَصْحَابُ ابْنِ عُيَيْنَةَ صِغَارٌ، لَمْ يُدْرِكُوا الثَّوْرِيَّ، وَذَلِكَ أَبْيَنُ، فَمَتَى رَأَيتَ القَدِيْمَ قَدْ رَوَى، فَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَأَبْهَمَ، فَهُوَ الثَّوْرِيُّ، وَهُمْ كَوَكِيْعٍ، وَابْنِ مَهْدِيٍّ، وَالفِرْيَابِيِّ، وَأَبِي نُعَيْمٍ. فَإِنَّ رَوَى وَاحِدٌ مِنْهُم عَنِ ابْنِ عيينة بينه، فأما الذي لم يحلق الثَّوْرِيَّ، وَأَدْرَكَ ابْنَ عُيَيْنَةَ، فَلاَ يَحْتَاجُ أَنْ ينسب، لعدم الإلباس، فعليك بمعرفة طبقات الناس.

يحيى بن أيوب

1171- يحيى بن أيوب 1: "ع" الإمام، المحدث، العالم، الشهير أبو العباس الغافقي، المِصْرِيُّ، يُنْسَبُ فِي عِدَادِ مَوَالِي مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ. حَدَّثَ عَنْ: يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، وأبي قبيل حيي بن هانئ، وجعفر ابن رَبِيْعَةَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعَبْدِ الله بن طاوس، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، وَعَبْدِ اللهِ بن دِيْنَارٍ، وَعُمَارَةَ بنِ غَزِيَّةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ، وَبَكْرِ بنِ عَمْرٍو، وَرَبِيْعَةَ الرأي، وزبان بن قائد، وزيد بن جبيرة، وسهل ابن مُعَاذٍ الجُهَنِيِّ، وَعُقَيْلِ بنِ خَالِدٍ، وَأَبِي الأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَعَيَّاشِ بنِ عَبَّاسٍ القِتْبَانِيِّ، وكعب ابن عَلْقَمَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَرْملَةَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ زَحْرٍ، وَأَبِي حازم الأعرج، وَصَالِحِ بنِ كَيْسَانَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ الطَّوِيْلِ، وَابْنِ عَجْلاَنَ، وَأَبِي حَنِيْفَةَ، وَمُوْسَى بنِ عَلِيٍّ، وَعَمْرِو بنِ الحَارِثِ، وَمَالِكٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ -وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ- وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَابْنُ جُرَيْجٍ -أَحَدُ شُيُوْخِهِ- وَابْنُ المُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَمُوْسَى بنُ أَعْيَنَ، وَإِسْحَاقُ بنُ الفُرَاتِ، وَأَشْهَبُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَاب، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَسَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ الكَاتِبُ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ، وَعَمْرُو بنُ الرَّبِيْعِ بنِ طَارِقٍ، وَيَحْيَى بنُ إِسْحَاقَ السَّيْلحيني، وَغَيْرُهُم. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ دُوْنَ حَيْوَةَ وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي أَيُّوْبَ، هُوَ سَيِّئُ الحِفْظِ. وَرَوَى إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ وَقَالَ مَرَّةً: صَالِحٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي المَوَال، وَمَحَلُّهُ الصِّدْقُ، وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: قُلْتُ لأَبِي دَاوُدَ: يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ ثِقَةٌ? قَالَ: هُوَ صَالِحٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. قُلْتُ: لَهُ غَرَائِبُ وَمَنَاكِيْرُ يَتَجَنَّبُهَا أَرْبَابُ الصِّحَاحِ، ويُنَقُّون حَدِيْثَهُ، وَهُوَ حَسَنُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: كَانَ أَحَدَ الطَّلاَّبِيْنَ لِلْعِلْمِ، حَدَّثَ عَنْ: أَهْلِ مَكَّةَ، وَالمَدِيْنَةِ، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ، وَالعِرَاقِ، وَحَدَّثَ عَنْهُ: الغُرَبَاءُ بِأَحَادِيْثَ لَيْسَتْ عِنْدَ أَهْلِ مِصْرَ عَنْهُ، فَحَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى بنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ لَقِيْطٍ، عَنِ ابْنِ حوَالَةَ: "مَنْ نَجَا مِنْ ثَلاَثٍ ... " 2، فَلَيْسَ هَذَا بِمِصْرَ مِنْ حَدِيْثِ يحيى.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 516"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2919"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 445"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 542"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 212"، الكاشف "3/ ترجمة 6247"، والعبر "1/ 243"، ميزان الاعتدال "4/ 362"، تهذيب التهذيب "11/ 186"، تقريب التهذيب "2/ 342"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 258". 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 105 و110" و"5/ 33"، من طريق يحيى بن أيوب قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط، عن عبد الله بن حوالة أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: من نجا من ثلاث فقد نجا "ثلاث مرات" موتي والدجال وقتل خليفة مصطبر بالحق معطيه"، وأخرجه أحمد "5/ 288"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1177"، والحاكم "3/ 101"، من طرق عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

وروي عنه أيضًا: يَزِيْدَ، عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ، عَنْ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ: "طُوْبَى لِلشَّامِ ... " 1 مَرْفُوْعاً، وَمَا هُوَ بِمِصْرَ مِنْ حَدِيْثِ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ. وَأَحَادِيْثُ جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ لَيْسَ عِنْد المِصْرِيِّيْنَ مِنْهَا حَدِيْثٌ، وَهِيَ تُشْبِهُ عِنْدِي أَنْ تَكُوْنَ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، وَاللهُ أَعْلَمُ. وَرَوَى زَيْدُ بنُ الحُبَابِ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ، عَنْ عيَّاش بنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي الحُصَيْنِ حَدِيْثَ أَبِي رَيْحَانَةَ: "نَهَى عَنِ الوَشْر وَالوَشْمِ ... " 2، وَلَيْسَ هَذَا بِمِصْرَ، إِلاَّ مِنْ حديث ابن لهيعة، والمُفَضَّل، وَحَيْوَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَيَّاشِ بنِ عَبَّاسٍ. وَقَالَ العُقَيلي: حَدَّثنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيّ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثْتُ مَالِكاً بِحَدِيْثٍ حَدَّثَنَا بِهِ يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ عَنْهُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ؛ فَقَالَ: كَذِبٌ. وَحَدَّثْتُهُ بِآخَرَ؛ فَقَالَ: كَذَبَ. وَقَالَ الخَضِرُ بنُ دَاوُدَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ -يَعْنِي: أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ- سُئِلَ عَنْ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ المِصْرِيِّ، فَقَالَ: كَانَ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ، وَكَانَ لاَ بَأْسَ بِهِ، وَكَأَنَّهُ ذَكَرَ الوَهْمَ فِي حِفْظِهِ، فَذَكَرتُ لَهُ مِنْ حَدِيْثِهِ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ عَمرة، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقْرَأُ فِي الوَتْرِ ... ، فَقَالَ: هَاء، مَنْ يَحْتَمِلُ هَذَا? قَالَ العُقَيلي: وَهَذَا حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ العَلاَّفُ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقرأ في الركعة

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 184 و185"، وابن أبي شيبة "12/ 191، 192"، والترمذي "3954"، والحاكم "2/ 229"، والطبراني "4934" "4935"، من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة، عن زيد بن ثابت قال: بينما نحن عِنْد رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْماً حين قال: طوبى للشام طوبى للشام. قلت: ما بال الشام قال الملائكة باسطوا أجنحتها على الشام. 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 134"، حدثنا زيد بن الحباب، حدثني يحيى بن أيوب، عن عياش بن عباس الحميري، عن أبي حصين الحجري، عن عامر الحجري، عن أبي ريحانة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كره عشر خصال: الوشر، والنتف، والوشم، ومكامعة الرجل الرجل والمرأة المرأة ليس بينهما ثوب، والنهبة، وركوب النمور، واتخاذ الديباج ههنا وههنا أسفل في الثياب والمناكب، والخاتم إلا لذي سلطان". قلت: إسناده ضعيف، فيه أبو عامر الحجري المصري، مجهول لذا قال الحافظ في "التقريب": "مقبول" -أي إذا توبع- وقد توبع من أبي الحصين الهيثم بن شفي كما يأتي: فقد أخرجه أبو داود "4049"، والنسائي "8/ 143"، من طريق المفضل بن فضالة، والنسائي "8/ 149"، من طريق حيوة بن شريح كلاهما عن عياش بن عباس القتباني، عن أبي الحصين يعني الهيثم بن شفي وأبي عامر الحجري، عن أبي ريحانة، به. ورجاله ثقات.

الأُوْلَى مِنَ الوَتْرِ: بِـ {سَبَّحَ} ، وَفِي الثَّانِيَةِ: بِـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَفِي الثَّالِثَةِ: بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} 1. قَالَ العُقَيلي: أَمَّا المُعَوِّذَتَيْنِ، فَلاَ تَصِحُّ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: هُوَ مِنْ فقهاء مصر وعلمائهم، ويقال: كَانَ قَاضِياً بِهَا، وَهُوَ عِنْدِي صَدُوْقٌ. وَمِنْ غَرَائِبِهِ مَا رَوَاهُ سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تَعَلَّمُوا العِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ العُلَمَاءَ، وَلاَ لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلاَ لِتَخَيَّرُوا بِهِ المَجَالِسَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَالنَّارَ النَّارَ" 2. قَالَ: فَهَذَا مَعْرُوْفٌ بِيَحْيَى بن أيوب.

_ 1 صحيح بطرقه: أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 285"، والحاكم "1/ 305" و"2/ 520"، والبيهقي "3/ 37 و38"، والدارقطني "2/ 35"، والبغوي "973"، من طريق يحيى بن أيوب، به، وأخرجه الترمذي "463"، والحاكم "2/ 520-521"، والبيهقي "3/ 38"، والبغوي "974"، من طريق إسحاق بن إبراهيم بن حبيب، عن محمد بن سلمة الحراني، عن خصيف، عن عبد العزيز بن جريج، عن عائشة، به. قلت: إسناده ضعيف، عبد العزيز بن جريج، لين وهو لم يسمع من عائشة. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" "2/ 125"، من طريق يزبد بن عبد العزيز، قال: حدثنا سليمان بن حسان، عن حيوة بن شريح، عن عباس بن عباس العتباني، عَنْ يَزِيْدَ بنِ رُوْمَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه سليمان بن حسان، قال العُقَيْلِيُّ: لاَ يُتابع عَلَى حَدِيْثِهِ. وَقَالَ أَبُو حاتم صحيح الحديث. 2 صحيح بطرقه: أخرجه ابن ماجه "254"، والحاكم "1/ 86"، وابن عبد البر "ص226"، من طرق عن ابن أبي مريم، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه ابن جريج، مدلس، وقد عنعنه، وفيه أبو الزبير المكي مدلسي، وقد عنعنه. وأخرجه أحمد "2/ 338"، وأبو داود "3664"، وابن ماجه "252"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" "ص230"، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" "102"، وفي "تاريخ بغداد" "5/ 346-347"، و"8/ 78"، والحاكم "1/ 85"، من طريق أبي يحبى فليح بن سليمان الخزاعي، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، به مرفوعا. قلت: إسناده ضعيف، آفته فليح بن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي، أو الأسلمي، أبو يحيى المدني، سيئ الحفظ، وفي الباب عن ابن عمر: عند ابن ماجه "253"، وإسناده ضعيف، وعن كعب بن مالك: عند الترمذي "2656"، والحاكم "1/ 86"، وإسناده ضعيف، وعن حذيفة: عند ابن ماجه "259"، وإسناده ضعيف، وعن أبي هريرة: عند ابن ماجه "260"، وإسناده ضعيف، وعن أنس عند البزار "178".

قَالَ سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ، وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. احْتَجَّ بِهِ الأَئِمَّةُ السِّتَّةُ فِي كُتُبِهِم، لَكِنْ أَخْرَجَ لَهُ البُخَارِيُّ مَقْرُوْناً بِغَيْرِهِ حَدِيْثَيْنِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا يَعِيْشُ بنُ عَلِيٍّ "ح". وَأَخْبَرَنَا سُنْقُر الزَّيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَبِي الفَتْحِ الكُنَارِيُّ بِحَلَبَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا مَنْصُوْرُ بنُ بَكْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَيْد، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَيْد سَنَةَ تسعَ عشرةَ وأربعمائة، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ الأَصَمُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ الفُرَاتِ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ كان إِذَا صَلَّى الجُمُعَةَ، انْصَرَفَ، فَصَلَّى سَجْدَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ يَقُوْلُ: "كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يصنع ذلك"1.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "882"، من طريق قتيبة، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.

يحيى بن أيوب

1172- يحيى بن أيوب 1: "د، ت" ابن أبي زُرْعة، بنُ عَمْرِو بنِ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ، الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: جَدِّهِ؛ أَبِي زُرْعة، وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيري، وَالفِرْيَابِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءٍ الغُداني. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ مَرَّةً: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ فِي رِوَايَةِ عُثْمَانَ الدَّارِمِيِّ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى نَحْوِ سَنَةِ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ. ذَكَرْنَاهُ لِلتَّمْيِيْزِ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ، وَهُوَ أَخُو جَرِيْرِ بنِ أَيُّوْبَ؛ أَحَدِ الضعفاء.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2918"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 137"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 541"، الكاشف "3/ ترجمة 6246"، تاريخ الإسلام "6/ 315"، ميزان الاعتدال "4/ 362"، تهذيب التهذيب "11/ 186".

مهدي بن ميمون

1173- مهدي بن ميمون 1: "ع" الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو يَحْيَى الكُرْدِيُّ، الأزدي، ثم المِعْوَلي مَوْلاَهُمُ، البَصْرِيُّ، أَحَدُ الأَثْبَاتِ المُعَمَّرين. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي رَجَاءَ العُطَارِدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، وَالحَسَنِ البَصْرِيِّ، وَغَيْلاَنَ بنِ جَرِيْرٍ، وَأَبِي الوَازِعِ جَابِرِ بنِ عَمْرٍو الرَّاسِبِيِّ، وَوَاصِلٍ الأَحْدَبِ، وَوَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، وَعِدَّةٍ. وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى شُعَيْبِ بنِ الحَبْحَابِ، عَرَضَ عَلَيْهِ الخِتْمَةَ يعقوبُ الحَضْرَمِيُّ، فَهُوَ مِنْ كِبَارِ مَشْيَخَتِهِ فِي القِرَاءاتِ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى القَطَّانُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَارِمٌ، وَأَبُو الوَلِيْدِ، وَمُسَدَّدٌ، وَمُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وهُدْبة، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاءَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِي، وَآخَرُوْنَ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ رُفَقَائِهِ: هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ. وَثَّقَهُ شُعْبَةُ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ كُرْدِيّاً، مات في سنة اثنتين وسبعين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 280"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1861"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 225"، و"2/ 51 و56 و80"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1547"، والعبر "1/ 262"، والكاشف "3/ ترجمة 5765"، تهذيب التهذيب "10/ 326"، تقريب التهذيب "2/ 279"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7235"، شذرات الذهب "1/ 281".

عبد الله بن لهيعة

1174- عبد الله بن لَهيعة 1: "د، ت، ق" ابن عُقبة بن فُرعان بنِ رَبِيْعَةَ بنِ ثَوْبَانَ القَاضِي، الإِمَامُ، العلامة، مُحَدِّثُ دِيَارِ مِصْرَ مَعَ اللَّيْثِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَضْرَمِيُّ، الأُعْدُوْلِيُّ -وَيُقَالُ: الغَافِقِيُّ- المِصْرِيُّ. وَيُقَالُ: يُكْنَى أَبَا النَّضْرِ، وَلَمْ يَصِحَّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ، أَوْ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ. وَطَلَبَ العِلْمَ فِي صِبَاهُ، وَلَقِيَ الكِبَارَ بِمِصْرَ وَالحَرَمَيْنِ. وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ -صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ- وَمِنْ مُوْسَى بنِ وَرْدَانَ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وعمر بنِ دِيْنَارٍ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، وَأَبِي وَهْبٍ الجَيْشَانِيِّ، وَمِشْرَحِ بنِ هَاعَانَ، وَعُبَيْدِ اللهِ ابن أَبِي جَعْفَرٍ، وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ -إِنْ صَحَّ ذَلِكَ- وَكَعْبِ بنِ عَلْقَمَةَ، وَقَيْسِ بنِ الحَجَّاجِ، وَأَبِي الأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَتِيْمِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَيَزِيْدَ بنِ عَمْرٍو المَعَافِرِيِّ، وَأَبِي يُوْنُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي عُشَّانَةَ المَعَافِرِيِّ، وَأَبِي قَبِيْلٍ المَعَافِرِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ خَازِمٍ المَعَافِرِيِّ، وَبَكْرِ بنِ عَمْرٍو المَعَافِرِيِّ، وشُرَحبيل بنِ شَرِيْكٍ المَعَافِرِيِّ، وَعَامِرِ بنِ يَحْيَى المَعَافِرِيِّ، وبُكير بنِ الأشجِّ، وَجَعْفَرِ بنِ رَبِيْعَةَ، وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، وعُقيل بنِ خَالِدٍ، وَعَمْرِو بنِ جَابِرٍ الحَضْرَمِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَعَنْهُ: حَفِيْدُهُ؛ أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ -وَمَاتُوا قَبْلَهُ- وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَمَالِكٌ -وَلَمْ يُصَرِّحْ بِاسْمِهِ- وَابْنُ المُبَارَكِ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَشْهَبُ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَاب، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ، وَمَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَبِشْرُ بن عمر الزهراني، والحسن بن موسى الأشب، وأسد بن مُوْسَى، وَإِسْحَاقُ بنُ عِيْسَى بنِ الطَّباع، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَسَعِيْدُ بنُ عُفَير، وَعُثْمَانُ بنُ صَالِحٍ، وَالنَّضْرُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، وَيَحْيَى بنُ إِسْحَاقَ، وَيَحْيَى بنُ بُكَير، وَحَسَّانُ بنُ عَبْدِ اللهِ الوَاسِطِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ الكَاتِبُ، والقَعْنبي، وعمرو بن خالد، وكامل طَلْحَةَ، وَقُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ رُمْح، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَارِثِ صُدَرَة، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، خَاتِمَتُهُم: ابْنُ رُمْحٍ. وَكَانَ مِنْ بُحُورِ العِلْمِ، عَلَى لِيْنٍ فِي حَدِيْثِهِ. قَالَ رَوح بنُ صَلاَحٍ: لَقِيَ ابْنُ لَهِيْعَةَ اثْنَيْنِ وَسَبْعِيْنَ تَابِعِيّاً. قُلْتُ: لَقِيَ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وعُقبة بنِ عَامِرٍ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَنْ كَانَ مِثْلَ ابْنِ لَهِيْعَةَ بِمِصْرَ فِي كَثْرَةِ حَدِيْثِهِ، وَضَبطِهِ، وَإِتْقَانِهِ! ? حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بنُ عِيْسَى: أَنَّهُ لَقِيَهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، وَأَنَّ كُتُبَهُ احْتَرَقَتْ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: مَا كَانَ مُحَدِّثَ مصر، إلا ابن لهيعة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 516"، التاريخ الكبير "5/ ترجمة 574"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 158 و164"، و"2/ 184 و434"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة رقم682"، والمجروحين لابن حبان "2/ 11"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 59"، وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 325"، والكاشف "2/ ترجمة 2971"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 224"، العبر "1/ 264"، ميزان الاعتدال "2/ 475"، جامع التحصيل للحافظ العلائي "ترجمة 392"، تهذيب التهذيب "5/ 373"، تقريب التهذيب "1/ 444"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3760"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 283".

وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: كَانَ ابْنُ لَهِيْعَةَ صَحِيْحَ الكِتَابِ، طَلاَّباً لِلْعِلْمِ. وَقَالَ زَيْدُ بنُ الحُبَابِ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: عِنْدَ ابْنِ لَهِيْعَةَ الأُصُولُ، وَعِنْدَنَا الفُرُوْعُ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ صَالِحٍ السَّهْمِيُّ: احْتَرَقَتْ دَارُ ابْنِ لَهِيْعَةَ وَكُتُبُهُ، وَسَلِمَتْ أُصُوْلُهُ، كَتَبتُ كِتَابَ عُمارة بنِ غَزِيَّة مِنْ أَصْلِهِ. وَلَمَّا مَاتَ ابْنُ لَهِيْعَةَ قَالَ اللَّيْثُ: مَا خَلَّفَ مِثْلَهُ. لاَ رَيْبَ أَنَّ ابْنَ لَهِيْعَةَ كَانَ عَالِمَ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ، هُوَ وَاللَّيْثُ مَعاً، كَمَا كَانَ الإِمَامُ مَالِكٌ فِي ذَلِكَ العَصْرِ عَالِمَ المَدِيْنَةِ، وَالأَوْزَاعِيُّ عَالِمَ الشَّامِ، وَمَعْمَرٌ عَالِمَ اليَمَنِ، وَشُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ عَالِمَا العِرَاقِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ عَالِمَ خُرَاسَانَ، وَلَكِنَّ ابْنَ لَهِيْعَةَ تَهَاوَنَ بِالإِتْقَانِ، وَرَوَى مَنَاكِيْرَ، فَانْحَطَّ عَنْ رُتْبَةِ الاحْتِجَاجِ بِهِ عِنْدَهُم. وَبَعْضُ الحفَّاظِ يَرْوِي حَدِيْثَهُ، وَيَذكُرُهُ فِي الشَّوَاهِدِ وَالاعْتِبَارَاتِ، وَالزُّهْدِ، وَالمَلاَحمِ، لاَ فِي الأُصُولِ. وَبَعْضُهُم يُبَالِغُ فِي وَهْنِه، وَلاَ يَنْبَغِي إِهدَارُهُ، وَتُتَجَنَّبُ تِلْكَ المَنَاكِيْرُ، فَإِنَّهُ عَدْلٌ فِي نَفْسِهِ. وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ الإِقْلِيْمِ فِي دَوْلَةِ المَنْصُوْرِ دُوْنَ السَّنَةِ، وصُرِفَ. أَعرَضَ أَصْحَابُ الصِّحَاحِ عَنْ رِوَايَاتِهِ، وَأَخْرَجَ لَهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ، وَمَا رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ وهب والمقرئ والقدماء فهو أجود. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِي حَدِيْثِهِ. وَكَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ لاَ يَرَاهُ شَيْئاً. قَالَهُ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ. ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ، وقيل لَهُ: تَحْمِلُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ القَصِيْرِ عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ? فَقَالَ: لاَ أَحْمِلُ عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ قَلِيْلاً وَلاَ كَثِيْراً. ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: كَتَبَ إليَّ ابْنُ لَهِيْعَةَ كِتَاباً فِيْهِ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ فَقَرَأْتُهُ عَلَى ابْنِ المُبَارَكِ، فَأَخْرَجَ إليَّ ابْنُ المُبَارَكِ مِنْ كِتَابِهِ عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي إسحاق بن أبي فروة، عن عمرو بن شُعَيْبٍ. وَقَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: مَا أَعتَدُّ بِشَيْءٍ سَمِعْتُ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ لَهِيْعَةَ إِلاَّ سَمَاعَ ابْنِ المُبَارَكِ، وَنَحْوِهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ابْنُ لَهِيْعَةَ كَتَبَ عَنِ المُثَنَّى بنِ الصَّباح، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَكَانَ بَعْدُ يُحَدِّثُ بِهَا عَنْ عَمْرٍو نَفْسِهِ. وَكَانَ اللَّيْثُ أَكْبَرَ مِنْهُ بسنتين.

رَوَى يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: كَانَ حَيْوة بنُ شُريح أَوْصَى إِلَى رَجُلٍ، وَصَارَتْ كُتُبُهُ عِنْدَهُ، وَكَانَ لاَ يَتَّقِي اللهَ، يَذْهَبُ فَيَكتُبُ مِنْ كُتُبِ حَيْوَةَ الشُّيُوْخَ الَّذِيْنَ شَارَكَهُ فِيْهِمُ ابْنُ لَهِيْعَةَ، ثُمَّ يَحْمِلُ إِلَيْهِ، فَيَقرَأُ عَلَيْهِم. وحضرتُ ابْنَ لَهِيْعَةَ، وَقَدْ جَاءهُ قَوْمٌ حَجُّوا يُسَلِّمُوْنَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَلْ كَتَبتُم حَدِيْثاً طَرِيْفاً? فَجَعَلُوا يُذَاكِرُوْنَهُ، حَتَّى قَالَ بَعْضُهُم: حَدَّثَنَا القَاسِمُ العُمَري، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إذا رَأَيْتُمُ الحَرِيْقَ، فَكَبِّرُوا، فَإِنَّ التَّكْبِيْرَ يُطْفِئُهُ"1. فَقَالَ: هذا حديث طَرِيْفٌ. قَالَ: فَكَانَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا بِهِ صَاحِبُنَا فُلاَنٌ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ، نَسِيَ الشَّيْخُ، فَكَانَ يُقْرَأ عَلَيْهِ، وَيَرْوِيْهِ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ. مَيْمُوْنُ بنُ إِصْبَغٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ بِحَدِيْثِ الحَرِيْقِ. ثُمَّ قَالَ سَعِيْدٌ: هَذَا سَمِعَهُ ابْنُ لَهِيْعَةَ مِنْ زِيَادِ بنِ يُوْنُسَ الحَضْرَمِيِّ، عَنِ القَاسِمِ، فَكَانَ ابْنُ لَهِيْعَةَ يَسْتَحْسِنُهُ، ثُمَّ إِنَّهُ بَعْدُ قَالَ: إِنَّهُ يَرْوِيْهِ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ.

_ 1 ضعيف جدًّا: ورد مِنْ حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاص، ومن حديث ابن عباس -رضي الله عنهم أجمعين: أما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما: فأخرجه ابن عدي في "الكامل" "4/ 151"، من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، حدثني ابن لهيعة، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره. قلت: إسناده ضعيف جدًّا، فيه علتان: الأولى: محمد بن معاوية النيسابوري كذبه ابن معين، والدارقطني، وقال مسلم، والنسائي: متروك. والثانية: ابن لهيعة، ضعيف لسوء حفظه. وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" "294 و295 و296 و297"، من طرق عن القاسم بن عبد اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصِ بنِ عَاصِمِ العمري، عن عبد الرحمن بن الحارث، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جده -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. فذكره. قلت: في إسناده القاسم بن عبد الله بن عمر العمري المدني، قال أحمد: ليس بشيء كان يكذب، ويضع الحديث، وقال يحيى: ليس بشيء. وقال مرة: كذاب. وقال أبو حاتم والنسائي: متروك. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال البخاري: سكتوا عنه. وأما حديث ابن عباس -رضي الله عنهما: فأخرجه ابن عدي في "الكامل" "5/ 112"، من طريق عمرو بن جُميع، عَنِ ابْنِ جُريج، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس، به مرفوعا مختصرا على الشطر الأول. قلت: إسناده ضعيف جدًّا، فيه عمرو بن جُميع أبو المنذر، قال الدارقطني وجماعة: متروك، وكذبه ابن معين. وقال ابن عدي: كان يتهم بالوضع. وقال البخاري: منكر الحديث، وفي الإسناد ابن جريج، وهو مدلس، وقد عنعنه. وقد خرجت الحديث بأوسع من هذا في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" المجلد الأول ط. مكتبة الدعوة بالقاهرة حديث رقم "202" فراجعه ثمَّت إن شئت.

وَقَالَ يَحْيَى بنُ بُكَير: قِيْلَ لابْنِ لَهِيْعَةَ: إِنَّ ابْنَ وَهْبٍ يَزْعُمُ أَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ مِنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ فَضَاقَ ابْنُ لَهِيْعَةَ، وَقَالَ: وَمَا يُدْرِي ابْنَ وَهْبٍ? سَمِعْتُ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ مِنْ عَمْرٍو قَبْلَ أَنْ يَلْتَقِيَ أَبَوَاهُ. قَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: مَا حَدِيْثُ ابْنِ لَهِيْعَةَ بِحُجَّةٍ، وَإِنِّيْ لأَكْتُبُهُ أَعْتَبِرُ بِهِ، وَهُوَ يَقْوَى بَعْضُهُ بِبَعْضٍ. أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ لِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: لَمْ تَحْترِقْ كُتُبُ ابْنِ لَهِيْعَةَ، وَلاَ كِتَابٌ، إِنَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَعفُوَ عَلَيْهِ أَمِيْرٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَمِيْرٌ بِخَمْسِ مائَةِ دِيْنَارٍ. وَسَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ: كُنَّا لاَ نَكْتُبُ حَدِيْثَ ابْنِ لَهِيْعَةَ إِلاَّ مِنْ كتب ابن أَخِيْهِ، أَوْ كُتُبِ ابْنِ وَهْبٍ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ حَدِيْثِ الأَعْرَجِ. جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَذْكُرُ: أَنَّهُ سَمِعَ قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَحَادِيْثُكَ عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ صِحَاحٌ. فَقُلْتُ: لأَنَّا كُنَّا نَكْتُبُ مِنْ كِتَابِ ابْنِ وَهْبٍ، ثُمَّ نَسْمَعُهُ مِنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ. قَالَ أَبُو صَالِحٍ الحَرَّانِيُّ: قَالَ لِي ابْنُ لَهِيْعَةَ: مَا تَرَكتُ لِيَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ حَرْفاً. قَالَ عُثْمَانُ بنُ صَالِحٍ السَّهْمِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْحَاقَ قَاضِي مِصْرَ، قَالَ: أَنَا حَملتُ رِسَالَةَ اللَّيْثِ إِلَى مَالِكٍ، وَأَخَذْتُ جَوَابَهَا، فَكَانَ مَالِكٌ يَسْأَلُنِي عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، فَأُخْبِرُهُ بِحَالِهِ، فَقَالَ: لَيْسَ يَذْكُرُ الحجَّ? فَسَبَقَ إِلَى قَلْبِي أَنَّهُ يُرِيْدُ السَّمَاعَ مِنْهُ. قَالَ الثَّوْرِيُّ: حَجَجْتُ حِجَجاً لأَلْقَى ابْنَ لَهِيْعَةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُعَاوِيَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: وَدِدْتُ أَنِّي سَمِعْتُ مِنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ خَمْسَ مائَةِ حَدِيْثٍ، وَأَنِّي غَرِمْتُ مُوَدَّى كَأَنَّهُ يَعْنِي دِيَةً. أَبُو الطَّاهِرِ بنُ السَّرْحِ: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي -وَاللهِ- الصَّادِقُ البَارُّ عَبْدُ اللهِ بنُ لَهِيْعَةَ. قَالَ أَبُو الطَّاهِرِ: فَمَا سَمِعْتهُ يَحلِفُ بِهَذَا قَطُّ. وَرَوَى حَنْبَلٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ، قَالَ: ابْنُ لَهِيْعَةَ أَجْوَدُ قِرَاءةً لِكُتُبِهِ مِنِ ابْنِ وهب. قَالَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ: مَا كَانَ مُحَدِّثَ مِصْرَ، إِلاَّ ابْنُ لَهِيْعَةَ. البُخَارِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ بُكَير: احْتَرَقَ مَنْزِلُ ابْنِ لَهِيْعَةَ وَكُتُبُهُ فِي سَنَةِ سَبْعِيْنَ. قُلْتُ: الظَّاهِرُ أَنَّهُ لَمْ يَحتَرِقْ إِلاَّ بَعْضُ أُصُوْلِهِ.

يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ يَقُوْلُ: ابْنُ لَهِيْعَةَ صَحِيْحُ الكِتَابِ، كَانَ أَخْرَجَ كُتُبَهُ، فَأَملَى عَلَى النَّاسِ، حَتَّى كَتَبُوا حَدِيْثَهُ إِملاَءً، فَمَنْ ضَبَطَ، كَانَ حَدِيْثُه حَسَناً صَحِيْحاً، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَحضُرُ مَنْ يَضْبِطُ وَيُحسِنُ، وَيَحضُرُ قوم يكتبون ولا يضبطون، ولا يصححون، وَآخَرُوْنَ نَظَّارَةٌ، وَآخَرُوْنَ سَمِعُوا مَعَ آخرِيْنَ، ثُمَّ لَمْ يُخْرِجِ ابْنُ لَهِيْعَةَ بَعْدَ ذَلِكَ كِتَاباً، وَلَمْ يُرَ لَهُ كِتَابٌ، وَكَانَ مَنْ أَرَادَ السَّمَاعَ مِنْهُ، ذَهَبَ، فَاسْتَنْسَخَ مِمَّنْ كَتَبَ عَنْهُ، وَجَاءهُ، فَقَرَأهُ عَلَيْهِ، فَمَنْ وَقَعَ عَلَى نُسْخَةٍ صَحِيْحَةٍ، فَحَدِيْثُه صَحِيْحٌ، وَمَنْ كَتَبَ مِنْ نُسْخَةٍ لَمْ تُضبَطْ، جَاءَ فِيْهِ خَلَلٌ كَثِيْرٌ. ثُمَّ ذَهَبَ قَوْمٌ، فُكُلُّ مَنْ رَوَى عَنْهُ، عَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، فَإِنَّهُ سَمِعَ مِنْ عطاء، وروى عن رجل عَنهُ، وَعَنْ ثَلاَثَةٍ عَنْ عَطَاءٍ. قَالَ: فَتَرَكُوا مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَطَاءٍ، وَجَعَلُوْهُ عَنْ عَطَاءٍ. قَالَ يَعْقُوْبُ: كَتَبتُ عَنِ ابْنِ رُمْح كِتَاباً، عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، وَكَانَ فِيْهِ نَحْوٌ مِمَّا وَصَفَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، فَقَالَ: هَذَا وَقَعَ عَلَى رَجُلٍ ضَبَطَ إملاءَ ابْنِ لَهِيْعَةَ. فَقُلْتُ لَهُ فِي حَدِيْثِ ابْنِ لَهِيْعَةَ? فَقَالَ: لَمْ تَعْرِفْ مَذْهَبِي فِي الرِّجَالِ. إِنِّيْ أَذهَبُ إِلَى أَنَّهُ لاَ يُتْرَكُ حَدِيْثُ مُحَدِّثٍ حَتَّى يَجْتَمِعَ أهل مصره على ترك حديثه. وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ يَقُوْلُ: كَتَبتُ حَدِيْثَ ابْنِ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ فِي الرِّقِّ، وَكُنْتُ أَكْتُبُ عَنْ أَصْحَابِنَا فِي القَرَاطِيْسِ، وَأَسْتَخِيْرُ اللهَ فِيْهِ، فَكَتَبتُ حَدِيْثَ النَّضْرِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ فِي الرِّقِّ. قَالَ: فَذَكَرتُ لَهُ سَمَاعَ القَدِيْمِ، وَسَمَاعَ الحَدِيْثِ، فَقَالَ: كَانَ ابْنُ لَهِيْعَةَ طَلاَّباً لِلْعِلْمِ، صَحِيْحَ الكِتَابِ. قَالَ: وَظَنَنتُ أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ كَتَبَ مِنْ كِتَابٍ صَحِيْحٍ، فَحَدِيْثُه صَحِيْحٌ، يُشبِهُ حَدِيْثَ أَهْلِ العِلْمِ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنَيد: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: ابْنُ لَهِيْعَةَ أَمْثَلُ مِنْ رِشْدِيْنَ بنِ سَعْدٍ، وَقَدْ كَتَبتُ حَدِيْثَ ابْنِ لَهِيْعَةَ. قَالَ أَهْلُ مِصْرَ: مَا احْترَقَ لَهُ كِتَابٌ قَطُّ، وَمَا زَالَ ابْنُ وَهْبٍ يَكْتُبُ عَنْهُ حَتَّى مَاتَ. وَكَانَ النَّضْرُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ رَاوِيَةً عَنْهُ، وَكَانَ شَيْخَ صِدْقٍ، وَكَانَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ سَيِّئَ الرَّأْيِ فِي ابْنِ لَهِيْعَةَ، فَلَمَّا كَتَبُوْهَا عَنْهُ، وَسَأَلُوْهُ عَنْهَا، سَكَتَ عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ. قُلْتُ لِيَحْيَى: فَسَمَاعُ القُدَمَاءِ وَالآخَرِيْنَ مِنْهُ سَوَاءٌ? قَالَ: نَعَمْ، سَوَاءٌ وَاحِدٌ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ فِي "التَّارِيْخِ": قَدِمَ ابْنُ لَهِيْعَةَ الشَّامَ غَازِياً مَعَ صالح

ابن عَلِيٍّ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ، وَاجْتَازَ بِسَاحلِ دِمَشْقَ، أَوْ بِهَا. حَكَاهُ القُطْرُبُلِّي، عَنِ الوَاقِدِيِّ. وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ، وَتَفَرَّدَ نُوْحُ بنُ حَبِيْبٍ بِأَنَّ كُنْيَتَه: أَبُو النَّضْرِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ابْنُ لَهِيْعَةَ حَضْرَمِيٌّ مِنْ أَنْفُسِهِم، كَانَ ضَعِيْفاً، وَعِنْدَهُ حَدِيْثٌ كَثِيْرٌ، وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ فِي أَوَّلِ أَمرِهِ أَحْسَنُ حَالاً. وَأَمَّا أَهْلُ مِصْرَ، فَيَذكُرُوْنَ أَنَّهُ لَمْ يَختَلِطْ، لَكِنَّهُ كَانَ يُقرأ عَلَيْهِ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيْثِهِ، فَيَسكُتُ عَلَيْهِ. فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: وَمَا ذَنْبِي? إِنَّمَا يَجِيْئُوْنَ بِكِتَابٍ يقرءونه وَيَقُوْمُوْنَ، وَلَو سَأَلُوْنِي لأَخْبَرْتُهُم أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ حَدِيْثِي ... ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَاتَ بِمِصْرَ، فِي نِصْفِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ: ابْنُ لَهِيْعَةَ تَرَكَهُ: وَكِيْعٌ، وَيَحْيَى، وَابْنُ مَهْدِيٍّ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ. وَرَأَيْتُهُ فِي دِيْوَانِ حَضْرَمَوْتَ بِمِصْرَ، فِيْمَنْ دُعِيَ بِهِ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ، فِي أَرْبَعِيْنَ مِنَ العَطَاءِ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدِيْثُ: "لَوْ أَنَّ القُرْآنَ فِي إِهَابٍ، مَا مَسَّتْهُ النَّارُ"1 مَا رَفَعَهُ لَنَا ابن لهيعة في أول عمره قط.

_ 1 ضعيف: ورد مرفوعا من حديث عقبة بن عامر، وسهل بن سعد، وعصمة بن مالك الخطمي -رضي الله عنهم- أما حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه: أخرجه أحمد "4/ 151 و155"، والدارمي "2/ 430"، والطبراني في "الكبير" "17/ 850"، وأبو يعلى "3/ 1745"، والبيهقي في "الشعب" "2/ 2699" كلهم من طريق ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، قال: سمعت عقبة بن عامر يقول: فذكره مرفوعا. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: ابن لهيعة، سيئ الحفظ، الثانية: مشرح بن هاعان، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة. أما حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه: فهو عند الطبراني في "الكبير" "6/ 5901"، وابن حبان في "المجروحين" "2/ 148"، وابن عدي في "الكامل" "5/ 295"، من طريق عبد الوهاب بن الضحاك، عن عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عنه، به مرفوعا. قلت: إسناده تالف بمرة، آفته عبد الوهاب بن الضحاك، كذبه أبو حاتم. وقال النسائي وغيره: متروك وكذا قال الحافظ في "التقريب": متروك، كذبه أبو حاتم، وأما حديث عصمة بن مالك الخطمي -رضي الله عنه: فهو عند الطبراني في "الكبير" "17/ 498"، وابن عدي في "الكامل" "6/ 15"، والبيهقي في "شعب الإيمان" "2/ 2700" من طريق الفضل بن المختار، عن عبد الله بن وهب، عنه مرفوعا. وإسناده ضعيف جدا. آفته الفضل بن المختار، قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة يحدث بالأباطيل. وقال الأزدي: منكر الحديث جدا. وقال ابن عدي: أحاديثه منكرة وعامتها لا يُتابع عليها. وقد ذكرت الحديث بإسهاب في كتابنا "الأرائك المصنوعة" رقم "759" فراجعه ثمت إن شئت.

وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاس: مَنْ كَتَبَ عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ قَبْلَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ، فَهُوَ أَصَحُّ، كَابْنِ المُبَارَكِ، وَالمُقْرِئِ، وَهُوَ ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ عِيْسَى: مَا احْتَرقَتْ أُصُوْلُهُ، إِنَّمَا احْتَرَقَ بَعْضُ مَا كَانَ يَقرَأُ مِنْهُ. -يُرِيْدُ: مَا نَسَخَ مِنْهَا. ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ العَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ أَبِي مَرْيَمَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ ابْنَ لَهِيْعَةَ يَعرِضُ نَاسٌ عَلَيْهِ أَحَادِيْثَ مِنْ أَحَادِيْثِ العِرَاقِيِّينَ: مَنْصُوْرٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَالأَعْمَشِ، وَغَيْرِهِم، فَأَجَازَهُ لَهُم. فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! لَيْسَتْ هَذِهِ مِنْ حَدِيْثِكَ. قَالَ: هِيَ أَحَادِيْثُ مَرَّتْ عَلَى مَسَامِعِي، وَرَوَاهَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ. وَرَوَى الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: مَنْ كَتَبَ عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ قَدِيْماً، فَسَمَاعُهُ صَحِيْحٌ. قُلْتُ: لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ تَسَاهَلَ، وَكَانَ أَمرُهُ مَضْبُوْطاً، فَأَفسَدَ نَفْسَهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاش: لاَ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ قِيْلَ: فَسَمَاعُ القُدَمَاءِ? قَالَ: أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ سَوَاءٌ، إِلاَّ أَنَّ ابْنَ وَهْبٍ وَابْنَ المُبَارَكِ كَانَا يَتَتَبَّعَانِ أُصُوْلَهُ، يَكْتُبَانِ مِنْهَا. عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: ابن لهيعة لا يحتج به. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيْثُه أَحَادِيْثٌ حِسَانٌ، مَعَ مَا قَدْ ضَعَّفُوهُ، فَيُكْتَبُ حَدِيْثُهُ، وَقَدْ حَدَّثَ عنه: مالك، وشعبة، والليث. قال أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ: حَضَرْتُ مَوْتَ ابْنِ لَهِيْعَةَ، فَسَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُوْلُ: مَا خَلَّف بَعْدَهُ مِثْلَهُ. مُحَمَّدُ بنُ قُدامة حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ الحُباب، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، عَنْ خَالِدِ بنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنِ القَاسِمِ، وَسَالِمٍ، فِي الأَمَةِ تُصَلِّي يُدْرِكُهَا العِتْقُ?، قَالاَ: تَقَنَّع، وَتَمْضِي فِي صَلاَتِهَا. وَفِي "المُوَطَّأِ": بَلَغَنِي عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ بَيْعِ العُرْبان1. قَالُوا: هَذَا مَا رَوَاهُ عَنْ عَمْرٍو سِوَى ابْنِ لهيعة.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "3502"، وابن ماجه "2192"، من طريق مالك بن أنس قال: بَلَغَنِي عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ بَيْعِ العُربان. ووصله ابن ماجه "2193" فرواه عن طريق حبيب بن أبي حبيب أبي محمد كاتب مالك بن أنس، حدثنا عبد الله بن عامر الأسلمي، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ بَيْعِ العُربان. قلت: إسناده ضعيف جدًّا، فيه عبد الله بن عامر الأسلمي، أبو عامر المدني، ضعيف وفي الإسناد حبيب ابن أبي حبيب المصري، كاتب مالك، يكنى أبا محمد، متروك، كذبه أبو داود وجماعة. قال أبو عبد الله: العُربان أن يشتري الرجل دابة بمائة دينار، فيعطيه دينارين عُربونا فيقول: إن لم أشتر الدابة، فالديناران لك.

عَبْدُ المَلِكِ بنُ شُعيب بنِ اللَّيْثِ حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَصْبَحَ صَائِماً، فَنَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ، فَاللهُ أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ" 1. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ البُستي: كَانَ مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُوْلُوْنَ: سَمَاعُ مَنْ سَمِعَ مِنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ قَبْلَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ، مِثْلَ العَبَادِلَةِ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَالمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللهِ بنِ مَسْلَمَةَ القَعْنَبي، فَسَمَاعُهُم صَحِيْحٌ، وَمَنْ سَمِعَ بَعْدَ احْترَاقِ كُتُبِهِ، فَسَمَاعُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَكَانَ ابْنُ لَهِيْعَةَ مِنَ الكتَّابين لِلْحَدِيْثِ، والجمَّاعين لِلْعِلْمِ، والرحَّالين فِيْهِ، وَلَقَدْ حَدَّثَنِي شكَّر2: حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ مُسَلَّمٍ، عَنْ بِشْرِ بنِ المُنْذِرِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ لَهِيْعَةَ يُكْنَى: أَبَا خَرِيْطَةَ؛ كَانَتْ لَهُ خَرِيطَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِي عُنُقِهِ، فَكَانَ يَدُورُ بِمِصْرَ، فَكُلَّمَا قَدِمَ قَوْمٌ كَانَ يَدُورُ عَلَيْهِم، فَكَانَ إِذَا رَأَى شَيْخاً، سَأَلَه مَنْ لَقِيْتَ? وَعَمَّنْ كَتَبتَ? فَإِنْ وَجَدَ عِنْدَهُ شَيْئاً، كَتَبَ عَنْهُ، فَلِذَلِكَ كَانَ يُكْنَى: أَبَا خَرِيْطَةَ. قَالَ ابْنُ حِبَّان: قَدْ سَبَرْتُ أَخْبَارَ ابْنِ لَهِيْعَةَ مِنْ رِوَايَةِ المُتَقَدِّمِيْنَ وَالمُتَأَخِّرِيْنَ عَنْهُ، فَرَأَيْتُ التَّخْلِيطَ فِي رِوَايَةِ المُتَأَخِّرِيْنَ عَنْهُ مَوْجُوْداً، وَمَا لاَ أَصْلَ لَهُ فِي رِوَايَةِ المُتَقَدِّمِيْنَ كَثِيْراً، فَرَجَعتُ إِلَى الاعْتِبَارِ، فَرَأَيْتُهُ كَانَ يُدَلِّسُ عَنْ أَقْوَامٍ ضَعْفَى، عَلَى أَقْوَامٍ رَآهُم هُوَ ثِقَاتٍ، فَأَلزَقَ تلك الموضوعات به. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: قَالَ لِي بِشْرُ بنُ السَّري: لَوْ رَأَيتَ ابْنَ لَهِيْعَةَ، لَمْ تَحْمِلْ عَنْهُ حَرفاً. وَقَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّاد: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ حَسَّانٍ يَقُوْلُ: جَاءَ قَوْمٌ وَمَعَهُم جزء، فقالوا:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1933"، ومسلم "1155" من طريق هشام القُردُوسي، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من نسي وهو صائم، فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه". واللفظ لمسلم. 2 هو: الحافظ الثقة الرجال أبو عبد الرحمن محمد بن المنذر بن سعيد الهروي، ولقبه شكَّر، مات بهراة سنة ثلاث وثلاثمائة. ترجمته في تذكرة الحفاظ "ص748-749".

سَمِعْنَاهُ مِنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، فَنَظَرْتُ فِيْهِ، فَإِذَا لَيْسَ فِيْهِ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا? قال: فما أصنع بهم، يجيؤون بِكِتَابٍ، فَيَقُوْلُوْنَ: هَذَا مِنْ حَدِيْثِكَ، فَأُحَدِّثُهُم بِهِ. ابْنُ حِبَّانَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا كَامِلُ بنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ1، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلي2، عن عبد الله ابن عَمْرٍو أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي مَرَضِهِ: "ادْعُوا لِي أَخِي". فَدُعِيَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: "ادْعُوا لِي أَخِي". فَدُعِيَ لَهُ عُثْمَانُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ دُعِيَ لَهُ عَلِيٌّ، فَسَتَرَهُ بِثَوْبِهِ، وَأَكَبَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهُ، قِيْلَ لَهُ: مَا قَالَ? قَالَ: عَلَّمَنِي أَلفَ بَابٍ، كُلُّ بَابٍ يَفتَحُ أَلفَ بَابٍ. هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ، كَأَنَّهُ مَوْضُوْعٌ3. قَالَ عُثْمَانُ بنُ صَالِحٍ: لاَ أَعْلَمُ أَحَداً أَخبَرَ بِسَبَبِ عِلَّةِ ابْنِ لَهِيْعَةَ مِنِّي، أَقْبَلتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بنُ عَتِيْقٍ بَعْد انْصِرَافِنَا مِنَ الصَّلاَةِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَوَافَيْنَا ابْنَ لَهِيْعَةَ أَمَامَنَا رَاكِباً عَلَى حِمَارٍ، يُرِيْدُ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَأُفْلِجَ، وَسَقَطَ عَنْ حِمَارِه، فَبَدَرَنِي ابْنُ عَتِيْقٍ إِلَيْهِ، فَأَجْلَسَهُ، وَصِرْنَا بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ. قَالَ عَمْرُو بنُ خَالِدٍ الحَرَّانِيُّ: سَمِعْتُ زُهَيْراً يَقُوْلُ لِمِسْكِيْنِ بنِ بُكَير الحَذَّاءِ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! مَا كَتَبَ إِلَيْكَ ابْنُ لَهِيْعَةَ? قَالَ: كَتَبَ إِلَى غَيْرِي: أَنَّ عُقَيْلاً أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بِصَوْمِ آخر اثنين من شعبان4.

_ 1 هو: حيي بن عبد الله المصري المعافري، قال البخاري: فيه نظر، وقال ابن مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بالقوي ترجمته في "ميزان الاعتدال" رقم "2392". 2 أبو عبد الرحمن الحُبُلي المصري، هو عبد الله بن يزيد المعافري، قال يحيى بن معين: ثقة وذكره ابن حبان في "الثقات" "5/ 51". تُوفي بأفريقية سنة مائة، وكان صالحا ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 511"، وتاريخ البخاري الكبير "5/ ترجمة 739، 740" و"9/ ترجمة 834"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 513، 514"، والكنى للدولابي "2/ 64" والجرح والتعديل "5/ ترجمة 917"، والإكمال لابن ماكولا "3/ 229"، والعبر "1/ 225". وتاريخ الإسلام "4/ 81"، والكاشف "2/ ترجمة 3097"، تهذيب التهذيب "6/ 81"، تقريب التهذيب "1/ 462"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3918". 3 يقول محمد أيمن الشبراوي -عفا الله عنه: الرأي رأي الحافظ الذهبي كما قيل: إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام 4 منكر: أخرجه العقيلي في "الضعفاء" "2/ 294"، من طريق عمرو بن خالد الحراني، به. في إسناده ابن لهيعة، وهو مرسل. ومتنه يمجه كل من أنعم بصره في دواوين السنة المشرفة.

وَقَالَ العُقَيلي: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ خِدَاش، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ وَهْبٍ -وَرَآنِي لاَ أَكْتُبُ حَدِيْثَ ابْنِ لَهِيْعَةَ: إِنِّيْ لَسْتُ كَغَيْرِي فِي ابْنِ لَهِيْعَةَ، فَاكْتُبْهَا1. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ: لَمْ يَسْمَعِ ابْنُ لَهِيْعَةَ مِنْ يَحْيَى بن سعيد شيئًا، لكن كتب إليه هَذَا الحَدِيْثَ -يَعْنِي: حَدِيْثَ السَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ، ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ- قَالَ: صَحِبتُ سَعْداً كَذَا وَكَذَا سَنَةً، فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلاَّ حَدِيْثاً وَاحِداً، وَكُنْتُ فِي عَقِبِهِ عَلَى أَثَرِهِ: "لاَ يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، وَلاَ يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ فِي الصَّدَقَةِ" 2. فَظَنَّ ابْنُ لَهِيْعَةَ أَنَّهُ مِنْ حَدِيْثِ سَعْدٍ، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا كَلاَماً مُبْتَدَأً مِنْ مَسَائِلَ كَتَبَ بِهَا إِلَيْهِ. عَفَّانُ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنِ السَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ: أَنَّهُ صَحِبَ سَعْداً مِنَ المَدِيْنَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَلَمْ يَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى رجع. وَنَقلُوا: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ لَهِيْعَةَ وَلاَّهُ أَبُو جَعْفَرٍ القَضَاءَ بِمِصْرَ، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَأَجْرَى عَلَيْهِ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً. فَأَمَّا قَوْلُ أَبِي أَحْمَدَ بنِ عَدِيٍّ فِي الحَدِيْثِ المَاضِي: عَلَّمَنِي أَلفَ بَابٍ، يَفتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلفَ بَابٍ، فَلَعَلَّ البَلاَءَ فِيْهِ مِنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، فَإِنَّهُ مُفْرِطٌ فِي التَّشَيُّعِ، فَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، بَلْ وَلاَ عَلِمتُ أَنَّهُ غَيْرُ مُفْرِطٍ فِي التَّشَيُّعِ، وَلاَ الرَّجُلُ مُتَّهَمٌ بِالوَضعِ، بَلْ لَعَلَّهُ أَدخَلَ عَلَى كَامِلٍ، فَإِنَّهُ شَيْخٌ مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، لَعَلَّ بَعْضَ الرَّافِضَّةِ أَدخَلَه فِي كِتَابِهِ، وَلَمْ يَتفَطَّنْ هُوَ. فَاللهُ أَعْلَمُ. قَالَ قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ: لَمَّا احْتَرَقَتْ كُتُبُ ابْنِ لَهِيْعَةَ، بَعَثَ إِلَيْهِ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ مِنَ الغد بألف دينار.

_ 1 ذكره العقيلي في "الضعفاء" "2/ 295" قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، به. 2 حسن لغيره: أخرجه أبو داود "1580"، وابن ماجه "1801"، والبيهقي "4/ 101" من طريق شريك بن عبد الله، عن عثمان بن أبي زرعة، عن أبي ليلى الكندي، عَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ قَالَ: أتَانَا مُصَدِّقُ النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخذت بيده وقرأت في عهده "لا يجمع بين مفترق، ولا يفرق بين مجتمع، خشية الصدقة". قلت: إسناده ضعيف، فيه شريك بن عبد الله النخعي القاضي، ضعيف. لكن ورد من طريق آخر، فأخرجه أبو داود "1579"، والنسائي "5/ 29-30"، والبيهقي "4/ 101" من طريق هلال بن خباب، عن ميسرة أبي صالح، عن سويد بن غفلة، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه ميسرة أبو صالح الكندي الكوفي، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة؛ فالحديث حسن بمجموع الطريقين والله -تعالى- أعلم.

وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ يَوْماً ابْنَ لَهِيْعَةَ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجْتُ مِنْ حَدِيْثِهِ شَيْئاً قَطُّ، إِلاَّ حديثًا واحدًا، حديث عمرو ابن الحَارِثِ، عَنْ مِشْرح، عَنْ عُقْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "فِي الحَجِّ سَجْدَتَانِ"1. أَخْبَرَنَاهُ: هِلاَلُ بنُ العَلاَءِ، عَنْ مُعَافى بنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوْسَى بنِ أَعْيَنَ، عَنْ عمرو بن الحارث. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البُنْدار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُخَلِّص، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ كثير مَرْوَانَ الفِهري، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ عَطَسَ أَوْ تَجَشَّأَ، فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنَ الحَالِ، دُفِعَ عَنْهُ بِهَا سَبْعُوْنَ دَاءً، أَهْوَنُهَا الجُذَامُ"2. وَهَذَا خَبَرٌ مُنْكَرٌ، لاَ يَحْتَمِلُهُ ابْنُ لَهِيْعَةَ، وَلاَ أَتَى بِهِ سِوَى الفِهْرِيِّ، وَهُوَ شَيْخٌ وَاهٍ جِدّاً. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ، وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيابي، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بن سعيد، حدثنا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ مُشْرَح بنِ هَاعَانَ، عَنْ عقبة بن عامر،

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "1402" من طريق ابن وهب أخبرني ابن لهيعة أن مشرح بن هاعان أبا مصعب حدثه أن عقبة بن عامر حدثه قال: قلت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم: أفي سورة الحج سجدتان؟ قال: "نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما". قلت: إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة وإن كان ضعيفا سيئ الحفظ إلا أنه قد حدث عنه ابن وهب وقد روى عنه قبل احتراق كتبه، فانتفت هذه العلة وبقية العلة التي يضعف بها الإسناد، وهي علة مشرح بن هاعان أبي مصعب المعافري البصري، فإنه مجهول، لذا فقد قال الحافظ في التقريب: مقبول -أي عند المتابعة. وأخرجه أحمد "4/ 151" من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم و"4/ 155" من طريق أبي عبد الرحمن والترمذي من طريق قتيبة ثلاثتهم عن ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ مِشْرَحِ بنِ هَاعَانَ، عَنْ عقبة بن عامر، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه ابن لهيعة سيئ الحفظ، ومن روى عنه من هؤلاء الثلاثة رووا عنه قبل الاختلاط والعلة الثانية مشرح بن هاعان أبو مصعب، مجهول كما قد ذكرنا. 2 ضعيف جدا: أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "8/ 28" عن ابن عمر، به. وفي إسناده محمد بن كثير بن مروان الفهري الشامي، قال ابن معين: ليس بثقة، وقال ابن عدي: روى بواطيل والبلاء منه. وفيه عبد الله بن لهيعة، ضعيف، لسوء حفظه.

قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أكثر منافقي أمتي قراؤها" 1. هذا حديث محفوط قَدْ تَابَعَ فِيْهِ الوَلِيْدُ بنُ المُغِيْرَةِ ابْنَ لَهِيْعَةَ, عَنْ مِشْرَحٍ. وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ شُريح المعافري, عن شراحبيل بن يزيد, عن محمد بن هدية الصدفي, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ. وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الفِرْيَابِيِّ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ, عَنْ أَبِي يُوْنُسَ سُلَيْمِ بنِ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيْهَا مُؤْمِناً, وَيُمْسِيْ كَافِراً, يَبِيْعُ دِيْنَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيْلٍ, المُتَمَسِّكُ مِنْهُم يَوْمَئِذٍ عَلَى دِيْنِهِ, كَالقَابِضِ عَلَى خَبَطِ الشَّوْكِ, أَوْ جمر الغضا" 2.

_ 1 صحيح بطرقه: ورد من حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه- كما أورده المؤلف وورد من حديث عبد الله بن عمرو، ومن حديث عبد الله بن عباس، وعصمة بن مالك -رضي الله عنهم- أما حديث عقبة ابن عامر -رضي الله عنه: فقد أخرجه أحمد "4/ 151 و154-155"، وابن عدي في "الكامل" "4/ 148"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "1/ 357" من طرق عن ابن لهيعة، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: ابن لهيعة، ضعيف لسوء حفظه، والعلة الثانية: مشرح بن هاعان مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة. أما حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما: فأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" "451"، وأحمد "2/ 175"، والبخاري في "التاريخ الكبير" "1/ 1/ 257" من طريق عبد الرحمن بن شريح المعافري، حدثني شراحيل بن يزيد، عن محمد بن هدبة الصدفي، عن عبد الله بن عمرو، به. قلت: رجال إسناده ثقات خلا محمد بن هدبة، فلم أر من وثقه. وأما حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما: فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" "1/ 274" من طريق حفص بن عمر العدني، قال: حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. قلت: إسناده ضعيف، حفص بن عمر العدني، قال أبو حاتم: لين الحديث، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. وقال النسائي: ليس بثقة، وأما حديث عصمة بن مالك -رضي الله عنه: فأخرجه ابن عدي في "الكامل" "6/ 15" من طريق إدريس بن يحيى، عن الفضل بن المختار، عن عبد الله بن موهب، عن عصمة بن مالك، به. قلت: إسناده واه بمرة، آفته الفضل بن مختار أبو سهل البصري، قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة وكذا قال الأزدي وابن عدي. 2 صحيح دون قوله: المتمسك يومئذ بدينه ... ": وهذا إسناد ضعيف آفته ابن لهيعة، فإنه سيئ الحفظ. وقد أخرجه أحمد "2/ 390 و390-391" من طريق يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي يونس، عن أبي هريرة، به. =

وَبِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيَّ، يَقُوْلُ: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى الرَّجُلِ أَحَايِيْنُ، وَمَا فِي جِلْدِهِ مَوْضِعُ إِبْرَةٍ مِنَ النِّفَاقِ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي عَلَيْهِ أَحَايِيْنُ، وَمَا فِيْهِ مَوْضِعُ إِبْرَةٍ مِنْ إيمان"1. رَوَاهُ: بِنَحْوِهِ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ بنِ شُريح، عَنْ يَزِيْدَ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الفَضْلِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ البَزَّازِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الهَرَوِيَّ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَلَّمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ القَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءَ قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللهَ يَقُوْلُ: مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ صَوَّرَ صُوْرتِي، أَوْ شَبَّهَ بِهَا، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ ذَرَّةً"2. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ جِدّاً، وَفِيْهِ رَجُلٌ مَجْهُوْلٌ أَيْضاً. وَبِهِ قَالَ قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اجْعَلُوا مِنْ صَلاَتِكُم فِي بُيُوْتِكُم، وَلاَ تَجْعَلُوْهَا عَلَيْكُم قُبُوْراً، كما اتخذت اليهود

_ = وهو ضعيف آفته ابن لهيعة. وله شاهد عن زينب بنت جحش مرفوعا بلفظ: "لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه" وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها. قالت: فقلتُ: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم، إذا كثر الخبث". أخرجه عبد الرزاق "20749"، وأحمد "6/ 428 و429"، والبخاري "3346" و"3598" و"7135"، ومسلم "2880" من طريق الزهري عَنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أُمِّ حبيبة بنت أبي سفيان، عن زينب بنت جحش، به. وله شاهد عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً، وَيُمْسِي مُؤْمِناً، وَيُصْبِحُ كَافِراً، يَبِيْعُ دِيْنَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيْلٍ". أخرجه أحمد "2/ 304 و372 و523"، ومسلم "118"، والترمذي "2195"، والبغوي "4223" من طرق عَنِ العَلاَءِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. 1 ضعيف: آفته ابن لهيعة، فإنه ضعيف سيئ الحفظ كما ذكرنا مرارا. 2 ضعيف: إسناده ضعيف، فيه إبهام الرجل، وفيه ابن لهيعة سيئ الحفظ لكن قد صح عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "قال الله -تبارك وتعالى: من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا حبة، أو ليخلقوا ذرة". أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 484"، والبخاري "5953" و"7559"، ومسلم "2111"، والبيهقي "7/ 268"، والطحاوي "4/ 283"، والبغوي "3217" مِنْ طَرِيْقِ عُمَارَةَ بنِ القَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعة، عن أبي هريرة، به.

وَالنَّصَارَى فِي بُيُوْتِهِم قُبُوْراً، وَإِنَّ البَيْتَ لَيُتْلَى فِيْهِ القُرْآنُ، فَيَتَرَاءى لأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا تَتَرَاءى النُّجُوْمُ لأَهْلِ الأَرْضِ"1. هَذَا حَدِيْثٌ نَظِيفُ الإِسْنَادِ، حَسَنُ المَتْنِ، فِيْهِ النَّهْيُ عَنِ الدَّفْنِ فِي البُيُوْتِ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ طَرِيْقٍ آخَرَ. وَقَدْ نهى -عليه الصلاة السلام- أن يبنى على القُبُوْرِ، وَلَو انْدَفَنَ النَّاسُ فِي بُيُوْتِهِم، لَصَارَتِ المقبرة والبيوت شيئًا واحد، وَالصَّلاَةُ فِي المَقْبَرَةِ فَمَنْهِيٌّ عَنْهَا نَهْيَ كَرَاهِيَةٍ، أَوْ نَهْيَ تَحْرِيْمٍ. وَقَدْ قَالَ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ السلام: "أفضل صلاة الرحل فِي بَيْتِهِ، إِلاَّ المَكْتُوبَةَ" 2. فَنَاسَبَ ذَلِكَ أَلاَ تُتَّخَذَ المَسَاكِنُ قُبُوراً. وَأَمَّا دَفْنُهُ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَسَلاَمُهُ- فَمُخْتَصٌّ بِهِ، كَمَا خُصَّ بِبَسطِ قَطِيْفَةٍ تَحْتَه فِي لَحْدِهِ، وَكمَا خُصَّ بِأَنْ صَلُّوا عَلَيْهِ فُرَادَى بِلاَ إِمَامٍ، فَكَانَ هُوَ إِمَامَهُم حَيّاً وَمَيَّتاً، فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَكَمَا خُصَّ بِتَأْخَيْرِ دَفْنِهِ يَوْمَيْنِ، وَيُكْرَهُ تَأْخِيْرُ أُمَّتِهِ، لأَنَّهُ هُوَ أُمِنَ عَلَيْهِ التَّغَيُّرُ، بِخِلاَفِنَا ثُمَّ إِنَّهُم أَخَّرُوْهُ حَتَّى صَلُّوا كُلُّهُم عَلَيْهِ، دَاخِلَ بَيْتِهِ، فَطَالَ لِذَلِكَ الأَمْرُ، وَلأَنَّهُم تَرَدَّدُوا شَطْرَ اليَوْمِ الأَوَّلِ فِي مَوْتِهِ، حَتَّى قَدِمَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ مِنَ السُّنْحِ، فَهَذَا كَانَ سَبَبَ التَّأْخَيْرِ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الجُوزجاني: ابْنُ لَهِيْعَةَ لاَ نُوْرَ عَلَى حَدِيْثِهِ، وَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ، وَلاَ أَنْ يعتد به. البُخَارِيُّ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ مِشْرَح بنِ هَاعَانَ، عَنْ عقبة بن عَامِرٍ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "لو تمت البقرة ثلاثمائة آية، لتكلمت"3.

_ 1 ضعيف: آفته ابن لهيعة، فإنه كان سيئ الحفظ، لكن ورد شطره الأول عند البخاري "432" و"1187"، ومسلم "777" من طريق عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا". ومعناه: صلوا فيها ولا تجعلوها كالقبور مهجورة من الصلاة، والمراد به صلاة النافلة، أي صلوا النافلة في بيوتكم. 2 صحيح: أخرجه البخاري "731"، ومسلم "781" من طريق سالم أبي النضر، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت، به مرفوعا. 3 منكر: فيه علتان: الأولى: ابن لهيعة، ضعيف لسوء حفظه. والثانية: مشرح بن هاعان المعافري البصري، أبو مصعب، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة- وليس ثم من تابعه. ومتن الحديث منكر، وهذا ظاهر لكل من أنعم بصره في دواوين السنة المشرفة وملك طلبُ العلم والتبحرُ فيه شغافَ قلبه.

وَعَنْ أَبِي الوَلِيْدِ بنِ أَبِي الجَارُوْدِ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: يُكتَبُ عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ مَا كَانَ قَبْلَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ. قُلْتُ: عَاشَ ثَمَانِياً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَمَرَّ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، وَمِنْ رُؤَسَاءِ أَهْلِ مِصْرَ وَمُحْتَشِمِيهِم، أَطلَقَ المَنْصُوْرُ بنُ عَمَّارٍ الوَاعِظُ أَرَاضِيَ لَهُ. الرَّمَادِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ حُدَيْجِ بنِ أَبِي عَمْرٍو، سَمِعْتُ المُسْتَوْرِدَ بنَ شَدَّادٍ، يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ، وَإِنَّ لأُمَّتِي مائَةَ سَنَةٍ، فَإِذَا مَرَّ عَلَيْهَا مائَةُ سَنَةٍ أَتَاهَا مَا وَعَدَهَا اللهُ"1. ابْنُ لَهِيْعَةَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ عَمْرٍو المَعَافِرِيُّ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، قَالَ: اسْتَظَلَّ سَبْعُوْنَ نَفْساً مِنْ قَوْمِ مُوْسَى تَحْتَ قُحْفِ رَجُلٍ مِنَ العَمَالِقَةِ. هَذَا مِنَ الإِسْرَائِيْلِيَاتِ، وَالقُدرَةُ صَالِحَةٌ، وَلَوِ اسْتَظَلَّ بذلك القحف أربعة لكان عظيمًا.

_ 1 منكر: فيه ابن لهيعة: وهو ضعيف لسوء حفظه. وفيه حُديج بن عمرو، مجهول وهو منكر ظاهر النكارة.

سعيد بن عبد العزيز

1175- سعيد بن عبد العزيز 1: "م، 4" ابن أبي يحيى الإِمَامُ، القُدْوَةُ، مُفْتِي دِمَشْقَ، أَبُو مُحَمَّدٍ التَّنُوْخِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ العَزِيْزِ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ، فِي حَيَاةِ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: ابْنِ عَامِرٍ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي مَالِكٍ. تَلاَ عَلَيْهِ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: مَكْحُوْلٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَرَبِيْعَةَ بنِ يَزِيْدَ القَصِيْرِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عبيد الله، ويونس بن ميسر بن حلبس، وعمير ابن هَانِئ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ المَكِّيِّ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وبلال بن سعد، وعدة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 468"، التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1659"، الجرح والتعديل "4/ ترجمة 184"، وحلية الأولياء "8/ ترجمة 406"، العبر "1/ 250"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 205"، الكاشف "1/ ترجمة 1945"، ميزان الاعتدال "2/ 149"، جامع التحصيل للعلائي "ترجمة 238"، تهذيب التهذيب "4/ 59"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2502"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 263".

وَدَخَلَ عَلَى عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَسَأَلَه عَنْ مَسْأَلَةٍ، وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ مِنَ الحَدِيْثِ. وَيَرْوِي أَيْضاً عَنْ: عَطِيَّةَ بنِ قَيْسٍ، وَسُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَلَمَةَ الجُمَحِيِّ، وَيَحْيَى الذِّمَارِيِّ، وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي سَوْدَةَ المَقْدِسِيِّ، وَمَعْبَدِ بنِ هِلاَلٍ، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أَبِي المُخَارِقِ، وَمُعَاذِ بنِ سَهْلٍ الجُهَنِيِّ. وَقَدْ جَمَعَ الطبراني مرويات سعيد في جزء واحد. حَدَّثَ عَنْهُ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَالحَسَنُ بنُ يَحْيَى الخُشَنِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ المَرْوَزِيُّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَأَبُو اليَمَانِ الحِمْصِيُّ، وَابْنُ المبارك، ووكيع، وابن سابور، وَيَحْيَى بنُ حَمْزَةَ، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَبُو المُغِيْرَةِ عَبْدُ القُدُّوْسِ، وَيَحْيَى بنُ صَالِحٍ الوُحَاظي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ الكَاتِبُ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ التِّنِّيسي، وَأَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الفَرَادِيْسِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ هِشَامٍ الغَسَّانِيُّ، وَزَيْدُ بنُ يَحْيَى بنِ عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ كَثِيْرٍ المُقْرِئُ الطَّوِيْلُ، وَعَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيسي، وَالوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ العُذْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ: شُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ. وَانتَهَتْ إِلَيْهِ مَشْيَخَةُ العِلْمِ بَعْدَ الأَوْزَاعِيِّ بِالشَّامِ، فَعَاشَ بَعْدَهُ عَشْرَةَ أَعْوَامٍ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، قَالَ: دُهِشنَا عَنِ الهَرْوَلَةِ، فَسَأَلْنَا عَطَاءً، فَقَالَ: لاَ شَيْءَ عَلَيْكُم. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: مَا سَمِعَ مِنْ عَطَاءٍ سِوَاهُ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ زَبْرٍ: كُنَّا نَجلِسُ إِلَى محكول وَمَعَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَكَانَ يَسْقِي المَاءَ فِي مَجْلِسِ مَكْحُوْلٍ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِر: حَدَّثَنِي سَعِيْدٌ، قَالَ: كُنْتُ أَجلِسُ بِالغَدَوَاتِ إِلَى ابْنِ أَبِي مَالِكٍ، وَأُجَالِسُ بَعْدَ الظُّهْرِ إِسْمَاعِيْلَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ، وَبَعدَ العَصْرِ مَكْحُوْلاً. الدَّارِمِيُّ: أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ: مَا كَتَبتُ حَدِيْثاً قَطُّ. يَعْنِي كَانَ يَتحفَّظُ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: سَمِعْتهُ يَقُوْلُ: مَا كَتَبتُ حَدِيْثاً. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لاَ يُؤْخَذُ العِلْمُ مِنْ صَحَفِي. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ أَبُو مُسْهِرٍ يُقدِّمُ سَعِيْداً عَلَى الأَوْزَاعِيِّ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: أَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ حُجَّةٌ? فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً، إِنَّمَا الحُجَّةُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَمَالِكٌ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ. قَالَ أَحْمَدُ فِي "المُسْنَدِ": لَيْسَ بِالشَّامِ رَجُلٌ أَصَحَّ حَدِيْثاً مِنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ.

وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ لأَهْلِ الشَّامِ، كَمَالِكٍ لأَهْلِ المَدِيْنَةِ فِي التَّقَدُّمِ وَالفِقْهِ وَالأَمَانَةِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ وَقْعَ دُمُوْعِ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ عَلَى الحَصِيْرِ فِي الصَّلاَةِ. أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ: مَا هَذَا البُكَاءُ الَّذِي يَعرِضُ لَكَ فِي الصَّلاَةِ? فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، وَمَا سُؤَالُكَ عَنْ ذَلِكَ? قُلْتُ: لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ. فَقَالَ: مَا قُمْتُ إِلَى صَلاَةٍ إِلاَّ مُثِّلَتْ لِي جَهَنَّمُ. أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ الصُّوْرِيُّ: كَانَ سَعِيْدٌ إِذَا فَاتَتْهُ صَلاَةُ الجَمَاعَةِ بَكَى. قَالَ الوَلِيْدُ بنُ مَزْيد: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ إِذَا سئل عن مسألة، وسعيد بن عبد العزيز حاضر، قال: سلو أَبَا مُحَمَّدٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعة الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنَا بَعْضُ مَشَايِخِنَا عَنِ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ يُحْيِي اللَّيْلَ، فَإِذَا طَلَعَ الفَجْرُ جَدَّدَ وُضَوءهُ، وَخَرَجَ إِلَى المَسْجِدِ. يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ سَعِيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ ضَحِكَ قَطُّ، وَلاَ تَبَسَّمَ، وَلاَ شَكَا شَيْئاً قَطُّ. أَبُو زُرْعَةَ قَالَ أَبُو مُسهر: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى عِلْمِ بَلَدِه، وَعَلَى عِلْمِ عَالِمِه، لَقَدْ رَأَيتُنِي أَقتَصِرُ عَلَى سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَمَا أَفتَقِرُ مَعَهُ إِلَى أَحَدٍ. وَقَالَ يَحْيَى الوُحَاظِيُّ: سَأَلْتُ سَعِيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ عَنْ حَدِيْثٍ، فَامْتَنَعَ عَلَيَّ، وَكَانَ عَسِراً. وَكَذَا قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ عَنْهُ. قُلْتُ: شَاخَ، وَضَاقَ خُلُقُهُ، وَاشْتَغَلَ بِاللهِ عَنِ الرِّوَايَةِ. عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ قَدِ اخْتَلَطَ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَكَانَ يُعرَضُ عَلَيْهِ قَبْلَ المَوْتِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: لاَ أُجِيْزُهَا. أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ أَصْحَابَنَا يَعْرِضُونَ عَلَى سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ حَدِيْثَ المِعْرَاجِ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! أَلَيْسَ حَدَّثْتَنَا عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي مَالِكٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ? قَالَ: نَعَمْ، إِنَّمَا يُقِرُّوْنَ عَلَى أَنْفُسِهِم.

قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: سَمِعْتهُ يَقُوْلُ: لاَ أَدْرِي، لما لا أدري، نصف العِلْمِ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا كُنْتُ قَدَرِيّاً1 قَطُّ. وَسَمِعْتُ رَجُلاً يَقُوْلُ لِسَعِيْدٍ: أَطَالَ اللهُ بَقَاءكَ، فَقَالَ: بَلْ عَجَّلَ اللهُ بِي إِلَى رَحْمَتِهِ. مُحَمَّدُ بنُ بكَّار البَتَلْهي: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ، سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، يَقُوْلُ: لاَ خَيْرَ فِي الحَيَاةِ إِلاَّ لأَحَدِ رَجُلَيْنِ: صَمْوتٍ وَاعٍ، وَنَاطقٍ عَارِفٍ. وَقَالَ عُقْبَةُ بنُ عَلْقَمَةَ البَيْرُوْتِيُّ: حَدَّثَنِي سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ: مَنْ أَحْسَنَ، فَلْيَرْجُ الثَّوَابَ، وَمَنْ أَسَاءَ، فَلاَ يَسْتَنْكِرِ الجَزَاءَ، وَمَنْ أَخَذَ عِزّاً بِغَيْرِ حَقٍّ، أَوْرَثَهُ الله ذُلاً بِحَقٍّ، وَمَنْ جَمَعَ مَالاً بِظُلْمٍ، أَوْرَثَهُ الله فقرًا بغير ظلم. وَقَالَ الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ العُذْري: سُئِلَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ عَنِ الكَفَافِ مِنَ الرِّزْقِ، مَا هُوَ? قَالَ: شِبَعُ يَوْمٍ، وَجُوْعُ يَوْمٍ. أَنْبَأَنَا عِدَّةٌ، عَنْ عَبْدِ البَرِّ ابْنِ الحَافِظِ أَبِي العَلاَءِ العَطَّارِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ، حدثنا سُلَيْمَانُ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَأَيْتُ عَمُوْدَ الكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ نور ساطع في الشام" 2.

_ 1 القدرية: هم الذين كانوا يخوضون في القدر، ويذهبون إلى إنكاره، ورأس هؤلاء هو معبد الجهني المقتول سنة "80". والمعتزلة أصحاب واصل بن عطاء الغزالي، لما اعتزل مجلس الحسن البصري يقرر أن مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن ولا كافر، ويثبت المنزلة بين المنزلتين فطرده، فاعتزله، وتبعه جماعة سموا بالمعتزلة، والمعتزلة يسمون أصحاب العدل والتوحيد، ويلقبون بالقدرية، وهم قد جعلوا لفظ القدرية مشتركا، وقالوا: لفظ القدرية يطلق على من يقول بالقدر خيره وشره من الله -تعالى- احترازا عن وصمة اللقب. راجع "الملل والنحل" للشهرستاني "1/ 57-60". 2 صحيح: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "5/ 252"، والحاكم "4/ 509"، وإسناده حسن، فيه يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي، صدوق. وسعيد هو ابن عبد العزيز التنوخي الدمشقي، ثقة، والحديث أورده الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" "10/ 58" وقال: رواه الطبراني في الكبير بإسنادين وفي أحدهما ابن لهيعة، وهو حسن الحديث، وقد توبع على هذا، وبقية رجاله رجال الصحيح"، وله شاهد عن أبي الدرداء: أخرجه أحمد "5/ 198، 199" حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا يحيى بن حمزة، عن زيد بن واقد، حدثني بسر بن عبد الله حدثني أبو إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام". قلت: إسناده حسن، وإسحاق بن عيسى، هو ابن نجيح البغدادي، أبو يعقوب، صدوق، وبقية رجاله ثقات. فالحديث صحيح بمجموع طرقه.

رَوَاهُ الوَلِيْدُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَاري، عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَبِهِ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعة، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنِي سَعِيْدٌ، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عَمِيْرَةَ المُزَنِيُّ، سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ لِمُعَاوِيَةَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِياً مَهْدِيّاً وَاهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ" 1. وَبِهِ حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، عَنْ يُوْنُسَ -هُوَ ابْنُ مَيْسَرَةَ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي عَمِيْرَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَذَكَرَ مُعَاوِيَة، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِياً مَهْدِيّاً، وَاهْدِ بِهِ" 2. فَهَذِهِ عِلَّةُ الحَدِيْثِ قَبْلَهُ. وَبِهِ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي عَميرة المُزَنِيِّ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: "اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الكِتَابَ، وَالحِسَابَ، وقِهِ العذاب" 3. وقال الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَشَبَابٌ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَأَحْمَدُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَمَا نُقِلَ مِنْ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، فَهُوَ خَطَأٌ وَوَهْمٌ. قَالَهُ أبن عساكر.

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "3842"، وأحمد "4/ 216"، والبخاري في "التاريخ الكبير" "4/ 1/ 327"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" "2/ 133/ 1" و"16/ 243/ 2" من طرق عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، به. قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات، وله شاهد عن عمير بن سعد الأنصاري: أخرجه الترمذي "3843"، وابن عساكر من طريق عَمْرُو بنُ وَاقِدٍ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ حَلْبَسٍ، عن أبي إدريس الخولاني، عنه، به. وقال الترمذي: "هذا حديث غريب، وعمرو بن واقد يضعف"، ثم رواه ابن عساكر عن الوليد بن سليمان، عن عمر بن الخطاب مرفوعا به، وقال: "الوليد بن سليمان لم يدرك عمر". 2 هذه الرواية مرجوحة، وليس الحديث مضطربا، فقد رواه جمع من الثقات عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد، به. ومن المعلوم أنه لا يصار إلى الحكم على الحديث بالاضطراب طالما أمكن الترجيح فرواية الجمع من الثقات عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد راجحة، فقد رواه أبو مسهر ومروان ابن محمد الدمشقي، والوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، ومحمد بن سليمان الحراني خمستهم رووه عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، به. عند أحمد "4/ 1/ 327"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" فهذه هي الرواية الراجحة. 3 صحيح: أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" "4/ 1/ 327" من طريق أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، به. وله شاهد عن العرباض بن سارية: عند أحمد "4/ 127" من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم، عنه مرفوعا بلفظ: "اللهم علم معاوية الكتاب والحساب، وقه العذاب" وإسناده ضعيف آفته الحارث بن زياد، فإنه لين الحديث.

1176- زُفَر بن الهُذَيل 1: العنبري، الفَقِيْهُ، المُجْتَهِدُ، الرَّبَّانِيُّ، العَلاَّمَةُ، أَبُو الهُذَيْلِ بنُ الهذيل بن قيس بن مسلم. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: كَانَ أَبُوْهُ بِأَصْبَهَانَ فِي دَوْلَةِ يَزِيْدَ بنِ الوَلِيْدِ، فَكَانَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَوْلاَدٍ: زُفَرُ، وهَرثمة، وَكَوْثَرٌ. قُلْتُ: وُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَةٍ، وَحَدَّثَ عَنِ: الأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَأَبِي حَنِيْفَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، وَحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، وَطَبَقَتِهم. حَدَّثَ عَنْهُ: حَسَّانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الكَرْمَانِيُّ، وَأَكْثَمُ بنُ مُحَمَّدٍ، والد يحيى ابن أَكْثَمَ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ، وَالنُّعْمَانُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّيْمِيُّ، وَالحَكَمُ بنُ أَيُّوْبَ، وَمَالِكُ بنُ فُدَيْكٍ، وَعَامَّتُهُم مِنْ رُفَقَائِهِ وَأَقْرَانِهِ، لأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ أَوَانِ الرِّوَايَةِ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ: كَانَ ثِقَةً، مَأْمُوْناً، وَقَعَ إِلَى البَصْرَةِ فِي مِيْرَاثٍ لَهُ مِنْ أُخْتِه، فَتَشبَّثَ بِهِ أَهْلُ البَصْرَةِ، فَلَمْ يَتْركُوهُ يَخْرُجُ مِنْ عِنْدِهِم. وَذَكَرَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. قُلْتُ: هُوَ مِنْ بُحُوْرِ الفِقْهِ، وَأَذْكِيَاءِ الوَقْتِ. تَفَقَّهَ بِأَبِي حَنِيْفَةَ، وَهُوَ أَكْبَرُ تَلاَمِذَتِه، وَكَانَ مِمَّنْ جَمَعَ بَيْنَ العِلْمِ وَالعَمَلِ، وَكَانَ يَدْرِي الحَدِيْثَ وَيُتْقِنُهُ. قَالَ عَلِيُّ بنُ مُدْرِك، عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ الفَقِيْهِ، قَالَ: كَانَ زُفَرُ وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ مُتَوَاخِيَيْنِ، فَأَمَّا دَاوُدُ فَتَرَك الفِقْهَ، وَأَقْبَلَ عَلَى العِبَادَةِ، وَأَمَّا زُفَر فَجَمَعَهُمَا. وَقَالَ الحَسَنُ بنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُؤِيُّ: مَا رَأَيْتُ فَقِيْهاً يُنَاظِرُ زُفَرَ إِلاَّ رَحِمْتُهُ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كُنْتُ أَمُرُّ عَلَى زُفَرَ، فَيَقُوْلُ: تَعَالَ حَتَّى أغَرْبِلَ لَكَ مَا سَمِعْتَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 387"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2757"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 243"، العبر "1/ 229"، لسان الميزان "2/ ترجمة 1919"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 243"، تاريخ أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني "1/ 317".

قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ: قَالَ زُفَر: مَنْ قَعَدَ قَبْلَ وَقْتِهِ، ذَلَّ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كُنْتُ أَعرِضُ الأَحَادِيْثَ عَلَى زُفَرَ، فَيَقُوْلُ: هَذَا نَاسِخٌ، هَذَا مَنْسُوْخٌ، هَذَا يُؤْخَذُ بِهِ، هَذَا يُرفَضُ. قُلْتُ: كَانَ هَذَا الإِمَامُ مُنْصِفاً فِي البَحثِ مُتَّبِعاً. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ، قَالَ: لَقِيْتُ زُفَرَ -رَحِمَهُ اللهُ- فَقُلْتُ لَهُ: صِرْتُمْ حَدِيْثاً فِي النَّاسِ وَضُحْكَةً. قَالَ: وَمَا ذَاكَ? قُلْتُ: تقولون: "ادرءوا الحدود بالشبهات"1، ثم جِئْتُم إِلَى أَعْظَمِ الحُدُوْدِ، فَقُلْتُم: تُقَامُ بِالشُّبُهَاتِ. قَالَ: وَمَا هُوَ? قُلْتُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ" 2. فَقُلْتُم: يُقْتَلُ بِهِ -يَعْنِي بِالذِّمِّيِّ. قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ السَّاعَةَ أَنِّي قَدْ رَجَعْتُ عَنْهُ. قُلْتُ: هَكَذَا يَكُوْن العَالِمُ وَقَّافاً مَعَ النَّصِّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ زُفَر سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الحَدِيْثِ بِشَيْءٍ. قُلْتُ: قَدْ حَكمَ لَهُ إِمَامُ الصَّنعَةِ بِأَنَّهُ ثقة، مأمون.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" "19/ 171/ 2" من طريق محمد بن أحمد بن ثابت، نا مسلم، أبو مسلم إبراهيم بن عبد الصمد، نا محمد بن أبي بكر المقدمي، نا محمد بن علي الشامي، نا أبو عمران الجوني قال: قال عمر بن عبد العزيز: فذكره في قصة مرفوعا، وهو منقطع بين أبي عمران الجوني وعمر بن عبد العزيز، وهو مرسل، أو معضل، فقد أرسله عمر بن عبد العزيز. ففي الإسناد علتان. وروي بلفظ: "ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخلوا سبيله، فإن الامام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة". أخرجه الترمذي "1424"، والدارقطني "3/ 84"، والحاكم "4/ 384"، والبيهقي "8/ 238"، وابن أبي شيبة من طريق يزيد بن زياد الدمشقي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوْعاً، به. قلت: إسناده واه، آفته يزيد بن زياد الدمشقي، فهو متروك، كما قال النسائي، وكذا قال الحافظ في "التقريب"، وأخرجه ابن أبي شيبة من طريق مختار التمار، عن أبي مطر، عن علي -رضي الله عنه- مرفوعا بلفظ: "ادرءوا الحدود بالشبهات". قلت: إسناده واه بمرة، آفته مختار التمار، قال البخاري: منكر الحديث. 2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 79"، والبخاري "6903"، والدارمي "2/ 190"، والترمذي "1413"، والنسائي "8/ 23"، من طريق الشعبي قال: سمعت أبا جحيفة قال سألت عليًّا -رضي الله عنه: هل عندكم شيء ما ليس في القرآن. وقال مرة: ما ليس عند الناس. فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن -إلا فهما يُعطى رجلٌ في كتابه- وما في الصحيفة، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقلُ وفكاكُ الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر". واللفظ للبخاري.

قيس

1177- قيس 1: "د، ت، ق" ابن الربيع، الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُكْثِرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ، الكُوْفِيُّ، الأَحْوَلُ، أَحَدُ أَوْعِيَةِ العِلْمِ عَلَى ضَعفٍ فِيْهِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِه. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ تسعين. وَرَوَى عَنْ: عَمْرِو بنِ مُرَّة، وَزِيَادِ بنِ عِلاقة، وعَلقمة بنِ مَرْثَد، وزُبيد اليَامِيِّ، وَمُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَكَانَ مِنَ المُكْثِرِيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: رَفِيْقَاهُ: شُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَإِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ السَّلُوْلِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَيَحْيَى الحِمَّاني، وَمُحَمَّدُ بنُ بكَّار بنِ الرَّيَّانِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ شُعْبَةُ يُثنِي عَلَيْهِ، وَوَثَّقَهُ عَفَّانُ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ رِوَايَاتِهِ مُسْتقِيْمَةٌ، وَالقَوْلُ فِيْهِ مَا قَالَهُ شُعْبَةُ، وَأَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: هُوَ عِنْدَ جَمِيْعِ أَصْحَابِنَا صَدُوْقٌ، وَكِتَابُهُ صَالِحٌ. ثُمَّ قَالَ: وَهُوَ رَدِيْءُ الحِفْظِ جِدّاً، كَثِيْرُ الخَطَأِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثَانِ عَنْ قَيْسٍ شَيْئاً قَطُّ. وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ قَالَ: كَانَ قَيْسٌ لاَ يفرِّق بين "كره" وبين "لا بأس". وَقَالَ الفَلاَّسُ: حَدَّثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ قَيْسٍ أَوَّلاً، ثُمَّ تَرَكَه. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ مَرَّةً: يُضَعَّف. وَلَيَّنَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. قُلْتُ: لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُترَكَ فَقَدْ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عُبيد يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ قَيْسٌ عِنْدَنَا بِدُوْنِ سُفْيَانَ، لَكِنَّهُ وُلِّيَ، فَأَقَامَ على رجل الحد، فمات فطفئ أمره.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 377"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 704"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 155 و297 و452" و"2/ 111 و684" و"3/ 36"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 553" والمجروحين لابن حبان "2/ 216"، تاريخ الخطيب "12/ 456"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 211"، الكاشف "2/ ترجمة 4670"، والعبر "1/ 253 و354 و404 و405 و408"، وميزان الاعتدال "3/ 393"، تهذيب التهذيب "8/ 391"، تقريب التهذيب "2/ 128"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5876"، شذرات الذهب "1/ 266".

وَقَالَ مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبيد، قَالَ: اسْتَعْمَلَ المَنْصُوْرُ قَيْساً عَلَى المَدَائِنِ، فَكَانَ يُعَلِّقُ النِّسَاءَ بثُديهن، وَيُرسِلُ عَلَيْهِنَّ الزَّنَابِيْرَ. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ: حَضَرَ شَرِيْكٌ جَنَازَةَ قَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ، فَقَالَ: مَا تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ: كَتَبْتُ عَنْ قَيْسٍ سِتَّةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ. قَالَ سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: أَدْرِكْ قَيْساً لاَ يَفُوَتُكَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: أَلاَ تَعجَبُوْنَ مِنْ هَذَا الأَحْوَلِ! يَقَعُ فِي قَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ -يُرِيْدُ: يَحْيَى القَطَّانَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. قَالَ قُرَادٌ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: مَا أَتَيْنَا شَيْخاً بِالكُوْفَةِ إِلاَّ وَجَدْنَا قيسًا قد سَبَقَنَا إِلَيْهِ، كُنَّا نَسَمِّيهِ: قَيْساً الجَوَّالَ. وَعَنْ شَرِيْكٍ، قَالَ: مَا نَشَأَ بِالكُوْفَةِ أَطْلَبُ لِلْحَدِيْثِ مِنْ قَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ. قُراد: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: جَلَسْتُ أَنَا وَقَيْسٌ فِي مَسْجِدٍ فَلَمْ يَزَلْ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ حَتَّى تَمَنَّيتُ أَنَّ المَسْجِدَ يَقعُ عَلَيَّ وَعَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: قَدْ سَبَرتُ أَحَادِيْثَ قَيْسٍ، وَتَتَبَّعْتُهَا، فَرَأَيْتُهُ صَدُوقاً، مَأْمُوْناً حِيْنَ كَانَ شَابّاً، فَلَمَّا كَبِرَ سَاءَ حِفْظُهُ، وَامْتُحِنَ بَابْنِ سُوءٍ، فَكَانَ يُدخِلُ عَلَيْهِ الحَدِيْثَ، فَوَقَعَ فِي أَخْبَارِه مَنَاكِيْرُ. قَالَ عَفَّانُ قَدِمْتُ الكُوْفَةَ، فَأَتَيْنَا قَيْساً، فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَجَعَلَ ابْنُهُ يُلَقِّنُهُ، وَيَقُوْلُ لَهُ: حُصين، فَيَقُوْلُ: حُصَيْنٌ، وَيَقُوْلُ رَجُلٌ آخَرُ وَمُغِيْرَةُ. قَالَ ابْنُ حِبَّان: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَكَذَا أرخه: أبو نعيم الملائي.

السيد الحميري

1178- السيد الحِمْيَرِي 1: مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ، لَكِنَّهُ رَافِضِيُّ جَلْدٌ. وَاسْمُهُ: أَبُو هَاشِمٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ رَبِيْعَةَ الحِمْيَرِيُّ. لَهُ: مَدَائِحُ بَدِيعَةٌ فِي أهل البيت، كان يَكُوْنُ بِالبَصْرَةِ، ثُمَّ بِبَغْدَادَ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: الصَّحِيْحُ أَنَّ جَدَّهُ لَيْسَ بِيَزِيْدَ بنِ مُفَرِّغ2 الشَّاعِرِ. وَقِيْلَ: كَانَ طُوالا، شَدِيْدَ الأُدْمَةِ. قِيْلَ: إِنَّ بَشَّاراً قَالَ لَهُ: لَوْلاَ أَنَّ اللهَ شَغَلَكَ بِمَدحِ أَهْلِ البَيْتِ، لاَفْتَقَرْنَا. وَقِيْلَ: كَانَ أَبَوَاهُ نَاصِبِيَّينِ3، وَلِذَلِكَ يَقُوْلُ: لَعَنَ اللهُ وَالِدَيَّ جَمِيْعاً ... ثم أصلهما عذاب الجيحم حَكَّمَا عَدُوَّهُ كَمَا صَلَّيَا الفَجْـ ... ـرَ بِلَعْنِ الوَصِيِّ بَابِ العُلُوْمِ لَعَنَا خَيْرَ مَنْ مَشَى فَوْقَ ظَهْرِ الـ ... أَرْضِ أَوْ طَافَ مُحْرِماً بِالحَطِيْمِ4 وَكَانَ يَرَى رَأيَ الكَيْسَانِيَّةِ5 فِي رَجْعَةِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ إِلَى الدُّنْيَا. وَهُوَ القَائِلُ: بَانَ الشَّبَابُ وَرَقَّ عَظْمِي وَانْحَنَى ... صَدْرُ القَنَاةِ وَشَابَ مني المفرق يَا شِعْبَ رَضْوَى مَا لِمَنْ بِكَ لاَ يُرَى ... وَبِنَا إِلَيْهِ مِنَ الصَّبَابَةِ أَوْلَقُ6 حَتَّى مَتَى? وَكَمِ المَدَى ... يَا ابنَ الوَصِيِّ وَأَنْتَ حَيٌّ تُرْزَقُ فَقِيْلَ: إِنَّهُ اجْتَمَعَ بِجَعْفَرٍ الصَّادِقِ، فَبَيَّنَ لَهُ ضَلاَلَتَهُ، فَتَابَ. وَقَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ فِي "المِلَلِ وَالنِّحَلِ": إِنَّ السَّيِّدَ كَانَ يَقُوْلُ بِتَنَاسُخِ الأَروَاحِ. قِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَنَظْمُهُ فِي الذِّرْوَةِ، وَلِذَلِكَ حَفِظَ دِيْوَانَهُ أَبُو الحَسَنِ الدارقطني.

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني "7/ 229"، وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ص343"، فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "1/ 188"، لسان الميزان "1/ 436". 2 هو: يزيد بن زياد بن ربيعة، لقب بمفرغ؛ لأنه راهن أنه يشرب عُسًا من لبن فشربه حتى فرغه، وهو شاعر غزل محسن، توفي سنة 69، وهو صاحب البيت السائر: العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة ترجمته في خزانة الأدب للبغدادي "2/ 213"، وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ 342"، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "8/ 180". 3 الناصبة: قوم يتدينون ببغض علي -رضي الله عنه. 4 هو: ما بين الركن والباب، سمي بذلك لانحطام الناس فيه، أي ازدحامهم. 5 الكيسانية: هم أتباع المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي قام بثأر الحسين بن علي بن أبي طالب وقتل أكثر الذين قتلوا حسينا بكربلاء، وكان المختار يقال له: كيسان، وقيل: إنه أخذ مقالته عن مولى لعلي -رضي الله عنه- كان اسمه: كيسان. وافترقت الكيسانية فرقا يجمعها شيئان: أحدهما: قولهم بإمامة محمد بن الحنفية وإليه كان يدعو المختار بن أبي عبيد. والثاني: قولهم بجواز البداء على الله -عز وجل- ولهذه البدعة قال بتكفيرهم كلُّ من لا يجيز البداء على الله سبحانه. 6 الشِعْب: ما انفرج بين جبلين: ورضوى: جبل منيف ذو شعاب وأودية. وهو من ينبع على مسيرة يوم، ومن المدينة على سبع مراحل، وهو المكان الذي تزعم الكيسانية أن محمد بن الحنفية به مقيم حي يرزق. والأولق: شبه الجنون. والبيتان في تاريخ الإسلام "3/ 295"، ومروج الذهب للمسعودي "2/ 201".

صالح المري

1179- صالح المُرِّي 1: الزَّاهِدُ، الخَاشِعُ، وَاعِظُ أَهْلِ البَصْرَةِ، أَبُو بِشْرٍ بن بشير القاص. حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ، وَبَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَثَابِتٍ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَعُبَيْدُ اللهِ العَيْشِيُّ، وَخَالِدُ بنُ خِدَاشٍ، وَطَالُوْتُ بنُ عَبَّادٍ، وَآخَرُوْنَ. رَوَى عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لاَ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ عَفَّانُ: كَانَ شَدِيْدَ الخَوْفِ مِنَ اللهِ، كَأَنَّهُ ثَكْلَى إِذَا قَصَّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: قَاصٌّ حَسَنُ الصَّوْتِ، عَامَّةُ أَحَادِيْثِه مُنْكَرَةٌ، أُتِيَ مِنْ قِلِّةِ مَعْرِفَتِه بِالأَسَانِيْدِ، وَعِنْدِي أَنَّهُ لاَ يَتَعَمَّدُ. وَقِيْلَ: لَمَّا سَمِعَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، قَالَ: مَا هَذَا قَاصٌّ، هَذَا نَذِيرٌ. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: كَانَ الغَالِبُ عَلَى صَالِحٍ كَثْرَةَ الذِّكْرِ، وَالقِرَاءةِ بِالتَّحزِيْنِ. وَيُقَالُ: هُوَ أَوَّلُ مِنْ قَرَأَ بِالبَصْرَةِ بِالتَّحزِيْنِ. وَيُقَالُ: مَاتَ جَمَاعَةٌ سَمِعُوا قِرَاءتَه. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَيُقَالُ: بَقِيَ إِلَى سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: شَهِدْتُ صَالِحاً المُرِّيَّ عَزَّى رَجُلاً، فَقَالَ: لَئِنْ كَانَتْ مُصِيْبَتُكَ بِابْنِكَ لَمْ تُحْدِثْ لَكَ مَوْعِظَةً فِي نَفْسِكَ، فَهِي هَيِّنَةٌ فِي جَنْبِ مُصِيْبَتِكَ بنفسك، فإياها فابك.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 127"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1730"، والمجروحين لابن حبان "1/ 371"، وابن عدي في "الكامل" "4/ ترجمة 912"، وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني "6/ ترجمة 357"، تاريخ بغداد "9/ 305"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 314"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 403"، والكاشف "2/ ترجمة 2348"، ميزان الاعتدال "2/ ترجمة رقم 3773"، تجريد أسماء الصحابة "1/ ترجمة 2761"، والعبر "1/ 262"، تهذيب التهذيب "4/ 381"، وتقريب التهذيب "1/ 358"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3011"، وشذرات الذهب "1/ 281".

مالك الإمام

1180- مالك الإمام 1: "ع" هُوَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ، حُجَّةُ الأُمَّةِ، إِمَامُ دَارِ الهِجْرَةِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مَالِكُ بنُ أَنَسِ بنِ مَالِكِ بنِ أَبِي عَامِرٍ بنِ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ بنِ غَيْمَانَ بنِ خُثَيْلِ بنِ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، وَهُوَ ذُو أَصْبَحَ بنُ عَوْفِ بنِ مَالِكِ بنِ زَيْدٍ بنِ شداد بن زُرْعَةَ، وَهُوَ حِمْيَرُ الأَصْغَرُ الحِمْيَرِيُّ، ثُمَّ الأَصْبَحِيُّ، المَدَنِيُّ، حَلِيْفُ بَنِي تَيْمٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَهُم حُلفَاءُ عُثْمَانَ أَخِي طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَحَدِ العَشْرَةِ2. وَأُمُّهُ هِيَ: عَالِيَةُ بِنْتُ شَرِيْكٍ الأزدية. وأعمامه هم: أبو سهل نَافِعٌ، وَأُوَيْسٌ، وَالرَّبِيْعُ، وَالنَّضْرُ أَوْلاَدُ أَبِي عَامِرٍ. وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ، عَنْ وَالِدِه أَنَسٍ، وَعَمَّيْهِ أُوَيْسٍ، وَأَبِي سُهَيْلٍ. وَقَالَ: مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ، وَرَوَى أَبُو أُوَيْسٍ عَبْدُ اللهِ عَنْ عَمِّهِ الرَّبِيْعِ، وَكَانَ أَبُوْهُم مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ التَّابِعِيْنَ. أَخَذَ عَنْ عُثْمَانَ، وَطَائِفَةٍ. مَوْلِدُ مَالِكٍ عَلَى الأَصَحِّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، عَامَ مَوْتِ أَنَسٍ خَادِمِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَشَأَ فِي صَوْنٍ وَرَفَاهِيَةٍ وَتَجمُّلٍ. وَطَلَبَ العِلْمَ وَهُوَ حدثٌ بُعَيد مَوْتِ القَاسِمِ، وَسَالِمٍ. فَأَخَذَ عَنْ: نَافِعٍ، وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، وَعَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَابْنِ المُنْكَدِرِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَخَلْقٍ سَنَذْكُرُهُم عَلَى المُعْجَمِ، وَإِلَى جَانِبِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم مَا رَوَى عَنْهُ فِي "المُوَطَّأِ"، كَمْ عَدَدُهُ. وَهُمْ: إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ "18"، أَيُّوْبُ بن أبي تميمة السختياني عالم البصرة "4"

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1323"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 902"، وحلية الأولياء "6/ 316"، والأنساب للسمعاني "1/ 287"، وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 550"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 199"، والكاشف "3/ ترجمة 5333"، العبر "1/ 272"، تهذيب التهذيب "10/ 5-9"، تقريب التهذيب "2/ 223"، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 96"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6796"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 289" و"2/ 12". 2 أي: المبشرين بالجنة.

أَيُّوْبُ بنُ حَبِيْبٍ الجُهَنِيُّ مَوْلَى سَعْدِ بنِ مَالِكٍ "1"، إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُقْبَةَ "1"، إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي حكيم "1"، إسماعيل ابن مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ "1"، ثَوْرُ بنُ زَيْدٍ الدِّيْلِيُّ "3"، جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ "7"، حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ "6"، حُمَيْدُ بنُ قَيْسٍ الأَعْرَجُ "2"، خُبَيْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ "2"، دَاوُدُ بنُ الحُصَيْنِ "4"، دَاوُدُ أَبُو لَيْلَى بنُ عَبْدِ اللهِ فِي القِسَامَةِ "1"، رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ "5"، زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ "26"، زَيْدُ بنُ رَبَاحٍ "1"، زِيَادُ بنُ سَعْدٍ "1"، زَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ "1"، سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ "13"، سَعِيْدُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ "4"، سُمَيٌّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ "13"، سَلَمَةُ بنُ دِيْنَارٍ أَبُو حَازِمٍ "8"، سُهَيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ "11"، سَلَمَةُ بنُ صَفْوَانَ الزُّرَقِيُّ "1"، سعد بن إسحاق "1"، سعيد ابن عَمْرِو بنِ شُرَحْبِيْلَ "1"، شَرِيْكُ بنُ أَبِي نَمِرٍ "1"، صَالِحُ بنُ كَيْسَانَ "2"، صَفْوَانُ بنُ سُلَيْمٍ "2"، صَيْفِيٌّ مَوْلَى ابْنِ أَفْلَحَ "1"، ضَمْرَةُ بنُ سَعِيْدٍ "2"، طَلْحَةُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ "1"، عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ "2"، عَبْدُ اللهِ بنُ الفَضْلِ "1"، عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَابِرِ بنِ عتيك "2"، عبد الله بن أبن بكر ابن حَزْمٍ "18"، عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ مَوْلَى الأَسْوَدِ "5"، عَبْدُ اللهِ بنُ دِيْنَارٍ "31"، أَبُو الزِّنَادِ عَبْدُ اللهِ بنُ ذَكْوَانَ "64"، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ "8"، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي صَعْصَعَةَ "3"، عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو طُوَالَةَ "2"، عُبَيْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ الأَغَرُّ "1"، عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ "1"، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَرْملَةَ "1"، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عَمْرَةَ "1"، عَبْدُ المَجِيْدِ بنُ سُهَيْلٍ "1"، عبد ربه سَعِيْدٍ "2"، عَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ "1"، عَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ "1"، عَمْرُو بنُ الحَارِثِ "1"، عَمْرُو بنُ أَبِي عَمْرٍو "1"، عَمْرُو بن يحيى ابن عَمَّارٍ "3"، عَلْقَمَةُ بنُ أَبِي عَلْقَمَةَ "2"، العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ "1"، فُضَيْلُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ "1"، قَطَنُ بنُ وَهْبٍ "1"، الزُّهْرِيُّ "18"، ابْنُ المُنْكَدِرِ "4"، أَبُو الزُّبَيْرِ "8"، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَتِيْمُ عُرْوَةَ "4"، مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَلْحَلَة "2"، مُحَمَّدُ بنُ عُمَارَةَ "1"، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي أُمَامَةَ "1"، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي صَعْصَعَةَ "1"، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيُّ "1"، مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ "1"، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ حَبَّانَ "4"، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ "1"، أَبُو الرِّجَالِ مُحَمَّدٌ "1"، مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ "2"، مُوْسَى بنُ مَيْسَرَةَ "2"، مُوْسَى بنُ أَبِي تَمِيْمٍ "1"، مَخْرَمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ "1"، مُسْلِمُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ "2"، المِسْوَرُ بنُ رِفَاعَةَ "1"، نَافِعٌ "85"، أَبُو سُهَيْلٍ نَافِعُ بنُ مَالِكٍ "1"، نُعيم المُجْمِر "3"، وهب بن كيسان "1"، هاشم ابن هَاشِمٍ الوَقَّاصِيُّ "1"، هِلاَلُ بنُ أَبِي مَيْمُوْنَةَ "1"، هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ "42"، يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ "40"، يَزِيْدُ بنُ خُصَيْفَةَ "3"، يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ المَدَنِيُّ "1"، يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ "3"، يَزِيْدُ بنُ رُوْمَانَ "1"، يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ قُسيط "1"، يُوْنُسُ بنُ يُوْسُفَ بنِ حِمَاس "2"، أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ العُمَري "1"، أَبُو بَكْرٍ بنُ نَافِعٍ "2"، الثِّقَةُ عِنْدَهُ "2"، الثِّقَةُ "3".

فَعَنْهُم كُلُّهُم سِتُّ مائَةٍ وَسِتَّةٌ وَثَلاَثُوْنَ حَدِيْثاً، وَسِتَّةُ أَحَادِيْثَ عَمَّنْ لَمْ يُسَمِّ، وَاخْتُلِفَ فِي ذَلِكَ فِي أَحَدٍ وَسَبْعِيْنَ حَدِيْثاً. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ مَقَاطِيْعَ: عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ أَبِي المُخَارِقِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُقْبَةَ، وَعُمَرُ بنُ حُسَيْنٍ، وَكَثِيْرُ بنُ زَيْدٍ، وَكَثِيْرُ بنُ فَرْقَدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ وَعُثْمَانُ بنُ حَفْصِ بنِ خَلْدَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَعْدِ بنِ زُرَارَةَ، وَيَعْقُوْبُ بنُ يَزِيْدَ بنِ طَلْحَةَ، وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَحْلاَءَ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ رُقَيْشٍ، وعبد الرحمن بن المجبر، والصلت بن زبيد، وَأَبُو عُبَيْدٍ حَاجِبُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ، وَعَفِيْفُ بنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بنُ زَيْدِ بنِ قُنْفُذٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ القَارِئُ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ، وَصَدَقَةُ بنُ يَسَارٍ المَكِّيُّ، وَزِيَادُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، وَعُمَارَةُ بنُ صَيَّادٍ، وَسَعِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عَمْرِو بنِ سُلَيْمٍ، وَعُرْوَةُ بنُ أُذَيْنَةَ، وَأَيُّوْبُ بنُ مُوْسَى، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَرْملَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عُثْمَانَ، وَجَمِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُؤَذِّنُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدٍ، وَعَمْرُو بنُ عُبَيْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَيَزِيْدُ بنُ حَفْصٍ، وَعَاصِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَثَابِتٌ الأَحْنَفُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، وَعُمَرُ بنُ أبي دُلاف، وعبد الملك ابن قُرَيْزٍ، وَالوَلِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ صَيَّادٍ، وَعَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ. وَفِي "المُوَطَّأِ": عِدَّةُ مَرَاسِيْلَ أَيْضاً عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَيَحْيَى الأَنْصَارِيِّ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ. عَمِلَ الإِمَامُ الدَّارَقُطْنِيُّ أَطرَافَ جَمِيْعِ ذَلِكَ فِي جُزْءٍ كَبِيْرٍ، فَشَفَى وَبَيَّنَ، وَقَدْ كُنْتُ أَفْرَدْتُ أَسْمَاءَ الرُّوَاةِ عَنْهُ فِي جُزْءٍ كَبِيْرٍ يُقَارِبُ عَدَدُهُم أَلْفاً وَأَرْبَعَ مائَةٍ، فَلْنَذْكُرْ أَعْيَانَهُم: حَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوْخِهِ: عَمُّهُ؛ أَبُو سُهَيْلٍ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَيَزِيْدُ بنُ الهَادِ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ، وَغَيْرُهُم. وَمِنْ أَقْرَانِهِ: مَعْمَرٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَأَبُو حَنِيْفَةَ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ، وَالأَوْزَاعِيُّ, وَشُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَجُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ، وَاللَّيْثُ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَخَلْقٌ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَابْنُ عُلية، وَيَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الفَقِيْهُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَمَعْنُ بنُ عِيْسَى القَزَّازُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ، وَأَبُو قُرَّةَ مُوْسَى بنُ طَارِقٍ، وَالنُّعْمَانُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَوَكِيْعٌ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَإِسْحَاقُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، وَأَنَسُ بنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، وَضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ، وَأُمَيَّةُ بن خالد، وبشر بن السري الأَفْوَهُ، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَبَكْرُ بنُ الشَّرُوْدِ الصَّنْعَانِيُّ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَحَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَرَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، وَأَشْهَبُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ

عَبْدِ الحَكَمِ، وَزِيَادُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَبَطُوْنُ الأَنْدَلُسِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو كَامِلٍ مُظَفَّرُ بنُ مُدْرِكٍ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ المَرْوَزِيُّ عَبْدَانُ، وَمَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ التِّنِّيْسِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَسْلَمَةَ القَعْنَبِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الفَضْلُ بنُ دُكين، وَمُعَلَّى بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّازِيُّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ سَلَمَةَ الخُزَاعِيُّ، وَالهَيْثَمُ بنُ جَمِيْلٍ الأَنْطَاكِيُّ، وَهِشَامُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الرَّازِيُّ، وَأَسَدُ بنُ مُوْسَى، وَآدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ الطَّبَّاعِ، وَخَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ القَطَوَانِيُّ، وَيَحْيَى بنُ صَالِحٍ الوُحَاظِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ ابْنَا أَبِي أُوَيْسٍ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَخَلَفُ بنُ هِشَامٍ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَيَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، وَمُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيُّ، وَسُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنُ، وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حَاتِمٍ الطَّوِيْلُ، وَأَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الخُزَاعِيُّ الشَّهِيْدُ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ البَلْخِيُّ المَاكِيَانِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سُلَيْمَانَ الزَّيَّاتُ البَلْخِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُوْسَى الفَزَارِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ عِيْسَى بنِ الطَّبَّاعِ أَخُو مُحَمَّدٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَرْوِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ الفُرَاتِ، وإسحاق بن إبراهيم الحُنَيْنِي، وبشر ابن الوليد الكندي، وحبيب بن أبي كَاتِبُ مَالِكٍ، وَالحَكَمُ بنُ المُبَارَكِ الخَاشْتِيُّ، وَخَالِدُ بنُ خِدَاشٍ المُهَلَّبِيُّ، وَخَلَفُ بنُ هِشَامٍ البَزَّارُ، وزهير ابن عَبَّادٍ الرُّؤَاسِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ عُفَير المِصْرِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو الرَّبِيْعِ سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيُّ، وَصَالِحُ بنُ عَبْدِ اللهِ التِّرْمِذِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعِ بنِ ثَابِتٍ الزُّبَيْرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ الجُمَحِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو البَجَلِيُّ الحَرَّانِيُّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ النَّرسي، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ يَحْيَى المَدَنِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ بنُ هِشَامٍ الحَلَبِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ المَعْني، وَعُتْبَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ اليَحْمَدِيُّ المَرْوَزِيُّ، وَعَمْرُو بنُ خَالِدٍ الحَرَّانِيُّ، وَعَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ الوَاسِطِيُّ، وَعَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ النَّرْسِيُّ، وَكَامِلُ بنُ طَلْحَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَاقِدِيُّ، وَأَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ البَغَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الوَركاني، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي سُكَيْنَةَ، وَمَنْصُوْرُ بنُ أَبِي مُزاحم، ومُطرِّف بنُ عَبْدِ اللهِ اليَسَارِيُّ، وَمُحْرِزُ بنُ سَلَمَةَ العَدَنِيُّ، وَمُحْرِزُ بنُ عَوْنٍ، وَالهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ، وَيَحْيَى بنُ قَزَعة المَدَنِيُّ، وَيَحْيَى بنُ سُلَيْمَانَ بنِ نَضْلَةَ المَدَنِيُّ، وَيَزِيْدُ بنُ صَالِحٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ الفَرَّاءُ. وَآخِرُ أَصْحَابِهِ مَوْتاً: رَاوِي "المُوَطَّأِ"؛ أَبُو حُذافة أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ السَّهْمِيُّ، عَاشَ بَعْدَ مَالِكٍ ثَمَانِيْنَ عَاماً.

وَقَدْ حَجَّ قَدِيْماً، وَلَحِقَ عَطَاءَ بنَ أَبِي رَبَاحٍ، فَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الزُّبَيْرِ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، قَالَ: رَأَيْتُ عَطَاءَ بنَ أَبِي رَبَاحٍ دَخَلَ المَسْجِدَ، وَأَخَذَ بِرُمَّانَةِ المنبر، ثم استقبل القبلة. قَالَ مَعْنٌ وَالوَاقِدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الضَّحَّاكِ: حَمَلَتْ أُمُّ مَالِكٍ بِمَالِكٍ ثَلاَثَ سنِيْنَ. وَعَنِ الوَاقِدِيِّ، قَالَ: حَمَلتْ بِهِ سَنَتَيْنِ. وَطَلبَ مَالِكٌ العِلْمَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَتَأَهَّل لِلْفُتْيَا، وَجَلَسَ لِلإِفَادَةِ، وَلَهُ إِحْدَى وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَحَدَّثَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ وَهُوَ حَيٌّ شَابٌّ طَرِيٌّ، وَقَصَدَهُ طَلبَةُ العِلْمِ مِنَ الآفَاقِ فِي آخِرِ دَوْلَةِ أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُوْرِ، وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ فِي خِلاَفَةِ الرَّشِيْدِ، وَإِلَى أَنْ مَاتَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ المُعَدَّل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ الخَطِيْبُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا محمد ابن مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ غَالِبٍ العَطَّارُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْج، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أبي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَيَضْرِبَنَّ النَّاسُ أَكْبَادَ الإِبِلِ فِي طَلَبِ العِلْمِ، فَلاَ يَجِدُوْنَ عَالِماً أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ المَدِيْنَةِ"1. وَبِهِ: إِلَى ابْنِ مَخْلَدٍ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بنُ الفَرَجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْج، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَضْرِبُوْنَ أَكْبَادَ الإِبِل ... "، فَذَكَرَ الحَدِيْثَ2. هَذَا حَدِيْثٌ نَظِيفُ الإِسْنَادِ، غَرِيْبُ المَتْنِ. رَوَاهُ: عِدَّةٌ، عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ. وَفِي لَفْظٍ: "يُوْشِكُ أَنْ يَضْرِبَ النَّاسُ آبَاطَ الإِبِلِ يَلْتَمِسُوْنَ العِلْمَ". وَفِي لَفْظٍ: "مِنْ عَالِمٍ بِالمَدِيْنَةِ". وَفِي لفظ: "أفقه من عالم المدينة".

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "2/ 299"، والترمذي "2682"، وابن حبان "2308"، والحاكم "1/ 91"، والبيهقي "1/ 386" من طريق سفيان بن عيينة، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه ابن جريج، وأبو الزبير المكي، وهما مدلسان، وقد عنعناه. 2 ضعيف: فيه ابن جريج، وأبو الزبير المكي، وهما مدلسان، وقد عنعناه.

وَقَدْ رَوَاهُ المُحَارِبِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ مَوْقُوَفاً، وَيُرْوَى عَنْ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، مَرْفُوْعاً. وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَضْرِبُوْنَ أَكْبَادَ الإِبِلِ، فَلاَ يَجِدُوْنَ عَالِماً أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ المَدِيْنَةِ". قَالَ النَّسَائِيُّ: هَذَا خَطَأٌ، الصَّوَابُ: عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ. مَعْنُ بنُ عِيْسَى، عَنْ أَبِي المُنْذِرِ زُهَيْرٍ التَّمِيْمِيِّ، قَالَ: قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ فِي طَلَبِ العِلْمِ، فَلاَ يَجِدُوْنَ عَالِماً أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ المَدِيْنَةِ"1. وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَقُوْلُ: هُوَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، حَتَّى قُلْتُ: كَانَ فِي زَمَانِهِ سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ، وَسَالِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَغَيْرُهُمَا. ثُمَّ أَصْبَحْتُ اليَوْمَ أَقُوْلُ: إِنَّهُ مَالِكٌ، لَمْ يَبْقَ لَهُ نظير بالمدينة. قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: هَذَا هُوَ الصَّحِيْحُ عَنْ سُفْيَانَ. رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَذُؤَيْبُ بنُ عِمَامة2، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَالزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، كُلُّهُم سَمِعَ سُفْيَانَ يُفسِّرهُ بِمَالِكٍ، أَوْ يَقُوْلُ: وَأَظُنُّهُ، أَوْ أَحْسِبُهُ، أَوْ أُرَاهُ، أَوْ كَانُوا يَرَوْنَهُ. وَذَكَرَ أَبُو المُغِيْرَةِ المَخْزُوْمِيُّ أَنَّ مَعْنَاهُ: مَا دَامَ المُسْلِمُوْنَ يَطلبُوْنَ العِلْمَ لاَ يَجِدُوْنَ أَعْلَمَ مِنْ عَالِمٍ بِالمَدِيْنَةِ. فَيَكُوْنُ عَلَى هَذَا سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ، ثُمَّ بَعْدَهُ مَنْ هُوَ مِنْ شُيُوْخِ مَالِكٍ، ثُمَّ مَالِكٍ، ثُمَّ مَنْ قَامَ بَعْدَهُ بِعِلْمِهِ، وَكَانَ أَعْلَمَ أَصْحَابِهِ. قُلْتُ: كَانَ عَالِمَ المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَصَاحِبَيْهِ، زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ، وَعَائِشَةُ، ثُمَّ ابْنُ عُمَرَ، ثُمَّ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، ثُمَّ الزُّهْرِيُّ، ثُمَّ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، ثُمَّ مَالِكٌ. وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: مَالِكٌ عَالِمُ أَهْلِ الحِجَازِ، وَهُوَ حُجَّةُ زَمَانِهِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ -وَصَدَقَ وَبَرَّ: إِذَا ذُكر العُلَمَاءُ فَمَالِكٌ النَّجْمُ. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بكَّارٍ فِي حَدِيْثِ: "لَيَضرِبَنَّ النَّاسُ أَكْبَادَ الإِبِل ... ". كَانَ سُفْيَانُ بن عيينة

_ 1 ضعيف: فيه الانقطاع بين سعيد بن أبي هند وأبي موسى الأشعري. 2 ذؤيب بن عِمَامة السهمي، ضعفه الدارقطني وغيره، وساق له الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال" حديثا منكرا في ترجمته "2/ ترجمة 2700".

إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا فِي حَيَاةِ مَالِكٍ، يَقُوْلُ: أُرَاهُ مَالِكاً. فَأَقَامَ عَلَى ذَلِكَ زَمَاناً ثُمَّ رَجَعَ بَعْدُ، فَقَالَ: أُرَاهُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ العُمَرِيَّ الزَّاهِدَ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ: لَيْسَ العُمَرِيُّ مِمَّنْ يَلْحَقُ فِي العِلْمِ وَالفِقْهِ بِمَالِكٍ، وَإِنْ كَانَ شَرِيْفاً سيدًا، عابدًا. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ: نَرَى هَذَا الحَدِيْثَ أَنَّهُ هُوَ مَالِكٌ، وَكَانَ سُفْيَانُ يَسْأَلُنِي عَنْ أَخْبَارِ مَالِكٍ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ لِهَذَا العُمَرِيِّ عِلْمٌ وَفقهٌ جَيِّدٌ وَفَضْلٌ، وَكَانَ قَوَّالاً بِالحَقِّ، أَمَّاراً بِالعُرْفِ، مُنْعَزِلاً عَنِ النَّاسِ، وَكَانَ يَحُضُّ مَالِكاً إِذَا خَلاَ بِهِ عَلَى الزُّهْدِ، وَالاَنقطَاعِ وَالعُزلَةِ، فَرَحِمَهُمَا اللهُ. فَصْلٌ: وَلَمْ يَكُنْ بِالمَدِيْنَةِ عَالِمٌ مِنْ بَعْدِ التَّابِعينَ يُشْبِهُ مَالِكاً فِي العِلْمِ، وَالفِقْهِ، وَالجَلاَلَةِ، وَالحفظِ، فَقَدْ كَانَ بِهَا بَعْدَ الصَّحَابَةِ مِثْلُ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَالفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ1، وَالقَاسِمِ، وَسَالِمٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَنَافِعٍ، وَطَبَقَتِهِم، ثُمَّ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَابْنِ شِهَابٍ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَصَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ، وَرَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَبَقَتِهِم، فَلَمَّا تَفَانَوْا, اشْتُهِرَ ذِكْرُ مَالِكٍ بِهَا، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ، وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، وفُليح بنِ سُلَيْمَانَ، وَالدَّرَاوَرْدِيِّ، وَأَقرَانِهِم، فَكَانَ مَالِكٌ هُوَ المُقَدَّمَ فِيْهِم عَلَى الإِطلاَقِ، وَالَّذِي تُضرَبُ إِلَيْهِ آبَاطُ الإِبِلِ مِنَ الآفَاقِ -رَحِمَهُ اللهُ- تَعَالَى. وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْه "مُوَطَّأُ" أَبِي مصعب2. وفي الطريق إجازة، ووقع لي من

_ 1 الفقهاء السبعة هم: 1- سعيد بن المسيب. 2- سليمان بن يسار الهلالي. 3- عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بن مسعود الهذلي. 4- عروة بن الزبير. 5- القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ. 6- أَبُو بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هشام المخزومي المدني. 7- خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري. وقد قيل فيهم: إذا قيل من في العلم سبعة أبحر ... مقالة حق ليست عن الحق خارجة فقل هم عبيد الله عروة قاسم ... سعيد أبو بكر سليمان خارجه 2 أبو مصعب: هو الإمام الفقيه أحمد بن بكر الزهري العوفي المدني أحد الأثبات وشيخ أهل المدينة وقاضيهم ومحدثهم، ولد سنة خمسين ومائة ولزم مالكا وتفقه به. قال الدارقطني: أبو مصعب ثقة في الموطأ. قال الزبير بن بكار: أبو مصعب هو فقيه أهل المدينة غير مدافع. مات على القضاء في رمضان سنة اثنتين وتسعين ومائتين. ترجمته في تذكرة الحفاظ "رقم 497".

عَالِي حَدِيْثِهِ بِالاتِّصَالِ أَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً مِنَ المائَةِ الشُّريحية، وجزء بِيْبَى1، وجزء البَانْيَاسِيِّ2، وَالأجزَاءُ المحَامِلِيَّاتُ3، فَمِنْ ذَلِكَ: أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيُّ بِبَغْدَادَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا عَمِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وثلاثين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي يُوْنُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى البَابِ وَأَنَا أَسْمَعُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنِّيْ أُصبِحُ جنبًا، وأنا أريد الصِّيَامَ، أَفَأَغتَسِلُ وَأَصُوْمُ ذَلِكَ اليَوْمَ? فَقَالَ: "وَأَنَا أُصْبِحُ جُنُباً وَأَنَا أُرِيْدُ الصِّيَامَ، فَأَغْتَسِلُ وَأَصُوْمُ ذَلِكَ اليَوْمَ". فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنَّكَ لَسْتَ مِثْلَنَا، قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. فَغَضبَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: "وَاللهِ إِنِّيْ لأَرْجُو أَنْ أَكُوْنَ أَخْشَاكُم للهِ وَأَعْلَمَكُم بِمَا أَتَّقِي" 4. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ. أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، عَنِ القَعْنَبِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي "مُسْنَدِ مَالِكٍ" لَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ الفَقِيْهِ، عَنْ مَالِكٍ. وَرَوَى النَّسَائِيُّ هَذَا المَتْنَ بِنَحْوِهِ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَفْصٍ النَّيْسَابُوْرِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ، عَنْ حَجَّاجِ بنِ حَجَّاجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. فهذا إسناد

_ 1 هي: بيبى بنت عبد الرحمن بن علي أم الفضل الهرثمية الهروية، لها جزء حديثي مشهورة به، توفيت سنة "477" وقيل بعد ذلك. ترجمتها في "العبر" "3/ 287". 2 البانياسي: هو أَبُو عَبْدِ اللهِ مَالِكُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي بن الفراء البانياسي البغدادي المتوفى سنة "485هـ". ترجمته في "العبر" "3/ 208". 3 الأجزاء المحامليات للمحاملي: وهو القاضي الإمام العلامة الحافظ شيخ بغداد ومحدثها أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن محمد الضبي البغدادي، ولد في أول سنة خمس وثلاثين ومائتين. قال الخطيب: كان فاضلا دينا صادقا شهد عِنْد القُضَاة، وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً، وَوَلِيَ قضاء الكوفة ستين سنة. وقال أبو بكر الداودي: كَانَ يحضر مَجْلِس المَحَامِلِيّ عَشْرَة آلاَف رَجُل، وكان محمودا في ولايته، عقد بالكوفة سنة سبعين ومائتين فِي دَاره مَجْلِساً لِلْفقه, فَلَمْ يَزَلْ أَهْل العلم والنظر يختلفون إليه. مات سنة ثلاثين وثلاثمائة. ترجمته في تذكرة الحفاظ "رقم 808". 4 صحيح: أخرجه مالك "1/ 389"، ومسلم "1110"، وأبو داود "2389"، وأحمد "6/ 67" من طريق عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَعْمَرِ الأنصاري، به.

غَرِيْبٌ1، عَزِيْزٌ2، قَدْ تَوَالَى فِيْهِ خمسةٌ تَابِعِيُّوْنَ، بَعْضُهُم عَنْ بَعْضٍ، وَمِنْ حَيْثُ العددُ كَأَنَّنِي صَافَحْتُ3 فِيْهِ النَّسَائِيَّ. وَرَوَاهُ أَيْضاً: ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ بِإِسْنَادِهِ، لَكِنَّهُ لَمْ يُسَمِّ فِيْهِ نَافِعاً، بَلْ قَالَ: عَنْ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْهَا. وَحَدِيْثُ عَائِشَةَ هُوَ فِي صَحِيْحِ مُسْلِمٍ، مِنْ طَرِيْقِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ أَبُو طُوَالَةَ. وَلَمْ يُخَرِّجْ البُخَارِيُّ لأَبِي يُوْنُسَ شَيْئاً فِيْمَا عَلِمتُ، وَاللهُ أَعْلَمُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ -وَذَكَرَ سَادَةً مِنْ أَئِمَّةِ التَّابِعِيْنَ بِالمَدِيْنَةِ، كَابْنِ المُسَيِّبِ وَمَنْ بَعْدَهُ- قَالَ: فَمَا ضُرِبَتْ أَكبَادُ الإِبلِ مِنَ النَّوَاحِي إِلَى أَحَدٍ مِنْهُم دُوْنَ غَيْرِهِ، حَتَّى انْقَرَضُوا، وَخلاَ عصرُهُم، ثُمَّ حَدَّث مِثْلُ ابْنِ شِهَابٍ، وَرَبِيْعَةَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ بنِ هُرْمُزَ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَصَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ، وَكُلُّهُم يُفْتِي بِالمَدِيْنَةِ، وَلَمْ يَنْفَرِدْ وَاحِدٌ مِنْهُم بِأَنْ ضُرِبَتْ إِلَيْهِ أَكبَادَ الإِبِلِ، حَتَّى خَلاَ هَذَا العَصْرُ، فَلَمْ يَقعْ بِهِمُ التَّأْوِيْلُ فِي عَالِمِ أَهْلِ المَدِيْنَةِ. ثُمَّ حدَّثَ بَعْدَهُم مَالِكٌ، فَكَانَ مُفتِيْهَا فَضُرِبَتْ إِلَيْهِ أَكبَادُ الإِبِلِ مِنَ الآفَاقِ، وَاعْتَرَفُوا لَهُ، وَرَوَتِ الأَئِمَّةُ عَنْهُ مِمَّنْ كَانَ أَقدمَ مِنْهُ سِنّاً، كَاللَّيْثِ عَالِمِ أَهْلِ مِصْرَ، وَالمَغْرِبِ، وَكَالأَوْزَاعِيِّ عَالِمِ أَهْلِ الشَّامِ وَمُفتِيْهِم، وَالثَّوْرِيِّ، وَهُوَ المُقَدَّمِ بِالكُوْفَةِ، وَشُعْبَةَ عَالِمِ أَهْلِ البَصْرَةِ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَحَمَلَ عَنْهُ قَبْلَهُم يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ حِيْنَ وَلاَّهُ أَبُو جَعْفَرٍ قَضَاءَ القُضَاةِ، فَسَأَلَ مَالِكاً أَنْ يَكْتُبَ لَهُ مائَةَ حَدِيْثٍ حِيْنَ خَرَجَ إِلَى العِرَاقِ، وَمِنْ قَبْلُ كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ حَمَلَ عَنْهُ. أَبُو مُصْعَبٍ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، وَقَدْ نَزَلَ عَلَى مِثَالٍ لَهُ -يَعْنِي: فَرْشِهِ- وَإِذَا عَلَى بِسَاطِه دَابَّتَانِ، ما تروثان وتبولان، وَجَاءَ صبِيٌّ يَخْرُجُ ثُمَّ يَرْجِعُ، فَقَالَ لِي: أَتَدْرِي مَنْ هَذَا? قُلْتُ: لاَ. قَالَ: هَذَا ابْنِي، وَإِنَّمَا يَفزَعُ مِنْ هَيْبَتِكَ. ثُمَّ سَاءلَنِي عَنِ أَشْيَاءَ، مِنْهَا حَلاَلٌ وَمِنْهَا حَرَامٌ، ثُمَّ قَالَ لِي: أَنْتَ -وَاللهِ- أَعقَلُ النَّاسِ وَأَعْلَمُ النَّاسِ. قُلْتُ: لاَ وَاللهِ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّكَ تَكتُمُ. ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَئِنْ بَقِيْتُ، لأَكْتُبَنَّ قَوْلَكَ كَمَا تُكتَبُ المَصَاحِفُ، ولأبعثن به إلى الآفاق، فلأحملهنم عَلَيْهِ. الحَسَنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الجَرَوِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ، عَنْ خَلَفِ بنِ عمر: سمع

_ 1 الغريب: ما رواه راو واحد في طبقة واحدة من طبقات السند أو راو واحد في كل طبقة أو بعض طبقاته. 2 العزيز: ما رواه اثنان في كل طبقة من طبقات السند، ولا يقل عن اثنين في جميع طبقاته. 3 أي: كأنه تساوى مع النسائي في عدد رجال السند.

مَالِكاً يَقُوْلُ: مَا أَجَبتُ فِي الفَتْوَى حَتَّى سَأَلْتُ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنِّي: هَلْ تَرَانِي مَوْضِعاً لِذَلِكَ? سَأَلْتُ رَبِيْعَةَ، وَسَأَلْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ، فَأَمَرَانِي بِذَلِكَ. فَقُلْتُ: فَلَو نَهَوْكَ? قَالَ: كُنْتُ أَنْتَهِي، لاَ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَبذُلَ نَفْسَه حَتَّى يَسْأَلَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ. قَالَ خَلَفٌ: وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا تَرَى? فَإِذَا رُؤْيَا بَعَثَهَا بَعْضُ إِخْوَانِه، يَقُوْلُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ، فِي مَسْجِدٍ قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسِ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُم: إِنِّيْ قَدْ خَبَأْتُ تَحْتَ مِنْبَرِي طِيْباً أَوْ عِلْماً، وَأَمَرتُ مَالِكاً أَنْ يُفرِّقَهُ عَلَى النَّاسِ، فَانْصَرَفَ النَّاس وَهُم يَقُوْلُوْنَ: إِذاً يُنَفِّذُ مَالِكٌ مَا أَمرَهُ بِهِ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ بَكَى، فَقُمْتُ عَنْهُ. أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ: قَالَ مَالِكٌ: لَقَدْ سَمِعْتُ مِنِ ابْنِ شِهَابٍ أَحَادِيْثَ كَثِيْرَةً، مَا حَدَّثْتُ بِهَا قَطُّ، وَلاَ أحدث بها. ونصر بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِي1: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بنُ عُرْوَةَ، قال: قَالَ قَدِمَ المَهْدِيُّ، فَبَعَثَ إِلَى مَالِكٍ بِأَلْفَيْ دِيْنَارٍ -أَوْ قَالَ: بِثَلاَثَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ- ثُمَّ أَتَاهُ الرَّبِيْعُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ أَمِيْرَ المؤمنين يحب أن تعادله2 إلى مدينة السَّلاَمِ، فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "المَدِيْنَةُ خَيْرٌ لَهُم لَو كَانُوا يَعْلَمُوْنَ". والمال عندي على حاله3. ومحمد بنُ غَيْلاَنَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ دَاوُدَ المِخْراقي، سمعت مالكًا يقول: أخذ ربيعة

_ 1 هو: نصر بن علي بن صُهْبان، الأزْدي، الجَهْضَمي البصري، ثقة من الطبقة السابعة، وهي طبقة كبار أتباع التابعين، روى له أصحاب السنن الأربعة. 2 أي: تصاحبه في سفره. 3 صحيح: أخرجه مالك "2/ 887-888"، ومن طريقه أخرجه أحمد "5/ 220"، والبخاري "1875"، والطبراني "6408"، والبغوي "2018" عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عبد الله بن الزبير، عن سفيان بن زهير، وأخرجه عبد الرزاق "17159"، وأحمد "5/ 220"، والحميدي "865"، ومسلم "1388"، والطبراني "6407" و"6409" و"6410" و"6411" و"6412"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 320"، والبغوي "2018" من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، به مرفوعا ولفظه: "تُفتح الشام فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون -أي يتحملون بأهليهم- والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. ثم تفتح اليمن فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم تفتح العراق فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون، والمدينة خير لهم لو كان يعلمون". واللفظ لمسلم. وقيل: معنى يبسون: أي يدعون الناس إلى بلاد الخصب. وهو قول إبراهيم الحربي. وقال أبو عبيد: معناه يسوقون. والبسُّ سوق الإبل. وقال ابن وهب: معناه يزينون لهم البلاد ويحببونها إليهم ويدعونهم إلى الرحيل إليها.

الرَّأْيُ بِيَدِي، فَقَالَ: وَرَبِّ هَذَا المَقَامِ، مَا رَأَيْتُ عِرَاقِيّاً تَامَّ العَقْلِ، وَسَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: كَانَ عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ ضَعِيْفَ العَقْلِ. يَاسِيْنُ بنُ عَبْدِ الأَحَدِ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بنُ المُحَبِّرِ الرُّعيني، قَالَ: قَدِمَ المَهْدِيُّ المَدِيْنَةَ، فَبَعَثَ إِلَى مَالِكٍ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ لِهَارُوْنَ وَمُوْسَى: اسْمَعَا مِنْهُ فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَلَمْ يُجِبْهُمَا، فَأَعْلَمَا المَهْدِيَّ، فَكلَّمَهُ فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! العِلْمُ يُؤْتَى أَهْلُهُ. فَقَالَ: صَدَقَ مَالِكٌ، صِيْرَا إِلَيْهِ. فَلَمَّا صَارَا إِلَيْهِ، قَالَ لَهُ مُؤَدِّبُهُمَا: اقْرَأْ عَلَيْنَا. فقال: إن أهل المدينة يقرءون عَلَى العَالِمِ، كَمَا يَقْرَأُ الصِّبْيَانُ عَلَى المُعَلِّمِ، فإذا أخطئوا، أَفْتَاهُم. فَرَجَعُوا إِلَى المَهْدِيِّ، فَبَعَثَ إِلَى مَالِكٍ، فَكلَّمَه، فَقَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُوْلُ: جَمَعْنَا هَذَا العِلْمَ فِي الرَّوْضَةِ مِنْ رِجَالٍ، وَهُمْ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَعُرْوَةُ، وَالقَاسِمُ، وَسَالِمٌ، وَخَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ، وَنَافِعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ هُرْمُزَ، وَمِنْ بَعْدِهِم: أَبُو الزِّنَادِ، وَرَبِيْعَةُ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَابْنُ شِهَابٍ، كُلُّ هَؤُلاَءِ يُقْرَأُ عليهم، ولا يقرءون. فقال: في هؤلاء قدوة، صيروا إليه، فاقرءوا عَلَيْهِ، فَفَعَلُوا. قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: قَدِمَ هَارُوْنُ يُرِيْدُ الحجَّ، وَمَعَهُ يَعْقُوْبُ أَبُو يُوْسُفَ، فَأَتَى مَالِكٌ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، فَقَرَّبَهُ، وَأَكرَمَه، فَلَمَّا جَلَسَ، أَقْبَلَ إِلَيْهِ أَبُو يُوْسُفَ، فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ عَادَ، فَسَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ عَادَ, فَسَأَلَهُ، فَقَالَ هَارُوْنُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! هَذَا قَاضِينَا يَعْقُوْبُ يَسْأَلُكَ. قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ مَالِكٌ، فَقَالَ: يَا هَذَا! إِذَا رَأَيتَنِي جَلَسْتُ لأَهْلِ البَاطِلِ فَتَعَالَ، أُجِبْكَ مَعَهُم. السَّرَّاجُ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: كُنَّا إِذَا دَخَلنَا عَلَى مَالِكٍ، خَرَجَ إِلَيْنَا مُزَيَّنًا، مُكَحَّلاً، مُطَيَّباً، قَدْ لَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، وَتَصَدَّرَ الحَلْقَةَ، وَدَعَا بِالمَرَاوِحِ، فَأَعْطَى لِكُلٍّ مِنَّا مَرْوَحَةً. مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ مَالِكٌ يَأْتِي المَسْجِدَ، فَيَشهَدُ الصَّلَوَاتِ، وَالجُمُعَةَ، وَالجَنَائِزَ، وَيَعُوْدُ المَرْضَى، وَيَجْلِسُ فِي المَسْجِدِ، فَيَجتَمِعُ إِلَيْهِ أَصْحَابُه، ثُمَّ تَرَكَ الجُلُوْسَ، فَكَانَ يُصَلِّي وَيَنصَرِفُ، وَتَرَكَ شُهُوْدَ الجَنَائِزِ، ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ وَالجُمُعَةَ، وَاحْتَمَلَ النَّاسُ ذَلِكَ كُلَّهُ، وَكَانُوا أَرغَبَ مَا كَانُوا فِيْهِ، وَرُبَّمَا كُلِّمَ فِي ذَلِكَ فَيَقُوْلُ: لَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ يقدر أن يتكلم بعذره. وَكَانَ يَجْلِسُ فِي مَنْزِلِهِ عَلَى ضجاعٍ لَهُ، وَنَمَارِقَ1 مَطْرُوْحَةٍ فِي مَنْزِلِهِ يَمْنَةً وَيَسْرَةً لِمَنْ يأتيه من قريش والأنصار والناس.

_ 1 النَّمارق: جمع نمرقة وهي الوسادة.

وَكَانَ مَجْلِسُهُ مَجْلِسَ وَقَارٍ وَحِلمٍ. قَالَ: وَكَانَ رَجُلاً مَهِيْباً، نَبِيْلاً، لَيْسَ فِي مَجْلِسِهِ شَيْءٌ مِنَ المِرَاءِ وَاللَّغَطِ، وَلاَ رَفْعُ صَوْتٍ، وَكَانَ الغُربَاءُ يَسْأَلُوْنَهُ عَنِ الحَدِيْثِ، فَلاَ يُجِيْبُ إِلاَّ فِي الحَدِيْثِ بَعْدَ الحَدِيْثِ، وَرُبَّمَا أَذِنَ لِبَعْضِهِم يَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَكَانَ لَهُ كَاتِبٌ قَدْ نَسَخَ كُتُبَهُ، يُقَالُ لَهُ: حَبِيْبٌ، يَقْرَأُ لِلْجَمَاعَةِ، وَلاَ يَنْظُرُ أَحَدٌ فِي كِتَابِهِ وَلاَ يَسْتَفِهِمُ هَيْبَةً لِمَالِكٍ، وَإِجْلاَلاً لَهُ، وَكَانَ حَبِيْبٌ إِذَا قَرَأَ فَأَخطَأَ فَتَحَ عَلَيْهِ مَالِكٌ، وَكَانَ ذَلِكَ قَلِيْلاً. ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: مَا أَكْثَرَ أَحَدٌ قَطُّ، فَأَفلَحَ. حَرْملَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ لِي مَالِكٌ: العِلْمُ يَنْقُصُ وَلاَ يَزِيْدُ، وَلَمْ يَزَلِ العِلْمُ يَنْقُصُ بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ وَالكُتُبِ. أَحْمَدُ بنُ مَسْعُوْدٍ المَقْدِسِيُّ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحُنَيْنِيُّ، قَالَ: كَانَ مَالِكٌ يَقُوْلُ: وَاللهِ مَا دَخَلْتُ عَلَى مَلِكٍ مِنْ هَؤُلاَءِ المُلُوْكِ، حَتَّى أَصِلَ إِلَيْهِ، إِلاَّ نَزَعَ اللهُ هَيْبَتَه مِنْ صَدْرِي. حَرْملَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: أَعْلَمُ أَنَّهُ فَسَادٌ عَظِيْمٌ أَنْ يَتَكَلَّمَ الإِنسَانُ بِكُلِّ مَا يَسْمَعُ. هَارُوْنُ بنُ مُوْسَى الفَرْوِيُّ: سَمِعْتُ مُصْعَباً الزُّبَيْرِيَّ يَقُوْلُ: سَأَلَ هَارُوْنُ الرَّشِيْدُ مَالِكاً -وَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ، وَمَعَهُ بَنُوْهُ- أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِم. قَالَ: مَا قَرَأتُ عَلَى أَحَدٍ مُنْذُ زَمَانٍ، وَإِنَّمَا يُقْرَأُ عليَّ. فَقَالَ: أَخرِجِ النَّاسَ حَتَّى أَقَرَأَ أَنَا عَلَيْكَ. فَقَالَ: إِذَا مُنع العَامُّ لِبَعْضِ الخَاصِّ، لَمْ يَنْتَفِعِ الخَاصُّ. وَأَمَرَ مَعْنَ بنَ عِيْسَى، فَقَرَأَ عَلَيْهِ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي مَالِكاً عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ لِي: قِرّ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَى السَّرِيْرِ، ثُمَّ قَالَ: لاَ حَولَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ. وَكَانَ لاَ يُفْتِي حَتَّى يَقُوْلَهَا. ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: مَا تَعلَّمْتُ العِلْمَ إِلاَّ لِنَفْسِي، وَمَا تَعلَّمتُ لِيَحْتَاجَ النَّاسُ إليَّ، وَكَذَلِكَ كَانَ النَّاسُ. إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي: سَمِعْتُ أَبَا مُصْعَبٍ يَقُوْلُ: لَمْ يَشْهَدْ مَالِكٌ الجَمَاعَةَ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، فَقِيْلَ لَهُ: مَا يَمْنَعُكَ? قَالَ: مَخَافَةَ أَنْ أَرَى مُنْكَراً، فَأَحْتَاجُ أَنْ أُغَيِّرَهُ. إِبْرَاهِيْمُ الحِزَامِيُّ: حَدَّثَنِي مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ: قَالَ لِي مَالِكٌ: مَا يَقُوْلُ النَّاسُ فِيَّ? قُلْتُ: أَمَّا الصَّدِيْقُ فَيُثْنِي، وَأَمَّا العَدُوُّ فَيَقعُ. فَقَالَ: مَا زَالَ النَّاسُ كَذَلِكَ، وَلَكِن نَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ تَتَابُعِ الأَلسِنَةِ كُلِّهَا.

أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الرِّبَاطِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُوْلُ: سَأَلَ سَنْدَلٌ1 مَالِكاً عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَأَجَابَهُ، فَقَالَ: أَنْتَ مِنَ النَّاسِ، أَحْيَاناً تُخطِئُ، وَأَحْيَاناً لاَ تُصِيْبُ قَالَ: صَدَقتَ، هَكَذَا النَّاسُ. فَقِيْلَ لِمَالِكٍ: لَمْ تَدرِ مَا قَالَ لَكَ? فَفَطِنَ لَهَا، وَقَالَ: عَهِدتُ العُلَمَاءَ، وَلاَ يَتَكَلَّمُوْنَ بِمِثْلِ هَذَا، وَإِنَّمَا أُجِيْبُه عَلَى جَوَابِ النَّاسِ. حَرْملَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: لَيْسَ هَذَا الجَدَلُ مِنَ الدِّيْنِ بِشَيْءٍ. ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى المَنْصُوْرِ، وَكَانَ يدخل عليه الهاشميون، فيقبلون يده ورجله، وعصمني اللهُ مِنْ ذَلِكَ. الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ: أَخْبَرَنَا ابْنُ القَاسِمِ، قَالَ: قِيْلَ لِمَالِكٍ: لِمَ لَمْ تَأْخُذْ عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ? قَالَ: أَتَيْتُهُ، فَوَجَدتُهُ يَأْخذُوْنَ عَنْهُ قِيَاماً، فَأَجْلَلْتُ حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ آخُذَهُ قَائِماً. إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، وَغَيْرُهُ عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: لاَ يُؤْخَذُ العِلْمُ عَنْ أَرْبَعَةٍ: سَفِيْهٍ يُعلِنُ السَّفَهَ، وَإِنْ كَانَ أَرْوَى النَّاسِ، وَصَاحِبِ بِدْعَةٍ يَدعُو إِلَى هَوَاهُ، وَمَنْ يَكْذِبُ فِي حَدِيْثِ النَّاسِ، وَإِنْ كُنْتُ لاَ أتهمه في الحَدِيْثِ، وَصَالِحٍ عَابِدٍ فَاضِلٍ، إِذَا كَانَ لاَ يَحْفَظُ مَا يُحَدِّثُ بِهِ. أَصْبَغُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ -وَسُئِلَ عَنِ الصَّلاَةِ خَلْفَ أَهْلِ البِدَعِ القَدَرِيَّةِ وَغَيْرِهِم- فَقَالَ: لاَ أَرَى أَنْ يُصَلَّى خَلْفَهُم. قِيْلَ: فَالجُمُعَةَ? قَالَ: إِنَّ الجُمُعَةَ فَرِيْضَةٌ، وَقَدْ يُذْكَرُ عَنِ الرَّجُلِ الشَّيْءُ وَلَيْسَ هُوَ عَلَيْهِ. فَقِيْلَ لَهُ: أَرَأَيتَ إِنِ اسْتَيْقَنْتُ، أَوْ بَلَّغَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ، أَلَيْسَ لاَ أُصَلِّي الجُمُعَةَ خَلْفَهُ? قَالَ: إِنِ اسْتَيْقَنْتَ. كَأَنَّهُ يَقُوْلُ: إِنْ لَمْ يَسْتَيقِنْ ذَلِكَ، فَهُوَ فِي سَعَةٍ مِنَ الصَّلاَةِ خَلْفَهُ. أَبُو يُوْسُفَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلاَنِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ الشَّيْبَانِيَّ يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ، فَنَظَرَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: انْظُرُوا أَهْلَ المَشْرِقِ، فَأَنْزِلُوْهُم بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الكِتَابِ إِذَا حَدَّثُوكُم، فَلاَ تُصَدِّقُوهُم، وَلاَ تُكَذِّبُوهُم ثُمَّ الْتَفَتَ، فَرَآنِي، فَكَأَنَّهُ اسْتَحْيَى، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! أَكرَهُ أَنْ تَكُوْنَ غِيبَةً، هَكَذَا أَدْرَكْتُ أَصْحَابَنَا يَقُوْلُوْنَ. قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ مِنَ الإِمَامِ قَالَهُ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ اعْتِنَاءٌ بِأَحْوَالِ بَعْضِ القَوْمِ، وَلاَ خبر

_ 1 سندل: هو لقب عمر بن قيس المكي، تركه أحمد والنسائي، والدارقطني. وقال يحيى: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أحمد أيضا: أحاديثه بواطيل.

تَرَاجِمَهِم، وَهَذَا هُوَ الوَرَعُ، أَلاَ تَرَاهُ لَمَّا خَبَرَ حَالَ أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ العِرَاقِيِّ كَيْفَ احْتَجَّ به، وكذلك حميد الطويل، وغيره وَاحِدٍ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُم. وَأَهْلُ العِرَاقِ كَغَيْرِهِم، فِيْهِمُ الثِّقَةُ الحُجَّةُ، وَالصَّدُوقُ، وَالفَقِيْهُ، وَالمُقْرِئُ، وَالعَابِدُ، وَفِيْهِمُ الضَّعِيْفُ، وَالمَتْرُوكُ، وَالمُتَّهَمُ. وَفِي "الصَّحِيْحَيْنِ" شَيْءٌ كَثِيْرٌ جِدّاً مِنْ رِوَايَةِ العِرَاقِيِّينَ -رَحِمَهُمُ اللهُ. وَفِيْهِم مِنَ التَّابِعِيْنَ كَمِثْلِ: عَلْقَمَةَ، وَمَسْرُوْقٍ، وَعَبِيْدَةَ، والحسن، وَابْنِ سِيْرِيْنَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ، ثُمَّ الحَكَمِ، وَقَتَادَةَ، وَمَنْصُوْرٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَابْنِ عَوْنٍ، ثُمَّ مِسْعَرٍ، وَشُعْبَةَ، وَسُفْيَانَ، وَالحَمَّادَيْنِ، وَخَلاَئِقَ أَضْعَافِهِم -رَحِمَ اللهُ الجَمِيْعَ. وَهَذِهِ الحِكَايَةُ رَوَاهَا: الحَاكِمُ، عَنِ النَّجَّادِ، عَنْ هِلاَلِ بنِ العَلاَءِ، عَنِ الصَّيْدَلاَنِيِّ. صِفَةُ الإِمَامِ مَالِكٍ: عَنْ عِيْسَى بنِ عُمَرَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ قَطُّ بَيَاضاً، وَلاَ حُمْرَةً أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِ مَالِكٍ، وَلاَ أَشَدَّ بَيَاضِ ثَوْبٍ مِنْ مَالِكٍ. وَنَقَلَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّهُ كَانَ طُوَالاً، جَسِيْماً، عَظِيْمَ الهَامَةِ، أَشقَرَ، أَبْيَضَ الرَّأسِ وَاللِّحْيَةِ، عَظِيْمَ اللِّحْيَةِ، أَصلَعَ، وَكَانَ لاَ يُحْفِي شَارِبَه، وَيَرَاهُ مُثْلَةً. وَقِيْلَ: كَانَ أَزْرَقَ العِيْنَ، رَوَى بَعْضُ ذَلِكَ: ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ الضَّحَّاكِ الحِزَامِيُّ: كَانَ مَالِكٌ نَقِيَّ الثَّوْبِ، رَقِيْقَهُ، يُكثِرُ اخْتِلاَفَ اللَّبُوسِ. وَقَالَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: كَانَ مَالِكٌ يَلْبَسُ البَيَاضَ، وَرَأَيْتُهُ وَالأَوْزَاعِيَّ يَلْبَسَانِ السِّيجَانَ1. قَالَ أَشْهَبُ: كَانَ مَالِكٌ إِذَا اعْتَمَّ، جَعَلَ مِنْهَا تَحْتَ ذَقْنِهِ، وَيُسْدِلُ طَرَفَهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ. وَقَالَ خَالِدُ بنُ خِدَاشٍ: رَأَيْتُ عَلَى مَالِكٍ طَيْلَسَاناً وَثِيَاباً مَرْويَّةً جِيَاداً. وَقَالَ أَشْهَبُ: كَانَ إِذَا اكْتَحَلَ لِلضَّرُوْرَةِ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ. وَقَالَ مُصْعَبٌ: كَانَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ العَدَنِيَّةَ وَيَتَطَيَّبُ. وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: مَا رَأَيْتُ مُحَدِّثاً أَحْسَنَ وَجْهاً من مالك.

_ 1 السِّيجان: الطيالسة السود أو الخضر، واحدها ساج.

وَقِيْلَ: كَانَ شَدِيْدَ البَيَاضِ إِلَى صُفْرَةٍ، أَعْيَنَ1، أَشَمَّ2، كَانَ يُوَفِّرُ سَبَلَتَهُ3، وَيَحْتَجُّ بِفَتْلِ عُمَرَ شَارِبَهُ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: رَأَيْتُ مَالِكاً خَضَبَ بِحِنَّاءٍ مَرَّةً. وَقَالَ أَبُو مُصْعَبٍ: كَانَ مَالِكٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً، وَأَجْلاَهُم عَيْناً، وَأَنْقَاهُم بَيَاضاً، وَأَتَمِّهُم طُوْلاً، فِي جَوْدَةِ بَدَنٍ. وَعَنِ الوَاقِدِيِّ: كَانَ رَبْعَةً، لَمْ يَخْضِبْ، وَلاَ دَخَلَ الحَمَّامَ. وَعَنْ بِشْرِ بنِ الحَارِثِ، قَالَ: دَخَلْتُ على مالك، فرأيت عليه طيلسانًا يساوي خمسمائة، وَقَدْ وَقَعَ جَنَاحَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ أَشْبَهَ شَيْءٍ بِالمُلُوْكِ. وَقَالَ أَشْهَبُ: كَانَ مَالِكٌ إِذَا اعْتَمَّ، جَعَلَ مِنْهَا تَحْتَ حَنَكِه، وَأَرْسَلَ طَرَفهَا خَلْفَهُ، وَكَانَ يَتَطَيَّبُ بِالمِسْكِ وَغَيْرِه. وَقَدْ سَاقَ القَاضِي عِيَاضٌ مِنْ وُجُوْهٍ: حُسْنَ بَزَّةِ الإِمَامِ وَوُفُورَ تجمله. فِي نَسَبِ مَالِكٍ اخْتِلاَفٌ مَعَ اتِّفَاقِهِم عَلَى أَنَّهُ عَرَبِيٌّ أَصْبَحِيٌّ، فَقِيْلَ فِي جَدِّهِ الأَعْلَى: عَوْفُ بنُ مَالِكِ بنِ زَيْدِ بنِ عَامِرِ بن ربيعة بن بنت مَالِكِ بنِ زَيْدِ بنِ كَهْلاَنَ بنِ سَبَأَ بنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ بنِ قَحْطَانَ، وَإِلَى قَحْطَانَ جِمَاعُ اليَمَنِ. وَلَمْ يَخْتَلِفُوا أَنَّ الأَصْبَحِيِّينَ مِنْ حِمْيَرٍ، وَحِمْيَرٌ فَمِنْ قَحْطَانَ. نَعَمْ، وَغَيْمَانُ فِي نَسَبِهِ المَشْهُوْرِ بِغَيْنٍ مُعْجَمَةٍ، ثُمَّ بِآخِرِ الحُرُوْفِ عَلَى المَشْهُوْرِ وَقِيْلَ: عُثْمَانُ عَلَى الجَادَّةِ، وَهَذَا لَمْ يَصِحَّ. وَخُثَيْلٌ بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ، ثُمَّ بِمُثَلَّثَةٍ. قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ: جُثَيْل: بِجِيْمٍ، ثُمَّ بِمُثَلَّثَةٍ، وَقِيْلَ: حَنْبَلٌ، وَقِيْلَ: حِسْل وَكِلاَهُمَا تَصْحِيْفٌ. قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: اخْتُلِفَ فِي نَسَبِ ذِي أصبح، احتلافًا كَثِيْراً. مَوْلِدُهُ: تَقدَّمَ أَنَّهُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ. قَالَهُ يَحْيَى بنُ بُكَير، وَغَيْرُه. وَقِيْلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ. قَالَهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَعُمَارَةُ بنُ وَثِيمة، وَغَيْرُهُمَا. وَقِيْلَ: سنة سبع، وهو شاذ.

_ 1 أعين: أي ضخم العين واسعها. 2 الشمم: ارتفاع قصبة الأنف واستواء أعلاها وإشراف الأرنبة قليلا. 3 السَّبَلَة بالتحريك: الشَّارب، والجمعُ السِّبَال.

قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ: ذُو أَصْبَحَ مِنْ حِمْيَرٍ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّهُ زَعَمَ أَنَّ مَالِكاً وَآلَهُ مَوَالِي بَنِي تَيْمٍ، فَأَخْطَأَ، وَكَانَ ذَلِكَ أَقْوَى سَبَبٍ فِي تَكْذِيبِ الإِمَامِ مَالِكٍ لَهُ، وَطَعْنِهِ عَلَيْهِ. وَقَدْ كَانَ مَالِكٌ إِمَاماً فِي نَقْدِ الرِّجَالِ، حَافِظاً، مُجَوِّداً، مُتْقِناً. قَالَ بِشْرُ بنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ: سَأَلْتُ مَالِكاً عَنْ رَجُلٍ، فَقَالَ: هل رأيته فِي كُتُبِي? قُلْتُ: لاَ. قَالَ: لَوْ كَانَ ثِقَةً، لَرَأَيْتَهُ فِي كُتُبِي. فَهَذَا القَوْلُ يُعْطِيْكَ بِأَنَّهُ لاَ يَرْوِي إِلاَّ عَمَّنْ هُوَ عِنْدَهُ ثِقَةٌ، وَلاَ يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ يَرْوِي عَنْ كُلِّ الثِّقَاتِ، ثُمَّ لاَ يَلْزَمُ مِمَّا قَالَ أَنَّ كُلَّ مَنْ رَوَى عَنْهُ -وَهُوَ عِنْدَهُ ثِقَةٌ- أَنْ يَكُوْنَ ثِقَةً عِنْد بَاقِي الحُفَّاظِ، فَقَدْ يَخفَى عَلَيْهِ مِنْ حَالِ شَيْخِه مَا يَظْهَرُ لِغَيْرِه، إِلاَّ أَنَّهُ بِكُلِّ حَالٍ كَثِيْرُ التَّحَرِّي فِي نَقْدِ الرِّجَالِ -رَحِمَهُ اللهُ. ابْنُ البَرْقِيِّ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ كِنَانَةَ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: رُبَّمَا جَلَسَ إِلَيْنَا الشَّيْخُ، فَيُحُدِّثُ جُلَّ نَهَارِه، مَا نَأخُذُ عَنْهُ حَدِيْثاً وَاحِداً، وَمَا بِنَا أَنْ نَتَّهِمَهُ، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الحَدِيْثِ. إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي: حَدَّثَنَا عَتِيْقُ بن يعقوب، سمعت مالكًا يقول: حدثنا بن شِهَابٍ بِبِضْعَةٍ وَأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً، ثُمَّ قَالَ: أَعِدْهَا عليَّ، فَأَعَدتُ عَلَيْهِ مِنْهَا أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً. وَقَالَ نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ، فَأَتَيْنَاهُ وَمَعَنَا رَبِيْعَةُ، فَحَدَّثَنَا بِنَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ مِنَ الغَدِ، فَقَالَ: انْظُرُوا كِتَاباً حَتَّى أُحَدِّثَكُم مِنْهُ، أَرَأَيتُم مَا حَدَّثتُكُم بِهِ أَمْسُ، أيش في أيديكم منه? فقال ربيعة: ههنا مَنْ يَردُّ عَلَيْكَ مَا حَدَّثتَ بِهِ أَمْسُ. قَالَ: وَمَنْ هُوَ? قَالَ: ابْنُ أَبِي عَامِرٍ. قَالَ: هَاتِ. فَسَرَدَ لَهُ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً مِنْهَا. فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ بَقِيَ من يحفظ هذا غيري. قَالَ البُخَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ: لِمَالِكٍ نَحْوٌ مِنْ أَلفِ حَدِيْثٍ. قُلْتُ: أَرَادَ مَا اشْتُهِرَ لَهُ فِي "المُوَطَّأِ" وَغَيْرِه، وَإِلاَّ فَعِنْدَهُ شَيْءٌ كَثِيْرٌ، مَا كَانَ يَفْعَلُ أَنْ يَرْوِيَهُ. وَرَوَى عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: رَحِمَ اللهُ مَالِكاً، مَا كَانَ أَشَدَّ انْتِقَادَهُ لِلرِّجَالِ. ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَعِيْنٍ، قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: مَا نَحْنُ عِنْدَ مَالِكٍ، إِنَّمَا كُنَّا نَتَّبِعُ آثَارَ مَالِكٍ، وَنَنظُرُ الشَّيْخَ، إِنْ كَانَ كَتَبَ عَنْهُ مَالِكٌ، كَتَبنَا عَنْهُ. وَرَوَى طَاهِرُ بنُ خَالِدٍ الأَيْلِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: كَانَ مَالِكٌ لاَ يُبَلِّغ مِنَ

الحَدِيْثِ إِلاَّ صَحِيْحاً، وَلاَ يُحَدِّثُ إِلاَّ عَنْ ثِقَةٍ، مَا أَرَى المَدِيْنَةَ إِلاَّ ستَخربُ بَعْدَ مَوْتِهِ -يَعْنِي: مِنَ العِلْمِ. الطَّحَاوِيُّ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ -وَذَكَرَ حَدِيْثاً- فَقَالُوا: يُخَالِفُكَ فِيْهِ مَالِكٌ. فَقَالَ: أَتَقْرِنُنِي بِمَالِكٍ? مَا أَنَا وَهُوَ إلا كما قال جرير: وَابْنُ اللَّبُوْنِ إِذَا مَا لُزَّ فِي قَرَنٍ لَمْ يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَنَاعِيْسِ1 ثُمَّ قَالَ يُوْنُسُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ القَرِيْنَانِ، وَلَوْلاَ مَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ، لَذَهَبَ عِلْمُ الحِجَازِ. وَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ، وَغَيْرُه، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ بَعْدَ مَوْتِ نَافِعٍ بِسَنَةٍ، وَلِمَالِكِ بنِ أَنَسٍ حَلْقة. وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ، قَالَ: لَقَدْ كَانَ لِمَالِكٍ حَلْقَةٌ فِي حَيَاةِ نَافِعٍ. وَقَالَ أَشْهَبُ: سَأَلْتُ المُغِيْرَةَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مَالِكٍ وَابْنِ المَاجَشُوْنِ، فَرَفَعَ مَالِكاً، وَقَالَ: مَا اعْتَدَلاَ فِي العِلْمِ قَطُّ. ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: أَخْبَرَنِي وُهَيْبٌ -وَكَانَ مِنْ أَبصَرِ النَّاسِ بِالحَدِيْثِ وَالرِّجَالِ- أَنَّهُ قَدِمَ المَدِيْنَةَ، قَالَ: فَلَمْ أَرَ أَحَداً إِلاَّ تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ إِلاَّ مَالِكاً، وَيَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيَّ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لاَ أُقَدِّمُ عَلَى مَالِكٍ فِي صِحَّةِ الحَدِيْثِ أَحَداً. وَقَالَ ابْنُ لَهِيْعَةَ: قُلْتُ لأَبِي الأَسْوَدِ: مَنْ لِلرَّأيِ بَعْدَ رَبِيْعَةَ بِالمَدِيْنَةِ? قال: الغلام الأصبحي. الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ: لَوْلاَ أَنِّي أَدْرَكتُ مَالِكاً وَاللَّيْثَ، لَضَلَلْتُ. هَارُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ ذَكَرَ اخْتِلاَفَ الحَدِيْثِ وَالرِّوَايَاتِ، فَقَالَ: لَوْلاَ أَنِّي لَقِيْتُ مَالِكاً، لضللت.

_ 1 ابن اللبون: ما أوفى على ثلاث سنين. لُزَّ: رُبط. القَرَن: الحبل الذي يشد به البعيران ونحوهما فيقرنان معا. البُزْل: جمع بازل: البعير الذي دخل في السنة التاسعة. والقناعيس: جمع قِنعاس: الجمل الضخم العظيم الشديد القوة. قال البغدادي في "خزانة الأدب": ضربه مثلا لمن يعارضه ويهاجيه، يقول: من رام إدراكي كان بمنزلة ابن اللبون إذا قرن في قرن مع البازل القنعاس، إن صال عليه لم يقدر على دفع صولته ومقاومته، وإن رام النهوض معه قصر عن عدوته.

وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: مَا فِي القَوْمِ أَصَحُّ حَدِيْثاً مِنْ مَالِكٍ، كَانَ إِمَاماً فِي الحَدِيْثِ. قَالَ: وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَوْقَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ: أَقَمْتُ عند مالك ثلاث سنين وكسرا، وسمعت من لفظه أكثر من سبعمائة حَدِيْثٍ، فَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا حَدَّثَ عَنْ مَالِكٍ امْتَلأَ مَنْزِلُهُ، وَإِذَا حَدَّثَ عَنْ غَيْرِه مِنَ الكُوْفِيِّيْنَ، لَمْ يَجِئْهُ إِلاَّ اليَسِيْرُ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَني: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَالِكٌ مُعَلِّمي، وَعَنْهُ أَخَذْتُ العِلْمَ. وَعَنِ الشَّافِعِيِّ، قَالَ: كَانَ إِذَا شَكَّ فِي حَدِيْثٍ طَرَحَهُ كُلَّهُ. أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ نَصْرٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُوْلُ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ: صَاحِبُنَا أَعْلَمُ مِنْ صَاحِبِكُم -يُرِيْدُ أَبَا حَنِيْفَةَ وَمَالِكاً- وَمَا كَانَ لِصَاحِبِكُم أَنْ يَتَكَلَّمَ، وَمَا كَانَ لِصَاحِبِنَا أَنْ يَسكُتَ. فَغَضِبْتُ، وَقُلْتُ: نَشَدْتُكَ اللهَ مَنْ أَعْلَمُ بِالسُّنَّةِ، مَالِكٌ أَوْ صَاحِبُكُم? فَقَالَ: مَالِكٌ، لَكِنْ صَاحِبُنَا أَقْيَسُ. فَقُلْتُ: نَعَمْ، وَمَالِكٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللهِ وَنَاسِخِهِ وَمَنْسُوْخِه وَبِسُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَبِي حَنِيْفَةَ، وَمَنْ كَانَ أَعْلَمَ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، كَانَ أَوْلَى بِالكَلاَمِ. قَالَ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: ذَاكَرْتُ يَوْماً مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ، وَدَارَ بَيْنَنَا كَلاَمٌ وَاخْتِلاَفٌ، حَتَّى جَعَلتُ أَنْظُرُ إِلَى أَوْدَاجِه تَدِرُّ، وَأَزْرَارِهِ تَتَقَطَّعُ، فَقُلْتُ: نَشَدْتُكَ بِاللهِ، تَعْلَمُ أَنَّ صَاحِبَنَا كَانَ أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللهِ? قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قُلْتُ: وَكَانَ عَالِماً باخْتِلاَفِ الصَّحَابَةِ? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: أَئِمَّةُ النَّاسِ فِي زَمَانِهِم أَرْبَعَةٌ: الثَّوْرِيُّ، وَمَالِكٌ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعقَلَ مِنْ مَالِكٍ. يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، سَمِعْتُ مَالِكاً -وَقَالَ لَهُ ابْنُ القَاسِمِ: لَيْسَ بَعْدَ أَهْلِ المَدِيْنَةِ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالبُيُوْعِ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ- فَقَالَ مَالِكٌ: مَنْ أَيْنَ عَلِمُوا ذَلِكَ? قَالَ: مِنْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ. فَقَالَ: مَا أَعْلَمُهَا أَنَا، فكيف يعلمونها بي? وَعَنْ مَالِكٍ، قَالَ: جُنَّة العَالِمِ: "لاَ أَدْرِي"، فَإِذَا أَغفَلَهَا أُصِيْبَتْ مَقَاتِلُهُ. قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: كَانَتْ حَلْقَةُ مَالِكٍ فِي زَمَنِ رَبِيْعَةَ مِثْلَ حَلْقَةِ رَبِيْعَةَ وَأَكْبَرَ، وَقَدْ أَفْتَى مَعَهُ عِنْدَ السُّلْطَانِ.

الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، قَالَ: لَمَّا أَجْمَعتُ التَّحوِيلَ عَنْ مَجْلِسِ رَبِيْعَةَ، جَلَسْتُ أَنَا وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ فِي نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَلَمَّا قَامَ رَبِيْعَةُ، عَدَلَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: يَا مَالِكُ، تَلعَبُ بِنَفْسِك زَفَنْتَ1، وَصَفَّقَ لَكَ سُلَيْمَانُ، بَلَغتَ إِلَى أَنْ تَتَّخِذَ مَجْلِساً لِنَفْسِكَ?! ارْجِعْ إِلَى مَجْلِسِكَ. قَالَ الهَيْثَمُ بنُ جَمِيْلٍ: سَمِعْتُ مَالِكاً سُئِلَ عَنْ ثمانٍ وَأَرْبَعِيْنَ مَسْأَلَةً، فَأَجَابَ فِي اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ مِنْهَا بِـ: لاَ أَدْرِي. وَعَنْ خَالِدِ بنِ خِدَاشٍ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى مَالِكٍ بِأَرْبَعِيْنَ مَسْأَلَةً، فَمَا أَجَابَنِي مِنْهَا إِلاَّ فِي خَمْسِ مَسَائِلَ. ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ، سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ يَزِيْدَ بنِ هُرْمُزَ يَقُوْلُ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يُورِّثَ جُلَسَاءهُ قَوْلَ: "لاَ أَدْرِي"، حَتَّى يَكُوْنَ ذَلِكَ أَصْلاً يَفْزَعُوْنَ إِلَيْهِ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: صَحَّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ: "لاَ أَدْرِي" نِصْفُ العلم. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ رُمْحٍ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنَّ مَالِكاً وَاللَّيْثَ يَخْتَلِفَانِ، فَبِأَيِّهُمَا آخُذُ? قَالَ: "مَالِكٌ, مَالِكٌ". أَشْهَبُ، عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَافَيْتُهُ يَخطُبُ، إِذْ أَقْبَلَ مَالِكٌ، فَلَمَّا أَبصرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إليَّ، إليَّ" فَأَقْبَلَ حَتَّى دَنَا مِنْهُ، فَسَلَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَاتَمَهُ مِنْ خِنْصَرِهِ، فَوَضَعَهُ فِي خِنْصَرِ مَالِكٍ. مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ: حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ حَمَّادٍ الزُّهْرِيُّ، سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: قَالَ لِي المَهْدِيُّ: ضَعْ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ كِتَاباً أَحْمِلُ الأُمَّةَ عَلَيْهِ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، أَمَّا هَذَا الصُّقع -وَأَشَرتُ إِلَى المَغْرِبِ- فَقَدْ كُفِيْتَهُ، وَأَمَّا الشَّامُ، فَفِيْهُم مَنْ قَدْ عَلِمتَ -يَعْنِي: الأَوْزَاعِيَّ- وَأَمَّا العِرَاقُ, فَهُم أَهْلُ العِرَاقِ. ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، سَمِعْتُ بن عمر مَالِكاً يَقُوْلُ: لَمَّا حَجَّ المَنْصُوْرُ، دَعَانِي، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَحَادَثْتُه، وَسَأَلَنِي، فَأَجَبْتُهُ، فَقَالَ: عَزمتُ أَنْ آمُرَ بِكُتُبِكَ هَذِهِ -يَعْنِي: "المُوَطَّأَ"- فَتُنسَخَ نُسَخاً، ثُمَّ أَبعَثَ إِلَى كُلِّ مِصْرٍ مِنْ أَمْصَارِ المُسْلِمِيْنَ بِنُسخَةٍ، وَآمُرَهُم أَنْ يَعْمَلُوا بِمَا فِيْهَا، وَيَدَعُوا مَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ العِلْمِ المُحْدَثِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ أَصْلَ العِلْمِ رِوَايَةُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ وَعِلْمُهُم. قُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ لاَ تَفْعَلْ، فإن الناس قد سيقت إليهم أقاويل،

_ 1 زفنت: الزفن: الرقص.

وَسَمِعُوا أَحَادِيْثَ، وَرَوَوْا رِوَايَاتٍ، وَأَخَذَ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا سِيقَ إِلَيْهِم، وَعَمِلُوا بِهِ، وَدَانُوا بِهِ، مِنِ اخْتِلاَفِ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَغَيْرِهم، وَإِنَّ رَدَّهُم عَمَّا اعْتَقَدُوْهُ شَدِيْدٌ، فَدَعِ النَّاسَ وَمَا هُمْ عَلَيْهِ، وَمَا اختار أهل كل بلد لأَنْفُسِهِم. فَقَالَ: لَعَمْرِي، لَوْ طَاوَعْتَنِي لأمَرتُ بِذَلِكَ. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ مِسْكِيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ، قَالاَ: سَمِعْنَا مَالِكاً يَذْكُرُ دُخُوْلَهُ عَلَى المَنْصُوْرِ، وَقَوْلَهُ فِي انْتِسَاخِ كُتُبِهِ، وَحَمْلِ النَّاسِ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: قَدْ رَسَخَ فِي قُلُوْبِ أَهْلِ كُلِّ بَلَدٍ مَا اعْتَقَدُوْهُ وَعَمِلُوا بِهِ، وردُّ العَامَّةِ عَنْ مِثْلِ هَذَا عَسِيْرٌ. قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ مَالِكٌ يَجْلِسُ فِي مَنْزِلِهِ عَلَى ضِجَاعٍ وَنَمَارِقَ مَطْرُوْحَةٍ يَمنَةً وَيَسرَةً فِي سَائِرِ البَيْتِ لِمَنْ يَأْتِي، وَكَانَ مَجْلِسُه مَجْلِسَ وَقَارٍ وَحِلْمٍ، وَكَانَ مَهِيْباً نَبِيْلاً، لَيْسَ فِي مَجْلِسِهِ شَيْءٌ مِنَ المِرَاءِ وَاللَّغَطِ، وَكَانَ الغُربَاءُ يَسْأَلونُهُ عَنِ الحَدِيْثِ، بَعْدَ الحَدِيْثِ وَرُبَّمَا أَذِنَ لِبَعْضِهِم، فَقَرَأَ عَلَيْهِ، وَكَانَ لَهُ كَاتِبٌ يُقَالُ لَهُ: حَبِيْبٌ. قَدْ نَسَخَ كُتُبَهُ، وَيَقْرَأُ لِلْجَمَاعَةِ، فَإِذَا أَخْطَأَ فَتَحَ عَلَيْهِ مَالِكٌ، وَكَانَ ذَلِكَ قَلِيْلاً. أَبُو زُرْعة: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِر، قَالَ لِي مَالِكٌ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! ذَهَبَ النَّاسُ، لَمْ يَبْقَ غَيْرِي وَغَيْرُكَ. ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ، فَرَأَيْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ يُقَبِّلُوْنَ يَدَهُ، وَعُوْفِيْتُ، فَلَمْ أُقَبِّلْ لَهُ يَداً. المِحْنة: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ: كَانَ مَالِكٌ قَدْ ضُرِبَ بِالسِّيَاطِ، وَاخْتُلِفَ فِي سَبَبِ ذَلِكَ، فَحَدَّثَنِي العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا ابن ذكوان، عن مروان الطَّاطَرِيِّ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ نَهَى مَالِكاً عَنِ الحَدِيْثِ: "لَيْسَ عَلَى مُسْتَكْرَهٍ طَلاَقٌ" 1. ثُمَّ دَسَّ إليه من يسأله، فحدثه به على رءوس الناس، فضربه بالسياط.

_ 1 علقه البخاري في كتاب الطلاق، باب الطلاق في الاغلاق والكره والسكران والمجنون، ولفظه عن ابن عباس قال: "طلاق السكران والمستكره ليس بجائز". قال الحافظ في الفتح "9/ 391-392": وصله ابن أبي شيبة "5/ 48" وسعيد بن منصور جميعا عن هشيم، عن عبد الله بن طلحة الخزاعي، عن أبي يزيد المزني، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: "ليس لسكران ولا لمضطهد طلاق"، والمضطهد بضاد معجمة ساكنة ثم طاء مهملة مفتوحة ثم هاء مهملة هو المغلوب المقهور، وأخرجه أبو داود "2193"، وابن ماجه "2046"، والحاكم "2/ 198"، والبيهقي "7/ 357" وأحمد "6/ 276" من طرق عن محمد بن إسحاق قال: حدثني ثور بن يزيد الحمصي، عن محمد بن عبيد بن أبي صالح المكي قال: حججت مع عدي بن عدي الكندي فبعثني إلى صفية بنت شيبة ابنة عثمان صاحب الكعبة أسألها عن أشياء سمعتها من عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فكان فيما حدثتني أنها سمعت عَائِشَةَ تَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "لا طلاق ولا عتاق في إغلاق". وهو حديث حسن له طرق يرتقي بها إلى مرتبة الحسن عند الدارقطني والبيهقي والحاكم، لولا ضيق المقام لفصلنا الكلام عليها تفصيلا. وقوله: "في إغلاق". قال أبو داود: الإغلاق أظنه في الغضب. وقال ابن الأثير في "النهاية": في إغلاق: أي في إكراه، لأن المكره مغلق عليه في أمره ومضيق عليه في تصرفه كما يغلق الباب على الإنسان.

وَحَدَّثَنَا العَبَّاسُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ حَمَّادٍ: أَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى مَالِكٍ إِذَا أُقِيْمَ مِنْ مَجْلِسِهِ، حَمَلَ يَدَهُ بِالأُخْرَى. ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا الواقدي، قال: ما دُعِيَ مَالِكٌ، وشُووِرَ، وَسُمِعَ مِنْهُ، وَقُبِلَ قَوْلُهُ، حُسِدَ، وبَغَوه بِكُلِّ شَيْءٍ، فَلَمَّا وَلِيَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ المَدِيْنَةَ، سَعَوْا بِهِ إِلَيْهِ، وَكَثَّرُوا عَلَيْهِ عِنْدَهُ، وَقَالُوا: لاَ يَرَى أَيْمَانَ بَيْعَتِكُم هَذِهِ بِشَيْءٍ، وَهُوَ يَأْخُذُ بِحَدِيْثٍ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتِ بنِ الأَحْنَفِ فِي طَلاَقِ المُكْرَهِ: أَنَّهُ لاَ يَجُوْزُ عِنْدَهُ. قَالَ: فَغَضِبَ جَعْفَرٌ، فَدَعَا بِمَالِكٍ، فَاحْتَجَّ عَلَيْهِ بِمَا رُفِعَ إِلَيْهِ عَنْهُ، فَأَمَرَ بِتَجرِيْدِه، وَضَرْبِهِ بِالسِّيَاطِ، وجُبْذَت يَدُهُ حَتَّى انخلعت من كَتِفِهِ، وَارتُكِبَ مِنْهُ أَمْرٌ عَظِيْمٌ، فَوَاللهِ مَا زَالَ مَالِكٌ بَعْدُ فِي رِفْعَةٍ وَعُلُوٍّ. قُلْتُ: هَذَا ثَمَرَةُ المِحْنَةِ المَحْمُوْدَةِ، أَنَّهَا تَرفَعُ العَبْدَ عِنْدَ المُؤْمِنِيْنَ، وَبِكُلِّ حَالٍ فَهِيَ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيْنَا، وَيَعْفُو اللهُ عَنْ كَثِيْرٍ: "وَمَنْ يُرِدِ الله به خيرًا يصيب مِنْهُ" 1. وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ قَضَاءِ المُؤْمِنِ خَيْرٌ لَهُ" 2. وَقَالَ اللهُ -تَعَالَى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ} [مُحَمَّدٌ: 31] . وَأَنْزَلَ -تَعَالَى- فِي وَقْعَةِ أُحُدٍ قَوْلَهُ: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آلُ عِمْرَانَ: 165] . وَقَالَ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشُّوْرَى: 30] . فَالمُؤْمِنُ إِذَا امْتُحِنَ صَبَرَ وَاتَّعَظَ وَاسْتَغْفَرَ، وَلَمْ يَتَشَاغَلْ بِذَمِّ مِنِ انْتَقَمَ مِنْهُ، فَاللهُ حَكَمٌ مُقْسِطٌ، ثُمَّ يَحْمَدُ اللهَ عَلَى سَلاَمَةِ دِيْنِه، وَيَعْلَمُ أَنَّ عُقُوْبَةَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ وَخَيْرٌ لَهُ. قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: أَلَّفَ فِي مَنَاقِبِ مَالِكٍ -رَحِمَهُ الله- جماعة منهم القاضي أبو

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 941"، ومن طريقه البخاري "5645"، وأحمد "2/ 237"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "344"، والبغوي "1420"، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي صعصعة أنه قال: سمعت سعيد بن يسار أبا الحباب يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فذكره. 2 حسن: أخرجه أحمد "3/ 117 و184" و"5/ 24"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "596" عن ثعلبة بن عاصم، عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ: "عجبت للمؤمن إن الله لم يقض قضاء إلا كان خيرا له".

عبد الله التُّسْتَري1 المالكي، له في ثلاثة مُجَلَّدَاتٍ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ فِهْرٍ المِصْرِيُّ2، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيُّ القَاضِي، وَأَبُو بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيُّ الحَافِظُ، وَالزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، وَأَبُو عُلاَثَةَ مُحَمَّدُ بن أبي غسان، وَابْنُ حَبِيْبٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الجَارُوْدِ، وَأَحْمَدُ بنُ رِشْدِيْنَ، وَأَبُو عَمْرٍو المُغَامِيُّ3، وَالحَسَنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الضَّرَابُ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ مُنتاب، وَأَبُو إِسْحَاقَ بنُ شَعْبَانَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ اليَقْطِيْنِيُّ، وَالحَافِظُ أَبُو نَصْرٍ بنُ الجبَّان، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ رَوْزَبة الدِّمَشْقِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الزَّنْكَانِيُّ4، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ الدِّيْنَورِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو الفَضْلِ القُشيري، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ اللَّبَّادِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي زَيْدٍ، وَالحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَأَبُو ذَرٍّ عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكي، وَأَبُو عُمَرَ بنُ حَزْمٍ الصَّدَفِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَالقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ نَصْرٍ، وَابْنُ الإِمَامِ التُّطَيلي، وَابْنُ حَارِثٍ القَرَوِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ، وَأَبُو مَرْوَانَ بنُ أَصْبَغَ. وَقَدْ جَمَعَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ كِتَاباً كَبِيْراً فِي الرُّوَاةِ عَنْ مَالِكٍ، وَشَيْءٍ مِنْ رِوَايَتِهم عَنْهُ. قُلْتُ: وَلِلْحَافِظِ أَبِي نُعيم تَرْجَمَةٌ طُوْلَى فِي "الحِلْيَة" لِمَالِكٍ. وَمِمَّنْ أَلَّفَ فِي الرُّوَاةِ عَنْهُ: الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مُفَرّج، وَالإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي دُلَيم، وَعَبْدُ الرحمن بن محمد البكري. قَالَ عِيَاضٌ: وَاسْتَقْصَيْنَا كِتَابَنَا هَذَا فِي أَخْبَارِ مَالِكٍ مِنْ تَصَانِيْفِ المُحَدِّثِيْنَ: كَكُتُبِ البُخَارِيِّ، وَالزُّبَيْرِ، وَابْنِ أَبِي حَاتِمٍ، وَوَكِيْعٍ القَاضِي، وَالدَّارَقُطْنِيِّ، وَابْنِ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيِّ، والصُّولي، وَأَحْمَدَ بنِ كَامِلٍ، وَأَبِي سَعِيْدٍ بنِ يُوْنُسَ الصَّدَفي، وَأَبِي عُمَرَ الكِنْدِيِّ، وَأَبِي عُمَرَ الصَّدَفِيِّ القُرْطُبِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ حَارِثٍ القَرَوِيِّ، وَأَبِي العَرَبِ التَّمِيْمِيِّ، وَأَبِي إسحاق بن

_ 1 القاضي أبو عبد الله التستري المالكي، هو محمد بن أحمد بن عمر التستري المتوفى سنة "345هـ" ترجمته في "الديباج المذهب" لابن فرحون المالكي "2/ 193". 2 أبو الحسن بن فهر المصري، هو علي بن الحسين بن محمد بن العباس، ترجمته في "الديباج المذهب" لابن فرحون المالكي "2/ 104". 3 أبو عمرو المغامي، نسبة إلى مُغامة، مدينة بالأندلس، اسمه يوسف بن يحيى بن يوسف الأزدي من أهل قرطبة، توفي سنة "288هـ" ترجمته في "نفح الطيب" للتلمساني "2/ 520". 4 هو: محمد بن أحمد بن سهل القاضي البصري، أبو عبد الله الزنكاني القاضي كما في "الديباج المذهب" لابن فرحون المالكي "2/ 183".

الرَّفِيْقِ الكَاتِبِ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ البَصْرِيِّ فِي القُرَوِيِّينَ، وَتَارِيْخِ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ المَالِكِيِّ فِي القُرَوِيِّينَ. وَتَوَارِيْخِ الأَنْدَلُسِ: كَكِتَابِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ البَرِّ، وَكِتَابِ "الاحْتِفَالِ" لأَبِي عُمَرَ بنِ عَفِيْفٍ، وَ"الانْتِخَابِ" لأَبِي القَاسِمِ بنِ مُفَرِّجٍ، وَتَارِيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الفَرضي، وَتَوَارِيْخِ أَبِي مَرْوَانَ، وَابْنِ حَيَّان، وَالرَّازِيِّ، وَكِتَابِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُظَاهر، وَمَا وَقَعَ إليَّ مِنْ تَارِيْخ الخَطِيْبِ فِي البَغْدَادِيِّينَ، وَكِتَابِ أَبِي نَصْرٍ الأَمِيْرِ، وَطَبَقَاتِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيِّ، وَكِتَابِ ابْنِ عَبْدِ البَرِّ فِي الأَئِمَّةِ الثَّلاَثَةِ، وَرُوَاتِهِم. قَالَ القَاضِي: وَحَقَّقْنَا مَنْ رَوَى "المُوَطَّأَ" عَنْ مَالِكٍ، وَمَنْ نَصَّ عَلَيْهِم أَصْحَابُ الأَثَرِ وَالنُّقَّادُ: ابْنُ وَهْبٍ, ابْنُ القاسم، محمد بن الحسن، الغاز ابن قَيْسٍ، زِيَادٌ شَبَطُون، الشَّافِعِيُّ، القَعْنَبِيُّ، مَعْنُ بنُ عيسى، عبد الله بن يُوْسُفَ، يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ، يَحْيَى بنُ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ، يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ اليَسَارِيُّ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الحَكَمِ، مُوْسَى بنُ طَارِقٍ، أَسَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ الصُّوْرِيُّ، أَبُو مُسْهِرٍ الغَسَّانِيُّ، حَبِيْبٌ كَاتِبُ اللَّيْثِ، قَرَعوس بنُ العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الحَرَّاني، يَحْيَى بنُ صَالِحٍ الوُحَاظِيُّ، يَحْيَى بنُ مُضَرَ، سَعِيْدُ بنُ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيُّ، مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، أَبُو مُصْعَبٍ الزهري، سويد بن سعيد، سعيد ابن أَبِي مَرْيَمَ، سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ، عَلِيُّ بنُ زِيَادٍ التُّوْنُسِيُّ، قُتَيْبة بنُ سَعِيْدٍ الثَّقَفِيُّ، عَتِيْقُ بنُ يَعْقُوْبَ الزُّبَيْرِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ شَرُّوْسٍ الصَّنْعَانِيُّ، إِسْحَاقُ بنُ عِيْسَى بنِ الطَّباع، خَالِدُ بنُ نِزَارٍ الأَيْلِيُّ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَأَخُوْهُ أَبُو بَكْرٍ، عِيْسَى بنُ شَجَرَةَ المَغْرِبِيُّ، بَرْبَرٌ المُغَنِّي وَالِدُ الزُّبَيْرِ بنِ بَكَّارٍ، أَبُو حُذَافَةَ أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ السَّهْمِيُّ. خَاتِمَةُ مَنْ رَوَى عَنْهُ: قِيْلَ: إِنَّ زَكَرِيَّا بنَ دُوَيْدٍ الكِنْدِيَّ لَقِيَ مَالِكاً، وَلَكِنَّهُ كَذَّابٌ، بَقِيَ إِلَى سَنَةِ نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ وَمَائَتَيْنِ، وَعَلَيْهِ بَنَى الخَطِيْبُ فِي كِتَابِ: "السَّابِقِ وَاللاَّحِقِ"، خَلَفُ بنُ جَرِيْرٍ القَرَوِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى السَّبَائِيُّ، مُحْرِزُ بنُ هَارُوْنَ، سَعِيْدُ بنُ عَبْدُوْسٍ، عَبَّاسُ بنُ نَاصِحٍ، عُبَيْدُ بنُ حَيَّانَ الدِّمَشْقِيُّ، أَيُّوْبُ بنُ صَالِحٍ الرَّمْلِيُّ، حَفْصُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَخُوْهُ حَسَّانٌ، يَحْيَى وَفَاطِمَةُ وَلَدَا مَالِكٍ، سُلَيْمَانُ بنُ بُرد، عَبْدُ الرحمن بن خَالِدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ هِنْدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْدَلُسِيُّ. وَقَدْ قِيْلَ: إِنَّ قَاضِي البَصْرَةِ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ رَوَى "المُوَطَّأَ" عَنْ مَالِكٍ إِجَازَةً. وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا يُوْسُفَ القَاضِي رَوَاهُ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَالِكٍ، وَمَا زَالَ العُلَمَاءُ قَدِيْماً وَحَدِيْثاً لَهُم أَتَمُّ اعْتنَاءٍ بِرِوَايَةِ "المُوَطَّأِ"، وَمَعْرِفَتِه، وَتَحصِيْلِه. وَقَدْ جَمَعَ إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي أَحَادِيْثَ "المُوَطَّأِ" عَنْ رِجَالِهِ، عَنْ مَالِكٍ وَسَائِرِ مَا وَقَعَ لَهُ مِنْ حديث مالك.

وَأَلَّفَ قَاسِمُ بنُ أَصْبَغَ الحَافِظُ حَدِيْثَ مَالِكٍ، وَأَبُو القَاسِمِ الجَوْهَرِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ القَابِسِيُّ عَمِلَ "المُلَخَّصَ"، وَحَفِظَهُ خَلْقٌ مِنَ الطَّلَبَةِ. وَأَلَّفَ أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ "مُسْنَدَ المُوَطَّآتِ"، وَأَلَّف أَبُو بَكْرٍ القَبَّابُ حَدِيْثَ مَالِكٍ. وَلأَبِي الحَسَنِ بنِ حَبِيْبٍ السِّجلْماسي1 "مُسْنَدُ المُوَطَّأِ"، وَلِفُلاَنٍ المُطَرِّزِ، وَلأَبِي عَبْدِ اللهِ الجِيْزِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ بُندار الفَارِسِيِّ، وَأَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَابْنِ مُفرِّج. وَأَلَّفَ النَّسَائِيُّ "مُسْنَدَ مَالِكٍ"، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَامِعٍ السُّكَّرِيُّ، وَابْنُ عُفير، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُوْرِيُّ السَّرَّاجُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ، وَأَبُو العَرَبِ التَّمِيْمِيُّ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَالحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ الأَنْدَلُسِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، لَهُ "التَّقَصِّي"، وَمُحَمَّدُ بنُ عَيْشُوْنَ الطُّلَيْطُلِيُّ. وَأَلَّفَ "مُسْنَدَ مَالِكٍ" أَبُو القَاسِمِ الجَوْهَرِيُّ -وَذَلِكَ غير ما في "المُوَطَّأِ"- وَالحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ بنُ سَعِيْدٍ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى الحَضْرَمِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ أَبِي عِمْرَانَ الهَرَوِيُّ. وَعَمِلَ الدَّارَقُطْنِيُّ كِتَابَ "اخْتِلاَفَاتِ المُوَطَّأِ". وَأَلَّفَ دَعْلَج السِّجزي "غَرَائِبَ حَدِيْثِ مَالِكٍ"، وَابْنُ الجَارُوْدِ، وَقَاسِمُ بنُ أَصْبَغَ. وَعَمِلَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَيْضاً الأَحَادِيْثَ الَّتِي خُوْلِفَ فِيْهَا مَالِكٌ. وَلأَبِي بَكْرٍ البَزَّارِ مُؤَلَّفٌ فِي ذَلِكَ. وَعَمِلَ مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ الحَافِظُ مَا وَصَلَهُ مَالِكٌ خَارِجَ مُوَطَّئِهِ. وَأَلَّفَ أَبُو عُمَرَ بنُ نَصْرٍ الطُّلَيْطُلِيُّ "مُسْنَدَ المُوَطَّأِ"، وَكَذَا: إِبْرَاهِيْمُ بنُ نَصْرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ فَرْضَخٍ الإِخْمِيْمِيُّ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْر، وَأُسَامَةُ بنُ عَلِيٍّ المِصْرِيُّ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ الحَمَّالُ الحَافِظُ، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ السَّلِيْمِ أَفرَدَ مَا لَيْسَ فِي "المُوَطَّأِ". وَعَمِلَ أَبُو الحَسَنِ بنُ أَبِي طَالِبٍ العَابِرُ كِتَابَ "موطَّأ الموطَّأ". وَعَمِلَ الدَّارَقُطْنِيُّ الخَطِيْبُ "أَطْرَافَ الموطَّأ". وَعَمِلَ لَهُ شَرْحاً: يَحْيَى بنُ مُزينٍ الفَقِيْهُ، وَلَهُ كِتَابٌ فِي رِجَالِه. وَلابْنِ وَهْبٍ فِيْهِ شَرحٌ، وَلِعِيْسَى بنِ دِيْنَارٍ، وَلِعَبْدِ اللهِ بنِ نَافِعٍ الصَّائِغِ، وَلِحَرْمَلَةَ، وَلابْنِ حَبِيْبٍ، وَلِمُحَمَّدِ بنِ سُحْنُوْنَ. وَلِمُسْلِمٍ مُؤَلَّفٌ في شيوخ مالك.

_ 1 نسبة إلى سلجماسة، مدينة في جنوب المغرب.

وَللبَرْقِيِّ "رِجَالُ المُوَطَّأِ"، وَلِلطَّلَمَنْكِيِّ1، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بن الحذاء، وَلأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُفَرِّجٍ، وَلأَحْمَدَ بنِ عِمْرَانَ الأَخْفَشِ فِي غَرِيْبِهِ. وَلِلْبَرْقِيِّ، وَلِلْغَسَّانِيِّ المِصْرِيِّ، وَلأَبِي جَعْفَرٍ الدَّاوُوْدِيِّ، وَلأَبِي مَرْوَانَ القَنَازِعِيِّ، وَلأَبِي عَبْدِ المَلِكِ البُوْنِيِّ2. وَجَمَعَ ابْنُ جَوْصَا بَيْنَ "المُوَطَّأِ" رِوَايَةَ ابْنِ وَهْبٍ وَابْنِ القَاسِمِ، وَلِغَيْرِهِ جَمعٌ بَيْنَ رِوَايَةِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَأَبِي مُصْعَبٍ. وَلابْنِ عَبْدِ البَرِّ شَرْحَانِ، وَهُمَا "التَّمْهِيْدُ"، و"الاسْتِذْكَارُ"، وَلَهُ كِتَابُ "مَا رَوَاهُ مَالِكٌ خَارِجَ المُوَطَّأِ". وَعَمِلَ عَلَى "المُوَطَّأِ" أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ كِتَابَ: "الإِيْمَانِ"، وَكِتَابَ: "المُنْتَقَى"، وَعَمِلَ كِتَابَ: "الاسْتِيفَاءِ" طَوِيْلٌ جِدّاً، وَلَمْ يُتِمَّه. وَشَرَحَه أَبُو الوَلِيْدِ بنُ الصَّفَّارِ فِي كِتَابٍ اسْمُهُ: "المُوعِب". لَمْ يُتِمَّهُ. وَكِتَابُ: "المُحَلَّى فِي شَرِحِ المُوَطَّا" لِلْقَاضِي مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ خَلِيْفَةَ. وَلأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ حَزْمٍ شَرحٌ. وَلأَبِي بَكْرٍ بنِ سَائِقٍ شَرحٌ. وَلابْنِ أَبِي صُفْرَةَ شَرحٌ. وَلأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الحَاجِّ القَاضِي شَرحٌ. وَلِشَيْخِنَا أبي الوليد ابن العَوَّادِ "الجَمْعُ بَيْنَ التَّمْهِيْدِ وَالاسْتِذْكَارِ" مَا تَمَّ. وَلأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ السَّيِّدِ البَطَلْيَوْسِيِّ شَرحٌ كَبِيْرٌ. ولابن عيشون: "توجيه الموطأ". وَلِعُثْمَانَ بنِ عَبْدِ رَبِّهِ المَعَافِرِيِّ الدَّبَّاغِ شَيْءٌ فِي ذَلِكَ عَلَى أَبْوَابِ "المُوَطَّأِ". وَلأَبِي القَاسِمِ بنِ الجدِّ: "اخْتِصَارُ التَّمْهِيْدِ". وَلِحَازِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَازِمٍ كِتَابُ "السَّافِرِ عَنْ آثَارِ المُوَطَّأِ". و"تَفْسِيْرُ المُوَطَّأِ" لأَبِي الحَسَنِ الإِشْبِيْلِيِّ. وَتَفْسِيْرٌ لابن شراحيل.

_ 1 هو: أبو عمر الطلمنكي، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عيسى، نسبة إلى طلمنكة ثغر بالأندلس الشرقي. ترجمته في "ترتيب المدارك" للقاضي عياض "4/ 749". 2 ترجمته في "ترتيب المدارك" للقاضي عياض "4/ 709" واسمه مروان بن علي القطان الأندلسي، سكن بونة من بلاد إفريقية، وكان من الفقهاء الحاذقين.

وَلِلطَّلَمَنْكِيِّ تَفْسِيْرٌ، لَمْ يَتِمَّ. وَ"شَرْحُ مُسْنَدِ المُوَطَّأِ" لِيُوْنُسَ بنِ مُغِيْثٍ. وَلِلْمُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفرة فِي ذَلِكَ. وَلأَخِيْهِ أَبِي عَبْدِ اللهِ في ذلك. وللقاضي لأبي بَكْرٍ بنِ العَرَبِيِّ كِتَابُ: "القَبَسِ فِي شَرْحِ المُوَطَّأِ". وَلأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ يَرْبُوْعٍ الحَافِظِ كِتَابٌ على معرفة رجال "الموطأ". ولعاصم النحوي شرح لَمْ يَكْمُلْ. وَلأَبِي بَكْرٍ بنِ مَوْهِبٍ القِيْرِيِّ "شَرْحُ الملخَّصِ" فِي مُجَلَّدَاتٍ. فَصْلٌ: ولِمَالِكٍ -رَحِمَهُ اللهُ- رِسَالَةٌ فِي القَدَرِ، كَتَبَهَا إِلَى ابْنِ وَهْبٍ، وَإِسْنَادُهَا صَحِيْحٌ. وَلَهُ مُؤَلَّفٌ: فِي النُّجُوْمِ وَمَنَازِلِ القَمَرِ، رَوَاهُ سُحْنُوْنُ، عَنِ ابْنِ نَافِعٍ الصائغ، عنه مشهور. وَرِسَالَةٌ فِي الأَقْضِيَةِ، مُجَلَّدٌ، رِوَايَةُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ مَطْرُوْحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الجَلِيْلِ. وَرِسَالَةٌ إِلَى أَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بنِ مُطَرِّفٍ. وَرِسَالَةُ آدَابٍ إِلَى الرَّشِيْدِ، إِسْنَادُهَا مُنْقَطِعٌ، قَدْ أَنْكَرَهَا إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، وَغَيْرُهُ، وَفِيْهَا أَحَادِيْثُ لاَ تُعرَفُ. قُلْتُ: هَذِهِ الرِّسَالَةُ مَوْضُوْعَةٌ. وَقَالَ القَاضِي الأَبْهَرِيُّ: فِيْهَا أَحَادِيْثُ لَوْ سَمِعَ مَالِكٌ مَنْ يُحَدِّثُ بِهَا لأَدَّبَهُ. وَلَهُ جُزْءٌ فِي التَّفْسِيْرِ يَرْوِيْهِ خَالِدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَخْزُوْمِيُّ، يَرْوِيْهِ القَاضِي عِيَاضٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ المُقْرِئِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ المَصِّيْصِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، بِإِسْنَادِهِ. وَكِتَابُ "السِّرِّ" مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ القَاسِمِ، عَنْهُ، رَوَاهُ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ العُثْمَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ وَزِيْرٍ الجَرَوي، عَنِ الحَارِثِ بنِ مِسْكِيْنٍ، عَنْهُ. قُلْتُ: هُوَ جُزْءٌ وَاحِدٌ، سَمِعَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَّاسِ المِصْرِيُّ، مِنْ مُحَمَّدِ بنِ بِشْرٍ العَكرِيِّ، حَدَّثَنَا مِقْدَامُ بنُ دَاوُدَ الرُّعَيْني، حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ، وَأَبُو زَيْدٍ بنُ أَبِي الغِمْر، قَالاَ: حَدَّثَنَا ابْنُ القَاسِمِ. قَالَ: ورسالةٌ إِلَى اللَّيْثِ فِي إِجمَاعِ أَهْلِ المدينة، معروفة.

فَأَمَّا مَا نَقَلَ عَنْهُ كِبَارُ أَصْحَابِهِ مِنَ المَسَائِلِ، وَالفَتَاوَى وَالفَوَائِدِ، فَشَيْءٌ كَثِيْرٌ. وَمِنْ كُنُوْزِ ذَلِكَ "المُدَوَّنَةُ"، وَ"الوَاضِحَةُ"، وَأَشْيَاءُ. قَالَ مَالِكِيٌّ: قَدْ نَدَرَ الاجْتِهَادُ اليَوْمَ، وَتَعَذَّرَ, فَمَالِكٌ أَفْضَلُ مَنْ يُقَلَّدُ، فَرَجَّحَ تَقْلِيْدَهُ. وَقَالَ شَيْخٌ: إِنَّ الإِمَامَ لِمَنِ التَزَمَ بِتَقلِيْدِهِ، كَالنَّبِيِّ مَعَ أُمَّتِهِ، لاَ تَحِلُّ مُخَالَفَتُهُ. قُلْتُ: قَوْلُهُ لاَ تَحِلُّ مُخَالَفَتُه: مُجَرَّدُ دَعْوَى وَاجْتِهَادٍ بِلاَ مَعْرِفَةٍ، بَلْ لَهُ مُخَالَفَةُ إِمَامِهِ إِلَى إِمَامٍ آخَرَ، حُجَّتُهُ فِي تِلْكَ المَسْأَلَةِ أَقوَى، لاَ بَلْ عَلَيْهِ اتِّبَاعُ الدَّلِيْلِ فِيْمَا تَبَرهَنَ لَهُ، لاَ كَمَنْ تَمَذْهَبَ لإِمَامٍ، فَإِذَا لاَحَ لَهُ مَا يُوَافِقُ هَوَاهُ، عَمِلَ بِهِ مِنْ أَيِّ مَذْهَبٍ كَانَ، وَمَنْ تَتَبَّعَ رُخَصَ المَذَاهِبِ، وَزَلاَّتِ المُجْتَهِدِيْنَ، فَقَدْ رَقَّ دِيْنُهُ، كَمَا قَالَ الأَوْزَاعِيُّ أَوْ غَيْرُهُ: مَنْ أَخَذَ بِقَوْلِ المَكِّيِّيْنَ فِي المُتْعَةِ، وَالكُوْفِيِّيْنَ فِي النَّبِيذِ، وَالمَدَنِيِّينَ فِي الغِنَاءِ، وَالشَّامِيِّينَ فِي عِصْمَةِ الخُلَفَاءِ، فَقَدْ جَمَعَ الشَّرَّ. وَكَذَا مَنْ أَخَذَ فِي البُيُوْعِ الرَّبَوِيَّةِ بِمَنْ يَتَحَيَّلُ عَلَيْهَا، وَفِي الطَّلاَقِ وَنِكَاحِ التَّحْلِيْلِ بِمَنْ تَوسَّعَ فِيْهِ، وَشِبْهِ ذَلِكَ، فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلانحِلاَلِ، فَنَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ وَالتَّوفِيْقَ. وَلَكِنْ: شَأْنُ الطَّالِبِ أَنْ يَدْرُسَ أَوَّلاً مُصَنَّفاً فِي الفِقْهِ، فَإِذَا حَفِظَهُ، بَحَثَهُ، وَطَالَعَ الشُّرُوحَ، فَإِنْ كَانَ ذَكِيّاً، فَقِيْهَ النَّفْسِ، وَرَأَى حُجَجَ الأَئِمَّةِ، فَلْيُرَاقِبِ اللهَ، وَلْيَحْتَطْ لِدِيْنِهِ، فَإِنَّ خَيْرَ الدِّيْنِ الوَرَعُ، وَمَنْ تَرَكَ الشُّبُهَاتِ، فَقَدِ اسْتَبرَأَ لِدِيْنِهِ وَعِرْضِهِ، وَالمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَهُ اللهُ. فَالمُقَلَّدُوْنَ صحَابَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِشَرْطِ ثُبُوْتِ الإِسْنَادِ إِلَيْهِم، ثُمَّ أَئِمَّةُ التَّابِعِيْنَ كَعَلْقَمَةَ، وَمَسْرُوْقٍ، وَعَبِيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَأَبِي الشَّعْثَاءِ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعُرْوَةَ، وَالقَاسِمِ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالحَسَنِ، وَابْنِ سِيْرِيْنَ، وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ. ثُمَّ كَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَرَبِيْعَةَ، وَطَبَقَتِهِم. ثُمَّ كَأَبِي حَنِيْفَةَ، وَمَالِكٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرٍ، وَابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَالحَمَّادَيْنِ، وَشُعْبَةَ، وَاللَّيْثِ، وَابْنِ المَاجِشُوْنِ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. ثُمَّ كَابْنِ المُبَارَكِ، وَمُسْلِمٍ الزَّنْجِيِّ، وَالقَاضِي أَبِي يُوْسُفَ، والهِقْل بنِ زِيَادٍ، وَوَكِيْعٍ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَطَبَقَتِهِم. ثُمَّ كَالشَّافِعِيِّ، وَأَبِي عُبَيْدٍ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ، وَأَبِي ثَوْرٍ، وَالبُوَيْطِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ. ثُمَّ كَالمُزَنِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الأَثْرَمِ، وَالبُخَارِيِّ وَدَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ القَاضِي.

ثُمَّ كَمُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ خُزَيْمَةَ، وَأَبِي عَبَّاسٍ بنِ سُرَيْجٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ المُنْذِرِ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الخَلاَّلِ. ثُمَّ مِنْ بَعْدِ هَذَا النَّمَطِ تَنَاقَصَ الاجْتِهَادُ، وَوُضِعَتِ المُخْتَصَرَاتُ، وَأَخلَدَ الفُقَهَاءُ إِلَى التَّقْلِيْدِ، مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ فِي الأَعْلَمِ، بَلْ بِحَسبِ الاتِّفَاقِ، وَالتَّشَهِّي، وَالتَّعْظِيْمِ، وَالعَادَةِ، وَالبَلَدِ. فَلَو أَرَادَ الطَّالِبُ اليَوْمَ أَنْ يَتَمَذْهَبَ فِي المَغْرِبِ لأَبِي حَنِيْفَةَ، لَعَسُرَ عَلَيْهِ، كَمَا لَوْ أَرَادَ أَنْ يَتَمَذْهَبَ لابْنِ حَنْبَلٍ بِبُخَارَى وَسَمَرْقَنْدَ، لَصَعُبَ عَلَيْهِ، فَلاَ يَجِيْءُ مِنْهُ حَنْبَلِيٌّ، وَلاَ مِنَ المَغْرِبِيِّ حَنَفِيٌّ، وَلاَ مِنَ الهِنْدِيِّ مَالِكِيٌّ. وَبِكُلِّ حَالٍ: فَإِلَى فِقْهِ مَالِكٍ المُنْتَهَى، فَعَامَّةُ آرَائِهِ مُسَدَّدَةٌ، وَلَو لَمْ يَكُنْ لَهُ إِلاَّ حَسمُ مَادَةِ الحِيَلِ، وَمُرَاعَاةُ المَقَاصِدِ، لَكَفَاهُ. وَمَذْهَبُهُ قَدْ مَلأَ المَغْرِبَ وَالأَنْدَلُسَ، وَكَثِيْراً مِنْ بِلاَدِ مِصْرَ، وَبَعْضَ الشَّامِ، وَالِيَمَنَ، وَالسُّوْدَانَ، وَبِالبَصْرَةِ، وَبَغْدَادَ، وَالكُوْفَةِ، وَبَعْضِ خُرَاسَانَ. وَكَذَلِكَ اشْتُهِرَ مَذْهَبُ الأَوْزَاعِيِّ مُدَّةً، وَتَلاَشَى أَصْحَابُهُ، وَتَفَانَوْا. وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ سُفْيَانَ وَغَيْرِهِ مِمَّنْ سَمَّيْنَا، وَلَمْ يَبْقَ اليَوْمَ إِلاَّ هَذِهِ المَذَاهِبُ الأَرْبَعَةُ. وَقَلَّ مَنْ يَنهَضُ بِمَعْرِفَتِهَا كَمَا يَنْبَغِي، فَضْلاً عَنْ أَنْ يَكُوْنَ مُجْتَهِداً. وَانْقَطَعَ أتباع أبي ثور بعد الثلاثمائة، وَأَصْحَابُ دَاوُدَ إِلاَّ القَلِيْلُ، وَبَقِيَ مَذْهَبُ ابْنِ جرير إلى ما بعد الأربعمائة. وَللزَّيْدِيَّةِ مَذْهَبٌ فِي الفُرُوْعِ بِالحِجَازِ وَبِاليَمَنِ، لَكِنَّهُ مَعْدُوْدٌ فِي أَقْوَالِ أَهْلِ البِدَعِ، كَالإِمَامِيَّةِ، وَلاَ بَأْسَ بِمَذْهَبِ دَاوُدَ، وَفِيْهِ أَقْوَالٌ حَسَنَةٌ، وَمُتَابَعَةٌ لِلنُّصُوصِ، مَعَ أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ العُلَمَاءِ لاَ يَعتَدُّونَ بِخِلاَفِهِ، وَلَهُ شُذُوْذٌ فِي مَسَائِلَ شَانَتْ مَذْهَبَهُ. وَأَمَّا القَاضِي، فَذَكَرَ مَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ تَقلِيْدِهِم إِجْمَاعاً، فَإِنَّهُ سَمَّى المَذَاهِبَ الأَرْبَعَةَ، وَالسُّفْيَانِيَّةَ، وَالأَوْزَاعِيَّةَ، وَالدَّاوُوْدِيَّةَ. ثُمَّ إِنَّهُ قَالَ: فَهَؤُلاَءِ الَّذِيْنَ وَقَعَ إِجْمَاعُ النَّاسِ عَلَى تَقْلِيْدِهِم، مَعَ الاخْتِلاَفِ فِي أَعْيَانِهِم، وَاتِّفَاقِ العُلَمَاءِ عَلَى اتِّبَاعِهِم، وَالاقْتِدَاءِ بِمَذَاهِبِهِم، وَدَرْسِ كُتُبِهِم، وَالتَّفَقُّهِ عَلَى مَآخِذِهِم، وَالتَّفْرِيْعِ عَلَى أُصُوْلِهِم، دُوْنَ غَيْرِهِم مِمَّنْ تَقَدَّمَهُم أَوْ عَاصَرَهُم؛ لِلْعِلَلِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا. وَصَارَ النَّاسُ اليَوْمَ فِي الدُّنْيَا إِلَى خَمْسَةِ مَذَاهِبَ، فَالخَامِسُ: هُوَ مَذْهَبُ الدَّاوُوْدِيَّةِ. فَحَقٌّ عَلَى طَالِبِ العِلْمِ أَنْ يَعْرِفَ أَوْلاَهُم بِالتَّقْلِيْدِ، لِيَحصَلَ عَلَى مَذْهَبِهِ. وَهَا نَحْنُ نُبَيِّنُ أَنَّ مَالِكاً -رَحِمَهُ اللهُ- هُوَ ذَلِكَ؛ لِجَمعِهِ أَدَوَاتِ الإِمَامَةِ، وَكَونِهِ أَعْلَمَ القَوْمِ. ثُمَّ وَجَّهَ القَاضِي دَعوَاهُ، وَحَسَّنَهَا، وَنَمَّقَهَا، وَلَكِنْ مَا يَعْجِزُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ حَنَفِيٍّ،

وَشَافِعِيٍّ، وَحَنْبَلِيٍّ، وَدَاوُوْدِيٍّ عَنِ ادِّعَاءِ مِثْلِ ذَلِكَ لِمَتْبُوعِه، بَلْ ذَلِكَ لِسَانُ حَالِه، وَإِنْ لَمْ يَفُهْ بِهِ. ثُمَّ قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: وَعِنْدنَا -وَللهِ الحَمْدُ- لِكُلِّ إِمَامٍ مِنَ المَذْكُوْرِيْنَ مَنَاقِبُ، تَقْضِي لَهُ بِالإِمَامَةِ. قُلْتُ: وَلَكِنَّ هَذَا الإِمَامَ الَّذِي هُوَ النَّجمُ الهَادِي قَدْ أَنْصَفَ، وَقَالَ قَوْلاً فَصْلاً، حَيْثُ يَقُوْلُ: كُلُّ أَحَدٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِه وَيُتْرَكُ إِلاَّ صَاحِبَ هَذَا القَبْرِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلاَ رَيْبَ أَنَّ كُلَّ مِنْ أَنَسَ مِنْ نَفْسِهِ فِقهاً، وَسَعَةَ عِلْمٍ، وَحُسْنَ قَصدٍ، فَلاَ يَسَعُهُ الالْتِزَامُ بِمَذْهَبٍ وَاحِدٍ فِي كُلِّ أَقْوَالِه، لأَنَّهُ قَدْ تَبَرَهَنَ له مذهب الغير فِي مَسَائِلَ، وَلاَحَ لَهُ الدَّلِيْلُ، وَقَامَتْ عَلَيْهِ الحُجَّةُ، فَلاَ يُقَلِّدُ فِيْهَا إِمَامَهُ، بَلْ يَعْمَلُ بِمَا تَبَرْهَنَ، وَيُقِلِّدُ الإِمَامَ الآخَرَ بِالبُرْهَانِ، لاَ بِالتَّشَهِّي وَالغَرَضِ. لِكَنَّهُ لاَ يُفْتِي العَامَّةَ إِلاَّ بِمَذْهَبِ إِمَامِه، أَوْ لِيَصمُتْ فِيْمَا خَفِيَ عَلَيْهِ دَلِيْلُهُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: العِلْمُ يَدُوْرُ عَلَى ثَلاَثَةٍ: مَالِكٍ، وَاللَّيْثِ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ. قُلْتُ: بَلْ وَعَلَى سَبْعَةٍ مَعَهُم، وَهُمُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَالثَّوْرِيُّ، وَمَعْمَرٌ، وَأَبُو حَنِيْفَةَ، وَشُعْبَةُ، وَالحَمَّادَانِ. وَرُوِيَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا ذَكَرَ مَالِكاً، يَقُوْلُ: عَالِمُ العُلَمَاءِ، وَمُفْتِي الحَرَمَيْنِ. وَعَنْ بَقِيَّةَ، أَنَّهُ قَالَ: مَا بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَعْلَمُ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنْكَ يَا مَالِكُ. وَقَالَ أَبُو يُوْسُفَ: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ مِنْ أَبِي حَنِيْفَةَ، وَمَالِكٍ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى. وَذَكَرَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ مَالِكاً، فقدمه الأَوْزَاعِيِّ، وَالثَّوْرِيِّ، وَاللَّيْثِ، وَحَمَّادٍ، وَالحَكَمِ فِي العِلْمِ. وَقَالَ: هُوَ إِمَامٌ فِي الحَدِيْثِ، وَفِي الفِقْهِ. وَقَالَ القَطَّانُ: هُوَ إِمَامٌ يُقْتَدَى بِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: مَالِكٌ مِنْ حُجَجِ اللهِ عَلَى خَلْقِه. وَقَالَ أَسَدُ بنُ الفُرَاتِ: إِذَا أَرَدْتَ اللهَ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، فَعَلَيْكَ بِمَالِكٍ. وَقَدْ صَنَّفَ مَكِّيٌّ القَيْسِيُّ كِتَاباً فِيْمَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ فِي التَّفْسِيْرِ، وَمَعَانِي القُرْآنِ. وَقَدْ ذَكَرَهُ: أَبُو عَمْرٍو الدَّانِي فِي "طَبَقَاتِ القُرَّاءِ"، وَأَنَّهُ تَلاَ عَلَى نَافِعِ بنِ أَبِي نُعيم. وَقَالَ بُهْلُوْلُ بنُ رَاشِدٍ: مَا رَأَيْتُ أَنزَعَ بِآيَةٍ مِنْ مَالِكٍ مَعَ مَعْرِفَتِه بِالصَّحِيْحِ وَالسَّقِيْمِ.

قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ، وَنَبَّأَنِي ابْنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ كُلَيْبٍ، عَنِ الفَضْلِ بنِ زِيَادٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ: مَنْ ضَرَبَ مَالِكاً? قَالَ: بَعْضُ الوُلاَةِ فِي طَلاَقِ المُكْرَهِ، كَانَ لاَ يُجِيْزُه، فَضَرَبَهُ لِذَلِكَ. وَبِهِ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا المُفَضَّلُ الجَنَدِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا مُصْعَبٍ، سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: مَا أَفْتَيتُ حَتَّى شَهِدَ لِي سَبْعُوْنَ أَنِّي أَهْلٌ لِذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ أَبُو مُصْعَبٍ: كَانَ مَالِكٌ لاَ يُحَدِّثُ إِلاَّ وَهُوَ عَلَى طَهَارَةٍ؛ إِجْلاَلاً لِلْحَدِيْثِ. وَبِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: إِذَا جَاءَ الأَثَرُ، كَانَ مَالِكٌ كَالنَّجْمِ، وَهُوَ وَسُفْيَانُ القَرِيْنَانِ. وَبِهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: أَتَيْتُ المَدِيْنَةَ بَعْد مَوْتِ نَافِعٍ بِسَنَةٍ، فَإِذَا الحَلْقَةُ لِمَالِكٍ. وَبِهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَاشِدٍ، سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ: حَكَى لِي بَعْضُ أَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْهُ: أَنَّ مَالِكاً لَمَّا ضُرِبَ، حُلِقَ، وَحُمِلَ عَلَى بَعِيْرٍ، فَقِيْلَ لَهُ: نَادِ عَلَى نَفْسِكَ. فَقَالَ: أَلاَ مَنْ عَرَفَنِي، فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي، فَأَنَا مَالِكُ بنُ أَنَسٍ، أَقُوْلُ. طَلاَقُ المُكْرَهِ لَيْسَ بِشَيْءٍ. فَبَلَغَ ذَلِكَ جَعْفَرَ بنَ سليمان الأمير، فقال: أدركوه، أنزلوه. وَبِهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ، حَدَّثَنَا السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قِيْلَ لِمَالِكٍ: مَا تَقُوْلُ فِي طَلَبِ العِلْمِ? قَالَ: حَسَنٌ، جَمِيْلٌ، لَكِنِ انْظُرِ الَّذِي يَلْزَمُكَ مِنْ حِيْنَ تُصبِحُ إِلَى أَنْ تُمْسِيَ، فَالزَمْهُ. وَبِهِ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ: سُئِلَ مَالِكٌ عَنِ الدَّاعِي يَقُوْلُ: يَا سَيِّدِي، فَقَالَ: يُعْجِبُنِي دُعَاءُ الأَنْبِيَاءِ: رَبَّنَا، رَبَّنَا. وَبِهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا الأَبَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: لَوْ أَنَّ لِي سُلْطَاناً عَلَى مَنْ يُفَسِّرُ القُرْآنَ، لَضَرَبْتُ رَأْسَهُ. قُلْتُ: يَعْنِي: تَفْسِيْرَهُ بِرَأْيِه. وَكَذَلِكَ جَاءَ عَنْ مَالِكٍ، مِنْ طَرِيْقٍ أُخْرَى. وَبِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً ارْتَفَعَ مِثْلَ مَالِكٍ، لَيْسَ لَهُ كَثِيْرُ صَلاَةٍ وَلاَ صِيَامٍ، إِلاَّ أَنْ تَكُوْنَ لَهُ سَرِيْرَةٌ.

قُلْتُ: مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ العِلْمِ وَنَشْرِهِ أَفضَلُ مِنْ نَوَافلِ الصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ لِمَنْ أَرَادَ بِهِ اللهَ. وَبِهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا المِقْدَادُ بنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الحَكَمِ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: شَاوَرَنِي هَارُوْنُ الرَّشِيْدُ فِي ثَلاَثَةٍ: فِي أَنْ يُعَلِّقَ "المُوَطَّأَ" فِي الكَعْبَةِ، وَيَحْمِلَ النَّاسَ عَلَى مَا فِيْهِ، وَفِي أَنْ يَنْقُضَ مِنْبَرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيَجْعَلَهُ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَجَوْهَرٍ، وَفِي أَنْ يُقَدِّمَ نَافِعاً إِمَاماً فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْتُ: أَمَّا تَعلِيقُ "المُوَطَّأِ"، فَإِنَّ الصَّحَابَةَ اخْتَلَفُوا فِي الفُرُوعِ، وَتَفَرَّقُوا، وَكُلٌّ عِنْد نَفْسِه مُصِيْبٌ، وَأَمَّا نَقْضُ المِنْبَرِ، فَلاَ أَرَى أَنْ يُحْرَم النَّاسُ أَثَرَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَمَّا تَقدِمَتُكَ نَافِعاً، فَإِنَّهُ إِمَامٌ فِي القِرَاءةِ، لاَ يُؤْمَنُ أَنْ تَبْدُرَ مِنْهُ بَادِرَةٌ فِي المِحْرَابِ، فَتُحْفَظَ عَلَيْهِ. فَقَالَ: وَفَّقَكَ اللهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، لَكِنْ لَعَلَّ الرَّاوِي وَهِمَ فِي قَوْلِهِ: هَارُوْنُ؛ لأَنَّ نَافِعاً قَبْلَ خِلاَفَةِ هَارُوْنَ مَاتَ. مِنْ قَوْلِ مَالِكٍ فِي السُّنَّةِ: وَبِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا الحُلْوَانِيُّ سَمِعْتُ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ، سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: سَنَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَوُلاَةُ الأَمْرِ بَعْدَهُ سُنَناً، الأَخْذُ بِهَا اتِّبَاعٌ لِكِتَابِ اللهِ، وَاسْتِكمَالٌ بِطَاعَةِ اللهِ، وَقُوَّةٌ عَلَى دِيْنِ اللهِ، لَيْسَ لأَحَدٍ تَغِييرُهَا وَلاَ تَبْدِيلُهَا وَلاَ النَّظَرُ فِي شَيْءٍ خَالَفَهَا، مَنِ اهْتَدَى بِهَا، فَهُوَ مُهتَدٍ، وَمَنِ اسْتَنصَرَ بِهَا، فَهُوَ مَنْصُوْرٌ، وَمَنْ تَرَكَهَا، اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيْلِ المُؤْمِنِيْنَ، وَوَلاَّهُ اللهُ مَا تَوَلَّى، وَأَصْلاَهُ جهنم وساءت مصيرًا. وَبِهِ، إِلَى الحُلْوَانِيِّ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ عِيْسَى يَقُوْلُ: قَالَ مَالِكٌ: أَكُلَّمَا جَاءنَا رَجُلٌ أَجْدَلُ مِنْ رَجُلٍ، تَرَكنَا مَا نَزَلَ بِهِ جِبْرِيْلُ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِجَدَلِهِ?! وَبِهِ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبُو ثَوْرٍ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ مَالِكٌ إِذَا جَاءهُ بَعْضُ أَهْلِ الأَهوَاءِ، قَالَ: أَمَا إِنِّيْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ دِيْنِي، وَأَمَّا أَنْتَ، فَشَاكٌّ, اذْهَبْ إِلَى شَاكٍّ مِثْلِكَ، فَخَاصِمْهُ. وَبِهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ خَلَفٍ الطَّرَسُوْسِيُّ -وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ المُسْلِمِيْنَ- قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا تَقُوْلُ فِيْمَنْ يَقُوْلُ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ? فَقَالَ مَالِكٌ: زِنْدِيقٌ، اقْتُلُوْهُ. فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، إِنَّمَا أَحكِي كَلاَماً سَمِعْتُهُ. قَالَ: إِنَّمَا سَمِعْتُهُ مِنْكَ، وعظَّم هَذَا القَوْلَ. وَبِهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: النَّاسُ يَنْظُرُوْنَ إِلَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- يَوْمَ القيامة بأعينهم.

وَبِهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ لِرَجُلٍ سَأَلَهُ عَنِ القَدَرِ: نَعَمْ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} [السَّجْدَةُ: 13] . وَبِهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ عَبْدِ الجَبَّارِ، سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: رَأيِي فِيْهِم أَنْ يُسْتَتَابُوا، فَإِنْ تَابُوا، وَإِلاَّ قُتِلُوا. يَعْنِي: القَدَرِيَّةَ. وَبِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو أُمَيَّةَ الغَلاَّبِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ فَجَاءهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ، كَيْفَ اسْتَوَى? فَمَا وَجَدَ مَالِكٌ مِنْ شَيْءٍ مَا وَجَدَ مِنْ مَسْأَلَتِهِ، فَنَظَرَ إِلَى الأَرْضِ، وَجَعَلَ يَنْكُتُ بِعُوْدٍ فِي يَدِهِ، حَتَّى عَلاَهُ الرُّحَضاء1، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَه، وَرَمَى بِالعُوْدِ، وَقَالَ: الكَيْفُ مِنْهُ غَيْرُ مَعْقُوْلٍ، وَالاسْتِوَاءُ مِنْهُ غَيْرُ مَجْهُوْلٍ، وَالإِيْمَانُ بِهِ وَاجِبٌ، وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ، وَأَظُنُّكَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ. وَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ. قَالَ سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ مَرَّةً فِي رِوَايَةِ هَذَا: وَقَالَ لِلسَّائِلِ: إِنِّيْ أَخَافُ أَنْ تَكُوْنَ ضَالاًّ. وَقَالَ أَبُو الرَّبِيْعِ الرَّشِيْدِيْنِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: كُنَّا عند مالك، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كَيْفَ اسْتِوَاؤُهُ? فَأَطرَقَ مَالِكٌ، وَأَخَذَتْهُ الرُّحَضاء، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ، وَلاَ يُقَالُ لَهُ: كَيْفَ، وَ"كَيْفَ" عَنْهُ مَرْفُوْعٌ، وَأَنْتَ رَجُلُ سُوءٍ، صَاحِبُ بِدْعَةٍ، أَخْرِجُوْهُ. وَقَالَ محمد بن عمرو قشمرد النيساوي: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ، فَجَاءهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَفِيْهِ: فَقَالَ: الاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُوْلٍ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فِي كِتَابِ "الرَّدِّ عَلَى الجَهْمِيَّةِ" لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا سُريج بنُ النُّعْمَانِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ نَافِعٍ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: اللهُ فِي السَّمَاءِ، وَعِلْمُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ لاَ يَخْلُو مِنْهُ شَيْءٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن محمد العُمَري، حدثنا ابن

_ 1 الرحضاء: هو عرق يغسل الجلد لكثرته، وكثيرًا ما يستعمل في عرق الحمَّى والمرض.

أَبِي أُوَيْسٍ، سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ، وَكَلاَمُ اللهِ مِنْهُ، وَلَيْسَ مِنَ اللهِ شيء مخلوق. قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ فِي سِيْرَةِ مَالِكٍ: قَالَ ابْنُ نَافِعٍ، وَأَشْهَبُ -وَأَحَدُهُمَا يَزِيْدُ عَلَى الآخَرِ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القِيَامَةُ: 22، 23] ، يَنْظُرُوْنَ إِلَى اللهِ? قَالَ: نَعَمْ، بِأَعْيُنِهُم هَاتَيْنِ. قُلْتُ: فَإِنَّ قَوْماً يَقُوْلُوْنَ: نَاظرَةٌ: بِمَعْنَى مُنْتَظِرَةٌ إِلَى الثَّوَابِ. قَالَ: بَلْ تَنظُرُ إِلَى اللهِ، أَمَّا سَمِعْتَ قَوْلَ مُوْسَى: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأَعْرَافُ: 143] ، أَتُرَاهُ سَأَلَ مُحَالاً? قَالَ اللهُ: {لَنْ تَرَانِي} فِي الدُّنْيَا، لأَنَّهَا دَارُ فَنَاءٍ، فَإِذَا صَارُوا إِلَى دَارِ البَقَاءِ، نَظَرُوا بِمَا يَبْقَى إِلَى مَا يَبْقَى. قَالَ -تَعَالَى: {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المُطَفِّفِيْنَ: 15] . قَالَ القَاضِي: وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ مَالِكٍ: الإِيْمَان قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيْدُ وَيَنْقُصُ، وَبَعْضُهُ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ القَاسِمِ: كَانَ مَالِكٌ يَقُوْلُ: الإِيْمَانُ يزيد. وتوقف عن النقصان. قال: روى ابْنُ نَافِعٍ، عَنْ مَالِكٍ: مَنْ قَالَ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ، يُجلَدُ وَيُحبَسُ. قَالَ: وَفِي رِوَايَةِ بِشْرِ بنِ بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: يُقتَلُ، وَلاَ تُقْبَلُ لَهُ تَوبَةٌ. يُوْنُسُ الصَّدَفِيُّ: حَدَّثَنَا أَشْهَبُ، عن مالك، قال: القدرية، لا تُنَاكِحُوهُم، وَلاَ تُصَلُّوا خَلْفَهُم. أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: لاَ يُسْتَتَابُ مَنْ سَبَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الكُفَّارِ وَالمُسْلِمِيْنَ. أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ بنُ أَبِي الغَمْرِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ القَاسِمِ: سَأَلْتُ مَالِكاً عَمَّنْ حَدَّثَ بِالحَدِيْثِ: الَّذِيْنَ قَالُوا: "إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُوْرَتِهِ" 1، وَالحَدِيْثِ الَّذِي جَاءَ: "إِنَّ اللهَ يَكْشِفُ عَنْ

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "19435"، ومن طريقه أخرجه أحمد "2/ 315"، والبخاري "3326" و"6227"، ومسلم "2841"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص40-41"، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" "711"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص289-290"، والبغوي "3298" عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "خلق الله -عز وجل- آدم على صورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يجيبونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال: فذهب فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك ورحمة الله. قال: فزادوه ورحمة الله. قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، وطوله ستون ذراعا، فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن".

ساقه"، "وأنه يُدْخِلُ يَدَهُ فِي جَهَنَّمَ حَتَّى يُخْرِجَ مَنْ أَرَادَ" 1. فَأَنْكَر مَالِكٌ ذَلِكَ إِنْكَاراً شَدِيْداً، وَنَهَى أَنْ يُحَدِّثَ بِهَا أَحَدٌ. فَقِيْلَ لَهُ: إِنَّ نَاساً مِنْ أَهْلِ العِلْمِ يَتَحَدَّثُوْنَ بِهِ. فَقَالَ: مَنْ هُوَ? قِيْلَ: ابْنُ عَجْلاَنَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ. قَالَ: لَمْ يَكُنِ ابْنُ عَجْلاَنَ يَعْرِفُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ، وَلَمْ يَكُنْ عَالِماً. وَذَكَرَ أَبَا الزِّنَادِ، فَقَالَ: لَمْ يَزَلْ عَامِلاً لِهَؤُلاَءِ حَتَّى مَاتَ. رَوَاهَا: مِقْدَامٌ الرُّعَيْنِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الغَمْرِ، وَالحَارِثِ بنِ مِسْكِيْنٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا ابْنُ القَاسِمِ. قُلْتُ: أَنْكَرَ الإِمَامُ ذَلِكَ، لأَنَّهُ لَمْ يَثبُتْ عِنْدَهُ، وَلاَ اتَّصَلَ بِهِ، فَهُوَ مَعْذُورٌ، كَمَا أَنَّ صَاحِبَي "الصَّحِيْحَيْنِ" مَعْذُورَانِ فِي إِخرَاجِ ذَلِكَ -أَعْنِي: الحَدِيْثَ الأَوَّلِ وَالثَّانِي- لِثُبُوتِ سَنَدِهِمَا، وأما الحديث الثالث، فلا أعرفه بِهَذَا اللَّفْظِ، فَقَولُنَا فِي ذَلِكَ وَبَابِهِ: الإِقرَارُ، وَالإِمْرَارُ، وَتَفْويضُ مَعْنَاهُ إِلَى قَائِلِه الصَّادِقِ المَعْصُومِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ حَسَّانٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنَا حَبِيْبُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: يَتَنَزَّلُ رَبُّنَا -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَمْرُهُ، فَأَمَّا هُوَ، فَدَائِمٌ لاَ يَزُولُ. قَالَ صَالِحٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِيَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ، فَقَالَ: حَسَنٌ وَاللهِ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ مَالِكٍ. قُلْتُ: لاَ أَعْرِفُ صَالِحاً، وَحَبِيْبٌ مَشْهُوْرٌ، وَالمَحْفُوْظُ عَنْ مَالِكٍ -رَحِمَهُ اللهُ- رِوَايَةُ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، أَنَّهُ سَأَلهُ عَنْ أَحَادِيْثِ الصِّفَاتِ، فَقَالَ: أَمِرَّهَا كَمَا جَاءتْ، بِلاَ تَفْسِيْرٍ. فَيَكُوْنُ لِلإِمَامِ فِي ذَلِكَ قَوْلاَنِ إِنْ صَحَّتْ رِوَايَةُ حَبِيْبٍ. أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ البَرْقِيِّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ حَسَّانٍ: أَنَّ أَبَا خُلَيْدٍ قَالَ لِمَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، إِنَّ أهل دمشق يقرءون: إِبْرَاهَامُ. فَقَالَ: أَهْلُ دِمَشْقَ بِأَكْلِ البَطِّيخِ أَعْلَمُ مِنْهُم بِالقِرَاءةِ. قَالَ لَهُ أَبُو خُلَيْدٍ: إِنَّهُم يدَّعون قِرَاءةَ عُثْمَانَ. قَالَ مَالِكٌ: فَهَذَا مُصْحَفُ عُثْمَانَ عِنْدِي. وَدَعَا بِهِ، فَفُتِحَ، فَإِذَا فِيْهِ: إِبْرَاهَامُ، كَمَا قَالَ أَهْلُ دِمَشْقَ. قُلْتُ: رَسْمُ المُصْحَفِ مُحْتَمِلٌ لِلْقِرَاءتَيْنِ، وَقِرَاءةُ الجُمْهُوْرِ أَفصَحُ وَأَوْلَى. قَالَ ابْنُ القَاسِمِ: سَأَلْتُ مَالِكاً عَنْ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ، فَقَالَ: مَا أَدْرَكتُ أَحَداً مِمَّنْ أَقتَدِي به إلا

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4919"، ومسلم "183" "302" من حديث أبي سعيد الخدري، به.

وَهُوَ يَرَى الكَفَّ عَنْهُمَا. قَالَ ابْنُ القَاسِمِ: يُرِيْدُ التَّفْضِيْلَ بَيْنَهُمَا. فَقُلْتُ: فَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ? فَقَالَ: لَيْسَ فِيْهِمَا إِشْكَالٌ، إِنَّهُمَا أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِمَا. قَالَ الحَسَنُ بنُ رُشَيْقٍ: سَمِعْتُ النَّسَائِيَّ يَقُوْلُ: أُمَنَاءُ اللهِ عَلَى عِلْمِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثَةٌ: شُعْبَةُ، وَمَالِكٌ، وَيَحْيَى القَطَّانُ. قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: قَالَ مَعْنٌ: انْصَرَفَ مَالِكٌ يَوْماً، فَلَحِقَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الجُوَيْرِيَةِ، مُتَّهَمٌ بِالإِرْجَاءِ، فَقَالَ: اسْمَعْ مِنِّي. قَالَ: احْذَرْ أَنْ أَشْهَدَ عَلَيْكَ. قَالَ: وَاللهِ مَا أُرِيْدُ إِلاَّ الحَقَّ، فَإِنْ كَانَ صَوَاباً، فَقُلْ بِهِ، أَوْ فَتَكَلَّمْ قَالَ: فَإِنْ غَلَبْتَنِي؟ قَالَ: اتَّبِعْنِي. قَالَ: فَإِنْ غَلَبْتُكَ؟ قَالَ: اتَّبَعْتُكَ. قَالَ: فَإِنْ جَاءَ رَجُلٌ، فَكَلَّمَنَا، فَغَلَبَنَا? قَالَ: اتَّبَعْنَاهُ، فَقَالَ مَالِكٌ: يَا هَذَا، إِنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِدِيْنٍ وَاحِدٍ، وَأَرَاكَ تَتَنَقَّل. وَعَنْ مَالِكٍ، قَالَ: الجِدَالُ فِي الدِّيْنِ يُنشِئُ المِرَاءَ، وَيُذْهِبُ بِنُورِ العِلْمِ مِنَ القَلْبِ وَيُقَسِّي، وَيُورِثُ الضِّغن. قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: قَالَ أَبُو طَالِبٍ المَكِّيُّ: كَانَ مَالِكٌ -رَحِمَهُ اللهُ- أَبعَدَ النَّاسِ مِنْ مَذَاهِبِ المُتَكَلِّمِيْنَ، وَأَشَدَّ نَقضاً لِلْعِرَاقِيِّينَ. ثُمَّ قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: سَأَلَ رَجُلٌ مَالِكاً، فَقَالَ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} . كَيْفَ اسْتَوَى? فَسَكَتَ مَالِكٌ حَتَّى عَلاَهُ الرُّحَضَاءُ، ثُمَّ قَالَ: الاسْتِوَاءُ مِنْهُ مَعْلُوْمٌ، وَالكَيْفُ مِنْهُ غَيْرُ مَعْقُوْلٍ، والسؤال عن هذا بِدْعَةٌ، وَالإِيْمَانُ بِهِ وَاجِبٌ، وَإِنِّيْ لأَظُنُّكَ ضَالاًّ، أَخْرِجُوْهُ. فَنَادَاهُ الرَّجُلُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَاللهِ لَقَدْ سَأَلْتُ عَنْهَا أَهْلَ البَصْرَةِ وَالكُوْفَةِ وَالعِرَاقِ، فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً وُفِّقَ لِمَا وُفِّقْتَ لَهُ. فَصْلٌ: قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي "مُسْنَدِ مَالِكٍ" بِإِسْنَادٍ صَحَّ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: لَقَدْ سَمِعْتُ مِنِ ابْنِ شِهَابٍ أَحَادِيْثَ كَثِيْرَةً مَا حَدَّثتُ بِهَا قَطُّ. وَقَالَ: نَشَرَ نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عِلْماً كَثِيْراً أَكْثَرَ مِمَّا نَشَرَ عَنْهُ بَنُوْهُ. الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ مَالِكٌ: كُنْتُ آتِي نَافِعاً، وَأَنَا غُلاَمٌ حَدِيْثُ السِّنِّ، مَعَ غُلاَمٍ لِي، فَيَنْزِلُ مِنْ دَرَجِه، فَيَقِفُ مَعِي، وَيُحَدِّثُنِي، وَكَانَ يَجْلِسُ بَعْدَ الصُّبْحِ فِي المَسْجِدِ، فَلاَ يَكَادُ يَأْتِيْهِ أَحَدٌ. سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: جَالَسَ نُعَيْمٌ المُجْمِرُ أَبَا هُرَيْرَةَ عِشْرِيْنَ سَنَةً.

قَالَ مَعْنٌ: كَانَ مَالِكٌ يَتَّقِي فِي حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اليَاءَ وَالتَّاءَ وَنَحْوَهُمَا. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: قَالَ مَالِكٌ: العِلْمُ حَيْثُ شَاءَ اللهُ جَعَلَهُ، لَيْسَ هُوَ بِكَثْرَةِ الرِّوَايَةِ. ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: حَقٌّ عَلَى مَنْ طَلَبَ العِلْمَ أَنْ يَكُوْنَ له وَقَارٌ، وَسَكِيْنَةٌ، وَخَشْيَةٌ، وَالعِلْمُ حَسَنٌ لِمَنْ رُزِقَ خَيْرَه، وَهُوَ قَسْمٌ مِنَ اللهِ -تَعَالَى- فَلاَ تُمَكِّنِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ، فَإِنَّ مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ أَنْ يُوَفَّقَ لِلْخَيْرِ، وَإِنَّ مِنْ شِقْوَةِ المَرْءِ أَنْ لاَ يَزَالَ يُخطِئُ، وَذُلٌّ وَإِهَانَةٌ لِلْعِلمِ أَنْ يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ بِالعِلْمِ عِنْدَ مَنْ لاَ يُطِيْعُهُ. القَعْنَبِيُّ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: كَانَ الرَّجُلُ يَخْتلِفُ إِلَى الرَّجُلِ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً يَتَعَلَّمُ مِنْهُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ: جَالَسْتُ مَالِكاً خَمْساً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَمْلأَ أَلْوَاحِي مِنْ قَوْلِ مَالِكٍ: لاَ أَدْرِي، لَفَعلْتُ. حَرْملَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: لَيْسَ هَذَا الجَدَلُ مِنَ الدِّيْنِ بِشَيْءٍ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: قُلْتُ لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ فِيْمَنْ يَتَكَلَّمُ فِي هَذِهِ المَسَائِلِ المُعْضِلَةِ: الكَلاَمُ فِيْهَا -يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ- يُورِثُ البَغْضَاءَ. سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ، وَابْنَ جُرَيْجٍ، وَمَالِكاً، وَابْنَ عُيَيْنَةَ، كُلَّهُم يَقُوْلُوْنَ: الإِيْمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيْدُ وَيَنْقُصُ. قَالَ مَخْلَدُ بنُ خِدَاشٍ: سَأَلْتُ مَالِكاً عَنِ الشِّطْرَنْجِ، فَقَالَ: أَحَقٌّ هُوَ? فَقُلْتُ: لاَ. قَالَ: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} [يُوْنُسُ: 32] . قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَجَجْتُ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ، وَصَائِحٌ يَصِيْحُ: لاَ يُفْتِي النَّاسَ إِلاَّ مَالِكُ بنُ أنس، وابن الماجِشُون. ابْنُ وَهْبٍ, عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ مَا زَهِدَ أَحَدٌ فِي الدُّنْيَا وَاتَّقَى، إِلاَّ نَطَقَ بِالحِكْمَةِ. ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا ذَهَبَ يَمدَحُ نَفْسَه، ذَهَبَ بَهَاؤُهُ. أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: التَّوقِيْتُ فِي المَسْحِ بِدْعَةٌ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: اجْتَمَعَ مَالِكٌ وَأَبُو يُوْسُفَ عِنْد أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَتَكَلَّمُوا فِي الوُقُوفِ، وَمَا يُحَبِّسُهُ النَّاسُ. فَقَالَ يَعْقُوْبُ: هَذَا بَاطِلٌ. قَالَ شُرَيْحٌ: جَاءَ مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِإِطلاَقِ الحُبُسِ. فَقَالَ مَالِكٌ: إِنَّمَا أَطْلَقَ

مَا كَانُوا يُحَبِّسُونَهُ لآلِهَتِهِم مِنَ البَحِيْرَةِ وَالسَّائِبَةِ، فأما الوقوف، فهذا وقف عمر قَدِ اسْتَأْذَنَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "حَبِّسْ أَصْلَهَا، وَسَبِّلْ ثَمَرَتَهَا" 1، وَهَذَا وَقْفُ الزُّبَيْرِ. فَأَعْجَبَ الخَلِيْفَةَ ذَلِكَ مِنْهُ، وَبَقِيَ يَعْقُوْبُ. ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ جِدَارِ قِبْلَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبَيْنَ المِنْبَرِ قَدْرُ مَمَرِّ الرَّجُلِ مُتَحَرِّجاً، وَقَدْرُ مَمَرِّ الشَّاةِ، وَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَدَّمَ جِدَارَ القِبْلَةِ حَتَّى جَعَلَهَا عِنْد المَقْصُوْرَةِ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، وَإِنَّ عُثْمَانَ قَرَّبَهَا إِلَى حَيْثُ هِيَ اليَوْمَ. دَاوُدُ بنُ رَشِيْدٍ: حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: سَأَلْتُ مَالِكاً عَنْ تَفْضِيضِ المَصَاحِفِ، فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا مُصْحَفاً، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي: أَنَّهُم جَمَعُوا القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ عُثْمَانَ، وَأَنَّهُم فَضَّضُوا المَصَاحِفَ عَلَى هَذَا أَوْ نَحْوِه. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لِمَالِكٍ نَحْوُ أَلفِ حَدِيْثٍ -يَعْنِي: مَرْفُوْعَةً. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ: قَالَ لِي مَالِكٌ: قَرَأْتُ عَلَى نَافِعِ بنِ أَبِي نُعَيْمٍ. وَرَوَى القَعْنَبِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: مَا تَرَكَ مَالِكٌ عَلَى ظَهْرِ الأرض مثله. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مَالِكٌ ثِقَةً، ثَبْتاً، حُجَّةً، عَالِماً، وَرِعاً. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: لَوْلاَ مَالِكٌ وَاللَّيْثُ، لَضَلَلْنَا. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: مَا فِي الأَرْضِ كِتَابٌ فِي العِلْمِ أَكْثَرُ صَوَاباً مِنْ "مُوَطَّأِ مَالِكٍ". قُلْتُ: هَذَا قَالَهُ قَبْلَ أَنْ يُؤَلَّفَ "الصَّحِيْحَانِ". قَالَ خَالِدُ بنُ نِزَارٍ الأَيْلِيُّ: بَعَثَ المَنْصُوْرُ إِلَى مَالِكٍ حِيْنَ قَدِمَ المَدِيْنَةَ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدِ اخْتَلَفُوا بِالعِرَاقِ، فَضَعْ كِتَاباً نَجْمَعُهُم عَلَيْهِ. فَوَضَعَ "المُوَطَّأَ". قَالَ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَاصِمٍ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: رَجُلٌ يُحِبُّ أَنْ يَحفَظَ حَدِيْثَ رَجُلٍ بِعَيْنِه? قَالَ: يَحفَظُ حَدِيْثَ مَالِكٍ. قُلْتُ: فَرَأْيٌ? قَالَ: رَأْيُ مَالِكٍ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: قِيْلَ لأُخْتِ مَالِكٍ: مَا كَانَ شُغْلُ مَالِكٍ فِي بَيْتِهِ? قالت: المصحف, التلاوة.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 114 و156-157"، والبخاري "2764" و"2777"، والدارقطني "4/ 186 و187"، والبيهقي "6/ 159" من طرق عن نافع، عن ابن عمر، به.

قَالَ أَبُو مُصْعَبٍ: كَانُوا يَزْدَحِمُوْنَ عَلَى بَابِ مَالِكٍ حَتَّى يَقْتَتِلُوا مِنَ الزِّحَامِ، وَكُنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَهُ لاَ يَلْتَفِتُ ذَا إِلَى ذَا، قائلون برءوسهم هَكَذَا. وَكَانَتِ السَّلاَطِيْنُ تَهَابُهُ، وَكَانَ يَقُوْلُ: لاَ، وَنَعَمْ. وَلاَ يُقَالُ لَهُ: مَنْ أَيْنَ قُلْتُ ذَا? أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ المُتَعَالِ بنُ صَالِحٍ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ، قَالَ: قِيْلَ لِمَالِكٍ: إِنَّكَ تَدْخُلُ عَلَى السُّلْطَانِ، وَهُم يَظْلِمُوْنَ، وَيَجُورُوْنَ، فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَأَيْنَ المُكَلِّمُ بِالحَقِّ. وَقَالَ مُوْسَى بنُ دَاوُدَ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو جَعْفَرٍ المَنْصُوْرُ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ فَقَالَ: يَا مَالِكُ، كَثُرَ شَيبُكَ. قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، مَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ السِّنُوْنُ، كَثُرَ شَيبُهُ قَالَ: مَا لِي أَرَاك تَعتَمِدُ عَلَى قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ بَيْنِ الصَّحَابَةِ? قُلْتُ: كَانَ آخِرَ مَنْ بَقِيَ عِنْدَنَا مِنَ الصَّحَابَةِ، فَاحْتَاجَ إِلَيْهِ النَّاسُ فَسَأَلُوْهُ، فَتَمَسَّكُوا بِقَوْلِهِ. ذَكَرَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ أَصْحَابَ نَافِعٍ، فَقَالَ: مَالِكٌ وَإِتْقَانُه، وَأَيُّوْبُ وَفَضْلُهُ، وَعُبَيْدُ اللهِ وَحِفْظُهُ. ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: قَالَ لِي مُحَمَّدٌ: أَيُّهُمَا أَعْلَمُ صَاحِبُنَا أَمْ صَاحِبُكُم? -يَعْنِي أَبَا حَنِيْفَةَ وَمَالِكاً- قُلْتُ: عَلَى الإِنْصَافِ? قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ مَنْ أعلم بالقرآن? قال: صاحبكم، قلت: نعم. قُلْتُ: مَنْ أَعْلَمُ بِالسُّنَّةِ? قَالَ: صَاحِبُكُم، قُلْتُ: فَمَنْ أَعْلَمُ بِأَقَاوِيْلِ الصَّحَابَةِ وَالمُتَقَدِّمِيْنَ? قَالَ: صَاحِبُكُم. قُلْتُ: فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ القِيَاسُ، وَالقِيَاسُ لاَ يَكُوْنُ إِلاَّ عَلَى هَذِهِ الأَشْيَاءِ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الأُصُوْلَ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يَقِيسُ? قُلْتُ: وَعَلَى الإِنْصَافِ، لَوْ قَالَ قَائِلٌ: بَلْ هُمَا سَوَاءٌ فِي عِلْمِ الكِتَابِ، وَالأَوَّلُ: أَعْلَمُ بِالقِيَاسِ، والثاني: أعلم بالسنة، وعنده علم جم مِنْ أَقْوَالِ كَثِيْرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، كَمَا أَنَّ الأَوَّلَ أَعْلَمُ بِأَقَاوِيْلِ عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَطَائِفَةٍ مِمَّنْ كَانَ بِالكُوْفَةِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَضِيَ اللهُ عَنِ الإِمَامَيْنِ، فَقَدْ صِرْنَا فِي وَقْتٍ لاَ يَقْدِرُ الشَّخْصُ عَلَى النُّطقِ بِالإِنْصَافِ، نَسْأَل اللهُ السَّلاَمَةَ. قَالَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَغَيْرُهُ: كَانَ خَاتِمُ مَالِكٍ، الَّذِي مَاتَ وَهُوَ فِي يَدِهِ، فَصُّهُ أَسْوَدُ حَجَرِيٌّ، وَنَقْشُهُ: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيْلُ. وَكَانَ يَلْبَسُهُ فِي يَسَارِهِ، وَرُبَّمَا لَبِسَهُ فِي يَمِيْنِه. وَعَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَهْيَبَ، وَلاَ أَتَمَّ عَقْلاً مِنْ مَالِكٍ وَلاَ أَشَدَّ تَقوَىً. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَا نَقَلْنَا مِنْ أَدَبِ مَالِكٍ أَكْثَرُ مِمَّا تَعْلَّمْنَا مِنْ عِلْمِهِ.

وَعَنْ مَالِكٍ قَالَ: مَا جَالَسْتُ سَفِيْهاً قَطُّ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ: أَفْتَى مَالِكٌ مَعَ نَافِعٍ، وَرَبِيْعَةَ. وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: رُوِيَ أَنَّ المَنْصُوْرَ حَجَّ، وَأَقَادَ مَالِكاً مِنْ جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ الَّذِي كَانَ ضَرَبَه، فَأَبَى مَالِكٌ، وَقَالَ: مَعَاذَ اللهِ. قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ فِي مَالِكٍ: يَدَعُ الجَوَابَ فَلاَ يُرَاجَعُ هيبة ... والسائلون نواس الأَذْقَانِ عِزُّ الوَقَارِ وَنُوْرُ سُلْطَانِ التُّقَى ... فَهُوَ المَهِيْبُ وَلَيْسَ ذَا سُلْطَانِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ بنِ الرَّمَّاحِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مَالِكٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، ما في الصَّلاَةِ مِنْ فَرِيْضَةٍ? وَمَا فِيْهَا مِنْ سُنَّةٍ? أَوْ قَالَ نَافلَةٍ، فَقَالَ مَالِكٌ: كَلاَمُ الزَّنَادِقَةِ، أَخْرِجُوْهُ. وَقَالَ مَنْصُوْرُ بنُ سَلَمَةَ الخُزَاعِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، أَقَمْتُ عَلَى بَابِكَ سَبْعِيْنَ يَوْماً حَتَّى كَتَبتُ سِتِّيْنَ حَدِيْثاً، فَقَالَ: سِتُّوْنَ حَدِيْثاً! وَجَعَلَ يَسْتَكْثِرُهَا. فَقَالَ الرَّجُلُ: رُبَّمَا كَتَبْنَا بِالكُوْفَةِ أَوْ بِالعِرَاقِ فِي المَجْلِسِ الوَاحِدِ سِتِّيْنَ حَدِيْثاً، فَقَالَ: وَكَيْفَ بِالعِرَاقِ دَارُ الضَّربِ، يُضْرَبُ بِاللَّيْلِ، وَيُنْفَقُ بِالنَّهَارِ? قَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: أَصَحُّ الأَسَانِيْدِ: مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ فِي "التَّمْهِيْدِ": هَذَا كَتَبتُهُ مِنْ حِفْظِي، وَغَابَ عَنِّي أَصْلِي: إِنَّ عَبْدَ اللهِ العُمَرِيَّ العَابِدَ كَتَبَ إِلَى مَالِكٍ يَحُضُّهُ عَلَى الانْفِرَادِ وَالعَمَلِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَالِكٌ: إِنَّ اللهَ قَسَمَ الأَعْمَالَ كَمَا قَسَمَ الأَرْزَاقَ، فَرُبَّ رَجُلٍ فُتِحَ لَهُ فِي الصَّلاَةِ، وَلَمْ يُفتَحْ لَهُ فِي الصَّوْمِ، وَآخَرَ فُتِحَ لَهُ فِي الصَّدَقَةِ وَلَمْ يُفتَحْ لَهُ فِي الصَّوْمِ، وَآخَرَ فُتِحَ لَهُ فِي الجِهَادِ. فَنَشْرُ العِلْمِ مِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِ البِرِّ، وَقَدْ رَضِيْتُ بِمَا فُتِحَ لِي فِيْهِ، وَمَا أَظُنُّ مَا أَنَا فِيْهِ بِدُوْنِ مَا أَنْتَ فِيْهِ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ كِلاَنَا عَلَى خَيْرٍ وَبِرٍّ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ حَسَنِ بن مُهَاجِرٍ الحَافِظُ: سَمِعْتُ أَبَا مُصْعَبٍ الزُّهْرِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ مَالِكٌ بَعْدَ تَخَلُّفِهِ عَنِ المَسْجِدِ يُصَلِّي فِي مَنْزِلِهِ فِي جَمَاعَةٍ يُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ، وَكَانَ يصلي صلاة الجمعة في منزله وحده.

رِوَايَةُ بَعْضِ مَشَايِخِهِ عَنْهُ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ المُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، وَأَنْبَأَنَا أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ الخَطِيْبُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ الأَنْبَارِيِّ فِي المحرم سنة أربع وثمانين وأربعمائة، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ العَطَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَارِثِ أَبُو بَكْرٍ البَاغَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّسَّاجُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ شَبِيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ يُقَالُ لَهُ: مالك بن أنس، عن سعد بن إسحاق، عَنْ عَمَّتِه زَيْنَبَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ: أَنَّهُ خَرَجَ فِي طَلَبِ أَعْلاَجٍ لَهُ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الحَدِيْثَ مِثْلَ حَدِيْثِ النَّاسِ. وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ جَمَاعَةٍ: أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الصَّوَّافِ، وَمُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا البَاغَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدٌ النَّسَّاجُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ شَبِيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُوْنُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مالك بن أنس، عن سعد بن إسحاق، عن عمته زَيْنَبَ، عَنِ الفُرَيْعَةِ أُخْتِ أَبِي سَعِيْدٍ: أَنَّ زَوْجهَا تَكَارَى عُلُوجاً لَهُ، فَقَتَلُوْهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: إِنِّيْ لَسْتُ فِي مَسْكَنٍ لَهُ، وَلاَ يَجْرِي عَلَيَّ مِنْهُ رِزْقٌ، فَأَنْتقِلُ إِلَى أَهْلِ أَبْيَاتِي، فَأُقِيْمُ عَلَيْهِم? قَالَ: "اعْتَدِّي حَيْثُ يَبْلُغُكِ الخَبَرُ" 1. وَأَخْبَرَنَاهُ بِتَمَامِه عَالِياً أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عُلْوَانَ بِقِرَاءتِي، أَخْبَرَنَا البَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَتْنَا شُهْدة الكَاتِبَةُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ دُوْسْتَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ الحَسَنِ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا القَعْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سَعْدِ بنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبِ بنِ عُجْرَة: أَنَّ الفُرَيْعَةَ بِنْتَ مَالِكِ بنِ سِنَانٍ -وَهِيَ أُخْتُ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ- أَخْبَرَتْهَا: أَنَّهَا جَاءتْ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَسْأَلُه أَنْ تَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهَا فِي بنِي خُدْرة، فَإِنَّ زَوْجَهَا خَرَجَ فِي طَلَبِ أَعْبُدٍ لَهُ أَبَقُوا، حَتَّى إِذَا كَانَ بِظَهْرِ القَدُوْمِ، لَحِقَهُم، فَقَتَلُوْهُ. قَالَتْ: فَسَأَلْتُ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أَرجِعَ إِلَى أَهْلِي، فَإِنَّ زَوْجِي لَمْ يَترُكْنِي فِي مَسْكَنٍ يَملِكُهُ، وَلاَ نَفَقَةٍ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَعَمْ". فَخَرَجتُ، فَقَالَ: "كَيْفَ قُلْتِ"؟. فرددتُ عَلَيْهِ القِصَّةَ، فَقَالَ: "امْكُثِي فِي بَيْتِكِ، حَتَّى يَبْلُغَ الكِتَابُ أَجَلَهُ". فَاعْتَدَدْتُ فيه

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود الطيالسي "1664" عن شعبة، عن سعد بن إسحاق، عن زينب، عن فريعة أخت أبي سعيد، به.

أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً1، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ بنُ عفان، أرسل إلي، فسألني عن ذلك، فَأَخْبَرتُهُ فَاتَّبَعَهُ، وَقَضَى بِهِ. وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِياً بِدَرَجَاتٍ: أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنِ المُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حدثنا مالك، بنحوه. وبإسنادي إلى بن مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أنه نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ. ثُمَّ قَالَ حَمَّادٌ: وَحَدَّثَنَا بِهِ مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِياً سُنْقُرُ الزَّيْنِيُّ بِحَلَبَ، أَخْبَرَنَا المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ، وَأَنْجَبُ الحَمَّامِيُّ، وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ القُبَّيْطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ السَّبَّاكِ، وَغَيْرُهُم قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ البَانْيَاسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْتِ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ وَالحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيْهِمَا، عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ أكل لحوم الحمر الإنسية2.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 591"، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "الرسالة" "1214"، وفي "المسند" "2/ 53-54"، وأبو داود "2300"، والترمذي "1204"، والدارمي "2/ 168"، وابن سعد "8/ 368"، والبيهقي "7/ 434"، والبغوي "2386"، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة به. وأخرجه أحمد "6/ 370 و420-421"، والترمذي عقب الحديث "1204"، والنسائي "6/ 199 و199-200 و200"، وابن ماجه "2031"، وابن سعد "8/ 368"، وابن الجارود "759"، والبيهقي "7/ 434 و435" من طرق عن سعد بن إسحاق، به. 2 صحيح: أخرجه مالك "2/ 542"، وأخرجه من طريقه البخاري "4216" و"5523"، ومسلم "1407" "29"، والنسائي "6/ 126" و"7/ 203"، والترمذي "1794"، وابن ماجه "1961"، والبيهقي "7/ 201" عن ابن شهاب، به. وأخرجه ابن أبي شيبة "4/ 292"، وأحمد "1/ 79"، والحميدي "37"، والبخاري "5115"، ومسلم "1407" "30"، والترمذي "1121""، والنسائي "7/ 202"، والدارمي "2/ 140"، وأبو يعلى "576"، وسعيد بن منصور "848" من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، به. وأخرجه البخاري "6961"، ومسلم "1407" "31"، والنسائي "6/ 126"، والبيهقي "7/ 201" من طريق عبيد الله بن عمر، عن الزهري، به.

وَأَخْبَرَنَا بِهِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّوْسِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ البَانْيَاسِيُّ، فَذَكَرَهُ. وَبِهِ إِلَى ابْنِ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ يَحْيَى بنُ كَثِيْرٍ العَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَالِكِ بنِ أنس، عن عمرو بن مسلم، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا دَخَلَ العَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ" 1. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ عَنِ العَنْبَرِيِّ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً عَالِياً. وَبِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عُمَرَ -أَوْ عَمْرِو- بنِ مُسْلِمٍ بِنَحْوِهِ. هَذَا غَرِيْب، وَلَيْسَ ذَا فِي "المُوَطَّأِ". الحَاكِمُ فِي تَرْجَمَةِ مَالِكٍ، فِي كِتَابِ "مزكِّي الأَخْبَارِ"، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الكَرَابِيْسِيُّ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ مِنْ أَصلِهِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "السفر قطعة من العذاب" 2. غَرِيْبٌ جِدّاً. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ طَارِقٍ، أَخْبَرَكَ ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنَا القَعْنَبِيُّ. وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 311"، ومسلم "1977" "41"، والترمذي "1523"، والنسائي "7/ 211"، وابن ماجة "3150"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "4/ 181"، والطبراني "23/ 564"، والحاكم "4/ 220" من طرق عن شعبة، عن مالك بن أنس، به. وأخرجه الطحاوي "4/ 182"، والطبراني "23/ 562" من طرق عن مالك، به. 2 صحيح: وهذا إسناد ضعيف لإرساله، فقد أسقط من الإسناد أبا هريرة -رضي الله عنه- وقد أخرجه مالك "2/ 980"، ومن طريقه أخرجه أحمد "2/ 236 و445"، والبخاري "1804" و"3001" و"5429"، ومسلم "1927"، وابن ماجه "2882"، والدارمي "2/ 284"، وأبو الشيخ في "الأمثال" "205"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "225"، والبيهقي "5/ 259"، والبغوي "2687" عَنْ سُمَيّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعا وتمامه "السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه، فليعجل إلى أهله". قوله: "نهمته": النهمة هي الحاجة. والمقصود في هذا الحديث استحباب تعجيل الرجوع إلى الأهل بعد قضاء حاجته.

ابن شُعَيْبِ بنِ اللَّيْثِ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ كِلاَهُمَا عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَحَرْنَا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فِي الحُدَيْبِيَةِ البَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ1. وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ الرُّعَيْنِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَاعَتَانِ تُفْتَحُ فِيْهِمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ قَلَّمَا تُرَدُّ فِيْهِمَا دَعْوَةٌ: حضور الصلاة وعند الزحف للقتال" 2. رَوَاهُ أَيْضاً أَيُّوْبُ بنُ سُوَيْدٍ وَأَبُو المُنْذِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُمَرَ عَنْ مَالِكٍ نَحْوَهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي الهَمْدَانِيُّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ بِحَرَّانَ3 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطِيْبُ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الفَارِسِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- دَخَلَ مَكَّةَ زَمَنَ الفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ المِغْفَرُ4. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أخبرنا علي أخبرنا أبو عمر أخبرنا

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 37" ومن طريقه أخرجه مسلم "1318" "350"، وأبو داود "2809"، والترمذي "904"، وابن ماجه "3132"، وأبو نعيم "6/ 335" عن أبي الزبير، عن جابر، به مرفوعا وتمامه: نحرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الحديبية البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة". 2 صحيح: وهذا الحديث اختلف في رفعه وفي وقفه لكن مثله لا يقال بالرأي وهو من قبيل المرفوع حكما. وقد أخرجه مالك "1/ 70"، ومن طريقه ابن أبي شيبة "10/ 224"، والطبراني "5774" عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، مرقوفا عليه، وهو في حكم المرفوع كما قلنا لأنه لا يقال مثل هذا بالرأي. وأخرجه الطبراني "5847" من طرق عن عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ مرفوعا. وفيه عبد الحميد، وهو ضعيف. وأخرجه أبو داود "2540"، والدارمي "1/ 272"، والحاكم "1/ 198"، والبيهقي "1/ 410"، والطبراني "5756"، وابن الجارود "1065" من طرق عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن موسى بن يعقوب الزمعي، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "ثنتان لا تردان، أو قلما تردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا". وإسناده ضعيف، آفته موسى بن يعقوب الزمعي، فإنه سيئ الحفظ لكن الحديث يرتقى إلى مرتبة الحسن بالطريق التي قبله. 3 حران: مدينة بالجزيرة من ديار ربيعة لها شهرة واسعة في التاريخ كان منها جماعة من العلماء. 4 صحيح: أخرجه مالك "1/ 423" ومن طريقه البخاري "1846"، ومسلم "1357". والمغفر: بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الفاء: زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس.

مَخْلَدٌ, حَدَّثَنَا العَلاَءُ بنُ سَالِمٍ, حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ, حَدَّثَنَا مَالِكٌ, حَدَّثَنَا عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ, عَنْ عَمْرِو بنِ سُلَيْمٍ, عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بنِ رِبْعِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أَنْ يَقْعُدَ". اتَّفَقَا عَلَيْهِ, مِنْ حَدِيْثِ مَالِكٍ1. الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: أَخْبَرَنَا البَرْقاني, حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيُّ, قُرِئَ عَلَى أَبِي عَروبة الحَرَّانِيِّ, حَدَّثَكُم مُحَمَّدُ بنُ وَهْبٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيْمِ, عَنْ زَيْدِ بنِ أَبِي أُنَيْسَةَ, عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ, عَنْ سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ, عَنْ أَبِيْهِ -لاَ أَعْلَمُه إِلاَّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَحِمَ اللهُ عَبْداً كَانَتْ عِنْدَهُ لأَخِيْهِ مَظْلَمَةٌ فِي نَفْسٍ أَوْ مَالٍ فَأَتَاهُ فَاسْتَحَلَّ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ تُؤْخَذَ حَسَنَاتُهُ فَإِنْ لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صَاحِبِهِ فَتُوْضَعُ فِي سَيِّئَاتِهِ" 2. الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ العَدْلُ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَنْظَلِيُّ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ, حَدَّثَنِي أَبِي, حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ مُضَرَ, حَدَّثَنَا ابْنُ الهَادِ, حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرُ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ يَحْتَلِبَنَّ أَحَدُكُمْ مَاشِيَةَ أَخِيْهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تُؤْتَى مَشْرُبَتُهُ فَتُكْسَرَ خِزَانَتُهُ وَيُنْثَلَ مَا فِيْهِ فَلاَ يحلبن أحدكم ماشية أخيه بغير إذنه" 3. وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بنُ بَكْرِ بنِ مُضَرَ عَنْ أَبِيْهِ وَقَدْ وَقَعَ لِي عَالِياً كَأَنِّيْ سَمِعْتُهُ من الحاكم.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "1/ 162"، وعبد الرزاق "1673"، وابن أبي شيبة "1/ 339"، وأحمد "5/ 295 و296 و303 و305 و311"، والبخاري "444" و"1163"، ومسلم "714" "69"، وأبو داود "467" و"468"، والترمذي "316"، والنسائي "2/ 53"، وابن ماجة "1013"، والدارمي "1/ 323-324"، وابن خزيمة "1825" و"1826" و"1827"، والبيهقي "3/ 53"، والبغوي "480"، وأبو عوانة "1/ 415"، من طرق عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، به. 2 صحيح: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "6/ 343" من طريق محمد بن الحارث الحراني عن مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيْمِ، به. وإسناده حسن, محمد بن الحارث، صدوق. وأبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد بن سماك الحراني، وأخرجه البخاري "6534"، والبيهقي "6/ 56"، من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حَسَنَاتُهُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أَخَذَ من سيئات أخيه فطرحت عليه". وأخرجه الترمذي "2419" من طريق زيد بن أبي أنيسة، والطيالسي "2327" من طريق العمري، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، به. 3 صحيح: أخرجه مالك "2/ 971"، ومن طريقه أخرجه البخاري "2435"، ومسلم "1726"، وأبو داود "2623"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "4/ 241"، وفي "شرح مشكل الآثار" "4/ 41"، والبيهقي "9/ 358"، والبغوي "2168"، عن نافع، عن ابن عمر، به مرفوعا.

أَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ, بِنَابُلُسَ, أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ, وَالحُسَيْنُ بنُ مُبَارَكٍ, وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ, أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ مبارك, وَنَفِيْسُ بنُ كَرَمٍ وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ عَسْكَرٍ, وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ, وَعِدَّةٌ بِمِصْرَ, وَسُنْقُرُ الزَّيْنِيُّ بِحَلَبَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ, وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ بنُ قِوَامٍ, وَيُوْسُفُ بنُ أَبِي نَصْرٍ, وَعَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ الأَمِيْنُ, وَمُحَمَّدُ بنُ حَازِمٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الذَّهَبِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ هَاشِمٍ العَبَّاسِيُّ, وَعُمَرُ, وَأَبُو بَكْرٍ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الدَّائِمِ, وَسُوَيْجُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي العِزِّ, وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ الآمِدِيَّةُ, وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ المَرَاتِبِيَّةُ, وَفَاطِمَةُ بِنْتُ إِبْرَاهِيْمَ البَطَائِحِيَّةُ, وَهَدِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الحَمِيْدِ قَالُوا: أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ أَبِي بَكْرٍ اليَمَانِيُّ, وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ, وَأَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ الحَاجِبُ, وَنَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدُ بنُ العِمَادِ, وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُجَاهِدِ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُلَقِّنُ, وَأَحْمَدُ بنُ رِسْلاَنَ, وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُذْهَبُ, وَأَحْمَدُ بنُ عبد الرحمن الدَّائِمِ بنُ أَحْمَدَ الوَزَّانُ, وَعُبَيْدُ الحُمَيْدِ بنُ أَحْمَدَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ فَضْلٍ, وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ اليُوْنِيْنِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ قَايْمَازَ الدَّقِيْقِيُّ, وَهَدِيَّةُ بِنْتُ عَلِيٍّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ أَبِي بَكْرٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ قَالُوا سِتَّتُهُم: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيُّ سَنَةَ تسع وستين وأربعمائة, أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ الأَنْصَارِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا العَلاَءُ بنُ مُوْسَى إِمْلاَءً سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمَائَتَيْنِ, حَدَّثَنَا لَيْثُ بنُ سَعْدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَامَ فَقَالَ: "لاَ يَحْلُبَنَّ أَحَدُكُمْ مَاشِيَةَ أَحَدٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تُؤْتَى مَشْرُبَتُهُ فَتُكْسَرَ بَابُ خِزَانَتِهِ فَيُنْتَقَلَ طَعَامُهُ, وَإِنَّمَا تَخْزُنُ لَهُم ضُرُوْعُ مَوَاشِيْهِمْ أَطْعِمَاتِهِمْ, فَلاَ يَحْلُبَنَّ أَحَدٌ مَاشِيَةَ امْرِئٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ رُمْحٍ عَنْ لَيْثٍ. مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الزَّبِيْدِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ, عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ, عَنْ مَالِكٍ, عَنْ نَافِعٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوْعاً: "لاَ تُبَاعُ الثَّمَرَةُ حتى يبدو صلاحها" 2.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1726". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1534"، والطحاوي "2/ 23"، والبيهقي "5/ 300"، والبغوي "2078" من طرق عن إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به، وأخرجه عبد الرزاق "14314"، وابن أبي شيبة "6/ 507"، وأحمد "2/ 95"، والبخاري "2183" و"2159"، والنسائي "7/ 262-263 و263"، والطحاوي "2/ 23"، والطبراني "13463"، وابن الجارود "603"، والبيهقي "5/ 295-296 و299" من طرق عن ابن عمر، به.

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ تَيْمِيَّةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، وَأَخْبَرَنَا الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ تَيْمِيَّةَ الخَطِيْبُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ البَطِّيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قُسَيْطٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ: أَنَّ عمر وعثمان قَضَيَا فِي المِلْطَاةِ، وَهِيَ السِّمْحَاقُ بِنِصْفِ مَا فِي المُوْضِحَةِ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا سُفْيَانُ فَسَأَلْنَاهُ فَحَدَّثَنَا بِهِ عَنْ مَالِكٍ ثُمَّ لَقِيْتُ مَالِكاً فَقُلْتُ: إِنَّ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَنْكَ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ: أَنَّ عُمَرَ وَعُثْمَانَ قَضَيَا فِي المِلْطَاةِ1 بِنِصْفِ المُوضِحَةِ2. فَقَالَ: صَدَقَ، حَدَّثْتُهُ بِهِ، قُلْتُ: حَدِّثْنِي قَالَ: مَا أُحَدِّثُ بِهِ اليَوْمَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ، وأخبرنا علي ابن مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ السَّاوِيُّ3، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَالِكٍ نَحْوَهُ. وَهَذَا إِسْنَادٌ عَزِيْزٌ، نَزَلَ الشَّافِعِيُّ فِي إِسْنَادِهِ كَثِيْراً تَحْصِيْلاً لِلْعِلْمِ. الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الضَّحَّاكِ بنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بنُ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ حَمَّادِ بنِ أَبِي حَنِيْفَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي حَنِيْفَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صماتها" 4.

_ 1 الملطاة: القشرة الرقيقة بين عظم الرأس ولحمه، تمنع الشجة أن توضح، وهي من لطيت بالشيء، أي لصقت، فتكون الميم زائدة. 2 الموضحة: هي التي تبدي وضح العظم: أي بياضه. والجمع: المواضح. 3 الساوي: نسبة إلى مدينة بين الري وهمدان تسمى "ساوة". 4 صحيح: أخرجه مالك "2/ 524-525"، ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق "10283"، وابن أبي شيبة "4/ 136"، والشافعي "2/ 12"، وسعيد بن منصور "556"، وأحمد "1/ 219 و241-242 و345 و362"، ومسلم "1421" "66"، وأبو داود "2098"، والترمذي "1108"، والنسائي "6/ 84"، وابن ماجه "1870"، والدارمي "2/ 138"، وابن الجارود "709"، والدارقطني "3/ 239-240 و241"، والطبراني في "الكبير" "10/ 10743 و10744 و10745"، والبيهقي "7/ 118 و122"، والبغوي "2254"، عن عبد الله بن المفضل، به، وأخرجه عبد الرزاق "10282"، وابن أبي شيبة "4/ 136"، والطبراني "10/ 10746"، والبيهقي "7/ 118" من طرق عن عبد الله بن المفضل، به.

أَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنِ المُؤَيَّدِ الطُّوْسِيِّ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ السَّيِّدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ البَحِيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، عَنْ مَالِكٍ, نَحْوَهُ. وَسَاوَيتُ الحَاكِمَ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ مَالِكٍ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشَرِيْكٌ القَاضِي، وَشُعْبَةُ. الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المَدِيْنِيُّ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ دُرُسْتَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ القَنَّادُ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، وَمَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "القَطْعُ فِي رُبْعِ دِيْنَارٍ فَصَاعِداً" 1. غَرِيْبٌ جِدّاً، وَلاَ نَعْلمُ مَالِكاً اجْتَمَعَ بِيَحْيَى، وَلَو جَرَى ذَلِكَ، لَكَانَ يَرْوِي عَنْهُ، وَلكَانَ مِنْ كُبَرَاءِ مَشْيَخَةِ مَالِكٍ. تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو الطَّاهِرِ وفيه مقال. يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ السَّدُوْسِيُّ: حَدَّثَنَا قَبِيْصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ المُغِيْرَةِ بنِ النُّعْمَانِ، عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ هَانِئ بنِ حَرَامٍ، قَالَ: كُتِبَ إِلَى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ فِي رَجُلٍ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلاً، فَقَتَلَهُ. فَكَتَبَ فِي السِّرِّ: يُعْطِي الدِّيَةَ، وَكَتَبَ فِي العَلاَنِيَةِ: يُقَادُ منه2.

_ 1 صحيح: وهذا إسناد ضعيف، آفته أبو الطاهر الأموي المديني محمد بن أحمد بن عثمان، قال المؤلف في "ميزان الاعتدال": روى مناكير، أراه كان اختلط، لا تجوز الرواية عنه وقال ابن عدي: يغلط ويثبت عليه ولا يرجع. وذكره ابن يونس في الشعراء وقال: كان يحفظ ويفهم. وأخرجه الشافعي "270"، والبخاري "6789"، ومسلم "1684"، والنسائي "8/ 79" من طريق ابن شهاب، عن عمرة، عن عائشة، به مرفوعا. وأخرجه البخاري "6791"، من طريق يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن حدثته أن عائشة -رضي الله عنها- حدثتهم عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تقطع اليد في ربع دينار". 2 ضعيف: أخرجه عبد الرزاق "17921" عن الثوري، عن المغيرة بن النعمان، عن هانئ بن حزام أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتلهما، فكتب عمر بكتاب في العلانية أن أقيدوه، وكتابا في السر أن أعطوه الدية". قلت: إسناده ضعيف، رجاله ثقات خلا هانئ بن حزام، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" "3/ ق2/ 231"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "4/ ق2/ 101"، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. فهو مجهول كما هو معروف من قاعدتهما، وقد ذكرنا أمثلة كثيرة على ذلك في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" وقد طبع الأول منهما في مكتبة الدعوة بالأزهر الشريف يسر الله طبع بقية مجلداته، وأكثر النفع به، وجعله في ميزان حسناتي ثقيلا ثقيلا بكرمه ومنه وسعة فضله.

قَالَ يَعْقُوْبُ: أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يُرهب بِذَلِكَ. وَبِإِسْنَادِي إِلَى ابْنِ مَخْلَدٍ العَطَّارِ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَنَسٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هُبَيْرَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا سَلاَمَةُ بنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ السِّمْطِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنٍ" 1. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ سَلاَمَةَ بِهِ. وَوَقَعَ لَنَا عَالِياً. أَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الحُسَيْنِيُّ2، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَبَّاسِيُّ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَبْقَسِيُّ3، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّيْبُلِيُّ4، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ دِيْنَارٍ، بِهَذَا. وَبِإِسْنَادِي إِلَى ابْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: ذَكَرَ عَلِيُّ بنُ بَحْرٍ القَطَّانُ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي حَازِمٍ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ البَتِّيَّ5 قَائِماً عَلَى رَأْسِ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ. وَبِهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي الحَنِيْنِ، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَةٍ، فَوَجَدْتُ لِمَالِكٍ حلقة، ووجدت نافعًا قد مات.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 56 و103 و116 و123 و156"، والبخاري "6178" و"6966" ومسلم "1735" "10"، وأبو داود "2756"، والبيهقي "9/ 230"، والبغوي "2480" من طرق عن عبد الله بن دينار، به. 2 هو: علي بن أحمد بن عبد المحسن بن أحمد بن محمد بن علي أبو الحسن الهاشمي الحسيني الواسطي الغرافي ثم الإسكندراني المعدل، شيخ دار الحديث النبيهية بالثغر، ولد في أول سنة ثمان وعشرين وستمائة، وتوفي ذي الحجة سنة أربع وسبعمائة. ترجم له الذهبي في "معجم الشيوخ" رقم "511"، وترجمته أيضا في "الدرر الكامنة" لابن حجر "3/ 85"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "6/ 11". 3 العبقسي: نسبة إلى عبد القيس. 4 الديبُلي: نسبة إلى مدينة ديبُل على ساحل البحر الهندي قريبة من السند. 5 هو: عثمان بن مسلم البتي، بفتح الموحدة وتشديد المثناة، أبو عمرو البصري، يقال اسم أبيه سليمان، صدوق عابوا عليه الإفتاء بالرأي، وهو من صغار التابعين.

وَبِهِ، أَخْبَرَنَا الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنَا الحَكَمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: رُحْتُ إِلَى الظُّهْرِ مِنْ بَيْتِ ابْنِ هُرْمُزَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً1. وَبِهِ، حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنَا الحَكَمُ، أَخْبَرَنَا أَشْهَبُ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، فَقُلْتُ لَهُ: أَعِدْهُ عَلَيَّ. قَالَ: لاَ. قُلْتُ: أَمَّا كَانَ يُعَادُ عَلَيْكَ? قَالَ: لاَ. فَقُلْتُ: كُنْتَ تَكْتُبُ? قَالَ: لاَ. وَكَفَّ الحَدِيْدَةَ -يَعْنِي: اللِّجَامَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ محمد المؤيدي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَكُنْ يُصَافِحُ امْرَأَةً قَطُّ"2. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، فِي جَمْعِهِ أَحَادِيْثَ مَالِكٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ الطَّائِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ الشافعي سنة تسع وستمائة -وأنا في الرابعة- أخبرنا علي بن مسلم الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخطيب سنة خمس وستين وأربعمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغَسَّانِيُّ بصيدا سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا أَبُو رَوْقٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الهِزَّانِيُّ3 بِالبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ البُسْرِيُّ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ "ح"4. وَأَخْبَرَنَا بِعُلُوٍّ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، عَنِ المُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بن سهل، أخبرنا سعيد

_ 1 ذكره القاضي عياض في "ترتيب المدارك" "1/ 120-121". 2 صحيح: أخرجه البخاري "7214"، ومسلم "1866" من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها- قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يبايع النساء بالكلام بهذه الآية {لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا} قالت: وما مَسَّتْ يَدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يد امرأة إلا امرأة يملكها". واللفظ للبخاري، وأخرجه الترمذي "1597"، والنسائي "7/ 149" من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر عن أميمة بنت رقيقة أنها قالت أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في نسوة من الأنصار نبايعه فقلنا: يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف. قال: "فيما استطعتن وأطقتن". قالت: قلنا: الله ورسول أرحم بنا, هلم نبايعك يا رسول الله! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو مثل قولي لامرأة واحدة". واللفظ للنسائي. 3 الهزاني: نسبة إلى هزان بطن من العتيك، والعتيك من ربيعة وهو هزان بن صباح بن عتيك. 4 رمز لتحويل السند إلى سند آخر أو طريق آخر.

ابن مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا مالك، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا" 1. لَفْظُ شُعْبَةَ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بنُ عَلِيِّ بنِ حَسَّانٍ بِبَغْدَادَ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ بِبَعْلَبَكَّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ بِمِصْرَ وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو المَنْجَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ اللَّتِّيِّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى "ح". وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الفَقِيْهُ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا عَبْدُ القَادِرِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ أَبِي سَعْدٍ بِهَرَاةَ، قَالاَ: أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الفَضْلِ: بِيْبَى بِنْتُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَتْ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ الكَعْبَةَ هُوَ، وَأُسَامَةُ، وَبِلاَلٌ، وَعُثْمَانُ بنُ طَلْحَةَ الحَجَبِيُّ، فَأَغْلَقَهَا عَلَيْهِم، وَمَكَثَ فِيْهَا. فَسَأَلْتُ بِلاَلاً حِيْنَ خَرَجَ: مَاذَا صَنَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ? فَقَالَ: جَعَلَ عَمُوْداً عَنْ يَسَارِهِ، وَعَمُودَيْنِ عَنْ يَمِيْنِهِ، وَثَلاَثَةَ أَعمِدَةٍ وَرَاءهُ، وَكَانَ البَيْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى سِتَّةِ أَعمِدَةٍ، ثُمَّ صَلَّى2. وَبِهِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ بَيْعِ الوَلاَءِ وَعَنْ هِبَتِهِ3.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 554-555"، ومن طريقه أخرجه الشافعي "2/ 12"، وعبد الرزاق "10283"، وابن أبي شيبة "4/ 136"، وسعيد بن منصور "556"، وأحمد "1/ 219 و241-242 و345 و362"، ومسلم "1421" "66"، وأبو داود "2098"، والترمذي "1108"، والنسائي "6/ 84"، وابن ماجه "1870"، والدارمي "2/ 138"، وابن الجارود "709"، والدارقطني "3/ 239-240 و241"، والطبراني في "الكبير" "10/ 10743 و10744 و10745"، والبيهقي "7/ 118 و122"، والبغوي "2254" عن عبد الله بن الفضل، به، وأخرجه عبد الرزاق "10282"، وابن أبي شيبة "4/ 136"، والطبراني "10/ 10746"، والبيهقي "7/ 118" من طرق عن عبد الله بن الفضل، به. 2 صحيح: أخرجه مالك "1/ 398"، ومن طريقه أخرجه البخاري "505"، ومسلم "1329"، وأبو داود "2023" و"2024". 3 صحيح: أخرجه مالك "2/ 782"، والشافعي "2/ 72"، وأحمد "2/ 79 و107"، والطيالسي "1885"، والنسائي "7/ 72 و306"، وابن ماجه "2747"، والدارمي "2/ 256"، والطبراني في "الكبير" "13525" و"13626"، والبيهقي "10/ 292"، والبغوي "2226" من طرق عن عبد الله بن دينار, به.

وَفَاةُ مَالِكٍ: قَالَ القَعْنَبِيُّ: سَمِعْتُهُم يَقُوْلُوْنَ: عُمُر مَالِكٍ تِسْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ: مَرِضَ مَالِكٌ، فَسَأَلْتُ بَعْضَ أَهْلِنَا عَمَّا قَالَ عِنْد المَوْتِ. قَالُوا: تَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الرُّوْمُ: 4] . وَتُوُفِّيَ صَبِيْحَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِ: الأَمِيْرُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ الهَاشِمِيُّ؛ وَلَدُ زَيْنَبَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ العَبَّاسِيَّةِ، وَيُعْرَفُ بِأُمِّهِ. رَوَاهَا: مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: وَسَأَلْتُ مُصْعَباً، فَقَالَ: بَلْ مَاتَ فِي صَفَرٍ، فَأَخْبَرَنِي مَعْنُ بنُ عِيْسَى بِمِثْلِ ذَلِكَ. وَقَالَ أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ: مَاتَ لِعَشْرٍ مَضَتْ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ تِسْعٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سُحْنُوْنَ: مَاتَ فِي حَادِي عَشَرَ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَاتَ لِثَلاَثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ. قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ1: الصَّحِيْحُ: وَفَاتُهُ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، يَوْم الأَحَدِ، لتمام اثنين وعشرين يومًا من مرضه. وَغَسَلَهُ ابْنُ أَبِي زَنْبَرٍ وَابْنُ كِنَانَةَ، وَابْنُهُ يَحْيَى وَكَاتِبُهُ حَبِيْبٌ يَصُبَّانِ عَلَيْهِمَا المَاءَ، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ جَمَاعَةٌ، وَأَوْصَى أَنْ يُكَفَّنَ فِي ثِيَابٍ بِيْضٍ، وَأَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ فِي مَوْضِعِ الجَنَائِزِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ الأَمِيْرُ المَذْكُوْرُ. قَالَ: وَكَانَ نَائِباً لأَبِيْهِ مُحَمَّدٍ عَلَى المَدِيْنَةِ، ثُمَّ مَشَى أَمَام جِنَازَتِه، وَحَمَلَ نَعشَهُ، وَبَلَغَ كَفَنُهُ خَمْسَةَ دَنَانِيْرَ. قُلْتُ: تَوَاتَرَتْ وَفَاتُه فِي سَنَةِ تِسْعٍ، فَلاَ اعْتِبَارَ لِقَوْلِ مَنْ غَلِطَ وَجَعَلَهَا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ، وَلاَ اعْتِبَارَ بِقَوْلِ حَبِيْبٍ كَاتِبِهِ، وَمُطَرِّفٍ فِيْمَا حُكِيَ عَنْهُ، فَقَالاَ: سَنَة ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَنَقَلَ القَاضِي عِيَاضٌ أَنَّ أَسَدَ بنَ مُوْسَى قَالَ: رَأَيْتُ مَالِكاً بَعْد مَوْتِهِ وَعَلَيْهِ طَوِيْلَةٌ وَثِيَابٌ خُضْرٌ، وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ يَطِيْرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! أَلَيْسَ قَدْ مُتَّ? قَالَ: بَلَى. فَقُلْتُ: فَإِلاَمَ صِرتَ? فَقَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَبِّي، وَكَلَّمنِي كِفَاحاً2، وَقَالَ: سَلْنِي أُعْطِكَ، وَتَمَنَّ عَلَيَّ أرضك3.

_ 1 في "ترتيب المدارك وتقريب المسالك" له نشر مكتبة دار الحياة بيروت "1/ 237". 2 كفاحًا: أي مواجهة وبدون واسطة. 3 ذكره القاضي في كتابه "ترتيب المدارك وتقريب المسالك" "1/ 239".

قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: وَاخْتُلِفَ فِي سِنِّهِ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، وَابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، وَحَبِيْبٌ: إِنَّ عُمُرَهُ خَمْسٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. قَالَ: وَقِيْلَ: أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَقِيْلَ: سَبْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: تِسْعُوْنَ سَنَةً. وَقَالَ الفِرْيَابِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ: سِتٌّ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَقَالَ القَعْنَبِيُّ: تِسْع وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، قَالَ: عَاشَ سَبْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَشَذَّ أَيُّوْبُ بنُ صَالِحٍ، فقال: عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الضَّرَّابُ: هَذَا خَطَأٌ، الصَّوَابُ سِتٌّ وَثَمَانُوْنَ1. وَاختُلِفَ فِي حَمْلِ أُمِّهِ بِهِ: فَقَالَ مَعْنٌ، وَالصَّائِغُ، وَمُحَمَّدُ بنُ الضَّحَّاكِ: حَمَلَتْ بِهِ ثَلاَثَ سِنِيْنَ. وَقَالَ نَحْوَهُ: وَالِدُ الزُّبَيْرِ بنِ بَكَّارٍ. وَعَنِ الوَاقِدِيِّ: حَمَلتْ بِهِ سَنَتَيْنِ2. قُلْتُ: وَدُفِنَ بِالبَقِيْعِ اتِّفَاقاً، وَقَبْرُهُ مَشْهُوْرٌ يُزَارُ -رَحِمَهُ اللهُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي مَاتَ فِيْهَا رَأَى رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ قَائِلاً يُنشِدُ: لَقَدْ أَصْبَحَ الإِسْلاَمُ زُعْزِعَ رُكْنُهُ ... غَدَاةَ ثَوَى الهَادِي لَدَى مَلْحَدِ القَبْرِ إِمَامُ الهُدَى مَا زَالَ لِلْعِلْمِ صَائِناً ... عَلَيْهِ سَلاَمُ اللهِ فِي آخِرِ الدَّهْرِ قَالَ: فَانْتَبَهتُ، فَإِذَا الصَّارِخَةُ عَلَى مَالِكٍ. ثُمَّ أَوْرَدَ القَاضِي عِيَاضٌ عِدَّةَ مَنَامَاتٍ حَسَنَةٍ لِلإِمَامِ، وَسَائِرُ كِتَابِه بِلاَ أَسَانِيْدَ، وَفِي بَعْضِ ذَلِكَ مَا يُنْكَرُ. قَالَ ابْنُ القَاسِمِ: مَاتَ مَالِكٌ عَنْ مائَةِ عِمَامَةٍ، فَضْلاً عَنْ سِوَاهَا. وَقَالَ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: بِيْعَ مَا فِي مَنْزِلِ خَالِي مَالِكٍ مِنْ بُسُطٍ، وَمِنَصَّاتٍ، وَمَخَادَّ، وَغَيْرِ ذلك، بما ينيف على خمسمائة دِيْنَارٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ خَلَفٍ: خلف مالك خمسمائة زوج من النِّعَالِ، وَلَقَدِ اشْتَهَى يَوْماً كِسَاءً قُوْصِيّاً، فَمَا مَاتَ إِلاَّ وَعِنْدَهُ مِنْهَا سَبْعَةٌ بُعِثَتْ إِلَيْهِ. وَأَهدَى لَهُ يَحْيَى بنُ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيُّ هَدِيَّةً، فَوُجِدَتْ بِخَطِّ جَعْفَرٍ: قَالَ مَشَايِخُنَا الثِّقَاتُ: إِنَّهُ باع من فضلتها بثمانين ألفًا.

_ 1 ذكره القاضي عياض في "ترتيب المدارك وتقريب المسالك" "1/ 111". 2 ذكره القاضي عياض في "ترتيب المدارك وتقريب المسالك" "1/ 111-112".

قَالَ أَبُو عَمْرٍو: تَرَكَ مِنَ النَّاضِّ1 أَلفَيْ دينار وستمائة دِيْنَارٍ، وَسَبْعَةً وَعِشْرِيْنَ دِيْنَاراً، وَمِنَ الدَّرَاهِمِ أَلْفَ دِرْهَمٍ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ هَذَا الإِمَامُ مِنَ الكُبَرَاءِ السُّعدَاءِ، وَالسَّادَةِ العُلَمَاءِ، ذَا حِشْمَةٍ، وَتَجَمُّلٍ، وَعَبِيْدٍ، وَدَارٍ فَاخِرَةٍ وَنِعمَةٍ ظَاهِرَةٍ، وَرِفعَةٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، كَانَ يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ، وَيَأْكُلُ طَيِّباً، وَيَعْمَلُ صَالِحاً، وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ ابْنِ المُبَارَكِ فِيْهِ: صَمُوْتٌ إِذَا مَا الصَّمتُ زَيَّنَ أَهْلَهُ ... وَفَتَّاقُ أَبْكَارِ الكَلاَمِ المُخَتَّمِ وَعَى مَا وَعَى القُرْآنُ مِنْ كُلِّ حِكْمَةٍ ... وَسِيْطَتْ2 لَهُ الآدَابُ بِاللَّحْمِ وَالدَّمِ قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ -رَحِمَهُ اللهُ- فِيْهِ: يَا سَائِلاً عَنْ حَمِيْدِ الهَدْيِ وَالسَّنَنِ ... اطْلُبْ هُدِيْتَ عُلُوْمَ الفِقْهِ وَالسُّنَنِ وَعَقْدَ قَلْبِكَ فَاشدُدْهُ عَلَى ثَلجٍ3 ... لاَ تَطْوِيَنَّهُ عَلَى شَكٍّ ولا دخن4 وَاسْلُكْ سَبِيْلَ الأُلَى حَازُوا نُهَىً وَتُقَىً ... كَانُوا فَبَانُوا حِسَانَ السِّرِّ وَالعَلَنِ هُمُ الأَئِمَّةُ وَالأَقْطَابُ مَا انْخَدَعُوا ... وَلاَ شَرَوْا دِيْنَهُم بِالبَخْسِ وَالغَبَنِ أَصْحَابُ خَيْرِ الوَرَى أَحْبَارُ مِلَّتِهِ ... خَيْرُ القُرُوْنِ نُجُومُ الدَّهْرِ وَالزَّمَنِ مَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُم مُهتَدٍ وَهُمُ ... نَجَاةُ مَنْ بَعْدَهُم مِنْ غَمْرَةِ الفِتَنِ وَتَابِعُوْهُم عَلَى الهَدْيِ القَويمِ هُمُ ... أَهْلُ التُّقَى وَالهُدَى وَالعِلْمِ وَالفِطَنِ فَاخْتَرْ لِدِيْنِكَ ذَا عِلْمٍ تُقَلِّدُهُ ... مُشَهَّرَ الذِّكْرِ فِي شَامٍ وَفِي يَمَنِ حَوَى أُصُولَهُمُ ثُمَّ اقْتَفَى أَثراً ... نَهْجاً إِلَى كُلِّ مَعْنَى رَائِقٍ حَسَنِ وَمَالِكُ المُرْتَضَى لاَ شَكَّ أَفْضَلُهُم ... إِمَامُ دَارِ الهُدَى وَالوَحِيِ وَالسُّنَنِ فَعَنْهُ حُزْ عِلْمَهُ إِنْ كُنْتَ مُتَّبِعاً ... وَدَعْ زَخَارِفَ كَالأَحْلاَمِ وَالوَسَنِ فَهُوَ المُقَلَّدُ فِي الآثَارِ يُسْنِدُهَا ... خِلاَفَ مَنْ هُوَ فِيْهَا غَيْرُ مُؤْتَمَنِ وَهُوَ المُقَدَّمُ فِي فِقْهٍ وَفِي نَظَرٍ ... وَالمُقتَدَى في الهدى في ذلك الزمن

_ 1 الناض: الدنانير والدراهم. 2 وسيطت: مزجت. 3 ثلج: اطمئنان. 4 دخن: فساد.

وَعَالِمُ الأَرْضِ طُرّاً بِالَّذِي حَكَمَتْ ... شَهَادَةُ المُصْطَفَى ذِي الفَضْلِ وَالمِنَنِ وَمَنْ إِلَيْهِ بِأَقْطَارِ البِلاَدِ غَدَتْ ... تُنْضَى المَطَايَا وَتُضْحَى بُزَّلُ البُدُنِ1 مَنْ أُشْرِبَ الخَلْقُ طُرّاً حُبَّهُ فَجَرَى ... طَيَّ القُلُوْبِ كَجَرْيِ المَاءِ فِي الغُصُنِ وَقَالَ كُلُّ لِسَانٍ فِي فَضَائِلِه ... قَوْلاً وَإِنْ قَصَّرُوا فِي الوَصْفِ عَنْ لَسَنِ عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ أَصْفَى عَوَاطِفِهِ ... وَمِنْ رِضَاهُ كَصَوبِ العَارِضِ الهَتِنِ2 وَجَادَ مَلحَدَهُ وَطْفَاءُ هَاطِلَةٌ ... تَسْقِي بِرُحْمَاهُ مَثْوَى ذَلِكَ الجَنَنِ3

_ 1 تنضى: تهزل. تضحى: تسعى. بزل: جمع بازل: وهو البعير ذكرا كان أو أنثى وذلك في السنة التاسعة. البدن: الإبل والبقر التي تهدى إلى مكة. 2 العارض: السحاب. والهتين: الممطر. 3 ذكر القاضي عياض: هذه الأبيات في كتابه "ترتيب المدارك وتقريب المسالك" "1/ 253-254" وقوله: الجنن. المستور والمراد به الميت.

عبد القدوس

1181- عبد القدوس 1: ابن حبيب المحدث، أبو سعيد الكلاعي، الوحاظي الشامي. رَوَى عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، وَمَكْحُوْلٍ، وَابْنِ شِهَابٍ. وَعَنْهُ: عمرو بن الحارث، وحيوة بنت شُرَيْحٍ، وَالثَّوْرِيُّ -وَمَاتُوا قَبْلَه بِمُدَّةٍ- وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ شَابُوْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَأَبُو الجَهْمِ، وَصَالِحُ بنُ مَالِكٍ الخُوَارِزْمِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ. يَقَعُ مِنْ عَوَالِيْهِ فِي "الجَعْدِيَّاتِ". اتَّفقُوا عَلَى ضَعْفِهِ. كَذَّبَهُ: ابْنُ المُبَارَكِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: مَطْرُوحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: تَرَكُوهُ. وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: ذَاهِبُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: لأَنْ أَقطَعَ الطَّرِيْقَ، أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَرْوِيَ عَنْهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَلاَ مَأْمُوْنٍ. قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى ما بعد السبعين ومائة وعمر دهرًا.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1898"، وعند ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "6/ ترجمة 295"، وعند العقيلي في "الضعفاء" "3/ ترجمة 1069"، وعند ابن حبان في "المجروحين" "2/ 131"، وعند ابن عدي في "الكامل" "5/ ترجمة 1498"، وفي ميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5156".

الليث بن سعد

1182- الليث بن سعد 1: "ع" ابن عبد الرحمن، الإمام، الحافظ، شيخ الإسلام، وعالم الديار المِصْرِيَّةِ، أَبُو الحَارِثِ الفَهْمِيُّ، مَوْلَى خَالِدِ بنِ ثَابِتِ بنِ ظَاعِنٍ. وَأَهْلُ بَيْتِهِ يَقُوْلُوْنَ: نَحْنُ مِنَ الفُرسِ، مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ، وَلاَ مُنَافَاةَ بَيْنَ القَوْلَيْنِ. مَوْلِدُهُ: بِقَرْقَشَنْدَةَ -قَرْيَةٌ مِنْ أَسْفَلِ أَعْمَالِ مِصْرَ- فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ. قَالَهُ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ. وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ. ذَكَرَهُ: سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ. وَالأَوَّلُ أَصَحُّ، لأَنَّ يَحْيَى يَقُوْلُ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ. قَالَ اللَّيْثُ: وَحَجَجْتُ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. سَمِعَ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَنَافِعاً العُمَرِيَّ، وَسَعِيْدَ بنَ أَبِي سَعِيْدٍ المَقْبُرِيَّ، وَابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ، وَأَبَا الزُّبَيْرِ المَكِّيَّ، وَمِشْرَحَ بنَ هَاعَانَ، وَأَبَا قَبِيْلٍ المَعَافِرِيَّ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، وَجَعْفَرِ بنِ رَبِيْعَةَ، وعبيد الله بن أبي جَعْفَرٍ، وَبُكَيْرَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ الأَشَجِّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ القَاسِمِ، وَالحَارِثَ بنَ يَعْقُوْبَ، وَدَرَّاجاً أَبَا السَّمْحِ الوَاعِظَ، وَعُقَيْلَ بنَ خَالِدٍ، وَيُوْنُسَ بنَ يَزِيْدَ، وَحُكَيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ، وَعَامِرَ بنَ يَحْيَى المَعَافِرِيَّ، وَعُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، وَعِمْرَانَ بنَ أَبِي أَنَسٍ، وَعَيَّاشَ بنَ عَبَّاسٍ، وَكَثِيْرَ بنَ فَرْقَدَ، وَهِشَامَ بنَ عُرْوَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَأَيُّوْبَ بنَ مُوْسَى، وَبَكْرَ بنَ سَوَادَةَ، وَأَبَا كَثِيْرٍ الجُلاَّحَ، وَالحَارِثَ بنَ يَزِيْدَ الحَضْرَمِيَّ، وَخَالِدَ بنَ يَزِيْدَ، وَصَفْوَانَ بنَ سُلَيْمٍ، وخير بن نعيم، وأبا الزناد، وَقَتَادَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى بنِ حَبَّانَ، وَيَزِيْدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ، وَيَحْيَى بنَ سعيد

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 517"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1053"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1015"، وحلية الأولياء "7/ ترجمة 391"، وتاريخ بغداد "13/ 3-14"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 365"، والكاشف "3/ ترجمة 4760"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 210"، والعبر "1/ 266 و345 و356"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6998"، تهذيب التهذيب "8/ 459"، تقريب التهذيب "2/ 138"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6000"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 285".

الأَنْصَارِيَّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. حَتَّى إِنَّهُ يَرْوِي عَنْ تَلاَمِذَتِهِ، وَحَتَّى إِنَّهُ رَوَى عَنْ نَافِعٍ، ثُمَّ رَوَى حَدِيْثاً بَيْنَهُ وَبَيْنَه فِيْهِ أَرْبَعَةُ أَنْفُسٍ، وَكَذَلِكَ فَعَلَ فِي شَيْخِهِ ابْنِ شِهَابٍ، رَوَى غَيْرَ حَدِيْثٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَه فِيْهِ ثَلاَثَةُ رِجَالٍ. رَوَى عَنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ. مِنْهُم: ابْنُ عَجْلاَنَ -شَيْخُهُ- وَابْنُ لَهِيْعَةَ، وَهُشَيْمٌ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَعَطَّافُ بنُ خَالِدٍ، وَشَبَابَةُ، وَأَشْهَبُ، وَسَعِيْدُ بن شرحبيل، وسعيد بن غفير، وَالقَعْنَبِيُّ، وَحُجَيْنُ بنُ المُثَنَّى، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَآدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، وَشُعَيْبُ بنُ اللَّيْثِ -وَلَدُهُ- وَيَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الحَكَمِ، وَمَنْصُوْرُ بنُ سَلَمَةَ، وَيُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بنُ القَاسِمِ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ، وَأَبُو الجَهْمِ العَلاَءُ بنُ مُوْسَى، وَقُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ رُمْحٍ، وَيَزِيْدُ بنُ مَوْهِبٍ الرَّمْلِيُّ، وَكَامِلُ بنُ طَلْحَةَ، وَعِيْسَى بنُ حَمَّادٍ زُغْبَةُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ الكَاتِبُ، وَعَمْرُو بنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ التِّنِّيْسِيُّ. وَلَحِقَهُ الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ، وَسَأَلَه عَنْ مَسْأَلَةٍ، وَرَآهُ يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ بِبَغْدَادَ وَهُوَ صَبِيٌّ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ، أَخْبَرَنَا الأُرْمَوِيُّ، وَابْنُ الدَّايَةِ، وَالطَّرَائِفِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ سَعْدِ بنِ سِنَانٍ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَكُوْنُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيْهَا مُؤْمِناً، وَيُمْسِي كَافِراً، وَيُمْسِي مُؤْمِناً، وَيُصْبِحُ كَافِراً، يَبِيْعُ أَقْوَامٌ دِيْنَهُم بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا". هَذَا الحَدِيْثُ حَسَنٌ، عَالٍ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ1، عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ. أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ الصَّالِحَيُّ، أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القادر الجيلي، أخبرنا

_ 1 صحيح بشاهده: أخرجه الترمذي "2197"، حدثنا قتيبة، حدثنا الليث بن سعد، به. قلت: إسناده حسن، سعيد بن سنان المصري، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيْهَا مُؤْمِناً، ويمسي كافرا، ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا، يبيع دينه بعرض من الدنيا". أخرجه أحمد "2/ 304 و372 و523"، ومسلم "118"، والترمذي "2195"، والبغوي "4223"، من طرق عَنِ العَلاَءِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. وهو صحيح.

أَبُو القَاسِمِ سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَنَّاءِ "ح". وَأَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُؤَيَّدِ القَرَافِيُّ الزَّاهِدُ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ موهوب بن الجواليقي سنة عشرين وستمائة بِبَغْدَادَ "ح". وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي اليُمْنِ زَيْدِ بنِ الحَسَنِ الكِنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الزَّيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ الأَشْعَثِ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ حَمَّادٍ التُّجِيْبِيُّ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ زَيْدَ بنَ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ قَائِماً، مُسْنِداً ظَهْرَهُ إِلَى الكَعْبَةِ يَقُوْلُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! وَاللهِ مَا فِيْكُمْ أَحَدٌ عَلَى دِيْنِ إبراهيم غيري، وكان يحيي الموءودة يَقُوْلُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ: مَهْ، لاَ تَقْتُلْهَا، أَنَا أَكْفِيْكَ مُؤْنَتَهَا، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ، قَالَ لأَبِيْهَا: إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مُؤْنَتَهَا1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، وَإِنَّمَا يَرْوِيْهِ اللَّيْثُ، عَنْ هِشَامٍ بِالإِجَازَةِ، لأن البُخَارِيَّ أَخْرَجَهُ فِي "صَحِيْحِهِ" تَعْلِيقاً، فَقَالَ: وَقَالَ الليث: كتب إلي هشام بن عروة ... ، ذكر الحَدِيْثَ، فَهُوَ فِي "الصَّحِيْحِ"، وِجَادَةً2 عَلَى إِجَازَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ: أَخْبَرَنَا أَكْمَلُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ زُنْبُوْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عيسى

_ 1 صحيح: علقه البخاري "3828" قال: قال الليث: كتب إليَّ هشام، عن أبيه، به. وقال الحافظ في "الفتح" "7/ 145": وهذا التعليق رويناه موصولا في حديث زغبة من رواية أبي بكر بن أبي داود، عن عيسى بن حماد، وهو المعروف بزغبة عن الليث. وأخرج ابن إسحاق عن هشام بن عروة هذا الحديث بتمامه"، والحديث وصله الحاكم "3/ 440"، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّان، حَدَّثَنَا أبو أسامة، حدثنا هشام بن عروة، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. 2 الوجادة: هي مصدر لوجد مولد غير مسموع من العرب. وهي أن يقف على أحاديث بخط راويها لا يرويها الواجد، فله أن يقول: وجدت، أو قرأت بخط فلان، أو في كتابه بخطه "حدثنا فلان"، ويسوق الإسناد والمتن، أو قرأت بخط فلان عن فلان، هذا الذي استقر عليه العمل قديما وحديثا، وهو من باب المنقطع؛ فالراوي إذا وجد في كتابه حديثا عن شيخنا كان على ثقة من أنه أخذه عنه، فإذا خانته ذاكرته، وجده في كتابه، أما إذا وجده في كتاب غيره، ولو كان أباه، فهذا انقطاع بلا ريب، وقد ذكرت مثالا لذلك في المجلد الثاني في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" يسر الله طباعته ونشره، وأكثر النفع به، ونفعني به وبسائر كتبي يوم الدين بكرمه ومنه وسعة فضله.

ابن حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ فِي الجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيْرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مائَةَ سَنَةٍ" 1. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، وَالحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ عَسْكَرَ، وَحَسَنُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَالنَّفِيْسُ بنُ كَرَمٍ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أبي طَالِبٍ، وَخَلْقٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو المَنْجَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ اللَّتِّيِّ، قَالُوا سِتَّتُهُم: أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مَسْعُوْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، أَخْبَرَنَا العَلاَءُ بنُ مُوْسَى البَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ نِكَاحِ الرَّجُلِ النَّصْرَانِيَّةَ، أَوِ اليَهُوْدِيَّةَ، قَالَ: إِنَّ اللهَ حَرَّمَ المُشْرِكَاتِ عَلَى المُسْلِمِيْنَ، وَلاَ أَعْلَمُ مِنَ الإِشْرَاكِ شَيْئاً أَكْبَرَ مِنْ أَنْ تَقُوْلَ المَرْأَةُ: رَبُّهَا عِيْسَى، وَهُوَ عَبْدٌ مِنْ عَبِيْدِ اللهِ2. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنِ اللَّيْثِ. أَخْبَرَنَا القَاضِي تَاجُ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ سَعِيْدِ بنِ عُلْوَانَ بِبَعْلَبَكَّ بِقِرَاءتِي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرحمن بن إبراهيم "ح". أَخْبَرَنَا عِزُّ الدِّيْنِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْدَاوِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ الفَقِيْهُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وستمائة "ح". وَأَخْبَرَنَا بِيْبَرْسُ المَجْدِيُّ بِحَلَبَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّخَّالِ، قَالُوا: أَخْبَرَتْنَا فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ الكَاتِبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الأَنْصَارِيُّ "ح". وَأَخْبَرَنَا أَبُو الفِدَاءِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ الفَرَّاءِ, أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّيِّ، وَيَحْيَى بنُ ثَابِتٍ البَقَّالُ، قَالَ أَبُو الفَتْحِ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أحمد بن الحسن الحافظ، وقال

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 452"، ومسلم "2826" "6"، والترمذي "2523"، وابن جرير الطبري في "جامع البيان" "27/ 183"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "401" من طريق الليث، به. وأخرجه الحميدي "1131"، وأحمد "2/ 418"، والبخاري "4881"، ومسلم "2826" "7"، والبيهقي في "البعث" "268"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "403" من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. وأخرجه أحمد "2/ 482"، والبخاري "3252"، وابن جرير الطبري "27/ 183"، وأبو نعيم في "صفة الجنة" "403" من طريق فليح بن سليمان، عَنْ هِلاَلِ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، به. وأخرجه عبد الرزاق "20878"، وأحمد "2/ 469"، والطبري "27/ 183-184"، والبيهقي في "البعث" "269" و"270" من طرق عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "5285".

البَقَّالُ: أَخْبَرَنَا أَبِي، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَالِبٍ الحَافِظُ، قَالَ: قَرَأتُ عَلَى أَبِي العَبَّاسِ بنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُم مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ الهَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: فَذَكَرَ الحَدِيْثَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيْبٍ، فَنَزَعْتُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ أَنْزَعَ ... ". أَخْبَرَنَاهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ النَّقُّوْرِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ العَلاَّفُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ الحَمَّامِيِّ، حَدَّثَنَا دَعْلَجُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن بكير، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ الهَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابن شهاب، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيْبٍ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ نَزَعَ ابْنُ قُحَافَةَ ذَنُوْباً أَوْ ذَنُوْبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَلْيَغْفِرِ اللهُ لَهُ، ثُمَّ اسْتَحَالَتْ غَرْباً، فَأَخَذَ ابْنُ الخَطَّابِ، فَلَمْ أَرَ عبقريا من الناس ينزع نزعه حتى ضرب النَّاسُ بِعَطَنٍ" 1. رَوَاهُ مَنْ حَدِيْثِ يَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ مُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ صَالِحٍ، نَحْوَهُ، وَالبُخَارِيُّ، عَنْ يَسَرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِنَفْسِهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي القَرَافِيُّ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا الأُرْمَوِيُّ، وَابْنُ الدَّايَةِ، وَالطَّرَائِفِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْنُ المُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ خَالِدٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ أَبَا إِدْرِيْسَ عَائِذَ اللهِ الخَوْلاَنِيَّ، أَخْبَرَهُ أَنَّ يَزِيْدَ بنَ عُمَيْرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، قَالَ: كَانَ مُعَاذٌ لاَ يَجْلِسُ مَجْلِساً إِلاَّ قَالَ حِيْنَ يَجْلِسُ: اللهُ حَكَمٌ قِسْطٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ، هَلَكَ المُرْتَابُوْنَ. كَانَ اللَّيْثُ -رَحِمَهُ اللهُ- فَقِيْهَ مِصْرَ، وَمُحَدِّثَهَا، وَمُحْتَشِمَهَا، وَرَئِيْسَهَا، وَمَنْ يَفتَخِرُ بِوُجُوْدِهِ الإِقْلِيْمُ، بِحَيْثُ إِنَّ مُتَوَلِّي مِصْرَ، وَقَاضِيَهَا وَنَاظِرَهَا مِنْ تَحْتِ أَوَامِرِه، وَيَرْجِعُوْنَ إِلَى رَأْيِهِ، وَمَشُوْرَتِهِ، وَلَقَدْ أَرَادَهُ المَنْصُوْرُ عَلَى أَنْ يَنُوبَ لَهُ عَلَى الإِقْلِيْمِ، فاستعفى من ذلك.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 368 و450"، وابن أبي شيبة "12/ 21-22"، والبخاري "3664" و"7021" و"7022" و"7475"، ومسلم "2392" "17" و"18"، والبيهقي في دلائل النبوة" "6/ 344 و345"، والبغوي "3881" و "3882" و"3883" من طرق عن أبي هريرة، به.

وَمِنْ غَرَائِبِ حَدِيْثِ اللَّيْثِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، حَدِيْثُ: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"1. صَحَّحَهُ: أَبُو عِيْسَى، وَغَرَّبَهُ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ الغَسَّانِيُّ شَيْخُ أَهْلِ دِمَشْقَ: قدم علينا الليث، فكان يجالس سعد بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَأَتَاهُ أَصْحَابُنَا، فَعَرَضُوا عَلَيْهِ، فَلَمْ أَرَ أَنَا أَخْذَ ذَلِكَ عَرْضاً، حَتَّى قَدِمتُ عَلَى مَالِكٍ. عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَبَّوَيْه: سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ أَبِي مَرْيَمَ، سَمِعْتُ لَيْثَ بنَ سَعْدٍ يَقُوْلُ: بَلَغتُ الثَّمَانِيْنَ، وَمَا نَازَعتُ صَاحِبَ هَوَىً قَطُّ. قُلْتُ: كَانَتِ الأَهوَاءُ وَالبِدَعُ خَامِلَةً فِي زَمَنِ اللَّيْثِ، وَمَالِكٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَالسُّنَنُ ظَاهِرَةٌ عَزِيْزَةٌ، فَأَمَّا فِي زَمَنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقَ، وَأَبِي عُبَيْدٍ، فَظَهَرَتِ البِدعَةُ، وَامْتُحِنَ أَئِمَّةُ الأَثَرِ، وَرَفَعَ أَهْلُ الأَهوَاءِ رءوسهم بِدُخُوْلِ الدَّولَةِ مَعَهُم، فَاحْتَاجَ العُلَمَاءُ إِلَى مُجَادَلَتِهِم بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ، وَاحْتَجَّ عَلَيْهِمُ العُلَمَاءُ أَيْضاً بِالمَعْقُوْلِ، فَطَالَ الجِدَالَ، وَاشتَدَّ النِزَاعُ، وَتَوَلَّدَتِ الشُّبَهُ. نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ وَأَنَا ابْنُ عشرين سنة. وَقَالَ عِيْسَى بنُ زُغْبَةَ، عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ: أَصْلُنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، فَاسْتَوصُوا بِهِم خَيْراً. قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ اللَّيْثَ يَقُوْلُ: كَتَبتُ مِنْ عِلْمِ ابْنِ شِهَابٍ عِلْماً كَثِيْراً، وَطَلَبتُ رُكُوبَ البَرِيْدِ إِلَيْهِ إِلَى الرُّصَافَةِ، فَخِفتُ أَنْ لاَ يَكُوْنَ ذَلِكَ للهِ، فَتَرَكتُهُ، وَدَخَلْتُ عَلَى نَافِعٍ، فَسَأَلَنِي، فَقُلْتُ: أَنَا مِصرِيٌّ. فَقَالَ: مِمَّنْ? قُلْتُ: مَنْ قَيْسٍ. قَالَ: ابْنُ كَمْ? قُلْتُ: ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً. قَالَ: أَمَّا لِحْيَتُكَ فَلِحْيَةُ ابْنِ أَرْبَعِيْنَ. قَالَ أَبُو صَالِحٍ: خَرَجْتُ مَعَ اللَّيْثِ إِلَى العِرَاقِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، خَرَجْنَا فِي شَعْبَانَ، وَشَهِدْنَا الأَضْحَى بِبَغْدَادَ. قَالَ: وَقَالَ لِي اللَّيْثُ وَنَحْنُ بِبَغْدَادَ: سَلْ عَنْ مَنْزِلِ هُشَيْمٍ الوَاسِطِيِّ، فَقُلْ لَهُ: أَخُوْكَ لَيْثٌ المِصْرِيُّ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ، وَيَسْأَلُكَ أَنْ تَبْعَثَ إِلَيْهِ شَيْئاً مِنْ كُتُبِكَ فَلَقِيْتُ هُشَيْماً، فَدَفَعَ إِلَيَّ شَيْئاً، فَكَتَبنَا مِنْهُ، وَسَمِعتُهَا مَعَ اللَّيْثِ. قَالَ الحَسَنُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مُلَيْحٍ: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ الخَادِمَ، وَكَانَ قَدْ عَمِيَ من الكبر في

_ 1 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 759 و763"، وأحمد "3/ 98 و113 و116 و166 و172 و176 و203 و209"، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" "3/ 278"، ومسلم "2"، والدارمي "1/ 77" من طرق عن أنس، به.

مَجْلِسِ يُسْرٍ، قَالَ: كُنْتُ غُلاَماً لِزُبَيْدَةَ، وَأُتِيَ بِاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ تَسْتَفْتِيْهِ، فَكُنْتُ وَاقِفاً عَلَى رَأْسِ سَتِّي زُبَيْدَةَ، خَلْفَ السِّتَارَةِ، فَسَأَلَهُ الرَّشِيْدُ، فَقَالَ لَهُ: حَلَفْتُ إِنَّ لِيَ جَنَّتَيْنِ. فَاسْتَحْلَفَهُ اللَّيْثُ ثَلاَثاً: إِنَّكَ تَخَافُ الله? فَحَلَفَ لَهُ، فَقَالَ: قَالَ اللهُ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرَّحْمَنُ: 16] . قَالَ: فَأَقطَعَهُ قَطَائِعَ كَثِيْرَةً بِمِصْرَ. قُلْتُ: إِنْ صحَّ هَذَا، فَهَذَا كَانَ قَبْلَ خِلاَفَةِ هَارُوْنَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَبْدِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ دَاوُدَ وَزِيْرِ المَهْدِيِّ، قَالَ: قَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ لَمَّا قَدِمَ اللَّيْثُ العِرَاقَ: الْزَمْ هَذَا الشَّيْخَ، فَقَدْ ثَبَتَ عِنْدِي أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِمَا حَمَلَ مِنْهُ. الفَسَوِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ: تَلِي لِي مِصْرَ? قُلْتُ: لاَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، إِنِّيْ أَضْعُفُ عَنْ ذَلِكَ، إِنِّيْ رَجُلٌ مِنَ المَوَالِي. فَقَالَ: مَا بِكَ ضَعفٌ مَعِي، وَلَكِنْ ضَعُفَتْ نِيَّتُكَ فِي العَمَل لِي. وَحَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ: رَأَيْتُ اللَّيْثَ عِنْدَ رَبِيْعَةَ يُنَاظِرُهُم فِي المَسَائِلِ، وَقَدْ فَرْفَرَ أَهْلَ الحَلْقَةِ1. أَبُو إِسْحَاقَ بنُ يُوْنُسَ الهَرَوِيُّ: حَدَّثَنَا الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيْلُ بنُ جَمِيْلٍ، قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ أَيَّامَ هِشَامٍ الخَلِيْفَةِ، وَكَانَ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ حَدَثَ السِّنِّ، وَكَانَ بِمِصْرَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَجَعْفَرُ بنُ رَبِيْعَةَ، وَالحَارِثُ بنُ يَزِيْدَ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، وَابْنُ هُبَيْرَةَ، وَإِنَّهُم يَعْرِفُوْنَ لِلَّيْثِ فَضْلَه وَوَرَعَهُ وَحُسْنَ إِسْلاَمِه عَنْ حَدَاثَةِ سِنِّه. ثُمَّ قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: لَمْ أَرَ مِثلَ اللَّيْثِ. وَرَوَى عَبْدُ المَلِكِ بنُ يَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَكمَلَ من الليث. وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: كَانَ اللَّيْثُ فَقِيْهَ البَدَنِ، عَرَبِيَّ اللِّسَانِ، يُحْسِنُ القُرْآنَ وَالنَّحْوَ، وَيَحفَظُ الحَدِيْثَ وَالشِّعْرَ، حَسَنَ المُذَاكَرَةِ. فَمَا زَالَ يَذْكُرُ خِصَالاً جَمِيْلَةً، وَيَعْقِدُ بِيَدِهِ، حَتَّى عَقَدَ عَشْرَةً: لَمْ أَرَ مِثْلَهُ. وَنَقَلَ الخَطِيْبُ فِي "تَارِيْخِهِ"، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيِّ، سَمِعَ ابْنَ بُكَيْرٍ يَقُوْلُ: أُخْبِرْتُ عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي أَيُّوْبَ، قَالَ: لَوْ أَنَّ مَالِكاً وَاللَّيْثَ اجْتَمَعَا، لَكَانَ مَالِكٌ عِنْد اللَّيْثِ أَخْرَسَ، وَلَبَاعَ اللَّيْثُ مَالِكاً فيمن يزيد.

_ 1 فرفر أهل الحلقة: غلبهم بحجته.

قُلْتُ: لاَ يَصِحُّ إِسْنَادُهَا؛ لِجَهَالَةِ مَنْ حَدَّثَ عَنْ سَعِيْدٍ بِهَا، أَوْ أَنَّ سَعِيْداً مَا عَرَفَ مَالِكاً حَقَّ المَعْرِفَةِ. أَخْبَرَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَالمُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ كِتَابَةً، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد عِيَاضِ بنِ أَبِي طَيْبَةَ المُفْرِضُ، حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ: كُلُّ مَا كَانَ فِي كُتُبِ مَالِكٍ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، فَهُوَ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ. وَبِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الصُّوْرِيُّ، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي، أخبرنا الحسن بن يوسف صَالِحِ بنِ مُلَيْحٍ الطَّرَائِفِيُّ، سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ بنَ سُلَيْمَانَ يَقُوْلُ: قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: لَوْلاَ مَالِكٌ، وَاللَّيْثُ، لَضَلَّ النَّاسُ. قَالَ أَحْمَدُ الأَبَّارُ: حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: لَوْلاَ مَالِكٌ، وَاللَّيْثُ، هَلَكْتُ، كُنْتُ أَظُنُّ كُلَّ مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُفْعَلُ بِهِ. جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّسْعَنِيُّ: حَدَّثَنَا عثمان بن صالح، قال: كان أهل مصر يَنْتَقِصُوْنَ عُثْمَانَ، حَتَّى نَشَأَ فِيْهِمُ اللَّيْثُ، فَحَدَّثَهُم بِفَضَائِلِه، فَكَفُّوا. وَكَانَ أَهْلُ حِمْصَ يَنْتَقِصُوْنَ عَلِيّاً حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش، فحدثهم بِفَضَائِلِ عَلِيٍّ، فَكَفُّوا عَنْ ذَلِكَ. مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيَاضٍ المُفْرِضُ: سَمِعْتُ حَرْملَةَ يَقُوْلُ: كَانَ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ يَصِلُ مَالِكاً بِمائَةِ دِيْنَارٍ فِي السَّنَةِ، فَكَتَبَ مَالِكٌ إِلَيْهِ: عَلَيَّ دين. فبعث إليه بخمسمائة دِيْنَارٍ، فَسَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ: كَتَبَ مَالِكٌ إِلَى اللَّيْثِ: إِنِّيْ أُرِيْدُ أَنْ أُدخِلَ بِنْتِي عَلَى زَوْجِهَا، فَأُحِبُّ أَنْ تَبْعَثَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ عُصْفُرٍ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِثَلاَثِيْنَ حِمْلاً عُصْفُراً، فباع منه بخمسمائة دِيْنَارٍ، وَبَقِيَ عِنْدَهُ فَضْلَةٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ قُتَيْبَةُ: كَانَ اللَّيْثُ يَسْتَغِلُّ عِشْرِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ، وَقَالَ: مَا وَجَبَتْ عَلَيَّ زَكَاةٌ قَطُّ. وَأَعْطَى اللَّيْثُ ابْنَ لَهِيْعَةَ ألف دينار، وَأَعْطَى مَالِكاً أَلْفَ دِيْنَارٍ، وَأَعْطَى مَنْصُوْرَ بنَ عمار الواعظ ألف دينار، وجارية تسوى ثلاثمائة دِيْنَارٍ. قَالَ: وَجَاءتِ امْرَأَةٌ إِلَى اللَّيْثِ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا الحَارِثِ، إِنَّ ابْناً لِي عَلِيْلٌ، وَاشْتَهَى عَسَلاً. فَقَالَ: يَا غُلاَمُ، أَعْطِهَا مِرْطاً مِنْ عَسَلٍ. وَالمِرْطُ: عِشْرُوْنَ وَمائَةُ رَطْلٍ. قَالَ عبد الملك شُعَيْبِ بنِ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: مَا وَجَبَتْ عَلَيَّ زَكَاةٌ مُنْذُ بَلَغتُ.

وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ: سَأَلَتِ امْرَأةٌ اللَّيْثَ مَنّاً مِنْ عَسَلٍ، فَأَمَرَ لَهَا بِزِقٍّ، وَقَالَ: سَأَلَتْ عَلَى قَدَرِهَا، وَأَعْطَيْنَاهَا عَلَى قَدَرِ السَّعَةِ عَلَيْنَا. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِيْنِيَّ، قَالَ: جَاءتِ امْرَأَةٌ بُسكُرَّجَة1 إِلَى اللَّيْثِ تَطلُبُ عَسَلاً، فَأَمَرَ مَنْ يَحمِلُ مَعَهَا زِقّاً، فَجَعَلت تَأْبَى، وَجَعَلَ اللَّيْثُ يَأْبَى إِلاَّ أَنْ يُحْمَلَ مَعَهَا مِنْ عَسَلٍ، وَقَالَ: نُعطِيْكِ عَلَى قَدَرِنَا. وَعَنِ الحَارِثِ بنِ مِسْكِيْنٍ، قَالَ: اشْتَرَى قَوْمٌ مِنَ اللَّيْثِ ثَمَرَةً، فَاسْتَغْلَوْهَا، فَاسْتَقَالُوْهُ، فَأَقَالَهُم، ثُمَّ دَعَا بِخَرِيطَةٍ فِيْهَا أَكْيَاسٌ، فَأَمَرَ لَهُم بِخَمْسِيْنَ دِيْنَاراً، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ الحَارِثُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ غَفْراً، إِنَّهُم قَدْ كَانُوا أَمَّلُوا فِيْهَا أَمَلاً، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُعَوِّضَهُم مِنْ أَمَلِهِم بهذا. أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ النَّسَائِيُّ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ، سَمِعْتُ شُعَيْبَ بنَ اللَّيْثِ يَقُوْلُ: خَرَجْتُ حَاجّاً مَعَ أَبِي، فَقَدِمَ المَدِيْنَةَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ مَالِكُ بنُ أَنَسٍ بِطَبَقِ رُطَبٍ. قَالَ: فَجَعَلَ عَلَى الطَّبَقِ أَلْفَ دِيْنَارٍ، وَرَدَّهُ إِلَيْهِ. إِسْمَاعِيْلُ سمَّويه: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ، قَالَ: صَحِبتُ اللَّيْثَ عِشْرِيْنَ سَنَةً، لاَ يَتَغَدَّى وَلاَ يَتَعَشَّى إِلاَّ مَعَ النَّاسِ، وَكَانَ لاَ يَأْكُلُ إِلاَّ بِلَحمٍ إِلاَّ أَنْ يَمْرَضَ. مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيَاضٍ المُفْرِضُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمْرٍو الغَافِقِيُّ، سَمِعْتُ أَشْهَبَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ يَقُوْلُ: كَانَ اللَّيْثُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَةُ مَجَالِسَ يَجْلِسُ فِيْهَا: أَمَّا أَوَّلُهَا، فَيَجلِسُ لِنَائِبَةِ السُّلْطَانِ فِي نَوَائِبِه وَحَوَائِجِه، وَكَانَ اللَّيْثُ يَغشَاهُ السُّلْطَانُ، فَإِذَا أَنْكَرَ مِنَ القَاضِي أَمراً، أَوْ مِنَ السُّلْطَانِ، كَتَبَ إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَيَأْتِيْهِ العَزلُ، وَيَجْلِسُ لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: نَجِّحُوا أَصْحَابَ الحَوَانِيْتِ، فَإِنَّ قُلُوْبَهُم مُعَلَّقَةٌ بِأَسْوَاقِهِم. وَيَجلِسُ لِلْمَسَائِلِ، يَغشَاهُ النَّاسُ، فَيَسْأَلُوْنَهُ وَيَجلِسُ لِحَوَائِجِ النَّاسِ، لاَ يَسْأَلُهُ أَحَدٌ فَيَرُدّهُ، كَبُرَتْ حَاجَتُهُ أَوْ صَغُرَتْ. وَكَانَ يُطعِمُ النَّاسَ فِي الشِّتَاءِ الهَرَائِسَ بِعَسَلِ النَّحْلِ وَسَمْنِ البَقَرِ، وَفِي الصَّيْفِ سَوِيْقَ اللَّوْزِ فِي السُّكَّرِ. وَبِهِ, إِلَى الخَطِيْبِ أَبِي بَكْرٍ: أَخْبَرَنَا البَرْقَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، أَخْبَرَنَا السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ: قَفَلْنَا مَعَ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَكَانَ مَعَهُ ثَلاَثُ سَفَائِنَ: سفينة

_ 1 سكرجة: إناء صغير، وهي كلمة فارسية.

فِيْهَا مَطْبَخُه، وَسَفِيْنَةٌ فِيْهَا عَائِلَتُهُ، وَسَفِيْنَةٌ فِيْهَا أَضْيَافُهُ. وَكَانَ إِذَا حَضَرتِ الصَّلاَةُ يَخْرُجُ إِلَى الشَّطِّ، فَيُصَلِّي. وَكَانَ ابْنُهُ شُعَيْبٌ إِمَامَهُ، فَخَرَجْنَا لصلاة المغرب، فقال: أين شُعَيْبٌ? فَقَالُوا: حُمَّ. فَقَامَ اللَّيْثُ، فَأَذَّنَ، وَأَقَامَ، ثم تقدم، فقرأ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ، فقرأ: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا} . وَكَذَلِكَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ المَدِيْنَةِ يَقُوْلُوْنَ: هُوَ غَلَطٌ مِنَ الكَاتِبِ عِنْدَ أَهْلِ العِرَاقِ، وَيَجْهَرُ: بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ، وَيُسلِّمُ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ. الفَسَوِيُّ: قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ كَثِيْراً يَقُوْلُ: أَنَا أَكْبَرُ مِنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، فَالحَمْدُ للهِ الَّذِي مَتَّعَنَا بِعَقْلِنَا. ثُمَّ قَالَ ابْنُ بُكَير: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بنُ اللَّيْثِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: لَمَّا وَدَّعتُ أَبَا جَعْفَرٍ بِبِيْتِ المَقْدِسِ، قَالَ: أَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ شِدَّةِ عَقْلِكَ، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ فِي رَعِيَّتِي مِثْلَكَ. قَالَ شُعَيْبٌ: كَانَ أَبِي يَقُوْلُ: لاَ تُخْبِرُوا بِهَذَا مَا دُمتُ حَيّاً. قَالَ قُتَيْبَةُ: كَانَ اللَّيْثُ أَكْبَرَ مِنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ، وَإِذَا نَظَرتَ تَقُوْلُ: ذَا ابْنٌ، وَذَا أَبٌ -يَعْنِي: ابْنَ لَهِيْعَةَ الأَبَ. قَالَ: وَلَمَّا احْتَرَقَتْ كُتُبُ ابْنِ لَهِيْعَةَ، بَعَثَ إِلَيْهِ اللَّيْثُ مِنَ الغَدِ بِأَلْفِ دِيْنَارٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ الأَشَجُّ: سُئِلَ قُتَيْبَةُ: مَنْ أَخْرَجَ لكم هذه الأَحَادِيْثَ مِنْ عِنْدِ اللَّيْثِ? فَقَالَ: شَيْخٌ كَانَ يُقَالُ لَهُ: زَيْدُ بنُ الحُبَابِ. وَقَدِمَ مَنْصُوْرُ بنُ عَمَّارٍ عَلَى اللَّيْثِ، فَوَصَلَهُ بِأَلْف دِيْنَارٍ. وَاحْتَرَقَتْ دَارُ ابْنِ لَهِيْعَةَ، فَوَصَلَهُ بِأَلْفِ دِيْنَارٍ، وَوَصَلَ مَالِكاً بِأَلْفِ دِيْنَارٍ، وَكَسَانِي قَمِيْصَ سُنْدُسٍ، فَهُوَ عِنْدِي. رَوَاهَا: صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ الهَمَذَانِيُّ، عن محمد بن علي ابن الحُسَيْنِ الصَّيْدَنَانِيِّ، سَمِعْتُ الأَشَجَّ. أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ النَّسَائِيُّ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ، سَمِعْتُ شُعَيْباً يَقُوْلُ: يَسْتَغِلُّ أَبِي فِي السَّنَةِ مَا بَيْنَ عِشْرِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ إِلَى خَمْسَةٍ وَعِشْرِيْنَ أَلْفاً، تَأْتِي عَلَيْهِ السَّنَةُ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ. وَبِهِ إِلَى الخَطِيْبِ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الرَّمْلِيُّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ رُمْحٍ، يَقُوْلُ: كَانَ دَخْلُ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ ثَمَانِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، مَا أَوْجَبَ اللهُ عَلَيْهِ زَكَاةَ دِرْهَمٍ قَطُّ. قُلْتُ: مَا مَضَى فِي دَخْلِهِ أَصَحُّ. أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَجْدَةَ التَّنُوخِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ رُمْحٍ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي سَعِيْدٌ الآدَم، قَالَ: مَرَرتُ بِاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، فَتَنَحْنَحَ لِي، فَرَجَعتُ إِلَيْهِ, فَقَالَ لِي: يَا سَعِيْدُ، خُذْ هَذَا

القُنْداق، فَاكْتُبْ لِي فِيْهِ مَنْ يَلْزَمُ المَسْجِدَ، مِمَّنْ لاَ بِضَاعَةَ لَهُ وَلاَ غَلَّةَ. فَقُلْتُ: جزاك الله خيرًا يا أبا الحَارِثِ. وَأَخَذْتُ مِنْهُ القُنْدَاقَ ثُمَّ صِرتُ إِلَى المَنْزِلِ، فَلَمَّا صَلَّيْتُ، أَوْقَدتُ السِّرَاجَ، وَكَتَبتُ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ، ثُمَّ قُلْتُ: فُلاَنُ بنُ فُلاَنٍ. ثُمَّ بَدَرَتْنِي نَفْسِي، فَقُلْتُ: فُلاَنُ بنُ فُلاَنٍ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا عَلَى ذَلِكَ، إِذْ أَتَانِي آتٍ، فَقَالَ: هَا اللهِ يَا سَعِيْدُ، تَأْتِي إِلَى قَوْمٍ عَامَلُوا اللهَ سِرّاً، فَتَكْشِفُهُم لآدَمِيٍّ?! مَاتَ اللَّيْثُ، وَمَاتَ شُعَيْبٌ، أَلَيْسَ مَرجِعُهُم إِلَى اللهِ الَّذِي عَامَلُوْهُ? فَقُمْتُ وَلَمْ أَكْتُبْ شَيْئاً، فَلَمَّا أَصْبَحتُ، أَتَيْتُ اللَّيْثَ، فَتَهَلَّلَ وَجْهُهُ، فَنَاوَلْتُهُ القُنْدَاقَ، فَنَشَرَهُ، فَمَا رَأَى فِيْهِ غَيْرَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ، فَقَالَ: مَا الخَبَرُ? فَأَخْبَرتُهُ بِصِدقٍ عَمَّا كَانَ، فَصَاحَ صَيْحَةً، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ مِنَ الحِلَقِ، فَسَأَلُوْهُ، فَقَالَ: لَيْسَ إِلاَّ خَيْرٌ. ثُمَّ أَقْبَل عَلَيَّ، فَقَالَ: يَا سَعِيْدُ، تَبَيَّنْتَهَا وَحُرِمْتَهَا، صَدَقتَ، مَاتَ اللَّيْثُ أَلَيْسَ مَرجِعُهُم إِلَى اللهِ؟ قَالَ مِقْدَامُ بنُ دَاوُدَ: رَأَيْتُ سَعِيْداً الآدَمَ، وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ مِنَ الأَبْدَالِ. قَالَ أَبُو صَالِحٍ: كَانَ اللَّيْثُ يَقْرَأُ بِالعِرَاقِ مِنْ فَوْقِ علِّيَّةٍ عَلَى أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، وَالكِتَابُ بِيَدِي، فَإِذَا فَرَغَ، رَمَيتُ بِهِ إِلَيْهِم, فَنَسَخُوهُ. رَوَى عَبْدُ المَلِكِ بنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قِيْلَ لِلَّيْثِ: أَمتَعَ اللهُ بِكَ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْك الحَدِيْثَ لَيْسَ فِي كُتُبِكَ. فَقَالَ: أَوَ كُلُّ مَا فِي صَدْرِي فِي كُتُبِي? لَوْ كَتَبتُ مَا فِي صَدْرِي، مَا وسعه هذا المركب. رواها الحافظ بن يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ أَبِيْهِ. يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: قَالَ اللَّيْثُ: كُنْتُ بِالمَدِيْنَةِ مَعَ الحُجَّاجِ وَهِيَ كَثِيْرَةُ السِّرقِيْنِ1، فَكُنْتُ أَلبَسُ خُفَّينِ، فَإِذَا بَلَغتُ بَابَ المَسْجِدِ، نَزعتُ أَحَدَهُمَا، وَدَخَلْتُ. فَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: لاَ تَفْعَلْ هَذَا، فَإِنَّكَ إِمَامٌ مَنْظُوْرٌ إِلَيْكَ -يُرِيْدُ لُبسَ خُفٍّ عَلَى خُفٍّ. الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: مَا فِي هَؤُلاَءِ المِصْرِيِّينَ أَثْبَتَ مِنَ اللَّيْثِ، لاَ عَمْرُو بنُ الحَارِثِ، وَلاَ أَحَدٌ، وَقَدْ كَانَ عَمْرُو بنُ الحَارِثِ عِنْدِي، ثُمَّ رَأَيْتُ لَهُ أَشْيَاءَ مَنَاكِيْرَ، مَا أَصَحَّ حَدِيْثَ لَيْثِ بنِ سَعْدٍ. وَجَعَلَ يُثْنِي عَلَيْهِ، فَقَالَ رَجُلٌ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: إِنَّ إِنْسَاناً ضَعَّفَهُ. فَقَالَ: لاَ يَدْرِي. وَقَالَ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: قَالَ أَحْمَدُ: لَيْثٌ كَثِيْرُ العِلْمِ، صحيح الحديث.

_ 1 السرقين: الزبل.

وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: اللَّيْثُ ثِقَةٌ، ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: لَيْسَ فِي المِصْرِيِّينَ أَصَحُّ حَدِيْثاً مِنَ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ يُقَارِبُهُ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: أَصَحُّ النَّاسِ حَدِيْثاً عَنْ سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ: لَيْثُ بنُ سَعْدٍ، يَفْصِل مَا رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمَا عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. هُوَ ثَبْتٌ فِي حَدِيْثِهِ جِدّاً. وَقَالَ حَنْبَلٌ: سُئِلَ أَحْمَدُ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ عَنِ المَقْبُرِيِّ، أو ابْنُ عَجلان? قَالَ: ابْنُ عَجْلاَنَ اخْتَلَطَ عَلَيْهِ سَمَاعُهُ مِنْ سَمَاعِ أَبِيْهِ، اللَّيْثُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُم فِي المَقْبُرِيِّ. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: اللَّيْثُ أَحَبُّ إِلَيَّ مَنْ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ، وَيَحْيَى ثِقَةٌ. قُلْتُ: فَكَيْفَ حَدِيْثُهُ عَنْ نَافِعٍ? فَقَالَ: صَالِحٌ، ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ: قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: اللَّيْثُ عِنْدِي أَرْفَعُ مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. قُلْتُ: فَاللَّيْثُ، أَوْ مَالِكٌ? قَالَ: مَالِكٌ. وَعَنْ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ -وَذَكَرَ اللَّيْثَ- فَقَالَ: إِمَامٌ قَدْ أَوجَبَ اللهُ عَلَيْنَا حَقَّهُ، لَمْ يَكُنْ بِالبَلَدِ -بَعْدَ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ- مثله. وقال سهيل بنُ أَحْمَدَ الوَاسِطِيُّ: سَمِعْتُ الفَلاَّسَ يَقُوْلُ: لَيْثُ بنُ سَعْدٍ صَدُوْقٌ، سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، عَنْهُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: اسْتَقَلَّ اللَّيْثُ بِالفَتْوَى، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، سَريًا مِنَ الرِّجَالِ، سَخِيّاً، لَهُ ضِيَافَةٌ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: فِي حَدِيْثِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ بَعْضُ الاضْطِرَابِ. عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ: ارْتَحَلْتُ إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةِ إِلَى الأَعْرَجِ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ مَاتَ، فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ. وَقَالَ العِجْلِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ: اللَّيْثُ ثِقَةٌ. وَقَالَ ابن خراش: صدوق، صحيح الحديث. عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، قَالَ: هَذِهِ رِسَالَةُ مَالِكٍ إِلَى اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا بِهَا عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ يَقُوْلُ فِيْهَا: وَأَنْتَ فِي إِمَامَتِك وَفَضْلِكَ وَمَنْزِلَتِكَ مِنْ أَهْلِ بَلَدِكَ، وَحَاجَةِ مَنْ قِبَلَكَ إِلَيْكَ، وَاعْتِمَادِهِم عَلَى مَا جاءهم منك.

أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبٍ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ إِلاَّ أَنَّ أَصْحَابَه لَمْ يَقُوْمُوا بِهِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ بُكَيْرٍ يَقُوْلُ: أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ، وَلَكِنَّ الحُظْوَةَ لِمَالِكٍ -رَحِمَهُ اللهُ. وَقَالَ حَرْملَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: اللَّيْث أَتْبَعُ لِلأَثَرِ مِنْ مَالِكٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: اللَّيْثُ ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَحَبُّ إليَّ مِنْ مُفَضَّلِ بنِ فَضالة. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: اللَّيْث ثِقَةٌ، وَلَكِنَّ فِي أَخْذِهِ سُهُولَةً. قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: قَالَ اللَّيْثُ: قَالَ لِي المَنْصُوْرُ: تَلِي لِي مِصْرَ? فَاسْتَعْفَيْتُ. قال: أما إذا أَبَيْتَ، فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُقلِّدُهُ مِصْرَ. قُلْتُ: عُثْمَانُ بنُ الحَكَمِ الجُذَامِيُّ، رَجُلٌ لَهُ صَلاَحٌ، وَلَهُ عَشِيْرَةٌ. قَالَ: فَبَلَغَ عُثْمَانَ ذَلِكَ، فَعَاهَدَ الله ألا يكلم الليث. قَالَ: وَوَلِيَ لَهُمُ اللَّيْثُ ثَلاَثَ وَلاَيَاتٍ لِصَالِحِ بنِ عَلِيٍّ. قَالَ صَالِحٌ لِعَمْرِو بنِ الحَارِثِ: لاَ أَدَعُ اللَّيْثَ حَتَّى يَتَوَلَّى لِي. فَقَالَ عَمْرٌو: لاَ يَفْعَلُ. فَقَالَ: لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ. فَجَاءهُ عَمْرٌو، فَحَذَّرَهُ، فَوَلِيَ دِيْوَانَ العَطَاءِ، وَوَلِيَ الجَزِيْرَةَ أَيَّامَ أَبِي جَعْفَرٍ، وَوَلِيَ الدِّيْوَانَ أَيَّامَ المَهْدِيِّ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحِيْرِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مُعَاوِيَةَ يَقُوْلُ -وَسُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ إِلَى جَنْبِهِ: خَرَجَ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ يَوْماً، فَقَوَّمُوا ثِيَابَه، وَدَابَّتَه، وَخَاتِمَه، وَمَا عَلَيْهِ، ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ إِلَى عِشْرِيْنَ أَلْفاً. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: لَكِنْ خَرَجَ عَلَيْنَا شُعْبَةُ يَوْماً، فَقَوَّمُوا حِمَارَه وَسَرْجَه وَلِجَامَه، ثَمَانِيَةَ عَشَرَ دِرْهَماً، إِلَى عِشْرِيْنَ دِرْهَماً. عَنْ أَبِي صَالِحٍ كَاتِبِ اللَّيْثِ، قَالَ: كُنَّا عَلَى بَابِ مَالِكٍ، فَامْتَنَعَ عَنِ الحَدِيْثِ، فَقُلْتُ: مَا يُشْبُهُ هَذَا صَاحِبَنَا? قَالَ: فَسَمِعَهَا مَالِكٌ، فَأَدْخَلَنَا، وَقَالَ: مَنْ صَاحِبُكُمْ? قُلْتُ: اللَّيْثُ. قَالَ: تُشَبِّهُونَا بِرَجُلٍ كَتَبْتُ إِلَيْهِ فِي قَلِيْلِ عُصْفُرٍ، نَصْبِغُ بِهِ ثِيَابَ صِبْيَانِنَا، فَأَنفَذَ مِنْهُ مَا بِعْنَا فَضْلَتَهُ بِأَلْفِ دِيْنَارٍ. قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ شُعَيْبِ بنِ اللَّيْثِ: سَمِعْتُ أَسَدَ بنَ مُوْسَى يَقُوْلُ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ يَطلُبُ بَنِي أُمَيَّةَ، فَيَقْتُلُهُم. قال: فدخلت مصر في هيئة رَثَّةٍ، فَأَتَيْتُ اللَّيْثَ، فَلَمَّا فَرَغتُ مِنَ

المَجْلِسِ، تَبِعَنِي خَادِمٌ لَهُ بِمائَةِ دِيْنَارٍ، وَكَانَ فِي حُزَّتِي1 هِمْيَانٌ فِيْهِ أَلفُ دِيْنَارٍ، فَأَخْرَجْتُهَا، فَقُلْتُ: أَنَا فِي غِنَىً، اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى الشَّيْخِ. فَاسْتَأْذَنَ، فَدَخَلْتُ، وَأَخْبَرْتُهُ، بِنَسَبِي، وَاعْتَذَرتُ مِنَ الرَّدِّ، فَقَالَ: هِيَ صِلَةٌ. قُلْتُ: أَكرَهُ أَنْ أُعَوِّدَ نَفْسِي. قَالَ: ادْفَعْهَا إِلَى مَنْ تَرَى مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ. قَالَ قُتَيْبَةُ: كَانَ اللَّيْثُ يَرْكَبُ فِي جَمِيْعِ الصَّلَوَاتِ إِلَى الجَامِعِ، وَيَتَصَدَّقُ كل يوم على ثلاثمائة مِسْكِيْنٍ. سُلَيْمُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى اللَّيْثِ خَلْوَةً، فَأَخْرَجُ مِنْ تَحْتِهِ كِيْساً فِيْهِ أَلفُ دِيْنَارٍ، وَقَالَ: يَا أَبَا السَّرِيِّ، لاَ تُعْلِمْ بِهَا ابْنِي، فَتَهُونَ عَلَيْهِ. أَبُو صَالِحٍ: عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ لِي الرَّشِيْدُ: مَا صَلاَحُ بَلَدِكُم? قُلْتُ: بِإِجرَاءِ النِّيْلِ، وَبِصَلاَحِ أَمِيْرِهَا، وَمِنْ رَأْسِ العَيْنِ يَأْتِي الكَدَرُ، فَإِنْ صَفَتِ العَيْنُ، صَفَتِ السَّوَاقِي. قَالَ: صَدَقتَ. وَعَنِ ابْنِ وَزِيْرٍ، قَالَ: قَدْ وَلِيَ اللَّيْثُ الجَزِيْرَةَ، وَكَانَ أُمَرَاءُ مِصْرَ لاَ يَقْطَعُوْنَ أَمْراً إِلاَّ بِمَشُوْرَتِه. فَقَالَ أَبُو المُسْعَدِ، ووصَّلها إِلَى المَنْصُوْرِ: لِعَبْدِ اللهِ عَبْدِ اللهِ عِنْدِي ... نَصَائِحُ حُكْتُهَا فِي السِّرِّ وَحْدِي أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ تَلاَفَ مِصْراً ... فَإِنَّ أَمِيْرَهَا لَيْثُ بنُ سَعْدِ قَالَ بَكْر بنُ مُضَرَ: قَدِمَ عَلَيْنَا كِتَابُ مَرْوَانَ بنِ مُحَمَّدٍ إِلَى حَوْثَرَةَ وَالِي مِصْرَ: إِنِّيْ قَدْ بَعثْتُ إِلَيْكُم أَعْرَابِيّاً بَدَوِيّاً فَصِيْحاً مِنْ حَالِهِ، وَمِن حَالِه فَاجْمَعُوا لَهُ رَجُلاً يُسدِّدُه فِي القَضَاءِ، وَيُصَوِّبُهُ فِي المَنْطِقِ. فَأَجْمَعَ رَأْيُ النَّاسِ عَلَى اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وَفِي النَّاسِ مُعَلِّمَاهُ: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: أَعضَلَتِ الرَّشِيْدَ مَسْأَلَةٌ، فَجَمَعَ لَهَا فُقَهَاءَ الأَرْضِ، حَتَّى أَشْخَصَ اللَّيْثَ، فَأَخْرَجَهُ مِنْهَا. قَالَ سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: قَدِمتُ مَكَّةَ، فَجِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ، فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابَيْنِ، فَانْقَلْبتُ بِهِمَا، ثُمَّ قُلْتُ: لَوْ عَاوَدْتُهُ، فَسَأَلتُهُ: أَسَمِعْتَ هَذَا كُلَّهُ مِنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ? فَقَالَ: مِنْهُ مَا سَمِعْتُهُ، وَمِنْهُ مَا حُدِّثْتُ بِهِ. فَقُلْتُ لَهُ: علِّم لِي عَلَى مَا سَمِعْتَ. فعلَّم لِي عَلَى هَذَا الَّذِي عِنْدِي.

_ 1 حزة السراويل: حجزتها، وهي موضع شد السروال أو الإزار.

قُلْتُ: قَدْ رَوَى اللَّيْثُ إِسْنَاداً عَالِياً فِي زَمَانِهِ، فَعِنْدَهُ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ، وَعَنِ ابن أبي ملكية، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهَذَا النَّمَط أَعْلَى مَا يُوجَدُ فِي زَمَانِهِ، ثُمَّ تَرَاهُ يَنزِلُ فِي أَحَادِيْثَ، وَلاَ يُبَالِي لِسَعَةِ عِلْمِهِ، فَقَدْ رَوَى أَحَادِيْثَ عَنِ الهِقْل بنِ زياد -وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ بِكَثِيْرٍ- عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بنِ عَطَاءٍ، عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِلاَلٍ، عَنِ ابْنِ الهَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} [النِّسَاءُ: 3] ، الحَدِيْثَ. وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ، عَنْ سَعِيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ إِذَا سَجَدَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ الأُوْلَى، قَعَدَ عَلَى أَطرَافِ أَصَابِعِه، وَيَقُوْلُ: إِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ. لَمْ يَرْوِهِ إِلاَّ اللَّيْثُ. تَفَرَّد بِهِ عَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ. جَمَاعَةٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ الهَادِ، عَنْ عَبْدِ الوَهَّابِ بنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ عَنِ الكَوْثَرِ، فَقَالَ: "نَهْرٌ أَعْطَانِيْهِ رَبِّي، أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ العَسَلِ، وَفِيْهِ طَيْرٌ كَأَعْنَاقِ الجُزُرِ". فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنَّ تِلْكَ الطَّيْرَ نَاعِمَةٌ! قَالَ: "آكِلُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا يَا عُمَرُ "! 1. سَمِعَهُ ابْنُ بُكَيْرٍ، وَمَنْصُوْرُ بنُ سَلَمَةَ، وَيُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ، مِنْهُ، وَعَبْدُ اللهِ هُوَ أَخُو الزُّهْرِيِّ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الحَكَمِ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ اللَّيْثِ، فَذَكَرَ العَدَسَ، فَقَالَ مَسْلَمَةُ بنُ عَلِيٍّ2: بَارَك فِيْهِ سَبْعُوْنَ نَبِيّاً. فَقَضَى اللَّيْثُ صَلاَتَه، وَقَالَ: وَلاَ نَبِيٌّ وَاحِدٌ، إِنَّهُ بَاردٌ مُؤذٍ. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ: لَقَدْ رَأَيْتُ اللَّيْثَ، وَإِنَّ رَبِيْعَةَ وَيَحْيَى بنَ سعيد ليتزحزحون له زحزحة.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 220-221"، والنسائي في "الكبرى" "11703"، وابن جرير الطبري "30/ 324" من طرق عن الليث بن سعد، به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وابن الهاد؛ هو يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُسَامَةَ بنِ الهاد، وعبد الله بن مسلم، هو الزهري أخو ابن شهاب محمد بن مسلم. 2 هو مسلمة بن علي الخشني، شامي واه، تركوه. قال دحيم: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: لا يشتغل به. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة.

قَالَ سَعِيْدٌ الآدَمُ: قَالَ العَلاَءُ بنُ كَثِيْرٍ: اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ سَيِّدُنَا، وَإِمَامُنَا, وَعَالِمُنَا. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ اللَّيْثُ قَدِ اسْتَقَلَّ بِالفَتْوَى فِي زَمَانِهِ. قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ: مَاتَ اللَّيْثُ لِلنِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ يَحْيَى: يوم الجمعة، وصلى عليه: مُوْسَى بنُ عِيْسَى. وَقَالَ سَعِيْدٌ: مَاتَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ. قَالَ خَالِدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الصَّدَفِيُّ: شَهِدتُ جَنَازَةَ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ مَعَ وَالِدِي، فَمَا رَأَيْتُ جَنَازَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا، رَأَيْتُ النَّاسَ كُلَّهُم عَلَيْهِمُ الحُزْنُ، وَهُمْ يُعَزِّي بَعْضُهُم بَعْضاً، وَيبْكُوْنَ، فَقُلْتُ: يَا أَبتِ! كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ صَاحِبُ هَذِهِ الجَنَازَةِ. فَقَالَ: يا بني! لاَ تَرَى مِثْلَهُ أَبَداً. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَلاَّلُ الفَقِيْهُ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ وَاصِلٍ المُقْرِئُ، حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكاً، وَالثَّوْرِيَّ، وَاللَّيْثَ، وَالأَوْزَاعِيَّ، عَنِ الأَخْبَارِ الَّتِي فِي الصِّفَاتِ، فَقَالُوا: أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءتْ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَا أَدْركنَا أَحَداً يُفَسِّرُ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ، وَنَحْنُ لاَ نُفَسِّرُهَا. قُلْتُ: قَدْ صَنَّفَ أَبُو عُبَيْدٍ1 كِتَابَ "غَرِيْبِ الحَدِيْثِ"، وَمَا تَعرَّضَ لأَخْبَارِ الصِّفَاتِ الإِلَهِيَّةِ بِتَأْوِيلٍ أَبَداً، وَلاَ فَسَّرَ مِنْهَا شَيْئاً. وَقَدْ أَخَبَرَ بِأَنَّهُ مَا لَحِقَ أَحَداً يُفَسِّرُهَا، فَلَو كَانَ -وَاللهِ- تَفْسِيْرُهَا سَائِغاً، أَوْ حَتماً، لأَوْشَكَ أَنْ يَكُوْنَ اهْتِمَامُهُم بِذَلِكَ فَوْقَ اهْتِمَامِهِم بِأَحَادِيْثِ الفُرُوْعِ وَالآدَابِ. فَلَمَّا لَمْ يَتعَرَّضُوا لَهَا بِتَأْوِيلٍ، وَأَقَرُّوهَا عَلَى مَا وَرَدَتْ عَلَيْهِ، عُلِمَ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الحَقُّ الَّذِي لاَ حَيْدَةَ عَنْهُ. وَقَدْ رَوَى اللَّيْثُ عَمَّنْ هُوَ فِي طَبَقَتِهِ بَلْ أَصْغَرُ: رَوَى عَنْ: سَعِيْدِ بنِ بَشِيْرٍ، وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجُمَحِيِّ، وَشُعَيْبِ بنِ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجِشُوْنِ، وَأَبِي مَعْشَرٍ، وَهِشَامِ بنِ سَعْدٍ. وَرَوَى عَنْ: رَجُلٍ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ أَصْغَرُ مِنْهُ. وَقَدْ رَوَى عَنْ: كَاتِبِه أَبِي صَالِحٍ حَدِيْثاً وَاحِداً. فَهَذَا مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ تَرْجَمَةِ اللَّيْثِ مُوْجَزاً -رَحِمَهُ اللهُ- وَالحَمْدُ للهِ وحده.

_ 1 هو: أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي اللغوي الفقيه، صاحب المصنفات قال أبو داود: كان ثقة مأمونا. وقال أحمد بن حنبل: أبو عبيد أستاذ، وهو يزداد كل يوم خيرا. وسئل يحيى بن معين عنه فقال: أبو عبيد يسأل عن الناس. من نظر في كتب أبي عبيد علم مكانه من الحفظ والعلم، وكان حافظا للحديث وعلله ومعرفته متوسطة عارفا بالفقه والاختلاف، رأسا في اللغة، إماما في القراءات، له فيها مصنف، ولي قضاء الثغور مدة، مات بمكة سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى وله كتاب "الأموال" وكتاب "الناسخ والمنسوخ" ترجمته في "تذكرة الحفاظ" للمؤلف رقم "423".

الطبقة الثامنة

[الطَّبَقَةُ الثَّامِنَةُ] 1183- مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الفِطْري 1: "م، 4" المُحَدِّثُ، الحُجَّةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ المَدَنِيُّ، مَوْلَى الفِطْرِيِّينَ -بِكَسْرِ الفَاءِ- وَهُم مَوَالِي بَنِي مَخْزُوْمٍ. يَرْوِي عَنْ: سَعِيْدِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ طَلْحَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ، وَعَوْنِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَيَعْقُوْبَ بنِ سَلَمَةَ اللَّيْثِيِّ، وَسَعْدِ بنِ إِسْحَاقَ، وَغَيْرِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَإِسْحَاقُ بن محمد الفروي، وقتيبة بن سعد. وَثَّقَهُ أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، يَتَشَيَّعُ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 748"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 341"، والكاشف "3/ ترجمة 5261"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8227"، تهذيب التهذيب "9/ ترجمة 775"، تقريب التهذيب "2/ 211"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6687".

ميسرة التراس

1184- ميسرة التَّرَّاس 1: قِيْلَ: هُوَ مَيْسَرَةُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ الفَارِسِيُّ، ثم البصري، الأكول. ذكرته مُطَوَّلاً فِي "المِيْزَانِ". ضَعَّفُوهُ. يَرْوِي عَنْ: لَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بنُ غَيْلاَنَ، وَدَاوُدُ بنُ المُحَبَّرِ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدِ اتُّهِم. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ لِي الرَّشِيْدُ: كَمْ أَكْثَرُ مَا أَكَلَ مَيْسَرَةُ? قُلْتُ: مائَةُ رَغِيْفٍ، وَنِصْفُ مَكُّوْكِ مِلْحٍ. فَأَمَرَ الرَّشِيْدُ، فَطُرِحَ لِلْفِيْلِ مائَةُ رَغِيْفٍ، فَفَضَّلَ مِنْهَا رَغِيْفاً. وَقِيْلَ: إِنَّ بَعْضَ المُجَّانِ قَالُوا لَهُ: هَلْ لَكَ فِي كَبْشٍ مَشْوِيٍّ? قَالَ: مَا أَكْرَهُ ذَلِكَ. وَنَزَلَ عَنْ حِمَارِهِ، فَأَخَذُوا الحِمَارَ وَأَتَوْهُ -وَقَدْ جَاعَ- بِالشِّوَاءِ. فَأَقْبَل يَأْكُلُ، وَيَقُوْلُ: أَهَذَا لَحْمُ فِيْلٍ?! بَلْ لَحْمُ شَيْطَانٍ. حَتَّى فَرَغَهَ، ثُمَّ طَلَبَ حِمَارَهُ، فَتَضَاحَكُوا، وَقَالُوا: هُوَ -وَاللهِ- فِي جَوْفِكَ وَجَمَعُوا لَهُ ثَمَنَهُ. وَقِيْلَ: نَذَرِتِ امْرَأَةٌ أَنْ تُشبِعَهُ، فَرَفَقَ بِهَا، وَأَكَلَ مَا يَكْفِي سَبْعِيْنَ رَجُلاً.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1620"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1175"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8958"، المجروحين لابن حبان "3/ 11"، لسان الميزان "6/ ترجمة 480".

المغيرة

1185- المغيرة 1: "ع" ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ حِزَامِ بنِ خُوَيْلِدٍ القُرَشِيُّ، الأَسَدِيُّ، الحِزَامِيُّ، المَدَنِيُّ، الفَقِيْهُ، النَّسَّابَةُ، وَيُعْرَفُ: بِقُصَيٍّ. لاَزَمَ أَبَا الزِّنَادِ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ. وَعَنْ: سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، وَالمُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَنْطَبٍ، وَعَبْدِ المَجِيْدِ بنِ سُهَيْلٍ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: القَعْنَبِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ، وَيَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، وَخَالِدُ بنُ خِدَاشٍ، وَقُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ شَرِيْفاً، وَافِرَ الحُرمَةِ، عَلاَّمَةً بِالنَّسَبِ، صَادِقاً عَالِماً. قَالَ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَعَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: لَيْسَ حَدِيْثُهُ بِشَيْءٍ. قُلْتُ: احْتَجَّ بِهِ أَربَابُ الصِّحَاحِ، لَكِنْ لَهُ مَا يُنكَرُ. فَأَخَرَجَ لَهُ: النَّسَائِيُّ حَدِيْثَهُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَضَى بِاليَمِيْنِ مَعَ الشَّاهِدِ2. وَقَدْ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الحَافِظُ: قَالَ أَحْمَدُ بن حنبل: ليس في البَابِ شَيْءٌ أَصَحُّ مِنْ هَذَا الحَدِيْثِ. وَبَالإِسْنَادِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اتَّقُوا المَجْذُوْمَ كَمَا يُتَّقَى الأَسَدُ" 3. وَهَذَا خَبَرٌ مُنْكَرٌ. تُوُفِّيَ قُصَيٌّ هَذَا: فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثمانين ومائة، بالمدينة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 421"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1379"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1014"، والكاشف "3/ ترجمة 5695"، ميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8714"، تهذيب التهذيب "10/ 266"، تقريب التهذيب "2/ 269"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7160". 2 صحيح: أخرجه البيهقي "10/ 169" من طريق المُغِيْرَة بن عبد الرَّحْمَن، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ, به. وأخرجه الشافعي "2/ 179"، وأبو داود "3610" و"3611"، والترمذي "1343"، وابن ماجه "2368"، والطحاوي "4/ 144"، وابن الجارود "1007"، والبيهقي "10/ 168"، والبغوي "2503" من طريق رَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن أبي هريرة، به. 3 صحيح بطرقه: أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" "1/ ق1/ 155" من طريق محمد بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "اتقوا المجذوم". وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "2/ 307" من طريق عبد العزيز بن محمد، عن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ عثمان بن عفان، عن أبي الزناد، به، وأخرجه ابن عدي في "الكامل" "6/ 356" حدثنا جعفر بن علي بن بيان، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا المُغِيْرَة بن عبد الرَّحْمَن، عَنْ أَبِي الزناد، به. وأخرجه البخاري "5707" من طريق عفان حدثنا بن حيان، حدثني سعيد بن ميناء قال: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة، ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد". وأخرجه أحمد "2/ 443" من طريق وكيع، قال حدثنا النهاس عن شيخ بمكة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "فر من المجذوم فرارك من الأسد".

ابن أبي الزناد

1186- ابن أبي الزَّناد 1: الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، الحَافِظُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الفَقِيْهِ أَبِي الزِّناد عَبْدِ اللهِ بنِ ذَكْوَانَ المَدَنِيُّ. وُلِدَ بَعْدَ المائَةِ. وَسَمِعَ أَبَاهُ، وَسُهَيْلَ بنَ أَبِي صَالِحٍ، وَعَمْرَو بنَ أَبِي عَمْرٍو، وَهِشَامَ بنَ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ، وَطَبَقَتَهُم. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. أَخَذَ القِرَاءةَ عَرْضاً عَنْ: أَبِي جَعْفَرٍ القَارِئِ2. قَالَهُ: أَبُو عمرو الداني.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 415" و"7/ 324"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 997"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 165 و223 و428"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1201" والمجروحين لابن حبان "2/ 56"، الخطيب في "تاريخ بغداد" "10/ 228"، والإكمال لابن ماكولا "4/ 200"، والكاشف "2/ ترجمة 3234"، ميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4908"، العبر "1/ 265"، تهذيب التهذيب "6/ 170"، تقريب التهذيب "1/ 479"، خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4090"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 284". 2 أبو جعفر القارئ، هو يزيد بن القعقاع المدني، مولى عبد الله بن عياش بن ربيعة المخزومي، أحد القراء العشرة من التابعين، كان إمام المدينة في القراءة، توفي بالمدينة. ترجمته في "تاريخ الإسلام" "5/ 188".

وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ -وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ- وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، وَعَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، وَهَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، وَدَاوُدُ بنُ عَمْرٍو، وَعَددٌ كَبِيْرٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: هُوَ أَثبَتُ النَّاسِ فِي هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ. وقال ابن سعد: كان فقيهًا، مفتيًا. قال ابْنُ مَهْدِيٍّ: ضَعِيْفٌ. قُلْتُ: احْتَجَّ بِهِ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ. وَحَدِيْثُه مِنْ قَبِيْلِ الحَسَنِ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: حَدِيْثُهُ بِالمَدِيْنَةِ مُقَارِبٌ، وَمَا حَدَّثَ بِهِ بِالعِرَاقِ، فَهُوَ مُضْطَرِبٌ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: قَدْ رَوَى عَنِ أبيه أشياء لم يروها غيره. وَقَدْ تَكلَّمَ فِيْهِ مَالِكٌ لِرِوَايَتِه كِتَابَ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ1، عَنْ أَبِيْهِ، وَقَالَ: أَيْنَ كُنَّا نَحْنُ مِنْ هَذَا? قَالَ الخَطِيْبُ: تَحوَّلَ مِنَ المَدِيْنَةِ، فَسَكَنَ بَغْدَادَ. رَوَى عَنْهُ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ الهَاشِمِيُّ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: مَا حَدَّثَ بِهِ بِالمَدِيْنَةِ صَحِيْحٌ، وَمَا حَدَّثَ بِهِ بِبَغْدَادَ أَفسَدَهُ البَغْدَادِيُّوْنَ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: فِيْهِ ضَعْفٌ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: هُوَ كَذَا وَكَذَا -يُلَيِّنُه. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ البَصْرِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ: إِنِّيْ لأَعْجَبُ مِمَّنْ يَعُدُّ فُلَيْحاً وَابْنَ أَبِي الزِّنَادِ فِي المُحَدِّثِيْنَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِمَّنْ يَنْفَرِدُ بِالمَقْلُوْبَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ سُوْءِ حِفْظِه، وكثرة خطئه، فلا يجوز الاحتجاج به إِلاَّ فِيْمَا وَافَقَ الثِّقَاتُ، فَهُوَ صَادِقٌ. قَالَ الدَّانِي: أَخَذَ القِرَاءةَ عَرْضاً عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ. وَرَوَى الحُرُوْفَ عَنْ نَافِعٍ. رَوَى عَنْهُ الحُرُوْفَ: حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ. وَسَمِعَ مِنْهُ: عَلِيٌّ الكسَائِيُّ، وَابْنُ وَهْبٍ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: لَيْسَ بِالحَافِظِ عِنْدَهُم. قُلْتُ: هُوَ حَسَنُ الحَدِيْثِ. وَبَعْضُهُم يَرَاهُ حُجَّةً. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ الحَاسِبُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أَخَذَ العَبَّاسُ بِيَدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي العَقَبَةِ، حِيْنَ وَافَى السَّبْعُوْنَ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَخَذَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَيْهِم، وَاشتَرَطَ لَهُ، وَذَلِكَ -وَاللهِ- فِي غُرَّةِ الإِسْلاَمِ وَأَوَّلِهِ، مِنْ قَبْلِ أن يعبد اللهَ أحدٌ علانية.

_ 1 سبق ذكرنا للفقهاء السبعة في هذا المجلد, تعليق رقم 1 ص165, فراجعه ثمَّت.

مفضل بن فضالة

1187- مُفَضَّل بن فَضَالة 1: "ع" ابن عبيد، الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الحُجَّةُ، القُدْوَةُ، قَاضِي مِصْرَ، أَبُو مُعَاوِيَةَ القِتْباني، المِصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَيَّاشِ بنِ عَبَّاسٍ القِتْبَانِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، وَعَقِيْلِ بنِ خَالِدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ الطَّوِيْلِ، وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: حَسَّانُ بنُ عَبْدِ اللهِ الوَاسِطِيُّ المِصْرِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ الكَاتِبُ، وَمُحَمَّدُ بنُ رُمْحٍ، وَيَزِيْدُ بنُ مَوْهِبٍ الرَّمْلِيُّ، وَزَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى كَاتِبُ العُمَرِيِّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ. وَشَذَّ: مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، فَقَالَ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَذَكَرَهُ ابْنُ يُوْنُسَ فِي "تَارِيْخِهِ"، فَقَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ الدِّينِ، وَالوَرَعِ، وَالفَضْلِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، لَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُ ابْنُ وَهْبٍ، لأَنَّهُ حَكَمَ عَلَيْهِ بِأَمرٍ. وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَكَمِ، عَنْ شَيْخٍ: أَنَّ رَجُلاً لَقِيَ المُفَضَّلَ بَعْدَ العَزلِ، فَقَالَ: قَضَيْتَ عليَّ بِالبَاطِلِ، وَفَعَلتَ، وَفَعَلتَ. فَقَالَ: لَكِنَّ الَّذِي قضيت له يُطيب الثناء علينا. قَالَ عِيْسَى بنُ زُغْبة: كَانَ المُفَضَّلُ قَاضِياً عَلَيْنَا، وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، وَكَانَ مَعَ ضَعفِ بدنه يطيل القيام. وقال ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ مِصْرِيّاً رَجُلَ صِدْقٍ، إِذَا جَاءهُ مَنْ كُسِرَتْ يَدُهُ أَوْ رِجْلُهُ جَبَرَهَا، وَكَانَ يَعْمَلُ الأَرْحِيَةَ. قَالَ لَهِيْعَةُ بنُ عِيْسَى: كَانَ المُفَضَّلُ دَعَا اللهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنْهُ الأَمَلَ، فَأَذهَبَهُ عَنْهُ، فَكَادَ أَنْ يُخْتَلَسَ عَقْلُهُ، وَلَمْ يَهنَأْهُ عَيْشٌ. فَدَعَا اللهَ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِ الأَمَلَ، فَرَدَّهُ فَرَجَعَ إِلَى حَالِهِ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، وله أربع وسبعون سنة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 517"، التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1773"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 376" و"2/ 446 و516"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1461" وحلية الأولياء "8/ ترجمة 427"، الكاشف "3/ ترجمة 5708"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 238"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8733"، تهذيب التهذيب "10/ 273"، تقريب التهذيب "2/ 271"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7174"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 297".

جحا

1188- جُحَا 1: أبو الغُصْن، صَاحِبُ النَّوَادِرِ، دُجَين بنُ ثَابِتٍ اليَرْبُوْعِيُّ، البَصْرِيُّ. وَقِيْلَ: هَذَا آخَرُ. رَأَى دُجين أَنَساً. وَرَوَى عَنْ أَسْلَمَ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ شَيْئاً يَسِيْراً. وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو جابر محمد بن عبد المَلِكِ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَبِشْرُ بنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الحَوْضِيُّ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا يَرْوِيْهِ لَيْسَ بِمَحْفُوْظٍ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: دُجَيْنُ بنُ ثَابِتٍ هُوَ جُحَا. وَخَطَّأَ ابْنُ عَدِيٍّ مَنْ حكَى هَذَا عَنْ يَحْيَى، وَقَالَ: لأَنَّهُ أَعْلَمُ بِالرِّجَالِ مِنْ أَنْ يَقُوْلَ هَذَا، وَالدُّجَيْنُ إِذَا رَوَى عَنْهُ ابْنُ المُبَارَكِ، وَوَكِيْعٌ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، فَهَؤُلاَءِ أَعْلَمُ بِاللهِ مِنْ أَنْ يَرْوُوا عَنْ جُحَا. وَأَمَّا أَحْمَدُ الشِّيْرَازِيُّ، فَذَكَرَ فِي "الأَلْقَابِ": أَنَّهُ جُحَا، ثُمَّ رَوَى عَنْ مَكِّيِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: رَأَيْتُ جُحَا الَّذِي يُقَالُ فِيْهِ: مَكْذُوْبٌ عَلَيْهِ، وَكَانَ فَتَىً ظَرِيْفاً، وَكَانَ لَهُ جِيْرَانُ مُخَنَّثُوْنَ يُمَازِحُونَهُ، وَيَزِيْدُوْنَ عَلَيْهِ. قَالَ عَبَّادُ بنُ صُهَيْبٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الغُصْنِ جُحَا -وَمَا رَأَيْتُ أَعقَلَ مِنْهُ. قَالَ كَاتِبُهُ: لَعَلَّهُ كَانَ يَمزَحُ أَيَّامَ الشَّبِيْبَةِ، فَلَمَّا شَاخَ، أَقْبَلَ عَلَى شَأْنِهِ، وَأَخَذَ عَنْهُ المُحَدِّثُونَ. وَقَدْ قِيْلَ: إِنَّ جُحَا المُتَمَاجِنَ أَصْغَرُ مِنْ دُجين؛ لأَنَّ عُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ لَحِقَ جُحَا. فَاللهُ أَعْلَمُ. وَكَذَلِكَ وَهِمَ مَنْ قَالَ: إِنَّ أَبَا الغُصْنِ ثَابِتَ بن قيس المدني هو جُحا.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 885"، الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2017"، المجروحين "1/ 294"، ميزان الاعتدال "2/ ترجمة 2664"، لسان الميزان "2/ ترجمة 1761".

رياح

1189- رياح 1: ابن عمرو القيسي العَابِدُ، أَبُو المُهَاصِرِ، بَصْرِيٌّ، زَاهِدٌ، مُتَأَلِّهٌ، كَبِيْرُ القَدْرِ. سَمِعَ مَالِكَ بنَ دِيْنَارٍ، وَحَسَّانَ بنَ أَبِي سِنَانٍ، وَطَائِفَةً. وَهُوَ قَلِيْلُ الحَدِيْثِ، كَثِيْرُ الخَشْيَةِ وَالمُرَاقَبَةِ. رَوَى عَنْهُ: سَيَّارُ بنُ حَاتِمٍ، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَغَيْرُهُمَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: قَالَ رِيَاحٌ القَيْسِيُّ: لِي نَيِّفٌ وَأَرْبَعُوْنَ ذَنْباً، قَدِ اسْتَغْفَرْتُ لِكُلِّ ذَنْبٍ مائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ. قَالَ أَبُو مَعْمَرٍ المُقْعَدُ: نَظَرتْ رَابِعَةُ إِلَى رِيَاحٍ يَضُمُّ صَبِيّاً مِنْ أَهْلِهِ وَيُقَبِّلُهُ. فَقَالَتْ: أَتُحِبُّه? قَالَ: نَعَمْ. قَالَتْ: مَا كُنْتُ أَحسِبُ أَنَّ فِي قَلْبِكَ مَوْضِعاً فَارِغاً لِمَحَبَّةِ غَيْرِهِ، تَبَارَكَ اسْمُهُ. فغُشِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، وَقَالَ: رَحْمَةٌ مِنْهُ -تَعَالَى- أَلْقَاهَا فِي قُلُوْبِ العِبَادِ لِلأَطْفَالِ. سَيَّارٌ: حَدَّثَنَا رِيَاحُ بنُ عَمْرٍو، سَمِعْتُ مَالِكَ بنَ دِيْنَارٍ يَقُوْلُ: لاَ يَبلُغُ العَبْدُ مَنْزِلَةَ الصِّدِّيْقِيْنَ حَتَّى يَتْرُكَ زَوْجَتَهُ كَأَنَّهَا أَرْمَلَةٌ، وَيَأْوِي إِلَى مزابل الكلاب. قِيْلَ: إِنَّ رِيَاحاً رَوَى عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وذلك في "حلية الأولياء".

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "6/ ترجمة 361"، ميزان الاعتدال "2/ ترجمة 2814".

محمد بن النضر

1190- مُحَمَّدُ بنُ النَّضر 1: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الحَارِثِيُّ، الكُوْفِيُّ، عَابِدُ أَهْل زَمَانِهِ بِالكُوْفَةِ. رَوَى عَنِ: الأَوْزَاعِيِّ، وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَخَالِدُ بنُ يَزِيْدَ، وَجَرِيْرُ بنُ زِيَادٍ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، حِكَايَاتٍ. قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: كَانَ مِنْ أَعبَدِ أَهْلِ الكُوْفَةِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الكَرْمَانِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ النَّضْرِ، فَقُلْتُ: كَأَنَّك تَكْرَهُ مُجَالَسَةَ النَّاسِ؟ قَالَ: أَجْل! كَيْفَ أَسْتَوحِشُ، وَهُوَ يَقُوْلُ: أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي. وَرَوَى عَبْدُ القُدُّوْسِ بنُ بَكْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن النضر، قال: أول العلم الاسْتِمَاعُ، وَالإِنْصَاتُ، ثُمَّ حِفْظُهُ، ثُمَّ العَمْلُ بِهِ، ثُمَّ بَثُّهُ. قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ إِذَا ذَكَرَ المَوْتَ، اضْطَرَبَتْ مَفَاصِلُهُ. وَعَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، قَالَ: آلَى مُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لاَ يَنَامَ إِلاَّ ما غلبته عينه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 802"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 481".

محمد بن مسلم

1191- محمد بن مسلم 1: "م، 4" الطائفي، المكي، أبو عبد الله. عن: عمرو بن دينار، وابن طاوس، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مَيْسَرَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أسَدُ السُّنَّةِ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَقُتَيْبَةُ، وَخَلْقٌ. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كُتُبُهُ صِحَاحٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً، وَلَهُ غَرَائِبُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَا أَضْعَفَ حَدِيْثَهُ. وَقَالَ مُعَرِّفُ بنُ وَاصِلٍ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ يَكْتُبُ عَنِ الطَّائِفِيِّ. قُلْتُ: توفي سنة سبع وسبعين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 522"، التاريخ الكبير "1/ ترجمة 700"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 435" و"2/ 744" و"3/ 214 و240"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 322"، الأنساب للسمعاني "8/ 184"، والكاشف "3/ ترجمة 5237"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8172"، وتهذيب التهذيب "9/ 444"، وتقريب التهذيب "2/ 207"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6651".

الزنجي

1192- الزَّنجيُّ 1: "د، ق" الإِمَامُ، فَقِيْهُ مَكَّةَ، أَبُو خَالِدٍ مسلم بن خالد المخزومي، الزنجي، المَكِّيُّ، مَوْلَى بَنِي مَخْزُوْمٍ. وُلِدَ سَنَةَ مائَةٍ، أَوْ قَبْلَهَا بِيَسِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ أَبِي ملكية، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَعُتْبَةَ بنِ مُسْلِمٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ كَثِيْرٍ الدَّارِيِّ2 نَقَلَ عَنْهُ الحُرُوْفَ. رَوَى عَنْهُ هَذِهِ القِرَاءةَ: الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ، وَلاَزَمَه، وَتَفَقَّهَ بِهِ، حَتَّى أَذِنَ لَهُ فِي الفُتْيَا. وَحَدَّثَ عَنْهُ: هُوَ، وَالحُمَيْدِيُّ، وَمُسَدَّدٌ، وَالحَكَمُ بنُ مُوْسَى، ومروان ابن مُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ، وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَسَنُ الحَدِيْثِ أَرْجُو، أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ضَعِيْفٌ. قُلْتُ: بَعْضُ النُّقَّادِ يُرَقِّي حَدِيْثَ مُسْلِمٍ إِلَى دَرَجَةِ الحَسَنِ. قَالَ سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ: سُمِّيَ الزَّنْجِيَّ لِسَوَادِهِ. كَذَا قَالَ، وَخَالَفَه ابْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُ، فَقَالُوا: أَشقَرَ، وَإِنَّمَا لُقِّبَ: بِالزَّنْجِيِّ، بِالضِّدِّ. قَالَ أَحْمَدُ الأزرقي: كان فقيهًا، عابدًا، يصوم الدهر.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 499"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1097"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 51"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1719"، الجرح والتعديل "8/ ترجمة 800"، والكامل لابن عدي "6/ ترجمة 1797"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 241"، والكاشف "3/ ترجمة 5510"، والعبر "1/ 277 و343"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8485" وتهذيب التهذيب "10/ 128"، وتقريب التهذيب "2/ 245"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة رقم 6964"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 294". 2 هو أحد القراء السبعة، كان إمامًا لأهل مكة في القراءة. توفي سنة "120هـ".

قُلْتُ: تَفَقَّهَ بَابْنِ جُرَيْجٍ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: كَانَ فَقِيْهَ مَكَّةَ، وَكَانَ أَشقَرَ مِثْلَ البَصَلَةِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: إِمَامٌ فِي العِلْمِ وَالفِقْهِ، كَانَ أَبْيَضَ بِحُمْرَةٍ، وَلُقِّبَ بِالزَّنْجِيِّ لِحُبِّهِ لِلتَّمْرِ. قَالَتْ لَهُ جَارِيَتُهُ: مَا أَنْتَ إِلاَّ زَنْجِيٌّ. مِنْ "الجَعْدِيَّاتِ": حَدَّثَنَا الزَّنْجِيُّ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيْهِ المُسْلِمِ، فَإِنْ سَقَاهُ شَرَاباً، فَلْيَشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ وَلاَ يَسْأَلْهُ عَنْهُ فَإِنْ خَشِيَ مِنْهُ، فَلْيَكْسِرْهُ بِالمَاءِ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ. قُلْتُ: مَاتَ سنة ثمانين ومائة.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "2/ 399"، وأبو يعلى "6358"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "4/ 222"، والطبراني في "الأوسط" "2461" و"5301"، وابن عدي في "الكامل" "6/ 309"، والحاكم "4/ 126"، والبيهقي في "شعب الإيمان" "5801"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "3/ 87-88" من طرق عن مسلم بن خالد، عن زيد بن أسلم، عَنْ سُمَيّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم، فأطعمه طعاما، فليأكل من طعامه، ولا يسأله عنه، وإن سقاه شرابا من شرابه، فليشرب من شرابه ولا يسأله عنه". قلت: إسناده ضعيف، آفته مسلم بن خالد الزنجي، فإنه ضعيف. وسمي، هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وقد سقط سمي هذا من إسناد المؤلف كما ترى. وقد روى الحديث من وجه آخر عند الحاكم "4/ 126" من طريق بشر بن موسى، عن الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة، به مرفوعا. وإسناده حسن.

سليمان الخواص

1193- سُلَيْمَانُ الخوَّاص 1: مِنَ العَابِدِيْنَ الكِبَارِ بِالشَّامِ، قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ فِيْهِ الأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَسُلَيْمَانُ الخواص، فذكر الأَوْزَاعِيُّ الزُّهَّادَ، فَقَالَ: مَا نَزِيْدُ أَنْ نُرِيْدَ مِثْلَ هَؤُلاَءِ. فَقَالَ سَعِيْدٌ: مَا رَأَيْتُ أَزْهَدَ مِنْ سُلَيْمَانَ الخَوَّاصِ، وَمَا شَعَرَ أَنَّهُ فِي المَجْلِسِ، فَقنَّعَ سُلَيْمَانُ رَأْسَهُ، وَقَامَ. فَأَقْبَلَ الأَوْزَاعِيُّ عَلَى سَعِيْدٍ، وَقَالَ: وَيْحَكَ! لاَ تَعقِلُ مَا يَخْرُجُ مِنْ رَأْسِكَ! تُؤْذِي جَلِيْسَنَا تُزَكِّيهِ فِي وَجْهِهِ. وَقِيْلَ لِسُلَيْمَانَ: قَدْ شَكَوْكَ أَنَّك تَمُرُّ، وَلاَ تُسَلِّمُ. قَالَ: وَاللهِ، مَا ذَاكَ لِفَضْلٍ أَرَاهُ عِنْدِي، وَلَكِنِّي شِبْهُ الحُشِّ إِذَا ثَوَّرْتَه ثَارَ، وَإِذَا جلَسْتُ مَعَ النَّاسِ، جَاءَ مِنِّي مَا أُرِيْدُ وَمَا لاَ أُرِيْدُ. وَيُقَالُ: إِنَّ سَعِيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ زَارَ الخوَّاصَ لَيْلَةً فِي بَيْتِهِ بِبَيْرُوْتَ، فَرَآهُ فِي الظُّلْمَةِ، فَقَالَ: ظُلْمَةُ القَبْرِ أَشَدُّ. فَأَعْطَاهُ دَرَاهِمَ، فَرَدَّهَا، وَقَالَ: أَكرَهُ أَنْ أُعَوِّدَ نَفْسِي مِثْلَ دَرَاهِمِكَ، فَمَنْ لِي بِمِثْلِهَا إِذَا احْتَجْتُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ الأَوْزَاعِيَّ، فَقَالَ: دعُوْهُ، فَلَو كَانَ فِي السَّلَفِ، لَكَانَ علامة.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني "8/ 276".

سلم بن ميمون

1194- سَلْم بنُ مَيْمُوْنٍ 1: الخوَّاص، هُوَ أَصْغَرُ مِنْ سُلَيْمَانَ الخَوَّاصِ. حَدَّثَ عَنْ: مَالِكٍ، وَالقَاسِمِ بنِ مَعْنٍ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ ثَعْلَبَةَ، وَعَمْرُو بنُ أَسْلَمَ الطَّرَسُوْسِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَسْلَمَةَ القَعْنَبِيُّ: رَأَيْتُ كَأَنَّ القِيَامَةَ قَدْ قَامتْ، وَكَأَنَّ مُنَادِياً يُنَادِي: أَلاَ لِيَقُمِ السَّابِقُوْنَ. فَقَامَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، ثُمَّ نَادَى: ألا ليقم السَّابِقُوْنَ. فَقَامَ سَلْمٌ الخَوَّاصُ، ثُمَّ قَامَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدهُم. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ ثَعْلَبَةَ: سَمِعْتُ سَلْماً الخَوَّاصَ، قَالَ: قُلْتُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ، اقْرَئِي القُرْآنَ كَأَنَّكِ سَمِعْتِيْهِ مِنَ اللهِ حِيْنَ تَكَلَّمَ بِهِ، فَجَاءتِ الحَلاَوَةُ. بَقِيَ سَلْمٌ إِلَى مَا بَعْدَ سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمَائَتَيْنِ. وَقَدْ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَدْرَكْتُهُ، وَكَانَ مُرْجِئاً لاَ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ عَوف الطَّائِيُّ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى. نَزَلَ الرملة.

_ 1 ترجمته في الضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 679"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1150" والمجروحين لابن حبان "1/ 345"، وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني "8/ ترجمة 408"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3381".

صالح بن موسى

1195- صالح بن موسى 1: "ت، ق" ابن عبد الله بن إِسْحَاقَ بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ، الطَّلْحِيُّ، الكُوْفِيُّ. لَيْسَ بِحُجَّةٍ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفيع، وَعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَعَمِّهِ مُعَاوِيَةَ بنِ إِسْحَاقَ. وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ ومِنْجَاب بنُ الحَارِثِ، وَسُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَدَاوُدُ بنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ معين: لا يكتب حديثه. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي مِمَّنْ لاَ يَتعَمَّدُ الكَذِبَ. وَقَالَ الجُوْزَجَانِيُّ ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ عَلَى حسنه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2864"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 42"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 730"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1825"، والمجروحين لابن حبان "1/ 369"، الكامل لابن عدي "4/ ترجمة 918"، والأنساب للسمعاني "8/ 246"، والكاشف "2/ ترجمة 2386"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3831"، وتهذيب التهذيب "4/ 404"، وتقريب التهذيب "1/ 363"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة رقم "3059".

زهير بن معاوية

1196- زهير بن معاوية 1: "ع" ابن حُديج، بن الرُّحَيل، الحَافِظُ، الإِمَامُ، المُجَوِّدُ، أَبُو خَيْثَمَةَ الجُعْفِيُّ، الكُوْفِيُّ، مُحَدِّثُ الجَزِيْرَةِ، وَهُوَ أَخُو حُدَيْجٍ، وَالرُّحَيْلِ. كَانَ من أوعية العلم، صاحب حفظ وإتقان.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 376"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 1419" والكنى للدولابي "1/ 169"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 2674"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة رقم 219"، والعبر "1/ 263"، والكاشف "1/ ترجمة 1684"، ميزان الاعتدال "2/ ترجمة 2921"، جامع التحصيل للحافظ العلائي "ترجمة 203"، تهذيب التهذيب "3/ 251"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2173"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 282".

وَسَنَةُ مَوْلِدِهِ فِي خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وَزُبَيْدِ بنِ الحَارِثِ اليَامِيِّ، وَزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وَالأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ، وَسِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، وَالحَسَنِ بنِ الحُرِّ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ المَكِّيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَأَبَانِ بنِ تَغْلِبَ، وَعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَكِنَانَةَ مَوْلَى صَفِيَّةَ، حَدَّثَه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ: كُنْتُ مِمَّنْ حَمَلَ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ جَرِيْحاً مِنْ دَارِ عُثْمَانَ، وَقُدْتُ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، لِتَرُدَّ عَنْ عُثْمَانَ, فَلَقِيَهَا الأَشْتَرُ, فَضَرَبَ وَجْهَ بَغْلَتِهَا، حَتَّى مالت فقالت: ردوني لا يفضحني هذا الكَلْبُ. قَالَ: فَوَضَعتْ خَشباً بَيْنَ مَنْزِلِهَا وَبَيْنَ مَنْزِلِ عُثْمَانَ، تَنقُلُ عَلَيْهِ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ. أَنْبَأَنَا بِهَذَا: الفَخْرُ بنُ البُخَارِيِّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ طَبَرْزَدْ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ هَزَارَمَرْدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ حَبَابَةَ، أَخْبَرَنَا البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ كِنَانَة، فَذَكَرَهُ. وَرَوَى أَيْضاً عَنْ: سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُهَاجِرٍ، وَعُرْوَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قُشَيْرٍ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفيع، وَآخَرِيْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: زُهَيْرٌ أَحْفَظُ مِنْ إِسْرَائِيْلَ، وَهُمَا ثِقَتَانِ. قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: وَسَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ قُديد, سَمِعْتُ شُعَيْبَ بنَ حَرْبٍ يَقُوْلُ: كُنْتُ مَعَ زُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ بِالبَصْرَةِ، فَقَالَ: يَا شُعَيْبُ! أَنَا لاَ أَكْتُبُ حَدِيْثاً إِلاَّ بِنِيَّةٍ. فَأَقَمْنَا بِالبَصْرَةِ، فَمَا كَتَبنَا إِلاَّ حَدِيْثاً وَاحِداً. قَالَ يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ: سَمِعْتُ حَمِيْداً الرُّؤَاسِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ زُهَيْرٌ إِذَا سَمِعَ الحَدِيْثَ مِنَ المُحَدِّثِ مَرَّتَيْنِ، كَتَبَ عَلَيْهِ: فرغتُ. وَقَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: إِذَا سَمِعْتُ الحَدِيْثَ مِنْ زُهَيْرٍ، لاَ أُبالِي أَنْ لاَ أَسْمَعهُ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ العَابِدُ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ يَوْماً بِحَدِيْثٍ عَنْ زُهَيْرٍ، وَشُعْبَةَ، فَقِيْلَ لَهُ: تُقَدِّمُ زُهَيْراً عَلَى شُعْبَةَ?! قَالَ: كَانَ زُهَيْرٌ أَحْفَظَ مِنْ عِشْرِيْنَ مِثْلِ شُعْبَةَ. ثُمَّ قَالَ: جَاءَ زُهَيْرٌ إِلَى شُعْبَةَ، فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيْثٍ فِيْهِ طُوْلٌ، أَنْ يُمِلَّهُ عَلَيْهِ، فَأَبَى شُعْبَةُ، وَقَالَ: أَنَا أُرَدِّدُهُ عَلَيْكَ حَتَّى تَحْفَظَهُ، فَقَالَ زُهَيْرٌ: أَنَا أَرْجُو أَنْ أَحْفَظَهُ وَلَكِنْ إِلَى أَنْ أَبلُغَ البَيْتَ يَعرضُ لِيَ الشَّكُّ.

قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ كَذَا، فَأَرِحْنِي وَاسْتَرِحْ مِنِّي. قَالَ: يَقُوْلُ شُعْبَةُ: لاَ وَاللهِ، لاَ تُمِلُّنِي بِلِسَانٍ أَلثَغَ. وَحَكَاهُ: شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ. عَبَّاسٌ الدُّوري: قُلْتُ لِيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو عَوَانَةَ، فَكَأَنَّهُ سَاوَى بَيْنَهُمَا. قُلْتُ: فَزَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ? قَالَ: هُوَ أَثبَتُ مِنْ زُهَيْرٍ. قُلْتُ: يَقُوْلُوْنَ عَرَضَ زَائِدَةُ كُتُبَهُ عَلَى سُفْيَانَ. قَالَ: مَا بَأْسَ بِذَلِكَ، كَانَ يُلقي السَّقط، وَلاَ يَزِيْدُ فِي كُتُبِهِ. فَقِيْلَ لِيَحْيَى: أَيُّهُمَا أَثبَتُ، زُهَيْرٌ أَوْ وُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ? فَقَالَ: مَا فِيْهِمَا إِلاَّ ثَبتٌ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ -وَهُمَا مِنْ شُيُوْخِهِ- وَزَائِدَةُ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَالحَسَنُ الأَشْيَبُ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَالهَيْثَمُ بنُ جَمِيْلٍ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ وَاقِدٍ، وَخَلْقٌ مِنْ آخِرِهِم، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو البَجَلِيُّ، شَيْخُ أَبِي عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيِّ. قَالَ الخَطِيْبُ فِي كِتَابِ "السَّابِقِ وَاللاَّحِقِ": آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ زُهَيْرٍ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحَرَّانِيُّ، شَيْخٌ، بَقِيَ إِلَى سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمَائَتَيْنِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ مِنْ مَعَادِنِ العِلْمِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: زُهَيْرٌ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ إِسْرَائِيْلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، إِلاَّ فِي حَدِيْثِ جَدِّهِ أَبِي إِسْحَاقَ. قِيْلَ لأَبِي حَاتِمٍ: فَزَائِدَةُ وَزُهَيْرٌ? قَالَ: زهير أتقن، وهو صاحب سُنَّةٍ، غَيْرَ أَنَّهُ تَأَخَّرَ سَمَاعُهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: سَمِعَ زُهَيْرٌ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ بَعْدَ الاخْتِلاَطِ، وَهُوَ ثِقَةٌ. قِيْلَ: تَحَوَّلَ زُهَيْرٌ إِلَى الجَزِيْرَةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَضَرَبَهُ الفَالِجُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ أَوْ أَزْيَدَ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ، وَللهِ الحَمْدُ. قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ لِبَعْضِ الطَّلَبَةِ: عَلَيْكَ بِزُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ، فَمَا بِالكُوْفَةِ مِثْلُهُ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَعَمْرُو بنُ خَالِدٍ الحَرَّانِيُّ: تُوُفِّيَ زُهَيْرٌ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ النُّفَيْلِيُّ: فِي رَجَبٍ. وَبَعْضُهُم، قَالَ: تُوَفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ -وَهُوَ وَهْمٌ- وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثمانين. وقع لي من عواليه: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوْهِيِّ، أَخْبَرَكُم الفتح

ابن عَبْدِ السَّلاَمِ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ الوَزِيْرُ إِملاَءً سَنَةَ تِسْعٍ وثمانين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ إِملاَءً، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سِمَاكٍ، وَزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وَحُصَيْنٍ، كُلُّهُم عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَكُوْنُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيْراً". ثُمَّ تَكلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ. وَقَالَ بَعْضُهُم فِي حَدِيْثِهِ: فَسَأَلْتُ أَبِي. وَقَالَ بَعْضُهُم: فَسَأَلْتُ القَوْمَ، فَقَالُوا: "كُلُّهُم مِنْ قريش" 1. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ كِنْدِيٍّ، عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بنُ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي جَابِرٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَمُطِرْنَا، فَقَالَ: $"لِيُصَلِّ مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فِي رَحْلِهِ"2، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيْفِيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ حَبَابَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ مِنْ حِفْظِهِ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ: يَا أَبَا عُمَارَةَ أَكُنْتُمْ يَوْم حُنَيْنٍ وَلَّيْتُم? قَالَ: لاَ وَاللهِ مَا وَلَّى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَكِنَّا لَقِيْنَا قَوْماً رُمَاةً، لاَ يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُم سَهْمٌ: جَمْعَ هَوَازِنَ، فَرَشَقُونَا رَشْقاً، مَا يَكَادُوْنَ يُخْطِئُوْنَ، فَأَقْبَلُوا هُنَاكَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو على بغلته البيضاء3. وَبِهِ، إِلَى زُهَيْرٍ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نوف، قال: كان طول سرير عوج ثمانمائة ذراع

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "7222"، ومسلم "1821" "6" من طريق عبد الملك بن عمر، عن جابر بن سمرة، به. وأخرجه أحمد "5/ 90 و95 و99 و108"، ومسلم "1821" "7"، والترمذي "2223" من طريق سماك ابن حرب، عن جابر، به. وأخرجه أحمد "5/ 92"، وأبو داود "4281"، والبيهقي في "الدلائل" "6/ 520"، والطبراني في "الكبير" "2095" من طرق عن زهير بن معاوية، عن زياد بن خيثمة، حدثنا الأسود بن سعيد الهمداني، عن جابر بن سمرة، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "698" "25" من طريق يحيى بن يحيى، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "2930"، ومسلم "1776" "78" من طرق عن زهير بن محمد، به.

فِي عَرْضِ نِصْفِ ذَلِكَ، وَكَانَ مُوْسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- طُوْلُهُ عَشْرَةُ أَذْرُعٍ، وَعَصَاهُ عَشْرَةٌ، وَوَثْبَتُهُ حِيْنَ وَثَبَ ثَمَانُ أَذْرُعٍ، فَأَصَابَ كَعْبَهُ، فَخَرَّ عَلَى نِيلِ مِصْرَ، فَجَسَّرَهُ النَّاسُ عَاماً يَمُرُّوْنَ عَلَى صُلْبِهِ وَأَضْلاَعِهِ1. وَبِهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن ابن أبي ملكية: أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَصُومُ الدَّهْرَ وَأَيَّامَ التَّشْرِيْقِ2. وَبِهِ، أَخْبَرَنَا الزُّبَيْرُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: فِي جَمِيْع ظَنِّي، وَلَسْتُ أَشُكُّ أَنَّهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا مُيِّزَ أَهْلُ الجَنَّةِ، فَدَخَلُوا الجَنَّةَ وَدَخَلَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ, قَامَتِ الرُّسُلُ فَشَفَعُوا، فَيَقُوْلُ -عَزَّ وَجَلَّ: انْطَلِقُوا، فَمَنْ عَرَفْتُمْ فَأَخْرِجُوْهُ فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدِ امْتَحَشُوا فَيُلْقَوْنَ عَلَى نَهْرٍ -أَوْ فِي نَهْرٍ- يُقَالُ لَهُ: الحَيَاةُ، فَتَسْقُطُ مُحَاشُهُم عَلَى حَافَتَي النَّهْرِ، وَيَخْرُجُونَ بِيْضاً مِثْلَ الثَّعَارِيْرِ، فَيَشفَعُوْنَ فَيَقُوْلُ: اذْهَبُوا أَوِ انْطَلِقُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ قِيْرَاطاً مِنْ إِيْمَانٍ، فَأَخْرِجُوْهُ فَيُخْرِجُونَ بَشَراً كَثِيْراً، ثُمَّ يَشْفَعُوْنَ، فَيَقُوْلُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ حَبَّةً مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيْمَانٍ، فَأَخْرِجُوْهُ. فَيُخْرِجُونَ بَشَراً كَثِيْراً ثُمَّ يَقُوْلُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ: الآنَ أُخْرِجُ بِعِلْمِي وَرَحْمَتِي، فَيُخْرِجُ أَضْعَافَ مَا أَخْرَجُوا وَأَضْعَافَهُ، فَيُكْتَبُ فِي رِقَابِهِمْ: عُتَقَاءُ اللهِ، ثم يدخلون الجنة فيسمون فيها: الجهنميين" 3.

_ 1 هذا الخبر من الإسرائيليات، رواه نوف البكالي، وهو ربيب كعب الأحبار وقد أخذ عنه الإسرائيليات، وهذا منها. وقصة عوج بن عنق ذكر ابن القيم، وابن كثير أنها باطلة كما قد ذكره ابن حجر الفقيه في "الفتاوى الحديثية" "ص188". 2 ضعيف: آفته أَبُو الزُّبَيْرِ، مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ تَدْرُسَ المكي، مدلس، مشهور بالتدليس وقد عنعنه. 3 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "3/ 325-326" حدثنا أبو النصر، حدثنا "زهير"، حدثنا أبو الزبير، عن جابر، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته أبو الزبير، وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وهو مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه. ووقع عند أحمد "ابن زهير"، وهو تصحيف. وإنما هو زهير بن معاوية. وأبو النضر، هو هاشم بن القاسم. وأخرجه مختصرا أحمد "3/ 379" حدثنا زيد بن الحُباب، حدثنا الحسين بن واقد الليثي، حدثني أبو الزبير، حدثني جابر قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "إن أقواما يخرجون من النار بعدما محشوا فيها، فينطلق بهم إلى نهر في الجنة يقال له: نهر الحياة، فيغتسلون فيه، فيخرجون منه أمثال الثغارير". قلت: إسناده حسن، فيه الحسين بن واقد، صدوق لا بأس به، روى له البخاري تعليقا، ومسلم متابعة، وأصحاب السنن. وقوله: "بعدما محشوا": أي أحرقوا. =

وبه: إلى زهير، عن زوجته -ورغم أَنَّهَا صَدُوْقَةٌ- أَنَّهَا سَمِعَتْ مُلَيْكَةَ بِنْتَ عَمْرٍو -وَذَكَرَ أَنَّهَا رَدَّتِ الغَنَمَ عَلَى أَهْلِهَا فِي إِمْرَةِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ: أَنَّهَا وَصَفَتْ لَهَا مِنْ وَجَعٍ بِهَا, سَمْنَ بَقَرٍ وَقَالَتْ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ألبانها شفاء، وسمنها دواء، ولحمها داء"1.

_ = وقوله: "أمثال الثعارير": وهي القثاء الصغار، ووجه الشبه سرعة النماء. وأخرجه أبو عوانة "1/ 139" من طريق ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، بنحوه، وأخرجه مختصرا مسلم "191" "320" من طريق يزيد الفقير، عن جابر، بنحوه. وورد عن عمرو بن دينار، عن جابر مرفوعا: "إن الله يخرج قوما من النار بالشفاعة" أخرجه البخاري "6558"، ومسلم "191" "317"، وابن أبي عاصم في "السنة" "841"، والآجري في "الشريعة" "344" وابن خزيمة في "التوحيد" "ص277" من طرق عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، به. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري: عند أحمد "3/ 11 و78-79"، ومسلم "185"، وابن ماجه "4309" والدارمي "2/ 331"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص274 و279 و280 و281"، وابن منده "829 و830 و832"، وأبي عوانة "1/ 186" من طريق أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد. 1 ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" "25/ حديث 79"، والبغوي في "حديث علي بن الجعد" "11/ 122/ 1" من طريق زهير -يعني ابن معاوية- حدثتني امرأة من أهلي عن مليكة بنت عمرو الزيدية، به. قلت: إسناده ضعيف لإبهام المرأة الراوية عن مُليكة. ولكن للحديث شاهد عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "عليكم بألبان البقر وسمنانها وإياكم ولحومها فإن ألبانها وسمنانها دواء وشفاء ولحومها داء". أخرجه الحاكم "4/ 404" من طريق معاذ بن المثنى العنبري، حدثنا سيف بن مسكين، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن الحسن بن سعد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي بقوله: "سيفٌ وهاهُ ابنُ حبانَ". قلت: إسناده ضعيف جدا، فيه سيف بن مسكين السلمي، قال: ابن حبان في "المجروحين" "1/ 343": "يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات لا يحل الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قلتها". والعلة الثانية: الانقطاع بين عبد الرحمن بن عبد الله مسعود، وأبيه فقد مات أبوه وله نحو ست سنين. وقال ابن معين في رواية: لم يسمع من أبيه.

زهير بن محمد

1197- زهير بن محمد 1: "ع" التميمي، الحَافِظُ، المُحَدِّثُ، أَبُو المُنْذِرِ المَرْوَزِيّ، الخَرَقِيُّ -بِفَتْحَتَيْنِ- مِنْ قَرْيَةَ خَرَقَ، الخُرَاسَانِيُّ، نَزِيلُ الشَّامِ، ثُمَّ نَزِيْلُ مَكَّةَ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ هَرَوِيٌّ. حَدَّثَ عَنْ: مُوْسَى بنِ وَرْدَان المِصْرِيِّ -صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ- وابن أبي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، وَابْنِ عَقِيْلٍ، وَسُهَيْلٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَرَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، وَعَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ، وَأَبُو عَامِرٍ العَقَدي، وَخَلْقٌ سِوَاهُم، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ. قَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: رَوَى عَنْهُ الشَّامِيُّوْنَ مَنَاكِيْرَ. قُلْتُ: وَكَذَا رَوَى عَنْهُ عَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ التَّنِّيسي مَنَاكِيْرَ، وَمَا هُوَ بِالقَوِيِّ وَلاَ بِالمُتْقِنُ، مَعَ أَنَّ أَربَابَ الكُتُبِ السِّتَّةِ خرَّجوا لَهُ. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو جَعْفَرٍ العُقيلي فِي "الضُّعَفَاءِ"، فَنَقَلَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: هُوَ مُقَاربُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ: كَأَنَّ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ أَهْلُ الشَّامِ زُهَيْرٌ آخَرُ، قُلِبَ اسْمُهُ. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: خُرَاسَانِيٌّ، ضَعِيْفٌ. ثُمَّ قَالَ العُقَيلي: وَمِنْ حَدِيْثِهِ: مَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ النَّصِيْبِيِّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ زَيْدٍ الخَطَّابِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْر بنُ مُحَمَّدٍ أَبُو المُنْذِرِ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "صُوْمُوا تَصِحُّوا، وَسَافِرُوا تَصِحُّوا، وَاغْزُوا تَغْنَمُوا"2. ثُمَّ قَالَ: لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهِ إِلاَّ مِنْ وَجْهٍ فِيْهِ لِيْنٌ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بالقوي.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1420"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 347" و"2/ 757"، والكنى للدولابي "2/ 131"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 2675"، وتهذيب تاريخ دمشق "5/ 397"، والعبر "1/ 239"، والكاشف "1/ ترجمة 1682"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 2918"، وتهذيب التهذيب "3/ 348"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2171"، وشذرات الذهب "1/ 256". 2 ضعيف: قال الحافظ العراقي في "تخريج الاحياء" "3/ 75": "رواه الطبراني في "الأوسط" "8312"، وأبو نعيم في "الطب النبوي" من حديث أبي هريرة بسند ضعيف". والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" "3/ 179"، والحافظ المنذري في "الترغيب" "2/ 60" من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا". وقالا: "رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات". قلت: هذا تساهل منهما -رحمهما الله تعالى، فإن قوله رجاله ثقات لا تعني صحة السند فإن ذلك لا يخفى على طلبة علم الحديث فقد يكون في السند علة خفية توجب ضعفه وهذا معلوم معروف عند أكابر وصغار طلبة الحديث الشريف. وقد بالغ الصغاني في كتابه "الموضوعات" "ص7" حين قال: "وهذا الحديث موضوع". وقد ذكر أحمد "2/ 280" الحديث من حديث أبي هريرة: "سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا"، وإسناده ضعيف فيه ابن لهيعة، ضعيف لسوء حفظه، وفيه درَّاج، وهو صاحب مناكير.

وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: ثِقَةٌ، لَهُ أَغَالِيطُ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ. وَقَالَ مَرَّةً: صَالِحٌ. وَقَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: زُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ ثِقَةٌ. وَرَوَى حَنْبَلٌ، عَنْ أَحْمَدَ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، وَفِي حِفْظِهِ سُوءٌ، وَمَا حَدَّثَ بِهِ مِنْ كُتُبِهِ فَهُوَ صَالِحٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ به. وقال ابن نافع: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا مَنْ سَمِعَ ابْنَ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا اللَّبَّانِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ حَبِيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي مُوْسَى بنُ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "المَرْءُ عَلَى دِيْنِ خَلِيْلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ، عَالٍ. أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ بُنْدَارٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: سَأَلْتُ مُحَمَّداً عَنْ حَدِيْثِ زُهَيْرِ بنِ محمد هذا، فَقَالَ: أَنَا أَتَّقِي هَذَا الشَّيْخَ، كَأَنَّ حَدِيْثَهُ مَوْضُوْعٌ، وَلَيْسَ هَذَا عِنْدِي بِزُهَيْرِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ يُضَعِّفُ هَذَا الشَّيْخَ، وَيَقُوْلُ: هَذَا شَيْخٌ يَنْبَغِي أَنْ يَكُوْنُوا قَلَبُوا اسْمَهُ. فَهَذَا قَالَهُ عَقِيْبَ حَدِيْثِ: صَلَّى ابْنُ عُمَرَ مَحْلُوْلَ الأَزْرَارِ، وَقَالَ: رَأَيْتُ نَبِيَّ الله -صلى الله عليه وسلم- يفعله.

_ 1 حسن: أخرجه الطيالسي "2573"، ومن طريقه عبد بن حميد "1431"، وأحمد "2/ 303 و334"، وأبو داود "4833"، والترمذي "2378" والحاكم "4/ 171" من طريق زهير بن محمد، به. قلت: إسناده حسن، موسى بن وردان، صدوق. وأخرجه الحاكم "4/ 171" من طريق صدقة بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الأنصاري، عَنْ سَعِيْدِ بنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. وقال الحاكم: صحيح إن شاء الله. وتعقبه الذهبي بقوله: "كلا، فصدقة ضعيف، وشيخه مجهول".

القاسم بن معن

1198- القاسم بن معن 1: "د، س" ابن عبد الرحمن بن صَاحِبُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، الإِمَامُ الفَقِيْهُ، المُجْتَهِدُ، قَاضِي الكُوْفَةِ، وَمُفْتِيْهَا فِي زَمَانِهِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الهُذَلِيُّ المَسْعُوْدِيُّ، الكُوْفِيُّ، أَخُو الإِمَامِ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ مَعْنٍ وُلِدَ بَعْدَ سَنَةِ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: مَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُم. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ ومُعَلَّى بنُ مَنْصُوْرٍ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَالمُعَافَى بنُ سليمان، وعبد الله بن الوليد العدني، ومِنْجَاب بنُ الحَارِثِ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ ثِقَةً، نَحْوِيّاً، أَخْبَارِيّاً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، لَمْ يَأْخُذْ عَلَى القَضَاءِ مَعْلُوْماً. نَقَلَهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، كَانَ أَرْوَى النَّاسِ لِلْحَدِيْثِ، وَالشِّعْرِ، وَأَعْلَمَهُم بِالعَرَبِيَّةِ، وَالفِقْهِ. قُلْتُ: وَكَانَ عَفِيْفاً، صَارِماً، مِنْ أَكْبَرِ تَلاَمِذَةِ الإِمَامِ أَبِي حَنِيْفَةَ. أَخَذَ عَنْهُ العَرَبِيَّةَ: مُحَمَّدُ بنُ زِيَادِ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَوَلاَّهُ المَهْدِيُّ قَضَاءَ الكُوْفَةِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يُقَالُ لَهُ: شَعْبِيُّ زَمَانِه. رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ شَيْئاً قَلِيْلاً. وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ خمس وسبعين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 384"، والتاريخ الكبير "7/ 765"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 790 و807"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 687"، والعبر "1/ 268"، والكاشف "2/ ترجمة 4603"، وتهذيب التهذيب "8/ 338-339"، وتقريب التهذيب "2/ 121"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5811"، وشذرات الذهب "1/ 286".

يونس

1199- يونس 1: إِمَامُ النَّحْوِ. هُوَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُوْنُسُ بن حبيب الضبي مولاهم، البصري. أَخَذَ عَنْ: أَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ. وَعَنْهُ: الكَسَائِيُّ، وَسِيْبَوَيْه، وَالفَرَّاءُ، وَآخَرُوْنَ. وَعَاشَ ثَلاَثاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. أَرَّخَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ مَوْتَهُ: فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَدْ لَقِيَ عَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي إِسْحَاقَ، فَسَأَلَهُ عَنْ لَفْظَةٍ، وَكَانَ لِيُوْنُسَ حَلْقَةٌ يَنْتَابُهَا الطَّلَبَةُ وَالأُدَبَاءُ، وَفُصَحَاءُ الأَعْرَابِ. وذَكَرَهُ ثَعْلَبٌ، فَقَالَ: جَاوَزَ المائَةَ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمْ يَتَزَوَّجْ، وَلاَ تسرى. وله تواليف في القرآن واللغات.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "7/ 852".

عبد العزيز بن مسلم

1200- عبد العزيز بن مُسْلم 1: "خَ، م، د، ت، س" الإِمَامُ، العَابِدُ، الرَّبَّانِيُّ، أَبُو زَيْدٍ القَسْمَلِيُّ، الخُرَاسَانِيُّ، ثُمَّ البَصْرِيُّ، أَحَدُ الثِّقَاتِ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَمَطَرٍ الوَرَّاق، وَأَيُّوْبَ، وَأَبِي هَارُوْنَ العَبْدِيِّ، وحصين بن عبد الرحمن، وعدة. وروى عَنْهُ: العَقَدِيُّ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَائِشَةَ، وحفص بن عُمَر الحَوْضِيُّ، وَحَفْصُ بنُ عُمَرَ الضَّرِيْرُ، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ: كَانَ مِنَ العَابِدِيْنَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِيْنِيُّ: سَمِعْتُ مِنْهُ، وَكَانَ مِنَ الأَبْدَالِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. قَالَ العَيْشِيُّ: مات سنة سبع وستين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1579"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 130" والكنى للدولابي "1/ 180"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 973"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1831"، والأنساب للسمعاني "1/ 149"، والكاشف "2/ ترجمة 3457"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5130"، تهذيب التهذيب "6/ 356"، وتقريب التهذيب "1/ 512"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4374".

أخوه المغيرة، سلم الخاسر، أبو المليح

أخوه المغيرة، سلم الخاسر، أبو المليح: 1201- أخوه المغيرة 1: "ت، س، ق" ابن مسلم القسملي السراج. كَانَ الأَكْبَرَ. يَرْوِي عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ المَكِّيِّ، وَفَرْقَدَ السَّبْخِيِّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَشَبَابَةُ بنُ سوَّار، وَإِسْحَاقُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ أَيْضاً. تُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ السِتِّيْنَ وَمائَةٍ. 1202- سَلْم الخَاسِرُ 2: هُوَ مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ، مِنْ تَلاَمذَةِ بَشَّارِ بنِ بُرْدٍ. هُوَ: سَلْمُ بنُ عَمْرِو بنِ حماد. مَدَحَ المَهْدِيَّ، وَالرَّشِيْدَ، وَعَكَفَ عَلَى المَخَازِي، ثُمَّ نَسَكَ، ثُمَّ مَرَقَ، وَبَاعَ مُصْحَفَهُ، وَاشْتَرَى بِثَمَنِهِ دِيْوَاناً، فَلُقِّبَ: بِالخَاسِرِ. وَقَدْ أَجَازَهُ الرَّشِيْد مَرَّةً بِمائَةِ أَلْفٍ. لاَ أَعْلَمُ فِي أَيِّ سَنَةٍ مات، ولكنه مات قبل الرشيد. 1203- أبو المَليح 3: "د، ق" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، أَبُو المَلِيْحِ الحَسَنُ بنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ. وَيُقَالُ: الحَسَنُ بنُ عَمْرٍو. حَجَّ، فَرَأَى عَطَاءَ بنَ أَبِي رَبَاحٍ، وَمَا أَظُنُّه سَمِعَ مِنْهُ. وَسَمِعَ مَيْمُوْنَ بنَ مِهْرَانَ، وَابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، وَزِيَادَ بنَ بَيَانَ، وَطَائِفَةً. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، وَعَمْرُو بنُ خَالِدٍ الحَرَّانِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مَهْدِيٍّ المَصِّيْصِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَاصِمٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ عُبَيْدُ بنُ هِشَامٍ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ. مَوْلِدُهُ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ تِسْعِيْنَ. وَتُوُفِّيَ بِالرَّقَّة، فِي سَنَةِ إِحْدَى وثمانين ومائة.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1031"، والكاشف "3/ ترجمة 5700"، وتاريخ الإسلام "6/ 302"، وجامع التحصيل للحافظ العلائي "ترجمة 792"، وتهذيب التهذيب "10/ 268"، وتقريب التهذيب "2/ ترجمة 253"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7164". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 136"، والأغاني لأبي الفرج الأصفهاني "19/ 214"، وفيات الأعيان "2/ 350". 3 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 484"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2537"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 172" و"2/ 420"، والكنى للدولابي "2/ 129"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 103"، والكاشف "1/ ترجمة 1060"، والعبر "1/ 279"، تهذيب التهذيب "2/ 309"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1366"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 295".

قزعة بن سويد

1204- قَزَعة بن سُوَيد 1: "ت، ق" ابن حُجَير الباهلي، شَيْخٌ، عَالِمٌ، بَصْرِيٌّ، صَالِحُ الحَالِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَحُمَيْدِ بنِ قَيْسٍ الأَعْرَجِ. وَعَنْهُ: مُسَدَّد، وقُتيبة، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، ولُوَين، وَجَمَاعَةٌ. مَشَّاهُ: ابْنُ عَدِيٍّ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ القَوِيِّ. وَلابْنِ مَعِيْنٍ فِيْهِ قَوْلاَنِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ضَعِيْفٌ. توفي سنة بضع وسبعين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 854"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 782"، والمجروحين لابن حبان "2/ 216"، والكاشف "2/ ترجمة 4647"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة رقم 6894"، تهذيب التهذيب "8/ 376"، وتقريب التهذيب "2/ 126"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5855".

بكر بن مضر

1205- بكر بن مُضَر 1: "ع سوى ق" ابن محمد، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الفَقِيْهُ، الحجَّةُ، أَبُو عَبْدِ المَلِكِ المِصْرِيُّ، مَوْلَى الأَمِيْرِ شُرَحْبِيْلَ بنِ حَسَنَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وُلِدَ سَنَةَ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي قَبِيْلٍ المَعَافري، وَجَعْفَرِ بنِ رَبِيْعَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ الهَادِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، وَعَمْرِو بنِ الحَارِثِ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: وَلدُهُ؛ إِسْحَاقُ بنُ بَكْرٍ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ القَاسِمِ، وَقُتَيْبَةُ بنُ سعيد، وآخرون. وكان من الثقات العابدين. وقال الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ لاَ يُقدِّمُ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الفُسْطَاطِ، وَقَدْ رَأَيْتُهُ وَأَنَا حَدَثٌ، فَحَدَّثَنِي ابْنُهُ إِسْحَاقَ، قَالَ: مَا كُنْت أَرَى أَبِي يَجْلِسُ في البيت على طنفسة، وما كَانَ يَجْلِسُ إِلاَّ عَلَى حَصِيْرٍ. وَكَانَ طَوِيْلَ الحُزْنِ، وَأَحْيَاناً تَطِيْبُ نَفْسُهُ، فَيْفْرَحُ، فَرُبَّمَا جَاءَ الرَّجُل يَسْأَلُهُ المَسْأَلَة، فَيُعلِّمُه، وَيَرْجِعُ إِلَى حَالِهِ، وَيَتَغَيَّرُ، وَيَقُوْلُ: مَا لِي وَلِهَذَا. فَنَقُوْل لَهُ: أَفَنَصْرِفُهُ? فَيَقُوْلُ: أَوَ يَحِلُّ لِي? وَرُبَّمَا جَاءهُ الأَحَدَاثُ يَطلُبُوْنَ مِنْهُ الحَدِيْثَ، فَيَقُوْلُ لَهُم: تَعَلَّمُوا الوَرَعَ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ يَوْم عَرَفَةَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ, عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا مُحَلَّمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سعيد، حدثنا بكر, عَنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، عَنْ بُكَير، عَنْ يَزِيْدَ مَوْلَى سَلَمَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَع، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البَقَرَةُ: 184] ، كَانَ مَنْ أَرَادَ مِنَّا أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِيَ، حَتَّى نَزَلَتِ الآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا، فَنَسَخَتْهَا1. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَافَقْنَاهُم بعلو درجة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 517"، التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1811"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 164 و437 و651"، الجرح والتعديل "1/ ترجمة 1529"، والكاشف "1/ ترجمة 643"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 226"، تهذيب التهذيب "1/ 487". 2 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "4507"، وَمُسْلِمٌ "1145"، وَأَبُو دَاوُدَ "2315"، وَالتِّرْمِذِيُّ "798"، وَالنَّسَائِيُّ "4/ 190" من طريق قتيبة بن سعيد، عن بكر بن مُضر، به.

جعفر بن سليمان

1206- جعفر بن سليمان 1: "م، 4" الشَّيْخُ، العَالِمُ، الزَّاهِدُ، مُحَدِّثُ الشِّيْعَةِ، أَبُو سُلَيْمَانَ الضُّبَعي، البَصْرِيُّ. كَانَ يَنزِلُ فِي بَنِي ضُبَيْعَةَ، فَنُسِبَ إِلَيْهِم. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ، وَثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وَيَزِيْدِ الرَّشْك، وَمَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ، وَالجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: سَيَّارُ بنُ حَاتِمٍ الزَّاهِدُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، ومسدد بن مُسَرْهَدٍ، وَبِشْرُ بنُ هِلاَلٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنُ، وَغَيْرُهُم. وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ الشِّيْعَةِ وَعُلَمَائِهِم، وَقَدْ حَجَّ، وَتَوَجَّهَ إِلَى اليَمَنِ، فَصَحِبَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ، وَبِهِ تَشَيُّعٌ. وَيُرْوَى أَنَّ جَعْفَراً كَانَ يَتَرَفَّضُ، فَقِيْلَ لَهُ: أَتَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ? قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ بُغْضاً يَا لَكَ. فَهَذَا غَيْرُ صَحِيْحٍ عَنْهُ. وَقَالَ الحَافِظُ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: إِنَّمَا عَنَى بِقَوْلِهِ: بُغْضاً يَا لَكَ: جَارَيْنِ لَهُ يُؤذِيَانِه اسْمُهُمَا: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: أَكْثَرَ عَنْ ثَابِتٍ البُناني، وَكَتَبَ عَنْهُ مَرَاسِيْلَ، فِيْهَا مَنَاكِيْرُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ، فِيْهِ ضَعْفٌ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ العَبْسِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: كَانَ يَحْيَى القَطَّانُ لاَ يُحَدِّثُ عَنْ جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَلاَ يَكْتُبُ حَدِيْثَهُ، وَكَانَ عِنْدَنَا ثِقَةً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ المِقْدَامِ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، فَقَالَ: مَنْ أَتَى جَعْفَرَ بنَ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدَ الوَارِثِ، فَلاَ يَقْرَبَنِّي. قَالَ: وَكَانَ عبد الوارث ينسب إلى الاعتزال.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 288"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2162"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 169 و287" و"2/ 49 و76 و84"، والكنى للدولابي "1/ 194" والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1957"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 227"، والعبر "1/ 171"، والكاشف "1/ ترجمة 801"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 1505"، وتهذيب التهذيب "2/ 95"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1040"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 288".

وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، سَمِعْتُ عَمِّي عُمَرَ بنَ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ لِجَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ: رَأَيتَ أَيُّوْبَ? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَرَأَيتَ ابْنَ عَون? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَرَأَيتَ يُوْنُسَ? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: كَيْفَ لَمْ تُجَالِسْهُم، وَجَالَسْتَ عَوْفاً، وَاللهِ مَا رَضِي عَوْفٌ بِبِدعَةٍ حَتَّى كَانَتْ فِيْهِ بِدعَتَانِ: كَانَ قَدَرِياً، شِيْعِيّاً. قَالَ البُخَارِيُّ: جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ الحَرَشِيُّ يُخَالِفُ فِي بَعْضِ حَدِيْثِهِ. وَقَالَ السَّعدي: رَوَى مَنَاكِيْرَ، وَهُوَ مُتَمَاسِكٌ، لاَ يَكْذِبُ. وَقَالَ صَاحِبُ "الحِلْيَة": صَحِبَ: ثَابِتاً، وَأَبَا عِمران الجَوْني، وَفَرْقَدَ السَّبَخي، وشُميط بنَ عَجْلاَنَ. وَرَوَى سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، قَالَ: اخْتَلَفتُ إِلَى ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وَمَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ، عَشْرَ سِنِيْنَ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ الآدَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُسدَّد، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيْدَ الرِّشْك، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِم عَلِيّاً، فَأَصَابَ جَارِيَةً، فَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ. قَالَ: فَتعَاقَدَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الصَّحَابَة، فَقَالُوا: إِذَا لَقِيْنَا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخْبَرَنَاهُ. وَكَانَ المسلمون إذا قدموا من سفر، بدءوا بِرَسُوْلِ اللهِ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمَتِ السَّرِيَّةُ، سَلَّمُوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَامَ أَحَدُ الأَرْبَعَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَلَمْ تَرَ أَنَّ عَلِيّاً صَنَعَ كَذَا وَكَذَا. فَأَقبَلَ عَلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُعْرَفُ الغَضَبُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: "مَا تُرِيْدُوْنَ مِنْ عليٍّ "؟ -ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. "إِنَّ عَلِيّاً مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ بَعْدِي" 1. تَابَعَهُ: قُتَيْبَةُ، وَبِشْرُ بنُ هلال، وعفان، وهو من أفراد جعفر. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وَالنَّسَائِيُّ. تُوُفِّيَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. احْتَجَّ به مسلم.

_ 1 حسن: أخرجه الترمذي "3712" حدثنا قتيبة، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، به. وقال الترمذي: "هذا حديث حَسَنٌ غَرِيْبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيْثِ جعفر بن سليمان".

شريك

1207- شريك 1: ابن عبد الله، العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، القَاضِي، أَبُو عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ، عَلَى لِيْنٍ مَا فِي حَدِيْثِهِ. تَوقَّفَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ عَنِ الاحْتِجَاجِ بِمَفَارِيْدِه. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: شَرِيْكُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سِنَانِ بنِ أَنَسٍ. وَيُقَالُ: شَرِيْكُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي شَرِيْكٍ بنِ مَالِكِ بنِ النَّخَع، وَجَدُّه قَاتِلُ الحُسَيْنِ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ. أَدْرَكَ شَرِيْكٌ: عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَسَمِعَ سَلَمَةَ بنَ كُهَيْلٍ، وَمَنْصُوْرَ بنَ المُعْتَمِرِ، وَأَبَا إِسْحَاقَ. لَيْسَ بِالمَتِيْنِ عِنْدَهُم. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: شَرِيْكُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ بنِ أَوْسٍ القَاضِي أَدْرَكَ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ. قُلْتُ: وَرَوَى أَيْضاً عَنْ: أَبِي صخرة جامع بن شداد، وجامع بن أَبِي رَاشِدٍ، وَزِيَادِ بنِ عِلاقة، وسِماك بنِ حَرْبٍ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ، وَزُبَيْدِ بنِ الحَارِثِ، وَبَيَانِ بنِ بِشْرٍ، وَيَعْلَى بنِ عَطَاءٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُهَاجِرٍ، وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي زُرْعَةَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَسَالِمٍ الأَفْطَسِ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَنُسَيْرِ بنِ ذُعْلوق، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَسَلَمَةَ بنِ المُحَبِّق، وَأَشْعَثَ بنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مَالِكٍ الجَزَري، والمِقدام بنِ شُريح، وَسَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وَعَلِيِّ بنِ بَذِيْمَةَ، وَزَيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَحَكِيْمِ بنِ جُبَيْرٍ، وَشَبِيْبِ بنِ غَرْقدة، ومِخْول بنِ رَاشِدٍ، وَابْنِ عَقِيْلٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ، وَعَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، وحبيبَ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَعَنْهُ: أَبَانُ بنُ تَغْلِبَ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ -وَهُمَا مِنْ شُيُوْخِهِ- وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَإِسْحَاقُ بنُ يُوْسُفَ الأَزْرَقُ، وَيُقَالُ: إِنَّ إِسْحَاقَ الأَزْرَقَ أخذ عنه تسعة آلاف حديث.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 378"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 2647"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 150 و168 و221 و224 و226 و238" و"2/ 153 و168 و176 و305" و"3/ 93 و180 و197 و223"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 718"، وتاريخ بغداد "9/ 279"، والكاشف "2/ ترجمة 2298"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 218"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3697"، وتهذيب التهذيب "4/ 333"، وتقريب التهذيب "1/ 351"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2948"، وشذرات الذهب "1/ 287".

وَمِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخُوْهُ؛ عُثْمَانُ، وَهَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، ولُوَين، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنُ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحِمَّانِيُّ، وَعَبَّادُ بنُ يَعْقُوْبَ الرَّوَاجِنِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَعَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم. وَقَدْ وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَقَالَ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ أَبِي الأَحْوَصِ. قُلْتُ: مَعَ أَنَّ أَبَا الأَحْوَصِ مِنْ رِجَالِ "الصَّحِيْحَيْنِ"، وَمَا أَخْرَجَا لِشَرِيْكٍ سِوَى مُسْلِمٌ فِي المُتَابَعَاتِ قَلِيْلاً. وَخَرَّجَ لَهُ البُخَارِيُّ تَعْلِيْقاً. قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: شَرِيْكٌ أَعْلَمُ بِحَدِيْثِ بَلَدِهِ مِنَ الثَّوْرِيِّ. فَذُكِرَ هَذَا لابْنِ مَعِيْنٍ، فَقَالَ: لَيْسَ يُقَاسُ بِسُفْيَانَ أَحَدٌ، لَكِنْ شَرِيْكٌ أَرْوَى مِنْهُ فِي بَعْضِ المَشَايِخِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بأس. وقال الجُوزجاني: سيء الحِفْظِ، مُضْطَرِبُ الحَدِيْثِ، مَائِلٌ. قُلْتُ: فِيْهِ تَشَيُّعٌ خَفِيْفٌ عَلَى قَاعِدَةِ أَهْلِ بَلَدِهِ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الفُقَهَاءِ، وَبَيْنَه وَبَيْنَ الإِمَامِ أَبِي حَنِيْفَةَ وَقَائِعُ. مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ وُلِدَ بِبُخَارَى، أَوْ نقلَ إِلَى الكُوْفَةِ. وَقَدْ سَمَّى البُخَارِيُّ جَدَّهُ: سِنَاناً، وَسَمَّاهُ شيخُه أَبُو نُعَيْمٍ: الحَارِثَ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجوهري: أخطأ شريك في أربعمائة حَدِيْثٍ. وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ شَرِيْكٍ، قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَبِي عَنْ جَابِرٍ الجُعْفِيِّ: عَشْرَةُ آلاَفِ مَسْأَلَةٍ، وَعَنْ لَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ: عَشْرَةُ آلاَفِ مَسْأَلَةٍ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ شَرِيْكاً يَقُوْلُ: قُدِّمَ عُثْمَانُ يَوْم قُدِّمَ، وَهُوَ أَفْضَلُ القَوْمِ. قُلْتُ: مَا بَعْدَ هَذَا إِنصَافٌ من رجل كوفي. قَالَ مَنْصُوْرُ بنُ أَبِي مُزَاحِمٍ: سَمِعْتُ شَرِيْكاً يَقُوْلُ فِي مَجْلِسِ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ -يَعْنِي: وَزِيْرَ المَهْدِيِّ- وَفِيْهِ الحَسَنُ بنُ زَيْدِ بنِ الحَسَنِ، وَوَالِدُ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ، وَابْنُ أَبِي مُوْسَى، وَالأَشْرَافُ، فَتَذَاكَرُوا النَّبِيذَ، فَرَخَّصَ مَنْ حَضَرَ مِنَ العِرَاقِيِّينَ فِيْهِ، وَشَدَّدَ البَاقُوْنَ، فَقَالَ شَرِيْكٌ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: "إِنَّا لَنَأَكُلُ لُحُوْمَ هَذِهِ

الإِبِلِ، لَيْسَ يَقْطَعُهَا فِي بُطُوْنِنَا إِلاَّ هَذَا النَّبِيذُ الشَّدِيْدُ"1. فَقَالَ الحَسَنُ بنُ زَيْدٍ: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} [ص: 7] . فَقَالَ شَرِيْكٌ: أَجَلْ! شَغَلَكَ الجُلُوْسُ عَلَى الطَّنَافِسِ فِي صُدُورِ المَجَالِسِ عَنِ اسْتِمَاعِ هَذَا وَمِثْلِه. فَلَمْ يُجِبْهُ الحَسَنُ بِشَيْءٍ. وَأُسْكِتَ القَوْمُ، فَتَحَدَّثُوا بَعْدُ فِي النَّبِيذِ، وَشَرِيْكٌ سَاكِتٌ. فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدِ اللهِ: حَدِّثْنَا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ بِمَا عِنْدَك. فَقَالَ: كَلاَّ! الحَدِيْثُ أَعزُّ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ أَنْ يُعرَّضَ لِلتَّكذِيبِ. فَقَالَ بَعْضُهُم: شَرِبَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُم: لاَ، بَلَغَنَا أَنَّ سُفْيَانَ تَرَكَهَ. فَقَالَ شَرِيْكٌ: أَنَا رَأَيْتُهُ يَشْرَبُ فِي بَيْت خَيْرِ أَهْلِ الكُوْفَةِ فِي زَمَانِهِ؛ مَالِكِ بنِ مِغْوَل. قَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَورعَ فِي عَلمِهِ مِنْ شَرِيْكٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ: سَمِعْتُ عَبَّاداً يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا مَعْمَرٌ وَشَرِيْكٌ وَاسِطَ، فَكَانَ شَرِيْكٌ أَرْجَحَ عِنْدَنَا مِنْهُ. قَالَ عَبَّاسٌ: ذَكَرتُ لابْنِ مَعِيْنٍ إِسْرَائِيْلَ، وَشَرِيْكاً، فَقَالَ: مَا فِيْهِمَا إِلاَّ ثَبْتٌ. وَقَالَ: شَرِيْكٌ أَثْبَتُ مِنْ أَبِي الأحوص، ثم سمعت ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: إِسْرَائِيْلُ أَثْبَتُ مِنْ شَرِيْكٍ. وَقَالَ: كَانَ يَحْيَى القَطَّانُ لاَ يُحَدِّثُ عَنْ هَذَيْنِ. قَالَ مِنْجَاب بنُ الحَارِثِ: قَالَ رَجُلٌ لِشَرِيْكٍ: كَيْفَ تَجدُكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ? قَالَ: أَجِدُنِي شَاكِياً غَيْرَ شَاكي الله. أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمة: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ شَرِيْكٍ يَوْماً، فَظَهَرَ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ جَفَاءٌ، فَانْتَهَرَ بعضَهم، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! لَوْ رَفَقتَ. فَوَضَعَ شَرِيْكٌ يَدَهُ عَلَى رُكبَةِ الشَّيْخِ، وَقَالَ: النُّبْلُ عَوْنٌ عَلَى الدِّينِ. قَالَ ابْنُ عُيينة: قِيْلَ لِشَرِيْكٍ: مَا تَقُوْلُ فِيْمَنْ يُفَضِّلُ عَلِيّاً عَلَى أَبِي بَكْرٍ? قَالَ: إِذاً يَفتَضِحُ، يَقُوْلُ: أخطأ المسلمون. وعن وكيع، قال: ما كتب عَنْ شَرِيْكٍ بَعْدَ مَا وَلِيَ القَضَاءَ، فَهُوَ عِنْدِي عَلَى حِدَةٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: لَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ بَعْدَ القَضَاءِ غَيْرَ حَدِيْثٍ وَاحِدٍ. البَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: قَضَى شَرِيْكٌ عَلَى ابْنِ إِدْرِيْسَ بِشَيْءٍ، فَقَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: القَضَاءُ فِيْهِ كَذَا وَكَذَا -يَعْنِي: الَّذِي حَكَمتَ بِهِ- فَقَالَ لَهُ شَرِيْكٌ:

_ 1 ضعيف: فيه شريك بن عبد الله النخعي القاضي، وهو ضعيف لسوء حفظه.

اذْهَبْ، فَأَفْتِ بِهَذَا حاكَهَ الزَّعافر. وَكَانَ شَرِيْكٌ قَدْ حَبَسَه فِي القَضِيَّةِ، وَكَانَ ابْنُ إِدْرِيْسَ يَنْزِلُ فِي الزَّعَافِرِ. مَنْصُوْرُ بنُ أَبِي مُزَاحِمٍ: سَمِعْتُ شَرِيْكاً يَقُوْلُ: تَرْكُ الجَوَابِ فِي مَوْضِعِه إذابة القلب. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَعْيَنَ: قُلْتُ لِشَرِيْكٍ: أَرَأَيْتَ مَنْ قَالَ: لاَ أُفضِّلُ أَحَداً؟ قَالَ: هَذَا أَحْمَقُ، أَلَيْسَ قَدْ فُضِّلَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ? وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ الرَّهاوي، أَنَّهُ سَمِعَ شَرِيْكاً يَقُوْلُ: عليٌّ خَيْرُ البَشَرِ، فَمَنْ أَبَى فَقَدْ كَفَرَ. قُلْتُ: مَا ثَبَتَ هَذَا عَنْهُ. وَمَعْنَاهُ حَقٌّ، يَعْنِي: خَيْرَ بَشَرِ زَمَانِه، وَأَمَّا خَيْرُهُم مُطْلَقاً، فَهَذَا لاَ يَقُوْلهُ مُسْلِمٌ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَحْيَى العُذْرِيُّ: أَعْلَمُ أَهْلِ الكُوْفَةِ: سُفْيَانُ، وَأَحضَرُهُم جَوَاباً: شَرِيْكٌ، وَذَكَرَ بَاقِي الحِكَايَةِ. قَالَ الفَضْل بنُ زِيَادٍ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ فِي إِسْرَائِيْلَ وَشَرِيْكٍ، فَقَالَ: إِسْرَائِيْلُ صَاحِبُ كِتَابٍ وَيُؤَدِّي مَا سَمِعَ، وَلَيْسَ عَلَى شَرِيْكٍ قِيَاسٌ، كَانَ يُحَدِّثُ الحَدِيْثَ بِالتَّوَهُّمِ. ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي شَيْخٍ قَالَ: شَرِيْكٌ لِبَعْضِ إِخْوَانِه: أكْرِهْتُ عَلَى القَضَاءِ. قَالَ: فَأُكْرِهْتَ عَلَى أَخْذِ الرِّزْقِ? ثُمَّ قَالَ سُلَيْمَانُ: حكَى لِي عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحِ بنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: كَانَ شَرِيْكٌ عَلَى قَضَاءِ الكُوْفَةِ، فَخَرَجَ يَتَلَقَّى الخَيزُران، فَبَلَغَ شَاهِي، وَأَبْطَأَتِ الخَيْزُرَانُ، فَأَقَامَ يَنْتَظِرُهَا ثَلاَثاً، وَيبِسَ خُبْزُهُ، فَجَعَلَ يَبُلُّهُ بِالمَاءِ وَيَأْكلُهُ، فَقَالَ العَلاَءُ بنُ المِنْهَالِ الغَنَوِيُّ: فَإِنْ كَانَ الَّذِي قَدْ قُلْتَ حَقّاً ... بِأَنْ قد أكرهوك على القضاء فمالك مُوْضِعاً فِي كُلِّ يَوْمٍ ... تَلَقَّى مَنْ يَحُجُّ من النساء مُقِيْماً فِي قُرَى شَاهِي ثَلاَثاً ... بِلاَ زَادٍ سِوَى كِسَرٍ وَمَاءِ قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ شَرِيْكٍ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ شَرِيْكٍ مِنْ خُرَاسَانَ، فَرَآهَا أَعْرَابِيٌّ وَهِيَ عَلَى حِمَارٍ، وَشَرِيْكٌ صَبِيٌّ بَيْنَ يَدَيْهَا، فَقَالَ: إِنَّكِ لَتَحْمِلِينَ جَنْدَلَةً مِنَ الجَنَادِلِ. وَقَالَ مُوْسَى بنُ عِيْسَى لِشَرِيْكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! عَزَلُوكَ عَنِ القَضَاءِ، مَا رَأَينَا قَاضِياً عُزِلَ! قَالَ: هُمُ المُلُوْكُ، يُعزَلُوْنَ وَيُخلَعُوْنَ. يُعَرِّض أَنَّ أَبَاهُ خُلعَ -يَعْنِي: مِنْ وِلاَيَةِ العَهْدِ.

قَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَ أَبُو مُطَرِّفٍ: قَالَ لِي شَرِيْكٌ: حُمِلتُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ، فَقَالَ لِي: قَدْ وَلَّيتُكَ قَضَاءَ الكُوْفَةِ. فَقُلْتُ: لاَ أُحسِنُ. فَقَالَ: قَدْ بَلَغَنِي مَا صَنَعتَ بِعِيْسَى، وَاللهِ مَا أَنَا كَعِيْسَى، يَا ربِيْعُ، يَكُوْنُ عِنْدَكَ حَتَّى يَقْبَلَ. فَخَرَجتُ مَعَ الرَّبِيْعِ، فَقَالَ: إِنَّهُ لاَ يُعفِيْكَ، فَقَبِلْتُ. قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ، قَالَ: لَقِيَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ شَرِيْكاً، فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَنَالُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ. فَقَالَ شَرِيْكٌ: وَاللهِ مَا أَنْتَقِصُ الزُّبَيْرَ، فَكَيْفَ أَنَالُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ? ثُمَّ قَالَ سُلَيْمَانُ: وَأَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: قِيْلَ لأَبِي شَيْبَةَ القَاضِي: قَدْ وَلِي شَرِيْكٌ قَضَاءَ الكُوْفَةِ. فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْه مِنْ أَصْحَابِ حمَّاد. ابْنُ المَدِيْنِيِّ عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ، قَالَ: أحدثُ عَنْ شَرِيْكٍ أعجبُ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحدِّثَ عَنْ مُوْسَى بن عبيدة. وضعف شريكًا، وقال: أَتَيْتُهُ بِالكُوْفَةِ، فَأَملَى عليَّ، فَإِذَا هُوَ لاَ يَدْرِي. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي شَيْخٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: لَمَّا وُجه شَرِيْكٌ إِلَى قَضَاء الأَهْوَازِ، جَلَسَ عَلَى القَضَاءِ، فَجَعَلَ لاَ يَتَكَلَّمُ حَتَّى قَامَ، ثُمَّ هَرَبَ، وَاخْتَفَى. وَيُقَالُ: إِنَّهُ اخْتَفَى عِنْد الوَالِي. فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الحَسَنِ بنِ عُمَارَةَ، حِيْنَ بَلَغَهُ أَنَّ شَرِيْكاً هَرَبَ، فَقَالَ: الخَبِيْثُ اسْتَصغَرَ قَضَاءَ الأَهْوَازِ. مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ الرِّفَاعِيُّ: حَدَّثَنِي حَمْدَانُ بنُ الأَصْبَهَانِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ شَرِيْكٍ، فَأَتَاهُ بَعْضُ وَلَدِ المَهْدِيِّ، فَاسْتَنَدَ، فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيْثٍ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، وَأَقْبَلَ عَلَيْنَا، ثم أعاد، فعاد يمثل ذَلِكَ. فَقَالَ: كَأَنَّكَ تَسْتَخِفُّ بِأَوْلاَدِ الخَلِيْفَةِ. قَالَ: لاَ، وَلَكِنَّ العِلْمَ أَزْيَنُ عِنْد أَهْلِهِ مِنْ أَنْ تُضِيِّعُوْهُ. قَالَ: فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَقَالَ شَرِيْكٌ: هَكَذَا يُطْلَبُ العِلْمُ. قَالَ عبَّاد بنُ العوَّام: قَالَ شَرِيْكٌ: أَثَرٌ فِيْهِ بَعْضُ الضَّعفِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأيِهِم. قَالَ عَلِيُّ بنُ سَهْلٍ: سَمِعْتُ عَفَّانَ يَقُوْلُ: كَانَ شَرِيْكٌ يَخْضِبُ بِالحُمْرَةِ. قِيْلَ: إِنَّ شَرِيْكاً أُدْخِلَ عَلَى المَهْدِيِّ، فَقَالَ: لاَ بُدَّ مِنْ ثَلاَثٍ: إِمَّا أَنْ تَلِيَ القَضَاءَ، أَوْ تُؤَدِّبَ وَلَدِي وَتُحدِّثُهُم، أَوْ تَأْكْلَ عِنْدِي أَكلَةً. فَفكَّرَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: الأَكْلَةُ أَخَفُّ عَلَيَّ. فَأَمَرَ المَهْدِيُّ الطَّبَّاخَ أَنْ يُصلِحَ أَلْوَاناً مِنَ المُخِّ المَعْقُوْدِ بِالسُّكَّرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَأَكَلَ. فَقَالَ الطَّبَّاخُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، لَيْسَ يُفلِحُ بَعْدَهَا. قَالَ: فَحَدَّثَهُم بَعْدَ ذَلِكَ، وَعَلَّمَهُم، وَوَلِيَ القَضَاءَ.

وَلَقَدْ كُتِبَ لَهُ بِرِزْقِهِ عَلَى الصَّيْرَفِيِّ، فَضَايَقَهُ فِي النَّقْدِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَمْ تَبِعْ بِهِ بَزّاً. فَقَالَ شَرِيْكٌ: وَاللهِ بِعتُ أَكْبَرَ مِنَ البَزِّ، بِعْتُ بِهِ دِيْنِي. قَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْدِ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا تَوْبَةَ الحَلَبِيَّ يَقُوْلُ: كُنَّا بِالرَّمْلَةِ، فَقَالُوا: مَنْ رَجُلُ الأُمَّةِ? فَقَالَ قَوْمٌ: ابْنُ لَهِيْعَةَ. وَقَالَ قَوْمٌ: مَالِكٌ. فَقَدِمَ عَلَيْنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: رَجُلُ الأُمَّةِ شَرِيْكٌ. وَكَانَ شَرِيْكٌ يَوْمَئِذٍ حَيّاً. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ: حَدَّثَنَا سَلْم بنُ قَادِمٍ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بنُ العَوَّامِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا شَرِيْكٌ مِنْ نَحْو خَمْسِيْنَ سَنَةً، فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّ عِنْدَنَا قَوْماً مِنَ المُعْتَزِلَةِ، يُنْكِرُوْنَ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ: "إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَرَوْنَ رَبَّهُم" 1، "وَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا" 2. فَحَدَّثَ شَرِيْكٌ بِنَحْوٍ مِنْ عَشْرَةِ أَحَادِيْثَ فِي هَذَا، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا نَحْنُ فَأَخَذنَا دِيْنَنَا عَنْ أَبْنَاءِ التَّابِعِيْنَ، عَنِ الصَّحَابَةِ، فَهُم عَمَّنْ أَخَذُوا? قَالَ شَرِيْكٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، قَالَ: أَدْرَكْتُ بِالكُوْفَةِ أَرْبَعَةَ آلاَفِ شَابٍّ يَطلُبُوْنَ العِلْمَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ النَّخَعي: سَمِعْتُ شَرِيْكاً يَقُوْلُ: تُرَى أَصْحَابُ الحَدِيْثِ هَؤُلاَءِ يَطلُبُوْنَهُ للهِ?! إِنَّمَا يَتَظَرَّفُوْنَ بِهِ. قَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاس: كَانَ يَحْيَى لاَ يُحَدِّثُ عَنْ شَرِيْكٍ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْهُ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4851"، ومسلم "633" "212"، وأبو داود "4729"، وعبد الله بن أحمد في "السنة" "220"، وابن منده "798"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص167-168"، والطبراني "2227" و"2228" من طريق جرير، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ عَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جرير بن عبد الله قال: كنا جلوسا ليلة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فَقَالَ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها فافعلوا"، ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39] . 2 صحيح: أخرجه مالك "1/ 214"، ومن طريقه أخرجه أحمد "2/ 487"، والبخاري "1145" و"7494"، ومسلم "758"، وأبو داود "1315"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص127" وابن أبي عاصم في "السنة" "492"، وأبو القاسم اللالكائي في "شرح السنة" "3/ 435 و436" والبيهقي "3/ 2" في السنن، وفي "الأسماء والصفات" "ص449" عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأعز، وعن أبي سلمة بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ينزلُ ربُّنا -جل وعلا- كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني أغفر له".

قَالَ مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ الأَشْعَرِيُّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بن حنبل عن شريك، فَقَالَ: كَانَ عَاقِلاً، صَدُوقاً، مُحَدِّثاً، وَكَانَ شَدِيْداً عَلَى أَهْلِ الرِّيَبِ وَالبِدَعِ، قَدِيْمَ السَّمَاعِ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَبْلَ زُهَيْرٍ، وَقَبلَ إِسْرَائِيْلَ. فَقُلْتُ لَهُ: إِسْرَائِيْلُ أَثْبَتُ مِنْهُ? قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ لَهُ: يُحْتَجُّ بِهِ? قَالَ: لاَ تَسْأَلْنِي عَنْ رَأيِي فِي هَذَا. قُلْتُ: فَإِسْرَائِيْلُ يُحْتَجُّ بِهِ? قَالَ: إِي لَعَمْرِي. قَالَ: وَوُلد شَرِيْكٌ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ. قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ كَانَ مَذْهَبُهُ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا? قَالَ: لاَ أَدْرِي. قَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ؛ مِنْ طَرِيْقِ عَلِيِّ بنِ خَشْرَم، عَنْهُ: سَمِعْتُ شَرِيْكاً يَقُوْلُ: قُبِضَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاسْتَخَارَ المُسْلِمُوْنَ أَبَا بَكْرٍ، فَلَو عَلِمُوا أَنَّ فِيْهِم أَحَداً أَفْضَلُ مِنْهُ كَانُوا قَدْ غَشُّونَا، ثُمَّ اسْتَخلَفَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ، فَقَامَ بِمَا قَامَ بِهِ مِنَ الحَقِّ وَالعَدْلِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ، جَعَلَ الأَمْرَ شُوْرَى بَيْنَ سِتَّةٍ، فَاجْتَمَعُوا عَلَى عُثْمَانَ، فَلَو عَلِمُوا أَنَّ فِيْهِم أَفْضَلَ مِنْهُ كَانُوا قَدْ غَشُّونَا. قَالَ عَلِيُّ بنُ خَشْرم: فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا مِنْ أَهْلِ الحَدِيْثِ: أَنَّهُ عَرَضَ هَذَا عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ، فَقَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ حَفْصٍ? قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنطَقَ بِهَذَا لِسَانَهُ، فَوَاللهِ إِنَّهُ لَشِيْعِيٌّ، وَإِنَّ شَرِيْكاً لَشِيْعِيٌّ. قُلْتُ: هَذَا التَّشَيُّعُ الَّذِي لاَ مَحْذُوْرَ فِيْهِ -إِنْ شَاءَ اللهُ- إِلاَّ مِنْ قَبِيْلِ الكَلاَمِ فِيْمَنْ حَارَبَ عَلِيّاً -رَضِيَ الله عنه- من الصحابة، فإنه قبيح يؤذي فَاعِلُهُ، وَلاَ نَذكُرُ أَحَداً مِنَ الصَّحَابَةِ إِلاَّ بِخَيْرٍ، وَنتَرَضَّى عَنْهُم، وَنَقُوْلُ: هُم طَائِفَةٌ مِنَ المُؤْمِنِيْنَ بَغَتْ عَلَى الإِمَامِ عَلِيٍّ وَذَلِكَ بِنصِّ قَوْلِ المُصْطَفَى -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ- لِعَمَّارٍ: "تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ" 1. فَنَسَأَلُ اللهَ أَنْ يَرْضَى عَنِ الجميع، وَأَلاَّ يَجعَلَنَا مِمَّنْ فِي قَلْبِهِ غِلٌّ لِلْمُؤْمِنِيْنَ. وَلاَ نَرتَابُ أَنَّ عَلِيّاً أَفْضَلُ مِمَّنْ حَارَبَه، وأنه أولى بالحق -رضي الله عنه.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2915" "70"، وأحمد "5/ 306 و306-307" من حديث أبي سعيد الخدري قال: أخبرني من هو خير مني أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لعمار حين جعل يحفر الخندق، وجعل يمسح رأسه ويقول: "بؤس ابن سمية، تقتلك فئة باغية". وأخرجه أحمد "3/ 90-91"، والبخاري "447 و2812" من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة قال لي ابن عباس ولابنه علي: انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه فانطلقنا، فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فاحتبى، ثم أنشأ يحدثنا، حتى أتى على ذكر بناء المسجد فقال: كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي -صلى الله عليه وسلم- فينفض التراب عنه ويقول: "ويح عمار, تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ يَدْعُوْهُم إِلَى الجَنَّةِ، وَيدْعُوْنَهُ إلى النار". قال يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن. وأخرجه أحمد "3/ 5"، والطيالسي "2168" من طريق داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد. وأخرجه أحمد "3/ 28"، وابن سعد "3/ 252" من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، عن هشام عن أبي سعيد مرفوعا بلفظ: "وَيْحَ ابْنِ سُمَيَّةَ تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، يَدْعُوْهُم إلى الجنة ويدعونه إلى النار".

العُقَيلي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ، سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمَ يَقُوْلُ: شَهِدَ ابْنُ إِدْرِيْسَ شَهَادَةً عِنْد شَرِيْكٍ -أَوْ تَقدَّمَ إِلَيْهِ فِي شَيْءٍ- فَأَمَرَ بِهِ شَرِيْكٌ، فَأُقِيْمَ وَدُفِعَ فِي قفاه -أو وجيء فِي قَفَاهُ- وَقَالَ شَرِيْكٌ: مِنْ أَهْلِ بَيْتِ حُمقٍ مَا علمتُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: قَدْ كَتَبْتُ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ شَرِيْكٍ عَلَى غَيْرِ وَجْهِ الحَدِيْثِ -يَعْنِي: فِي المُذَاكَرَةِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كَانَ شَرِيْكٌ لاَ يُبَالِي كَيْفَ حَدَّثَ، حَسَنُ بنُ صَالِحٍ أَثْبَتُ مِنْهُ فِي الحَدِيْثِ. قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: شَرِيْكُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي شَرِيْكٍ، وَهُوَ الحَارِثُ بنُ أَوْسِ بنِ الحَارِثِ بنِ الأَذْهَلِ بنِ وَهْبيل بنِ سَعْدِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّخَع، يُكْنَى: أَبَا عَبْدِ اللهِ. مَاتَ سنة سبع، أو ثمان وسبعين ومائة. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الفَضْلُ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: مَاتَ بِالكُوْفَةِ، فِي أَوَّلِ شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ. عَاشَ: اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. قَرَأْتُ عَلَى عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وستمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ البُسْرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ الحَدَثَانِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيْمِ بنِ جَابِرٍ، عَنِ أَبِيْهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دُبَّاءً، فَقُلْتُ: مَا هَذَا? قَالَ: "هَذَا الدُّبَّاءُ نكثِّر بِهِ طَعَامَنَا" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ. وَبِهِ، أَخْبَرَنَا المُخَلِّصُ أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ حَبِيْبٍ لُوَين، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ، فِي قَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} [الإِنْسَانُ: 14] ، قَالَ: أَهْلُ الجَنَّةِ يَأْكلُوْنَ مِنْهَا قِيَاماً، وَقُعُوْداً، وَمُضْطَجِعِيْنَ، وَعَلَى أَي حَالٍ شاءوا. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي شَرِيْكٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو القاسم عبد الله

_ 1 صحيح: وهذا إسناد ضعيف، فيه شريك بن عبد الله النخعي، وهو سيئ الحفظ وأخرجه ابن ماجه "3304" من طريق وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

ابن مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "عَلِيٌّ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ عَلِيٍّ، لاَ يُؤَدِّي عَنِّي إِلاَّ أَنَا أَوْ هُوَ"1. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ، غَرِيْبٌ. رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه فِي "سُنَنِهِ"، عَنْ سُوَيْدٍ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ. أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ تَاجُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ مُدَرِّسُ الشَّامِيَّةِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ كِنْدِيٍّ سَمَاعاً، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَسَنٍ الشَّعْرِيَّةِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القَاسِمِ القَارِئُ سَنَةَ إحدى وثلاثين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ بِشْرُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأتُ عَلَى شَرِيْكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ، يُكْنَى: أَبَا مُوْسَى، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- سَجَدَ سَجْدَةَ الشُّكْرِ حِيْنَ وَجَدَ المُخْدَجَ، وَقَالَ: وَاللهِ مَا كَذَبْتَ، وَلاَ كُذِبْتَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: شَرِيْكٌ ثِقَةٌ، يُخطِئُ عَلَى الأَعْمَشِ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرة: قَلَّ مَا يُحتَاجُ إِلَى شَرِيْكٍ فِي الأَحَادِيْثِ الَّتِي يُحْتَجُّ بِهَا، وَلَمَّا وَلِيَ القَضَاءَ، اضْطَرَبَ حِفظُهُ. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: دَعَا المَنْصُوْرُ شَرِيْكاً، فَقَالَ: إِنِّيْ أُرِيْدُ أَنْ أُوَلِّيَكَ القَضَاءَ. فَقَالَ: أَعْفِنِي يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: لَسْتُ أُعفِيكَ. قَالَ: فَأَنْصَرِفُ يَوْمِي هَذَا، وَأَعُوْدُ، فَيَرَى أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ رَأيَهُ. قَالَ: تُرِيْدُ أَنْ تَتَغَيَّبَ؟ وَلَئِنْ فَعَلتَ، لأقدِمَنَّ عَلَى خَمْسِيْنَ مِنْ قَوْمِكَ بِمَا تَكرَهُ. فَوَلاَّهُ القَضَاءَ. فَبَقِيَ إِلَى أَيَّامِ المَهْدِيِّ، فَأَقرَّهُ المَهْدِيُّ، ثُمَّ عَزَلَهُ. قَالَ: وَكَانَ شَرِيْكٌ ثِقَةً، مَأْمُوْناً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، أُنْكِرَ عليه الغلط والخطأ. قَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: مَنْ يُفْلِتُ مِنَ الخَطَأِ? رُبَّمَا رَأَيْتُ شَرِيْكاً يُخطِئُ، وَيُصَحِّفُ حَتَّى أستحيي.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن ماجه "119"، والترمذي "3719"، وأحمد "4/ 165" من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جُنادة قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. فذكره. قلت: إسناده ضعيف، لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، فإنه سيئ الحفظ, العلة الثانية: هو أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ عَمْرُو بنُ عَبْدِ اللهِ، مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه، وأخرجه أحمد "4/ 164" من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، به. قلت: قد انتفت علة شريك بمتابعة إسرائيل له، إلا أنه تبقى علة أبي إسحاق ماثلة أمام الأعين ليضعف بها الإسناد؛ لكن لشطره الأول: "علي منى وأنا منه" شاهد صحيح فقد ورد عن البراء بن عازب مرفوعا بلفظ: "أنت مني وأنا منك" وهو عند البخاري "2699" و"4251"، والدارمي "2/ 237 و238"، وأحمد "4/ 298".

يَعْقُوْبُ السَّدوسي: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، قال: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ: أَمَا تَرَى كَثْرَةَ قَوْلِ النَّاسِ فِي شَرِيْكٍ? -يَعْنِي: فِي حَمْدِه- مَعَ كَثْرَةِ خَطَئِهِ وَخَطَلِهِ. قَالَ: اسْكُتْ وَيْحَكَ! أَهْلُ الكُوْفَةِ كُلُّهُم مَعَهُ، يَتَعَصَّبُ لِلْعَرَبِ، فَهُم مَعَهُ، وَيَتَشَيَّعُ لِهَؤُلاَءِ المَوَالِي الحَمْقَى، فَهُم مَعَهُ. قَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: مَا رَأَيْتُ فِي أَصْحَابِنَا أَشدَّ تَقَشُّفاً مِنْ شَرِيْكٍ، رُبَّمَا رَأيْتُهُ يَأْخُذُ شَاتَهُ، يَذْهَبُ بِهَا إِلَى النَّاسِ، وَرُبَّمَا حَزَرتُ ثَوْبَيْهِ قَبْلَ القَضَاءِ بِعَشْرَةِ دَرَاهِمَ، وَرُبَّمَا دَخَلتُ بَيْتَه، فَإِذَا لَيْسَ فِيْهِ إِلاَّ شَاةٌ يَحْلُبُهَا، وَمَطْهَرَةٌ، وَبَارِيَّةٌ1، وَجَرَّةٌ، فَرُبَّمَا بلَّ الخُبْزَ فِي المَطْهَرَةِ، فَيُلقِي إليَّ كُتُبَهُ، فَيَقُوْلُ: اكْتُبْ حديث جدك ومن أردت. وقال يَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ: وَحَدَّثَنِي الهَيْثَمُ بنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَ شَرِيْك يَوْماً بِحَدِيْثِ: "وُضعتُ فِي كَفَّةٍ". فَقَالَ رَجُلٌ لِشَرِيْكٍ: فَأَيْنَ كَانَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ? قَالَ: مَعَ النَّاسِ فِي الكِفَّةِ الأُخْرَى. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: سَمِعْتُ بَعْضَ الكُوْفِيِّيْنَ يَقُوْلُ: قَالَ شَرِيْكٌ: قَدِمَ عَلَيْنَا سَالِمٌ الأَفْطَسُ، فَأَتَيْتُهُ وَمَعِيَ قِرْطَاسٌ فِيْهِ مائَةُ حَدِيْثٍ، فَسَأَلتُهُ، فَحَدَّثَنِي بِهَا، وَسُفْيَانُ يَسْمَعُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لِي سُفْيَانُ: أَرِنِي قِرْطَاسَكَ. فَأَعْطَيْتُهُ، فخرَّقَه. قَالَ: فَرَجَعتُ إِلَى مَنْزِلِي، فَاسْتَلقَيْتُ عَلَى قَفَاي، فَحَفِظتُ مِنْهَا سَبْعَةً وَتِسْعِيْنَ حَدِيْثاً، وَحَفِظَهَا سفيان كلَّها. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الدُّوْلاَبِيُّ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بنُ المُجَدَّر، قَالَ: كُنْتُ شَاهِداً حِيْنَ أُدْخِلَ شَرِيْكٌ، وَمَعَهُ أَبُو أُمَيَّةَ، وَكَانَ أَبُو أُمَيَّةَ رَفَعَ إِلَى المَهْدِيِّ: أَنَّ شَرِيْكاً حَدَّثَهُ عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اسْتَقِيْمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُم، فَإِذَا زَاغُوا عَنِ الحَقِّ، فَضَعُوا سُيُوْفَكُم عَلَى عَوَاتِقِكُم، ثُمَّ أَبِيَدُوا خَضْرَاءهُم"2.

_ 1 البارية: حصير، فارسية معربة. 2 ضعيف: فيه علتان: الأولى: ضعف شريك بن عبد الله النَّخَعي لسوء حفظه. وأما العلة الثانية: الانقطاع بين سالم بن أبي الجعد، وثوبان. والحديث رواه أحمد "5/ 277" وأبو سعيد الأعرابي في "معجمه" "125/ 2"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" "1/ 124"، والطبراني في "المعجم الصغير" "193"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "12/ 147"، والخطابي في "الغريب" "71/ 1" من طريق سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان مرفوعا. قلت: وإسناده ضعيف كما بينا لانقطاعه بين سالم وثوبان.

قَالَ المَهْدِيُّ: أَنْتَ حَدَّثتَ بِهَذَا? قَالَ: لاَ. فَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ: عليَّ المَشْيُ إِلَى بَيْتِ اللهِ، وَكُلُّ مَالِي صَدَقَةٌ، إِنْ لَمْ يَكُنْ حَدَّثَنِي. فَقَالَ شَرِيْكٌ: وعليَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُ حَدَّثْتُهُ. فَكَأَنَّ المَهْدِيَّ رَضِيَ. فَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! عِنْدَك أَدْهَى العَرَبِ، إِنَّمَا يَعْنِي مِثْلَ الَّذِي عَلَيَّ مِنَ الثِّيَابِ، قُلْ لَهُ يَحلِفُ كَمَا حَلَفتُ. فَقَالَ: احلِفْ. فَقَالَ شَرِيْكٌ: قَدْ حَدَّثْتُهُ. فَقَالَ المَهْدِيُّ: وَيْلِي عَلَى شَارِبِ الخَمْرِ -يَعْنِي: الأَعْمَشَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَشْرَبُ المُنَصَّفَ1- لَوْ عَلِمتُ مَوْضِعَ قبره، لأحرقته. قَالَ شَرِيْكٌ: لَمْ يَكُنْ يَهُودِيّاً، كَانَ رَجُلاً صَالِحاً. قَالَ: بَلْ زِنْدِيقٌ. قَالَ: لِلزِّنْدِيقِ عَلاَمَاتٌ: بِتَركِهِ الجُمُعَاتِ، وَجُلُوْسِهِ مَعَ القِيَانِ، وَشُربِهِ الخَمْرَ. فَقَالَ: وَاللهِ لأَقتُلَنَّكَ. قَالَ: ابْتَلاَكَ اللهُ بِمُهجَتِي. قَالَ: أَخْرِجُوْهُ. فأخْرِجَ، وَجَعَلَ الحَرَسُ يُشَقِّقون ثِيَابَه، وَخَرَقُوا قَلَنْسُوَتَهُ. قَالَ نَصْرٌ: فَقُلْتُ لَهُم: أَبُو عَبْدِ اللهِ. فَقَالَ المَهْدِيُّ: دَعْهُم. أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ حَكِيْمٍ: أَخْبَرَنَا أَبِي، قَالَ: كَانَ شَرِيْكٌ لاَ يَجْلِسُ لِلْحُكْمِ حَتَّى يَتَغَدَّى وَيَشْرَبَ أَرْبَعَةَ أَرطَالِ نَبِيذٍ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُخرِجُ رُقعَةً، فَيَنْظُرُ فِيْهَا، ثُمَّ يَدْعُو بِالخُصُوْمِ. فَقِيْلَ لابْنِهِ عَنِ الرُّقعَةِ، فَأَخْرَجَهَا إِلَيْنَا، فَإِذَا فِيْهَا: يَا شَرِيْكُ! اذْكُرِ الصِّرَاطَ وَحِدَّتَه، يَا شَرِيْك! اذْكُرِ المَوْقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ -تَعَالَى. رَوَى مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى القَطَّانُ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: رَأَيْتُ تَخْلِيطاً فِي أُصُوْلِ شَرِيْكٍ. وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: شَرِيْكٌ ثقة، إلا أنه يغلط، ولا في يُتقِنُ، وَيَذْهَبُ بِنَفْسِهِ عَلَى سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ شَرِيْكٌ بِقَوِيٍّ فِيْمَا يَنْفَرِدُ بِهِ.

_ 1 المنصَّف: هو الشراب الذي يطبخ حتى يذهب نصفه.

غسان

1208 غَسَّان 1: "ق" ابن بُرْزِين أبو المقدام الطُّهوي، البصري. وثقه ابن معين، وغيره. يَرْوِي عَنْ: ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وَسَيَّارِ بنِ سَلاَمَةَ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: حَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، وَعَفَّانُ، وَمُسْلِمٌ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ غِيَاثٍ، وَمُسَدَّدٌ، وَآخَرُوْنَ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 474"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 286"، والكاشف "2/ ترجمة 4493"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6658"، وتهذيب التهذيب "8/ 246"، وتقريب التهذيب "2/ 105"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5673".

أبو عوانة

1209- أبو عَوانة 1: "ع" هُوَ الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، مُحَدِّثُ البَصْرَةِ، الوَضَّاحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، مَوْلَى يَزِيْدَ بنِ عَطَاءٍ اليَشْكُرِيِّ، الوَاسِطِيُّ، البَزَّازُ. كَانَ الوَضَّاحُ مِنْ سَبْيِ جُرْجَان. مَوْلِدُهُ: سَنَةَ نَيِّفٍ وَتِسْعِيْنَ. رَأَى الحَسَنَ، وَمُحَمَّدَ بنَ سِيْرِيْنَ. وَرَوَى عَنْ: الحَكَمِ بنِ عُتَيبة، وَزِيَادِ بنِ عِلاقة، وَقَتَادَةَ، وسِماك بنِ حَرْبٍ، وَالأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ السُّدِّيِّ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَعَاصِمِ بنِ كُلَيْبٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وحُصين بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَعْلَى بنِ عَطَاءٍ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَعُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَمُغِيْرَةَ بنِ مِقْسَم، وَمَنْصُوْرِ بنِ زَاذَانَ العَابِدِ، وَأَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بنِ إِيَاسٍ، وَعُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُهَاجِرٍ، وَسَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ الثَّوْرِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَسَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الزُّهْرِيِّ، وَدَاوُدَ الأَوْدِيِّ، وَعِدَّةٍ. وكان من أركان الحديث. رَوَى عَنْهُ: هِشَامُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّسْتوائي -مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَابْنُ المُبَارَكِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَحَبَّانُ بنُ هِلاَلٍ، وَعَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ، وَخَلَفُ بنُ هِشَامٍ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المقدَّم، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوخ، وَقُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَعَمْرُو بنُ عَوْنٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ المِنْهَالِ الضَّرِيْرُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الحَرَّانِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَأَكْثَرَ عَنْهُ: خَتَنُهُ؛ يَحْيَى بنُ حَمَّادٍ، وَأَبُو كَامِلٍ الجَحْدري، وَأَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَاب، وَمُسَدَّدٌ، ولُوَين، وَالهَيْثَمُ بنُ سَهْلٍ، خَاتِمَتُهُم. قَالَ عَفَّانُ: أَبُو عَوانة أَصَحُّ حَدِيْثاً عِنْدَنَا من شعبة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 287"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2628"، والكنى للدولابي "2/ 47"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 173"، وتاريخ بغداد "13/ 460"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 223"، والكاشف "3/ ترجمة رقم 6157"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9350"، وتهذيب التهذيب "11/ 116"، وتقريب التهذيب "2/ 331"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 287".

وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ صَحِيْحُ، الكِتَابِ وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ، رُبَّمَا يَهِمُ. وَقَالَ عَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ: كَانَ أَبُو عَوَانَةَ صَحِيْحَ الكِتَابِ، ثَبْتاً، كَثِيْرَ العَجْمِ، وَالنَّقطِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ: مَا أَشْبَهَ حَدِيْثَهُ بِحَدِيْثِ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ. وَقَالَ عَفَّانُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: إِنْ حَدَّثَكُم أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فصدقوه. قال الحافظ بن عَدِيٍّ: كَانَ مَوْلاَهُ يَزِيْدُ قَدْ خَيَّرَهُ بَيْنَ الحُرِّيَّةِ، وَكِتَابَةِ الحَدِيْثِ، فَاخْتَارَ كِتَابَةَ الحَدِيْثِ. وَفَوَّضَ إِلَيْهِ مَوْلاَهُ التِّجَارَةَ، فَجَاءهُ سَائِلٌ، فَقَالَ: أَعْطِنِي دِرْهَمَيْنِ، فَإِنِّي أَنْفَعُكَ. فَأَعْطَاهُ، فَدَارَ السَّائِلُ عَلَى رُؤَسَاءِ البَصْرَةِ، وَقَالَ: بَكِّرُوا عَلَى يَزِيْدَ بنِ عَطَاءٍ، فَإِنَّهُ قَدْ أَعتَقَ أَبَا عَوَانَةَ. قَالَ: فاجتمعوا إلى يزيد، وهنئوه، فَأَنِفَ مِنْ أَنْ يُنْكِرَ ذَلِكَ، فَأَعْتَقَهُ حَقِيْقَةً. وَرَوَى أَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى هَمَّامِ بنِ يَحْيَى، وَهُوَ مَرِيْضٌ أَعُوْدُهُ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَوانة! ادْعُ اللهَ أَنْ لاَ يُمِيْتَنِي حَتَّى يَبلُغَ وَلَدِي الصِّغَارُ. فَقُلْتُ: إِنَّ الأَجَلَ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ. فَقَالَ لِي: أَنْتَ بَعْدُ فِي ضَلاَلِكَ. قُلْتُ: بِئْسَ المَقَالُ هَذَا، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ سَابِقٍ، وَلَكِنْ وَإِنْ كَانَ الأَجَلُ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، فَإِنَّ الدُّعَاءَ بِطُوْلِ البَقَاءِ قَدْ صَحَّ. دَعَا الرَّسُوْلُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِخَادمِهِ أَنَسٍ بِطُوْلِ العُمُرِ1، وَاللهُ يَمحُو مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ. فَقَدْ يَكُوْنُ طُوْلُ العُمُرِ فِي عِلْمِ اللهِ مَشْرُوطاً بِدُعَاءٍ مُجَابٍ، كَمَا أَنَّ طَيَرَانَ العُمُرِ قَدْ يَكُوْنُ بِأَسبَابٍ جَعَلَهَا مِنْ حور وَعَسْفٍ، وَ"لاَ يَرُدُّ القَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ"2، والكتاب الأول فلا يتغير.

_ 1 حسن: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" "7/ 19"، قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة قال: قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ذهبت بي أمي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالت: يا رسول الله! خويدمك ادع الله له، قال: "اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره، واغفر ذنبه". قال أنس: فقد دفنت من صلبي مائة غير اثنين، أو قال مائة واثنين، وإن ثمرتي لتحمل في السنة مرتين، ولقد بقيت حتى سئمت الحياة وأنا أرجو الرابعة". قلت: إسناده حسن، سنان بن ربيعة، صدوق. وقد ورد عن أنس بن مالك أنها قَالَتْ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنس خادمك، ادع الله له، قال: "اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته". أخرجه البخاري "6378" و"6379"، ومسلم "2480"، والترمذي "3829"، والبغوي "3990" من طريق بُندار، حدثنا محمد، حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك، بن أم سليم، به. 2 حسن لغيره: ورد عن ثوبان -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القضاء إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" أخرجه ابن أبي شيبة "10/ 441، 442"، وأحمد "5/ 277 و280 و282"، وابن ماجه "90" و"4022"، وابن المبارك في "الزهد" =

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ تَمْتَامٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو عَوَانَةَ يَقرَأُ، وَلاَ يَكْتُبُ. وَرَوَى عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: كَانَ أَبُو عَوَانَةَ أُمِّيّاً، يَسْتَعِيْنُ بِمَنْ يَكْتُبُ لَهُ. قَالَ حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: الزَمْ أَبَا عَوَانَةَ. وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ: سُئِلَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَنْ لأَهْلِ البَصْرَةِ مِثْلُ زَائِدَةَ? -يَعْنِي: فِي الكُوْفَةِ. فَقَالَ: أَبُو عَوَانَةَ. قَالَ: وَزُهَيْرٌ كَوُهَيْبٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: أَبُو عَوَانَةَ، وَهِشَامُ الدستوائي كسعيد بن أبي عروبة، وهمام. وقال يحيى بن القَطَّانُ: أَبُو عَوَانَةَ مِنْ كِتَابِه أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شُعْبَةَ مِنْ حِفْظِهِ. وَرَوَى حَنْبَلٌ عَنِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبُو عَوَانَةَ فِي قَتَادَةَ ضَعِيْفاً، ذَهَبَ كِتَابُهُ، وَكَانَ يَتَحَفَّظُ مِنْ سَعِيْدٍ، وَقَدْ أَغرَبَ فِيْهَا أَحَادِيْثَ. قَالَ يَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ: الحَافِظُ أَبُو عَوَانَةَ هُوَ أَثبَتُهُم فِي مُغِيْرَةَ، وَهُوَ فِي قَتَادَةَ لَيْسَ بِذَاكَ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى العَبْسِيُّ: قَالَ شُعْبَةُ لأَبِي عَوَانَةَ: كِتَابُكَ صَالِحٌ، وَحِفْظُكَ لاَ يَسْوَى شَيْئاً، مَعَ مَنْ طَلَبتَ الحَدِيْثَ? قَالَ: مَعَ مُنْذِرٍ الصَّيْرَفِيِّ. قَالَ: مُنْذِرٌ صَنَعَ بِكَ هَذَا. قُلْتُ: اسْتَقَرَّ الحَالُ عَلَى أَنَّ أَبَا عَوَانَةَ ثِقَةٌ. وَمَا قُلْنَا إِنَّهُ كَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، بَلْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِم مِنْ إِسْرَائِيْلَ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَهُوَ أَوْثَقُ مِنْ فُلَيْحِ بنِ سليمان، وله أوهام تجانب إخراجها الشيخان.

_ = "86"، والطبراني في "الكبير" "1442"، والبغوي في "شرح السنة" "3418"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "831"، والحاكم "1/ 493" من طرق عن سفيان، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن أبي الجعد، عن ثوبان، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد الله بن أبي الجعد الأشجعي، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة. وللحديث شاهد عن سلمان مرفوعا بلفظ: "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر". أخرجه الترمذي "2139"، والطبراني في "الكبير" "6128"، وفي "الدعاء" "30"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "833" من طرق عن يحيى بن الضريس، قال: حدثنا أبو مودود وهو عبد العزيز بن أبي سليمان مولى هُذيل عَنْ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته أبو مودود، عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي المدني، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة- فالحديث حسن بمجموع طريقي ثوبان وسلمان. والله تعالى أعلم.

مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، بِالبَصْرَةِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوْسَى، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَلُ المُؤْمِنَ يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ، رِيْحُهَا طَيِّبٌ، وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ... " 1، وَذَكَرَ الحَدِيْثَ. وَقَدْ سُقتُهُ فِي أَخْبَارِ قتادة. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ بِنَابُلُسَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ بنِ غَالِيَةَ بِدِمَشْقَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ البُسري، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تَزَالُوْنَ تُسْأَلُوْنَ حَتَّى يُقَالَ لَكُم: هَذَا اللهُ خَلَقَنَا، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ "؟. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنِّيْ لَجَالِسٌ يَوْماً، إِذْ قَالَ لِي رَجُلٌ: هَذَا اللهُ خَلَقَنَا فَمَنْ خَلَقَ اللهَ? فَجَعَلتُ أُصْبُعِي فِي أُذُنَيَّ، ثُمَّ صَرَختُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُوْلُهُ: اللهُ الوَاحِدُ الأَحَدُ، الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُوْلَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ2. هَذَا حَدِيْثٌ حسن، غريب.

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "20933"، والطيالسي "494"، وابن أبي شيبة "10/ 529-530"، وأحمد "4/ 403-404 و408"، والبخاري "5020" و"5059" و"5427" و"7560"، ومسلم "797"، وأبو داود "4830"، والترمذي "2865"، والنسائي "8/ 124-125"، وفي "فضائل القرآن" "106" و"107"، وابن ماجه "214"، والدارمي "2/ 442-443"، والبغوي في "شرح السنة" "1175"، والرامهرمزي في "الأمثال" "87" من طرق عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوْسَى مرفوعا وتمامه: "مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ، طعمها طيب وريحها طَيِّبٌ، وَمَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيْحُهَا طَيِّبٌ وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن، كمثل الحنظلة، طعمها مر، ولا ريح لها". 2 صحيح: أخرجه أبو داود "4722" من طريق محمد بن إسحاق قال: حدثني عتبة بن مسلم مولى بني تميم، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "لا يزال الناس يتساءلون ... " الحديث. وإسناده حسن، محمد بن إسحاق، صدوق، وقد صرح بالتحديث فأمنا شر تدليسه، وأصل الحديث عند البخاري "3276"، ومسلم "135"، وأبو داود "4721"، من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "لا يزال الناس يسألونكم عن العلم حتى يقولوا: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله". واللفظ لمسلم، ووقع عند البخاري بلفظ: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته"، وورد عند البخاري "7296" من حديث أنس بن مالك مرفوعا. بلفظ: "لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا: هذا الله خالق كل شيء، فمن خلق ال له "؟.

وهيب

1210- وُهَيب 1: "ع" ابن خالد بن عَجلان، الحَافِظُ الكَبِيْرُ، المجوِّد، أَبُو بَكْرٍ البَصْرِيُّ، الكَرَابِيْسِيُّ، البَاهِلِيُّ مَوْلاَهُم. هُوَ صَغِيْرٌ عَنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ، وَإِنَّمَا أَدرَجنَاهُ مَعَهُم، لأَنَّهُ قَدِيْمُ الوَفَاةِ. مَاتَ قَبْلَ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ. حَدَّثَ عَنْ: مَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَأَبِي حَازِمٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ، وَمَنْصُوْرِ بنِ صَفِيَّةَ، وَمُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَخُثَيْمِ بن عِرَاكٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ طاوس، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، وَخَالِدٍ الحذَّاء، وَخلقٍ مِنْ طَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عنه: ابن المبارك، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، ومُعلَّى بنُ أَسَدٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ غِيَاثٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَجَّاجِ، وَعُبَيْدُ اللهِ العَيْشِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكي، وَعَارِمٌ وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وهدبة بن خالد، وطائفة. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ مِنْ أَبصَرِ أَصْحَابِهِ بِالحَدِيْثِ وَالرِّجَالِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: يُقَالُ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَعْدَ شُعْبَةَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالرِّجَالِ مِنْهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: سُجِنَ وُهَيْبٌ، فَذَهَبَ بَصَرُهُ. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً؛ حُجَّةً، يُمْلِي مِنْ حِفْظِهِ، وَكَانَ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي عَوانَة. رَوَى البُخَارِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ أَبِي رَجَاءَ الهَرَوِيِّ: أَنَّ وُهَيْباً تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: عَاشَ ثَمَانِياً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ، قُلْتُ لِحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ: إِنَّ وُهَيْبَ بنَ خَالِدٍ يَزْعُمُ أَنَّ عَلِيَّ بنَ زَيْدٍ كَانَ لاَ يَحْفَظُ الحَدِيْثَ، فَقَالَ: وَكَانَ وُهَيْبٌ يَقْدِرُ أَنْ يُجَالِسَ عَلِيّاً? إِنَّمَا كَانَ يُجَالِسُ عَلِيّاً وُجُوْهُ النَّاسِ. قُلْتُ: مَا هَذَا جَوَاباً، وَصَدَقَ وهيب.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 287"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2613"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 130-132 و182"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 158"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 222"، والكاشف "2/ ترجمة 6227"، والعبر "1/ 246"، تهذيب التهذيب "11/ 169"، وتقريب التهذيب "2/ 339"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 261".

قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وَابْنُ عُلَيَّةَ أَثْبَتُ مِنْ وُهَيْبٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَختَارُ وُهَيْباً عَلَى إِسْمَاعِيْلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاج: أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: كَانُوا يَقُوْلُوْنَ: الحُفَّاظُ أَرْبَعَةٌ: ابْنُ عُلَيَّةَ، وَعَبْدُ الوَارِثِ، وَوُهَيْبٌ، وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ. وَكَانُوا يُؤَدُّونَ اللَّفْظَ. لَمْ يَقَعْ لِي حَدِيْثُ وُهَيْبٍ عَالِياً إِلاَّ بِإِجَازَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ كِنْدِيٍّ، قَالاَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّاعِدِيُّ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَروذي سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحجاج، حدثنا وهيب، وعن إِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَقِيْتُ فَوْقَ بَيْتِ حَفْصَةَ، فَإِذَا أَنَا بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسٌ عَلَى مَقْعَدَتِهِ، مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ، مُسْتَدْبِرَ الشَّامِ1. وَأَخْبَرَنَا ابْنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا الكَنْجَرُوْذِيُّ بِهَذَا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُوْنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ البَجَلِيُّ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ لأَصْحَابِهِ: "أَنْبِئُونِي بِشَجَرَةٍ تُشْبِهُ المُسْلِمَ لاَ يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا، تُؤْتِي أُكُلَهَا كل حين بإذن رَبِّهَا". قَالَ: فَوَقَعَ فِي قَلْبِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَسَكَتَ القَوْمُ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هِيَ النَّخْلَةُ". فَقُلْتُ لأَبِي، فَقَالَ: لَوْ كَانَ قلتَ أحبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا. فَقُلْتُ: كُنْتَ فِي القَوْمِ وَأَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تقولا شيئًا، فكرهت أن أقول2.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "1/ 193-194" ومن طريقه البخاري "145"، ومسلم "266"، وأبو داود "12" عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول: إن ناسا يقولون إذا قعدت على حاجتك فلا تستقبل القبلة ولا بيت المقدس فقال عبد الله بن عمر: لقد ارتقيت يوما على ظهر بيت لنا، فَرَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى لبنتين مستقبلا بيت المقدس لحاجته. وقال: لعلك من الذين يصلون على أوراكهم، فقلت: لا أدري والله. قال مالك. يعني الذي يصلي ولا يرتفع عن الأرض يسجد وهو لاصق بالأرض. 2 صحيح: أخرجه البخاري "131"، ومسلم "2811" عن ابن عمر، به.

أبو شهاب

1211- أبو شهاب 1: "خ، م، د، س" الحناط المُحَدِّثُ، اسْمُهُ: عَبْدُ رَبِّهِ بنُ نَافِعٍ الكُوْفِيُّ، ثُمَّ المَدَائِنِيُّ. رَوَى عَنْ: العَلاَءِ بنِ المُسَيَّبِ، وَالأَعْمَشِ، وَسُلَيْمَانَ بنِ شَيْبَانِيٍّ، وَيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ سُوْقَةَ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَخَالِدٍ الحذَّاء، وَابْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وسَعْدويه2، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، وَخَلَفُ بنُ هِشَامٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الوَرْكَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: لَمْ يَكُنْ بِالحَافِظِ. قَالَ غيره: كان صادقًا، ذا ورع وفضل. مَاتَ بِالمَوْصِلِ، وَقِيْلَ: بِبَلَدَ3 سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى. وَهُوَ أَبُو شِهَابٍ الأَصْغَرُ. أَمَّا أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ الأَكْبَرُ، فَهُوَ: مُوْسَى بنُ نَافِعٍ. يَرْوِي عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَعَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَعَطَاءٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى القَطَّانُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ أَيْضاً، وَغَيْرُه. وَقَالَ أَحْمَدُ: مُنْكَرُ الحديث. وقال القطان: أفسدوه علينا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 391"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1773"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 224 و307" و"2/ 170 و303 و448"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 217"، تاريخ الخطيب "11/ 128"، والأنساب للسمعاني "4/ 238"، والكاشف "2/ ترجمة 3169"، ميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4800"، و"4/ ترجمة 10291"، وتهذيب التهذيب "6/ 128"، وتقريب التهذيب "1/ 471"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4013" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 280". 2 هو سعيد بن سليمان الضبي، أبو عثمان الواسطي، نزيل بغداد، البزار، لقبه سعدُويه، ثقة حافظ، من كبار الآخذين عن تبع الأتباع، روى له الجماعة. 3 بلد: مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل.

عبثر بن القاسم

1212- عَبْثَر بن القاسم 1: "ع" الإِمَامُ، الثِّقَةُ، أَبُو زُبَيْد الزُّبَيْدِيُّ، الكُوْفِيُّ. رَوَى عَنْ: حُصين بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُغِيْرَةَ، وَالعَلاَءِ بنِ المُسَيَّبِ، وَمُطَرِّفِ بنِ طَرِيْفٍ، وَأَشْعَثَ بنِ سَوَّارٍ، وَالأَعْمَشِ. وَعَنْهُ: خَلَفٌ البَزَّارُ، وَقُتَيْبَةُ، وهنَّاد، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَوْصِلِيُّ، وَجَمْعٌ آخِرُهُم مَوْتاً، أَبُو حَصِيْنٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يونس. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ، ثِقَةٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ الهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا مُحَلَّمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْثرُ بنُ القَاسِمِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرٍ، فَلْيُطْعَمْ عَنْهُ مَكَانَ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِيْنٌ"2. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، وَابْنُ مَاجَه، عَنِ الذُّهْلِيِّ، عَنْ قُتَيْبَةَ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: الصَّحِيْحُ مَوْقُوْفٌ، وَمُحَمَّدٌ: هُوَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَيُقَالُ: ابْنُ سِيْرِيْنَ، وَأَشْعَثُ: هو ابن سوار.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 382"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 122 و145"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 244"، وتاريخ بغداد "12/ 310"، والإكمال لابن ماكولا "4/ 170" و"6/ 101"، والكاشف "2/ ترجمة 2643"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 245"، والعبر "1/ 271"، وتهذيب التهذيب "5/ 136"، وتقريب التهذيب "1/ 400"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5622"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 288". 2 ضعيف: أخرجه الترمذي "718"، وابن ماجه "1757"، وفيه علتان: الأولى: أشعث، وهو ابن سوار، قال أبو زرعة: لين. وقال يحيى، والنسائي، والدارقطني: ضعيف. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فَاحِشُ الخَطَأِ، كَثِيْرُ الوَهْمِ والعلة الثانية: محمد، وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ضعيف سيئ الحفظ جدا.

إسماعيل بن جعفر

1213- إسماعيل بن جعفر 1: "ع" ابن أبي كثير، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ مَوْلاَهُم، المَدَنِيُّ. وُلِدَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَأَبِي طُوَالَةَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالعَلاَءِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُرَقِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَعَمْرِو بنِ أَبِي عمرو، وَرَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَطَبَقَتِهِم. وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: شَيْبَةَ بنِ نِصَاحٍ، ثُمَّ عَرَضَ عَلَى نَافِعٍ الإِمَامِ، وَسُلَيْمَانَ بنِ مُسْلِمٍ بنِ جَمَّازٍ، وَبَرَعَ فِي الأَدَاءِ، وَتَصَدَّرَ لِلْحَدِيْثِ وَالإِقْرَاءِ، وَمِنْهُم مَنْ يُكنِيْهِ: أَبَا إِبْرَاهِيْمَ، وَكَانَ مُقْرِئَ المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَخَذَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ يَزِيْدَ بنِ القَعْقَاع سَمَاعاً، ثُمَّ إِنَّهُ تَحَوَّلَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ إِلَى بَغْدَادَ، وَنَشَرَ بِهَا عِلْمَهُ. فَأَخَذَ عَنْهُ القِرَاءةَ: الإِمَامُ أَبُو الحَسَنِ الكسَائِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ وَسُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ الهَاشِمِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الدُّوري، وَآخَرُوْنَ. وَرَوَى عَنْهُ: قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، وَعَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَلاَمٍ البِيكَنْدي، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيُّ، وَدَاوُدُ بنُ عمرو الضبي، ومحمد ابن الصَّبَّاح الدُّوْلاَبِيُّ، وَعِيْسَى بنُ سُلَيْمَانَ الشَّيْزَرِيُّ، وَأَبُو هَمَّامٍ الوَلِيْدُ بنُ شُجَاعٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ زُنْبور، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ، قَلِيْلُ الخَطَأِ، وَهُوَ وَأَخَوَاهُ: مُحَمَّدٌ، وَكَثِيْرٌ يَدِيْنُوْنَ. وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ يَحْيَى. وَقِيْلَ: هُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ شيبة. وَقَدْ كَانَ يُؤدِّبُ بِبَغْدَادَ عَلِيّاً وَلَدَ الخَلِيْفَةِ المَهْدِيِّ، فَعَظُمتْ حُرمَتُهُ لِذَلِكَ. وَقَعَ لَنَا نُسْخَةٌ عَالِيَةٌ مِنْ حَدِيْثِهِ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ العَلَوِيُّ بِالثَّغْرِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطيعي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ العَبَّاسِيُّ، وَقَرَأتُ عَلَى عِيْسَى بنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ المُعْتَزِّ سَمَاعاً، عَنِ العَبَّاسِيِّ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِرَاسٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّيبُلي، حَدَّثَنَا أبو صالح محمد بن الأزهر، حدثنا أبو إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ دِيْنَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من ابْتَاعَ طَعَاماً، فَلاَ يَبِعْهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ2، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ. فَوَقَعَ بَدَلاً عَالِياً. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: إِسْمَاعِيْلُ ثِقَةٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَفَاتَ أحمدَ بنَ حَنْبَلٍ، وابنَ مَعِيْنٍ، وابنَ عَرَفَةَ السماعُ منه.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 546"، وتاريخ بغداد "6/ 218"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 237"، والعبر "1/ 275 و377 و415"، وتهذيب التهذيب "1/ 287". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1527".

حفص بن ميسرة

1214- حَفْص بن ميسرة 1: "خَ، م، س، ق" المُحَدِّثُ، الإِمَامُ، الثِّقَةُ، أَبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ، العُقَيْلِيُّ، نَزِيْلُ عَسْقَلاَنَ. يَرْوِي عَنْ: زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَمُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، وَالعَلاَءِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَمُقَاتِلِ بنِ حَيَّانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الثَّوْرِيُّ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَابْنُ وَهْبٍ، وَآدَمُ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي السَّرِيِّ، وَالهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ، وَسُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَأَحْمَدُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. وَقِيْلَ: كَانَ نَاسِكاً، رَبَّانِيّاً. قَالَ الفَسَوِيُّ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وثمانين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2800"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 172" و"2/ 299" و"3/ 376"، والكنى للدولابي "2/ 40"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة رقم "809"، والعبر "1/ 279"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2164"، والكاشف "1/ ترجمة 1176"، وتهذيب التهذيب "2/ 419"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1531"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 295".

الوليد بن طريف

1215- الوَلِيْدُ بنُ طَريف 1: الشَّيْبَانِيُّ، وَقِيْلَ: هُوَ مِنْ بني تغلب، أحد أمراء العرب. خَرَجَ بِالجَزِيْرَةِ فِي ثَلاَثِيْنَ نَفْساً بِسقي الفُرَاتِ، فَقَتَلُوا تَاجِراً نَصْرَانِيّاً، وَأَخَذُوا مَالَهُ، ثُمَّ عَاثَ بِدَارَا، وَنَهَبَ، وَكَثُرَ جَيْشُهُ، فَقَصَدَ مَيَّافَارِقِيْنَ، فَفَدَوا البَلَدَ مِنْهُ بِعِشْرِيْنَ أَلْفاً، وَصَالَحَهُ أَهْل خِلاَطٍ عَلَى مَالٍ، وَهَزَمَ عَسْكَرَ الرَّشِيْدِ، وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ، وَاسْتبَاح نَصيبين، فَقَتَلَ بِهَا خَمْسَةَ آلاَفٍ، إِلَى أَنْ حَارَبَه يَزِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ، وَظَفِرَ بِهِ، فَقَتَلَهُ. وَرَثَتْهُ أُخْتُهُ بِأَبْيَاتٍ مَشْهُوْرَةٍ، وَاسْمُهَا الفَارِعَةُ. وَمِنْ أَبْيَاتِهَا: فَيَا شَجَرَ الخَابُوْرِ مَا لَكَ مُوْرِقاً ... كَأَنَّكَ لَمْ تَحْزَنْ عَلَى ابْنِ طَرِيْفِ فَتَىً لاَ يُحِبُّ الزَّادَ إِلاَّ مِنَ التُّقَى ... وَلاَ المَالَ إِلاَّ مِنْ قَناً وَسُيُوْفِ وَلاَ الذُّخْرَ إِلاَّ كُلَّ جَرْدَاءَ صِلْدِمٍ ... مُعَاوِدَةٍ لِلْكَرِّ بين صفوف حليف الندى عَاشَ يَرْضَى بِهِ النَّدَى ... فَإِنْ مَاتَ لَمْ يرض الندى بحليف فَقَدْنَاكَ فِقْدَانَ الشَّبَابِ وَلَيْتَنَا ... فَدَيْنَاكَ مِنْ فِتْيَانِنَا بِأُلُوفِ أَلاَ يَا لَقَوْمِي لِلْحِمَامِ وَلِلْبِلَى ... وَلِلأَرْضِ هَمَّتْ بَعْدَهُ بِرُجُوفِ أَلاَ يَا لَقَوْمِي لِلنَّوَائِبِ وَالرَّدَى ... وَدَهْرٍ مُلِحٍّ بِالكِرَامِ عَنِيْفِ فَإِنْ يَكُ أَرْدَاهُ يَزِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ ... فَرُبَّ زُحُوفٍ لَفَّهَا بِزُحُوفِ عَلَيْهِ سَلاَمُ اللهِ وَقْفاً فَإِنَّنِي ... أَرَى المَوْتَ وَقَّاعاً بِكُلِّ شَرِيْفِ قُتِلَ فِي سَنَةِ تسع وسبعين ومائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ 771"، والعبر "1/ 272"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 95"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 288".

يزيد بن حاتم

1216- يزيد بن حاتم 1: ابن قَبِيْصَةَ بنِ المُهَلَّب بنِ أَبِي صُفْرة، الأَزْدِيُّ، البَصْرِيُّ، الأَمِيْرُ. وَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ، فَدَامَ سَبْعَ سِنِيْنَ، ثُمَّ وَلِي المَغْرِبَ مُدَّةً لِلْمَهْدِيِّ، وَالهَادِي، وَالرَّشِيْدِ، وَمَهَّدَ إِفْرِيْقِيَةَ، وَذَلَّلَ البَرْبَرَ، وَكَانَ بَطَلاً، شُجَاعاً، مَهِيْباً، شَدِيْدَ البَأْسِ، كَمَا قِيْلَ فِيْهِ: وَإِذَا الفَوَارِسُ عُدِّدَتْ أبطالها ... عدوك في أبطالهم بالخنضر وَعَنْ صَفْوَانَ بنِ صَفْوَانَ أَنَّهُ قَالَ بَدِيْهاً فِي يَزِيْدَ: لَمْ أَدْرِ مَا الجُودُ إِلاَّ مَا سَمِعْتُ بِهِ ... حَتَّى لَقِيْتُ يَزِيْداً عِصْمَةَ النَّاسِ لَقِيْتُ أَكْرَمَ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدِمٍ ... مُفَضَّلاً بِرِدَاءِ الجُودِ وَالبَاسِ لَوْ نِيْلَ بِالمَجْدِ مُلْكٌ كُنْتَ صَاحِبَهُ ... وَكُنْتَ أَوْلَى بِهِ مِنْ آلِ عَبَّاسِ وَفِيْهِ يَقُوْلُ رَبِيْعَةُ بنُ ثَابِتٍ: لَشَتَّانَ مَا بَيْنَ اليَزِيْدَيْنِ فِي النَّدَى ... يَزِيْدَ سليم والأغر ابن حاتم فَهَمُّ الفَتَى الأَزْدِيِّ إِتلاَفُ مَالِهِ ... وَهَمُّ الفَتَى القَيْسِيِّ جَمْعُ الدَّرَاهِمِ وَلاَ يَحْسَبِ التَّمْتَامُ أَنِّي هَجَوْتُهُ ... وَلَكِنَّنِي فَضَّلْتُ أَهْلَ المَكَارِمِ مَاتَ يَزِيْدُ بنُ حَاتِمٍ: بِالمَغْرِبِ، فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ سَبْعِيْنَ ومائة، واستخلف ولده داود على المغرب.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 142"، وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 819"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 1"، خزانة الأدب للبغدادي "3/ 51".

أخوه الأمير روح بن حاتم

1217- أخوه الأَمِيْرُ رَوح بنُ حَاتِمٍ 1: وَلِيَ المَغْرِبَ أَيْضاً، ثُمَّ قَدِمَ، فَوَلِيَ الكُوْفَةَ وَالبَصْرَةَ، وَكَانَ أَحَدَ الأَبْطَالِ كَأَخِيْهِ، وَوَلِيَ السِّنْدَ أَيْضاً. تُوُفِّيَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَلَهُ أَخْبَارٌ وَمَآثِرُ فِي الكرم.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 125"، وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 239"، والعبر "1/ 266"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 275".

أيوب بن جابر

1218- أيوب بن جابر 1: "د، ت" السُّحَيمي، اليمامي، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، أَبُو سُلَيْمَانَ. أَخَذَ عَنِ الكُوْفِيِّيْنَ: آدَمَ بنِ عَلِيٍّ، وَحَمَّادٍ الفَقِيْهِ، وسِماك بنِ حرب، وجماعة. حَدَّثَ عَنْهُ: خَالِدُ بنُ مِرْدَاسٍ، وَسَعِيْدُ بنُ يَعْقُوْبَ الطَّالْقاني، وَقُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، ولُوَين، وَعَلِيُّ بنُ حُجر، وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ سَيِّئُ الحِفْظِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدِيْثهُ يُشْبِهُ حَدِيْثَ أَهْلِ الصِّدْقِ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: صَالِحٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيْفٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ هُوَ أَيُّوْبُ بنُ جَابِرِ بنِ سَيَّارِ بنِ طَلْقٍ الحَنَفِيُّ، يَرْوِي عَنْ: بِلاَلِ بنِ المُنْذِرِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُصم، يُخطِئُ حَتَّى خَرَجَ عَنْ حَدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ؛ لِكَثْرَةِ وَهْمِهِ. قلت بقِيَ إلى نحو الثمانين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1309"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 260"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 862"، تهذيب التهذيب "1/ 399"، تقريب التهذيب "1/ 89".

أيوب بن عتبة

1219- أيوب بن عُتْبة 1: "ق" الفَقِيْهُ، قَاضِي اليَمَامَةِ، أَبُو يَحْيَى. حَدَّثَ عَنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَقَيْسِ بنِ طَلْق، وَأَبِي بَكْرٍ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، وَإِيَاسِ بنِ سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ. وَعَنْهُ: الأَسْوَدُ شَاذَانُ، وَحَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، وَسَعْدَوَيْه، وَعَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، وَآدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَمَحْمُودُ بنُ محمد الظفري شيخ ابن صاعد، وآخرون. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ البُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيِّنُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ بَعْضُهُم: هُوَ مُكْثِرٌ عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَكِتَابُهُ عَنْهُ صَحِيْحٌ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى قَالَ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: فِيْهِ لِيْنٌ، حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ، فَغَلِطَ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يُخطِئُ كَثِيْراً، فَمِنْ ذَلِكَ: عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ حَبَشِيٌّ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: فُضِّلْتُم عَلَيْنَا بِالأَلوَانِ، وَالصُّوَرِ، وَالنُّبُوَّةِ، أَفَرَأَيتَ إِنْ آمَنتُ وَعَمِلْتُ بِمَا عَمِلتَ إِنِّيْ لَكَائِنٌ مَعَكَ فِي الجَنَّةِ? قَالَ: "نَعَمْ، إِنَّهُ لَيُرَى بَيَاضُ الأَسْوَدِ مِنْ مَسِيْرَةِ أَلْفِ سَنَةٍ ... "، وَذَكَرَ الحَدِيْثَ2. رَوَاهُ عَنْهُ: عَفِيْفُ بنُ سَالِمٍ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: بَاطِلٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ أَيُّوْبُ بنُ عُتْبَةَ صَحِيْحَ الكتاب.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1347"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 171"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 907"، والمجروحين لابن حبان "1/ 169-170"، ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 1090"، تهذيب التهذيب "1/ 408"، وتقريب التهذيب "1/ ترجمة 703". 2 ذكره ابن حبان في "المجروحين" "1/ 169-170".

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَمَّا كُتُبُهُ فَصَحِيْحَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مُضْطَرِبُ الحَدِيْثِ. قُلْتُ: وَلَهُ عَنْ قَيْسِ بنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيْهِ، مَرْفُوْعاً: "لاَ تَمْنَعِ المرأة نفسها، ولو على قتب" 1. قيل: مات في سنة سبعين ومائة.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "1/ 352" من طريق سعيد بن سليمان، عن أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق بن علي، عن أبيه، به مرفوعا. قلت: إسناده ضعيف، آفته أيوب بن عتبة، فإنه ضعيف كما ذكر المؤلف، وأخرجه البزار في "مسنده": حدثنا محمد بن ثعلبة بن محمد بن سواء، حدثنا محمد بن سواء، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن القاسم الشيباني، عن زيد بن أرقم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دعا الرجل امرأته فلتجب، وإن كانت على هر قتب". قلت: إسناده حسن، محمد بن ثعلبة، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب"، وقد تابعه بشر بن عبد الملك، أخبرنا محمد بن سواء، به بلفظ: "لا تمنع المرأة زوجها نفسها، وإن كانت على قتب". أخرجه الطبراني في "الأوسط" عن محمد بن يزيد الأسفاطي، حدثنا أبو يزيد الكوفي بشر بن عبد الملك، أخبرنا محمد بن سواء، به. فالحديث صحيح بمجموع هذه الطرق والله أعلم.

محمد بن جابر

1220- محمد بن جابر 1: "د، ق" ابن سيار السحيمي، اليمامي، أَخُو أَيُّوْبَ. حَدَّثَ عَنْ: حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَقَيْسِ بنِ طَلْقٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَابْنُ عَوْنٍ -وَهُمَا مِنْ شُيُوْخِهِ- ومُسَدَّد، ولُوَين، وَإِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَآخَرُوْنَ. ضَعَّفَهُ يَحْيَى، وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَاءَ حِفْظُهُ، وَذَهَبتْ كُتُبُهُ. قُلْتُ: مَا هُوَ بِحُجَّةٍ، وَلَهُ مَنَاكِيْرُ عِدَّةٌ كَابْنِ لَهِيْعَةَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ بضع وسبعين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 111"، والكنى للدولابي "2/ 59"، والضعفاء الكبير "4/ ترجمة 1589"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 121" و"3/ 260"، الجرح والتعديل "7/ 219"، والمجروحين لابن حبان "2/ 270"، وابن عدي في "الكامل" "6/ ترجمة رقم 1646"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7301"، وتهذيب التهذيب "9/ 89"، وتقريب التهذيب "2/ 150"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6104".

جعفر بن سليمان

1221- جعفر بن سليمان 1: ابن علي بن حبر الأمة عبد الله بن عباس، الأَمِيْرُ، سَيِّدُ بَنِي هَاشِمٍ، أَبُو القَاسِمِ العَبَّاسِيُّ، ابْنُ عَمِّ المَنْصُوْرِ. رَوَى عَنْ أَبِيْهِ. وَعَنْهُ: ابْنَاهُ؛ قَاسِمٌ وَيَعْقُوْبُ، وَعُمَرُ بنُ عَامِرٍ، وَالأَصْمَعِيُّ. وَكَانَ مِنْ نُبَلاَءِ المُلُوْكِ جُوداً وَبَذْلاً، وَشَجَاعَةً وَعِلماً، وَجَلاَلَةً، وَسُؤْدُداً، وَلِيَ المَدِيْنَةَ، ثُمَّ مَكَّةَ مَعَهَا، ثُمَّ عُزِلَ، فَوَلِيَ البَصْرَةَ لِلرَّشِيْدِ. قَالَ عَبْدُ السَّمِيْعِ بنُ عَلِيٍّ: لاَ نَعْرِفُ فِي بَنِي هَاشِمٍ أَغبَطَ مِنْهُ، حَصَلَ لَهُ الشَّرَفُ وَالإِمْرَةُ وَالمَالُ الجَمُّ، وَالأَوْلاَدُ الزُّهْر، وَالعَبِيْدُ. مَاتَ عن ثمانين ولدًا لصلبه، منهم ثلاث وَأَرْبَعُوْنَ ذَكَراً. وَوَلِيَ ابْنُهُ أَيُّوْبُ اليَمَنَ فِي حَيَاتِه. وَلَهُ مَآثِرُ كَثِيْرَةٌ وَوَقْفٌ عَلَى المُنْقَطِعِيْنَ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَكرَمَ أَخْلاَقاً، وَلاَ أَشْرَفَ أَفْعَالاً مِنْهُ. وَفِيْهِ يَقُوْلُ حَبِيْبُ بنُ شَوْذَبٍ: يَا أَيُّهَا السَّائِلُ عَنْ هَاشِمٍ ... هَلْ لَكَ فِي سَيِّدِهَا جَعْفَرِ هَلْ لَكَ فِي أَشْبَهِهِمْ غُرَّةً ... إِذَا بَدَا بِالقَمَرِ الأَزْهَرِ وَلِي المَدِيْنَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ، بَعْدَ عَبْدِ الله بن الربيع الحارثي. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: رَكِبَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ فِي زِيٍّ عَجِيْبٍ مِنَ التَّجَمُّلِ، وَكَانَ بِالبَصْرَةِ فَقِيْهٌ صَالِحٌ غُلِبَ عَلَى عَقْلِهِ، فَخَرَجَ إِلَى طَرِيْقِ جَعْفَرٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا جَعْفَرُ! اُنْظُرْ أَيَّ رَجُلٍ تَكُوْنُ إِذَا خَرَجتَ مِنْ قَبْرِكَ، وَحُمِلْتَ عَلَى الصِّرَاطِ، وَهَذَا الجَمعُ وَالزِّيُّ لاَ يُسَاوِي غدًا حبة، ولا

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 131"، وعيون الأخبار لابن قتيبة "1/ 222" و"2/ 253" و"3/ 24 و199".

يُغْنُوْنَ عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً، إِنَّكَ تَمُوتُ وَحدَكَ، وَتَدْخُلُ قَبْرَكَ وَحْدَكَ، وَتَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَحدَكَ، وَتُحَاسَبُ وَحدَكَ، فَانظُرْ لِنَفسِكَ، فَقَدْ نَصَحتُكَ. ذَكَرَ ابْنُ الفُوطي1، جَعْفَراً، فَلَقَّبَهُ: بِسَيِّدِ بَنِي هَاشِمٍ، وَقَالَ: كَانَ لَهُ بِالبَصْرَةِ كُلَّ يَوْمٍ غَلَّةُ ثَمَانِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: غَسلت جَعْفَرَ بنَ سُلَيْمَانَ، وَزَرَرْتُ عَلَيْهِ قَمِيْصَه حِيْنَ أَلبَستُهُ الكَفَنَ، ثُمَّ جَاءَ عَمُّهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بِتِسْعَةِ أَثْوَابٍ لِيُكَفِّنَه فِيْهَا، فَمَا كُفِّنَ إِلاَّ فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ عَمَلاً بِالسُّنَّةِ. وَقَدِ امْتَدَحَه جَمَاعَةٌ، وَأَخَذُوا جَوَائِزَه. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: سَنَةَ خَمْسٍ.

_ 1 ابن الفوطي، هو العالم البارع المتفنن المحدث المفيد مؤرخ الآفات مفخر أهل العراق كمال الدين أبو الفضائل عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي الشيباني ابن الفوطي نسبة إلى جد أبيه لأمه، ويعرف أيضا بابن الصابوني ينتسب إلى الأمير معين بن زائدة وأصله مروزي، له كتاب في خمسين مجلدا سماه "مجمع الآداب في معجم الأسماء على معجم الألقاب" وألف كتاب "درر الأصداف في غرر الأوصاف" وهو كبير جدا ذكر أنه جمعه من ألف كتاب مصنف من التواريخ والدواوين والأنساب والمجاميع عشرون مجلدا بيض منها خمسة. وكتاب "المؤتلف والمختلف"، وله كتاب "التواريخ على الحوادث"، وكتاب "حوادث المائة السابعة"، وكتاب "الدرر الناصعة في شعراء المائة السابعة"، في عدة مجلدات. مات في المحرم سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ببغداد عن إحدى وثمانين سنة. ترجمته في "تذكرة الحفاظ" "4/ ترجمة 1173". ولسان الميزان "4/ ترجمة 23".

أخوه محمد بن سليمان

1222- أخوه محمد بن سليمان 1: ولي البصرة أيضًا، وكان فارس بن هاشم، قتل إبراهيم بن عبد الله الخَارِجَ عَلَى المَنْصُوْرِ. وَوَلِيَ أَيْضاً مَمْلَكَةَ فَارِسٍ، وَكَانَ جَوَاداً، مُمَدحًا. قِيْلَ: إِنَّ الرَّشِيْدَ احْتَاطَ عَلَى تَرِكَته، فَكَانَتْ خَمْسِيْنَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ عَظِيْمَ قَوْمِهِ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَالَ عِنْدَ المَوْتِ: يَا لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي، وَيَا لَيْتَنِي كُنْتُ حمَّالا. وَكَانَ رَقِيْقَ القلب. توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 291"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 121"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 47 و70 و73".

رابعة العدوية

1223- رابعة العدوية 1: البَصْرِيَّةُ، الزَّاهِدَةُ، العَابِدَةُ، الخَاشعَةُ، أُمُّ عَمْرٍو رَابِعَةُ بِنْتُ إِسْمَاعِيْلَ، وَلاَؤُهَا لِلْعَتَكِيِّينَ. وَلَهَا سِيْرَةٌ فِي "جُزْءٍ" لابْنِ الجَوْزِيِّ. قَالَ خَالِدُ بنُ خِدَاشٍ: سَمِعَتْ رَابِعَةُ صَالِحاً المُرِّيَّ يَذْكُرُ الدُّنْيَا فِي قَصَصِهِ، فَنَادَتْهُ: يَا صَالِحُ، مَنْ أَحَبَّ شَيْئاً، أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ البُرجُلاني: حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ صَالِحٍ العَتَكِيُّ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ نَاسٌ عَلَى رَابِعَةَ وَمَعَهُم سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فتذاكروا عندها سَاعَةً، وَذَكَرُوا شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا، فَلَمَّا قَامُوا، قَالَتْ لِخَادِمَتِهَا: إِذَا جَاءَ هَذَا الشَّيْخُ وَأَصْحَابُهُ، فَلاَ تَأْذَنِي لَهُم، فَإِنِّي رَأَيتُهُم يُحِبُّونَ الدُّنْيَا. وَعَنْ أَبِي يَسَارٍ مِسْمَعٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَابِعَةَ، فَقَالَتْ: جِئْتَنِي وَأَنَا أَطبُخُ أَرْزاً، فَآثَرتُ حَدِيْثَكَ عَلَى طَبِيْخِ الأَرْزِ، فَرَجَعتْ إِلَى القِدْرِ وَقَدْ طُبِخَتْ. ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي عُبَيْسُ بنُ مَيْمُوْنٍ العَطَّارُ، حَدَّثَتْنِي عبدة بن أَبِي شَوَّالٍ -وَكَانَتْ تَخْدُمُ رَابِعَةَ العَدَوِيَّةَ- قَالَتْ: كَانَتْ رَابِعَةُ تُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ، فَإِذَا طَلَعَ الفَجْرُ، هَجَعَتْ هَجْعَةً حَتَّى يُسْفِرَ الفَجْرُ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهَا تَقُوْلُ: يَا نَفْسُ كَمْ تَنَامِيْنَ، وَإِلَى كَمْ تَقُوْمِيْنَ، يُوْشِكُ أَنْ تَنَامِي نَوْمَةً لاَ تَقُوْمِيْنَ مِنْهَا إِلاَّ لِيَوْمِ النُّشُورِ. قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: دخلتُ مَعَ الثوريِّ عَلَى رَابِعَةَ، فَقَالَ سُفْيَانُ: وَاحُزْنَاهُ! فَقَالَتْ: لاَ تَكْذِبْ، قُلْ: وَاقِلَّةَ حُزْنَاهُ! وَعَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَسَلاَّمُ بنُ أَبِي مُطِيْعٍ عَلَى رَابِعَةَ، فَأَخَذَ سَلاَّمٌ فِي ذِكْرِ الدُّنْيَا، فَقَالَتْ: إِنَّمَا يُذكَرُ شَيْءٌ هُوَ شَيْءٌ، أَمَّا شَيْءٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ، فَلاَ. شَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ: حَدَّثَنَا رِيَاحٌ القَيْسِيُّ، قَالَ: كُنْتُ اخْتَلَفتُ إِلَى شُمَيْطٍ أَنَا وَرَابِعَةُ، فَقَالَتْ مَرَّةً: تَعَالَ يَا غُلاَمُ. وَأَخَذَتْ بِيَدِي، وَدَعَتِ اللهَ، فَإِذَا جَرَّةٌ خَضْرَاءُ مَمْلُوْءةٌ عَسَلاً أَبْيَضَ، فَقَالَتْ: كُلْ، فَهَذَا -وَاللهِ- لَمْ تَحْوِهِ بطون النحل. ففرغت مِنْ ذَلِكَ، وَقُمنَا، وَتَرَكْنَاهُ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ: أَمَّا رَابِعَةُ، فَقَدْ حَمَلَ النَّاسُ عَنْهَا حِكْمَةً كَثِيْرَةً، وَحَكَى عَنْهَا: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَغَيْرُهُمَا مَا يَدُلُّ عَلَى بُطْلاَنِ مَا قِيْلَ عنها، وقد تمثلته بهذا:

_ 1 ترجمتها في الإحياء للغزالي "2/ 267"، وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 231"، والعبر "1/ 278"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 193"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "1/ 330".

وَلَقَدْ جَعَلْتُكَ فِي الفُؤَادِ مُحَدِّثِي ... وَأَبَحْتُ جِسْمِيَ من أراد جلوسي فنسبها بعضهم إلى الحلو بِنِصْفِ البَيْتِ، وَإِلَى الإِبَاحَةِ بِتَمَامِهِ. قُلْتُ: فَهَذَا غُلُوٌّ وَجَهْلٌ، وَلَعَلَّ مَنْ نَسَبَهَا إِلَى ذَلِكَ مُبَاحِيٌّ حُلُوْلِيٌّ، لِيَحْتَجَّ بِهَا عَلَى كُفْرِهِ، كَاحْتِجَاجِهِم بِخَبَرِ: "كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ" 1. قِيْلَ: عَاشَتْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَتْ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 صحيح: وهو جزء من حديث رواه البخاري "6502" عن أبي هريرة مرفوعا، وتمامه: "إِنَّ اللهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه. وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لاعيذنه, وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته".

أما رابعة الشامية

1224- أَمَّا رَابِعَةُ الشَّامِيَّةُ 2: العَابِدَةُ، فَأُخْرَى مَشْهُوْرَةٌ، أَصْغَرُ مِنَ العَدَوِيَّةِ، وَقَدْ تَدْخُلُ حِكَايَاتُ هَذِهِ فِي حِكَايَاتِ هَذِهِ، وَالثَّانِيَةُ هِيَ القَائِلَةُ مَا رَوَى أحمد بن أبي الحواري، عن عَبَّاسِ بنِ الوَلِيْدِ، أَنَّهَا قَالَتْ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ قِلِّةِ صِدْقِي فِي قَوْلِي: أَسْتَغْفِرُ اللهَ.

_ 1 ترجمتها في صفوة الصفوة لابن الجوزي "4/ 300"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 110".

عبد الرحمن بن معاوية بن هشام

مُلُوْكُ الأَنْدَلُسِ: 1225- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ هِشَامٍ 1: ابْنِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ بنِ أَبِي العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ، أَمِيْرُ الأَنْدَلُسِ وَسُلْطَانُهَا، أَبُو المُطَرِّفِ الأُمَوِيُّ، المَرْوَانِيُّ، المَشْهُوْرُ: بِالدَّاخِلِ؛ لأَنَّهُ حِيْنَ انْقَرَضَتْ خِلاَفَةُ بَنِي أُمَيَّةَ مِنَ الدُّنْيَا، وَقُتِلَ مَرْوَانُ الحِمَارُ، وَقَامَتْ دَوْلَةُ بَنِي العَبَّاسِ، هَرَبَ هَذَا، فَنَجَا، وَدَخَلَ إِلَى الأَنْدَلُسِ، فَتَمَلَّكَهَا. وَذَلِكَ أَنَّهُ فَرَّ مِنْ مِصْرَ، فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ، إِلَى أَرْضِ بَرْقَةَ، فَبَقِيَ بِهَا خَمْسَ سِنِيْنَ، ثُمَّ دَخَلَ المَغْرِبَ، فَنَفَّذَ مَوْلاَهُ بَدْراً يَتَجَسَّسُ لَهُ، فَقَالَ لِلْمُضَرِيَّةِ: لَوْ وجدتم رجلا من

_ 1 ترجمتها في فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "2/ 302-303"، ونفخ الطيب للمقري "1/ 327".

بَيْتِ الخِلاَفَةِ، أَكُنْتُم تُبَايِعُوْنَهُ? قَالُوا: وَكَيْفَ لَنَا بِذَلِكَ? فَقَالَ: هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُعَاوِيَةَ. فَأَتَوْهُ، فَبَايَعُوْهُ، فَتَمَلَّكَ الأَنْدَلُسَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وَبَقِيَ المُلْكُ فِي عَقِبِهِ إِلَى سَنَةِ أَرْبَعٍ مائَةٍ. وَلَمْ يَتَلَقَّبْ بِالخِلاَفَةِ، لاَ هُوَ وَلاَ أَكْثَرُ ذُرِّيَتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يُقَالُ: الأَمِيْرُ فُلاَنُ. وَأَوَّلُ مَنْ تَلَقَّبَ بِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ مِنْهُم: النَّاصِرُ لدين الله، في حدود العشرين وثلاثمائة، عِنْدَمَا بَلَغَهُ ضَعْفُ خُلَفَاءِ العَصْرِ، فَقَالَ: أَنَا أولى بإمرة المؤمنين. دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُعَاوِيَةَ الأَنْدَلُسَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَمَوْلِدُهُ بِأَرْضِ تَدْمُرَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ، فِي خِلاَفَةِ جَدِّهِ. وَأَمَّا أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَالَ الحَافِظُ، فَقَالَ: فَرَّ مِنَ المَشْرِقِ عِنْد انْقِرَاضِ مُلْكِهِم، هُوَ وَأَخَوَانِ أَصْغَرَ مِنْهُ، وَغُلاَمٌ لَهُم، فَلَمْ يَزَالُوا يُخفُوْنَ أَنْفُسَهُم، وَالجَعَائِلُ قَدْ جُعِلتْ عَلَيْهِم، وَالمَرَاصِدُ، فَسَلَكُوا حَتَّى وَصَلُوا وَادِي بِجَايَةَ، فَبَعَثَوا الغُلاَمَ يَشْتَرِي لَهُم خُبْزاً، فَأُنكِرَتِ الدَّرَاهِمُ، وَقُبِضَ عَلَى الغُلاَمِ، وَضُرِبَ، فَأَقَرَّ فَأَركَبُوا خَيْلاً، فَرَأَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ الفُرْسَانَ، فَتَهَيَّأَ لِلسِّبَاحَةِ، وَقَالَ لأَخَوَيْهِ: اسْبَحَا مَعِي. فَنجَا هُوَ، وَقَصَّرَا، فَأَشَارُوا إِلَيْهِمَا بِالأَمَانِ، فَلَمَّا حَصَلاَ فِي أَيْدِيهِم، ذَبَحُوْهُمَا، وَأَخُوْهُمَا يَنْظُرُ مِنْ هُنَاكَ، ثُمَّ آوَاهُ شَيْخٌ كَرِيْمُ العَهْدِ، وَقَالَ: لأَسْتُرَنَّكَ جَهدِي. فَوَقَعَ عَلَيْهِ التَّفَتِيشُ بِبِجَايَةَ، إِلَى أَنْ جَاءَ الطَّالِبُ إِلَى دَارِ الشَّيْخِ، وَكَانَ لَهُ امْرَأَةٌ ضَخْمَةٌ، فَأَجْلَسَهَا تَتَسَرَّحُ، وَأَخْفَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ تَحْتَ ثِيَابِهَا، وَصَيَّحَ الشَّيْخ: يَا سُبْحَانَ اللهِ! الحُرَمُ. فَقَالُوا: غطَّ أَهْلَكَ. وَخَرَجُوا، وَسَتَرَهُ اللهُ مُدَّةً، ثُمَّ دَخَلَ الأَنْدَلُسَ فِي قَارِبِ سَمَّاكٍ، فَحَصَلَ بِمَدِيْنَةِ المنُكَّب. وَكَانَ قُوَّادُ الأَنْدَلُسِ وَجُنْدُهَا مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ، فَبَعَثَ إِلَى قَائِدٍ، فَأَعْلَمَهُ بِشَأْنِهِ، فَقَبَّلَ يَدَيْهِ، وَفَرِحَ بِهِ، وَجَعَلَهُ عِنْدَهُ، ثُمَّ قَالَ: جَاءَ الَّذِي كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ إِذَا انْقَرَضَ مُلْكُ بَنِي أُمَيَّةَ بِالمَشْرِقِ، نَبَغَ مِنْهُم عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِالمَغْرِبِ. ثُمَّ كَتَبَ إِلَى المَوَالِي، وَعَرَّفَهُم، فَفَرِحُوا، وَأَصْفَقُوا عَلَى بَيْعَتِهِ، واستوثقوا من أُمَرَاءِ العَرَبِ، وَشُيُوْخِ البَرْبَرِ. فَلَمَّا اسْتَحكَمَ الأَمْرُ، أَظْهَرُوا بَيْعَتَه بَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ، وَذَلِكَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ، فَقَصَدَ قُرْطُبَةَ، وَمُتَوَلِّي الأَنْدَلُسِ يَوْمَئِذٍ: يُوْسُفُ الفِهْرِيُّ، فَاسْتَعَدَّ جَهدَهُ، فَالْتَقَوْا، فَانْهَزَمَ يُوْسُفُ، وَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُعَاوِيَةَ الدَّاخِلُ قصرَ قُرْطُبَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، يَوْمَ الأَضْحَى مِنَ العَامِ. ثُمَّ حَارَبَه يُوْسُفُ ثَانِياً وَدَخَلَ قُرْطُبَةَ، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَكَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِ، فَهَرَبَ يُوْسُفُ، وَالْتَجَأَ إِلَى غَرْنَاطَةَ، فَامْتَنَعَ بِإِلْبِيْرَةَ. فَنَازَلَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَضَيَّقَ عَلَيْهِ، وَرَأَى يُوْسُفُ اجْتِمَاعَ الأَمْرِ لِلدَّاخِلِ، فَنَزَلَ بِالأَمَانِ بِمَحْضَرٍ مِنْ قَاضِي الأَنْدَلُسِ يَحْيَى بنِ يَزِيْدَ التُّجيبي، وَكَانَ رَجُلاً

صَالِحاً، اسْتَعْمَلَهُ عَلَى القَضَاءِ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَزَادَهُ الدَّاخِلُ إِجْلاَلاً وَإِكْرَاماً، فَبَقِيَ عَلَى قَضَائِهِ إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ، فَاسْتَعْمَلَ عَلَى القَضَاءِ مُعَاوِيَةَ بنَ صَالِحٍ. فَلَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ هَذَا، الحَجَّ، وَجَّهَهُ الدَّاخِلُ إِلَى أُخْتَيْهِ بِالشَّامِ، وَعَمَّتِهِ رَمْلَةَ بِنْتِ هِشَامٍ، لِيَعمَلَ الحِيْلَةَ فِي إِدْخَالِهِنَّ إِلَى عِنْدِهِ، وَأَنْشَدَ عِنْدَ ذَلِكَ: أَيُّهَا الرَّكْبُ المُيَمِّمُ أَرْضِي ... أَقْرِ مِنْ بَعْضِي السَّلاَمَ لِبَعْضِي إِنَّ جِسْمِي كَمَا عَلِمْتَ بِأَرْضٍ ... وَفُؤَادِي وَمَالِكِيْهِ بِأَرْضِ قُدِّرَ البَيْنُ بَيْنَنَا فَافْتَرَقْنَا ... فَطَوَى البَيْنُ عَنْ جُفُوْنِي غَمْضِي وَقَضَى اللهُ بِالفِرَاقِ عَلَيْنَا ... فَعَسَى بِاجْتِمَاعِنَا سَوْفَ يَقْضِي فَلَمَّا وَصلَ إِلَيْهنَّ، قُلْنَ: السَّفَرُ، لاَ نَأْمَنُ غوَائِلَهُ عَلَى القُربِ، فَكَيْفَ وَقَدْ حَالَتْ بَيْننَا بِحَارٌ وَمَفَاوِزُ، وَنَحْنُ حُرَمٌ، وَقَدْ آمَنَنَا هؤلاء القوم على معرفتهم بِمَكَانِنَا مِنْهُ، فَحَسْبُنَا أَنْ نَتَمَلَّى المَسَرَّةَ بِعِزَّةٍ وَعَافِيَةٍ. فَانْصَرَف بِكِتَابِهِمَا، وَبَعَثَا إِلَيْهِ بِأَعلاَقٍ نَفِيْسَةٍ مِنْ ذَخَائِرِ الخِلاَفَةِ، فَسُرَّ بِهَا الأَمِيْرُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَقَضَى لِرَأْيِهِمَا بِالرَّجَاحَةِ، ثُمَّ بَعْدُ وَصَلَ آخَرُ مِنَ الشَّامِ بِكِتَابٍ مِنْهُنَّ، وَبِهَدَايَا وَتُحَفٍ مِنْهَا: رُمَّان مِنْ رُصَافَةِ جَدِّهِم هِشَامٍ، فَسُرَّ بِهِ الدَّاخِلُ، وَكَانَ بِحَضْرتِهِ سَفَرُ بنُ عُبَيْدٍ الكَلاعي مِنْ أَهْلِ الأُرْدُنِّ، فَأَخَذَ مِنَ الرُّمَّانِ، وَزَرَعَ مِنْ عَجَمه بِقَرْيَتِهِ حَتَّى صَارَ شَجَراً، وَزَادَ حُسْناً، وَجَاءَ بِثَمَرِهِ إِلَى الأَمِيْرِ، وَكَثُرَ هُنَاكَ، وَيُعْرَفُ بالسَّفَري، وَغَرَسَ مِنْهُ بِمُنْيَةِ الرُّصافة. ورأى الداخل نخلة مفردة بالرصافة، فهاجمت شَجَنَهُ، وَتذَكَّرَ وَطَنَهُ، فَقَالَ: تَبَدَّتْ لَنَا وَسْطَ الرُّصَافَةِ نَخْلَةٌ ... تَنَاءتْ بِأَرْضِ الغَرْبِ عَنْ بَلَدِ النَّخْلِ فَقُلْتُ شَبِيْهِي فِي التَّغَرُّبِ وَالنَّوَى ... وَطُوْلِ انْثِنَائِي عَنْ بَنِيَّ وَعَنْ أَهْلِي نَشَأْتِ بِأَرْضٍ أَنْتِ فِيْهَا غَرِيْبَةٌ ... فَمِثْلُكَ فِي الإِقْصَاءِ وَالمُنْتَأَى مِثْلِي سَقَتْكِ عَوَادِي المُزْنِ مِنْ صَوْبِهَا الَّذِي ... يسح وتستمري السماكين بالوبل قَالَ ابْنُ حَيَّانَ: وَحِيْنَ افْتَتَحَ المُسْلِمُوْنَ قُرْطُبَةَ، شَاطَرُوا أَهْلَهَا كَنِيْسَتَهُمُ العُظْمَى، كَمَا فَعَلَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَخَالِدٌ بِأَعَاجِمِ دِمَشْقَ، فَابْتَنَوْا فِيْهِ مَسْجِداً، وَبَقِيَ الشَّطْرُ بِأَيْدِي الرُّوْمِ إِلَى أَنْ كَثُرَتْ عِمَارَةُ قُرْطُبَةَ، وَتَدَاوَلَتْهَا بُعُوْثُ العَرَبِ، فَضَاقَ المَسْجِدُ، وعُلق مِنْهُ سَقَائِفُ، وَصَارَ النَّاسُ يَنَالُوْنَ مَشَقَّةً لِقِصَرِ السَّقَائِفِ إِلَى أَنْ أَذْخَرَ اللهُ فِيْهِ الأَجْرَ لِصَحِيْفَةِ الدَّاخِلِ، وَابْتَاعَ الشَّطْرَ الثَّانِي مِنَ النَّصَارَى بِمائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ، وَقَبَضُوهَا عَلَى مَلأٍ مِنَ النَّاسِ، وَرَضُوا بَعْدَ تَمَنُّعٍ، وَعَمِلَ هَذَا

الجَامِعَ الَّذِي هُوَ فَخْرُ الأَرْضِ وَشَرَفُهَا مِنْ مَالِ الأَخْمَاسِ، وَكَمُلَ عَلَى مُرَادِهِ، وَكَانَ تَأْسِيسُهُ فِي سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، فَتَمَّتْ أَسْوَارُهُ فِي عَامٍ. وَبَلَغَ الإِنفَاقُ فِيْهِ إِلَى ثَمَانِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، فَقَالَ دِحْيَةُ البَلَوِيُّ: وَأَبْرَزَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَوَجْهِهِ ... ثَمَانِيْنَ أَلْفاً مِنْ لُجَيْنٍ وَعَسْجَدِ وَأَنْفَقَهَا فِي مَسْجِدٍ أُسُّهُ التُّقَى ... وَمِنْحَتُهُ دِيْنُ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ تَرَى الذَّهَبَ النَّارِيَّ بَيْنَ سَمُوكِهِ ... يَلُوحُ كَلَمْعِ البَارِقِ المُتَوَقِّدِ وَقَالَ أَيْضاً: بَنَيْتَ لأَهْلِ الدِّيْنِ بِالغَرْبِ مَسْجِداً ... لِيُرْكَعَ لِلرَّحْمَنِ فِيْهِ وَيُسْجَدَا جَمَعْتَ لَهُ الأَكْفَاءَ مِنْ كُلِّ صَانِعٍ ... فَقَامَ بِمَنِّ اللهِ بَيْتاً مُمَجَّدَا فَمَا لَبَّثُوْهُ غَيْرَ حَوْلٍ وَمَا خَلاَ ... إِلَى أَنْ أَقَامُوْهُ منيعًا مشيدا وَزُخْرِفَ بِالأَصْبَاغِ مِنْهُ سُقُوْفُهُ ... كَمَا تَمَّمَ الوَشَّاءُ بُرْداً مُقَصَّدَا وَبِالذَّهَبِ الرُّوْمِيِّ مُوِّهَ وَجْهُهُ ... فَبُوْرِكَ مِنْ بَانٍ لِذِي العَرْشِ مَسْجِدَا وَكَمُلَتْ أَبْهَاءُ الجَامِعِ سَبْعَةَ أَبْهَاءٍ، ثُمَّ زَادَ مِنْ بَعْدِهِ حَفِيْدُهُ الحَكَمُ الرَّبَضي بَهْوَيْنِ، ثُمَّ زَادَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَكَمِ بَهْوَيْنِ، فَصَارَتْ أَحَدَ عَشَرَ بَهْواً، ثُمَّ زَادَ المَنْصُوْرُ بنُ أَبِي عَامِرٍ ثَمَانِيَةَ أَبْهَاءٍ، وَعَمِلَ جَامِعَ إِشْبِيْلِيَةَ وَسُوْرَهَا بَعْدَ المائَتَيْنِ. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَالَ: كَانَ عَدَدُ القَومَةِ لِجَامِعِ قُرْطُبَةَ فِي مُدَّةِ المَنْصُوْرِ وَقَبْلَهَا ثَلاَثَ مائَةِ رَجُلٍ. وَقَالَ ابْنُ مُزْيَنٍ: فِي قِبْلَتِهِ انْحِرَافٌ. وَقَدْ رَكِبَ الحَكَمُ المُسْتَنْصِرُ بِاللهِ مَعَ الوُزَرَاءِ وَالقَاضِي مُنْذِرٍ البَلُّوْطِيِّ، وَقَدْ هَمَّ بِتَحْرِيْفِ القِبْلَةِ، فَقَالُوا: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، قَدْ صَلَّى بِهَذِهِ القِبْلَةِ خِيَارُ الأَئِمَّةِ وَالتَّابِعُوْنَ، وَإِنَّمَا فُضِّل مَنْ فُضِّل بِالاتِّبَاعِ، وَأَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ أَوْلَى مَنِ اتَّبَعَ، فَتَرَكَ القِبْلَةَ بِحَالِهَا. قَالَ ابْنُ حَيَّان: بَلَغَ الإِنفَاقُ فِي المِنْبَرِ الحَكَمِيِّ إِلَى خَمْسَةٍ وثلاثين ألف دينار وسبعمائة دِيْنَارٍ وَنَيِّفٍ، وَقَامَ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاَثِيْنَ أَلْفَ وَصْلَةٍ مِنَ الأَبْنُوْسِ، وَالصَّنْدَلِ، والعُنَّاب، والبَقَّم فِي مُدَّةِ أَرْبَعِ سِنِيْنَ، وَأَوَّلُ مَنْ خَطَبَ عَلَيْهِ مُنْذِرُ بنُ سَعِيْدٍ البلُّوطي، وَبَلَغَتْ أَعمِدَةُ جَامِعِ قرطبة إلى ألف وأربعمائة سَارِيَةٍ وَتِسْعِ سَوَارِيَ، وَعَمِلَ النَّاصِرُ صَوْمَعَةً ارْتِفَاعُهَا مِنَ الأَرْضِ إِلَى مَوْقِفِ المُؤَذِّنِ أَرْبَعَةٌ وَخَمْسُوْنَ ذِرَاعاً، وَعَرضُهَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعاً، وَبَأَعْلَى ذِرْوَتِهَا سفُّود طَوِيْلٌ فِيْهِ ثَلاَثُ رُمَّانَاتٍ: إِحْدَاهُمَا فِضَّةٌ، وَالأُخْرَى ذَهَبُ إِبرِيْزَ، وَفَوْقَهَا سَوْسَنَةٌ ذَهَبٌ

مسدسة، فهذه المنارة إحدى عجائب الدُّنْيَا، وَذَرْعُ المِحْرَابِ إِلَى دَاخِلَ ثَمَانِيَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ، وَمِنَ الشَّرقِ إِلَى الغَرْبِ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ، وَارْتِفَاعُ قَبْوِهِ ثَلاَثَةَ عَشَرَ ذِرَاعاً وَنِصْفٌ، وذراع المَقْصُوْرَةِ مِنَ الشَّرقِ إِلَى الغَرْبِ خَمْسَةٌ وَسَبْعُوْنَ ذِرَاعاً، وَعَرضُهَا مِنْ جِدَارِ الخَشَبِ إِلَى القِبْلَةِ اثنان وعشرون ذراعًا، وطول الجامع ثلاثمائة وَثَلاَثُوْنَ ذِرَاعاً، وَمِنَ الشَّرقِ إِلَى الغَرْبِ مائَتَانِ وَخَمْسُوْنَ ذِرَاعاً. وَأَمَّا الإِسْلاَمُ فَكَانَ عَزِيْزاً مَنِيْعاً بِالأَنْدَلُسِ فِي دَوْلَةِ الدَّاخِلِ، فَانْظُرْ إِلَى هَذَا الأَمَانِ الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ لِلنَّصَارَى: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ: كِتَابُ أَمَانٍ وَرَحْمَةٍ، وَحَقْنِ دِمَاءٍ وَعِصْمَةٍ، عَقَدَهُ الأَمِيْرُ الأَكْرَمُ المَلِكُ المُعَظَّمُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُعَاوِيَةَ، ذُو الشَّرَفِ الصَّمِيْمِ، وَالخَيْرِ العَمِيْمِ، لِلْبَطَارِقَةِ وَالرُّهْبَانِ، وَمَنْ تَبِعَهُم مِنْ سَائِرِ البُلْدَانِ، أَهْلِ قَشْتَالَةَ وَأَعْمَالِهَا، مَا دَامُوا عَلَى الطَّاعَةِ فِي أَدَاءِ مَا تَحَمَّلُوْهُ، فَأَشْهَدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّ عَهْدَهُ لاَ يُنسَخُ مَا أَقَامُوا عَلَى تَأْدِيَةِ عَشْرَةِ آلاَفِ أُوْقِيَّةٍ مِنَ الذَّهَبِ، وَعَشْرَةِ آلاَفِ رَطْلٍ مِنَ الفِضَّةِ، وَعَشْرَةِ آلاَفِ رَأْسٍ مِنْ خِيَارِ الخَيْلِ، وَمِثْلِهَا مِنَ البِغَالِ، مَعَ ذَلِكَ أَلْفُ دِرْعٍ وَأَلْفُ بَيْضَةٍ، وَمِنَ الرِّمَاحِ الدَّرْدَارِ مِثْلُهَا فِي كُلِّ عَامٍ، وَمَتَى ثَبتَ عَلَيْهِمُ النَّكْثُ بَأَسِيْرٍ يَأْسِرُوْنَهُ، أَوْ مُسْلِمٍ يَغْدِرُوْنَه، انْتَكَثَ مَا عُوْهِدُوا عَلَيْهِ، وَكُتِبَ لَهُم هَذَا الأَمَانُ بِأَيْدِيهِم إِلَى خَمْسِ سِنِيْنَ، أَوَّلُهَا صَفَرٌ عَامَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَذَكَرَ ابْنُ عَسَاكِرَ بِإِسْنَادٍ لَهُ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ لَمَّا عَدَّى إِلَى الجَزِيْرَةِ، فَنَزَلَهَا، اتَّبَعَهُ أَهْلُهَا، ثُمَّ مَضَى إِلَى إِشْبِيْلِيَةَ، فَاتَّبَعَهُ أَهْلُهَا، ثُمَّ مَضَى إلى قُرْطُبَةَ، فَاتَّبَعَهُ مَنْ فِيْهَا، فَلَمَّا رَأَى يُوْسُفُ الفِهْرِيُّ العَسَاكِرَ قَدْ أَظَلَّتْه، هَرَبَ إِلَى دَارِ الشِّركِ، فَتَحَصَّنَ هُنَاكَ، وَغَزَاهُ عَبْد الرَّحْمَنِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَوَقَعَتْ نُفْرَةٌ فِي عَسْكَرِه، فَانْهَزَمَ، وَرُدَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِلاَ حَرْبٍ، وَجَعَلَ لِمَنْ أَتَاهُ بِرَأسِ يُوْسُفَ جُعلا، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ يُوْسُفَ بِرَأسِهِ. وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأندلس، فقامت معه اليمانية، وحارب يوسف عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفِهْرِيَّ مُتَوَلِّي الأَنْدَلُسَ، فَهَزَمَه، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ عَلَى سِيْرَةٍ جَمِيْلَةٍ مِنَ العَدْلِ. وَقَالَ أَبُو المُظَفَّرِ الأبيْوَرْدي فِي "أَخْبَارِ بَنِي أُمَيَّةَ": كَانَ النَّاسُ يَقُوْلُوْنَ: مَلَكَ الأَرْضَ ابْنَا بربريَّتين -يَعْنِي: عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَالمَنْصُوْرَ. وَكَانَ المَنْصُوْرُ يَقُوْلُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُعَاوِيَةَ: ذَاكَ صَقْرُ قُرَيْشٍ، دَخَلَ المَغْرِبَ وَقَدْ قُتِلَ قَوْمُهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَضرِبُ العَدْنَانِيَّةَ بِالقَحْطَانِيَّةِ حَتَّى مَلَكَ.

وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ اللُّغَوِيُّ المُتَوَفَّى سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ: كَانَتْ بِقُرْطُبَةَ جَنَّةٌ اتَّخَذَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُعَاوِيَةَ، كَانَ فِيْهَا نَخْلَةٌ أدركتُها. وَفِي ذَلِكَ يَقُوْلُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُعَاوِيَةَ: يَا نَخْلَ أَنْتِ غَرِيْبَةٌ مِثْلِي ... فِي الغَرْبِ نَائِيَةٌ عَنِ الأَهْلِ فَابْكِي وَهَلْ تَبْكِي مُلَمَّسَةٌ ... عَجْمَاءُ لَمْ تُطْبَعْ عَلَى خَبْلِ لَوْ أَنَّهَا تَبْكِي إِذَنْ لَبَكَتْ ... مَاءَ الفُرَاتِ وَمَنْبِتَ النَّخْلِ لَكِنَّهَا ذَهَلَتْ وَأَذْهَلَنِي ... بُغْضِي بَنِي العَبَّاسِ عَنْ أَهْلِي وَقَدْ وَلِيَ عَلَى الأَنْدَلُسِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ الغَافِقِيُّ فِي أَيَّامِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَبَنَى تِلْكَ القَنَاطِرَ بِقُرْطُبَةَ بِقِبْلِيِّ القَصْرِ وَالجَامِعِ، وَهِيَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ قَوْساً، طولها ثمانمائة بَاعٍ، وَعَرضُهَا سِوَى سَتَائِرِهَا عِشْرُوْنَ بَاعاً، وَارتِفَاعُهَا سِتُّوْنَ ذِرَاعاً، وَهِيَ مِنْ عَجَائِبِ الدُّنْيَا. وَلَمَّا انْقَرَضَتْ دَوْلَةُ بَنِي أُمَيَّةَ، اتَّفَقَ النَّاسُ عَلَى تَقْدِيْمِ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عُقْبَةَ بنِ نَافِعٍ الفِهْرِيِّ، فَعَمُرتِ البِلاَدُ فِي أَيَّامِهِ، وَاتَّسَعَتْ، فَلَمَّا أَرَادَ اللهُ ظُهُوْرَ مُلكِ بَنِي أُمَيَّةَ بِالأَنْدَلُسِ، ذلَّتْ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ قَبَائِلُ العَرَبِ، وَسُلِّمَ لَهُ الأَمْرُ، وَقُتِلَ يُوْسُفُ الفِهْرِيُّ بِوَادِي الزَّيْتُوْنِ، وَخُطِبَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بجميع الأمصار بها، وشيد قرطبة وعزا عِدَّةَ غَزَوَاتٍ. مِنْ ذَلِكَ: غَزْوَةُ قَشْتَالَةَ، جَازَ إِلَيْهَا مِنْ نَهْرِ طُلَيْطِلَةَ، وَفَرَّتِ الرُّوْمُ أَمَامَهُ، وَتَعلَّقَتْ بِالحِبَالِ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى وَصَلَ مَدِيْنَة بَرْنِيْقَةَ، مِنْ مَمْلَكَةِ قَشْتَالَةَ، فَنَزَلَ عَلَيْهَا، وَأَمَرَ بِرَفْعِ الخِيَامِ، وَشَرَعَ فِي البِنَاءِ، وَأَخَذَ النَّاسُ يبنون، فسلموا إليه الأمان عِنْد إِيَاسِهِم مِنَ النَّجْدَةِ، وَخَرَجُوا بِثِيَابِهِم فَقَطْ، وَمَا يُزَوِّدُهُم، ثُمَّ كَتَبَ لأَهْلِ قَشْتَالَةَ ذَلِكَ الأَمَانَ الَّذِي تَقَدَّمَ، وَهُوَ بِخَطِّ الوَزِيْرِ بِشْرِ بنِ سَعِيْدٍ الغَافِقِيِّ. وَلَمَّا صَفَا الأَمْرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ بنِ حَمْزَةَ، مِنْ ولد عمر ابن الخَطَّابِ، وَذَلِكَ بَعْدَ سَبْعَةِ أَعْوَامٍ مِنْ تَمَنُّعِهِ بِطُلَيْطِلَةَ، عَظُمَ سُلْطَانُه، وَامْتَدَّتْ أَيَّامُهُ، وَعَاشَ سِتِّيْنَ سَنَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَأَيِسَتْ بَنُو العَبَّاسِ مِنْ مَمْلَكَةِ الأَنْدَلُسِ لِبُعْدِ الشقة.

هشام بن عبد الرحمن بن معاوية

1226- هشام بن عبد الرحمن بن معاوية 1: الأَمِيْرُ أَبُو الوَلِيْدِ المَرْوَانِيُّ، بُوْيِعَ بِالمُلْكِ بِالأَنْدَلُسِ عِنْدَ مَوْتِ وَالِدِهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ، وَعُمُرُهُ إِذْ ذَاكَ ثَلاَثُوْنَ سَنَةً، فَإِنَّهُ وُلِدَ بِالأَنْدَلُسِ. وَكَانَ دَيِّناً، وَرِعاً يَشهَدُ الجَنَائِزَ، وَيَعُوْدُ المَرْضَى، وَيَعدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ، وَيُكْثِرُ الصَّدَقَاتِ، وَيَتَعَاهَدُ المَسَاكِيْنَ. وَأُمُّهُ: أُمُّ وَلَدٍ، اسْمُهَا حَوْرَاءُ. وَلَمَّا احْتُضِرَ عَهِدَ، بِالأَمْرِ إِلَى وَلَدِهِ الحَكَمِ. وَمَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانِيْنَ، وَمائَةٍ وَلَهُ سَبْعٌ وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللهُ. وَلْنَذْكُرْ بَاقِي المَرْوَانِيَّةِ عَلَى نسق واحد.

_ 1 ترجمته في العقد الفريد لابن عبد ربه "4/ 490"، ونفح الطيب للمقري "1/ 334".

الحكم بن هشام

1227- الحَكَمِ بنِ هِشَامِ 1: ابنِ الدَّاخِلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مُعَاوِيَةَ بنِ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مروان ابن الحَكَمِ الأُمَوِيُّ، المَرْوَانِيُّ، أَبُو العَاصِ، أَمِيْرُ الأَنْدَلُسِ، وَابْنُ أَمِيْرِهَا، وَحَفِيْدُ أَمِيْرِهَا. وَيُلَقَّبُ: بِالمُرْتَضَى، وَيُعْرَفُ: بالربضي؛ لما فعل بأهل الرَّبَضِ. بُوْيِعَ بِالمُلْكِ عِنْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ، فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَكَانَ مِنْ جَبَابِرَةِ المُلُوْكِ، وَفُسَّاقِهِم، وَمُتَمَرِّدِيْهِم، وَكَانَ فَارِساً، شُجَاعاً، فَاتِكاً، ذَا دَهَاءٍ، وَحَزمٍ، وَعُتُوٍّ، وَظُلْمٍ، تَملَّكَ سَبْعاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. وَكَانَ فِي أَوَّلِ أَمرِهِ عَلَى سِيْرَةٍ حَمِيْدَةٍ، تَلاَ فِيْهَا أَبَاهُ، ثُمَّ تَغَيَّرَ، وَتَجَاهَرَ بِالمَعَاصِي. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ: كَانَ مِنَ المُجَاهِرِيْنَ بِالمَعَاصِي، سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ، كَانَ يَأْخذُ أَوْلاَدَ النَّاسِ المِلاَحَ، فَيَخْصِيْهِم وَيُمْسِكُهُم، لِنَفْسِهِ. وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ. قَالَ اليَسَعُ بنُ حَزْمٍ: هَمَّتِ الرُّوْمُ بِمَا لَمْ يَنَالُوا مِنْ طَلَبِ الثُّغُورِ، فَنَكَثُوا العَهْدَ، فَتَجَهَّزَ الحَكَمُ إِلَيْهِم حَتَّى جَازَ جَبَلَ السَّارَةِ -شِمَالِيَّ طُلَيْطِلَةَ- فَفَرَّتِ الرُّوْمُ أَمَامَهُ حَتَّى تَجَمَّعُوا بِسَمُّوْرَةَ، فَلَمَّا الْتَقَى الجَمْعَانِ، نَزَلَ النَّصْرُ، وَانْهَزَمَ الكُفْرُ، وَتَحَصَّنُوا بِمَدِيْنَةِ سَمُّوْرَةَ، وَهِيَ كَبِيْرَةٌ جِدّاً، فَحَصَرَهَا المُسْلِمُوْنَ بِالمَجَانِيْقِ، حَتَّى افْتَتَحُوهَا عَنْوَةً، وَمَلَكُوا أَكْثَرَ شَوَارِعِهَا، وَاشْتَغَلَ الجُنْدُ بِالغَنَائِمِ، وَانْضَمَّتِ الرُّوْمُ إِلَى جِهَةٍ مِنَ البَلَدِ، وخرجوا على حمية، فقتلوا خلقًا

_ 1 ترجمته في العقد الفريد "4/ 490"، فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "1/ 393".

فِي خُرُوْجِهِم، فَكَانَتْ غَزْوَتُه مِنْ أَعْظَمِ المَغَازِي، لَوْلاَ مَا طَرَأَ فِيْهَا مِنْ تَضْيِيعِ الحَزْمِ، وَرَامَتِ الرُّوْمُ السَّلْمَ، فَأَبَى عَلَيْهِمُ الحَكَمُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ بِلاَدِهِم خَوْفاً مِنَ الثُّلُوْجِ، فَلَمَّا كان العام الآتي، استعد أعظم استعداد، وَقَصَدَ سَمُّوْرَةَ، فَقَتَلَ، وَسَبَى، كُلَّ مَا مَرَّ بِهِ، ثُمَّ نَازَلَهَا شَهْرَيْنِ، ثُمَّ دَخَلُوْهَا بَعْد جَهْدٍ، وَبَذَلُوا فِيْهَا السَّيْفَ إِلَى المَسَاءِ، ثُمَّ انْحَازَ المُسْلِمُوْنَ، فَبَاتُوا عَلَى أَسْوَارِهَا، ثُمَّ صَبَّحُوهَا مِنَ الغَدِ، لاَ يُبقُونَ عَلَى مُحْتَلِمٍ. قَالَ الرَّازِيُّ فِي "مَغَازِي الأَنْدَلُسِ": الَّذِي أُحصِيَ مِمَّنْ قُتِلَ فِي سَمُّوْرَةَ ثَلاَثُ مائَةِ أَلْفِ نَفْسٍ، فَلَمَّا بَلَغَ الخَبَرُ مَلِكَ رُوْمِيَّةَ، كَتَبَ إِلَى الحكم يرغب في الأمان، فوضع عَلَى الرُّوْمِ مَا كَانَ جَدُّهُ وَضَعَ عَلَيْهِم، وَزَادَ عَلَيْهِم أَنْ يَجْلِبُوا مِنْ تُرَابِ مَدِيْنَةِ رُوْمِيَّةَ نَفْسِهَا مَا يُصنَعُ بِهِ أَكوَامٌ بِشَرْقِيِّ قُرْطُبَةَ صَغَاراً لَهُم، وَإِعلاَءً لِمَنَارِ الإِسْلاَمِ، فَهُمَا كَوْمَانِ مِنَ التُّرَابِ الأَحْمَرِ فِي بَسِيْطِ مدرَتِهَا السَّوْدَاءُ. قُلْتُ: وَكَثُرَتِ العُلَمَاءُ بِالأَنْدَلُسِ فِي دَوْلَتِهِ، حَتَّى قِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ بِقُرْطُبَةَ أَرْبَعَةُ آلاَفِ مُتَقَلِّسٍ مُتَزَيِّيْنَ بِزِيِّ العُلَمَاءِ، فَلَمَّا أَرَادَ اللهُ فَنَاءهُم، عَزَّ عَلَيْهِمُ انْتِهَاكُ الحَكَمِ لِلْحُرُمَاتِ، وَائْتَمَرُوا لِيَخْلَعُوْهُ، ثُمَّ جَيَّشُوا لِقِتَالِهِ، وَجَرَتْ بِالأَنْدَلُسِ فِتْنَةٌ عَظِيْمَةٌ عَلَى الإِسْلاَمِ وَأَهْلِهِ، فَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، فَذَكَرَ ابْنُ مُزْيَنٍ فِي "تَارِيْخِهِ": طَالُوْتَ بنَ عَبْدِ الجَبَّارِ المَعَافِرِيَّ، وَأَنَّهُ أَحَدُ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ الشُهَدَاءِ الَّذِيْنَ هَمُّوا بِخَلْعِ الحَكَمِ، وَقَالُوا: إِنَّهُ غَيْرُ عَدْلٍ، وَنَكَثُوْهُ فِي نُفُوْسِ العَوَامِّ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ لاَ يَحِلُّ المَكْثُ وَلاَ الصَّبْرُ عَلَى هَذِهِ السِّيْرَةِ الذَّمِيْمَةِ، وَعَوَّلُوا عَلَى تَقْدِيْمِ أَحَدِ أَهْلِ الشُّوْرَى بِقُرْطُبَةَ، وَهُوَ أَبُو الشَّمَاسِ أحمد بن المنذر بن الدَّاخِلِ الأُمَوِيِّ ابْنُ عَمِّ الحَكَمِ، لِمَا عَرَفُوا مِنْ صَلاَحِهِ، وَعَقْلِهِ، وَدِيْنِهِ، فَقَصَدُوْهُ، وَعَرَّفُوهُ بِالأَمْرِ، فَأَبْدَى المَيْلَ إِلَيْهِم وَالبُشْرَى بِهِم، وَقَالَ لَهُم: أَنْتُمْ أَضْيَافِيَ اللَّيْلَةَ، فَإِنَّ اللَّيْلَ أَسْتَرُ. وَنَامُوا، وَقَامَ هُوَ إِلَى ابْنِ عَمِّهِ بِجَهْلٍ، فَأَخْبَرَهُ بِشَأْنِهِم، فَاغْتَاظَ لِذَلِكَ، وَقَالَ: جِئْتَ لِسَفْكِ دَمِي أَوْ دِمَائِهِم، وَهُمْ أَعْلاَمٌ، فَمِنْ أَيْنَ نَتَوَصَّلُ إِلَى مَا ذَكَرْتَ? فَقَالَ: أَرْسِلْ مَعِيَ مَنْ تَثِقُ بِهِ لِيَتَحَقَّقَ. فَوَجَّهَ مَنْ أَحَبَّ، فَأَدْخَلَهُم أَحْمَدُ فِي بَيْتِهِ تَحْتَ سِتْرٍ، وَدَخَلَ اللَّيْلُ، وَجَاءَ القَوْمُ، فَقَالَ: خَبِّرُوْنِي مَنْ مَعَكُم? فَقَالُوا: فُلاَنٌ الفَقِيْهُ، وَفُلاَنٌ الوَزِيْرُ. وَعَدُّوا كِبَاراً، وَالكَاتِبُ يَكْتُبُ حَتَّى امْتَلأَ الرَّقُّ، فَمَدَّ أَحَدُهُم يَدَهُ وَرَاءَ السِّتْرِ، فَرَأَى القَوْمَ، فَقَامَ وَقَامُوا، وَقَالُوا: فَعَلْتَهَا يَا عَدُوَّ اللهِ. فَمَنْ فَرَّ لِحِيْنِهِ، نَجَا، وَمَنْ لاَ، قُبِضَ عَلَيْهِ، فَكَانَ مِمَّنْ فَرَّ: عِيْسَى بنُ دِيْنَارٍ الفَقِيْهُ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى الفَقِيْهُ صَاحِبُ مَالِكٍ، وَقَرَعُوْسُ بنُ العَبَّاسِ الثقفي. وَقُبِضَ عَلَى نَاسٍ كَأَبِي كَعْبٍ، وَأَخِيْهِ، وَمَالِكِ بنِ يَزِيْدَ القَاضِي، وَمُوْسَى بنِ سَالِمٍ

الخَوْلاَنِيِّ، وَيَحْيَى بنِ مُضَرَ الفَقِيْهِ، وَأَمْثَالِهِم مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالدِّيْنِ، فِي سَبْعَةٍ وَسَبْعِيْنَ رَجُلاً، فَضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُم، وَصُلِبُوا. وَأَضَافَ إِلَيْهِم عَمَّيْهِ؛ كُلَيباً وَأُمَيَّةَ، فَصُلِبَا، وَأَحْرَقَ القُلُوْبَ عَلَيْهِم، وَسَارَ بِأَمْرِهِمُ الرِّفَاقُ، وَعَلِمَ الحَكَمُ أَنَّهُ مَحْقُوْدٌ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِم، فَأَخَذَ فِي جَمْعِ الجُنُوْدِ وَالحَشَمِ، وَتَهَيَّأَ، وَأَخَذَتِ العَامَّةُ فِي الهَيْجِ، وَاسْتَأْسَدَ النَّاسُ، وَتَنَمَّرُوا، وَتَأَهَّبُوا. فَاتَّفَقَ أَنَّ مَمْلُوْكاً خَرَجَ مِنَ القَصْرِ بِسَيْفٍ دَفَعَهُ إِلَى الصَّيْقَلِ، فَمَاطَلَهُ، فَسَبَّهُ، فَجَاوَبَهُ الصَّيْقَلُ، فَتَضَارَبَا، وَنَال مِنْهُ المَمْلُوْكُ حَتَّى كَادَ أَنْ يُتلِفَه، فَلَمَّا تَرَكَهَ، أَخَذَ الصَّيْقَلُ السَّيْفَ، فَقَتَلَ بِهِ المَمْلُوْكَ، فَتَأَلَّبَ إِلَى المَقْتُوْلِ جَمَاعَةٌ، وَإِلَى القَاتِلِ جَمَاعَةٌ أُخْرَى، وَاسْتَفحَلَ الشَّرُّ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمَائَتَيْنِ، وَتَدَاعَى أَهْلُ قُرْطُبَةَ مِنْ أَرْبَاضِهِم، وَتَأَلَّبُوا بِالسِّلاَحِ، وَقَصَدُوا القَصْرَ، فَرَكِبَ الجَيْشُ وَالإِمَامُ الحَكَمُ، فَهَزَمُوا العَامَّةَ، وَجَاءهُم عَسْكَرٌ مِنْ خَلْفِهِم، فَوَضَعُوا فِيْهِمُ السَّيْفَ، وَكَانَتْ وَقْعَةً هَائِلَةً شَنِيعَةً، مَضَى فِيْهَا عَدَدٌ كَثِيْرٌ زُهَاءَ عَنِ أَرْبَعِيْنَ أَلْفاً مِنْ أَهْلِ الرَّبَضِ، وَعَايَنُوا البَلاَءَ مِنْ قُدَّامِهِم وَمِنْ خَلْفِهِم، فَتَدَاعَوْا بِالطَّاعَةِ، وَأَذْعَنُوا وَلاَذُوا بِالعَفْوِ، فَعَفَا عَنْهُم عَلَى أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ قُرْطُبَةَ، فَفَعَلُوا، وَهُدِمَتْ دِيَارُهُم وَمَسَاجِدُهُم، وَنَزَلَ مِنْهُم أُلُوْفٌ بِطُلَيْطِلَةَ، وَخَلْقٌ فِي الثُّغُوْرِ، وَجَازَ آخَرُوْنَ البَحْرَ، وَنَزَلُوا بِلاَدَ البَرْبَرِ، وَثَبَتَ جَمْعٌ بِفَاسَ، وَابْتَنَوْا عَلَى سَاحِلِهَا مَدِيْنَةً غَلَبَ عَلَى اسْمِهَا مَدِيْنَةُ الأَنْدَلُسِ، وَسَارَ جَمعٌ منهم زهاء خمسة عشر ألفًا، وَفِيْهِم عُمَرُ بنُ شُعَيْبٍ الغَلِيْظُ، فَاحْتَلُّوا بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَاتَّفَقَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ رَجُلاً مِنْهُم اشْتَرَى لَحْماً مِنْ جَزَّارٍ، فَتَضَاجَرَ مَعَهُ، وَرَمَاهُ الجَزَّارُ بِكِرْشٍ فِي وَجْهِهِ، فَرَجَعَ بِتِلْكَ الحَالَةِ إِلَى قومه، فجاءوا فَقَتَلُوا اللَّحَّامَ، فَقَامَ عَلَيْهِم أَهْلُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَاقْتَتَلُوا، وَأَخْرَجَ الأَنْدَلُسِيُّوْنَ أَهْلَهَا هَاربِيْنَ، وَتَمَلَّكُوا الإِسْكَنْدَرِيَّةَ. فَاتَّصَلَ الخَبَرُ بِالمَأْمُوْنِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِم، وَابْتَاعَ المَدِيْنَةَ مِنْهُم، عَلَى أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا، وَيَنْزِلُوا جَزِيْرَةَ إِقْرِيْطشَ1، فَخَرَجُوا، وَنَزَلُوْهَا، وَافْتَتَحُوهَا، فَلَمْ يَزَالُوا فِيْهَا إِلَى أَنْ غَلَبَ عَلَيْهَا أَرْمَانُوسُ بنُ قُسْطَنْطِيْنَ سَنَةَ خمس وثلاثمائة. وَأَمَّا الحَكَمُ فَإِنَّهُ اطْمَأَنَّ، وَكَتَبَ إِلَى القَائِدِ مُحَمَّدِ بنِ رُسْتُمَ كِتَاباً فِيْهِ: وَأَنَّهُ تَدَاعَى فَسَقَةٌ مِنْ أَهْلِ قُرْطُبَةَ إِلَى الثَّوْرَةِ، وَشَهَرُوا السِّلاَحَ، فَأَنْهَضْنَا لَهُمُ الرِّجَالَ، فَقَتَلْنَا فِيْهِم قَتلاً ذَرِيْعاً، وَأَعَانَ اللهُ عَلَيْهِم، فَأَمسَكْنَا عَنْ أَمْوَالِهِم وَحُرَمِهِم. ثُمَّ كَتَبَ الحَكَمُ كِتَابَ أَمَانٍ عَامٍّ، وَكَانَ طَالُوْتُ2 اخْتَفَى سَنَةً عِنْدَ يَهُوْدِيٍّ، ثُمَّ خرج،

_ 1 جزيرة إقريطش: جزيرة في البحر المتوسط. وتعرف اليوم بـ"كريت". 2 هو: طالوت بن عبد الجبار المعافري الأندلسي، دخل مصر، وحج، ولقي مالك بن أنس، وعاد إلى قرطبة كما في "نفح الطيب" للمقري "2/ 639".

وَقَصَدَ الوَزِيْرَ أَبَا البَسَّامِ لِيَختَفِيَ عِنْدَهُ، فَأَسلَمَهُ إِلَى الحَكَمِ فَقَالَ: مَا رَأْيُ الأَمِيْرِ فِي كَبْشٍ سَمِيْنٍ، وَقَفَ عَلَى مِذْوَدِهِ عَاماً؟ فَقَالَ الحَكَمُ: لَحْمٌ ثَقِيْلٌ، مَا الخَبَرُ? قَالَ: طَالُوْتُ عندي. فأمره بإحضاره، فَأُحضِرَ، فَقَالَ: يَا طَالُوْتُ! أَخْبِرْنِي لَوْ أَنَّ أَبَاكَ أَوِ ابْنَكَ مَلَكَ هَذِهِ الدَّارَ، أَكُنْتَ فِيْهَا فِي الإِكرَامِ وَالبِرِّ عَلَى مَا كُنْتُ أَفْعَلُ مَعَكَ? أَلَمْ أَفْعَلْ كَذَا؟ أَلَمْ أَمْشِ فِي جَنَازَةِ امْرَأَتِكَ، وَرَجَعتُ مَعَكَ إِلَى دَارِكَ? أَفَمَا رَضِيْتَ إِلاَّ بِسَفكِ دمِي? فَقَالَ الفَقِيْهُ فِي نَفْسِهِ: لاَ أَجِدُ أَنْفعَ مِنَ الصِّدْقِ، فَقَالَ: إِنِّيْ كُنْتُ أُبغِضُكَ للهِ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ مَا صَنَعْتَ مَعِيَ لِغَيْرِ اللهِ، وَإِنِّيْ لَمُعْتَرِفٌ بِذَلِكَ -أَصْلَحَكَ اللهُ- فَوَجَمَ الخَلِيْفَةُ، وَقَالَ: اعْلَمْ أَنَّ الَّذِي أَبْغَضْتَنِي لَهُ قَدْ صَرَفَنِي عَنْكَ، فَانْصَرِفْ فِي حِفْظِ اللهِ، وَلَسْتُ بِتَارِكٍ بِرَّكَ، وَلَيْتَ الَّذِي كَانَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنْ أَيْنَ ظَفِرَ بِكَ أَبُو البَسَّامِ -لاَ كَانَ؟ فَقَالَ: أَنَا أَظْفَرْتُهُ بِنَفْسِي، وَقَصَدْتُهُ. قَالَ: فَأَيْنَ كُنْتَ فِي عَامِكَ? قَالَ: فِي دَارِ يَهُوْدِيٍّ، حَفِظَنِي للهِ. فَأَطْرَقَ الخَلِيْفَةُ مَلِيّاً، وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى أَبِي البَسَّامِ، وَقَالَ: حَفِظَه يَهُوْدِيٌّ، وَسَتَرَ عَلَيْهِ لِمَكَانِه مِنَ العِلْمِ وَالدِّيْنِ، وَغَدَرْتَ بِهِ إِذْ قَصَدَكَ، وَخَفَرْتَ ذِمَّتهُ، لاَ أَرَانَا اللهُ فِي القِيَامَةِ وَجْهَهُ إِنْ رَأَيْنَا لَكَ وَجْهاً. وَطَرَدَهُ، وَكَتَبَ لِلْيَهُودِيِّ كِتَاباً بِالجِزْيَةِ فِيْمَا مَلَكَ، وَزَادَ فِي إِحْسَانِهِ فَلَمَّا رَأَى اليَهُوْدِيُّ ذَلِكَ، أَسْلَمَ مَكَانَهُ. قَالَ ابْنُ مُزْيَنٍ: وَكَانَ أَهْلُ طُلَيْطِلَةَ لَهُم نُفُوْسٌ أَبِيَّةٌ، وَكَانُوا لاَ يَصْبِرُوْنَ عَلَى ظُلْمِ بَنِي أُمَيَّةَ، فَإِنَّ وُلاَتَهُم كَانَ فِيْهِم ظُلْمٌ وَتَعَدٍّ، فَكَانُوا يَثِبُوْنَ عَلَى الوَالِي وَيُخْرِجُونَه، فَوَلَّى عَلَيْهِمُ الحَكَمُ عَمْرُوْساً، رَجُلاً مِنْهُم. وَكَانَ عمروس داهية، فداخل الحكم، وعمل على رءوس أهل طليطلة حتى قتل جماعة منهم. قَالَ ابْنُ مُزْيَنٍ: فَأَشَارَ أَوَّلاً عَلَى الأَعْيَانِ بِبِنَاءِ قَلْعَةٍ تَحمِيهِم، فَفَعَلُوا، فَبَعَثَ إِلَى الخَلِيْفَةِ كتبًا بِمُعَامِلَةٍ مِنْهُ، فِيْهِ شَتْمُهُ وَسَبُّهُ، فَقَامَ لَهُ، وَقَعَدَ، وَسَبَّ وَأَفْحَشَ، وَبَعَثَ لِلْخَلِيْفَةِ وَلَدَهُ لِلْغَزْوِ، فَاحْتَالَ عَمْرُوْسُ1 عَلَى الأَكَابِرِ حَتَّى خَرَجُوا، وَتَلَقَّوْهُ، وَرَغَّبُوهُ فِي الدُّخُولِ إِلَى قَلْعَتِهِم، وَمَدَّ سِمَاطاً، وَاسْتَدْعَاهُم، فَكَانَ الدَّاخِلُ يُدْخَلُ عَلَى بَابٍ، وَيُخْرَجُ مِنْ بَابٍ آخَرَ، فَتُضْرَبُ عُنُقُهُ حَتَّى كَمُلَ كَذَلِكَ نَحْوُ الخَمْسَةِ آلاَفٍ، حَتَّى غَلاَ بُخَارُ الدِّمَاءِ، وَظَهَرَتِ الرَّائِحَةُ، ثُمَّ بَعَثَ الحَكَمُ أَمَاناً لِيَحْيَى بنِ يَحْيَى اللَّيْثِيِّ. مَاتَ الحَكَمُ سَنَةَ سِتٍّ وَمَائَتَيْنِ، فِي آخِرِهَا، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً. وَوَلِيَ الأَنْدَلُسَ بَعْدَهُ: ابْنُهُ أَبُو المُطَرِّفِ عبد الرحمن، فلنذكره.

_ 1 هو: عمروس بن يوسف، والي الحكم على الثغر. اشتهر بذبحه للمنشقين عنه في فناء قصره كما ذكره المؤلف فيما يأتي.

عبد الرحمن بن الحكم بن هشام

1228- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَكَمِ بنِ هِشَامِ 1: ابْنِ الدَّاخِلِ, أَمِيْرُ الأَنْدَلُسِ، أَبُو المُطَرِّفِ المَرْوَانِيُّ. بُوْيِعَ بَعْدَ وَالِدهِ، فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ وَمَائَتَيْنِ فَامْتَدَّتْ أَيَّامُهُ، وَكَانَ وَادِعاً، حَسَنَ السِّيْرَةِ، لَيِّنَ الجَانِبِ، قَلِيْلَ الغَزْوِ، غَلَبَتِ المُشْرِكُوْنُ فِي دَوْلَتِه عَلَى إِشْبِيْلِيَةَ، وَلَكِنَّ اللهَ سَلَّمَ. كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ الفَقِيْهُ يُحَرِّضُهُ عَلَى بِنَاءِ سُورِ إِشْبِيْلِيَةَ، يَقُوْلُ لَهُ: حَقْنُ دِمَاءِ المُسْلِمِيْنَ -أَيَّدَكَ الله، وَأَعْلَى يَدَكَ بِابْتِنَاءِ السُّورِ- أَحَقُّ وَأَوْلَى. فَأَخَذَ بِرَأْيِهِ، وَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ زِيَادَةِ جَامِعِ قُرْطُبَةَ، وَابْتَنَى أَيْضاً جَامِعَ إِشْبِيْلِيَةَ عَلَى يَدِ قَاضِيْهَا عَمْرِو بنِ عَدَبَّسَ، وَكَانَتْ إشبيلية من ناحية الوادي بلا سور. فَلَمَّا كَانَتْ سَنَةُ ثَلاَثِيْنَ وَمَائَتَيْنِ، طَرَقَ المَجُوْسُ الأَرْدَمَانِيُّوْنَ إِشْبِيْلِيَةَ فِي ثَمَانِيْنَ مَرْكَباً فِي الوَادِي، فَصَادَفُوا أَهْلَهَا عَلَى غِرَارَةٍ بِمُطَاولَةِ أَمَدِ الأَمَانِ لَهُم مَعَ قِلَّةِ خِبْرَتِهِم بِحَرْبِهِم، فَطَلَعُوا مِنَ المَرَاكِبِ، وَقَدْ لاَحَ لَهُم خَوَرٌ مِنْ أَهْلِهَا، فَقَاتَلُوْهُم، وَقَوَوْا عَلَى المُسْلِمِيْنَ، وَوَضَعُوا السَّيْفَ فِيْهِم، وَمَلَكُوا إِشْبِيْلِيَةَ بَعْدَ القَتْلِ الذَّرِيْعِ فِي أَهْلِهَا حَتَّى فِي النِّسَاءِ وَالبَهَائِمِ، وَأَقَامُوا بِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ، فَوَرَدَ الخَبَرُ عَلَى الخَلِيْفَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَكَمِ، فَاسْتَنْفَرَ جَيْشَهُ، وَبَعَثَ بِهِم إِلَى إِشْبِيْلِيَةَ، فَحَلُّوا بِالشَّرْقِ، وَوَقَعَ القِتَالُ وَاشْتَدَّ الخَطْبُ، وَانْتَصَرَ المُسْلِمُوْنَ، وَاسْتَحَرَّ القَتْلُ بِالمَلاَعِيْنِ حَتَّى فَنِيَ جَمْعُ الكَفَرَةِ -لَعَنَهُمُ اللهُ- وَحَرَقَ المُسْلِمُوْنَ ثَلاَثِيْنَ مَرْكَباً مِنْ مَرَاكِبِهِم، فَكَانَ بَيْنَ دُخُوْلِهِم إِلَى إِشْبِيْلِيَةَ وَهُرُوْبِهِم عَنْهَا ثَلاَثَةٌ وَأَرْبَعُوْنَ يَوْماً. وَهَذَا كَانَ السَّبَبُ فِي بِنَاءِ سُورِ وَادِيْهَا. وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ: جَاءَ سَيْلٌ مَهُول حَتَّى احْتَمَلَ رَبَضَ قَنْطَرَةِ قُرْطُبَةَ، وَاحْتَمَلَ سِتَّ عَشْرَةَ قَرْيَةً إِلَى البَحْرِ بِمَا فِيْهَا مِنَ النَّاسِ وَالمَوَاشِي، وَهَلَكَ مَا لاَ يُعَدُّ وَلاَ يُحْصَى، فَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ. وَكَانَ مَوْلِدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَكَمِ: بِطُلَيْطِلَةَ، فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَمَاتَ فِي ثَالِثِ رَبِيْعٍ الآخر، سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

_ 1 ترجمته في العقد الفريد لابن عبد ربه "4/ 493"، ونفح الطيب للمقري "1/ 344".

محمد بن عبد الرحمن بن الحكم

1229- محمد بن عبد الرحمن بن الحكم 1: صَاحِبُ الأَنْدَلُس، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأُمَوِيُّ، المَرْوَانِيُّ. كَانَ مُحِبّاً لِلْعِلْمِ، مُؤْثِراً لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ، مُكْرِماً لَهُم، حَسَنَ السِّيْرَةِ، وَهُوَ الَّذِي نَصَر بَقِيَّ بنَ مَخْلَدٍ الحَافِظَ عَلَى أَهْلِ الرَّأْيِ. قَالَ بَقِيٌّ: مَا كَلَّمتُ أَحَداً مِنَ المُلُوْكِ أَكْمَلَ عَقْلاً، وَلاَ أَبلَغَ لَفْظاً مِنَ الأَمِيْرِ مُحَمَّدٍ، وَلَقَدْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْماً فِي مَجْلِسِ خِلاَفَتِهِ، فَافْتَتَحَ الكَلاَمَ بِحَمْدِ اللهِ، وَالصَّلاَةِ عَلَى نَبِيِّهِ، ثُمَّ ذَكَرَ الخُلَفَاءَ، فَحَلَّى كُلَّ وَاحِدٍ بِحِلْيَتِهِ وَصِفَتِهِ، وَذَكَرَ مَآثِرَهُ بِأَفْصَحِ لِسَانٍ حَتَّى انْتَهَى إلى نفسه، فحمد الله على قَدَّرَهُ، ثُمَّ سَكَتَ. قُلْتُ: رَأَى مُصَنَّفَ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، إِذْ نَازَعَ أَهْلُ الرَّأْيِ بَقِيَّ بنَ مَخْلَدٍ، فَأَمَرَ بِنَسْخِهِ، وَقَالَ: لا تستغني خزانتنا عن هذا. وَكَانَ ذَا رَأْيٍ، وَحَزْمٍ، وَشَجَاعَةٍ، وَإِقدَامٍ. بُوْيِعَ عِنْدَ مَوْتِ وَالِدِه فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَلَهُ إِحْدَى وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً، وَذَلِكَ بِعَهْدٍ مِنْ وَالِدِهِ وَأُمُّهُ: أُمُّ وَلَدٍ. وَامْتَدَّتْ دَوْلَتُهُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يَتَوَغَّلُ فِي بِلاَدِ الرُّوْمِ، وَيَبْقَى فِي الغَزْوِ السَّنَةَ وَأَكْثَرَ. قَالَ أَبُو المُظَفَّرِ بنُ الجَوْزِيِّ: هُوَ صَاحِبُ وَقْعَةِ سَليط. وَهِي مَلْحَمَةٌ مَشْهُوْرَةٌ لَمْ يُعْهَدْ قَبْلَهَا بِالأَنْدَلُسِ مِثْلُهَا. يقال: قتل فيها ثلاثمائة أَلْفِ كَافِرٍ. وَهَذَا شَيْءٌ لَمْ نَسْمَعْ بِمِثْلِهِ. قَالَ: وَللشُّعَرَاءِ فِيْهِ مَدَائِحُ كَثِيْرَةٌ. قَالَ اليَسَعُ بنُ حَزْمٍ: كَانَ مُحَمَّدٌ يُسَمَّى: بِالأَمِيْنِ. قُلْتُ: مَاتَ فِي آخِرِ صَفَرٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَمَائَتَيْنِ، عَنْ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في العقد الفريد "4/ 493"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 224"، ونفح الطيب للمقري "1/ 350".

المنذر بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم

1230- المُنْذِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَكَمِ 1: بو الحَكَمِ المَرْوَانِيُّ، صَاحِبُ الأَنْدَلُسِ، تَمَلَّكَ بَعْدَ وَالِدِهِ، فَكَانَتْ دَوْلَتُهُ سَنَتَيْنِ، فَمَاتَ وَهُوَ يُحَاصِرُ عُمَرَ بن حفصون، رأس الخوراج بِالأَنْدَلُسِ. وَكَانَ هَذَا بَدَوِيّاً، يَجلِبُ السَّمَكَ بِالأَنْدَلُسِ، فَآلَ بِهِ الأَمْرُ إِلَى أَنْ كَثُرَ جَمْعُهُ، وَاسْتَوْلَى عَلَى جَمَاعَةِ حُصُوْنٍ. مَاتَ المُنْذِرُ فِي نِصْفِ صَفَرٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَمَائَتَيْنِ، وَلَهُ ست وأربعون سنة.

_ 1 ترجمته في العقد الفريد لابن عبد ربه "4/ 496"، ونفح الطيب للمقري "1/ 352".

عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن

1231- عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ عبد الرحمن 1: الأَمِيْرُ أَبُو مُحَمَّدٍ المَرْوَانِيُّ، أَخُو المُنْذِرِ. تَمَلَّكَ الأَنْدَلُسَ بَعْدَ أَخِيْهِ، وَامْتَدَّتْ أَيَّامُهُ. وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ أَخِيْهِ بِعَامٍ، وَكَانَ لَيِّناً، وَادِعاً، يُحِبُّ العَافِيَةَ، فَقَامَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ قُطرٍ مِنَ الأَنْدَلُس مُتَغَلِّبٌ، وَتَنَاقَضَ أَمْرُ المَرْوَانِيَّةِ فِي دَوْلَتِهِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْد رَبِّهِ: كَانَ الأَمِيْرُ عَبْدُ اللهِ مِنْ أَفَاضِلِ أُمَرَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ، بِنَى السَّاباط، وَوَاظَبَ الخُرُوْجَ عَلَيْهِ إِلَى الجَامِعِ، وَالتَزَمَ الصَّلاَةَ إِلَى جَانبِ المِنْبَرِ طُوْلَ مُدَّتِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ: كَانَ عَبْدُ اللهِ الأَمِيْرُ مِنَ الصَّالِحِيْنَ، المُتَّقِيْنَ، العَالِمِيْنَ، رَوَى العِلْمَ كَثِيْراً، وَطَالَعَ الرَّأْيَ، وَأَبصَرَ الحَدِيْثَ، وَحَفِظَ القُرْآنَ، وَتَفَقَّهَ، وَأَكْثَرَ الصَّوْمَ، وَكَانَ يَلْتَزِمُ الصَّلَوَاتِ فِي الجَامِعِ، فَيَمُرُّ بِالصَّفِّ، فَيَقُومُ النَّاسُ لَهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَعِيْدُ بنُ حُمَيْرٍ: أَيُّهَا الإِمَامُ أَنْتَ مِنَ المُتَّقِيْنَ، وَإِنَّمَا يَقُوْمُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالِمِيْنَ، فَلاَ تَرْضَ مِنْ رَعِيَّتِكَ بِغَيْرِ الصَّوَابِ، فَإِنَّ العِزَّةَ للهِ جَمِيْعاً. فَأَمَرَ العَامَّةَ بِتَرْكِ ذَلِكَ فَلَمْ يَنْتَهُوا، فَحِيْنَئِذٍ ابْتَنَى السَّابَاطَ طريقًا مشهورًا من قصره إلى المقصورة. قَالَ اليَسَعُ بنُ حَزْمٍ: اسْتُضعِفَتْ دَوْلَةُ بَنِي أُمَيَّةَ، وَقَامَ ابْنُ حَفْصُوْنَ، وَكَانَ نَصْرَانِيَّ الأَصْلِ، فَأَسْلَمَ، وَتَنَصَّحَ، وَأَلَّبَ، وَحَشَدَ، وَصَارَتِ الأَنْدَلُسُ شُعلَةً تُضْرَمُ، وَلَمْ يَبْقَ لِبَنِي أُمَيَّةَ مِنْبَرٌ يُخطَبُ فِيْهِ إِلاَّ مِنْبَرُ قُرْطُبَةَ، وَالغَارَاتُ تُشَنُّ عَلَيْهَا حَتَّى قَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ النَّاصِرُ، فَتَرَاجَعَ الأَمْرُ. مَاتَ عَبْدُ اللهِ فِي أَوَّلِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سنة ثلاثمائة، وله اثنتان وسبعون سنة.

_ 1 ترجمته في العقد الفريد "4/ 497", ونفح الطيب للمقري "1/ 352".

عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله

1232- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ 1: بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَكَمِ بن هشام بن الدَّاخِلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سُلْطَانُ الأَنْدَلُسِ، المَدْعُوُّ: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، النَّاصِرُ لِدِيْنِ اللهِ، أَبُو المُطَرِّفِ الأُمَوِيُّ، المَرْوَانِيُّ. كَانَ أَبُوْهُ مُحَمَّدٌ وَلِيَّ عَهْدِ وَالِدِه عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، فَقَتَلَهُ أَخُوْهُ أَبُو القَاسِمِ المُطَرِّفُ، فَقَتَلَهُ أَبُوْهُمَا بِهِ. فَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمَائَتَيْنِ قُتِلَ مُحَمَّدٌ، وَلَهُ سَبْعٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَتَأَخَّرَ قَتْلُ المُطَرِّفِ إِلَى رَمَضَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمَائَتَيْنِ. وَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدٌ، كَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا عِشْرُوْنَ يَوْماً. وَوَلِيَ الخِلاَفَةَ بعد جده. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: كَانَتْ خِلاَفَتُهُ مِنَ المُسْتَطْرَفِ؛ لأَنَّهُ كَانَ شَابّاً، وَبَالحَضْرَةِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَعْمَامِهِ، وَأَعْمَامِ أَبِيْهِ، فَلَمْ يَعْتَرِضْ مُعْتَرِضٌ عَلَيْهِ. وَاسْتَمَرَّ لَهُ الأَمْرُ وَكَانَ شَهْماً صَارِماً. وَكُلُّ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ آبَائِهِ لَمْ يَتَسَمَّ أَحَدٌ مِنْهُم بِإِمْرَةِ المُؤْمِنِيْنَ، وَإِنَّمَا كَانُوا يُخَاطَبُوْنَ بِالإِمَارَةِ فَقَطْ، وَفَعَلَ مِثْلَهُم عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ وِلاَيَتِهِ، فَلَمَّا بَلَغَه ضَعْفُ الخِلاَفَةِ بِالعِرَاقِ، وَظُهُوْرُ الشِّيْعَةِ العُبَيْدِيَّةِ بِالقَيْرَوَانِ، رَأَى أَنَّهُ أَحَقُّ بِإِمْرَةِ المُؤْمِنِيْنَ، وَلَمْ يَزَلْ مُنْذُ وَلِيَ الأَنْدَلُسَ يَسْتَنْزِلُ المُتَغَلِّبِيْنَ حَتَّى صَارَتِ المَمْلَكَةُ كُلُّهَا فِي طَاعتِهِ، وَأَكْثَرُ بِلاَدِ العُدْوَةِ، وَأَخَافَ مُلُوْكَ الطَّوَائِفِ حَوْلَهُ. وَابْتَدَأَ بِبِنَاءِ مَدِيْنَةِ الزَّهْرَاءِ فِي أول سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، فَكَانَ يُقَسِّمُ دَخْلَ مَمْلَكَتِهِ أَثْلاَثاً: فَثُلُثٌ يَرصُدُهُ لِلْجُندِ، وَثُلُثٌ يَدَّخِرُهُ فِي بَيْتِ المَالِ، وَثُلُثٌ ينفقه في الزهراء. وكان دخل الأندلس خمسة آلاف ألف دينار وأربعمائة ألف وثمانين ألفًا، ومن السوق والمستخلص سبعمائة أَلْفِ دِيْنَارٍ وَخَمْسَةٌ وَسِتُّوْنَ أَلْفاً. ذَكَرَ ابْنُ أَبِي الفَيَّاضِ فِي "تَارِيْخِهِ"، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ وُجِدَ فِي تَارِيْخِ النَّاصِرِ أَيَّامُ السُّرُوْرِ الَّتِي صَفَتْ لَهُ، فَعُدَّتْ، فَكَانَتْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْماً، وَقَدْ مَلَكَ خَمْسِيْنَ سَنَةً وَنِصْفاً. قَالَ اليَسَعُ بنُ حَزْمٍ: نَظَرَ أَهْلُ الحَلِّ وَالعَقْدِ، مَنْ يقوم بأمر الإسلام، فَمَا وَجَدُوا فِي شَبَابِ بَنِي أُمَيَّةَ مَنْ يَصلُحُ لِلأَمْرِ إِلاَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدٍ، فبايعوه، وطلب منهم المال فلم

_ 1 ترجمته في العقد الفريد "4/ 498"، ونفح الطيب "1/ 353-371".

يَجِدْهُ، وَطَلَبَ العُدَد فَلَمْ يَجِدْهَا، فَلَمْ يَزَلِ السَّعْدُ يَخدِمُهُ إِلَى أَنْ سَارَ بِنَفْسِهِ لابْنِ حفصون، فوجده مجتازًا لوادي التفاح، ومع أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِيْنَ أَلْفَ فَارِسٍ -كَذَا نَقَلَ: اليَسَعُ، وَمَا أَحْسِبُ أَنَّ ابْنَ حَفْصُوْنَ بَقِيَ إِلَى هَذَا التَّارِيْخِ- قَالَ: فَهَزَمَه، وَأُفلِتَ ابْنُ حَفْصُونَ فِي نَفَرٍ يَسِيْرٍ، فَتَحَصَّنَ بِحِصْنِ مُبشّر. وَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَغْزُو حَتَّى أَقَامَ العِوَجَ، وَمَهَّدَ البِلاَدَ، وَوَضَعَ العَدْلَ، وَكَثُرَ الأَمْنُ، ثُمَّ بَعَثَ جَيْشاً إِلَى المَغْرِبِ، فَغزَا برْغوَاطَة بِنَاحِيَةِ سَلاَ، وَلَمْ تَزَلْ كَلِمَتُهُ نَافَذَةً، وَسِجِلْمَاسَةَ، وَجَمِيْعَ بِلاَدِ القِبْلَةِ، وَقُتِلَ ابْنُ حَفْصُوْنَ. وَصَارَتِ الأَنْدَلُسُ أَقْوَى مَا كَانَتْ وَأَحْسَنَهَا حَالاً، وَصَفَا وَجْهُهُ لِلرُّوْمِ، وَشَنَّ الغَارَاتِ عَلَى العَدُوِّ، وَغَزَا بِنَفْسِهِ بِلاَدَ الرُّوْمِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَدَوَّخَهُم، وَوَضَعَ عَلَيْهِم الخِرَاجَ، وَدَانَتْ لَهُ مُلُوْكُهَا، فَكَانَ فِيْمَا شَرَطَ عَلَيْهِم اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ يَصْنَعُوْنَ فِي بِنَاءِ الزَّهْرَاءِ الَّتِي أَقَامَهَا لِسُكْنَاهُ عَلَى فَرْسَخٍ مِنْ قُرْطُبَةَ. وَسَاق إِلَيْهَا أَنْهَاراً، وَنَقَبَ لَهَا الجَبَلَ، وَأَنْشَأَهَا مُدَوَّرَةً، وَعِدَّةُ أَبْرَاجِهَا ثلاثمائة بُرْجٍ، وَشُرُفَاتُهَا مِنْ حَجَرٍ وَاحِدٍ، وَقَسَّمَهَا أَثْلاَثاً: فَالثُلُثُ المُسْنَدُ إِلَى الجَبَلِ: قُصُوْرُهُ، وَالثُلُثُ الثَّانِي: دُوْرُ المَمَالِيْكِ وَالخَدَمِ، وَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً بِمَنَاطقِ الذَّهَبِ، يَرْكَبُوْنَ لِرُكُوْبِه، وَالثُّلُثُ الثَّالِثُ: بَسَاتِيْنُ تَحْتَ القُصُوْرِ. وَعَمِلَ مَجْلِساً مُشْرِفاً عَلَى البَسَاتِيْنِ، صَفَّحَ عُمُدَهُ بِالذَّهَبِ، وَرَصَّعَهُ بِاليَاقُوْتِ وَالزُّمُرُّدِ، وَاللُؤْلُؤِ، وَفَرَشَهُ بِمَنْقُوْشِ الرُّخَامِ، وَصَنَعَ قُدَّامَهُ بَحْرَةً مُسْتَدِيرَةً ملأها زئبقًا، فكانت النُّوْرُ يَنْعَكِسُ مِنْهُ إِلَى المَجْلِسِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ قَاضِيْهِ مُنْذِرُ بنُ سَعِيْدٍ البَلُّوْطِيُّ، فَوَقَفَ، وَقَرَأَ: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ} [الزخرف: 33، 34] الآيتين، فَقَالَ: وَعَظتُ أَبَا الحَكَمِ. ثُمَّ قَامَ عَنِ المَجْلِسِ، وَأَمَرَ بِنَزْعِ الذَّهَبِ وَالجَوَاهِرِ. وَقَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ المَرَّاكُشِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": اتَّسَعَتْ مَمْلَكَةُ النَّاصِرِ، وَحَكَمَ عَلَى أَقْطَارِ الأَنْدَلُسِ، وَمَلَكَ طَنْجَةَ وَسَبْتَةَ وَغَيْرَهُمَا مِنْ بِلاَدِ العُدْوَةِ، وَكَانَتْ أَيَّامُهُ كُلُّهَا حُرُوْباً. وَعَاشَ المُسْلِمُوْنَ فِي آثَارِهِ الحَمِيْدَةِ آمِنِيْنَ بُرْهَةً. وَيُقَالُ: إِنَّ بِنَاءَ الزَّهْرَاءِ أُكمِلَ فِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، بِأَلْفِ بَنَّاءٍ فِي اليَوْمِ، مَعَ البَنَّاءِ اثْنَا عَشَرَ فَاعِلاً. حكَى أَبُو الحَسَنِ الصَّفَّارُ: أَنَّ يُوْسُفَ بنَ تَاشفِيْنَ مَلَكَ المَغْرِبَ لَمَّا دَخَلَ الزَّهْرَاءَ، وَقَدْ خَرِبَتْ بِالنِّيْرَانِ وَالهَدْمِ، مِنْ تِسْعِيْنَ سَنَةً قَبلَ دُخُوْلِهِ إِلَيْهَا، وَقَدْ نُقِلَ أَكْثَرُ مَا فِيْهَا إِلَى قُرْطُبَةَ وَإِشْبِيْلِيَةَ، وَنَظَرَ آثَاراً تَشْهَدُ عَلَى مَحَاسِنِهَا، فَقَالَ: الَّذِي بَنَى هَذِهِ كَانَ سَفِيْهاً. فَقَالَ أَبُو مَرْوَانَ بنُ سِرَاجٍ: كَيْفَ يَكُوْنُ سَفِيْهاً وَإِحْدَى كَرَائِمِه أَخْرَجَتْ مَالاً فِي فِدَاءِ أُسَارَى فِي أَيَّامِهِ، فَلَمْ يُوجَدْ بِبِلاَدِ الأَنْدَلُسِ أَسِيْرٌ يُفْدَى. تُوُفِّيَ النَّاصِرُ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَتُعَادُ تَرْجَمَتُهُ مُخْتَصَرَةً بِزِيَادَاتٍ مُهِمَّةٍ، وَأَنَّهُ افْتَتَحَ سَبْعِيْنَ حِصْناً -رَحِمَهُ اللهُ.

الحكم بن عبد الرحمن بن محمد

1233- الحكم بن عبد الرحمن بن محمد 1: ير المُؤْمِنِيْنَ بِالأَنْدَلُسِ، أَبُو العَاصِ، المُسْتَنْصِرُ بِاللهِ بنُ النَّاصِرِ الأُمَوِيُّ، المَرْوَانِيُّ. بُوْيِع بَعْدَ أَبِيْهِ، فِي رمضان، سنة خمسين وثلاثمائة. وَكَانَ حَسَنَ السِّيْرَةِ، جَامِعاً لِلْعِلْمِ، مُكْرِماً لِلأَفَاضِلِ، كَبِيْرَ القَدْرِ، ذَا نَهْمَةٍ مُفْرِطَةٍ فِي العِلْمِ وَالفَضَائِلِ، عَاكِفاً عَلَى المُطَالَعَةِ. جَمَعَ مِنَ الكُتُبِ مَا لَمْ يَجْمَعْه أَحَدٌ مِنَ المُلُوْكِ، لاَ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ، وَتَطَلَّبَهَا، وَبَذَلَ فِي أَثْمَانِهَا الأَمْوَالَ، وَاشْتُرِيَتْ لَهُ مِنَ البِلاَدِ البَعِيْدَةِ بِأَغْلَى الأَثْمَانِ، مَعَ صَفَاءِ السَّرِيْرَةِ وَالعَقلِ وَالكَرَمِ، وَتَقَرِيْبِ العُلَمَاءِ. أَكْثَرَ عَنْ: زَكَرِيَّا بنِ الخَطَّابِ، وَأَجَازَ لَهُ: قَاسِمُ بنُ ثَابِتٍ كِتَابَ: "الدَّلاَئِلِ فِي غَرِيْبِ الحَدِيْثِ". وَكَتَبَ عَنْ خَلْقٍ كَثِيْرٍ، مِنْهُم: قَاسِمُ بنُ أَصْبَغَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الخُشَنِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ دُحَيْمٍ. وَلَقَدْ ضَاقَتْ خَزَائِنُهُ بِالكُتُبِ إِلَى أَنْ صَارَتْ إِلَيْهِ، وآثرها على لذات المُلُوْكِ، فَغَزُرَ عِلمُهُ، وَدَقَّ نَظَرُهُ، وَكَانَ لَهُ يَدٌ بَيْضَاءُ فِي مَعْرِفَةِ الرِّجَالِ، وَالأَنْسَابِ، وَالأَخْبَارِ، وَقَلَّمَا تَجِدُ لَهُ كِتَاباً إِلاَّ وَلَهُ فِيْهِ قِرَاءةٌ أَوْ نَظَرٌ، مِنْ أَيِّ فَنٍّ كَانَ، وَيَكتُبُ فِيْهِ نَسَبَ المُؤلِّفِ، وَمَوْلِدَه وَوَفَاتَه، وَيَأْتِي مِنْ ذَلِكَ بِغَرَائِبَ لاَ تَكَادُ تُوجَدُ. وَمِن مَحَاسِنِه: أَنَّهُ شَدَّدَ فِي مَمْلَكَتِهِ فِي إِبْطَالِ الخُمُوْرِ تَشْدِيْداً عَظِيْماً. وَكَانَ أَخُوْهُ الأَمِيْرُ عَبْدُ اللهِ المَعْرُوْفُ بِالوَلَدِ، عَلَى أَنْمُوْذَجِهِ فِي مَحَبَّةِ العِلْمِ، فَقُتِلَ فِي أَيَّامِ أَبِيْهِ.

_ 1 ترجمته في نفح الطيب "1/ 382".

وَكَانَ المُسْتَنْصِرُ مُوَثَّقاً فِيْمَا يَنْقُلُهُ. ذَكَرَهُ: ابْنُ الأَبَّارِ فِي "تَارِيْخِهِ"، وَقَالَ: عَجَباً لابْنِ الفَرَضِيِّ، وَابْنِ بَشْكُوَالٍ، كَيْفَ لَمْ يَذْكُرَاهُ؟! مَوْلِدُهُ فِي سنة اثنتين وثلاثمائة. وقال اليَسَعُ بنُ حَزْمٍ: كَانَ الحَكَمُ عَالِماً، رَاوِيَةً لِلْحَدِيْثِ، فَطِناً، وَرِعاً. وَفَدَ عَلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ القَالِي، وَأَبُو عَلِيٍّ الزُّبيدي، وَغَيْرُهُمَا. وَلَمَّا تُوُفِّيَ القَاضِي مُنْذِرُ بنُ سَعِيْدٍ، اسْتَعْمَلَ عَلَى القَضَاءِ الفَقِيْهَ ابْنَ بَشِيْرٍ، فَشَرَطَ عَلَيْهِ نُفُوذَ الحَقِّ وَالعَدْلِ؛ فَرَفَعَ إِلَيْهِ تَاجِرٌ: أَنَّهُ ضَاعتْ لَهُ جَارِيَةٌ صَغِيْرَةٌ، وَأَنَّهَا فِي القَصْرِ، فَانْتَهَى الأَمْرُ إِلَى الحَكَمِ. فَقَالَ الحَكَمُ: نُرْضِي هَذَا التَّاجِرَ بِكُلِّ مَا عَسَى أَنْ يَرْضَى بِهِ. فَقَالَ ابْنُ بَشِيْرٍ: لاَ يَكمُلُ عَدْلُكَ حَتَّى تُنْصِفَ مِنْ نَفْسِك، وَهَذَا قَدِ ادَّعَى أَمراً، فَلاَ بُدَّ مِنْ إِحْضَارِهَا، وَشَهَادَةِ الشُّهُودِ عَلَى عَيْنِهَا. فَأَحضَرَهَا الحَكَمُ، وَأَنْصَفَ التَّاجِرَ. وَفِي دَوْلَةِ الحَكَمِ هَمَّتِ الرُّوْمُ بِأَخْذِ مَوَاضِعَ مِنَ الثُّغُورِ، فَقَوَّاهَا بِالمَالِ وَالجُيُوْشِ، وَغَزَا بِنَفْسِهِ، وَزَادَ فِي القَطِيْعَةِ عَلَى الرُّوْمِ، وَأَذلَّهُم. وَكَانَ مَوْتُهُ بِالفَالِجِ، فِي صفر، سنة ست وستين وثلاثمائة. وَخَلَّفَ وَلَداً، وَهُوَ هِشَامٌ، فَأُقِيْمَ فِي الخِلاَفَةِ بِتَدبِيْرِ الوَزِيْرِ ابْنِ أَبِي عَامِرٍ القَحْطَانِيِّ.

هشام بن الحكم

1234- هشام بن الحكم 1: بن عبد الرحمن الخَلِيْفَةُ، المُؤَيَّدُ بِاللهِ بنُ المُسْتَنْصِرِ بِاللهِ بنِ النَّاصِرِ الأُمَوِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ أَبُو الوَلِيْدِ. وَلِيَ الأَمْرَ بَعْدَ وَالِدِهِ، وَطَالَتْ أَيَّامُهُ. مَوْلِدُه بِمَدِيْنَة الزَّهْرَاءِ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ. وَبُوْيِعَ وَلَهُ اثْنَا عَشَرَ عَاماً بِإِشَارَةِ الدَّوْلَةِ، وَقَامَ بِتَدبِيْرِ الخِلاَفَةِ المَنْصُوْرُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَامِرٍ، وَاسْتَبَدَّ بِالأُمُوْرِ، فَقَبَضَ أَوَّلَ شَيْءٍ عَلَى عَمِّهِ المُغِيْرَةِ بنِ النَّاصِرِ. وَكَانَ هِشَامٌ العَاشِرَ مِنْ مُلُوْكِ بَنِي أُمَيَّةَ بِالأَنْدَلُسِ، وَكَانَ ضَعِيْفَ الرَّأْيِ، أَخرَقَ، مَحْجُوراً عَلَيْهِ، فَكَانَ صُوْرَةً، وَكَانَ المَنْصُوْرُ هُوَ الكُلَّ، فَسَاسَ المَمْلَكَةَ أَتَمَّ سِيَاسَةٍ، وَغَزَا عدة غزوات ضخام. وسيأتي في حدود الأربعمائة خبر المؤيد، وهذا المنصور.

_ 1 ترجمته في نفح الطيب "1/ 187".

يعلى بن الأشدق

1235- يَعْلَى بن الأشدق 1: لعقيلي، البدوي، المعمر. حَدَّثَ عَنْ: عَمِّهِ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ جَرَادٍ، وَرُقَادِ بنِ رَبِيْعَةَ، وَكُلَيْبِ بنِ جُرَيٍّ الأَعْرَابِ -وَزَعَمَ أَنَّ لَهُم صُحْبَةً- وَعَنِ النَّابِغَةِ الجَعْدِيِّ. وَعَنْهُ: عُمَرُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُجَالِدٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ قَاضِي دِمَشْقَ، وَدَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ، وَأَبُو وَهْبٍ الوَلِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، وَهَاشِمُ بنُ قَاسِمٍ الحرَّانيان، وَأَيُّوْبُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَزَّانُ، وَآخَرُوْنَ. كُنْيَتُهُ أَبُو الهَيْثَمِ، وَكَانَ تَالِفاً يَدُورُ النَّوَاحِي، وَيَشحَذُ. قَالَ أَحْمَدُ الأبَّار: سَأَلْتُ الوَزَّانَ عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ، كَتبَ عَنْهُ أَهْلُ حَرَّانَ، رَأَيْتُ لَهُ ابْناً كَأَنَّهُ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَبِنتاً كَأَنَّهَا أُمُّهُ، فَظَنَنتُ أَنَّهَا أُمَّهُ. فَقَالَ: هَذِهِ بِنْتِي وُلِدَتْ بَعْدَ المائَةِ. وَقَالَ أَبُو وَهْبٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لِي مائَةٌ وَسِتٌّ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً وَنِصْفٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ قَدِمَ يَعْلَى دِمَشْقَ، وَكَانَ أَعْرَابِيّاً، فَحَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَرَادٍ سَبْعَةَ أَحَادِيْثَ. فَقُلْنَا: لَعَلَّهُ حَقٌّ، ثُمَّ جَعَلَهَا عَشْرَةً، ثُمَّ عِشْرِيْنَ، ثُمَّ جَعَلَهَا أَرْبَعِيْنَ. وَكَانَ سَائِلاً يَسْأَلُ النَّاسَ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: لاَ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لاَ يُصَدَّقُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِيَعْلَى: مَا سَمِعَ عَمُّكَ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ? قَالَ: "جَامِعَ الثَّوْرِيِّ"، وَ"مُوَطَّأَ مَالِكٍ"، وَشَيْئاً مِنَ الفَوَائِدِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ وَضَعُوا لَهُ أَحَادِيْثَ، فَحَدَّثَ بِهَا، وَلَمْ يَدْرِ. قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى مَا بعد ثمانين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3554"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 257"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 1305"، المجروحين لابن حبان "3/ 141"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2186"، وميزان الاعتدال "4/ 456".

العطاف

1236- العَطَّاف 1: "ت، س" ابن خالد بن عبد الله بن العَاصِ بنِ وَابِصَةَ بنِ خَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ، الإِمَامُ، أَبُو صَفْوَانَ المَخْزُوْمِيُّ، المَدَنِيُّ، أَحَدُ المَشَايِخِ الثِّقَاتِ. حَدَّثَ عَنْ: نَافِعٍ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَأَبِي حَازِمٍ المَدِيْنِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو اليَمَانِ، وَسَعِيْدُ بنُ أبي مريم، وآدم بن إِيَاسٍ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: لَمْ يَحْمَدْهُ مَالِكٌ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ فِي "الكُنَى": لَيْسَ بِالمَتِيْنِ عِنْدَهُم، غَمَزَهُ مَالِكٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِذَاكَ. قُلْتُ: تَفَرَّدَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقَادَ مِنْ خِدْش. وَهَذَا مُنْكَرٌ، لَكِنْ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ: مَخْلَدُ بنُ مَالِكٍ. وَلِلْعَطَّافِ نَحْوٌ مِنْ مائَةِ حَدِيْثٍ، وَهُوَ نَحْوُ فليح، وابن أبي حازم في القوة. وَسَمِعَهُ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ يَقُوْلُ: أَنَا أَسَنُّ مِنْ مَالِكٍ، وُلِدتُ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ. قُلْتُ: موته قريب من وفاة مالك.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 412"، المعرفة والتارخي ليعقوب الفسوي "1/ 241 و626" و"2/ 300"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1466"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 175"، والمجروحين لابن حبان "2/ 193"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1543"، والكاشف "2/ ترجمة 3873"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5636"، وتهذيب التهذيب "7/ 221"، وتقريب التهذيب "2/ 24"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5649".

إبراهيم بن صالح

1237- إبراهيم بن صالح 1: ابن عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ العَبَّاسِيُّ، أَمِيْرُ الشَّامِ لِلْمَهْدِيِّ، ثُمَّ أَمِيْرُ مِصْرَ لِلرَّشِيْدِ، وَزَوَّجَهُ بِأُخْتِهِ، وَهُوَ أَخُو عَبْدِ المَلِكِ. قِيْلَ: مَرِضَ إِبْرَاهِيْمُ، فَقَالَ الرَّشِيْدُ لِجِبْرِيْلَ الطَّبِيْبِ: مَا أَبْطَأَكَ? قَالَ: تَشَاغَلْتُ بِإِبْرَاهِيْمَ، لأَنَّهُ يَمُوْتُ. فَبَكَى وَجَزِعَ، وَلَمْ يَأْكُلْ. فَقَالَ جَعْفَرٌ: هَذَا أَعْلَمُ بِطِبِّ الرُّوْمِ، وَابْنُ بَهْلَةَ أَعْلَمُ بِطِبِّ الهِنْدِ، فَبَعَثَ بِابْنِ بَهْلَةَ، فَرَجَعَ، وَقَالَ: إِنَّهُ لاَ يَمُوْتُ فِي عِلَّتِهِ. فَأَكَلَ الرَّشِيْدُ، وَسَكَنَ. فَلَمَّا أَمْسَوْا جَاءهُ المَوْتُ، فَبَكَى الرَّشِيْدُ، فَأَتَاهُ ابْنُ بَهْلَةَ، وَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ. فَدَخَلَ الرَّشِيْدُ مَعَهُ. قَالَ: فَنَخَسَهُ بِمِسَلَّةٍ تَحْتَ ظُفُرِهِ، فَحَرَّكَ يَدَه شَيْئاً، ثُمَّ أَمَرَ بِنَزْعِ الكَفَنِ عَنْهُ، وَدَعَا بِمِنْفَاخٍ وَكُنْدُسٍ، فَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ، فَعَطَسَ، وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ، فَرَأَى الرَّشِيْدَ، فَأَخَذَ يَدَه، فَقَبَّلَهَا، فَقَالَ: كَيْفَ حَالُكَ? قَالَ: كُنْتُ فِي أَلَذِّ نَوْمَةٍ، فَعَضَّ شَيْءٌ أُصبُعِي، فَآلَمَنِي، وَعُوْفِيَ. ثُمَّ زَوَّجَهُ بِأُخْتِهِ عَبَّاسَةَ، وَوَلاَّهُ مِصْرَ، وَبِهَا مَاتَ، فَكَانَ يُقَالُ: رَجُلٌ مَاتَ بِبَغْدَادَ، وَمَاتَ وَدُفِنَ بمصر. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، فِي شَعْبَانَ. وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ أُمَرَاءَ، سَادَةٍ، قَادَةٍ، قَلَّ أَنْ يَتَّفِقَ إِخْوَةٌ مِثْلُهُم فِي الجَلاَلَةِ وَالسُّؤْدُدِ، وَهُم: إِسْمَاعِيْلُ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ، وَعَبْدُ اللهِ، وَعَبْدُ الملك، والفضل.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي (1/ 156 و682".

الفيض

1238- الفيض 1: ابن أَبِي صَالِحٍ شِيْرَوَيْه، الوزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو جَعْفَرٍ الفَارِسِيُّ. أَسْلَمَ، وَكَانَ نَصْرَانِيّاً، فَوَزَرَ لِلْمَهْدِيِّ فِي أَوَاخِرِ دَوْلَتِهِ. وَكَانَ سَخِيّاً، جَوَاداً، يُضْرَبُ بِكَرَمِهِ المَثَلُ، وَفِيْهِ تِيْهٌ مُفْرِطٌ، أَنْسَى النَّاسَ تِيْهَ الوَزِيْرِ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: لَمْ يَزَلْ وَزِيْراً حَتَّى مَاتَ المَهْدِيُّ، ثُمَّ وَلِيَ الفَيْضُ دِيْوَانَ الجَيْشِ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي سنة ثلاث وسبعين ومائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "7/ 26".

عمارة بن حمزة

1239- عُمَارة بنُ حَمْزَةَ 1: الهَاشِمِيُّ، مَوْلاَهُم، الكَاتِبُ الأَدِيْب، أَحَدُ بُلغَاء زَمَانِهِ، وَرَئِيْسُ وَقْتِه، مِنْ أَوْلاَدِ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَهُ ابْنُ خَلِّكَانَ. قال: وكان كاتب المنصور، وكان أعور. وَكَانَ المَنْصُوْرُ وَالمَهْدِيُّ يُقدِّمَانِهِ لبَلاَغتِهِ، وَيَحتمِلاَنِ أَخلاَقَهُ، وَلَهُ رَسَائِلُ مَجْمُوْعَةٌ. كَانَ فَصِيْحاً، مُفَوَّهاً، جَوَاداً، مُمَدَّحاً، صَلِفاً، تَيَّاهاً، يُضْرَبُ بكِبْرِهِ المَثَلُ. وَلِي أَعْمَالاً جلِيْلَةً. صُوْدِرَ يَحْيَى بنُ خَالِدٍ البَرْمَكِيُّ مرَّةً، فَبعثَ وَلَدَهُ إِلَى عُمَارَةَ لِيقرضَهُ مائَتَي أَلْفِ دِيْنَارٍ، فَأَعْطَاهُ، فَلَمَّا عَادَ أَمْرُهُ، وَنفَذَ إِلَيْهِ بِالمَالِ، عبَّسَ وَقَالَ: أَكُنْتَ صَيْرفِيّاً لَهُ? ثُمَّ قَالَ لِوَلَدِهِ الفَضْلِ بنِ يَحْيَى: خُذْهَا لَكَ. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَيُّوْبَ قال: وصل عمارة أبي بثلاثمائة أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَقِيْلَ إِنَّ جَمَاعَةً أَتَوْهُ لِيشفعُوا فِي برِّ قَوْمٍ، فَأَمرَ لَهُم بِمائَةِ أَلْفِ درهم، وكان كثير الأموال والنعم.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 164".

عبيس بن ميمون

1240- عُبَيْس بن ميمون 1: "ق" الإمام، المحدث، أبو عبيدة التميمي، الرَّقَاشِيُّ، البَصْرِيُّ، الخَزَّازُ. رَوَى عَنْ: بَكْرٍ المُزَنِيِّ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، وَثَابِتٍ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ -إِنْ كَانَ لَحِقَهُ- وعون بن أبي شداد، وعدة. وَعَنْهُ: الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَمُسْلِمٌ، وَيَحْيَى بنُ غيلان، وسعيد ابن مَنْصُوْرٍ، وَخَلَفُ بنُ هِشَامٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدَةَ، وَقُتَيْبَةُ، وَدَاهِرُ بنُ نُوْحٍ، وَخلقٌ. قَالَ أَحْمَدُ: لَهُ أَحَادِيْثُ مِنْكرَةٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ أَيْضاً: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: تُرك. قُلْتُ: لَهُ فِي ابْنِ مَاجَه حَدِيْثٌ وَاحِدٌ. وَتُوُفِّيَ فِي حدود الثمانين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 359"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 183"، والمجروحين لابن حبان "2/ 186"، والكاشف "2/ ترجمة 3705"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5463"، وتهذيب التهذيب "7/ 88"، وتقريب التهذيب "1/ 548"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4683".

خالد بن عبد الله

1241- خالد بن عبد الله 1: "ع" ابن عبد الرحمن بن يزيد الحَافِظُ، الإِمَامُ، الثَّبْتُ، أَبُو الهَيْثَمِ. وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ المُزَنِيُّ مَوْلاَهُم، الوَاسِطِيُّ، الطَّحَّانُ. وَيُقَالُ: وَلاَؤُه لِلنُّعْمَانِ بنِ مُقَرِّن. حَدَّثَ عَنْ: حُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَبَيَانِ بنِ بِشْرٍ، وَأَبِي طُوالة، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعَاصِمِ بنِ كُلَيْبٍ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَمُغِيْرَةَ بنِ مِقْسَم، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَخَالِدٍ الحَذَّاءِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وأبي بِشرٍ جَعْفَرِ بنِ أَبِي وَحشِيَّةِ، وَالجُرَيْرِيِّ، وَعَمْرِو بنِ يَحْيَى بنِ عُمَارَةَ المَازِنِيِّ، وَمُطَرِّفِ بنِ طَرِيْفٍ، وَوَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَأَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَأَبِي حُصَيْنٍ، وَمَا أَظنُّه سَمِعَ منَ الأَعْمَشِ. وَعَنْهُ: يَحْيَى القَطَّانُ، وَوَكِيْعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسَدَّدٌ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَأَبُو عُمَرَ الحَوْضِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ يَعْقُوْبَ الطَّالْقَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الدُّوْلاَبِيُّ، وَعَمْرُو بنُ عَوْنٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَلاَمٍ البِيْكَنْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُقَاتِلٍ المَرْوَزِيُّ، وَمُعَلَّى بنُ مَنْصُوْرٍ، وَوَهْبُ بنُ بَقِيَّةَ، وَقُتَيْبَةُ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَيَانٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ شَاهِيْنَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: قَالَ أَبِي: كَانَ خَالِدٌ الطَّحَّانُ ثِقَةً، صَالِحاً فِي دِيْنِهِ، بَلَغَنِي أَنَّهُ اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنَ اللهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ هُشَيْمٍ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ أَيْضاً: قَالَ أَبِي: كَانَ خَالِدٌ مِنْ أَفَاضِلِ المُسْلِمِيْنَ، اشْتَرَى نَفْسَه مِنَ اللهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَتصدَّقَ بوزنِ نَفْسِهِ فِضَّةً أَرْبَعَ مَرَّاتٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعِيْدٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: ثِقَةٌ، حَافِظٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضاً: صَحِيْحُ الحَدِيْثِ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 313"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 550"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 171 و341 و478" و"2/ 536 و459" و"3/ 80"، والكنى للدولابي "2/ 95"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1536"، وتاريخ بغداد "8/ 295"، والأنساب للسمعاني "8/ 214"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 246"، والعبر "1/ 273 و407"، والكاشف "1/ ترجمة 1342"، وجامع التحصيل للعلائي "ترجمة 163"، تهذيب التهذيب "3/ 100"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1773"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 292".

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ: مَا أَدْرَكتُ أَفْضَلَ مِنْ خَالِدٍ الطَّحَّانِ. قِيْلَ: قَدْ رَأَيْتَ سُفْيَانَ? قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ رَجُلَ نَفْسِهِ، وَكَانَ خَالِدٌ رَجُلَ عَامَّةٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ. وَأَمَّا عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، فَكَانَ يُقدِّمُ جَرِيْراً عَلَى خَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ. قَالَ عَمْرُو بنُ عَوْنٍ: مَا صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبْدِ اللهِ إِلاَّ سَمِعْتُ قَطْرَ دُمُوْعِهِ عَلَى البَارِيَّةِ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبشِّرٍ الوَاسِطِيُّ: وُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَةٍ. وَقَالَ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَيَانٍ: مَاتَ خَالِدٌ الطَّحَّانُ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَكَانَ لاَ يَخْضِبُ، وَفِيْهَا أَرَّخَهُ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ، وَابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَكْمَلُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ زُنْبُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ شَاهِيْنٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ الجُرَيْرِيِّ، عَنْ حَكِيْمِ بنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "في الجَنَّةِ بَحرُ المَاءِ، وَبحرُ اللَّبَنِ، وَبحرُ الخَمْرِ، وبحر العسل، ثم تنفجر الأَنْهَارُ بَعْدُ". تَابعَهُ بَهْز بنُ حَكِيْمٍ، عَنِ أَبِيْهِ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيْثِ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، عَنْ بَهْزٍ، وَصحَّحَهُ، وَانْفَرَدَ بِإِخرَاجِهِ عَنْ باقي الأئمة.

موسى بن أعين

1242- موسى بن أعْيَن 1: "خَ، م، د، س، ق" الإِمَامُ، الحُجَّةُ، أَبُو سَعِيْدٍ الحَرَّانِيُّ. رَوَى عَنْ: عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَلَيْثٍ، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ، وَالأَعْمَشِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، وَمُطَرِّفِ بنِ طَرِيْفٍ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، وَمَعْمَرٍ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَمَاعَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي شُعَيْبٍ، وَعَبْدُ الغَفَّارِ بنُ دَاوُدَ، وَسَعِيْدُ بنُ حَفْصٍ النُّفَيْلِيُّ، وَقَرَابَتُهُ أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 483"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1190"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 616"، والعبر "1/ 271"، والكاشف "3/ ترجمة 5777"، وتهذيب التهذيب "10/ 335"، وتقريب التهذيب "2/ 281"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7245"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 288".

أما المفضل بن فضالة

1243- أما المُفَضَّل بن فَضَالة 1: "د، ت، ق" ابن أبي أمية، أَبُو مَالِكٍ، القُرَشِيُّ مَوْلاَهُم، البَصْرِيُّ، أَخُو مُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ، فَأَقدمُ قَلِيْلاً مِنْ صَاحِبِ التَّرْجَمَةِ. رَوَى عَنْ: بَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ، وَثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وَحَبِيْبِ بنِ الشَّهِيْدِ، وَعَاصِمِ بنِ أبى النجود، وجماعة. وَعَنْهُ: حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَيُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. قُلْتُ: لَهُ فِي الكِتَابِ حديث واحد.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1774"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1835"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1460"، والكامل لابن عدي "6/ ترجمة 1891"، والكاشف "3/ ترجمة رقم 5707"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8732"، وتهذيب التهذيب "10/ 273"، وتقريب التهذيب "2/ 271"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7173".

أبو الأحوص

1244- أبو الأحوص 1: "ع" الإِمَامُ، الثِّقَةُ، الحَافِظُ، سَلاَّمُ بنُ سُلَيْمٍ الحَنَفِيُّ مَوْلاَهُم، الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: زِيَادِ بنِ عِلاقة، وَالأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ، وَآدَمَ بنِ عَلِيٍّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ، وَسَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ، وَسِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُهَاجِرٍ، وَأَبِي بِشْرٍ بَيَانِ بنِ بِشْرٍ، وَأَشْعَثَ بنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَشَبِيْبِ بنِ غَرْقَدة، وَأَبِي حُصين، ومنصور، وعاصم بن كليب، وعبد الكريم الجزري، وخلق سواهم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 379"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 2231"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 170" و"2/ 641" و"3/ 127 و162"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1121"، والعبر "1/ 274"، وتهذيب التهذيب "4/ 282"، وتقريب التهذيب "1/ 342"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2840"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 292".

وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَوَكِيْعٌ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَخَلَفُ بنُ تَمِيْمٍ، وَالحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ البُورَانِيُّ، وَأَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيْعُ بنُ نَافِعٍ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَعَاصِمُ بنُ يُوْسُفَ، وَقُتَيْبَةُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخُوْهُ عُثْمَانُ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَلاَمٍ البِيْكَنْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ المُحَارِبِيُّ، وَهَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حوَّاسٍ الحَنَفِيُّ، وَخَلَفُ بنُ هِشَامٍ، وَسُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ شَرِيْكٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: قُلْتُ لِيَحْيَى: أَبُو الأَحْوَصِ أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَوْ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ? قَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً، صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ، وَكَانَ إِذَا مُلِئَتْ دَارُهُ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، قَالَ لابْنِهِ أَحْوَصَ: يَا بُنَيَّ! قُمْ فَمَنْ رَأْيْتَهُ فِي دَارِي يَشتمُ أَحَداً مِنَ الصَّحَابَةِ، فَأَخْرِجْهُ، مَا يَجِيْءُ بكُم إِلِيَنَا?! وَكَانَ حَدِيْثُهُ نَحْوَ أَرْبَعَةِ آلاَفِ حَدِيْثٍ. وَهُوَ خَالُ المُقْرِئِ سُلَيمٍ1، صَاحِبِ حَمْزَةَ، وَقَرَأَ أبو الأحوص أيضًا القرآن على حمزة. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، هُوَ دُوْنَ زَائِدَةَ وَزُهَيْرٍ فِي الإِتقَانِ، شَرِيْكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ. وَسُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، فَقَالَ: لاَ تُبالِ بِأَيِّهِمَا بِدَأْتَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ أَبُو الأَحْوَصِ وَمَالِكٌ وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُوْسَى بنِ

_ 1 هو: سُليم بن عيسى بن سليم بن عامر الحنفي مولاهم الكوفي المقرئ، عرض القرآن على حمزة بن حبيب الزيات، وهو من القراء السبعة، وهو أخص أصحابه وألصقهم به وهو أضبطهم.

طَلْحَةَ، عَنِ أَبِيْهِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا صَلَّى أحدُكم فَلْيَجْعَلْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ آخِرَةِ الرَّحْلِ ثُمَّ يُصَلِّي، وَلاَ يُبَالِي مَنْ مَرَّ وَرَاءَ ذَلِكَ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1، عَنْ أَبِي بَكْرٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، أَخْبَرَنَا مُوْسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ البَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لُوَين، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بنِ أَبِي مريم، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ سَأَلَ اللهَ الجَنَّةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ الجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الجَنَّةَ، وَمَنِ اسْتَجَارَ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ" 2. أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ ماجه مِنْ طَرِيْقِ أَبِي الأَحْوَصِ، وَهُوَ حَدِيْثٌ حسنٌ.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "499". 2 صحيح: أخرجه الترمذي "2572"، والنسائي "8/ 279" وفي "عمل اليوم والليلة" "110" وابن ماجه "4340" من طريق هناد بن السري، عن أبي الأحوص، به. وأخرجه أحمد "3/ 117"، والحاكم "1/ 535" من طريق أبي إسحاق، به، وأخرجه أحمد "3/ 141 و155 و262"، والبغوي في "شرح السنة" "1365" من طرق عن يونس بن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُريد بنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بن مالك، به مرفوعا.

شهاب بن خراش

1245- شِهاب بن خِراش 1: "د" ابن حَوْشَب بن يَزِيْدَ بنِ الحَارِثِ بنِ يَزِيْدَ بنِ رُوَيْمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعْدِ بنِ مُرَّةَ بنِ ذُهْلِ بنِ شَيْبَانَ بنِ ثَعْلَبَةَ. الإِمَامُ، القُدْوَةُ، العَالِمُ، أَبُو الصَّلْتِ الشَّيْبَانِيُّ، ثُمَّ الحَوْشَبِيُّ، الوساطي، أَخُو عَبْدِ اللهِ، وَابْنُ أَخِي العَوَّامِ بنِ حَوْشَبٍ. أَصلُهُ كُوْفِيٌّ، تَحوَّلَ إِلَى الرَّملة. وَحَدَّثَ عَنْ: عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، وَأَبَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَمُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ القُرَشِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وَعَمِّهِ العوَّامِ، وَحَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَشُعَيْبِ بنِ رُزَيْقٍ الطَّائِفِيِّ، وَالقَاسِمِ بنِ غَزْوَانَ. وَيَنْزِلُ إِلَى: الثَّوْرِيِّ، والربيع بن صبيح، وعدة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2642"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 325"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1586"، والمجروحين لابن حبان "1/ 362"، والكامل لابن عدي "4/ ترجمة 894"، والإكمال لابن ماكولا "3/ 105"، والكاشف "2/ ترجمة 2333"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3750"، تهذيب التهذيب "4/ ترجمة 366"، وتقريب التهذيب "1/ 355" وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2979".

وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَيْمُوْنٍ القدَّاحُ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَالهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ، وآدم بن إِيَاسٍ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ كَثِيْرٍ الحِمْصِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَالحَكَمُ بنُ مُوْسَى، وَقُتَيْبَةُ، وعلي بن حُجْرٍ، وَيَزِيْدُ بنُ مَوْهِبٍ، وَسُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ المُبَارَكِ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَابْنُ عَمَّارٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ. وَقَالَ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ: لاَ بَأْسَ بِهِ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، نَزَلَ الرَّمْلَةَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ أَحَادِيْثُ لَيْسَتْ كَثِيْرَةً، وَفِي بَعْضِ رِوَايَاتِهِ مَا يُنكَرُ عَلَيْهِ، وَلاَ أَعْرِفُ لِلْمُتَقَدِّمِيْنَ فِيْهِ كَلاَماً فَأَذْكُرَهُ. قُلْتُ: وَذَلِكَ لانزِوَائِهِ بفِلَسْطِيْنَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: لَمْ أَرَ أَحَداً أَجْمَعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ، وَلَمْ أَرَ أَحَداً أُقدِّمُهُ عَلَى بِشْرِ بنِ مَنْصُوْرٍ، وَلَمْ أَرَ أَحَداً أَحْسَنَ وَصْفاً لِلسُّنَّةِ مِنْ شِهَابِ بنِ خِرَاشٍ، وَلَمْ أَرَ أَحَداً أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَلِسُفْيَانَ عِلْمُهُ وَزُهْدُهُ. بُهْلُولُ بنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بن خراش قال: أدركت مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ صَدَرَةِ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَهُم يقولون: اذكرُوا مَجْلِسَ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا تَأْتَلِفُ عَلَيْهِ القُلُوْبُ، وَلاَ تَذْكُرُوا الَّذِي شَجَرَ بَيْنهُم، فَتُحرِّشُوا عَلَيْهِم النَّاسَ. مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ الخُرَيمِيُّ، عَنْ هِشَامِ بنِ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ شِهَابَ بنَ خِرَاشٍ يَقُوْلُ: إِنَّ القَدَرِيَّةَ أَرَادُوا أَنْ يَصِفُوا اللهَ بعَدْلِهِ، فَأَخْرَجُوْهُ مِنْ فَضْلِهِ. قَالَ هِشَامٌ: لقِيْتُ شِهَاباً وَأَنَا شَابٌّ، فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، فَقَالَ لِي: إِنْ لَمْ تَكُنْ قَدَرِيّاً وَلاَ مُرْجِئاً، حدَّثْتُكَ، وَإِلاَّ لَمْ أُحَدِّثْكَ. فَقُلْتُ: مَا فيَّ مِنْ هَذَيْنِ شَيْءٌ. وَقَالَ مُسْلِمٌ فِي مُقَدِّمَةِ كِتَابِهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ قُهْزَاد، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! الحَدِيْثُ الَّذِي جَاءَ: "إِنَّ مِنَ البِرِّ بَعْدَ البِرِّ أَنْ تُصَلِّيَ لأَبَوَيْكَ مَعَ صَلاَتِكَ، وَتَصومَ لَهُمَا مَعَ صَوْمِكَ". فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، عَمَّنْ هَذَا? قُلْتُ: هَذَا مِنْ حَدِيْثِ شهاب بن خراش. قال: ثقة، عمن? قلت: عن

الحَجَّاجِ بنِ دِيْنَارٍ. قَالَ: ثِقَةٌ، عَمَّنْ? قُلْتُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: إِنَّ بَيْنَ الحَجَّاجِ وَبَيْنَ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- مفاوز تنقطع فيها أعناق المَطِيِّ، وَلَكِنْ لَيْسَ فِي الصَّدَقَةِ اخْتِلاَفٌ1. خرَّج أَبُو دَاوُدَ لِشِهَابٍ فِي سُنَنِهِ حَدِيْثَيْنِ. وَمَاتَ قَبْلَ سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، فَقَدْ لَحِقَهُ عَلِيُّ بنُ حُجْر. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ زعبلٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْروِ بنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بنُ خِرَاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللهَ لعنَ المُرجِئَةَ وَالقدرِيَّةَ عَلَى لِسَانِ سبعين نبيًّا"2. أَخْبَرَنَا الحَافِظُ، أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ صَبَّاحٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ القَاضِي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ البَزَّازُ سَنَةَ ثلاث عشرة وأربعمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ العَامِرِيُّ، حدثنا سلمان بنُ شُعَيْبٍ الكَيْسَانِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ الآدَمُ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بنُ خِرَاشٍ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَخَوْفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي، تَصْدِيقٌ بِالنُّجُوْمِ، وَتَكذِيبٌ بِالقَدَرِ، وَلاَ يؤمن عبد الله حَتَّى يُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، حُلْوِهِ وَمُرِّهِ"، وَأَخَذَ رَسُوْلُ اللهِ بِلحِيتِهِ، وَقَالَ: "آمَنتُ بِالقَدَرِ كُلِّهِ، خَيْرِهِ وَشرِّهِ، حُلْوِهِ وَمُرِّهِ"، وَأَخَذَ أَنَسٌ بلحيته، وقال: آمنت بالقدر كله، خيره وشره، حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَخَذَ يَزِيْدُ الرَّقَاشِيُّ بلِحْيَتِهِ، وَقَالَ: آمنت بالقدر كله، خيره وشره، حلوه ومره. وَتَسَلْسَلَ إِلَى هَذَا الكَلاَمِ، وَهُوَ كَلاَمٌ صَحِيْحٌ، لكن الحديث واه، لمكان الرقاشي.

_ 1 ضعيف: أخرجه مسلم في "مقدمة صحيحه" "1/ 16"، وهو ضعيف لإرساله، الحجاج بن دينار الذي أرسله من طبقة كبار أتباع التابعين فالإسناد ضعيف. 2 ضعيف: فيه سويد بن سعيد، قال النسائي: ضعيف. وقال البخاري: ضعيف جدا. وقال أبو حاتم: صدوق كثير التدليس.

هشيم

1246- هُشَيْم 1: "ع" ابن بشير بن أبي خازم. وَاسْمُ أَبِي خَازِمٍ قَاسِمُ بنُ دِيْنَارٍ، الإِمَامُ، شيخ الإِسْلاَمِ، مُحَدِّثُ بَغْدَادَ، وَحَافِظُهَا، أَبُو مُعَاوِيَةَ السَّلَمِيُّ مَوْلاَهُم، الوَاسِطِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَةٍ. وَأَخَذَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ بِمَكَّةَ، وَلَمْ يُكثِرْ عَنْهُمَا، وَهُمَا أَكْبَرُ شُيُوْخِهِ. وَرَوَى عَنْ: مَنْصُوْرِ بنِ زَاذَانَ، وَحُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبِي بِشْرٍ، وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَمُغِيْرَةَ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ، وَعَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَيَعْلَى بنِ عَطَاءٍ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَالأَعْمَشِ، وَخَلْقٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ، وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَهُم مِنْ أَشْيَاخِهِ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَطَائِفَةٌ مِنْ أَقرَانِهِ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَقُتَيْبَةُ، وَأَحْمَدُ، وَعَمْرُو بنُ عَوْنٍ، وَمُسَدَّدٌ، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، وَعَلِيُّ بنُ مُسْلِمٍ الطُّوْسِيُّ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَابْنُ الصَّبَّاحِ الدُّوْلاَبِيُّ، وَالجَرْجَرَائِيُّ، وَشُجَاعُ بنُ مَخْلَدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرٍ القَطِيْعِيُّ، وخلف بن سالم، وأبو خيثمة، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَهَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، وَزِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُجَشِّر، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. سَكَنَ بَغْدَادَ، وَنَشرَ بِهَا العِلْمَ، وَصنَّفَ التَّصَانِيْفَ. قَالَ يَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ: كَانَ عِنْدَ هُشَيْمٍ عِشْرُوْنَ أَلفَ حَدِيْثٍ. قُلْتُ: كَانَ رَأْساً فِي الحِفْظِ، إِلاَّ أَنَّهُ صَاحِبُ تَدْلِيسٍ كَثِيْرٍ، قَدْ عُرِفَ بِذَلِكَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَسَمَعْ هُشَيْمٌ مَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، وَلاَ مِنَ الحَسَنِ بن عبيد الله،

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 313"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 6867"؛ والجرح والتعديل "9/ ترجمة 486"، وتاريخ بغداد "14/ 85"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 235"، والكاشف "3/ ترجمة 6080"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9250"، وجامع التحصيل للعلائي "ترجمة رقم 849"، وتهذيب التهذيب "11/ 59"، وتقريب التهذيب "2/ 320"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7766"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 303".

وَلاَ مِنْ أَبِي خَالِدٍ، وَلاَ مِنْ سيَّار، وَلاَ مِنْ مُوْسَى الجُهَنِيِّ، وَلاَ مِنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ، ثُمَّ سمَّى جَمَاعَةً كَثِيْرَةً، يَعْنِي فَرِوَايتُهُ عَنْهُم مُدَلَّسَةٌ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: كَانَ وَالِدُ هُشَيْمٍ صَاحِبَ صحْنَاء وكَامَخ، فَكَانَ يَمْنَعُ هُشِيْماً مِنَ الطَّلبِ، فَكَتَبَ العِلْمَ حَتَّى نَاظرَ أَبَا شَيبَةَ القَاضِي، وَجَالَسَهُ فِي الفِقْهِ. قَالَ: فَمَرِضَ هُشَيْمٌ، فَجَاءَ أَبُو شَيْبَةَ يَعُوْدُهُ، فَمَضَى رَجُلٌ إِلَى بشِيْرٍ، فَقَالَ: الْحَقِ ابْنَكَ، فَقَدْ جَاءَ القَاضِي يَعُوْدُهُ. فَجَاءَ فَوَجَدَ القَاضِي فِي دَارِهِ فَقَالَ: مَتَى أَمَّلتُ أَنَا هَذَا، قَدْ كُنْتُ يَا بُنَيَّ أَمنعُكَ، أَمَّا اليَوْمَ فَلاَ بَقِيْتُ أَمنعُكَ. قَالَ وَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ: قُلْنَا لِشُعْبَةَ: نَكْتُبُ عَنْ هُشَيْمٍ? قَالَ: نعم، ولو حَدَّثَكُم عَنِ ابْنِ عُمَرَ فَصدِّقُوهُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لزمتُ هُشَيْماً أَرْبَعَ سِنِيْنَ، أَوْ خَمْساً، مَا سَأَلتُهُ عَنْ شَيْءٍ، إِلاَّ مَرَّتَيْنِ، هَيْبَةً لَهُ، وَكَانَ كَثِيْرَ التَّسبِيْحِ بَيْنَ الحَدِيْثِ، يَقُوْلُ بَيْنَ ذَلِكَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، يَمدُّ بِهَا صَوْتَهُ. وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: كَانَ هُشَيْمٌ أَحْفَظَ لِلْحَدِيْثِ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظَ لِلْحَدِيْثِ مِنْ هُشَيْمٍ، إِلاَّ سُفْيَانَ. إِنْ شَاءَ اللهُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجلي: هُشَيْمٌ ثِقَةٌ، يُعدُّ مِنَ الحُفَّاظِ، وَكَانَ يُدَلِّسُ. قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَمْرَو بنَ عَوْنٍ يَقُوْلُ: مَكَثَ هُشَيْمٌ يُصَلِّي الفَجْرَ بِوُضُوْءِ العشَاءِ قَبْلَ أَنْ يَمُوْتَ عِشْرِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ عَمْرُو بنُ عَوْنٍ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ فِي المُحَدِّثِيْنَ أَنبلَ مِنْ هُشَيْمٍ. وَسُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْ هُشَيْمٍ، فَقَالَ: لاَ يُسْأَلُ عَنْهُ فِي صِدْقِهِ، وَأَمَانتِهِ، وَصلاَحِهِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ: مَنْ غَيَّرَ الدَّهْرُ حَفِظَهُ، فَلَمْ يُغَيِّرْ حِفْظَ هُشَيْمٍ. قَالَ يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ العَابِدُ: سَمِعْتُ نَصْرَ بنَ بسَّامٍ وَغَيْرَهُ مِنْ أَصْحَابِنَا، قَالُوا: أَتَيْنَا مَعْرُوْفاً الكَرْخِيَّ فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ، وَهُوَ يَقُوْلُ لهُشَيْمٍ: "جَزَاكَ اللهُ عَنْ أُمَّتِي خَيْراً". فَقُلْتُ لمَعْرُوْفٍ: أَنْتَ رَأَيْتَ? قَالَ: نَعَمْ، هُشَيْمٌ خَيْرٌ مِمَّا نَظنُّ. أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي شَيْخٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الحِمْيَرِيُّ، عَنْ هُشَيْمٍ قَالَ: قَدِمَ الزُّبَيْرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- الكُوْفَةَ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ، وَعَلَى الكُوْفَةِ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ، فبعث إليه بسبعمائة أَلفٍ، وَقَالَ: لَوْ كَانَ فِي بَيْتِ المَالِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا لبعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ، فَقَبِلَهَا

الزُّبَيْرُ. قَالَ أَحْمَدُ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: مَا كَانَ الَّذِي بَعَثَ إِلَيْهِ عِنْدنَا إِلاَّ الوَلِيْدُ بنُ عُقْبَةَ، وَكُنَّا نَشْكُرُهَا لَهُم، وَهُشَيْمٌ أَعْلَمُ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: سَأَلْتُ هُشَيْماً عَنِ التَّفسِيْرِ، كَيْفَ صَارَ فِيْهِ الاَختلاَفُ? قَالَ: قَالُوا بِرَأْيِهِم، فَاخْتلفُوا. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بن عبد الله الهروي: سمع هشيمًا وَابْنُ عُيَيْنَةَ مِنَ الزُّهْرِيِّ، فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ، فِي ذِي الحِجَّةِ، فَقَالَ سُفْيَانُ: أَقَامَ عِنْدنَا إِلَى عُمْرَةِ المُحَرَّمِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الجِعْرَانَةِ، فَاعْتمرَ مِنْهَا، ثُمَّ نَفَرَ، وَمَاتَ مِنْ سَنَتِهِ. وَقَدْ ذَكَرَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيُّ حَدِيْثاً، فَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْهُ هُشَيْمٌ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَلَمْ يَروِ عَنْهُ سِوَى أَرْبَعَةَ أَحَادِيْثَ سَمَاعاً، مِنْهَا: "حَدِيْثُ السَّقِيْفَةِ"1، وَحَدِيْثُ " المضَامِيْنَ وَالملاَقِيحَ"2، وحديث "ما استيسر من الهدي"، وحديث: "اعتكف فأتته صفية"3.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "4418" من طريق هشيم، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، عن عبد الله بن عباس، به مختصرا، وأخرجه البخاري "6830" من حديث طويل من طريق إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، به. 2 حسن لغيره: أخرجه البزار "1268" كشف الأستار والطبراني في "الكبير" "11/ 11581" من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أَبِي حَبِيْبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهى عن بيع المضامين والملاقيح وحبل الحبلة". قلت: إسناده ضعيف، فيه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، قال البُخَارِيُّ: عِنْدَهُ مَنَاكِيْرُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ الدارقطني: ليس بالقوي. والعلة الثانية: داود بن الحصين، ضعيف في عكرمة، لذا قال الحافظ في "التقريب": ثقة إلا في عكرمة، وأخرجه البزار "1267" من طريق سعيد بن سفيان عن صالح بن أبي الأخضر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن بيع الملاقيح والمضامين". قلت: إسناده ضعيف، فيه صالح بن أبي الأخضر، ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب". لكن الحديث يرتقي لمرتبة الحسن لغيره بشاهد أبي هريرة والله أعلم. الملاقيح: جمع ملقوح، وهو ما في بطن الناقة. والمضامين: جمع مضمون وهو ما في صلب الفحل. 3 صحيح: أخرجه البخاري "2035"، ومسلم "2175" من طريق الزهري، عن علي بن حسين، عن صفية بنت حيي قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- معتكفا، فأتيته أزوره ليلا، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي -صلى الله عليه وسلم- أسرعا. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "على رسلكما، إنها صفية بنت حيي". فقالا: سبحان الله يا رسول الله! قال: "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا -أو قال: شيئا". واللفظ لمسلم. أما رواية هشيم عن الزهري، فقد عزاها الحافظ في "الفتح" "13/ 142" إلى سعيد بن منصور.

قُلْتُ: قَدْ ذَكَرْنَا فِي تَرْجَمَةِ شُعْبَةَ أَنَّهُ اخْتطفَ صَحِيْفَةَ الزُّهْرِيِّ مَنْ يَدِ هُشَيْمٍ، فَقَطَعَهَا لِكونِهِ أَخفَى شَأْنَ الزُّهْرِيَّ عَلَى شُعْبَةَ لَمَّا رَآهُ جَالِساً مَعَهُ، وَسَأَلَهُ مَنْ ذَا الشَّيْخُ? فَقَالَ: شُرَطِيٌّ لبَنِي أُمَيَّةَ، فَمَا عَرَفَهُ شُعْبَةُ، وَلاَ سَمِعَ مِنْهُ، وَهَذِهِ هَفْوَةٌ كَانَتْ مِنَ الاثْنَيْنَ فِي حَالِ الشَّبِيْبَةِ، ثُمَّ إِنَّ هُشَيْماً كَانَ يَحفظُ مِنْ تِلْكَ الصَّحِيْفَةِ أَرْبَعَةَ أَحَادِيْثَ، فَكَانَ يَرويهَا. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ أَحَدٌ أَصَحُّ حَدِيْثاً مِنْ هُشَيْمٍ، عَنْ حُصَيْنٍ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: حِفظُ هُشَيْمٍ عِنْدِي أَثْبَتُ مِنْ حِفْظِ أَبِي عَوَانَةَ، وَكِتَابُ أَبِي عَوَانَةَ أَثْبَتُ. رَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: الَّذِيْنَ رَأَيْتهُم لاَ يَختضبُوْنَ: هُشَيْمٌ، مُعْتَمِرٌ، يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، ابْنُ إِدْرِيْسَ، ابْنُ مَهْدِيٍّ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَبُو مُعَاوِيَةَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، عَبَّادُ بنُ العَوَّامِ. إِلَى السَّوَادِ: جَرِيْرُ بنُ نُمَيْرٍ، غُنْدَرُ بنُ فُضَيْلٍ البرسَانِيُّ، عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَبَّادُ بنُ عَبَّادِ بنِ أَبِي زَائِدَةَ، الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ. خضَاباً خَفِيْفاً: مَرْحُوْمٌ العَطَّارُ، حَجَّاجٌ، سَعْدٌ، وَيَعْقُوْبُ ابْنَا إِبْرَاهِيْمُ، أَبُو دَاوُدَ، أَبُو النَّضْرِ، أَبُو نُعَيْمٍ. خضَاباً خَفِيْفاً: مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ، أَخُوْهُ يَعْلَى، أَخُوْهُمَا عُمَر. خضَاباً خَفِيْفاً: أَبُو قَطَنٍ، أَبُو المُغِيْرَةِ، عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ، أَبُو اليَمَانِ، عِصَامُ بنُ خَالِدٍ، بِشْرُ بنُ شُعَيْبٍ، يَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، غنَّامُ بنُ عَلِيٍّ، مَرْوَانُ بنُ شُجَاعٍ، شُجَاعُ بنُ الوَلِيْدِ، حَمِيْدٌ الرُّؤَاسِيُّ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ خَالِدٍ. رَأَيْتُ هَؤُلاَءِ يَخضبُوْنَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ البنَّاء، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ البُسْري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المخلِّصِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ البَغَوِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَسُرَيْجُ بنُ يُوْنُسَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ شافع يوم القيامة ولا فخر" 1. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَه، بِأَطولَ مِنْ هَذَا مِنْ حَدِيْثِ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ بنِ جُدْعَانَ، وَهُوَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، لَكِنْ لَهُ مَا يُنكَرُ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: فِي هَذَا الحَدِيْثِ حُسْنٌ، وَفِيْهِ تَصرِيْحُ الإِخبَارِ عَنْ عَلِيٍّ كَمَا تَرَى، وَقَدْ مَرَّ قَوْلُ أحمد بن حنبل. فالله أعلم.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 2"، وابن ماجه "4308" من طريق هشيم، وأخرجه الترمذي "3615" من طريق سفيان كلاهما عن علي بن زيد بن جدعان، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته علي بن زيد بن جدعان، فإنه ضعيف. ولكن للحديث شاهدا عن واثلة بن الأسقع: أخرجه أحمد "4/ 107"، ومسلم "2276"، والترمذي "3605" و"3606" والطبراني في "الكبير" "22/ 161" من طرق عن الأوزاعي قال: حدثني شداد أبو عمار، عن واثلة، به.

أما هشيم بن أبي ساسان هشام

1247- أما هشيم بن أبي ساسان هشام 1: فَكُوْفِيٌّ، مُقلٌّ. يُكْنَى: أَبَا عَلِيٍّ. يَرْوِي عَنْ: أمَيّ الصَّيْرَفِيِّ، وَابْنِ جُرَيْجٍ. وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَإِبْرَاهِيْمُ الفَرَّاءُ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وغيره: صالح الحديث.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2868"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 488".

عباد بن عباد

1248- عبَّاد بن عبَّاد 1: "ع" ابن حَبِيْبٍ، ابْنِ الأَمِيْرِ المُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ، العَتكي، المُهَلَّبِيُّ، البَصْرِيُّ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو مُعَاوِيَةَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعي، وَعَاصِمِ بنِ سليمان، وهشام بن عروة، وجماعة. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسدَّد، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَخَلَفُ بنُ هِشَامٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَقُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ سَرِيّاً نَبِيْلاً حُجَّةً مِنْ عُقَلاَءِ الأَشْرَافِ، وَعُلَمَائِهِم. تعنَّتَ أَبُو حَاتِمٍ كَعَادتِهِ، وَقَالَ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: لم يكن بالقوي في الحديث.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 290 و327"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1626"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 99 و197 و248"، تاريخ بغداد "11/ 101"، والكاشف "2/ ترجمة 2592"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 247"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة رقم 4123"، وتهذيب التهذيب "5/ 95"، وتقريب التهذيب "1/ 392"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3308"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 295".

قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ أَربَابُ الصِّحَاحِ بِهِ. وَقَالَ فِيْهِ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ، وَقَالَ: هُوَ أَوْثَقُ وَأَكْثَرُ حَدِيْثاً مِنْ عَبَّادِ بنِ العَوَّامِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ أَيْضاً: ثِقَةٌ، رُبَّمَا غَلِطَ. مَاتَ بِبَغْدَادَ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَلَعَلَّهُ كَمَّلَ السَّبْعِيْنَ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ: مَاتَ قَبْلَ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ. أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي الخَيْرِ وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ بَيَانٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَتْ عليَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَرَأتْ فِرَاشِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبَاءةً مَثْنِيَّةً، فَانْطَلَقَتْ، فَبعثَتْ إليَّ بفِرَاشٍ حَشْوُهُ صُوْفٌ، فَدَخَلَ عليَّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَا هَذَا"? فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ: "رُدِّيهِ". فَلَمْ أَرُدَّهُ، وَأَعْجَبَنِي أَنْ يَكُوْنَ فِي بَيْتِي حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثاً. فَقَالَ: "رُدِّيهِ، فَوَاللهِ لَوْ شِئْتُ لأَجْرَى اللهُ مَعِيَ جِبَالَ الذَّهَبِ والفضة"1.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد في "الزهد" "76"، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم" "ص156"، وفي إسناده مجالد، وهو ابن سعيد، وهو ضعيف.

يزيد بن زريع

1249- يزيد بن زُرَيع 1: "ع" الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، مُحَدِّثُ البَصْرَةِ مَعَ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ الوَارِثِ، ومُعْتَمر، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ، وَجَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَوُهَيْبِ بنِ خَالِدٍ، وَخَالِدِ بنِ الحَارِثِ، وَبِشْرِ بنِ المُفَضَّلِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عُلَيَّةَ. فَهَؤُلاَءِ العَشْرَةُ كَانُوا فِي زَمَانِهم أَئِمَّةَ الحَدِيْثِ بِالبَصْرَةِ. يُكْنَى يَزِيْدُ أَبَا مُعَاوِيَةَ العَيْشِيُّ، البَصْرِيُّ. رَوَى عَنْ: أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، وَخَالِدٍ الحَذَّاءِ، وَحُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، وَحَبِيْبٍ المُعَلِّمِ، وَحَبِيْبِ بنِ الشَّهِيْدِ، وَحَجَّاجِ بنِ حَجَّاجٍ، وَحَجَّاجِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَدَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَعَوْفٍ، وعُمارة بنِ أبي

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 289"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3223"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 139"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 1113"، والأنساب للسمعاني "8/ 310"، والكاشف "3/ ترجمة 6413"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 242"، والعبر "1/ 284"، وتهذيب التهذيب "11/ 325"، وتقريب التهذيب "2/ 250"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 298".

حَفْصَةَ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيِّ، وَسَعِيْدٍ الجُرَيْرِيِّ، وَرَوْحِ بنِ القَاسِمِ، وَطَائِفَةٍ. وَلاَ رِحْلَةَ لَهُ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسَدَّدٌ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وأمية بن بسطام، والقواريري، وَمُحَمَّدُ بنُ المِنْهَالِ الضَّرِيْرُ، وَمُحَمَّدُ بنُ مِنْهَالٍ أَخُو حَجَّاجٍ، وَأَحْمَدُ بنُ المِقْدَامِ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ رَيْحَانَةَ البَصْرَةِ، مَا أَتقَنَهُ وَمَا أَحْفَظَهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ، إِمَامٌ. وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ الوَضَّاحُ: صَحِبتُ يَزِيْدَ بنَ زُرَيْعٍ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، يَزدَادُ فِي كُلِّ سَنَةٍ خَيْراً. وَقَالَ بِشْرٌ الحَافِي: كَانَ يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ مُتْقِناً، حَافِظاً، مَا أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُ مِثْلَهُ وَمِثْلَ صحَّةِ حَدِيْثِهِ. قَالَ يَحْيَى بنُ سعيد القطان: لم يكن ههنا أَحَدٌ أَثبتَ مِنْهُ. قُلْتُ: وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ، كَانَ يَقُوْلُ: مَنْ أَتَى مَجْلِسَ عَبْدِ الوَارِثِ، فَلاَ يقربَنِّي. قَالَ نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ: رَأَيْتُ يَزِيْدَ بنَ زُرَيْعٍ فِي المَنَامِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ. قُلْتُ: بِمَاذَا? قَالَ: بِكَثْرَةِ الصَّلاَةِ. قُلْتُ: كَانَ أَبُوْهُ وَالِياً عَلَى الأبُلَّة. مَوْلِدُهُ: فِي سنة إحدى ومائة. ومات: في سنة اثنتين وثمانين ومائة. قَالَ صَالِحُ بنُ حَاتِمٍ بنِ وَرْدَانَ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ زُرَيْعٍ يَقُوْلُ: لِكُلِّ دِيْنٍ فُرْسَانٌ، وَفُرْسَانُ هَذَا الدِّيْنِ أَصْحَابُ الأَسَانِيْدِ. وَفِي "التَّهْذِيْبِ" مِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ أَيْضاً: أَحْمَدُ بنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ السَّلِيْمِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مَسْعُوْدٍ، وَبِشْرُ بنُ مُعَاذٍ، وَبِشْرُ بنُ هِلاَلٍ، وَخَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ، وَبَكْرُ بنُ خَلَفٍ، وَبَهْزُ بنُ أَسَدٍ، وَحَبَّانُ بنُ هِلاَلٍ، وَالحَسَنُ بنُ عُمَرَ بنِ شَقِيْقٍ، وَحَمَّادُ بنُ مَسْعَدَةَ، وَرَوْحُ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ، وَزَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَسَهْلُ بنُ عُثْمَانَ، وَسُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَصَالِحُ بنُ حَاتِمٍ، وَالصَّلْتُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَارَكِيُّ، وَالعَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ النَّرْسِيُّ، وَالعَبَّاسُ بنُ يَزِيْدَ البَحْرَانِيُّ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَعَبْدَانُ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، وَالفَلاَّسُ، وَقُتَيْبَةُ، وَبُنْدَارٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ بنُ مُسَاوِرٍ، وَيَحْيَى بنُ حَبِيْبٍ، وَيَحْيَى بنُ يحيى.

وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ الأَسَدِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قَالَ: إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ بِالبَصْرَةِ. وَقَالَ أَحْمَدُ: كُلُّ شَيْء رَوَاهُ: عَنْ أَبِي عَرُوْبَةَ، فَلاَ تُبالِ أَنْ لاَ تَسْمَعَهُ مِنْ أَحَدٍ، سَمَاعُهُ مِنْ سَعِيْدٍ قَدِيْمٌ، وَكَانَ يَأْخذُ الحَدِيْثَ بنِيَّةٍ. وَقَالَ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مَنْصُوْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: هُوَ أَثْبَتُ شُيُوْخِ البَصْرِيِّينَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، حجة، كثير الحديث، توفي: سنة اثنتين وثمانين ومائة. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ أَوْ ثلاث وثمانين، في ثامن شوال. وكان أَورعِ أَهْلِ زَمَانِهِ. مَاتَ أَبُوْهُ، وَكَانَ وَالِياً على الأبُلَّة، فخلف خمسمائة أَلْفٍ، فَمَا أَخَذَ مِنْهَا حبَّةً -رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي الأبَرْقُوهي، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ الحَاسِبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِملاَءً، قَالَ: قُرئ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَيْرُوْزٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قِيْلَ لَهُ: حَدَّثَكُم عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً فِي جدَارِهِ، مَا لِي أَرَاكُم عَنْهَا معرضِين، وَاللهِ لأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُم" 1. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ من الأفراد العوالي.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 745"، ومن طريقه أخرجه أحمد "4/ 463"، والبخاري "2463"، ومسلم "1609"، والبيهقي "6/ 68 و157"، والبغوي في "شرح السنة" "2174"، عن ابن شهاب، به.

يعقوب القمي

1250- يعقوب القُمِّي 1: "4" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، المُفَسِّرُ، أَبُو الحَسَنِ يَعْقُوْبُ بن عبد الله بن سعد بنِ مَالِكِ بنِ هَانِئ الأَشْعَرِيُّ، العَجَمِيُّ، القُمِّيُّ. رَوَى عَنْ: زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَابْنِ عَقيل، وَجَعْفَرِ بنِ أَبِي المُغِيْرَةِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى الحِمَّانِيُّ، وَابْنُ حُمَيْدٍ، وَعَمْرُو بنُ رَافِعٍ، وَأَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بالقوي. توفي سنة أربع وسبعين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 382"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3443"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 874"، وأخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني "2/ 351"، الإكمال لابن ماكولا "7/ 153"، والأنساب للسمعاني "10/ 229"، والكاشف "3/ ترجمة 6508"، والعبر "1/ 265"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9815"، وتهذيب التهذيب "11/ 390"، وتقريب التهذيب "2/ 376"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 284".

عبد الوارث بن سعيد

1251- عبد الوارث بن سعيد 1: "ع" ابن ذكوان، الإِمَامُ، الثَّبْتُ، الحَافِظُ، أَبُو عُبَيْدَةَ العَنْبَرِيُّ مَوْلاَهُم، البَصْرِيُّ، التَّنَّوري، المُقْرِئُ. حَدَّثَ عَنْ: يَزِيْدَ الرِّشْك، وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَأَيُّوْبَ بنِ مُوْسَى، وَشُعَيْبِ بنِ الحَبْحَابِ، وَالجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، وَعَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ، وَدَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَالجُرَيْرِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي نَجِيْحٍ، وَعَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، القهرمَانِ، وسليمان التيمي، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَعِدَّةٍ. وَقَرَأَ القُرْآنَ عَرضاً عَلَى أَبِي عَمْرٍو، وَأَقرَأَهُ، وَقَرَأَ أَيْضاً عَلَى حُمَيْدِ بنِ قَيْسٍ المَكِّيِّ. وَجلسَ إِلَى عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ بِمَكَّةَ، وَمَا أَظنُّهُ رَوَى عَنْهُ، فَإِنَّهُ قَالَ: قعدْتُ إِلَيْهِ فَلَمْ أَفهَمْ كَلاَمَهُ. فَلَمَّا بَلَغَ هَذَا القَوْلُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ قَالَ: صدَقَ، أَدْركنَا عَمْراً وَقَدْ سقطَتْ أَسْنَانُهُ، وَبَقِيَ لَهُ نَابٌ وَاحِدٌ، فَلَوْلاَ أَنَّا أَطلنَا مُجَالَسَتَهُ، مَا فَهمنَا عَنْهُ. هَذِهِ حِكَايَةٌ صَحِيْحَةُ الإِسْنَادِ. وَكَانَ مَوْلِدُ عَبْدِ الوَارِثِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَمائَةٍ. تَلاَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَصَبِي، وَأَبُو مَعْمَرٍ المُقْعَدُ، وَعِمْرَانُ بنُ مُوْسَى القَزَّازُ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ عَبْدُ الصَّمَدِ، وَأَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو المُقْعَد -وهو راوية كتبه-

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 289"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1891"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 171 و285 و530" و"2/ 130 و242 و263" و"3/ 124 و363 و365"، والضعفاء الكبير "3/ ترجمة 1073"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 386"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5307"، وتهذيب التهذيب "6/ 441"، وتقريب التهذيب "1/ 527"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4500"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 293".

وَمُسَدَّدُ بنُ مُسَرْهَد، وَقُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، وَبِشْرُ بنُ هِلاَلٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ القَوَارِيْرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ عَالِماً مُجَوِّداً، مِنْ فُصَحَاءِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَمِنْ أَهْلِ الدِّيْنِ وَالوَرَعِ، إِلاَّ أَنَّهُ قَدَرِيٌّ مُبْتَدِعٌ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ هِلاَلٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ هِلاَلٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، عَنْ يُوْنُسَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لُعِنَ عَبْدُ الدِّيْنَارِ، لُعِنَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ". هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يَسْمَعِ الحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ عَنِ الصَّوَّافِ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ. قَالَ أَبُو عُمَرَ الجَرْمي: مَا رَأَيْتُ فَقِيْهاً أَفصَحَ مِنْ عَبْدِ الوَارِثِ إِلاَّ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ. وَقَالَ مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ: قِيْلَ لأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ: لِمَ لاَ تُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الوَارِثِ? فَقَالَ: أَأُحدِّثُكَ عَنْ رَجُلٍ كَانَ يَزْعُمُ أَنَّ يَوْماً مِنْ عَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ أَكْبَرُ مِنْ عُمْرِ أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَيُوْنُسَ، وَابْنِ عَوْنٍ?! قَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوي: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ مِنْ عَبْدِ الوَارِثِ فَإِذَا أُقِيْمَتِ الصَّلاَةُ ذَهَبنَا، فَلَمْ نُصَلِّ خَلْفَهُ. قَالَ: وَقِيْلَ لِعَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ: كَيْفَ رَوَيْتَ عَنْ عَبْدِ الوَارِثِ، وَتركْتَ عَمْرَو بنَ عُبَيْدٍ? قَالَ: إِنَّ عَمْراً كَانَ دَاعِياً. وَقَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ، وَذَكَرَ لَهُ أَنَّ عَبْدَ الوَارِثِ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنِ الخُرُوْجِ مَعَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ، فَأَمرنِي بِهِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ يَحْيَى، وَقَالَ: كَانَ شُعْبَةُ لاَ يَرَاهُ فِي يَوْمِ صِفِّيْنَ، وَلاَ يَرَى الخُرُوْجَ مَعَ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَيَرَى الخُرُوْجَ مَعَ إِبْرَاهِيْمَ? أَنَا سَمِعْتُ شعبة يقول: ما أدري أخطئوا أَمْ أَصَابُوا. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: لَمْ يَكْتُبْ أَبِي عَنْ أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ حرفاً حَتَّى مَاتَ. هَكَذَا هَذِهِ الرِّوَايَةُ، وَهِيَ وَهْمٌ. قَدْ حَدَّثَ عَنْ: أَيُّوْبَ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ القَوَارِيْرِيُّ: مَا رَأَيْتُ يَحْيَى القَطَّانَ رَوَى عَنْ أَحَدٍ مِنْ مَشَايِخِنَا قَبْلَ مَوْتِهِ إلا عَبْدِ الوَارِثِ. وَوَرَدَ عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنِ الأَخْذِ عَنْ عَبْدِ الوَارِثِ لِمَكَانِ القَدرِ. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ زُرَيع: مَنْ أَتَى مَجْلِسَ عَبْدِ الوَارِثِ، فَلاَ يقربَنِّي.

قُلْتُ: وَمَعَ هَذَا، فَحَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. وَعَاشَ بَعْدَ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ أَشْهُراً قَلِيْلَةً، مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: سَأَلْتُ أَنَا وَيَحْيَى القطانُ شعبةَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي التَّيَّاحِ، فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكُم مِنْ ذَاكَ البَابِ? يَعْنِي: عَبْدَ الوَارِثِ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظَ لِحَدِيْثِ أَبِي التَّيَّاحِ مِنْهُ. فَقُمْنَا فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَسَأَلْنَاهُ، فجعل يمر كأنها مكتوبة في قلبه. وَعَنْ شُعْبَةَ -وَنَظَرَ إِلَى عَبْدِ الوَارِثِ مُوَلِّياً- فَقَالَ: تَعْرِفُ الإِتْقَانَ فِي قَفَاهُ. وَرَوَى حَرْبٌ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الوَارِثِ أَصَحَّهُم حَدِيْثاً عَنْ حُسَيْنٍ المُعَلِّمِ. وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: مَنْ أَثْبَتُ شُيُوْخِ البَصْرِيِّينَ? قَالَ: عَبْدُ الوَارِثِ، وَسَمَّى جَمَاعَةً. عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ قَالَ: هُوَ مِثْلُ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ فِي أَيُّوْبَ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: إِنَّهُ لمَكْذُوْبٌ عَلَى أَبِي، وَمَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَطُّ، يَعْنِي: القَدرَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ، حُجَّةٌ. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ.

إبراهيم بن سعد

1252- إبراهيم بن سعد 1: "ع" ابن إبراهيم بنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عبد الرحمن بن عوف، الإمام، الحَافِظُ، الكَبِيْرُ، أَبُو إِسْحَاقَ القُرَشِيُّ، الزُّهْرِيُّ، العَوْفِيُّ، المَدَنِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ قَاضِي المَدِيْنَةِ، وَعَنْ: قَرَابَتِهِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ الهَادِ، وَالوَلِيْدِ بنِ كَثِيْرٍ، وَصَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ، وَصَالِحِ بنِ كَيْسَانَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنِ الرَّبِيْعِ بنِ سَبْرَةَ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عِكْرِمَةَ المَخْزُوْمِيِّ، وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: وَلَدَاهُ؛ يَعْقُوْبُ وَسَعْدٌ، وَشُعْبَةُ، وَاللَّيْثُ -وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ- وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الدُّوْلاَبِيُّ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، ولُوَين، وَمَنْصُوْرُ بنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَيَسَرَةُ بنُ صَفْوَانَ، وَيَحْيَى بنُ قَزَعَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ حَمْزَةَ، وَسُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ الهَاشِمِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ ابْنُ ابْنَةِ السُّدِّيِّ، وَيَعْقُوْبُ بنُ حُمَيْدِ بنِ كَاسِبٍ، وَيَعْقُوْبُ بنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ. وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، آخِرُهُم مَوْتاً: عَبْدُ اللهِ بنُ عِمْرَانَ العَابِدِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ سَيَّارٍ الحَرَّانِيُّ. وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقاً، صَاحِبَ حَدِيْثٍ. وَثَّقَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَقَالَ: كَانَ وَكِيْعٌ كَفَّ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنْهُ، ثُمَّ حَدَّثَ عَنْهُ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: ثِقَةٌ، حَجَّةٌ. وَرَوَى عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ حبَّان، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنَ الوَلِيْدِ بنِ كَثِيْرٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَقَالَ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فِي الزُّهْرِيِّ. ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ لَمْ يَصحِّحْ عَنِ الزُّهْرِيِّ شَيْئاً. وَقَالَ عَبَّاسٌ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي الزُّهْرِيِّ، أَوْ لَيْثُ بنُ سَعْدٍ? فَقَالَ: كِلاَهُمَا ثِقَتَانِ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: مَدَنِيٌّ, ثِقَةٌ. يُقَالَ: إِنَّهُ كَانَ أَسْوَدَ. قَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ حَمْزَةَ: كَانَ عِنْدَ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ نَحَوٌ مِنْ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلفَ حَدِيْثٍ فِي الأَحكَامِ سِوَى المَغَازِي. وَإِبْرَاهِيْمُ مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ المَدِيْنَةِ حَدِيْثاً فِي زَمَانِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ: سَمَاعُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ لَيْسَ بِذَاكَ، لأَنَّهُ كَانَ صَغِيْراً. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ بَعْضُ وَلَدِهِ. قُلْتُ: هُوَ أَصْغَرُ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ بِسَنَةٍ، وَسَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ وَهُوَ حَدَثٌ بَاعتنَاءِ وَالِدِهِ بِهِ. رَوَى أَحْمَدُ بنُ سَعْدٍ حَفِيْدُهُ، عَنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ، سَأَلتُ شُعْبَةَ عَنْ حَدِيْثٍ لسَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، فَقَالَ لِي: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ أَبِيْهِ? قُلْتُ: وَأَيْنَ هُوَ? قَالَ: نَازلٌ عَلَى عُمارة بنِ حَمْزَةَ، فأتيته، فحدثني.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 928"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 174"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 283"، وتاريخ بغداد "6/ 81"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 239"، وميزان الاعتدال "1/ 33"، والعبر "1/ 288"، وتهذيب التهذيب "1/ 121"، وتقريب التهذيب "1/ 35".

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَلِيَ إِبْرَاهِيْمُ بَيْتَ المَالِ بِبَغْدَادَ. قُلْتُ: كَانَ مِمَّنْ يَتَرَخَّصُ فِي الغِنَاءِ عَلَى عَادَةِ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وَكَأَنَّهُ لِيمَ فِي ذَلِكَ، فَانْزَعَجَ عَلَى المُحَدِّثِيْنَ، وَحَلَفَ أَنَّهُ لاَ يُحَدِّثَ حَتَّى يُغَنِّي قَبْلَهُ -فِيْمَا قِيْلَ. وَكَانَ هُوَ وَهُشَيْمٌ شَيْخَي الحَدِيْثِ فِي عصرِهِمَا بِبَغْدَادَ. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ. وَاخْتُلِفَ فِي وَفَاتِهِ عَلَى أَقْوَالٍ: فَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَخَلِيْفَةُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبَّادٍ المَكِّيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَغَيْرُهُم: إِنَّهُ تُوُفِّيَ: سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، فَهَذَا هُوَ الصَّحِيْحُ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. زَادَ ابْنُ عُفَيْرٍ: أَنَّهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ قَدِمَ العِرَاقَ. وَشَذَّ أَبُو مَرْوَانَ العُثْمَانِيُّ، بَلْ غَلِطَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ فِي "السَّابِقِ وَاللاَّحِقِ": حَدَّثَ عَنْهُ: يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ -يَعْنِي: شَيْخَهُ- وَالحُسَيْنُ بنُ سيَّار، وَبَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا مائَةٌ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً. مَاتَ ابْنُ سَيَّارٍ بَعْدَ الخَمْسِيْنَ وَمَائَتَيْنِ. وَقَدْ حَدَّثَ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بن سعد، عن رجل عنه. فَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلَ بنِ الفَرَّاءِ، وَأَحْمَدَ بنِ العِمَادِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ، أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامة، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ النَّقور، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَمَّامي، حَدَّثَنَا دَعْلج بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوشَنْجي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن بكير، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ الهَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابن شهاب، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيْبٍ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ نَزَعَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ذَنُوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف وليغفر الله لَهُ، ثُمَّ اسْتَحَالَتْ غَرْباً، فَأَخَذَ ابْنُ الخَطَّابِ، فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزعه حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بعَطَنٍ". هَذَا حَدِيْثٌ مَحْفُوْظُ المتن. اتفق عليه البخاري، ومسلم1 من

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3664" و"7021" و"7475"، ومسلم "2392" "17" والنسائي في "فضائل الصحابة" "15"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 344"، والبغوي "3881" من طرق عن الزهري, به. =

طَرِيْقِ يُوْنُسَ، وَعَقِيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَرِوَايَتُنَا هَذِهِ غَرِيْبَةٌ معلَّلَةٌ، فَإِنَّ البُخَارِيَّ أَخْرَجَهُ: عَنْ يَسَرَةَ بنِ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ نَفْسِهِ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنِ الثِّقَةِ، عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ صَالِحٍ، كرِوَايَتنَا، وَاللهُ أَعْلَمُ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ البَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ البُسْري، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عِمْرَانَ العَابِدِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ لأَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُم بِضَالَّتِهِ يَجِدُهَا بِأَرْضِ مَهْلَكَةٍ كَادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ" 1. وَهَذَا حَدِيْثٌ جَيِّدُ الإِسْنَادِ وَمتنُهُ فِي الصَّحِيْحِ مِنْ وَجْهٍ آخرَ. وَقَدْ رَوَى اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الهَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ نَحْواً مِنْ عَشْرَةِ أَحَادِيْثَ. وَكَانَ إِبْرَاهِيْمُ يُجِيْدُ صِنَاعَةَ الغِنَاءِ. وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي "كَامِلِهِ"، وَسَاقَ لَهُ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ اسْتنْكَرَهَا لَهُ. فَمِنْ أَنْكَرِ ذَلِكَ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يُسْأَلُ عَنْ حَدِيْثِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَنَسٌ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ" 2. فَقَالَ: لَيْسَ ذَا فِي كُتُبِ إِبْرَاهِيْمَ، لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُوْنَ لَهُ أَصلٌ. قُلْتُ: رَوَاهُ: غير واحد، عن إبراهيم بن سعد. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: ذُكِرَ عِنْدَ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ عُقَيْلٌ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، فَجَعَلَ كَأَنَّهُ يُضَعِّفَهُمَا، ثُمَّ قَالَ أَبِي: أَيش يَنْفَعُ هَذَا، هؤلاء ثقات لم يَخْبُرْهما يحيى.

_ = وأخرجه أحمد "2/ 368 و450"، وابن أبي شيبة "12/ 21"، والبخاري "7022"، ومسلم "2392" "17" و"18"، والبيهقي "6/ 345"، والبغوي "3882" و"3883" من طرق عن أبي هريرة وقوله: "حتى ضرب الناس بعطن": معناه رووا ورووا إبلهم، فأبركوها وضربوا لها عطنا ضرب مثلا لاتساع الناس في زمن عمر، وما فتح الله عليهم من الأمصار. 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "20587"، وأحمد "2/ 316 و500 و534"، ومسلم "2675" "1" و"2"، والترمذي "3538"، وابن ماجه "4247"، والبغوي في "شرح السنة" "1300" من طرق عن أبي هريرة، به. 2 صحيح بطرقه وشواهده: أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 169-170"، وأحمد "3/ 129"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1120"، والبخاري في "التاريخ الكبير" "2/ 113" و"4/ 99-100"، وأبو يعلى "4033"، والبيهقي "8/ 143-144"، وأبو عمرو الداني في "الفتن وغوائلها" "201" والضياء في "المختار" "1576" من طرق عن الأعمش، عن سهل بن أبي الأسد، عن بكير الجزري، عن أنس قال: كنا في بيت رجل من الأنصار، فَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى وقف، فأخذ بعضادتي الباب، فقال: "الأئمة من قريش، ولهم عليكم حق، ولكم مثل ذلك، ما إذا استُرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا عاهدوا وَفَّوا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين". =

عبيد الله بن عمرو

1253- عبيد الله بن عمرو 1: "ع" ابن أبي الوليد الأسدي، مولاهم الرَّقِّي، الحَافِظُ الكَبِيْرُ، أَبُو وَهْبٍ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمير، وَزَيْدِ بنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مَالِكٍ، وَعَبْدِ اللهِ

_ = قلت: إسناده ضعيف لجهالة بكير الجزري. وأبو الأسد، قال الأزدي: ليس بالقوي. وذكره ابن حبان في "الثقات". وقد ورد عند البخاري في "التاريخ الكبير" "2/ 113"، وأبو يعلى "4032"، وأبو عمرو الداني في "الفتن" "200" من طريق جرير، عن الأعمش، عن بُكير، عن سهل بن الأسد، عن أنس. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" "2121" من طريق مسعر بن كدام، عن سهل بن الأسد، عن بكير الجزري، عن أنس، به، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" "6606"، وفي "الدعاء" "2120" من طريق الفضيل بن عياض عن الأعمش، عن أبي صالح الحنفي، عن بكير الجزري، به، وأخرجه بنحوه الطيالسي "2133"، والبخاري في "التاريخ الكبير" تعليقا "2/ 112"، والبزار "1578" كشف الأستار، وأبو يعلى "3644"، وأبو نعيم في "الحلية" "3/ 171"، والبيهقي "8/ 144" من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أنس. قلت: ورجاله ثقات. وقال البزار: لا نعلم أسند سعد عن أنس إلا هذا، وأخرجه الحاكم "4/ 504"، والبيهقي "8/ 144" من طرق عن الصَّعق بن الحزن، عن علي بن الحكم، عن أنس. قلت: وإسناده حسن، وأخرجه بنحوه البزار "1580" من طريق أبي العلاء الخفاف، والطبراني في "الكبير" "725" من طريق ابن جريج كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، عن أنس. ورواية البزار مختصرة وأخرجه البزار "1579" من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس. وإسناده ضعيف. وقد خرجت الحديث بإسهاب وبأوسع من هذا الموضع في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" "7/ تعليق 25" ط. دار الحديث فراجعه ثمت تفد علما كثيرا، وذلك من فضل الله علي نتحدث به من باب الشكر لله على نعمائه وفضله كما قال سبحانه في كتابه العزيز: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11] . 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 484"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 1262"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 171"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1551"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 228"، والعبر "1/ 276"، والكاشف "2/ ترجمة 3630"، وتهذيب التهذيب "7/ 42"، وتقريب التهذيب "1/ 537"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4584".

ابن مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَالأَعْمَشِ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ. وَيَنْزِلُ إِلَى مَعْمَرٍ، وَالثَّوْرِيِّ. كَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، صَاحِبَ حَدِيْثٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَالهَيْثَمُ بنُ جَمِيْلٍ، وَزَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ، وَأَخُوْهُ؛ يُوْسُفُ بنُ عَدِيٍّ، وَجَنْدَلُ بنُ وَاثِقٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الحَرَّانِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، وَالعَلاَءُ بنُ هِلاَلٍ، وَعَمْرُو بنُ قُسَيْطٍ، وَعَلِيُّ بنُ مَعْبَدِ بنِ شَدَّادٍ، وَحَكِيْمُ بنُ سَيْفٍ، وَعَلِيُّ بنُ الزَّعْزَاعِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّقَّيون، وَأَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيْعُ بنُ نَافِعٍ، وَعُبَيْدُ بنُ هِشَامٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ ابْنُ أَخِي الإمام، الحلبيون، وعلي بن حُجْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَاصِمٍ، وَعَمْرُو بنُ عُثْمَانَ الكِلاَبِيُّ، وَعِيْسَى بنُ سَالِمٍ الشَّاشِيُّ، وَالوَلِيْدُ بنُ صَالِحٍ النَّحَّاسُ، وَيَحْيَى بنُ يُوْسُفَ الزِّمِّيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ، لاَ أَعْرِفُ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً، وَهُوَ أحبُّ إليَّ مِنْ زُهَيْرِ بنِ مُحَمَّدٍ. وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بنِ مَعْبَدٍ الرَّقِّيِّ، قَالَ: قِيْلَ لِعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو: بَلَغَنِي أَنَّ عِنْدَكَ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ عَقِيْلٍ كَثِيْراً، لَمْ تُحدِّثْ عَنْهُ، ثُمَّ أَلقَيْتَهُ. قَالَ: لأنْ أُلْقِيْهِ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ يُلقيني اللهُ -تَعَالَى. قَالَ: وَزَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ ذَلِكَ الكِتَابِ مَعَ رَجُلٍ لَمْ يَثقْ بِهِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ عُبَيْدُ اللهِ ثِقَةً صَدُوقاً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، وَرُبَّمَا أَخطَأَ، وَكَانَ أَحْفَظَ مَنْ رَوَى: عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَنَازِعُهُ فِي الفَتْوَى فِي دَهْرِهِ. وَمَاتَ: بِالرَّقَّةِ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَمائَةٍ. حَدِيْثُهُ فِي البخاري في تفسير حم. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البُنْدَارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الَّذِي آتَي فِيْهِ أَهْلِي? قَالَ: "نَعَمْ، إِلاَّ أَنْ تَرَى فِيْهِ شَيْئاً فَتغسله". هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ مِنَ العَوَالِي لأمثَالِنَا. أَخْرَجَهُ: ابْنُ مَاجَه1 وَحْدَه، عَنْ شَيْخٍ لَهُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بن عمرو الرقي.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن ماجه "542" من طريق عُبيد الله بن عمرو الرقي، به، وأخرجه أحمد "6/ 325 و427"، وأبو داود "366"، والنسائي "1/ 155"، وابن ماجه "540"، والطبراني "23/ 405 و406 و408"، والبيهقي "2/ 410" من طرق عن يزيد بن أبي حبيب، عَنْ سُويد بنِ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ حُديج، عن معاوية بن أبي سفيان، عن أخته أم حبيبة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سألها: هل كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي فِي الثوب الذي يجامعها فيه؟ فقالت: نعم إذا لم ير فيه أذى".

إسماعيل بن عياش

1254- إسماعيل بن عياش 1: "د، ت، س، ق" ابن سليم، الحَافِظُ، الإِمَامُ، مُحَدِّثُ الشَّامِ، بَقِيَّةُ الأَعْلاَمِ، أَبُو عتبة الحِمْصي، العَنْسي مَوْلاَهُم. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: شُرَحْبِيْلِ بنِ مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ البَهْرَانِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ -إِنْ صَحَّ ذَلِكَ، وَهُوَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ- وَضَمْضَمِ بنِ زُرْعَةَ، وَتَمِيْمِ بنِ عَطِيَّةَ العَنْسِيِّ، وَأَسِيدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخَثْعمي، وَبَحِيْرِ بنِ سَعْدٍ، وَالزُّبَيْدِيِّ، وَحَبِيْبِ بنِ صَالِحٍ الطَّائِيِّ، وَثَوْرِ بنِ يَزِيْدَ، وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَعَاصِمِ بنِ رَجَاءِ بنِ حَيْوَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ الحَضْرَمِيِّ، وَصَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو، وَثَابِتِ بنِ عَجْلاَنَ، وَسُلَيْمَانَ بنِ سُلَيْمٍ الكِناني، وَخلقٍ مِنَ الشَّامِيّينَ. إِلَى أَنْ يَنْزِلَ فَيَرْوِي عَنْ: ضَمْرَةَ بنِ رَبِيْعَةَ. وَرَوَى أَيْضاً عَنْ: زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ خُثَيم، وَعُمَارَةَ بنِ غَزِيَّة، وَمُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَخلقٍ مِنَ الحِجَازِيِّينَ وَالعِرَاقِيِّينَ. وَهُوَ فِيْهِم كَثِيْرُ الغَلَطِ بِخلاَفِ أَهْلِ بَلَدِهِ، فَإِنَّهُ يَحفظُ حَدِيْثَهُم، وَيَكَادُ أَنْ يُتْقِنَهُ. إن شاء الله.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1169"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 172"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 650"، والضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 102"، والمجروحين لابن حبان "1/ 124"، والكامل لابن عدي "1/ ترجمة 127"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 240"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 923"، والعبر "1/ 227 و278"، وتهذيب التهذيب "1/ 321"، وتقريب التهذيب "1/ 73"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 294".

وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، صَادِقَ اللَّهجَةِ، متِيْنَ الديانة، صاحب سنة وَاتِّبَاعٍ، وَجَلاَلَةٍ وَوقَارٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ إِسْحَاقَ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَهُم مِنْ شُيُوْخِهِ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَأَبْيَضُ بنُ الأَغَرِّ المِنْقَرِيُّ، وَمُوْسَى بنُ أَعْيَنَ، وَجَمَاعَةٌ مَاتُوا قَبْلَهُ، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَفَرَجُ بنُ فَضَالَةَ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَحَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَحَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ، وَأَبُو اليَمَانِ، وَسَعِيْدُ بن منصور، وأبو الجماهر الكَفْرَسُوسِيُّ، وَمَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَالهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ، وَالحَكَمُ بنُ مُوْسَى، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَعُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخُوْهُ أَبُو بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَلاَمٍ البيكَنْدي، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وهنَّاد بنُ السَّري، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ المُحَارِبِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَعَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ الحِمْصِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ مولى عَنْس. وقال أبو خيثمة: كَانَ أَحْوَلَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُقَدَّمي: كَانَ أَزْرَقَ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: قَدِمَ بَغْدَادَ عَلَى المَنْصُوْرِ فَوَلاَّهُ خزَانَةَ الكِسوة، وَرَوَى: بِبَغْدَادَ كَثِيْراً. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُهَاجِرٍ: قَالَ لِي أَخِي عَمْرٌو: لَيْسَ تُحْسِنُ تَسْأَلُ، لِمَ لاَ تَسْأَلنِي مَسْأَلَةَ هَذَا الأَزْرَقِ؟! مَا سَأَلنِي أَحَدٌ أَحْسَنَ مَسْأَلَةً مِنْهُ. قُلْتُ: كَيْفَ أَكُوْنُ مِثْلَهُ وَهُوَ فَقِيْهٌ -يَعْنِي: إِسْمَاعِيْلَ? وَفِي رِوَايَةٍ لأَبِي مُسْهِر عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخِي: لِمَ لاَ تَسْأَلنِي مَسْأَلَةَ هَذَا الأَحْمَرِ الحِمْصِيِّ? وَقَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ نَجْدَةَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بنَ عَيَّاشٍ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ المَكِّيُّ يُدنِيْنِي، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ: نَرَاكَ تُقدِّمُ هَذَا الغُلاَمَ الشَّامِيَّ، وَتُؤْثِرُهُ عَلَيْنَا! فَقَالَ: إِنِّيْ أَؤمِّلُهُ، فَسَأَلُوْهُ يَوْماً عَنْ حَدِيْثٍ يُحَدِّثُ بِهِ شَهْرٌ، إِذَا جَمَعَ الطَّعَامُ أَرْبَعاً فَقَدْ كَمُلَ، فَذَكَرَ ثَلاَثَةً، وَنسِيَ الرَّابِعَةَ، فَسَأَلنِي عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِي: كَيْفَ حدَّثتكُم? قُلْتُ: حدَّثتنَا عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا جَمَعَ الطَّعَامُ أَرْبَعاً فَقَدْ كَمُلَ: إِذَا كَانَ أَوَّلُهُ حَلاَلاً، وَسُمِّيَ اللهُ عَلَيْهِ حِيْنَ يُوْضَعُ، وَكَثُرَتْ عَلَيْهِ الأَيْدِي، وَحُمِدَ اللهُ حِيْنَ يُرْفَعُ، فَأَقْبَلَ عَلَى القَوْمِ، وَقَالَ: كَيْفَ تَرَوْنَ? سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ الوَاسِطِيُّ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ قَالَ: رَأَيْتُ شُعْبَةَ عِنْدَ فَرَجِ بنِ فَضَالَةَ يَسْأَلُهُ عَنْ حَدِيْثِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ.

مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ عَنْ أَبِي اليَمَانِ قَالَ: كَانَ مَنْزِلُ إِسْمَاعِيْلَ إِلَى جَانبِ مَنْزِلِي، فَكَانَ يُحِيِي اللَّيْلَ، وَكَانَ رُبَّمَا قَرَأَ، ثُمَّ يَقْطَعُ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَرَأَ مِنَ المَوْضعِ الَّذِي قَطَعَ مِنْهُ، فَلقِيْتُهُ يَوْماً فَقُلْتُ: يَا عمّ! قَدْ رَأَيْتُ مِنْكَ فِي القِرَاءةِ كَيْتَ وَكَيْتَ. قَالَ: يَا بُنَيَّ! وَمَا سُؤَالُكَ? قُلْتُ: أُرِيْدُ أَنْ أَعْلَمَ. قَالَ: يَا بُنَيَّ! إِنِّيْ أُصلِّي، فَأَقرَأُ، فَأَذْكُرُ الحَدِيْثَ فِي البَابِ مِنَ الأَبْوَابِ الَّتِي أَخْرَجتُهَا، فَأَقطعُ الصَّلاَةَ، فَأَكْتُبُهُ فِيْهِ، ثُمَّ أَرجعُ إِلَى صَلاَتِي، فَأَبتدِئ مِنَ المَوْضعِ الَّذِي قطعْتُ مِنْهُ. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، عَنْ يَحْيَى الوُحَاظِيِّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً كَانَ أَكْبَرَ نَفْساً مِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، كُنَّا إِذَا أَتَيْنَاهُ إِلَى مزرعَتِهِ لاَ يَرْضَى لَنَا إِلاَّ بِالخَرُوفِ وَالخبِيصِ. سَمِعْتهُ يَقُوْلُ: وَرثتُ مِنْ أَبِي أَرْبَعَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ، فَأَنفقتُهَا فِي طَلَبِ العِلْمِ. جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّسْعَني، عَنْ عُثْمَانَ بنِ صالح قال: كان أهل مصر ينتقصون عثمان، حَتَّى نَشَأَ فِيْهِمُ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، فَحَدَّثَهُم بِفَضَائِلِ عُثْمَانَ، فَكفُّوا عَنْ ذَلِكَ. وَكَانَ أَهْلُ حمص ينتقصون عليا، حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش، فحدثهم بفضائل علي، فكفوا عن ذَلِكَ. عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: قَالَ أَبِي لِدَاوُدَ بنِ عَمْرٍو، وَأَنَا أَسْمَعُ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ! كَانَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ يُحَدِّثُكُم هَذِهِ الأَحَادِيْثَ حَفِظاً? قَالَ: نَعَمْ، مَا رَأَيْتُ مَعَهُ كِتَاباً قَطُّ. فَقَالَ: لَقَدْ كَانَ حَافِظاً، كَمْ كَانَ يَحفظُ? قَالَ: شَيْئاً كَثِيْراً. قَالَ لَهُ: كَانَ يَحْفَظُ عَشْرَةَ آلاَفٍ? قَالَ: عَشْرَةُ آلاَفٍ، وَعَشْرَةُ آلاَفٍ، وَعَشْرَةُ آلاَفٍ. قَالَ أَبِي: هَذَا كَانَ مِثْلَ وَكِيْعٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيِّ ابن المَدِيْنِيِّ: قَالَ: رَجُلاَنِ هُمَا صَاحِبَا حَدِيْثِ بَلَدِهِمَا، إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، وَابْنُ لَهِيْعَةَ. وَرَوَى الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ، عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ أَرْوَى لِحَدِيْثِ الشَّامِيّينَ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَصْحَابَنَا يَقُوْلُوْنَ: عِلْمُ الشَّامِ عِنْدَ إِسْمَاعِيْلَ وَالوَلِيْدِ، فَسَمِعْتُ أَبَا اليَمَانِ يَقُوْلُ: كَانَ أَصْحَابُنَا لَهُم رغبَةٌ فِي العِلْمِ، وَطلبٌ شَدِيْدٌ بِالشَّامِ، وَالمَدِيْنَةِ، وَمَكَّةَ، وَكَانُوا يَقُوْلُوْنَ: نَجْهَدُ فِي الطَّلَبِ، وَنُتْعِبُ أَبَدَاننَا، وَنَغِيبُ، فَإِذَا جِئْنَا وَجَدْنَا كُلَّ مَا كتبنَا عِنْدَ إِسْمَاعِيْلَ. ثُمَّ قَالَ الفَسَوِيُّ: وتكلَّم قَوْمٌ فِي إِسْمَاعِيْلَ، وَإِسْمَاعِيْلُ ثِقَةٌ، عَدْلٌ، أعلم الناس بحديث الشاميين، ولا يدفعه دافع، وأكثر ما تكلموا قالوا: يُغْرِبُ عَنْ ثِقَاتِ المَدَنِيّينَ وَالمكِّيّينَ.

وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، مَا أَدْرِي مَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ? قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ الوَاسِطِيُّ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ شَامِيّاً وَلاَ عِرَاقِيّاً أَحْفَظَ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَدِمَ إِسْمَاعِيْلُ العِرَاقَ قَدْمَتَيْنِ، قَدِمَ هُوَ وحَريز بنُ عُثْمَانَ الكُوْفَةَ فِي مسَاحَةِ أَرْضِ حِمْصَ، سَمِعَ مِنْهُ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ فِي القَدْمَةِ الأُوْلَى. وَرَوَى عَبَّاسٌ الدُّوري عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ ثِقَةٌ، كَانَ أَحَبَّ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ مِنْ بَقِيَّةَ، وَقَدْ سَمِعَ إِسْمَاعِيْلُ مِنْ شُرَحبيل، وَإِسْمَاعِيْلُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَرَجِ بنِ فَضَالة، مضَيْتُ إِلَيْهِ، فَرَأْيْتُهُ عِنْدَ دَارِ الجَوْهَرِيِّ، قَاعِداً عَلَى غُرفَةٍ، وَمَعَهُ رَجُلاَنِ يَنْظُرَانِ فِي كتاب، فيحدثهم خمسمائة فِي اليَوْمِ، أَقلَّ أَوْ أَكْثَرَ، وَهُم أَسْفَلُ، وَهُوَ فَوْقُ، فَيَأْخذُوْنَ كِتَابَهُ، فَيَنسخُونَ مِنْ غَدْوَةٍ إِلَى اللَّيْلِ، فَرَجَعتُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئاً. وَقَالَ أَيْضاً: شَهِدتُهُ يُمْلِي إِمْلاَءً، فَكَتَبتُ عَنْهُ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، فَقَالَ: إِذَا حَدَّثَ عَنِ الشُّيُوْخِ الثِّقَاتِ، مِثْلِ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، وَشُرَحْبِيْلِ بنِ مُسْلِمٍ. قُلْتُ: فَكَتَبتَ عَنْهُ? قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ مِنْهُ شَيْئاً. وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سُئِلَ ابْنُ مَعِيْنٍ، عَنْ إسماعيل بن عياش فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ فِي أَهْلِ الشَّامِ، وَالعِرَاقِيُّوْنَ يَكرهُوْنَ حَدِيْثَهُ. قِيْلَ لِيَحْيَى: أَيُّمَا أَثْبَتُ، هُوَ أَوْ بَقِيَّةُ? قَالَ: كِلاَهُمَا صَالِحَانِ. وَرَوَى عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: أَرْجُو أَنْ لاَ يَكُوْنَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: هُوَ ثِقَةٌ فِيْمَا رَوَى عَنِ: الشَّامِيّينَ، وَأَمَّا رِوَايَتُهُ عَنْ أَهْلِ الحِجَازِ، فَإِنَّ كِتَابَهُ ضَاعَ، فَخلَطَ فِي حَفِظِهِ عَنْهُم. وَقَالَ مُضَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى: إِذَا حَدَّثَ عَنِ الشَّامِيّينَ، وَذَكَرَ الخَبَرَ، فَحَدِيْثُهُ مُسْتقِيْمٌ، وَإِذَا حَدَّثَ عَنِ الحِجَازِيّينَ وَالعِرَاقِيّينَ، خلَّط مَا شِئْتَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ المَرُّوذي: سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ فَحَسَّنَ، رِوَايَتَهُ عَنِ الشَّامِيّينَ، وَقَالَ: هُوَ أَحْسَنُ حَالاً فِيْهِم مِمَّا رَوَى عَنِ: المدنيين وغيرهم.

وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا حَدَّثَ عَنْ مَشَايِخِهِم، فَأَمَّا مَا حدَّثَ عَنْ غَيْرِهِم، فَعِنْدَهُ مَنَاكِيْرُ عَنِ الثِّقَاتِ. وَقَالَ أحمد بن الحسين التِّرْمِذِيُّ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَصلحُ من بقية، لبقية مناكير. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: نَظَرْتُ فِي كِتَابِ إِسْمَاعِيْلَ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ أَحَادِيْثَ صحَاحٍ، وَأَحَادِيْثَ مُضْطَرِبَةٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ: يُوَثَّقُ فِيْمَا رَوَى عَنْ أَصْحَابِهِ أَهْلِ الشَّامِ، فَأَمَّا مَا رَوَى عَنْ غَيْرِهِم، فَفِيْهِ ضَعْفٌ. وَرَوَى عثمان الدرامي، عَنْ دُحَيْمٍ قَالَ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ فِي الشَّامِيّينَ غَايَةٌ، وَخلَّطَ عَنِ المَدَنِيّينَ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: إِذَا حَدَّثَ عَنْ أَهْلِ بَلَدِهِ فَصَحِيْحٌ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ فِي المَدَنِيّينَ، كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لاَ يُحَدِّثُ عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: ضَرَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى حَدِيْثِهِ، وَعَلَى حَدِيْثِ المُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، فَضَعَّفَهُ فِيْمَا رَوَى عَنْ أَهْلِ الشَّامِ وَغَيْرِهِم، وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنْهُ بِحَدِيْثِ أَهْلِ الشَّامِ لَوْ ثَبَتَ عَلَى حَدِيْثِ أَهْلِ الشَّامِ، وَلَكِنَّهُ خلَّطَ فِي حَدِيْثِهِ عَنْ أَهْلِ العِرَاقِ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ ضرب على حديثه. وقال يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: إِسْمَاعِيْلُ ثِقَةٌ عِنْدَ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وَأَصْحَابنَا فِيْمَا رَوَى عَنِ الشَّامِيّينَ خَاصَّةً، وَفِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَهْلِ العِرَاقِ وَأَهْلِ المَدِيْنَةِ اضْطِرَابٌ كَثِيْرٌ، وَكَانَ عَالِماً بِنَاحِيتِهِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: إِذَا حَدَّثَ عَنْ أَهْلِ بَلَدِهِ فَصَحِيْحٌ، وَإِذَا حَدَّثَ عَنْ غَيْرِهِم فَفِيْهِ نَظَرَ. وَقَالَ مرَّةً: مَا رَوَى عَنِ الشَّامِيّينَ فَهُوَ أَصَحُّ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيُّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ وَكِيْعاً يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، فَأَخَذَ مِنِّي أَطرَافاً لإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، فَرَأْيْتُهُ يُخلِّطُ فِي أَخَذِهِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الجُوزجاني: سَأَلْتُ أَبَا مُسْهِرٍ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةَ، فَقَالَ: كُلٌّ كَانَ يَأْخذُ عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ، فَإِذَا أَخَذتَ حَدِيْثَهُم عَنِ الثِّقَاتِ، فَهُوَ ثِقَةٌ.

قَالَ الجُوْزَجَانِيُّ: قُلْتُ لأَبِي اليَمَانِ: مَا أُشَبِّهُ حَدِيْثَ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ إِلاَّ بثِيَابِ سَابُوْر، يَرْقُمُ عَلَى الثَّوْبِ المائَة، وَأَقلُّ شرَائِهِ دُوْنَ عَشْرَةِ دَرَاهِمَ. قَالَ: كَانَ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ عَنِ الكَذَّابِيْنَ، وَهُوَ فِي حَدِيْثِ الثِّقَاتِ عَنِ الشَّامِيّينَ أَحْمَدُ مِنْهُ فِي حَدِيْثِ غَيْرِهِم. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيْثِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، فَقَالَ: هُوَ لَيِّنٌ يُكتَبُ حَدِيْثُهُ، لاَ أَعْلَمُ أَحَداً كَفَّ عَنْهُ، إِلاَّ أَبَا إِسْحَاقَ الفَزَارِيَّ. قَالَ مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ: اكْتبْ عَنْ بَقِيَّةَ مَا رَوَى عَنِ المَعْرُوْفِيْنَ، وَلاَ تَكتبْ عَنْهُ مَا رَوَى عَنْ غَيْر المَعْرُوْفِيْنَ، وَلاَ تَكتبْ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ مَا رَوَى عَنِ المَعْرُوْفِيْنَ وَلاَ غَيْرِهِم. وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ الفَرَّاءُ: قُلْتُ لأَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ: أكتب عن إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ? قَالَ: لاَ، ذَاكَ رَجُلٌ لاَ يَدْرِي مَا يَخْرُجُ مِنْ رَأْسِهِ. قَالَ أَبُو صَالِحٍ: كَانَ الفَزَارِيُّ قَدْ رَوَى عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ، ثُمَّ تَرَكَهُ، وَذَاكَ أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ، فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ ذُكِرْتَ عِنْدَ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، فَقَالَ: أَيُّمَا رَجُلٍ لَوْلاَ أَنَّهُ شَكِّيٌّ. قُلْتُ: هَذَا يَدلُّ عَلَى أَنَّ إِسْمَاعِيْلَ كَانَ لاَ يَرَى الاسْتثنَاءَ فِي الإِيْمَانِ، فَلَعَلَّهُ مِنَ المُرْجِئَةِ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: إِذَا رَوَى إِسْمَاعِيْلُ عَنْ قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الحِجَازِ، كَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ الوَصَّافِيِّ، فَلاَ يَخلُو مِنْ غَلَطٍ فَيغلط، إِمَّا يَكُوْنُ حَدِيْثاً بِرَأْسِهِ، أَوْ مُرْسَلاً يُوْصِلُهُ، أَوْ مَوْقُوَفاً يَرْفَعُهُ، وَحَدِيْثُهُ عَنِ الشَّامِيّينَ إِذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ فَهُوَ مُسْتقِيْمٌ، وَفِي الجُمْلَةِ هُوَ مِمَّنْ يُكتَبُ حَدِيْثُهُ، وَيُحْتَجُّ بِهِ مِنْ حَدِيْثِ الشَّامِيّينَ خَاصَّةً. قُلْتُ: حَدِيْثُ إِسْمَاعِيْلَ عَنِ الحِجَازِيّينَ وَالعِرَاقِيّينَ، لاَ يُحْتَجُّ بِهِ، وَحَدِيْثُهُ عَنِ الشَّامِيّينَ صَالِحٌ مِنْ قبِيْلِ الحَسَنِ، وَيُحْتَجُّ بِهِ إِنْ لَمْ يَعَارضْهُ أَقوَى منه. وَقَدْ قَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَثِيْرُ الخطَأِ فِي حَدِيْثِهِ، فَخَرَجَ عَنْ حدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: عرضْتُ عَلَى أَبِي حَدِيْثاً حَدَّثَنَاهُ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ الطَّسْتِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ

رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تَقْرَأُ الحَائِضُ وَلاَ الجُنُبُ شَيْئاً مِنَ القُرْآنِ"1. فَقَالَ أَبِي: هَذَا بَاطِلٌ، يَعْنِي أَنَّ إِسْمَاعِيْلَ وَهِم. قُلْتُ: أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، وَغَيْرُهُ كتابة، عن عبد المنعم بن كُلَيْبٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ بَيَانٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، فَذَكَرَهُ. أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ، عَنِ ابْنِ عَرَفَةَ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَسَعِيْدِ بنِ يُوْسُفَ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُم العبث في الصلاة، وَالرَّفثَ فِي الصِّيَامِ، وَالضَّحِكَ عِنْدَ المقَابرِ"2. رَوَاهُ: ابْنُ المُبَارَكِ عَنْهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ابن قَفَرْجَلَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ المحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي بَحِيْرٌ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ: ابْنَ آدَمَ! ارْكعْ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، أَكفِكَ آخرَهُ" 3. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ، متَّصلُ الإِسْنَادِ، شَامِيٌّ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عن ابن أبي ملكية، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوْعاً: "مَنْ قَاءَ أَوْ رَعَفَ، فَأَحَدثَ فِي صَلاَتِهِ، فَلْيَذْهَبْ، فَلْيتوضَّأْ، ثُمَّ لْيَبْنِ عَلَى صَلاَتِهِ"4. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: الصَّوَابُ مرسل.

_ 1 منكر: أخرجه الترمذي "131"، وابن ماجه "595" و"596" من طريق إسماعيل بن عياش, به. قلت: إسناده ضعيف، آفته إسماعيل بن عياش، فإنه ضعيف في روايته عن غير الشاميين. 2 ضعيف: فهو مرسل، يحيى بن أبي كثير، من صغار التابعين، وقد رواه ابن المبارك في "الزهد" "1557". 3 صحيح: أخرجه الترمذي "475" حدثنا أبو جعفر السِّمناني، حدثنا أبو مسهر، به. وقد حدث إسماعيل بن عياش، عن شامي مثله. وللحديث شاهد عن نعيم بن همار قَالَ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "يقول الله -عز وجل: يا ابن آدم، لا تعجزني من أربع ركعات في أول نهارك أكفك آخره". أخرجه أبو داود "1289" واللفظ له، وأحمد "5/ 286-287" من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا سعيد يعني ابن عبد العزيز، حدثنا مكحول، عن نعيم بن همار الغطفاني، به مرفوعا. وإسناده صحيح. 4 ضعيف: أخرجه ابن ماجه "1221" من طريق إسماعيل بن عياش، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: إسماعيل بن عياش، ضعيف في روايته عن غير الشاميين. والعلة الثانية: ابن جريج، مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه.

يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، عَنْ شُرَحْبِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوْعاً، قَالَ: "الزعيم غارم" 1. هذا إسناد قوي. مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ النَّشَائي: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فَرَجِ بنِ فَضَالة، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيْبٍ، عَنْ عُبَيْدٍ، عَنْ عَوْفِ بنُ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ ... "، الحَدِيْثَ2. ثُمَّ قَالَ يَزِيْدُ: وَقَدِمَ عَلَيْنَا إِسْمَاعِيْلُ بَعْدُ، فَحَدَّثَنَاهُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: لَمْ يَكُنْ بِالشَّامِ بَعْدَ الأَوْزَاعِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، أَحْفَظُ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَعَافُوا الحُدُوْدَ بَيْنَكُم، فما بلغني من حد فقد وجب" 3.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "5/ 267"، وعبد الرزاق "14796" و"16308" والطيالسي "1128"، وأبو داود "3565"، والترمذي "1265" و"2120"، وابن ماجه "2398"، والطبراني "7615" و"7621"، والبيهقي "6/ 88"، والبغوي "2162" من طرق عن إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ، عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ: "العارية مؤداة، والمنحة مردودة، والدين مقضي، والزعيم غارم". وشرحبيل بن مسلم ضعفه ابن معين ووثقه أحمد لكن للحديث شاهد عند أحمد "5/ 293" من طريق ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، عن سعيد بن أبي سعيد، عن سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: فذكره، وهذا إسناد صحيح. وقوله "الزعيم": هو الكفيل، والغارم: الضامن. 2 صحيح: تمام الحديث عن عوف بن مالك قال: صلى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول: "اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر -أو من عذاب النار " قال: حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت. أخرجه أحمد "6/ 23"، ومسلم "963"، والنسائي "4/ 73"، والبيهقي "4/ 40"، والطبراني "8/ 78" من طرق عن معاوية بن صالح، عن حبيب بن عُبيد، عن جُبير بن نُفير، به. 3 حسن: أخرجه أبو داود "4376"، والنسائي "8/ 70" من طريق ابن وهب قال: سمعت ابن جريج يحدث عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. قلت: عمرو بن شعيب، صدوق، وكذا شعيب كما قال الحافظ في "التقريب"، وابن جريج قد صرح بالتحديث فأمنا شر تدليسه، فالإسناد حسن والله تعالى أعلى وأعلم.

مُحَمَّدُ بنُ حِمْيَرٍ الحِمْصِيُّ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعاً، قَالَ: "إِذَا كَتَبَ أَحَدُكُم كِتَاباً، فَلْيُتْرِبْهُ، فَإِنَّهُ أَنْجَحُ لِلْحَاجَةِ"1. إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدٍ: عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ يَرْفَعُهُ، قَالَ: "يَكُوْنُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ رَجُلٌ، يُقَالُ لَهُ: الوَلِيْدُ، هُوَ أَشَدُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ فِرْعَوْنَ عَلَى قَوْمِهِ"2. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ بنُ حبان: هذا بَاطِلٌ. هَكَذَا قَالَ، وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ، بَلْ إسناده نظيف.

_ 1 منكر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "1/ 298" من طريق سليمان بن عبد الحميد، عن ابن عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. فذكره. قلت: إسناده ضعيف إسماعيل بن عياش ضعيف، روايته ضعيفة عن غير الشاميين. وأخرجه الترمذي "2713"، والعقيلي في "الضعفاء" "1/ 291"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" "2/ 238" من طريق حمزة بن ميمون، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "تربوا الكتاب فإنه أعظم للبركة، وأنجح للحاجة". قلت: إسناده واه بمرة، فيه علتان: فهاكموهما: الأولى: حمزة بن ميمون، وهو حمزة بن أبي حمزة النصيبي، قال ابن عدي في "الكامل" "2/ 378": كل ما يرويه أو عامته مناكير موضوعة، والبلاء منه". وقال ابن حبان في "المجروحين" "1/ 270": ينفرد عن الثقات بالأشياء الموضوعات كأنه كان المعتمد لها، لا تحل الرواية عنه. والعلة الثانية: أبو الزبير، وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، مدلس مشهور بالتدليس، وقد عنعنه. 2 موضوع: أخرجه أحمد "1/ 18"، وابن حبان في "المجروحين" "1/ 125"، وابن الجوزي في "الموضوعات" "2/ 46" من طريق إسماعيل بن عياش، به. وقال ابن حبان في إثره: هذا خبر باطل ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا، ولا عمر رواه، ولا سعيد حدث به، ولا الزهري رواه، ولا هو عن حديث الأوزاعي بهذا الإسناد". قلت: إسناده ضعيف، لانقطاعه بين سعيد بن المسيب، وعمر بن الخطاب وقال ابن الجوزي بعد أن نقل كلام ابن حبان فيه: فلعل هذا قد أدخل على إسماعيل بن عياش في كبره، وقد رواه وهو مختلط، قال أحمد بن حنبل: كان إسماعيل بن عياش يروي عن كل ضرب، وهذا الحديث هو أحد الأحاديث الموضوعة في "مسند أحمد بن حنبل" والتي ذكرها الحافظ العراقي وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 505" من طريق بشر بن بكر والوليد بن مسلم كلاهما عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب مرسلا، ولم يذكر فيه عمر، وقال البيهقي في إثره: هذا مرسل حسن "! " "! ". وأخرجه الحاكم "4/ 494" من طريق نعيم بن حماد، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري عن ابن المسيب، عن أبي هريرة قال: "ولد لأخي أم سلمة ... " فذكره. =

إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: عَنْ ضَمْضَمِ بنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الحُبْرَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ شِبْلٍ، قَالَ: "نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أَكْلِ الضَّبِّ"1. هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ، وَأَرَاهُ مُرْسَلاً. ابْنُ عَيَّاشٍ: عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وابن جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ: عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوْعاً: "لَيْسَ لِقَاتِلٍ مِنَ المِيْرَاثِ شَيْءٌ" 2. لاَ يَصحُّ هَذَا، فَقَدْ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عُمَرَ، مِنْ قَوْلِهِ، فَهُوَ مُنْقَطِعٌ مَوْقُوْفٌ. أَبُو اليَمَانِ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، مَرْفُوْعاً: "خَيْرُ نِسَائِكُمُ العفيفة الغلمة"3. هذا حديث منكر.

_ = وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأقره الذهبي "! " "! " وقال السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" "1/ 110": رواية نعيم بن حماد عن الوليد بذكر أبي هريرة فيه شاذة. قلنا: نعيم بن حماد كثير الخطأ، والوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، فالخبر باطل. 1 حسن: أخرجه أبو داود "3796" حدثنا محمد بن عوف الطائي أن الحكم بن نافع حدثهم حدثنا ابن عياش، به. قلت: إسناده حسن، ضمضم بن زرعة بن ثوب الحضرمي الحمصي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". وأبو راشد الحبراني، بضم المهملة وسكون الموحدة، الشامي، قيل اسمه أخضر، وقيل النعمان، ثقة. 2 حسن: أخرجه أبو داود "4564"، وابن ماجة "2646" من طريق عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، به. 3 ضعيف: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "1/ 125-126" أخبرنا عمر بن سعيد, حدثنا محمد بن عون، حدثنا أبو اليمان، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم. فذكره، وأخرجه ابن حبان "1/ 125-126" أخبرنا محمد بن المسيب، حدثنا عيسى بن خالد بن أخي أبي اليمان، حدثنا أبو اليمان، حدثنا إسماعيل، به. قلت: إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين. ومحمد بن عوف هو ابن سفيان الطائي الحمصي، ثقة حافظ. وأبو اليمان هو الحكم بن نافع البهراني الحمصي ثقة ثبت، روى له الجماعة. وقد توبع إسماعيل بن عياش: فأخرجه ابن عدي في "الكامل" "3/ 203" من طريق هشام بن عمار، حدثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني، حدثنا زيد بن جبيرة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس بن مالك، به. قلت: إسناده ضعيف جدا، فيه زيد بن جبيرة، متروك كما قال الحافظ في "التقريب" وعبد الملك بن محمد الصنعاني، لين الحديث، فالحديث ضعيف، ولا يصلح طريق هشام بن عمار في مجال المتابعات لضعفه الشديد.

وَقَدْ صحَّحَ التِّرْمِذِيُّ لإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ غَيْرَ مَا حَدِيْثٍ مِنْ رِوَايَتِه عَنْ أَهْلِ بَلَدِهِ، مِنْهَا حَدِيْثُ: "لاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ" 1، وَحَدِيْثُ: "بِحسْبِ ابن آدم أكلات يقمن صلبه" 2. اخْتَلَفُوا فِي مَوْلِدِ ابْنِ عَيَّاشٍ وَوَفَاتِهِ: فَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ: عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَبْد رَبِّهِ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمائَةٍ. وَرَوَى سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو السَّكُوْنِيُّ، عَنْ بَقِيَّةَ: أَنَّ إِسْمَاعِيْلَ وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَةٍ، وَوُلِدْتُ سَنَةَ عَشْرٍ. وَرَوَى أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ رَبِّهِ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَةٍ. قُلْتُ: هَذَا أَصَحُّ كَانَ كَذَلِكَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: وَرَوَى عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ الحِمْصِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عُيَيْنَةَ: مَوْلِدُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ قَبْلِي، سَنَةَ سِتٍّ، وَمَوْلِدِي سَنَةَ ثَمَانٍ وَمائَةٍ. قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! أنت بكرت -يعني: بالطلب.

_ 1 صحيح: ورد عن جمع من الصحابة، منهم أبو أمامة الباهلي، وعمرو بن خارجة وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَجَابِرِ بنِ عَبْدِ الله، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم -رضي الله عنهم. فأما حديث أبي أمامة -رضي الله عنه: فأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" "427"، وأبو داود "3565"، والترمذي "2120"، وابن ماجه "2713"، والبيهقي "6/ 264"، وأحمد "5/ 267"، والطيالسي "1127" من طريق إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ الخولاني، قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول في خطبته عام حجة الوداع: "إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث". وإسناده حسن، وأما حديث عمرو بن خارجة -رضي الله عنه: فأخرجه سعيد بن منصور "428"، والترمذي "2121"، والنسائي "6/ 247"، وابن ماجة "2712"، والدارمي "2/ 419"، وأحمد "4/ 186 و187 و238 و238-239"، والطيالسي "1217" من طريق قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم عن عمرو بن خارجة، به. وأما حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه: فهو عند ابن ماجه "2714"، والدارقطني "4/ 70" وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما: فهو عند الدارقطني، وابن عدي في الكامل أجتزئ بما ذكرت خشية الإطالة، ولولا ضيق المقام لأوعبنا عليه الكلام. 2 صحيح: أخرجه ابن المبارك في "الزهد" "603"، وأحمد "4/ 132"، والترمذي "2380"، والطبراني في "الكبير" "20/ 644"، والبغوي في "شرح السنة" "4048"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "1340" و"1341" من طريق أبي سلمة الحمصي سليمان بن سليم وحبيب بن صالح عن يحيى بن جابر، عن المقدام بن معدى كرى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما ملأ آدمي وعاء شراء من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه".

وَرَوَى أَبُو التَّقِيِّ اليَزَنِيُّ، عَنْ بَقِيَّةَ، قَالَ: وُلِدَ إِسْمَاعِيْلُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمائَةٍ، وَمَوْلِدِي: سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ. وَأَمَّا وَفَاةُ إِسْمَاعِيْلَ: فَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَهُ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ، وَحَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ، وَأَحْمَدُ، وَابْنُ مُصَفَّى، وَعِدَّةٌ. فَزَادَ ابْنُ مُصَفَّى: يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ، لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ. وَقَالَ الحَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَوْلاَنِيُّ: يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ، لِسِتٍّ مَضَتْ مِنْ جُمَادَى. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَخَلِيْفَةُ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الوَاقِدِيُّ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ. وَمَا خَرَّجَا لَهُ فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" شيئًا. وَمِنْ غَرَائِبِهِ: مَا يَرْوِيْهِ عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطْعِمُ بنُ المِقْدَامِ، عَنِ ابْنِ غُنَيْمٍ الكَلاَعِيِّ، عَنْ نَصِيْحٍ العَنْسِيِّ، عَنْ رَكْبٍ المِصْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "طُوْبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ مِنْ غَيْرِ مَنْقَصَةٍ ... "1، وَذَكَرَ الحَدِيْثَ. وَلَيْسَ فِي "الأَرْبَعِيْنَ الوَدْعَانِيَّةِ"2 مَتنٌ أَمثَلُ مِنْهُ، لَكِنَّهُ سَاقَهُ ابْنُ وَدْعَانَ بِسَنَدٍ موضوع.

_ 1 ضعيف: أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" "2/ ق1/ 338"، والطبراني في "الكبير" "5/ 4616"، والبيهقي "4/ 182"، والبغوي، والقضاعي في "مسند الشهاب" "615" من طريق إسماعيل بن عياش، عن المطعم بن المقدام، وعنبسة بن سعيد بن غُنَيْمٍ الكَلاَعِيِّ، عَنْ نَصِيْحٍ العَنْسِيِّ، عَنْ رَكْبٍ المصري قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. فذكره. وقال الهيثمي في "المجمع" "10/ 229": رواه الطبراني من طريق نصيح العنسي عن ركب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قلت: إسناده ضعيف، نصيح، ضعيف. وقال ابن منده: ركب لا يعرف له صحبة. وقال البغوي: لا أدري أسمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- أم لا؟ 2 الأربعين الودعانية جمعها محمد بن علي بن ودعان القاضي، أبو نصر الموصلي، وكلها موضوعة. ذمه أبو طاهر السلفي، وأدركه، وسمع منه، وقال: هالك متهم بالكذب. وقد توفى ابن ودعان سنة أربع وتسعين وأربعمائة في المحرم بالموصل عقيب رجوعه من بغداد عن ثنتين وتسعين سنة. وقد سئل المزي عن الأربعين الودعانية فأجاب بما ملخصه: لا يصح منها على هذا النسق بهذه الأسانيد شيء، وإنما يصح منها ألفاظ يسيرة بأسانيد معروفة يحتاج في تتبعها إلى فراغ، وهي مع ذلك مسروقة، سرقها ابن ودعان من زيد بن رفاعة وقيل زيد بن عبد الله بن مسعود بن رفاعة الهاشمي، وهو الذي وضع رسائل أحوال الضعفاء فيما يقال، وكان جاهلا بالحديث، وسرقها منه ابن ودعان، فركب بها أسانيد، فتارة يروي عن رجل عن شيخ ابن رفاعة، وتارة يدخل اثنين، وعامتهم مجهولون، ومنهم من يشك في وجوده؛ والحاصل أنها فضيحة مفتعلة وكذبه مؤتفكة.

ابن السماك

1255- ابن السَّمَّاك 1: الزَّاهِدُ، القُدْوَةُ، سَيِّدُ الوعَّاظ، أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بن صَبيح العِجْلِيُّ مَوْلاَهُم، الكُوْفِيُّ، ابْنُ السَّمَّاكِ. رَوَى عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، وَطَائِفَةٍ، وَلَمْ يُكثِرْ. رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ العَابِدُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَآخَرُوْنَ قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: صَدُوْقٌ. قُلْتُ: مَا وَقَعَ لَهُ شَيْءٌ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ، وَهُوَ القَائِلُ: كَمْ مِنْ شَيْءٍ إِذَا لَمْ يَنْفَعْ لَمْ يَضُرَّ، لَكِنَّ العِلْمَ إِذَا لَمْ يَنْفَعْ، ضَرَّ. قِيْلَ: وَعَظَ مَرَّةً فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! إِنَّ لَكَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ مُقَاماً، وَإِنَّهُ لَكَ مِنْ مُقَامِك مُنصَرَفاً، فَانْظُرْ إِلَى أَيْنَ تَكُوْنُ. فَبَكَى الرَّشِيْدُ كَثِيْراً. قِيْلَ: دَخَلَ ابْنُ السَّمَّاك عَلَى رَئِيْسٍ فِي شَفَاعَةٍ لِفَقِيْرٍ، فَقَالَ: إِنِّيْ أَتَيْتُكَ فِي حَاجَةٍ، وَالطَّالبُ وَالمُعْطِي عَزِيْزَانِ إِنْ قُضِيَتِ الحَاجَةُ، ذَلِيْلاَنِ إِنْ لَمْ تُقْضَ، فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ عِزَّ البَذْلِ عَنْ ذُلِّ المَنَعِ، وَعِزَّ النُّجح عَلَى ذُلِّ الرَّدِّ. وَعَنْهُ قَالَ: هِمَّةُ العَاقِلِ فِي النَّجَاةِ وَالهَرَبِ، وَهِمَّةُ الأَحْمَقِ فِي اللَّهْوِ وَالطَّرَبِ، عَجَباً لِعَيْنٍ تَلَذُّ بِالرُّقَادِ، وَمَلَكُ المَوْتِ مَعَهَا عَلَى الوِسَادِ، حَتَّى مَتَى يُبَلِّغُنَا الوُعَّاظُ أَعْلاَمَ الآخِرَة، حَتَّى كَأَنَّ النُّفُوْسَ عَلَيْهَا وَاقِفَةٌ، وَالعُيُونَ نَاظرَةٌ، أَفَلاَ مُنْتَبِهٌ مِنْ نَوْمَتِهِ، أَوْ مُسْتِيْقظٌ مِنْ غَفْلَتِهِ، وَمُفِيْقٌ مِنْ سَكْرَتِهِ، وَخَائِفٌ مِنْ صَرْعَتِهِ، كَدْحاً لِلدُّنْيَا كَدْحاً، أَمَا تَجْعَلُ لِلآخِرَةِ مِنْكَ حظّاً، أُقسِمُ بِاللهِ، لَوْ رَأَيْتَ القِيَامَةَ تَخفِقُ بِأَهْوَالِهَا، وَالنَّارَ مُشرِفَةً عَلَى آلِهَا، وَقَدْ وُضِعَ الكِتَابُ، وَجِيْءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهدَاءِ، لَسَرَّكَ أَنْ يَكُوْنَ لَكَ فِي ذَلِكَ الجَمعِ مَنْزِلَةٌ، أَبَعْدَ الدُّنْيَا دَارُ مُعْتَمَلٍ، أَمْ إِلَى غَيْرِ الآخِرَةِ مُنْتَقَلٌ? هَيْهَاتَ، وَلَكِنْ صُمَّتِ الآذَانُ عَنِ المَوَاعِظِ، وَذَهلَتِ القُلُوْبُ عَنِ المنَافِعِ، فَلاَ الوَاعِظُ يَنْتَفِعُ وَلاَ السَّامِعُ يَنْتَفِعُ. وَعَنْهُ: هَبِ الدُّنْيَا فِي يَدَيْكَ، وَمِثْلُهَا ضُمَّ إِلَيْكَ، وَهَبِ المَشْرِقَ وَالمَغْرِبَ يَجِيْءُ إِلَيْكَ، فَإِذَا جَاءكَ المَوْتُ، فَمَاذَا فِي يَدَيْكَ?! أَلاَ مَنِ امْتَطَى الصَّبْرَ قَوِيَ عَلَى العِبَادَةِ، وَمَنْ أَجْمَعَ النَّاسَ اسْتَغْنَى عَنِ النَّاسِ، وَمَنْ أَهَمَّتْهُ نَفْسُهُ لَمْ يُوْلِ مرمَّتها غَيْرَه، وَمَنْ أَحَبَّ الخَيْرَ وُفِّقَ لَهُ، وَمَنْ كَرِهَ الشَّرَّ جُنِّبَهُ، أَلاَ مُتَأَهِّبٌ فِيْمَا يُوصَفُ أَمَامَهُ، أَلاَ مُسْتَعِدٌّ لِيَوْمِ فَقْرِه، أَلاَ مُبَادِرٌ فَنَاءَ أَجَلِهِ، مَا يَنْتَظِرُ مَنِ ابْيَضَّتْ شَعْرَتُهُ بَعْدَ سَوَادِهَا، وَتَكَرَّشَ وَجْهُه بَعْد انبِسَاطِه، وَتَقَوَّسَ ظَهْرُهُ بَعْدَ انْتِصَابِهِ، وَكَلَّ بَصَرُه، وَضَعُفَ رُكنُهُ، وَقَلَّ نَوْمُهُ، وَبَلِيَ مِنْهُ شَيْءٌ بَعْدَ شَيْءٍ فِي حَيَاتِهِ، فَرَحِمَ اللهَ امْرَأً عَقَلَ الأَمْرَ، وَأَحْسَنَ النَّظَرَ، وَاغتَنَمَ أَيَّامَهُ. وَعَنْهُ: الدُّنْيَا كُلُّهَا قَلِيْلٌ، وَالَّذِي بَقِيَ مِنْهَا قَلِيْلٌ، وَالَّذِي لَكَ مِنَ البَاقِي قَلِيْلٌ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْ قَلِيْلِكَ إِلاَّ قَلِيْلٌ، وَقَدْ أَصْبَحتَ فِي دَارِ العَزَاءِ، وَغَداً تَصِيْرُ إِلَى دَارِ الجَزَاءِ، فَاشْتَرِ نَفْسَكَ، لَعَلَّكَ تَنجُو. تُوُفِّيَ ابْنُ السَّمَّاكِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، وَقَدْ أسن.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 671"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1573"، حلية الأولياء لأبي نعيم "8/ ترجمة 399"، وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 629"، والعبر "1/ 287"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7696"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 303".

مرحوم

1256- مرحوم 1: "ع" ابن عبد العزيز بن مهران، الإمام، المحدث، الثقة، أبو محمد -وقيل: أَبُو عَبْدِ اللهِ- الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُم، البَصْرِيُّ، العَطَّارُ، مِنْ مَوَالِي آلِ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ وَالِدُ عُبَيْس، وَجَدُّ بِشْرِ بنِ عُبَيْسٍ. حَدَّثَ عَنْ: ثَابِتٍ البُناني، وَأَبِي عِمْرَانَ الجَوني، وَأَبِي نَعَامة السَّعْدِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ زَيْدٍ العَمِّيِّ، وَأَبِيْهِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَأَبِي سُمَيْرٍ حَكِيْمِ بنِ خِذَامٍ، وَسَهْلِ بنِ عَطِيَّةَ، وَعَمِّهِ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ مِهْرَانَ، وَعِسْلِ بنِ سُفْيَانَ. وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ يَرْوِيَ عَنْ: دَاوُدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَطَّارِ، وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ. رَوَى عَنْهُ: الثَّوْرِيُّ -أَحَدُ مَشَايِخِه- وَالخُرَيْبِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَزَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ، وَمُسَدَّدٌ، وَعَبْدَانُ بنُ عُثْمَانَ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَبُو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، وسوَّار بنُ عَبْدِ اللهِ العَنْبَرِيُّ، وَخَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ، وبُنْدار، وَابْنُ مُثَنَّى، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خَلاَّدٍ الباهلي، وأحمد بن إبراهيم الدرومي، وَبَكْرُ بنُ خَلَفٍ، وَالحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ المَرْوَزِيُّ، وَيَحْيَى بنُ حَبِيْبٍ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 2145"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 230" و"3/ 137"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1991"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 236"، والكاشف "3/ ترجمة 5451"، وتهذيب التهذيب "10/ 85"، وتقريب التهذيب "2/ 237"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7383".

وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَ الخُرَيْبِيُّ: مَا رَأَيتُ بِالبَصْرَةِ أَفْضَلَ مِنْهُ، وَمِنْ سُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ. قَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ بِشْرُ بنُ عُبَيْسٍ: مَاتَ جَدِّي سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، وَكَانَ لَهُ يَوْمَ مَوْتِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ سَبْعُ سنين. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنُ بِطِّيْخٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُؤْمِنٍ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ أَحْمَدَ، قَالُوا أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمٍ، أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ الكَاتِبَةُ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ طَلْحَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا مَرْحُوْمُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ العَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- فِي غَزَاةٍ، فَقَالَ: "يَا عَبْدَ اللهِ بنَ قَيْسٍ! أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَنْزاً مِنْ كُنُوْزِ الجَنَّةِ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ" 1. رَوَاهُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَخَالِدٌ الحَذَّاءُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وآخرون عن النهدي، نحوه.

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "3374" من طريق مرحوم بن عبد العزيز، به. وأخرجه البخاري "6409"، ومسلم "2704"، وأبو داود "1526"، وابن ماجة "3824" من طريق أبي عثمان النهدي، به.

المطلب بن زياد

1257- المطلب بن زياد 1: "بخ، س، ق" ابن أبي زهير الثقفي. وقيل: القرشي مولاهم. وقيل: مولى جابر ابن سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ، وَكَانَ جَابِرٌ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ، فَمِنْ ثَمَّ قِيْلَ لَهُ: القُرَشِيُّ. مِنْ كِبَارِ المُحَدِّثِيْنَ بِالكُوْفَةِ، وُلِدَ قَبْلَ المائَةِ. وَرَوَى عَنْ: زِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ السُّدِّيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَزَيْدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَطَائِفَةٍ. وَمَا هُوَ بِالمُكْثِرِ، وَلاَ بِالحَافِظِ، لَكِنَّهُ صدوق، صاحب حديث ومعرفة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 387"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 1945"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1647"، والكاشف "3/ ترجمة 5580"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 859"، وتهذيب التهذيب "10/ 177"، وتقريب التهذيب "2/ 254"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7038".

حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَيُوْسُفُ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعُثْمَانُ أَخُوْهُ، وَسُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَشُرَيْحُ بنُ يُوْنُسَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ، وَسُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ التَّمِيْمِيُّ الرَّازِيُّ كُرَاعٌ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، وَهَارُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيُّ، وَخَلْقٌ. قَالَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: لَمْ نُدْرِكْ بِالكُوْفَةِ أَكْبَرَ مِنْهُ، وَمِنْ عُمَرَ بنِ عُبَيْدٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ أَبُو داود: هو عندي صالح. وَقَالَ عِيْسَى بنُ شَاذَانَ: عِنْدَهُ مَنَاكِيْرُ. قُلْتُ: رَوَى لَهُ البُخَارِيُّ فِي "الأَدَبِ" لَهُ، وَابْنُ مَاجَه، وَالنَّسَائِيُّ فِي الخَصَائِصِ مِنْ "سُنَنِهِ". قَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ الأَسَدِيُّ، وَابْنُ عَمِّهِ؛ أَيُّوْبُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُمَيْرَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُؤْمِنٍ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَبِيْبَرْسُ المَجْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الوَاسِطِيِّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ المُفَسِّرُ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَعَالِي، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الجَبَّارِ، وَسَعِيْدُ بنُ يَاسِيْنَ، وَعُمَرُ بنُ بَرَكَةَ، وَأَنْجَبُ بنُ أَبِي السَّعَادَاتِ "ح"، وَأَخْبَرَنَا سُنْقُرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَلَبِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، وَأَنْجَبُ الحَمَّامِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي الفَخَّارِ، وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّبَّاكِ، قَالُوا جَمِيْعاً: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي. وَزَادَ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ، فَقَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّوْسِيُّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مالك بن أحمد الفراء، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الصَّلْتِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا المُطَّلِبُ بنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ جَابِرٍ فِي بَيْتِهِ، وَعَلِيُّ بنُ الحسين، ومحمد بن الحَنَفِيَّةِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ إِلاَّ حَدَّثْتَنِي مَا رَأَيْتَ وَمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: كُنَّا بِالجُحْفَةِ بِغَدِيْرِ خُمِّ، وَثَمَّ نَاسٌ كَثِيْرٌ مِنْ جُهينة ومُزينة وغِفار، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ خِبَاءٍ أَوْ فُسْطَاطٍ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ ثَلاَثاً، فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَقَالَ: "مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ، فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ، عَالٍ جِدّاً، وَمَتنُهُ فَمُتَوَاتِرٌ.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 350 و358 و361"، وابن أبي شيبة "12/ 57"، وابن أبي عاصم "1354"، والبزار "2535"، والحاكم "2/ 129-130" من طريق الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. فذكره.

عبد السلام

1258- عبد السلام 1: "خ، 4" ابن حرب الملائي البصري، ثُمَّ الكُوْفِيُّ، شَرِيْكُ أَبِي نُعَيْمٍ. كَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَحِفظٍ، وَعُمِّرَ دَهْراً. حَدَّثَ عَنْ: أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَخَالِدٍ الحَذَّاءِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَالحَسَنُ بنُ عرفة، وآخرون. وَرَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوْخِهِ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، وَقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: ثِقَةٌ، حَافِظٌ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ، وَفِي حَدِيْثِهِ لين، وكان عسيرًا فِي الحَدِيْثِ. سَمِعْتُ ابْنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: كَانَ يَجْلِسُ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً مَجْلِساً لِلْعَامَّةِ، فَقِيْلَ لِعَلِيٍّ: أَكْثَرْتَ عَنْهُ? قَالَ: نَعَمْ، حَضَرتُ لَهُ مَجْلِسَ العَامَّةِ، وَقَدْ كُنْتُ أَسْتَنكِرُ بَعْضَ حَدِيْثِه، حَتَّى نَظَرْتُ فِي حَدِيْثِ مَنْ يُكثِرُ عَنْهُ، فَإِذَا حَدِيْثُه مُقَاربٌ عَنْ مُغِيْرَةَ وَالنَّاسِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ عَسِرًا، فَكَانُوا يُجَمِّعُوْنَ غَرَائِبَه فِي مَكَانٍ، فَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا مَجْمُوْعَةً، فَاسْتَنْكَرْتُهَا. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ، وَالكُوْفِيُّوْنَ يُوَثِّقُونَهُ. وَقَالَ القَوَارِيْرِيُّ: أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي، فَإِنِّي غَرِيْبٌ مِنَ البَصْرَةِ. فَقَالَ: كَأَنَّكَ تَقُوْلُ: جِئْتُ مِنَ السَّمَاءِ. فَلَمْ يُحَدِّثْنِي. قِيْلَ: وُلِدَ فِي حَيَاةِ أَنَسٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: لَعَلَّهُ مَا طَلَبَ إِلاَّ وقد تكهَّل.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 386"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1729"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 219"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1035"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 246"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1485"، والكاشف "2/ ترجمة 3413"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5046"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 256"، والعبر "1/ 297"، وتهذيب التهذيب "6/ 316"، وتقريب التهذيب "1/ 505"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4318"، وشذرات الذهب "1/ 316".

عمر بن عبيد

1259- عمر بن عُبيد 1: "ع" ابن أبي أمية الكوفي الطَّنافسي، الحَافِظُ، أَخُو الحَافِظِيْنَ: يَعْلَى، وَمُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ، وَإِبْرَاهِيْمُ فهو أسنهم. حَدَّثَ عُمَرُ عَنْ: آدَمَ بنِ عَلِيٍّ، وسِماك بنُ حَرْبٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، وَمَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ، وَجَمَاعَةٌ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَخَوَاهُ: يَعْلَى، وَإِبْرَاهِيْمُ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، وَزِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. قلت: توفي سنة خمس وثمانين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 387"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2088"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 180"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 668"، والأنساب للسمعاني "8/ 252"، والكاشف "2/ ترجمة 4157"، والعبر "1/ 291"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6165" وتهذيب التهذيب "7/ 480"، وتقريب التهذيب "2/ 60"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5207".

أما عمر بن عبيد

1260- أَمَّا عُمَرُ بنُ عُبيد 1: البَصْرِيُّ، الخَزَّازُ، بَيَّاعُ الخُمُرِ، أَبُو حَفْصٍ، فَجَاوَرَ بِمَكَّةَ. وَحَدَّثَ عَنْ: سهيل بن أبي صالح. روى عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ، وَأَبُو بَكْرٍ الحُمَيْدِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. ضعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ. ذَكَرْتُهُ للتمييز.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 669"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1176"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1240"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6164".

يحيى بن زكريا

1261- يحيى بن زكريا 1: "ع" ابن أبي زائدة، الحافظ، العلم، الحجة، أبو سعيد الهمداني، الوَادعِيُّ، وَاسْمُ جَدِّهِ مَيْمُوْنُ بنُ فَيْرُوْزٍ، مَوْلَى امْرَأةٍ وادعيَّة. وَقِيْلَ: بَلْ مَوْلَى مُحَمَّدِ بنِ المُنتشِر الهَمْدَانِيِّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ تَقَرِيْباً، أَوْ فِيْهَا. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَالأَعْمَشِ، وَدَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَمُجَالِدٍ، وَالعَلاَءِ بنِ المُسَيَّبِ، وَهَاشِمِ بنِ هَاشِمٍ الزُّهْرِيِّ، وَمُوْسَى الجُهَنِيِّ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَصَالِحِ بن صَالِحِ بنِ حَيٍّ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ حُمَيْدِ بنِ أَبِي غَنِيَّةَ، ومِسْعَر، وَحَجَّاجِ بنِ أَرْطَأَةَ، وَشُعْبَةَ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَيَنْزِل إِلَى: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَمَالِكٍ. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الحَفَريُّ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، ومُعَلَّى بنُ مَنْصُوْرٍ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَهَارُوْنُ بنُ مَعْرُوْفٍ، وَأَبُو كُرَيب، وهنَّاد، وَعَمْرُو بنُ رَافِعٍ القَزْوِيْنِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُسْلِمٍ الطُّوْسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنيع، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَزِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، وَابْنُ زُرَارة عَمْرٌو، لاَ عُمَرُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ المُحَارِبِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الدُّورقي، وَأُمَمٌ سِوَاهُم. قَالَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: كَانَ جَيِّدَ الأَخْذِ. وَعَنِ الحَسَنِ بنِ ثَابِتٍ، قَالَ: نَزَلتُ بِأَفْقَهِ أَهْلِ الكُوْفَةِ -يَعْنِي: يَحْيَى بنَ أَبِي زَائِدَةَ. وَرَوَى عَمْرٌو النَّاقِدُ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: مَا قدم علينا أحد من أصحابنا يشبه هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ: عَبْدَ اللهِ بنَ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى بنَ أَبِي زَائِدَةَ. وَرَوَى الحَارِثُ بنُ سُرَيج، عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ، قَالَ: مَا خَالَفَنِي أَحَدٌ بِالكُوْفَةِ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ. وقال أحمد، ويحيى بن معين: ثقة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 393"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2974"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 609"، وتاريخ بغداد "14/ 114"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 252"، والكاشف "3/ ترجمة 6278"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9505"، والعبر "1/ 212"، وتهذيب التهذيب "11/ 208"، تقريب التهذيب "2/ 347"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 298".

وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: هُوَ مِنَ الثِّقَاتِ. وَقَالَ مَرَّةً: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِالكُوْفَةِ بَعْد الثَّوْرِيِّ أَثْبَتُ مِنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ. وَقَالَ أَيْضاً: انْتَهَى العِلْمُ إِلَى الشَّعْبِيِّ فِي زَمَانِهِ، ثُمَّ إِلَى الثَّوْرِيِّ فِي زَمَانِهِ، ثُمَّ إِلَى يَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ فِي زَمَانِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: كَانَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ فِي الإِتْقَانِ أَكْبَرَ مِنِ ابْنِ إِدْرِيْسَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُسْتَقِيْمُ الحَدِيْثِ، ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، جُمِعَ لَهُ الفِقْهُ وَالحَدِيْثُ، وَيُعَدُّ مِنْ حُفَّاظِ الكُوْفِيِّيْنَ، مُفْتِياً، ثَبْتاً، صَاحِبَ سُنَّة، وَكَانَ عَلَى قَضَاءِ المَدَائِنِ. وَوَكِيْعٌ، إِنَّمَا صَنَّفَ كُتُبَهُ عَلَى كُتُبِ يَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ صنَّفَ الكُتُبَ بِالكُوْفَةِ. وَرَوَى حُسَيْنُ بنُ عَمْرٍو العَنْقَزِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَمَّادِ بنِ أَبِي حَنِيْفَةَ، قَالَ: يَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ فِي الحَدِيْثِ مِثْلُ العَرُوْسِ العَطِرَةِ. وَرَوَى عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ كَيِّساً، لاَ أَعْلَمُه أَخْطَأَ إِلاَّ فِي حَدِيْثٍ وَاحِدٍ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ. وَقَالَ الغَلاَبِيُّ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَصِيْنٍ، ثُمَّ اتَّفَقَا عَنْ قَبِيْصَةَ بنِ بُرْمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا أُحِبُّ أَنْ يَكُوْنَ عَبِيْدُكُم مُؤَذِّنِيْكُم. وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ قَبِيْصَةَ. قَالَ زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ: وَلِيَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَضَاءَ المَدَائِنِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَ يُحَدِّثُ حِفْظاً. وَقَالَ يَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ: تُوُفِّيَ بِالمَدَائِنِ، وَهُوَ قَاضٍ لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ هَارُوْنَ، كَانَتْ وَفَاتُهُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَعَاشَ ثَلاَثاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً. وَكَانَ ثِقَةً، حَسَنَ الحَدِيْثِ، وَيَقُوْلُوْنَ: إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ الكُتُبَ بِالكُوْفَةِ، وَكَانَ يُعَدُّ مِنْ فُقَهَاءِ المُحَدِّثِيْنَ بِالكُوْفَةِ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي جُمَادَى الأُوْلَى. وَقَالَ هَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَمُطَيَّنٌ، وَغَيْرُهُم: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ, وَقَالَ خَلِيْفَةُ: سَنَةَ ثَلاَثٍ، أَوْ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ. وَقَالَ مَسْرُوْقُ بنُ المَرْزُبَانِ، وَابْنُ قَانِعٍ: سَنَةَ أَرْبَعٍ. قَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: رَأَيْتُ زَكَرِيَّا بنَ أَبِي زَائِدَةَ يَجِيْءُ إِلَى مُجَالِدٍ، فَيَقُوْلُ لِيَحْيَى -يَعْنِي: ابْنَهُ: يَا بُنَيَّ! احْفَظْ.

أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ قُدَامَةَ، وَالمُسْلِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا حَنْبَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ المُذْهَبِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا وَقَعَتْ رَمِيَّتُكَ فِي المَاءِ، فَغَرِقَ، فَلاَ تَأْكُلْ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، غَرِيْبٌ. أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، عَنْ أحمد، فوقع بدلا بعلو درجتين. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ صَرْما، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي الوَدَّاكِ أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبِي سَعِيْدٍ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ لَيَرَوْنَ أَهْلَ عِلِّيِّيْنَ كَمَا تَرَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَمِنْهُم، وَأَنْعَمَا"2. فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيْلُ وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ مُجَالِدٍ عَلَى الطِّنْفِسَةِ: وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى عَطِيَّةَ أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبِي سَعِيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم- يَقُوْلُ ذَلِكَ. حَدِيْثُ عَطِيَّةَ هُوَ المَشْهُوْرُ، رَوَاهُ أَئِمَّةٌ عَنْهُ. وَأَمَّا حَدِيْثُ أَبِي الوَدَّاكِ: فَفَرْدٌ، غريب. حَسَّن الترمذي خبر عطية.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "2850" حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، به. وإسناده صحيح رجاله ثقات، وأخرجه البخاري "5484"، ومسلم "1929" "6" من طريق عاصم، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إذا أرسلت كلبك وسمَّيت فأمسكَ وقتلَ فكل وإن أكل فلا تأكل، فإنما أمسك على نفسه، وإذا خالط كلابًا لم يُذكر اسم الله عليها فأمسكن فقتلن فلا تأكل، فإنك لا تدري أيها قتل، وإن رميتَ الصيد فوجدته بعد يوم أو يومين ليس به إلا أثر سهمك فكُل، وإن وقع في الماء فلا تأكل". 2 ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه أحمد "3/ 26"، وأبو يعلى "1278" من طريق مجالد، به. قلت: إسناده ضعيف، لضعف مجالد، وهو ابن سعيد الهمداني. وأبو الوداك، هو جبر بن نوف الهمداني، ثقة من رجال مسلم. لكن قد ورد عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ: "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم". قالوا: يا رسول الله! تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: "بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله، وصدقوا المرسلين". أخرجه البخاري "3256"، ومسلم "2831"، والبيهقي في "البعث والنشور" "274" من طريق مالك بن أنس، عَنْ صَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بنِ يسار، عن أبي سعيد الخدري، به مرفوعا. وأخرجه البخاري "6556" من طريق أبي حازم سلمة بن دينار، عن النُّعْمَان بنَ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخدري، به بلفظ: "إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تتراءون الكوكب الغارب في الأفق الشرقي والغربي".

خلف بن خليفة

1262- خلف بن خليفة 1: "4، م تبعًا" ابن صاعد، الإِمَامُ، المُعَمَّر، أَبُو أَحْمَدَ الأَشْجَعِيُّ مَوْلاَهُم، الكُوْفِيُّ، نَزِيلُ وَاسِطَ، ثُمَّ تَحوَّلَ إِلَى بَغْدَادَ، وَبَعْضُهُم يَعُدُّه مِنْ صِغَارِ التَّابِعِيْنَ؛ لِكَوْنِهِ ذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى عَمْرَو بنَ حُرَيْثٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ، وَمُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ، وَأَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بنِ إِيَاسٍ، وَحَفْصِ ابْنِ أَخِي أَنَسٍ، وَأَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَعَلِيُّ بنُ حُجْر، وَشُرَيْحُ بنُ يُوْنُسَ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الكِبَارِ: هُشيم. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ وَاخْتُلِطَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: رَأْيْتُهُ وَوَضَعَهُ رَجُلٌ، فَصَاحَ، فَسُئِلَ عَنْ حَدِيْثٍ، فَلَمْ أَفْهَمْ كَلاَمَهُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قَالَ خَلْفٌ: فَرَضَ لِي عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِيْنَ. قُلْتُ: هَذَا يَنفِي رُؤْيَتَه عمرو بن حريث. مات: سنة 181.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 313"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 658"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 74 و565 و798" و"3/ 245"، والكنى للدولابي "1/ 11"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 441"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1681"، والكامل لابن عدي "2/ ترجمة 612"، وتاريخ بغداد "8/ 318"، والعبر "1/ 280"، والكاشف "1/ ترجمة 1410"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2537"، وتهذيب التهذيب "3/ 150"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة رقم 1853"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 295".

علي بن هاشم

1263- علي بن هاشم 1: "م، 4" ابن البريد، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الصَّدُوقُ، أَبُو الحَسَنِ العَائِذِيُّ، القُرَشِيُّ مَوْلاَهُم، الكُوْفِيُّ، الشِّيْعِيُّ، الخَزَّازُ، مَوْلَى امْرَأَةٍ قُرَشِيَّةٍ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَيَحْيَى بنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَأَبِي الجَحَّافِ دَاوُدَ بنِ أَبِي عَوْفٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَطَلْحَةَ بنِ يَحْيَى، وَكَثِيْرٍ النَّوَّاءِ، وَأَبِي الجَارُوْدِ زِيَادِ بنِ المُنْذِرِ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَالعَلاَءِ بنِ صَالِحٍ، وَفِطْرِ بنِ خَلِيْفَةَ، وَأَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَعَنْهُ: يُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، وَعَمْرُو بنُ حمَّاد القنَّاد، وَأَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعُثْمَانُ أَخُوْهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ المُحَارِبِيُّ، وَأَبُو مَعمر إِسْمَاعِيْلُ القَطيعي، وَالحَسَنُ بنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةُ، وَدَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُقَاتِلٍ المَرْوَزِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ مَالِجٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَيَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَطَائِفَةٌ: ثِقَةٌ. وَعَنِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ رِوَايَةٌ أُخْرَى: صَدُوْقٌ، يَتَشَيَّعُ. وَقَالَ الجُوزَجاني: كَانَ هُوَ وَأَبُوْهُ غَالِيَيْنِ فِي مَذْهَبِهِمَا. وَقَالَ أَبُو زُرعة: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ يَتَشَيَّعُ، يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. وَعَنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، قَالَ: هُمْ أهل بيت تشيع، وليس ثم كذب. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ": كَانَ غَالِياً فِي التَّشَيُّعِ، وَرَوَى المَنَاكِيْرَ عَنِ المَشَاهِيْرِ. هَكَذَا يَقُوْلُ: ابْنُ حِبَّانَ. أَنْبَأَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ الدَّرْجِيِّ -فِيْمَا قُرِئَ عَلَيْهِ- أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيُّ، وغيره إذنًا،

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 392"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2465"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1137"، والمجروحين لابن حبان "2/ 110"، وتاريخ بغداد "12/ 116" والأنساب للسمعاني "8/ 330"، والعبر "1/ 281"، والكاشف "2/ ترجمة 4039"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5960"، وتهذيب التهذيب "7/ 392"، وتقريب التهذيب "2/ 45"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5060"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 297".

قَالُوا: أَخبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ رَيْذَةَ، أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ السَّقَطِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نهى عن قتل حيات البيوت، فَقَالَ: "إِذَا رَأَيْتُم مِنْهُنَّ شَيْئاً فِي مَسَاكِنِكُم، فَقُوْلُوا: نَشَدْنَاكُمُ العَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُم نُوْحٌ، وَنَشَدْنَاكُمُ العَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُم سُلَيْمَانُ، فَإِنَّ عُدْنَ، فَاقْتُلُوْهُنَّ"1. غَرِيْبٌ، وَحَسَّنَهُ: التِّرْمِذِيُّ، عَنْ هَنَّادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ مِنْ عَلِيِّ بنِ هَاشِمٍ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ مَجْلِساً، ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْهِ المَجْلِسَ الآخَرَ وَقَدْ مَاتَ، وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي مَاتَ فِيْهَا مَالِكٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَمُطَيَّنٌ: مات سنة إحدى وثمانين. قَالَ مُطَيَّنٌ: فِي رَجَبٍ. وَيُقَالُ: فِي شَعْبَانَ. قَالَ يَعْقُوْبُ: مَاتَ بِالكُوْفَةِ. قُلْتُ: إِنَّمَا سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَدُ، وَيَحْيَى بِبَغْدَادَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلِيِّ بنِ هَاشِمٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "مَا ضَرَبَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- امْرَأَةً قَطُّ، وَلاَ ضَرَبَ خَادِماً لَهُ قَطُّ، وَلاَ ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئاً قَطُّ، إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيْلِ اللهِ، وَمَا نِيْلَ مِنْهُ شَيْءٌ فَانْتَقَمَهُ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلاَّ أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللهِ، فَيَنْتَقِمُ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ2. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ المرْوَزي، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ صَرْما، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ النَّقُّوْرِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ الصُّوْفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ هَاشِمٍ، وَوَكِيْعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا مَاتَ صَاحِبُكُم فَدَعُوْهُ" 3. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ أَحَدِهِمَا.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "5260"، والترمذي "1485" من طريق ابن أبي ليلى، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ضعيف لسوء حفظه. 2 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 31-32 و229 و281"، ومسلم "2327" و"2328"، والدارمي "2/ 147"، والبيهقي في "السنن" "10/ 192" من طرق عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به وأخرجه مالك "3/ 95-96"، وأحمد "6/ 115-116 و181-182 و262"، والبخاري "3560" و"6126" وفي "الأدب المفرد" "274"، وأبو داود "4785"، والبيهقي في "السنن" "7/ 41"، والبغوي في "شرح السنة" "3703" عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. 3 صحيح: أخرجه أبو داود "4899" حدثنا زهير بن حرب، حدثنا وكيع، به مرفوعا بلفظ: "إذا مات صاحبكم فدعوه لا تقعوا فيه".

يعقوب

1264- يعقوب 1: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، الزَّاهِدُ، الخَاشِعُ، أَبُو يَعْقُوْبَ بنُ دَاوُدَ بنِ طَهْمَانَ الفَارِسِيُّ، الكَاتِبُ. كَانَ وَالِدُهُ كَاتِباً لِلأَمِيْرِ نَصْرِ بنِ سيَّار، مُتَوَلِّي خُرَاسَانَ، فَلَمَّا خَرَجَ هُنَاكَ يَحْيَى بنُ زَيْدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بَعْد مَصْرَعِ أَبِيْهِ زَيْدٍ، كَانَ دَاوُدُ يُنَاصِحُ يَحْيَى سِرّاً، ثُمَّ قُتِلَ يَحْيَى، وَظَهَرَ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ، وَطَلَبَ بِدَمِ يَحْيَى، وَتَتَبَّعَ قَتَلَتَهُ فَجَاءهُ دَاوُدُ مُطْمَئِنّاً إِلَيْهِ، فَطَالَبَهُ بِمَالٍ، ثُمَّ أَمَّنَهُ، وَتَخَرَّجَ أَوْلاَدُه فِي الآدَابِ، وَهَلَكَ أَبُوْهُم، ثُمَّ أَظهَرُوا مَقَالَةَ الزَّيْدِيَّةِ، وَانضَمُّوا إِلَى آلِ حَسَنٍ، وَنَزَحُوا ظُهُوْرَهُم. وَجَالَ يَعْقُوْبُ بنُ دَاوُدَ فِي البِلاَدِ، ثُمَّ صَارَ أَخُوْهُ عَلِيُّ بنُ دَاوُدَ كَاتِباً لإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ الثَّائِرِ بِالبَصْرَةِ، فَلَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيْمُ، اخْتَفَوْا مُدَّةً، ثُمَّ ظَفِرَ المَنْصُوْرُ بِهَذَيْنِ، فَسَجَنَهُمَا، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ المَهْدِيُّ، فَمَنَّ عَلَيْهِمَا، وَكَانَ مَعَهُمَا فِي المُطْبِقِ إِسْحَاقُ بنُ الفَضْلِ الهَاشِمِيُّ، فَلَزِمَاهُ، وَبَقِيَ المَهْدِيُّ يَتَطلَّبُ عِيْسَى بنَ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ، وَالحَسَنَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ، فَأُخبِرَ بِأَنَّ يَعْقُوْبَ يَدْرِي، فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ يَعْقُوْبُ فِي عَبَاءةٍ وَعِمَامَةِ قُطْنٍ، فَفَاتَحَهُ، فَوَجَدَه مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ، فَسَأَلَهُ عَنْ عِيْسَى، فَقِيْلَ: وَعَدَهُ بِأَنْ يَدْخُلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَه. فَعَظَّمَهُ المَهْدِيُّ، وَمَلأَ عَيْنَهُ، وَاخْتَصَّ بِهِ، وَلَمْ يَزَلْ فِي ارْتقَاءٍ وَتَقَدُّمٍ حَتَّى وَزَرَ لَهُ، فَفَوَّضَ إِلَيْهِ أَزِمَّةَ الأَمُورِ، وَتَمَكَّنَ، فَولَّى الزَّيْدِيَّةَ المَنَاصِبَ، حَتَّى قَالَ بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ: بَنِي أُمَيَّةَ هُبُّوا طَالَ نَوْمُكُمُ ... إِنَّ الخَلِيْفَةَ يَعْقُوْبُ بن داود ضَاعَتْ خِلاَفَتُنَا يَا قَوْمُ فَاطَّلِبُوا ... خَلِيْفَةَ اللهِ بين الدن والعود

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 262"، وفيات الأعيان لابن خلكان "7/ ترجمة 830"، والعبر "1/ 247".

ثُمَّ إِنَّ الخَوَاصَّ حَسَدُوا يَعْقُوْبَ، وَسَعَوْا فِيْهِ عِنْدَ المَهْدِيِّ. وَمِمَّا عَظُمَ بِهِ يَعْقُوْبُ عِنْدَ المَهْدِيِّ، أَنَّهُ أُحضِرَ لَهُ الحَسَنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ، فَجَمَعَ بَيْنهُمَا بِمَكَّةَ، وَبَايَعَهُ، فَتَأَلَّمَ بَنُو حَسَنٍ مِنْ صَنِيْعِ يَعْقُوْبَ، وَعَرَفَ هُوَ أَنَّهُم إِنْ مَلَكُوا أَهْلَكُوهُ، وَكَثُرَتِ السُّعَاةُ، فَمَالَ إِلَى إِسْحَاقَ بنِ الفَضْلِ، وَسَعَوْا إِلَى المَهْدِيِّ، وَقَالُوا: المَمَالِكُ فِي قَبضَةِ يَعْقُوْبَ وَأَصْحَابِهِ، وَلَو كَتَبَ إِلَيْهِم، لَثَارُوا فِي وَقْتٍ عَلَى مِيْعَادٍ، فَيَمْلِكُوا الأَرْضَ، وَيُستَخْلَفُ إِسْحَاقُ. فَمَلأَ هَذَا الكَلاَمُ مَسَامِعَ المَهْدِيِّ، وَقَفَّ شَعْرُهُ. فَعَنْ بَعْضِ خَدَمِ المَهْدِيِّ: أَنَّهُ كَانَ قَائِماً عَلَى رَأْسِ المَهْدِيِّ، إِذْ دَخَلَ يَعْقُوْبُ، فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! قَدْ عَرَفْتَ اضْطِرَابَ أَمرِ مِصْرَ، وَأَمَرْتَنِي أَنْ أَلتَمِسَ لَهَا رَجُلاً، وَقَدْ وَجَدْتُهُ. قَالَ: وَمَنْ? قَالَ: ابْنُ عَمِّكَ؛ إِسْحَاقُ بنُ الفَضْلِ. فَتَغَيَّرَ المَهْدِيُّ، وَفَطِنَ يَعْقُوْبُ، فَخَرَجَ، فَقَالَ المَهْدِيُّ: قَتَلَنِي اللهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ. ثُمَّ نَظَرَ إليَّ، وَقَالَ: وَيْلَكَ! اكْتُمْ هَذَا. وَقِيْلَ: كَانَ يَعْقُوْبُ قَدْ عَرَفَ أَخْلاَقَ المَهْدِيِّ، وَنَهْمَتَه فِي النِّسَاءِ، فَكَانَ يُبَاسِطُه. فَرَوَى: عَلِيُّ بنُ يَعْقُوْبَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ المَهْدِيُّ، فَدَخَلْتُ، فَإِذَا هُوَ فِي مَجْلِسٍ مَفْرُوْشٍ، وَبُستَانٍ فِيْهِ مِنْ أَنْوَاعِ الزَّهْرِ، وَعِنْدَهُ جَارِيَةٌ لَمْ أَرَ مِثْلهَا، فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى? قُلْتُ: مَتَّعَ اللهُ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، لَمْ أَرَ كَاليَوْمِ. فَقَالَ: هُوَ لَكَ بِمَا حَوَى وَالجَارِيَةَ، وَلِي حَاجَةٌ. قُلْتُ: الأَمْرُ لَكَ فَحَلَّفَنِي بِاللهِ، فَحَلَفتُ، وَقَالَ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِي وَاحْلِفْ. ثُمَّ قَالَ: هَذَا فُلاَنٌ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ، أَرِحْنِي مِنْهُ، وَأَسرِعْ. قُلْتُ: نَعَمْ. فَأَخَذْتُهُ، وَذَهَبتُ بِالجَارِيَةِ وَالمَفَارِشِ، وَأَمَرَ لي بمائة أَلفٍ، فَمَضَيْتُ بِالجَمِيْعِ، فَلِشِدَّةِ سرُوْرِي بِالجَارِيَةِ تَرَكْتُهَا مَعِي، وَكَلَّمتُ العَلَوِيَّ، فَقَالَ: وَيْحَك! تَلْقَى اللهَ غَداً بِدَمِي، وَأَنَا ابْنُ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: هَلْ فِيْكَ خَيْرٌ? قَالَ: نَعَمْ، وَلَكَ عِنْدِي دُعَاءٌ وَاسْتِغْفَارٌ. فَأَعْطَيْتُهُ مَالاً، وَهَيَّأْتُ مَعَهُ مَنْ يُوْصِلُهُ فِي اللَّيْلِ، فَإِذَا الجَارِيَةُ قَدْ حَفِظَتْ عَلَيَّ قَوْلِي، فَبَعَثَتْ بِهِ إِلَى المَهْدِيِّ، فسخَّر الطُّرُقَ بِرِجَالٍ، فجاءوه بِالعَلَوِيِّ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا، دَخَلْتُ عَلَى المَهْدِيِّ، فَإِذَا العَلَوِيُّ، فبُهتُّ. فَقَالَ: حَلَّ دَمُكَ. ثُمَّ حَبَسَنِي دَهْراً فِي المُطْبِقِ، وَأُصِيْبَ بَصَرِي، وَطَالَ شَعْرِي. قَالَ: فَإِنِّي لَكَذَلِكَ، إِذْ دُعِيَ بِهِ، فَمَضَوْا بِي، فَقِيْلَ لِي: سَلِّمْ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. وَقَدْ عَمِيْتُ فَسَلَّمْتُ. فَقَالَ: مَنْ أَنَا? قُلْتُ: المَهْدِيُّ. قَالَ: رَحِمَ اللهُ المَهْدِيَّ. قُلْتُ: فَالهَادِي قَالَ: رَحِمَ اللهُ الهَادِيَ. قُلْتُ: فَالرَّشِيْدُ. قَالَ: نَعَمْ. سَلْ حَاجَتَكَ. قُلْتُ: المُجَاوَرَةُ بِمَكَّةَ. قَالَ: نَفْعَلُ, فَهَلْ غَيْرُ هَذَا? قُلْتُ: مَا بَقِيَ فِيَّ مُسْتَمْتَعٌ. قَالَ: فَرَاشِداً. فَخَرَجتُ إِلَى مَكَّةَ. قَالَ ابْنُهُ: فَلَمْ يُطَوِّلْ. قُلْتُ: مَاتَ بِهَا، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ.

وَعَنْ يَعْقُوْبَ الوَزِيْرِ قَالَ: كَانَ المَهْدِيُّ لاَ يُحِبُّ النَّبِيْذَ، لَكِنَّهُ يَتَفَرَّجُ عَلَى غِلْمَانِهِ فِيْهِ، فَأَلُوْمُهُ، وَأَقُوْلُ: عَلَى مَاذَا اسْتَوْزَرْتَنِي? أَبَعدَ الصَّلَوَاتِ فِي الجَامِعِ يُشرَبُ النَّبِيذُ عِنْدَكَ، وَتَسْمَعُ السَّمَاعَ?! فَيَقُوْلُ: قَدْ سَمِعَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ. فَأَقُوْلُ: لَيْسَ ذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ يَعْقُوْبَ: ألحَّ أَبِي عَلَى المَهْدِيِّ فِي السَّمَاعِ، وَضَجِرَ مِنَ الوَزَارَةِ، وَنَوَى التَّرْكَ. وَكَانَ يَقُوْلُ: لَخَمْرٌ أَشرَبُهُ وَأَتُوبُ مِنْهُ، أَحَبُّ إلي من الوزارة، وإني لأَركَبُ إِلَيْكَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، فَأَتَمَنَّى يَداً خَاطِئَةً تُصِيْبُنِي، فَأَعْفِنِي، وَوَلِّ مَنْ شِئْتَ، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُسلِّمَ عَلَيْكَ أَنَا وَوَلدِي، فَمَا أَتَفَرَّغُ، وَلَّيْتَنِي أُمُوْرَ النَّاسِ، وَإِعْطَاءَ الجُنْدِ، وَلَيْسَ دُنْيَاكَ عِوَضاً مِنْ دِيْنِي. فَيَقُوْلُ: اللَّهُمَّ أَصْلِحْ قَلْبَهُ. وَقَالَ شَاعِرٌ: فَدَعْ عَنْكَ يَعْقُوْبَ بنَ دَاوُدَ جَانِباً ... وَأَقبِلْ عَلَى صَهْبَاءَ طَيِّبَةِ النَّشْرِ وَلَمَّا عَزَلَهُ المَهْدِيُّ، عَزَلَ أَصْحَابَه، وَسَجَنَ عِدَّةً من آله وغلمانه وأعوانه.

عبد الرحمن

1265- عبد الرحمن 1: "ت، ق" ابن زيد بن أسلم العُمَري، المَدَنِيُّ، أَخُو أُسَامَةَ، وَعَبْدِ اللهِ، وَفِيْهِم لِيْنٌ. وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَاحِبَ قُرْآنٍ وَتَفْسِيْرٍ، جَمَعَ تَفْسِيْراً فِي مُجَلَّدٍ، وَكِتَاباً فِي النَّاسِخِ وَالمَنْسُوْخِ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَابْنِ المُنْكَدِرِ. رَوَى عَنْهُ: أَصْبَغُ بنُ الفَرَج، وَقُتَيْبَةُ، وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، وآخرون. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 922"، والمعرفة والتاريخ الكبير ليعقوب الفسوي "1/ 236 و429" و"3/ 43 و171"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 360"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 926"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1107"، والمجروحين لابن حبان "2/ 57"، والكامل لابن عدي "4/ ترجمة 1105"، والكاشف "2/ ترجمة 3237"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4868"، والعبر "1/ 282"، وتهذيب التهذيب "6/ 177"، وتقريب التهذيب "1/ 480"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4094"، وشذرات الذهب "1/ 297".

سفيان بن حبيب

1266- سفيان بن حبيب 1: "4" الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو مُحَمَّدٍ البَصْرِيُّ، البَزَّازُ. حَدَّثَ عَنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَخَالِدٍ الحَذَّاءِ، وَحَجَّاجِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ، فِي آخَرِيْنَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ، وَالحَسَنُ بنُ قَزَعة، وَحُمَيْدُ بنُ مَسْعَدَةَ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو يَحْيَى صَاعِقَةُ: سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِنَا مِمَّنْ تَطلَّبَ الحَدِيْثَ وَعُنِيَ بِهِ، وَحَفِظَه، وَأَقَامَ عَلَيْهِ، لَمْ يَزَلْ فِيْهِ، إِلاَّ ثَلاَثَةٌ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَسُفْيَانُ بنُ حَبِيْبٍ، وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ. هَؤُلاَءِ لَمْ يَدَعُوْهُ، وَلَمْ يَشتَغِلُوا عَنْهُ إِلَى أَنْ حَدَّثُوا. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سُفْيَانُ بنُ حَبِيْبٍ: ثِقَةٌ، أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيْثِ سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَروبة. وَقَالَ خَلِيْفَةُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثلاثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: سَنَةَ سِتٍّ وثمانين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 291"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 2068"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 514" و"2/ 134 و139" و"3/ 32"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 979"، والكاشف "1/ ترجمة 2008"، والعبر "1/ 293"، وتهذيب التهذيب "4/ 107"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2576"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 309".

سفيان بن موسى

1267- سفيان بن موسى 1: "م" البصري. يَرْوِي عَنْ: أَيُّوْبَ السَّختياني، وسيَّار أَبِي الحَكَمِ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: الصَّلْتُ بنُ مَسْعُوْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ مُشْكُدانة، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ، وَعِدَّةٌ. أَوْرَدَهُ ابْنُ حِبَّان فِي "الثِّقَاتِ". وَرَوَى لَهُ مُسْلِمٌ حَدِيْثاً. وَسُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْهُ، فقال: مجهول -يعني: مجهول الحال عنده.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "4/ ترجمة 981"، والكاشف "1/ ترجمة 2022"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3331"، وتهذيب التهذيب "4/ 122"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2592".

سيبويه

1268- سيبويه 1: إِمَامُ النَّحْوِ، حُجَّةُ العَرَبِ، أَبُو بِشْرٍ عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بنِ قَنْبَرٍ الفَارِسِيُّ، ثُمَّ البَصْرِيُّ. وَقَدْ طَلَبَ الفِقْهَ وَالحَدِيْثَ مُدَّةً، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى العَرَبِيَّةِ، فَبَرَعَ وَسَادَ أَهْلَ العَصْرِ، وَأَلَّفَ فيها كتابه الكبير الذي لاَ يُدْرَك شَأْوُهُ فِيْهِ. اسْتَمْلَى عَلَى حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَأَخَذَ النَّحْوَ عَنْ: عِيْسَى بنِ عُمَرَ، وَيُوْنُسَ بنِ حَبِيْبٍ، وَالخَلِيْلِ، وَأَبِي الخَطَّابِ الأَخْفَشِ الكَبِيْرِ. وَقَدْ جَمَعَ يَحْيَى البَرْمَكِيُّ بِبَغْدَادَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الكَسَائِيِّ لِلْمُنَاظَرَةِ، بِحُضُوْرِ سَعِيْدٍ الأَخْفَشِ، وَالفَرَّاءِ، وَجَرَتْ مَسْأَلَةُ الزُّنْبُورِ، وَهِيَ كَذِبٌ: أَظُنُّ الزُّنْبُورَ أَشَدَّ لَسْعاً مِنَ النَّحْلَةِ، فَإِذَا هُوَ إِيَّاهَا. فَقَالَ سِيْبَوَيْه: لَيْسَ المَثَلُ كَذَا، بَلْ: فَإِذَا هُوَ هِيَ. وَتَشَاجَرَا طَوِيْلاً، وَتَعَصَّبُوا لِلْكَسَائِيِّ دُوْنَه، ثُمَّ وَصَلَه يَحْيَى بِعَشْرَةِ آلاَفٍ، فَسَارَ إِلَى بِلاَدِ فَارِسٍ، فَاتَّفَقَ مَوْتُهُ بِشِيْرَازَ، فِيْمَا قِيْلَ. وَكَانَ قَدْ قَصَدَ الأَمِيْرَ طَلْحَةَ بنَ طَاهِرٍ الخُزَاعِيَّ. وَقِيْلَ: كَانَ فِيْهِ مَعَ فَرْطِ ذَكَائِهِ حُبْسَةٌ فِي عِبَارَتِه، وَانطِلاَقٌ فِي قَلَمِه. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: سُمِّيَ سِيْبَوَيْه؛ لأَنَّ وَجْنَتَيْهِ كَانَتَا كَالتُّفَاحَتَيْنِ، بَدِيعَ الحُسْنِ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: كَانَ سِيْبَوَيْه يَأْتِي مَجْلِسِي، وَلَهُ ذُؤَابَتَانِ، فَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ، فَإِنَّمَا يَعْنِيْنِي. وَقَالَ العَيْشِيُّ: كُنَّا نَجلِسُ مَعَ سِيْبَوَيْه فِي المَسْجِدِ، وَكَانَ شَابّاً جَمِيْلاً، نَظِيْفاً، قَدْ تَعلَّقَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ بِسَبَبٍ، وَضَرَبَ بِسَهْمٍ فِي كُلِّ أَدَبٍ مَعَ حَدَاثَةِ سِنِّهِ. وَقِيْلَ: عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. وَقِيْلَ: نَحْوَ الأَرْبَعِيْنَ. قِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، وَهُوَ أَصَحُّ. وقيل: سنة ثمانٍ وثمانين ومائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 195"، وفيات الأعيان "1/ 504"، والعبر "1/ 278 و350" النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 99"، نفح الطيب للمقري "2/ 387"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 252".

الهيثم بن حميد

1269- الهيثم بن حُميد 1: "4" الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، فَقِيْهُ دِمَشْق، أَبُو أَحْمَدَ، وَأَبُو الحَارِثِ الغَسَّانِيُّ مَوْلاَهُم، الدِّمَشْقِيُّ. حَدَّثَ عَنِ: العَلاَءِ بنِ الحَارِثِ، وَتَمِيْمِ بنِ عَطِيَّةَ، وَيَحْيَى الذِّماري، وَأَبِي وَهْبٍ الكَلاَعِيِّ، وَثَوْرِ بنِ يَزِيْدَ، وَالمُطْعِمِ بنِ المِقْدَامِ، وَزَيْدِ بنِ وَاقِدٍ، وَدَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ -رَفِيْقُهُ- وَعَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ، وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ، وَعَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ، قَدَرِيٌّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ دُحَيم: كَانَ أَعْلَمَ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ بِقَوْلِ مَكْحُوْلٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَا عَلِمْتُ إِلاَّ خَيْراً. وَجَاءَ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ تَوْثِيْقُهُ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ حُجر: يُكْنَى أَبَا الحَارِثِ. وَكَنَّاهُ النَّسَائِيُّ: أَبَا أَحْمَدَ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ ضَعِيْفاً قَدَرِيّاً. قُلْتُ: مَا ذَكَرَ ابْنُ عَسَاكِرَ لَهُ وَفَاةً. وَقَدْ عَاشَ إِلَى قَرِيْبٍ من سنة تسعين ومائة. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا الأُرْمَوِيُّ، وَالطَّرَائِفِيُّ، وَابْنُ الدَّايَةِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ، حَدَّثَنَا الهَيثم بنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا الوَضِيْنُ بنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ مَرْثَدٍ، قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ فِي مَجْلِسٍ فِيْهِ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ نَوْفٌ البِكَالِيُّ: لِغَيْرِ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ مِنِّي مِنَ الدَّجَّالِ. فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَمَا هُوَ? قَالَ: أَخَافُ أَنْ أُسْلَبَ إِيْمَانِي وَأَنَا لاَ أَشْعُرُ. فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ الكِندية، وَهَلْ فِي الأَرْضِ مائَةٌ يتخوفون ما تتخوف، وذكر الحديث2.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2765"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 13 و261"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 334"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 264"، والكاشف "3/ ترجمة 6122"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9298"، وتهذيب التهذيب "11/ 92"، ولسان الميزان "7/ 422". 2 ضعيف: فيه علتان الوضين بن عطاء، ضعيف لسوء حفظه. والثانية: نوف البطالي، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": شامي مستور، وهو ابن امرأة كعب وإنما كذب ابن عباس ما رواه عن أهل الكتاب.

يحيى بن حمزة

1270- يحيى بن حمزة 1: "ع" ابن واقد، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَضْرَمِيُّ مولاهم، البَتَلْهي، الدمشقي، قاضي دمشق. وُلِدَ سَنَةَ ثلاثٍ وَمائَةٍ، فِيْمَا نَقَلَهُ أَبُو مُسْهِر. وَقَالَ المُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَمائَةٍ. قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: يَحْيَى الذِّمَارِيِّ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ، وَعُرْوَةَ بنِ رُوَيْمٍ، وَعَمْرِو بنِ مُهَاجِرٍ، وَأَبِي وَهْبٍ الكَلاَعِيِّ عُبَيْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدِ بنِ الوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيِّ، وَثَوْرِ بنِ يَزِيْدَ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَالأَوْزَاعِيِّ. وَعَنْهُ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ مَهْدي، وَأَبُو مُسْهِر، وَمُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ، وَالحَكَمُ بنُ مُوْسَى، وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، وَعَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، وَوَلدُهُ مُحَمَّدٌ، وَخَلْقٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، صَالِحَهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ دُحَيْمٌ: ثِقَةٌ عَالِمٌ عَالِمٌ. وَقَالَ يَحْيَى: ثِقَةٌ، قَدَرِيٌّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: اسْتَعْمَلَ المَنْصُوْرُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ لَمَّا قَدِمَ دِمَشْقَ عَلَى القَضَاءِ يَحْيَى بنَ حَمْزَةَ، وَقَالَ: يَا شَابُّ، أَرَى أَهْلَ بَلَدِكَ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَيْكَ، فَإِيَّاكَ وَالهَدِيَّةَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: أَعْلَمُهُم بقول محكوم هُوَ وَالهَيْثَمُ بنُ حُمَيْدٍ. قَالَ دُحَيْمٌ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: دَامَ عَلَى القَضَاءِ ثَلاَثِيْنَ عَاماً، وَكَانَ ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ، وَإِنْ كَانَ يَمِيْلُ إِلَى القَدَرِ فَلَمْ يكن داعية.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 469"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2956"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 459"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 580"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 266"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9486"، وتهذيب التهذيب "11/ 200"، وتقريب التهذيب "2/ 346"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 305".

يحيى بن يمان

1271- يحيى بن يمان 1: "ع" الإِمَامُ، الحَافِظُ، الصَّادِقُ، العَابِدُ، المُقْرِئُ، أَبُو زَكَرِيَّا العِجْلِيُّ، الكُوْفِيُّ. رَوَى عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَالمِنْهَالِ بنِ خَلِيْفَةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَتَلاَ عَلَى حَمْزَةَ الزيَّات2. وَصَحِبَ الثَّوْرِيَّ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ، وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلدُهُ؛ دَاوُدُ الحَافِظُ، وَبِشْرُ بنُ الحَارِثِ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَسُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ، وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: صَدُوْقٌ، فُلِجَ، فَتَغَيَّرَ حِفظُهُ. وَعَنْ وَكِيْعٍ، قَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِنَا أَحْفَظَ لِلْحَدِيْثِ مِنْ يَحْيَى بنِ يَمَانٍ، كَانَ يَحفَظُ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ خَمْسَ مائَةِ حَدِيْثٍ، ثُمَّ نَسِيَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: كَانَ سَرِيْعَ الحِفْظِ، سَرِيْعَ النِّسْيَانِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ. قُلْتُ: قَدْ رَضِيَهُ مُسْلِمٌ. وَقَدْ قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ صَدُوقاً. وَقَالَ مَرَّةً: ضعيف. وقال مرة: ليس به بأس. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. قُلْتُ: حَدِيْثُه مِنْ قَبِيْلِ الحَسَنِ. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: يُعَدُّ مَعَ الأَشْجَعِيِّ فِي الكَثْرَةِ عَنْ سُفْيَانَ، أنكروا عليه كثرة الغلط.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 391"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3142"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 681 و721" و"2/ 225"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 2065"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 830"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2137"، وتاريخ بغداد "14/ 120"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 265"، والكاشف "3/ ترجمة 6386"، والعبر "1/ 304"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9661"، وتهذيب التهذيب "11/ 306"، وتقريب التهذيب "2/ 361"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 325". 2 حمزة الزيات الكوفي، أحد القراء السبعة، توفي سنة "156هـ". كان إماما للناس بعد عاصم والأعمش.

قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، فَقَالَ: ذَاكَ رَاهِبٌ. وَمَاتَ وَلدُهُ دَاوُد بنُ يَحْيَى: فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَمَائَتَيْنِ، قَبْلَ مَحَلِّ الرِّوَايَةِ. رَوَى عَنْ أَبِيْهِ شَيْئاً يَسِيْراً. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ البَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ البُسْرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الذَّهَبِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَمَانٍ، عَنْ شَرِيْكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من طَافَ بِالبَيْتِ خَمْسِيْنَ مَرَّةً، يَخْرُجُ مِنْ ذُنُوْبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"1. أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ، عَنِ ابْنِ وكيع.

_ 1 ضعيف: أخرجه الترمذي "866"، وإسناه ضعيف لضعف سفيان بن وكيع. وقال الترمذي: حديث ابن عباس حديث غريب سألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث؟ فقال: إنما يروي هذا عن ابن عباس قوله.

عبد الرحيم

1272- عبد الرحيم 1: "ع" ابن سليمان، الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُصنِّفُ، أَبُو عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، نَزِيْلُ الكوفة. يَرْوِي عَنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَأَشْعَثَ بنِ سَوَّارٍ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخُوْهُ وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَهَنَّادٌ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ رَفِيْقاً لِحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ فِي طَلَبِ العِلْمِ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ، صَنَّفَ الكُتُبَ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ، فَاللهُ أَعْلَمُ. فَأَمَّا المَيِّتُ فِي سَنَةِ أربع فـ:

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1838"، والمعرفة والتاريخ "1/ 123" و"2/ 306" و"3/ 123"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1602"، والكاشف "2/ ترجمة 3404"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 271"، والعبر "1/ 296"، وتهذيب التهذيب "6/ 306"، وتقريب التهذيب "1/ 504" وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4307".

عبد الرحيم بن زيد بن الحواري

1273- عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ زَيْدِ بنِ الحَوَاري 1: العَمِّيُّ البَصْرِيُّ، أَحَدُ المَتْرُوكِيْنَ، وَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ الرَّازِيِّ. يَرْوِي عَنْ: مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ، وَعَنْ وَالِدِهِ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1844"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 368" والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1045"، والمجروحين لابن حبان "2/ 161"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1420"، وتاريخ بغداد "11/ 83"، والكاشف "2/ ترجمة 3403"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5030"، وتهذيب التهذيب "6/ 305"، وتقريب التهذيب "1/ 504"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4306"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 25".

إسماعيل بن صالح

1274- إسماعيل بن صالح 1: ابن عَلِيٍّ، الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ، نَائِبُ مِصْرَ، ثُمَّ حَلَبَ. روى عن: أبيه. وَعَنْهُ: ابْنُهُ؛ الأَمِيْرُ طَاهِرٌ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ. وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ بِحَلَبَ. وَكَانَ يَصْلُحُ لِلْخِلاَفَةِ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عُفَير: مَا رَأَيْتُ أَخطَبَ مِنْهُ عَلَى هَذِهِ الأَعْوَادِ. كَانَ جَامِعاً لِكُلِّ سُؤْدُدٍ، ويعرف الفلسفة، وضرب العود، والنجوم. قلت: عِلْمُهُ هَذَا، الجَهْلُ خَيْرٌ مِنْهُ. وَكَانَ مَلِيْحَ النَّظْمِ، وَكَانَ الرَّشِيْدُ يَحتَرِمُه، وتحيَّل عَلَيْهِ حَتَّى ضَرَبَ لَهُ بِالعُوْدِ، فَوَصَلَهُ بِجَوْهَرٍ ثَمَنُهُ ثَلاَثُوْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، وَوَلاَّهُ مِصْرَ، وَعَقَدَ لَهُ اللِّوَاءَ بِيَدِهِ، فَوَلِيَهَا سِتَّ سِنِيْنَ. وَعَاشَ إِلَى حُدُوْدِ سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَمائَةٍ بِحَلَبَ، وَبِهَا وُلِدَ، وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ أُمَرَاءَ، وَكلُّهُم بَنُو عَمِّ المَنْصُوْرِ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 105".

بشر بن منصور

1275- بشر بن منصور 1: "م، د، س" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الرَّبَّانِيُّ، القُدْوَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ، السَّلِيْمِيُّ، البَصْرِيُّ، الزَّاهِدُ. رَوَى عَنْ: أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَشُعَيْبِ بنِ الحَبْحَابِ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَسَعِيْدٍ الجُرَيْرِيِّ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيْلُ، وَبِشْرٌ الحَافِي، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ القَوَارِيْرِيُّ، وَعَبْدُ الرحمن بن مهدي. وَحَدَّثَ عَنْهُ مَنْ أَقرَانِهِ: الفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أُقَدِّمُهُ عَلَيْهِ فِي الوَرَعِ وَالرِّقَّةِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: مَا رَأَيْتُ أَخَوْفَ للهِ مِنْهُ، كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مائَةِ رَكْعَةٍ. وَقَالَ القَوَارِيْرِيُّ: هُوَ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيْتُ مِنَ المَشَايِخِ. وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: هُوَ ثِقَةٌ وَزِيَادَةٌ. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: حَفَرَ قَبْرَهُ، وَخَتَمَ فِيْهِ القُرْآنَ، وَكَانَ وِرْدُهُ ثُلُثَ القُرْآنِ. وَكَانَ ضَيْغَمُ صَدِيْقاً لَهُ، فَتُوُفِّيَا فِي يَوْمٍ. قَالَ غَسَّانُ الغَلاَبِيُّ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ وَجْهَ بِشْرِ بنِ مَنْصُوْرٍ ذَكَرتُ الآخِرَةَ، رَجُلٌ مُنْبَسِطٌ، لَيْسَ بِمُتَمَاوِتٍ، فَقِيْهٌ, ذَكِيٌّ. وَقَالَ عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ: رُبَّمَا قَبَضَ بِشْرُ بنُ مَنْصُوْرٍ عَلَى لِحْيَتِه، وَقَالَ: أَطْلُبُ الرِّيَاسَةَ بعد سبعين سنة? وعن بشر -وقيل لَهُ: أَتُحِبُّ أَنَّ لَكَ مائَةَ أَلْفٍ- قَالَ: لأَنْ تَنْدُرَ عَيْنَايَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ غَسَّانُ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي بِشْرٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ عَمِّي فَاتَتْهُ التَّكْبِيْرَةُ الأُوْلَى، وَأَوْصَانِي فِي كُتُبِه أَنْ أَغسِلَهَا، أَوْ أَدفِنَهَا. قَالَ غَسَّانُ: وَكُنْت أَرَاهُ إِذَا زَارَهُ الرَّجُلُ مِنْ إِخْوَانِهِ، قَامَ مَعَهُ حَتَّى يَأْخُذَ بِرِكَابِه، وَفَعَلَ بِي ذَلِكَ كَثِيْراً. رَوَاهَا أَحْمَدُ الدَّورقي، عَنْهُ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1770"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1408"، وميزان الاعتدال "1/ 325"، والعبر "1/ 275"، حلية الأولياء لأبي نعيم "6/ ترجمة 368"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 293".

قال علي ابن المَدِيْنِيِّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَخَوْفَ للهِ مِنْ بِشْرِ بنِ مَنْصُوْرٍ، كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ خمسمائة رَكْعَةٍ. الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الخَالِقِ أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ: قَالَ بِشْرُ بنُ مَنْصُوْرٍ: أقِلَّ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ، فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا يَكُوْنُ، فَإِنْ كَانَ -يَعْنِي: فَضِيْحَةً- غَداً، كَانَ مَنْ يَعْرِفُكَ قَلِيْلاً. قَالَ: وَحَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ مَنْصُوْرٍ، قَالَ: كَانَ بِشْرٌ يُصَلِّي فَيُطوِّلُ، وَرَجُلٌ وَرَاءهُ يَنْظُرُ، فَفَطِنَ لَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: لاَ يُعجِبُكَ مَا رَأَيْتَ مِنِّي، فَإِنَّ إِبْلِيْسَ قَدْ عَبْدَ اللهَ دَهْراً مَعَ المَلاَئِكَةِ. وَعَنْ بِشْرِ بنِ مَنْصُوْرٍ، قَالَ: مَا جَلَسْتُ إِلَى أَحَدٍ فَتَفَرَّقْنَا، إِلاَّ عَلِمتُ أَنِّي لَوْ لَمْ أَقْعُدْ مَعَهُ، كَانَ خَيْراً لِي. سيَّار بنُ حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، قَالَ: رَأَيْتُ بِشْرَ بنَ مَنْصُوْرٍ فِي المَنَامِ، فَقُلْتُ: مَا صَنَعَ اللهُ بِكَ? قَالَ: وَجَدْتُ الأَمْرَ أَهوَنَ مِمَّا كُنْتُ أَحْمِلُ عَلَى نَفْسِي. قُلْتُ: تُوُفِّيَ هَذَا الإِمَامُ -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. وَكَانَ فِي عَصرِهِ: بِشْرُ بنُ مَنْصُوْرٍ الحنَّاط، كُوْفِيٌّ، قَلِيْلُ الرِّوَايَةِ. أَخَذَ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ. وَالحَنَّاطُ: بِمُهْمَلَةٍ، ثُمَّ نُوْنٍ. وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ البَصْرِيُّ، الحَافِظُ، وَبِشْرُ بنُ السري الواعظ الأفوه، بصري أيضًا. وَبِشْرُ بنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، بَصْرِيٌّ، حَافِظٌ بَعْدَ المائَتَيْنِ. وَبِشْرُ بنُ بَكْرٍ التِّنِّيسي، أَحَدُ الثِّقَاتِ. وَبِشْرُ بنُ آدَمَ الضَّرِيْرُ، بَغْدَادِيٌّ، ثِقَةٌ. ثُمَّ بِشْرُ بنُ شُعيب، مُحَدِّثُ حِمْصَ. وَبِشْرُ بنُ الحَارِثِ، الحَافِي، الزَّاهِدُ. وَبِشْرُ بنُ الحَكَمِ العَبْدِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ. وَبِشْرُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ، السِّخْتِيَانِيُّ، شَيْخٌ لِلبُخَارِيِّ. وَبِشْرُ بنُ مُعَاذٍ العَقَدِيُّ، الضَّرِيْرُ. وَبِشْرُ بن هلال، وعدة. ومن رءوس المُبْتَدِعَةِ: بِشْرُ بنُ غِيَاثٍ المَرِيْسِيُّ. وَبِشْرُ بنُ المعتمر.

عبد العزيز

1276- عبد العزيز 1: "ع" ابن أبي حازم سلمة بن دينار، الإِمَامُ الفَقِيْهُ، أَبُو تَمَّامٍ المَدَنِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَالعَلاَءِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَيَزِيْدَ بنِ الهَادِ، وَمُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَخَلْقٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَكْثَمَ، وبشرٌ كثيرٌ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ بِالمَدِيْنَةِ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: قِيْلَ لمُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ: ابْنُ أَبِي حَازِمٍ ضَعِيْفٌ فِي حَدِيْثِ أَبِيْهِ. فَقَالَ: أَوَ قَدْ قَالُوْهَا? أَمَّا هُوَ، فَسَمِعَ مَعَ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، فَلَمَّا مَاتَ سُلَيْمَانُ، أَوْصَى إِلَيْهِ بِكتبِهِ، فَكَانَتْ عِنْدَهُ، فَقَدْ بَالَ عَلَيْهَا الفَأْرُ، فَذَهَبَ بَعْضُهَا، فَكَانَ يَقْرَأُ مَا اسْتبَانَ لَهُ، وَيَدَعُ مَا لاَ يَعْرِفُ، مِنْهَا أَمَّا حَدِيْثُ أَبِيْهِ، فَكَانَ يَحفظُهُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَكُنْ بِالمَدِيْنَةِ بَعْدَ مَالِكٍ أَفْقَهُ مِنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ أَفْقَهُ مِنْ عَبْدِ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: ابْنُ أَبِي حَازِمٍ لَيْسَ بِثِقَةٍ فِي حَدِيْثِ أَبِيْهِ، كَذَا جَاءَ هَذَا. بَلْ هُوَ حُجَّةٌ فِي أَبِيْهِ، وَغَيْرِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَكُنْ بِالمَدِيْنَةِ فِي وَقْتِهِ أَفْقَهُ مِنْهُ، يَرَوْنَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ. وَأَمَّا هَذِهِ الكُتُبُ، فَيَقُوْلُوْنَ: إِنَّ كُتُبَ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ صَارَت إِلَيْهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ مرَّةً: لَمْ يَكُنْ يُعْرَفُ بِطَلبِ الحَدِيْثِ إِلاَّ كتبَ أَبِيْهِ، فَيَقُوْلُوْنَ: سَمِعَهَا. قُلْتُ: حَدِيْثُهُ فِي الصِّحَاحِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَةٍ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ سَاجِدٌ، فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ -رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ القّوَّاس، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ الحَرَستاني حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ طَلاَّبٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، قَالَ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ بيع الغَرَر.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 424"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1571"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 428 و685" و"2/ 294"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1787"، والكاشف "2/ ترجمة 3428"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 253"، والعبر "1/ 289"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5093"، وتهذيب التهذيب "6/ 333"، تقريب التهذيب "1/ 508"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4340"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 306".

صريع الغواني

1277- صَرِيع الغَواني 1: هُوَ مُسْلِمُ بنُ الوَلِيْدِ الأَنْصَارِيُّ مَوْلاَهُم، البَغْدَادِيُّ، حَامِلُ لِوَاءِ الشِّعْرِ. وَقِيْلَ: بَلْ هُوَ كُوْفِيٌّ، نَزَلَ بَغْدَادَ. كَانَ شَاعِراً، مَدَّاحًا، مُحْسِنًا، مُفوَّهًا، وَهُوَ القَائِلُ فِي جَعْفَرٍ البَرْمَكِيِّ: كَأَنَّهُ قمرٌ أَوْ ضَيْغَمٌ هَصِرٌ ... أَوْ حَيَّةٌ ذَكَرٌ أَوْ عَارِضٌ هَطِلُ لاَ يَضْحَكُ الدَّهْرَ إِلاَّ حِيْنَ تَسْأَلُهُ ... وَلاَ يُعَبِّسُ إِلاَّ حِيْنَ لاَ يُسَلُ وَهُوَ القَائِلُ فِي يَزِيْدَ بنِ مَزْيَدَ: يَكْسُو السُّيوفَ نُفُوْسَ النَّاكِثِينَ بِهِ ... وَيَجْعَلُ الهَامَ تِيْجَانَ القَنَا الذُّبَلِ إِذَا انْتَضَى سَيْفَهُ كَانَتْ مَسَالِكُهُ ... مَسَالِكَ المَوْتِ فِي الأَبْدَانِ وَالقُلَلِ مَاتَ فِي أواخر دولة الرشيد، وديوانه مشهور.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1571"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1832"، وتاريخ بغداد "13/ 96".

عبد العزيز بن محمد

1278- عبد العزيز بن محمد 1: "م، 4، خ مقرونا" ابن عبيد، الإِمَامُ، العَالِمُ، المُحَدِّثُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الجُهَنِيُّ مَوْلاَهُم، المَدَنِيُّ الدَّرَاوَرْدِيُّ. قِيْلَ: أَصلُهُ مِنْ دَرَاوَرْد: قَرْيَةٌ بِخُرَاسَانَ. وَرَوَى سُلَيْمَانُ الطَّبَرَانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ رِشْدِيْنَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ، قَالَ: الدَّرَاوَرْدِيُّ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ، نَزَلَ المَدِيْنَةَ. وَكَانَ يَقُوْلُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ: أَنْدَرُوْنَ2, فَلَقَّبُوْهُ: الدَّرَاوَرْدِيَّ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْ: صَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ، وَأَبِي طُوالة عَبْدِ اللهِ، وَيَزِيْدَ بنِ الهَادِ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَثَوْرِ بنِ زَيْدٍ، وَالعَلاَءِ بن عبد الرحمن، وعمرو ابن أَبِي عَمْرٍو، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَشَرِيْكِ بنِ أَبِي نَمِرٍ، وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ، وَإِسْحَاقُ بن راهويه، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ خَشْرَمَ، وَأَبُو حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ مَعْنُ بنُ عِيْسَى: يَصْلُحُ أَنْ يَكُوْنَ الدَّرَاوَرْدِيُّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ فُلَيْحِ بنِ سُلَيْمَانَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَيِّئُ الحِفْظِ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: حَدَّثَ ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْهُ بِحَدِيْثٍ وَاحِدٍ. قَالَ الأَثْرَمُ: قِيْلَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: إِنَّ الدَّرَاوَرْدِيَّ يَرْوِي عَنْ: عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه كَانَ يُرْخِي عِمَامَتَهُ مِنْ خَلْفِهِ3. فَتبسَّمَ، وَأَنْكَرَهُ، وقال: إنما هذا موقوف.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 424"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1569"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 977"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1833"، والأنساب للسمعاني "5/ 295"، والكاشف "2/ ترجمة 3454"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5125"، والعبر "1/ 297 و403 و410 و418"، وجامع التحصيل للعلائي "ترجمة 463"، وتهذيب التهذيب "6/ 353"، وتقريب التهذيب "1/ 512"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4371"، وشذرات الذهب "1/ 316". 2 أندرون: كلمة فارسية تعني: داخل، باطن أو بيت داخلي تابع للمنزل. 3 صحيح لغيره: أخرجه الترمذي في "السنن" "1736"، وفي "الشمائل" "110"، والعقيلي في "الضعفاء" "3/ 21" من طريق يحيى بن محمد الجاري، عن عبد العزيز بن محمد، عن عبيد اللهِ بنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا اعتم سدل عمامته بين كتفيه" قال نافع، وكان ابن عمر يسدل =

وَعَنْ أَحْمَدَ قَالَ: كَانَ الدَّرَاوَرْدِيُّ إِذَا حَدَّثَ مِنْ حَفِظِهِ يَهِمُ، لَيْسَ هُوَ بِشَيْءٍ، وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ فَنَعَمْ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. قُلْتُ: حديثه في دواوين الإِسْلاَمِ السِّتَّةِ، لَكِنَّ البُخَارِيَّ رَوَى لَهُ: مَقْرُوْناً بِشَيْخٍ آخرَ، وَبِكُلِّ حَالٍ فَحَدِيْثُهُ وَحَدِيْثُ ابْن أَبِي حَازِمٍ لاَ يَنحطُّ عَنْ مرتبَةِ الحَسَنِ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَالِكٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ المُقْرِئُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الطُّوْسِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي العَبَّاسُ بنُ المُغِيْرَةِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ فِي جَمَاعَةٍ إِلَى أَبِي، لِيعرضُوا عَلَيْهِ كِتَاباً، فَقَرَأَهُ لَهُم الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَكَانَ رَدِيْءَ اللِّسَانِ، يَلْحَنُ لحناً قبِيْحاً، فَقَالَ أَبِي: وَيْحَكَ يَا درَاوردِيّ، أَنْتَ كُنْتَ إِلَى إِصلاَحِ لِسَانِكَ قَبْلَ النَّظَرِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أحوج منك إلى غير ذلك.

_ = عمامته بين كتفيه". قال عبيد الله: ورأيت القاسم وسالما يفعلان ذلك. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. قلت: إسناده ضعيف، يحيى بن محمد الجاري، قال البخاري: يتكلمون فيه. وأخرجه الخطيب "11/ 293" من طريق عثمان بن نصر البغدادي، حدثنا الوليد بن شجاع، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به. وهذه متابعة للجاري من الوليد بن شجاع، وهو ثقة من رجال مسلم. لكن قال الخطيب في عثمان بن نصر: وقع حديثه إلى الغرباء، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وله طريق آخر، ذكره الهيثمي في "المجمع" "5/ 120": "عن أبي عبد السلام قال: قلت لابن عمر: كَيْفَ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يعتم؟ قال: كان يدور كور عمامته على رأسه، ويغرزها من ورائه ويرسلها بين كتفيه. رواه الطبراني في الأوسط". ورجاله رجال الصحيح خلا أبا عبد السلام وهو ثقة. وقال: "وعن ثوبان مولى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا اعتم أرخى عمامته بين يديه، ومن خلفه. رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه الحجاج بن رشدين وهو ضعيف". فالحديث صحيح بهذه الطرق، وله شاهد عن عمرو بن حريث قال: "كأني أنظر إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على المنبر، وعليه عمامة سوداء، قد أرخى طرفيها -وفي رواية طرفها- بين كتفيه". أخرجه مسلم، وأبو داود "4077"، وابن ماجه "3587". وشاهد آخر عن عائشة -رضي الله عنها: أن جبريل -عليه السلام- أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- على برذون وعليه عمامة، طرفها بين كتفيه، فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم؟ فقال: رأيته؟ ذاك جبريل عليه السلام. أخرجه أحمد "6/ 148 و152"، والحاكم "4/ 193-194" وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. قلت: بل إسناده ضعيف، آفته عبد الله بن عمر العمري، ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب".

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدٍ الوبرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَامِدٍ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنِ العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: مَنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدعُوُ لَهُ" 1. أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ نَازِلاً عَنْ ثِقَةٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ سليمان بن بلال، عن العلاء بنحوه. تُوُفِّيَ الدَّرَاوَرْدِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِي وَمائَةٍ بِالمَدِيْنَةِ.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 278"، والبخاري في "الأدب المفرد" "38"، والترمذي "1376" والنسائي "6/ 251"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "246"، والبيهقي "6/ 278"، والبغوي "139" من طرق عن إسماعيل بنُ جَعْفَرٍ، عَنِ العَلاَءِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا.

عبد العزيز بن عبد الصمد

1279- عبد العزيز بن عبد الصمد 1: "ع" المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ العَمِّيُّ، البَصْرِيُّ. وُلِدَ بَعْدَ المائَةِ. وَرَوَى عَنْ: أَبِي عِمران الجَوْنِيِّ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَحُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمَطَرٍ الوَرَّاقِ، وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، وَعَمْرٌو الفَلاَّسُ، وَبُنْدَارٌ، وَابْنُ المُثَنَّى، وَزِيَادُ بنُ يَحْيَى الحسَّانِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَعُبَيْدُ اللهِ القَوَارِيْرِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ القَوَارِيْرِيُّ: كَانَ حَافِظاً. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ: كَانَ ثِقَةً. وَقَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ يَوْمَ مَاتَ عَبْدُ العَزِيْزِ العمِّيُّ: مَا مَاتَ لَكُم شَيْخٌ مُنْذُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً مِثْلَهُ. قُلْتُ: يَقعُ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ فِي كِتَابِ البَعْثِ. وَكَانَ مَوْتُهُ فِي سَنَةِ سبع وثمانين ومائة. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَكملُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عمر الوراق، أخبرنا بنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَشَّارٍ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ العمِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيتُهُمَا وَمَا فِيْهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيتُهُمَا وَمَا فِيْهِمَا، وَمَا بِيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِم إِلاَّ رِدَاءُ الكبرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عدْنٍ" 2. أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ عَنْهُمَا، وَرَوَاهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَه، عَنِ ابن بشار.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1574"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1809"، والكاشف "2/ ترجمة 3447"، والعبر "1/ 297"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 255"، وتهذيب التهذيب "6/ 346". 2 صحيح: أخرجه البخاري "4878"، ومسلم "180"، من حديث أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ، به.

الهقل

1280- الهِقْل 1: "م، 4" ابن زياد، الإِمَامُ، المُفْتِي، أَبُو عَبْدِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ، كَاتِبُ الأَوْزَاعِيِّ، وَتِلْمِيْذُهُ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَالمُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ، وَطَلْحَةَ بنِ عَمْرٍو المَكِّيِّ، وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَأَبُو صالح كاتب الليث، وَأَبُو مُسْهِرٍ الغَسَّانِيُّ، وَالحَكَمُ بنُ مُوْسَى، وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَا كَانَ بِالشَّامِ أَوْثَقُ مِنَ الهِقْل. وَقَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: كَانَ الهِقْلُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالأَوْزَاعِيِّ، وَبمَجْلِسِهِ وَفُتْيَاهُ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: الهِقْلُ أَبُو عَبْدِ اللهِ السَّكْسَكِيُّ، اسْمُهُ: مُحَمَّدٌ. وَقِيْلَ: عَبْدُ اللهِ، وَلَقَبُهُ: الهِقْلُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لاَ يُكْتَبُ حَدِيْثُ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ أَحَدٍ أَوْثَقُ مِنَ الهِقْلِ. وَقَالَ الفَسَوِيُّ: هُوَ أَعْلَى أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: قَدِمَ الهِقْل مِصْرَ، وَكَتَبَ عَنْهُ أَهْلُهَا، وَتُوُفِّيَ بِبَيْرُوْتٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَكَذَا رُوِيَ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ فِي تَارِيْخِ مَوْتِهِ، وَلَمْ يَبْلُغْنَا مولده، ولكنه مات قبيل الشيخوخة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2891"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 144" و"2/ 408 و460 و474"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 520"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 263"، والكاشف "3/ ترجمة 6087"، والعبر "1/ 227 و274"، وتهذيب التهذيب "11/ 64"، وتقريب التهذيب "2/ 321"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7768"، وشذرات الذهب "1/ 292".

يوسف بن يعقوب

1281- يوسف بن يعقوب 1: "خ، م، ت، س، ق" ابن أبي سلمة الماجشون، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ، أَبُو سَلَمَةَ التَّيْمِيُّ، المُنْكَدِرِيُّ، مولاهم المدني. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَصَالِحِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ العَوْفِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حنبل، ومحمد ابن أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، وَسُرَيْجُ بنُ يُوْنُسَ، وَعَلِيُّ بنُ مُسْلِمٍ الطُّوْسِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو دَاوُدَ. قَالَ يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ المقَابرِيُّ: سَمِعْتُ يُوْسُفَ بنَ المَاجَشُوْنِ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ عَلَى عَهْدِ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، فَفرضَ لِي فِي المُقَاتلَةِ، فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ مَرَّ بِي بِاسْمِي، وَكَانَ بِنَا عَارِفاً، فَقَالَ: مَا أَعْرَفَنِي بِمَوْلِدِ هَذَا الغُلاَمِ، فَنَحَّانِي مِنَ المُقَاتلَةِ، وَردَّنِي عَيِّلاً. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كُنَّا نَأتِي يُوْسُفَ بنَ المَاجَشُوْنِ يُحَدِّثُنَا، وَجَوَارِيْهِ فِي بَيْتٍ آخرَ يَضرِبْنَ بِالمعزفَةِ. قُلْتُ: أَهْلُ المَدِيْنَةِ يَترخَّصُونَ فِي الغِنَاءِ، هُم مَعْرُوْفُوْنَ بِالتَّسَمُّحِ فِيْهِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهُوَ" 2. تُوُفِّيَ يُوْسُفُ بنُ المَاجَشُوْنِ: فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. عَاشَ ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا يُوْسُفُ المَاجَشُوْن، قَالَ لِي ابْنُ شهاب، ولأخي، وَلابْنِ عمٍّ لِي -وَنَحْنُ فِتْيَانٌ أَحَدَاثٌ نَسْأَلُهُ: لاَ تَحْقِرُوا أَنْفسَكُم لِحدَاثَةِ أَسْنَانِكُم، فَإِنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ كَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ دَعَا الشَّبَابَ، فَاسْتشَارَهُم، يَبتغِي حِدَّةَ عُقُوْلِهِم. قُلْتُ: أَخُوْهُ: هُوَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ يَعْقُوْبَ، صَدُوْقٌ. يَرْوِي عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، وَعَنْ أَبِيْهِ، وَالزُّهْرِيِّ. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ هَاشِمٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَأَمَّا ابْنُ عَمِّهِمَا، فَهُوَ مُفْتِي المَدِيْنَةِ مَعَ مَالِكٍ، عَبْدُ العَزِيْزِ بن عبد الله، قد ذكر.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 415"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3399"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 984"، والكاشف "3/ ترجمة 6576"، والعبر "1/ 292"، وتهذيب التهذيب "11/ 430"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 309". 2 صحيح: أخرجه البخاري "5162" من طريق هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال نبي اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَائِشَةُ، ما كان معكم لهو، فإن الانصار يعجبهم اللهو".

العمري

1282- العُمَري 1: الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الزَّاهِدُ، العَابِدُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، القُرَشِيُّ، العَدَوِيُّ، العُمَرِيُّ، المَدَنِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَنْ أَبِي طُوَالة. وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عِمران العَائِذِيُّ، وَغَيْرُهُم. وَهُوَ قَلِيْلُ الرِّوَايَةِ، مُشْتَغِلٌ بِنَفْسِهِ، قوَّالٌ بِالحَقِّ، أَمَّارٌ بِالعُرْفِ، لاَ تَأْخذُهُ فِي اللهِ لُوْمَةَ لاَئِمٍ، كَانَ يُنْكِرُ عَلَى مَالِكٍ الإِمَامِ اجْتِمَاعَهُ بِالدَّولَةِ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ فِيْمَا رَوَاهُ عَنْهُ: نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، عَنْ أبي الزبير، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُوشِكُ أَنْ يَضْرِبَ النَّاسُ أَكبَادَ الإِبِلِ فَلاَ يَجِدُوْنَ عَالِماً أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ المَدِيْنَةِ"2. وَقَدْ قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ فِي العُمَرِيِّ هَذَا: هُوَ عَالِمُ المَدِيْنَةِ الَّذِي فِيْهِ الحَدِيْثُ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 421"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 477"، وحلية الأولياء "8/ ترجمة 410"، والعبر "1/ 289"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4430"، وتهذيب التهذيب "302"، وتقريب التهذيب "1/ 430"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3630"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 306". 2 ضعيف: فيه أبو الزبير المكي محمد بن مسلم بن تدرس، مدلس، وقد عنعنه. وقد تقدم تخريجنا له.

عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: مَضَى الرَّشِيْدُ عَلَى حِمَارٍ، وَمَعَهُ غُلاَمٌ إِلَى العُمَرِيِّ، فَوَعَظَهُ، فَبَكَى، وَغُشِيَ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: كَتَبَ العُمَرِيُّ إِلَى مَالِكٍ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَغَيْرِهِمَا بكُتُبٍ أَغلظَ لَهُم فِيْهَا، وَقَالَ: أَنْتُم عُلَمَاءٌ تَمِيْلُوْنَ إِلَى الدُّنْيَا، وَتلبسُوْنَ اللَّيِّنَ، وَتَدَعُوْنَ التَّقَشُّفَ. فَجَاوبَهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ بِكِتَابٍ أَغلظَ لَهُ، وَجَاوبَهُ مَالِكٌ جَوَابَ فَقِيْهٍ. وَقِيْلَ: إِنَّ العُمَرِيَّ، وَعَظَ الرَّشِيْدَ مَرَّةً، فَكَانَ يَتلقَّى قَوْلَهُ بِنَعَم يَا عمّ! فَلَمَّا ذَهَبَ، أَتْبَعَهُ الأمين والمأمون بكيسين فيهما ألفا دينار، فردها، وَقَالَ: هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ يَفرِّقُهَا عَلَيْهِ، وَأَخَذَ دينارًا واحدًا، وشخص عليه بغداد، فكره مجِيئَهُ، وَجَمَعَ العُمَرِيّينَ، وَقَالَ: مَالِي وَلابْنِ عمِّكُم، احْتملتُهُ بِالحِجَازِ، فَأَتَى إِلَى دَارِ مُلْكِي، يُرِيْدُ أَنْ يُفْسِدَ عَلَيَّ أَوْلِيَائِي، ردُّوْهُ عَنِّي. قَالُوا: لاَ يَقْبَلُ مِنَّا. فَكَتَبَ إِلَى الأَمِيْرِ مُوْسَى بنِ عِيْسَى: أَنْ تَرَفَّقْ بِهِ حَتَّى تَردَّهُ. قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ العُمَرِيُّ أَصْفَرَ، جسِيْماً، لَمْ يَكُنْ يَقْبَلُ مِنَ السُّلْطَانِ وَلاَ غَيْرِهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَقَارِبِهِ وَمَعَارِفِهِ لاَ يُكَلِّمُهُ، وَوَلِيَ أَخُوْهُ عُمَرُ المَدِيْنَةَ وَكرمَانَ، فَهَجَرَهُ، مَا أَدْرَكتُ بِالمَدِيْنَةِ رَجُلاً أَهْيَبَ مِنْهُ، وَكَانَ يَقْبَلُ صِلَةَ ابْنِ المُبَارَكِ. وَقَدِمَ الكُوْفَةَ لِيُخَوِّفَ الرَّشِيْدَ بِاللهِ، فَرجفَ لمجِيئِهِ الدَّولَةَ، حَتَّى لَوْ كَانَ نَزَلَ بِهِم مِنَ العدوِّ مائَةَ أَلْفٍ، مَا زَادَ مِنْ هَيْبَتِهِ، فَرُدَّ مِنَ الكُوْفَةِ، وَلَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ. وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ يَلْزَمُ المَقْبُرَةَ كَثِيْراً، مَعَهُ كِتَابٌ يُطَالعُهُ، وَيَقُوْلُ: لاَ أَوعَظَ مِنْ قَبْرٍ، وَلاَ آنَسَ مِنْ كِتَابٍ، وَلاَ أَسلمَ مِنْ وَحْدَةٍ. عُمَرُ بنُ شَبَّةَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الزُّهْرِيُّ، قَالَ العُمَرِيُّ عِنْدَ مَوْتِهِ: بِنعمَةِ رَبِّي أُحَدِّثُ: لَوْ أَنَّ الدُّنْيَا تَحْتَ قَدَمِي، مَا يَمْنَعنِي مِنْ أَخذِهَا إِلاَّ أَنْ أُزِيلَ قَدَمِي، مَا أَزلتُهَا، مَعِي سَبْعَةُ دَرَاهِمَ مِنْ لِحَاءِ شَجَرَةٍ فتلتُه بِيَدِي. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: دَخَلْتُ عَلَى العُمَرِيِّ الصَّالِحِ، فَقَالَ: مَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنكَ، وَفِيْكَ عَيْبٌ. قُلْتُ: مَا هُوَ? قَالَ: حُبُّ الحَدِيْثِ، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ زَادِ المَوْتِ، أَوْ قَالَ: مِنْ أَبزَارِ المَوْتِ. قَالَ أَبُو المُنْذِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ العُمَرِيَّ الزَّاهِدَ يَقُوْلُ: إِنَّ مِنْ غَفْلَتِكَ عَنْ نَفْسِكَ، إِعرَاضَكَ عَنِ اللهِ بِأَنْ تَرَى مَا يُسْخِطُهُ فَتجَاوزَهُ، وَلاَ تَأْمُرْ وَلاَ تَنهَى، خَوْفاً

مِنَ المَخْلُوْقِ، مَنْ تَرَكَ الأَمْرَ بِالمَعْرُوْفِ خَوْفَ المَخْلُوْقِيْنَ، نُزِعَتْ مِنْهُ الهَيْبَةُ، فَلَو أَمرَ وَلدَهُ لاَسْتَخَفَّ بِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ المَكِّيُّ: قَدِمَ العُمَرِيُّ، فَاجْتَمَعنَا إِلَيْهِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى القُصُوْرِ المُحْدِقَةِ بِالكَعْبَةِ، صَاحَ: يَا أَصْحَابَ القُصُوْرِ المُشَيَّدَةِ، اذكرُوا ظُلْمَةَ القُبُوْرِ المُوْحِشَةِ، يَا أَهْلَ التَّنَعُّمِ وَالتَّلذُّذِ، اذكرُوا الدُّودَ وَالصَّدِيْدَ، وَبلاَءَ الأَجسَامِ فِي التُّرَابِ، ثُمَّ غَلَبَتْهُ عَيْنُهُ، فَقَامَ. أُنْبِئتُ عَنِ الكَاغَدِيِّ، أَخْبَرَنَا الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ يَقُوْلُ: قَالَ لِي مُوْسَى بنُ عِيْسَى: يُنهَى إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَنَّكَ تَشْتِمُهُ، وَتَدعُو عَلَيْهِ، فَبِمَ استجزت هذا? قلت: ما أشتمه، فَوَاللهِ هُوَ أَكرمُ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي لِقَرَابتِه مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَمَّا الدُّعَاءُ، عَلَيْهِ فَوَاللهِ مَا قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ قَدْ أَصْبَحَ عِبْئاً ثقِيْلاً عَلَى أَكتَافِنَا، فَلاَ تُطِيْقُهُ أَبَدَاننَا وَقَذَىً فِي جُفُوْنِنَا، لاَ تَطْرَفُ عَلَيْهِ جُفُوْننَا، وَشجَى فِي أَفْوَاهِنَا، لاَ تُسِيغُهُ حلوقُنَا، فَاكفِنَا مُؤنتَهُ، وَفرِّقْ بَيْننَا وَبَيْنَهُ، وَلَكِن قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ تَسَمَّى بِالرَّشِيْدِ لِيَرشُدَ، فَأَرْشِدْهُ، أَوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ، فَرَاجِعْ بِهِ، اللَّهُمَّ إِنَّ لَهُ فِي الإِسْلاَمِ بِالعَبَّاسِ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ كفّاً، وَلَهُ بنَبِيِّكَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَابَةٌ وَرحمٌ، فَقرِّبْهُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَبَاعِدْهُ مِنْ كُلِّ سوءٍ، وَأَسعِدْنَا بِهِ، وَأَصلِحْهُ لِنَفْسِهِ وَلَنَا. فَقَالَ مُوْسَى: رَحِمَكَ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَذَاكَ لَعَمْرِي الظَّنُّ بِكَ. قَالَ المُسَيَّبُ بنُ وَاضِحٍ: سَمِعْتُ الزَّاهِدَ العُمَرِيَّ بِمَسْجِدِ مِنَى يَقُوْلُ: للهِ دَرُّ ذَوِي العُقُوْلِ ... والحرص في طلب الفضول سلاب أكيسة الأرامل ... واليتامى والكهول وَالجَامِعِيْنَ المُكثرِيْنَ ... مِنَ الجِنَايَةِ وَالغُلُولِ وضعُوا عُقُوْلَهُمُ مِنَ ... الدُّنْيَا بِمَدْرَجَةِ السُّيولِ وَلَهَوا بِأَطرَافِ الفُرُوْعِ ... وَأَغْفلُوا عِلْمَ الأُصُوْلِ وَتَتَبَّعُوا جمْعَ الحُطَامِ ... وَفَارقُوا أَثَرَ الرَّسُوْلِ وَلَقَدْ رَأَوا غِيْلاَنَ رَيْبِ ... الدَّهْرِ غُولاً بَعْدَ غُولِ وَفِي تَارِيْخِ ابْنِ جَرِيْرٍ بِإِسْنَادٍ: أَنَّ الرَّشِيْدَ قَالَ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا آمرُ فِي هَذَا العُمَرِيِّ، أَكرَهُ أَنْ أَقدَمَ عَلَيْهِ، وَلَهُ سلَفٌ وَإِنِّيْ أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ رَأْيَهُ فِيْنَا. فَقَالَ عُمَرُ بنُ بَزِيعٍ، والفضل ابن

الرَّبِيْعِ: نَحْنُ لَهُ. فَخَرَجَا مِنَ العَرْجِ إِلَى مَوْضِعٍ لَهُ بِالبَادِيَةِ فِي مَسْجِدِهِ، فَأَنَاخَا وَأَتِيَاهُ عَلَى زِيِّ المُلُوْكِ فِي حِشْمَةٍ، فَجَلَسَا إِلَيْهِ، فَقَالاَ: نَحْنُ رُسُلُ مَنْ وَرَاءنَا مِنَ المَشْرِقِ، يَقُوْلُوْنَ لَكَ: اتَّقِ اللهَ، إِنْ شِئْتَ فَانهضْ. فَقَالَ: وَيْحَكمَا فِيْمَنْ، وَلِمَنْ? قَالاَ: أَنْتَ. قَالَ: وَاللهِ مَا أُحبُّ أَنِّي لقِيْتُ اللهَ بِمِحْجَمَةِ دَمِ مُسْلِمٍ، وَإِنَّ لِي مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ. فَلَمَّا أَيِسَا مِنْهُ، قَالاَ: إِنَّ مَعَنَا عِشْرِيْنَ أَلْفاً تَسْتعِيْنُ بِهَا. قَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي بِهَا. قَالاَ: أَعْطِهَا مَنْ رَأَيْتَ. قَالَ: أَعْطِيَاهَا أَنْتُمَا. فَلَمَّا أَيِسَا مِنْهُ، ذَهَبَا، وَلَحِقَا بِالرَّشِيْدِ، فَحدَّثَاهُ. فَقَالَ: مَا أُبَالِي مَا صَنَعَ بَعْدَ هَذَا. فَبَيْنَا العُمَرِيُّ فِي المسعَى، إِذَا بِالرَّشِيْدِ يَسْعَى عَلَى دَابَّةٍ، فَعرضَ لَهُ العُمَرِيُّ، فَأَخَذَ بلجَامِهِ، فَأَهْوَوا إِلَيْهِ، فَكفَّهُمُ الرَّشِيْدُ، وَكلَّمَهُ فَرَأَيْتُ دُمُوْعَ الرَّشِيْدِ تَسِيْلُ. قَالَ يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ العَابِدُ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابنَا، قَالَ: كَتَبَ مالك إِلَى العُمَرِيِّ: إِنَّكَ بَدَوْتَ، فَلَو كُنْتَ عِنْدَ مَسجدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَكَتَبَ: إِنِّيْ أَكرَهُ مُجَاوَرَةَ مِثْلِكَ، إِنَّ اللهَ لَمْ يَركَ متغَيِّرَ الوَجْهِ فِيْهِ سَاعَةً قَطُّ. قُلْتُ: هَذَا عَلَى سَبِيْلِ المُبَالَغَةِ فِي الوَعْظِ، وَإِلاَّ فَمَالِكٌ مِنْ أَقْوَلِ العُلَمَاءِ بِالحَقِّ، وَمِنْ أَشدِّهِم تَغَيُّراً فِي رُؤْيَةِ المُنْكرِ. وَأَمَّا العُمَرِيُّ: فَمَا عَلِمتُ بِهِ بَأْساً، وَقَدْ وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ كِتَابَةً، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرٍ السِّرِّينِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ الجُدِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ العُمَرِيُّ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الزَّبَانِيَةُ أَسْرَعُ إِلَى فَسَقَةِ القُرْآنِ مِنْهُم إِلَى عَبَدَةِ الأَوْثَانِ، فَيَقُوْلُوْنَ: يُبْدَأُ بِنَا قَبْلَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ? فَيُقَالُ: لَيْسَ مَنْ عَلِمَ كَمَنْ لاَ يَعْلَم"1. غَرِيْبٌ مُنكرٌ، وَلاَ أَعْرِفُ مُوْسَى هَذَا. قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: مَاتَ العُمَرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، وَلَهُ ستٌّ وَسِتُّوْنَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللهُ تعالى.

_ 1 منكر: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "8/ 286"، وآفته موسى بن محمد بن كثير السريني، ذكره الذهبي في "الميزان" واتهمه بهذا الخبر وقال: منكر.

عبد الله بن المبارك

1283- عَبد الله بن المُبارك 1: "ع" ابن واضح، الإِمَامُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ عَالِمُ زَمَانِهِ، وَأَمِيْرُ الأَتْقِيَاءِ في وقته، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَنْظَلِيُّ، مَوْلاَهُم التُّرْكِيُّ، ثُمَّ المَرْوَزِيُّ، الحَافِظُ، الغَازِي، أَحَدُ الأَعْلاَمِ وَكَانَتْ أُمُّهُ خُوَارِزْميَّةٌ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. فَطَلَبَ العِلْمَ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً. فَأَقْدَمُ شَيْخٍ لَقِيَهُ: هُوَ الرَّبِيْعُ بنُ أَنَسٍ الخُرَاسَانِيُّ، تَحَيَّلَ وَدَخَلَ إِلَيْهِ إِلَى السِّجنِ، فَسمِعَ مِنْهُ نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً، ثُمَّ ارْتَحَلَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ، وَأَخَذَ عَنْ بقَايَا التَّابِعِيْنَ، وَأَكْثَرَ مِنَ التَّرْحَالِ وَالتَّطْوَافِ، وَإِلَى أَنْ مَاتَ فِي طَلَبِ العِلْمِ، وَفِي الغَزْوِ، وَفِي التِّجَارَةِ وَالإِنفَاقِ عَلَى الإِخْوَانِ فِي اللهِ، وَتَجهِيزِهِم مَعَهُ إِلَى الحَجِّ. سَمِعَ مِنْ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَالجُرَيْرِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَالأَعْمَشِ، وَبُرَيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَخَالِدٍ الحَذَّاءِ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَوْنٍ، وَمُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، وَأَجْلَحَ الكِنْدِيِّ، وَحُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، وَحَنْظَلَةَ السَّدُوْسِيِّ، وَحَيْوَةَ بنِ شُرَيْحٍ المِصْرِيِّ، وَكَهْمَسٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَأَبِي حَنِيْفَةَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرٍ، وَالثَّوْرِيِّ، وَشُعْبَةَ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَيُوْنُسَ الأيلي، والحمادين، ومالك، والليث، وابن لهيعة، وَهُشَيْمٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ، وَبَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَصنَّفَ التَّصَانِيْفَ النَّافِعَةَ الكَثِيْرَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وَطَائِفَةٌ مِنْ شُيُوْخِه، وَبَقِيَّةُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَطَائِفَةٌ مِنْ أَقرَانِهِ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ، وَالقَطَّانُ، وَعَفَّانُ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَحِبَّانُ بنُ مُوْسَى، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَأَبُو أُسَامَةَ,

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 372 و520"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 679"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 153"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 838"، وتاريخ بغدد "10/ 152"، وحلية الأولياء "8/ ترجمة 397"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 313"، والأنساب للسمعاني "4/ 251"، وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 322"، والعبر "1/ 280"، والكاشف "2/ ترجمة 2978"، تهذيب التهذيب "5/ 382"، وتقريب التهذيب "1/ 445"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3767"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 295".

وَأَبُو سَلَمَةَ المِنْقَرِيُّ، وَمُسْلِمٌ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَعَبْدَانُ، وَالحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ البُوْرَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، وَعَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، وَالحَسَنُ بنُ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ، وَالحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ المَرْوَزِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُجَشِّرٍ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَأُمَمٌ يَتَعَذَّرُ إِحصَاؤُهُم، وَيَشُقُّ اسْتِقصَاؤُهُم. وَحَدِيْثُهُ حُجَّةٌ بِالإِجْمَاعِ، وَهُوَ فِي المَسَانِيْدِ وَالأُصُوْلِ. وَيقعُ لَنَا حَدِيْثُهُ عَالِياً، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ بِالإِجَازَةِ العَالِيَةِ سِتَّةُ أَنْفُسٍ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، وَعِدَّةٌ، عَنْ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ كُلَيْبٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ بَيَانٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ الأَيْلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَتِ الفُتْيَا فِي "المَاءُ مِنَ المَاءِ" رُخصَةً فِي أَوَّلِ الإِسْلاَمِ، ثُمَّ نُهِيَ عَنْهَا. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ منيع، عن ابن المبارك، ورواته ثِقَاتٌ، لَكِنْ لَهُ عِلَّةٌ، لَمْ يَسْمَعْهُ ابْنُ شِهَابٍ مِنْ سَهْلٍ. ارْتَحَلَ ابْنُ المُبَارَكِ إِلَى: الحَرَمَيْنِ، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ، وَالعِرَاقَ، وَالجَزِيْرَةِ، وَخُرَاسَانَ، وَحَدَّثَ بِأَمَاكِنَ. قَالَ قَعْنَبُ بنُ المُحَرِّرِ: ابْنُ المُبَارَكِ مَوْلَى بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، مِنْ تَمِيْمٍ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: وَلاَؤُهُ لِبَنِي حَنْظَلَةَ. وَقَالَ العَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ فِي "تَارِيْخِ مَرْوَ": كَانَتْ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ خُوَارِزمِيَّةً، وَأَبُوْهُ تُرْكِيٌّ، وَكَانَ عَبداً لِرَجُلٍ تَاجِرٍ مِنْ هَمَذَانَ، مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ، فَكَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا قَدِمَ هَمَذَانَ، يَخضَعُ لِوَالِدَيْهِ وَيُعَظِّمُهُم. أَخْبَرَنَا أَبُو الغَنَائِمِ المُسْلِمُ بنُ مُحَمَّدٍ القَيْسِيُّ، وَغَيْرُهُ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ السِّيْبِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادِ بنِ سُفْيَانَ بِالكُوْفَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رِزْمَةَ، سَمِعْتُ أَبِي، سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ: نَظَرَ أَبُو حَنِيْفَةَ إِلَى أَبِي، فَقَالَ: أَدَّتْ أمه إِلَيْكَ الأَمَانَةَ، وَكَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بعَبْدِ اللهِ. قَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: وُلِدَ ابْنُ المُبَارَكِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.

وَأَمَّا الحَاكِمُ، فَرَوَى عَنْ: أَبِي أَحْمَدَ الحَمَّادِيِّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مُوْسَى البَاشَانِيَّ، سَمِعْتُ عَبْدَانَ بنَ عُثْمَانَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَقَالَ الفَسَوِيُّ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: ذَاكَرَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ السُّننَ، فَقُلْتُ: إِنَّ العَجَمَ لاَ يَكَادُوْنَ يَحفَظُوْنَ ذَلِكَ، لَكِنِّي أَذْكُرُ أَنِّي لَبِستُ السَّوَادَ وَأَنَا صَغِيْرٌ، عِنْدَمَا خَرَجَ أَبُو مُسْلِمٍ، وَكَانَ أَخَذَ النَّاسَ كُلَّهُم بِلبسِ السَّوَادِ، الصِّغَارَ وَالكِبَارَ. نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ يُكثِرُ الجُلُوْسَ فِي بَيْتِهِ، فَقِيْلَ لَهُ: أَلاَ تَسْتَوحِشُ? فَقَالَ: كَيْفَ أَسْتَوحِشُ وَأَنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابِهِ?! قَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ المُبَارَكِ أَتَى حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَأَعْجَبَهُ سَمْتُهُ، فَقَالَ: مَنْ أَيْنَ أَنْتَ? قَالَ: مَنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، مِنْ مَرْوَ. قَالَ: تَعْرِفُ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مَا فَعَلَ? قَالَ: هُوَ الَّذِي يُخَاطِبُكَ. قَالَ: فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَرَحَّبَ بِهِ. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ الخُطَبِيُّ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ: أَنَّهُ حضَرَ عند حماد ابن زَيْدٍ، فَقَالَ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ لِحَمَّادٍ: سَلْ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنْ يُحَدِّثَنَا. فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! تُحِدِّثُهُم، فَإِنَّهُم قَدْ سَأَلُوْنِي? قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! يَا أَبَا إِسْمَاعِيْلَ، أُحَدِّثُ وَأَنْتَ حَاضِرٌ. فَقَالَ: أَقسَمتُ عَلَيْكَ لَتَفْعَلَنَّ. فَقَالَ: خُذُوا، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، فَمَا حَدَّثَ بِحَرْفٍ إِلاَّ عَنْ حَمَّادٍ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ مَسْرُوْقٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: عَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَ ابْنِ المُبَارَكِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ المُبَارَكِ: أَيش يَقُوْلُ الرَّجُلُ إِذَا عَطَسَ? قَالَ: الحَمْدُ للهِ. فَقَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ابْنُ المُبَارَكِ ثِقَةٌ، ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ، رَجُلٌ صَالِحٌ، يَقُوْلُ الشِّعْرَ، وَكَانَ جَامِعاً لِلْعِلْمِ. قَالَ العَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ: جَمَعَ عَبْدُ اللهِ الحَدِيْثَ، وَالفِقْهَ، وَالعَرَبِيَّةَ، وَأَيَّامَ النَّاسِ، وَالشَّجَاعَةَ، وَالسَّخَاءَ، وَالتِّجَارَةَ، وَالمَحَبَّةَ عِنْدَ الفَرْقِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: مَا أَخْرَجَتْ خُرَاسَانُ مِثْلَ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَالنَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى. عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ نُعَيْمَ بنَ حَمَّادٍ، سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ آدَمَ يَقُوْلُ: كُنْتُ إِذَا طَلَبتُ دَقِيْقَ المَسَائِلِ، فَلَمْ أَجِدْهُ فِي كُتُبِ ابْنِ المُبَارَكِ، أَيِسْتُ منه.

عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ الفَرَائِضِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ صَدَقَةَ، سَمِعْتُ شُعَيْبَ بنَ حَرْبٍ، قَالَ: مَا لَقِيَ ابْنُ المُبَارَكِ رَجُلاً إِلاَّ وَابْنُ المُبَارَكِ أفضل منه. وقال: وَسَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ يَقُوْلُ: ابْنُ المُبَارَكِ فِي المُحَدِّثِيْنَ مِثْلُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ فِي النَّاسِ. عُمَرُ بنُ مُدرك: حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بنُ شُعْبَةَ المصِّيصي، قَالَ: قَدِمَ الرَّشِيْدُ الرَّقة، فَانْجَفَلَ النَّاسُ خَلْفَ ابْنِ المُبَارَكِ، وَتَقَطَّعَتِ النِّعَالُ، وَارتَفَعَتِ الغَبَرَةُ، فَأَشرَفَتْ أُمُّ وَلَدٍ لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ مِنْ بُرْجٍ مِنْ قَصْرِ الخَشَبِ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا? قَالُوا: عَالِمٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ قَدِمَ. قَالَتْ: هَذَا -وَاللهِ- المُلْكُ، لاَ مُلْكَ هَارُوْنَ الَّذِي لاَ يَجْمَعُ النَّاسَ إِلاَّ بِشُرَط وَأَعْوَانٍ. قَالَ عُثْمَانُ بنُ خُرَّزاذ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حيَّان، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زَيْدٍ الجَهْضَمِيُّ، قَالَ: قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: رَأَيْتَ ابْنَ المُبَارَكِ? قُلْتُ: لاَ. قَالَ: لَوْ رَأْيْتَهُ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ. وَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رِزْمَةَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ نَاحِيتِكُم مِثْلُ ابْنِ المُبَارَكِ. الدَّغُولي: حَدَّثَنَا عَبْدُ المَجِيْدِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بنُ زَمْعَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ خَالِدٍ، قَالَ: تَعَرَّفْتُ إِلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ بِعَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ، فَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ: مَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِثْلُ ابْنِ المُبَارَكِ، وَلاَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ خَلَقَ خصلة من خصال الخبر، إِلاَّ وَقَدْ جَعَلَهَا فِي عَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ. وَلَقَدْ حَدَّثَنِي أَصْحَابِي أَنَّهُم صَحِبُوهُ مِنْ مصر إلى مكة، فكان يطعمهم الخَبِيْصَ، وَهُوَ الدَّهْرَ صَائِمٌ. قَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بنُ سَعِيْدٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ حَفْصٍ الصُّوْفِيُّ بِمَنْبِجَ، قَالَ: خَرَجَ ابْنُ المُبَارَكِ مِنْ بَغْدَادَ يُرِيْدُ المَصِّيْصَةَ، فَصَحِبَهُ الصُّوفِيَّةُ، فَقَالَ لَهُم: أَنْتُم لكَم أَنْفُسٌ تَحْتَشِمُوْنَ أَنْ يُنفَقَ عَلَيْكُم، يَا غُلاَمُ! هَاتِ الطَّسْتَ. فَأَلْقَى عَلَيْهِ مِنْدِيلاً، ثُمَّ قَالَ: يُلقِي كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُم تَحْتَ المِندِيلِ مَا مَعَهُ. فَجَعَلَ الرَّجُلُ يُلقِي عَشْرَةَ دَرَاهِمَ، وَالرَّجُلُ يُلقِي عِشْرِيْنَ، فَأَنفَقَ عَلَيْهِم إِلَى المَصِّيْصَةِ، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ بِلاَدُ نَفِيرٍ، فَنَقْسِمُ مَا بَقِيَ، فَجَعَلَ يُعطِي الرَّجُلَ عِشْرِيْنَ دِيْنَاراً، فَيَقُوْلُ: يَا أَبَا عبد الرحمن! إنما أعطيت دِرْهَماً. فَيَقُوْلُ: وَمَا تُنْكِرُ أَنْ يُبَارِكَ اللهُ لِلْغَازِي فِي نَفَقَتِهِ. قَالَ الخَطِيْبُ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الكَاتِبُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ المُقْرِئُ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيَّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ، سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ إِذَا

كَانَ وَقْتُ الحجِّ، اجْتَمَعَ إِلَيْهِ إِخْوَانُهُ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، فَيَقُوْلُوْنَ: نَصْحَبُكَ. فَيَقُوْلُ: هَاتُوا نَفَقَاتِكُم. فَيَأْخُذُ نَفَقَاتِهِم، فَيَجْعَلُهَا فِي صُنْدُوْقٍ، ويُقْفِل عَلَيْهَا، ثُمَّ يَكتَرِي لَهُم، وَيُخْرِجُهُم مِنْ مَرْوَ إِلَى بغداد، فلا يزال ينفق عليهم، يطعمهم أَطْيَبَ الطَّعَامِ، وَأَطْيَبَ الحَلوَى، ثُمَّ يُخْرِجُهُم مِنْ بَغْدَادَ بِأَحْسَنِ زِيٍّ، وَأَكمَلِ مُرُوءةٍ، حَتَّى يَصِلُوا إِلَى مَدِيْنَةِ الرَّسُوْلِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَقُوْلُ لِكُلِّ وَاحِدٍ: مَا أَمَرَكَ عِيَالُكَ أَنْ تَشتَرِيَ لَهُم مِنَ المَدِيْنَةِ مِنْ طُرَفِهَا? فَيَقُوْلُ: كذا وكذا. ثم يُخْرِجُهُم إِلَى مَكَّةَ فَإِذَا قَضَوْا حَجَّهُم، قَالَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم: مَا أَمَرَكَ عِيَالُكَ أَنْ تَشتَرِيَ لَهُم مِنْ مَتَاعِ مَكَّةَ? فَيَقُوْلُ: كَذَا وَكَذَا. فَيَشْتَرِي لَهُم، ثُمَّ يُخْرِجهُم مِنْ مَكَّةَ، فَلاَ يَزَالُ يُنْفِقُ عَلَيْهِم إِلَى أَنْ يَصِيْرُوا إِلَى مَرْوَ، فَيُجَصِّصُ بُيُوْتَهُم وَأَبْوَابَهُم، فَإِذَا كَانَ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، عَمِلَ لَهُم وَلِيمَةً وَكَسَاهُم، فَإِذَا أَكَلُوا وَسُرُّوا، دَعَا بِالصُّنْدُوقِ، فَفَتَحَهُ، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُم صُرَّتَهُ عَلَيْهَا اسْمُهُ. قَالَ أَبِي: أَخْبَرَنِي خَادمُهُ أَنَّهُ عَملَ آخرَ سَفْرة سَافَرَهَا دَعْوَةً، فَقَدَّمَ إِلَى النَّاسِ خَمْسَةً وَعِشْرِيْنَ خِوَاناً فَالُوْذَجَ، فَبَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ لِلْفُضَيْلِ: لَوْلاَكَ وَأَصْحَابَكَ مَا اتَّجَرْتُ. وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى الفُقَرَاءِ، فِي كُلِّ سَنَةٍ مائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. عَلِيُّ بنُ خَشْرَم: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ المُبَارَكِ، فَسَأَلَهُ أَنْ يَقضِيَ دَيْناً عَلَيْهِ، فَكَتَبَ لَهُ. إِلَى وَكِيلٍ لَهُ فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ الكِتَابُ، قَالَ لَهُ الوَكِيلُ: كَمِ الدَّيْنُ الَّذِي سَأَلتَهُ قَضَاءهُ? قَالَ: سَبْعُ مائَةِ دِرْهَمٍ. وَإِذَا عَبْدُ اللهِ قَدْ كَتَبَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ سَبْعَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ، فَرَاجَعَهُ الوَكِيلُ، وَقَالَ: إِنَّ الغَلاَّتِ قَدْ فَنِيَتْ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللهِ: إِنْ كَانَتِ الغَلاَّتُ قَدْ فَنِيَتْ، فَإِنَّ العُمْرَ أَيْضاً قَدْ فَنِيَ، فَأَجِزْ لَهُ مَا سَبَقَ بِهِ قَلمِي. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ: حَدَّثَنِي يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، قَالَ: كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ كَثِيْرَ الاختِلاَفِ إِلَى طَرَسُوس، وَكَانَ يَنْزِلُ الرَّقَّةَ فِي خَانٍ، فَكَانَ شَابٌّ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِ، وَيَقُوْمُ بِحَوَائِجِهِ، وَيَسْمَعُ مِنْهُ الحَدِيْثَ، فَقَدِمَ عَبْدُ اللهِ مَرَّةً، فَلَمْ يَرَهُ، فَخَرَجَ فِي النفير مستعجلا، فلما رَجَعَ سَأَلَ عَنِ الشَّابِّ، فَقَالَ: مَحْبُوْسٌ عَلَى عَشْرَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ. فَاسْتَدَلَّ عَلَى الغَرِيْمِ، وَوَزَنَ لَهُ عَشْرَةَ آلاَفٍ، وَحَلَّفَهُ أَلاَّ يُخْبِرَ أَحَداً مَا عَاشَ، فَأُخْرِجَ الرَّجُلُ، وَسَرَى ابْنُ المُبَارَكِ، فَلَحِقَهُ الفَتَى عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ مِنَ الرَّقَّةِ، فَقَالَ لِي: يَا فَتَى أَيْنَ كُنْتَ؟! لَمْ أَرَكَ? قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! كُنْتُ مَحْبُوْساً بِدَيْنٍ. قَالَ: وَكَيْفَ خَلصتَ? قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَضَى دَيْنِي، وَلَمْ أَدرِ. قَالَ: فَاحْمَدِ اللهَ، وَلَمْ يَعْلَمِ الرَّجُلُ إِلاَّ بَعْدَ مَوْتِ عَبْدِ اللهِ. أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ بَشَّارٍ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ الفُضَيْلِ، سَمِعْتُ أَبِي

يَقُوْلُ لابْنِ المُبَارَكِ: أَنْتَ تَأْمُرُنَا بِالزُّهْدِ وَالتَّقَلُّلِ وَالبُلْغَةِ، وَنَرَاكَ تَأْتِي بِالبَضَائِعِ، كَيْفَ ذَا? قَالَ: يَا أَبَا عَلِيٍّ، إِنَّمَا أَفْعَلُ ذَا لأَصُوْنَ وَجْهِي، وَأُكرِمَ عِرضِي، وَأَسْتَعِيْنَ بِهِ عَلَى طَاعَةِ رَبِّي. قَالَ: يَا ابْنَ المُبَارَكِ مَا أَحْسَنَ ذَا إِنْ تَمَّ ذَا. الفَتْحُ بنُ سُخْرُفٍ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بنُ يَزِيْدَ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بنُ مُوْسَى، قَالَ: عُوتِبَ ابْنُ المُبَارَكِ فِيْمَا يُفَرِّقُ مِنَ المَالِ فِي البُلْدَانِ دُوْنَ بَلَدِهِ، قَالَ: إِنِّيْ أَعْرِفُ مَكَانَ قَوْمٍ لَهُم فَضْلٌ وَصِدْقٌ، طَلَبُوا الحَدِيْثَ، فَأَحْسَنُوا طَلَبَهُ لِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْهِم، احْتَاجُوا، فَإِنْ تَرَكْنَاهُم، ضَاعَ عِلْمُهُم، وَإِنْ أَعَنَّاهُم، بَثُّوا العِلْمَ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ أَعْلَمُ بَعْدَ النُّبُوَّةِ أَفْضَلَ مِنْ بَثِّ العِلْمِ. عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً يُحَدِّث للهِ إِلاَّ سِتَّةُ نَفَرٍ، مِنْهُم: ابْنُ المُبَارَكِ. أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا بن الطبَّاع، عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: الأَئِمَّةُ أَرْبَعَةٌ: سُفْيَانُ، وَمَالِكٌ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: مَا رَأَيتُ رَجُلاً أَعْلَمَ بِالحَدِيْثِ مِنْ سُفْيَانَ، وَلاَ أَحْسَنَ عَقْلاً مِنْ مَالِكٍ، وَلاَ أَقشَفَ مِنْ شُعْبَةَ، وَلاَ أَنصَحَ لِلأُمَّةِ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مِثْلَ أَرْبَعَةٍ: مَا رَأَيتُ أَحْفَظَ لِلْحَدِيْثِ مِنَ الثَّوْرِيِّ، وَلاَ أَشدَّ تَقَشُّفاً مِنْ شُعْبَةَ، وَلاَ أَعقَلَ مِنْ مَالِكٍ، وَلاَ أَنصَحَ لِلأُمَّةِ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ. أَبُو نَشِيْطٍ: سَمِعْتُ نُعَيم بنَ حَمَّادٍ: قُلْتُ لابْنِ مَهْدِيٍّ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ، ابْنُ المُبَارَكِ أَوْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ? فَقَالَ: ابْنُ المُبَارَكِ. قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يُخَالِفُوْنَكَ. قَالَ: إِنَّهُم لَمْ يُجَرِّبُوا، مَا رَأَيْتُ مِثْلَ ابْنِ المُبَارَكِ. نُوْحُ بنُ حَبِيْبٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، وَكَانَ نَسِيْجَ وَحْدِهِ. أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ مُحْرِزٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: ابْنُ المُبَارَكِ أَعْلَمُ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أعْيَن: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ، فَقَالُوا لَهُ: جَالَسْتَ الثَّوْرِيَّ، وَسَمِعْتَ مِنْهُ، وَمِنِ ابْنِ المُبَارَكِ، فَأَيُّهُمَا أَرْجَحُ? قَالَ: لَوْ أَنَّ سُفْيَانَ جَهِدَ عَلَى أَنْ يَكُوْنَ يَوْماً مِثْلَ عَبْدِ اللهِ، لَمْ يَقْدِرْ.

ابْنُ أَبِي العَوَّامِ: حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ شُعَيْبَ بنَ حَرْبٍ يَقُوْلُ: قَالَ سُفْيَانُ: إِنِّيْ لأَشتَهِي مِنْ عُمُرِي كُلِّهِ أَنْ أَكُوْنَ سَنَةً مِثْلَ ابْنِ المُبَارَكِ، فَمَا أَقْدِرُ أَنْ أَكُوْنَ وَلاَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. مُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَحْرٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ مُوْسَى الطَّرَسُوسي، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ سُفْيَانَ، فَقَالَ: مَنْ أَيْنَ أَنْتَ? قَالَ: مَنْ أَهْلِ المَشْرِقِ. قَالَ: أو ليس عِنْدَكُم أَعْلَمُ أَهْلِ المَشْرِقِ? قَالَ: وَمَنْ هُوَ? قَالَ: عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ. قَالَ: وَهُوَ أَعْلَمُ أَهْلِ المَشْرِقِ?! قَالَ: نَعَمْ، وَأَهْلِ المَغْرِبِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ القُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدَةَ قَالَ: كَانَ فُضَيْلٌ وَسُفْيَانُ وَمَشْيَخَةٌ جُلُوْساً فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ، فَطَلَعَ ابْنُ المُبَارَكِ مِنَ الثَّنِيَّةِ، فَقَالَ سُفْيَانُ: هَذَا رَجُلُ أَهْلِ المَشْرِقِ. فَقَالَ فُضَيْلٌ: رَجُلُ أَهْلِ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي جَمِيْلٍ، قَالَ: كُنَّا حَوْلَ ابْنِ المُبَارَكِ بِمَكَّةَ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا عَالِمَ الشَّرقِ، حَدِّثْنَا -وَسُفْيَانُ قَرِيْبٌ مِنَّا يَسْمَعُ- فَقَالَ: وَيْحَكُمْ! عَالِمَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ قُهْزَاذ: سَمِعْتُ أَبَا الوَزِيْرِ يَقُوْلُ: قَدِمْتُ عَلَى سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، فَقَالُوا لَهُ: هَذَا وَصِيُّ عَبْدِ اللهِ. فَقَالَ: رَحِمَ اللهُ عَبْدَ اللهِ، مَا خَلَّفَ بخراسان مثله. أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَاري: حَدَّثَنَا أَبُو عِصْمَةَ قَالَ: شَهِدتُ سُفْيَانَ وَفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ، قَالَ سُفْيَانُ لِفُضَيْلٍ: يَا أَبَا عَلِيٍّ! أَيُّ رَجُلٍ ذَهَبَ! يَعْنِي: ابْنَ المُبَارَكِ. قَالَ: يَا أَبَا محمد! وبقي بعد ابن المبارك من يُسْتَحيا مِنْهُ?! مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ حُمَيْدٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ الوَهَّابِ بنَ عَبْدِ الحَكَمِ يَقُوْلُ: لَمَّا مَاتَ ابْنُ المُبَارَكِ، بَلَغَنِي أَنَّ هَارُوْنَ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قَالَ: مَاتَ سَيِّدُ العُلَمَاءِ. المُسَيَّبُ بنُ وَاضِحٍ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الفَزَاري يَقُوْلُ: ابْنُ المُبَارَكِ إِمَامُ المُسْلِمِيْنَ أَجْمَعِيْنَ. قُلْتُ: هَذَا الإِطلاَقُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ مَعْنِيٌّ بِمُسْلِمِي زَمَانِهِ. قَالَ المُسَيَّبُ: وَرَأَيْتُ أَبَا إِسْحَاقَ بَيْنَ يَدَيِ ابْنِ المُبَارَكِ قَاعِداً يَسْأَلُهُ. قَالَ أَبُو وَهْبٍ أَحْمَدُ بنُ رَافِعٍ -ورَّاق سُوَيْدِ بن نصر: سمعت علي ابن إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: نَظَرْتُ فِي أَمرِ الصَّحَابَةِ وَأَمرِ عَبْدِ اللهِ، فَمَا رَأَيْتُ لَهُم عَلَيْهِ فَضْلاً، إِلاَّ بِصُحْبَتِهِمُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَغَزْوِهِم مَعَهُ.

مَحْمُودُ بنُ وَالاَن، قَالَ: سَمِعْتُ عمَّار بنَ الحسن يمدح ابن المبارك، ويقول: إِذَا سَارَ عَبْدُ اللهِ مِنْ مَرْوَ لَيْلَةَ ... فَقَدْ سَارَ مِنْهَا نُوْرُهَا وَجَمَالُهَا إِذَا ذُكِرَ الأَحْبَارُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ ... فَهُم أَنْجُمٌ فِيْهَا وأنت هلالها سهاشم بنُ مَرْثَد: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ طَالُوْتَ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، يَقُوْلُ: انْتَهَى العِلْمُ إِلَى رَجُلَيْنِ: إِلَى ابْنِ المُبَارَكِ، ثُمَّ إِلَى ابْنِ مَعِيْنٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ الجَارُوْدِ: قال علي ابن المَدِيْنِيِّ: عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ أَوسَعُ عِلْماً مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بنِ آدَمَ. قَالَ أَبُو سَلَمة التَّبُوذكي: سَمِعْتُ سَلاَّمَ بنَ أَبِي مُطِيْعٍ يَقُوْلُ: مَا خَلَّفَ ابْنُ المُبَارَكِ بِالمَشْرِقِ مِثْلَهُ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنيد: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ، وَذَكَرُوا عَبْدَ اللهِ بنَ المُبَارَكِ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ حَافِظاً. فَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ عَبْدُ اللهِ -رَحِمَهُ اللهُ- كَيِّساً، مُسْتَثْبِتاً، ثِقَةً، وَكَانَ عَالِماً، صَحِيْحَ الحَدِيْثِ، وَكَانَتْ كُتُبُهُ الَّتِي يُحَدِّثُ بِهَا عِشْرِيْنَ أَلْفاً أَوْ وَاحِداً وَعِشْرِيْنَ أَلْفاً. قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ حَمْدَوَيْه بنُ الخَطَّابِ البُخَارِيُّ: سَمِعْتُ نَصْرَ بنَ المُغِيْرَةِ البُخَارِيَّ، سَمِعْتُ إبراهيم بن شمَّاس يقول: رأيت أفقه الناس ابْنَ المُبَارَكِ، وَأَورَعَ النَّاسِ الفُضَيْلَ، وَأَحْفَظَ النَّاسِ وكيع بن الجراح. أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمة: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ -وَذَكَرَ أَصْحَابَ سُفْيَانَ- فَقَالَ: خَمْسَةٌ: ابْنُ المُبَارَكِ -فَبَدَأَ بِهِ- وَوَكِيْعٌ، وَيَحْيَى، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ. قَالَ جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: اخْتَلَفَ القَطَّانُ، وَوَكِيْعٌ? قَالَ: القَوْلُ قَوْلُ يَحْيَى. قَالَ: فَإِذَا اخْتَلَفَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى? قَالَ: يَحتَاجُ مَنْ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا. قُلْتُ: فَأَبُو نُعَيْمٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ? قَالَ: يَحتَاجُ مَنْ يَفصِلُ بَيْنَهُمَا. قُلْتُ: الأَشْجَعِيُّ? قَالَ: مَاتَ الأَشْجَعِيُّ، وَمَاتَ حَدِيْثُهُ مَعَهُ. قُلْتُ: ابْنُ المُبَارَكِ? قَالَ: ذَاكَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ. مَحْمُودُ بنُ وَالان: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مُوْسَى، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ مُوْسَى يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، فَجَاءهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَنْ أَثْبَتُ فِي مَعْمَرٍ، ابْنُ المُبَارَكِ أَوْ عَبْدُ الرَّزَّاقِ? وَكَانَ يَحْيَى مُتَّكِئاً، فَجَلَسَ، وَقَالَ: كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ خَيْراً مِنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَمِنْ أَهْلِ قَرْيَتِهِ، كَانَ عَبْدُ اللهِ سَيِّداً مِنْ سادات المسلمين.

وَسُئِلَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: إِذَا اخْتَلَفَ أَصْحَابُ مَعْمَرٍ? قَالَ: القَوْلُ قَوْلُ ابْنِ المُبَارَكِ. الدَّغُولي: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ بنِ مُسَاوِرٍ، قَالَ: قَالَ أَبِي: قُلْتُ لابْنِ المُبَارَكِ: هَلْ تَتَحَفَّظُ الحَدِيْثَ? فَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَقَالَ: مَا تَحَفَّظْتُ حَدِيْثاً قَطُّ، إِنَّمَا آخُذُ الكِتَابَ، فأنظر فيه، فما اشتهيته، علق بقلبي. قَالَ الحَسَنُ بنُ عِيْسَى: أَخْبَرَنِي صَخْرٌ -صَدِيْقُ ابْنِ المُبَارَكِ- قَالَ: كُنَّا غِلْمَاناً فِي الكُتَّابِ، فَمَرَرْتُ أَنَا وَابْنُ المُبَارَكِ، وَرَجُلٌ يَخطُبُ، فَخَطَبَ خُطْبَةً طَوِيْلَةً، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ لِي ابْنُ المُبَارَكِ: قَدْ حَفِظتُهَا. فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَقَالَ: هَاتِهَا. فَأَعَادهَا وَقَدْ حَفِظَهَا. نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: لَئِنْ وَجَدْتُ كُتُبَكَ، لأُحَرِقَنَّهَا. قُلْتُ: وَمَا عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ وَهِيَ فِي صَدْرِي. وَقَالَ أَبُو وَهْبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُزَاحم: العَجَبُ مِمَّنْ يَسْمَعُ الحَدِيْثَ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ، عَنْ رَجُلٍ، ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الرَّجُلَ حَتَّى يُحَدِّثُه بِهِ. قَالَ ابْنُ خِراش: ابْنُ المُبَارَكِ مَرْوَزِي، ثِقَةٌ. قَالَ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبَّادٍ: سَمِعْتُ سُوَيْدَ بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ ابْنَ المُبَارَكِ بِمَكَّةَ أَتَى زَمْزَمَ، فَاسْتَقَى شُربَةً، ثُمَّ اسْتَقبَلَ القِبْلَةَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ ابْنَ أَبِي المَوَّالِ حَدَّثَنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أنه قَالَ: "مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ" 1 وَهَذَا أشربه لعطش القيامة ثم شربه. كَذَا قَالَ: ابْنُ أَبِي المَوَّالِ، وَصَوَابُهُ: ابْنُ المُؤَمَّل عَبْدُ اللهِ المَكِّيُّ، وَالحَدِيْثُ بِهِ يُعْرَفُ، وهو

_ 1 صحيح: أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "10/ 116"، والبيهقي في "شعب الإيمان" من طريق سويد بن سعيد قال: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم، فاستقى منه شربة، ثم استقبل الكعبة ثم قال: اللَّهُمَّ إِنَّ ابْنَ أَبِي المَوَّالِ، حَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ" وَهَذَا أشربه لعطش القيامة، ثم شربه" وقال البيهقي: غريب تفرد به سويد. قلت: سويد بن سعيد، صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن معين القول. كما ذكره الحافظ في "التقريب"، وأخرجه أحمد "3/ 357 و372"، وابن ماجه "3062"، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" "2/ 303"، والبيهقي "5/ 148"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "3/ 179"، والأزرقي في "أخبار مكة" "291" من طرق عن عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: عبد الله بن المؤمل، ضعيف الحديث. والثانية: أبو الزبير، هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وقد عنعنه.

مِنَ الضُّعَفَاءِ، لَكِنْ يَرْوِيْهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، فَعَلَى كُلِّ حَالٍ خَبَرُ ابْنِ المُبَارَكِ فَرْدٌ مُنْكَرٌ، مَا أَتَى بِهِ سِوَى سُوَيْدٍ، رَوَاهُ: المَيَانَجِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّادٍ. أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: سَمِعْتُ الخَلِيْلَ أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ إِذَا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، قَالَ: بُغْضُ الحَيَاةِ وَخَوْفُ اللهِ أَخْرَجَنِي ... وَبَيْعُ نَفْسِي بِمَا لَيْسَتْ لَهُ ثَمَنَا إِنِّيْ وَزَنْتُ الَّذِي يَبْقَى لِيَعْدِلَهُ ... مَا لَيْسَ يَبْقَى فَلاَ وَاللهِ مَا اتَّزَنَا قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ إِذَا قَرَأَ كِتَابَ "الرِّقَاقِ"، يَصِيْرُ كَأَنَّهُ ثَوْرٌ مَنْحُوْرٌ، أَوْ بَقَرَةٌ مَنْحُوْرَةٌ مِنَ البُكَاءِ، لاَ يَجْتَرِئُ أَحَدٌ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَه عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ دَفَعَهُ. أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ المَرْوَزِيُّ، قَالَ: كُنَّا سَرِيَّةً مَعَ ابْنِ المُبَارَكِ فِي بِلاَدِ الرُّوْمِ، فَصَادَفْنَا العَدُوَّ، فَلَمَّا التَقَى الصَّفَّانِ، خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ العَدُوِّ، فَدَعَا إِلَى البِرَازِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَتَلَهُ، ثُمَّ آخَرُ، فَقَتَلَهُ ثُمَّ آخَرُ فَقَتَلَهُ ثم دعا إلى البزاز، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَطَارَدَهُ سَاعَةً، فَطَعَنَهُ، فَقَتَلَهُ، فَازدَحَمَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وَإِذَا هُوَ يَكْتُمُ وَجْهَهُ بِكُمِّهِ، فَأَخَذْتُ بِطَرَفِ كُمِّهِ، فَمَدَدْتُهُ، فَإِذَا هُوَ هو، فقال: وأنت يَا أَبَا عَمْرٍو مِمَّنْ يُشَنِّعُ عَلَيْنَا!! قَالَ العَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَهْبٍ يَقُوْلُ: مَرَّ ابْنُ المُبَارَكِ بِرَجُلٍ أَعْمَى، فَقَالَ لَهُ: أَسْأَلُكَ أَنْ تَدعُوَ لِي أَنْ يَرُدَّ اللهَ عَلَيَّ بَصَرِي. فَدَعَا اللهَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ بَصَرَهُ وَأَنَا أَنْظُرُ. وَقَالَ أَبُو حَسَّانٍ عِيْسَى بنُ عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ يَقُوْلُ: قَالَ لِي ابْنُ المُبَارَكِ: اسْتَعَرتُ قَلَماً بِأَرْضِ الشَّامِ، فَذَهَبتُ عَلَى أَنْ أَرُدَّهُ، فَلَمَّا قَدِمْتُ مَرْوَ، نَظَرْتُ، فَإِذَا هُوَ مَعِي، فَرَجَعتُ إِلَى الشَّامِ حَتَّى رَدَدْتُهُ عَلَى صَاحِبِهِ. قَالَ أَسْوَدُ بنُ سَالِمٍ: كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ إِمَاماً يُقْتَدَى بِهِ، كَانَ مِنْ أَثبَتِ النَّاسِ فِي السُّنَّةِ، إِذَا رَأَيْتَ رَجُلاً يَغمِزُ ابْنَ المُبَارَكِ، فَاتَّهِمْهُ عَلَى الإِسْلاَمِ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدٍ المِصْرِيُّ بِهَا، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الدَّايَةِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ "ح". وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ كِتَابَةً، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ

المُقْرِئُ، وَأَنْبَأَنَا يَحْيَى، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ الطَّرَّاحِ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَأَبُو غَالِبٍ بنُ البَنَّاء "ح". وَأَخْبَرَنَا أَبُو المُرْهفِ المِقْدَادُ بنُ أَبِي القاسم القيسي، أخبرنا بن محمد الرزاز "ح". وَأَخْبَرَنَا المُسَلَّم بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلاَّنَ فِي كِتَابِهِ، وَغَيْرُهُ، أَنَّ دَاوُدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الوَكِيْلَ أَخْبَرَهُم، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ الأُرْمَوِيُّ، وَكَتَبَ إِلَيْنَا الفَخْرُ عَلِيُّ بنُ البُخَارِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَتْنَا نِعْمَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي، قَالَ سبعتهٌم: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُعَدِّلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيابي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ البَلْخي بِسَمَرْقَنْدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمَائَتَيْنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو المُصْعَبِ مشْرَح بنِ هَاعَانَ عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ الجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا" 1. وَبِهِ إِلَى الفِرْيَابِيُّ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ مِشْرَح،.... فَذَكَرَهُ. وَبِهِ إِلَى الفِرْيَابِيِّ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ سَعِيْدُ بنُ يَعْقُوْبَ الطَّالْقاني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ هَارُوْنَ بنِ رِئَابٍ: أَنَّ عَبْدَ الله بن عمر لما حضرته الوفاة، قال:

_ 1 صحيح: ورد من حديث عبد الله بن عمرو، وعقبة بن عمرو، وعبد الله بن عباس، وعصمة بن مالك -رضي الله عنهم: أما حديث عبد الله بن عمرو: فأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" "451"، وأحمد "2/ 175"، والبخاري في "التاريخ الكبير" "1/ 1/ 257" حدثنا عبد الرحمن بن شريح المعافري، حدثني شراحيل بن يزيد، عن محمد بن هدية الصدفي، عنه، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه محمد بن هدية، ذكره البخاري في "التاريخ" "1/ 1/ 257"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "4/ 1/ 115"، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، فهو مجهول. وأما حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه: فأخرجه أحمد "4/ 151 و154-155"، وابن عدي في "الكامل" "4/ 148"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "1/ 357"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" "10/ 19/ 1" من طرق عن ابن لهيعة، حدثنا مشرح بن هاعان، عنه، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه ابن لهيعة. ومشرح صدوق لينه ابن حبان. وقال ابن معين: ثقة. وقال ابن حبان: يروى عن عقبة مناكير لا يُتابع عليها، وأما حديث ابن عباس -رضي الله عنهما: فأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" "1/ 274" من طريق حفص بن عمر العدني قال: حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عنه، به، وقال العقيلي في إثره: "لا يُتابع حفص عليه، وقد روي هذا عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بإسناده صالح"، وأما حديث عصمة بن مالك -رضي الله عنه: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "6/ 15" من طريق الفضل بن المختار، عند عبد الله بن موهب، عنه، به، وقال ابن عدي في إثره: "عامة حديث الفضل بن المختار، لا يُتابع عليه"، وقال أبو حاتم: أحاديثه منكرة وكذا قال الأزدي.

انْظُرُوا فُلاَناً لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَإِنِّي كُنْتُ قُلْتُ لَهُ فِي ابْنَتِي قَوْلاً كَشَبِيْهِ العِدَةِ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَلْقَى الله -تَعَالَى- بِثُلُثِ النِّفَاقِ، وَأُشْهِدُكُم أَنِّي قَدْ زَوَّجْتُهُ. هَارُوْنُ ثِقَةٌ، لَكِنَّهُ لَمْ يَلْحَقْ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي زَمَانِ ابْنِ المُبَارَكِ أَطْلَبَ لِلْعِلْمِ مِنْهُ. وَعَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا أَحَدٌ مِثْلُ ابْنِ المُبَارَكِ. وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَطْلَبَ لِلْعِلْمِ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ، وَهُوَ فِي المُحَدِّثِيْنَ مِثْلُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ فِي النَّاسِ. قَالَ الحَسَنُ بنُ عِيْسَى بنِ ماسَرْجس مَوْلَى ابْنِ المُبَارَكِ: اجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ مِثْلُ الفَضْلِ بنِ مُوْسَى، ومَخْلَد بنِ الحُسَيْنِ، فَقَالُوا: تَعَالَوْا نَعُدُّ خِصَالَ ابْنِ المُبَارَكِ مِنْ أَبْوَابِ الخَيْرِ، فَقَالُوا: العِلْمُ، وَالفِقْهُ، وَالأَدَبُ، وَالنَّحْوُ، وَاللُّغَةُ، وَالزُّهْدُ، وَالفَصَاحَةُ، وَالشِّعْرُ، وَقِيَامُ اللَّيْلِ، وَالعِبَادَةُ، وَالحَجُّ، وَالغَزْوُ، وَالشَّجَاعَةُ، وَالفُرُوْسِيَّةُ، وَالقُوَّةُ، وَتَرْكُ الكَلاَمِ فِيْمَا لاَ يَعْنِيْهِ، وَالإِنصَافُ، وَقِلَّةُ الخِلاَفِ عَلَى أَصْحَابِهِ. قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ المُبَارَكِ: قَرَأْتُ البَارِحَةَ القُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ. فَقَالَ: لَكِنِّي أَعْرِفُ رَجُلاً لَمْ يَزَلِ البَارِحَةَ يُكَرِّرُ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التَّكَاثُرُ: 1] ، إِلَى الصُّبْحِ، مَا قَدِرَ أَنْ يَتَجَاوَزَهَا -يَعْنِي: نَفْسَهُ. قَالَ العَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْحَاقَ البُنَانِيِّ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ: حَمَلتُ العِلْمَ عَنْ أَرْبَعَةِ آلاَفِ شَيْخٍ، فَرَويتُ عَنْ أَلفِ شَيْخٍ. ثُمَّ قَالَ العَبَّاسُ: فَتَتَبَّعْتُهُم حَتَّى وَقَعَ لِي ثَمَانُ مائَةِ شَيْخٍ لَهُ. قَالَ حَبِيْبٌ الجَلاَّبُ: سَأَلْتُ ابْنَ المُبَارَكِ: مَا خَيْرُ مَا أعطيَ الإِنْسَانُ? قَالَ: غَرِيْزَةُ عَقْلٍ. قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ? قَالَ: حُسْنُ أَدَبٍ. قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ? قَالَ: أَخٌ شَفِيْقٌ يَسْتَشِيْرُهُ. قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ? قَالَ: صَمْتٌ طَوِيْلٌ. قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ? قَالَ: مَوْتٌ عَاجِلٌ. وَرَوَى عَبْدَانُ بنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِذَا غَلَبَتْ مَحَاسِنُ الرَّجُلِ عَلَى مَسَاوِئِهِ، لَمْ تُذْكَرِ المَسَاوِئُ، وَإِذَا غَلَبَتِ المَسَاوِئُ عَنِ المَحَاسِنِ، لَمْ تُذْكَرِ المَحَاسِنُ. قَالَ نُعَيم: سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ: عَجِبتُ لِمَنْ لَمْ يَطلُبِ العِلْمَ، كَيْفَ تَدعُوْهُ نَفْسُهُ إِلَى مكرمة؟!

قَالَ عُبَيْدُ بنُ جَنَّادٍ: قَالَ لِي عَطَاءُ بنُ مُسْلِمٍ: رَأَيْتَ ابْنَ المُبَارَكِ? قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: مَا رَأَيْتَ وَلاَ تَرَى مِثْلَهُ. قَالَ عُبَيْدُ بنُ جَنَّادٍ: وَسَمِعْتُ العُمَرِيَّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ فِي دَهْرِنَا هَذَا مَنْ يَصلُحُ لِهَذَا الأَمْرِ -يَعْنِي: الإِمَامَةَ- إِلاَّ ابْنَ المُبَارَكِ. قَالَ مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ ابْنِ المُبَارَكِ، تُصِيْبُ عِنْدَهُ الشَّيءَ الَّذِي لاَ تُصِيْبُهُ عِنْدَ أَحَدٍ. قَالَ شَقِيْقٌ البَلْخي: قِيْلَ لابْنِ المُبَارَكِ: إِذَا أَنْتَ صَلَّيْتَ لِمَ لاَ تَجْلِسُ مَعَنَا? قَالَ: أَجلِسُ مَعَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ، أَنْظُرُ فِي كُتُبِهِم وَآثَارِهِم، فَمَا أَصْنَعُ مَعَكُم? أَنْتُم تَغْتَابُوْنَ النَّاسَ. وَعَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ: لِيَكُنْ عُمْدَتُكُم الأَثَرُ، وَخُذُوا مِنَ الرَّأْيِ مَا يُفَسِّرُ لَكُمُ الحَدِيْثَ. مَحْبُوبُ بنُ الحَسَنِ: سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ: مَنْ بَخِلَ بِالعِلْمِ، ابْتُلِي بِثَلاَثٍ: إِمَّا مَوْتٌ يُذْهِبُ عِلْمَهُ، وَإِمَّا يَنْسَى، وَإِمَّا يَلْزَمُ السُّلْطَانَ، فَيَذْهَبُ عِلْمُهُ. وَعَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْفَعَةِ العِلْمِ أَنْ يُفيد بعضُهم بَعْضاً. المُسَيَّبُ بنُ وَاضِحٍ: سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ وقيل لَهُ: الرَّجُلُ يَطلُبُ الحَدِيْثَ للهِ، يَشتَدُّ فِي سَنَدِهِ. قَالَ: إِذَا كَانَ للهِ، فَهُوَ أَوْلَى أَنْ يَشتَدَّ فِي سَنَدِهِ. وَعَنْهُ، قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا فِي القَلْبِ، وَالذُّنُوْبُ فَقَدِ احْتَوَشَتْهُ، فَمَتَى يَصِلُ الخَيْرُ إِلَيْهِ? وَعَنْهُ قَالَ: لَوِ اتَّقَى الرَّجُلُ مائَةَ شَيْءٍ، وَلَمْ يَتَّقِ شَيْئاً وَاحِداً، لَمْ يَكُ مِنَ المُتَّقِيْنَ، وَلَو تَوَرَّعَ عَنْ مائَةِ شَيْءٍ، سِوَى وَاحِدٍ، لَمْ يَكُنْ وَرِعاً، وَمَنْ كَانَتْ فِيْهِ خُلَّةٌ مِنَ الجَهْلِ، كَانَ مِنَ الجَاهِلِيْنَ، أَمَا سَمِعْتَ اللهَ يَقُوْلُ لِنُوْحٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مِنْ أَجْلِ ابْنِهِ: {إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [هُوْدُ: 46] . إِسْنَادُهَا لاَ يَصِحُّ. وَقَدْ تَقَدَّمَ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ خِلاَفُ هَذَا، وَأَنَّ الاعْتِبَارَ بِالكَثْرَةِ، وَمُرَادُهُ بِالخُلَّةِ مِنَ الجَهْلِ: الإِصرَارُ عَلَيْهَا. وَجَاءَ أَنَّ ابْنَ المُبَارَكِ سُئِلَ: مَنِ النَّاسُ? فَقَالَ: العُلَمَاءُ. قِيْلَ: فَمَنِ المُلُوْكُ? قَالَ: الزُّهَّادُ. قِيْلَ: فَمَنِ الغَوْغَاءُ? قَالَ: خُزَيْمَةُ وَأَصْحَابُهُ -يَعْنِي: مِنْ أُمَرَاءِ الظَّلَمَةِ. قِيْلَ: من السَّفِلَةُ? قَالَ: الَّذِيْنَ يَعِيْشُوْنَ بِدِيْنِهِم. وَعَنْهُ، قَالَ: لِيَكُنْ مَجْلِسُكَ مَعَ المَسَاكِيْنِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَجلِسَ مَعَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ.

وَعَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ: إِذَا عَرَفَ الرَّجُلُ قَدْرَ نَفْسِهِ، يَصِيْرُ عِنْدَ نَفْسِهِ أَذَلَّ مِنْ كَلْبٍ. وَعَنْهُ، قَالَ: لاَ يَقَعُ مَوقِعَ الكَسْبِ عَلَى العِيَالِ شَيْءٌ، وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ. وَقَالَ: رُبَّ عَمَلٍ صَغِيْرٍ تُكَثِّرُهُ النِّيَّةُ، وَرُبَّ عَمَلٍ كَثِيْرٍ تُصَغِّرُهُ النِّيَّةُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ إِجَازَةً، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ مُحَمَّدٍ الكَاغِدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ، حدثنا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَاني، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ المُبَارَكِ عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي عَنْ أَبَوَيهِ، فَقَالَ: مَنْ يَرْوِيْهِ? قُلْتُ: شِهاب بن خراش. قال: ثقة، عمن? قلت: عن الحَجَّاجِ بنِ دِيْنَارٍ. قَالَ: ثِقَةٌ عَمَّنْ? قُلْتُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَفَاوِزُ تَنْقَطِعُ فِيْهَا أَعْنَاقُ الإِبِلِ1. أَخْبَرَنَا بِيْبَرْسُ بنُ عَبْدِ اللهِ المَجْدِيُّ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الدَّوَامِيُّ، أَخْبَرَتْنَا تَجَنِّي مَوْلاَةُ ابْنِ وَهْبَانَ، وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْدَاوِيُّ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الخَطِيْبُ، وَتَجَنِّي الوَهْبَانِيَّةُ، وَفَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدة "ح". وَأَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ تَاجِ الأُمَنَاءِ، قالا: أخبرنا محمد ابن إِبْرَاهِيْمَ "ح". وَأَخْبَرَتْنَا سِتُّ الأَهْلِ بِنْتُ النَّاصِحِ، أَخْبَرَنَا البَهَاءُ عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالاَ: أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا طِرَادُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ "ح". وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الأَغْلَبِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُخْتَارٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الحفَّار، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى القَطَّانُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُجَشَّر، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، عَنْ سفيان، عن عَاصِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ بنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَمَرَرْتُ مَعَهُ بِبُقْعَةٍ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "رُبَّ يَمِيْنٍ لاَ تَصْعَدُ إِلَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي هَذِهِ البُقْعَةِ"2. قَالَ أَبُو هريرة: فرأيت فيها النخاسين3.

_ 1 أخرجه مسلم "1/ 16". 2 ضعيف: أخرجه أحمد "2/ 303" قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عاصم، به. قلت: إسناده ضعيف لضعف عاصم، وهو ابن عبيد الله بن عاصم، وعبيد مولى أبي رهم مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول. وسفيان هو الثوري. 3 النَّخَّاس: بيَّاع الدَّوابِّ والرقيق.

وَبِهِ, إِلَى ابْنِ المُبَارَكِ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَجْلاَنَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَكُلُّ مُسْكرٍ خَمْرٌ" 1. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ الأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرحيم بن محمد الكاغدي، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي رِزْمة، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ المُبَارَكِ، يَقُوْلُ: إِنَّا لَنَحكِي كَلاَمَ اليَهُوْدِ وَالنَّصَارِى، وَلاَ نَستَطِيْعُ أَنْ نَحكِيَ كَلاَمَ الجَهْمِيَّةِ2. وَبِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ السَّرَّاج: سَمِعْتُ أَبَا يحيى يقول: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ يَقُوْلُ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ: كَيْفَ يُعْرَفُ رَبُّنَا -عَزَّ وَجَلَّ? قَالَ: فِي السَّمَاءِ عَلَى العَرْشِ. قُلْتُ لَهُ: إِنَّ الجَهْمِيَّةَ تَقُوْلُ هَذَا. قَالَ: لاَ نَقُوْلُ كَمَا قَالَتِ الجَهْمِيَّةُ، هُوَ معنا هاهنا. قُلْتُ: الجَهْمِيَّةُ يَقُوْلُوْنَ: إِنَّ البَارِي تَعَالَى فِي كُلِّ مَكَانٍ وَالسَّلَفُ يَقُوْلُوْنَ: إِنَّ عِلْمَ البَارِي فِي كُلِّ مَكَانٍ وَيَحْتَجُّونَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحَدِيْدُ: 4] ، يَعْنِي: بِالعِلْمِ، وَيَقُوْلُوْنَ: إِنَّهُ عَلَى عَرْشِهِ اسْتَوَى، كَمَا نَطَقَ بِهِ القُرْآنُ وَالسُّنَّةُ. وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ، وَهُوَ إِمَام وَقْتِهِ: كُنَّا -وَالتَّابِعُوْنَ مُتَوَافِرُوْنَ- نَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ -تَعَالَى- فَوْقَ عَرْشِه، وَنُؤمِنُ بِمَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ مِنْ صِفَاتِهِ، وَمَعْلُوْمٌ عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ مِنَ الطَّوَائِفِ أَنَّ مَذْهَبَ السَّلَفِ إِمرَارُ آيَاتِ الصِّفَاتِ وَأَحَادِيْثِهَا كَمَا جَاءتْ مِنْ غَيْرِ تَأْوِيلٍ وَلاَ تَحرِيْفٍ، وَلاَ

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 16 و29 و134"، وفي "الأشربة" "75" و"189" و"195"، وابن أبي شيبة "8/ 101"، ومسلم "2003" "74" و"75"، وابن الجارود "857"، والطبراني في "الصغير" "143" و"546" و"922"، والدارقطني "4/ 248-249 و250"، والبيهقي "8/ 294 و296" من طرق عن نافع، عن ابن عمر، به. 2 الجهمية: هم أتباع جَهم بن صفوان، الذي قال بالإجبار والاضطرار إلى الأعمال، وأنكر الاستطاعات كلها، وزعم أن الجنة والنار تبيدان وتفنيان، وزعم أيضا أن الإيمان هو المعرفة بالله تعالى فقط، وأن الكفر هو الجهل به فقط، وقال: لا فعل ولا عمل لأحد غير الله تعالى، وإنما تنسب الأعمال إلى المخلوقين على المجاز، وزعم أيضًا أن علم الله تعالى حادث، وامتنع من وصف الله تعالى بأنه شيء أوحى أو عالم أو مريد، وقال: لا أصفه بوصف يجوز إطلاقه على غيره، كشيء وموجود وحي وعالم ومريد ونحو ذلك، ووصفه بأنه قادر وموجد وفاعل وخالق ومحيي ومميت، لأن هذه الأوصاف مختصة به وحده، وقال بحدوث كلام الله تعالى كما قالته القدرية، ولم يسم الله تعالى متكلما به. وأكفره أهل السنة والجماعة، وأكفرته القدرية في قوله بأن الله تعالى خالق أعمال العباد، فاتفق أصناف الأمة على تكفيره.

تشيبه وَلاَ تَكْيِيفٍ، فَإِنَّ الكَلاَمَ فِي الصِّفَاتِ فَرْعٌ عَلَى الكَلاَمِ فِي الذَّاتِ المُقَدَّسَةِ. وَقَدْ عَلِمَ المسلمون أن ذات الباري موجودة حقيقية، لاَ مِثْلَ لَهَا، وَكَذَلِكَ صِفَاتُهُ -تَعَالَى- مَوْجُوْدَةٌ، لاَ مِثْلَ لَهَا. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الفَقِيْهُ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا عَبْدُ القَادِرِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ بِأَصْبَهَانَ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ شَبِيْبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ اللُّبْنَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فِي كِتَابِ "الرَّدِّ عَلَى الجَهْمِيَّةِ"1 لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بن إبراهيم الدَّورقي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ المُبَارَكِ: كَيْفَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَعْرِفَ رَبَّنَا? قَالَ: عَلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى عَرْشِه، وَلاَ نَقُوْلُ كَمَا تَقُوْلُ الجَهْمِيَّةُ: إنه ههنا فِي الأَرْضِ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ فِي هَذَا الكِتَاب بِإِسْنَادِهِ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَدْ خِفْتُ اللهَ -تَعَالَى- مِنْ كَثْرَةِ مَا أَدْعُو عَلَى الجَهْمِيَّةِ. قَالَ: لاَ تَخَفْ، فَإِنَّهُم يَزْعُمُوْنَ أَنَّ إِلَهَكَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ لَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ: كُلُّ حَدِيْثٍ لاَ يَعْرِفُهُ ابْنُ المُبَارَكِ، فَنَحْنُ مِنْهُ بَرَاءٌ. وَعَنِ ابْنِ المُبَارَكِ قَالَ: فِي صَحِيْحِ الحَدِيْثِ شُغْلٌ عَنْ سَقِيْمِهِ. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَحْمَدَ الجُذامي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلعِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الحَاجِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثنَا العَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ قَرَأَ شَيْئاً مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا مَخْلُوْقٌ، فَقَدْ كفر بالله العظيم. قَالَ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ: قُمْتُ لأخرج من ابْنِ المُبَارَكِ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ مِنَ المَسْجِدِ، فَذَاكَرَنِي عِنْد البَابِ بِحَدِيْثٍ -أَوْ ذَاكَرْتُهُ- فَمَا زِلْنَا نَتَذَاكَرُ حَتَّى جَاءَ المُؤَذِّنُ لِلصُّبْحِ. وَقَالَ فَضَالَةُ النَّسَائِيُّ: كُنْتُ أُجَالِسُهُم بِالكُوْفَةِ، فَإِذَا تَشَاجَرُوا فِي حَدِيْثٍ، قَالُوا: مُرُّوا بِنَا إِلَى هَذَا الطبيب حتى نسأله -يعنون ابن المبارك.

_ 1 هذا الكتاب ليس بثابت نسبته إلى الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- فقد رواه عن عبد الله بن الامام أحمد الخضر بن المثنى، وهو مجهول. وهناك كتب ثابتة صحيحة نسبتها إلى مؤلفيها في هذا الباب: مثل كتاب: "الرد على الجهمية" لعثمان بن سعيد الدارمي المتوفى سنة "280هـ"، وكتاب: "الرد على الجهمية" لابن منده المتوفى "395هـ" وقد حققه الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، وطبع بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

قَالَ وَهْبُ بنُ زَمْعة المَرْوَزِي: حدَّثَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بِحَدِيْثٍ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الحَمِيْدِ! تُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَقَدْ لَقِيْتَ مَنْصُوْرَ بنَ المُعْتَمِرِ? فَغَضِبَ، وَقَالَ: أَنَا مِثْلُ عَبْدِ اللهِ، أَحْمِلُ عِلْمَ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَعِلمَ أَهْلِ العِرَاقِ، وَأَهْلِ الحِجَازِ، وَأَهْلِ اليَمَنِ، وَأَهْلِ الشَّامِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَاري: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بني هاشم إلى عبد الله ابن المُبَارَكِ لِيَسْمَعَ مِنْهُ، فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَهُ. فَقَالَ الشَّرِيْفُ لِغُلاَمِهِ: قُمْ، فَإِنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لاَ يَرَى أَنْ يُحَدِّثَنَا. فَلَمَّا قَامَ لِيَركَبَ، جَاءَ ابْنُ المُبَارَكِ لِيُمْسِكَ بِرِكَابِه، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، تَفْعَلُ هَذَا، وَلاَ تَرَى أَنْ تُحَدِّثَنِي؟ فَقَالَ: أَذِلُّ لَكَ بَدَنِي، وَلاَ أَذِلُّ لَكَ الحَدِيْثَ. رَوَى المسيَّب بنُ وَاضِحٍ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ المُبَارَكِ -وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَمَّنْ يَأْخُذُ- فَقَالَ: قَدْ يَلقَى الرَّجُلُ ثِقَةً، وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ، وَقَدْ يَلْقَى الرَّجُلُ غَيْرَ ثِقَةٍ يُحَدِّثُ عَنْ ثِقَةٍ، وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُوْنَ: ثِقَةٌ عَنْ ثِقَةٍ. عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ نُعَيْمَ بنَ حَمَّادٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ ابْنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ قَطُّ: "حَدَّثَنَا"، كَانَ يَرَى "أَخْبَرَنَا" أَوْسَعَ، وَكَانَ لاَ يَرُدُّ عَلَى أَحَدٍ حَرفاً إِذَا قَرَأَ. وَقَالَ نُعَيْمٌ: مَا رَأَيْتُ أَعقَلَ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ، وَلاَ أَكْثَرَ اجْتِهَاداً فِي العِبَادَةِ. الحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ: قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ فِي حَدِيْثِ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اسْتَقِيْمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ"1: يُفَسِّرُهُ حَدِيْثُ أُمِّ سَلَمَةَ: "لاَ تَقْتُلُوْهُمْ مَا صَلَّوا" 2. وَاحْتَجَّ ابْنُ المُبَارَكِ فِي مَسْأَلَةِ الإِرْجَاءِ، وَأَنَّ الإِيْمَانَ يَتَفَاوَتُ، بِمَا رَوَى عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيل، عَنْ هُزَيل بنِ شُرحبيل، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لَوْ وُزِنَ إِيْمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيْمَانِ أَهْلِ الأَرْضِ، لَرَجَحَ. قُلْتُ: مُرَادُ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَهْلُ أَرْضِ زَمَانِهِ. نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ: السَّيْفُ الَّذِي وَقَعَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ فِتْنَةٌ، وَلاَ أَقُوْلُ لأَحَدٍ منهم هو مفتون.

_ 1 ضعيف: سبق تخريجنا له في هذا الجزء بتعليقنا رقم "338" فراجعه ثمَّت. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1854"، وأبو داود "4760"، والترمذي "2266"، وأحمد "6/ 295 و302 و305 و321" من حديث أم سلمة؛ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ستكونُ أمراءُ، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سَلمَ، ولكن من رضي وتابع". قالوا: أفلا نُقاتلهم؟ قال: "لا. ما صَلَّوا". واللفظ لمسلم.

وَعَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، وَسُئِلَ: مَنِ السِّفْلَةُ? قَالَ: الَّذِي يَدُورُ عَلَى القُضَاةِ يَطلُبُ الشَّهَادَاتِ. وَعَنْهُ قَالَ: إِنَّ البُصرَاءَ لاَ يَأْمنُوْنَ مِنْ أَرْبَعٍ: ذَنْبٍ قَدْ مَضَى لاَ يُدْرَى مَا يَصْنَعُ فِيْهِ الرَّبُّ -عَزَّ وَجَلَّ- وَعُمُرٍ قَدْ بَقِيَ لاَ يُدْرَى مَا فِيْهِ مِنَ الهَلَكَةِ، وَفَضْلٍ قَدْ أُعْطِيَ العَبْدُ لَعَلَّهُ مَكْرٌ وَاسْتِدْرَاجٌ، وَضَلاَلَةٌ قَدْ زُيِّنَتْ، يَرَاهَا هُدَىً، وَزَيْغِ قَلْبٍ سَاعَةً فَقَدْ يُسلَب المرءُ دِيْنَهُ وَلاَ يَشعُرُ. قَالَ مَنْصُوْرُ بنُ دِيْنَارٍ؛ صاحبُ ابْنِ المُبَارَكِ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ كَانَ يَتَصَدَّقُ لِمُقَامِهِ بِبَغْدَادَ كُلَّ يَوْمٍ بِدِيْنَارٍ. وَعَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ السُّكَّرِيِّ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يُعجِبُه إِذَا خَتَمَ القُرْآنَ أَنْ يَكُوْنَ دُعَاؤُهُ فِي السُّجُودِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ نُوْحٍ المَوْصِلِيُّ: قَدِمَ الرَّشِيْدُ عَيْنَ زَرْبَةَ، فَأَمَرَ أَبَا سُلَيْمٍ أَنْ يَأْتِيَهُ بَابْنِ المُبَارَكِ. قَالَ: فَقُلْتُ: لاَ آمَنُ أَنْ يُجِيْبَ ابْنُ المُبَارَكِ بِمَا يَكرَهُ، فَيَقتُلُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! هُوَ رَجُلٌ غَلِيْظُ الطِّبَاعِ، جِلْفٌ. فَأَمسَكَ الرَّشِيْدُ. الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْراني: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلاً يَسْأَلُ ابْنَ المُبَارَكِ عَنِ الرَّجُلِ يَصُوْمُ يَوْماً وَيُفطِرُ يَوْماً. قَالَ: هَذَا رَجُل يُضِيعُ نِصْفَ عُمُرِهِ، وَهُوَ لاَ يَدْرِي. يَعْنِي: لِمَ لاَ يَصُوْمُهَا. قُلْتُ: أَحسِبُ ابْنَ المُبَارَكِ لَمْ يَذْكُرْ حِيْنَئِذٍ حَدِيْثَ: "أفضل الصَّوْمِ صَوْمُ دَاوُدَ" 1، وَلاَ حَدِيْثَ: النَّهْيِ عَنْ صوم الدهر2.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1159" "192"، وابن خزيمة "2106" من طريق شعبة، عن زياد بن فياض قال: سمعت أبا عياض عن عبد الله بن عمرو -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال له: "صم يوما, ولك أجر ما بقي". قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: "صم يومين, ولك أجر ما بقي". قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: "صم ثلاثة أيام, ولك أجر ما بقي". قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: "صم أربعة أيام, ولك أجر ما بقي". قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: "فصم أفضل الصيام عند الله صوم داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما". وأخرجه مسلم "1159"، "189"، من طريق عمرو بنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود -عليه السلام- كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وكان يصوم يوما ويفطر يوما". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1159" "186" في حديث طويل من طريق ابن جريج قال: سمعت عطاء يزعم أن العباس أخبره أنه سمع عبد الله بن العاص يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في آخر الحديث الطويل: "لا صام من صام الأبد، لا صام من صام الأبد, لا صام من صام الأبد".

قَالَ أَبُو وَهْبٍ المَرْوَزي: سَأَلْتُ ابْنَ المُبَارَكِ: مَا الكبْر? قَالَ: أَنْ تَزْدَرِيَ النَّاسَ. فَسَأَلْتُهُ عَنِ العُجْبِ? قَالَ: أَنْ تَرَى أَنَّ عِنْدَكَ شَيْئاً لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِك، لاَ أَعْلَمُ فِي المُصَلِّيْنَ شَيْئاً شَرّاً مِنَ العُجْبِ. قَالَ حَاتِمُ بنُ الجَرَّاحِ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ، سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ قُرْحة خَرَجتْ فِي رُكبَتِهِ مُنْذُ سَبْعِ سِنِيْنَ، وَقَدْ عَالَجتُهَا بِأَنْوَاعِ العِلاَجِ، وَسَأَلْتُ الأَطِبَّاءَ، فَلَمْ أَنْتَفِعْ بِهِ. فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَاحفِرْ بِئْراً فِي مَكَانِ حَاجَةٍ إِلَى المَاءِ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَنبُعَ هُنَاكَ عَيْنٌ، وَيُمْسِكَ عَنْكَ الدَّمَ. فَفَعَلَ الرَّجُلُ، فَبَرَأَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ يُحَدِّثُ مِنَ الكِتَابِ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ سَقطٌ كَثِيْرٌ، وَكَانَ وَكِيْعٌ يُحَدِّثُ من حفظه، فكان يكون له سقط، كم يَكُوْنُ حَفِظُ الرَّجُلِ! وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ ابْنَ المُبَارَكِ قِيْلَ لَهُ: إِلَى مَتَى تَكتُبُ العِلْمَ? قَالَ: لَعَلَّ الكَلِمَةَ الَّتِي أَنْتَفِعُ بِهَا لَمْ أَكتُبْهَا بَعْدُ. قَالَ عَمْرٌو النَّاقِدُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا أَحَدٌ يُشْبِهُ ابْنَ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى بنَ أَبِي زَائِدَةَ. وَقَالَ مَخْلَدُ بنُ الحُسَيْنِ: جَالَسْتُ أَيُّوْبَ، وَابْنَ عَوْنٍ، فَلَمْ أَجِدْ فِيْهِم مَنْ أُفَضِّلُهُ عَلَى ابْنِ المُبَارَكِ. قَالَ عَبْدَانُ: قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ -وَذَكَرَ التَّدْلِيسَ- فَقَالَ فِيْهِ قَوْلاً شَدِيْداً، ثُمَّ أَنْشَدَ: دَلَّسَ لِلنَّاسِ أَحَادِيْثَهُ ... وَاللهُ لاَ يَقْبَلُ تَدْلِيْسَا عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ: مَنِ اسْتَخَفَّ بِالعُلَمَاءِ، ذَهَبتْ آخِرَتُهُ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالأُمَرَاءِ، ذَهَبتْ دُنْيَاهُ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالإِخْوَانِ، ذَهَبتْ مُرُوءتُهُ. قَدْ أسفلنا لِعَبْدِ اللهِ مَا يَدلُّ عَلَى فُرُوْسِيَّتِه. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ سِنَانٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ المُبَارَكِ، وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ بِطَرَسوس، فَصَاحَ النَّاسُ: النَّفِيرُ. فَخَرَجَ ابْنُ المُبَارَكِ، وَالنَّاسُ، فَلَمَّا اصطَفَّ الجَمْعَانِ، خَرَجَ رُوْمِيٌّ، فَطَلَبَ البِرَازَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَشَدَّ العِلْجُ عَلَيْهِ، فَقَتَلَهُ، حَتَّى قَتَلَ سِتَّةً مِنَ المُسْلِمِيْنَ، وَجَعَلَ يَتَبَخْتَرُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ يَطلُبُ المُبَارَزَةَ، وَلاَ يَخْرُجُ إِلَيْهِ أَحَدٌ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ ابْنُ المُبَارَكِ فَقَالَ: يَا فُلاَنُ! إِنْ قُتلتُ، فَافعَلْ كَذَا وَكَذَا. ثُمَّ حَرَّكَ دَابَّتَه، وَبَرَزَ لِلْعِلْجِ، فَعَالَجَ مَعَهُ سَاعَةً، فَقَتَلَ العِلْجَ، وَطَلَبَ المُبَارَزَةَ، فَبَرَزَ لَهُ عِلْجٌ آخَرُ، فَقَتَلَهُ، حَتَّى قَتَلَ ستة علوج،

وطلب البراز، فكأنهم كاعوا1 عنه، فَضَرَبَ دَابَّتَه، وَطَرَدَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، ثُمَّ غَابَ، فَلَمْ نَشْعُرْ بِشَيْءٍ، وَإِذَا أَنَا بِهِ فِي المَوْضِعِ الَّذِي كَانَ، فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللهِ! لَئِنْ حَدَّثتَ بِهَذَا أَحَداً، وَأَنَا حَيٌّ، فَذَكَرَ كَلِمَةً. قَالَ أَبُو صَالِحٍ الفَرَّاءُ: سَأَلْتُ ابْنَ المُبَارَكِ عَنْ كِتَابَةِ العِلْمِ، فَقَالَ: لَوْلاَ الكِتَابُ مَا حَفِظْنَا. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: الحِبْرُ فِي الثَّوْبِ خَلُوْقُ العُلَمَاءِ. وَقَالَ: تَوَاطُؤُ الجِيْرَانِ عَلَى شَيْءٍ، أَحَبُّ إليَّ مِنْ شَهَادَةِ عَدْلَيْنِ. وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ المُبَارَكِ مَرَّ بِرَاهِبٍ عِنْدَ مَقْبُرَةٍ وَمَزْبَلَةٍ، فَقَالَ: يَا رَاهِبُ، عِنْدَكَ كَنْزُ الرِّجَالِ، وَكَنْزُ الأَمْوَالِ، وَفِيْهِمَا مُعْتَبَرٌ. وَقَدْ تَفَقَّه ابْنُ المُبَارَكِ بِأَبِي حَنِيْفَةَ، وَهُوَ مَعْدُوْدٌ فِي تَلاَمِذَتِهِ. وَكَانَ عَبْدُ اللهِ غَنِيّاً شَاكِراً، رَأْسُ مَالِهِ نَحْوُ الأَرْبَعِ مائَةِ أَلْفٍ. قَالَ حِبَّانُ بنُ مُوْسَى: رَأَيْتُ سُفْرة ابْنِ المُبَارَكِ حُمِلَتْ عَلَى عَجَلة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ: رَأَيْتُ بَعِيْرَيْنِ مُحَمَّلَيْنِ دَجَاجاً مَشْوِياً لِسُفْرَةِ ابْنِ المُبَارَكِ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَهْمٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ المُبَارَكِ، فَكَانَ يَأْكُلُ كُلَّ يَوْمٍ، فَيُشْوَى لَهُ جَدْيٌ، وَيُتَّخَذُ لَهُ فَالُوذَقُ، فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّيْ دَفَعتُ إِلَى وَكِيلِي أَلْفَ دِيْنَارٍ، وَأَمَرتُهُ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَيْنَا. قَالَ الحَسَنُ بنُ حَمَّادٍ: دَخَلَ أَبُو أُسَامَةَ على ابن المبارك، فوجد في وَجْهِه عبدُ اللهِ أَثَرَ الضُّرِّ، فَلَمَّا خَرَجَ، بَعَثَ إِلَيْهِ أَرْبَعَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: وَفَتَىً خَلاَ مِنْ مَالِهِ ... وَمِنَ المُرُوءةِ غَيْرُ حال أَعْطَاكَ قَبْلَ سُؤَالِهِ ... وَكَفَاكَ مَكْرُوهَ السُّؤَالِ وَقَالَ المسيَّب بنُ وَاضِحٍ: أَرْسَلَ ابْنُ المُبَارَكِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ أَرْبَعَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: سُدَّ بِهَا فِتْنَةَ القَوْمِ عَنْكَ. قَالَ عَلِيُّ بنُ خَشْرَم: قُلْتُ لِعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ: كَيْفَ فَضَلَكُمُ ابْنُ المُبَارَكِ، وَلَمْ يَكُنْ بِأَسَنَّ مِنْكُم? قَالَ: كَانَ يَقْدَمُ، وَمَعَهُ الغِلْمة الخُرَاسَانِيَّةُ، وَالبِزَّةُ الحَسَنَةُ، فَيَصِلُ العُلَمَاءَ، وَيُعْطِيْهِم، وَكُنَّا لاَ نقدر على هذا.

_ 1 كاعوا عنه: جبنوا عنه وانهزموا.

قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: قَدِمَ ابْنُ المُبَارَكِ أَيْلَةَ عَلَى يُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ، وَمَعَهُ غُلاَمٌ مُفَرَّغ العمل الفَالُوذَجِ، يَتَّخِذُهُ لِلْمُحَدِّثِيْنَ. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الخَيْرِ فِي كِتَابِهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن المبارك، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "البَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ" 1. فَقُلْتُ لِلْوَلِيْدِ: أَيْنَ سَمِعْتَ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ? قَالَ: فِي الغزو. عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ قَالَ: لِيَكُنْ مَجْلِسُكَ مَعَ المَسَاكِيْنِ، وَاحْذَرْ أَنْ تَجلِسَ مَعَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ. قَالَ الحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ: لَمَّا احْتُضِرَ ابْنُ المُبَارَكِ فِي السَّفَرِ، قَالَ: أَشْتَهِي سَوِيْقاً. فَلَمْ نَجِدْه إِلاَّ عِنْدَ رَجُلٍ كَانَ يَعْمَلُ لِلسُّلْطَانِ، وَكَانَ مَعَنَا فِي السَّفِيْنَةِ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِعَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: دَعُوْهُ. فَمَاتَ وَلَمْ يَشْرَبْهُ. قَالَ العَلاَءُ بنُ الأَسْوَدِ: ذُكِرَ جَهْمٌ عِنْدَ ابْنِ المُبَارَكِ، فَقَالَ: عَجِبتُ لِشَيْطَانٍ أَتَى النَّاسَ دَاعِياً ... إِلَى النَّارِ وَانشَقَّ اسْمُهُ مِنْ جَهَنَّمِ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى الحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا نَزَلَ بِأَهْلِهِ الضِّيْقُ، أَمَرَهُمْ بِالصَّلاَةِ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ} [طه: 132] . هَذَا مُرْسَلٌ، قَدِ انْقَطَع فِيْهِ مَا بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَجَدِّ أَبِيْهِ عَبْدِ اللهِ. وَقَدْ كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ -رَحِمَهُ اللهُ- شَاعِراً مُحْسِناً، قَوَّالاً بِالحَقِّ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ جَمِيْلٍ المَرْوَزِيُّ: قِيْلَ لابْنِ المُبَارَكِ: إِنَّ إِسْمَاعِيْلَ بنَ عُلَيَّة قَدْ ولي القضاء، فكتب إليه:

_ 1 صحيح: أخرجه الحاكم "1/ 62"، وأبو نعيم في "الحلية" "8/ 171-172"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "11/ 165"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "36" و"37" من طريق ابن المبارك، به وقال الحاكم: صحيح. ووافقه الذهبي. قلت: وهو كما قالا.

يَا جَاعِلَ العِلْمِ لَهُ بَازِياً ... يَصْطَادُ أَمْوَالَ المَسَاكِيْنِ احْتَلْتَ لِلدُّنْيَا وَلَذَّاتِهَا ... بِحِيْلَةٍ تَذْهَبُ بِالدِّيْنِ فصرت مجنونًا بها بعدما ... كُنْتَ دَوَاءً لِلمَجَانِيْنِ أَيْنَ رِوَايَاتُكَ فِي سَرْدِهَا ... عَنِ ابْنِ عَوْنٍ وَابْنِ سِيْرِيْنِ أَيْنَ رِوَايَاتُكَ فِيْمَا مَضَى ... فِي تَرْكِ أَبْوَابِ السَّلاَطِيْنِ إِنْ قُلْتَ أُكْرِهْتُ فَمَاذَا كَذَا ... زَلَّ حِمَارُ العِلْمِ فِي الطِّيْنِ وَرَوَى: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ قَاضِي نَصِيْبِيْنَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي سُكَيْنَةَ، قَالَ: أَمْلَى عليَّ ابْنُ المُبَارَكِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَأَنفَذَهَا مَعِي إلى الفضل بنِ عِيَاضٍ مِنْ طَرَسُوْسَ: يَا عَابِدَ الحَرَمِيْنِ لَوْ أَبْصَرْتَنَا ... لَعَلِمْتَ أَنَّكَ فِي العِبَادَةِ تَلْعَبُ مَنْ كَانَ يَخْضِبُ جِيْدَهُ بِدُمُوْعِهِ ... فَنُحُوْرُنَا بِدِمَائِنَا تَتَخَضَّبُ أَوْ كَانَ يُتْعِبُ خَيْلَهُ فِي بَاطِلٍ ... فَخُيُوْلُنَا يَوْمَ الصَّبِيْحَةِ تَتْعَبُ رِيْحُ العَبِيْرِ لَكُمْ وَنَحْنُ عَبِيْرُنَا ... رَهَجُ السَّنَابِكِ1 وَالغُبَارُ الأَطْيَبُ وَلَقَدْ أَتَانَا مِنْ مَقَالِ نَبِيِّنَا ... قَوْلٌ صَحِيْحٌ صَادِقٌ لاَ يُكْذَبُ لاَ يَسْتَوِي وَغُبَارُ خَيْلِ اللهِ فِي ... أَنْفِ امْرِئٍ وَدُخَانُ نَارٍ تَلهبُ هَذَا كِتَابُ اللهِ يَنْطِقُ بَيْنَنَا ... لَيْسَ الشَّهِيْدُ بِمَيِّتٍ لا يكذب فَلَقِيْتُ الفُضَيْلَ بِكِتَابِهِ فِي الحَرَمِ، فَقَرَأَهُ، وَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَنَصَحَ. قَالَ ابْنُ سَهْمٍ الأَنْطَاكِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يُنْشِدُ: فَكَيْفَ قَرَّتْ لأَهْلِ العِلْمِ أَعْيُنُهُم ... أَوِ اسْتَلَذُّوا لَذِيذَ النَّوْمِ أَوْ هَجَعُوا وَالنَّارُ ضَاحِيَةٌ لابد مَوْرِدُهَا ... وَلَيْسَ يَدْرُوْنَ مَنْ يَنْجُو وَمَنْ يَقَعُ وَطَارَتِ الصُّحْفُ فِي الأَيْدِي مُنَشَّرَةً ... فِيْهَا السَّرَائِرُ والجبار مطلع

_ 1 الرهج: الغبار. والسنابك: طرف حوافر الخيل.

إِمَّا نَعِيْمٌ وَعَيْشٌ لاَ انْقِضَاءَ لَهُ ... أَوِ الجَحِيمُ فَلاَ تُبْقِي وَلاَ تَدَعُ تَهْوِي بِسَاكِنِهَا طَوْراً وَتَرْفَعُهُ ... إِذَا رَجَوْا مَخْرَجاً مِنْ غَمِّهَا قُمِعُوا لِيَنْفَعِ العِلْمُ قَبْلَ المَوْتِ عَالِمَهُ ... قَدْ سَالَ قَوْمٌ بِهَا الرُّجْعَى فَمَا رَجَعُوا وَرَوَى إِسْحَاقُ بنُ سُنَيْنٍ لابْنِ المُبَارَكِ: إِنِّيْ امْرُؤٌ لَيْسَ فِي دِيْنِي لِغَامِزِه ... لِيْنٌ وَلَسْتُ عَلَى الإِسْلاَمِ طَعَّانَا فَلاَ أَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَلاَ عُمَراً ... وَلَنْ أَسُبَّ مَعَاذَ اللهِ عُثْمَانَا وَلاَ ابْنَ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ أَشْتِمُهُ ... حَتَّى أُلَبَّسَ تَحْتَ التُّربِ أَكْفَانَا وَلاَ الزُّبَيْرَ حَوَارِيَّ الرَّسُوْلِ وَلاَ ... أُهْدِي لِطَلْحَةَ شَتْماً عَزَّ أَوْ هَانَا وَلاَ أَقُوْلُ عَلِيٌّ فِي السَّحَابِ إِذاً ... قَدْ قُلْتُ وَاللهِ ظُلْماً ثُمَّ عُدْوَانَا وَلاَ أَقُوْلُ بِقَوْلِ الجَهْمِ إِنَّ لَهُ ... قَوْلاً يُضَارِعُ أَهْلَ الشِّركِ أَحْيَانَا وَلاَ أَقُوْلُ تَخَلَّى مِنْ خَلِيقَتِهِ ... رَبُّ العِبَادِ وَوَلَّى الأَمْرَ شَيْطَانَا مَا قَالَ فِرْعَوْنُ هَذَا فِي تَمَرُّدِهِ ... فِرْعَوْنُ مُوْسَى وَلاَ هَامَانُ طُغْيَانَا اللهُ يَدْفَعُ بِالسُّلْطَانِ مُعْضِلَةً ... عَنْ دِيْنِنَا رَحْمَةً مِنْهُ وَرِضْوَانَا لَوْلاَ الأَئِمَّةُ لَمْ تَأْمَنْ لَنَا سُبُلٌ ... وَكَانَ أَضْعَفُنَا نَهْباً لأَقْوَانَا فَيُقَالُ: إِنَّ الرَّشِيْدَ أَعْجَبَهُ هَذَا، فَلَمَّا أَن بَلَغَهُ مَوْتُ ابْنِ المُبَارَكِ بِهِيْتَ، قَالَ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ، يَا فَضْلُ! إِيْذَنْ لِلنَّاسِ يُعَزُّونَا فِي ابْنِ المُبَارَكِ. وَقَالَ: أَمَا هو القائل: الله يدفع بالسطان مُعْضِلَةً فَمَنِ الَّذِي يَسْمَعُ هَذَا مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ، وَلاَ يَعْرِفُ حَقَّنَا? قَالَ الكُدَيمي: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ فضيل ابن عِيَاضٍ وَعِنْدَهُ ابْنُ المُبَارَكِ، فَقَالَ قَائِلٌ: إِنَّ أَهْلَكَ وَعِيَالَكَ قَدِ احْتَاجُوا مَجْهُوْدِيْنَ مُحْتَاجِينَ إِلَى هَذَا المَالِ، فَاتَّقِ اللهَ، وَخُذْ مِنْ هَؤُلاَءِ القَوْمِ. فَزَجَرَهُ ابْنُ المُبَارَكِ، وَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: خُذْ مِنَ الجَارُوْشِ وَالـ ... ـآرُزِّ وَالخُبْزِ الشَّعِيْرِ وَاجْعَلَنْ ذَاكَ حَلاَلاً ... تَنْجُ مِنْ حَرِّ السَّعِيْرِ وَانْأَ مَا اسْطَعْتَ هَدَا ... كَ اللهُ عَنْ دَارِ الأمير

لاَ تَزُرْهَا وَاجْتَنِبْهَا ... إِنَّهَا شَرُّ مَزُورِ تُوهِنُ الدِّيْنَ وَتُدْ ... نِيْكَ مِنَ الحُوبِ الكَبِيْرِ قَبْلَ أَنْ تَسْقُطَ يَا ... مَغْرُوْرُ فِي حُفْرَةِ بِيْرِ وَارْضَ يَا وَيْحَكَ مِنْ ... دُنْيَاكَ بِالقُوتِ اليَسِيْرِ إِنَّهَا دَارُ بَلاَءٍ ... وَزَوَالٍ وَغُرُوْرِ مَا تَرَى قَدْ صَرَعَتْ ... قَبْلَكَ أَصْحَابَ القُصُوْرِ كَمْ بِبَطْنِ الأَرْضِ مِنْ ... ثَاوٍ شَرِيْفٍ وَوَزِيْرِ وَصَغِيْرِ الشَّأْنِ عَبْدٍ ... خَامِلِ الذِّكرِ حَقِيْرِ لَوْ تَصَفَّحتَ وُجُو ... هَ القَوْمِ فِي يَوْمٍ نَضِيْرِ لَمْ تُمَيِّزْهُم وَلَم ... تَعْرِفْ غَنِيّاً مِنْ فَقِيْرِ خَمَدُوا فَالقَوْمُ صَرْعَى ... تَحْتَ أَشقَاقِ الصُّخُورِ وَاسْتَوَوْا عِنْدَ مَلِيكٍ ... بِمَسَاوِيهِم خَبِيْرِ احْذَرِ الصَّرْعَةَ يَا ... مِسْكِيْنُ مِنْ دَهْرٍ عَثُورِ أَيْنَ فِرْعَوْنُ وَهَا ... مَانُ وَنُمْرُودُ النُّسُورِ أَوَ مَا تَخْشَاهُ أَنْ ... يَرْمِيكَ بِالمَوْتِ المُبِيْرِ أَوَ مَا تَحْذَرُ مِنْ ... يَوْمٍ عَبُوْسٍ قَمْطَرِيْرِ اقْمَطرَّ الشَّرُّ فِيْهِ ... بِعَذَابِ الزَّمْهرِيْرِ قَالَ: فَغُشِيَ عَلَى الفُضَيْلِ، فَردَّ ذَلِكَ وَلَمْ يَأْخُذْه. ولابن المبارك: جربت نفسي فما وجدتها لَهَا ... مِنْ بَعْدِ تَقْوَى الإِلَهِ كَالأَدَبِ فِي كُلِّ حَالاَتِهَا وَإِنْ كَرِهَتْ ... أَفْضَلَ مِنْ صَمْتِهَا عَنِ الكَذِبِ أَوْ غِيْبَةِ النَّاسِ إِنَّ غِيْبَتَهُم ... حرمها ذو الجلال في الكتب قَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: أَنْشَدَنِي يَعْقُوْبُ بنُ مُحَمَّدٍ لابْنِ المُبَارَكِ:

أَبِإِذْنٍ نَزَلْتَ بِي يَا مَشِيْبُ ... أَيُّ عَيْشٍ وَقَدْ نَزَلْتَ يَطِيْبُ وَكَفَى الشَّيْبُ وَاعِظاً غَيْرَ أني ... آمل العيش والممات قريب وكم أُنَادِي الشَّبَابَ إِذْ بَانَ مِنِّي ... وَنِدَائِي مُوَلِّياً مَا يُجِيْبُ وَبِهِ: يَا عَائِبَ الفَقْرِ أَلاَ تَزْدَجِرْ ... عَيْبُ الغِنَى أَكْثَرُ لَوْ تَعْتَبِرْ مِنْ شَرَفِ الفَقْرِ وَمِنْ فَضْلِهِ ... عَلَى الغِنَى لَوْ صَحَّ مِنْكَ النَّظَرْ أَنَّكَ تَعْصِي لِتَنَالَ الغِنَى ... وَلَيْسَ تَعْصِي اللهَ كِي تَفْتَقِرْ قَالَ حِبَّانُ بنُ مُوْسَى: سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يُنشِدُ: كَيْفَ القَرَارُ وَكَيْفَ يَهْدَأُ مُسْلِمٌ ... وَالمُسْلِمَاتُ مَعَ العَدُوِّ المُعْتَدِي الضَّارِبَاتُ خُدُوْدَهُنَّ بِرَنَّةٍ ... الدَّاعِيَاتُ نَبِيَّهُنَّ مُحَمَّدِ القَائِلاَتُ إِذَا خَشِيْنَ فَضِيحَةً ... جَهدَ المَقَالَةِ لَيْتَنَا لَمْ نُولَدِ مَا تَسْتَطِيْعُ وَمَا لَهَا مِنْ حِيْلَةٍ ... إِلاَّ التَّسَتُّرُ مِنْ أَخِيْهَا بِاليَدِ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ المُبَارَكِ، فَانْهَدَّ القَهَنْدَزُ، فَأَتَى بِسِنَّيْنِ، فَوُجِدَ وَزْنُ أَحَدِهِمَا مَنَوَانِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَتَيْتُ بِسِنَّيْنِ قَدْ رُمَّتَا ... مِنَ الحِصْنِ لَمَّا أَثَارُوا الدَّفِيْنَا عَلَى وَزْنِ مَنَوَيْنِ إِحْدَاهُمَا ... تُقِلُّ بِهِ الكَفُّ شَيْئاً رَزِيْنَا ثَلاَثُوْنَ سِنّاً عَلَى قَدْرِهَا ... تَبَارَكْتَ يَا أَحسَنَ الخَالِقِيْنَا فَمَاذَا يَقُوْمُ لأَفْوَاهِهَا ... وَمَا كَانَ يَمْلأُ تِلْكَ البُطُونَا إِذَا مَا تَذَكَّرْتُ أَجسَامَهُم ... تَصَاغَرَتِ النَّفْسُ حَتَّى تَهُوْنَا وَكُلٌّ عَلَى ذَاكَ ذَاقَ الرَّدَى ... فَبَادُوا جَمِيْعاً فَهُم هَامِدُوْنَا وَجَاءَ مِنْ طُرُقٍ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ -وَيُقَالُ: بَلْ هِيَ لِحَمِيْدٍ النَّحْوِيِّ: اغْتَنِمْ رَكْعَتَيْنِ زُلفَى إِلَى اللهِ ... إِذَا كُنْتَ فَارِغاً مُسْتَرِيْحَا وَإِذَا مَا هَمَمْتَ بِالنُّطْقِ بِالبَاطِلِ ... فَاجْعلْ مَكَانَهُ تَسْبِيْحَا فَاغْتِنَامُ السُّكُوتِ أَفْضَلُ مِنْ ... خَوْضٍ وَإِنْ كُنْتَ بِالكَلاَمِ فصيحا

وَسَمِعَ بَعْضُهُم ابْنَ المُبَارَكِ وَهُوَ يُنْشِدُ عَلَى سُوْرِ طَرَسُوْسَ: وَمِنَ البَلاَءِ وَلِلْبَلاَءِ عَلاَمَةٌ ... أَنْ لاَ يُرَى لَكَ عَنْ هَوَاكَ نُزُوعُ العَبْدُ عَبْدُ النَّفْسِ فِي شَهَوَاتِهَا ... وَالحُرُّ يَشْبَعُ مَرَّةً وَيَجُوْعُ قَالَ أَبُو أُمَيَّةَ الأَسْوَدُ: سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ: أُحِبُّ الصَّالِحِيْنَ وَلَسْتُ مِنْهُم، وَأُبْغِضُ الطَّالِحِيْنَ وَأَنَا شَرٌّ مِنْهُم، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ: الصَّمْتُ أَزْيَنُ بِالفَتَى ... مِنْ مَنْطِقٍ فِي غَيْرِ حِيْنِهِ وَالصِّدْقُ أَجْمَلُ بِالفَتَى ... فِي القَوْلِ عِنْدِي مِنْ يَمِيْنِهِ وَعَلَى الفَتَى بِوَقَارِهِ ... سِمَةٌ تَلُوحُ عَلَى جَبِيْنِهِ فَمَنِ الَّذِي يَخفَى عَلَيـ ... ـكَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَى قَرِيْنِهِ رُبَّ امْرِئٍ مُتَيَقِّنٍ ... غَلَبَ الشَّقَاءُ عَلَى يَقِيْنِهِ فَأَزَالَهُ عَنْ رَأْيِهِ ... فَابْتَاعَ دُنْيَاهُ بِدِيْنِهِ قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ ابْنُ المُبَارَكِ، جَعَلَ رَجُلٌ يُلَقِّنُهُ، قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. فَأَكْثَرَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: لَسْتَ تُحْسِنُ، وَأَخَافُ أَنْ تُؤْذِيَ مُسْلِماً بَعْدِي، إِذَا لَقَّنْتَنِي، فَقُلْتُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، ثُمَّ لَمْ أُحْدِثْ كَلاَماً بَعْدَهَا، فَدَعْنِي، فَإِذَا أَحْدَثْتُ كَلاَماً، فَلَقِّنِّي حَتَّى تَكُوْنَ آخِرَ كَلاَمِي. يُقَالُ: إِنَّ الرَّشِيْدَ لَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَاتَ اليَوْمَ سَيِّدُ العُلَمَاءِ. قَالَ عَبْدَانُ بنُ عُثْمَانَ: مَاتَ ابْنُ المُبَارَكِ بِهِيْتَ وَعَانَاتَ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ حَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ: قَالَ لِي ابْنُ المُبَارَكِ قَبْلَ أَنْ يَمُوْتَ: أَنَا ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ذَهَبْتُ لأَسْمَعَ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ، فَلَمْ أُدْرِكْهُ، وَكَانَ قَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ، فَخَرَجَ إِلَى الثَّغْرِ، ولم أره. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الفُضَيل بنِ عِيَاضٍ: رَأَيْتُ ابْنَ المُبَارَكِ فِي النَّومِ، فَقُلْتُ: أَيُّ العَمْلِ أَفْضَلُ? قَالَ: الأَمْرُ الَّذِي كنتُ فِيْهِ. قُلْتُ: الرِّبَاطُ وَالجِهَادُ? قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَمَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ? قَالَ: غَفَرَ لِي مَغْفِرَةً مَا بَعْدَهَا مَغْفِرَةٌ. رَوَاهَا رَجُلاَنِ عَنْ مُحَمَّدٍ.

وَقَالَ العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّسَفي: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ الفِرَبْرِيَّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ ابْنَ المُبَارَكِ وَاقِفاً عَلَى بَابِ الجَنَّةِ، بِيَدِهِ مِفْتَاحٌ، فَقُلْتُ: مَا يوقفك هاهنا? قَالَ: هَذَا مِفْتَاحُ الجَنَّةِ، دَفَعَهُ إِلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: حَتَّى أَزُورَ الرَّبَّ، فَكُنْ أَمِيْنِي فِي السَّمَاءِ، كَمَا كُنْتَ أَمِيْنِي فِي الأَرْضِ. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المصِّيصي: رَأَيْتُ الحَارِثَ بنَ عَطِيَّةَ فِي النَّومِ، فَسَأَلتُهُ، فَقَالَ: غَفَر لِي. قُلْتُ: فَابْنُ المُبَارَكِ? قَالَ: بَخٍ بَخٍ، ذَاكَ فِي عِلِّيِّينَ، مِمَّنْ يَلِجُ عَلَى اللهِ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ. وَعَنْ نَوْفَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ المُبَارَكِ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: غَفَر لِي بِرِحْلَتِي فِي الحَدِيْثِ، عَلَيْكَ بِالقُرْآنِ، عَلَيْكَ بِالقُرْآنِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ السَّوَّاق: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ المبارك فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: غَفَر لِي بِرِحْلَتِي. قَالَ النَّسَائِيُّ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي الأَوْزَاعِيِّ: عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ. قَالَ الفَسَوِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ الرَّبِيْعِ يَقُوْلُ: شَهِدْتُ مَوْتَ ابْنِ المُبَارَكِ، مَاتَ لِعَشْرٍ مَضَى مِنْ رَمَضَانَ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، وَمَاتَ سَحَراً، وَدَفَنَّاهُ بِهِيْتَ. وَلبَعْضِ الفُضَلاَءِ: مَرَرْتُ بِقَبْرِ ابْنِ المُبَارَكِ غَدْوَةً ... فَأَوْسَعَنِي وَعْظاً وَلَيْسَ بِنَاطِقِ وَقَدْ كُنْتُ بِالعِلْمِ الَّذِي فِي جَوَانِحِي ... غَنِيّاً وَبِالشَّيْبِ الَّذِي فِي مَفَارِقِي وَلَكِنْ أَرَى الذِّكْرَى تُنَبِّهُ عَاقِلاً ... إِذَا هِيَ جَاءتْ مِنْ رِجَالِ الحَقَائِقِ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ الطَّائِيِّ، أَخْبَرَكُمُ القَاضِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ مُميلٍ الشَّافِعِيُّ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ بِمَنْزِلِهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيٍّ الخَرَقِيُّ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ السُّوسي، أَخْبَرَنَا سَهْلُ بنُ بِشْرٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُنِيْرٍ الخَلال، حَدَّثَنِي خَالِي أَحْمَدُ بنُ عَتِيْقٍ الخَشَّابُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الأَصْبَغِ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بنُ مَرْثَدٍ، سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ الفَرَّاءَ، سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ: المَرْءُ مِثْلُ هِلاَلٍ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ ... يَبدُو ضَئِيْلاً تَرَاهُ ثُمَّ يَتَّسق حَتَّى إِذَا مَا تَرَاهُ ثُمَّ أَعقَبَهُ ... كَرُّ الجَدِيْدَيْنِ نَقْصاً ثُمَّ يَمَّحق مِنْ تَارِيْخِ أَبِي عُمَرَ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الصَّدَفِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى اللَّيْثِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ، فَاسْتُؤْذِنَ لِعَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ بِالدُّخُولِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَرَأَيْنَا مَالِكاً

تَزَحزَحَ لَهُ فِي مَجْلِسِهِ، ثُمَّ أَقعَدَهُ بِلصْقِهِ، وَمَا رَأَيْتُ مَالِكاً تَزَحزَحَ لأَحَدٍ فِي مَجْلِسِهِ غَيْرِه، فَكَانَ القَارِئُ يَقْرَأُ عَلَى مَالِكٍ، فَرُبَّمَا مَرَّ بِشَيْءٍ، فَيَسْأَلُهُ مَالِكٌ: مَا مَذْهَبُكُم فِي هَذَا? أَوْ مَا عِنْدَكُم فِي هَذَا? فَرَأَيْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يُجَاوِبُه، ثُمَّ قَامَ، فَخَرَجَ، فأعْجِبَ مالكٌ بأدبِه، ثُمَّ قَالَ لَنَا مَالِكٌ: هَذَا ابْنُ المُبَارَكِ فَقِيْهُ خُرَاسَانَ. عَنِ المُسَيَّبِ بنِ وَاضِحٍ، قَالَ: أَرْسَلَ ابنُ المُبَارَكِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ بِأَرْبَعِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَقَالَ: سُدَّ بهذهِ فتنةَ القومِ عَنْكَ. وَسُئِلَ ابْنُ المُبَارَكِ بِحُضُوْرِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: إِنَّا نُهِيْنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ عِنْد أَكَابِرِنَا. قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ يُحَدِّثُ مِنْ كِتَابٍ، وَمَنْ حَدَّثَ مِنْ كِتَابٍ، لاَ يَكَادُ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ سَقطٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ وَكِيْعٌ يحدث من حفظه. فكان يكون له سقط كم يكون حفظ الرجل?

ضيغم

1284- ضَيْغم 1: ابن مالك، الزَّاهِدُ، القُدْوَةُ، الرَّبَّانِيُّ، أَبُو بَكْرٍ الرَّاسِبي، البَصْرِيُّ. أَخَذَ عَنِ: التَّابِعِيْنَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ مَالِكٍ، وسيَّار بنُ حَاتِمٍ، وَأَبُو أَيُّوْبَ مَوْلَى ضَيْغم. قال عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيتُ مثلَ ضيغمٍ فِي الصَّلاَحِ وَالفَضْلِ. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: كَانَ وِرْدُهُ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَرْبَعَ مائَةِ رَكْعَةٍ، وَصَلَّى حَتَّى انْحَنَى، وَكَانَ مِنَ الخائفين البكَّائين. وقال علي ابن المَدِيْنِيِّ: دَفَنَ ضَيْغَمٌ كُتُبَهُ. وَكَانَ يَنَامُ ثُلُثَ اللَّيْلِ، وَيَتَعَبَّدُ ثُلُثَيْهِ. تُوُفِّيَ ضَيْغَمٌ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، هُوَ وَصَاحِبُهُ بُسْرُ بنُ مَنْصُوْرٍ العَابِدُ فِي يَوْمٍ. وَعَنْهُ، قَالَ: قَوُوا عَلَى الاجْتِهَادِ بما يدخل قلوبهم من حلاوة العبادة.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "4/ ترجمة 2068".

الفضيل بن عياض

1285- الفُضَيل بن عِيَاض 1: "خ، م، د، س، ت" ابن مسعود بن بشر، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الثَّبْتُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو عَلِيٍّ التَّمِيْمِيُّ، اليَرْبُوْعِيُّ، الخُرَاسَانِيُّ، المُجَاوِرُ بِحَرَمِ اللهِ. وُلِدَ بِسَمَرْقَنْدَ، وَنَشَأَ بِأَبِيْوَرْدَ، وَارْتَحَلَ فِي طَلَبِ العِلْمِ. فَكَتَبَ بِالكُوْفَةِ عَنْ: مَنْصُوْرٍ، وَالأَعْمَشِ، وَبَيَانِ بنِ بِشْرٍ، وَحُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلَيْثٍ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَصَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيع، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَمُجَالِدٍ، وَأَشْعَثَ بنِ سَوَّارٍ، وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم مِنَ الكُوْفِيِّيْنَ، وَالحِجَازِيِّينَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيِّ بنِ هِلاَلٍ -شَيْخٌ وَاسطِيٌّ- وَحُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، وَأَسَدُ السُّنَّةِ2، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَمُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَبِشْرٌ الحَافِي، وَالسَّرِيُّ بنُ مُغَلِّسٍ السَّقَطِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ المِقْدَامِ، وَعُبَيْدُ اللهِ القَوَارِيْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ زُنْبُوْرٍ المَكِّيُّ، وَلُوَيْنُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى العَدَنِيُّ، وَالحُمَيْدِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بن يزيد مروديه، وَعَبْدَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ المَرْوَزِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أبي السري العسقلاني، ومحمد بن قدامة المَصِّيْصِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ المَقَابِرِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. آخِرُهُم مَوْتاً، الحُسَيْنُ بنُ دَاوُدَ البَلْخِيُّ. وَرَوَى عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَجلُّ شُيُوْخِه، وَبَيْنَهُمَا فِي المَوْتِ مائَةٌ وَأَرْبَعُوْنَ عَاماً. قَالَ أَبُو عَمَّارٍ الحُسَيْنُ بنُ حُرَيْثٍ، عَنِ الفَضْلِ بنِ مُوْسَى، قَالَ: كَانَ الفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ شَاطِراً يَقْطَعُ الطَّرِيْقَ بَيْنَ أَبِيْوَرْدَ وَسَرْخَسَ، وَكَانَ سَبَبُ تَوْبَتِهِ أَنَّهُ عَشِقَ جَارِيَةً، فَبَيْنَا هُوَ يَرْتَقِي الجُدْرَانَ إِلَيْهَا، إِذْ سَمِعَ تَالِياً يَتْلُو {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ} [الحَدِيْدُ: 16] ، فَلَمَّا

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 500"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 550"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 179"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 416"، وحلية الأولياء "8/ ترجمة رقم 397"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 232"، والكاشف "2/ ترجمة 4558"، والعبر "1/ 195"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6768"، وتهذيب التهذيب "7/ 294"، وتقريب التهذيب "2/ 113"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5739"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 316". 2 أسد السنة: هو أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن داود الأموي، صدوق يُغرب، وفيه نصب، من صغار أتباع التابعين، روى له البخاري تعليقا، وأبو داود، والنسائي.

سَمِعَهَا قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، قَدْ آنَ فَرَجَعَ، فَآوَاهُ اللَّيْلُ إِلَى خَرِبَةٍ، فَإِذَا فِيْهَا سَابِلَةٌ، فَقَالَ بَعْضُهُم: نَرحَلُ. وَقَالَ بَعْضُهُم: حَتَّى نُصْبِحَ، فَإِنَّ فُضَيْلاً عَلَى الطَّرِيْقِ يَقْطَعُ عَلَيْنَا. قَالَ: فَفَكَّرْتُ، وَقُلْتُ: أَنَا أَسْعَى بِاللَّيْلِ فِي المعاصي، وقوم من المسلمين ههنا يَخَافُونِي، وَمَا أَرَى اللهَ سَاقَنِي إِلَيْهِم إِلاَّ لأَرْتَدِعَ، اللَّهُمَّ إِنِّيْ قَدْ تُبْتُ إِلَيْكَ، وَجَعَلْتُ تَوْبَتِي مُجَاوَرَةَ البَيْتِ الحَرَامِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: فُضَيْلٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: فُضَيْلٌ: رَجُلٌ صَالِحٌ، وَلَمْ يَكُنْ بِحَافِظٍ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: كُوْفِيٌّ، ثِقَةٌ، مُتَعَبِّدٌ، رَجُلٌ صَالِحٌ، سَكَنَ مَكَّةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عمَّار: لَيْتَ فُضَيْلاً كَانَ يُحَدِّثُكَ بِمَا يَعْرِفُ، قِيْلَ لابْنِ عَمَّار: تَرَى حَدِيْثَهُ حُجَّةً? قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ، رَجُلٌ صَالِحٌ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: وُلِدَ بِخُرَاسَانَ، بِكُوْرَةِ أَبِيْوَرْدَ، وَقَدِمَ الكُوْفَةَ وَهُوَ كَبِيْرٌ، فَسَمِعَ مِنْ مَنْصُوْرٍ وَغَيْرِهِ، ثُمَّ تَعَبَّدَ، وَانْتَقَلَ إِلَى مَكَّةَ، وَنَزَلَهَا، إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا فِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، فِي خِلاَفَةِ هَارُوْنَ، وَكَانَ ثِقَةً، نَبِيْلاً، فَاضِلاً، عَابِداً، وَرِعاً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو وَهْب مُحَمَّدُ بنُ مُزَاحم: سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ أَعَبْدَ النَّاسِ عَبْدَ العَزِيْز بنَ أَبِي رَوَّادٍ، وَأَورَعَ النَّاسِ الفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ، وَأَعْلَمَ النَّاسِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَأَفْقَهَ النَّاسِ أَبَا حَنِيْفَةَ، مَا رَأَيْتُ فِي الفِقْهِ مِثْلَهُ. وَرَوَى إِبْرَاهِيْمُ بنُ شَمَّاس، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ قَالَ: مَا بَقِيَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنَ الفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ. قَالَ نَصْرُ بنُ المُغِيْرَةِ البُخَارِيُّ: سمعت إبراهيم بن شماس يقول: رأيت أفقه النَّاسِ، وَأَورَعَ النَّاسِ، وَأَحْفَظَ النَّاسِ، وَكِيْعاً، وَالفُضَيْلَ، وابن المبارك. وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ القَوَارِيْرِيُّ: أَفْضَلُ مَنْ رَأَيْتُ مِنَ المَشَايِخِ: بِشْرُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ، وَعَوْنُ بنُ مَعْمَرٍ، وَحَمْزَةُ بنُ نَجِيْحٍ. قُلْتُ: عَوْنٌ وَحَمْزَةُ لاَ يَكَادَانِ يُعرَفَانِ، وَكَانَا عابدين.

قال النصر بنُ شُمَيل: سَمِعْتُ الرَّشِيْدَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ فِي العُلَمَاءِ أَهْيَبَ مِنْ مَالِكٍ، وَلاَ أَورَعَ مِنَ الفُضَيْلِ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، عَنِ الهَيْثَمِ بنِ جَمِيْلٍ، سَمِعْتُ شَرِيْكاً يَقُوْلُ: لَمْ يَزَلْ لِكُلِّ قَوْمٍ حُجَّةٌ فِي أَهْلِ زَمَانِهِم، وَإِنَّ فُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ حُجَّةٌ لأَهْلِ زَمَانِه. فَقَامَ فَتَىً مِنْ مَجْلِسِ الهَيْثَمِ، فَلَمَّا تَوَارَى، قَالَ الهَيْثَمُ: إِنْ عَاشَ هَذَا الفَتَى، يَكُوْنُ حُجَّةً لأَهْلِ زَمَانِه. قِيْلَ: مَنْ كَانَ الفتى? قال: أحمد ابن حَنْبَلٍ. قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ مَرْدَوَيْه الصَّائِغُ: قَالَ لِي ابْنُ المُبَارَكِ: إِنَّ الفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ صَدَقَ اللهَ، فَأَجْرَى الحِكْمَةَ عَلَى لِسَانِهِ، فَالفُضَيْلُ مِمَّنْ نَفَعَهُ عِلْمُهُ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَفَّانَ: سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ لأَبِي مَرْيَمَ القَاضِي: مَا بَقِيَ فِي الحِجَازِ أَحَدٌ مِنَ الأَبْدَالِ إِلاَّ فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ، وَابْنُهُ عليٌّ، وَعَلِيٌّ مُقدَّم فِي الخَوْفِ، وَمَا بَقِيَ أَحَدٌ فِي بِلاَدِ الشَّامِ إِلاَّ يُوْسُفُ ابن أَسْبَاطٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدُ، وَمَا بَقِيَ أَحَدٌ بِخُرَاسَانَ إِلاَّ شَيْخٌ حَائِكٌ، يُقَالُ لَهُ: مَعْدان. قَالَ أَبُو بَكْرٍ المَقَارِيْضِيُّ المذكَّر: سَمِعْتُ بِشْرَ بنَ الحَارِثِ يَقُوْلُ: عَشْرَةٌ مِمَّنْ كَانُوا يَأْكلُوْنَ الحَلاَلَ، لاَ يُدخِلُوْنَ بُطُوْنَهُم إِلاَّ حَلاَلاً، وَلَوِ اسْتَفُّوا التُّرَابَ وَالرَّمَادَ. قُلْتُ: مَنْ هُم يَا أَبَا نَصْرٍ? قَالَ: سُفْيَانُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ، والفُضيل بنُ عِيَاضٍ، وَابْنُهُ، وَسُلَيْمَانُ الخَوَّاصُ، وَيُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ نَجِيْحٌ الخَادِمُ، وَحُذَيْفَةُ المَرْعَشِيُّ، وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ، وَوُهَيْبُ بنُ الوَرْدِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الأَشْعَثِ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ اللهُ فِي صَدْرِهِ أَعْظَمَ مِنَ الفُضَيْلِ، كَانَ إِذَا ذَكَرَ اللهَ، أَوْ ذُكِرَ عِنْدَهُ أَوْ سَمِعَ القُرْآنَ، ظَهَرَ بِهِ مِنَ الخَوْفِ وَالحُزْنِ، وَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَبَكَى، حَتَّى يَرْحَمَهُ مَنْ يَحضُرُهُ، وَكَانَ دَائِمَ الحُزْنِ، شَدِيْدَ الفِكرَةِ، مَا رَأَيْتُ رَجُلاً يُرِيْدُ اللهَ بِعِلْمِهِ وَعَمَلِهِ، وَأَخْذِهِ وَعَطَائِهِ، وَمَنْعِهِ وَبَذْلِهِ، وَبُغْضِهِ وَحُبِّهِ، وَخِصَالِهِ كُلِّهَا غَيْرَهُ، كُنَّا إِذَا خَرَجْنَا مَعَهُ فِي جَنَازَةٍ لاَ يَزَالُ يَعِظُ وَيُذَكِّرُ وَيَبْكِي، كَأَنَّهُ مُوَدِّعٌ أَصْحَابَه، ذاهب إلى الآخرة، حَتَّى يَبْلُغَ المَقَابِرَ، فَيَجْلِسُ مَكَانَهُ بَيْنَ المَوْتَى مِنَ الحُزْنِ وَالبُكَاءِ، حَتَّى يَقُوْمَ وَكَأَنَّهُ رَجَعَ مِنَ الآخِرَةِ، يُخْبِرُ عَنْهَا. وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ يَزِيْدَ مَرْدَوَيْه: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: لَمْ يَتَزَيَّنِ النَّاسُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ الصِّدْقِ، وَطَلَبِ الحَلاَلِ. فَقَالَ ابْنُهُ عَلِيٌّ: يَا أَبَةِ! إِنَّ الحَلاَلَ عَزِيْزٌ. قَالَ: يَا بُنَيَّ، وَإِنَّ قَلِيْلَهُ عِنْدَ اللهِ كَثِيْرٌ.

قَالَ سَرِي بنُ المغَلِّس: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: مَنْ خَافَ اللهَ، لَمْ يَضُرَّهُ أَحَدٌ، وَمَنْ خَافَ غَيْرَ اللهِ، لَمْ يَنْفَعْهُ أَحَدٌ. وَقَالَ فَيْضُ بنُ إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ وسأله عبد الله ابن مَالِكٍ: يَا أَبَا عَلِيٍّ! مَا الخَلاَصُ مِمَّا نَحْنُ فِيْهِ? قَالَ: أَخْبِرْنِي، مَنْ أَطَاعَ اللهَ هَلْ تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ أَحَدٍ? قَالَ: لاَ. قَالَ: فَمَنْ يَعصِي اللهَ هَلْ تَنفَعُهُ طَاعَةُ أَحَدٍ? قَالَ: لاَ. قَالَ: هُوَ الخَلاَصُ، إِنْ أَرَدْتَ الخَلاَصَ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الأَشْعَثِ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: رَهْبَةُ العَبْدِ مِنَ اللهِ عَلَى قَدْرِ عِلْمِهِ بِاللهِ، وَزَهَادَتُهُ فِي الدُّنْيَا عَلَى قَدْرِ رَغْبَتِهِ فِي الآخِرَةِ، مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ، اسْتَغنَى عَمَّا لاَ يَعْلَمُ، وَمَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ، وَفَّقَهُ اللهُ لِمَا لاَ يَعْلَمُ، وَمَنْ سَاءَ خُلُقَهُ شَانَ دِيْنَهُ، وَحَسَبَهُ، وَمُرُوءتَهُ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَكذَبُ النَّاسِ العَائِدُ فِي ذَنْبِهِ، وَأَجهَلُ النَّاسِ المُدِلُّ بِحَسَنَاتِه، وَأَعْلَمُ النَّاسِ بِاللهِ أَخْوَفُهُم مِنْهُ، لَنْ يَكْمُلَ عَبْدٌ حَتَّى يُؤثِرَ دِيْنَهُ عَلَى شَهْوَتِهِ، وَلَنْ يَهْلِكَ عَبدٌ حَتَّى يُؤثِرَ شَهْوَتَه عَلَى دِيْنِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَوَيْه: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: تَرْكُ العَمْلِ مِنْ أَجلِ النَّاسِ رِيَاءٌ، وَالعَمْلُ مِنْ أَجلِ النَّاسِ شِرْكٌ، والإخلاص أن يعاقبك اللهُ عَنْهُمَا. قَالَ سَلْمَ بنُ عَبْدِ اللهِ الخُرَاسَانِيُّ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: إِنَّمَا أَمْس مَثَلٌ، وَاليَوْمَ عَمَلٌ، وَغداً أَمَلٌ. وَقَالَ فَيْضُ بنُ إِسْحَاقَ: قَالَ الفُضَيْلُ: وَاللهِ مَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تُؤْذِيَ كَلْباً وَلاَ خِنْزِيْراً بِغَيْرِ حَقٍّ، فَكَيْفَ تُؤْذِي مُسْلِماً؟! وَعَنْ فُضَيْلٍ: لاَ يَكُوْنُ العَبْدُ مِنَ المُتَّقِيْنَ حَتَّى يَأْمَنَهُ عَدُوُّهُ. وَعَنْهُ: بِقَدْرِ مَا يَصْغُرُ الذَّنْبُ عِنْدَكَ، يَعظُمُ عِنْدَ اللهِ، وَبِقَدْرِ مَا يَعْظُمُ عِنْدَكَ، يَصغُرُ عِنْدَ الله. قال مُخرِز بنُ عَوْنٍ: أَتَيْتُ الفُضَيْلَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ لِي: يَا مُحْرِزُ، وَأَنْتَ أَيْضاً مَعَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، مَا فَعَلَ القُرْآنُ? وَاللهِ لَوْ نَزَلَ حَرْفٌ بِاليَمَنِ، لَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَذْهَبَ حَتَّى نَسْمَعَهُ، وَاللهِ لأَنْ تَكُوْنَ رَاعِيَ الحُمُرِ وَأَنْتَ مُقِيْمٌ عَلَى مَا يُحِبُّ اللهُ، خَيْرٌ لَكَ مِنَ الطَّوَافِ وَأَنْتَ مُقِيْمٌ عَلَى مَا يَكرَهُ اللهُ. المُفَضَّلُ الجَنَدِيُّ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَخَوْفَ عَلَى نَفْسِهِ، وَلاَ أَرْجَى لِلنَّاسِ مِنَ الفُضَيْلِ، كَانَتْ قِرَاءتُهُ حَزِيْنَةً، شَهِيَّةً، بَطِيئَةً، مُتَرسِّلَةً، كَأَنَّهُ

يُخَاطِبُ إِنْسَاناً، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيْهَا ذِكْرُ الجَنَّةِ، يُرَدِّدُ فِيْهَا، وَسَأَلَ، وَكَانَتْ صَلاَتُهُ بِاللَّيْلِ أَكْثَرُ ذَلِكَ قَاعِداً، يُلْقَى لَهُ الحَصِيْرُ فِي مَسْجِدِهِ، فَيُصَلِّي فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ سَاعَةً، ثم تغلبه عينيه، فَيُلْقِي نَفْسَهُ عَلَى الحَصِيْرِ، فَيَنَامُ قَلِيْلاً، ثُمَّ يَقُوْمُ، فَإِذَا غَلَبَهُ النَّوْمُ نَامُ، ثُمَّ يَقُوْمُ هَكَذَا حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ دَأْبُهُ إِذَا نَعِسَ أَنْ يَنَامَ، وَيُقَالُ: أَشَدُّ العِبَادَةِ مَا كَانَ هَكَذَا. وَكَانَ صَحِيْحَ الحَدِيْثِ، صَدُوْقَ اللِّسَانِ، شَدِيْدَ الهَيْبَةِ لِلْحَدِيْثِ إِذَا حَدَّثَ، وَكَانَ يَثقُلُ عَلَيْهِ الحَدِيْثُ جِدّاً، وَرُبَّمَا قَالَ لِي: لَوْ أَنَّكَ طَلَبتَ مِنِّي الدَّنَانِيرَ، كَانَ أَيسَرَ عَلَيَّ مِنْ أَنْ تَطلُبَ مِنِّي الحَدِيْثَ. فَقُلْتُ: لَوْ حَدَّثْتَنِي بِأَحَادِيْثَ فَوَائِدَ لَيْسَتْ عِنْدِي، كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَهَبَ لِي عَدَدَهَا دَنَانِيْرَ. قَالَ: إِنَّكَ مَفْتُوْنٌ، أَمَا وَاللهِ لَوْ عَمِلتَ بِمَا سَمِعْتَ، لَكَانَ لَكَ فِي ذَلِكَ شُغُلٌ عَمَّا لَمْ تَسْمَعْ، سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بنَ مِهْرَانَ يَقُوْلُ: إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْكَ طَعَامٌ تَأْكُلُه، فَتَأْخُذُ اللُّقمَةَ، فَتَرمِي بِهَا خَلْفَ ظَهرِكَ، مَتَى تَشبَعُ? أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ التَّيْمِيِّ، أَخْبَرَنَا الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا الغَلاَبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الجَرْمِيُّ النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ الرَّبِيْعِ، قَالَ: حَجَّ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ -يَعْنِي: هَارُوْنَ- فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ! قَدْ حَكَّ فِي نَفْسِي شيء، فانظر لي رجلا أسأله. فقلت: ههنا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ. فَقَالَ: امضِ بِنَا إِلَيْهِ. فَأَتَيْنَاهُ، فَقَرَعتُ بَابَه، فَقَالَ: مَنْ ذَا? فَقُلْتُ: أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. فَخَرَجَ مُسْرِعاً، فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! لَوْ أَرْسَلتَ إليَّ، أَتَيْتُكَ. فَقَالَ: خُذْ لِمَا جِئْتُكَ لَهُ. فَحَدَّثَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ لَهُ: عَلَيْكَ دَينٌ? قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لِي: اقْضِ دَيْنَهُ. فَلَمَّا خَرَجْنَا، قَالَ: مَا أغنى عني صاحبك شيئًا. قلت: ههنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. قَالَ: امضِ بِنَا إِلَيْهِ. فَأَتَيْنَاهُ، فَقَرَعتُ البَابَ، فَخَرَجَ، وَحَادَثَه سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: عَلَيْكَ دَينٌ? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَبَا عَبَّاسٍ! اقْضِ دَيْنَهُ. فَلَمَّا خَرَجْنَا، قَالَ: مَا أَغْنَى عَنِّي صَاحِبُك شَيْئاً، انْظُرْ لِي رَجُلاً أَسْأَلْهُ. قلت: ههنا الفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ. قَالَ: امْضِ بِنَا إِلَيْهِ. فَأَتَيْنَاهُ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَتْلُو آيَةً يُرَدِّدُهَا، فَقَالَ: اقْرَعِ البَابَ. فَقَرَعتُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا? قُلْتُ: أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: مَا لِي وَلأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ? قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ! أَمَا عَلَيْكَ طَاعَةٌ؟ فَنَزَلَ، فَفَتَحَ البَابَ، ثُمَّ ارْتَقَى إِلَى الغُرفَةِ، فَأَطْفَأَ السِّرَاجَ، ثُمَّ الْتَجَأَ إِلَى زَاوِيَةٍ، فَدَخَلْنَا، فَجَعَلْنَا نَجُولُ عَلَيْهِ بِأَيْدِيْنَا، فَسَبَقَتْ كَفُّ هَارُوْنَ قَبْلِي إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا لَهَا مِنْ كَفٍّ مَا أَلْيَنَهَا إِنْ نَجَتْ غَداً مِنْ عَذَابِ اللهِ! فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَيُكَلِّمَنَّهُ اللَّيْلَةَ بِكَلاَمٍ نَقِيٍّ مِنْ قَلْبٍ تَقِيٍّ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ لِمَا جِئنَاكَ لَهُ -رَحِمَكَ اللهُ- فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ لَمَّا وَلِيَ الخِلاَفَةَ، دَعَا سَالِمَ بنَ عَبْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدَ بنَ كَعْبٍ، وَرَجَاءَ بنَ حَيْوَةَ، فَقَالَ لَهُم: إِنِّيْ قَدِ ابْتُلِيتُ بِهَذَا البَلاَءِ، فَأَشِيْرُوا عَلَيَّ. فَعَدَّ الخِلاَفَةَ بَلاَءً، وَعَدَدْتَهَا أَنْتَ وَأَصْحَابَك نِعمَةً. فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: إِنْ أَرَدْتَ النَّجَاةَ

فَصُمِ الدُّنْيَا، وَلْيَكُنْ إِفْطَارُكَ مِنْهَا المَوْتَ. وَقَالَ لَهُ ابْنُ كَعْبٍ: إِنْ أَرَدْتَ النَّجَاةَ مِنْ عَذَابِ اللهِ، فَلْيَكُنْ كَبِيْرُ المُسْلِمِيْنَ عِنْدَك أَباً، وَأَوْسَطُهُم أَخاً، وَأَصْغَرُهُم وَلداً، فَوَقِّرْ أَبَاكَ، وَأَكْرِمْ أَخَاكَ، وَتَحَنَّنْ عَلَى وَلَدِكَ. وَقَالَ لَهُ رَجَاءٌ: إِنْ أَرَدْتَ النَّجَاةَ مِنْ عَذَابِ اللهِ، فَأَحِبَّ لِلْمُسْلِمِيْنَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَاكْرَهْ لَهُم مَا تَكرَهُ لِنَفْسِكَ، ثُمَّ مُتْ إِذَا شِئْتَ، وَإِنِّيْ أَقُوْلُ لَكَ هَذَا، وَإِنِّيْ أَخَافُ عَلَيْكَ أَشَدَّ الخَوْفِ يَوْماً تَزِلُّ فِيْهِ الأَقْدَامُ، فَهَلْ مَعَكَ -رحمك الله- من يُشِيْرُ عَلَيْكَ بِمِثْلِ هَذَا؟ فَبَكَى بُكَاءً شَدِيْداً، حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ. فَقُلْتُ لَهُ: ارْفُقْ بِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. فَقَالَ: يَا ابْنَ أُمِّ الرَّبِيْعِ، تَقْتُلُهُ أَنْتَ وَأَصْحَابُك، وَأَرْفُقُ بِهِ أَنَا. ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ لَهُ: زِدْنِي -رَحِمَكَ اللهُ. قُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّ عَامِلاً لِعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ شُكِيَ إِلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: يَا أَخِي! أُذَكِّرُكَ طُوْلَ سَهِرِ أَهْلِ النَّارِ فِي النَّارِ، مَعَ خُلُوْدِ الأَبَدِ، وَإِيَّاكَ أَنْ يُنْصَرَفَ بِكَ مِنْ عِنْدِ اللهِ، فَيَكُوْنُ آخِرَ العَهدِ، وَانقِطَاعَ الرَّجَاءِ. فَلَمَّا قَرَأَ الكِتَابَ، طَوَى البِلاَدَ، حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا أَقْدَمَكَ? قَالَ: خَلَعتَ قَلْبِي بِكِتَابِكَ، لاَ أَعُوْدُ إِلَى وِلاَيَةٍ حَتَّى أَلْقَى اللهَ. فَبَكَى هَارُوْنُ بُكَاءً شَدِيْداً. فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! إِنَّ العَبَّاسِ عَمِّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أمِّرني فَقَالَ لَهُ: "إِنَّ الإِمَارَةَ حَسْرَةٌ وَنَدَامَةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ تَكُوْنَ أَمِيْراً، فَافْعَلْ" 1. فَبَكَى هَارُوْنُ، وَقَالَ: زِدْنِي. قَالَ: يَا حَسَنَ الوَجْهِ، أَنْتَ الَّذِي يَسْأَلُكَ اللهُ عَنْ هَذَا الخَلْقِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَقِيَ هَذَا الوَجْهَ مِنَ النَّارِ، فَافْعَلْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمسِيَ وَفِي قَلْبِكَ غِشٌّ لأَحَدٍ مِنْ رَعِيَّتِك، فَإِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَصْبَحَ لَهُم غَاشّاً، لَمْ يَرُحْ رائحة الجنة" 2. فبكى هارون، وقال له: عَلَيْكَ دَينٌ? قَالَ: نَعَمْ، دَينٌ لِرَبِّي، لَمْ يُحَاسِبْنِي عَلَيْهِ، فَالوَيْلُ لِي إِنْ سَاءلَنِي، وَالوَيلُ لي إن ناقشني،

_ 1 لم يرد بهذا اللفظ في شيء من كتب ودواوين السنة المشرفة، لكن ورد في عظم أمر الإمارة ما أخرجه مسلم "1825" من طريق الحارث بن يزيد الحضرمي، عن ابن حجيرة الأكبر، عن أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي. ثم قال: "يا با ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيْهَا". وأخرج البخاري "7148" من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إنكم ستحرصون على الامارة وستكون ندامة يوم القيامة، فنعم المرضعة وبئست الفاطمة". وأخرج البخاري "7147" عن عبد الرحمن بن سمرة قَالَ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الامارة، فإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فائت الذي هو خير وكفر عن يمينك". 1 أخرجه البخاري "7151"، ومسلم "142" من حديث معقل بن يسار مرفوعا بلفظ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيْهِ اللهُ رَعِيَّةً يَمُوْتُ يَوْمَ يَمُوْتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلاَّ حَرَّمَ الله عليه الجنة".

وَالوَيلُ لِي إِنْ لَمْ أُلْهَم حُجَّتِي. قَالَ: إِنَّمَا أَعْنِي مِنْ دَينِ العِبَادِ. قَالَ: إِنَّ رَبِّي لَمْ يَأْمُرْنِي بِهَذَا، أَمَرَنِي أَنْ أَصْدُقَ وَعْدَهُ، وَأُطِيْعَ أَمْرَهُ، فَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذَّارِيَاتُ: 56] ، الآيَاتِ. فَقَالَ: هَذِهِ أَلفُ دِيْنَارٍ، خُذْهَا، فَأَنْفِقْهَا عَلَى عِيَالِكَ، وتقوَّ بِهَا عَلَى عِبَادَةِ رَبِّكَ. فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! أَنَا أَدُلُّكَ عَلَى طَرِيْقِ النَّجَاةِ، وَأَنْتَ تُكَافِئُنِي بِمِثلِ هَذَا، سَلَّمَكَ اللهُ، وَوَفَّقَكَ. ثُمَّ صَمَتَ، فَلَمْ يُكَلِّمْنَا. فَخَرَجْنَا، فَقَالَ هَارُوْنُ: أَبَا عَبَّاسٍ! إِذَا دَلَلْتَنِي، فَدُلَّنِي عَلَى مِثْلِ هَذَا، هَذَا سَيِّدُ المُسْلِمِيْنَ. فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ، فَقَالَتْ: قَدْ تَرَى مَا نَحْنُ فِيْهِ مِنَ الضِّيقِ، فَلَو قَبِلْتَ هَذَا المَالَ. قَالَ: إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُم، كَمَثَلِ قَوْمٍ لَهُم بَعِيْرٌ يَأْكلُوْنَ مِنْ كَسْبِهِ، فَلَمَّا كَبِرَ نَحَرُوهُ، فَأَكَلُوا لَحْمَهُ، فَلَمَّا سَمِعَ هَارُوْنُ هَذَا الكَلاَمَ، قَالَ: نَدْخُلُ، فَعَسَى أَنْ يَقْبَلَ المَالَ. فَلَمَّا عَلِمَ الفُضَيْلُ، خَرَجَ، فَجَلَسَ فِي السَّطحِ عَلَى بَابِ الغُرفَةِ، فَجَاءَ هَارُوْنُ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ، فَجَعَلَ يُكَلِّمُهُ، فَلاَ يُجِيْبُهُ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ، إِذْ خَرَجَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَتْ: يَا هَذَا! قَدْ آذَيْتَ الشَّيْخَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ، فَانْصَرِفْ، فَانْصَرَفْنَا. حِكَايَةٌ عَجِيْبَةٌ، وَالغَلاَبِيُّ غَيْرُ ثِقَةٍ. وَقَدْ رَوَاهَا: غَيْرُهُ. أَخْبَرَتْنَا عَائِشَةُ بِنْتُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ رَاجِحٍ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا العَلاَّفُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الحَمَّامِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَجَّاجِ بِالمَوْصِلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعْدَانَ الحَرَّانِيُّ، حدثنا أبو عمر النحوي -هو الجَرْمِيُّ- عَنِ الفَضْلِ بنِ الرَّبِيْعِ، بِهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ شَقِيْقٍ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ: قَالَ الفُضَيْلُ: لَوْ خُيِّرتُ بَيْنَ أَنْ أَعِيْشَ كَلْباً، وَأَمُوْتَ كَلباً وَلاَ أَرَى يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَخْتَرْتُ ذَلِكَ. وَقَالَ فَيْضُ بنُ إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: وَاللهِ لأَنْ أَكُوْنَ تُرَاباً، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُوْنَ فِي مِسلاَخِ أَفْضَلِ أَهْلِ الأَرْضِ، وَمَا يَسُرُّنِي أَنْ أَعْرِفَ الأَمْرَ حَقَّ مَعْرِفَتِه، إِذاً لَطَاشَ عَقْلِي. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الطَّبَرِيُّ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: لَوْ قُلْتُ: إِنَّكَ تَخَافُ المَوْتَ، مَا قَبْلِتُ مِنْكَ، لَوْ خِفتَ المَوْتَ، مَا نَفَعَكَ طَعَامٌ وَلاَ شَرَابٌ، وَلاَ شَيْءٌ، مَا يَسُرُّنِي أَنْ أعرف الأمر حق معرفته، إذا لطاش عقلي، وَلَمْ أَنْتَفِعْ بِشَيْءٍ. عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ يَزِيْدَ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: لاَ تَجْعَلِ الرِّجَالَ أَوْصِيَاءكَ، كَيْفَ تَلُوْمُهُم أَنْ يُضِيعُوا وَصِيَّتَكَ، وَأَنْتَ قَدْ ضَيَّعْتَهَا فِي حَيَاتِكَ.

وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْداً، أَكْثَرَ غمه وإذا بغض عَبداً، وَسَّعَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الأَشْعَثِ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُذْكَرَ لَمْ يُذْكَرْ، وَمَنْ كَرِهَ أَنْ يُذْكَرَ ذُكِرَ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وَعِزَّتِهِ، لَوْ أَدْخَلَنِي النَّارَ مَا أَيِسْتُ. وَسَمِعتُهُ -وَقَدْ أَفَضْنَا مِنْ عَرَفَاتَ- يَقُوْلُ: وَاسَوْأَتَاهُ -وَاللهِ مِنْكَ- وَإِنْ عَفَوْتَ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: الخَوْفُ أَفْضَلُ مِنَ الرَّجَاءِ مَا دَامَ الرَّجُلُ صَحِيْحاً، فَإِذَا نَزَلَ بِهِ المَوْتُ، فَالرَّجَاءُ أَفْضَلُ. قُلْتُ: وَذَلِكَ لِقَوْلِه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يَمُوْتَنَّ أَحَدُكُم إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ" 1. رَوَى أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّورقي، عَنْ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ، قَالَ: بَلَغَ الفُضَيْلَ أَنَّ حَرِيْزاً يُرِيْدُ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَأَقفَلَ البَابَ مِنْ خَارِجٍ، فَجَاءَ، فَرَأَى البَابَ مُقْفَلاً، فَرَجَعَ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: حَرِيْزٌ. قَالَ: مَا يَصْنَعُ بِي، يُظْهِرُ لِي مَحَاسِنَ كَلاَمِهِ، وَأُظهِرُ لَهُ مَحَاسِنَ كَلاَمِي، فَلاَ يَتَزَيَّنُ لِي، وَلاَ أَتَزَيَّنُ لَهُ خَيْرٌ لَهُ. ثُمَّ قَالَ عليٌّ: مَا رَأَيْتُ أَنصَحَ لِلْمُسْلِمِيْنَ، وَلاَ أَخَوْفَ مِنْهُ، وَلَقَدْ رَأْيْتُهُ فِي المَنَامِ قَائِماً عَلَى صُنْدُوْقٍ يُعطِي المَصَاحِفَ، وَالنَّاسُ حَوْلَهُ، فِيْهِم سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَهَارُوْنُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، فَمَا رَأْيْتُهُ يُوَدِّعُ أَحَداً، فَيَقدِرُ أَنْ يُتِمَّ وَدَاعَه. قَالَ فَيْضُ بنُ وَثِيْقٍ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ تَكُوْنَ مُحَدِّثاً، وَلاَ قَارِئاً، وَلاَ مُتَكَلِّماً، إِنْ كُنْتَ بَلِيْغاً، قَالُوا: مَا أَبْلَغَهُ، وَأَحْسَنَ حَدِيْثَه، وَأَحْسَنَ صَوْتَه! فَيُعجِبُكَ ذَلِكَ، فَتَنْتَفِخَ. وَإِنْ لَمْ تَكُنْ بَلِيْغاً، وَلاَ حَسَنَ الصَّوتِ، قَالُوا: لَيْسَ يُحْسِنُ يُحَدِّثُ، وَلَيْسَ صَوْتُهُ بِحَسَنٍ، أَحزَنَكَ ذَلِكَ، وَشقَّ عَلَيْك، فَتكُوْنَ مُرَائِياً. وَإِذَا جَلَسْتَ، فَتَكَلَّمْتَ، فَلَمْ تُبَالِ مَنْ ذَمَّكَ، وَمَنْ مَدَحَكَ فَتَكَلَّمْ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ زُنْبور: قَالَ الفُضَيْلُ: لاَ يَسْلَمُ لَكَ قَلْبُكَ حَتَّى لاَ تُبَالِي من أكل الدنيا. وقيل لَهُ: مَا الزُّهْدُ? قَالَ: القُنُوعُ. قِيْلَ: مَا الوَرَعُ? قَالَ: اجْتنَابُ المَحَارِمِ. قِيْلَ: مَا العِبَادَةُ? قَالَ: أَدَاءُ الفَرَائِضِ. قِيْلَ: مَا التَّوَاضُعُ? قَالَ: أَنْ تَخضَعَ لِلْحقِّ. وَقَالَ: أَشدُّ الوَرَعِ فِي اللسان.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2877" من حديث جابر بن عبد الله، به مرفوعا.

قُلْتُ: هَكَذَا هُوَ، فَقَدْ تَرَى الرَّجُلَ وَرِعاً فِي مَأْكَلِهِ، وَمَلْبَسِه، وَمُعَامَلَتِه، وَإِذَا تَحدَّثَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ الدَّاخِلُ مِنْ حَدِيْثِهِ، فَإِمَّا أَنْ يَتَحَرَّى الصِّدْقَ، فَلاَ يَكمُلُ الصِّدْقُ، وَإِمَّا أَنْ يَصْدُقَ، فَيُنَمِّقَ حَدِيْثَه لِيُمدَحَ عَلَى الفَصَاحَةِ، وَإِمَّا أَنْ يُظهِرَ أَحْسَنَ مَا عِنْدَهُ لِيُعَظَّمَ، وَإِمَّا أَنْ يَسكُتَ فِي مَوْضِعِ الكَلاَمِ لِيُثْنَى عَلَيْهِ، وَدَوَاءُ ذَلِكَ كُلِّه الانْقِطَاعُ عَنِ النَّاس، إِلاَّ مِنَ الجَمَاعَةِ. قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ يَزِيْدَ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: لَوْ أَنَّ لِي دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً، مَا جَعَلْتُهَا إِلاَّ فِي إِمَامٍ، فَصَلاَحُ الإِمَامِ صَلاَحُ البِلاَدِ وَالعِبَادِ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: إِنَّمَا هُمَا عَالِمَانِ، فَعَالِمُ الدُّنْيَا: عِلْمُهُ مَنْشُوْرٌ، وَعَالِمُ الآخِرَةِ: عِلْمُهُ مَسْتُورٌ، احْذَرُوا عَالِمَ الدُّنْيَا، لاَ يَضُرُّكُم بِسُكْرِهِ، العُلَمَاءُ كَثِيْرٌ، وَالحُكمَاءُ قَلِيْلٌ. وَعَنْهُ: لاَ يَبلُغُ العَبْدُ حَقِيْقَةَ الإِيْمَانِ، حَتَّى يَعُدَّ البَلاَءَ نِعمَةً، وَالرَّخَاءَ مُصِيْبَةً، وَحَتَّى لاَ يُحِبَّ أَنْ يُحْمَدَ عَلَى عِبَادَةِ اللهِ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ زِيَادٍ المَرْوَزي: سَمِعْتُ فُضَيْلاً يَقُوْلُ: لَوْ حَلَفْتُ أَنِّي مُرَاءٍ، كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أحلف أن لَسَتُ بِمُرَاءٍ، وَلَو رَأَيْتُ رَجُلاً اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلَهُ، لَقُلْتُ: هَذَا مَجْنُوْنٌ، مَنِ الَّذِي اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلَهُ، لاَ يُحِبُّ أَنْ يُجَوِّدَ كَلاَمَهُ لَهُم? فَيْضُ بنُ إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ فُضَيْلاً يَقُوْلُ: لَيْسَتِ الدُّنْيَا دَارَ إِقَامَةٍ، وَإِنَّمَا آدَمُ أُهْبِطَ إِلَيْهَا عُقُوْبَةً، أَلاَ تَرَى كَيْفَ يَزْوِيْهَا عَنْهُ، وَيُمَرِّرُهَا عَلَيْهِ بِالجُوْعِ، بِالعُرِيِّ، بِالحَاجَةِ، كَمَا تَصْنَعُ الوَالِدَةُ الشَّفِيْقَةُ بِوَلَدِهَا، تَسقِيْهِ مَرَّةً حُضَضاً، وَمَرَّةً صبرًا، وإنما بِذَلِكَ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ. وَعَنِ الفُضَيْلِ: حَرَامٌ عَلَى قُلُوْبِكُم أَنْ تُصِيْبَ حَلاَوَةَ الإِيْمَانِ، حَتَّى تَزْهَدُوا فِي الدُّنْيَا. وَعَنْهُ: إِذَا لَمْ تَقدِرْ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ، وَصِيَامِ النَّهَارِ، فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَحْرُوْمٌ، كَبَّلَتْكَ خَطِيئَتُكَ. وَعَنْ فُضَيْلٍ -وَرَأَى قَوْماً مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ يَمرَحُوْنَ وَيَضْحَكُوْنَ- فَنَادَاهُم: مَهْلاً يَا وَرثَةَ الأَنْبِيَاءِ -مَهْلاً ثَلاَثاً- إِنَّكُم أَئِمَّةٌ يُقْتَدَى بِكُم. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ يَقُوْلُ: يُغْفَرُ لِلْجَاهِلِ سَبْعُوْنَ ذَنْباً مَا لاَ يُغْفَرُ لِلْعَالِمِ ذَنْبٌ وَاحِدٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الحَذَّاءُ، سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: أَخَذْتُ بِيَدِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ فِي هَذَا الوَادِي، فَقُلْتُ: إِنْ كُنْتَ تَظُنُّ أَنَّهُ بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ شَرٌّ مِنِّي وَمِنْكَ، فَبِئْسَ مَا تَظُنُّ.

قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ مَرْدَوَيْه: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: مَنْ أَحَبَّ صَاحِبَ بِدْعَةٍ، أَحبَطَ اللهُ عَمَلَهُ، وَأَخْرَجَ نُوْرَ الإِسْلاَمِ مِنْ قَلْبِهِ، لاَ يَرْتَفِعُ لِصَاحِبِ بِدْعَةٍ إِلَى اللهِ عَمَلٌ، نَظَرُ المُؤْمِنِ إِلَى المُؤْمِنِ يَجلُو القَلْبَ، وَنَظَرُ الرَّجُلِ إِلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ يُورِثُ العَمَى، مَنْ جَلَسَ مَعَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ لَمْ يُعْطَ الحِكْمَةَ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يُوْسُفَ الزَّمِّيُّ، عَنْ فُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ علي هارون أمير المُؤْمِنِيْنَ، قُلْتُ: يَا حَسَنَ الوَجْهِ! لَقَدْ كُلِّفْتَ أَمْراً عَظِيْماً، أَمَا إِنِّيْ مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْسَنَ وَجْهاً مِنْكَ، فَإِنْ قَدِرْتَ أَنْ لاَ تُسَوِّدَ هَذَا الوَجْهَ بِلَفْحَةٍ مِنَ النَّارِ، فَافْعَلْ. قَالَ: عِظْنِي. قُلْتُ: بِمَاذَا أَعِظُكَ? هَذَا كِتَابُ اللهِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ، انْظُرْ مَاذَا عَمِلَ بِمَنْ أَطَاعَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ بِمَنْ عَصَاهُ، إِنِّيْ رَأَيْتُ النَّاسَ يَغُوصُونَ عَلَى النَّارِ غَوْصاً شَدِيْداً، وَيَطلُبُوْنَهَا طَلَباً حَثِيثاً، أَمَا وَاللهِ، لَوْ طَلَبُوا الجَنَّةَ بِمِثْلِهَا، أَوْ أَيسَرَ، لَنَالُوْهَا. وَقَالَ: عُدْ إِلَيَّ فَقَالَ: لَوْ لَمْ تَبْعَثْ إِلَيَّ. لَمْ آتِكَ، وَإِنِ انْتَفعتَ بِمَا سَمِعْتَ، عُدْتُ إِلَيْكَ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الأَشْعَثِ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ فِي مَرَضِهِ: ارْحَمْنِي بِحُبِّي إِيَّاكَ، فَلَيْسَ شَيْءٌ إِلَيَّ مِنْكَ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ وَهُوَ يَشتَكِي: مَسَّنِيَ الضُّرُّ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِيْنَ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَنِ اسْتَوْحَشَ مِنَ الوَحْدَةِ، وَاسْتَأَنَس بِالنَّاسِ، لَمْ يَسْلَمْ مِنَ الرِّيَاءِ، لاَ حَجَّ وَلاَ جِهَادَ أَشدُّ مِنْ حَبْسِ اللِّسَانِ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَشَدَّ غَمّاً مِمَّنْ سَجَنَ لِسَانَهُ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ كَثِيْراً يَقُوْلُ: أِحْفَظْ لِسَانَكَ، وَأَقْبِلْ عَلَى شَأنِكَ، وَاعْرفْ زَمَانَكَ، وَأَخْفِ مَكَانَكَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنَا الفَيْضُ بنُ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: وَدِدْتُ أَنَّهُ طَارَ فِي النَّاسِ أَنِّي مُتُّ حَتَّى لاَ أُذْكَرَ، إِنِّيْ لأَسْمَعُ صَوْتَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، فَيَأْخُذُنِي البَوْلُ فَرَقاً مِنْهُم. وَقَالَ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ زِيَادٍ، سَمِعْتُ فُضَيْلاً يَقُوْلُ لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ: لِمَ تُكْرِهُوْنِي عَلَى أَمرٍ تَعْلَمُوْنَ أَنِّي كَارِهٌ لَهُ -يَعْنِي: الرِّوَايَةَ? لَوْ كُنْتُ عَبْداً لَكُم فَكَرِهْتُكُم، كَانَ نَولي أَنْ تَبِيْعُوْنِي، لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِذَا دَفَعتُ رِدَائِي هَذَا إِلَيْكُم، ذَهَبْتُم عَنِّي، لَفَعَلتُ. الدَّورقي: وَسَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يُخَاطِبُ نَفْسَهُ: مَا أَرَاهُ

أَخْرَجَكِ مِنَ الحِلِّ، فَدَسَّك فِي الحَرَمِ إِلاَّ لِيُضْعِفَ عَلَيْكِ الذَّنْبَ. أَمَا تَسْتَحِي تَذْكُرُ الدِّيْنَارَ وَالدِّرْهَمَ وَأَنْتَ حَوْلَ البَيْت، إِنَّمَا كَانَ يَأْتِيْهِ التَّائِبُ وَالمُسْتَجِيْرُ. وَعَنِ الفُضَيْلِ، قَالَ: المُؤْمِنُ يَغْبِطُ، وَلاَ يَحْسُدُ، الغِبْطَةُ مِنَ الإِيْمَانِ، وَالحَسَدُ مِنَ النِّفَاقِ. قُلْتُ: هَذَا يُفَسِّرُ لَكَ قَوْلَهُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالتَّسْلِيمُ: "لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ اللهُ مَالاً يُنْفِقُهُ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٍ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ، فَهُوَ يَقُوْمُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَأَطرَافَ النَّهَارِ" 1. فَالحَسَدُ هُنَا، مَعْنَاهُ: الغِبطَةُ، أَنْ تَحْسُدَ أَخَاكَ عَلَى مَا آتَاهُ الله، لاَ أَنَّكَ تَحْسُدُهُ بِمَعْنَى: أَنَّك تَوَدُّ زوَالَ ذَلِكَ عَنْهُ، فَهَذَا بَغْيٌ وَخُبْثٌ. وَعَنِ الفُضَيْلِ، قَالَ: مِنْ أَخلاَقِ الأَنْبِيَاءِ: الحِلْمُ، وَالأَنَاةُ، وَقِيَامُ اللَّيْلِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي أَبِي زُرْعة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ، عَنِ الفَضْلِ بنِ مُوْسَى، قَالَ: كَانَ الفُضَيْلُ شَاطِراً يَقْطَعُ الطريق، فذكر الحكاية، وقد مضت. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ اللَّيْثِ: حَدَّثَنَا المُحَدِّث عَلِيُّ بنُ خَشْرَم، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ جِيْرَانِ الفُضَيْلِ مِنْ أَبِيْوَرْدَ، قَالَ: كَانَ الفُضَيْلُ يَقْطَعُ الطَّرِيْق وَحْدَهُ، فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدِ انْتَهَتْ إِلَيْهِ القَافِلَةُ، فَقَالَ بَعْضُهُم: اعْدِلُوا بِنَا إِلَى هَذِهِ القَرْيَةِ، فَإِنَّ الفُضَيْلَ يَقْطَعُ الطَّرِيْقَ. فَسَمِعَ ذَلِكَ، فَأُرْعِدَ، فَقَالَ: يَا قَوْمُ جُوْزُوا، وَاللهِ لأَجْتَهِدنَّ أَنْ لاَ أَعْصِيَ اللهَ. وَرُوِيَ نَحْوُهَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، لَكِنَّهُ فِي الإِسْنَادِ ابْنُ جَهْضَم، وَهُوَ هَالِكٌ. وَبِكُلِّ حَالٍ: فَالشِّرْكُ أَعْظَمُ مِنْ قَطعِ الطَّرِيْقِ، وَقَدْ تَابَ مِنَ الشِّركِ خَلقٌ، صَارُوا أَفْضَلَ الأُمَّةِ، فَنَوَاصِي العِبَادِ بِيَدِ اللهِ -تَعَالَى- وَهُوَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ، وَيَهدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ: قَالَ لِي المَأْمُوْنُ: قَالَ لِي الرَّشِيْدُ: مَا رَأتْ عَيْنَايَ مِثْلَ فُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، دَخَلْتُ عَلَيْهِ. فَقَالَ لِي: فَرِّغْ قَلْبَكَ لِلْحُزنِ وَلِلْخَوْفِ حَتَّى يَسْكُنَاهُ، فَيَقْطَعَاكَ عَنِ المَعَاصِي، ويباعداك من النار.

_ 1 صحيح: أخرجه الحميدي "617"، وابن أبي شيبة "10/ 557"، والبخاري "7529"، وفي "خلق أفعال العباد" "ص124"، ومسلم "815"، والنسائي في "فضائل القرآن" "97"، وابن ماجه "4209"، والبيهقي في "السنن" "4/ 188"، والبغوي "3537" من طرق عن سفيان بن عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ مرفوعا بلفظ: "لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ، فَهُوَ يَقُوْمُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وآناء النهار، ورجل أتاه الله مالا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار".

وَعَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ بَعْدَ الفُضَيْلِ أَعبَدَ مِنْ وَكِيْعٍ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الأَشْعَثِ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ يُقَبِّلُ يَدَ الفُضَيْلِ مَرَّتَيْنِ. وَعَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ: إِذَا نَظَرْتُ إِلَى الفُضَيْلِ جَدَّدَ لِيَ الحُزْنَ، وَمَقَتُّ نَفْسِي، ثُمَّ بَكَى. قَالَ يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ: دَخَلْتُ مَعَ زَافِرِ بنِ سُلَيْمَانَ عَلَى الفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، فَإِذَا مَعَهُ شَيْخٌ، فَدَخَلَ زَافِرٌ، وَأَقعَدَنِي عَلَى البَابِ. قَالَ زَافِرٌ: فَجَعَلَ الفُضَيْلُ يَنْظُرُ إِلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: هَؤُلاَءِ المُحَدِّثُونَ يُعْجِبُهُم قُرْبُ الإِسْنَادِ، أَلاَ أُخْبِرُكَ بِإِسْنَادٍ لاَ شَكَّ فِيْهِ: رَسُوْلُ اللهِ، عَنْ جِبْرِيْلَ، عَنِ اللهِ: {نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ} [التَّحْرِيْمُ: 6] ، فَأَنَا وَأَنْتَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ مِنَ النَّاسِ، ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ وَعَلَى الشَّيْخِ، وَجَعَلَ زَافِرٌ يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا، ثُمَّ خَرَجَ الفُضَيْلُ، وَقُمْنَا، وَالشَّيْخُ مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ. قَالَ سَهْل بنُ رَاهويه: قُلْتُ لابْنِ عُيَيْنَةَ: أَلاَ تَرَى إِلَى الفُضَيْلِ، لاَ تَكَادُ تَجِفُّ لَهُ دَمْعَةٌ؟ قَالَ: إِذَا قَرِحَ القَلْبُ، نَدِيَتِ العَيْنَانِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: نَظرَ الفُضَيْلُ إِلَى رَجُلٍ يَشْكُو إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: يَا هَذَا تَشْكُو مَنْ يَرْحَمُكَ إِلَى مَنْ لاَ يَرْحَمُكَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَنْطَاكِيُّ، قال: اجتمع الفضيل والثوري، فتذاكروا فَرَقَّ سُفْيَانُ، وَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ هَذَا المَجْلِسُ عَلَيْنَا رَحْمَةً وَبَرَكَةً. فَقَالَ لَهُ الفُضَيْلُ: لَكِنِّي يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، أَخَافُ أَنْ لاَ يَكُوْنَ أَضَرَّ عَلَيْنَا مِنْهُ، أَلَسْتَ تَخَلَّصْتَ إِلَى أَحْسَنِ حَدِيْثِكَ، وَتَخَلَّصْتُ أَنَا إِلَى أَحْسَنِ حَدِيْثِي، فَتَزَيَّنْتَ لِي، وَتَزَيَّنْتُ لَكَ? فَبَكَى سُفْيَانُ، وَقَالَ: أَحْيَيْتَنِي، أَحْيَاكَ اللهُ. وَقَالَ الفَيْضُ: قَالَ لِي الفُضَيْلُ: لَوْ قِيْلَ لَكَ: يَا مُرائي، غَضِبْتَ، وَشَقَّ عَلَيْكَ، وَعَسَى مَا قِيْلَ لَكَ حَقٌّ، تَزَيَّنْتَ لِلدُّنْيَا، وَتَصَنَّعتَ، وَقَصَّرْتَ ثِيَابَكَ، وَحَسَّنْتَ سَمْتَكَ، وَكَفَفْتَ أَذَاكَ، حَتَّى يُقَالَ: أَبُو فُلاَنٍ عَابِدٌ، مَا أَحْسَنَ سَمْتَهُ، فَيُكْرِمُوْنَكَ، وَيَنْظُرُونَكَ، وَيَقْصِدُونَكَ، وَيَهْدُوْنَ إِلَيْكَ، مِثْل الدِّرْهَمِ السُّتُّوق1، لاَ يَعْرِفُه كُلُّ أَحَدٍ، فَإِذَا قُشِرَ، قُشِرَ عَنْ نُحَاسٍ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ الأَشْعَثِ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يقول: بلغني أن العلماء -فيما مضى. كَانُوا إِذَا تَعَلَّمُوا عَمِلُوا، وَإِذَا عَمِلُوا شُغِلُوا، وَإِذَا شُغِلُوا فُقِدُوا، وَإِذَا فُقِدُوا طُلِبُوا، فَإِذَا طلبوا هربوا.

_ 1 السُّتُّوق: هو الردي الذي لا خير فيه، والزيف.

وَعَنْهُ قَالَ: كَفَى بِاللهِ مُحَبّاً، وَبَالقُرْآنِ مُؤنِساً، وَبَالمَوْتِ وَاعِظاً، وَبِخَشْيَةِ اللهِ عِلْماً، وَبَالاغْتِرَارِ جَهْلاً. وَعَنْهُ: خَصْلتَانِ تقسِّيان القَلْبَ: كَثْرَةُ الكَلاَمِ، وَكَثْرَةُ الأَكلِ. وَعَنْهُ: كَيْفَ تَرَى حَالَ مَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَضَعُفَ عِلْمُهُ، وَفَنِيَ عُمُرُهُ، وَلَمْ يَتَزَوَّدْ لِمَعَادِهِ؟ وَعَنْهُ: يَا مِسْكِيْنُ! أَنْتَ مُسِيءٌ، وَتَرَى أَنَّكَ مُحْسِنٌ، وَأَنْتَ جَاهِلٌ، وَتَرَى أَنَّكَ عَالِمٌ، وَتَبْخَلُ، وَترَى أَنَّكَ كَرِيْمٌ، وَأَحْمَقُ، وَتَرَى أَنَّك عَاقِلٌ، أَجَلُكَ قَصِيْرٌ، وَأَمَلُكَ طَوِيْلٌ. قُلْتُ: إِي وَاللهِ، صَدَقَ، وَأَنْتَ ظَالِمٌ وَترَى أَنَّك مَظْلُوْمٌ، وَآكِلٌ لِلْحَرَامِ وَترَى أَنَّك مُتَوَرِّعٌ، وَفَاسِقٌ وَتَعتَقِدُ أَنَّكَ عَدْلٌ، وَطَالِبُ العِلْم لِلدُّنْيَا وَتَرَى أَنَّك تَطْلُبُهُ للهِ. عَبَّاسٌ الدُّوري: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْبَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ فُضَيْلاً يَقُوْلُ: لَمَّا قَدِمَ هَارُوْنُ الرَّشِيْدِ إِلَى مَكَّةَ، قَعَدَ في الحجر هو وولده وقوم من الهَاشِمِيِّينَ، وَأَحضَرُوا المَشَايِخَ، فَبَعَثَوا إِلَيَّ، فَأَرَدْتُ أَنْ لاَ أَذهَبَ، فَاسْتَشَرْتُ جَارِي، فَقَالَ: اذْهبْ، لَعَلَّهُ يُرِيْدُ أَنْ تَعِظَه. فَدَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى الحِجْرِ، قُلْتُ لأَدْنَاهُم: أَيُّكُم أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ? فَأَشَارَ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَرَدَّ عَلَيَّ، وَقَالَ: اقعُدْ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا دَعَونَاكَ لِتُحَدِّثنَا بِشَيْءٍ، وَتَعِظَنَا. فَأَقْبَلتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا حَسَنَ الوَجْهِ، حِسَابُ الخَلْقِ كُلِّهُم عَلَيْكَ. فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَشهَقُ، فَرَدَّدْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَبْكِي، حَتَّى جَاءَ الخَادِمُ، فَحَمَلُوْنِي وَأَخْرَجُونِي، وَقَالَ: اذْهَبْ بِسَلاَمٍ. وَقَالَ مُحْرِزُ بنُ عَوْنٍ: كُنْتُ عِنْدَ الفُضَيْلِ، فَأَتَى هَارُوْنُ وَمَعَهُ يَحْيَى بنُ خَالِدٍ، وَوَلَدُهُ جَعْفَرٌ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: يَا أَبَا عَلِيٍّ، هَذَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ يُسَلِّمُ عَلَيْكَ. قَالَ: أَيُّكُم هُوَ? قَالُوا: هَذَا فَقَالَ: يَا حَسَنَ الوَجْهِ، لَقَدْ طُوِّقْتَ أَمْراً عَظِيْماً، وَكَرَّرَهَا. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدٌ المُكْتِبُ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البَقَرَةُ: 166] ، قَالَ: الأَوْصَالُ الَّتِي كَانَتْ فِي الدُّنْيَا، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَيْهِم. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ خُبيق: قَالَ الفُضَيْلُ: تَبَاعَدْ مِنَ القُرَّاءِ، فَإِنَّهُم إِنْ أَحَبُّوكَ، مَدَحُوكَ بِمَا لَيْسَ فِيْكَ، وإن غضبوا، شهدوا عليك، وقبل منهم. قَالَ قُطْبة بنُ العَلاَءِ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: آفَةُ القُرَّاءِ العُجْبُ. وَلِلْفُضَيْلِ -رَحِمَهُ اللهُ- مَوَاعِظُ، وَقَدَمٌ فِي التَّقْوَى رَاسِخٌ، وَلَهُ تَرْجَمَة فِي كِتَابِ "الحِلْيَة"، وَفِي "تَارِيْخِ أَبِي القَاسِمِ ابْنِ عَسَاكِرَ". وَكَانَ يَعِيْشُ مِنْ صِلَةِ ابْنِ المُبَارَكِ، وَنَحْوِهُ مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ، وَيَمتَنِعُ مِنْ جَوَائِزِ المُلُوْكِ. قَالَ بَعْضُهُم: كُنَّا جُلُوْساً عِنْد الفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، فَقُلْنَا لَهُ: كَمْ سِنُّكَ? فَقَالَ: بَلَغتُ الثَّمَانِيْنَ أَوْ جُزتُهَا ... فَمَاذَا أُؤَمِّلُ أَوْ أنتظر علتني السنون فأبليتني ... فَدَقَّ العِظَامُ وَكَلَّ البَصَرْ قُلْتُ: هُوَ مِنْ أَقرَانِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ فِي المَوْلِدِ، وَلَكِنَّهُ مات قبله بسنوات.

وكان ابنه علي

1286- وكان ابنه علي 1: مِنْ كِبَارِ الأَوْلِيَاءِ، وَمَاتَ قَبْلَ وَالِدِهِ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ، وَعَبَّادِ بنِ مَنْصُوْرٍ، وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُوْهُ وَمُوْسَى بنُ أَعْيَنَ، وَجَمَاعَةٌ حِكَايَاتٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيُّ. فَرَأْيْتُهُ وَلَهُ حَدِيْثٌ فِي "سُنَنِ النَّسَائِيِّ"، رَوَاهُ: لَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي الفَضَائِلِ الكَاغِدِيِّ، وَمَسْعُوْدٍ الحمَّال، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُبيش، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى الحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَى رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِيْمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّهُ قِيْلَ لَهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ يَأْمُرُكُم نَبِيُّكُم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ? قَالَ: أَمَرَنَا أَنْ نُسَبِّحَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ، وَنَحمدَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ، وَنُكَبِّرَ أَرْبَعاً وَثَلاَثِيْنَ، فَذَلِكَ مائَةٌ. قَالَ: فَسبِّحُوا خَمْساً وَعِشْرِيْنَ، وَاحمِدُوا خَمْساً وَعِشْرِيْنَ، وَكبِّرُوا خَمْساً وَعِشْرِيْنَ، وَهَلِّلُوا خَمْساً وَعِشْرِيْنَ، فَتلكَ مائَةٌ. فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ، ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "افعلُوا كَمَا قَالَ الأَنْصَارِيُّ" 2. غَرِيْبٌ مِنَ الأَفرَادِ، أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَحْمَدَ، فَوَافَقْنَاهُ فِي شَيْخِ شَيْخِهِ وَعَلِيٌّ: صَدُوْقٌ، قَدْ قَالَ فِيْهِ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ. قُلْتُ: خَرَجَ هُوَ وَأَبُوْهُ مِنَ الضَّعْفِ الغَالِبِ عَلَى الزُّهَّادِ وَالصُّوفِيَّةِ، وعدا في الثقات إجماعًا.

_ 1 علي بن الفضيل بن عياض ترجمته في حلية الأولياء "8/ ترجمة 419"، والكاشف "2/ ترجمة 4015" وتهذيب التهذيب "7/ 373"، وتقريب التهذيب "2/ 42"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5034". 2 حسن: أخرجه النسائي "3/ 76" من طريق أحمد بن يونس، به.

وَكَانَ عَلِيٌّ قَانِتاً للهِ، خَاشِعاً، وَجِلاً، رَبَّانِيّاً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ. قَالَ الخَطِيْبُ: مَاتَ قَبْلَ أَبِيْهِ بِمُدَّةٍ مِنْ آيَةٍ سَمِعَهَا تُقْرَأُ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ، وَتُوُفِّيَ فِي الحَالِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَارِثِ العُبَادِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ فُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ المَغْرِبَ، وَابْنُهُ عَلِيٌّ إِلَى جَانبِي، فَقَرَأَ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} ، فَلَمَّا قَالَ: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} سقط عَلِيٌّ عَلَى وَجْهِهِ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ، وَبَقِيَ فُضَيْلٌ عِنْدَ الآيَةِ. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَيْحَكَ أَمَّا عِنْدَكَ مِنَ الخَوْفِ مَا عِنْدَ الفُضَيْلِ وَعَلِيٍّ، فَلَمْ أَزَلْ أَنْتَظِرْ عَلِيّاً، فَمَا أَفَاقَ إِلَى ثلثٍ مِنَ اللَّيْلِ بَقِيَ. رَوَاهَا: ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَفَّانَ، وَزَادَ: وَبَقِيَ فُضَيْلٌ لاَ يُجَاوِزُ الآيَةَ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا صَلاَةَ خَائِفٍ، وَقَالَ: فَمَا أَفَاقَ إِلَى نِصْفٍ مِنَ اللَّيْلِ. قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ يَزِيْدَ، عَنْ فُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، قَالَ: بَكَى عَلِيٌّ ابْنِي فَقُلْتُ: يَا بُنَيَّ! مَا يُبْكِيْكَ? قَالَ: أَخَافُ أَلاَّ تَجمَعَنَا القِيَامَةُ. وَقَالَ لِي ابْنُ المُبَارَكِ: يَا أَبَا عَلِيٍّ! مَا أَحْسَنَ حَالَ مَنِ انْقَطَعَ إِلَى اللهِ. فَسَمِعَ ذَلِكَ عَلِيٌّ ابْنِي، فَسَقَطَ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ. مُسَدَّدُ بنُ قَطَنٍ: حَدَّثَنَا الدَّورقي، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ نُوْحٍ المَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ نَاجِيَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ الفُضَيْلِ، فَقَرَأَ: {الْحَاقَّةُ} فِي الصُّبْحِ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى قَوْلِهِ: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} غَلَبَهُ البُكَاءُ، فَسَقَطَ ابْنُهُ عَلِيٌّ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ، وَذَكَرَ الحِكَايَةَ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ يَزِيْدَ، سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ: أَشْرَفْتُ لَيْلَةً عَلَى عَلِيٍّ، وَهُوَ فِي صحنِ الدَّارِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: النَّارُ، وَمتَى الخَلاَصُ مِنَ النَّارِ? وَقَالَ لِي: يَا أَبَةِ! سَلِ الَّذِي وَهَبَنِي لَكَ فِي الدُّنْيَا، أَنْ يَهبَنِي لَكَ فِي الآخِرَةِ، ثُمَّ قَالَ: لَمْ يَزَلْ مُنْكَسِرَ القَلْبِ حَزِيْناً. ثُمَّ بَكَى الفُضَيْلُ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ يَسَاعِدُنِي عَلَى الحُزنِ وَالبُكَاءِ، يَا ثمَرَةَ قَلْبِي، شَكَرَ اللهُ لَكَ مَا قَدْ عَلِمَهُ فِيْكَ. قَالَ الدَّورقي: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ شُجَاعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُيَيْنَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَخَوْفَ مِنَ الفُضَيْلِ وَابْنِهِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ شِهَابِ بنِ عَبَّاد قَالَ: كَانُوا يَعُوْدُوْن عليَّ بنَ الفُضَيْلِ وَهُوَ يَمْشِي، فَقَالَ: لَوْ ظَنَنْتُ أَنِّي أَبقَى إِلَى الظُّهرِ، لَشَقَّ عَلَيَّ.

وَعَنِ الفُضَيْلِ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّيْ اجْتَهَدْتُ أَنْ أَؤدِّبَ عَلِيّاً، فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى تَأَدِيْبِهِ، فَأَدِّبْهُ أَنْتَ لِي. قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: كَانَ عَلِيُّ بنُ الفُضَيْلِ لاَ يَسْتَطِيْعُ أَنْ يَقْرَأَ {الْقَارِعَةُ} ، وَلاَ تُقرَأ عَلَيْهِ. الحَسَنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الجَرَوي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بنُ الفُضَيْلِ عِنْدَ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، فَحدَّثَ بِحَدِيْثٍ فِيْهِ ذِكْرُ النَّارِ، فَشَهقَ عليٌّ شهقَةً، وَوَقَعَ، فَالْتَفَتَ سُفْيَانُ، فَقَالَ: لو علمت أنك هاهنا، مَا حدَّثتُ بِهِ، فَمَا أَفَاقَ إِلاَّ بَعْدَ مَا شَاءَ اللهُ. وَبِهِ قَالَ الفُضَيْلُ لابْنِهِ: لَوْ أَعَنْتَنَا عَلَى دَهْرِنَا، فَأَخَذَ قُفَّةً وَمَضَى إِلَى السُّوْقِ لِيحملَ، فَأَتَانِي رَجُلٌ، فَأَعْلَمَنِي، فَمضَيْتُ فَرَدَدْتُهُ، وَقُلْتُ: يَا بُنَيَّ! لَسْتُ أُرِيْدُ هَذَا، أو لم أرد هذا كلَّه. وَبَالإِسْنَادِ عَنْ فُضَيْلٍ: أَنَّهُم اشْتَرَوا شعِيْراً بِدِيْنَارٍ، وَكَانَ الغلاَءُ، فَقَالَتْ أَمُّ عَلِيٍّ لِلْفُضَيْلِ: قَوَّرْتُهُ لِكُلِّ إِنْسَانٍ قُرْصَينِ، فَكَانَ عَلِيٌّ يَأْخذُ وَاحِداً، وَيَتَصَدَّقُ بِالآخَرِ، حَتَّى كَادَ أَنْ يُصِيْبَهُ الخَوَاء. وَبِهِ، أَنَّ عَلِيّاً كَانَ يَحْمِلُ عَلَى أَبَاعِرَ لأَبِيْهِ، فَنقصَ الطَّعَامُ الَّذِي حملَهُ، فَحُبِسَ عَنْهُ الكِرَاءُ، فَأَتَى الفُضَيْلُ إِلَيْهِم، فَقَالَ: أَتفعلُوْنَ هَذَا بِعَلِيٍّ، فَقَدْ كَانَتْ لَنَا شَاةٌ بِالكُوْفَةِ أَكَلَتْ شَيْئاً يَسِيْراً مِنْ علفِ أَمِيْرٍ، فَمَا شرِبَ لَهَا لَبَناً بَعْدُ. قَالُوا: لَمْ نَعْلَمْ يَا أَبَا عَلِيٍّ أَنَّهُ ابْنُكَ. حمَّاد بنُ الحَسَنِ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ بِشْرٍ المَكِّيُّ، عَنِ الفُضَيْلِ، قَالَ: أَهدَى لَنَا ابْنُ المُبَارَكِ شَاةً، فَكَانَ ابْنِي لاَ يَشْرَبُ مِنْهَا، فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّهَا قَدْ رَعَتْ بِالعِرَاقِ. أَنْبَأَنِي المقداد القيسي، أخبرنا بن الدَّبِيقِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، أخبرنا علي ابن مُحَمَّدٍ المِصْرِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ الخرَّازَ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ بَشَّارٍ يَقُوْلُ: الآيَةُ الَّتِي مَاتَ فِيْهَا عَلِيُّ بنُ الفُضَيْلِ فِي الأَنْعَامِ: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ} [الأَنْعَامُ: 27] . مَعَ هَذَا المَوْضِعِ مَاتَ، وَكُنْتُ فِيْمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ -رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ البَنَّاء، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلَّص، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ زُنْبُورٍ المكي، حَدَّثنَا فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ

أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّر، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا فِي نَخلٍ لِي. فَقَالَ: "مَنْ غَرَسَ هَذَا النَّخْلَ، أَمُسْلِمٌ أَوْ كَافِرٌ "؟. فَقُلْتُ: مُسْلِمٌ. قَالَ: "إِنَّهُ لاَ يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْساً، أَوْ يَزرعُ زَرْعاً، فَيَأْكلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ، وَلاَ سَبُعٌ، وَلاَ طَائِرٌ، إِلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1. قَرَأْتُ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَميرة المُعَدِّلِ، أَخْبَرَكُم أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ سَنَةَ عَشْرَةٍ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا خَطِيْبُ المَوْصِلِ، وَتَجنِّي وَشُهدَةُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا طِرَادُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَقَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الكَاتِبِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُخْتَارٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفي، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ، قالا: أخبرنا هلال بن محمد الحفار، أخبرنا الحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى القَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ المقْدَام العِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا الفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الحَسَنِ: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} [النِّسَاءُ: 56] ، قَالَ: تَأَكُلُهُمُ النَّارُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِيْنَ أَلْفَ مَرَّةٍ، فَلَمَّا أَكَلَتْهُم قِيْلَ لَهُم: عُوْدُوا، فَيَعُوْدُوْن كَمَا كَانُوا. وَبِهِ: حَدَّثَنَا الفُضَيْلُ، حَدَّثَنَا عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه: 7] ، قَالَ: يَعْلَمُ مَا تُسِرُّ فِي نَفْسِكَ، وَيَعْلَمُ مَا تَعْمَلُ غَداً. قَالَ مُجَاهِدُ بنُ مُوْسَى: مَاتَ الفُضَيْلُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ ومائة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَالبُخَارِيُّ، وَآخَرُوْنَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ بِمَكَّةَ. زَادَ بَعْضهُم: فِي أَوَّلِ المُحَرَّمِ. وَقَالَ هِشَامُ بنُ عَمَّار: يَوْمَ عَاشُورَاءَ مِنْهَا. قُلْتُ: وَلَهُ نَيِّفٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَهُوَ حُجَّةٌ كَبِيْرُ القَدْرِ، وَلاَ عِبْرَةَ بِمَا نَقَلَهُ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، سَمِعْتُ قُطْبة بنَ العَلاَءِ يَقُوْلُ: تَرَكْتُ حَدِيْثَ فُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، لأَنَّهُ رَوَى أَحَادِيْثَ أَزرَى عَلَى عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ. قُلْتُ: فَلاَ نَسْمَعُ قَوْلَ قُطْبَةَ، لِيتَهُ اشْتغَلَ بِحَالِهِ، فَقَدْ قَالَ البُخَارِيُّ: فِيْهِ نَظَرٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيْفٌ. وَأَيْضاً، فَالرَّجُلُ صَاحِبُ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ يَزِيْدَ الصَّائِغُ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ الفُضَيْلِ -وَأَنَا أَسْمَعُ- الصَّحَابَةُ، فَقَالَ: اتَّبعُوا فَقَدْ كُفِيْتُم: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم. قُلْتُ: إِذَا كَانَ مِثْلُ كُبَرَاءِ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ قَدْ تَكَلَّمَ فِيْهِمُ الرَّوَافِضُ وَالخَوَارِجُ، وَمِثْلُ الفُضَيْلِ يُتكلَّمُ فِيْهِ، فَمَنِ الَّذِي يَسْلَمُ مِنْ أَلْسِنَةِ النَّاسِ، لَكِنْ إِذَا ثبتَتْ إِمَامَةُ الرَّجُلِ وَفَضْلُهُ، لَمْ يَضُرَّهُ مَا قِيْلَ فِيْهِ، وَإِنَّمَا الكَلاَمُ فِي العُلَمَاءِ مُفتَقِرٌ إِلَى وَزنٍ بِالعَدْلِ وَالوَرَعِ. وَأَمَّا قَوْلُ ابْنُ مَهْدِيٍّ: لَمْ يَكُنْ بِالحَافِظِ، فَمَعْنَاهُ: لَمْ يَكُنْ فِي عِلْمِ الحَدِيْثِ كهَؤُلاَءِ الحُفَّاظِ البُحُوْرِ، كشُعْبَةَ، وَمَالِكٍ، وَسُفْيَانَ، وَحَمَّادٍ، وَابْنِ المُبَارَكِ، وَنظرَائِهِم، لَكِنَّهُ ثَبْتٌ قَيِّمٌ بِمَا نَقَلَ، مَا أُخِذَ عَلَيْهِ فِي حَدِيْثٍ فِيْمَا عَلِمتُ. وَهَلْ يُرَادُ مِنَ العِلْمِ إِلاَّ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ الفُضَيْلُ -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ?

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1552" "8".

فضيل بن عياض الخولاني، فضيل بن عياض الصدفي، النعمان

فضيل بن عياض الخولاني، فضيل بن عياض الصدفي، النعمان: 1287- فُضَيل بنُ عِياض الخَوْلاني 1: رَوَى عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي الحث على العمل، لاَ يُعْرَفُ مَنْ ذَا. رَوَاهُ: الحَارِثُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَارِثِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، عن عبد الكريم ابن مَالِكٍ الجَزَرِيِّ، عَنْهُ. 1288- فُضَيل بنُ عِيَاضٍ الصَّدفي 2: شَيْخٌ مِصْرِيٌّ. رَوَى حَدِيْثاً عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ: حَيْوة بنُ شُريح، وَمُوْسَى بنُ أَيُّوْبَ الغَافِقِيُّ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: مَاتَ قَبْلَ سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. ذَكَرْتُهُمَا تَمْيِيزاً. 1289- النعمان 3: ابن عبد السلام بن حبيب الإِمَامُ، مُفْتِي أَصْبَهَانَ، أَبُو المُنْذِرِ التَّيْمِيُّ -تَيْمُ اللهِ بنُ ثَعْلَبَةَ- الأَصْبَهَانِيُّ، الفَقِيْهُ، الزَّاهِدُ. لَهُ مُصَنَّفَاتٌ. حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَبِي حَنِيْفَةَ، وَمِسْعَرٍ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَشُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَسُلَيْمَانُ الشَّاذَكُوْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المِنْهَالِ، وَعَامِرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَصَالِحُ بنُ مِهْرَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُغِيْرَةِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: كَانَ أَحَدَ العُبَّادِ الزُّهَّادِ، زَهِدَ فِي ضِيَاعٍ لِمُلاَبَسَتِهِ لِلسُّلْطَانِ، وَكَانَ عَلَى مَذْهَبِ الثَّوْرِيِّ، وَجَالَسَ أَبَا حَنِيْفَةَ، إِلَى أَنْ قَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وثمانين ومائة، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6769"، تهذيب التهذيب "8/ 297"، وتقريب التهذيب "2/ 113"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5740". 2 ترجمته في ميزان الاعتدال "3/ ترجمة 677"، وتهذيب التهذيب "8/ 297"، وتقريب التهذيب "2/ 113"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5741". 3 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2251"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 2061"، وحلية الأولياء "10/ ترجمة 661"، وأخبار أصبهان "2/ 328"، والكاشف "3/ ترجمة رقم 5953"، والعبر "1/ 287"، وتهذيب التهذيب "10/ 454"، وتقريب التهذيب "2/ 304"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7531"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 305".

إبراهيم بن أبي يحيى

1290- إبراهيم بن أبي يحيى 1: "ق" هُوَ الشَّيْخُ، العَالِمُ، المُحَدِّثُ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ المَشَاهِيْرِ، أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ مَوْلاَهُم، المَدَنِيُّ، الفَقِيْهُ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ مائَةٍ، أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ. وَحَدَّثَ عَنْ: صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأمة، وَابْنِ شِهَابٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَمُوْسَى بنِ وَرْدَانَ، وَصَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَصَنَّفَ "المُوَطَّأَ"، وَهُوَ كَبِيْرٌ أَضعَافَ "مُوَطَّأِ الإِمَامِ مَالِكٍ". حَدَّثَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ قَلِيْلَةٌ، مِنْهُم: الشَّافِعِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفرَّاء، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ. وَقَدْ كَانَ الشَّافِعِيُّ -مَعَ حُسْنِ رَأْيهِ فِيْهِ- إذا روى عَنْهُ، رُبَّمَا دَلَّسَهُ، وَيَقُوْلُ: أَخْبَرَنِي مَنْ لاَ أَتَّهِمُ، فَتَجِدُ الشَّافِعِيَّ لاَ يُوَثِّقُهُ، وَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَهُ لَيْسَ بِمُتَّهَمٍ بِالكَذِبِ، وَقَدِ اعْتَرَفَ الشَّافِعِيُّ بِأَنَّهُ كَانَ قَدَرِيّاً، وَنَهَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الكِتَابَةِ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو هَمَّامٍ السَّكُوني: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي يَحْيَى يَشْتِمُ بَعْضَ السَّلَفِ. وَقَالَ بِشْر بنُ عُمَرَ: نَهَانِي مَالِكٌ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى، فَقُلْتُ: مِنْ أَجْلِ القَدَرِ تَنْهَانِي? فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ فِي حَدِيْثِهِ بِذَاكَ. وَقَالَ القَاضِي هَارُوْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، قَالَ: كُنَّا نُسَمِّي إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي يَحْيَى -وَنَحْنُ نَطلُبُ الحديث- خرافة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1013"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 23 و55"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 390"، المجروحين لابن حبان "1/ 105"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 233"، ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 189"، العبر "1/ 288"، وتهذيب التهذيب "1/ 158"، تقريب التهذيب "1/ 42".

وَقَالَ سُفْيَانُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ: سَأَلْتُ ابْنَ المُبَارَكِ: لِمَ تَرَكْتَ حَدِيْثَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى? قَالَ: كَانَ مُجَاهِراً بِالقَدَرِ، وَكَانَ صَاحِبَ تَدْلِيْسٍ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرْعَرَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ يَقُوْلُ: سَأَلْتُ مَالِكاً عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى: أَثِقَةٌ فِي الحَدِيْثِ? قَالَ: لاَ، وَلاَ فِي دِيْنِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَنِ المُعَيطي، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: كُنَّا نَتَّهِمُهُ بِالكَذِبِ -يَعْنِي: ابْنَ أَبِي يَحْيَى- ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: قَدَرِيٌّ جَهْمِيٌّ، كُلُّ بَلاَءٍ فِيْهِ، تَرَكُوا حَدِيْثَهُ، وَأَبُوْهُ ثِقَةٌ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: هُوَ رَافِضِيٌّ، قَدَرِيٌّ. وَقَالَ مَرَّةً: كَذَّابٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ نَحْوَ ذَلِكَ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: قَدَرِيٌّ، جَهْمِيٌّ، تَرَكَهُ ابْنُ المُبَارَكِ وَالنَّاسُ. وَقَالَ مُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ يَقُوْلُ: أَشْهَدُ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى أَنَّهُ يَكْذِبُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَرْقي: كَانَ يَرَى، أَوْ قَالَ: يُرْمَى بِالقَدَرِ، وَالتَّشَيُّعِ، وَالكَذِبِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ العُقَيلي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَفَّانَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ: أَلاَ فَاحْذَرُوا ابْنَ أَبِي رَوَّادٍ المُرْجِئَ، لاَ تُجَالِسوهُ، وَاحْذَرُوا إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي يَحْيَى، لاَ تُجَالِسُوهُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يُكَذِّبُ زِيَادَ بنَ مَيْمُوْنٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي يَحْيَى، وَخَالِدَ بنَ مَحْدُوْجٍ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: اسْمُ جَدِّهِ أَبِي يَحْيَى: سَمْعَانُ. كَانَ مَالِكٌ وَابْنُ المُبَارَكِ يَنهَيَانِ عَنْهُ، وَتَرَكَهُ القَطَّانُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، إِلَى أَنْ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَكَانَ يَكْذِبُ فِي الحَدِيْثِ. حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي عَطَاءٍ، عَنْ مُوْسَى بنِ وَرْدَان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ مَاتَ مَرِيْضاً، مَاتَ شَهِيْداً، وَوُقِيَ فَتَّانَ القَبْرِ، وَغُدِيَ عَلَيْهِ وَرِيْحَ برزقه من الجنة"1.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "1/ 106"، وابن ماجه "1615" وآفته إبراهيم بن أبي يحيى، فإنه متروك.

وَقَالَ سُفْيَانُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ: سَأَلْتُ ابْنَ المُبَارَكِ: لِمَ تَرَكْتَ حَدِيْثَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى? قَالَ: كَانَ مُجَاهِراً بِالقَدَرِ، وَكَانَ صَاحِبَ تَدْلِيْسٍ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرْعَرَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ يَقُوْلُ: سَأَلْتُ مَالِكاً عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى: أَثِقَةٌ فِي الحَدِيْثِ? قَالَ: لاَ، وَلاَ فِي دِيْنِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَنِ المُعَيطي، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: كُنَّا نَتَّهِمُهُ بِالكَذِبِ -يَعْنِي: ابْنَ أَبِي يَحْيَى- ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: قَدَرِيٌّ جَهْمِيٌّ، كُلُّ بَلاَءٍ فِيْهِ، تَرَكُوا حَدِيْثَهُ، وَأَبُوْهُ ثِقَةٌ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: هُوَ رَافِضِيٌّ، قَدَرِيٌّ. وَقَالَ مَرَّةً: كَذَّابٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ نَحْوَ ذَلِكَ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: قَدَرِيٌّ، جَهْمِيٌّ، تَرَكَهُ ابْنُ المُبَارَكِ وَالنَّاسُ. وَقَالَ مُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ يَقُوْلُ: أَشْهَدُ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى أَنَّهُ يَكْذِبُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَرْقي: كَانَ يَرَى، أَوْ قَالَ: يُرْمَى بِالقَدَرِ، وَالتَّشَيُّعِ، وَالكَذِبِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ العُقَيلي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَفَّانَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ: أَلاَ فَاحْذَرُوا ابْنَ أَبِي رَوَّادٍ المُرْجِئَ، لاَ تُجَالِسوهُ، وَاحْذَرُوا إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي يَحْيَى، لاَ تُجَالِسُوهُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يُكَذِّبُ زِيَادَ بنَ مَيْمُوْنٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي يَحْيَى، وَخَالِدَ بنَ مَحْدُوْجٍ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: اسْمُ جَدِّهِ أَبِي يَحْيَى: سَمْعَانُ. كَانَ مَالِكٌ وَابْنُ المُبَارَكِ يَنهَيَانِ عَنْهُ، وَتَرَكَهُ القَطَّانُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، إِلَى أَنْ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَكَانَ يَكْذِبُ فِي الحَدِيْثِ. حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي عَطَاءٍ، عَنْ مُوْسَى بنِ وَرْدَان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ مَاتَ مَرِيْضاً، مَاتَ شَهِيْداً، وَوُقِيَ فَتَّانَ القَبْرِ، وَغُدِيَ عَلَيْهِ وَرِيْحَ برزقه من الجنة"1.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "1/ 106"، وابن ماجه "1615" وآفته إبراهيم بن أبي يحيى، فإنه متروك.

سفيان بن عيينة

1291- سفيان بن عيينة 1: "ع" ابن أبي عمران ميمون مَوْلَى مُحَمَّدِ بنِ مُزَاحِمٍ، أَخِي الضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، حَافِظُ العَصْرِ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أبو محمد الهلالي، الكوفي، ثم المكي. مَوْلِدُهُ: بِالكُوْفَةِ، فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَمائَةٍ. وَطَلَبَ الحَدِيْثَ وَهُوَ حَدَثٌ، بَلْ غُلاَمٌ، وَلَقِيَ الكِبَارَ، وَحَمَلَ عَنْهُم عِلْماً جَمّاً، وَأَتقَنَ، وَجَوَّدَ، وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ، وَعُمِّرَ دَهْراً، وَازدَحَمَ الخَلْقُ عَلَيْهِ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الإِسْنَادِ، وَرُحِلَ إِلَيْهِ مِنَ البِلاَدِ، وَأَلْحَقَ الأَحْفَادَ بِالأَجدَادِ. سَمِعَ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ، وَسَنَةَ عِشْرِيْنَ، وَبَعدَ ذَلِكَ، فَسَمِعَ مِنْ: عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ -وَأَكْثَرَ عَنْهُ- وَمِنْ: زِيَادِ بنِ عِلاقة، وَالأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَزِيْدَ، وَابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَعَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وعبد الله بن دينار، وزيد بن أسلم، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمير، وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَحُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، وَشَبِيْبِ بنِ غَرْقدة، وَعَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَعَلِيِّ بنِ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَأَيُّوْبَ السَّختياني، وَالعَلاَءِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَاسِمٍ الرِّجَالِ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَمَنْصُوْرِ بنِ صَفِيَّةَ الحَجَبِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي يَعْفور العَبْدِيِّ، وَابْنِ عَجْلاَنَ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَمُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي نَجِيح، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، وَأُمَيَّةَ بنِ صَفْوَانَ الجُمَحي، وَجَامِعِ بنِ أَبِي رَاشِدٍ، وَحَكِيْمِ بنِ جُبَيْرٍ، وَسَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ قَاضِي المَدِيْنَةِ، وَصَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ -وَقَالَ: سَمِعْتُ مِنْهُ وَلُعَابُهُ يَسِيْلُ- وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَأَبِي الزِّنَادِ عَبْدِ اللهِ بنِ ذَكْوَانَ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ، وَأَيُّوْبَ بنِ مُوْسَى، وبُرْد بنِ سِنَانٍ، وَبَكْرِ بنِ وَائِلٍ، وَبَيَانِ بنِ بِشْرٍ، وَسَالِمِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وسُمَّي مَوْلَى أَبِي صَالِحٍ، وَصَدَقَةَ بنِ يَسَارٍ، وصفوان بن سليم، وعاصم بن

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 497"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 2082"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 185"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 973"، وحلية الأولياء "7/ ترجمة رقم 390"، وتاريخ بغداد "9/ 174"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 267"، والكاشف "1/ ترجمة 2021"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 249"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3327"، جامع التحصيل للعلائي "ترجمة 250"، وتهذيب التهذيب "4/ 117"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2590".

كُلَيْبٍ الجَرْمي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، وعبد الله بن طاوس، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيم، وَمُحَمَّدِ بنِ جُحَادَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ السَّائِبِ بنِ بَرَكَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، وَسُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، وَزِيَادِ بنِ سَعْدٍ، وَزَائِدَةَ بنِ قُدامة، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَتَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْ خَلْقٍ مِنَ الكِبَارِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَشُعْبَةُ -وَهَؤُلاَءِ مِنْ شُيُوْخِهِ- وَهَمَّامُ بنُ يَحْيَى، وَالحَسَنُ بنُ حَيٍّ، وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وَمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَالشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَالحُمَيْدِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ بَشَّار الرَّمَادِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيلي، وَأَبُو كَرَيب، وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَبِي عُمَرَ العَدَني، وَعَمْرُو بنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ الكَوْسَج، وَزُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، والحسن بن الصباح البزار، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بِشْرِ بنِ الحَكَمِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، وَسَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، وَزَكَرِيَّا بن يحيى المروزي، وبشر بن مطر الزبير بنُ بَكَّارٍ، وَأَحْمَدُ بنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ حِبَّانَ المَدَائِنِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم، خَاتِمُهُم فِي الدُّنْيَا: شَيْخٌ مَكِّيٌّ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو نَصْرٍ الْيَسَعُ بنُ زَيْدٍ الزَّيْنَبِيُّ، عَاشَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمَائَتَيْنِ، وَمَا هُوَ بِالقَوِيِّ. وَلَقَدْ كَانَ خَلْقٌ مِنْ طَلَبَةِ الحَدِيْثِ يَتَكَلَّفُوْنَ الحَجَّ، وَمَا المُحَرِّكُ لَهُم سِوَى لُقِيِّ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ؛ لإِمَامتِهِ وَعُلُوِّ إِسْنَادِهِ. وَجَاوَرَ عِنْدَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الحُفَّاظِ. وَمِنْ كِبَارِ أَصْحَابِهِ المُكْثِرِيْنَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ، وَالشَّافِعِيُّ، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدُ، وَإِبْرَاهِيْمُ الرَّمادي. قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ: لَوْلاَ مَالِكٌ وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، لَذَهَبَ عِلْمُ الحِجَازِ. وَعَنْهُ قَالَ: وَجَدْتُ أَحَادِيْثَ الأَحكَامِ كُلَّهَا عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ، سِوَى سِتَّةِ أَحَادِيْثَ، وَوَجَدتُهَا كُلَّهَا عِنْدَ مَالِكٍ سِوَى ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً. فَهَذَا يُوَضِّحُ لَكَ سَعَةَ دَائِرَةِ سُفْيَانَ فِي العِلْمِ، وَذَلِكَ لأَنَّهُ ضَمَّ أَحَادِيْثَ العِرَاقِيِّينَ إِلَى أَحَادِيْثِ الحِجَازِيِّينَ.

وَارْتَحَلَ، وَلَقِيَ خَلْقاً كَثِيْراً مَا لَقِيَهُم مَالِكٌ، وَهُمَا نَظِيْرَانِ فِي الإِتْقَانِ، وَلَكِنَّ مَالِكاً أَجَلُّ وَأَعْلَى، فَعِنْدَهُ نَافِعٌ، وَسَعِيْدٌ المَقْبُرِيُّ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ ابْنُ عُيينَةَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيْثِ الحِجَازِ. وَقَالَ أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّداً -يَعْنِي: البُخَارِيَّ- يَقُوْلُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ أَحْفَظُ مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ. قَالَ حَرْملَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً فِيْهِ مِنْ آلَةِ العِلْمِ مَا فِي سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَمَا رَأَيْتُ أَكَفَّ عَنِ الفُتْيَا مِنْهُ، قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْسَنَ تَفْسِيْراً لِلْحَدِيْثِ مِنْهُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ: لاَ أَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ بِتَفْسِيْرِ القُرْآنِ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَقَالَ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ أَعْلَمُ بِالسُّنَنِ مِنْ سُفْيَانَ. قَالَ وَكِيْعٌ: كَتَبْنَا عَنِ ابن عيينة أيام الأعمش. قال علي ابن المَدِيْنِيِّ: مَا فِي أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ أَحَدٌ أَتقَنُ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَجَّ بِي أَبِي، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ حَيٌّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجلي: كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ، وَكَانَ حَدِيْثُهُ نَحْواً مِنْ سَبْعَةِ آلاَفٍ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ كُتُبٌ. قَالَ بَهْز بنُ أَسَدٍ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ. فَقِيْلَ لَهُ: وَلاَ شُعْبَةُ? قَالَ: وَلاَ شُعْبَةُ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: هُوَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِالقُرْآنِ وَتَفْسِيْرِ الحَدِيْثِ، مَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ المُقْرِئَ، سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ الطُّوْسِيَّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ السُّلَمي، سَمِعْتُ البُوَيْطِيَّ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: أُصُوْلُ الأحكام نيف وخمسمائة حَدِيْثٍ، كُلُّهَا عِنْدَ مَالِكٍ، إِلاَّ ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً، وَكُلُّهَا عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ، إِلاَّ سِتَّةَ أَحَادِيْثَ. رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. القَاضِي أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ: مِمَّا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ موسى

السُّلاَمِيُّ، سَمِعْتُ عَمَّارَ بنَ عَلِيٍّ اللُّوْرِيَّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ النَّضْرِ الهِلاَلِيَّ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، فَنَظَرَ إِلَى صَبِيٍّ، فَكَأَنَّ أَهْلَ المَسْجِدِ تَهَاوَنُوا بِهِ لِصِغَرِهِ، فَقَالَ سُفْيَانُ: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} [النِّسَاءُ: 94] ، ثُمَّ قَالَ: يَا نَضْرُ، لَوْ رَأَيْتَنِي وَلِي عَشْرُ سِنِيْنَ، طُوْلِي خَمْسَةُ أَشْبَارٍ، وَوَجْهِي كَالدِّيْنَارِ، وَأَنَا كشُعْلَةِ نَارٍ، ثِيَابِي صِغَارٌ، وَأَكمَامِي قِصَارٌ، وَذَيْلِي بِمِقْدَارٍ، وَنَعلِي كآذَانِ الفَارِ، أَخْتَلِفُ إِلَى عُلَمَاءِ الأَمصَارِ، كَالزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، أَجلِسُ بَيْنهُم كَالمِسْمَارِ، مِحْبَرتِي كَالجَوْزَةِ، وَمَقْلَمَتِي كَالمَوْزَةِ، وَقَلَمِي كَاللَّوزَةِ، فَإِذَا أَتَيْتُ، قَالُوا: أَوْسِعُوا لِلشَّيْخِ الصَّغِيْرِ، ثُمَّ ضَحِكَ. فِي صحَّةِ هَذَا نَظَرٌ، وَإِنَّمَا سَمِعَ مِنَ المَذْكُوْرِيْنَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: دَخَلَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ عَلَى مَعْنِ بنِ زَائِدَةَ -يَعْنِي: أَمِيْرَ اليَمَنِ- وَلَمْ يَكُنْ سُفْيَانُ تَلَطَّخَ بَعْدُ بِشَيْءٍ مِنْ أَمرِ السُّلْطَانِ، فَجَعَلَ يَعِظُهُ. قَالَ عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: أُحِبُّ أَنْ تَكُوْنَ لِي جَارِيَةٌ فِي غُنْج سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ إِذَا حَدَّثَ. قَالَ رَبَاحُ بنُ خَالِدٍ الكُوْفِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّ أَبَا مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ عَنْكَ بِشَيْءٍ لَيْسَ تَحفَظُهُ اليَوْمَ، وَكَذَلِكَ وَكِيْعٌ. فَقَالَ: صَدِّقْهُم، فَإِنِّي كُنْتُ قَبْلَ اليَوْمِ أَحْفَظَ مِنِّي اليَوْمَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى العَنَزي: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ ذَلِكَ لِرَبَاحٍ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ حَامِدُ بنُ يَحْيَى البَلْخِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ كَأَنَّ أَسْنَانِي سَقَطَتْ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلزُّهْرِيِّ، فَقَالَ: تَموتُ أَسْنَانُكَ، وَتَبْقَى أَنْتَ. قَالَ: فَمَاتَ أَسْنَانِي وَبَقِيْتُ أَنَا، فَجَعَلَ اللهُ كُلَّ عَدُوٍّ لِي مُحَدِّثاً. قُلْتُ: قَالَ هَذَا مِنْ شِدَّةِ مَا كَانَ يَلقَى مِنِ ازْدِحَامِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ عَلَيْهِ حَتَّى يُبْرِمُوْهُ. قَالَ غِيَاثُ بنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: أَوَّلُ مَنْ أَسْنَدَنِي إِلَى الأُسْطُوَانَةِ: مِسْعَر بنُ كِدَامٍ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّيْ حَدَثٌ. قَالَ: إِنَّ عِنْدَكَ الزُّهْرِيَّ, وَعَمْرَو بنَ دِيْنَارٍ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الرامَهرمزي: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا زِيَادُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خُزاعي، سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: كَانَ أَبِي صَيْرَفِيّاً بِالكُوْفَةِ، فَرَكِبَهُ دَيْنٌ، فَحَمَلَنَا إِلَى مَكَّةَ، فَصِرْتُ إِلَى المَسْجِدِ، فَإِذَا عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، فَحَدَّثَنِي بِثَمَانِيَةِ أَحَادِيْثَ، فَأَمْسَكْتُ لَهُ حِمَارَهُ حَتَّى صَلَّى وَخَرَجَ، فَعَرَضْتُ الأَحَادِيْثَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ فِيْكَ.

وَرَوَى أَبُو مُسْلِمٍ المُسْتَمْلِي: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ مِنْ عَمْرٍو مَا لَبِثَ نُوْحٌ فِي قومه -يعني: تسعمائة وخمسين سنة. قَالَ مُجَاهِدُ بنُ مُوْسَى: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: مَا كَتَبتُ شَيْئاً إِلاَّ حَفِظتَهُ قَبْلَ أَنْ أَكْتُبَهُ. قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: سُئِلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ: ذَاكَ أَحَدُ الأَحَدَيْنِ، مَا أَغْرَبَهُ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: قَالَ لِي يَحْيَى القَطَّانُ: مَا بَقِيَ مِنْ مُعَلِّمِيَّ أَحَدٌ غَيْرُ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ إِمَامٌ مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ بِشْرَ بنَ المُفَضَّلِ يَقُوْلُ: مَا بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ يُشْبِهُ ابْنَ عُيَيْنَةَ. وَحَكَى حَرْمَلَةُ بنُ يَحْيَى أَنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ قَالَ لَهُ -وَأَرَاهُ خُبْزَ شَعِيْرٍ: هَذَا طَعَامِي مُنْذُ سِتِّيْنَ سَنَةً. الحُمَيْدِيُّ سَمِعَ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: لاَ تَدْخُلُ هَذِهِ المَحَابِرُ بَيْتَ رَجُلٍ، إِلاَّ أَشْقَى أَهْلَهُ وَوَلَدَهُ. وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً لِرَجُلٍ: مَا حِرْفَتُكَ? قَالَ: طَلَبُ الحَدِيْثِ. قَالَ: بَشِّرْ أَهْلَكَ بِالإِفْلاَسِ. وَرَوَى عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: مَن زِيْدَ فِي عَقْلِهِ، نَقَصَ مِنْ رِزْقِهِ. وَنَقَلَ سُنَيْد بنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: مَنْ كَانَتْ مَعْصِيَتُهُ فِي الشَّهْوَةِ، فَارْجُ لَهُ، وَمَنْ كَانَتْ مَعْصِيَتُهُ فِي الكِبْرِ، فَاخْشَ عَلَيْهِ، فَإِنَّ آدَمَ عَصَى مُشْتَهِياً، فغفر له، وإبليس متكبرًا، فلعن. وَمِنْ كَلاَم ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: الزُّهْدُ: الصَّبْرُ، وَارْتِقَابُ المَوْتِ. وَقَالَ: العِلْمُ إِذَا لَمْ يَنْفَعْكَ، ضَرَّكَ. قَالَ عُثْمَانُ بنُ زَائِدَةَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: مِمَّنْ نَسْمَعُ? قَالَ: عَلَيْكَ بِابْنِ عُيَيْنَةَ، وَزَائِدَةَ. قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَجْمَعَ لِمُتَفَرِّقٍ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ. وقال علي بن نصير الجَهْضَمي: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ غُلاَماً، مَعَهُ أَلوَاحٌ طَوِيْلَةٌ عِنْدَ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَفِي أُذُنِهِ قُرْطٌ، أَوْ قال: شَنْف1.

_ 1 الشَّنْفُ: من حُلي الأذن، وجمعه شُنوف، وقيل هو ما يُعلَّق في أعلاها.

وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: جَالَسْتُ عَبْدَ الكَرِيْمِ الجَزَرِيَّ سَنَتَيْنِ، وَكَانَ يَقُوْلُ لأَهْلِ بَلَدِهِ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الغُلاَمِ يَسْأَلُنِي وَأَنْتُم لاَ تَسْأَلُوْنِي. قَالَ ذُؤَيْبُ بنُ عِمَامَةَ السَّهْمِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مِنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَأَشَارَ بِيَدَيْهِ -يَعْنِي: كَثْرَةً- سَمِعْتُ مِنْهُ وَلُعَابُهُ يَسِيْلُ. فَقَالَ عبد الرحمن بن حَاتِمٍ: فَلاَ نَعْلَمُهُ رَوَى عَنْهُ شَيْئاً، كَانَ مُنْتَقِداً لِلرُّوَاةِ. قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ أَكْبَرُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ من جابر، وما سمع الزهري منه. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ مَطَرٍ، قَالَ: كُنَّا عَلَى بَابِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَنَا. فَقُلْنَا: ادْخُلُوا حَتَّى نَهْجُمَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَكَسَرْنَا بَابَهُ، وَدَخَلْنَا وَهُوَ جَالِسٌ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! دَخَلْتُم دَارِي بِغَيْرِ إِذْنِي، وَقَدْ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِي جُحْرٍ مِنْ بَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- مِدْرَى به يحك رَأْسَهُ، فَقَالَ: "لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِي، لَطَعَنْتُ بِهَا فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ" 1. قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: نَدِمْنَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ. فَقَالَ: نَدِمْتُم? حَدَّثَنَا عَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْقِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "النَّدَمُ توبة" 2، اخرجوا، فقد أخدتم رَأْسَ مَالِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. سُلَيْمَانُ هَذَا: هُوَ أَخُو قَتَادَةَ بنِ مَطَرٍ، صَدُوْقٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ. وَزِيَادٌ المَذْكُوْرُ فِي الحَدِيْثِ: هُوَ ابْنُ أبي مريم. قال محمد بن سوف الفِرْيَابِيُّ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، مَا يُزَهِّدُنِي فِيْكَ إِلاَّ طَلَبُ الحَدِيْثِ. قُلْتُ: فَأَنْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَيَّ شَيْءٍ كُنْتَ تَعْمَلُ إِلاَّ طَلَبَ الحَدِيْثِ? فَقَالَ: كُنْتُ إِذْ ذَاكَ صَبِيّاً لاَ أَعقِلُ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6901"، ومسلم "2156"، والحميدي "924" من طريق سفيان، عن الزهري، به. 2 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "9/ 361"، والحميدي "105"، وأحمد "1/ 376 و433" والبخاري في "التاريخ الكبير" "2/ 1/ 374"، وابن ماجه "4252"، والحاكم "4/ 243"، والبيهقي في "شعب الإيمان" "7029"، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" "1/ 248-249" من طريق عن سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم الجزري، به.

قُلْتُ: إِذَا كَانَ مِثْلُ هَذَا الإِمَامِ يَقُوْلُ هذه المقالة في زمن التَّابِعِيْنَ، أَوْ بَعْدَهُم بِيَسِيْرٍ، وَطَلَبُ الحَدِيْثِ مَضْبُوْطٌ بِالاتِّفَاقِ، وَالأَخْذُ عَنِ الأَثْبَاتِ الأَئِمَّةِ، فَكَيْفَ لَوْ رَأَى سُفْيَانُ -رَحِمَهُ اللهُ- طَلَبَةَ الحَدِيْثِ فِي وَقْتِنَا، وَمَا هُم عَلَيْهِ مِنَ الهَنَاتِ وَالتَّخْبِيْطِ، وَالأَخْذِ عَنْ جَهَلَةِ بَنِي آدَمَ، وَتَسْمِيْعِ ابْنِ شَهْرٍ. أَمَّا الخِيَامُ فَإِنَّهَا كَخِيَامِهِمْ ... وَأَرَى نِسَاءَ الحَيِّ غَيْرَ نِسَائِهَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يُوْنُسَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ جَالَسْتُ عَبْدُ الكَرِيْمِ أَبُو أُمَيَّةَ، وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ: وَقَرَأْتُ القُرْآنَ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ يَحْيَى بنُ آدَمَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً يَخْتَبِرُ الحَدِيْثَ إِلاَّ وَيُخْطِئُ، إِلاَّ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ حَمَّادٍ الحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ -وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ: إِذَا قَالَ لامْرَأَتِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ، أَنْتِ طَالِقٌ, أَنْتِ طَالِقٌ, بَانَتْ بِالأُوْلَى، وَبَطَلَتِ الثِّنْتَانِ. قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ حمَّادًا قَدْ جَاءَ إِلَى طَبِيْبٍ عَلَى فَرَسٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، إِمَامٌ، ثِقَةٌ، كَانَ أَعْلَمَ بِحَدِيْثِ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ مِنْ شُعْبَةَ. قَالَ: وَأَثْبَتُ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ هُوَ وَمَالِكٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مَا رَأَيْتُ بَعْدَ ابْنِ جُرَيْجٍ مِثْلَ ابْنِ عُيَيْنَةَ فِي حُسْنِ المَنْطِقِ. وَرَوَى إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ. وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: الوَرَعُ طَلَبُ العِلْمِ الَّذِي بِهِ يُعْرَفُ الوَرَعُ. رَوَى سُلَيْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: شَهِدْتُ ثَمَانِيْنَ مَوْقِفاً. وَيُرْوَى أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ يَقُوْلُ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ: اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهدِ مِنْكَ، فَلَمَّا كَانَ العَامُ الَّذِي مَاتَ فِيْهِ، لَمْ يَقُلْ شَيْئاً، وَقَالَ: قَدِ اسْتَحْيَيتُ مِنَ اللهِ -تَعَالَى. وَقَدْ كَانَ لِسُفْيَانَ عِدَّةُ إِخْوَةٍ، مِنْهُم: عِمْرَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَآدَمُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُيَيْنَةَ، فَهَؤُلاَءِ قَدْ رَوَوُا الحَدِيْثَ. وَقَدْ كَانَ سُفْيَانُ مَشْهُوْراً بِالتَّدْلِيسِ، عَمَدَ إِلَى أَحَادِيْثَ رُفِعَتْ إِلَيْهِ مِنْ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ، فَيَحذِفُ اسْمَ مَنْ حَدَّثَهُ وَيُدَلِّسُهَا، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يُدَلِّسُ إِلاَّ عَنْ ثِقَةٍ عِنْدَهُ. فَأَمَّا مَا بَلَغَنَا عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ، أَنَّهُ قَالَ: اشْهَدُوا أَنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ اخْتُلِطَ سَنَةَ سَبْعٍ

وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، فَهَذَا مُنْكَرٌ مِنَ القَوْلِ، وَلاَ يَصِحُّ، وَلاَ هُوَ بِمُسْتقِيْمٍ، فَإِنَّ يَحْيَى القَطَّانَ مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ، مَعَ قُدُوْمِ الوَفْدِ مِنَ الحَجِّ، فَمَنِ الَّذِي أَخْبَرَهُ باخْتِلاَطِ سُفْيَانَ، وَمتَى لَحِقَ أَنْ يَقُوْلَ هَذَا القَوْلَ، وَقَدْ بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ? وَسُفْيَانُ حُجَّةٌ مُطْلَقاً، وحديثه في جميع دواوين الإِسْلاَمِ، وَوَقَعَ لِي كَثِيْرٌ مِنْ عَوَالِيْهِ، بَلْ وَعِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِبْطِ الحَافِظِ السِّلَفِيِّ مِنْ عَوَالِيْهِ جُمْلَةٌ صَالِحَةٌ، مِنْهَا "جُزءُ ابْنِ عُيَيْنَةَ"، رواية المروزي عنه، وفي "جزء علي ابن حَرْبٍ"، رِوَايَةَ العَبَّادَانِ، وَجُزْآنِ لِعَلِيِّ بنِ حَرْبٍ، رِوَايَةَ نَافِلَتِهِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ عُمَرَ الطَّائِيِّ، وَفِي "الثَّقَفِيَّاتِ"، وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَقَدْ جَمَعَ عَوَالِي ابْنِ عُيَيْنَةَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَبَعْدَهُمَا أَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّالُ. وَكَانَ سُفْيَانُ -رَحِمَهُ اللهُ- صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ. قَالَ الحَافِظُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ مُوْسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الجَوَّازُ، قَالَ: رأيت سفيان بن عينة سَأَلَهُ رَجُلٌ: مَا تَقُوْلُ فِي القُرْآنِ? قَالَ: كَلاَمُ اللهِ، مِنْهُ خَرَجَ، وَإِلَيْهِ يَعُوْدُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ: حَدَّثَنَا لُوَين، قَالَ: قِيْلَ لابْنِ عُيَيْنَةَ: هَذِهِ الأَحَادِيْثُ الَّتِي تُرْوَى فِي الرُّؤْيَةِ? قَالَ: حَقٌّ عَلَى مَا سَمِعْنَاهَا مِمَّنْ نَثِقُ بِهِ وَنَرْضَاهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّورقي: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، وَجَعَلتُ أُلِحُّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: دَعْنِي أَتَنَفَّسُ. فَقُلْتُ: كَيْفَ حَدِيْثُ عَبْدِ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الله يحمل السماوات على إصبع" 1. وَحَدِيْثُ: "إِنَّ قُلُوْبَ العِبَادِ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أصابع الرحمن" 2.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4811"، ومسلم "2786"، والترمذي "3238"، من طريق عبيدة السلماني، عبد الله بن مسعود قال: جاء حبر إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا محمد أويا أبا القاسم إن الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على إصبع، والارضين على إصبع، والجبال والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، ثم يهزهن: فيقول أنا الملك أنا الملك فَضَحِكَ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم- تعجبا مما قال الحبر تصديقا له. ثم قرأ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67] ، واللفظ لمسلم. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2254" من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا وتمامه: "إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد، يصرفها حيث شاء" ثم قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك".

وَحَدِيْثُ: "إِنَّ اللهَ يَعْجَبُ -أَوْ يَضْحَكُ- مِمَّنْ يَذْكُرُهُ فِي الأَسْوَاقِ"1. فَقَالَ سُفْيَانُ: هِيَ كَمَا جَاءتْ، نُقِرُّ بِهَا، وَنُحَدِّثُ بِهَا بِلاَ كَيْفٍ2. أَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّوْيَه: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ شَبَّةَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بنُ جنَّادٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، وَسَأَلُوْهُ أَنْ يُحَدِّثَ، فَقَالَ: مَا أَرَاكُم لِلْحَدِيْثِ مَوْضِعاً، وَلاَ أُرَانِي أَنْ يُؤْخَذَ عَنِّي أَهْلاً، وَمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُم إِلاَّ مَا قَالَ الأُوَلُ: افْتَضَحُوا، فَاصْطَلَحُوا. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الأَشْعَثِ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يقول: من عمل بما يَعْلَمُ، كُفِيَ مَا لَمْ يَعْلَمْ. وَعَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: مَنْ رَأَى أَنَّهُ خُيْرٌ مِنْ غَيْرِهِ، فَقَدِ اسْتَكْبَرَ، ثُمَّ ذَكَرَ إِبْلِيْسَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ: مَا الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا? قَالَ: إِذَا أُنْعِمَ عَلَيْهِ، فَشَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ، بِبَلِيَّةٍ فصبر، فذلك الزهد. قال علي ابن المَدِيْنِيِّ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، يَقُوْلُ: لاَ أُحْسِنُ. فَنَقُوْل: مَنْ نَسْأَلُ? فَيَقُوْلُ: سَلِ العُلَمَاءَ، وَسَلِ اللهَ التَّوفِيْقَ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.

_ 1 لم يرد بهذا اللفظ في شيء من كتب السنة المشرفة ودواوينها، لكن قد ورد في صفة التعجب عن علي بن أبي طالب مرفوعا بلفظ: "إن ربك ليعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي، قال: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري". أخرجه أحمد "1/ 97 و115 و128"، والطيالسي "132"، وأبو داود "2602"، والترمذي "3446"، والحاكم "2/ 99"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص471" من طريق أبي إسحاق عن علي بن ربيعة، عن علي بن أبي طالب، به مرفوعا. وفي صفه الضحك ورد عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "يضحك الله إلى رجلين، يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة". فقالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: "يقاتل هذا في سبيل الله -عز وجل- فيستشهد ثم يتوب الله على القاتل فيسلم. فيقاتل في سبيل الله -عز وجل- فيستشهد". أخرجه أحمد "2/ 464"، ومسلم "1890"، واللفظ له، وابن ماجه "191"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص234"، والآجري في "الشريعة" "ص278" من طريق سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. 2 مذهب السلف الصالح الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه، ووصفه به رسوله من غير تحريف أو تأويل، أو تمثيل وتكييف.

الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ: قيل لسفيان ابن عُيَيْنَةَ: إِنَّ بِشْراً المَرِيْسِيَّ يَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ لاَ يُرَى يَوْمَ القِيَامَةِ. فَقَالَ: قَاتَلَ اللهُ الدُّوَيْبَّةَ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المُطَفِّفِيْنَ: 15] ، فَإِذَا احْتَجَبَ عَنِ الأَوْلِيَاءِ وَالأَعْدَاءِ، فَأَيُّ فَضْلٍ لِلأَوْلِيَاءِ عَلَى الأَعْدَاءِ. وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ فِي "تَارِيْخِهِ": حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَفَّانَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ فِي السَّنَةِ الَّتِي أَخَذُوا فِيْهَا بِشْراً المَرِيْسِيَّ بِمِنَىً، فَقَامَ سُفْيَانُ فِي المَجْلِسِ مُغْضَباً، فَقَالَ: لَقَدْ تَكَلَّمُوا فِي القَدَرِ وَالاعْتِزَالِ، وَأُمِرْنَا بِاجْتِنَابِ القَوْمِ، رَأَيْنَا عُلَمَاءنَا، هَذَا عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَهَذَا مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ -حَتَّى ذَكَرَ أَيُّوْبَ بنَ مُوْسَى وَالأَعْمَشَ وَمِسْعَراً- مَا يَعْرِفُوْنَهُ إِلاَّ كَلاَمَ اللهِ، وَلاَ نَعْرِفُهُ إِلاَ كَلاَمَ اللهِ، فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ مَرَّتَيْنِ، فَمَا أَشْبَهَ هَذَا بِكَلاَمِ النَّصَارَى، فَلاَ تُجَالِسُوهُم. قَالَ المسيَّب بنُ وَاضِحٍ: سُئِلَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْدِ، قَالَ: الزُّهْدُ فِيْمَا حَرَّمَ اللهُ، فَأَمَّا مَا أَحَلَّ اللهُ، فَقَدْ أَبَاحَكَهُ اللهُ، فَإِنَّ النَّبِيِّيْنَ قَدْ نَكَحُوا، وَرَكِبُوا، وَلَبِسُوا، وَأَكَلُوا، لَكِنَّ اللهَ نَهَاهُم عَنْ شَيْءٍ، فَانْتَهَوْا عَنْهُ، وَكَانُوا بِهِ زُهَّاداً. وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ لاَ يُرِيْدُ النِّسَاءَ، لأَنَّهُ لَمْ يُخْلَقُ مِنْ نُطْفَةٍ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِيْمَا نَعْلَمُ، أَشَدَّ تَشَبُّهاً بِعِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ. وَرَوَى عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ: {وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [النِّسَاءُ: 69] ، قَالَ: الصَّالِحُوْنَ: هُم أَصْحَابُ الحَدِيْثِ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زَيْدِ بنِ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ، سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: أَنَا أَحقُّ بِالبُكَاءِ مِنَ الحُطَيْئَةِ، هُوَ يَبْكِي عَلَى الشِّعْرِ، وَأَنَا أَبْكِي عَلَى الحَدِيْثِ. قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ عَقِيْبَ هَذَا: أُرَاهُ قَالَ هَذَا حِيْنَ حُصِرَ فِي البَيْتِ عَنِ الحَدِيْثِ، لأَنَّهُ اخْتُلِطَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ. قُلْتُ: هَذَا لاَ نُسَلِّمُهُ، فَأَيْنَ إِسْنَادُكَ بِهِ? أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ الحَدَّادُ فِي كِتَابِهِ، أَنْبَأَنَا مَسْعُوْدٌ الجَمَّالُ، وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ يَقُوْلُ: عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: أَتَيْتُ

صَفْوَانَ بنَ عَسَّالٍ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ? قُلْتُ: جِئْتُ ابْتِغَاءَ العِلْمِ، قَالَ: فَإِنَّ المَلاَئِكَةَ تضع أجنحتها لطالب العلم، رضى لما يَطْلُبُ. قُلْتُ: حَكَّ فِي نَفْسِي -أَوْ صَدْرِي- مَسْحٌ عَلَى الخُفَّينِ بَعْدَ الغَائِطِ وَالبَوْلِ، فَهَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي ذَلِكَ شَيْئاً? قَالَ: نَعَمْ، كَانَ يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفَراً، أَوْ مُسَافِرِيْنَ، أَنْ ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن، إلا من جَنَابَةٍ، لَكِنْ مِنْ غَائِطٍ، أَوْ بَوْلٍ، أَوْ نَوْمٍ. قُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَهُ يَذْكُرُ الهَوَى? قَالَ: نَعَمْ، بَيْنَا نَحْنُ مَعَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَسِيْرٍ، إِذْ نَادَاهُ أَعْرَابِيٌّ بصَوْتٍ لَهُ جَهْوَرِيٍّ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! فَأَجَابَهُ عَلَى نَحْوٍ مِنْ كَلاَمِهِ: هَاؤُم. قَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلاً أَحَبَّ قَوْماً، وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِم? قَالَ: "المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ". ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا: أَنَّ مِنْ قِبَلِ المَغْرِبِ بَاباً يَفْتَحُ اللهُ لِلتَّوْبَةِ مَسِيْرَةَ عَرْضِهِ أَرْبَعُوْنَ سَنَةً، فَلاَ يَزَالُ مَفْتُوحاً حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ قِبَلِهِ، وَذَلِكَ قَوْلَهُ تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} [الأنعام: 158] الآية1. وَبِهِ، قَالَ ابْنُ عَاصِمٍ: سَمِعْتُ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَأَنَا مَحْرَمٌ لِبَعْضِ النِّسَاءِ، وَمَنْ حَجَّ بَعْدِي لَمْ يَرَهُ، مَاتَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ ومائة. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيُّ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وثلاثين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَحَامِلِيُّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ، دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاَهَا، وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا2. أَخْرَجَهُ: الشَّيْخَانِ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ المِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ السُّكَّرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيُّ سنة ثلاث وثلاثمائة، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ عَتِيْقٍ، عن جابر بن عبد

_ 1 حسن: أخرجه الترمذي "3536" من طريق حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ بن حبيش، عن صفوان بن عسال المرادي، به في حديث طويل. وقال الترمذي: حسن صحيح. قلت: إسناده حسن، عاصم، هو ابن أبي النجود، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1577"، ومسلم "1258"، وأبو داود "1868" و"1869"، والترمذي "853".

اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بِوَضْعِ الجَوَائِحِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنِيْنَ1. أخرجه: أبو داود، عن يحيى. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ سنة ثماني عشرة وستمائة، أخبرنا سعيد بن أحمد بنُ البَنَّاء، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البُنْدار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَخَّصَ فِي العَرَايَا2. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ بِنَابُلُسَ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ فِي سنة خمس عشرة وستمائة، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، وَكَتَبَ إليَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَجَمَاعَةٌ: أَنَّ القَاضِي أَبَا القَاسِمِ عَبْدَ الصَّمَدِ بنَ مُحَمَّدٍ الأنصاري، أخبرهم في سنة عشر وستمائة قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مُسْلِمٍ الفَرَضِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ الكَاتِبُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مَطَرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 309"، ومسلم "1554" "17"، وأبو داود "3374"، والنسائي "7/ 265"، وابن الجارود "640"، والدارقطني "3/ 31"، والحاكم "2/ 40-41"، والبيهقي "5/ 306"، والبغوي "2083" من طرق عن سفيان بن عيينة، عن حميد الأعرج، به. وقوله: "الجوائح": هي الآفات التي تصيب الثمار فتهلكها، يقال جاحهم الدهر يجوحهم وأجاحهم الزمان: إذا أصابهم بمكروه عظيم. 2 صحيح: أخرجه مالك "2/ 619-620"، والشافعي في "المسند" "2/ 150"، وعبد الرزاق "14486"، وأحمد "5/ 182 و186-187 و188 و190"، والبخاري "2188" و"2380" ومسلم "1539"، والنسائي "7/ 267"، وابن ماجه "2269"، والطحاوي "4/ 29"، والطبراني في "الكبير" "4764" و"4765" و"4766" و"4777" و"4769-4773"، والبيهقي "5/ 309 و310" من طرق عن نافع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، به. وقوله: "العرايا": واحدتها عرية، وهي النخلة يُعريها صاحبها رجلا محتاجا، والإعراء أن يجعل له ثمرة عامها، يقول: فرخص لرب النخل أن يبتاع من المُعْرَى تلك النخلة بتمر لموضع حاجته. وقال البغوي في "شرح السنة" "8/ 87": العرية: أن يبيع ثمر نخلات معلومة بعد بُدُوِّ الصلاح فيها خرصًا بالتمر الموضوع على وجه الأرض كيلا استثناها الشرع من المزابنة بالجواز كما استثنى السلم بالجواز على بيع ما ليس عنده، سميت عرية، لأنها عريت من جملة التحريم، أي خرجت، "فعيلة" بمعنى "فاعلة"، وقيل: لأنها عريت من جملة الحائط بالخرص والبيع، فعريت عنها، أي: خرجت، وقيل غير ذلك.

ابْنِ أَبِي نَجيح، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النِّسَاءُ: 148] ، قَالَ: ذَلِكَ فِي الضِّيَافَة، إِذَا أَتيتَ رَجُلاً، فَلَمْ يُضِفْكَ، فَقَدْ رُخِّصَ لَكَ أَنْ تَقُوْلَ. قَالَ ابْنُ دَاوُدَ فِي كِتَابِ "الشَّرِيْعَةِ": حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بَزَّةَ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: لَوْ صَلَّيْتَ خَلْفَ مَنْ يَقْرَأُ بقِرَاءةِ حَمْزَةَ، لأَعَدْتُ. وَثَبَتَ مِثْلُ هَذَا عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، وَعَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ نَحْوَهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحُوَيْطِبِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ يَقُوْلُ: قِرَاءةُ حَمْزَةَ بِدْعَةٌ. قُلْتُ: مُرَادُهُم بِذَلِكَ مَا كَانَ مِنْ قبيل الأداء، كالسكت، والإضجاع فِي نَحْوِ: شَاءَ، وَجَاءَ، وَتَغْيِيرِ الهَمزِ، لاَ مَا فِي قِرَاءتِهِ مِنَ الحُرُوْفِ، هَذَا الَّذِي يَظْهَرُ لِي، فَإِنَّ الرَّجُلَ حُجَّةٌ، ثِقَةٌ فِيْمَا يُنْقَلُ. قَالَ مَحْمُوْدُ بنُ وَالاَنَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ بِشْرٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: غَضَبُ اللهِ الدَّاءُ الَّذِي لاَ دوَاءَ لَهُ، وَمَنِ اسْتَغْنَى بِاللهِ، أَحْوَجَ اللهُ إِلَيْهِ النَّاسَ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ القبَّاني: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ عَشِيَّةَ السَّبْتِ، نِصْفَ شَعْبَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ يَقُوْلُ: كَمُلَ لِي فِي هَذَا اليَوْمِ تِسْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وُلِدْتُ لِلنِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَةٍ. قُلْتُ: عَاشَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. فِي "فَاصِلِ" الرامَهرمزي، قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاح الجَرْدَانِيُّ: قَالَ الخُطَيم فِي ابْنِ عُيَيْنَةَ: سِيْرِي نَجَاءً وَقَاكِ اللهُ مِنْ عَطَبٍ ... حَتَّى تُلاَقِي بَعْدَ البَيْتِ سُفْيَانَا شَيْخُ الأَنَامِ وَمَنْ حَلَّتْ مَنَاقِبُهُ ... لاَقَى الرِّجَالَ وَحَازَ العِلْمَ أَزْمَانَا حَوَى بَيَاناً وَفَهْماً عَالِياً عَجَباً ... إِذَا يَنُصُّ حَدِيْثاً نَصَّ بُرْهَانَا تَرَى الكُهُولَ جَمِيْعاً عِنْدَ مَشْهَدِهِ ... مُسْتَنْصِتِيْنَ وَشِيخَاناً وَشُبَّانَا يَضُمُّ عَمْراً إِلَى الزُّهْرِيِّ يُسْنِدُهُ ... وَبَعْدَ عَمْرٍو إِلَى الزُّهْرِيِّ صَفْوَانَا وَعَبْدَةً وَعُبَيْدَ اللهِ ضَمَّهُمَا ... وَابْنَ السَّبِيْعِيِّ أَيْضاً وَابْنَ جُدْعَانَا فَعَنْهُمُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ يُوْسِعُنَا ... عِلْماً وَحُكْماً وَتَأْوِيلاً وَتِبْيَانَا وَقَالَ الرِّيَاشِيُّ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ يَرْثِي ابْنَ عُيَيْنَةَ:

لِيَبْكِ سُفْيَانَ بَاغِي سُنَّةٍ دَرَسَتْ ... وَمُسْتبِيْنُ أَثَارَاتٍ وَآثَارِ وَمُبْتَغِي قُرْبَ إِسْنَادٍ وَمَوْعِظَةٍ ... وَوَاقِفِيُّوْنَ مِنْ طَارٍ وَمِنْ سَارِي أَمْسَتْ مَنَازِلُهُ وَحْشاً مُعَطَّلَةً ... مِنْ قَاطِنِيْنَ وَحُجَّاجٍ وَعُمَّارِ مِنَ الحَدِيْثِ عَنِ الزُّهْرِيِّ يُسْنِدُهُ ... وَلِلأَحَادِيْثِ عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارِ مَا قَامَ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ قَالَ حَدَّثَنَا ... الزهري في أهل بدو أو بإحضار وَقَدْ أَرَاهُ قَرِيْباً مِنْ ثَلاَثِ مِنَىً ... قَدْ خَفَّ مَجْلِسَهُ مِنْ كُلِّ أَقْطَارِ بَنُو المَحَابِرِ والأقلام مرهفة ... وسماسمات فراها كل نجار

إبراهيم بن عيينة

1292- إِبْرَاهِيْم بنُ عُيَيْنَةَ 1: أَبُو إِسْحَاقَ، مُحَدِّثٌ، إِمَامُ خَيْرٍ. وُلِدَ: نَحْو سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا حَيَّانَ التَّيْمِيَّ، وَطَلْحَةَ بنَ يَحْيَى، وَصَالِحَ بنَ حَسَّانٍ، وَمِسْعَراً، وَلَيْسَ بِالمُكْثِرِ وَلاَ المُجَوِّدِ. رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَالفَلاَّسُ، وَالعَدَنِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَطَائِفَةٌ، آخِرُهُم مَوْتاً: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ مُسْلِماً، صَدُوقاً، لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. قِيْلَ: توفي سنة تسع وتسعين ومائة.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 362"، ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 164"، وتهذيب التهذيب "1/ 149"، وتقريب التهذيب "1/ 41".

الخلقاني

1293- الخُلْقاني 1: "ع" إسماعيل بن زكريا، المحدث، الحافظ، أبو زياد الكوفي، الخُلْقاني. مولده سنة ثمان ومائة.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 170"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 570"، والضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 84"، وميزان الاعتدال "1/ 228"، وتهذيب التهذيب "1/ 297".

وَسَمِعَ -وَقَدْ كَبِرَ- مِنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَالعَلاَءِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَبُرَيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وإسماعيل بن أبي خالد، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَحَجَّاجِ بنِ دِيْنَارٍ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الدُّوْلاَبِيُّ، وَأَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنُ، وَجَمَاعَةٌ. اخْتَلَفَ قَوْلُ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، فَمَرَّةً يَقُوْلُ: ثِقَةٌ، وَمَرَّةً ضَعَّفَهُ، وَمَرَّةً يَقُوْلُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مُقَاربُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ المَيْمُوْنِيُّ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: كَيْفَ هُوَ? قَالَ: أَمَّا الأَحَادِيْثُ المَشْهُوْرَةُ الَّتِي يَروِيهَا، فَهُوَ فِيْهَا مُقَاربُ الحَدِيْثِ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ يَنْشَرِحُ الصَّدْرُ لَهُ، هُوَ شَيْخٌ لَيْسَ يُعْرَفُ بِالطَّلَبِ. قَالَ الخَطِيْبُ فِي "تَارِيْخِهِ": إِسْمَاعِيْلُ بنُ زَكَرِيَّا بنِ مُرَّةَ، أَبُو زِيَادٍ الخُلْقَانِيُّ، مَوْلَى بَنِي أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ، كُوْفِيٌّ، يُلَقَّبُ: شقُوصَا، نَزَلَ بَغْدَادَ. قَالَ العُقَيلي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ الجُنَيْدِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنِي خَالِي إِبْرَاهِيْمُ، سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ الخُلْقَانِيَّ شقُوصَا يَقُوْلُ: الَّذِي نَادَى مِنْ جَانِبِ الطُّورِ عَبْدَهُ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، عَلِيٌّ. إِسْنَادُهَا مُظْلِمٌ، فَلَعَلَّ إِسْمَاعِيْلَ هَذَا آخِرُ زِنْدِيقٍ، غَيْرُ الخُلْقَانِيِّ. تُوُفِّيَ الخُلْقَانِيُّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ. وَعَاشَ: خَمْساً وَسِتِّيْنَ سنة.

معتمر

1294- معتمر 1: "ع" ابن سليمان بن طَرْخان، الإمام، الحافظ، القدوة، أبو محمد بن الإِمَامِ أَبِي المُعْتَمِرِ التَّيْمِيُّ، البَصْرِيُّ، وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي مُرَّةَ، وَنُسِبَ إِلَى تَيْمٍ؛ لِنُزُولِهِ فِيْهِم هُوَ وَأَبُوْهُ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَأَيُّوْبَ، وَحُمَيْدٍ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ البَصْرِيِّ القَهْرَمَانِ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وفُضيل بن مسيرة، وَإِسْحَاقَ بنِ سُوَيْدٍ، وَأَشْعَثَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَحَبِيْبِ بنِ أَبِي مُحَمَّدٍ العَجَمِيِّ، وبَهْز بنِ حَكِيْمٍ، وَخَالِدٍ الحَذَّاءِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَعْلى الطَّائِفِيِّ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، وَيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ يَرْوِيَ عَنْ صَاحِبِهِ: عَبْدِ الرَّزَّاقِ. كَانَ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، والقَعْنبِي، وَالأَصْمَعِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَمُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَمُسَدَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وإسحاقَ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأُمَيَّةُ بنُ بِسْطَامَ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَعَمْرٌو الفَلاَّسُ، وَزِيَادٌ الحَسَّانِيُّ، وَخَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ، وَالحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ المَرْوَزِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، وَهَارُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ، وَيَحْيَى بنُ حَبِيْبِ بنِ عَرَبِيٍّ، وَيَعْقُوْبُ الدَّورقي، وَأَحْمَدُ بنُ المِقْدَامِ، وَخَلْقٌ عَظِيْمٌ. قَالَ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ. وَقَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: سَمِعْتُ قُرَّةَ بنَ خَالِدٍ يَقُوْلُ: مَا مُعْتَمِرٌ عِنْدَنَا بِدُوْنِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَةٍ، وَمَاتَ بِالبَصْرَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مَحْبُوْبٍ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ سَبْعٍ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ: مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ سَبْعٍ، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عِيْسَى الكُرَيْزِي: مَاتَ مُعْتَمِرٌ يَوْم قُتِلَ زبَّان الطَّليقي بِالبَصْرَةِ، فَكَانَ النَّاسُ يَقُوْلُوْنَ: مَاتَ اليَوْمَ أَعْبَدُ النَّاسِ، وَقُتِلَ أَشْطَرُ النَّاسِ. وَفِي كِتَابِ "السَّابِقِ وَاللاَّحِقِ" لِلْخَطِيْبِ: أَنَّ مُعْتَمِراً رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَبَيْنَهُمَا فِي المَوْتِ سِتٌّ وَتِسعُوْنَ سَنَةً، فَإِنَّ الثَّوْرِيَّ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَأَعْلَى مَا يُرْوَى اليَوْمَ حَدِيْثُ مُعْتَمِرٍ، فِي "جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ". فَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، وَغَيْرُهُ إِجَازَةً، عَنْ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ كُليب، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بن بيان،

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 290"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 211"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1845"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 251"، والكاشف "3/ ترجمة 5645" والعبر "1/ 195" و"2/ 4"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8648"، وتهذيب التهذيب "10/ 227-228"، وتقريب التهذيب "2/ 263"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7421"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 316".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا المُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، سَمِعْتُ عَاصِماً الأَحْوَلَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيْلُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَبَا سَعِيْدٍ، وَابْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُونَ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَزْناً بِوَزْنٍ، مِثْلاً بِمِثْلٍ، مَنْ زَادَ، أَوِ ازْدَادَ، فَقَدْ أَرْبَى". إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْهُم، فَأَدخَلَنِي اللهُ النَّارَ. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ، عَالٍ. وشرحبيل بن سعد: مدني، ليس بقوي1.

_ 1 ضعفه ابن معين، ومالك، والنسائي، وأبو زرعة، والدارقطني، وابن عدي كما ذكر الحافظ في "ميزان الاعتدال"، لكن للحديث شاهد عن عبادة بن الصامت عند مسلم "1587"، وأبي داود "3349"، والترمذي "1240"، والنسائي "7/ 276"، وابن ماجه "2254".

مروان بن أبي حفصة

1295- مروان بن أبي حفصة 1: رَأْسُ الشُّعَرَاءِ، أَبُو السَّمْطِ -وَقِيْلَ: أَبُو الهِنْدَامِ- مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حَفْصَةَ يَزِيْدَ، مَوْلَى مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ الأُمَوِيِّ. أَعْتَقَهُ مَرْوَانُ يَوْمَ الدَّارِ2، لِكَوْنِهِ بيَّن يَوْمَئِذٍ. وَقِيْلَ: بَلْ كَانَ أَبُو حَفْصَةَ طَبِيْباً يَهُوْدِياً، فَأَسْلَمَ عَلَى يَدِ عُثْمَانَ، أَوْ يَدِ مَرْوَانَ. وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا حَفْصَةَ مِنْ سَبْيِ اصْطَخْرَ. وَكَانَ مَرْوَانُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ مِنْ أَهْلِ اليمامة، فقدم بغداد، ومدح المهدي، والرشيد. قَالَ ابْنُ المُعْتَزِّ: أَجْوَدُ مَا لَهُ "اللاَّمِيَّةُ" الَّتِي فُضِّلَ بِهَا عَلَى شُعَرَاءِ زَمَانِهِ فِي مَعْنِ بنِ زَائِدَةَ، فَأَجَازَهُ عَلَيْهَا بِمَالٍ عَظِيْمٍ. قَالَ: وَأَخَذَ مِنْ خَلِيْفَةٍ عَلَى بَيْتٍ وَاحِدٍ ثلاثمائة أَلْفِ دِرْهَمٍ. قُلْتُ: فَمِنَ اللاَّمِيَّةِ: بَنُو مَطَرٍ يَوْمَ اللِّقَاءِ كَأَنَّهُمْ ... أُسُودٌ لَهَا فِي بَطْنِ خَفَّانَ أَشْبُلُ هُمُ يَمْنَعُوْنَ الجَارَ حَتَّى كَأَنَّمَا ... لِجَارِهِم بَيْنَ السِّماكين مَنْزِلُ تَجَنَّبَ لاَ فِي القَوْلِ حَتَّى كَأَنَّهُ ... حَرَامٌ عَلَيْهِ قَوْلُ لاَ حِيْنَ يُسْأَلُ تَشَابَهُ يَوْمَاهُ عَلَيْنَا فَأَشْكلاَ ... فَلاَ نحن ندري أي يوميه أفضل

_ 1 ترجمته في "المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي" "1/ 173"، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "10/ 71"، وتاريخ بغداد "13/ 145"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 189". 2 أي: دار عثمان بن عفان يوم أن وقعت الفتنة، ولزم عثمان داره، واستشهد فيها لذا سمى يوم الدار.

أَيَوْمُ نَدَاهُ العُمرُ أَمْ يَوْمُ بَأْسِهِ ... وَمَا مِنْهُمَا إِلاَّ أَغَرُّ مُحَجَّلُ بَهَالِيْلُ فِي الإِسْلاَمِ سَادُوا وَلَمْ يَكُنْ ... كَأَوَّلِهِم فِي الجَاهِلِيَّةِ أَوَّلُ هُمُ القَوْمُ إِنْ قَالُوا أَصَابُوا وَإِنْ دُعُوا ... أَجَابُوا وَإِنْ أَعْطَوْا أَطَابُوا وَأَجْزَلُوا فَمَا يَسْتَطِيْعُ الفَاعِلُوْنَ فِعَالَهُم ... وَإِنْ أَحْسَنُوا فِي النَّائِبَاتِ وَأَجْمَلُوا وَيُرْوَى أَنَّ وَلداً لِمَرْوَانَ بنِ أَبِي حَفْصَةَ دَخَلَ عَلَى الأَمِيْرِ شَرَاحِيْلَ بنِ مَعْنٍ، فَأَنشَدَهُ: أَيَا شَرَاحِيْلَ بنَ مَعْنِ بنِ زَائِدَةَ ... يَا أَكرَمَ النَّاسِ مِنْ عُجْمٍ وَمِنْ عَرَبِ أَعْطَى أَبُوْكَ أَبِي مَالاً فَعَاشَ بِهِ ... فَأَعْطِنِي مِثْلَ مَا أَعْطَى أَبُوْكَ أَبِي مَا حَلَّ قَطُّ أَبِي أَرْضاً أَبُوْكَ بِهَا ... إِلاَّ وَأَعْطَاهُ قِنْطَاراً من الذهب فَأَعْطَاهُ شَرَاحِيْلُ قِنْطَاراً مِنَ الذَّهَبِ. مَاتَ مَرْوَانُ سنة اثنتين وثمانين ومائة.

حفيده

1296- حفيده 1: هو مَرْوَانُ بنُ أَبِي الجَنُوْبِ بنِ مَرْوَانَ بنِ أَبِي حَفْصَةَ، مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ فِي زَمَانِهِ، ويقال له: مروان الأصغر.

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني "23/ 206"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ص193".

مبارك

1297- مُبَارك 1: "د، ت" ابن سعيد بن مسروق، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّوْرِيُّ، الكُوْفِيُّ، الضَّرِيْرُ، نَزِيلُ بَغْدَادَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ، وَغَيْرِهِمَا. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ -مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَأَبُو النَّضْرِ، وَيَحْيَى بنُ يحيى، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَآخَرُوْنَ. يَقعُ حَدِيْثَهُ عَالِياً فِي "جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ"، وَهُوَ ثِقَةٌ، صَالِحُ الحَدِيْثِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ ومائة. وهو أخو سفيان الثوري.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 385"، والتاريخ الكبير "7/ 1868"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 42"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1818"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1558"، وتاريخ بغداد "13/ 216"، والعبر "1/ 277"، والكاشف "3/ ترجمة 5370"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7044"، وتهذيب التهذيب "10/ 28"، وتقريب التهذيب "2/ 227"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6837"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 294".

معاذ بن مسلم

1298- معاذ بن مُسْلِم 1: شَيْخُ النَّحْوِ، أَبُو مُسْلِمٍ الكُوْفِيُّ، النَّحْوِيُّ، الهَرَّاءُ، مَوْلَى مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ. رَوَى عَنْ: عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَغَيْرِهِ. وَمَا هُوَ بِمُعْتَمَدٍ فِي الحَدِيْثِ. وَقَدْ نُقِلَتْ عَنْهُ حُرُوْفٌ فِي القِرَاءاتِ. أَخَذَ عَنْهُ: الكَسَائِيُّ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ صَنَّفَ فِي العَرَبِيَّةِ، وَلَمْ يَظْهَرْ ذَلِكَ. وَكَانَ شِيْعِيّاً، معمَّرًا. مَاتَ أَوْلاَدُهُ وَأَحْفَادُهُ وَهُوَ بَاقٍ، وَكَانَ يُصَغِّرُ نَفْسَهُ. قَالَ عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: رأيته يشد أسنانه بالذهب. وَفِيْهِ يَقُوْلُ سَهْلُ بنُ أَبِي غَالِبٍ الخَزْرَجِيُّ: إِنَّ مُعَاذَ بنَ مُسْلِمٍ رَجُلٌ ... لَيْسَ لِمِيْقَاتِ عُمْرِهِ أَمَدُ قَدْ شَابَ رَأْسُ الزَّمَانِ وَاكْتَهَلَ الدْ ... دَهر وَأَثْوَابُ عُمْرِهِ جُدُدُ قُلْ لِمُعَاذٍ إِذَا مَرَرْتَ بِهِ ... قَدْ ضَجَّ مِنْ طُوْلِ عُمْرِكَ الأَبَدُ يَا بِكْرَ حَوَّاءَ كَمْ تَعِيْشُ وَكمْ ... تَسْحَبُ ذَيْلَ البَقَاءِ يَا لُبَدُ قَدْ أَصْبَحَتْ دَارُ آدَمٍ خَرِبَتْ ... وَأَنْتَ فِيْهَا كَأَنَّكَ الوَتِدُ تَسْأَلُ غِرْبَانُهَا إِذَا نَعَبَتْ ... كَيْفَ يَكُوْنُ الصُّدَاعُ وَالرَّمَدُ مُصَححاً كَالظَّلِيمِ تَرْفُلُ فِي ... بُرْدَيْكَ مِثْلَ السَّعِيْرِ تَتَّقِدُ صَاحَبْتَ نُوحاً وَرُضْتَ بَغْلَةَ ذي الـ ... ـقرنين شيخًا لولدك الولد فَارْحَلْ وَدَعْنَا فَإِنَّ غَايَتَكَ الـ ... ـمَوْتُ وَإِنْ شَدَّ رُكْنَكَ الجَلَدُ وَلُبَدُ: هُوَ آخِرُ نُسُورِ لُقْمَانَ الَّذِي عُمِّرَ. وَكَانَ مُعَاذٌ صَدِيْقاً لِلْكُمَيْتِ الشَّاعِرِ. يُقَالَ: عَاشَ تِسْعِيْنَ عَاماً. وَتُوُفِّيَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَلَهُ شِعْرٌ قَلِيْلٌ. والهرَّاء: هُوَ الَّذِي يَبِيْعُ الثِّيَابَ الهَرَوِيَّةَ، وَلَوْلاَ هَذِهِ الكَلِمَةُ السَّائِرَةُ، لَمَا عَرَفنَا هَذَا الرَّجُلَ، وَقَلَّ ما روى.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 725"، والعبر "1/ 298".

علي بن مسهر

1299- علي بن مسهر 1: "ع" العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، أَبُو الحَسَنِ القُرَشِيُّ، الكُوْفِيُّ، قَاضِي المَوْصِلِ، أَخُو قَاضِي جَبُّلَ2؛ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُسْهِرٍ، ذَاكَ المُغَفَّلُ الَّذِي بَلَغَهُ أَنَّ المَأْمُوْنَ قَادِمٌ عَلَى نَاحِيَةِ جَبُّلَ، فَكَلَّمَ أَهْلَ جَبُّلَ لِيُثْنُوا عَلَيْهِ عِنْدَ المَأْمُوْنِ، فَوَجَدَ مِنْهُم فُتُوراً، وَأَخْلَفُوهُ المَوْعِدَ، فَلَبِسَ ثِيَابَهُ، وَسَرَّحَ لِحْيَتَه، وَوَقَفَ عَلَى جَانِبِ دِجْلَةَ، فَلَمَّا حَاذَاهُ المَأْمُوْنُ، سَلَّمَ بِالخِلاَفَةِ، وَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! نَحْنُ فِي عَافِيَةٍ وَعَدْلٍ بِقَاضِينَا ابْنِ مُسْهِرٍ. فَغَلَبَ الضحك عَلَى يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ، فَعَجِبَ مِنْهُ المَأْمُوْنُ، وَقَالَ: مَا بِكَ? قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! إِنَّ الَّذِي يُبَالِغُ فِي الثَّنَاءِ عَلَى قَاضِي جَبُّلَ هُوَ القَاضِي. فَضَحِكَ المَأْمُوْنُ كَثِيْراً، ثُمَّ قَالَ لِيَحْيَى: اعْزِلْ هَذَا، فَإِنَّهُ أَحْمَقُ. فَأَمَّا عَلِيٌّ هَذَا، فَكَانَ مِنْ مَشَايِخِ الإِسْلاَمِ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ العِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ: يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيَّ، وَمُطَرِّفَ بنَ طَرِيْفٍ، وَهِشَامَ بنَ عُرْوَةَ، وَعَاصِماً الأَحْوَلَ، وَالمُخْتَارَ بنَ فُلْفُلٍ، وَالأَعْمَشَ، وَأَبَا إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيَّ، وَأَبَا حَيَّانَ التَّيْمِيَّ، وَدَاوُدَ بنَ أَبِي هِنْدٍ، وَأَجْلَحَ بنَ عَبْدِ اللهِ، وَأَشْعَثَ بنَ سَوَّارٍ، وَبُرَيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وإسماعيل بن أبي خالد، وَزَكَرِيَّا بنَ أَبِي زَائِدَةَ، وَسَعْدَ بنَ طَرِيْفٍ الإِسْكَافَ، وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، وَمُوْسَى الجُهَنِيَّ، وَيَزِيْدَ بنَ أَبِي زِيَادٍ، وَأَبَا مَالِكٍ الأَشْجَعِيَّ، وخلقًا كثيرًا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 388"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2456"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 495" و"2/ 554 و561"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1250"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1119"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 270"، والكاشف "2/ ترجمة 4029"، والعبر "1/ 303"، وتهذيب التهذيب "7/ 383-384"، وتقريب التهذيب "2/ 44"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5051"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 325". 2 جبل: نسبة إلى بليدة بين النعمانية وواسط في الجانب الشرقي. وينسب إليها جماعة من أهل العلم.

حَدَّثَ عَنْهُ: خَالِدُ بنُ مَخْلَد، وَزَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ، ومُعَلَّى بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّازِيُّ، وَفَرْوَةُ بنُ أَبِي المَغْرَاءِ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبَانٍ الوَرَّاقُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ الخَلِيْلِ، وَبِشْرُ بنُ آدَمَ الضَّرِيْرُ، وَالسَّرِيُّ السَّقَطِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَسَهْلُ بنُ عُثْمَانَ، وَسُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرِ بنِ زُرَارَةَ، وَعَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، وعثمان بن أبي شيبة، وعلي ابن حَكِيْمٍ الأَوْدِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ، ومُحْرِز بنُ عَوْنٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ المُحَارِبِيُّ، ومِنْجَاب بنُ الحَارِثِ، وَأَبُو هَمَّامٍ السَّكوني، وَهَنَّادٌ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَوْ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ? فَقَالَ: عليٌّ أحبُّ إليَّ. قُلْتُ: فعليٌّ وَيَحْيَى بنُ أَبِي زائدةَ? فَقَالَ: كِلاَهُمَا ثِقَتَانِ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ: كَانَ عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ يَجِيئُنِي، فَيَسْأَلُنِي: كَيْفَ حَدِيْثُ كَذَا? وَكَانَ قَدْ دَفَنَ كُتُبَهُ. قَالَ يَحْيَى: عليٌّ أَثْبَتُ مِنِ ابْنِ نُمَيْرٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجلي: عَلِيُّ بنُ مُسْهِر قُرَشي مِنْ أَنْفُسِهِم، كَانَ مِمَّنْ جَمَعَ الحَدِيْثَ وَالفِقْهَ، ثِقَةٌ. وَقَالَ شَيْخُنَا أَبُو الحَجَّاجِ: هُوَ مِنْ خُزَيْمَةَ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ، وَهُم عَائِذَةُ قُرَيْشٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوْقٌ، ثِقَةٌ. وَعَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: وَلِيَ قَضَاءَ إِرْمِيْنِيَةَ، فَلَمَّا سَارَ إِلَيْهَا، اشْتَكَى عَيْنَهُ، فَجَعَلَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِ مُتَطَبِّبٌ، فَقَالَ القَاضِي الَّذِي كَانَ بِإِرْمِيْنِيَةَ: أَكْحِلْهُ بِشَيْءٍ يُذْهِبُ عَيْنَهُ حَتَّى أُعْطِيَكَ كَذَا وَكَذَا، فَكَحَّلَهُ بِشَيْءٍ، فَذَهَبتْ عَيْنُهُ، فَرَجَعَ إِلَى الكُوْفَةِ أَعْمَى. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ مَنْجَوَيْه: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قالا: أخبرنا موسى بن الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ الجِيْلِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البُنْدَارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ قَاضِي المَوْصِلِ، عَنْ سَعْدِ بنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إِنَّ حَوْضِي لأَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ وَعَدَنٍ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدِدِ النُّجُوْمِ، وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ العَسَلِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّيْ لأَذُوْدُ عَنْهُ الرِّجَالَ، كَمَا يَذُوْدُ الرَّجُلُ الغَرِيْبَةَ مِنَ الإِبِلِ عَنْ حَوْضِهِ". قَالَ: قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! وَهَلْ تَعْرِفُنَا يَوْمَئِذٍ? قَالَ: "نَعَمْ، تَرِدُوْنَ عَلَيَّ غُرّاً مُحَجَّلِيْنَ مِنْ آثَارِ الوُضُوْءِ، لَيْسَتْ لأَحَدٍ غَيْرِكُم". هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1، وَابْنُ مَاجَه، عَنْ عُثْمَانَ، وَهُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "248" "38"، وابن ماجه "4302" من طريق عثمان عن علي بن مسهر، به.

غنجار

1300- غُنْجَار 1: "خت، ق" مُحَدِّثُ بُخَارَى، الشَّيْخُ، أَبُو أَحْمَدَ عِيْسَى بنُ مُوْسَى البُخَارِيُّ، الأَزْرَقُ، غُنْجَارُ. لَهُ رِحلَةٌ، وَمَعْرِفَةٌ. حَدَّثَ عَنْ: سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَعِيْسَى بنِ عُبَيْدٍ الكِنْدِيِّ، وَوَرْقَاءَ بنِ عُمَرَ، وَأَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ، وَخَلْقٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: بَحِيْرُ بنُ النَّضْرِ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَلاَمٍ البِيْكَنْدِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ حَمْزَةَ البُخَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أُمَيَّةَ السَّاوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ إِمَامُ عَصرِه، طَلَبَ الحَدِيْثَ عَلَى كِبَرِ السِّنِّ، وَرَحَلَ، وَهُوَ فِي نَفْسِهِ صَدُوْقٌ، تَتَبَّعْتُ رِوَايَاتِهِ عَنِ الثِّقَاتِ، فَوَجَدْتُهَا مُسْتقِيْمَةً، يَرْوِي عَنْ أَكْثَرَ مِنْ مائَةِ شَيْخٍ مِنَ المَجْهُوْلِيْنَ. قُلْتُ: لَهُ حَدِيْثٌ مُعَلَّقٌ فِي "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ"، وَهُوَ: رَوَى عِيْسَى، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ قَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ فِي: بَدْءِ الخَلْقِ2، وَقَدْ سَقطَ رَجُلٌ بَيْنَ عِيْسَى وَرَقَبَةَ، وَهُوَ أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، وَمَا أَدْرَكَ غنجار رقبة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2751"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1856"، والأنساب للسمعاني "9/ 176"، والكاشف "2/ ترجمة 4470"، والعبر "1/ 293"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 9614"، وتهذيب التهذيب "8/ 232"، وتقريب التهذيب "2/ 102"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5604". 2 رواه البخاري "3192" معلقا فقال: وروى عيسى "غنجار" عن رقبة، عن قَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بنِ شِهَابٍ قال: سمعت عمر -رضي الله عنه- يقول: قام فينا النبي -صلى الله عليه وسلم- مقاما، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه، ونسيه من نسيه. قال الحافظ في "الفتح" "6/ 290": قوله "وروى عيسى -غنجار- عن رقبة" كذا للأكثر وسقط منه رجل فقال ابن الفلكي: ينبغي أن يكون بين عيسى ورقبة أبو حمزة، وبذلك جزم أبو مسعود، وقال الطرقي: سقط أبو حمزة من كتاب الفربري وثبت في رواية حماد بن شاكر فعنده عن البخاري وروى عيسى بن =

تُوُفِّيَ غُنْجَارُ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: غُنْجَارُ لاَ شَيْءٌ. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ حَمْدُوْنَ بنِ رُسْتُمَ، قَالَ: قُلْتُ بِبَلْخَ لِمُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ البُخَارِيِّ: حَدَّثَكُم عِيْسَى بنُ مُوْسَى غُنْجَارُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لاَ يَقُوْلَنَّ أَحَدُكُم لِلْعِنَبِ الكَرْمَ، فَإِنَّمَا الكَرْمُ قَلْبُ ابْنِ آدَمَ" 1. فَأَقَرَّ بِهِ، وَقَالَ: نَعَمْ، غَرِيْبٌ، مَا رَوَاهُ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَيُّوْبَ، غَيْرُ أَبِي حَمْزَةَ، وَلاَ عَنْهُ سِوَى غُنْجَارُ. وَقَعَ لَنَا عَالِياً. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ"، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الرَّازِيِّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا غُنْجَارُ.

_ = أبي حمزة عن رقبة، وكذا قال ابن رميح عن الفربري، قلت: وبذلك جزم أبو نعيم في "المستخرج" وهو يروي الصحيح عن الجرجاني عن الفربري، فالاختلاف فيه حينئذ عن الفربري، ثم رأيته سقط أيضا من رواية النسفي، لكن جعل بين عيسى ورقبة ضبة، ويغلب على الظن أن أبا حمزة ألحق لي رواية الجرجاني، وقد وصفوه بقلة الإتقان، وعيسى المذكور هو ابن موسى البخاري ولقبه غنجار بمعجمة مضمومة ثم نون ساكنة ثم جيم، وليس له في البخاري إلا هذا الموضع، وقد وصل الحديث المذكور من طريق عيسى المذكور عن أبي حمزة وهو محمد بن ميمون السكري عن رقبة الطبراني في مسند رقبة المذكور، وهو بفتح الراء والقاف والموحدة الخفيفة ابن مصقلة بفتح الميم وسكون الصاد المهملة وقد تبدل سينا بعدها قاف، ولم ينفرد به عيسى فقد أخرجه أبو نعيم من طريق علي بن الحسن شقيق عن أبي حمزة نحوه، لكن بإسناد ضعيف. 1 صحيح: أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" "1/ 77" وقد تحرف فيه "عيسى بن موسى" إلى "أبو عيسى". وأخرجه البخاري "6183"، ومسلم "2247" من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "لا تقولوا: كرم؛ فإن الكرم قلب المؤمن" وفي لفظ عند مسلم: "لاَ تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ فَإِنَّ الكَرْمَ الرَّجُلُ المسلم". وفي لفظ عند مسلم أيضا "2247" "10" من حديث أبي هريرة مرفوعا: "لا يقولن أحدكم للعنب الكرم، إنما الكرم الرجل المسلم". ووقع عند مسلم "2247" "12" من حديث علقمة بن وائل، عن أبيه مرفوعا بلفظ: لا تقولوا: الكرم، ولكن قولوا: العنب والحبلة". والحبلة: هي شجر العنب.

عيسى بن يونس

1301- عيسى بن يونس 1: "ع" ابن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، أَبُو عَمْرٍو، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الهَمْدَانِيُّ، السَّبِيْعِيُّ، الكُوْفِيُّ، المُرَابِطُ بِثَغْرِ الحَدَثِ2، أَخُو الحَافِظِ إِسْرَائِيْلَ. أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ غَدِيْرٍ الطَّائِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلِّمِ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغَسَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ العُمَرِيُّ بِالمَوْصِلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَبِي خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَضَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الجَنِيْنِ بِغُرَّةِ عَبْدٍ، أَوْ أَمَةٍ، أَوْ فَرَسٍ، أَوْ بغل3. هذا حديث غريب جدًا. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ المُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن جباب، حَدَّثَنِي عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِاليَهُوْدِ" 4. أَخْرَجَهُ: النَّسَائِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ خُرَّزَاذَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ جناب.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 488"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2798"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 261" و"2/ 295" و"3/ 194 و229"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة رقم 1618"، وتاريخ بغداد "11/ 152"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 261"، والكاشف "2/ ترجمة 4478"، والعبر "1/ 203 و300 و449"، وتهذيب التهذيب "8/ 237"، وتقريب التهذيب "2/ 103"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5615"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 320". 2 ثغر الحدث: قلعة حصينة بين ملطية وسميساط ومرعش من الثغور الشامية، ويقال لها الحمراء، وقلعتها على جبل يقال له: الأحيدب. 3 ليس في شيء من دواوين السنة بهذا اللفظ، لكن ورد عن أبي هريرة أن امرأتين من هذيل رمت إحداهما الأخرى، فطرحت جنينها، فقضى فِيْهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بغُرة: عبد أو وليدة". أخرجه مالك "2/ 855"، ومن طريقه أخرجه أحمد "2/ 236"، والبخاري "5759" و"6904" ومسلم "1618" "34" والنسائي "8/ 48-49"، والطحاوي "3/ 205"، والبيهقي "8/ 112-113"، والبغوي "2544" عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة، به. 4 صحيح لغيره أخرجه أحمد "2/ 261 و499"، والترمذي "1752"، والنسائي "8/ 137" من حديث ابن عمر، به. وورد عن أبي هريرة: عند أحمد "2/ 240 و401"، وابن أبي شيبة "8/ 431"، والبخاري "3462" و"5899"، ومسلم "2103"، وأبو داود "4203"، والنسائي "8/ 137"، والبيهقي "7/ 309".

حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَأَخِيْهِ، وَلَمْ يُدْرِكِ السَّمَاعَ مِنْ جَدِّهِ، كَانَ صَبِيّاً فِي زَمَانِهِ. وَرَوَى أَيْضاً عَنْ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، وَالجُرَيْرِيِّ، وَزَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَطَلْحَةَ بنِ يَحْيَى، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي زِيَادٍ القَدَّاحِ، وَعُمَرَ بنِ سَعِيْدِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَعَوْفٍ، وَمُجَالِدٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَعُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، وَحُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَمَعْمَرٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَشُعْبَةَ، وَمِسْعَرٍ، وَالثَّوْرِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَكَانَ وَاسِعَ العِلْمِ، كَثِيْرَ الرِّحلَةِ، وَافِرَ الجَلاَلَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بن عَيَّاشٍ، وَطَائِفَةٌ مِنْ أَقْرَانِهِ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ -أَحَدُ شُيُوْخِهِ- وَالحَكَمُ بنُ مُوْسَى، وبشر الحافي، وسليمان بن بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، وَعَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، وَعَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ، وَمُسَدَّدٌ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَمُحَمَّدُ بنُ مِهْرَانَ الجَمَّالُ، وَمُؤَمَّلُ بنُ الفَضْلِ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَيَزِيْدُ بنُ مَوْهِبٍ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَلَبِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ جَنَابٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَسَعِيْدُ بنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ، وَسُفْيَانُ، وَوَكِيْعٌ، وَالنُّفَيْلِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُوْهُ؛ يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَمَاتَ أَبُوْهُ قَبْلَ ابْنِ عَرَفَةَ بِأَكْثَرَ مِنْ مائَةِ عَامٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ خِرَاشٍ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَصَحُّ حَدِيْثاً مِنْ أَبِيْهِ. قِيْلَ لَهُ: فَإِسْرَائِيْلُ? قَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا! وَقَالَ المَرْوَذِيُّ: عَنْ أَحْمَدَ: ثَبْتٌ، وَكُنَّا نُخَبَّرُ أَنَّهُ سَنَةً فِي الغَزْوِ، وَسَنَةً فِي الحَجِّ، وَقَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الحُصُوْنِ، فَأُمِرَ لَهُ بِمَالٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ. الأَثْرَمُ، عَنْ أَحْمَدَ، قَالَ: كَانَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ يُسْنِدُ حَدِيْثَ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ، وَيُثِيْبُ عَلَيْهَا1. وَالنَّاسُ يرسلونه. وكذا قال: ابن معين.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2585"، وأبو داود "3536"، والترمذي "1953" من طرق عن عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: فذكرته.

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ، قُلْتُ: فَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَوْ أَبُو مُعَاوِيَةَ? فَقَالَ: ثِقَةٌ، وَثِقَةٌ. وَقَالَ حرب بن إسماعيل: سئل علي ابن المَدِيْنِيِّ عَنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ، ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ إِسْرَائِيْلَ، عِيْسَى حُجَّةٌ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، يَسْكُنُ الثَّغْرَ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ زَارَ ابْنَ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ: مَرْحَباً بِالفَقِيْهِ ابْنِ الفَقِيْهِ ابْنِ الفَقِيْهِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ حَافِظاً. وَقَالَ أَبُو هَمَّامٍ السَّكُوْنِيُّ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ الثِّقَةُ الرِّضَى. وَقَالَ ابْنُ رَاهْوَيْه: قُلْتُ لِوَكِيْعٍ: إِنِّيْ أُرِيْدُ أَنْ أَذهَبَ إِلَى عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ. قَالَ: تَأَتِي رَجُلاً قَدْ قَهَرَ العِلْمَ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ هَاشِمٍ البَغَوِيُّ: سَمِعْتُ بِشْرَ بنَ الحَارِثِ يَقُوْلُ: كَانَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ يُعْجِبُهُ خَطِّي، فَكَانَ يَأْخُذُ القِرْطَاسَ، فَيَقْرَؤُهُ عَلَيَّ. قَالَ: كَتَبتُ مِنْ نُسْخَةِ قَوْمٍ شَيْئاً لَيْسَ مِنْ حَدِيْثِهِ. قَالَ: كَأَنَّهُم لَمَّا رَأَوْا إِكْرَامَهُ لِي، أَدْخَلُوا عَلَيْهِ فِي حَدِيْثِهِ. قَالَ: فَجَعَلَ يَقْرَأُ عَلَيَّ، وَيَضرِبُ عَلَى تِلْكَ الأَحَادِيْثِ، فَغَمَّنِي ذَلِكَ، فَقَالَ: لاَ يَغُمُّكَ، لَوْ كَانَ وَاواً، مَا قَدِرُوا أَنْ يُدْخِلُوْهُ عَلَيَّ، أَوْ قَالَ: لَوْ كَانَ وَاواً لَعَرَفْتُهُ. وَرَوَى حَنْبَلٌ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ: أَنَّهُ فَضَّلَ عِيْسَى بنَ يُوْنُسَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ السَّبِيْعِيِّ، وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْ إِبْرَاهِيْمُ مِنْ أَبِيْهِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ دَاوُدَ الحُدَّاني: سَمِعْتُ عِيْسَى بنَ يُوْنُسَ يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أَسْنَانِي -أَوْ قَالَ: مَنْ أَتْرَابِي- أَبصَرُ بِالنَّحْوِ مِنِّي، فَدَخَلَنِي مِنْهُ نَخْوَةٌ، فَتَرَكْتُهُ. قَالَ: وَرَأَيْتُ فَرَجًا خَادِمَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ جَاءَ إِلَى عِيْسَى وَهُوَ قَاعِدٌ بِدَرْبِ الحَدَثِ عَلَى بَابِهِ، فَكَلَّمَه، فَمَا رَفَعَ بِهِ رَأْساً، وَلاَ نَظَرَ إِلَيْهِ، فَانْصَرَفَ ذَلِيْلاً. أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ أَبِي الرُّطَيْلِ، عَنْ أَبِي بِلاَلٍ الأَشْعَرِيِّ، عَنْ جَعْفَرٍ البَرْمَكِيِّ، قَالَ: مَا رَأَيْنَا فِي القُرَّاءِ مِثْلَ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، أَرْسَلَنَا إِلَيْهِ، فَأَتَانَا بِالرَّقَّةِ، فَاعْتَلَّ قَبَلَ أَنْ يَرْجِعَ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو! قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِعَشْرَةِ آلاَفٍ. فَقَالَ: هِيه. قُلْتُ: خَمْسُوْنَ أَلْفاً. قَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهَا. فَقُلْتُ: وَلِمَ؟ وَاللهِ، لأُهَنِّيَنَّكَهَا، هِيَ -وَاللهِ- مائَةُ أَلْفٍ. قَالَ:

لاَ وَاللهِ، لاَ يَتَحَدَّثُ أَهْلُ العِلْمِ أَنِّي أَكَلْتُ لِلسُّنَّةِ ثَمَناً، أَلاَ كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَيَّ، فَأَمَّا عَلَى الحَدِيْثِ، فَلاَ، وَلاَ شُربَةَ مَاءٍ، وَلاَ إِهْلِيْلَجَةً1. قَالَ أَحْمَدُ بنُ دَاوُدَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيَّ يَقُوْلُ لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ: أَلاَ تَكُوْنُوْنَ مِثْلَ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، كَانَ إِذَا أَقْبَلَ إِلَى الأَعْمَشِ، وَمَعَهُ الشَّبَابُ وَالشُّيُوْخُ، يَنْظُرُوْنَ إِلَيْهِ، وَإِلَى هَدْيِهِ وَسَمْتِهِ. وَرَوَى مَحْمُودُ بنُ غَيْلاَنَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبيد، قال: رأيت أصحاب الأَعْمَشِ الَّذِيْنَ لاَ يُفَارِقُونَهُ: عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ. الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ، سَمِعْتُ عِيْسَى بنَ يُوْنُسَ يَقُوْلُ: أَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً حَدَّثَنَا بِهَا الأَعْمَشُ، فِيْهَا ضَرْبُ الرِّقَابِ، لَمْ يَشْرَكْنِي فِيْهَا غَيْرُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، وَرُبَّمَا قَالَ لَهُ الأَعْمَشُ: مَنْ مَعَكَ? فَيَقُوْلُ: عِيْسَى. فَيَقُوْلُ: ادْخُلاَ، وَأَجِيْفَا البَابَ. وَكَانَ يَسْأَلُهُ عَنْ حَدِيْثِ الفِتَنِ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى، عَنِ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: مَا أُبَالِي مَنْ خَالَفَنِي فِي الأَوْزَاعِيِّ، مَا خَلاَ عِيْسَى بنَ يُوْنُسَ، فَإِنِّي رَأَيْتُ أَخْذَهُ أَخْذاً مُحْكَماً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ جَناب: غَزَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ خَمْساً وَأَرْبَعِيْنَ غَزْوَةً، وَحجَّ كَذَلِكَ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: رَأَيْتُ عِيْسَى بنَ يُوْنُسَ عَلَيْهِ قِبَاءٌ مَحْشُوٌّ، وَخُفَّانِ أَحْمَرَانِ -يَعْنِي: كَانَ بِزِيِّ الأَجْنَادِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ الكِنْدِيُّ: جَاءَ المَأْمُوْنُ إِلَى عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، فَسَمِعَ مِنْهُ، فَأَعْطَاهُ عَشْرَةَ آلاَفٍ، فَرَدَّهَا. قَالَ أَحْمَدُ بنُ جَنَابٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ عَمْرٍو، وَعَلِيُّ بنُ بَحْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ. وَقَالَ المَدَائِنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَالدَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى: سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ. زَادَ ابن مصفى: في نصف شعبان.

_ 1 الإهليلج: عقير من الأدوية معروف، وهو معرب.

أبو بكر بن عياش

1302- أبو بكر بن عياش 1: "خ، 4" ابن سالم الأسدي، الكُوْفِيُّ، الحَنَّاطُ -بِالنُّوْنَ- المُقْرِئُ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، وَبَقِيَّةُ الأَعْلاَمِ، مَوْلَى وَاصِلٍ الأَحْدَبِ. وَفِي اسْمِهِ أَقْوَالٌ: أَشهَرُهَا شُعْبَةُ، فَإِنَّ أَبَا هَاشِمٍ الرِّفَاعِيَّ، وَحُسَيْنَ بنَ عَبْدِ الأَوَّلِ، سَأَلاَهُ عَنِ اسْمِهِ. فَقَالَ شُعْبَةُ: وَسَأَلَه يَحْيَى بنُ آدَمَ، وَغَيْرُهُ عَنِ اسْمِهِ، فَقَالَ: اسْمِي كُنْيَتِي. وَأَمَّا النَّسَائِيُّ، فَقَالَ: اسْمُهُ مُحَمَّدٌ. وَقِيْلَ: اسْمُهُ مُطَرِّفٌ. وَقِيْلَ: رُؤْبَةُ. وَقِيْلَ: عَتِيْقٌ. وَقِيْلَ: سَالِمٌ. وَقِيْلَ: أَحْمَدُ، وَعَنْتَرَةُ، وَقَاسِمٌ، وَحُسَيْنٌ، وَعَطَاءٌ، وَحَمَّادٌ، وَعَبْدُ اللهِ. قَالَ هَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ. قَرَأَ أَبُو بَكْرٍ القُرْآنَ، وَجَوَّدَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ عَلَى: عَاصِم بنِ أَبِي النَّجُوْدِ. وَعَرَضَه أَيْضاً -فِيْمَا بَلَغَنَا- عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَأَسْلَمَ المِنْقري. وَحَدَّثَ عَنْ: عَاصِمٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ السُّدِّيِّ، وَصَالِحٍ مَوْلَى عَمْرِو بنِ حريث حدثه، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، وَحُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبِي حُصَيْنٍ عُثْمَانَ بنِ عَاصِمٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَالأَعْمَشِ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَمُغِيْرَةَ بنِ مِقْسَمٍ، وَمُطَرِّفِ بنِ طَرِيْفٍ، وَيَحْيَى بنِ هَانِئٍ المُرَادِيِّ، وَدَهْثَمَ بنِ قُرَّانَ، وَسُفْيَانَ التَّمَّارِ، وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ -وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوْخِه- وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَالكَسَائِيُّ، وَوَكِيْعٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شيبة، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، وَيَحْيَى الحِمَّانِيُّ، وَهَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، آخِرُهُم مَوْتاً: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطاردي. وَتَلاَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ، مِنْهُم: أَبُو الحَسَنِ الكَسَائِيُّ -وَمَاتَ قَبْلَه- وَيَحْيَى العُلَيْمِيُّ، وَأَبُو يُوْسُفَ الأَعْشَى، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ صَالِحٍ البُرْجُمِيُّ، وَعُرْوَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَمَّادٍ. وَأَخَذَ عَنْهُ الحروف تحريرًا وإتقانًا: يحيى بن آدم.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "9/ ترجمة 100"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 150 و182" و"2/ 172"، وحلية الأولياء "8/ ترجمة 421"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 250"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 10016"، وتهذيب التهذيب "12/ 34"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 334".

ذَكَرَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، رُبَّمَا غَلِطَ، صَاحِبُ قُرْآنٍ وَخَيْرٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ صَالِحٍ الأَنْمَاطِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ يَقُوْلُ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ، أَلْقَاهُ إِلَى جِبْرِيْلَ، وَأَلْقَاهُ جِبْرِيْلُ إِلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْهُ بَدَأَ، وَإِلَيْهِ يَعُوْدُ. وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَسرَعَ إِلَى السُّنَّةِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّهُ صَدُوْقٌ وَلَهُ أَوهَامٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ لاَ يَعْبَأُ بِأَبِي بَكْرٍ، وَإِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ، كَلَحَ وَجْهُهُ. وَرَوَى مُهَنَّا بنُ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: أَبُو بَكْرٍ كَثِيْرُ الغَلَطِ جِدّاً، وكتبه ليس فيها خطأ. قال علي بن المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ يَقُوْلُ: لَوْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ بَيْنَ يَدِيَّ، مَا سَأَلتُهُ عَنْ شَيْءٍ، ثُمَّ قَالَ: إِسْرَائِيْلُ فَوْقَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: أَبُو بَكْرٍ ضَعِيْفٌ فِي الأَعْمَشِ، وَغَيْرِهِ. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: أَبُو بَكْرٍ، وَأَخُوْهُ حَسَنٌ: لَيْسَا بِذَاكَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَأَبِي الأَحْوَصِ، فَقَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا، لاَ أُبَالِي بِأَيِّهِمَا بَدَأْتُ. وَقَالَ أَبِي: أَبُو بَكْرٍ وَشَرِيْكٌ فِي الحِفظِ سَوَاءٌ، غَيْرَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَصَحُّ كِتَاباً. وَقَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُوْلُ: سَخَاءُ الحَدِيْثِ كَسَخَاءِ المَالِ. قُلْتُ: فَأَمَّا حَالُهُ فِي القِرَاءةِ، فَقَيِّمٌ بِحَرفِ عَاصِمٍ، وَقَدْ خَالَفَه حَفْصٌ فِي أَزْيَدَ مِنْ خَمْسِ مائَةِ حَرْفٍ، وَحَفْصٌ أَيْضاً حُجَّةٌ فِي القِرَاءةً، لَيِّنٌ فِي الحَدِيْثِ. وَقَدْ وَقَعَ لِي حَدِيْثُ أَبِي بَكْرٍ عَالِياً، فَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، وَالخَضِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمُّوَيْه، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، عَنْ أَبِي الفَرَجِ بنِ كُلَيْبٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ بَيَانٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابُه، فَأَحْرَمْنَا بِالحَجِّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، قَالَ: "اجْعَلُوا حَجَّكُمْ عُمْرَةً". فَقَالَ النَّاسُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! فَكَيْفَ نَجْعَلُهَا عُمْرَةً، وَقَدْ أَحْرَمْنَا بِالحَجِّ? قَالَ: "انْظُرُوا الَّذِي آمُرُكُمْ بِهِ، فَافْعَلُوا". فَرَدُّوا عَلَيْهِ القَوْلَ، فَغَضِبَ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ غَضْبَانَ، فَرَأَتِ الغَضَبَ فِي وَجْهِه،

فَقَالَتْ: مَنْ أَغْضَبَكَ؟ أَغْضَبهُ اللهُ. قَالَ: "وَمَا لِيَ لاَ أَغْضَبُ، وَأَنَا آمُرُ بِالأَمْرِ، فَلاَ أُتَّبَعُ". هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ مِنَ العَوَالِي، يَرْوِيْهِ: عدة في وقتنا، عن النحيب، وَابْنِ عَبْد الدَّائِمِ، بِسَمَاعِهِمَا مِنِ ابْنِ كُلَيْبٍ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَه1، عَنِ الثِّقَةِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: أَحْضَرَ هَارُوْنُ الرَّشِيْدُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ مِنَ الكُوْفَةِ، فَجَاءَ وَمَعَهُ وَكِيْعٌ، فَدَخَلَ وَوَكِيْعٌ يَقُودُهُ، فَأَدنَاهُ الرَّشِيْدُ، وَقَالَ لَهُ: قَدْ أَدْرَكتَ أَيَّامَ بَنِي أُمَيَّةَ وَأَيَّامَنَا، فَأَيُّنَا خَيْرٌ? قَالَ: أَنْتُم أَقْوَمُ بِالصَّلاَةِ، وَأُوْلَئِكَ كَانُوا أَنْفَعَ لِلنَّاسِ. قَالَ: فَأَجَازَهُ الرَّشِيْدُ بِسِتَّةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ، وَصَرَفَهُ، وَأَجَازَ وَكِيْعاً بِثَلاَثَةِ آلاَفِ. رَوَاهَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ، عن أبيه. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بنُ سَعِيْدٍ المَرْوَزِيُّ -وَكَانَ ثِقَةً- قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ، فَقُلْتُ: قَدْ بَلَغَكَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ ابْنِ عُلَيَّةَ فِي القُرْآنِ. قَالَ: وَيْلَكَ! مَنْ زَعَمَ أَنَّ القُرْآنَ مَخْلُوْقٌ، فَهُوَ عِنْدَنَا كَافِرٌ زِنْدِيقٌ، عَدُوُّ اللهِ، لاَ نُجَالِسُهُ، وَلاَ نُكَلِّمُهُ. رَوَى يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيِّ، قَالَ: لَمْ يُفْرَشْ لأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ فِرَاشٌ خَمْسِيْنَ سَنَةً. ابْنُ أَبِي شَيْخٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: زَامَلْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ إِلَى مَكَّةَ، فَمَا رَأَيْتُ أَوْرَعَ مِنْهُ، لَقَدْ أَهْدَى لَهُ رَجُلٌ رُطَباً، فَبَلَغَهُ أَنَّهُ مِنْ بُستَانٍ أُخِذَ مِنْ خَالِدِ بنِ سَلَمَةَ المَخْزُوْمِيِّ، فَأَتَى آلَ خَالِدٍ، فَاسْتَحَلَّهُم، وَتَصَدَّقَ بِثَمَنِهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ المُعَيْطِيُّ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ بِمَكَّةَ، جَاءهُ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، فَبَرَكَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ سُفْيَانَ عَنْ حَدِيْثٍ، فَقَالَ: لاَ تَسْأَلْنِي عَنْ حَدِيْثٍ مَا دَامَ هَذَا الشَّيْخُ قَاعِداً. رَوَاهَا: يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، عَنِ المُعَيْطِيِّ، وَقَالَ: فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يَقُوْلُ: يَا سُفْيَانُ! كَيْفَ أَنْتَ، وَكَيْفَ عَائِلَةُ أَبِيْكَ? قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُوْلُ: قَالَ لِي عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ: حَدِّثْنِي. وَكُنْتُ أُحَدِّثُ أَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيَّ، فَيَستَمِعُ إليَّ، وَكُنْتُ أُحَدِّثُ الأَعْمَشَ، فَيَستَعِيْدُنِي. قَالَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُوْلُ: أنا أكبر من سفيان الثوري بسنتين. وَقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: أَبُو بَكْرٍ أَكْبَرُ مني بعشر سنين.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "4/ 286"، وابن ماجه "2982" من طريق أبي بكر بن عياش، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، اختلط بآخره كما أنه مشهور بالتدليس، وقد عنعنه.

وَقَالَ الأَخْنَسِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُوْلُ: وَاللهِ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَداً يَطْلُبُ الحَدِيْثَ بِمَكَانَ كَذَا وَكَذَا، لأَتَيْتُ مَنْزِلَهُ حَتَّى أُحَدِّثُه. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ الطَّبَّاعِ، قَالَ: شَهِدَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ عِنْد شَرِيْكٍ، فَكَأَنَّهُ رَأَى مِنْ شَرِيْكٍ اسْتِخْفَافاً، فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُوْنَ جَبَّاراً. قَالَ: فَقَالَ شَرِيْكٌ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ هَذَا الحَنَّاطَ هَكَذَا أَحْمَقُ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ الثَّوْرِيِّ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ غَائِباً، فَجَاءهُ أَخُوْهُ الحَسَنُ بنُ عَيَّاشٍ، فَقَالَ سُفْيَانُ: أَيْش حَالُ شُعْبَةَ، قَدِمَ بَعْدُ? يَعْنِي أَخَاهُ. وَقَالَ بِشْرٌ الحَافِي: قَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ عَنِ الحَدِيْثِ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تُحَدِّثَ، فَلَسْتَ بِأَهْلٍ أَنْ تُؤْتَى، وَإِنْ كُنْتَ تَكرَهُ أَنْ تُؤْتَى، فَبِالحَرِيِّ أَنْ تَنْجُوَ. قَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ يُوْنُسَ -وَذَكَرُوا لَهُ حَدِيْثاً أَنْكَرُوهُ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ- فَقَالَ: كَانَ الأَعْمَشُ يَضرِبُ هَؤُلاَءِ وَيَشْتِمُهُم وَيَطْرُدُهُم، وَكَانَ يأخذ بيد أن أَبِي بَكْرٍ، فَيَجْلِسُ مَعَهُ فِي زَاوِيَةٍ لِحَالِ القُرْآنِ. وَقَالَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ لِلْحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بِالمَدِيْنَةِ: مَا أَبقَتِ الفِتْنَةُ مِنْكَ? فَقَالَ: وَأَيُّ فِتْنَةٍ رَأَيْتَنِي فِيْهَا? قَالَ: رَأَيْتُهُم يُقَبِّلُوْنَ يَدَكَ وَلاَ تَمنَعُهُم. أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ يَقُوْلُ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ خَلِيْفَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في نَصِّ القُرْآنِ، لأَنَّ اللهَ -تَعَالَى- يَقُوْلُ: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحَشْرُ: 8] . قَالَ: فَمَنْ سَمَّاهُ اللهُ صَادِقاً، فَلَيْسَ يَكْذِبُ، هُم قَالُوا: يَا خَلِيْفَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ الحَافِظُ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ مَعْرُوْفاً بِالصَّلاَحِ البَارِعِ، وَكَانَ لَهُ فِقْهٌ، وَعِلْمُ الأَخْبَارِ، وَفِي حَدِيْثِهِ اضْطِرَابٌ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ: لَمْ يَكُنْ فِي شُيُوْخِنَا أَحَدٌ أَكْثَرُ غَلَطاً مِنْ أَبِي بَكْرٍ. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ بن عياش فَاضِلاً، لَمْ يَضَعْ جَنْبَهُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ يَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحِمَّانِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: جِئْتُ لَيْلَةً إِلَى زَمْزَمَ، فَاسْتَقَيْتُ مِنْهُ دَلْواً لَبَناً وعسلا.

قَالَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُوْلُ: الخَلْقُ أَرْبَعَةٌ: مَعْذُورٌ، وَمَخْبُورٌ، وَمَجْبُورٌ، وَمَثْبُورٌ، فالمعذور: البهائم، وَالمَخْبُورُ: ابْنُ آدَمَ، وَالمَجْبُورُ: المَلِكُ، وَالمَثْبُورُ: الجِنُّ. وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: أَدْنَى نفع السُّكُوتِ السَّلاَمَةُ، وَكَفَى بِهِ عَافِيَةً، وَأَدْنَى ضَرَرِ المَنْطِقِ الشُّهرَةُ، وَكَفَى بِهَا بَلِيَّةً. رَوَى عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: الحَسَنُ بنُ عَيَّاشٍ، وَأَخُوْهُ أَبُو بَكْرٍ: ثِقَتَانِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ يَزِيْدَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ إِذَا حَدَّثَ بِثَلاَثَةِ أَحَادِيْثَ: قَدْ جَاءكُمُ السَّيْلُ، وَأَنَا اليَوْمَ مِثْلُ الأَعْمَشِ. فَقُلْتُ: مَنْ فَوَائِدِ أَبِي عَمْرٍو أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو تُرَابٍ مُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الكُوْفِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ فِي سِكَّةِ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ كَلْبٌ، إِذَا رَأَى صَاحِبَ مِحْبَرَةٍ، حَمَلَ عَلَيْهِ، فَأَطْعَمَهُ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ شَيْئاً، فَقَتَلُوْهُ. فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا رَآهُ مَيْتاً، قَالَ: إِنَّا للهِ، ذَهَبَ الَّذِي كَانَ يَأْمُرُ بِالمَعْرُوْفِ، وَيَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ. قَالَ يَحْيَى بنُ آدَمَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: تَعَلَّمْتُ مِنْ عَاصِمٍ القُرْآنَ، كَمَا يَتَعَلَّمُ الصَّبِيُّ مِنَ المُعَلِّمِ، فَلَقِيَ مِنِّي شِدَّةً، فَمَا أُحْسِنُ غَيْرَ قِرَاءتِهِ، وَهَذَا الَّذِي أُحَدِّثُكَ بِهِ مِنَ القِرَاءاتِ إِنَّمَا تَعَلَّمْتُهُ مِنْ عَاصِمٍ تَعَلُّماً. وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَاصِماً وَأَنَا حَدَثٌ. وَقَالَ هَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ: سَمِعْتُ رَجُلاً أَنَّهُ سَأَل أَبَا بَكْرٍ: أَقَرَأْتَ عَلَى أَحَدٍ غَيْرِ عَاصِمٍ? قَالَ: نَعَمْ، عَلَى: عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَأَسْلَمَ المِنْقَرِيِّ. هَذَا إِسْنَادٌ لَمْ يَصِحَّ. قَالَ يَحْيَى بنُ آدَمَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: تَعَلَّمْتُ القُرْآنَ مِنْ عَاصِمٍ خَمْساً خَمْساً، وَلَمْ أَتَعَلَّمْ مِنْ غَيْرِهِ، وَلاَ قَرَأْتُ عَلَى غَيْرِهِ. يَحْيَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى عَاصِمٍ نَحْواً مِنْ ثَلاَثِ سِنِيْنَ، فِي الحَرِّ وَالشِّتَاءِ وَالمَطَرِ، حَتَّى رُبَّمَا اسْتَحْيَيْتُ مِنْ أَهْلِ مَسْجِدِ بَنِي كَاهِلٍ. وَقَالَ لِي عَاصِمٌ: احْمَدِ اللهَ -تَعَالَى- فَإِنَّكَ جِئْتَ وَمَا تُحْسِنُ شَيْئاً. فَقُلْتُ: إِنَّمَا خَرَجْتُ مِنَ المَكْتَبِ، ثُمَّ جِئْتُ إليك.

قَالَ: فَلَقَدْ فَارَقتُ عَاصِماً وَمَا أُسقِطَ مِنَ القُرْآنِ حَرفاً. قَالَ عُبَيْدُ بنُ يَعِيْشَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَقرَأَ مِنْ عَاصِمٍ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْقَهَ مِنَ المُغِيْرَةِ1، فَلَزِمْتُهُ. وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: الدُّخُولُ فِي العِلْمِ سَهْلٌ، لَكِنَّ الخُرُوْجَ مِنْهُ إِلَى اللهِ شَدِيْدٌ. وَعَنْ بِشْرِ بنِ الحَارِثِ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ يَقُوْلُ: يَا مَلَكَيَّ ادْعُوَا اللهَ لِي، فَإِنَّكُمَا أَطْوَعُ للهِ مِنِّي. وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وُجُوْهٍ مُتَعَدِّدَةٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ مَكَثَ نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَرَّةً. وَهَذِهِ عِبَادَةٌ يُخْضَعُ لَهَا، وَلَكِنْ مُتَابَعَةُ السُّنَّةِ أَوْلَى، فَقَدْ صَحَّ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ2، وَقَالَ -عَلَيْهِ السلام: "لم يفقه مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فِي أَقلَّ مِنْ ثَلاَثٍ" 3. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ مَسْرُوْقٍ: حدثنا يحيى الحمَّاني، قال: لما حَضَرَتْ أَبَا بَكْرٍ الوَفَاةُ، بَكَتْ أُخْتُهُ، فَقَالَ لَهَا: مَا يُبْكِيْكِ? انْظُرِي إِلَى تِلكَ الزَّاوِيَةِ، فَقَدْ خَتَمَ أَخُوْكِ فِيْهَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ ختمة.

_ 1 هو: المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هشام بن المغيرة المخزومي، أبو هاشم، ويقال أبو هشام المدني، ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَةِ الثَّانِيَة مِنْ أهل المدينة، كان ثقة قليل الحديث. 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 158"، والبخاري "5052"، ومسلم "1159" "182"، والنسائي "4/ 210"، والبيهقي في "السنن" "2/ 396" من طرق عن عبد الله بن عمرو في حديث طويل مرفوعا، وفيه: "واقرأ القرآن في كل شهر". قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كل عشرين". قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كل عشر". قال قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك، فإن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا، ولجسدك عليك حقا". قال: فشددت فشدد علي. قال: وقال لي النبي -صلى الله عليه وسلم: "إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر". واللفظ لمسلم. وأخرجه مسلم "1159" "184" عن عبد الله بن عمرو مثله. 3 صحيح: على شرطهما: أخرجه أحمد "2/ 164 و189 و195"، وأبو داود "1390"، والترمذي "2949"، وابن ماجة "1347" من طريق قتادة، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله، عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. فذكره.

قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: رَأَيْتُ الدُّنْيَا فِي النَّوْمِ عَجُوْزاً مُشَوَّهَةً. وَرَوَى ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ القُرَشِيِّ -وَهُوَ وَالِدُهُ، إِنْ شَاءَ اللهُ- قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: وَدِدْتُ أَنَّهُ صُفِحَ لِي عَمَّا كَانَ مِنِّي فِي الشَّبَابِ، وَأَنَّ يَدَيَّ قُطِعَتَا. سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ عَنِ القُرْآنِ، فَقَالَ: هُوَ كَلاَمُ اللهِ، غَيْرُ مَخْلُوْقٍ. وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: إِمَامُنَا1 يَهْمِزُ "مُؤْصَدَةً"، فَأَشْتَهِي أَنْ أَسُدَّ أُذُنَيَّ إِذَا هَمَزَهَا. قَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ: لِي جَارٌ رَافِضِيٌّ قَدْ مَرِضَ. قَالَ: عُدْهُ مِثْلَ مَا تَعُوْدُ اليَهُوْدِيَّ، وَالنَّصْرَانِيَّ، لاَ تَنْوِي فِيْهِ الأَجْرَ. قَالَ يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ الصفَّار: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ، وَأَخَذْتُ رِزْقَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَمَكَثْتُ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ، مَا شَرِبتُ مَاءً، مَا أَشْرَبُ إِلاَّ النَّبِيْذَ. قُلْتُ: النَّبِيْذُ الَّذِي هُوَ نَقِيْعُ التَّمْرِ، وَنَقِيْعُ الزبيب، ونحو ذلك، وَالفُقَاعُ، حَلاَلٌ شُرْبُهُ، وَأَمَّا نَبِيْذَ الكُوْفِيِّيْنَ الَّذِي يُسْكِرُ كَثِيْرُهُ، فَحَرَامٌ الإِكْثَارُ مِنْهُ عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ، وسائر العلماء، وكذلك يحرم يسيره عنه الجُمْهُوْرِ، وَيَتَرَخَّصُ فِيْهِ الكُوْفِيُّوْنَ، وَفِي تَحْرِيْمِهِ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ. وَكَانَ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ قَدْ قَطَعَ الإِقْرَاءَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِنَحْوٍ مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً، ثُمَّ كَانَ يَرْوِي الحُرُوْفَ، فَقَيَّدَهَا عَنْهُ يَحْيَى بنُ آدَمَ عَالِمُ الكُوْفَةِ، وَاشْتُهِرَتْ قِرَاءةُ عَاصِمٍ مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وَتَلَقَّتْهَا الأُمَّةُ بِالقَبُولِ، وَتَلَقَّاهَا أَهْلُ العِرَاقِ. وَأَمَّا الحَدِيْثُ: فَيَأْتِي أَبُو بَكْرٍ فِيْهِ بِغَرَائِبَ وَمَنَاكِيْرَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى: ذَكَرتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ: حَدِيْثَ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لاَ تُقْطَعُ الخَمْسُ إِلاَّ فِي خَمْسٍ. وَحَدِيْثَ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ عُمَرَ قَالَ: لاَ يرث قاتل خطاء وَلاَ عَمْداً، حَدَّثَ بِهِمَا أَبُو بَكْرٍ، فَأَيُّهُمَا أَنْكَرُ عِنْدَكَ? -وَكَانَ حَدِيْثُ مُطَرِّفٍ عِنْدِي أَنْكَرُ- فَقَالَ: حَدِيْثُ مَنْصُوْرٍ. ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَدْ سَمِعْتُهُمَا مِنْهُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر، عن هشام، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ أَهْلَهُ، فَرَأَى مَا بِهِم مِنَ الخَصَاصَةِ، فَخَرَجَ إِلَى البَرِّيَّةِ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مَا يُعْتَجَنُ وَيُخْتَبَزُ. قَالَ: فَإِذَا الجَفْنَةُ مَلأَى عَجِيْناً، وإذا الرحى تطحن، وإذا التنور

_ 1 هو: عاصم بن بهدلة، وهو ابن أبي النجود، أحد القراء السبعة. وهو إمامه في القراءة.

مَلأَى جنُوبَ شِوَاءٍ. فَجَاءَ زَوجُهَا، فَقَالَ: عِنْدَكُم شَيْءٌ? قَالَتْ: نَعَمْ، رِزْقُ اللهِ. فَجَاءَ، فَكَنَسَ مَا حَوْلَ الرَّحَى، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "لَوْ تَرَكَهَا لَدَارَتْ -أَوْ: لَطَحَنَتْ- إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ"1. فَهَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يُنْكِرُ: حَدِيْثَ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ. قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ ابْنِ مَسْعُوْدٍ امْرَأَةٌ، فَقَالُوا: إِنَّهَا تَغْتَسِلُ ثُمَّ تَتَوَضَّأُ. فَقَالَ: أَمَّا إِنَّهَا لَوْ كَانَتْ عِنْدِي لَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ. قَالَ أَحْمَدُ: نَرَاهُ وَهِمَ أَبُو بَكْرٍ، وَإِنَّمَا هَذَا يَرْوِيْهِ الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ. الحَسَنُ بنُ عُلَيْلٍ العَنَزِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ لِي الرَّشِيْدُ: كَيْفَ اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ? قُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! سَكَتَ اللهُ، وَسَكَتَ رَسُوْلُهُ، وَسَكَتَ المُؤْمِنُوْنَ. فَقَالَ: وَاللهِ مَا زِدْتَنِي إِلاَّ عَمَىً. قُلْتُ: مَرِضَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ بِلاَلٌ فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ". فَصَلَّى بِالنَّاسِ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ وَالوَحْيُ يَنْزِلُ، فَسَكَتَ رَسُوْلُ اللهِ لِسُكُوتِ اللهِ، وَسَكَتَ المُؤْمِنُوْنَ لِسُكُوتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ، وَقَالَ: بَارَكَ اللهُ فِيْكَ. زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بن عياش، قال: طلب الرشيد أبي، فَمَضَى إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ أَبَا مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنِي بِحَدِيْثٍ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَكُوْنُ قَوْمٌ بَعْدِي يُنْبَزُوْنَ بِالرَّافِضَّةِ، فَاقْتُلُوْهُم، فَإِنَّهُم مُشْرِكُوْنَ"، فَوَاللهِ لَئِنْ كَانَ الحَدِيْثُ حَقّاً، لأَقْتُلَنَّهُم. فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، خِفْتُ، وَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! لَئِنْ كَانَ ذَلِكَ، فَإِنَّهُم لَيُحِبُّونَكُم أَشَدَّ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، وَهُمْ إِلَيْكُم أَمْيَلُ. قَالَ: فَسُرِّيَ عَنْهُ، وَأَمَرَ لِي بِأَرْبَعِ بِدَرٍ، فَأَخَذْتُهَا. قُلْتُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ: مَجْهُوْلٌ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: قَدِمَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، فَأُخْلِيَ لَهُ مَجْلِسُ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللهِ لأُخْرِجَنَّ غَداً مِنْ رِجَالِي رَجُلَينِ، لاَ يَبْقَى عِنْدَ جَرِيْرٍ أَحَدٌ. قَالَ: فَأَخْرَجَ أَبَا إِسْحَاقَ السبيعي، وأبا حصين.

_ 1 منكر: أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" "2/ 189" من طريق العباس بن الفضل الأسفاطي، قال حدثنا أحمد بن يونس، به. وقال العقيلي في إثره: يروي أبو بكر عن البصريين عن حميد وهشام غير حديث منكر. وذكر الحديث الحافظ الذهبي في ترجمة أبي بكر بن عياش "4/ 500" وعدَّهُ من جملة منكراته.

الأَحْمَسِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْسَنَ صَلاَةً مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ. قَالَ نُعيم بنُ حَمَّاد: كَانَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ يَبْزُقُ فِي وُجُوْهِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ. وَقَدِ اعْتَنَى أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ بِأَمرِ أَبِي بَكْرٍ، وَقَالَ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً مِنْ رِوَايَةِ ثِقَةٍ عَنْهُ. قَالَ يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ الصَّفَّارُ، وَغَيْرُهُ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَاتَ أَبُو بَكْرٍ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: عَاشَ سِتّاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا ابْنُ قَوَامٍ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا، ابْنُ الزُّبَيْدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ، أخبرنا الداودي، أَخْبَرَنَا ابْنُ حَمُّوَيْه، أَخْبَرَنَا الفِرَبْرِيُّ، حَدَّثَنَا البُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عبد الله، حدثنا أبو بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، سَمِعَهُ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ، شَفِعْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ! أَدْخِلِ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ، فَيَدْخُلُوْنَ، ثُمَّ أَقُوْلُ: يَا رَبِّ! أَدْخِلِ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى شَيْءٍ" 1. فَقَالَ أَنَسٌ: كَأَنِّيْ أَنْظُرُ إِلَى أَصَابعِ رَسُوْلِ اللهِ. هَذَا مِنْ أَغْرِبِ مَا فِي الصَّحِيْحِ. وَيُوْسُفُ: هُوَ القَطَّانُ، نَسَبَهُ إِلَى جَدِّه. وَأَحْمَدُ: هو اليربوعي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "7509".

عبيدة بن حميد

1303- عَبيدة بن حُميد 1: "خ، 4" ابن صهيب، العَلاَّمَةُ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكُوْفِيُّ، الحَذَّاءُ. يُقَالُ: وَلاَؤُهُ لِبَنِي تَيْمٍ. وَقِيْلَ: لِبَنِي لَيْثٍ. وَقِيْلَ: لِضَبَّةَ، وَلَمْ يَكُنْ حَذَّاءً. حَدَّثَ عَنِ: الأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَالرُّكَيْنِ بنِ الرَّبِيْعِ، وَالأَعْمَشِ، وَمَنْصُوْرٍ، وَيُوْسُفَ بنِ صُهَيْبٍ، وَمُوْسَى بن أبي عائشة، وعبد العزيز

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 329"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1788"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 171"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 479"، وتاريخ بغداد "11/ 120"، والكاشف "2/ ترجمة 3697"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5458"، والعبر "1/ 306"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 288"، وتهذيب التهذيب "7/ 81"، وتقريب التهذيب "1/ 547"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4673"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 326".

ابن رُفَيْعٍ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، ومُطَرَّف بنِ طَرِيْفٍ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَقَابُوْسِ بنِ أَبِي ظَبيان، وَخَلْقٍ سواهم. وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَفَرْوَةُ بنُ أَبِي المَغْرَاءِ، وَقُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخُوْهُ عُثْمَانُ، وَعَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَهَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، وَوَهْبُ بنُ بَيَانٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُجَشِّرٍ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سُئِلَ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: هُوَ أَحَبُّ إليَّ مِنْ زِيَادٍ البَكَّائِيِّ، وَأَصلَحُ حَدِيْثاً. وَرَوَى الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: مَا أَحْسَنَ حَدِيْثَهُ! هُوَ أحبُّ إليَّ مِنْ زِيَادِ بنِ عَبْدِ اللهِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ: أَحْسَنَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّنَاءَ عَلَى عَبِيْدَةَ بنِ حُمَيْدٍ جِدّاً، وَرَفَعَ أَمْرَهُ، وَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا لِلنَّاسِ وَلَهُ? ثُمَّ ذَكَرَ صِحَّةَ حَدِيْثِهِ، فَقَالَ: كَانَ قليل السقط، وأما التصحيف، فليس تجده عنده. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: أَوَّلُ مَا كَتَبتُ عَنْهُ فِي مَسْجِدِ عَفَّانَ، ثُمَّ كَتَبتُ عَنْهُ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ، وَسَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ، فِي مَدِيْنَةِ الوَضاح. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَعْدٍ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَرَوَى عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: مَا بِهِ المِسْكِيْنُ مِنْ بَأْسٍ، لَيْسَ لَهُ بَخْتٌ. وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيالسي: عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ، كَانَ يَنْزِلُ فِي دَرْبِ المُفَضَّلِ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى قَصْرِ وَضَاحٍ، فَعَابُوْهُ أَنَّهُ يَقعُدُ عِنْدَ أَصْحَابِ الكُتُبِ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: أَحَادِيْثُه صِحَاحٌ، وَمَا رَوَيتُ عَنْهُ شَيْئاً. وَضَعَّفَهُ، وَقَالَ مَرَّةً: مَا رَأَيْتُ أَصَحَّ حَدِيْثاً مِنْ عَبِيْدَةَ الحَذَّاءِ، وَلاَ أَصَحَّ رِجَالاً. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: لَمْ يَكُنْ مِنَ الحُفَّاظِ المُتْقِنِيْنَ. ذَكَرَهُ سَعْدَوَيْه يَوْماً، فَقَالَ: كَانَ صَاحِبَ كِتَابٍ، وَكَانَ مُؤَدِّباً لِلأَمِيْنِ، وَكَانَ حَذَّاءً. وَقَالَ ابْنُ عمَّار: ثِقَةٌ. وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ، هُوَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ، كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: هُوَ قَلِيْلُ السَّقَطِ، وَأَمَّا التَّصحِيْفُ، فَلَيْسَ تَجِدُه عِنْدَهُ، وَرَفَعَ أَمرَهُ جِدّاً. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَعَنِ ابْنِ نُمير، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ القُرْآنَ مُنْذُ خَمْسِيْنَ سَنَةً، وَكَتَبتُ عَنْهُ صَحِيْفَةً عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، وَكَانَ شَرِيْكٌ يَسْتَعِيْنُ بِهِ فِي المَسَائِلِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ، صَالِحُ الحَدِيْثِ، صَاحِبُ نَحْوٍ، وَعَرَبِيَّةٍ، وَقِرَاءةٍ، قَدِمَ مِنَ الكُوْفَةِ أَيَّامَ هَارُوْنَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَصَيَّرَهُ مَعَ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ، فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى مَاتَ. قَالَ هَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ: سَأَلْتُ عَبِيْدَةَ بنَ حُمَيْدٍ: مَتَى وُلِدْتَ? قَالَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَةٍ. قَالَ: وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ مُطيَّن: مات سنة تسعين.

عبدة بن سليمان

1304- عَبدة بن سُليمان 1: "ع" الحَافِظُ، الحُجَّةُ، القُدْوَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الكِلابي، الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَالأَعْمَشِ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَابْنُ رَاهْوَيْه، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ ثِقَةٌ ثِقَةٌ وَزِيَادَةٌ، مَعَ صَلاَحٍ وَشِدَّةِ فَقرٍ، عَلَيْهِ فَرْوَةٌ خَلِقَةٌ، لاَ تُسَاوِي كَبِيْرَ شَيْءٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجلي: ثِقَةٌ، صَالِحٌ، صَاحِبُ قُرْآنٍ، كَانَ يُقرئ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ثَالِثِ رَجَبٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، بِالكُوْفَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ قَرَابَتُهُ المُحَدِّثُ مُحَمَّدُ بنُ ربيعة الكلابي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 390"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1879"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 167"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 457"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 290"، والعبر "1/ 299"، والكاشف "2/ ترجمة 3574"، وتهذيب التهذيب "6/ 458"، وتقريب التهذيب "1/ 530"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4518"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 320".

عباد بن العوام

1305- عبَّاد بن العَّوام 1: "ع" ابن عمر بن عبد الله بن المنذر، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ، أَبُو سَهْلٍ الكِلابي، الوَاسِطِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي نَجِيْحٍ المَكِّيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَسَعِيْدٍ الجُريري، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَزِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، وَعَلِيُّ بنُ مُسْلِمٍ الطُّوْسِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ فِي كُلِّ أَمْرِهِ. قَالَ: وَكَانَ يَتَشَيَّعُ، فَحَبَسَهُ الرَّشِيْدُ زَمَاناً، ثُمَّ خَلَّى عَنْهُ، فَأَقَامَ بِبَغْدَادَ. قُلْتُ: أَظُنُّه خَرَجَ مَعَ إِبْرَاهِيْمَ، فَلِذَلِكَ سَجَنَهُ. قَالَ الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ: سَأَلَنِي وَكِيْعٌ عَنْ عَبَّادِ بنِ العَوَّام، ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ عِنْدَكُم أَحَدٌ يُشْبِهُهُ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ، أَخْبَرَنَا مُوْسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ البَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ البُسْرِيِّ، أَخْبَرَنَا المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي سَمِيْنَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بنُ العَوَّامِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ: "أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُوْتِرُ بِثَلاَثٍ: يَقْرَأُ فِي الأُوْلَى: بِـ "سَبِّحِ"، وَفِي الثَّانِيَةِ: بِـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَفِي الثَّالِثَةِ: بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} 2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 330"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 427" و"2/ 271"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 425"، وتاريخ بغداد "11/ 104"، والكاشف "2/ ترجمة 2596"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 248"، والعبر "1/ 203 و293"، وتهذيب التهذيب "5/ 99"، وتقريب التهذيب "1/ 393"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3316"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 310". 2 صحيح: أخرجه النسائي "3/ 247"، من طريق شبابة، عَنْ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بنِ أَوْفَى، عَنْ عمران، به. وأخرجه النسائي "3/ 235" من طريق علي بن ميمون، عن مخلد بن يزيد الحرَّاني، حدثنا سفيان الثوري، عن زُبيد اليامي، عن سعيد بن عبد الرحمن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب، به ورواه الطبراني "12679"، وابن عدي في "الكامل" "5/ 367-368"، وأبو نعيم في "الحلية" "5/ 62" والبيهقي "3/ 41" من طرق عن عطاء بن مسلم الخفاف، حدثنا العلاء بن المسيب، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنِ ابْنِ عباس، به. قلت: إسناده ضعيف، عطاء بن مسلم الخفاف، ليس بالقوي. وحبيب بن أبي ثابت، مدلس، وقد عنعنه.

عمر بن علي

1306- عمر بن علي 1: "ع" ابن عطاء بن مُقَدِّم، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، المُدَلِّسُ، أَبُو حَفْصٍ الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُم، المُقَدَّمِيُّ، البَصْرِيُّ، وَالِدُ مُحَمَّدٍ وَعَاصِمٍ، وَعمُّ الإِمَامِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيِّ. يَرْوِي عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَخَالِدٍ الحَذَّاءِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَالأَعْمَشِ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ، وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَخَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ، وَأَحْمَدُ بنُ المِقْدَامِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدَةَ، وَحَفْصُ بنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ، كَانَ يُدَلِّسُ تَدْلِيساً شَدِيْداً، يَقُوْلُ: سَمِعْتُ وَحَدَّثَنَا، ثُمَّ يَسكُتُ سَاعَةً، ثُمَّ يَقُوْلُ: هِشَامُ بن عروة، سليمان الأعمش. قُلْتُ: قَدِ احْتَمَلَ أَهْلُ الصِّحَاحِ تَدْلِيْسَهُ، وَرَضُوا بِهِ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ العَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ القَطِيْعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الذَّهَبِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ دَاوُدَ المُنْكَدِرِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ المُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ الخَطْمِيَّ، قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ -وَهُوَ شُرَحْبِيْلُ بنُ سَعْدٍ- قَالَ: سَمِعْتُ جَابِراً يَقُوْلُ: صَلَّى بي رسول الله صلى الله وبجبار بن صخر، فأقامنا خلفه. غريب.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 291"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2098"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 169 و595 و613" و"2/ 95"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 678"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1213"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 272"، والكاشف "2/ ترجمة 4164"، والعبر "1/ 306" وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6172"، وتهذيب التهذيب "1/ 485"، وتقريب التهذيب "2/ 61"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5215"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 326".

الأشجعي

1307- الأشجعي 1: "خ، م، ت، س، ق" عبيد الله بن عبيد الرحمن -وَقِيْلَ: ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْجَعِيُّ، الكُوْفِيُّ نَزِيْلُ بَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبْجَرَ، وَمُجَمِّعِ بنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيِّ، وَهَارُوْنَ بنِ عَنْتَرَةَ، وَمُسَاوِرٍ الوَرَّاقِ، وَمَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ، وَسُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَزْوَانَ قُرَادٌ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ يَمَانِ بنِ مَعِيْنٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَعُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ حُمَيْدٍ الكُوْفِيُّ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبوَ هَمَّامٍ السَّكُوْنِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَخَلْقٌ، وَابْنَاهُ: أَبُو عُبَيْدَةَ، وَعَبَّادٌ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ النَّضْرِ: سَمِعْتُ الأَشْجَعِيَّ: سَمِعْتُ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: كَانَ عِنْدَ الأَشْجَعِيِّ، وَيَحْيَى بنِ آدَمَ، عَنْ سُفْيَانَ: ثَلاَثُوْنَ أَلْفاً. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: رَوَى الأَشْجَعِيُّ كُتُبَ الثَّوْرِيِّ عَلَى وَجْهِهَا، وَرَوَى عَنْهُ "الجَامِعَ". وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ، فَلَمْ يَزَلْ بِبَغْدَادَ حَتَّى مَاتَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ: سَمِعْتُ قَبِيْصَةَ يَقُوْلُ: لَمَّا مَاتَ سُفْيَانُ، أَرَادُوا الأَشْجَعِيَّ عَلَى أَنْ يَقعُدَ -يَعْنِي: مَكَانَ سُفْيَانَ- فَأَبَى، حَتَّى كَلَّمُوا زَائِدَةَ، فَقَعَدَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ أَصْحَابِ سُفْيَانَ، فَقَالَ: يَحْيَى القَطَّانُ، وَوَكِيْعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ الأشجعي.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 716"، وتاريخ بغداد "10/ 311" وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 289"، والعبر "1/ 282"، وتهذيب التهذيب "7/ ترجمة 64".

وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ، قَالَ: كَانَ الأَشْجَعِيُّ يَكْتُبُ فِي المَجْلِسِ، فَمِنْ ذَاكَ، صَحَّ حَدِيْثُه. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ فِي حَدِيْثِ الثَّوْرِيِّ يُشبِهُ هَؤُلاَءِ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَوَكِيْعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، فَقِيْلَ لَهُ: وَالأَشْجَعِيُّ? قَالَ: الأَشْجَعِيُّ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ، وَلَكِنْ هَاتُوا مَنْ يَرْوِي عَنْهُ. قُلْتُ: صَدَقَ، فَإِنَّ الرِّوَايَةَ عَنْهُ عَزِيْزَةٌ؛ لِتَقَدُّمِ مَوْتِهِ، وَقِلَّةِ مَا خَرَجَ عَنْهُ. ثُمَّ قَالَ: وَبَعدَ هَؤُلاَءِ فِي سُفْيَانَ: يَحْيَى بنُ آدَمَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ، وَقَبِيْصَةُ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ هِشَامٍ، وَالفِرْيَابِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الحَفَرِيُّ. وَرَوَى عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ، صَالِحٌ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحْرِزٍ، عَنْ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: مَا كَانَ بِالكُوْفَةِ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِسُفْيَانَ مِنَ الأَشْجَعِيِّ، كَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، وَمِنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ ... ، وَسَمَّى جَمَاعَةً. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ، عَنْ مِهرَانَ بنِ أَبِي عُمَرَ، وَالأَشْجَعِيِّ، فِي سُفْيَانَ، فَقَالَ: الأَشْجَعِيُّ -كَأَنَّهُ قَدَّمَهُ- وَمِهْرَانُ كَانَتْ فِيْهِ عُجْمَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عُبَيْدُ الرَّحْمَنِ أَخُو مُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ، عَنْ بَكْرٍ المُزَنِيِّ، يَرْوِي عَنْهُ مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: وَلَيْسَ فِي المُحَدِّثِيْنَ عُبَيْدُ الرَّحْمَنِ سِوَاهُ، وَوَالِدُ الأَشْجَعِيِّ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: فِي أَوَّلِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ مَاتَ الأَشْجَعِيُّ. وَقَالَ الأَشْجَعِيُّ: كَتَبْتُ عَنْ سُفْيَانَ ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا الأَشْجَعِيُّ، عَنْ مُوْسَى، فَرَوَى عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: إِنَّ أَزْهَدَ النَّاسِ فِي العَالِمِ جِيْرَانُهُ، وَشَرَّ النَّاسِ لِمَيِّتٍ أَهْلُهُ، يَبْكُوْنَ عَلَيْهِ، وَلاَ يَقْضُوْنَ دَيْنَهُ.

عبد الله بن مصعب

1308- عبد الله بن مصعب 1: ابن ثَابِتِ، ابْنِ الخَلِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ، الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو بَكْرٍ الأَسَدِيُّ، الزُّبَيْرِيُّ، وَالِدُ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ. رَوَى عَنْ: مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، وَأَبِي حَازِمٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ. وَعَنْهُ: ابنه، وهشام بن يوسف، وآخرون. وكان جَمِيْلاً، سَرِيّاً، مُحْتَشِماً، فَصِيْحاً، مُفَوَّهاً، وَافِرَ الجَلاَلَةِ، مَحْمُوْدَ الوِلاَيَةِ، كَانَ يُحِبُّه المَهْدِيُّ، وَيَحتَرِمُهُ. جَمَعَ لَهُ الرَّشِيْدُ مَعَ اليَمَنِ إِمْرَةَ المَدِيْنَةِ. بَعَثَ إِلَيْهِ الوَزِيْرُ أَبُو عُبَيْدِ اللهِ بِأَلْفَيْ دِيْنَارٍ، فَأَبَى، وَقَالَ: لاَ أَقْبَلُ إِلاَّ مِنْ خَلِيْفَةٍ. وَقَدْ لَيَّنَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ مِنْ بَابَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ. قُلْتُ: عَاشَ سَبْعِيْنَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أربع وثمانين ومائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 173".

حاتم بن إسماعيل

1309- حاتم بن إسماعيل 1: "ع" المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الكُوْفِيُّ، ثُمَّ المَدَنِيُّ، مَوْلَى بَنِي عَبْدِ المَدَانِ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وخُثَيم بنِ عِرَاكٍ، والجُعَيد بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي مُزَرِّد، وَعِمْرَانَ القَصِيْرِ. وَعَنْهُ: القَعْنَبِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَإِسْحَاقُ، وَهَنَّادٌ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُريب، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَحَبُّ إلي من الدراوردي. ووثقه جَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، فِي تَاسِعِهِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1154"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 1595"، والعبر "1/ 292"، وتهذيب التهذيب "2/ 128"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 309".

بقية بن الوليد

1310- بقية بن الوليد 1: "خت، م، 4" ابن صائد بن كعب بن حَريز، الحافظ، العالم، محدِّث حمص، أَبُو يُحْمِدَ الحِمْيَرِيُّ، الكَلاَعِيُّ، ثُمَّ المَيْتَمِيُّ، الحِمْصِيُّ، أَحَدُ المَشَاهِيْرِ الأَعْلاَمِ. وُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَةٍ، سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ: يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ الجُرْجُسي. وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، وَصَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو السَّكْسكي، وَبَحِيْرِ بنِ سَعْدٍ، وَثَوْرِ بنِ يَزِيْدَ، وَبِشْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَسَارٍ، وَحَبِيْبِ بنِ صَالِحٍ الطَّائِيِّ، وَحُصَيْنِ بنِ مَالِكٍ الفَزَارِيِّ، وَالسَّرِيِّ بنِ يَنْعُمَ الجُبْلاني، وضُبَارة بنِ مَالِكٍ، وَعُثْمَانَ بنِ زُفَرَ، وَعُتْبَةَ بنِ أَبِي حَكِيْمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عِرْق اليَحْصُبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيِّ، وَمُسْلِمِ بنِ زِيَادٍ، وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ الأَيْلِيِّ، وَالوَضِيْنِ بنِ عَطَاءٍ، وَيَزِيْدَ بنِ عَوْفٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَأُمَمٍ سِوَاهُم، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَشُعْبَةَ، وَمَالِكٍ، وَابْنِ المُبَارَكِ، وَيَنْزِل إِلَى: يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَأَقْرَانِه. وَقَدْ رَوَى عَنْ: تِلْمِيْذِه؛ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، لَكِنَّهُ كَدَّرَ ذَلِكَ بِالإِكثَارِ عَنِ الضُّعَفَاءِ، وَالعَوَّامِ وَالحَمْلِ عَمَّنْ دَبَّ وَدَرَجَ. وَرَوَى عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالحَمَّادَانِ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَابْنُ جُرَيْجٍ -وَهُم مِنْ شُيُوْخِهِ- وَابْنُ المُبَارَكِ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَوَكِيْعٌ -وَهُم مِنْ أَقرَانِهِ- وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وحَيوة بنُ شُريح، وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ، وَأَسَدُ بنُ مُوْسَى، وَدَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ، وَإِسْحَاقُ بن راهويه، وعلي بن جحر، وَنُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ، وَسُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَعَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ، وَأَخُوْهُ؛ يَحْيَى، وَأَبُو التَّقِيِّ هِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُصفى، وَعِيْسَى بنُ أَحْمَدَ العَسْقَلاَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَنَانٍ، وَمُهَنَّا بنُ يَحْيَى، وَهِشَامُ بنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَعَبْدَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ المَرْوَزِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، خَاتِمَتُهُم: أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بنُ الفَرَجِ الحِجَازِيُّ. رَوَى رَبَاحُ بنُ زَيْدٍ الكُوْفِيُّ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ: إِذَا اجْتَمَعَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ بنُ الوليد، فبقية أحب إلي.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2012"، والضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 203"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1728"، والمجروحين لابن حبان "1/ 200"، والكامل لابن عدي "2/ ترجمة 302"، وتاريخ بغداد "7/ 123"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 269"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 1250"، وتهذيب التهذيب "1/ 473"، وتقريب التهذيب "1/ 105".

وَرَوَى سُفْيَانُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ: بَقِيَّةُ كَانَ صَدُوقاً، لَكِنَّهُ يَكْتُبُ عَمَّنْ أَقْبَلَ وَأَدبَرَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ المُغِيْرَةِ الرَّازِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: لاَ تَسْمَعُوا مِنْ بَقِيَّةَ مَا كَانَ فِي سُنَّةٍ، وَاسْمَعُوا مِنْهُ مَا كَانَ فِي ثَوَابٍ وَغَيْرِه. قُلْتُ: لِهَذَا أَكْثَرَ الأَئِمَّةُ عَلَى التَّشَدِيْدِ فِي أَحَادِيْثِ الأَحكَامِ، والترخيص قليلا، لا كل الترخيص فِي الفَضَائِلِ وَالرَّقَائِقِ، فَيَقْبَلُوْنَ فِي ذَلِكَ مَا ضَعُفَ إِسْنَادُهُ، لاَ مَا اتُّهِم رُوَاتُهُ، فَإِنَّ الأَحَادِيْثَ المَوْضُوْعَةَ، وَالأَحَادِيْثَ الشَّدِيْدَةَ الوَهنِ، لاَ يَلْتَفِتُوْنَ إِلَيْهَا، بَلْ يَرْوُونَهَا لِلتَّحذِيرِ مِنْهَا، وَالهَتْكِ لِحَالِهَا، فَمَنْ دَلَّسَهَا، أَوْ غَطَّى تِبْيَانَهَا، فَهُوَ جَانٍ عَلَى السُّنَّةِ، خَائِنٌ للهِ وَرَسُوْلِه، فَإِنْ كَانَ يجهل ذلك، فقد يعذر بالجهل، ولكن سلو أَهْلَ الذِّكرِ إِنْ كُنْتُم لاَ تَعْلَمُوْنَ1. قال أَبُو مُعِيْنٍ الرَّازِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ مُبَجِّلاً لِبَقِيَّةَ حَيْثُ قَدِمَ بَغْدَادَ. عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سُئِلَ أَبِي عَنْ بَقِيَّةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ، فَقَالَ: بَقِيَّةُ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَإِذَا حَدَّثَ عَنْ قَوْمٍ لَيْسُوا بِمَعْرُوْفِيْنَ، فَلاَ تَقبَلُوْهُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: سُئِلَ ابْنُ مَعِيْنٍ، عَنْ بَقِيَّةَ، فَقَالَ: إِذَا حَدَّثَ عَنِ الثِّقَاتِ مِثْلِ صَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو، وَغَيْرِه، وَأَمَّا إِذَا حَدَّثَ عَنْ أُوْلَئِكَ المَجْهُوْلِيْنَ، فَلاَ، وَإِذَا كَنَّى الرَّجُلَ أَوْ لَمْ يسم اسمه، فليس يساوي شيئًا.

_ 1 يقول محمد أيمن الشبراوي -عفا الله عنه: حقيق بالذكر أن الأحاديث الضعيفة لا يجوز العمل بها في مجال العقائد والأحكام باتفاق العلماء. أما العمل بالأحاديث الضعيفة في مجال فضائل الأعمال فقد اشترط العلماء للعمل بها ثلاثة شروط: الأول: أن يشهد لهذا الحديث الضعيف أصل من أصول الدين أو قاعدة كلية. الشرط الثاني: أن لا يكون الحديث ضعيفا شديد الضعف فلا يجوز العمل بخبر انفرد به كذاب أو متهم بالكذب. الشرط الثالث: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد الاحتياط. أما الأحاديث الشديدة الضعف فلا يجوز العمل بها في العقائد أو الأحكام أو الفضائل باتفاق العلماء. وقد أنكر جمهرة من العلماء العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال مثل البخاري، ومسلم، وداود الظاهري، وابن حزم، وغيرهم من العلماء. وقالوا بأن أحاديث فضائل الأعمال أعمال لها أحكام، ولا تخرج عن الأحكام الخمسة: الواجب, والمندوب، والحرام، والمكروه، والمباح. ففي الصحيح غنية عن الاستدلال بالضعيف من الأحاديث. أما رواية الأحاديث الموضوعة والشديدة الضعف فلا يجوز روايتها إلا على سبيل التحذير منها وهتك أستار كل من رواها من الوضاعين والمتهمين. وقد أجمع علماء السلف والخلف قاطبة على عدم جواز العمل بهاتيك الأحاديث الموضوعة أو الشديدة الضعف لا في مجال العقائد أو الأحكام أو فضائل الأعمال.

وَسُئِلَ: أَيُّمَا أَثْبَتُ هُوَ أَوْ إِسْمَاعِيْلُ? قَالَ: كِلاَهُمَا صَالِحَانِ. يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ العَبَّاسِ، سَمِعَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: بَقِيَّةُ يُحَدِّثُ عَمَّنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ، وَعِنْدَهُ أَلْفَا حَدِيْثٍ عَنْ شُعْبَةَ صِحَاحٌ، كَانَ يُذَاكِرُ شُعْبَةَ بِالفِقْهِ. وَلَقَدْ قَالَ لِي أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ بَقِيَّةُ يَضِنُّ بِحَدِيْثِهِ عَنِ الثِّقَاتِ، طَلَبْتُ مِنْهُ كِتَابَ صَفْوَانَ، قَالَ: كِتَابُ صَفْوَانَ? ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الضُّعَفَاءِ بِمائَةِ حَدِيْثٍ قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَ عَنِ الثِّقَةِ بحديث. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: بَقِيَّةُ: ثِقَةٌ، حَسَنُ الحَدِيْث إِذَا حَدَّثَ عَنِ المَعْرُوْفِيْنَ، وَيُحَدِّثُ عَنْ قَوْمٍ مَتْرُوْكِي الحَدِيْثِ، وَضُعَفَاءَ، وَيَحِيْدُ عَنْ أَسْمَائِهِم إِلَى كُنَاهُم، وَعَنْ كُنَاهُم إِلَى أَسْمَائِهِم، وَيُحَدِّثُ عَمَّنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ. حَدَّثَ عَنْ سُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ الحَدَثَانِيِّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ بَقِيَّةُ ثِقَةً فِي الرِّوَايَةِ عَنِ الثِّقَاتِ، ضَعِيْفاً فِي رِوَايَتِهِ عَنْ غَيْرِ الثِّقَاتِ. قُلْتُ: وَهُوَ أَيْضاً ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ إِذَا قَالَ: عَنْ، فَإِنَّهُ مُدَلِّسٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ عَنِ المَعْرُوْفِيْنَ، فَإِذَا رَوَى عَنْ مَجْهُوْلٍ، فَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: بَقِيَّةُ عَجَبٌ، إِذَا رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ، فَهُوَ ثِقَةٌ، وَيُحَدِّث عَنْ قَوْمٍ لاَ يُعرَفُوْنَ، وَلاَ يَضبِطُوْنَ. وَقَالَ: مَا لَهُ عَيبٌ، إِلاَّ كَثْرَةُ رِوَايَتِهِ عَنِ المَجْهُوْلِيْنَ، فَأَمَّا الصِّدْقُ، فَلاَ يُؤْتَى مِنَ الصِّدْقِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ، وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ: إِذَا قَالَ: حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا، فَهُوَ ثِقَةٌ، وَإِذَا قَالَ: عَنْ فُلاَنٍ، فَلاَ يُؤْخَذُ عَنْهُ؛ لأَنَّهُ لاَ يُدْرَى عَمَّنْ أَخَذَه. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: يُخَالِفُ فِي بعض روايته الثقات، وإذا رَوَى عَنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَإِنَّهُ ثَبتٌ، وَإِذَا رَوَى عَنْ غَيْرِهِم، خَلَّطَ، وَإِذَا رَوَى عَنِ المَجْهُوْلِيْنَ، فَالعُهدَةُ مِنْهُم، لاَ مِنْهُ، وَهُوَ صَاحِبُ حَدِيْثٍ، يَرْوِي عَنِ الصِّغَارِ وَالكِبَارِ، وَيَرْوِي عَنْهُ الكِبَارُ مِنَ النَّاسِ، وَهَذِهِ صِفَةُ بَقِيَّةَ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سَمِعَ بَقِيَّةُ مِنْ شُعْبَةَ، وَمَالِكٍ، وَغَيْرِهِمَا أَحَادِيْثَ مُسْتقِيْمَةً، ثُمَّ سَمِعَ مِنْ أَقْوَامٍ كَذَّابِيْنَ عَنْ شُعْبَةَ، وَمَالِكٍ، فَرَوَى عَنِ الثِّقَاتِ بِالتَّدْلِيسِ مَا أَخَذَ عَنِ الضُّعَفَاءِ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ الغَسَّانِيُّ: أَحَادِيْثُ بَقِيَّةَ لَيْسَتْ نَقِيَّةً، فَكُنْ مِنْهَا عَلَى تَقِيَّةٍ.

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الجُوْزَجَانِيُّ: رَحِمَ اللهُ بَقِيَّةَ، مَا كَانَ يُبالِي إِذَا وَجَدَ خُرَافَةً عَمَّنْ يَأْخُذُه، فَإِنْ حَدَّثَ عَنِ الثِّقَاتِ، فَلاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنِ ضَمْرَةَ، وَبَقِيَّةَ، فَقَالَ: ضَمْرَةُ أَحَبُّ إِلَيْنَا، ضَمْرَةُ ثِقَةٌ، رَجُلٌ صَالِحٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: بَقِيَّةُ أَحْسَنُ حَالاً مِنَ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَلَيْسَ هَذَا عِنْدَ النَّاسِ كَذَا. قَالَ حَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ: سُئِلَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ عَنْ حَدِيْثٍ مِنْ هَذِهِ المُلَحِ، فَقَالَ: أَبُو العَجَبِ أَخْبَرَنَا، بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ أَخْبَرَنَا. قَالَ إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لاَ أَحْتَجُّ بِبَقِيَّةَ. ثم قال: حدثنا أحمد ابن الحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: تَوَهَّمتُ أَنَّ بَقِيَّةَ لاَ يُحَدِّثُ المَنَاكِيْرَ إِلاَّ عَنِ المَجَاهِيلِ، فَإِذَا هُوَ يُحَدِّثُ المَنَاكِيْرَ عَنِ المَشَاهِيْرِ، فَعَلِمتُ مِنْ أَيْنَ أُتِيَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ: دَخَلْتُ حِمْصَ، وَأَكْبَرُ هَمِّي شَأْنُ بَقِيَّةَ، فَتَتَبَّعتُ حَدِيْثَه، وَكَتَبتُ النُّسَخَ عَلَى الوَجْهِ، وَتَتَبَّعتُ مَا لَمْ أَجِدْ بِعُلُوٍّ مِنْ رِوَايَةِ القُدَمَاءِ عَنْهُ، فَرَأْيْتُهُ ثِقَةً، مَأْمُوْناً، وَلَكِنَّهُ كَانَ مُدَلِّساً، يُدَلِّسُ عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَشُعْبَةَ، وَمَالِكٍ، مَا أَخَذَه عَنْ مِثْلِ مُجَاشِعِ بنِ عَمْرٍو، وَالسَّرِيِّ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَعُمَرَ بنِ مُوْسَى المَيْتَمي، وَأَشبَاهِهِم، فَرَوَى عَنْ أُوْلَئِكَ الثِّقَاتِ الَّذِيْنَ رَآهُم بِالتَّدْلِيسِ مَا سَمِعَ مِنْ هَؤُلاَءِ الضُّعَفَاءِ عَنْهُم، فَكَانَ يَقُوْلُ: قَالَ عُبَيْدُ اللهِ، وَقَالَ مَالِكٌ، فَحَمَلُوا عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، وَعَنْ بَقِيَّةَ بنِ مَالِكٍ، وَسَقَطَ الوَاهِي بَيْنَهُمَا، فَالتَزَقَ المَوْضُوْعُ بِبَقِيَّةَ، وَتَخَلَّصَ الوَاضِعُ مِنَ الوَسطِ. وَكَانَ ابْنُ مَعِيْنٍ يُوَثِّقُه. وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الخُزَاعِيُّ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مِنْ أَدْمَنَ على حاجبه بالمشط، عوفي من الوباء"1.

_ 1 باطل: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "1/ 201-202" حدثنا سُلَيْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الخُزَاعِيُّ، بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بن خالد الأزرق، حدثنا بقية، به. وقال ابن حبان في إثره: "موضوع، يشبه أن يكون بقية سمعه من إنسان ضعيف عن ابن جريج فدلس عليه فالتزق كل ذلك به".

وَبِهِ: إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ، فَلاَ يَنْظُرْ إِلَى فَرْجِهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُوْرِثُ العَمَى"1. وَبِهِ: قَالَ -عليه الصلاة السلام: "تَرِّبُوا الكِتَابَ وَسُحُّوْهُ مِنْ أَسْفَلِهِ، فَإِنَّهُ أَنْجَحُ للحاجة"2. وَبِهِ: "مَنْ أُصِيْبَ بِمُصِيْبَةٍ، فَاحْتَسَبَ وَلَمْ يَشْكُ إِلَى النَّاسِ، كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أَنْ يغفر له"3.

_ 1 موضوع: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "1/ 200"، وابن عدي في "الكامل" "2/ 75"، وابن الجوزي في "الموضوعات" من طريق هِشَامُ بنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس، به مرفوعا. وقال ابن حبان: "كان بقية يروي عن كذابين ويدلس، وكان له أصحاب يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه، فيشبه أن يكون هذا من بعض الضعفاء عن ابن جريج ثم دلس عنه، وهذا موضوع". وقال ابن أبي حاتم "2/ 295" بعد أن ذكر هذا الحديث وحديثين آخرين معه: "وقال أبي: هذه الثلاثة الأحاديث موضوعة لا أصل لها، وكان بقية يدلس، فظن هؤلاء أنه يقول في كل حديث: "حدثنا" ولم يفتقدوا الخبر منه". وأقره الذهبي في "الميزان" وجعله أصل قوله في ترجمة هشام: "يروى عن ثقات الدماشقة، لكن يروج عنه". 2 منكر: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "1/ 202"، وابن عدي في "الكامل" "2/ 75" من طريق هشام بن خالد الأزرق حدثنا بقية، حدثني ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، به. وقال ابن حبان بعد أن ذكر أحاديث بهذا الإسناد: كلها موضوعة. وقد تقدم تخريجنا لهذا الحديث من طريق جابر في تعليقنا السابق رقم "426" في هذا الجزء فراجعه ثمت فإنك ستقف على شواهد منكرة له لا يزيد الحديث بها إلا وهنا على وهن فراجعه ثمت تفد علما ثرا وهذا من فضل الله علي لقوله للتحدث بنعمة الله علينا كما قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11] ، فالحمد لله على نعمائه حمدا كثيرا طيبا ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شاء من شيء بعد. 3 موضوع: أخرجه الطبراني في "الكبير" "11/ 11438" من طريق هشام بن خالد، حدثنا بقية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعا. وأورده الهيثمي في "المجمع" "2/ 331" وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه بقية مدلس". قلت: ومن طريقه رواه ابن أبي حاتم في "العلل" "2/ 126/ 1871" وقال في إثره: "قال أبي هذا حديث موضوع لا أصل له، وكان بقية يدلس فظنوا هؤلاء أنه يقول في كل حديث حدثنا ولا يعتقدون الخبر منه".

وَحَدِيْثُ: "لاَ تَأْكُلُوا بِالخَمْسِ، فَإِنَّهَا أَكْلَةُ الأَعْرَابِ، وَلاَ بِالمُشِيْرَةِ وَالإِبْهَامِ، وَلَكِنْ بِثَلاَثٍ، فَإِنَّهَا سُنَّةٌ"1. وَهَذِهِ بَوَاطِيْلُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي حَدِيْثِ: يُورِثُ العَمَى، وَحَدِيْثِ: المُصِيْبَةِ، وَحَدِيْثِ: الأَكْلِ بِالخَمْسِ: هَذِهِ مَوْضُوْعَاتٌ لاَ أَصلَ لَهَا2. أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ الحِمْصِيُّ: حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ بقية، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "رَخَّصَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي دَمِ الحُبُون"3. عُمَرُ بنُ سِنَانٍ المَنْبِجِيُّ، وَعَبْدَانُ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّقِيِّ هِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ الهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ رَجُلٍ نَسِيَ الأَذَانَ وَالإِقَامَةَ، فَقَالَ: "إِنَّ اللهَ يُجَاوِزُ عَنْ أُمَّتِي السَّهْوَ فِي الصَّلاَةِ"4. ثُمَّ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ عَقِيْبَهُ: عَبْدُ الكَرِيْمِ: هُوَ الجَزَرِيُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ: هُوَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَاهُ عَبْدَانُ وَابْنُ سِنَانٍ.

_ 1 موضوع: أخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"، وهو من مظان الأحاديث الضعيفة والموضوعة وما لا أصل له، ومتن الحديث تمجه الأفهام المستقيمة، والعقول المستنيرة بضياء السنة المشرفة الصحيحة، لذا قال ابن أبي حاتم في "العلل" "2/ 295/ 2394" بعد أن ذكر هذا الحديث والحديثين الذين ذكرناهما قبل: "قال أبي هذه الثلاثة الأحاديث موضوعة لا أصل لها وكان بقية يدلس فظن هؤلاء أنه يقول في كل حديث حدثنا ولم يفتقدوا الخبر منه". 2 قاله ابن أبي حاتم في "العلل" "2/ 295/ 2394"، فقد ذكر هذه الأحاديث ثمت وأردفها بالقول السابق الذين ذكرناه في التعليق السابق". 3 موضوع: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "2/ 75" من طريق محمد بن عوف، حدثنا أحمد بن يونس الحمصي، به، وذكر الذهبي الحديث في ترجمة "بقية بن الوليد" "1/ 333" مع الأحاديث السابقة، وعد جميعها من الموضوعات. 4 باطل: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "2/ 75" حدثنا عمر بن سنان وعبدان قالا حدثنا هشام بن عبد الملك، حدثنا بقية، به. وقال ابن عدي في إثره: وهذا الحديث باطل لا يرويه عن مالك غير بقية، وعبد الكريم الهمداني، هو عبد الكريم الجزري، وأبو حمزة، إنما يريد به أنس بن مالك، وإنما نبت عبدان الأهوازي على هذا الحديث حتى أدخله في مسند أنس بن مالك، وقد روى بقية هذا الحديث بإسناد آخر والعتبة على عبدان، فقال أخبرنا هشام بن عبد الملك، عن بقية وهو مرسل فقلت له: إنما هو أبو حمزة يعني به أنس، فقال: ما علمت، ودعا بمسند أنس فكتبه فيه، وعند بقية لهذا الحديث إسناد آخر عن مجهول.

قُلْتُ: هَذَا الحَدِيْثُ لاَ يُحتَمَلُ، وَقَدْ رَوَاهُ الوَلِيْدُ بنُ عُتْبَةَ المُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدٌ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! الرَّجُلُ يَنْسَى الأَذَانَ وَالإِقَامَةَ؟ فَهَذَا أَشْبَهُ، مَعَ أَنَّ عُبَيْداً لاَ يُدْرَى مَنْ هُوَ، فَهُوَ آفَتُهُ1. مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ سَلَمَةَ الخبَائِرِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -عليه الصلاة السلام: "انْتِظَارُ الفَرَجِ عِبَادَةٌ"2. وَهَذَا بَاطِلٌ، مَا رَوَاهُ مَالِكٌ، بَلْ وَلاَ بَقِيَّةُ، بَلِ المُتَّهَمُ بِهِ سُلَيْمَانُ. وَكَذَلِكَ الآفَةُ فِي حَدِيْثِ الخَضِرِ: بَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي فِي سُوْقِ بَنِي إِسْرَائِيْلَ، بِطُوْلِهِ. رَوَاهُ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الضَّحَّاكِ -ذَاكَ العُرْضي المُتَّهَمُ- وَسُلَيْمَانُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الرَّقِّيُّ -الَّذِي قَالَ فِيْهِ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ- كِلاَهُمَا عَنْ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ، مَرْفُوْعاً. وَلِبَقِيَّةَ، عَنْ يُوْنُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مَرْفُوْعاً: "مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الجُمُعَةِ وَتَكْبِيْرَتَهَا فَقَطْ، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاَةَ". فَهَذَا مُنْكَرٌ، وَإِنَّمَا يَرْوِي الثِّقَاتُ عَنِ الزُّهْرِيِّ بَعْضَ هَذَا بدون ذكر الجُمُعَةِ، وَدُوْنَ قَوْلِه: "وَتَكْبِيْرَتَهَا فَقَطْ". وَلِبَقِيَّةَ: حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بنِ الخِرِّيْتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مَرْفُوْعاً: "نَهَى عَنْ طَعَامِ المُتَبَارِيَيْنِ"3. وَهَذَا الصواب مرسل.

_ 1 ذكره ابن عدي في "الكامل" "2/ 76". 2 موضوع: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "2/ 76"، والخطيب في "تاريخه" "2/ 155" من طريق سليمان بن سلمة، به، وقال ابن عدي في إثره: وهذا حديث باطل عن مالك بهذا الإسناد لا يروى عنه غير بقية. قلت: بقية مشهور بالتدليس، ولا يغتر بتصريحه بالتحديث فإن الراوي عنه سليمان بن سلمة الخبائري، وهو كذاب كما قال الذهبي في ترجمته، وذكر هذا الحديث. 3 صحيح لغيره: أخرجه أبو داود "3754"، وابن عدي في "الكامل" "2/ 77" من طريق جرير بن حازم، عن الزبير بن خريت، به. قلت: هو مرسل صحيح الإسناد، وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ "المتباريان لا يجابان ولا يؤكل طعامهما". أخرجه ابن السماك في جزئه "ورقة 64/ 1" حدثنا سعيد بن عثمان الأهوازي، أخبرنا معاذ بن أسد، نا علي بن الحسن الضرير، عن أبي حمزة السكري، عن الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات.

عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، عَنْ يَزِيْدَ الجُرْجُسِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، رَفَعَهُ: أَنَّهُ سَلَّمَ تَسْلِيمَةً1. فَحَاصِلُ الأَمْرِ: أَنَّ لِبَقِيَّةَ عَنِ الثِّقَاتِ أَيْضاً مَا يُنْكَرُ، وما لا يتابع عليه. مُهَنَّا بنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ سَعِيْدِ بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أبي هريرة، مرفوعًا: "يحشر الحكارون، وقتلة النفس إِلَى جَهَنَّمَ فِي دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ"2. تَفَرَّدَ بِهِ: مُهَنَّا، وَهُوَ صَدُوْقٌ. وَفِي سَنَدِهِ انْقِطَاعٌ. بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ: قَالَ شَرِيْكٌ، عَنْ كُلَيْبِ بنِ وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مَرْفُوْعاً: "لاَ تُسَاكِنُوا الأَنْبَاطَ فِي بِلاَدِهِم، وَلاَ تُنَاكِحُوا الخُوْزَ، فَإِنَّ لَهُم أُصُوْلاً تَدْعُوْهُم إِلَى غَيْرِ الوَفَاءِ"3. وَهَذَا مُنْكَرٌ جِدّاً، قَدْ أَسقَطَ بَقِيَّةُ مَنْ حَدَّثَهُ بِهِ عَنْ شَرِيْكٍ. قَالَ العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَكَمِ، عَنْ وَكِيْعٍ، قَالَ: مَا سَمِعْتُ أَحَداً أَجرَأَ عَلَى أَنْ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ بَقِيَّةَ. قَالَ عَبْدُ الحَقِّ فِي "الأَحْكَامِ" لَهُ فِي مَوَاضِعَ: بَقِيَّةُ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَرَوَى أَيْضاً لَهُ أَحَادِيْثَ سَاكِتاً عَنْ تَلْيِينِهَا. قَالَ الحَافِظُ أَبُو الحَسَنِ بنُ القَطَّانِ: بَقِيَّةُ يُدَلِّسُ عَنِ الضُّعَفَاءِ، وَيَسْتبِيْحُ ذلك، وهذا إن صح، مفسد لعدالته.

_ 1 أخرجه ابن عدي في "الكامل" "2/ 77" من طريق سلميان بن سلمة، حدثنا بقية، عن الزبيدي، به. قلت: إسناده موضوع، فيه بقية، وهو مدلس يدلس تدليس التسوية، والراوي عنه سليمان بن سلمة الخبائري كذاب كما قال الذهبي. لكن أحاديث الاقتصار على التسليمة الواحدة وردت عن عدد من الصحابة، عن عائشة، وعن أنس، وسعد بن أبي وقاص، ومن حديث سهل بن سعد الساعدي، وسلمة ابن الأكوع، وهي صحيحة بمجموعها. 2 منكر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "2/ 78" من طريق مهنأ بن يحيى الشامي، به. قلت: إسناده واه، فيه بقية بن الوليد، مدلس، يدلس تدليس التسوية. وفيه مهنأ بن يحيى الشامي، قال الأزدي: منكر الحديث. وقال الدارقطني: ثقة نبيل. والحديث ذكره السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" "2/ 146" وقال في إثره: "لا يصح بقية مدلس عن الضعفاء والمتروكين". 3 منكر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "2/ 78"، وهو منكر ظاهر النكارة وكذا قال ابن عدي في إثره: "وهذا حديث منكر لا أعلم يرويه غير بقية".

قُلْتُ: نَعَمْ، تَيَقَنَّا أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُه، وَكَذَلِكَ رَفِيْقُهُ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، وَلَكِنَّهُم مَا يُظَنُّ بِهِم أَنَّهُمُ اتَّهَمُوا مَنْ حَدَّثَهُم بالوضع لذلك، فَاللهُ أَعْلَمُ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بِبَعْلَبَكَّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُوْسُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطُّوْسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بنِ عَبْدِ اللهِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: كُنَّا نَسْمَعُ أَنَّهُ يُقَالُ: إِذَا اجْتَمَعَ عِشْرُوْنَ رَجُلاً أَوْ أَكْثَرُ، أَوْ أَقَلُّ فَلَمْ يَكُنْ فِيْهِم مَنْ يُهَابُ فِي اللهِ، فَقَدْ حَضَرَ الأَمْرُ. كَثِيْرُ بنُ عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، مَرْفُوْعاً: "مَنْ تكفل لي أن لا يسأل امرأ شَيْئاً، أَتَكَفَّلُ لَهُ بِالجَنَّةِ" 1. غَرِيْبٌ جِدّاً. مُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى، وَآخَرُ، قَالاَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنِ الأوزاعي، عَنِ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، مرفوعًا: "مجوس هذه الأمة القدرية" 2.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "1643" من طريق عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، عن عاصم، عن أبي العالية، عن ثوبان قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا أتكفل لَهُ بِالجَنَّةِ، فَقَالَ ثَوْبَانُ: أَنَا، فَكَانَ لاَ يسأل أحدا شيئا". قلت: إسناده حسن، عاصم، هو ابن بهدلة، صدوق. وأخرجه أحمد "5/ 276" من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به، وأخرجه النسائي "5/ 96" من طريق يحيى، عن ابن أبي ذئب، عن محمد بن قيس، عن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية، عن ثوبان مرفوعا بلفظ: "من يضمن لي واحدة وله الجنة"، قال يحيى: هاهنا كلمة معناها: أن لا يسأل الناس شيئا. 2 حسن لغيره: أخرجه ابن ماجه "92"، والطبراني في "الصغير" "ص127"، وابن أبي عاصم في "السنة" "328"، والآجري في "الشريعة" "ص190" من طريق محمد بن مصفى، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه أبو الزبير المكي محمد بن مسلم بن تدرس، وهو مدلس وقد عنعنه. وفيه ابن جريج مدلس أيضا، وقد عنعنه. وقد صرح بقية بن الوليد بالتحديث في سند ابن أبي عاصم في "السنة" فأمنا شر تدليسه. وللحديث شاهد عن حذيفة مرفوعا: "إن لكل أمة مجوسا وإن مجوس هذه الأمة الذين يزعمون أن لا قدر فإن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم هم شيعة الدجال". أخرجه أبو داود، وأحمد "5/ 406، 407" من طريق سفيان عن عمر مولى غفرة، عن رجل، عن حذيفة به مرفوعا. =

عَطِيَّةُ بنُ بَقِيَّةَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "السُّبَّاقُ أَرْبَعَةٌ: أَنَا سَابِقُ العَرَبِ، وَبِلاَلٌ سَابِقُ الحَبَشَةِ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّوْمِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ الفُرْسِ" 1. وَهَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ، فَرْدٌ، وَالأَظهَرُ أَنَّ بِلاَلاً لَيْسَ بِحَبَشِيٍّ، وَأَمَّا صُهَيْبٌ، فَعَرَبِيٌّ مِنَ النَّمِرِ بنِ قَاسِطٍ. صَحَّ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ: بَقِيَّةُ أَحَبُّ إليَّ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ. وَرَوَى مُسْلِمٌ2، عَنِ ابْنِ رَاهْوَيْه، عَمَّنْ حَدَّثَهُ: أَنَّ ابْنَ المُبَارَكِ قَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ بَقِيَّةُ، لَوْلاَ أَنَّهُ يُكْنِي الأَسْمَاءَ، وَيُسَمِّي الكُنَى، كَانَ دَهْراً يُحَدِّثنَا عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الوُحَاظِيِّ، فَنَظَرْنَا، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ القُدُّوْسِ. أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: رَوَى بَقِيَّةُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ مَنَاكِيْرَ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: قُلْتُ لِيَحْيَى: أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ: بَقِيَّةُ أَوْ محمد ابن حرب? فقال: ثقة، وثقة. قُلْتُ: وَكَانَ بَقِيَّةُ شَيْخاً حِمْصِيّاً مَزَّاحاً. قَالَ أَبُو التَّقِيِّ اليَزَنِيُّ: سَمِعْتُ بَقِيَّةَ يَقُوْلُ: مَا أرحمني ليوم الثلاثاء، ما يصومه أحد.

_ = قلت: إسناده ضعيف لجهالة الرجل الذي لم يسم، وعمر مولى غفرة ضعيف، وفيه اضطراب في إسناده فأخرجه أحمد "2/ 86" حدثنا أنس بن عياض، حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة، عن عبد الله بن عمر مرفوعا به. وأخرجه أحمد "2/ 125" من طريق عبد الرحمن بن صالح بن محمد الأنصاري، عن عمر بن عبد الله مولى غفرة، عن نافع عن ابن عمر، به. وتابعه زكريا بن منظور، حدثنا أبو حازم، عن نافع، به دون قوله: "هم شيعة الدجال" أخرجه الآجري "ص190". وزكريا بن منظور ضعيف، فيتقوى أحدهما بالآخر فيما اتفقا عليه. لا سيما ويشهد له الحديث قبله. وقد رواه من طريق زكريا الطبرانيُّ في "الأوسط" كما في "مجمع الزوائد" للهيثمي "7/ 205" وقال: وثقه أحمد بن صالح وغيره، وضعفه جماعة. 1 حسن لغيره: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "2/ 75" من طريق عطية، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه بقية، وهو مدلس، يدلس تدليس التسوية. وله شاهد عن أنس: أخرجه الحاكم "3/ 285" من طريق مُحَمَّدُ بنُ غَالِب، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، حَدَّثَنَا عمرة بن زادان، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- به قلت: وإسناده ضعيف عمارة بن زادان البصري، ضعيف، ضعفه الدارقطني، وأبو داود. 2 ذكره مسلم في "مقدمة صحيحه" "ص26" قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال سمعت بعض أصحاب عبد الله قال: قال ابن المبارك: نعم الرجل بقية ... " فذكره.

ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ بَرَكَةَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَلَبِيَّ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ بَقِيَّةَ فِي غُرْفَةٍ، فَسَمِعَ النَّاسَ يَقُوْلُوْنَ: لاَ، لاَ. فَأَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّوْزَنَةِ، وَجَعَلَ يَصِيْحُ مَعَهُم: لاَ، لاَ. فَقُلْنَا: يَا أَبَا يُحْمِدَ، سُبْحَانَ اللهِ! أَنْتَ إِمَامٌ يُقْتَدَى بِكَ! قَالَ: اسْكُتْ، هَذِهِ سُنَّةُ بَلَدِنَا. بَرَكَةُ وَاهٍ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَافِظُ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ البَرْدَعِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بنُ بَقِيَّةَ، قَالَ: قَالَ أَبِي: دَخَلْتُ عَلَى هَارُوْنَ الرَّشِيْدِ، فَقَالَ لِي: يَا بَقِيَّةُ! إِنِّيْ أُحِبُّكَ. فَقُلْتُ: وَلأَهْلِ بَلَدِي يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ? قَالَ: إِنَّهُم جُنْدُ سُوءٍ، لَهُم كَذَا كَذَا غَدْرَةً. ثُمَّ قَالَ: حَدِّثْنِي؟ فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أَنَا سَابِقُ العَرَبِ ... "، وَذَكَرَ الحَدِيْثَ. فَقَالَ: زِدنِي. فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِيْنَ أَلْفاً، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِيْنَ أَلْفاً، وَثَلاَثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي" 1. قَالَ: فَامْتَلأَ مِنْ ذَلِكَ فَرَحاً، وَقَالَ: يَا غلام! الدواة. وكان القيم بأمره الفضل بنُ الرَّبِيْعِ، وَمَرْتَبَتُهُ بُعَيْدَهُ، فَنَادَانِي: يَا بَقِيَّةُ! نَاوِلْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ الدَّوَاةَ بِجَنبِكَ. قُلْتُ: نَاوِلْهُ أَنْتَ يَا هَامَانُ. فَقَالَ: أَسْمَعتَ مَا قَالَ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ? قَالَ: اسْكُتْ، فَمَا كُنْتَ عِنْدَهُ هَامَانَ حَتَّى أَكُوْنَ أَنَا عِنْدَهُ فِرْعَوْنَ. مُحَمَّدُ بنُ مُصفَّى: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: بَحِّرْ لَنَا، بَحِّرْ لَنَا، أَي: حَدِّثْنَا عَنْ بَحِيْرِ بنِ سَعْدٍ. وَقَالَ حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ لِي شُعْبَةُ: أَهْدِ لِي حَدِيْثَ بَحِيْرٍ. فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ، يَعْنِي: صَحِيْفَة بَحِيْرٍ فَمَاتَ شُعْبَةُ، وَلَمْ تَصِلْ إِلَيْهِ. عُمَرُ بنُ سِنَانٍ المَنْبِجِي: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بن الضحاك، قال لي بقية: فقال لِي شُعْبَةُ: يَا أَبَا يُحْمِدَ! نَحْنُ أَبصَرُ بِالحَدِيْثِ وَأَعْلَمُ بِهِ مِنْكُم. قُلْتُ: أَتَقُوْلُ ذَا يَا أَبَا بِسْطَامَ? قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَمَا تَقُوْلُ فِي رَجُلٍ ضُرِبَ عَلَى أَنفِهِ، فَذَهَبَ شَمُّهُ? فَتَفَكَّرَ فِيْهَا، وَجَعَلَ يَنْظُرُ، وَقَالَ: أَيْش تَقُوْلُ يَا أَبَا يُحْمِدَ? فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا ابْنُ ذِيْ حَمَايَةَ، قَالَ: كَانَ مَشْيَخَتُنَا يَقُوْلُوْنَ: يُجعَلُ فِي أَنْفِهِ الخَرْدَلُ، فَإِنْ حَرَّكَهُ، عَلِمنَا أَنَّهُ كَاذِبٌ، وَإِنْ لَمْ يُحَرِّكْهُ، فَقَدْ صَدَقَ. ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ العَسْقَلاَنِيُّ: عَنْ بَقِيَّةَ، قَالَ لِي شُعْبَةُ: مَا أَحسَنَ حَدِيْثَكَ! وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَرْكَانٌ. فَقُلْتُ: حَدِيْثُكُم أَنْتُم لَيْسَ لَهُ أَرْكَانٌ تجيئني بغالب القطان، وحميد الأعرج، وأبي

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "5/ 268"، والترمذي "2437"، وابن ماجه "4286"، وابن أبي عاصم في "السنة" "589" من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد الألهاني، به. قلت: إسناده حسن، إسماعيل بن عياش، صدوق في روايته عن أهل بلده، وقد روى عن الألهاني، وهو حمصي شامي مثله.

التَّيَّاحِ، وَأَجِيئُكَ بِمُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي مَرْيَمَ الغَسَّانِيِّ، وَصَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو السَّكْسَكِيِّ، يَا أَبَا بِسْطَامَ! أَيش تَقُوْلُ لَوْ ضَرَبَ رَجُلٌ رَجُلاً، فَذَهَبَ شَمُّهُ? قَالَ: مَا عِنْدِي فِيْهَا شَيْءٌ ... ، الحَدِيْثَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أَبِي سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الفُرَاوِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَسَنٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو السَّكُوْنِيُّ، وَعَطِيَّةُ بنُ بَقِيَّةَ، وَأَبُو عُتْبَةَ الحِمْصِيُّونَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "مَنْ دُعِيَ إِلَى عُرْسٍ أَوْ نَحْوِهِ، فَلْيُجِبْ" 1. وَبِهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا دَعَا أَحَدُكُم أَخَاهُ، فَلْيُجِبْ، عُرْساً، كَانَ أَوْ غَيْرَهُ" 2. وَبِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَنْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا دَعَا أَحَدُكُم أَخَاهُ، فَلْيَأْتِهِ، عُرْساً، أَوْ نَحْوَهُ". وَهَذَا صَحِيْحٌ، وَلَمْ يُخْرِجْهُ مُسْلِمٌ. وَأَخْرَجَ الأَوَّلَ عَنِ ابْنِ رَاهْوَيْه، عَنْ عِيْسَى بنِ المُنْذِرِ، عَنْ بَقِيَّةَ، وَلَيْسَ لِبَقِيَّةَ فِي الصَّحِيْحِ سِوَاهُ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: كُنْيَةُ بَقِيَّةَ: أَبُو يُحْمِدَ، وَأَهْلُ الحَدِيْثِ تَقُوْلُه لِفَتْحِ اليَاءِ. قَالَ حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ: سَمِعْتُ بَقِيَّةَ يَقُوْلُ: لَمَّا قَرَأْتُ عَلَى شُعْبَةَ أَحَادِيْثَ بَحِيْرِ بنِ سَعْدٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا يُحْمِدَ! لَوْ لَمْ أَسْمَعْهَا مِنْكَ، لَطِرتُ. أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن القاسم، حدثنا مسهر، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ، قَالَ: أَخَذَ بِيَدِي أَبُو أُمَامَةَ وَقَالَ: أَخَذَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِي، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا أُمَامَةَ، إِنَّ مِنَ المُؤْمِنِيْنَ مَنْ يَلِيْنُ لَهُ قَلْبِي"3. قَالَ أَبُو التَّقِيِّ اليَزَنِيُّ: مَنْ قَالَ: إِنَّ بَقِيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا، فَقَدْ كَذَبَ، مَا قَالَ قَطُّ إِلاَّ: حَدَّثَنِي فُلاَنٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَمُطَيَّنٌ، وَطَائِفَةٌ: مَاتَ بَقِيَّةُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: وَفِيْهَا مَاتَ حَافِظُ العِرَاقِ وَكِيْعٌ، وَحَافِظُ مِصْرَ ابْنُ وَهْبٍ، وَهِشَامُ بنُ يُوْسُفَ قَاضِي اليَمَنِ، وَشُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ بِالمَدَائِنِ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ وَرْشٌ مُقْرِئُ مِصْرَ. وَعَاشَ بَقِيَّةُ: سبعًا وثمانين سنة -رحمه الله.

_ 1 صحيح: وقد صرح بقية بالتحديث فأمنا شر تدليسه، فالإسناد صحيح. 2 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "19667"، ومن طريق مسلم "1429" "100"، وأبو داود "3738" عن معمر، به. 3 ضعيف: في إسناده بقية بن الوليد، وهو مدلس، مشهور بتدليس التسوية، وقد عنعنه. وهو عند ابن عدي في "الكامل" "2/ 72 و76" من طريق بقية، عن محمد بن زياد الألهاني، به. وقال ابن عدي في إثره: وهذا الحديث لا أعرفه إلا ببقية.

العباس

1311- العباس 1: ابن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عباس، الأَمِيْرُ، نَائِبُ الشَّامِ، أَبُو الفَضْلِ العَبَّاسِيُّ. وَلِي الشَّامَ لأَخِيْهِ المَنْصُوْرِ، وَوَلِيَ الجَزِيْرَةَ لِلرَّشِيْدِ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ مَرَّاتٍ، وَغَزَا الرُّوْمَ مَرَّةً فِي سِتِّيْنَ أَلْفاً. قَالَ شَبَابٌ: دَخَلَ الرُّوْمَ، وَبَثَّ سَرَايَاهُ، فغنم، ونصر في سنة تسع وخمسين. وَنَقَلَ غَيْرُ وَاحِدٍ: أَنَّ العَبَّاس هَذَا، كَانَ مِنْ رِجَالاَتِ بَنِي هَاشِمٍ جُوْداً، وَرَأْياً، وَشَجَاعَةً، وَكَانَ الرَّشِيْدُ يَهَابُه وَيُجِلُّه. قَالَ شَبَابٌ: وُلِدَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَتُوُفِّيَ: سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَكَانَ أَنبَلَ بَنِي العَبَّاسِ فِي وَقْتِه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 95" و"12/ 124"، والعبر "1/ 192"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 120"، وتهذيب تاريخ دمشق "7/ 253".

القاضي أبو يوسف

1312- القاضي أبو يوسف 1: هُوَ الإِمَامُ، المُجْتَهِدُ، العَلاَّمَةُ، المُحَدِّثُ، قَاضِي القُضَاةِ، أَبُو يُوْسُفَ يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَبِيْبِ بنِ حُبَيْشِ بنِ سَعْدِ بنِ بُجَيْرِ بنِ معاوية الأنصاري، الكوفي.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3463"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 133" و"3/ 4"، وتاريخ بغداد "14/ 242"، وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ 378"، وتاريخ جرجان للسهمي "444"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 273"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9794"، والعبر "1/ 284"، ومرآة الجنان لليافعي "1/ 382"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 107"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 298".

وَسَعْدُ بنُ بُجَير لَهُ صُحْبَةٌ، وَهُوَ سَعْدُ ابن حَبْتَة؛ وهي أمه، وهو بَجَلي، من حلفاؤء الأَنْصَارِ، شَهِدَ الخَنْدَقَ، وَغَيْرَهَا. مَوْلِدُ أَبِي يُوْسُفَ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَالأَعْمَشِ، وَحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، وَأَبِي حَنِيْفَةَ، وَلَزِمَه، وَتَفَقَّهَ بِهِ، وَهُوَ أَنبَلُ تَلاَمِذَتِه، وَأَعْلَمُهُم، تَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّةٌ: كَمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، وَمُعَلَّى بنِ مَنْصُوْرٍ، وَهِلاَلٍ الرَّأْيِ، وَابْنِ سَمَاعَةَ، وَعِدَّةٍ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَأَسَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، وَعَلِيُّ بنُ مُسْلِمٍ الطُّوْسِيُّ، وَعَمْرُو بنُ أَبِي عَمْرٍو الحَرَّانِيُّ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ أَبُوْهُ فَقِيْراً، لَهُ حَانُوتٌ ضَعِيْفٌ، فَكَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ يَتَعَاهَدُ أَبَا يُوْسُفَ بِالدَّرَاهِمِ، مائَةً بَعْدَ مائَةٍ. فَرَوَى عَلِيُّ بنُ حَرْملَةَ التَّيْمِيُّ، عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أَطْلُبُ العِلْمَ وَأَنَا مُقِلٌّ، فَجَاءَ أَبِي، فَقَالَ: يَا بُنِيَّ! لاَ تمدَّنَّ رِجْلَكَ مَعَ أَبِي حَنِيْفَةَ، فَأَنْتَ مُحْتَاجٌ. فَآثَرتُ طَاعَةَ أَبِي، فَأَعْطَانِي أَبُو حَنِيْفَةَ مائَةَ دِرْهَمٍ، وَقَالَ: الْزَمِ الحَلْقَةَ، فَإِذَا نَفَذَتْ هَذِهِ، فَأَعْلِمْنِي. ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ أَعْطَانِي مائَةً. وَيُقَالُ: إِنَّهُ رُبِّيَ يَتِيْماً، فَأَسلَمَتْه أُمُّهُ قَصَّاراً. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، قَالَ: مَرِضَ أَبُو يُوْسُفَ، فَعَادَهُ أَبُو حَنِيْفَةَ، فَلَمَّا خَرَجَ، قَالَ: إِنْ يَمُتْ هَذَا الفَتَى، فَهُوَ أَعْلَمُ مَنْ عَلَيْهَا. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَوَّلُ مَا كَتَبتُ الحَدِيْثَ، اخْتَلَفتُ إِلَى أَبِي يُوْسُفَ، وَكَانَ أَمْيَلَ إِلَى المُحَدِّثِيْنَ مِنْ أَبِي حَنِيْفَةَ وَمُحَمَّدٍ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي دَاوُدَ البُرُلُسي: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ فِي أَصْحَابِ الرَّأْيِ أَثبَتَ فِي الحَدِيْثِ، وَلاَ أَحْفَظَ، وَلاَ أَصَحَّ رِوَايَةً مِنْ أَبِي يُوْسُفَ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: أَبُو يُوْسُفَ صَاحِبُ حَدِيْثٍ، صَاحِبُ سنة. وعن يحي البَرْمَكِيِّ، قَالَ: قَدِمَ أَبُو يُوْسُفَ، وَأَقَلُّ مَا فِيْهِ الفِقْهُ، وَقَدْ مَلأَ بِفِقْهِهِ الخَافِقَيْنِ. قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ أَبُو يُوْسُفَ مُنصِفاً فِي الحَدِيْثِ.

وَعَنْ أَبِي يُوْسُفَ، قَالَ: صَحِبتُ أَبَا حَنِيْفَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَعَنْ هِلاَلٍ الرَّأْيِ، قَالَ: كَانَ أَبُو يُوْسُفَ يَحفَظُ التَّفْسِيْرَ، وَيَحفَظُ المَغَازِي، وَأَيَّامَ العَرَبِ، كَانَ أَحَدَ عُلُوْمِهِ الفِقْهُ. وَعَنِ ابْنِ سَمَاعَةَ، قَالَ: كَانَ وِرْدُ أَبِي يُوْسُفَ فِي اليَوْمِ مائَتَيْ رَكْعَةٍ. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: مَا أُخِذَ عَلَى أَبِي يُوْسُفَ إِلاَّ حَدِيْثُهُ فِي الحجْرِ، وَكَانَ صَدُوقاً. قَالَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا يُوْسُفَ عِنْد وَفَاتِهِ يَقُوْلُ: كُلُّ مَا أَفْتَيْتُ بِهِ، فَقَدْ رَجَعتُ عَنْهُ، إِلاَّ مَا وَافَقَ الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ. وَفِي لَفْظٍ: إِلاَّ مَا فِي القُرْآنِ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ المُسْلِمُوْنَ. قَالَ بِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ: سَمِعْتُ أَبَا يُوْسُفَ: مَن طَلَبَ المَالَ بِالكِيْمِيَاءِ، أَفلَسَ، وَمَنْ طَلَبَ الدِّيْنَ بِالكَلاَمِ، تَزَندَقَ، وَمَنْ تَتَبَّعَ غَرِيْبَ الحَدِيْثِ، كُذِّبَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي "طَبَقَاتِ الحَنَفِيَّةِ": وَأَبُو يُوْسُفَ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكتب حَدِيْثُهُ. بَكَّارُ بنُ قُتَيْبَةَ: سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو يُوْسُفَ البَصْرَةَ مَعَ الرَّشِيْدِ، اجْتَمَعَ الفُقَهَاءُ وَالمُحَدِّثُونَ عَلَى بَابِهِ، فَأَشرَفَ عَلَيْهِم، وَقَالَ: أَنَا مِنَ الفَرِيْقَيْنِ جَمِيْعاً، وَلاَ أُقدِّمُ فِرقَةً. عَلَى فِرقَةٍ قَالَ: وَكَانَ قَاضِيَ الآفَاقِ، وَوَزِيْرَ الرَّشِيْدِ، وَزَمِيْلَهُ فِي حَجِّه. مُحَمَّدُ بنُ شُجَاعٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ أَبِي مَالِكٍ، سَمِعْتُ أَبَا يُوْسُفَ يَقُوْلُ: لاَ نُصَلِّي خَلْفَ مَنْ قَالَ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ. وَلاَ يُفْلِحُ مَنِ اسْتَحلَى شَيْئاً مِنَ الكَلاَمِ. قُلْتُ: بَلَغَ أَبُو يُوْسُفَ مِنْ رِئَاسَةِ العِلْمِ مَا لاَ مَزِيْدَ عَلَيْهِ، وَكَانَ الرَّشِيْدُ يُبَالِغُ فِي إِجْلاَلِه. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدَانَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ الجُوْزَجَانِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا يُوْسُفَ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى الرَّشِيْدِ وَفِي يده دُرَّتان يقبلهما، فَقَالَ: هَلْ رَأَيْتَ أَحْسَنَ مِنْهُمَا? قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: وَمَا هُوَ? قُلْتُ: الوِعَاءُ الَّذِي هُمَا فِيْهِ. فَرَمَى بِهِمَا إِلَيَّ، وَقَالَ: شَأْنُكَ بِهِمَا. قَالَ بِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ: تُوُفِّيَ أَبُو يُوْسُفَ يَوْمَ الخَمِيْسِ، خَامِسَ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ فِي غُرَّةِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، وَعَاشَ تِسْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً. وَقَدْ أَفرَدتُ لَهُ تَرْجَمَةً فِي كراس. وَمَا أَنبَلَ قَوْلَه الَّذِي رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ بِشْرِ بنِ الوَلِيْدِ، سَمِعْتُ أَبَا يُوْسُفَ يَقُوْلُ: العِلْمُ بِالخُصُوْمَةِ وَالكَلاَمِ جَهلٌ، وَالجَهْلُ بِالخُصُوْمَةِ وَالكَلاَمِ عِلْمٌ. قُلْتُ: مِثَالُهُ شُبَهٌ وَإِشْكَالاَتٌ مِنْ نَتَائِجِ أَفَكَارِ أَهْلِ الكَلاَمِ، تُورَدُ فِي الجِدَالِ عَلَى آيَاتِ الصِّفَاتِ وَأَحَادِيْثِهَا، فَيُكَفِّرُ هَذَا هَذَا، وَيَنْشَأُ الاعْتِزَالُ، وَالتَّجَهُّمُ، وَالتَّجسِيْمُ، وَكُلُّ بَلاَءٍ. نَسْأَلُ اللهَ العافية.

أبو إسحاق الفزاري

1313- أبو إسحاق الفزاري 1: "ع" الإِمَامُ، الكَبِيْرُ، الحَافِظُ، المُجَاهِدُ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ بنِ أَسْمَاءَ بنُ خَارِجَةَ بنِ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرِ بنِ عَمْرِو بنِ جُوَيَّةَ بنِ لَوْذَان بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَدِيِّ بنِ فَزَارَةَ بنِ ذُبيان بنِ بَغيض بنِ رَيْث بنِ غَطَفَانَ بنِ سَعْدِ بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ الفَزَارِيُّ، الشَّامِيُّ. وَلِجَدِّهِم خَارِجَةُ صُحْبَةٌ، وَهُوَ أَخُو عُيَيْنَةَ بنِ حِصْنٍ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وَكُلَيْبِ بنِ وَائِلٍ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَأَسْلَمَ المِنْقَرِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَخَالِدٍ الحَذَّاءِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَعَاصِمِ بنِ كُلَيْبٍ، وَالعَلاَءِ بن المسيب، وَالثَّوْرِيِّ، وَزَائِدَةَ، وَابْنِ شَوْذَبٍ، وَشُعَيْبِ بنِ أَبِي حَمْزَةَ، وَمَالِكٍ، وَخَلْقٍ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَالثَّوْرِيُّ -وَهُمَا مِنْ شُيُوْخِهِ- وَابْنُ المُبَارَكِ، وَبَقِيَّةُ، وَابْنُ عَمِّهِ؛ مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ الفَزَارِيُّ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَزَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ، وَعَاصِمُ بنُ يُوْسُفَ اليَرْبُوْعِيُّ، وَأَبُو تَوْبَةَ الحَلَبِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَوْنٍ الخَرَّازُ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ المَصِّيْصِيُّ -شَيْخٌ لأَبِي دَاوُدَ- وَمَحْبُوْبُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ، وَمُوْسَى بنُ أَيُّوْبَ النَّصِيْبِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَهْمٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الحلبي، وخلق كثير.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1005"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 177"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 259"، والعبر "1/ 290"، وتهذيب التهذيب "1/ 151".

ذَكَرَهُ أَبُو حَاتِمٍ، فَقَالَ: الثِّقَةُ، المَأْمُوْنُ الإِمَامُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ. قَالَ الخَلِيْلِيُّ: قَالَ الحُميدي: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: لَمْ يُصَنِّفْ أَحَدٌ فِي السِّيَرِ مِثْلَ كِتَابِ أَبِي إِسْحَاقَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: اتَّفَقَ العُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ الفَزَارِيَّ إِمَامٌ يُقْتَدَى بِهِ، بِلاَ مُدَافَعَةٍ. قَالَ: وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ عَنْكَ بِكَذَا. فَقَالَ: وَيْحَكَ! إِذَا سَمِعْتَ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنِّي، فَلاَ يَضُرُّكَ أَنْ لاَ تَسْمَعَهُ مِنِّي. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً، صَاحِبَ سُنَّةٍ، صَالِحاً، هُوَ الَّذِي أَدَّبَ أَهْلَ الثَّغْرِ، وَعَلَّمَهُم السُّنَّةَ، وَكَانَ يَأمُرُ وَيَنْهَى، وَإِذَا دَخَلَ الثَّغْرَ رَجُلٌ مُبْتَدِعٌ، أَخْرَجَهُ، وَكَانَ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، وَكَانَ لَهُ فِقْهٌ. أَمَرَ سُلْطَاناً وَنَهَاهُ، فَضَرَبَهُ مائَتَيْ سَوْطٍ، فَغَضِبَ لَهُ الأَوْزَاعِيُّ، وَتَكَلَّمَ فِي أَمرِهِ. قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ إِمَاماً. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ البَنَّاءُ: حَدَّثَ الأَوْزَاعِيُّ بِحَدِيْثٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي الصَّادِقُ المَصْدُوقُ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ. وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ الفَرَّاءُ: لَقِيْتُ الفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ، فَعَزَّانِي بِأَبِي إِسْحَاقَ، وَقَالَ: رُبَّمَا اشْتَقْتُ إِلَى المَصِّيْصَةِ، مَا بِي فَضْلُ الرِّبَاطِ، إِلاَّ أَنْ أَرَى أَبَا إِسْحَاقَ -رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ وَفَاةً: عَلِيُّ بنُ بَكَّارٍ المَصِّيْصِيُّ الصَّغَيْرُ، وَبَقِيَ إِلَى نَحْوِ سَنَةِ سِتِّيْنَ وَمَائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ رَوَى حَدِيْثاً عَنْ أَبِي طُوَالَةَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالصَّوَابُ أَنَّ بَيْنَهُمَا زَائِدَةُ. وَاللهُ أَعْلَمُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَأَمَّا مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، فَوَهِمَ، وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: مَنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ هُوَ، أَوْ جَاوَزَهَا بِقَلِيْلٍ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَدِمَ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ دِمَشْقَ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ لِيَسْمَعُوا مِنْهُ، فَقَالَ:

اخْرُجْ إِلَى النَّاسِ، فَقُلْ لَهُم: مَنْ كَانَ يَرَى القَدَرَ، فَلاَ يَحْضُرْ مَجْلِسَنَا، وَمَنْ كَانَ يَرَى رَأْيَ فُلاَنٍ، فَلاَ يَحضُرْ مَجْلِسَنَا. فَخَرَجْتُ، فَأَخْبَرْتُهُم. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ، عَظِيْمُ الغَنَاءِ فِي الإِسْلاَمِ. وَيُرْوَى أَنَّ هَارُوْنَ الرَّشِيْدَ أَخَذَ زِنْدِيقاً لِيَقْتُلَهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَيْنَ أَنْتَ مِنْ أَلْفِ حَدِيْثٍ وَضَعْتُهَا? قَالَ: فَأَيْنَ أَنْتَ يَا عَدُوَّ اللهِ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ، وَابْنِ المُبَارَكِ يَتَخَلَّلاَنِهَا، فَيُخْرِجَانِهَا حَرفاً حَرفاً. قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: تُوُفِّيَ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ وَلَيْسَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْهُ. وَعَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَحَداً أُقَدِّمُهُ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ. وَقَالَ عَطَاءٌ الخَفَّافُ: كُنْتُ عِنْدَ الأَوْزَاعِيِّ، فَأَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ، فَقَالَ لِكَاتِبِهِ: ابْدَأْ بِهِ، فَإِنَّهُ -وَاللهِ- خَيْرٌ مِنِّي. قَالَ عَلِيُّ بنُ بَكَّارٍ الزَّاهِدُ: رَأَيْتُ ابْنَ عَوْنٍ فَمَنْ بَعْدَهُ، مَا رَأَيْتُ فِيْهِم أَفْقَهَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: إِذَا رَأَيْتَ شَامِيّاً يُحِبُّ الأَوْزَاعِيَّ، وَأَبَا إِسْحَاقَ، فَاطْمَئِنَّ إِلَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: دَخَلْتُ عَلَى هَارُوْنَ، فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! إِنَّكَ فِي مَوْضِعٍ وَفِي شَرَفٍ قُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! ذَاكَ لاَ يُغْنِي عَنِّي فِي الآخِرَةِ شَيْئاً. وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ، وَإِلَى جَنْبِهِ فُرْجَةٌ فَذَهَبْتُ لأَجْلِسَ، فَقَالَ: هَذَا مَجْلِسُ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ القَرَافِيُّ، أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ أَبِي الجُوْدِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي غَالِبٍ العَابِدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُؤْمِنٍ سُرُوْراً، فَقَدْ سَرَّنِي، وَمَنْ سَرَّنِي، فَقَدِ اتَّخَذَ عِنْدَ اللهِ عَهْداً، وَمَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ اللهِ عَهْداً، فَلَنْ تَمَسَّهُ النَّارُ أَبَداً". هَذَا حَدِيْثٌ شِبْهُ مَوْضُوْعٍ، مَعَ لَطَافَةِ إِسْنَادِهِ، وَزَيْدٌ هَذَا: لَمْ أَجِدْ لَهُ ذِكراً فِي دَوَاوِيْنِ الضُّعَفَاءِ، وَالآفَةُ منه.

إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ: قُلْتُ لأَبِي أُسَامَةَ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ: فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ، أَوْ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ? فَقَالَ: كَانَ فُضَيْلٌ رَجُلَ نَفْسِهِ، وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ رَجُلَ عَامَّةٍ. وَقَالَ عُبَيْدُ بنُ جَنَّاد: قَالَ عَطَاءُ بنُ مُسْلِمٍ: قُلْتُ لأَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ: أَلاَ تَسُبُّ مَنْ ضَرَبَكَ? قَالَ: إِذاً أُحِبُّهُ. فَلَمَّا مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ عَطَاءٌ: مَا دَخَلَ عَلَى الأُمَّةِ مِنْ مَوْتِ أَحَدٍ، مَا دَخَلَ عَلَيْهِم مِنْ مَوْتِ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ وَالفَزَارِيُّ إِمَامَينِ فِي السُّنَّةِ. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ الأَوْزَاعِيُّ فِي الرَّجُلِ يُسْأَلُ: أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ حَقّاً? قَالَ: إِنَّ المَسْأَلَةَ عَنْ ذَلِكَ بِدْعَةٌ، وَالشَّهَادَةَ عَلَيْهِ تَعَمُّقٌ لَمْ نُكَلَّفْهُ فِي دِيْنِنَا، وَلَمْ يَشْرَعْه نَبِيُّنَا القَوْلُ فِيْهِ جَدَلٌ، وَالمُنَازَعَةُ فِيْهِ حَدَثٌ، وَذَكَرَ فَصْلا نافعًا.

البكائي

1314- البَكَّائي 1: "خَ، م، ت، ق" الشَّيْخُ، الحَافِظُ، المُحَدِّثُ، أَبُو مُحَمَّدٍ زِيَادُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الطُّفَيْلِ العَامِرِيُّ، البكَّائي، الكُوْفِيُّ، رَاوِي السِّيْرَةِ النَّبَوِيَّةِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. حَدَّثَ عَنْ: حُصين بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ هِشَامٍ النَّحْوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ، وَزِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَزَكَرِيَّا زَحْمَوَيْه، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ: ليس به بأس. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ: مَا أَحَدٌ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ أَثْبَتُ مِنْ زِيَادٍ البَكَّائِيِّ؛ لأنه أملى عليه مرتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 396"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 1218"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 444" و"3/ 276"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 529"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 2425"، والمجروحين لابن حبان "1/ 306"، والكامل لابن عدي "3/ ترجمة 691"، وتاريخ بغداد "8/ 476"، والأنساب للسمعاني "1/ 270"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 248" والعبر "1/ 287"، والكاشف "1/ ترجمة 1712"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 2949"، وتهذيب التهذيب "3/ 375"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2208".

وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، قَدْ كَتَبتُ عَنْهُ المَغَازِي. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لاَ أَرْوِي عَنْهُ شَيْئاً. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: هو في نَفْسُهُ ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ، لَكِنَّهُ مِنْ أَثبَتِ النَّاسِ فِي المَغَازِي، بَاعَ دَارَهُ، وَخَرَجَ يَدُورُ مَعَ ابْنِ إِسْحَاقَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: كَثِيْرُ المَنَاكِيْرِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا زحمويه، حدثنا زِيَادٌ، عَنْ إِدْرِيْسَ الأَوْدِيِّ، عَنْ عَوْنِ بنِ أبي جُحَفية، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَذَّنَ بِلاَلٌ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَثْنَى مَثْنَى، وَأَقَامَ مِثْلَ ذَلِكَ1. ثُمَّ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هَذَا بَاطِلٌ، قَدْ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَالنَّاسُ، عَنْ عَوْنٍ، وَلَمْ يَذْكُرُوا تَثْنِيَةَ الإِقَامَةِ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثلاث وثمانين ومائة.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "1/ 303"، والدارقطني "1/ 242" من طريق زكريا بن يحيى زحمويه حدثنا زياد بن عبد الله بن الطفيل، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته زياد بن عبد الله بن الطفيل، قال أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحتج بِهِ. وَقَالَ ابْنُ المديني والنسائي، وابن سعد، ضعيف. والحديث ذكره الذهبي في ترجمته في "الميزان" وعده من مناكيره. وقال ابن حبان في إثر هذا الحديث: "هذا خبر باطل ما أَذَّنَ بِلاَلٌ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مثنى "مثنى" و"ما" أقام مثل ذلك إنما كان أذانه مثنى "مثنى" وإقامته فرادى وهذا الخبر رواه الثوري والناس عن عون بن أبي جحيفة بطوله ولم يذكروا فيه تثنية الأذان و"لا" الإقامة وإنما قالوا: خرج بلال فأذن فقط". ثم قال: "قال ابن عدي: زياد بن عبد الله قد روى عنه الثقات من الناس وما أرى في روايته بأسا". يقول محمد أيمن الشبراوي: لكن الحديث قد رواه عبد الله بن زيد: عند ابن أبي شيبة في "مسنده" "136"، والطحاوي "79-80"، وابن خزيمة "380"، والبيهقي "1/ 240" من طريق وكيع، عن الأعمش عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، حدثنا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أن عبد الله بن زيد الأنصاري ... قلت: وإسناده صحيح. وصححه ابن خزيمة فقال: "أما ما رواهُ العراقيون عن عبد الله بن زيد فقد ثبت من جهة النقل"، ورواه أبو محذورة: عند أبي داود "502"، والترمذي "192"، والنسائي "1/ 103"، وابن ماجه "709"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 130 و135"، وابن أبي شيبة "1/ 203"، وأحمد "3/ 409". فإفراد الإقامة وتثنيتها صحيح، وكلاهما وارد صحيح، والعمل بأيهما جائز.

عبد الواحد

1315- عبد الواحد 1: "ع" ابن زياد، الإِمَامُ، الحَافِظُ، أَبُو بِشْرٍ -وَقِيْلَ: أَبُو عُبيدة- العَبْدِيُّ مَوْلاَهُمْ، البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: كُلَيْبِ بنِ وَائِلٍ، وَحَبِيْبِ بنِ أَبِي عَمْرَةَ، وَالمُخْتَارِ بنِ فُلْفُلٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَعُمَارَةَ بنِ القَعْقَاعِ، وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَفَّانُ، وَمُسَدَّدٌ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَعُبَيْدُ اللهِ القَوَارِيْرِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَلَيَّنَهُ يَحْيَى القَطَّانُ، وَقَالَ: قَلَّمَا رَأَيْتُهُ يَطلُبُ العِلْمَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: عَمَدَ عَبْدُ الوَاحِدِ إِلَى أَحَادِيْثَ كَانَ الأَعْمَشُ يُرْسِلُهَا، فَوَصَلَهَا كُلَّهَا. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ القَطَّانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ عَبْدَ الوَاحِدِ يَطلُبُ حَدِيْثاً قَطُّ بِالبَصْرَةِ، وَلاَ الكُوْفَةِ، فَكُنَّا نَجلِسُ عَلَى بَابِهِ يَوْمَ الجُمُعَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَأُذَاكِرُهُ حَدِيْثَ الأَعْمَشِ، لاَ يَعْرِفُ مِنْهُ حَرفاً. قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الحَدِيْثِ، وَحَدِيْثُهُ مُخَرَّجٌ فِي الصِّحَاحِ، وَلَكِنَّ عَبْدَ الوَارِثِ أَحْفَظُ مِنْهُ وَأَتقَنُ. قَالَ الفَلاَّسُ، وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 289"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1706"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 168 و344" و"3/ 122"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1015"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 108"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1443"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 244"، والكاشف "2/ ترجمة 3549"، والعبر "1/ 269"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5287"، وتهذيب التهذيب "6/ 434"، وتقريب التهذيب "1/ 526"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4490".

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ المُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الأَدِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَهُوَ ابْنُ سَرْجِسَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَكَلتُ مَعَهُ خُبْزاً وَلَحْماً -أَوْ قَالَ: ثَرِيْداً- فَقُلْتُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ. قَالَ: "وَلَكَ". قُلْتُ لَهُ: أَسْتَغْفَرَ لَكَ رَسُوْلُ اللهِ? قَالَ: نَعَمْ، وَلَكَ، وَتَلاَ: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19] 1.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2346"، وأحمد "5/ 82" من طريق عاصم الأحول، به.

جرير بن عبد الحميد

1316- جرير بن عبد الحميد 1: "ع" ابن يزيد، الإِمَامُ، الحَافِظُ، القَاضِي، أَبُو عَبْدِ اللهِ الضَّبِّيُّ، الكُوْفِيُّ. نَزَلَ الرَّيَّ، وَنَشَرَ بِهَا العِلْمَ. وَيُقَالُ: مَوْلِدُهُ بِأَعْمَالِ أَصْبَهَانَ. وَنَشَأَ بِالكُوْفَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ حُميد، عَنْ جَرِيْرٍ: وُلِدْتُ سَنَةَ مَاتَ الحسن، سنة عشر3. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَبَيَانِ بنِ بِشْرٍ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ، وَمُغِيْرَةَ بنِ مِقْسَمٍ، وَمُطَرِّفِ بنِ طَرِيْفٍ، وَالعَلاَءِ بنِ المُسَيَّبِ، وَثَعْلَبَةَ بنِ سُهَيْلٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُنْتَشِرِ، وَرَقَبَةَ بنِ مَصْقَلَةَ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَأَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَمُوْسَى بنِ أَبِي عَائِشَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَقَابُوْسِ بنِ أَبِي ظِبْيَانَ، وَالمُخْتَارِ بنِ فُلْفُل، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَيَنْزِلُ إِلَى ابْنِ إِسْحَاقَ، وَمَالِكٍ، وَكَانَ مِنْ مَشَايِخِ الإِسْلاَمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ الطبَّاع، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وإسحاق بن

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 381"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2235"، والضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 244"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 2080"، وتاريخ بغداد "7/ 253"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 1466"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 257"، والكاشف "1/ ترجمة 780"، وتهذيب التهذيب "2/ 75"، وتقريب التهذيب "1/ 127"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 127". 3 أي: عشر ومائة.

رَاهَوَيْه، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَإِسْحَاقُ بنُ مُوْسَى الخَطْمِيُّ، وَزِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَذْرَمِيُّ1، وَسُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ، وَعَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو زُنَيج، وَمُحَمَّدُ بنُ قُدَامَةَ بنِ أَعْيَنَ، وَيَحْيَى بنُ أَكْثَمَ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ مُوْسَى، وَعَمْرُو بنُ رَافِعٍ، وَعُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ قُدَامَةَ الطُّوْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ قُدَامَةَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ السُّلَمِيُّ البُخَارِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَقَدْ نَسَبَهُ عِيْسَى بنُ سُلَيْمَانَ الوَرَّاقُ، عَنْ يُوْسُفَ بن موسى، فَقَالَ: جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ جَرِيْرِ بنِ قُرْطِ بنِ هِلاَلِ بنِ أَبِي قَيْسٍ بنِ وَحْفِ بنِ عَبْدِ بنِ غَنْمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بَكْرِ بنِ سَعْدِ بنِ ضَبَّةَ بنِ أُدٍّ؟ قَالَ: وَعَاشَ سَبْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ ابنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ العِلْمِ، يُرحَلُ إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ عَمَّار: هُوَ حُجَّةٌ، كَانَتْ كُتُبُهُ صِحَاحاً، وَمَا كَانَ زِيُّه زِيَّ مُحَدِّثٍ، فَإِذَا حَدَّثَ ... أَيْ: كَانَ يُشْبِهُ العُلَمَاءَ. وَقَالَ زُنَيج2: سَمِعْتُ جَرِيْراً يَقُوْلُ: رَأَيتُ ابْنَ أَبِي نَجيح، وَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ شَيْئاً، وَرَأَيتُ جَابِراً الجُعْفِيَّ، فَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ شَيْئاً، وَرَأَيتُ ابْنَ جُرَيْجٍ، وَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: ضَيَّعتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ. قَالَ: لاَ، أَمَّا جَابِرٌ، فَكَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجعَةِ، وَأَمَّا ابْنُ أَبِي نَجِيْحٍ، فَكَانَ يَرَى القَدَرَ، وَأَمَّا ابْنُ جُرَيْجٍ، فَإِنَّهُ أَوْصَى بَنِيْهِ بِسِتِّيْنَ امْرَأَةً، وَقَالَ: لاَ تَزَوَّجُوا بِهِنَّ، فَإِنَّهُنَّ أُمَّهَاتُكُم -كَانَ يَرَى المُتعَةَ. قُلْتُ: أَمَّا امْتنَاعُهُ مِنَ الجعفي، فمعذور؛ لأنه كان مبتدعًا، ولم يَكُنْ بِالثِّقَةِ، وَأَمَّا الآخَرَانِ، فَفَرَّطَ فِيْهِمَا، وَهُمَا مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ، وَإِنْ غَلِطَا فِي اجْتِهَادِهِمَا. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ: كَانَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَأَبُو عَوَانَةَ يَتَشَابَهَانِ فِي رَأْيِ العَيْنِ، مَا كَانَا يَصْلُحَانِ إِلاَّ أَنْ يَكُوْنَا رَاعِيَيْ غَنَمٍ. وَقَدْ كَتَبتُ عَنْ جَرِيْرٍ بِمَكَّةَ. يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيَّ، قَالَ قَدِمْتُ الرَّيَّ بِعَقِبِ مَوْتِ شُعْبَةَ، وَمَعِيَ أَبُو دَاوُدَ، وَحَمَلْتُ مَعِي أَصلَ كِتَابِي عَنْ شُعْبَةَ. قَالَ: فَكَانَ جَرِيْرٌ يُجَالِسُنَا عِنْدَ تَاجِرٍ، فَسَمِعَنَا نَذْكُرُ الحَدِيْثَ، قَالَ: فَيُعْجَبُ بِالحَدِيْثِ إِعجَابَ رجل سمع العلم وليس له حفظ،

_ 1 نسبة إلى أذرمة، وهي قرية عند نصيبين من الجزيرة كما ذكر ابن الأثير في "اللباب". 2 زُنَيج: هو محمد بن عمرو بن بكر الرازي، أبو غسان، ثقة، وهو من الطبقة العاشرة وهم كبار الآخذين عن تبع الأتباع، ممن لم يلق التابعين. روى له مسلم، وأبو داود، وابن ماجه.

فَسَمِعَنِي أَذْكُرُ: عَنْ شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلِمَةَ، حَدِيْثَ صَفْوَانَ بنِ عَسَّالٍ1، أَوْ حَدِيْثَ: "إِنَّكُمَا عِلْجَانِ، فعالجا عن دِيْنِكُمَا"2. فَقَالَ: اكْتُبْهُ لِي. فَكَتَبْتُهُ لَهُ، وَحَدَّثتُهُ بِهِ. قَالَ: وَتَحَدَّثتُ بِحَدِيْثِ فَضَالَةَ بنِ عُبَيْدٍ: حديث القلادة3، قال: فاستحسنه، وقال: اكْتُبْه لِي، فَكَتبْتُهُ لَهُ، وَحَدَّثتُهُ بِهِ عَنْ لَيْثِ بنِ سَعْدٍ. فَقَالَ لِي: قَدْ كَتَبتُ عن

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "4/ 239 و240"، والترمذي "2733" و"3144" وقال حسن صحيح، والنسائي "7/ 111"، وابن ماجه "3705"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 286" والعقيلي في "الضعفاء" "2/ 261" من طرق عن شعبة، به ولفظه عن صفوان بن عسال قال: قال يهودي لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي فقال صاحبه: لا تقل نبي، إنه لو سمعك كان له أربعة أعين، فأتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسألاه عن تسع آيات بينات، فقال لهم: "لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرفوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنة، ولا تولوا الفرار يوم الزحف، وعلكيم خاصة اليهود أن لا تعتدوا في السبت، قال: فقبلوا يده ورجله"، فقال: نشهد أنك نبي. قال: "فما يمنعكم أن تتبعوني؟ ". قالوا: إن داود دعا ربه أن لا يزال في ذريته نبي، وإنا نخاف إن اتبعناك أن تقتلنا اليهود". قلت: إسناده ضعيف، عبد الله بن سلمة المرادي، تغيَّر حفظه كما قال الحافظ في "التقريب" وقال البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال أبو حاتم: تعرفُ وتُنْكرُ. وقال شعبة: روى عبد الله بن سلمة هذا الحديث بعد ما كبر -أي بعد تغير حفظه. 2 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 107"، والطيالسي "101"، وأبو داود "229"، وابن ماجه "594"، والحاكم "1/ 152"، والبزار "708"، وأبو يعلى "406" و"408"، وابن خزيمة "208"، والبيهقي "1/ 88-89" من طرق عن شعبة، به. ولفظه عن عبد الله بن سلمة قال: دخلت على عليٍّ -رضي الله عنه- أنا ورجلان رجل منا ورجل من بني أسد أحسب، فبعثهما عليٌّ -رضي الله عنه- وجها -أي إلى جهة يتوجهان إليها- وقال: إنكم علجان فعالجا عن دينكما، ثم قال فدخل المخرج، ثم خرج فدعا بماء فأخذ منه حفنة فتمسح بها ثم جعل يقرأ القرآن، فأنكروا ذلك، فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج من الخلاء فيقرئنا القرآن ويأكل معنا اللحم ولم يكن يحجبه -أو قل يحجزه- عن القرآن شيء ليس الجنابة". قلت: وإسناده ضعيف، لأجل عبد الله بن سلمة المرادي، وقد علمت أقوال الأئمة فيه في الحديث السابق، فراجعه ثمَّت. 3 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 21"، ومسلم "1591" "90"، وأبو داود "3352"، والترمذي "1255"، والنسائي "7/ 279" من طريق قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عن أبي شجاع سعيد بن يزيد، عن خالد بن أبي عمران، عن حنش الصنعاني، عن فَضالة بن عُبيد قال: اشتريتُ يوم خيبر قلادةً باثني عشر دينارا فيها ذهب وخرز ففصَّلتها. فوجدت فيها أكثر من اثني عشر دينارا فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "لا تباع حتى تُفصَّل". قوله: بقلادة: القلادة من حلي النساء. تعلقها المرأة في عنقها. ففصلتها: أي ميزت ذهبها وخرزها.

مَنْصُوْرٍ، وَمُغِيْرَةَ ... ، وَجَعَلَ يَذْكُرُ الشُّيُوْخَ. فَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنَا. فَقَالَ: لَسْتُ أَحْفَظُ، كُتُبِي غَائِبَةٌ عَنِّي، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ أُوْتَى بِهَا، قَدْ كَتَبتُ فِي ذَلِكَ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ، إِذْ ذَكَرَ يَوْماً شَيْئاً مِنَ الحَدِيْثِ. فَقُلْتُ: أَحْسِبُ أَنَّ كُتُبَكَ قَدْ جَاءتْ. قَالَ: أَجَلْ. فَقُلْتُ لأَبِي دَاوُدَ: جَلِيسُنَا جَاءتْهُ كُتُبُهُ مِنَ الكُوْفَةِ، اذْهَبْ بِنَا نَنْظُرْ فِيْهَا. قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ، فَنَظَرْنَا فِي كُتُبِهِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ هَاشِمٍ: مَا قَالَ لَنَا جَرِيْرٌ قَطُّ بِبَغْدَادَ: حَدَّثَنَا، وَلاَ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ. فَقُلْتُ: تُرَاهُ لاَ يَغلَطُ مَرَّةً، فَكَانَ رُبَّمَا نَعَسَ، فَنَامَ، ثُمَّ يَنْتَبِهُ، فَيَقرَأُ مِنَ المَوْضِعِ الَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ. وَنَزَلَ بِبَغْدَادَ عَلَى ابْنِ المُسَيَّبِ، فَلَمَّا عَبَرَ إِلَى الجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، جَاءَ المَدُّ، فَقُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: تَعْبُرُ? فَقَالَ: أُمِّي لاَ تَدَعُنِي. فَعَبَرْتُ أَنَا، فَلَزِمْتُهُ، وَلَمْ يَكُنْ السِّنْدِيُّ يَدَعُ أَحَداً يَعبُرُ -يَعْنِي: لِكَثْرَةِ المَدِّ- فَلَبِثتُ عِنْدَهُ عِشْرِيْنَ يَوْماً، فكتبت عنه ألفًا وخمسمائة حَدِيْثٍ، وَكَتَبتُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى مَكَّةَ حَدِيْثاً بِالسَّفِيْنَتَيْنِ عَلَى دَابَّتِهِ. يَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: كَانَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ صَاحِبَ لَيْلٍ وَكَانَ لَهُ رَسَنٌ، يَقُوْلُوْنَ: إِذَا أَعْيَى، تَعَلَّقَ بِهِ -يُرِيْدُ أنه كان يصلي. ثُمَّ قَالَ يَعْقُوْبُ: ذُكِرَ لأَبِي خَيْثَمَةَ إِرسَالُ جَرِيْرٍ لِلْحَدِيْثِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا، وقيل لَهُ: تُرَاهُ كَانَ يُدَلِّسُ? فَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: لَمْ يَكُنْ يُدَلِّسُ؛ لأَنَّا كُنَّا إِذَا أَتَيْنَاهُ وَهُوَ فِي حَدِيْثِ الأَعْمَشِ، أَوْ مَنْصُوْرٍ، أَوْ مُغِيْرَةَ، ابْتَدَأَ، فَأَخَذَ الكِتَابَ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا فُلاَنٌ، ثُمَّ يُحَدِّثُ عَنْهُ مِنْهُم فِي حَدِيْثٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُوْلُ بَعْدُ: مَنْصُوْرٌ مَنْصُوْرٌ، أَوِ الأَعْمَشُ الأَعْمَشُ، لاَ يَقُوْلُ فِي كُلِّ حَدِيْثٍ: حَدَّثَنَا حَتَّى يَفْرُغَ المَجْلِسُ. قَالَ يَعْقُوْبُ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُوْنِيَّ يَقُوْلُ: قَدِمْتُ عَلَى جَرِيْرٍ، فَأُعجِبَ بِحِفْظِي، وَكَانَ لِي مُكْرِماً. قَالَ: فَقَدِمَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَالبَغْدَادِيُّوْنَ الَّذِيْنَ مَعَهُ، وَأَنَا ثَمَّ، فَرَأَوْا مَوْضِعِي مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُم: إِنَّ هَذَا إِنَّمَا بَعَثَهُ يَحْيَى القَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، لِيُفْسِدَ حَدِيْثَكَ عَلَيْكَ، وَيَتْبَعَ عَلَيْكَ الأَحَادِيْثَ، وَكَانَ قَدْ حَدَّثَنَا عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا عِنْد ابْنِ أَخِيْهِ يَوْماً، إِذْ رَأَيتُ عَلَى ظَهرِ كِتَابٍ لابْنِ أَخِيْهِ: عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: فَقُلْتُ لابْنِ أَخِيْهِ، عَمُّكَ هَذَا مَرَّةً يُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْ مُغِيْرَةَ، وَمَرَّةً عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيْرَةَ، وَمَرَّةً عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُغِيْرَةَ، فَيَنْبَغِي أَنْ تَسْأَلَهُ مِمَّنْ سَمِعَهُ -وَكَانَ هَذَا الحَدِيْثُ مَوْضُوْعاً. قَالَ: فَوَقَفْتُ جَرِيْراً عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: حَدِيْثُ طَلاَقِ الأَخرَسِ مِمَّنْ سَمِعْتَه؟ قَالَ: حَدَّثَنِيْهُ رَجُلٌ مِنْ خُرَاسَانَ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ. قُلْتُ: فَقَدْ رَوَيْتَه مَرَّةً: عَنْ مُغِيْرَةَ، ومرة عن سفيان عن مغيرة، ومرة عن رَجُلٍ عَنِ ابْنِ

المُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُغِيْرَةَ، وَلَسْتُ أُرَاكَ تَقِفُ عَلَى شَيْءٍ، فَمَنِ الرَّجُلُ? قَالَ: رَجُلٌ من أصحاب الحديث جَاءنَا. قَالَ: فَوَثَبُوا بِي، وَقَالُوا: أَلَمْ نَقُلْ لَكَ: إِنَّمَا جَاءَ لِيُفْسِدَ عَلَيْكَ حَدِيْثَكَ؟ قَالَ: فَوَثَبَ بِي البَغْدَادِيُّوْنَ، وَتَعَصَّبَ لِي قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ، حَتَّى كَانَ بَيْنَهُم شَرٌّ شَدِيْدٌ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ: فَقُلْتُ لِعُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ: حَدِيْثُ طَلاَقِ الأَخرَسِ عَمَّنْ هُوَ عِنْدَكَ? قَالَ: عَنْ جَرِيْرٍ، عَنْ مُغِيْرَةَ قَوْله. "وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ": وَكَانَ عُثْمَانُ يَقُوْلُ لأَصْحَابِنَا: إِنَّمَا كَتَبْنَا عَنْ جَرِيْرٍ مِنْ كُتُبِهِ. فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الحَسَنِ! كَتَبْتُم عَنْ جَرِيْرٍ مِنْ كُتُبِهِ? قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ؟! وَجَعَلَ يَرُوْغُ. قُلْتُ لَهُ: مَنْ أُصُوْلِهِ، أَوْ مِنْ نُسَخٍ? فَجَعَلَ يَحِيْدُ، وَيَقُوْلُ مِنْ كُتُبٍ. فَقُلْتُ: نَعَمْ، كَتَبْتُم عَلَى الأَمَانَةِ مِنَ النُّسَخِ؟ فَقَالَ: كَانَ أَمْرُهُ عَلَى الصِّدْقِ، وَإِنَّمَا حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ جَرِيْراً قَالَ لَهُم حِيْنَ قَدِمُوا -عَلَيْهِ وَكَانَتْ كُتُبُهُ تَلِفَتْ: هَذِهِ نُسْخَةٌ أُحَدِّثُ بِهَا عَلَى الأَمَانَةِ، وَلَسْتُ أَدْرِي، لَعَلَّ لَفْظاً يُخَالِفُ لَفظاً، وَإِنَّمَا هِيَ عَلَى الأَمَانَةِ. عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى، سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: قَالَ لِي ابْنُ شُبْرُمَةَ: عَجَباً لِهَذَا الرَّازِيِّ! عَرَضتُ عَلَيْهِ أَنْ أُجْرِيَ عَلَيْهِ مائَةَ دِرْهَمٍ فِي الشَّهرِ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ: يَأْخُذُ المُسْلِمُوْنَ كُلُّهُم مِثْلَ هَذَا? قُلْتُ: لاَ. قَالَ: فَلاَ حَاجَةَ لِي فِيْهَا. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: وَسَمِعْتُ جَرِيْراً يَقُوْلُ: عُرِضَتْ عَلَيَّ بِالكُوْفَةِ أَلْفَا دِرْهَمٍ يُعطُونِي مَعَ القُرَّاءِ، فَأَبَيْتُ، ثُمَّ جِئْتُ اليَوْمَ أَطْلُبُ مَا عِنْدَهُم، أَوْ مَا فِي أَيْدِيْهِم! قُلْتُ: يُزْرِي بذلك على نفسه. الحُمَيدي عَنْ سُفْيَانَ: رَأَيْتُ جَرِيْراً يَقُودُ مُغِيْرَةَ، فَقُلْتُ لِعُمَرَ بنِ سَعِيْدٍ: مَنْ هَذَا الشَّابُّ? قَالَ لِي عُمَرُ: هَذَا شَابٌّ لاَ بَأْسَ بِهِ. قَالَ حَنْبَلٌ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: مَنْ أَحَبُّ إِلَيْكَ: شَرِيْكٌ أَوْ جَرِيْرٌ? فَقَالَ: جَرِيْرٌ أَقَلُّ سَقْطاً، شَرِيْكٌ كَانَ يُخْطِئُ. عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: قُلْتُ لِيَحْيَى: جَرِيْرٌ أَحَبُّ إِلَيْك فِي مَنْصُوْرٍ، أَوْ شَرِيْكٌ? قَالَ: جَرِيْرٌ أَعْلَمُ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: جَرِيْرٌ: كُوْفِيٌّ، ثِقَةٌ، نَزَلَ الرَّيَّ، وَكَانَ رَبَاحٌ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَقُوْلُ: أُرِيْدُ أَنْ أَكْتُبَ حَدِيْثَ الكُوْفَةِ، قَالَ: عَلَيْكَ بِجَرِيْرٍ، فَإِنْ أَخطَأَكَ، فَعَلَيْكَ بِمُحَمَّدِ بنِ فُضَيْلٍ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ الأَحْوَصِ وَجَرِيْرٍ فِي حَدِيْثِ حُصَيْنٍ، فَقَالَ: كان

جَرِيْرٌ أَكْيَسَ الرَّجُلَيْنِ، جَرِيْرٌ أَحَبُّ إليَّ. قُلْتُ: يُحتَجُّ بِحَدِيْثِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، جَرِيْرٌ ثِقَةٌ، وَهُوَ أَحَبُّ إليَّ فِي هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ مَنْ يُوْنُسَ بنِ بُكَير. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ خِراش: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ اللاَّلْكَائِيُّ: مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ. قَدْ ذُكِرَ أَنَّهُ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ عَشْرٍ. وَأَمَّا حَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ، قَالَ وُلِدَ جَرِيْرٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَةٍ. قُلْتُ: وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وُلِدَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، لَكِنْ سُفْيَانُ بكَّر قَبْلَ جَرِيْرٍ بِالطَّلَبِ، فَلَقِيَ زِيَادَ بنَ عِلاقة، وَعَمْرَو بنَ دِيْنَارٍ، وَالكِبَارَ بِالكُوْفَةِ وَالحَرَمَيْنِ. وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ مُوْسَى القَطَّانُ: مَاتَ جَرِيْرٌ عَشِيَّةَ الأَرْبعَاءِ، لِيَوْمٍ خَلاَ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ: وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً إِلَى التِّسْعِ وَالسَّبْعِيْنَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ. قُلْتُ: وَفِيْهَا أَرَّخَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ -وَأَنَا فِي الرَّابِعَةِ- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ طَلاَّبٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جُمَيْعٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الحكم البزار بكفربَيَّا1، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، عَنِ المُخْتَارِ بنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَشْفَعُ فِي الجَنَّةِ، وَأَنَا أَكْثَرُ الأَنْبِيَاءِ تَبَعاً". تَابَعَهُ زَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ2 من طريقهما، فوقع لنا عاليًا.

_ 1 بكفربَيَّا: مدينة بإزاء المصيصة على شاطئ جيحان -معجم البلدان لياقوت الحموي. 2 صحيح: أخرجه مسلم "196" "330" و"332".

سويد

1317- سويد 1: "ت، ق" ابن عبد العزيز قَاضِي بَعْلَبَكَّ، أَبُو مُحَمَّدٍ السُّلَمي مَوْلاَهُمْ، الدِّمَشْقِيُّ، الفقيه المقرئ. تَلاَ عَلَى يَحْيَى الذِّماري، وَغَيْرِهِ. أَخَذَ القِرَاءةَ عَنْهُ: أَبُو مُسْهِر، وَالرَّبِيْعُ بنُ ثَعْلَبٍ، وَهِشَامٌ.وَحَدَّثَ عَنْ: أَيُّوْبَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَحُصَيْن، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: دُحَيم، وَابْنُ عَائِذٍ، وَابْنُ ذَكوان، وَدَاوُدُ بنُ رُشَيد، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي السَّري. وُلِدَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَمائَةٍ. وَتُوُفِّيَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: هُوَ وَاسِطِيٌّ، سَكَنَ دِمَشْقَ، لَيْسَ حَدِيْثُهُ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ به.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 407"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 2282"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 183" و"2/ 307 و316 و399"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 259"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ 157"، والمجروحين لابن حبان "1/ 350"، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم "4/ ترجمة 1020"، والكامل لابن عدي "3/ 424"، والعبر "1/ 314"، وميزان الاعتدال "2/ 249"، والكاشف "1/ ترجمة 2216"، وتهذيب التهذيب "4/ 276"، وتقريب التهذيب "1/ 340"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2829"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 341".

أبو خالد الأحمر

1318- أبو خالد الأحمر 1: "ع" الإِمَامُ، الحَافِظُ سُلَيْمَانُ بنُ حَيَّان الأَزْدِيُّ، الكُوْفِيُّ. كَانَ مَوْلِدُهُ بِجُرْجَان فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عشرة ومائة. حَدَّثَ عَنْ: حُميد الطَّوِيْلِ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن نُمَيْر، وأبو بكر أبن أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَيُوْسُفُ بنُ مُوْسَى، وَهَنَّادٌ، وَالحَسَنُ بنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةٌ، وَالحَسَنُ بنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، وَالحَسَنُ بنُ حَمَّادٍ المُرَادِيُّ، وَخَلْقٌ. قَالَ العِجلي: ثِقَةٌ، يُؤَاجِرُ نَفْسَهُ مِنَ التُّجَّارِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، وَوَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: صَدُوْقٌ، وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَتَابَعَهُ عَلَى هَذَا ابْنُ عَدِيٍّ. وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: هُوَ ثِقَةٌ، وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. قُلْتُ: كَانَ مَوْصُوْفاً بِالخَيْرِ وَالدِّيْنِ، وَلَهُ هَفْوَةٌ، وَهِيَ خُرُوْجُهُ مَعَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ، وَحَدِيْثُهُ محتجٌّ بِهِ فِي سَائِرِ الأُصُوْلِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُثَنَّى السِّمْسَار: قَالَ بِشْرٌ الحَافِي: سَمِعْتُ أَبَا خَالِدٍ الأَحْمَرَ يَقُوْلُ: يَأْتِي زَمَانٌ تُعَطَّلُ فِيْهِ المَصَاحِفُ، يَطْلبُوْنَ الحَدِيْثَ وَالرَّأْيَ، فَإِيَّاكُم وَذَلِكَ، فَإِنَّهُ يُصَفِّقُ الوَجْهَ، وَيَشْغَلُ القَلْبَ، وَيُكْثِرُ الكَلاَمَ. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِي أَبِي خَالِدٍ فِي "المَحَامِلِيَّاتِ"2، وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ، منافرًا للكلام والرأي والجدال.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 391"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 1780"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 276 و727" و"2/ 187" و"3/ 142 و219"، والكنى للدولابي "1/ 162" والضعفاء الكبير "2/ 124"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 477"، والكامل لابن عدي "3/ ترجمة 750"، وحلية الأولياء "10/ ترجمة 500"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3443"، والكاشف "1/ ترجمة 2100"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 258"، وتهذيب التهذيب "4/ 181"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2681"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 325". 2 المحامليات للقاضي الإمام العلامة الحافظ شيخ بغداد ومحدثها أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن محمد الضبي البغدادي، كان نظير ابن صاعد في العلو والثقة، والمحاملي نسبة إلى المحامل التي يحمل فيها الناس في السفر، كتابه هذا ستة عشر جزءا حديثيا. توفي سنة ثلاثين وثلاثمائة. وآخر من روى حديثه عاليا أبو القاسم سبط السلفي.

الطبقة التاسعة

الطبقَةُ التاسِعَةُ: 1319- حَفْص بن غِيَاث 1: "ع" ابن طلق بن معاوية بن مَالِكِ بنِ الحَارِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَامِرِ بنِ جُشَم بنِ وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع. الإِمَامُ، الحَافِظُ العَلاَّمَةُ القَاضِي، أَبُو عُمَرَ النَّخَعِيُّ الكوفي، قاضي الكوفة، ومحدثها، وولي القضاة بِبَغْدَادَ أَيْضاً. مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي عٌبَيْدٍ، وَالعَلاَءِ بنِ المُسَيَّبِ، وَالأَعْمَشِ، وَمُحَمَّدِ بنِ زَيْدِ بنِ المُهَاجِرِ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَحَبِيْبِ بنِ أَبِي عَمْرَةَ، وَبُرَيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَالعَلاَءِ بن خالد، وجده طلق، وخلق سواهم. وَعَنْهُ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ رَفِيْقُهُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَابْنُ عَمِّهِ طَلْقُ بنُ غَنَّام، وَابْنُهُ عُمَرُ بنُ حَفْصٍ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَيَحْيَى، وَعَلِيٌّ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، وَسُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ، وسَلْم بنُ جُنَادة، وَسَهْلُ بنُ زَنجَلة، وَصَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَعَلِيُّ بنُ خَشْرَم، وَعَمْروٌ النَّاقِدُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَهَارُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ، وهنَّاد، وَأَبُو كُرَيب، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم، آخرُهُم: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَاردي. قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: وَلَّى الرَّشِيْدُ قَضَاءَ الشَّرْقِيَّةِ بِبَغْدَادَ حَفْصاً، ثُمَّ نَقَلَهُ إِلَى قَضَاءِ الكُوْفَةِ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الجَمَّالُ: آخِرُ القُضَاةِ بِالكُوْفَةِ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ -يَعْنِي: الأَكَابِرَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ معين، وغيره: ثقة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 389"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2804"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 9 و85"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 803"، وتاريخ بغداد "8/ 188"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 202"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 279"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2160"، والكاشف "1/ ترجمة 1174"، وتهذيب التهذيب "2/ 415"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1529"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 340".

قَالَ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مَنْصُوْرٍ: سُئِلَ يَحْيَى: أَيُّهُمَا أَحْفَظُ: ابْنُ إِدْرِيْسَ أَوْ حَفْصٌ? فَقَالَ: ابْنُ إِدْرِيْسَ1 كَانَ حَافِظاً، وَكَانَ حَفْصٌ صَاحِبَ حَدِيْثٍ، لَهُ مَعْرِفَةٌ. قِيْلَ: فَابْنُ فُضَيْلٍ? قَالَ: كَانَ ابْنُ إِدْرِيْسَ أَحْفَظَ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ فَقِيْهٌ. كَانَ وَكِيْعٌ رُبَّمَا يُسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ، فَيَقُوْلُ: اذْهَبُوا إِلَى قَاضِيْنَا، فَاسْأَلُوْهُ وَكَانَ شيخًا عفيفًا مسلمًا. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: حَفْصٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ إِذَا حدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ، ويُتَّقَى بَعْضُ حَفِظِهِ. وَرُوِيَ عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ قَالَ: حَفْصٌ أَوْثَقُ أَصْحَابِ الأَعْمَشِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: حَفْصٌ أَعْلَمُ بِالحَدِيْثِ مِنِ ابْنِ إِدْرِيْسَ. أَبُو حَاتِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَوَارِيِّ، قَالَ: حَدّثتُ وَكِيْعاً بِحَدِيْثٍ، فَعجبَ، فَقَالَ: مَنْ جَاءَ بِهِ? قُلْتُ: حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ. قَالَ: إِذَا جَاءَ بِهِ أَبُو عُمَرَ، فَأَيَّ شَيْءٍ نَقُوْلُ نَحْنُ? وَقَالَ أَبُو زُرْعة: سَاءَ حفظه بعدما اسْتُقضِيَ، فَمَنْ كتبَ عَنْهُ مِنْ كِتَابِهِ، فَهُوَ صَالِحٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَتْقَنُ وَأَحْفَظُ مِنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ. مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَةٌ، عَنِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ قَالَ: كَانَ يَحْيَى يَقُوْلُ: حَفْصٌ ثَبْتٌ. قُلْتُ: إِنَّهُ يَهِمُ? فَقَالَ: كِتَابُهُ صَحِيْحٌ. قَالَ يَحْيَى: لَمْ أَرَ بالكوفة مثل هؤلاء الثلاثة: حِزَام، وحفص، وَابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، كَانَ هَؤُلاَءِ أَصْحَابَ حَدِيْثٍ. قَالَ عَلِيٌّ: فَلَمَّا أَخْرَجَ حَفْصٌ كُتُبَهُ، كَانَ كَمَا قَالَ: يَحْيَى، إِذَا فِيْهَا أَخْبَارٌ وَأَلْفَاظٌ. عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى، قَالَ: حَفْصٌ أَثْبَتُ مِنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ، وَأَثْبَتُ مِنِ ابْنِ إِدْرِيْسَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: جَمِيْعُ مَا حَدَّثَ بِهِ حَفْصٌ بِبَغْدَادَ وَالكُوْفَةِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حِفْظِهِ، وَلَمْ يُخْرِجْ كِتَاباً، كَتَبُوا عَنْهُ ثَلاَثَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ أَوْ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ مِنْ حِفْظِهِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ لاَ يُقدِّمُ بَعْدَ الكِبَارِ مِنْ أَصْحَابِ الأَعْمَشِ غَيْرَ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَكَانَ عِيْسَى بنُ شَاذَانَ يُقَدِّمُ حفصًا، وبعض الحفاظ قدم أبا معاوية.

_ 1 هو: عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، بسكون الواو، أبو محمد الكوفي، ثقة فقيه عابد، من الطبقة الوسطى من أتباع التابعين، وهي الطبقة الثامنة، روى له الجماعة.

وَقَالَ دَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ: حَفْصٌ كَثِيْرُ الغَلَطِ. وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: كَانَ حَفْصٌ لاَ يَردُّ عَلَى أَحَدٍ حَرْفاً، يَقُوْلُ: لَوْ كَانَ قَلْبُكَ فِيْهِ، لَفَهِمْتَهُ. وَكَانَ عَسِراً فِي الحَدِيْثِ جِدّاً، لَقَدِ اسْتفهمَهُ إِنْسَانٌ حَرْفاً فِي الحَدِيْثِ، فَقَالَ: وَاللهِ لاَ سَمِعتَهَا مِنِّي، وَأَنَا أَعرِفُكَ. وَقُلْتُ لَهُ: مَا لَكُمْ! حَدِيْثُكُم عَنِ الأَعْمَشِ إِنَّمَا هُوَ عَنْ فُلاَنٍ عَنْ فُلاَن، لَيْسَ فِيْهِ: حَدَّثَنَا وَلاَ سَمِعْتُ? قَالَ: فَقَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمَّارٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ يَقُوْلُ: "ليأتين أقوام يقرءون القُرْآنَ، يُقِيْمُوْنَهُ إِقَامَةَ القِدْحِ، لاَ يَدَعُوْنَ مِنْهُ أَلِفاً وَلاَ وَاواً، وَلاَ يُجَاوِزُ إِيْمَانُهُم حَنَاجِرَهُم". قَالَ: وَذَكَرَ حَدِيْثاً آخَرَ مِثْلَهُ، قَالَ: وَكَانَ عَامَّةُ حَدِيْثِ الأَعْمَشِ عِنْدَ حَفْصٍ عَلَى الخَبَرِ وَالسَّمَاعِ. قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: وَكَانَ بِشْرٌ الحَافِي إِذَا جَاءَ إِلَى حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَإِلَى أَبِي مُعَاوِيَةَ، اعْتزلَ نَاحِيَةً وَلاَ يَسْمَعُ مِنْهُمَا، فَقُلْتُ لَهُ? فَقَالَ: حَفْصٌ هُوَ قَاضٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ مُرْجِئٌ يَدعُو إِلَيْهِ، وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُم عَملٌ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ حَفْصَ بنَ غِيَاثٍ، وَهُوَ قَاضٍ بِالشَّرْقِيَّةِ يَقُوْلُ لِرَجُلٍ يَسْأَلُ عَنْ مَسَائِلِ القَضَاءِ: لَعَلَّك تُرِيْدُ أَنْ تَكُوْنَ قَاضِياً? لأَنْ يُدْخِلَ الرَّجُلُ أُصْبُعَهُ فِي عَيْنِهِ، فَيَقتَلِعَهَا، فَيرمِي بِهَا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَكُوْنَ قَاضِياً. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بنَ غِيَاثٍ يَقُوْلُ: وَاللهِ مَا وَلِيتُ القَضَاءَ حَتَّى حلَّتْ لِي المِيتَةُ. وَمَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَلَمْ يُخَلِّفْ دِرْهَماً، وخلف عليه تسعمائة دِرْهَمٍ دَيْناً. قَالَ سَجَّادة1: كَانَ يُقَالُ: خُتِمَ القضاء بحفص بن غياث. قَالَ سَعِيْدُ بنُ سَعِيْدٍ الحَارِثِيُّ، عَنْ طَلْقِ بنِ غَنَّام قَالَ: خَرَجَ حَفْصٌ يُرِيْدُ الصَّلاَةَ، وَأَنَا خلفَهُ فِي الزُّقَاقِ، فَقَامَتِ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ، فَقَالَتْ: أَصْلَحَ اللهُ القَاضِي، زَوِّجْنِي، فَإِنَّ إِخْوَتِي يَضُرُّوْنَ بِي، فَالتفتَ إليَّ، وَقَالَ: يَا طَلْقُ! اذْهبْ، فَزَوِّجْهَا إِنْ كَانَ الَّذِي يَخطُبُهَا كفؤاً، فَإِنْ كَانَ يَشْرَبُ النَّبِيذَ حَتَّى يَسكرَ، فَلاَ تُزَوِّجْهُ، وَإِنْ كَانَ رَافِضِيّاً، فَلاَ تَزَوْجْهُ. فَقُلْتُ: لِمَ قُلْتَ هَذَا? قَالَ: إِنْ كَانَ رَافِضِيّاً فَإِنَّ الثَّلاَثَ عِنْدَهُ وَاحِدَةٌ، وَإِنْ كَانَ يَشْربُ النَّبِيذَ حَتَّى يَسْكَرَ، فَهُوَ يُطَلِّقُ وَلاَ يَدْرِي.

_ 1 سَجَّادة: هو لقب الحسن بن حماد بن كُسَيب الحضرمي أبي علي البغدادي، صدوق من الطبقة العاشرة، وهي طبقة كبار الآخذين عن تبع الأتباع، ممن لم يلق التابعين روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.

وَعَنْ وَكِيْعٍ قَالَ: أَهْلُ الكُوْفَةِ اليَوْمَ بِخَيْرٍ، أَمِيْرُهُم دَاوُدُ بنُ عِيْسَى، وَقَاضِيْهِم حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَمُحْتَسِبُهُم حَفْصٌ الدَّوْرَقي. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بنَ مُعَاذٍ يَقُوْلُ: مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ القُضَاةِ يَأْتِيْنِي كِتَابُهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كِتَابِ حَفْصٍ، وَكَانَ إِذَا كَتَبَ إِلَيَّ، كتبَ: أَمَّا بَعْدُ، أَصْلَحَنَا اللهُ وَإِيَّاكَ بِمَا أَصلحَ بِهِ عبَادَهُ الصَّالِحِيْنَ، فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي أَصلَحَهُم. فَكَانَ ذَلِكَ يُعْجِبُنِي مِنْ كِتَابِهِ. قَالَ يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا بنِ حَيَّوَيْه: قَدَّمَ إِلَيْنَا مُحَمَّدُ بنُ طَرِيْفٍ البَجَلِيُّ رُطَباً، فَسَأَلَنَا أَنْ نَأْكُلَ، فَأَبِيْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بنَ غِيَاثٍ يَقُوْلُ: مَنْ لَمْ يَأْكُلْ طَعَامَنَا لَمْ نُحَدِّثْهُ. قَالَ عُمَرُ بنُ حَفْصٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ مَرَرْتُ بِطَاقِ اللَّحَّامِيْنَ، فَإِذَا بِعُلَيَّانَ جَالِسٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَنْ أَرَادَ سرور الدنيا وحزن الآخرة، فَلْيَتَمَنَّ مَا هَذَا فِيْهِ، فَوَاللهِ لَقَدْ تَمنِيتُ أَنِّي كُنْتُ متُّ قَبْلَ أَنْ أَلِيَ القَضَاءَ. وَقَالَ بِشْرٌ الحَافِي: قَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: لَوْ رَأَيْتُ أَنِّي أُسَرُّ بِمَا أَنَا فِيْهِ، لَهَلَكْتُ. أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ، وَابْنُ رَوْحٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا المُعَافَى بنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ بنُ عِلاَّنَ إِمْلاَءً سَنَةَ 266، حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ اللَّيْثِ، قَالَ: بَاعَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ جِمَالاً بِثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ مِنْ مَرْزُبان المَجُوْسِيِّ، وَكِيلِ أُمِّ جَعْفَرٍ، فَمطَلَهُ بِثمَنِهَا، وَحَبَسَهُ، فَطَالَ ذَلِكَ عَلَى الرَّجُلِ، فَأَتَى بَعْضُ أَصْحَابِ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، فَشَاوَرَهُ. فَقَالَ: اذْهبْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: أَعْطنِي أَلفَ دِرْهَمٍ، وَأُحِيْلُ عَلَيْكَ بِالمَالِ البَاقِي، وَأَخْرُجُ إِلَى خُرَاسَانَ، فَإِذَا فَعلَ هَذَا فَالْقَنِي حَتَّى أُشِيْرَ عَلَيْكَ. فَفَعَلَ الرَّجُلُ، وَأَعْطَاهُ مَرْزُبَانُ أَلفَ دِرْهَمٍ. قَالَ: فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ: عُدْ إِلَيْهِ، فَقُلْ: إِذَا ركبتَ غَداً، فَطَرِيْقُكَ عَلَى القَاضِي، تَحضُرُ، وَأُوكِلُ رَجُلاً يَقبِضُ المَالَ، وَأَخرُجُ، فَإِذَا جَلَسَ إِلَى القَاضِي فَادَّعِ عَلَيْهِ بِمَالِكَ، فَإِذَا أَقرَّ، حبسَهُ حَفْصٌ، وَأَخَذْتَ مَالَكَ. فَرَجَعَ إِلَى مَرْزُبَانَ، وَسَأَلَهُ، فَقَالَ: انْتظِرْنِي بِبَابِ القَاضِي. فَلَمَّا ركبَ مِنَ الغَدِ، وَثَبَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَقَالَ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَنزِلَ إِلَى القَاضِي حَتَّى أُوكِلَ بِقبضِ المَالِ، وَأَخْرَجَ. فَنَزَلَ مَرْزُبَانُ، فَتَقَدَّمَا إِلَى حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ. فَقَالَ الرَّجُلُ: أَصْلَحَ اللهُ القَاضِي، لِي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ تِسْعَةٌ وَعِشْرُوْنَ أَلفَ دِرْهَمٍ. فَقَالَ حَفْصٌ: مَا تَقُوْلُ يَا مَجُوْسِيُّ? قَالَ: صدقَ، أَصْلَحَ اللهُ القَاضِي. قَالَ: مَا تَقُوْلُ يَا رَجُلُ، فَقَدْ أَقَرَّ لَكَ? قَالَ: يُعطِيْنِي مَالِي. فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ؟ قَالَ: هَذَا المَالُ عَلَى السَّيِّدَةِ. قَالَ: أَنْتَ أَحْمَق تُقِرُّ ثُمَّ تَقُوْلُ: هُوَ عَلَى السَّيِّدَةِ! مَا

تَقُوْلُ يَا رَجُل? قَالَ: أَصْلَحَ اللهُ القَاضِي، إِنْ أَعْطَانِي مَالِي، وَإِلاَّ حَبَسْتَهُ. قَالَ: مَا تَقُوْلُ يَا مَجُوْسِيُّ? قَالَ: المَالُ عَلَى السَّيِّدَةِ. قَالَ القَاضِي: خُذُوا بِيَدِهِ إِلَى الحَبْسِ. فَلَمَّا حُبِسَ، بَلغَ الخَبَرُ أُمَّ جَعْفَرٍ، فَغَضِبتْ، وَبعثَتْ إِلَى السِّنْدِيِّ: وَجِّهْ إِلَى مَرْزُبَانَ -وَكَانَتِ القُضَاةُ تَحبِسُ الغُرَمَاءَ فِي الحَبْسِ- فَعجَّلَ السِّنْدِيُّ، فَأَخْرَجَهُ، وَبلغ حَفْصاً الخَبَرُ، فَقَالَ: أَحبِسُ أَنَا؛ وَيُخرِجُ السِّنْدِيُّ!! لاَ جلَسْتُ أَوْ يُرَدُّ مَرْزُبَانُ الحَبْسَ. فَجَاءَ السِّنْدِيُّ إِلَى أُمِّ جَعْفَرٍ، فَقَالَ: الله الله فِيَّ، إِنَّهُ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَأَخَافُ مِنْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَنْ يَقُوْلُ لِي: بِأَمْرِ مَنْ أَخْرَجتَ? رُدِّيه إِلَى الحَبْسِ، وَأَنَا أُكلِّمُ حَفْصاً فِي أَمرِهِ. فَأَجَابَتْهُ، فَرَجَعَ مَرْزُبَانُ إِلَى الحَبْسِ، فَقَالَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ لِهَارُوْنَ: قَاضِيكَ هَذَا أَحْمَقُ، حَبَسَ وَكِيلِي، وَاسْتَخَفَّ بِهِ، فَمُرْهُ لاَ يَنْظُر فِي الحُكْمِ، وَتُوَلِّي أَمرَهُ إِلَى أَبِي يُوْسُفَ، فَأَمَر لَهَا بِالكِتَابِ، وَبلغَ حَفْصاً الخبَرُ. فَقَالَ لِلرَّجُلِ: أَحضِرْنِي شُهُوْداً حَتَّى أُسجِّلَ لَكَ عَلَى المَجُوْسِيِّ بِالمَالِ، فَجَلَسَ حَفْصٌ، فَسجَّلَ عَلَى المَجُوْسِيِّ بِالمَالِ، وَوَرَدَ كِتَابُ هَارُوْنَ مَعَ خَادمٍ لَهُ، فَقَالَ: هَذَا كِتَاب أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: مَكَانَكَ، نَحْنُ فِي شَيْءٍ حَتَّى نَفرُغَ مِنْهُ. فَقَالَ: كِتَابُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: انظُرْ مَا يُقَالُ لَكَ. فَلَمَّا فَرَغَ حَفْصٌ مِنَ السِّجِلِّ، أَخَذَ الكِتَابَ مِنَ الخَادِمِ، فَقَرَأَهُ، فَقَالَ: اقْرَأْ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ السَّلاَمَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّ كِتَابَهُ وَرَدَ، وَقَدْ أَنْفَذتُ الحُكْمَ. فَقَالَ الخَادِمُ: قَدْ -وَاللهِ- عرفْتُ مَا صنعْتَ؛ أَبَيْتَ أَنْ تَأْخُذَ كِتَابَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ حَتَّى تَفْرُغَ مِمَّا تُرِيْدُ، وَاللهِ لأُخْبِرَنَّهُ بِمَا فَعَلتَ. قَالَ لَهُ: قُلْ لَهُ مَا أَحْبَبْتَ. فَجَاءَ الخَادِمُ فَأَخْبَرَ هَارُوْنَ، فَضَحِكَ، وَقَالَ لِلْحَاجِبِ: مُرْ لِحفصٍ بِثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِرْهَم، فَرَكِبَ يَحْيَى بنُ خَالِدٍ، فَاسْتقبلَ حَفْصاً مُنْصَرِفاً مِنْ مَجْلِس القَضَاءِ. فَقَالَ: أَيُّهَا القَاضِي، قَدْ سَرَرْتَ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ اليَوْمَ، وَأَمرَ لَكَ بِمَالٍ، فَمَا كَانَ السَّبَبُ فِي هَذَا? قَالَ: تَمَّمَ اللهُ سرُوْرَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، وَأَحسَنَ حِفْظَهُ وَكلاَءتَه، مَا زدتُ عَلَى مَا أَفْعَلُ كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ: عَلَى ذَلِكَ? قَالَ مَا أَعْلَمُ إِلاَّ أَنْ يَكُوْنَ سجَّلتُ عَلَى مَرْزُبَانَ المَجُوْسِيِّ بِمَا وَجَبَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَمِنْ هَذَا سُرَّ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ. فَقَالَ حَفْصٌ: الحَمْدُ للهِ كَثِيْراً. فَقَالَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ لِهَارُوْنَ: لاَ أَنَا وَلاَ أَنْتَ إِلاَّ أَنْ تَعْزِلَ حَفْصاً، فَأَبَى عَلَيْهَا، ثُمَّ أَلَحَّتْ عَلَيْهِ فَعَزَلَهُ عَنِ الشَّرْقِيَّةِ، وَوَلاَّهُ قَضَاءَ الكُوْفَةِ، فَمَكَثَ عَلَيْهَا ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ: وَكَانَ أَبُو يُوْسُفَ لَمَّا وُلِّي حَفْصٌ، قَالَ لأَصْحَابِهِ: تَعَالَوْا نَكْتُبْ نوَادِرَ حَفْصٍ، فَلَمَّا وَردتْ أَحْكَامُهُ وَقَضَايَاهُ عَلَى أَبَي يُوْسُفَ، قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: أَيْنَ النَّوَادِرُ الَّتِي زعمتَ تَكْتُبُهَا? قَالَ: وَيْحَكُم، إِنَّ حَفْصاً أَرَادَ اللهَ، فَوَفَّقَهُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: رَأَيْتُ مُقَدَّمَ فَمِ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ مُضَبَّبَةٌ أَسْنَانُهُ بِالذَّهبِ.

وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ فِي حَدِيْثِ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَمِّرُوا وُجُوْهَ مَوْتَاكُم، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِاليَهُوْدِ"1. فَأَنْكَرهُ أَبِي، وَقَالَ: أَخْطَأَ، قَدْ حَدَّثَنَاهُ حَجَّاجٌ، عن ابن جريج، عن عطاء مرسلا. وَسُئِلَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عَنْ حَدِيْثٍ لِحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، عَنْ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "كُنَّا نَأْكُلُ وَنَحْنُ مَعَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نَمْشِي"2. فَقَالَ: لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ إِلاَّ حَفْصٌ، كَأَنَّهُ وَهِمَ فِيْهِ، سَمِعَ حَدِيْثَ عِمْرَانَ بنِ حُدَيْرٍ، فَغَلِطَ بِهَذَا. وَيُرْوَى عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ حَفْصٌ يُخَلِّطُ فِي حَدِيْثِهِ. قُلْتُ: احْتجَّ بِهَذِهِ الكَلِمَةِ بَعْضُ قُضَاتِنَا عَلَى أَنَّ حَفْصاً لاَ يُحْتَجُّ بِهِ فِي تَفَرُّدِهِ عَنْ رِفَاقِهِ بِخَبَرٍ: "فَيُنَادَى بِصَوْتٍ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَبْعَثَ بَعْثاً إِلَى النَّارِ" 3 فَهَذِهِ اللَّفْظَةُ ثابتة في "صحيح البخاري"، وحفص فحجة، والزيادة من الثقة فمقبولة، والله أعلم.

_ 1 ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" "11/ 11436"، والدارقطني "2/ 297"، والبيهقي "3/ 394"، من طرق عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي، حدثنا حفص بن غياث، به. قلت إسناده ضعيف، فيه ابن جريج، مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه. وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي" "3/ 394" بعد أن ذكره مرسلا كما أورده المؤلف قال: "هو مرسل كما بينه البيهقي فيما بعد ثم هو مع إرساله منكر لا يجوز أن يقوله -عليه السلام- لأنه لا يقول إلا الحق واليهود لا تكشف وجوه موتاها ثم على تقدير صحته لا يشهد لرواية ابن أبي حرة لأنها في المحرم وهذا الحديث يعم كل الموتى". 2 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 205"، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد "785"، وأحمد "2/ 108"، والترمذي "1880"، وابن ماجه "3301" والدارمي "2/ 120"، والطحاوي مختصرا "4/ 273" والخطيب في "تاريخه" "8/ 195-196 و196" من طريق عن حفص بن غياث، به. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب مِنْ حَدِيْثِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر. وأخرجه الطيالسي "1904"، وأحمد، والدارمي "2/ 120"، وابن الجارود "867"، والدولابي في "الكنى" "1/ 127"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "4/ 273 و274"، والبيهقي في "السنن" "7/ 283"، وفي "شعب الإيمان" "5988" و"5989" من طرق عن عمران بن حدير، عن يزيد بن عطارد السدوسي أبي البَزَري قال: سألت ابن عمر عن الشرب قائما؟ فقال: قد كنَّا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نشرب قياما، ونأكل ونحن نسعى. 3 صحيح: أخرجه البخاري "4741" من طريق عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا أبو صالح، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: فذكره في حديث طويل: وأوله: "يقول الله -عز وجل- يوم القيامة: يا آدم، فيقول: لبيك ربنا وسعديك، فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار ... ". الحديث.

أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بِقِرَاءتِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ الدَّقَّاقُ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، وَقرَأْتُ عَلَى أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الزَّاهِدُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَقَالَ مُسْلِماً عَثْرَتَهُ، أَقَالَهُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- يَوْمَ القِيَامَةِ" 1. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ يَحْيَى، فَوَقَعَ مُوَافقَةً عَالِيَةً، وَرَوَاهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ "المُسْنَدِ" عَنْ يَحْيَى، وَهُوَ يُعَدُّ فِي أَفْرَادِ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ. أنبأني الخَضِرُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الجُوَيْنِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ إِجَازَةً، عَنْ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ كُلَيْبٍ، وَقرَأْتُ عَلَى مَحْمُوْدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ اللُّغَوِيِّ، أَخْبَرَنَا النَّجِيْبُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ الصَّيْقَل، أَخْبَرْنَا ابْنُ كُلَيْبٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حدثني حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الرَّاسِبِيِّ، عَنْ مَوْلَىً لأَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "ذَنْبَانِ يُعَجَّلاَنِ، وَلاَ يُغْفَرَانِ: البَغْيُ وَقَطِيْعَةُ الرَّحِمِ" 2. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا سَالِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ اللهِ القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ بنُ خُشَيْش، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المُنَادِي، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا الحَجَّاجُ، عَنْ مَعْرُوْفٍ قَالَ: خَرَجْنَا بِأَكْلُبٍ لَنَا، فَاسْتقبلَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، فَقَالَ: إِذَا أَرْسَلْتُمُوْهَا، فَقُوْلُوا: بِسْمِ اللهِ، اللهم اهد صدورها3.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "2/ 252"، وأبو داود "3460"، وابن ماجه "2199" والحاكم "2/ 45"، والبيهقي "6/ 27"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "8/ 196" من طريق الأعمش، به. 2 صحيح: أخرجه الطيالسي "880"، وأحمد "5/ 36 و38"، والبخاري في "الأدب المفرد" "67"، وأبو داود "4902"، والترمذي "2511"، وابن ماجه "4211"، والحاكم "2/ 162" و"4/ 163" والبيهقي "10/ 234" من طرق عن عيينة بن عبد الرحمن الغطفاني، عن أبيه، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يدخر له في الآخرة، من البغي وقطيعة الرحم". وصححه الترمذي، والحاكم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالوا. 3 في إسناده الحجاج، وهو ابن أرطاة، الفقيه الكوفي، المشهور، وهو مدلس، وقد عنعنه.

قَالَ هَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ: سَمِعْتُ حَفْصَ بنَ غِيَاثٍ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. قَالَ هَارُوْنُ: وَفُلِجَ حَفْصٌ حِيْنَ مَاتَ ابْنُ إِدْرِيْسَ، فَمَكَثَ فِي البَيْتِ إِلَى أَنْ مَاتَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ فِي العشرِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ أَمِيْرُ الكُوْفَةِ يَوْمَئِذٍ. وَفِيْهَا أَرَّخَ مَوْتَهُ خَلِيْفَةُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو سعيد الأشج، والعطاردي. وَأَمَّا سَلْمُ بنُ جُنَادَةَ، فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى وَأَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ، وَالصَّحِيْحُ الأول.

مروان بن شجاع

1320- مروان بن شجاع 1: "خَ، د، ت، ق" العَالِمُ المُحَدِّثُ، أَبُو عَمْرٍو الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمْ، الجَزَرِيُّ، الحَرَّانِيُّ. حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ خُصَيْفٍ، وَهُوَ مُكْثِرٌ عَنْهُ، وَعَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مَالِكٍ الجَزَرِيِّ، وَسَالِمٍ الأَفْطَسِ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وسُرَيج بنُ يُوْنُسَ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنيع، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَيَعْقُوْبُ الدَّورقي، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَزِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي المَقْلُوْبَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ. قُلْتُ: حَدِيْثُهُ فِي دَرَجَةِ الحَسَنِ. تُوُفِّيَ: سنة أربع وثمانين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 485"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1597"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 452"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1249"، والمجروحين لابن حبان "3/ 13-14"، وتاريخ بغداد "13/ 147"، والكاشف "3/ ترجمة 5464"، والمغني "2/ ترجمة 6166"، والعبر "1/ 289"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8428"، وتهذيب التهذيب "10/ 94"، وتقريب التهذيب "2/ 239"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6927"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 306".

أما مروان بن سالم الجزري

1321- أما مَرْوَانُ بنُ سَالِمٍ الجَزَري 1: "ق" فَأَصْلُهُ شَامِيٌّ. حَدَّثَ عَنْ: صَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ. رَوَى عَنْهُ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، ونُعيم بنُ حمَّاد، وَأَبُو هَمَّامٍ الوَلِيْدُ بنُ شُجَاعٍ، وَآخَرُوْنَ. أجَمَعُوا عَلَى ضعفِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ. قُلْتُ: كِلاَهُمَا مَذْكُوْرٌ فِي "مِيْزَانِ الاَعْتِدَالِ"، وَهُمَا مُتَعَاصِرَانِ. ذُكِر هَذَا الثَّانِي لِلتَّمْيِيْزِ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيْهِ لاَ يُتَابِعُهُ عَلَيْهِ الثِّقَاتُ. قُلْتُ: وَتَفَرَّدَ بِهَذَا عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَرَأَيْتَ الرجل يذبح وينسى أن يُسَمِّيَ? فَقَالَ: "اسْمُ اللهِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ "2. وَلَهُ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوْعاً: "أَوَّلُ مَا يُجَازَى بِهِ المُؤْمِنُ أَنْ يُغْفَرَ لِجَمِيْعِ من شيع جنازته"3.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1602"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 42"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1787"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1255"، والمجروحين لابن حبان "3/ 13"، والكامل لابن عدي "6/ ترجمة 1870"، والكاشف "3/ ترجمة 5463"، والمغني "2/ ترجمة 6164"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8425"، وتهذيب التهذيب "10/ 93-94" وتقريب التهذيب "2/ 239"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6925". 2 منكر: أخرجه الدارقطني "4/ 295"، والطبراني في "الأوسط"، وفيه مروان بن سالم الجزري، قال: البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوْكُ الحديث. 3 منكر: آفته مروان بن سالم الجزري، وهو منكر الحديث كما ذكره في الحديث السابق.

بشر بن المفضل

1322- بِشْر بن المُفَضَّل 1: "ع" ابن لاحق، الإِمَامُ، الحَافِظُ المُجَوِّدُ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الرَّقاشي مَوْلاَهُمْ، البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، وَعَاصِمِ بنِ كُلَيْبٍ، وَخَالِدٍ الحَذَّاءِ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَخَالِدِ بنِ ذَكْوَانَ، وَدَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَحَاتِمِ بنِ أَبِي صَغِيْرَةَ، وَسَعِيْدٍ الجُرَيري، وَسَعِيْدِ بنِ يَزِيْدَ أَبِي مَسْلَمَةَ، وَابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَأَبِي رَيْحَانَةَ عَبْدِ اللهِ بنِ مَطر، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدِ بنِ زَيْدِ بنِ المُهَاجِرِ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيِّ، وَابْنِ جُدعان، وعُمارة بن غَزِية، وخلق. وَعَنْهُ: أَبُو الوَلِيْدِ، ومُسَدَّد، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَبِشْرُ بنُ مُعَاذٍ العَقَدي، وَزِيَادُ بنُ يَحْيَى الحَسَّانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَعَمْرٌو الفَلاس، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَالقَوَارِيْرِيُّ، وَوَهْبُ بنُ بَقِيَّةَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. رَوَى أَبُو بَكْرٍ الأَسَدِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: إِلَى بِشْرٍ المُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ بِالبَصْرَةِ. وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: مَنْ أَثْبَتُ شُيُوْخِ البَصْرَةِ? قَالَ: بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، مَعَ جَمَاعَةٍ سَمَّاهُم. وَقَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: لَيْسَ مِنَ العُلَمَاءِ أَحَدٌ إِلاَّ وَقَدْ أَخْطَأَ فِي حَدِيْثِهِ إِلاَّ بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، وَابْنُ عُلَية. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، عَنْ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، قَالَ: كَانَ بشر يصلي كل يوم أربعمائة رَكْعَةٍ، وَيَصُوْمُ يَوْماً، وَيُفْطِرُ يَوْماً، وَذُكِرَ عِنْدَهُ إِنْسَانٌ مِنَ الجَهْمِيَّةِ، فَقَالَ: لاَ تَذْكُرُوا ذَاكَ الكَافِرَ. قَالَ أَبُو زُرْعة، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، وَكَانَ عُثْمَانِيّاً توفي: سنة ست وثمانين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 290"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 1769"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1410"، والعبر "1/ 296"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 286"، والكاشف "1/ ترجمة 601" وتهذيب التهذيب "1/ 458"، وتقريب التهذيب "1/ 101".

وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: دَخَلْتُ البَصْرَةَ أَوَّلَ دَخْلَةٍ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ، واعتُقِلَ لِسَانُ بِشْرِ بنِ المُفَضَّلِ قَبْلَ أَنْ يَخرُجَ، وَمَاتَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثمانين. وقع لي من عواليه: قرأت على إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُعَدَّل، أَخبرَكُم الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ فِي سنة ست عشرة وستمائة، أَخْبَرَنَا خَطِيْبُ المَوْصِلِ أَبُو الفَضْلِ بنُ الطُّوْسِيِّ، وشُهْدَة الكَاتِبَةُ، وتَجَنِّي الوَهْبَانِيَّةُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا طِرَاد بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، وَقَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ السَّعْدِيُّ، أَخبرُكُم عَلِيُّ بنُ مُخْتَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ، قالا: أخبرنا هلال بن محمد الحفَّار، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى بنِ عيَّاش، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بنُ المِقْدَام العِجْلِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَة بنِ سُحَيم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنْ مَخِيْلَةٍ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ" 1. وَبِهِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَارِبِ بنِ دِثار: سَمِعْتُ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنْ مَخِيْلَةٍ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ" 2. وَبِهِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُسْلِمِ بنِ يَنَّاق: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي دَارِ خَالِدٍ، فَرَأَى رَجُلاً يَجرُّ إِزَارَهُ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ? فَقَالَ: مَنْ بَنِي لَيْثٍ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ يَقُوْلُ: "مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ، لاَ يُرِيْدُ بِذَلِكَ إِلاَّ المَخِيْلَةَ، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ" 3. بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، عَنْ بَشِيْرِ بنِ مَيْمُوْنٍ الشَّقَري، عَنْ عَمِّهِ أُسَامَةَ بنِ أَخْدَرِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِرَجُلٍ: "مَا اسْمُكَ "؟. قَالَ: أَصْرَمُ. فَقَالَ: "أَنْتَ زُرْعة" 4. هَذَا صَحِيْحٌ غَرِيْبٌ مَعْدُوْدٌ فِي أَفْرَادِ بِشْرِ. خرجه أبو داود.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 81"، ومسلم "2085" "43" من طريق شعبة، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "5791"، ومسلم "2085"، والنسائي "8/ 206"، وأحمد "2/ 42 و46". 3 صحيح: أخرجه مسلم "2085" "45"، وأحمد "2/ 45" من طريق مسلم بن يَنَّاق عن ابن عمر، به. 4 صحيح: أخرجه أبو داود "4954" من طريق مسدد، عن بشر بن المفضل، به.

أبو سفيان المعمري

1323- أبو سفيان المَعْمَري 1: "م، س، ق" الحَافِظُ الحُجَّةُ، أَبُو سُفْيَانَ محمد بن حُميد البصري، المَعْمَرِيُّ. اشْتُهِرَ بِذَلِكَ لارْتِحَالِهِ إِلَى مَعْمَرٍ بِالِيَمَنِ. وَكَانَ مِنَ الصُّلَحَاءِ العُبَّادِ وَالمُتْقِنِيْنَ المُتَّقِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَمَعْمَرٍ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَغَيْرِهِم. وَعَنْهُ: سُريج بنُ يُوْنُسَ، وَأَبُو خَيثمة، وَالنُّفَيْلِيُّ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَحُمَيْدُ بنُ الرَّبِيْعِ، وَسُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو دَاوُدَ. وَهَذَا لَمْ يَرْوِ لَهُ البُخَارِيُّ، وَرَوَى: لأَبِي سُفْيَانَ الحِمْيَرِيِّ الوَاسِطِيِّ، وَفِيْهِ شَيْءٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: مُحَمَّدُ بنُ حُميد اليَشْكُرِيُّ المَعْمَرِيُّ مَذْكُوْرٌ بِالصَّلاَحِ وَالعِبَادَةِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ أحبُّ إليَّ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ قَانِعٍ: مَاتَ المعمري سنة اثنتين وثمانين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 166"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1611"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1272"، وتاريخ بغداد "2/ 257"، والعبر "1/ 283"، والكاشف "3/ ترجمة 4884"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7452"، وتهذيب التهذيب "9/ 131-132"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6167".

حسان بن إبراهيم

1324- حسان بن إبراهيم 1: "خَ، م، د" الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُحَدِّثُ، قَاضِي كرمان؛ أبو هشام الكوفي ثم الكرماني. حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ، الثَّوْرِيِّ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ الأَيْلِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: الأَزْرَقُ بنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدَةَ الضَّبَّي، وَعَلِيُّ بنُ حُجر، وَإِسْحَاقُ بن شاهين، وآخرون كثيرون.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 148"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 320"، والضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 309"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1056"، والكامل لابن عدي "2/ ترجمة 501"، وتاريخ بغداد "8/ 260"، والعبر "1/ 293"، والكاشف "1/ ترجمة 1003"، وميزان الاعتدال "1/ 477"، والمغني "1/ ترجمة 1368"، وتهذيب التهذيب "2/ 245"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1298"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 309".

قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَاسْتَنْكَرَ لَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ أَحَادِيْثَ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثْتُ أَبِي بِحَدِيْثٍ لِحَسَّانِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، رَوَاهُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الحُسَيْنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا دَخَلَ المَسْجَدَ قَالَ: "السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتكَ". فَقَالَ أَبِي: مَا هَذَا مِنْ حَدِيْثِ عَاصِمٍ، هَذَا مِنْ حَدِيْثِ لَيْثِ بن أبي سليم1. فذكرت لأبي عن حَسَّانٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ الكُوْفِيِّ، سَمِعْتُ العَلاَءَ، سَمِعَ مَكْحُوْلاً، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، وَوَاثِلَةَ: "كَانَ نَبِيُّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا قَامَ فِي الصَّلاَةِ، لَمْ يَلْتَفِتْ وَرَمَى بِبَصَرِهِ إِلَى مَوْضِعِ سُجُوْدِهِ". فَأَنْكَرَهُ أَبِي، وَقَالَ: اضربْ عليه2.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه العقيلي في "القضاء" "1/ 255" بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي "314"، وأحمد "6/ 282"، وإسماعيل القاضي في "فضل الصَّلاَة عَلَى النَّبِيِّ -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّم" "84" من طريق ليث بن أبي سليم، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن جدتها فاطمة الكبرى، به. وفيه ليث بن أبي سليم، ضعيف، وفيه الانقطاع بين فاطمة بنت الحسين، وجدتها فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإنها لم تدركها لأن فاطمة الكبرى ماتت بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بشهور وكانت أول آل بيته لحاقا به -صلى الله عليه وسلم. لكن للحديث شاهد عند مسلم "713"، وأبي داود "465"، وابن ماجة "772" من حديث أبي حميد أو أبي أسيد مرفوعا بلفظ: "إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ ليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، فإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك". 2 أخرجه العقيلي في "الضعفاء" "1/ 255" في ترجمة "حسان بن إبراهيم الكرماني" ومن طريقة عن عبد الملك الكوفي، به.

عبد الله بن إدريس

1325- عبد الله بن إدريس 1: "ع" ابن يزيد بن عبد الرحمن، الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُقْرِئُ، القُدوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، الأَوْدِيُّ، الكُوْفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَحُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَمِسْعَرٍ، وَسُفْيَانَ، وَالحَسَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَالمُخْتَارِ بنِ فُلْفُلٍ، وَيَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَعَاصِمِ بنِ كُلَيْبٍ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، وَابْنِ عَجْلاَنَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَخَلْقٍ. وَتَلاَ عَلَى نَافِع، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّيْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: مَالِكٌ -وَهُوَ مِنْ مَشَايِخِهِ- وَابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَهَنَّادٌ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَقَدْ أَقْدَمَهُ الرَّشِيْدُ بَغْدَادَ لِيُوَلِّيَهُ قَضَاءَ الكُوْفَةِ، فَامْتَنَعَ. قَالَ بِشْرُ بنُ الحَارِثِ: مَا شَرِبَ أَحَدٌ مَاءَ الفرات فسلم، إلا عبد الله ابن إِدْرِيْسَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ابْنُ إدريس نسيج وحده. قال يعقوب ابن شَيْبَةَ: كَانَ عَابِداً، فَاضِلاً، كَانَ يَسْلُكُ فِي كَثِيْرٍ مِنْ فُتْيَاهُ وَمَذَاهِبِهِ مسَالكَ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، يُخَالِفُ الكُوْفِيِّيْنَ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَالِكٍ صدَاقَةٌ. ثُمَّ قَالَ: وَقَدْ قِيْلَ: إِنَّ جَمِيْعَ مَا يرويه مالك في "المُوَطَّأِ"، فَيَقُوْلُ: بَلَغَنِي عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ إِدْرِيْسَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ حُجَّةٌ، إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ. وَقِيْلَ: لَمْ يَكُنْ بِالكُوْفَةِ أَحَدٌ أَعبدَ للهِ مِنِ ابْنِ إِدْرِيْسَ. قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: لَمْ أَرَ بِالكُوْفَةِ أَفْضَلَ مِنْهُ. أَبُو دَاوُدَ: عَنْ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الكِسَائِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي هَارُوْنُ الرَّشِيْدُ: مَنْ أَقرَأُ النَّاسِ? فَقُلْتُ: عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ? قُلْتُ: ثُمَّ حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ? قُلْتُ: رَجُلٌ آخرُ. وَعَنْ حُسَيْنٍ العَنْقَزِي، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ بِابْنِ إِدْرِيْسَ المَوْتُ، بَكَتْ بِنْتُهُ. فَقَالَ: لاَ تَبْكِي يَا بُنَيَّة، فَقَدْ خَتَمْتُ القُرْآنَ فِي هَذَا البَيْتِ أَرْبَعَةَ آلاَفِ ختمة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 389"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 97"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 44"، وتاريخ بغداد "9/ 415"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 262"، والكاشف "2/ ترجمة 2650"، والعبر "1/ 308"، وجامع التحصيل للعلائي "ترجمة 337"، وتهذيب التهذيب "5/ 144" وتقريب التهذيب "1/ 401"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3380"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 330".

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: كَانَ ابْنُ إِدْرِيْسَ إِذَا لَحَنَ أَحَدٌ فِي كَلاَمِهِ، لَمْ يُحَدِّثْهُ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: سمعت ابن إدريس يقول: عندي قوصرة ملكَايَةٌ، وَرَاويَةٌ مِنْ حَوْضِ الرَّبَابِيْنَ، وَدَبَّةُ زَيْتٍ، مَا أَحَدٌ أَغْنَى مِنِّي. وَكَانَ ابْنُ إِدْرِيْسَ يُحَرِّمُ النَّبِيذَ، وَقَالَ: قُلْتُ لِحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ: اتركِ الجُلُوْسَ فِي المَسْجَدِ. فَقَالَ: أَنْتَ قَدْ تَرَكتَ ذَلِكَ وَلَمْ تَتركْ؟ قُلْتُ: لأَنْ يَأْتِيَنِي البَلاَءُ وَأَنَا فَارٌّ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْتِيَنِي وَأَنَا مُتَعَرِّضٌ لَهُ. قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيْسَ يَقُوْلُ: كُلُّ شرَابٍ مُسْكِرٍ كَثِيْرُهُ ... فَإِنَّهُ مُحَرَّمٌ يَسِيْرُهُ إِنِّيْ لَكُم مِنْ شَرِّهِ نَذِيرُهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيْسَ يَقُوْلُ: كَتَبتُ حَدِيْثَ أَبِي الحورَاءِ، فَكَتَبتُ تَحْتَهُ: "حورٌ عِيْنٌ". قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ لَهُم فِي ذَلِكَ الوَقْتِ شَكْلٌ بَعْدُ. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ البُورَانِيُّ، قَالَ: قُرِئَ كِتَابُ الخَلِيْفَةِ إِلَى ابْنِ إِدْرِيْسَ وأنا حَاضِرٌ: مِنْ عَبْدِ اللهِ هَارُوْنَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ. قَالَ: فَشَهقَ ابْنُ إِدْرِيْسَ شَهْقَةً، وَسقطَ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَقُمْنَا إِلَى العَصْرِ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ، وَانتبَهَ قُبِيْلَ المَغْرِبِ، وَقَدْ صَبَبْنَا عَلَيْهِ المَاءَ، فَلاَ شَيْءَ. قَالَ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ، صَارَ يَعْرِفُنِي حَتَّى يَكْتُبَ إِلَيَّ، أَيُّ ذَنْبٍ بَلَغَ بِي هَذَا?! قُلْتُ: قَدْ وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِراش، وَالنَّاسُ. وَقِيْلَ بَلْ كَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ، وَمَاتَ بِالكُوْفَةِ، فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ ابْنُ عمَّار المَوْصِلِيُّ كَانَ ابْنُ إِدْرِيْسَ مِنْ عِبَادِ الله الصَّالِحِيْنَ، مِنَ الزُّهَادِ، وَكَانَ ابْنُهُ أَعبدَ مِنْهُ، وَلَمْ أَرَ بِالكُوْفَةِ أَحَداً أَفْضَل مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ، وَعَبْدَةَ بنِ سُلَيْمَانَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ جَوَّاسٍ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيْسَ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَكَذَا قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَجَمَاعَةٌ فِي مَوْلِدِهِ، وهو المحفوظ.

وَرَوَى العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ الخَلاَّلُ، عَنْ عَرَفَةَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، عَنِ ابْنِ إِدْرِيْسَ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: مَاتَ حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ، ثُمَّ قَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: وفيها مولدي، فهذا قول شاذ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 92، قَالَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مُثَنَّى، وَالأَشَجُّ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَزَادَ فِي عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ، وَقَدْ غلطَ بَعْضُ القُرَّاءِ، وَزَعَمَ أَنَّ ابْنَ إِدْرِيْسَ تَلاَ عَلَى ابْنِ كَثِيْرٍ، مَا لَحِقَهُ، وَلاَ قَاربَ. ورُويَ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ وَكِيْعٍ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ إِدْرِيْسَ امْتنعَ مِنَ القَضَاءِ، وَقَالَ لِلرَّشِيْدِ: لاَ أَصلُحُ. فَقَالَ الرَّشِيْدُ: وَدِدْتُ أَنِّيْ لَمْ أَكنْ رَأَيتُكَ. فَقَالَ: وَأَنَا وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ رَأَيتُك، فَخَرَجَ، ثُمَّ ولى حفص ابن غِيَاثٍ، وَبَعَثَ الرَّشِيْدُ بِخَمْسَةِ آلاَفٍ إِلَى ابْنِ إِدْرِيْسَ، فَقَالَ لِلرَّسولِ -وَصَاحَ بِهِ: مُرَّ مِنْ هُنَا. فَبَعَثَ إِلَيْهِ الرَّشِيْدُ: لَمْ تَلِ لَنَا، وَلَمْ تَقْبَلْ صِلَتَنَا، فَإِذَا جَاءكَ ابْنِي المَأْمُوْنُ، فَحَدِّثْه. فَقَالَ: إِنْ جَاءَ مَعَ الجَمَاعَةِ حَدَّثْنَاهُ، وَحَلَفَ أَلاَ يُكَلِّمَ حَفْصَ بنَ غِيَاثٍ حَتَّى يَمُوْتَ. أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيْسَ، قال لي الأعمش: والله لأحدثتك شَهْراً. فَقُلْتُ: وَاللهِ لاَ أَتَيْتُكَ سَنَةً. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ سَنَةٍ. فَقَالَ: ابْنُ إِدْرِيْسَ? قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أُحِبُّ أَنْ يَكُوْنَ لِلْعربِيِّ مَرَارَةٌ. قَالَ حُسَيْنُ بنُ عَمْرٍو العَنْقَزِي: لَمَّا نَزَلَ بعَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ المَوْتُ: بَكتْ بِنتُهُ. فَقَالَ: لاَ تَبْكِي، قَدْ خَتَمْتُ فِي هَذَا البَيْت أَرْبَعَةَ آلاَفِ ختمَةٍ. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، وَجَعَلَ يذم قراءة حَمْزَةَ، وَقَالَ: إِنَّمَا نَزَلَ القُرْآنُ بِلُغَةِ قُرَيْشٍ، وَهِيَ التَّفخِيمُ، فَقَالَ لَهُ: بِشْرُ بنُ مُوْسَى: حَدَّثَنَا نَوْفَلُ. فَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: نَوْفَلٌ ثِقَةٌ. قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ إِدْرِيْسَ يَقُوْلُ لحَمْزَةَ: اتَّقِ اللهَ، فَإِنَّكَ رَجُلٌ تَتَأَلَّهُ، وَهَذِهِ القِرَاءةُ لَيْسَتْ قِرَاءةَ عَبْدِ اللهِ، وَلاَ قِرَاءةَ غَيْرِهِ. فَقَالَ حَمْزَةُ: أَمَّا إِنِّيْ أَتَحَرَّجُ أَنْ أَقرَأَ بِهَا فِي المِحْرَابِ. قُلْتُ: لِمَ? قَالَ: لأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ قِرَاءةُ القَوْمِ. قُلْتُ: فَمَا تَصْنَعُ بِهَا إِذاً? قَالَ: إِنْ رَجَعتُ مِنْ سَفَرِي، لأَتْرُكَنَّهَا. ثُمَّ قَالَ ابْنُ إِدْرِيْسَ: مَا أَسْتجِيْزُ أَنْ أَقُوْلَ لِمَنْ يَقرَأُ لِحَمْزَةَ: إِنَّهُ صَاحِبَ سُنَّةٍ. قُلْتُ: اشْتُهِرَ تَحذِيرُ ابْنِ إِدْرِيْسَ مِنْ ذَلِكَ، وَاللهُ يَغفرُ لَهُ، وَقَدْ تَلَقَّى المُسْلِمُوْنَ حُرُوْفَهُ بِالقَبُوْلِ، وَأَجْمَعُوا اليَوْمَ عَلَيْهَا. وَأَعْلَى مَا يَقَعُ حَدِيْثُ ابْنِ إِدْرِيْسَ فِي جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ البَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ البُسْرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، وَجَرِيْرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ فِي اللَّيْلِ سَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِم يَسْأَلُ اللهَ -تَعَالَى- فِيْهَا خَيْراً مِنْ أَمرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1 عَنْ عثمان، عن جرير وحده.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "757".

محمد بن سلمة

1326- محمد بن سَلَمَة 1: "م، 4" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، المُفْتِي، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَرَّاني. حَدَّثَ عَنْ: خُصَيف الجَزَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، وَخَالِهِ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيْمِ خَالِدِ بنِ أَبِي يَزِيْدَ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيلي، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاح الجَرْجَرَائِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي شُعَيْبٍ الحَرَّانِيُّ، وَعَمْرُو بنُ هِشَامٍ أَبُو أُمَيَّةَ، وَأَبُو يُوْسُفَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَهْبِ بنِ أَبِي كَرِيْمَةَ، وَعِدَّةٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، فَاضِلاً، تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيلي: مَاتَ فِي أَوَّلِ سنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: حَدِيْثُهُ فِي الكتب سوى صحيح البخاري.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 485"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 302"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 387 و506 و511" و"3/ 162"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1494"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 296"، والكاشف "3/ ترجمة 4957"، والعبر "1/ 307"، وتهذيب التهذيب "9/ 193" وتقريب التهذيب "2/ 166"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6265"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 529".

الأبرش

1327- الأبْرَش 1: "د، ت" سلمه بن الفضل الرازي الأَبْرَشُ، الإِمَامُ، قَاضِي الرَّيِّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ إِسْحَاقَ، وَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ، وَحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، وَعَمْرِو بنِ أَبِي قَيْسٍ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللهِ المُسْندِيُّ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ حُمَيد، وَيُوْسُفُ بنُ مُوْسَى القَطَّانُ، وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: عِنْدَهُ مَنَاكِيْرُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعة: أَهْلُ الرَّيِّ لاَ يَرغَبُوْنَ فِيْهِ؛ لِظُلمٍ فِيْهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ يَتَشَيَّعُ، وَكَانَ مُعَلِّمَ كُتَّابٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ. يُقَالَ: إِنَّهُ مِنْ أَخشَعِ النَّاسِ فِي صَلاَتِهِ. قُلْتُ: كَانَ قَوِيّاً فِي المَغَازِي. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، وقد سمع منه ابن المديني، وتركه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 381"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 2044"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 241"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 650"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 739"، والمجروحين لابن حبان "1/ 337"، والكامل لابن عدي "3/ ترجمة 790"، والعبر "1/ 307"، والكاشف "1/ ترجمة 2063"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3410"، وتهذيب التهذيب "4/ 153"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2642"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 328".

مروان بن معاوية

1328- مروان بن معاوية 1: "ع" ابن الحَارِثِ، بنِ عُثْمَانَ بنِ أَسْمَاءَ بنِ خَارِجَةَ بنِ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الفَزَارِيُّ، الكُوْفِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ الطَّائِيُّ، عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ الأرْمَوي، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الزَّاهِدُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بن عبد الجبار، حدثنا

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 329"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1598"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1785"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1246"، وتاريخ بغداد "13/ 149"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 275"، والعبر "1/ 311"، والكاشف "3/ ترجمة 5467"، وتهذيب التهذيب "10/ 96"، وتقريب التهذيب "2/ 239"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6930"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 333".

يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بنُ سُوَيْدٍ الأَحْمَرِيُّ: سَمِعْتُ أَنَساً يَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُهدِيَ لَهُ ثَلاَثُ طَوَائِرَ، فَأَطْعَمَ خَادِمَهُ طَيْراً، فَلَمَّا كَانَ الغَدَاةُ، أَتَاهُ بِهِ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَمْ أَنْهَكَ أَنْ تَخْبَأَ شَيْئاً لِغَدٍ؟ فَإِنَّ اللهَ -تَعَالَى- يَأْتِي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ"1. حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ. وَهِلاَلٌ وَاهٍ، وَيُقَالُ: هُوَ أَبُو ظِلاَلٍ. مَرْوَانُ هُوَ ابْنُ عَمِّ الإِمَامِ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ، وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُلْصَقَ به؛ لأنه في طبقته. وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ. وَحَدَّثَ عَنْ: حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَعَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، وَسَعْدِ بنِ عُبَيْدٍ، وَالحَسَنِ بنِ عَمْرٍو الفُقَيمي، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَهَاشِمِ بنِ هَاشِمِ بنِ عُتْبَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ كَيْسَانَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَالأَعْمَشِ، وَبَهْزِ بنِ حَكِيْمٍ، وَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ، وَرِشْدِيْنَ بنِ كُرَيب، وَطَلْحَةَ بنِ يَحْيَى، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَصَمِّ، وَعَطَاءِ بنِ عَجْلاَنَ، وَمُحَمَّدِ بنِ سُوْقَةَ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَهِلاَلِ بنِ عَامِرٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. كَانَ جَوَّالاً فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ، وَزَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَابْنُ رَاهَوَيْه، وَأَبُو خَيْثَمة، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَلاَمٍ البِيْكَنْدِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، ودُحَيم، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَأَبُو كُرَيب، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى العَدَنِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الدَّورقي، وَمُحَمَّدُ بنُ هِشَامِ بنِ مَلاَسٍ، وَأَبُو عَمَّارٍ الحُسَيْنُ بنُ حُرَيْثٍ، وَزِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَسُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَعَمْرُو بنُ رَافِعٍ القَزْوِيْنِيُّ، وَعَمْرُو بنُ عُثْمَانَ، وَكَثِيْرُ بنُ عُبَيْدٍ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم. وَحَدِيْثُهُ يُرْوَى اليَوْمَ بِعُلُوٍّ فِي "جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ". رَوَى أَبُو بَكْرٍ الأَسَدِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: ثَبْتٌ، حَافِظٌ. وَرَوَى: أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ، قَالَ: مَا كَانَ أَحْفَظَه! كَانَ يَحفَظُ حَدِيْثَهُ. وروى عثمان الدارمي، عن يحيى: ثقة

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه أحمد "3/ 198"، وفي "الزهد" له "37"، وفيه هلال بن سويد، وهو واه كما قال الذهبي في "الميزان".

وَكَذَا وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: ثِقَةٌ فِيْمَا رَوَى عَنِ المَعْرُوْفِيْنَ، وَضَعَّفَهُ فِيْمَا رَوَى عَنِ المَجْهُوْلِيْنَ. قُلْتُ: إِنَّمَا الضَّعفُ مِنْ قِبَلِهِم، كَانَ يَرْوِي عَنْ كُلِّ ضَرْبٍ، وَقَدْ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مَع جَلاَلَتِه يَفْعَلُ كَذَلِكَ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجُنيد: قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: كَانَ مَرْوَانُ يَلتَقِطُ الشُّيُوْخَ مِنَ السِّكَكِ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، مَا حَدَّثَ عَنِ المَعْرُوْفِيْنَ، وَمَا حَدَّثَ عَنِ المَجْهُوْلِيْنَ فَفِيْهِ مَا فِيْهِ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، لاَ يُدْفَعُ عَنْ صِدْقٍ، وَتَكثُرُ رِوَايَتُهُ عَنِ الشُّيُوْخِ المَجْهُوْلِيْنَ. وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّوري: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ حَدِيْثِ مَرْوَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي الوَلِيْدِ، فَقَالَ: هَذَا هُوَ عَلِيُّ بنُ غُراب، وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَحْيَلَ لِلتَّدْلِيسِ مِنْهُ. قَالَ دُحَيم، وَغَيْرُهُ: مَاتَ فَجْأَةً، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ ومائة، قبل التروية بيوم.

معاذ بن معاذ

1329- معاذ بن معاذ 1: "ع" ابن نصر بن حسان بن الحُرِّ بنِ مَالِكِ بنِ الخَشْخاش التَّمِيْمِيُّ، القَاضِي، الإِمَامُ، الحَافِظُ، أَبُو المُثَنَّى العَنْبَرِيُّ، البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَأَشْعَثَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، وَعَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، وَأَبِي كَعْبٍ صَاحِبِ الحَرِيْرِ، وكَهْمَس، وقُرَّة بنِ خَالِدٍ، والنَّهَّاس بنِ قَهْم، وَابْنِ عَوْنٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَحَاتِمِ بنِ أَبِي صَغِيْرَةَ، وَعِمْرَانَ بنِ حُدَير، وَشُعْبَةَ، وَعَاصِمِ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ، وَالثَّوْرِيِّ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَيَحْيَى، وَعَلِيٌّ، وبُندار، وَمُحَمَّدُ بنُ مُثَنَّى، وَإِسْحَاقُ بنُ مُوْسَى الخَطْمِي، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَاتِمٍ السَّمِيْنُ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحَكَمِ الوَرَّاقُ، وَأَبُو خَيثمة، وَعَمْرٌو الفَلاَّسُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القطان، وأحمد بن سنان

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 293"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1571"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1132"، وتاريخ بغداد "13/ 131"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 306"، والكاشف "3/ ترجمة 5606"، والعبر "1/ 320"، وتهذيب التهذيب "10/ 194"، وتقريب التهذيب "2/ 257"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7063"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 345".

القَطَّانُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ الطُّوْسِيُّ، وَابْنَاهُ؛ المُثَنَّى وَعُبَيْدُ اللهِ، وَسَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَقَدْ رَوَى أَيْضاً عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، إِلَيْهِ المنتهى في التثبت بِالبَصْرَةِ، وَقَالَ: هُوَ قُرَّةُ عَيْنٍ فِي الحَدِيْثِ. رَوَاهَا: المَرُّوذِي، عَنْهُ. وَرَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، أَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْ حُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ عَامِرٍ، وَلاَ رَأَيْتُ أَعقَلَ مِنْ مُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ، كَأَنَّهُ صَخْرَةٌ. وَقَالَ الكَوْسَج عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَزْهَرُ السَّمَّانُ فِي ابْنِ عَوْنٍ، أَوْ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ? قَالَ: ثِقَتَانِ. قُلْتُ: فَمُعَاذٌ أَثْبَتُ فِي شُعْبَةَ، أَوْ غُنْدَرٌ? قَالَ: ثِقَةٌ، وَثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسائي: مُعَاذٌ ثِقَةٌ، ثَبْتٌ. قَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: طَلَبتُ الحَدِيْثَ مَعَ رَجُلَينِ مِنَ العَرَبِ: خَالِدِ بنِ الحَارِثِ الهُجَيْمِيِّ، وَمُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ العَنْبَري، وَأَنَا مَوْلَىً لِقُرَيْشٍ، لِتَيْمٍ، فَوَاللهِ مَا سَبَقَانِي إِلَى مُحَدِّث قَطُّ، فَكَتَبَا شَيْئاً حَتَّى أَحضُرَ، وَإِذَا تَابَعَانِي، لاَ أُبَالِي مَنْ خَالَفَنِي مِنَ النَّاسِ. وَسَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: مَا بِالكُوْفَةِ، وَلاَ البَصْرَةِ، وَلاَ الحِجَازِ أَثْبَتُ مِنْ مُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ، وَمَا أُبَالِي إِذَا تَابعنِي مَنْ خَالَفَنِي، وَقَدْ كَانَ شُعْبَةُ يَحْلِفُ: لاَ يُحَدِّثُ، فَيَستَثنِي مُعَاذاً وَخَالِداً. وَوَرَدَ أَنَّ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ قَالَ فِي سُجُوْدِهِ مَرَّةً: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِخَالِدِ بنِ الحَارِثِ، وَمُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنِّيْ لأَسْتَغْفِرُ لِسَبْعِيْنَ مِنْ إِخْوَانِي فِي سُجُوْدِي، أُسَمِّيهِمْ بِأَسْمَاءِ آبَائِهِم. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ الطَّبَّاعِ: مَا عَلِمتُ أَحَداً قَدِمَ بَغْدَادَ إِلاَّ وَقَدْ تُعُلِّقَ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الحَدِيْثِ، إِلاَّ مُعَاذاً العَنْبَرِيَّ، مَا قَدِرُوا أَنْ يَتَعَلَّقُوا عَلَيْهِ بِحَدِيْثٍ، مَعَ شُغْلِهِ بِالقَضَاءِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدَةَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ بنو العباس، بدءوا بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ، فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَهُم يَقُوْلُوْنَ: بُدِّلَتِ السُّنَّةُ، بُدِّلَتِ السُّنَّةُ يَوْمَ العِيْدِ. قَالَ الفَلاَّسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ، فِي أَوَّلِهَا، وَوُلِدَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ، فِي آخِرِهَا، كَانَ أَكْبَرَ مِنِّي بِشَهْرَيْنِ.

وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُعَاذٍ: مَاتَ أَبِي سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، وَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ لِهَارُوْنَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، ثُمَّ عُزِل، وَتُوُفِّيَ بِالبَصْرَةِ، فِي ربِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ صَبَّاح، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ العَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ يَجْرِي، حَافَتَاهُ خِيَامُ اللُؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى مَا يَجْرِي فِيْهِ المَاءُ، فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيْلُ? قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللهُ -عزّ وجلّ " 1.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 103 و115-116"، والبخاري "4964"، وأبو داود "4748"، والترمذي "3375"، والنسائي "2/ 132 و134" عن أنس، به.

محمد بن حرب

1330- محمد بن حرب 1: "ع" الإِمَامُ، الحَافِظُ، الفَقِيْهُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيُّ، الحِمْصِيُّ، الأبْرَش، كَاتِبُ الزُّبَيْدِيِّ. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، وَبَحِيْرِ بنِ سَعْدٍ، وَعُمَرَ بنِ رُؤبة، وَمُحَمَّدِ بنِ الوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيِّ، وَصَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَهْبِ بنِ عَطِيَّةَ، وإسحاق بن رَاهَوَيْه، وَكَثِيْرُ بنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو التَّقِيِّ اليَزَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى، وَأَبُو عُتْبَةَ الحِجَازِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. ذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ: أَنَّهُ وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ. وَوَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ، وَكَانَ مُجَوِّداً لِحَدِيْثِ الشَّامِيّينَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ: ثِقَةٌ. قَالَ الكَلاَبَاذِيُّ: حَدِيْثُهُ فِي العِلْمِ2، وَالطِّبِّ3، وَصَلاَةِ الخَوْفِ4. يَعْنِي: مِنْ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا وَجِيهُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الأَزْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْدُوْنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً، فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ، فَقَالَ: "اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ". رَوَاهُ البُخَارِيُّ5، عَنْ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيِّ. وَيقعُ لِي حَدِيْثُ مُحَمَّدِ بنِ حرب عاليًا في صفة المنافق.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 470"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 161"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 385" و"2/ 316" و"3/ 4-5"، والكنى للدولابي "2/ 59"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1299"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 287"، والكاشف "3/ ترجمة 4859"، والعبر "1/ 315"، وتهذيب التهذيب "9/ 109"، وتقريب التهذيب "2/ 153"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6135"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 341". 2 صحيح: أخرجه البخاري في "كتاب العلم" حديث رقم "77" قال البخاري -رحمه الله- حدثني محمد بن يوسف، قال حدثنا أبو مسهر، قال حدثني محمد بن حرب، حدثني الزبيدي، عن الزهري عن محمود بن الربيع، قال: عقلت من النبي -صلى الله عليه وسلم- مجة مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو. 3 صحيح: أخرجه البخاري "5739" في "كتاب الطب" حدثنا مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ وَهْبٍ بن عطية الدمشقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الوليد الزبيدي، أخبرنا الزهري، عن عروة بن الزبير، عن زينب ابنة أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ: "استرقوا لها فإن بها النظرة". 4 صحيح: أخرجه البخاري "944" في "كتاب الخوف" حدثنا حيوة بن شريح، قال حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قام النبي -صلى الله عليه وسلم- وقام الناس معه فكبر وكبروا معه، وركع وركع ناس منهم، ثم سجد وسجدوا معه، ثم قام للثانية فقام الذين سجدوا وحرسوا إخوانهم، وأتت الطائفة الأخرى فركعوا وسجدوا معه، والناس كلهم في صلاة ولكن يحرس بعضُهم بعضًا. 5 صحيح: أخرجه البخاري "5739"، ومسلم "2197" من طريق محمد بن حرب، به.

البرمكي

1331- البَرْمَكي 1: الوزير الملك أبو الفضل جعفر، ابْنُ الوزِيْرِ الكَبِيْرِ أَبِي عَلِيٍّ يَحْيَى ابْنِ الوَزِيْرِ خَالِدِ بنِ بَرْمَكٍ الفَارِسِيُّ. كَانَ خَالِدٌ مِنْ رِجَالِ العَالَمِ، تَوَصَّلَ إِلَى أَعْلَى المَرَاتِبِ فِي دَوْلَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، ثُمَّ كَانَ ابْنُهُ يَحْيَى كَامِلَ السُّؤْدُدِ، جَلِيْلَ المِقْدَارِ، بِحَيْثُ إِنَّ المَهْدِيَّ ضَمَّ إِلَيْهِ وَلَدَهُ الرَّشِيْدَ، فَأَحْسَنَ تَرْبِيَتَهُ، وأدبه، فلما أفضت الخلافة إِلَى الرَّشِيْدِ، رَدَّ إِلَى يَحْيَى مَقَالِيْدَ الأُمُوْرِ، وَرَفَعَ مَحَلَّهُ، وَكَانَ يُخَاطِبُهُ: يَا أَبِي، فَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ الوُزَرَاءِ، وَنَشَأَ لَهُ أَوْلاَدٌ صَارُوا مُلوَكاً، وَلاَ سِيَّمَا جَعْفَرٌ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا جَعْفَرٌ? لَهُ نَبَأٌ عَجِيْبٌ، وَشَأْنٌ غَرِيْبٌ، بَقِيَ فِي الارتِقَاءِ فِي رُتْبَةٍ، شَرَكَ الخَلِيْفَةَ فِي أَمْوَالِهِ، وَلَذَّاتِهِ، وَتَصَرُّفِهِ فِي المَمَالِكِ، ثُمَّ انْقَلْبَ الدَّسْتُ فِي يَوْمٍ، فَقُتِلَ، وَسُجِنَ أَبُوْهُ وَإِخوَتُهُ إِلَى المَمَاتِ، فَمَا أَجهَلَ مَنْ يَغتَرُّ بِالدُّنْيَا! وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ خَالِدٍ يَقُوْلُ: الدُّنْيَا دُوَلٌ، وَالمَالُ عَارِيَّةٌ، وَلَنَا بِمَنْ قَبْلَنَا أُسْوَةٌ، وَفِيْنَا لِمَنْ بَعْدَنَا عِبْرَةٌ. قَالَ إِسْحَاقُ المَوْصِلِيُّ: كَانَتْ صِلَةُ يَحْيَى إِذَا رَكِبَ لِمَنْ سَأَلَهُ مائَتَيْ دِرْهَمٍ، أَتَيْتُهُ وَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ ضِيْقاً، فَقَالَ: مَا أَصْنَعُ بِكَ؟ مَا عِنْدِي شَيْءٌ، وَلَكِنِّي قَدْ جَاءنِي خَلِيْفَةُ صَاحِبِ مِصْرَ، يَسْأَلُ أَنْ أَسْتَهْدِي صَاحِبَهُ شَيْئاً، فَأَبَيْتُ، فَأَلَحَّ وَبَلَغَنِي أَنَّ لَكَ جَارِيَةً بِثَلاَثَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ، فهو ذا أَسْتَهدِيهِ إِيَّاهَا، فَلاَ تَنْقُصْهَا مِنْ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ شَيْئاً. قَالَ: فَمَا شَعَرتُ إِلاَّ وَالرَّجُلُ قَدْ أَتَى، فَسَاوَمَنِي بِالجَارِيَةِ، فَبَذَلَ عِشْرِيْنَ أَلْفاً، فَلِنْتُ، فَبِعتُهَا، فَلَمَّا أَتَيْتُ يَحْيَى، عَنَّفَنِي، ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا خَلِيْفَةُ صَاحِبِ فَارِسَ، قَدْ جَاءنِي فِي نَحْوِ هَذَا، فَخُذْ جَارِيَتَكَ مِنِّي، فَإِذَا ساومك، لا تنقصها من خمسين ألف دينار. قَالَ: فَأَتَانِي، فَبِعتُهَا بِثَلاَثِيْنَ أَلْفاً فَلَمَّا، صِرْتُ إِلَى يَحْيَى، قَالَ: أَلَمْ نُؤَدِّبْكَ? خُذْ جَارِيَتَكَ. قُلْتُ: قَدْ أَفَدتُ بِهَا خَمْسِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، ثُمَّ تَعُوْدُ إِلَيَّ، هِيَ حُرَّةٌ، وَإِنِّيْ قَدْ تَزَوَّجْتُهَا. قِيْلَ: إِنَّ وَلداً لِيَحْيَى، قَالَ لَهُ وَهُمْ فِي القُيُوْدِ: يَا أَبَةِ، بَعْدَ الأَمْرِ والنهي وَالأَمْوَالِ صِرْنَا إِلَى هَذَا?! قَالَ: يَا بُنَيَّ! دعوة مظلوم غفلنا عنها، لم يغفل الله عَنْهَا. مَاتَ يَحْيَى مَسجوناً، بِالرَّقَّةِ، سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، عَنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً. فَأَمَّا جَعْفَرٌ، فَكَانَ مِنْ مِلاَحِ زَمَانِهِ، كَانَ وَسِيْماً، أَبْيَضَ، جَمِيْلاً، فَصِيْحاً، مُفَوَّهاً، أَدِيْباً، عَذْبَ العِبَارَةِ، حَاتِمِيَّ السَّخَاءِ، وَكَانَ لَعَّاباً، غَارِقاً فِي لَذَّاتِ دُنْيَاهُ، وَلِيَ نِيَابَةَ دِمَشْقَ، فَقَدِمَهَا فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، فَكَانَ يَسْتَخلِفُ عَلَيْهَا، وَيُلاَزِمُ هَارُوْنَ، وَكَانَ يَقُوْلُ: إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَيْكَ، فَأَعْطِ، فَإِنَّهَا لاَ تَفْنَى، وَإِذَا أَدبَرَتْ، فَأَعْطِ، فَإِنَّهَا لاَ تَبقَى. قَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ: هَاجَتِ العَصَبِيَّةُ بِالشَّامِ، وَتَفَاقَمَ الأَمْرُ، فَاغْتَمَّ الرَّشِيْدُ، فَعَقَدَ لِجَعْفَرٍ، وَقَالَ: إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ أَوْ أَخْرَجَ. فَسَارَ، فَقَتَلَ فِيْهِم، وَهَذَّبَهُم، وَلَمْ يَدَعْ لَهُم رُمْحاً، وَلاَ قَوْساً، فَهَجَمَ الأَمْرُ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى دِمَشْقَ عِيْسَى بنَ المعلى، ورد.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 152"، ووفيات الأعيان "1/ 328 و346"، والعبر "1/ 298"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 123"، وشذرات الذهب "1/ 311".

قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ جَعْفَرٌ عِنْدَ الرَّشِيْدِ بِحَالَةٍ لَمْ يُشَارِكْهُ فِيْهَا أَحَدٌ، وَجُوْدُهُ أَشهَرُ مِنْ أَنْ يُذكَرَ، وَكَانَ مِنْ ذَوِي اللَّسَن وَالبَلاَغَةِ. يُقَالَ: إِنَّهُ وَقَّعَ لَيْلَةً بِحَضرَةِ الرَّشِيْدِ زِيَادَةً عَلَى أَلْفِ تَوقِيْعٍ، وَنَظَرَ فِي جَمِيْعِهَا، فَلَمْ يُخْرِجْ شَيْئاً مِنْهَا عَنْ مُوْجِبِ الفِقْهِ، كَانَ أبوه قد ضمه إلى القاضي أبي يُوْسُفَ حَتَّى فَقُهَ. وَعَنْ ثُمَامَةَ بنِ أَشْرَسَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَبْلَغَ مِنْ جَعْفَرٍ البَرْمَكِيِّ، وَالمَأْمُوْنِ. قِيْلَ: اعْتَذَرَ إِلَى جَعْفَرٍ رَجُلٌ، فَقَالَ: قَدْ أَغنَاكَ اللهُ بِالعُذْرِ مِنَّا عَنِ الاَعتِذَارِ إِلَيْنَا، وَأَغنَانَا بِالمَوَدَّةِ لَكَ عَنْ سُوءِ الظَّنِّ بِكَ. قَالَ جَحْظَةُ: حَدَّثَنَا مَيْمُوْنُ بنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنِي الرَّشِيْدِيُّ، حَدَّثَنِي مُهَذَّب حَاجِبُ العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدٍ -يَعْنِي: أَخَا المَنْصُوْرِ: أَنَّ العَبَّاسَ نَالَتْهُ إِضَاقَةٌ، فَأَخْرَجَ سَفَطاً فِيْهِ جَوْهَرٌ بِأَلْفِ أَلْفٍ، فحمله إلى جعفر، وقال أريد عليه خمسمائة أَلْفٍ. قَالَ: نَعَمْ، وَأَخَذَ السَّفَطَ. فَلَمَّا رَجَعَ العَبَّاسُ إِلَى دَارِهِ، وَجَدَ السَّفَطَ قَدْ سَبَقَهُ، وَمَعَهُ أَلفُ أَلفٍ، وَدَخَلَ جَعْفَرٌ عَلَى الرَّشِيْدِ، فخاطبه في العباس، فأمر له بثلاثمائة أَلْفِ دِيْنَارٍ. وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ المَوْصِلِيِّ، قَالَ: حَجَّ الرَّشِيْدُ وَجَعْفَرٌ وَأَنَا مَعَهُم، فَقَالَ لِي جَعْفَرٌ: انْظُرْ لِي جَارِيَةً لاَ مِثْلَ لَهَا فِي الغِنَاءِ وَالظَّرَفِ. قَالَ: فَأُرْشِدْتُ إِلَى جَارِيَةٍ لَمْ أَرَ مِثْلَهَا، وَغَنَّتْ، فَأَجَادَتْ، فَقَالَ مَوْلاَهَا: لاَ أَبِيْعُهَا بِأَقَلَّ مِنْ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ. قُلْتُ: قَدْ أَخَذْتُهَا. فَأُعْجِبَ بِهَا جَعْفَرٌ فَقَالَتِ الجَارِيَةُ: يَا مَوْلاَيَ، فِي أَيِّ شَيْءٍ أَنْتَ? قَالَ: قَدْ عَرَفْتِ مَا كُنَّا فِيْهِ مِنَ النِّعْمَةِ، فَأَرَدْتُ أَنْ تَصِيْرِي إِلَى هَذَا المَلِكِ، فَتَسْعَدِي. قَالَتْ: لَوْ مَلَكْتُ مِنْكَ مَا مَلَكْتَ مِنِّي، مَا بِعتُكَ بِالدُّنْيَا، فَاذْكُرِ العَهْدَ -وَقَدْ كَانَ حَلَفَ أَنْ لاَ يَأْكلَ لَهَا ثمناً- فَتَغَرْغَرَتْ عَيْنَاهُ، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: اشَهَدُوا أَنَّهَا حُرَّةٌ، وَأَنِّي قد تَزَوَّجْتُهَا، وَأَمْهَرْتُهَا دَارِي، فَقَالَ جَعْفَرٌ: انْهضْ بِنَا. فَدَعَوْتُ الحَمَّالِيْنَ لنقلِ الذَّهبِ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: وَاللهِ لاَ صَحِبْنَا مِنْهُ دِرْهَمٌ، وَقَالَ لمَوْلاَهَا: أَنْفِقْهُ عَلَيْكُمَا. قِيْلَ: كَانَ فِي خَزَائِنِ جَعْفَرٍ دَنَانِيْرَ، زِنَةُ الوَاحِدِ مائَةُ مِثْقَالٍ، كَانَ يَرمِي بِهَا إِلَى أَصطحَةِ النَّاسِ سِكَّتَهُ. وَأَصْفَرَ مِنْ ضَرْبِ دَارِ المُلُوْكِ ... يَلُوحُ عَلَى وَجْهِهِ جَعْفَرُ يَزِيْدُ عَلَى مائَةٍ وَاحِداً ... مَتَى يُعْطَه مُعْسِرٌ يُوْسِرُ وَقِيْلَ: بَلِ الشِّعْر لأَبِي العتَاهِيَةِ، وَكَانَ عَلَى الدِّيْنَارِ صُوْرَةُ جَعْفَرٍ. قَالَ صَاحِبُ "الأَغَانِي": أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الرَّبِيْعِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ إسماعيل، عن

مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ قَالَ: شَهِدتُ أَبِي يُحَدِّثُ جَدِّي وَأَنَا صَغِيْر، قَالَ: أَخذَ بِيَدِي أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، فَأَقْبَلَ يَخترقُ الحُجَرَ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حُجْرَةٍ، فَفَتَحَهَا، وَدَخَلْنَا، فَأَغْلَقَهَا، وَقَعَدْنَا عَلَى بَابٍ وَنَقَرَهُ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ عُوْدٍ، فَغَنَّتِ امْرَأَةٌ، فَأَجَادَت، فَطربتُ وَاللهِ، ثُمَّ غَنَّتْ، فَرَقَصْنَا مَعاً، وَخرجنَا، فَقَالَ لِي: أَتعرِفُ هَذِهِ? قُلْتُ: لاَ. قَالَ: عُلَيَّةُ أُخْتِي، وَاللهِ لَئِنْ لفَظْتَ بِهِ لأَقتلَنَّكَ. فَقَالَ لَهُ جَدِّي: فَقَدْ لفظْتَ بِهِ، وَاللهِ لَيَقتُلَنَّكَ. وَقِيْلَ: إِنَّ امْرَأَةً كِلاَبِيَّةً أَنشدَتْ جَعْفَراً: إِنِّيْ مَرَرْتُ عَلَى العقِيْقِ وَأَهْلُهُ ... يَشكُوْنَ مِنْ مطر الربيع نزورا مَا ضَرَّهُم إِذْ مَرَّ فِيْهِم جَعْفَرٌ ... أَنْ لاَ يَكُوْنَ رَبِيْعَهُم مَمْطُورَا قَدِ اخْتُلِفَ فِي سَبَبِ مَصْرَعِ جَعْفَرٍ عَلَى أَقْوَالٍ: فَقِيْلَ: إِنَّ جِبْرِيْلَ بنَ بختيَشوعَ الطَّبِيْبَ قَالَ: إِنِّيْ لَقَاعِدٌ عِنْدَ الرَّشِيْدِ، فَدَخَلَ يَحْيَى بنُ خَالِدٍ، وَكَانَ يَدْخُلُ بِلاَ إِذنٍ، فَسَلَّمَ، فَردَّ الرَّشِيْدُ ردّاً ضَعِيْفاً، فَوَجَمَ يَحْيَى. فَقَالَ هَارُوْنُ: يَا جِبْرِيْلَ! يَدْخُلُ عَلَيْكَ أَحَدٌ بِلاَ إِذنٍ? قُلْتُ: لاَ. قَالَ: فَمَا بَالُنَا? فَوَثَبَ يَحْيَى، وَقَالَ: قَدَّمَنِي اللهُ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قِبَلَكَ، وَاللهِ مَا هُوَ إِلاَّ شَيْءٌ خَصَصْتَنِي بِهِ، وَالآنَ فَتُبْتُ، فَاسْتَحْيَى الرَّشِيْدُ، وَقَالَ: مَا أَرَدْتُ مَا تَكرَهُ، وَلَكِنَّ النَّاسَ يَقُوْلُوْنَ. وَقِيْلَ: إِنَّ ثُمَامَةَ قَالَ: أَوَّلُ مَا أَنْكَرَ يَحْيَى بنُ خَالِدٍ مِنْ أَمرِهِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ اللَّيْثِ رَفَعَ رِسَالَةً إِلَى الرَّشِيْدِ، يَعِظُهُ، وَفِيْهَا: إِنَّ يَحْيَى لاَ يُغنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً، فَأَوْقَفَ الرَّشِيْدُ يَحْيَى عَلَى الرِّسَالَةِ، وَقَالَ: أَتعرفُ مُحَمَّدَ بنَ الليث? قال: نعم، هو منهم عَلَى الإِسْلاَمِ. فَسَجَنَهُ، فَلَمَّا نُكِبَتِ البَرَامِكَةُ، أَحضرَهُ، وَقَالَ: أَتُحِبُّنِي? قَالَ: لاَ وَاللهِ. قَالَ: أَتَقُوْلُ هَذَا قَالَ: نَعَمْ، وَضَعتَ فِي رِجلَيَّ القَيدَ، وَحُلْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيَالِي بِلاَ ذَنْبٍ، سِوَى قَوْلِ حَاسدٍ يَكِيدُ الإِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ، وَيُحبُّ الإِلْحَادَ وَأَهْلَهُ. فَأَطلَقَهُ، وَقَالَ: أَتُحِبُّنِي? قَالَ: لاَ، وَلاَ أُبْغِضُكَ. فَأَمَرَ لَهُ بِمائَةِ أَلفٍ، وَقَالَ: أَتُحِبُّنِي? قال: نَعَمْ. قَالَ: انْتقمَ اللهُ مِمَّنْ ظلمَكَ. فَقَالَ النَّاسُ فِي البَرَامِكَةِ وَكَثَّرُوا. وَقِيْلَ: إِنَّ يَحْيَى دَخَلَ بَعْدُ عَلَى الرَّشِيْدِ، فَقَالَ لِلْغِلْمَانِ: لاَ تَقُوْمُوا لَهُ، فَارْبَدَّ لَوْنُ يَحْيَى. وَقِيْلَ: بَلْ سَبَبُ قتلِ جَعْفَرٍ، أَنَّ الرَّشِيْدَ سَلَّمَ لَهُ يَحْيَى بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ العلوِيَّ، فَرَقَّ لَهُ، وَأَطلقَهُ سِرّاً، فَجَاءَ رَجُلٌ يَنْعتُهُ إِلَى الرَّشِيْدِ، وَأَنَّهُ رَآهُ بِحُلوَانَ، فَأَعْطَى الرَّجُلَ مَالاً. وَقِيْلَ: بَلْ أَنشَأَ جَعْفَرٌ دَاراً، أَنْفَقَ عَلَيْهَا عِشْرِيْنَ أَلْفَ أَلفِ دِرْهَمٍ، فَأَسرفَ.

وَقِيْلَ: اعْتمرَ يَحْيَى بنُ خَالِدٍ، فَتَعَلَّقَ بِالأَسْتَارِ، وَقَالَ: رَبِّ ذُنُوبِي عَظِيْمَةٌ، فَإِنْ كُنْتَ مُعَاقِبِي، فَاجْعلْ عقُوبَتِي فِي الدُّنْيَا، وَإِنْ أَحَاطَ ذَلِكَ بِسَمْعِي، وَبَصْرِي، وَمَالِي، وَوَلدِي، حَتَّى أَبلغَ رضَاكَ، فَقدحَ الأَمِيْرُ ابْنُ مَاهَانَ عِنْدَ الرَّشِيْدِ فِي مُوْسَى بنِ يَحْيَى بنِ خَالِدٍ، وَأَعْلَمَهُ طَاعَةَ أَهْلِ خُرَاسَانَ لَهُ، وَأَنَّهُ يُكَاتِبُهُم، فَاسْتوحشَ الرَّشِيْدُ مِنْهُ، وَركِبَهُ دَيْنٌ، فَاخْتفَى مِنَ الغُرَمَاءِ، فَتَوَهَّمَ الرَّشِيْدُ أَنَّهُ سَارَ إِلَى خُرَاسَانَ، ثُمَّ ظهرَ، فَسَجَنَهُ، فَهَذَا أَوَّلُ نَكْبَتِهِم، فَأَتَتْ أُمُّهُ تُلاَطفُ الرَّشِيْدَ، فَقَالَ: يَضمنُهُ أَبُوْهُ، فَضمِنَهُ. وَغَضِبَ الرَّشِيْدُ أَيْضاً عَلَى الفَضْلِ بنِ يَحْيَى، لِتَرْكِهِ الشُّربَ مَعَهُ، وَكَانَ الفَضْلُ يَقُوْلُ: لَوْ عَلِمتُ أَنَّ شرب الماء ينقص مروءتي، لتركته، وكان مَشْغُوَفاً بِالسَّمَاعِ، وَكَانَ جَعْفَرٌ يُنَادِمُ الرَّشِيْدَ، وَيَأْمرُهُ أَبُوْهُ بِالإِقلاَلِ مِنْ ذَلِكَ، فَلاَ يَسْمَعُ. وَقَالَ يَحْيَى: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! أَنَا أَكرهُ مدَاخِلَ جَعْفَرٍ مَعَكَ، فَلَو اقْتصرْتَ بِهِ عَلَى الإِمْرَةِ دُوْنَ العُشْرَةِ. قَالَ: يَا أَبتِ لَيْسَ ذَا بِكَ، بَلْ تُرِيْدُ أَنْ تُقَدِّمَ الفَضْلَ عَلَيْهِ. ابْنُ جَرِيْرٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، أَظُنُّه عَنْ عَمِّهِ زَاهِرِ بنِ حَرْبٍ، أَنَّ سَبَبَ هَلاَكِ البَرَامِكَةِ، أَنَّ الرَّشِيْدَ كَانَ لاَ يَصبرُ عَنْ جَعْفَرٍ وَأُخْتِه عَبَّاسَةَ، وَكَانَ يُحْضِرُهُمَا مَجْلِسَ الشَّرَابِ، فَيَقومُ هُوَ، فَقَالَ: أُزَوِّجُكَهَا عَلَى أَنْ لاَ تَمَسَّهَا. قَالَ: فَكَانَا يَثملاَنِ، وَيَذْهَبُ الرَّشِيْدُ، وَيثبُ جَعْفَرٌ عَلَيْهَا، فَوَلَدَتْ مِنْهُ غُلاَماً، فَوَجَّهَتْهُ إِلَى مَكَّةَ، فَاخْتفَى الأَمْرُ، ثُمَّ ضَرَبَتْ جَارِيَةً لَهَا، فَوَشَتْ بِهَا، فَلَمَّا حَجَّ الرَّشِيْدُ، هَمَّ بِقتلِ الطِّفلِ، ثُمَّ تَأْثَّم مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا وَصلَ إِلَى الحِيْرَةِ، بَعَثَ إِلَى مَسْرُوْرٍ الخَادِمِ، وَمَعَهُ أَبُو عِصْمَةَ، وَأَجْنَادٌ، فَأَحَاطُوا بِجَعْفَرٍ لِيْلاً، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مَسْرُوْرٌ وَهُوَ فِي مَجْلِسِ لهوٍ، فَأَخْرَجَهُ بِعُنْفٍ، وَقَيَّدَهُ بقِيدِ حِمَارٍ، وَأَتَى بِهِ، فَأَمرَ الرَّشِيْدُ بِقَتْلِهِ. وَعَنْ مَسْرُوْرٍ قَالَ: وَقَعَ عَلَى رِجْلِي يُقَبِّلُهَا، وَقَالَ: دَعْنِي أَدخلُ فَأُوصِي. قُلْتُ: لاَ سَبِيْلَ إِلَى ذَا، فَأَوصِ بِمَا شِئْتَ فَأَوْصَى، وَأَعتقَ مَمَالِيْكَهُ، ثُمَّ ذَبَحْتُهُ بَعْدَ أَنْ رَاجعتُ فِيْهِ الرَّشِيْدَ، وَجِئْتُهُ بِرَأَسِهِ. وَوجَّهَ الرَّشِيْدُ جُنْداً إِلَى أَبِيْهِ، فَأَحَاطُوا بِهِ وَبأَوْلاَدِهِ وَمَوَالِيْه، وَأُخِذَتْ أَمْوَالُهُم وَأَملاَكُهُم، وَبُعِثَتْ جُثَّةُ جَعْفَرٍ إِلَى بَغْدَادَ، فَصُلِبَ، وَنُودِي: أَلاَ لاَ أَمَانَ لمن آوى بَرْمَكِيّاً، وَصَلَبَ الرَّشِيْدُ أَنَسَ بنَ أَبِي شَيْخٍ عَلَى الزَّنْدَقَةِ، وَكَانَ مُخْتَصّاً بِالبَرَامِكَةِ. عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ المَهْدِيِّ قَالَ: خَلاَ جَعْفَرٌ يَوْماً بِنُدَمَائِهِ وَأَنَا فِيْهِم، وَتضَمَّخَ بِالطِّيبِ، فَجَاءهُ عَبْدُ المَلِكِ بنُ صَالِحٍ، فَدَخَلَ فَاربَدَّ وَجْهُ جَعْفَرٍ، فَدَعَا عَبْدُ المَلِكِ غُلاَمَهُ، فَنَزَعَ سوَادَهُ، وَقَلنسُوتَهُ، وَأَتَى مَجْلِسَنَا، فَأَلبسُوهُ حَرِيْراً، وَأَطعمَ وَشَربَ. فَقَالَ: وَاللهِ مَا شَرِبتُهُ قَبْلَ اليَوْمِ، فَأَخفِ عليَّ، وَنَادَمَ أَحْسَنَ مُنَادِمَةٍ، وَسُرِّيَ عَنْ جَعْفَرٍ، وَقَالَ: اذكُرْ حَوَائِجَكَ، فَإِنِّي لاَ

أَسْتَطِيْعُ مُقَابَلَةَ مَا كَانَ مِنْكَ. قَالَ: فِي قَلْبِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيَّ مَوْجِدَةٌ، فَتُخْرِجُهَا. قَالَ: قَدْ رَضِيَ عَنْكَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: وَعَلَيَّ أَرْبَعَةُ آلاَفِ أَلفٍ. قَالَ: قُضِيَ دَينُكَ. قَالَ: وَابْنِي إِبْرَاهِيْمُ، أُحِبُّ أَنْ أُزَوِّجَهُ. قَالَ: قَدْ زَوَّجَهُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ بِالعَالِيَةِ بِنْتِهِ. قَالَ: وَأُوثرُ أَنْ يُولَّى بَلَداً. قَالَ: قَدْ وَلاَّهُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ مِصْرَ، فَخَرَجَ وَنَحْنُ مُتَعَجِّبُوْنَ مِنْ إِقدَامِ جَعْفَرٍ عَلَى هَذِهِ الأُمُوْرِ العَظِيْمَةِ، مِنْ غَيْرِ اسْتِئِذَانٍ، وَرَكِبَ إِلَى الرَّشِيْدِ، فَأَمْضَى لَهُ الجَمِيْعَ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: بَلَغَ مِنْ أَمْرِ جَعْفَرٍ أَنَّ الرَّشِيْدَ اتَّخَذَ لَهُ ثَوْباً لَهُ زِيقَانَ يَلبَسُهُ هُوَ وَهُوَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَنْهُ صَبْرٌ، وَكَانَتْ عَبَّاسَةُ أُخْتُ الرَّشِيْدِ أَعزَّ امْرَأَةٍ عَلَيْهِ، فَكَانَ مَتَى غَابَت أَوْ غَابَ جَعْفَرٌ تَنغَّصَ، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: سَأُزَوِّجُكَهَا لِمُجَرَّدِ النَّظَرِ، فَاحْذَرْ أَنْ تَخْلُوَ بِهَا، فَزَوَّجَهُ. فَقِيْلَ: إِنَّهَا أَحَبَّتْهُ، وَرَاوَدَتْهُ، فَأَبَى، وَأَعْيَتْهَا الحِيْلَةُ، فَبَعَثَتْ إِلَى وَالِدَةِ جَعْفَرٍ: أَنِ ابْعثِينِي إِلَى ابْنِكِ كَأَنَّنِي جَارِيَةٌ لك، تتحفينه بها، فأبت. فقالت: لئن لَمْ تَفْعلِي، لأَقُوْلَنَّ عَنْكِ: إِنَّكِ دَعَوتِيْنِي إِلَى هَذَا، وَلَئِنْ وَلَدتُ مِنِ ابْنِكِ، لِيكُوْننَّ لَكُمُ الشرف، فأجابتها. قال: فافتضها، فَقَالَتْ: كَيْفَ رَأَيْتَ خدِيعَةَ بَنَاتِ الخُلَفَاءِ، فَأَنَا مَوْلاَتُكَ، فَطَارَ السُّكرُ مِنْ رَأْسِهِ، وَقَامَ، وَقَالَ لأُمِّهِ: بِعتِيْنِي -وَاللهِ- رَخِيْصاً، وَحَبِلَتْ مِنْهُ، فَلَمَّا وَلدَتْ، وَكَّلَتْ بِالوَلَدِ خَادِماً وَمُرْضِعاً، وَبَعَثتْهُم إِلَى مَكَّةَ، ثُمَّ وَشَتْ بِهَا زُبَيْدَةُ، فَحَجَّ، وَتَحَقَّقَ الأَمْرَ، فَأَضْمَرَ السُّوْءَ لِلبَرَامِكَةِ، وَأَشَارَ أَبُو نُوَاسٍ إِلَى ذَلِكَ، فَقَالَ: أَلاَ قُل لأَمِيْنِ اللْـ ... ـلَه وَابْنِ القَادَةِ السَّاسَه إِذَا مَا نَاكِثٌ سرْ ... رَك أَنْ تُعْدِمَهُ رَأْسَه فَلاَ تَقْتُلْهُ بِالسَّيْفِ ... وَزَوِّجْهُ بِعَبَّاسَه وَسُئِلَ سَعِيْدُ بنُ سَالِمٍ عَنْ ذَنْبِ البَرَامِكَةِ، فَقَالَ: مَا كَانَ مِنْهُم بَعْضُ مَا يُوجِبُ مَا فَعلَ الرَّشِيْدُ، لَكِن طَالَتْ أَيَّامُهُم، وكل طويل يُمَلُّ. وقيل: رفعت القصة إِلَى الرَّشِيْدِ فِيْهَا: قُلْ لأَمِيْنِ الله فِي أَرْضِهِ ... وَمَنْ إِلَيْهِ الحَلُّ وَالعَقْدُ هَذَا ابْنُ يَحْيَى قَدْ غَدَا مَالِكاً ... مِثْلَكَ مَا بَيْنَكُمَا حَدُّ أَمْرُكَ مَرْدُوْدٌ إِلَى أَمْرِهِ ... وَأَمْرُهُ مَا إِنْ لَهُ رَدُّ وَقَدْ بَنَى الدَّارَ الَّتِي مَا بَنَى الـ ... ـفُرْسُ لَهَا مِثْلاً وَلاَ الهِنْدُ الدُّرُّ وَاليَاقُوْتُ حَصْبَاؤُهَا ... وَتُرْبُهَا العَنْبَرُ وَالنَّدُّ وَنَحْنُ نَخْشَى أَنَّهُ وَارِثٌ ... مُلْكَكَ إِنْ غَيَّبَكَ اللحد

فقرأها، وأثرت فيه. وَقِيْلَ: إِنَّ أُخْتَه قَالَتْ لَهُ: مَا رَأَيْتُ لَكَ سُرُوْراً مُنْذُ قتلتَ جَعْفَراً، فَلِمَ قَتَلْتَهُ? قَالَ: لَوْ عَلِمتُ أَنَّ قمِيْصِي يَعلَمُ السَّبَبَ لَمَزَّقْتُهُ. عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهَاشِمِيِّ خَطِيْبِ الكُوْفَةِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّي يَوْمَ الأَضْحَى، وَعِنْدَهَا عَجُوْزٌ فِي أَثْوَابٍ رَثَّةٍ، فَقَالَتْ: تَعرِفُ هَذِهِ? قُلْتُ: لاَ. قَالَتْ: هَذِهِ وَالِدَةُ جَعْفَرٍ البَرْمَكِيِّ، فَسلَّمْتُ عَلَيْهَا، وَرحَّبْتُ بِهَا، وَقُلْتُ: حدِّثِينَا بِبَعْضِ أَمرِكُم. قَالَتْ: لَقَدْ هجمَ عليَّ مثل هذا العيد، وعلى رأسي أربعمائة جَارِيَةٍ، وَأَنَا أَزعمُ أَنَّ ابْنِي عَاقٌّ لِي، وَقَدْ أَتَيْتُكُم يُقنِعُنِي جلدُ شَاتَيْنِ، أَجْعَلُ أَحَدَهُمَا فراشًا لي. قال: فأعطيتها خمسمائة دِرْهَمٍ، فَكَادَتْ تَموَتُ فَرَحاً. لَمْ يَزَلْ يَحْيَى، وَآلُهُ مَحْبُوْسِينَ، وَحَالُهُم حَسَنَةٌ، إِلَى أَنْ سخطَ الرَّشِيْدُ عَلَى ابْنِ عَمِّهِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ صَالِحٍ، فَعَمَّهُم بِسُخْطِهِ، وَجَدَّدَ لَهُم التُّهمَةَ، وَضَيَّقَ عَلَيْهِم. وَدَامتْ جُثَّةُ جَعْفَرٍ مُعَلَّقَةً مُدَّةً، وَعُلِّقتْ أَطْرَافُهُ بِأَمَاكِنَ، ثُمَّ أُحْرِقَتْ. وَقِيْلَ: لَمْ يُحبسْ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى. وَفِي تَارِيْخِ ابْنِ خَلِّكَانَ: أَنَّ الرَّشِيْدَ دَعَا يَاسِراً غُلاَمَهُ، فَقَالَ: قَدِ انْتَخَبْتُكَ لأَمرٍ لَمْ أَرَ لَهُ الأَمِيْنَ وَلاَ المَأْمُوْنَ، فَحَقِّقْ ظَنِّي. قَالَ: لَوْ أَمَرْتَنِي بِقتلِ نَفْسِي لَفَعَلْتُ. قَالَ: ائِتِنِي بِرَأَسِ جَعْفَرٍ، فَوَجَمَ لَهَا. قَالَ: وَيْلَكَ مَا لَكَ? قَالَ: الأَمْرُ عظيم، ليتني مت قبل هذا. قال: امضِ وَيْلَكَ. فَمَضَى، فَأَتَى جَعْفَراً، فَقَالَ: يَا يَاسِرُ! سَرَرْتَنِي بِإِقبالِكَ، لَكِنْ سُؤْتَنِي بِدُخُوْلِكَ بِلاَ إِذنٍ. قَالَ: الأَمْرُ وَرَاءَ ذَلِكَ يَا جَعْفَرٌ، قَدْ أُمِرْتُ بِكَذَا. قَالَ المِسْكِيْنُ -وَأَقْبَلَ يُقَبِّلُ قَدَمَهُ- وَقَالَ: دَعْنِي أَدخلُ وَأُوصِي. قَالَ: لاَ سَبِيْلَ إِلَى ذَلِكَ، فَأَوصِ. فَقَالَ: لِي عَلَيْكَ حَقٌّ، فَارْجِعْ إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، وَقُلْ: قَتَلْتُهُ، فَإِنْ نَدِمَ كَانَتْ حَيَاتِي عَلَى يَدِكَ. قَالَ: لاَ أَقْدِرُ. قَالَ: فَآتِي مَعَكَ إِلَى مُخَيَّمِهِ، وَأَسْمَعُ كَلاَمَهُ، وَقَوْلَكَ لَهُ. قَالَ: أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ، وَذَهَبَ بِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ يَاسِرٌ، قَالَ: مَا وَرَاءكَ? فَذَكَرَ لَهُ قَوْلَ جَعْفَرٍ، فَشَتَمَهُ، وَقَالَ: لَئِنْ رَاجَعْتَنِي، لأُقَدِّمَنَّكَ قَبْلَهُ، فَخَرَجَ وَضَرَبَ عُنُقَهُ، وَأَتَاهُ بِرَأْسِهِ. فَقَالَ: يَا يَاسِرُ جِئنِي بِفُلاَنٍ وَفُلاَنٍ فَلَمَّا أَتَاهُ بِهِمَا قَالَ: اضرِبَا عُنُقَهُ، فَإِنِّي لاَ أَقدرُ أَرَى قَاتَلَ جَعْفَرٍ. وَقَالَ أَبُو العَتَاهِيَةِ: قُوْلاَ لِمَنْ يَرْتَجِي الحَيَاةَ أَمَا ... فِي جَعْفَرٍ عِبْرَةٌ وَيَحْيَاهُ

كَانَا وَزِيْرَيْ خَلِيْفَةِ اللهِ هَا ... رُوْنَ هُمَا مَا هُمَا وَزِيْرَاهُ فَذَالِكُم جَعْفَرٌ بِرُمَّتِهِ ... فِي حَالِقٍ رَأْسُهُ وَنِصْفَاهُ وَالشَّيْخُ يَحْيَى الوَزِيْرُ أَصْبَحَ قَدْ ... نَحَّاهُ عَنْ نَفْسِهِ وَأَقصَاهُ شُتِّتَ بَعْدَ الجَمِيْعِ شَمْلُهُمُ ... فَأَصْبَحُوا فِي البِلاَدِ قَدْ تَاهُوا كَذَاكَ مَنْ يُسْخِطُ الإِلَهَ بِمَا ... يُرْضِي بِهِ العَبْدَ يَجْزِهِ اللهُ سُبْحَانَ مَنْ دَانَتِ المُلُوْكُ لَهُ ... نَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوْ طُوْبَى لِمَنْ تَابَ قَبْلَ عَثْرَتِهِ ... فَتَابَ قَبْلَ الممات طوباه قَالَ المُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ بنُ رَوْحٍ المَدَائِنِيُّ: وُلِدْتُ يَوْم قُتِلَ جَعْفَرُ بنُ يَحْيَى، وَهُوَ أَوَّلُ صَفَرٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، عَاشَ سَبْعاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وَمَاتَ أَخُوْهُ الفَضْلُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَكَانَ أَخاً لِلرَّشِيْدِ مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَأُمُّهُ بَرْبَرِيَّةٌ، وَكَانَ قَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ، وَكَانَ مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ، وَكَانَ أَكرَمَ وَأَجْوَدَ مِنْ جَعْفَرٍ، لَكِنَّهُ كَانَ ذَا تِيْهٍ وَكِبْرٍ عَظِيْمٍ، وَصَلَ مَرَّةً عَمْرَو بنَ جَمِيْلٍ التَّمِيْمِيَّ بِأَلفِ أَلفِ دِرْهَمٍ، وَعَاشَ خَمْساً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ.

يزيد بن مزيد

1332- يزيد بن مَزْيَد 1: ابن زائدة، أَمِيْرُ العَرَبِ، أَبُو خَالِدٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَحَدُ الأَبْطَالِ وَالأَجْوَادِ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي الأَمِيْر مَعْنِ بنِ زَائِدَةَ. وَلِيَ اليَمِنَ، ثُمَّ وَلِيَ أَذْرَبِيْجَانَ وَأَرْمِيْنِيَةَ لِلرَّشِيْدِ، وَقَتَلَ رَأْسَ الخَوَارِجِ الوَلِيْدَ بنَ طَرِيْفٍ. وَكَانَ يَزِيْدُ مَعَ فَرطِ شَجَاعَتِهِ وَكَرَمِهِ مِنْ دُهَاةِ العَرَبِ، وَتَمَّتْ لَهُ حُرُوْبٌ مَعَ الوَلِيْدِ، حَتَّى إِنَّهُ بَارَزَهُ بِنَفْسِهِ، فَتَصَاوَلاَ نَحْوَ سَاعَتَيْنِ، وَتَعَجَّبَ مِنْهُمَا الجَمْعَانِ، ثُمَّ ضَرَبَ رِجْلَ الوَلِيْدَ، فَسَقَطَ، وَكِلاَهُمَا مِنْ بَنِي شَيْبَانَ. وَقِيْلَ: إِنَّ الرَّشِيْدَ قَالَ لَهُ: يَا يَزِيْدُ! مَا أَكْثَرَ أُمَرَاءَ المُؤْمِنِيْنَ فِي قَوْمِكَ! قَالَ: نَعَمْ، إِلاَ أن منابرهم الجذوع. وَقِيْلَ: إِنَّ الرَّشِيْدَ أَعْطَاهُ لَمَّا بَعَثَهُ لِحَربِ الوَلِيْدِ ذُوْ الفَقَارِ، وَقَالَ: سَتُنْصَرُ بِهِ. فَقَالَ مُسْلِمُ بنُ الوَلِيْدِ: أَذَكَرْتَ سَيْفَ رَسُوْلِ اللهِ سُنَّتَه ... وَبَأْسَ أَوَّلِ مَنْ صَلَّى وَمَنْ صَامَا يَعْنِي: عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: رَأَيْتُ الرَّشِيْدَ مُتَقَلِّداً سَيْفاً، فَقَالَ: أَلاَ أُرِيْكَ ذُو الفَقَارِ? قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: اسْتَلَّ سَيْفِي. فَاسْتَلَلْتُهُ فَرَأَيْتُ، فِيْهِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ فَقَارَةً. وَلِمَنْصُوْرِ بنِ الوَلِيْدِ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لِبَنِي شَيْبَانَ مِنْ حَسَبٍ ... سِوَى يَزِيْدَ لَفَاتُوا النَّاسَ بِالحَسَبِ قِيْلَ: نَظَرَ يَزِيْدُ إِلَى لِحْيَةٍ عَظِيْمَةٍ مَخضُوبَةٍ، فَقَالَ لِصَاحِبِهَا: أَنْتَ مِنْ لِحْيَتِكِ فِي مُؤنَةٍ. قَالَ: أَجَلْ، وَلِذَلِكَ أَقُوْلُ: لَهَا دِرْهَمٌ لِلطِّيْبِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ... وَآخَرُ لِلْحِنَّاءِ يَبْتَدِرَانِ وَلَوْلاَ نوال من يزيد من مزيد ... لصوت في حافاتها الجلمان وَبَلَغَنَا أَنَّ يَزِيْدَ بنَ مَزْيَدٍ أُهْدِيَتْ لَهُ جارية، فافتضَّها، فَمَاتَ عَلَى صَدْرِهَا بِبَرْذَعَةَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، وَخَلَّفَ ابْنَيْهِ الأَمِيْرَيْنِ: خَالِداً، وَمُحَمَّداً. وَلِمُسْلِمٍ فيه مدائح بديعة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 334"، ووفيات الأعيان "4/ ترجمة 820"، وخزانة الأدب للبغدادي "3/ 54".

أبو معاوية

1333- أبو معاوية 1: "ع" محمد بن حازم مَوْلَى بَنِي سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيْمٍ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، أَبُو مُعَاوِيَةَ السَّعْدِيُّ، الكُوْفِيُّ، الضَّرِيْرُ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ. قَالَ أَحْمَدُ، وَجَمَاعَةٌ: وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَعَمِيَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِ سِنِيْنَ، فَأَقَامُوا عَلَيْهِ مَأْتَماً. قَالَهُ: أَبُو دَاوُدَ. وَيُقَالُ: عَمِيَ ابْنَ ثَمَانِ سِنِيْنَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 392"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 191"، والكنى للدولابي "2/ 117"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1360"، وتاريخ بغداد "5/ 243"، والأنساب للسمعاني "8/ 152"، والكاشف "3/ ترجمة 4889"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7466" و"4/ 10618" وجامع التحصيل للعلائي "ترجمة 678"، وتهذيب التهذيب "9/ 137"، وتقريب التهذيب "2/ 157" وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6174".

حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَالأَعْمَشِ، وَسُهَيْلٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَبُرَيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وأبي إسحاق الشيباني، ومحمد بن سوقة، وَالكَلْبِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ طَرِيْفٍ الإِسْكَافِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ المَكِّيِّ، وَبَشَّارِ بنِ كِدَامٍ، وَجَعْفَرِ بنِ بُرْقَانَ، وَجُوَيْبِرِ بنِ سَعِيْدٍ، وَحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، وَالحَسَنِ بنِ عَمْرٍو الفُقَيْمِيِّ، وَخَالِدِ بنِ إِلْيَاسَ، وَسَعْدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَعَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ بنِ مِهْرَانَ، وَأَبِي بُرْدَةَ عَمْرِو بنِ يَزِيْدَ، وَقَنَانِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيْمُ، وَابْن جُرَيْجٍ شَيْخُهُ، وَالأَعْمَشُ شَيْخُه، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَعَمْرُو بنُ عَوْنٍ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَإِسْحَاقُ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيٌّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَهَنَّادٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، وَأَخُوْهُ أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ، وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَسَهْلُ بنُ زَنْجَلَةَ، وَصَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ، وَسَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَسُوْسِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ إِشْكَابٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الحَسَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الأَحْمَسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ طَرِيْفٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى العَنَزِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، خَاتِمَتُهُم، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيُّ. سُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ وَجَرِيْرٍ فِي الأَعْمَشِ، فَقَدَّمَ أَبَا مُعَاوِيَةَ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيْهِ: كَانَ أَبُو مُعَاوِيَةَ إِذَا سُئِلَ عَنْ أَحَادِيْثِ الأَعْمَشِ، يَقُوْلُ: قَدْ صَارَ حَدِيْثُ الأَعْمَشِ فِي فَمِي عَلْقَماً، أَوْ أَمَرَّ، لِكَثْرَةِ مَا تَرَدَّدَ عَلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ أَبِي: أَبُو مُعَاوِيَةَ فِي غَيْر حَدِيْثِ الأَعْمَشِ مُضْطَرِبٌ، لاَ يَحفَظُهَا حِفْظاً جَيِّداً، وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كَانَ -وَاللهِ- حَافِظاً لِلْقُرْآنِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ جَرِيْرٍ فِي الأَعْمَشِ. قَالَ: وَرَوَى: أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ أَحَادِيْثَ مَنَاكِيْرَ، وَقَالَ: هُوَ أَثْبَتُ أَصْحَابِ الأَعْمَشِ بَعْدَ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ. أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ لَنَا وَكِيْعٌ: مَنْ تَلْزَمُوْنَ? قُلْنَا: نَلزَمُ أَبَا مُعَاوِيَةَ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ يَعُدُّ عَلَيْنَا فِي حَيَاةِ الأَعْمَشِ ألفًا وسبعمائة. فَقُلْتُ لأَبِي مُعَاوِيَةَ: إِنَّ وَكِيْعاً، قَالَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: صَدَقَ، وَلَكِنِّي مَرِضْتُ مَرْضَةً، فَأُنسِيتُ أربعمائة.

عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: حَفِظتُ من الأعمش ألفًا وستمائة، فمرضت مرضة، فذهب عني منها أربعمائة. قَالَ يَحْيَى: كَانَ عِنْدَهُ أَلْفٌ وَمائَتَانِ، وَعِنْدَ وكيع عن الأعمش ثمانمائة. قُلْتُ لِيَحْيَى: كَانَ أَبُو مُعَاوِيَةَ أَحْسَنُهُم حَدِيْثاً عَنِ الأَعْمَشِ? قَالَ: كَانَتْ تِلْكَ الأَحَادِيْثُ الكِبَارُ العَالِيَةُ عِنْدَهُ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كَتَبْنَا عن أبي معاوية، عن الأعمش ألفًا وخمسمائة حَدِيْثٍ، وَكَانَ عِنْدَ جَرِيْرٍ أَلفٌ وَمائَتَانِ عَنِ الأَعْمَشِ، وَكَانَ عِنْدَ الأَعْمَش مَا لَمْ يَكُنْ عند أبي معاوية، أربعمائة وَنَيِّفٌ وَخَمْسُوْنَ حَدِيْثاً. مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ لأَبِي مُعَاوِيَةَ: أَمَّا أَنْتَ، فَقَدْ رَبَطْتَ رَأْسَ كِيسِكَ. وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ: سَمِعْتُ شَبَابَةَ يَقُوْلُ: جَاءَ أَبُو معاوية إلى مَجْلِسِ شُعْبَةَ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ! سَمِعْتَ حَدِيْثَ كَذَا مِنَ الأَعْمَشِ? قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ شُعْبَةُ: هَذَا صَاحِبُ الأَعْمَش، فَاعْرِفُوهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُوْلُ: لَزِمَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الأَعْمَشَ عِشْرِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الوَكِيْعِيُّ: مَا أَدْرَكْنَا أَحَداً كَانَ أَعْلَمَ بِأَحَادِيْثِ الأَعْمَشِ مِنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ دَاوُدَ الحَرَّانِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ يَقُوْلُ: البُصَرَاءُ، كَانُوا عِيَالاً عَلَيَّ عِنْدِ الأَعْمَشِ. وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ يَقُوْلُ: كُلُّ حَدِيْثٍ أَقُوْلُ فِيْهِ: "حَدَّثَنَا"، فَهُوَ مَا حَفِظتُهُ مِنْ فِيِّ المُحَدِّثِ، وَمَا قُلْتُ: ذَكَرَ فُلاَنٌ، فَهُوَ مَا لَمْ أَحْفَظْه مِنْ فِيْهِ، وَقُرِئَ عَلَيْهِ مِنْ كِتَابٍ، فَحَفِظتُهُ وَعَرَفتُهُ. قَالَ العِجْلِيُّ: كُوْفِيٌّ، ثِقَةٌ، يَرَى الإِرْجَاءَ، وَكَانَ لَيِّنَ القَوْلِ فِيْهِ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ، رُبَّمَا دَلَّسَ، كَانَ يَرَى الإِرْجَاءَ، فَيُقَالُ: إِنَّ وَكِيْعاً لَمْ يَحضُرْ جِنَازَتَه لِذَلِكَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ رَئِيْسَ المُرْجِئَةَ بِالكُوْفَةِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: صَدُوْقٌ، وَهُوَ فِي الأعمش ثقة، وفي غيره فيه اضطراب.

وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ حَافِظاً، مُتْقِناً، وَلَكِنَّهُ كَانَ مُرْجِئاً، خَبِيثاً. وَقَالَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ: كُنَّا نَرْقَع الحَدِيْثَ عِنْد الأَعْمَشِ، ثُمَّ نَخرُجُ، فَلاَ يَكُوْنُ أَحَدٌ أَحْفَظَ مِنَّا لِحَدِيْثِهِ مِنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. وَكَانَ هَارُوْنَ الرَّشِيْد يُجِلُّ أَبَا مُعَاوِيَةَ، وَيَحْتَرِمُهُ، قِيْلَ: إِنَّهُ أَكَلَ عِنْدَهُ، فَغَسَلَ يَدَيْه، فَكَانَ الرَّشِيْدُ هُوَ الَّذِي صَبَّ عَلَى يَدِهِ، وَقَالَ: تَدْرِي يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ مَنْ يَصُبُّ عَلَيْكَ، ثُمَّ وَصَلَهُ بِذَهَبٍ كَثِيْرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: مَاتَ أَبُو مُعَاوِيَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ. وَزَادَ بَعْضُهُم: فِي صَفَرٍ -أَوْ أَوَّلِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الغَنَائِمِ بنُ مَحَاسِنَ، أَخْبَرَنَا جَدِّي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي نَصْرٍ القَاضِي، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَعَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ تَمِيْمٍ الدَّارِيِّ: أَنَّهُ قَرَأَ القُرْآنَ فِي رَكْعَة. أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَلَفٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بنِ أَبِي السَّهْلِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ السَّبَّاكِ، وَعَلِيُّ بنُ سَالِمٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ شَاتِيْلَ، وَنَصْرُ اللهِ القَزَّازُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الرَّبَعِيُّ، زَادَ ابْنُ شَاتِيْلَ، فَقَالَ: وَأَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرِيَّةً إِلَى خَثْعَمٍ، فَاعْتَصَمَ نَاسٌ بِالسُّجُوْدِ، فَأَسرَعَ فِيْهِمُ القَتْلُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَ لَهُم بِنِصْفِ العَقْلِ، وَقَالَ: "أَنَا بَرِيْءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيْمُ بَيْنَ ظَهْرَي المُشْرِكِيْنَ". قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ! وَلِمَ? قَالَ: "لا تراءى ناراهما" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "2645"، والترمذي "1604" من طريق هناد بن السري، عن أبي معاوية، به، وأخرجه الترمذي "1605" حدثنا هناد، حدثنا عبدة، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ بن أبي حازم مثل حديث أبي معاوية ولم يذكر فيه عن جرير وهذا أصح. وقال أبو عيسى: وأكثر أصحاب إسماعيل، عن قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعث سرية ولم يذكروا فيه عن جرير. وأخرجه النسائي "8/ 36" من طريق أبي خالد، عن إسماعيل، به. وأخرجه أحمد "4/ 365"، والنسائي "7/ 148"، والبيهقي "9/ 13" من طريق أبي وائل، عن أبي نخيلة البجلي قال: قال جرير: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يبايع فقلت: يا رسول الله ابسط يدك حتى أبايعك واشترط علي فأنت أعلم قال: "أبايعيك على أن تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتناصح المسلمين وتفارق المشركين". وله شاهد عند أبي داود "2787" من حديث سمرة بن جندب مرفوعا بلفظ: "من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله". وله شاهد آخر عند النسائي "5/ 83"، وابن ماجه "2536" من طريق بَهْزُ بنُ حَكِيْمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مرفوعا بلفظ: "لا يقبل الله من مشرك بعدما أسلم عملا حتى يفارق المشركين إلى المسلمين". وإسناده حسن.

أبو معاوية الأسود

1334- أَبُو مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدُ 1: مِنْ كِبَارِ أَوْلِيَاءِ اللهِ. صحب سفيان الثوري، وإبراهيم بن أدهم، وَغَيْرَهُمَا، وَكَانَ يُعَدُّ مِنَ الأَبْدَالِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ ذَهَبَ بَصَرُه، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ التِّلاَوَةَ فِي المُصْحَفِ، أَبصَرَ بِإِذْنِ اللهِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: جَاءَ إِلَى أَبِي مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدِ جَمَاعَةٌ، ثُمَّ قَالُوا: ادْعُ اللهَ لَنَا. فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِهِم، وَلاَ تَحْرِمْهُم بِي. قَالَ أَحْمَدُ بنُ فُضَيْلٍ العَكِّيُّ: غَزَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدُ، فَحَضَرَ المُسْلِمُوْنَ حِصْناً فِيْهِ عِلْجٌ، لاَ يَرْمِي بِحَجَرٍ وَلاَ نُشَّابٍ إِلاَّ أَصَابَ، فَشَكَوْا إِلَى أَبِي مُعَاوِيَةَ، فَقَرَأَ: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأَنْفَالُ: 17] ، اسْتُرُوْنِي مِنْهُ. فَلَمَّا وَقفَ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيْدُوْنَ بِإِذنِ اللهِ? قَالُوا: المذَاكِيْرَ. فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، قَدْ سَمِعْتَ ما سألوني، فأعطي ذَلِكَ: بِسْمِ اللهِ، ثُمَّ رَمَى المذَاكِيْرَ، فَوَقَعَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بنُ الفُضَيْلِ، حَجَّ أَبُو مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدُ مِنْ طَرَسُوْس لِيُعَزِّيَ الفُضَيْلَ. وَمِنْ كَلاَمِهِ: مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، طَالَ غَداً غَمُّهُ، وَمَنْ خَافَ مَا بَيْنَ يَدَيْه، ضَاقَ بِهِ ذَرْعُهُ، وَلَهُ مَوَاعِظُ وحكم.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "8/ ترجمة 405".

إبراهيم الموصلي

1335- إبراهيم المَوْصلي 1: رَئِيْسُ المُطْرِبِيْنَ، أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَاهَانَ بن بهمن الفَارِسِيُّ الأَصْلِ، الأَرَّجَانِيُّ مَوْلَى بَنِي حَنْظَلَةَ. صَحِبَ بِالكُوْفَةِ فِتْيَاناً فِي طَلَبِ الغِنَاءِ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ أَخْوَالُهُ، فَهَرَبَ إِلَى المَوْصِلِ، وَكَانَ مَاهَانُ قَدِمَ مِنْ أَرَّجَانَ، وَهَذَا حَمَلٌ، فَوُلِدَ بِالكُوْفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. فَبَرَعَ فِي الآدَابِ، وَالشِّعْرِ، وَالمُوْسِيْقَى، وَسَافَرَ فِي تَطلُّبِ ذَلِكَ، إِلَى أَنْ بَرَعَ وَاشْتُهِرَ، وَبَعُدَ صِيْتُهُ، وَاتَّصَلَ بِالخُلَفَاءِ وَالبَرَامِكَةِ، وحصل الأموال، وكان ندي الصوت جدًّا، ماهر بِالعُوْدِ، لَعَّاباً، مُتْرَفاً -سَامَحَهُ اللهُ- وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي "الأَغَانِي". وَهُوَ وَالِدُ العَلاَّمَةِ الأَدِيْبِ إِسْحَاقَ المَوْصِلِيِّ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَهُ: عُمَرُ بنُ شَبَّةَ. وَيُقَالُ عَاشَ إِلَى مَا بعد الثمانين.

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني "5/ 154"، وتاريخ بغداد "6/ 175"، ووفيات الأعيان "1/ ترجمة 10"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 126"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 318".

المعافي

1336- المُعَافَى 1: "خ، د، س" المُعَافَى بنُ عِمْرَانَ بنِ نُفَيْلِ بنِ جَابِرِ بن جبلة، الإِمَامُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، يَاقُوتَةُ العُلَمَاءِ، أَبُو مَسْعُوْدٍ الأزدي، الموصلي، الحافظ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ هِشَامَ بنَ حَسَّانٍ، وَجَعْفَرَ بنَ بُرْقَانَ، وَحَنْظَلَةَ بنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَابْنَ جُرَيْجٍ، وَثَوْرَ بنَ يَزِيْدَ، وَسَيْفَ بنَ سُلَيْمَانَ المَكِّيَّ، وَأَفْلَحَ بنَ حُمَيْدٍ، وَمُوْسَى بنَ عُبَيْدَةَ، وَالأَوْزَاعِيَّ، وَابْنَ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَعُمَرَ بنَ ذَرٍّ، وَمُحِلَّ بنَ مُحْرِزٍ الضَّبِّيَّ، وَالثَّوْرِيَّ، وَمِسْعَرَ بنَ كِدَامٍ، وَعَبْدَ الحَمِيْدِ بنَ جَعْفَرٍ، وَيُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَمَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ، وخلقًا من طبقتهم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 487"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2146"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 177" و"2/ 780"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1835"، وتاريخ بغداد "13/ 226"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 267"، والكاشف "3/ ترجمة 5611"، وتهذيب التهذيب "10/ 199"، وتقريب التهذيب "2/ 258"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7067"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 308".

وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ وَالعَمَلِ، قَلَّ أَنْ تَرَى العُيُوْنُ مِثْلَه. حَدَّثَ عَنْهُ: مُوْسَى بنُ أَعْيَنَ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَوَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ -وَهُم مِنْ جِيْلِهِ- وَبِشْرُ بنُ الحَارِثِ، وَالحَسَنُ بنُ بِشْرٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الوَرْكَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ المَوْصِلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي خِدَاشٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي سَمِيْنَةَ، وَمَسْعُوْدُ بنُ جُوَيْرِيَةَ، وَهِشَامُ بنُ بَهْرام المَدَائِنِيُّ، وَأَبُو هَاشِمٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المَوْصِلِيُّ، وَوَلَدُهُ؛ أَحْمَدُ بنُ المُعَافَى، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ فُلَيْحٍ المَكِّيُّ، وَمُوْسَى بنُ مَرْوَانَ الرَّقِّي، وَعِدَّةٌ. وَقَدْ سَاقَ الحَافِظُ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ فِي "تَارِيْخِ المَوْصِلِ" لَهُ تَرْجَمَةَ المُعَافَى فِي عِشْرِيْنَ وَرَقَةً، فَمِنْ ذَلِكَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ دَاوُدَ الحُداني، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا الأَوْزَاعِيُّ، وَنَحْنُ بِبَيْرُوْتَ: أَنَا، وَالمُعَافَى بنُ عِمْرَانَ، وَمُوْسَى بنُ أَعْيَنَ، وَمَعَهُ كِتَابُ "السُّنَنِ" لأَبِي خَلَتْقَمُرّ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ هَذَا الخَطَأَ فِي أُمَّةٍ، لأَوْسَعَهُم خطأ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ: صَنَّفَ المُعَافَى فِي الزُّهدِ، وَالسُّنَنِ، وَالفِتَنِ، وَالأَدَبِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُوْلُ: المُعَافَى بنُ عِمْرَانَ يَاقُوتَةُ العُلَمَاءِ. وَقَالَ بِشْرُ بنُ الحَارِثِ: إِنِّيْ لأَذْكُرُ المُعَافَى اليَوْمَ، فَأَنْتَفِعُ بِذِكْرِهِ، وَأَذْكُرُ رُؤْيَتُهُ، فَأَنْتَفِعُ. وَقَالَ وَكِيْعٌ: حَدَّثَنَا المُعَافَى وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ. وَعَنْ بِشْرٍ الحَافِي، قَالَ: كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي الرَّجُلُ الصَّالِحُ -يَعْنِي: المُعَافَى. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: امْتَحِنُوا أَهْلَ المَوْصِلِ بِالمُعَافَى. وَيُرْوَى عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لاَ أُقَدِّمُ عَلَى المُعَافَى المَوْصِلِيِّ أَحَداً. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ المُعَافَى ثِقَةً، خَيِّراً، فَاضِلاً، صَاحِبَ سُنَّةٍ. بِشْرُ بنُ الحَارِثِ: سَمِعْتُ المُعَافَى يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: إِذَا لَمْ يَكُنْ للهِ فِي العَبْدِ حَاجَةٌ، نَبَذَهُ إِلَى السُّلْطَانِ. قَالَ بِشْرُ بنُ الحَارِثِ: كَانَ المُعَافَى يَحفَظُ الحَدِيْثَ وَالمَسَائِلَ، سَأَلتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَقُوْلُ لِلرَّجُلِ: اقعُدْ هُنَا وَلاَ تَبْرَحْ. قَالَ: يَجْلِسُ حَتَّى يَأْتِيَ وَقْتُ صَلاَةٍ، ثُمَّ يقوم.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَارَةَ: رَأَيْتُ المُعَافَى بنَ عِمْرَانَ -وَلَمْ أَرَ أَفْضَلَ منه- يسأل عن تجصيص القبور، فكرهه1. عَلِيُّ بنُ مَضَاءٍ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ بَهْرَام، سَمِعْتُ المُعَافَى يَقُوْلُ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ، غَيْرُ مَخْلُوْقٍ. وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً آدَبَ مِنَ المُعَافَى بنِ عِمْرَانَ، وَبَلَغَنَا أَنَّ المُعَافَى كَانَ أَحَدَ الأَسخِيَاءِ المَوْصُوْفِيْنَ، أَفنَى مَالَهُ الجُودُ، كَانَ إِذَا جَاءهُ مَغَلُّه، أَرْسَلَ مِنْهُ إِلَى أَصْحَابِهِ مَا يَكفِيْهِم سَنَةً، وَكَانُوا أَرْبَعَةً وَثَلاَثِيْنَ رَجُلاً. قُلْتُ: كَانَ مِنْ وُجُوْهِ الأَزْدِ. قَالَ بِشْرٌ الحَافِي: كَانَ المُعَافَى فِي الفَرَحِ وَالحُزْنِ وَاحِداً، قَتَلَتِ الخَوَارِجُ لَهُ وَلَدَيْنِ، فَمَا تَبَيَّنَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَجَمَعَ أَصْحَابَهُ، وَأَطعَمَهُم، ثُمَّ قَالَ لَهُم: آجَرَكُمُ اللهُ فِي فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ. رَوَاهَا: جَمَاعَةٌ، عَنْ بِشْرٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ كُنْتُ عِنْدَ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، فَقَالَ: أَسَمِعْتَ مِنَ المُعَافَى? قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَحسِبُ أَحَداً رَأَى المُعَافَى، وَسَمِعَ مِنْ غَيْرِهِ، يُرِيْدُ بِعِلْمِهِ -اللهَ- تَعَالَى. قَالَ بِشْرُ بنُ الحَارِثِ: سَمِعْتُ المُعَافَى يَقُوْلُ: أَجْمَعَ العُلَمَاءُ عَلَى كَرَاهَةِ السُّكْنَى -يَعْنِي: بِبَغْدَادَ. وَقِيْلَ لِبِشْرٍ: نَرَاكَ تَعشَقُ المُعَافَى؟ قَالَ: وَمَا لِيَ لاَ أَعشَقُهُ، وَقَدْ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يُسَمِّيهِ اليَاقُوتَةَ. قَالَ عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ: رَأَيْتُ المُعَافَى أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، عَلَيْهِ قَمِيْصٌ غَلِيْظٌ، وَكُمُّهُ يَبِيْنُ مِنْهُ أَطرَافُ أَصَابِعِه. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: المُعَافَى ثِقَةٌ. قَالَ بِشْرٌ الحَافِي: كَانَ المُعَافَى صَاحِبَ دُنْيَا وَاسِعَةٍ، وَضِيَاعٍ كَثِيْرَةٍ، قَالَ مَرَّةً رَجُلٌ: مَا أَشَدَّ البَرْدَ اليَوْمَ، فَالتَفَتَ إِلَيْهِ المُعَافَى، وَقَالَ: أَسْتَدْفَأْتَ الآن? لو سكت، لكان خيرًا لك.

_ 1 وذلك لما أخرجه مسلم "970" بإسناده عن جابر بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه".

قُلْتُ: قَوْلُ مِثْلِ هَذَا جَائِزٌ، لَكِنَّهُم كَانُوا يَكْرَهُوْنَ فُضُولَ الكَلاَمِ، وَاخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي الكَلاَمِ المُبَاحِ، هَلْ يَكْتُبُهُ المَلَكَانِ، أَمْ لاَ يَكْتُبَانِ إِلاَّ المُسْتَحَبَّ الَّذِي فِيْهِ أَجْرٌ، وَالمَذْمُوْمَ الَّذِي فِيْهِ تَبِعَةٌ؟ وَالصَّحِيْحُ كِتَابَةُ الجَمِيْعِ، لِعُمُوْمِ النَّصِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18] ، ثُمَّ لَيْسَ إِلَى المَلَكَيْنِ اطِّلاَعٌ عَلَى النِّيَّاتِ وَالإِخْلاَصِ، بَلْ يَكْتُبَانِ النُّطْقَ، وَأَمَّا السَّرَائِرُ البَاعِثَةُ لِلنُّطْقِ، فَاللهُ يَتَوَلاَّهَا. وَقَدْ أَوْصَى المُعَافَى -رَحِمَهُ اللهُ- أَوْلاَدَهُ بِوَصِيَّةٍ نَافِعَةٍ، تَكُوْنُ نَحْواً مِنْ كُرَّاسٍ. وَقَدْ وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ، وَلَهُ "مُسْنَدٌ" صَغِيْرٌ، سَمِعْنَاهُ. أَخْبَرَنَا السَّيِّدُ الحَافِظُ تَاجُ الدِّيْنِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المُحْسِنِ العَلَوِيُّ الغَرَّافِيُّ، بِقِرَاءتِي عَلَيْهِ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فِي شَهْرِ رمضان، سنة خمس وتسعين وستمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ خَلَفٍ القَطِيْعِيُّ قِرَاءةً عَلَيْهِ ببغداد، في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، وَأَنَا فِي الخَامِسَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ نَصْرِ بنِ السَّرِيِّ، والمجلد "ح". وَأَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُؤَيَّدِ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ شِهَابُ الدِّيْنِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ السُّهْرَوَرْدِيُّ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ القَصَّارُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ العَبَّاسِ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ -يَعْنِي: ابْنَ أَبِي سَمِيْنَةَ- حَدَّثَنَا المُعَافَى بنُ عِمْرَانَ، عَنْ صَالِحِ بنِ أَبِي الأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: "كُنْتُ أَسْكُبُ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَضُوْءَهُ عَنْ جَمِيْعِ أَزْوَاجِهِ فِي اللَّيْلَةِ الوَاحِدَةِ". هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنُ الإِسْنَادِ. أَخْرَجَهُ: ابْنُ مَاجَه1 مِنْ حَدِيْثِ وَكِيْعٍ، عَنْ صَالِحٍ. تُوُفِّيَ المُعَافَى -فِيْمَا قَالَهُ سَلَمَةُ بنُ أَبِي نَافِعٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ، وَرَبَاحُ بنُ الجَرَّاحِ -شَيْخٌ لِحَاتِمِ بنِ اللَّيْثِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَأَمَّا عَلِيُّ بنُ حُسَيْنٍ الخَوَّاصُ، فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَمِمَّا رَوَاهُ المُعَافَى بنُ عِمْرَانَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَجَّاجِ بنِ فُرَافِصَةَ، عَنْ بُدَيْلٍ، قَالَ: مَنْ عَرَفَ اللهَ -عَزَّ وجلّ- أحبه، ومن أبصر الدُّنْيَا، زَهِدَ فِيْهَا وَالمُؤْمِنُ لاَ يَلهُو حَتَّى يغفل، فإذا تذكر حزن.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن ماجه "589"، وإسناده ضعيف، آفته صالح بن أبي الأخضر فإنه ضعيف، أجمعوا على ضعفه، وأخرجه مسلم "309" من طريق شعبة، عن هشام بن زيد، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يطوف على نسائه بغسل واحد. وللحديث طرق أخرى كثيرة عن أنس: عند عبد الرزاق "1061"، والنسائي "1/ 143"، وابن ماجه "588"، وابن خزيمة "231".

المعافى بن عمران الحمصي

1337- المعافى بن عمران الحمصي 1: أَمَّا المُعَافَى بنُ عِمْرَانَ الحِمْصِيُّ، فَهُوَ المُحَدِّثُ، أَبُو عِمْرَانَ الحِمْيَرِيُّ، الظِّهْرِيُّ. يَرْوِي عَنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ لَهِيْعَةَ، وَشُعَيْبِ بنِ زُرَيْقٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: كَثِيْرُ بنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو التَّقِيِّ هِشَامٌ اليَزَنِيُّ، وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى، وَسَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو السَّكُوْنِيُّ، وَمِزْدَادُ بنُ جَمِيْلٍ، وَأَبُو حُمَيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَوْهِي، وَآخَرُوْنَ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَهُوَ صَدُوْقٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ- لاَ شَيْءَ لَهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. مَاتَ: بعد المائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1836"، وتهذيب التهذيب "10/ 200"، وتقريب التهذيب "2/ 258"، وخلاصة الخزرجي "7068".

أبو ضمرة

1338- أبو ضمرة 1: "ع" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ، المُعَمَّرُ، بَقِيَّةُ المَشَايِخِ، أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، المَدَنِيُّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَةٍ. حَدَّثَ عَنْ: صَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَرَبِيْعَةَ الرَّأْيِ، وَشَرِيْكِ بنِ أَبِي نَمِر، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَعِدَّةٍ. وَعُمِّرَ دَهْراً، وَتَفَرَّدَ فِي زَمَانِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ: بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْسَنَ خُلُقاً مِنْ أَبِي ضَمْرَةَ -رَحِمَهُ اللهُ- وَلاَ أَسْمَحَ بِعِلْمِهِ مِنْهُ، قَالَ لَنَا: وَاللهِ لَوْ تَهَيَّأَ لِي أَنْ أُحَدِّثَكُم بِكُلِّ مَا عِنْدِي فِي مَجْلِسٍ، لَفَعَلْتُ. قُلْتُ: عَاشَ سِتّاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، تُوُفِّيَ سَنَةَ مائَتَيْنِ. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ: أَخْبَرَتْنَا خَدِيْجَةُ بِنْتُ الرِّضَى، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَفَّارِ الشِّيرُويي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بنِ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: "وَاللهِ مَا تَرَكَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ركعتين عندي بعد العصر قط"2.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1591"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 190"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1055"، والعبر "1/ 332"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 304"، والكاشف "1/ ترجمة 482"، وتهذيب التهذيب "1/ 375"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 358". 2 صحيح: أخرجه البخاري "591"، ومسلم "835" "299" من طريق هشام بن عروة، به.

حكام بن سلم

1339- حَكَّام بن سَلْم 1: "م، 4" الإِمَامُ، الصَّادِقُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكِنَاني، الرَّازي. سَمِعَ: حُمَيْداً الطَّوِيْلَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو زُنَيْجُ، وَمُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيَّانِ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَمُوْسَى بنُ نَصْرٍ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنْ نُبَلاَءِ العُلَمَاءِ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ. مَاتَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، بِمَكَّةَ، وَكَانَ قَدْ قَدِمَ لِلْحَجِّ، وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ فِي السُّنِّيَّةِ، توفي قبل يوم عرفة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 381"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 455"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 83"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1427"، وتاريخ بغداد "8/ 281"، والعبر "1/ 303"، والكاشف "1/ ترجمة 1180"، وتهذيب التهذيب "2/ 422"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1717"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 325".

ابن الإمام

1340- ابن الإمام 1: نائب دمشق، الأمير محمد بن الإِمَامِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العباس الهاشمي. وَلِيَ دِمَشْقَ لابْنِ عَمِّهِ المَهْدِيِّ، ثُمَّ لِلرَّشِيْدِ، وَوَلِيَ مَكَّةَ وَالمَوْسِمَ، وَكَانَ كَبِيْرَ الشَّأْنِ، يُذْكَرُ لِلْخِلاَفَةِ. حَدَّثَ عَنْ: جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وَعَنِ المَنْصُوْرِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُوْسَى، وَحَفِيْدُهُ؛ عَبْدُ الصَّمَدِ، وَغَيْرُهُمَا. وَهُوَ رَاوِي حَدِيْثِ: "أَكْرِمُوا الشُّهُوْدَ"2. وَمَا عَلِمتُ أَحَداً تَجَاسَرَ عَلَى تَضْعِيْفِ هَؤُلاَءِ الأُمَرَاءِ لِمَكَانِ الدَّوْلَةِ. عَاشَ ثَلاَثاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ ببغداد، سنة خمس وثمانين ومائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغدد "1/ 384"، والعبر "1/ 292"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 309". 2 منكر: أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" "3/ 84"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "5/ 94" و"6/ 138" من طريق عبد الصمد بن علي الهاشمي، قال حدثني عمي إبراهيم بن محمد، عن عبد الصمد بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أكرموا الشهود، فإن الله يستخرج بهم الحقوق، ويرفع بهم الظلم"، وذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمة عبد الصمد بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ الهاشمي الأمير في "ميزان الاعتدال" "2/ 620": وقال: وهذا منكر، وما عبد الصمد بحجة، ولعل الحفاظ إنما سكتوا عنه مداراة للدولة. وذكر الشوكاني الحديث في "الفوائد المجموعة" "581" وقال: صرح الصغاني بأنه موضوع.

يحيى بن خالد

1341- يحيى بن خالد 1: ابن برمك الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو عَلِيٍّ الفَارِسِيُّ. مِنْ رِجَالِ الدَّهْرِ حَزْماً، وَرَأْياً، وَسِيَاسَةً، وَعَقْلاً، وَحِذْقاً بِالتَّصَرُّفِ، ضَمَّهُ المَهْدِيُّ إِلَى ابْنِهِ الرَّشِيْدِ لِيُرَبِّيَهُ، وَيُثَقِّفَهُ، وَيُعَرِّفَهُ الأُمُوْرَ فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ، رَفَعَ قَدْرَهُ، وَنَوَّهَ بِاسْمِهِ، وَكَانَ يُخَاطِبُهُ: يَا أَبِي، وَرَدَّ إِلَيْهِ مقاليد الوزارة، وَصَيَّرَ أَوْلاَدَهُ مُلُوَكاً، وَبَالَغَ فِي تَعْظِيْمِهِم إِلَى الغَايَةِ مُدَّةً إِلَى أَنْ قَتَلَ وَلَدَهُ جَعْفَرَ بنَ يَحْيَى، فَسَجَنَهُ، وَذَهَبَتْ دَوْلَةُ البَرَامِكَةِ -كَمَا ذَكَرنَا فِي تَرْجَمَةِ جَعْفَرٍ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: الدُّنْيَا دُوَلٌ وَالمَالُ عَارِيَّةٌ، وَلَنَا بِمَنْ قَبْلَنَا أُسْوَةٌ، وَفِيْنَا لِمَنْ بَعْدَنَا عِبْرَةٌ. قَالَ إِسْحَاقُ المَوْصِلِيُّ: كَانَتْ صِلاَتُ يَحْيَى لِمَنْ تَعَرَّضَ لَهُ إِذَا رَكِبَ، مائَتَيْ دِرْهَمٍ. فَقَالَ لِي أَبِي: شَكَوْتُ إِلَى يَحْيَى ضِيْقاً، فَقَالَ: كَيْفَ أَصْنَعُ؟ مَا عِنْدِي شَيْءٌ، لَكِنْ أَدُلُّكَ عَلَى أَمرٍ، فَكُنْ فِيْهِ رَجُلاً، جَاءنِي وَكِيلُ صَاحِبِ مِصْرَ، يَطلُبُ أَنْ أَسْتَهدِيَ مِنْهُ شَيْئاً، فَأَبَيْتُ، فَأَلَحَّ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ أُعْطِيْتَ فِي جَارِيَةٍ لَكَ ثَلاَثَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ، فَهُوَ ذَا أَسْتَهدِيه إِيَّاهَا، وَأُخْبِرُهُ أَنَّهَا قَدْ أَعْجَبَتْنِي، فَلاَ تَنْقُصْهَا عَنْ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ. قَالَ: فَوَاللهِ مَا شَعَرتُ إِلاَّ وَالرَّجُلُ يَسُومُنِي الجَارِيَةَ، فَبَذَلَ فِيْهَا عِشْرِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، فَضَعُفَ قَلْبِي عَنْ رَدِّهَا. فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى الوَزِيْرِ، قَالَ: إِنَّكَ لَكَذَا، كُنْتَ صَبْرتَ، وَهَذَا خَلِيْفَةُ صَاحِبِ فَارِسَ قَدْ جَاءنِي فِي مِثْلِ هَذَا، فَخُذْ جَارِيَتَكَ، فإذا ساومك، لا تنقصها من خمسين ألف دِيْنَارٍ. قَالَ: فَجَاءنِي، فَلِنْتُ، وَبِعتُهَا بِثَلاَثِيْنَ أَلْفاً. فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى الوزِيْرِ، قَالَ: أَلَمْ تُؤَدِّبْكَ الأُوْلَى عَنِ الثَّانِيَةِ، خُذْ جَارِيَتَكَ إِلَيْكَ. فَقُلْتُ: قَدْ أَفَدتُ بِهَا خَمْسِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، أُشْهِدُكَ أَنَّهَا حُرَّةٌ، وَأَنِّي قَدْ تَزَوَّجْتُهَا. قِيْلَ: إِنَّ أَوْلاَدَ يَحْيَى قَالُوا لَهُ وَهُم فِي القُيُودِ مَسْجُوْنِيْنَ: يَا أَبَةِ! صِرْنَا بَعْدَ العِزِّ إِلَى هذا! قال: يا بني! دعوة مظلوم غفلنا عَنْهَا، لَمْ يَغْفُلِ اللهُ عَنْهَا. مَاتَ يَحْيَى بن خَالِدٍ: فِي سِجْنِ الرَّقَّةِ، سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَلَهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً. وَكَانَ أَبُوْهُ أَحَدَ الأعيان المذكورين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 128"، ووفيات الأعيان "6/ ترجمة 806"، والعبر "1/ 306"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 288".

الفضل بن يحيى

1342- الفضل بن يحيى 1: وَكَانَ ابْنُهُ الفَضْلُ مِنْ رِجَالِ الكَمَالِ، وَلِيَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ، وَعَمِلَ الوِزَارَةَ، وَكَانَ فِيْهَا -قِيْلَ- أَسْخَى مِنْ جَعْفَرٍ، وَلَكِنَّهُ يُضْرَبُ بِكِبْرِهِ وَتِيْهِهِ المَثَلُ، وَصَلَ مَرَّةً لِعَمْرٍو التَّمِيْمِيِّ بِسِتِّيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، وَكَانَ أَخاً لِلرَّشِيْدِ مِنَ الرَّضَاعَةِ. مَاتَ: كَهْلاً، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ، مَسْجُوْناً، وَكَانَ قَدْ أَخْرَبَ بَيْتَ النَّارِ الَّذِي بِبَلْخَ، وَكَانَ جَدُّهُمْ بَرْمَكُ مُوبِدان2 بِهِ. وَعَمِلَ الوِزَارَةَ مُدَّةً لِهَارُوْنَ، ثُمَّ حَوَّلَهَا مِنْهُ إِلَى جَعْفَرٍ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى المَشْرِقِ كُلِّهِ هَذَا، وَاسْتَعْمَلَ جَعْفَراً عَلَى المَغْرِبِ كُلِّهِ. وَكَانَ الفَضْلُ غَارِقاً فِي اللَّذَاتِ المُرْدية، حَتَّى تَعَطَّلَتِ الأُمُوْرُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الشَّيْخُ النَّحِسُ أَبُوْهُ، بِأَنْ يَتَسَتَّرَ، وَيَقْنَعَ بِاللَّيْلِ، فَسَمِعَ مِنْهُ، وَكَانَ عَلَى هَنَاتِهِ شُجَاعاً، مَهِيْباً، كَثِيْرَ الغَزْوِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: تَعَلَّمْتُ الكَرَمَ وَالتِّيهَ مِنْ عُمَارَةَ بنِ حَمْزَةَ. أَتَيْتُهُ فِي جَائِحَةٍ لأَبِي، فَطُوْلِبَ بِأَمْوَالٍ، فَكَلَّمتُهُ، فَمَا بَشَّ بِي، وَطَلَبتُ مِنْهُ أَنْ يُقْرِضَنَا ثَلاَثَة آلاَفِ أَلفِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: حتى ننظر. ورحت، فَوَجَدتُ المَالَ قَدْ بُعِثَ بِهِ إِلَى أَبِي، ثُمَّ عَادَ أَبِي إِلَى رُتْبَتِهِ، وَحَصَّلَ، ثُمَّ بَعَثَ مَعِي بِالوَفَاءِ، فَكَلَّمتُهُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ! أَكُنْتَ صَيْرَفِيّاً لأَبِيْكَ? اخْرُجْ عَنِّي، وَخُذِ المَالَ لَكَ. فَرُدِدتُ بِالمَالِ إِلَى أَبِي، فَأَعْطَانِي مِنْهُ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَقِيْلَ: أَتَاهُ رَجُلٌ يَمُتُّ3 بِأَمرٍ، فَقَالَ: يَا هَذَا! مَا حَاجَتُكَ? قَالَ: رَثَاثَةُ مَلْبَسِي تُخْبِرُكَ. قَالَ: فَبِمَ تَمُتُّ? قَالَ: إِنِّيْ فِي سِنِّكَ، وَمِنْ جِيْرَانِكَ، وَاسْمِي كَاسْمِكَ. قَالَ: وَمَا عِلْمُكَ بِالوِلاَدَةِ؟ قَالَ: حَكَتْ لِي أُمِّي أَنَّهَا وَلَدَتْنِي صَبِيْحَةَ مَوْلِدِكَ، وَقِيْلَ لَهَا: وُلِدَ اللَّيْلَةَ لِيَحْيَى بنِ خَالِدٍ ابْنٌ سَمَّوْهُ الفَضْلَ. قَالَ: فَسَمَّتْنِي أُمِّي الفُضَيْلَ إِكْبَاراً لاسْمِكَ. فَتَبَسَّمَ الفَضْلُ، وَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسَةٍ وَأَرْبَعِيْنَ أَلفاً، وَمَرْكُوباً، ثُمَّ اسْتَعَمَلَه دِيْوَاناً. ضُرِبَ الفَضْلُ مائَتَي سَوْطٍ فِي المُصَادَرَةِ، حَتَّى كَادَ يَتْلَفُ، ثُمَّ دَاوَاهُ الجرائحي مدة.

_ 1 ترجمته في العبر "1/ 309"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 330". 2 الموبد: صاحب معبد النار، والموبدان هو رئيسهم. 3 يمت: أي يتوسل أو يتقرب بمودة أو قرابة.

الأحمر

1343- الأحمر 1: شَيْخُ العَرَبِيَّةِ، عَلِيُّ بنُ المُبَارَكِ. وَقِيْلَ: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ، تِلْمِيْذُ الكِسَائِيِّ، نَاظَرَ سِيْبَوَيْه مَرَّةً. قَالَ ثَعْلَبٌ: كَانَ الأَحْمَرُ يَحفَظُ -سِوَى مَا يحفظ- أربعين ألف بيت شاهدًا فِي النَّحوِ. وَقَالَ الأَحْمَرُ: وَصَلَنِي فِي يَوْمٍ ثلاثمائة أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَكَانَ مُتَمَوِّلاً، مُتَجَمِّلاً، فَاخِرَ البِزَّةِ، كَأَنَّ دَارَهُ دَارُ مُلْكٍ بِالخَدَمِ وَالحَشَمِ. أَخَذَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ النَّدِيْمُ، وَسَلَمَةُ بنُ عَاصِمٍ، وَيُقَالُ: إِنَّ مُحَمَّدَ بنَ الجَهْمِ أَدْرَكَه. وَقِيْلَ: كَانَ شَابّاً، مِنْ رَجَّالَةِ بَابِ الخِلاَفَةِ، وَكَانَ يَتَوَقَّدُ ذَكَاءً، فَرَأَى الكِسَائِيَّ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ، فَلَزِمَهُ إِلَى أَنْ بَرَعَ، فَنَدَبَهُ لِتَعْلِيْمِ أَوْلاَدِ الرَّشِيْدِ، نِيَابَةً عَنْ نَفْسِهِ. تُوُفِّيَ الأَحْمَرُ: بِطَرِيْقِ مَكَّةَ، فَتَوَجَّعَ الفَرَّاءُ لِمَوتِهِ. فَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ ومائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 104"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 158".

منصور بن عمار

1344- منصور بن عَمَّار 1: ابن كثير الوَاعِظُ، البَلِيْغُ، الصَّالِحُ، الرَّبَانِيُّ، أَبُو السَّرِيِّ السُّلَمِيُّ، الخُرَاسَانِيُّ -وَقِيْلَ: البَصْرِيُّ- كَانَ عَدِيْمَ النَّظِيْرِ فِي المَوْعِظَةِ وَالتَّذكِيْرِ. رَوَى عَنِ: اللَّيْثِ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ، ومعروف الخياط، وهقل بن زياد، وَالمُنْكَدِرِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَبَشِيْرِ بنِ طَلْحَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَلَمْ يَكُنْ بِالمُتَضَلِّعِ مِنَ الحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ سُلَيْمٌ، وَدَاوُدُ، وَزُهَيْرُ بنُ عَبَّادٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، وَعَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يُوْنُسَ الرَّقِّيُّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ الحَارِثِ، وَغَيْرُهُم. وَعَظَ بِالعِرَاقِ، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ، وَبَعُدَ صِيْتُهُ، وَتَزَاحمَ عَلَيْهِ الخَلْقُ، وَكَانَ يَنطَوِي عَلَى زُهْدٍ، وَتَأَلُّهٍ، وَخَشْيَةٍ، وَلِوَعْظِهِ وَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَاحِبُ مَوَاعِظَ، لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدِيْثُهُ مُنْكَرٌ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يَرْوِي عَنْ ضُعَفَاء أَحَادِيْثَ لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهَا. وَذَكَرَ ابْنُ يُوْنُسَ فِي "تَارِيْخِهِ": أَنَّ اللَّيْثَ بنَ سَعْدٍ حَضَرَ وَعْظَهُ، فَأَعْجَبَهُ، وَنَفَّذَ إِلَيْهِ بِأَلْفِ دِيْنَارٍ. وَقِيْلَ: أَقْطَعَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ فَدَّاناً، وَإِنَّ ابْنَ لَهِيْعَةَ أَقطَعَهُ خَمْسَةَ فَدَادِيْنَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ، فَسَأَلَهُ مَنْصُوْرُ بنُ عَمَّارٍ عَنِ القُرْآنِ، فَزَبَرَهُ، وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِعُكَّازِهِ. فَقِيْلَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّهُ عَابِدٌ. فَقَالَ: مَا أُرَاهُ إِلاَّ شَيْطَاناً. وَعَنْ عَبْدَكَ العَابِدِ، قَالَ: قِيْلَ لِمَنْصُوْرٍ: تَتَكَلَّمُ بِهَذَا الكَلاَمِ، وَنَرَى مِنْكَ أَشْيَاءَ?! قَالَ: احْسِبُونِي دُرَّةً عَلَى كُنَاسَةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُطَرِّفٍ يَقُوْلُ: رؤي منصور بن

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1509"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 777"، والكامل لابن عدي "6/ ترجمة 1881"، وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني "9/ ترجمة 455"، وتاريخ بغداد "13/ 71"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8790"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 244".

عَمَّارٍ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَقِيْلَ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: غَفَر لِي، وَقَالَ لِي: يَا مَنْصُوْرُ! غَفَرْتُ لَكَ عَلَى تَخْلِيْطٍ فِيْكَ كَثِيْرٍ، إِلاَّ أَنَّكَ كُنْتَ تَحُوشُ1 النَّاسَ إِلَى ذِكْرِي. أَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ: حَدَّثَنَا مَنْصُوْرُ بنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ -أَوْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَكُوْنُ لأَصْحَابِي بَعْدِي زَلَّةٌ، يَغْفِرُهَا اللهُ لَهُمْ بِسَابِقَتِهِم، ثُمَّ يَعْمَلُ بِهَا قَوْمٌ بَعْدَهُم، يَكُبُّهُمُ اللهُ فِي النَّارِ"2. مَنْصُوْرُ بنُ الحَارِثِ: حَدَّثَنَا مَنْصُوْرُ بنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ يَزِيْدَ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ، مَرْفُوْعاً: "مُشَاشُ الطَّيْرِ يُوْرِثُ السِّلَّ"3. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يُوْنُسَ: حَدَّثَنَا مَنْصُوْرٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ عَقَدَ عَبَاءً بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَقَالَ: "إِنَّمَا لَبِسْتُ هَذَا، لأَقْمَعَ بِهِ الكِبْرَ"4. وَسَاقَ ابْنُ عَدِيٍّ مَنَاكِيْرَ لِمَنْصُوْرٍ، تَقْضِي بِأَنَّهُ وَاهٍ جِدّاً. أَبُو شُعَيْبٍ الحَرَّانِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ، قَالَ مَنْصُوْرُ بنُ عَمَّارٍ: لَمَّا قَدِمْتُ مِصْرَ، كَانُوا فِي قَحْطٍ، فَلَمَّا صَلَّوُا الجُمُعَةَ، ضَجُّوا بِالبُكَاءِ وَالدُّعَاءِ، فَحَضَرَتْنِي نِيَّةٌ، فَصِرْتُ إِلَى الصَّحْنِ، وقلت: يا قوم! تقربوا إلى اللهِ بِالصَّدَقَةِ، فَمَا تُقُرِّبَ بِمِثْلِهَا، ثُمَّ رَمَيْتُ بِكِسَائِي، فَقَالَ: هَذَا جُهْدِي، فَتَصَدَّقُوا، حَتَّى جَعَلَتِ المَرْأَةُ تُلْقِي خُرْصَهَا، حَتَّى فَاضَ الكِسَاءُ، ثُمَّ هَطَلَتِ السَّمَاءُ، وَخَرَجُوا فِي الطِّيْنِ، فَدَفَعْتُ إِلَى اللَّيْثِ وَابْنِ لَهِيْعَةَ، فَنَظَرَا إِلَى كَثْرَةِ المَالِ، فوكلوا به الثقات،

_ 1 تحوش: تجمع وتسوق. 2 منكر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "6/ 394" من طريق أَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، حَدَّثَنَا مَنْصُوْرُ بنُ عَمَّارٍ، به. وفي إسناده علتان: الأولى: منصور بن عمار، قال ابن عدي: منكر الحديث. والثانية: ابن لهيعة، ضعيف. 3 منكر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "6/ 394، 395" من طريق منصور بن الحارث بن أبي منصور، حدثنا منصور بن عمار، به. وقال ابن عدي: "مساس" بالسين المهملة. وذكر الذهبي الحديث في "ميزان الاعتدال" في ترجمة منصور ابن عمار وقال: "مشاش الطير" بالشين المعجمة. وعد الذهبي الحديث والحديث السابق من جملة منكراته. وفي الإسناد ابن لهيعة، وهو ضعيف لسوء حفظه. 4 منكر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "6/ 395" من طريق عبد الرحمن بن يونس الرقي، حدثني منصور بن عمار، به. قلت: إسناده واه، فيه العلتان السابقتان.

وَرُحْتُ أَنَا إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَبَيْنَا أَنَا أَطُوْفُ على حصنها، إذا رجل يرمقني، قلت: مالك? قَالَ: أَنْتَ المُتَكَلِّمُ يَوْمَ الجُمُعَةِ? قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: صِرْتَ فِتْنَةً، قَالُوا: إِنَّكَ الخَضِرُ، دَعَا فَأُجِيْبَ. قُلْتُ: بَلْ أَنَا العَبْدُ الخَاطِئُ. فَقَدِمْتُ مِصْرَ، فَأَقْطَعَنِي اللَّيْثُ خَمْسَةَ عَشَرَ فَدَّاناً. أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ قَالَ: قَدِمْتُ مِصْرَ، وَبِهَا قَحْطٌ، فَتَكَلَّمْتُ، فَبَذَلُوا صَدَقَاتٍ كَثِيْرَةً، فَأَتَى بِيَ اللَّيْثُ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى الكَلاَمِ بِغَيْرِ أَمْرٍ؟ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللهُ، أَعْرِضُ عَلَيْكَ، فَإِنْ كَانَ مَكْرُوْهاً، نَهَيْتَنِي. قَالَ: تَكَلَّمْ، فَتَكَلَّمْتُ. قَالَ: قُمْ، لاَ يَحِلُّ أَنْ أَسْمَعَ هَذَا وَحْدِي. قَالَ: وَأَخْرَجَ لِيَ جَارِيَةً، تُعَدُّ قيمتها ثلاثة مائَةِ دِيْنَارٍ وَأَلْفَ دِيْنَارٍ، وَقَالَ: لاَ تُعْلِمْ بِهَا ابْنِي، فَتَهُوْنَ عَلَيْهِ. أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: أَعْطَانِي اللَّيْثُ أَلفَ دِيْنَارٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ: سَمِعْتُ مَنْصُوْراً يَقُوْلُ: المُتَكَلِّمُوْنَ ثَلاَثَةٌ: الحَسَنُ البَصْرِيُّ، وَعَوْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَقِيْلَ: إِنَّ الرَّشِيْدَ لَمَّا سَمِعَ وَعْظَ مَنْصُوْرٍ، قَالَ: مَنْ أَيْنَ تَعَلَّمْتَ هَذَا? قَالَ: تَفِلَ فِي فِي رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ، وَقَالَ لِي: يَا مَنْصُوْرُ! قُلْ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: قَالَ مَنْصُوْرُ بنُ عَمَّارٍ: حَجَجْتُ، فَبِتُّ بِالكُوْفَةِ، فَخَرَجْتُ فِي الظَّلمَاءِ، فَإِذَا بِصَارِخٍ يَقُوْلُ: إِلَهِي وَعِزَّتِكَ، مَا أَرَدْتُ بِمَعْصِيَتِي مُخَالَفَتَكَ، وَعَصَيْتُ وَمَا أَنَا بِنَكَالِكَ جَاهِلٌ، وَلَكِنْ خَطِيْئَةٌ أَعَانَنِي عَلَيْهَا شَقَائِي، وَغَرَّنِي سِتْرُكَ، فَالآنَ مَنْ يُنْقِذُنِي، فَتَلَوَتُ هَذِهِ الآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التَّحْرِيْمُ: 6] . قَالَ فَسَمِعْتُ دَكْدَكَةً، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، مَرَرْتُ هُنَاكَ، فَإِذَا بِجَنَازَةٍ وَعَجُوْزٌ تَقُوْلُ: مَرَّ البَارِحَةَ رَجُلٌ تَلاَ آيَةً، فَتَفَطَّرَتْ مَرَارَتُهُ، فَوَقَعَ مَيْتاً. قَالَ سُليم بنُ مَنْصُوْرٍ: كَتَبَ بِشْرٌ المَرِيْسِيُّ إِلَى أَبِي: أَخْبِرْنِي عَنِ القُرْآنِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: عَافَانَا اللهُ وَإِيَّاكَ، نَحْنُ نَرَى أَنَّ الكَلاَمَ فِي القُرْآنِ بِدعَةٌ، تَشَارَكَ فِيْهَا السَّائِلُ وَالمُجِيْبُ، تَعَاطَى السَّائِلُ مَا لَيْسَ لَهُ، وَتَكَلَّفَ المُجِيْبُ مَا لَيْسَ عَلَيْهِ، وَمَا أَعْرِفُ خَالِقاً إِلاَّ اللهَ، وَمَا دُوْنَهُ مَخْلُوْقٌ، وَالقُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ، فَانْتَهِ بِنَفْسِكَ وَبَالمُخْتَلِفِيْنَ فِيْهِ مَعَكَ إِلَى أَسْمَائِهِ الَّتِي سَمَّاهُ اللهُ بِهَا، وَلاَ تُسَمِّ القُرْآنَ بَاسْمٍ مِنْ عِنْدِكَ، فَتَكُوْنَ مِنَ الضَّالِّينَ. قَالَ الكَوْكَبِيُّ: حَدَّثَنَا حَرِيْزُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي دُؤَادَ، حَدَّثَنِي سَلْمَوَيْه بنُ عَاصِمٍ، قَالَ: كَتَبَ بِشْرٌ إِلَى مَنْصُوْرِ بنِ عَمَّارٍ يسأله عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] كَيْفَ اسْتَوَى? فَكَتَبَ إِلَيْهِ: اسْتِوَاؤُهُ غَيْرُ مَحْدُوْدٍ، وَالجَوَابُ فِيْهِ تَكَلُّفٌ، وَمَسْأَلَتُكَ عَنْهُ بِدعَةٌ، وَالإِيْمَانُ بِجُمْلَةِ ذَلِكَ وَاجِبٌ. لَمْ أَجِدْ وَفَاةً لِمَنْصُوْرٍ، وَكَأَنَّهَا فِي حدود المائتين.

العباس بن الأحنف

1345- العباس بن الأحنف 1: ابن أَسْوَدَ بنِ طَلْحَةَ الحَنَفِيُّ اليَمَامِيُّ. مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ، وَلَهُ غَزَلٌ فَائِقٌ. وَهُوَ خَالُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ العَبَّاسِ الصُّوْلِيِّ الشَّاعِرِ. تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ سِتِّيْنَ سَنَةً. وَمَاتَ أَبُوْهُ الأَحْنَفُ: سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، بالبصرة.

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "8/ 352"، وتاريخ بغداد "12/ 127"، ووفيات الأعيان "3/ ترجمة 319"، والعبر "1/ 312"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 334".

غندر

1346- غُنْدَر 1: "ع" محمد بن جعفر، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، الثَّبْتُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الهُذَلِيُّ مَوْلاَهُمْ، البَصْرِيُّ، الكَرَابِيْسِيُّ، التَّاجُ، أَحَدُ المُتْقِنِيْنَ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَرَوَى عَنْ: حُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَعَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، وَابْنٍ جُرَيْجٍ، وَجَعْفَرِ بنِ مَيْمُوْنٍ الأَنْمَاطِيِّ، وَمَعْمَرٍ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَشُعْبَةَ، فَأَكْثَرَ عَنْهُ، وَجَوَّدَ وَحَرَّرَ. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَابْنُ رَاهَوَيْه، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ البُسْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرْعَرَةَ، وَخَلِيْفَةُ بن خياط، وسليمان بن أيوب صاحب

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 296"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 119"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1223"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 281"، والكاشف "3/ ترجمة 4843"، والعبر "1/ 311"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7324"، وتهذيب التهذيب "9/ 96"، وتقريب التهذيب "2/ 151"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6115"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 333".

البَصْرِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، وَالعَبَّاسُ بنُ يَزِيْدَ البَحْرَانِيُّ، وَيَحْيَى بنُ حَكِيْمٍ المُقَوِّمُ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: كَانَ أَصَحَّ النَّاسِ كِتَاباً، وَأَرَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يُخَطِّئَ غُنْدَراً، فَلَمْ يَقْدِرْ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: قَالَ غُنْدَرٌ: لَزِمْتُ شُعْبَةَ عِشْرِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: مَا أَظُنُّه رَحَلَ فِي الحَدِيْثِ مِنَ البَصْرَةِ، وَابْنُ جُرَيْجٍ هُوَ الَّذِيْنَ سَمَّاهُ غُنْدَراً، وَذَلِكَ لأَنَّهُ تَعَنَّتَ ابْنَ جُرَيْجٍ فِي الأَخْذِ، وَشَغَبَ عَلَيْهِ أَهْلُ الحِجَازِ، فَقَالَ: مَا أَنْتَ إِلاَّ غُنْدَرٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: أَخْرَجَ غُنْدَرٌ إِلَيْنَا ذَاتَ يَوْمٍ جِرَاباً فِيْهِ كُتُبٌ، فَقَالَ: اجْهَدُوا أَنْ تُخْرِجُوا فِيْهَا خَطَأً. قَالَ: فَمَا وَجَدْنَا فِيْهِ شَيْئاً، وَكَانَ يَصُوْمُ يَوْماً وَيُفْطِرُ يَوْماً مُنْذُ خَمْسِيْنَ سَنَةً. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: كُنَّا نَسْتَفِيْدُ مِنْ كُتُبِ غُنْدَرٍ فِي حَيَاةِ شُعْبَةَ. وَقِيْلَ: كَانَ غُنْدَرٌ يَتَّجِرُ فِي الطَّيَالِسَةِ1 وَفِي الكَرَابِيْسِ2 وَكَانَ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، وَمُجَوِّدِيهِم. وَقِيْلَ: كَانَ مُغَفَّلاً. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عَثَّامٍ يَقُوْلُ: أَتَيْتُ غُنْدَراً -فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ وَعِلْمِهِ بِحَدِيْثِ شُعْبَةَ- فَقَالَ لِي: هَاتِ كِتَابَكَ. فَأَبَيْتُ إِلاَّ أَنْ يُخْرِجَ كِتَابَهُ، فَأَخْرَجَهُ، وَقَالَ: يَزْعُمُ النَّاسُ أَنِّي اشْتَرَيتُ سَمَكاً، فَأَكلُوْهُ، وَلَطَخُوا بِهِ يَدِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظتُ، طَلَبْتُهُ، فَقَالُوا لِي: أَكَلتَ فَشُمَّ يَدَكَ، أَفَمَا كَانَ يَدُلُّنِي بَطْنِي. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَثَّامٍ: وَكَانَ مُغَفَّلاً. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ فِي شُعْبَةَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: غُنْدَرٌ فِي شُعْبَةَ، أَثْبَتُ مِنِّي. وَرَوَى سَلَمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ قَالَ: إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي حَدِيْثِ شُعْبَةَ، فَكِتَابُ غُنْدَرٍ حَكَمٌ بَيْنَهُم. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ غُنْدَرٌ صَدُوْقاً، مُؤَدِّياً، وَفِي حَدِيْثِ شُعْبَةَ ثِقَةً، وَأَمَّا فِي غَيْرِ شُعْبَةَ، فَيُكْتَبُ حَدِيْثُهُ، وَلاَ يُحْتَجُّ به. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: كَانَ غُنْدَرٌ يَجْلِسُ عَلَى رَأْسِ المَنَارَةِ، يُفَرِّقُ زكاته،

_ 1 الطيلسان: وشاح يلبس على الكتف. 2 الكرابيس: جمع كرباس، وهو الثوب الغليظ من القطن. وهو معرب.

فَقِيْلَ لَهُ: لِمَ تَفْعَلُ هَذَا? قَالَ: أُرَغِّبُ النَّاسَ فِي إِخْرَاجِ الزَّكَاةِ فَاشْتَرَى سَمَكاً وَقَالَ لأَهْلِهِ: أَصْلِحُوهُ وَنَام فَأَكَلَ عِيَالُهُ السَّمَكَ وَلَطَخُوا يَدَهُ فَلَمَّا انْتَبَهَ قَالَ: هَاتُوا السَّمَكَ قَالُوا: قَدْ أَكَلتَ فَقَالَ: لاَ قَالُوا: فَشُمَّ يَدَك فَفَعَلَ ثُمَّ قَالَ: صَدَقْتُم وَلَكِنْ مَا شَبِعْتُ. ابْنُ المَرْزُبَانِ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ بِشْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ أَيُّوْبَ صَاحِبِ البَصْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِغُنْدَرٍ: إِنَّهُم يُعَظِّمُوْنَ مَا فِيْكَ مِنَ السَّلاَمَةِ قَالَ: يَكْذِبُوْنَ عَلَيَّ قُلْتُ: فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ يَصِحُّ مِنْهَا قَالَ: صُمْتُ يَوْماً فَأَكَلتُ فِيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ نَاسِياً ثُمَّ أَتْمَمْتُ صَوْمِي. وَنَقَلَ ابْنُ مَرْوَانَ فِي "المُجَالَسَةِ" قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: دَخَلْنَا عَلَى غندر فقال: لا أحدثكم بشيء حتى تجيئوا مَعِيَ إِلَى السُّوْقِ وَتَمشُونَ فَيَرَاكُمُ النَّاسُ فَيُكْرِمُوْنِي قَالَ: فَمَشَيْنَا خَلْفَهُ إِلَى السُّوْقِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُوْلُوْنَ لَهُ: مَنْ هَؤُلاَءِ يَا أَبَا عَبْدِ الله? فيقول: هؤلاء أصحاب الحديث جاءوني مِنْ بَغْدَادَ يَكتُبُوْنَ عَنِّي. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: وَالتَفَتَ غُنْدَرٌ يَوْماً إِلَيَّ فَقَالَ: اعْلَمْ أَنِّي مُنْذُ خَمْسِيْنَ سَنَةً أَصُوْمُ يَوْماً وَأُفْطِرُ يَوْماً قُلْتُ: اتَّفَقَ أَربَابُ الصِّحَاحِ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِغُنْدَرٍ وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ وَهُوَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ غَدِيْرٍ الطَّائِيُّ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ حُضُوْراً أَخْبَرَنَا علي بن المسلم أخبرنا الحسين بن محمد القرشي أخبرنا محمد ابن أَحْمَدَ الغَسَّانِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو رَوْقٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ بِالبَصْرَةِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ البُسْرِيُّ حدثنا غندر حدثنا شعبة عن ملك عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الفَضْلِ عَنْ نَافِعِ بنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا وَالبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ فِي نفسها وإذنها صماتها" 1.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "2/ 424-525"، ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق "10283"، وابن أبي شيبة "4/ 136"، والشافعي "2/ 12"، وسعيد بن منصور "556"، وأحمد "1/ 219 و241-242 و345 و362"، ومسلم "1421" "66"، وأبو داود "2098"، والترمذي "1108"، والنسائي "6/ 84"، وابن ماجه "1870"، والدارمي "2/ 138"، وابن الجارود "709"، والدارقطني "3/ 239-240 و241"، والطبراني في "الكبير" "10/ 10743 و10744 و10745"، والبيهقي "7/ 118 و122"، والبغوي "2254" عن عبد الله بن الفضل، به، وأخرجه عبد الرزاق "10282"، وابن أبي شيبة "4/ 136"، والطبراني "10/ 10746"، والبيهقي "7/ 118" من طرق عن عبد الله بن الفضل، به.

وَرَوَاهُ صَالِحُ بنُ كَيْسَانَ، وَزِيَادُ بنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الفَضْلِ هَذَا. أَخْرَجَه: السِّتَّةُ، سِوَى البُخَارِيِّ، مِنْ حَدِيْثِ الثَّلاَثَةِ، عَنْهُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وستمائة، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ، أَخْبَرَتْنَا شُهْدة الكَاتِبَةُ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ طَلْحَةَ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَمِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حُمْرَانَ بنِ أَبَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، دَخَلَ الجَنَّة" 1.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "1/ 65 و69"، ومسلم "26"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "1113" و"1114"، وأبو عوانة "1/ 7"، وابن منده "32" من طرق عن خالد الحذاء، به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" "1115" من طريق شعبة، عن بيان بن بشر، عن حمران، به.

شعيب

1347- شُعَيب 1: "ع، سوى ت" ابن إسحاق بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ رَاشِدٍ، الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، أَبُو شُعَيْبٍ القُرَشِيُّ مَوْلاَهُمْ، الدِّمَشْقِيُّ، الحَنَفِيُّ. أَخَذَ الفِقْهَ عَنْ: أَبِي حَنِيْفَةَ، وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ الرَّأْيِ، مُتْقِناً، مُجَوِّداً لِلْحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاقُ، ودُحَيم، وَابْنُ عَائِذٍ، وَدَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الجَوْبَرَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَلَمْ يَلْحَقْهُ وَلَدُه شُعَيْبُ بنُ شُعَيْبٍ. تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ، فِي رَجَبٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وثمانين ومائة، وله اثنتان وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. وَهُوَ مَعْدُوْدٌ فِي كِبَارِ الفُقَهَاءِ -رَحِمَهُ اللهُ. رَوَى لَهُ: الجَمَاعَةُ، سِوَى التِّرْمِذِيِّ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 641"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 2583"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 180" و"2/ 641"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1498"، والكاشف "2/ ترجمة 2303"، وتهذيب التهذيب "4/ 347"، وتقريب التهذيب "1/ 351"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2954".

السيناني

1348- السِّيناني 1: "ع" هُوَ الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو عَبْدِ الله الفضل بن موسى المَرْوَزِيُّ. وَسِيْنَانُ: قَرْيَةٌ مِنْ أَعْمَالِ مَرْوَ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ، فَهُوَ أَسَنُّ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ، وَعَاشَ بَعْدَهُ مُدَّةً. رَحَلَ وَسَمِعَ مِنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بن أبي خالد، وعبيد الله بن عمر، وَخُثَيْمِ بنِ عِرَاكٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، وَحُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، وَمَعْمَرِ بنِ رَاشِدٍ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ حُجْر، وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه، وَيَحْيَى بنُ أَكْثَمَ، وَأَبُو عَمَّارٍ الحُسَيْنُ بنُ حُرَيْثٍ، وَعَلِيُّ بنُ خَشْرم، وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، وَمَحْمُوْدُ بنُ آدَمَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ. وَقَالَ وَكِيْعٌ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ أَعْرِفُه. أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ خَشْرَم، حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ مُوْسَى، قَالَ: كَانَ عَلَيْنَا عَامِلٌ بِمَرْوَ، وَكَانَ نَسَّاءً، فَقَالَ: اشْتَرُوا لِي غُلاَماً، وَسَمُّوْهُ بِحَضْرَتِي حَتَّى لاَ أَنسَى اسْمَه، ثُمَّ قَالَ: مَا سَمَّيْتُمُوْهُ? قَالُوا: وَاقِدٌ. قَالَ: فَهَلاَّ اسْماً لاَ أَنسَاهُ أَبَداً? -أَوْ قَالَ: فَهَذَا اسْمٌ مَا أَنسَاهُ أَبَداً. وَقَالَ: قُمْ يَا فَرْقَدُ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ حريث: سمعت السيناني يقول: طلب الحديث حِرْفَةُ المَفَالِيْسِ، مَا رَأَيْتُ أَذَلَّ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه: كَتَبْتُ العِلْمَ، فَلَمْ أَكْتُبْ عَنْ أَحَدٍ أَوْثَقَ فِي نَفْسِي مِنْ هَذَيْنِ الرَّجُلِيْنِ: الفَضْلِ بنِ مُوْسَى، وَيَحْيَى بنِ يَحْيَى التَّمِيْمِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوَيْه المَرْوَزِيُّ: مَاتَ الفَضْلُ السِّيْنَانِيُّ لَيْلَةَ دَخَلَ هَرْثَمة بنُ أعيَن وَالِياً عَلَى خُرَاسَانَ، فِي حَادِي عَشَرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 372"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 523"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 357 و518" و"2/ 18"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 390"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 278"، والكاشف "2/ ترجمة 4546"، والعبر "1/ 307"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6754"، وتهذيب التهذيب "8/ 286"، وتقريب التهذيب "2/ 111"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5728"، وشذرات الذهب "1/ 329".

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ البَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ مُوْسَى السِّيْنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الجُعَيد، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ سَعْداً يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يَكِيْدُ أَهْلَ المَدِيْنَةِ أَحَدٌ بِسُوْءٍ، إِلاَّ انْمَاعَ كَمَا يَنْمَاعُ المِلْحُ فِي المَاءِ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، غَرِيْبٌ، وَلَمْ يُخَرِّجْهُ أَحَدٌ مِنْ أَربَابِ الكُتُبِ السِّتَّةِ، سِوَى البُخَارِيِّ، فَرَوَاهُ عَنِ الثِّقَة، عَنِ السِّيْنَانِيِّ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً عاليًا.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 180"، والبخاري "1877"، ومسلم "1387"، وأبو يعلى "804"، والبيهقي "5/ 197"، والبغوي "2014" من حديث سعد بن أبي وقاص، به. وأخرجه أحمد "2/ 279 و309 و357"، والحميدي "1167"، ومسلم "1386"، وابن ماجه "3114" وأبو نُعيم في "الحلية" "9/ 42" من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ $"من أراد أهل المدينة بسوء أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوْبُ المِلْحُ فِي المَاءِ".

يزيد بن سمرة

1349- يَزِيْدُ بنُ سَمُرَة 1: الرَّهَاوِيُّ، المَذْحِجِيُّ، أَبُو هِرَّانَ، الزَّاهِدُ، شَامِيٌّ. عَنْ: عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ، وَيَحْيَى السَّيْبَانِيِّ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَالحَكَمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو مُسْهِر، وَيَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، وَابْنُ عَائِذٍ، وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: كَانَ مِنْ أَهْلِ فَضْلٍ وَزُهْدٍ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: لَمْ يَذْكُرُوْهُ بِجَرْحٍ. وَالرَّهَا: بطن من مذحج. قلت: فأما.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3229"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 1125".

يزيد بن شجرة

1350- يَزِيْدُ بنُ شَجَرَةَ 1: أَبُو شَجَرَةَ الرَّهاوي، فَقَدِيْمٌ. يُقَالَ: لَهُ صُحْبَةٌ. كَانَ أَمِيْرَ الجَيْشِ فِي غَزوِ الرُّوْمِ أَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَوَى عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَاسْتَعْمَلَهُ مُعَاوِيَةُ. قَالَ شَبَابٌ: اسْتُشْهِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قُتِلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فِي البحر، سنة ثمان. قَالَ مَنْصُوْرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ: كَانَ يَزِيْدُ بنُ شَجَرَةَ مِمَّا يُذَكِّرُنَا نَبْكِي، وَكَانَ يُصَدِّقُ بُكَاءَهُ بفعله -رضي الله عنه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 446"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1135".

ابن علية

1351- ابن عُلَيَّة 1: "ع" إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم، الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو بِشْرٍ الأَسَدِيُّ مَوْلاَهُمْ، البَصْرِيُّ الكُوْفِيُّ، الأَصْلِ المَشْهُوْرُ: بِابْنِ عُلَيَّةَ؛ وَهِيَ أُمُّهُ. وُلِدَ سَنَةَ مَاتَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ، سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَةٍ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: أَبُو بِشْرٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَهْمِ بنِ مِقْسَمٍ البَصْرِيُّ مَوْلَى بَنِي أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ، وَأُمُّهُ عُلَيَّةُ مَوْلاَةٌ لِبَنِي أَسَدٍ. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ المُنْكَدِرِ التَّيْمِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ أَيُّوْبَ بنَ أَبِي تَمِيْمَةَ، وَيُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ. قُلْتُ: وَإِسْحَاقَ بنَ سُوَيْدٍ، وَعَلِيَّ بنَ زيد، وحميد الطَّوِيْلَ، وَعَطَاءَ بنَ السَّائِبِ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي نَجيح، وَسُهَيْلَ بنَ أَبِي صَالِحٍ، وَلَيْثَ بنَ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بنَ صُهَيْبٍ، وَأَبَا التَّيَّاحِ الضُّبَعي، وَسَعِيْداً الجُرَيري، وَحَبِيْبَ بنَ الشَّهِيْدِ، وَابْنَ جُرَيْجٍ، وَحَجَّاجَ بنَ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافَ، وَحَنْظَلَةَ السَّدوسي، وَخَالِداً الحَذَّاء، وَرَوْحَ بنَ القَاسِمِ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ، وَعَاصِمَ بنَ سُلَيْمَانَ، وَعَوْفَ بنَ أَبِي جَمِيْلَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ الزُّبَيْرِ الحَنْظَلِيَّ، ويرد بنَ سِنَانٍ الدِّمَشْقِيَّ نَزِيْلَ البَصْرَةِ، وَدَاوُدَ بنَ أَبِي هِنْدٍ، وَعَلِيَّ بنَ الحَكَمِ البُناني، وَمَنْصُوْرَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشَلَّ، وَالوَلِيْدَ بنَ أَبِي هِشَامٍ، وَيَحْيَى بنَ عَتِيْقٍ، وَيَحْيَى بنَ مَيْمُوْنٍ العَطَّارَ، وَيَحْيَى بنَ يَزِيْدَ الهُنَائي، وَأَبَا رَيْحَانَةَ السَّعْدِيَّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَشُعْبَةُ -وَهُمَا مِنْ شُيُوْخِهِ- وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَيَحْيَى بنُ معين، وأبو حفص

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 325"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 1078"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 513"، وتاريخ بغداد "6/ 229"، والعبر "1/ 310"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 843"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 303"، والكاشف "1/ ترجمة 352"، وتهذيب التهذيب "1/ 275"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 144"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 333".

الفَلاَّسُ، وَعَمْرُو بنُ رَافِعٍ القَزْوِيْنِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، وَزِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، وَعَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَمُؤَمَّلُ بنُ هِشَامٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُعَاذٍ، وَخَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، خَاتِمَتُهُم: مُوْسَى بنُ سَهْلِ بنِ كَثِيْرٍ الوَشَّاءُ، البَاقِي إِلَى سنة ثمان وسبعين ومائتين. وكان فقهيًا، إِمَاماً، مُفْتِياً، مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: مَنْ قَالَ: ابْنُ عُلَيَّةَ، فَقَدِ اغْتَابَنِي. قُلْتُ: هَذَا سُوءُ خُلُقٍ -رَحِمَهُ اللهُ- شَيْءٌ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ، فَمَا الحِيْلَةُ?! قَدْ دَعَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ بِأَسْمَائِهِم مُضَافاً إِلَى الأُمِّ، كَالزُّبَيْرِ ابْنِ صفية، وعمار بن سُمَيَّةَ. قَالَ مُؤَمَّلُ بنُ هِشَامٍ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: لَقِيْتُ مُحَمَّدَ بنَ المُنْكَدِرِ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ أَرْبَعَةَ أَحَادِيْثَ. قُلْتُ: هُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ. قَالَ: فَقُلْتُ ذَا شَيْخٌ، فَلَمَّا قَدِمْتُ البَصْرَةَ، إِذَا أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ. قَالَ غُنْدَرٌ: نَشَأْتُ فِي الحَدِيْثِ يَوْم نَشَأْتُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُقَدَّمُ فِي الحَدِيْثِ عَلَى ابْنِ عُلَيَّةَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: مَا أَحَدٌ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ إِلاَّ وَقَدْ أَخْطَأَ، إِلاَّ إسماعيل بن عُلَيَّةَ، وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: كَانَ ابْنُ عُلَيَّةَ ثِقَةً، تَقِيّاً، وَرِعاً. وَقَالَ يُوْنُسُ بنُ بُكَير: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ عُلَيَّةَ سَيِّدُ المُحَدِّثِيْنَ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ زُرارة النَّيْسَابُوْرِيُّ: صَحِبْتُ ابْنَ عُلَيَّةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَمَا رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ فِيْهَا. قُلْتُ: مَا فِي هَذَا مَدْحٌ وَلَكِنَّهُ، مُؤْذِنٌ بِخَشْيَةٍ وَحُزْنٍ. قَالَ عَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ الحَارِثِ، قَالَ: كُنَّا نُشَبِّهُ ابْن عُلَيَّةَ بِيُوْنُسَ بنِ عُبيد. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَرَوي: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ البَصْرَةَ وَمَا بِهَا خَلْقٌ يُفَضَّلُ عَلَى ابْنِ عُلَيَّةَ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ: مَا رَأَيْتُ لإِسْمَاعِيْلَ ابْنِ عُلَيَّةَ كِتَاباً قَطُّ. وَكَانَ يُقَالُ: ابْنُ عُلَيَّةَ يَعُدُّ الحُرُوْفَ.

قَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: مَا كُنَّا نُشَبِّهُ شَمَائِلَ إِسْمَاعِيْلَ ابْنِ عُلَيَّةَ إِلاَّ بِشَمَائِلِ يُوْنُسَ، حَتَّى دَخَلَ فِيْمَا دَخَلَ فِيْهِ. قُلْتُ: يُرِيْدُ وِلاَيَتَه الصَّدَقَةَ، وَكَانَ مَوْصُوْفاً بِالدِّيْنِ، وَالوَرَعِ، وَالتَأَلُّهِ، مَنْظُوْراً إِلَيْهِ فِي الفَضْلِ وَالعِلْمِ، وَبَدَتْ مِنْهُ هَفَوَاتٌ خَفِيْفَةٌ، لَمْ تُغَيِّرْ رُتْبَتَهُ إِنْ شَاءَ اللهُ. وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْهِ ابْنُ المُبَارَكِ بِأَبْيَاتٍ حَسَنَةٍ يُعَنِّفُهُ فِيْهَا، وَهِيَ: يَا جَاعِلَ العِلْمِ لَهُ بَازِياً ... يَصْطَادُ أَمْوَالَ المَسَاكِيْنِ احْتَلْتَ لِلدُّنْيَا ولذاتها ... بحيلة تذهب بالدين فصرت مجنونا بها بعدما ... كُنْتَ دَوَاءً لِلْمَجَانِيْنِ أَيْنَ رِوَايَاتُكَ فِيْمَا مَضَى ... عَنِ ابْنِ عَوْنٍ وَابْنِ سِيْرِيْنِ وَدَرْسُكَ العِلْمَ بِآثَارِهِ ... فِي تَرْكِ أَبْوَابِ السَّلاَطِيْنِ تَقُوْلُ أُكْرِهْتُ فَمَاذَا كَذَا ... زَلَّ حِمَارُ العِلْمِ فِي الطِّيْنِ لاَ تَبِعِ الدِّيْنَ بِالدُّنْيَا كَمَا ... يَفْعَلُ ضُلاَّلُ الرَّهَابِيْنِ وَرَوَى الخَطِيْبُ فِي "تَارِيْخِهِ": أَنَّ الحَدِيْثَ الَّذِي أُخِذَ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ شَيْءٌ يَتَعَلَّقُ بِالكَلاَمِ في القرآن. دَخَلَ عَلَى الأَمِيْنِ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ، فَشَتَمَهُ مُحَمَّدٌ، فَقَالَ: أَخْطَأْتَ، وَكَانَ حَدَّثَ بِهَذَا الحَدِيْثِ: "تَجِيْءُ البَقرَةُ وَآلُ عِمْرَانَ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا" 1. فَقِيْلَ لابْنِ عُلَيَّةَ: أَلَهُمَا لِسَانٌ? قَالَ: نَعَمْ. فَقَالُوا: إِنَّهُ يَقُوْلُ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ، وإنما غلط.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "804"، وأحمد "5/ 249" من طريق أبي سلام عن أبي أمامة الباهلي قَالَ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "اقرءوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. اقرءوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما. اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة". قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة. قوله: "الزهراوين": سميتا الزهراوين لنورهما وهدايتهما وعظيم أجرهما. "كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان": قال أهل اللغة: الغمامة والغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه سحابة وغبرة وغيرهما. قال العلماء: المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين. "كأنهما فرقان من طير صواف": الفرقان هما قطيعان وجماعتان. "من طير صواف" أي جماعة صافة، وهي من الطيور ما يبسط أجنحتها في الهواء. "تحاجان عن أصحابهما": أي تدافعان الجحيم والزبانية. وهو كناية عن المبالغة في الشفاعة.

قَالَ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ وُهَيْبٍ وَابْنِ عُلَيَّةَ: أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ إِذَا اخْتَلَفَا? فَقَالَ: وُهَيْبٌ، وَمَا زَالَ إِسْمَاعِيْلُ وَضِيعاً مِنَ الكَلاَمِ الَّذِي تَكَلَّمَ فِيْهِ، إِلَى أَنْ مَاتَ. قُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ رَجَعَ وتاب على رءوس النَّاسِ? قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ مَا زَالَ لأَهْلِ الحَدِيْثِ -بَعْدَ كَلاَمِهِ ذَلِكَ- مُبْغِضاً، وَكَانَ لاَ يُنْصِفُ فِي الحَدِيْثِ، كَانَ يُحَدِّثُ بِالشَفَاعَاتِ، وَكَانَ مَعَنَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، يَخْتَلِفُ إِلَى الشُّيُوْخِ، فَأَدخَلَنِي عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآنِي، غَضِبَ، وَقَالَ: مَنْ أَدْخَلَ هَذَا عليَّ? قُلْتُ: مَعْذُوْرٌ الإِمَامُ أَحْمَدُ فيه. قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ أُدْخِلَ عَلَى الأَمِيْنِ، فَلَمَّا رَآهُ، زَحَفَ، وَجَعَلَ يَقُوْلُ: يَا ابْنَ الفَاعِلَةِ! تَتَكَلَّمُ فِي القُرْآنِ. وَجَعَلَ إِسْمَاعِيْل يَقُوْلُ: جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ، زَلَّةٌ مِنْ عَالِمٍ. ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: إِنْ يَغْفِرِ اللهُ لَهُ -يَعْنِي: الأَمِيْنَ- فَبِهَا ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: وَإِسْمَاعِيْلُ ثَبْتٌ. قَالَ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! إِنَّ عَبْدَ الوَهَّابِ قَالَ: لاَ يُحِبُّ قَلْبِي إِسْمَاعِيْلَ أَبَداً، لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي المَنَامِ كَأَنَّ وَجْهَهُ أَسْوَدُ. فَقَالَ أَحْمَدُ: عَافَى اللهُ عَبْدَ الوَهَّابِ، ثُمَّ قَالَ: لَزِمتُ إِسْمَاعِيْلَ عَشْرَ سِنِيْنَ إِلَى أَنْ أُعِيْبَ. ثُمَّ جَعَلَ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ كَأَنَّهُ يَتَلَهَّفُ، ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ لاَ يُنْصِفُ فِي التَّحَدُّثِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ إِسْمَاعِيْلُ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، عَنْ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَحَدِيْثُهُ فِي كُتُبِ الإِسْلاَمِ كُلِّهَا. وَلَهُ أَوْلاَدٌ مَشْهُوْرُوْنَ، مِنْهُم قَاضِي دِمَشْقَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، شَيْخٌ لِلنَّسَائِيِّ، ثِقَةٌ، حَافِظٌ، مَاتَ أَبُوْهُ وَهُوَ صَبِيٌّ، فَمَا لَحِقَ الأَخْذَ عَنْ أَبِيْهِ، وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ مَهْدِيٍّ، وَإِسْحَاقَ الأَزْرَقِ، ويزيد بن هارون، يروي عن: مكحول البيروتي، وابن جَوْصَا، وطائفة، مات سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَلابْنِ عُلَيَّةَ ابْنٌ آخَرُ، جَهْمِي شَيْطَانٌ، اسْمُهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، كَانَ يَقُوْلُ بِخَلْقِ القُرْآنِ، وَيُنَاظِرُ. وَابْنٌ آخَرُ، اسْمُهُ: حَمَّادُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، لَحِقَ أَبَاهُ، وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِ مُسْلِمٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ الكَاتِبُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مِقْسَمٍ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ قُطْبَةَ الأَسَدِيِّ؛ أَسَدِ خُزَيْمَةَ، كُوْفِيٌّ، كَانَ جَدُّهُ مِقْسَمٌ مِنْ سَبْيِ القِيْقَانِيَّةِ، وَهِيَ مَا بَيْنَ خُرَاسَانَ وَزَابُلِسَانَ، وَكَانَ إِبْرَاهِيْمُ ابن مِقْسَمٍ تَاجِراً مِنَ الكُوْفَةِ، كَانَ يَقْدَمُ البَصْرَةَ لِلتِّجَارَةِ، فَتَخَلَّفَ، وَتَزَوَّجَ عُلَيَّةَ بِنْتَ حَسَّانٍ؛ مَوْلاَةً لِبَنِي شَيْبَانَ، وَكَانَتْ نَبِيْلَةً عَاقِلَةً، لَهَا دَارٌ بالعوقة بالبصرة،

تُعْرَفُ بِهَا، وَكَانَ صَالِحٌ المُرِّيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ وُجُوْهِ البَصْرَةِ وَفُقَهَائِهَا يَدْخُلُوْنَ عَلَيْهَا، فَتَبْرُزُ لَهُم، وَتُحَادِثُهُم، وَتُسَائِلُهُم، وَأَقَامَ ابْنُهَا إِسْمَاعِيْلُ بِالبَصْرَةِ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: مَاتَ أَبُو بِشْرٍ بِبَغْدَادَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ. وَرَوَى عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: ابْنُ عُلَيَّةَ رَيْحَانَةُ الفُقَهَاءِ. وَرَوَى عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ، قَالَ: ابْنُ عُلَيَّةَ أَثْبَتُ مِنْ وُهَيْبٍ. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ هُشَيْمٍ. وَرَوَى عَفَّانُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، فَأَخْطَأَ فِي حَدِيْثٍ، وَكَانَ لاَ يَرْجِعُ إِلَى قَوْلِ أَحَدٍ، فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ خُوْلِفْتَ فِيْهِ. فَقَالَ: مَنْ? قَالُوا: حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ. فَقِيْلَ: إِنَّ إِسْمَاعِيْلَ ابْنَ عُلَيَّةَ يُخَالِفُكَ. فَقَامَ، وَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: القَوْلُ مَا قَالَ إِسْمَاعِيْلُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيْهِ: إِلَيْهِ -يَعْنِي: إِسْمَاعِيْلَ- المُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ بِالبَصْرَةِ. وَعَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: فَاتَنِي مَالِكٌ، فَأَخْلَفَ اللهُ عَلَيَّ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَفَاتَنِي حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، فَأَخْلَفَ اللهُ عَلَيَّ إِسْمَاعِيْلَ ابْنَ عُلَيَّةَ، كَانَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ لاَ يَفْرَقُ مِنْ مُخَالفَةِ وُهَيْبٍ وَالثَّقَفِيِّ، وَيَفْرَقُ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ إِذَا خَالَفَه. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ: مُسْلِمٌ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ. وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ، قَالَ: نَشَأْتُ فِي الحَدِيْثِ يَوْمَ نَشَأْتُ، وَمَا أَحَدٌ يُقَدَّمُ فِي الحَدِيْثِ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ ابْنِ عُلَيَّةَ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحْرِزٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: كَانَ إِسْمَاعِيْلُ ثِقَةً، مَأْمُوْناً، صَدُوْقاً، مُسْلِماً، وَرِعاً، تَقِيّاً. وَقَالَ قُتَيْبَةُ: كَانُوا يَقُوْلُوْنَ: الحُفَّاظُ أَرْبَعَةٌ: إِسْمَاعِيْلُ، وَوُهَيْبٌ، وَعَبْدُ الوَارِثِ، وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ. وَرَوَى يَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ، عَنِ الهَيْثَمِ بنِ خَالِدٍ، قَالَ: اجْتَمَعَ حُفَّاظُ البَصْرَةِ، فَقَالَ أَهْلُ الكُوْفَة لَهُم: نَحُّوا عَنَّا إِسْمَاعِيْلَ، وَهَاتُوا مَنْ شِئْتُمْ. وَقَالَ زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ: مَا رَأَيْتُ لابْنِ عُلَيَّةَ كِتَاباً قَطُّ. وَكَانَ يُقَالُ: ابْنُ عُلَيَّةَ يَعُدُّ الحُرُوْفَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَا أَحَدٌ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ إِلاَّ وَقَدْ أَخْطَأَ، إِلاَّ إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ابْنُ عُلَيَّةَ ثِقَةٌ، ثَبْتٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثَبْتاً، حُجَّةً، وَلِيَ صَدَقَاتِ البَصْرَةِ، وَوَلِيَ بِبَغْدَادَ المَظَالِمَ فِي آخِرِ خِلاَفَةِ هَارُوْنَ، فَنَزَلَ هُوَ وَوَلَدُهُ بَغْدَادَ، وَاشْتَرَى بِهَا دَاراً، وَتُوُفِّيَ بِهَا، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُه إِبْرَاهِيْمُ؛ أَحَدُ كِبَارِ الجَهْمِيَّةِ، وَمِمَّنْ نَاظَرَ الشَّافِعِيَّ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَالِكٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَزَعَمَ عَلِيُّ بنُ حُجْرٍ أَنَّ عُلَيَّةَ إِنَّمَا هِيَ جَدَّتُهُ لأُمِّهِ. قَالَ العَيْشِيُّ: قَالَ لِي عَبْدُ الوَارِثِ بنُ سَعِيْدٍ: أَتَتْنِي عُلَيَّةُ بِابْنِهَا، فَقَالَتْ: هَذَا ابْنِي، يَكُوْنُ مَعَكَ، وَيَأْخُذُ بِأَخْلاَقِكَ. قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَجْمَلِ غُلاَمٍ بِالبَصْرَةِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: مَا أَقُوْلُ: إِنَّ أَحَداً أَثْبَتُ فِي الحَدِيْثِ مِنْ إسماعيل. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَرْوَاهُم عَنِ الجُرَيْرِيِّ: إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ عُلَيَّةَ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ: لاَ يُعْرَفُ لابْنِ عُلَيَّةَ غَلَطٌ، إِلاَّ فِي حَدِيْثِ جَابِرٍ فِي المُدَبَّرِ1، جَعَلَ اسْمَ الغُلاَمِ اسْمَ المَوْلَى، وَاسْمَ المَوْلَى اسْمَ الغُلاَمِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ: أَخْبَرَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا: أَنَّ ابْنَ عُلَيَّةَ لَمْ يَضْحَكْ مُنْذُ عِشْرِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى: بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ ابْنِ عُلَيَّةَ، فَقَرَأَ ثُلُثَ القُرْآنِ، وَمَا رَأَيْتُهُ ضَحِكَ قَطُّ. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ العَيْشِيُّ: حَدَّثَنَا الحَمَّادَانِ: أَنَّ ابْنَ المُبَارَكِ كَانَ يَتَّجِرُ، وَيَقُوْلُ: لَوْلاَ خَمْسَةٌ مَا تَجِرْتُ: السُّفْيَانَانِ، وَفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ، وَابْنُ السَّمَّاكِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، فَيَصِلُهُم. فَقَدِمَ ابْنُ المُبَارَكِ سَنَةً، فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ وَلِيَ ابْنُ عُلَيَّةَ القَضَاءَ، فَلَمْ يَأْتِهِ، وَلَمْ يَصِلْهُ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُلَيَّةَ، فَلَمْ يَرْفَعْ بِهِ رَأْساً، فَانْصَرَفَ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللهِ رُقعَةً يَقُوْلُ: قَدْ كُنْتُ مُنْتَظِراً لِبِرِّكَ، وَجِئْتُكَ فَلَمْ تكلمني، فما رأيت مِنِّي? فَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: يَأْبَى هَذَا الرَّجُلُ إِلاَّ أَنْ نُقَشِّرَ لَهُ العَصَا. ثُمَّ كتب إليه:

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "997"، وأبو داود "3957"، والنسائي "7/ 304" من طرق عن إسماعيل -يعني: ابن علية- عن أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر أن رجلا من الانصار "يقال له أبو مذكور" أعتق غلاما له عن دبر يقال له يعقوب عن دبر ولم يكن له مال غيره، فدعا بِهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "من يشتريه"؟. فاشتراه نعيم بن عبد الله بن النحام بثمانمائة درهم، فدفعها إليه، ثم قال: "إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه، فإن كان فيها فضل فعلى عياله، فإن كان فيها فضل فعلى ذي قرابته". أو قال: "على ذي رحمه، فإن كان فضلا فههنا وههنا".

يَا جَاعِلَ العِلْمِ لَهُ بَازِياً ... يَصْطَادُ أَمْوَالَ المَسَاكِيْنِ الأَبْيَاتُ المَذْكُوْرَةُ: فَلَمَّا قَرَأَهَا، قَامَ مِنْ مَجْلِسِ القَضَاءِ، فَوَطِئَ بِسَاطَ هَارُوْنَ الرَّشِيْدِ، وَقَالَ: الله الله، ارْحَمْ شَيْبَتِي، فَإِنِّي لاَ أَصْبِرُ عَلَى الخَطَأِ. فَقَالَ: لَعَلَّ هَذَا المَجْنُوْنَ أَغرَى عَلَيْكَ. ثُمَّ أَعفَاهُ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِ ابْنُ المُبَارَكِ بِالصُّرَّةِ. هَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْكَرَةٌ مِنْ جِهَةِ أَنَّ العَيْشِيَّ يَروِيهَا عَنِ الحَمَّادَيْنِ، وَقَدْ مَاتَا قَبْلَ هَذِهِ القِصَّةِ بِمُدَّةٍ، وَلَعَلَّ ذَلِكَ أَدْرَجَه العَيْشِيُّ. قَالَ سَهْلُ بنُ شَاذَوَيْهِ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ خَشْرَمٍ يَقُوْلُ: قُلْتُ لِوَكِيْعٍ: رَأَيْتُ إِسْمَاعِيْلَ ابْنَ عُلَيَّةَ يَشْرَبُ النَّبِيذَ حَتَّى يُحْمَلَ عَلَى الحِمَارِ، يَحْتَاجُ مَنْ يَرُدُّه إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَالَ وَكِيْعٌ: إِذَا رَأَيْتَ البَصْرِيَّ يَشْرَبُ، فَاتَّهِمْه. قُلْتُ: وَكَيْفَ? قَالَ: إِنَّ الكُوْفِيَّ يَشْرَبُهُ تَدَيُّناً، وَالبَصرِيُّ يَترُكُهُ تَدَيُّناً. وَهَذِهِ حِكَايَةٌ غَرِيْبَةٌ، مَا عَلِمْنَا أَحَداً غمز إسماعيل يشرب المُسْكِرِ قَطُّ، وَقَدِ انحَرَفَ بَعْضُ الحُفَّاظِ عَنْهُ بِلاَ حُجَّةٍ، حَتَّى إِنَّ مَنْصُوْرَ بنَ سَلَمَةَ الخُزَاعِيَّ تَحَدَّثَ مَرَّةً، فَسَبَقَهُ لِسَانُهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ... ، ثُمَّ قَالَ: لاَ، وَلاَ كَرَامَةَ، بَلْ أَرَدْتُ زُهَيْراً. وَقَالَ: لَيْسَ مَنْ قارف الذنب كمن لم يفارقه، أنا -والله- استتبته. قُلْتُ: يُشِيْرُ إِلَى تِلْكَ الهَفْوَةِ الصَّغَيْرَةِ، وَهَذَا مِنَ الجَرحِ المَرْدُوْدِ، وَقَدِ اتَّفَقَ عُلَمَاءُ الأُمَّةِ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِإِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ العَدْلِ المَأْمُوْنِ. وَقَدْ قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ يَزِيْدَ مَرْدَوَيْه: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ ابْنَ عُلَيَّةَ يَقُوْلُ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ. وَقَدْ كَانَ بَيْنَ ابْنِ طَبَرْزَدَ وَبَيْنَ ابْنِ عُلَيَّةَ أَرْبَعَةُ أَنْفُسٍ فِي حَدِيْثَيْنِ مَشْهُوْرَيْنِ مِنَ "الغَيْلاَنِيَّاتِ"، وَهَذَا غَايَةٌ فِي العُلُوِّ، رَوَاهُمَا عَنِ ابْنِ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ، بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ العَدُوِّ1. أَخْبَرْنَاهُ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَجَمَاعَةٌ كتابة، بسماعهم من عمر بن طبرزد.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 446"، وعبد الرزاق "9410"، والطيالسي "1855"، والحميدي "699"، وأحمد "2/ 6 و7 و10 و63"، والبخاري "2990"، ومسلم "1869" "92" و"93" و"94"، وأبو داود "2610"، وابن ماجه "2880"، وابن أبي داود في "المصاحف" "ص205 و206 و207 و208 و209"، وابن الجارود "1064"، والبيهقي "9/ 108"، والبغوي "1233" من طرق عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو.

قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الغَرَّافِيِّ، أَخْبَرَكُم مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الذَّهَبِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا المُؤَمَّلُ بنُ هِشَامٍ اليَشْكُري، ويعقوب بن إبراهيم، قالا: حدثنا إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوْبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: مَكَثتُ عِشْرِيْنَ سَنَةً يُحَدِّثُنِي مَنْ لاَ أَتَّهِمُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ طَلَّقَ امْرَأَتَه ثَلاَثاً وَهِيَ حَائِضٌ، فَأُمِرَ أَنْ يُرَاجِعَهَا، فَجَعَلْتُ لاَ أَتَّهِمُهُم، وَلاَ أَعْرِفُ الحَدِيْثَ، حَتَّى لَقِيْتُ أَبَا غَلاَّبٍ يُوْنُسَ بنَ جُبَيْرٍ البَاهِلِيَّ -وَكَانَ ذَا ثَبْتٍ1 فَحَدَّثَنِي: أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ، فَحَدَّثَهُ أَنَّهُ طَلَّقَهَا وَاحِدَةً وَهِيَ حَائِضٌ، فَأُمِرَ أَنْ يُرَاجِعَهَا. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَفَحُسِبَتْ عَلَيْهِ? قَالَ: فَمَهْ، أَوَ إِنْ عَجَزَ2. قَالَ أَحْمَدُ، وَالفَلاَّسُ، وَزِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، وَمَحْمُوْدُ بنُ خِدَاشٍ، وَطَائِفَةٌ: مَاتَ ابْنُ عُلَيَّةَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ: ابْنُ عُلَيَّةَ: ثَبْتٌ جدًّا، توفي يوم الثلاثاء، لِثَلاَثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ سُفْيَانَ الحَافِظُ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ فُضَيْلٍ، قَالَ: كُنَّا بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، فَقَدِمَ عَلَيْنَا رَاشِدٌ الخَفَّافُ، فَقَالَ: دَفَنَّا إِسْمَاعِيْلَ ابْنَ عُلَيَّةَ يَوْمَ الخَمِيْسِ، لِخَمْسٍ -أَوْ سِتٍّ- بَقِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ. وَقَالَ: سِرْنَا تِسْعَةَ أَيَّامٍ -يُرِيْدُ: سَارَ مِنْ بَغْدَادَ إِلَى مَكَّةَ فِي هَذِهِ المُدَّةِ اليَسِيْرَةِ، وَهَذَا سَيْرٌ سَرِيْعٌ. وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مَاتَ سنة أربع وتسعين، فقد غلط.

_ 1 أي: متثبتا. 2 صحيح: أخرجه مسلم "1471" "7" حدثني علي بن حجر السعدي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، به. وأخرجه البخاري "5258"، ومسلم "1471" "10" من طريق قتادة، عن أبي غلاب يونس بن جبير قال: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: رَجُلٌ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حائض, فقال: تعرفُ ابن عمر؟ إن ابن عمر طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فأمره أن يراجعها فإذا طهرت فأراد أن يطلقها فليطقها. قلت: فهل عد ذلك طلاقا؟ قال: أرأيتَ إن عجز واستحمق.

عبد الرحمن بن القاسم

1352- عبد الرحمن بن القاسم 1: "خَ، س" عَالِمُ الدِّيَّار المِصْرِيَّة، وَمُفْتِيْهَا، أَبُو عبد لله العُتَقِيُّ مَوْلاَهُمْ، المِصْرِيُّ، صَاحِبُ مَالِكٍ الإِمَامِ. رَوَى عَنْ: مَالِكٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ شُرَيْحٍ، وَنَافِعِ بنِ أَبِي نُعَيْمٍ المُقْرِئِ، وَبَكْرِ بنِ مُضَرَ، وَطَائِفَةٍ قَلِيْلَةٍ. وَعَنْهُ: أَصْبَغُ، وَالحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ، وسُحْنُون، وَعِيْسَى بنُ مَثْرود، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وآخرون. وَكَانَ ذَا مَالٍ وَدُنْيَا، فَأَنْفَقَهَا فِي العِلْمِ. وَقِيْلَ: كَانَ يَمْتَنِعُ مِنْ جَوَائِزِ السُّلْطَانِ، وَلَهُ قَدَمٌ فِي الوَرَعِ وَالتَّأَلُّهِ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ امْنَعِ الدُّنْيَا مِنِّي، وَامْنَعْنِي مِنْهَا. وَعَنْ مَالِكٍ: أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ ابْنُ القَاسِم، فَقَالَ: عَافَاهُ اللهُ، مَثَلُهُ كَمَثَلِ جِرَابٍ مَمْلُوءٍ مِسْكاً. وَقِيْلَ: إِنَّ مَالِكاً سُئِلَ عَنْهُ، وَعَنِ ابْنِ وَهْبٍ، فَقَالَ: ابْنُ وَهْبٍ رَجُلٌ عَالِمٌ، وَابْنُ القَاسِمِ فَقِيْهٌ. وَعَنْ أَسَدِ بنِ الفُرَاتِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ القَاسِمِ يَخْتِمُ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَتْمَتَيْنِ. قَالَ: فَنَزَلَ بِي حِيْنَ جِئْتُ إِلَيْهِ عَنْ خَتْمَةٍ، رَغْبَةً فِي إِحْيَاءِ العِلْمِ. وَبَلَغَنَا عَنِ ابْنِ القَاسِمِ، قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الحِجَازِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، أَنْفَقْتُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ أَلْفَ دِيْنَارٍ. وَعَنِ ابْنِ القَاسِمِ، قَالَ: لَيْسَ فِي قُرْبِ الوُلاَةِ، وَلاَ فِي الدُّنُوِّ مِنْهُم خَيْرٌ. أَحْمَدُ ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَابْنُ القَاسِمِ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَى مَالِكٍ، فَسَنَةً أَسْأَلُ أَنَا مَالِكاً، وَسَنَةً يَسْأَلُهُ ابْنُ القَاسِمِ. وَرَوَى الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ القَاسِمِ وَهُوَ حَدَثٌ فِي العِبَادَةِ، أَشَهْرَ مِنْهُ فِي العِلْمِ. ثُمَّ قَالَ الحَارِثُ: كَانَ فِي ابْنِ القَاسِم العِبَادَةُ، وَالسَّخَاءُ، وَالشَّجَاعَةُ، وَالعِلْمُ، وَالوَرَعُ، وَالزُّهْدُ. مُحَمَّدُ بنُ وضَّاح: أَخْبَرَنِي ثِقَةٌ ثِقَةٌ، عَنْ عَلِيِّ بنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ القَاسِمِ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ وَجَدتَ المَسَائِلَ? فَقَالَ: أُفٍّ أُفٍّ. قُلْتُ: فَمَا أَحْسَنُ مَا وَجَدْتَ? قَالَ: الرِّبَاطُ بِالثَّغْرِ. قَالَ: وَرَأَيْتُ ابْنَ وَهْبٍ أَحْسَنَ حَالاً مِنْهُ. وَقَالَ سُحْنُون: رَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ، فقلتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قال: وجدت عنده ما أحببت.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1325"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 129"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 346"، والكاشف "2/ ترجمة 3330"، وتهذيب التهذيب "6/ 252"، وتقريب التهذيب "1/ 495"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4218"، وشذرات الذهب "1/ 329".

قُلْتُ: فَأَيَّ عَمَلٍ وَجَدتَ? قَالَ: تِلاَوَةُ القُرْآنِ. قُلْتُ: فَالمَسَائِلُ? فَأَشَارَ يُلَشِّيها. وَسَأَلتُهُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، فَقَالَ: فِي عِلِّيِّيْنَ. قَالَ الطَّحَاوِيُّ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ القَاسِمِ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ فِي فُلاَنٍ عَيْباً إِلاَّ دُخُوْلَهُ إِلَى الحُكَّامِ، أَلاَ اشْتَغَلَ بِنَفْسِهِ?! قَالَ سَعِيْدُ بنُ الحَدَّادِ: سَمِعْتُ سُحْنُون يَقُوْلُ: كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ ابْنَ القَاسِمِ عَنِ المَسَائِلِ، يَقُوْلُ لِي: يَا سُحْنُوْنُ! أَنْتَ فَارِغٌ، إِنِّيْ لأُحِسُّ فِي رَأْسِي دَوِيّاً كَدَوِيِّ الرَّحَا -يَعْنِي: مَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ. قَالَ: وَكَانَ قَلَّما يَعْرِضُ لَنَا إِلاَّ وَهُوَ يَقُوْلُ: اتَّقُوا اللهَ، فَإِنَّ قَلِيْلَ هَذَا الأَمْرِ مَعَ تَقْوَى اللهِ كَثِيْرٌ، وَكَثِيْرُهُ مَعَ غَيْرِ تَقْوَى اللهِ قَلِيْلٌ. وَعَنْ سُحْنُون قَالَ: لَمَّا حَجَجْنَا، كُنْتُ أُزَامِلُ ابْنَ وَهْبٍ، وَكَانَ أَشْهَبُ يُزَامِلُهُ يَتِيْمُهُ، وَكَانَ ابْنُ القَاسِمِ يُزَامِلُهُ ابْنُهُ مُوْسَى، فَكُنْتُ إذا نَزَلْتُ، ذَهَبْتُ إِلَى ابْنِ القَاسِمِ أُسَائِلُهُ مِنَ الكُتُبِ، وَأَقرَأُ عَلَيْهِ إِلَى قُرْبِ الرَّحِيْلِ، فَقَالَ لِي ابْنُ وَهْبٍ وَأَشْهَبُ: لَوْ كَلَّمْتَ صَاحِبَكَ يُفْطِرُ عِنْدنَا. فَكَلَّمتُهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيَثْقُلُ عَلَيَّ ذَلِكَ. قُلْتُ: فَبِمَ يَعْلَمُ القَوْمُ مَكَانِي مِنْكَ? فَقَالَ: إِذَا عَزَمتَ عَلَى ذَلِكَ، فَأَنَا أَفْعَلُ. فَأَتَيْتُ، فَأَعْلَمْتُهُمَا، فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ التَّعرِيْسِ، قَامَ مَعِي، فَأَصَبتُ أَشْهَبَ وَقَدْ فَرَشَ أَنْطَاعَهُ، وَأَتَى مِنَ الأَطعِمَةِ بِأَمرٍ عَظِيْمٍ، وَصَنَعَ ابْنُ وَهْبٍ دُوْنَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَتَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ، سَلَّمَ، وَقَعَدَ، ثُمَّ أَدَارَ عَيْنَهُ فِي الطَّعَامِ، فَإِذَا سُكُرُّجَةٌ فِيْهَا دُقَّةٌ، فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ، فَحَرَّكَ الأَبزَارَ حَتَّى صَارَتْ نَاحِيَةً، وَلَعَقَ مِنَ المِلْحِ ثَلاَثَ لَعَقَاتٍ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ أَصْلَ مِلْحِ مِصْرَ طَيِّبٌ، ثُمَّ قَامَ، وَقَالَ: بَارَكَ اللهُ لَكُم، وَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَقُومَ. قَالَ: فَتَكَلَّمَ أَشْهَبُ، وَعَظُمَ عَلَيْهِ مَا فَعَلَ. قَالَ لَهُ ابْنُ وَهْبٍ: دَعْهُ دَعْهُ، وَكُنَّا نَمْشِي بِالنَّهَارِ، وَنُلْقِي المَسَائِلَ، فَإِذَا كَانَ فِي اللَّيْلِ، قَامَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى حِزْبِهِ مِنَ الصَّلاَةِ. فَيَقُوْلُ ابْنُ وَهْبٍ لأَصْحَابِهِ: مَا تَرَوْنَ إِلَى هَذَا المَغْرِبِيِّ يُلْقِي المَسَائِلَ بِالنَّهَارِ، وَهُوَ لاَ يَدْرُسُ بِاللَّيْلِ? فَيَقُوْلُ لَهُ ابْنُ القَاسِمِ: هُوَ نُوْرٌ يَجْعَلُهُ اللهُ فِي القُلُوْبِ. قَالَ: وَنَزَلْنَا بِمَسْجدٍ، بِبَعْضِ مَدَائِنِ الحِجَازِ، فَنِمْنَا، فَانْتَبَهَ ابْنُ القَاسِمِ مَذْعُوْراً، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا سَعِيْدٍ! رَأَيْتُ السَّاعَةَ كَأَنَّ رَجُلاً دَخَلَ عَلَيْنَا مِنْ بَابِ هَذَا المَسْجَدِ، وَمَعَهُ طَبَقٌ مُغَطَّى، وَفِيْهِ رَأْسُ خِنْزِيْرٍ، أَسْأَلُ اللهَ خَيْرَهَا. فَمَا لَبِثْنَا حَتَّى أَقْبَلَ رَجُلٌ مَعَهُ طَبَقٌ مُغَطَّى بِمِنْدِيلٍ، وَفِيْهِ رُطَبٌ مِنْ تَمْرِ تِلْكَ القَرْيَةِ، فَجَعَلَهُ بَيْنَ يَدَيِ ابْنِ القاسم، وقال: كل قَالَ: مَا إِلَى ذَلِكَ مِنْ سَبِيْلٍ. قَالَ: فَأَعْطِهِ أَصْحَابَكَ. قَالَ: أَنَا لاَ آكُلُهُ، أُعْطِيْه غَيْرِي! فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ، فَقَالَ لِي ابْنُ القَاسِمِ: هَذَا تَأْوِيلُ الرُّؤْيَا. وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّ تِلْكَ القَرْيَةَ، أَكْثَرُهَا وَقْفٌ غُصِبَتْ.

قَالَ الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ: كَانَ ابْنُ القَاسِمِ فِي الوَرَعِ وَالزُّهدِ شَيْئاً عَجِيْباً. أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَبِي نَصْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ قَوَّامٍ، وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَمَّويه، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ تَلِيد، حَدَّثَنَا ابْنُ القَاسِمِ، عَنْ بَكْرُ بنُ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، عَنْ يُوْنُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مِثْلَ مَا لَبِثَ يُوْسُفُ، ثُمَّ جَاءنِي الدَّاعِي، لأَجَبْتُهُ" 1 ... الحَدِيْثَ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِيْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ العُثْمَانِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شِبْلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَقِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الفَقِيْهُ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَجْدَابِيُّ، حَدَّثَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي عُقْبَةَ التَّمِيْمِيُّ، حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بنُ حمود الصدفي، حدثنا سُحْنُوْنُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "قَالَ اللهُ: إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي، أَحْبَبْتُ لِقَاءهُ، وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي، كَرِهْتُ لِقَاءهُ" 2. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ غَسَّانَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ النَّسِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ السُّمَيْسَاطي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ جَوْصَا، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ مَثْرَود، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوْتِرُ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، حَتَّى يَأْتِيَهِ المُؤَذِّنُ، فَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيْفَتَيْنِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ3 وَحْدَهُ، عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى التَّمِيْمِيِّ، عَنْ مَالِكٍ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: وُلِدَ ابْنُ القَاسِمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ -رَحِمَهُ اللهُ- عَاشَ تِسْعاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3372" و"4537"، ومسلم "151" "238"، وابن ماجه "4026"، وابن جرير الطبري في "جامع البيان" "5974" و"19400"، والبغوي في "شرح السنة" "63" والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "326" من طرق عن ابن وهب قال أخبرني يونس، عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] ، ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لثبت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي". وأخرجه البخاري "4694"، وابن جرير "5973" و"19399"، والطحاوي "327"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص507"، وابن منده في "الإيمان" "369" من طريق سعيد بن عيسى بن تليد، عن عبد الرحمن بن القَاسِمِ، عَنْ بَكْرُ بنُ مُضَر، عَنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، به. 2 صحيح: أخرجه مالك "1/ 240"، ومن طريقه أخرجه البخاري "7504"، والنسائي "4/ 10" عن أبي الزناد، به، وأخرجه أحمد "2/ 418"، والنسائي "4/ 10" عن قتيبة بن سعيد، عن المغيرة بن عبد الرحمن القرشي، عن أبي الزناد، به. 3 صحيح: أخرجه مسلم "736".

محمد بن يوسف

1353- محمد بن يوسف 1: ابن معدان، الزَّاهِدُ، العَابِدُ، القُدْوَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ، عروس الزهاد. لَهُ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ مُنْكَرٌ2. وَرَوَى عَنْ: يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، وَالأَعْمَشِ، وَأَبَانٍ، وَالحَمَّادَيْنِ آثَاراً. وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَالقَطَّانُ، وَابْنُ المُبَارَكِ، والشَّاذَكُوني، وَزُهَيْرُ بنُ عَبَّادٍ، وَصَالِحُ بنُ مِهران، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ ابْنُ المُبَارَكِ يَأْتِيْهِ، وَيُحِبُّهُ، وَهُوَ مِنْ أَجْدَادِ أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظِ لأَبِيْهِ. قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ خَيْراً مِنْهُ، فَذُكِرَ لَهُ الثَّوْرِيُّ، فَقَالَ: هَذَا شَيْءٌ، وَهَذَا شَيْءٌ. وَكَانَ لاَ يَضَعُ جَنْبَهُ، وَقَدْ رَابَطَ وَزَارَ قَبْرَ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ، وَكَانَ يَأْتِيْهِ فِي العَامِ مِنْ أَصْبَهَانَ سَبْعُوْنَ دِيْنَاراً، فَيَحُجُّ، وَيَرْجِعُ إِلَى الثغر -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 540"، وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني "8/ ترجمة 400"، وتاريخ أصبهان "2/ 171"، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 117". 2 موضوع: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "8/ 237"، وفي "تاريخ أصبهان" "2/ 172" من طريق محمد بن يوسف، عن عمر بن صبح، عن أبان، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "يحول الله تعالى يوم القيامة ثلاث قرى من زبرجدة خضراء تزف إلى أزواجهن: عسقلان، والإسكندرية، وقزوين". وفيه علتان: الأولى: عمر بن صبح، ليس بثقة ولا مأمون. قال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث. وقال الدارقطني وغيره: متروك. وقال الأزدي: كذاب والعلة الثانية: أبان بن أبي عياش، قال يحيى بن معين والنسائي: متروك. وقال أبو إسحاق السعدي الجوزجاني: ساقط. وساق ابن عدي لأبان جملة أحاديث منكرة.

خالد بن الحارث

1354- خالد بن الحارث 1: "ع" ابن عبيد بن سليمان بن عبيد بن سفيان، ويقال: خالد بن الحَارِثِ بنِ سُلَيْمِ بنِ عُبَيْدِ بنِ سُفْيَانَ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، الإِمَامُ، أَبُو عُثْمَانَ الهُجَيمي، البَصْرِيُّ. وَبَنُو الهُجَيم مِنْ بَنِي العَنْبَرِ، مِنْ تَمِيْمٍ. رَوَى عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وحُميد الطَّوِيْلِ، وَأَيُّوْبَ، وَأَشْعَثَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الحُمْرَانِيِّ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَوْفٍ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَبِشْرِ بنِ صُحَارٍ، وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ، وَابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَشُعْبَةَ، وَابْنِ عَجْلاَنَ، وَحُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَكَانَ مِنْ أَوعِيَةِ العِلْمِ، كَثِيْرَ التَّحَرِّي، مَليح الإِتْقَانِ، مَتِيْنَ الدِّيَانَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ -وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ- ومُسَدَّد، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه، وَحُمَيْدُ بنُ مَسْعَدَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بنُ المِقْدَامِ، وَالحَسَنُ بنُ قَزَعة، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ. رَوَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ، أَنَّ يَحْيَى القَطَّانَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً خَيْراً مِنْ سُفْيَانَ، وَخَالِدِ بنِ الحَارِثِ. وَرَوَى الأَثْرَمُ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: إليه المنتهى في التَّثَبُّتِ بِالبَصْرَةِ -يَعْنِي: خَالِداً. وَرَوَى المَرُّوْذِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ، قَالَ: كَانَ خَالِدُ بنُ الحَارِثِ يَجِيْءُ بِالحَدِيْثِ كَمَا يَسْمَعُ، وَكَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ يَجِيْءُ بالحديث كما يسمع، وَكَانَ وَكِيْعٌ يَجْهَدُ أَنْ يَجِيْءَ بِالحَدِيْثِ كَمَا يَسْمَعُ، وَكَانَ رُبَّمَا قَالَ فِي الحَرفِ أَوِ الشَّيْءِ: يَعْنِي كَذَا. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ يُقَالُ لَهُ: خَالِدٌ الصَّدُوْقُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، إِمَامٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ: وُلِدَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ، وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، فَرَأَيْتُ مُعْتَمِراً، وَبِشْرَ بنَ المُفَضَّلِ فِي جِنَازَتِهِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ بِالبَصْرَةِ، سَنَةَ سِتٍّ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ سَلاَمَةَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَنْبَلِيُّ فِي كِتَابِهِ، عَنْ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ كُلَيْبٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ الحَارِثِ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ نَصْرِ بنِ عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ بنِ الحُوَيْرِث: أَنَّهُ قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي صَلاَتِهِ إِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوْعِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا فُرُوْعَ أُذُنَيْهِ"2. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ، مِنْ حَدِيْثِ سَعِيْدٍ، وشعبة، عن قتادة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 291"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 490"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 178 و218" و"2/ 44 و138 و145" و"3/ 16"، والكنى للدولابي "2/ 27"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1460"، والعبر "1/ 293"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة رقم 285"، والكاشف "1/ ترجمة 1317"، وتهذيب التهذيب "3/ 82"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1742"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 309". 2 صحيح: أخرجه مسلم "391"، والنسائي "2/ 182".

إبراهيم بن الأغلب

1355- إِبْرَاهِيْمُ بنُ الأَغْلَبِ 1: التَّمِيْمِيُّ، أَمِيْرُ المَغْرِبِ، دَخَلَ إلى القيروان، فبايعوه، وانضم إِلَيْهِ خَلْقٌ، فَأَقْبَلَ يُلاَطِفُ نَائِبَ القَيْرَوَانِ هَرْثَمَةَ بنَ أَعْيَنَ، فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى نَاحِيَةِ الزَّابِ، فَضَبَطَهَا. وَآخِرُ أَمرِهِ اسْتَعَمَلَه عَلَى المَغْرِبِ الرَّشِيْدُ، وَعَظُمَ، وَأَحَبَّهُ أَهْلُ المَغْرِبِ. وَكَانَ فَصِيْحاً، خَطِيْباً، شَاعِراً، ذَا دِيْنٍ، وَفِقهٍ، وَحَزْمٍ، وَشَجَاعَةٍ، وَسُؤْدُدٍ. أَخَذَ عَنِ: اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وَغَيْرِهِ. بَنَى مَدِيْنَةً سَمَّاهَا: العَبَّاسِيَّةَ، وَمَهَّدَ المَغْرِبَ، وَعَاشَ سِتّاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. مَاتَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ ومائة، فقام بعده ابنه عبد الله.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 327".

عبد الصمد بن علي

1356- عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيِّ 1: ابْنِ حَبْرِ الأُمَّةِ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، عَمُّ السَّفَاحِ وَالمَنْصُوْرِ. وُلِدَ بِالبَلْقَاءِ، سَنَةَ نَيِّفٍ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ. رَوَى عَنْهُ: المهدي، وغيره. قِيْلَ مَاتَ بِأَسْنَانِ اللَّبَنِ، وَكَانَتْ مُلْتَصِقَةً. وَكَانَ عَظِيْمَ الخِلْقَةِ، ضَخْماً، وَقَدْ خَرَجَ عِنْد مَوْتِ السَّفَاحِ مَعَ أَخِيْهِ عَبْد اللهِ عَلَى المَنْصُوْرِ، وَحَارَبَهُمَا أَبُو مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيُّ، وَتَقَلَّبَتْ بِهِ الأَيَّامُ، وَعَاشَ إِلَى الآنَ2، وَكَانَ الرَّشِيْدُ يُجِلُّهُ وَيَحتَرِمُه، وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ، وَإِمْرَةَ البَصْرَةِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ. وَيَرْوِي عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ -ابْنُهُ- وَعَبْدُ الوَاحِدِ وَيَعْقُوْبُ ابْنَا جَعْفَرٍ ابْنِ أَخِيْهِ سُلَيْمَانَ بنِ عَلِيٍّ. وَلَهُ حَدِيْثٌ سَمِعْنَاهُ فِي "جُزْءِ البَانْيَاسِيِّ" فِي إِكرَامِ الشُّهُودِ3، وَهُوَ مُنْكَرٌ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ مُوْسَى الهَاشِمِيِّ؛ أَمِيْرِ الحَجِّ، عَنْ عَمِّهِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْهُ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ. وَكَانَ فِي تَعَدُّدِ النَّسَبِ نَظِيْرَ يَزِيْدَ الخَلِيْفَةِ، وَسَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ أَحَدِ العَشْرَةِ، وَقَدْ أَضَرَّ بِأَخَرَةٍ كَأَبِيْهِ وَجَدِّهِ. وَأُمُّهُ هِيَ كَثِيْرَةُ، الَّتِي شَبَّبَ بِهَا ابْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ، حَيْثُ يَقُوْلُ: عَادَ لَهُ مِنْ كثيرة الطرب ... فعينه بالدموع تنسكب مَاتَ عَبْدُ الصَّمَدِ: بِالبَصْرَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ ومائة، وعمره ثمانون سنة.

_ 1 ترجمته في الضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1053"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 266"، وتاريخ بغداد "11/ 37"، ووفيات الأعيان "3/ ترجمة 388"، والعبر "1/ 290"، وميزان الاعتدال "2/ 620"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 307". 2 أي: عاش إلى زمن هارون الرشيد. 3 منكر: تقدم تخريجنا له قريبا في هذا الجزء برقم تعليق "655"، وهو عند العقيلي في "الضعفاء الكبير" "3/ 84"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "5/ 94" و"6/ 138" ولفظه "أكرموا الشهود، فإن الله يستخرج بهم الحقوق، ويرفع بهم الظلم" فراجع تخريجنا له ثمَّت.

الكسائي

1357- الكسائي 1: الإِمَامُ، شَيْخُ القِرَاءةِ وَالعَرَبِيَّةِ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بَهْمَنَ بنِ فَيْرُوْزٍ الأَسَدِيُّ مَوْلاَهُمْ الكُوْفِيُّ، المُلَقَّبُ: بِالكِسَائِيِّ؛ لِكِسَاءٍ أَحرَمَ فِيْهِ. تَلاَ عَلَى: ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَرْضاً، وَعَلَى حَمْزَةَ2. وَحَدَّثَ عَنْ: جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وَالأَعْمَشِ، وَسُلَيْمَانَ بنِ أَرْقَمَ، وَجَمَاعَةٍ. وَتَلاَ أيضا على: عيسى بن عمر المقرئ. وَاخْتَارَ قِرَاءةً اشْتُهِرَتْ، وَصَارَتْ إِحْدَى السَّبْعِ. وَجَالَسَ فِي النَّحوِ الخَلِيْلَ، وَسَافَرَ فِي بَادِيَةِ الحِجَازِ مُدَّةً لِلْعَرَبِيَّةِ، فَقِيْلَ: قَدِمَ وَقَدْ كَتَبَ بِخَمْسَ عَشْرَةَ قِنِّيْنَةَ حِبْرٍ. وَأَخَذَ عَنْ: يُوْنُسَ3. قَالَ الشَّافِعِيُّ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَحَّرَ فِي النَّحوِ، فَهُوَ عِيَالٌ عَلَى الكِسَائِيِّ. قَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ: اجْتَمَعَ فِيْهِ أَنَّهُ كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالنَّحوِ، وَوَاحِدَهُم فِي الغَرِيْبِ، وَأَوحَدَ فِي عِلْمِ القُرْآنِ، كَانُوا يُكْثِرُوْنَ عَلَيْهِ، حَتَّى لاَ يَضبِطَ عَلَيْهِم، فَكَانَ يَجمَعُهُم، وَيَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيٍّ، وَيَتْلُو، وَهُم يَضبِطُوْنَ عَنْهُ، حَتَّى الوُقُوفِ. قَالَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: سَمِعْتُ الكِسَائِيَّ يَقرَأُ القُرْآنَ عَلَى النَّاسِ مَرَّتَيْنِ. وَعَنْ خَلَفٍ، قَالَ: كُنْتُ أَحضُرُ بَيْنَ يَدَيِ الكِسَائِيِّ وَهُوَ يَتْلُو، وَيُنَقِّطُونَ عَلَى قِرَاءتِهِ مَصَاحِفَهُم. تَلاَ عَلَيْهِ: أَبُو عُمَرَ الدُّوْرِيُّ، وَأَبُو الحَارِثِ اللَّيْثُ، وَنُصَيْرُ بنُ يُوْسُفَ الرَّازِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بن مِهْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي سُرَيْجٍ، وَأَحْمَدُ بنُ جُبَيْرٍ الأَنْطَاكِيُّ، وَأَبُو حَمْدُوْنَ الطَّيِّبُ، وعيسى بن سليمان الشيزري، وعدة. وَمِنَ النَّقَلَةِ عَنْهُ: يَحْيَى الفَرَّاءُ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَخَلَفٌ البَزَّارُ. وَلَهُ عِدَّةُ تَصَانِيْفٍ، مِنْهَا: "مَعَانِي القرآن"، وكتاب في القراءات، وَكِتَابُ "النَّوَادِرِ الكَبِيْرِ"، وَمُخْتَصَرٌ فِي النَّحْوِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ. وَقِيْلَ: كَانَ أَيَّامَ تِلاَوَتِهِ عَلَى حَمْزَةَ يَلْتَفُّ فِي كِسَاءٍ، فَقَالُوا: الكِسَائِيَّ. ابْنُ مَسْرُوْقٍ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ الكِسَائِيُّ: صَلَّيْتُ بِالرَّشِيْدِ، فَأَخْطَأْتُ فِي آيَةٍ، مَا أَخْطَأَ فِيْهَا صَبِيٌّ، قُلْتُ: لَعَلَّهُمْ يَرْجِعِيْنَ، فَوَاللهِ مَا اجْتَرَأَ الرَّشِيْدُ أَنْ يَقُوْلُ: أَخْطَأْتَ، لَكِنْ قَالَ: أَيُّ لغة هذه? قلت: يا أمير المؤمنين! قد يعثر الجواد. قال: أما هذا فنعم.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2368"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1000"، وتاريخ بغداد "11/ 403"، ووفيات الأعيان لابن خَلَّكان "3/ ترجمة 433"، والعبر "1/ 302"، وتهذيب التهذيب "7/ 313"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 130"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 162"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 321". 2 هو: حمزة بن حبيب الزيات الكوفي، أحد القراء السبعة، المتوفى سنة "156هـ". 3 هو: يونس بن حبيب الضبي، إمام النحاة بالبصرة في عصره. توفي سنة "182هـ".

وَعَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الفَرَّاءِ: سَمِعْتُ الكِسَائِيَّ يَقُوْلُ: رُبَّمَا سَبَقَنِي لِسَانِي بِاللَّحْنِ. وَعَنْ خَلَفِ بنِ هِشَامٍ: أَنَّ الكِسَائِيَّ قَرَأَ عَلَى المِنْبَرِ: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا} [الكهف: 34] ، بِالنَّصْبِ، فَسَأَلُوْهُ عَنِ العِلَّةِ، فَثُرْتُ فِي وُجُوْهِهِم، فَمَحَوْهُ، فَقَالَ لِي: يَا خَلَفُ! مَنْ يَسْلَمُ مِنَ اللَّحْنِ? وَعَنِ الفَرَّاء، قَالَ: إِنَّمَا تَعَلَّمَ الكسائي النحو علي كبر، ولزم مُعَاذاً الهَرَّاءَ مُدَّةً، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الخَلِيْلِ. قُلْتُ: كَانَ الكِسَائِيُّ ذَا مَنْزِلَةٍ رَفِيْعَةٍ عِنْدِ الرَّشِيْدِ، وَأَدَّبَ وَلَدَهُ الأَمِيْنَ، وَنَالَ جَاهاً وَأَمْوَالاً، وَقَدْ تَرجَمتُهُ فِي أَمَاكِنَ. سَارَ مَعَ الرَّشِيْدِ، فَمَاتَ بِالرَّيِّ، بِقَرْيَة أرَنْبُوية، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، عَنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً. وَفِي تَارِيْخِ مَوْتِه أقوال. فهذا أصحها.

محمد بن الحسن

1358- محمد بن الحسن 1: ابن فَرْقَد، العَلاَّمَةُ، فَقِيْهُ العِرَاقِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّيْبَانِيُّ، الكُوْفِيُّ، صَاحِبُ أَبِي حَنِيْفَةَ. وُلِدَ بِوَاسِطَ، وَنَشَأَ بِالكُوْفَةِ. وَأَخَذَ عَنْ أَبِي حَنِيْفَةَ بَعْضَ الفِقْهِ، وتمم الفقه على القاضي أبو يُوْسُفَ. وَرَوَى عَنْ: أَبِي حَنِيْفَةَ، ومِسْعَر، وَمَالِكِ بن مِغْوَل، والأوزاعي، ومالك بن أنس. أَخَذَ عَنْهُ: الشَّافِعِيُّ -فَأَكْثَرَ جِدّاً- وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَهِشَامُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَأَحْمَدُ بنُ حَفْصٍ فَقِيْهُ بُخَارَى، وَعَمْرُو بنُ أَبِي عَمْرٍو الحَرَّاني، وَعَلِيُّ بنُ مُسْلِمٍ الطُّوْسِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ سُقْتُ أَخْبَارَهُ فِي جُزْءٍ مُفْرَدٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَصلُهُ جَزَري، سَكَنَ أَبُوْهُ الشَّامَ، ثُمَّ وُلِدَ لَهُ مُحَمَّدٌ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. غَلَبَ عَلَيْهِ الرَّأْيُ، وَسَكَنَ بَغْدَادَ. قُلْتُ: وَلِيَ القَضَاءَ لِلرَّشِيْدِ بَعْدَ القَاضِي أَبِي يُوْسُفَ، وَكَانَ مَعَ تَبَحُّرِهِ فِي الفِقْهِ، يُضْرَب بِذَكَائِهِ المَثَلُ. كَانَ الشَّافِعِيُّ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَقْرَ بُخْتِيّ2، وَمَا نَاظَرتُ سَمِيْناً أَذكَى مِنْهُ، وَلَوْ أَشَاءُ أَنْ أَقُوْلَ: نَزَلَ القُرْآنُ بِلُغَةِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، لقُلْتُ؛ لِفِصَاحَتِهِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الحسن: أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرا، وسمعت من لفظه سبع مائة حديث. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ "الجَامِعَ الصَّغَيْرَ". قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: قُلْتُ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ: مَنْ أَيْنَ لَكَ هَذِهِ المَسَائِلُ الدِّقَاقُ? قَالَ: مَنْ كُتُبِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ. قِيْلَ: إِنَّ مُحَمَّداً لَمَّا احْتُضِرَ، قِيْلَ لَهُ: أَتَبكِي مَعَ العِلْمِ? قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَوْقَفَنِيَ اللهُ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! مَا أَقْدَمَكَ الرَّيَّ، الجِهَادُ فِي سَبِيْلِي، أَمِ ابْتِغَاءُ مَرضَاتِي? مَاذَا أَقُوْلُ? قُلْتُ: تُوُفِّيَ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، بالري.

_ 1 ترجمته في الضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1606"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1253"، والمجروحين لابن حبان "2/ 275"، وتاريخ بغداد "2/ 172"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 567"، والعبر "1/ 302"، وميزان الاعتدال "3/ 513"، ولسان الميزان "5/ 121"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 321". 2 البُّختي: واحد البُّخت، وهي الإبل.

المحاربي

1359- المحاربي 1: "ع" الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الكُوْفِيُّ. وُلِدَ فِي دَوْلَةِ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُليم، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَالأَعْمَشِ، وَفُضَيْلِ بنِ غَزْوَانَ، وَجُوَيْبِرِ بنِ سَعِيْدٍ، وَجِبْرِيْلَ بنِ أَحْمَرَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَلْقمة، ومُطَّرِح بنِ يَزِيْدَ، وَعَمَّارِ بنِ سَيْفٍ، وَعُمَرَ بنِ ثَابِتٍ الرَّازِيِّ، وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وخلق.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 392"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 1102"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 328" و"2/ 711"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 948"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1342"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 291"، والكاشف "2/ ترجمة 3347"، والعبر "1/ 319"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4952"، وجامع التحصيل للعلائي "ترجمة 453"، وتهذيب التهذيب "6/ 295"، تقريب التهذيب "1/ 497"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4239"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 343".

رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَهَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَخَلْقٌ. قَالَ وَكِيْعٌ: مَا كَانَ أَحْفَظَهُ لِلطِّوَالِ! وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ، فَقَالَ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ المُحَارِبِيِّ أَحْفَظُ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كُنَّا نَكُوْنُ عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَإِذَا مَرَّ حَدِيْثٌ مِنْ أَحَادِيْثِ الزُّهدِ، قَالَ: ابْنَ المُحَارِبِيِّ! خُذْ إِلَيْكَ هَذَا مِنْ بَابَتِكَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَهُ أَحَادِيْثُ مَنَاكِيْرُ عَنِ المَجْهُوْلِيْنَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضاً: يَرْوِي عَنِ المَجْهُوْلِيْنَ أَحَادِيْثَ مُنْكَرَةً، فَيُفْسِدُ حَدِيْثَهُ بِذَلِكَ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ العُقَيلي: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ المُحَارِبِيَّ كَانَ يُدَلِّسُ، وَلاَ نَعْلَمُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ مَعْمَرٍ شَيْئاً، وَأَنْكَرَ أَبِي رِوَايَتَهُ عَنْ مَعْمَرٍ، فَقِيْلَ لأَبِي: إِنَّ المُحَارِبِيَّ يَرْوِي عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرير البَجَلي حَدِيْثَ: "تُبْنَى مَدِيْنَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ"1. فَقَالَ أَبِي: كَانَ المُحَارِبِيُّ جَلِيساً لِسَيفِ بنِ مُحَمَّدٍ؛ ابْنِ أُخْتِ الثَّوْرِيِّ، وَكَانَ سَيْفٌ كَذَّاباً، وَأَظُنُّ المُحَارِبِيَّ سَمِعَ هَذَا مِنْهُ. قُلْتُ: لَمْ يَذْكُرْ عَبْدُ اللهِ مَنْ حَدَّثَهُ بِهَذَا عَنِ المُحَارِبِيِّ، فَهُوَ -إن صَحَّ أَنَّ المُحَارِبِيَّ حَدَّثَ بِهِ- قَوِيُّ الإِسْنَادِ عَلَى نَكَارَتِهِ. مَاتَ المُحَارِبِيُّ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَازِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ فَضْلٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُؤْمِنٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ هِبَةِ اللهِ التَّغْلِبِيُّ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ الحسن الأسدي

_ 1 كذب: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "3/ 432"، والضعفاء في الكبير للعقيلي "2/ 348"، والخطيب في "تاريخ بغداد" من طريق المحاربي، عن عاصم، به. وقال ابن عدي والعقيلي في إثره: كَانَ المُحَارِبِيُّ جَلِيساً لِسَيفِ بنِ مُحَمَّدٍ ابْنِ أخت سفيان وكان سيف كذابا وأظن المحابي سمعه منه. قيل له إن عبد العزيز بن أبان رواه عن سفيان، فقال: كل من حدث به عن سفيان فهو كذاب. وذكر الذهبي في "ميزان الاعتدال" "3/ 165" في ترجمة عمار بن سيف هذا الحديث، وقال حديث منكر جدا، وذكره.

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ ابْنَا الحُسَيْنِ بنِ سَهْلِ بنِ الصَّيَّاحِ بِبَلَدٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ الإِمَامُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا المُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لأَنْ أَمْشِيَ عَلَى جَمْرَةٍ أَوْ سَيْفٍ، أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَمْشِيَ عَلَى قَبْرِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، وَمَا أُبَالِي وَسَطَ القُبُوْرِ قَضَيْتُ حَاجَتِي أَمْ وسط السوق" 1. إسناده صالح.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن ماجه "1567" من طريق محمد بن إسماعيل بن سمرة، عن المحاربي، به. وقد توبع محمد بن إسماعيل هذا؛ فرواه أبو يعلى من طريق حفص بن عبد الله أبي عمر الحلواني، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، به. وللحديث شاهد عن أبي مرثد الغنوي: عند مسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي.

يحيى بن سعيد

1360- يحيى بن سعيد 1: "ع" ابن أبان بن سعيد بن العَاصِ بنِ أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ. الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، النَّبِيْلُ، أَبُو أَيُّوْبَ القُرَشِيُّ، الأُمَوِيُّ، الكُوْفِيُّ، وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ. وَهُوَ وَالِدُ سَعِيْد بنِ يَحْيَى الأُمَوِيِّ؛ صَاحِبِ "المَغَازِي". مَوْلِدُهُ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. رَوَى عَنْ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَحَمَلَ المَغَازِي عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَسُرَيْجُ بنُ يُوْنُسَ، وَوَلَدُهُ؛ سَعِيْدُ بنُ يَحْيَى، وَحُمَيْدُ بنُ الرَّبِيْعِ، وَخَلْقٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: عِنْدَهُ عَنِ الأَعْمَشِ غَرَائِبُ، وَلَيْسَ به بأس. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: سَكَنَ بَغْدَادَ، وَيُلَقَّبُ بِالجَمَلِ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَمَاتَ قَبْلَهُ بِسَنَةٍ: أَخُوْهُ مُحَمَّدٌ. وَأَخُوْهُمَا عُبيد: يَرْوِي عَنْ إِسْرَائِيْلَ، وَجَمَاعَةٍ. وَأَخُوْهُم عَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ: لُغَوِيٌّ، شَاعِرٌ. وَأَخُوْهُم الخَامِسُ عَنْبَسَةُ: يَرْوِي عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، وَطَائِفَةٍ، وَهُوَ أَصْغَرُهُم. وَأَخُوْهُم السَّادِسُ: اسْمُهُ ... رَوَى عن: زهير بن معاوية. ذكرهم الدارقطني.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 398" و"7/ 339"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2984"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 133"، والكنى للدولابي "1/ 102"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ 403"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 625"، وتاريخ بغداد "14/ 132"، والكاشف "3/ ترجمة 6284"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 308"، والعبر "1/ 315"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9524"، وتهذيب التهذيب "11/ 213"، وتقريب التهذيب "2/ 348"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 341".

وكيع

1361- وكيع 1: "ع" ابن الجراح بن مَليح بن عدي بن فرس بن جمجمة بن سُفْيَانَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَمْرِو بنِ عُبَيْدِ بنِ رُؤَاسٍ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، مُحَدِّثُ العِرَاقِ، أَبُو سُفْيَانَ الرُّؤَاسِيُّ، الكُوْفِيُّ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ، وَهَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ: وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ، وَاشْتَغَلَ فِي الصِّغَرِ. وَسَمِعَ مِنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَدَاوُدَ الأَوْدِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَسْوَدَ بنِ شَيْبَانَ، وَهِشَامِ بنِ الغَازِ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَجَعْفَرِ بنِ بُرْقَانَ، وَزَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَطَلْحَةَ بنِ عَمْرٍو المَكِّيِّ، وَفُضَيْلِ بنِ غَزْوَانَ، وَأَبِي جَنَابٍ الكَلْبِيِّ، وَحَنْظَلَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَبَانِ بنِ صَمْعَةَ، وَأَبَانِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ، وَأَبَانِ بنِ يَزِيْدَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الفَضْلِ المَخْزُوْمِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بن يزيد الخُوزي، وإدريس

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 394"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2618"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 168"، وحلية الأولياء "8/ ترجمة 437"، وتاريخ بغداد "13/ 466"، والأنساب للسمعاني "6/ 174"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 284"، والكاشف "3/ ترجمة 6164"، والعبر "1/ 324"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9356"، وتهذيب التهذيب "11/ 123"، وتقريب التهذيب "2/ 331"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 349"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 153".

ابن يَزِيْدَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ رَافِعٍ المَدَنِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ سُلَيْمَانَ الأَزْرَقِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي الصُّفَيْرَا، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ العَبْدِيِّ، وَأَفْلَحَ بنِ حُمَيْدٍ، وَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ، وَبَدْرِ بنِ عُثْمَانَ، وَبَشِيْرِ بنِ المُهَاجِرِ، وَحُرَيْثِ بنِ أَبِي مَطَرٍ، وَأَبِي خَلْدَةَ خَالِدِ بنِ دِيْنَارٍ، وَخَالِدِ بنِ طَهْمَانَ، وَدَلْهَمِ بنِ صَالِحٍ، وَسَعْدِ بنِ أَوْسٍ، وَسَعْدَانَ الجُهَنِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ السَّائِبِ، وَسَعِيْدِ بنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ، وَسَلَمَةَ بنِ نُبَيْطٍ، وَطَلْحَةَ بنِ يَحْيَى، وَعَبَّادِ بنِ مَنْصُوْرٍ، وَعُثْمَانَ الشَّحَامِ، وَعُمَرَ بنِ ذَرٍّ، وعيسى بن طهمان، وعيينة بن عبد الرَّحْمَنِ بنِ جَوْشَنٍ، وَكَهْمَسٍ، وَالمُثَنَّى بنِ سَعِيْدٍ الضُّبَعِيِّ، وَالمُثَنَّى بنِ سَعِيْدٍ الطَّائِيِّ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَمِسْعَرِ بنِ حَبِيْبٍ، وَمِسْعَرِ بنِ كِدَام، وَمُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، وَمُصْعَبِ بنِ سُلَيْمٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَسُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، وَإِسْرَائِيْلَ، وَشَرِيْكٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، وَأَئِمَّةِ الحِفْظِ. حَدَّثَ عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ -أَحَدُ شُيُوْخِهِ- وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وَالفَضْلُ بنُ مُوْسَى السِّيْنَانِيُّ -وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ- وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَالحُمَيْدِيُّ، وَمُسَدَّدٌ، وَعَلِيٌّ، وَأَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَإِسْحَاقُ، وَبَنُو أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ الطُّوْسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَبْسِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم. وَكَانَ وَالِدُهُ نَاظِراً عَلَى بَيْتِ المَالِ بِالكُوْفَةِ، وَلَهُ هَيْبَةٌ وَجَلاَلَةٌ. وَرَوَى عَنْ: يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ المَقَابِرِيِّ. قَالَ: وَرِثَ وَكِيْعٌ مِنْ أُمِّهِ مائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ يَحْيَى بنُ يَمَانٍ: لَمَّا مَاتَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، جَلَسَ وَكِيْعٌ مَوْضِعَهُ. قَالَ القَعْنَبي: كُنَّا عِنْدَ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، فَلَمَّا خَرَجَ وَكِيْعٌ، قَالُوا: هَذَا رَاويَةُ سُفْيَانَ. قَالَ حَمَّادٌ: إِنْ شِئْتُمْ قُلْتُ: أَرْجَحُ مِنْ سُفْيَانَ. الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّعراني: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ أَكْثَمَ يَقُوْلُ: صَحِبْتُ وَكِيْعاً فِي الحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَكَانَ يَصُوْمُ الدَّهْرَ، وَيَخْتِمُ القُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ. قُلْتُ: هَذِهِ عِبَادَةٌ يُخضَعُ لَهَا، وَلَكِنَّهَا مِنْ مِثْلِ إِمَامٍ مِنَ الأَئِمَّةِ الأَثَرِيَّةِ مَفضُولَةٌ، فَقَدْ صَحَّ نهيه -عليه الصلاة السلام- عَنْ صَومِ الدَّهْرِ، وَصَحَّ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُقْرَأَ القُرْآنُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ، وَالدِّيْنُ يُسْرٌ، وَمُتَابَعَةُ السُّنَّةِ أَوْلَى، فَرَضِيَ اللهُ عَنْ وَكِيْعٍ، وَأَيْنَ مِثْلُ وَكِيْعٍ؟! وَمَعَ هَذَا فَكَانَ مُلاَزِماً لِشُرْبِ نَبِيذِ الكُوْفَةِ الَّذِي يُسكِرُ الإِكثَارُ مِنْهُ، فَكَانَ مُتَأَوِّلاً فِي شُرْبِهِ، وَلَوْ تَرَكَهُ

تَوَرُّعاً، لَكَانَ أَوْلَى بِهِ، فَإِنَّ مَنْ تَوَقَّى الشُّبَهَاتِ، فَقَدِ اسْتَبرَأَ لِدِيْنِه وَعِرْضِهِ، وَقَدْ صَحَّ النهي والتحريم للنبيذ المذكور، وليس هذا مَوْضِعَ هَذِهِ الأُمُوْرِ، وَكُلُّ أَحَدٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ، فَلاَ قُدْوَةَ فِي خَطَأِ العَالِمِ، نَعَمْ، وَلاَ يُوَبَّخُ بِمَا فَعلَهُ بِاجْتِهَادٍ، نَسْأَلُ اللهَ المُسَامَحَةَ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: وَكِيْعٌ فِي زَمَانِهِ كَالأَوْزَاعِيِّ فِي زَمَانِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَوعَى لِلْعِلمِ وَلاَ أَحْفَظَ مِنْ وَكِيْعٍ. قُلْتُ: كَانَ أَحْمَدُ يُعَظِّمُ وَكِيْعاً، وَيُفَخِّمُهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَامِرٍ المَصِّيْصِيُّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ: وَكِيْعٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ? فَقَالَ: وَكِيْعٌ. قُلْتُ: كَيْفَ فَضَّلتَه عَلَى يَحْيَى، وَيَحْيَى وَمَكَانُه مِنَ العِلْمِ وَالحِفْظِ وَالإِتْقَانِ مَا قَدْ عَلِمْتَ? قَالَ: وَكِيْعٌ كَانَ صَدِيْقاً لِحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، فَلَمَّا وَلِيَ القَضَاءَ، هَجَرَهُ، وَإِنَّ يَحْيَى كَانَ صَدِيْقاً لِمُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ، فَلَمَّا وَلِيَ القَضَاءَ، لَمْ يَهْجُرْه يَحْيَى. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الوَرَّاقُ: عُرِضَ القَضَاءُ عَلَى وَكِيْعٍ، فَامْتَنَعَ. مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمٍ البِيْكَنْدِيُّ: سَمِعْتُ وَكِيْعاً يَقُوْلُ: مَنْ طَلَبَ الحَدِيْثَ كَمَا جَاءَ، فَهُوَ صَاحِبُ سُنَّةٍ، وَمَنْ طَلَبَهُ لِيُقَوِّيَ بِهِ رَأْيَهُ، فَهُوَ صَاحِبُ بِدْعَةٍ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ: قَدْ حَدَّثَ وَكِيْعٌ بِدِمَشْقَ، فَأَخَذَ عَنْهُ: هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، وَابْنُ ذَكْوَانَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: حدثنا محمد بن يزيد، حدثني حسين أَخُو زَيْدَانَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ وَكِيْعٍ، فَأَقْبَلْنَا جَمِيْعاً مِنَ المَصِّيْصَةِ -أَوْ طَرَسُوْسَ- فَأَتَيْنَا الشَّامَ، فَمَا أَتَيْنَا بَلَداً إِلاَّ اسْتَقبَلَنَا وَالِيْهَا، وَشَهِدْنَا الجُمُعَةَ بِدِمَشْقَ، فَلَمَّا سَلَّمَ الإِمَامُ، أَطَافُوا بِوَكِيْعٍ، فَمَا انْصَرَفَ إِلَى أَهْلِهِ -يَعْنِي: إِلَى اللَّيْلِ- قَالَ: فَحَدَّثَ بِهِ مَلِيْحاً ابْنَهُ، فَقَالَ: رَأَيْتُ فِي جَسَدِ أَبِي آثَارَ خُضْرَةٍ مِمَّا زُحِمَ ذَلِكَ اليَوْمَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: أَحْرَمَ وَكِيْعٌ مِنْ بَيْتِ المَقْدِسِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ وَكِيْعٌ ثِقَةً، مَأْمُوْناً، عَالِياً، رَفِيْعاً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، حُجَّةً. قَالَ مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ: قَالَ لِي وَكِيْعٌ: اخْتَلَفتُ إِلَى الأَعْمَشِ سِنِيْنَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ التَّيْمِيُّ: أَخْبَرَنَا وَكِيْعٌ، قَالَ: أَتَيْتُ الأَعْمَشَ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي. قَالَ: مَا اسْمُكَ? قُلْتُ: وَكِيْعٌ. قَالَ: اسْمُ نَبِيْلٍ، مَا أَحسِبُ إِلاَّ سَيَكُوْنُ لَكَ نَبَأٌ، أَيْنَ تَنْزِلُ مِنَ

الكُوْفَةِ? قُلْتُ: فِي بَنِي رُؤَاسٍ. قَالَ: أَيْنَ مِنْ مَنْزِلِ الجَرَّاحِ بنِ مَلِيْحٍ? قُلْتُ: ذَاكَ أَبِي؟ وَكَانَ عَلَى بَيْتِ المَالِ. قَالَ لِي اذْهَبْ، فَجِئنِي بِعَطَائِي، وَتَعَالَ حَتَّى أُحَدِّثَك بِخَمْسَةِ أَحَادِيْثَ. فَجِئْتُ إِلَى أَبِي، فَأَخْبَرتُهُ، قَالَ: خُذْ نِصْفَ العَطَاءِ، وَاذْهَبْ، فَإِذَا حَدَّثَكَ بِالخَمْسَةِ، فَخُذِ النِّصْفَ الآخَرَ، حَتَّى تَكُوْنَ عَشْرَةٌ. فَأَتَيْتُهُ بِنِصْفِ عَطَائِهِ، فَوَضَعَهُ فِي كَفِّه، وَقَالَ: هَكَذَا. ثُمَّ سَكَتَ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي. فَأَملَى عَلَيَّ حَدِيْثَينِ، فَقُلْتُ: وَعَدْتَنِي بِخَمْسَةٍ. قَالَ: فَأَيْنَ الدَّرَاهِمُ كُلُّهَا? أَحسِبُ أن أباك أمرك بهذا، وَلَمْ يَدرِ أَنَّ الأَعْمَشَ مُدَرَّبٌ، قَدْ شَهِدَ الوَقَائِعَ، اذْهَبْ، فَجِئْنِي بِتَمَامِه، فَجِئْتُهُ، فَحَدَّثَنِي بِخَمْسَةٍ، فَكَانَ إِذَا كَانَ كُلُّ شَهْرٍ، جِئْتُهُ بِعَطَائِهِ، فَحَدَّثَنِي بِخَمْسَةِ أَحَادِيْثَ. قَالَ قَاسِمُ بنُ يَزِيْدَ الجَرْمِيُّ: كَانَ الثَّوْرِيُّ يَدعُو وَكِيْعاً وَهُوَ غُلاَمٌ، فَيَقُوْلُ: يَا رُؤَاسِيُّ! تَعَالَ، أَيَّ شَيْءٍ سَمِعْتَ? فَيَقُوْلُ: حَدَّثَنِي فُلاَنٌ بِكَذَا، وَسُفْيَانُ يَتَبَسَّمُ، وَيَتَعَجَّبُ مِنْ حِفْظِهِ. قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: مَا كَانَ بِالكُوْفَةِ فِي زَمَانِ وَكِيْعٍ أَفْقَهُ وَلاَ أَعْلَمُ بِالحَدِيْثِ مِنْ وَكِيْعٍ، وَكَانَ جِهْبِذاً سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا نَظَرْتُ فِي كِتَابٍ مُنْذُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، إِلاَّ فِي صَحِيْفَةٍ يَوْماً. فَقُلْتُ لَهُ: عَدُّوا عَلَيْكَ بِالبَصْرَةِ أَرْبَعَةَ أَحَادِيْثَ غَلِطْتَ فِيْهَا. قال: وحدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمسمائة، أربعة أحاديث ليست بكثيرة في ذلك. وقال يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: سَمِعْتُ وَكِيْعاً يَقُوْلُ: مَا كَتَبتُ عَنِ الثَّوْرِيِّ قَطُّ، كُنْتُ أَتَحَفَّظُ، فَإِذَا رَجَعْتُ إِلَى المَنْزِلِ كَتَبْتُهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ الأَخْنَسِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَمَانٍ يَقُوْلُ: نَظرَ سُفْيَانُ إِلَى عَيْنَيْ وَكِيْعٍ، فَقَالَ: لاَ يَمُوْتُ هَذَا الرُّؤَاسِيُّ حَتَّى يَكُوْنَ لَهُ شَأْنٌ. فَمَاتَ سُفْيَانُ، وَجَلَسَ وَكِيْعٌ مَكَانَه. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ: حَدِّثْنَا. قَالَ: قَدْ كَبِرْنَا وَنَسِينَا الحَدِيْثَ، اذْهَبْ إِلَى وَكِيْعٍ فِي بَنِي رُؤَاسٍ. قَالَ الشَّاذَكُوْنِيُّ: قَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ يَوْماً: مَا دَامَ هَذَا التِّنِيْنُ حَيّاً -يَعْنِي: وَكِيْعاً- مَا يفلح أحدًا مَعَهُ. قُلْتُ: كَانَ وَكِيْعٌ أَسْمَرَ، ضَخْماً، سَمِيْناً. قال ابن عدي: حديث عَنْ نُوْحِ بنِ حَبِيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ، وَابْنَ عُيَيْنَةَ، وَمَعْمَراً، وَمَالِكاً، وَرَأَيْتُ وَرَأَيْتُ، فَمَا رَأَتْ عَيْنَايَ قَطُّ مِثْلَ وكيع.

قَالَ المُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ: كُنَّا بِعَبَّادَانَ، فَقَالَ لِي حَمَّادُ بنُ مَسْعدَةَ: أُحِبُّ أَنْ تَجِيْءَ مَعِي إِلَى وَكِيْعٍ. فَأَتَيْنَاهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَتَحَدَّثْنَا، ثُمَّ انْصَرَفنَا، فَقَالَ لِي حَمَّادٌ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ! قَدْ رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ، فَمَا كَانَ مِثْلَ هَذَا. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كَانَ وَكِيْعٌ حَافِظاً حَافِظاً، مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ. وَقَالَ بِشْرُ بنُ مُوْسَى: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ قَطُّ مِثْلَ وَكِيْعٍ فِي العِلْمِ، وَالحِفْظِ، وَالإِسْنَادِ، وَالأَبْوَابِ، مَعَ خُشُوْعٍ وَوَرَعٍ. قُلْتُ: يَقُوْلُ هَذَا أَحْمَدُ مَعَ تَحَرِّيه وَوَرَعِهِ، وَقَدْ شَاهَدَ الكِبَارَ، مِثْلَ هُشَيمٍ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى القَطَّانِ، وَأَبِي يُوْسُفَ القَاضِي، وَأَمْثَالِهِم. وَكَذَا رَوَى عَنْ أَحْمَدَ: إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، قَالَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَوَّارٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الصَّمَدِ بنَ سُلَيْمَانَ البَلْخِيُّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ ابن حَنْبَلٍ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَوَكِيْعٍ، وَأَبِي نُعَيْمٍ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ وَكِيْعٍ، وَكَفَاكَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ مَعْرِفَةً وَإِتْقَاناً، وَمَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَوزَنَ بِقَوْمٍ مِنْ غَيْرِ مُحَابَاةٍ، وَلاَ أَشَدَّ تَثَبُّتاً فِي أُمُوْرِ الرِّجَالِ مَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ أَقَلُّ الأَرْبَعَةِ خَطَأً، وَهُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ، مَوْضِعُ الحُجَّةِ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: قُلْتُ لأَبِي: أَيُّمَا أَثْبَتُ عِنْدَكَ، وَكِيْعٌ أَوْ يَزِيْدُ? فَقَالَ: مَا مِنْهُمَا -بِحَمْدِ الله- إِلاَّ ثَبْتٌ، وَمَا رَأَيْتُ أَوعَى لِلْعِلْمِ مِنْ وَكِيْعٍ، وَلاَ أَشْبَهَ مِنْ أَهْلِ النُّسُكِ مِنْهُ، وَلَمْ يَختَلِطْ بِالسُّلْطَانِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ: سُئِلَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَنْ وَكِيْعٍ وَابْنِ مَهْدِيٍّ، فَقَالَ: وَكِيْعٌ أَكْبَرُ فِي القَلْبِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ إِمَامٌ. وَقَالَ زَاهِدُ دِمَشْقَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَاري: مَا رَأَيْتُ فِيْمَنْ لَقِيْتُ أَخشَعَ مِنْ وَكِيْعٍ. عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ حِبَّانَ: عَنْ أَبِيْهِ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْ وَكِيْعٍ. قِيْلَ: وَلاَ ابْنُ المُبَارَكِ? قَالَ: قَدْ كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ لَهُ فَضْلٌ، وَلَكِنْ مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْ وَكِيْعٍ، كَانَ يَسْتَقبِلُ القِبْلَةَ، وَيَحْفَظُ حَدِيْثَهُ، وَيَقُوْمُ اللَّيْلَ، وَيسرُدُ الصَّوْمَ، وَيُفْتِي بِقَوْلِ أَبِي حَنِيْفَةَ -رَحِمَهُ اللهُ- وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْهُ كَثِيْراً. قَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرة: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظَ مِنْ وَكِيْعٍ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَلاَ هُشَيْمٌ? فَقَالَ: وَأَيْنَ يَقَعُ حَدِيْثُ هُشَيْمٍ مِنْ حَدِيْثِ وَكِيْعٍ?! قال

الرَّجُلُ: إِنِّيْ سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظَ مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ. فَقَالَ: كَانَ يَزِيْدُ يَتَحَفَّظُ، كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ تُحَفِّظُه مِنْ كِتَابٍ. قَالَ قُتَيْبَةُ: سَمِعْتُ جَرِيْراً يَقُوْلُ: جَاءنِي ابْنُ المُبَارَكِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! مَنْ رَجُلُ الكُوْفَةِ اليَوْمَ? فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: رَجُلُ المِصْرَيْنِ وَكِيْعٌ. تَمْتَامٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ وَكِيْعٍ الَّذِيْنَ كَانُوا يَلْزَمُوْنَهُ: أَنَّ وَكِيْعاً كَانَ لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقرَأَ جُزْءهُ مِنْ كُلِّ لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآنَ، ثُمَّ يَقُوْمُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، فَيَقرَأُ المُفَصَّلَ، ثُمَّ يَجْلِسُ، فَيَأْخُذُ فِي الاسْتِغْفَارِ حَتَّى يَطلُعَ الفَجْرُ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ وَكِيْعٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي يُصَلِّي، فَلاَ يَبْقَى فِي دَارِنَا أَحَدٌ إِلاَّ صَلَّى، حَتَّى جَارِيَةٌ لَنَا سَوْدَاءُ. عَبَّاسٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: سَمِعْتُ وَكِيْعاً يَقُوْلُ كَثِيْراً: وَأَيُّ يَوْمٍ لَنَا مِنَ المَوْتِ? وَرَأَيْتُهُ أَخَذَ فِي كِتَابِ "الزُّهْدِ" يَقْرَؤُهُ، فَلَمَّا بَلَغَ حَدِيْثاً مِنْهُ، تَرَكَ الكِتَابَ، ثُمَّ قَامَ، فَلَمْ يُحَدِّثْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، وَأَخَذَ فِيْهِ، بَلَغَ ذَلِكَ المَكَانَ، قَامَ أَيْضاً وَلَمْ يُحَدِّثْ، حَتَّى صَنَعَ ذَلِكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. قُلْتُ لِيَحْيَى: وَأَيُّ حَدِيْثٍ هُوَ? قَالَ: حَدِيْثُ "كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سَبِيْلٍ". قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: كَانَ وَكِيْعٌ يَصُوْمُ الدَّهْرَ، وَيُفْطِرُ يَوْمَ الشَّكِّ وَالعِيْدِ، وَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ كَانَ يَشتَكِي إِذَا أَفطَرَ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ. وَعَنْ سُفْيَانَ بنِ وَكِيْعٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَجْلِسُ لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ مِنْ بُكْرَةٍ إِلَى ارْتِفَاعِ النَّهَارِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقِيْلُ، ثُمَّ يُصَلِّي الظُّهْرَ، وَيَقْصِدُ الطَّرِيْقَ إِلَى المَشْرَعَةِ الَّتِي يَصعَدُ مِنْهَا أصحاب الروايا، فَيُرِيْحُوْنَ نَوَاضِحَهُم، فَيُعَلِّمُهُم مِنَ القُرْآنِ مَا يُؤَدُّونَ بِهِ الفَرضَ إِلَى حُدُوْدِ العَصْرِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى مَسْجِدِهِ، فَيُصَلِّي العَصْرَ، ثُمَّ يَجْلِسُ يَدْرُسُ القُرْآنَ، وَيَذكُرُ الله إِلَى آخِرِ النَّهَارِ، ثُمَّ يَدْخُلُ مَنْزِلَهُ، فَيُقَدَّمُ إِلَيْهِ إِفْطَارُهُ، وَكَانَ يُفْطِرُ عَلَى نَحْوِ عَشْرَةِ أَرطَالٍ مِنَ الطَّعَامِ، ثُمَّ تُقَدَّمُ إِلَيْهِ قُرَابَةٌ، فِيْهَا نَحْوٌ مِنْ عَشْرَةِ أَرطَالٍ مِنْ نَبِيذٍ، فَيَشرَبُ مِنْهَا مَا طَابَ لَهُ عَلَى طَعَامِهِ، ثُمَّ يَجعَلُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَقُوْمُ، فَيُصَلِّي وِرْدَهُ مِنَ اللَّيْلِ، كُلَّمَا صَلَّى شَيْئاً، شَرِبَ مِنْهَا، حَتَّى يُنْفِدَهَا، ثُمَّ يَنَامُ. رَوَى هَذِهِ الحِكَايَةَ الدَّارَقُطْنِيُّ، عَنِ القَاضِي ابْنِ أُمِّ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سُفْيَانَ بنِ وَكِيْعٍ، عَنْ أَبِيْهِ. قَالَ إِسْحَاقُ بنُ بُهْلُولٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا وَكِيْعٌ، فَنَزَلَ فِي مَسْجِدِ الفُرَاتِ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ، فطلب

مِنِّي نَبِيْذاً، فَجِئْتُهُ بِهِ، وَأَقْبَلتُ أَقرَأُ عَلَيْهِ الحَدِيْثَ وَهُوَ يَشْرَبُ، فَلَمَّا نَفِدَ مَا جِئْتُهُ بِهِ، أَطفَأَ السِّرَاجَ. قُلْتُ: مَا هَذَا? قَالَ: لَوْ زِدْتَنَا، زِدْنَاكَ. قَالَ جَعْفَرٌ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَجُلاً يَسْأَلُ وَكِيْعاً، فَقَالَ: يَا أَبَا سُفْيَانَ! شَرِبْتُ البَارِحَةَ نَبِيْذاً، فَرَأَيْتُ فِيْمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ رَجُلاً يَقُوْلُ: شَرِبتَ خَمراً. فَقَالَ وَكِيْعٌ: ذَلِكَ الشَّيْطَانُ. وَقَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: تَعَشَّينَا عِنْدَ وَكِيْعٍ -أَوْ قَالَ: تَغَدَّينَا- فَقَالَ: أَيَّ شَيْءٍ تُرِيْدُوْنَ أَجِيئُكُم مِنْهُ: نَبِيذُ الشُّيُوْخِ، أَوْ نَبِيذُ الفِتْيَانِ? فقلت: تَتَكَلَّمُ بِهَذَا? قَالَ: هُوَ عِنْدِي أَحَلُّ مِنْ مَاءِ الفُرَاتِ. قُلْتُ لَهُ: مَاءُ الفُرَاتِ لَمْ يُخْتَلَفْ فِي حِلِّهِ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي هَذَا. قُلْتُ: الرَّجُلُ -سَامَحَهُ الله- لَوْ لَمْ يَعْتَقِدْ إِبَاحَتَه، لَمَا قَالَ هَذَا. عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَمَّاسٍ، قَالَ: لَوْ تَمَنَّيْتُ، كُنْتُ أَتَمَنَّى عَقْلَ ابْنِ المُبَارَكِ وَوَرَعَهُ، وَزُهْدَ ابْنِ فُضَيْلٍ وَرِقَّتَه، وَعِبَادَةَ وَكِيْعٍ وَحِفْظَهُ، وَخُشُوْعَ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، وَصَبْرَ حُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ، صَبَرَ وَلَمْ يَتَزَوَّجْ، وَلَمْ يَدْخُلْ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمرِ الدُّنْيَا. وَرَوَى بَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْ وَكِيْعٍ، قَالَ: قَالَ لِي الرَّشِيْدُ إِنَّ أَهْلَ بَلَدِكَ طَلَبُوا مِنِّي قَاضِياً، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أُشْرِكَكَ فِي أَمَانَتِي وَصَالِحِ عَمَلِي، فَخُذْ عَهدَكَ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! أَنَا شَيْخٌ كَبِيْرٌ، وَإِحْدَى عَيْنَيَّ ذَاهِبَةٌ، وَالأُخْرَى ضَعِيْفَةٌ. قَالَ عَلِيُّ بنُ خَشْرَم: مَا رَأَيْتُ بِيَدِ وَكِيْعٍ كِتَاباً قَطُّ، إِنَّمَا هُوَ حِفْظٌ، فَسَأَلتُهُ عَنْ أَدوِيَةِ الحِفْظِ، فَقَالَ: إِنْ عَلَّمْتُكَ الدَّوَاءَ، اسْتَعْمَلتَه? قُلْتُ: إِيْ وَاللهِ. قَالَ: تَرْكُ المَعَاصِي، مَا جَرَّبْتُ مِثْلَهُ لِلْحِفْظِ. وَقَالَ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيُّ: سَمِعْتُ وَكِيْعاً يَقُوْلُ: لَوْ علمت أَنَّ الصَّلاَةَ أَفْضَلُ مِنَ الحَدِيْثِ، مَا حَدَّثْتُكُم. قَالَ سُفْيَانُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ صَاحِبُ ابْنِ المُبَارَكِ: كَانَ وَكِيْعٌ أَحْفَظَ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: وَكِيْعٌ: كُوْفِيٌّ، ثِقَةٌ، عَابِدٌ، صَالِحٌ، أَدِيْبٌ، مِنْ حُفَّاظِ الحَدِيْثِ، وَكَانَ مُفْتِياً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سُئِلَ أَبُو دَاوُدَ: أَيُّمَا أَحْفَظُ: وَكِيْعٌ أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ? قَالَ: وَكِيْعٌ أَحْفَظُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ أَتْقَنُ، وَقَدِ التَقَيَا بَعْدَ العِشَاءِ فِي المَسْجَدِ الحَرَامِ، فَتَوَاقَفَا، حَتَّى سَمِعَا أَذَانَ الصُّبْحِ.

عَبَّاسٌ، وَابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعَا يَحْيَى يَقُوْلُ: مَنْ فَضَّلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ عَلَى وَكِيْعٍ، فَعَلَيهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ. قُلْتُ: هَذَا كَلاَمٌ رَدِيءٌ، فَغَفَرَ اللهُ لِيَحْيَى، فَالَّذِي أَعْتَقِدُهُ أَنَا أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَعْلَمُ الرَّجُلَيْنِ، وَأَفْضَلُ، وَأَتْقَنُ، وَبِكُلِّ حَالٍ هُمَا إِمَامَانِ نَظِيْرَانِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَا رُئِيَ لِوَكِيْعٍ كِتَابٌ قَطُّ، وَلاَ لِهُشَيْمٍ، وَلاَ لِحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَلاَ لِمَعْمَرٍ. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: أَوْثَقُ أَصْحَابِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَالقَطَّانُ، وَوَكِيْعٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَشْهَدُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ حنبل قال: الثبت عندنا بِالعِرَاقِ: وَكِيْعٌ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ. رَوَاهَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ أَيْضاً، ثُمَّ قَالَ: فَذَكَرْتُهُ لِيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، فَقَالَ: الثَّبْتُ عِنْدنَا بِالعِرَاقِ وَكِيْعٌ. السَّاجِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ وَكِيْعٍ. قَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ -وَبَلَغَهُ قَوْلُ يَحْيَى: مَنْ فَضَّلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَلَى وَكِيْعٍ، فَعَلَيْهِ اللَّعْنَةَ: كَانَ غَيْرُ هَذَا أَشْبَهَ بِكَلاَمِ أَهْلِ العِلْمِ، وَمَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ، لَمْ يَقلْ مِثْلَ هَذَا، وَكِيْع خَيِّرٌ، فَاضِلٌ، حَافِظٌ. وَقَدْ سُئِلَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِذَا اخْتَلَفَ وَكِيْعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، بِقَوْلِ مَنْ نَأْخُذُ? فَقَالَ: نُوَافِقُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَكْثَرَ، وَخَاصَّةً فِي سُفْيَانَ، كَانَ مَعْنِيّاً بِحَدِيْثِهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يَسْلَمُ مِنْهُ السَّلَفُ، وَيَجتَنِبُ شُرْبَ المُسْكِرِ، وَكَانَ لاَ يَرَى أَنْ يُزْرَع فِي أَرْضِ الفُرَاتِ. قُلْتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَهُ جَلاَلَةٌ عَجِيْبَةٌ، وَكَانَ يُغْشَى عَلَيْهِ إِذَا سَمِعَ القُرْآنَ. نَقَلَهُ: صَاحِبُ "شرِيْعَةِ المَقَارِئِ". عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: حَدِيْثُ الأَعْمَشِ إِذَا اخْتَلَفَ وَكِيْعٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ? قَالَ: يُوَقَّفُ حَتَّى يَجِيْءَ مَنْ يُتَابِعُ أَحَدَهُمَا. ثُمَّ قَالَ: كَانَتِ الرِّحلَةُ إِلَى وَكِيْع فِي زَمَانِهِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: وَكِيْعٌ أحفظ من ابن المبارك. قَالَ حَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يقول: رأيت عند مروان ابن مُعَاوِيَةَ لَوْحاً فِيْهِ أَسْمَاءُ شُيُوْخٍ: فُلاَنٌ رَافِضِيٌّ، وَفُلاَنٌ كَذَا، وَوَكِيْعٌ رَافِضِيٌّ، فَقُلْتُ لِمَرْوَانَ: وَكِيْع خير منك.

قَالَ: مِنِّي? قُلْتُ: نَعَمْ. فَسَكَتَ، وَلَوْ قَالَ لِي شَيْئاً، لَوَثَبَ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ عَلَيْهِ. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ وَكِيْعاً، فَقَالَ: يَحْيَى صَاحِبُنَا، وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَعْرِفُ لِي، وَيُرَحِّبُ. قُلْتُ: مَرَّ قَوْلُ أَحْمَدَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَسْلَمُ مِنْهُ السَّلَفُ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ وَكِيْعاً فِيْهِ تَشَيُّعٌ يَسِيْرٌ، لاَ يَضُرُّ -إِنْ شَاءَ اللهُ- فَإِنَّهُ كُوْفِيٌّ فِي الجُمْلَةِ، وَقَدْ صَنَّفَ كِتَابَ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ، سَمِعْنَاهُ قَدَّمَ فِيْهِ بَابَ مَنَاقِبِ عَلِيٍّ عَلَى مَنَاقِبِ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُفَيْرٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ لاَ يُتَحَدَّثُ فِي مَجْلِسِهِ، وَلاَ يَقُوْمُ أَحَدٌ ولا يبرى فيه قلم، ولا يبتسم أَحَدٌ، وَكَانَ وَكِيْعٌ يَكُوْنُوْنَ فِي مَجْلِسِهِ كَأَنَّهُم فِي صَلاَةٍ، فَإِنْ أَنْكَرَ مِنْ أَمرِهِم شَيْئاً، انْتَعَلَ، وَدَخَلَ، وَكَانَ ابْنُ نُمَيْرٍ يَغْضَبُ وَيَصِيْحُ، وَإِنْ رَأَى مَنْ يَبرِي قَلَماً، تَغَيَّرَ وَجْهُهُ غَضَباً. قَالَ تَمِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: عَلَيْكُم بِمُصَنَّفَاتِ وَكِيْعٍ. مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَسْعُوْدٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، سَمِعْتُ أبي يقول: أخطأ وكيع في خمسمائة حَدِيْثٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ وَكِيْعٌ يلحن، ولو حدثت عنه بِأَلْفَاظِهِ، لَكَانَتْ عَجَباً، كَانَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا مِسْعَر، عَنْ "عِيْشَةَ". نَقَلَهَا: يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، عَنْهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ وَكِيْعٌ أَحْفَظَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِكَثِيْرٍ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: عَنْ أَبِيْهِ: ابْنُ مَهْدِيٍّ أَكْثَرُ تَصْحِيْفاً مِنْ وَكِيْعٍ، لَكِنَّهُ أَقَلُّ خَطَأً. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مِثْلَ وَكِيْعٍ قَطُّ، يَحْفَظُ الحَدِيْثَ جَيِّداً، وَيُذَاكِرُ بِالفِقْهِ، فَيُحْسِنُ مَعَ وَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ فِي أَحَدٍ. قَالَ الحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ بَعْدَ المِحْنَةِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كَانَ وَكِيْعٌ إِمَامَ المُسْلِمِيْنَ فِي زَمَانِهِ. قَالَ سَلْمُ بنُ جُنَادَةَ: جَالَسْتُ وَكِيْعاً سَبْعَ سِنِيْنَ، فَمَا رَأَيْتُهُ بَزَقَ، وَلاَ مَسَّ حَصَاةً، وَلاَ جَلَسَ مِجْلِساً فَتَحَرَّكَ، وَمَا رَأَيْتُهُ إِلاَّ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ، وَمَا رَأَيْتُهُ يَحلِفُ بِاللهِ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: كُنْتُ عِنْدَ وَكِيْعٍ، فَجَاءهُ رَجُلٌ يَدعُوْهُ إِلَى عُرْسٍ، فَقَالَ أَثَمَّ نَبِيْذٌ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: لاَ نَحْضُرُ عُرْساً لَيْسَ فِيْهِ نَبِيْذٌ. قَالَ: فَإِنِّي آتِيْكُم بِهِ، فَقَامَ.

وَرُوِيَ عَنْ وَكِيْعٍ: أَنَّ رَجُلاً أَغلَظَ لَهُ، فَدَخَلَ بَيْتاً، فَعَفَّرَ وَجْهَه، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الرَّجُلِ، فَقَالَ: زِدْ وَكِيْعاً بِذَنْبِهِ، فَلَولاَهُ، مَا سُلِّطْتَ عَلَيْهِ. نَصْرُ بنُ المُغِيْرَةِ البُخَارِيُّ: سَمِعْتُ إبراهيم بن شماس يقول: رأيت أفقه الناس وَكِيْعاً، وَأَحْفَظَ النَّاسِ ابْنَ المُبَارَكِ، وَأَورَعَ النَّاسِ الفُضَيْلَ. قَالَ مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ: مَا رَأَيْتُ فِيْمَنْ رَأَيْتُ أَخشَعَ مِنْ وَكِيْعٍ، وَمَا وُصِفَ لِي أَحَدٌ قَطُّ إِلاَّ رَأَيْتُهُ دُوْنَ الصِّفَةِ، إِلاَّ وَكِيْعاً، رَأَيْتُهُ فَوْقَ مَا وُصِفَ لِي. قَالَ سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ: قَدِمَ وَكِيْعٌ مَكَّةَ، وَكَانَ سَمِيْناً، فَقَالَ لَهُ الفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ: مَا هَذَا السِّمَنُ وَأَنْتَ رَاهِبُ العِرَاقِ?! قَالَ: هَذَا مِنْ فَرَحِي بِالإِسْلاَمِ، فَأَفَحَمَهُ. أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: سَمِعْتُ وَكِيْعاً يَقُوْلُ: الجَهرُ بِالبَسْمِلَةِ بدعة. قَالَ الفَضْلُ بنُ عَنْبَسَةَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ وَكِيْعٍ مِنْ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه: حِفْظِي وَحِفظُ ابْن المُبَارَكِ تَكَلُّفٌ، وَحِفْظُ وَكِيْعٍ أَصْلِيٌّ، قَامَ وَكِيْعٌ، فَاسْتَنَدَ، وَحَدَّثَ بِسَبْعِ مائَةِ حَدِيْثٍ حِفْظاً. وَقَالَ مَحْمُوْدُ بنُ آدَمَ: تَذَاكَرَ بِشْرُ بنُ السَّرِيِّ وَوَكِيْعٌ لَيْلَةً -وَأَنَا أَرَاهُمَا- مِنَ العِشَاءِ إِلَى الصُّبْحِ، فَقُلْتُ لِبِشْرٍ: كَيْفَ رَأَيْتَهُ? قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْهُ. وَقَالَ سَهْلُ بنُ عُثْمَانَ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ وَكِيْعٍ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ وَكِيْعٌ مَطْبُوْعَ الحِفظِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: كَانُوا إِذَا رَأَوْا وَكِيْعاً، سَكَتُوا -يَعْنِي: فِي الحِفْظِ وَالإِجْلاَلِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ يَحْيَى وَابْنِ مَهْدِيٍّ وَوَكِيْعٍ، فَقَالَ: وَكِيْعٌ أَسْرَدُهُم. أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الجَمَّالَ يَقُوْلُ: أَتَيْنَا وَكِيْعاً، فَخَرَجَ بَعْدَ سَاعَةٍ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ مَغْسُوْلَةٌ، فَلَمَّا بَصُرْنَا بِهِ، فَزِعْنَا مِنَ النُّوْرِ الَّذِي رَأَينَاهُ يَتَلأْلأُ مِنْ وَجْهِهِ. فَقَالَ رَجُلٌ بِجَنْبِي: أَهَذَا مَلَكٌ? فَتَعَجَّبْنَا مِنْ ذَلِكَ النُّوْرِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: رَأَيْتُ وَكِيْعاً إِذَا قَامَ فِي الصَّلاَةِ، لَيْسَ يَتَحَرَّكُ مِنْهُ شَيْءٌ، لاَ يَزُوْلُ وَلاَ يَمِيْلُ عَلَى رِجْلٍ دُوْنَ الأُخْرَى. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ وَكِيْعاً يَقُوْلُ: مَا نَعِيْشُ إِلاَّ فِي سُتْرَةٍ، وَلَوْ كُشِفَ الغِطَاءُ، لَكُشِفَ عَنْ أَمرٍ عَظِيْمٍ، الصِّدْقَ النِّيَّةَ.

قَالَ الفَلاَّسُ: مَا سَمِعْتُ وَكِيْعاً ذَاكِراً أَحَداً بِسُوءٍ قَطُّ. قُلْتُ: مَعَ إِمَامَتِهِ، كَلاَمُهُ نَزْرٌ جِدّاً فِي الرِّجَالِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، عَنْ وَكِيْعٍ: مَا أَخَذْتُ حَدِيْثاً قَطُّ عَرْضاً. فَذَكَرْتُ هَذَا لابْنِ مَعِيْنٍ، فَقَالَ: وَكِيْعٌ عِنْدنَا ثَبْتٌ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَكَمِ بنِ بَشِيْرٍ: وَكِيْعٌ عَنِ الثَّوْرِيِّ غَايَةُ الإِسْنَادِ، لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ، مَا أَعْدِلُ بِوَكِيْعٍ أَحَداً. فَقِيْلَ لَهُ: فَأَبُو مُعَاوِيَةَ? فَنَفَرَ مِنْ ذَلِكَ. قُلْتُ: أَصَحُّ إِسْنَادٍ بِالعِرَاقِ وَغَيْرِهَا: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، عَنْ وَكِيْعٍ، عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَفِي "المُسْنَدِ" بِهَذَا السَّنَدِ عِدَّةُ مُتُوْنٍ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ: خَرَجَ عَلَيْنَا وَكِيْعٌ يَوْماً، فَقَالَ: أَيُّ الإِسْنَادَينِ أَحَبُّ إِلَيْكُم: الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَوْ: سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ? فَقُلْنَا: الأَعْمَشُ، فَإِنَّهُ أَعْلَى. فَقَالَ: بَلِ الثَّانِي، فَإِنَّهُ فَقِيْهٌ، عَنْ فَقِيْهٍ، عَنْ فَقِيْهٍ، عَنْ فَقِيْهٍ، وَالآخَرُ شَيْخٌ، عَنْ شَيْخٍ، وَحَدِيْثٌ يَتَدَاوَلُهُ الفقهاء، خير من حديث يتداوله الشيوخ. نُوْحُ بنُ حَبِيْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَضَرْتُ مَوْتَ سُفْيَانَ، فَكَانَ عَامَّةُ كَلاَمِهِ: مَا أَشَدَّ المَوْتَ! قَالَ نُوْحٌ: فَأَتَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ لَهُ: حَدَّثَنَا عَنْكَ وَكِيْعٌ، فَكَانَ مُتَّكِئاً، فَقَعَدَ، وَقَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ أَبَا سُفْيَانَ، جَزَاهُ اللهُ خَيْراً وَمَنْ مِثْلُ أَبِي سُفْيَانَ?! وَمَا يُقَالُ لمِثْلِ أَبِي سُفْيَانَ?! وَقِيْلَ: إِنَّ وَكِيْعاً وَصَلَ إِنْسَاناً مَرَّةً بِصُرَّةِ دَنَانِيْرَ؛ لِكَوْنِهِ كَتَبَ مِنْ مِحْبَرَةِ ذَلِكَ الإِنْسَانِ، وَقَالَ: اعذِرْ، فَلاَ أَمْلِكُ غَيْرَهَا. عَلِيُّ بنُ خَشْرَم: سَمِعْتُ وَكِيْعاً يَقُوْلُ: لاَ يَكْمُلُ الرَّجُلُ حَتَّى يَكْتُبَ عَمَّنْ هُوَ فَوْقَهُ، وَعَمَّنْ هُوَ مِثْلَهُ، وَعَمَّنْ هُوَ دُوْنَهُ. وَعَنْ مَلِيْحِ بنِ وَكِيْعٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ بِأَبِي المَوْتُ، أَخْرَجَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! تَرَى يَدَيَّ مَا ضَرَبْتُ بِهِمَا شَيْئاً قَطُّ. قَالَ مَلِيْحٌ: فَحَدَّثتُ بِهَذَا دَاوُدَ بنَ يَحْيَى بنِ يَمَانٍ، فقال: رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّومِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَنِ الأَبْدَالُ? قَالَ: الَّذِيْنَ لاَ يَضْرِبُوْن بِأَيْدِيهِم شَيْئاً، وَإِنَّ وَكِيْعاً مِنْهُم. قُلْتُ: بَلِ الَّذِي يَضْرِبُ بِيَدِهِ فِي سَبِيْلِ اللهِ أَشْرَفُ وَأَفْضَلُ.

مِحْنَةُ وَكِيْعٍ -وَهِيَ غَرِيْبَةٌ- تَوَرَّطَ فِيْهَا، وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ خَيْراً، وَلَكِنْ فَاتَتْهُ سَكْتَةٌ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَفَى بِالمَرْءِ إِثْماً أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ، فَلْيَتَّقِ عَبْدٌ رَبَّهُ، وَلاَ يَخَافَنَّ إِلاَّ ذَنْبَهُ". قَالَ عَلِيُّ بنُ خَشْرَم: حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ البَهِيِّ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْقَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ وَفَاتِهِ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي، مَا أَطْيَبَ حَيَاتَكَ وَمِيْتَتَكَ. ثُمَّ قَالَ البَهِيُّ: وَكَانَ تُرِكَ يَوْماً وَلَيْلَةً، حَتَّى رَبَا بَطْنُهُ، وَانْثَنَتْ خِنْصِرَاهُ. قَالَ ابْنُ خَشْرَمٍ: فَلَمَّا حَدَّثَ وَكِيْعٌ بِهَذَا بِمَكَّةَ، اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ، وَأَرَادُوا صَلْبَ وَكِيْعٍ، وَنَصَبُوا خَشَبَةً لِصَلْبِهِ، فَجَاءَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ لَهُم: اللهَ اللهَ، هَذَا فَقِيْهُ أَهْلِ العِرَاقِ، وَابْنُ فَقِيْهِهِ، وَهَذَا حَدِيْثٌ مَعْرُوْفٌ. قَالَ سُفْيَانُ: وَلَمْ أَكنْ سَمِعْتُهُ، إِلاَّ أَنِّي أَرَدْتُ تَخلِيصَ وَكِيْعٍ. قَالَ عَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ: سَمِعْتُ الحديث من وكيع بعدما أَرَادُوا صَلبَهُ، فَتَعَجَّبْتُ مِنْ جَسَارَتِهِ. وَأُخْبِرْتُ أَنَّ وَكِيْعاً احْتجَّ، فَقَالَ: إِنَّ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْهُمُ عُمَرُ، قَالُوا: لَمْ يَمُتْ رَسُوْلُ اللهِ، فَأَرَادَ اللهُ أَنْ يُرِيَهِم آيَةَ المَوْتِ. رَوَاهَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ رَزِيْنٍ البَاشَانِيُّ، قال: حدثنا علي ابن خَشْرَمٍ. وَرَوَى الحَدِيْثَ عَنْ وَكِيْعٍ: قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ. فَهَذِهِ زَلَّةُ عَالِمٍ، فَمَا لِوَكِيْعٍ، وَلِرِوَايَةِ هَذَا الخَبَرِ المُنْكَرِ، المُنْقَطِعِ الإِسْنَادِ! كَادَتْ نَفْسُهُ أَنْ تَذْهَبَ غَلَطاً، وَالقَائِمُوْنَ عَلَيْهِ مَعْذُوْرُوْنَ، بَلْ مَأْجُورُوْنَ، فَإِنَّهُم تَخَيَّلُوا مِنْ إِشَاعَةِ هَذَا الخَبَرِ المَرْدُوْدِ، غَضّاً مَا لِمَنْصِبِ النُّبُوَّةِ، وَهُوَ فِي بَادِئِ الرَّأْيِ يُوْهِمُ ذَلِكَ، وَلَكِنْ إِذَا تَأَمَّلتَه، فَلاَ بَأْسَ -إِنْ شَاءَ اللهُ- بِذَلِكَ، فَإِنَّ الحَيَّ قَدْ يَرْبُو جَوْفُهُ، وَتَستَرخِي مَفَاصِلُهُ، وَذَلِكَ تَفَرُّعٌ مِنَ الأَمرَاضِ "وَأَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءً الأَنْبِيَاءُ". وإنما المحذور أن تُجَوِّزَ عَلَيْهِ تَغَيُّرَ سَائِرِ مَوْتَى الآدَمِيِّينَ وَرَائِحَتِهِم، وَأَكْلَ الأَرْضِ لأَجْسَادِهِم، وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمُفَارِقٌ لِسَائِرِ أُمَّتِهِ فِي ذَلِكَ، فَلاَ يَبْلَى، وَلاَ تَأْكلُ الأَرْضُ جَسَدَهُ، وَلاَ يَتَغَيَّرُ رِيْحُهُ، بَلْ هُوَ الآنَ -وَمَا زَالَ- أَطْيَبُ رِيْحاً مِنَ المِسْكِ، وَهُوَ حَيٌّ فِي لَحْدِهِ، حَيَاةَ مِثْلِهِ فِي البَرزَخِ الَّتِي هِيَ أَكمَلُ مِنْ حَيَاةِ سَائِرِ النَّبِيِّينَ، وَحَيَاتُهُم بِلاَ رَيْبٍ أَتَمُّ وَأَشرَفُ مِنْ حَيَاةِ الشُّهدَاءِ الَّذِيْنَ هُم بِنَصِّ الكِتَابِ: {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آلُ عِمْرَانَ: 169] ، وَهَؤُلاَءِ حَيَاتُهُم الآنَ الَّتِي فِي عَالِمِ البَرْزَخِ حَقٌّ، وَلَكِنْ لَيْسَتْ هِيَ حَيَاةَ الدُّنْيَا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَلاَ حَيَاةَ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَلَهُم شِبْهٌ بِحَيَاةِ أَهْلِ الكَهْفِ. وَمِنْ ذَلِكَ اجْتِمَاعُ آدَمَ وَمُوْسَى لَمَّا احْتَجَّ عَلَيْهِ مُوْسَى، وَحَجَّهُ آدَمُ بِالعِلْمِ السَّابِقِ، كَانَ اجْتِمَاعُهُمَا حَقّاً، وَهُمَا فِي عَالِمِ البَرْزَخِ، وَكَذَلِكَ نَبِيُّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخبَرَ أَنَّهُ رَأَى فِي السَّمَاوَاتِ آدَمَ، وَمُوْسَى،

وَإِبْرَاهِيْمَ، وَإِدْرِيْسَ، وَعِيْسَى، وَسَلَّمَ عَلَيْهِم، وَطَالَتْ مُحَاوَرَتُهُ مع مُوْسَى، هَذَا كُلُّه حَقٌّ، وَالَّذِي مِنْهُم لَمْ يَذُقِ المَوْتَ بَعْدُ، هُوَ عِيْسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَقَدْ تَبَرْهَنَ لَكَ أَنَّ نَبِيَّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا زَالَ طَيِّباً مُطَيَّباً، وَإِنَّ الأَرْضَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهَا أَكلُ أَجْسَادِ الأَنْبِيَاءِ، وَهَذَا شَيْءٌ سَبِيْلُهُ التَّوقِيْفُ، وَمَا عَنَّفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الصَّحَابَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- لَمَّا قَالُوا لَهُ بِلاَ عِلْمٍ: وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْك وَقَدْ أَرَمْتَ?! يَعْنِي: قَدْ بَلِيتَ. فَقَالَ: "إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ". وَهَذَا بَحْثٌ مُعتَرِضٌ فِي الاعتِذَارِ عَنْ إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَقَدْ قَامَ فِي الدَّفعِ عَنْهُ مِثْلُ إِمَامِ الحِجَازِ؛ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَلَوْلاَ أَنَّ هَذِهِ الوَاقِعَةَ فِي عِدَّةِ كُتُبٍ، وَفِي مِثْلِ "تَارِيْخِ الحَافِظِ ابْنِ عَسَاكِرَ"، وَفِي "كَامِلِ الحَافِظِ ابْنِ عَدِيٍّ"، لأَعرَضْتُ عَنْهَا جُمْلَةً، فَفِيْهَا عِبْرَةٌ. حَتَّى قَالَ الحَافِظُ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ حَدَّثَ وَكِيْعٌ بِمَكَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ البَهِيِّ ... ، فَذَكَرَ الحَدِيْثَ. ثُمَّ قَالَ: فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى العُثْمَانِيِّ، فَحَبَسَهُ، وَعَزَمَ عَلَى قَتْلِهِ، وَنُصِبَتْ خَشَبَةٌ خَارِجَ الحَرَمِ، وَبَلَغَ وَكِيْعاً، وَهُوَ مَحْبُوسٌ. قَالَ الحَارِثُ بنُ صِدِّيْقٍ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ لَمَّا بَلَغَنِي، وَقَدْ سَبَقَ إِلَيْهِ الخَبَرُ. قَالَ: وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِ عُيَيْنَةَ يَوْمَئِذٍ مُتَبَاعَدٌ، فَقَالَ لِي: مَا أُرَانَا إِلاَّ قَدِ اضطُرِرنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، وَاحْتَجْنَا إِلَيْهِ. فَقُلْتُ: دَعْ هَذَا عَنْكَ، فَإِنْ لَمْ يُدْرِكْكَ، قُتِلْتَ. فَأَرَسَلَ إِلَى سُفْيَانَ، وَفَزِعَ إِلَيْهِ، فَدَخَلَ سُفْيَانُ عَلَى العُثْمَانِيِّ -يَعْنِي: مُتَوَلِّي مَكَّةَ- فَكَلَّمَهُ فِيْهِ، وَالعُثْمَانِيُّ يَأْبَى عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ: إِنِّيْ لَكَ نَاصِحٌ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، وله عشيرة، وولده بباب أمير المؤمنين، فشخص لِمُنَاظَرَتِهِم. قَالَ: فَعَمِلَ فِيْهِ كَلاَمُ سُفْيَانَ، فَأَمَرَ بِإِطلاَقِهِ. فَرَجَعتُ إِلَى وَكِيْعٍ، فَأَخْبَرتُهُ، فَرَكِبَ حِمَاراً، وَحَمَلْنَا مَتَاعَه، وَسَافَرَ، فَدَخَلْتُ عَلَى العُثْمَانِيِّ مِنَ الغَدِ، فَقُلْتُ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ تُبْتَلَ بِهَذَا الرَّجُلِ، وَسَلَّمَكَ اللهُ. قَالَ: يَا حَارِثُ، مَا نَدِمتُ عَلَى شَيْءٍ نَدَامَتِي عَلَى تَخلِيَتِهِ، خَطَرَ بِبَالِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ حَدِيْثُ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَوَّلتُ أَبِي وَالشُّهَدَاءَ بَعْدَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، فَوَجَدنَاهُم رِطَاباً يُثْنَوْنَ، لَمْ يَتغَيَّرْ مِنْهُم شَيْءٌ. ثُمَّ قَالَ الفَسَوِيُّ: فَسَمِعْتُ سَعِيْدَ بن منصور يقول: كُنَّا بِالمَدِيْنَةِ، فَكَتَبَ أَهْلُ مَكَّةَ إِلَى أَهْلِ المَدِيْنَةِ بِالَّذِي كَانَ مِنْ وَكِيْعٍ، وَقَالُوا: إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُم، فَلاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الوَالِي، وَارْجُمُوْهُ حَتَّى تَقْتُلُوْهُ. قَالَ: فَعَرَضُوا عَلَيَّ ذَلِكَ، وَبَلَغَنَا الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ، فَبَعَثْنَا بَرِيْداً إِلَى وَكِيْعٍ أَنْ لاَ يَأْتِيَ المَدِيْنَةَ، وَيَمضِيَ مِنْ طَرِيْقِ الربذة، وكان قد جاوز مفرق الطريقتين، فَلَمَّا أَتَاهُ البَرِيْدُ، رَدَّ، وَمَضَى إِلَى الكُوْفَةِ. وَنَقَلَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدُ المَجِيْدِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي أَفْتَى بِمَكَّةَ بِقَتلِ وَكِيْعٍ.

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى المَرْوَزِيُّ -فِيْمَا كَتَبَ إِلَيَّ- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عِيْسَى بنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، فَسَاقَ الحَدِيْثَ. ثُمَّ قَالَ قُتَيْبَةُ: حَدَّثَ وَكِيْعٌ بِمَكَّةَ بِهَذَا سَنَةَ حَجَّ الرَّشِيْدُ، فَقَدَّمُوْهُ إِلَيْهِ، فَدَعَا الرَّشِيْدُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدَ المَجِيْدِ بنَ أَبِي رَوَّادٍ، فَأَمَّا عَبْدُ المَجِيْدِ، فَإِنَّهُ قَالَ: يَجِبُ أَنْ يُقْتَلَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَرْوِ هَذَا إِلاَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ غِشٌّ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ سُفْيَانُ: لاَ قَتْلَ عَلَيْهِ، رَجُلٌ سَمِعَ حَدِيْثاً، فَأَرْوَاهُ، وَالمَدِيْنَةُ شَدِيْدَةُ الحَرِّ، تُوُفِّيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتُرِكَ لَيْلَتَيْنِ؛ لأَنَّ القَوْمَ فِي إِصْلاَحِ أَمرِ الأُمَّةِ، وَاخْتَلَفَتْ قُرَيْشٌ وَالأَنْصَارُ، فَمِنْ ذَلِكَ تَغَيَّرَ. قَالَ قُتَيْبَةُ: فَكَانَ وَكِيْعٌ إِذَا ذَكَرَ فِعلَ عَبْدِ المَجِيْدِ، قَالَ: ذَاكَ جَاهِلٌ، سَمِعَ حَدِيْثاً لَمْ يَعْرِفْ وَجْهَهُ، فَتَكَلَّمَ بِمَا تَكَلَّمَ. قُلْتُ: فَرَضنَا أَنَّهُ مَا فهم توجيه الحديث على ما تزعم، أفمالك عَقلٌ وَوَرَعٌ? أَمَّا سَمِعْتَ قَوْلَ الإِمَامِ عَلِيٍّ: حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُوْنَ، وَدَعُوا مَا يُنْكِرُوْنَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللهُ وَرَسُوْلهُ؟ أَمَا سَمِعْتَ فِي الحَدِيْثِ: "مَا أَنْتَ مُحَدِّثٌ قَوْماً حَدِيْثاً لاَ تَبْلُغُهُ عُقُوْلُهُم، إِلاَّ كَانَ فِتْنَةً لِبَعْضِهِم"؟ ثُمَّ إِنَّ وَكِيْعاً بَعْدَهَا تَجَاسَرَ وَحَجَّ، وَأَدْرَكَه الأَجَلُ بِفَيْدَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ بِحَدِيْثٍ فِي الكُرْسِيِّ، قَالَ: فَاقشَعَرَّ رَجُلٌ عِنْد وَكِيْعٍ، فَغَضِبَ، وَقَالَ: أَدْرَكْنَا الأَعْمَشَ وَالثَّوْرِيَّ يُحَدِّثُونَ بِهَذِهِ الأَحَادِيْثِ، وَلاَ يُنْكِرُوْنَهَا. قَالَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ: سَمِعْتُ وَكِيْعاً يَقُوْلُ: مَنْ شَكَّ أَنَّ القُرْآنَ كَلاَمُ اللهِ -يَعْنِي: غَيْرَ مَخْلُوْقٍ- فَهُوَ كَافِرٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ: سَمِعْتُ وَكِيْعاً يَقُوْلُ: نُسَلِّمُ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ كَمَا جَاءتْ، وَلاَ نَقُوْلُ: كَيْفَ كَذَا? وَلاَ لِمَ كَذَا? يَعْنِي: مِثْلَ حَدِيْثِ: "يَحْمِلُ السَّمَاوَاتِ على إصبع". قَالَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: سَمِعْتُ وَكِيْعاً يَقُوْلُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ القُرْآنَ مَخْلُوْقٌ، فَقَدْ زَعَمَ أَنَّهُ مُحْدَثٌ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ القُرْآنَ مُحْدَثٌ، فَقَدْ كَفَرَ. قَالَ عَلِيُّ بنُ عَثَّامٍ: مَرِضَ وَكِيْعٌ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ سُفْيَانَ أَتَانِي، فَبَشَّرَنِي بِجِوَارِهِ، فَأَنَا مُبَادِرٌ إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: مَاتَ وَكِيْعٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، يَوْمَ عَاشُوْرَاءَ، فَدُفِنَ بِفَيْدَ. يَعْنِي: رَاجِعاً مِنَ الحَجِّ

وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَجَّ وَكِيْع سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ، وَمَاتَ بِفَيْدَ. قُلْتُ: عَاشَ ثَمَانِياً وَسِتِّيْنَ سَنَةً، سِوَى شَهْرٍ، أَوْ شَهْرَيْنِ. قَالَ قَيْسُ بنُ أُنَيْفٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ جَعْفَرٍ البيكَنْدي: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُوْلُ: يَا أَهْلَ خُرَاسَانَ؛ إِنَّهُ نُعِيَ لِي إِمَامُ خُرَاسَانَ -يَعْنِي: وَكِيْعاً قَالَ: فَاهتَمَمنَا لِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: بُعْداً لَكُم يَا مَعْشَرَ الكِلاَبِ، إِذَا سَمِعْتُم مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً، اشْتَهَيْتُم مَوْتَهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُؤَيَّدِ بن علي الهمذاني الزَّاهِدُ بِقِرَاءتِي، أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ الدَّقَّاقُ، وَأَبُو الفَرَجِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ الطَّائِيُّ، عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي. وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الزَّاهِدُ "ح". وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، عَنْ عَبْدِ الجَلِيْلِ بنِ مَنْدَوَيْه، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ مُظَفَّرٍ، قَالُوا ثَلاَثَتُهُم: أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّقُّور، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ هاشم، ووكيع، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا مَاتَ صَاحِبُكُم، فَدَعُوْهُ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ البُسْرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المخلِّص، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، قَالَ: تَسَحَّرْنَا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلاَةِ. قُلْنَا: كَمْ كَانَ قَدْرُ مَا بَيْنَهُمَا? قَالَ: خَمْسُوْنَ آيَةً. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَلَى المُوَافَقَةِ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي -وَأَنَا حَاضِرٌ- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّم، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ محمد القُرَشِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحسن البَغْدَادِيُّ بِالرَّمْلَةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَسَّانٍ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نِعْمَ الإِدَامُ الخَلُّ" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2051" و"2052".

الجراح بن مليح

1362- الجراح بن مليح 1: "بَخ، م، د، ت، ق" وَقَدْ كَانَ وَالِدُ وَكِيْعٍ عَلَى بَيْتِ المَالِ فِي دَوْلَةِ الرَّشِيْدِ، وَكَانَ عَلَى دَارِ الضَّرْبِ بِالرَّيِّ. وَيُقَالُ: مَحْتِدُهُ مِنْ نوَاحِي الرَّيِّ، مِنْ بُليدة أُسْتُوَا. حَدَّثَ عَنْ: زِيَادِ بنِ عِلاقة، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَسِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَقَبِيْصَةُ، وَمُسَدَّدٌ، وَيَحْيَى الحِمَّانِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَآخَرُوْنَ. رَوَى حَنَشُ بنُ حَرْبٍ، عَنْ وَكِيْعٍ، قَالَ: وُلِدَ أَبِي بالسُّغْد، وَوُلِدَ شَرِيْكٌ بِبُخَارَى. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَلِيَ الجَرَّاحُ بنُ مليح بيت المال بمدينة السَّلاَمِ، وَكَانَ ضَعِيْفاً فِي الحَدِيْثِ، عَسِراً فِي الحَدِيْثِ، مُمْتَنِعاً بِهِ. وَرَوَى جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: مَا كَتَبْتُ عَنْ وَكِيْعٍ، عَنْ أَبِيْهِ، وَلاَ مِنْ حَدِيْثِ قَيْسٍ شَيْئاً قَطُّ. وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: الجَرَّاحُ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ يَحْيَى: ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ، وَهُوَ أَمْثَلُ مِنْ أَبِي يَحْيَى الحِمَّاني. وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدِيْثُهُ لاَ بَأْسَ بِهِ، وَهُوَ صَدُوْقٌ، لَمْ أَجِدْ فِي حَدِيْثِهِ مُنْكَراً فَأَذْكُرَهُ. وَقَالَ البُرْقَانِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْ وَالِدِ وَكِيْعٍ، قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَهُوَ كَبِيْرُ الوَهْمِ. قُلْتُ: يُعْتَبَرُ بِهِ? قَالَ: لاَ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: سَنَةَ ست.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 380"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2286"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 445" و"3/ 131"، والمجروحين لابن حبان "1/ 219"، وتاريخ بغداد "7/ 252" وميزان الاعتدال "1/ 389"، والكاشف "1/ ترجمة 774"، وتهذيب التهذيب "2/ 66".

يوسف بن أسباط

1363- يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ 1: الزَّاهِدُ، مِنْ سَادَاتِ المَشَايِخِ، له مواعظ وحكم. رَوَى عَنْ: مُحِلِّ بنِ خَلِيْفَةَ، وَالثَّوْرِيِّ، وَزَائِدَةَ بنِ قُدَامَةَ. وَعَنْهُ: المسيَّب بنُ وَاضِحٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ خُبَيق، وَغَيْرُهُمَا. نَزَلَ الثُّغُوْرَ مُرَابِطاً. قَالَ المسيَّب: سَأَلتُهُ عَنِ الزُّهْدِ، فَقَالَ: أَنْ تَزْهَدَ فِي الحَلاَلِ، فَأَمَّا الحَرَامُ، فَإِنِ ارْتَكَبْتَهُ، عَذَّبَكَ. وَسُئِلَ يُوْسُفُ: مَا غَايَةُ التَّوَاضُعِ? قَالَ: أَنْ لاَ تَلقَى أَحَداً إِلاَّ رَأَيْتَ لَهُ الفَضْلَ عَلَيْكَ. وَعَنْهُ قَالَ: لِلصَّادِقِ ثَلاَثُ خِصَالٍ: الحَلاَوَةُ، وَالمَلاَحَةُ، وَالمَهَابَةُ. وَعَنْهُ: خُلِقَتِ القُلُوْبُ مَسَاكِنَ لِلذِّكْرِ، فَصَارَتْ مَسَاكِنَ لِلشَّهَوَاتِ، لاَ يَمحُو الشَّهوَاتِ إِلاَّ خَوْفٌ مُزْعِجٌ، أَوْ شَوْقٌ مُقْلِقٌ، الزُّهْدُ فِي الرِّئَاسَةِ أَشَدُّ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا. قَالَ ابْنُ خُبَيق: قُلْتُ لابْنِ أَسْبَاطٍ: لِمَ لاَ تَأْذَنُ لابْنِ المُبَارَكِ يُسَلِّمُ عَلَيْكَ? قَالَ: خَشِيْتُ أَنْ لاَ أَقُومَ بِحَقِّهِ، وَأَنَا أُحِبُّهُ. وَعَنْ يُوْسُفَ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ قَدْ أشِرَ وَبطِرَ، فَلاَ تَعِظْهُ، فَلَيْسَ لِلْعِظَةِ فِيْهِ مَوْضِعٌ، لِي أَرْبَعُوْنَ سَنَةً، مَا حَكَّ فِي صَدْرِي شَيْءٌ، إِلاَّ تَرَكتُه. قَالَ شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ: مَا أقدم على يوسف بن أسباط أحدًا. وَعَنْ يُوْسُفَ، قَالَ: يُجْزِئُ قَلِيْلُ الوَرَعِ وَالتَّوَاضُعِ مِنْ كَثِيْرِ الاجْتِهَادِ فِي العَمَلِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: دَفَنَ كُتُبَهُ، فَكَانَ حَدِيْثُهُ لاَ يجيء كما ينبغي.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3414"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 2084"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 910"، وحلية الأولياء "8/ ترجمة 401"، وميزان الاعتدال "4/ 462".

إسحاق الأزرق

1364- إسحاق الأزرق 1: "ع" هُوَ الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْحَاقُ بنُ يُوْسُفَ بن مِرْدَاسٍ القُرَشِيُّ، الوَاسِطِيُّ، الأَزْرَقُ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. حَدَّثَ عَنِ: الأَعْمَشِ، وَابْنِ عَوْنٍ، وفُضَيل بنِ غَزْوان، ومِسْعَر بنِ كِدَام، وَسُفْيَانَ، وَشَرِيْكٍ، وَعِدَّةٍ. وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ المُقْرِئِيْنَ، تَلاَ عَلَى: حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ. وَأَخَذَ الحُرُوْفَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَغَيْرِهِ، وَلَهُ اخْتِيَارٌ مَعْرُوْفٌ. حَمَلَهُ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ ابن هُوْدٍ الوَاسِطِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ هَانِئ، وَغَيْرُهُمَا. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ، رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَسَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، وأبو جَعْفَرٍ بنُ المُنَادِي، وَخَلْقٌ. وَكَانَ حُجَّةً وِفَاقاً، لَهُ قَدَمٌ رَاسِخٌ فِي التَّقوَى. قِيْلَ: إِنَّهُ مَكَثَ عِشْرِيْنَ سَنَةً لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِشَرِيْكٍ. قَالُوا: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. رَوَى عَنْ شَرِيْكٍ سِتَّةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ للهِ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ هِلاَلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ سنة أربع وثمانين وأربعمائة، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ الأَزْرَقِ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ نَافِعِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لاَ حِلْفَ فِي الإِسْلاَمِ، وَأَيُّمَا حِلْفٌ كَانَ في الجاهلية، لم يزده الإسلام إلا شدة" 2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 315"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 1300"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 841"، والعبر "1/ 318"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 299"، والكاشف "1/ ترجمة 332"، وتهذيب التهذيب "1/ 257"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 343". 2 صحيح: أخرجه مسلم "2530".

محمد بن فضيل

1365- محمد بن فُضَيل 1: "ع" ابن غزوان، الإِمَامُ، الصَّدُوْقُ، الحَافِظُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الضَّبِّيُّ مولاهم، الكوفي، مصنف كتاب "الدعاء"، وكتاب "الزاهد"، وَكِتَابِ "الصِّيَامِ"، وَغَيْرِ ذَلِكَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وحصين بن عبد الرحمن، وعاصم الأحوال، وَعُمَارَةَ بنِ القَعْقَاعِ، وَبَيَانِ بنِ بِشْرٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ الهَجَرِيِّ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَابْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَزَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَمِسْعَرٍ، وَحَبِيْبِ بنِ أَبِي عَمْرَةَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَإِسْحَاقُ، وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، وَأَحْمَدُ بنُ بُدَيْلٍ، وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ، وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، وَبَنُو أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ، وَعَلِيُّ بنُ المُنْذِرِ الطَّرِيْقِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ، وَجَمٌّ غَفِيرٌ، عَلَى تَشَيُّعٍ كَانَ فِيْهِ، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الحَدِيْثِ، وَالكَمَالُ عَزِيْزٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ حَسَنُ الحَدِيْثِ، شِيْعِيٌّ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: كَانَ شِيْعِيّاً، مُتَحَرِّقاً. قُلْتُ: تَحَرُّقُهُ عَلَى مَنْ حَارَبَ أَوْ نَازَعَ الأَمْرَ عَلَيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَهُوَ مُعَظِّمٌ لِلشَّيْخَيْنِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. وَكَانَ مِمَّنْ قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ. وَقَدْ أَدْرَكَ مَنْصُوْرَ بنَ المُعْتَمِرِ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَوَجَدَهُ مَرِيْضاً، وَهَذَا أَوَانُ أَوَّلِ سَمَاعِهِ لِلْعِلْمِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: بَعْضُهُم لاَ يَحْتَجُّ بِهِ. وَكَانَ أَبُو الأَحْوَصِ يَقُوْلُ: أَنْشُدُ اللهَ رَجُلاً يُجَالِسُ ابْنَ فُضَيْلٍ، وَعَمْرَو بنَ ثَابِتٍ، أَنْ يُجَالِسَنَا. قَالَ يَحْيَى الحِمَّانِيُّ: سَمِعْتُ فُضَيْلاً -أَوْ حُدِّثْتُ عَنْهُ- قَالَ: ضَرَبتُ ابْنِي البَارِحَةَ إِلَى الصَّبَاحِ أَنْ يَتَرَحَّمَ عَلَى عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فأبى علي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 389"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 652"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 173" و"3/ 112"، والكنى للدولابي "2/ 64"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 263"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 16"، والأنساب للسمعاني "8/ 145"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 294"، والكاشف "3/ ترجمة 5194"، والعبر "1/ 319"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 8062"، وتهذيب التهذيب "9/ 405"، وتقريب التهذيب "2/ 200"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 659"، وشذرات الذهب "1/ 344".

وَقَالَ الحَسَنُ بنُ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ: سَأَلْتُ ابْنَ المُبَارَكِ عَنْ أَسْبَاطٍ، وَابْنِ فُضَيْلٍ فَسَكَتَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، قَالَ: يَا حَسَنُ! صَاحِبَاكَ لاَ أَرَى أَصْحَابنَا يَرْضَوْنَهُمَا. قُلْتُ: مَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: سنة أربع. وَقَدِ احْتَجَّ بِهِ أَربَابُ الصِّحَاحِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الطَّبِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْروِ بنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَلاَّدٍ البَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ فِي السُّحُوْرِ بَرَكَةً" 1. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا خَيَّاطِ السُّنَّةِ2، عَنِ البَاهِلِيِّ، فَوَقَعَ بَدَلاً عَالِياً بِدَرَجَتَيْنِ، وَحَدِيْثُهُ أَعْلَى مِنْ هَذَا فِي "جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ".

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "2006"، وأحمد "3/ 229 و243"، ومسلم "1095"، والترمذي "708"، والنسائي "4/ 141"، وأبو يعلى "2848"، والبيهقي "4/ 236"، والبغوي "1727" و"1728" من طرق عن أبي عوانة، عن قتادة، عن أنس، به، وأخرجه عبد الرزاق "7598"، وابن أبي شيبة "3/ 8"، وأحمد "3/ 99 و229 و258 و281"، والبخاري "1923"، ومسلم "1095"، والترمذي "708"، وابن ماجه "1692"، وابن خزيمة "1937"، وابن الجارود "383"، والبيهقي "4/ 236"، والبغوي "1728" من طرق عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، به. 2 هو: زكريا بن يحبى بن إياس بن سلمة السجزي، أبو عبد الرحمن المعروف بخياط السنة، سمي بذلك لأنه كان يخيط أكفان أهل السنة، روى له النسائي وهو من أقرانه، قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أحد الثقات. وقال عبد الغني بن سعيد: حافظ ثقة.

يحيى القطان

1366- يحيى القطان 1: "ع" يحيى بن سعيد بن فروخ، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ، أَبُو سَعِيْدٍ التَّمِيْمِيُّ مَوْلاَهُمْ، البَصْرِيُّ، الأَحْوَلُ، القَطَّانُ، الحَافِظُ. وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ، وَهِشَامَ بنَ عُرْوَةَ، وَعَطَاءَ بنَ السَّائِبِ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشَ، وَحُسَيْناً المُعَلِّمَ، وَحُمَيداً الطَّوِيْلَ، وَخُثَيْمَ بنَ عِرَاكٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي خَالِدٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيَّ، وَابْنَ عَوْنٍ، وَابْنَ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَشُعْبَةَ، وَالثَّوْرِيَّ، وَأَخْضَرَ بنَ عَجْلاَنَ، وَإِسْرَائِيْلَ بنَ مُوْسَى -نَزِيْلَ الهِنْدِ- وَأَشْعَثُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الحُمْرَانِيُّ، وَأَشْعَثُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحُدَّانِيَّ، وَبَهْزَ بنَ حَكِيْمٍ، وَجَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ، وَحَاتِمَ بنَ أَبِي صَغِيْرَةَ، وَحَبِيْبَ بنَ الشَّهِيْدِ، وَحَجَّاجَ بنَ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافَ، وَزَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيَّ، وَعَبْدَ المَلِكِ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعُثْمَانَ بنَ الأَسْوَدِ المَكِّيَّ، وَفُضَيْلَ بنَ غَزْوَانَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَجْلاَنَ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. وَعُنِيَ بِهَذَا الشَّأْنِ أَتَمَّ عِنَايَةٍ، وَرَحَلَ فِيْهِ، وَسَادَ الأَقْرَانَ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ الحِفْظُ، وَتَكَلَّمَ فِي العِلَلِ وَالرِّجَالِ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الحُفَّاظُ: كَمُسَدَّدٍ، وَعَلِيٍّ، وَالفَلاَّسِ، وَكَانَ فِي الفُرُوْعِ عَلَى مَذْهَبِ أَبِي حَنِيْفَةَ -فِيْمَا بَلَغَنَا- إِذَا لَمْ يَجِدِ النَّصَّ. رَوَى عَنْهُ: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ -وَهُم مِنْ شُيُوْخِهِ- وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَمُسَدَّدٌ، وَابْنُه؛ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَعُبَيْدُ اللهِ القَوَارِيْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيٌّ، وَيَحْيَى، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، وَبُنْدَارُ، وَابْنُ مُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بنُ حَاتِمٍ السَّمِيْنُ، وَسُلَيْمَانُ الشَّاذَكُوْنِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ السَّرَخْسِيُّ، وَيَحْيَى بنُ حَكِيْمٍ المُقَوِّمُ، وَعُمَرُ بنُ شَبَّةَ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَزَيْدُ بنُ أَخْزَمَ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، خَاتِمَتُهُم: مُحَمَّدُ بنُ شَدَّادٍ المِسْمَعِيُّ. وَكَانَ يَقُوْلُ: لَزِمْتُ شُعْبَةَ عِشْرِيْنَ سَنَةً. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: رَوَى ابْنُ مَهْدِيٍّ فِي تَصَانِيْفِهِ أَلْفَيْ حَدِيْثٍ عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ، فَحَدَّثَ بِهَا وَيَحْيَى حَيٌّ. وَثَبَتَ أَنَّ أَحْمَد بنَ حَنْبَلٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِعَيْنِي مِثْلَ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: قَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لاَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ مِثْلَ يَحْيَى القَطَّانِ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ بِالرِّجَالِ مَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ. وَقَالَ بُنْدَارُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سعيد إمام أهل زمانه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 293"، والتاريخ الكبير "8/ 2983"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 716" و"2/ 140 و202"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 624"، وحلية الأولياء "8/ ترجمة 438"، وتاريخ بغداد "14/ 135"، والأنساب للسمعاني "10/ 184"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 280"، والكاشف "3/ ترجمة 6285"، والعبر "1/ 327"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9522"، وتهذيب التهذيب "11/ 216"، وتقريب التهذيب "2/ 348"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 355".

وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ مَوْلَى بَنِي تَمِيْمٍ -زَعَمُوا- وَكَانَ يُوَقَّرُ وَهُوَ شَابٌّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: قَالَ لِي يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: لَيْسَ لأَحَدٍ عَلَيَّ عَقدٌ وَلاَ وَلاَءٌ. قَالَ العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: لَمَّا قَدِمَ الثَّوْرِيُّ البَصْرَةَ، قَالَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! جِئنِي بِإِنْسَانٍ أُذَاكِرُهُ. فَأَتَيْتُهُ بِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، فَذَاكَرَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ، قَالَ: قُلْتُ لَكَ: جِئنِي بِإِنْسَانٍ، جِئْتَنِي بِشَيْطَانٍ -يَعْنِي: بَهَرَهُ حِفْظُهُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ خَاقَانَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ يَخْتِمُ القُرْآنَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، يَدعُو لأَلفِ إِنْسَانٍ، ثُمَّ يَخْرُجُ بَعْدَ العَصْرِ، فَيُحَدِّثُ النَّاسَ. قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: سَمِعْتُ بُنْدَاراً يَقُوْلُ: اخْتَلَفتُ إِلَى يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً، مَا أَظُنُّهُ عَصَى اللهَ قَطُّ، لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا فِي شَيْءٍ. عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: قَالَ لِي يَحْيَى القَطَّانُ: لَوْ لَمْ أَرْوِ إِلاَّ عَمَّنْ أَرْضَى، لَمْ أَرْوِ إِلاَّ عَنْ خَمْسَةٍ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ بِشْرٍ الطَّالَقَانِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ أَثْبَتُ النَّاسِ. وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ أَبَانٍ الحَافِظُ: سَأَلْتُ أَبَا الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيَّ عَنْ خَالِدِ بنِ الحَارِثِ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ، فَقَالَ: يَحْيَى أَكْثَرُ مِنْهُ بِكَثِيْرٍ، وَأَمَّا خَالِدٌ فَثِقَةٌ، صَاحِبُ كِتَابٍ. فَقَالَ رَجُلٌ: مَا كَانَ بِالبَصْرَةِ مِثْلُ خَالِدٍ بَعْدَ شُعْبَةَ. فَقَالَ: وَكَانَ شُعْبَةُ يُحْسِنُ مَا يُحْسِنُ يَحْيَى? فَقُلْتُ: فَمَنْ كَانَ أَكْثَرَ عِنْدَكَ: يَحْيَى، أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ? فَإِنَّ قَوْماً يُقَدِّمُوْنَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِ. قَالَ: مَا يُنْصِفُوْنَ، هُوَ أَكْبَرُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْ أَبِي عَوَانَةَ، قَالَ: إِنْ كُنْتُم تُرِيْدُوْنَ الحَدِيْثَ، فَعَلَيْكُم بِيَحْيَى القَطَّانِ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: فَأَيْنَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ? قَالَ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ مُعَلِّمُنَا. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حنبل يقول: ما كتبت الحَدِيْثَ عَنْ مِثْلِ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: رَوَى يَحْيَى القَطَّانُ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ حَدِيْثاً وَاحِداً. قَالَ أَبُو قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: كُلُّ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنَ الأَئِمَّةِ كَانُوا

يَقُوْلُوْنَ: الإِيْمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيْدُ وَيَنْقُصُ، وَيُكَفِّرُوْنَ الجَهْمِيَّةَ، وَيُقَدِّمُوْنَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي الفَضِيلَةِ وَالخِلاَفَةِ. مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى، قَالَ: مَا حَمَلتُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ شَيْئاً، إِلاَّ مَا قَالَ: حَدَّثَنِي، وَحَدَّثَنَا سِوَى حَدِيْثَينِ مِنْ قَوْلِ إِبْرَاهِيْمَ وَعِكْرِمَةَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصَّغَانِيُّ: قَالَ لِي ابْنُ مَعِيْنٍ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ فَوْقَ يَزِيْدَ ابن زُرَيْعٍ، وَخَالِدِ بنِ الحَارِثِ، وَمُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ. قَالَ يَحْيَى: رُبَّمَا أَتَيْتُ التَّيْمِيَّ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ، وَكَانَ إِذَا حَدَّثَ فِي بنِي مُرَّةَ، إِنَّمَا يَكُوْنُ عِنْدَهُ خَمْسَةٌ أَوْ سِتَّةٌ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَمَّارٍ: كُنْتَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَى يَحْيَى القَطَّانِ، ظَنَنْتَ أَنَّهُ لاَ يُحْسِنُ شَيْئاً بِزِيِّ التُّجَّارِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ، أَنْصَتَ لَهُ الفُقَهَاءُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى القَطَّانُ: لَمْ يَكُنْ جَدِّي يَمْزَحُ، وَلاَ يَضْحَكُ إِلاَّ تَبَسُّماً، وَلاَ دَخَلَ حَمَّاماً، وَكَانَ يَخْضِبُ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: أَقَامَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ عِشْرِيْنَ سَنَةً يَخْتِمُ القُرْآنَ كل ليلة. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، فَقَرَأَ رَجُلٌ سُوْرَةَ الدُّخَانِ، فَصَعِقَ يَحْيَى، وَغُشِيَ عَلَيْهِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَوْ قَدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَدْفَعَ هَذَا عَنْ نَفْسِهِ، لَدَفَعَهُ يَحْيَى -يَعْنِي: الصَّعْقَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: مَا أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُ جَدِّي قَهْقَهَ قَطُّ، وَلاَ دَخَلَ حَمَّاماً قَطُّ، وَلاَ اكْتَحَلَ، وَلاَ ادَّهَنَ. عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ إِذَا قُرِئ عِنْدَهُ القُرْآنُ، سَقَطَ حَتَّى يُصِيْبَ وَجْهُهُ الأَرْضَ. وَقَالَ: مَا دَخَلْتُ كَنِيْفاً قَطُّ، إِلاَّ وَمَعِيَ امْرَأَةٌ -يَعْنِي: مَنْ ضَعْفِ قَلْبِهِ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: جَعَلَ جَارٌ لَهُ يَشتِمُهُ، وَيَقَعُ فِيْهِ، وَيَقُوْلُ: هَذَا الخُوْزِيُّ، وَنَحْنُ فِي المَسْجَدِ. قَالَ: فَجَعَلَ يَبْكِي، وَيَقُوْلُ: صَدَقَ، وَمَنْ أَنَا? وَمَا أَنَا? قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: وَكَانَ يَحْيَى يَجِيْءُ مَعَهُ بِمِسْبَاحٍ، فَيُدْخِلُ يَدَهُ فِي ثِيَابِهِ، فَيُسَبِّحُ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: اخْتَلَفُوا يَوْماً عِنْد شُعْبَةَ، فَقَالُوا لَهُ: اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ حَكَماً. قَالَ قَدْ رَضِيْتُ بِالأَحْوَلِ -يَعْنِي: القَطَّانَ. فَجَاءَ، فَقضَى عَلَى شُعْبَةَ. فَقَالَ شُعْبَةُ: وَمَنْ يُطِيْقُ نَقْدَكَ يا أحول؟!

قَالَ ابْنُ سَعِيْدٍ: كَانَ يَحْيَى ثِقَةً، مَأْمُوْناً، رفيعًا، حجة. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: أُمَنَاءُ اللهِ عَلَى حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شُعْبَةُ، وَمَالِكٌ، وَيَحْيَى القَطَّانُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ بُنْدَارَ الجُرْجَانِيُّ: قُلْتُ لابْنِ المَدِيْنِيِّ: مَنْ أَنْفَعُ مَنْ رَأَيْتَ لِلإِسْلاَمِ وَأَهْلِهِ? قَالَ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِلَى يَحْيَى القَطَّانِ المُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي صَفْوَانَ: كَانَ لِيَحْيَى القَطَّانِ نَفَقَةٌ مِنْ غَلَّتِهِ، إِنْ دَخَلَ مِنْ غَلَّتِهِ حِنطَةٌ، أَكَلَ حِنطَةً، وَإِنْ دَخَلَ شَعِيْرٌ، أَكَلَ شعِيْراً، وَإِنْ دَخَلَ تَمرٌ، أَكَلَ تَمراً. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: إِنَّ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ لَمْ يَفُتْهُ الزَّوَالُ فِي المَسْجَدِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. قَالَ عَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ: رَأَى رَجُلٌ لِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ قَبْلَ مَوْتِهِ أَنْ بَشِّرْ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ بِأَمَانٍ مِنَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ. قَالَ أَحْمَدُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَقَلَّ خَطَأً مِنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَلَقَدْ أَخْطَأَ فِي أَحَادِيْثَ. ثُمَّ قَالَ: وَمَنْ يَعرَى مِنَ الخَطَأِ وَالتَّصْحِيْفِ?! قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ نَقِيَّ الحَدِيْثِ، لاَ يُحَدِّثُ إِلاَّ عَنْ ثِقَةٍ. قَالَ أَبُو قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: أَخَافُ أَنْ يُضَيَّقَ عَلَى النَّاسِ تَتَبُّعُ الأَلْفَاظِ؛ لأَنَّ القُرْآنَ أَعْظَمُ حُرمَةً، وَوُسِّعَ أَنْ يُقْرَأَ عَلَى وُجُوْهٍ إِذَا كَانَ المعنى واحدًا. قَالَ شَاذُّ بنُ يَحْيَى: قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: مَنْ قَالَ: إِنَّ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مَخْلُوْقٌ، فَهُوَ زِنْدِيْقٌ، وَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ. قَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: كَانَ هِجِّيْرَى يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ إِذَا سَكَتَ ثُمَّ تَكَلَّمَ يَقُوْلُ: يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ المَصِيْرُ. وَقُلْتُ لَهُ فِي مَرَضِهِ: يُعَافِيْكَ اللهُ -إِنْ شَاءَ اللهُ. فَقَالَ: أَحَبُّهُ إِلَيَّ، أَحَبُّهُ إِلَى اللهِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: إِذَا اخْتَلَفَ ابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ فِي حَدِيْثٍ، آخذ بقول يحيى. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ أَحَادِيْثِ عِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، فَقَالَ: لَيْسَتْ بِصِحَاحٍ.

الفَلاَّسُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: كُنْتُ أَنَا، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَمُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، وَمَا تَقَدَّمَانِي فِي شَيْءٍ قَطُّ -يَعْنِي مِنَ العِلْمِ- كُنْتُ أَذهَبُ مَعَهُمَا إِلَى ابْنِ عَوْنٍ، فَيَقْعُدَانِ وَيَكْتُبَانِ، وَأَجِيْءُ أَنَا، فَأَكْتُبُهَا فِي البَيْتِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: قَالَ أَبِي: كُنْتُ أَخْرُجُ مِنَ البَيْتِ، أَطْلُبُ الحَدِيْثَ، فَلاَ أَرْجِعُ إِلاَّ بَعْدَ العَتَمَةِ. قُلْتُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ مُتَعَنِّتاً فِي نَقدِ الرِّجَالِ، فَإِذَا رَأَيْتَهُ قَدْ وَثَّقَ شَيْخاً، فَاعْتمِدْ عَلَيْهِ، أَمَّا إِذَا لَيَّنَ أَحَداً، فَتَأَنَّ فِي أَمرِهِ حَتَّى تَرَى قَوْلَ غَيْرِهِ فِيْهِ، فَقَدْ لَيَّنَ مِثْلَ: إِسْرَائِيْلَ وَهَمَّامٍ، وَجَمَاعَةٍ. احْتَجَّ بِهِمُ الشَّيْخَانِ، وَلَهُ كِتَابٌ فِي الضُّعفَاءِ لَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ، يَنْقُلُ مِنْهُ ابْنُ حَزْمٍ وَغَيْرُهُ، وَيَقعُ كَلاَمُهُ فِي سُؤَالاَتِ عَلِيٍّ، وَأَبِي حَفْصٍ الصَّيْرَفِيِّ، وَابْنِ مَعِيْنٍ لَهُ. قال عبد الرحمن بن عمر رستة: سمعت عَلِيَّ بنَ عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ المَسْجَدِ، خَرَجْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا صَارَ بِبَابِ دَارِهِ وَقَفَ، ووقفنا معه، فانتهى إليه الروبي، فَقَالَ يَحْيَى لَمَّا رَآهُ: ادْخُلُوا. فَدَخَلْنَا، فَقَالَ لِلرُّوْبِيِّ: اقْرَأْ. فَلَمَّا أَخَذَ فِي القِرَاءةِ، نَظَرْتُ إِلَى يَحْيَى يَتَغَيَّرُ، حَتَّى بَلَغَ: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} [الدُّخَانُ: 40] ، صَعِقَ يَحْيَى، وَغُشِيَ عَلَيْهِ، وَارتَفَعَ صَوْتُهُ، وَكَانَ بَابٌ قَرِيْبٌ مِنْهُ، فَانقَلْبَ، فَأَصَابَ البَابُ فَقَارَ ظَهْرِهِ، وَسَالَ الدَّمُ، فَصَرَخَ النِّسَاءُ، وَخَرَجْنَا، فَوَقَفْنَا بِالبَابِ، حَتَّى أَفَاقَ بَعْدَ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِهِ وَهُوَ يَقُوْلُ: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} ، فَمَا زَالتْ فِيْهِ تِلْكَ القَرْحَةُ حَتَّى مَاتَ -رَحِمَهُ اللهُ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَنْبَرِيُّ، عَنْ زُهَيْرٍ البَابِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ يَحْيَى القَطَّانَ فِي النَّومِ، عَلَيْهِ قمِيْصٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، مَكْتُوْبٌ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ كِتَابٌ مِنَ اللهِ العَزِيْزِ العَلِيْمِ، بَرَاءةٌ لِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ مِنَ النَّارِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ البَاهِلِيُّ: عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَخطَأْتُ، قَالَ لِي سُفْيَانُ: أَخطَأْتَ يَا يَحْيَى، فَحَدَّثَ يَوْماً عَنْ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ". فَقُلْتُ: أَخطَأْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ. قَالَ: وَكَيْفَ هُوَ? قُلْتُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ عَنْ نافع، عن زيد بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1. قَالَ:

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 924-925"، ومن طريقه أخرجه البخاري "5634"، ومسلم "2065"، والطبراني "23/ 927"، والبيهقي "1/ 27"، والبغوي "3030"، عن نافع، به.

صدقت يا يحيى، اعرض علي كُتُبَكَ. قُلْتُ: تُرِيْدُ أَنْ أَلْقَى مِنْكَ مَا لَقِيَ زَائِدَةُ? قَالَ: وَمَا لَقِيَ، أَصلَحتُ لَهُ كُتُبَهُ وَذَكَّرْتُهُ حَدِيْثَهُ. قُلْتُ: أَقْرَبُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ فِي هَذَا الحَدِيْثِ الوَاحِدِ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ شدَّادٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، عَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يَرْحَمُ اللهُ مَنْ لاَ يَرْحَمُ النَّاسَ" 1. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ زَيْدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ قَفَرْجَلَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيْدُ بنُ حَيَّانَ، سَمِعْتُ زَيْدَ بنَ أَرْقَمَ، قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادٍ: مَا أَحَادِيْثُ بَلَغَنِي تُحَدِّثُهَا وَتَروِيهَا عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَذْكُرُ أَنَّ لَهُ حَوْضاً فِي الجَنَّةِ? قَالَ: حَدَّثَنَا ذَاكَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَوَعَدَنَاهُ. قَالَ: كَذَبتَ، وَلَكِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقُوْلُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"، مَا كَذَبتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2.

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "1922" من طريق محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد، به، وأخرجه البخاري "7376"، ومسلم "2319" عن جابر بن عبد الله، به، وأخرجه البخاري "5997"، ومسلم "2318"، وأبو داود "5218" من حديث أبي هريرة، به، وأخرجه أحمد "4/ 366" من حديث جرير، به. 2 صحيح: ورد من حديث أنس بن مالك، وعقبة بن عامر، وابن عمرو وغيرهم -رضي الله عنهم: أما حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه: فأخرجه أحمد "3/ 223"، وابن ماجه "32" من طريق الليث بن سعد، عن الزهري، عنه، به. وأخرجه ابن أبي شيبة "8/ 763"، وأحمد "3/ 116 و176"، وابنه في "زوائد المسند" "3/ 278" والدارمي "1/ 77" من طرق عن سليمان التيمي، عن أنس، به، وأخرجه أحمد "3/ 203 و209"، وابنه في "زوائد المسند" "3/ 278"، والدارمي "1/ 77" من طرق عن حماد بن أبي سليمان، عنه، به. وأخرجه أحمد "3/ 98"، ومسلم "2" في "المقدمة" من طرق عن عبد العزيز بن صهيب، عنه، به. وأما حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه: عند أحمد "4/ 159"، والطبراني في "الكبير" "17/ 843" من طريق ابن لهيعة، عن أبي عشانة، عنه، به. وأما حديث ابن عمرو -رضي الله عنها: أخرجه أحمد "2/ 159"، وأبو خيثمة في "العلم" "45" والخطيب في "تاريخه" "13/ 157" من طريق الوليد بن مسلم قال: حدقنا الأوزاعي، قال: حدثني حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ العَلَوِيِّ بِالثَّغْرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ القَطِيْعِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ الزَّاغُوْنِيِّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُخَلِّصِ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو جَمْرَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ القَيْسِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَهُم بِالإِيْمَانِ بِاللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: "تَدرُوْنَ مَا الإِيْمَانُ بِاللهِ "؟. قَالُوا: اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ وَإِيْتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا الخُمُسَ مِنَ المَغْنَمِ" 1. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عُبَيْدَةَ العُصْفُرِيُّ: سمعت علي بن المديني قال: رأيت خالدا بنَ الحَارِثِ فِي النَّومِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ غَفَر لِي، عَلَى أَنَّ الأَمْرَ شَدِيْدٌ. قُلْتُ: فَمَا فَعلَ يَحْيَى القَطَّانُ? قَالَ: نَرَاهُ كَمَا يُرَى الكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ. قَالُوا: تُوُفِّيَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، قَبْلَ مَوْتِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ، بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ -رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ البَصْرَةَ أَكْتُبُ الحَدِيْثَ، وَكَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ يَجْلِسُ عَلَى مَوْضِعٍ مُرْتَفِعٍ، وَيَمُرُّ بِهِ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ وَاحِداً وَاحِداً، يُحَدِّثُ كُلَّ إِنْسَانٍ بِحَدِيْثٍ، فَمَرَرْتُ بِهِ لأَسْأَلَهُ، فَقَالَ لِي: اصعَدْ، وَاقرَأْ حَدْراً، وَاقرَأْ مِنْ سُورَةٍ وَاحِدَةٍ. فَقَرَأْتُ: {إِذَا زُلْزِلَتِ} ، فَسَقَطَ مغشيًا عليه، فأصابه خشبة جزار. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ أَبِي عَنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: فَمَا رَأَينَا إِلاَّ جِنَازَتَهُ. قَالَ أَبِي: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ: وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، فَأَصَابَهُ نَحْوُ ذَلِكَ. قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ -يَعْنِي: أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ- يَقُوْلُ: انْتَهَى العِلْمُ إِلَى أَرْبَعَةٍ: إِلَى ابْنِ المُبَارَكِ، وَوَكِيْعٍ، وَيَحْيَى القَطَّانِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأَمَّا ابْنُ المُبَارَكِ، فَأَجْمَعُهُم، وَأَمَّا وَكِيْعٌ فَأَسرَدُهُم، وَأَمَّا يَحْيَى فَأَتقَنُهُم، وَأَمَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَجِهْبِذٌ. ثُمَّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ وَلاَ أَوعَى لِلْعِلْمِ مِنْ وَكِيْعٍ، وَلاَ أَشْبَهَ بِأَهْلِ النُّسُكِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: لاَ تَنْظُرُوا إِلَى الحَدِيْثِ، وَلَكِنِ انْظُرُوا إِلَى الإِسْنَادِ، فَإِنْ صَحَّ الإِسْنَادُ، وَإِلاَّ فَلاَ تَغْتَرُّوا بِالحَدِيْثِ إِذَا لَمْ يصح الإسناد.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 228"، والبخاري "53"، ومسلم "17" "24"، وأبو داود "4677"، والنسائي "8/ 322" من طريق شعبة، به، وأخرجه مسلم "17" "23"، وأبو داود "3692" من طريق عباد بن عباد، عن أبي جمرة، به. وأبو جمرة: هو نصر بن عمران بن عصام الضبعي البصري، نزيل خراسان، ثقة ثبت.

شعيب بن حرب

1367- شُعَيب بن حرب 1: "خَ، د، س" الإِمَامُ، القُدوَةُ، العَابِدُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو صَالِحٍ المَدَائِنِيُّ، المُجَاوِرُ بِمَكَّةَ مِنْ أَبْنَاءِ الخُرَاسَانِيَّةِ. رَوَى عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ العَبْدِيِّ، وَعِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ، وَمِسْعَرِ بنِ كِدَامٍ، وَشُعْبَةَ، وَأَبَانِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ، وَصَخْرِ بنِ جُوَيْرِيَةَ، وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَالحَسَنِ بنِ عمارة، وسفيان، وإسرائيل، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ، وَمَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ، وَكَامِلٍ أَبِي العَلاَءِ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ المَقَابِرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي سُرَيْجٍ الرَّازِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ بَحْرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي رَجَاءٍ، وَأَيُّوْبُ بنُ مَنْصُوْرٍ الكُوْفِيُّ، وَحَسَنُ بنُ الجُنَيْدِ البَغْدَادِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ الصَّبَّاحِ البزَّارُ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَمَحْبُوْبُ بنُ مُوْسَى، وَعَبْدُ اللهِ بنُ السَّرِيِّ الزَّاهِدُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ خُبَيْقٍ الأَنْطَاكِيُّوْنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الطُّوْسِيُّ، وَنُصَيْرُ بنُ الفَرَجِ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ حَيَّانَ المَدَائِنِيُّ، وَآخَرُوْنَ. رَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 320"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 2578"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 444 و722"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1504"، وتاريخ بغداد "9/ 239"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 293"، والكاشف "2/ ترجمة 2307"، والعبر "1/ 263 و281" وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 2713"، وتهذيب التهذيب "4/ 350"، وتقريب التهذيب "1/ 352"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2958"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 349".

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ خُرَاسَانَ، مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ، فَتَحَوَّلَ إِلَى المَدَائِنِ، وَاعْتَزَلَ بِهَا، وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، فَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بنَ حَرْبٍ يَقُوْلُ: رُبَّمَا دَرَسَ بَعْضُ الإِسْنَادِ، أَكَادُ أُحَمُّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: جِئْنَا إِلَى شُعَيْبٍ أَنَا، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَكَانَ يَنْزِلُ مَدِيْنَةَ أَبِي جَعْفَرٍ، عَلَى قَرَابَةٍ لَهُ، فَقُلْتُ لأَبِي خَيْثَمَةَ: سَلْهُ. فَدَنَا إِلَيْهِ، فَسَأَلَهُ، فَرَأَى كُمَّهُ طَوِيْلاً، فَقَالَ: مَنْ يَكْتُبُ الحَدِيْثَ يَكُوْنُ كُمُّهُ طَوِيْلاً?! يَا غُلاَمُ! هَاتِ الشَّفْرَةَ. قَالَ: فَقُمنَا، وَلَمْ يُحَدِّثْنَا بِشَيْءٍ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِسْحَاقَ الصُّوْفِيُّ: سَمِعْتُ سَرِيّاً السَّقَطِيَّ يَقُوْلُ: أَرْبَعَةٌ كَانُوا فِي الدُّنْيَا، أَعمَلُوا أَنْفُسَهُم فِي طَلَبِ الحَلاَلِ، وَلَمْ يُدْخِلُوا أَجْوَافَهُم إِلاَّ الحَلاَلَ: وُهَيْبُ بنُ الوَرْدِ، وَشُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ، وَيُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ، وَسُلَيْمَانُ الخَوَّاصُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ خُبَيْقٍ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بنَ حَرْبٍ: أَكَلتُ فِي عَشْرَةِ أَيَّامٍ أَكْلَةً، وَشَرِبْتُ شَرْبَةً. أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ الصُّوْفِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْدُوْنَ الطَّيِّبَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: ذَهَبنَا إِلَى المَدَائِنِ إِلَى شُعَيْبِ بنِ حَرْبٍ، وَكَانَ قَاعِداً عَلَى شَطِّ دِجْلَةَ، قَدْ بَنَى لَهُ كُوْخاً، وَخُبْزٌ لَهُ مُعَلَّقٌ فِي شَرِيطٍ، وَمَطْهَرَةٌ، يَأْخُذُ كُلَّ لَيْلَةٍ رَغِيْفاً، يَبُلُّهُ فِي المَطْهَرَةِ، وَيَأْكلُهُ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا، إِنَّمَا كَانَ جِلْداً وَعَظْماً. فَقَالَ: أَرَى هُنَا بَعْدُ لَحْماً، وَاللهِ لأَعْمَلَنَّ فِي ذَوَبَانِهِ، حَتَّى أَدخُلَ إِلَى القَبْرِ وَأَنَا عِظَامٌ تَقَعْقَعُ، أُرِيْدُ السِّمَنَ لِلدُّودِ وَالحَيَّاتِ? فَبلغَ أَحْمَدَ قَوْلُهُ، فَقَالَ: شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ، حَمَلَ عَلَى نَفْسِهِ فِي الوَرَعِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى المَدَائِنِيُّ: مَاتَ شُعَيْبٌ بِمَكَّةَ، سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَغَيْرُهُ: سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ -رَحْمَةُ اللهِ عليه. أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ الخَطِيْبِ فَخْرِ الدِّيْنِ بنِ تَيْمِيَةَ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ اللُّغَوِيُّ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ فَخْرُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بنِ البَطِّيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ عَنْبَسُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القَزَّازُ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بنِ رِبْعِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا دَخَلَ أحدكم المسجد، فليصل ركعتين قبل أن يقعد" 1. وَبِهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا العَلاَءُ بنُ سَالِمٍ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ سُفْيَانَ. قَالَ ابْنُ مَخْلَدٍ: هَذَا هُوَ عِنْدِي الصَّوَابُ. أَمَّا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ العَطَّارُ، فَفِي الطَّبَقَةِ الآتية.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "1/ 162"، وعبد الرزاق "1673"، وابن أبي شيبة "1/ 339"، والحميدي "421"، وأحمد "5/ 295 و296 و303 و305 و311"، والبخاري "444" و"1163"، ومسلم "714" "69"، وأبو داود "467" و"467"، والترمذي "316"، والنسائي "2/ 53"، وابن ماجة "1013"، وابن خزيمة "1825" و"1826" و"1827"، والبيهقي "3/ 53"، والبغوي "480"، وأبو عوانة "1/ 451" من طرق عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، به. وأخرجه مسلم "714" "70"، وابن خزيمة "1829"، وأبو عوانة "1/ 415-416" من طريق عمرو بن سليم، به.

بهز بن أسد

1368- بَهْز بن أسد 1: "ع" الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو الأَسْوَدِ العَمِّيُّ، البَصْرِيُّ، أَخُو مُعَلَّى بنِ أَسَدٍ. حَدَّثَ عَنْ: شُعْبَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّهْشَلِيِّ، وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ الطُّوْسِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً خَيْراً مِنْ بَهْز. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سبع وتسعين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 298"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 1983"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 306" و"2/ 140 و202" و"3/ 156"، والكنى للدولابي "1/ 107"، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم "2/ ترجمة 1715"، والإكمال لابن ماكولا "1/ 380"، والكاشف "1/ ترجمة رقم 657"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 324"، وميزان الاعتدال "1/ 353"، وتهذيب التهذيب "1/ 497".

عبد الرحمن بن مهدي

1369- عبد الرحمن بن مهدي 1: "ع" ابن حسان بن عبد الرحمن، الإمام، الناقد، المجود، سيد الحُفَّاظِ، أَبُو سَعِيْدٍ العَنْبَرِيُّ -وَقِيْلَ: الأَزْدِيُّ- مَوْلاَهُمْ، البَصْرِيُّ، اللُّؤْلُؤِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. وَطَلَبَ هَذَا الشَّأْنَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. سَمِعَ أَيْمَنَ بنَ نَابِلٍ، وَعُمَرَ بنَ أَبِي زَائِدَةَ، وَمُعَاوِيَةَ بنَ صَالِحٍ الحَضْرَمِيَّ، وَهِشَامَ بنَ أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّسْتُوَائِيَّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مُسْلِمٍ العَبْدِيَّ قَاضِي جَزِيْرَةَ قَيْسٍ، وَأَبَا خَلْدَةَ خَالِدَ بنَ دِيْنَارٍ، وَسُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، وَالمَسْعُوْدِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ بُدَيْلِ بنِ وَرْقَاءَ، وَأَبَا يَعْلَى عَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيَّ، وَعَبْدَ الجَلِيْلِ بنَ عَطِيَّةَ البَصْرِيَّ، وَعِكْرِمَةَ بنَ عَمَّارٍ، وَعَلِيَّ بنَ مَسْعَدَةَ البَاهِلِيَّ، وَعِمْرَانَ القَطَّانَ، وَالمُثَنَّى بنَ سَعِيْدٍ الضُّبَعِيَّ، وَيُوْنُسَ بنَ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبَا حُرَّةَ وَاصِلَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ، وَأَبَانَ بنَ يَزِيْدَ، وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الماجِشون، وَأُمَماً سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ -وَهُمَا مِنْ شُيُوْخِهِ- وَعَلِيٌّ، وَيَحْيَى، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وبُنْدار، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، وَالقَوَارِيْرِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَأَبُو ثَوْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ رُسْتَةُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَهَارُوْنُ بنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَارِثِيُّ كُرْبُزَانُ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَاهَانَ زنبقة، وخلق يتعذر حصرهم. وَكَانَ إِمَاماً، حُجَّةً، قُدوَةً فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ. قَالَ الخَلِيْلِيُّ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: لاَ أَعْرِفُ لَهُ نَظِيْراً فِي هَذَا الشَّأْنِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَفْقَهُ مِنْ يَحْيَى القَطَّانِ. وَقَالَ: إِذَا اخْتَلَفَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَوَكِيْعٌ، فَعَبْدُ الرَّحْمَنِ أَثْبَتُ؛ لأَنَّهُ أَقْرَبُ عَهداً بِالكِتَابِ، وَاخْتَلَفَا فِي نَحْوٍ مِنْ خَمْسِيْنَ حَدِيْثاً لِلثَّوْرِيِّ. قَالَ: فَنَظَرْنَا، فَإِذَا عَامَّةُ الصَّوَابِ فِي يَدِ عَبْدِ الرحمن.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 297"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 1123"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1382"، وحلية الأولياء "9/ ترجمة 414"، وتاريخ بغداد "10/ 240"، والكاشف "2/ ترجمة 3368"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 313"، وتهذيب التهذيب "6/ 279"، وتقريب التهذيب "1/ 499"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4259"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 159"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 355".

قَالَ أَيُّوْبُ بنُ المُتَوَكِّلِ: كُنَّا إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَنْظُرَ إِلَى الدِّيْنِ وَالدُّنْيَا، ذَهَبْنَا إِلَى دَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ. إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي: سَمِعْتُ ابْنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِالحَدِيْثِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ. قُلْتُ لَهُ: قَدْ كَتَبتُ حَدِيْثَ الأَعْمَشِ، وَكُنْتُ عِنْدَ نَفْسِي أَنَّنِي قَدْ بَلَغتُ فِيْهَا، فَقُلْتُ: وَمَنْ يُفِيْدُنِي عَنِ الأَعْمَشِ. فَقَالَ لِي: مَنْ يُفِيْدُكَ عَنِ الأَعْمَشِ? قُلْتُ: نَعَمْ. فَأَطرَقَ، ثُمَّ ذَكَرَ ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً لَيْسَتْ عِنْدِي، يَتَّبِعُ أَحَادِيْثَ الشُّيُوْخِ الَّذِيْنَ لَمْ أَلْقَهُم أَنَا، وَلَمْ أَكْتُبْ حَدِيْثَهُم نَازِلاً. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ: أَحْفَظُ مِنْ ذَلِكَ مَنْصُوْرُ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَتْقَنَ لِمَا سَمِعَ، وَلِمَا لَمْ يَسْمَعْ، وَلِحَدِيْثِ النَّاسِ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مهدي، إمام، ثَبْتٌ، أَثْبَتُ مَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَأَتْقَنُ مِنْ وَكِيْعٍ، كَانَ عَرَضَ حَدِيْثَهُ عَلَى سُفْيَانَ. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ القَوَارِيْرِيُّ: أَمْلَى عَلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عِشْرِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ حِفْظاً. وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: لاَ يَجُوْزُ أَنْ يَكُوْنَ الرَّجُلُ إِمَاماً، حَتَّى يَعْلَمَ مَا يَصِحُّ مِمَّا لاَ يَصِحُّ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ عِلْمُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الحَدِيْثِ كَالسِّحرِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: مَا تَرَكتُ حَدِيْثَ رَجُلٍ إِلاَّ دعوَتُ اللهَ لَهُ، وَأُسَمِّيهِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ زِيَادٍ سَبَلاَنُ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ: مَا تَقُوْلُ فِيْمَنْ يَقُوْلُ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ? فَقَالَ: لَوْ كَانَ لِي سُلْطَانٌ، لَقُمْتُ عَلَى الجِسْرِ، فَلاَ يَمُرُّ بِي أَحَدٌ إِلاَّ سَأَلتُهُ، فَإِذَا قَالَ: مَخْلُوْقٌ، ضَرَبتُ عُنُقَهُ، وَأَلقَيْتُهُ فِي المَاءِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجستاني: الْتَقَى وَكِيْعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي الحَرَمِ بَعْدَ العِشَاءِ، فَتَوَاقَفَا، حَتَّى سَمِعَا أَذَانَ الصُّبْحِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: لَوْلاَ أَنِّي أَكرَهُ أن يعصى الله، لتمنيت أن لا يبقى أحدًا فِي المِصْرِ إِلاَّ اغْتَابَنِي! أَيُّ شَيْءٍ أَهنَأُ مِنْ حَسَنَةٍ يَجِدُهَا الرَّجُلُ فِي صَحِيْفَتِهِ لَمْ يَعْمَلْ بِهَا. وَعَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ أَجلِسُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَإِذَا كَثُرَ النَّاسُ، فَرِحتُ، وَإِذَا قَلُّوا حَزِنْتُ، فَسَأَلْتُ بِشْرَ بنَ مَنْصُوْرٍ، فَقَالَ: هَذَا مَجْلِسُ سُوءٍ، فَلاَ تَعُدْ إِلَيْهِ فَمَا عُدْتُ إِلَيْهِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رُسْتَه: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، أَنَّ أَبَاهُ قَامَ لَيْلَةً، وَكَانَ

يُحْيِي اللَّيْلَ كُلَّهُ. قَالَ: فَلَمَّا طَلَعَ الفَجْرُ، رَمَى بِنَفْسِهِ عَلَى الفِرَاشِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَلَمْ يُصَلِّ الصُّبْحَ، فَجَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لاَ يَجْعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَرْضِ شَيْئاً شَهْرَيْنِ، فَقَرَّحَ فَخِذَاهُ جَمِيْعاً. وَقَالَ رُسْتَه: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ لِفَتَىً مِنْ وَلَدِ الأَمِيْرِ جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَتَكَلَّمُ فِي الرَّبِّ وَتَصِفُهُ وَتُشَبِّهُهُ. قَالَ: نَعَمْ، نَظَرْنَا، فَلَمْ نَرَ مِنْ خَلْقِ اللهِ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنَ الإِنْسَانِ. فَأَخَذَ يَتَكَلَّمُ فِي الصِّفَةِ وَالقَامَةِ، فَقَالَ لَهُ: رُوَيْدَكَ يَا بُنَيَّ حَتَّى نَتَكَلَّمَ أَوَّلَ شَيْءٍ فِي المَخْلُوْقِ، فَإِنْ عَجَزْنَا عَنْهُ، فَنَحْنُ عَنِ الخَالِقِ أَعْجَزُ، أَخْبِرْنِي عَمَّا حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النَّجْمُ: 18] . قَالَ: رَأَى جِبْرِيْلَ لَهُ سِتُّ مائَةِ جَنَاحٍ1، فَبَقِيَ الغُلاَمُ يَنْظُرُ، فَقَالَ: أَنَا أُهَوِّنُ عليك، صف لي خلقًا لَهُ ثَلاَثَةُ أَجْنِحَةٍ، وَرُكِّبَ الجَنَاحُ الثَّالِثُ مِنْهُ مَوْضِعاً حَتَّى أَعْلَمَ. قَالَ: يَا أَبَا سَعِيْدٍ، عَجَزْنَا عَنْ صِفَةِ المَخْلُوْقِ، فَأُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ عَجَزْتُ وَرَجَعْتُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سُئِلَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَنْ يَحْيَى، وَابْنِ مَهْدِيٍّ، فَقَالَ: ابْنُ مَهْدِيٍّ أَكْثَرُ حَدِيْثاً. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلي: شَرِبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ البَلاَذرَ2، وَكَذَا الطَّيَالِسِيُّ، فَبَرِصَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَجُذِمَ الآخَرُ. قَالَ: وَقِيْلَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ: يَغْفِرُ لَكَ ذَنْباً، أَوْ تَحْفَظُ حَدِيْثاً? قَالَ: أَحْفَظُ حَدِيْثاً. أَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ: سَمِعْتُ جَرِيْراً الرَّازِيَّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، وَوَصَفَ حِفْظَهُ وَبَصَرَهُ بِالحَدِيْثِ. قَالَ نُعيم بن حماد: قلت لعبد الرحمن مَهْدِيٍّ: كَيْفَ تَعرِفُ الكَذَّابَ? قَالَ: كَمَا يَعْرِفُ الطَّبِيْبُ المَجْنُوْنَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي صَفْوَانَ: سمعت علي بن المديني يقول: لو أخذت، فحلفت بين

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3232"، ومسلم "174" من طرق عن سليمان الشيباني عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، به. 2 البلاذر: ثمرة شبيهة بنوى التمر، ولبه مثل لب الجوز، حلو لا مضرة فيه، وقشرة متخلخل متثقب، في تخلخله عسل لزج ذو رائحة، ومن الناس من يقضمه فلا يضره وخصوصا مع الجوز ذكره ابن سينا في كتابه "القانون" "1/ 267".

الرُّكْنِ وَالمَقَامِ، لَحَلَفتُ بِاللهِ أَنِّي لَمْ أَرَ أَحَداً قَطُّ أَعْلَمَ بِالحَدِيْثِ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ. سَمِعَهُ: أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ مِنْهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ قَيْمَازَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ اللَّتِّيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ الجَرَّاحِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ مَحْبُوْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَمْرِو بنِ نَبْهَانَ بنِ صَفْوَانَ الثَّقَفِيَّ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: لَوْ حُلِّفتُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ، لَحَلَفْتُ أَنِّي لَمْ أَرَ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ. وَبِهِ إِلَى التِّرْمِذِيِّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ، قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَا رَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ مِثْلَ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ إِمَامٌ. وَقَالَ زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ الطُّوْسِيُّ: قُمْنَا مِنْ مَجْلِسِ هُشَيْمٍ، فَأَخَذَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَأَصْحَابُهُ بِيَدِ فَتَىً، فَأَدخَلُوْهُ مَسْجِداً، وَكَتَبْنَا عَنْهُ، فَإِذَا الفَتَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ. مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى الطَّرَسُوْسِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ رُسْتَه يَقُوْلُ: كَانَتْ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ جَارِيَةٌ، فَطَلَبَهَا مِنْهُ رَجُلٌ، فَكَانَ مِنْهُ شِبْهُ العِدَةِ، فَلَمَّا عَادَ إِلَيْهِ، قِيْلَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: هَذَا صَاحِبُ الخصومات. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُخَاصِمُ فِي الدِّيْنِ. فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيْدٍ! إِنَّا نَضَعُ عَلَيْهِم لِنُحَاجَّهُم بِهَا. فَقَالَ: أَتَدفَعُ البَاطِلَ بِالبَاطِلِ؟ إِنَّمَا تَدْفَعُ كَلاَماً بِكَلاَمٍ، قُمْ عَنِّي، وَاللهِ لاَ بِعْتُكَ جَارِيَتِي أَبَداً. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اترُكْ مَنْ كَانَ رَأْساً فِي بِدعَةٍ يَدْعُو إليهما. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: دَخَلْتُ عَلَى امْرَأَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ -وَكُنْتُ أَزُورُهَا بَعْد مَوْتِهِ- فَرَأَيْتُ سَوَاداً فِي القِبْلَةِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا? قَالَتْ: مَوْضِعُ اسْتِرَاحَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ، فَإِذَا غَلَبَهُ النَّومُ، وَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَيْهِ. وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: مَنْ طَلَبَ العَرَبِيَّةَ، فَآخِرُهُ مُؤَدِّبٌ، وَمَنْ طَلَبَ الشِّعْرَ، فَآخِرُهُ شَاعِرٌ يَهْجُو أَوْ يَمْدَحُ بِالبَاطِلِ، وَمَنْ طَلَبَ الكَلاَمَ، فَآخِرُ أَمرِهِ الزَّنْدَقَةُ، وَمَنْ طَلَبَ الحَدِيْثَ، فَإِنْ قَامَ بِهِ، كَانَ إِمَاماً، وَإِنْ فَرَّطَ ثُمَّ أَنَابَ يَوْماً، يُرْجَعُ إِلَيْهِ، وَقَدْ عَتُقَتْ وَجَادَتْ. قَالَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى: كُنْتُ أَسْأَلُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَنِ المَشَايِخِ بِالبَصْرَةِ. وَنَقَلَ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: إِنَّ الجَهْمِيَّةَ أَرَادُوا أَنْ يَنْفُوا أَنْ يَكُوْنَ اللهُ كَلَّمَ مُوْسَى، وَأَنْ يَكُوْنَ اسْتَوَى عَلَى العرش، أَرَى أَنْ يُسْتَتَابُوا، فَإِنْ تَابُوا، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ أعناقهم.

قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: ثُمَّ كَانَ بَعْدَ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ يَذْهَبُ مَذْهَبَ تَابِعِي أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وَيَقْتَدِي بِطَرِيْقَتِهِم. وَقَالَ: نَظَرْتُ فَإِذَا الإِسْنَادُ يَدُورُ عَلَى سِتَّةٍ، ثُمَّ صَارَ عِلْمُهُم إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ نَفْساً، ثُمَّ صَارَ عِلْمُهُم إِلَى: يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَيَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَوَكِيْعٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بنِ آدَمَ. قَالَ عَلِيٌّ: وَأَوْثَقُ أَصْحَابِ سُفْيَانَ: يَحْيَى القَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثِقَةٌ، خِيَارٌ، صَالِحٌ، مُسْلِمٌ، مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ أَبُو الأَسْوَدِ يَتِيْمُ عُرْوَةَ، أَخاً لِهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ من الرَّضَاعَةِ. وَقَدْ قَالَ هِشَامٌ: حَدَّثَنَا أَخِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِي، قَالَ: لَمْ يَزَلْ أَمرُ بَنِي إِسْرَائِيْلَ مُعْتَدِلاً حَتَّى نَشَأَ فِيْهِم أَبْنَاءُ سَبَايَا الأُمَمِ، فَقَالُوا فِيْهِم بِالرَّأْيِ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا. قَالَ أَيُّوْبُ بنُ المُتَوَكِّلِ: كَانَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ إِذَا نَظَرَ إلى عبد الرحمن ابن مَهْدِيٍّ فِي مَجْلِسِهِ، تَهَلَّلَ وَجْهُهُ. وَقَالَ صَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ المَرْوَزِيُّ الحَافِظُ: أَتَيْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ أَسْأَلُهُ، فَقَالَ لِي: الْزَمْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ. وَأَفَادَنِي عَنْهُ أَحَادِيْثَ، فَسَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَنْهَا فَحَدَّثَنِي بِهَا. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ: سَمِعْتُ مَهْدِيَّ بنَ حَسَّانٍ يَقُوْلُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَكُوْنُ عِنْدَ سُفْيَانَ عَشْرَةَ أَيَّامٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَإِذَا جَاءنَا سَاعَةً، جَاءَ رَسُوْلُ سُفْيَانَ فِي أَثَرِهِ يَطْلُبُهُ، فَيَدَعُنَا، وَيَذْهَبُ إِلَيْهِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: أَفْتَى سُفْيَانُ فِي مَسْأَلَةٍ، فَرَآنِي كَأَنِّيْ أَنْكَرتُ فُتْيَاهُ، فَقَالَ: أَنْتَ مَا تَقُوْلُ? قُلْتُ: كَذَا وَكَذَا، خِلاَفَ قَوْلِهِ، فَسَكَتَ. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ لِي سُفْيَانُ: لَوْ أَنَّ عِنْدِي كُتُبِي، لأَفَدْتُكَ عِلْماً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: كَانَ لاَ يُتَحَدَّثُ فِي مَجْلِسِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلاَ يُبْرَى قَلَمٌ، وَلاَ يَتَبَسَّمُ أَحَدٌ، وَلاَ يقوم أحد قائمًا، كأن على رءوسهم الطير، أَوْ كَأَنَّهُم فِي صَلاَةٍ، فَإِذَا رَأَى أَحَداً مِنْهُم تَبَسَّمَ، أَوْ تَحَدَّثَ، لَبِسَ نَعْلَهُ، وَخَرَجَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: عِنْدِي عَنِ المُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ فِي المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ ثَلاَثَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً -يَعْنِي: الطرق.

قَالَ بُنْدَارُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: لَوِ اسْتَقبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، لَكَتَبْتُ تَفْسِيْرَ الحَدِيْثِ إِلَى جَنْبِهِ، وَلأَتَيْتُ المَدِيْنَةَ حَتَّى أَنْظُرَ فِي كُتُبِ قَوْمٍ سَمِعْتُ مِنْهُم. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَةُ: سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ -وَذَكَرَ الفُقَهَاءَ السَّبْعَةَ- فَقَالَ: كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِقَوْلِهِم وَحَدِيْثِهِم: ابْنُ شِهَابٍ، ثُمَّ بَعْدَهُ مَالِكٌ، تم بعده عبد الرحمن بن مهدي. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِذَا حَدَّثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ رَجُلٍ، فَهُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ عَلِيٌّ: كَانَ وِرْدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كُلَّ لَيْلَةٍ نِصْفَ القُرْآنِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ: مَا رَأَيْتُ فِي يَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ كِتَاباً قَطُّ -يَعْنِي: كَانَ يُحَدِّثُ حِفْظاً. وَقَالَ رُسْتَه: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا لَقِيَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَوْقَهُ فِي العلمِ، فَهُوَ يَوْمُ غَنِيمَتِهِ، وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ، دَارَسَهُ، وَتَعَلَّمَ مِنْهُ، وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ دُوْنَهُ، تَوَاضَعَ لَهُ، وَعَلَّمَهُ، وَلاَ يَكُوْنُ إِمَاماً فِي العِلمِ مَنْ حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ، وَلاَ يَكُوْنُ إِمَاماً مَنْ حَدَّثَ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ، وَلاَ مَنْ يُحَدِّثُ بِالشَّاذِّ وَالحِفْظُ لِلإِتْقَانِ. وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: مَعْرِفَةُ الحَدِيْثِ إِلهَامٌ. قَالَ يُوْسُفُ بنُ ضَحَّاكٍ: سَمِعْتُ القَوَارِيْرِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ يَعْرِفُ حَدِيْثَهُ وَحَدِيْثَ غَيْرِهِ. وَكَانَ يَحْيَى القطان يعرف حديثه، فسمعت حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ يَقُوْلُ: لَئِنْ عَاشَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، لَنُخَرِّجَنَّ رَجُلَ أَهْلِ البَصْرَةِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ بِحَضرَةِ يَحْيَى القَطَّانِ -وَذَكَرَ الجَهْمِيَّةَ- فَقَالَ: مَا كُنْتُ لأُنَاكِحَهُم، وَلاَ أُصَلِّيَ خَلْفَهُم. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ رُسْتَه: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: الجَهْمِيَّةُ يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَنفُوا الكَلاَمَ عَنِ اللهِ، وَأَنْ يَكُوْنَ القُرْآنُ كَلاَمَ اللهِ، وَأَنْ يَكُوْنَ كَلَّمَ مُوْسَى، وَقَدْ وَكَّدَهُ اللهُ -تَعَالَى- فَقَالَ: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النِّسَاءُ: 164] . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رُسْتَه: سَأَلْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ عَنِ الرَّجُلِ يَبنِي بِأَهْلِهِ، أَيَترُكُ الجَمَاعَةَ أَيَّاماً? قَالَ: لاَ، وَلاَ صَلاَةً وَاحِدَةً. وَحَضَرْتُهُ صَبِيْحَةَ بُنِي عَلَى ابْنَتِهِ، فَخَرَجَ، فَأَذَّنَ، ثُمَّ مَشَى إِلَى بَابِهِمَا، فَقَالَ لِلْجَارِيَةِ: قُوْلِي لَهُمَا: يَخْرُجَانِ إِلَى الصَّلاَةِ. فَخَرَجَ النِّسَاءُ وَالجَوَارِي، فقلن:

سُبْحَانَ اللهِ! أَيُّ شَيْءٍ هَذَا? فَقَالَ: لاَ أبرح حتى يخرجا إلى الصلاة. فخرجا بعدما صَلَّى، فَبَعَثَ بِهِمَا إِلَى مَسْجِدٍ خَارِجٍ مِنَ الدَّرْبِ. قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ السَّلَفُ فِي الحِرْصِ عَلَى الخَيْرِ. قَالَ رُسْتَه: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَحُجُّ كُلَّ عَامٍ، فَمَاتَ أَخُوْهُ، وَأَوْصَى إِلَيْهِ، فَأَقَامَ عَلَى أَيْتَامِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: قَدِ ابْتُلِيْتُ بهؤلاء الأيتام، فاستقرضت من يحيى بن سعيد أربعمائة دِيْنَارٍ احْتَجتُ إِلَيْهَا فِي مَصْلَحَةِ أَرْضِهِم. ذَكَرَ أَبُو نُعَيم الحَافِظُ لابْنِ مَهْدِيٍّ فِي "الحِلْيَةِ" تَرْجَمَةً طَوِيْلَةً جِدّاً، فَرَوَى فِيْهَا مِنْ حَدِيْثِهِ مائَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ حَدِيْثاً، وَقَدْ لَحِقَ صِغَارَ التَّابِعِيْنَ: كَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ، وَصَالِحِ بنِ دِرْهَمٍ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ. وَكَانَ قَدِ ارْتَحَلَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ مِنَ البَصْرَةِ، فَحَدَّثَ بِأَصْبَهَانَ. قَالَ بُنْدار: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: مَا نَعرِفُ كِتَاباً فِي الإِسْلاَمِ بَعْدَ كِتَابِ اللهِ أَصَحَّ مِنْ "مُوَطَّأِ مَالِكٍ". وَقَالَ رُسْتَه: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: أَئِمَّةُ النَّاسِ فِي زَمَانِهِم: سُفْيَانُ بِالكُوْفَةِ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ بِالبَصْرَةِ، وَمَالِكٌ بِالحِجَازِ، وَالأَوْزَاعِيُّ بِالشَّامِ. أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّان: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عَلِيٌّ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَكَانَ ثِقَةً? فَقَالَ: كَانَ صَدُوْقاً، وَكَانَ خِيَاراً، وَكَانَ مَأْمُوْناً، الثِّقَةُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ. ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: لَزِمتُ مَالِكاً حَتَّى مَلَّنِي. فَقُلْتُ يَوْماً: قَدْ غِبْتُ عَنْ أَهْلِي هَذِهِ الغَيْبَةَ الطَّوِيْلَةَ، وَلاَ أَعْلَمُ مَا حَدَثَ بِهِم بَعْدِي. قَالَ: يَا بُنَيَّ، وَأَنَا بِالقُربِ مِنْ أَهْلِي، وَلاَ أَدْرِي مَا حَدَثَ بِهِم منذ خرجت. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَدْرِ كِتَابِهِ فِي "الضُّعَفَاءِ": إِلاَّ أَنَّ مِنْ أَكْثَرِهِم تَنْقِيْراً عَنْ شَأْنِ المُحَدِّثِيْنَ، وَأَتْرَكِهِم لِلضُّعَفَاءِ وَالمَتْرُوْكِيْنَ، حَتَّى يَجْعَلَهُ لِهَذَا الشَّأْنِ صِنَاعَةً لَهُم لَمْ يَتَعَدَّوْهَا -مَعَ لُزُومِ الدِّيْنِ وَالوَرَعِ الشَّدِيْدِ، وَالتَّفَقُّهِ فِي السُّنَنِ- رَجُلَيْنِ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ. قَالَ سَهْلُ بنُ صَالِحٍ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: وَقَعتُ بَيْنَ أَسَدَيْنِ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى القَطَّانِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ ابْنُ مَهْدِيٍّ بِالبَصْرَةِ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ.

وَعَاشَ أَبُوْهُ بَعْدَهُ، وَكَانَ شَيْخاً عَامِّيّاً، رُبَّمَا كَانَ يَمْزَحُ بِجَهْلٍ، وَيُشِيْرُ إِلَى الجَمَاعَةِ إِلَى ابْنِهِ، وَيُشِيْرُ إِلَى مَتَاعِهِ، فَيَقُوْلُ: هَذَا خَرَجَ مِنْ هَذَا. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عُمَرَ، سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: فِتْنَةُ الحَدِيْثِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ المَالِ وَالوَلَدِ. قَالَ أَبُو قُدَامَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: لأَنْ أَعْرِفَ عِلَّةَ حَدِيْثٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَسْتَفِيْدَ عَشْرَةَ أَحَادِيْثَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ أَخُو رُسْتَه: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: مُحَرَّمٌ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يُفْتِيَ إِلاَّ فِي شَيْءٍ سَمِعَهُ مِنْ ثِقَةٍ. وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الجُلُوْسَ إِلَى ذِي هَوَىً، أَوْ ذِي رَأْيٍ. وَقَالَ رُسْتَه: قَامَ ابْنُ مَهْدِيٍّ مِنَ المَجْلِسِ، وَتَبِعَهُ الناس، فقال: يا قوم! لا تطئون عقبي، ولا تمشون خَلْفِي، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ عِمْرَانُ: خَفْقُ النِّعَالِ خَلْفَ الأَحْمَقِ قَلَّ مَا يُبقِي مِنْ دِيْنِهِ. قَالَ رُسْتَه: سَأَلْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ عَنِ الرَّجُلِ يَتَمَنَّى المَوْتَ مَخَافَةَ الفِتْنَةِ عَلَى دِيْنِهِ؟ قَالَ: مَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْساً، لَكِنْ لاَ يَتَمَنَّاهُ مَنْ ضُرٍّ بِهِ، أَوْ فَاقَةٍ، تَمَنَّى المَوْتَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَنْ دُوْنَهُمَا. وَسَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ" 1. فَقُلْتُ: الآمِرُ رَجُلٌ. فَقَالَ: خُذْ بِمَا لاَ يَرِيْبُكَ حَتَّى لاَ يُصِيْبَكَ مَا يَرِيْبُكَ -يَعْنِي: الحِيَلَ. وَبَلَغَنَا عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: مَا هُوَ -يَعْنِي: الغَرَامَ بِطَلَبِ الحَدِيْثِ- إِلاَّ مِثْلُ لَعِبِ الحَمَامِ، وَنِطَاحِ الكِبَاشِ. قُلْتُ: صَدَقَ -وَاللهِ- إِلاَّ لِمَنْ أَرَادَ بِهِ اللهَ، وَقَلِيْلٌ مَا هُم. أَخْبَرَنَا أبو حفص عمرو بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ2، أَخْبَرَنَا القَاضِي جَمَالُ الدِّيْنِ عبد الصمد بن

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "4984"، والطيالسي "1178"، والترمذي "2518"، والنسائي "8/ 327"، والدارمي "2/ 245"، والحاكم "2/ 13" و"4/ 99"، والطبراني في "الكبير" "2708" و"2711"، وأبو نعيم في "الحلية" "8/ 264"، والبغوي "2032" من طريق بريد بن أبي مريم، السعدي، عن الحسن بن علي، به. 2 هو: عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن غدير، الثقة المعمر مسند وقته ناصر الدين، أبو القاسم وأبو حفص الطائي الدمشقي ابن القواس. ذكره الذهبي في "معجم الشيوخ" "2/ ترجمة 581".

مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ بنُ طَلاَّبٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جُمَيْعٍ بِصَيْدَا، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَحْمَدَ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ إِسْرَائِيْلَ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ1. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّي: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: لَوْ كَانَ لِي عَلَيْهِ سُلْطَانٌ -عَلَى مَنْ يَقْرَأُ قِرَاءةَ حَمْزَةَ- لأَوْجَعْتُ ظَهْرَهُ وَبَطْنَهُ. قُلْتُ: جَاءَ نَحْوُ هَذَا عَنْ جَمَاعَةٍ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ عَائِدٌ إلى ما فيها من قَبِيْلِ الأَدَاءِ -وَاللهُ أَعْلَمُ- وَقَدِ اسْتَقَرَّ اليَوْمَ الإجماع على تلقى قراءة حمزة بالقبول.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 309"، والحميدي "525"، وابن أبي شيبة "8/ 217 و220 و221" وأبو داود "3728"، والترمذي "1888"، وابن ماجة "3429"، والدارمي "2134"، وأبو يعلى "2402"، والبيهقي في "السنن" "7/ 284"، وفي "الشعب" "6004"، والبغوي "3035" من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم، به. وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري الخضرمي.

مسكين

1370- مسكين 1: "ع" ابن بكير، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَرَّانِيُّ، الحَذَّاءُ. حَدَّثَ عَنْ: ثَابِتِ بنِ عَجلان، وَأَرْطَاةَ بنِ المُنْذِرِ، وَجَعْفَرِ بنِ بُرْقَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَشُعْبَةَ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي شُعَيْبٍ الحَرَّانِيُّ، وَابْنُهُ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَهْبِ بنِ أَبِي كَرِيْمَةَ، وَمُوْسَى بنُ أَيُّوْبَ النَّصِيْبِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ، صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: صَدُوْقٌ. وَقِيْلَ: لَهُ عَنْ شُعْبَةَ مَا يُنْكَرُ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: لَهُ مَنَاكِيْرُ كَثِيْرَةٌ. قِيْلَ: تُوُفِّيَ مِسْكِيْنٌ في سنة ثمان وتسعين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 1927"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 185"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1812"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1521"، والكاشف "3/ ترجمة 5501"، والمغني "2/ ترجمة 6203"، والعبر "1/ 328"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8479"، وتهذيب التهذيب "10/ 120"، وتقريب التهذيب "2/ 244"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7400"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 355".

معمر

1371- مُعَمَّر 1: "ت، س، ق" ابن سليمان، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ، الرَّقِّيُّ. حَدَّثَ عَنْ: خُصَيف، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَزَيْدِ بنِ حِبَّانَ الرَّقِّيِّ، وَحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو عُبَيْدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعَلِيُّ بنُ حُجْر، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَقَوْمٌ آخِرُهُم مَوْتاً: سَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَذَكَرَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ وَهَيْبَتِهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ: كَانَ مِنْ خَيْرِ مَنْ رَأَيْتُ. قُلْتُ: وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ. وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2103"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1704"، والكاشف "3/ ترجمة 5672"، والعبر "1/ 308 و425"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8692"، وتهذيب التهذيب "10/ 249-250"، وتقريب التهذيب "2/ 266"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7132"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 329".

أبو تميلة

1372- أبو تُمَيْلَة 1: "ع" يحيى بن واضح المَرْوَزِي الحَافِظُ. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، وَمُوْسَى بن عُبيدة، وحسين بن واقد المَرْوَزِيِّ، وَأَبِي طَيْبَةَ عَبْدِ اللهِ بنِ مُسْلِمٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ رَاهَوَيْه، وَسَعِيْدٌ الجَرْمي، وَزِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو زُنَيْج، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: كَتَبنَا عَنْهُ عَلَى بَابِ هُشَيْمٍ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ. وَوَهِمَ أَبُو حَاتِمٍ حَيْثُ حَكَى أَنَّ البُخَارِيَّ تَكَلَّمَ فِي أَبِي تُمَيْلَةَ، وَمَشَى عَلَى ذَلِكَ أَبُو الفَرَجِ بن الجَوْزِيِّ، وَلَمْ أَرَ ذِكْراً لأَبِي تُمَيْلَةَ فِي كِتَابِ "الضُّعَفَاءِ" لِلْبُخَارِيِّ، لاَ فِي الكَبِيْرِ وَلاَ الصَّغِيْرِ. ثُمَّ إِنَّ البُخَارِيَّ قَدِ احْتَجَّ بِأَبِي تُمَيْلَةَ، وَقَدْ كَانَ مُحَدِّثَ مَرْوَ مَعَ الفَضْلِ بنِ مُوْسَى السِّيناني. مَاتَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَتِسْعِيْنَ ومائة. تم الجزء السابع ويليه: الجزء الثامن، وأوله: الوليدُ بن مُسْلم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 375"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3124"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 810"، وتاريخ بغداد "14/ 126"، والكاشف "3/ ترجمة 6372"، والمغني "2/ ترجمة 7062"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9644"، وتهذيب التهذيب "11/ 293"، وتقريب التهذيب "2/ 359".

الفهارس فهرس الموضوعات: الصفحة الموضوع 5 1092- سليمان بن كثير العبدي 6 1093- محمد بن مطرف بن داود 7 1094- همام بن يحيى بن ينار 10 1095- أبو مخنف -لوط بن يحيى 11 1096- سفيان بن حسين بن الحسن 11 1097- صالح بن أبي الأخضر 12 1098- سعيد بن بشير 13 1099- ثابت بن يزيد 13 1100- ثابت بن يزيد 14 1101- المقنع 14 1102- ابن علاثة 15 1103- الماجشون 18 1104- ابن ثوبان 19 1105- صدقة بن عبد الملك 21 1106- عبيد الله بن إياد 21 1107- جويرية بن أسماء 22 1108- معقل بن عبيد الله 22 1109- أيوب بن عتبة 24 1110- محمد بن جعفر 25 1111- الأخفش 25 1112- ابن الغسيل 27 1113- عثمان البري 28 1114- خارجة بن مصعب 29 1115- المَخْرَمِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الرحمن 30 1116- عبد الله بن جعفر بن نجيح 30 1117- ابن أبي سبرة 32 1118- أبو بكر النهشلي 33 1119- عبد الله بن عياش 33 1120- عبد الحميد بن بهرام 34 1121- الربيع بن يونس 34 1122- نافع بن أبي نعيم 36 1123- محمد بن طلحة 37 1124- عبد الله بن عمر بن حفص

39 1125- فضيل بن مرزوق 40 1126- محمد بن راشد 41 1127- هشام بن سعد 42 1128- أبو جعفر الرازي عيسى بن ماهان 44 1129- فتح الموصلي 44 1130- فتح بن سعيد الموصلي الصغير 44 1131- ابن زبر عبد الله بن العلاء 45 1132- عبد الله بن العلاء بن خالد 46 1133- فليح بن سليمان 48 1134- إسرائيل بن يونس 52 1135- الحسن بن صالح بن حي 59 1136- علي بن صالح بن حي 60 1137- صالح بن صالح بن حي 60 1138- صالح بن حيان 61 1139- أبو دلامة 62 1140- زائدة بن قدامة 64 1141- زائدة بن طهمان 68 1142- أبو حمزة السكري 70 1143- إبراهيم بن أدهم 75 1144- معاوية بن سلام 76 1145- أَبُو عُبَيْدِ اللهِ الوَزِيْرُ مُعَاوِيَةُ بنُ عُبَيْدِ الله 76 1146- عافية بن يزيد 77 1147- مفضل بن مهلهل 78 1148- المهدي - محمد بن المنصور 80 1149- النضر بن عربي 81 1150- صالح بن راشد 81 1151- شيبان بن عبد الرحمن 83 1152- عيسى بن علي 84 1153- صخر بن جويرية 85 1154- موسى بن علي بن رباح 86 1155- علي بن رباح 87 1156- سلام بن مسكين 88 1157- سليمان بن المغيرة 90 1158- ورقاء بن عمر 92 1159- داود الطائي 94 1160- سليمان بن بلال 96 1161- سلام بن أبي مطيع 97 1162- الخليل بن أحمد الفراهيدي 98 1163- أبان بن يزيد 99 1164- نافع بن عمر 100 1165- عيسى بن موسى 100 1166- أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن 104 1167- روح بن حاتم 104 1168- الهادي - موسى بن المهدي

105 1169- حماد بن سلمة 113 170- حماد بن زيد 119 1171- يحيى بن أيوب "البصري" 123 1172- يحيى بن أيوب "الكوفي" 124 1173- مهدي بن ميمون 124 1174- عبد الله بن لهيعة 139 1175- سعيد بن عبد العزيز 144 1176- زفر بن الهذيل 146 1177- قيس بن الربيع 147 1178- السيد الحميري 149 1179- صالح المري 150 1180- مالك الإمام 203 1181- عبد القدوس 204 1182- الليث بن سعد 220 1183- محمد بن موسى الفطري 220 1184- ميسرة التراس 221 1185- المغيرة بن عبد الرحمن 222 1186- ابن أبي الزناد 224 1187- مفضل بن فضالة 225 1188- جحا 226 1189- رباح بن عمرو القيس 226 1190- محمد بن النضر 227 1191- محمد بن مسلم 228 1192- الزنجي 229 1193- سليمان الخواص 230 1194- سلم بن ميمون 231 1195- صالح بن موسى 231 1196- زهير بن معاوية 236 1197- زهير بن محمد 239 1198- القاسم بن معن 239 1199- يونس 240 1200- عبد العزيز بن مسلم 241 1201- المغيرة بن مسلم 241 1202- سلم الخاسر 241 1203- أبو المليح 242 1204- قزعة بن سويد 242 1205- بكر بن مضر 244 1206- جعفر بن سليمان 246 1207- شريك بن عبد الله 256 1208- غسان بن برزين 257 1209- أبو عوانة 261 1210- وهيب بن خالد بن عجلان 263 1211- أبو شهاب 264 1212- عبثر بن القاسم 264 1213- إسماعيل بن جعفر 266 1214- حفص بن ميسرة 266 1215- الوليد بن طريف 267 1216- يزيد بن حاتم

268 1217- روح بن حاتم 268 1218- أيوب بن جابر 269 1219- أيوب بن عتبة 270 1220- محمد بن جابر 271 1221- جعفر بن سليمان 272 1222- محمد بن سليمان 273 1223- رابعة العدوية 274 1224- رابعة الشامية 274 1225- عبد الرحمن بن معاوية بن هشام 280 1226- هشام بن عبد الرحمن بن معاوية 280 1227- الحكم بن هشام 284 1228- عبد الرحمن بن الحكم بن هشام 285 1229- محمد بن عبد الرحمن بن الحكم 286 1230- المُنْذِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَكَمِ 286 1231- عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ 287 1232- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ 289 1233- الحكم بن عبد الرحمن بن محمد 290 1234- هشام بن الحكم 291 1235- يعلى بن الأشدق 292 1236- العطاف بن خالد بن عبد الله 292 1237- إبراهيم بن صالح 293 1238- الفيض بن أبي صالح 293 1239- عمارة بن حمزة 294 1240- عبيس بن ميمون 295 1241- خالد بن عبد الله 296 1242- موسى بن أعين 297 1243- المفضل بن فضالة 298 1244- أبو الأحوص 299 1245- شهاب بن خداش 302 1246- هشيم بن بشر 306 1247- هشيم بن أبي ساسان 306 1248- عباد بن عباد 307 1249- يزيد بن زريع 309 1250- يعقوب القمي 310 1251- عبد الوارث بن سعيد 312 1252- إبراهيم بن سعد 316 1253- عبد الله بن عمرو 318 1254- إسماعيل بن عياش 330 1255- ابن السماك 331 1256- مرحوم بن عبد العزيز 332 1257- المطلب بن زياد 334 1258- عبد السلام بن حرب

335 1259- عمر بن عبيد "الكوفي" 335 1260- عمر بن عبيد "البصري" 336 1261- يحيى بن زكريا 339 1262- خلف بن خليفة 340 1263- علي بن هاشم 342 1264- يعقوب 344 1265- عبد الرحمن بن زيد 345 1266- سفيان بن حبيب 345 1267- سفيان بن موسى 346 1268- سيبويه 347 1269- الهيثم بن حميد 348 1270- يحيى بن حمزة 349 1271- يحيى بن يمان 350 1272- عبد الرحيم بن سليمان 351 1273- عبد الرحيم بن زيد بن الحواري 351 1274- إسماعيل بن صالح 352 1275- بشر بن منصور 354 1276- عبد العزيز بن أبي حازم 355 1277- صريع الغواني 356 1278- عبد العزيز بن محمد 358 1279- عبد العزيز بن عبد الصمد 359 1280- الهقل بن زياد 360 1281- يوسف بن يعقوب 361 1282- العمري 365 1283- عبد الله بن المبارك 392 1284- ضيغم بن مالك 393 1285- الفضيل بن عياض 406 1286- علي بن الفضيل 410 1287- فضيل بن عياض الخولاني 410 1288- فضيل بن عياض الصدفي 410 1289- النعمان بن عبد السلام 411 1290- إبراهيم ين أبي يحيى 414 1291- سفيان بن عيينة 427 1292- إبراهيم بن عيينة 427 1293- الخلقاني 428 1294- معتمر بن سليمان بن طرخان 430 1295- مروان بن أبي حفصة 431 1296- مروان بن أبي الجنوب 431 1297- مبارك بن سعيد 432 1298- معاذ بن مسلم 433 1299- علي بن مسهر 435 1300- غنجار 437 1301- عيسى بن يونس 441 1302- أبو بكر بن عياش 449 1303- عبيدة بن حميد 451 1304- عبدة بن سليمان 452 1305- عباد بن العوام 453 1306- عمر بن علي

454 1307- الأشجعي 456 1308- عبد الله بن مصعب 456 1309- حاتم بن إسماعيل 457 1310- بقية بن الوليد 469 1311- العباس 469 1312- القاضي أبو يوسف 472 1313- أبو إسحاق الفزاري 475 1314- البكائي محمد بن زياد 477 1315- عبد الواحد بن زياد 478 1316- جرير بن عبد الحميد 484 1317- سويد بن عبد العزيز 484 1318- أبو خالد الأحمر 486 1319- حفص بن غياث 493 1320- مروان بن شجاع 494 1321- مروان بن سالم الجزري 495 1322- بشر بن المفضل 497 1323- أبو سفيان المعمري 497 1324- حسان بن إبراهيم 498 1325- عبد الله بن إدريس 502 1326- محمد بن سلمة 502 1327- الأبرش، سلمة بن الفضل 503 1328- مروان بن معاوية 505 1329- معاذ بن معاذ 507 1330- محمد بن حرب 508 1331- البرمكي، جعفر بن يحيى 515 1332- يزيد بن مزيد 516 1333- أبو معاوية الضرير 520 1334- أبو معاوية الأسود 521 1335- إبراهيم الموصلي 521 1336- المعافى بن عمران الأزدي 525 1337- المعافى بن عمران الحمصي 525 1338- أبو ضمرة الليثي 526 1339- حكام بن سلم 527 1340- ابن الإمام، محمد بن إبراهيم 527 1341- يحيى بن خالد 528 1342- الفضل بن يحيى 529 1343- الأحمر، علي بن المبارك 530 1344- منصور بن عمار 533 1345- العباس بن الأحنف 533 1346- غندر، محمد بن جعفر 536 1347- شعيب بن إسحاق 537 1348- السيناني، الفضل بن موسى 538 1349- يزيد بن سمرة 538 1350- يزيد بن شجرة 539 1351- ابن علية، إسماعيل بن إبراهيم 546 1352- عبد الرحمن بن القاسم 550 1353- محمد بن يوسف 551 1354- خالد بن الحارث 552 1355- إبراهيم بن الأغلب

552 356- عبد الصمد بن علي 553 1357- الكسائي، علي بن حمزة 555 1358- محمد بن الحسن 556 1359- المحاربي، عبد الرحمن بن محمد 558 1360- يحيى بن سعيد 559 1361- وكيع بن الجراح 574 1362- الجراح بن مليح 575 1363- يوسف بن أسباط 576 1364- إسحاق الأزرق 577 1365- محمد بن فضيل 578 1366- يحيى القطان 586 1367- شعيب بن حرب 588 1368- بهز بن أسد 589 1369- عبد الرحمن بن مهدي 597 1370- مسكين بن بكير 598 1371- معمر بن سليمان 598 1372- أبو تميلة 601 فهرس الموضوعات

فهرس التراجم على حروف المعجم: الجزء السابع الصفحة التراجم 98 1163- أبان بن يزيد 70 1143- إبراهيم بن أدهم 552 1355- إبراهيم بن الأغلب 312 1252- إبراهيم بن سعد 292 1237- إبراهيم بن صالح 64 1141- إبراهيم طهمان 427 1292- إبراهيم بن عيينة إبراهيم بن محمد بن الحارث = أبو إسحاق الغزاري 521 1335- إبراهيم الموصلي 411 1290- إبراهيم بن أبي يحيى 502 1327- الأبرش، سلمة بن الفضل 529 1343- الأحمر، على بن المبارك 297 1244- أبو الأحوص 25 1111- الأخفش عبد الحميد بن عبد المجيد 576 1364- إسحاق الأزرق 472 1313- أبو إسحاق الغزاري 48 1134- إسرائيل بن يونس 264 1213- إسماعيل بن جعفر 351 1274- إسماعيل بن صالح 318 1254- إسماعيل بن عياش 454 1307- الأشجعي = عبيد الله بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الأشجعي 527 1340- ابن الإمام محمد بن إبراهيم 268 1218- أيوب بن جابر 22 1109- أيوب بن عتبة 269 1219- أيوب بن عتبة 508 1331- البرمكي، جعفر بن يحيى 495 1322- بشر بن المفضل 352 1275- بشر بن منصور 457 1310- بقية بن الوليد 475 1314- البكائي أبو محمد بن زياد 441 1302- أبو بكر بن عياش 32 1118- أبو بكر النهشلي 242 1205- بكر بن مضر 588 1368- بهز بن أسد

13 1099- ثَابِتُ بنُ يَزِيْدَ = أَبُو زَيْدٍ البَصْرِيُّ الأَحْوَلُ 13 1100- ثابت بن يزيد = أبو السري الأودي 18 1104- ابن ثوبان عبد الرحمن بن ثابت 225 1188- حجا = أبو الغصن دجين بن ثابت اليربوعي البصري 574 1362- الجراح بن مليح 478 1316- جرير بن عبد الحميد 42 1128- أبو جعفر الرازي عيسى بن ماهان 244 1206- جعفر بن سليمان أبو سليمان الضبعي البصري 271 1221- جعفر بن سليمان بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ 21 1107- جويرية بن أسماء 456 1309- حاتم بن إسماعيل 497 1324- حسان بن إبراهيم 52 1135- الحسن بن صالح بن حي 486 1319- حفص بن غياث 266 1214- حفص بن ميسرة 526 1339- حكام بن سلم 289 1233- الحكم بن عبد الرحمن بن محمد 280 1227- الحكم بن هشام 113 1170- حماد بن زيد 105 1169- حماد بن سلمة 68 1142- أبو حمزة السكري محمد بن ميمون 28 1114- خارجة بن مصعب 484 1318- أبو خالد الأحمر 551 1354- خالد بن الحارث 295 1241- خالد بن عبد الله 339 1262- خلف بن خليفة 427 1293- الخلقاني = إسماعيل بن زكريا أبو زياد الكوفي الخلقاني 97 1162- الخليل بن أحمد الفراهيدي 92 1159- داود الطائي 61 1139- أبو دُلامة - زَنْد بن الجَوْن 274 1224- رابعة الشامية 273 1223- رابعة العدوية 34 1121- الربيع بن يونس 104 1167- روح بن حاتم 268 1217- روح بن حاتم 226 1189- رياح بن عمرو القيس أبو المهاصر البصري 62 1140- زائدة بن قدامة 44 1131- ابن زَبْر عبد الله بن العلاء ابن زَبْر الربعي 144 1176- زفر بن الهذيل

222 186- ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ = عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الله بن ذكوان 228 1192- الزنجي = مسلم بن خالد الزنجي 236 1197- زهير بن محمد 231 1196- زهير بن معاوية 30 1117- ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الله بن محمد أبي سبرة بن أبي رهم 12 1098- سعيد بن بشير 139 1175- سعيد بن عبد العزيز 345 1266- سفيان بن حبيب 11 1096- سفيان بن حسين بن الحسن أبو محمد الواسطي 414 1291- سفيان بن عيينة 497 1323- أبو سفيان المعمري محمد بن حميد البصري المعمري 345 1267- سفيان بن موسى 87 1156- سلام بن مسكين 96 1161- سلام بن أبي مطيع 241 1202- سلم الخاسر 230 1194- سلم بن ميمون سلمة بن الفضل = الأبرش 94 1160- سليمان بن بلال 229 1193- سليمان بن الخواص 5 1192- سليمان بن كثير 88 1157- سليمان بن المغيرة 330 1255- ابن السماك 484 1317- سويد بن عبد العزيز 346 1268- سيبويه 147 1178- السيد الحميري 537 1348- السيناني، الفضل بن موسى المروزي 246 1207- شريك بن عبد الله النخعي 536 1347- شعيب بن إسحاق 586 1367- شعيب بن حرب 263 1211- أبو شهاب الحفاط = عبد ربه بن نافع الكوفي المدائني 299 1245- شهاب بن خراش 81 1151- شيبان بن عبد الرحمن 11 1097- صالح بن أبي الأخضر 60 1138- صالح بن حيان 81 1150- صالح بن راشد 60 1137- صالح بن صالح بن حي 149 1179- صالح المري 231 1195- صالح بن موسى 84 1153- صخر بن جويرية 19 1105- صدقة بن عبد الله 355 1277- صريع الغواني 525 1338- أبو ضمرة الليثي 392 1284- ضيغم بن مالك 76 1146- عافية بن يزيد

306 1248- عباد بن عباد 452 1305- عباد بن العوام 469 1311- العباس بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العباس 533 1345- العباس بن الأحنف 264 1212- عبثر بن القاسم 33 1120- عبد الحميد بن بهرام عبد الحميد بن عبد المجيد = الأحفش 284 1228- عبد الرحمن بن الحكم 344 1265- عبد الرحمن بن زيد 546 1352- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ 287 1232- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ 274 1225- عبد الرحمن بن معاوية بن هشام 589 1369- عبد الرحمن بن مهدي 350 1272- عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ سُلَيْمَانَ أَبُو عَلِيٍّ الرَّازِيُّ 351 1273- عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ زَيْدِ بنِ الحَوَارِيِّ العَمِّيُّ البصري 334 1258- عبد السلام بن حرب الملائي البصري 552 1356- عبد الصمد بن علي 354 1276- عبد العزيز بن أبي حازم 358 1279- عبد العزيز بن عبد الصمد 356 1278- عبد العزيز بن محمد 240 1200- عبد العزيز بن مسلم 203 1181- عَبْدُ القُدُّوْسِ بنُ حَبِيْبٍ أَبُو سَعِيْدٍ الكَلاَعِيُّ الوحاظي الشامي 498 1352- عبد الله بن إدريس 30 1116- عبد الله بن جعفر بن نجيح 45 1132- عبد الله بن العلاء بن خالد 37 1124- عبد الله بن عمر بن حفص 33 1119- عبد الله بن عياش 124 1174- عبد الله بن لهيعة 365 1283- عبد الله بن المبارك 286 1231- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ 456 1308- عبد الله بن مصعب 477 1315- عبد الواحد بن زياد 310 1251- عبد الوارث بن سعيد 451 1304- عبدة بن سليمان 21 1106- عبيد الله بن إياد 316 1253- عبيد الله بن عمرو 76 1145- أَبُو عُبَيْدِ اللهِ الوَزِيْرُ مُعَاوِيَةُ بنُ عُبَيْدِ الله 449 1303- عبيدة بن حميد 294 1240- عبيس بن ميمون 27 1113- عثمان البري أبو سلمة عثمان بن مقسم 292 1236- العطاف بن خالد بن عبد الله بن العاص

14 1102- ابن علاثة مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُلاَثَةَ العُقَيْلِيُّ الجزري 86 1155- علي بن رباح 59 1136- علي بن صالح بن حي 406 1286- علي بن الفضيل بن عياض 433 1299- علي بن مسهر 340 1263- علي بن هاشم 539 1351- ابن علية إسماعيل بن إبراهيم مقسم أبو بشر الأسدي 293 1239- عمارة بن حمزة 335 1260- عمر بن عبيد البصري 335 1259- عمر بن عبيد الكوفي 453 1306- عمر بن علي 361 1282- العمري أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عبد الله بن عمر 257 1209- أبو عوانة 83 1152- عيسى بن علي عيسى بن ماهان = أبو جعفر الرازي 100 1165- عيسى بن موسى 437 1301- عيسى بن يونس 256 1208- غسان بن بزرين أبو المقدام الطهوي البصري 25 1112- ابن الغسيل عبد الرحمن بن سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَنْظَلَة 435 1300- غنجار 533 1346- غندر، محمد بن جعفر 44 1130- فتح بن سعيد الموصلي الصغير 44 1129- فتح الموصلي الكبير = فتح بن محمد وشاح الأزدي 528 1342- الفضل بن يحيى 410 1287- فضيل بن عياض الخولاني 410 1288- فضيل بن عياض الصدفي 393 1285- الفُضَيْلُ بنُ عِيَاضِ = بنِ مَسْعُوْدِ بنِ بِشْرٍ 39 1125- فضيل بن مرزوق 46 1133- فليح بن سليمان 293 1238- الفيض بن أبي صالح شيرويه 239 1198- القاسم بن معن 469 1312- القاضي أبو يوسف 242 1204- قزعة بن سويد 146 1177- قيس بن الربيع أبو محمد الأسدي الكوفي 553 1357- الكسائي، علي بن حمزة بن عبد الله 204 1182- الليث بن سعد 15 1103- الماجشون عبد العزيز بن عبد الله 150 1180- مالك الإمام 431 1297- مبارك بن سعيد بن مسروق

556 1359- المحاربي، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الكُوْفِيُّ 270 1220- محمد بن جابر 24 1110- محمد بن جعفر 507 1335- محمد بن حرب 555 1358- محمد بن الحسن 40 1126- محمد بن راشد 502 1326- محمد بن سلمة 272 1222- محمد بن سليمان 36 1123- محمد بن طلحة 285 1229- محمد بن عبد الرحمن بن الحكم 577 1365- محمد بن فضيل 227 1191- محمد بن مسلم 6 1093- محمد بن مطرف 220 1183- محمد بن موسى الفطري 226 1190- محمد بن النضر 550 1353- محمد بن يوسف 29 1115- المَخْرَمِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الرحمن 10 1095- أبو مخنف لوط بن يحيى 331 1256- مرحوم بن عبد العزيز بن مهران 431 1296- مروان بن أبي الجنوب 430 1295- مروان بن أبي حفصة 494 1321- مروان بن سالم الجزري 493 1320- مروان بن شجاع 503 1328- مروان بن معاوية 597 1370- مسكين بن بكير 332 1257- المطلب بن زياد 432 1298- معاذ بن مسلم 505 1329- معاذ بن معاذ 521 1336- المعافى بن عمران الأزدي 525 1337- المعافى بن عمران الحمصي 520 1334- أبو معاوية الأسود 75 1144- معاوية بن سلام 516 1333- أبو معاوية الضرير 428 1294- معتمر بن سليمان بن طرخان 100 1196- أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيْحُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السِّنْدِيُّ 22 1108- معقل بن عبيد الله 598 1371- معمر بن سليمان 221 1185- المُغِيْرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ 241 1201- المغيرة بن مسلم القسملي 224 1187- مفضل بن فضالة بن عبيد 297 1243- المفضل بن فضالة بن أبي أمية 77 1147- مفضل بن مهلهل 14 1101- المقنع عطاء 241 1203- أبو المليح الحسن بن عمر الرقي

286 1230- المنذر بن محمد بن عبد الرحمن 530 1344- منصور بن عمار أبو جعفر الخليفة 78 1148- المهدي - محمد المنصور 124 1173- مهدي بن ميمون 296 1242- موسى بن أعين 85 1154- موسى بن علي بن رباح 220 1184- ميسرة التراس ميسرة بن عبد ربه الفارسي 99 1164- نافع بن عمر 34 1122- نافع بن أبي نعيم 80 1149- النضر بن عربي 410 1289- النعمان بن عبد السلام بن حبيب 104 1168- الهادي - موسى بن المهدي 290 1234- هشام بن الحكم 41 1127- هشام بن سعد 280 1226- هشام بن عبد الرحمن بن معاوية 302 1246- هشيم بن بشير بن أبي خازم 306 1247- هشيم بن أبي ساسان هشام 359 1280- الهقل بن زياد 7 1094- همام بن يحيى 347 1269- الهيثم بن حميد 90 1158- ورقاء بن عمر 559 1361- وكيع بن الجراح 266 1215- الوليد بن طريف 261 1210- وهيب بن خالد بن عجلان 119 1171- يحيى بن أيوب المصري 123 1172- يحيى بن أيوب الكوفي 348 1270- يحيى بن حمزة 527 1341- يحيى بن خالد 336 1261- يحيى بن زكريا 558 1360- يحيى بن سعيد 578 1366- يحيى القطان 349 1271- يحيى بن يمان 267 1216- يزيد بن حاتم 307 1249- يزيد بن زريع 538 1349- يزيد بن سمرة 538 1350- يزيد بن شجرة 515 1332- يزيد بن مزيد 342 1264- يعقوب = أبو يعقوب بن داود بن طهمان 309 1250- يعقوب القمي = يعقوب بن عبد الله بن سعد الأشعري 291 1235- يعلى بن الأشدق 575 1363- يوسف بن أسباط 360 1281- يوسف بن يعقوب 239 1199- يونس بن حبيب الصنبي البصري

الوليد بن مسلم

المجلد الثامن تابع الطبقة التاسعة بسم الله الرحمن الرحيم 1373- الوليد بن مسلم 1: "ع" الإِمَامُ عَالِمُ أَهْلِ الشَّامِ أَبُو العَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ الحَافِظُ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ. قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: يَحْيَى بنِ الحَارِثِ الذِّمَارِيِّ وَعَلَى: سَعِيْدِ بن عبد العزيز. وَحَدَّثَ عَنْهُمَا وَعَنِ: ابْنِ عَجْلاَنَ، وَثَوْرِ بنِ يَزِيْدَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَمَرْوَانَ بنِ جَنَاحٍ وَالأَوْزَاعِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي مَرْيَمَ الغَسَّانِيِّ، وَعُفَيْرِ بنِ مَعْدَانَ وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاتِكَةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ تَمِيْمٍ وَعَبْدِ اللهِ بنِ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ وَسُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ رَافِعٍ وَحَنْظَلَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ وَصَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو وَشَيْبَةَ بنِ الأَحْنَفِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَسَّانٍ الكِنَانِيِّ، وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ عُمَرَ الثَّقَفِيِّ وَمُعَانِ بنِ رِفَاعَةَ وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَمَالِكٍ وَاللَّيْثِ وَابْنِ لَهِيْعَةَ وَالمُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي مَرْيَمَ وَسَعِيْدِ بنِ بَشِيْرٍ وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ. وَارْتَحَلَ فِي هَذَا الشَّأْنِ وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ وَتَصَدَّى لِلإِمَامَةِ وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ ثِقَةً حَافِظاً لَكِنْ رَدِيْءَ التَّدْلِيْسِ فَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنَا فَهُوَ حُجَّةٌ هُوَ فِي نَفْسِهِ أَوْثَقُ مِنْ بَقِيَّةَ، وَأَعْلَمُ. حَدَّثَ عَنْهُ: اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ -وَهُمَا مِنْ شُيُوْخِهِ- وَعَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَدُحَيْمٌ وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَإِسْحَاقُ بنُ مُوْسَى، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ وَنُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ، وَدَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ وَسُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ وَعَمْرُو بنُ عُثْمَانَ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى، وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى وَأَبُو قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ، وَكَثِيْرُ بنُ عُبَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَيْمُوْنٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ وَيَحْيَى بنُ مُوْسَى خَتٌّ، وَأَبُو عُمَيْرٍ بنُ النَّحَاسِ وَمُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى وموسى بن عامر المري، ومحمود بن

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 470"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2532"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 420"، والكنى للدولابي "2/ 71"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 70"، والأنساب للسمعاني "5/ 338"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 282"، والكاشف "3/ ترجمة 6202"، والمغني "2/ ترجمة 6887"، والعبر "1/ 319"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9405"، وتهذيب التهذيب "11/ 151"، وتقريب التهذيب "2/ 336"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 344".

غَيْلاَنَ وَأُمَمٌ سِوَاهُم آخِرُهُم وَفَاةً: حَجَّاجُ بنُ الرَّيَّانِ الدِّمَشْقِيُّ المُتَوَفَّى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ الوَلِيْدُ ثِقَةً كَثِيْرَ الحَدِيْثِ وَالعِلْمِ حَجَّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، ثُمَّ رَجَعَ فَمَاتَ بِالطَّرِيْقِ. قَالَ دُحَيْمٌ: كَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: قَرَأَ عَلَيْهِ القُرْآنَ هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، وَالرَّبِيْعُ بنُ ثَعْلَبٍ. قَالَ الفَسَوِيُّ: سَأَلْتُ هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ عَنِ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، فَأَقْبَلَ يَصِفُ عِلْمَهُ، وَوَرَعَهُ وَتَوَاضُعَهُ، وَقَالَ: كَانَ أَبُوْهُ مِنْ رَقِيْقِ الإِمَارَةِ، وَتَفَرَّقُوا عَلَى أَنَّهُم أَحرَارٌ، وَكَانَ لِلْوَلِيْدِ أَخٌ جِلْفٌ مُتَكَبِّرٌ يَرْكَبُ الخَيْلَ، وَيَرْكَبُ مَعَهُ غِلمَانُ كَثِيْرٌ وَيَتَصَيَّدُ، وَقَدْ حَمَلَ الوَلِيْدُ دِيَةً، فَأَدَّى ذَلِكَ إِلَى بَيْتِ المَالِ أَخْرَجَهُ عَنْ نَفْسِهِ، إِذِ اشْتبَهَ عَلَيْهِ أَمرُ أَبِيْهِ. قَالَ: فَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيْهِ فِي ذَلِكَ شَغَبٌ وَجَفَاءٌ، وَقطِيْعَةٌ، وَقَالَ: فَضَحْتَنَا، مَا كَانَ حَاجَتُكَ إِلَى مَا فَعَلتَ?! قَالَ أَبُو التَّقِيِّ اليَزَنِيُّ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ مَسْلَمَةَ القُرَشِيُّ: أَنَا أَعتَقْتُ الوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ كَانَ عَبْدِي. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ عَنْ رَجُلٍ: أَنَّ الوَلِيْدَ كَانَ مِنَ الأَخْمَاسِ فَصَارَ لآلِ مَسْلَمَةَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ فَلَمَّا قَدِمَ بَنُو العَبَّاسِ فِي دَوْلَتِهِم قَبَضُوا رَقِيْقَ الأَخْمَاسِ وَغَيْرَهُ فَصَارَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ وَأَهْلُ بَيْتِهِ لِلأَمِيْرِ صَالِحِ بنِ عَلِيٍّ فَوَهَبَهُم لابْنِهِ الفَضْلِ، ثُمَّ إِنَّ الوَلِيْدَ اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنْهُم فَأَخْبَرَنِي سَعْدُ بنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: جَاءنِي الوَلِيْدُ فَأَقَرَّ لِي بِالرِّقِّ فَأَعتَقْتُهُ وَكَانَ لَهُ أَخٌ اسمه جَبَلَةُ كَانَ لَهُ قَدْرٌ وَجَاهٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ أَحَدٌ أَرْوَى لِحَدِيْثِ الشَّامِيِّيْنَ مِنَ: الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ: قَدِمْتُ البَصْرَةَ فَجَاءنِي عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ فَقَالَ: أَوَّلُ شَيْءٍ أَطْلُبُ أَنْ تُخْرِجَ إِلَيَّ حَدِيْثَ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ. فَقُلْتُ: يَا ابْنَ أُمِّ! سُبْحَانَ اللهِ! وَأَيْنَ سَمَاعِي مِنْ سَمَاعِكَ? فَجَعَلْتُ آبَى وَيُلِحُّ فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ إِلحَاحِكَ مَا هُوَ? قَالَ: أُخبِرُكَ: إِنَّ الوَلِيْدَ رَجُلُ أَهْلِ الشَّامِ، وَعِنْدَهُ عِلْمٌ كَثِيْرٌ وَلَمْ أَسْتَمكِنْ مِنْهُ وَقَدْ حَدَّثَكُم بِالمَدِيْنَةِ فِي المَوَاسِمِ وَتَقَعُ عِنْدَكُمُ الفَوَائِدُ؛ لأَنَّ الحُجَّاجَ يَجْتَمِعُوْنَ بِالمَدِيْنَةِ مِنَ الآفَاقِ فَيَكُوْنُ مَعَ هَذَا بَعْضُ فَوَائِدِهِ وَمَعَ هَذَا شَيْءٌ. قَالَ فَأَخْرَجْتُ إِلَيْهِ فَتَعَجَّبَ مِنْ كِتَابِهِ كَادَ أَنْ يَكتُبَهُ عَلَى الوَجْهِ. سَمِعَهَا يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، من إبراهيم.

قَالَ أَبُو اليَمَانِ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ. وَقِيْلَ لأَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ: الوَلِيْدُ أَفْقَهُ أَمْ وَكِيْعٌ? فَقَالَ: الوَلِيْدُ بِأَمرِ المَغَازِي، وَوَكِيْعٌ بِحَدِيْثِ العِرَاقِيِّينَ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ الوَلِيْدُ مِنْ حُفَّاظِ أَصْحَابِنَا. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: الثِّقَاتُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِثْلُ الوَلِيْدِ بن مسلم. قَالَ ابْنُ جَوْصَا الحَافِظُ: لَمْ نَزَلْ نَسْمَعُ أَنَّهُ مَنْ كَتَبَ مُصَنَّفَاتِ الوَلِيْدِ، صَلُحَ أَنْ يَلِيَ القَضَاءَ، وَمُصَنَّفَاتُهُ سَبْعُوْنَ كِتَاباً. قُلْتُ: كُتُبُهُ أَجزَاءٌ مَا أَظُنُّ فِيْهَا مَا يَبلُغُ مُجَلَّداً. الفَسَوِيُّ: عَنِ الحُمَيْدِيِّ: قَالَ: خَرَجْتُ يَوْمَ الصَّدَرِ، وَالوَلِيْدُ فِي مَسْجِدِ مِنَىً وَعَلَيْهِ زِحَامٌ كَثِيْرٌ، وَجِئْتُ فِي آخِرِ النَّاسِ، فَوَقَفتُ بِالبُعْدِ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ بِجَنْبِهِ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ، وَيُحَدِّثُهُم وَأَنَا لاَ أَفْهُمُ فَجَمَعتُ جَمَاعَةً مِنَ المَكِّيِّينَ وَقُلْتُ لَهُم: جَلِّبُوا وَأَفْسِدُوا عَلَى مَنْ بِالقُرْبِ مِنْهُ. فَجَعَلُوا يَصِيْحُوْنَ، وَيَقُوْلُوْنَ: لاَ نَسْمَعُ وَجَعَلَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: اسْكُتُوا نُسْمِعْكُم قَالَ: فَاعْتَرَضْتُ وَصِحْتُ وَلَمْ أَكُنْ بَعْدُ حَلَقْتُ، فَنَظَرَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ إِلَيَّ وَلَمْ يُثبِتْنِي فَقَالَ: لَوْ كَانَ فِيْكَ خَيْرٌ، لَمْ يَكُنْ شَعرُكَ عَلَى مَا أَرَى. قَالَ: فَتَفَرَّقُوا وَلَمْ يُحَدِّثْهُم بِشَيْءٍ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ الوَلِيْدُ يَأْخُذُ مِنِ ابْنِ أَبِي السَّفَرِ حَدِيْثَ الأَوْزَاعِيِّ، وَكَانَ كَذَّاباً وَالوَلِيْدُ يَقُوْلُ فِيْهَا: قَالَ الأَوْزَاعِيُّ. قَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ: سَمِعْتُ الهَيْثَمَ بنَ خَارِجَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْوَلِيْدِ: قَدْ أَفسَدْتَ حَدِيْثَ الأَوْزَاعِيِّ! قَالَ: وَكَيْفَ? قُلْتُ: تَروِي عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ نَافِعٍ، وَعَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَغَيْرُكَ يُدْخِلُ بَيْنَ الأَوْزَاعِيِّ، وَبَيْنَ نَافِعٍ عَبْدَ اللهِ بنَ عَامِرٍ الأَسْلَمِيَّ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الزُّهْرِيِّ قُرَّةَ وَغَيْرَهُ، فَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا? قَالَ: أُنَبِّلُ الأَوْزَاعِيَّ أَنْ يَرْوِيَ عَنْ مِثْلِ هَؤُلاَءِ الضُّعَفَاءِ. قُلْتُ: فَإِذَا رَوَى الأوزاعي عَنْ هَؤُلاَءِ الضُّعَفَاءِ مَنَاكِيْرَ، فَأَسقَطْتَهُم أَنْتَ وَصَيَّرْتَها مِنْ رِوَايَةِ الأَوْزَاعِيِّ عنِ الثِّقَاتِ ضَعُفَ الأَوْزَاعِيُّ. قَالَ: فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى قَوْلِي. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَا رَأَيْتُ فِي الشَّامِيِّينَ أَحَداً أَعقَلَ مِنَ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ.

وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: مَا رَأَيْتُ فِي الشَّامِيِّينَ مِثْلَ الوَلِيْدِ، وَقَدْ أَغرَبَ أَحَادِيْثَ صَحِيْحَةً لَمْ يَشْرَكْهُ فِيْهَا أَحَدٌ. قَالَ صَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ المَرْوَزِيُّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَحْفَظُ لِلْحَدِيْثِ الطَّوِيْلِ، وَأَحَادِيْثِ المَلاَحِمِ مِنَ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَكَانَ يَحْفَظُ الأَبْوَابَ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: رُبَّمَا دَلَّسَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ عَنْ كَذَّابِيْنَ. قُلْتُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ قَدِ احْتَجَّا بِهِ، وَلَكِنَّهُمَا يَنْتَقِيَانِ حَدِيْثَهُ، وَيَتَجَنَّبَانِ مَا يُنكَرُ لَهُ، وَقَدْ كَانَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ ذَهَبَ إِلَى الرَّمْلَةِ، فَأَكْثَرَ عَنْهُ أَهْلُهَا. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: الوَلِيْدُ يَرْوِي عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَحَادِيْثَ هِيَ عِنْدَ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ ضُعَفَاءَ، عن شيوخ أدركهم الأوزاعي: كنافع وعطاء، وَالزُّهْرِيِّ فَيُسقِطُ أَسْمَاءَ الضُّعَفَاءِ مِثْلَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرٍ الأَسْلَمِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ. قُلْتُ: رَوَى جَمَاعَةٌ عَنِ الوَلِيْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "اسْمَحْ، يُسْمَحْ لَكَ" 1. فَهَذَا شَنَّعَ بَعْضُ المُحَدِّثِيْنَ أَنَّ الوَلِيْدَ تَفَرَّدَ بِهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ هُوَ عِنْدَ يُوْسُفَ بنِ مُوْسَى القَطَّانِ حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَرَوَاهُ الحَافِظُ سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ حَدَّثَهُم. وَقَدْ رَوَاهُ مِنْدَلُ بنُ عَلِيٍّ، وَخَارِجَةُ بنُ مُصْعَبٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فَأَرْسَلاَهُ. قُلْتُ: أَنْكَرُ مَا لَهُ حَدِيْثٌ رَوَاهُ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ -وَاللَّفْظُ لَهُ- قَالاَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ، وَعِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ جَاءهُ عَلِيٌّ فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ، وَأُمِّي تَفَلَّتَ هَذَا القُرْآنُ مِنْ صَدْرِي فَمَا أَجِدُنِي أَقْدِرُ عَلَيْهِ فَقَالَ: "يَا أَبَا الحَسَنِ أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِنَّ، وَيُثَّبِتُ مَا تَعَلَّمْتَ فِي صَدْرِكَ?". قَالَ: أَجَلْ يَا رَسُوْلَ اللهِ قَالَ: "إِذَا بِتَّ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَقُوْمَ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنَّهَا سَاعَةٌ مَشْهُوْدَةٌ وَالدُّعَاءُ فِيْهَا مُسْتَجَابٌ وَقَدْ قَالَ أَخِي يَعْقُوْبُ لِبَنِيْهِ: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يُوْسُفُ: 98] حَتَّى تَأْتِيَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فقم في وسطها فإن لم تستطع،

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 248"، والطبراني في "الصغير" "1169"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "648"، والبيهقي في "شعب الإيمان" "11258" من طرق عن الوليد بن مسلم، به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، والوليد بن مسلم قد صرح بالتحديث عند الطبراني في "الصغير"، والبيهقي في "شعب الإيمان".

"ففي أولها فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي الأُوْلَى: بِالفَاتِحَةِ وَيس وَفِي الثَّانِيَةِ: بِالفَاتِحَةِ وَالدُّخَانِ وَفِي الثَّالِثَةِ: بـ آلم السَّجْدَةِ وَفِي الرَّابِعَةِ: تَبَارَكَ فَإِذَا فَرَغْتَ فَاحْمَدِ اللهَ، وَأَحْسِنِ الثَّنَاءَ، وَصَلِّ عَلَيَّ وَعَلَى سَائِرِ النَّبِيِّيْنَ وَاسْتَغْفرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ، وَقُلْ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ المَعَاصِي، وَارْحَمْنِي أَنْ أَتَكَلَّفَ مَا لاَ يَعْنِيْنِي، وَارْزُقْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيْمَا يُرْضِيْكَ عَنِّي اللَّهُمَّ بَدِيْعَ السَّمَاوَاتِ، وَالأَرْضِ ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، وَالعِزَّةِ الَّتِي لاَ تُرَامُ أَسْأَلُكَ يَا اللهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلاَلِكَ، وَنُوْرِ وَجْهِكَ، أَنْ تُلْزِمَ قَلْبِي حِفْظَ كِتَابِكَ ... " فِي دُعَاءٍ فِيْهِ طَوِيْلٍ إِلَى أَنْ قَالَ: "يَا أَبَا الحَسَنِ تَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ جُمَعٍ أَوْ خَمْساً أَوْ سَبْعاً، تُجَابُ بِإِذْنِ اللهِ". قَالَ: فَمَا لَبِثَ عَلِيٌّ إلَّا خَمْساً أَوْ سَبْعاً حَتَّى جَاءَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ المَجْلِسِ، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ مَا لِي كُنْتُ فِيْمَا خَلاَ لاَ آخُذُ إلَّا أَرْبَعَ آيَاتٍ وَنَحْوَهُنَّ، وَأَنَا أَتَعَلَّمُ اليَوْمَ أَرْبَعِيْنَ آيَةً، وَلَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ الأَحَادِيْثَ فَإِذَا رَدَّدْتُهُ تَفَلَّتَ، وَأَنَا اليَوْمَ أَسْمَعُ الأَحَادِيْثَ، فَإِذَا حَدَّثْتُ لَمْ أُحَرِّفْ مِنْهَا حَرفاً؟ فَقَالَ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ: "مُؤْمِنٌ -وَرَبِّ الكَعْبَةِ- أَبَا الحَسَنِ"1. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَرِيْبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إلَّا مِنْ حَدِيْثِ الوَلِيْدِ. قُلْتُ: هَذَا عِنْدِي مَوْضُوْعٌ، وَالسَّلاَمُ، وَلَعَلَّ الآفَةَ دَخَلَتْ عَلَى سُلَيْمَانَ ابْنِ بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ فِيْهِ فَإِنَّهُ مُنْكَرُ الحَدِيْثِ، وَإِنْ كَانَ حَافِظاً فَلَو كَانَ قَالَ فِيْهِ: عَنِ ابْنِ جريج لراج ولكن صرح بالتحديث فقويت الرِّيْبَةُ، وَإِنَّمَا هَذَا الحَدِيْثُ يَرْوِيْهِ هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ القُرَشِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُحَمَّدٌ هَذَا لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَشَيْخُهُ لاَ يُدْرَى مَنْ هُوَ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ: أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكَاتِبُ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أبي

_ 1 موضوع: أخرجه الترمذي "3570"، والحاكم "1/ 316-317" من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، به. وقال الحاكم في إثره: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في "التلخيص" بقوله: "قلت: هذا حديث منكر شاذ أخاف لا يكون موضوعا وقد حيرني والله جودة إسناده، فإن الحاكم قال فيه: حدثنا أبو النضر محمد الفقيه وأحمد بن محمد العنزي، قالا: حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي "ح" وحدثني أبو بكر بن محمد بن جعفر المركي حدثنا محمد بن إبراهيم العبدي قالا: حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم فذكره مصرحا بقوله: حدثنا ابن جريج فقد حدث به سليمان قطعا وهو ثبت، فالله أعلم. وقال في "الميزان: "3/ 213" في ترجمة سليمان بن عبد الرحمن راويه عن الوليد بن مسلم: وهو مع نظافة سنده حديث منكر جدا في نفسي منه شيء، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" "2/ 213-214": طرق أسانيد هذا الحديث جيدة، ومتنه غريب جدا.

شَرِيْكٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ الوَزِيْرُ قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَأَنَا أَسْمَعُ قِيْلَ لَهُ: حَدَّثَكُم عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "ذَبَحَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَمَّنِ اعْتَمَرَ مَعَهُ مِنْ نِسَائِهِ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ بَقَرَةً بَيْنَهُم"1. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ وَأَحْمَدُ بنُ مُؤْمِنٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ البُسْطِيُّ، وَسُنْقُرُ الزَّيْنِيُّ، وَعَبْدُ المُنْعِمِ بنُ زَيْنِ الأُمَنَاءِ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَنَّاءِ حُضُوْراً فِي الرَّابِعَةِ "ح". وَقَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ: أَخْبَرَكُم أَكْمَلُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ العَلَوِيُّ أَخْبَرْنَا ابْنُ البَنَّاءِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ وَزِيْرٍ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ حَدَّثَنَا عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يُؤْتَى بِالمَوْتِ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي صُوْرَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ، فَيُذْبَحُ بَيْنَ الجَنَّةِ، وَالنَّارِ ثُمَّ يُقَالَ: يَا أهل الجنة! أَيْقِنُوا بِالخُلُوْدِ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ! أَيْقِنُوا بِالخُلُوْدِ". قَالَ: "فَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْناً، وَأَهْلُ الجَنَّةِ سُرُوْراً" 2. قَالَ حَرْمَلَةُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الجُهَنِيُّ: نَزَلَ عَلَيَّ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ بِذِي المَرْوَةِ قَافِلاً مِنَ الحَجِّ، فَمَاتَ عِنْدِي بِذِي المَرْوَةِ3. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى الحِمْصِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ الوَلِيْدُ فِي شَهْرِ المُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ ومائة.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "1751" من طريق عمرو بن عثمان، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان الأولى: الوليد بن مسلم، والثانية يحيى بن أبي كثير، وهما مدلسان وقد عنعناه، وأخرجه ابن ماجة "3133" من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مسلم، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، به. فصرح الوليد بالتحديث وبقيت العلة الثانية في الإسناد. ويشهد له ما أخرجه مسلم "1319" "357" من حديث جابر بن عبد الله قال: نَحَرَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ نسائه وفي حديث محمد بن بكر: عن عائشة، بقرة في حجته". 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 130"، وعبد بن حميد في "المنتخب" "761"، والبخاري "6544"، ومسلم "2850" "42"، والبيهقي في "الشعب" "386"، وفي "البعث والنشور" "483" من طريق يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِح، حدثنا نافع عن عبد الله بن عمر، به، وأخرجه أحمد "2/ 118"، والبخاري "6548"، ومسلم "2850" "43"، والطبراني في "الكبير" "13337"، وأبو نعيم في "الحلية" "8/ 183-184"، والبيهقي في "البعث والنشور" "642"، والبغوي في "شرح السنة" "4367" من طريق عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن ابن عمر، به. 3 هي قرية بوادي القرى، وقيل: بين خشب ووادي القرى، ووادي القرى: هو واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة، وخشب: واد على مسيرة ليلة من المدينة ذكره ياقوت الحموي في كتابه "معجم البلدان".

محمد بن أبي عدي

1374- محمد بن أبي عدي 1: "ع" السلمي مولاهم البصري الحَافِظُ، أَبُو عُمَرَ، وَهُوَ: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بن أَبِي عَدِيٍّ. فَقِيْلَ: إِنَّ وَلَدَهُ إِبْرَاهِيْمَ هُوَ أَبُو عَدِيٍّ. مَوْلِدُهُ فِي حُدُوْدِ العِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ وَدَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَحُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَعَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، وَابْنِ عَوْنٍ وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَالفَلاَّسُ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَغَيْرُهُ. مَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ القَاضِي، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ الحِمْصِيُّ الأَبْرَشُ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ، وَعُمَرُ بنُ هَارُوْنَ البَلْخِيُّ، وَسَلْمُ بنُ سَالِمٍ البَلْخِيُّ العَابِدُ وَشَقِيْقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَلْخِيُّ الزَّاهِدُ، وَالقَاسِمُ بنُ يَزِيْدَ الجَرْمِيُّ، وَسُوَيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ قاضي بعلبك.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 292"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 19"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 219"، "2/ 100، 102، 105"، والكنى للدولابي "2/ 29"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1058"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 305"، والكاشف "3/ ترجمة 4770"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7939"، تهذيب التهذيب "9/ 12-13"، وتقريب التهذيب "2/ 141"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6019"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 341".

عبد الملك بن صالح

1375- عبد الملك بن صالح 1: ابن عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ الأَمِيْرُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَبَّاسِيُّ. وَلِيَ المَدِيْنَةَ وَغَزْوَ الصَّوَائِفِ لِلرَّشِيْدِ ثُمَّ وَلِيَ الشَّامَ وَالجَزِيْرَةَ لِلأَمِيْنِ. قِيْلَ: بَلَغَ الرَّشِيْدَ أَنَّ هَذَا فِي عَزْمِ الوُثُوبِ عَلَى الخِلاَفَةِ، فَقَلِقَ ثُمَّ حَبَسَهُ ثُمَّ لاَحَ لَهُ بَرَاءتُهُ فَأَنْعَمَ عَلَيْهِ. وَكَانَ فَصِيْحاً بَلِيْغاً شَرِيْفَ الأَخْلاَقِ، مَهِيْباً شُجَاعاً سَائِساً. قِيْلَ: إِنَّ يَحْيَى البَرْمَكِيَّ قَالَ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ حَقُودٌ. قَالَ: إِنْ كَانَ الحِقدُ بَقَاءَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ إِنَّهُمَا لَبَاقِيَانِ فِي قَلْبِي. فَقَالَ الرَّشِيْدُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً احْتَجَّ لِلْحقدِ بِأَحْسَنَ مِنْ هَذَا. قَالَ الصُّوْلِيُّ: كَانَ أَفصَحَ النَّاسِ وَأَخطَبَهُم لَمْ يَكُنْ فِي دَهْرِهِ مِثْلُهُ فِي فَصَاحْتِهِ، وَصِيَانَتِهِ، وَجَلاَلتِهِ وَلَهُ شِعرٌ. وَقِيْلَ: إِنَّ عَبْدَ المَلِكِ أَرَادَ أَنْ يَغْتَالَ مَلِكَ الرُّوْمِ بِمَكِيدَةٍ، وَكَانَ مِنْ دُهَاةِ بَنِي هَاشِمٍ. قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ عَبْدُ المَلِكِ نَسِيجَ، وَحدِهِ أَدَباً وَلِسَاناً وُشِيَ بِهِ، وَتَتَابَعَتْ فِيْهِ الأَخْبَارُ وَكَثُرَ حَاسِدُوْهُ، وَبَلَغَ الرَّشِيْدَ عَنْهُ أَنَّهُ عَلَى عَزْمِ الخُرُوْجِ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ مَا حَبَسَهُ إلَّا لَمَّا رَآهُ لَهُ نَظِيْراً فِي السُّؤْدُدِ. مَاتَ بِالرَّقَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَقَدْ مَرَّ مِنْ سِيْرَتِهِ فِي تَرْجَمَةِ البَرْمَكِيِّ. وَهُوَ أَخُو الأَمِيْرِ أَبِي العَبَّاسِ الفَضْلِ بنِ صَالِحٍ نَائِبِ دِمَشْقَ ثُمَّ مِصْرَ لِلْمَهْدِيِّ، وَهُوَ الَّذِي عَمِلَ أَبْوَابَ جَامِعِ دِمَشْقَ وَقُبَّةَ المَالِ بِالجَامِعِ، فَكَانَ الأَكْبَرَ. مَاتَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ عَنْ خمسين سنة. وَمَاتَ أَخُوْهُمَا نَائِبُ مِصْرَ، ثُمَّ نَائِبُ حَلَبَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَهُوَ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ صَالِحٍ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ بِحَلبَ. وَكَانَ أَدِيْباً شَاعِراً مُتَفَلْسِفاً عَوَّاداً ذَا كَرَمٍ وَشَجَاعَةٍ. وَأَخُوْهُم عَبْدُ الله، أمير الثغور.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ص30"، وفوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "6/ 30"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 90".

عبد الله بن وهب

1376- عبد الله بن وهب 1: "ع" ابن مسلم الإِمَامُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الفِهْرِيُّ مَوْلاَهُمْ المِصْرِيُّ الحَافِظُ. مَوْلِدُهُ: سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. أَرَّخَهُ ابْنُ يُوْنُسَ وَقَالَ: قِيْلَ: وَلاَؤُهُ لِلأَنْصَارِ. طَلَبَ العِلمَ وَلَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. رَوَى عَنِ: ابْنِ جُرَيْجٍ وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ، وَحَنْظَلَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَحُيَيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ المَعَافِرِيِّ، وَحَيْوَةَ بنِ شُرَيْحٍ، وَعَمْرِو بنِ الحَارِثِ وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ، وَعُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ، وَمُوْسَى بنِ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرٍ الأَسْلَمِيِّ، وَأَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بنِ زِيَادٍ وَمُوْسَى بنِ أَيُّوْبَ الغَافِقِيِّ، وَأَفْلَحَ بنِ حُمَيْدٍ، وَعَبْدِ الله بن زياد بن سَمْعَانَ وَمَالِكٍ وَاللَّيْثِ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ، وَحَرْملَةَ بنِ عِمْرَانَ، وَسَلَمَةَ بنِ وَرْدَانَ المَدَنِيِّ، وَالضَّحَّاكِ بنِ عُثْمَانَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَيَّاشٍ القِتْبَانِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زِيَادٍ الإِفْرِيْقِيِّ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. لَقِيَ بَعْضَ صِغَارِ التَّابِعِيْنَ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ وَمِنْ كُنُوْزِ العَمَلِ. ذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ فِي كِتَابِ العِلْمِ لَهُ: قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَانَ أَوَّلُ أَمْرِي فِي العِبَادَةِ قَبْلَ طَلَبِ العِلْمِ فَوَلِعَ بِيَ الشَّيْطَانُ فِي ذِكْرِ عِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- كَيْفَ خَلَقَهُ اللهُ تَعَالَى? وَنَحْوِ هَذَا فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى شَيْخٍ فَقَالَ لِي: ابْنَ وَهْبٍ. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: اطْلُبِ العِلْمَ. فَكَانَ سَبَبَ طَلَبِي العِلْمَ. قُلْتُ: مَعَ أَنَّهُ طَلَبَ العِلمَ فِي الحَدَاثَةِ نَعَمْ، وَحَدَّثَ عَنْهُ خَلقٌ كَثِيْرٌ وَانتَشَرَ عِلْمُهُ، وَبَعُدَ صِيتُهُ. رَوَى عَنْهُ: اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ شَيْخُه، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ وَأَصْبَغُ بنُ الفَرَجِ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ وَأَحْمَدُ بنُ عِيْسَى التُّسْتَرِيُّ، وَحَرْمَلَةُ بنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ وَالحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ، وَأَبُو الطَّاهِرِ بنُ السَّرْحِ، وَعَمْرُو بنُ سَوَّادٍ وَهَارُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ الأَيْلِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ المَقَابِرِيُّ وَسُحْنُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ عَالِمُ المَغْرِبِ، وَيَحْيَى بن يحيى الليث وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رُمْحٍ، وَيُوْنُسُ بن عبد الأعلى، وبحر من نَصْرٍ الخَوْلاَنِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُنْقِذٍ الخَوْلاَنِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَابْنُ أَخِيْهِ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَهْبِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ، وَعِيْسَى بنُ مَثْرُوْدٍ الغَافِقِيُّ، وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ المُرَادِيُّ وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ شُعَيْبِ بنِ اللَّيْثِ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الهَمْدَانِيُّ وَغَيْرُهُم. وَعَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ قَدْ عَمِيَ، وَقَطَعَ الحَدِيْثَ، وَرَأَيْتُ هِشَامَ بنَ عُرْوَةَ جَالِساً فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: آخُذُ عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ، ثُمَّ أَصِيْرُ إِلَى هِشَامٍ. فَلَمَّا فَرَغْتُ، قُمْتُ إِلَى مَنْزِلِ هِشَامٍ فَقَالُوا: قَدْ نَامَ فَقُلْتُ: أَحُجُّ وَأَرْجِعُ. فَرَجَعتُ فَوَجَدتُهُ قَدْ مَاتَ. كَذَا هَذِهِ الرِّوَايَةُ وَإِنَّمَا مَاتَ هِشَامٌ ببغداد، فلعله سار إلى بغداد بعد.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 518"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 710"، والجرح والتعديل "5/ ترجمته 879"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 77"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 324"، والكاشف "2/ ترجمة 3086"، والمغني "1/ ترجمة 3416"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4677"، والعبر "1/ 322"، "2/ 28"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 283"، وتهذيب التهذيب "6/ 71"، وتقريب التهذيب "1/ 460"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3897"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 347"، "2/ 352".

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ القَاسِمِ يَقُوْلُ: لَوْ مَاتَ ابْنُ عُيَيْنَةَ لَضُرِبَتْ إِلَى ابْنِ وَهْبٍ أَكْبَادُ الإِبِلِ، مَا دَوَّنَ العِلْمَ أَحَدٌ تَدْوِينَهُ. وَرَوَى يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى عَنِ ابْنِ وِهْبٍ قَالَ: أَقْرَأَنِي نَافِعُ بنُ أَبِي نُعَيْمٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: نَظَرْتُ فِي نَحْوٍ مِنْ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ لابْنِ وَهْبٍ وَلاَ أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُ لَهُ حَدِيْثاً لاَ أَصْلَ لَهُ وَهُوَ ثِقَةٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ بُكَيْرٍ يَقُوْلُ: ابْنُ وَهْبٍ أَفْقَهُ مِنِ ابْنِ القَاسِمِ. قُلْتُ: "مُوَطَّأُ ابْنِ وَهْبٍ" كَبِيْرٌ لَمْ أَرَهُ، وَلَهُ كِتَابُ الجَامِعِ، وَكِتَابُ "البَيْعَةِ"، وَكِتَابُ "المَنَاسِكِ"، وَكِتَابُ "المَغَازِي"، وَكِتَابُ "الرِّدَّةِ"، وَكِتَابُ "تَفْسِيْرِ غَرِيْبِ المُوَطَّأِ"، وَغَيْرُ ذَلِكَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الحَافِظُ: حَدَّثَ ابْنُ وَهْبٍ بِمائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَكْثَرَ حَدِيْثاً مِنْهُ، وَقَعَ عِنْدَنَا سَبْعُوْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ عَنْهُ. قُلْتُ: كَيْفَ لاَ يَكُوْنُ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، وقد ضم إلى علمه علم مَالِكٍ وَاللَّيْثِ، وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ، وَعَمْرِو بنِ الحَارِثِ، وَغَيْرِهِم؟! قَالَ عَلِيُّ بنُ الجُنَيْدِ الحَافِظُ: سَمِعْتُ أَبَا مُصْعَبٍ الزُّهْرِيَّ يُعَظِّمُ ابْنَ وَهْبٍ وَيَقُوْلُ: مَسَائِلُهُ عَنْ مَالِكٍ صَحِيْحَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ صَدُوْقٌ صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ: هُوَ مِنَ الثِّقَاتِ لاَ أَعْلَمُ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً إِذَا حَدَّثَ عَنْهُ ثِقَةٌ. وَرَوَى أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قَالَ: ابْنُ وَهْبٍ يَفصِلُ السَّمَاعَ مِنَ العَرْضِ مَا أَصَحَّ حَدِيْثَهُ، وَأَثْبَتَه! وَقَدْ كَانَ يُسِيءُ الأَخْذَ لَكِنْ مَا رَوَاهُ أَوْ حَدَّثَ بِهِ، وَجَدتُهُ صَحِيْحاً. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. قَالَ خَالِدُ بنُ خِدَاشٍ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ كِتَابُ "أَهْوَالِ يَوْمِ القِيَامَةِ" -تَأْلِيْفُهُ- فَخَرَّ مَغْشِيّاً عليه. قَالَ: فَلَمْ يَتَكَلَّمْ بِكَلِمَةٍ حَتَّى مَاتَ بَعْدَ أَيَّامٍ. رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَعَنْ سُحْنُوْنَ الفَقِيْهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ وَهْبٍ قَدْ قَسَمَ دَهْرَهُ أَثْلاَثاً ثُلُثاً فِي الرِّبَاطِ وَثُلُثاً يُعَلِّمُ النَّاسَ بِمِصْرَ، وَثُلُثاً فِي الحَجِّ وَذُكِرَ أَنَّهُ حَجَّ ستًا وثلاثين حجة. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ قَالَ: دَعَوْتُ يُوْنُسَ بنَ يَزِيْدَ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسِي.

وَبَلَغَنَا أَنَّ مَالِكاً الإِمَامَ كَانَ يَكْتُبُ إِلَيْهِ: إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ مُفْتِي أَهْلِ مِصْرَ، وَلَمْ يَفْعَلْ هَذَا مَعَ غَيْرِهِ. وَقَدْ ذُكِرَ عِنْدَهُ ابْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ القَاسِمِ، فَقَالَ مَالِكٌ: ابْنُ وَهْبٍ عَالِمٌ، وَابْنُ القَاسِمِ فَقِيْهٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الهَمَذَانِيُّ: دَخَلَ ابْنُ وَهْبٍ الحَمَّامَ فَسَمِعَ قَارِئاً يَقْرَأُ: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّار} [المُؤْمِنُ: 47] ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ بنُ أَبِي الغَمْرِ: كُنَّا نُسَمِّي ابْنَ وَهْبٍ: دِيْوَانَ العِلْمِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ: نَظَرْتُ لابْنِ وَهْبٍ فِي نَحْوِ ثَمَانِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ. قُلْتُ: هَذِهِ رِوَايَةٌ أُخْرَى عَنْ أَبِي زُرْعَةَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: جَدُّ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ هُوَ مُسْلِمٌ مَوْلَى رَيْحَانَةَ، مَوْلاَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ أُنَيْسٍ الفِهْرِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: بَحْشَلٌ: طَلَبَ عَبَّادُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَمِيْرُ عَمِّيَ لِيُوَلِّيَهُ القَضَاءَ، فَتَغَيَّبَ عَمِّي فَهَدَمَ عَبَّادٌ بَعْضَ دَارِنَا فَقَالَ الصَّبَّاحِيُّ لِعَبَّادٍ: مَتَى طَمِعَ هَذَا الكَذَا وَكَذَا أَنْ يَلِيَ القَضَاءَ؟! فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمِّي، فَدَعَا عَلَيْهِ بِالعَمَى. قَالَ: فَعَمِيَ الصَّبَّاحِيُّ بَعْدَ جمعة. قَالَ حَجَّاجُ بنُ رِشْدِيْنَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ وَهْبٍ يَتَذَمَّرُ، وَيَصِيْحُ فَأَشرَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ غُرْفَتِي فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ? قَالَ: يَا أَبَا الحَسَنِ! بَيْنَمَا أَنَا أَرْجُو أَنْ أُحْشَرَ فِي زُمْرَةِ العُلَمَاءِ أُحشَرُ فِي زُمْرَةِ القُضَاةِ. قَالَ: فَتَغَيَّبَ فِي يَوْمِهِ فَطَلبُوْهُ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ: نَذَرتُ أَنِّي كُلَّمَا اغْتَبْتُ إِنْسَاناً أَنْ أَصُوْمَ يَوْماً فَأَجْهَدَنِي فَكُنْتُ أَغْتَابُ وَأَصُوْمُ، فَنَوَيْتُ أَنِّي كُلَمَّا اغْتَبتُ إِنْسَاناً أَنْ أَتَصَدَّقَ بِدِرْهَمٍ فَمِنْ حُبِّ الدَّرَاهِمِ تَرَكتُ الغِيْبَةَ. قُلْتُ: هَكَذَا -وَاللهِ- كَانَ العُلَمَاءُ، وَهَذَا هُوَ ثَمَرَةُ العِلْمِ النَّافِعِ، وَعَبْدُ اللهِ حُجَّةٌ مُطْلَقاً، وَحَدِيْثُهُ كَثِيْرٌ فِي الصِّحَاحِ، وَفِي دَوَاوِيْنِ الإِسْلاَمِ، وَحَسْبُكَ بِالنَّسَائِيِّ، وَتَعَنُّتِهِ فِي النَّقْدِ حَيْثُ يَقُوْلُ: وَابْنُ وَهْبٍ ثِقَةٌ مَا أَعْلَمُهُ رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ حَدِيْثاً مُنْكَراً. قُلْتُ: أَكْثَرَ فِي تَوَالِيْفِهِ مِنَ المَقَاطِيْعِ وَالمُعْضَلاَتِ، وَأَكْثَرَ عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ وَبَابتِهِ، وَقَدْ تَمَعْقَلَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ فِي أَخذِهِ لِلْحَدِيْثِ، وَأَنَّهُ كَانَ يَتَرَخَّصُ فِي الأَخذِ، وَسَوَاءٌ تَرَخَّصَ

وَرَأَى ذَلِكَ سَائِغاً أَوْ تَشَدَّدَ فَمَنْ يَرْوِي مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ، وَيَنْدُرُ المُنْكَرُ فِي سَعَةِ مَا رَوَى، فَإِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي الإِتْقَانِ. قَالَ أَبُو الطَّاهِرِ بنُ عَمْرٍو: جَاءنَا نَعْيُ ابْنِ وَهْبٍ، وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ فَقَالَ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ، أُصِيْبَ به المسلمون عامة، وأصبت به خاصةً. قُلْتُ: قَدْ كَانَ ابْنُ وَهْبٍ لَهُ دُنْيَا وَثَرْوَةٌ، فَكَانَ يَصِلُ سُفْيَانَ، وَيَبَرُّهُ فَلِهَذَا يَقُوْلُ: أُصِبْتُ بِهِ خَاصَّةً. قَالَ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى: كَانُوا أَرَادُوا ابْنَ وَهْبٍ عَلَى القَضَاءِ، فَتَغَيَّبَ. قَالَ: وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ، وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: عَاشَ اثْنَتَيْنِ، وَسَبْعِيْنَ سَنَةً وَقَدْ وَقعَ لَنَا جُمْلَةٌ مِنْ عَالِي حَدِيْثِهِ فِي "الخِلَعِيَّاتِ"1، وَفِي "الثَّقَفِيَّاتِ"2، وَغَيْرِ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ العُتْبِيَّ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي سُحْنُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ: أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ القَاسِمِ فِي النَّومِ فَقَالَ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? فَقَالَ: وَجَدتُ عِنْدَهُ مَا أُحِبُّ. قَالَ لَهُ: فَأَيَّ أَعْمَالِكَ وَجَدتَ أَفْضَلَ? قَالَ: تِلاَوَةُ القُرْآنِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: فَالمَسَائِلُ? فَكَانَ يُشِيْرُ بِأُصْبُعِهِ يُلَشِّيها. قَالَ: فَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، فَيَقُوْلُ لِي: هُوَ فِي عِلِّيِّيْنَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ البُسْرِيِّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُنْقِذٍ الخَوْلاَنِيُّ "ح". وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِملاَءً قَالَ: قُرِئَ على عَبْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ الأَشْعَثِ، وَأَنَا أَسْمَعُ: حَدَّثَكُم أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ -وَهَذَا لَفظُ أَحْمَدَ- أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بنُ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيْهِ سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ سَيْفٍ عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ قَالَ: قَالَتْ عائشة: إن

_ 1 الخلعيات: لمسند مصر القاضي أبي الحسن علي بن الحسن الخلعي الشافعي، وهي في عشرين جزءًا، وقد عرف بالخلعي؛ لأنه كان يبيع الخلع لاولاد الملوك. توفي في سنة "492" بمصر عن ثمانية وثمانين سنة. 2 الثقفيات: لمسند أصبهان ورئيسها أَبِي عَبْدِ اللهِ القَاسِمِ بنِ الفَضْلِ الثَّقَفِيِّ، شيخ السلفي، وهي في عشرة أجزاء، توفي في سنة "489هـ" عن بضع وتسعين سنة.

رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا يَوْمٌ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيْهِ عَبِيْداً مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ". زَادَ فِيْهِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُنْقِذٍ: "وَإِنَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ المَلاَئِكَةَ" 1. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ قَالاَ: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ يَحْيَى المَخْزُوْمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو المَدِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي أَفلح بنُ حُمَيْدٍ، عن أبي بكر بن حزم عن سلمان الأَغر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، كَأَلْفِ صَلاَةٍ فِيْمَا سِوَاهُ، إلَّا المَسْجَدَ الحَرَامَ وَصَلاَةُ الجَمَاعَةِ خَمْس وَعِشْرُوْنَ دَرَجَةً على صلاة الفذ" 2. رَوَى عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ سَمِعَ ابْنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ لِسُفْيَانَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! الَّذِي عَرَضَ عَلَيْكَ فُلاَنٌ أَمْسِ، أَجِزْهَا لِي. قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: هَذَا الفِعلُ مَذْهَبُ طَائِفَةٍ وَإِنَّ الرِّوَايَةَ سَائِغَةٌ بِهِ وَبِهِ يَقُوْلُ: الزُّهْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ. وَرَوَى ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ المَخْزُوْمِيُّ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ وَعِنْدَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، فَجَاءهُ ابْنُ وَهْبٍ بِجُزْءٍ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! أُحَدِّثُ بِمَا فِيْهِ عَنْكَ? فَقَالَ لَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ: يَا شَيْخُ! هَذَا وَالرِّيْحُ سَوَاءٌ، ادْفَعِ الجُزءَ إِلَيْهِ حَتَّى نَنظُرَ فِي حَدِيْثِهِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ الدَّوْرَقِيِّ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: ابْنُ وَهْبٍ لَيْسَ بِذَاكَ فِي ابْنِ جُرَيْجٍ كَانَ يُسْتَصْغَرُ. وَقَدْ وَرَدَ: أَنَّ اللَّيْثَ بنَ سَعْدٍ سَمِعَ مِنِ ابْنِ وَهْبٍ أَحَادِيْثَ ابْنِ جُرَيْجٍ. فَمِنْ غَرَائِبِهِ عَنِ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: "أن رجلا زَنَى، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1348" "436"، والنسائي "5/ 251، 252"، وابن ماجة "3014" من طرق عن عبد الله بن وهب، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 485"، والدارمي "1418"، والطحاوي "3/ 126" من طرق عن أفلح بن حميد، به. والشطر الأول منه: أخرجه أبو يعلى "6166"، والطحاوي "3/ 127" من طريق محمد بن عمرو، عن سلمان أبي عبد الله الاغر، عن أبي هريرة، به. والشطر الثاني منه: أخرجه مسلم "649" "247"، وأبو عوانة "2/ 2-3"، والبيهقي "3/ 60" من طريق أفلح بن حميد، به. والفذ: الفرد.

فَجُلِدَ ثُمَّ أُخْبِرَ أَنَّهُ مُحْصَنٌ فَرَجَمَهُ"1. لَكِنَّ هَذَا تَابَعَهُ عَلَيْهِ أَبُو عَاصِمٍ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ. قَالَ هَارُوْنُ بنُ مَعْرُوْفٍ: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ: قَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: اكْتُبْ لِي أَحَادِيْثَ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ فَكَتَبْتُ لَهُ مائَتَيْنِ وَحَدَّثْتُهُ بِهَا. عَمْرُو بنُ سَوَّادٍ: قَالَ لِي ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مِنْ ثَلاَثِ مائَةٍ وَسَبْعِيْنَ شَيْخاً، فَمَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَتَحَفَّظُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ. يُوْنُسُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ وَطَلَبْتُ العِلْمَ، وَأَنَا ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ وَدَعَوْتُ يُوْنُسَ يَوْمَ عُرْسِي. قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عن ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ صَدُوْقاً. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا ابْنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ عَنِ العُمَرِيِّ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَسْجُدْ يَوْمَ ذِي اليَدِيْنَ سجدتي السهو"2. وَعَنْ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ قَالَ: صَنَّفَ ابْنُ وَهْبٍ مائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ كُلُّهُ سوى حديثين عند حرملة.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "4438" من طريق ابن وهب، عن ابن جريج، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: ابن جريج، والثانية أبو الزبير المكي، وها مدلسان وقد عنعناه. وأخرجه أبو داود "4439" من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به. 2 منكر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "4/ 142/ 976" من طريق يحيى بن معين، حدثنا ابن أبي مريم، به. قلت: إسناده ضعيف، عبد الله بن عمر بن حفص العمري، ضعفه ابن المديني، والنسائي، وابن حبان وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال الذهبي في "الميزان": في حفظه شيء، وهو يخالف الحديث الصحيح الثابت الذي رواه مسلم "573" "99" بإسناده عن أبي هريرة قال: صلى لَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةُ العصر، فسلم في ركعتين، فقام ذو اليدين فقال: أقصرت الصلاة يا رسول الله! أم نسيت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل ذلك لم يكن". فقال: قد كان بعض ذلك يا رسول الله فأقبل رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الناس فقال: "أصدق ذو اليدين"؟ فقالوا: نعم يا رسول الله فأتم رسول الله ما بقي من الصلاة ثم سجد وهو جالس بعد التسليم".

قُلْتُ: وَمَعَ هَذِهِ الكَثْرَةِ فَيَعْتَرِفُ ابْنُ عَدِيٍّ، وَيَقُوْلُ: لاَ أَعْلَمُ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً مِنْ رِوَايَةِ ثِقَةٍ عَنْهُ. وَرَوَى أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قَالَ: مَا أَصَحَّ حَدِيْثَ ابْنِ وَهْبٍ وَأَثْبَتَه! يُفَصِّلُ السَّمَاعَ مِنَ العَرْضِ وَالحَدِيْثَ مِنَ الحَدِيْثِ. فَقِيْلَ لَهُ: أَلَيْسَ كَانَ سَيِّئَ الأَخْذِ? قَالَ: بَلَى وَلَكِنْ إِذَا نَظَرتَ فِي حَدِيْثِهِ، وَمَا رَوَى عَنْ مَشَايِخِه وَجَدتَه صَحِيْحاً مَرَّ هَذَا مُخْتَصَراً. وَعَنِ الحَارِثِ بنِ مِسْكِيْنٍ قَالَ: شَهِدتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَمَعَهُ ابْنُ وَهْبٍ فَسُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَسَأَلَ ابْنَ وَهْبٍ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا شَيْخُ أَهْلِ مِصْرَ يُخْبِرُ عَنْ مَالِكٍ بِكَذَا. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ: ابْنُ وَهْبٍ هُوَ الَّذِي عُنِيَ بِجمعِ مَا رَوَى أَهْلُ الحِجَازِ، وَأَهْلُ مِصْرَ، وَحَفِظَ عَلَيْهِم حَدِيْثَهُم، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَكَانَ مِنَ العُبَّادِ. قَالَ يُوْنُسُ الصَّدَفِيُّ: عُرِضَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ القَضَاءُ فَجَنَّنَ نَفْسَهُ، وَلَزِمَ بَيْتَهُ. ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ، فَسُئِلَ عَنْ تَخْلِيْلِ الأَصَابِعِ فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ فَتَرَكْتُ حَتَّى خَفَّ المَجْلِسُ فَقُلْتُ: إِنَّ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ سُنَّةً حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا تَوَضَّأْتَ خَلِّلْ أَصَابعَ رِجْلَيْكَ" 1. فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ يُسْأَلُ عَنْهُ، فَيَأْمُرُ بِتَخْلِيْلِ الأَصَابِعِ، وَقَالَ لِي: مَا سَمِعْتُ بِهَذَا الحَدِيْثِ قَطُّ إِلَى الآنَ. سَمِعنَاهُ فِي "إِرْشَادِ" الخَلِيْلِيِّ: حَدَّثَنِي جَدِّي، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الفَقِيْهُ وَالقَاسِمُ بنُ عَلْقَمَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَصَالِحُ بنُ عِيْسَى قَالُوا: حدثنا ابن أبي حاتم.

_ 1 صحيح بطرقة: ورد عن لقيط بن صبرة في حديث طويل مرفوعا بلفظ: "أسبغ الوضوء، وخلل بين أصابعك، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما" أخرجه الشافعي في "مسنده" "1/ 30، 31"، وأبو داود "142"، والبيهقي "7/ 303"، والبغوي "213" من طق عن يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه، به. وعن المستورد بن شداد: عند أحمد "4/ 229"، وأبي داود "148"، وابن ماجه "446"، والبيهقي "1/ 76". وعن ابن عباس مرفوعا بلفظ: "إذا توضأت فخلل بين أصابع يديك ورجليك". أخرجه الترمذي "39"، وابن ماجه "447".

محمد بن حمير

1377- محمد بن حمير 1: "خ، س، ق" ابن أنيس، المُحَدِّثُ العَالِمُ، شَيْخُ حِمْصَ أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَقِيْلَ: أَبُو عَبْدِ الحَمِيْدِ القُضَاعِيُّ ثُمَّ السَّلِيْحِيُّ. وَسَلِيْحٌ: بَطْنٌ مِنْ قُضَاعَةَ. رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، وَثَابِتِ بنِ عَجلاَنَ وَمُحَمَّدِ بنِ الوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي عَبْلَةَ، وعمرو بن قيس السكوني وطبقتهم. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى وَخَطَّابُ بنُ عُثْمَانَ وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ وَكَثِيْرُ بنُ عُبَيْدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ الفَرَجِ الحِجَازِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَرَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوْخِهِ: ابْنُ لَهِيْعَةَ، وَمَاتَ ابْنُ لَهِيْعَةَ قَبْلَ الحِجَازِيِّ بِبِضْعٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَدُحَيْمٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ، وَبَقِيَّةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. قُلْتُ: مَا هُوَ بِذَاكَ الحُجَّةِ حَدِيْثُهُ يُعَدُّ فِي الحِسَانِ وَقَدِ انْفَرَدَ بِأَحَادِيْثَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "صَحِيْحِهِ" لَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ قَرَأَ آيَةَ الكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوْبَةٍ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إلَّا أَنْ يَمُوْتَ" 2. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سنة مائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 159"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 308، 309" والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1315"، والكاشف "3/ ترجمة 4886"، والمغني "2/ ترجمة 5454"، والعبر "1/ 334"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7459"، وتهذيب التهذيب "9/ 134"، وتقريب التهذيب "2/ 156"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6170"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 359". 2 حسن: أخرجه الطبراني في "الكبير" "8/ 7532" من طرق عن محمد بن حمير، حدثني محمد بن زياد الألهاني قال: سمعت أبا أمامة يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره. قلت: إسناد حسن، محمد بن حمير بن أنيس السلمي الحمصي، صدوق.

مخلد بن الحسين

1378- مخلد بن الحسين 1: "س" الإِمَامُ، الكَبِيْرُ، شَيْخُ الثَّغْرِ أَبُو مُحَمَّدٍ الأزدي المهلبي البصري ثم المصيصي. حدث عن: مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَهِشَامُ بنُ حَسَّانٍ وَيُوْنُسُ بنُ يَزِيْدَ وَالأَوْزَاعِيُّ، وَعِدَّةٌ. وَعَنْهُ: حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَالحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ، وَأَبُو صَالِحٍ مَحْبُوْبٌ الفَرَّاءُ وَالمُسَيَّبُ بنُ وَاضِحٍ، وَمُوْسَى بنُ أَيُّوْبَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ رَجُلٌ صَالِحٌ عَاقِلٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ أَعقَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ. رُوِيَ أَنَّ الرَّشِيْدَ قَالَ لَهُ: مَا قَرَابَةُ مَا بَيْنِكَ، وَبَيْنَ هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ? قَالَ: هُوَ وَالِدُ إِخْوَتِي يَعْنِي: مَا قَالَ: زَوْجُ أُمِّي. قَالَ سُنَيْدُ بنُ دَاوُدَ: سَمِعْتُ مَخْلَدَ بنَ الحُسَيْنِ يَقُوْلُ: مَا نَدَبَ اللهُ العِبَادَ إِلَى شَيْءٍ إلَّا اعْتَرَضَ فِيْهِ إِبْلِيْسُ بِأَمْرَيْنِ، مَا يُبَالِي بِأَيِّهِمَا ظَفِرَ: إِمَّا غُلُوٌّ فِيْهِ وَإِمَّا تَقَصِيْرٌ عَنْهُ. قِيْلَ: تُوُفِّيَ مَخْلَدٌ سَنَةَ إِحْدَى، وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ، وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَلَهُ شَيْءٌ فِي مقدمة "صحيح مسلم".

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 489"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 181"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1592"، والحلية لأبي نعيم "8/ 266"، والكاشف "3/ ترجمة 5443"، وتهذيب التهذيب "10/ 72"، وتقريب التهذيب "2/ 235"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6898".

مخلد بن يزيد

1379- مخلد بن يزيد 1: "خ، م، د، س، ق" الحراني أَحَدُ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ. حَدَّثَ عَنْ: يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَجَعْفَرِ بنِ بُرْقَانَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ وَحَنْظَلَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ وَالأَوْزَاعِيِّ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقُ وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَخُوْهُ عُثْمَانُ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَلاَمٍ البِيْكَنْدِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. قُلْتُ: مُحتَجٌّ بِهِ فِي الصِّحَاحِ. تُوُفِّيَ: سَنَةَ ثلاث، وتسعين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1913"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 459" والجرح والتعديل "8/ 1591"، والأنساب للسمعاني "4/ 96"، والعبر "1/ 311"، والكاشف "3/ ترجمة 5439"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8394"، وتهذيب التهذيب "10/ 77"، وتقريب التهذيب "2/ 235"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6907".

عبد الوهاب الثقفي

1380- عبد الوهاب الثَّقَفِيُّ 1: "ع" هُوَ الإِمَامُ الأَنبَلُ، الحَافِظُ الحُجَّةُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ بنِ الصَّلْتِ بنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ صَاحِبِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحَكَمِ بنِ أَبِي العَاصِ الثَّقَفِيُّ، البَصْرِيُّ، وَالحَكَمُ: هُوَ أَخُو الأَمِيْرِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ -رَضِيَ اللهُ عنهما. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمائَةٍ قَالَهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. أَوْ سَنَةَ عَشْرٍ قَالَهُ: الفَلاَّسُ. حَدَّثَ عَنْ: أَيُّوْبَ وَحُمَيْدٍ وَيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، وَالحَذَّاءِ وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ سُوَيْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ وَأَبِي هَارُوْنَ العَبْدِيِّ وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَمَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ، وَالجُرَيْرِيِّ، وَعَوْفٍ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَيَحْيَى وَعَلِيٌّ، وَالفَلاَّسُ وَبُنْدَارُ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ مُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى العَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ رُسْتَه، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ، وَيَحْيَى بنُ حَكِيْمٍ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ وَخَلْقٌ. قَالَ الحَارِثُ النَّقَّالُ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ: أَرْبَعَةٌ أَمرُهُم فِي الحَدِيْثِ، وَاحِدٌ: جَرِيْرٌ وَمُعْتَمِرٌ وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى السَّامِيُّ كَانُوا يُحَدِّثُونَ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ، وَيَحْفَظُونَ ذَلِكَ الحِفْظَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ، اخْتُلِطَ بِأَخَرَةٍ. وَقَالَ عُقْبَةُ بنُ مُكْرَمٍ العَمِّيُّ: اخْتُلِطَ عَبْدُ الوَهَّابِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ، أَوْ أَرْبَعٍ. وَقَالَ الفَسَوِيُّ: قَالَ عَلِيٌّ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا كِتَابٌ عَنْ يَحْيَى أَصَحَّ مِنْ كِتَابِ عَبْدِ الوَهَّابِ، وَكُلُّ كِتَابٍ عَنْ يَحْيَى فَهُوَ عَلَيْهِ كَلٌّ يَعْنِي: كِتَابَ عبد الوهاب.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 289"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1822"، والمعرفة والتاريخ "1/ 177، 518"، "104، 132"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1040"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 369"، وتاريخ بغداد "11/ 18"، والكاشف "2/ ترجمة 3567"، والمغني "2/ ترجمة 3894"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5321"، والعبر "1/ 314، 408"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 300"، وتهذيب التهذيب "6/ 449"، وتقريب التهذيب "1/ 528" وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4509"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 340".

أَخْبَرَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ إِذْناً، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ أَخْبَرَنَا القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ بِحُلْوَانَ، سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ عِصْمَةَ البُخَارِيَّ، سَمِعْتُ الفَضْلَ بنَ العَبَّاسِ الهَرَوِيَّ، سَمِعْتُ عَاصِماً المَرْوَزِيَّ سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: كَانَتْ غَلَّةُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَبْدِ المَجِيْدِ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَا بَيْنَ أَرْبَعِيْنَ أَلفاً إِلَى خَمْسِيْنَ أَلْفاً، فَكَانَ إِذَا أَتَى عَلَيْهِ السَّنَةَ، لَمْ يُبْقِ مِنْهَا شَيْئاً كَانَ يُنْفِقُهَا عَلَى أَصْحَابِ الحَدِيْثِ. وَبِهِ إِلَى الخَطِيْبِ: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ الصَّيْمَرِيُّ، حَدَّثَنَا المَرْزُبَانِيُّ أَخْبَرَنِي الصُّوْلِيُّ، حَدَّثَنَا يَمُوْتُ بنُ المُزَرَّعِ حَدَّثَنَا الجَاحِظُ، قَالَ: قَالَ النَّظَّامُ، وَذَكَرَ عَبْدَ الوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ فَقَالَ: هُوَ وَاللهِ أَحلَى مِنْ أَمْنٍ بَعْدَ خَوْفٍ، وَبُرْءٍ بَعْدَ سُقْمٍ وَخِصْبٍ بَعْدَ جَدْبٍ، وَغِنَىً بَعْدَ فَقْرٍ وَمِنْ طَاعَةِ المَحْبُوْبِ وَفَرَجِ المَكْرُوْبِ، وَمِنَ الوِصَالِ الدَّائِمِ مَعَ الشَّبَابِ النَّاعِمِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً وَفِيْهِ ضَعْفٌ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ، وَمائَةٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: تَغَيَّرَ. وَقَالَ العُقَيْلِيُّ: تَغَيَّرَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ. قُلْتُ: لَكِنْ مَا ضَرَّهُ تَغَيُّرُهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْ زَمَنَ التَّغَيُّرِ بِشَيْءٍ. وَقَالَ العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ الذَّارِعُ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: تَغَيَّرَ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، فَحُجِبَ النَّاسُ عَنْهُم. وَمِنْ أَفرَادِ عَبْدِ الوَهَّابِ: حَدِيْثُهُ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوْعاً: "قَضَى بِالِيمِيْنِ وَالشَّاهِدِ" 1. رَوَاهُ: مَالِكٌ وَالقَطَّانُ وَالنَّاسُ عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيْهِ مُرْسَلاً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيُّ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، "ح". وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُؤْمِنٍ، وَأَحْمَدُ بنُ العِمَادِ وَمُحَمَّدُ بنُ بَطِّيْخٍ وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ أَحْمَدَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمٍ "ح". وَأَخْبَرَتْنَا خَدِيْجَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ قَالاَ: أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ الكَاتِبَةُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ طَلْحَةَ قَالَ هُوَ، وَعَاصِمٌ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَهْدِيٍّ الفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَحَامِلِيُّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الحَذَّاءُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَا عَبْدَ اللهِ! ألَّا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ: لاَ حَوْلَ ولا قوة إلَّا بالله" 2.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 305"، والترمذي "1344"، وابن ماجه "2369" من طريق عبد الوهاب الثقفي، به، وأخرجه مالك "2/ 711" مرسلا. وله شاهد عن ابن عباس: عند أحمد "1/ 315"، ومسلم "1712"، وأبو داود "3608". وشاهد آخر عن أبي هريرة: عند أبي داود "3610"، والترمذي "1343"، وابن ماجه "2368". 2 صحيح: أخرجه البخاري "6409"، ومسلم "2704"، وأبو داود "1526".

أحمد بن بشير

1381- أحمد بن بشير 1: "خَ، ت" المُحَدِّثُ العَالِمُ أَبُو بَكْرٍ الكُوْفِيُّ مَوْلَى عَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ المَخْزُوْمِيِّ. وَيُقَالُ: مِنْ مَوَالِي هَمْدَانَ. حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنِ: الأَعْمَشِ وَابْنِ أَبِي خَالِدٍ وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَمُجَالدٍ، وَشَبِيْبِ بنِ بِشْرٍ، وَهَاشِمِ بنِ هَاشِمٍ وَمِسْعَرٍ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ مُوْسَى وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَابْنُ عَرَفَةَ وَسَلْمُ بنُ جُنَادَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ يُقَيِّنُ وَلَيْسَ بِحَدِيْثِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: مَوْصُوْفٌ بِالصِّدْقِ. وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: كَانَ صَدُوْقاً حَسَنَ المَعْرِفَةِ بِأَيَّامِ الناس حسن الفَهْمِ، رَأْساً فِي الشُّعُوْبِيَّةِ2، يُخَاصمُ فِيْهَا فَاتَّضَعَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ القوِيِّ. وَلَيَّنَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. وَقَالَ ابْنُ دَاوُدَ: ثِقَةٌ مُكْثرٌ. قَالَ هَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ: تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 396"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 1477"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 14"، وتاريخ بغداد "4/ 46"، وميزان الاعتدال "1/ 85"، والكاشف "1/ ترجمة 11"، وتهذيب التهذيب "1/ 18". 2 الشعوبية: هم الذين يصغرون شأن العرب، ولا يرون لهم فضلا على غيرهم.

عبد الأعلى

1382- عبد الأعلى 1: "ع". ابن عبد الأعلى السامي الإِمَامُ، المُحَدِّثُ الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ القُرَشِيُّ البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ وَالجُرَيْرِيِّ وَدَاوُدَ بنَ أَبِي هِنْدٍ، وَيُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَطَبَقَتِهِم وَمَنْ بَعْدَهُم. رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ عَيَّاشُ بنُ الوَلِيْدِ الرَّقَّامُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو هَمَّامٍ يَعْنِي: أَنَّ لَهُ كُنْيَتَيْنِ. وَأَمَّا ابْنُ سَعْدٍ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالقَوِيِّ. قُلْتُ: بَلْ هُوَ صَدُوْقٌ قَوِيُّ الحَدِيْثِ، لَكِنَّهُ رُمِيَ بِالقَدَرِ. فَاللهُ أَعْلَمُ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ، وَمائَةٍ وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ بُنْدَارُ: وَاللهِ مَا كَانَ عَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الأَعْلَى يَدْرِي أَيَّ طَرَفَيْهِ أَطوَلَ أَوْ أَيَّ رِجْلَيْهِ أَطوَلَ. قُلْتُ: تَقَرَّرَ الحَالُ أَنَّ حَدِيْثَهُ مِنْ قِسْمِ الصَّحِيْحِ نَعَمْ مَا هُوَ فِي القُوَّةِ فِي رتبة يحيى القطان وغندر.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 290"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1748"، والمعرفة والتاريخ "1/ 180، 243، 253"، "2/ 104، 119"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1020"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 147"، والمغني "1/ ترجمة 3445"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4728"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 277"، وتهذيب التهذيب "6/ 96"، وتقريب التهذيب "1/ 465"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3952"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 324".

عبد الله بن نمير

1383- عبد الله بن نمير 1: "ع" الحَافِظُ الثِّقَةُ الإِمَامُ أَبُو هِشَامٍ الهَمْدَانِيُّ الخَارِفِيُّ مَوْلاَهُمْ الكُوْفِيُّ. وُلِدَ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَرَوَى عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ وَالأَعْمَشِ وَأَشْعَثَ بنِ سَوَّارٍ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَزَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَيَزِيْدَ بنُ أَبِي زِيَادٍ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ العُمَرِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الفَضْلِ المَخْزُوْمِيِّ، وَخَلْقٍ مِنْ طَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَبَنُو أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ أَبِي السَّفَرِ وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَغَيْرُهُ. وَمِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ ابْنُهُ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ. تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَعَ لِي جُمْلَةٌ مِنْ عواليه: أخبرنا أحمد بن عبد المنعم الطَّاوُوْسِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيِّ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوْهَا بالماء" 2. متفق عليه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 394"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 700"، والكنى للدولابي "2/ 153"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 869"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 311"، والكاشف "2/ ترجمة 3062"، والعبر "1/ 330، 441"، "2/ 33، 44"، وتهذيب التهذيب "6/ 57"، وتقريب التهذيب "1/ 457"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3869"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 357". 2 صحيح: أخرجه البخاري "5725"، ومسلم "2210" من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب عن عبد الله بن نمير، به.

يونس بن بكير

1384- يونس بن بُكَير 1: "خت، 4، م" ابن واصل الإمام الحافظ الصدوق، صاحب المغازي، والسير. وَيُقَالُ لَهُ: أَبُو بُكَيْر يُكْنَى: أَبَا بَكْرٍ الكُوْفِيَّ الحَمَّالَ وَالِدُ بَكْرٍ وَعَبْدِ اللهِ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَطَلْحَةَ بنِ يَحْيَى، وَزَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ فَأَكْثَرَ عَنْهُ وَعُمَرَ بنِ ذَرٍّ، وَكَهْمَسِ بنِ الحَسَنِ، وَمَطَرِ بنِ مَيْمُوْنٍ المُحَارِبِيِّ، وَالنَّضْرِ أَبِي عُمَرَ الخَزَّازِ، وَالسَّرِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَأَبِي خَلْدَةَ خَالِدِ بنِ دِيْنَارٍ، وَأَسْبَاطِ بنِ نَصْرٍ، وَعَلِيِّ بنِ الحَزَوَّرِ، وَيُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبِي كَعْبٍ صَاحِبِ الحَرِيْرِ وَحَجَّاجِ بنِ أَبِي زَيْنَبَ وَشُعْبَةَ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: سَعْدُوَيْه، وَابْنُ نُمَيْرٍ وَإِسْحَاقُ بنُ مُوْسَى الخَطْمِيُّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَهَنَّادٌ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُثَنَّى وَعُبَيْدُ بنُ يَعِيْشَ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ وَسُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ، وَعُقْبَةُ بنُ مُكْرَمٍ الضَّبِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ كَرَامَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى القَطَّانُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيُّ، وَآخَرُوْنَ. رَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: كَانَ صَدُوْقاً. وَرَوَى مُضَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ مَرَّةً عَنْهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَرَوَى إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنَيْدِ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: كَانَ ثِقَةً، صَدُوْقاً إلَّا أَنَّهُ كَانَ مَعَ جَعْفَرِ بنِ يَحْيَى البَرْمَكِيِّ وَكَانَ مُوْسِراً، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّهُم يَرْمُوْنَهُ بِالزَّنْدَقَةِ لِكَذَا وكذا فقال: كذب. ثم قال يَحْيَى: رَأَيْتُ ابْنَيْ أَبِي شَيْبَةَ أَتَيَاهُ، فَأَقْصَاهُمَا وَسَأَلاَهُ كِتَاباً، فَلَمْ يُعْطِهِمَا فَذَهبَا يَتَكَلَّمَانِ فِيْهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: بَكْرُ بنُ يُوْنُسَ بنِ بُكَيْرٍ لاَ بَأْسَ بِهِ، كَانَ أَبُوْهُ عَلَى مَظَالِمِ جَعْفَرٍ، وَبَعْضُ النَّاسِ يضعفونهما.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 399"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3523"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 711"، "3/ 141، 249"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 2093"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 995"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2084"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة رقم 310"، والكاشف "3/ ترجمة 6581"، والمغني "2/ ترجمة 7261"، والعبر "1/ 331، 441"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9900"، وتهذيب التهذيب "11/ 434"، وتقريب التهذيب "2/ 384"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 357".

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ: أَيَّ شَيْءٍ تُنْكِرُ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ: أَمَّا فِي الحَدِيْثِ فَلاَ أَعْلَمُهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّه الصِّدْقُ. وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: لَيْسَ هُوَ عِنْدِي حُجَّةً يَأْخُذُ كَلاَمَ ابْنِ إِسْحَاقَ، فَيُوصِلُهُ بِالأَحَادِيْثِ سَمِعَ مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِالرَّيِّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ وَقَالَ مَرَّةً: ضَعِيْفٌ. وَقَوَّاهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ. وَجَاءَ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ أَيْضاً: ثِقَةٌ إلَّا أَنَّهُ مُرْجِئٌ يَتْبَعُ السُّلْطَانَ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الجُوْزَجَانِيُّ: يَنْبَغِي أَنْ يُتَثَبَّتَ فِي أَمْرِهِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَلَيْسَ أُحَدِّثُ عَنْهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ: قَالَ لِي يَحْيَى الحِمَّانِيُّ: لاَ أَسْتَحِلُّ الرواية عن يونس. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ وَعُبَيْدُ بنُ يَعِيْشَ: ثِقَةٌ. وَقَدْ رَوَى لَهُ: مُسْلِمٌ فِي الشَّوَاهدِ، لاَ الأُصُوْلِ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيْهِ عَنِ البَرَاءِ، عَنْ زَيْدِ بنِ حَارِثَةَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! آخَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ حَمْزَةَ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ. مَاتَ يُوْنُسُ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَقَدْ قَارَبَ الثَّمَانِيْنَ. أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُقَيَّرِ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ قُمَيْرَةَ أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ البَاقِلاَّنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ الأَدَمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الهَاشِمِيُّ وَأَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ، وَعُثْمَانُ بنُ السَّمَّاكِ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ أَخْبَرَنَا يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ أُمِّي تُعَالِجُنِي تُرِيْدُ أَنْ تُسَمِّنَنِي بَعْضَ السِّمَنِ، لِتُدْخِلَنِي عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَا اسْتَقَامَ لَهَا ذَلِكَ، حَتَّى أَكَلتُ التَّمْرَ بِالقِثَّاءِ، فسمنت أحسن ما يكون من السمن1.

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "3903" من طريق محمد بن إسحاق، وابن ماجه "3324" من طريق يونس بن بكير كلاهما عن هشام بن عروة، به.

علي بن عاصم

1385- علي بن عاصم 1: "د، ت، ق" ابن صهيب الإِمَامُ، العَالِمُ، شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ، مُسْنِدُ العِرَاقِ أَبُو الحَسَنِ القُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ مَوْلَى قَرِيْبَةَ، أُخْتِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الوَاسِطِيِّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَةٍ فَهُوَ مِنْ أَسْنَانِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ. وَرَوَى عَنْ: حُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَبَيَانِ بنِ بِشْرٍ وَيَحْيَى البَكَّاءِ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ وَمُحَمَّدِ بنِ سُوْقَةَ، وَمُطَرِّفِ بنِ طَرِيْفٍ، وَعَاصِمِ بنِ كُلَيْبٍ وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَخَالِدٍ الحَذَّاءِ وَبَهْزِ بنِ حَكِيْمٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، وَالجُرَيْرِيِّ وَعُمَارَةَ بنِ أَبِي حَفْصَةَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَأَبِي هَارُوْنَ العَبْدِيِّ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَعَنْهُ: يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ حرب النشائي وزياد بن أَيُّوْبَ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ وَسَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى المَدَائِنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُنَادِي، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَيُّوْبَ المُخَرِّمِيُّ، وَيَحْيَى بنُ جَعْفَرٍ البِيْكَنْدِيُّ وَيَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَيُوْسُفُ بنُ عِيْسَى المَرْوَزِيُّ، وَعَمْرُو بنُ رَافِعٍ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ الطَّرَسُوْسِيُّ، وَهَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ، وَمُوْسَى بنُ سَهْلٍ الوَشَّاءُ وَالحَسَنُ بنُ مُكْرَمٍ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ عَلَى اخْتِلاَفِ أَصْحَابِنَا فِيْهِ، مِنْهُم مَنْ أَنْكَرَ عَلَيْهِ كَثْرَةَ الخَطَأِ وَالغَلَطِ، وَمِنْهُم مَنْ أَنْكَرَ عَلَيْهِ تَمَادِيهِ فِي ذَلِكَ، وَتَرْكَهُ الرُّجُوْعَ عَمَّا خَالفَ فِيْهِ النَّاسَ وَلَجَاجَتَهُ فِيْهِ، وَثَبَاتَهُ عَلَى الخَطَأِ وَمِنْهُم مَنْ تَكَلَّمَ فِي سُوءِ حِفْظِهِ، وَاشتِبَاهِ الأَمْرِ عَلَيْهِ

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 313"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمته 2435"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 640"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 430"، والكنى للدولابي "1/ 147"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1244"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1092"، والمجروحين لابن حبان "2/ 113"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1348"، وتاريخ بغداد "11/ 446"، والأنساب للسمعاني "10/ 118"، والعبر "1/ 336"، "2/ 53"، والكاشف "2/ ترجمة 3994"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5873"، وتهذيب التهذيب "7/ 344"، وتقريب التهذيب "2/ 39"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5006"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 2".

فِي بَعْضِ مَا حَدَّثَ بِهِ مِنْ سُوءِ ضَبطِهِ، وَتَوَانِيْهِ عَنْ تَصَحِيْحِ مَا كَتَبَ الوَرَّاقُونَ لَهُ، وَمِنْهُم مَنْ قِصَّتُهُ عِنْدَهُ أَغلَظُ مِنْ هَذِهِ القَصَصِ، وَقَدْ كَانَ رَحِمَهُ اللهُ مِنْ أَهْلِ الدِّيْنِ، وَالصَّلاَحِ وَالخَيْرِ البَارِعِ شَدِيْدَ التَّوَقِّي، وَلِلْحَدِيْثِ آفَاتٌ تُفْسِدُهُ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَتَّابُ بنُ زِيَادٍ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ قَالَ: قُلْتُ لِعَبَّادِ بنِ العَوَّامِ: يَا أَبَا سَهْلٍ: مَا بَالُ صَاحِبِكُم? يَعْنِي: عَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ قَالَ: لَيْسَ يُنكَرُ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ وَلَكِنَّهُ كَانَ رَجُلاً مُوْسِراً، وَكَانَ الوَرَّاقُونَ يكتبون له، فنراه أتي من كتبه. قَالَ يَعْقُوْبُ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ يَعِيْشَ قَالَ: رَجَعْنَا مَعَ وَكِيْعٍ عَشِيَّةَ جُمُعَةٍ، وَمَعَنَا ابْنُ حَنْبَلٍ وَخَلَفٌ، فَكَانَ وَكِيْعٌ يُحَدِّثُ خَلَفاً فَقَالَ لَهُ: مَنْ بَقِيَ عِنْدَكُم? فَذَكَرَ شُيُوخاً، وَقَالَ: عِنْدَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ فَقَالَ، وَكِيْعٌ: مَا زِلْنَا نَعرِفُهُ بِالخَيْرِ. قَالَ خَلَفٌ: إِنَّهُ يَغلَطُ فِي أَحَادِيْثَ. قَالَ: دَعُوا الغَلَطَ وَخُذُوا الصِّحَاحَ، فَإِنَّا مَا زِلْنَا نَعرِفُهُ بِالخَيْرِ. قُلْتُ: كَانَ عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ أَكْبَرَ مِنْ وَكِيْعٍ بِنَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. قَالَ يَعْقُوْبُ: وَحَدَّثَنِي العَبَّاسُ بنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَسْوَدَ بنَ سَالِمٍ قُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّ وَكِيْعاً كَانَ يُقَدِّمُ عَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ، وَيَرفَعُ أَمرَهُ. فَقَالَ لِي أَسْوَدُ بنُ سَالِمٍ: إِنَّمَا قَالَ وَكِيْعٌ وَذَكَرَهُ يَوْماً: لَوْ تُرِكَ مَا يَغلَطُ فِيْهِ وَأَخَذُوا غَيْرَهُ لَكَانَ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ حَدَّثَنِي عَفَّانُ قَالَ: قَدِمْتُ أَنَا وَبَهْزٌ وَاسِطَ فَدَخَلْنَا عَلَى عَلِيِّ بنِ عَاصِمٍ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتُمَا? قُلْنَا: مَنْ أَهْلِ البَصْرَةِ فَقَالَ: مَنْ بَقِيَ? فَجَعَلْنَا نَذكُرُ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ وَالمَشَايِخَ فَلاَ نَذكُرُ لَهُ إِنْسَاناً إلَّا اسْتَصْغَرَهُ، فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ بَهْزٌ: مَا أَرَى هَذَا يُفْلِحُ. قَالَ الخَطِيْبُ: قَدْ كَانَ عَلِيٌّ مِنْ ذَوِي الأَمْوَالِ وَالاتِّسَاعِ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ يَزَلْ يُنْفِقُ فِي طَلَبِ العِلْمِ، وَيُفْضِلُ عَلَى أَهْلِهِ قَدِيْماً وَحَدِيْثاً. أَخْبَرْنَا ابْنُ عِلاَّنَ إِذْناً، أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ أَخْبَرَنَا القزاز أخبرنا الخَطِيْبُ، حَدَّثَنِي مَسْعُوْدُ بنُ نَاصِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ المُزَكِّي، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ المَرْوَانِيُّ سَمِعْتُ زَنْجَوَيْه اللَّبَّادَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ كَثِيْرٍ البَكْرِيَّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ أَعْيَنَ بِالمَصِّيْصَةِ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ يَقُوْلُ: دَفَعَ إِلَيَّ أَبِي مائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَقَالَ: اذْهَبْ، فَلاَ أَرَى لَكَ وَجْهاً إلَّا بِمائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ. وَبِهِ إِلَى الخَطِيْبِ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ فَضَالَةَ بِالرَّيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ

ابن جَعْفَرٍ بِبَلْخَ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَرْبٍ النَّيْسَابُوْرِيَّ سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ يَقُوْلُ: أَعْطَانِي أَبِي مائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَأَتَيْتُهُ بِمائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ، وَكُنْتُ أُرْدِفُ هُشَيْماً خَلْفِي لِيَسْمَعَ مَعِيَ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ: حَدَّثَنَا، وَكِيْعٌ أَدْرَكتُ النَّاسَ وَالحَلْقَةُ لعَلِيِّ بنِ عَاصِمٍ بِوَاسِطَ. قِيْلَ: يَا أَبَا سُفْيَانَ! إِنَّهُ يَغْلَطُ. قَالَ: دَعُوْهُ وَغَلَطَهُ. عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا أَبِي: قَالَ وَكِيْعٌ، وَذُكِرَ عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ فَقَالَ: خُذُوا حَدِيْثَهُ مَا صَحَّ وَدَعُوا مَا غَلِطَ أَوْ مَا أَخْطَأَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: كَانَ أَبِي يَحْتَجُّ بِهَذَا، وَيَقُوْلُ: كَانَ يَغلَطُ وَيُخْطِئُ، وَكَانَ فِيْهِ لَجَاجٌ، وَلَمْ يَكُنْ مُتَّهَماً بِالكَذِبِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ أَحْمَدُ، وَذُكِرَ عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فأخذت عنه، وحدثنا عنه. وقال سيد بنُ عَمْرٍو البَرْذَعِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيُّ قَالَ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فِي عَلِيِّ بنِ عَاصِمٍ، وَذَكَرْتُ لَهُ خَطَأَه فَقَالَ: كَانَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ يُخْطِئُ، وَأَوْمَأَ أَحْمَدُ بِيَدِهِ خَطَأً كَثِيْراً، وَلَمْ نَرَ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُ بَأْساً. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: وَكَانَ يَسْتَصغِرُ النَّاسَ وَيَزْدَرِيهِم. قَالَ الأَصَمُّ: حَدَّثَنَا الخَضِرُ بنُ أَبَانٍ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ يَقُوْلُ: خَرَجْتُ مِنْ وَاسِطَ أَنَا، وَهُشَيْمٌ إِلَى الكُوْفَةِ لِلُقِيِّ مَنْصُوْرٍ، فَلَمَّا خَرَجْتُ فَرَاسِخَ لَقِيَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ فَقُلْتُ: أَيْنَ تُرِيْدُ? قَالَ: أَسعَى فِي دَيْنٍ عَلَيَّ. فَقُلْتُ: ارْجِعْ مَعِي، فَإِنَّ عِنْدِي أَرْبَعَةَ آلاَفٍ أُعْطِيْكَ مِنْهَا أَلْفَيْنِ. فَرَجَعتُهُ فَأَعْطَيْتُهُ أَلفَينِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَدَخَلَ هُشَيْمٌ الكُوْفَةَ غَدَاةً، وَدَخَلْتُهَا العَشِيَّ فَذَهَبَ فَسَمِعَ مِنْ مَنْصُوْرٍ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً، وَدَخَلْتُ أَنَا الحَمَّامَ، ثُمَّ أَصْبَحتُ فَأَتَيْتُ بَابَ مَنْصُوْرٍ فَإِذَا جِنَازَتَهُ فَقَعَدْتُ أَبْكِي، فَقَالَ شَيْخٌ هُنَاكَ: يَا فَتَى مَا يُبْكِيْكَ? قُلْتُ: قَدِمْتُ لأَسْمَعَ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ فَمَاتَ. قَالَ: فَأَدُلُّكَ عَلَى مَنْ شَهِدَ عُرْسَ أُمِّ ذَا? قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: اكْتُبْ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَجَعَلتُ أَكتُبُ شَهْراً. فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ? قَالَ: أَنَا حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا كَانَ بَيْنِي، وَبَيْنَ أَنْ أَلْقَى ابْنَ عَبَّاسٍ إلَّا تِسْعَةَ دَرَاهِمَ وَكَانَ عِكْرِمَةُ يَسْمَعُ مِنْهُ، ثُمَّ يَجِيْءُ فَيُحَدِّثُنِي. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ كَثِيْرَ الغَلَطِ وَإِذَا رُدَّ عَلَيْهِ لَمْ يَرْجِعْ وَكَانَ مَعْرُوْفاً فِي الحَدِيْثِ، وَيَرْوِي أَحَادِيْثَ مُنْكَرَةً وَبَلَغَنِي أَنَّ ابْنَهُ قَالَ لَهُ: هَبْ لِي مِنْ حَدِيْثِكَ عِشْرِيْنَ حَدِيْثاً، فأبى.

وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: آتَيتُهُ بوَاسِطَ فَنَظَرْتُ في أثلاث كثيرة فأخرجت منها مئتي طَرَفٍ، فَذَهَبتُ إِلَيْهِ، فَحَدَّثَ عَنْ مُغِيْرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ فِي التَّمَتُّعِ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا هَذَا عَنْ مُغِيْرَةَ رَأْيُ حَمَّادٍ. قَالَ: مَنْ حَدَّثَكُم? قُلْتُ: جَرِيْرٌ. قَالَ: ذَاكَ الصَّبِيُّ لَقَدْ رَأَيْتُ ذَاكَ نَاعِساً مَا يَعْقِلُ مَا يُقَالُ لَهُ. قَالَ: وَمَرَّ شَيْءٌ آخَرُ فَقُلْتُ: يُخَالِفُوْنَكَ. قَالَ: مَنْ? قُلْتُ: أَبُو عَوَانَةَ. فَصَاحَ وَقَالَ: ذَاكَ العَبْدُ. وَمَرَّ بِشَيْءٍ فَقُلْتُ: يُخَالفُوْنَكَ فَقَالَ: مَنْ? قُلْتُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ. قَالَ: وَمَنْ ذَا? قُلْتُ: ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ ذَاكَ يَطْلُبُ حَدِيْثاً قَطُّ، وَقَالَ لِشُعْبَةَ: ذَاكَ المِسْكِيْنُ كُنْتُ أُكَلِّمُ لَهُ خَالِداً الحَذَّاءَ، فَيُحَدِّثُه. رَوَاهَا: عَبْدُ اللهِ بنُ المَدِيْنِيِّ عَنْ أَبِيْهِ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ لَيْسَ عِنْدِي مِمَّنْ يَكْذِبُ وَلَكِنْ يَهِمُ، هُوَ سَيِّئُ الحِفْظِ، كَثِيْرُ الوَهْمِ يَغلَطُ فِي أَحَادِيْثَ يَرْفَعُهَا وَيَقْلِبُهَا وَسَائِرُ حَدِيْثِهِ صَحِيْحٌ مُسْتقِيْمٌ. قَالَ عَلِيُّ بنُ شُعَيْبٍ: حَضَرْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ وَهُم يَسْأَلُونَهُ حَتَّى سَمِعْتُ مِنْ فُلاَنٍ، وَقَالُوا لَهُ: فَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ? وَقَالَ: سَمِعْتُ مِنْهُ قَالُوا لَهُ: كَانَ يُغْمَزُ بِشَيْءٍ أَوْ يُتَكَلَّمُ فِيْهِ إِذْ ذَاكَ بِشَيْءٍ? قَالَ: مَعَاذَ اللهِ كَانَتْ حَلْقَتُهُ بِحِيَالِ حَلْقَةِ هُشَيْمٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ لاَ يُجَالِسُهُم وَكَتَبَ وَلَمْ يُجَالِسْ، فَوَقَعَ فِي كُتُبِهِ الخَطَأُ. مُحَمَّدُ بنُ المِنْهَالِ: عَنْ يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ قَالَ: لَقِيْتُ عَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ، فَأَفَادَنِي أَشْيَاءَ عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، فَأَتَيْتُ خَالِداً فَسَأَلتُهُ عَنْهَا فأنكرها كلها. وَقَالَ الفَلاَّسُ: عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ فِيْهِ ضَعْفٌ، وَكَانَ إِنْ شَاءَ اللهُ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ عِنْدَهُم يَتَكَلَّمُوْنَ فِيْهِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي السُّعُوْدِ أَخْبَرَتْنَا تَجَنِّي الوَهْبَانِيَّةُ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ طَلْحَةَ أَخْبَرْنَا ابْنُ رَزْقُوَيْه أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ سُوْقَةَ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من عزى مصابًا، فله مثل أجره"1.

_ 1 ضعيف: أخرجه الترمذي "1073"، وابن ماجه "1602" والعقيلي في "الضعفاء" "3/ 247" والبيهقي "4/ 59"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "4/ 25، 450-451" من طريق عن علي بن عاصم، حدثنا محمد بن سوقة، عن إبراهيم بن الأسود، عن عبد الله بن مسعود، به. =

وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ إِسْرَائِيْلَ، وَقَيْسِ بنِ الربيع، عن ابن سوقة. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ هَاشِمٍ يَقُوْلُ: قَالَ رَجُلٌ لِسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ: إِنَّ عَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ حَدَّثَ، عَنِ ابْنِ سوقة عَنْ إِبْرَاهِيْمَ عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ عَزَّى مُصَاباً فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ". فَلَمْ يُنكِرِ الحَدِيْثَ وَقَالَ: مُحَمَّدُ بنُ سُوْقَةَ لَمْ يَحْفَظْ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ شَيْئاً. ثُمَّ قَالَ يَعْقُوْبُ: وَهُوَ حَدِيْثٌ كُوْفِيُّ الإِسْنَادِ، مُنكَرٌ يَرَوْنَ أَنَّهُ لاَ أَصلَ لَهُ مُسْنَداً، وَلاَ مَوقُوَفاً لاَ نَعْلَمُ أَحَداً أَسنَدَهُ، وَلاَ وَقَفَهُ غَيْرَ عَلِيِّ بنِ عَاصِمٍ. وَقَدْ رَوَاهُ: أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، وَهُوَ صَدُوْقٌ، ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ عَنْ مُحَمَّدٍ، فَلَمْ يُجَاوِزْه بِهِ بَلْ قَالَ: يَرْفَعُ الحَدِيْثَ1. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: قَدْ رَوَى حَدِيْثَ ابْنِ سُوْقَةَ: عَبْدُ الحَكِيْمِ بنُ مَنْصُوْرٍ كَرِوَايَةِ عَلِيٍّ وَرُوِيَ كَذَلِكَ عَنِ: الثَّوْرِيِّ وَشُعْبَةَ وَإِسْرَائِيْلَ وَمُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ عَطِيَّةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ، وَالحَارِثِ بنِ عِمْرَانَ الجَعْفَرِيِّ، عَنِ ابْنِ سُوْقَةَ إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا ثَابِتاً. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ قُدَامَةَ، وَطَائِفَةٌ كِتَابَةً أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ حُذَيْفَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: خَرَجَ فِتْيَةٌ يَتَحَدَّثُوْنَ فَإِذَا هُمْ بِإِبِلٍ مُعَطَّلَةٍ فَقَالَ بَعَضُهُم: كَأَنَّ أَربَابَ هَؤُلاَءِ لَيْسُوا مَعَهَا. فَأَجَابَه بَعِيْرٌ مِنْهَا، فَقَالَ: إِنَّ أربابها حشروا ضحى.

_ = وقال الترمذي: "حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث علي بن عاصم، وروى بعضهم عن محمد بن سوقة بهذا الإسناد مثله موقوفا ولم يعرفه، ويقال: أكثر ما ابتلي به علي بن عاصم بهذا الحديث نقموا عليه". وقال البيهقي: "تفرد به علي بن عاصم، وهو أحد ما أنكر عليه، وقد روى عن غيره، والله أعلم". ورواه أبو نعيم في "الحلية" "5/ 99" من طريق حماد بن الوليد الكوفي، عن سفيالن الثوري، عن محمد بن سوقة، به. قلت: إسناده واه بمرة، حماد بن الوليد الكوفي، قال ابن حبان: يسرق الحديث، ويلزق بالثقات ما ليس من أحاديثهم. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" وهو ضعيف جدا، وكل المتابعين لعلي بن عاصم أضعف منه بكثير"، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" "5/ 9"، "7/ 164" من طريق نصر بن حماد، حدثنا شعبة، عن محمد بن سوقة، به. قلت: إسناده واه بمرة، آفته نصر بن حماد، قال ابن معين: كذاب وقال النسائي: ليس بثقة. 1 ضعيف: أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "11/ 451، 453"، وراجع تخريجنا السابق.

أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: لاَ تكتبوا عنه يعني: علي بن عاصم. أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحْرِزٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ كَذَّابٌ، لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: فَسَأَلتُهُ يَعْنِي: يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ عَلِيِّ بنِ عَاصِمٍ، فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ. قُلْتُ: مَا أَنْكَرْتَ مِنْهُ? قَالَ: الخَطَأَ وَالغَلَطَ لَيْسَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: كُنَّا عِنْدَ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ أَنَا وَأَخِي، فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا خَالِدٍ! عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ مَا حَالُهُ عِنْدَكَ? قَالَ: حَسْبُكُم مَا زِلْنَا نَعرِفُهُ بِالكَذِبِ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَكَذَلِكَ رَوَى أَيُّوْبُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ سَافِرِيٍّ عَنِ ابْنَيْ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ يَزِيْدَ، وَجَاءَ عَنْ يَزِيْدَ خِلاَفُ هَذَا. قَالَ أَبُو نَصْرٍ اللَّيْثُ بنُ جَبْرَوَيه: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ جَعْفَرٍ البِيْكَنْدِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ يَجْتَمِعُ عِنْدَ عَلِيِّ بنِ عَاصِمٍ أَكْثَرُ مِنْ ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، وَكَانَ يَجْلِسُ عَلَى سَطْحٍ وَكَانَ لَهُ ثَلاَثَةُ مُسْتَمْلِيْنَ. الزَّعْفَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوْعاً: "لاَ تُمْسِكُوا عَلَيَّ شَيْئاً فَإِنِّي لاَ أُحِلُّ إلَّا مَا أَحَلَّ اللهُ، وَلاَ أُحَرِّمُ إلَّا مَا حَرَّمَ فِي كِتَابِهِ"1. مَحْمُوْدُ بنُ خِدَاشٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! نَزَلَتْ قَاصِمَةُ الظَّهْرِ فَقَالَ: "رَحِمَك الله.. " 2 الحَدِيْثَ. وَمَعْنَاهُ: تجزون به ببلايا الدنيا.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "5/ 192" من طريق محمد بن الحسن بن الصباح، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سعيد، به. وهو ضعيف آفته علي بن عاصم. 2 صحيح لغيره: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "5/ 192" من طريق مَحْمُوْدُ بنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، به. قلت: وهذا إسناد ضعيف، آفته علي بن عاصم، فقد علمت ضعفه كما ذكره المؤلف في ترجمته لكن يشهد له حديث أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه قال: يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] ، وكل شيء عملنا جزينا به؟ فقال: "غفر الله لك يا أبا بكر، ألست تمرض، ألست تحزن؟ ألست تصيبك اللأواء"؟ قال: قلت: بلى قال: هو ما تجزون به". أخرجه أحمد "1/ 11"، وابن جرير الطبري "10523-10527"، والمروزي في "مسند أبي بكر" "111"، "112"، وأبو يعلى"98-101"، والحاكم "3/ 74-75"، والبيهقي "3/ 373" من طرق عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بكر بن أبي زهير الثقفي، عن أبي بكر الصديق، به. قلت: إسناده ضعيف، لانقطاعه بين أبي بكر بن أبي زهير الثقفي، وهو من صغار التابعين، وبين أبي بكر الصديق، كما أنه مجهول لم يذكر بجرح ولا تعديل. وللحديث شاهد آخر عن أبي هريرة قال: "لما نزلت: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِه} [النساء: 123] ، بلغت من المسلمين مبلغا شديدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قاربوا وسددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها". أخرجه مسلم "2574" من طريق محمد بن قيس بن مخرمة، عن أبي هريرة، به.

عَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ خَالِدٍ، وَهِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَلاَةُ المَغْرِبِ وِتْرُ النَّهَارِ، فَأَوْتِرُوا صَلاَةَ اللَّيْلِ" 1. سَاقَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي تَرْجَمَةِ عَلِيٍّ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ، إِلَى أَنْ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَالِمٍ البَاجُدَّائِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ القُدُّوْسِ بنُ عَبْدِ القَاهِرِ البَاجُدَّائِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: "مَنْ أَكَلَ مِنَ الطِّيْنِ وَقِيَّةً، فَقَدْ أَكَلَ مِنْ لَحْمِ الخِنْزِيْرِ وَقِيَّةً وَلاَ يُبَالِي اللهُ عَلَى مَا مَاتَ يَهُوْدِيّاً أَوْ نَصْرَانِياً". وَبِهِ: "مَنْ أَكَلَ الطِّيْنَ، وَاغْتَسَلَ بِهِ فَقَدْ أَكَلَ لَحْمَ أَبِيْهِ آدَمَ، وَاغْتَسَلَ بِدَمِهِ". ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَانِ بَاطِلاَنِ. قُلْتُ: أَجْزِمُ بِأَنَّ عَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ رَحِمَهُ اللهُ مَا حَدَّثَ بِهِمَا فَقَدْ تَنَاكَدَ ابْنُ عَدِيٍّ حَيْثُ أَوْرَدَهُمَا هُنَا، وَإِنَّمَا هُمَا مَوْضُوعَانِ مِنَ البَاجُدَّائِيِّ قَبَّحَهُ الله. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا العَلاَءُ بنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَرَأَ يَس كُلَّ لَيْلَةٍ ابْتِغَاءَ وجه الله غفر له"2.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "5/ 192" من طريق عاصم بن علي بن عاصم، به. وأخرجه أحمد "2/ 30، 41"، وابن أبي شيبة "2/ 282" من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا هشام عن محمد بن سيرين، عن ابن عمر، به، وأخرجه عبد الرزاق "3/ 4675"، والنسائي في "الكبرى"، "1382" من طريق هشام، به. وأخرجه عبد الرزاق "3/ 4676"، والطبراني في "الأوسط" "965" من طرق عن ابن سيرين، به، وأخرجه ابن أبي شيبة "2/ 282"، والنسائي في "الكبرى" "1383" من طريق ابن سيرين، به. 2 باطل: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "5/ 193"، وفيه علتان: الأولى: العلاء بن مسلمة، وهو ابن عثمان الرواس، مولى بني تميم، متروك، ورماه ابن حبان بالوضع. الثانية: علي بن عاصم، ضعيف ما ذكرنا سابقًا.

وَبِهِ: "خَلَقَ اللهُ الجَنَّةَ، وَغَرَسَ أَشْجَارَهَا بِيَدِهِ، وَقَالَ لَهَا: تَكَلَّمِي قَالَتْ: قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُوْنَ"1. قُلْتُ: وَهَذَانِ بَاطِلاَنِ ابْنُ عَاصِمٍ بَرِيْءٌ مِنْهُمَا، وَالعَلاَءُ مُتَّهَمٌ بِالكَذِبِ. مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ النَّشَائِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ سَمِعَ أَنساً يَقُوْلُ: أَرَادَ أَبُو طَلْحَةَ أَنْ يُطَلِّقَ أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ طَلاَقَ أُمِّ سُلَيْمٍ حُوْبٌ"، فَكَفَّ. فَهَذَا خَبَرٌ مُنْكَرٌ2، وَالنَّشَائِيُّ صَدُوْقٌ. أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الفَرَجِ الغَافِقِيُّ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ أَبَانٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ خَالِدٍ الخَيَّاطُ حَدَّثَنَا شعبة أخبرني عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ عَنِ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ فِي النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دُعَابَةٌ3. قُلْتُ: وَهَذَا مُنكَرٌ، وَرُوِيَ نَحْوُهُ مُرْسَلاً. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَلِعَلِيٍّ قَدْرُ ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً، لاَ يَروِيهَا غَيْرُهُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القادر، وعبد الله ابن زَيْدٍ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيُّ أَخْبَرْنَا ابْنُ حَمُّوَيْه، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ خُزَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَحْيَى البَكَّاءِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ سَمِعْتُ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَالِ تُحْسَبُ بِمِثْلِهِنَّ فِي صَلاَةِ السَّحَرِ، وَلَيْسَ مِنْ شَيْءٍ إلَّا، وَهُوَ يُسَبِّحُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ". ثُمَّ قَرَأَ: {يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِل} الآيَةَ كُلَّهَا [النَّحْلُ: 48] . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ4 عن عبد فوافقناه بعلو.

_ 1 باطل: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "5/ 193"، وفي العلتان السابقتان العلاء بن مسلمة، وعلي بن عاصم. 2 منكر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "5/ 193". 3 منكر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "5/ 193". 4 ضعيف: أخرجه الترمذي "3128"، وقال: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن عاصم". قلت: وهذا تضعيف من الترمذي للحديث وذلك معروف من اصطلاحه: "حديث غريب". وآفته علي بن عاصم، فإنه ضعيف كما قد ذكرنا مرارا.

قَالَ بَحْشَلٌ فِي تَارِيْخِهِ: حَدَّثَنَا تَمِيْمُ بنُ المُنْتَصِرِ قَالَ: وُلِدَ عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمائَةٍ وَمَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ إِحْدَى وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. زَادَ ابْنُ سَعْدٍ: وَأَشْهُرٍ بواسط. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بنَ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ صَامَ ثَمَانِيْنَ شَهْرَ رَمَضَانَ لَمْ يُفْطِرْ فِيْهَا يَوْماً قَالَ: وَمَاتَ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَشَذَّ: هَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ: سَنَةَ خمس ومائة.

عاصم بن علي بن عاصم

1386- عاصم بن علي بن عاصم 1: "خَ، ت، ق" حَافِظاً صَدُوْقاً مِنْ أَصْحَابِ شُعْبَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ، وَأَبُو دَاوُدَ. وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقَدْ لَقِيَ عِكْرِمَةَ بنَ عَمَّارٍ وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْ: عَاصِمِ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ، وَعِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَشُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ وَالقَاسِمِ بنِ الفَضْلِ الحُدَّانِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ المَسْعُوْدِيِّ، وَأَبِيْهِ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ المُحَدِّثِيْنَ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَحَنْبَلُ بنُ إسحاق، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى المَرْوَزِيُّ، وَخَلْقٌ. حَدَّثَ بِبَغْدَادَ مُدَّةً وَتَكَاثَرُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى وَاسِطَ، وَبِهَا تُوُفِّيَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 316"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 3081"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 368"، "2/ 475"، "3/ 280، 289"، والكنى للدولابي "1/ 149" والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1361"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1920"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1384"، وتاريخ بغداد "12/ 247"، والأنساب للسمعاني "1/ 128"، والكاشف "2/ ترجمة 2532"، والمغني "1/ ترجمة 2988"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 397"، والعبر "1/ 232"، "2/ 63، 93، 112"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4058"، وتهذيب التهذيب "4/ 94"، وتقريب التهذيب "1/ 384"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3236"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 48".

وَقَدْ جَرَحَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَالصَّوَابُ أَنَّهُ صَدُوْقٌ كَمَا قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: صَحِيْحُ الحَدِيْثِ قَلِيْلُ الغَلَطِ. وَقَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُنَادِي: كَانَ مَجْلِسُهُ يُحزَرُ بِبَغْدَادَ بِأَكْثَرَ مِنْ مائَةِ أَلْفِ إِنْسَانٍ، وَكَانَ يَسْتَملِي عَلَيْهِ: هَارُوْنَ الدِّيْكَ وَهَارُوْنَ مُكْحُلَةَ. قَالَ عُمَرُ بنُ حَفْصٍ السَّدُوْسِيُّ: سَمِعْنَا مِنْ عَاصِمِ بنِ عَلِيٍّ، فَوَجَّهَ المُعْتَصِمُ مَنْ يَحزِرُ مَجْلِسَهُ فِي رَحْبَةِ النَّخْلِ الَّتِي فِي جَامِعِ الرُّصَافَةِ، وَكَانَ يَجْلِسُ عَلَى سَطْحٍ وَيَنتَشِرُ النَّاسُ حَتَّى إِنِّيْ سَمِعتُهُ يَوْماً يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ وَيُسْتَعَادُ. فَأَعَادَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَالنَّاسُ لاَ يَسْمَعُوْنَ، وَكَانَ هَارُوْنُ المُسْتَملِي يَرْكَبُ نَخْلَةً مُعْوَجَّةً يَسْتَملِي عَلَيْهَا فَبَلَغَ المُعْتَصِمَ كَثْرَةُ الخَلْقِ، فَأَمَرَ بِحَزْرِهِم فَوَجَّهَ بِقطَاعِي الغَنَمِ، فَحَزِرُوا المَجْلِسَ عِشْرِيْنَ وَمائَةَ أَلْفٍ. وَعَنْ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى، قَالَ: أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ لِي: عَلَيْكَ بِمَجْلِسِ عَاصِمِ بنِ عَلِيٍّ فَإِنَّهُ غَيْظٌ لأَهْلِ الكُفْرِ. قُلْتُ: كَانَ عَاصِمٌ رَحِمَهُ اللهُ مِمَّنْ ذَبَّ عَنِ الدين في المحنة، فروى الهَيْثَمُ بنُ خَلَفٍ الدُّوْرِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ سُوَيْدٍ الطَّحَّانَ حَدَّثَهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَاصِمِ بنِ عَلِيٍّ، وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي اللَّيْثِ وَجَمَاعَةٌ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ يُضْرَبُ، فَجَعَلَ عَاصِمٌ يَقُوْلُ: إلَّا رَجُلٌ يَقُوْمُ مَعِي فَنَأْتِيَ هَذَا الرَّجُلَ، فَنُكَلِّمَهُ? قَالَ: فَمَا يُجِيْبُهُ أَحَدٌ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ أَبِي اللَّيْثِ: أَنَا أَقُومُ مَعَكَ يَا أَبَا الحُسَيْنِ. فَقَالَ: يَا غُلاَمُ! خُفِّي. فَقَالَ ابْنُ أَبِي اللَّيْثِ: يَا أَبَا الحُسَيْنِ! أَبْلُغُ إِلَى بَنَاتِي فَأُوْصِيْهِم فَظَنَنَّا أَنَّهُ ذَهَبَ يَتَكَفَّنُ، وَيَتَحَنَّطُ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: إِنِّيْ ذَهَبْتُ إِلَيْهِنَّ فَبَكِيْنَ. قَالَ: وَجَاءَ كِتَابُ ابْنَتَيْ عَاصِمٍ مِنْ وَاسِطَ: يَا أَبَانَا! إِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّ هَذَا الرَّجُلَ أَخَذَ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، فَضَرَبَهُ عَلَى أَنْ يَقُوْلُ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ فَاتَّقِ اللهَ، وَلاَ تُجِبْهُ فَوَاللهِ لأَنْ يَأْتِيَنَا نَعِيُّكَ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ يَأْتِيَنَا أَنَّكَ أَجَبْتَ. قُلْتُ: ذَكَرَ ابْنُ عَدِيٍّ لِعَاصِمِ بنِ عَلِيٍّ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ تَفَرَّدَ بِهَا عَنْ شُعْبَةَ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لاَ أَعْلَمُ لَهُ شَيْئاً مُنكَراً سِوَاهَا وَلَمْ أَرَ بِحَدِيْثِهِ بَأْساً. قَالُوا: تُوُفِّيَ عَاصِمٌ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ أَبُو دَاوُدَ مِنْهُ أَحَادِيْثَ يَسِيْرَةً، وَتُوُفِّيَ عَاصِمٌ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ، أَخْبَرْنَا ابْنُ قُدَامَةَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ

البرقاني، حدثنا أبو بكر الإِسْمَاعِيْلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الحَكَمِ، عَنْ ذَرٍّ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: إِنِّيْ أَجْنَبْتُ، فَلَمْ أَجِدِ المَاءَ. فَقَالَ عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ: أَمَا تَذْكُرُ أَنَّا كُنَّا فِي سَرِيَّةٍ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَجنَبتُ، وَأَنْتَ فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ، وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ، وَصَلَّيْتُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيْكَ هَذَا". وَضَرَبَ بِكَفَّيْهِ الأَرْضَ وَنَفَخَ فِيْهِمَا ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَكَفَّيْهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيْثِ غندر والقطان عن شعبة1.

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "1/ 63"، وأحمد "4/ 265، 320"، والبخاري "338-343" ومسلم "368" "112"، "113"، وأبو داود "326"، والنسائي "1/ 169، 170"، وابن ماجه "569" وأبو عوانة "1/ 306"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 112"، والدارقطني "1/ 183"، وابن الجارود "125"، والبيهقي في "السنن" "1/ 209، 216"، والبغوي "308" من طرق عن شعبة، به.

محمد بن بشر

1387- محمد بن بشر 1: "ع" ابن الفرافصة بن المختار بن رديح الحَافِظُ الإِمَامُ الثَّبْتُ أَبُو عَبْدِ اللهِ العَبْدِيُّ الكُوْفِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ المُعَدَّلِ الفَقِيْهُ: هُوَ ابْنُ عَمِّنَا نَجْتَمِعُ نَحْنُ، وَهُوَ فِي المُخْتَارِ. قُلْتُ: وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ. وَحَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَأَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَزَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَمُجَمِّعِ بنِ يَحْيَى وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، وَسَلاَّمِ بنِ أَبِي عَمْرَةَ، وَحَجَّاجٍ الصَّوَّافِ، وَحَجَّاجِ بنِ دِيْنَارٍ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَهَانِئ بنِ هَانِئ الجُهَنِيِّ، وَابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ وَشُعْبَةَ وَسُفْيَانَ، وَمِسْعَرٍ وَخَلْقٍ، وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ يَرْوِيَ عَنْ: إِسْحَاقَ بنِ سُلَيْمَانَ الدَّارِمِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: جَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ رَفِيْقُهُ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه، وَأَبُو بكر

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 394"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 87"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 195، 494"، "2/ 188، 220، 660"، "3/ 132، 201"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1167"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 302"، والكاشف "3/ ترجمة 4814"، والعبر "1/ 341"، وجامع التحصيل للعلائي "ترجمة 669"، وتهذيب التهذيب "9/ 73"، وتقريب التهذيب "2/ 147"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6080"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 7".

ابن أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخُوْهُ عُثْمَانُ وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى الصُّوْفِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ عَنْ سَمَاعِ مُحَمَّدِ بنِ بِشْرٍ مِنِ ابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ فَقَالَ: هُوَ أَحْفَظُ مَنْ كَانَ بِالكُوْفَةِ. الكُدَيْمِيُّ: عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجْنَا فِي جِنَازَةِ مِسْعَرٍ جَعَلْتُ أَتَطَاوَلُ فِي المَشْيِ، فَقُلْتُ: يَجِيْئُوْنِي: فَيَسْأَلُوْنِي عَنْ حَدِيْثِ مِسْعَرٍ. فَذَاكَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ العَبْدِيُّ بِحَدِيْثِ مِسْعَرٍ، فَأَغرَبَ عَلَيَّ سَبْعِيْنَ حَدِيْثاً لَمْ يَكُنْ عِنْدِي مِنْهَا إلَّا حَدِيْثٌ وَاحِدٌ. قَالَ البُخَارِيُّ، وغيره: مات سنة ثلاث ومائتين. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مَكْتُوْمٍ، وَعِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو العِزِّ بنُ عَسَاكِرَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ أَخْبَرَنَا الدَّاوُوْدِيُّ أَخْبَرْنَا ابْنُ حَمُّوَيْه أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ خُزَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قِيْلَ لِعُمَرَ: أَلاَ تَسْتَخْلِفُ? قَالَ: إِنْ أَتْرُكْ فَقَدْ تَرَكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ1. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حديث هشام.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 43"، وعبد بن حميد "32" من طريق محمد بن بشر، به، وأخرجه البخاري "7218"، ومسلم "1823" "11"، وأبو يعلى "206" من طرق عن هشام بن عروة، به.

عمر بن هارون

1388- عمر بن هارون 1: "ت، ق" ابن يزيد بن جابر بن سلمة الإِمَامُ، عَالِمُ خُرَاسَانَ أَبُو حَفْصٍ الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُم، البَلْخِيُّ، المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَعِشْرِيْنَ ومائة وارتحل وصنف وجمع. وَحَدَّثَ عَنْ: سَلَمَةَ بنِ وَرْدَانَ، وَعِيْسَى بنِ أَبِي عِيْسَى الحَنَّاطِ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ صِغَارِ التَّابِعِيْنَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ وَلاَزمَهُ سَنَوَاتٍ وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ رَافِعٍ المَدَنِيِّ، وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو وَعُثْمَانَ بنِ الأَسْوَدِ، وَمَعْرُوْفِ بنِ خَرَّبُوْذَ، وَقُرَّةَ بنِ خَالِدٍ وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ الأَيْلِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَالأَوْزَاعِيِّ وَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ وَثَوْرِ بنِ يَزِيْدَ، وَحَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، وَتَلاَ عَلَيْهِ وَهَمَّامِ بنِ يَحْيَى، وَشُعْبَةَ وَالثَّوْرِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَعَنْهُ: هِشَامُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الرَّازِيُّ، وَعَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَجُمْعَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ البَلْخِيُّ، وَعَمْرُو بنُ رَافِعٍ القَزْوِيْنِيُّ وَمُحَمَّدُ بن أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ وَهَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، وَقُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ وَأَبُو طَاهِرٍ بنُ السَّرْحِ، وَسُرَيْجُ بنُ يُوْنُسَ وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ وَأَحْمَدُ بنُ نَاصِحٍ المَصِّيْصِيُّ، وَالجَارُوْدُ بنُ مُعَاذٍ البَلْخِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ المَصَاحِفِيُّ البَلْخِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ سَلْمٍ وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الذُّهْلِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. إلَّا أَنَّهُ عَلَى سَعَةِ عِلْمِهِ سَيِّئُ الحِفْظِ، فَلَمْ يَرْوِهِ حُجَّةً وَلاَ عُمدَةً. قَالَ البُخَارِيُّ: تَكَلَّمَ فِيْهِ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ كَثِيْراً، وَتَرَكُوا حَدِيْثَهُ. رَوَى أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، عَنْ أَبِي غَسَّانَ زُنَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بنُ هَارُوْنَ: أَلْقَيْتُ مِنْ حَدِيْثِي سَبْعِيْنَ أَلْفاً: لأَبِي جُزْءٍ عِشْرِيْنَ أَلْفاً، وَلِعُثْمَانَ البُرِّيِّ كَذَا، وَكَذَا. فَقَالَ: يَا أَبَا غَسَّانَ! مَا كَانَ حَالُهُ? قَالَ: قَالَ بَهْزٌ: أرى يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ حَسَدَهُ فَقَالَ: أَكْثَرَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. مَنْ لَزِمَ رَجُلاً اثْنَيْ عَشَرَ سَنَةً، لاَ يُرِيْدُ أَنْ يُكْثِرَ عَنْهُ! قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ تُعِيْنُهُ عَلَى الكِتَابِ. قُلْتُ: مَا أَعْتَقِدُ أَنَّهُ أَقَامَ بِمَكَّةَ هَذَا إلَّا أَنْ يَكُوْنَ نَحْوَ سَنَةٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَذَكَرَ مُسْلِمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَلْخِيُّ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ تَزَوَّجَ أُمَّ عُمَرَ بنَ هَارُوْنَ فَمِنْ هُنَالِكَ أَكْثَرَ السَّمَاعَ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُقَالُ: إِنَّهُ لَقِيَ ابْنَ جُرَيْجٍ، وَكَانَ حَسَنَ الوَجْهِ فَسَأَلَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَلَكَ أُخْتٌ? قَالَ: نَعَمْ فَتَزَوَّجَ بِأُخْتِهِ فَقَالَ: لَعَلَّ هَذَا الحُسْنَ يَكُوْنُ فِي أُخْتِهِ كَمَا هُوَ فِي أَخِيْهَا. فَتَفَرَّدَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَرَوَى عَنْهُ أَشْيَاءَ لَمْ يَرْوِهَا غَيْرُه. قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ عَنْ سَعِيْدِ بنِ زَنْجَلٍ: سَمِعْتُ صَاحِباً لَنَا يُقَالُ لَهُ: بُوْرُ بنُ الفَضْلِ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ ذَكَرَ عُمَرَ بنَ هَارُوْنَ، فَقَالَ: كَانَ عِنْدَنَا أَحْسَنَ أَخْذاً مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 374"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 475" والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1192"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 765"، والمجروحين لابن حبان "2/ 90"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1201"، وتاريخ بغداد "11/ 187"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 323"، والكاشف "2/ ترجمة 4184"، والمغني "2/ ترجمة 4568"، والعبر "1/ 316" وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6237"، وتهذيب التهذيب "7/ 501"، وتقريب التهذيب "2/ 64"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5242".

وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ: كَانَ كَثِيْرَ السَّمَاعِ. رَوَى عَنْهُ: عَفَّانُ وَقُتَيْبَةُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: إِنَّ مُرْجِئَةَ بَلْخَ كَانُوا يَقَعُوْنَ فِيْهِ، وَكَانَ أَبُو رَجَاءٍ يَعْنِي: قُتَيْبَة يُطْرِيهِ، وَيُوَثِّقُهُ. وَذُكِرَ عَنْ وَكِيْعٍ أَنَّهُ قَالَ: عُمَرُ بنُ هَارُوْنَ مر بنا، وبات عندنا وكان يُزَنُّ بِالحِفْظِ، وَسَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ يَقُوْلُ: كَانَ عُمَرُ بنُ هَارُوْنَ شَدِيْداً عَلَى المُرْجِئَةِ وَيَذكُرُ مَسَاوِئَهُم وَبَلاَيَاهُم، فَكَانَتْ بَيْنَهُم عَدَاوَةٌ لِذَلِكَ. قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالقِرَاءاتِ وَكَانَ القُرَّاءُ يَقْرَؤُونَ عَلَيْهِ وَيَخْتَلِفُوْنَ إِلَيْهِ فِي حُرُوْفِ القُرْآنِ، وَسَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ يَقُوْلُ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ فَقُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ بنَ هَارُوْنَ قَدْ أَكْثَرْنَا عَنْهُ، وَبَلَغَنَا أَنَّكَ تَذْكُرُهُ. قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مَا قُلْتُ فِيْهِ إلَّا خَيْراً. قُلْتُ: بَلَغَنَا أَنَّكَ قُلْتَ: رَوَى عَنْ فُلاَنٍ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ? قَالَ: يَا سُبْحَانَ اللهِ! مَا قُلْتُ أَنَا ذَا قَطُّ وَلَوْ رَوَى مَا كَانَ عِنْدَنَا بِمُتَّهَمٍ. عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الهِسِنْجَانِيُّ: عَنْ يَحْيَى بنِ المُغِيْرَةِ الرَّازِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يَغْمِزُ عُمَرَ بنَ هَارُوْنَ فِي سَمَاعِه مِنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ عُمَرُ يَرْوِي عَنْهُ نَحْوَ سِتِّيْنَ حَدِيْثاً. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: عُمَرُ بنُ هَارُوْنَ كَذَّابٌ، قَدِمَ مَكَّةَ وَقَدْ مَاتَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ فَحَدَّثَ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: تَكَلَّمَ فِيْهِ ابْنُ المُبَارَكِ فَذَهَبَ حَدِيْثُهُ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: قُلْتُ لأَبِي: إِنَّ أَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجَّ حَدَّثَنَا عَنْ عُمَرَ بنِ هَارُوْنَ، فَقَالَ: هُوَ ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ بَخَسَهُ ابْنُ المُبَارَكِ بَخْسَةً فَقَالَ: يَرْوِي عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَقَدْ قَدِمْتُ قَبْلَ قُدُوْمِهِ، فَكَانَ جَعْفَرٌ قَدْ تُوُفِّيَ. قُلْتُ: هَذَا مُنْقَطِعٌ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ وَلاَ يَصِحُّ فَقَدْ قَدِمَ ابْنُ المُبَارَكِ، وَحَجَّ قَبْلَ مَوْتِ جَعْفَرٍ بِسَنَوَاتٍ. العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا البَلْخِيُّ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قُلْتُ لِجَرِيْرٍ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ هَارُوْنَ عَنِ القَاسِمِ بنِ مَبْرُوْرٍ قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيْلُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "إِنَّ كَاتِبَكَ هَذَا أَمِيْنٌ"1. يَعْنِي: مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لِي جَرِيْرٌ: اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: كَذَبْتَ. قَالَ المَرُّوْذِيُّ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عَنْ عُمَرَ بنِ هَارُوْنَ فَقَالَ: مَا أَقدِرُ أَنْ أَتَعَلَّقَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ كَتَبْتُ عَنْهُ حَدِيْثاً كَثِيْراً. فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ كَانَتْ لَهُ قِصَّةٌ مَعَ ابْنِ مَهْدِيٍّ. قَالَ: بلغني أنه كان

_ 1 باطل: أخرجه الطبراني في "الأوسط" وفي إسناده مجاهيل. وقال في "الميزان": باطل. وقال ابن عدي: باطل.

يَحْمِلُ عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ مَنْ يَحكِي عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ: أَنَّهُ قَدِمَ عَلَيْهِم عُمَرُ بنُ هَارُوْنَ البَصْرَةَ، وَهُوَ شَابٌّ، فَذَاكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَكَتَبَ عَنْهُ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ: مِنْهَا حَدِيْثٌ عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بنِ عَبْدِ اللهِ الحَضْرَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو فِي شُرْبِ العَصِيْرِ، وَمِنْهَا: عَنْ عَبْدِ المَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ فِي الحَفَّارِ يَنْسَى الفَأْسَ فِي القَبْرِ، وَحَدِيْثٌ آخَرُ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ زَمَانٍ، قَدِمَ فَأَتَى رَجُلٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: إِنَّكَ كَتَبْتَ عَنْ هَذَا أَشْيَاءَ فَأَعْطَاهُ الرُّقعَةَ فَذَهَبَ إِلَيْهِ، فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيْثِ يَحْيَى بنِ أَبِي عَمْرٍو، فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئاً إِنَّمَا كَانَ هَذَا في الحداثة. وسأله عن حديث عَبْدِ المَلِكِ فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ إِنَّمَا حَدَّثَنِيْهِ فُلاَنٌ، عَنْهُ فَأَتَى الرَّجُلُ ابْنَ مَهْدِيٍّ فَأَخْبَرَهُ فَنَالَ مِنْهُ، وَتَكَلَّمَ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: كَانَ أَكْثَرُ مَا يُحَدِّثُنَا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَرَوَى عَنِ: الأَوْزَاعِيِّ قِيْلَ لَهُ: فَتَرْوِي عَنْهُ? فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ رَوَيتُ عَنْهُ شَيْئاً. وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: عُمَرُ بنُ هَارُوْنَ لاَ أَرْوِي عَنْهُ، وَقَدْ أَكْثَرتُ عَنْهُ، وَلَكِنْ كَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ لَهُ قِيْمَةٌ عِنْدِي، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي بِأَحَادِيْثَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَرَّةً أُخْرَى، حَدَّثَنِي بِهَا عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أُوْلِئَكَ فَتَرَكْتُ حَدِيْثَهُ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ حِبَّانَ: وَجَدتُ بِخَطِّ جَدِّي: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: عُمَرُ بنُ هَارُوْنَ البَلْخِيُّ: كَذَّابٌ خَبِيثٌ لَيْسَ حَدِيْثُهُ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبتُ عَنْهُ، وَبِتُّ عَلَى بَابِهِ بِبَابِ الكُوْفَةِ، وَذَهَبْنَا مَعَهُ إِلَى النَّهْرَوَانِ، ثُمَّ تَبَيَّنَ لَنَا أَمرُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَحَرَّقْتُ حَدِيْثَهُ كُلَّهُ مَا عِنْدِي عَنْهُ كَلِمَةٌ إلَّا أَحَادِيْثُ عَلَى ظَهْرِ دَفْتَرٍ خَرَّقْتُها كُلَّهَا. قُلْتُ لأَبِي زَكَرِيَّا: مَا تَبَيَّنَ لَكُم مِنْ أَمرِهِ? قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ وَلَمْ أَسْمَعْه مِنْهُ، وَلَكِنَّ هَذَا مَشْهُوْرٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا فَحَدَّثَنَا عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ فَنَظَرْنَا إِلَى مَوْلِدِهِ، وَإِلَى خُرُوْجِه إِلَى مَكَّةَ فَإِذَا جَعْفَرٌ قَدْ مَاتَ قَبْلَ خُرُوْجِهِ. وَرَوَى عَبَّاسٌ وَأَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَرَوَى ابْنُ مُحْرِزٍ وَالغَلاَبِيُّ عن يحيى: ليس بثقة. وعن يحيى أَيْضاً: ضَعِيْفٌ. وَعَنْهُ: كَانَ يَكْذِبُ. وَسُئِلَ عَنْهُ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ فَضَعَّفَهُ جِدّاً. وَقَالَ أَبُو زرعة: سمعت إبراهيم بن موسى وقيل لَهُ: لِمَ لاَ تُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بنِ هَارُوْنَ? فَقَالَ: النَّاسُ تَرَكُوا حَدِيْثَهُ. وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى قَالَ: كَتَبتُ عَنْهُ حُزْمَةً، وَلاَ أُحَدِّثُ عَنْهُ بِشَيْءٍ.

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ: لَمْ يَقنَعِ النَّاسُ بِحَدِيْثِهِ وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ وَالنَّسَائِيُّ: مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: فِيْهِ ضَعْفٌ وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ: مَتْرُوْكٌ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيْفٌ وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: لاَ شَيْءَ حَدَّثَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَالأَوْزَاعِيِّ، وَشُعْبَةَ بِالمَنَاكِيْرِ. وَقَالَ أَبُو عِيْسَى فِي جَامِعِهِ: سَمِعْتُ مُحَمَّداً يَقُوْلُ: مُقَارَبُ الحَدِيْثِ لاَ أَعْرِفُ لَهُ حَدِيْثاً لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ إلَّا هَذَا. رَوَاهُ: التِّرْمِذِيُّ عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْخُذُ مِنْ لِحْيَتِهِ مِنْ عَرْضِهَا وَمِنْ طُوْلِهَا1. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: لاَ نَعْرِفُهُ إلَّا مِنْ حَدِيْثِ عُمَرَ، وَرَأَيْتُ مُحَمَّداً حَسَنَ الرَّأْيِ فِيْهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ: كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ المُعْضِلاَتِ، وَيَدَّعِي شُيُوْخاً لَمْ يَرَهُم. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ حَسَنَ الرَّأْيِ فِيْهِ. قُلْتُ: هَذِهِ رِوَايَةُ قُتَيْبَةَ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ وَقَدْ رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْهُ أَنَّهُ اتَّهَمَهُ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو السَّوِيْقِيُّ: شَهِدتُ عُمَرَ بنَ هَارُوْنَ بِبَغْدَادَ، وَهُوَ يُحَدِّثُهُم فَسُئِلَ عَنْ حَدِيْثٍ لابْنِ جُرَيْجٍ رَوَاهُ عَنْهُ الثَّوْرِيُّ، لَمْ يُشَارَكْ فِيْهِ فَحَدَّثَهُم بِهِ فَرَأَيتُهُم مَزَّقُوا عَلَيْهِ الكُتُبَ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَفَضْلٍ وَسَخَاءٍ وَكَانَ أَهْلُ بَلَدِهِ يُبْغِضُونَهُ لِتَعَصُّبِهِ فِي السُّنَّةِ، وَذَبِّهِ عَنْهَا وَلَكِنْ كَانَ شَأْنُهُ فِي الحَدِيْثِ مَا وَصَفْتُ، وَالمَنَاكِيْرُ فِي حَدِيْثِهِ تَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فِيْهِ. قَالَ: وَقَدْ حَسَّنَ القَوْلَ فِيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوْخِنَا، كَانَ يَصِلُهُم فِي كُلِّ سَنَةٍ بِصِلاَتٍ كَبِيْرَةٍ مِنَ الدَّرَاهِمِ وَالثِّيَابِ وَيَبْعَثُهَا إِلَيْهِم مِنْ بَلْخَ إِلَى بَغْدَادَ فِي كُلِّ سَنَةٍ. وَقَدْ رَوَى عَنِ: الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَرْتَادُ لِبَوْلِهِ كَمَا يَرْتَادُ أحدكم لصلاته2.

_ 1 موضوع: أخرجه الترمذي "2762"، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" "3/ 195" من طريق هناد بن السري قال: حدثنا عمر بن هارون، عن أسامة بن زيد، به. قلت: إسناده موضوع، آفته عمر بن هارون، ترك الناس حديثه كما علمت من ترجمتة المؤلف له. 2 ضعيف: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "2/ 91" من طريق حامد بن يحيى البلخي، حدثنا عمر بن هارون، به. قلت: إسناده تالف موضوع، آفته عمر بن هارون، وقد علمت حاله من هذه الترجمة. وقد ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته في "الميزان"، وعده من جملة منكراته. وورد عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا بلفظ: "إذا أراد أحدكم أن يبول فَلْيَرْتَدْ لبوله موضعا". أخرجه أبو داود "3"، والبيهقي "1/ 92، 94"، وفيه الشيخ المبهم، فالإسناد ضعيف.

قُلْتُ: مِمَّنْ قَوَّى أَمرَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ، فَرَوَى له في المختصر حديثًا في البسملة1. وقال عَلِيُّ بنُ الفَضْلِ بنِ طَاهِرٍ البَلْخِيُّ: مَاتَ عُمَرُ بِبَلْخَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، أَوَّلَ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ سَنَةً، وَكَانَ يَخْضِبُ هَكَذَا أَخْبَرَنِي: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ مُسْلِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ. ثُمَّ قَالَ: وَرَأَيْتُ فِي كِتَابٍ أَنَّهُ عَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الأَنْصَارِيُّ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ بَاسَوَيْه المُقْرِئُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُسْلِمٍ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَرْخِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَسْعَدَةَ أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا بُهْلُوْلُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَاتِمٍ الطَّوِيْلُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ هَارُوْنَ عَنْ ثور، عن يزيد بن شريح عَنْ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ عَنِ النَّوَّاسِ بنِ سَمْعَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَبُرَتْ خِيَانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ حَدِيْثاً هُوَ لَكَ مُصَدِّقٌ، وَأَنْتَ لَهُ كَاذِبٌ"2. يزيد: وثق.

_ 1 منكر: أخرجه ابن خزيمة "493"، والحاكم "1/ 232" من طريق خالد بن خداش أخبرنا عمر بن هارون، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم فعدها آية، والحمد لله رب العالمين، آيتين، وإياك نستعين، وجمع خمس أصابعه". قلت: إسناده واه بمره، فإن عمر بن هارون ترك الناس حديثه كما علمت من ترجمة المؤلف له. وهذا الحديث يخالف الحديث الصحيح الثابت الذي رواه مسلم "399" بإسناده عن أنس قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم". يقول محمد أيمن الشبراوي: فعل هذا فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبا بكر، عمر، وعثمان كانوا يسرون بقراءة البسملة ولا يجهرون بها، فثبت بذلك نكارة حديث الجهر بالبسملة والله تعالى أعلى وأعلم. 2 ضعيف: أخرجه أحمد "4/ 183" من طريق عمر بن هارون، به. وهذا إسناد ضعيف جدا، آفته عمر بن هارون هذا. فإنه متروك. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" "393"، وأبو داود "4971" حدثنا حيوة بن شريح الحضرمي إمام مسجد حمص، حدثنا بقية بن الوليد، عن ضبارة بن مالك الحضرمي، عن أبيه، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عن أبيه، عن سفيان بن أسيد الحضرمي قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول فذكره. قلت: إسناده ضعيف، فيه ثلاث علل: الأولى: بقية بن الوليد، مدلس، يدلس تدليس التسوية، وقد عنعنه. العلة الثانية: ضبارة بن عبد الله بن مالك بن أبي السليك الحضرمي أبو شريح الحمصي، مجهول كا قال الحافظ في "التقريب". العلة الثالثة: مالك بن أبي السليك الحضرمي، مجهول كما قال الحافظ في "التقريب".

قَرَأْتُ عَلَى عِيْسَى بنِ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا مَنْصُوْرُ بنُ سَنَدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الحَافِظُ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَيْثَمِ الوَاعِظُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعِ مائَةٍ حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بنُ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ هَارُوْنَ البَلْخِيُّ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ، عَنْ مَكْحُوْلٍ عَنِ النَّوَّاسِ بنِ سَمْعَانَ الكِلاَبِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُوْرِهَا" 1.

_ 1 صحيح بطرقة: وهذا إسناد ضعيف جدا، آفته عمر بن هارون فإنه متروك كما علمت. وقد ورد من طريق صخر الغامدي، وابن عمر، وأبي هريرة، وجابر، وابن عباس، وأبي بكرة -رضي الله عنهم أجمعين- أما حديث صخر الغامدي: فهو عند أحمد "3/ 147، 431"، "4/ 390"، وابن أبي شيبة "12/ 516"، وسعيد بن منصور "2382"، وأبي داود "2606"، والترمذي "1212"، وابن ماجه "2236"، وإسناده ضعيف، فيه عمارة بن حديد، فإنه مجهول قال أبو زرعة: لا يعرف. وقال أبو حاتم: مجهول. وأما حديث ابن عمر -رضي الله عنهما: فهو عند ابن ماجه "2238"، والطبراني "13390"، وإسنادهما ضعيف. وأما حديث أبي هريرة -رضي الله عنهما-: فهو عند ابن ماجه "2237"، وهو ضعيف. وأما حديث جابر -رضي الله عنه-: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" "996". وأما حديث ابن عباس -رضي الله عنهما: فهو عند الطبراني "12966". وأما حديث أبي بكرة -رضي الله عنه-: فهو عند الطبراني في "الأوسط" "2975". كما روي عن كعب بن مالك: عند الطبراني في "الكبير" "19/ 156". وعن ابن مسعود: عند الطبراني في "الكبير" "10490".

أبو أسامة

1389- أبو أسامة: 2 "ع". حماد بن أسامة بن زيد، الكوفي الحَافِظُ، الثَّبْتُ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَيُقَالُ: وَلاَؤُهُ لِزَيْدِ بنِ عَلِيٍّ. وَقِيْلَ: بَلْ مَوْلَى الحَسَنِ بن سعد مولى الحسن بن علي.

_ 1 صحيح بطرقة: وهذا إسناد ضعيف جدا، آفته عمر بن هارون فإنه متروك كما علمت. وقد ورد من طريق صخر الغامدي، وابن عمر، وأبي هريرة، وجابر، وابن عباس، وأبي بكرة -رضي الله عنهم أجمعين- أما حديث صخر الغامدي: فهو عند أحمد "3/ 147، 431"، "4/ 390"، وابن أبي شيبة "12/ 516"، وسعيد بن منصور "2382"، وأبي داود "2606"، والترمذي "1212"، وابن ماجه "2236"، وإسناده ضعيف، فيه عمارة بن حديد، فإنه مجهول قال أبو زرعة: لا يعرف. وقال أبو حاتم: مجهول. وأما حديث ابن عمر -رضي الله عنهما: فهو عند ابن ماجه "2238"، والطبراني "13390"، وإسنادهما ضعيف. وأما حديث أبي هريرة -رضي الله عنهما-: فهو عند ابن ماجه "2237"، وهو ضعيف. وأما حديث جابر -رضي الله عنه-: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" "996". وأما حديث ابن عباس -رضي الله عنهما: فهو عند الطبراني "12966". وأما حديث أبي بكرة -رضي الله عنه-: فهو عند الطبراني في "الأوسط" "2975". كما روي عن كعب بن مالك: عند الطبراني في "الكبير" "19/ 156". وعن ابن مسعود: عند الطبراني في "الكبير" "10490". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 394"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 113"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 63، 188، 220"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 600"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة رقم 301"، والعبر "1/ 335"،، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2235"، والكاشف "1/ ترجمة 1221"، وتهذيب التهذيب "3/ 2"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1589"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 2".

وُلِدَ فِي حُدُوْدِ العِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ "عَنْ": هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَابْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَإِدْرِيْسَ بنِ يَزِيْدَ الأَوْدِيِّ، وَأَجْلَحَ الكِنْدِيِّ، وَأَحْوَصَ بنِ حَكِيْمٍ الشَّامِيِّ، وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ، وَبُرَيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَبَهْزِ بنِ حَكِيْمٍ، وَحَاتِمِ بنِ أَبِي صَغِيْرَةَ، وَحَبِيْبِ بنِ الشَّهِيْدِ، وَالحَسَنِ بنِ الحَكَمِ النَّخَعِيِّ، وَسَعْدِ بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَحُسَيْنِ بنِ ذَكْوَانَ المُعَلِّمِ وَسَعِيْدٍ الجُرَيْرِيِّ، وَطَلْحَةَ بنِ يَحْيَى وَمُجَالدٍ وَعَوْفٍ وَهَاشِمِ بنِ هَاشِمٍ الزُّهْرِيِّ وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، وَفُضَيْلِ بنِ مَرْزُوْقٍ وَمَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ وَابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَشُعْبَةَ وَسُفْيَانَ وَسُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ وَمُسَاوِرٍ الوَرَّاقِ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ وَالشَّافِعِيُّ وَقُتَيْبَةُ وَالحُمَيْدِيُّ، وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَأَبُو خيثمة وإبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِيُّ، وَابْنَا الدَّوْرَقِيِّ وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَالحَسَنُ الحُلْوَانِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ وَدُحَيْمٌ، وَعُبَيْدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المَخْزُوْمِيُّ، وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ كَرَامَةَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. رَوَى حَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ أَبُو أُسَامَةَ ثِقَةٌ، كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِأُمُوْرِ النَّاسِ وَأَخْبَارِ أَهْلِ الكُوْفَةِ، مَا كَانَ أَرْوَاهُ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ ثَبْتاً مَا كَانَ أَثبتَهُ! لاَ يَكَادُ يُخْطِئُ، وَقَالَ أَيْضاً: سُئِلَ أَبِي عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، وَابْنِ أُسَامَةَ فَقَالَ: أَبُو أُسَامَةَ أَثْبَتُ مِنْ مائَةٍ مِثْلِ أَبِي عَاصِمٍ، كَانَ أَبُو أُسَامَةَ ضَابِطاً صَحِيْحَ الكِتَابِ كَيِّساً صَدُوْقاً. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، وَعَبْدَةَ قَالَ: مَا مِنْهُمَا إلَّا ثِقَةٌ. عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ بِأُصْبُعَيَّ هَاتَيْنِ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ، وَسَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ. وَقَالَ ابْنُ الفُرَاتِ: كَانَ عِنْدَ أَبِي أُسَامَةَ سِتُّ مائَةِ حَدِيْثٍ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ. وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: كَانَ أَبُو أُسَامَةَ فِي زَمَانِ سُفْيَانَ يُعَدُّ مِنَ النُّسَّاكِ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ يَحْيَى بنِ يَمَانٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: مَا

بِالكُوْفَةِ شَابٌّ أَعقَلُ مِنْ أَبِي أُسَامَةَ. ثُمَّ قَالَ العِجْلِيُّ: مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَمائَتَيْنِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَلِيٍّ العَبَّاسِيُّ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعاً. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، فِيْمَا قِيْلَ. قُلْتُ: حَدِيْثُهُ فِي جَمِيْعِ الصِّحَاحِ، وَالدَّوَاوِيْنِ، وَهُوَ مِنْ نُظَرَاءِ وَكِيْعٍ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ هِلاَلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْكُم مِنْ أَحَدٍ إلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حَاجِبٌ وَلاَ تَرْجُمَانُ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إلَّا النَّارَ فَاتَّقُوا النَّارَ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ1 وَقَعَ لَنَا مُخْتَصَراً.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6539"، ومسلم "1016" "67"، والترمذي "2415".

أبو نواس

1390- أبو نواس 1: رَئِيْسُ الشُّعَرَاءِ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ هَانِئ الحكمي، وقيل: ابن وهب، وُلِدَ بِالأَهْوَازِ وَنَشَأَ بِالبَصْرَةِ، وَسَمِعَ مِنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَطَائِفَةٍ. وَتَلاَ عَلَى يَعْقُوْبَ وَأَخَذَ اللُّغَةَ عَنْ: أَبِي زِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ وَغَيْرِهِ. وَمَدَحَ الخلفاء والوزراء، ونظمه في الذروة حتى قال فِيْهِ أَبُو عُبَيْدَةَ شَيْخُهُ: أَبُو نُوَاسٍ لِلْمُحْدَثِيْنَ، كَامْرِئِ القَيْسِ لِلْمُتَقَدِّمِيْنَ. قِيْلَ: لُقِّبَ بِهَذَا، لِضَفِيْرَتَيْنِ كَانَتَا تَنُوْسَانِ عَلَى عَاتِقَيْهِ أَيْ: تَضْطَرِبُ، وَهُوَ مِنْ مَوَالِي الجَرَّاحِ الحِكَمِيِّ، أَمِيْرِ الغُزَاةِ وَهُوَ القَائِلُ: سُبْحَانَ ذِي المَلِكُوتِ أَيَّةُ لَيْلَةٍ ... مَخَضَتْ صَبِيْحَتُهَا بِيَوْمِ المَوْقِفِ لَوْ أَنَّ عَيْناً وَهَّمَتْهَا نَفْسُهَا ... مَا فِي المَعَادِ مُحَصَّلاً لَمْ تَطْرِفِ

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "20/ 61"، وتاريخ بغداد "7/ 436"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 170"، والعبر "1/ 321"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 345"، وخزانة الأدب للبغدادي "1/ 168".

وَلَهُ: أَلاَ كُلُّ حَيٍّ هَالكٌ وَابْنُ هَالكٍ ... وَذُو نَسَبٍ فِي الهَالِكِيْنَ عَرِيقِ إِذَا امْتَحَنَ الدُّنْيَا لَبِيْبٌ تَكَشَّفَتْ ... لَهُ عَنْ عَدُوٍّ فِي ثِيَابِ صَدِيْقِ وَلأَبِي نُوَاس أَخْبَارٌ وَأَشعَارٌ رَائِقَةٌ فِي الغَزَلِ وَالخُمُوْرِ، وَحُظْوَةٌ فِي أَيَّامِ الرَّشِيْدِ، وَالأَمِيْنِ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَقِيْلَ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ عفا الله عنه وَلَهُ وَهُوَ حَدَثٌ: حَامِلُ الهَوَى تَعِبُ ... يَسْتَخِفُّهُ الطَّرَبُ إِنْ بَكَى يَحِقُّ لَهُ ... لَيْسَ مَا بِهِ لَعِبُ تَضْحَكِيْنَ لاَهِيَةً ... وَالمُحِبُّ يَنْتَحِبُ تَعْجَبِيْنَ مِنْ سَقَمِي ... صِحَّتِي هِيَ العَجَبُ وَيُقَالُ: مَا رُؤِيَ أَحْفَظُ مِنْ أَبِي نُوَاسٍ مَعَ قِلَّةِ كُتُبِهِ، وَشِعرُهُ عَشْرَةُ أَنْوَاعٍ، وَقَدْ بَرَّزَ فِي العَشْرَةِ. اعْتَنَى الصُّوْلِيُّ، وَغَيْرُهُ بِجَمْعِ دِيْوَانِهِ، فَلِذَلِكَ يَخْتَلِفُ دِيْوَانُهُ. وَقَدْ سَجَنَهُ الأَمِيْنُ لأَمرٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: وَحَيَاةِ رَأْسِكَ لاَ أَعُو ... دُ لِمِثْلِهَا مِنْ خَوْفِ بَاسِكْ مَنْ ذَا يَكُوْنُ أَبَا نوا ... سك إن قتلت أبا نواسك

الجرمي

1391- الجرمي 1: "س" الشَّيْخُ الإِمَامُ القُدْوَةُ الرَّبَانِيُّ أَبُو يَزِيْدَ القاسم بن يزيد الجرمي الموصلي. حَدَّثَ عَنْ: ثَوْرِ بنِ يَزِيْدَ، وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَأَفْلَحَ بنِ حُمَيْدٍ، وَشِبْلِ بنِ عَبَّادٍ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ نَافِعٍ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ، وَصَالِحٌ وَعَبْدُ اللهِ ابْنَا عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَبِي خِدَاشٍ، وَعَلِيِّ بنِ حَرْبٍ وَأَخُوْهُ أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ المَوَاصِلَةُ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ فِي تَارِيْخِ المَوْصِلِ: كَانَ زَاهِداً وَرِعاً، مِنْ أَصْحَابِ سُفْيَانَ، رَحَلَ وَكَتَبَ عَمَّنْ لَحِقَ مِنَ الحِجَازِيِّينَ، وَالكُوْفِيِّيْنَ، وَالبَصْرِيِّينَ، وَالشَّامِيِّينَ، وَالمَوْصِلِيِّينَ، وَكَانَ حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ مُتَفَقِّهاً. قَالَ بِشْرُ بنُ الحَارِثِ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّ قَاسِماً الجَرْمِيَّ مِنَ الأَبْدَالِ كَانَ لاَ يُشْبِهُهُم يَعْنِي: رِفَاقَهُ فِي الزِّيِّ يَلْبَسُ دُوْنَ المُعَافَى، وَزَيْدِ بنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ: دَخَلْتُ مَنْزِلَ قَاسِمِ بنِ يَزِيْدَ فَرَأَيْتُ خُرْنُوباً فِي زَاوِيَةِ البَيْتِ، كَانَ يَتَقَوَّتُ مِنْهُ وَسَيْفاً وَمُصْحفاً. قَالَ: وَرُئِيَ قَاسِمٌ كَأَنَّ المَوْصِلَ عَلَى كَتِفِهِ، قَدْ أَخَذَهَا مِنْ كَتِفِ فَتْحٍ المَوْصِلِيِّ فَفَسَّرَهَا قَاسِمٌ عَلَى رَجُلٍ عَابرٍ فَقَالَ: المَوْصِلُ يَقُوْمُ بِفَتْحٍ فَيَمُوْتُ وَيَقُوْمُ بِكَ. قَالَ بِشْرٌ الحَافِي: كَانَ قَاسِمٌ يَحْفَظُ المَسَائِلَ، وَالحَدِيْثَ قَالَ لَنَا المُعَافَى: اسْمَعُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ الأَمِيْنُ المَأْمُوْنُ. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي تَارِيْخِهِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ المُغِيْرَةِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ بِشْرٍ الحَافِي: أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ أَصْحَابُ سُفْيَانَ فَأَجْمَعُوا عَلَى تَفْضِيْلِ المُعَافَى بنِ عِمْرَانَ. فَقَالَ بِشْرٌ: رُزِقَ المُعَافَى شُهرَةً، وَمَا رَأَتْ عَيْنَايَ مِثْلَ قَاسِمٍ الجَرْمِيِّ رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ هِشَامُ بنُ بَهْرَامَ: سَمِعْتُ قَاسِماً الجَرْمِيَّ يَقُوْلُ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ. قَالَ عَلِيٌّ الخَوَّاصُ: تُوُفِّيَ قَاسِمٌ الجَرْمِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَلَمْ أَشْهَدْ جِنَازَتَهُ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الخَلاَّلِ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الصَّوَّافُ، وَالمُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ العَبَّادَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ بِسَامَرَّاءَ، حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ يَزِيْدَ، عَنْ صَدَقَةَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَائِشَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إذا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يُجَامِعَ أَهْلَهُ، اتَّخَذَتْ أَهْلُهُ خِرْقَةً فَإِذَا فَرَغَ نَاوَلَتْهُ فَمَسَحَ عَنْهُ الأَذَى، ومسحت ثم صليا في ثوبهما ذاك"2.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 764"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 703"، وتاريخ بغداد "12/ 426"، والكاشف "2/ ترجمة 4609"، وتهذيب التهذيب "8/ 341"، وتقريب التهذيب "2/ 121"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5818"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 341". 2 ضعيف: في إسناده صدقة، وهو ابن عبد الله السمين، أبو معاوية الدمشقي، أجمعوا على ضعفه. وقد ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" "1/ 1245" وقال: قال أبي: إنما هو عن عائشة موقوف.

حذيفة بن قتادة

1392- حُذَيْفَةُ بنُ قَتَادَةَ 1: المَرْعَشِيُّ، أَحَدُ الأَوْلِيَاءِ. صَحِبَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ وَرَوَى عَنْهُ. قَالَ رَفِيْقُهُ يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَوْ أَصَبْتُ مَنْ يُبْغِضُنِي عَلَى الحقِيْقَةِ فِي اللهِ لأَوجَبتُ عَلَى نفسي حبه2. وَقَالَ ابْنُ خُبَيْقٍ: قَالَ حُذَيْفَةُ: إِنْ لَمْ تَخْشَ أَنْ يُعَذِّبَكَ اللهُ عَلَى أَفْضَلِ عَمَلِكَ، فَأَنْتَ هَالِكٌ3. وَعَنْهُ قَالَ: أَعْظَمُ المَصَائِبِ قَسَاوَةُ القَلْبِ. وَعَنْهُ: جِمَاعُ الخَيْرِ فِي حَرْفَينِ: حِلُّ الكسرة وإخلاص العمل لله4.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "8/ ترجمة 404". 2 ذكره أبو نعيم في: "الحلية" "8/ 268". 3 ذكره أبو نعيم في: "الحلية" "8/ 268". 4 ذكره أبو نعيم في: "الحلية" "8/ 270".

السفياني

1393- السُّفْيَانِيُّ 1: الأَمِيْرُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ القُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ وَيُعْرَفُ: بِأَبِي العَمَيْطَرِ. كَانَ سَيِّدَ قَوْمِهِ وَشَيْخَهُم فِي زَمَانِهِ، بُوْيِعَ بِالخِلاَفَةِ بِدِمَشْقَ زَمَنَ الأَمِيْنِ، وَغَلَبَ عَلَى دِمَشْقَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ، وَدَارُهُ غَرْبِيِّ الرَّحْبَةِ كَانَتْ. حَكَى عَنِ: المَهْدِيِّ، وَابْنِ عُلاَثَةَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ. قَالَ الهَيْثَمُ بنُ مَرْوَانَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ شَيْخاً مِنْ قريش أثق به، يقول: سأل المهدي بن عُلاَثَةَ: لِمَ رَدَدْتَ شَهَادَةَ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: لأَنَّهُ كَانَ لاَ يَرَى جُمُعَةً وَلاَ جَمَاعَةً. فسألت أبا مسهر: مَنِ الشَّيْخُ? قَالَ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ.

_ 1 ترجمته في العبر "1/ 317"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 342".

وَقَالَ الزُّبَيْرُ: كَانَتْ أُمُّ أَبِي العَمَيْطَرِ هِيَ نَفِيْسَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ. فَقِيْلَ: كَانَ يَفتَخِرُ. وَيَقُوْلُ: أَنَا ابْنُ شَيْخَيْ صِفِّيْنَ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ سَأَلَهُم مَرَّةً: مَا كُنْيَةُ الحِرْذَونِ1? قُلْنَا: لاَ نَدْرِي. قَالَ: أَبُو العَمَيْطَرِ. فَلَقَّبْنَاهُ بِهِ فَكَانَ يَغْضَبُ. وَرَوَى أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ أَبُو العَمَيْطَرِ يَفتَخِرُ يَقُوْلُ: أَنَا ابْنُ العِيْرِ، وَابْنُ النَّفِيْرِ، وَأَنَا ابْنُ شَيْخَيْ صِفِّينَ ثُمَّ يَنْتَسِبُ. وَقِيْلَ: كَانَ يَسْكُنُ المِزَّةَ فَخَرَجَ بِهَا وَهُوَ ابْنُ تِسْعِيْنَ سَنَةً. ابْنُ جَوْصَا: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ عَامِرٍ: سَمِعْتُ الوَلِيْدَ بن مسلم غير مرة يقول: لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ إلَّا يَوْمٌ لَخَرَجَ السُّفْيَانِيُّ. قَالَ مُوْسَى: فَخَرَجَ أَبُو العَمَيْطَرِ فِيْهَا. وَرَوَى هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ نَحْوَهُ عَنِ الوَلِيْدِ. قَالَ المَيْمُوْنِيُّ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ لِلْهَيْثَمِ بنِ خَارِجَةَ: كَيْفَ كَانَ مَخْرَجُ السُّفْيَانِيِّ بِدِمَشْقَ أَيَّامَ ابْنِ زُبَيْدَةَ بَعْدَ سُلَيْمَانَ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ؟ فَوَصَفَهُ بِهَيْئَةٍ جَمِيْلَةٍ، وَعُزْلَةٍ لِلشَّرِّ ثُمَّ ظُلْمٍ، وَأَرَادُوْهُ عَلَى الخُرُوْجِ مِرَاراً، فَأَبَى فَحَفَرَ لَهُ خَطَّابُ بنُ وَجْهِ الفُلْسِ سِرْباً ثُمَّ دَخَلُوْهُ فِي اللَّيْلِ، وَنَادَوْهُ: اخْرُجْ، فَقَدْ آنَ لَكَ. قَالَ: هَذَا شَيْطَانٌ ثُمَّ فِي ثَانِي لَيْلَةٍ وَقَعَ فِي نفسه، وخرج. فقال أحمد: أفسدوه. وَقِيْلَ: وَلِيَ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ دِمَشْقَ عَقِيْبَ فِتْنَةٍ، وَعَصَبِيَّةٍ بَيْنَ العَرَبِ، وَكَانُوا بَنُو أُمَيَّةَ يَرْوُوْنَ فِي أَبِي العَمَيْطَرِ الرِّوَايَاتِ، وَأَنَّ فِيْهِ العَلاَمَاتِ، وَأَنَّ كَلْباً أَنْصَارُهُ، فَمَالُوا إِلَيْهِ، وَتَوَدَّدَهُم وَخَافُوا مُحَمَّدَ بنَ صَالِحِ بنِ بَيْهَسٍ فَاندَسُّوا إِلَى سُلَيْمَانَ، وَكَثُرُوا عَلَى ابْنِ بَيْهَسٍ فَحَبَسَهُ فَتَمَكَّنُوا وَوَثبُوا، وَأَحَاطُوا بِسُلَيْمَانَ، وَهُوَ فِي قَصْرِ الحَجَّاجِ، فَبَعَثَ إِلَى ابْنِ بَيْهَسٍ وَهُوَ فِي حَبْسِهِ بِالقَصْرِ فَخَرَجَ بِهِ، وَهَرَبَا عَلَى البَرِّيَّةِ. وَلَمَّا خَرَجَ عَلِيٌّ فِي اليَمَانِيَّةِ تَتَبَّعُوا القَيْسِيَّةَ، وَحَرَّقُوا دُورَهُم وَقَتَلُوا فِي بَنِي سُلَيمٍ وَتَابَعَهُ أَهْلُ الغُوطَةِ وَحِمْصَ، وَحَلَبَ وَالسَّوَاحِلَ وَهَرَبَتْ قَيْسٌ وَكَانَ الحَرَسُ يُنَادُوْنَ عَلَى السُّورِ: يَا عَلِيُّ يَا مُخْتَارُ يَا مَنِ اخْتَارَهُ الجَبَّارُ عَلَى بَنِي العَبَّاسِ الأَشْرَارِ. وَجَرَتْ لَهُ أُمُوْرٌ، ثم هرب، وخلع نفسه، واختفى، ومات.

_ 1 دويبة: شبيهة بالضب. وقيل: هو ذكر الضب.

الرشيد

1394- الرشيد 1: الخليفة أبو جعفر هارون بن المهدي مُحَمَّدُ بنُ المَنْصُوْرِ أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ. اسْتُخْلِفَ بِعَهْدٍ مَعْقُودٍ لَهُ بَعْدَ الهَادِي مِنْ أَبِيْهِمَا المَهْدِيِّ فِي سنة سبعين ومائة بعد الهادي. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ، وَجَدِّهِ وَمُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ، المَأْمُوْنُ، وَغَيْرُهُ. وَكَانَ مِنْ أَنبَلِ الخُلَفَاءِ وَأَحشَمِ المُلُوْكِ ذَا حَجٍّ وَجِهَادٍ وَغَزْوٍ وَشَجَاعَةٍ وَرَأْيٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ اسْمُهَا: خَيْزُرَانُ. وَكَانَ أَبْيَضَ، طَوِيْلاً، جَمِيْلاً وَسِيْماً إِلَى السِّمَنِ ذَا فَصَاحَةٍ وَعِلْمٍ وَبَصَرٍ بِأَعبَاءِ الخِلاَفَةِ، وَلَهُ نَظَرٌ جَيِّدٌ فِي الأَدَبِ وَالفِقْهِ قَدْ وَخَطَهُ الشَّيبُ. أَغزَاهُ أَبُوْهُ بِلاَدَ الرُّوْمِ، وَهُوَ حَدَثٌ فِي خِلاَفَتِهِ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ بِالرَّيِّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. قِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي خِلاَفَتِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مائَةَ رَكْعَةٍ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَيَتَصَدَّقُ بِأَلفٍ، وَكَانَ يُحِبُّ العُلَمَاءَ، وَيُعَظِّمُ حُرُمَاتِ الدِّيْنِ وَيُبْغِضُ الجِدَالَ وَالكَلاَمَ، وَيَبْكِي عَلَى نَفْسِهِ وَلَهْوِهِ وَذُنُوبِهِ لاَ سِيَّمَا إِذَا وُعِظَ. وَكَانَ يُحِبُّ المَدِيحَ وَيُجِيْزُ الشُّعَرَاءَ، وَيَقُوْلُ الشِّعْرَ. وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ مَرَّةً ابْنُ السَّمَّاكِ الوَاعِظُ فَبَالغَ فِي إِجْلاَلِهِ فَقَالَ: تَوَاضُعُكَ فِي شَرَفِكَ، أَشْرَفُ مِنْ شَرَفِكَ، ثُمَّ وَعَظَهُ فَأَبكَاهُ. وَوَعَظَهُ الفُضَيْلُ مَرَّةً حَتَّى شَهِقَ في بكائه. وَلَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ ابْنِ المُبَارَكِ حَزِنَ عَلَيْهِ، وَجَلَسَ لِلْعَزَاءِ فَعَزَّاهُ الأَكَابِرُ. وَكَانَ يَقْتَفِي آثَارَ جده إلَّا في الحرص.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 161، 182"، وتاريخ بغداد "14/ 5"، والعبر "1/ 312"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 334".

قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرُ: مَا ذَكَرْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ يَدَيِ الرَّشِيْدِ إلَّا قَالَ: صَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِي. وَرَوَيْتُ لَهُ حَدِيْثَهُ: "وَدِدْتُ أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيْلِ اللهِ، فَأُقْتَلَ ثُمَّ أَحْيَى ثُمَّ أُقْتَلَ" 1. فَبَكَى حَتَّى انْتَحَبَ. وَعَنْ خُرَّزاذ العَابِدِ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الرَّشِيْدَ بِحَدِيْثِ: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوْسَى" 2، فَقَالَ رَجُلٌ شَرِيْفٌ: فَأَيْنَ لَقِيَهُ? فَغَضِبَ الرَّشِيْدُ، وَقَالَ: النِّطْعَ وَالسَّيْفَ زِنْدِيقٌ يَطعَنُ فِي الحَدِيْثِ. فَمَا زَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ يُسَكِّنُهُ وَيَقُوْلُ: بَادِرَةٌ مِنْهُ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! حَتَّى سَكَنَ3. وَعَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ قَالَ: صَبَّ عَلَى يَدَيَّ بَعْدَ الأَكْلِ شَخْصٌ لاَ أَعْرِفُهُ. فَقَالَ الرَّشِيْدُ: تَدْرِي مَنْ يَصُبُّ عَلَيْكَ? قُلْتُ: لاَ. قَالَ: أَنَا، إِجْلاَلاً لِلْعِلْمِ4. وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ: قَالَ لِي الرشيد، وأمر لي بخمسة آلاف دينار: وَقِّرْنَا فِي المَلأِ وَعَلِّمْنَا فِي الخَلاَءِ. سَمِعَهَا: أَبُو حَاتِمٍ مِنَ الأَصْمَعِيِّ. قَالَ الثَّعَالبِيُّ فِي اللَّطَائِفِ: قَالَ الصُّوْلِيُّ: خَلَّفَ الرَّشِيْدُ مائَةَ أَلْفِ أَلْفِ دِيْنَارٍ. وَقَالَ المَسْعُوْدِيُّ فِي مُرُوْجِهِ: رَامَ الرَّشِيْدُ أَنْ يُوصِلَ مَا بَيْنَ بَحرِ الرُّوْمِ، وبحر القلزم مما

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2797"، ومسلم "1876" "103"، "106"، والنسائي "6/ 23" وابن ماجه "2753"، وأحمد "2/ 231، 424". 2 صحيح: أخرجه الحميدي "1115"، وأحمد "2/ 248"، والبخاري "6614"، ومسلم "2652"، وأبو داود "4701"، وابن ماجه "80"، وابن أبي عاصم في "السنة" "145"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص56"، والآجري في "الشريعة" "ص181، 302، 324-325"، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" "1030"، "1031"، "1032"، والبيهقي في "الاعتقاد" "ص138"، وفي"الأسماء والصفات "190" و"316"، والبغوي "68" من طرق عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن أبي هريرة مرفوعًا. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" "144"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "5/ 103"، من طريق أبي الحباب خالد بن الحباب البصري، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوْسَى مرفوعا. وأخرجه أبو داود "4702"، وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات" "ص193"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص94" من طريق هِشَامُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عن أبيه أن عمر بن الخطاب قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. قلت: وإسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين خلا هشام بن سعد، فإنه صدوق له أوهام. 3 ذكره الخطيب في: "تاريخ بغداد" "14/ 7-8"، ويعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" "2/ 181". 4 ذكره الخطيب في: "تاريخ بغداد" "14/ 8".

يَلِي الفَرَمَا فَقَالَ لَهُ يَحْيَى البَرْمَكِيُّ: كَانَ يَختَطِفُ الرُّوْمُ النَّاسَ مِنَ الحَرَمِ، وَتَدْخُلُ مَرَاكِبُهُم إِلَى الحِجَازِ. وَعَنْ إِسْحَاقَ المَوْصِلِيِّ: أَنَّ الرَّشِيْدَ أَجَازَهُ مَرَّةً بِمَائَتَيْ أَلفِ دِرْهَمٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: كُنْتُ مَعَ الفُضَيْلِ بِمَكَّةَ، فَمَرَّ هَارُوْنُ فَقَالَ الفُضَيْلُ: النَّاسُ يَكرَهُوْنَ هَذَا، وَمَا فِي الأَرْضِ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْهُ لَوْ مَاتَ لَرَأَيْتُ أُمُوْراً عِظَاماً. يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بنُ لَيْثٍ الوَاسِطِيُّ سَمِعْتُ الفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ يَقُوْلُ: مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوْتُ أَشَدُّ عَلَيَّ مَوْتاً مِنْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ هَارُوْنَ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ اللهَ زَادَ مِنْ عُمُرِي فِي عُمُرِهِ. قَالَ: فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْنَا، فَلَمَّا مَاتَ هَارُوْنُ، وَظَهَرَتِ الفِتَنُ وَكَانَ مِنَ المَأْمُوْنِ مَا حَمَلَ النَّاسَ عَلَى خَلْقِ القُرْآنِ، قُلْنَا: الشَّيْخُ كَانَ أَعْلَمَ بِمَا تَكَلَّمَ. قَالَ الجَاحِظُ اجْتَمَعَ لِلرَّشِيْدِ ما لم يجتمع لغيره، وزراؤه: البَرَامِكَةُ وَقَاضِيهِ: القَاضِي أَبُو يُوْسُفَ، وَشَاعِرُهُ مَرْوَانُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ وَنَدِيْمُهُ: العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ عَمُّ وَالِدِهِ، وَحَاجِبُهُ: الفَضْلُ بنُ الرَّبِيْعِ أَتْيَهُ النَّاسِ، وَمُغَنِّيهِ: إِبْرَاهِيْمُ المَوْصِلِيُّ، وَزَوْجَتُهُ: زُبَيْدَةُ. قِيْلَ: إِنَّ هَارُوْنَ أَعْطَى ابْنَ عُيَيْنَةَ مائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَأَعْطَى مَرَّةً أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ سِتَّةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ. وَمَحَاسِنُهُ كَثِيْرَةٌ، وَلَهُ أَخْبَارٌ شَائِعَةٌ فِي اللَّهوِ وَاللَّذَاتِ، وَالغِنَاءِ اللهُ يَسْمَحُ لَهُ. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: أُرَاهُ كَانَ يَشْرَبُ النَّبِيذَ المُخْتَلفَ فِيْهِ لاَ الخَمْرَ المُتَّفَقَ عَلَى حُرْمَتِهَا، قَالَ: ثُمَّ جَاهَرَ جِهَاراً قبِيْحاً. قُلْتُ: حَجَّ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَلَهُ فُتُوحَاتٍ، وَمَوَاقِفُ مَشْهُوْدَةٌ، وَمِنْهَا فَتحُ مَدِيْنَةِ هِرَقْلَةَ، وَمَاتَ غَازِياً بِخُرَاسَانَ، وَقَبْرُهُ بِمَدِيْنَةِ طُوْسَ عَاشَ خَمْساً، وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَلَدُهُ صَالِحٌ. تُوُفِّيَ فِي ثَالِثِ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَزَرَ لَهُ يَحْيَى بنُ خَالِدٍ مُدَّةً، وَأَحْسَنَ إِلَى العَلَوِيَّةِ، وَحَجَّ سَنَةَ 173 وَعَزَلَ عَنْ خُرَاسَانَ جَعْفَرَ بنَ أَشْعَثَ بِوَلَدِهِ العَبَّاسِ بنِ جَعْفَرٍ، وَحَجَّ أَيْضاً فِي العَامِ الآتِي، وَعَقَدَ بِوِلاَيَةِ العَهْدِ لِوَلَدِهِ الأَمِيْنِ صَغَيْراً، فَكَانَ أَقبَحُ، وَهْنٍ تَمَّ فِي الإِسْلاَمِ، وَأَرْضَى الأُمَرَاءَ بِأَمْوَالٍ عَظِيْمَةٍ وَتَحَرَّكَ عَلَيْهِ بِأَرْضِ الدَّيْلَمِ يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ الحُسَيْنِيُّ، وَعَظُمَ أَمرُهُ، وَبَادرَ إِلَيْهِ الرافضة، فتنكد عيش الرشيد، واغتنم وَجَهَّزَ لَهُ الفَضْلَ ابْنَ وَزِيْرِهِ فِي خَمْسِيْنَ أَلْفاً فَخَارَتْ قِوَى يَحْيَى، وَطَلَبَ الأَمَانَ فَأَجَابَه وَلاَطَفَهُ، ثُمَّ ظَفِرَ بِهِ وَحَبَسَهُ ثُمَّ تَعَلَّلَ وَمَاتَ. وَيُقَالُ: نَالَهُ مِنَ الرَّشِيْدِ أَرْبَعُ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ، وَثَارَ بِالشَّامِ أَبُو الهِنْدَامِ المُرِّيِّ

وَاصطَدَمَتْ قَيْسٌ، وَيَمَنٌ، وَقُتِلَ خَلْقٌ فَولَّى مُوْسَى بنَ يَحْيَى البَرْمَكِيَّ فَجَاءَ وَأَصلَحَ بَيْنَهُم. وَفِي سَنَةِ 175: وَلَّى خُرَاسَانَ الغِطْرِيْفَ بنَ عَطَاءٍ وَوَلَّى مِصْرَ جَعْفَراً البَرْمَكِيَّ، وَاشتَدَّ الحَرْبُ بَيْنَ القَيْسِيَّةِ، وَاليَمَانِيَّةِ بِالشَّامِ وَنَشَأَ بَيْنَهُم أَحقَادٌ وَإِحَنٌ إِلَى اليوم، وافتتح العكسر مَدِيْنَةَ دَبَسَةَ. وَفِي سَنَةِ 77: عُزِلَ جَعْفَرٌ عَنْ مِصْرَ وَوُلِّيَ أَخُوْهُ الفَضْلُ خُرَاسَانَ مَعَ سِجِسْتَانَ، وَالرَّيِّ وَحَجَّ الرَّشِيْدُ. وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ: هَاجَتِ الحَوْفُ بِمِصْرَ، فَحَاربَهُم نَائِبُ مِصْرَ إِسْحَاقُ، وَأَمَدَّهُ الرَّشِيْدُ بِهَرْثَمَةَ بنِ أَعْيَنَ، ثُمَّ وَلِيَهَا هَرْثَمَةُ ثُمَّ عُزِلَ بِعَبْدِ المَلِكِ بنِ صَالِحٍ العَبَّاسِيِّ. وَهَاجَتِ المَغَارِبَةُ فَقَتَلُوا أَمِيْرَهُمُ الفَضْلَ بنَ رَوْحٍ المهلبي، فسار إِلَيْهِم هَرْثَمَةُ فَهَذَّبَهُم. وَثَارَ بِالجَزِيْرَةِ الوَلِيْدُ بنُ طَرِيْفٍ الخَارِجِيُّ، وَعَظُمَ وَكَثُرَتْ جُيُوْشُهُ، وَقَتَلَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ خَازِمٍ الأَمِيْرَ، وَأَخَذَ إِرْمِيْنِيَةَ، وَعَدَلَ عَنِ الخَبْرِ. وَغَزَا الفَضْلُ بِجَيْشٍ عَظِيْمٍ مَا وَرَاءَ النَّهرِ، وَمَهَّدَ المَمَالِكَ، وَكَانَ بَطَلاً، شُجَاعاً، جَوَاداً، رُبَّمَا وَصَلَ الوَاحِدَ بِأَلفِ أَلفٍ، وَوَلِيَ بَعْدَهُ خُرَاسَانَ مَنْصُوْرٌ الحِمْيَرِيُّ وَعَظُمَ الخَطبُ بِابْنِ طرِيْفٍ، ثُمَّ سَارَ لِحَرْبِهِ يَزِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَتَحَيَّلَ عَلَيْهِ، حَتَّى بَيَّتَه وَقَتَلَهُ، وَمَزَّقَ جُمُوْعَهُ. وَفِي سَنَةِ 79: اعْتَمَرَ الرَّشِيْدُ فِي رَمَضَانَ، وَاسْتَمَرَّ عَلَى إِحرَامِهِ إِلَى أَنْ حَجَّ مَاشِياً مِنْ بَطْنِ مَكَّةَ. وَتَفَاقَمَ الأَمْرُ بَيْنَ قَيْسٍ وَيَمَنٍ بِالشَّامِ وَسَالَتِ الدِّمَاءُ. وَاسْتَوطَنَ الرَّشِيْدُ فِي سَنَةِ ثمانية الرَّقَّةَ، وَعَمَرَ بِهَا دَارَ الخِلاَفَةِ. وَجَاءتِ الزَّلْزَلَةُ الَّتِي رَمَتْ رَأْسَ مَنَارَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ. وَخَرَجَتِ المُحَمِّرَةُ بِجُرْجَانَ. وَغَزَا الرَّشِيْدُ، وَوَغَلَ فِي أَرْضِ الرُّوْمِ فَافْتَتَحَ الصَّفْصَافَ، وَبَلَغَ جَيْشُهُ أَنْقرَةَ. وَاسْتَعفَى يَحْيَى وزيره، وجاور سنة ووثبت الروم، فسلموا مَلِكَهُم قُسْطَنْطِيْنَ وَمَلَّكُوا أُمَّهُ. وَفِي 183: خَرَجتِ الخَزْرُ، وَكَانَتْ بِنْتُ مَلِكِهِم قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا الفَضْلُ البرمكي، فماتت

بِبَرْذَعَةَ. فَقِيْلَ: قُتِلَتْ غِيلَةً فَخَرَجَ الخَاقَانُ مِنْ بَابِ الأَبْوَابِ، وَأَوْقَعَ بِالأُمَّةِ، وَسَبَوْا أَزْيَدَ مِنْ مائَةِ أَلْفٍ، وَتَمَّ عَلَى الإِسْلاَمِ أَمْرٌ لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ، ثُمَّ سَارَتْ جُيُوْشُ هَارُوْنَ، فَدَفَعُوا الخَزْرَ وَأَغلَقُوا بَابَ أَرْمِيْنِيَةَ الَّذِي فِي الدَّرْبَنْدِ. وَفِي سَنَةِ 185: ظَهَرَ بِعَبَّادَانَ أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ العَلَوِيُّ، وَبِنَاحِيَةِ البَصْرَةِ، وَبُوْيِعَ ثُمَّ عَجَزَ وَهَرَبَ، وَطَالَ اخْتِفَاؤُه أَزْيَدَ مِنْ سِتِّيْنَ عَاماً. وَثَارَ بِخُرَاسَانَ أَبُو الخَصِيْبِ، وَتَمَكَّنَ فَسَارَ لِحَرْبِهِ عَلِيُّ بنُ عِيْسَى بنِ مَاهَانَ، فَالتَقَوا بِنَسَا فَقُتِلَ أَبُو الخَصِيْبِ، وَتَمَزَّقتْ عَسَاكِرُهُ. وَحَجَّ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ الرَّشِيْدُ بِوَلَدَيْهِ: الأَمِيْنِ وَالمَأْمُوْنِ وَأَغْنَى أَهْلَ الحَرَمَيْنِ. وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ: قَتَلَ الرَّشِيْدُ جَعْفَرَ بنَ يَحْيَى البَرْمَكِيَّ، وَسَجَنَ أَبَاهُ، وَأَقَاربَهُ بَعْدَ أَنْ كَانُوا قَدْ بَلَغُوا رُتْبَةً لاَ مَزِيْدَ عَلَيْهَا. وَفِيْهَا انْتَقَضَ الصُّلْحُ مَعَ الرُّوْمِ، وَمَلَّكُوا عَلَيْهِم نِقْفُوْرَ، فَيُقَالُ: إنه من ذرية جفنة الغَسَّانِيِّ، وَبَعَثَ يَتَهَدَّدُ الرَّشِيْدَ، فَاسْتَشَاطَ غَضَباً، وَسَارَ فِي جُيُوْشِهِ حَتَّى نَازلَهُ هِرَقْلَةَ وَذلَّتِ الرُّوْمُ، وَكَانَتْ غَزْوَةً مَشْهُوْدَةً. وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ: كَانَتِ المَلْحَمَةُ العُظْمَى، وَقُتِلَ مِنَ الرُّوْمِ عَدَدٌ كَثِيْرٌ، وَجُرِحَ النِّقْفُوْرُ ثَلاَثَ جِرَاحَاتٍ، وَتَمَّ الفِدَاءُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِي أَيْدِي الرُّوْمِ أَسِيْرٌ. وَفِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ: خَلَعَ الطَّاعَةَ رَافِعُ بنُ اللَّيْثِ، وَغَلَبَ عَلَى سَمَرْقَنْدَ وَهَزَمَ عَسْكَرَ الرَّشِيْدِ. وَفِيْهَا غَزَا الرُّوْمَ فِي مائَةِ أَلْفِ فَارِسٍ وَافْتَتَحَ هِرَقْلَةَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ نِقْفُوْرُ بِالجِزْيَةِ ثَلاَثَ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ. وَفِي سَنَةِ 191: عَزَلَ وَالِي خُرَاسَانَ ابْنَ مَاهَانَ بِهَرْثَمَةَ بنِ أَعْيَنَ وَصَادَرَ الرَّشِيْدُ ابْنَ مَاهَانَ، فَأَدَّى ثَمَانِيْنَ أَلْفَ أَلفِ دِرْهَمٍ وَكَانَ عَاتِياً مُتَمَرِّداً عَسُوْفاً، وَفِيْهَا: أَوَّلُ ظُهُوْرِ الخُرَّمِيَّةِ بِأَذْرَبِيْجَانَ. وَسَارَ الرَّشِيْدُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ إِلَى جُرْجَانَ لِيُهَذِّبَ خُرَاسَانَ، فَنَزَلَ بِهِ المَوْتُ في سنة ثلاث. وَخَلَّفَ عِدَّةَ أَوْلاَدٍ: فَمِنهُم تِسْعَةُ بَنِيْنَ اسْمُهُم: مُحَمَّدٌ أَجَلُّهُم الأَمِيْنُ. وَالمُعْتَصِمُ. وَأَبُو عِيْسَى الَّذِي كَانَ مَلِيْحَ زَمَانِهِ بِبَغْدَادَ وَلَهُ نَظْمٌ حَسَنٌ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمائَتَيْنِ وَأَبُو أَيُّوْبَ وَلَهُ نَظْمٌ رَائِقٌ، وَأَبُو أَحْمَدَ كَانَ ظرِيْفاً نَدِيْماً شَاعِراً طَالَ عُمُرُهُ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَأَبُو عَلِيٍّ تُوُفِّيَ سَنَةَ 231. وَأَبُو العَبَّاسِ وَكَانَ بَلِيْداً مُغَفَّلاً دَمَّنُوْهُ مُدَّةً فِي قَوْلِ: أَعْظَمَ اللهُ أَجْرَكُم فَذَهَبَ لِيُعَزِّيَ، فَأُرْتِجَ عَلَيْهِ وَقَالَ: مَا فَعَلَ فُلاَنٌ? قَالُوا: مَاتَ قَالَ: جَيِّدٌ وَإِيش فَعَلْتُم بِهِ? قَالُوا: دَفَنَّاهُ قَالَ: جَيِّدٌ. وَأَبُو يَعْقُوْبَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 223. وَتَاسِعُهُم: أَبُو سُلَيْمَانَ ذَكَرَهُ ابْنُ جرير الطبري.

ورش

1395- ورش 1: شَيْخُ الإِقْرَاءِ بِالدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ أَبُو سَعِيْدٍ، وَأَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو. وَقِيْلَ: اسْمُ جَدِّهِ عَدِيُّ بنُ غَزْوَانَ القِبْطِيُّ، الإِفْرِيْقِيُّ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ. قِيْلَ: وُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَةٍ. جَوَّدَ خَتَمَاتٍ عَلَى نَافِعٍ وَلَقَّبَهُ نَافِعٌ: بِوَرْشٍ لِشِدَّةِ بَيَاضِهِ، وَالوَرْشُ: لَبَنٌ يُصْنَعُ. وَقِيْلَ: لَقَّبَهُ بِطَائِرٍ اسْمُهُ وَرْشَانُ، ثُمَّ خُفِّفَ فَكَانَ لاَ يَكرَهُهُ وَيَقُوْلُ: نَافِعٌ أستاذي سماني به. وَكَانَ فِي شَبِيْبَتِهِ رَوَّاساً، وَكَانَ أَشْقَرَ أَزْرَقَ رَبْعَةً سَمِيْناً قَصِيْرَ الثِّيَابِ مَاهِراً بِالعَرَبِيَّةِ انْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ الإِقْرَاءِ. تَلاَ عَلَيْهِ: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الحَافِظُ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي طَيْبَةَ وَيُوْسُفُ الأَزْرَقُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ ثِقَةً فِي الحُرُوْفِ حُجَّةً وَأَمَّا الحَدِيْثُ فَمَا رَأَينَا لَهُ شَيْئاً، وَقَدِ اسْتَوْفَيْتُ تَرْجَمَتَه فِي أَخْبَارِ القُرَّاءِ. قَالَ يُوْنُسُ: كَانَ جَيِّدَ القِرَاءةِ حَسَنَ الصَّوتِ إِذَا قَرَأَ يَهْمِزُ، وَيَمُدُّ وَيُشَدِّدُ، وَيُبَيِّنُ الإِعْرَابَ لاَ يَمَلُّه سَامِعُهُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ تَلاَ عَلَى نَافِعٍ أَرْبَعَ خَتَمَاتٍ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ. مَاتَ بِمِصْرَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وتسعين ومائة.

_ 1 ترجمته في "معجم الأدباء" لياقوت الحموي "12/ 116"، والعبر "1/ 324"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 155"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 485".

أبو زكير

1396- أبو زكير 1: "ت، س، ق، م". يحيى بن محمد بن قيس المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ المَدَنِيُّ، ثُمَّ البَصْرِيُّ مُؤَدِّبُ أَوْلاَدِ أَمِيْرِ البَصْرَةِ جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ العَبَّاسِيِّ. رَوَى عَنْ: زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَالعَلاَءِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَصَالِحِ بنِ كَيْسَانَ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ، وَبُنْدَارُ، وَحَفْصٌ الرَّبَالِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ رُسْتَه، وَبَكْرُ بنُ خَلَفٍ وَآخَرُوْنَ. خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً فِيْمَا أَظُنُّ لاَ فِي الأُصُوْلِ فَإِنَّهُ لَيِّنُ الحَالِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَحَادِيْثُه مُقَارَبَةٌ سِوَى حَدِيْثَيْنِ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: لَيْسَ بِمَتْرُوْكٍ. وَقَالَ الكَوْسَجُ: عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: هُوَ ضَعِيْفٌ. وَقَالَ العُقَيْلِيُّ: لاَ يُتَابَعُ عَلَى حَدِيْثِهِ. وَقَالَ ابن عدي: عامة أحاديث مُسْتقِيْمَةٌ إلَّا الأَحَادِيْثَ الَّتِي ذَكَرْتُهَا. قُلْتُ: ذَكَرَ لَهُ مَا رَوَى الفَلاَّسُ، وَالنَّاسُ عَنْهُ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيْهِ: عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوْعاً: "كُلُوا البَلَحَ بِالتَّمْرِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَغْضَبُ، وَيَقُوْلُ: عَاشَ ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق"2.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3095"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 2055" والجرح والتعديل "9/ ترجمة 764"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 214"، وميزان الاعتدال "4/ 45"، والكاشف "3/ ترجمة 6353"، وتهذيب التهذيب "11/ 274". 2 منكر: أخرجه ابن ماجه "3330" من طريق بكر بن خلف، حدثنا يحيى بن محمد بن قيس المدني حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، آفته يحيى بن محمد بن قيس، أجمعوا على ضعفه. والحديث قال النسائي: إنه حديث منكر. وقال الذهبي في "الميزان": هذا حديث منكر.

بُكَيْرُ بنُ خَلَفٍ: حَدَّثَنَا أَبُو زُكَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بنِ أَبِي عَمْرٍو: سَمِعْتُ أَنَساً يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَسْتُ مِنْ ددٍ وَلاَ الدَّدُ مِنِّي"1. مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الحَرَشِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ سُهَيلاً عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ قَالَ سَعْدٌ: شكى رَجُلٌ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عقربًا لدغته.. الحديث2. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا الفَتْحُ أَخْبَرَنَا الأُرْمَوِيُّ وَالطَّرَائِفِيُّ، وَابْنُ الدَّايَةِ قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُسْلِمَةِ أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا العَلاَءُ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا أؤتمن خان" 3.

_ 1 ضعيف: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، "785"، وابن عدي في "الكامل"، "7/ 243" والبيهقي "10/ 217" من طريق يحيى بن محمد بن قيس، قال: سمعت عمرو بن أبي عمرو قال: سَمِعْتُ أَنَس بنَ مَالِك يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره. قلت: إسناده ضعيف، آفته يحيى بن محمد بن قيس، فهو مجمع على ضعفه كما علمت أخي القارئ من ترجمته. وقوله: "لست من دد ولا دد مني": أي لست من الباطل ولا الباطل مني. 2 صحيح: أخرجه ابن عدي في "الكامل"، "7/ 243" من طريق يحيى بن محمد بن قيس عن سعيد بن المسيب قال: قَالَ سَعْدٌ شَكَا رَجُلٌ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لدغته عقرب فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَّا إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك". قال: قال: فقلت: هذه الكلمة ليلة من الليالي فلدغتني فلم يضرني. قلت: إسناده ضعيف، لضعف يحيى بن محمد بن قيس. لكن الحديث قد ورد من طرق عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال إذا أمسى ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضره حُمَّة تلك الليلة". قال: فكان أهلنا قد تعلموها، فكانوا يقولونها، فلدغت جارية منهم، فلم تجدلها وجعا" أخرجه أحمد "2/ 290" والبخاري في "خلق أفعال العباد"، "446-449" وأبو داود "3898"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، "589-592"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"، "17-23"، وابن حبان "1022"، "1036"، وأبو نعيم في "الحلية"، "7/ 143" من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به، وقد توبع سهيل من القعقاع بن حكيم: أخرجه مسلم "2709"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، "587"، والطحاوي في "مشكل الآثار"، "30"، "31"، وابن خزيمة في "التوحيد"، "1/ 401" وابن حبان "1020"، والبيهقي في "الأسماء والصفات"، "ص185" من طريق يعقوب بن عبد الله الأشج عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "33"، "2682"، "2749"، "6095"، ومسلم "59"، "107"، من طريق إسماعيل بن جعفر، قال: حدثنا نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

الخليل بن موسى

1397- الخَلِيْلُ بنُ مُوْسَى 1: البَاهِلِيُّ شَيْخٌ بَصْرِيٌّ مِنَ العُلَمَاءِ. حَدَّثَ عَنْ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَحُمَيْدٍ وَيُوْنُسَ وَالجُرَيْرِيِّ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَابْنِ عَوْنٍ. رَوَى عنه: هشام بن عمار وسليمان بن بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي السَّرِيِّ وَسُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ. قُلْتُ: سَكَنَ دمشق وأخذ عنه أهلها.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1739"، وميزان الاعتدال "1/ 668"، ولسان الميزان "2/ 410".

ابن مغراء

1398- ابن مغراء 1: "4" المُحَدِّثُ الإِمَامُ أَبُو زُهِيْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَغْرَاءَ بنِ عِيَاضِ بنِ الحَارِثِ الدَّوْسِيُّ الرَّازِيُّ. وَلِيَ قَضَاءَ الأُرْدُنِّ. قَالَهُ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ. حَدَّثَ بِدِمَشْقَ وَبَالعِرَاقِ عَنْ: يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ وَالأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ سُوْقَةَ وَأَجْلَحَ الكِنْدِيِّ، وَفُضَيْلِ بنِ غَزْوَانَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ الصُّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِبْرَاهِيْمُ الفَرَّاءُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، وَيُوْسُفُ بنُ مُوْسَى القَطَّانُ، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ الطُّوْسِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ وَكِيْعاً عَنْ أَبِي زُهَيْرٍ فَقَالَ: طَلَبَ الحَدِيْثَ قَبْلَنَا وَبَعدَنَا. وَقَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: كَانَ ابْنُ مَغْرَاءَ طَلاَّبَةً يَعْنِي لِلْعِلْمِ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مِنَ الضُّعفَاءِ الَّذِيْنَ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُم. لَهُ عَنِ الأَعْمَشِ ما لا يتابع عليه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1127"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 329" والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1383"، والكامل لابن عدي "4/ ترجمة 1115"، والكاشف "2/ ترجمة 3363"، والمغني "2/ ترجمة 3641"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4980"، وتهذيب التهذيب "6/ 274"، وتقريب التهذيب "1/ 499"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4254".

مبشر

1399- مبشر مقرونًا 1: "م، 4، خ مقرونا" ابن إسماعيل أبو إسماعيل الحلبي مَوْلَى بَنِي كَلْبٍ. حَدَّثَ عَنْ: جَعْفَرِ بنِ بُرْقَانَ، وَتَمَّامِ بنِ نَجِيْحٍ وَحَسَّانِ بنِ نُوْحٍ وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَدُحَيْمٌ وَالحَسَنُ بنُ الصَّبَّاحِ البَزَّارُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَّمٍ الطَّرَسُوْسِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً ثم قال: مات سنة مائتين. قلت: تكلم فيه بعضهم بلا حجة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 471"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 1958"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 236"، "2/ 364"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1574"، والعبر "1/ 334" والكاشف "3/ ترجمة 5372"، والمغني "2/ ترجمة 5167"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7051"، وتهذيب التهذيب "10/ 31-32"، وتقريب التهذيب "2/ 228"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6839"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 359".

محمد بن ثور

1400- محمد بن ثور 1: "د. س" الإِمَامُ، القَانِتُ الرَّبَّانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرِ بنِ رَاشِدٍ. وَعَنْهُ: نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ المُحَارِبِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَغَيْرُهُ. وَكَانَ صَوَّاماً، قَوَّاماً، قَانِتاً للهِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: الفضل، والعبادة، والصدق رحمه الله.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 108"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 179، 418، 434"، "2/ 223"، "3/ 16، 19"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1208"، والكاشف "3/ ترجمة 4832"، وتهذيب التهذيب "9/ 87"، وتقريب التهذيب "2/ 149"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6102".

محمد بن يزيد

1401- محمد بن يزيد 1: "د، ت، س" الإِمَامُ الزَّاهِدُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ أَبُو سَعِيْدٍ، وَقِيْلَ: أَبُو إِسْحَاقَ الوَاسِطِيُّ، الخَوْلاَنِيُّ مولاهم. حَدَّثَ عَنْ: أَيُّوْبَ أَبِي العَلاَءِ القَصَّابِ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَالعَوَّامِ بنِ حَوْشَبٍ وَمُجَالدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَعَاصِمِ بنِ رَجَاءِ بنِ حَيْوَةَ وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ، وَيَحْيَى وَسُرَيْجُ بنُ يُوْنُسَ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَزِيْرٍ، وَأَبُو عَمَّارٍ الحُسَيْنُ بنُ حُرَيْثٍ، وَبِشْرُ بنُ مَطَرٍ وَآخَرُوْنَ. قَالَ وَكِيْعٌ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنَ الأَبْدَالِ فَهُوَ مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: اخْتَلَفُوا فِي تَارِيْخِ مَوْتِهِ: فَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ وَزِيْرٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَقِيْلَ وَلَمْ يَصِحَّ: مَاتَ في سنة ثمان وثمانين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعيد "7/ 314"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 831"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 568"، والعبر "1/ 300"، والكاشف "3/ ترجمة 5313"، وتهذيب التهذيب "9/ 527"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 320".

محمد بن الحسن

1402- محمد بن الحسن 1: "خ، ت، ق" ابن عمران المزني الوَاسِطِيُّ الفَقِيْهُ قَاضِي وَاسِطَ. حَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ وَالعَوَّامِ بنِ حَوْشَبٍ وَعَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، وَفُضَيْلِ بنِ غَزْوَانَ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَمُحَمَّدُ بنُ سَلاَمٍ البِيْكَنْدِيُّ وَزَيْدُ بنُ الحُرَيْشِ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الحَسَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بن إسماعيل الأحمسي وآخرون. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وتسعين ومائة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 315"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 155"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 828"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1250"، والمجروحين لابن حبان "2/ 275"، والكاشف "3/ ترجمة 4870"، والمغني "2/ ترجمة 5414"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7384"، وتهذيب التهذيب "9/ 118-119"، وتقريب التهذيب "2/ 154"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6148".

محمد بن الحسن الهمداني

أَمَّا: 1403- مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الهَمْدَانِيُّ 1: الكُوْفِيُّ، الَّذِي سَكَنَ وَاسِطَ. وَحَدَّثَ عَنِ: الأَعْمَشِ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ وَسُرَيْجُ بنُ يُوْنُسَ وَطَائِفَةٌ. فهو واه جدًا.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 150"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 56"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 537"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1600"، والجرح والتعديل "7/ 1248"، والمجروحين لابن حبان "2/ 276"، والكامل لابن عدي "6/ ترجمة 1656" وتاريخ بغداد "2/ 170"، والكاشف "3/ ترجمة 4872"، والمغني "2/ ترجمة 5413"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7382"، وتهذيب التهذيب "9/ 120-121"، وتقريب التهذيب "2/ 154"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6150".

معن بن عيسى

1404- معن بن عيسى 1: "ع" ابن يحيى بن دينار، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ أَبُو يَحْيَى المَدَنِيُّ القَزَّازُ، مولى أشجع. ولد بعد الثلاثين ومائة. وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَمَالِكٍ وَمُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ وَأَبِي الغُصْنِ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ، وَأُبَيِّ بنِ عَبَّاسِ بنِ سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ وَمُوْسَى بنِ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ، وَخَالِدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ العُمَرِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ اللهِ وَهِشَامِ بنِ سَعْدٍ وَمُوْسَى بنِ يَعْقُوْبَ الزَّمْعِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ المُؤَمَّلِ وَسَعِيْدِ بنِ السَّائِبِ الطَّائِفِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي المَوَّالِ وَقَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ فِيْمَا قِيْلَ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَقُتَيْبَةُ وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى العَدَنِيُّ وَعَلِيُّ بنُ شُعَيْبٍ السِّمْسَارُ، وَالحُسَيْنُ بنُ عِيْسَى البِسْطَامِيُّ وَإِسْحَاقُ بنُ بُهْلُولٍ وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خَلاَّدٍ، وَعَلِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ العَطَّارُ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. رَوَى المَيْمُوْنِيُّ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: مَا كَتبتُ عَنْ مَعْنٍ شَيْئاً. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ مُوْسَى الأَنْصَارِيُّ: سَمِعْتُ مَعْناً يَقُوْلُ: كَانَ مَالِكٌ لاَ يُجِيْبُ العِرَاقِيِّينَ فِي شَيْءٍ مِنَ الحَدِيْثِ، حَتَّى أَكُوْنَ أَنَا أَسْأَلُهُ عَنْهُ وَكُلُّ شَيْءٍ مِنَ الحَدِيْثِ فِي المُوَطَّأِ سَمِعْتُهُ مِنْ مَالِكٍ إلَّا مَا اسْتَثْنَيْتُ أَنِّي عَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ الحَدِيْثِ عَرَضْتُهُ عَلَى مَالِكٍ إلَّا مَا اسْتَثْنَيتُ أَنِّي سَأَلتُهُ عَنْهُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَثْبَتُ أَصْحَابِ مالك، وأوثقهم معن بن عيسى وهو أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ نَافِعٍ الصَّائِغِ، وَمِنِ ابْنِ وَهْبٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ مَعْنٌ يُعَالِجُ القَزَّ بِالمَدِيْنَةِ وَيَشْتَرِيهِ وكان له غلمان حاكة،

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 437"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1703"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1271"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 314"، والكاشف "3/ ترجمة 5676"، والعبر "1/ 227"، وجامع التحصيل للعلائي "ترجمة 787"، وتهذيب التهذيب "10/ 252-253"، وتقريب التهذيب "2/ 267"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7139"، وشذرات الذهب "1/ 355".

وَكَانَ يَشْتَرِي، وَيُلْقِي إِلَيْهِم. ثُمَّ قَالَ: مَاتَ بِالمَدِيْنَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الحَدِيْثِ ثَبْتاً مَأْمُوْناً. وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ البَزَّارُ فِي تَارِيْخِ وَفَاتِهِ، وَزَادَ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ بنِ صِرْمَا، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّقُّوْرِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ حَدَّثَنَا مَعْنٌ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَكُنْ يُصَافِحُ امْرَأَةً قَطُّ1. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي جَمْعِهِ حَدِيْثَ مَالِكٍ عَنْ مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي الطَّبَقَاتِ: كَانَ مَعْنٌ يَتَوَسَّدُ عَتَبَةَ مَالِكٍ، فَلاَ يَلْفِظُ مَالِكٌ بِشَيْءٍ إلَّا كَتَبَهُ، وَكَانَ رَبِيْبَهُ وَهُوَ الَّذِي قَرَأَ المُوَطَّأَ لِلرَّشِيْدِ، وَبَنِيْهِ عَلَى مَالِكٍ قَالَ: وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: أَخْرَجَ إِلَيْنَا مَعْنُ بنُ عِيْسَى أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ سَمِعَهَا مِنْ مالك رحمه الله.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2713"، ومسلم "1866"، وأبو داود "2941" وغيرهم عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يمتحنهن بهذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} إلى قوله: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة: 10-12] ، قال عروة قالت عائشة: فمن أقر بهذا الشرط منهن قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد بايعتك" كلاما يكلمها به، والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، وما بايعهن إلا بقوله".

الطائفي

1405- الطائفي 1: "ع" الإِمَامُ، أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ القُرَشِيُّ الطَّائِفِيُّ، الأَدَمِيُّ، الحَذَّاءُ الخَزَّازُ نَزِيْلُ مَكَّةَ، شَيْخٌ مُسِنٌّ، مُحَدِّثٌ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ وَمُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى وَكَثِيْرُ بنُ عُبَيْدٍ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَمَا عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ عَنْهُ سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ. وَعَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: كَانَ رَجُلاً فَاضِلاً، كُنَّا نَعُدُّه مِنَ الأَبْدَالِ، وَكَانَ إِذَا رَكِبَ حِمَاراً، أَوْ دَابَّةً لاَ يَقُوْلُ لَهُ: اغْدُ إِنَّمَا يَقُوْلُ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ: رَأَيْتُهُ يَخْلِطُ فِي الأَحَادِيْثِ فَتَرَكْتُهُ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثقة. قَالَ أَحْمَدُ البَزِّيُّ: مَاتَ يَحْيَى بن سُلَيْمٍ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 500، 522"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2995"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 632"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 2030"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 647"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2115"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 309" والكاشف "3/ ترجمة 6290"، والمغني "2/ ترجمة 6984"، والعبر "1/ 320"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9538"، وتهذيب التهذيب "11/ 226"، وتقريب التهذيب "2/ 349"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 344".

سلم بن قتيبة

1406- سلم بن قتيبة 1: "خَ، 4" الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثَّبْتُ أَبُو قُتَيْبَةَ الخُرَاسَانِيُّ الفِرْيَابِيُّ الشَّعِيْرِيُّ نَزِيْلُ البَصْرَةِ. حَدَّثَ عَنْ: عِيْسَى بنِ طَهْمَانَ، وَيُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ وَعِكْرِمَةَ ابن عَمَّارٍ، وَشُعْبَةَ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: زَيْدُ بنُ أَخْزَمَ، وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ وَبُنْدَارُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَهَارُوْنُ بنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ. وَاحْتجَّ بِهِ: البُخَارِيُّ. توفي سنة مائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2320"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 680"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1148"، والأنساب للسمعاني "7/ 352"، والعبر "1/ 332"، والكاشف "1/ ترجمة 2043" وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3377"، وتهذيب التهذيب "4/ 133"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة رقم 2608"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 358".

صفوان بن عيسى، ومورج بن عمرو

صفوان بن عيسى، ومورج بن عمرو: 1407-صفوان بن عيسى 1: "م، 4" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ أَبُو مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ البَصْرِيُّ القَسَّامُ. حَدَّثَ عَنْ: يَزِيْدَ بنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَابْنِ عَجْلاَنَ، وَثَوْرِ بنِ يَزِيْدَ، وَمَعْمَرِ بنِ رَاشِدٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ رَاهَوَيْه، وَأَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ وَأَبُو قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً صَالِحاً. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سنة مائتين. 1408- مورج بن عمرو 2: العلامة، شيخ العربية أبو فيد السدوسي. رَوَى عَنْ: أَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ، وَشُعْبَةَ وَطَائِفَةٍ. أَخَذَ عَنِ الأَعْرَابِ. وَكَانَ يُعَدُّ مَعَ سِيْبَوَيْه وَالنَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ. وَلَهُ عِدَّةُ تَصَانِيْفَ مِنْهَا: غَرِيْبُ القُرْآنِ، وَكِتَابُ جَمَاهِيْرِ القَبَائِلِ وَكِتَابُ المَعَانِي، وَأَشْيَاءُ سِوَى ذَلِكَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الخليل بن أحمد. توفي سنة خمسن وَتِسْعِيْنَ، وَمائَةٍ يَوْمَ مَوْتِ أَبِي نُوَاسٍ الشَّاعِرِ. وَيُقَالُ: مَاتَ بَعْدَ المائَتَيْنِ بِالبَصْرَةِ، وَكَانَ ذَهَبَ إلى خراسان.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 294"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 2938"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1865"، والكاشف "2/ ترجمة 24274"، والعبر "1/ 333"، وتهذيب التهذيب "4/ 429"، وتقريب التهذيب "1/ 368"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3105"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 359". 2 ترجمته في التارخ الكبير "8/ ترجمة 2200"، وتاريخ بغداد "13/ 258"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "7/ 193"، ووفيات الأعيان "5/ 745"، وبغية الوعاة للسيوطي "400".

حفص بن عبد الرحمن

1409- حفص بن عبد الرحمن 1: "س" الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، مُفْتِي خُرَاسَانَ أَبُو عُمَرَ البَلْخِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَنَفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَدَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَأَبِي حَنِيْفَةَ، وَعِيْسَى بنِ طَهْمَانَ وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَإِسْرَائِيْلَ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ رافع، وسلمة بن شَبِيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَقِيْلٍ الخُزَاعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَحْمَشٍ وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رَزِيْنٍ، وَعَلِيُّ بنُ حَسَنٍ الذُّهْلِيُّ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ أَبُوْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ فُرُّوْخِ بنِ فَضَالَةَ البَلْخِيُّ قَدْ وَلِيَ قَضَاءَ نَيْسَابُوْرَ فِي أَيَّامِ قُتَيْبَةَ بنِ مُسْلِمٍ الأَمِيْرِ، وَهُوَ مِنَ الكُوْفَةِ. ثُمَّ قَالَ: وَحَفْصٌ هُوَ أَفْقَهُ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيْفَةَ الخُرَاسَانِيَّةِ، وَقَدْ وَلِيَ القَضَاءَ ثُمَّ نَدِمَ وَأَقْبَلَ عَلَى العِبَادَةِ، وَكَانَ ابْنُ المُبَارَكِ يَزُورُه. وَقَالَ فِيْهِ ابْنُ المُبَارَكِ: اجْتَمَعَ فِيْهِ الفِقْهُ، وَالوَقَارُ وَالوَرَعُ. ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: سِكَّةُ حَفْصٍ بِالبَلَدِ مَنْسُوْبَةٌ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ إِذَا قَدِمَ نَيْسَابُوْرَ يُحَدِّثُ فِي مَسْجِدِهِ، ثُمَّ سَاقَ لَهُ الحَاكِمُ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ غَرَائِبَ وَأَفْرَادٍ. وَقَدِ احْتَجَّ بِهِ: النَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ. وَأَمَّا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ فَقَالَ: مُضْطَرِبُ الحَدِيْثِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ حَفْصٍ: مَاتَ أَبِي فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ، وَمائَةٍ. قلت: كان من أبناء الثمانين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 371"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2786"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 758"، والعبر "1/ 329"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2126"، والكاشف "1/ ترجمة 1159" والمغني "1/ ترجمة 1618"، وتهذيب التهذيب "2/ 404"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1509"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 356".

شبطون

1410- شَبَطُون 1: الفَقِيْهُ الإِمَامُ مُفْتِي الأَنْدَلُس أَبُو عَبْدِ اللهِ زياد بن عبد الرحمن بنِ زِيَادِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زُهَيْرِ بنِ نَاشِرَةَ اللَّخْمِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ صَاحِبُ مَالِكٍ. سَمِعَ مِنْ: مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ القَاضِي، وَتَزَوَّجَ بِابْنَتِهِ، وَمِنْ: مُوْسَى بنِ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ، وَاللَّيْثِ، وَمَالِكٍ وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، وَأَبِي مَعْشَرٍ السِّنْدِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَبِهِ تَفَقَّهَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ أَوَّلاً. وَكَانَ إِمَاماً، عَالِماً، وَرِعاً نَاسِكاً مَهِيْباً كَبِيْرَ الشَّأْنِ أَرَادَهُ هِشَامٌ صَاحِبُ الأَنْدَلُسِ عَلَى القَضَاءِ، فَأَبَى وَتَعَنَّتَ وَكَانَ هِشَامٌ يُكْرِمُهُ، وَيَخلُو بِهِ، وَيَسْأَلُه. قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ: كُنَّا عِنْدَ زِيَادٍ إِذْ جَاءهُ كِتَابٌ مِنْ بَعْضِ المُلُوْكِ فَكَتَبَ فِيْهِ، وَخَتَمَهُ ثُمَّ قَالَ لَنَا زِيَادٌ: إِنَّهُ سَأَلَ عَنْ كَفَّتَي المِيْزَانِ: أَمِنْ ذَهَبٍ أَمْ مِنْ فِضَّةٍ? فكَتَبتُ إِلَيْهِ: "مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيْهِ"2. مَاتَ: سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 339". 2 اقتبسه من حديث رواه أبو هريرة مرفوعا بلفظ: "إن مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يعنيه". أخرجه الترمذي "2317"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "192" من طريق الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، به. قلت: إسناده ضعيف، لضعف قرة، لكن قد رواه مرسلا مالك "3/ 96" ومن طريقه أخرجه الترمذي "2318" عن الزهري، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب مرسلًا. وقد وصله أحمد "1/ 201" من طريق عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ العُمَرِيُّ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عن علي بن الحسين، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره. وأخرجه أيضا "1/ 201" من طريق آخر عن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به. فالحديث حسن بهذه الشواهد.

شقيق

1411- شقيق 1: الإِمَامُ، الزَّاهِدُ، شَيْخُ خُرَاسَانَ أَبُو عَلِيٍّ شَقِيْقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الأَزْدِيُّ البَلْخِيُّ. صَحِبَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَدْهَمَ. وَرَوَى عَنْ: كَثِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأُبُلِّيِّ وَإِسْرَائِيْلَ بنِ يُوْنُسَ وَعَبَّادِ بنِ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ يَزِيْدَ مَرْدَوَيْه وَمُحَمَّدُ بنُ أَبَانٍ المُسْتَمْلِي، وَحَاتِمٌ الأَصَمُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ دَاوُدَ البَلْخِيُّ، وَغَيْرُهُم. وَهُوَ نَزْرُ الرِّوَايَةِ. رُوِيَ عَنْ: عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شَقِيْقٍ، قَالَ: كَانَتْ لِجَدِّي ثَلاَثُ مائَةِ قَرْيَةٍ، ثُمَّ مَاتَ بِلاَ كَفَنٍ. قَالَ: وَسَيْفُهُ إِلَى اليَوْمِ يَتَبَارَكُوْنَ بِهِ، وَقَدْ خَرَجَ إِلَى بِلاَدِ التُّركِ تَاجِراً، فَدَخَلَ عَلَى عَبَدَةِ الأَصْنَامِ فَرَأَى شَيْخَهُم قَدْ حَلَقَ لِحْيَتَهُ فَقَالَ: هَذَا بَاطِلٌ وَلَكُم خَالِقٌ وَصَانِعٌ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. فَقَالَ لَهُ: لَيْسَ يُوَافِقُ قَوْلُكَ فِعْلَكَ. قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: زَعَمْتَ أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وقد تعنيت إلى ههنا تَطلُبُ الرِّزْقَ، وَرَازِقُكَ ثَمَّ فَكَانَ هَذَا سَبَبَ زهدي2. وَعَنْ شَقِيْقٍ قَالَ: كُنْتُ شَاعِراً فَرَزَقَنِي اللهُ التَّوبَةَ، وَخَرَجْتُ مِنْ ثَلاَثِ مائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَلَبِسْتُ الصُّوفَ عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَلاَ أَدْرِي أَنِّي مُرَاءٍ حَتَّى لَقِيْتُ عَبْدَ العَزِيْزِ بنَ أَبِي رَوَّادٍ فَقَالَ: لَيْسَ الشَّأْنُ فِي أَكْلِ الشَّعِيْرِ، وَلُبْسِ الصُّوفِ الشَّأْنُ أَنْ تَعْرِفَ اللهَ بِقَلْبِكَ، وَلاَ تُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً، وَأَنْ تَرضَى عَنِ اللهِ، وَأَنْ تَكُوْنَ بِمَا فِي يَدِ اللهِ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ. وَعَنْهُ: لَوْ أَنَّ رَجُلاً عَاشَ مائَتَيْ سَنَةٍ لاَ يَعْرِفُ هَذِهِ الأَرْبَعَةَ لَمْ يَنْجُ: مَعرِفَةُ اللهِ، وَمَعْرِفَةُ النَّفْسِ، وَمَعْرِفَةُ أَمرِ اللهِ وَنَهْيِهِ وَمَعْرِفَةُ عَدُوِّ اللهِ وَعَدُوِّ النَّفْسِ. وَقَدْ جَاءَ عَنْ شَقِيْقٍ مَعَ تَأَلُّهِهِ وَزُهْدِهِ أَنَّهُ كَانَ مِنْ رُؤُوْسِ الغُزَاةِ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ، عَنْ حَاتِمٍ الأَصَمِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ شَقِيْقٍ، وَنَحْنُ مُصَافُّو العَدُوِّ التُّرْكِ فِي يَوْمٍ لاَ أَرَى إلَّا رُؤُوْساً تَنْدُرُ وَسُيُوْفاً تَقْطَعُ، وَرِمَاحاً تَقْصِفُ فَقَالَ لِي: كَيْفَ تَرَى نَفْسَكَ هِيَ مِثْلُ لَيْلَةِ عُرْسِكَ? قُلْتُ: لاَ وَاللهِ. قَالَ: لَكِنِّي أَرَى نَفْسِي كَذَلِكَ. ثُمَّ نَام بَيْنَ الصَّفَّيْنِ عَلَى دَرَقَتِهِ حَتَّى غَطَّ فَأَخَذَنِي تُرْكِيٌّ، فَأَضْجَعَنِي لِلذَّبْحِ فَبَيْنَا هُوَ يَطْلُبُ السِّكِّينَ مِنْ خُفِّهِ إذ جاءه سهم عائر ذبحه. عَنْ شَقِيْقٍ قَالَ: مَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ مَنْ غَرَسَ نَخْلَةً يَخَافُ أَنْ تَحْمِلَ شَوْكاً، وَمَثَلُ المُنَافِقِ مَثَلُ مَنْ زَرَعَ شَوْكاً يَطْمَعُ أَنْ يَحْمِلَ تَمْراً هَيْهَاتَ. وَعَنْهُ: لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الضَّيْفِ؛ لأَنَّ رِزْقَهُ عَلَى اللهِ وَأَجرَهُ لِي. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ دَاوُدَ: حَدَّثَنَا شَقِيْقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبُ فِي الآخِرَةِ، المُدَاوِمُ عَلَى العِبَادَةِ فَذَكَرَ حَدِيْثاً. وَعَنْ شَقِيْقٍ قَالَ: أَخَذْتُ لِبَاسَ الدُّوْنِ عَنْ سُفْيَانَ وَأَخَذْتُ الخُشُوْعَ مِنْ إِسْرَائِيْلَ، وَأَخَذْتُ العِبَادَةَ مِنْ عَبَّادِ بنِ كَثِيْرٍ، وَالفِقْهَ مِنْ زُفَرَ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1623"، وحلية الأولياء "8/ ترجمة 395"، ووفيات الأعيان "2/ ترجمة 29"، والعبر "/ 315"، وميزان الاعتدال "2/ 279"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 341". 2 ذكره أبو نعيم في: "الحلية" "8/ 59".

وَعَنْهُ: عَلاَمَةُ التَّوبَةِ البُكَاءُ عَلَى مَا سَلَفَ وَالخَوْفُ مِنَ الوُقُوْعِ فِي الذَّنْبِ، وَهِجْرَانُ إِخْوَانِ السوء، وملازمة الأخيار. وعنه: من شكى مُصِيْبَةً إِلَى غَيْرِ اللهِ لَمْ يَجِدْ حَلاَوَةَ الطَّاعَةِ. وَقَالَ الحَاكِمُ: قَدِمَ شَقِيْقٌ نَيْسَابُوْرَ فِي ثَلاَثِ مائَةٍ مِنَ الزُّهَّادِ فَطَلَبَ المَأْمُوْنُ أَنْ يَجْتَمِعَ بِهِ فَامْتَنَعَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ أَخْبَرَنَا الإِرْبِلِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ ثَابِتٍ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الخلِّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المَحَامِلِيِّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا شَقِيْقٌ البَلْخِيُّ حَدَّثَنَا أبو هَاشِمٍ الأُبُلِّيُّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا ابْنَ آدَمَ! لاَ تَزُوْلُ قَدَمَاكَ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى تُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عُمُرِكَ فِيْمَا أَفْنَيْتَهُ؟ وَجَسَدِكَ فِيْمَا أَبْلَيْتَهُ؟ وَمَالِكَ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبْتَهُ؟ وَأَيْنَ أَنْفَقْتَهُ"؟ 1. أَبُو هَاشِمٍ هُوَ كَثِيْرٌ: وَاهٍ. وَقُتِلَ شَقِيْقٌ فِي غَزَاةِ كُوْلاَنَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ ومائة.

_ 1 صحيح بشواهده: وهذا إسناد ضعيف أخرجه أبو نعيم في "الحلية"، "8/ 73" من طريق الحسين بن داود، به. وفيه أبو هاشم، كثير بن عبد الله السامي الناجي، وهو ضعيف وورد من حديث ابن مسعود: عند الترمذي "2416"، والطبراني في "الصغير"، "745"، والخطيب في "تاريخ بغداد"، "12/ 440"، وابن عدي في "الكامل"، "2/ 353" من طريق حسين بن قيس الرجى، حدثنا عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عنه، به. وقال الترمذي: "حديث غريب، لا نعرفه من حديث ابْنِ مَسْعُوْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلا من حديث الحسين بن قيس، وهو يضعف في الحديث من قبل حفظه". وله شاهد من حديث أبي برزة: عند الترمذي "2417"، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل"، "1" من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عنه، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. قلت: وتابعه إبراهيم الزارع، حدثنا ابن نمير، عن الأعمش، به أخرجه أبو نعيم في "الحلية"، "10/ 232" وإبراهيم هذا لم أجد من ترجم له، وله شاهد من حديث معاذ: عند الخطيب في "اقتضاء العلم العمل"، "2"، وفي "تاريخ بغداد"، "11/ 441". وإسناده ضعيف، فيه عبد المجيد وصامت فيهما ضعف. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب"، "4/ 198": رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح". فيبدو أنهما أخرجاه من غير هذا الطريق، وإلا فهو غير صحيح.

زيد بن أبي الزرقاء

1412- زيد بن أبي الزرقاء 1: "د، س" الإِمَامُ القُدْوَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ المَوْصِلِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: جَعْفَرِ بنِ بُرْقَانَ، وَعِيْسَى بنِ طَهْمَانَ وَشُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَأَمْثَالِهِم. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ سَهْلٍ وَأَبُو عُمَيْرٍ عِيْسَى بنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيَّانِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ، وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ وَسَعِيْدُ بنُ أَسَدِ بنِ مُوْسَى، وَابْنُهُ هَارُوْنُ بنُ زَيْدٍ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ كَانَ عِنْدَهُ جَامِعُ سُفْيَانَ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: يُغْرِبُ. وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: لَمْ أَرَ فِي الفَضْلِ مِثْلَ: زَيْدٍ وَالمُعَافَى، وَقَاسِمٍ الجَرْمِيِّ. وَرَوَى بِشْرٌ الحَافِي عَنْ زَيْدٍ قَالَ: مَا سَأَلْتُ أَحَداً شَيْئاً مُنْذُ خَمْسِيْنَ سَنَةً. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: إِذَا كَانَ لِلرَّجُلِ عِيَالٌ، وَخَافَ عَلَى دِيْنِهِ فَلْيَهْرُبْ. قُلْتُ: يَهرُبُ لَكِنْ بِشَرْطِ أَنْ لاَ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ وَقَدْ هَرَبَ زَيْدُ بنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، وَنَزَلَ الرَّمْلَةَ أَشْهُراً، وَكَانَ مِنَ العَابِدِيْنَ مِنْ أَصْدِقَاءِ المُعَافَى بنِ عِمْرَانَ. يُقَالُ: إِنَّهُ غَزَا فَأَسَرَهُ العَدَوُّ وَمَاتَ فِي الأَسرِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة رقم 1294، 1316"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 461"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 2605"، والكاشف "1/ ترجمة 1755"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3008"، وتهذيب التهذيب "3/ 754"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2260".

سعد بن الصلت

1413- سعد بن الصلت 1: ابن برد، بن أسلم، القَاضِي، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ أَبُو الصَّلْتِ البَجَلِيُّ الكُوْفِيُّ الفَقِيْهُ قَاضِي شِيْرَازَ مِنْ مَوَالِي جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ، أَقَامَ بِشِيْرَازَ وَنَشَرَ بِهَا حديثه. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ وَالأَعْمَشِ وَمُطَرِّفِ بنِ طَرِيْفٍ وَعِيْسَى بنِ عُمَرَ، وَأَبَانِ بنِ تَغْلِبَ وَطَبَقَتِهِم. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحِمَّانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَسِبْطُهُ، إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ شَاذَانُ. سَأَل عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ سَعْدٌ? قَالُوا: وَلِيَ قَضَاءَ شِيْرَازَ. قَالَ: دُرَّةٌ، وَقَعَ فِي الحُشِّ. قُلْتُ: هُوَ صَالِحُ الحَدِيْثِ، وَمَا عَلِمتُ لأَحَدٍ فِيْهِ جَرْحاً. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَحْمُوْدِيُّ، وَجَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ البُرْجِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بنُ الصَّلْتِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من حَجَّ عَنْ أَبَوَيْهِ، وَلَمْ يَحُجَّا، جَزَى عَنْهُمَا وَعَنْهُ، وَنُشِرَتْ أَرْوَاحُهُمَا فِي السَّمَاءِ، وَكُتِبَ عِنْدَ الله برًّا"2. غَرِيْبٌ جِدّاً. وَعِيْسَى هَذَا: هُوَ الكُوْفِيُّ المُقْرِئُ صَدُوْقٌ. تُوُفِّيَ سَعْدُ بنُ الصَّلْتِ: سَنَةَ سِتٍّ وتسعين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة رقم 1294، 1316"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 461"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 2605"، والكاشف "1/ ترجمة 1755"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3008"، وتهذيب التهذيب "3/ 754"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2260". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1616"، وفيه "سعيد" بدل "سعد"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 377"، والعبر "1/ 320"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 345".

القداح

1414- القداح 1: "د، س" الإِمَامُ المُحَدِّثُ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ سَالِمٍ المَكِّيُّ، القَدَّاحُ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ جُرَيْجٍ وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَيُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ وَالإِمَامُ الشَّافِعِيُّ، وَأَسَدُ بنُ مُوْسَى وَأَبُو عَمَّارٍ الحُسَيْنُ بنُ حُرَيْثٍ وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ: قَدْ كَتَبتُ عَنْهُ، وَكَانَ مُرْجِئاً. وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ: أَنَّ سَعِيْدَ بنَ سَالِمٍ قَالَ لابْنِ عَجْلاَنَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَنَا لَمْ أَرْفَعِ الأَذَى عَنِ الطَّرِيْقِ، أَكُوْنُ نَاقِصَ الإِيْمَانِ? فَقَالَ: هَذَا مُرْجِئٌ، مَنْ يَعْرِفُ هَذَا? قَالَ: فَلَمَّا قُمْنَا عَاتَبْتُهُ فَرَدَّ عَلَيَّ القَوْلَ. فَقُلْتُ: هَلْ لَكَ أَنْ تَقِفَ فَتَقُوْلَ: يَا أَهْلَ الطَّوَافِ إِنَّ طَوَافَكُم لَيْسَ مِنَ الإِيْمَانِ، وَأَقُوْلَ أَنَا: بَلْ هُوَ مِنَ الإِيْمَانِ فَنَنْظُرَ مَا يَصْنَعُوْنَ؟ قَالَ: تُرِيْدُ أَنْ تُشَهِّرَنِي? قُلْتُ: فَمَا تُرِيْدُ إِلَى قَوْلٍ إِذَا أَظهَرْتَه شَهَّرَكَ؟ قُلْتُ: وَفَاتُهُ قَرِيْبَةٌ مِنْ وَفَاةِ ابن عيينة سنة نيف وتسعين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1611"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 54"، والكنى للدولابي "2/ 28"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 579"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 128" والمجروحين لابن حبان "1/ 320"، والكامل لابن عدي "3/ ترجمة 823"، والأنساب للسمعاني "10/ 72" والكاشف "1/ ترجمة 1911"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3186"، والمغني "1/ ترجمة 2395"، وتهذيب التهذيب "4/ 35"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2461".

عبد الله بن ميمون

1415- عبد الله بن ميمون 1: "ت" القداح المكي مَوْلَى بَنِي مَخْزُوْمٍ. فَيَرْوِي عَنْ: يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ وَمُؤَمَّلُ بنُ إِهَابٍ، وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ وَعِدَّةٌ. ضَعَّفُوهُ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 653"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 195"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 336"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 877"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 799"، والمجروحين لابن حبان "2/ 21"، والكامل لابن عدي "4/ ترجمة 1002"، والكاشف "2/ ترجمة 3049"، والمغني "1/ ترجمة 3392"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4642"، وتهذيب التهذيب "6/ 49"، وتقريب التهذيب "1/ 455"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3854".

سلم بن سالم

1416- سلم بن سالم 1: البلخي الزَّاهِدُ، القُدْوَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ. حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَسَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ: سَلْمٌ البَلْخِيُّ فِي زَمَانِهِ كَعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ فِي زَمَانِهِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مُطَاعاً أَمَّاراً بِالمَعْرُوْفِ فَأَقْدَمَهُ الرَّشِيْدُ فَحَبَسَهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ الرَّشِيْدُ أُطْلِقَ. قَالَ: وَكَانَ مُرْجِئاً ضَعِيْفاً. قَالَ الخَطِيْبُ: مَذْكُوْرٌ بِالعِبَادَةِ وَالزُّهْدِ مُرْجِئٌ. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ اللُّؤْلُؤِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ سَلْمَ بنَ سَالِمٍ مَكَثَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً لَم يَرْفَعْ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَلَمْ يُرَ مُفْطِراً وَلَمْ يُرَ لَهُ فراش. وَقِيْلَ: إِنَّ الرَّشِيْدَ سَجَنَهُ؛ لأَنَّهُ قَالَ: لَوْ شِئْتُ لَضَرَبْتُ الرَّشِيْدَ بِمائَةِ أَلْفِ سَيْفٍ. وَعَنْهُ قَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنْ أَلْقَى اللهَ بِعَمَلِ مَنْ مَضَى، وَأَنْ أَقُوْلَ: الإِيْمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ. وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: دَعَانِي الرَّشِيْدُ لأُحَدِّثُه فَقُلْتُ: سَلْمٌ هَبْهُ لِي. فَعَرَفْتُ مِنْهُ الغَضَبَ، وَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ عَلَى رَأْيِكَ فِي الإِرْجَاءِ. فَكَلَّمتُهُ، فَخَفَّفَ عَنْهُ مِنْ قُيُودِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: رَأَيْتُ سَلْماً أَتَى أَبَا مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ صَدِيْقَهُ، وَكَانَ عَبْداً صَالِحاً لَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ كَانَ لاَ يَحْفَظُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. تُوُفِّيَ سَلْمٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ في الثاني من حديث سعدان.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 374"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "47"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 678"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1149"، والمجروحين لابن حبان "1/ 344"، وتاريخ بغداد "9/ 140"، والعبر "1/ 316"، وميزان الاعتدال "2/ 185"، ولسان الميزان "3/ 62".

الغازي

1417- الغازي 1: ابن قيس، الإِمَامُ شَيْخُ الأَنْدَلُسِ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَنْدَلُسِيُّ، المُقْرِئُ. ارْتَحَلَ وَأَخَذَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَمَالِكٍ وَنَافِعِ بنِ أَبِي نُعَيْمٍ، وَتَلاَ عَلَيْهِ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ، وَأَصْبَغُ بنُ خَلِيْلٍ، وَعُثْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ الغَازِ، وَآخَرُوْنَ. وَحَفِظَ المُوَطَّأَ. وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: قرَأَ عَلَى نَافِعٍ وَضَبَطَ عَنْهُ اخْتِيَارَهُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَدخَلَ قِرَاءةَ نافع، وموطأ مَالِكٍ إِلَى الأَنْدَلُسِ. وَعَنْهُ قَالَ: عَرَضْتُ مُصْحَفِي هَذَا بِمُصْحَفِ نَافِعٍ ثَلاَثَ عَشْرَةَ مَرَّةً. رَوَى القِرَاءةَ عَنِ الغَازِي: وَلَدُهُ عَبْدُ اللهِ وَكَانَ إِمَاماً صَالِحاً عَابِداً مُتَهَجِّداً، مُجَابَ الدَّعْوَةِ كَبِيْرَ الشَّأْنِ، حَاذِقاً بِرَسْمِ المُصْحَفِ كَانَ يَقُوْلُ: مَا كَذَبتُ مُنْذُ احْتَلَمتُ. قَالَ الدَّانِيُّ: هُوَ قُرْطُبِيٌّ. وَقَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: كَانَ مِنْ أَهْلِ إِفْرِيْقِيَةَ. وَعَنْ أَصْبَغَ بنِ خَلِيْلٍ، سَمِعَ الغَازِيَّ يَقُوْلُ: وَاللهِ مَا كَذَبتُ كِذبَةً قَطُّ مُنْذُ اغْتَسَلتُ، وَلَوْلاَ أَنَّ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ قَالَهُ مَا قُلْتُهُ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ الغَازِيُّ فِي سَنَةِ تسع وتسعين ومائة.

_ 1 ترجمته في بغية الوعاة للسيوطي "2/ 240".

القاسم بن مالك

1418- القاسم بن مالك 1: "خَ، م، ت، س، ق" الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُسْنِدُ أَبُو جَعْفَرٍ المُزَنِيُّ الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَاصِمِ بنِ كُلَيْبٍ، وَحُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالمُخْتَارِ بنِ فُلْفُلٍ وَأَيُّوْبَ بنِ عَائِذٍ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَسَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَرْمِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ. وَأَخْرَجَا حَدِيْثَهُ فِي الصَّحِيْحَيْنِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: ضَعِيْفٌ. قُلْتُ: لاَ وَجْهَ لِتَضْعِيْفِهِ بَلْ مَا هُوَ فِي إِتْقَانِ غُنْدَرٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. رَوَى لَهُ الجَمَاعَةُ، سِوَى أَبِي دَاوُدَ.

_ 1 ترجمته في بغية الوعاة للسيوطي "2/ 240". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 390"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 768"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 700"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 693"، وتاريخ بغداد "12/ 400"، والكاشف "2/ ترجمة 4596"، والمغني "2/ ترجمة 5008"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6834"، وتهذيب التهذيب "8/ 332"، وتقريب التهذيب "2/ 119"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5801".

سالم بن نوح

1419- سالم بن نوح 1: "م، د، ت، س" البصري العطار مُحَدِّثٌ، صَدُوْقٌ. رَوَى عَنْ: يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ وَسَعِيْدٍ الجُرَيْرِيِّ وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَشَبَابٌ وَبُنْدَارُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَفْصٍ الأَنْصَارِيُّ، وَعُمَرُ بنُ شَبَّةَ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ. وَقَالَ أَحْمَدُ: كَتَبْنَا عَنْهُ حَدِيْثاً وَاحِداً لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. قَالَ البُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ بَعْدَ المائَتَيْنِ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2173"، والكنى للدولابي "1/ 188"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 813"، والكامل لابن عدي "3/ ترجمة 795"، والكاشف "1/ ترجمة 1800"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3059"، والمغني "1/ ترجمة 2309"، وتهذيب التهذيب "3/ 443"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة رقم 2232".

ضمرة بن ربيعة

1420- ضمرة بن ربيعة 1: "4" الإِمَامُ، الحَافِظُ القُدْوَةُ مُحَدِّثُ فِلَسْطِيْنَ أَبُو عَبْدِ الله الرملي مَوْلَى المُحَدِّثِ عَلِيِّ بنِ أَبِي حَمَلَةَ، مَوْلَى آلِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ القُرَشِيِّ. وَقِيْلَ: مَوْلَى غَيْرِهِم. وضَمْرَةُ: دِمَشْقِيُّ الأَصْلِ. حَدَّثَ عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي عَبْلَةَ، وَإِدْرِيْسَ بنِ يَزِيْدَ الأَوْدِيِّ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ أَبِي حَمَلَةَ مَوْلاَهُ وَعُثْمَانَ بنِ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ، وَخُلَيْدِ بنِ دَعْلَجٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ شَوْذَبٍ، وَالسَّرِيِّ بنِ يَحْيَى البَصْرِيِّ، وَأَبِي عَمْرٍو الأَوْزَاعِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَبِلاَلِ بنِ كَعْبٍ العَكِّيِّ، وَرَجَاءِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ شَيْخُهُ، وَنُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، وَصَفْوَانُ بنُ صَالِحٍ، وَأَيُّوْبُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَزَّانُ، وَعَمْرُو بنُ عُثْمَانَ الحِمْصِيُّ، وَحَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ ذَكْوَانَ، وَعَبْدَةُ بنُ مَوْهَبٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ حَمْزَةَ وَأَحْمَدُ بنُ هَاشِمٍ وَإِدْرِيْسُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَبِي الرَّبَابِ وَعَلِيُّ بنُ سَهْلٍ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ الفَاخُوْرِيُّ، وَأَبُو الأَصْبَغِ مُحَمَّدُ بنُ سِمَاعَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وَمَهْدِيُّ بنُ جَعْفَرٍ، وَمَوْهَبٌ وَلَدُ يَزِيْدَ بنِ مَوْهَبٍ المَذْكُوْرِ، وَالوَلِيْدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ أَبِي طَلْحَةَ العَطَّارُ الرَّمْلِيُّوْنَ، وَأَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بنُ الفَرَجِ الحِمْصِيُّ وَبَشَرٌ كَثِيْرٌ. رَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: ضَمْرَةُ رَجُلٌ صَالِحٌ، صَالِحُ الحَدِيْثِ مِنَ الثِّقَاتِ المَأْمُوْنِيْنَ لَمْ يَكُنْ بِالشَّامِ رَجُلٌ يُشْبِهُهُ هُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ بَقِيَّةَ، بَقِيَّةُ كَانَ لاَ يُبَالِي عَمَّنْ حَدَّثَ. وقال ابن معين، والنسائي: ثقة. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ. قَالَ آدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعقَلَ لِمَا يَخرُجُ مِنْ رَأْسِهِ مِنْ ضَمْرَةَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً خَيِّراً لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَفْضَلُ مِنْهُ. ثُمَّ قَالَ: مَاتَ فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: كَانَ فَقِيْهَهُم فِي زَمَانِهِ، مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِمْلاَءً حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ إِمْلاَءً سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَثَلاَثِ مائَةٍ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيْسَى بنُ مُحَمَّدٍ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ الرَّمْلِيَّانِ قَالاَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لإِحْرَامِهِ، وَطَيَّبْتُهُ لإِحْلاَلِهِ بِطِيْبٍ لاَ يُشْبِهُ طِيْبَكُم هَذَا. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ فِي حَدِيْثِهِ: تَعْنِي لَيْسَ لَهُ بَقَاءٌ. تَفَرَّد بِهِ ضَمْرَةُ. أَخْرَجَهُ: النَّسَائِيُّ2 عَنْ أَبِي عمير فوافقناه بعلو درجة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 471"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 3045"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 133"، والكاشف "2/ ترجمة 2466"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 342"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3959"، وتهذيب التهذيب "4/ 460"، وتقريب التهذيب "1/ 374"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3154". 2 حسن: أخرجه النسائي "5/ 137" من طريق أبي عمير، عيسى بن محمد، به. قلت: إسناده حسن، ضمرة بن ربيعة، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

النضر بن شميل

1421- النضر بن شميل 1: "ع" ابن خرشة بن زيد بن كُلْثُوْمِ بنِ عَنَزَةَ بنِ زُهَيْرِ بنِ عَمْرِو بنِ حُجْرِ بنِ خُزَاعِيِّ بنِ مَازِنِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيْمٍ، وَقِيْلَ: إِنَّ يَزِيْدَ بَدَلَ زَيْدٍ بنِ كُلْثُوْمِ بنِ عَنَزَةَ بنِ عُرْوَةَ بنِ جُلْهمَةَ بنِ جَحْدَرِ بنِ خُزَاعِيِّ بنِ مَازِنِ بنِ مَالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيْمِ بنِ مُرِّ بنِ أُدِّ بنِ طَابِخَةَ. العَلاَّمَةُ الإِمَامُ الحَافِظُ أَبُو الحَسَنِ المَازِنِيُّ، البَصْرِيُّ النَّحْوِيُّ، نَزِيْلُ مَرْوَ وَعَالِمُهَا. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ اثنتين وعشرين ومائة. وَحَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَعُثْمَانَ بنِ غِيَاثٍ وَأَشْعَثَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الحُمْرَانِيِّ، وَبَهْزِ بنِ حَكِيْمٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ وَالهِرْمَاسِ بنِ حَبِيْبٍ، وَالنَّهَاسِ بنِ قَهْمٍ وَعَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَأَبِي نَعَامَةَ العَدَوِيِّ وَابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ وَدَاوُدَ بنِ أَبِي الفُرَاتِ، وَعَبَّادِ بنِ مَنْصُوْرٍ، وَكَهْمَسٍ وَشُعْبَةَ وَالمَسْعُوْدِيِّ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الرِّبَاطِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ حُرَيْثٍ، وَرَجَاءُ بنُ مُرَجَّى، وَسُلَيْمَانُ بنُ سَلْمٍ المَصَاحِفِيُّ، وَبَيَانُ بنُ عَمْرٍو البُخَارِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بن معبد السنجي

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 373"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2296"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 229"، "2/ 97، 162"، والضعفاء للعقيلي "4/ ترجمة 1888"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة رقم 2188"، معجم الأدباء لياقوت الحموي "19/ 238"، ووفيات الأعيان "5/ ترجمة 764"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 293"، والكاشف "3/ 5934"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 6790"، وتهذيب التهذيب "10/ 437"، وتقريب التهذيب "2/ 301"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7508"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 7".

وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُنَيْرٍ المَرْوَزِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ السَّرَخْسِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الذُّهْلِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ القُشَيْرِيُّ وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ البِيْكَنْدِيُّ وَأُمَمٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَابْنُ المَدِيْنِيِّ وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ صَاحِبُ سُنَّةٍ. حَمْدُوَيْه بنُ مُحَمَّدٍ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ خَاقَانَ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ المُبَارَكِ عَنِ النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ، فَقَالَ: دُرَّةٌ بَيْنَ مَرْوَيْنِ ضَائِعَةٌ يَعْنِي: كُورَةَ مَرْوَ، وَكُورَةَ مرو الروذ. قَالَ العَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ المُبَارَكِ سُئِلَ عَنِ النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ، فَقَالَ: ذَاكَ أَحَدُ الأَحَدَيْنِ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الخَلِيْلِ بنِ أَحْمَدَ يُدَانِيْه. ثُمَّ قَالَ العَبَّاسُ: كَانَ النَّضْرُ إِمَاماً فِي العَرَبِيَّةِ وَالحَدِيْثِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ السُّنَّةَ بِمَرْوَ وَجَمِيْعِ خُرَاسَانَ، وَكَانَ أَرْوَى النَّاسِ عَنْ شُعْبَةَ وَخَرَّجَ كُتُباً كَثِيْرَةً لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهَا أَحَدٌ، وَلِيَ قَضَاءَ مَرْوَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بنَ شُمَيْلٍ يَقُوْلُ: فِي كِتَابِ الخَلِيْلِ كَذَا وَكَذَا مَسْأَلَةُ كُفْرٍ. وَقَالَ العَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ: سُئِلَ النَّضْرُ عَنِ الكِتَابِ الَّذِي يُنسَبُ إِلَى الخَلِيْلِ، وَيُقَالُ لَهُ: كِتَابُ العَيْنِ فَأَنْكَرَهُ. فَقِيْلَ لَهُ: لَعَلَّهُ أَلَّفَه بَعْدَك? فَقَالَ: أوخرجت مِنَ البَصْرَةِ حَتَّى دَفَنْتُ الخَلِيْلَ بنَ أَحْمَدَ?. أَحْمَدُ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بنَ شُمَيْلٍ يَقُوْلُ: خرج بي أبي من مرو الرُّوْذَ إِلَى البَصْرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِيْنَ، أَوْ سِتٍّ هَرَبَ مِنْ مَرْوَ الرُّوْذَ حِيْنَ كَانَتِ الفِتْنَةُ يَعْنِي: ظُهُوْرَ أَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّوْلَةِ قَالَ: وَسَمِعْتُ النَّضْرَ قَبْل مَوْتِه بِقَلِيْلٍ يَقُوْلُ: أَنَا ابْنُ ثَمَانِيْنَ وَكَانَ مَرَضُهُ نَحْواً مِنْ سِتَّةِ أَشْهُرٍ. قَالَ: وَمَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ، وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ مَنْجَوَيْه فِي، وَفَاتِهِ نَحْواً مِنْ ذَلِكَ وَقَالَ: قَبْرُهُ بِمَرْوَ. وَكَانَ مِنْ فُصَحَاءِ النَّاسِ وَعُلَمَائِهِم بِالأَدَبِ وَأَيَّامِ النَّاسِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ قُهْزَاذَ: مَاتَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَمائَتَيْنِ وَدُفِنَ فِي أَوِّلِ المُحَرَّمِ. أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عُلْوَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا

الإِمَامُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ القَارِئُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ زَاجُ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا يُوْنُسُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ قَالَ: رَمِدْتُ فَعَادَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "يَا زَيْدُ! أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ عَيْنَيْكَ كَانَتَا لِمَا بِهِمَا"؟ قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِذاً أَصْبِرُ وَأَحْتَسِبُ. فَقَالَ: "إِذاً لَقِيْتَ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- وَلاَ ذَنْبَ لَكَ". هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيْثِ يُوْنُسَ بن أبي إِسْحَاقَ. وَرَوَاهُ: الحَافِظُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ فِي كِتَابِ المُخْتَارَةِ عَنْ خَالِهِ الشَّيْخِ المُوَفَّقِ فَوَافَقْنَاهُ.

بشر بن السري

1422- بشر بن السري 1: "ع" الأفوه هُوَ الوَاعِظُ الزَّاهِدُ العَابِدُ الإِمَامُ الحُجَّةُ أَبُو عَمْرٍو البَصْرِيُّ نَزِيْلُ مَكَّةَ. سَمِعَ مِسْعَرَ بنَ كِدَامٍ، وَحَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ وَزَائِدَةَ بنَ قُدَامَةَ وَمَالِكاً وَطَائِفَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَأَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُم. وَمَا عَلِمتُ وَقَعَ لِي حَدِيْثٌ مِنْ عَوَالِيْهِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ مُتْقِناً لِلْحَدِيْثِ عَجَباً! وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صالح ثبت. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَقَعُ فِي حَدِيْثِهِ مَا يُنكَرُ وَهُوَ فِي نَفْسِهِ لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ العُقَيْلِيُّ: هُوَ فِي الحَدِيْثِ مُسْتَقِيْمٌ. حَدَّثَنَا الأَبَّارُ، حَدَّثَنَا عَوَّامٌ، قَالَ: قَالَ الحُمَيْدِيُّ: كَانَ جَهْمِيّاً لاَ يَحِلُّ أَنْ يُكتَبَ حَدِيْثُهُ. قُلْتُ: بَلْ حَدِيْثُهُ حجة، وصح أنه رجع عن التجهم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 500"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 1741"، والضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 175"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1363"، والكامل لابن عدي "2/ ترجمة 253"، والعبر "1/ 318"، وميزان الاعتدال "1/ 317"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 345"، والكاشف "1/ ترجمة 586"، وتهذيب التهذيب "1/ 450"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 343".

قَالَ: وَحَدَّثَنَا الفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ قَالَ: سَأَل بِشْرُ بنُ السَّرِيِّ، حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ عَنْ حَدِيْثِ: "يَنْزِلُ رَبُّنَا" 1 أَيَتَحَوَّلُ? فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ: هُوَ فِي مَكَانِهِ يَقْرُبُ مِنْ خَلْقِهِ كَيْفَ شَاءَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: تَكَلَّمَ بِشْرٌ بِشَيْءٍ بِمَكَّةَ، فَوَثَبَ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ فَذَلَّ بِمَكَّةَ حَتَّى جَاءَ فَجَلَسَ إِلَيْنَا مِمَّا أَصَابَه مِنَ الذُّلِّ. وَكَانَ الثَّوْرِيُّ يَسْتَثْقِلُهُ؛ لأَنَّهُ سَأَلَ سُفْيَانَ عن أطفال المشركين فَقَالَ: مَا أَنْتَ وَذَا يَا صَبِيُّ? قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ السَّلَفُ يَزْجُرُوْنَ عَنِ التَّعَمُّقِ، وَيُبَدِّعُوْنَ أَهْلَ الجِدَالِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَمَاتَ قَبْلَهُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً: بِشْرُ بنُ مَنْصُوْرٍ السُّلَيْمِيُّ أَحَدُ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "1/ 214"، ومن طريقه أخرجه أحمد "2/ 487"، والبخاري "1145"، "6321"، "7494"، ومسلم "758"، وأبو داود "1315"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص127" وابن أبي عاصم في "السنة" "492"، وأبو القاسم اللالكائي في "شرح السنة" "3/ 435، 436"، والبيهقي في "السنن" "3/ 2"، وفي "الأسماء والصفات" "ص449" عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الاغر، وعن أبي سلمة بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ينزل ربنا -جل وعلا- كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني أغفر له".

الأمين

1423- الأمين 1: الخليفة أبو عبد الله محمد بن الرشيد هارون بن المهدي محمد بن المَنْصُوْرِ الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ البَغْدَادِيُّ. وَأُمُّهُ زُبَيْدَةُ بِنْتُ الأمير جعفر بن المَنْصُوْرِ. عَقَدَ لَهُ أَبُوْهُ بِالخِلاَفَةِ بَعْدَهُ، وَكَانَ مَلِيْحاً بَدِيْعَ الحُسْنِ، أَبْيَضَ، وَسِيْماً طَوِيْلاً ذَا قُوَّةٍ وَشَجَاعَةٍ، وَأَدَبٍ وَفَصَاحَةٍ وَلَكِنَّهُ سَيِّئُ التَّدْبِيْرِ، مفرط التَّبْذِيْرِ أَرْعَنَ لَعَّاباً مَعَ صِحَّةِ إِسْلاَمٍ وَدِيْنٍ. يقال: قتل مرة أسدًا بيديه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 336"، والعبر "1/ 325"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 350"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 135".

وَيُقَالُ: كَتَبَ بِخَطِّهِ رُقعَةً إِلَى طَاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ الَّذِي قَاتَلَهُ: يَا طَاهِرُ! مَا قَامَ لَنَا مُنْذُ قُمْنَا قَائِمٌ بِحَقِّنَا، فَكَانَ جَزَاؤُه عِنْدَنَا إلَّا السَّيْفَ فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ أَوْ دَعْ. يُلَوِّحُ لَهُ بِأَبِي مُسْلِمٍ، وَأَمْثَالِهِ. قَالَ المَسْعُوْدِيُّ: مَا وُلِّي لِلْخِلاَفَةِ هَاشِمِيُّ ابْنُ هَاشِمِيَّةٍ سِوَى: عَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ الأَمِيْنِ. وَقَدْ جَعَلَهُ أَبُوْهُ وَلِيَّ عَهْدِهِ، وَلَهُ خَمْسُ سِنِيْنَ، وَتَسَلَّمَ الأَمْرَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ أَخُوْهُ الآخَرُ، وَهُوَ المَأْمُوْنُ بِمَرْوَ فَأَمَرَ الأَمِيْنُ لِلنَّاسِ بِرِزْقِ سَنَتَيْنِ، وَوَصَلَ إِلَيْهِ البُرْدَةُ، وَالقَضِيْبُ، وَالخَاتَمُ مِنْ خُرَاسَانَ فِي اثْنَيْ عَشَرَ يَوْماً فِي نِصْفِ الشَّهْرِ، وَبَايَعَ المَأْمُوْنُ لأَخِيْهِ، وَأَقَامَ بِخُرَاسَانَ، وَأَهدَى لأَخِيْهِ تُحَفاً، وَنَفَائِسَ وَالحَرْبُ مُتَّصِلٌ بِسَمَرْقَنْدَ بَيْنَ رَافِعٍ وَهَرْثَمَةَ، وَأَعَانَ رَافِعاً التُّرْكُ. وَفِيْهَا: قُتِلَ نِقْفُوْرُ طَاغِيَةُ الرُّوْمِ فِي حَرْبِ بُرْجَانَ. وَفِي سَنَةِ 194: أَمَرَ الأَمِيْنُ بِالدُّعَاءِ لابْنِهِ مُوْسَى بِوِلاَيَةِ العَهْدِ بَعْدَ وَلِيِّ العَهْدِ المَأْمُوْنِ وَالقَاسِمِ، وَأَغْرَى الفَضْلُ بنُ الرَّبِيْعِ الأَمِيْنَ بِالمَأْمُوْنِ، وَحَثَّهُ عَلَى خَلعِهِ لِعَدَاوَةٍ بَيْنَهُمَا، وَحَسَّنَ لَهُ ذَلِكَ السِّنْدِيُّ، وَعَلِيُّ بن عيسى بن ماهان، ثُمَّ اصْطَلَحَ هَرْثَمَةُ وَرَافِعُ بنُ اللَّيْثِ بنِ نَصْرِ بنِ سَيَّارٍ، وَقَدِمَا عَلَى المَأْمُوْنِ، وَمَعَهُ طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنِ. ثُمَّ بَعَثَ الأَمِيْنُ يَطلُبُ مِنَ المَأْمُوْنِ تَقْدِيْمَ مُوْسَى وَلدِهِ عَلَى المَأْمُوْنِ، وَلَقَّبَهُ النَّاطِقَ بِالحَقِّ، فَأَبَى ذَلِكَ المَأْمُوْنُ وَاسْتَمَالَ المَأْمُوْنُ الرَّسُوْلَ، فَبَايَعَهُ سِرّاً، وَبَقِيَ يُكَاتِبُهُ وَهُوَ العَبَّاسُ بنُ مُوْسَى بنِ عِيْسَى بنِ مُوْسَى. وَأَمَّا الأَمِيْنُ، فَبَلَغَهُ خِلاَفُ المَأْمُوْنِ، فَأَسقَطَهُ مِنَ الدعاء وطلب كَتَبَهُ الرَّشِيْدُ وَعَلَّقَهُ بِالكَعْبَةِ مِنَ العَهْدِ بَيْنَ الأَخَوَينِ، فَمَزَّقَهُ فَلاَمَهُ الأَلِبَّاءُ فَلَمْ يَنْتَصِحْ حَتَّى قَالَ لَهُ خَازِمُ بنُ خُزَيْمَةَ: لَنْ يَنْصَحَكَ مَنْ كَذَبَكَ، وَلَنْ يَغُشَّكَ مَنْ صَدَقَكَ، لاَ تُجَسِّرِ القُوَّادَ عَلَى الخَلعِ، فَيَخلَعُوكَ وَلاَ تَحمِلْهُم عَلَى النَّكْثِ فَالغَادِرُ مَفْلُولٌ، وَالنَّاكِثُ مَخْذُوْلٌ. فَلَمْ يَلْتَفِتْ، وَبَايَعَ لِمُوْسَى بِالعَهْدِ وَاسْتَوْزَرَ لَهُ. فَلَمَّا عَرَفَ المَأْمُوْنُ خَلَعَ أَخَاهُ وَتَسَمَّى بِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، وَأَمَّا ابْنُ مَاهَانَ فَجَهَّزَهُ الأَمِيْنُ، وَخَصَّهُ بِمائَتَيْ أَلْفِ دِيْنَارٍ وَأَعْطَاهُ قَيداً مِنْ فِضَّةٍ لِيُقَيِّدَ بِهِ المَأْمُوْنَ بِزَعمِهِ. وَعَرَضَ الأَمِيْنُ جَيْشَه بِالنَّهْرَوَانِ، وَأَقْبَلَ طَاهِرٌ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفٍ، فَالْتَقَوْا فَقُتِلَ ابْنُ مَاهَانَ وَتَمَزَّقَ جَيْشُه هَذَا وَالأَمِيْنُ عَاكِفٌ عَلَى اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ فَبَعَثَ جَيْشاً آخَرَ، وَنَدِمَ عَلَى خَلْعِ المَأْمُوْنِ وَطَمِعَ فِيْهِ أُمَرَاؤُهُ، ثُمَّ الْتَقَى طَاهِرٌ وَعَسْكَرُ الأَمِيْنِ عَلَى هَمَذَانَ وَقُتِلَ خَلْقٌ، وَعَظُمُ الخَطْبُ وَدَخَلَ جَيْشُ الأَمِيْنِ إِلَى هَمَذَانَ فَحَاصَرَهُم طَاهِرٌ، ثُمَّ نَزَلَ أَمِيْرُهُم إِلَى طاهر بالأمان في سنة 95. وَفِيْهَا ظَهَرَ بِدِمَشْقَ السُّفْيَانِيُّ، وَهُوَ أَبُو العَمَيْطَرِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بن

مُعَاوِيَةَ فَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَطَرَدَ عَامِلَ الأَمِيْنِ وَتَمَكَّنَ، وَانضَمَّتْ إِلَيْهِ اليَمَانِيَّةُ، وَأَهْلُ حِمْصَ، وَقِنَّسْرِيْنَ وَالسَّاحِلِ، إلَّا أَنَّ قَيْساً لَمْ تُتَابِعْهُ، وَهَرَبُوا. ثُمَّ هَزَمَ طَاهِرٌ جَيْشاً ثَالِثاً لِلأَمِيْنِ، ثُمَّ نَزَلَ حُلْوَانَ. وَأَنْفَقَ الأَمِيْنُ بُيُوْتَ الأَمْوَالِ عَلَى الجُنْدِ، وَلاَ يَنْفَعُوْنَ وَجَاءتْ أَمْدَادُ المَأْمُوْنِ مَعَ هَرْثَمَةَ بنِ أَعْيَنَ وَالفَضْلِ بنِ سَهْلٍ وَضَعُفَ أَمرُ الأَمِيْنِ، وَجَبُنَ جُندُهُ مِنَ الخُرَاسَانِيِّيْنَ فَجَهَّزَ عَبْدَ المَلِكِ بنَ صَالِحٍ العَبَّاسِيَّ إِلَى الشَّامِ لِيَجمَعَ لَهُ جُنْداً، وَبَذَلَ خَزَائِنَ الذَّهَبِ لَهُم فَوَقَعَ مَا بَيْنَ العَرَبِ، وَبَيْنَ الزَّوَاقِيْلِ1، فَرَاحَ تَحْتَ السَّيْفِ خَلقٌ مِنْهُم وَأَحَاطَتْ المَأْمُوْنِيَّةُ بِبَغْدَادَ يُحَاصِرُوْنَ الأَمِيْنَ وَاشتَدَّ البَلاَءُ وَعَظُمَ القِتَالُ وَقَاتَلَتِ العَامَّةُ وَالرَّعَاعُ عَنِ الأَمِيْنِ قِتَالَ المَوْتِ وَاسْتَمَرَّ الوَيلُ وَالحِصَارُ، وَجَرَتْ أُمُوْرٌ لاَ تُوصَفُ وَتَفَاقَمَ الأَمْرُ. وَدَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ، وَفَرَّ القَاسِمُ المُلَقَّبُ بِالمُؤْتَمَنِ، وَعَمُّهُ مَنْصُوْرٌ فَلَحِقَا بِالمَأْمُوْنِ وَرُمِي بالمجانيق وأخذت النقوب2 ونفذت خَزَائِنُ الأَمِيْنِ حَتَّى بَاعَ الأَمْتِعَةَ وَأَنْفَقَ فِي المُقَاتِلَةِ، وَمَا زَالَ أَمرُهُ فِي سِفَالٍ، وَدَثَرَتْ مَحَاسِنُ بَغْدَادَ وَاسْتَأْمَنَ عِدَّةٌ إِلَى طَاهِرٍ وَدَامَ الحِصَارُ، وَالوَبَالُ خَمْسَةَ عَشَرَ شَهْراً. وَاسْتَفْحَلَ أَمرُ السُّفْيَانِيِّ بِالشَّامِ ثُمَّ وَثَبَ عَلَيْهِ مَسْلَمَةُ الأُمَوِيُّ فَقَيَّدَه وَاسْتَبَدَّ بِالأَمْرِ، فَمَا بَلَعَ رِيقَهُ حَتَّى حَاصَرَهُمُ ابْنُ بَيْهَسٍ الكِلاَبِيُّ مُدَّةً ثُمَّ نَصَبَ السَّلاَلِمَ عَلَى السُّوْرِ وَأَخَذَ دِمَشْقَ، فَهَرَبَ السُّفْيَانِيُّ وَمَسْلَمَةُ فِي زِيِّ النِّسَاءِ إِلَى المِزَّةِ. وَخَلَعَ الأَمِيْنَ: خُزَيْمَةُ بنُ خَازِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَاهَانَ وَخَامَرَا إِلَى طَاهِرٍ. ثُمَّ دَخَلَ طَاهِرٌ بَغْدَادَ عَنْوَةً، وَنَادَى: مَنْ لَزِمَ بَيْتَه فَهُوَ آمِنٌ. وَحَاصَرُوا الأَمِيْنَ فِي قُصُوْرِه أَيَّاماً ثُمَّ رَأَى أَنْ يَخْرُجَ عَلَى حَمِيَّةٍ لَيْلاً وَفَعَلَ فَظَفِرُوا بِهِ وَهُوَ فِي حَرَّاقَةٍ3 فَشَدَّ عَلَيْهِ أَصْحَابُ طَاهِرٍ فِي الزَّوَارِيقِ4، وَتَعَلَّقُوا بِحَرَّاقَتِهِ فَنُقِبَتْ، وَغَرِقَتْ فَرَمَى الأَمِيْنُ بِنَفْسِهِ فِي المَاءِ فَظَفِرَ بِهِ رَجُلٌ، وَذَهَبَ بِهِ إِلَى طَاهِرٍ فَقَتَلَهُ، وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى المَأْمُوْنِ -فَإِنَّا للهِ- وَلَمْ يُسَرَّ المأمون بمصرع أخيه.

_ 1 الزواقيل: قوم بناحية الجزيرة وما والاها. 2 النقوب: جمع نقب، وهو الطريق الضيق في الجبل. 3 الحراقة: قال ابن سيده: هي سفن فيها مرامي نيران. وقيل: هي المرامي أنفسها وقال الجوهري: الحراقة بالفتح والتشديد، ضرب من السفن فيها مرامي نيران يرمى بها العدو في البحر. 4 الزواريق: هي القوارب الصغيرة.

وَفِي تَارِيْخِنَا عَجَائِبُ وَأَشعَارٌ لَمْ أَنْشَطْ هُنَا لاستيعابها. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِنِّيْ لأَرْجُو أَنْ يَرْحَمَ اللهُ الأَمِيْنَ بِإِنْكَارِهِ عَلَى ابْنِ عُلَيَّةَ، فَإِنَّهُ أُدخِلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ الفَاعِلَةِ أَنْتَ الَّذِي تَقُوْل: كَلاَمُ اللهِ مَخْلُوْقٌ? قُلْتُ: وَلَمْ يُصَرِّحْ بِذَلِكَ ابْنُ عُلَيَّةَ حَاشَاهُ بَلْ قَالَ عِبَارَةً تُلْزِمُهُ بَعْضَ ذَلِكَ. وَعَاشَ الأَمِيْنُ سَبْعاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَقُتِلَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَخِلاَفَتُهُ دُوْنَ الخَمْسِ سِنِيْنَ سَامَحَهُ اللهُ، وَغَفَرَ لَهُ. وَلَهُ مِنَ الوَلَدِ: عَبْدُ اللهِ وَمُوْسَى وَإِبْرَاهِيْمُ لأُمَّهَاتِ أَوْلاَدٍ شتى.

معروف الكرخي

1424- معروف الكرخي 1: عَلَمُ الزُّهَّادِ بَرَكَةُ العَصْرِ أَبُو مَحْفُوْظٍ البَغْدَادِيُّ. وَاسْمُ أَبِيْهِ فَيْرُوْزٌ. وَقِيْلَ: فَيْرُزَانُ مِنَ الصَّابِئَةِ. وَقِيْلَ: كَانَ أَبَوَاهُ نَصْرَانِيَّيْنِ فَأَسلَمَاهُ إِلَى مُؤَدِّبٍ كَانَ يَقُوْلُ لَهُ قُل: ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ فَيَقُوْلُ مَعْرُوْفٌ: بَلْ هُوَ الوَاحِدُ. فَيَضرِبُهُ فَيَهْرُبُ فَكَانَ وَالِدَاهُ يَقُوْلاَنِ: لَيْتَهُ رَجَعَ ثُمَّ إِنَّ أَبَوَيْهِ أَسْلَمَا. وَذَكَرَ السُّلَمِيُّ أَنَّهُ صَحِبَ دَاوُدَ الطَّائِيَّ ولم يصح. رَوَى عَنِ: الرَّبِيْعِ بنِ صَبِيْحٍ وَبَكْرِ بنِ خُنَيْسٍ، وَابْنِ السَّمَّاكِ وَغَيْرِهِم شَيْئاً قَلِيْلاً. وَعَنْهُ: خَلَفُ بنُ هِشَامٍ وَزَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ أَسَدٍ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ. ذُكِرَ مَعْرُوْفٌ عِنْدَ الإِمَامِ أَحْمَدَ فَقِيْلَ: قَصِيْرُ العِلْمِ. فَقَالَ: أَمْسِكْ وَهَلْ يُرَادُ مِنَ العِلْمِ إلَّا مَا وَصَلَ إِلَيْهِ مَعْرُوْفٌ؟. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ شَدَّادٍ: قَالَ لَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: مَا فَعَلَ ذَلِكَ الحَبْرُ الَّذِي فِيْكُم بِبَغْدَادَ? قُلْنَا: مَنْ هُوَ? قَالَ: أَبُو مَحْفُوْظٍ مَعْرُوْفٌ. قُلْنَا: بِخَيْرٍ. قَالَ: لاَ يَزَالُ أَهْلُ تِلْكَ المَدِيْنَةِ بِخَيْرٍ مَا بَقِيَ فِيْهِم. قَالَ السَّرَّاجُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ معروف، فخرج

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "8/ ترجمة 436"، وتاريخ بغداد "13/ 199"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 729"، والعبر "1/ 335"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 360".

وَقَالَ: حَيَّاكُمُ اللهُ بِالسَّلاَمِ، وَنَعِمْنَا وَإِيَّاكُم بِالأَحزَانِ. ثُمَّ أَذَّنَ فَارْتَعَدَ، وَقَفَّ شَعرُهُ، وَانْحَنَى حَتَّى كَادَ يَسْقُطُ. عَنْ مَعْرُوْفٍ قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبدٍ شَرّاً أَغلَقَ عَنْهُ بَابَ العَمَلِ وَفَتَحَ عَلَيْهِ بَابَ الجَدَلِ. وَقَالَ جُشَمُ بنُ عِيْسَى: سَمِعْتُ عَمِّي مَعْرُوْفَ بنَ الفَيْرُزَانِ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ بَكْرَ بنَ خُنَيْسٍ يَقُوْلُ: كَيْفَ تَتَّقِي وَأَنْتَ لاَ تَدْرِي مَا تَتَّقِي? رَوَاهَا: أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ عَنْ مَعْرُوْفٍ. قَالَ: ثُمَّ يَقُوْلُ مَعْرُوْفٌ: إذا كنت لا تحسن تَتَّقِي أَكَلتَ الرِّبَا، وَلقِيْتَ المَرْأَةَ فَلَمْ تَغُضَّ عَنْهَا وَوَضَعتَ سَيْفَكَ عَلَى عَاتِقِك. إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَجْلِسِي هَذَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّقِيْهِ فِتْنَةٌ لِلْمَتْبُوْعِ وَذِلَّةٌ لِلتَّابِعِ. قِيْلَ: أَتَى رَجُلٌ بِعَشْرَةِ دَنَانِيْرَ إِلَى مَعْرُوْفٍ فَمَرَّ سَائِلٌ فَنَاوَلَهُ إِيَّاهَا. وَكَانَ يَبْكِي ثُمَّ يَقُوْلُ: يَا نَفْسُ كَمْ تَبْكِيْنَ؟ أَخْلِصِي تَخْلُصِي. وَسُئِلَ: كَيْفَ تَصُوْمُ? فَغَالَطَ السَّائِلَ وَقَالَ: صَوْمُ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ كَذَا وَكَذَا وَصَوُمُ دَاوُد كَذَا وَكَذَا. فَأَلَحَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: أُصْبِحُ دَهْرِي صَائِماً فَمَنْ دَعَانِي أَكَلتُ وَلَمْ أَقُلْ: إِنِّيْ صَائِمٌ. وَقَصَّ إِنْسَانٌ شَارِبَ مَعْرُوْفٍ فَلَمْ يَفتُرْ مِنَ الذِّكْرِ فَقَالَ: كَيْفَ أَقُصُّ? فَقَالَ: أَنْتَ تَعْمَلُ وَأَنَا أَعمَلُ. وَقِيْلَ: اغْتَابَ رَجُلٌ عِنْدَ مَعْرُوْفٍ فَقَالَ: اذْكُرِ القُطْنَ إِذَا وُضِعَ عَلَى عَيْنَيْكَ. وَعَنْهُ قَالَ: مَا أَكْثَرَ الصَّالِحِيْنَ، وَمَا أَقَلَّ الصَّادِقِيْنَ. وَعَنْهُ: مَنْ كَابَرَ اللهَ صَرَعَهُ، وَمَنْ نَازَعَهُ، قَمَعَهُ، وَمَنْ مَاكَرَهُ خَدَعَهُ وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ مَنَعَهُ وَمَنْ تَوَاضَعَ لَهُ رَفَعَهُ كَلاَمُ العَبْدِ فِيْمَا لاَ يَعْنِيْه خِذْلاَنٌ مِنَ الله. وَقِيْلَ: أَتَاهُ مَلْهُوْفٌ سُرِقَ مِنْهُ أَلفُ دِيْنَارٍ لِيَدعُوَ لَهُ فَقَالَ: مَا أَدْعُو أَمَا زَوَيْتَهُ عَنْ أَنْبِيَائِكَ وَأَوْلِيَائِكَ فَرُدَّهُ عَلَيْهِ. قِيْلَ: أَنْشَدَ مَرَّةً فِي السَّحَرِ: مَا تَضُرُّ الذُّنُوْبُ لَوْ أَعْتَقْتَنِي ... رَحْمَةً لِي فَقَدْ عَلاَنِي المَشِيْبُ وَعَنْهُ: مَنْ لَعَنَ إِمَامَهُ حُرِمَ عَدْلَهُ.

وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ الطُّوْسِيِّ قَالَ: قَعَدْتُ مرة إلى معروف فلعله قال: وا غوثاه يَا اللهُ عَشْرَةَ آلاَفِ مَرَّةٍ، وَتَلاَ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُم} [الأَنْفَالُ: 9] . وَعَنِ ابْنِ شِيْرَوَيْه: قُلْتُ لِمَعْرُوْفٍ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَمْشِي عَلَى المَاءِ. قَالَ: مَا وَقعَ هَذَا وَلَكِن إِذَا هَمَمْتُ بِالعُبُوْرِ جُمِعَ لِي طَرَفَا النَّهْرِ فَأَتَخَطَّاهُ. أَبُو العَبَّاسِ بنُ مَسْرُوْقٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الطُّوْسِيُّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَعْرُوْفٍ، ثُمَّ جِئْتُ، وَفِي وَجْهِهِ أَثَرٌ، فَسُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ لِلسَّائِلِ: سَلْ عَمَّا يَعْنِيْكَ، عَافَاكَ اللهُ فَأَقسَمَ عَلَيْهِ فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ: صَلَّيْتُ البَارِحَةَ وَمَضَيْتُ فَطُفتُ بِالبَيْتِ، وَجِئْتُ لأَشرَبَ مِنْ زَمْزَمٍ، فَزَلِقْتُ فَأَصَابَ وَجْهِي هَذَا. ابْنُ مَسْرُوْقٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ ابْنُ أَخِي مَعْرُوْفٍ: أَنَّ مَعْرُوْفاً اسْتَسْقَى لَهُم فِي يَوْمٍ حَارٍّ فَمَا اسْتَتَمُّوا رَفْعَ ثِيَابِهِم حَتَّى مُطِرُوا. وَقَدِ اسْتُجِيْبَ دُعَاءُ مَعْرُوْفٍ فِي غَيْرِ قَضِيَّةٍ، وَأَفْرَدَ الإِمَامُ أَبُو الفَرَجِ بن الجَوْزِيِّ مَنَاقِبَ مَعْرُوْفٍ فِي أَرْبَعِ كَرَارِيْسَ. قَالَ عُبَيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَرَّاقُ: مَرَّ مَعْرُوْفٌ، وَهُوَ صَائِمٌ بِسَقَّاءٍ يَقُوْلُ: رَحِمَ اللهُ مَنْ شَرِبَ فَشَرِبَ رَجَاءَ الرَّحْمَةِ. وَقَدْ حَكَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ شَيْئاً غَيْرَ صَحِيْحٍ، وَهُوَ أَنَّ مَعْرُوْفاً الكَرْخِيَّ كَانَ يَحْجُبُ عَلِيَّ بنَ مُوْسَى الرِّضَى. قَالَ: فَكَسَرُوا ضِلْعَ مَعْرُوْفٍ، فَمَاتَ فَلَعَلَّ الرِّضَى كَانَ لَهُ حَاجِبٌ اسْمُهُ مَعْرُوْفٌ، فَوَافَقَ اسْمُهُ اسْمَ زَاهِدِ العِرَاقِ. وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيِّ قال: قبر معروف الترياق المجرب1. يريد إجابة دعاء المضطر

_ 1 هذا كلام باطل، فكيف يكون قبر أحد الصالحين ترياقا وعلاجا للأحياء، وكيف يكون الدعاء عنده مستجاب!! ولم يرد ذلك بنص صحيح من قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعله أو تقريره، ولم يفعله أحد الصحابة ولا التابعين من سلف الأمة، فالتماس إجابة الدعاء عند قبر الصالحين، ولو كان عند قبر سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بدعة منكرة، وضلال مبين؛ فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ قبره عيدا، فقد ورد عن أبي هريرة مرفوعا: "لا تتخذوا قبري عيدا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورا، وحيثما كنتم فصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني". أخرجه أحمد "2/ 367"، وأبو داود "2042" من طريق عبد الله بن نافع عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، به. وإسناده حسن. وقال صلى الله عليه وسلم: "صلوا في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورا، ولا تتخذوا بيتي عيدا، وصلوا علي، وسلموا فإن صلاتكم تبلغني أينما كنتم". أخرجه أبو يعلى عن الحسن بن علي بن أبي طالب مرفوعا، وهو حسن لغيره. =

عِنْدَهُ لأَنَّ البِقَاعَ المُبَارَكَةِ يُسْتَجَابُ عِنْدَهَا الدُّعَاءُ، كَمَا أَنَّ الدُّعَاءَ فِي السَّحَرِ مَرْجُوٌّ، وَدُبُرَ المَكْتُوْبَاتِ، وَفِي المَسَاجِدِ بَلْ دُعَاءُ المُضْطَرِ مُجَابٌ فِي أَيِّ مَكَانٍ اتَّفَقَ، اللَّهُمَّ إِنِّيْ مُضْطَرٌ إِلَى العَفْوِ فَاعْفُ عَنِّي. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُنَادِي، وَثَعْلَبٌ: مَاتَ مَعْرُوْفٌ سَنَةَ مائَتَيْنِ قَالَ الخَطِيْبُ: هَذَا هُوَ الصَّحِيْحِ، وَقَالَ يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا البَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ المَقْدِسِيُّ أَخْبَرَتْنَا تَجَنِّي مَوْلاَةُ ابْنِ وَهْبَانَ أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ أحمد النعالي، أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَزْقُوَيْه أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى المَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا مَعْرُوْفٌ الكَرْخِيُّ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بنُ خُنَيْسٍ: إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَوَادِياً تَتَعَوَّذُ جَهَنَّمُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَإِنَّ فِي الوَادِي لَجُبّاً يَتَعَوَّذُ الوَادِي وَجَهَنَّمُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَإِنَّ فِيْهِ لَحَيَّةً يَتَعَوَّذُ الجُبُّ وَالوَادِي، وَجَهَنَّمُ مِنْهَا كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ، يُبدَأُ بِفَسَقَةِ حَمَلَةِ القُرْآنِ، فَيَقُوْلُوْنَ: أَيْ رَبِّ بُدِئَ بِنَا قَبْلَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ? قِيْلَ لَهُم: لَيْسَ مَنْ يَعْلَمُ كَمَنْ لاَ يَعْلَمُ. أَنْبَأَنَا مُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَنَا مَعْرُوْفٌ الكَرْخِيُّ حَدَّثَنِي الرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَوْ أَدْرَكْتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، مَا سَأَلْتُ اللهَ إلَّا العَفْوَ وَالعَافِيَةَ.

_ = وروى أحمد "2/ 246" بإسناد حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اللهم لا تجعل قبري وثنا". فنهى صلى الله عليه وسلم أن يتخذ قبره وثنا يعبد، وأن يتخذ بيته عيدا لئلا يفعل به كما فعل أهل الكتاب بقبور أنبيائهم، فعصم الله قبره أن يتخذ وثنا يعبد، فلم يكن أحد قط أن يدخل إلى قبره فيصلى عنده، أو يدعو أو يشرك به. لهذا فقد كان العمل الشائع في الصحابة -الخلفاء الراشدين والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار- أنهم يدخلون مسجده ويصلون عليه في الصلاة، ويسلمون عليه كما أمرهم الله ورسوله، ويدعون لأنفسهم في الصلاة مما اختاروا من الدعاء المشروع كما في الصحيح من حديث ابن مسعود لما علمه التشهد قال: "ثم ليتخير بعد ذلك من الدعاء أعجبه"، ولم يكونوا يذهبون إلى القبر لا من داخل الجرة ولا من خارجها، لا لدعاء ولا لصلاة، ولا سلام، ولا غير ذلك من حقوقه المأمور بها في كل مكان، فضلا عن أن يقصدوها لحوائجهم كما يفعله أهل الشرك والبدع فإن هذا لم يكن يعرف في القرون الثلاثة، لا عند قبره ولا قبر غيره، لا في زمن الصحابة ولا التابعين ولا تابعيهم، لذا يتبين لك أخي القارئ الكريم بطلان القول بأن الدعاء عند قبره صلى الله عليه وسلم، أو قبر غيره من الصالحين ترياق ودواء، وهو من فعل أهل الشرك والبدع، أعاذنا الله وإياك من الشرك، ومحبطات الأعمال.

أبو قرة

1425- أبو قرة 1: "س" المُحَدِّثُ، الإِمَامُ، الحُجَّةُ أَبُو قُرَّةَ مُوْسَى بنُ طَارِقٍ الزَّبِيْدِيُّ قَاضِي زَبِيْدٍ. ارْتَحَلَ وَكَتَبَ عَنْ: مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو حُمَةَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الزَّبِيْدِيُّ. وَأَلَّفَ "سُنَناً". رَوَى لَهُ: النَّسَائِيُّ وَحْدَهُ وَمَا عَلِمتُهُ إلَّا ثِقَةً. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ قُلْتُ: أَبُو قُرَّةَ لاَ يَقُوْلُ: أَخْبَرَنَا أَبَداً، يَقُوْلُ: ذَكَرَ فُلاَنٌ أَيشٍ العِلَّةُ فِيْهِ? فَقَالَ: هُوَ سَمَاعٌ لَهُ كُلُّهُ، وَقَدْ كَانَ أَصَابَ كُتُبَهُ آفَةٌ فَتَوَرَّعَ فيه فكان يقول: ذكر فلان.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 669"، والعبر "1/ 257"، والكاشف "3/ ترجمة 5804"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8882"، وتهذيب التهذيب "10/ 349-350"، وتقريب التهذيب "2/ 384"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7279".

الخريبي

1426- الخريبي 1: "خ، 4" عَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ بنِ عَامِرِ بنِ ربيع الإمام، الحافظ القدوة أبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهَمْدَانِيُّ ثُمَّ الشَّعْبِيُّ الكُوْفِيُّ ثُمَّ البَصْرِيُّ المَشْهُوْرُ بِالخُرَيْبِيِّ لِنُزُولِهِ مَحَلَّةَ الخُرَيْبَةِ بِالبَصْرَةِ. حَدَّثَ عَنْ: سَلَمَةَ بنِ نُبَيْطٍ وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَعُمَرَ بنِ ذَرٍّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الصُّفَيْرَاءِ، وَبُكَيْرِ بنِ عَامِرٍ، وَجَعْفَرِ بنِ بُرْقَانَ وَخَالِدِ بنِ طَهْمَانَ، وَطَلْحَةَ بنِ يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَفُضَيْلِ بنِ غَزْوَانَ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَأُمِّ دَاوُدَ الوَابِشِيَّةِ وَمُسْتقِيْمِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ وَالأَوْزَاعِيِّ، وَابْنِ جُرَيْجٍ وَالثَّوْرِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ صَالِحٍ وَإِسْرَائِيْلَ وَمِسْعَرٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَكَانَ أَحَدَ مَنْ عُنِيَ بِهَذَا الشَّأْنِ، وَرَحَلَ فِيْهِ. رَوَى عَنْهُ: الحُسَيْنُ بنُ صَالِحٍ شَيْخُه وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وعمرو بن عاصم، وعلي بن

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 295"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 223"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 134، 446"، "2/ 143، 170، 689"، "3/ 491"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 221" والإكمال لابن ماكولا "3/ 285"، والأنساب للسمعاني "5/ 99"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 320"، والكاشف "2/ ترجمة 2732"، والعبر "1/ 227، 364"، "2/ 51"، وتهذيب التهذيب "5/ 199"، وتقريب التهذيب "1/ 412"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3474"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 29".

المَدِيْنِيِّ، وَالفَلاَّسُ، وَبُنْدَارُ، وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الدِّرْهَمِيُّ، وَمُسَدَّدٌ وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَوَلَدُهُ عَلِيُّ بنُ نَصْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَالكُدَيْمِيُّ، وَالفَضْلُ بنُ سَهْلٍ، وَخَلْقٌ. وَقَدْ قَطَعَ الحَدِيْثَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَعْوَامٍ. قَالَ ابْنُ سعد: كان ثقة عابدًا ناسكًا. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ صَدُوْقٌ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: قُلْتُ لِيَحْيَى: فَعَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ? قَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ قُلْتُ: فَأَبُو عَاصِمٍ? قَالَ: ثِقَةٌ. وَرَوَى عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: عَنْ يَحْيَى قَالَ: لَمْ آتِ قَطُّ عَبْدَ اللهِ بنَ دَاوُدَ وَلَمْ أَجلِسْ إِلَيْهِ كُنْتُ أَرَاهُ فِي الجَامِعِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ يَمِيْلُ إِلَى الرَّأْي وَكَانَ صَدُوْقاً. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ زَاهِدٌ. وَرَوَى الكُدَيْمِيُّ عَنْهُ قَالَ: كَانَ سَبَبُ دُخُوْلِي البَصْرَةَ لأَنْ أَلْقَى ابْنَ عَوْنٍ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى قَنَاطِرَ سَردَاراً، تَلَقَّانِي نَعِيُّهُ فَدَخَلَنِي مَا اللهُ بِهِ عَلِيْمٌ. رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ، عَنْ نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيِّ قَالَ: قَدِمتُ عَلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ فَقَالَ لِي: مَنْ خَلَّفتَ بِالبَصْرَةِ يُحَدِّثُ? قُلْتُ: يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ كَذَا قَالَ، وَهَذَا خَطَأٌ بَلْ يَزِيْدُ كَانَ بِوَاسِطَ إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَنْ? قُلْتُ: وَابْنَ دَاوُدَ. قَالَ: ذَاكَ أَحَدُ الأَحَدَيْنِ. وَرَوَى يَمُوْتُ بنُ المُزَرَّعِ عَنْ نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَقِيْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، وَتَعَرَّفْتُ إِلَيْهِ فَأَكْرَمَنِي إِلَى أَنْ قَالَ لِي يَوْماً: مَنْ مَشَايخُ البَصْرَةِ اليَوْمَ؟ قُلْتُ: يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ. قَالَ: فَمَا فَعَلَ عَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيُّ? قُلْتُ: حَيٌّ، يُرزَقُ قَالَ: ذَاكَ شَيْخُنَا القَدِيْمُ. قَالَ زَيْدُ بنُ أَخْزَمَ: سَمِعْتُ الخُرَيْبِيَّ يَقُوْلُ: نَولُ الرَّجُلِ أَنْ يُكْرِهَ، وَلَدَهُ عَلَى طَلَبِ الحَدِيْثِ. وَقَالَ: لَيْسَ الدِّيْنُ بِالكَلاَمِ إِنَّمَا الدِّيْنُ بِالآثَارِ. وَقَالَ فِي الحَدِيْثِ: مَنْ أَرَادَ بِهِ دُنْيَا فَدُنْيَا وَمَنْ أَرَادَ بِهِ آخِرَةً فَآخِرَةٌ.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيُّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ دَاوُدَ يَقُوْلُ: مَا كَذَبتُ قَطُّ إلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً قَالَ لِي أَبِي: قرَأْتَ عَلَى المُعَلِّمِ? قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا كُنْتُ قرَأْتُ عَلَيْهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ: سَأَلْتُ الخُرَيْبِيَّ عَنِ التَّوَكُّلِ. فَقَالَ: أَرَى التَّوَكُّلَ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللهِ. وَرَوَى الفَلاَّسُ عَنِ الخُرَيْبِيِّ قَالَ: كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَكُوْنَ لِلرَّجُلِ خَبِيئَةٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ لاَ تَعْلَمُ بِهِ زَوْجَتُهُ وَلاَ غَيْرُهَا. قَالَ زَيْدُ بنُ أَخْزَمَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ دَاوُدَ يَقُوْلُ: مَنْ أَمْكَنَ النَّاسَ مِنْ كُلِّ مَا يُرِيْدُوْنَ أَضَرُّوا بِدِيْنِهِ وَدُنْيَاهُ. قَالَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: إِنَّ النَّاسَ قَالُوا: بَعَثَ السُّلْطَانُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ دَاوُدَ بِمَالٍ، فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهُ. وَقَالَ: هُوَ من مال الصدقة وَلَوْ كتبَ بِهِ لِي مِنَ الخَرَاجِ لأَخَذْتُهُ. فَقَالَ: لَعَلَّهُ إِنَّمَا كَرِهَ؛ لأَنَّهُ كَانَ لَيْسَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَيَقُوْلُ: إِنَّمَا الصَّدَقَةُ لِهَؤُلاَءِ الأَصْنَافِ لِلْفُقَرَاءِ، وَالمَسَاكِيْنِ وَالغَارِمِيْنَ. فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ يَأْخُذُ مِنَ الخَرَاجِ? قَالَ: هَذَا كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ، يَقُوْلُ: لَيْسَ هُوَ مِنَ الصَّدَقَةِ. أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: خَلَّفَ الخُرَيْبِيُّ أَرْبَعَ مائَةِ دِيْنَارٍ وَبَعَثَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبَّادٍ بِيَدِ نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ مائَةَ دِيْنَارٍ فَقَبِلَهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: أَتَيْنَا عَبْدَ اللهِ بنَ دَاوُدَ لِيُحَدِّثَنَا فَقَالَ: قُوْمُوا اسْقُوا البُسْتَانَ. فَلَمْ نَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَ هَذَا. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ الخُطَبِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْلِمٍ الكَجِّيَّ يَقُوْلُ: كَتَبتُ الحَدِيْثَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ حَيٌّ وَلَمْ أَقصِدْهُ؛ لأَنِّي كُنْتُ يَوْماً فِي بَيْتِ عَمَّتِي وَلَهَا بَنُوْنَ أَكْبَرُ مِنِّي فَلَمْ أَرَهُم، فَسَأَلْتُ عَنْهُم فَقَالُوا: قَدْ مَضَوا إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ دَاوُدَ فَأَبْطَؤُوا ثُمَّ جَاؤُوا يَذُمُّونَهُ وَقَالُوا: طَلَبْنَاهُ فِي مَنْزِلِهِ فَلَمْ نَجِدْهُ، وَقَالُوا: هُوَ فِي بُسَيْتِنَةٍ لَهُ بِالقُرْبِ فَقَصَدْنَاهُ فَإِذَا هُوَ فِيْهَا، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ وَسَأَلْنَاهُ أَنْ يُحَدِّثَنَا فَقَالَ: مُتِّعتُ بكم أنا في شغل عن هذا، هذه البُسَيْتِنَةُ لِي فِيْهَا مَعَاشُ وَتَحْتَاجُ إِلَى أَنْ تُسْقَى وَلَيْسَ لِي مَنْ يَسْقِيْهَا فَقُلْنَا: نَحْنُ نُدِيرُ الدُّوْلاَبَ وَنَسْقِيْهَا. فَقَالَ: إِنْ حَضَرَتْكُم نِيَّةٌ فَافْعَلُوا فَتَشَلَّحْنَا وَأَدَرْنَا الدُّوْلاَبَ حَتَّى سَقَيْنَا البُسْتَانَ، ثُمَّ قُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا الآنَ فَقَالَ: مُتِّعْتُ بِكُم لَيْسَ لِي نِيَّةٌ فِي أَنْ أُحَدِّثَكُم، وأنتم كانت لكم نية تؤجرون عليها. قَالَ الخُطَبِيُّ: هَذَا أَوْ مَعْنَاهُ.

أَنْبَأَنِي المُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ أخبرنا ابن رِزْقٍ، وَأَبُو الفَرَجِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو العَيْنَاءِ قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ دَاوُدَ فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ? قُلْتُ: الحَدِيْثُ قَالَ: اذْهَبْ فَتَحَفَّظِ القُرْآنَ. قُلْتُ: قَدْ حَفِظْتُ القُرْآنَ قَالَ: اقْرَأَ: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ} [يُوْنُسُ: 71] . فَقَرَأْتُ العشْرَ حَتَّى أَنْفَذْتُهُ، فَقَالَ لِي: اذْهَبِ الآنَ فَتَعَلَّمِ الفَرَائِضَ. قُلْتُ: قَدْ تَعَلَّمتُ الصُّلْبَ وَالجدَّ وَالكُبَرَ. قَالَ: فَأَيُّمَا أَقْرَبُ إِلَيْكَ: ابْنُ أَخِيْكَ أَوْ عَمُّكَ? قُلْتُ: ابْنُ أَخِي قَالَ: وَلِمَ? قُلْتُ: لأَنَّ أَخِي مِنْ أَبِي وَعَمِّي مِنْ جَدِّي. قَالَ: اذْهَبِ الآنَ فَتَعَلَّمِ العَرَبِيَّةَ. قَالَ: قَدْ عَلِمْتُهَا قَبْلَ هَذَيْنِ. قَالَ: فَلِمَ قَالَ عُمَرُ يَعْنِي حِيْنَ طُعِنَ: يَا لَلَّهِ يَا لِلْمُسْلِمِيْنَ، لِمَ فَتَحَ تِلْكَ وَكَسَرَ هَذِهِ? قُلْتُ: فَتَحَ تِلْكَ اللاَّمَ عَلَى الدُّعَاءِ وَكَسَرَ هَذِهِ عَلَى الاسْتِغَاثَةِ وَالاسْتِنْصَارِ فَقَالَ: لَوْ حدَّثْتُ أَحَداً لَحَدَّثْتُكَ. لَفْظُ أَبِي الفَرِجِ. قَالَ أَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلاَ: كَانَ الخُرَيْبِيُّ عَسِراً فِي الرِّوَايَةِ. قُلْتُ: لَقِيَهُ البُخَارِيُّ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، وَاحْتَاجَ إِلَيْهِ فِي الصَّحِيْحِ فَرَوَى عَنْ مُسَدَّدٍ عَنْهُ وَعَنِ الفَلاَّسِ عَنْهُ وَعَنْ نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ عَنْهُ، وَتَرَكَ التَّحْدِيْثَ تَدَيُّناً إِذْ رَأَى طَلَبَهُم لَهُ بِنِيَّةٍ مَدْخُوْلَةٍ. قَالَ الخُرَيْبِيُّ: وُلِدْتُ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. زَادَ الكُدَيْمِيُّ: فِي نِصْفِ شَوَّالٍ. أَخْبَرَنَا شَيْخُ الإِسْلاَمِ شَمْسُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عُمَرَ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيُّ، حَدَّثَتْنَا أُمُّ دَاوُدَ الوَابِشِيَّةُ قَالَتْ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ يَأْكُلُ لَحْمَ دَجَاجٍ وَيَصْطَبِغُ بِخَلِّ خَمْرٍ.

خالد بن عبد الرحمن

1427- خالد بن عبد الرحمن 1: "د، س" أَبُو الهَيْثَمِ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخُرَاسَانِيُّ المَرْوَرُّوْذِيُّ نَزَلَ السَّاحِلَ. وَحَدَّثَ: عَنْ عُمَرَ بنِ ذَرٍّ وَمَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ، وَشُعْبَةَ وَسُفْيَانَ، وَإِسْرَائِيْلَ وَشَيْبَانَ، وَكَامِلٍ أَبِي العَلاَءِ. وَعَنْهُ: هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بنُ وَزِيْرٍ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَالرَّبِيْعُ المُرَادِيُّ، وَابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ وَأَبُو عُتْبَةَ الحِمْصِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الصُّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ البَرْقِيِّ وَخَلْقٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَبُو حاتم وأبو زرعة: لا بأس به. وقال العقيلي: في حفظه شيء.

_ 1 ترجمته في الكنى للدولابي "2/ 156"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 411"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1540"، والكامل لابن عدي "3/ ترجمة 596"، والكاشف "1/ ترجمة 1346"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2440"، وتهذيب التهذيب "3/ 103"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1777".

شجاع بن الوليد

1428- شجاع بن الوليد 1: "ع" ابن قيس، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، العَابِدُ الصَّادِقُ أَبُو بَدْرٍ السَّكُوْنِيُّ الكُوْفِيُّ نَزِيْلُ بَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْ: عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَمُغِيْرَةَ بنِ مِقْسَمٍ، وَقَابُوْسِ بنِ أَبِي ظَبْيَانَ وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَمُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، وَخُصَيْفٍ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ أَبُو هَمَّامٍ الوَلِيْدُ بنُ شُجَاعٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ وَعَلِيٌّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ وَسَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ وَأَبُو بَكْرٍ الصَّغَانِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوْحٍ المَدَائِنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المُنَادِي، وَيَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ إِمَاماً رَبَّانِيّاً مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ، وَحَدِيْثُهُ فِي دَوَاوِيْنِ الإِسْلاَمِ وقع لنا جملة صالحة من عواليه. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ كَثِيْرَ الصَّلاَةِ وَرِعاً. وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: لَمْ يَكُنْ بِالكُوْفَةِ أَحَدٌ أَعبَدَ مِنْهُ. وَقَالَ المَرُّوْذِيُّ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ مَعِيْنٍ فَلَقِيَ أَبَا بَدْرٍ فقال له: يا شيخ!

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2742"، والضعفاء للعقيلي "2/ ترجمة 706"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1654"، وتاريخ بغداد "9/ 247"، والكاشف "2/ ترجمة 2266"، والمغني "1/ ترجمة 2743"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 312"، والعبر "1/ 346"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3668"، وتهذيب التهذيب "4/ 313"، وتقريب التهذيب "1/ 347"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2913"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 12".

اتَّقِ اللهَ، وَانظُرْ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ لاَ يَكُوْنُ ابْنُكَ يُعْطِيْكَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: فَاسْتَحْيَيْتُ، وَتَنَحَّيْتُ فَبَلَغَنِي أَنَّهُ قَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَفَعَلَ اللهُ وَفَعَلَ. ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ حَنْبَلٍ: أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ صَدُوْقاً. قُلْتُ: ثُمَّ إِنَّ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ وَثَّقَهُ، وَأَنْصَفَهُ نَقَلَ عَنْ يَحْيَى تَوْثِيْقَه أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ. وَقَدْ كَانَ ابْنُهُ أَبُو هَمَّامٍ مِنَ الثِّقَاتِ العُلَمَاءِ أَيْضاً. وَأَمَّا أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ: أَبُو بَدْرٍ لَيِّنُ الحَدِيْثِ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. قُلْتُ: قَدْ قَفَزَ القَنطَرَةَ، وَاحْتَجَّ بِهِ أَربَابُ الصِّحَاحِ. ثُمَّ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: إلَّا أَنَّ عِنْدَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو أَحَادِيْثَ صِحَاحاً. قُلْتُ: لَكِنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَمْرٍو مَعَ صِدْقِهِ وَعِلْمِهِ فِيْهِ لِيْنٌ مَا، وَلَمْ يَحْتَجَّ به الشَّيْخَانِ وَبَعْضُ الأَئِمَّةِ احْتَجَّ بِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ: تُوُفِّيَ أَبُو بَدْرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: كَانَ مُعَمَّراً مِنْ أبناء التسعين.

أسباط بن محمد

1429- أسباط بن محمد 1: "ع" الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي نَصْرٍ القُرَشِيُّ الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَزَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَالأَعْمَشِ وَعَمْرِو بنِ قَيْسٍ المُلاَئِيِّ وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: الإِمَامُ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَبَنُو أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ وَابْنُهُ عُبَيْدُ بنُ أَسْبَاطٍ وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: قَالَ لَنَا وَكِيْعٌ: إِنَّ لأَسْبَاطِ بنِ مُحَمَّدٍ ثَلاَثَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ، فَاسْمَعُوا مِنْهُ. وَقَالَ الحَسَنُ بنُ عِيْسَى: سَأَلْتُ ابْنَ المُبَارَكِ عَنْهُ، وَعَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ: لاَ أَرَى أَصْحَابَنَا يَرضَوْنَهُمَا. تُوُفِّيَ سَنَةَ مائَتَيْنِ فِي المُحَرَّمِ. قرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ قَايْمَازَ المُقْرِئِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ قَوَّامٍ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ أَخْبَرَنَا خَلِيْلُ بنُ بَدْرٍ أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ قَالَ: لاَ بَأْسَ بِشُرْبِ خَبَثِ الحَدِيْدِ بِاللَّبَنِ. وَأَخْبَرَنَا بِهِ: أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ عن خليل.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 393"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 1657"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 652"، والضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 144"، والجرح والتعديل "1/ ترجمة 1263"، والعبر "1/ 332"، وميزان الاعتدال "1/ 175"، والكاشف "1/ ترجمة 266"، وتهذيب التهذيب "1/ 211"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 358".

حماد بن مسعدة

1430- حماد بن مسعدة 1: "ع" الحَافِظُ الحُجَّةُ أَبُو سَعِيْدٍ التَّمِيْمِيُّ، وَيُقَالُ: البَاهِلِيُّ مَوْلاَهُمْ البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي عُبَيْدٍ وَابْنِ عَوْنٍ وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَابْنِ جُرَيْجٍ وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ رَاهَوَيْه، وَأَحْمَدُ بن حنبل، ويحيى بن أبي طالب، وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَمائَتَيْنِ فِي رَجَبٍ. أَخْبَرَنَا مُوَفَّقُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الحَنْبَلِيُّ، وَعِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الآمِدِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ المُقَيَّرِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَقِّ بنُ يُوْسُفَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بن أحمد السراج "ج"، وَأَخْبَرُوْنَا عَنِ ابْنِ المُقَيَّرِ أَخْبَرَنَا نَصْرُ اللهِ القَزَّازُ أَخْبَرْنَا ابْنُ نَبْهَانَ "ح"، وَأَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرْنَا ابْنُ اللَّتِّيِّ أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي بنُ الحبَّانِ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بنُ مَسْعَدَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْتَمِسُوْهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ" 2. يَعْنِي: لَيْلَةَ القَدْرِ. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ فِيْهِ أَمْرُ الأُمَّةِ بالتماس ليلة القدر.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 294"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 106"، والكنى للدولابي "1/ 188"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 645"، والعبر "1/ 336"، والكاشف "1/ ترجمة 1233"، وتهذيب التهذيب "3/ 19"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1608". 2 صحيح: أخرجه البخاري "2020"، ومسلم "1169"، والترمذي "792"، وأحمد "6/ 50" من طرق عن هشام بن عروة، به.

يزيد بن هارون

1431- يزيد بن هارون 1: "ع" ابن زاذي2 الإِمَامُ القُدْوَةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو خَالِدٍ السُّلَمِيُّ مَوْلاَهُمْ الوَاسِطِيُّ الحَافِظُ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ القَاضِي، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَسَعِيْدٌ الجُرَيْرِيُّ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَبَهْزِ بنِ حَكِيْمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَوْنٍ، وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَأَبِي الأَشْهَبِ جَعْفَرِ بنِ الحَارِثِ، وَسَالِمِ بنِ عُبَيْدٍ، وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ، وَشُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ، وَمُبَارَكٍ وَعَاصِمِ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، وَفُضَيْلِ بنِ مَرْزُوْقٍ وَسُفْيَانَ بنِ حُسَيْنٍ، وَجُوَيْبِرِ بنِ سَعِيْدٍ وَشَرِيْكِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَقَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَكَانَ رَأْساً فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ ثِقَةً حُجَّةً كَبِيْرَ الشَّأْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ مَعَ تَقَدُّمِهِ وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ نَاصِحٍ وَأَحْمَدُ بنُ الوَلِيْدِ الفَحَّامُ، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الخَلاَّلُ، وَالزَّعْفَرَانِيُّ وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ سَيْفٍ الحَرَّانِيُّ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بن منير، ومحمد بن أحمد

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 314"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3354"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 1257"، وتاريخ بغداد "14/ 337"، والكاشف "3/ ترجمة 6479"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة رقم "298"، والعبر "1/ 350"، وتهذيب التهذيب "11/ 366"، وتقريب التهذيب "2/ 372"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 16". 2 ويقال: يزيد بن هارون بن زاذان.

بنِ أَبِي العَوَّامِ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ الدَّارِمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ وَأَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ وَالحَسَنُ بنُ مُكْرَمٍ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ الوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ رِبْحٍ البَزَّازُ، وَإِدْرِيْسُ بنُ جَعْفَرٍ العَطَّارُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ، وَهُوَ خَاتِمَةُ مَنْ رَوَى عَنْهُ. يُقَالُ: إِنَّ أَصْلَهُ مِنْ بُخَارَى. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ: هُوَ أَحْفَظُ مِنْ وَكِيْعٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ يَزِيْدُ حَافِظاً مُتْقِناً. وَقَالَ زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ: مَا رَأَيْتُ لِيَزِيْدَ كِتَاباً قَطُّ وَلاَ حَدَّثَنَا إلَّا حِفْظاً. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ شُعَيْبٍ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: أَحْفَظُ أَرْبَعَةً وَعِشْرِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ بِالإِسْنَادِ ولا فخر وأحفظ للشاميين عشرين ألف حَدِيْثٍ لاَ أُسْأَلُ عَنْهَا. قُلْتُ: لأَنَّهُ أَكْثَرَ إِلَى الغَايَةِ عَنْ مُحَدِّثِي الشَّامِ: ابْنِ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةَ، وَكَانَ ذَاكَ نَازِلاً عِنْدَهُ، وَإِنَّمَا حَسُنَ سَمَاعُ ذَلِكَ مِنْ أَصْحَابِهِمَا فِي أَيَّامِ أَحْمَدَ ابن حَنْبَلٍ، وَنَحْوِهِ. قَالَ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ أبا عبد الله، وقيل لَهُ: يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ لَهُ فِقْهٌ? قَالَ: نَعَمْ مَا كَانَ أَذكَاهُ وَأَفْهَمَهُ، وَأَفْطَنَهُ! قَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ: مَا رَأَينَا عَالِماً قَطُّ أَحْسَنَ صَلاَةً مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ لَمْ يَكُنْ يَفتُرُ مِنْ صَلاَةٍ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: يَزِيْدُ ثِقَةٌ إِمَامٌ لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ. وَرَوَى عَمْرُو بنُ عَوْنٍ عَنْ هُشَيْمٍ قَالَ: مَا بِالمِصْرَيْنِ مِثْلُ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ. وَقَالَ مُؤَمَّلُ بنُ يَهَابَ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: مَا دَلَّسْتُ حَدِيْثاً قَطُّ إلَّا حَدِيْثاً وَاحِداً عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، فَمَا بُوْرِكَ لِي فِيْهِ. عَنْ عَاصِمِ بنِ عَلِيٍّ قَالَ: كُنْتُ أَنَا، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ عِنْدَ قَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ فَأَمَّا يَزِيْدُ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى العَتَمَةَ لاَ يَزَالُ قَائِماً حتى يصلي الغداة بِذَلِكَ الوُضُوْءِ نَيِّفاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الصَّائِغُ نَزِيْلُ مَكَّةَ: قَالَ رَجُلٌ لِيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ: كم جُزْؤُكَ? قَالَ: وَأَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ شَيْئاً? إِذاً لاَ أَنَامَ اللهُ عَيْنِي. وَقَالَ يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ: سَمِعْتُ مِنْ يَزِيْدَ بِبَغْدَادَ وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّ فِي مَجْلِسِهِ سَبْعِيْنَ أَلْفاً. قُلْتُ: احْتَفَلَ مُحَدِّثُو بَغْدَادَ وَأَهْلُهَا لِقُدُوْمِ يَزِيْدَ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ لِجَلاَلَتِهِ وَعُلُوِّ إِسْنَادِهِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ مُتَعَبِّدٌ حَسَنُ الصَّلاَةِ جِدّاً، يُصَلِّي الضُّحَى سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً بِهَا مِنَ الجَوْدَةِ غَيْرُ قَلِيْلٍ. قَالَ: وَكَانَ قَدْ عَمِيَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَتقَنَ حِفْظاً مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: كَانَ يَزِيْدُ، وَهُشَيْمٌ مَعْرُوْفَيْنِ بِطُوْلِ صَلاَةِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: كَانَ يَزِيْدُ يُعَدُّ مِنَ الآمِرِيْنَ بِالمَعْرُوْفِ، وَالنَّاهِيْنَ عن المنكر. أَنْبَأَنَا المُسْلِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَنِي الحَسَنُ بنُ شَاذَانَ الحَافِظُ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَرْعَرَةَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ قَالَ: قَالَ لَنَا المَأْمُوْنُ: لَوْلاَ مَكَانُ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ لأَظْهَرتُ القُرْآنَ مَخْلُوْقٌ فَقِيْلَ: وَمَنْ يَزِيْدُ حَتَّى يُتَّقَى? فَقَالَ: وَيْحَكَ! إِنِّيْ لأَرْتَضِيهِ لاَ أَنَّ لَهُ سَلْطَنَةً، وَلَكِنْ أَخَافُ إِنْ أَظْهَرتُهُ فَيَرُدُّ عَلَيَّ فَيَخْتَلِفُ النَّاسُ وَتَكُوْنُ فِتْنَةً. العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: عَنْ شَاذِّ بنِ يَحْيَى سَمِعَ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: مَنْ قَالَ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ فَهُوَ زِنْدِيْقٌ. وَقَدْ كَانَ يَزِيْدُ رَأْساً فِي السُّنَّةِ مُعَادِياً لِلْجَهْمِيَّةِ مُنْكِراً تَأْوِيْلَهُم فِي مَسْأَلَةِ الاسْتِوَاءِ. وَرَوَى حَمْدَوَيْه بنُ الخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيِّ قَالَ: أَصلُ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ مِنْ بُخَارَى. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَةُ: كَانَ يَزِيْدُ يَخْضِبُ خِضَاباً قَانِياً. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ مِثْلُ هُشَيْمٍ وَابْنِ عُلَيَّةَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: سَمَاعُ يَزِيْدَ مِنِ ابْنِ أبي عروبة ضعيف أخطأ في أحاديث. قُلْتُ: إِنَّمَا الضَّعْفُ فِيْهَا مِنْ قِبَلِ سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ؛ لأَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ بَعْدَ التغير.

وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ يَحْيَى قَالَ: يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ لاَ يُمَيِّزُ وَلاَ يُبَالِي عَمَّنْ رَوَى. وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ يُعَابُ عَلَى يَزِيْدَ حَيْثُ ذَهَبَ بَصَرُهُ رُبَّمَا سُئِلَ عَنْ حَدِيْثٍ لاَ يَعْرِفُهُ، فَيَأْمُرُ جَارِيَةً لَهُ تُحَفِّظُهُ إِيَّاهُ مِنْ كِتَابِهِ. قُلْتُ: مَا بِهَذَا الفِعْلِ بَأْسٌ مَعَ أَمَانَةِ مَنْ يُلَقِّنُهُ، وَيَزِيْدُ حُجَّةٌ بِلاَ مَثْنَوِيَّةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ: كَانَ بِالعِرَاقِ أَرْبَعَةٌ مِنَ الحُفَّاظِ: شَيْخَانِ: يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ وَهُشَيْمٌ وَكَهْلاَنِ: وَكِيْعٌ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ وَيَزِيْدُ أَحْفَظُهُمَا. الأَبَّارُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ خَالِدٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ حَدِيْثَ الصُّورِ مَرَّةً فَحَفِظتُهُ، وَأَحْفَظُ عِشْرِيْنَ أَلْفاً فَمَنْ شَاءَ فَلْيُدْخِلْ فيها حرفًا. وَفِي حِكَايَةِ المَأْمُوْنِ المَذْكُوْرَةِ زِيَادَةٌ قَالَ: فَخَرَجَ رَجُلٌ يَعْنِي مِنْ نَاحِيَة المَأْمُوْنِ إِلَى وَاسِطَ قَالَ: فَجَاءَ إِلَى يَزِيْدَ فَقَالَ: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ، وَيَقُوْلُ لَكَ: أُرِيْدُ أَنْ أُظهِرَ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ قَالَ: كَذَبتَ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ فَإِنَّهُ لاَ يَحمِلُ النَّاسَ عَلَى مَا لاَ يَعْرِفُوْنَهُ. وَفِي كِتَابِ ذَمِّ الكَلاَمِ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُنْتَصِرِ البَاهِلِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الصَّرَّامُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ الغَسِيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحَكَمِ قَالَ: كَانَ المَأْمُوْنُ يُسْأَلُ عَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: مَا مَاتَ وما امتحن الناس حتى مات يزيد. قَالَ أَبُو نَافِعٍ سِبْطُ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ: كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ وَعِنْدَهُ رَجُلاَنِ. فَقَالَ أَحَدُهُمَا: رَأَيْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ فِي المَنَامِ فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: غَفَر لِي وَشَفعَنِي وَعَاتَبَنِي، وَقَالَ: أَتُحَدِّثُ عَنْ حَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ? فَقُلْتُ: يَا رَبِّ مَا عَلِمتُ إلَّا خَيْراً. قَالَ: إِنَّهُ يُبْغِضُ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَقَالَ الرَّجُلُ الآخَرُ: رَأَيْتُهُ فِي المَنَامِ فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ أَتَاكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيْرٌ? قَالَ: إِيْ وَاللهِ وَسَأَلاَنِي: مَنْ رَبُّكَ? وَمَا دِيْنُكُ? فَقُلْتُ: أَلِمِثْلِي يُقَالُ هَذَا وَأَنَا كُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِهَذَا فِي دَارِ الدُّنْيَا? فَقَالاَ لِي: صَدَقْتَ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الهَمَذَانِيُّ بِمِصْرَ أَخْبَرَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ مُحَمَّدُ بنُ اللَّيْثِ بنِ شُجَاعٍ الوَسْطَانِيُّ، وَزَيْدُ بنُ هِبَةِ اللهِ البَيِّعُ بِبَغْدَادَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ أَخْبَرَنَا قَفَرْجَلَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ

إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي إِمْلاَءً حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ أَخُو كَرْخُوَيْه، أَخْبَرَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّيْ تَارِكٌ فِيْكُم الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُوْدٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحوض" 1. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ البَزَّازُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ أَخْبَرَنَا أَبُو سهل بن زياد حدثنا علي ابن إِبْرَاهِيْمَ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ عَنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا حَسُنَ إِسْلاَمُ العَبْدِ، تَمَّمَ اللهُ لَهُ عَمَلَهُ بِسَبْعِ مائَةِ ضِعْفٍ" 2.

_ 1 صحيح بشواهده: أخرجه أحمد "3/ 14، 17، 26، 59"، والطبراني في "الصغير" "1/ 135" من طرق عن عطية العوفي، به وغسناده ضعيف، لضعف عطية العوفي. وأخرجه الترمذي "3786"، والطبراني في "الكبير" "2680" من طريق زيد بن الحسن الأنماطي، عن جعفر، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: "يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي". وقال الترمذي في إثره: حديث حسن غريب من هذا الوجه، ويزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم. قلت: إسناده ضعيف، لضعف زيد بن الحسن الأنماطي، قال الحافظ في "التقريب": ضعيف. وله شاهد صحيح من حديث زيد بن أرقم قال: قَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوما فينا خطيبا باء يدعى "خم" بين مكة والمدينة، فحمد الله، وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: "أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولها كتاب الله، فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأ ضل، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به" -فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: "وأهل بيت، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي". أخرجه مسلم "2408" "36"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "4/ 368"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1550"، "1551"، والطبراني "5026"، وأحمد "4/ 666، 667" من طريق يزيد بن حيان التميمي، عن زيد بن أرقم مرفوعا، وإسناده صحيح وله طرق وشواهد يتقوى بها الحديث اجتزئ بما ذكرت. 2 صحيح: وهذا إسناد ضعيف جدا، آفته جعفر، وهو ابن الزبير الباهلي الدمشقي، فإنه متروك الحديث. لكن الحديث صحيح قد ورد من وجه آخر عن أبي هريرة، أخرجه أحمد "2/ 317"، والبخاري "42"، ومسلم "129"، وأبو عوانة "1/ 84"، وابن منده في "الإيمان" "373"، والبيهقي في "شعب الإيمان" "7046"، وفي "الأسماء والصفات" "ص71" كلهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، به.

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَلَفٍ الحَافِظِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي السُّعُوْدِ أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ الكَاتِبَةُ أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَدِّي حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا العَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ قَالَ: كَانَ بَيْنِي، وَبَيْنَ عَمَّارٍ شَيْءٌ، فَانْطَلَقَ يَشْكُو إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَ لاَ يَزِيْدُهُ إلَّا غلظاً وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَاكِتٌ. فَبَكَى عَمَّارٌ وَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَلاَ تَرَاهُ? فَرَفَعَ رَسُوْلُ اللهِ فَقَالَ: "مَنْ أَبْغَضَ عَمَّاراً أَبْغَضَهُ اللهُ، وَمَنْ عَادَى عَمَّاراً عاداه الله". قال خالد: فَخَرَجتُ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رِضَى عَمَّارٍ فَلَقِيْتُهُ فَرَضِيَ1. وَبِهِ: إِلَى يَعْقُوْبَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ عَنْ أَبِيْهِ عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِدٍ وَعَمَّارٍ كَلاَمٌ فَشَكَاهُ خَالِدٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَنْ يُعَادِ عَمَّاراً يُعَادِهِ اللهُ، وَمَنْ يُبْغِضْ عَمَّاراً يُبْغِضْهُ اللهُ وَمَنْ يَسُبَّ عَمَّاراً يَسُبَّهُ اللهُ" 2. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ قَالاَ: أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ وَأَرَادَ بيعها، فليعرضها على جاره" 3.

_ 1 صحيح بطرقه: أخرجه أحمد "4/ 89"، والحاكم "3/ 390-391" من طريق يزيد بن هارون، به. قلت: إسناده ضعيف، رجاله ثقات إلا أنه منقطع، علقمة، وهو ابن قيس النخعي لم يدرك خالدا، فلقد مات خالد بن الوليد قبيل عمر، وقد رثى عمر خالدا رثاءا أثبته المزي في ترجمة خالد بن يزيد لكن رواه بنحوه الحاكم "3/ 390"، من طريق شعبة أخبرني سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ الأشتر، عن خالد بن الوليد قال: كان وقع بيني وبين عمار بن ياسر كلام، فشكوته إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا خالد من يساب عمارا يسبه الله، ومن يعاد عمارا يعاده الله، ومن يحقر عمارا يحقره الله"، ورواه الحاكم "3/ 391" بنحوه أيضا من طريق يَحْيَى بنُ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن عمران بن أبي الجعد، عن الأشتر، به. قلت: الأشتر هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن سلمة النخعي، مخضرم. 2 صحيح: راجع تخريجنا السابق. 3 صحيح لغيره: أخرجه ابن ماجة "2493" من طريق يزيد بن هارون، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته شريك، وهو ابن عبد الله النخعي القاضي، فإنه ضعيف، لسوء حفظه. وله شاهد عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَ له شريك في ربعة أو نخل، فليس له أن يبيع حتى يؤذن شريكه، فإن رضي أخذ، وإن كره ترك". أخرجه مسلم "1608"، وابن ماجه "2492" من طرق عن أبي الزبير، عن جابر، به. وقد صرح أبو الزبير بالتحديث عند مسلم "1608"، "135".

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ كِتَابَهُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَلِّمُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي، وَالمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَالمَسْجِدِ الأَقْصَى" 1. مَعْنَاهُ: لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى مَسْجِدٍ ابْتِغَاءَ الأَجْرِ سِوَى المَسَاجِدِ الثَّلاَثَةِ فَإِنَّ لَهَا فَضْلاً خَاصّاً فَمَنْ قَالَ: لَمْ يَدْخُلْ فِي النَّهْيِ شَدُّ الرَّحْلِ إِلَى زِيَارَةِ قَبْرِ نَبِيٍّ، أَوْ وَلِيٍّ وَقَفَ مَعَ ظَاهِر النَّصِّ وَأَنَّ الأَمْرَ بِذَلِكَ وَالنَّهْيَ خَاصٌّ بِالمَسَاجِدِ، وَمَنْ قَالَ بِقِيَاسِ الأُوْلَى قَالَ: إِذَا كَانَ أَفْضَلَ بِقَاعِ الأَرْضِ مَسَاجِدُهَا، وَالنَّهْيُ وَرَدَ فِيْهَا فَمَا دُوْنَهَا فِي الفَضْلِ كَقُبُوْرِ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِيْنَ أَوْلَى بِالنَّهْيِ أَمَّا مَنْ سَارَ إِلَى زِيَارَةِ قَبْرِ فَاضِلٍ مِنْ غَيْرِ شَدِّ رَحْلٍ، فَقُربَةٌ بِالإِجْمَاعِ بِلاَ تَرَدُّدٍ، سِوَى مَا شَذَّ بِهِ الشَّعْبِيُّ وَنَحْوُهُ، فَكَانَ بَلَغَهُمُ النَّهْيُ عَنْ زِيَارَةِ القُبُوْرِ، وَمَا عَلِمُوا بِأَنَّهُ نسخ ذلك والله أعلم. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: تُوُفِّيَ يَزِيْدُ بِوَاسِطَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: يَقَعُ حَدِيْثُهُ عَالِياً فِي الغَيْلاَنِيَّاتِ2، وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيْثُ: "الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ" وَحَدِيْثُهُ كَثِيْرٌ جِدّاً فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ، وَفِي الكُتُبِ السِّتَّةِ وَفِي أجزاء كثيرة.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1189"، ومسلم "1397"، وأبو داود "2033"، والنسائي "2/ 37"، وأحمد "2/ 243، 238"، وابن الجارود في "المنتقى" "512"، والبيهقي "5/ 244"، "10/ 82" من طريق الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعا. وأخرجه البخاري "1197"، "1995"، ومسلم "827"، والترمذي "326"، وأحمد "3/ 7، 43" والبيهقي "10/ 82" من طرق عن عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، عَنْ قَزَعَة، عَنْ أبي سعيد الخدري مرفوعًا. 2 الغيلانيات: هي أحد عشر جزءا لأبي طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ غيلان البزار المتوفى سنة "404هـ". وقد خرجه الدارقطني من حديث أبي بكر بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البغدادي الشافعي البزاز المتوفى سنة "354هـ"، وقد سمع أبو طالب منه هذا القدر، وهو من أعلى الحديث، وأحسنه.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سِنَانٍ يَقُوْلُ: كَانَ يَزِيْدُ يَكْرَهُ قِرَاءةَ حَمْزَةَ كَرَاهَةً شَدِيْدَةً1. قَالَ المِزِّيُّ: يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ زَاذِي وَيُقَالُ: زَاذَانُ بنُ ثَابِتٍ كَانَ جَدُّهُ مَوْلَىً لأُمِّ عَاصِمٍ امْرَأَةِ عُتْبَةَ بنِ فَرْقَدٍ فَأَعْتَقَتْهُ. قِيْلَ: أَصْلُهُ مِنْ بُخَارَى رَوَى عَنْ: أَبَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ المَكِّيِّ، وَأَشْعَثَ بنِ سَوَّارٍ وَأَصْبَغَ بنِ زَيْدٍ وَحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، وَحَجَّاجِ بنِ أَبِي زينب، وحسين المعلم، وعوف الأَعْرَابِيِّ وَالعَوَّامِ بنِ حَوْشَبٍ، وَالعَلاَءِ بنِ زَيْدَلَ2، وَفَائِدٍ أَبِي الوَرْقَاءِ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَذَكَرَ خَلْقاً قَدْ مَضَوْا وَيَنْزِلُ إِلَى الرِّوَايَة عَنْ بَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ، وَنَحْوِهِ وَسَمَّى مِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ مائَةً وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ نَفْساً. رَوَى أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: كَانَ يَزِيْدُ حَافِظاً مُتْقِناً لِلْحَدِيْثِ، صَحِيْحَ الحَدِيْثِ عَنْ حَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ قَاهِراً لَهَا حَافِظاً. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَتْقَنَ حِفْظاً مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَالإِتْقَانُ أَكْبَرُ مِنْ حِفْظِ السَّرْدِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ إِمَامٌ صَدُوْقٌ لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ عَنْ عَفَّانَ: أَخَذَ يَزِيْدُ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ حِفْظاً، وَهِيَ صِحَاحٌ بِهَا من الاستواء غير قليل ومدحها.

_ 1 وكذا كرهها أحمد، قال ابن قدامة في "المغني" "1/ 492": ولم يكن قراءة أحد من العشر إلا قراءة حمزة والكسائي لما فيا من الكسر والادغام والتكلف وزيادة المد. قَالَ الأثرم: قلت: إمام كان يصلي بقراءة حمزة، أصلي خلفه؟ قال: لا يبلغ به هذا كله، ولكنها لا تعجبني قراءة حمزة. وقال ابن الجزري في "طبقات القراء" "1/ 263": وهو محمول على قراءة من سمع منه ناقلا عن حمزة، وما آفة الاخبار إلا رواتها. وروي عن حمزة من طرق أنه كان يقول لمن يفرط عليه في المد والهمز: لا تفعل، أما علمت أن ما كان فوق البياض، فهو برص، وما كان فوق الجعودة، فهو قطط، وما كان فوق القراءة ليس بقراءة. 2 العلاء بن زيد، ويقال: زيدل، بزيادة لام، الثقفي، أبو محمد البصري، متروك، ورماه أبو الوليد بالكذب من الطبقة الخامسة، وهي الطبقة الصغرى من التابعين، روى له ابن ماجه.

وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: مَا رَأَيْتُ عَالِماً قَطُّ أَحْسَنَ صَلاَةً مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، يَقُوْمُ كَأَنَّهُ أُسْطُوَانَةٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الحَدِيْثِ وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَةٍ، وَقَالَ: طَلَبتُ الحَدِيْثَ وَحُصَيْنٌ حَيٌّ كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ يَقرَأُ عَلَيْهِ وَكَانَ قَدْ نَسِيَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَتُوُفِّيَ فِي خِلاَفَةِ المَأْمُوْنِ، وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَأَشْهُرٍ يَعْنِي سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ. وَرَوَى المَرُّوْذِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بنِ مَيْمُوْنٍ حِكَايَةً تَدُلُّ عَلَى أَنَّ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ كَانَ صَاحِبَ مُزَاحٍ، وَكَانَ يَتَأَدَّبُ بِحُضُوْرِ الإِمَامِ وَلاَ يُمَازِحُهُ. وَقَدِ اعْتَلَّ أَحْمَدُ مَرَّةً، فَعَادَهُ يَزِيْدُ وَوَصَلَهُ بِخَمْسِ مائَةِ دِرْهَمٍ فَرَدَّهَا أَحْمَدُ وَاعْتَذَرَ. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَافِظِ أَخْبَرَكُمْ ابْنُ خَلِيْلٍ أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدٌ الخَيَّاطُ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ التَّانِي، حَدَّثَنَا ابْنُ المُقْرِئِ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عَمْرِو بنِ جَابِرٍ الرَّمْلِيَّ، سَمِعْتُ الحَارِثَ بنَ أَبِي أُسَامَةَ يَقُوْلُ: كَانَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ إِذَا جَاءهُ مَنْ فَاتَهُ المَجْلِسُ قَالَ: يَا غُلاَمُ! نَاوِلْهُ المِنْدِيلَ. وَبِهِ: قَالَ ابْنُ المُقْرِئِ سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ سَمِعْتُ مُؤَمَّلَ بنَ يِهَابَ سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الثُّقَلاَءِ. الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا المَعْمَرِيُّ سَمِعْتُ خَلَفَ بنَ سَالِمٍ يَقُوْلُ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ فَمَزَحَ مَعَ مُسْتَمْلِيْهِ فَتَنَحْنَحَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. فَقَالَ يَزِيْدُ: مَنِ المُتَنَحْنِحُ? فَقِيْلَ لَهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فَضَرَبَ يَزِيْدُ عَلَى جبينه، وقال: إلَّا أعلمتموني أن أحمد ههنا حتى لا أمزح.

الطبقة العاشرة

الطبقة العاشرة: من طبقة على رأس المائتين 1432- معاذ بن هشام 1: "ع" ابن أبي عبد الله سنبر الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ فَأَكْثَرَ، وَقَدْ رَوَى اليَسِيْرَ عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ وَأَشْعَثَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ وَبُكَيْرِ بنِ أَبِي السَّمِيْطِ وَشُعْبَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ وَابْنُ رَاهَوَيْه وَعَلِيٌّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَالقَوَارِيْرِيُّ، وَبُنْدَارُ، وَأَبُو مُوْسَى الزَّمِنُ، وَأَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللهِ السَّرَخْسِيُّ، وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ وَبَكْرُ بنُ خَلَفٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَرْعَرَةَ وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، وَيَزِيْدُ بنُ سِنَانٍ وَزَيْدُ بنُ أَخْزَمَ وَخَلْقٌ. رَوَى المَيْمُوْنِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: كَانَ فِي كِتَابِهِ عَنْ أَبِيْهِ لَيْسَ المَعَاصِي مِنْ قَدَرِ اللهِ. قُلْتُ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ? قَالَ: أَنَا رَأَيْتُهُ فِي كِتَابِهِ عَنْ أَبِيْهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فِي تِجَارَةٍ، فَجَلَسَ يُحَدِّثُهُم فَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: لاَ تسمعوا من هذا القدري شيئًا. قَالَ: وَسَمِعَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مَنْ يُكَثِّرُهُ فِي الحَدِيْثِ وَالفِقْهِ فَقَالَ: وَأَيُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ مِنَ الحَدِيْثِ? مَا كَتَبتُ عَنْهُ إلَّا مَجْلِساً سَبْعَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً. وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: صَدُوْقٌ وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سمعت معاذ بن هشام يقول بمكة، وقيل لَهُ: مَا عِنْدَكَ? قَالَ: عِنْدِي عَشْرَةُ آلاَفٍ. فَأَنْكَرْنَا عَلَيْهِ وَسَخِرْنَا مِنْهُ فَلَمَّا جِئْنَا إِلَى البَصْرَةِ، أَخْرَجَ إِلَيْنَا مِنَ الكُتُبِ نَحْواً مِمَّا قَالَ يَعْنِي: عَنْ أَبِيْهِ فَقَالَ: هَذَا سَمِعْتُهُ وَهَذَا لَمْ أَسْمَعْهُ فَجَعَلَ يُمَيِّزُهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: قُلْتُ لأَبِي دَاوُدَ: مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ عِنْدَكَ حُجَّةٌ? فَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَقُوْلَ شَيْئاً كَانَ يَحْيَى لاَ يَرْضَاهُ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لاَ أَدْرِي مَنْ عَنَى: يَحْيَى القَطَّانَ أَوْ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ وَأَظُنُّهُ يَحْيَى القَطَّانَ.

_ 1 ترجمة في التارخ الكبير "7/ ترجمة 1572"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 88، 146"، "3/ 265"، والكنى للدولابي "2/ 60"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1133"، والكامل لابن عدي "6/ ترجمة رقم 1913"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 307"، والكاشف "3/ ترجمة 5608"، والمغني "2/ ترجمة 6307" وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8615"، وتهذيب التهذيب "10/ 196-197"، وتقريب التهذيب "2/ 257"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7065"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 359".

قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَلَهُ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ قَتَادَةَ حَدِيْثٌ كَثِيْرٌ، وَلَهُ عَنْ غَيْرِ أَبِيْهِ أَحَادِيْثُ صَالِحَةٌ وَرُبَّمَا يَغْلَطُ فِي الشَّيْءِ، وَأَرْجُو أَنَّهُ صَدُوْقٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: مَاتَ سَنَةَ مائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ المَرَاتِبِيُّ، أَخْبَرَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ أَخْزَمَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِيِّ بنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بِرَحْمَةِ اللهِ وَشَفَاعَةِ الشَّافِعِيْنَ يُقَالُ لَهُمُ: الجَهَنَّمِيُّوْنَ" 1. قَالَ حَمَّادٌ: فَذَكَرَ أَنَّهُم اسْتَعْفَوُا اللهَ مِنْ ذَلِكَ الاسْمِ فَأَعْفَاهُم. هَذَا حَدِيْثٌ جَيِّدُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجُوْهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 402" من طريق محمد بن جعفر وحجاج، كلاهما عن حماد، به. وقال الحجاج: الجهنميين.

أبو البختري

1433- أبو البختري 1: قَاضِي القُضَاةِ، وَهْبُ بنُ وَهْبِ بنِ كَثِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ زَمْعَةَ بنِ الأَسْوَدِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ أَسَدٍ القُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ المَدَنِيُّ، مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ إلَّا أَنَّهُ مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ. يَرْوِي عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: رَجَاءُ بنُ سَهْلٍ وَالمُسَيَّبُ بنُ وَاضِحٍ وَجَمَاعَةٌ. وَنَزَلَ بَغْدَادَ وَوَلِيَ قَضَاءَ عَسْكَرِ المَهْدِيِّ ثُمَّ قَضَاءَ المدينة، وحربها معًا وصلاتها. وَقَالَ الخَطِيْبُ: وَلِيَ قَضَاءَ القُضَاةِ بَعْدَ أَبِي يُوْسُفَ وَكَانَ جَوَاداً مُمَدَّحاً، مُحْتَشِماً. قَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِيْنٍ: يَضَعُ الحَدِيْثَ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: سَكَتُوا عَنْهُ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ فَقِيْهاً أَخْبَارِيّاً، جَوَاداً سَرِيّاً، تَزَوَّجَ بِأُمِّهِ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ، وَهِيَ عَبْدَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بنِ يَزِيْدَ بنِ رُكَانَةَ المُطَّلِبِيَّةُ، وَقَدْ صَنَّفَ: فِي النَّسَبِ وَفِي الغَزَوَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ مائَتَيْنِ وَلَهُ بِضْعٌ وَسَبْعُوْنَ سنة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 332"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2581"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1929"، والمجروحين لابن حبان "3/ 74"، وتاريخ بغداد "3/ 451"، والعبر "1/ 334"، وميزان الاعتدال "4/ 353"، ولسان الميزان "6/ 231"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 360".

سليم بن عيسى

1434- سليم بن عيسى 1: ابن سليم بن عامر، شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو عِيْسَى، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الحَنَفِيُّ مَوْلاَهُمْ الكُوْفِيُّ. تِلْمِيْذُ حَمْزَةَ، وَأَحْذَقُ أَصْحَابِهِ وَهُوَ خَلَفُهُ فِي الإِقْرَاءِ. تَلاَ عَلَيْهِ: خَلَفٌ البَزَّارُ، وَخَلاَّدُ بنُ خَالِدٍ وَأَبُو عُمَرَ الدُّوْرِيُّ، وَأَبُو حَمْدُوْنَ الطَّيِّبُ، وَأَحْمَدُ بنُ جُبَيْرٍ الأَنْطَاكِيُّ، وَتُرْكٌ الحذاء، وخلق كثير. وَرَوَى عَنْ: حَمْزَةَ وَالثَّوْرِيِّ. رَوَى عَنْهُ: ضِرَارُ بنُ صُرَدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حُمَيْدٍ. قَالَ الدُّوْرِيُّ: قَالَ لِي الكِسَائِيُّ: كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَى حَمْزَةَ فَجَاءَ سُلَيْمٌ فَتَلَكَّأْتُ فَقَالَ حَمْزَةُ: تَهَابُهُ، وَلاَ تَهَابُنِي? قُلْتُ: أَيُّهَا الأُسْتَاذُ أَنْتَ إِنْ أَخطَأْتُ قَوَّمْتَنِي، وَهَذَا إِنْ أَخْطَأْتُ عَيَّرَنِي. وَقِيْلَ: إِنَّ سُلَيْماً تَلاَ عَلَى حَمْزَةَ بنِ حَبِيْبٍ عَشْرَ خِتَمٍ. قَالَ خَلَفٌ وَهَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ: مَاتَ سُلَيْمٌ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: سَنَةَ تسع وثمانين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2198"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 674"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 933"، والعبر "1/ 300"، وميزان الاعتدال "2/ 231"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "1/ 320".

محمد بن شعيب

1435- محمد بن شعيب 1: "4" ابن شابور الإِمَامُ المُحَدِّثُ العَالِمُ، الصَّادِقُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ سَكَنَ بَيْرُوْتَ. مَوْلِدُهُ فِي حُدُوْدِ العِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. رَوَى عَنْ: يَحْيَى بنِ الحَارِثِ الذِّمَارِيِّ، وَعُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ بِمُهْمَلَةٍ وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاتِكَةِ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَعُرْوَةَ بنِ رُوَيْمٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَسَّانٍ الكِنَانِيِّ، وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ وَقُرَّةَ بنِ حَيْوَيْلَ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَدُحَيْمٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى، وَكَثِيْرُ بنُ عُبَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ هَاشِمٍ البَعْلَبَكِّيُّ، وَمَحْمُوْدُ بنُ خَالِدٍ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو عُتْبَةَ الحِجَازِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ: دُحَيْمٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَا أَرَى بِهِ بَأْساً كَانَ رَجُلاً عَاقِلاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ القِرَاءةَ عَرْضاً عَنْ يَحْيَى الذِّمَارِيِّ وَكَانَ يُفْتِي فِي مَجْلِسِ الأَوْزَاعِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ، وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ. وَقَالَ دُحَيْمٌ: سَنَةَ مائَتَيْنِ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: هُوَ مَوْلَىً لِسُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، وَلَهُ دَارٌ عِنْدَ الشَّلاَّحَةِ بِبَابِ تُوْمَا. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ مَعَ تَقَدُّمِهِ. وَتَلاَ عَلَيْهِ: الرَّبِيْعُ بنُ ثَعْلَب. قَالَ دُحَيْمٌ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَهِمَ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ الأَزْدِيُّ إِذْ ضَبَطَ جَدَّهُ شَابُوْرٍ بِسِيْنٍ مُهْمَلَةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: اسْتُفْتِيَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ وَابْنُ شَابُوْرٍ جَالِسٌ فَقَالَ: سَلْ أَبَا عَبْدِ اللهِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ: سَمِعْتُ الفَضْلَ بنَ مُحَمَّدٍ العَطَّارَ بأنطاكية يَقُوْلُ: قُلْتُ لِهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ: عِنْدنَا بِأَنْطَاكِيَةَ مَنْ يُحَدِّثُنَا عَنِ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ عَنْكَ. فَقَالَ: رَوَى عَنِّي الوَلِيْدُ، وَمَنْ هُوَ أَجَلُّ مِنْهُ: ابْنُ شَابُوْرٍ. سَمِعَهَا: أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ مِنَ النَّقَّاشِ. هَاشِمُ بنُ مَرْثَدٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبٍ كَانَ مُرْجِئاً، وَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ حِمْيَرٍ، وَمِنْ بَقِيَّةَ، وَمِنْ مُحَمَّدِ بنِ حَرْبٍ. قُلْتُ: كَانَ إِمَاماً طلابة للعلم.

_ 1 ترجمته في المعرة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 190، 250"، "2/ 102، 342"، "3/ 263" والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1548"، والكاشف "3/ ترجمة 4982"، والعبر "1/ 330"، "2/ 46"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7672"، وتهذيب التهذيب "9/ 222"، وتقريب التهذيب "2/ 170"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6304" وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 357".

الطيالسي

1436- الطيالسي 1: "م، 4" سليمان بن داود بن الجارود، الحَافِظُ الكَبِيْرُ، صَاحِبُ المُسْنَدِ أَبُو دَاوُدَ الفَارِسِيُّ، ثُمَّ الأَسَدِيُّ ثُمَّ الزُّبَيْرِيُّ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ الحَافِظُ، البَصْرِيُّ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَطَائِفَةٌ، سَمِعُوا عُمَرَ بنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ القَطِيْعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ القُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بنُ مِهْرَانَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا أَنَسُ بنُ مَالِكٍ صَلاَةً فَأَوْجَزَ فِيْهَا فَقَالَ: هَكَذَا كَانَتْ صَلاَةُ نَبِيِّكُم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. أَخْبَرَنَا سُنْقُرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بِحَلَبَ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ أَخْبَرَنَا خَلِيْلُ بنُ بَدْرٍ، وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عِصَامٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَصَّانِي خَلِيْلِي رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِثَلاَثِ لاَ أَدَعُهُنَّ إِنْ شَاءَ اللهُ: "صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتِيِ الضُّحَى، وَأَلاَّ أَنَامَ إلَّا عَلَى وتر" 3. أَنْبَأَنَا بِهِ أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ عَنْ خَلِيْلٍ. سَمِعَ: أَيْمَنَ بنَ نَابِلٍ وَهُوَ تَابِعِيٌّ وَمَعْرُوْفَ بنَ خَرَّبُوْذَ، وَطَلْحَةَ بنَ عَمْرٍو، وَهِشَامَ بنَ

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 298"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 1788"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 567"، "2/ 101"، "3/ 9، 64، 170"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 491"، والكامل لابن عدي "3/ ترجمة 749"، وتاريخ بغداد "9/ 24"، والعبر "1/ 345"، وميزان الاعتدال "2/ 203"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 340"، والكاشف "1/ ترجمة 2102"، وتهذيب التهذيب "4/ 182"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2684"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 12". 2 صحيح: أخرجه مسلم "469"، وأحمد "3/ 101"، من طرق عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يوجز في الصلاة ويتم. وفي رواية لمسلم عن طريق قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان من أخف الناس صلاة في تمام. 3 صحيح: أخرجه الطيالسي "2392"، وأحمد "2/ 459"، والبخاري "1178"، ومسلم "721"، والنسائي "3/ 229"، والبيهقي "4/ 293" من طريق شعبة، حدثنا عباس الجريري هو ابن فروخ، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- به.

أَبِي عَبْدِ اللهِ، وَشُعْبَةَ بنَ الحَجَّاجِ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَبِسْطَامَ بنَ مُسْلِمٍ، وَأَبَا خَلْدَةَ خَالِدَ بنَ دِيْنَارٍ، وَقُرَّةَ بنَ خَالِدٍ وَصَالِحَ بنَ أَبِي الأَخْضَرِ، وَأَبَا عَامِرٍ الخَزَّازَ وَالحَمَّادَيْنِ، وَدَاوُدَ بنَ أَبِي الفُرَاتِ وَزَمْعَةَ بنَ صَالِحٍ، وَجَرِيْرَ بنَ حَازِمٍ وَفُلَيْحَ بنَ سُلَيْمَانَ وَالمَسْعُوْدِيَّ، وَحَرْبَ بنَ شَدَّادٍ، وَابْنَ أَبِي ذِئْبٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ، وَزَائِدَةَ، وَإِسْرَائِيْلَ، وَهَمَّامَ بنَ يَحْيَى، وَمُحَمَّدَ بنَ أَبِي حُمَيْدٍ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. وَيَنْزِلُ إِلَى ابْنِ المُبَارَكِ وَابْنِ عُيَيْنَةَ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَقِيَ ابْنَ عَوْنٍ، وَمَا ذَاكَ بِبَعِيْدٍ. رَوَى عَنْهُ: جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ أَحَدُ شُيُوْخِهِ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، وَيَعْقُوْبُ الدورقي ومحمد ابن سَعْدٍ الكَاتِبُ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَالكُدَيْمِيُّ وَهَارُوْنُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَخَلْقٌ آخِرُهُم مَوْتاً: مُحَمَّدُ بنُ أَسَدٍ المَدِيْنِيُّ شَيْخُ أَبِي الشَّيْخِ لَهُ عَنْهُ مَجْلِسٌ لَيْسَ عِنْدَهُ سِوَاهُ. وَعُمِّرَ إِلَى سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَقِيَهُ الطَّبَرَانِيُّ، فَعَاشَ بَعْدَ أَبِي دَاوُدَ تِسْعِيْنَ عَاماً، وَهَذَا نَادِرٌ جِدّاً، لَمْ يَتَهَيَّأْ مِثْلَهُ إلَّا لِلْبَغَوِيِّ وَأَبِي عَلِيٍّ الحَدَّادِ، وَابْنِ كُلَيْبٍ، وَأُنَاسٍ نَحْوِ بَضْعَةَ عَشْرَ شَيْخاً خَاتِمَتُهُم: أَبُو العَبَّاسِ الحَجَّارُ. قَالَ الفَلاَّسُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظَ مِنْ أَبِي دَاوُدَ. قُلْتُ: قَالَ مِثْلَ هَذَا، وَقَدْ صَحِبَ يَحْيَى القَطَّانَ وَابْنَ مَهْدِيٍّ وَرَافَقَ ابْنَ المَدِيْنِيِّ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: أَبُو دَاوُدَ هُوَ أَصْدَقُ النَّاسِ. قُلْتُ: كَانَا رَفِيْقَيْنِ فِي الطَّلَبِ بِالبَصْرَةِ، فَاسْتَعْمَلاَ البَلاَذُرَ فَجُذِمَ أَبُو دَاوُدَ، وَبَرِصَ الآخَرُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: رَحَلتُ يَعْنِي مِنَ الكُوْفَةِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ، فَأَصَبْتُهُ قَدْ مَاتَ قَبْلَ قُدُوْمِي بِيَوْمٍ. قَالَ: وَكَانَ قَدْ شَرِبَ البَلاَذُرَ فَجُذِمَ. قَالَ عَامِرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الأَصْبَهَانِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ أَلفِ شَيْخٍ. وَوَرَدَ عَنْ أَبِي دَاوُدَ: أَنَّهُ كَانَ يَسرُدُ مِنْ حِفْظِهِ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ: كَانَ شُعْبَةُ يُحَدِّثُ فَإِذَا قَامَ قَعَدَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَملَى مِنْ حِفْظِهِ مَا مَرَّ فِي المَجْلِسِ. وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ حَبِيْبٍ قَالَ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كُنَّا بِبَغْدَادَ وَكَانَ شُعْبَةُ وَابْنُ إِدْرِيْسَ يَجْتَمِعُوْنَ يَتَذَاكَرُوْنَ فَذَكَرُوا بَابَ المَجْذُوْمِ. فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي

الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ خَارِجَةَ بنِ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ مُعَيْقِيْبٌ يَحضُرُ طَعَامَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ. فَقَالَ لَهُ: يَا مُعَيْقِيْبُ كُلْ مِمَّا يَلِيْكَ. فَقَالَ شُعْبَةُ: يَا أَبَا دَاوُدَ لَمْ تجئ بِشَيْءٍ أَحْسَنَ مِمَّا جِئْتَ بِهِ. قَالَ وَكِيْعٌ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَحْفَظَ لِحَدِيْثٍ طَوِيْلٍ مِنْ أَبِي دَاوُدَ. قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لأَبِي دَاوُدَ فَقَالَ: قُلْ لَهُ: وَلاَ قَصِيْرٌ. قَالَ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ: سَمِعْتُ ابْنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ. وَقَالَ عُمَرُ بنُ شَبَّةَ: كَتَبُوا عَنْ أَبِي دَاوُدَ بِأَصْبَهَانَ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ، وَلَيْسَ كَانَ مَعَهُ كِتَابٌ. قُلْتُ: سَمِعَ يُوْنُسَ بنَ حَبِيْبٍ عِدَّةَ مَجَالِسَ مُفَرَّقَةً فَهِيَ المُسْنَدُ الَّذِي، وَقَعَ لَنَا. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: قَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: صَنَّفَ أَبُو مَسْعُوْدٍ الرَّازِيُّ لِيُوْنُسَ بنِ حَبِيْبٍ مُسْنَدَ أَبِي دَاوُدَ. وَقَالَ حَفْصُ بنُ عُمَرَ المِهْرِقَانِيُّ: كَانَ وَكِيْعٌ يَقُوْلُ: أَبُو دَاوُدَ جَبَلُ العِلْمِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ: أَخْطَأَ أَبُو دَاوُدَ فِي أَلفِ حَدِيْثٍ. قُلْتُ: هَذَا قَالَهُ إِبْرَاهِيْمُ عَلَى سَبِيْلِ المُبَالَغَةِ، وَلَوْ أَخْطَأَ فِي سُبُعِ هَذَا لَضَعَّفُوهُ. وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيْهِ مُحَمَّدُ بنُ المِنْهَالِ الضَّرِيْرُ، وَقَالَ: كُنْتُ أَتَّهِمُهُ قَالَ لِي: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْنٍ، ثُمَّ سَأَلْتُه بَعْدُ: أَسَمِعْتَ مِنِ ابْنِ عَوْنٍ? قَالَ: نَعَمْ نَحْوَ عِشْرِيْنَ حَدِيْثاً. قُلْتُ: الجَمْعُ بَيْنَ القَوْلَيْنِ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ شَيْئاً مَا ضَبَطَهُ وَلاَ حَفِظَهُ فَصَدَقَ أَنْ يَقُوْلَ: مَا سَمِعْتُ مِنْهُ، وَإِلاَّ فَأَبُو دَاوُدَ أَمِيْنٌ صَادِقٌ، وَقَدْ أَخْطَأَ فِي عِدَّةِ أَحَادِيْثَ، لِكَوْنِهِ كَانَ يَتَّكِلُ عَلَى حِفْظِهِ وَلاَ يَرْوِي مِنْ أَصْلِهِ، فَالوَرَعُ أَنَّ المُحَدِّثَ لاَ يُحَدِّثُ إلَّا مِنْ كِتَابٍ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ وَيُوْصِي بِهِ إِمَامُ المُحَدِّثِيْنَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَلَمْ يُخَرِّجِ البُخَارِيُّ لأَبِي دَاوُدَ شَيْئاً؛ لأَنَّهُ سَمِعَ مِنْ عِدَّةٍ مِنْ أَقْرَانِهِ فَمَا احْتَاجَ إِلَيْهِ. قَالَ الفَلاَّسُ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ: أَسرُدُ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ، وَلاَ فَخْرَ وَفِي صَدْرِي اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً لِعُثْمَانَ البُرِّيِّ، مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ، فَخَرَجتُ إِلَى أَصْبَهَانَ فَبَثَثْتُهَا فِيْهِم. قَالَ حَجَّاجُ بنُ يُوْسُفَ بنِ قُتَيْبَةَ: سُئِلَ النُّعْمَانُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ وَأَنَا حَاضِرٌ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ فَقَالَ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ.

عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ القَزْوِيْنِيُّ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ الأَصْبَهَانِيِّ، سَمِعْتُ بُنْدَاراً يَقُوْلُ: مَا بَكَيْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ، مَا بَكَيْتُ عَلَى أَبِي دَاوُدَ. قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ? قَالَ: لِمَا كَانَ مِنْ حِفْظِهِ، وَمَعْرِفَتِهِ وَحُسْنِ مذاكرته. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَكْثَرَ فِي شُعْبَةَ مِنْ أَبِي دَاوُدَ، وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْهُ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ. قُلْتُ: إِنَّهُ يُخْطِئُ. قَالَ: يُحْتَمَلُ لَهُ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ عَنِ أَصْحَابِ شُعْبَةَ. قُلْتُ: أَبُو دَاوُدَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ? فَقَالَ: أَبُو دَاوُدَ أَعْلَمُ بِهِ. ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحَبُّ إِلَيْنَا فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَأَبُو دَاوُدَ أَكْثَرُ رِوَايَةً عَنْ شُعْبَةَ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: أَبُو دَاوُدَ ثِقَةٌ، كَثِيْرُ الحِفْظِ رحلتُ إِلَيْهِ فَأَصبتُهُ مَاتَ قَبْلَ قُدُوْمِي بِيَوْمٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مِنْ أَصْدَقِ النَّاسِ لَهْجَةً. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ثِقَةٌ يُخْطِئُ، ثُمَّ قَالَ: وَمَا هُوَ عِنْدِي، وَعِنْدَ غَيْرِي إلَّا مُتَيَقِّظٌ ثَبْتٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ رُبَّمَا غَلِطَ تُوُفِّيَ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ خَلِيْفَةُ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ. قلت: استشهد به البخاري في صحيحه.

سعيد بن عامر

1437- سعيد بن عامر 1: "ع" الضبعي البصري الزَّاهِدُ، الحَافِظُ، أَبُو مُحَمَّدٍ مَوْلَى بَنِي عُجَيْفٍ وَأَخْوَالُه مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ. وُلِدَ بَعْدَ العِشْرِيْنَ ومائة. حدث عن: شبيل بن غزرة صَاحِبِ أَنَسٍ وَقَالَ: حَمَلَنِي عَلَى كَتِفِهِ فَسَمِعْتُ شُبَيْلاً يَقُوْلُ. وَحَدَّثَ أَيْضاً عَنْ: حَبِيْبِ بنِ الشَّهِيْدِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ وَيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ وَحُمَيْدِ بنِ الأَسْوَدِ وَهَمَّامِ بنِ يَحْيَى، وَصَالِحِ بنِ رُسْتُمَ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَأَحْمَدُ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَابْنُ رَاهَوَيْه، وَبُنْدَارُ، وَالدَّارِمِيُّ وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُضَرَ الثَّقَفِيُّ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَوَّامِ، وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ الرَّازِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ البُسْرِيُّ: سمعت يحيى القطان يقول: سعيد ابن عَامِرٍ شَيْخُ المِصْرِ مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: إِنِّيْ لأَغْبِطُ جِيْرَانَ سَعِيْدِ بنِ عَامِرٍ. قَالَ زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ: مَا رَأَيْتُ بِالبَصْرَةِ مِثْلَ سَعِيْدٍ الضُّبَعِيِّ. وَكَذَا قَالَ: أَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْهُ وَمِنْ حُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ رَجُلاً صَالِحاً صَدُوْقاً، فِي حَدِيْثِهِ بَعْضُ الغَلَطِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ المُنْذِرِ القَزَّازُ، وَبَيْنَ مَوْتِهِمَا مائَةٌ وَتِسْعُ سِنِيْنَ. قُلْتُ: القَزَّازُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ، وَمائَتَيْنِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ: مَاتَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ لأَرْبَعٍ بَقِيْنَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ سِتٌّ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً رَحِمَهُ اللهُ. يَقَعُ مِنْ عَوَالِيْهِ فِي الغَيْلاَنِيَّاتِ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ إِذْناً عَنْ خَلِيْلِ بنِ بَدْرٍ، وَمَسْعُوْدٍ الخَيَّاطِ، قَالاَ: أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ الهَيْثَمِ حَدَّثَنَا محمد ابن أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَوَّامِ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عامر حدثنا شبيل بن عزرة، عن أنس -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَلُ الجَلِيْسِ الصَّالِحِ مَثَلُ العَطَّارِ إِنْ لَمْ يُصِبْكَ مِنْ عِطْرِهِ أَوْ قَالَ: يُعْطِكِ مِنْ عِطْرِهِ أَصَبْتَ مِنْ رِيْحِهِ، وَمَثَلُ الجَلِيْسِ السُّوْءِ مَثَلُ القَيْنِ، إِنْ لَمْ يُحْرِقْ ثَوْبَكَ أَصَابَكَ مِنْ رِيْحِهِ". هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحُ الإِسْنَادِ غَرِيْبٌ. وَشُبَيْلٌ: صَدُوْقٌ مِنْ أَئِمَّةِ العَرَبِيَّةِ. أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ2 عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الصَّبَّاحِ عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَامِرٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً عَالِياً بدرجتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 296"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 1671"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 208"، والكاشف "1/ ترجمة 1929"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 339"، وتهذيب التهذيب "4/ 50"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2483"، وشذرات الذهب "2/ 20". 2 صحيح: أخرجه أبو داود "4831" من طريق عبد الله بن الصباح العطار، عن سعيد بن عامر، به. وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري أخرجه البخاري "2101"، ومسلم "2628" من طريق بريدة، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى، عَنْ أبي موسى الأشعري، به.

على الرضي

1438- علي الرضى 1: الإمام، السيد، أبو الحسن عَلِيٍّ الرِّضَى بنِ مُوْسَى الكَاظِمِ بنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاقِرِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الهَاشِمِيُّ العَلَوِيُّ، المَدَنِيُّ. وَأُمُّهُ نُوْبِيَّةٌ اسْمُهَا: سُكَيْنَةُ. مَوْلِدُهُ بِالمَدِيْنَةِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ عَامَ وَفَاةِ جَدِّهِ. سَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ وَأَعْمَامِهِ: إِسْمَاعِيْلَ، وَإِسْحَاقَ، وَعَبْدِ اللهِ، وَعَلِيٍّ أَوْلاَدِ جَعْفَرٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الموالي، وكان من العلم والدين والسؤدد بِمَكَانٍ. يُقَالُ: أَفْتَى وَهُوَ شَابٌّ فِي أَيَّامِ مَالِكٍ. اسْتَدْعَاهُ المَأْمُوْنُ إِلَيْهِ إِلَى خُرَاسَانَ، وَبَالَغَ فِي إِعْظَامِهِ، وَصَيَّرَهُ وَلِيَّ عَهْدِهِ، فَقَامَتْ قِيَامَةُ آلِ المَنْصُوْرِ، فَلَمْ تَطُلْ أَيَّامُهُ وَتُوُفِّيَ. رَوَى عَنْهُ ضُعَفَاءُ: أَبُو الصَّلْتِ عَبْدُ السَّلاَمِ الهَرَوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَامِرٍ الطَّائِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ العَبَّاسِ القَزْوِيْنِيُّ. وَرَوَى عَنْهُ فِيْمَا قِيْلَ: آدَمُ ابن أَبِي إِيَاسٍ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ، وَخَالِدُ بنُ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ الأَمِيْرُ، وَلاَ تَكَادُ تَصِحُّ الطُرُقُ إِلَيْهِ. رَوَى المُفِيْدُ وَلَيْسَ بِثِقَةٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُوْسَى عَنْ أَبِيْهِ فَذَكَرَ حَدِيْثاً مُنْكَرَ المَتْنِ. وَعَنْ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى الرِّضَى عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى إِنْسَانٍ، أَعْطَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ، سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى أَنَّ الشَّعْبِيَّ قَالَ: أَفْخَرُ بَيْتٍ قِيْلَ قَوْلُ الأَنْصَارِ يوم بدر:

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 192"، والمجروحين لابن حبان "2/ 106"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 324"، والكاشف "2/ ترجمة 4033"، والمغني "2/ ترجمة 4345"، والعبر "1/ 340"، وميزان الاعتدال "3/ 158"، وتهذيب التهذيب "7/ 387"، وتقريب التهذيب "2/ 44" وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5054".

وَبِبِئْرِ بَدْرٍ إِذْ يَرُدُّ وُجُوْهَهُم ... جِبْرِيْلُ تَحْتَ لِوَائِنَا وَمُحَمَّدُ ثُمَّ قَالَ الصُّوْلِيُّ: أَفْخَرُ مِنْهُ قَوْلُ الحَسَنِ بنِ هَانِئ فِي عَلِيِّ بنِ مُوْسَى الرِّضَى: قِيْلَ لِي: أَنْتَ وَاحِدُ النَّاسِ ... في كل كلام من المقال بديه لَكَ فِي جَوْهَرِ الكَلاَمِ بَدِيعٌ ... يُثْمِرُ الدُّرَّ فِي يَدَيْ مُجْتَنِيْهِ فَعَلاَمَ تَرَكْتَ مَدْحَ ابْنِ مُوْسَى ... بِالخِصَالِ الَّتِي تَجَمَّعْنَ فِيْهِ قُلْتُ: لاَ أَهْتَدِي لِمَدْحِ إِمَامٍ ... كَانَ جِبْرِيْلُ خَادِماً لأَبِيْهِ قُلْتُ: لاَ يَسُوغُ إِطلاَقُ هَذَا الأَخِيْرِ إلَّا بِتَوقِيْفٍ بَلْ كَانَ جِبْرِيْلُ مُعَلِّمَ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلَيْهِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ الذُّهْلِيُّ الأَمِيْرُ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عَلِيٍّ الرِّضَى بِنَيْسَابُوْرَ، فَجَهَرَ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ فِي كُلِّ سُوْرَةٍ. قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ بِالكُوْفَةِ، حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ أَحْمَدَ العَلَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الصَّلْتِ الهَرَوِيُّ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ مُوْسَى الرِّضَى، قَالَ: مَنْ قَالَ القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ فَهُوَ كَافِرٌ. وَيُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ الرِّضَى عَنْ آبَائِهِ: كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى العَجْزُ وَالكَيْسُ. وَعَنْ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ مُوْسَى بِالمَوْقِفِ يَدعُو: اللَّهُمَّ كَمَا سَتَرْتَ عَلَيَّ مَا أَعْلَمُ فَاغْفِرْ لِي مَا تَعْلَمُ وَكَمَا وَسِعَنِي عِلْمُكَ فَلْيَسَعْنِي عَفْوُكَ، وَكَمَا أَكْرَمْتَنِي بِمَعْرِفَتِكَ، فَاشْفَعْهَا بِمَغْفِرَتِكَ يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَمائَتَيْنِ كَهْلاً. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عَلِيُّ بنُ مُوْسَى يَرْوِي عَنْ أَبِيْهِ العجائب روى عَنْهُ: أَبُو الصَّلْتِ، وَغَيْرُهُ. كَانَ يَهِمُ وَيُخْطِئُ. قَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ فِي تَارِيْخِهِ: إِنَّ عِيْسَى بنَ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي خَالِدٍ بَيْنَمَا هُوَ عَرْضِ أَصْحَابِه، وَرَدَ عَلَيْهِ كِتَابُ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ يُعلِمُهُ فِيْهِ أَنَّ المَأْمُوْنَ جَعَلَ عَلِيَّ بنَ مُوْسَى وَلِيَّ عَهْدِهِ؛ لأَنَّهُ نَظَرَ فِي بَنِي العَبَّاسِ، وَبَنِي عَلِيٍّ فَلَمْ يَجِدْ أَحَداً هُوَ أَفْضَلَ وَلاَ أَعْلَمَ وَلاَ أَورَعَ مِنْهُ، وَأَنَّهُ سَمَّاهُ الرِّضَى مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَمَرَهُ بِطَرحِ لُبْسِ السَّوَادِ وَلُبْسِ الخُضرَةِ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَمائَتَيْنِ، وَيَأْمُرُهُ أَنْ يَأْمُرَ مَنْ قِبَلَهُ بِالبَيْعَةِ لَهُ، وَيَلْبَسَ الخُضرَةَ فِي أَقْبِيَتِهِم وقلانسهم

وَأَعْلاَمِهِم وَيَأْخُذَ أَهْلَ بَغْدَادَ جَمِيْعاً بِذَلِكَ. فَدَعَا عِيْسَى أَهْلَ بَغْدَادَ إِلَى ذَلِكَ عَلَى أَنْ يُعَجِّلَ لَهُم رِزْقَ شَهْرٍ فَأَبَى بَعْضُهُم وَقَالُوا: هَذَا دَسِيسٌ مِنَ الفَضْلِ بنِ سَهْلٍ. وَغَضِبَ بَنُو العَبَّاسِ، وَنَهَضَ إِبْرَاهِيْمُ وَمَنْصُوْرٌ ابْنَا المَهْدِيِّ، ثُمَّ نَزَعُوا الطَّاعَةَ وَبَايَعُوا إِبْرَاهِيْمَ بنَ المَهْدِيِّ. قَالَ الحَاكِمُ: وَرَدَ الرِّضَى نَيْسَابُوْرَ سَنَةَ مائَتَيْنِ، بَعَثَ إِلَيْهِ المَأْمُوْنُ رَجَاءَ بنَ أَبِي الضَّحَّاكِ لإِشخَاصِه مِنَ المَدِيْنَةِ إِلَى البَصْرَةِ، ثُمَّ مِنْهَا إِلَى الأَهْوَازِ فَسَارَ مِنْهَا إِلَى فَارِسَ، ثُمَّ عَلَى طَرِيْقِ بُسْتَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، وَأَمَرَه أَنْ لاَ يَسلُكَ بِهِ طَرِيْقَ الجِبَالِ، ثُمَّ سَارَ بِهِ إِلَى مَرْوَ. قَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ: دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلاَثٍ فَسَارَ المَأْمُوْنُ إِلَى طُوْسَ، وَأَقَامَ عِنْدَ قَبْرِ أَبِيْهِ الرَّشِيْدِ أَيَّاماً ثُمَّ إِنَّ علي بن موسى أكل عنبًا فأكثر مِنْهُ، فَمَاتَ فَجْأَةً فِي آخِرِ صَفَرٍ فَدُفِنَ عِنْدَ الرَّشِيْدِ، وَاغْتَمَّ المَأْمُوْنُ لِمَوْتِهِ. وَقِيْلَ: إِنَّ دِعْبِلاً الخُزَاعِيَّ أَنْشَدَ عَلِيَّ بنَ مُوْسَى مِدْحَةً، فَوَصَلَهُ بِسِتِّ مائَةِ دِيْنَارٍ، وَجُبَّةِ خَزٍّ بَذَلَ لَهُ فِيْهَا أَهْلُ قُمٍّ أَلْفَ دِيْنَارٍ فَامْتَنَعَ، وَسَافَرَ فَجَهَّزُوا عَلَيْهِ مَنْ قَطَعَ عَلَيْهِ الطَّرِيْقَ، وَأُخِذَتِ الجُبَّةُ فَرَجَعَ، وَكَلَّمَهُم. فَقَالُوا: لَيْسَ إِلَى رَدِّهَا سَبِيْلٌ. وَأَعْطَوْهُ الأَلْفَ دِيْنَارٍ وَخِرْقَةً مِنَ الجُبَّةِ لِلْبَرَكَةِ. قَالَ المُبَرِّدُ: عَنْ أَبِي عُثْمَانَ المَازِنِيِّ قَالَ: سُئِلَ عَلِيُّ بنُ مُوْسَى الرِّضَى: أَيُكَلِّفُ اللهُ العِبَادَ مَا لاَ يُطِيْقُوْنَ? قَالَ: هُوَ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ. قِيْلَ: فَيَسْتَطِيْعُوْنَ أَنْ يَفْعُلُوا مَا يُرِيْدُوْنَ? قَالَ: هُم أَعجَزُ مِنْ ذَلِكَ. قِيْلَ: قَالَ المَأْمُوْنُ لِلرَّضَى: مَا يَقُوْلُ بَنُو أَبِيْكَ فِي جَدِّنَا العَبَّاسِ? قَالَ: مَا يَقُوْلُوْنَ فِي رَجُلٍ فَرَضَ اللهُ طَاعَةَ نَبِيِّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَفَرَضَ طَاعَتَهُ عَلَى نَبِيِّهِ. وَهَذَا يُوهِمُ فِي البَدِيْهَةِ أَنَّ الضَّمِيْرَ فِي طَاعَتِهِ لِلْعَبَّاسِ، وَإِنَّمَا هُوَ للهِ فَأَمَرَ لَهُ المَأْمُوْنُ بِأَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَكَانَ لِعَلِيٍّ إِخْوَةٌ مِنَ السراري وهم: إبراهيم وعباس، وقاسم، وَإِسْمَاعِيْلُ، وَهَارُوْنُ وَجَعْفَرٌ، وَحَسَنٌ وَأَحْمَدُ، وَمُحَمَّدٌ وَعُبَيْدُ اللهِ وَحَمْزَةُ، وَزَيْدٌ، وَإِسْحَاقُ وَعَبْدُ اللهِ، وَالحُسَيْنُ، وَالفَضْلُ، وَسُلَيْمَانُ، وَعِدَّةُ بَنَاتٍ، سَرَدَهُمُ الزُّبَيْرُ فِي كِتَابِ النَّسَبِ. فَقِيْلَ: إِنَّ أَخَاهُ زَيْداً خَرَجَ بِالبَصْرَةِ عَلَى المَأْمُوْنِ، وَفَتَكَ وَعَسَفَ فَنَفَّذَ إِلَيْهِ المَأْمُوْنُ عَلِيَّ بنَ مُوْسَى أَخَاهُ لِيَرُدَّهُ. فَسَارَ إِلَيْهِ فِيْمَا قِيْلَ وَقَالَ: وَيْلَكَ يَا زَيْدُ! فَعَلْتَ بِالمُسْلِمِيْنَ مَا فَعَلتَ، وَتَزْعُمُ أَنَّك ابْنُ فَاطِمَةَ? وَاللهِ لأَشَدُّ النَّاسِ عَلَيْكَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْبَغِي لِمَنْ أَخَذَ بِرَسُوْلِ اللهِ أَنْ يُعْطِيَ بِهِ فَبَلَغَ المَأْمُوْنَ فَبَكَى وَقَالَ: هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُوْنَ أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ هَكَذَا!.

وَقَدْ كَانَ عَلِيٌّ الرِّضَى كَبِيْرَ الشَّأْنِ، أَهْلاً لِلْخِلاَفَةِ وَلَكِنْ كَذَبَتْ عَلَيْهِ، وَفِيْهِ الرَّافِضَّةُ وَأَطْرَوْهُ بِمَا لاَ يَجُوْزُ، وَادَّعَوْا فِيْهِ العِصْمَةَ وَغَلَتْ فِيْهِ، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً. وَهُوَ بَرِيْءٌ مِنْ عُهْدَةِ تِلْكَ النُّسَخِ المَوْضُوْعَةِ عَلَيْهِ، فَمِنْهَا: عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ آبائه مرفوعًا: "السبت لنا والأحد لشيعتا وَالاثْنَيْنُ لِبَنِي أُمَيَّةَ، وَالثُّلاَثَاءُ لِشِيْعَتِهِم، وَالأَرْبعَاءُ لِبَنِي العَبَّاسِ، وَالخَمِيْسُ لِشِيْعَتِهِم، وَالجُمُعَةُ لِلنَّاسِ جَمِيْعاً". وَبِهِ: "لَمَّا أُسْرِيَ بِي سَقَطَ مِنْ عَرَقِي فَنَبَتَ مِنْهُ الوَرْدُ". وَبِهِ: "ادَّهِنُوا بِالْبَنَفْسَجِ فَإِنَّهُ بَارِدٌ فِي الصَّيْفِ حَارٌّ فِي الشِّتَاءِ". وَبِهِ: "مَنْ أَكَلَ رُمَّانَةً بِقِشْرِهَا أَنَارَ اللهُ قَلْبَهُ أَرْبَعِيْنَ ليلة". وَبِهِ: "الحِنَّاءُ بَعْدَ النَّوْرَةِ أَمَانٌ مِنَ الجُذَامِ". وَبِهِ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا عَطَسَ قَالَ لَهُ عَلِيٌّ: رَفَعَ الله ذِكْرَكَ وَإِذَا عَطَسَ عَلِيٌّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَعْلَى اللهُ كَعْبَكَ". فَهَذِهِ أَحَادِيْثُ وَأَبَاطِيْلُ مِنْ وَضْعِ الضُّلاَّلِ. وَلِعَلِيِّ بن موسى مشهد بطوس يقصدونه بالزيارة. يَقْصِدُوْنَهُ بِالزِّيَارَةِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ مَاتَ مَسْمُوْماً. فَقَالَ أبو عبد الله الحاكم: استشهد علي ابن موسى بسنداباد مِنْ طُوْسَ لِتِسْعٍ بَقِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ خَلَّفَ مِنَ الوَلَدِ: مُحَمَّداً، وَالحَسَنَ وَجَعْفَراً وَإِبْرَاهِيْمَ وَالحُسَيْنَ وَعَائِشَةَ.

زيد بن الحباب

1439- زيد بن الحباب 1: "م، 4". ابن الريان، وَقِيْلَ: ابْنُ رُوْمَانَ الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ الرَّبَّانِيُّ أَبُو الحُسَيْنِ العُكْلِيُّ، الخُرَاسَانِيُّ ثُمَّ الكُوْفِيُّ الزَّاهِدُ. وَالحُبَابُ فِي اللُّغَةِ: هُوَ نَوْعٌ مِنَ الأَفَاعِي. ولد في حدود الثلاثين ومائة. وَرَوَى عَنْ: أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ، وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ العُمَرِيِّ، وَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ وَسَيْفِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَعِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ وَالضَّحَّاكِ بنِ عُثْمَانَ الحِزَامِيِّ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ الحِمْصِيِّ وَقُرَّةَ بنِ خَالِدٍ، وَمَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ وَمُوْسَى بنِ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ وَالحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ المَرْوَزِيِّ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ، وَمُوْسَى بنِ عُبَيْدَةَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَجَالَ فِي طَلَبِ العِلْمِ مِنْ مَرْوَ الشَّاهِجَانِ وَإِلَى مِصْرَ حَتَّى قِيْلَ: إِنَّهُ دَخَلَ إِلَى الأَنْدَلُسِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ علي الحلواني، ومحمد بن اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بنُ العَلاَءِ، وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ حَتَّى إِنَّ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ مَعَ تَقَدُّمِهِ قَدْ رَوَى عَنْهُ. وَثَّقَهُ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ بَعْضُ الحُفَّاظِ: هُوَ صَالِحُ الحَدِيْثِ لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: صَاحِبُ حَدِيْثٍ كَيِّسٍ قَدْ رَحَلَ إِلَى مِصْرَ، وَخُرَاسَان فِي الحَدِيْثِ مَا كَانَ أَصبَرَهُ عَلَى الفقر! كتبت عنه بالكوفة وههنا قَالَ: وَقَدْ ضَرَبَ فِي الحَدِيْثِ إِلَى الأَنْدَلُسِ. رواه: أبو بكر المَرُّوْذِيُّ عَنْ أَحْمَدَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: ظَنَّ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّ زَيْداً سَمِعَ مِنْ مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ بِالأَنْدَلُسِ، فَقَدْ كَانَ عَلَى قَضَائِهَا وَهَذَا وَهْمٌ، وَأَحسِبُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ بِمَكَّةَ فَإِنَّ ابْنَ مَهْدِيٍّ وَغَيْرَهُ سَمِعُوا مِنْهُ بِمَكَّةَ. وَقَالَ الخَطِيْبُ فِي كِتَابِ السَّابِقِ: حَدَّثَ عَنْ زَيْدِ بنِ الحُبَابِ: عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ وَيَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَبَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا ثَمَانٍ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ الطَّائِيِّ قَالَ: أَتَيْنَا زَيْدَ بنَ الحباب فلم يكن لن ثَوْبٌ يَخْرُجُ فِيْهِ إِلَيْنَا، فَجَعَلَ البَابَ بَيْنَنَا وبينه حاجزًا وحدثنا من وراثه رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ مُطَيَّنٌ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثلاث ومائتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 402"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 1302"، والمعرفة والتاريخ "1/ 138، 195"، "2/ 647"، والكنى للدولابي "1/ 149"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 2538"، والكامل لابن عدي "3/ ترجمة 707"، وتاريخ بغداد "8/ 442"، والأنساب للسمعاني "9/ 32"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 338"، والعبر "1/ 339"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 2997"، وتهذيب التهذيب "3/ 402"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2249"، وشذرات الذهب "2/ 6".

العوفي

1440- العوفي 1: قَاضِي الشَّرْقِيَّةِ بِبَغْدَادَ ثُمَّ قَاضِي عَسْكَرِ المَهْدِيِّ، العَلاَّمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ المحدث عطية العوفي الكوفي الفقيه. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ وَعَنِ الأَعْمَشِ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ حَسَنٌ، وَابْنُ أَخِيْهِ سَعْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَإِسْحَاقُ بنُ بُهْلُول، وَعُمَرُ بنُ شَبَّةَ. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ ضَعِيْفاً فِي القَضَاءِ ضَعِيْفاً فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ الحُسَيْنُ بنُ فَهْمٍ: كَانَتْ لِحْيتُهُ تَبْلُغُ رُكْبَتَهُ. قُلْتُ: لَهُ حِكَايَاتٌ فِي القَضَاءِ، وَفِيْهِ دُعَابَةٌ وَكَانَ مُسِنّاً كَبِيْراً. قَالَ خليفة: توفي سنة إحدى ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2862"، والضعفاء الكبير "1/ ترجمة 298"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 215"، والمجروحين لابن حبان "1/ 246"، وتاريخ بغداد "8/ 29"، وميزان الاعتدال "1/ 532".

يحيى بن سلام

1441- يحيى بن سلام 1: ابن أبي ثعلبة، الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، أَبُو زَكَرِيَّا البَصْرِيُّ نَزِيْلُ المَغْرِبِ بِإِفْرِيْقِيَةَ. حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَفِطْرِ بنِ خَلِيْفَةَ وَشُعْبَةَ وَالمَسْعُوْدِيِّ، وَالثَّوْرِيِّ، وَمَالِكٍ. وَأَخَذَ القِرَاءاتِ عَنْ أَصْحَابِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ وَهُوَ مِنْ طبقته، وولده محمد بن يحيى، وَأَحْمَدُ بنُ مُوْسَى، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَبَحْرُ بنُ نَصْرٍ وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ مَعَ ضَعْفِهِ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: رَوَى الحُرُوْفَ عَنْ أَصْحَابِ الحَسَنِ، وَغَيْرِهِ. وَلَهُ اخْتِيَارٌ فِي القِرَاءةِ مِنْ طَرِيْقِ الآثَارِ سَكَنَ إِفْرِيْقِيَةَ دَهْراً، وَسَمِعُوا مِنْهُ: تَفْسِيْرَهُ الَّذِي لَيْسَ لأَحَدٍ مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَ مِثْلَهُ، وَكِتَابَهُ الجَامِعَ قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً عَالِماً بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِاللُّغَةِ وَالعَرَبِيَّةِ وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: مَاتَ بِمِصْرَ، بَعْدَ أَنْ حَجَّ، فِي صَفَرٍ، سَنَةَ مائَتَيْنِ رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 642"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2145"، وميزان الاعتدال "4/ 380"، ولسان الميزان "6/ 259".

الحسين بن علي الجعفي

1442- الحسين بن علي الجعفي 1: "ع" ابن الوليد، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الحَافِظُ المُقْرِئُ المُجَوِّدُ الزَّاهِدُ بَقِيَّةُ الأَعْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجُعْفِيُّ مَوْلاَهُمْ الكُوْفِيُّ. قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ وَأَتْقَنَهُ وَأَخَذَ الحُرُوْفَ عَنْ: أَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ. وَسَمِعَ مِنَ الأَعْمَشِ، وَجَعْفَرِ بنِ بُرْقَانَ، وَمُجَمِّعِ بنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيِّ، وَفُضَيْلِ بنِ مَرْزُوْقٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَزَائِدَةَ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُم. وَصَحِبَ: الفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ وَغَيْرَهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه، وَإِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ الكَوْسَجُ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَأَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الوَكِيْعِيُّ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَهَارُوْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَمَّالُ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْ حُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ يُرِيْدُ بِالفَضْلِ: التَّقْوَى وَالتَأَلُّهَ هَذَا عُرْفُ المُتَقَدِّمِيْنَ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَغَيْرُهُ: هُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ قُتَيْبَةُ: قِيْلَ لِسُفْيَانَ بن عيينة: قدم حسين الجعفي. فوثب قَائِماً وَقَالَ: قَدِمَ أَفْضَلُ رَجُلٍ يَكُوْنُ قَطُّ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 396"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2848"، والمعرفة والتاريخ "1/ 195"، "2/ 146"، "3/ 241"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 252"، والعبر "1/ 339"، وتهذيب التهذيب "2/ 357"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1439"، وشذرات الذهب "2/ 5".

وَقَالَ مُوْسَى بنُ دَاوُدَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ فَجَاءَ حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ فَقَامَ سُفْيَانُ، فَقَبَّلَ يَدَهُ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ عَالِمُ خُرَاسَانَ: إِنْ كَانَ بَقِيَ مِنَ الأَبْدَالِ أَحَدٌ، فَحُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ وَذَكَرَ اثْنَيْنِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ: حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ الجُعْفِيُّ، وَكَانَ رَاهِبَ أَهْلِ الكُوْفَةِ. وَرَوَى أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ عَنِ الكِسَائِيِّ قَالَ: قَالَ لِي هَارُوْنُ الرَّشِيْدُ: مَنْ أَقْرَأُ النَّاسِ? قُلْتُ: حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ. قَالَ حُمَيْدُ بنُ الرَّبِيْعِ: رَأَى حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ كَأَنَّ القِيَامَةَ قَدْ قَامتْ، وَكَأَنَّ مُنَادِياً يُنَادِي: لِيَقُمِ العُلَمَاءُ فَيَدْخُلُوا الجَنَّةَ. قَالَ: فَقَامُوا، وَقُمْتُ مَعَهُم فَقِيْلَ لِي: اجْلِسْ لَسْتَ مِنْهُم أَنْتَ لاَ تُحَدِّثُ قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ بَعْدُ يُحَدِّثُ بَعْدَ أَنْ كَانَ لاَ يُحَدِّثُ، حَتَّى كَتَبْنَا عَنْهُ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ حَدِيْثٍ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ: ثِقَةٌ كَانَ يُقْرِئُ القُرْآنَ رَأَسَ فِيْهِ، وَكَانَ رَجُلاً صَالِحاً لَمْ أَرَ رَجُلاً قَطُّ أَفْضَلَ مِنْهُ، قَدْ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ حَدِيْثَيْنِ، وَلَمْ نَرَهُ إلَّا مقعدًا. قال: ويقال: إِنَّهُ لَمْ يَنْحَرْ، وَلَمْ يَطَأْ أُنْثَى قَطُّ. قُلْتُ: هَذَا كَمَا يُقَالَ: فُلاَنٌ لاَ نَكَحَ وَلاَ ذَبَحَ قَالَ: وَكَانَ جَمِيْلاً لَبَّاساً يَخْضِبُ، وَخِضَابُهُ إِلَى الصُّفْرَةِ، وَخَلَّفَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ دِيْنَاراً، وَكَانَ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ عَنْ زَائِدَةَ بنِ قُدَامَةَ كَانَ زَائِدَةُ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِ إِلَى مَنْزِلِهِ يُحَدِّثُهُ، وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِذَا رَآهُ عَانَقَهُ وَقَالَ: هَذَا رَاهِبٌ جُعْفِيٌّ. قُلْتُ: تَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ تَلاَ عَلَيْهِ: أَيُّوْبُ بنُ المُتَوَكِّلِ، وَغَيْرُهُ وَحَدِيْثُهُ فِي كُتُبِ الإِسْلاَمِ السِّتَّةِ، وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ. وَيَقَعُ لَنَا حَدِيْثُهُ عَالِياً فِي مُسْنَدِ عَبْدٍ، وَفِي أَجْزَاءَ عِدَّةٍ. قِيْلَ: إِنَّ مَوْلِدَهُ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ، وَمائَةٍ وَتُوُفِّيَ فِي شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَمائَتَيْنِ وَلَهُ بِضْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ مَعَهُ فِي العَامِ: يَحْيَى بنُ آدَمَ عَالِمُ الكُوْفَةِ، وَعَلِيُّ بنُ مُوْسَى الرِّضَى العَلَوِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الحَفَرِيُّ عُمَرُ بنُ سَعْدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ العَبْدِيُّ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَابِ، وَأَزْهَرُ بنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ، وَالوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ العُذْرِيُّ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ القَزْوِيْنِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيِّ فِي كِتَابِهِ العَامِّ. وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ إِجَازَةً عَنْ خَلِيْلِ بنِ بَدْرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ،

قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ حدثنا أبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ شَقِيْقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ، وَهُمْ أَحْيَاءٌ وَالَّذِيْنَ يَتَّخِذُوْنَ القُبُوْرَ مَسَاجِدَ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ قَوِيُّ الإِسْنَادِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ يُوْسُفَ، وَعِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، وَآخَرُوْنَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ دَاوُدَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمُّوَيْه، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ خُزَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ عَنْ زَائِدَةَ عَنِ ابْنِ عَقِيْلٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَبِي بَكْرٍ: "مَتَى تُوْتِرُ"؟ قَالَ: بَعْدَ العَتَمَةِ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ. وَقَالَ لِعُمَرَ: "مَتَى تُوْتِرُ"؟. قَالَ: مَنْ آخِرِ اللَّيْلِ. قَالَ: "حَزُمَ هذا، وقوي هذا" 2.

_ 1 حسن: أخرجه ابن أبي شيبة "3/ 345"، وأحمد "1/ 405، 435"، والبزار "3420"، والطبراني في "الكبير" "10413"، وأبو يعلى "5316"، وابن خزيمة "789"، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان "1/ 142" من طرق عن زائدة، عن عاصم بن أبي النجود، عن شقيق، عن عبد الله، به. قلت: إسناده حسن، من أجل عاصم بن أبي النجود، وشقيق هو ابن سلمة الأسدي، وزائدة هو ابن قدامة. 2 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف، ابن عقيل، هو عبد الله بن محمد الهاشمي، لين. وأخرجه أحمد "3/ 309، 330"، وابن ماجه "1202" من طريق زائدة، به. وأخرجه أبو داود "1434" من حديث أبي قتادة، به، وأخرجه ابن ماجه "1202" من حديث ابن عمر، به.

الأصم

1443- الأَصَمُّ 1: شَيْخُ المُعْتَزِلَةِ أَبُو بَكْرٍ الأَصَمُّ. كَانَ ثُمَامَةُ بنُ أَشْرَسَ يَتَغَالَى فِيْهِ، وَيُطْنِبُ فِي وَصْفِهِ. وَكَانَ دَيِّناً وَقُوْراً صَبُوْراً عَلَى الفَقْرِ مُنْقَبِضاً عَنِ الدَّوْلَةِ إلَّا أَنَّهُ كَانَ فِيْهِ مَيْلٌ عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَمائَتَيْنِ. وَلَهُ: تَفْسِيْرٌ وَكِتَابُ خَلْقِ القُرْآنِ، وَكِتَابُ الحجة والرسل، وكتاب الحركات، والرد على الملحدة، والرد على المجوس والأسماء الحسنى، وافتراق الأمة وأشياء عدة، وكان يكون بالعراق.

_ 1 ترجمته في الفهرست لابن النديم "214".

روح بن عبادة

1444- روح بن عبادة 1: "ع" ابن العلاء، بن حَسَّانِ بنِ عَمْرٍو الحَافِظُ، الصَّدُوْقُ الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ القَيْسِيُّ، البَصْرِيُّ مِنْ قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ وَأَشْعَثَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الحُمْرَانِيِّ، وَعَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ وَحُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ المَدَنِيِّ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ العَبْدِيِّ، وَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ، وَزَكَرِيَّا بن إِسْحَاقَ وَعَبَّادِ بن إِسْحَاقَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ الأَخْنَسِ وَعَلِيِّ بنِ سُوَيْدِ بنِ مَنْجُوْفٍ، وَعُمَرَ بنِ سَعِيْدِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ، وَمُوْسَى بنِ عُبَيْدَةَ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَحَبِيْبِ بنِ الشَّهِيْدِ وَحَجَّاجٍ الصَّوَّافِ، وَحَاتِمِ بنِ أَبِي صَغِيْرَةَ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَسُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَمَالِكٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَيَنْزِل إِلَى: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ وَنَحْوِهِ وَكَانَ مِنْ كِبَارِ المُحَدِّثِيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيٌّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ وَبُنْدَارُ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الرِّبَاطِيُّ، وَزُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَةُ، وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ، وَأَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَوَّامِ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيُّ، وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الكُدَيْمِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: نَظَرْتُ لِرَوْحِ بنِ عُبَادَةَ فِي أَكْثَرَ مِنْ مائَةِ أَلْفِ حديث كتبت منها عشرة آلاف.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 296"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 1052"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 439، 715"، "2/ 61"، "3/ 352"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 496"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 2255"، وتاريخ بغداد "8/ 401"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 337"، والعبر "1/ 347"، والكاشف "1/ ترجمة 1606"، وميزان الاعتدال "2/ 58"، والمغني "1/ ترجمة 2140" وتهذيب التهذيب "3/ 293"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2082"، وشذرات الذهب "2/ 13".

وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: رَوْحٌ كَانَ أَحَدَ مَنْ يَتَحَمَّلُ الحَمَالاَتِ، وَكَانَ سَرِيّاً مَرِيّاً كَثِيْرَ الحَدِيْثِ جِدّاً صَدُوْقاً سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: مِنَ المُحَدِّثِيْنَ قَوْمٌ لَمْ يَزَالُوا فِي الحَدِيْثِ لَمْ يشغلوا عنه نشئوا فَطَلبُوا ثُمَّ صَنَّفُوا، ثُمَّ حَدَّثُوا مِنْهُم: رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ. قَالَ يَعْقُوْبُ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ رَوْحٍ فَقَالَ: صَدُوْقٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ حَدِيْثُهُ يَدُلُّ عَلَى صِدْقِهِ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، ثُمَّ يُحَدِّثُ عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ فَقُلْتُ لِيَحْيَى: زَعَمُوا أَنَّ يَحْيَى القَطَّانَ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِيْهِ. فَقَالَ: بَاطِلٌ مَا تَكَلَّمَ فِيْهِ بِشَيْءٍ، وَهُوَ صَدُوْقٌ. قَالَ يَعْقُوْبُ: وَسَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ فَذَكَرَ هَذِهِ القِصَّةَ فَلَمْ أَضْبِطْهَا عَنْهُ، فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ عَلِيّاً قَالَ: كَانُوا يَقُوْلُوْنَ: إِنَّ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَتَكَلَّمُ فِي رَوْحٍ، فَإِنِّي لَعِنْدَ يَحْيَى إِذْ جَاءهُ رَوْحٌ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ حَدِيْثِ أَشْعَثَ، فَلَمَّا قَامَ قُلْتُ لِيَحْيَى: أَمَا تَعْرِفُ هَذَا? قَالَ: لاَ. قُلْتُ: هَذَا رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ كَأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُهُ، وَلَكِن لَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ اسْمِهِ وَصِفَتِهِ. قَالَ: فَقَالَ: هَذَا رَوْحٌ? مَا زِلْتُ أَعْرِفُهُ يَطْلُبُ الحَدِيْثَ وَيَكتُبُهُ. قَالَ عَلِيٌّ: وَلَكِنْ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ يَطعَنُ عَلَى رَوْحٍ، وَيُنْكِرُ عَلَيْهِ أَحَادِيْثَ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ هَذِهِ المَسَائِلَ. فَقَالَ لِي مَعْنٌ: وَمَا يَصْنَعُ بِهَا هي عند بصرى لكم كان عندنا ههنا حِيْنَ قَرَأَ عَلَيْنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ هَذَا الكِتَابَ. قَالَ عَلِيٌّ: فَأَتَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَأَخْبَرتُهُ فَأَحْسِبُهُ قَالَ: اسْتَحَلَّهُ لِي. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ: قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: هَذَا القَوَارِيْرِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ عِشْرِيْنَ من الكذابين ويقول: لا أُحَدِّثُ عَنْ رَوْحِ بنِ عُبَادَةَ. قَالَ يَعْقُوْبُ: وَسَمِعْتُ عَفَّانَ بنَ مُسْلِمٍ لاَ يَرْضَى أَمْرَ رَوْحِ بنِ عُبَادَةَ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ: أَنَّهُ سَمِعَ عَفَّانَ، وَذَكَرَ رَوْحَ بنَ عُبَادَةَ فَقَالَ: هُوَ أَحْسَنُ حَدِيْثاً عِنْدِي مِنْ خَالِدِ بنِ الحَارِثِ، وَأَحسَنُ حَدِيْثاً مَنْ يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، فَلِمَ تَرَكْنَاهُ? يَعْنِي كَأَنَّهُ يَطْعُنُ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو خَيْثَمَةَ: لَيْسَ هَذَا بِحُجَّةٍ كُلُّ مَنْ تَرَكتَهُ أَنْتَ يَنْبَغِي أَنْ يُتْرَكَ أَمَّا رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ فَقَدْ جَازَ حَدِيْثُهُ الشَّأْنُ فِيْمَنْ بَقِيَ. قَالَ يَعْقُوْبُ: وَأَحسِبُ أَنَّ عَفَّانَ لَوْ كَانَ عِنْدَهُ حُجَّةٌ مِمَّا يَسقُطُ بِهَا رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، لاَحْتَجَّ بِهَا فِي ذَلِكَ الوَقْتِ. أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ: كَانَ القَوَارِيْرِيُّ لاَ يُحَدِّثُ عَنْ رَوْحٍ، وَأَكْثَرُ مَا أَنْكَرَ عَلَيْهِ تِسْعُ مائَةِ حَدِيْثٍ حَدَّثَ بِهَا عَنْ مَالِكٍ سَمَاعاً.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَسَمِعْتُ الحُلْوَانِيَّ يَقُوْلُ: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ كِتَابَهُ: رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ. قَالَ عَقِيْبَ هَذَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: يَعْنِي أَنَّهُمَا رَوَيَا مَا خُوْلِفَا فِيْهِ! فَأَظْهَرَا كُتُبَهُمَا حُجَّةً لَهُمَا عَلَى مُخَالِفِيْهِمَا إِذْ رِوَايَتُهُمَا عَنْ حِفْظِهِمَا مُوَافِقَةٌ لِمَا فِي كُتُبِهِمَا. قَالَ: وَرَوْحٌ كَانَ بَصْرِيّاً قَدِمَ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ بِهَا مُدَّةً طَوِيْلَةً ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى البَصْرَةِ، فَمَاتَ بِهَا وَكَانَ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ صَنَّفَ الكُتُبَ فِي السنن والأحكام، وجمع التفسير، وكان ثقة. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ: طَعَنَ عَلَى رَوْحِ بنِ عُبَادَةَ اثْنَا عَشَرَ أَوْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ فَلَمْ يَنْفُذْ قَوْلُهُم فِيْهِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: ذَكَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ رَوْحَ بنَ عُبَادَةَ فَقُلْتُ: لاَ تَفْعَلْ فَإِنَّ هُنَا قَوْماً يَحمِلُوْنَ كَلاَمَك. فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ. ثُمَّ دَخَلَ فَتَوَضَّأَ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ الغِيْبَةَ تُنْقِضُ الوُضُوْءَ. وَقِيْلَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ تَكَلَّمَ فِيْهِ: وَهِمَ فِي إِسْنَادِ حَدِيْثٍ. وَهَذَا تَعَنُّتٌ وَقِلَّةُ إِنصَافٍ فِي حَقِّ حَافِظٍ قَدْ رَوَى أُلُوْفاً كَثِيْرَةً مِنَ الحَدِيْثِ، فَوَهِمَ فِي إِسْنَادٍ فَرَوْحٌ لَوْ أَخْطَأَ فِي عِدَّةِ أَحَادِيْثَ فِي سَعَةِ عِلْمِهِ، لاَغْتُفِرَ لَهُ ذَلِكَ أُسْوَةُ نُظَرَائِهِ، وَلَسْنَا نَقُوْلُ: إِنَّ رُتْبَةَ رَوْحٍ فِي الحِفْظِ وَالإِتْقَانِ كَرُتْبَةِ يَحْيَى القَطَّانِ، بَلْ مَا هُوَ بِدُوْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَلاَ أَبِي النَّضْرِ. وَقَدْ رَوَى: الكِنَانِيُّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ قَالَ: رَوْحٌ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي الكُنَى، وَفِي أَثْنَاءِ كِتَابِ العَتْقِ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. قَالَ خَلِيْفَةُ وَمُطَيَّنٌ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ، وَمائَتَيْنِ. زَادَ غَيْرُهُمَا، فَقَالَ: فِي جُمَادَى الأُوْلَى. وَوَهِمَ الكُدَيْمِيُّ، فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ قُدَامَةَ الفَقِيْهُ وَجَمَاعَةٌ إِذْناً قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ حَدَّثَنَا روح بنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَمُرُّ النَّاسُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، وَعَلَيْهِ خَطَاطِيْفُ وَحَسَكٌ وَكَلاَلِيبُ تَخْطَفُ النَّاسَ، وَبِجَنْبَتَيْهِ مَلاَئِكَةٌ يَقُوْلُوْنَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ البَرْقِ، وَمِنْهُم مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ الرِّيْحِ، وَمِنْهُم مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ الفَرَسِ المُجْرَى، وَمِنْهُم مَنْ يَسْعَى سَعْياً وَمِنْهُم مَنْ يَحْبُو حَبْواً، وَمِنْهُم مَنْ يَزْحَفُ زَحْفاً، فَأَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِيْنَ هم

أَهْلُهَا فَلاَ يَمُوْتُوْنَ وَلاَ يَحْيَوْنَ، وَأَمَّا أُنَاسٌ يُؤْخَذُوْنَ بِذُنُوْبٍ وَخَطَايَا، فَيَحْتَرِقُوْنَ ثُمَّ يُؤْذَنُ فِي الشَّفَاعَةِ ... " الحَدِيْثَ1. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، مِنْ حَدِيْثِ خَالِدٍ الطَّحَّانِ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ غِيَاثٍ أَحَدِ الثِّقَاتِ. ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي كِتَابِ اللِّبَاسِ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُوْنَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي عَلَى الخُمْرَةِ وَفِيْهَا تَصَاوِيْرُ2. رَوَاهُ البخاري دون: "وفيها تصاوير".

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 25" من طريق يحيى بن سعيد، "3/ 26" من طريق روح كلاهما عن عثمان بن غياث، به، وأخرجه البخاري "7439"، ومسلم "183"، وأحمد "3/ 16" من طرق عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ يسار عن أبي سعيد الخدري، به. 2 أخرجه البخاري "379"، ومسلم "513"، "270"، وأبو داود "656"، والنسائي "2/ 57" وأحمد "6/ 330، 336" من طريق سليمان الشيباني، به.

الهجيمي

1445- الهُجَيْمي 1: شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ العَابِدُ القَانِتُ أَحْمَدُ بنُ عَطَاءٍ الهُجَيْمِيُّ البَصْرِيُّ القَدَرِيُّ، المُبْتَدِعُ فَمَا أَقْبَحَ بِالزُّهَّادِ رُكُوْبَ البِدَعِ!. كَانَ تِلْمِيْذَ شَيْخِ البَصْرَةِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زَيْدٍ ذَكَرَهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ فِي طَبَقَاتِ النُّسَّاكِ فَقَالَ: بَرَّزَ فِي العِبَادَةِ وَالاجْتِهَادِ، وَأَخَذَ المَعْلُوْمَ مِنَ القُوْتِ، وَذَكَرَ أَنَّ الطَّرِيْقَ إِلَى اللهِ لاَ يَكُوْنُ إلَّا مِنْ هَذِهِ الأَبْوَابِ: الصَّوْمِ، وَالصَّلاَةِ، وَالجُوْعِ، وَكَانَ يَمِيْلُ إِلَى اكْتِسَابِ القُوْتِ بِيَدِهِ، وَلَزِمَ طَرِيْقَ شَيْخِهِ فِي اللُّطْفِ، فَكَانَ قَدَرِياً غَيْرَ مُعْتَزِلِيٍّ، وَكَتَبَ شَيْئاً مِنَ الحَدِيْثِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ رُسْتَه: رَآنِي ابْنُ مَهْدِيٍّ يَوْمَ جُمُعَةٍ جَالِساً إِلَى جَنْبِ أَحْمَدَ بنِ عَطَاءٍ، وَكَانَ يَتَكَلَّمُ فِي القَدَرِ، وَكَانَ أَزْهَدَ مَنْ رَأَيْتُ، فَاعْتَذَرْتُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: لاَ تُجَالِسْهُ فَإِنَّ أَهْوَنَ مَا يَنْزِلُ بِك أَنْ تَسْمَعَ مِنْهُ شَيْئاً يَجِبُ للهِ عَلَيْكَ أَنْ تَقُوْلَ لَهُ: كَذَبتَ وَلَعَلَّكَ لاَ تَفْعَلُ. وَكَانَ ابْنُ عَطَاءٍ قَدْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلأُسْتَاذِيَّةِ، وَوَقَفَ دَاراً فِي بَلْهُجَيم لِلْمُتَعَبِّدِيْنَ وَالمُرِيْدِيْنَ يَقُصُّ عَلَيْهِم.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "1/ 119"، ولسان الميزان "1/ 221".

قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: وَأَحْسِبُهَا أَوَّلَ دَارٍ وُقِفَتْ بِالبَصْرَةِ لِلْعِبَادَةِ. صَحِبَهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُم: أَحْمَدُ بنُ غسان الزاهد، وأبو بكر العَطَشِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَمَّالُ، وَجَلَسَ فِي المَشْيَخَةِ بَعْدَهُ: ابْنُ غَسَّانَ فَوَقَفَ دَاراً لِنَفْسِهِ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَحْمَدُ بنُ عَطَاءٍ الهُجَيْمِيُّ يَرْوِي عَنْ خَالِدٍ العَبْدِ، وَعَنِ الضُّعَفَاءِ، مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: هُوَ صَاحِبُ المِضْمَارِ، وَكَانَ مُجْتَهِداً يَعْنِي: فِي العِبَادَةِ وَكَانَ مُغَفَّلاً يُحَدِّثُ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: أَتَيْتُهُ يَوْماً فَوَجَدْتُ مَعَهُ دَرجاً يُحَدِّثُ بِهِ. فَقُلْتُ لَهُ: أَسَمِعْتَ هَذَا? قَالَ: لاَ، وَلَكِنِ اشْتَرَيْتُهُ وَفِيْهِ أَحَادِيْثُ حِسَانٌ أُحَدِّثُ بِهَا هَؤُلاَءِ. فَقُلْتُ: أَمَّا تَخَافُ اللهَ? تُقَرِّبُ العِبَادَ إِلَى اللهِ بِالكَذِبِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-!. قُلْتُ: مَا كَانَ الرَّجُلُ يَدْرِي مَا الحَدِيْثُ، وَلَكِنَّهُ عَبْدٌ صَالِحٌ، وَقَعَ فِي القَدَرِ، نَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ تُرَّهَاتِ الصَّوَفَةِ فَلاَ خَيْرَ إلَّا فِي الاتِّبَاعِ وَلاَ يُمْكِنُ الاتِّبَاعُ إلَّا بِمَعْرِفَةِ السُّنَنِ. تُوُفِّيَ الهُجَيْمِيُّ هَذَا سَنَةَ مائَتَيْنِ. وَمَاتَ أَحْمَدُ بنُ غَسَّانَ: قَبْلَ الثَّلاَثِيْنَ، وَمائَتَيْنِ وَلَكِنَّهُ رَجَعَ عَنِ القَدَرِ، وَامْتَنَعَ مِنَ القَوْلِ بِخَلْقِ القُرْآنِ، فَأُخِذَ وَحُبِسَ فَرَأَى فِي الحَبْسِ أَحْمَد بنَ حَنْبَلٍ، وَالبُوَيْطِيَّ فَأَعْجَبَهُمَا سَمْتُهُ وَكَلاَمُهُ، وَخَاطَبَاهُ فَانْتَفَعَ. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: إلَّا أن أصحابه ينكرون رجوعه عن القدر.

خالد بن يزيد

1446- خالد بن يزيد 1: ابن أمير العراق خَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَسَدٍ، البَجَلِيُّ، القَسْرِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. رَوَى عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ سُوْقَةَ وَعَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَأَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَأَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، وَأَبِي رَوْقٍ وَسُلَيْمَانَ بنِ عَلِيٍّ العَبَّاسِيِّ، وَأُمَيٍّ الصَّيْرَفِيِّ وَغَيْرِهِم. وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَمَعْرِفَةٍ، وَلَيْسَ بِالمُتْقِنِ، يَنْفَرِدُ بِالمَنَاكِيْرِ. رَوَى عَنْهُ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ، وهشام بن عمار، وَدُحَيْمٌ وَسُلَيْمَانُ بنُ بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، وَأَحْمَدُ بنُ جَنَابٍ المَصِّيْصِيُّ، وَهِشَامُ بنُ خَالِدٍ، وَيُوْسُفُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مُسَلَّمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ بَكْرُوَيْه البَالِسِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ فِي جُزْءِ ابْنِ أَبِي ثَابِتٍ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ: لاَ يُتَابَعُ عَلَى حَدِيْثِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ، فَسَاقَ لَهُ جماعة أحاديث، وقال: أحاديثه لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا كُلُّهَا، لاَ إِسْنَاداً، وَلاَ مَتْناً. ثُمَّ قَالَ: وَلَمْ أَرَ لِلْمُتَقَدِّمِيْنَ الَّذِيْنَ يَتَكَلَّمُوْنَ فِي الرِّجَالِ فِيْهِ قَوْلاً، وَهُوَ مَعَ ضَعفِهِ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. وَمِنْ مَنَاكِيْرِهِ: حَدَّثَنَا أُمَيُّ الصَّيْرَفِيُّ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِذَا صلى المغرب دون المزدلفة أعاد.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1616"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 425"، وميزان الاعتدال "1/ 647"، والمغني في الضعفاء "1/ 208"، ولسان الميزان "3/ 391".

خالد بن يزيد بن معاوية

وَفِي العُلَمَاءِ جَمَاعَةٌ بِاسْمِهِ، فَمِنْهُمْ: 1447- خَالِدُ بنُ يزيد بن معاوية 1: ابن أَبِي سُفْيَانَ الأَمِيْرُ أَبُو هَاشِمٍ الأُمَوِيُّ. رَوَى عَنْ: دِحْيَةَ الكَلْبِيِّ، وَأَبِيْهِ. وَعَنْهُ: رَجَاءُ بنُ حيوة الزهري. وَدَارُهُ هِيَ الَّتِي صَارَتِ اليَوْمَ قَيْسَارِيَّةَ مُدِّ الذهب، وكانت من قبل تُعْرَفُ بِدَارِ الحِجَارَةِ شَرْقِيَّ الجَامِعِ. وَكَانَ مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ، ذَا عِلْمٍ وَفَضْلٍ، وَصَوْمٍ، وَسُؤْدُدٍ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ فِي تَرْجَمَتِهِ: كَانَ مِنْ أَعْلَمِ قُرَيْشٍ بِفُنُوْنِ العِلْمِ. قَالَ: وَكَانَ بَصِيْراً بِهَذَيْنِ العِلْمَيْنِ: الطِّبِّ، وَالكِيْمِيَاءِ وَلَهُ نَظْمٌ رَائِقٌ.

_ 1 ترجمته في التاريخ "3/ ترجمة 613"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 571"، "2/ 8، 365"، "3/ 205، 331"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1615"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 224"، والعبر "1/ 105"، والكاشف "1/ ترجمة 1376"، وتهذيب التهذيب "3/ 128"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1815"، وشذرات الذهب "1/ 96".

خالد ابن الخليفة، وخالد بن يزيد صالح، وخالد بن يزيد بن عبد الرحمن

خالد ابن الخليفة، وخالد بن يزيد صالح، وخالد بن يزيد بن عبد الرحمن: 1448- وخالد بن الخَلِيْفَةِ: يَزِيْدَ بنِ الوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ صلبه مروان الحمار. 1449- وخالد بن يزيد بن صالح 1: ابن صُبَيْحٍ أَبُو هَاشِمٍ المُرِّيُّ. يَرْوِي عَنْ: جَدِّهِ وَمَكْحُوْلٍ، وَيُوْنُسَ بنِ مَيْسَرَةَ. وَتَلاَ عَلَى ابْنِ عامر. روى عنه: ابنه عراك ومحمدا بنُ شُعَيْبِ بنِ شَابُوْرَ وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَنُعَيْمُ بن حماد، وعدة. وثقه أبو حاتم. مات بعد الستين ومائة. 1450- وخالد بن يزيد بن عبد الرحمن 2: "ق" ابن أبي مالك الهمداني. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ وَالصَّلْتِ بنِ بَهْرَامَ، وَأَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ. وَعَنْهُ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ وَهِشَامٌ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَسُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ، وَمائَةٍ وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً وأبوه ثقة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 615"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 455"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1621"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 314"، وميزان الاعتدال "1/ 648"، والكاشف "1/ ترجمة 1373"، وتهذيب التهذيب "3/ 125"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1812". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 620"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب "3/ 378"، والكنى للدولابي "2/ 103"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 427"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1623"، والمجروحين لابن حبان "1/ 284"، والكامل لابن عدي "3/ ترجمة 577"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2475"، والكاشف "1/ ترجمة 1374"، والمغني "1/ ترجمة 1890"، وتهذيب التهذيب "3/ 126"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1813".

خالد بن يزيد، وخالد بن يزيد بن مسلم، وخالد بن يزيد الكاهلي، وخالد بن يزيد بن عمر

خالد بن يزيد، وخالد بن يزيد بن مسلم، وخالد بن يزيد الكاهلي، وخالد بن يزيد بن عمر: 1451- وخالد بنُ يَزِيْدَ 1: أَبُو الهَيْثَمِ العَدَوِيُّ العُمَرِيُّ المَكِّيُّ، وَبَعْضُهُم كَنَّاهُ أَبَا الوَلِيْدِ. رَوَى عَنِ: ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَالثَّوْرِيِّ. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. كَذَّبَهُ يَحْيَى، وَأَبُو حَاتِمٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي المَوْضُوْعَاتِ عن الثقات. 1452- وخالد بنُ يَزِيْدَ بنِ مُسْلِمٍ 2: الغَنَوِيُّ البَصْرِيُّ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُسْتَمِرِ العُرُوْقِيُّ. عِدَادُهُ فِي الضعفاء. 1453- وخالد بنُ يَزِيْدَ الكَاهِلِيُّ 3: أَبُو الهَيْثَمِ الكَحَّالُ، كُوْفِيٌّ. أَخَذَ عَنْ: حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِ البخاري. 1454- وخالد بن يزيد بن عمر 4: ابن هُبَيْرَةَ الفَزَارِيُّ، وَلَدُ نَائِبِ العِرَاقِ. حَدَّثَ عَنْهُ: بقية.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 622"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1630"، والكامل لابن عدي "3/ ترجمة580"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2476"، ولسان الميزان "2/ 389". 2 ترجمته في الضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 426"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2478"، ولسان الميزان "2/ 391". 3 ترجمته في "المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي" "2/ 119"، "3/ 206، 376"، والكنى للدولابي "2/ 156"، والجرح والتعديل "1631"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 142"، والكاشف "1/ ترجمة 1372"، وتهذيب التهذيب "3/ 125"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1811". 4 ترجمته في ميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2483"، والكاشف "1/ ترجمة 1375"، وتهذيب التهذيب "3/ 128"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1814".

خالد بن يزيد، وخالد بن يزيد العتكي، وخالد بن يزيد السلمي

خالد بن يزيد، وخالد بن يزيد العتكي، وخالد بن يزيد السلمي: 1455- وخالد بنُ يَزِيْدَ 1: أَبُو عَبْدِ الرَّحِيْمِ المِصْرِيُّ، ثِقَةٌ. روى عنه: الليث. 1456- وخالد بنُ يَزِيْدَ العَتَكِيُّ 2: عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ. صَدُوْقٌ. 1457- وخالد بنُ يَزِيْدَ السُّلَمِيُّ 3: شَيْخٌ لِدُحَيْمٍ. وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُم.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 612"، والمعرفة والتاريخ "1/ 120، 247"، "2/ 216، 445"، "3/ 138، 226"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1619"، والكاشف "1/ 1377"، وتهذيب التهذيب "3/ 129"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1816"، وشذرات الذهب "1/ 207". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 616"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1620، 1635"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2484"، والكاشف "1/ ترجمة 1378"، وتهذيب التهذيب "3/ 129"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1817". 3 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 700"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1628"، والكاشف "1/ ترجمة 1379"، وتهذيب التهذيب "3/ 130"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1818".

الحفري

1458- الحفري 1: "م، 4" الإِمَامُ الثَّبْتُ القُدْوَةُ الوَلِيُّ أَبُو دَاوُدَ عُمَرُ بنُ سَعْدٍ الحَفَرِيُّ الكُوْفِيُّ العَابِدُ. وَالحَفَرُ: مَوْضِعٌ بِالكُوْفَةِ، وَهُوَ بِكُنْيَتِهِ أَشْهَرُ. حَدَّثَ عَنْ: مَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ، وَمِسْعَرِ بنِ كِدَامٍ، وَصَالِحِ بن حسان، وَبَدْرِ بنِ عُثْمَانَ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَلَمْ يَرْحَلْ وَلَكِنَّهُ ثِقَةٌ صَاحِبُ حَدِيْثٍ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، وَإِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَبَنُو أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يُقَدِّمُ الحَفَرِيَّ فِي حَدِيْثِ سُفْيَانَ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيِّ، وَقَبِيْصَةَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ رَجُلٌ صَالِحٌ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ مِنَ الصَّالِحِيْنَ الثِّقَاتِ. حُكِيَ: أَنَّهُ أَبطَأَ يَوْماً فِي الخُرُوْجِ إِلَى الجَمَاعَةِ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أَعْتَذِرُ إِلَيْكُم، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِي ثَوْبٌ غَيْرُ هَذَا، صَلَّيْتُ فِيْهِ ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ بَنَاتِي حَتَّى صَلَّيْنَ فِيْهِ ثُمَّ أَخَذْتُهُ، وَخَرَجْتُ إِلَيْكُم. قَالَ وَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ: إِنْ كَانَ يُدْفَعُ بِأَحَدٍ فِي زَمَانِنَا فَبِأَبِي دَاوُدَ الحَفَرِيِّ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لاَ أَعْلَمُنِي رَأَيْتُ بِالكُوْفَةِ أَعْبَدَ مِنْهُ. قَالَ الهُجَيْمِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجَوْهَرِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا دَاوُدَ الحَفَرِيَّ، وَكَانَ لاَ يُرَى أَدِيْمُ جسده من الشعر وعليه خِرْقَتَانِ: إِزَارٌ وَرِدَاءٌ فِيْهِ عِدَّةُ رِقَاعٍ، وَكَانَ إذا أراد أن ينتشر خَرَجَ مِنَ المَسْجَدِ، وَكَانَ مَسْجِدُهُم مُحَصَّباً. فَقِيْلَ: أَلَيْسَ كَفَّارَتُهَا دَفْنَهَا? فَيَقُوْلُ: لَعَلِّي أُؤْخَذُ قَبْلَ أَنْ أُكَفِّرَ. وَتَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ فَأَصْدَقَهَا ثَلاَثَةَ دَنَانِيْرَ، وَكَانَ قُوْتُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ قُرْصَيْنِ وَبِفِلْسٍ فِجْلٌ أَوْ هِنْدَبَا. قَالَ أَبُو حَمْدُوْنَ الطَّيِّبُ المُقْرِئُ: دَفَنَّا أَبَا دَاوُدَ الحَفَرِيَّ رَحِمَهُ اللهُ، وَتَرَكْنَا بَابَهُ مَفْتُوْحاً مَا كَانَ فِي البَيْتِ شَيْءٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَلاَثٍ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: مَاتَ، وَقَدْ شَاخَ أَحسِبُهُ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبْعِيْنَ وَحَدِيْثُهُ عِنْدَنَا متيسر.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 403"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2019"، والمعرفة والتاريخ "1/ 195، 717"، "2/ 622"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 596"، والأنساب للسمعاني "4/ 173" والعبر "1/ 340"، والكاشف "2/ ترجمة 4122"، وتهذيب التهذيب "7/ 452"، وتقريب التهذيب "2/ 56" وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5166".

بشر بن عمر

1459- بشر بن عمر 1: "ع" الإِمَامُ الحَافِظُ الثَّبْتُ أَبُو مُحَمَّدٍ الزَّهْرَانِيُّ البَصْرِيُّ. سَمِعَ عِكْرِمَةَ بنَ عَمَّارٍ، وَشُعْبَةَ بنَ الحَجَّاجِ، وَعَاصِمَ بنَ مُحَمَّدٍ العُمَرِيَّ، وَهَمَّامَ بنَ يحيى، وأبان بن يزيد وجماعة. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه، وَبِشْرُ بنُ آدَمَ، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَالذُّهْلِيُّ وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى القُطَعِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ، وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِدِمَشْقَ قَدِمَا عَلَيْنَا قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَكِّيٍّ أَخْبَرَنَا جَدِّي، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بنُ عِلاَّنَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ مَعْقِلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوْءٍ" 2. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنِ الذُّهْلِيِّ فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 300"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 1758"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1379"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 319"، والكاشف "1/ ترجمة 595"، وتهذيب التهذيب "1/ 455"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 18". 2 صحيح: أخرجه مالك "1/ 66"، ومن طريقه أخرجه أحمد "2/ 460، 517"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 43"، والبيهقي في "السنن" "1/ 35"، وفي "المعرفة" "1/ 185"، وابن خزيمة "140" عن ابن شهاب الزهري، به.

الوليد بن مزيد

1460- الوليد بن مزيد 1: "د، س" الحَافِظُ الثِّقَةُ الفَقِيْهُ أَبُو العَبَّاسِ العُذْرِيُّ البَيْرُوْتِيُّ صَاحِبُ الأَوْزَاعِيِّ. أَخَذَ عَنِ: الأَوْزَاعِيِّ تَصَانِيْفَهُ. وَعَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ شَوْذَبٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وَعُثْمَانَ بنِ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاتِكَةِ، وَمُقَاتِلِ بنِ سُلَيْمَانَ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ الحَافِظُ وَأَبُو مُسْهِرٍ الغَسَّانِيُّ، وَدُحَيْمٌ وَأَبُو عُمَيْرٍ عِيْسَى بنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَزِيْرٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ خَالِدٍ الرَّمْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ الكَفْرَسُوْسِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ البُخَارِيُّ فِي تَارِيْخِهِ: الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ الشَّامِيُّ سَمِعَ الأَوْزَاعِيَّ عَنْ عُمَرَ مُرْسَلٌ لَمْ يَزِدْ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ مِنْ ثِقَاتِ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ ثَبْتٌ. وَقَالَ ابْنُ زَبْرٍ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ 126. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ بَرَكَةَ: أَخْرَجَ إِلَيَّ سَعْدٌ البَيْرُوْتِيُّ أُصُوْلَ العَبَّاسِ يَعْنِي: عَنْ أَبِيْهِ فَإِذَا أَكْثَرُهَا: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ، سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ، وَكَانَ الأَوْزَاعِيُّ احْتَرَقَ عِلْمُهُ، فَمَنْ أَخَذَ عَنِ الأَوَّلِ فهو حجة وَسِوَاهُ لَيْسَ بِحُجَّةٍ. ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ، سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُوْلُ: لَقَدْ حَرَصْتُ عَلَى جَمْعِ عِلْمِ الأَوْزَاعِيِّ، حَتَّى كَتَبتُ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ سَمَاعَةَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ كِتَاباً حَتَّى لَقِيْتُ أَبَاك، فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ عِلْماً لَمْ يَكُنْ عِنْدَ القَوْمِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُوْلُ: قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: عَلَيْكُم بِكُتُبِ الوَلِيْدِ بنِ مَزْيَدٍ، فَإِنَّهَا صَحِيْحَةٌ. وَقَالَ أَبُو يُوْسُفَ بنُ السَّفَرِ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: مَا عُرِضَ عَلَيَّ كِتَابٌ أَصَحُّ مِنْ كُتُبِ الوَلِيْدِ بنِ مَزْيَدٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ أَحَبُّ إِلَيْنَا فِي الأَوْزَاعِيِّ من الوليد ابن مُسْلِمٍ لاَ يُخْطِئُ وَلاَ يُدَلِّسُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ الوَلِيْدَ بنَ مَزْيَدٍ يَقُوْلُ: مَنْ أَكَلَ شَهْوَةً مِنْ حَلاَلٍ قَسَا قَلْبُه. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ ثِقَةً، وَلَمْ يَكُنْ يَحْفَظُ وَكُتُبُهُ صَحِيْحَةٌ. قَالَ العَبَّاسُ: مَاتَ أَبِي فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ ومائتين عن سبع وسبعين سَنَةً، هَذَا سَمِعَهُ الأَصَمُّ مِنْهُ. وَرَوَى: الفَسَوِيُّ عَنْ دُحَيْمٍ قَالَ: الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ: ثِقَةٌ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ. قُلْتُ: الأَوَّلُ أَثْبَتُ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2541"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 143، 553"، "2/ 467، 474"، "3/ 212"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 77"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 232"، والكاشف "3/ ترجمة 6200"، وتهذيب التهذيب "11/ 150"، وتقريب التهذيب "2/ 335"، وشذرات الذهب "2/ 8".

البرساني

1461- البُرْسَانِيُّ 1: "ع" الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو عُثْمَانَ مُحَمَّدُ بنُ بَكْرِ بنِ عُثْمَانَ البُرْسَانِيُّ الأَزْدِيُّ البَصْرِيُّ. وَبُرْسَانُ: بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ جُرَيْجٍ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ الأَيْلِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي زِيَادٍ، وَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ، وَشُعْبَةَ وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ وَبُنْدَارُ، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: حَدَّثَنَا البُرْسَانِيُّ، وَكَانَ وَاللهِ ظَرِيْفاً صاحب أدب ثقة. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَمائَتَيْنِ بِالبَصْرَةِ. قُلْتُ: مَاتَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ حُضُوْراً أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ طَلاَّبٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا وَاهِبُ بنُ مُحَمَّدٍ بِالبَصْرَةِ حَدَّثَنَا نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بَكْرٍ البُرْسَانِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ عَنْ مَسْلَمَةَ بنِ مُخَلَّدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "مَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ فَكَّ عَنْ مَكْرُوْبٍ فَكَّ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيْهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ" 2. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ فَرْدٌ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 296"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 96"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 277"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1175"، وتاريخ بغداد "2/ 92"، والكاشف "3/ ترجمة 4818"، والعبر "1/ 341"، والمغني "2/ ترجمة 5334"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7277"، وتهذيب التهذيب "9/ 77"، وتقريب التهذيب "2/ 147"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6084"، وشذرات الذهب "2/ 7". 2 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "4/ 104" من طريق محمد بن بكر البرساني، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "13/ 156" من طريق نصر بن علي الجهضمي، عن البرساني، به، وله شاهد من حديث أبي هريرة: عند أحمد "2/ 252"، ومسلم "2699"، وأبي داود "4946"، وابن ماجه "225".

عمر بن يونس، وأحمد بن محمد بن عمر اليمامي، ويحيى بن عيسى

عمر بن يونس، وأحمد بن محمد بن عمر اليمامي، ويحيى بن عيسى: 1462- عمر بن يونس 1: "ع" الإِمَامُ المُحَدِّثُ أَبُو حَفْصٍ اليَمَامِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ، وَعَاصِمِ بنِ مُحَمَّدٍ العمري، وعمر ابن أَبِي خَثْعَمٍ وَحُبَابِ بنِ فَضَالَةَ صَاحِبِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَوَالِدِهِ يُوْنُسَ بنِ القَاسِمِ الحَنَفِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو خَيْثَمَةَ وَأَبُو ثَوْرٍ الفَقِيْهُ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَإِسْحَاقُ بنُ وَهْبٍ العَلاَّفُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ رُسْتَه، وَمُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَالنَّسَائِيُّ. تُوُفِّيَ بُعَيْدَ المائَتَيْنِ. وَحَفِيْدُهُ: 1463- أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ اليَمَامِيُّ 2: أَحَدُ المَتْرُوْكِيْنَ. يَرْوِي عَنْ: جَدِّهِ عُمَرَ بنِ يُوْنُسَ وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ. وَعَنْهُ: قَاسِمٌ المُطرِّزُ وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ. 1464- يَحْيَى بنُ عيسى 3: "م، د، ت، ق" التَّمِيْمِيُّ، النَّهْشَلِيُّ، الكُوْفِيُّ الفاخوري الجرار نزيل الرملة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 556"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2185"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 283"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 774"، والكاشف "2/ ترجمة 4187"، والعبر "1/ 341" وتهذيب التهذيب "7/ 506"، وتقريب التهذيب "2/ 64"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5247". 2 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 130"، والمجروحين لابن حبان "1/ 143"، وميزان الاعتدال "1/ 142". 3 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3063"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 224"، "3/ 191، 228"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 630"، والكنى للدولابي "1/ 179"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 2047"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 739"، والمجروحين لابن حبان "3/ 126"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2114"، والكاشف "3/ ترجمة 6337"، والمغني "2/ ترجمة 7028" وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9600"، وتهذيب التهذيب "11/ 262"، وتقريب التهذيب "2/ 355"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 3".

حَدَّثَ عَنِ: الأَعْمَشِ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ أَبِي المُسَاوِرِ وَمِسْعَرٍ وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى، وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ كَرَامَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ وَخَلْقٌ، وَكَانَ يَتَرَدَّدُ إِلَى العِرَاقِ وَكَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ حَسَنَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ: قَالَ لَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ: اكْتُبُوا عَنْ يَحْيَى بنِ عِيْسَى فَطَالَمَا رَأَيْتُهُ عِنْدَ الأَعْمَشِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. مُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عِيْسَى، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، قَالَ: اخْتَلَفَ أَهْلُ البَصْرَةِ فِي القَصَصِ فَأَتَوْا أَنَساً فَسَأَلُوْهُ: أَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُصُّ? قَالَ: لاَ، إِنَّمَا بُعِثَ بِالسَّيْفِ. قيل: توفي سنة اثنتين ومائتين.

الجارود

1465- الجارود 1: ابن يزيد الفقيه الكبير أبو الضحاك العامري النيسابوري، وَيُقَالُ: أَبُو عَلِيٍّ. وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ هِشَامٍ فِي حُدُوْدِ العِشْرِيْنَ وَمائَةٍ وَارْتَحَلَ فِي طَلَبِ العِلْمِ. وَحَمَلَ عَنْ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَبَهْزِ بنِ حَكِيْمٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَعُمَرَ بنِ ذَرٍّ وَأَبِي حَنِيْفَةَ، وَمِسْعَرٍ وَشُعْبَةَ، وَالثَّوْرِيِّ. وَتَفَقَّهَ بِأَبِي حَنِيْفَةَ، وَأَكْثَرَ عَنِ الثَّوْرِيِّ، وَشُعْبَةَ. وَلَيْسَ هُوَ بِمُحْكِمٍ لِفَنِّ الرِّوَايَةِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي رَجَاءٍ الهَرَوِيُّ وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ زَنْجَوَيْه وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيْفَةَ، وَالمُلاَزِمِيْنَ لَهُ. وَخُطَّةُ الجَارُوْدِ مَنْسُوْبَةٌ إِلَيْهِ، وَهِيَ سِكَّةُ الجَارُوْدِيِّ فِي المُرَبَّعَةِ الصَّغَيْرَةِ، وَمَسْجِدُهُ عَلَى رأس السكة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2308"، والضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 248"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 2183"، والمجروحين لابن حبان "1/ 220"، وميزان الاعتدال "1/ 384"، ولسان الميزان "2/ 90".

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَمائَتَيْنِ وَنَقَلَ أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ المُسْتَمْلِي قَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ قَالَ: وَفِي تِلْكَ السَّنَةِ قَدِمَ طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنِ الأَمِيْرُ. قَالَ البُخَارِيُّ: هُوَ مُنْكَرُ الحَدِيْثِ، كَانَ أَبُو أُسَامَةَ يَرْمِيْهِ بِالكَذِبِ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِشَيْءٍ. العُقَيلي: حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُقَاتِلٍ المَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا الجَارُوْدُ، حَدَّثَنَا بَهْزُ بنُ حَكِيْمٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أترعون عَنْ ذِكْرِ الفَاجِرِ؟ اذْكُرُوْهُ بِمَا فِيْهِ يَحْذَرْهُ النَّاسُ". قَالَ العُقَيْلِيُّ: لَيْسَ لِذَا أَصْلٌ. قُلْتُ: وَرَوَاهُ سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ عَنْهُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوْكُ الحديث.

عثمان بن عبد الرحمن

1466- عثمان بن عبد الرحمن 1: "4" ابن مُسْلِمٍ الحَرَّانِيُّ الطَّرَائِفِيُّ المُؤَدِّبُ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ وَقِيْلَ: وَلاَؤُه لِبَنِي تَيْمٍ فِي كُنْيَتِهِ أَقْوَالٌ. حَدَّثَ عَنْ: عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَجَعْفَرِ بنِ بُرْقَانَ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ، وَأَشْعَثَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الحُمْرَانِيِّ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ سَلاَّمٍ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ وَقُتَيْبَةُ وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَعَلِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ الرَّقِّيُّ وَأَبُو شُعَيْبٍ السُّوْسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ لاَ يُغَيِّرُ شَيْبَهُ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو عَرُوْبَةَ: شَيْخٌ، مُتَعَبِّدٌ لاَ بَأْسَ بِهِ يُحَدِّثُ عَنْ قَوْمٍ مَجْهُوْلِيْنَ بِالمَنَاكِيْرِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كُنْيتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقِيْلَ: هُوَ فِي الجَزَرِيِّيْنَ كَبَقِيَّةَ فِي الشَّامِيِّيْنَ حَاطِبُ لِيْلٍ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَنْكَرَ أَبِي عَلَى البُخَارِيِّ إِدخَالَهُ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ لَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ كَثِيْرٍ الحَرَّانِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: بل مات سنة اثنتين ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2269"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1210"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 868"، والمجروحين لابن حبان "2/ 96"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1331"، والمغني "2/ ترجمة 4036"، والعبر "1/ 340"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5532"، وتهذيب التهذيب "7/ 134"، وتقريب التهذيب "2/ 11"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4763".

عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، عثمان بن عبد الرحمن الجمحي

عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، عثمان بن عبد الرحمن الجمحي: أما: 1467- عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَقَّاصِيُّ 1: الزُّهْرِيُّ، فَأَكْبَرُ مِنَ الطَّرَائِفِيِّ. يَرْوِي عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَجَمَاعَةٍ مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ. وَمِنْ طَبَقَتِهِ. 1468- عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجُمَحِيُّ 2: بَصْرِيٌّ صُوَيْلِحٌ. يَرْوِي عَنْ: نُعَيْمٍ المُجْمِرِ، وَمُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الجُمَحِيِّ. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بن عبدة الضبي وجماعة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2270"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 36، 49"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 418"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1209"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 865"، والمجروحين لابن حبان "2/ 98"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1321"، وتاريخ بغداد "11/ 279"، والكاشف "2/ ترجمة 3771"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5531"، والمغني "2/ ترجمة 4038" وتهذيب التهذيب "7/ 133"، وتقريب التهذيب "2/ 11"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4761". 2 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 869"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1330"، والكاشف "2/ ترجمة رقم 3773"، والمغني "2/ ترجمة 2440"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5537"، وتهذيب التهذيب "7/ 135"، وتقريب التهذيب "2/ 12"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4763".

عمر بن شبيب

1469- عمر بن شبيب 1: "ق" المُعَمَّرُ المُحَدِّثُ أَبُو حَفْصٍ المُسْلِيُّ، المَذْحِجِيُّ الكوفي. رَأَى أَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيَّ، وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُهَاجِرٍ، وَعَمْرِو بنِ قَيْسٍ المُلاَئِيِّ وَكَثِيْرٍ النَّوَّاءِ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ طَرِيْفٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ، وَعُمَرُ بنُ شَبَّةَ وَسَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنُ الحَدِيْثِ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ صَدُوْقاً لَكِنَّهُ يُخْطِئُ كَثِيْراً عَلَى قِلَّةِ رِوَايَتِهِ. قُلْتُ: هَذَا فِيْهِ تَنَاقُضٌ فَالصَّدُوْقُ لاَ يَكْثُرُ خَطَؤُهُ، وَالكَثِيْرُ الخَطَأِ مَعَ القِلَّةِ هُوَ المَتْرُوْكُ، وَلَهُ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ فِي سُنَنِ ابن ماجه، وهو أَمْثَلُ مِنْ عُمَرَ بنِ حَبِيْبٍ العَدَوِيِّ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَمائَتَيْنِ. وَقَعَ لِي مِنْ عواليه وهو صويلح.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 388"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 38"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 472"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1163"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 621"، والمجروحين لابن حبان "2/ 90"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1204"، والكاشف "2/ ترجمة 4136"، والمغني "2/ ترجمة 4485"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6136"، وتهذيب التهذيب "7/ 461"، وتقريب التهذيب "2/ 57"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5182"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 3".

عمر بن عبد الله بن رزين

1470- عمر بن عبد الله بن رزين 1: "م، د" الإِمَامُ الكَبِيْرُ، أَبُو العَبَّاسِ السُّلَمِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ أَخُو جَعْفَرٍ، وَمُبَشِّرٍ. سَمِعَ ابْنَ إِسْحَاقَ وَسُفْيَانَ بنَ حُسَيْنٍ، وَالثَّوْرِيَّ وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ طَهْمَانَ وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ، وَأَيُّوْبُ بنُ الحَسَنِ وَسَهْلُ بنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ سَهْلُ بنُ عَمَّارٍ: لَمْ يَكُنْ بِخُرَاسَانَ أَنبَلُ مِنْهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَمائَتَيْنِ.

_ 1 ترجمته في الكاشف "2/ ترجمة 4144"، وتهذيب التهذيب "7/ 668"، وتقريب التهذيب "2/ 58"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5192"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 7".

أيوب بن سويد

1471- أيوب بن سويد 1: "د، ت، ق" مُحَدِّثٌ الرَّمْلَةِ أَبُو مَسْعُوْدٍ الحميري السيباني الرملي. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي زُرْعَةَ يَحْيَى بنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ السَّرْحِ، وَدُحَيْمٌ وَكَثِيْرُ بنُ عُبَيْدٍ، وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ المُرَادِيُّ، وَبَحْرُ بنُ نَصْرٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ سَيِّئَ الحِفْظِ لَيِّناً. رَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِشَيْءٍ يَسرِقُ الحَدِيْثَ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْهُ فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ حَدَّثَهُم بِالرَّملَةِ بِأَحَادِيْثَ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ ثُمَّ جَعَلَهَا بَعْدُ عَنْ نَفْسِهِ، عَنْ شُيُوْخِ ابْنِ المُبَارَكِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ فِي جُمْلَةِ الضُّعَفَاءِ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ لَكِنْ قَالَ: كَانَ رَدِيْءَ الحِفْظِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُوْنَ فِيْهِ. قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ وَالشَّافِعِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي السَّرِيِّ. قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ: غَرِقَ أَيُّوْبُ بنُ سُوَيْدٍ فِي البَحْرِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: الأَوَّلُ هو الصحيح.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1333"، والضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 131"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 891"، والكامل لابن عدي "1/ ترجمة 193"، وميزان الاعتدال "1/ 278"، والكاشف "1/ ترجمة 524"، وتهذيب التهذيب "1/ 405"، وتقريب التهذيب "1/ 90".

أبو سفيان الحميري، وسلمة بن سليمان

أبو سفيان الحميري، وسلمة بن سليمان: 1472- أبو سفيان الحميري 1: "خَ، ت" هُوَ: سَعِيْدُ بنُ يَحْيَى الوَاسِطِيُّ أَحَدُ الثِّقَاتِ. سَمِعَ مَعْمَرَ بنَ رَاشِدٍ وَالعَوَّامَ بنَ حَوْشَبٍ، وَعَوْفاً الأَعْرَابِيَّ وَالضَّحَّاكَ بنَ حُمْرَةَ وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: يَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ محمد المخرمي، ومحمد ابن وَزِيْرٍ الوَاسِطِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ. وَعَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً. مَاتَ: فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثنتين ومائتين. 1473- سلمة بن سليمان 2: "خ، م، ت" المروزي الحَافِظُ المُؤَدِّبُ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ، وَابْنِ المُبَارَكِ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ أَبِي رَجَاءٍ الهَرَوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الرِّبَاطِيُّ وَعَبْدَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ المَرْوَزِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ الطُّوْسِيُّ، ومحمد ابن عبد الله بن قهزاذ وآخرون. وقال أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ زَاجُ: حَدَّثَنَا مِنْ حِفْظِهِ بِنَحْوٍ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ حَدِيْثٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. قِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. نَقَلَهُ البُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ اللَّيْثِ. وَقِيْلَ: مات سنة ثلاث، أو أربع ومائتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 314"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 1744"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 281"، والكنى للدولابي "1/ 199"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 313"، وتاريخ بغداد "9/ 75"، والكاشف "1/ ترجمة 1995"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3295"، "4/ ترجمة 10250" والمغني "1/ ترجمة 2469"، "2/ ترجمة 7498"، وتهذيب التهذيب "4/ 99"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2560". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 378"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 2048"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 716"، والكاشف "1/ ترجمة 2025"، وتهذيب التهذيب "4/ 145"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2631".

سلمويه

1474- سَلْمُويه 1: "خَ، س" الحَافِظُ المُعَمَّرُ أَبُو صَالِحٍ سُلَيْمَانُ بن صالح الليثي مولاهم المروزي. صَاحِبُ ابْنِ المُبَارَكِ. عَنْهُ: ابْنُ رَاهَوَيْه وَأَحْمَدُ بنُ شَبُّوَيْه وَعِدَّةٌ. يُقَالَ: عَاشَ مائَةَ سَنَةٍ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1826"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 537"، والكاشف "1/ ترجمة رقم 2120"، وتهذيب التهذيب "2/ 199"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2705".

عبد المجيد

1475- عبد المجيد 1: "م، 4" ابْنُ الإِمَامِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ، العَالِمُ القُدْوَةُ الحَافِظُ الصَّادِقُ شَيْخ الحَرَمِ، أَبُو عبد المجيد المكي، مولى الملهب بنِ أَبِي صُفْرَةَ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ جُرَيْجٍ بِكُتُبِهِ وَعَنْ أَبِيْهِ وَمَعْمَرِ بنِ رَاشِدٍ، وَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ، وَمَرْوَانَ بنِ سَالِمٍ وَعُثْمَانَ بنِ الأَسْوَدِ وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الحُمَيْدِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى العَدَنِيُّ، وَحَاجِبٌ المَنْبِجِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ وَالزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، وَحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّقِّيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ مِنَ المُرْجِئَةِ، وَمَعَ هَذَا فَوَثَّقَهُ: أَحْمَدُ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ فِيْهِ غُلُوٌّ فِي الإِرْجَاءِ يَقُوْلُ: هَؤُلاَءِ الشُّكَّاكُ يُرِيْدُ قَوْلَ العُلَمَاءِ: أَنَا مُؤْمِنٌ إِنْ شاء الله.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 500"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1875"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 42، 50"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1068"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 340" والمجروحين لابن حبان "2/ 160"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1500"، والكاشف "2/ ترجمة 3482"، والمغني "2/ ترجمة 3793"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5183"، وتهذيب التهذيب "6/ 381"، وتقريب التهذيب "1/ 517"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4410".

قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيْثِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَلَمْ يَكُنْ يَبذُلُ نَفْسَهُ لِلْحَدِيْثِ ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ نُبْلِهِ وَهَيْئَتِهِ وَقَالَ أَيْضاً: كَانَ صَدُوْقاً مَا كَانَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانُوا يُعَظِّمُوْنَهُ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَيُّوْبَ المُخَرِّمِيُّ: لَوْ رَأَيْتَ عَبْدَ المَجِيْدِ لَرَأَيْتَ رَجُلاً جَلِيْلاً مِنْ عِبَادتِهِ. وَقَالَ الحُسَيْنُ الرَّقِّيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ المَجِيْدِ، وَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً إِلَى السَّمَاءِ قَالَ: وَكَانَ أَبُوْهُ أَعْبَدَ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ عَبْدُ المَجِيْدِ رَأْساً فِي الإِرْجَاءِ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ سُفْيَانَ: كَانَ مُبْتَدِعاً دَاعِيَةً. قَالَ سَلَمَةُ بنُ شَبيب : كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فَجَاءنَا مَوْتُ عَبْدِ المَجِيْدِ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَرَاحَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مِنْ عَبْدِ المَجِيْدِ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا أُنْكِرَ عَلَيْهِ الإِرْجَاءُ. وَقَالَ هَارُوْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَمَّالُ: مَا رَأَيْتُ أَخْشَعَ للهِ مِنْ وَكِيْعٍ وَكَانَ عَبْدُ المَجِيْدِ أَخشَعَ مِنْهُ. قُلْتُ: خُشُوْعُ وَكِيْعٍ مَعَ إِمَامَتِهِ فِي السُّنَّةِ جَعَلَهُ مُقَدَّماً بِخِلاَفِ خُشُوْعِ هَذَا المُرْجِئِ عَفَا اللهُ عَنْهُ أَعَاذنَا اللهُ وَإِيَّاكُم مِنْ مُخَالَفَةِ السُّنَّةِ، وَقَدْ كَانَ عَلَى الإِرْجَاءِ عَدَدٌ كَثِيْرٌ مِنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ فَهَلاَّ عُدَّ مَذْهَباً، وَهُوَ قَوْلُهُم: أَنَا مُؤْمِنٌ حَقّاً عِنْد اللهِ السَّاعَةَ مَعَ اعْتِرَافِهِم بِأَنَّهُم لاَ يَدْرُوْنَ بِمَا يَمُوْتُ عَلَيْهِ المُسْلِمُ مِنْ كُفْرٍ أَوْ إِيْمَانٍ، وَهَذِهِ قَوْلَةٌ خَفِيْفَةٌ وَإِنَّمَا الصَّعْبُ مِنْ قَوْلِ غُلاَةِ المُرْجِئَةِ: إِنَّ الإِيْمَانَ هُوَ الاعتِقَادُ بِالأَفْئِدَةِ، وَإِنَّ تَارِكَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، وَشَارِبَ الخَمْرِ، وَقَاتِلَ الأَنْفُسِ وَالزَّانِيَ وَجَمِيْعَ هَؤُلاَءِ يَكُوْنُوْن مُؤْمِنِيْنَ كَامِلِي الإِيْمَانِ وَلاَ يَدْخُلُوْنَ النَّارَ وَلاَ يُعَذَّبُوْنَ أَبَداً. فَرَدُّوا أَحَادِيْثَ الشَّفَاعَةِ المُتَوَاتِرَةَ وَجَسَّرُوا كُلَّ فَاسِقٍ وَقَاطِعِ طَرِيْقٍ عَلَى المُوبِقَاتِ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الخِذْلاَنِ. وَقَدْ غَلِطَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ وَقَالَ: مَاتَ عَبْدُ المَجِيْدِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَالصَّوَابُ: وَفَاتُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ، كَمَا قَالَ سَلَمَةُ بن شبيب.

محمد بن عبيد

1476- محمد بن عبيد 1: "ع" ابن أبي أمية الطنافسي الكُوْفِيُّ الأَحْدَبُ الحَافِظُ أَخُو يَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ. حَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَالأَعْمَشِ وَيَزِيْدَ بنِ كَيْسَانَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَالعَوَّامِ بنِ حَوْشَبٍ، وَإِدْرِيْسَ الأَوْدِيِّ وَالثَّوْرِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَإِسْحَاقُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَحْمَدُ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: عُمَرُ وَمُحَمَّدٌ وَيَعَلَى بَنُو عُبَيْدٍ ثِقَاتٌ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: عُمَرُ وَيَعَلَى وَمُحَمَّدٌ وَإِدْرِيْسُ وَإِبْرَاهِيْمُ بَنُو عُبَيْدٍ: كُلُّهُم ثِقَاتٌ. وَرَوَى صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ يُخْطِئُ وَلاَ يَرْجِعُ عَنْ خَطَئِهِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ نَزلَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ بَغْدَادَ دَهْراً، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الكُوْفَةِ فَمَاتَ قَبْلَ يَعْلَى فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الحَدِيْثِ صَاحِبَ سُنَّةٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ: كَانَ مِمَّنْ يُقَدِّمُ عُثْمَانَ عَلَى عَلِيٍّ وقل مَنْ يَذْهَبُ إِلَى هَذَا مِنَ الكُوْفِيِّيْنَ. تُوُفِّيَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ. وَقَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ وَإِخْوَتُهُ: أَثْبَاتٌ وَأَحْفَظُهُم يَعْلَى وَأَبصَرُهُم بِالحَدِيْثِ: مُحَمَّدٌ وَعُمَرُ شَيْخُهُم. قُلْتُ: عُمَرُ مِنْ أَقْرَانِ هُشَيْمٍ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ مَوْلَىً لإِيَادٍ سَمِعْتُ ابْنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: كَانَ كَيِّساً. وَقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ عُثْمَانِيُّ حَدِيْثُهُ أَرْبَعَةُ آلاف حديث يحفظها.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 397"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 518"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 225، 228"، "3/ 129"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 40"، وتاريخ بغداد "2/ 365"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 315"، والكاشف "3/ ترجمة 5107"، والعبر "1/ 348"، والمغني "2/ ترجمة 5804"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7917"، وتهذيب التهذيب "9/ 327"، وتقريب التهذيب "2/ 188"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6475"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 14".

الوليد بن القاسم

1477- الوليد بن القاسم 1: "ت، ق" ابن الوليد الهمداني ثُمَّ الخَبْذَعِيُّ الكُوْفِيُّ. وَخَبْذَعٌ: بَطْنٌ مِنْ قبَائِلِ هَمْدَانَ قَيَّدَهُ الأَمِيْرُ بِفَتْحِ الخَاءِ وَالذَّالِ وَقَيَّدَهُ غَيْرُه بِالكَسْرِ فِيْهِمَا. حَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ أبي خالد، وأبي حيان التيمي وَالأَعْمَشِ، وَيَزِيْدَ بنِ كَيْسَانَ وَفُضَيْلِ بنِ غَزْوَانَ وَمُجَالِدِ بنِ سَعِيْدٍ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ، وَمُؤَمَّلُ بنُ إِهَابٍ وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَوَّامِ وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ الجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ: سُئِلَ عَنْهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ كَتَبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ جَاراً لِيَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ فَسَأَلْتُ يَعْلَى عَنْهُ فَقَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ هُوَ جَارُنَا مُنْذُ خَمْسِيْنَ سَنَةً مَا رَأَينَا إلَّا خَيْراً. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: قَدْ كَتَبْنَا عَنْهُ أَحَادِيْثَ حِسَاناً عَنْ يَزِيْدَ بنِ كَيْسَانَ فَاكتُبُوا عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: إِذَا رَوَى عَنْ ثِقَةٍ فَلاَ بَأْسَ بِهِ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ عَنْهُ: هُوَ ضَعِيْفٌ. قَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ فِي سنة ثلاث، ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2526"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 58"، والمجروحين لابن حبان "3/ 80"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2007"، والإكمال لابن ماكولا "3/ 125"، والأنساب للسمعاني "5/ 38"، والكاشف "3/ ترجمة 6193"، والمغني "2/ ترجمة 6880"، والعبر "1/ 342"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9395"، وتهذيب التهذيب "11/ 145"، وتقريب التهذيب "2/ 335"، وشذرات الذهب "2/ 8".

جعفر بن عون

1478- جعفر بن عون 1: "ع" ابن جعفر بن عَمْرُو بنُ حُرَيْثِ بنِ عَمْرِو بنِ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ بنِ يَقَظَةَ، الإِمَامُ الحَافِظُ مُحَدِّثُ الكُوْفَةِ أَبُو عَوْنٍ المَخْزُوْمِيُّ العَمْرِيُّ نِسبَةً إِلَى عَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ الصَّحَابِيِّ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَالأَعْمَشِ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَأَبِي العُمَيْسِ عُتْبَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ وَأَبِي حَنِيْفَةَ، وَمِسْعَرٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَبْسِيُّ القَصَّارُ وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي المُثَنَّى المَوْصِلِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: رَجُلٌ صَالِحٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، وَهُوَ مِنَ المُكْثِرِيْنَ عَنْ جَعْفَرٍ قَالَ لِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَيْنَ تُرِيْدُ? فَقُلْتُ: الكُوْفَةَ فَقَالَ: عَلَيْكَ بِابْنِ عَوْنٍ يَعْنِي: جَعْفَرَ بنَ عَوْنٍ. وَقَالَ بَعَضُهُم: إِنَّ جَعْفَرَ بنَ عَوْنٍ تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ، وَمائَتَيْنِ وهو رَاجِعٌ مِنَ الحَجِّ وَلَهُ نَيِّفٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: يَقَعُ مِنْ عَوَالِيْهِ فِي جُزْءِ ابْنِ الفرات2، وجزء الجابري3، ومسند عبد.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 396"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2179"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 196"، والكنى للدولابي "2/ 38"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1981"، والكاشف "1/ ترجمة 805"، والعبر "1/ 351"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 118"، وتهذيب التهذيب "2/ 101"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1046"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 17". 2 ابن الفرات: هو الحافظ الحجة أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي، محدث أصبهان، وصاحب التصانيف، كتب عن ألف وسبع مائة شيخ. وكتب ألف ألف حديث وخمس مائة ألف وعمل من ذلك في تواليفه خمس مائة ألف حديث. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. 3 هو: عبد الله بن جعفر بن إسحاق الموصلي، شيخ أبي نعيم الحافظ، توفي سنة "360هـ".

أزهر بن سعد

1479- أزهر بن سعد 1: "خَ، م، د، ت، س" الإِمَامُ الحَافِظُ، الحُجَّةُ، النَّبِيْلُ أَبُو بَكْرٍ البَاهِلِيُّ مَوْلاَهُمْ البَصْرِيُّ السَّمَّانُ. حَدَّثَ عَنْ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَوْنٍ وَقُرَّةَ بنِ خَالِدٍ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُم، وَلَهُ جَلاَلَةٌ عَجِيْبَةٌ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه، وَأَحْمَدُ وَبُنْدَارُ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَالكُدَيْمِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ رُفَقَائِهِ: عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ وَلَمَّا احْتُضِرَ ابْنُ عَوْنٍ أَوْصَى لَهُ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: لَيْسَ فِي أَصْحَابِ ابْنِ عَوْنٍ أَعْلَمُ مِنْ أَزْهَرَ. قِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ صَاحِباً لِلْمَنْصُوْرِ أَبِي جَعْفَرٍ قَبْلَ أَنْ يَلِيَ الخِلاَفَةَ فَلَمَّا وَلِيَ قَدِمَ إِلَيْهِ أَزْهَرُ مُهَنِّئاً لَهُ فَقَالَ: أَعْطُوهُ أَلْفَ دِيْنَارٍ وَقُوْلُوا لَهُ: لاَ تَعُدْ فَأَخَذَهَا ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ مِنْ قَابِلٍ فَحَجَبُوْهُ، ثُمَّ دَخَلَ إِلَيْهِ فِي المَجْلِسِ العَامِّ فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ? قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّك مَرِيْضٌ فَجِئْتُ أَعُوْدُكَ فَقَالَ: أَعْطُوهُ أَلْفَ دِيْنَارٍ قَدْ قَضَيْتَ حَقَّ العِيَادَةِ فَلاَ تَعُدْ فَإِنِّي قَلِيْلُ الأَمرَاضِ قَالَ: فَعَادَ مِنْ قَابِلٍ وَدَخَلَ فِي مَجْلِسٍ عَامٍّ فَقَالَ لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ? قَالَ: دُعَاءٌ سَمِعْتُهُ مِنْكَ جِئْتُ لأَحْفَظَه مِنْكَ قَالَ: يَا هَذَا! إِنَّهُ غَيْرُ مُسْتَجَابٍ إِنِّيْ فِي كُلِّ سَنَةٍ أَدْعُو بِهِ أَنْ لاَ تَأْتِيَنِي وَأَنْتَ تَأْتِيْنِي. مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَمائَتَيْنِ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 294"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 1474"، والضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 164"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1187"، والعبر "1/ 339"، وميزان الاعتدال "1/ 172"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 325"، والكاشف "1/ ترجمة 253"، وتهذيب التهذيب "1/ 202".

وهب بن جرير

1480- وهب بن جرير 1: "ع". ابن حَازِمِ بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ شُجَاعٍ الحَافِظُ الصَّدُوْقُ الإِمَامُ أبو العباس الأزدي البصري. وُلِدَ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَرَوَى عَنْ وَالِدِهِ فَأَكْثَرَ وَعَنِ ابْنِ عَوْنٍ وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَقُرَّةَ بنِ خَالِدٍ وَعِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ وَشُعْبَةَ، وَغَالِبِ بنِ سُلَيْمَانَ وَالأَسْوَدِ بنِ شَيْبَانَ، وَسَلاَّمِ بنِ أَبِي مُطِيْعٍ، وَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ وَمُوْسَى بنِ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، وَصَخْرِ بنِ جُوَيْرِيَةَ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَيَحْيَى، وَعَلِيٌّ وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَبُنْدَارُ وَعَبْدُ اللهِ المُسْنَدِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بن مُنِيْرٍ وَعُقْبَةُ بنُ مُكْرَمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ وَابْنُ مُثَنَّى وَمَحْمُوْدُ بنُ غيلان، وأحمد بن الأزهر، وأبو إسحاق الجوزاني، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الرِّبَاطِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ أَبِي الرَّبِيْعِ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ القَزَّازُ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ سَيْفٍ الحَرَّانِيُّ وَيَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. أَمَرَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ بِالكِتَابَةِ عَنْهُ وَأَكْثَرَ عَنْهُ فِي مُسْنَدِهِ. وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: صَدُوْقٌ فَقِيْلَ لَهُ: وَهْبٌ وَرَوْحٌ وَعُثْمَانُ بنُ عُمَرَ? فَقَالَ: وَهْبٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُمَا وَهُوَ صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ كَانَ عَفَّانُ يَتَكَلَّمُ فِيْهِ تُوُفِّيَ بِالمَنْجَشَانِيَّةِ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنَ المَدِيْنَةِ مُنْصَرِفاً مِنَ الحَجِّ، فَحُمِلَ حَتَّى دفن بالبصرة. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَذْكُرُ عَنْ وَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ عَنْ أَبِي وَهْبٍ الجَيْشَانِيِّ ثُمَّ قال أبو داود: جرير روى هذا

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 298"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2578"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 196، 500"، "2/ 29، 47، 89"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1928"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 124"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 1993"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 318"، والعبر "1/ 258، 350"، والكاشف "3/ ترجمة 6213"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9424"، وتهذيب التهذيب "11/ 161"، وتقريب التهذيب "2/ 338"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 16".

عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ طَلَبْتُهَا بِمِصْرَ فَمَا وَجَدتُ مِنْهَا حَدِيْثاً وَاحِداً عِنْدَ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ، وَمَا فَقَدْتُ مِنْهَا حَدِيْثاً وَاحِداً مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، فَأُرَاهَا صَحِيْفَةً اشْتَبَهَتْ عَلَى وَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ وَهْبٌ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ. رَوَى عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: وَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ ثِقَةٌ. قُلْتُ: فِي تَارِيْخِ أَصْبَهَانَ لأَبِي نُعَيْمٍ، وَعَلَيْهِ خَطُّه حَدِيْثٌ لِوَهْبٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ وَأُرَاهُ وَهْماً لَعَلَّهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ أَخِي عُبَيْدِ اللهِ فَإِنَّهُ لاَ يَلْحَقُ ذَلِكَ. وَقَعَ لَنَا جُمْلَةٌ مِنْ عَوَالِيْهِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي "ح"، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ الهَرَوِيُّ أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ حَدَّثَنَا وَهْبٌ أَخْبَرَنِي أَبِي سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ عَنْ بُجَيْرِ بنِ أَبِي بُجَيْرٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ حِيْنَ خَرَجْنَا مَعَهُ إِلَى الطَّائِفِ فَمَرَرْنَا بِقَبْرٍ فَقَالَ: هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ، وَهُوَ أَبُو ثَقِيْفٍ وَكَانَ مِنْ ثَمُوْدَ، وَكَانَ بِهَذَا الحَرَمِ يُدْفَعُ عَنْهُ فَلَمَّا خَرَجَ مِنْهُ أَصَابَتْهُ النِّقْمَةُ الَّتِي أَصَابَتْ قَوْمَهُ بِهَذَا المَكَانِ، فَدُفِنَ فِيْهِ وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ دُفِنَ مَعَهُ غُصْنٌ مِنْ ذَهَبٍ إِنْ أَنْتُم نَبَشْتُم عَنْهُ أَصَبْتُمُوْهُ مَعَهُ". فَابْتَدَرَهُ النَّاسُ فَاسْتَخْرُجُوا مِنْهُ الغُصْنَ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ1 عَنْ يحيى.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "3088"، وفيه علتان: الأولى ابن إسحاق، مدلس، وقد عنعنه، والثانية: جهالة بجير بن أبي بجير.

أبو عبيدة

1481- أبو عبيدة 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ البَحْرُ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى التَّيْمِيُّ مَوْلاَهُمْ البَصْرِيُّ النَّحْوِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَمائَةٍ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيْهَا الحَسَنُ البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ وَرُؤبَةَ بنِ العَجَّاجِ وَأَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ وَطَائِفَةٍ. وَلَمْ يَكُنْ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَإِنَّمَا أَوْرَدتُهُ لِتَوَسُّعِهِ فِي عِلْمِ اللِّسَانِ وَأَيَّامِ النَّاسِ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وأبو عبيد القاسم بن سلام وأبو عُثْمَانَ المَازِنِيُّ، وَعُمَرُ بنُ شَبَّةَ وَعَلِيُّ بنُ المُغِيْرَةِ الأَثْرَمُ وَأَبُو العَيْنَاءِ وَعِدَّةٌ. حَدَّثَ بِبَغْدَادَ بِجُملَةٍ مِنْ تَصَانِيْفِهِ. قَالَ الجَاحِظُ: لَمْ يَكُنْ فِي الأَرْضِ جَمَاعِيٌّ وَلاَ خَارِجِيٌّ أَعْلَمَ بِجَمِيْعِ العُلُوْمِ مِنْ أَبِي عُبَيْدَةَ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ ذَكَرَ أَبَا عُبَيْدَةَ فَأَحْسَنَ ذِكْرَهُ وَصَحَّحَ رِوَايَتَهُ وَقَالَ: كَانَ لاَ يَحكِي عَنِ العَرَبِ إلَّا الشَّيْءَ الصَّحِيْحَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قَالَ المُبَرِّدُ: كَانَ هُوَ، وَالأَصْمَعِيُّ مُتَقَارِبَيْنِ فِي النَّحوِ، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَكمَلَ القَوْمِ. وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: كَانَ الغَرِيْبُ، وَأَيَّامُ العَرَبِ أَغَلَبَ عَلَيْهِ، وَكَانَ لاَ يُقِيْمُ البَيْتَ إِذَا أَنشَدَهُ ويخطئ إذ قَرَأَ القُرْآنَ نَظَراً وَكَانَ يُبْغِضُ العَرَبَ وَأَلَّفَ فِي مثَالِبِهَا كُتُباً، وَكَانَ يَرَى رَأْيَ الخَوَارِجِ. وَقِيْلَ: إِنَّ الرَّشِيْدَ أَقدَمَ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ بَعْضَ كُتُبِهِ، وَهِيَ تُقَارِبُ مائَتَيْ مُصَنَّفٍ مِنْهَا: كِتَابُ مَجَازِ القُرْآنِ وَكِتَابُ غَرِيْبِ الحَدِيْثِ وكتاب مَقْتَلِ عُثْمَانَ وَكِتَابُ أَخْبَارِ الحَجَّاجِ، وَكَانَ أَلثَغَ بَذِيْءَ اللِّسَانِ وَسِخَ الثَّوبِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ: كَانَ يُكْرِمُنِي بِنَاءً عَلَى أَنَّنِي مِنْ خَوَارِجِ سِجِسْتَانَ. وَقِيْلَ: كَانَ يَمِيْلُ إِلَى المُرْدِ إلَّا تَرَى أَبَا نُوَاسٍ حَيْثُ يَقُوْلُ: صَلَّى الإِلَهُ عَلَى لُوْطٍ وَشِيْعتِهِ ... أَبَا عُبَيْدَةَ قُلْ بِاللهِ آمِيْنَا فَأَنْتَ عِنْدِي بِلاَ شَكٍّ بَقِيَّتُهُم ... مُنْذُ احْتَلَمتَ وَقَدْ جَاوَزَتَ سَبْعِيْنَا قُلْتُ: قَارَبَ مائَةَ عَامٍ أَوْ كَمَّلَهَا. فَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمائَتَيْنِ وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ هَذَا المَرْءُ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ يَكُنْ بِالمَاهِرِ بِكِتَابِ اللهِ، وَلاَ العَارِفِ بِسُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلاَ البَصِيْرِ بِالفِقْهِ، وَاخْتِلاَفِ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ بَلَى، وَكَانَ مُعَافَىً مِنْ مَعْرِفَةِ حِكْمَةِ الأَوَائِلِ، وَالمَنْطِقِ وَأَقسَامِ الفَلْسَفَةِ وَلَهُ نَظَرٌ فِي المَعْقُوْلِ، وَلَمْ يَقعْ لَنَا شَيْءٌ مِنْ عَوَالِي روايته.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 315"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1175"، وتاريخ بغداد "13/ 252"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 731"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 367"، والكاشف "3/ ترجمة 5665"، والمغني "2/ ترجمة 6370"، والعبر "1/ 359"، "2/ 14، 69"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8690"، وتهذيب التهذيب "10/ 246"، وتقريب التهذيب "2/ 266"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 24".

حجاج بن محمد

1482- حجاج بن محمد 1: "ع" الإِمَامُ الحُجَّةُ الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيُّ الأعور مولى سُلَيْمَانَ بنِ مُجَالِدٍ تَرْمِذِيُّ الأَصْلِ سَكَنَ بَغْدَادَ ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى المَصِّيْصَةِ وَرَابَطَ بِهَا، وَرَحَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ. سَمِعَ مِنِ: ابْنِ جُرَيْجٍ فَأَكْثَرَ، وَأَتْقَنَ. وَمِنْ: يُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ وَعُمَرَ بنِ ذَرٍّ وَشُعْبَةَ وَحَمْزَةَ الزَّيَّاتِ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَإِسْحَاقُ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ أَبِي السَّفَرِ، وَأَبُو يَحْيَى صَاعِقَةُ وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ وَيُوْسُفُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مُسَلَّمٍ وَهِلاَلُ بنُ العَلاَءِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. ذَكرَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: مَا كَانَ أَضبَطَهُ، وَأَصَحَّ حَدِيْثَهُ وَأَشَدَّ تَعَاهُدَهِ لِلْحُرُوْفِ! وَرَفَعَ أَمرَهُ جِدّاً وَقَالَ: كَانَ صَاحِبَ عَرَبِيَّةٍ، وَكَانَ لاَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَإِنَّمَا قَرَأَ هُوَ عَلَى ابْنِ جُرَيْجٍ ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ فَبَقِيَ يَقُوْلُ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ قَدْ قرَأَ الكُتُبَ عَلَيْهِ، وَسَمِعَ مِنْهُ كِتَابَ التَّفْسِيْرِ إِمْلاَءً. قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: رَحَلَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِيْنٍ إِلَى حَجَّاجٍ الأَعْوَرِ قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ يَحْيَى كَتَبَ عَنْهُ نَحْواً مِنْ خَمْسِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: كَانَ أَثْبَتَ أَصْحَابِ ابْنِ جريج.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 333، 489"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2840"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 195، 232"، "2/ 9، 16"، "3/ 13، 206"، والكنى للدولابي "2/ 94"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 708"، وتاريخ بغداد "8/ 236"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 329"، والعبر "1/ 349"، والكاشف "1/ ترجمة 952"، وميزان الاعتدال "1/ 464"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 317"، وتهذيب التهذيب "2/ 205"، وتقريب التهذيب "1/ 154"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 181"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1248"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 15".

قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ الخُشْكُ: حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ نَائِماً أَوْثَقُ مِنْ عَبْدِ الرزاق يقظان. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: قَدِمَ حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ بَغْدَادَ فِي حَاجَةٍ، وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللهُ فَمَاتَ بِبَغْدَادَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ. قَالَ: وَقَدْ تَغَيَّرَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ حِيْنَ رَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ. قُلْتُ: مَا هُوَ تَغَيُّراً يَضُرُّ. وَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ الحَافِظُ: أَخْبَرَنِي صَدِيْقٌ لِي قَالَ: لَمَّا قَدِمَ حَجَّاجٌ بَغْدَادَ فِي آخِرِ مَرَّةٍ خَلَّطَ فَرَآهُ يَحْيَى يُخِلِّطُ فَقَالَ لابْنِهِ: لاَ تُدْخِلْ عَلَى الشَّيْخِ أَحَداً. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ، وَحَدِيْثُهُ فِي دَوَاوِيْنِ الإِسْلاَمِ، وَلاَ أَعْلَمُ لَهُ شَيْئاً أُنْكِرَ عَلَيْهِ مَعَ سَعَةِ عِلْمِهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ "ح"، وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم- يَوْم الفيل1. وَبِهِ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَتْنِي حُكَيْمَةُ بِنْتُ أُمَيْمَةَ عَنْ أُمِّهَا أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَبُوْلُ فِي قَدَحٍ مِنْ عَيْدَانٍ ثُمَّ يُوْضَعُ تَحْتَ سَرِيْرِهِ قَالَ: فَوُضِعَ تَحْتَ سَرِيْرِهِ فَجَاءَ فَأَرَادَهُ فَإِذَا القَدَحُ لَيْسَ فِيْهِ شَيْءٌ فَقَالَ لامْرَأَةٍ يُقَالَ لَهَا: بَرَكَةُ كَانَتْ تَخْدُمُ لأُمِّ حَبِيْبَةَ جَاءتْ مَعَهَا مِنَ الحَبَشَةِ: "أَيْنَ البَوْلُ الَّذِي كَانَ فِي القَدَحِ"؟. قَالَتْ: شَرِبْتُهُ يَا رَسُوْلَ اللهِ. أَخْرَجَهُ1 أَبُو دَاوُدَ عَنْ محمد بن عيسى عن حجاج.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" "1/ 101"، قال: أخبرنا يحيى بن معين، به. وأخرجه ابن سعد "1/ 101" من حديث ابن عباس، ومن حديث عمران بن مناح، وعن سعيد بن جبير، وقيس بن مخرمة قالوا جميعا: وُلِدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفيل. وأخرجه ابن سعد "1/ 100" من حديث أبي جعفر محمد بن علي قَالَ: وُلِدَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَوْم الاثنين لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول، وكان قدوم أصحاب الفيل قبل ذلك للنصف من المحرم، فبين الفيل، وبين مولد رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ وخمسون ليلة". وفي إسناده محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك، وأخرجه أحمد "4/ 215"، والترمذي "3619"، والحاكم "3/ 455-456" من طريق ابن إسحاق، حدثني المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، عن أبيه، عن جده. 2 صحيح لغيره: أخرجه أبو داود "24"، والنسائي "1/ 31"، والحاكم "1/ 167"، والبيهقي "1/ 99"، والطبراني في "الكبير" "24/ 477"، والبغوي "194" من طرق عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، به وله شاهد عند النسائي "1/ 32-33" من حديث عائشة.

عبد الله بن بكر

1483- عبد الله بن بكر 1: "ع" ابن حبيب الحَافِظُ الحُجَّةُ أَبُو وَهْبٍ السَّهْمِيُّ البَاهِلِيُّ البَصْرِيُّ نَزِيْلُ بَغْدَادَ. مَوْلِدُهُ فِي خِلاَفَةِ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ. سَمِعَ أَبَاهُ بَكْرَ بنَ حَبِيْبٍ شَيْخَ العَرَبِيَّةِ، وَحُمَيْداً الطَّوِيْلَ، وَابْنَ عَوْنٍ وَسَعِيْدَ بنَ أَبِي عَرُوْبَةَ وَهِشَامَ بنَ حَسَّانٍ، وَحَاتِمَ بن أبي صغيرة وشعبة وطبقتهم. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُنِيْرٍ وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَوَّامِ وَمُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ الأَزْرَقُ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدُوَيْه، وَآخَرُوْنَ وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الأَثْرَمَ لَقِيَهُ وَحَمَلَ عَنْهُ، وَهَذَا بَعِيْدٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَجَمَاعَةٌ وَكَانَ أَحَدَ الفُقَهَاءِ وَأَصْحَابِ الحَدِيْثِ. قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ فِي سَنَةِ إِحْدَى، وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ أَوْ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ يَعْنِي: أَنَّهُ أَخَذَ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يَتغَيَّرَ. قِيْلَ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَمائَتَيْنِ وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِيْنَ. وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا عَمْرٍو بنَ العَلاَءِ المَازِنِيَّ وَعِيْسَى بنَ عُمَرَ اخْتَلَفَا فِي كَلِمَةِ: سَطْرٍ وَسَطَرٍ، فَحَكَّمَا بَكْرَ بنَ حَبِيْبٍ عليهما.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 295"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 114"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 518"، "2/ 51"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 72"، وتاريخ بغداد "9/ 421"، والأنساب للسمعاني "7/ 202"، والكاشف "2/ ترجمة 2676"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 327"، وتهذيب التهذيب "5/ 62"، وتقريب التهذيب "1/ 404"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3408".

عبد الوهاب بن عطاء

1484- عبد الوهاب بن عطاء 1: "م، 4" الإِمَامُ الصَّدُوْقُ العَابِدُ، المُحَدِّثُ أَبُو نَصْرٍ البَصْرِيُّ الخَفَّافُ مَوْلَى بَنِي عِجْلٍ سَكَنَ بَغْدَادَ. وَحَدَّثَ عَنْ: حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ وَسَعِيْدٍ الجُرَيْرِيِّ وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَابْنِ عَوْنٍ وَخَالِدٍ الحَذَّاءِ، وَثَوْرِ بنِ يَزِيْدَ وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ فَأَكْثَرَ عَنْهُ وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ وَرَوَى عَنْهُ حَرْفَهُ. حَمَلَ عَنْهُ القِرَاءةَ: أَحْمَدُ بنُ جُبَيْرٍ الأَنْطَاكِيُّ وَخَلَفُ بنُ هِشَامٍ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَيَحْيَى بنُ جَعْفَرٍ وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ لَزِمَ ابْنَ أَبِي عَرُوْبَةَ وَعُرِفَ بِصُحْبَتِهِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ وَكَذَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ. وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ عبداً صَالِحاً بَكَّاءً. وَقَالَ البُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ عَبْدُ الوَهَّابِ يَقرَأُ عِنْدَ سَعِيْدٍ تَصَانِيْفَهُ فَكَانَ عَبْدُ اللهِ الأَفْطَسُ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ طَرِّبْ طَرِّبْ قَالَ: وَكَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ حَسَنَ الرَّأْيِ فِيْهِ. وَقَالَ المَرُّوْذِيُّ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: أَعَبْدُ الوهاب ثقة? قال: تدري مَا تَقُوْلُ? الثِّقَةُ يَحْيَى القَطَّانُ! وَرَوَى الأَثْرَمُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الوَهَّابِ عَالِماً بِسَعِيْدٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ جَعْفَرٍ: بَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ مُسْتَمْلِي سَعِيْدٍ وَكَانَ أَكْثَرَ النَّاسِ بُكَاءً. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 333"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1824"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 374"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1043"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 372"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1436"، وتاريخ بغداد "11/ 21"، والكاشف "2/ ترجمة 3568"، والمغني "2/ ترجمة 3895"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5322"، والعبر "1/ 346"، "2/ 10، 51:"، وتهذيب التهذيب "6/ 450"، وتقريب التهذيب "1/ 528"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 1510"، وشذرات الذهب "2/ 13".

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ أَصلَحُ مِنْ عَلِيِّ بنِ عَاصِمٍ رَوَى عَنْ ثَوْرٍ حَدِيْثَيْنِ لَيْسَا مِنْ حَدِيْثِهِ. قُلْتُ: أَحَدُهُمَا فِي العَبَّاسِ: "اللَّهُمَّ اخْلُفْهُ فِي وَلَدِهِ" 1. حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ. تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ. وَرَوَى المَيْمُوْنِيُّ عَنْ أحمد قال: ضعيف الحديث مضطرب. قلت: حديثه في درجة الحسن.

_ 1 أخرجه الترمذي "3762" حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن ثور بن يزيد، عن مكحول، عن حذيفة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم للعباس: "إذا كان غداة الاثنين فأتني أنت وولدك حتى أدعو لك بدعوة ينفعك الله بها وولدك"، فغدا وغدونا معه وألبسنا كساء ثم قال: "اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا، اللهم احفظه في ولده". وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال الذهبي في ترجمة "عبد الوهاب بن عطاء الخفاف" في "ميزان الاعتدال": -"قال صالح جزرة: أنكروا على الخفاف حديث ثور في فضل العباس، ما أنكروا عليه غيره. وكان ابن معين يقول: هذا موضوع؛ فلعل الخفاف دلسه، فإنه بلفظة "عن". ثم ذكر الذهبي الحديث من طريقه هذا. وقال الحافظ في "التقريب": أنكروا عليه حديثا في فضل العباس، يقال: دلسه عن ثور.

الواقدي

1485- الواقدي 1: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ مَوْلاَهُمْ الوَاقِدِيُّ المَدِيْنِيُّ القَاضِي صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَالمَغَازِي العَلاَّمَةُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحَدُ أَوْعِيَةِ العِلْمِ عَلَى ضَعفِهِ المُتَّفَقِ عَلَيْهِ. وُلِدَ بَعْدَ العِشْرِيْنَ، وَمائَةٍ. وَطَلَبَ العِلْمَ عَامَ بِضْعَةٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: صِغَارِ التَّابِعِيْنَ فَمَنْ بَعْدَهُم بِالحِجَازِ وَالشَّامِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَثَوْرِ بنِ يَزِيْدَ، وَمَعْمَرِ بنِ رَاشِدٍ وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ، وَكَثِيْرِ بنِ زَيْدٍ وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ وَالضَّحَّاكِ بنِ عُثْمَانَ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَأَفْلَحَ بنِ حُمَيْدٍ وَالأَوْزَاعِيِّ، وَهِشَامِ بنِ الغَازِ وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي سَبْرَةَ وَمَالِكٍ وَفُلَيْحِ بنِ سُلَيْمَانَ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ إِلَى الغَايَةِ مِنْ عَوَامِّ المَدَنِيِّينَ. وَجَمَعَ فَأَوعَى وَخَلَطَ الغَثَّ بِالسَّمِيْنِ، وَالخَرَزَ بِالدُّرِّ الثَّمِيْنِ فَاطَّرَحُوهُ لِذَلِكَ، وَمَعَ هَذَا فَلاَ يُسْتَغنَى عَنْهُ فِي المَغَازِي وَأَيَّامِ الصَّحَابَةِ وَأَخْبَارِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ كَاتِبُهُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو حَسَّانٍ الحَسَنُ بنُ عُثْمَانَ الزِّيَادِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ شُجَاعٍ الثَّلْجِيُّ وَسُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُوْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ نَاصِحٍ وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ الأَزْرَقُ وَأَحْمَدُ بنُ الوَلِيْدِ الفَحَّامُ، وَأَحْمَدُ بنُ الخَلِيْلِ البُرْجَلاَنِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الهَاشِمِيُّ وَعِدَّةٌ. الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: لَمْ نَزَلْ نُدَافِعُ أَمرَ الوَاقِدِيِّ حَتَّى رَوَى عَنْ: مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ نَبْهَانَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا؟ "2. فَجَاءَ بِشَيْءٍ لاَ حِيْلَةَ فِيْهِ فَهَذَا حَدِيْثُ يُوْنُسَ مَا رَوَاهُ غيره عن الزهري. قال الحافظ ابن عساكره: وَرَوَاهُ الذُّهْلِيُّ أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا نَافِعُ بنُ يَزِيْدَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ الزهري.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 425"، "7/ 334"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 543"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 531"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1666"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 92"، والمجروحين لابن حبان "2/ 290"، والكامل لابن عدي "6/ ترجمة 1719"، وتاريخ بغداد "3/ 3"، ووفيات الأعيان "1/ ترجمة 644"، والكاشف "3/ ترجمة 5160"، وتهذيب التهذيب "9/ 363"، وتقريب التهذيب "2/ 194"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6538"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 18". 2 ضعيف: أخرجه أبو داود "4112"، والترمذي "2778"، وأحمد "6/ 296"، والبيهقي "7/ 91، 92" من طريق الزهري قال: حدثنا نبهان مولى أم سلمة، عن أم سلمة قالت: كُنْتُ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احتجبا منه. فقلنا: يا رسول الله، أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه؟ ". وقال الترمذي: حسن صحيح. قلت: إسناده ضعيف، آفته نبهان مولى أم سلمة، فإنه مجهول، وله شاهد: عن أبي بكر الشافعي في "الفوائد" "2/ 4-5"، من طريق وهب بن حفص3، أخبرنا محمد بن سليمان، أخبرنا مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي عثمان، عن أسامة قال: كانت عائشة وحفصة عند النبي صلى الله عليه وسلم جالستين، فجاء ابن أم مكتوم الحديث. قلت: إسناده واه بمرة، آفته وهب بن حفص البجلي الحراني، فإنه كذاب؛ كذبه الحافظ أبو عروبة وقال الدارقطني: كان يضع الحديث.

وَقَالَ الرَّمَادِيُّ: لَمَّا حَدَّثَنِي سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ بِهَذَا، ضَحِكتُ فَقَالَ: مِمَّ تَضحَكُ? فَأَخْبَرتُهُ بِمَا قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَحْمَدُ يَقُوْلُ: هَذَا حَدِيْثٌ تَفَرَّدَ بِهِ يُوْنُسُ، وَهَذَا أَنْتَ تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ نَافِعِ بنِ يَزِيْدَ عَنْ عُقَيْلٍ فَقَالَ: إِنَّ شُيُوْخَنَا المِصْرِيِّينَ لَهُم عِنَايَةٌ بِحَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَفِيْمَا كَتَبَ أَحْمَدُ إِلَى ابْنِ المَدِيْنِيِّ: كَيْفَ تَسْتَحِلُّ تَروِي عَنْ رَجُلٍ يَرْوِي عَنْ مَعْمَرٍ حَدِيْثَ نَبْهَانَ مُكَاتَبِ أُمِّ سَلَمَةَ? رَوَاهُ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ القَزْوِيْنِيِّ، عَنِ الرَّمَادِيِّ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ جَابِرٍ الحَافِظُ: سَمِعْتُ الرَّمَادِيَّ، وَحَدَّثَ بِحَدِيْثِ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ فَقَالَ: هَذَا مِمَّا ظُلِمَ فِيْهِ الواقدي. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَاقِدِيُّ مَوْلَى لِبَنِي أَسْلَمَ ثُمَّ بَنِي سَهْمٍ بَطْنٍ مِنْ أَسْلَمَ، وَلِيَ القَضَاءَ بِبَغْدَادَ لِلْمَأْمُوْنِ أَرْبَعَ سِنِيْنَ، وَكَانَ عَالِماً بِالمَغَازِي وَالسِّيرَةِ وَالفُتُوْحِ، وَالأَحكَامِ وَاخْتِلاَفِ النَّاسِ، وَقَدْ فَسَّرَ ذَلِكَ فِي كُتُبٍ اسْتَخْرَجَهَا وَوَضَعَهَا، وَحَدَّثَ بِهَا أَخْبَرَنِي أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ الكَبِيْرِ: هُوَ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بنِ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَدِمَ بَغْدَادَ فِي دَيْنٍ لَحِقَهُ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا، وَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ وَالرَّقَّةِ، ثُمَّ رَجَعَ فَوَلاَّهُ المَأْمُوْنُ القَضَاءَ، إِذْ قَدِمَ مِنْ خُرَاسَانَ، وَلاَّهُ القَضَاءَ بِعَسْكَرِ المَهْدِيِّ فَلَمْ يَزَلْ قَاضِياً حَتَّى مَاتَ بِبَغْدَادَ لإِحْدَى عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَتَيْنِ. وَذَكَرَهُ البُخَارِيُّ فَقَالَ: سَكَتُوا عَنْهُ تَرَكَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ. وَقَالَ مُسْلِمٌ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: هُوَ مِمَّنْ طَبَّقَ ذِكْرُهُ شَرقَ الأَرْضِ، وَغَرْبَهَا، وَسَارَتْ بِكُتُبِهِ الرُّكبَانُ فِي فُنُوْنِ العِلْمِ مِنَ المَغَازِي، وَالسِّيَرِ وَالطَّبَقَاتِ وَالفِقْهِ، وَكَانَ جَوَاداً كَرِيْماً مَشْهُوْراً بِالسَّخَاءِ. قَالَ مُحَمَّدُ بن سلام الجمحي: الواقدي عالم دهره. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: الوَاقِدِيُّ أَمِيْنُ النَّاسِ عَلَى أَهْلِ الإِسْلاَمِ كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِأَمرِ الإِسْلاَمِ. قَالَ: فَأَمَّا الجَاهِلِيَّةُ فَلَمْ يَعْلَمْ فِيْهَا شَيْئاً. وَقَالَ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ: سَمِعْتُ مُصْعَباً الزُّبَيْرِيَّ يَذْكُرُ الوَاقِدِيَّ فَقَالَ: وَاللهِ مَا رَأَينَا مِثْلَهُ قط.

وَعَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَذَكَرَ الوَاقِدِيَّ فَقَالَ: ذَاكَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ. رَوَاهَا يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ عَنْ عُبَيْدِ بنِ أَبِي الفَرَجِ عَنْ يَعْقُوْبَ مَوْلَى آلِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْهُ. وَعَنِ الوَاقِدِيِّ قَالَ: كَانَتْ أَلوَاحِي تَضِيعُ فَأُوْتَى بِهَا مِنْ شُهْرَتِهَا بِالمَدِيْنَةِ يُقَالَ: هَذِهِ أَلوَاحُ ابْنِ وَاقِدٍ. قَدْ كَانَتْ لِلوَاقِدِيِّ فِي وَقْتِهِ جَلاَلَةٌ عَجِيْبَةٌ، وَوَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ بِحَيْثُ إِنَّ أَبَا عَامِرٍ العَقَدِيَّ قَالَ: نَحْنُ نُسَأَلُ عَنِ الوَاقِدِيِّ? مَا كَانَ يُفِيْدُنَا الشُّيُوْخُ وَالحَدِيْثُ إلَّا الوَاقِدِيَّ. وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَقْدَمُ المَدِيْنَةَ فَمَا يُفِيْدُنِي وَيَدُلُّنِي عَلَى الشُّيُوْخِ إلَّا الوَاقِدِيُّ. وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بن صالح الدمشقي: حدثني سيد بن داود قال: كنا عند هُشَيْمٍ فَدَخَلَ الوَاقِدِيُّ فَسَأَلَهُ هُشَيْمٌ عَنْ بَابٍ: مَا يَحْفَظُ فِيْهِ؟ فَقَالَ: مَا لاَ عِنْدَكَ يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ فَذَكَرَ خَمْسَةَ أَحَادِيْثَ أَوْ سِتَّةً فِي البَابِ ثُمَّ قَالَ هُشَيْمٌ لِلوَاقِدِيِّ: مَا عِنْدَكَ? فَحَدَّثَهُ بِثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابِهِ، وَالتَّابِعِيْنَ ثُمَّ قَالَ: وَسَأَلْتُ مَالِكاً، وَسَأَلْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ وَسَأَلْتُ وَسَأَلْتُ فَرَأَيْتُ وَجْهَ هُشَيْمٍ يَتَغَيَّرُ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ هُشَيْمٌ: لَئِنْ كَانَ كَذَّاباً فَمَا هي الدُّنْيَا مِثْلُهُ، وَإِنْ كَانَ صَادِقاً فَمَا فِي الدُّنْيَا مِثْلُهُ. أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ: سَمِعْتُ مُجَاهِدَ بنَ مُوْسَى يَقُوْلُ: مَا كَتَبْنَا عَنْ أَحَدٍ أَحْفَظَ مِنَ الوَاقِدِيِّ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: قَالَ سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُوْنِيُّ: كَتَبتُ وَرَقَةً مِنْ حَدِيْثِ الوَاقِدِيِّ، وَجَعَلتُ فِيْهَا حَدِيْثاً عَنْ مَالِكٍ لَمْ يَرْوِهِ إلَّا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهَا الوَاقِدِيَّ فَحَدَّثَنِي إِلَى أَنْ بَلَغَ الحَدِيْثَ فَتَرَكَنِي، وَقَامَ ثُمَّ أَتَى فَقَالَ لِي: هَذَا الحَدِيْثُ سَأَلَ عَنْهُ إِنْسَانٌ بَغِيضٌ لِمَالِكٍ فَلَمْ أَكْتُبْهُ ثُمَّ حَدَّثَنِي بِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ: قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ الوَاقِدِيُّ يَقُوْلُ: مَا مِنْ أَحَدٍ إلَّا، وَكُتُبُهُ أَكْثَرُ مِنْ حِفْظِهِ وَحِفظِي أَكْثَرُ مِنْ كُتُبِي. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: لَمَّا انْتَقَلَ الوَاقِدِيُّ مِنْ جَانِبِ الغَرْبِيِّ يُقَالَ: إِنَّهُ حَمَّلَ كُتُبَهُ عَلَى عِشْرِيْنَ ومائة وقر. وَعَنْ أَبِي حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ قَالَ: كَانَ لِلْوَاقِدِيِّ سِتُّ مائَةِ قِمَطْرٍ كُتُبٍ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: سَمِعْتُ المُسَيَّبِيَّ يَقُوْلُ: رَأَينَا الوَاقِدِيَّ يَوْماً جَالِساً إِلَى أُسْطُوَانَةٍ فِي

مَسْجِدِ المَدِيْنَةِ، وَهُوَ يُدَرِّسُ فَقُلْنَا: أَيَّ شَيْءٍ تُدَرِّسُ? فَقَالَ: جُزْئِي مِنَ المَغَازِي، وَقُلْنَا يَوْماً لَهُ: هَذَا الَّذِي تَجْمَعُ الرِّجَالَ تَقُوْلُ: حَدَّثَنَا فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ وَجِئْتَ بِمَتْنٍ وَاحِدٍ لَوْ حدَّثْتَنَا بِحَدِيْثِ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى حِدَةٍ فَقَالَ: يَطُولُ قُلْنَا لَهُ: قَدْ رَضِيْنَا فغَابَ عَنَّا جُمُعَةً ثُمَّ جَاءنَا بِغَزْوَةِ أُحُدٍ فِي عِشْرِيْنَ جِلْداً فَقُلْنَا: رُدَّنَا إِلَى الأَمْرِ الأَوَّلِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ الوَاقِدِيُّ مَعَ مَا ذَكَرنَاهُ مِنْ سَعَةِ عِلْمِهِ، وَكَثْرَةِ حِفْظِهِ لاَ يَحْفَظُ القُرْآنَ: فَأَنْبَأَنِي الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّافِقِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى البَرْبَرِيُّ قَالَ: قَالَ المَأْمُوْنُ لِلْوَاقِدِيِّ: أُرِيْدُ أَنْ تُصَلِيَ الجُمُعَةَ غَداً بِالنَّاسِ فَامْتَنَعَ قَالَ: لاَ بُدَّ فَقَالَ: وَاللهِ مَا أَحْفَظُ سُوْرَةَ الجُمُعَةِ قَالَ: فَأَنَا أُحَفِّظُكَ فَجَعَلَ المَأْمُوْنُ يُلَقِّنُهُ سُوْرَةَ الجُمُعَةِ حَتَّى بَلَغَ النِّصْفَ مِنْهَا فَإِذَا حَفِظَهُ ابْتَدَأَ بِالنِّصْفِ الثَّانِي فَإِذَا حَفِظَهُ نَسِيَ الأَوَّلَ فَأَتعَبَ المَأْمُوْنَ، وَنَعِسَ فَقَالَ لعَلِيِّ بنِ صَالِحٍ: حَفِّظْهُ أَنْتَ قَالَ عَلِيٌّ: فَفَعَلتُ فَبَقِيَ كلَمَّا حفَّظْتُهُ شَيْئاً نَسِيَ شَيْئاً فَاسْتَيْقَظَ المَأْمُوْنُ فقال لِي: مَا فَعَلتَ? فَأَخْبَرتُهُ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ يَحْفَظُ التَّأْوِيْلَ، وَلاَ يَحْفَظُ التَّنْزِيلَ اذْهَبْ فَصَلِّ بِهِم وَاقرَأْ أَيَّ سُوْرَةٍ شِئْتَ. فَهَذِهِ حِكَايَةٌ مُرْسَلَةٌ وَالبَرْبَرِيُّ: فَحَافِظٌ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ جَابِرٍ الفَقِيْهُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصَّاغَانِيَّ، وَذَكَرَ الوَاقِدِيَّ فَقَالَ: وَاللهِ لَوْلاَ أَنَّهُ عِنْدِي ثِقَةً مَا حَدَّثْتُ عَنْهُ قَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو عُبَيْدٍ وَسَمَّى غَيْرَهُمَا. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بنَ عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: الوَاقِدِيُّ ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَسُئِلَ مَعْنُ بنُ عِيْسَى عَنِ الوَاقِدِيِّ فَقَالَ: أَنَا أُسْأَلُ عَنِ الوَاقِدِيِّ? الوَاقِدِيُّ يُسْأَلُ عَنِّي. وَسَأَلْتُ ابْنَ نمير عنه فقال: أما حديثه ههنا فَمُسْتَوٍ وَأَمَّا حَدِيْثُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ فَهُم أَعْلَمُ بِهِ. وَرَوَى جَابِرُ بنُ كُرْدِيٍّ عَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ قَالَ: الوَاقِدِيٌّ ثِقَةٌ. الحَرْبِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: الوَاقِدِيُّ ثِقَةٌ قَالَ الحَرْبِيُّ: أَمَّا فِقْهُ أَبِي عُبَيْدٍ فَمِنْ كُتُبِ الوَاقِدِيِّ: الاخْتِلاَفُ، وَالإِجْمَاعُ كَانَ عِنْدَهُ ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: وَهُوَ إِمَامٌ كَبِيْرٌ، وَإِنْ أَخْطَأَ فِي اجْتِهَادِهِ هَذَا مَنْ قَالَ: إِنَّ مَسَائِلَ مَالِكٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ تُؤخَذُ عَمَّنْ هُوَ أَوْثَقُ مِنَ الوَاقِدِيِّ فَلاَ يُصَدَّقُ؛ لأَنَّهُ قَالَ: سألت مالكًا، وسألت ابن أبي ذئب. قال أبو داود السجستاني: أخبرني مع سَمِعَ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: رَوَى الوَاقِدِيُّ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ غَرِيْبٍ.

وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: عِنْدَ الوَاقِدِيِّ عِشْرُوْنَ أَلفَ حَدِيْثٍ لَمْ أَسْمَعْ بِهَا ثُمَّ قَالَ: لاَ يُرْوَى عَنْهُ وَضَعَّفَهُ. وَعَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: أَغرَبَ الوَاقِدِيُّ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِشْرِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ. وَقَالَ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: كُتُبُ الوَاقِدِيِّ كَذِبٌ. المُغِيْرَةُ بنُ مُحَمَّدٍ المُهَلَّبِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنَ الوَاقِدِيِّ. قُلْتُ: أَجْمَعُوا عَلَى ضَعْفِ الهَيْثَمِ. أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ قَالَ: لَيْسَ الوَاقِدِيُّ بِشَيْءٍ، وَقَالَ مَرَّةً: لاَ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ الدُّوْلاَبِيُّ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ قَالَ لِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: الوَاقِدِيُّ كَذَّابٌ. النَّسَائِيُّ فِي الكُنَى: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الخَفَّافُ، قَالَ: قَالَ إِسْحَاقُ: هُوَ عندي ممن يضع الحديث يعني: الواقدي. أَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ: لَمْ يَكُنِ الوَاقِدِيُّ مَقْنَعاً ذَكَرتُ لأَحْمَدَ مَوْتَهُ يَوْمَ مَاتَ بِبَغْدَادَ فَقَالَ: جَعَلتُ كُتُبَهُ ظَهَائِرَ لِلْكُتِبِ مُنْذُ حِيْنَ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَا عِنْدِي لِلْوَاقِدِيِّ حَرْفٌ، وَمَا عَرَفْتُ مِنْ حَدِيْثِهِ فَلاَ أَقْنَعُ بِهِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لاَ أَكْتُبُ حَدِيْثَهُ مَا أَشُكُّ أَنَّهُ كَانَ يَنْقُلُ الحَدِيْثَ لاَ يُنْظَرُ لِلْوَاقِدِيِّ فِي كِتَابٍ إلَّا تَبَيَّنَ أَمرُهُ فِيْهِ رَوَى فِي فَتحِ اليَمَنِ وَخَبَرِ العَنْسِيِّ أَحَادِيْثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، لَيْسَتْ مِنْ حَدِيْثِهِ، وَكَانَ أَحْمَدُ لاَ يَذْكُرُ عَنْهُ كَلِمَةً. قَالَ النَّسَائِيُّ: المَعْرُوْفُونَ بِوَضعِ الحَدِيْثَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْبَعَةٌ: ابْنُ أَبِي يَحْيَى بِالمَدِيْنَةِ، وَالوَاقِدِيُّ بِبَغْدَادَ، وَمُقَاتِلُ بنُ سُلَيْمَانَ بِخُرَاسَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ بِالشَّامِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيْثَ الوَاقِدِيِّ. قُلْتُ: لاَ شَيْءَ لِلْوَاقِدِيِّ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ إلَّا حَدِيْثٌ وَاحِدٌ عِنْدَ ابْنِ مَاجَه حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ لَنَا فما جسر ابن ماجه أَنْ يُفصِحَ بِهِ، وَمَا ذَاكَ إلَّا لِوَهْنِ الوَاقِدِيِّ عِنْدَ العُلَمَاءِ وَيَقُوْلُوْنَ: إِنَّ مَا رَوَاهُ عَنْهُ كَاتِبُهُ فِي الطَّبَقَاتِ هُوَ أَمثَلُ قَلِيْلاً مِنْ رِوَايَةِ الغَيْرِ عَنْهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ الأَنْبَارِيِّ: حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو عِكْرِمَةَ الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا العَنْبَرِيُّ قَالَ: قَالَ الوَاقِدِيُّ: كُنْتُ حَنَّاطاً بِالمَدِيْنَةِ فِي يَدِي مائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ لِلنَّاسِ أُضَارِبُ بِهَا، فَتَلِفَتِ

الدَّرَاهِمُ فَشَخَصْتُ إِلَى العِرَاقِ، فَأَتَيْتُ يَحْيَى بنَ خَالِدٍ البَرْمَكِيَّ فِي دِهْلِيزِهِ، وَآنَسْتُ الخَدَمَ وَسَأَلتُهُم أَنْ يُوصِلُوْنِي إِلَيْهِ فَقَالُوا: إِذَا قُدِّمَ الطَّعَامُ إِلَيْهِ لَمْ يُحْجَبْ عَنْهُ أَحَدٌ، وَنَحْنُ نُدْخِلُكَ قَالَ: فَأَدخَلُوْنِي فَأَجلَسُونِي عَلَى المَائِدَةِ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ? وَمَا قِصَّتُكَ? فَأَخْبَرتُهُ فَلَمَّا رُفِعَ الطَّعَامُ، دَنَوْتُ لأُقَبِّلَ رَأْسَهُ فَاشْمَأَزَّ مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا خَرَجْتُ لَحِقَنِي خَادمٌ بِأَلْفِ دِيْنَارٍ، وَقَالَ: الوزِيْرُ يَقرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ وَيَقُوْلُ: اسْتَعِنْ بِهَذِهِ، وَعُدْ إِلَيْنَا. قَالَ: فَعُدْتُ مِنَ الغَدِ فَوَصَلَنِي بِأَلْفِ دِيْنَارٍ أُخْرَى، وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ بِأَلفٍ وَقَالَ: لَمْ يَمْنَعنِي أَنْ أَدَعَكَ تُقَبِّلُ رَأْسِي إلَّا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَصَلَكَ مِنْ مَعْرُوْفِنَا مَا يُوجِبُ ذَلِكَ يَا غُلاَمُ! أَعْطِهِ الدَّارَ الفُلاَنِيَّةَ وَأَعْطِهِ مائَتَيْ أَلفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ قَالَ: الزَمْنِي، وَكُنْ عِنْدِي. فَقُلْتُ: أَعَزَّ اللهُ الوَزِيْرَ لَوْ أَذِنْتَ لِي فِي الشُّخُوصِ إِلَى المَدِيْنَةِ لأَقْضِيَ النَّاسَ أَمْوَالَهُم، وَأَعُوْدَ. قَالَ: قَدْ فَعَلتُ وَأَمَرَ بِتَجهِيزِي قَالَ: فَقَضَيْتُ دَيْنِي وَرَجَعتُ فَلَمْ أَزَلْ فِي نَاحِيَتِهِ. وَرَوَى حُسَيْنُ بنُ فَهْمٍ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُسَبِّحٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ لِي الوَاقِدِيُّ: حَجَّ هَارُوْنُ الرَّشِيْدُ فَوَرَدَ المَدِيْنَةَ فَقَالَ لِيَحْيَى بنِ خَالِدٍ: ارْتَدْ لِي رَجُلاً عَارِفاً بِالمَدِيْنَةِ وَالمَشَاهِدِ، وكيف كان نُزُوْلُ جِبْرِيْلُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمِنْ أَيِّ وَجْهٍ كَانَ يَأْتِيْهِ، وَقُبُوْرِ الشُّهَدَاءِ؟ فَسَأَلَ يَحْيَى فُكُلُّ أَحَدٍ دَلَّهُ عَلَيَّ فَبَعَثَ إِلَيَّ فَأَتَيْتُهُ فَوَاعَدَنِي إِلَى عِشَاءِ الآخِرَةِ، فَإِذَا شُمُوْعٌ فَلَمْ أَدَعْ مَشْهَداً، وَلاَ مَوْضِعاً إلَّا أَرَيْتُهُمَا فَجَعَلاَ يُصَلِّيَانِ، وَيَجْتَهِدَانِ فِي الدُّعَاءِ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ ثُمَّ أَمَرَ لِي بُكْرَةً بِعَشْرَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ، وَقَالَ لِي الوَزِيْرُ: لاَ عَلَيْكَ أَنْ تَلقَانَا حَيْثُ كُنَّا قَالَ: فَاتَّسَعْنَا وَزَوَّجْنَا بَعْضَ الوَلَدِ ثُمَّ إِنَّ الدَّهْرَ أَعَضَّنَا فَقَالَتْ لِي أُمُّ عَبْدِ اللهِ: مَا قُعُوْدُكَ? فَقَدِمْتُ العِرَاقَ فَسَأَلْتُ عَنْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ فَقَالُوا: هُوَ بِالرَّقَّةِ. فَمَضَيْتُ إِلَيْهَا وَطَلَبْتُ الإِذْنَ عَلَى يَحْيَى فَصَعُبَ فَأَتَيْتُ أَبَا البَخْتَرِيِّ، وَهُوَ فِيَّ عَارِفٌ فَقَالَ: أَخْطَأْتَ عَلَى نَفْسِكَ، وَسَأَذْكُرُكَ لَهُ وَقَلَّتْ نَفَقَتِي وَتَحَرَّقَتْ ثِيَابِي فَرَجَعْتُ مَرَّةً فِي سَفِيْنَةٍ وَمَرَّةً أَمْشِي حَتَّى وَرَدْتُ السَّيْلَحِيْنَ فَبَيْنَا أَنَا فِي سُوْقِهَا إِذْ بِقَافِلَةٍ مِنْ بَغْدَادَ مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وَإِنَّ صَاحِبَهُم بَكَّاراً الزُّبَيْرِيَّ أَخْرَجَهُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ لِيُوَلِّيَهُ قَضَاءَ المَدِيْنَةِ وَهُوَ أَصْدَقُ النَّاسِ لِي فَقُلْتُ: أَدَعُهُ حَتَّى يَنْزِلَ وَيَسْتَقِرَّ. ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَاسْتَخْبَرَنِي أَمْرِي فَقَالَ: أَمَّا عَلِمْتَ أَنَّ أَبَا البَخْتَرِيِّ لاَ يُحِبُّ أَنْ يَذْكُرَكَ لأَحَدٍ قُلْتُ: أَصِيْرُ إِلَى المَدِيْنَةِ قَالَ: هَذَا رَأْيٌ خَطَأٌ وَلَكِن صِرْ مَعِي، فَأَنَا الذَّاكِرُ لِيَحْيَى بنِ خَالِدٍ أَمْرَكَ قَالَ: فَصِرْتُ مَعَهُم إِلَى الرَّقَّةِ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ ذَهَبْتُ إِلَى بَابِ الوَزِيْرِ، فَإِذَا الزُّبَيْرِيُّ قَدْ خَرَجَ فَقَالَ: أَبَا عَبْدِ اللهِ! أُنْسِيْتُ أَمْرَكَ قِفْ حَتَّى أَدْخُلَ إِلَيْهِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ الحَاجِبُ فَقَالَ لِي: ادْخُلْ فَدَخَلْتُ فِي حَالٍ خَسِيْسَةٍ، وَقَدْ بَقِيَ مِنْ رَمَضَانَ ثَلاَثَةُ أَوْ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ فَلَمَّا رَآنِي يَحْيَى فِي تِلْكَ الحَالِ رَأَيْتُ

الغم في وجهه فقرب مجلسي، وعنده قَوْمٌ يُحَادِثُوْنَهُ فَجَعَلَ يُذَاكِرُنِي الحَدِيْثَ بَعْدَ الحَدِيْثِ. وَقَالَ: أَفْطِرْ عِنْدَنَا فَأَفْطَرْتُ عِنْدَهُ وَأَعْطَانِي خَمْسَ مائَةِ دِيْنَارٍ وَقَالَ: عُدْ إِلَيْنَا فَذَهَبْتُ فَتَجَمَّلْتُ، وَاكْتَسَيْتُ، وَلَقِيْتُ الزُّبَيْرِيَّ فَلَمَّا رَآنِي بِتِلْكَ الحَالِ سُرَّ، وَأَخْبَرْتُهُ الخَبَرَ وَلَمْ يَزَلِ الوَزِيْرُ يُقَرِّبُنِي، وَيُوْصِلُنِي كُلَّ لَيْلَةٍ خَمْسَ مائَةِ دِيْنَارٍ إِلَى لَيْلَةِ العِيْدِ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تَزَيَّنْ غَداً لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ بِأَحْسَنِ زِيٍّ لِلْقُضَاةِ، وَاعْتَرِضْ لَهُ فَإِنَّهُ سَيَسْأَلُنِي عَنْ خَبَرِكَ فَأُخْبِرُهُ. فَفَعَلْتُ قَالَ: وَجَعَلَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ يَلْحَظُنِي فِي المَوْكِبِ ثُمَّ نَزَلْنَا، وَمَضَيْتُ مَعَ يَحْيَى بنِ خَالِدٍ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا زَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ يَسْأَلُنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ حَجِّنَا وَقَدْ أَمَرَ بِثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ثُمَّ تَجَهَّزْتُ إِلَى المَدِيْنَةِ، وَكَيْفَ أُلاَمُ عَلَى حُبِّ يَحْيَى؟ وَسَاقَ حِكَايَةً طَوِيْلَةً. قَالَ أَبُو عِكْرِمَةَ الضَّبِّيُّ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي شَيْخٍ حَدَّثَنَا الوَاقِدِيُّ قَالَ: أَضَقْتُ مَرَّةً وَأَنَا مَعَ يَحْيَى بنِ خَالِدٍ، وَحَضَرَ عِيْدٌ فَجَاءتْنِي الجَارِيَةُ فَقَالَتْ: لَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ آلَةِ العِيْدِ شَيْءٌ فَمَضَيْتُ إِلَى تَاجِرٍ صَدِيْقٍ لِي لِيُقْرِضَنِي، فَأَخْرَجَ إِلَيَّ كِيْساً مَخْتُوْماً فِيْهِ أَلْفُ دِيْنَارٍ وَمائَتَا دِرْهَمٍ فَأَخَذْتُهُ فَمَا اسْتَقْرَرْتُ فِي مَنْزِلِي حَتَّى جَاءنِي صَدِيْقٌ لِي هَاشِمِيٌّ فَشَكَا إِلَيَّ تَأَخُّرَ غَلَّتِهِ وَحَاجَتِهِ إِلَى القَرْضِ، فَدَخَلْتُ إِلَى زَوْجَتِي فَأَخْبَرْتُهَا فَقَالَتْ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ عَزَمْتَ? قُلْتُ: عَلَى أَنْ أُقَاسِمَهُ الكِيْسَ قَالَتْ: مَا صَنَعْتَ شَيْئاً أَتَيْتَ رَجُلاً سُوْقَةً فَأَعْطَاكَ أَلْفاً وَمائَتَيْ دِرْهَمٍ، وَجَاءكَ رَجُلٌ مِنْ آلَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تُعْطِيْهِ نِصْفَ مَا أَعْطَاكَ السُّوْقَةُ? فَأَخْرَجْتُ الكِيْسَ كُلَّهُ إِلَيْهِ فَمَضَى فَذَهَبَ صَدِيْقِي التَّاجِرُ إِلَى الهَاشِمِيِّ، وَكَانَ صَاحِبَهُ فَسَأَلَهُ القَرْضَ، فَأَخْرَجَ الهَاشِمِيُّ إِلَيْهِ الكِيسَ بِعَيْنِهِ فَعَرفَهُ التَّاجِرُ، وَانْصَرَفَ إِلَيَّ فَحَدَّثَنِي بِالأَمْرِ. قَالَ: وَجَاءنِي رَسُوْلُ يَحْيَى يَقُوْلُ: إِنَّمَا تَأَخَّرَ رَسُوْلُنَا عَنْكَ لِشُغْلِي فَرَكِبْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ أَمْرَ الكِيسِ فَقَالَ: يَا غُلاَمُ! هَاتِ تِلْكَ الدَّنَانِيْرَ فَجَاءهُ بِعَشْرَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ فَقَالَ: خُذْ أَلْفَي دِيْنَارٍ لَكَ، وَأَلْفَي دِيْنَارٍ لِلتَّاجِرِ وَأَلْفَيْنِ لِلْهَاشِمِيِّ وَأَرْبَعَةَ آلاَفٍ لِزَوْجَتِكَ فَإِنَّهَا أَكرَمُكُم. رَوَاهَا المُعَافَى وَالدَّارَقُطْنِيُّ عَنِ ابْنِ الأَنْبَارِيِّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو عِكْرِمَةَ. وَقَدْ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ إِلَى الوَاقِدِيِّ نَحْوٌ مِنْهَا لَكِنْ أَمَرَ لَهُ بِخَمْسِ مائَةِ دِيْنَارٍ، وَلِكُلٍّ مِنَ الثَّلاَثَةِ بِمائَتَيْ دِيْنَارٍ وَهَذَا أَشْبَهُ. قَالَ الحَسَنُ بنُ شَاذَانَ عَنْهُ: صار إلي من السلطان ستة مائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ مَا وَجَبَتْ عَلَيَّ زَكَاةٌ فيها.

قَالَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: مَاتَ الوَاقِدِيُّ وَهُوَ عَلَى القَضَاءِ، وَلَيْسَ لَهُ كَفَنٌ فَبَعَثَ المَأْمُوْنُ بِأَكْفَانِهِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ الوَاقِدِيُّ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَتَيْنِ. قَرَأْتُ عَلَى المُؤَيَّدِ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَحْيَى الكَاتِبِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ نَجْمٍ، أَخْبَرَتْنَا فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَةُ، وَأَخْبَرَنَا المُؤَيَّدُ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ بَاسُوَيْه المُقْرِئُ أَخْبَرَنَا أَبُو السَّعَادَاتِ القَزَّازُ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الخُشَيْشِيُّ أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الأَدَمِيُّ القَارِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَاقِدِيُّ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُهْرِيِّ عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ مَوْلُوْدٍ يُوْلَدُ إلَّا الشَّيْطَانُ يَمَسُّهُ حِيْنَ يُوْلَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخاً مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُ إلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا". ثُمَّ يَقُوْلُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ {أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم} 1 [آلُ عِمْرَانَ: 36] . قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الفَهْمِ بنِ أَحْمَدَ السُّلَمِيِّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بنُ أَحْمَدَ البَانْيَاسِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ، حَدَّثَنَا الوَاقِدِيُّ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بنُ عُمَرَ، عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي أَرْوَى السَّدُوْسِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِساً فَطَلَعَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ فَقَالَ: "الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَيَّدَنِي بِكُمَا"2. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ الفَرَّاءِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ قُدَامَةَ أَخْبَرْنَا ابْنُ البَطِّيِّ أَخْبَرَنَا النِّعَالِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرْنَا ابْنُ البَخْتَرِيِّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الخَلِيْلِ، حَدَّثَنَا الوَاقِدِيُّ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ سَبِّ أَسَعْدَ الحِمْيَرِيِّ قَالَ: "هُوَ أَوَّلُ مَنْ كَسَا البَيْتَ"3. وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ الوَاقِدِيَّ ضَعِيْفٌ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي الغَزَوَاتِ، وَالتَّارِيْخِ، وَنُوْرِدُ آثَارَهُ مِنْ غَيْرِ احْتِجَاجٍ أَمَّا فِي الفَرَائِضِ فَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ فَهَذِهِ الكُتُبُ الستة ومسند أَحْمَدَ، وَعَامَّةُ مَنْ جَمَعَ فِي الأَحْكَامِ نَرَاهُم يَتَرَخَّصُوْنَ فِي إِخْرَاجِ أَحَادِيْثِ أُنَاسٍ ضُعَفَاءَ بَلْ متروكين، وَمَعَ هَذَا لاَ يُخَرِّجُوْنَ لِمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ شَيْئاً مَعَ أَنَّ وَزنَهُ عِنْدِي أَنَّهُ مَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ، وَيُرْوَى؛ لأَنِّي لاَ أَتَّهِمُهُ بِالوَضْعِ وَقَوْلُ مَنْ أَهدَرَهُ فِيْهِ مُجَازَفَةٌ مِنْ بَعْضِ الوُجُوْهِ كَمَا أَنَّهُ لاَ عِبْرَةَ بِتَوْثِيقِ مَنْ وَثَّقَهُ: كَيَزِيْدَ، وَأَبِي عُبَيْدٍ وَالصَّاغَانِيِّ وَالحَرْبِيِّ، وَمَعْنٍ وَتَمَّامِ عَشْرَةِ مُحَدِّثِيْنَ إِذْ قَدِ انْعَقَدَ الإِجْمَاعُ اليَوْمَ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَأَنَّ حديثه في عداد الواهي رحمه الله.

_ 1 صحيح: وهذا إسناد واه آفته الواقدي، فإنه متروك. والحديث أخرجه البخاري "3431"، ومسلم "2366". 2 ضعيف جدا: أخرجه الحاكم "3/ 74"، وفي الإسناد الواقدي، متروك. وفيه عاصم بن عمر بن حفص العمري، قال البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. 3 ضعيف جدا: فيه الواقدي، وهو متروك.

العقدي

1486- العقدي 1: "ع" الإِمَامُ، الحَافِظُ، مُحَدِّثُ البَصْرَةِ أَبُو عَامِرٍ عبد الملك بن عَمْرٍو القَيْسِيُّ العَقَدِيُّ البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: زَكَرِيَّا بنِ إِسْحَاقَ، وَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ وَأَفْلَحَ بنِ حُمَيْدٍ وَقُرَّةَ بنِ خَالِدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي حُمَيْدٍ، وَعُمَرَ بنِ أَبِي زَائِدَةَ وَعِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ، وَرَبَاحِ بنِ أَبِي مَعْرُوْفٍ، وَأَفْلَحَ بنِ سَعِيْدٍ وَشُعْبَةَ، وَمَالِكٍ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ وَابْنُ رَاهَوَيْه وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ شَدَّادٍ المِسْمَعِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ مِنْ مَشَايِخِ الإِسْلاَمِ وَثِقَاتِ النَّقَلَةِ ذَكَرَهُ النَّسَائِيُّ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ القَزَّازُ وَهُوَ مِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ: هُوَ مَوْلَىً لِلْعَقَدِيِّيْنَ مِنْ بَنِي قَيْسٍ، وَكَانَ لاَ يَخْضِبُ وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ مِنْ حُفَّاظِ أَهْلِ البَصْرَةِ. قلت: يقع حديثه عاليًا في "الغيلانيات"2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 299"، والتاريخ الكبير "5/ 1382"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 332"، "2/ 111، 145"، "3/ 74"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1698"، والإكمال لابن ماكولا "6/ 351"، والأنساب للسمعاني "9/ 16"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 333"، والكاشف "2/ ترجمة 3514"، والعبر "1/ 347"، وتهذيب التهذيب "6/ 409"، وتقريب التهذيب "1/ 521"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4446"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 14". 2 سبق تعريفنا بالغيلانيات في هذا الجزء بتعليقنا رقم "130".

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ وَنَصْرٌ الجَهْضَمِيُّ: مَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرْنَا ابْنُ أَبِي عَمْرٍو أَبُو الغَنَائِمِ القَيْسِيُّ، وَجَمَاعَةٌ فِي كِتَابِهِم قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ شَدَّادٍ المِسْمَعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ حَدَّثَنَا قُرَّةُ عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: جَاءَ مُسَيْلِمَةُ الكَذَّابُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمَّا قَامَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ: "هَذَا يُبْعَثُ هَلَكَةً لِقَوْمِهِ"1. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدُ الدَّائِمِ الوَزَّانُ، وعلي ابن مُحَمَّدٍ الحَنْبَلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَرَّاقُ، وَعُمَرُ بنُ أَبِي بَكْرٍ الأَبَّارِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ الفُضَيْلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي: ابْنَ صَاعِدٍ حَدَّثَنَا بَكَّارُ بنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَطْعِمُوْهُم مِمَّا تَأْكُلُوْنَ وَأَلْبِسُوْهُمْ مِمَّا تَلْبَسُوْنَ، وَمَا فَسَدَ عَلَيْكُم فَبِيْعُوْهُ وَلاَ تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللهِ". يَعْنِي: المَمْلُوْكِيْنَ. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ، فَرْدٌ، وَعُبَيْدُ اللهِ هَذَا: ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَنَّهُ يَرْوِي عَنْ أَبِيْهِ، وَمَا غَمَزَهُمَا، وَالمَتْنُ مَحْفُوْظٌ بإسناد آخر2.

_ 1 ضعيف: فيه محمد بن شداد، ضعيف. وكذا قرة ضعيف أيضا وهو مرسل فهذه ثلاث علل. 2 صحيح: أخرجه البخاري "30"، ومسلم "1661" "40"، من طريق شعبة، عن واصل الأحدب، عن المعور بن سويد قال: رأيت أبا ذر وعليه حلة وعلى غلامه مثلها فسألته عن ذلك؟ قال: فذكر أنه ساب رجلا عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعيره بأمه. قال: فأتى الرجل النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَذَكَرَ ذَلِكَ له. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك امرؤ فيك جاهلية. إخوانكم وخولكم جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيْكُم فَمَنْ كَانَ أَخُوْهُ تحت يديه، فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم عليه".

يحيى بن سعيد العطار

1487- يحيى بن سعيد العطار 1: الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ أَبُو زَكَرِيَّا الأَنْصَارِيُّ الحِمْصِيُّ. رَوَى عَنْ: يُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ وَالمَسْعُوْدِيِّ وَفُضَيْلِ بنِ مَرْزُوْقٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عِرْقٍ اليَحْصُبِيِّ وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ المِصْرِيِّ، وَأَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بنِ مُطَرِّفٍ. وَعَنْهُ: أَبُو هَمَّامٍ وَمُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى وَأَبُو التَّقِيِّ اليَزَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَنَانٍ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مُصَفَّى. وَضَعَّفَهُ: ابْنُ مَعِيْنٍ وَالدَّارَقُطْنِيُّ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وهو مصنف كتاب حفظ اللسان.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2985"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 2026" والجرح والتعديل "9/ ترجمة 628"، والمجروحين لابن حبان "3/ 123"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2098"، والأنساب للسمعاني "8/ 474"، والمغني "2/ ترجمة 6974"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9519"، وتهذيب التهذيب "11/ 220"، وتقريب التهذيب "2/ 348".

يونس بن محمد المؤدب

1488- يونس بن محمد المُؤَدِّبُ 1: "ع" الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ. وَاسْمُ جَدِّهِ: مُسْلِمٌ. حَدَّثَ عَنْ: دَاوُدَ بنِ أَبِي الفُرَاتِ وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ، وَحَرْبِ بنِ صَفْوَانَ الكَبِيْرِ، وَفُلَيْحِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَالقَاسِمِ بنِ الفَضْلِ الحُدَّانِيِّ وَنَافِعِ بنِ عُمَرَ الجُمَحِيِّ، وَالحَمَّادَيْنِ وَسَلاَّمِ بن أبي مطيع والليث ابن سَعْدٍ، وَيَعْقُوْبَ القُمِّيِّ وَشَرِيْكٍ، وَالصَّعْقِ بنِ حَزْنٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ عَمِّ الشَّافِعِيِّ، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ، وَمُفَضَّلِ بنِ فَضَالَةَ المِصْرِيِّ، وَأُمِّ الأَسْوَدِ الخُزَاعِيَّةِ، وَأُمِّ نَهَارٍ البَصْرِيَّةِ الَّتِي تَرْوِي عَنْ أَنَسٍ، وَعَنْ خَلْقٍ سِوَاهُم. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ اللهِ المُسْنَدِيُّ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُنَادِي، وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَابْنُهُ حَرَمِيُّ بنُ يُوْنُسَ وَاسْمُهُ إِبْرَاهِيْمُ، وَأَحْمَدُ بنُ الخَلِيْلِ البُرْجَلاَنِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الخَلِيْلِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَحُسَيْنُ بنُ عِيْسَى البِسْطَامِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثقة ثقة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 337"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3517"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 1033"، وتاريخ بغداد "14/ 350"، والكاشف "3/ ترجمة 6593"، والعبر "1/ 356"، وتهذيب التهذيب "11/ 447"، وتقريب التهذيب "2/ 386".

وَقَدْ وَهِمَ صَاحِبُ الكَمَالِ1، وَزَعَمَ أَنَّهُ رَوَى عَنْ: عَبْدِ الوَهَّابِ بنُ بُخْتٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ وَهَذَا مُسْتحِيْلٌ. وَقَدِ اخْتلفُوا فِي وَفَاتِهِ: فَقَالَ أَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَتَيْنِ زَادَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي تَاسِعِ صَفَرٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيْفَةُ وَمُطَيَّنٌ: سَنَةَ ثَمَانٍ زَادَ ابْنُ سَعْدٍ فَقَالَ: يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ، لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ صَفَرٍ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُقَرِّبِ أَخْبَرَنَا طِرَادُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّقِيْبُ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو حدثنا محمد ابن عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ وَحَمْزَةَ ابْنَيْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيْهِمَا: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "الشُّؤْمُ فِي الفَرَسِ وَالمَرْأَةِ وَالدَّارِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ شِهَابٍ2. ويرويه النسائي عن محمد بنِ نَصْرٍ النَّيْسَابُوْرِيِّ عَنْ أَيُّوْبَ بنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، وَآخَرَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ فَكَأَنَّ ابْنَ المُقَرِّبِ الكَرْخِيَّ سَمِعَهُ مِنَ النَّسَائِيِّ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بِقِرَاءتِي، أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القادر وأخبرنا أبو الحسين

_ 1 صاحب الكمال: هو الحافظ بعد الغني بن عبد الواحد بن علي سرور بن رافع، أبو محمد المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي، صاحب التصانيف. ولد في سنة إحدى وأربعين وخمس مائة. كان كثير العبادة ورعا متمسكا بالسنة على قانون السلف تكلم في الصفات والقرآن بشيء أنكره أهل التأويل من الفقهاء وشنعوا عليه؛ فعقد له مجلس بدار السلطان بدمشق فأصر، وأباحوا قتله، فشفع فيه أمراء الأكراد على أن يبرح من دمشق، فذهب إلى مصر، وأقام بها خاملا إلى حين وفاته. توفي -رحمه الله- يوم الاثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ست مائة. 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "2/ 972"، والطيالسي "1821"، وأحمد "2/ 8، 115، 126، 136"، والبخاري "5093"، "5772"، وفي "الأدب المفرد" "916"، ومسلم "2225"، وأبو داود "3922"، والنسائي "6/ 220"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "4/ 313"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "294"، والبغوي "2244" من طرق عن الزهري، به. وورد عن سهل -رضي الله عنه: عند مالك "2/ 972"، وأحمد "5/ 333، 338"، والبخاري "2859"، "5095"، ومسلم "2226"، وابن ماجة "1994"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "4/ 314"، والطبراني في "الكبير" "5770" كلهم من طريق مالك عن أبي حازم، عن سهل، به.

ابن الفَقِيْهُ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ حَمُّوَيْه، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ خُزَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ محمد حدثنا شيبان، عن قتادة حَدَّثَنَا أَنَسُ بنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ كَيْفَ يُحْشَرُ الكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ? قَالَ: "إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى رِجْلَيْهِ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ". أَخْرَجَهُ1 مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ حميد فوافقناه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4760"، ومسلم "2806" من طريق يونس بن محمد، به.

يعلى بن عبيد

1489- يعلى بن عبيد 1: "ع" ابن أبي أمية الحَافِظُ الثِّقَةُ الإِمَامُ أَبُو يُوْسُفَ الطَّنَافِسِيُّ، الكُوْفِيُّ أَحَدُ الإِخْوَةِ. حَدَّثَ عَنْ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، وَالأَعْمَشِ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَأَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، وَزَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَابْنِ إِسْحَاقَ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَمِسْعَرٍ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الإِسْنَادِ بِالكُوْفَةِ مَعَ جَعْفَرِ بنِ عَوْنٍ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ صَحِيْحَ الحَدِيْثِ صَالِحاً فِي نَفْسِهِ. وَرَوَى الكَوْسَجُ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ أَيُّوْبَ البُخَارِيُّ: كَانَ يَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ يَحْفَظُ عَامَّةَ حَدِيْثِه أَوْ جَمِيْعَ مَا عِنْدَهُ، وَمَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ وَكِيْعٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ أَثْبَتُ أَوْلاَدِ أَبِيْهِ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ: مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مَنْ يَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً يُرِيْدُ بِعِلْمِهِ اللهَ إلَّا يَعْلَى بنَ عُبَيْدٍ رَحِمَهُ اللهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ: مَا رَأَيْتُ يَعْلَى ضَاحِكاً قَطُّ. وَقِيْلَ: لَمْ يَكُنْ يَعْلَى بِالمُتْقِنِ لِمَا حَمَلَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ بِالكُوْفَةِ في خامس شوال سنة تسع ومائتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 397"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3552"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 1312"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 316"، والكاشف "3/ ترجمة 6532"، والمغني "2/ ترجمة 7211" والعبر "1/ 357"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9838"، وتهذيب التهذيب "11/ 402"، وتقريب التهذيب "2/ 378"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 23".

أبو حذيفة

1490- أبو حذيفة 1: الشَّيْخُ العَالِمُ القَصَّاصُ الضَّعِيْفُ التَّالِفُ أَبُو حُذَيْفَةَ إسحاق بن بِشْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَالِمٍ الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُمْ، البُخَارِيُّ مُصَنِّفُ كِتَابِ المُبْتَدَأِ، وَهُوَ كِتَابٌ مَشْهُوْرٌ فِي مُجَلَّدَتَيْنِ يَنْقُلُ مِنْهُ ابْنُ جَرِيْرٍ فَمَنْ دُوْنَهُ، حَدَّثَ فِيْهِ بِبَلاَيَا وَمَوْضُوْعَاتٍ. عَنْ: الأَعْمَشِ وَابْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَابْنِ جريج وابن إسحاق، وعبد الله بن طاوس، وَجُوَيْبِرِ بنِ سَعِيْدٍ وَمُقَاتِلِ بنِ سُلَيْمَانَ وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ. وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ وَأَحْمَدُ بنُ حَفْصٍ وَمُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ النَّيْسَابُوْرِيُّوْنَ وَمُحَمَّدُ بنُ قُدَامَةَ البُخَارِيُّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عِيْسَى العَطَّارُ، وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ الجُنْدَيْسَابُوْرِيُّ. قَالَ مَكِّيُّ بنُ عَبْدَانَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الدَّارَبْجَرْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ البُخَارِيُّ ثِقَةٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ طَافَ بِالبَيْتِ فَلْيَسْتَلِمِ الأَرْكَانَ كُلَّهَا"2. قُلْتُ: لاَ يُفْرَحُ بِتَوثِيقِ هَذَا الرَّجُلِ فَالحَدِيْثُ كَمَا تُشَاهِدُ بَاطِلٌ. قَالَ مُسْلِمٌ: أَبُو حُذَيْفَةَ تَرَكُوا حَدِيْثَهُ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: كَذَّابٌ كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ ابن طاوس وابن طاووس مات قبل أن يولد.

_ 1 ترجمته في الضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 116"، والمجروحين لابن حبان "1/ 135"، والكامل لابن عدي "1/ ترجمة 164"، وتاريخ بغداد "6/ 326"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "6/ 70"، والعبر "1/ 348"، وميزان الاعتدال "1/ 184"، ولسان الميزان "1/ 354"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 15". 2 باطل: متنه من أبطل الباطل والإسناد واه، فيه أبو حذيفة، متروك. والعلة الثانية ابن جريج مدلس، وقد عنعنه.

وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ: يَرْوِي عَمَّنْ لَمْ يُدرِكْ، وَكَانَ يُزَنُّ بِحِفْظٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيْثَ عَلَى الثِّقَاتِ قَدْ رَوَى عَنِ: الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَرَضُ يَوْمٍ يُكَفِّرُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً"1. قُلْتُ: خَلَطَ ابْنُ حِبَّانَ تَرْجَمَةَ هَذَا بِتَرْجَمَةِ إِسْحَاقَ بنِ بِشْرٍ الكَاهِلِيِّ الكُوْفِيِّ، أَحَدِ الهَلْكَى أَيْضاً. مَاتَ أَبُو حُذَيْفَةَ: بِبُخَارَى فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ. قاله: غنجار2.

_ 1 باطل: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "1/ 136"، وفيه أبو حذيفة، وهو متروك كما ذكر العلماء في ترجمته المظلمة. 2 غنجار: هو الحافظ العَالِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بن سليمان بن كامل البخاري صاحب "تاريخ بخارى". مات في سنة اثنتي عشرة وأربع مائة.

أبو عاصم

1491- أبو عاصم 1: "ع". الضحاك بن مخلد بن الضَّحَّاكِ بن مُسْلِمِ بنِ الضَّحَّاكِ، الإِمَامُ الحَافِظُ شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ الأَثْبَاتِ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ مَوْلاَهُمْ وَيُقَالُ: مَنْ أَنْفُسِهِم البَصْرِيُّ، وَأُمُّهُ: مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ يَبِيْعُ الحَرِيْرَ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: يَزِيْدَ بنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ، وَبَهْزِ بنِ حَكِيْمٍ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَحرُفاً مِنَ التَّفْسِيْرِ، وَحَنْظَلَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ وَزَكَرِيَّا بنِ إِسْحَاقَ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَابْنِ عَجْلاَنَ، وَعُثْمَانَ بنِ سَعْدٍ الكَاتِبِ، وَحَيْوَةَ بنِ شُرَيْحٍ وَجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، وَبَكَّارِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي بَكْرَةَ، وَثَوْرِ بنِ يَزِيْدَ، وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وَجَعْفَرِ بنِ يَحْيَى بنِ ثَوْبَانَ، وَحَجَّاجِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافِ وَابْنِ عَوْنٍ، وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ رَافِعٍ وَأَشْعَثَ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَابْنِ جُرَيْجٍ وَشَبِيْبِ بنِ بِشْرٍ، وَمُوْسَى بنِ عُبَيْدَةَ وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 295"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 3038"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 198، 247، 270"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 2042"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 360"، والكاشف "2/ ترجمة 2459"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3941"، وتهذيب التهذيب "4/ 450"، وتقريب التهذيب "1/ 373"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3145"، وشذرات الذهب "2/ 28".

أَبِي زِيَادٍ القَدَّاحِ، وَطَلْحَةَ بنِ عَمْرٍو وَجُبَيْرِ بنِ فَرْقَدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، وَعَبَّادِ بنِ مَنْصُوْرٍ وَمُسْتقِيْمِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، وَعُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ، وَشُعْبَةَ وَالأَوْزَاعِيِّ وَابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ وَسُفْيَانَ، وَمَالِكٍ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَهُوَ أَجَلُّ شُيُوْخِه وَأَكْبَرُهُم، وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ شَيْخُهُ، وَالأَصْمَعِيُّ وَالخُرَيْبِيُّ وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه وَعَلِيٌّ وَأَحْمَدُ وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَبُنْدَارُ وَابْنُ مُثَنَّى وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ وَالحَسَنُ الحُلْوَانِيُّ، وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ وَالذُّهْلِيُّ وَالفَلاَّسُ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُنِيْرٍ وَابْنُ وَارَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ يَعْقُوْبَ الجَوْزَجَانِيُّ وَالكَوْسَجُ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَالكُدَيْمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عِصَامٍ الأَصْبَهَانِيُّ وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي قُرَيْشٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيُّ وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، وَخَلْقٌ آخِرُهُم مَوْتاً: مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ الأَزْهَرُ القَطَّانُ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ لَهُ فِقْهٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَوْحِ بنِ عُبَادَةَ. وَقَالَ عُمَرُ بنُ شَبَّةَ: حَدَّثَنَا أَبُو عاصم النبيل ووالله ما رأيت مثله. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى الزَّجَّاجُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ بِحَدِيْثٍ فَقُلْتُ لأَبِي عَاصِمٍ: ذَكَرَ ابْنَ جُرَيْجٍ؟ فَقَالَ: كُلُّ شَيْءٍ حَدَّثْتُكَ بِهِ حَدَّثُونِي بِهِ، وَمَا دَلَّسْتُ حَدِيْثاً قَطُّ إِنِّيْ لأَرحَمُ مَنْ يُدَلِّسُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ أَبُو عَاصِمٍ ثِقَةً فَقِيْهاً. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ: لَمْ يُرَ فِي يَدِهِ كِتَابٌ قَطُّ. وَذَكَرَهُ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ فَقَالَ: مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ زُهْداً وَعِلْماً، وَدِيَانَةً وَإِتْقَاناً. وَقَالَ البُخَارِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ يَقُوْلُ: مُنْذُ عَقَلْتُ أَنَّ الغِيْبَةَ حَرَامٌ مَا اغْتَبتُ أَحَداً قَطُّ. وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: كَانَ أَبُو عَاصِمٍ يَحْفَظُ قَدْرَ أَلفِ حَدِيْثٍ مِنْ جَيِّدِ حَدِيْثِهِ وَكَانَ فِيْهِ مُزَاحٌ. وَيُقَالُ: إِنَّمَا قِيْلَ لَهُ: النَّبِيْلُ لأَنَّ فِيْلاً قَدِمَ البَصْرَةَ فَذَهَبَ النَّاسُ يَنْظُرُوْنَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ: مَا لَكَ لاَ تَنْظُرُ? قَالَ: لاَ أَجِدُ مِنْكَ عِوَضاً قَالَ: أنت نبيل.

وَبَعْضُهُم نَقَلَ: أَنَّ أَبَا عَاصِمٍ كَانَ ضَخْمَ الأَنْفِ فَتَزَوَّجَ امْرَأَةً فَلَمَّا خَلاَ بِهَا دنَا مِنْهَا لِيُقَبِّلَهَا فَقَالَتْ لَهُ: نَحِّ رُكْبَتَكَ عَنْ وَجْهِي قَالَ: لَيْسَ ذَا رُكْبَةً إِنَّمَا هُوَ أنف. نَقَلَ ذَلِكَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ وَالِي خُرَاسَانَ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ. وَقِيْلَ: لأَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ الخَزَّ وَجَيِّدَ الثِّيَابِ، وَكَانَ إِذَا أَقْبَلَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: جَاءَ النَّبِيْلُ. وَقِيْلَ: لأَنَّ شُعْبَةَ حَلَفَ ألَّا يُحَدِّثَ أَصْحَابَ الحَدِيْثِ شَهْراً فَقَصَدَهُ أَبُو عَاصِمٍ فَدَخَلَ مَجْلِسَه وَقَالَ: حَدِّثْ، وَغُلاَمِي العَطَّارُ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ كَفَّارَةً عَنْ يَمِيْنِكَ، فَأَعْجَبَه ذَلِكَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى الزَّجَّاجُ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ يَقُوْلُ: مَنْ طَلَبَ الحَدِيْثَ، فَقَدْ طَلَبَ أَعْلَى الأُمُوْرِ، فَيَجِبُ أَنْ يَكُوْنَ خَيْرَ النَّاسِ. قَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ يَقُوْلُ: وُلِدَتْ أُمِّي سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَةٍ وَوُلِدْتُ أَنَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ الجَوْهَرِيُّ المُسْتَمْلِي بِدْعَةً: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ لأَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْهُ وَأَرَّخَهُ فِيْهَا: خَلِيْفَةُ، وَالكُدَيْمِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حبيب الذراع، وغير واحد. وَقَالَ الفَلاَّسُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَا ذَكَرَ الشَّهْرَ. وَقَالَ جَابِرُ بنُ كُرْدِيٍّ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ فَهَذَا قَوْلٌ شَاذٌّ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ: سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ، وَمائَتَيْنِ وَهَذَا بَعِيْدٌ وَأَبعَدُ مِنْهُ مَا رَوَى: ابْنُ المُقْرِئِ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ محمد بن أحمد الحَسَنِ التَّمَّارِ عَنْ حَمْدَانَ بنِ عَلِيٍّ الوَرَّاقِ قَالَ: ذَهَبنَا إِلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ فَسَأَلنَاهُ أَنْ يُحَدِّثنَا فَقَالَ: تَسْمَعُوْنَ مِنِّي، وَمِثْلُ أَبِي عَاصِمٍ فِي الحَيَاةِ? اخْرُجُوا إِلَيْهِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ فَوَهِمَ رَحِمَهُ اللهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ فِي آخِرِهَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: رَوَى عَنْ أَبِي عَاصِمٍ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ وَمُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ وَبَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا مائَةٌ وَإِحْدَى وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: مَاتَ ابْنُ حِبَّانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَهُوَ ضعيف.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ كِنْدِيٍّ قِرَاءةً عَنِ المُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيِّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ "ح"، وَأَخْبَرُوْنَا عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، وَأَخْبَرُوْنَا عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القَاسِمِ أَنَّ عُمَرَ بنَ مَسْرُوْرٍ الزَّاهِدَ أَخْبَرَهُم قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ نُجِيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا بَهْزُ بنُ حَكِيْمٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رسول الله! من أبر? قال: "أمك" قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ? قَالَ: "ثُمَّ أُمَّكَ ثُمَّ أباك ثم الأقرب فالأقرب" 1.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "5/ 3"، والبخاري في "الأدب المفرد" "3" وأبو داود "5139"، والترمذي "1897"، وفي إسناده بهز بن حكيم، صدوق. وله شاهد من حديث أبي هريرة قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رسول الله من أحق الناس بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قَالَ: "أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أبوك". أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 541"، وأحمد "2/ 391"، ومسلم "2548"، "3"، وابن ماجه "2706"، والبغوي في "شرح السنة" "3416" من طريق شريك، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة به.

حفص

1492- حفص 1: "خ، د، س، ق" ابْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ راشد الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّادِقُ القَاضِي الكَبِيْرُ أَبُو عَمْرٍو، وَأَبُو سَهْلٍ السُّلَمِيُّ الفَقِيْهُ قَاضِي نَيْسَابُوْرَ. وُلِدَ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ فِي الرِّحْلَةِ مِنْ: مِسْعَرِ بنِ كِدَامٍ، وَعُثْمَانَ بنِ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَإِسْرَائِيْلَ وَوَرْقَاءَ بنِ عُمَرَ وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ العَرْزَمِيِّ، وَعَبْدِ القُدُّوْسِ بنِ جُنْدَبٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ وَلاَزَمَه مُدَّةً، وَعُمَرَ بنِ ذَرٍّ، وَيُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ وَهُوَ ثَبْتٌ فِي ابْنِ طَهْمَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ المُحَدِّثُ أَحْمَدُ بنُ حَفْصٍ، وَقَطَنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ وَمُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ مَحْمِشٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَقِيْلٍ الخُزَاعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قَشْمَرْدُ، وَيَاسِيْنُ بنُ النَّضْرِ وَأَيُّوْبُ بنُ الحَسَنِ وَمِنْ رِفَاقِهِ: أَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُوْنَ. قَالَ قَطَنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: سَمِعْتُهُ يقول: ما أقبح بالشيخ المحدث يجلس لِلْقَوْمِ فَيُحَدِّثُ مِنْ كِتَابٍ. جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَوَّارٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ عَبْدِ اللهِ سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: لَيْسَ عَلَى نَسَاءِ خُرَاسَانَ حَجٌّ. قُلْتُ: هَذَا قَوْلٌ عَجِيْبٌ أَفَمَا هُنَّ مِنَ النَّاسِ? فَكَأَنَّهُ لَمَّحَ بُعْدَ الشُّقَّةِ وَكَثْرَةَ المَشَقَّةِ. قَالَ أَبُو عَوَانَةَ الحَافِظُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَقِيْلٍ يَقُوْلُ: كَانَ حَفْصُ بنُ عَبْدِ اللهِ قَاضِياً بِالأَثَرِ، وَلاَ يَقضِي بِالرَّأْيِ البَتَّةَ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ وَلِيَ القَضَاءَ عِشْرِيْنَ سَنَةً. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ وَلَدُهُ أَحْمَدُ: مَاتَ لِخَمْسٍ بقين من شعبان سنة تسع ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2753"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 752"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 362"، والعبر "1/ 357"، والكاشف "1/ ترجمة 1157"، وتهذيب التهذيب "2/ 403"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1507"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 22".

ابن أبي فديك

1493- ابن أبي فديك 1: "ع" الإِمَامُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمِ بنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وإسمه دينار الديلي مولاهم، المدني. حَدَّثَ عَنْ: سَلَمَةَ بنِ وَرْدَانَ وَالضَّحَّاكِ بنِ عُثْمَانَ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الفَضْلِ المَخْزُوْمِيِّ، وَعِدَّةٍ مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وَلَمْ يَرْحَلْ فِي الحَدِيْثِ وَكَانَ صَدُوْقاً صَاحِبَ مَعْرِفَةٍ وَطَلَبٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ، وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَأَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بنُ الفَرَجِ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ، وَحُسَيْنُ بنُ عِيْسَى البِسْطَامِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَدْ سَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ حَدِيْثاً وَاحِداً. قُلْتُ: هُوَ أَقدَمُ شَيْخٍ لَقِيَهُ. قَالَ البُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ مائَتَيْنِ، وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ كَذَا قَالَ: ابْنُ سَعْدٍ. وَقَدِ احْتَجَّ بِابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الجَمَاعَةُ، وَوَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ لَكِنْ مَعْنٌ أَحْفَظُ مِنْهُ وَأَتْقَنُ، وَوَقَعَ لَنَا من عواليه في أماكن.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 437"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 58"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 145، 280، 329"، "3/ 41، 53"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1071"، والأنساب للسمعاني "5/ 402"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 330"، والكاشف "3/ ترجمة 4798"، والعبر "1/ 333"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7236"، وتهذيب التهذيب "9/ 61"، وتقريب التهذيب "2/ 145"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6061"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 359".

أبو علي الحنفي

1494- أبو علي الحنفي 1: "ع" عبيد الله بن عبد المجيد الإمام الصدوق أخو أبي بكر الحنفي، وَلَهُمَا أَخَوَانِ مَا اشْتُهِرَا: شَرِيْكٌ وَعُمَيْرٌ. حَدَّثَ أَبُو عَلِيٍّ عَنْ: هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ وَقُرَّةَ بنِ خَالِدٍ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ وَمَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَعِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. رَوَى عَنْهُ: بُنْدَارُ وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ ومحمد ابن يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ نَصْرٍ الجَهْضَمِيُّ وَوَالِدُهُ وَسُلَيْمَانُ بنُ سَيْفٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَيَقَعُ لَنَا حَدِيْثُهُ عَالِياً فِي الغَيْلاَنِيَّاتِ وَفِي القَطِيْعِيَّاتِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَغَيْرُهُ: لاَ بَأْس بِهِ. وَقَالَ الكُدَيْمِيُّ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ، وَطَائِفَةٌ إِجَازَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ذُكِرَ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- العباس فقال: "هو عمي وصنو أبي" 2.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1257"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1105"، والكاشف "2/ ترجمة 3620"، والمغني "2/ ترجمة 3936"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5381"، وتهذيب التهذيب "7/ 34"، وتقريب التهذيب "1/ 536"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4574". 2 صحيح: أخرجه مسلم "983".

أبو بكر الحنفي

1495- أبو بكر الحنفي 1: "ع" هُوَ: عَبْدُ الكَبِيْرُ بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: خُثَيْمِ بنِ عِرَاكٍ، وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ، وَعَبْدَ الحَمِيْدِ بنَ جَعْفَرٍ وَيُوْنُسَ بنَ أَبِي إِسْحَاقَ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَالضَّحَّاكِ بنِ عُثْمَانَ، وَأَفْلَحَ بنِ حُمَيْدٍ وَطَائِفَةٍ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقُ وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَبُنْدَارُ وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى وَالكُدَيْمِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حنبل وغيره. مات سنة أربع ومائتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 299"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1921"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 439، 633"، الجرح والتعديل "6/ ترجمة 331"، والعبر "1/ 346"، والكاشف "2/ ترجمة 3471"، وتهذيب التهذيب "6/ 370"، وتقريب التهذيب "1/ 515"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5628"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 12".

عمر بن حبيب

1496- عمر بن حبيب 1: "ق". العدوي البصري القَاضِي. حَدَّثَ عَنْ: حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَخَالِدٍ الحَذَّاءِ وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ وَمُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: حَفْصُ بنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ وَإِسْحَاقُ الفَارِسِيُّ شَاذَانُ، وَحَمَّادُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَنْبَسَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ القَزَّازُ، وَأَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيُّ، وَأَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ وَالكُدَيْمِيُّ، وَخَلْقٌ. قَالَ البُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُوْنَ فِيْهِ. وَقَالَ عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى: ضَعِيْفٌ يَكْذِبُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَسَنُ الحَدِيْثِ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ مَعَ ضعفه. قُلْتُ: وَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ الجَانِبِ الشَّرْقِيِّ مِنْ بَغْدَادَ لِلْمَأْمُوْنِ، وَهُوَ جَدُّ أَبِي رِفَاعَةَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حَبِيْبٍ العَدَوِيِّ. نَقَلَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّهُ مَاتَ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَتَيْنِ. وَيُقَالُ: إِنَّ الرَّشِيْد أَرَادَ قَتْلَهُ لِكَوْنِهِ رَدَّ عَلَيْهِ خطأ فدفع الله عنه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1978"، والمعرفة والتاريخ "1/ 435"، "2/ 245"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 471"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1139"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 553"، والمجروحين لابن حبان "2/ 89"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1208"، والعبر "1/ 352"، والكاشف "2/ ترجمة 4094"، والمغني "2/ ترجمة 4440"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة رقم 6067"، وتهذيب التهذيب "7/ 431"، وتقريب التهذيب "2/ 51"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5134" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 17".

يعقوب بن إبراهيم

1497- يعقوب بن إبراهيم 1: "ع" ابن سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ. الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ أَبُو يُوْسُفَ الزُّهْرِيُّ، العَوْفِيُّ، المَدَنِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ الحَافِظِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ وَشُعْبَةَ، وَعَاصِمِ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ، وَعَبِيْدَةَ بنِ أَبِي رَائِطَةَ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ وَشَرِيْكٍ، وَاللَّيْثِ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المُطَّلِبِ وَسَيْفِ بنِ عُمَرَ، وَأَبِي أُوَيْسٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ الرَّبِيْعِ بنِ سَبْرَةَ وَكَانَ مِنْ كِبَارِ المُحَدِّثِيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أحمد، وإسحاق وعلي، ويحيى وأبو خيثمة، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَسُلَيْمَانُ بنُ سَيْفٍ، وَعَلِيُّ بنُ سَلَمَةَ اللَّبَقِيُّ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الرِّبَاطِيُّ وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَابْنُ أَخِيْهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ، وَالفَضْلُ بنُ سَهْلٍ الأَعْرَجُ، وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى، وَالعِجْلِيُّ وَطَائِفَةٌ. وقال أبو حاتم: صدوق.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 343"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3459"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 638"، "2/ 232"، "3/ 182"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 843"، وتاريخ بغداد "4/ 268"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 317"، والكاشف "3/ ترجمة 6498"، والعبر "1/ 356"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9798"، وتهذيب التهذيب "11/ 380"، وتقريب التهذيب "2/ 374"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 22".

قَالَ الذُّهْلِيُّ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ عَنْهُ، وَكَثُرَتْ رِوَايَتُهُ لِحَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ، وَأَغرَبَ عَنْهُ وَمَدَارُ حَدِيْثِهِ عَلَى ابْنِه يَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ سَمِعَ هُوَ وَأَخُوْهُ سَعْدٌ الكُتُبَ قَالَ: فَمَاتَ أَخُوْهُ سَعْدٌ قَبْلَ أَنْ يَكْتُبَ عَنْهُ كَبِيْرُ أَحَدٍ، وَبَقِيَ يَعْقُوْبُ فَكَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ فَوَجَدُوا عَنْهُ عِلْماً جلِيْلاً مِنْ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ وَغَيْرِهِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً يُقَدَّمُ عَلَى أَخِيْهِ فِي الفَضْلِ، وَالوَرَعِ وَالحَدِيْثِ، وَلَمْ يَزَلْ بِبَغْدَادَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ بِفَمِ الصِّلْحِ فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى تُوُفِّيَ هُنَاكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ أَصْغَرَ مِنْ أَخِيْهِ سَعْدٍ بِأَرْبَعِ سِنِيْنَ. وَقَالَ جَمَاعَةٌ كَذَلِكَ في موته. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، أَخْبَرَكُمُ مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ خُزَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَنَّ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَقُوْمُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالِمِيْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يَغِيْبَ أَحَدُهُم إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ فِي رَشْحِهِ". أَخْرَجَهُ مسلم1 عن عبد.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4938"، ومسلم "2862".

سعد بن إبراهيم

1498- سعد بن إبراهيم 1: "خَ، س". وَالِدُ: عَبْدِ اللهِ وَعُبَيْدِ اللهِ. سَمِعَ أَبَاهُ وَابْنَ أَبِي ذِئْبٍ وَعَبِيْدَةَ بنَ أَبِي رَائِطَةَ. وَعَنْهُ: ابْنَاهُ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ البُرْجَلاَنِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ. قَالَ أَحْمَدُ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ لَكِنْ أَخُوْهُ أَحَرُّ رَأْساً، وَأَقرَأُ لِلْكُتُبِ مِنْهُ. وَقَالَ العجلي: لا بأس به كان على قَضَاءِ وَاسِطَ. قِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَمائَتَيْنِ، بالمبارك.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 343"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 1929"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 343"، وتاريخ بغداد "9/ 123"، والعبر "1/ 336"، والكاشف "1/ ترجمة 1835"، وتهذيب التهذيب "3/ 462"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2370".

أبو زيد الأنصاري

1499- أبو زيد الأنصاري 1: "د، ت" الإِمَامُ العَلاَّمَةُ حُجَّةُ العَرَبِ أَبُو زَيْدٍ سَعِيْدُ بنُ أَوْسِ بنِ ثَابِتِ بنِ بَشِيْرِ "ابْنِ" صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ البَصْرِيُّ النَّحْوِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَعَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ وَابْنِ عَوْنٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، وَرُؤْبَةَ بنِ العَجَّاجِ وَأَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ وَعَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ القَدَرِيِّ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: خَلَفُ بنُ هِشَامٍ البَزَّارُ وتلا عليه، وأبو عبيد القَاسِمُ وَأَبُو عُمَرَ صَالِحُ بنُ إِسْحَاقَ الجَرْمِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ وَأَبُو عُثْمَانَ المَازِنِيُّ، وَعُمَرُ بنُ شَبَّةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَالعَبَّاسُ الرِّيَاشِيُّ، وَأَبُو العَيْنَاءِ وَالكُدَيْمِيُّ وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ المُنْذِرِ القَزَّازُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يُجمِلُ القَوْلَ فِيْهِ، وَيَرفَعُ شَأْنَهُ وَيَقُوْلُ: هُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: جَدُّهُ الأَعْلَى أَبُو زَيْدٍ هُوَ أَحَدُ مَنْ جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاسْمُهُ: ثَابِتُ بنُ زَيْدِ بنِ قَيْسٍ الخَزْرَجِيُّ. وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ المَازِنِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي زَيْدٍ فَجَاءَ الأَصْمَعِيُّ فَأَكَبَّ عَلَى رَأْسِهِ وَجَلَسَ، وَقَالَ: هَذَا عَالِمُنَا وَمُعَلِّمُنَا مُنْذُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ خَلَفٌ الأَحْمَرُ فَأَكَبَّ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ: هَذَا عَالِمُنَا وَمُعَلِّمُنَا مُنْذُ عِشْرِيْنَ سَنَةً. المَازِنِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ يَقُوْلُ: وَقَفتُ عَلَى قَصَّابٍ فَقُلْتُ: بِكَمِ البَطْنَانِ? فَقَالَ: بِمِصْفَعَانِ يَا مَضْرطَانِ. فَغطَّيْتُ رَأْسِي وَفَرَرتُ. وَحَكَى السِّيْرَافِيُّ: أَنَّ أَبَا زَيْدٍ كان يقول: كل ما قاله سيبويه: أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ فَأَنَا أَخْبَرتُهُ، وَقَدْ مَاتَ أَبُو زيد بعد سيبويه بنيف وثلاثين سنة.

_ 1 ترجمته في الكنى للدولابي "1/ 180"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 12"، والمجروحين لابن حبان "1/ 324"، وتاريخ بغداد "9/ 77"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "11/ 212"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 263"، والعبر "1/ 367"، والكاشف "1/ ترجمة 1873"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3141"، "4/ ترجمة 10213" وتهذيب التهذيب "4/ 3"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2418"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 34".

قَالَ: وَيُقَالُ: إِنَّ الأَصْمَعِيَّ كَانَ يَحْفَظُ ثُلُثَ اللُّغَةِ، وَكَانَ أَبُو زَيْدٍ يَحْفَظُ ثُلُثَيِ اللُّغَةِ، وَكَانَ الخَلِيْلُ يَحْفَظُ نِصْفَ اللُّغَةِ، وَكَانَ عَمْرُو بنُ كِرْكِرَةَ الأَعْرَابِيُّ يَحْفَظُ اللُّغَةَ كُلَّهَا. قُلْتُ: عَمْرٌو هَذَا لَيْسَ بِمَشْهُوْرٍ. قَالَ المُبَرِّدُ: الأَصْمَعِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ، وَأَبُو زَيْدٍ أَعْلَمُ الثَّلاَثَةِ بِالنَّحْوِ أَبُو زَيْدٍ، وَكَانَتْ لَهُ حَلقَةٌ بِالبَصْرَةِ. وَعَنْ أَبِي زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ أَخٍ لِي: اكْتَرِ لَنَا فَصَاحَ: مَعْشَرَ الملاَّحُوْنَ قُلْتُ: وَيْحَكَ! مَا تَقُوْلُ? قَالَ: أَنَا أُحِبُّ النَّصْبَ. قَالَ أَبُو مُوْسَى الزَّمِنُ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ أَبُو زَيْدٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: عَاشَ ثَلاَثاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.

أبو زيد الهروي

1500- أبو زيد الهروي 1: "خ، م" سعيد بن الربيع البصري بياع الهروي يعني: الثياب التي تُجْلَبُ مِنْ هَرَاةَ. يَرْوِي عَنْ: قُرَّةَ بنِ خَالِدٍ، وَشُعْبَةَ وَعَلِيِّ بنِ المُبَارَكِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَبُنْدَارُ وَحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ، وَعَبْدٌ وَالكُدَيْمِيُّ. صَدُوْقٌ قَالَهُ: أَبُو حَاتِمٍ. وَرَوَى مُسْلِمٌ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ وَكَانَ جَدُّهُ مُكَاتَباً لِزُرَارَةَ بنِ أَوْفَى. وَأَبُو زَيْدٍ مِنْ قُدَمَاءِ مَشْيَخَةِ البُخَارِيِّ، وَمَوْتُهُ أَقدَمُ مِنْ مَوْتِ الأَنْصَارِيِّ بِأَرْبَعَةِ أَعْوَامٍ، وَلَكِنَّ أَبَا زيد الأنصاري أسند منه وأسن.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1570"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 218، 436"، "2/ 516، 641"، "3/ 21، 206"، والكنى للدولابي "1/ 180"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 83"، والكاشف "2/ ترجمة 1901"، وتهذيب التهذيب "4/ 27"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2449"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 26".

يحيى بن أبي بكير

1501- يحيى بن أبي بكير 1: "ع" ابن نسر بن أسيد الحَافِظُ، الحُجَّةُ الفَقِيْهُ قَاضِي كَرْمَانَ أَبُو زَكَرِيَّا العَبْدِيُّ القَيْسِيُّ مَوْلاَهُمْ الكُوْفِيُّ، وَقِيْلَ: اسْم أَبِيْهِ نسر وقيل: بشر، وقيل: بشير. حَدَّثَ بِبَغْدَادَ وَبِغَيْرِهَا عَنْ: شُعْبَةَ وَزَائِدَةَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ وَإِسْرَائِيْلَ وَزُهَيْرٍ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ وَعِيْسَى بنُ أَبِي حَرْبٍ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ العَوْفِيُّ وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ وَعَلِيُّ بنُ سَهْلٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَارِثِ البَغْدَادِيُّ، وَحَفِيْدُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ أَبِي بُكَيْرٍ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَأَحْمَدُ العِجْلِيُّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَمائَتَيْنِ وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: سَنَةَ تِسْعٍ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي حُضُوْراً أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ أَخْبَرْنَا ابْنُ طَلاَّبٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ جُمَيْعٍ حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ إِدْرِيْسَ القَافُلاَنِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ أَبِي حَرْبٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُم رِقَابَ بَعْضٍ" 2. رُوَاتُه ثِقَاتٌ وَهُوَ مِنَ الأَفرَادِ لَمْ يُخَرِّجُوْهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2937"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 557"، وتاريخ بغداد "14/ 155"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 384"، والكاشف "3/ ترجمة 6252"، والعبر "1/ 356"، وتهذيب التهذيب "11/ 190"، وتقريب التهذيب "2/ 344"، وشذرات الذهب "2/ 22". 2 صحيح: ورد من حديث جرير بن عبد الله: أخرجه الطيالسي "664"، وابن أبي شيبة "15/ 30-31"، وأحمد "4/ 358، 363، 366"، والبخاري "121"، "4405"، "6844"، "7080"، ومسلم "65"، والنسائي "7/ 127-128"، وابن ماجه "3942"، والدارمي "2/ 69"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "3/ 194"، والطبراني "2402"، وابن منده "657"، والبغوي "2550" من طرق عن مشكل الآثار" "3/ 194"، والطبراني "2402"، وابن منده "657"، والبغوي "2550" من طرق عن شعبة، قال: حدثنا علي بن مدرك قال: سمعت أبا زرعة يحدث عن جده جَرِيْرٌ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استنصت الناس في حجة الوداع، ثم قال: فذكره وورد عن ابن عمر -رضي الله عنهما: أخرجه ابن أبي شيبة "15/ 30" وأحمد "2/ 58، 87، 104"، والبخاري "6166"، 6868"، "7077"، ومسلم "66"، وأبو داود "4686"، والنسائي "7/ 126"، وأبو عوانة "1/ 25"، وابن منده "658" من طرق عن شعبة، عن واقد بن عبد الله، عن أبيه عن ابن عمر، به.

يحيى بن الضريس

1502- يحيى بن الضريس 1: "م، ت" ابن يسار القَاضِي الإِمَامُ، الحَافِظُ قَاضِي الرَّيِّ أَبُو زَكَرِيَّا البَجَلِيُّ مَوْلاَهُمْ الرَّازِيُّ رَأَى: مُحَمَّدَ بنَ أَبِي لَيْلَى. وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ جُرَيْجٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَزَكَرِيَّا بنِ إِسْحَاقَ، وَفُضَيْلِ بنِ مَرْزُوْقٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ، وَعَمْرِو بنِ أَبِي قَيْسٍ الرَّازِيِّ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَزَائِدَةَ بنِ قُدَامَةَ وَطَبَقَتِهِم وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ موسى القزاز، وأبو غسان زنيج ويحيى ابن مَعِيْنٍ وَابْنُ رَاهَوَيْه، وَإِسْحَاقُ بنُ الفَيْضِ، وَيَحْيَى بنُ أَكْثَم وَمُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَمُوْسَى بنُ نَصْرٍ وَخَلْقٌ. حَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوْخِهِ: جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَكَانَ جَرِيْرٌ مُعجَباً بِحِفْظِهِ. قال النسائي: ليس به بأس. وَقَالَ الحَافِظُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى: مِنْهُ تَعَلَّمْتُ الحَدِيْثَ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ عِنْدَ يَحْيَى بنِ ضُرَيْسٍ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ عَشْرَةُ آلاَفِ حَدِيْثٍ. رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ يُوْسُفَ بنِ مُوْسَى قَالَ: مَاتَ يَحْيَى بنُ ضُرَيْسٍ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: وَهُوَ جَدُّ مُحَدِّثِ الرَّيِّ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ البَجَلِيِّ مُؤَلِّفِ كِتَابِ فَضَائِلِ القُرْآنِ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: يَحْيَى بنُ الضُّرَيْسِ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ عِنْدَهُ عَنْ حَمَّادٍ عَشْرَةُ آلاَفِ حَدِيْثٍ. وَقَالَ وَكِيْعٌ: هُوَ مِنْ حُفَّاظِ النَّاسِ، وَقَدْ خَلَّطَ فِي حَدِيْثَيْنِ. قُلْتُ: لَوْ خَلَّطَ فِي عِشْرِيْنَ حَدِيْثاً فِي سَعَة مَا روى لما عد إلَّا ثقة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 380"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3011"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 659"، والأنساب للسمعاني "2/ 86"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 332"، والكاشف "3/ ترجمة 6296"، والعبر "1/ 248"، وتهذيب التهذيب "11/ 232"، وتقريب التهذيب "2/ 350".

أشهب بن عبد العزيز

أشهب بن عبد العزيز قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: مَاتَ لِثَمَانٍ بَقِيْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ. قُلْتُ: قَوْلُ ابْنِ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ أَخْذُ ابْنِ عَبْدِ الحَكَمِ عَنْ أَشْهَبَ أَكْثَرَ يَعْنِي: مِنْ أَخْذِهِ عَنِ ابْنِ القَاسِمِ: فِيْهِ نَظَرٌ فَمَا عَلِمتُهُ أَخَذَ عَنْهُ إنما لحق ابْنَ وَهْبٍ، وَقَدْ لَحِقَ ابْنَ القَاسِمِ وَهُوَ مُرَاهِقٌ فَلَعَلَّهُ بِاعتِنَاءِ وَالِدِه أَخَذَ شَيْئاً يَسِيْراً عَنْهُ وَاللهُ أَعْلَمُ. وَدُعَاءُ أَشْهَبَ عَلَى الشَّافِعِيِّ مِنْ بَابِ كَلاَمِ المُتَعَاصِرِيْنَ بَعْضِهِم فِي بَعْضٍ لاَ يُعْبَأُ بِهِ، بَلْ يُتَرَحَّمُ عَلَى هَذَا وَعَلَى هَذَا وَيُستَغْفَرُ لَهُمَا، وَهُوَ بَابٌ وَاسِعٌ أَوَّلُهُ مَوْتُ عُمَرَ وَآخِرُهُ رَأَينَاهُ عَيَاناً وَكَانَ يُقَالُ لِعُمَرَ: قِفْلُ الفِتْنَةِ.

إسحاق بن الفرات

1504- إسحاق بن الفرات 1: "س" الإِمَامُ الكَبِيْرُ فَقِيْهُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ، وَقَاضِيهَا أَبُو نُعَيْمٍ التُّجِيْبِيُّ مَوْلاَهُمْ المِصْرِيُّ تِلْمِيْذُ مَالِكٍ الإِمَامِ، لَيْسَ هُوَ بِدُوْنِ ابْنِ القَاسِمِ. حَدَّثَ عَنْ: حُمَيْدِ بنِ هَانِئ وَهُوَ أَقدَمُ شَيْخٍ لَهُ وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ وَاللَّيْثِ وَمَالِكٍ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الطَّاهِرِ بنُ السَّرْحِ وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَحْشَلٌ، وَبَحْرُ بنُ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ وَجَمَاعَةٌ. رُوِيَ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ باخْتِلاَفِ العُلَمَاءِ مِنْ إسحاق بن الفرات. وَقَالَ بَحْرُ بنُ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُلَيَّةَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ بِبَلَدِكُم أَحَداً يُحْسِنُ العِلْمَ إلَّا إِسْحَاقَ بنَ الفُرَاتِ. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ: مَا رَأَيْتُ فَقِيْهاً أَفْضَلَ مِنْهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الهَمْدَانِيُّ: قرَأَ عَلَيْنَا إِسْحَاقُ بنُ الفُرَاتِ مُوَطَّأَ مَالِكٍ مِنْ حِفْظِهِ، فَمَا أَسقَطَ مِنْهُ حَرفاً فِيْمَا أَعْلَمُ. وَعَنْ إِسْحَاقَ قَالَ: مَوْلِدِي سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: هُوَ إِسْحَاقُ بنُ الفُرَاتِ بنِ الجَعْدِ بنِ سُلَيْمٍ مَوْلَى الأَمِيْرِ مُعَاوِيَةَ بنِ حُدَيْجٍ وَلِيَ قَضَاءَ مِصْرَ نِيَابَةً عَنِ القَاضِي مُحَمَّدِ بنِ مَسْرُوْقٍ. سُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ عَنْهُ فَقَالَ: شَيْخٌ لَيْسَ بِالمَشْهُوْرِ قَالَ ابْنُ الذَّهَبِيِّ: مَا هُوَ بِمَشْهُوْرٍ بِالحَدِيْثِ بَلَى هُوَ مَشْهُوْرٌ بِالإِمَامَةِ فِي الفِقْهِ عَاشَ سَبْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: مَاتَ فِي ثَانِي شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: وَفِيْهَا مَاتَ قَبْلَهُ: الشَّافِعِيُّ وَأَشْهَبُ بِمِصْرَ فَمِثْلُ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ إِذَا خَلَتْ مِنْهُم مَدِيْنَةٌ فِي عَامٍ وَاحِدٍ، فَقَدْ بَانَ عَلَيْهَا النَّقْصُ وَمَاتَ: حَافِظُ البَصْرَةِ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَعَالِمُ مَرْوَ: النضر بن شميل وشيخ النسب: هشام بن الكَلْبِيِّ وَمُسْنِدُ الوَقْتِ: أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بنُ الوَلِيْدِ وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ، وَعِدَّةٌ مِنَ العلماء.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 810"، والعبر "1/ 344-345"، وميزان الاعتدال "1/ 195"، والكاشف "1/ ترجمة 314"، وتهذيب التهذيب "1/ 246"، وتقريب التهذيب "1/ 60". وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 11".

عبد العزيز بن أبي رزمة

1505- عبد العزيز بن أبي رزمة 1: "د، ت" غزوان الإِمَامُ المُحَدِّثُ أَبُو مُحَمَّدٍ اليَشْكُرِيُّ مَوْلاَهُمْ المَرْوَزِيُّ مِنْ كِبَارِ مَشَايِخِ مَرْوَ. سَمِعَ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ وَمَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ وَالمَسْعُوْدِيِّ وَجُوَيْبِرِ بنِ سَعِيْدٍ، وَأَبِي المُنِيْبِ العَتَكِيِّ وَشُعْبَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو وَهْبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُزَاحِمٍ، وَأَحْمَدُ زَاجٌ، وَأَهْلُ مَرْوَ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَالحَاكِمُ الَّذِي ذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ أَبِي خَالِدٍ تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ فِي المحرم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 376"، والكنى للدولابي "2/ 99"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1822"، والكاشف "2/ ترجمة 3433"، وتهذيب التهذيب "6/ 336-337"، وتقريب التهذيب "1/ 509"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4346".

يحيى بن إسحاق

1506- يحيى بن إسحاق 1: "م، 4" الحَافِظُ الإِمَامُ الثَّبْتُ أَبُو زَكَرِيَّا السَّيْلَحِيْنِيُّ والسالحين: من قرى العراق. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ الأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ المِصْرِيِّ، وَمُوْسَى بنِ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، وَأَبَانِ بنِ يَزِيْدَ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّمَشْقِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ حَيَّانَ أَخِي مُقَاتِلٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيِّ، وَفُلَيْحِ بنِ سُلَيْمَانَ وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ، وَالرَّبِيْعِ بنِ بَدْرٍ وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ وَجَعْفَرِ بنِ كَيْسَانَ، وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ وَارْتَحَلَ إِلَى الآفَاقِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ المَرْوَزِيُّ وأحمد بن أبي غرزة الغفاري، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُلاَعِبٍ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: شَيْخٌ صَالِحٌ ثِقَةٌ سَمِعَ مِنَ الشَّامِيِّيْنَ وَابْنِ لَهِيْعَةَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً حَافِظاً لِحَدِيْثه تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَتَيْنِ. زَادَ غَيْرُهُ: فِي شَعْبَانَ. قُلْتُ: مَنْ أَغرِبِ مَا جَاءَ بِهِ حَدِيْثُهُ عَنْ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ أَكْلِ أُذُنَيِ القَلْبِ. خَالَفَهُ: مُسَدَّدٌ وَإِسْحَاقُ بنُ إسرائيل فرووه عن: عبد اللهِ عَنْ أَبِيْهِ فَقَالَ: عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ مُرْسَلاً. وَرَوَاهُ هَكَذَا: أَبُو دَاوُدَ فِي المَرَاسِيْلِ. قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنِ السَّيْلَحِيْنِيِّ فَقَالَ: صَدُوْقٌ المِسْكِيْنُ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنْكِرُ حَدِيْثَ مُبَارَكٍ عَنِ الحَسَنِ فِي حَلِّ العُقَدِ فِي القَبْرِ يَعْنِي: عَنِ السَّيْلَحِيْنِيِّ. قُلْتُ: هُوَ حُجَّةٌ صَدُوْقٌ إِنْ شَاءَ اللهُ وَلاَ تَنْزِلُ رِوَايَةُ حَدِيْثِهِ عَنْ دَرَجَةِ الحَسَنِ وَكَانَ مِنْ أوعية العلم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 340"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2916"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 532"، وتاريخ بغداد "14/ 157"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 373"، والكاشف "3/ ترجمة 6237"، والعبر "1/ 251"، وتهذيب التهذيب "11/ 176"، وتقريب التهذيب "2/ 342"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 27".

بشر بن بكر

1507- بشر بن بكر 1: "خَ، د، س، ق" الإِمَامُ الحُجَّةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، ثُمَّ التِّنِّيْسِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَمائَةٍ سَمِعَهُ مُحَمَّدُ بنُ وَزِيْرٍ يَقُوْلُه. حَدَّثَ عَنْ: الأَوْزَاعِيِّ وَعَبْدَةَ بِنْتِ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي مَرْيَمَ الحِمْصِيِّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ وَسَعِيْدُ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: وَلَدُهُ أَحْمَدُ وَابْنُ وَهْبٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ وَالشَّافِعِيُّ، وَالحُمَيْدِيُّ، وَدُحَيْمٌ وَأَبُو الطَّاهِرِ بنُ السَّرْحِ، والحارث بن أسد الهَمْدَانِيُّ لاَ المُحَاسِبِيُّ وَالرَّبِيْعُ المُرَادِيُّ وَابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ، وَبَحْرُ بنُ نَصْرٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ وَكَذَا وَثَّقَهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ أَكْثَرُ مَقَامِهِ بِتِنِّيْسَ وَدِمْيَاطَ، وَبِدِمْيَاطَ تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَتَيْنِ. قَالَ الخَطِيْبُ: آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ: سُلَيْمَانُ بنُ شُعَيْبٍ الكَيْسَانِيُّ بَقِيَ إِلَى سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1724"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1336"، وميزان الاعتدال "1/ 314"، والكاشف "1/ ترجمة 578"، وتهذيب التهذيب "1/ 443"، وتقريب التهذيب "1/ 98".

ابن كناسة

1508- ابن كناسة 1: "س" الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الثِّقَةُ البَارِعُ الأَدِيْبُ أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَلِيْفَةَ بنِ زُهَيْرِ بنِ نَضْلَةَ الأَسَدِيُّ الكُوْفِيُّ، وَكُنَاسَةُ: لَقَبٌ لِجَدِّه عَبْدِ الأَعْلَى، وَقِيْلَ: لَقَبٌ لأَبِيْهِ وَيَجُوْزُ أَنْ يَكُوْنَ لَقَباً لَهُمَا. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أبي خالد، وَعَبْدِ اللهِ بنِ شُبْرُمَةَ، وَجَعْفَرِ بنِ بُرْقَانَ وَمُحَمَّدِ بنِ السَّائِبِ الكَلْبِيِّ وَمِسْعَرِ بنِ كِدَامٍ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَمُؤَمَّلُ بنُ يِهَابٍ وَالرَّمَادِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ الأَزْرَقُ وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعَلِيٌّ وَأَحْمَدُ وَالعِجْلِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وآخرون.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 401"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 409"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1628"، وتاريخ بغداد "5/ 404"، والكاشف "3/ ترجمة 5035"، والعبر "1/ 353"، والمغني "2/ ترجمة 5665"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7739"، وتهذيب التهذيب "9/ 259"، وتقريب التهذيب "2/ 177"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6374"، وشذرات الذهب "2/ 17".

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ صَاحِبَ أَخْبَارٍ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ: ثِقَةٌ صَالِحُ الحَدِيْثِ لَهُ عِلْمٌ بِالعَرَبِيَّةِ، وَالشِّعْرِ، وَأَيَّامِ النَّاسِ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَدْهَمَ الزَّاهِدِ قَالَ السَّدُوْسِيُّ: مَاتَ بِالكُوْفَةِ لِثَلاَثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَتَيْنِ، وَفِيْهَا أَرَّخَهُ: مُطَيَّنٌ، وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ فَوَهِمَ هُوَ أَوِ النَّاسِخُ فَقَالَ: سَنَةَ تِسْعٍ. وَلابْنِ كُنَاسَةَ كِتَابُ الأَنْوَاءِ، وَكِتَابُ مَعَانِي الشِّعْرِ، وَكِتَابُ سَرِقَاتِ الكُتُبِ مِنَ القُرْآنِ. وَلَهُ فِي ابْنِهِ يَحْيَى: وَسَمَّيْتُهُ يَحْيَى لِيَحْيَا وَلَمْ يَكُنْ ... إِلَى قَدَرِ الرحمن فيه سبيل تَفَاءلْتُ لَوْ يُغنِي التَّفَاؤُلُ بِاسْمِهِ ... وَمَا خِلْتُ فَالاً قَبْلَ ذَاكَ يَفِيْلُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ عَنْ خَلِيْلِ بنِ بَدْرٍ وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ، وَالحَارِثُ بنُ مُحَمَّدٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ كُنَاسَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ عَنْ أَخِيْهِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيْهِ عَنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِاليَهُوْدِ" 1. تَفَرَّد بِهِ: ابْنُ كُنَاسَةَ هَكَذَا وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ حُمَيْدِ بنِ زَنْجَوَيْه عَنْهُ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ رَوَاهُ: الحُفَّاظُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلاً، وَرَوَاهُ: زَيْدُ بنُ الحَرِيْشِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَجَاءٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَائِشَةَ مرفوعًا بنحوه.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 165"، والنسائي "8/ 137-138"، وأبو يعلى "681"، وأبو نعيم في "الحلية" "2/ 180" من طريق محمد بن كناسة، به. وفي الباب عن أبي هريرة: عند أحمد "2/ 261، 499"، والترمذي "1751"، وابن سعد "1/ 439" من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عنه، به. وسنده حسن.

مروان بن محمد

1509- مروان بن محمد 1: "م، 4" ابن حسان الإِمَامُ القُدْوَةُ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عبد الرَّحْمَنِ الأَسَدِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الطَّاطَرِيُّ وَالطَّاطَرِيُّ: هُوَ الخَامِيُّ وَهُوَ البَطَائِنِيُّ. قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: كُلُّ مَنْ بَاعَ الثِّيَابَ الكَرَابِيْسَ بِدِمَشْقَ يُقَالُ لَهُ: الطَّاطَرِيُّ، فَعَنْ مَرْوَانَ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ عَامَ الكَوَاكِبِ. حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ سَلاَّمٍ، وَمَالِكٍ وَاللَّيْثِ وَبَكْرِ بنِ مُضَرَ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ، وَالهَيْثَمِ بنِ حُمَيْدٍ وَيَحْيَى بنِ حَمْزَةَ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ وَعُثْمَانَ بنِ حِصْنِ بنِ عِلاَقٍ، وَالهِقْلِ بنِ زِيَادٍ وَعَبْدِ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ وَخَالِدِ بنِ يَزِيْدَ المُرِّيِّ وَرِشْدِيْنَ بنِ سَعْدٍ وَصَخْرِ بنِ جَنْدَلٍ البَيْرُوْتِيِّ وَعَلِيِّ بنِ حَوْشَبٍ وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ وَخَلْقٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ مَعَ تَقَدُّمِهِ وَمَحْمُوْدُ بنُ خَالِدٍ وَهِشَامُ بنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى، وَابْنُ ذَكْوَانَ وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، وَعَبَّاسٌ التُّرْقُفِيُّ، وَهَارُوْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَكَّارٍ وَأَحْمَدُ بنُ نَاصِحٍ المَصِّيْصِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ وَوَلَدُهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَرْوَانَ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وصالح بن محمد جزرة. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ مُعَاوِيَةَ الهَاشِمِيُّ: أَدْرَكْتُ ثَلاَثَ طَبَقَاتٍ أَحَدُهَا طَبَقَةُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، مَا رَأَيْتُ فِيْهِم أَخشَعَ مِنْ مَرْوَانَ بنِ مُحَمَّدٍ. وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ شَامِيّاً خَيْراً مِنْ مَرْوَانَ بنِ مُحَمَّدٍ قِيْلَ لَهُ: وَلاَ مُعَلِّمُهُ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَلاَ يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ? قَالَ: وَلاَ مُعَلِّمُهُ؛ لأَنَّهُ كَانَ عَلَى بَيْتِ المَالِ وَلاَ يَحْيَى؛ لأَنَّهُ كَانَ عَلَى القَضَاءِ. قال البخاري: مات سنة عشر ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1600"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1788"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1257"، والأنساب للسمعاني "8/ 173"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 335"، والكاشف "3/ ترجمة 5466"، والمغني "2/ ترجمة 6173"، والعبر "1/ 275، 359"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8435"، وتهذيب التهذيب "10/ 95"، وتقريب التهذيب "2/ 239"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6929"، وشذرات الذهب "2/ 24".

قُلْتُ: عَاشَ ثَلاَثاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً وَكَانَ سَيِّداً إِمَاماً. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ وَهَدِيَّة ُبِنْتُ عَلِيٍّ، وَابْنُ قُدَامَةَ الحَاكِمُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ بنِ العَبَّاسِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ عَطِيَّةَ بنِ قَيْسٍ عَنْ قَزَعَةَ عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوْعِ قَالَ: "رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الأَرْضِ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالمَجْدِ أَحَقُّ مَا قَالَ العَبْدُ وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلاَ مُعْطِيَ ولما مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1 عَنْ عَبْدِ اللهِ أَتَمَّ مِنْ هذا.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "477"، وأبو داود "847"، والنسائي "2/ 198، 199"، من طرق عن سعيد بن عبد العزيز، به.

شبابة

1510- شبابة 1: "ع" ابن سوار الإمام الحافظ، الحجة أبو عمرو الفزازي مَوْلاَهُمْ المَدَائِنِيُّ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ عَامِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. رَوَى عَنْ: يُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ وَشُعْبَةَ وَإِسْرَائِيْلَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ وَوَرْقَاءَ وَسُفْيَانَ وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ، وَعَلِيٌّ وَيَحْيَى وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَالحَسَنُ الحُلْوَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوْحٍ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ إلَّا أَنَّهُ مُرْجِئٌ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: قِيْلَ لِشَبَابَةَ: أَلَيْسَ الإِيْمَانُ قَوْلاً وعملًا? قال: إذا قال فقد عمل.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 320"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 2770"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 453"، "3/ 112"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 719"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1715"، والكامل لابن عدي "4/ ترجمة 905"، والأنساب للسمعاني "9/ 295"، والكاشف "2/ ترجمة 2250"، والمغني "1/ ترجمة 2732"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 352"، والعبر "1/ 349"، "2/ 18، 21"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3653"، وتهذيب التهذيب "4/ 300"، وتقريب التهذيب "1/ 345"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2992".

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَجَعَ شَبَابَةُ عَنِ الإِرْجَاءِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ شُعْبَةُ يَتَفَقَّدُ أَصْحَابَ الحَدِيْثِ، فَقَالَ يَوْماً: مَا فَعَلَ ذَاكَ الغُلاَمُ الجَمِيْلُ? يَعْنِي: شَبَابَةَ. وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: خَرَجَ شَبَابَةُ إِلَى مَكَّةَ فَمَاتَ بِهَا. وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ دَاعِيَةً إِلَى الإِرْجَاءِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: يُقَالُ: اسْمُهُ مَرْوَانُ وَلَقَبُهُ شَبَابَةُ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قَالَ: تَرَكتُهُ لِلإِرْجَاءِ. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: فَشَبَابَةُ فِي شُعْبَةَ? قَالَ: ثِقَةٌ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: صَدُوْقٌ إلَّا أَنَّهُ يَرَى الإِرْجَاءَ وَلاَ يُنْكَرُ لِمَنْ سمع ألوفًا أن يجيء بخبر غريب. قَالَ طَائِفَةٌ: مَاتَ شَبَابَةُ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ إِجَازَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ طَبَرْزَدْ أَخْبَرَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رَوْحٍ المَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ زَبْرٍ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "أَهْلَلْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعُمْرَةٍ فِي حَجَّتِهِ"1. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَسَمِعْتُ غَيْرَهَا يَقُوْلُ: أَهَلَّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ. قَالَ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ وَذَكَرَ شَبَابَةَ فَقَالَ: رَوَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَلَدَ فِي الخَمْرِ. قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ. رَوَاهُ: غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ. قِيْلَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: وَرَوَى عَنْ: شُعْبَةَ عَنْ بُكَيْرِ بنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَعْمَر الدِّيْلِيّ فِي الدُّبَّاءِ. فَقَالَ: وَهَذَا إِنَّمَا رَوَى شُعْبَةُ بهذا الإسناد حديث الحج. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: كُنْتُ كَتَبتُ عَنْ شَبَابَةَ قَدِيْماً شَيْئاً يَسِيْراً قَبْلَ أَنْ نَعْلَمَ أَنَّهُ يَقُوْلُ بِهَذَا يَعْنِي: الإِرْجَاءَ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: كَانَ أَبِي يُنْكِرُ حَدِيْثَ شَبَابَةَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَعْنٍ قَالَ: كَانَ يُنْتَبَذُ لِعَبْدِ اللهِ فِي جرٍّ. وَذَكَرَ العُقَيْلِيُّ: أَنَّ شَبَابَةَ قَدِمَ مِنَ المَدَائِنِ لِلَّذِي أَنْكَرَ عَلَيْهِ أَحْمَدُ فَكَانَتِ الرُّسُلُ تَخْتَلِفُ بَيْنَهُمَا قَالَ النَّاقِلُ: فَرَأَيْتُ شَبَابَةَ تِلْكَ الأَيَّامَ مَغْمُوْماً مَكْرُوْباً، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى المَدَائِنِ قَبْلَ أَنْ يَنْصَلِحَ أمره عند أحمد بن حنبل.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1556"، ومسلم "1211".

عبد الصمد

1511- عبد الصمد 1: "ع" ابن عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ أَبُو سَهْلٍ التَّمِيْمِيُّ، العَنْبَرِيُّ مَوْلاَهُمْ، البَصْرِيُّ التَّنُّوْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ بِتَصَانِيْفِهِ وعن: هشام الدستوائي، وعكرمة بن عَمَّارٍ، وَأَبِي خَلْدَةَ خَالِدِ بنِ دِيْنَارٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ العَبْدِيِّ وَرَبِيْعَةَ بنِ كُلْثُوْمٍ، وَأَبَانِ بنِ يَزِيْدَ وَشُعْبَةَ، وَهَمَّامٍ وَحَرْبِ بنِ شَدَّادٍ، وَحَرْبِ بنِ مَيْمُوْنٍ، وَحَرْبِ بنِ أَبِي العَالِيَةِ وَخَلْقٍ مِنَ البَصْرِيِّيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَإِسْحَاقُ، وَأَحْمَدُ وَبُنْدَارُ، وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ، وَأَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ وَابْنُهُ عَبْدُ الوَارِثِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَطَائِفَةٌ: مَاتَ سنة سبع ومائتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 300"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1848"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 142، 237، 542"، "2/ 130، 243"، "3/ 62، 71"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 269" والكاشف "2/ ترجمة 3424"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 328"، والعبر "1/ 352"، وتهذيب التهذيب "6/ 327"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4332"، وشذرات الذهب "3/ 17".

عبد الصمد بن حسان

1512- عبد الصمد بن حسان 1: فَهُوَ: أَبُو يَحْيَى المَرْوَزِيُّ قَاضِي هَرَاةَ. حَدَّثَ عَنْ: زَائِدَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَإِسْرَائِيْلَ وَالكُوْفِيِّيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الذُّهْلِيّ أَيْضاً وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ. مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ وَلاَ شَيْءَ لَهُ في الكتب الستة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1849"، وميزان الاعتدال "2/ 260"، ولسان الميزان "4/ 20".

عبد الصمد بن النعمان، وقراد

عبد الصمد بن النعمان، وقراد: 1513- وعبد الصَّمَدِ بنُ النُّعْمَانِ 1: شَيْخٌ بَغْدَادِيٌّ بَزَّازٌ. رَوَى عَنْ: عِيْسَى بنِ طَهْمَانَ وَشُعْبَةَ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَتَمْتَامٌ وَأَحْمَدُ بنُ مُلاَعِبٍ وَآخَرُوْنَ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بالقوي توفي سنة 216. 1514- قراد 2: "خَ، د، س، ت" الحَافِظُ الإِمَامُ الصَّدُوْقُ أَبُو نُوْحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَزْوَانَ الخُزَاعِيُّ، وَيُقَالُ: الضَّبِّيُّ مَوْلاَهُمْ المُلَقَّبُ: بِقُرَادٍ نَزِيْلُ بَغْدَادَ كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الحَدِيْثِ وَلَهُ مَا يُنْكَرُ. حَدَّثَ عَنْ: عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَعِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ، وَجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، وَشُعْبَةَ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ يَعْقُوْبَ السَّعْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي مَسَرَّةَ المَكِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ العَوْفِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ: أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرُ. قَالَ مُجَاهِدُ بنُ مُوْسَى: مَا كَتَبتُ عَنْ شَيْخٍ أَحَرَّ رَأْساً مِنْ أَبِي نُوْحٍ إِنَّمَا كَانَ يَهْدِرُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَابْنُ نُمَيْرٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ عَاقِلاً مِنَ الرِّجَالِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يُخْطِئُ يَتَخَالَجُ فِي القَلْبِ مِنْهُ لِرِوَايَتِهِ عَنِ اللَّيْثِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قِصَّةَ المَمَالِيْكِ وَضَرْبِهِم. قُلْتُ: لَهُ حَدِيْثٌ لاَ يُحتَمَلُ فِي قِصَّةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبَحِيْرَا بِالشَّامِ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ ومائتين. احتج به البخاري.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 273"، وميزان الاعتدال "2/ 621"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 36". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 335"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 615"، و"3/ 407"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1301"، وتاريخ بغداد "10/ 252"، والكاشف "2/ ترجمة 3331"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4934"، والمغني "2/ ترجمة 3608"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 322"، وتهذيب التهذيب "6/ 247"، وتقريب التهذيب "1/ 494"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4214".

حسين بن الوليد

1515- حسين بن الوليد 1: "س" الإِمَامُ، الحُجَّةُ، شَيْخُ خُرَاسَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ مَوْلاَهُمْ النَّيْسَابُوْرِيُّ. وُلِدَ: بَعْدَ عَامِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ أَوْ قَبْلَهُ. سَمِعَ ابْنَ جُرَيْجٍ، وَعِكْرِمَةَ بنَ عَمَّارٍ وَعِيْسَى بنَ طَهْمَانَ، وَشُعْبَةَ وَسُفْيَانَ، وَسَعِيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الغَسِيْلِ وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ طَهْمَانَ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَمَالِكَ بنَ مِغْوَلٍ، وَطَبَقَتَهُم بِالحِجَازِ، وَالعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ وَالشَّامِ. وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَأَنْفَقَ أَمْوَالاً عَلَى أَهْلِ الحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَأَحْمَدُ بنُ حَفْصٍ، وَحُمَيْدُ بنُ زَنْجَوَيْه، وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الفَرَّاءُ، وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ وَالذُّهْلِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. ذَكَرَهُ الحَاكِمُ فَقَالَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الفَقِيْهُ المَأْمُوْنُ شَيْخُ بَلَدِنَا فِي عَصرِهِ، كَانَ مِنْ أَسخَى النَّاسِ، وَأَورَعِهِم وَأَقرَئِهِم لِلْقُرْآنِ. قَرَأَ عَلَى: الكِسَائِيِّ، وَعِيْسَى بنِ طَهْمَانَ، وَكَانَ يَغْزُو فِي كُلِّ ثَلاَثِ سِنِيْنَ مَرَّةً وَيَحُجُّ فِي كُلِّ خَمْسِ سِنِيْنَ مرة. قَالَ عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ البَلْخِيُّ: حَدَّثَنِي الحُسَيْنُ بن الوليد النيسابوري الَّذِي يُلَقَّبُ: بِكُمَيْلٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ثِقَةً وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْراً. وَقِيْلَ: كَانَ يُطْعِمُ أَصْحَابَ الحَدِيْثِ الفَالُوْذَجَ، وَيَصِلُهُم كَانَ مُحْتَشِماً مُتَمَوِّلاً جَوَاداً فَقِيْهاً كَبِيْرَ الشَّأْنِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: رَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ وَأَخْرَجَ لَهُ البُخَارِيُّ تعليقًا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 377"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2885"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 303"، وتاريخ بغداد "8/ 143"، والعبر "1/ 339"، والكاشف "1/ ترجمة رقم 1124"، وتهذيب التهذيب "2/ 374"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1460"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 6".

صاحب الأندلس

1516- صاحب الأندلس 1: الأمير أبو العاص الحَكَمِ بنِ هِشَامِ بنِ الدَّاخِلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن معاوية بن الخَلِيْفَةِ هِشَامِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ الأموي المرواني. تَمَلَّكَ بَعْدَ أَبِيْهِ وَامْتَدَّتْ أَيَّامُه، وَيُلَقَّبُ: بِالمُرْتَضَى لَكِنْ لَمْ يَتَّسَمَّ بِإِمْرَةِ المُؤْمِنِيْنَ. وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً عَاتِياً جَبَّاراً دَاهِيَةً سَائِساً. عَاشَ خَمْسِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ دَوْلَتُهُ: سَبْعاً، وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: كَانَ مُجَاهِراً بِالمَعَاصِي سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ يَأْخُذُ أَوْلاَدَ النَّاسِ المِلاَحَ فَيَخْصِيْهِم ثُمَّ يُمْسِكُهُم لِنَفْسِهِ وَلَهُ أَشْعَارٌ. قُلْتُ: هُوَ الَّذِي أَوْقَعَ بِأَهْلِ الرَّبَضِ، وَهُوَ مَحَلَّةٌ مُتَّصِلَةٌ بِقَصْرِهِ فَهَدَمَهَا، وَهَدَمَ مَسَاجِدَهَا، وَفَعَلَ بِأَهْلِ طُلَيْطِلَةَ أَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ وَتَظَاهَرَ بِالفِسْقِ، وَالخُمُوْرِ فَقَامَتِ الفُقَهَاءُ وَالكُبَرَاءُ فَخَلَعُوْهُ فِي سَنَةِ 189، ثُمَّ إِنَّهُم أَعَادُوْهُ لَمَّا تَنَصَّلَ وَتَابَ ثُمَّ تَمَكَّنَ فَقَتَلَ طَائِفَةً نَحْوَ السَّبْعِيْنَ مِنَ الأَعْيَانِ، وَصَلَبَهُم وَكَانَ مَنْظَراً فَظِيعاً فَلَعَنَهُ النَّاسُ، وَأَضمَرُوا الشَّرَّ وَأَسْمَعُوْهُ المُرَّ فَتَحَصَّنَ وَاسْتَعَدَّ، وَجَرَتْ لَهُ أُمُوْرٌ يَطُولُ شَرحُهَا إِلَى أَنْ هَلَكَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ، وَتَمَلَّكَ بعده ابنه أبو المطرف عبد الرحمن.

_ 1 مرت ترجمتنا له في الجزء السابق.

يحيى بن آدم

1517- يحيى بن آدم 1: "ع" ابن سليمان العلامة الحافظ المجود أبو زكريا الأموي مَوْلاَهُمْ الكُوْفِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ مِنْ مَوَالِي خَالِدِ بنِ عُقْبَةَ بنِ أَبِي مُعَيْطٍ. وُلِدَ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَةٍ وَلَمْ يُدْرِكْ وَالِدَه كَأَنَّهُ تُوُفِّيَ وَهَذَا حَمْلٌ. رَوَى عَنْ: عِيْسَى بنِ طَهْمَانَ، وَمَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ، وَفِطْرِ بنِ خَلِيْفَةَ، وَيُوْنُسَ بن أبي إسحاق، ومسعر بن كدام وسفيان الثَّوْرِيِّ، وَحَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، وَجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ وَالحَسَنِ بنِ حَيٍّ وَإِسْرَائِيْلَ، وَعَمَّارِ بنِ رُزَيْقٍ، وَمُفَضَّلِ بنِ مُهَلْهَلٍ، وَيَزِيْدَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّهْشَلِيِّ وَسُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ، وَشَرِيْكٍ وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَزُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَأَبِي الأَحْوَصِ وَابْنِ عُيَيْنَةَ، وَقُطْبَةَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ وَالحَسَنِ بنِ عَيَّاشٍ وَأَخِيْهِ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ وَجَوَّدَ عَنْهُ حُرُوْفَ عَاصِمٍ وَلَمْ يَلْقَ شُعْبَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَيَحْيَى وَعَلِيٌّ وَأَبُو بكر من أَبِي شَيْبَةَ وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الخَلاَّلُ، وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ، وَمُوْسَى بنُ حِزَامٍ التِّرْمِذِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَعَبْدَةُ الصَّفَّارُ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ العَامِرِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَالنَّسَائِيُّ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سُئِلَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ هِشَامٍ وَيَحْيَى بنِ آدَمَ فَقَالَ: يَحْيَى وَاحِدُ النَّاسِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ كَانَ يَتَفَقَّهُ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ فَقِيْهُ البَدَنِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ سِنٌّ مُتَقَدِّمٌ سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: يَرْحَمُ اللهُ يَحْيَى بنَ آدَمَ أَيُّ عِلْمٍ كَانَ عِنْدَهُ! وَجَعَلَ عَلِيٌّ يُطرِيْهِ، وَسَمِعْتُ عُبَيْدَ بنَ يَعِيْشَ سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ آدَمَ قَطُّ إلَّا ذَكَرتُ الشَّعْبِيَّ يريد: أنه كان جامعًا للعلم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 402"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2927"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 545"، والكاشف "3/ ترجمة 6234"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 351"، والعبر "1/ 343"، وجامع التحصيل للعلائي "ترجمة 865"، وتهذيب التهذيب "11/ 175"، وتقريب التهذيب "2/ 341"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 8".

وَلَهُ حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ، رَوَاهُ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَالحُلْوَانِيُّ وَالفَضْلُ بنُ سَهْلٍ، وَالمُخَرِّمِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ المَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا حُدِّثْتُم عَنِّي حَدِيْثاً تَعْرِفُوْنَهُ وَلاَ تُنْكِرُوْنَهُ فَصَدِّقُوا بِهِ قُلْتُهُ أَوْ لَمْ أَقُلْهُ، فَإِنِّي أَقُوْلُ مَا يُعْرَفُ، وَلاَ يُنْكَرُ وَإِذَا حُدِّثْتُم عَنِّي حَدِيْثاً تُنْكِرُوْنَهُ، وَلاَ تَعْرِفُوْنَهُ فَكَذِّبُوا بِهِ قُلْتُهُ أَوْ لَمْ أَقُلْهُ فَإِنِّي لاَ أَقُوْلُ مَا يُنْكَرُ وَأَقُوْلُ مَا يُعْرَفُ". أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ1 وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: فِي صِحَّةِ هَذَا الحَدِيْثِ مَقَالٌ لَمْ نَرَ فِي شَرْقِ الأَرْضِ، وَلاَ غَرْبِهَا أَحَداً يَعْرِفُ هَذَا مِنْ غَيْرِ رِوَايَةِ يَحْيَى وَلاَ رَأَيْتُ مُحَدِّثاً يُثْبِتُ هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَالَ البَيْهَقِيُّ: وَجَاءَ عَنْ يَحْيَى مُرْسَلاً لِسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ. قُلْتُ: وَصْلُهُ قَوِيٌّ، وَالثِّقَةُ قَدْ يَغْلَطُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ غَيْلاَنَ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ يَقُوْلُ: كَانَ عُمَرُ فِي زَمَانِهِ رَأْسَ النَّاسِ، وَهُوَ جَامِعٌ وَكَانَ بَعْدَهُ: ابْنُ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ وَبَعدَهُ: الشَّعْبِيُّ فِي زَمَانِهِ وَكَانَ بَعْدَهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَكَانَ بَعْدَ الثَّوْرِيِّ: يَحْيَى بنُ آدَمَ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ يَحْيَى بنُ آدَمَ مِنْ كِبَارِ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ كَمَا قَالَ فِي زَمَانِهِ ثُمَّ كَانَ عَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ وَمُعَاذٌ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ ثُمَّ كَانَ بَعْدَهُم فِي زَمَانِهِ: زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ، وَعَائِشَةُ وَأَبُو مُوْسَى وَأَبُو هُرَيْرَةَ، ثُمَّ كَانَ: ابْنُ عباس، وابن عمر ثم: علقمة ومسروق

_ 1 ضعيف: أخرجه الدارقطني في "سننه" "4/ 208"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "11/ 391"، والهروي في "ذم الكلام" "4/ 78/ 2" من طريق يحيى بن آدم، حدثنا ابن ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري "زاد الدارقطني والخطيب عن أبيه" عن أبي هريرة، به مرفوعًا. وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" "2/ 1/ 434": "وقال ابن طهمان عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا سمعتم عني من حديث تعرفونه فصدقوه". وقال يحيى: "عن أبي هريرة" وهو وهم ليس فيه أبو هريرة". قلت: يعني أن الصواب في الحديث الإرسال، فهو علة الحديث. وأورده ابن أبي حاتم في "العلل" "2/ 310/ 3445"، وقال: "سمعت أبي وحدثنا عن بسام بن خالد، عن شعيب بن إسحاق، عن ابن أبي ذئب، عَنْ سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا بلغكم عني حديث يحسن بي أن أقوله فأنا قلته، وإذا بلغكم عني حديث لا يحسن بي أن أقوله فليس مني ولم أقله". قال أبي: هذا حديث منكر. الثقات لا يعرفونه". قلت: أي أن الثقات لا يجاوزون به سعيد المقبري، ولا يذكرون في إسناده أبا هريرة.

وَأَبُو إِدْرِيْسَ، وَابْنُ المُسَيِّبِ ثُمَّ: عُرْوَةُ، وَالشَّعْبِيُّ والحسن، وإبراهيم النخعي، ومجاهد وطاوس، وَعِدَّةٌ ثُمَّ الزُّهْرِيُّ وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وَقَتَادَةُ وَأَيُّوْبُ ثُمَّ: الأَعْمَشُ، وَابْنُ عَوْنٍ وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ ثُمَّ: الأَوْزَاعِيُّ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَعْمَرٌ وَأَبُو حَنِيْفَةَ وَشُعْبَةُ ثُمَّ مَالِكٌ وَاللَّيْثُ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ ثُمَّ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَوَكِيْعٌ وَعَبْدُ الرحمن وابن وهب ثُمَّ: يَحْيَى بنُ آدَمَ وَعَفَّانُ وَالشَّافِعِيُّ وَطَائِفَةٌ ثُمَّ: أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَأَبُو عُبَيْدٍ وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَابْنُ مَعِيْنٍ ثُمَّ: أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ وَآخَرُوْنَ مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ وَالاجْتِهَادِ. قَالَ دَعْلَجٌ السِّجْزِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ البَرَاءُ سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: نَظَرْتُ فَإِذَا الإِسْنَادُ يَدُورُ عَلَى سِتَّةٍ يَعْنِي: الأَسَانِيْدَ الصِّحَاحَ قَالَ: فَلأَهْلِ المَدِيْنَةِ: ابن شهاد الزُّهْرِيُّ، وَلأَهْلِ مَكَّةَ: عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ وَلأَهْلِ البَصْرَةِ: قَتَادَةُ وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ وَلأَهْلِ الكُوْفَةِ: أَبُو إِسْحَاقَ وَالأَعْمَشُ، ثُمَّ صَارَ عِلْمُ هَؤُلاَءِ السِّتَّةِ إِلَى أَصْحَابِ الأَصْنَافِ مِمَّنْ صَنَّفَ: فَمِنَ المَدِيْنَةِ مَالِكٌ وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَمِنْ مَكَّةَ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَمِنَ البَصْرَةِ: ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وَشُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَمَعْمَرٌ وَقَدْ سَمِعَ مَعْمَرٌ مِنَ السِّتَّةِ، وَمِنَ الكُوْفَةِ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمِنَ الشَّامِ: الأَوْزَاعِيُّ وَمِنْ وَاسِطَ: هُشَيْمٌ. قُلْتُ: أَغفَلَ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ، وَاللَّيْثَ وَمَا هُمَا بِدُوْنِهِم. قَالَ: ثُمَّ انْتَهَى عِلْمُ هَؤُلاَءِ إِلَى: يَحْيَى بن سَعِيْدٍ القَطَّانِ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بنِ آدَمَ. قُلْتُ: نَسِيَ ابْنَ المُبَارَكِ وَوَكِيْعاً وَابْنَ وَهْبٍ وَهُم مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ. وَقَدْ وَقَعَ لَنَا بِعُلُوٍّ كِتَابُ الخراج ليحيى بن آدم. وَاتَّفَقَ مَوْتُهُ غَرِيْباً بِبَلَدِ فَمِ الصِّلْحِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَمائَتَيْنِ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ فِي النِّصْفِ مِنْهُ قَيَّدَهُ: مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ وَذَكَرَ العَامَ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ. أَخَذَ عَنْهُ قِرَاءةَ عَاصِمٍ: شُعَيْبُ بنُ أَيُّوْبَ الصَّرِيْفِيْنِيُّ وَأَبُو حَمْدُوْنَ الطَّيِّبُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ آدَمَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ عَنْ حُرُوْفِ عَاصِمٍ الَّتِي فِي هَذِهِ الكُرَّاسَةِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً فَحَدَّثَنِي بِهَا كُلِّهَا، وَقَرَأَهَا عَلَيَّ حَرفاً حَرفاً. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو المَعَالِي بنُ المُؤَيَّدِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَبُو

طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ العَامِرِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوْقٍ عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى اليَمَنِ، وَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِمَّا سَقَتِ السَّمَاءُ، وَمِمَّا سقي بعلا العشر وما سق بالدوالي نصف العشر1. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحٌ جَيِّدُ الإِسْنَادِ لَكِنْ فِيْهِ إِرسَالٌ بَيْنَ مَسْرُوْقٍ، وَمُعَاذٍ. أَخْرَجَهُ: ابْنُ مَاجَه عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ كِتَابَةً عَنْ خَلِيْلِ بنِ بَدْرٍ، وَعَلِيِّ بنِ فَادشَاه، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ قَالُوا: أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ آدَمَ عَنْ إِسْرَائِيْلَ، عَنِ الأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ عَنْ جُنْدُبِ بنِ سُفْيَانَ قَالَ: لَمَّا انْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الغَارِ قَالَ: لاَ تَدْخُلْ يَا رَسُوْلَ اللهِ حَتَّى أَسْتَبْرِئَهُ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الغَارَ فَأَصَابَ يَدَهُ شَيْءٌ فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ أُصْبُعِهِ وَيَقُوْلُ: هَلْ أَنْتِ إلَّا إِصْبَعٌ دَمِيْتِ ... وَفِي سَبِيْلِ اللهِ ما لقيت وَبِهِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ آدَمَ يَقُوْلُ: المِيْلُ: ثَلاَثَةُ آلاَفٍ وَسِتُّ مائَةِ ذِرَاعٍ إِلَى أَرْبَعَةِ آلاَفٍ، وَالفَرْسَخُ: ثَلاَثَةُ أَمْيَالٍ وَالبَرِيْدُ: اثْنَا عَشَرَ مِيْلاً. قَالَ هِشَامُ بنُ مَنْصُوْرٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: قَالَ لِي يَحْيَى بنُ آدَمَ: يَجِيْئُنِي الرَّجُلُ مِمَّنْ أُبْغِضُهُ، وَأَكرَهُ مَجِيْئَهُ فَأَقرَأُ عَلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ مَعَهُ لأَسْتَرِيْحَ مِنْهُ، وَلاَ أَرَاهُ وَيَجَيءُ الرَّجُلُ أَوَدُّه فَأُرَدِّدُهُ حَتَّى يرجع إلي.

_ 1 صحيح: أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" "ص115". وأخرجه ابن ماجه "1818" من طريق الحسن بن علي بن عفان، عن يحيى بن آدم، به. وأخرجه النسائي "5/ 42" من طريق هناد بن السري، عن أبي بكر بن عياش، به. وأخرجه الدارمي "1/ 393" من طريق عاصم بن يوسف، عن أبي بكر بن عياش، به. وأخرجه أحمد "5/ 233" من طريق سليمان بن داود الهاشمي، عن أبي بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وائل، عن معاذ، به. وأسقط مسروقا.

أبو أحمد الزبيري

1518- أبو أحمد الزبيري 1: "ع" محمد بن عبد الله بن الزُّبَيْرِ بنِ عُمَرَ بنِ دِرْهَمٍ الحَافِظُ الكَبِيْرُ المُجَوِّدُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ الكُوْفِيُّ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ. حَدَّثَ عَنْ: مَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ وَفِطْرِ بنِ خَلِيْفَةَ، وَعِيْسَى بنِ طَهْمَانَ صَاحِبِ أَنَسٍ، وَعُمَرَ بنِ سَعِيْدِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَمِسْعَرٍ وَسَعْدِ بنِ أَوْسٍ العَبْسِيِّ، وَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ وَرَبَاحِ بنِ أَبِي مَعْرُوْفٍ، وَحَمْزَةَ بنِ حَبِيْبٍ، وَالوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جُمَيْعٍ وَسُفْيَانَ وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ حَسَّانٍ المَخْزُوْمِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ طَاهِرٌ وَأَحْمَدُ وَالقَوَارِيْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أبي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ وَابْنُ مُثَنَّى وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ، وَبُنْدَارُ، وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالكُدَيْمِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ: قَالَ لِي أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: أَنَا لاَ أُبَالِي أَنْ يُسْرَقَ لِي كِتَابُ سُفْيَانَ إِنِّيْ أَحْفَظُه كُلَّهُ. ابْنُ عُقْدَةَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ قُتَيْبَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ يَقُوْلُ: أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ صَدُوْقٌ مَا عَلِمتُ إِلاَّ خَيْراً مَشْهُوْرٌ بِالطَّلَبِ، ثِقَةٌ، صَحِيْحُ الكِتَابِ كَانَ صَدِيْقَ أَبِي نُعَيْمٍ وَسَمَاعُهُمَا قَرِيْبٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ أَسَنُّ مِنْهُ وَأَقدَمُ سَمَاعاً. وَرَوَى حَنْبَلٌ عَنْ أَحْمَدَ: كَانَ كَثِيْرَ الخَطَأِ فِي حَدِيْثِ سُفْيَانَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ العجلي: كوفي، ثقة، يتشبع. وَقَالَ بُنْدَارُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً قَطُّ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حافظ الحديث، عابد مجتهد له أوهام. وقا أبو زرعة وغيره: صدوق.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 402"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 400"، والمعرفة والتاريخ "1/ 483، 519، 717"، "2/ 558"، "3/ 92، 107"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1611"، وتاريخ بغداد "5/ 402"، والكاشف "3/ ترجمة 5027"، والعبر "1/ 341"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7750"، وتهذيب التهذيب "9/ 254"، وتقريب التهذيب "2/ 176"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة رقم 6365"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 7".

وقال النسائي: ليس به بأس. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بن يزيد قال: كان محمد ابن عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ يَصُوْمُ الدَّهْرَ فَكَانَ إِذَا تَسَحَّرَ بِرَغِيْفٍ لَمْ يُصَدَّعْ فَإِذَا تَسَحَّرَ بِنِصْفِ رَغِيْفٍ صُدِعَ مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ، فَإِنْ لَمْ يَتَسَحَّرْ صُدِعَ يَوْمَهُ أَجْمَعَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ أَبُو أَحْمَدَ حَبَّالاً يَبِيْعُ الحِبَالَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَمُطَيَّنٌ: مَاتَ بِالأَهْوَازِ سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَمائَتَيْنِ زَادَ مُطَيَّنٌ: فِي جُمَادَى الأُوْلَى. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ مَرَّتَيْنِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ القَوَارِيْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَمَّنْ سَمِعَ عَمْرَو بنَ حُرَيْثٍ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مَخْصُوْفَيْنِ. هَذَا حَدِيْثٌ مِنَ الأَفرَادِ يَرْوِيْهِ النَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً بِعُلُوِّ دَرَجَتَيْنِ. قَرَأْتُ عَلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَكَ سَالِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ شَاتِيْلَ أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الرَّبَعِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ السَّمَّاكِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ حَيَّانَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوْقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ، وَلِيّاً وَإِنَّ وَلِيِّيَ إِبْرَاهِيْمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ". غَرِيْبٌ جِدّاً أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ1 عَنْ شَيْخٍ لَهُ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ، وَلَهُ عِلَّةٌ فَرَوَاهُ: وَكِيْعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سفيان بإسقاط مسروق منه.

_ 1 صحيح: أخرجه التِّرْمِذِيُّ "2995" حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، حَدَّثَنَا أَبُو أحمد، به. ورواه الترمذي "2995"، حدثنا محمود، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، به. فهذه متابعة لأبي أحمد الزبيري من أبي نعيم وثمة متابعة ثانية من محمد بن عبيد الطنافسي كما يلي: فقد أخرجه الحاكم "2/ 292" من طريق الحسن بن علي بن عفان العامري، حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي حدثنا سفيان بن سعيد، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي في "التلخيص".

الأنصاري

1519- الأَنْصَارِيُّ 1: "ع" الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ قَاضِي البَصْرَةِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُثَنَّى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ، ثُمَّ النَّجَّارِيُّ البَصْرِيُّ. سَمِعَهُ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى العَنَزِيُّ يَقُوْلُ: ولدت سنة ثماني عشرة ومائة. وَطَلَبَ العِلْمَ وَهُوَ شَابٌّ. فَحَدَّثَ عَنْ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ وَسَعِيْدٍ الجُرَيْرِيِّ، وَابْنِ عَوْنٍ وأشعث بن عبد الملك الحمراني، وأشعث عَبْدِ اللهِ بنِ الحُدَّانِيِّ، وَحَبِيْبِ بنِ الشَّهِيْدِ وَأَبِيْهِ عَبْدِ اللهِ بنِ المُثَنَّى، وَابْنِ جُرَيْجٍ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ المَكِّيِّ، وَقُرَّةَ بنِ خَالِدٍ وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَأَبِي خَلْدَةَ خَالِدِ بنِ دِيْنَارٍ، وَحَجَّاجِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافِ وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ الأَخْنَسِ وَعُيَيْنَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جَوْشَنٍ وَشُعْبَةَ، وَهَمَّامٍ وَالمَسْعُوْدِيِّ وَخَلْقٍ وَيَنْزِلُ إِلَى: زُفَرَ الفَقِيْهِ وَسَعْدِ بنِ الصَّلْتِ القَاضِي. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ وَأَحْمَدُ وَابْنُ مَعِيْنٍ وَبُنْدَارُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أبي شبية، وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ وَالزَّعْفَرَانِيُّ، وَالفَلاَّسُ وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَقُتَيْبَةُ وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بنُ جَعْفَرٍ البِيْكَنْدِيُّ وَأَبُو قِلاَبَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الخَنَاجِرِ وَأَبُو حَاتِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ الصَّغِيْرُ، وَأَبُو عُمَيْرٍ عَبْدُ الكَبِيْرِ وَلَدُهُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ إِسْحَاقَ القَاضِي وَإِسْمَاعِيْلُ سَمَّوَيْه، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي قُرَيْشٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُعَاوِيَةَ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ خَاتِمَتُهُم: أَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ. رَوَى الأَحْوَصُ بنُ المُفَضَّلِ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ وَقَالَ أَيْضاً: لم أر من الأئمة إلَّا ثَلاَثَةً: أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ وَسُلَيْمَانَ بنَ دَاوُدَ الهَاشِمِيَّ وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ. وَقَالَ النسائي: ليس به بأس.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 294"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 396"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1644"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1655"، وتاريخ بغداد "5/ 408"، والكاشف "3/ ترجمة 5050"، والمغني "2/ ترجمة 1685"، والعبر "1/ 367"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7765"، وتهذيب التهذيب "9/ 274"، وتقريب التهذيب "2/ 80"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6393"، وشذرات الذهب "2/ 35".

وَأَمَّا أَبُو دَاوُدَ فَقَالَ: تَغَيَّرَ تَغَيُّراً شَدِيْداً. وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: هُوَ رَجُلٌ جَلِيْلٌ عَالِمٌ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُم مِنْ فُرْسَانِ الحَدِيْثِ مِثْلَ يَحْيَى القَطَّانِ، وَنُظَرَائِهِ غَلَبَ عَلَيْهِ الرَّأْيُ. وَعَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ قَالَ: كَانَ يَلِيقُ بِهِ القَضَاءُ قِيْلَ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا فَالحَدِيْثُ? فَقَالَ: إِنَّ لِلْحَرْبِ أَقْوَاماً لَهَا خُلِقُوا ... وَلِلدَّوَاوِيْنِ كُتَّابٌ وَحُسَّابُ وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: أَنْكَرَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ حَدِيْثَ الأَنْصَارِيِّ عَنْ حَبِيْبِ بنِ الشَّهِيْدِ عَنْ مَيْمُوْنٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ مُحْرِمٌ صَائِمٌ1. وَقِيْلَ: وهم فيه الأنصاري رواه: سفيان بن حَبِيْبٍ عَنْ حَبِيْبٍ عَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ عَنْ يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تزوج ميمونة، وهو مُحْرِمٌ2. لَكِنْ قَدْ رَوَى الأَنْصَارِيُّ حَدِيْثَ يَزِيْدَ بن الأصم هكذا.

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "776"، والطحاوي "2/ 101" من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عن حبيب بن الشهيد، به. وقد ورد من طرق عن ابن عباس: فأخرجه البخاري "1938"، "1939"، "5964"، وأبو داود "2372"، والترمذي "775"، والطحاوي "2/ 101"، والطبراني "11860"، والبيهقي "4/ 263" من طريق أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وأخرجه الشافعي "1/ 255"، وعبد الرزاق "7541"، وابن أبي شيبة "3/ 51"، وأحمد "1/ 215، 222، 286"، وأبو داود "2373"، والترمذي "777"، وابن ماجه "1682"، "3081" وأبو يعلى "2471"، والطبراني "12137"، "12139"، والطحاوي "2/ 101"، والدارقطني "2/ 239"، والبيهقي "4/ 263، 268"، والبغوي "1758" من طرق عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس، به. وأخرجه أحمد "1/ 244"، وابن الجارود "388"، والطحاوي "2/ 101"، والطبراني "12087"، والطحاوي "2/ 101" من طرق عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، به. 2 الصحيح الثابت من طرق عن حماد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها بشرف وهما حلالان". أخرجه أحمد "6/ 335"، وأبو داود "1843"، والدارمي "2/ 38"، والدارقطني "3/ 262"، والطحاوي "2/ 270"، والطبراني "23/ 1058"، "24/ 44"، والبيهقي "7/ 210-211" من طرق عن حماد بن سلمة، به. وصح من طرق عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم". أخرجه أحمد "1/ 245"، والبخاري "4258" و"4259"، وأبو داود "1844"، والترمذي "842" و"843"، والنسائي "5/ 191"، والطبراني في "الكبير" "11018"، "11863"، "11868"، "11919"، "11971"، "11972"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "2/ 296"، وابن سعد في "الطبقات" "8/ 135، 136" من طرق عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وإسناده صحيح. =

وَقَالَ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: مَا كَانَ يَضَعُ الأَنْصَارِيَّ عِنْدَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ إلَّا النَّظَرُ فِي الرَّأْيِ، وَأَمَّا السَّمَاعُ فَقَدْ سَمِعَ ثُمَّ ذَكَرَ الحَدِيْثَ المَذْكُوْرَ بِضَعْفِهِ، وَقَالَ: ذَهَبَتْ لِلأَنْصَارِيِّ كُتُبٌ فَكَانَ بَعْدُ يُحَدِّثُ مِنْ كتب غلامه أبي حكيم. وَقَالَ الفَسَوِيُّ1: سُئِلَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ عَنِ الحَدِيْثِ المَذْكُوْرِ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْ ذَا شَيْءٌ إِنَّمَا أَرَادَ حَدِيْثَ يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ. الرَّامَهُرْمُزِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبَانٍ الخَيَّاطُ مِنْ أَهْلِ رَامَهُرْمُزَ، حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ نَصْرٍ المُخَرِّمِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ المِنْقَرِيُّ قَالَ: وَجَّهَ المَأْمُوْنُ إِلَى الأَنْصَارِيِّ خَمْسِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ يَقسِمُهَا بَيْنَ الفُقَهَاءِ بِالبَصْرَةِ فَكَانَ هِلاَلُ بنُ مُسْلِمٍ يَتَكَلَّمُ عَنْ أَصْحَابِهِ قَالَ الأَنْصَارِيُّ: وَكُنْتُ أَتَكَلَّمُ عَنْ أَصْحَابِي فَقَالَ هِلاَلٌ: هِيَ لَنَا، وَقُلْتُ: بَلْ هِيَ لِي، وَلأَصْحَابِي فَاخْتَلَفْنَا فَقُلْتُ لهلال: كيف تتشهد? فقال: أومثلي يُسْأَلُ عَنِ التَّشَهُّدِ? فَتَشَهَّدَ عَلَى حَدِيْثِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ فَقَالَ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهِ؟ وَمِنْ أَيْنَ ثَبَتَ عِنْدَكَ? فَبَقِيَ هِلاَلٌ، وَلَمْ يُجِبْهُ فَقَالَ

_ = وقال أبو حاتم -رضي الله عنه: هذان خبران في نكاح المصطفى صلى الله عليه وسلم ميمونة تضادا في الظاهر. وعول أئمتنا في الفصل فيهما بأن قالوا: إن خبر ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم تزوج ميمونة وهو محرم، وهم، كذلك قاله سعيد بن المسيب، وخبر يزيد بن الأصم يوافق خبر عثمان بن عفان -رضوان الله عليه- في النهي عن نكاح المحرم وإنكاحه، وهو أولى بالقبول لتأييد خبر عثمان إياه. والذي عندي أن الخبر إذا صح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم غير جائز ترك استعماله إلا أن تدل السنة على إباحة تركه، فإن جاز لقائل أن يقول: وهم ابن عباس وميمونة خالته في الخبر الذي ذكرناه جاز لقائل آخر أن يقول: وهم يزيد بن الأصم في خبره؛ لأن ابن عباس أحفظ وأعلم وأفقه من مائتين مثل يزيد بن الأصم. ومعنى خبر ابن عباس عندي حيث قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ميمونة وهو محرم يريد به: وهو داخل الحرم لا أنه كان محرما، كما يقال للرجل إذا دخل الظلمة: أظلم، وأنجد: إذا دخل نجدا، وأتهم: إذا دخل تهامة، وإذا دخل الحرم: أحرم، وإن لم يكن نفسه محرما وذلك أن المصطفى صلى الله عليه وسلم، عزم على الخروج إلى مكة في عمرة القضاء، فلما عزم على ذلك، بعث من المدينة أبا رافع، ورجلا من الأنصار إلى مكة ليخطبا ميمونة له، ثم خرج صلى الله عليه وسلم وأحرم، فلما دخل مكة طاف، وسعى وحل من عمرته، وتزوج ميمونة وهو حلال بعد ما فرغ من عمرته، وأقام بمكة ثلاثا، ثم سأله أهل مكة الخروج منها، فخرج منها، فلما بلغ بسرف، بنى بها بسرف وهما حلالان، فحكى ابن عباس نفس العقد الذي كان بمكة وهو داخل الحرم بلفظ الحرام، وحكى يزيد بن الأصم القصة على وجهه، وأخبر أبو رافع أنه صلى الله عليه وسلم تزوجها وهما حلالان، وكان الرسول بينهما، وكذلك حكت ميمونة عن نفسها، فدلتك هذه الأشياء مع زجر المصطفى صلى الله عليه وسلم عن نكاح المحرم وإنكاحه على صحة ما أصلنا ضد قول من زعم أن أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم تتضاد وتتهاتر حيث عول على الرأي المنحوس، والقياس المعكوس". 1 قاله الفسوي في "المعرفة والتاريخ" "3/ 7-8".

الأَنْصَارِيُّ: تُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ، وَتُرَدِّدُ هَذَا الكَلاَمَ وَأَنْتَ لاَ تَدْرِي مَنْ رَوَاهُ عَنْ نَبِيِّكَ? بَاعَدَ اللهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الفِقْهِ فَقَسَمَهَا الأَنْصَارِيُّ فِي أَصْحَابِهِ. البَيَانُ فِي صِحَّةِ ذَلِكَ: فَإِنَّ المِنْقَرِيَّ وَاهٍ. وَكَانَ الأَنْصَارِيُّ قَدْ أَخَذَ الفِقْهَ عَنْ: عُثْمَانَ البَتِّيِّ، وَسَوَّارِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ العَنْبَرِيِّ، وَوَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ زَمَنَ الرَّشِيْدِ بَعْدَ مُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ، وَوَلِي بِهَا القَضَاءَ ثُمَّ رَجَعَ فَعَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ: أَنَّ الرَّشِيْدَ قَلَّدَهُ القَضَاءَ بِالجَانِبِ الشَّرقِيِّ بَعْدَ العَوْفِيِّ فَلَمَّا، وَلِيَ الأَمِيْنُ عَزَلَهُ، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى المَظَالِمِ بَعْدَ ابْنِ علية. قَالَ ابْنُ مُثَنَّى: سَمِعْتُ الأَنْصَارِيَّ: كَانَ يَأْتِي عَلَيَّ قَبْلَ اليَوْمِ عَشْرَةُ أَيَّامٍ لاَ أَشرَبُ المَاءَ، وَاليَوْمَ أَشْرَبُ كُلَّ يَوْمَيْنِ وَمَا أَتَيْتُ سُلْطَاناً قَطُّ إلَّا وَأَنَا كَارِهٌ. وَقِيْلَ: تَفَقَّهَ بِزُفَرَ، وَبأَبِي يُوْسُفَ فَاللهُ أَعْلَمُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ: مَاتَ الأَنْصَارِيُّ بِالبَصْرَةِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: عَاشَ سَبْعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ أَسنَدَ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَلَهُ جُزْءٌ مَشْهُوْرٌ مِنَ العَوَالِي تَفَرَّدَ بِهِ التَّاجُ الكندي، وجزء آخَرُ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ عَنْهُ، سمعناه من طريق السلفي، وجزء رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ المُهَلَّبُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُهَلَّبِ المُهَلَّبِيُّ وَيَقَعُ حَدِيْثُهُ عَالِياً فِي الغَيْلاَنِيَّاتِ، وَمَا فِي شُيُوْخِ البُخَارِيِّ أَحَدٌ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَلاَ أَعْلَى رِوَايَةً بَلَى لَهُ عِنْدَ البُخَارِيِّ نُظَرَاءُ، مِنْهُم: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى وَأَبُو عَاصِمٍ، وَمَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ رَحِمَهُمُ الله. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَةٌ كِتَابَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ أَنَّ أَبَا عَاصِمٍ حَدَّثَهُم، عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "قُمْتُ عَلَى بَابِ الجنة فإذا عامة من يَدْخُلُهَا المَسَاكِيْنُ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا النِّسَاءُ" 1. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ من وجوه عن التيمي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6547"، ومسلم "2736"، وأحمد "5/ 205، 209، 210" وعبد الله بن أحمد في زوائد "الزهد" "131".

يحيى بن كثير، ويحيى بن كثير

يحيى بن كثير، ويحيى بن كثير: 1520- يحيى بن كثير 1: "ع" ابن درهم أبو غسان العنبري مَوْلاَهُمْ البَصْرِيُّ الحَافِظُ. عَنْ: قُرَّةَ وَشُعْبَةَ وَعَلِيِّ بنِ المُبَارَكِ وَسُلَيْمِ بنِ أَخْضَرَ، وَعُمَرَ بنِ العَلاَءِ المَازِنِيِّ. وَعَنْهُ: بُنْدَارُ، وَالفَلاَّسُ وَأَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ وَالكُدَيْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَوَّامِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: مَاتَ سنة خمس أو ست، ومائتين. أما: 1521- يحيى بن كثير 2: "ق" صَاحِبُ البَصْرِيِّ أَبُو النَّضْرِ فَوَاهٍ. رَوَى عَنْ: أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ كَثِيْرُ بن يحيى خرج له ابن ماجه3.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3084"، والكنى للدولابي "2/ 76"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 760"، والكاشف "3/ ترجمة 6344"، وتهذيب التهذيب "11/ 266"، وتقرب التهذيب "2/ 356". 2 ترجمته في الكنى للدولابي "2/ 137"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 2052"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 759"، والمجروحين لابن حبان "3/ 130"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة رقم 2139"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 347"، والكاشف "3/ ترجمة 6346"، والمغني "2/ ترجمة 7033"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9608"، تهذيب التهذيب "11/ 267"، وتقريب التهذيب "2/ 356". 3 أخرج ابن ماجه "431" حدثنا محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس بن مالك حدثنا يحيى بن كثير، أبو النضر، صاحب البصري، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ خلل لحيته وفرج أصابعه مرتين". قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: يحيى بن كثير أبو النضر، ضعيف والثانية: يزيد الرقاشي، كذلك ضعيف. بل قال أحمد: كان يزيد منكر الحديث. وأجمع العلماء على ضعفه. لكن الحديث له شواهد كثيرة: فعن عمار بن ياسر: عند ابن ماجه "429"، وله شاهد عن عثمان: أخرجه ابن ماجه "430". وله شاهد عن ابن عمر: عند ابن ماجه "432"، وله شاهد عن أبي أيوب الأنصاري: عند ابن ماجه "433"، وكل هذه الشواهد تجمع على صحة تخليل اللحية دون قوله: "وفرج أصابعه مرتين" فإنها تظل على ضعفها لعدم وجود ما يشهد لها لكي ترتقي إلى الصحة أو الحسن.

الوهبي، ومحمد بن خالد الوهبي

الوهبي، ومحمد بن خالد الوهبي: 1522- الوهبي 1: "4" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ الثِّقَةُ أَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ الوَهْبِيُّ الحِمْصِيُّ الكِنْدِيُّ مَوْلاَهُمْ، أَخُو مُحَمَّدِ بنِ خَالِدٍ قِيْلَ: اسْمُ جَدِّهِمَا مُوْسَى وَقِيْلَ: مُحَمَّدٌ. حَدَّثَ أَحْمَدُ عَنْ: يُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ، وإسرائيل بن يونس وعبد العزيز بن المَاجَشُوْنِ وَعِدَّةٍ. وَلَمْ أَرَ لَهُ رِوَايَةً عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي مَرْيَمَ وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى وَعَمْرُو بنُ عُثْمَانَ وَأَخُوْهُ يَحْيَى بنُ عُثْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ خَالِدِ بنِ خَلِيٍّ وَصَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو الصَّغِيْرُ، وَمُوْسَى بنُ عِيْسَى بنِ المُنْذِرِ وَعِمْرَانُ بنُ بَكَّارٍ وَأَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الحَوْطِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الدِّمَشْقِيُّ الخَرَّازُ الأَدَمِيُّ، وَآخَرُوْنَ. رَوَى أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: أَنَّهُ ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: مَاتَ وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ. يَقَعُ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ فِي كُتُبِ الطَّبَرَانِيِّ. أَخُوْهُ: 1523- مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ الوَهْبِيُّ 2: "د، ق" ارْتَحَلَ وَحَمَلَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بن أبي خالد وأبي حنيفة وابن جُرَيْجٍ وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ وَكَثِيْرُ بنُ عُبَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى وَأَهْلُ حِمْصَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لاَ بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: هُوَ الأَكْبَرُ مَاتَ قَبْلَ المائَتَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1483"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 46"، والكاشف "1/ ترجمة 25"، وتهذيب التهذيب "1/ ترجمة 39"، وتقريب التهذيب "1/ 14". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 188"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1335"، والكاشف "3/ ترجمة 4896"، وتهذيب التهذيب "9/ 143".

خلف بن أيوب

1524- خلف بن أيوب 1: "ت" الإِمَامُ المُحَدِّثُ الفَقِيْهُ مُفْتِي المَشْرِقِ أَبُو سَعِيْدٍ العَامِرِيُّ البَلْخِيُّ الحَنَفِيُّ الزَّاهِدُ عَالِمُ أَهْلِ بَلْخَ. تَفَقَّه عَلَى القَاضِي أَبِي يُوْسُفَ. وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، وَمَعْمَرِ بنِ رَاشِدٍ وَطَائِفَةٍ، وَصَحِبَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَدْهَمَ مُدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَعَلِيُّ بنُ سَلَمَةَ اللَّبَقِيُّ، وَأَهْلُ بَلَدِهِ. وَقَدْ لَيَّنَهُ مِنْ جِهَةِ إِتْقَانِهِ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. قَالَ أَبُو عِيْسَى فِي جَامِعِهِ فِي بَابِ تَفْضِيْلِ الفِقْهِ عَلَى العِبَادَةِ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ أيوب عن عوف عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "خَصْلَتَانِ لاَ تَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ وَفِقْهٌ فِي الدِّيْنِ" 2. قَالَ أَبُو عِيْسَى: تَفَرَّدَ بِهِ خَلَفٌ وَلاَ أَدْرِي كَيْفَ هُوَ. قَالَ الحَاكِمُ فِي تَارِيْخِهِ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْد العَزِيْزِ المُذَكِّرَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ البِيْكَنْدِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مَشَايِخَنَا يَذْكُرُوْنَ أَنَّ السَّبَبَ لِثَبَاتِ مُلْكِ آلِ سَامَانَ أَنَّ أَسَدَ بنَ نُوْحٍ

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 375"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 664"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 443"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1687"، والعبر "1/ 367"، والكاشف "1/ ترجمة 1407"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2534"، والمغني "1/ ترجمة 1930"، وتهذيب التهذيب "3/ 147"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1847"، وشذرات الذهب "2/ 34". 2 حسن: أخرجه الترمذي "2684"، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" "2/ 24" من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا خلف بن أيوب، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته خلف بن أيوب العامري، ضعيف كما قال ابن معين. والحافظ في "التقريب"، وله شاهد عند ابن المبارك في "الزهد من طريق معمر، عن محمد بن حمزة بن عبد الله بن سلام، به مرفوعا. وإسناده حسن، محمد بن حمزة، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

خَرَجَ إِلَى المُعْتَصِمِ وَكَانَ شُجَاعاً عَاقِلاً فَتَعَجَّبُوا مِنْ حُسْنِهِ، وَعَقْلهِ فَقَالَ لَهُ المُعْتَصِمُ: هَلْ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ أَشْجَعُ مِنْكَ? قَالَ: لاَ قَالَ: فَهَلْ فِيْهِم أَعْلَمُ وَأَعقَلُ مِنْكَ? قَالَ: لاَ فَلَمْ يُعْجِبِ المُعْتَصِمَ ثُمَّ سَأَلَهُ: لِمَ قُلْتَ? قَالَ: لأَنَّهُ لَيْسَ فِي أَهْلِ بَيْتِي مَنْ وَطِئَ بِسَاطَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ وَرَآهُ غَيْرِي. فَاسْتَحسَنَ ذَلِكَ، وَوَلاَّهُ بَلْخَ فَكَانَ يَتَوَلَّى الخُطبَةَ بِنَفْسِهِ. ثُمَّ سَأَلَ عَنْ عُلَمَاءِ بَلْخَ فَذَكَرُوا لَهُ خَلَفَ بنَ أَيُّوْبَ فَتَحَيَّنَ مَجِيْئَه لِلْجُمُعَةِ، وَرَكِبَ إِلَى نَاحِيَتِهِ فَلَمَّا رَآهُ تَرَجَّلَ، وَقَصَدَهُ فَقَعَدَ خَلَفٌ وَخَمَّرَ وَجْهَه فَقَالَ لَهُ: السَّلاَمُ عَلَيْكُم فَأَجَابَه، وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهِ فَرَفَعَ الأَمِيْرُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا العَبْدَ الصَّالِحَ يُبْغِضُنَا فِيْكَ وَنَحْنُ نُحِبُّه فِيْكَ ثُمَّ رَكِبَ قَالَ: وَمَرِضَ خَلَفٌ فَعَادَهُ الأَمِيْرُ أسد، وَقَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ? قَالَ: نَعَمْ أَنْ لاَ تَعُوْدَ إِلَيَّ، وَإِنْ مُتُّ فَلاَ تُصَلِّ عَلَيَّ وَعَلَيْكَ السَّوَادُ فَلَمَّا تُوُفِّيَ شَيَّعَهُ وَنَزَعَ سَوَادَهُ فَقِيْلَ: إِنَّهُ سَمِعَ صَوْتاً: بِتَوَاضُعِكَ وَإِجْلاَلِكَ خَلَفاً بُنِيَتِ الدَّوْلَةُ فِي عَقِبِكَ. هَذِهِ حِكَايَةٌ غَرِيْبَةٌ فَإِنْ صَحَّتْ فَلَعَلَّ وِفَادَةَ أَسَدٍ عَلَى المَأْمُوْنِ حَتَّى يَسْتَقِيْمَ ذَلِكَ فَإِنَّ خَلَفاً مَاتَ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَتَيْنِ وَقِيْلَ: عَاشَ تِسْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً.

الحسن بن زياد

1525- الحسن بن زياد 1: العَلاَّمَةُ فَقِيْهُ العِرَاقِ أَبُو عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ مَوْلاَهُمْ الكُوْفِيُّ اللُّؤْلُؤِيُّ صَاحِبُ أَبِي حَنِيْفَةَ. نَزَلَ بَغْدَادَ وصنف وتصدر للفقه. أَخَذَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ شُجَاعٍ الثَّلْجِيُّ، وَشُعَيْبُ بنُ أَيُّوْبَ الصَّرِيْفِيْنِيُّ. وَكَانَ أَحَدَ الأَذْكِيَاءِ البَارعِيْنَ فِي الرَّأْيِ وَلِيَ القَضَاءَ بَعْد حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ ثُمَّ عَزَلَ نَفْسَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَمَاعَةَ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كَتَبتُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلفَ حَدِيْثٍ كُلُّهَا يَحتَاجُ إِلَيْهَا الفَقِيْهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحَارِثِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ خُلُقاً مِنَ الحَسَنِ اللُؤْلُؤِيِّ! وكان يكسو مماليكه كما يكسو نفسه. قُلْتُ: لَيَّنَهُ ابْنُ المَدِيْنِيِّ وَطَوَّلَ تَرْجَمَتَه الخَطِيْبُ. مات سنة أربع ومائتين رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 276"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 49"، وتاريخ بغداد "7/ 314"، والعبر "1/ 345"، وميزان الاعتدال "1/ 491"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردى "2/ 188"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 12".

أبو النضر

1526- أبو النضر 1: "ع" هُوَ: الحَافِظُ الإِمَامُ شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بنُ القَاسِمِ اللَّيْثِيُّ الخُرَاسَانِيُّ ثُمَّ البغدادي قيصر من بني ليث بن كِنَانَةَ مِنْ أَنْفُسِهِم، وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ تَمِيْمِيٌّ. ذَكَرَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ أَنَّهُ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ: ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ وَشُعْبَةَ، وَحَرِيْزَ بنَ عُثْمَانَ، وَرَأَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَتَوَضَّأُ بِمَكَّةَ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ وَسَمِعَ أَيْضاً: عِكْرِمَةَ بنَ عَمَّارٍ وَأَبَا جَعْفَرٍ الرَّازِيَّ وَشَيْبَانَ النَّحْوِيَّ، وَسُلَيْمَانَ بنَ المُغِيْرَةِ وَمُبَارَكَ بنَ فَضَالَةَ، وَالمَسْعُوْدِيَّ وَوَرْقَاءَ بنَ عُمَرَ، وَأَبَا عَقِيْلٍ صَاحِبَ بُهَيَّةَ وَعَبْدَ العَزِيْزِ بنَ المَاجَشُوْنِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ وَاللَّيْثَ بنَ سَعْدٍ، وَأَبَا مَعْشَرٍ السِّنْدِيَّ وَمُحَمَّدَ بنَ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَالوَلِيْدَ بنَ جَمِيْلٍ، وَأَبَا إِسْحَاقَ الأَشْجَعِيَّ، وَأَبَا عَقِيْلٍ الثَّقَفِيَّ وَعَبْدَ الصَّمَدِ بنَ حَبِيْبٍ، وَبَكْرَ بنَ خُنَيْسٍ وَعُبَيْدَ اللهِ الأَشْجَعِيَّ وَسَمِعَ مِنْ شُعْبَةَ مَا أَملاَهُ بِبَغْدَادَ، وَهُوَ أَرْبَعَةُ آلاَفِ حَدِيْثٍ وَرَحَلَ وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ وَعَلِيٌّ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَإِسْحَاقُ، وَخَلَفُ بنُ سَالِمٍ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ وَالفَضْلُ بنُ سَهْلٍ وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ، وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَوَلَدُهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي النَّضْرِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُنَادِي، وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ وَأَحْمَدُ بنُ الخَلِيْلِ البرجلاني، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بنُ القَاسِمِ الكِنَانِيُّ مِنْ بَنِي لَيْثٍ مِنْ أَنْفُسِهِم، وَكَانَ يُلَقَّبُ قَيْصَرَ وَإِنَّمَا لُقِّبَ بِقَيْصَرَ: أَنَّ نَصْرَ بنَ مَالِكٍ الخُزَاعِيَّ صَاحِبَ شُرْطَةِ الرَّشِيْدِ دَخَلَ الحَمَّامَ فِي وَقْتِ صَلاَةِ العَصْرِ وَقَالَ لِلْمُؤَذِّنِ: لاَ تُقِمِ الصَّلاَةَ حتى أخرج.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 335"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2844"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 98، 616"، والكنى للدولابي "2/ 137"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة رقم 446"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2031"، وتاريخ بغداد "14/ 63"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 350"، والكاشف "3/ ترجمة 6035"، وتهذيب التهذيب "11/ 18-19"، وتقريب التهذيب "2/ 314"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7648".

قَالَ: فَجَاءَ أَبُو النَّضْرِ إِلَى المَسْجَدِ، وَقَدْ أَذَّنَ المُؤَذِّنُ فَقَالَ لَهُ أَبُو النَّضْرِ: مَا لَكَ لاَ تُقِيْمُ? قَالَ: أَنْتَظِرُ أَبَا القَاسِمِ فَقَالَ: أَقِمْ فَأَقَامَ الصَّلاَةَ فَصَلَّوْا فَلَمَّا جَاءَ نَصْرُ بنُ مَالِكٍ قَالَ لِلْمُؤَذِّنِ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ: لاَ تُقِمْ حَتَّى أَخْرُجَ? قَالَ: لَمْ يَدَعنِي هَاشِمُ بنُ القَاسِمِ، وَقَالَ لِي: أَقِمْ فَقَالَ: لَيْسَ ذَا هَاشِمٌ هَذَا قَيْصَرُ يُمَثِّلُ مَلِكَ الرُّوْمِ فَلَزِمَهُ هَذَا اللَّقَبُ قَالَ الحَارِثُ: وَكَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: أَبُو النَّضْرِ شَيْخُنَا مِنَ الآمِرِيْنَ بِالمَعْرُوْفِ وَالنَّاهِيْنَ عَنِ المُنْكَرِ. وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قَالَ: أَبُو النَّضْرِ مِنْ مُتَثَبِّتِي بَغْدَادَ. وَعَنْ أَحْمَدَ: أَبُو النَّضْرِ أَثْبَتُ مِنْ شَاذَانَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ: اجْتَمَعتُ لَيْلَةً مَعَ ابْنِ وَارَةَ فَذَكَرنَا أَصْحَابَ شُعْبَةَ فَقُلْتُ أَنَا: أَبُو النَّضْرِ أَثْبَتُ مِنْ وَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ وَقَالَ هُوَ: وَهْبٌ أَثْبَتُ فَغَدَوْنَا عَلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَقَالَ: أَبُو النَّضْرِ كَتَبَ عَنْ شُعْبَةَ إِمْلاَءً. وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ، وَكَذَا قَالَ ابْنُ: المَدِيْنِيِّ وَأَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُم. قَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ أَبُو النَّضْرِ مِنَ الأَبْنَاءِ ثِقَةً صَاحِبَ سُنَّةٍ سَكَنَ بَغْدَادَ قَالَ: وَكَانَ أَهْلُ بَغْدَادَ يَفخَرُوْنَ بِهِ. وَقَالَ الحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ وَمُطَيَّنٌ وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ، وَمائَتَيْنِ. وَغَلِطَ مَنْ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ التَّنُوْخِيُّ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الخَلِيْلِ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا المَسْعُوْدِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللهُ عنه- قال: الرَّعْدُ مَلَكٌ وَالبَرْقُ مَخَارِيْقُ بِأَيْدِي المَلاَئِكَةِ يَسُوقُوْنَ بِهَا السَّحَابَ. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ أَخْبَرَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدُوَيْه الخُزَاعِيُّ، حدثنا أبو النضر حدثنا أبو جعفر الرَّازِيُّ عَنْ يُوْنُسَ عَنِ الحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّيْ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُوْلُوا: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ وَيُقِيْمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا بِهَا دِمَاءهُم، وَأَمْوَالَهُم إلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُم عَلَى اللهِ" 1. الحَسَنُ لَمْ يَصِحَّ سَمَاعُهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وهو صاحب تدليس.

_ 1 صحيح: وهذا إسناد ضعيف، فيه أبو جعفر الرازي، سيئ الحفظ، وفيه الحسن، وهو ابن يسار، مدلس. وقد عنعنه. والحديث صحيح أخرجه مسلم "21" "34"، وابن منده "196"، "402"، "403"، والدارقطني "2/ 89"، والبيهقي "8/ 202" من طريق العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أبي هريرة، به، وأخرجه ابن أبي شيبة "10/ 122"، "12/ 374"، ومسلم "21" "35"، وأبو داود "2640"، والترمذي "2606"، وابن ماجه "3927"، وابن منده "26"، "28"، والبيهقي "1/ 196". و"3/ 92" و"8/ 19 و196" و"9/ 182" من طرق عن الأعمش، عن أبي صلاح، عن أبي هريرة، به.

مكي

1527- مكي 1: "ع" ابن إبراهيم بن بشير بن فرقد، وَيُقَالُ: جَدُّه فَرْقَدُ بنُ بَشِيْرٍ الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّادِقُ مُسْنِدُ خُرَاسَانَ، أَبُو السَّكَنِ التَّمِيْمِيُّ الحَنْظَلِيُّ البلخي. سَأَلَهُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ جَعْفَرٍ البَلْخِيُّ: فِي أَيِّ سَنَةٍ وُلِدْتَ? قَالَ: فِي سَنَةِ سِتٍّ، وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. حَدَّثَ عَنْ: يَزِيْدَ بنِ أَبِي عُبَيْدٍ وَبَهْزِ بنِ حَكِيْمٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَالجُعَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحَنْظَلَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ وَمُوْسَى بنِ عُبَيْدَةَ وَعُثْمَانَ بنِ سَعْدٍ الكَاتِبِ، وَأَبِي حَنِيْفَةَ وَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ وَدَاوُدَ بنِ يَزِيْدَ الأَوْدِيِّ، وَفَائِدٍ أَبِي الوَرْقَاءِ وَفِطْرِ بنِ خَلِيْفَةَ، وَهَاشِمِ بنِ هَاشِمِ بنِ عُتْبَةَ، وَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَعُثْمَانَ بنِ الأَسْوَدِ وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ وَيَعْقُوْبَ بنِ عَطَاءٍ وَعِدَّةٍ، وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ جِدّاً. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَعُبَيْدُ اللهِ القَوَارِيْرِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَبُنْدَارُ وَسَهْلُ بنُ زَنْجَلَةَ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ الفَضْلِ البَلْخِيُّ وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ، وَالكُدَيْمِيُّ وَمُعَمَّرُ بنُ مُحَمَّدٍ البَلْخِيُّ، وَيَزِيْدُ بنُ سِنَانٍ البَصْرِيُّ، وَعُمَرُ بنُ مُدْرِكٍ القَاصُّ، وَحَفِيْدُهُ مُحَمَّدُ بنُ حَسَنٍ وَإِبْرَاهِيْمُ بن زُهَيْرٍ

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 373"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2199"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 2011"، وتاريخ بغداد "13/ 115"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 359"، والكاشف "3/ ترجمة 5721"، والعبر "2/ 13، 22"، وتهذيب التهذيب "10/ 293"، وتقريب التهذيب "2/ 273"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7431"، وشذرات الذهب "2/ 35".

الحُلْوَانِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ البَلْخِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ يَعْقُوْبَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ مُقْرِئُ نَيْسَابُوْرَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي كَثِيْرٍ البَلْخِيُّ، وَحَامِدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ حَرْبٍ، وَأَبُو عَوْفٍ البُزُوْرِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سُلَيْمَانَ البَلْخِيُّ الأَعْرَجُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَاهَانَ البَلْخِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَدُّوَيْه التِّرْمِذِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ السَّرَخْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ خَشْنَامِ بنِ صَالِحٍ البَلْخِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ الصَّيْدَلاَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَامِرِ بنِ كَامِلٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ غَالِبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ البَزَّازُ وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ قَاسِمٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ وَالِدُ الحَافِظِ أَبِي عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو السَّوَّاقُ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ حَازِمٍ البَلْخِيُّوْنَ عَشْرَتُهُم. قَالَ الكَوْسَجُ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنْ مَكِّيٍّ فَقَالَ: ثِقَةٌ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ عَنْ يَحْيَى: صَالِحٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: حَجَّ كَثِيْراً وَكَانَ لَهُ مَالٌ وَتِجَارَةٌ. حَدَّثَ عَنْ: مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ فَكَبَّرَ أَرْبَعاً فَتَفَرَّدَ بِهَذَا ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ لَمَّا بَانَ لَهُ أَنَّهُ، وَهِمَ وَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ ثُمَّ وَجَدَهُ فِي كِتَابِهِ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ1 وَقَالَ: هَكَذَا فِي كتابي. قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ الفَضْلِ: شَهِدْتُ مَكِّيّاً يَقُوْلُ: حَجَجْتُ سِتِّيْنَ حَجَّةً، وَتَزَوَّجْتُ بِسِتِّيْنَ امْرَأَةً وَجَاوَرتُ بِالبَيْتِ عَشْرَ سِنِيْنَ وَكَتَبتُ عَنْ سَبْعَةَ عَشَرَ نَفْساً مِنَ التَّابِعِيْنَ، وَلَوْ عَلِمتُ أَنَّ النَّاسَ يَحتَاجُوْنَ إِلَيَّ لَمَا كَتَبتُ دُوْنَ التَّابِعِيْنَ عَنْ أَحَدٍ. وَجَاءَ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ الفَضْلِ قَالَ: رَوَى مَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ أَحَدَ عَشَرَ نَفْساً مِنَ التَّابِعِيْنَ، وَوَقَعَ عِنْدِي تسعة.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1333"، ومسلم "951"، وأبو داود "3204"، من حديث أبي هريرة، به. وأخرجه البخاري "1334"، ومسلم "952"، والنسائي "4/ 69"، وأحمد "3/ 295، 319" من حديث جابر، به، وورد من حديث أبي أمامة بن سهل: عند النسائي "4/ 72".

وَقَالَ عُمَرُ بنُ مُدْرِكٍ: سَمِعْتُ مَكِّيَّ بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: قَطَعْتُ البَادِيَةَ مِنْ بَلْخَ خَمْسِيْنَ مَرَّةً حَاجّاً، وَدَفَعْتُ فِي كِرَاءِ بُيُوْتِ مَكَّةَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، وَمائَتَيْ دِيْنَارٍ، وَنَيِّفاً. عُمَرُ هَذَا: وَاهٍ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَكِّيٌّ ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بِنَيْسَابُوْرَ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ: قَدِمَ عَلَيْنَا مَكِّيٌّ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالبُخَارِيُّ: مَاتَ سنة أربع عشرة. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَمُطَيَّنٌ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ الفَضْلِ وَغَيْرُهُم: سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. زَادَ ابْنُ سَعْدٍ: بِبَلْخَ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَقَدْ قَارَبَ المائَةَ، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: لَمْ يَلْقَ البُخَارِيُّ بِخُرَاسَانَ أَحَداً أَكْبَرَ مِنْهُ. رَوَى لَهُ: الجَمَاعَةُ. أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَبِي نَصْرٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ قَوَّامٍ وَطَائِفَةٌ سَمِعُوا الحُسَيْنَ بنَ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ حَدَّثَنَا أَبُو الحَسَنِ المُظَفَّرِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ حَمُّوَيْه أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ حَدَّثَنَا البُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نِعْمَتَانِ مَغْبُوْنٌ فِيْهِمَا كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفراغ" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6412".

عبيد الله بن موسى

1528- عبيد الله بن موسى 1: "ع" ابن أبي المختار باذام الإمام الحافظ العابد أبو محمد العَبْسِيُّ بِمُوَحَّدَةٍ مَوْلاَهُمْ الكُوْفِيُّ. أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ المُسْنَدَ عَلَى تَرتِيْبِ الصَّحَابَةِ بِالكُوْفَةِ، كَمَا أَنَّ أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ المُسْنَدَ مِنَ البَصْرِيِّيْنَ عَلَى مَا نَقَلَهُ الخَلِيْلِيُّ فِي إِرْشَادِهِ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ عَامِ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي خَالِدٍ، وَمَعْرُوْفَ بنَ خَرَّبُوْذَ وَزَكَرِيَّا بنَ أَبِي زَائِدَةَ، وَسَعْدَ بنَ أَوْسٍ العَبْسِيَّ، وَسَلَمَةَ بنَ نُبَيْطٍ وَحَنْظَلَةَ بنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَطَلْحَةَ بنَ عَمْرٍو الحَضْرَمِيَّ، وَطَلْحَةَ بنَ يَحْيَى التَّيْمِيَّ وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ أَبِي زِيَادٍ القَدَّاحَ، وَعُثْمَانَ بنَ الأَسْوَدِ، وَعِيْسَى بنَ أَبِي عِيْسَى الحَنَّاطَ، وَكَيْسَانَ أَبَا عُمَرَ القَصَّارَ وَمُصْعَبَ بنَ سُلَيْمٍ وَأَبَا إِدَامٍ المُحَارِبِيَّ وَمُوْسَى بنَ عُبَيْدَةَ، وَابْنَ جريح وَالأَوْزَاعِيَّ وَمِسْعَراً وَشُعْبَةَ وَسُفْيَانَ، وَشَيْبَانَ وَإِسْرَائِيْلَ وَالحَسَنَ بنَ حَيٍّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. وَكَانَ مِنْ حُفَّاظِ الحَدِيْثِ مُجَوِّداً لِلْقُرْآنِ تَلاَ عَلَى: حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ وَعِيْسَى بنِ عُمَرَ الهَمْدَانِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ صَالِحِ بنِ حَيٍّ. وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ وَالتَّحْدِيْثِ. تَلاَ عَلَيْهِ: أَحْمَدُ بنُ جُبَيْرٍ الأَنْطَاكِيُّ وَأَيُّوْبُ بنُ عَلِيٍّ الأَبْزَارِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو حَمْدُوْنَ الطَّيِّبُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ قَلِيْلاً كَانَ يَكرَهُهُ لِبِدْعَةٍ مَا فِيْهِ وَإِسْحَاقُ وَابْنُ مَعِيْنٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ، وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ كَرَامَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِيُّ وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ حَازِمٍ الغِفَارِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَرَوَى عَنْهُ: البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ فِي مَشْيَخَتِهِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ وَجَمَاعَةٌ وَحَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ حَسَنُ الحَدِيْثِ قَالَ: وَأَبُو نُعَيْمٍ أَتْقَنُ مِنْهُ وَعُبَيْدُ اللهِ أَثبَتُهُم فِي إِسْرَائِيْلَ كَانَ إِسْرَائِيْلُ يَأْتِيْهِ فَيَقرَأُ عَلَيْهِ القُرْآنَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ رَأْسٌ فِي القُرْآنِ عَالِمٌ بِهِ مَا رَأَيْتُهُ رَافِعاً رَأْسَهُ، وَمَا رُئِيَ ضَاحِكاً قَطُّ. وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: كَانَ شِيْعِيّاً مُحْتَرِقاً جَازَ حَدِيْثُهُ. قُلْتُ: كَانَ صَاحِبَ عِبَادَةٍ وَلَيْلٍ صَحِبَ حَمْزَةَ، وَتَخَلَّقَ بِآدَابِهِ إلَّا في التشيع المشؤوم، فإنه أخذه عن أهله بلده المؤسس على البدعة. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَ بِأَحَادِيْثِ سُوْءٍ وأخرج تلك البلايا فحدث بها.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 400"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 1293"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 198"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1110"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 343"، والكاشف "2/ ترجمة 3644"، والمغني "2/ ترجمة 3952"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5400"، وجامع التحصيل للعلائي "ترجمة 494"، وتهذيب التهذيب "7/ 50"، وتقريب التهذيب "1/ 539"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4605"، وشذرات الذهب "2/ 29".

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ مِنْهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ، وَوَافَقَهُ عَلَى السُّنَّةِ خَلِيْفَةُ وَالبُخَارِيُّ، وَجَمَاعَةٌ وَقِيْلَ: مَاتَ فِي شَوَّالِهَا وَقَالَ الفَسَوِيُّ: سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ عَنْ عَوْنِ بنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- خَيْرُنَا بَعْدَ نَبِيِّنَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. وَرِوَايَةُ عُبَيْدِ اللهِ مِثْلَ هَذَا دَالٌّ عَلَى تَقْدِيْمِهِ لِلشَّيْخَيْنِ وَلَكِنَّهُ كَانَ يَنَالُ مِنْ خُصُوْمِ عَلِيٍّ. قَالَ ابْنُ مَنْدَةَ: كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ يَدُلُّ النَّاسَ عَلَى عُبَيْدِ اللهِ، وَكَانَ مَعْرُوْفاً بِالرَّفْضِ لَمْ يَدَعْ أَحَداً اسْمُهُ مُعَاوِيَةُ يدخل داره. فقيل: دَخَلَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ الأَشْعَرِيُّ فَقَالَ: ما اسمك? قال: معاوية قال: والله لاَ حَدَّثْتُكَ وَلاَ حَدَّثْتُ قَوْماً أَنْتَ فِيْهِم.

عثمان بن عمر بن فارس

1529- عثمان بن عمر بن فارس 1: "ع" ابن لقيط بن قيس أَبُو مُحَمَّدٍ العَبْدِيُّ البَصْرِيُّ الحَافِظُ، وَقِيْلَ: يُكْنَى أَبَا عَدِيٍّ. وَقِيْلَ: أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَقِيْلَ: أَصْلُهُ مِنْ بُخَارَى. مَوْلِدُهُ بَعْدَ العِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ: ابْنَ عَوْنٍ، وَهِشَامَ بنَ حَسَّانٍ وَكَهْمَسَ بن الحسن، ويونس ابن يَزِيْدَ، وَقُرَّةَ بنَ خَالِدٍ، وَعَلِيَّ بنَ المُبَارَكِ الهُنَائِيَّ، وَشُعْبَةَ وَإِسْرَائِيْلَ وَعَزْرَةَ بنَ ثَابِتٍ وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مُسْلِمٍ العَبْدِيَّ وَأَبَا عَامِرٍ الخَزَّازَ، وَدَاوُدَ بنَ قَيْسٍ وَابْنَ أَبِي ذِئْبٍ، وَفُلَيْحَ بنَ سُلَيْمَانَ وَمُعَاذَ بنَ العَلاَءِ وَعِدَّةً. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَالفَلاَّسُ وَبُنْدَارُ، وَابْنُ مثنى، والرمادي،

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 296"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2274"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 129"، "3/ 74-75"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 877"، وتاريخ بغداد "11/ 280"، والكاشف "2/ ترجمة 3781"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5545"، والعبر "1/ 357"، وتهذيب التهذيب "7/ 142"، وتقريب التهذيب "2/ 12"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة رقم 4772"، وشذرات الذهب "2/ 22".

وَسُلَيْمَانُ بنُ سَيْفٍ الحَرَّانِيُّ وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَيَزِيْدُ بنُ سِنَانٍ البَصْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى وَالصَّنْعَانِيُّ وَالكُدَيْمِيُّ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوْحٍ المَدَائِنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ القَزَّازُ وَخَلْقٌ كثير. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: رَجُلٌ صَالِحٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ لاَ يَرْضَاهُ. قُلْتُ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ كَثِيْرُ التَّعَنُّتِ فِي الرِّجَالِ وَإِلاَّ فَعُثْمَانُ بنُ عُمَرَ ثِقَةٌ مَا فِيْهِ مَغْمَزٌ. قَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ: مَاتَ لِثَلاَثٍ، وَعِشْرِيْنَ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ، وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ حَكِيْمٍ: لِثَمَانٍ بَقِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ. وَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ فَوَهِمَ وَقَالَ خَلِيْفَةُ: سَنَةَ سَبْعٍ فَصَحَّفَ. أَخْبَرَنَا شَيْخُ الإِسْلاَمِ شَمْسُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ قُدَامَةَ إِجَازَةً أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ عَنِ القَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذكر كَلِمَةً، وَبَعْدَهَا أَشْعَرَ بُدْنَتَهُ، وَقَلَّدَهَا ثُمَّ بَعَثَ بها إلى البيت، وأقام بالمدينة فما حرم عليه شيء. أخرجه مسلم1.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1321"، "362" من طريق عبد الله بن قعنب، عن أفلح، به.

الأشيب

1530- الأشيب 1: "ع" الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ قَاضِي المَوْصِلِ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُوْسَى البَغْدَادِيُّ الأَشْيَبُ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَشُعْبَةَ وَشَيْبَانَ، وَحَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ، وَزُهَيْرَ بنَ مُعَاوِيَةَ، وَحَمَّادَ بنَ زَيْدٍ وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، وَحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَوَّامِ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى، وَإِسْحَاقَ بنَ الحَسَنِ الحَرْبِيَّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ. وَلِيَ قَضَاءَ حِمْصَ، وَقَضَاءَ طَبَرِسْتَانَ ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ المَوْصِلِ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ لاَ يُقَلِّدُ أَحَداً. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ الحَافِظُ: كَانَ بِالمَوْصِلِ بَيْعَةٌ قَدْ خَرِبَتْ، فَاجْتَمَعَ النَّصَارَى إِلَى الحَسَنِ الأَشَيْبِ وَجَمَعُوا مائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ عَلَى أَنْ يَحْكُمَ لَهُم بِهَا حَتَّى تُبْنَى فَقَالَ: ادْفَعُوا المَالَ إِلَى بَعْضِ الشُّهُودِ. فَلَمَّا حَضَرُوا بِالجَامِعِ قَالَ: اشْهَدُوا عَلَيَّ بِأَنِّي قَدْ حَكَمْتُ بِأَنْ لاَ تُبْنَى. فَنَفَرَ النَّصَارَى، وَرَدَّ عَلَيْهِمُ المَالَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَاتَ الأَشَيْبُ بِالرَّيِّ فَحَضَرتُ جِنَازَتَه. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَلِيَ قَضَاءَ حِمْصَ، وَالمَوْصِل لِهَارُوْنَ الرَّشِيْدِ ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ إِلَى أَنْ وَلاَّهُ المَأْمُوْنُ قَضَاءَ طَبَرِسْتَانَ، فَتَوَجَّه إِلَيْهَا فَمَاتَ بِالرَّيِّ سنة تسع ومائتين في ربيع الأول.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 337"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2567"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 61، 69"، والكنى للدولابي "2/ 34"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 160"، وتاريخ بغداد "7/ 426"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 364"، والعبر "1/ 357"، والكاشف "1/ ترجمة 1076" وميزان الاعتدال "1/ 524"، والمغني "1/ ترجمة 1488"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 280"، وتهذيب التهذيب "2/ 323"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة "1388"

منصور بن سلمة

1531- منصور بن سلمة 1: "خ، م، س" ابن عبد العزيز بن صالح الحَافِظُ النَّاقِدُ الحُجَّةُ أَبُو سَلَمَةَ الخُزَاعِيُّ البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ، وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ وَيَعْقُوْبَ القُمِّيِّ، وَشَرِيْكٍ القَاضِي وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، وَهُشَيْمٍ وطبقتهم. حدث عنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَةُ، وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ بَصِيْراً بِالرِّجَالِ وَالعِلَلِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: قَالَ لِي أَبِي وَقَدْ رَجَعنَا مِنْ عِنْدِ أَبِي سَلَمَةَ الخُزَاعِيِّ: كَتَبْتَ اليَوْمَ عَنْ كَبْشٍ نَطَّاحٍ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ أَحَدُ الحُفَّاظِ الرُّفَعَاءِ الَّذِيْنَ كَانُوا يُسْأَلُوْنَ عَنِ الرِّجَالِ وَيُؤْخَذُ بِقَوْلِهُم أَخَذَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ مَعِيْنٍ وَغَيْرُهُمَا عِلْمَ ذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً يَتَمَنَّعُ بِالحَدِيْثِ ثُمَّ حَدَّثَ أَيَّاماً، وَخَرَجَ إِلَى الثَّغْرِ فَمَاتَ بِالمَصِّيْصَةِ سَنَةَ عَشْرٍ، ومائتين وفيها أرخه: أبو بكر الأَعْيَنُ وَمُطَيَّنٌ وَقَالَ مُطَيَّنٌ مَرَّةً: مَاتَ سَنَةَ تسع، والأول هو الصحيح.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 345"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1502"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 180"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 763"، وتاريخ بغداد "13/ 70" وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 349"، والكاشف "3/ ترجمة 5741"، وتهذيب التهذيب "10/ 308"، وتقريب التهذيب "2/ 376"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7209".

اليزيدي

1532- اليزيدي 1: شَيْخُ القُرَّاءِ أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ المُبَارَكِ بنِ المُغِيْرَةِ العَدَوِيُّ البَصْرِيُّ النَّحْوِيُّ، وَعُرِفَ بِالِيَزِيْدِيِّ لاتِّصَالِهِ بِالأَمِيْرِ يَزِيْدَ بنِ مَنْصُوْرٍ خَالِ المَهْدِيِّ يُؤَدِّبُ وَلَدَه. جَوَّدَ القُرْآنَ عَلَى: أَبِي عَمْرٍو المَازِنِيِّ، وَحَدَّثَ عَنْهُ وَعَنِ: ابْنِ جُرَيْجٍ. تَلاَ عَلَيْهِ خَلْقٌ مِنْهُم: أَبُو عُمَرَ الدُّوْرِيُّ، وَأَبُو شُعَيْبٍ السُّوْسِيُّ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَأَبُو عُبَيْدٍ وَإِسْحَاقُ المَوْصِلِيُّ. وَرَوَى عَنْهُ: قِرَاءةَ أَبِي عَمْرٍو: بَنُوْهُ مُحَمَّدٌ، وَعَبْدُ اللهِ وَإِبْرَاهِيْمُ وَإِسْمَاعِيْلُ، وَإِسْحَاقُ وَحَفِيْدُهُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو حَمْدُوْنَ الطَّيِّبُ وَعَامِرٌ أُوْقِيَّةُ، وَسُلَيْمَانُ بنُ خَلاَّدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ جُبَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بنُ شُجَاعٍ، وَأَبُو أَيُّوْبَ الخياط وجعفر غلام سجادة ومحمد بنُ سَعْدَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الرُّوْمِيُّ. وَلَهُ اخْتِيَارٌ فِي القِرَاءةِ لَمْ يَخْرُجْ فِيْهِ عَنِ السَّبْعِ. وَقَدْ أَدَّبَ المَأْمُوْنَ وَعَظُمَ حَالُه، وَكَانَ ثِقَةً عَالِماً حُجَّةً فِي القِرَاءةِ لاَ يَدْرِي مَا الحَدِيْثُ لَكِنَّهُ أَخْبَارِيٌّ نَحْوِيٌّ عَلاَّمَةٌ بَصِيْرٌ بِلِسَانِ العَرَبِ أَخَذَ العَرَبِيَّةَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَعَنِ الخَلِيْلِ. وَأَلَّفَ كِتَابَ النَّوَادِرِ وَكِتَابَ المَقْصُوْرِ وَالمَمْدُوْدِ، وَكِتَابَ الشَّكْلِ وَكِتَابَ نَوَادِرِ اللُّغَةِ وَكِتَابَ النَّحْوِ. وَكَانَ نَظِيْراً لِلْكِسَائِيِّ يَجْلِسُ لِلنَّاسِ فِي مَسْجِدٍ مَعَ الكِسَائِيِّ لِلإِفَادَةِ فَكَانَ يُؤَدِّبُ المَأْمُوْنَ، وَكَانَ الكِسَائِيُّ يُؤَدِّبُ الأَمِيْنَ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي حَمْدُوْنَ قَالَ: شَهِدتُ ابْنَ أَبِي العَتَاهِيَةِ وَكَتَبَ عَنِ اليَزِيْدِيِّ نَحْوَ عَشْرَةِ آلاَفِ وَرَقَةٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ خَاصَّةً. قُلْتُ: عَاشَ أَرْبَعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: بَلْ كَانَتْ وَفَاتُهُ بِمَرْوَ فِي صحابة المأمون.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 146"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "20/ 30-32"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 799"، والعبر "1/ 338"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 173"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 4".

عبد الرزاق بن همام

1533- عبد الرزاق بن همام 1: "ع" ابن نافع الحَافِظُ الكَبِيْرُ عَالِمُ اليَمَنِ أَبُو بَكْر الحِمْيَرِيُّ مَوْلاَهُمْ الصَّنْعَانِيُّ، الثِّقَةُ الشِّيْعِيُّ. ارْتَحَلَ إِلَى الحِجَازِ وَالشَّامِ وَالعِرَاقِ وَسَافَرَ فِي تِجَارَةٍ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بن عُمَرَ، وَأَخِيْهِ عَبْدِ اللهِ وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرٍ فَأَكْثَرَ عَنْهُ وَحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَالمُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ وَعُمَرَ بنِ ذَرٍّ وَمُحَمَّدِ بنِ رَاشِدٍ وَزَكَرِيَّا بنِ إِسْحَاقَ وَعِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ وَثَوْرِ بنِ يَزِيْدَ وَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَإِسْرَائِيْلَ بنِ يُوْنُسَ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ وَوَالِدِهِ هَمَّامٍ وَخَلْقٍ سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: شَيْخُهُ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ وأبو أسامه وطائفة من

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 548"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1933"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1082"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 379"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 204"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1463"، والأنساب للسمعاني "8/ 92"، والكاشف "2/ ترجمة 3410"، والمغني "2/ ترجمة 3678"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5044"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 357"، وتهذيب التهذيب "6/ 310"، وتقريب التهذيب "1/ 505"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة رقم 3415".

أَقْرَانِهِ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ رَاهَوَيْه وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَيَحْيَى بنُ جَعْفَرٍ البِيْكَنْدِيُّ، وَيَحْيَى بنُ مُوْسَى خَتُّ وَالحَسَنُ بنُ أَبِي الرَّبِيْعِ وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السلمي وأحمد بن الأزهر وسلمة بن شَبِيْبٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّبَرِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سُوَيْدٍ الشِّبَامِيُّ وَالحَسَنُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى البَوْسِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَرَّةَ الصَّنْعَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ المِصْرِيُّ، وَحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ وَمُحَمَّدُ بنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، وَمُؤَمَّلُ بنُ إِهَابٍ. قَالَ أحمد: حدثنا عبد الرازق: أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: لَزِمْتُ مَعْمَراً ثَمَانِيَ سِنِيْنَ حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى وَابْنُ مَعِيْنٍ. عَبَّاسٌ: عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي حَدِيْثِ مَعْمَرٍ أَثْبَتَ مِنْ هِشَامِ بنِ يُوْسُفَ، وَكَانَ هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ أَثْبَتَ مِنْهُ فِي حَدِيْثِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَقرَأَ لِكُتُبِ ابْنِ جُرَيْجٍ مِنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَكَانَ أَعْلَمَ بِحَدِيْثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ مِنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: أَتَيْنَا عَبْدَ الرَّزَّاقِ قَبْلَ المائَتَيْنِ، وَهُوَ صحيح البصر، ومن سمع منه بعدما ذَهَبَ بَصَرُهُ فَهُوَ ضَعِيْفُ السَّمَاعِ. وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: إِذَا اخْتَلَفَ أصحاب مَعْمَرٍ فَالحَدِيْثُ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: قَالَ لِي هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ: كَانَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَعْلَمَنَا، وَأَحْفَظَنَا. قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ النُّظَرَاءُ يَعتَرِفُوْنَ لأَقْرَانِهِم بِالحِفْظِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَا كَانَ أَعْلَمَ عَبْدَ الرَّزَّاقِ بِمَعْمَرٍ وَأَحْفَظَهُ عَنْهُ! وَكَانَ هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ فَصِيْحاً يَبْتَدِعُ الخُطبَةَ عَلَى المِنْبَرِ. قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: فَعَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي سُفْيَانَ? قَالَ: مِثْلُهُم يَعْنِي: قَبِيْصَةَ وَالفِرْيَابِيَّ وَعُبَيْدَ اللهِ وَابْنَ يَمَانٍ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ: ثِقَةٌ كَانَ يَتَشَيَّعُ. وَفِي المُسْنَدِ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَا كَانَ فِي قَرْيَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِئْرٌ فَكُنَّا نَذهَبُ نُبَكِّرُ عَلَى مِيْلَيْنِ نَتَوَضَّأُ وَنَحمِلُ مَعَنَا المَاءَ.

وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ يَقُوْلُ: كُنْتُ مَعَ أَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فَجَاءنَا يَوْمُ الفِطْرِ، فَخَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ إِلَى المُصَلَّى، وَمَعَنَا نَاسٌ كَثِيْرٌ فَلَمَّا رَجَعْنَا دَعَانَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ إِلَى الغَدَاءِ، ثُمَّ قَالَ لأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ: رَأَيْتُ اليَوْمَ مِنْكُمَا عَجَباً لَمْ تُكَبِّرَا! فَقَالَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ: يَا أَبَا بَكْرٍ كُنَّا نَنْتَظِرُ هَلْ تُكَبِّرُ فَنُكَبِّرَ فَلَمَّا رَأَينَاكَ لَمْ تُكَبِّرْ أَمسَكْنَا قَالَ: وَأَنَا كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْكُمَا، هَلْ تكبران فأكبر. مَكِّيُّ بنُ عَبْدَانَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُوْلُ: صَارَ مَعْمَرٌ هَلِيْلَجَةً1 فِي فَمِي. الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ: سَمِعْتُ فَيَّاضَ بنَ زُهَيْرٍ النَّسَائِيَّ يَقُوْلُ: تَشَفَّعْنَا بِامْرَأَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَلَيْهِ فَدَخَلْنَا فَقَالَ: هَاتُوا تَشَفَّعتُم إِلَيَّ بِمَنْ يَنْقَلِبُ مَعِيَ عَلَى فِرَاشِي? ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ الشَّفِيْعُ الَّذِي يَأْتِيْكَ مُتَّزِراً ... مِثْلَ الشَّفِيْعِ الَّذِي يَأْتِيْكَ عُرْيَانَا عَبَّاسٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ بِشْرُ بنُ السَّرِيِّ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَدِمتُ مَكَّةَ مَرَّةً فَأَتَانِي أَصْحَابُ الحَدِيْثِ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ انْقَطَعُوا عَنِّي يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً فَقُلْتُ: يَا رَبِّ مَا شَأْنِي? أَكَذَّابٌ أَنَا? أَيُّ شَيْءٍ أَنَا? قال: فجاءوني بَعْدَ ذَلِكَ. المُفَضَّلُ الجَنَدِيُّ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُوْلُ: أَخزَى اللهُ سِلْعَةً لاَ تَنْفُقُ إلَّا بَعْدَ الكِبَرِ، وَالضَّعْفِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَحَدُهُم مائَةَ سَنَةٍ كُتِبَ عَنْهُ فَإِمَّا أَنْ يُقَالَ: كَذَّابٌ فَيُبطِلُوْنَ عِلْمَهُ وَإِمَّا أَنْ يُقَالَ: مُبتَدِعٌ فَيُبطِلُوْنَ عِلْمَهُ فَمَا أَقَلَّ مَنْ يَنجُوَ مِنْ ذَلِكَ. مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ: عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: قَالَ لِي وَكِيْعٌ: أَنْتَ رَجُلٌ عِنْدَكَ حَدِيْثٌ وَحِفظُكَ لَيْسَ بِذَاكَ فَإِذَا سُئِلتَ عَنْ حَدِيْثٍ فَلاَ تَقُلْ: لَيْسَ هُوَ عِنْدِي وَلَكِنْ قُلْ: لاَ أَحفَظُهُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فِي المسند: قال يحيى بن مَعِيْنٍ: قَالَ لِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ: اكْتُبْ عَنِّي حَدِيْثاً وَاحِداً مِنْ غَيْرِ كِتَابٍ قُلْتُ: لاَ وَلاَ حَرْفٍ. ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَعِيْنٍ قَالَ لِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ أَقْدَمَ عَلَيْهِ اليَمَنَ: يَا فَتَى! مَا تُرِيْدُ إِلَى هَذِهِ الأَحَادِيْثِ سَمِعْنَا وَعَرَضنَا وَكُلٌّ سَمَاعٌ؟ وَقَالَ لِي: إِنَّ هَذِهِ الكُتُبَ كَتَبَهَا لِيَ الوَرَّاقُوْنَ سَمِعْنَاهَا مَعَ أَبِي. عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ وَعَبَّاسٌ وَاللَّفْظُ لَهُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن معين: قال لي أبو جعفر

_ 1 الهليلج والإهليلج: ثمر يتخذ في العقاقير.

السويدي: جاءوا إِلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِأَحَادِيْثَ كَتَبُوْهَا لَيْسَتْ مِنْ حَدِيْثِهِ فَقَالُوا لَهُ: اقْرَأْهَا عَلَيْنَا فَقَالَ: لاَ أَعْرِفُهَا فَقَالُوا: اقْرَأْهَا عَلَيْنَا وَلاَ تَقُلْ فِيْهَا: حَدَّثَنَا فَقَرَأَهَا عَلَيْهِم. قَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ فِي حَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: حَدَّثَ بِهِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ النَّارُ جُبَارٌ: لَمْ يَكُنْ فِي الكُتُبِ بَاطِلٌ رَوَاهَا: الأَثْرَمُ عَنْ أَحْمَدَ وَزَادَ: ثُمَّ قَالَ: وَمَنْ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ? قُلْتُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ شَبُّوَيْه قَالَ: هَؤُلاَءِ سَمِعُوا بَعْدَ مَا عَمِيَ كان يلقن فَلَقَّنُوْهُ، وَلَيْسَ فِي كُتُبِهِ وَقَدْ أَسنَدُوا عَنْهُ أَحَادِيْثَ لَيْسَتْ فِي كُتُبِهِ. قُلْتُ: أَظُنُّهَا تَصَحَّفَتْ عَلَيْهِم فَإِنَّ النَّارَ قَدْ تُكْتَبُ "النِّيْرَ" عَلَى الإِمَالَةِ بِيَاءٍ عَلَى هَيْئَةِ البِيْرِ فَوَقَعَ التَّصْحِيْفُ. ابْنُ أَبِي العَقِبِ وَأَبُو المَيْمُوْنِ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ حَدَّثَنِي مَحْمُوْدُ بنُ سُمَيْعٍ، سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ يَقُوْلُ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: رَأَيْتَ أَحْسَنَ حَدِيْثاً مِنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ? قَالَ: لاَ. قَالَ كَاتِبُهُ: مَا أَدْرِي مَا عَنَى أَحْمَدُ بِحُسْنِ حَدِيْثِهِ هَلْ هُوَ جُوْدَةُ الإِسْنَادِ أَوِ المَتْنِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. الفَسَوِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي السَّرِيِّ قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: مَا رَأْيُكَ أَنْتَ? يَعْنِي: فِي التَّفْضِيْلِ قَالَ: فَأَبَى أَنْ يُخْبِرَنِي، وَقَالَ: كَانَ سُفْيَانُ يَقُوْلُ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ وَيَسْكُتُ ثُمَّ قَالَ لِي سُفْيَانُ: أُحِبُّ أَنْ أَخْلُوَ بِأَبِي عُرْوَةَ يَعْنِي: مَعْمَراً فَقُلْنَا لِمَعْمَرٍ فَقَالَ: نَعَمْ فَخَلاَ بِهِ فَلَمَّا أَصْبَحَ قُلْتُ: يَا أَبَا عُرْوَةَ! كَيْفَ رَأَيْتَهُ? قَالَ: هُوَ رَجُلٌ إلَّا أَنَّهُ قَلَّمَا تُكَاشِفُ كُوْفِيّاً إلَّا، وَجَدتَ فِيْهِ شَيْئاً يُرِيْدُ: التَّشَيُّعَ ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَكَانَ مَالِكٌ يَقُوْلُ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَيَسكُتُ وَكَانَ مَعْمَرٌ يَقُوْلُ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَيَسكُتُ، وَمِثْلُه كان يقول هشام بن حسان. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي: أَكَانَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ يُفْرِطُ فِي التَّشَيُّعِ? قَالَ: أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ فِي هَذَا شَيْئاً وَلَكِنَّ رَجُلاً يُعْجِبُهُ أَخْبَارُ النَّاسِ أَوِ الأَخْبَارُ. مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْسِ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيَّ عَنْ حَدِيْثٍ لِجَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ فَقُلْتُ: رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فَقَالَ: فَقَدتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، مَا أَفسَدَ جَعْفَراً غَيْرَهُ يَعْنِي: فِي التَّشَيُّعِ قُلْتُ أَنَا: بَلْ مَا أَفسَدَ عَبْدَ الرَّزَّاقِ سِوَى جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ بُكَيْرٍ الحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ يَزِيْدَ البَصْرِيُّ، سَمِعْتُ مَخْلَداً الشَّعِيْرِيَّ يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فَذَكَرَ رَجُلٌ مُعَاويَةَ فَقَالَ: لاَ تُقَذِّرْ مَجْلِسَنَا بِذِكْرِ وَلَدِ أبي سفيان!

عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: تَخْشَى السِّنَّ عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ? فَقَالَ: أَمَّا حَيْثُ رَأَينَاهُ فَمَا كَانَ بَلَغَ الثَّمَانِيْنَ نَحْوٌ مِنْ سَبْعِيْنَ. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: ذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيْدِيُّ أَنَّ قَوْماً مِنَ الخُرَاسَانِيَّةِ مِنْ أصحاب الحديث جاءوا إِلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِأَحَادِيْثَ لِلْقَاضِي هِشَامِ بنِ يُوْسُفَ، تَلَقَّطُوهَا عَنْ مَعْمَرٍ مِنْ حَدِيْثِ هِشَامٍ، وكان ابن ثور ثقة فجاءوا بِهَا إِلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ فَنَظَرَ فِيْهَا فَقَالَ: بَعْضُهَا سَمِعْتُهَا، وَبَعْضُهَا لاَ أَعْرِفُهَا وَلَمْ أَسْمَعْهَا قال: فلم يُفَارِقُوهُ حَتَّى قَرَأَهَا، وَلَمْ يَقُلْ لَهُم: حَدَّثَنَا وَلاَ أَخْبَرَنَا حَدَّثَنِي السُّوَيْدِيُّ بِهَذَا. آدَمُ بنُ مُوْسَى: سَمِعْتُ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ مَا حَدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ فَهُوَ أَصَحُّ. أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المُسْنَدِيُّ قَالَ: وَدَّعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ فَقُلْتُ: أَتُرِيْدُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ? قَالَ: أَخَافُ أَنْ يَكُوْنَ مِنَ الَّذِيْنَ ضَلَّ سَعْيُهُم فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا. عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ: قَالَ هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ: عَرَضَ مَعْمَرٌ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ عَلَى هَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ إلَّا أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهَا نَيِّفاً وَثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً يَعْنِي: صَحِيْفَةَ هَمَّامٍ الَّتِي رَوَاهَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْهُ، وَهِيَ مائَةٌ وَنَيِّفٌ وَثَلاَثُوْنَ حَدِيْثاً أَكْثَرُهَا فِي الصَّحِيْحَيْنِ. العُقَيْلِيُّ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ لَهُ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادٍ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عُثْمَانَ الثَّقَفِيَّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ مِنْ صَنْعَاءَ، قَالَ لَنَا وَنَحْنُ جَمَاعَةٌ: أَلَسْتُ قَدْ تَجَشَّمْتُ الخُرُوْجَ إِلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ؟ فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ، وَأَقَمْتُ عِنْدَهُ حَتَّى سَمِعْتُ مِنْهُ مَا أَرَدْتُ? وَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إلَّا هُوَ إِنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ كَذَّابٌ، وَالوَاقِدِيُّ أَصْدَقُ مِنْهُ. قُلْتُ: بَلْ وَاللهِ مَا بَرَّ عَبَّاسٌ فِي يمينه، ولبئس ما قال يعمد إلى شَيْخِ الإِسْلاَمِ، وَمُحَدِّثِ الوَقْتِ، وَمَنِ احْتَجَّ بِهِ كُلُّ أَربَابِ الصِّحَاحِ، وَإِنْ كَانَ لَهُ أَوهَامٌ مَغْمُورَةٌ، وَغَيْرُهُ أَبرَعُ فِي الحَدِيْثِ مِنْهُ فَيَرْمِيهِ بِالكَذِبِ، وَيُقَدِّمُ عَلَيْهِ الوَاقِدِيَّ الَّذِي أَجْمَعَتِ الحُفَّاظُ عَلَى تَرْكِهِ، فَهُوَ فِي مَقَالَتِهِ هَذِهِ خَارِقٌ لِلإِجْمَاعِ بِيَقِيْنٍ. قَالَ العُقَيْلِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ الصَّنْعَانِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ زَيْدُ بنُ المُبَارَكِ قَدْ لَزِمَ عَبْدَ الرَّزَّاقِ فَأَكْثَرَ عَنْهُ ثُمَّ خَرَقَ كُتُبَهُ، وَلَزِمَ مُحَمَّدَ بنَ ثَوْرٍ فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، فَحَدَّثَنَا بِحَدِيْثِ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَالِكِ بنِ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ الحَدِيْثَ الطَّوِيْلَ فَلَمَّا قَرَأَ قَوْلَ عُمَرَ لِعَلِيٍّ وَالعَبَّاسِ: فَجِئْتَ أَنْتَ تَطْلُبَ مِيْرَاثَكَ مِنِ ابْنِ أَخِيْكَ وَجَاءَ هَذَا يَطلُبُ مِيْرَاثَ امْرَأَتِهِ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: انْظُرُوا إِلَى الأَنْوَكِ يَقُوْلُ: تطلب

أَنْتَ مِيْرَاثَكَ مِنِ ابْنِ أَخِيْكَ، وَيَطلُبُ هَذَا مِيْرَاثَ زَوْجَتِهِ مِنْ أَبِيْهَا لاَ يَقُوْلُ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ زَيْدُ بنُ المُبَارَكِ: فَلَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ وَلاَ أَرْوِي عَنْهُ. قُلْتُ: هَذِهِ عَظِيْمَةٌ، وَمَا فَهِمَ قَوْلَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُمَرَ، فَإِنَّكَ يَا هَذَا لَوْ سَكَتَّ لَكَانَ أَوْلَى بِكَ فَإِنَّ عُمَرَ إِنَّمَا كَانَ فِي مَقَامِ تَبْيِيْنِ العُمُوْمَةِ وَالبُنُوَّةِ، وَإِلاَّ فَعُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَعْلَمُ بِحَقِّ المُصْطَفَى، وَبِتَوقِيْرِهِ وَتَعْظِيْمِهِ مِنْ كُلِّ مُتَحَذْلِقٍ مُتَنَطِّعٍ بَلِ الصَّوَابُ أَنْ نَقُوْلَ عَنْكَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الأَنْوَكِ الفَاعِلِ عَفَا اللهُ عَنْهُ كَيْفَ يَقُوْلُ عَنْ عُمَرَ هَذَا وَلاَ يَقُوْلُ: قَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ الفَارُوْقُ? وَبِكُلِّ حَالٍ فَنَسْتَغْفِرُ اللهَ لَنَا ولعبد الرَّزَّاقِ فَإِنَّهُ مَأْمُوْنٌ عَلَى حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَادِقٌ. قَالَ العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الصِّرَارِيَّ يَقُوْلُ: بَلَغَنَا، وَنَحْنُ بِصَنْعَاءَ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ أَنَّ أَصْحَابَنَا يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ، وَأَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، وَغَيْرَهُمَا تَرَكُوا حَدِيْثَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَكَرِهُوهُ فَدَخَلَنَا مِنْ ذَلِكَ غَمٌّ شَدِيْدٌ وَقُلْنَا: قَدْ أَنْفَقْنَا وَرَحَلْنَا، وَتَعِبْنَا فَلَمْ أَزَلْ فِي غَمٍّ مِنْ ذَلِكَ إِلَى وَقْتِ الحَجِّ فَخَرَجتُ إِلَى مَكَّةَ فَلَقِيْتُ بِهَا يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا! مَا نَزَلَ بِنَا مِنْ شَيْءٍ بَلَغَنَا عَنْكُم فِي عَبْدِ الرَّزَّاقِ? قَالَ: وَمَا هُوَ? قُلْنَا: بَلَغَنَا أَنَّكُم تَرَكْتُم حَدِيْثَهُ وَرَغِبْتُم عَنْهُ قَالَ: يَا أَبَا صَالِحٍ! لَوِ ارْتَدَّ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ الإِسْلاَمِ مَا تَرَكْنَا حَدِيْثَهُ. أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ وَبَلَغَهُ أَنَّ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ تَكَلَّمَ فِي عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى بِسَبَبِ التَّشَيُّعِ فَقَالَ يَحْيَى: وَاللهِ العَظِيْمِ لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فِي هَذَا المَعْنَى أَكْثَرَ مِمَّا يَقُوْلُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَلَكِنْ خَافَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ أَنْ تَذْهَبَ رِحْلَتُهُ إِلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَوْ كَمَا قَالَ رَوَاهَا ثِقَتَانِ عَنْهُ. أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: أَنْبَؤُوْنَا عَنْ بَرَكَاتٍ الخُشُوْعِيِّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ اليُوْسُفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ البَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا القَطِيْعِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ سَمِعْتُ سَلَمَةَ بنَ شَبِيْبٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُوْلُ: مَا انْشَرَحَ صَدْرِي قَطُّ أَنْ أُفَضِّلَ عَلِيّاً عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَرَحِمَهُمَا اللهُ وَرَحِمَ عُثْمَانَ، وَعَلِيّاً مَنْ لَمْ يُحِبَّهُم فَمَا هُوَ بِمُؤْمِنٍ أَوْثَقُ عَمَلِي حُبِّي إِيَّاهُم. أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرقِيِّ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُوْلُ: أُفَضِّلُ الشَّيْخَيْنِ بِتَفْضِيْلِ عَلِيٍّ إِيَّاهُمَا عَلَى نَفْسِهِ كَفَى بِي إِزْرَاءً أَنْ أُخَالِفَ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَيَّارٍ الفَرْهِيَانِيُّ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ، عَنْ زَيْدِ بنِ المُبَارَكِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ كَذَّاباً يَسْرِقُ الحَدِيْثَ.

وَذَكَرَهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ فَقَالَ: نَسَبُوْهُ إِلَى التَّشَيُّعِ، وَرَوَى أَحَادِيْثَ فِي الفَضَائِلِ لاَ يُوَافَقُ عَلَيْهَا، فَهَذَا أَعْظَمُ مَا ذَمُّوهُ بِهِ مِنْ رِوَايَتِهِ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ، وَلِمَا رَوَاهُ فِي مَثَالِبِ غَيْرِهِم مِمَّا لَمْ أَذْكُرْهُ، وَأَمَّا الصِّدْقُ فَإِنِّي أَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ، إلَّا أَنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنْهُ أَحَادِيْثُ فِي أَهْلِ البَيْتِ، وَمثَالِبُ آخَرِيْنَ مَنَاكِيْرُ، وَقَدْ سَمِعْتُ ابْنَ حَمَّادٍ، سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ الصِّرَارِيَّ فَذَكَرَ حِكَايَتَه وَقَوْلَ يَحْيَى: لَوِ ارْتَدَّ مَا تركنا حديثه. وقد أورد أبو القاسم بن عَسَاكِرَ تَرْجَمَةَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فِي سَبْعَ عَشْرَةَ وَرَقَةً، وَأَفظَعُ حَدِيْثٍ لَهُ مَا تَفَرَّد بِهِ عَنْهُ الثِّقَةُ أَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ فِي مَنَاقِبِ الإِمَامِ عَلِيٍّ، فَإِنَّهُ شِبْهُ مَوْضُوْعٍ، وَتَابَعَهُ عَلَيْهِ محمد بن علي بن سفيان الصَّنْعَانِيُّ النَّجَّارُ قَالاَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَظَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: "أَنْتَ سَيِّدٌ فِي الدُّنْيَا سَيِّدٌ فِي الآخِرَةِ حَبِيْبُكَ حَبِيْبِي، وَحَبِيْبِي حَبِيْبُ اللهِ وَعَدُوُّكَ عَدُوِّي وَعَدُوِّي عَدُوُّ اللهِ فَالوَيْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ بَعْدِي"1. قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَ بِهِ أَبُو الأَزْهَرِ بِبَغْدَادَ فِي حَيَاةِ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ فَأَنْكَرَهُ مَنْ أَنْكَرَهُ حَتَّى تَبَيَّنَ لِلْجَمَاعَةِ أَنَّ أَبَا الأَزْهَرِ بَرِيْءُ السَّاحَةِ مِنْهُ فَإِنَّهُ صَادِقٌ، وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ المُذَكِّرُ حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ فَذَكَرَهُ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوْنَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّجَّارُ فَذَكَرَهُ. وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظَ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ يَحْيَى التُّسْتَرِيَّ يَقُوْلُ: لَمَّا حَدَّثَ أَبُو الأَزْهَرِ بِهَذَا فِي الفَضَائِلِ أُخْبِرَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ بِذَلِكَ فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَهُ فِي جَمَاعَةِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ إِذْ قَالَ: مَنْ هَذَا الكَذَّابُ النَّيْسَابُوْرِيُّ الَّذِي حَدَّثَ بِهَذَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ? فَقَامَ أَبُو الأَزْهَرِ فَقَالَ: هُوَ ذَا أَنَا. فَتَبَسَّم يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَسْتَ بِكَذَّابٍ وَتَعَجَّبَ مِنْ سَلاَمتِهِ وَقَالَ: الذَّنْبُ لِغَيْرِكَ فِيْهِ. وَسَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الحَافِظَ سَمِعْتُ أَبَا حَامِدٍ بنَ الشَّرْقِيِّ، وَسُئِلَ عَنْ حَدِيْثِ أَبِي الأَزْهَرِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فِي فَضْلِ عَلِيٍّ فَقَالَ: هَذَا بَاطِلٌ، وَالسَّبَبُ فِيْهِ أَنَّ مَعْمَراً كَانَ لَهُ ابْنُ أَخٍ رَافِضِيٌّ، وَكَانَ مَعْمَرٌ يُمَكِّنُهُ مِنْ كُتُبِهِ فَأَدخَلَ عَلَيْهِ هَذَا الحَدِيْثَ وَكَانَ مَعْمَرٌ مَهِيْباً لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى مُرَاجَعَتِهِ، فَسَمِعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي كِتَابِ ابْنِ أَخِي معمر.

_ 1 منكر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "5/ 312" من طريق أبي الأزهر أحمد بن الأزهر، حدثنا عبد الرزاق، عن الزهري، به. قلت: إسناده واه بمرة، أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، اتهمه يحيى بن معين، وما إخال الآفة إلا منه. والحديث ظاهر النكارة لكل من أنعم بصره في دواوين السنة المشرفة.

قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ، وَمَا كَانَ مَعْمَرٌ شَيْخاً مُغَفَّلاً يَرُوْجُ هَذَا عَلَيْهِ، كَانَ حَافِظاً بَصِيْراً بِحَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ مَكِّيُّ بنُ عَبْدَانَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ قَالَ: خَرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ إِلَى قَرْيَتِهِ فَبَكَّرْتُ إِلَيْهِ يَوْماً حَتَّى خَشِيْتُ عَلَى نَفْسِي مِنَ البُكُورِ فَوَصَلتُ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا خَرَجَ رَآنِي فَأَعْجَبَهُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاَةِ دَعَانِي، وَقرَأَ عَلَيَّ هَذَا الحَدِيْثَ وَخَصَّنِي بِهِ دُوْنَ أَصْحَابِي. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا سَالِمُ بنُ الحَسَنِ أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ ابْنُ شَاتِيْلَ أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ حَدَّثنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَابْنُ فَيْرُوْزٍ مَوْلَى عُثْمَانَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ فَيْرُوْزٍ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ} الآيَةُ [السَّجْدَةُ: 5] فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ أَنْتَ? قَالَ: أَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ فَيْرُوْزٍ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} فَقَالَ: أَسْأَلُكَ يَا أَبَا عَبَّاسٍ? قَالَ: أَيَّامٌ سَمَّاهَا اللهُ هُوَ أَعْلَمُ بِهَا أَكْرَهُ أَنْ أَقُوْلَ فِيْهَا مَا لاَ أَعْلَمُ قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: فَضَرَبَ الدَّهْرُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ فَسُئِلَ عَنْهَا فَلَمْ يَدرِ مَا يَقُوْلُ فَقُلْتُ لَهُ: أَلاَ أُخْبِرُكَ مَا حَضَرتُ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ فَأَخْبَرتُهُ فَقَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ لِلسَّائِلِ: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ قَدِ اتَّقَى أَنْ يَقُوْلَ فِيْهَا، وَهُوَ أَعْلَى مِنِّي. وَبِهِ إِلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: كَانَ عَدِيُّ بنُ أَرْطَاةَ يَبْعَثُ إِلَى الحَسَنِ كُلَّ يَوْمٍ قِعَاباً1 مِنْ ثَرِيْدٍ، فَيَأْكُلُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ عَدِيٌّ أَمِيْراً عَلَى البَصْرَةِ لِعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَبِهِ إِلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ حَدَّثَنِي مَنْصُوْرٌ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَقَّارِ بنِ المُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ عَنْ أَبِيْهِ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنِ اكْتَوَى، أَوِ اسْتَرْقَى فَقَدْ برِئَ مِنَ التَّوَكُّلِ" 2. وَبِهِ إِلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى بعض

_ 1 القعاب: جمع قعب وهو القدح الضخم الغليظ. 2 صحيح: أخرجه الترمذي "2056"، وأحمد "4/ 253" كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به، وأخرجه ابن ماجه "3489"، وأحمد "4/ 249" كلاهما من طريق الليث، عن مجاهد، به.

أَهْلِهِ فَقَالَ: "أَيْنَ فُلاَنَةُ?" قَالُوا: اشْتَكَتْ عَيْنَهَا فَقَالَ: "اسْتَرْقُوا لَهَا فَقَدْ أَعَجَبَتْنِي عَيْنَاهَا"1. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ أَخْبَرَكُمُ الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي شَرِيْكٍ أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِمْلاَءً قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ القَاضِي، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ قِيْلَ لَهُ: حَدَّثَكُم أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي أَنَسٌ قَالَ: فُرِضَتْ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ الصَّلَوَاتُ خَمْسِيْنَ، ثُمَّ نَقَصَتْ إِلَى خَمْسٍ ثُمَّ نُودِيَ: "يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ لاَ يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ وَإِنَّ لَكَ بِالخَمْسِ خَمْسِيْنَ"2. وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ المُحْسِنِ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَكِّيٍّ أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو طَاهِرٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بنُ مَنْصُوْرٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ القَاضِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَعْقِلٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: فُرِضَتْ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ الصَّلَوَاتُ خَمْسِيْنَ، ثُمَّ نَقَصَتْ حَتَّى جُعِلَتْ خَمْساً ثُمَّ نُودِيَ: "يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ لاَ يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، وَإِنَّ لَكَ بِهَذِهِ الخَمْسِ خَمْسِيْنَ". أَخْرَجَه التِّرْمِذِيُّ عَنِ الذُّهْلِيِّ3. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي الهَمَذَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ "ح". وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ القَاضِي "ح". وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الزَّاهِدُ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوْبَ، وَعُبَيْدِ اللهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبَا بكر وعمر كانوا ينزلون المحصب4.

_ 1 منكر: هذا مرسل، بل معضل، ومتنه ظاهر النكارة، ومثله لا يصدر من مشكاة النبوة. 2 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "1768". 3 صحيح: أخرجه الترمذي "213" عن محمد بن يحيى الذهلي، به. وأخرجه البخاري "3207"، ومسلم "162"، والنسائي "1/ 217، 223". 4 صحيح: أخرجه مسلم "1310".

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ حَدَّثنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا أَسْلَمُ! لاَ يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفاً، وَلاَ بُغْضُكَ تَلَفاً قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَاكَ? قَالَ: إِذَا أَحبَبتَ فَلاَ تَكْلَفْ كَمَا يَكْلَفُ الصَّبِيُّ، وَإِذَا أَبْغَضْتَ فَلاَ تُبْغِضْ بُغْضاً تُحِبُّ أَنْ يَتْلَفَ صَاحِبُك وَيَهْلِكَ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ بَطْحَاءَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنِي الحُسَيْنُ بنُ دَاوُدَ بنِ مُعَاذٍ البَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي قَوْلِهِ -عزّ وَجَلَّ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قَالَ: تَنْظُرُ فِي وَجْهِ الرَّحْمَنِ -عَزَّ وَجَلَّ. تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ يُوْسُفَ يَقُوْلُ: كَانَ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ حِيْنَ قَدِمَ ابْنُ جُرَيْجٍ اليَمَنَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: عَنِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ قَالَ لِي هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ: كَانَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَعْلَمَنَا وَأَحفَظَنَا. قَالَ يَعْقُوْبُ: وَكُلٌّ ثِقَةٌ ثبت.

هشام بن يوسف

1534- هشام بن يوسف 1: "خ، 4" الصنعاني الإِمَامُ الثَّبْتُ قَاضِي صَنْعَاءِ اليَمَنِ، وَفَقِيْهُهَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَقْرَانِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ لَكِنَّهُ أَجَلُّ، وَأَتْقَنُ مَعَ قِدَمِ مَوْتِهِ فَهُوَ مِمَّنْ يُذْكَرُ مَعَ مَعْنُ بنُ عِيْسَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٍ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَالقَاسِمِ بنِ فَيَّاضٍ وَجَمَاعَةٍ، وَلَيْسَ بالمكثر لكنه مجود.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 548"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2675"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 497، 710، 721"، "2/ 832"، "3/ 16، 163"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة رقم 721"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2029"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 331"، والكاشف "3/ ترجمة رقم 6083"، والعبر "1/ 324"، وتهذيب التهذيب "11/ 57-58"، وتقريب التهذيب "2/ 320"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7693".

رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المُسْنَدِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُم وَلَمْ يُدْرِكْهُ أحمد بن حنبل. ذَكَرَهُ أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ مُتْقِنٌ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا قَالَ مَرَّةً: قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: كَتَبَ لِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ إِلَى هِشَامِ بنِ يُوْسُفَ فَقَالَ: إِنَّكَ تَأْتِي رَجُلاً إِنْ كَانَ غَيَّرَهُ السُّلْطَانُ فَإِنَّهُ لَمْ يُغَيِّرْ حَدِيْثَهُ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَكَثْنَا عَلَى بَابِ هِشَامٍ خَمْسِيْنَ يَوْماً لاَ يُحَدِّثُنَا بِحَدِيْثٍ نَذْهَبُ مَعَهُ إِلَى بَابِ الأَمِيْرِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُوْلُ: أَتَاهُ يعني: يحيى ابن معين فأجزره وشاة وَفَعَلَ بِهِ، وَفَعَلَ ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: هِشَامٌ أَلأَمُ مِنْ أَنْ يَذْبَحَ لَهُ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ يُوْسُفَ يَقُوْلُ: قَدِمَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ اليَمَنَ فَقَالَ: اطلُبُوا كَاتِباً سَرِيْعَ الخَطِّ. فَارْتَادُوْنِي فَكُنْتُ أَكْتُبُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: هِشَامٌ أَصَحُّ اليَمَانِيِّيْنِ كِتَاباً. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: إِنْ حَدَّثَكُمُ القَاضِي فَلاَ عَلَيْكُم أَنْ لاَ تَكتُبُوا عَنْ غَيْرِهِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ هِشَامٌ فِي سَنَةِ سَبْعٍ، وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ فِي عشر السبعين أرى. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُؤَيَّدِ القَرَافِيِّ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ وَالفَرَجُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكَاتِبُ بِبَغْدَادَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّقُّوْرِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيْهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَحِبُّوا اللهَ لِمَا يَغْذُوْكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّوْنِي لِحُبِّ اللهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي"1. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ فَردٌ مَا رَوَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلَّا وَلَدُهُ عَلِيٌّ، وَلاَ عَنْ عَلِيٍّ إلَّا ابْنُهُ مُحَمَّدٌ أَبُو الخُلَفَاءِ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ: قَاضِي صَنْعَاءَ عَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ، وَلَمْ يَرْوِهِ عَنْهُ إلَّا هِشَامٌ أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ الأَشْعَثِ السِّجْزِيِّ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً بِعُلُوِّ دَرَجَتَيْنِ. وَقَدْ رَوَاهُ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ فِي تَارِيْخِهِ، عَنْ زِيَادِ بنِ أَيُّوْبَ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، وَالنَّاسُ فِيْهِ عيال على يحيى، وليس النوفلي بمعروف.

_ 1 ضعيف: أخرجه الترمذي "3789" من طريق هشام بن يوسف، به. قلت: إسناد ضعيف، آفته عبد الله بن سليمان النوفلي، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب" مقبول. وليس ثم من تابعه. وأورد الذهبي هذا الحديث في ترجمته في "الميزان" وقال عنه: فيه جهالة.

بكر بن بكار

1535- بكر بن بكار 1: المُحَدِّثُ العَالِمُ الكَبِيْرُ أَبُو عَمْرٍو القَيْسِيُّ البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ وَعَبَّادِ بنِ مَنْصُوْرٍ وَقُرَّةَ بنِ خَالِدٍ، وَحَمْزَةَ الزَّيَّاتِ وَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، وَمِسْعَرِ بنِ كِدَامٍ، وَشُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ وَجَمَاعَةٍ. وَلَهُ جُزْءٌ مَشْهُوْرٌ. حَدَّثَ عَنْهُ: رَفِيْقُهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ سَمَّوَيْه، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجَيْرَانِيُّ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدَانَ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ ثِقَةٌ مَا يُخْطِئُ. وَأَمَّا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فَقَالَ: لَيْسَ بشيء قاله: عباس الدروي عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: قَدِمَ بَكْرٌ أصبهان سنة ست ومائتين، وحدث بِهَا فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: لَمْ يَقَعْ لَهُ شَيْءٌ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ القَزْوِيْنِيِّ أَخْبَرَنَا إِدْرِيْسُ بنُ مُحَمَّدٍ العَطَّارُ إِذْناً عَامّاً، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي ذَرٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُوْرَكَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنَا عَائِذُ بنُ شُرَيْحٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ دُعِيْتُ إِلَى كُرَاعٍ لأَجَبْتُ" 2. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ. وَعَائِذٌ ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ مِنْ صِغَارِ التابعين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1782"، والضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 190"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1492"، وميزان الاعتدال "1/ 343"، والكاشف "1/ ترجمة 628"، وتهذيب التهذيب "1/ 479". 2 صحيح: أخرجه الترمذي "1343"، وفي "الشمائل" له "336"، وأحمد "3/ 209" من طريق قتادة، عن أنس، به مرفوعا بلفظ: "لو أهدى إلي كراع لقبلت، ولو دعيت عليه لأجبت". وأخرجه البخاري "5178"، وأحمد "2/ 424، 479، 481، 512"، من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "لو دعيت إلى ذراع أو كراع لاجبت، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت".

علي بن بكار

1536- علي بن بكار 1: الإِمَامُ الرَّبَّانِيُّ العَابِدُ أَبُو الحَسَنِ البَصْرِيُّ الزَّاهِدُ نَزِيْلُ المَصِّيْصَةِ، وَمُرِيْدُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَدْهَمَ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، وَحُسَيْنٍ المُعَلِّمِ وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ وَطَائِفَةٍ. وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ. رَوَى عَنْهُ: هَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ ويوسف بن سعيد بن مسلم وَالفَيْضُ بنُ إِسْحَاقَ، وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَبَرَكَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَلَبِيُّ الوَاهِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ خُبَيْقٍ الأَنْطَاكِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ يُوْسُفُ بنُ مُسْلِمٍ: بَكَى عَلِيُّ بنُ بَكَّارٍ حَتَّى عَمِيَ، وَكَانَ قَدْ أَثَّرَتِ الدُّمُوعُ فِي خَدَّيْهِ. قُلْتُ: وَكَانَ فَارِساً مُرَابِطاً مُجَاهِداً كَثِيْرَ الغَزْوِ، فَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: وَاقَعْنَا العَدُوَّ فَانْهَزَمَ المُسْلِمُوْنَ وَقَصَّرَ بِي فَرَسِي فَقُلْتُ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ فَقَالَ الفَرَسُ: نَعَمْ إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ حَيْثُ تَتَّكِلُ عَلَى فُلاَنَةَ فِي عَلَفِي، فَضَمِنْتُ أَنْ لاَ يَلِيَهُ غَيْرِي. وَعَنْهُ قَالَ: لأَنْ أَلْقَى الشَّيْطَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى حُذَيْفَةَ المَرْعَشِيَّ، أَخَافُ أَنْ أَتَصَنَّعَ لَهُ فَأَسْقُطَ مِنْ عَيْنِ اللهِ. وَقَالَ مُوْسَى بنُ طَرِيْفٍ: كَانَتِ الجَارِيَةُ تَفْرُشُ لعَلِيِّ بنِ بَكَّارٍ فَيَلْمَسُهُ بِيَدِهِ وَيَقُوْلُ: وَاللهِ إِنَّكَ لَطَيِّبٌ، وَاللهِ إِنَّكَ لَبَارِدٌ وَاللهِ لاَ عَلَوْتُكَ اللَّيْلَةَ، وَكَانَ يُصَلِّي الفَجْرَ بِوُضُوْءِ العَتَمَةِ. قَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: أَمَّا عَلِيُّ بنُ بَكَّارٍ المَصِّيْصِيُّ الصَّغِيْرُ: فَآخَرُ بَقِيَ إِلَى سنة نيف وأربعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 490"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2350"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 963"، وأبو نعيم في "الحلية" "9/ ترجمة 452"، والكاشف "2/ ترجمة 3941"، وتهذيب التهذيب "7/ 286"، وتقريب التهذيب "2/ 32"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4948".

النباجي

1537- النِّباجي 1: القُدْوَةُ العَابِدُ الرَّبَّانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ سَعِيْدُ بنُ بُرِيْدٍ الصُّوْفِيُّ. لَهُ كَلاَمٌ شَرِيْفٌ، وَمَوَاعِظُ. حَكَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بن أَبِي الحَوَارِيِّ وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَكْرٍ القُرَشِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ، وَسَهْلُ بنُ عَاصِمٍ وَغَيْرُهُم. رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ خَالِهِ: أَنَّ النِّبَاجِيَّ كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، وَلَهُ آيَاتٌ وَكَرَامَاتٌ كَانَ فِي سَفَرٍ، فَأَصَابَ رَجُلٌ عَائِنٌ نَاقَتَه بِالعَيْنِ، فَجَاءهُ النِّبَاجِيُّ وَدَعَا عَلَيْهِ بِأَلْفَاظٍ فَخَرَجَتْ حَدَقَتَا العَائِنِ، وَنَشَطَتِ النَّاقَةُ. وَعَنْهُ قَالَ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً يَكُوْنُ فِي الصَّلاَةِ فَيَقَعُ فِي سَمْعِهِ غَيْرُ مَا يُخَاطِبُهُ اللهُ. وَعَنْهُ قَالَ: لَوْ جُعِلَتْ لِي دَعوَةٌ مُجَابَةٌ مَا سَأَلْتُ الفِرْدَوْسَ، وَلَكُنْتُ أَسْأَلُ الرِّضَى فَهُوَ تَعجِيْلُ الفِرْدَوْسِ. قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: سَمِعْتُ النِّبَاجِيَّ يَقُوْلُ: يَنْبَغِي أَنْ نَكُوْنَ بِدُعَاءِ إِخْوَانِنَا أَوْثَقُ مِنَّا بِأَعْمَالِنَا نَخَافُ فِي أَعْمَالِنَا التَّقْصِيْرَ، وَنَرْجُوْ أَنْ نَكُوْنَ فِي دُعَائِهِم لَنَا مُخلِصِيْنَ. لِلنِّبَاجِيِّ تَرْجَمَةٌ طويلة في الحلية.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "9/ ترجمة 450". وقد تحرف اسمه في "حلية الأولياء" إلى "سعيد بن يزيد الساجي".

الإمام الشافعي

1538- الإمام الشافعي 1: "خت، 4" مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ العَبَّاسِ بنِ عُثْمَانَ بنِ شَافِعِ بنِ السَّائِبِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَبْدِ يَزِيْدَ بنِ هِشَامِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ، الإِمَامُ عَالِمُ العَصْرِ نَاصِرُ الحَدِيْثِ فَقِيْهُ المِلَّةِ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، ثُمَّ المُطَّلِبِيُّ الشَّافِعِيُّ، المَكِّيُّ، الغَزِّيُّ2 المَوْلِدِ نَسِيْبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَابْنُ عَمِّهِ، فَالمُطَّلِبُ هُوَ أَخُو هَاشِمٍ وَالِدِ عَبْدِ المُطَّلِبِ. اتَّفَقَ مَوْلِدُ الإِمَامِ بِغَزَّةَ وَمَاتَ أَبُوْهُ إِدْرِيْسُ شَابّاً فَنَشَأَ مُحَمَّدٌ يَتِيْماً فِي حَجْرِ أُمِّهِ، فَخَافَتْ عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ فَتَحَوَّلَتْ بِهِ إِلَى مَحْتِدِهِ، وَهُوَ ابْنُ عَامَيْنِ فَنَشَأَ بِمَكَّةَ، وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّمْيِ حَتَّى فَاقَ فِيْهِ الأَقْرَانَ، وَصَارَ يُصِيْبُ مِنْ عَشْرَةِ أَسْهُمٍ تِسْعَةً ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى العَرَبِيَّةِ وَالشَّرْعِ، فَبَرَعَ فِي ذَلِكَ وَتَقَدَّمَ. ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الفِقْهُ فَسَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ. وَأَخَذَ العِلْمَ بِبَلَدِهِ عَنْ: مُسْلِمِ بنِ خَالِدٍ الزَّنْجِيِّ مُفْتِي مَكَّةَ، وَدَاوُدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَطَّارِ، وَعَمِّهِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ شَافِعٍ فَهُوَ ابْنُ عَمِّ العَبَّاسِ جَدِّ الشَّافِعِيِّ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُلَيْكِيِّ وَسَعِيْدِ بنِ سَالِمٍ، وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ وَعِدَّةٍ. وَلَمْ أَرَ لَهُ شَيْئاً عَنْ نَافِعِ بنِ عُمَرَ الجُمَحِيِّ وَنَحْوِهِ، وَكَانَ مَعَهُ بِمَكَّةَ. وَارْتَحَلَ وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً وَقَدْ أَفْتَى وَتَأَهَّلَ للإمامة إلى المَدِيْنَةِ، فَحَمَلَ عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ المُوَطَّأَ عَرَضَهُ مِنْ حِفْظِهِ. وَقِيْلَ: مِنْ حِفْظِهِ لأَكْثَرِهِ- وحمل عن: إبراهيم عن أَبِي يَحْيَى3 فَأَكْثَرَ وَعَبْدِ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَعَطَّافِ بنِ خَالِدٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ وَإِبرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ وَطَبَقَتِهِم. وَأَخَذَ بِاليَمَنِ عَنْ: مُطَرِّفِ بنِ مَازِنٍ، وَهِشَامِ بنِ يُوْسُفَ القَاضِي وَطَائِفَةٍ. وَبِبَغْدَادَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ فَقِيْهِ العِرَاقِ وَلاَزَمَهُ وحمل عنه وقر بعير. وعن: إسماعيل بن عُلَيَّةَ وَعَبْدِ الوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، وَخَلْقٍ. وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ وَدَوَّنَ العِلْمَ وَرَدَّ عَلَى الأَئِمَّةِ مُتَّبِعاً الأَثَرَ وَصَنَّفَ فِي أُصُوْلِ الفِقْهِ وَفُرُوْعِهِ، وَبَعُدَ صِيْتُهُ وتكاثر عليه الطلبة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 73"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 213"، "3/ 138"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1130"، وتاريخ بغداد "2/ 56"، والأنساب للسمعاني "7/ 251"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "6/ 367"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 558"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 354"، والكاشف "3/ ترجمة 4781"، والمغني "2/ ترجمة رقم 5271"، وتهذيب التهذيب "9/ 25-31"، وتقريب التهذيب "2/ 143"، وخلاصة الخزرجي "ترجمة 6040"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 9". 2 نسبة إلى مدينة غزة، وهي مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر، وهي جنوب بينها وبين عسقلان فرسخان. 3 هو: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي يحيى الاسلمي المدني، أحد العلماء الضعفاء، قال يحيى بن معين: سمعت القطان يقول: إبراهيم بن أبي يحيى كذاب، وروى عباس عن ابن معين: كذاب رافضي. وَرَوَى أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قَالَ: تركوا حديثه، قدري معتزلي. وقال البخاري: تركه ابن المباك والناس، وقال النسائي والدارقطني وغيرهما: متروك.

حَدَّثَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ وَأَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَسُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ الهَاشِمِيُّ، وَأَبُو يَعْقُوْبَ يُوْسُفُ البُوَيْطِيُّ، وَأَبُو ثَوْرٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ خَالِدٍ الكَلْبِيُّ، وَحَرْمَلَةُ بنُ يَحْيَى وَمُوْسَى بنُ أَبِي الجَارُوْدِ المَكِّيُّ وَعَبْدُ العَزِيْزِ المكي صاحب الحيدة1 وحسين بن علي الكَرَابِيْسِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الهَمْدَانِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ الرَّازِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ وَزِيْرٍ المِصْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَهْبِيُّ وَابْنُ عَمِّهِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه وَإِسْحَاقُ بنُ بُهْلُوْلٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى الشَّافِعِيُّ المُتَكَلِّمُ وَالحَارِثُ بنُ سُرَيْجٍ النَّقَّالُ، وَحَامِدُ بنُ يَحْيَى البَلْخِيُّ وَسُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ المَهْرِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عِمْرَانَ بنِ مِقْلاَصٍ، وَعَلِيُّ بنُ معَبْدٍ الرَّقِّيُّ وَعَلِيُّ بنُ سَلَمَةَ اللَّبَقِيُّ وَعَمْرُو بنُ سَوَّادٍ، وَأَبُو حَنِيْفَةَ قَحْزَمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَسْوَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى العَدَنِيُّ وَمَسْعُوْدُ بنُ سَهْلٍ المِصْرِيُّ، وَهَارُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ الأَيْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ، وَأَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ عَمْرِو بنِ السَّرْحِ وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ المُرَادِيُّ، وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ الجِيْزِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَبَحْرُ بنُ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُمُ. وَقَدْ أَفْرَدَ الدَّارَقُطْنِيُّ كِتَابَ مَنْ لَهُ رِوَايَةٌ عَنِ الشَّافِعِيِّ فِي جُزْأَيْنِ وَصَنَّفَ الكِبَارَ فِي مَنَاقِبِ هَذَا الإِمَامِ، قديما وحديثا، ونال بعض الناس مِنْهُ غَضّاً فَمَا زَادَهُ ذَلِكَ إلَّا رِفْعَةً وَجَلاَلَةً وَلاَحَ لِلْمُنْصِفِيْنَ أَنَّ كَلاَمَ أَقْرَانِهِ فِيْهِ بِهَوَىً، وَقَلَّ مَنْ بَرَّزَ فِي الإِمَامَةِ وَرَدَّ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ إلَّا وَعُودِيَ نَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الهَوَى، وَهَذِهِ الأَوْرَاقُ تَضِيقُ عَنْ مَنَاقِبِ هَذَا السَّيِّدِ. فَأَمَّا جَدُّهُمُ السَّائِبُ المُطَّلِبِيُّ فَكَانَ مِنْ كُبَرَاءِ مَنْ حَضَرَ بَدْراً مَعَ الجَاهِلِيَّةِ فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَوَالِدَتُه: هِيَ الشِّفَاءُ بِنْتُ أَرْقَمَ بنِ نَضْلَةَ وَنَضْلَةُ: هُوَ أَخُو عَبْدِ المُطَّلِبِ جَدِّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيُقَالُ: إِنَّهُ بَعْدَ أَنْ فَدَى نَفْسَهُ أَسْلَمَ. وَابْنُهُ شَافِعٌ: لَهُ رُؤْيَةٌ وَهُوَ مَعْدُوْدٌ فِي صِغَارِ الصَّحَابَةِ. وَوَلَدُهُ عُثْمَانُ: تَابِعِيٌّ لاَ أَعْلَمُ لَهُ كَبِيْرَ رِوَايَةٍ. وَكَانَ أَخْوَالُ الشَّافِعِيِّ مِنَ الأَزْدِ.

_ 1 هو: عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الكناني المكي الذي ينسب إليه الحيدة في مناظرته لبشر المريسي. قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" لم يصح إسناد كتاب "الحيدة" إليه، فكأنه وضع عليه والله أعلم. وذكر داود الظاهري أنه صحب الشافعي مدة، وله تصانيف.

عَنْ ابْنِ عَبْدِ الحَكَمِ قَالَ: لَمَّا حَمَلَتْ والدة الشافعي به رأت كأن المُشْتَرِي خَرَجَ مِنْ فَرْجِهَا حَتَّى انْقَضَّ بِمِصْرَ ثُمَّ وَقَعَ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مِنْهُ شَظِيَّةٌ فَتَأَوَلَّهُ المُعَبِّرُوْنَ أَنَّهَا تَلِدُ عَالِماً يَخُصُّ عِلْمَهُ أَهْلَ مِصْرَ، ثُمَّ يَتَفَرَّقُ فِي البُلْدَانِ. هَذِهِ رِوَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ. وَعَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيِّ فِيْمَا نَقَلَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ قَالَ: وُلِدْتُ بِاليَمَنِ يَعْنِي: القَبِيْلَةَ فَإِنَّ أُمَّهُ أَزْدِيَّةٌ- قَالَ: فَخَافَتْ أُمِّي عَلَيَّ الضَّيْعَةَ وَقَالَتْ: الْحَقْ بِأَهْلِكَ فَتَكُوْنَ مِثْلَهُمْ فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تُغْلَبَ عَلَى نَسَبِكَ، فَجَهَّزَتْنِي إِلَى مَكَّةَ فَقَدِمْتُهَا يَوْمَئِذٍ، وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِيْنَ فَصِرْتُ إِلَى نَسِيْبٍ لِي، وَجَعَلْتُ أَطْلُبُ العِلْمَ فَيَقُوْلُ لِي: لاَ تَشْتَغِلْ بِهَذَا وَأَقبِلْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ فَجُعِلَتْ لَذَّتِي فِي العِلْمِ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ عَمْرَو بن سَوَّادٍ قَالَ لِيَ الشَّافِعِيُّ: وُلِدْتُ بِعَسْقَلاَنَ فَلَمَّا أَتَى عَلَيَّ سَنَتَانِ، حَمَلَتْنِي أُمِّي إِلَى مَكَّةَ. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ: قَالَ لي الشافعي: ولدت بغزة سنة خمسين ومئة وحملت إلى مكة ابن سنتين. قَالَ المُزَنِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ وَجْهاً مِنَ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ! وَكَانَ رُبَّمَا قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ فَلاَ يَفْضُلُ عَنْ قَبْضَتِهِ. قَالَ الرَّبِيعُ المُؤَذِّنُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ كُنْتُ أَلْزَمُ الرَّمْيَ حَتَّى كَانَ الطَّبِيْبُ يَقُوْلُ لِي: أَخَافُ أَنْ يُصِيبَكَ السِّلُّ مِنْ كَثْرَةِ وُقُوفِكَ فِي الحَرِّ قَالَ: وَكُنْتُ أُصِيبُ مِنَ العَشَرَةِ تِسْعَةً. قَالَ الحُمَيْدِيُّ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ كُنْتُ يَتِيْماً فِي حَجْرِ أُمِّي، وَلَمْ يَكُنْ لَهَا مَا تُعْطِينِي لِلْمُعَلِّمِ، وَكَانَ المُعَلِّمُ قَدْ رَضِيَ مِنِّي أَنْ أَقُوْمَ عَلَى الصِّبْيَانِ إِذَا غَابَ وَأُخَفِّفَ عَنْهُ. وَعَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ فِي الأَكتَافِ، وَالعِظَامِ وَكُنْتُ أَذْهَبُ إِلَى الدِّيْوَانِ فَأَسْتَوْهِبُ الظُّهُوْرَ فَأَكْتُبُ فِيْهَا. وَقَالَ عَمْرُو بنُ سَوَّادٍ قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: كَانَتْ نَهْمَتِي فِي الرَّمْيِ وَطَلَبِ العِلْمِ فَنِلْتُ مِنَ الرَّمْيِ حَتَّى كُنْتُ أُصِيبُ مِنْ عَشْرَةٍ عَشْرَةً وَسَكَتَ عَنِ العِلْمِ فَقُلْتُ: أَنْتَ، وَاللهِ فِي العِلْمِ أَكْبَرُ مِنْكَ فِي الرَّمْيِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الطَّائِيُّ الأَقْطَعُ: حَدَّثَنَا المُزَنِيُّ سَمِعَ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: حَفِظْتُ القُرْآنَ، وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِيْنَ وَحَفِظْتُ المُوَطَّأَ وَأَنَا ابن عشر.

الأَقْطَعُ: مَجْهُوْلٌ. وَفِي مَنَاقِبِ الشَّافِعِيِّ لِلآبُرِيِّ: سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بنَ عَبْدِ الوَاحِدِ الهَمَذَانِيَّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ بنَ سُلَيْمَانَ يَقُوْلُ: وُلِدَ الشَّافِعِيُّ يَوْمَ مَاتَ أَبُو حَنِيْفَةَ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى. وَعَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ مَالِكاً وَأَنَا ابْنُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً -كَذَا قَالَ وَالظَّاهِرُ أنَّهُ كَانَ ابْنَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً- قَالَ: فَأَتَيْتُ ابْنَ عَمٍّ لِي وَالِي المَدِيْنَةِ، فَكَلَّمَ مَالِكاً فَقَالَ: اطلُبْ مَنْ يَقْرَأُ لَكَ قُلْتُ: أَنَا أَقرَأُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ فَكانَ رُبَّمَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ قَدْ مَرَّ: أَعِدْهُ فَأُعِيدُهُ حِفْظاً فَكَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ، ثُمَّ سَأَلْتُه عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَنِي ثُمَّ أُخْرَى فَقَالَ: أَنْتَ تُحِبُّ أَنْ تَكُوْنَ قَاضِياً. وَيُرْوَى عَنِ الشَّافِعِيِّ: أَقَمْتُ فِي بُطُوْنِ العَرَبِ عِشْرِيْنَ سَنَةً آخُذُ أَشعَارَهَا، وَلُغَاتِهَا وَحَفِظْتُ القُرْآنَ فَمَا عَلِمْتُ أنَّه مر بي حرف إلَّا وقد عَلِمْتُ المَعْنَى فِيْهِ، وَالمُرَادَ مَا خَلاَ حَرْفَيْنِ أَحَدُهُمَا: دَسَّاهَا. إِسْنَادُهَا فِيْهِ مَجْهُوْلٌ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: قرأْتُ القُرْآنَ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ قُسْطَنْطِيْنَ، وَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَى شِبْلٍ وَأَخْبَرَ شِبْلٌ أنَّهُ قَرَأَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ كَثِيْرٍ وَقَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ، وَأَخْبَرَ مُجَاهِدٌ أنَّهُ قَرَأَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَكَانَ إِسْمَاعِيْلُ يَقُوْلُ: القُرَانُ اسْمٌ لَيْسَ بِمَهْموزٍ وَلَمْ يُؤْخَذْ مِنْ قَرَأْتُ، وَلَوْ أُخِذَ مِنْ قَرَأْتُ كَانَ كُلُّ مَا قُرِئَ قُرْآناً، ولكنه اسم للقرآن مثل التوراة والإنجيل. الأَصَمُّ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: قَدِمْتُ عَلَى مَالِكٍ، وَقَدْ حَفِظْتُ الموطأ طاهرًا فَقُلْتُ: أُرِيْدُ سَمَاعَهُ قَالَ: اطْلُبْ مَنْ يَقْرَأُ لَكَ فَقُلْتُ: لاَ عَلَيْكَ أَنْ تَسْمَعَ قِرَاءتِي فَإِنْ سَهُلَ عَلَيْكَ قَرَأْتُ لِنَفْسِي. أَحْمَدُ بنُ الحسن الحماني: حدثنا أبو عبيدة قَالَ: رَأَيْتُ الشَّافِعِيَّ عِنْدَ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، وَقَدْ دَفَعَ إِلَيْهِ خَمْسِيْنَ دِيْنَاراً، وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ دَفَعَ إِلَيْهِ خَمْسِيْنَ دِرْهَماً وَقَالَ: إِنِ اشْتَهَيتَ العِلْمَ فَالْزَمْ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَسَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ مُحَمَّدٍ وِقْرَ بَعِيْرٍ، وَلَمَّا أَعْطَاهُ مُحَمَّدٌ قَالَ لَهُ: لاَ تَحْتَشِمْ قَالَ: لَوْ كُنْتَ عِنْدِي مِمَّنْ أَحْشُمُكَ1 ما قبلت برك.

_ 1 أي: أستحيي منك. والحشمة الاستحياء.

ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: حَمَلْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ حِمْلَ بُخْتِيٍّ لَيْسَ عَلَيْهِ إلَّا سَمَاعِي. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي سُرَيْجٍ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: قَدْ أَنْفَقْتُ عَلَى كُتُبِ مُحَمَّدٍ سِتِّيْنَ دِيْنَاراً ثُمَّ تَدَبَّرْتُهَا، فَوَضَعْتُ إِلَى جَنْبِ كُلِّ مَسْأَلَةٍ حَدِيْثاً يَعْنِي: ردَّ عَلَيْهِ. قَالَ هَارُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: أَخَذْتُ اللُّبَانَ سَنَةً لِلْحِفْظِ فَأَعْقَبَنِي صَبَّ الدَّمِ سَنَةً. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَا رَأَيْتُ أَعْقَلَ مِنَ الشَّافِعِيِّ، وَكَذَا قَالَ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى حَتَّى إِنَّه قَالَ: لَوْ جُمِعَتْ أُمَّةٌ لَوَسِعَهُمْ عَقْلُهُ. قُلْتُ: هَذَا عَلَى سَبِيْلِ المُبَالَغَةِ فَإِنَّ الكَامِلَ العَقْلِ لَوْ نَقَصَ مِنْ عَقْلِهِ نَحْوُ الرُّبْعِ لَبَانَ عَلَيْهِ نَقْصٌ مَا، وَلَبَقِيَ لَهُ نُظَرَاءُ فَلَو ذَهَبَ نِصْفُ ذَلِكَ العَقْلِ مِنْهُ لَظَهَرَ عَلَيْهِ النَّقْصُ فَكَيْفَ بِهِ لَوْ ذَهَبَ ثُلُثَا عَقْلِهِ! فَلَو أَنَّكَ أَخَذْتَ عقولَ ثَلاَثَةِ أَنْفُسٍ مَثَلاً وَصَيَّرْتَهَا عقلَ وَاحِدٍ لَجَاءَ مِنْهُ كَامِلُ العَقْلِ وَزيَادَةٍ. جَمَاعَةٌ حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ سَمِعْتُ الحُمَيْدِيَّ سَمِعْتُ مُسْلِمَ بنَ خَالِدٍ الزَّنْجيَّ يَقُوْلُ لِلشَّافِعِيِّ: أَفْتِ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ فَقَدْ وَاللهِ آن لك أن تفتي وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَقَدْ رَوَاهَا مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ الزَّنْبَرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الإِسْتِرَابَاذِيُّ عَنِ الرَّبِيْعِ عَنِ الحُمَيْدِيِّ قَالَ: قَالَ الزَّنْجيُّ وَهَذَا أَشْبَهُ فَإِنَّ الحُمَيْدِيَّ يَصْغُرُ عَنِ السَّمَاعِ مِنْ مُسْلِمٍ، وَمَا رَأَيْنَا لَهُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْهُ رِوَايَةً. جَمَاعَةٌ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ قَالَ الشَّافِعِيُّ: لأَنْ يَلقَى اللهَ العَبْدُ بِكُلِّ ذَنْبٍ إلَّا الشِّرْكَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ بِشَيْءٍ مِنَ الأَهوَاءِ. الزُّبَيْرُ الإِسْتِرَابَاذِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ آدَمَ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِي الكَلاَمِ مِنَ الأهوَاءِ لَفَرُّوا مِنْهُ كَمَا يفِرُّوْنَ مِنَ الأسَدِ. قَالَ يُوْنُسُ الصَّدَفِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَعْقَلَ مِنَ الشَّافِعِيِّ نَاظَرْتُهُ يَوْماً فِي مَسْأَلَةٍ ثُمَّ افْتَرَقْنَا وَلَقِيَنِي، فَأَخَذَ بِيَدِي ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُوْسَى ألَا يَسْتَقيمُ أَنْ نَكُوْنَ إِخْوَاناً وَإِنْ لَمْ نَتَّفِقْ فِي مَسْأَلَةٍ. قُلْتُ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى كَمَالِ عَقْلِ هَذَا الإِمَامِ وَفقهِ نَفْسِهِ فَمَا زَالَ النُّظَرَاءُ يَخْتَلِفُوْنَ.

أَبُو جَعْفَرٍ التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو الفَضْلِ الوَاشْجِرْدِيُّ1 سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الصَّاغَانِيَّ قَالَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ أكْثَمَ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، وَالشَّافِعِيِّ أَيُّهُمَا أَعْلَمُ؟ قَالَ: أَبُو عُبَيْدٍ كَانَ يَأْتِيْنَا ههنا كَثِيْراً، وَكَانَ رَجُلاً إِذَا سَاعَدَتْهُ الكُتُبُ كَانَ حَسَنَ التَّصْنِيْفِ مِنَ الكُتُبِ، وَكَانَ يُرَتِّبُهَا بِحُسْنِ أَلفَاظِهِ لاَقتِدَارِهِ عَلَى العَرَبِيَّةِ، وَأَمَّا الشَّافِعِيُّ فَقَدْ كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ كَثِيْراً فِي المُنَاظَرَةِ، وَكَانَ رَجُلاً قُرَشِيَّ العَقْلِ وَالفَهْمِ وَالذِّهْنِ صَافِيَ العَقْلِ، وَالفَهْمِ وَالدِّمَاغِ سَرِيْعَ الإِصَابَةِ، أَوْ كَلِمَةٍ نَحْوَهَا وَلَوْ كَانَ أَكْثَرَ سَمَاعاً لِلْحَدِيْثِ لاستَغْنَى أُمَّةُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهِ عَنْ غَيْرِهِ مِنَ الفُقَهَاءِ. قَالَ مَعْمَرُ بنُ شَبِيْبٍ: سَمِعْتُ المَأْمُوْنَ يَقُوْلُ: قَدِ امتَحَنْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِدْرِيْسَ فِي كُلِّ شَيْءٍ فَوَجَدْتُهُ كَامِلاً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بِنْتِ الشَّافِعِيِّ: سَمِعْتُ أَبِي وَعَمِّي يَقُوْلاَنِ: كَانَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ إِذَا جَاءهُ شَيْءٌ مِنَ التَّفْسِيْرِ وَالفُتْيَا التَفَتَ إِلَى الشَّافِعِيِّ فَيَقُوْلُ: سَلُوا هَذَا. وَقَالَ تَمِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ سُوَيْدَ بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ فَجَاءَ الشَّافِعِيُّ فَسَلَّمَ وَجَلَسَ فَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ حَدِيْثاً رقيقًا. فَغُشِيَ عَلَى الشَّافِعِيِّ فَقِيْلَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ إدْرِيْسَ فَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: إِنْ كَانَ مَاتَ فَقَدْ مَاتَ أَفْضَلُ أَهْلِ زَمَانِهِ. الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ بنَ أَبِي عُثْمَانَ سَمِعْتُ الحَسَنَ ابْنَ صَاحِبٍ الشَّاشِيَّ سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، وَسُئِلَ عَنِ القُرْآنِ؟ فَقَالَ: أُفٍّ أُفٍّ القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ مَنْ قَالَ: مَخْلُوْقٌ فَقَدْ كَفَرَ. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيْحٌ. أَبُو دَاوُدَ وَأَبُو حَاتِمٍ عَنْ أَبِي ثَوْرٍ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَا ارتَدَى أَحَدٌ بِالكَلاَمِ فَأَفْلَحَ. مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ آدَمَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِي الكَلاَمِ، وَالأَهوَاءِ لَفَرُّوا مِنْهُ كَمَا يَفِرُّوْنَ مِنَ الأَسَدِ. الزُّبَيْرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ بِمِصْرَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ قَالَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ بَعْدَ أَنْ نَاظَرَ حَفْصاً الفَرْدَ يَكْرَهُ الكَلاَمَ وَكَانَ يَقُوْلُ: وَاللهِ لأَنْ يُفْتِي العَالِمُ فيُقَالُ: أَخْطَأَ العَالِمُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَيُقَالُ: زِنْدِيْقٌ وَمَا شَيْءٌ أبغض إلي من الكلام وأهله.

_ 1 نسبة إلى واشجرد، وهي قرية من قرى ما وراء نهر جيحون.

قُلْتُ: هَذَا دَالٌّ عَلَى أَنَّ مَذْهَبَ أَبِي عَبْدِ اللهِ أَنَّ الخَطَأَ فِي الأُصُوْلِ لَيْسَ كَالخَطَأِ فِي الاجتِهَادِ فِي الفُرُوْعِ. الرَّبِيْعُ بنُ سليمان: سمعت الشافعي يقول: من حلف باسم من أسماء الله فحنث فعليه الكفارة؛ لأن اسْمَ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَمَنْ حَلَفَ بِالكَعْبَةِ وبالصفا والمروة، فليس عليه كفارة؛ لأنه مخلوق وذاك غير مخلوق. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: الخُلَفَاءُ خَمْسَةٌ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ وَعلِيُّ وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ. قَالَ الحَارِثُ بنُ سُرَيْجٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّانَ يَقُوْلُ: أَنَا أَدْعُو اللهَ لِلشَّافِعِيِّ أَخُصُّهُ بِهِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ: أَنَا أَدْعُو اللهَ فِي دُبُرِ صَلاَتِي لِلشَّافِعِيِّ. الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الكَرَابِيْسِيُّ قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: كُلُّ مُتَكَلِّمٍ عَلَى الكِتَابِ، وَالسُّنَّةِ فَهُوَ الجِدُّ وَمَا سِوَاهُ فَهُوَ هَذَيَانٌ. ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ الشَّافِعِيُّ: لاَ يُقَالُ: لِمَ لِلأَصْلِ، وَلاَ كَيْفَ. وَعَنْ يُوْنُسَ: سَمِعَ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: الأَصْلُ القُرْآنُ وَالسُّنَّةُ وَقِيَاسٌ عَلَيْهِمَا، وَالإِجْمَاعُ أكبر من الحديث المنفرد. ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ يَقُوْلُ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: الأَصْلُ قُرْآنٌ، أَوْ سُنَّةٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَقِيَاسٌ عَلَيْهِمَا، وَإِذَا صَحَّ الحَدِيْثُ فَهُوَ سُنَّةٌ وَالإِجْمَاعُ أَكْبَرُ مِنَ الحَدِيْثِ المُنْفَرِدِ وَالحَدِيْثُ عَلَى ظَاهِرِهِ، وَإِذَا احتَمَلَ الحَدِيْثُ مَعَانِي فَمَا أَشْبَهَ ظَاهِرَهُ، وَلَيْسَ المُنْقَطِعُ بِشَيْءٍ مَا عَدَا مُنْقَطِعِ ابْنِ المُسَيِّبِ، وَكُلاًّ رَأَيْتُهُ اسْتَعْمَلَ الحَدِيْثَ المنفرد استعمل أهل المدينة فِي التَّفْلِيْسِ قَوْلَهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: "إِذَا أَدْرَكَ الرَّجُلُ مَالَهُ بِعَيْنِهِ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ" 1. وَاسْتَعْمَلَ أهل العراق حديث العمري. ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: قِرَاءةُ الحَدِيْثِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَةِ التَّطَوُّعِ وَقَالَ: طَلَبُ العِلْمِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ النَّافلَةِ. ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: صَاحِبُنَا اللَّيْثُ يَقُوْلُ: لَوْ رَأَيْتَ صَاحِبَ هَوَىً يَمْشِي عَلَى المَاءِ مَا قَبِلْتُهُ. قَالَ: قَصَّرَ لَوْ رَأَيْتُهُ يَمْشِي فِي الهَوَاءِ لَمَا قَبِلْتُهُ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2402"، ومسلم "1559"، وأبو داود "3519".

قَالَ الرَّبِيْعُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ: أَنْتُم الصَّيَادِلَةُ وَنَحْنُ الأَطِبَّاءُ. زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ مَرْدَكٍ الرَّازِيُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ صَالِحٍ صَاحِبَ اللَّيْثِ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ الشَّافِعِيِّ فِي مَجْلِسِهِ، فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ فِي تَثْبِيْتِ خَبَرِ الوَاحِدِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَتَبْنَاهُ وَذَهَبْنَا بِهِ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ بن عُلَيَّةَ، وَكَانَ مِنْ غِلْمَانِ أَبِي بَكْرٍ الأَصَمِّ، وَكَانَ فِي مَجْلِسهِ عِنْدَ بَابِ الصُّوْفِيِّ، فَلَمَّا قَرَأْنَا عَلَيْهِ جَعَلَ يَحْتَجُّ بِإِبْطَالِهِ فَكَتَبْنَا مَا قَالَ، وَذَهَبنَا بِهِ إِلَى الشَّافِعِيِّ فَنَقَضَهُ، وَتَكَلَّمَ بِإِبطَالِهِ ثُمَّ كَتَبْنَاهُ وَجئنَا بِهِ إِلَى ابْنِ عُلَيَّةَ، فَنَقَضَهُ ثُمَّ جِئْنَا بِهِ إِلَى الشَّافِعِيِّ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ عُليَّةَ ضَالٌّ قَدْ جَلَسَ بِبَابِ الضَّوَالِّ يُضِلُّ النَّاسَ. قُلْتُ: كَانَ إِبْرَاهِيْمُ مِنْ كِبَارِ الجَهْمِيَّةِ وَأَبوهُ إِسْمَاعِيْلُ شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ إِمَامٌ. المُزَنِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ عَظُمَتْ قِيْمَتُهُ، وَمَنْ تَكَلَّمَ فِي الفِقْهِ نَمَا قَدْرُهُ، وَمَنْ كَتَبَ الحَدِيْثَ قَوِيَتْ حُجَّتُهُ، وَمَنْ نَظَرَ فِي اللُّغَةِ رَقَّ طَبْعُهُ وَمَنْ نَظَرَ فِي الحِسَابِ جَزُلَ رَأَيُهُ، وَمَنْ لَمْ يَصُنْ نَفْسَهُ لَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمُهُ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَتُّوَيْه الأَصْبَهَانِيُّ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ عَبْدِ الأَعْلَى يَقُوْلُ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: كُلُّ حَدِيْثٍ جَاءَ مِنَ العِرَاقِ، وَلَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي الحِجَازِ فَلاَ تَقْبَلْهُ، وَإِنْ كَانَ صَحِيحاً مَا أُرِيْدُ إلَّا نَصِيْحَتَكَ. قُلْتُ: ثُمَّ إِنَّ الشَّافِعِيَّ رَجَعَ عَنْ هذا وصحح ما ثبت إسناده لهم. وَيُرْوَى عَنْهُ: إِذَا لَمْ يُوجَدْ لِلْحَدِيْثِ أَصْلٌ فِي الحِجَازِ ضُعِّفَ، أَوْ قَالَ: ذَهَبَ نُخَاعُهُ. أخبرنا إبرهيم بنُ عَلِيٍّ العَابِدُ فِي كِتَابِهِ أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا العُلَبِيُّ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى أَخْبَرَنَا شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الهَرَوِيُّ قَالَ: أَفَادَنِي يَعْقُوْبُ، وَكَتَبْتُهُ مِنْ خَطِّهِ أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الخَالِدِيُّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيَّ سَمِعْتُ عُثْمَانَ بنَ سَعِيْدِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْمَاطيَّ، سَمِعْتُ المُزَنِيَّ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَنْظُرُ فِي الكَلاَمِ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ الشَّافِعِيُّ فَلَمَّا قَدِمَ أَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ مِنَ الكَلاَمِ، فَقَالَ لِي: تَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ فِي مَسْجِدِ الفُسْطَاطِ قَالَ لِي: أَنْتَ فِي تَارَانَ1 قال عثمان: وتاران موضع في

_ 1 تاران: جزيرة في بحر القلزم، بين القلزم وأيلة، وهو أخبث مكان في البحر، وذاك أن به دوران ماء في سفح جبل إذا وقعت الريح على ذروته انقطعت الريح قسمين، فتلقي المركب بين شعبتين من هذا الجبل متقابلتين فتخرج الريح من كليهما، كل واحد مقابلة للاخرى، فيثور البحر على كل سفينة تقع في ذلك الدوران باختلاف الريحين، فتنقلب ولا تسلم أبدا. قاله ياقوت الحموي في "معجم البلدان" فشبه الشافعي من ألقى عليه الشبه ولم يكن عنده جواب بمن ركب البحر في الموضع الذي أغرق الله فرعون وجنوده، وأشرف على الهلاك، ثم علمه جواب ما ألقى عليه من شبه، حتى زالت هذه الشبه، ونجا من الغرق.

بحر القلزم لا تكاد تسلم مِنْهُ سَفِيْنَةٌ- ثُمَّ أَلقَى عَلَيَّ مَسْأَلَةً فِي الفِقْهِ، فَأَجَبْتُ فَأَدْخَلَ شَيْئاً أَفْسَدَ جَوَابِي فَأَجَبْتُ بِغَيْرِ ذَلِكَ فَأَدْخَلَ شَيْئاً أَفْسَدَ جَوَابِي، فَجَعَلْتُ كُلَّمَا أَجَبْتُ بِشَيْءٍ أَفْسَدَهُ ثُمَّ قَالَ لِي: هَذَا الفِقْهُ الَّذِي فِيْهِ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَأَقَاوِيْلُ النَّاسِ يَدْخُلُهُ مِثْلُ هَذَا، فَكَيْفَ الكَلاَمُ فِي رَبِّ العَالِمِيْنَ الَّذِي فِيْهِ الزَّلَلُ كَثِيْرٌ؟ فَتَرَكْتُ الكَلاَمَ، وَأَقْبَلْتُ عَلَى الفِقْهِ. عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ دَاوُدَ يَقُوْلُ: لَمْ يُحْفَظْ فِي دَهْرِ الشَّافِعِيِّ كُلِّهِ أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنَ الأَهْوَاءِ، وَلاَ نُسِبَ إِلَيْهِ وَلاَ عُرِفَ بِهِ مَعَ بُغْضِهِ لأَهْلِ الكَلاَمِ وَالبِدَعِ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ عَنْ أبيه قال: كان الشَّافِعِيُّ إِذَا ثَبَتَ عِنْدَهُ الخَبَرُ قَلَّدَهُ وَخَيْرُ خَصْلَةٍ كَانَتْ فِيْهِ، لَمْ يَكُنْ يَشْتَهِي الكَلاَمَ إِنَّمَا هِمَّتُهُ الفِقْهُ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ حَامِدٍ السُّلَمِيَّ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَقِيْلِ بنِ الأَزْهَرِ يَقُوْلُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى المُزَنِيِّ يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الكَلاَمِ فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ هَذَا بَلْ أَنَهَى عَنْهُ كَمَا نَهَى عَنْهُ الشَّافِعِيُّ لَقَدْ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: سُئِلَ مَالِكٌ عَنِ الكَلاَمِ، وَالتَّوْحِيْدِ فَقَالَ: مُحَالٌ أَنْ نَظُنَّ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ عَلَّمَ أُمَّتَهُ الاسْتِنْجَاءَ وَلَمْ يُعَلِّمْهُمُ التَّوْحِيْدَ وَالتَّوْحِيْدُ مَا قَالَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُوْلُوا: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ" 1. فَمَا عُصِمَ بِهِ الدَّمُ، وَالمَالُ حقيقة التوحيد. زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ سَمِعْتُ حُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ الكَرَابِيْسِيَّ يَقُوْلُ: شَهِدْتُ الشَّافِعِيَّ وَدَخَلَ عَلَيْهِ بِشْرٌ المَرِيسِيُّ فَقَالَ لبِشْرٍ: أَخْبِرْنِي عَمَّا تَدعُو إِلَيْهِ: أَكتَابٌ نَاطِقٌ وَفَرْضٌ مُفْتَرَضٌ وَسُنَّةٌ قَائِمَةٌ وَوَجَدْتَ عَنِ السَّلَفِ البَحْثَ فِيْهِ، وَالسُّؤَالَ؟ فَقَالَ بِشْرٌ: لاَ إلَّا أَنَّهُ لاَ يَسَعُنَا خِلاَفُهُ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: أَقْرَرْتَ بِنَفْسِكَ عَلَى الخَطَأِ فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الكَلاَمِ فِي الفِقْهِ، وَالأَخْبَارِ يُوَالِيْكَ النَّاسُ، وَتَتْرُكُ هَذَا؟ قَالَ: لَنَا نَهْمَةٌ فِيْهِ فَلَمَّا خَرَجَ بِشْرٌ قَالَ الشَّافِعِيُّ: لاَ يُفْلِحُ. أَبُو ثَوْرٍ وَالرَّبِيْعُ: سَمِعَا الشَّافِعِيَّ يقول: ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَحَامِلِيُّ: قَالَ المُزَنِيُّ: سألت الشافعي عن مسألة من الكلام،

_ 1 صحيح: تقدم تخريجنا له قريبا بتعليقنا رقم "272" في هذا الجزء فراجعه ثم.

فَقَالَ: سَلْنِي عَنْ شَيْءٍ إِذَا أَخْطَأْتُ فِيْهِ قُلْتَ: أخْطَأْتَ، وَلاَ تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ إِذَا أَخْطَأْتُ فِيْهِ قُلْتَ: كَفَرْتَ. زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ يَقُوْلُ: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: يَا مُحَمَّدُ إِنْ سَأَلكَ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الكَلاَمِ فَلاَ تُجِبْهُ فَإِنَّهُ إِنْ سَأَلَكَ عَنْ دِيَةٍ فَقُلْتَ: دِرْهَماً، أَوْ دَانَقاً قَالَ لَكَ: أَخْطَأْتَ، وَإِنْ سَأَلَكَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الكَلاَمِ فَزَلَلْتَ قَالَ لَكَ: كَفَرْتَ. قَالَ الرَّبِيْعُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: المِرَاءُ فِي الدِّيْنِ يُقَسِّي القَلْبَ، وَيُورِثُ الضَّغَائِنَ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ يَقُوْلُ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: يَا رَبِيْعُ! اقبَلْ مِنِّي ثَلاَثَةً: لاَ تَخُوضَنَّ فِي أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فإن خصمك النبي -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَداً، وَلاَ تَشْتَغِلْ بِالكَلاَمِ، فَإِنِّي قَدِ اطَّلَعْتُ مِنْ أَهْلِ الكَلاَمِ عَلَى التَّعْطِيلِ. وَزَادَ المُزَنِيُّ: وَلاَ تَشْتَغِلْ بِالنُّجُومِ. وَعَنْ حُسَيْنٍ الكَرَابِيْسِيِّ قَالَ: سُئِلَ الشَّافِعِيُّ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الكلام فَغَضِبَ، وَقَالَ: سَلْ عَنْ هَذَا حَفْصاً الفَرْدَ وَأَصْحَابَهُ أَخْزَاهُمُ اللهُ. الأصَمُّ: سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: وَدِدْتُ أَنَّ النَّاسَ تَعَلَّمُوا هَذَا العِلْمَ يَعْنِي: كُتُبَهُ عَلَى أَنْ لاَ يُنْسَبَ إِلَيَّ مِنْهُ شَيْءٌ. وَعَنِ الشَّافِعِيِّ: حُكْمِي فِي أَهْلِ الكَلاَمِ حُكْمُ عُمَرَ فِي صَبِيْغٍ. الزَّعْفَرَانِيُّ وَغَيْرُهُ: سَمِعْنَا الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: حُكْمِي فِي أَهْلِ الكَلاَمِ أَنْ يُضْرَبُوا بِالجَرِيْدِ وَيُحْمَلُوا عَلَى الإِبِلِ، وَيُطَافُ بِهِم فِي العَشَائِرِ يُنَادَى عَلَيْهِم: هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الكِتَابَ، وَالسُّنَّةَ وَأَقْبَلَ عَلَى الكَلاَمِ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْعَرِيُّ صَاحِبُ الشَّافِعِيُّ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: مَذْهَبِي فِي أَهْلِ الكَلاَمِ تَقْنِيعُ رُؤُوْسِهِم بِالسِّيَاطِ، وَتَشْرِيدُهُمْ فِي البِلاَدِ. قُلْتُ: لَعَلَّ هَذَا مُتَوَاتِرٌ عَنِ الإِمَامِ. الرَّبِيْعُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَا نَاظَرْتُ أَحَداً عَلَى الغَلَبَةِ إلَّا عَلَى الحَقِّ عِنْدِي. وَالزَّعْفَرَانِيُّ عَنْهُ: مَا نَاظَرْتُ أَحَداً إلَّا عَلَى النَّصِيحَةِ. زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: حدثنا أحمد بن العباس النسائي سمعت الزَّعْفَرَانِيَّ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَا نَاظَرْتُ أَحَداً فِي الكَلاَمِ إلَّا مَرَّةً، وَأَنَا أَسْتَغْفِرُ اللهَ من ذلك.

سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: إِذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَقُوْلُ: الاسْمُ غَيْرُ المُسَمَّى، وَالشَّيْءُ غَيْرُ المُشَيِّ فَاشهَدْ عَلَيْهِ بِالزَّنْدَقَةِ. سَعِيْدٌ مصرِيٌّ لاَ أَعْرِفُهُ. وَيُرْوَى عَنِ الرَّبِيْعِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ فِي كِتَابِ الوَصَايَا: لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَوْصَى بِكُتُبِهِ مِنَ العِلْمِ لآخَرَ، وَكَانَ فِيْهَا كُتُبُ الكَلاَمِ لَمْ تَدْخُلْ فِي الوَصِيَّةِ؛ لأنَّهُ لَيْسَ مِنَ العِلْمِ. وَعَنْ أَبِي ثَوْرٍ: قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: ضَعْ فِي الإِرْجَاءِ كِتَاباً فَقَالَ: دَعْ هَذَا فَكَأَنَّهُ ذَمَّ الكَلاَمَ. مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ: سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ يَقُوْلُ: لَمَّا كَلَّمَ الشَّافِعِيَّ حَفْصٌ الفَرْدُ فَقَالَ حَفْصٌ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ: كَفَرْتَ بِاللهِ العَظِيْمِ. قَالَ المُزَنِيُّ: كَانَ الشَّافِعِيُّ يَنَهَى عَنِ الخَوْضِ فِي الكَلاَمِ. أَبُو حَاتَمٍ الرَّازِيِّ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: قَالَتْ لِي أُمُّ المَرِيْسِيِّ: كَلِّمْ بِشْراً أَنْ يَكُفَّ عَنِ الكَلاَمِ فَكَلَّمْتُهُ فَدَعَانِي إِلَى الكلام. السَّاجِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ زِيَادٍ الأُبُلِّيُّ سَمِعْتُ البُوَيْطِيَّ يَقُوْلُ: سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ: أُصَلِّي خَلْفَ الرَّافِضِيِّ؟ قَالَ: لاَ تُصَلِّ خَلْفَ الرَّافِضِيِّ، وَلاَ القَدَرِيِّ، وَلاَ المُرْجِئِ قُلْتُ: صِفْهُمْ لَنَا قَالَ: مَنْ قَالَ: الإِيْمَانُ قَوْلٌ فَهُوَ مُرْجِئٌ، وَمَنْ قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ لَيْسَا بِإِمَامَيْنِ فَهُوَ رَافِضِيٌّ وَمَنْ جَعَلَ المَشِيْئَةَ إِلَى نَفْسِهِ فَهُوَ قَدَرِيٌّ. ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ قَالَ لِيَ الشَّافِعِيُّ: لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَضَعَ عَلَى كُلِّ مُخَالفٍ كِتَاباً لَفَعَلْتُ، وَلَكِنْ لَيْسَ الكَلاَمُ مِنْ شَأْنِي وَلاَ أُحِبُّ أَنْ يُنْسَبَ إِلَيَّ مِنْهُ شَيْءٌ. قُلْتُ: هَذَا النَّفَسُ الزَّكِيُّ مُتَوَاتِرٌ عَنِ الشَّافِعِيِّ. قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أبَانَ القَاضِي: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ حَدَّثَنَا المُزَنِيُّ قَالَ: قُلْتُ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُخْرِجُ مَا فِي ضَمِيرِي وَمَا تَعَلَّقَ بِهِ خَاطِرِي مِنْ أَمْرِ التَّوْحِيْدِ، فَالشَّافِعِيُّ فَصِرْتُ إِلَيْهِ، وَهُوَ فِي مَسْجِدِ مِصْرَ فَلَمَّا جَثَوْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ: هَجَسَ فِي ضَمِيرِي مَسْأَلَةٌ فِي التَّوْحِيْدِ فَعَلِمْتُ أَنَّ أَحَداً لاَ يَعْلَمُ عِلْمَكَ فَمَا الَّذِي عِنْدَكَ؟ فَغَضِبَ ثُمَّ قَالَ: أتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: هَذَا المَوْضِعُ الَّذِي أَغْرَقَ اللهُ فِيْهِ فِرْعَوْنَ أَبَلَغَكَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بِالسُّؤَالِ عَنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: لاَ قَالَ: هَلْ تَكَلَّمَ فِيْهِ الصَّحَابَةُ؟ قُلْتُ: لاَ قَالَ: تَدْرِي كَمْ نَجْماً فِي السَّمَاءِ؟ قُلْتُ: لاَ قَالَ: فَكَوْكَبٌ مِنْهَا: تَعْرِفُ جِنْسَهُ طُلُوْعَهُ أُفُولَهُ مِمَّ خُلِقَ؟ قُلْتُ: لاَ قَالَ: فَشَيْءٌ تَرَاهُ بِعَيْنِكَ مِنَ الخَلْقِ لَسْتَ تَعْرِفُهُ تَتَكَلَّمُ فِي عِلْمِ

خالقه؟ ثم سألني عن مسألة في الوُضُوْءِ فَأَخْطَأْتُ فِيْهَا فَفَرَّعَهَا عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ، فَلَمْ أُصِبْ فِي شَيْء مِنْهُ فَقَالَ: شَيْءٌ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ خَمْسَ مَرَّاتٍ تَدَعُ عِلْمَهُ، وَتَتَكَلَّفُ عِلْمَ الخَالِقِ إِذَا هَجَسَ فِي ضَمِيرِكَ ذَلِكَ فَارْجِعْ إِلَى اللهِ، وَإِلَى قَوْلِهِ تعَالَى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية [البقرة: 163، 164] ، فَاسْتَدِلَّ بِالمَخْلُوْقِ عَلَى الخَالِقِ وَلاَ تَتَكَلَّفْ عِلْمَ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ عَقْلُكَ قَالَ: فَتُبْتُ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: فِي كِتَابِي عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَضَرْتُ الشَّافِعِيَّ، أَوْ حَدَّثَنِي أَبُو شُعَيْبٍ إلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أنَّهُ حَضَرَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الحَكَمِ وَيُوْسُفُ بنُ عَمْرٍو، وَحَفْصٌ الفَرْدُ، وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يُسَمِّيهِ: حَفْصاً المُنْفَرِدِ فَسَأَلَ حَفْصٌ عَبْدَ اللهِ: مَا تَقُوْلُ فِي القُرْآنِ؟ فَأَبَى أَنْ يُجِيْبَهُ فَسَأَلَ يُوْسُفَ، فَلَمْ يُجِبْهُ وَأشَارَ إِلَى الشَّافِعِيِّ فَسَأَلَ الشَّافِعِيَّ، وَاحْتَجَّ عَلَيْهِ فَطَالَتْ فِيْهِ المُنَاظَرَةُ، فَقَامَ الشَّافِعِيُّ بِالحُجَّةِ عَلَيْهِ بِأَنَّ القُرْآنَ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَبِكفْرِ حَفْصٍ. قَالَ الرَّبِيْعُ: فَلقِيتُ حَفْصاً فَقَالَ: أَرَادَ الشَّافِعِيُّ قَتْلِي. الرَّبِيْعُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يقول: الإيمان قول، وعمل يزيد وينقص. وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: تَجَاوَزَ اللهُ عَمَّا فِي القُلُوبِ، وَكَتَبَ عَلَى النَّاسِ الأَفْعَالَ وَالأقَاوِيْلَ. وَقَالَ المُزَنِيُّ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: يُقَالُ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ لاَ يعلمها: فَإِنْ صَلَّيْتَ وَإِلاَّ اسْتَتَبْنَاكَ فَإِنْ تُبْتَ وَإِلاَّ قَتَلْنَاكَ كَمَا تَكْفُرُ فَنَقُوْلُ: إِنْ آمَنْتَ وَإِلاَّ قَتَلْنَاكَ. وَعَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: مَا كَابَرَنِي أَحَدٌ عَلَى الحَقِّ، وَدَافَعَ إلَّا سَقَطَ مِنْ عَيْنِي، وَلاَ قَبِلَهُ إلَّا هِبْتُهُ، وَاعتَقَدْتُ مَوَدَّتَهُ. عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِالأَخْبَارِ الصِّحَاحِ مِنَّا، فَإِذَا كَانَ خَبَرٌ صَحِيْحٌ فَأَعْلِمْنِي حَتَّى أَذهبَ إِلَيْهِ، كُوْفِيّاً كان أو بصريا، أو شَامِيّاً. وَقَالَ حَرْمَلَةُ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: كُلُّ مَا قُلْتُهُ فَكَانَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خِلاَفُ قَوْلِي مِمَّا صَحَّ فَهُوَ أولى ولا تقلدوني. الرَّبِيْعُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: إِذَا وَجَدْتُمْ فِي كتَابِي خِلاَفَ سُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُوْلُوا بِهَا وَدَعُوا مَا قُلْتُهُ.

وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ وَقَدْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: تَأْخُذُ بِهَذَا الحَدِيْثِ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ فَقَالَ: مَتَى رَوَيْتُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ حَدِيْثاً صَحِيْحاً، وَلَمْ آخُذْ بِهِ فَأُشْهِدُكُم أَنَّ عَقْلِي قَدْ ذَهَبَ. وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: رَوَى الشَّافِعِيُّ يَوْماً حَدِيْثاً فَقُلْتُ: أَتَأْخُذُ بِهِ؟ فَقَالَ: رَأَيتَنِي خَرَجْتُ مِنْ كَنِيْسَةٍ، أَوْ عَلَيَّ زِنَّارٌ حَتَّى إِذَا سَمِعْتَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حديثا لا أقول به؟! قَالَ الرَّبِيْعُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي، وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِذَا رَوَيْتُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيْثاً فَلَمْ أقُلْ بِهِ. وَقَالَ أَبُو ثَوْرٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُلُّ حَدِيْثٌ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَهُوَ قَوْلِي، وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوهُ مِنِّي. وَيُرْوَى أنَّهُ قَالَ: إِذَا صَحَّ الحَدِيْثُ فَهُوَ مَذْهَبِي وَإِذَا صَحَّ الحَدِيْثُ فَاضْرِبُوا بِقَولِي الحَائِطَ. مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ العَكَرِيُّ وَغَيْرُهُ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ قَدْ جَزَّأَ اللَّيْلَ: فَثُلُثُهُ الأَوَّلُ يَكْتُبُ، وَالثَّانِي يُصَلِّي وَالثَّالِثُ يَنَامُ. قُلْتُ: أَفْعَالُهُ الثَّلاَثَةُ عِبَادَةٌ بِالنِّيَّةِ. قَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ الكَرَابِيْسِيُّ: بِتُّ مَعَ الشَّافِعِيِّ لَيْلَةً فَكَانَ يُصَلِّي نَحْوَ ثُلُثِ اللَّيْلِ فَمَا رَأَيْتُهُ يَزِيْدُ عَلَى خَمْسِيْنَ آيَةً، فَإِذَا أكْثَرَ فَمائَةِ آيَةٍ، وَكَانَ لاَ يَمُرُّ بآيَةِ رَحمَةٍ إلَّا سَأَلَ اللهَ، وَلاَ بآيَةِ عَذَابٍ إلَّا تَعَوَّذَ وَكَأَنّمَا جمع له الرجاء والرهبة جميعًا. قَالَ الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ مِنْ طَرِيْقَيْنِ عَنْهُ بَلِ أَكْثَرَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سِتِّيْنَ خَتْمَةً. ورَوَاهَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ فَزَادَ: كُلُّ ذَلِكَ فِي صَلاَةٍ. أَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِي: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ سَمِعْتُ الشَّافِعِيُّ يَقُوْلُ: مَا شَبِعْتُ مُنْذُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً إلَّا مَرَّةً فَأَدْخَلْتُ يَدِي فَتَقَيَّأْتُهَا. رَوَاهَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ الرَّبِيْعِ وَزَادَ: لأَنَّ الشِّبَعَ يُثْقِلُ البَدَنَ وَيُقَسِّي القَلْبَ، وَيُزِيلُ الفِطْنَةَ، وَيجلِبُ النَّوْمَ وَيُضْعِفُ عَنِ العِبَادَةِ. الزُّبَيْرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَطَرٍ سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ قَالَ لِيَ الشَّافِعِيُّ: عَلَيْكَ بِالزُّهْدِ فَإِنَّ الزُّهْدَ عَلَى الزَّاهِدِ أَحْسَنُ مِنَ الحُلِيِّ عَلَى المَرْأَةِ النَّاهِدِ.

قَالَ الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَا حَلَفْتُ بِاللهِ صَادِقاً وَلاَ كَاذِباً. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنِي أَبُو ثَوْرٍ قَالَ: قَلَّ مَا كَانَ يمسك الشافعي الشيء من سماحته. وَقَالَ عَمْرُو بنُ سَوَّادٍ: كَانَ الشَّافِعِيُّ أَسْخَى النَّاسِ عَلَى الدِّيْنَارِ، وَالدِّرْهَمِ وَالطَّعَامِ فَقَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: أَفلَسْتُ مِنْ دَهْرِي ثَلاَثَ إِفْلاسَاتٍ، فَكُنْتُ أَبِيْعُ قَلِيْلِي وَكَثِيْرِي حَتَّى حُلِيَّ بِنْتِي وَزَوْجَتِي، وَلَمْ أرْهَنْ قَطُّ. قَالَ الرَّبِيْعُ: أَخَذَ رَجُلٌ بِرِكَابِ الشَّافِعِيِّ فَقَالَ لِي: أَعْطِهِ أَرْبَعَةَ دَنَانِيْرَ وَاعْذِرْنِي عِنْدَهُ. سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ المِصْرِيُّ: سَمِعْتُ المُزَنِيَّ يَقُوْلُ: كُنْتُ مَعَ الشَّافِعِيِّ يَوْماً، فَخَرَجْنَا الأَكْوَامَ فَمَرَّ بِهَدَفٍ فَإِذَا بِرَجُلٍ يَرْمِي بِقَوسٍ عَرَبِيَّةٍ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ يَنْظُرُ، وَكَانَ حَسَنَ الرَّمْيِ فَأَصَابَ بِأَسْهُمٍ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: أَحْسَنْتَ، وَبَرَّكَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَعْطِهِ ثَلاَثَةَ دَنَانِيْرَ وَاعذِرْنِي عِنْدَهُ. وَقَالَ الرَّبِيْعُ: كَانَ الشَّافِعِيُّ مَارّاً بِالحَذَّائِيْنَ فَسَقَطَ سَوْطُهُ فَوَثَبَ غُلاَمٌ وَمَسَحَهُ بِكُمِّهِ وَنَاوَلَهُ، فَأَعْطَاهُ سَبْعَةَ دَنَانِيْرٍ. قَالَ الرَّبِيْعُ: تَزَوَّجْتُ فَسَأَلَنِي الشَّافِعِيُّ كَمْ أَصْدَقْتَهَا؟ قُلْتُ: ثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً عَجَّلْتُ مِنْهَا سِتَّةً فَأَعْطَانِي أَرْبَعَةً وَعِشْرِيْنَ دِيْنَاراً. أَبُو جَعْفَرٍ التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ قَالَ: كَانَ بِالشَّافِعِيِّ هَذِهِ البَوَاسِيْرُ، وَكَانَتْ لَهُ لِبْدَةٌ مَحْشُوَّةٌ بِحُلْبَةٍ يَجْلِسُ عَلَيْهَا فَإِذَا رَكِبَ أَخَذْتُ تِلْكَ اللِّبْدَةَ، وَمَشَيْتُ خَلْفَهُ فَنَاولَهُ إِنْسَانٌ رُقْعَةً يَقُوْلُ فِيْهَا: إِنَّنِي بَقَّالٌ رَأْسُ مَالِي دِرْهَمٍ، وَقَدْ تَزَوَّجْتُ فَأَعِنِّي فَقَالَ: يَا رَبِيْعُ أَعْطِهِ ثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً، وَاعذِرْنِي عِنْدَهُ فَقُلْتُ: أصْلَحَكَ اللهُ إِنَّ هَذَا يَكْفِيْهِ عَشرَةُ دَرَاهِمِ فَقَالَ: وَيْحَكَ! وَمَا يَصْنَعُ بِثَلاَثِيْنَ؟ أَفِي كَذَا أَمْ فِي كَذَا يَعُدُّ مَا يَصْنَعُ فِي جِهَازِهِ -أَعْطِهِ. ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ رَوْحٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بنُ سُلَيْمَانَ القُرَشِيُّ، عَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: خَرَجَ هَرْثَمَةُ فَأَقْرَأَنِي سَلاَمَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ هَارُوْنَ وَقَالَ: قَد أمَرَ لَكَ بِخَمْسَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ قَالَ: فَحَمَلَ إِلَيْهِ المَالَ فَدَعَا بِحَجَّامٍ فَأَخَذَ شَعْرَهُ فَأَعْطَاهُ خَمْسِيْنَ دِيْنَاراً ثُمَّ أَخَذَ رِقَاعاً فَصَرَّ صُرراً، وَفَرَّقَهَا فِي القُرَشِيِّيْنَ الَّذِيْنَ هُم بِالحَضْرَةِ، وَمَنْ بِمَكَّةَ حَتَّى مَا رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ إلَّا بِأَقَلَّ مِنْ مائَةِ دِيْنَارٍ. مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ العَكَرِيُّ: سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ قَالَ: أَخْبَرَنِي الحُمَيْدِيُّ قَالَ: قدم الشافعي

صَنْعَاءَ فضُرِبَتْ لَهُ خَيْمَةٌ، وَمَعَهُ عَشْرَةُ آلاَفِ دِيْنَارٍ فَجَاءَ قَوْمٌ فَسَأَلُوْهُ فَمَا قُلِعَتِ الخَيْمَةُ، وَمَعَهُ مِنْهَا شَيْءٌ. رَوَاهَا الأَصَمُّ وَجَمَاعَةٌ عَنِ الربيع. وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ بُرَانَةَ قَالَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ جَسِيماً طُوَالاً نَبِيْلاً. قَالَ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ: كَانَ الشَّافِعِيُّ أَسْخَى النَّاسِ بِمَا يَجِدُ وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا فَإِنْ وَجَدَنِي، وَإِلاَّ قَالَ: قُولُوا لمُحَمَّدٍ إِذَا جَاءَ: يَأْتِي المَنْزِلَ فَإِنِّي لاَ أَتَغَدَّى حَتَّى يَجِيءَ. دَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو ثَوْرٍ قَالَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ مِنْ أَسْمَحِ النَّاسِ يَشْتَرِي الجَارِيَةَ الصَّنَاعَ الَّتِي تَطْبُخُ وَتعْمَلُ الحَلْوَاءَ، وَيَشْتَرِطُ عَلَيْهَا هُوَ أَنْ لاَ يَقْرَبَهَا؛ لأَنَّهُ كَانَ عَلِيْلاً لاَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَقْرَبَ النِّسَاءَ لِبَاسورٍ بِهِ إِذْ ذَاكَ، وَكَانَ يَقُوْلُ لَنَا: اشْتَهُوا مَا أَرَدْتُمْ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ حَمَكَانَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي حَدَّثَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ قَالَ: أَصْحَابُ مَالِكٍ كَانُوا يَفْخَرُوْنَ فَيَقُوْلُوْنَ: إِنَّهُ يَحْضُرُ مَجْلِسَ مَالِكٍ نَحْوٌ مِنْ سِتِّيْنَ مُعَمَّماً وَاللهِ لَقَدْ عَدَدْتُ فِي مَجْلِسِ الشَّافِعِيِّ ثَلاَثَ مائَةِ مُعَمَّمٍ سِوَى مَنْ شَذَّ عَنِّي. قَالَ الرَّبِيْعُ: اشْتَرَيْتُ لِلشَّافِعِيِّ طِيْباً بِدِيْنَارٍ فَقَالَ: مِمَّنْ اشْتَرَيْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ ذَاكَ الأَشْقَرِ الأَزْرَقِ قَالَ: أَشْقَرُ أَزْرَقُ، رُدَّهُ، رُدَّهُ مَا جَاءَنِي خَيْرٌ قَطُّ مِنْ أشقر. أَبُو حَاتَمٍ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ يَقُوْلُ: احذَرِ الأَعْوَرَ، وَالأَعْرَجَ، وَالأَحْوَلَ وَالأَشْقَرَ وَالكَوْسَجَ، وَكُلُّ نَاقِصِ الخَلْقِ فَإِنَّهُ صَاحِبُ التِوَاءٍ، وَمُعَامَلَتُهُ عَسِرَةٌ. العَكَرِيُّ: سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَنَا وَالمُزَنِيُّ، وَالبُوَيْطِيُّ عِنْد الشَّافِعِيِّ، فَنَظَرَ إِليَنَا فَقَالَ لِي: أَنْتَ تَمُوْتُ فِي الحَدِيْثِ وَقَالَ لِلْمُزَنِيِّ: هَذَا لَوْ نَاظَرَهُ الشَّيْطَانُ قَطَعَهُ وَجَدَلَهُ وَقَالَ لِلبُوَيْطِيِّ: أَنْتَ تَمُوْتُ فِي الحَدِيْدِ قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى البُوَيْطِيِّ أَيَّامَ المِحْنَةِ فَرَأَيْتُهُ مُقَيَّداً مَغلَوْلاً. وَجَاءهُ رَجُلٌ مَرَّةً، فَسَأَلَهُ يَعْنِي: الشَّافِعِيَّ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: أَنْتَ نَسَّاجٌ؟ قَالَ: عِنْدِي أُجَرَاءَ. أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ، وَرَّاقُ الحُمَيْدِيِّ: سَمِعْتُ الحُمَيْدِيَّ يَقُوْلُ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: خَرَجْتُ إِلَى اليَمَنِ فِي طَلَبِ كُتُبِ الفِرَاسَةِ حَتَّى كَتَبْتُهَا وَجَمَعْتُهَا. وَعَنِ الرَّبِيْعِ، قَالَ: مَرَّ أَخِي فَرَآهُ الشَّافِعِيُّ فَقَالَ: هَذَا أَخُوْكَ؟ وَلَمْ يَكُنْ رَآهُ. قُلْتُ: نَعَمْ.

أَبُو عَلِيٍّ بنُ حَمَكَانَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الهَمَذَانِيُّ العَدْلُ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ عَنِ الشَّافِعِيِّ: أَصْلُ العِلْمِ: التَّثْبِيتُ، وَثَمَرَتُهُ: السَّلاَمَةُ وَأَصْلُ الوَرَعِ: القَنَاعَةُ، وَثَمَرَتُهُ: الرَّاحَةُ، وَأَصْلُ الصَّبْرِ: الحَزْمُ، وَثَمَرَتُهُ: الظَّفَرُ وَأَصْلُ العَمَلِ: التَّوْفِيْقُ. وَثَمَرَتُهُ: النُّجْحُ، وَغَايَةُ كُلِّ أَمْرٍ: الصِّدْقُ. بَلَغَنَا عَنِ الكُدَيْمِيِّ، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: العَالِمُ يَسْأَلُ عَمَّا يعلَمُ، وَعَمَّا لاَ يَعْلَمُ فَيُثَبِّتُ مَا يَعْلَمُ وَيَتَعَلَّمُ مَا لاَ يَعْلَمُ، وَالجَاهِلُ يَغْضَبُ مِنَ التَّعَلُّمِ وَيَأْنَفُ مِنَ التَّعْلِيْمِ. أَبُو حَاتَمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ حَسَّانِ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: العِلْمُ عِلْمَانِ: عِلْمُ الدِّيْنِ وَهُوَ الفِقْهُ وَعِلْمُ الدُّنْيَا وَهُوَ الطِّبُّ وَمَا سِوَاهُ مِنَ الشِّعْرِ وَغَيْرِهِ فَعَنَاءٌ وَعَبَثٌ. وَعَنِ الرَّبِيْعِ قَالَ: قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: مَنْ أَقْدَرُ الفُقَهَاءِ عَلَى المُنَاظَرَةِ؟ قَالَ: مَنْ عَوَّدَ لِسَانَهُ الرَّكْضَ فِي ميدَانِ الألفَاظِ لَمْ يَتَلَعْثَمْ إِذَا رَمَقَتْهُ العُيُونُ. فِي إِسْنَادِهَا أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ، وَهُوَ وَاهٍ. وَعَنِ الشَّافِعِيِّ: بِئْسَ الزَّادُ إِلَى المَعَادِ العُدْوَانُ عَلَى العِبَادِ. قَالَ يُوْنُسُ الصَّدَفِيُّ: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: لَيْسَ إِلَى السَّلاَمَةِ مِنَ النَّاسِ سَبِيْلٌ، فَانْظُرْ الَّذِي فِيْهِ صَلاَحُكَ فَالْزَمْهُ. وَعَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: مَا رَفَعْتُ مِنْ أَحَدٍ فَوقَ مَنْزِلَتِهِ إلَّا وَضَعَ مِنِّي بِمِقْدَارِ مَا رَفَعْتُ مِنْهُ. وَعَنْهُ: ضياغ العَالِمِ أَنْ يَكُوْنَ بِلاَ إِخْوَانٍ وَضَيَاعُ الجَاهِلِ قِلَّةُ عَقلِهِ، وَأَضْيَعُ مِنْهُمَا مَنْ وَاخَى مَنْ لاَ عَقْلَ لَهُ. وَعَنْهُ: إِذَا خِفْتَ عَلَى عَمَلِكَ العُجْبَ فَاذكُرْ رِضَى مَنْ تَطْلُبُ، وَفِي أَيِّ نَعِيْمٍ تَرْغَبُ، وَمِنْ أَيِّ عِقَابٍ تَرْهَبُ فَمَنْ فَكَّرَ فِي ذَلِكَ صَغُرَ عِنْدَهُ عَمَلُهُ. آلاَتُ الرِّيَاسَةِ خَمْسٌ: صِدْقُ اللَّهْجَةِ وَكِتْمَانُ السِّرِّ وَالوَفَاءُ بِالعَهْدِ وَابْتِدَاءُ النَّصِيْحَةِ وَأَدَاءُ الأَمَانَةِ. مُحَمَّدُ بنُ فَهْدٍ المِصْرِيُّ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَنِ اسْتُغْضِبَ فَلَمْ يَغْضَبْ فَهُوَ حِمَارٌ وَمَنِ اسْتُرْضِي فَلَمْ يَرْضَ فَهُوَ شَيْطَانٌ. أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بن الضحاك الفَارِسِيُّ، سَمِعْتُ المُزَنِيَّ،

سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، قَالَ: أَيُّمَا أَهْلُ بَيْتٍ لَمْ يَخْرُجْ نِسَاؤُهُمْ إِلَى رِجَالِ غَيْرِهِم وَرِجَالُهُمْ إِلَى نِسَاءِ غَيْرِهِم إلَّا وَكَانَ فِي أَوْلاَدِهِم حُمْقٌ. زَكَرِيَّا بنُ أَحْمَدَ البَلْخِيُّ القَاضِي: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ التِّرْمِذِيَّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ فِي المَنَامِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَسْجِدِه بِالمَدِيْنَةِ، فَكَأَنِّيْ جِئْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَكْتُبُ رَأْيَ مَالِكٍ؟ قَالَ: لاَ قُلْتُ: أَكْتُبُ رَأْيَ أَبِي حَنِيْفَةَ؟ قَالَ: لاَ قُلْتُ: أَكْتُبُ رَأْيَ الشَّافِعِيِّ؟ فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا كَأَنَّهُ انْتَهَرَنِي، وَقَالَ: تَقُوْلُ رَأْيَ الشَّافِعِيِّ! إِنَّهُ لَيْسَ بِرَأْيٍ وَلَكِنَّهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ خَالَفَ سُنَّتِي. رَوَاهَا غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الخُوَارِزْمِيُّ نَزِيْلُ مَكَّةَ فِيْمَا كَتَبَ إِلَيَّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ رَشِيْقٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَسَنٍ البَلْخِيُّ قَالَ: قُلْتُ فِي المَنَامِ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَا تَقُوْلُ فِي قَوْلِ أَبِي حَنِيْفَةَ وَالشَّافِعِيَّ وَمَالِكٍ؟ فَقَالَ: لاَ قَوْلَ إلَّا قَوْلِي لَكِنَّ قَوْلَ الشَّافِعِيِّ ضِدُّ قَوْلِ أَهْلِ البِدَعِ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهَيْنِ: عَنْ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ التِّرْمِذِيِّ الحَافِظِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الاخْتِلاَفِ فَقَالَ: أَمَّا الشافعي فمني وإلي. وفي الرواية الأخرى: أحيا سُنَّتِي. رَوَى جَعْفَرُ ابْنُ أَخِي أَبِي ثَوْرٍ الكَلْبِيُّ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ إِلَى الشَّافِعِيِّ، وَهُوَ شَابٌّ أَنْ يَضَعَ لَهُ كِتَاباً فِيْهِ مَعَانِي القُرْآنِ، وَيَجْمَعَ قَبُوْلَ الأَخْبَارِ، وَحُجَّةَ الإِجْمَاعِ، وَبيَانَ النَّاسِخِ وَالمَنْسُوخِ فَوَضَعَ لَهُ كِتَابَ الرِّسَالَةِ. وَقَالَ أَبُو ثَوْرٍ: قَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: مَا أُصَلِّي صَلاَةً إلَّا وَأَنَا أَدْعُو لِلشَّافِعِيِّ فِيْهَا. وَقَالَ الزَّعْفَرَانِيُّ: حَجَّ بِشرٌ المَرِيْسِيُّ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: رَأَيْتُ بِالحِجَازِ رَجُلاً مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ سَائِلاً، وَلاَ مُجِيْباً يَعْنِي: الشَّافِعِيَّ قَالَ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، وَخَفُّوا عَنْ بِشْرٍ فَجِئْتُ إِلَى بِشْرٍ فَقُلْتُ: هَذَا الشَّافِعِيُّ الَّذِي كُنْتَ تَزْعُمُ قَدْ قَدِمَ قَالَ: إِنَّهُ قَدْ تَغَيَّرَ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَمَا كَانَ مَثَلُ بِشْرٍ إلَّا مَثَلَ اليَهُوْدِ فِي شَأْنِ عبد الله بن سلام. قَالَ المَيْمُوْنِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: سِتَّةٌ أَدْعُو لَهُمْ سَحَراً أَحَدُهُمُ: الشَّافِعِيُّ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الزَّنْجَانِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ قُلْتُ لأَبِي: أَيَّ رَجُلٍ كَانَ الشَّافِعِيُّ فَإِنِّي سَمِعتُكَ تُكْثِرُ مِنَ الدُّعَاءِ لَهُ؟ قَالَ: يَا بُنِيَّ كَانَ كَالشَّمْسِ لِلدُّنْيَا، وَكَالعَافِيَةِ لِلنَّاسِ فَهَلْ لِهَذَيْنِ مِنْ خَلَفٍ، أَوْ مِنْهُمَا عوض؟

الزَّنْجَانِيُّ: لاَ أَعرِفُه. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَا رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَمِيْلُ إِلَى أَحَدٍ ميله إلى الشافعي. وقال قتية بنُ سَعِيْدٍ: الشَّافِعِيُّ إِمَامٌ. قُلْتُ: كَانَ هَذَا الإِمَامُ مَعَ فَرْطِ ذَكَائِهِ وَسَعَةِ عِلْمِهِ يَتَنَاولُ مَا يُقَوِّي حَافِظَتَهُ. قَالَ هَارُونُ بنُ سَعِيْدٍ الأَيْلِيُّ: قَالَ لَنَا الشَّافِعِيُّ: أَخَذْتُ اللُّبَانَ سَنَةً للحفظ فأعقبني رمي الدم سنة. قَالَ الحَافِظُ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْلٍ النَّابُلُسِيُّ الشَّهِيْدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ سَمِعْتُ تَمِيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيَّ سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: مَاتَ الثَّوْرِيُّ، وَمَاتَ الوَرَعُ، وَمَاتَ الشَّافِعِيُّ وَمَاتَتِ السُّنَنُ، وَيَمُوْتُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَتَظْهَرُ البِدَعُ. أَبُو ثَوْرٍ الكَلْبِيُّ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الشَّافِعِيِّ وَلاَ رَأَى هُوَ مِثْلَ نَفْسِهِ. وَقَالَ أَيُّوْبُ بنُ سُوَيْدٍ: مَا ظَنَنْتُ أَنِّي أَعِيْشُ حَتَّى أَرَى مِثْلَ الشَّافِعِيِّ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ مِنْ طُرُقٍ عَنْهُ: إِنَّ اللهَ يُقَيِّضُ لِلنَّاسِ فِي رَأْسِ كُلِّ مائَةٍ مَنْ يُعلِّمُهُمُ السُّنَنَ، وَيَنْفِي عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الكَذِبَ قَالَ: فَنَظَرنَا فَإِذَا فِي رَأْسِ المائَةِ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَفِي رَأْس المائَتَيْنِ الشافعي. قَالَ حَرْمَلَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: سُمِّيْتُ بِبَغْدَادَ: نَاصِرَ الحَدِيْثِ. الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: مَا أَحَدٌ مَسَّ مِحْبَرَةً وَلاَ قَلَماً إلَّا وَلِلشَّافِعِيِّ فِي عُنُقِه مِنَّةٌ. وَعَنْ أَحْمَدَ كَانَ الشَّافِعِيُّ مِنْ أَفْصَحِ النَّاسِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عَنِ الشَّافِعِيِّ فَقَالَ: حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، وَرَأْيٌ صَحِيْحٌ. قَالَ الحَسَنُ الزَّعْفَرَانِيُّ: مَا قَرَأْتُ عَلَى الشَّافِعِيِّ حَرْفاً مِنْ هَذِهِ الكُتُبِ إلَّا وَأَحْمَدُ حَاضِرٌ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه: مَا تَكَلَّمَ أَحَدٌ بِالرَّأْيِ، وَذَكَرَ جَمَاعَةً مِنْ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ إلَّا وَالشَّافِعِيُّ أَكْثَرُ اتِّبَاعاً مِنْهُ، وَأَقَلُّ خَطَأً مِنْهُ الشَّافِعِيُّ إِمَامٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

وَعَنْ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ قَالَ: مَا عِنْدَ الشافعي حديث فيه غلط. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: مَا أَعْلَمُ لِلشَّافِعِيِّ حَدِيْثاً خَطَأً. قُلْتُ: هَذَا مِنْ أَدَلِّ شَيْءٍ عَلَى أَنَّهُ ثِقَةٌ حُجَّةٌ حَافِظٌ وَنَاهِيْكَ بِقَوْلِ مِثْلِ هَذَيْنِ. وَقَدْ صَنَّفَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ كِتَاباً فِي ثُبُوتِ الاحْتِجَاجِ بِالإِمَامِ الشَّافِعِيِّ، وَمَا تَكَلَّمَ فِيْهِ إلَّا حَاسِدٌ، أَوْ جَاهِلٌ بِحَالِهِ فَكَانَ ذَلِكَ الكَلاَمُ البَاطِلُ مِنْهُم مُوْجِباً لارْتِفَاعِ شَأْنِهِ وَعُلُوِّ قَدْرِهِ، وَتِلْكَ سُنَّةُ اللهِ فِي عِبَادِهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} . [الأحزاب] وقال أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ كَانَ الشَّافِعِيُّ وَاللهِ لِسَانُهُ أَكْبَرُ مِنْ كُتُبِهِ لَوْ رَأَيتُمُوهُ لَقُلْتُمْ إِنَّ هَذِهِ لَيْسَتْ كُتُبُهُ. وَعَنْ يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: مَا كَانَ الشَّافِعِيُّ إلَّا سَاحِراً مَا كُنَّا نَدْرِي مَا يَقُوْلُ إِذَا قَعَدْنَا حَوْلَهُ، كَأَنَّ أَلفَاظَهُ سُكَّرٌ وَكَانَ قَدْ أُوتِيَ عُذُوبَةَ مَنْطِقٍ وَحُسْنَ بَلاغَةٍ، وَفَرْطَ ذَكَاءٍ وسيلان ذهن، وكمال فصاحة وحضور حجة. فَعَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ هِشَامٍ اللُّغَوِيِّ قَالَ: طَالَتْ مُجَالَسَتُنَا لِلشَّافِعِيِّ فَمَا سَمِعْتُ مِنْهُ لَحْنَةً قَطُّ. قُلْتُ: أَنَّى يَكُوْنُ ذَلِكَ وَبِمِثْلِهِ فِي الفَصَاحَةِ يُضْرَبُ المَثَلُ كَانَ أَفْصَحُ قُرَيْشٍ فِي زَمَانِهِ، وَكَانَ مِمَّا يُؤْخَذُ عَنْهُ اللُّغَةُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي سُرَيْجٍ الرَّازِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْوَهَ وَلاَ أَنْطَقَ مِنَ الشَّافِعِيِّ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَخَذْتُ شِعْرَ هُذَيْلٍ عَنِ الشَّافِعِيِّ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بكَّارٍ: أَخَذْتُ شِعْرَ هُذَيْلٍ، وَوقَائِعهَا عَنْ عَمِّي مُصْعَبٍ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَقَالَ: أَخَذْتُهَا مِنَ الشَّافِعِيِّ حِفْظاً. قَالَ مُوْسَى بنُ سَهْلٍ الجَوْنِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: تَعَبَّدْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَرَأَّسَ فَإِنَّكَ إِنْ تَرَأَّسْتَ لَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَتَعَبَّدْ، ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ الشَّافِعِيُّ إِذَا تَكَلَّمَ كَأَنَّ صَوتَهُ صَوْتُ صَنْجٍ وَجَرَسٍ مِنْ حُسْنِ صَوْتِهِ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ: مَا رَأَيْتُ الشافعي يناظر أحدًا إلَّا رحمته ولورأيت الشَّافِعِيَّ يُنَاظِرُكَ لَظَنَنْتُ أَنَّهُ سَبُعٌ يَأْكُلُكَ، وَهُوَ الَّذِي عَلَّمَ النَّاسَ الحُجَجَ.

قَالَ الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ: سُئِلَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأُعْجِبَ بِنَفْسِهِ فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: إِذَا المُشْكِلاَتُ تَصَدَّيْنَنِي ... كَشَفْتُ حَقَائِقَهَا بِالنَّظَرْ وَلَسْتُ بِإِمَّعَةٍ فِي الرِّجَالِ ... أُسَائِلُ هَذَا وَذَا مَا الخبر ولكنني مدره الأصغرين ... فَتَّاحُ خَيْرٍ وَفَرَّاجُ شَرِّ وَرَوَى عَنْ هَارُونَ بنِ سَعِيْدٍ الأَيْلِيِّ قَالَ: لَوْ أَنَّ الشَّافِعِيَّ نَاظَرَ عَلَى أَنَّ هَذَا العَمُوْدَ الحَجَرَ خَشَبٌ لَغَلَبَ لاِقْتِدَارِهِ عَلَى المُنَاظَرَةِ. قَالَ الزَّعْفَرَانِيُّ: قَدِمَ عَلَيْنَا الشَّافِعِيُّ بَغْدَادَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ فَأَقَامَ عِنْدنَا سَنَتَيْنِ، وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ ثُمَّ قَدِمَ سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ فَأَقَامَ عِنْدَنَا أَشْهُراً، وَخَرَجَ -يَعْنِي: إِلَى مِصْرَ. قُلْتُ: قَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ وَأَجَازَهُ الرَّشِيْدُ بِمَالٍ وَلاَزَمَ مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ مُدَّةً، وَلَمْ يَلْقَ أَبَا يُوْسُفَ القَاضِي مَاتَ قَبْلَ قُدُومِ الشَّافِعِيِّ. قَالَ المُزَنِيُّ: لَمَّا وَافَى الشَّافِعِيُّ مِصْرَ قُلْتُ فِي نَفْسِي: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُخْرِجُ مَا فِي ضَمِيرِي مِنْ أَمْرِ التَّوْحِيْدِ، فَهُوَ تَقَدَّمَتْ هَذِهِ الحِكَايَةُ وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ سَمَاعُ زَكَرِيَّا السَّاجِيِّ مِنَ المُزَنِيِّ. قَالَ: فَكَلَّمْتُهُ فَغَضِبَ وَقَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ؟ هَذَا المَوْضِعُ الَّذِي غَرِقَ فِيْهِ فرعون أبلغك أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بِالسُّؤَالِ عَنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: لاَ قَالَ: فَهَلْ تَكَلَّمَ فِيْهِ الصَّحَابَةُ؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ الحَسَنُ بنُ رَشِيقٍ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا فَقِيْرُ بنُ مُوْسَى بنِ فَقِيْرٍ الأَسْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيْفَةَ قَحْزَمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَسْوَانِيُّ حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيْفَةَ بنُ سِمَاكِ بنِ الفَضْلِ الخَوْلاَنِيُّ الشِّهَابِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ المَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي شُرَيحٍ الكَعْبِيِّ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ يَوْمَ الفَتْحِ: "مَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيْلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ إِنْ أَحَبَّ العَقْلَ أَخَذَ، وَإِنْ أَحَبَّ فلَهُ القَوَدُ" 1. رَوَاهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ عَنِ ابن رشيق.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 32"، "6/ 385"، وأبو داود "4504"، والترمذي "1406"، والبيهقي في "السنن" "5/ 52"، والمعرفة "1/ 39، 40" من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي شريح الكعبي، به، وأخرجه الشافعي "2/ 100"، والبخاري "112"، "6880"، ومسلم "1355" "448"، والدارقطني "3/ 97-98"، وأبو عوانة "4/ 42"، والبيهقي "8/ 52" من طرق عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة قال: حدثني أبو هريرة، به مرفوعا.

الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ: حَدَّثَنَا أَبُو ثَوْرٍ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، وَكَانَ مِنْ مَعَادِنِ الفِقْهِ، ونُقَّادِ المَعَانِي وَجَهَابِذَةِ الأَلْفَاظِ- يَقُوْلُ: حُكْمُ المَعَانِي خِلاَفُ حُكْمِ الأَلْفَاظِ؛ لأَنَّ المَعَانِي مَبْسُوْطَةٌ إِلَى غَيْرِ غَايَةٍ وأَسْمَاءُ المَعَانِي مَعْدُوْدَةٌ مَحْدُوْدَةٌ، وَجَمِيْعُ أَصْنَافِ الدَّلاَلاَتِ عَلَى المَعَانِي لَفْظاً، وَغَيْرَ لَفْظٍ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ: اللَّفْظُ ثُمَّ الإِشَارَةُ ثُمَّ العَقْدُ ثُمَّ الخَطُّ ثُمَّ الَّذِي يُسَمَّى النَّصْبَةُ، وَالنَّصبَةُ فِي الحَالِ الدَّلاَلَةُ الَّتِي لاَ تَقُوْمُ مَقَامَ تِلْكَ الأَصْنَافِ، وَلاَ تَقصُرُ عَنْ تِلْكَ الدَّلاَلاَتِ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الخَمْسَةِ صُورَةٌ بَائِنَةٌ مِنْ صُورَةِ صَاحِبَتِهَا، وَحِلْيَةٌ مُخَالِفَةٌ لِحْلِيَةِ أُخْتِهَا، وَهِيَ الَّتِي تَكْشِفُ لَكَ عَنْ أَعْيَانِ المَعَانِي فِي الجُمْلَةِ، وَعَنْ خَفَائِهَا عَنِ التَّفْسِيْرِ وَعَنْ أَجْنَاسِهَا، وَأَفرَادِهَا وَعَنْ خَاصِّهَا، وَعَامِّهَا وَعَنْ طِبَاعِهَا فِي السَّارِّ وَالضَّارِّ، وَعَمَّا يَكُوْنُ بَهْواً بَهْرَجاً وَسَاقِطاً مُدَحْرَجاً. قَالَ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: لَيْسَ إِلَى السَّلاَمَةِ مِنَ النَّاسِ سَبِيْلٌ، فانظر الذي فيه صلاحك فالزمه. قَالَ حَرْمَلَةُ: سُئِلَ الشَّافِعِيُّ عَنْ رَجُلٍ فِي فَمِهِ تَمْرَةٌ فَقَالَ: إِنْ أَكَلْتُهَا فَامْرَأَتِي طَالِقٌ، وَإِنْ طَرَحْتُهَا فَامرَأَتِي طَالِقٌ قَالَ: يَأْكلُ نِصْفاً وَيَطْرَحُ النِّصْفَ. قَالَ الرَّبِيْعُ: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: إِنْ لَمْ يَكُنِ الفُقَهَاءُ العَاملُوْنَ أَوْلِيَاءَ اللهِ، فَمَا للهِ وَلِيٌّ. وَقَالَ: طَلَبُ العِلْمِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ النَّافلَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَقَلَّ صَبّاً لِلْمَاءِ فِي تَمَامِ التَّطَهُّرِ مِنَ الشَّافِعِيِّ. قَالَ أَبُو ثَوْرٍ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: يَنْبَغِي لِلْفَقِيْهِ أَنْ يَضَعَ التُّرَابَ عَلَى رَأَسِهِ تَوَاضُعاً للهِ وَشُكْراً للهِ. الأَصَمُّ: سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ يَقُوْلُ: سَأَلَ رَجُلٌ الشَّافِعِيَّ عَنْ قَاتَلِ الوَزَغِ: هَلْ عَلِيْهِ غُسْلٌ؟ فَقَالَ: هَذَا فُتْيَا العَجَائِزِ. الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الأَشْعَثِ المِصْرِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ قَالَ: مَا رَأَتْ عَيْنِي قَطُّ مِثْلَ الشَّافِعِيَّ قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ فَرَأَيْتُ أَصْحَابَ عَبْدِ المَلِكِ بنِ المَاجَشُوْنِ يَغْلُوْنَ بِصَاحِبِهِم، يَقُوْلُوْنَ: صَاحِبُنَا الَّذِي قَطَعَ الشَّافِعِيَّ قَالَ: فَلَقِيتُ عَبْدَ المَلِكِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَنِي فَقُلْتُ: الحُجَّةُ؟ قَالَ: لأَنَّ مَالِكاً قَالَ كَذَا وَكَذَا فَقُلْتُ في نفسي: هيهات أَسْأَلُكَ عَنِ الحُجَّةِ، وَتَقُوْلُ: قَالَ مُعَلِّمِي وَإِنَّمَا الحُجَّةُ عَلَيْكَ وَعَلَى مُعَلِّمِكَ.

قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الحَافِظُ: سَأَلْتُ أَبَا قُدَامَةَ السَّرَخْسِيَّ عَنِ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَأَبِي عُبَيْدٍ وَابْنِ رَاهْوَيْه فَقَالَ: الشَّافِعِيُّ أَفْقَهُهُمْ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْصُوْرٍ القَاضِي: سَمِعْتُ إِمَامَ الأَئِمَّةِ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: وَقُلْتُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُ سُنَّةً لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الحَلاَلِ وَالحَرَامِ لَمْ يُوْدِعْهَا الشَّافِعِيُّ كُتُبَهُ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ حَرْمَلَةُ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: كُنْتُ أُقْرِئُ النَّاسَ، وَأَنَا ابْنُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَحَفِظْتُ المُوَطَّأَ قَبْلَ أَنْ أَحْتَلِمَ. قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الطُّوْسِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ سَمِعْتُ البُوَيْطِيَّ يَقُوْلُ: سُئِلَ الشَّافِعِيُّ: كَمْ أُصُوْلُ الأَحْكَامِ؟ فَقَالَ: خَمْسُ مائَةٍ. قِيْلَ لَهُ: كَمْ أُصُوْلُ السُّنَنِ؟ قَالَ: خَمْسُ مائَةٍ قِيْلَ لَهُ: كَمْ مِنْهَا عِنْدَ مَالِكٍ؟ قَالَ: كُلُّهَا إلَّا خَمْسَةً وَثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً قِيْلَ لَهُ: كَمْ عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ؟ قَالَ: كُلُّهَا إلَّا خَمْسَةً. قَالَ الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَنْ حلف باسم من أسماء الله فحنث فعليه الكَفَّارَةُ؛ لأَنَّ اسْمَ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَمَنْ حلف بالكعبة، وبالصفا والمروة فليس عليه كفارة؛ لأنه مخلوق. قَالَ حَرْمَلَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: وَدِدْتُ أَنَّ كُلَّ عِلْمٍ أُعَلِّمُهُ تَعَلَّمَهُ النَّاسُ أُوْجَرُ عَلَيْهِ وَلاَ يَحْمَدُونِي. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ وَارَةَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ: مَا تَرَى فِي كُتُبِ الشَّافِعِيِّ الَّتِي عِنْدَ العِرَاقِيِّينَ أَهِيَ أَحَبُّ إِليَكَ أَوِ الَّتِي بِمِصْرَ؟ قَالَ: عَلَيْكَ بِالكُتُبِ الَّتِي عَمِلَهَا بِمِصْرَ، فَإِنَّهُ وَضَعَ هَذِهِ الكُتُبَ بِالعِرَاقِ، وَلَمْ يُحْكِمْهَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مِصْرَ فَأَحْكَمَ تِلْكَ وَقُلْتُ لأَحْمَدَ: مَا تَرَى لِي مِنَ الكُتُبِ أَنْ أَنْظُرُ فِيْهِ رَأْيُ مَالِكٍ أَوِ الثَّوْرِيِّ، أَوِ الأَوْزَاعِيِّ؟ فَقَالَ لِي قَوْلاً أُجِلُّهُم أَنْ أَذْكُرَهُ، وَقَالَ: عَلَيْكَ بِالشَّافِعِيِّ فَإِنَّهُ أَكْثَرُهُم صَوَاباً وَأَتْبَعُهُم لِلآثَارِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ نَاجِيَةَ الحَافِظُ: سَمِعْتُ ابْنَ وَارَةَ يَقُوْلُ: قَدِمْتُ مِنْ مِصْرَ فَأَتَيْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ فَقَالَ لِي: كَتَبْتَ كُتُبَ الشَّافِعِيِّ؟ قُلْتُ: لاَ قَالَ: فَرَّطْتَ مَا عَرَفْنَا العُمُوْمَ مِنَ الخُصُوصِ وَنَاسِخَ الحَدِيْثِ مِنْ مَنْسُوخِهِ حَتَّى جَالَسْنَا الشَّافِعِيَّ قَالَ: فَحَمَلَنِي ذَلِكَ عَلَى الرُّجُوعِ إِلَى مِصْرَ فَكَتَبْتُهَا. تَفَرَّدَ بِهَذِهِ الحِكَايَةِ عَنِ ابْنِ نَاجِيَةَ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ الصُّوْفِيُّ وَلَيْسَ هُوَ بِثِقَةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ الفَرَجِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: عَلَيْكُمْ بكتب الشافعي.

قُلْتُ: وَمِنْ بَعْضِ فُنُونِ هَذَا الإِمَامِ الطِّبُّ كَانَ يَدْرِيهِ نَقَلَ ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ فَعَنْهُ قَالَ: عَجَباً لِمَنْ يَدْخُلُ الحَمَّامَ ثُمَّ لاَ يَأْكُلُ مِنْ سَاعَتِهِ كَيْفَ يَعِيْشُ، وَعَجَباً لِمَنْ يَحْتَجِمُ ثُمَّ يَأْكلُ مِنْ سَاعَتِهِ كَيْفَ يَعِيْشُ. حَرْمَلَةُ عَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: مَنْ أَكَلَ الأُتْرُجَّ ثُمَّ نَامَ لَمْ آمَنْ أَنْ تُصِيْبَهُ ذُبْحَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عِصْمَةَ الجَوْزَجَانِيُّ: سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: ثَلاَثَةُ أَشْيَاءٍ دَوَاءُ مَنْ لاَ دَوَاءَ لَهُ، وَأَعْيَتِ الأَطِبَّاءَ مُدَاوَاتُهُ: العِنَبُ، وَلَبَنُ اللِّقَاحِ وَقَصَبُ السُّكَّرِ لَوْلاَ قَصَبُ السُّكَّرِ مَا أَقَمْتُ بِبَلَدِكُمْ. وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كَانَ غُلاَمِي أَعْشَى لَمْ يَكُنْ يُبْصِرُ بَابَ الدَّارِ فَأَخَذْتُ لَهُ زِيَادَةَ الكَبِدِ فَكَحَّلْتُهُ بِهَا فَأَبْصَرَ. وَعَنْهُ: عَجَباً لِمَنْ تَعَشَّى البَيْضَ المَسْلُوْقَ فَنَامَ كَيْفَ لاَ يَمُوْتُ. وَعَنْهُ: الفُوْلُ يَزِيْدُ فِي الدِّمَاغِ والدماغ يزيد في العقل. وَعَنْهُ: لَمْ أَرَ أَنْفَعَ لِلوَبَاءِ مِنَ البَنَفْسَجِ يُدْهَنُ بِهِ، وَيُشْرَبُ. قَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ: سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: لاَ أَعْلَمُ عِلْماً بَعْدَ الحَلاَلِ وَالحَرَامِ أَنْبَلَ مِنَ الطِّبِّ إلَّا أَنَّ أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ غَلَبُوْنَا عَلَيْهِ. قَالَ حَرْمَلَةُ: كَانَ الشَّافِعِيُّ يَتَلَهَّفُ عَلَى مَا ضَيَّعَ المُسْلِمُوْنَ مِنَ الطِّبِّ وَيَقُوْلُ: ضَيَّعُوا ثُلُثَ العِلْمِ وَوَكَلُوهُ إِلَى اليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى. وَيُقَالُ: إِنَّ الإِمَامَ نَظَرَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ النُّجُومِ ثُمَّ هَجَرَهُ، وَتَابَ مِنْهُ. فَقَالَ الحَافِظُ أَبُو الشَّيْخِ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ المَكِّيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ بِنْتِ الشَّافِعِيُّ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كَانَ الشَّافِعِيُّ وَهُوَ حَدَثٌ يَنْظُرُ فِي النُّجُومِ وَمَا يَنْظُرُ فِي شَيْءٍ إلَّا فَاقَ فِيْهِ، فَجَلَسَ يَوْماً وَامرَأَتُهُ تُطْلَقُ فَحَسَبَ فَقَالَ: تَلِدُ جَارِيَةً عَوْرَاءَ عَلَى فَرْجِهَا خَالٌ أَسْوَدُ تَمُوْتُ إِلَى يَوْمِ كَذَا وَكَذَا. فَوَلَدَتْ كَمَا قَالَ فَجَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لاَ يَنْظُرَ فِيْهِ أَبَداً وَدَفَنَ تِلْكَ الكُتُبَ. قَالَ فُوْرَانُ: قَسَمْتُ كُتُبَ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بَيْنَ وَلَدَيْهِ فَوَجَدْتُ فيها رسالتي الشافعي العراقية والمصرية بِخَطِّ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصَّوْمَعِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: صَاحِبُ حَدِيْثٍ لاَ يَشْبَعُ مِنْ كُتُبِ الشافعي.

قَالَ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الدُّخَمْسِيْنِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بن أحمد بن النضر الأَزْدِيَّ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، وَسُئِلَ عَنِ الشَّافِعِيِّ فَقَالَ: لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا بِهِ لَقَدْ كُنَّا تَعَلَّمْنَا كَلاَمَ القَوْمِ، وَكَتَبْنَا كُتُبَهُمْ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا فَلَمَّا سَمِعْنَا كَلاَمَهُ عَلِمْنَا أنَّهُ أَعْلَمُ مِنْ غَيْرِهِ وَقَدْ جَالَسْنَاهُ الأَيَّامَ وَاللَّيَالِيَ، فَمَا رَأَيْنَا مِنْهُ إلَّا كُلَّ خَيْرٍ فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ كَانَ يَحْيَى، وَأَبُو عُبَيْدٍ لاَ يَرْضَيَانِهِ يُشِيْرُ إِلَى التَّشَيُّعِ وَأنَّهُمَا نَسَبَاهُ إِلَى ذَلِكَ -فَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَا نَدْرِي مَا يَقُوْلاَنِ وَاللهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُ إلَّا خَيْراً. قُلْتُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ الشَّافِعِيَّ يَتَشَيَّعُ فَهُوَ مُفْتَرٍ لاَ يَدْرِي مَا يَقُوْلُ. قَدْ قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الإِسْتِرَابَاذِيُّ: أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بنُ عَلِيٍّ الجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ الشَّافِعِيِّ فَمَا ارْتَقَى شَرَفاً، وَلاَ هَبَطَ وَادِياً إلَّا، وَهُوَ يَبْكِي وَيُنْشِدُ: يَا رَاكِباً قِفْ بِالمُحَصَّبِ مِنْ مِنَى ... وَاهْتِفْ بِقَاعِدِ خَيْفِنَا وَالنَّاهِضِ سَحَراً إِذَا فَاضَ الحَجِيْجُ إِلَى مِنَىً ... فيضًا كملتط الفُرَاتِ الفَائِضِ إِنْ كَانَ رَفْضاً حُبُّ آلِ محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي قُلْتُ: لَوْ كَانَ شِيْعِيّاً -وَحَاشَاهُ مِنْ ذَلِكَ لَمَا قَالَ: الخُلَفَاءُ الرَّاشِدُوْنَ خَمْسَةٌ بَدَأَ بِالصِّدِّيْقِ، وَخَتَمَ بِعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ القَزْوِيْنِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: سَمِعْتُ المُوَطَّأَ مِنَ الشَّافِعِيِّ؛ لأَنِّي رَأَيْتُهُ فِيْهِ ثَبْتاً وَقَدْ سَمِعتُهُ مِنْ جَمَاعَةٍ قَبْلَهُ. الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الشَّاشِيَّ الفَقِيْهَ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ خُزَيْمَةَ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! عَلَى مَنْ دَرَسْتَ الفِقْهَ؟ فَسَمَّيتُ لَهُ أَبَا اللَّيْثِ فَقَالَ: وَعَلَى مَنْ دَرَسَ؟ قُلْتُ: عَلَى ابْنِ سُرَيْجٍ فَقَالَ: وَهلْ أَخَذَ ابْنُ سُرَيْجٍ العِلْمَ إلَّا مِنْ كُتُبٍ مُسْتَعَارَةٍ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَبُو اللَّيْثِ هَذَا مَهْجُورٌ بِالشَّاشِيِّ فَإِنَّ البَلَدَ حَنَابِلَةً فَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةُ: وَهَلْ كَانَ ابْنُ حَنْبَلٍ إلَّا غُلاَماً من غلمان الشافعي1.

_ 1 هذا القول مجاف للصواب، فقد كان أحمد بن حنبل إمام أهل السنة قاطبة، وهذا الأسلوب في المدح ينبو عنه كل ذي ذوق سليم، وأدب رفيع -وحسبك ثناء العلماء على أحمد بن حنبل، وحسبك منهم قول الإمام ابن خزيمة لأحمد بن حنبل: أَنْتُم أَعْلَمُ بِالأَخْبَارِ الصِّحَاحِ مِنَّا، فَإِذَا كَانَ خَبَرٌ صَحِيْحٌ فَأَعْلِمْنِي حَتَّى أَذهبَ إِلَيْهِ كُوْفِيّاً كان أو بصريا، أو شاميا. وروى ابن أبي حاتم عن أبيه قال: أحمد بن حنبل أكبر من الشافعي، تعلم الشافعي أشياء من معرفة الحديث من أحمد بن حنبل، وكان الشافعي فقيها، ولم تكن له معرفة بالحديث فربما قال لأحمد: هذا الحديث قوي محفوظ؟ فإذا قال أحمد: نعم، جعله أصلا وبنى عليه.

زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: قُلْتُ لأَبِي دَاوُدَ: مَنْ أَصْحَابُ الشَّافِعِيِّ؟ فَقَالَ: أَوَّلُهُمْ الحُمَيْدِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَالبُوَيْطِيُّ. وَيُرْوَى بِطَرِيْقَيْنِ عَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أصْحَابِ الحَدِيْثِ، فَكَأَنِّيْ رَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَزَاهُمُ اللهُ خَيْراً هُمْ حَفِظُوا لَنَا الأَصْلَ فَلَهُمْ عَلَيْنَا الفَضْلُ. أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُنَاقِبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ غَانِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ السَّمَّانُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدٍ بِتُسْتَرَ حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ المُبَارَكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ الهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ عَنْ يَحْيَى بنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدُ اللهِ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلاَةَ الكُسُوفِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ1. رَوَاهُ الحَافِظُ أَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن الفضل حدثنا عبد الله ابن مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا ابْنُ الإِمَامِ أَحْمَدَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَأَخْبَرْنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ القَلاَنِسِيُّ أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَالِكٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الخَلِيلِيُّ حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَلَمَةَ القَزْوِيْنِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ زَكِيٍّ2 الحَافِظُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ، أَخْبَرَنَا المسلم بن محمد

_ 1 ضعيف: أخرجه البزار "668" كشف الأستار من طريق مسلم بن خالد، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه مسلم بن خالد الزنجي، وهو ضعيف، وأخرجه البزار "668" كشف الأستار حدثنا يحيى بن الورد بن عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عدي بن الفضل عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، به. قلت: إسناده واه بمرة، آفته عدي بن الفضل، وهو متروك. 2 هو الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن علي بن عبد الملك بن علي بن أبي الزهر الكلبي القضاعي المزي، ولد سنة "654" بظاهر حلب من عائلة عربية الأصل =

القَيْسِيُّ وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ قُلْتُ: وَأَجَازَهُ المَذْكُوْرَانِ لِي، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ أَنَّ حَنْبَلَ بنَ عَبْدِ اللهِ أخْبَرَهُمْ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ المُذْهِبِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ المَالِكِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "لاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ" 1. وَنَهَى عَنِ النَّجَشِ2، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الحَبَلَةِ وَنَهَى عَنِ المُزَابَنَةِ، وَالمُزَابنَةُ: بَيعُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ كَيْلاً وَبَيعُ الكَرْمِ بِالزَّبِيبِ كَيْلاً. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَبَعْضُ الأَئِمَّةِ يُفَرِّقُهُ، وَيَجْعَلُهُ أَرْبَعَةَ أَحَادِيْثَ، وَهَذِهِ البُيُوْعُ الأَرْبَعَةُ مُحَرَّمَةٌ، وَالأَخِيْرَانِ مِنْهَا فَاسِدَانِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي العِزِّ البَزَّازُ، وَسِتُّ الوُزَرَاءِ بِنْتِ القَاضِي عُمَرِ بنِ أَسْعَدَ سَمَاعاً قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ اليَمَانِيُّ "ح". وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ القَزْوِيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ الصُّوْفِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ: أَخْبَرَنَا طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ المَقْدِسِيُّ أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بنُ مَنْصُوْرٍ الكَرْجِيُّ "ح"، وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ وَغَيْرُهُ عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ أَنَّ عَبْدَ الغَفَّارِ بنَ محمد التاجر أجاز لهم قالا: أخبرنا

_ = ترجع إلى قبيلة كلب القضاعية. وانتقل جمال الدين إلى دمشق فسكن المزة القرية الكبيرة الواقعة في وسط بساتين دمشق، ودرس الفقه، والعربية، والسيرة لابن هشام، وموطأ مالك، والسنن الكبير، ودلائل النبوة للبيهقي، وحلية الأولياء، وتأثر بافمام تقي الدين ابن تيمية الذي أعجب به المزي أيما إعجاب، فكان أكثر رفاقة صلة ومحبة بالشيخ الإمام. قال الذهبي: "ترافق هو وابن تيمية كثيرا في سماع الحديث، وفي النظر في العلم، وكان يقرر طريقة السلف في السنة، ويعضد ذلك بمباحث وقواعد كلامية. وقد كان المزي شافعي المذهب سلفي العقيدة. وللمزي مصنفان عظيمان، هما كتابه القيم الذي يعد من أعظم الكتب المؤلفة "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" وكتاب المزي الثاني: هو "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" ويعد أعظم كتاب ألف في فنه أربى فيه على من تقدمه وكسف مؤلفاتهم، ولم يستطع أحد بعده حتى اليوم أن يبلغ شأوه بله أن يأتي بأحسن منه. توفي سنة "742" هـ. 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 683"، ومن طريقة أخرجه الشافعي "2/ 146"، وأحمد "2/ 63" والبخاري "2139"، "2165"، ومسلم "1412"، في "البيوع" "ص1154"، والنسائي "7/ 258"، وابن ماجه "2171"، والطحاوي "3/ 3"، والبيهقي "5/ 344"، والبغوي "2093"، عن نافع، به. 2 النجش: هو أن يرى الرجل السلعة تباع، فيزيد في ثمنها، وهو لا يريد شراءها، بل يريد ترغيب السوام فيها ليزيدوا في ثمنها، والتناجش: أن يفعل هذا بصاحبه على أن يكافئه صاحبه بمثله إن هو باع.

أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ القَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ أَخْبَرَنَا الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ المُرَادِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عن عطاء: أبن النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِعَائِشَةَ: "طَوَافُكِ بِالبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ يَكْفِيْكِ لِحَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ". وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَأَخْبَرْنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ نَجِيْحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمِثْلِهِ وَرُبَّمَا أَرْسَلَهُ عَطَاءٌ. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ. أخرجه: أبو داود1 عن الربيع. قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَلَفٍ الحَافِظِ2، وَعلَى أَبِي الحُسَيْنِ بنِ الفَقِيْهِ أَخْبَرَكُمَا الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَظِيْمِ بنِ عَبْدِ القَوِيِّ المُنْذِرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُفَضَّلِ الحَافِظُ مِنْ حِفْظِي حَدَّثَنَا شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ لَفْظاً حَدَّثَنَا الإِمَامُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ محمد الطبراني إِلْكَيا3، مِنْ لَفْظِهِ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا إِمَامُ الحَرَمَيْنِ أَبُو المَعَالِي عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ الجُوَيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبِي أَبُو مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ القَزْوِيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الخَازِنِ "ح". وَأَخْبَرْنَا ابْنُ الفقيه وابن مشرف ووزيرة4 قالوا: أخبرنا

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "1897". ورد عند مسلم "1211" "133" من طريق إبراهيم بن نافع، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عائشة -رضي الله عنها- أنها حاضت بسرف، فتطهرت بعرفة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجزئ عنك طوافك بالصفا والمروة، عن حجك وعمرتك". 2 قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" "ص1477-1478". هو شيخنا الإمام العلامة الحافظ الحجة الفقيه النسابة شيخ المحدثين شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن التوني الدمياطي الشافعي، صاحب التصانيف، مولده فِي آخِرِ سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. تفقه بدمياط، وبرع ثم طلب الحديث فارتحل إلى الإسكندرية وسمع من عدة من المشايخ، وكتب العالي والنازل وجمع فأوعى، وسكن دمشق فأكثر بها عن ابن مسلمة وغيره، ومعجم شيوخه يبلغون ألفا وثلاث مائة إنسان، وكان صادقا حافظا متقنا جيد العربية غزير اللغة واسع الفقه رأسا في علم النسب دينا كيسا متواضعا بساما محببا إلى الطلبة مليح الصورة نقي الشيبة كبير القدر. قال أبو الحجاج المزي الحافظ: ما رأيت في الحديث أحفظ من الدمياطي. توفي سنة خمس وسبع مائة. ومن علومه القراءات السبع تلا بها على الكمال العباسي الضرير. 3 إِلْكَيَا: هو الكبير القدر، المقدم بين الناس. وهي أعجمية كما قال ابن خلكان في "وفيات الأعيان" "3/ 289". 4 هي: ست الوزراء بنت القاضي عُمَرُ بنُ أَسَعْدَ بنِ المُنَجَّى بنِ أَبِي البركات التنوخي الدمشقي، أم محمد، شيخة دينة متزهدة حسنة الأخلاق. روت الكثير وعمرت دهرا. سمعت أباها وابن الزبيدي وكانت آخر من حدث بمسند الشافعي. قرأ الذهبي عليها الصحيح ومسند الشافعي كما قال في "معجم شيوخه" ترجمة "323" توفيت في شعبان سنة ست عشرة وسبعمائة. وقد روت يوم وفاتها وفاجأها الموت.

أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الزُّبَيْدِيِّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ المَقْدِسِيُّ، أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بنُ عَلاَّنَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو بكر الجِيزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "المتبايعان كل واحد مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ بِالخِيَارِ، مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إلَّا بَيْعَ الخِيَارِ" 1. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ يُوْسُفَ، وَمُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ القَعْنَبِيِّ جَمِيْعاً عَنْ مَالِكٍ، وَهُوَ مُسَلْسَلٌ فِي طَرِيْقِنَا الأَوَّلِ بِالفُقَهَاءِ إِلَى مُنْتَهَاهُ. وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِياً أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ قِرَاءةً عَنِ المُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيِّ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ أَنَسٍ، وَأَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بِبَعْلَبَكَّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ الكَاتِبَةُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ القَادِرِ "ح". وَأَخْبَرَنَا سُنْقُرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بِحَلَبَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ ثَابِتٍ بنِ بُنْدَارَ البَقَّالُ أَخْبَرَنَا أَبِي قَالاَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ دُوْسْتٍ العَلاَّفُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ البزاز حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ الحَسَنِ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْلَمَةَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "المتبايعان كل واحد مِنْهُمَا بِالخيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إلَّا بَيْعَ الخِيَارِ" 2. وَبِهِ إِلَى القَعْنَبِيِّ: قَالَ مَالِكٌ: وَلَيْسَ لِهَذَا عِنْدَنَا وَجْهٌ مَعْرُوْفٌ، وَلاَ أَمرٌ مَعْمُوْلٌ. قُلْتُ: قَدْ عَمِلَ جُمْهُوْرُ الأَئِمَّةِ بِمُقْتَضَاهُ أَوَّلُهُمْ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَاوِي الحَدِيْثِ. وَاللهُ أَعْلَمُ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الهَمَذَانِيُّ بِقِرَاءتِي عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو البَرَكَاتِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ عِشْرِيْنَ، وَسِتِّ مائَةٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَلِيْلٍ القَيْسِيُّ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ محمد

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 671"، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "الأم" "3/ 4"، وفي "المسند" "2/ 154"، وأحمد "1/ 56"، والبخاري "2111"، ومسلم "1531"، وأبو داود "3454"، والنسائي "7/ 248"، والدارقطني "3/ 6"، والبيهقي "5/ 268"، والبغوي "2047" عن نافع، به. 2 صحيح: راجع تخريجنا السابق.

ابن عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّوْرِيُّ، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن صَصْرَى، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ الأَسَدِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنِ عَلِيٍّ الثَّعْلَبِيُّ، وأخبرنا علي بن محمد الحَافِظُ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ الطَّائِيُّ، وَعَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، وَغَيْرُهُم قَالُوا: أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، وَأَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الجَوْهَرِيِّ، وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ يُوْسُفَ الوَاعِظَةُ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُكْرَمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الصَّقْرِ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ القَوَّاسِ، وَابْنُ عَمِّهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ وَالقَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي عُمَرَ، وَالتَّقِيُّ بنُ مُؤْمِنٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الخلاَّلِ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الأُرْمَوِيُّ، وَسِتُّ الفَخْرِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالُوا: حَدَّثَتْنَا أُمُّ الفَضْلِ كَرِيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الوَهَّابِ القُرَشِيَّةُ قَالُوا ثَلاَثتُهُم: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى بنُ الحُبُوبِيِّ قَالَ هُوَ وَابْنُ خَلِيْلٍ وَالأَسَدِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي العُلاَ المَصِّيْصِيُّ قِرَاءةً عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُثْمَانَ بنِ القاسم ابن أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيُّ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعِ مائَةٍ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ جَامِعٍ وَعَبْدِ المَلِكِ سَمِعَا أَبَا وَائِلٍ يُخْبِرُ عَنْ عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُوْدٍ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِيْنٍ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانٌ". قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! وَإِنْ كَانَ شَيْئاً يَسِيْراً؟ قَالَ: "وَإِنْ كَانَ سِواكاً مِنْ أراك" 1. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ يَحْيَى بنُ أَحْمَدَ الجُذَامِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الحُسَيْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القُرَشِيُّ بِقِرَاءتِي قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ المَالِكِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيُّ حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى عَنِ الشَّافِعِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدٍ الجَنَدِيِّ، عَنِ أبَانَ بنِ صَالِحٍ عَنِ الحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ يَزْدَادُ الأَمْرُ إلَّا شِدَّةً، وَلاَ الدُّنْيَا

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 44"، "5/ 211-212، 212"، والطيالسي "1050"، والبخاري "2356"، "2357"، "2673"، "2676"، "2677"، "4549"، "4550"، "6659"، "6660"، "6676"، "6677"، "7183"، 7184"، ومسلم "138" "220"، وابن ماجه "2323"، وابن جرير الطبري "7279" والبغوي "2500"، والبيهقي "10/ 44، 178، 253"، من طرق عن سليمان الأعمش، عن شقيق بن سلمة أبي وائل، عن ابن مسعود، به.

"إلَّا إِدْبَاراً، وَلاَ النَّاسُ إلَّا شُحّاً وَلاَ تَقُوْمُ السَّاعَةُ إلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ، وَلاَ مَهْدِيَّ إلَّا عِيْسَى ابْنَ مَرْيَمَ"1. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ يُوْنُسَ، فَوَافَقْنَاهُ، وَهُوَ خَبَرٌ مُنْكَرٌ تفرد به يونس ابن عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدَفِيُّ أَحَدُ الثِّقَاتِ، وَلَكِنَّهُ مَا أَحْسِبُهُ سَمِعَهُ مِنَ الشَّافِعِيِّ بَلْ أَخْبَرَهُ بِهِ مُخْبِرٌ مَجْهُوْلٌ لَيْسَ بِمُعْتَمَدٍ، وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ الثَّابتَةِ عَنْ يُوْنُسَ قَالَ: حُدِّثْتُ عن الشافعي فذكره. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ القلاَنسِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَارُودِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ القَرَّابُ أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى السَّاجِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ عَنِ أَبِيْهِ قَالَ: إِذَا أَغْفَلَ العالم "لا أدري" أصيبت مقاتله. فغلب هَذَا الإِسْنَادِ مُسَلْسَلٌ بِالحُفَّاظِ مِنْ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ إِلَى عَجْلاَنَ رَحِمَهُ اللهُ. وَبِهِ إِلَى أَبِي إِسْمَاعِيْلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الكُوْفِيُّ، وَكَانَ مِنَ الإِسْلاَمِ بِمَكَانٍ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّافِعِيَّ بِمَكَّةَ يُفْتِي النَّاسَ، وَرَأَيْتُ أَحْمَدَ وإسحاق حَاضِرَيْنِ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وهل ترك لنا عقيل مِنْ دَارٍ"؟. فَقَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ عَنِ الحَسَنِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَعَبْدَةُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُوْرٍ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ: أَنَّهُمَا لَمْ يَكُوْنَا يريانه، وعطاء وطاوس لَمْ يَكُوْنَا يَرَيَانِهِ. فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: مَنْ هَذَا؟ قِيْلَ: إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَنْظَلِيُّ ابْنُ رَاهْوَيْه. فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: أَنْتَ الَّذِي يَزْعُمُ أَهْلُ خُرَاسَانَ أَنَّكَ فَقِيْهُهُمْ مَا أَحْوَجَنِي أَنْ يَكُوْنَ غَيرُكَ في مَوْضِعِكَ، فَكُنْتُ آمُرُ بِعَرْكِ أُذُنَيْهِ أَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنْتَ تقول: عطاء، وطاوس وَمَنْصُوْرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، وَالحَسَنِ، وَهَلْ لأَحَدٍ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حجة؟!

_ 1 منكر: أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" "9/ 161"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "4/ 121"، والحاكم "4/ 441" من طريق يونس بن عبد الأعلى الصدفي، به. قلت: إسناده واه، انفرد به يونس بن عبد الأعلى عن الشافعي. لذا فقد قال الذهبي في ترجمته في "الميزان": هو منكر جدا. وقال الصغاني: موضوع. قلت: جملة "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس" صحيحة، أخرجها مسلم "2949" من طريق علي بن الاقمر، عن أبي الاحوص عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فذكره.

وَبِهِ: إِلَى أَبِي إِسْمَاعِيْلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الفَقِيْهُ إِملاَءً سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ فَرَاشَةَ الفَقِيْهَ بِمَرْوَ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مَنْصُوْرٍ الشِّيْرَازِيَّ، سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيَّ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ المُغِيْرَةِ، سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ عَبْدِ الأَعْلَى، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ إِمْلاَءً، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ السَّاوِيُّ بِمَرْوَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَضْلِ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، سَمِعْتُ البُوَيْطِيَّ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: إِذَا رَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أصْحَابِ الحَدِيْثِ، فَكَأَنِّيْ رَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَادَ البُوَيْطِيُّ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: جَزَاهُمُ اللهُ خَيْراً فَهُم حَفِظُوا لَنَا الأَصْلَ فلهم علنيا فضل. وَبِهِ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَارُوْدِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ القَرَّابُ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى السَّاجِيُّ عَنِ البُوَيْطِيِّ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: عَلَيْكُمْ بِأَصْحَابِ الحَدِيْثِ، فَإِنَّهُمْ أَكْثَرُ النَّاسِ صَوَاباً. وَيُرْوَى عَنِ الشَّافِعِيِّ: لَوْلاَ المَحَابرُ لَخَطَبَتِ الزَّنَادقَةُ عَلَى المَنَابرِ. الأَصَمُّ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ قَالَ الشَّافِعِيُّ: المُحْدَثَاتُ مِنَ الأُمُورِ ضَرْبَانِ: مَا أُحْدِثَ يُخَالِفُ كِتَاباً، أَوْ سُنَّةً أَوِ أَثَراً أَوِ إِجْمَاعاً فَهَذِهِ البِدْعَةُ ضَلاَلَةٌ وَمَا أُحْدِثَ مِنَ الخَيْرِ لاَ خِلاَفَ فِيْهِ لِوَاحِدٍ مِنْ هَذَا، فَهَذِهِ مُحْدَثَةٌ غَيْرُ مَذْمُومَةٍ قَدْ قَالَ عُمَرُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ: نِعْمَتِ البِدْعَةُ هَذِهِ يَعْنِي: أَنَّهَا مُحْدَثَةٌ لَمْ تَكُنْ وَإِذْ كَانَتْ فَلَيْسَ فِيْهَا رَدٌّ لِمَا مَضَى. رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ، عَنِ الصَّدَفِيِّ، عَنِ الأصمِّ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ: تَزَوَّجَ إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه بِامْرَأَةِ رَجُلٍ كَانَ عِنْدَهُ كُتُبُ الشَّافِعِيِّ مَاتَ، لَمْ يَتَزَوَّجْ بِهَا إلَّا لِلْكُتُبِ قَالَ: فَوَضَعَ جَامِعَ الكَبِيْرِ عَلَى كِتَابِ الشَّافِعِيِّ، وَوَضَعَ جَامِعَ الصَّغِيْرِ عَلَى جَامِعِ سُفْيَانَ فَقَدِمَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ نَيْسَابُوْرَ، وَكَانَ عِنْدَهُ كُتُبُ الشَّافِعِيِّ عَنِ البُوَيْطِيِّ، فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ: لاَ تُحَدِّثْ بكُتُبِ الشَّافِعِيِّ مَا دُمتُ هُنَا فَأَجَابَهُ. قَالَ دَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ: سَمِعْتُ ابْنَ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ: مَا كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ الشَّافِعِيَّ فِي هذا المحل، ولو علمت لم أفارقه. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ: قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: مَا حَالُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عِنْدَكُمْ؟ فَقَالَ: ثِقَةٌ كَتَبْنَا عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى عَنْهُ أَرْبَعَ مائَةِ حَدِيْثٍ. قَالَ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَلاَ أَسْكَتَ عَنِ الفُتْيَا مِنْهُ.

رَوَى أَبُو الشَّيْخِ الحَافِظُ، وَغَيْرُهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ: أَنَّ الشَّافِعِيَّ لَمَّا دَخَلَ مِصْرَ أتَاهُ جِلَّةُ أَصْحَابِ مَالِكٍ وَأقبلُوا عَلَيْهِ فَلَمَّا أَنْ رَأَوهُ يُخَالِفُ مَالِكاً، وَيَنْقُضُ عَلَيْهِ جَفَوهُ وَتَنَكَّرُوا لَهُ فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: أَأَنْثُرُ دُرّاً بَيْنَ سَارِحَةِ النَّعَمْ ... وَأَنْظِمُ مَنْثُوراً لِرَاعِيَةِ الغَنَمْ لَعَمْرِي لَئِنْ ضُيِّعْتُ فِي شَرِّ بَلْدَةٍ ... فلَسْتُ مُضِيعاً بَينَهُمْ غُرَرَ الحِكَمْ فَإِنْ فَرَّجَ اللهُ اللَّطِيْفُ بِلُطْفِهِ ... وَصَادَفْتُ أَهْلاً لِلْعُلُومِ وَلِلحِكَمْ بَثَثْتُ مُفِيداً وَاسْتفَدْتُ وِدَادَهُم ... وَإِلاَّ فَمَخْزُونٌ لَدَيَّ وَمُكْتَتَمْ وَمَنْ مَنَحَ الجُهَّالَ عِلْماً أَضَاعَهُ ... وَمَنْ مَنَعَ المُسْتَوْجِبِينَ فَقَدْ ظَلَمْ وَكَاتِمُ عِلْمِ الدِّيْنِ عَمَّنْ يُرِيْدُهُ ... يَبُوءُ بإثم زاد وآثم إذا كتم قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَهْ: حُدِّثْتُ عن الربيع قال: رأيت أشهب ابن عَبْدِ العَزِيْزِ سَاجداً يَقُوْلُ فِي سُجُوْدِهِ: اللَّهُمَّ أَمِتِ الشَّافِعِيَّ لاَ يَذْهَبُ عِلْمُ مَالِكٍ، فَبَلَغَ الشافعي فأنشأ يقول: تمنى رجال أن أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى ... تهيأ لأُخْرَى مِثْلِهَا فَكَأَن قَدِ وَقَدْ عَلِمُوا لَوْ يَنْفَعُ العِلْمُ عِنْدَهُمْ ... لَئِنْ مِتُّ مَا الدَّاعِي عَلَيَّ بِمُخْلَدِ قَالَ المُبَرَّدُ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى الشَّافِعِيِّ فَقَالَ: إِنَّ أَصْحَابَ أَبِي حَنِيْفَةَ لَفُصَحَاءٌ فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: فلَوْلاَ الشِّعْرُ بِالعُلَمَاءِ يُزْرِي ... لكُنْتُ اليَوْمَ أَشْعَرَ مِنْ لَبِيدِ وَأَشجَعَ فِي الوَغَى مِنْ كُلِّ لَيْثٍ ... وَآلِ مُهَلَّبٍ وَأَبِي يَزِيْدِ وَلَوْلاَ خَشْيَةُ الرَّحْمَنِ رَبِّي ... حَسِبْتُ النَّاسَ كُلَّهُمُ عبيدي وَلأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيِّ فِي الشَّافِعِيِّ: وَمِنْ شُعَبِ الإِيْمَانِ حُبُّ ابْنُ شَافِعٍ ... وَفَرْضٌ أَكِيدٌ حُبُّهُ لاَ تَطَوُّعُ وَإِنِّيْ حَيَاتِي شَافِعِيٌّ فَإِنْ أَمُتْ ... فَتَوْصِيَتِي بَعْدِي بِأَنْ يَتَشَفَّعُوا قَالَ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ غَانِمٍ فِي كِتَابِ مَنَاقِبِ الشَّافِعِيِّ لَهُ، وَهُوَ مُجَلَّدٌ: جَمَعْتُ دِيْوَانَ شِعْرِ الشَّافِعِيِّ كِتَاباً عَلَى حِدَةٍ ثُمَّ إِنَّهُ سَاقَ بِإِسْنَادٍ لَهُ إِلَى ثَعْلَبٍ قَالَ: الشَّافِعِيُّ إِمَامٌ فِي اللُّغَةِ.

قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ بنُ عَدِيٍّ الحَافِظُ1: سَمِعْتُ الربيع مرارًا يقول: لو رَأَيْتَ الشَّافِعِيَّ، وَحُسْنَ بَيَانِهِ، وَفصَاحتِهِ لَعَجِبْتَ، وَلَوْ أَنَّهُ أَلَّفَ هَذِهِ الكُتُبَ عَلَى عَرَبِيَّتِهِ الَّتِي كَانَ يَتَكَلَّمُ بِهَا مَعَنَا فِي المُنَاظَرَةِ، لَمْ نَقْدِرْ عَلَى قِرَاءةِ كُتُبِهِ لِفَصَاحتِهِ، وَغَرَائِبِ أَلفَاظِهِ غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ فِي تَأْلِيفِهِ يُوَضِحُ لِلْعَوَامِّ. حَرْمَلَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَا جَهِلَ النَّاسُ، وَلاَ اخْتَلَفُوا إلَّا لِتَرْكِهِم لِسَانَ العَرَبِ، وَمِيلِهِمْ إِلَى لِسَانِ أَرْسطَاطَالِيْسَ. هذِهِ حِكَايَةٌ نَافِعَةٌ لَكِنَّهَا مُنْكَرَةٌ مَا أَعْتَقِدُ أَنَّ الإِمَامَ تَفَوَّهَ بِهَا، ولا كانت أوضاع أرسطو طاليس عُرِّبَتْ بَعْدُ البَتَّةَ. رَوَاهَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مَهْدِيِّ الفَقِيْهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ حَدَّثَنَا هُمَيْمُ بنُ هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ. ابْنُ هَارُوْنَ: مَجْهُوْلٌ. قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ بِأَيَّامِ النَّاسِ مِنَ الشَّافِعِيِّ. وَنَقَلَ الإِمَامُ ابْنُ سُرَيْجٍ عَنْ بَعْضِ النَّسَّابِيْنَ قَالَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالأَنْسَابِ لَقَدِ اجْتَمَعُوا مَعَهُ لَيْلَةً، فَذَاكَرَهُم بِأَنسَابِ النِّسَاءِ إِلَى الصَّبَاحِ، وَقَالَ: أَنسَابُ الرِّجَالِ يَعْرِفُهَا كُلُّ أَحَدٍ. الحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَدَائِنِيُّ قَالَ: قَالَ المُزَنِيُّ: قَدِمَ عَلَيْنَا الشَّافِعِيُّ، فَأَتَاهُ ابْنُ هِشَامٍ صَاحِبُ المَغَازِي، فَذَاكَرَهُ أَنسَابَ الرِّجَالِ فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ: دَعْ عنك أنساب الرجال فإنها لا تَذْهَبُ عَنَّا وَعَنْكَ، وَحَدِّثْنَا فِي أَنْسَابِ النِّسَاءِ فَلَمَّا أَخَذُوا فِيْهَا بَقِيَ ابْنُ هِشَامٍ. قَالَ يُوْنُسُ الصَّدَفِيُّ: كَانَ الشَّافِعِيُّ إِذَا أَخَذَ فِي أَيَّامِ النَّاسِ قُلْتُ: هَذِهِ صِنَاعَتُهُ. وَعَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: مَا أَرَدْتُ بِهَا يَعْنِي: العَرَبِيَّةَ وَالأَخْبَارَ- إلَّا لِلاستِعَانَةِ عَلَى الفِقْهِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً لَقِيَ مِنَ السُّقْمِ مَا لَقِيَ الشَّافِعِيُّ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: اقرَأْ مَا بَعْدَ العشرين والمئة من آل عمران، فقرأت فلما

_ 1 هو: عبد الملك بن محمد بن عدي الحافظ الحجة أبو نعيم الجرجاني الأستراباذي الفقيه، وهو غير ابن عدي صاحب "الكامل في الضعفاء". قال الحاكم. كان من أئمة المسلمين، ورد نيسابور وهو قاصد بخارى فأخذ عنه الحفاظ. وقال أبو علي الحافظ: كان أبو نعيم أَحَدَ الأَئِمَّةِ، مَا رَأَيْتُ بِخُرَاسَانَ بَعْدَ ابْنِ خزيمة مثله، كان يحفظ الموقوفات والمراسيل ما نحفظ نحن المسانيد. وقال حمزة السهمي كان أحد الأئمة ومن الحفاظ لشرائع الدين مع صدق وتيقظ وورع. وله تصانيف في الفقه، وكتاب الضعفاء في عشرة أجزاء توفي سنة "323هـ".

قُمْتُ قَالَ: لاَ تَغْفَلْ عَنِّي فَإِنِّي مَكْرُوبٌ قَالَ يُوْنُسُ: عَنَى بِقِرَاءتِي مَا لَقِيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابُهُ أَوْ نَحْوَهُ. ابْنُ خُزَيْمَةَ وَغَيْرُهُ: حَدَّثَنَا المُزَنِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ على الشافعي في موضه الَّذِي مَاتَ فِيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: أَصْبَحْتُ مِنَ الدُّنْيَا رَاحِلاً، وَلإِخْوَانِي مُفَارِقاً وَلِسُوءِ عَمَلِي مُلاَقِياً، وَعَلَى اللهِ وَارِداً مَا أَدْرِي رُوْحِي تصير إلى جنة فأهنيها، أَوْ إِلَى نَارٍ فَأُعَزِّيْهَا ثُمَّ بَكَى وَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: وَلَمَّا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي ... جَعَلْتُ رَجَائِي دُوْنَ عَفْوِكَ سُلَّمَا تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي فَلَمَّا قَرَنْتُهُ ... بِعَفْوِكَ رَبِّي كَانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَا فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ ... تَجُوْدُ وَتَعْفُو مِنَّةً وَتَكَرُّمَا فَإِنْ تَنْتَقِمْ مِنِّي فَلَسْتُ بِآيِسٍ ... وَلَوْ دَخَلَتْ نَفْسِي بِجِرمِي جَهَنَّمَا ولولاك لم يغو بِإِبْلِيْسَ عَابِدٌ ... فَكَيْفَ وَقَدْ أَغوَى صَفِيَّكَ آدَمَا وَإِنِّيْ لآتِي الذّنْبَ أَعْرِفُ قَدْرَهُ ... وَأَعلَمُ أَنَّ اللهَ يَعْفُو تَرَحُّمَا إِسْنَادُهُ ثَابِتٌ عَنْهُ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ: دَخَلْتُ عَلَى الشَّافِعِيِّ، وَهُوَ مريضٌ فَسَأَلنِي عَنِ أَصْحَابِنَا فَقُلْتُ: إِنَّهُم يَتَكَلَّمُوْنَ فَقَالَ: مَا نَاظَرْتُ أَحَداً قَطُّ عَلَى الغَلَبَةِ، وَبِودِّي أَنَّ جَمِيْعَ الخَلْقِ تَعَلَّمُوا هَذَا الكِتَابَ يَعْنِي: كُتُبَهُ عَلَى أَنْ لاَ يُنْسَبَ إِلَيَّ مِنْهُ شَيْءٌ. قَالَ هَذَا يَوْمَ الأَحَدِ، وَمَاتَ يَوْمَ الخَمِيْسِ، وَانْصَرَفْنَا مِنْ جِنَازَتِهِ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ فَرَأَيْنَا هِلاَلَ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ وَلَهُ نَيِّفٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً. ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ السِّجِسْتَانِيُّ نَزِيْلُ مَكَّةَ، حَدَّثَنِي الحَارِثُ بنُ سُرَيْجٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الشَّافِعِيِّ عَلَى خَادِمِ الرَّشِيْدِ، وَهُوَ فِي بَيْتٍ قَدْ فُرِشَ بِالدِّيْبَاجِ فَلَمَّا أَبْصَرَهُ رَجَعَ فَقَالَ لَهُ الخَادِمُ: ادْخُلْ قَالَ: لاَ يَحِلُّ افْتِرَاشُ الحُرُمِ. فَقَامَ الخَادِم مُتَبَسِّماً. حَتَّى دَخَلَ بيتاً قَدْ فُرِشَ بِالأَرْمَنِيِّ فَدَخَلَ الشَّافِعِيُّ ثُمَّ أَقبلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: هَذَا حَلاَلٌ وَذَاكَ حَرَامٌ، وَهَذَا أحسنُ مِنْ ذَاكَ، وَأكثرُ ثَمَناً فَتَبَسَّمَ الخَادِمُ وَسَكَتَ. وَعَنِ الرَّبِيْعِ لِلشَّافِعِيِّ: لَقَدِ أصبحَتْ نَفْسِي تَتُوقُ إِلَى مِصْرَ ... وَمِنْ دُونِهَا أَرْضُ المَهَامِهِ وَالقَفْرِ فَوَاللهِ مَا أَدْرِي أَلِلْمَالِ وَالغِنَى ... أُسَاقُ إِلَيْهَا أَمْ أُسَاقُ إِلَى قبري

قَالَ المَيْمُوْنِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ عَنِ القِيَاسِ فَقَالَ: عِنْد الضَّرُوْرَاتِ. أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ الخَلاَّلِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ اللَّتِّيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: إِذَا وَجَدْتُمْ فِي كتَابِي خِلاَفَ سُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُوْلُوا بِسُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَدَعُوا مَا قُلْتُ. سَمِعْنَا جُزْءاً فِي رِحْلَةِ الشَّافِعِيِّ فَلَمْ أَسُقْ مِنْهُ شَيْئاً؛ لأنَّهُ بَاطِلٌ لِمَنْ تَأَمَّلَهُ، وَكَذَلِكَ عُزِيَ إِلَيْهِ أقوَالٌ وَأُصُوْلٌ لَمْ تَثْبُتْ عَنْهُ، وَرِوَايَةُ ابْنِ عَبْدِ الحَكَمِ عَنْهُ فِي مَحَاشِّ النِّسَاءِ مُنْكَرَةٌ، وَنصُوصُهُ فِي تَوَالِيفِهِ بِخِلاَفِ ذلك. وَكَذَا وَصيَّةُ الشَّافِعِيِّ مِنْ رِوَايَةِ الحُسَيْنِ بنِ هِشَامٍ البَلَدِيِّ غَيْرُ صَحِيْحَةٍ. وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ الهَكَّارِيُّ فِي كِتَابِ عَقِيْدَةِ الشَّافِعِيِّ لَهُ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ عَلْقَمَةَ الأَبْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ، وَقَدْ سُئِلَ عَنْ صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى، وَمَا يُؤمِنُ بِهِ فَقَالَ: للهِ أَسْمَاءٌ، وَصِفَاتٌ جَاءَ بِهَا كِتَابُهُ وَأَخْبَرَ بِهَا نَبِيُّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُمَّتَهُ لاَ يَسَعُ أَحَداً قَامَتْ عَلَيْهِ الحُجَّةُ رَدَّهَا؛ لأَنَّ القُرْآنَ نَزَلَ بِهَا، وَصَحَّ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- القول بها، فإن خالف ذَلِكَ بَعْدَ ثُبُوتِ الحُجَّةِ عَلَيْهِ، فَهُوَ كَافِرٌ فَأَمَّا قَبْلَ ثُبُوْتِ الحُجَّةِ فَمَعْذُورٌ بِالجَهْلِ؛ لأَنَّ عِلْمَ ذَلِكَ لاَ يُدْرَكُ بِالعَقْلِ وَلاَ بِالرَّوِيَّةِ وَالفِكْرِ، وَلاَ نُكَفِّرُ بِالجَهْلِ بِهَا أَحَداً إلَّا بَعْدَ انتهَاءِ الخَبَرِ إِلَيْهِ بِهَا، وَنُثْبِتُ هَذِهِ الصَّفَاتِ، وَنَنْفِي عَنْهَا التَّشْبِيْهَ كَمَا نَفَاهُ عَنْ نَفْسِهِ فَقَالَ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشُّوْرَى: 11] . قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: كَانَ الشَّافِعِيُّ يَسْمُرُ مَعَ أَبِي إِلَى الصَّبَاحِ. وَقَالَ المُبَرِّدُ: كَانَ الشَّافِعِيُّ مِنْ أَشْعَرِ النَّاسِ، وَآدَبِ النَّاسِ وَأَعْرَفِهِم بِالقِرَاءَاتِ. وَمِنْ منَاقبِ هَذَا الإِمَامِ: قَوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد لَمْ يُفَارِقُونَا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَمٍ". أَخْرَجَهُ البخاري1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3140" من طريق الليث، عن عقيل، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ جبير بن مطعم، به.

قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: مِمَّا نَقَلَهُ البَيْهَقِيُّ فِي المَدْخَلِ لَهُ: مَا رَأَيْتُ أعْقَلَ، أَوْ قَالَ: أَفْقَهَ مِنَ الشَّافِعِيِّ، وَأَنَا أَدْعُو اللهَ لَهُ، أَخُصُّهُ بِهِ. وَقَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ حَدَّثَنِي العَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ بِأُرْسُوفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: الشَّافِعِيُّ فَيْلَسُوْفٌ فِي أَرْبَعَةِ أَشْيَاءٍ: فِي اللُّغَةِ، وَاختِلاَفِ النَّاسِ، وَالمَعَانِي وَالفِقْهِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنِ الشَّافِعِيِّ فَقَالَ: حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، وَرَأْيٌ صَحِيْحٌ وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَالِكٍ، وَذَكَرَ القِصَّةَ. أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدَةَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ إِذَا أَخَذَ فِي التَّفْسِيرِ، كَأَنَّهُ شَهِدَ التَّنْزِيْلَ. قَالَ البَيْهَقِيُّ فِيْمَا أجَازَ لَنَا ابْنُ علان، وفاطمة بنت عساكر عن منصور الفُرَاوِيِّ أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ العُصْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بنُ يَاسِيْنَ الهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ، سَمِعْتُ المَرُّوْذِيُّ يَقُوْلُ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِذَا سُئِلْتُ عَنْ مَسْأَلَةٍ لاَ أَعْرِفُ فِيْهَا خَبَراً قُلْتُ فِيْهَا بِقَولِ الشَّافِعِيِّ؛ لأنَّهُ إِمَامٌ قُرَشِيٌّ وَقَدْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ: -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنَّهُ قَالَ: "عَالِمُ قُرَيْشٍ يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْماً". إِلَى أَنْ قَالَ أَحْمَدُ: وَإِنِّي لأَدْعُو لِلشَّافِعِيِّ مُنْذُ أَرْبَعينَ سَنَةٍ فِي صَلاَتِي. رَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِسرَائِيلَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الجَارُوْدِ النَّضْرِ بنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الجَارُوْدِ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لاَ تَسُبُّوا قُرَيْشاً فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْماً"1. قُلْتُ: النَّضْرُ قَالَ فِيْهِ أَبُو حَاتِمٍ: متروك الحديث. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ: سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ يَقُوْلُ: كَانَ الشَّافِعِيُّ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ سِتِّيْنَ خَتْمَةً، وَفِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثِيْنَ خَتْمَةً2، وَكَانَ يُحَدِّثُ وَطَسْتٌ تَحْتَهُ، فَقَالَ

_ 1 ضعيف جدًّا: أخرجه الطيالسي "309"، وحلية الأولياء "9/ 65"، وتاريخ بغداد "2/ 60، 61"، وفي الإسناد أبو الجارود النضر بن حميد، قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. 2 هذا غير صحيح، ومثله لا يفعله طلاب العلم الذين اهتدوا بهديه صلى الله عليه وسلم، فكيف يفعله عالم بصير بهديه وسنته صلى الله عليه وسلم سبحانك هذا بهتان عظيم، وإفك مبين عليه -رضي الله عنه- ألم يصل إلى علم الشافعي نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قِرَاءةِ القُرْآنِ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ؟! اللهم بلى. ومثل هذا إساءة لهذا الإمام الجليل، رحمه الله تعالى.

يَوْماً: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لَكَ فِيْهِ رِضَى فَزِدْ1. فَبَعَثَ إِلَيْهِ إِدْرِيْسُ بنُ يَحْيَى المَعَافِرِيُّ -يَعْنِي: زَاهِدَ مِصْرَ-: لَسْتَ مِنْ رِجَالِ البَلاَءِ، فَسَلِ اللهَ العَافِيَةَ. الزُّبَيْرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَقِيْلٍ الفِرْيَابِيُّ قَالَ: قَالَ المُزَنِيُّ أَوِ الرَّبِيْعُ: كُنَّا يَوْماً عِنْد الشَّافِعِيِّ إِذْ جَاءَ شَيْخٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ صُوفٌ، وَفِي يَدِهِ عُكَّازَةٌ فَقَامَ الشَّافِعِيُّ وَسَوَّى عَلَيْهِ ثِيَابَه وَسَلَّمَ الشَّيْخُ، وَجَلَسَ، وَأَخَذَ الشَّافِعِيُّ يَنْظُرُ إِلَى الشَّيْخِ هَيْبَةً لَهُ إِذْ قَالَ الشَّيْخُ: أسْأَلُ؟ قَالَ: سَلْ قَالَ: مَا الحُجَّةُ فِي دِيْنِ اللهِ؟ قَالَ: كِتَابُ اللهِ. قَالَ: وَمَاذَا؟ قَالَ: سُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: وَمَاذَا؟ قَالَ: اتِّفَاقُ الأُمَّةِ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ قُلْتَ: اتِّفَاقُ الأُمَّةِ؟ فَتَدَبَّرَ الشَّافِعِيُّ سَاعَةً فَقَالَ الشَّيْخُ: قَدْ أَجَّلْتُكَ ثَلاَثاً فَإِنْ جِئْتَ بِحُجَّةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، وَإِلاَّ تُبْ إِلَى اللهِ تَعَالَى فَتَغَيَّرَ لُوْنُ الشَّافِعِيِّ ثُمَّ إِنَّهُ ذَهَبَ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى اليَوْمِ الثَّالِثِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، وَقَدِ انْتَفَخَ وَجْهُهُ وَيَدَاهُ وَرِجلاَهُ، وهو مسقام فجلس فلم يكن بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ جَاءَ الشَّيْخُ فَسَلَّمَ وَجَلَسَ فَقَالَ: حَاجَتِي فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: نَعْمْ أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} [النِّسَاءُ: 115] قَالَ: فَلاَ يُصْلِيهِ عَلَى خِلاَفِ المُؤْمِنِيْنَ إلَّا وَهُوَ فَرْضٌ. فَقَالَ: صَدَقْتَ وَقَامَ فَذَهَبَ. فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: قَرَأْتُ القُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَليلَةٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ حَتَّى وَقَفْتُ عَلَيْهِ. أُنْبِئْتُ بِهَذِهِ القِصَّةِ عَنْ مَنْصُوْرٍ الفُرَاوِيِّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ فذكرها. قلت الزَّعْفَرَانِيُّ: قَدِمَ عَلَيْنَا الشَّافِعِيُّ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ خمس وتسعين فأقام عندنا أشهرًا ثُمَّ خَرَجَ وَكَانَ يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ، وَكَانَ خَفِيْفَ العَارِضَينِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: رَأَيْتُهُ أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ يَعْنِي: أَنَّهُ اخْتَضَبَ. قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيْدَ القَرَاطِيْسِيَّ يَقُوْلُ: حَضَرْتُ جَنَازَةَ ابْنِ وَهْبٍ، وَحَضَرْتُ مَجْلِسَ الشَّافِعِيِّ. أَبُو نُعَيْمٍ فِي الحِلْيَةِ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ خَلَفٍ البَزَّارُ حدثني إسحاق بن عبد الرحمن، سمعت حسينًا الكَرَابِيْسِيَّ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: كُنْتُ امرَأً أَكْتُبُ الشعر، فآتي البوادي،

_ 1 هذا ليس بثابت أيضا، بل إنه من المحال في حق هذا الإمام الجليل، ولا يخفى على أصاغر طلاب العلم أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء كما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- فكيف يخفى هذا على مثل هذا الإمام الجليل؟!

فَأَسْمَعُ مِنْهُمُ فَقَدِمْتُ مَكَّةَ فَخَرَجتُ، وَأَنَا أَتَمَثَّلُ بِشِعْرٍ لِلَبِيدٍ، وَأَضْرِبُ وَحْشِيَّ قَدَمَيَّ بِالسَّوطِ فَضَرَبَنِي رَجُلٌ مِنْ وَرَائِيَ، مِنَ الحَجَبَةِ فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ ابْنِ المُطَّلِبِ رَضِيَ مِنْ دِيْنِهِ وَدُنْيَاهُ أَنْ يَكُوْنَ مُعَلِّماً، مَا الشِّعْرُ إِذَا اسْتَحْكَمْتَ فِيْهِ فَعُدْتَ مُعَلِّماً؟ تَفَقَّهْ يُعْلِكَ اللهُ فَنَفَعَنِي اللهُ بكَلاَمِهِ فَكَتَبْتُ مَا شَاءَ اللهُ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ثُمَّ كُنْتُ أُجَالِسُ مُسْلِمَ بنَ خَالِدٍ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى مَالِكٍ فَلَمَّا عَرَضْتُ عَلَيْهِ إِلَى كِتَابِ السِّيَرِ قَالَ لِي: تَفَقَّهْ تَعْلُ يَا ابْنَ أَخِي فَجِئْتُ إِلَى مُصْعَبِ بنِ عَبْدِ اللهِ، فَكَلَّمتُهُ أَنْ يُكَلِّمَ لِي بَعْضَ أَهْلِنَا، فيُعْطِينِي شَيْئاً فَإِنَّهُ كَانَ بِي مِنَ الفَقْرِ وَالفَاقَةِ مَا اللهُ به عليم. فقال لي مُصْعَبٌ: أَتَيْتُ فُلاَناً فَكَلَّمْتُهُ فَقَالَ: أَتُكَلِّمَنِي فِي رَجُلٍ كَانَ مِنَّا فَخَالَفَنَا؟ قَالَ: فَأَعْطَانِي مائَةَ دِيْنَارٍ. ثُمَّ قَالَ لِي مُصْعَبٌ: إِنَّ الرَّشِيْدَ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أَصِيْرَ إِلَى اليَمَنِ قَاضِياً، فَتَخْرُجُ مَعَنَا لَعَلَّ اللهَ أَنْ يُعَوِّضَكَ فَخَرَجتُ مَعَهُ، وَجَالَسْنَا النَّاسَ فَكَتَبَ مُطَرِّفُ بنُ مَازِنٍ إِلَى الرَّشِيْدِ: إِنْ أَرَدْتَ اليَمَنَ لاَ يَفْسُدُ عَلَيْكَ، وَلاَ يَخْرُجُ مِنْ يِدِكَ، فَأَخْرِجْ عَنْهُ مُحَمَّدَ بنَ إِدْرِيْسَ، وَذَكَرَ أَقواماً مِنَ الطَّالِبِيِّيْنَ فَبَعَثَ إِلَى حَمَّادٍ البَرْبَرِيِّ، فَأُوْثِقْتُ بِالحَدِيْدِ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى هَارُوْنَ الرَّقَّةَ فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ ... وَذَكَرَ اجْتِمَاعَهُ بَعْدُ بِمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ وَمُنَاظَرَتَهُ لَهُ. قَالَ الحُمَيْدِيُّ: عَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: كَانَ مَنْزِلُنَا بِمَكَّةَ فِي شِعْبِ الخَيْفِ فَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى العَظْمِ يَلُوْحُ فَأَكْتُبُ فِيْهِ الحَدِيْثَ، أَوِ المَسْأَلَةَ وَكَانَتْ لَنَا جَرَّةٌ قَدِيْمَةٌ، فَإِذَا امْتَلأَ العَظْمُ طَرَحْتُه فِي الجَرَّةِ. قَالَ عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ المَكِّيِّ: عَنِ الزَّعْفَرَانِيِّ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: أَنَا أَدْعُو اللهَ لِلشَّافِعِيِّ فِي صَلاَتِي مُنْذُ أَرْبَعِ سِنِيْنَ. قَالَ ابْنُ مَاجَهْ القَزْوِيْنِيُّ: جَاءَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ إِلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَهُ إِذْ مرَّ الشَّافِعِيُّ عَلَى بَغْلَتِهِ، فَوَثَبَ أَحْمَدُ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَتَبِعَهُ فَأَبْطَأَ، وَيَحْيَى جَالِسٌ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ يَحْيَى: يَا أَبَا عَبْدِ الله! كَمْ هَذَا؟ فَقَالَ: دَعْ عَنْكَ هَذَا إِنْ أَرَدْتَ الفِقْهَ فَالْزَمْ ذَنَبَ البَغْلَةِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ العَبَّاسِ النَّسَائِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ مَا لاَ أُحْصِيهِ وَهُوَ يَقُوْلُ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ ثُمَّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَتْبَعَ لِلأَثرِ مِنَ الشَّافِعِيِّ. أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: نَاظَرْتُ يَوْماً محمد ابن الحَسَنِ فَاشتَدَّ مُنَاظَرَتِي لَهُ فَجَعَلَتْ أَودَاجُهُ تَنْتَفِخُ، وَأَزْرَارُهُ تَنْقَطِعُ زِرّاً زِرّاً. وَعَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: سُمِّيتُ بِبَغْدَادَ نَاصرَ الحَدِيْثِ.

وَقَالَ يُوْنُسُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَا فَاتَنِي أَحَدٌ كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنَ اللَّيْثِ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَاللَّيْثُ أَتْبَعُ لِلأَثرِ مِنْ مَالِكٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ إِجَازَةً عَنْ مَسْعُوْدٍ الجَمَّالِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَهْلٍ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بنُ أَبَانٍ القَاضِي بِمِصْرَ، حَدَّثَنِي جَامِعُ بنُ القَاسِمِ البَلْخِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ حَكِيْمٍ المُسْتَمْلِي، قَالَ: رَأَيْتُ الشَّافِعِيَّ فِي المَسْجَدِ الحَرَامِ، وَقَدْ جُعِلَتْ لَهُ طَنَافِسٌ فَجَلَسَ عَلَيْهَا فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِن أَهْلِ خُرَاسَانَ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! مَا تَقُوْلُ فِي أَكْلِ فَرْخِ الزُّنْبُورِ؟ فَقَالَ: حَرَامٌ. فَقَالَ: حَرَامٌ؟! قَالَ: نَعَمْ مِنْ كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ، وَالمَعْقُوْلِ: أَعُوْذُ بِاللهِ السَّمِيعِ العَلِيْمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشرُ: 7] . وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ عَنِ مَوْلَى لِرِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ، وَعمَرَ" 1. هَذَا الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ. وَحَدَّثُونَا عَنِ إِسْرَائِيْلَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ المُسْتَمْلِي: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَنْ إِسْرَائِيْلَ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ: أَنَّ عُمَرَ أمَرَ بِقَتْلِ الزُّنْبُورِ وَفِي المَعْقُولِ: أَنَّ مَا أُمِرَ بِقَتْلِهِ فَحَرَامٌ أَكْلُهُ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سَعِيْدٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ سَمِعْتُ البُوَيْطِيَّ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: إِنَّمَا خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ بِ"كُنْ" فَإِذَا كَانَتْ "كُنْ" مخلوقة فكأن مخلوقًا خلق بمخلوق. الرَّبِيْعُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: لَمْ أَرَ أَحَداً أَشْهَدَ بِالزُّورِ مِنَ الرَّافِضَةِ. وَقَالَ: لاَ يَبْلُغُ فِي هَذَا الشَّأْنِ رَجُلٌ حَتَّى يُضِرَّ بِهِ الفقر، ويؤثره على كل شيء.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 399"، وفي "فضائل الصحابة" "479"، والترمذي "3663" وابن سعد "2/ 334"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "2/ 58"، من طريق سالم بن عبد الواحد المُرَادِيُّ، عَنْ عَمْرِو بنِ هَرِمٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ بن حراش، عن حذيفة، به. قلت: إسناده ضعيف، سالم بن عبد الواحد المرادي، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول" أي عند المتابعة، وقال ابن معين: ضعيف الحديث. وأخرجه أحمد "5/ 382، 385، 402"، وفي "فضائل الصحابة" "478"، والحميدي "449"، وابن أبي شيبة "12/ 11"، والترمذي "3663"، وابن ماجه "97"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "2/ 83-84"، والحاكم "3/ 75"، وأبو نعيم في "الحلية" "9/ 109"، والخطيب في "تاريخه" "12/ 20"، وابن سعد في "الطبقات" "2/ 334" من طرق عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، به.

وَقَالَ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: يَا يُوْنُسَ! الاَنقِبَاضُ عَنِ النَّاسِ مَكْسَبَةٌ لِلْعَدَاوَةِ وَالاَنبِسَاطُ إِلَيْهِم مَجْلَبَةٌ لقُرَنَاءِ السُّوْءِ، فَكُنْ بين المنقبض والمنبسط. وقال لي: رضا النَّاسِ غَايَةٌ لاَ تُدْرَكُ، وَلَيْسَ إِلَى السَّلاَمَةِ مِنْهُم سَبِيْلٌ فَعَلَيْكَ بِمَا يَنْفَعُكَ فَالْزَمْهُ. وَعَنِ الشَّافِعِيِّ: العِلْمُ مَا نَفَعَ لَيْسَ العِلْمُ مَا حُفِظَ. وَعَنْهُ: اللَّبِيبُ العَاقِلُ هُوَ الفَطِنُ المُتَغَافِلُ. وعنه: لم أَعْلَمُ أَنَّ المَاءَ البَارِدَ يُنْقِصُ مُرُوْءتِي مَا شربته. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ المُقْرِئِ سَمِعْتُ يُوْسُفَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ المَرْوَزِيَّ يَقُوْلُ: عَنْ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ عَنْ أَبِيْهِ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: بَيْنَمَا أَنَا أَدُوْرُ فِي طَلَبِ العِلْمِ، وَدَخَلْتُ اليَمَنَ فَقِيْلَ لِي: بِهَا إِنْسَانٌ مِنْ وَسَطِهَا إِلَى أَسْفَلِ، بَدَنُ امْرَأَةٍ، وَمِنْ وَسَطِهَا إِلَى فَوْقَ بَدَنَان مُفْتَرِقَان بِأَرْبَعِ أَيْدٍ، وَرَأْسَينِ وَوَجْهَينِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا، فَلَمْ أَسْتَحِلَّ حَتَّى خَطَبْتُهَا مِنْ أَبِيْهَا، فَدَخَلْتُ فَإِذَا هِيَ كَمَا ذُكِرَ لِي فَلَعَهْدِي بِهِمَا، وَهُمَا يَتَقَاتَلاَن وَيَتَلاَطَمَانِ وَيَصْطَلِحَانِ وَيَأْكُلاَنِ، ثُمَّ إِنِّيْ نَزَلْتُ عَنْهَا وَغِبْتُ عَنْ تِلْكَ البَلَدِ أَحْسِبُهُ قَالَ: سَنَتَيْنِ ثُمَّ عُدْتُ، فَقِيْلَ لِي: أَحْسَنَ اللهُ عَزَاءكَ فِي الجَسَدِ الوَاحِدِ تُوُفِّيَ، فَعُمِدَ إِلَيْهِ فَرُبِطَ مِنْ أَسْفَلِ بِحَبْلٍ، وَتُرِكَ حَتَّى ذَبُلَ فَقُطِعَ وَدُفِنَ قَالَ الشَّافِعِيُّ: فَلَعَهْدِي بِالجَسَدِ الوَاحِدِ فِي السُّوْقِ ذَاهِباً وَجَائِياً أَوْ نَحْوَهُ. هَذِهِ حِكَايَةٌ عَجِيْبَةٌ مُنْكَرَةٌ، وَفِي إِسْنَادِهَا مَنْ يُجْهَلُ. وَعَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: مَا نَقَصَ مِنْ أَثَمَانِ السُّودِ إلَّا لِضَعْفِ عُقُولِهِم وَإِلاَّ هُوَ لُوْنٌ مِنَ الأَلْوَانِ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ قَالَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ يَخْتِمُ فِي رَمَضَانَ ستين ختمة1. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْسَنَ صَلاَةً مِنَ الشَّافِعِيِّ وَذَاكَ أَنَّهُ أخذ

_ 1 ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ في أقل من ثلاث فقد نَهَى عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو أَنْ يَقْرَأَ القرآن في أقل من ثلاث، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا يفقه مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فِي أَقلَّ مِنْ ثَلاَثٍ". أخرجه أحمد "2/ 195"، وأبو داود "1394"، والترمذي "2949"، وابن ماجة "1347"، والدارمي "1/ 350" من طريق قتادة، عن أبي العلاء يزيد بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عمرو، به. وإسناده صحيح.

مِنْ مُسْلِمِ بنِ خَالِدٍ، وَأَخَذَ مُسْلِمٌ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَخَذَ ابْنُ جُرَيْجٍ مِنْ عَطَاءِ، وَأَخَذَ عَطَاءٌ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَخَذَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ وَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ بِاليَمَنِ بِنَاتِ تِسْعٍ يَحِضْنَ كَثِيْراً. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: يَقُوْلُوْنَ: مَاءُ العِرَاقِ، وَمَا فِي الدُّنْيَا مِثْلُ مَاءِ مِصْرَ لِلرِّجَالِ لَقَدْ قَدِمْتُ مِصْرَ، وَأَنَا مِثْلُ الخَصِيِّ مَا أَتَحَرَّكُ. قَالَ: فَمَا بَرِحَ مِنْ مِصْرَ حَتَّى وُلِدَ لَهُ. مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَنَّادٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الجَرَوِيُّ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: خَلَّفْتُ بِبَغْدَادَ شَيْئاً أَحْدَثَتْهُ الزَّنَادِقَةُ يُسَمُّونَهُ التَّغْبِيْرُ، يَشْغَلُوْنَ بِهِ عَنِ القُرْآنِ. عَنْ الشَّافِعِيِّ: مَا أَفْلَحَ سَمِيْنٌ قَطُّ إلَّا أن يكون محمد بن الحسن قِيْلَ: وَلَمَ؟ قَالَ: لأَنَّ العَاقِلَ لاَ يَعْدُو مِنْ إِحْدَى خُلَّتَينِ: إِمَّا يَغْتَمُّ لآخِرَتِهِ أَوْ لِدُنْيَاهُ وَالشَّحْمُ مَعَ الغَمِّ لاَ يَنْعَقِدُ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَمْرٍو المُعَدَّلُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَبَعْدَهَا، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الأَسَدِيُّ أَخْبَرَنَا جَدِّيُّ أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ نَظِيْفٍ الفَرَّاءُ بِمِصْرَ سَنَة تِسْعَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعِ مائَةٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الصَّابُوْنِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا المُزَنِيُّ حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنِ الوِصَالِ. فَقِيْلَ: إِنَّكَ تُوَاصِلُ؟ فَقَالَ: "لَسْتُ مِثْلَكُم إِنِّيْ أُطْعَمُ وَأُسْقَى" 1. قُلْتُ: كَلاَمُ الأَقْرَانِ إِذَا تَبَرْهَنَ لَنَا أَنَّهُ بِهَوَىً وَعَصَبِيَّةٍ لاَ يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ، بَلْ يُطْوَى وَلاَ يُرْوَى كَمَا تَقَرَّرَ عَنِ الكَفِّ عَنْ كَثِيْرٍ مِمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ، وَقِتَالِهِم -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- أَجْمَعِيْنَ وَمَا زَالَ يَمُرُّ بِنَا ذَلِكَ فِي الدَّوَاوينِ، وَالكُتُبِ وَالأَجْزَاءِ، وَلَكِنْ أَكْثَرُ ذَلِكَ مُنْقَطِعٌ وضَعِيْفٌ وَبَعْضُهُ كَذِبٌ، وَهَذَا فِيْمَا بِأَيْدِيْنَا وَبَيْنَ عُلُمَائِنَا، فَيَنْبَغِي طَيُّهُ وَإِخْفَاؤُهُ بَلْ إِعْدَامُهُ لِتَصْفُوَ القُلُوْبُ وَتَتَوَفَّرَ عَلَى حُبِّ الصَّحَابَةِ، وَالتَّرَضِّي عَنْهُمُ وَكُتْمَانُ ذَلِكَ مُتَعَيِّنٌ عَنِ العَامَّةِ وَآحَادِ العُلَمَاءِ وَقَدْ يُرَخَّصُ فِي مُطَالعَةِ ذَلِكَ خَلْوَةً لِلْعَالِمِ المُنْصِفِ، العَرِيِّ مِنَ الهَوَى بِشَرْطِ أَنْ يَسْتَغفرَ لَهُم كما علمنا الله تعالى حيث يقول: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ

_ 1 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "3/ 82"، وأحمد "2/ 21، 23، 102، 128، 143، 153" وعبد بن حميد "755"، والبخاري "1922"، 1962"، ومسلم "1102" "55"، "56"، وأبو داود "2360"، والنسائي في "الكبرى" "3263"، والبيهقي "4/ 282"، "7/ 61" من طرق عن نافع، عن عبد الله بن عمر، به.

بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحشرُ: 10] ، فَالقَوْمُ لَهُم سَوَابِقُ، وَأَعْمَالٌ مُكَفِّرَةٌ لِمَا وَقَعَ مِنْهُمُ وَجِهَادٌ مَحَّاءٌ وَعُبَادَةٌ مُمَحِّصَةٌ، وَلَسْنَا مِمَّنْ يَغْلُو فِي أَحَدٍ مِنْهُم وَلاَ نَدَّعِي فِيْهِم العِصْمَةَ نَقْطَعُ بِأَنَّ بَعْضَهُم أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ وَنَقْطَعُ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ أَفْضَلُ الأُمَّةِ. ثُمَّ تَتِمَّةُ العَشْرَةِ المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ وَحَمْزَةُ وَجَعْفَرٌ، وَمُعَاذٌ وَزَيْدٌ، وَأُمَّهَاتُ المُؤْمِنِيْنَ وَبنَاتُ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَهْلُ بَدْرٍ، مَعَ كَوْنِهِم عَلَى مَرَاتِبَ. ثُمَّ الأَفْضَلُ بَعْدَهُم مِثْلَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ وَابْنِ عُمَرَ، وَسَائِرِ أَهْلِ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ الَّذِيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- بِنَصِّ آيَةِ سُوْرَةِ الفَتْحِ. ثُمَّ عُمُوْمُ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، كخَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ وَالعَبَّاسِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو وَهَذِهِ الحَلْبَةُ. ثُمَّ سَائِرُ مَنْ صَحِبَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَاهَدَ مَعَهُ أَوْ حَجَّ مَعَهُ، أَوْ سَمِعَ مِنْهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمُ- أَجْمَعِيْنَ وَعَنْ جَمِيْعِ صَوَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المُهَاجِرَاتِ وَالمَدَنِيَّاتِ، وَأَمِّ الفَضْلِ وَأَمِّ هَانِئٍ الهَاشِمِيَّةِ، وَسَائِرِ الصَّحَابِيَّاتِ فَأَمَّا مَا تَنْقُلُهُ الرَّافِضَةُ وَأَهْلُ البِدَعِ فِي كُتُبِهِم مِنْ ذَلِكَ، فَلاَ نُعَرِّجُ عَلَيْهِ وَلاَ كرَامَةَ فَأَكْثَرُهُ بَاطِلٌ وَكَذِبٌ، وَافْتِرَاءٌ فَدَأْبُ الرَّوَافِضِ رِوَايَةُ الأَبَاطِيْلِ أَوْ رَدُّ مَا فِي الصِّحَاحِ وَالمسَانِيْدِ، وَمتَى إِفَاقَةُ مَنْ بِهِ سَكْرَانٌ؟! ثُمَّ قَدْ تَكَلَّمَ خَلْقٌ مِنَ التَّابِعِيْنَ بَعْضُهُم فِي بَعْضٍ، وَتحَارَبُوا وَجَرَتْ أُمُورٌ لاَ يُمْكِنُ شَرْحُهَا فَلاَ فَائِدَةَ فِي بَثِّهَا وَوَقَعَ فِي كُتُبِ التَّوَارِيْخِ، وَكُتُبِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ أُمُورٌ عَجِيْبَةٌ وَالعَاقِلُ خَصْمُ نَفْسِهِ، ومن حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيْهِ وَلُحُومُ العُلَمَاءِ مَسْمُومَةٌ، وَمَا نُقِلَ مِنْ ذَلِكَ لِتَبْيِينِ غَلَطِ العَالِمِ، وَكَثْرَةِ وَهْمِهِ أَوْ نَقْصِ حفظه، فليس من هذا النمط يل لِتَوضيحِ الحَدِيْثِ الصَّحِيْحِ مِنَ الحَسَنِ وَالحَسَنِ مِنَ الضَّعيفِ. وَإِمَامُنَا فَبِحَمْدِ اللهِ ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ حَافِظٌ لِمَا وَعَى عَدِيْمُ الغَلَطِ مَوْصُوفٌ بِالإِتْقَانِ مَتِيْنُ الدِّيَانَةِ، فَمَنْ نَالَ مِنْهُ بِجَهْلٍ وَهوَىً، مِمَّنْ عُلِمَ أَنَّهُ مُنَافسٌ لَهُ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَمَقَتَتْهُ العُلَمَاءُ وَلاَحَ لِكُلِّ حَافِظٍ تَحَامُلُهُ، وَجَرَّ النَّاسَ بِرِجْلِهِ وَمَنْ أَثْنَى عَلَيْهِ، وَاعْتَرفَ بِإِمَامَتِهِ وَإِتقَانِهِ وَهُمْ أَهْلُ العَقْدِ وَالحَلِّ قَدِيْماً وَحَدِيْثاً فَقَدْ أَصَابُوا، وَأَجْمَلُوا وَهُدُوا وَوُفِّقُوا. وَأَمَّا أَئمَّتُنَا اليَوْمَ وَحُكَّامُنَا، فَإِذَا أَعْدَمُوا مَا وُجِدَ مِنْ قَدْحٍ بِهوَىً فَقَدْ يُقَالُ: أَحْسَنُوا وَوُفِّقُوا، وَطَاعَتُهُم فِي ذَلِكَ مُفْتَرَضَةً لِمَا قَدْ رَأَوهُ مِنْ حَسْمِ مَادَةِ البَاطِلِ وَالشَّرِّ. وبِكُلِّ حَالٍ فَالجُهَّالُ وَالضُّلاَّلُ قَدْ تَكَلَّمُوا فِي خِيَارِ الصَّحَابَةِ، وَفِي الحَدِيْثِ الثَّابتِ: "لاَ أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذَىً يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ ولدًا، وإنه ليرزقهم ويعافيهم" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6099"، ومسلم "2804" من طرق عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى الأشعري، به.

وَقَدْ كُنْتُ وَقَفْتُ عَلَى بَعْضِ كَلاَمِ المغَارِبَةِ فِي الإِمَامِ رَحِمَهُ اللهُ، فَكَانَتْ فَائِدتِي مِنْ ذَلِكَ تَضْعِيفُ حَالِ مَنْ تَعَرَّضَ إِلَى الإِمَامِ ولله الحمد. وَلاَ رَيْبَ أَنَّ الإِمَامَ لَمَّا سَكَنَ مِصْرَ، وَخَالَفَ أَقْرَانَهُ مِنَ المَالِكيَّةِ وَوَهَّى بَعْضَ فُرُوْعِهِم بِدَلاَئِلِ السُّنَّةِ، وَخَالَفَ شَيْخَهُ فِي مَسَائِلَ تَأَلَّمُوا مِنْهُ وَنَالُوا مِنْهُ وَجَرَتْ بَيْنَهُم وَحْشَةٌ غَفَرَ اللهُ لِلْكُلِّ وَقَدِ اعتَرَفَ الإِمَامُ سُحْنُوْنُ، وَقَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي الشَّافِعِيِّ بِدْعَةٌ فَصَدَقَ، وَاللهِ فَرَحِمَ اللهُ الشَّافِعِيَّ، وَأَيْنَ مِثْلُ الشَّافِعِيِّ وَاللهِ فِي صِدْقِهِ وَشَرَفِهِ وَنُبلِهِ وَسَعَةِ عِلْمِهِ، وَفَرْطِ ذَكَائِهِ وَنَصْرِهِ لِلْحَقِّ، وَكَثْرَةِ مَنَاقبِهِ رَحِمَهُ اللهُ تعَالَى. قَالَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ فِي مَسْأَلَةِ الاحْتِجَاجِ بِالإِمَامِ الشَّافِعِيِّ فِيْمَا قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الفَضْلِ بنِ عَسَاكِرَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ قَالَ: سَأَلَنِي بَعْضُ إِخْوَانِنَا بَيَانَ عِلَّةِ تَرْكِ البُخَارِيِّ الرِّوَايَةَ عَنِ الشَّافِعِيِّ فِي الجَامِعِ؟ وَذَكَرَ أَنَّ بَعْضَ مَنْ يَذْهَبُ إِلَى رَأْي أَبِي حَنِيْفَةَ ضَعَّفَ أَحَادِيْثَ الشَّافِعِيِّ، وَاعْتَرضَ بِإِعرَاضِ البُخَارِيِّ عَنْ رِوَايتِهِ وَلَوْلاَ مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى العُلَمَاءِ فِيْمَا يَعْلَمُوْنَهُ لَيُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ لَكَانَ أَوْلَى الأَشْيَاءِ الإِعْرَاضُ عَنِ اعتِرَاضِ الجُهَّالِ وَتَرْكُهُمْ يَعْمَهُونَ. وَذَكَرَ لِي مَنْ يُشَارُ إِلَيْهِ خُلُوَّ كِتَابِ مُسْلِمٍ، وَغَيْرِهُ مِنْ حَدِيْثِ الشَّافِعِيِّ. فَأَجَبْتُهُ بِمَا فَتَحَ اللهُ لِي: وَمثلُ الشَّافِعِيِّ مَنْ حُسِدَ وَإِلَى سَتْرِ مَعَالِمِهِ قُصِدَ وَيَأْبَى اللهُ إلَّا أَنْ يُتَمَّ نُورَهُ وَيُظْهِرَ مِنْ كُلِّ حَقٍّ مَسْتُورَهُ، وَكَيْفَ لاَ يُغْبَطُ مَنْ حَازَ الكَمَالَ بِمَا جَمَعَ اللهُ لَهُ مِنَ الخِلاَلِ اللَّوَاتِي لاَ يُنْكِرُهَا إلَّا ظَاهِرُ الجَهْلِ، أَوْ ذَاهِبُ العَقْلِ ثُمَّ أَخَذَ الخَطِيْبُ يُعَدِّدُ عُلُوْمَ الإِمَامِ وَمنَاقبَهِ، وَتَعْظِيْمَ الأَئِمَّةِ لَهُ وَقَالَ: أَبَى اللهُ إلَّا رَفْعَهُ وَعُلُوَّهُ ... وَلَيْسَ لِمَا يُعْلِيهِ ذُو العَرْشِ وَاضِعُ إِلَى أَنْ قَالَ: وَالبُخَارِيُّ هَذَّبَ مَا فِي جَامِعِهِ غَيْرَ أَنَّهُ عَدَلَ عَنْ كَثِيْرٍ مِنَ الأُصُوْلِ، إِيثَاراً لِلإِيجَازِ قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَعْقِلٍ: سَمِعْتُ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: مَا أَدْخَلْتُ فِي كتَابِيَ الجَامِعَ إلَّا مَا صَحَّ، وَتَرَكْتُ مِنَ الصِّحَاحِ لِحَالِ الطُّولِ. فَتَرْكُ البُخَارِيِّ الاحْتِجَاجَ بِالشَّافِعِيِّ، إِنَّمَا هُوَ لاَ لِمَعْنَى يُوْجِبُ ضَعْفَهُ لَكِن غَنِيَ عَنْهُ بِمَا هُوَ أَعْلَى مِنْهُ إِذْ أَقدَمُ شُيُوْخِ الشَّافِعِيِّ: مَالِكٌ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَدَاوُدُ العَطَّارُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَالبُخَارِيُّ لَمْ يُدْرِكِ الشَّافِعِيَّ بَلْ لَقِيَ مَنْ هُوَ أَسنُّ مِنْهُ، كعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى، وَأَبِي عَاصِمٍ مِمَّنْ رَوَوا عَنِ التَّابِعِيْنَ، وَحَدَّثَهُ عَنْ شُيُوْخِ الشَّافِعِيِّ عِدَّةٌ، فَلَمْ يرَ أَنْ يَرْوِيَ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الشَّافِعِيِّ عَنْ مَالِكٍ.

فَإِنْ قِيْلَ: فَقَدْ رَوَى عَنِ المُسْنَدِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمْرٍو عَنِ الفَزَارِيِّ عَنْ مَالِكٍ، فَلاَ شَكَّ أَنَّ البُخَارِيَّ سَمِعَ هَذَا الخَبَرَ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ، وَهُوَ فِي المُوَطَّأِ فَهَذَا يَنْقُضُ عَلَيْكَ?! قُلْنَا: إِنَّهُ لَمْ يَرْوِ حَدِيْثاً نَازِلاً، وَهُوَ عِنْدَهُ عَالٍ إلَّا لِمَعْنَى مَا يَجِدُهُ فِي العَالِي، فَأَمَّا أَنْ يُورِدَ النَّازلَ وَهُوَ عِنْدَهُ عَالٍ لاَ لِمَعْنَى يَخْتَصُّ بِهِ، وَلاَ عَلَى وَجْهِ المتَابعَةِ لِبَعْضِ مَا اخْتُلِفَ فِيْهِ فَهَذَا غَيْرُ مَوْجُوْدٍ فِي الكِتَابِ، وَحَدِيْثُ الفَزَارِيِّ فِيْهِ بَيَانُ الخَبَرِ، وَهُوَ مَعْدُوْمٌ فِي غَيْرِهِ وَجَوَّدَهُ الفَزَارِيُّ بِتَصْرِيْحِ السَّمَاعِ، ثُمَّ سَرَدَ الخَطِيْبُ ذَلِكَ مِنْ طُرُقٍ عِدَّةٍ قَالَ: وَالبُخَارِيُّ يَتَّبِعُ الأَلْفَاظَ بِالخَبَرِ فِي بَعْضِ الأَحَادِيْثَ، وَيُرَاعِيهَا وَإِنَّا اعْتَبَرْنَا رِوَايَاتِ الشَّافِعِيِّ الَّتِي ضَمَّنَهَا كُتُبَهُ فَلَمْ نَجِدْ فِيْهَا حَدِيْثاً وَاحِداً عَلَى شَرْطِ البُخَارِيِّ أَغْرَبَ بِهِ وَلاَ تَفَرَّدَ بِمَعْنَى فِيْهِ يُشْبِهُ مَا بَيَّنَّاهُ. وَمثلُ ذَلِكَ القَوْلِ فِي تَرْكِ مُسْلِمٍ إِيَّاهُ لإِدرَاكِهِ مَا أَدْرَكَ البُخَارِيُّ مِنْ ذَلِكَ. وَأَمَّا أَبُو دَاوُدَ فَأَخْرَجَ فِي سُنَنِهِ لِلشَّافِعِيِّ غَيْرَ حَدِيْثٍ، وَأَخْرَجَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ. ثُمَّ سَرَدَ الخَطِيْبُ فَصْلاً فِي ثَنَاءِ مَشَايخِهِ، وَأَقْرَانِهِ عَلَيْهِ ثُمَّ سَرَدَ أَشْيَاءَ فِي غَمْزِ بَعْضِ الأَئِمَّةِ، فَأَسَاءَ مَا شَاءَ -أَعْنِي غَامِزُهُ. وَبَلَغَنَا عَنِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ أَلْفَاظٌ قَدْ لاَ تَثْبُتُ وَلكِنَّهَا حِكَمٌ فَمِنْهَا: مَا أَفْلَحَ مَنْ طَلَبَ العِلْمَ إلَّا بِالقِلَّةِ. وَعَنْهُ قَالَ: مَا كَذَبْتُ قَطُّ وَلاَ حَلَفْتُ بِاللهِ وَلاَ تَرَكْتُ غُسْلَ الجُمُعَةِ وَمَا شَبِعْتُ مُنْذُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، إلَّا شبعَةً طَرَحْتُهَا مِنْ سَاعَتِي. وَعَنْهُ قَالَ: مَنْ لَمْ تُعِزُّهُ التَّقْوَى فَلاَ عِزَّ لَهُ. وَعَنْهُ: مَا فَزِعْتُ مِنَ الفَقْرِ قَطُّ طَلَبُ فُضُوْلِ الدُّنْيَا عُقُوبَةٌ عَاقَبَ بِهَا اللهُ أَهْلَ التَّوْحِيْدِ. وَقِيْلَ لَهُ: مَا لَكَ تُكْثِرُ مِنْ إِمسَاكِ العَصَا وَلَسْتَ بِضَعِيْفِ؟ قَالَ: لأَذْكُرَ أَنِّي مُسَافِرٌ. وَقَالَ: مَنْ لَزِمَ الشَّهَوَاتِ لَزِمَتْهُ عُبُوْدِيَّةُ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا. وَقَالَ: الخَيْرُ فِي خَمْسَةٍ: غِنَى النَّفْسِ، وَكَفُّ الأَذَى وَكَسْبُ الحَلاَلِ وَالتَّقْوَى وَالثِّقَةُ بِاللهِ. وَعَنْهُ: أَنْفَعُ الذَّخَائِرِ التَّقْوَى وَأَضَرُّهَا العُدْوَانُ. وَعَنْهُ: اجتِنَابُ المَعَاصِي، وَتَرْكُ مَا لاَ يَعْنِيْكَ يُنَوِّرُ القَلْبَ عَلَيْكَ بِالخَلْوَةِ وَقِلَّةِ الأَكْلِ إِيَّاكَ وَمُخَالَطَةُ السُّفَهَاءِ، وَمَنْ لاَ يُنْصِفُكَ إِذَا تَكَلَّمْتَ فِيْمَا لاَ يَعْنِيْكَ مَلَكَتْكَ الكَلِمَةُ وَلَمْ تَمْلِكْهَا.

وَعَنْهُ: لَوْ أَوْصَى رَجُلٌ بِشَيْءٍ لأَعْقَلِ النَّاسِ صُرِفَ إِلَى الزُّهَّادِ. وَعَنْهُ: سِيَاسَةُ النَّاسِ أَشَدُّ مِنْ سِيَاسَةِ الدَّوَابِّ. وَعَنْهُ: العَاقلُ مَنْ عَقَلَه عَقْلُه عَنْ كُلِّ مَذْمُوْمٍ. وَعَنْهُ: لِلْمُرُوْءةِ أَرْكَانٌ أَرْبَعَةٌ: حُسْنُ الخُلُقِ وَالسَّخَاءُ وَالتَّواضُعُ وَالنُّسُكُ. وَعَنْهُ: لاَ يَكْمُلُ الرَّجُلُ إلَّا بِأَرْبَعٍ: بِالدِّيَانَةِ وَالأَمَانَةِ وَالصِّيَانَةِ وَالرَّزَانَةِ. وَعَنْهُ: لَيْسَ بِأَخِيْكَ مَنْ احتَجْتَ إلى مداراته. وَعَنْهُ: عَلاَمَةُ الصَّدِيقِ أَنْ يَكُوْنَ لِصَدِيقِ صَدِيقِهِ صَدِيقاً. وَعَنْهُ: مَنْ نَمَّ لَكَ نَمَّ عَلَيْكَ. وَعَنْهُ قَالَ: التَّوَاضُعُ مِنْ أَخْلاَقِ الكرَامِ وَالتَّكبرُ مِنْ شِيَمِ اللِّئَامِ التَّواضُعُ يُوْرِثُ المَحَبَّةَ، وَالقنَاعَةُ تُوْرِثُ الرَّاحَةَ. وَقَالَ: أَرْفَعُ النَّاسِ قَدْراً مَنْ لاَ يَرَى قَدْرَهُ، وَأَكْثَرُهُم فَضْلاً مَنْ لاَ يَرَى فَضْلَهُ. وَقَالَ: مَا ضُحِكَ مِنْ خَطَأِ رَجُلٍ إلَّا ثَبَتَ صَوَابُه فِي قَلْبِهِ. لاَ نُلاَمُ وَاللهِ عَلَى حُبِّ هَذَا الإِمَامِ؛ لأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ الكَمَالِ فِي زَمَانِهِ رَحِمَهُ اللهُ وَإِنْ كُنَّا نُحِبُّ غَيْرَهُ أَكْثَرَ.

الفضل بن سهل

1539- الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ 1: السَّرْخَسِيُّ الوَزِيْرُ وَأَخُو الوَزِيْرِ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ. أَسْلَمَ أَبُوْهُمَا عَلَى يَدِ المَهْدِيِّ وَأَسْلَمَ الفَضْلُ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَمائَةٍ عَلَى يد المأمون. وَقِيْلَ: لَمَّا عَزَمَ جَعْفَرٌ البَرْمَكِيُّ عَلَى استِخْدَامِ الفَضْلِ لِلْمَأْمُوْنِ وَصَفَهُ بِحَضْرَةِ الرَّشِيْدِ، وَنَطَقَ الفَضْلُ فَرَآهُ الرَّشِيْدُ فَطِناً بَلِيْغاً. وَكَانَ يُلَقَّبُ: ذَا الرِّئَاسَتَينِ؛ لأَنَّهُ تَقَلَّدَ الوِزَارَةَ وَالحَرْبِ. وَكَانَ شِيْعِيّاً مُنَجِّماً مَاكِراً أَشَارَ بِتَجْهِيْزِ طَاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ، وَحَسَبَ بِالرَّملِ بِأَنَّهُ يَظْفَرُ بِالأَمِيْنِ وَيُقَالُ: إِنَّ مِنْ إِصَابَاتِهِ الكَاذِبَةِ أَنَّهُ حَكَمَ لِنَفْسِهِ أَنَّهُ يَعِيْشُ ثَمَانِياً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً ثُمَّ يُقْتَلُ بَيْنَ مَاءٍ وَنَارٍ، فَعَاشَ كَذَلِكَ وَقَتَلَهُ خَالُ المَأْمُوْنِ فِي حَمَّامِ سَرْخَسَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ. وَقَدِ امْتَدَحَهُ فُحُولُ الشُّعرَاءِ فَمِنْ ذَلِكَ لإِبْرَاهِيْمَ الصُّوْلِيِّ: لِفَضْلِ بنِ سَهْلٍ يَدٌ ... تَقَاصَرَ فِيْهَا المَثَلْ فَنَائِلُهَا لِلْغِنَى ... وَسَطْوَتُهَا لِلأَجَلْ وَبَاطِنُهَا للندى ... وظاهر لِلْقُبَلْ وَازدَادَتْ رِفْعَتُهُ حَتَّى ثَقُلَ أَمرُهُ عَلَى المَأْمُوْنِ فَدَسَّ عَلَيْهِ خَالَهُ غَالِباً الأَسْوَدَ فِي جَمَاعَةٍ فَقَتَلُوهُ، وَبَعْدَهُ بِأَيَّامٍ مَاتَ أَبُوْهُ. وَأَظْهَرَ المَأْمُوْنُ حُزْناً لِمَصْرَعِهِ وَعَزَّى وَالِدَتَهُ وَقَالَ: إِنَّ اللهَ أَخْلَفَنِي عَلَيْكِ بَدَلَ ابْنِكِ. فَبَكَتْ وَقَالَتْ: كَيْفَ لاَ أَحْزَنُ عَلَى وَلَدٍ أَكْسَبَنِي وَلَداً مِثْلَكَ. ثُمَّ عَاشَتْ وَأَدْرَكَتْ عُرْسَ بِنْتِ ابْنِهَا بُوْرَانَ عَلَى المَأْمُوْنِ وَكَانَ الحَسَنُ بنُ سَهْلٍ من كبار الوزراء الممدوحين.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي، "4/ 5"، وتاريخ بغداد "12/ 339"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 529"، والعبر "1/ 338"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 172"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 4".

ابن الكلبي

1540- ابن الكلبي 1: العَلاَّمَةُ الأَخْبَارِيُّ النَّسَّابَةُ الأَوْحَدُ أَبُو المُنْذِرِ هِشَامُ بن الأَخْبَارِيِّ البَاهِرِ مُحَمَّدِ بنِ السَّائِبِ بنِ بِشْرٍ الكَلْبِيُّ الكُوْفِيُّ الشِّيْعِيُّ أَحَدُ المَتْرُوْكِيْنَ كَأَبِيْهِ. رَوَى عَنْ أَبِيْهِ كَثِيْراً. وَعَنْ: مُجَالِدٍ وَأَبِي مِخْنَفٍ لُوْطٍ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ العَبَّاسُ وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ وَخَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ وَابْنُ أَبِي السَّرِيِّ العَسْقَلاَنِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ المِقْدَامِ العِجْلِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِنَّمَا كَانَ صَاحِبَ سَمَرٍ وَنَسَبٍ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً يُحَدِّثُ عَنْهُ. وقال الدارقطني وغيره: متروك الحديث. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: رَافِضِيٌّ لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَدِ اتُّهِمَ فِي قَوْلِهِ: حَفِظْتُ القُرْآنَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. وَكَذَا قَوْلِهُ: نَسِيْتُ مَا لَمْ يَنْسَ أَحَدٌ: قَبَضْتُ عَلَى لِحْيَتِي وَالمِرْآةُ بِيَدِي لأَقُصَّ ما فضل عن القبض، فَنَسِيْتُ وَقَصَّيْتُ مِنْ فَوقِ القَبْضَةِ. وَلَهُ كِتَابُ الجَمْهَرَةِ فِي النَّسَبِ، وَكِتَابُ حِلْفِ الفُضُوْلِ، وَكِتَابُ المُنَافَرَاتِ وَكِتَابُ الكُنَى، وَكِتَابُ مُلُوْكِ الطَّوائِفِ وَكِتَابُ ملوك كندة. وتصانيفه جمة يقال: بلغت مئة وَخَمْسِيْنَ مُصَنَّفاً. وَكَانَ أَبُوْهُ مُفَسِّراً وَلَكِنَّهُ لاَ يوثق به أيضًا، وفيه رفض كابنه. مَاتَ ابْنُ الكَلْبِيِّ عَلَى الصَّحِيْحِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ وَقِيْلَ: بَعْدَ ذَلِكَ بِقَلِيْلٍ وَقَدْ ذَكَرْتُهُ فِي مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ ومائتين.

_ 1 ترجمته في الضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1632"، والكامل لابن عدي "6/ ترجمة 1626"، وتاريخ بغداد "14/ 45"، والأنساب للسمعاني "10/ 454"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "19/ 287"، ووفيات الأعيان "6/ ترجمة 782"، وميزان الاعتدال "4/ 304"، والعبر "1/ 346".

الهيثم بن عدي

1541- الهيثم بن عدي 1: ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أُسَيْدِ بنِ جابر الأَخْبَارِيُّ العَلاَّمَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيُّ، الكُوْفِيُّ، المُؤَرِّخُ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ وَمُجَالِدٍ وَابْنِ أَبِي لَيْلَى وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو الجَهْمِ البَاهِلِيُّ وَعَلِيُّ بنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ أَبُو عَصِيْدَةَ وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ مِنْ بَابَةِ الوَاقِدِيِّ وَقَلَّ مَا رَوَى مِنَ المُسْنَدِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: هُوَ عِنْدِي أَصْلَحُ مِنَ الوَاقِدِيِّ. قَالَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أصحابنا قال: قالت جارية الهَيْثَمِ بنِ عَدِيٍّ: كَانَ مَوْلاَيَ يَقُومُ عَامَّةَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فَإِذَا أَصْبَحَ جَلَسَ يَكْذِبُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ وَأَبُو دَاوُدَ: كَذَّابٌ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: سَكَتُوا عَنْهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ بِفَمِ الصِّلْحِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ ومائتين وله ثلاث وتسعون سنة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري "8/ ترجمة 2775"، والضعفاء للعقيلي "4/ ترجمة 1959"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 350"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2020"، وتاريخ بغداد "14/ 50"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "19/ 304"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 786"، وميزان الاعتدال "4/ 324" والعبر "1/ 353"، ولسان الميزان "6/ 209"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 184".

محمد بن جعفر

1542- مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ 1: الصَّادِقِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاقِرِ بنُ زَيْنِ العَابِدِيْنَ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ العَلَوِيُّ الحُسَيْنِيُّ، المَدَنِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ سَيِّدُ بَنِي هَاشِمٍ فِي زَمَانِهِ يُلَقَّبُ: بِالدِّيْبَاجِ وَهُوَ أَخُو مُوْسَى الكَاظِمِ لَمْ يَكُنْ فِي الفَضْلِ وَالجَلاَلَةِ بِدُوْنِ أَخِيْهِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى العَدَنِيُّ، وَيَعْقُوْبُ بنُ كَاسِبٍ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ سَيِّداً مَهِيْباً عَاقِلاً، فَارِساً شُجَاعاً يَصْلُحُ لِلإِمَامَةِ وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ. لَمَّا مَاجَتِ الدَّوْلَةُ العَبَّاسِيَّةُ بِالكَائِنَةِ الكُبْرَى بِقَتْلِ الأَمِيْنِ، وَحِصَارِ بَغْدَادَ عِشْرِيْنَ شَهْراً، ثُمَّ بِخَلْعِ العَبَّاسِيِّيْنَ لِلْمَأْمُوْنِ، دَعَا مُحَمَّدٌ هَذَا إِلَى نَفْسِهِ وَخَرَجَ بِمَكَّةَ فَبَايَعُوْهُ سَنَةَ مَائَتَيْنِ، وَقَدْ شَاخَ فَاتَّفَقَ أَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ المُعْتَصِمَ حَجَّ حِيْنَئِذٍ، وَنَدَبَ عَسْكَراً لِقِتَالِ هَذَا، فَأَخَذُوْهُ فَلَمْ يُؤْذِهِ أَبُو إِسْحَاقَ، وَصَحِبَهُ إِلَى بَغْدَادَ فَلَمْ يُطَوِّلْ بِهَا وَتُوُفِّيَ. وَكَانَ يَصُوْمُ يَوْماً وَيُفْطِرُ يَوْماً، وَاتَّفَقَ مَوْتُهُ بِجُرْجَانَ فِي شَهْرِ شَعْبَانَ فَصَلَّى عَلَيْهِ المَأْمُوْنُ وَنَزَلَ بِنَفْسِهِ فِي لَحْدِهِ، وَقَالَ: هَذِهِ رَحِمٌ قُطِعَتْ مِنْ سِنِيْنَ. فَقِيْلَ: إِنَّ سَبَبَ مَوْتِهِ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبْعِيْنَ أَنَّهُ جَامَعَ وَدَخَلَ الحَمَّامَ وَافْتَصَدَ، فَمَاتَ فَجْأَةً رَحِمَهُ اللهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثلاث ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 113"، والعبر "1/ 342"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 7".

نفيسة

1543- نفيسة 1: السَّيِّدَةُ المُكَرَّمَةُ الصَّالِحَةُ ابْنَةُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ الحَسَنِ بن زيد بن السَّيِّدِ سِبْطِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- العَلَوِيَّةُ الحَسَنِيَّةُ، صَاحِبَةُ المَشْهَدِ الكَبِيْرِ المَعْمُوْلِ بَيْنَ مِصْرَ وَالقَاهِرَةِ. وَلِي أَبُوْهَا المَدِيْنَةَ لِلْمَنْصُوْرِ، ثُمَّ عَزَلَهُ وَسَجَنَهُ مُدَّةً فَلَمَّا وَلِي المَهْدِيَّ أَطْلَقَهُ، وَأَكْرَمَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ أَمْوَالَهُ، وَحَجَّ مَعَهُ فَتُوُفِّيَ بِالْحَاجِرِ2. وَتَحَوَّلَتْ هِيَ مِنَ المَدِيْنَةِ إِلَى مِصْرَ مَعَ زَوْجِهَا الشَّرِيْفِ إِسْحَاقَ بنِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ فِيْمَا قِيْلَ ثُمَّ تُوُفِّيَتْ بِمِصْرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمَائَتَيْنِ. وَلَمْ يَبْلُغْنَا كَبِيْرُ شَيْءٍ مِنْ أَخْبَارِهَا. وَلِجَهَلَةِ المِصْرِيِّيْنَ فِيْهَا اعْتِقَادٌ يَتَجَاوَزُ الوَصْفَ وَلاَ يَجُوْزُ مِمَّا فِيْهِ مِنَ الشِّرْكِ وَيَسْجُدُوْنَ لَهَا، وَيَلْتَمِسُوْنَ مِنْهَا المَغْفِرَةَ، وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية. وَكَانَ أَخُوْهَا القَاسِمُ رَجُلاً صَالِحاً زَاهِداً خَيِّراً سَكَنَ نَيْسَابُوْرَ، وَلَهُ بِهَا عَقِبٌ مِنْهُم السَّيِّدُ العَلَوِيُّ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ الحَافِظُ البَيْهَقِيُّ. وَقِيْلَ: كَانَتْ مِنَ الصَّالِحَاتِ العَوَابِدِ، وَالدُّعَاءُ مُسْتَجَابٌ عِنْدَ قَبْرِهَا، بَلْ وَعِنْدَ قُبُوْرِ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِيْنَ3، وَفِي المَسَاجِدِ وَعَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ وَفِي السَّفَرِ المُبَاحِ، وَفِي الصَّلاَةِ وَفِي السَّحَرِ وَمِنَ الأَبَوَيْنِ، وَمِنَ الغَائِبِ لأَخِيْهِ وَمِنَ المُضْطَّرِ وَعِنْدَ قُبُوْرِ المُعَذَّبِيْنَ وَفِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِيْنٍ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] . وَلاَ يُنْهَى الدَّاعِي عَنِ الدُّعَاءِ فِي وَقْتٍ إلَّا وَقْتَ الحَاجَةِ، وَفِي الجِمَاعِ وَشِبْهِ ذَلِكَ وَيَتَأَكَّدُ الدُّعَاءُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ وَدُبُرَ المَكْتُوْبَاتِ وبعد الأذان.

_ 1 ترجمتها في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 768"، والعبر "1/ 355"، والنجوم الزاهرة "2/ 185"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 21". 2 الحاجر: قرية على خمسة أميال من المدينة. 3 يقول محمد أيمن الشبراوي: إن دعاء بعض الناس عند قبور الأولياء الصالحين التماسا لإجابة الدعاء بدعة منكرة تفضي إلى الشرك؛ لأن الداعي سيظن أن إجابة دعائه بسبب دعائه عند المقبور، وتزلفه إليه بوقوفه بجوار قبره عند الدعاء، وقد نهى الله -عز وجل- ورسوله عن اتخاذ الوسطاء بينهم وبينه سبحانه وتعالى في الدعاء فقال سبحانه وتعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186] ، فلم يوسط أحدا من الخلق بين العباد وبينه سبحانه، بل إنه سيبجيبهم إذا دعوه، بخلاف السؤال عما يجهله العباد فقد وسط الله -جل وعز- رسوله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم فقال عز وجل: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: 189] ، فوسط الله رسوله صلى الله عليه وسلم في إجابتهم عما يجهلونه. وقال سبحانه وتعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} [البقرة: 217] ، وقال عز وجل: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [البقرة: 217] ، وقال سبحانه {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} [البقرة: 222] ، وهكذا في كل ما يجهله العباد وسط الله رسوله لإجابة العباد عما يسألونه، أما في الدعاء فقد رفع الله الوساطة بينه وبين عباده، ولو كان هذا الوسيط أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم فلا وساطة في الدعاء كما قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 217] ، فحقيق بكل مسلم يريد النجاة في الآخرة من نار جهنم ألا يجعل بينه وبين ربه وسطاء، ولو كان أفضل الخق صلى الله عليه وسلم، ولا يتزلف إليه سبحانه فدعائه عند أحد من المقبورين، ولو كان قبر صفية صلى الله عليه وسلم، فالحذر الحذر أيها المسلمون من اتخاذ الوسطاء في الدعاء، والحذر الحذر من دعاء الله سبحانه عند قبر أحد من الصالحين، ولو كان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.

طاهر بن الحسين

1544- طاهر بن الحسين 1: ابن مصعب بن رزيق الأَمِيْرُ، مُقَدَّمُ الجُيُوْشِ ذُوْ اليَمِيْنَيْنِ أَبُو طَلْحَةَ الخُزَاعِيُّ، القَائِمُ بِنَصْرِ خِلاَفَةِ المَأْمُوْنِ فَإِنَّهُ نَدَبَهُ لِحَرْبِ أَخِيْهِ الأَمِيْنِ فَسَارَ فِي جَيْشٍ لَجِبٍ، وَحَاصَرَ الأَمِيْنَ فَظَفِرَ بِهِ وَقَتَلَهُ صَبْراً فَمُقِتَ لِتَسَرُّعِهِ فِي قَتْلِهِ. وَكَانَ شَهْماً مَهِيْباً، دَاهِيَةً، جَوَاداً، مُمَدَّحاً. رَوَى عَنِ: ابْنِ المُبَارَكِ وَعَمِّهِ عَلِيِّ بنِ مُصْعَبٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِرٍ أَمِيْرُ خُرَاسَانَ وَابْنُهُ الآخَرُ طَلْحَةُ. وَمِنْ كَرَمِهِ المُسْرِفِ: أَنَّهُ وَقَّعَ يَوْماً بِصِلاَتٍ جَزِيْلَةٍ بَلَغَتْ أَلْفَ أَلْفٍ وَسَبْعَ مائَةِ ألف درهم. وَكَانَ مَعَ فَرطِ شَجَاعَتِهِ عَالِماً خَطِيْباً مُفَوَّهاً بَلِيْغاً شَاعِراً بَلَغَ أَعْلَى الرُّتَبِ ثُمَّ مَاتَ في الكهولة سنة سبع ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 353"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 309"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 149، 152، 155، 160"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 16".

الفضل بن الربيع

1545- الفضل بن الربيع 1: ابن يُوْنُسَ الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ حَاجِبُ الرَّشِيْدِ وَكَانَ أَبُوْهُ حَاجِبَ المَنْصُوْرِ. وَكَانَ مِنْ رِجَالِ العَالَمِ حِشْمَةً وَسُؤْدُداً وَحَزْماً وَرَأْياً. قَامَ بِخِلاَفَةِ الأَمِيْنِ وَسَاقَ إِلَيْهِ خَزَائِنَ الرَّشِيْدِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ البُرْدَ وَالقَضِيْبَ وَالخَاتَمَ جَاءهُ بِذَلِكَ مِنْ طُوْسَ وَصَارَ هُوَ الكُلَّ لاِشْتِغَالِ الأَمِيْنِ بِاللَّعِبِ، فَلَمَّا أَدْبَرَتْ دَوْلَةُ الأَمِيْنِ اخْتَفَى الفَضْلُ مُدَّةً طَوِيْلَةً ثُمَّ ظَهَرَ إِذْ بُوْيِعَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المَهْدِيِّ، فَسَاسَ نَفْسَهُ وَلَمْ يَقُمْ مَعَهُ وَلذَلِكَ عَفَا عَنْهُ المَأْمُوْنُ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَمائَتَيْنِ فِي عَشْرِ السَّبْعِيْنَ وَهُوَ مِنْ مَوَالِي عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. يُقَالُ: إِنَّهُ تَمَكَّنَ مِنَ الرَّشِيْدِ، وَكَانَ يَكْرَهُ البَرَامِكَةَ فَنَالَ مِنْهُم، وَمَالأَهُ عَلَى ذَلِكَ كَاتِبُهُم إِسْمَاعِيْلُ بنُ صُبَيْحٍ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَدَّمَ عَشْرَ قصص إلى جعفر البرمكي فعللها، ولم يُوَقِّعْ فِي شَيْءٍ مِنْهَا فَأَخَذَهَا الفَضْلُ، وَقَامَ وَهُوَ يَقُوْلُ: ارْجِعْنَ خَائِبَاتٍ خَاسِرَاتٍ، وَلَمَّا نُكِبُوا وَلِي الفَضْلُ وِزَارَةَ الرَّشِيْدِ وَعَظُمَ مَحَلُّهُ وَمَدَحَتْهُ الشعراء.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 343"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 528"، والعبر "1/ 355"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 185"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 20".

مؤمل بن إسماعيل

1546- مؤمل بن إسماعيل 1: "ت، س، ق" الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ العدوي مولاهم البصري مولى العمرين جَاوَرَ بِمَكَّةَ. وَحَدَّثَ عَنْ: عِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ وَشُعْبَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَنَافِعِ بنِ عُمَرَ الجُمَحِيِّ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَبُنْدَارُ، وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، وَمُؤَمَّلُ بنُ إِهَابٍ، ومحمد بن سهل بن المهاجر وآخرون. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ شَدِيْدٌ فِي السُّنَّةِ كَثِيْرُ الخَطَأِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَأَمَّا أَبُو دَاوُدَ فَأَثْنَى عَلَيْهِ وَعَظَّمَهُ وَرَفَعَ مِنْ شَأْنِهِ ثُمَّ قَالَ: إلَّا أنه بهم فِي الشَّيْءِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ. قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَتْحِ النَّحْوِيِّ بِطَرَابُلُسَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الخَصِيْبِ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ هِلاَلٍ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بنُ إِهَابٍ حَدَّثَنَا المُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ عَنْ مَعْمَرِ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا يحتكر إلَّا خاطئ" 1. رواه طائفة عن سعيد.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 501"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 2107"، والكنى للدولابي "2/ 69"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1709"، والكاشف "3/ ترجمة 5849"، والعبر "2/ 53"، والمغني "2/ 6547"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8949"، وتهذيب التهذيب "10/ 380"، وتقريب التهذيب "2/ 290"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7337"، وشذات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 16". 2 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "6/ 102"، وأحمد "3/ 453"، "454"، ومسلم "1605" وأبو داود "3447"، والترمذي "1267"، وابن ماجه "2154"، والبيهقي "6/ 29، 30"، والبغوي "2127" من طرق عن سعيد بن المسيب، به، وقال النووي في "شرح مسلم" "11/ 43": وهذا الحديث صريح في تحريم الاحتكار. وقال أصحابنا الاحتكار المحرم: هو الاحتكار في الأقوات خاصة، وهو أن يشتري الطعام في وقت الغلاء للتجارة ولا يبيعه في الحال، بل يدخره ليغلو ثمنه، فأما إذا جاء من قريته أو اشتراه في وقت الخرص وادخره، أو ابتاعه في وقت الغلاء لحاجته إلى أكله، أو ابتاعه ليبيعه في وقته، فليس باحتكار ولا تحريم فيه، وأما غير الأقوات فلا يحرم الاحتكار فيه بكل حال هذا تفصيل مذهبنا. قال العلماء: والحكمة في تحريم الاحتكار دفع الضرر عن عامة الناس كما أجمع العلماء على أنه لو كان عند إنسان طعام واضطر الناس إليه ولم يجدوا غيره، أجبر على بيعه دفعا للضرر على الناس.

شاذان

1547- شاذان 1: "ع" الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّدُوْقُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَسْوَدُ بنُ عَامِرٍ شَاذَانُ الشَّامِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ: هِشَامَ بنَ حَسَّانٍ وَطَلْحَةَ بنَ عَمْرٍو وَذَوَّادَ بنَ عُلْبَةَ، وَجَرِيْرَ بنَ حَازِمٍ وَشُعْبَةَ بنَ الحَجَّاجِ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجِشُوْنِ وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادَ بنَ زَيْدٍ وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَأَبُو ثَوْرٍ الكَلْبِيُّ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَعَبْدُ اللهِ الدَّارِمِيُّ وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بنُ الوَلِيْدِ الفَحَّامُ وَأَحْمَدُ بنُ الخَلِيْلِ البُرْجُلاَنِيُّ، وَالحَارِثُ بنُ أبي أسامة وخلق كثير. وَثَّقَهُ ابْنُ المَدِيْنِيِّ وَغَيْرُهُ وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ: بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ. تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ سنة ثمان ومائيتن، ببغداد.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 336"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 1431"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1079"، وتاريخ بغداد "7/ 34، 35"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 363"، والعبر، "1/ 354" والكاشف "1/ ترجمة 425"، وتهذيب التهذيب "1/ 340"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 20".

أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ وَالمُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا شَاذَانُ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ بُرَيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ: عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: إِذَا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ فَقَالَ الرَّجُلُ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ أَعْطِ مُحَمَّداً سُؤْلَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ إلَّا نَالَتْهُ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ القِيَامَةِ"1. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ المَنْدَائِيُّ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ الصِّفَاتِ لَهُ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ أَخْبَرَنِي الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "رَأَيْتُ رَبِّي يَعْنِي فِي المَنَامِ". وَذَكَرَ الحَدِيْثَ وَهُوَ بِتَمَامِهِ فِي تَأْلِيفِ البَيْهَقِيِّ، وَهُوَ خَبَرٌ مُنْكَرٌ نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ فِي الدِّيْنِ فَلاَ هُوَ عَلَى شَرْطِ البُخَارِيِّ وَلاَ مُسْلِمٍ، وَرُوَاتُهُ وَإِنْ كَانُوا غَيْرَ مُتَّهَمِيْنَ فَمَا هُمْ بِمَعْصُوْمِيْنَ مِنَ الخَطَأِ وَالنِّسْيَانِ، فَأَوَّلُ الخَبَرِ: قَالَ: رَأَيْتُ رَبِّي وَمَا قَيَّدَ الرُّؤْيَةَ بِالنَّوْمِ، وَبَعْضُ مَنْ يَقُوْلُ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى رَبَّهُ لَيْلَةَ المِعْرَاجِ يَحْتَجُّ بِظَاهِرِ الحَدِيْثِ وَالَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الدَّلِيْلُ عَدَمُ الرُّؤْيَةِ مَعَ إِمْكَانِهَا، فَنَقِفُ عَنْ هَذِهِ المَسْأَلَةِ فَإِنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيْهِ، فَإِثْبَاتُ ذَلِكَ أَوْ نفيه صعب، والوقوف سبيل السلامة الله أَعْلَمُ وَإِذَا ثَبَتَ شَيْءٌ قُلْنَا بِهِ وَلاَ نعنف من أثبت الرؤية لنبينا فِي الدُّنْيَا وَلاَ مَنْ نَفَاهَا بَلْ نَقُوْلُ: اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ بَلَى نُعَنِّفُ وَنُبَدِّعُ مَنْ أَنْكَرَ الرُّؤْيَةَ فِي الآخِرَةِ إِذْ رُؤْيَةُ اللهِ في الآخرة ثبت بنصوص متوافرة.

_ 1 صحيح: ورد عن جابر مرفوعا بلفظ: "مَنْ قَالَ حِيْنَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته؛ إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة". أخرجه أحمد "3/ 354"، والبخاري "614"، "4719" وفي "خلق أفعال العباد" "ص29"، وأبو داود "529"، والترمذي "211"، والنسائي "2/ 26-28"، وفي "عمل اليوم والليلة" له "46"، وابن ماجة "722"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 146"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" "95"، والبيهقي "1/ 410"، وابن أبي عاصم "826"، والطبراني في "الصغيرة" "1/ 240"، والبغوي "420"، من طرق عن علي بن عياش قال: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن المنكدر، عن جابر، به.

الفريابي

1548- الفريابي 1: "ع" مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ وَاقِدِ بنِ عُثْمَانَ الفريابي الإِمَامُ الحَافِظُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الضَّبِّيُّ مَوْلاَهُمْ، نَزِيْلُ قَيْسَارِيَّةَ السَّاحِلِ مِنْ أَرْضِ فلسطين. ولد سنة بضع وعشرين ومائة. وَسَمِعَ مِنْ: يُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَفِطْرِ بنِ خَلِيْفَةَ، وَمَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ وَعُمَرَ بنِ ذَرٍّ وَالأَوْزَاعِيِّ، وَالثَّوْرِيِّ فَأَكْثَرَ عَنْهُ وَإِسْرَائِيْلَ وَجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، وَعِيْسَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَجَلِيِّ وَصَبِيْحِ بنِ مُحْرِزٍ المَقْرَائِيِّ وَأَبَانِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي عَبْلَةَ وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ بَهْرَامَ وَفُضَيْلِ بنِ مَرْزُوْقٍ، وَوَرْقَاءَ وَنَافِعِ بنِ عُمَرَ وَخَلْقٍ سِوَاهُمُ. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زَنْجُوْيَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ عَسْكَرٍ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَرْقِيِّ، وَمُؤَمَّلُ بنُ يِهَابٍ وَحَمِيْدُ بنُ زَنْجُوْيَةَ وأحمد بن عبد الله العجلي وعباس التَّرْقُفِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ وَعَبْدُ اللهِ، وَلَدُهُ وَعَبْدُ الوَارِثِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَمْرِو بنِ التُّرْجُمَانِ البَيْسَانِيُّ وَعَمْرُو بنُ ثَوْرٍ الجُذَامِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ وَارَةَ وَأُمَمٌ سِوَاهُمُ. سَمِعَ مِنْ سُفْيَانَ وَصَحِبَهُ مُدَّةً بِالكُوْفَةِ. قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ رَجُلاً صَالِحاً صَحِبَ سُفْيَانَ كَتَبْتُ عَنْهُ بِمَكَّةَ. قَالَ أَبُو عُمَيْرٍ بنُ النَّحَّاسِ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ: أيما أحب إِلَيْكَ كِتَابُ قَبِيْصَةَ أَوْ كِتَابُ الفِرْيَابِيِّ؟ قَالَ: كِتَابُ الفِرْيَابِيِّ. رَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: قَبِيْصَةُ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَالفِرْيَابِيُّ: كُلُّهُم عَنْ سُفْيَانَ قَرِيْبٌ مِنَ السَّوَاءِ. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: الفِرْيَابِيُّ فِي سُفْيَانَ قَالَ: مِثْلُهُم يَعْنِي: مِثْلَ عُبَيْدِ الله بن موسى وقبيصة وعبد الرزاق.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 489"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 844"، والمعرفة ليعقوب الفسوي "1/ 197، 717، 720"، "2/ 169، 758"، والكنى للدولابي "2/ 60"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 533"، والأنساب للسمعاني "9/ 290"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 372"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8340"، وتهذيب التهذيب "9/ 535"، وتقريب التهذيب "2/ 221"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6778" وشذرات الذهب "2/ 28".

وَقَالَ العِجْلِيُّ: الفِرْيَابِيُّ ثِقَةٌ. وَقَالَ البُخَارِيُّ فِيْمَا حَكَاهُ عَنْهُ الدُّوْلاَبِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ، وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ عَنْ سُفْيَانَ بحديث ذكر. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الفِرْيَابِيُّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ يَحْيَى بنِ يَمَانٍ. وَقَالَ أبو حاتم: ثقة صدوق. وسئل الدارقطني عنهم فَوَثَّقَهُ، وَقَدَّمَهُ لِفَضْلِهِ وَنُسُكِهِ عَلَى قَبِيْصَةَ. وَقَالَ ابْنُ زَنْجُوْيَةَ: مَا رَأَيْتُ أَوْرَعَ مِنَ الفِرْيَابِيِّ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ سَهْلِ بنِ عَسْكَرٍ: خَرَجْنَا مَعَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيِّ فِي الاسْتِسْقَاءِ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فما أرسلهما حتى مطرنا. وَقَالَ البُخَارِيُّ: رَأَيْتُ قَوْماً دَخَلُوا إِلَى مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيِّ فَقِيْلَ لَهُ: إِنَّ هَؤُلاَءِ حرجئة فَقَالَ: أَخْرِجُوْهُم فَتَابُوا وَرَجَعُوا. قَالَ البُخَارِيُّ: وَاسْتَقْبَلَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَهُوَ يُرِيْدُ حِمْصَ، وَنَحْنُ خَارِجُوْنَ مِنْهَا وَفَاتَهُ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: سَأَلْتُ الفِرْيَابِيَّ: مَا تَقُوْلُ؟ أَبُو بَكْرٍ أَفْضَلُ أَوْ لُقْمَانُ؟ فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ هَذَا إلَّا مِنْكَ أَبُو بَكْرٍ أَفْضَلُ مِنْ لُقْمَانَ. قَالَ العِجْلِيُّ: الفِرْيَابِيُّ: ثِقَةٌ كَانَتْ سُنَّتُهُ كُوْفِيَّةً ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ البَغْدَادِيِّيْنَ: أَخْطَأَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ فِي خَمْسِيْنَ حَدِيْثاً وَمائَةٍ مِنْ حَدِيْثِ سُفْيَانَ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ عَنِ الثَّوْرِيِّ أَفْرَادَاتٍ وَلَهُ حديث كبير عن الثوري، ويقدم على الجماعة فِي الثَّوْرِيِّ كَعَبْدِ الرَّزَّاقِ وَنُظَرَائِهِ وَقَالُوا: الفِرْيَابِيُّ أَعْلَمُ بِالثَّوْرِيِّ مِنْهُم. وَرَحَلَ إِلَيْهِ أَحْمَدُ فَلَمَّا قَرُبَ مِنْ قَيْسَارِيَّةَ نُعِيَ إِلَيْهِ فَعَدَلَ إِلَى حِمْصَ وَالفِرْيَابِيُّ فِيْمَا يَتَبَيَّنُ صَدُوْقٌ لاَ بَأْسَ بِهِ. أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الدَّرَجِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بن معمر، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ المُقْرِئِ حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي رَجَاءٍ بِمَكَّةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُعَاوِيَةَ القَيْسَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا الفِرْيَابِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ فِي مَنَامِي كَأَنِّيْ دَخَلْتُ كَرْماً فِيْهِ

أَصْنَافُ العِنَبِ فَأَكَلْتُ مِنْ عِنَبِهِ كُلِّهِ غَيْرَ الأَبْيَضِ فَلَمْ آكُلْ مِنْهُ شَيْئاً فَقَصَصْتُهَا عَلَى سُفْيَانَ فَقَالَ: تُصِيْبُ مِنَ العِلْمِ كُلِّهِ غَيْرَ الفَرَائِضِ، فَإِنَّهَا جَوْهَرُ العِلْمِ كَمَا أَنَّ العِنَبَ الأَبْيَضَ جَوْهَرُ العِنَبِ فَكَانَ الفِرْيَابِيُّ كَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ يُجِيْدُ النَّظَرَ فِي الفَرَائِضِ. وَقَالَ الفَسَوِيُّ: سَمِعْتُ ثِقَةً يَقُوْلُ: قَالَ الفِرْيَابِيُّ: وُلِدْتُ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَالفِرْيَابِيُّ مِنْ أَكْبَرِ شَيْخٍ لِلْبُخَارِيِّ. قَالَ البُخَارِيُّ وَابْنُ يُوْنُسَ: مَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ.

الفراء

1549- الفراء 1: العَلاَّمَةُ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ زياد بن عبد الله بنِ مَنْظُوْرٍ الأَسَدِيُّ مَوْلاَهُمْ الكُوْفِيُّ النَّحْوِيُّ صَاحِبُ الكِسَائِيِّ. يَرْوِي عَنْ: قَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ وَمَنْدَلِ بنِ عَلِيٍّ وَأَبِي الأَحْوَصِ وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَعَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ الكِسَائِيِّ. رَوَى عَنْهُ: سَلَمَةُ بنُ عَاصِمٍ وَمُحَمَّدُ بنُ الجَهْمِ السِّمَّرِيُّ وغيرهما. وكان ثقة. ورد على ثعلبة: أَنَّهُ قَالَ: لَوْلاَ الفَرَّاءُ لَمَا كَانَتْ عَرَبِيَّةً، وَلَسَقَطَتْ؛ لأَنَّهُ خَلَّصَهَا؛ وَلأَنَّهَا كَانَتْ تُتَنَازَعُ وَيَدِّعِيْهَا كُلُّ أَحِدٍ. وَنَقَلَ أَبُو بُدَيْلٍ الوَضَّاحِيُّ: أَنَّ المأمون أمر الفراء أن يؤلف ما يحمع بِهِ أُصُوْلُ النَّحْوِ، وَأُفْرِدَ فِي حُجْرَةٍ وَقَرَّرَ لَهُ خَدَماً وَجَوَارِيَ وَوَرَّاقِيْنَ فَكَانَ يُمْلِي فِي ذَلِكَ سِنِيْنَ قَالَ: وَلَمَّا أَمْلَى كِتَابَ مَعَانِي القُرْآنِ اجْتَمَعَ لَهُ الخَلْقُ، فَكَانَ مِنْ جُمْلَتِهِم ثَمَانُوْنَ قَاضِياً وَأَمَلَّ الحَمْدَ فِي مائَةِ وَرْقَةٍ. وَكَانَ المَأْمُوْنُ قَدْ وَكَّلَ بِالفَرَّاءِ وَلَدَيْهِ يُلَقِّنُهُمَا النَّحْوَ فَأَرَادَ القِيَامَ فَابْتَدَرَا إِلَى نَعْلِهِ، فَقَدَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ فَرْدَةً. فَبَلَغَ ذَلِكَ المَأْمُوْنَ فَقَالَ: لَنْ يَكْبُرَ الرَّجُلُ عَنْ تَوَاضُعِهِ لِسُلْطَانِهِ وَأَبِيْهِ ومعلمه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 146"، والأنساب "9/ 247"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "20/ 9"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 798"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 368"، والعبر "1/ 354".

قَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لأَهْلِ بَغْدَادَ، وَالكُوْفَةِ مِنَ النُّحَاةِ إلَّا الكِسَائِيُّ، وَالفَرَّاءُ لَكَفَى. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الفَرَّاءُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي النَّحْوِ. وَعَنْ هَنَّادٍ قَالَ: كَانَ الفَرَّاءُ يَطُوْفُ مَعَنَا عَلَى الشُّيُوْخِ، وَلاَ يَكْتُبُ فَظَنَنَّا أَنَّهُ كَانَ يَحْفَظُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ الجَهْمِ: مَا رَأَيْتُ مَعَ الفَرَّاءِ كِتَاباً قَطُّ إلَّا كِتَابَ يَافِعٍ وَيفْعَةٍ. وَعَنْ ثُمَامَةَ بنِ أَشْرَسِ: رَأَيْتُ الفَرَّاءَ فَفَاتَشْتُهُ عَنِ اللُّغَةِ فَوَجَدْتُهُ بَحْراً وَعَنِ النَّحْوِ فَشَاهَدْتُهُ نَسِيْجَ وَحْدِهِ وَعَنِ الفِقْهِ فَوَجَدْتُهُ عَارِفاً بِاخْتِلاَفِ القَوْمِ، وَبِالطِّبِّ خَبِيْراً وَبِأَيَّامِ العَرَبِ وَالشِّعْرِ وَالنُّجُوْمِ فَأَعْلَمْتُ بِهِ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فَطَلَبَهُ. وَلِلْفَرَّاءِ: كِتَابُ البَهِيَّ فِي حَجْمِ الفَصِيْحِ لِثَعْلَبٍ وَفِيْهِ أَكْثَرُ مَا فِي الفَصِيْحِ غَيْرَ أَنَّ ثَعْلَباً رَتَّبَهُ عَلَى صُوْرَةٍ أُخْرَى. وَمِقْدَارُ تَوَالِيْفِ الفَرَّاءِ: ثَلاَثَةُ آلاَفِ وَرَقَةٍ. وَقَالَ سَلَمَةُ: أَمَلَّ الفَرَّاءُ كُتُبَهُ كُلَّهَا حِفْظاً. وَقِيْلَ: عُرِفَ بِالفَرَّاءِ؛ لأنه كان يفري الكلام. وَقَالَ سَلَمَةُ: إِنِّيْ لأَعْجَبُ مِنَ الفَرَّاءِ كَيْفَ يُعَظِّمُ الكِسَائِيَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالنَّحْوِ مِنْهُ. مَاتَ الفَرَّاءُ بِطَرِيقِ الحَجِّ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً رَحِمَهُ اللهُ.

هوذة بن خليفة

1550- هوذة بن خليفة 1: "ق" الإِمَامُ المُحَدِّثُ مُسْنِدُ بَغْدَادَ أَبُو الأَشْهَبِ، هَوْذَةُ بنُ خَلِيْفَةَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرَةَ نَفِيْعٍ الثَّقَفِيُّ، البَكْرَاوِيُّ البَصْرِيُّ الأَصَمُّ نَزِيْلُ بَغْدَادَ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وأشعب بنِ عَبْدِ المَلِكِ الحُمْرَانِيِّ، وَعَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ وَابْنِ عَوْنٍ وَيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ وَأَبِي حَنِيْفَةَ وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَالحَسَنِ بنِ عُمَارَةَ وَطَائِفَةٍ. وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَمَعْرِفَةٍ إلَّا أَنَّ أَكْثَرَ كُتُبِهِ عَدِمَتْ فَحَدَّثَ بِمَا بَقِيَ لَهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ لاَ الرَّازِيُّ وَأَبُو حاتم وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي الحراز المقرىء وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ وَوَلَدُهُ عَبْدُ المَلِكِ بنُ هَوْذَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ شاذان الجوهري ومحمد بن العياس المؤدب وخلق سواهم. وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: مَا كَانَ أَصْلَحَ حَدِيْثَهُ! وَرَوَى الأَثْرَمُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: مَا كَانَ أَضْبَطَ هَذَا الأَصَمَّ عَنْ عَوْفٍ! يَعْنِي: هَوْذَةَ ثُمَّ قَالَ: أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ صَدُوْقاً. وَقَالَ عَمْرُو بنُ عَاصِمٍ الكِلاَبِيُّ: كَتَبْتُ عَنْ هَوْذَةَ صَحِيْفَةَ عَوْفٍ مُنْذُ كَمْ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِلَى مَنْ تَخْتَلِفُ بِبَغْدَادَ? قُلْتُ: إِلَى هَوْذَةَ بنِ خَلِيْفَةَ، وَعَفَّانَ فَسَكَتَ كَالرَّاضِي بِذَلِكَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى: هَوْذَةُ بنُ خَلِيْفَةَ، عَنْ عَوْفٍ ضَعِيْفٌ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحْرِزٍ، عَنْ يَحْيَى: لَمْ يَكُنْ بِالمَحْمُوْدِ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِهَذِهِ الأَحَادِيْثِ كَمَا جَاءَ بِهَا وَكَانَ أُطْرُوشاً. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ: مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: مَاتَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، وَهُوَ ابْنُ اثنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ بَلَغَنِي أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أُمُّهُ الزُّهرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ أَبِي بَكْرَةَ طَلَبَ الحَدِيْثَ، وَكَتَبَ عَنْ يُوْنُسَ وَهِشَامٍ وَعَوْفٍ وَغَيْرِهِم فَذَهَبَتْ كُتُبُه، وَلَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ إلَّا كِتَابُ عَوْفٍ، وَشَيْءٌ يَسِيْرٌ لابْنِ عَوْنٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَأَشْعَثَ وَالتَّيْمِيِّ قَالَ: وَمَاتَ بِبَغْدَادَ لَيْلَةَ الثَّلاَثَاءِ لِعَشرٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، وَمائَتَيْنِ وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ، وَكَانَ رجلًا طوالًا أسمر يخضب الحناء.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 339"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2882"، والكنى للدولابي "1/ 109"، والجرح والتعديل "9/ 499"، وتاريخ بغداد "14/ 94"، والكاشف "3/ ترجمة 6097"، والمغني "2/ ترجمة 6772"، والعبر "1/ 370"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9257"، وتهذيب التهذيب "11/ 74"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 38".

قُلْتُ: الصَّحِيْحُ مَوْتُهُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ قَالَهُ: جَمَاعَةٌ. يَقَعُ حَدِيْثُهُ عَالِياً فِي القَطِيعيَّاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. كَتَبَ إِلَيْنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ وَغَيْرُهُ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بنُ طَبَرْزَدَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ حَسَنٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُوْسَى حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بنُ خَلِيْفَةَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو القَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ اشْتَرَى لِقْحَةً مُصَرَّاةً فَحَلَبَهَا فَهُوَ بِأَحَدِ النَّظَرَيْنِ بِالخِيَارِ: إِنْ شَاءَ حَازَهَا وَإِن شَاءَ رَدَّهَا وَإِنَاءً مِنْ طعام" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2151"، ومسلم "1524"، وأبو داود "3443"، "3444"، "3445"، والنسائي "7/ 253، 254"، وأحمد "2/ 242، 317". وقوله: "لقحة" بالكسر والفتح هي الناقة القريبة العهد بالنتاج والجمع: لقح. وقوله: "مصراة" من التصرية، وهو حبس اللبن في الضرع لتخدع به المشتري.

مظفر بن مدرك

1551- مظفر بن مدرك 1: "ت، ر، س" الإِمَامُ، الثَّبْتُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، أَبُو كَامِلٍ البَغْدَادِيُّ، أَصْلُهُ خُرَاسَانِيٌّ. وُلِدَ قَبْلَ الأَرْبَعِيْنَ، وَمائَةٍ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَاصِمِ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ، وَحَمَّادِ ابن سَلَمَةَ، وَمَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ وَقَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ،وَمُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ وَزُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ وَشَرِيْكٍ وطبقتهم. وَعَنْهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَأَبُو مَعْمَرٍ القَطِيْعِيُّ، وَمُجَاهِدُ بنُ مُوْسَى، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي غَالِبٍ القُوْمِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدَانٍ المُقْرِئُ. رَوَى مُهَنَّا بنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قَالَ: لاَ أَعْلَمُ أَثْبَتَ فِي زُهَيْرٍ مِنَ الأَشْيَبِ إلَّا أَبَا كَامِلٍ مُظَفَّراً، فإنه كان أثبت من الأشيب.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 337"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2217"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 180، 284"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 2017"، وتاريخ بغداد "13/ 125"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 348"، والكاشف "3/ ترجمة 5592"، وتهذيب التهذيب "183- 10-184"، وتقريب التهذيب "2/ 255"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7418"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 18".

وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ وَذَكَرَ أَبَا كَامِلٍ فَقَالَ: لَيْسَ فِيْهِمْ مِثْلُهُ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ بِبَغْدَادَ: أَبُو كَامِلٍ وَأَبُو سَلَمَةَ الخُزَاعِيُّ، وَالهَيْثَمُ بنُ جَمِيْلٍ وَكَانَ الهَيْثَمُ أَحْفَظَهُمْ، وَكَانَ أَبُو كَامِلٍ أَتْقَنَ لِلْحَدِيْثِ مِنْهُمْ. وَرَوَى أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: أَبُو سَلَمَةَ الخُزَاعِيُّ وَالهَيْثَمُ وَأَبُو كَامِلٍ كَانَ لَهُم بَصَرٌ بِالحَدِيْثِ، وَالرِّجَالِ، وَلاَ يَكْتُبُوْنَ إلَّا عَنِ الثِّقَاتِ، وَكَانَ أَبُو كَامِلٍ مُتْقِناً بَصِيْراً بِالحَدِيْثِ يُشْبِهُ النَّاسَ لاَ يَتَكَلَّمُ إلَّا أَنْ يُسْأَلَ فَيُجِيْبُ، أَوْ يَسْكُتُ لَهُ عَقْلٌ سَدِيدٌ وَالهَيْثَمُ كَانَ أَحْفَظَهُمْ، وَأَبُو سَلَمَةَ كَانَ مِنْ أَبْصَرِ النَّاسِ بِأَيَّامِ النَّاسِ لاَ تَسْأَلُهُ عَنْ أَحَدٍ إلَّا جاءك معرفة وَكَانَ يَتَفَقَّهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: تَرَاضَوْا مَرَّةً بِأَبِي كَامِلٍ أَنْ يَسْأَلَ شَرِيْكاً فَقُلْتُ لَهُ بِبَغْدَادَ فَقَالَ: حِيْنَ خَرَجَ تَبِعُوهُ أَوْ نحو هذا فتراضوا به وكان يَوْمَئِذٍ يُعَدُّ مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: أَيْشٍ يَقُوْلُ أَبُو كَامِلٍ فِي حَدِيْثٍ مِنْ حَدِيْثِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ. قَالَ أَحْمَدُ: سَمِعْتُ أَبَا كَامِلٍ مُنْذُ نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ لَهُ، وَقَارٌ وَهَيْبَةٌ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ يَقُوْلُ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي إِبْرَاهِيْمَ مَنْصُوْرٌ، وَقَالَ أَبُو كَامِلٍ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ نَاحِيَةِ الشَّامِ أَصَحُّ حَدِيْثاً مِنَ اللَّيْثِ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ لاَ يَضْبِطُ الإِسْنَادَ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ ذَكَرَ أَبَا كَامِلٍ فَقَالَ: كُنْتُ آخُذُ عَنْهُ هَذَا الشَّأْنِ، وَكَانَ بَغْدَادِيّاً مِنَ الأَبنَاءِ وَكَانَ رَجُلاً صَالِحاً قَلَّ مَا رَأَيْتُ مَنْ يُشْبِهُهُ. وَرَوَى المُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ عَنْ أبي مَعِيْنٍ قَالَ: كَانَ أَبُو كَامِلٍ ثِقَةً صَاحِبَ حديث. قال أَبُو يَعْلَى: سَمِعْتُ أَبَا خَيْثَمَةَ يَقُوْلُ: مَا كَانَ أَبُو كَامِلٍ عِنْدَنَا بِدُوْنِ وَكِيْعٍ عِنْدَ الكوفيين، وعبد الرحمن عند البصريين. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ إِسْحَاقَ الجَلاَّبُ: قِيْلَ لإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيِّ: رَأَيْتَ أَبَا كَامِلٍ؟ قَالَ: لاَ مَاتَ سَنَةَ مَوْتِ رَوْحِ بنِ عُبَادَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَتَيْنِ. وَقَدْ وَهِمَ ابْنُ عَدِيٍّ وعدة من شيوخ البخاري.

يحيى بن حسان

1552- يحيى بن حسان 1: "خ، م، د، ت، س" ابن حيان الإِمَامُ الحَافِظُ القُدْوَةُ أَبُو زَكَرِيَّا البَكْرِيُّ البَصْرِيُّ ثُمَّ التِّنِّيْسِيُّ نَزِيْلُ تِنِّيْسَ. وَأَمَّا ابْنُ حَيَّانَ فَيُقَالُ: أَصْلُهُ مِنْ دِمَشْقَ. وَقَالَ دُحَيْمٌ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. رَوَى عَنْ: حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ وَاللَّيْثِ بن سَعْدٍ وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ وَابْنِ أَبِي المَوَالِ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَسُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى الزُّهْرِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الرَّبِيْعِ بنِ سَبْرَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ رَاشِدٍ المَكْحُوْلِيِّ وَمُعَاوِيَةَ بنِ سَلاَّمٍ، وَوُهَيْبِ بنِ خَالِدٍ وَمَنْصُوْرِ بنِ أَبِي الأَسْوَدِ وَمُحَمَّدِ بنِ مُهَاجِرٍ، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ وَقُرَيْشِ بنِ حَيَّانَ وَمُجَمِّعِ بنِ يَعْقُوْبَ وَهُشَيْمٍ وَعِدَّةٍ. وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ الأَبْرَارِ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ وَزِيْرٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَالإِمَامُ الشَّافِعِيُّ، وَمَاتَ قَبْلَهُ وَأَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، وَجَعْفَرُ بنُ مُسَافِرٍ وَدُحَيْمٌ وَمُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ عَسْكَرٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَرْقِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مِسْكِيْنٍ اليَمَامِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، وَالرَّبِيْعُ المُرَادِيُّ وَبَحْرُ بنُ نَصْرٍ وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى وَآخَرُوْنَ وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى. رَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيْهِ: ثِقَةٌ رَجُلٌ صَالِحٌ. وَالأَثْرَمُ عَنْ أَحْمَدَ: كَانَ ثِقَةً صَاحِبَ حَدِيْثٍ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً عَالِماً بِالحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. قُلْتُ: لَوْ كَانَ لَحِقَهُ لَقَالَ: ثِقَةٌ حُجَّةٌ. وَجَاءَ فِي ذَمِّ الكَلاَمِ حَدِيْثٌ لِيَحْيَى بنِ حَسَّانٍ عَنْ شُعْبَةَ وَمَا أَظُنُّهُ لَقِيَهُ. قَالَ مروان بن محمد الطاطري فيما رواه عن أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: لَوْ رَأَيْتَنِي وَالوَلِيْدَ

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2961"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 10، 28" والجرح والتعديل "9/ ترجمة 574"، والكاشف "3/ ترجمة 6262"، وتهذيب التهذيب "11/ 197".

ابن مُسْلِمٍ نَطْلُبُ الحَدِيْثَ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ يَحْيَى بنُ حَسَّانٍ لَرَحِمْتَنَا لَمْ نَكُنْ نُحْسِنُ نَطْلُبُ حَتَّى قَدِمَ يَحْيَى بنُ حَسَّانٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: قَدْ خَلَّفَ يَحْيَى بنُ حَسَّانٍ كَذَا كَذَا أَلْفِ دِيْنَارٍ، وَمَا كَانَ لَهُ مَالٌ قَدِيْمٌ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: كَانَ ثِقَةً حَسَنَ الحَدِيْثِ وَصَنَّفَ كُتُباً وَحَدَّثَ بِهَا. قَالَ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الجَروِيُّ وَابْنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ، وَابْنُ يُوْنُسَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمائَتَيْنِ. زَادَ ابْن يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ بِمِصْرَ وَوَهِمَ مَنْ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ وَهَدِيَّةُ بِنْتُ عَسْكَرٍ، وَعِدَّةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنِ حَمُّوْيَةَ، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَافِظُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ حَسَّانٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ يَجُوْعُ أَهْلُ بَيْتٍ عِنْدَهُمُ التَّمْرُ" 1. وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "نِعْمَ الإِدَامُ الخَلُّ" 2. أَخْرَجَهُمَا: مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ فَوَافَقْنَاهُمَا بِعُلُوٍّ.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2046" من طريق عبد الله بن عبد الرحمن، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2051"، والترمذي "1840" من طريق عبد الله بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

قبيصة بن عقبة

1553- قبيصة بن عقبة 1: "ع" ابن محمد بن سفيان بن عُقْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ جُنَيْدِبِ بنِ رَبَابِ بن حَبِيْبِ بنِ سُوَاءةَ بنِ عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، الحَافِظُ الإِمَامُ الثِّقَةُ العَابِدُ، أَبُو عَامِرٍ السُّوَائِيُّ الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عِيْسَى بنِ طَهْمَانَ وَمَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ وَعَاصِمِ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ وَمِسْعَرٍ وَشُعْبَةَ، وَوَرْقَاءَ وَحَمْزَةَ الزَّيَّاتِ وَإِسْرَائِيْلَ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَأَكْثَرَ عَنْهُ وَصَفْوَانَ بنِ أَبِي الصَّهْبَاءِ، وَوَهْبِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ وَأَبِي الأَشْهَبِ العُطَارِدِيِّ وَخَلْقٍ. وَمَا أَظُنُّهُ ارْتَحَلَ فِي الحَدِيْثِ وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ وَهَنَّادٌ وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ، وَأَبُو قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَالبُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ وَأَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيُّ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ سَيَّارٍ النَّصِيْبِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَحَفْصُ بنُ عُمَرَ سَنْجَه وَحَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ، وَابْنُهُ عُقْبَةُ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَطَلَبَ العِلْمَ وَهُوَ حَدَثٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ آدَمَ: هُوَ أَصْغَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ مِنْ طَرِيْقِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْهُ: قَبِيْصَةُ: ثِقَةٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ إلَّا فِي حَدِيْثِ سُفْيَانَ فَلَيْسَ بِذَاكَ القَوِيِّ فَإِنَّهُ سمع منه وهو صغير. وَقَالَ الفَسَوِيُّ: عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: قَبِيْصَةُ أَكْبَرُ مِنْ يَحْيَى بنِ آدَمَ بِشَهْرَيْنِ، وَسَمِعْتُ قَبِيْصَةَ يَقُوْلُ: شَهِدْتُ عِنْدَ شَرِيْكٍ، فَامْتَحَنَنِي فِي شَهَادَتِي، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسُفْيَانَ فَأَنْكَرَ عَلَى شَرِيْكٍ، وَقَالَ: لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يَمْتَحِنَهُ، وَصَلَّيْتُ بِسُفْيَانَ الفَرِيضَةَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: قُلْتُ لِلْفِرْيَابِيِّ: أَرَأَيْتَ قَبِيْصَةَ عِنْدَ سُفْيَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ رَأَيْتُهُ صَغِيْراً. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: لَوْ حَدَّثَنَا قَبِيْصَةُ عَنِ النَّخَعِيِّ لَقَبِلْنَا مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ قَبِيْصَةَ، وَأَبِي نُعَيْمٍ فَقَالَ: كَانَ قَبِيْصَةُ أَفْضَلَ الرَّجُلَيْنِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ أَتقَنَهُمَا وَلَمْ أَرَ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ مَنْ يَحْفَظُ وَيَأْتِي بِالحَدِيْثِ عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ لاَ يُغَيِّرُهُ سِوَى قَبِيْصَةَ، وَأَبِي نُعَيْمٍ فِي حَدِيْثِ الثَّوْرِيِّ وَسِوَى يَحْيَى الحِمَّانِيِّ فِي حَدِيْثِ شَرِيْكٍ، وَعَلِيِّ بنِ الجَعْدِ فِي حَدِيْثِهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ عَنْ قَبِيْصَةَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى فَقَالَ: قَبِيْصَةُ أَسْلَمُ مِنْ عُبَيْدِ اللهِ كَانَ قَبِيْصَةُ وَأَبُو عَامِرٍ وَأَبُو حُذَيْفَةَ لاَ يَحْفَظُوْنَ ثُمَّ حَفِظُوا بَعْدُ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ سَيَّارٍ: مَا رَأَيْتُ فِي الشُّيُوْخِ أحفظ من قبيصة. وقال عبد الرحمن بن خراش: صدوق.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 403"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 792"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 722"، وتاريخ بغداد "12/ 473"، والأنساب للسمعاني "7/ 128"، والعبر "1/ 368" والكاشف "2/ ترجمة 4616"، والمغني "2/ ترجمة 5026"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6861" وتهذيب التهذيب "8/ 347"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5828"، وشذرات الذهب "2/ 35".

وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَرَوَى حنبل عن أبي عبد الله قَالَ: كَانَ كَثِيْرَ الغَلَطِ، وَكَانَ صَغِيْراً لاَ يَضْبِطُ. قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: فَفِي غَيْرِ سُفْيَانَ؟ قَالَ: كَانَ رَجُلاً صَالِحاً ثِقَةً لاَ بَأْسَ بِهِ فِي بَدَنِهِ، وَأَيُّ شَيْءٍ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ؟ يَعْنِي: أَنَّهُ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ عبد الله بنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي ذَكَرَ قَبِيْصَةَ وَأَبَا حُذَيْفَةَ فَقَالَ: قَبِيْصَةُ أَثْبَتُ مِنْهُ جِدّاً -يَعْنِي: فِي حَدِيْثِ سُفْيَانَ- أَبُو حُذَيْفَةَ شِبْهُ لاَ شَيْءَ وَقَدْ كَتَبْتُ عَنْهُمَا جَمِيْعاً. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةَ: كَانَ قَبِيْصَةُ رَجُلاً صَالِحاً تَكَلَّمُوا فِي سَمَاعِهِ مِنْ سُفْيَانَ. قُلْتُ: الرَّجُلُ ثِقَةٌ، وَمَا هُوَ فِي سُفْيَانَ كَابْنِ مَهْدِيٍّ وَوَكِيْعٍ، وَقَدِ احْتَجَّ بِهِ الجَمَاعَةُ فِي سُفْيَانَ وَغَيْرِهِ وَكَانَ مِنَ العَابِدِيْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ: سَمِعْتُ هَنَّاداً يَقُوْلُ غَيْرَ مَرَّةٍ إِذَا ذُكِرَ قَبِيْصَةُ: الرَّجُلُ الصَّالِحُ وَتَدْمَعُ عَيْنَاهُ وَكَانَ هَنَّادٌ كَثِيْرَ البُكَاءِ. وَقَالَ الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ الأَعْرَجُ: كان قبيصة يحدث بحديث الثوري عَلَى الوِلاَءِ، دَرْساً دَرْساً حِفْظاً. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ دَاوُدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الفَارِسِيُّ: سَمِعْتُ حَفْصَ بنَ عُمَرَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ قَبِيْصَةَ! مَا رَأَيْتهُ مُتَبَسِّماً قَطُّ مِنْ عِبَادِ الله الصَّالِحِيْنَ. قُلْتُ: كَذَا كَانَ وَاللهِ أَهْلُ الحَدِيْثِ العِلْمَ وَالعِبَادَةَ وَاليَوْمَ فَلاَ عِلْمَ، وَلاَ عِبَادَةَ بَلْ تَخْبِيْطٌ وَلَحنٌ، وَتَصْحِيْفٌ كَثِيْرٌ وَحِفْظٌ يَسِيْرٌ، وَإِذَا لَمْ يَرْتَكِبِ العَظَائِمَ، وَلاَ يُخِلَّ بِالفَرَائِضِ فَلِلَّهِ دَرُّهُ. قَالَ جَعْفَرُ بنُ حَمْدُوَيْه: كُنَّا عَلَى بَابِ قَبِيْصَةَ، وَمَعَنَا دُلَفُ ابْنُ الأَمِيْرِ أَبِي دُلَفٍ، وَمَعَهُ الخَدَمُ يَكْتُبُ الحَدِيْثَ فَصَارَ إِلَى بَابِ قَبِيْصَةَ فَدَقَّ عَلَيْهِ، فَأَبطَأَ قَبِيْصَةُ فَعَاوَدَهُ الخَدَمُ، وَقِيْلَ لَهُ: ابْنُ مَلِكِ الجَبَلِ عَلَى البَابِ وَأَنْت لاَ تَخْرُجُ إِلَيْهِ! فَخَرَجَ وَفِي طَرَفِ إِزَارِه كِسَرٌ مِنَ الخُبْزِ فَقَالَ: رَجُلٌ قَدْ رَضِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِهَذَا مَا يَصْنَعُ بِابْنِ مَلِكِ الجَبَلِ؟ وَاللهِ لاَ حَدَّثْتُهُ فَلَمْ يُحَدِّثْهُ. قَالَ هَارُوْنُ الحَمَّالُ: سَمِعْتُ قَبِيْصَةَ يَقُوْلُ: جَالَسْتُ الثَّوْرِيَّ وَأَنَا ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً ثَلاَثَ سِنِيْنَ. وَمِنْ تَعَنُّتِ القَاضِي أَبِي الحَسَنِ بنِ القَطَّانِ المَغْرِبِيِّ الحَافِظَ عبدَ الحَقِّ قَوْلُهُ: يَرْوِي فِي الأَحْكَامِ لِقَبِيْصَةَ، وَلاَ يَعرِضُ لَهُ وَهُوَ عِنْدَهُم كَثِيْرُ الخَطَأِ. قُلْتُ: قَدْ قَفَزَ قَبِيْصَةُ القَنْطَرَةَ وَاحتَجُّوا بِهِ، فَأَرنِي الحَدِيْثَ المُنْكَرَ الَّذِي يُنْقَمُ بِهِ عَلَى قَبِيْصَةَ. قَالَ السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ، وَهَارُوْنُ بنُ حَاتَمٍ وَمُطَيَّنُ، وَغَيْرُهُمُ: مَاتَ قَبِيْصَةُ سنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَمائَتَيْنِ وَشَذَّ: مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ الدِّمَشْقِيُّ -بَلْ وَهِمَ- فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ. رووا له في الكتب الستة.

سفيان بن عقبة السوائي، موسى بن داود

سفيان بن عقبة السوائي، موسى بن داود: وَهُوَ أَخُو: 1554- سُفْيَانَ بنِ عُقْبَةَ السُّوَائِيِّ 1: "4" وَهَذَا الأكبر. لقي حسينا المعلم ومسعرًا وعدة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ وَطَائِفَةٌ. قَالَ فِيْهِ ابْنُ نُمَيْرٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى بَعْدِ المائَتَيْنِ والله أعلم. 1555- موسى بن داود 2: "م، د، س، ق" الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الضَّبِّيُّ الطَّرَسُوْسِيُّ الكُوْفِيُّ الأَصْلِ الخُلْقَانِيُّ نَزِيْلُ بَغْدَادَ ثُمَّ قَاضِي طَرَسُوسَ وَعَالِمُهَا. سَمِعَ: شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ وَمُبَارَكَ بنَ فَضَالَةَ، وَحَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بنَ المَاجَشُوْنِ، وَزُهَيْرَ بنَ مُعَاوِيَةَ وَنَافِعَ بنَ عُمَرَ وَطَائِفَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ وَالذُّهْلِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي خَلَفٍ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَوَّامِ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَاحْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: كَانَ زَاهِداً، ثِقَةً صَاحِبَ حَدِيْثٍ. وَلِيَ قَضَاءَ المَصِّيْصَةِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ مُصَنِّفاً مُكْثِراً، مَأْمُوْناً وَلِيَ قَضَاءَ الثُّغُوْرِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ: كَانَ ثِقَةً صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَلِيَ قَضَاءَ طَرَسُوسَ، وَبِهَا مَاتَ، فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: لَهُ فِي الصَّلاَةِ مِنْ صَحِيْح مُسْلِمِ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ3، وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ: بِشْرُ بنُ مُوْسَى الأَسَدِيُّ، وَقَدْ خَرَّجَ لَهُ أَيْضاً أبو داود والنسائي، والقزويني.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2085"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 985"، والكامل لابن عدي "3/ ترجمة 841"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3325"، وتهذيب التهذيب "4/ 116"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2588". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 345"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1202"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 636"، وتاريخ بغداد "13/ 33"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 375"، والكاشف "3/ ترجمة رقم 5792"، والعبر "1/ 371"، وميزان الاعتدال "4/ 204"، وشذرات الذهب "2/ 38". 3 أخرجه مسلم "571" من طريق محمد بن أحمد بن أبي خلف، حدثنا موسى بن داود، حدثنا سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ يسار، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى؟ ثلاثا أم أربعا؟ فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته، وإن كان صلى إتماما لاربع كانتا ترغيما للشيطان".

أبو حذيفة

1556- أبو حذيفة 1: "خَ، د، ت، ق" المُحَدِّثُ الحَافِظُ الصَّدُوْقُ أَبُو حُذَيْفَةَ مُوْسَى بنُ مَسْعُوْدٍ النَّهْدِيُّ البَصْرِيُّ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَةٍ بَلْ قَبْلُ. حَدَّثَ عَنْ: أَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ مِنَ التَّابِعِيْنَ وعن عكرمة بن عمار، وهو تَابِعِيٌّ أَيْضاً، وَعَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَأَكْثَرَ، وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ وَزَائِدَةَ، وَشِبْلِ بنِ عَبَّادٍ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، وَالذُّهْلِيُّ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَإِسْمَاعِيْلُ سمُّويه وَأَحْمَدُ بنُ شَبُّوْيَه وَأَبُو حَاتِمٍ وَحَمَّادُ بنُ إِسْحَاقَ القَاضِي وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ كَيْسَان المَصِّيْصِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ تَمْتَامِ وَمُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا الأَصْبَهَانِيُّ وَحَفْصُ بنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ سِنْجَه وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ مَعْرُوْفٌ بِالثَّوْرِيِّ كَانَ الثَّوْرِيُّ قَدْ نَزَلَ بِالبَصْرَةِ عَلَى رَجُلٍ، وَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ مَعَهُم فَكَانَ سُفْيَانُ يُوَجِّهُ أَبَا حُذَيْفَةَ فِي حَوَائِجِهِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُصَحِّفُ رَوَى عَنِ الثَّوْرِيِّ بَضْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيْثٍ، وفي بعضها شيء. وَقَالَ بُنْدَارُ: هُوَ ضَعِيْفٌ. وَقَالَ الفَلاَّسُ: لاَ يُحَدِّثُ عَنْهُ مَنْ يُبْصِرُ الحَدِيْثَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: قِيْلَ: إِنَّ الثَّوْرِيَّ تَزَوَّجَ أُمَّهُ لَمَّا أَتَى البَصْرَةَ. وَقِيْلَ: كَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ مُعَلِّماً. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَفِيْهَا أَرَّخَهُ البُخَارِيُّ. وَقِيْلَ: عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ سنة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 304"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1260"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 522، 717"، "2/ 304، 587"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 723"، والكاشف "3/ ترجمة 5833"، والمغني "2/ ترجمة 6525"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8923"، وتهذيب التهذيب "10/ 370"، وتقريب التهذيب "2/ 288"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7311"، وشذرات الذهب "2/ 48".

يحيى بن حماد

1557- يحيى بن حماد 1: "خ، م، ت، س، ق" ابن أبي زياد الإِمَامُ الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ وَأَبُو بَكْرٍ الشَّيْبَانِيُّ مَوْلاَهُمُ البَصْرِيُّ خَتَنُ أَبِي عَوَانَةَ. حَدَّثَ عَنْ: شُعْبَةَ، وَجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَعِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ، وَهَمَّامِ بنِ يَحْيَى، وَجُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ، وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المُخْتَارِ وَأَكْثَرَ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ. رَوَى عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، وَبُنْدَارُ وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَحَمِيْدُ بنُ زَنْجُوْيَةَ وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ السرماري، وبكار بن قتيبة والحسن ابْنُ مُدْرِكٍ الطَّحَّانُ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ وَارَةَ، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ وَالكُدَيْمِيُّ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ حَجَّاجِ بنِ مِنْهَالٍ، وَوَلَدُهُ حَمَّادُ بنُ يَحْيَى بنِ حماد وأبو مسلم الكجي، وخلق كثير.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 306"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2952"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 115"، "3/ 229"، والكنى للدولابي "1/ 124"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 583"، والكاشف "3/ ترجمة 6268"، والعبر "1/ 368"، وتهذيب التهذيب "11/ 129".

وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَجَمَاعَةٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الحَدِيْثِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ: لَمْ أَرَ أَعْبَدَ مِنْ يَحْيَى بنِ حَمَّادِ وَأَظُنُّهُ لَمْ يَضْحَكْ. قُلْتُ: الضَّحِكُ اليَسِيْرُ وَالتَّبَسُّمُ أَفْضَلُ، وَعَدَمُ ذَلِكَ مِنْ مَشَايخِ العِلْمِ عَلَى قِسْمَينِ: أَحَدُهُمَا: يَكُوْنُ فَاضِلاً لِمَنْ تَرَكَهُ أَدَباً وَخَوْفاً مِنَ اللهِ، وَحُزْناً عَلَى نَفْسِهِ المِسْكِيْنَةِ. وَالثَّانِي: مَذْمُوْمٌ لِمَنْ فَعَلَهُ حُمْقاً، وَكِبْراً، وَتَصَنُّعاً. كَمَا أَنَّ مَنْ أَكْثَرَ الضَّحِكَ اسْتُخِفَّ بِهِ وَلاَ رَيْبَ أَنَّ الضَّحِكَ فِي الشَّبَابِ أَخَفُّ مِنْهُ، وَأَعْذَرُ مِنْهُ فِي الشُّيُوْخِ. وَأَمَّا التَّبَسُّمُ وَطلاَقَةُ الوَجْهِ فَأَرْفَعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهُ. قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيْكَ صَدَقَةً" 1. وَقَالَ جَرِيْرٌ: مَا رَآنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا تبسَّمَ2 فَهَذَا هُوَ خُلُقُ الإِسْلاَمِ فَأَعْلَى المَقَامَاتِ مَنْ كَانَ بَكَّاءً بِاللَّيْلِ بَسَّاماً بِالنَّهَارِ وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: "لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ فَلْيَسَعْهُم مِنْكُم بَسْطُ الوَجْهِ"3. بَقِيَ هُنَا شَيْءٌ يَنْبَغِي لِمَنْ كَانَ ضَحُوكاً بَسَّاماً أَنْ يُقَصِّرَ مِنْ ذَلِكَ، وَيَلُوْمَ نَفْسَهُ حَتَّى لاَ تَمَجُّهُ الأَنْفُسُ وَيَنْبَغِي لِمَنْ كَانَ عَبُوساً مُنْقَبِضاً أَنْ يَتَبَسَّمَ، وَيُحسِّنَ خُلُقَهُ وَيَمْقُتَ نَفْسَهُ عَلَى رَدَاءةِ خُلُقِهِ، وَكُلُّ انحِرَافٍ عَنِ الاعتدَالِ فَمَذْمُوْمٌ، وَلاَ بُدَّ لِلنَّفْسِ مِنْ مُجَاهدَةٍ وَتَأْدِيْبٍ. رَوَى البُخَارِيُّ، عَنِ الحَسَنِ بنِ مُدْرِكِ: أَنَّ يَحْيَى بنَ حَمَّادٍ رَحِمَهُ اللهُ مَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسَ عشرة ومائتين.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" "791"، والترمذي "1956" من طريق عكرمة بن عمار قال: حدثني أَبُو زُمَيْلٍ، عَنْ مَالِكِ بنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أبيه، عن أبي ذر، به مرفوعا. وله طريق آخر بنحوه عند أحمد "5/ 168"، وإسناده صحيح. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3053"، "6089"، ومسلم "2475"، "135"، وابن ماجه "159" وأحمد "4/ 358". 3 ضعيف جدا: أخرجه البزار "1977"، والحاكم "1/ 124"، وأبو نعيم في "الحلية" "10/ 25" من طريق عبد الله بن سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَنْ تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق". واللفظ للبزار. وقال البزار في إثره: لم يتابع عبد الله بن سعيد على هذا وتفرد به. وقال الذهبي في "التلخيص": قلت: عبد الله واه. والحديث أورده الهيثمي في "المجمع" "8/ 22". وقال: رواه أبو يعلى والبزار، وزاد حسن الخلق، وفيه عبد الله بن سعد المقبري، وهو ضعيف. قلت: إسنده واه بمرة، آفته عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري، قال الذهبي في ترجمته في "الميزان": واه بمرة. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال الفلاس: منكر الحديث متروك. وقال يحيى بن سعيد: استبان لي كذبه في مجلس. وقال الدارقطني: متروك ذاهب وقال أحمد- مرة: ليس بذاك، ومرة قال: متروك. وقال فيه البخاري: تركوه.

أبو نعيم

1558- أبو نعيم 1: "ع". الفضل بن دكين، الحَافِظُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ الفَضْلُ بنُ عَمْرِو ابن حَمَّادِ بنِ زُهَيْرِ بنِ دِرْهَمٍ التَّيْمِيُّ، الطَّلحيُّ، القُرَشِيُّ مَوْلاَهُمْ الكُوْفِيُّ المُلاَئِيُّ الأَحْوَلُ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ. وَكَانَ شَرِيْكاً لِعَبْدِ السَّلاَمِ بنِ حَرْبٍ المُلاَئِيِّ كَانَا فِي حَانُوْتٍ بِالكُوْفَةِ، يَبِيْعَانِ المُلاَءَ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَكَانَ كَذَلِكَ غَالِبُ عُلَمَاءِ السَّلَفِ، إِنَّمَا يُنْفِقُوْنَ مِنْ كَسْبِهِمْ. أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ فِي كِتَابِهِمْ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الجَوْهَرِيُّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُوْسَى حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوْساً مَعَ حُذَيْفَةَ فَقِيْلَ لَهُ: إِنَّ رَجُلاً يَرْفَعُ الحَدِيْثَ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ". رواه أحمد والبخاري عن أبي نعيم2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 400"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 526"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 353"، وتاريخ بغداد "12/ 346"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 369"، والكاشف "2/ ترجمة 4532"، والعبر "1/ 377"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6720"، وتهذيب التهذيب "8/ 270"، وتقريب التهذيب "2/ 110"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5710"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 46". 2 صحيح: أخرجه الطيالسي "421"، والحميدي "443"، وأحمد "5/ 382، 389، 392، 397، 402، 404"، والبخاري "6056"، وفي "الأدب المفرد" "322"، ومسلم "105"، وأبو داود "4871"، والترمذي "2026"، وابن أبي الدنيا في "الصمت" "254"، والبيهقي في "السنن" "8/ 166"، "10/ 247"، وفي "الآداب" "137"، والطبراني في "الكبير" "3021"، وفي "الصغير" "561"، والبغوي "3569"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "876" من طرق عن إبراهيم النخعي، عن همام بن الحارث، عن حذيفة مرفوعًا.

أَنْبَأَنَا ابْنُ قُدَامَةَ، وَجَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيِّ أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرْنَا ابْنُ رِيْذَةَ1، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ "عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ" عَنِ العَيْزَارِ بنِ حُرَيْثٍ عَنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِذَا عَائِشَةُ تَرْفَعُ عَلَيْهِ صَوتَهَا فَقَالَ: يَا ابْنَةَ فُلاَنَةٍ! تَرْفَعِيْنَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَحَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا. ثُمَّ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَجَعَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَرَضَّاهَا فَقَالَ: أَلَمْ تَرَيْنِي حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ". ثُمَّ اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ مَرَّةً أُخْرَى فَسَمِعَ تَضَاحُكَهُمَا فَقَالَ: أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا2. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، مِنْ حَدِيْثِ يُوْنُسَ. وَبِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى قَالاَ: حَدَّثَنَا أبو نعيم حدثنا سفيان، عن منصور عن الشَّعْبِيِّ، عَنِ المِقْدَامِ أَبِي كَرِيمَةَ الشَّامِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لَيْلَةُ الضَّيفِ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَإِنْ أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ فَهُوَ دَيْنٌ عَلَيْهِ إِنْ شاء اقتضاه وإن شاء تركه" 3. روَاهُمَا أَحْمَدُ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ. وَفِي الطَّبَقَاتِ لابْنِ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُوْسُ بنُ كَامِلٍ قَالَ: دُفِنَ أَبُو نُعَيْمٍ يَوْمَ سَلْخِ شَعْبَانَ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ حَضَرَهُ قَالَ: اشْتَكَى قَبْلَ أَنْ يَمُوْتَ بِيَوْمٍ لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ فَمَا تَكَلَّمَ إِلَى الظُّهْرِ ثُمَّ تَكلَّمَ فَأَوْصَى ابْنَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بِبُنَيِّ ابْنٍ يُقَالُ لَهُ: مَيْثَمٍ كَانَ مَاتَ قَبْلَهُ فَلَمَّا أَمْسَى طُعِنَ فِي عُنُقِهِ وَظهرَ بِهِ، وَرْشَكَيْن فِي يَدِهِ فَتُوُفِّيَ لَيْلَتَئِذٍ، وَأُخْرِجَ بُكرَةً وَلَمْ يَعْلَمْ بِهِ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ ثُمَّ جَاءَ الوَالِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عِيْسَى بنِ مُوْسَى الهَاشِمِيُّ فلاَمهُمْ إِذْ لَمْ يُخْبِرُوهُ، ثُمَّ تَنَحَّى بِهِ عَنِ القَبْرِ فصلى عليه هو وأصحابه.

_ 1 هو: مسند أصبهان مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ، أبو بكر بن ربذة. ترجمته في العبر "3/ 193". 2 ضعيف: أخرجه أبو داود "4999"، وأحمد "4/ 271-272" من طريق أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ العَيْزَارِ بنِ حُرَيْثٍ، عَنِ النعمان بن بشير، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته أبي إسحاق، وهو عمرو بن عبد الله السبيعي، فإنه مدلس، وقد عنعنه. وقد سقط "عن أبي إسحاق من إسناد المتن"، وقد أثبتناه كما في مصادر العزو. 3 صحيح: أخرجه الطيالسي "1151"، وأحمد "4/ 130، 132-133"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "2/ 242"، والبيهقي "9/ 197" من طرق عن شعبة، عن منصور، عن الشعبي، به.

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُلاعِبٍ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ فِي آخِرِ سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ: سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَزَكَرِيَّا بنَ أَبِي زَائِدَةَ، وَجَعْفَرَ بنَ بُرْقَانَ، وَعُمَرَ بنَ ذَرٍّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مُسْلِمٍ العَبْدِيَّ، وَطَلْحَةَ بنَ عَمْرٍو وَعَبْدَ الوَاحِدِ بنَ أَيْمَنَ وَبَشِيْرَ بنَ المُهَاجِرِ وَفِطْرَ بنَ خَلِيْفَةَ، وَمَالِكَ بنَ مِغْوَلٍ وَأَبَا خَلْدَةَ خَالِدَ بنَ دِيْنَارٍ وَسُلَيْمَانَ بنَ سَيْفٍ المَكِّيَّ، وَمُوْسَى بنَ عَلِيٍّ وَيُوْنُسَ بنَ أَبِي إِسْحَاقَ، وَمِسْعَرَ بنَ كِدَامٍ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَشُعْبَةَ وَالحَسَنَ بنَ صَالِحٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ حَبِيْبٍ بنِ أَبِي ثَابِتٍ وَزَمْعَةَ بنَ صَالِحٍ وَإِسْرَائِيْلَ وَشَرِيْكاً، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الغَسِيْلِ وَابْنَ أَبِي رَوَّادٍ وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَإِيَاسَ بنَ دَغْفَلٍ وَأَبَانَ بنَ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ نَافِعٍ المَكِّيَّ وَإِسْحَاقَ بنَ سعيد القرشي. وَبَدْرَ بنَ عُثْمَانَ وَحَبِيْبَ بنَ جُرَيٍّ، وَالحَكَمَ بنَ مُعَاذٍ، وَخَالِدَ بنَ طَهْمَانَ، وَسَعْدَ بنَ أَوْسٍ، وَعِصَامَ بنَ قُدَامَةَ وَالمَسْعُوْدِيَّ وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الصُّفَيْرَاءِ، وَجَرِيْرَ بنَ حَازِمٍ وَسَعِيْدَ بنَ عُبَيْدٍ الطَّائِيَّ وَعَبِيْدَةَ بنَ أَبِي رَائِطَةَ، وَأَبَا حَنِيْفَةَ وَابْنَ أَبِي لَيْلَى وَشَيْبَانَ النَّحْوِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ قَيْسٍ الأَسَدِيَّ، وَسَلَمَةَ بنَ نُبَيْطٍ وَيَعْلَى بنَ الحَارِثِ المُحَارِبِيَّ وَخَلْقاً سِوَاهُم. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ وَأَثبَاتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ كَثِيْراً، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ مَشْيَخَتِهِ، وَرَوَى هُوَ وَالجَمَاعَةُ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، وَرَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقُ وَابْنُ مَعِيْنٍ وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ وَالذُّهْلِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ وَالدِّمَشْقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَنْجَرَ وَأَبُو حَاتِمٍ، وَابْنُ الفُرَاتِ وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ سَمُّوْيَه وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مَهْدِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ، وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى وَإِسْحَاقُ بنُ الحَسَنِ الحَرْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِيُّ، وَعُمَيْرُ بنُ مِرْدَاسٍ وَأَحْمَدُ بن الهثيم بن خالد البزار، وَيَحْيَى بنُ عَبْدُوَيْه البَغْدَادِيُّ شَيْخُ الطَّبَرَانِيِّ وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ الطَّبَّاعِ، وَأَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الوَزَّانُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيُّ وَالحَارِثُ بنُ محمد التميمي، وفضيل بن محمد الملطي، وَأَحْمَدُ بنُ خُلَيدٍ الحَلَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ سَمَاعَةَ الحَضْرَمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّوْطِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ مُوْسَى الحَمَّارُ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ القَتَّاتُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مَاهَانَ المُزَنِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَحْمَسِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ جَعْفَرٍ الوَشَّاءُ، وَأُمَمٌ سِوَاهُمُ. وَتَبَقَّى صِغَارُ أَصْحَابِهِ إِلَى بُعَيْدِ الثَّلاَثِ مائَةٍ.

وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ مَعَ تَقَدُّمِهِ وَبَيْنَهُ، وَبَيْنَ القَتَّاتِ فِي الوَفَاةِ مائَةُ عَامٍ وَعِشْرُوْنَ عَاماً. وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنِ الأَعْمَشِ مِنَ الثِّقَاتِ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: شَارَكْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِيْنَ شَيْخاً. وَأَمَّا حَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ، فَقَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَتَبْتُ عَنْ نَيِّفٍ وَمائَةِ شَيْخٍ مِمَّنْ كَتَبَ عَنْهُمْ سُفْيَانَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَةَ بنِ سُلَيْمَانَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي نُعَيْمٍ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ: يَا أَبَا نُعَيْمٍ! إِنَّمَا حَمَلْتَ عَنِ الأَعْمَشِ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ؟ فَقَالَ: وَمَنْ كُنْتُ أَنَا عِنْدَ الأَعْمَشِ؟ كُنْتُ قِرْداً بِلاَ ذَنَبٍ. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: قُلْتُ لأَبِي: وَكِيْعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ أَيْنَ يَقَعُ أَبُو نُعَيْمٍ مِنْ هَؤُلاَءِ؟ قَالَ: يَجِيْءُ حَدِيْثُهُ عَلَى النِّصْفِ مِنْ هَؤُلاَءِ إلَّا أَنَّهُ كَيِّسٌ يَتَحَرَّى الصدق. قلت: فأبو نعيم أثبت أَوْ وَكِيْعٌ؟ فَقَالَ: أَبُو نُعَيْمٍ أَقَلُّ خَطَأً. وَقَالَ حَنْبَلٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَبُو نُعَيْمٍ أَعْلَمُ بِالشُّيُوْخِ وَأَنسَابِهِم وَبَالرِّجَالِ، وَوَكِيْعٌ أَفْقَهُ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: أَبُو نُعَيْمٍ أَثْبَتُ مِنْ وَكِيْعٍ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَخْطَأَ وَكِيْعٌ فِي خَمْسِ مائَةِ حَدِيْثٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: إِذَا مَاتَ أَبُو نُعَيْمٍ صَارَ كِتَابُهُ إِمَاماً إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي شَيْءٍ فَزِعُوا إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَثْبَتَ مِنْ رَجُلَيْنِ: أَبِي نُعَيْمٍ وَعَفَّانَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ صَالِحِ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مُحَدِّثاً أَصْدَقَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ. قَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: أَجْمَعَ أَصْحَابُنَا أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ كَانَ غَايَةً فِي الإِتْقَانِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ حَافِظاً مُتْقِناً لَمْ أَرَ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ مَنْ يَحْفَظُ وَيَأْتِي بِالحَدِيْثِ عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ لاَ يُغَيِّرُهُ سِوَى قَبِيْصَةَ، وَأَبِي نُعَيْمٍ فِي حَدِيْثِ الثَّوْرِيِّ، وَكَانَ أَبُو نُعَيْمٍ يَحْفَظُ حَدِيْثَ الثَّوْرِيِّ حِفْظاً جَيِّداً يَعْنِي: الذي عنده عنه قال: وهو ثلاث آلاَفٍ وَخَمْسُ مائَةِ حَدِيْثٍ وَيَحْفَظُ حَدِيْثَ مِسْعَرٍ، وَهُوَ خَمْسُ مائَةِ حَدِيْثٍ وَكَانَ لاَ يُلَقَّنُ.

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ: خَرَجْتُ مَعَ أَحْمَدَ، وَيَحْيَى إِلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ خَادِماً لَهُمَا قَالَ: فَلَمَّا عُدْنَا إِلَى الكُوْفَةِ قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: أُرِيْدُ أَنْ أَختَبِرَ أَبَا نُعَيْمٍ. فَقَالَ أَحْمَدُ: لاَ تُرِدْ فَالرَّجُلُ ثِقَةٌ قَالَ يَحْيَى: لاَ بُدَّ لِي، فَأَخَذَ وَرَقَةً فَكَتَبَ فِيْهَا ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً، وَجَعَلَ عَلَى رَأْسِ كُلِّ عَشرَةٍ مِنْهَا حَدِيْثاً لَيْسَ مِنْ حَدِيْثِهِ. ثُمَّ إِنَّهُمْ جَاؤُوا إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، فَخَرَجَ وَجَلَسَ عَلَى دُكَّانِ طِيْنٍ، وَأَخَذَ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ فَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِيْنِهِ، وَيَحْيَى عَنْ يَسَارِهِ وَجلَسْتُ أَسْفَلَ الدُّكَّانِ. ثُمَّ أَخْرَجَ يَحْيَى الطَّبَقَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ عَشْرَةَ أَحَادِيْثَ فَلَمَّا قَرَأَ الحَادِيَ عَشَرَ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيْثِي اضرِبْ عَلَيْهِ. ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ الثَّانِي، وَأَبُو نُعَيْمٍ سَاكِتٌ فَقَرَأَ الحَدِيْثَ الثَّانِيَ فَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيْثِي فَاضرِبْ عَلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ الثَّالِثَ ثُمَّ قَرَأَ الحَدِيْثَ الثَّالِثَ، فَتَغيَّرَ أَبُو نُعَيْمٍ وَانقَلَبَتْ عَيْنَاهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى يَحْيَى فَقَالَ: أَمَّا هَذَا وَذِرَاعُ أَحْمَدَ بِيَدِهِ فَأَوْرَعُ مِنْ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هَذَا، وَأَمَّا هَذَا يُرِيْدُنِي فَأَقَلُّ مِنْ أَنْ يَفْعَلَ ذَاكَ، وَلَكِنْ هَذَا مِنْ فِعْلِكَ يَا فَاعِلُ، وَأَخْرَجَ رِجْلَهُ فَرَفَسَ يَحْيَى فَرَمَى بِهِ من الدُّكَّانِ، وَقَامَ فَدَخَلَ دَارَهُ، فَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ ليَحْيَى: أَلَمْ أَمْنَعْكَ، وَأَقُلْ لَكَ: إِنَّهُ ثَبْتٌ قَالَ: وَاللهِ لَرَفْسَتُهُ لِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سَفْرَتِي. قَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: شَيْخَانِ كَانَ النَّاسُ يَتَكَلَّمُوْنَ فِيْهِمَا، وَيَذْكُرُونَهُمَا وَكُنَّا نَلْقَى مِنَ النَّاسِ فِي أَمرِهِمَا مَا اللهُ بِهِ عَلِيْمُ، قَامَا للهِ بِأَمرٍ لَمْ يَقُمْ بِهِ كَبِيْرُ أَحَدٍ: عَفَّانُ وَأَبُو نُعَيْمٍ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: عَنِ الكُدَيْمِيِّ قَالَ: لَمَّا دَخَلَ أَبُو نُعَيْمٍ عَلَى الوَالِي لِيَمْتَحِنَهُ، وثَمَّ يُوْنُسُ، وَأَبُو غَسَّانَ وَغَيْرُهُمَا، فَأَوَّلُ مَنِ امتُحِنَ فُلاَنٌ، فَأَجَابَ ثُمَّ عَطَفَ عَلَى أَبِي نُعَيْمٍ فَقَالَ: قَدْ أجَابَ هَذَا فَمَا تَقُوْلُ؟ فَقَالَ وَاللهِ مَا زِلْتُ أتَّهِمُ جَدَّهُ بِالزَّنْدَقَةِ وَلَقَدْ أَخْبَرَنِي يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ يَقُوْلُ: لاَ بَأْسَ أَنْ يَرْمِيَ الجَمْرَةَ بِالقَوَارِيْرِ. أَدْرَكْتُ الكُوْفَةَ، وَبِهَا أَكْثَرُ مِنْ سَبْعِ مائَةِ شَيْخٍ الأَعْمَشُ فَمَنْ دُوْنَهُ يَقُوْلُوْنَ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ، وَعُنُقِي أَهْوَنُ مِنْ زِرِّي هَذَا فَقَامَ إِلَيْهِ أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَكَانَ بَيْنَهُمَا شَحْنَاءُ وَقَالَ: جَزَاكَ اللهُ مِنْ شَيْخٍ خَيْراً. أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ، وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ لَيْسَ بِمَخْلُوْقٍ. قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: سَمِعْتُ صُليحَةَ بِنْتَ أَبِي نُعَيْمٍ تَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَمَنْ قَالَ: مخلوق. فهو كافر.

قَالَ أَبُو المُظَفَّرِ فِي كِتَابِ مِرْآةِ الزَّمَانِ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ المُهْتَدِي: لَمَّا دَخَلَ المَأْمُوْنُ بَغْدَادَ نَادَى بِتَرْكِ الأَمْرِ بِالمَعْرُوْفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ وَذَلِكَ؛ لأَنَّ الشُّيُوْخَ بَقَوا يَضْرِبُوْنَ، وَيَحْبِسُوْنَ فَنَهَاهُمُ المَأْمُوْنُ، وَقَالَ: قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى إِمَامٍ فَمَرَّ أَبُو نُعَيْمٍ فَرَأَى جُنْدِياً، وَقَدْ أَدْخَلَ يَدَيْهِ بَيْنَ فَخِذَي امْرَأَةٍ فَنَهَاهُ بِعُنْفٍ فَحَمَلَهُ إِلَى الوَالِي فَيَحْمِلُهُ الوَالِي إِلَى المَأْمُوْنِ. قَالَ: فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ بُكرَةً، وَهُوَ يُسبِّحُ فَقَالَ: تَوَضَّأْ. فَتَوَضَّأْتُ ثَلاَثاً ثَلاَثاً عَلَى مَا رَوَاهُ عبدُ خَيْرٍ عَنْ عَلِيٍّ فصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ. فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي رَجُلٍ مَاتَ عَنْ أَبَوَيْنِ؟ فَقُلْتُ: لِلأُمِّ الثُّلُثُ، وَمَا بَقِيَ لِلأَبِ قَالَ: فَإِنْ خَلَّفَ أَبَوَيْهِ وَأَخَاهُ؟ قُلْتُ: المَسْأَلَةُ بحَالِهَا وَسَقَطَ الأَخُ. قَالَ: فَإِنْ خَلَّفَ أَبَوَيْنِ وَأَخَوَيْنِ؟ قُلْتُ: لِلأُمِّ السُّدُسُ وَمَا بَقِيَ لِلأَبِ قَالَ: فِي قَوْلِ النَّاسِ كُلِّهِم؟ قُلْتُ: لاَ، إِنَّ جَدَّكَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ مَا حَجَبَ الأُمَّ عَنِ الثُّلُثِ، إلَّا بِثَلاَثَةِ إِخْوَةٍ فَقَالَ: يَا هَذَا مَنْ نَهَى مِثْلَكَ عَنِ الأَمرِ بِالمَعْرُوْفِ؟ إِنَّمَا نَهَيْنَا أَقْوَاماً يَجْعَلُوْنَ المَعْرُوْفَ مُنْكَراً ثُمَّ خَرَجْتُ. رَوَى المَرُّوْذِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قَالَ: إِنَّمَا رَفَعَ اللهُ عَفَّانَ وَأَبَا نُعَيْمِ بِالصِّدْقِ حَتَّى نَوَّهَ بِذِكْرِهِمَا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: قُلْتُ لأَبِي دَاوُدَ: كان أبو نعيم حافظا؟ قال: جدًا. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: كُنَّا نَهَابُ أَبَا نُعَيْمٍ أَشدَّ مِنْ هَيْبَةِ الأَمِيْرِ. قُلْتُ: وَكَانَ فِي أَبِي نُعَيْمٍ تَشَيُّعٌ خَفِيْفٍ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُلاعِبٍ: حَدَّثَنِي ثِقَةٌ قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَا كَتَبَتْ عَلَيَّ الحفظَةُ أَنِّي سَبَبْتُ مُعَاوِيَةَ وَبَلَغَنَا عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ أَنَّهُ، قَالَ: حُبُّ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عبَادَةٌ وَخَيْرُ العِبَادَةِ مَا كُتِمَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبَانٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ القَطَّانَ يَقُوْلُ: إِذَا وَافَقَنِي هَذَا الأَحْوَلُ يَعْنِي: أَبَا نُعَيْمٍ مَا أُبَالِي مَنْ خَالَفَنِي. قَالَ يَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: نُزَاحمُ بِهِ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ أَبُو نُعَيْمٍ شَهِيْداً فَإِنَّهُ طُعِنَ فِي عُنُقِهِ، وَحَصَلَ لَهُ وَرشكين. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ مُطَيَّنُ: رَأَيْتُ أَبَا نُعَيْمٍ وَكَلَّمْتُهُ قَالَ: وَمَاتَ يَوْمَ الشَّكِّ مِنْ رَمَضَانَ، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ.

وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ: إِنَّ أَبَا نُعَيْمٍ مَاتَ بِالكُوْفَةِ لَيْلَةَ الثَّلاَثَاءِ لانسِلاخِ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ. قُلْتُ: شَذَّ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى الزَّمِنُ فَقَالَ: مَاتَ فِي آخِرِ سنة ثمان عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ بِشْرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ: رَأَيْتُ أَبَا نُعَيْمٍ فِي المَنَامِ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ يَعْنِي: فِيْمَا كَانَ يَأْخُذُ عَلَى الحَدِيْثِ فَقَالَ: نَظَرَ القَاضِي فِي أَمْرِي فَوَجَدَنِي ذَا عِيَالٍ فَعَفَا عَنِّي. قُلْتُ: ثَبَتَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ عَلَى الحَدِيْثِ شَيْئاً قَلِيْلاً لِفَقْرِهِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُوْلُ: يَلُوْمُونَنِي عَلَى الأَخْذِ وَفِي بَيْتِي ثَلاَثَةَ عَشَرَ نَفْساً، وَمَا فِي بَيْتِي رَغِيْفٌ. قُلْتُ: لاَمُوهُ عَلَى الأَخْذِ يَعْنِي: مِنَ الإِمَامِ لاَ مِنَ الطَّلَبَةِ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ الطَّائِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو اليَمَنِ الكِنْدِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ إِمْلاَءً أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ القَطِيْعِيُّ قِرَاءةً عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُوْسَى حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِيْنَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِيْنَ يَلْقَى اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ". أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ1 فِي التَّوْحِيْدِ عَنْ أبي نعيم فوافقناه بعلو. وحدث أَبِي نُعَيْمٍ كَثِيْرُ الوقُوْعِ فِي الكُتُبِ وَالأَجْزَاءِ، وَقَدْ جَمَعَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ مَا وَقَعَ لَهُ عَالِياً مِنْ حَدِيْثِ أَبِي نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ فِي جُزْءٍ مِنْ طُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ، صَدَّرَهُ بِمَا حَدَّثَهُ ابْنُ فَارِسِ عَنِ ابْنِ الفُرَاتِ وَسَمُّوْيَه كِلاَهُمَا عَنْهُ، وَعِدَّةُ ذَلِكَ ثَمَانِيَةٌ وَسَبْعُوْنَ حَدِيْثاً بَعْضُهَا آثَارٌ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ قَيْمَازٍ الدَّقِيْقِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ قَوامٍ أَخْبَرَنَا خَلِيْلُ بنُ بدر أخبرنا أبو

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 273"، والبخاري "1904"، ومسلم "1151" "163"، والنسائي "4/ 163-164" من طرق عن ابن جريج، أخبرني عطاء، عن أبي صالح الزيات، عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "قال الله -عز وجل-: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث يومئذ ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه".

عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مجَاهِدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الدَّوَاءِ الخَبِيْثِ1. غَرِيْبٌ وَإِسْنَادُهُ صَالِحٌ. أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بنُ الوَاسِطِيُّ، وَجَمَاعَةٌ كِتَابَةً قَالُوا: أَخْبَرْنَا ابْنُ بَهْرُوزَ أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوْبَ يَعْنِي: القَرَّابُ حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ الأَزْهَرِيَّ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مُسْلِمِ بن وارة، سمعت أبا نعيم يقول: يَنْبَغِي أَنْ يُكْتَبَ هَذَا الشَّأْنُ عَمَّنْ كَتَبَ الحَدِيْثَ يَوْمَ كَتَبَ يَدْرِي مَا كَتَبَ صَدُوْقٌ مُؤْتَمَنٌ عَلَيْهِ يُحَدِّثُ يَوْمَ يُحَدِّثُ يَدْرِي مَا يُحَدِّثُ. قَالَ البَيْهَقِيُّ: أَخْبَرَنَا الحَاكِمُ أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا العَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَوَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سُلَيْمَانَ، بنِ أَبِي مَطَرٍ البَلْخِيَّ: سَأَلْتُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ وَابْنِ مَهْدِيٍّ، وَوَكِيْعٍ وَأَبِي نُعَيْمٍ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَجَدُّ مِنْ وَكِيْعٍ وَكَفَاكَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ مَعْرِفَةً وَإِتْقَاناً، وَمَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَوزَنَ بِقَوْمٍ مِنْ غَيْرِ مُحَابَاةٍ، وَأَشَدَّ تَثَبُّتاً فِي أُمُوْرِ الرِّجَالِ مَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ: فَأَقَلُّ الأَرْبَعَةِ خَطَأً وَهُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ مَوْضِعُ الحُجَّةِ فِي الحَدِيْثِ. أَحْمَدُ بنُ مُلاعِبٍ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُوْلُ: لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُؤخَذَ الحَدِيْثُ إلَّا مِنْ حَافِظٍ لَهُ أَمِيْنٍ لَهُ عَارِفٍ بِالرِّجَالِ. قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ ذَا دُعَابَةٍ، فَرَوَى عَلِيُّ بنُ العَبَّاسِ المُقَانِعِيُّ سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ عَمْرٍو العَنْقَزِيَّ يَقُوْلُ: دَقَّ رَجُلٌ عَلَى أَبِي نُعَيْمٍ البَابَ فَقَالَ: مَنْ ذَا؟ قَالَ: أَنَا قَالَ: مَنْ أَنَا؟ قَالَ: رَجُلٌ مِن وَلدِ آدَمَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبَّلَه وَقَالَ: مَرْحَباً وَأَهْلاً، مَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ بَقِيَ مِنْ هَذَا النَّسْلِ أَحَدٌ. قُلْتُ: عَدَدُ شُيُوْخِهِ فِي التهذيب مئتان وثلاثة أنفس. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ القَتَّاتُ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الأَحْوَلُ مِنَ العَيْنَيْنِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ. رَوَى جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الهَاشِمِيُّ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: عِنْدِي عَنْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ في الحديث سفيان أربعة آلاف.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "2/ 305"، وابن أبي شيبة "8/ 5"، وأبو داود "3870"، والترمذي "2045"، وابن ماجه "3459"، من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، به. قلت: إسناده حسن، يونس بن أبي إسحاق، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ: أَيَجْرِي عِنْدَكَ ابْنُ فُضَيْلٍ مَجْرَى عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى؟ قَالَ: لاَ كَانَ ابْنُ فُضَيْلٍ أَسْتَرُ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللهِ صَاحِبُ تَخْلِيْطٍ رَوَى أَحَادِيْثَ سُوْءٍ. قُلْتُ: فَأَبُو نُعَيْمٍ يَجْرِي مَجْرَاهُمَا؟ قَالَ: لاَ أَبُو نُعَيْمٍ يَقْظَانُ فِي الحَدِيْثِ، وَقَامَ فِي الأَمْرِ يَعْنِي: المِحْنَةَ ثُمَّ قَالَ: إِذَا رَفَعْتَ أَبَا نُعَيْمٍ مِنَ الحَدِيْثِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَرَوَى المَرُّوْذِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ قَالَ: يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَبُو نُعَيْمٍ الحُجَّةُ الثَّبْتُ. وَرَوَى المَيْمُوْنِيُّ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ أَثْنَى عَلَى أَبِي نُعَيْمٍ، وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً يَقْظَانَ فِي الحَدِيْثِ عَارِفاً بِهِ، ثُمَّ قَامَ فِي أَمْرِ الامْتِحَانِ مَا لَمْ يَقُمْ غَيْرُهُ، عَافَاهُ اللهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: أَبُو نُعَيْمٍ مُتْقِنٌ حَافِظٌ إِذَا رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ، فحديثه حجة أحج ما يكون. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ مَرَّةً: حَدَّثَنَا الأَسَدُ. فَقِيْلَ: مَنْ؟ قَالَ: أَبُو نُعَيْمٍ. وَقَالَ أبوحاتم: سَأَلْتُ عَلِيّاً: مَنْ أَوْثَقُ أَصْحَابِ الثَّوْرِيِّ؟ قَالَ: يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَوَكِيْعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ يَحْفَظُ حَدِيْثَ الثَّوْرِيِّ، وَمِسْعَرٍ حِفْظاً جَيِّداً كَانَ يَحْزُرُ حَدِيْثَ الثَّوْرِيِّ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ، وَخَمْسَ مائَةٍ وَحَدِيْثَ مِسْعَرٍ نَحْوَ خَمْسِ مائَةٍ، كَانَ يَأْتِي بِحَدِيْثِ الثَّوْرِيِّ عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ لاَ يُغَيِّرُهُ، وَكَانَ لاَ يُلَقَّنُ، وَكَانَ حَافِظاً، مُتْقِناً. وَعَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: نَظَرَ ابْنُ المُبَارَكِ فِي كُتُبِي فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَصَحَّ مِنْ كُتُبِكَ. أَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ سَمِعْتُ الكُدَيْمِيَّ سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُوْلُ: كَثُرَ تَعَجُّبِي مِنْ قَوْلِ عَائِشَةَ: ذَهَبَ الَّذِيْنَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمُ لَكِنِّي أَقُوْلُ: ذَهَبَ النَّاسُ فَاسْتَقَلُّوا وَصِرْنَا ... خلفًا في أراذل النسناس فِي أُنَاسٍ نَعُدُّهُم مِنْ عَدِيدٍ ... فَإِذَا فُتِّشُوا فَلَيْسُوا بِنَاسِ كُلَّمَا جِئْتُ أَبْتَغِي النَّيْلَ مِنْهُم ... بَدَرُوْنِي قَبْلَ السُّؤَالِ بِيَاسِ وَبَكَوْا لِي حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي ... مِنْهُم قَدِ افْلَتُّ رَأْساً بِرَاسِ

أحمد بن حفص

1559- أحمد بن حفص 1: الفقيه العلامة شيخ ما رواء النَّهْرِ2 أَبُو حَفْصٍ البُخَارِيُّ الحَنَفِيُّ فَقِيْهُ المَشْرِقِ، وَوَالِدُ العَلاَّمَةِ شَيْخِ الحَنَفِيَّةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَفْصٍ الفَقِيْهِ. ارْتَحَلَ وَصَحِبَ مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ مُدَّةً، وَبَرَعَ فِي الرَّأْيِ وَسَمِعَ مِنْ: وَكِيْعِ بنِ الجَرَّاحِ، وَأَبِي أُسَامَةَ وَهَذِهِ الطَّبَقَةِ. قَالَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي رَجَاءٍ البُخَارِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَفْصٍ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ عَلَيْهِ قَمِيْصٌ، وَامْرَأَةٌ إِلَى جَنْبِهِ تَبْكِي فَقَالَ لَهَا: لاَ تَبْكِي فَإِذَا مُتُّ فَابْكِي فَلَمْ أَجِدْ مَنْ يَعْبُرُهَا لِي حَتَّى قَالَ لِي إِسْمَاعِيْلُ وَالِدُ البُخَارِيِّ: إِنَّ السُّنَّةَ قَائِمَةٌ بَعْدُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الأَدِيْبُ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ بنَ نَصْرٍ الشَّاعِرَ يَقُوْلُ: تَذَاكَرْنَا الحَدِيْثَ: "إِنَّ عَلَى رَأْسِ كل مائة سنة من يصلح أن يَكُوْنَ عَلَمَ الزَّمَانِ" 3، فَبَدَأْتُ بِأَبِي حَفْصٍ أَحْمَدَ بنِ حَفْصٍ فَقُلْتُ: هُوَ فِي فِقْهِهِ وَوَرَعِهِ وَعَمَلِهِ يَصْلُحُ أَنْ يَكُوْنَ عَلَمَ الزَّمَانِ. ثُمَّ ثَنَّيْتُ بِمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ، فَقُلْتُ: هُوَ فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْثِ، وَطُرُقِهِ يَصْلُحُ أَنْ يَكُوْنَ عَلَماً ثُمَّ ثَلَّثْتُ بِأَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ السُّرْمَارِيِّ فقلت: رجل يقرأ على منبر الخليفة ههنا يَقُوْلُ: شَهِدْتُ مَرَّةً أَنَّ رَجُلاً وَحْدَهَ كَسَرَ جُنْدَ العَدُوِّ عَنَى نَفْسَهُ فَإِنَّهُ يَصْلُحُ أَنْ يَكُوْنَ عَلَمَ الزَّمَانِ. قَالُوا نَعَمْ. مَوْلِدُ أَبِي حفص الفقيه: سنة خمسين ومائة.

_ 1 ترجمته في الفوائد البهية لعبد الحي اللكنوي "ص18"، والجواهر المضية في طبقات الحنفية لعبد القادر بن محمد بن أبي الوفاء القرشي. 2 ما وراء النهر يقصد به ما وراء نهر جيحون بخراسان. 3 صحيح على شرط مسلم: أخرجه أبو داود "4291"، والحاكم "4/ 522"، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" "ص52"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "2/ 61" من طرق عن ابن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن شراحيل بن يزيد المعافري، عن أبي علقمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلّ مائَة سَنَةٍ مَنْ يجدِّد لَهَا دِينَهَا". قلت: سكت عنه الحاكم، والحافظ الذهبي، وإسناده صحيح على شرط مسلم. ووقع عند الحاكم: "شرحبيل وهو غير محفوظ كما أشار إلى ذلك الحافظ في التهذيب في ترجمة "شرحبيل بن شريك المعافري". أما قول أبي داود عقب الحديث: رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني لم يجز به شراحيل"؛ فإن ذلك لا يعلل الحديث؛ فعبد الرحمن وإن لم يدرك شراحيل، فقد وصله وأسنده سعيد بن أبي أيوب، وهو ثقة ثبت.

وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: هُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ وَالرِّوَايَةُ عَنْهُ تَعِزُّ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِيْرِ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ سَهْلِ بنِ حَمْدُوَيْه، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ دَاوُدَ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ أَحْمَدُ بنُ حَفْصٍ، عَنْ جَرِيْرٍ عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعَةٍ: بِاللهِ وَحْدَهِ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَأَنَّ اللهَ بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَبِالبَعْثِ بعد الموت وبالقدر خيره وشره" 1. مَاتَ أَبُو حَفْصٍ بِبُخَارَى فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سبع عشرة ومائتين.

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "106"، وأحمد "1/ 97"، والترمذي "2145"، وابن أبي عاصم في "السنة" "887"، والبزار "904" من طريق شعبة، عن منصور، به.

ولده

1560- ولده 1: الإِمَامُ مُفْتِي بُخَارَى وَعَالِمُهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَفْصٍ تَفَقَّهَ بِوَالِدِهِ، وَبِهِ تَفَقَّهَ أَهْلُ بُخَارَى عَاشَ إِلَى نَحْوِ السَّبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الإِسْلاَمِ وَالسُّنَّةِ وله تصانيف وشهرة كبيرة.

_ 1 سيأتي ترجمته قريبا برقم ترجمة "2203" في المجلد الثامن.

منبه بن عثمان

1561- مُنَبِّه بنُ عُثْمَانَ 1: الدِّمَشْقِيُّ اللَّخْمِيُّ مُحَدِّثٌ مُعَمَّرٌ أَدْرَكَ أَيَّامَ مَكْحُوْلٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: ثَوْرِ بنِ يَزِيْدَ وَعُرْوَةَ بنِ رُوَيْمٍ، وَخُلَيْدِ بن دَعْلَجٍ وَأَرْطَاةَ بنِ المُنْذِرِ، وَالأَوْزَاعِيِّ وَعُمَرَ بنِ زَيْدٍ وَالوَضِيْنِ بنِ عَطَاءٍ، وَمُحَمَّدٍ وَالوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيِّ، وَمُوْسَى بنِ جَابَانَ وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ حُمَيْدٌ وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى وَهَارُوْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَكَّارٍ وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ القَاهِرِ اللَّخْمِيُّ شَيْخٌ لِلطَّبَرَانِيِّ وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ زَبْرٍ: وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ: سَمِعْتُ مُنَبِّهاً يَقُوْلُ: كُنْتُ حَمْلاً عام الجَرَّاحِ الحَكَمِيِّ، وَهِيَ سَنَةُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَةٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَقِيْتُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَسِيْرٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ كَانَ صَدُوْقاً. قُلْتُ: لَمْ تَقَعْ لَهُ رِوَايَةٌ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ وَلاَ فِي المُوَطَّأِ وَلاَ مُسْنَدِ أَحْمَدَ، وَهُوَ فِي عداد الثقات الذين بلغوا المائة.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1908".

يحيى بن هاشم

1562- يحيى بن هاشم 1: المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ أَبُو زَكَرِيَّا الغَسَّانِيُّ الكُوْفِيُّ السِّمْسَارُ. رَوَى عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَمِسْعَرٍ وَالثَّوْرِيِّ، وَالكِبَارِ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ تَمْتَامٌ وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ الضريس، ومعاذ بن المثنى ويوسن بن إسحاق الأنصاري وآخرون. وَتَحَايَدَهُ الحُفَّاظُ وَاتَّهَمُوهُ. كَذَّبَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَصَالِحٌ جَزَرَةُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ العُقَيْلِيُّ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيْثَ عَلَى الثِّقَاتِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لاَ تَحِلُّ كِتْبَةُ حَدِيْثِهِ إلَّا عَلَى جِهَةِ التَّعَجُّبِ لأَهْلِ الصَّنْعَةِ، وَلاَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ بِحَالٍ. رَوَى عَنْ: هِشَامٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَائِشَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الجُذَامِ2. وَبِهِ: "لاَ تَسْتَخْدِمُوا أَرِقَّاءَكُم بِاللَّيْلِ فلهم بالليل، وَلكُمُ النَّهَارُ"3. وَبِهِ: "لاَ يَبِتْ أَحَدُكُم وَعِنْدَ رَأْسِهِ الطَّعَامِ، فَإِنِّي لاَ آمَنُ عَلَيْهِ الهَوَامَّ"4. وَرَوَى عَنْ: مِسْعَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "عند كُلِّ خَتْمَةٍ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ"5. مَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. يقعُ لِي حَدِيْثُهُ عَالِياً فِي جُزْءِ ابْنِ نُجيدٍ وَأَظنُّ فِي الغَيْلاَنِيَّاتِ إلَّا أَنَّهُ لاَ يُفْرَحُ بِهِ؛ لأَنَّهُ سَاقِطُ الرواية متهم.

_ 1 ترجمته في الضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 2063"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 115"، والمجروحين لابن حبان "3/ 125-126"، والكامل لابن عدي "7/ رجمة 2153"، وميزان الاعتدال "4/ 412"، والمغني في الضعفاء "2/ 745". 2 موضوع: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "1/ 377"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "12/ 437" من طريق يحيى بن هاشم السمسار، عن هشام، به. قلت: إسناده موضوع، آفته يحيى بن هشام السمسار، وقد علمت كلام الأئمة عليه في الترجمة. 3، 4، 5 أحاديث موضوعة: آفتها يحيى بن هشام السمسار، وقد علمت حاله من الترجمة.

أسد السنة

1563- أسد السنة 1: "خت، د، س" هُوَ الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ ذُو التَّصَانِيْفِ أَبُو سَعِيْدٍ أَسَدُ بنُ مُوْسَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الخَلِيْفَةِ الوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ القُرَشِيُّ، الأُمَوِيُّ، المَرْوَانِيُّ المِصْرِيُّ. وَقَدْ وَلِي جَدُّه إِبْرَاهِيْمُ الخِلاَفَةَ شَهْرَيْنِ، وَخَلَعَهُ مروان الحمار. وُلِدَ أَسَدٌ: بِالبَصْرَةِ. وَقِيْلَ: بِمِصْرَ وَهُوَ أَشبهُ سَنَةَ زَالَتْ دَوْلَةُ آبَائِهِ بِبَنِي العَبَّاسِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ فَنَشَأَ، وَطَلَبَ العِلْمَ وَلَقِيَ الكِبَارَ، وَرَحَلَ وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْ: شُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ المَسْعُوْدِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ وَهُوَ أَسنُّ شَيْخٍ لَهُ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَفُضَيْلِ بنِ مَرْزُوْقٍ، وحماد بن سلمة وعبد العزيز بن الماجشون، وَعَافِيَةَ بنِ يَزِيْدَ القَاضِي وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ الفَقِيْهُ، وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ المُرَادِيُّ وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ الجِيْزِيُّ، وَوَلَدُه سَعِيْدُ بنُ أَسَدٍ وَالمِقْدَامُ بنُ دَاوُدَ الرُّعَيْنِيُّ، وأبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيس، وآخرون. قال النسائي: ثفة وَلَوْ لَمْ يُصَنِّفْ لكَانَ خَيْراً لَهُ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: هُوَ مَشْهُوْرُ الحَدِيْثِ يُقَال لَهُ: أَسَدُ السُّنَّةِ وَاسْتَشْهَدَ بِهِ البُخَارِيُّ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: ثِقَةٌ مَاتَ بِمِصْرَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: عَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً وَقَعَ لَنَا مِنْ تَوَالِيفِهِ كِتَابُ الزُّهْدِ وغير ذلك. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: رَوَى أَحَادِيْثَ مُنْكَرَةً وَكَانَ ثِقَةً وَأَحْسَبُ الآفَةَ مِنْ غَيْرِهِ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ. وأَمَّا ابْنُ حَزْمٍ فَقَالَ فِي كِتَابِ الإِيصَالِ: ضَعِيْفٌ ذَكَرَهُ فِي الزَّكَاةِ. قَالَ صَاحِبُ الإِمَامِ: يُقَالُ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ المُسْنَدَ

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1645"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1280"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 403"، والعبر "1/ 361"، وميزان الاعتدال "1/ 207"، والكاشف "1/ ترجمة 335"، وتهذيب التهذيب "1/ 261"، وتقريب التهذيب "1/ ترجمة 458"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 27".

خلاد بن يحيى

1564- خلاد بن يحيى 1: "خ، د، ت" ابن صفوان، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ أَبُو مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ، الكُوْفِيُّ. سَمِعَ: عِيْسَى بنَ طَهْمَانَ صَاحِبَ أَنَسٍ، وَفِطْرَ بنَ خَلِيْفَةَ وَعَبْدَ الوَاحِدِ بنَ أَيْمَنَ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَعَمُّ أَبِي زُرْعَةَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَزِيْدَ، وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَرَوَى: أَبُو دَاوُدَ وَأَبُو عِيْسَى عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضاً: أَبُو حَاتِمٍ وَحَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: صَدُوْقٌ إلَّا أَنَّ فِي حَدِيْثِهِ غَلَطاً قَلِيْلاً. وَقَالَ البُخَارِيُّ: سَكَنَ مَكَّةَ وَمَاتَ بِهَا قَرِيْباً مِنْ سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ حَنْبَلُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ. وسَيَأْتِي خَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ القَطَوَانِيُّ الكُوْفِيُّ المتوفى في سنة ثلاث عشرة ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 638"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 161"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1675"، والعبر "1/ 362"، والكاشف "1/ ترجمة 1435"، وميزان الاعتدال "1/ 657"، وتهذيب التهذيب "3/ 174"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 28".

إدريس بن يحيى

1565- إدريس بن يحيى 1: الإِمَامُ، القُدْوَةُ الزَّاهِدُ شَيْخُ مِصْرَ، أَبُو عَمْرٍو الأموي مولاهم المِصْرِيُّ المَعْرُوْفُ: بِالخَوْلاَنِيِّ أَحَدُ الأَبْدَالِ كَانَ يُشَبَّهُ بِبِشْرٍ الحَافِي فِي فَضْلِهِ وَتَأَلُّهِهِ. رَوَى عَنْ: حَيْوَةَ بنِ شُرَيْحٍ وَرَجَاءِ بنِ أَبِي عَطَاءٍ وَبَكْرِ بنِ مُضَرَ، وَحَرْمَلَةَ الكَبِيْرِ. وَعَنْهُ: أَبُو الطَّاهِرِ بنُ السَّرْحِ وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَسَعِيْدُ بنُ أَسَدِ بنِ مُوْسَى، وَحَرْمَلَةُ بنُ يَحْيَى. قَالَ يُوْنُسُ: مَا رَأَيْتُ فِي الصُّوْفِيَّةِ عَاقِلاً سِوَاهُ. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ الكِنْدِيُّ: كَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ وَأَعْظَمَهُم قَدْراً. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوْقٌ صَالِحٌ مِنْ أَفَاضِلِ المُسْلِمِيْنَ. قُلْتُ: وَصَحَّحَ لَهُ الحَاكِمُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 957".

المقرئ

1566- المقرئ 1: "ع" الإِمَامُ العَالِمُ الحَافِظُ المُقْرِئُ المُحَدِّثُ الحُجَّةُ شيخ الحرم أبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَهْوَازِيُّ الأَصْلِ البَصْرِيُّ، ثُمَّ المَكِّيُّ مَوْلَى آلِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ. مَوْلِدُهُ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ عَوْنٍ وَكَهْمَسِ بنِ الحَسَنِ، وَأَبِي حَنِيْفَةَ وَمُوْسَى بنِ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، وَحَيْوَةَ بنِ شُرَيْحٍ، وَحَرْمَلَةَ بنِ عِمْرَانَ التُّجِيْبِيِّ وَشُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي أَيُّوْبَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زِيَادِ بنِ أَنْعُمَ الإِفْرِيْقِيِّ، وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ وَاللَّيْثِ وَابْنِ لَهِيْعَةَ وَمَالِكٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيِّ وَالمَسْعُوْدِيِّ، وَعَيَّاشِ بنِ عُقْبَةَ عمٍّ لابْنِ لَهِيْعَةَ وَوَرْقَاءَ بنِ عُمَرَ اليَشْكُرِيِّ وَخَلْقٍ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 501"، "7/ 520"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 745"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 939"، والكاشف "2/ ترجمة 3103"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 361"، وتهذيب التهذيب "6/ 83"، وتقريب التهذيب "1/ 462"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3921".

حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَالكُلُّ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقُ وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الصَّائِغُ وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى وَالحَارِثُ بن أبي أسامة وهارون بن ملول، وأبوالزنباع رَوْحُ بنُ الفَرَجِ القَطَّانُ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَهُوَ مِنْ كُبَرَاءِ مَشْيَخَةِ البُخَارِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: أَنَا مَا بَيْنَ التِّسْعِيْنَ إِلَى المائَةِ وَأَقْرَأْتُ القُرْآنَ بِالبَصْرَةِ سِتّاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وههنا بِمَكَّةَ خَمْساً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: أَخَذَ الحُرُوْفَ عَنْ نَافِعِ بنِ أَبِي نُعَيْمٍ وَأَحْسَبُهُ تَلاَ عليه، وَلَهُ اخْتِيَارٌ فِي القِرَاءةِ رَوَاهُ عَنْهُ، وَلدُهُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَلَقَّنَ عَلَيْهِ عَدَدٌ كَثِيْرٌ. قَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، أَوْ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، وَقَالَ مُطَيَّنٌ: سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ. قُلْتُ: يَقَعُ مِنْ عواليه في القطعيات وَكَانَ مِنْ مَشَايخِ الإِسْلاَمِ رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا ابْنُ قُدَامَةَ، وَابْنُ البُخَارِيِّ إِجَازَةً قَالاَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ بنُ البَنَّاءِ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُوْسَى حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ عَنْ أَبِي حَنِيْفَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ: أنَّه رَآهُ يُصَلِّي فِي قَمِيْصٍ خَفِيْفٍ لَيْسَ عَلَيْهِ إِزَارٌ وَلاَ رِدَاءٌ قَالَ: وَلاَ أَظُنُّهُ صَلَّى فِيْهِ إلَّا لِيُرِيَنَا أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِالصَّلاَةِ فِي الثَّوْبِ الوَاحِدِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُقْرِئِ: كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ إِذَا سُئِلَ عَنْ أَبِي قَالَ: كَانَ ذَهَباً خَالِصاً. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ الخَلِيْلِيُّ: حَدِيْثُهُ عَنِ الثِّقَاتِ حُجَّةٌ، وَيَنْفَرِدُ بأحاديث وابنه محمد ثقة.

يعقوب

1567- يعقوب 1: "م، د، س، ق" ابن إسحاق بن زيد بن عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ الإِمَامُ المُجَوِّدُ الحَافِظُ مُقْرِئُ البَصْرَةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الحَضْرَمِيُّ مَوْلاَهُمْ البَصْرِيُّ أَحَدُ العَشَرَةِ. وُلِدَ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. تَلاَ عَلَى: أَبِي المُنْذِرِ سَلاَّمٍ الطَّوِيْلِ وَأَبِي الأَشْهَبِ العُطَارِدِيِّ وَمَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ وَشِهَابِ بنِ شُرْنُفَةَ. وَسَمِعَ أَحْرُفاً مِنَ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ. وَسَمِعَ الكَثِيْرَ مِنْ: شُعْبَةَ، وَهَمَّامٍ وَأَبِي عَقِيْلٍ الدَّوْرَقِيِّ وَهَارُوْنَ بنِ مُوْسَى وَسَلِيْمِ بنِ حَيَّانَ، وَالأَسْوَدِ بنِ شَيْبَانَ وَزَائِدَةَ بنِ قُدَامَةَ وَعِدَّةٍ. وَتَقَدَّمَ في علم الحديث. وَفَاقَ النَّاسَ فِي القِرَاءةِ، وَمَا هُوَ بِدُوْنِ الكِسَائِيِّ بَلْ هُوَ أَرْجَحُ مِنْهُ عِنْدَ أَئِمَّةٍ لَكِنْ رُزِقَ أَبُو الحَسَنِ سَعَادَةً. وازْدَحَمَ القُرَّاءُ عَلَى يَعْقُوْبَ فتَلاَ عَلَيْهِ: رَوْحُ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ وَمُحَمَّدُ بنُ المُتَوَكِّلِ رُوَيْسٌ وَالوَلِيْدُ بنُ حَسَّانٍ وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ المَكْفُوْفُ، وَكَعْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَحُمَيْدُ بنُ وَزِيْرٍ وَالمِنْهَالُ بنُ شَاذَانَ أَبُو عُمَرَ الدُّوْرِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ يُقْرِئُ النَّاسَ عَلاَنيَةً بِحَرْفِهِ بِالبَصْرَةِ فِي أَيَّامِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَابْنِ المُبَارَكِ وَيَحْيَى القَطَّانِ وَابْنِ مَهْدِيٍّ وَالقَاضِي أَبِي يُوْسُفَ وَمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، وَيَحْيَى اليَزِيْدِيِّ وَسُلَيْمٍ وَالشَّافِعِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّيْنِ فَمَا بَلَغَنَا بَعْدَ الفَحْصِ وَالتَّنْقِيبِ أَنَّ أَحَداً مِنَ القُرَّاءِ وَلاَ الفُقَهَاءِ، وَلاَ الصُّلَحَاءِ وَلاَ النُّحَاةِ وَلاَ الخُلَفَاءِ كَالرَّشِيْدِ وَالأَمِيْنِ، وَالمَأْمُوْنِ أَنْكَرُوا قِرَاءتَهُ وَلاَ مَنَعُوهُ مِنْهَا أَصْلاً وَلَوْ أَنْكَرَ أَحَدٌ عَلَيْهِ لَنُقِلَ وَلاَشْتُهِرَ بَلْ مَدَحَهَا غَيْرُ وَاحِدٍ وَأَقرَأَ بِهَا أَصْحَابُه بِالعِرَاقِ وَاسْتَمَرَّ إِمَامُ جَامِعِ البَصْرَةِ بِقِرَاءتِهَا فِي المِحْرَابِ سِنِيْنَ مُتَطَاوِلَةٍ، فَمَا أَنْكَرَ عَلَيْهِ مُسْلِمٌ بَلْ تَلَقَّاهَا النَّاسُ بِالقَبُولِ وَلَقَدْ عُومِلَ حَمْزَةُ مَعَ جَلاَلتِهِ بالإنكار عليه فِي قِرَاءتِهِ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الكِبَارِ وَلَمْ يَجْرِ مِثْلُ ذَلِكَ لِلْحَضْرَمِيِّ أَبَداً حَتَّى نَشَأَ طَائِفَةٌ مُتَأَخِّرُوْنَ لَمْ يَأْلَفُوهَا، وَلاَ عَرَفُوهَا فَأَنْكَرُوهَا وَمَنْ جَهِلَ شَيْئاً عَادَاهُ قَالُوا: لَمْ تَتَّصِلْ بِنَا مُتَوَاتِرَةً. قُلْنَا: اتَّصَلَتْ بِخَلْقٍ كَثِيْرٍ مُتَوَاتِرَةً وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ التَّوَاتُرِ أَنْ يَصِلَ إِلَى الأُمَّةِ فَعِنْدَ القُرَّاءِ أَشْيَاءُ مُتَوَاتِرَةٌ دُوْنَ غَيْرِهِم وَعِنْدَ الفُقَهَاءِ مَسَائِلُ مُتَوَاتِرَةٌ عَنْ أَئِمَّتِهِمْ لاَ يَدْرِيْهَا القُرَّاءُ وَعِنْدَ المُحَدِّثِيْنَ أَحَادِيْثُ مُتَوَاتِرَةٌ قَدْ لاَ يَكُوْنُ سَمِعَهَا الفُقَهَاءُ، أَوْ أَفَادَتْهُم ظَنّاً فَقَطْ، وَعِنْدَ النُّحَاةِ مَسَائِلُ قَطْعِيَّةٌ وَكَذَلِكَ اللُّغَوِيُّونَ وَلَيْسَ مَنْ جَهِلَ عِلْماً حُجَّةً عَلَى مَنْ عَلِمَهُ وَإِنَّمَا يُقَالُ لِلْجَاهِلِ: تَعَلَّمْ وَسَلْ أَهْلَ العِلْمِ إِنْ كُنْتَ لاَ تَعْلَمُ لاَ يُقَالُ للعالم: أجهل ما

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 304"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3476"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 235"، "2/ 11، 250"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 849"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "20/ 25"، ووفيات الأعيان "6/ ترجمة 825"، والعبر "1/ 348"، والكاشف "3/ ترجمة 6494"، وتهذيب التهذيب "11/ 382"، وتقريب التهذيب "2/ 375"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 14".

تَعْلَمُ، رَزَقَنَا اللهُ وَإِيَّاكُم الإِنْصَافَ فَكَثِيْرٌ مِنَ القِرَاءَاتِ تَدَّعُوْنَ تَوَاتُرَهَا، وَبِالجَهْدِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَى غَيْرِ الآحَادِ فِيْهَا، وَنَحْنُ نَقُوْلُ: نَتْلُو بِهَا، وَإِنْ كَانَتْ لاَ تُعْرَفُ إلَّا عَنْ وَاحِدٍ لِكَوْنِهَا تُلُقِّيَتْ بِالقَبُولِ فَأَفَادَتِ العِلْمَ، وَهَذَا وَاقِعٌ فِي حُرُوْفٍ كَثِيْرَةٍ وَقِرَاءَاتٍ عَدِيْدَةٍ، وَمَنِ ادَّعَى تَوَاتُرَهَا، فَقَدْ كَابَرَ الحِسَّ أَمَّا القُرْآنُ العَظِيْمُ سُوَرُهُ، وَآيَاتُهُ فَمُتَوَاتِرٌ وَللهِ الحَمْدُ مَحْفُوْظٌ مِنَ الله تَعَالَى لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُبَدِّلَهُ، وَلاَ يَزِيْدَ فِيْهِ آيَةً، وَلاَ جُمْلَةً مُسْتَقِلَّةً، ولو فعل ذلك أحد عمدا لا نسلخ مِنَ الدِّيْنِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} [الحِجْرُ: 9] . وَأَوَّلُ مَنْ ادَّعَى أَنَّ حَرْفَ يَعْقُوْبَ مِنَ الشَّاذِّ: أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ وَخَالَفَهُ فِي ذَلِكَ أئِمَّةٌ، وَصَارَ فِي الجُمْلَةِ فِي المَسْأَلَةِ خِلاَفٌ حَادِثٌ وَاللهُ أَعْلَمُ. نَعَمْ، وَحَدَّثَ عَنْ يَعْقُوْبٍ: أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ، وَبُنْدَارُ، وَأَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ شَاذَانُ، وَالكُدَيْمِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمُ. وَكَانَ أَخُوْهُ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيُّ أَسَنَّ مِنْهُ. قَالَ العَلاَّمَةُ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ: يَعْقُوْبُ أَعْلَمُ مَنْ رَأَينَا بِالحُرُوْفِ، وَالاختِلاَفِ فِي القُرْآنِ، وَعِلَلِهِ، وَمَذَاهِبِهِ وَمَذَاهِبِ النَّحْوِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ العِجْلِيُّ يَمْدَحُ يَعْقُوْبَ: أَبُوْهُ مِنَ القُرَّاءِ كَانَ وَجَدُّهُ ... وَيَعْقُوْبُ فِي القُرَّاءِ كَالكَوْكَبِ الدُّرِّي تَفَرُّدُهُ مَحْضُ الصَّوَابِ وَوَجْهُهُ ... فَمَنْ مِثْلُهُ في وقته وإلى الحشر قَالَ أَبُو الحَسَنِ طَاهِرُ بنُ غَلْبُوْنَ: وَإِمَامُ أَهْلِ البَصْرَةِ بِالجَامِعِ لاَ يَقْرَأُ إلَّا بِقِرَاءةِ يَعْقُوْبَ رَحِمَهُ اللهُ. وَقَالَ الإِمَامُ عَلِيُّ بنُ جَعْفَرٍ السَّعِيْدِيُّ: كَانَ يَعْقُوْبُ أَقْرَأَ أَهْلِ زَمَانِهِ وَكَانَ لاَ يَلْحَنُ فِي كَلاَمِهِ وَكَانَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ مِنْ بَعْضِ غِلْمَانِهِ. وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ المَازِنِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُوْرَةَ طَه فَقُلْتُ: مَكَاناً سِوَى فَقَالَ: اقرَأْ سُوَى قِرَاءةَ يَعْقُوْبَ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ الهُذَلِيُّ فِي كَامِلِهِ: وَمِنْهُم يَعْقُوْبُ الحَضْرَمِيُّ لَمْ يُرَ فِي زَمَنِهِ مِثْلُهُ، كَانَ

عَالِماً بِالعَرَبِيَّةِ، وَوُجُوْهِهَا وَالقُرْآنِ وَاختِلاَفِهِ فَاضِلاً تَقِيّاً نَقِيّاً، وَرِعاً زَاهِداً بَلَغَ مِنْ زُهْدِهِ أنَّهُ سُرِقَ رِدَاؤُهُ عَنْ كَتِفِهِ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ، وَلَمْ يَشْعُرْ وَرُدَّ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَشْعُرْ لِشُغْلِهِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ، وَبَلَغَ مِنْ جَاهِهِ بِالبَصْرَةِ أنَّه كَانَ يَحْبِسُ وَيُطْلِقُ. وَقَالَ أَبُو طَاهِرٍ بنُ سِوَارٍ: كَانَ يَعْقُوْبُ حَاذِقاً بِالقِرَاءةِ قَيِّماً بِهَا مُتَحَرِّياً نَحْوِيّاً فَاضِلاً. قَالَ رَوْحُ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ وَغَيْرُهُ: قَرَأَ يَعْقُوْبُ عَلَى سَلاَّمٍ الطَّوِيْلِ، وَقَرَأَ سَلاَّمٌ عَلَى أَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ. وَقَالَ رُوَيْسٌ: قَرَأْتُ عَلَى يَعْقُوْبَ وَقَرَأَ عَلَى سَلاَّمٍ عَنْ عَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ. وَرُوِيَ عَنْ يَعْقُوْبَ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى سَلاَّمٍ عَنْ قِرَاءتِهِ عَلَى عَاصِمٍ الجَحْدَرِيِّ. فَهَذِهِ ثَلاَثَةُ أَقْوَالٍ فَيُحْتَمَلُ أَنَّ سَلاَّماً أَخَذَ عَنِ الثَّلاَثَةِ. مَاتَ يَعْقُوْبُ: فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَتَيْنِ.

أحمد بن إسحاق

أخوه: 1568- أحمد بن إسحاق 1: "م، د، ت، س" حَافِظٌ ثِقَةٌ. يَرْوِي عَنْ: عِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ وَهَمَّامِ بنِ يَحْيَى وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَوُهَيْبٍ وَأَبِي عَوَانَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ وَالحَارِثُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَأَحْمَدُ بن زهير وعدة. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ. مَاتَ سنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ. لَمْ يُخَرِّجْ لَهُمَا البُخَارِيُّ شَيْئاً. وَيُكْنَى أحمد: أبا إسحاق وكان يحفظ حديثه.

_ 1 ترجمة في طبقات ابن سعد "7/ 304"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 1480"، وتاريخ بغداد "4/ 26"، وميزان الاعتدال "1/ 82"، والكاشف "1/ ترجمة 6"، وتهذيب التهذيب "1/ 14"، وتقريب التهذيب "1/ 10".

وقال ثعلب: قيل للأصعمي: كَيْفَ حَفِظْتَ، وَنَسُوا؟ قَالَ: دَرَسْتُ وَتَرَكُوا. قَالَ عمر بن شبة: سمعت الأصعمي يَقُوْلُ: أَحْفَظُ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفِ أُرْجُوزَةٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ الأَعْرَابِيِّ: شَهِدْتُ الأَصْمَعِيَّ، وَقَدْ أَنْشَدَ نَحْواً مِنْ مَائَتَي بَيْتٍ مَا فِيْهَا بَيْتٌ عَرَفْنَاهُ. قَالَ الرَّبِيْعُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ مَا عَبَّرَ أَحَدٌ عَنِ العَرَبِ بِأَحْسَنَ مِنْ عِبَارَةِ الأَصْمَعِيِّ. وَعَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: كَانَ الأَصْمَعِيُّ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ فِي فَنِّهِ. وَقَالَ أَبُو داود: صدوق. قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُوْلُ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى طَالِبِ العِلْمِ إِذَا لَمْ يَعْرِفِ النَّحْوَ أَنْ يَدْخُلَ فِي جملة قوله عليه السلام: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" 1. وَقَالَ نَصْرٌ الجَهْضَمِيُّ: كَانَ الأَصْمَعِيُّ يَتَّقِي أَنْ يُفَسِّرَ الحَدِيْثَ كَمَا يَتَّقِي أَنْ يُفَسِّرَ القُرْآنَ. قَالَ المُبَرِّدُ: كَانَ الأَصْمَعِيُّ بَحْراً فِي اللُّغَةِ لاَ نَعْرِفُ مِثْلَهُ فِيْهَا، وَكَانَ أَبُو زَيْدٍ أَنْحَى مِنْهُ. قِيْلَ لأَبِي نُوَاسٍ: قَدْ أُشْخِصَ الأَصْمَعِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَلَى الرَّشِيْد فَقَالَ: أَمَّا أَبُو عُبَيْدَةَ فَإِنْ مَكَّنُوهُ مِنْ سِفْرِهِ قَرَأَ عَلَيْهِم عِلْمَ أَخْبَارِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِيْنَ، وَأَمَّا الأَصْمَعِيُّ فَبُلْبُلٌ يُطْرِبُهُم بِنَغَمَاتِهِ. قَالَ أَبُو العَيْنَاءِ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَلَى الفَضْلِ بنِ الرَّبِيْعِ فَقَالَ: يَا أَصْمَعِيُّ! كَمْ كِتَابُكَ في الخيل؟ قلت: جلد. فَسَأَلَ أَبَا عُبَيْدَةَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: خَمْسُوْنَ جِلْداً فَأَمَرَ بِإِحْضَارِ الكِتَابَيْنِ، وَأَحْضَرَ فَرَساً فَقَالَ لأَبِي عُبَيْدَةَ: اقرَأْ كِتَابَكَ حَرْفاً حَرْفاً وضَعْ يَدَكَ عَلَى مَوْضِعٍ مَوْضِعٍ. قَالَ: لَسْتُ بِبِيْطَارٍ إِنَّمَا هَذَا شَيْءٌ أَخَذْتُهُ مِنَ العَرَبِ فَقَالَ لِي: قُمْ فَضَعْ يَدَكَ فَقُمْتُ فَحَسَرْتُ عَنْ ذِرَاعِي وَسَاقِي ثُمَّ وَثَبْتُ فَأَخَذْتُ بِأُذُنِ الفَرَسِ ثُمَّ وَضَعْتُ يَدِي عَلَى نَاصِيَتِهِ، فَجَعَلْتُ أَقْبِضُ مِنْهُ بِشَيْءٍ شَيْءٍ وَأَقُوْلُ: هَذَا اسْمُهُ كَذَا وَأُنْشِدُ فِيْهِ حَتَّى بَلَغْتُ حَافِرَهُ فَأَمَرَ لِي بِالفَرَسِ فَكُنْتُ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَغِيْظَ أَبَا عبيدة ركبت الفرس وأتيته.

_ 1 ذكره: المزِّي في ترجمة الأصمعي في كتابه القيم "تهذيب الكمال" "18/ 388"، وقد خرجت الحديث مرارًا.

وَعَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ: أَنَّ الأَصْمَعِيَّ كَانَ بَخِيْلاً وَيَجْمَعُ أَحَادِيْثَ البُخَلاَءِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ: كُنَّا مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ بقُرْبِ دَارِ الأَصْمَعِيِّ فَسَمِعْنَا مِنْهَا ضَجَّةً، فَبَادَرَ النَّاسُ لِيَعْرِفُوا ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِنَّمَا يَفْعَلُوْنَ هَذَا عِنْدَ الخُبْزِ كَذَا يَفْعَلُوْنَ إِذَا فَقَدُوا رَغِيفاً. وَعَنِ الأصمعي، قال: نلت ما نلت بالملح. قلت: كتبت شَيْئاً لاَ يُحْصَى عَنِ العَرَبِ وَكَانَ ذَا حِفْظٍ، وَذكَاءٍ وَلُطْفِ عِبارَةٍ فَسَادَ. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنْ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ النَّحْوِيِّ قَالَ: قَدِمَ الحَسَنُ بنُ سَهْلٍ فَجَمَعَ أَهْلَ الأَدَبِ، وَحَضَرْتُ وَوَقَّعَ الحَسَنُ عَلَى خَمْسِيْنَ رُقْعَةٍ، وَجَرَى ذِكْرُ الحُفَّاظِ فَذَكَرْنَا الزُّهْرِيَّ، وَقَتَادَةَ فَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَأَنَا أُعِيدُ مَا وَقَّعَ بِهِ الأَمِيْرُ عَلَى التَّوَالِي فَأُحْضِرَتِ الرِّقَاعُ فَقَالَ: صَاحِبُ الرُّقْعَةِ الأُوْلَى كَذَا، وَكَذَا وَاسْمُهُ كَذَا وَكَذَا، وَوقَّعَ لَهُ بِكَذَا وَكَذَا، وَالرُّقْعَةُ الثَّانِيَةُ كَذَا وَالثَّالِثَةُ حَتَّى مَرَّ عَلَى نَيِّفٍ، وَأَرْبَعِيْنَ رُقْعَةً فَقَالَ نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ: أَيُّهَا المَرْءُ أَبْقِ عَلَى نَفْسِكَ مِنَ العَينِ. وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُهَا مِنْ، وَجْهٍ آخَرَ وَقَالَ: حَسْبُكَ لاَ تُقْتَلْ بِالعَيْنِ، وَقَالَ: يَا غُلاَمُ! احمِلْ مَعَهُ خَمْسِيْنَ أَلْفاً. قَالَ عَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ: رَأَيْتُ الأَصْمَعِيَّ وَسِيْبَوَيْه يَتَنَاظرَانِ فَقَالَ يُوْنُسَ: الحَقُّ مَعَ سِيْبَوَيْه وَهَذَا يَغْلِبُهُ بِلِسَانِهِ. وَرُوِيَ عَنِ الأَصْمَعِيِّ: أَنَّ الرَّشِيْدَ أَجَازَهُ مرة بمائة ألف. وَتَصَانِيْفُ الأَصْمَعِيِّ وَنَوَادِرُهُ كَثِيْرَةٌ وَأَكْثَرُ تَوَالِيفِهِ مُخْتَصَرَاتٍ وَقَدْ فُقِدَ أَكْثَرُهَا. قَالَ خَلِيْفَةُ وَأَبُو العَيْنَاءِ: مَاتَ الأَصْمَعِيُّ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمَائَتَيْنِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَالبُخَارِيُّ: سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ. وَيُقَالُ: عَاشَ ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً رَحِمَهُ اللهُ.

الأصمعي

1569- الأصمعي 1: "د، ت" الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ حُجَّةُ الأَدَبِ لِسَانُ العَرَبِ أَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ قُرَيْبِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَصْمَعَ بنِ مُظَهِّرِ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ أَعْيَا بنِ سَعْدِ بنِ عَبْدِ بنِ غَنْمِ بنِ قُتَيْبَةَ بنِ مَعْنِ بنِ مَالِكِ بنِ أَعْصُرَ بنِ سَعْدِ بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ الأَصْمَعِيُّ، البَصْرِيُّ اللُّغَوِيُّ الأَخْبَارِيُّ، أَحَدُ الأعلاَمِ، يُقَالُ: اسم أبيه: عاصم ولقبه: قريب. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ، وَقُرَّةَ بنِ خَالِدٍ، وَمِسْعَرِ بنِ كِدَامٍ وَعُمَرَ بنِ أَبِي زَائِدَةَ وَشُعْبَةَ وَنَافِعِ بنِ أَبِي نُعَيْمٍ وَتَلاَ عَلَيْهِ، وَبَكَّارِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي بَكْرَةَ، وَسَلَمَةَ بنِ بِلاَلٍ وَشَبِيْبِ بنِ شَيْبَةَ وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ لَكِنَّهُ قَلِيْلُ الرِّوَايَةِ لِلْمُسْنَدَاتِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عُبَيْدٍ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَوْصِلِيُّ، وَسَلَمَةُ بنُ عَاصِمٍ، وَزَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى المِنْقَرِيُّ، وَعُمَرُ بنُ شَبَّةَ وَأَبُو الفَضْلِ الرِّيَاشِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَابْنُ أَخِيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَصْمَعِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ أَبُو عَصِيْدَةَ، وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى وَالكُدَيْمِيُّ، وَأَبُو العَيْنَاءِ وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ عَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: سَمِعَ مِنِّي مَالِكُ بنُ أَنَسٍ. وَقَدِ أَثْنَى أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَلَى الأَصْمَعِيِّ فِي السُّنَّةِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: لَوْ تَفَرَّغْتَ لَجِئْتُكَ. قَالَ إِسْحَاقُ المَوْصِلِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى الأَصْمَعِيِّ أَعُودُهُ فَإِذَا قمطر. فَقُلْتُ: هَذَا عِلْمُكَ كُلُّهُ؟ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا من حق لكثير.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1393"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 682"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1710"، وتاريخ بغداد "10/ 410"، والأنساب للسمعاني "1/ 293"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 379"، والكاشف "2/ ترجمة 3520"، والعبر "1/ 367"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5240"، وتهذيب التهذيب "6/ 415"، وتقريب التهذيب "1/ 521"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4452".

عمرو بن مسعدة

1570- عمرو بن مسعدة 1: ابن سعد بن صول العَلاَّمَةُ البَلِيْغُ، أَبُوَ الفَضْلِ ابْنُ عَمِّ إِبْرَاهِيْمَ بنِ العَبَّاسِ الصُّوْلِيِّ الشَّاعِرُ. وَكَانَ مُوَقِّعاً2 بَيْنَ يَدِي جَعْفَرَ البَرْمَكِيِّ وَكَانَ فَصِيْحاً قَوِيَّ الموَادِّ فِي الإِنشَاءِ. يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ ومائتين. وقيل: سنة خمس عشرة عمل وزارة المأمون وله نظم جيد.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 203"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "16/ 127"، ووفيات الأعيان "3/ ترجمة 507". 2 موقع: أي مستشارًا، والتوقيع: تظني الشيء وتوهمه، يقال: وقع أي ألق ظنك على شيء، والتوقيع بالظن والكلام والرمي يعتمده ليقع عليه وهمه.

أبو سليمان الداراني

1571- أبو سليمان الداراني 1: الإِمَامُ الكَبِيْرُ زَاهِدُ العَصْرِ أَبُو سُلَيْمَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ وَقِيْلَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَطِيَّةَ. وَقِيْلَ: ابْنُ عَسْكَرٍ العَنْسِيُّ الدَّارَانِيُّ2. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ الأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَرَوَى عَنْ: سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَأَبِي الأَشْهَبِ العُطَارِدِيِّ وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زَيْدٍ البَصْرِيِّ وَعَلْقَمَةَ بنِ سُوَيْدٍ، وَصَالِحِ بنِ عَبْدِ الجَلِيْلِ. رَوَى عَنْهُ: تِلْمِيْذُهُ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ وَهَاشِمُ بنُ خَالِدٍ، وَحُمَيْدُ بنُ هِشَامٍ العَنْسِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ صَالِحٍ الدَّارَانِيُّ وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عُمَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَيُّوْبَ الحَوْرَانِيُّ. أَبُو الجَهْمِ بنُ طَلاَّبٍ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ قَالَ: اسْمُ أَبِي سُلَيْمَانَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَطِيَّةَ العَنْسِيُّ مِنْ صَلِيْبَةِ العَرَبِ. وَرَوَى أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، عَنْ أَبِي الجَهْمِ أَيْضاً عَنِ ابْنِ أَبِي الحَوَارِيِّ سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، وَاسْمُه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَسْكَرٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُوْلُ: صَلِّ خَلْفَ كُلِّ مُبْتَدِعٍ إلَّا القَدَرِيَّ لاَ تصل خلفه وإن كان سلطانًا.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ ترجمته 1005"، وحلية الأولياء "9/ ترجمة 448"، وتاريخ بغداد "10/ 248"، والأنساب للسمعاني "5/ 243"، ووفيات العيان لابن خلكان "3/ ترجمة 363"، وفوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "2/ 265"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 179"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 13". 2 الداراني: بفتح الدال المهملة نسبة إلى داريا، وهي قرية بغطة دمشق، والنسبة إليها على هذه الصورة من شواذ النسب، والياء في "داريا" مشددة. قاله ابن خلكان في "وفيات الأعيان" "3/ 131".

وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنْتُ بِالعِرَاقِ أَعْمَلُ وَأَنَا بِالشَّامِ أَعْرَفُ. وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَيْسَ لِمَنْ أُلْهِمَ شَيْئاً مِنَ الخَيْرَاتِ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ حَتَّى يَسْمَعَهُ مِنَ الأَثَرِ. الخَلْدِيُّ عَنِ الجُنَيْدِ قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: رُبَّمَا يَقَعُ فِي قَلْبِي النُّكْتَةُ مِنْ نُكَتِ القَوْمِ أَيَّاماً فَلاَ أَقْبَلُ مِنْهُ إلَّا بِشَاهِدَيْنِ عَدْلَينِ الكِتَابُ وَالسُّنَّة. وَعَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ: أَفْضَلُ الأَعْمَالِ خِلاَفُ هَوَى النَّفْسِ. وَقَالَ: لِكُلِّ شَيْءٍ عَلَمٌ وَعَلَمُ الخِذْلاَنِ تَرْكُ البُكَاءِ وَلِكُلِّ شَيْءٍ صَدَأٌ وَصَدَأُ القَلْبِ الشِّبَعُ. ابْنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُوْلُ: أَصْلُ كُلِّ خَيْرٍ الخَوْفُ مِنَ الدُّنْيَا، وَمِفْتَاحُ الدُّنْيَا الشِّبَعُ وَمِفْتَاحُ الآخِرَةِ الجُوعُ. أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا الخَلْدِيُّ حَدَّثَنِي الجُنَيْدُ سَمِعْتُ السَّرِيَّ السَّقَطِيَّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُوْلُ: قَدَّمَ إِلَيَّ أَهْلِي مَرَّةً خُبْزاً وَمِلْحاً فَكَانَ فِي المِلْحِ سُمْسُمَةٌ فَأَكَلْتُهَا، فَوَجَدْتُ رَانَهَا عَلَى قَلْبِي بَعْدَ سَنَةٍ. أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَنْ رَأَى لِنَفْسِهِ قِيْمَةً لَمْ يَذُقْ حَلاَوَةَ الخِدْمَةِ. وَعَنْهُ: إِذَا تَكَلَّفَ المُتَعَبِّدُوْنَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِالإِعرَابِ ذَهَبَ الخُشُوْعُ مِنْ قُلُوْبِهِم. وَعَنْهُ: إِنَّ مِنْ خَلْقِ اللهِ خَلْقاً لَوْ زُيِّنَ لَهُمُ الجِنَانُ مَا اشْتَاقُوا إِلَيْهَا فَكَيْفَ يُحِبُّوْنَ الدُّنْيَا، وَقَدْ زَهَّدَهُم فِيْهَا. قَالَ أَحْمَدُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَوْلاَ اللَّيْلُ لَمَا أَحْبَبْتُ البَقَاءَ فِي الدُّنْيَا وَلَرُبَّمَا رأيت القلب يضحك ضحكًا. قَالَ أَحْمَدُ: وَرَأَيْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ حِيْنَ أَرَادَ أَنْ يُلَبِّيَ غُشِيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا أفَاقَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ العَبْدَ إِذْ حَجَّ مِنْ غَيْرِ وَجْهِهِ فَقَالَ: لَبَّيْكَ قِيْلَ لَهُ: لاَ لَبَّيْكَ، وَلاَ سَعْدَيْكَ حَتَّى تَطْرَحَ مَا فِي يَدَيْكَ فَمَا يُؤْمِنَّا أَنْ يُقَالَ لَنَا مِثْلُ هَذَا ثُمَّ لَبَّى. قَالَ الجُنَيْدُ: شَيْءٌ يُرْوَى عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ أَنَا أَسْتَحْسِنُهُ كَثِيْراً: مَنِ اشْتَغَلَ بِنَفْسِهِ شُغِلَ عَنِ النَّاسِ، وَمَنِ اشتَغَلَ بِرَبِّهِ شُغِلَ عَنْ نَفْسِه وَعَنِ النَّاسِ. ابْنُ بَحْرٍ الأَسَدِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ، سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُوْلُ: مَنْ وَثِقَ

بِاللهِ فِي رِزْقِهِ زَادَ فِي حُسْنِ خُلُقِهِ وَأَعْقَبَهُ الحِلْمَ، وَسَخَتْ نَفْسُهُ وَقَلَّتْ وَسَاوِسُهُ فِي صَلاَتِهِ. وَعَنْهُ: الفُتُوَّةُ أَنْ لاَ يَرَاكَ اللهُ حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك. ولأبي سُلَيْمَانَ مِنْ هَذَا المَعْنَى كَثِيْرٌ فِي تَرْجَمَتِهِ مِنْ تَارِيْخِ دِمَشْقَ وَفِي الحِلْيَةِ. أَنْبَأَنِي المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَبِي أَخْبَرَنَا طَاهِرُ بنُ سَهْلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الدَّائِمِ الهِلاَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الكِلاَبِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ خُرَيْمٍ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ يَقُوْلُ: تَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ فِي المَنَامِ فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ سَنَةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا مُعَلِّمُ! مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ قَالَ: يَا أَحْمَدُ دَخَلْتُ مِنْ بَابِ الصَّغِيْرِ، فلقيت وَسْقَ شِيْحٍ فَأَخَذْتُ مِنْهُ عُوداً فَلاَ أَدْرِي تَخَلَّلْتُ بِهِ أَمْ رَمَيْتُ بِهِ فَأَنَا فِي حِسَابِهِ مِنْ سَنَةٍ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ حَمْدُوْنَ وَالسُّلَمِيُّ، وَأَبُو يَعْقُوْبَ القَرَّابُ: تُوُفِّيَ أَبُو سُلَيْمَانَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَمائَتَيْنِ وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَتَيْنِ.

أبو سليمان الداراني الكبير

وَلَنَا: 1572- أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ الكَبِيْرُ 1: "ق" عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سُلَيْمَانَ بنُ أَبِي الجَوْنِ العَنْسِيُّ الدِّمَشْقِيُّ مُحَدِّثٌ رَحَّالٌ. رَوَى عَنْ: لَيْثٍ وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَابْنِ أَبِي خَالِدٍ وَالأَعْمَشِ وَعَمْرِو بنِ شَرَاحِيْلَ الدَّارَانِيِّ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ وَأَبُو تَوْبَةَ الحَلَبِيُّ، وَصَفْوَانُ بنُ صَالِحٍ، وَهِشَامُ بنُ عمار، وجماعة. وثقه دحيم. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَتِسْعِيْنَ، وَمائَةٍ. رَوَى لَهُ ابن ماجه حديثًا.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 940"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1136"، والكامل لابن عدي "4/ ترجمة 1112"، والكاشف "2/ ترجمة 3253"، والمغني "2/ ترجمة 3576"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4882"، وتهذيب التهذيب "6/ 188"، وتقريب التهذيب "1/ 482"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة رقم 4115".

علية بنت المهدي

1573- عُلَيَّةُ بِنْتُ المَهْدِيِّ 1: وَأُخْتُ الرَّشِيْدِ الهَاشِمِيَّةُ العَبَّاسِيَّةُ أدبية شَاعِرَةٌ عَارِفَةٌ بِالغِنَاءِ، وَالمُوْسِيْقَى رَخِيْمَةُ الصَّوْتِ ذَاتُ عِفَّةٍ، وَتَقْوَىً وَمَنَاقِبَ. وأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ اسْمُهَا: مَكْنُوْنَةُ كَانَتْ جَمِيْلَةً بَارِعَةَ الغِنَاءِ اشتُرِيَتْ بِمائَةِ أَلْفٍ. وكَانَتْ عُلَيَّةُ مِنْ مِلاَحِ زَمَانِهَا وَأَظْرَفِ بَنَاتِ الخُلَفَاءِ. رَوَى إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الكَاتِبُ: أَنَّهَا كَانَتْ لاَ تُغَنِّي إلَّا زَمَنَ حَيْضِهَا فَإِذَا طَهُرَتْ أَقْبَلَتْ عَلَى التِّلاَوَةِ وَالعِلْمِ، إلَّا أَنْ يَدْعُوَهَا الخَلِيْفَةُ وَلاَ تَقْدِرُ تُخَالِفَهُ. وكَانَتْ تَقُوْلُ: لاَ غُفِرَ لِي فَاحِشَةٌ ارْتَكَبْتُهَا قَطُّ، وما أقول في شعري إلَّا عبثًا. وَجَاءَ عَنْهَا قَالَتْ: مَا كَذَبْتُ قَطُّ. وَكَانَ أَخُوْهَا لاَ يَصْبِرُ عَنْ غِيَابِهَا وَأَخَذَهَا مَعَهُ إِلَى الرَّيِّ. قِيْلَ: مَاتَتْ سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَتَيْنِ وَلَهَا خَمْسُوْنَ سَنَةً. وَسَبَبُ مَوْتِهَا: أَنَّ المَأْمُوْنَ ضَمَّهَا إِلَيْهِ فَقَبَّلَهَا وَهِيَ عَمَّتُهُ، وَكَانَ وَجْهُهَا مُغَطَّى فَشَرِقَتْ وَسَعَلَتْ ثُمَّ حُمَّتْ أَيَّاماً وَمَاتَتْ.

_ 1 ترجمتها في الأغاني "10/ 162"، فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "3/ 123"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 191".

الليث بن عاصم

1574- الليث بن عاصم 1: "س". الإِمَامُ القُدْوَةُ العَابِدُ أَبُو زُرَارَةَ القِتْبَانِيُّ المِصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَغَيْرِهِمَا. رَوَى عَنْهُ: حَفِيْدُهُ يَاسِيْنُ بنُ عَبْدِ الأَحَدِ القِتْبَانِيُّ وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَأَبُو الطَّاهِرِ بنُ السَّرْحِ وَآخَرُوْنَ. ونَيَّفَ عَلَى التِّسْعِيْنَ. تُوُفِّيَ: فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَهُوَ لَيْثُ بنُ عَاصِمِ بنِ كُلَيْبِ بنِ خِيَارِ بنِ خَيْرِ بنِ أَسَعْدَ بنِ ناشرة ومحله الصدق.

_ 1 ترجمته في الكاشف "3/ ترجمة 4762"، وتهذيب التهذيب "8/ 468"، وتقريب التهذيب "2/ 139"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6002".

الليث بن عاصم بن العلاء

أما: 1575- اللَّيْثُ بنُ عَاصِمِ بنِ العَلاَءِ 1: الخَوْلاَنِيُّ الحُدَادِيُّ -بِضَمٍّ وَخِفَّةٍ -فَشَيْخٌ آخَرُ. رَوَى عَنْ: أَبِي قَبِيْلٍ المَعَافِرِيِّ وَأَبِي الخَيْرِ الجَيْشَانِيِّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ وَيَحْيَى بنُ يَزِيْدَ المُرَادِيُّ وَغَيْرُهُمَا مِنْ طَبَقَةِ شُيُوْخِ القِتْبَانِيِّ. وَقَدْ خَلَطَ التَّرْجَمَتَيْنِ صَاحِبُ تَهْذِيْبِ الكَمَالِ. وَوَهِمَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي نَسَبِهِ الثَّانِي، وَفِي كُنْيَتِهِ فَقَالَ فِي الثَّانِي: أَبُو زُرَارَةَ القِتْبَانِيُّ، وَإِنَّمَا هُوَ خَوْلاَنِيٌّ فيحرر هذا.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1023"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 173"، وتهذيب التهذيب "8/ 469"، وتقريب التهذيب "2/ 139"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6003".

المهلبي

1576- المهلبي 1: السَّيِّدُ، الجَوَادُ حَاتِمُ زَمَانِهِ أَمِيْرُ البَصْرَةِ مُحَمَّدُ ابْنُ مُحَدِّثِ البَصْرَةِ عَبَّادِ بنِ عَبَّادِ بنِ حَبِيْبٍ ابْنِ الأَمِيْرِ المُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ المُهَلَّبِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ، وَهُشَيْمٍ. وَعَنْهُ: الكُدَيْمِيُّ وَأَبُو العَيْنَاءِ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ المُهَلَّبِ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: كَتَبَ مَنْصُوْرٌ أخو الرشيد إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَبَّادٍ يَشْكُو ضِيْقاً، وَجَفْوَةَ سلطان فنفد إِلَيْهِ عَشْرَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ. وَقَالَ أَبُو العَيْنَاءِ: قَالَ المَأْمُوْنُ لِمُحَمَّدِ بنِ عَبَّادٍ: أَرَدْتُ أَنْ أُوَلِّيَكَ فَمَنَعَنِي إِسْرَافُكَ قَالَ: مَنْعُ الجُوْدِ سُوْءُ ظَنٍّ بِالمَعْبُوْدِ فَقَالَ: لَوْ شِئْتَ أَبْقَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ فَإِنَّ مَا تُنْفِقُهُ مَا أَبْعَدَ رُجُوعَهُ إِلَيْكَ! قَالَ: مَنْ لَهُ مَوْلَى غَنِيٌّ لَمْ يَفْتَقِرْ فَقَالَ المَأْمُوْنُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يُكْرِمَنِي فَلْيُكْرِمْ ضَيْفِي مُحَمَّداً فَجَاءتْهُ الأَمْوَالُ فَمَا ذَخَرَ مِنْهَا دِرْهَماً، وَقَالَ: الكَرِيْمُ لاَ تُحَنِّكُهُ التَّجَارِبُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ دَخَلَ مَرَّةً عَلَى المَأْمُوْنِ فَقَالَ: كَمْ دَيْنُكَ يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: سِتُّوْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ. فَأَعْطَاهُ مائَةَ أَلْفِ دِيْنَارٍ. وَقِيْلَ: إِنَّ المَأْمُوْنَ قَالَ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ لاَ يَقْدَمُ أَحَدٌ البَصْرَةَ إلَّا أَضَفْتَهُ؟ فَقَالَ: مَنْعُ الجُوْدِ سُوْءُ ظَنٍّ بِالمَعْبُوْدِ. فَاسْتَحْسَنَهُ وَأَعْطَاهُ نَحْوَ سِتَّةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ. ثُمَّ مَاتَ مُحَمَّدٌ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ خَمْسُوْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ. وَقِيْلَ لِلْعُتَبِيِّ: مَاتَ مُحَمَّدٌ فَقَالَ: نَحْنُ مِتْنَا بِفَقْدِهِ ... وَهُوَ حَيٌّ بِمَجْدِهِ توفي سنة ست عشرة ومائتين.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 217".

محمد بن القاسم

1577- محمد بن القاسم 1: ابن علي بن عمر بن زين العابدين علي بن الحسين بن الإمام علي ابن أَبِي طَالِبٍ العَلَوِيُّ، الحُسَيْنِيُّ، الزَّاهِدُ، المُلَقَّبُ: بِالصُّوْفِيِّ لِلُبْسِهِ الصُّوْفَ. كَانَ فَقِيْهاً عَالِماً عَامِلاً عَابِداً مُعَظَّماً عِنْد الزَّيْدِيَّةِ. ظَهَرَ بِالطَّالْقَانِ وَدَعَا إِلَى الرِّضَى مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاجْتَمَعَ لَهُ جَيْشٌ كَبِيْرٌ وَحَارَبَ عَسْكَرَ خُرَاسَانَ فِي دَوْلَةِ المَأْمُوْنِ، وَقَوِيَ سُلْطَانُهُ ثُمَّ انْفَلَّ جَمْعُهُ وَقُبِضَ عَلَيْهِ فَأُتِيَ بِهِ المُعْتَصِمَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ، وَمائَتَيْنِ فَحَبَسَهُ بِسَامَرَّاءَ، ثُمَّ هَرَبَ مِنَ السِّجْنِ يَوْمَ عِيْدٍ وَاسْتَتَرَ وَأَضْمَرَتْهُ البِلاَدُ. قَالَ أَبُو الفَرَجِ صَاحِبُ الأَغَانِي: احتَالَ لِنَفْسِهِ فَخَرَجَ مُخْتَفِياً وَصَارَ إِلَى وَاسِطَ وَغَابَ خَبَرُهُ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: بِوَاسِطَ مَشْهَدٌ يُقَالُ: إِنَّهُ مَدْفُونٌ فِيْهِ فَاللهُ أَعْلمُ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ سَلاَّمٍ الكُوْفِيِّ: أَنَّ المُعْتَصِمَ قَتَلَهُ صَبْراً. وَكَانَ أَبْيَضَ مَلِيْحَ الوَجْهِ تام الشكل قد وخطه الشيب وتكهل. وذهب طائقة مِنْ جَهَلَةِ الجَارُوْدِيَّةِ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ وَلاَ يَمُوْتُ حَتَّى يَمْلأَ الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً نَقَلَ ذلك: أبو محمد بن حزم.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "7/ 116".

العكوك

1578- العَكَوَّك 1: فَحْلُ الشُّعَرَاءِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ جَبَلَةَ بنِ مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيُّ. قَالَ الجَاحِظُ: كَانَ أَحْسَنَ خَلْقِ اللهِ إِنشَاداً مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ بَدَوِيّاً وَلاَ حَضَرِيّاً. وَكَانَ مِنَ المَوَالِي، وَقَدْ وُلِدَ أَعْمَى، وَكَانَ أَسْوَدَ أَبْرَصَ، وَشِعْرُهُ سَائِرٌ، وَهُوَ القَائِلُ فِي أَبِي دُلَفٍ الأَمِيْرِ: ذَادَ وِرْدَ الغِيِّ عَنْ صَدَرِه ... فَارْعَوَى وَاللَّهْوُ مِنْ وَطَرِه وَمِنَ المَدِيْحِ: إِنَّمَا الدُّنْيَا أَبُو دُلَفٍ ... بَيْنَ مَغْزَاهُ وَمُحْتَضَرِه فَإِذَا وَلَّى أَبُو دُلَفٍ ... وَلَّتِ الدُّنْيَا عَلَى أَثَرِه كُلُّ مَنْ فِي الأَرْضِ من عرب ... بين باديه إلى حضره مُسْتَعِيرٌ مِنْكَ مَكْرُمَةً ... يَكْتَسِيْهَا يَوْمَ مُفْتَخَرِه وَهِيَ طَوِيْلَةٌ بَدِيْعَةٌ وَازَنَ بِهَا قَصِيدَةَ أَبِي نُوَاسٍ: أَيُّهَا المُنْتَابُ عَنْ عُفُرِه ... لَسْتَ مِنْ لَيلِي وَلاَ سَمَرِهْ قَالَ ابْنُ عُنَيْنٍ: مَا يَصْلُحُ أَنْ يُفَاضِلَ بَيْنَ القَصِيدَتَيْنِ إلَّا مَنْ يَكُوْنَ فِي دَرَجَةِ هَذَينِ الشَّاعِرَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ المُعْتَزِّ فِي طَبَقَاتِ الشُّعَرَاءِ. لَمَّا بَلَغَ المَأْمُوْنَ خَبَرُ هذه القصيدة غضب، وقال: اطلبوه فطلبوه قلم يَقْدِرُوا عَلَيْهِ؛ لأَنَّهُ كَانَ مُقِيماً بِالجَبَلِ فَفَرَّ إِلَى الجَزِيْرَةِ ثُمَّ إِلَى الشَّامَاتِ فَظَفِرُوا بِهِ فَحُمِلَ مُقَيَّداً إِلَى المَأْمُوْنِ فَقَالَ: يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ! أَنْتَ القَائِلُ: كُلُّ مَنْ فِي الأَرْضِ مِنْ عَرَبٍ...... جَعَلْتَنَا نَسْتَعِيرُ مِنْهُ المكَارِمِ؟ قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ أَنْتُم أَهْلُ بَيْتٍ لاَ يُقَاسُ بِكُم قَالَ: وَاللهِ مَا أَبْقَيْتَ أَحَداً وَإِنَّمَا أَسْتَحِلُّ دَمَكَ بِكُفْرِكَ حَيْثُ تَقُوْلُ: أَنْتَ الَّذِي تُنْزِلُ الأَيَّامَ مَنْزِلَهَا ... وَتَنْقُلُ الدَّهْرَ مِنْ حال إلى حال وَمَا مَدَدْتَ مَدَى طَرْفٍ إِلَى أَحَدٍ ... إِلاَّ قَضَيْتَ بِأَرْزَاقٍ وَآجَالِ ذَاكَ هُوَ اللهُ، أَخْرِجُوا لِسَانَهُ مِنْ قَفَاهُ. فَفَعَلُوا بِهِ، فَمَاتَ سَنَةَ ثلاث عشرة ومائتين، ومات كهلا.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2360"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة، 971"، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "20/ 14"، وتاريخ بغداد "11/ 359"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 461"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 30". والعكَوَّك: هو القصير السمين مع صلابة.

الجوزجاني

1579- الجوزجاني 1: العَلاَّمَةُ الإِمَامُ أَبُو سُلَيْمَانَ مُوْسَى بنُ سُلَيْمَانَ الجَوْزَجَانِيُّ الحَنَفِيُّ صَاحِبُ أَبِي يُوْسُفَ وَمُحَمَّدٍ. حَدَّثَ عَنْهُمَا، وَعَنِ: ابْنِ المُبَارَكِ. حَدَّثَ عَنْهُ: القَاضِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البِرْتِيُّ وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ صَدُوْقاً مَحْبُوباً إِلَى أَهْلِ الحَدِيْثِ. قَالَ ابْنُ حَاتَمٍ: كَانَ يُكَفِّرُ القَائِلِيْنَ بِخَلْقِ القُرْآنِ. وَقِيْلَ: إِنَّ المَأْمُوْنَ عَرَضَ عَلَيْهِ القَضَاءَ فَامْتَنَعَ وَاعْتَلَّ بِأَنَّهُ لَيْسَ بِأَهْلٍ لِذَلِكَ فَأَعْفَاهُ، وَنَبُلَ عِنْدَ النَّاسِ لامْتِنَاعِهِ. وله تصانيف.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 652"، والأنساب للسمعاني "3/ 362".

أبو العتاهية

1580- أبو العتاهية 1: رَأْسُ الشُّعرَاءِ الأَدِيْبُ الصَّالِحُ الأَوْحَدُ أَبُو إِسْحَاقَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَاسمِ بنِ سُوَيْدِ بنِ كَيْسَانَ العَنَزِيُّ مَوْلاَهُمُ الكُوْفِيُّ نَزِيْلُ بَغْدَادَ. لُقِّبَ بِأَبِي العتَاهيَةِ لاضْطِرَابٍ فِيْهِ، وَقِيْلَ: كَانَ يُحِبُّ الخَلاعَةَ فَيَكُوْنُ مَأْخُوْذاً مِنَ العُتُوِّ. سَارَ شِعْرُهُ لِجُوْدَتِهِ وحسنه وعدم تقعره.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "7/ 82"، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "4/ 1-112"، وتاريخ بغداد "6/ 250"، وفيات الأعيان "1/ ترجمة 94"، وميزان الاعتدال "1/ 245"، والعبر "1/ 360" ولسان الميزان "1/ 426". وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 25".

وَقَدْ جَمَعَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ شِعْرَهُ، وَأَخْبَارَهُ تَنَسَّكَ بِأَخَرَةٍ، وَقَالَ فِي المَوَاعِظِ وَالزُّهْدِ فَأَجَادَ. وَكَانَ أَبُو نُوَاسٍ يُعَظِّمُهُ وَيَتَأَدَّبُ مَعَهُ لِدِيْنِهِ وَيَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُهُ إلَّا تَوَهَّمْتُ أنه سماوي وأني أرضى. مَدَحَ أَبُو العَتَاهِيَةِ المَهْدِيَّ وَالخُلَفَاءَ بَعْدَهُ وَالوُزَرَاءَ وَمَا أَصْدَقَ قَوْلَهُ: إِنَّ الشَّبَابَ وَالفَرَاغَ وَالجِدَه ... مَفْسَدَةٌ لِلْمَرْءِ أَيُّ مَفْسَدَه حَسْبُكَ مِمَّا تَبْتَغِيهِ القُوْتُ ... مَا أَكْثَرَ القُوْتَ لِمَنْ يَمُوْتُ هِيَ المَقَادِيرُ فَلُمْنِي أَوْ فَذَرْ ... إِنْ كُنْتُ أَخْطَأْتُ فَمَا أَخْطَا القَدَرْ وَهُوَ القَائِلُ: حَسْنَاءُ لاَ تَبْتَغِي حَلْياً إِذَا بَرَزَتْ ... لأَنَّ خَالِقَهَا بِالحُسْنِ حَلاَّهَا قَامَتْ تَمَشَّى فَلَيْتَ اللهُ صَيَّرنِي ... ذَاكَ التُّرَابَ الَّذِي مَسَّتْهُ رِجْلاَهَا وَقَالَ: النَّاسُ فِي غفلاتهم ... ورحى المنية تطحن وَقَالَ: إِذَا مَا بَدَتْ وَالبَدْرُ لَيْلَةَ تِمِّهِ ... رَأَيْتَ لَهَا وَجْهاً يَدُلُّ عَلَى عُذْرِي وَتَهْتَزُّ مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ كَأَنَّهَا ... قَضِيْبٌ مِنَ الرَّيْحَانِ فِي وَرَقٍ خُضْرِ أَبَى اللهُ إلَّا أَنْ أَمُوْتَ صَبَابَةً ... بِسَاحِرَةِ العَيْنَينِ طَيِّبَةِ النَّشْرِ تُوُفِّيَ أَبُو العَتَاهِيَةِ: فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ، وَمائَتَيْنِ وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا بِبَغْدَادَ. وَاشْتُهِرَ بِمَحَبَّةِ عُتْبَةَ فَتَاةِ المَهْدِيِّ بِحَيْثُ إِنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ هَذَينِ البَيْتَيْنِ: نَفْسِي بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا مُعَلَّقَةٌ ... اللهُ وَالقَائِمُ المَهْدِيُّ يَكفِيْهَا إِنِّيْ لأيأس منها ثم يطعمني ... فيها احتقارك للدنيا وما فيها فَهَمَّ بِدَفْعِهَا إِلَيْهِ فَجَزِعَتْ وَاسْتَعْفَتْ وَقَالَتْ: أَتَدْفَعُنِي إِلَى سُوْقَةٍ قَبِيْحِ المَنْظَرِ؟ فَعَوَّضَهُ بِذَهَبٍ.

وَلهُ فِي عُمَرَ بنِ العَلاَءِ: إِنِّيْ أَمِنْتُ مِنَ الزَّمَانِ وَصَرْفِهِ ... لَمَّا عَلِقْتُ مِنَ الأَمِيْرِ حِبَالاَ لَوْ يَسْتَطيعُ النَّاسُ مِنْ إِجْلاَلِهِ ... تَخِذُوا لَهُ حُرَّ الخُدُوْدِ نِعَالاَ إِنَّ المطَايَا تَشْتَكِيكَ؛ لأَنَّهَا ... قَطَعَتْ إِلَيْكَ سَبَاسِباً وَرِمَالاَ فَإِذَا وَرَدْنَ بِنَا وَرَدْنَ خَفَائِفاً ... وَإِذَا صَدَرْنَ بِنَا صَدَرْنَ ثِقَالاَ فَخَلَعَ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ سَبْعِيْنَ أَلْفاً. وَتَحْتَمِلُ سِيْرَةُ أَبِي العتَاهيَةِ أَنْ تُعْمَلَ فِي كَرَارِيْسَ.

أبو عباد الكاتب

1581- أبو عباد الكاتب 1: وَزِيْرُ المَأْمُوْنِ هُوَ: ثَابِتُ بنُ يَحْيَى بنِ يَسَارٍ الرَّازِيُّ. أَحَدُ الكُفَاةِ البَارِعِيْنَ فِي الحسَابِ وَالتَّصَرُّفِ وَالمَعْرِفَةِ، وَبِذَلِكَ سَادَ وَتَقَدَّمَ. نَهَضَ بِأُمُورِ الأَمْوَالِ لِمَخْدُومِهِ أَتَمَّ مَا يَكُوْنُ ثُمَّ إِنَّهُ عَجَزَ مِنِ اسْتيلاَءِ النِّقْرِسِ وَاسْتَعْفَى. وَكَانَ جَوَاداً سَمْحاً سَرِيّاً إلَّا أَنَّهُ كَانَ مُنْقَبِضاً عَبُوساً. عَاشَ خَمْساً وَسِتِّيْنَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ: فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. طَوَّلَ ابْنُ النَّجَّارِ تَرْجَمَتَهُ ذَكَرَهُ مِنْ تَأْلِيفِ الصُّوْلِيِّ وَكِتَابِ مُحَمَّدِ بنِ عبدوس الجهشياري في سير الوزراء.

_ 1 ترجمته في معجم البلدان لياقوت الحموي "2/ 540".

المريسي

1582- المريسي 1: المُتَكَلِّمُ المُنَاظِرُ البَارِعُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِشْرُ بنُ غِيَاثِ بنِ أَبِي كَرِيْمَةَ العَدَوِيُّ مَوْلاَهُمُ البَغْدَادِيُّ المَرِيْسِيُّ مِنْ مَوَالِي آلِ زَيْدِ بنِ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. كَانَ بِشْرٌ مِنْ كِبَارِ الفُقَهَاءِ. أَخَذَ عَنِ: القَاضِي أَبِي يُوْسُفَ وروى عن: حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ. وَنَظَرَ فِي الكَلاَمِ فَغَلَبَ عَلَيْهِ، وَانْسَلَخَ مِنَ الوَرَعِ وَالتَّقْوَى وَجَرَّدَ القَوْلَ بِخَلْقِ القُرْآنِ، وَدَعَا إِلَيْهِ حَتَّى كَانَ عَيْنَ الجَهْمِيَّة فِي عَصْرِهِ وَعَالِمَهُم فَمَقَتَهُ أَهْلُ العِلْمِ وَكَفَّرَهُ عِدَّةٌ، وَلَمْ يُدْرِكْ جَهْمَ بنَ صَفْوَانَ بَلْ تَلَقَّفَ مَقَالاَتِهِ مِنْ أَتْبَاعِهِ. قَالَ البُوَيْطِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: نَاظَرْتُ المَرِيْسِيَّ فَقَالَ: القُرْعَةُ قِمَارٌ. فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيْثَ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ فِي القُرْعَةِ ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَهُ لأَبِي البَخْتَرِيِّ القَاضِي فَقَالَ: شَاهِداً آخَرَ وَأَصْلِبُهُ. وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بنُ القَاسِمِ: كَانَ وَالِدُ بِشْرٍ يَهُوْدِيّاً قَصَّاراً صَبَّاغاً فِي سُوَيْقَةِ نَصْرٍ. وَلِلمَرِيْسِيِّ تَصَانِيْفُ جَمَّةٌ. ذَكَرَهُ النَّدِيْمُ، وَأَطْنَبَ فِي تَعْظِيْمِهِ، وَقَالَ: كَانَ دَيِّناً وَرِعاً مُتَكَلِّماً. ثُمَّ حَكَى أَنَّ البَلْخِيَّ قَالَ: بَلَغَ مِنْ وَرَعِهِ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَطَأُ أَهْلَهُ ليلًا مخافة الشُّبْهَةِ، وَلاَ يَتَزَوَّجُ إلَّا مَنْ هِيَ أَصْغَرُ مِنْهُ بِعَشْرِ سِنِيْنَ مَخَافَةَ أَنْ تَكُوْنَ رَضِيْعَتَهُ. وَكَانَ جَهْمِيّاً لَهُ قَدَرٌ عِنْدَ الدَّوْلَةِ، وَكَانَ يَشْرَبُ النَّبِيذَ، وَقَالَ مَرَّةً لِرَجُلٍ اسْمُهُ كَامِلٌ: فِي اسْمِهِ دَلِيْلٌ عَلَى أَنَّ الاسْمَ غَيْرُ المُسَمَّى. وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي التَّوْحِيْدِ، وَكِتَابَ الإِرْجَاءِ وكتاب الرد على الخوارج، وكتاب الاستطاعة، والرد عَلَى الرَّافِضَةِ فِي الإِمَامَةِ وَكِتَابَ كُفْرِ المُشَبِّهَةِ وكتاب المعرفة، وكتاب الوَعِيْدِ وَأَشْيَاءَ غَيْرَ ذَلِكَ فِي نِحْلَتِهِ. وَنَقَلَ غَيْرُ وَاحِدٍ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ: عِنْدنَا بِبَغْدَادَ رَجُلٌ يُقَال لَهُ: المَرِيْسِيُّ يَقُوْلُ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ فَقَالَ: مَا فِي فِتْيَانِكُمْ مَنْ يَفْتِكُ بِهِ؟. قُلْتُ: قَدْ أُخِذَ المَرِيْسِيُّ فِي دَوْلَةِ الرَّشِيْدِ وَأُهِينَ مِنْ أَجْلِ مَقَالَتِهِ. رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ مَهْدِيٍّ أَيَّامَ صُنِعَ بِبِشْرٍ مَا صُنِعَ يَقُوْلُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لَمْ يُكَلِّمْ مُوْسَى يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ. وَقَالَ المَرُّوْذِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ وَذَكَرَ المَرِيْسِيَّ فَقَالَ: كَانَ أَبُوْهُ يَهُوْدِيّاً أي شي تُرَاهُ يَكُوْنُ؟! وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: كَانَ بِشْرٌ يَحْضُرُ مَجْلِسَ أَبِي يُوْسُفَ فَيَصِيْحُ، وَيَسْتَغِيثُ فقال له أبو

_ 1 ترجمته في معجم البلدان لياقوت الحموي "2/ 540". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 56"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 115"، وميزان الاعتدال "1/ 322"، والعبر "1/ 373"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 228"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 44".

يُوْسُفَ مَرَّةً: لاَ تَنْتَهِي أَوْ تُفْسِدَ خَشَبَةً1. ثم قال أبو عَبْدِ اللهِ: مَا كَانَ صَاحِبَ حُجَجٍ بَلْ صَاحِبَ خُطَبٍ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ: سُئِلَ أَحْمَدُ عَنِ الصَّلاَةِ خَلْفَ بِشْرٍ المَرِيْسِيِّ فَقَالَ: لاَ تُصَلِّ خَلْفَهُ. وَقَالَ قُتَيْبَةُ: بِشْرٌ المَرِيْسِيُّ كَافِرٌ. وَقُلْتُ: وَقَعَ كَلاَمُهُ إِلَى عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيِّ الحَافِظِ فَصَنَّفَ مُجَلَّداً فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ. وَمَاتَ: فِي آخِرِ سَنَةِ ثَمَانِي عَشْرَةَ، وَمائَتَيْنِ وَقَدْ قَارَبَ الثَّمَانِيْنَ فَهُوَ بِشْرُ الشَّرِّ، وَبِشْرٌ الحَافِي بِشْرُ الخَيْرِ، كَمَا أَنَّ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ هُوَ أَحْمَدُ السُّنَّةِ، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي دُوَادَ أَحْمَدُ البِدْعَةِ. وَمَنْ كُفِّرَ بِبِدْعَةٍ وَإِنْ جَلَّتْ لَيْسَ هُوَ مِثْلَ الكَافِرِ الأَصْلِيِّ، وَلاَ اليَهُوْدِيِّ وَالمَجُوْسِيِّ أَبَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَصَامَ وَصَلَّى وَحَجَّ، وَزَكَّى وَإِنِ ارْتَكَبَ العَظَائِمَ، وضَلَّ وَابِتَدَعَ كَمَنْ عَانَدَ الرَّسُوْلَ وَعَبَدَ الوَثَنَ وَنَبَذَ الشَّرَائِعَ وَكَفَرَ وَلَكِنْ نَبْرَأُ إِلَى اللهِ مِنَ البدع، وأهلها.

_ 1 ذكره الحافظ في "ميزان الاعتدال" "1/ 323"، وزاد: يعني وتصلب. ووقع في "تاريخ بغداد" "7/ 63": حتى تصعد خشبة.

بشر بن المعتمر

1583- بشر بن المعتمر 1: العَلاَّمَةُ أَبُو سَهْلٍ الكُوْفِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ شَيْخُ المُعْتَزِلَةِ وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. كَانَ مِنَ القَرَامِي الكِبَارِ أَخْبَارِيّاً شَاعِراً مُتَكَلِّماً كَانُوا يُفَضِّلُونَهُ عَلَى أَبَانٍ اللاَّحِقِيِّ، وَلَهُ قَصِيْدَةٌ طَوِيْلَةٌ فِي مُجَلَّدٍ تَامٍّ فِيْهَا أَلْوَانٌ. وَكَانَ أَبْرَصَ ذَكِيّاً فَطِناً لَمْ يُؤتَ الهُدَى وَطَالَ عُمُرُهُ فَمَا ارْعَوَى وَكَانَ يَقَعُ فِي أَبِي الهُذَيْلِ العَلاَّفِ وَيَنْسِبُهُ إِلَى النِّفَاقِ. وَلَهُ كِتَابُ تَأْوِيْلِ المُتَشَابِهِ وَكِتَابُ الرَّدِّ عَلَى الجُهَّالِ، وَكِتَابُ العَدْلِ وَأَشْيَاءُ لَمْ نَرَهَا ولله الحمد. مالت سنة عشر ومائتين.

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "3/ 128"، والأنساب للسمعاني "2/ 231"، ولسان الميزان "2/ 33"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "10/ 155".

ثمامة بن أشرس

1584- ثمامة بن أشرس 1: العَلاَّمَةُ أَبُو مَعْنٍ النُّمَيْرِيُّ البَصْرِيُّ المُتَكَلِّمُ مِنْ رؤوس المعتزلة القَائِلِيْنَ بِخَلْقِ القُرْآنِ جَلَّ مُنْزِلُهِ. وَكَانَ نَدِيماً ظَرِيْفاً صَاحِبَ مُلَحٍ اتَّصَلَ بِالرَّشِيْدِ ثُمَّ بِالمَأْمُوْنِ. رَوَى عَنْهُ: تِلْمِيْذُهُ الجَاحِظُ. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: ذُكِرَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: العَالَمُ هُوَ بِطِبَاعِهِ فِعْلُ اللهِ. وَقَالَ: المُقَلِّدُوْنَ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، وَعَبَدَةِ الأَوْثَانِ لاَ يَدْخُلُوْنَ النَّارَ بَلْ يَصِيَرَوْنَ تُرَاباً، وَإِنَّ مَنْ مَاتَ مُسْلِماً، وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَى كَبِيْرَةٍ خُلِّدَ فِي النَّارِ، وَإِنَّ أَطْفَالَ المُؤْمِنِيْنَ يَصِيَرَوْنَ تُرَاباً وَلاَ يَدْخُلُوْنَ جَنَّةً. قُلْتُ: قَبَّحَ اللهُ هَذِهِ النِّحْلَةِ. قَالَ المُبَرِّدُ: قَالَ ثُمَامَةُ: خَرَجْتُ إِلَى المَأْمُوْنِ فَرَأَيْتُ مَجْنُوناً شُدَّ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: ثُمَامَةُ فَقَالَ: المُتَكَلِّمُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: جَلَسْتَ عَلَى هَذِهِ الآجُرَّةِ، وَلَمْ يَأْذنْ لَكَ أَهْلُهَا فَقُلْتُ: رَأَيْتُهَا مَبْذُولَةً قَالَ: لَعَلَّ لَهُمْ تَدْبِيراً غَيْرَ البَذْلِ مَتَى يَجِدُ النَّائِمُ لَذَّةَ النَّوْمِ؟ إِنْ قُلْتَ: قَبْلَهُ أَحَلْتَ؛ لأَنَّهُ يَقْظَانُ، وَإِنْ قُلْتَ: فِي النَّوْمِ أَبْطَلْتَ إِذِ النَّائِمُ لاَ يَعْقِلُ، وَإِنْ قُلْتَ: بَعْدَهُ فَقَدْ خَرَجَ عَنْهُ، وَلاَ يُوْجَدُ شَيْءٌ بَعْدَ فَقْدِهِ قَالَ: فَمَا كَانَ عِنْدِي فِيْهَا جَوَابٌ. وَعَنْهُ قَالَ: عُدْتُ رَجُلاً وَتَرَكْتُ حِمَارِي عَلَى بَابِهِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَإِذَا صَبِيٌّ رَاكبُهُ. فَقُلْتُ: لِمَ رَكِبْتَهُ بِغَيْرِ إِذْنِي؟ قَالَ: خِفْتُ أَنْ يَذْهَبَ قُلْتُ: لَوْ ذَهَبَ كَانَ أَهْوَنَ عَلَيَّ. قَالَ: فَهَبْهُ لِي وَعُدَّ أَنَّهُ ذهب واربح شُكْرِي فَلَمْ أَدْرِ مَا أَقُوْلُ. قَالَ هَاشِمُ بنُ مُحَمَّدٍ الخُزَاعِيُّ: حَدَّثَنَا الجَاحِظُ سَنَةَ "253"، حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ قَالَ: شَهِدْتُ رَجُلاً قَدَّمَ خَصْمَهُ إِلَى وَالٍ فَقَالَ: أَصْلَحَكَ اللهُ هَذَا نَاصِبِيٌّ رَافِضِيٌّ جَهْمِيٌّ مُشَبِّهٌ يَشْتِمُ الحَجَّاجَ بنَ الزُّبَيْرِ الَّذِي هَدَمَ الكَعْبَةَ عَلَى عَلِيٍّ، وَيَلْعَنُ مُعَاوِيَةَ بنَ أَبِي طَالِبٍ. يَمُوْتُ بنُ المُزَرَّعِ: حَدَّثَنَا الجَاحِظُ قَالَ: دَخَلَ أَبُو العَتَاهِيَةِ عَلَى المَأْمُوْنِ فَطَعَنَ عَلَى المُبْتَدِعَةِ وَلَعَنَ القَدَرِيَّةَ فَقَالَ المَأْمُوْنُ: أَنْتَ شَاعِرٌ وَلِلْكَلاَمِ قَوْمٌ قَالَ: نَعَمْ وَلَكِنْ أَسْأَلُ ثُمَامَةَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقُلْ لَهُ يُجِبْنِي. ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ فَحَرَّكَهَا، وَقَالَ: يَا ثُمَامَةُ! مَنْ حَرَّكَ يَدِي؟ قَالَ: مَنْ أُمُّهُ زَانِيَةٌ فَقَالَ: يَشْتِمُنِي يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فَقَالَ ثُمَامَةُ: نَاقَضَ والله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 145"، وميزان الاعتدال "1/ 371"، والعبر "1/ 456"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 206"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 20".

قَالَ أَبُو رَوْقٍ الهِزَّانِيُّ: حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ يَعْقُوْبَ قَالَ: اجْتَمَعَ ثُمَامَةُ، وَيَحْيَى بنُ أَكْثَمَ عِنْدَ المَأْمُوْنِ فَقَالَ المَأْمُوْنُ ليَحْيَى: مَا العِشْقُ؟ قَالَ: سَوَانِحُ تَسْنَحُ لِلْعَاشِقِ يُؤثِرُهَا، وَيَهِيمُ بِهَا. قَالَ ثُمَامَةُ: أَنْتَ بِالفِقْهِ أَبْصَرُ، وَنَحْنُ أَحْذَقُ مِنْكَ قَالَ المَأْمُوْنُ: فَقُلْ قَالَ: إِذَا امْتَزَجَتْ جَوَاهِرُ النُّفُوْسِ بِوَصْلِ المُشَاكَلَةِ نَتَجَتْ لَمْحَ نُوْرٍ سَاطِعٍ تَسْتَضِيءُ بِهِ بَوَاصِرُ العَقْلِ، وَتَهْتَزُّ لإِشْرَاقِهِ طَبَائِعُ الحَيَاةِ يُتَصَوَّرُ مِنْ ذَلِكَ اللَّمْحِ نُوْرٌ خَاصٌّ بِالنَّفْسِ مُتَّصِلٌ بِجَوْهَرِهَا يُسَمَّى عِشْقاً. فَقَالَ المأمون: هذا -وَأَبِيْكَ- الجَوَابُ. قَالَ هَارُوْنُ الحَمَّالُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي كَبْشَةَ قَالَ: كُنْتُ فِي سَفِيْنَةٍ فَسَمِعْتُ هَاتِفاً يَقُوْلُ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ كَذَبَ المَرِيْسِيُّ عَلَى اللهِ ثُمَّ عَادَ الصَّوْتُ يَقُوْلُ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ عَلَى ثُمَامَةَ، وَالمَرِيْسِيِّ لَعْنَةُ اللهِ قَالَ: وَمَعَنَا رَجُلٌ مِن أَصْحَابِ المَرِيْسِيِّ فِي المَرْكَبِ فَخَرَّ مَيْتاً.

الأخفش

1585- الأخفش 1: إِمَامُ النَّحْوِ أَبُو الحَسَنِ سَعِيْدُ بنُ مَسْعَدَةَ البَلْخِيُّ ثُمَّ البَصْرِيُّ مَوْلَى بَنِي مُجَاشِعٍ. أَخَذَ عَنِ: الخَلِيْلِ بنِ أَحْمَدَ وَلَزِمَ سِيْبَوَيْه حَتَّى بَرَعَ وَكَانَ مِنْ أَسْنَانِ سِيْبَوَيْه بَلْ أَكْبَرَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ: كَانَ الأَخْفَشُ قَدَرِيّاً رَجُلَ سُوْءٍ كِتَابُهُ فِي المَعَانِي صُوَيْلِحٍ، وَفِيْهِ أَشْيَاءُ فِي القَدَرِ. وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ المَازِنِيُّ: كَانَ الأَخْفَشُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالكَلاَمِ وَأَحْذَقَهُمْ بِالجَدَلِ. قُلْتُ: أَخَذَ عَنْهُ: المَازِنِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ وَسَلَمَةُ وَطَائِفَةٌ. وَعَنْهُ قَالَ: جَاءَنَا الكِسَائِيُّ إِلَى البَصْرَةِ فَسَأَلَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْهِ كِتَابَ سِيْبَوَيْه فَفَعَلْتُ فَوَجَّهَ إِلَيَّ بِخَمْسِيْنَ دِيْنَاراً. وَكَانَ الأَخْفَشُ يُعَلِّمُ وَلَدَ الكِسَائِيِّ. وَكَانَ ثَعْلَبٌ يُفَضِّلُ الأَخْفَشَ وَيَقُوْلُ: كَانَ أَوْسَعَ النَّاسِ عِلْماً. وَلهُ كُتُبٌ كَثِيْرَةٌ فِي: النَّحْوِ وَالعَرُوضِ وَمَعَانِي القُرْآنِ. وَجَاءَ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ بَغْدَادَ فَأَتَيْتُ مَسْجِدَ الكِسَائِيِّ فَإِذَا بين يديه الفراء والأحمر،

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "11/ 224"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 264"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "13/ 86"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 590"، وشذرات الذهب "2/ 36".

وَابْنُ سَعْدَانَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مائَةِ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فَخَطَّأْتُه فِي جَمِيْعِهَا فَهَمُّوا بِي فَمَنَعَهُمْ، وَقَالَ: بِاللهِ أَنْتَ أَبُو الحَسَنِ قُلْتُ: نَعَمْ فَقَامَ وَعَانَقَنِي، وَأَجْلَسَنِي إِلَى جَنْبِهِ وَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ يتأدب أولادي بك فأجبته. مَاتَ الأَخْفَشُ: سَنَةَ نَيِّفَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: سَنَةَ عَشْرٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ أَجْلَعَ وَهُوَ الَّذِي لاَ تَنْطَبِقُ شَفَتَاهُ عَلَى أَسْنَانِهِ. وَقَدْ رَوَى عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَالكَلْبِيِّ وَعَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ. وَصَنَّفَ كُتُباً فِي النَّحْوِ لَمْ يُتِمَّهَا. قَالَ الرِّيَاشِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنْتُ أُجَالِسُ سِيْبَوَيْه وَكَانَ أَعْلَمَ مِنِّي وَأَنَا اليَوْمَ أعلم منه.

الطبقة الحادية عشرة

الطبقة الحادية عشرة: 1586- عثمان بن الهيثم 1: "خ" ابن جهم بن عيسى بن حَسَّانِ ابْنِ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَجِّ عَبْدِ القَيْسِ المُنْذِرِ العَصَرِيُّ2، البَصْرِيُّ مُسْنِدُ وَقْتِهِ، وَمُؤَذِّنُ جَامِعِ البَصْرَةِ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَرُؤْبَةَ بنِ العَجَّاجِ، وَجَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَمُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ وَشُعْبَةَ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوْخِهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَأَسِيْدُ بنُ عَاصِمٍ، وَالحَارِثُ بنُ مُحَمَّدٍ التميمي، وأبو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ الذَّرَّاعُ، وَمُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا الأَصْبَهَانِيُّ، وَخَلْقٌ خَاتِمَتُهُمُ أَبُو خَلِيْفَةَ الجمحي.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2330"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 230"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 942"، والكاشف "2/ ترجمة 3810"، والمغني "2/ ترجمة 4069"، والعبر "1/ 380"، وتذكة الحفاظ "1/ ترجمة 371"، وتهذيب التهذيب "7/ 157"، وتقريب التهذيب "2/ 15"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4794"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 47". 2 العَصَري: نسبة إلى "عصر" بطن من عبد قيس، وهو عصر بنِ عَوْفِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفِ بنِ جذيمة. قاله السمعاني في "الأنساب" "8/ 465".

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ بِأَخَرَةٍ يُلَقَّنُ. قُلْتُ: يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُمْ بِالحَدِيْثِ فَيَتَوَقَّفُ فِيْهِ، وَيَتَغَلَّطُ فَيَرُدُّوْنَ عَلَيْهِ فَيَقُوْلُ. وَمِثْلُ هَذَا غَضٌّ عَنْ رُتْبَةِ الحِفْظِ لِجَوَازِ أَنَّ فِيْمَا رُدَّ عَلَيْهِ زِيَادَةً، أَوْ تَغْييراً يَسِيْراً وَاللهُ أَعْلَمُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَاتَ فِي حَادِيَ عَشَرِ رَجَبٍ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي عَشْرِ المائَةِ. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُلُوْكٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي قَالاَ: أَخْبَرَنَا طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الغِطْرِيْفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيْفَةَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ الهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْ كَانَ العِلْمُ مُعَلَّقاً بِالثُّرَيَّا لتناوله قوم من أبناء فارس"1.

_ 1 ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 207"، وأحمد "2/ 297، 420، 422، 469"، وأبو نعيم في "الحلية" "6/ 64"، وفي "تاريخ أصبهان" "1/ 4" من طرق عن عوف بن أبي جميلة، عن شهر بن حوشب، به. قلت: إسناده ضعيف، لضعف شهر بن حوشب، فقد أجمعوا على ضعفه. لكن قد ورد الحديث بلفظ صحيح عن أبي هريرة مرفوعا: "لَوْ كَانَ الدِّيْنُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ من فارس". أخرجه البخاري "4897"، ومسلم "2546"، واللفظ له فذكر "الدين" بدل "العلم". ووقع عند البخاري "الإيمان" بدل "العلم".

على بن الحسين بن واقد

1587- علي بن الحسين بن واقد 1: "4". مَوْلَى الأَمِيْرِ فَاتِحِ خُرَاسَانَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ كُرَيْزٍ القُرَشِيِّ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ أَبُو الحَسَنِ المَرْوَزِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَأَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ، وَسَلِيْمٍ مَوْلَى الشَّعْبِيِّ وَهِشَامِ بنِ سَعْدٍ المَدَنِيِّ وَخَارِجَةَ بنِ مُصْعَبٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ العُمَرِيِّ وَطَبَقَتِهِم. وَيُقَالُ: هُوَ نَيْسَابُوْرِيُّ الأَصْلِ تحوَّلوا إِلَى مَرْوَ. وَكَانَ عَلِيٌّ عَالِماً صَاحِبَ حَدِيْثٍ كَأَبِيْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، وَعَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ، وَرَجَاءُ بنُ مُرَجَّى، وَمُحَمَّدُ بنُ عَقِيْلِ بنِ خُوَيْلِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُنِيْبٍ وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ. قَالَ البخاري: توفي سنة إحدى عشرة ومائتين. قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ: البُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ وَمُسْلِمٌ فِي مُقَدِّمَةِ كِتَابِهِ وَأَرْبَابُ السُّنَنِ، وَهُوَ حَسَنُ الحديث كبير القدر.

_ 1 ترجمته في الترايخ الكبير "6/ ترجمة 2365"، والكنى للدولابي "1/ 147"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1226"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 978"، والعبر "1/ 360"، والكاشف "2/ ترجمة 3960"، والمغني "2/ ترجمة 4248"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5824"، وتهذيب التهذيب "7/ 308" وتقريب التهذيب "2/ 35"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4968".

خلف بن تميم

1588- خلف بن تميم 1: "س، ق" الإِمَامُ الزَّاهِدُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيْمِيُّ الكُوْفِيُّ مَوْلَى آلِ جَعْدَةَ. نَزَلَ المَصِّيْصَةَ لِلْجهَادِ وَصَحِبَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَدْهَمَ. وَحَدَّثَ عَنْ عَاصِمِ بنِ مُحَمَّدٍ وَأَبِي بَكْرٍ النَّهْشَلِيِّ، وَالثَّوْرِيِّ وَزَائِدَةَ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ أَحَدُ شُيُوْخِهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، وَأَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ وَصَاعِقَةُ، وَالدُّوْرِيُّ وَالصَّاغَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ الأَزْرَقُ، وَعَبَّاسٌ التَّرْقُفِيُّ2. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ أحد النساك والمجاهدين. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَعِنْدَهُ عَنْ سُفْيَانَ عَشْرَةُ آلاَفِ حَدِيْثٍ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 491"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 668"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1684"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 377"، والكاشف "1/ ترجمة 1408"، وتهذيب التهذيب "3/ 148"، وتقريب التهذيب "1/ ترجمة 135"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1848". 2 الترقفي: نسبة إلى بلدة ترقف من نواحي العراق.

عمرو بن أبي سلمة

1589- عمرو بن أبي سلمة 1: "ع" الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّدُوْقُ أَبُو حَفْصٍ التِّنِّيْسِيُّ مِنْ مَوَالِي بَنِي هَاشِمٍ دِمَشْقِيٌّ سَكَنَ تِنِّيْسَ فَنُسِبَ إِلَيْهَا. حَدَّثَ عَنْ: الأَوْزَاعِيِّ، وَأَبِي مُعَيْدٍ حَفْصِ بنِ غَيْلاَنَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ، وَصَدَقَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ السَّمِيْنِ، وَزُهَيْرِ بنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيِّ، وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَإِدْرِيْسَ بنِ يَزِيْدَ الأَوْدِيِّ، وسعيد بن بشير، وسعيد بن عبد العزيز وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ سَعِيْدٌ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ وَدُحَيْمٌ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المُسْنَدِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ وَالذُّهْلِيُّ، وَابْنُ وَارَةَ ومحمد ابن عَبْدِ اللهِ بنِ البَرْقِيِّ، وَأَخُوْهُ أَحْمَدُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَحْمَدُ بنُ مَسْعُوْدٍ المَقْدِسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَبُّوْدٍ وَخَلْقٌ. قَالَ حَمِيْدُ بنُ زَنْجُوْيَةَ: لَمَّا رَجَعْنَا مِنْ مِصْرَ دَخَلْنَا عَلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَقَالَ: مَرَرْتُمْ بعَمْرِو بنِ أَبِي سَلَمَةَ؟ فَقُلْنَا: وَمَا عِنْدَهُ خَمْسُوْنَ حَدِيْثاً، وَالبَاقِي مُنَاوَلَةً قَالَ: كُنْتُمْ تَنْظُرُوْنَ فِي المُنَاوَلَةِ، وَتَأَخُذُوْنَ منها. قَالَ الوَلِيْدُ بنُ بَكْرٍ العُمَرِيُّ: عَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ أَحَدُ أَئِمَّةِ الأَخْبَارِ مِنْ نَمَطِ ابْنِ وَهْبٍ يَخْتَارُ مِنْ قَوْلِ مَالِكٍ وَالأَوْزَاعِيِّ. قُلْتُ: حَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ، وَوَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ. وَقَدْ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَحدَهُ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثلاث عشرة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2574"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 199"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1279"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1304"، والكاشف "2/ ترجمة 4232"، والمغني "2/ ترجمة 4661"، والعبر "1/ 365"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6379"، وتهذيب التهذيب "8/ 43"، وتقريب التهذيب "2/ 71"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5307"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 29".

معاوية بن عمرو

1590- معاوية بن عمرو 1: "ع" ابن المهلب بن عمرو الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّادِقُ أَبُو عَمْرٍو الأَزْدِيُّ المَعْنِيُّ2 البَغْدَادِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: إِسْرَائِيْلَ وَجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، وَزَائِدَةَ بنِ قُدَامَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ المَسْعُوْدِيِّ، وَفُضَيْلِ بنِ مَرْزُوْقٍ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَهُوَ مَعَ الجَمَاعَةِ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَعَمْرُو بنُ النَّاقِدِ وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ الأَزْدِيُّ سِبْطُهُ وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: صَدُوْقٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ رَجُلاً شُجَاعاً لاَ يُبَالِي بِلِقَاءِ عِشْرِيْنَ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الكَرْمَانِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: يَرْوِي عَنْ زَائِدَةَ مُصَنَّفَهُ، وَيَرْوِي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ كِتَابَ السِّيْرَةِ فِي دَارِ الحَرْبِ. نَزَلَ بَغْدَادَ وَسَمِعَ مِنْهُ أَهْلُهَا. قَالَ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ الأَزْدِيُّ: رَأَيْتُ جَدِّي رَحِمَهُ اللهُ مُعَاوِيَةَ بنَ عَمْرٍو وَهُوَ عِنْدَ رَأْسِ أُمِّي، وَهِيَ فِي المَوْتِ فَجَعَلَ وَجْهَهَا بِحِذَاءِ القِبْلَةِ وَرِجْلَيْهَا بِحِذَاءِ القِبْلَةِ فَلَمَّا قَارَبَتْ أَنْ تَقْضِيَ سَتَرَهَا مِنَّا، وَصَلَّى عَلَيْهَا فَكَبَّرَ أَرْبَعاً قَالَ: وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي غرة جمادى الأولى منها.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 341"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1439"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1762"، وتاريخ بغداد "13/ 197"، والعبر "1/ 366"، والكاشف "3/ ترجمة 5631". وتهذيب التهذيب "10/ 215"، وتقريب التهذيب "2/ 260"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7088". 2 المَعْنِيُّ: نسبة إلى معن بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس، بطن من الأوس.

أبو أحمد المؤدب

1591- أبو أحمد المؤدب 1: "ع" الإمان الحَافِظُ الثِّقَةُ، أَبُو أَحْمَدَ حُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَهْرَامَ المَرُّوْذِيُّ المُؤَدِّبُ نَزِيْلُ بَغْدَادَ. حَدَّثَ عن: ابن أبي ذئب وجربر بنِ حَازِمٍ، وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ، وَإِسْرَائِيْلَ بنِ يُوْنُسَ، وَأَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بنِ مُطَرِّفٍ، وَسُلَيْمَانَ بنِ قَرْمٍ وَطَائِفَةٍ. وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَحَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ الأَشْعَرِيُّ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: اكتُبُوا عَنْ أَبِي أَحْمَدَ حُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ. وَجَاءَ أَحْمَدُ مَعِيَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ أَنْ يُحَدِّثَنِي. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: اخْتَلَفُوا فِي وَفَاتِهِ. فَقَالَ حَنْبَلٌ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ وَقَالَ مُطَيَّنٌ: سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبْعِيْنَ أو الثمانين وحديثه في الأصول الستة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 338"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2879"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2879"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 287"، وتاريخ بغداد "8/ 88"، والكاشف "1/ ترجمة 1115"، والعبر "1/ 366"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2047"، والمغني "1/ ترجمة 1567"، وتهذيب التهذيب "2/ 366"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1499"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 34".

خالد بن مخلد

1592- خالد بن مخلد 1: "خَ، م، ت، س، ق". الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحافط المُكْثِرُ المُغْرِبُ أَبُو الهَيْثَمِ البَجَلِيُّ الكُوْفِيُّ القَطَوَانِيُّ. وَقَطَوَانُ: مَكَانٌ بِالكُوْفَةِ. جُلُّ رِوَايَتِهِ عَنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ. حَدَّثَ عَنْ: مَالِكٍ، وَأَبِي الغُصْنِ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، وَنَافِعِ بنِ أَبِي نُعَيْمٍ، وَعَلِيِّ بنِ صَالِحِ بنِ حَيٍّ، وَكَثِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْفٍ، وَعَبْدِ الله بن جعفر المخزمي، وَمُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الفِطْرِيِّ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَأَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بن كرامة ومحمد بن شَدَّادٍ المِسْمَعِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَقَدْ رَوَى الجَمَاعَةُ سِوَى أَبِي دَاوُدَ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: صَدُوْقٌ لَكِنَّهُ يَتَشَيَّعُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَهُ أَحَادِيْثُ مَنَاكِيْرُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ مُنْكَرَ الحَدِيْثِ مُفْرِطاً فِي التَّشَيُّعِ كَتَبُوا عَنْهُ ضَرُوْرَةً. وَذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ، فَأَوْرَدَ لَهُ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ مُنْكَرَةٍ. وَقَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ وَزَادَ صَاحِبُ النَّبَلِ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ. وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي جَمْعِهِ لحديث مالك عن رجل عنه. وَقِيْلَ: بَلِ القَطَوَانِيُّ لَقَبٌ لَهُ وَقِيْلَ: نِسْبَةً إِلَى مَحَلَّةٍ. وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ مَوْتاً: مُحَمَّدُ بنُ شَدَّادٍ قَالَهُ: الخَطِيْبُ. وَرَوَى البُخَارِيُّ حَدِيْثَ: "مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ" 2 عَنِ ابْنِ كرَامَةَ عَنْ خَالِدٍ. وَهُوَ غَرِيْبٌ جِدّاً لَمْ يَرْوِهِ سِوَى ابْنِ كَرَامَةَ عنه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 406"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 595"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 478"، والكنى للدولابي "2/ 156"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 424"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 152"، والأنساب للسمعاني "10/ 197"، واللباب لابن الأثير "3/ 47"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 411"، وتهذيب التهذيب "3/ 116"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1801"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 29". 2 صحيح: أخرجه البخاري "6502" من حديث أبي هريرة، به.

سريج بن النعمان

1593- سريج بن النعمان 1: "خ، 4" ابن مروان الإِمَامُ أَبُو الحُسَيْنِ وَقِيْلَ: أَبُو الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ الجَوْهَرِيُّ اللُّؤْلُؤِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: فُلَيْحِ بنِ سُلَيْمَانَ وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَنَافِعِ بنِ عُمَرَ المَكِّيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ المُؤَمَّلِ المَخْزُوْمِيِّ، وَحَشْرَجِ بنِ نُبَاتَةَ وَأَبِي عَوَانَةَ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَالبَاقُوْنَ بِوَاسِطَةٍ سِوَى مُسْلِمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ أَيْضاً عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَقَدْ غَلِطَ فِي أَحَادِيْثَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَعْيَانِ المُحَدِّثِيْنَ. قَالَ حَنْبَلٌ: تُوُفِّيَ يَوْمَ الأَضْحَى سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: فِيْهَا مَاتَ حَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ وَمُوْسَى بنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ وَهِشَامُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ العَطَّارُ العَابِدُ، وَعَمْرُو بنُ مَسْعَدَةَ كَاتِبُ السِّرِّ لِلْمَأْمُوْنِ وَإِسْمَاعِيْلُ بن مسلمة القعنبي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 341"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 2506"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1326"، والإكمال لابن ماكولا "4/ 271"، والأنساب للسمعاني "3/ 254"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3084"، والكاشف "1/ ترجمة 1827"، وتهذيب التهذيب "3/ 457"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2363".

عبد الله بن عبد الحكم

1594- عبد الله بن عبد الحكم 1: "س" ابن أعين بن ليث الإِمَامُ الفَقِيْهُ مُفْتِي الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ أَبُو مُحَمَّدٍ المِصْرِيُّ المَالِكِيُّ صَاحِبُ مَالِكٍ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ موالي عثمان -رضي الله عنه. ولد سنة خمسن وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ: اللَّيْثَ بنَ سَعْدٍ وَمَالِكَ بن أنس، ومفضل بن فضالة ومسلم ابن خَالِدٍ الزَّنْجِيَّ وَيَعْقُوْبَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِسْكَنْدَرَانِيَّ، وَبَكْرَ بنَ مُضَرَ وَابْنَ القَاسِمِ وَابْنَ وَهْبٍ وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: بَنُوْهُ الأَئِمَّةُ: مُحَمَّدٌ وَسَعْدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ الحَكَمِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ البَرْقِيِّ، وَخَيْرُ بنُ عَرَفَةَ وَمِقْدَامُ بنُ دَاوُدَ الرُّعَيْنِيُّ، وَأَبُو يَزِيْدَ القَرَاطِيْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو أَبُو الكَرَوَّسِ، وَمَالِكُ بنُ عَبْدِ الله بن سيف التجيبي، وعدة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 518"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 428"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 485"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 323"، والعبر "1/ 366"، والكاشف "2/ ترجمة 3845"، وتهذيب التهذيب "5/ 289"، وتقريب التهذيب "1/ 427"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3605"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 34".

وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ. وَقَالَ ابْنُ وَارَةَ: كَانَ شَيْخَ أَهْلِ مِصْرَ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: لَمْ أَرَ بِمِصْرَ أَعْقَلَ مِنْهُ وَمِنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِمَّنْ عَقَلَ مَذْهَبَ مَالِكٍ، وَفَرَّعَ عَلَى أُصُوْلِهِ. قُلْتُ: لَمْ يَثْبُتْ قَوْلُ ابْنِ مَعِيْنٍ: إِنَّهُ كَذَّابٌ. قَالَ أَبُو عُمَرَ الكِنْدِيُّ: سَكَنَ أَبُوْهُ، وَجَدُّهُ أَعْيَنُ جَمِيْعاً بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَبِهَا مَاتَا. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: صَنَّفَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الحَكَمِ كِتَاباً اخْتَصَرَ فِيْهِ أَسْمِعَتَهُ مِنِ ابْنِ القَاسِمِ، وَابْنِ وَهْبٍ، وَأَشْهَبَ ثُمَّ اخْتَصَرَ مِنْ ذَلِكَ كِتَاباً صَغِيْراً، وَعَلَى الكِتَابَيْنِ مَعَ غَيْرِهِمَا مُعَوَّلُ البَغْدَادِيِّيْنَ المَالِكيَّةِ فِي المُدَارَسَةِ، وَإِيَّاهُمَا شَرَحَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ. قُلْتُ: وَذَكَرُوا أَنَّهُ صَنَّفَ كِتَابَ الأَمْوَالِ، وَكِتَابَ مَنَاقِبِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَسَارَتْ بِتَصَانِيْفِهِ الرُّكْبَانُ، وَكَانَ وَافِرَ الجَلاَلَةِ كَثِيْرَ المَالِ رَفِيْعَ المَنْزِلَةِ. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ الفِيْرُوْزَابَاذِيُّ: كَانَ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ أَعْلَمَ أَصْحَابِ مَالِكٍ بِمُخْتَلِفِ قَوْلِهِ أَفْضَتْ إِلَيْهِ الرِّئَاسَةُ بِمِصْرَ بَعْدَ أَشْهَبَ. قِيْلَ: إِنَّهُ أَعْطَى الشَّافِعِيَّ أَلْفَ دِيْنَارٍ وَأَخَذَ لَهُ مِنْ رَئِيْسَيْنِ أَلْفَي دِيْنَارٍ وَكَانَ يُزَكِّي العُدُوْلَ وَيُجَرِّحُهُم، وَمَا كَانَ يَشْهَدُ وَدُفِنَ إِلَى جَنْبِ الشَّافِعِيِّ. قُلْتُ: وَكَانَ يُحَرِّضُ وَلَدَهُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ على ملازمة الشافعي. مَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ سِتِّيْنَ سَنَةً. رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُذْهِبُ فِي جَمَاعَةٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنِ حَمُّوْيَةَ أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ بن عمر، أحبرنا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الحَكَمِ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ مُضَرَ عَنْ جَعْفَرِ بنِ رَبِيْعَةَ عَنْ صَالِحٍ هُوَ ابْنُ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أَنَا قَائِدُ المُرْسَلِيْنَ وَلاَ فَخْرَ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّيْنَ وَلاَ فَخْرَ وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر"1. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ. وَصَالِحٌ هَذَا: مِصْرِيٌّ ما علمت به بأسًا.

_ 1 ضعيف: أخرجه الدارمي "1/ 27"، وفيه الانقطاع بين صالح بن عطاء، وجابر بن عبد الله لكن قد ورد بلفظ صحيح عَنْ وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من بني هاشم، فأنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفع". أخرجه ابن حبان في "صحيحه" "6242"، من طريق الأوزاعي، قال: حدثنا شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ عَنْ وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ، به. وإسناد صحيح، وورد عن عبد الله بن مسعود مرفوعا بلفظ: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع ومشفع، بيدي لواء الحمد، تحتي آدم فمن دونه". أخرجه ابن حبان "6478"، وابن أبي عاصم في "السنة" "793"، من طريق عمرو بن عثمان الكلابي، قال: حدثنا موسى بن أعين، عن معمر بن راشد، عن مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَعْقُوْبَ، عن بِشْرُ بنُ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعود، به. قلت: وإسناده ضعيف، آفته عمرو بن عثمان الكلابي فقد تركه النسائي، ولينه العقيلي، لكن له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري: عند أحمد "3/ 2"، والترمذي "3615"، وابن ماجه "4308"، وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة عند مسلم "2278".

أبو المغيرة

1595- أبو المغيرة 1: "ع" الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّادِقُ مُسْنِدُ حِمْصَ أَبُو المغيرة عبد القدوس بنُ الحَجَّاجِ الخَوْلاَنِيُّ الحِمْصِيُّ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: صَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَأَرْطَاةَ بنِ المُنْذِرِ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدَةَ بِنْتِ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ وَعُفَيْرِ بنِ مَعْدَانَ وَأَبِي عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ، وَيَزِيْدَ بنِ عَطَاءٍ اليَشْكُرِيِّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ المَسْعُوْدِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ سِنَانٍ وَعَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ يَزِيْدَ بنِ تَمِيْمٍ، وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ وَغَيْرِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَالذُّهْلِيُّ وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ يَزِيْدَ الحَوْطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ زَنْجُوْيَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الحَوْطِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قَالَ ابْنُ زَنْجُوْيَةَ: مَا رَأَيْتُ أَخْوَفَ للهِ مِنْ إِسْحَاقَ بنِ سُلَيْمَانَ وَلاَ رَأَيْتُ أَخْشَعَ مِنْ أَبِي المُغِيْرَةِ وَلاَ أَحْفَظَ مِنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَلاَ أَعْقَلَ مِنْ أَبِي مُسْهِرٍ وَلاَ أَوْرَعَ مِنَ الفِرْيَابِيِّ. قَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ أَبُو المُغِيْرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَصَلَّى عَلَيْهِ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ وَهُوَ وَالبَاقُوْنَ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 472"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1901"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 198"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 299"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 385"، والعبر "1/ 363"، والكاشف "2/ ترجمة 3469"، وتهذيب التهذيب "6/ 369"، وتقريب التهذيب "1/ 415"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4396"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 28".

أسد بن الفرات

1596- أسد بن الفرات 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ القَاضِي الأَمِيْرُ مُقَدَّمُ المُجَاهِدِيْنَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَرَّانِيُّ، ثُمَّ المَغْرِبِيُّ. مَوْلِدُهُ: بِحَرَّانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَهُ: ابْنُ مَاكُوْلاَ وَقَالَ غَيْرُهُ: سَنَةَ خَمْسٍ. وَدَخَلَ القَيْرَوَانَ مَعَ أَبِيْهِ فِي الجِهَادِ وَكَانَ أَبُوْهُ الفُرَاتُ بنُ سِنَانٍ مِنْ أَعْيَانِ الجُنْدِ. رَوَى أَسَدٌ عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ المُوَطَّأَ، وَعَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَأَبِي يُوْسُفَ القَاضِي، وَمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ. وَغَلَبَ عَلَيْهِ عِلْمُ الرَّأْيِ وَكَتَبَ عِلْمَ أَبِي حَنِيْفَةَ. أَخَذَ عَنْهُ شَيْخُهُ أَبُو يُوْسُفَ، وَقِيْلَ: إِنَّهُ تَفَقَّهَ أَوَّلاً عَلَى الإِمَامِ عَلِيِّ بنِ زِيَادٍ التُّوْنُسِيِّ. قِيْلَ: إِنَّهُ رَجَعَ مِنَ العِرَاقِ فَدَخَلَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبُ أَبِي حَنِيْفَةَ وَسَأَلَهُ أَنْ يُجِيْبَ فِيْهَا عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ فَأَبَى، وَتَوَرَّعَ فَذَهَبَ بِهَا إِلَى ابْنِ القَاسِمِ فَأَجَابَهُ بِمَا حَفِظَ عَنْ مَالِكٍ، وَبِمَا يَعْلَمُ مِنْ قَوَاعِدِ مَالِكٍ، وَتُسَمَّى هَذِهِ المَسَائِلُ: الأَسَدِيَّةُ. وَحَصَلَتْ بِإِفْرِيْقِيَةَ لَهُ رِيَاسَةٌ وَإِمْرَةٌ وَأَخَذُوا عَنْهُ وَتَفَقَّهُوا بِهِ. وَحَمَلَ عَنْهُ سُحْنُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ ثُمَّ ارْتَحَلَ سُحْنُوْنُ بِالأَسَدِيَّةِ إِلَى ابْنِ القَاسِمِ وَعَرَضَهَا عَلَيْهِ فَقَالَ ابْنُ القَاسِمِ: فِيْهَا أَشْيَاءُ لاَ بُدَّ أَنْ تُغَيَّرَ وَأَجَابَ عَنْ أَمَاكِنَ. ثُمَّ كَتَبَ إِلَى أَسَدِ بنِ الفُرَاتِ: أَنْ عَارِضْ كُتُبَكَ بِكُتُبِ سُحْنُوْنَ فَلَمْ يَفْعَلْ، وَعَزَّ عَلَيْهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ القَاسِمِ فَتَأَلَّمَ وَقَالَ: اللَّهُمَّ لاَ تُبَارِكْ فِي الأَسَدِيَّةِ فَهِيَ مَرْفُوْضَةٌ عِنْدَ المَالِكِيَّةِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: كَانَ عِنْدَ ابْنِ القَاسِمِ نَحْوُ ثَلاَثِ مائَةِ جِلْدٍ مسائل عن مالك وكان

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "4/ 454" ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ص182"، والعبر "1/ 364"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 28".

أَسَدٌ مِنْ أَهْلِ المَغْرِبِ سَأَلَ مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ عَنْ مَسَائِلَ ثُمَّ سَأَلَ ابْنَ وَهْبٍ فَلَمْ يُجِبْهُ فَأَتَى ابْنَ القَاسِمِ فَتَوَسَّعَ لَهُ، وَأَجَابَ بِمَا عِنْدَهُ عَنْ مَالِكٍ، وَبِمَا يَرَاهُ قَالَ: وَالنَّاسُ يَتَكَلَّمُوْنَ فِي هَذِهِ المَسَائِلِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحِيْمِ الزَّاهِدُ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَسَدٌ فَقُلْتُ: بِمَ تَأْمُرُنِي؟ بِقَولِ مَالِكٍ، أَوْ بِقَولِ أَهْلِ العِرَاقِ؟ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيْدُ الآخِرَةَ فَعَلَيْكَ بمالك. وقيل: نفذت نَفَقَةُ أَسَدٍ وَهُوَ عِنْدَ مُحَمَّدٍ، فَكَلَّمَ فِيْهِ الدَّوْلَةَ فَنَفَّذُوا إِلَيْهِ عَشْرَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ. وَقَدْ كَانَ أَسَدٌ ذَا إِتْقَانٍ وَتَحْرِيْرٍ لِكُتُبِهِ لَقَدْ بِيْعَتْ كُتُبُ فَقِيْهٍ، فَنُوْدِيَ عَلَيْهَا: هَذِهِ قُوْبِلَتْ عَلَى كُتُبِ الإِفْرِيْقِيِّ فَاشْتَرَوْهَا وَرَقَتَيْنِ بِدِرْهَمٍ. وَعَنِ ابْنِ القَاسِمِ أَنَّهُ قَالَ لأَسَدٍ: أَنَا أَقْرَأُ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ خَتْمَتَيْنِ فَأَنْزِلُ لَكَ عَنْ خَتْمَةٍ يَعْنِي: لاشْتِغَالِهِ بِهِ. قَالَ دَاوُدُ بنُ أَحْمَدَ: رَأَيْتُ أَسَداً يَعْرِضُ التَّفْسِيْرَ فَقَرَأَ: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} [طه: 14] فَقَالَ: وَيلُ أُمِّ أَهْلِ البِدَعِ يَزْعُمُوْنَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ كَلاَماً يَقُوْلُ: أَنَا. قُلْتُ: آمَنْتُ بالذي يقول: {إِنِّي أَنَا اللَّه} [القصص: 30] وَبأَنَّ مُوْسَى كَلِيْمُهُ سَمِعَ هَذَا مِنْهُ وَلَكِنِّي لاَ أَدْرِي كَيْفَ تَكَلَّمَ اللهُ؟. مَضَى أَسَدٌ أَمِيْراً عَلَى الغُزَاةِ مِنْ قِبَلِ زَيَادَةِ اللهِ الأَغْلَبِيِّ مُتَوَلِّي المَغْرِبِ فَافْتَتَحَ بَلَداً مِنْ جَزِيْرَةِ صَقِلِّيَّةَ وَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ هُنَاكَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ مَعَ تَوَسُّعِهِ فِي العِلْمِ فَارِساً بَطَلاً شُجَاعاً مِقْدَاماً زَحَفَ إِلَيْهِ صَاحِبُ صَقِلِّيَّةَ فِي مائَةِ أَلْفٍ وَخَمْسِيْنَ ألفًا قال رجل: فلقد رأيت أسدًا، وَبِيَدِهِ اللِّوَاءُ يَقْرَأُ سُوْرَةَ يس، ثُمَّ حَمَلَ بِالجَيْشِ فَهَزَمَ العَدُوَّ وَرَأَيْتُ الدَّمَ وَقَدْ سَالَ عَلَى قَنَاةِ اللِّوَاءِ وَعَلَى ذِرَاعِهِ. وَمَرِضَ وَهُوَ مُحَاصِرٌ سَرَقُوْسِيَةَ1. وَلَمَّا وَلاَّهُ صَاحِبُ المَغْرِبِ الغَزْوَ قَالَ: قَدْ زِدْتُكَ الإِمْرَةَ وَهِيَ أَشْرَفُ، فَأَنْتَ أمير وقاض.

_ 1 سرقوسة: أكبر مدينة بجزيرة صقلية كما ذكر ياقوت الحموي في "معجم البلدان".

أبو مسهر

1597- أبو مسهر 1: "ع" عبد الأعلى بن مسهر بن عَبْدِ الأَعْلَى بنِ مُسْهِرٍ، الإِمَامُ شَيْخُ الشَّامِ أَبُو مُسْهِرٍ بنُ أَبِي ذُرَامَةَ الغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الفَقِيْهُ. قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: أَيُّوْبَ بنِ تَمِيْمٍ وَصَدَقَةَ بنِ خَالِدٍ وَسُوَيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ عَنْ تِلاَوَتِهِم عَلَى يَحْيَى الذِّمَارِيِّ. وَقَرَأَ القُرْآنَ أَيْضاً عَلَى سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَلاَزمَهُ وَسَمِعَ مِنْهُ وَمِنْ عَبْدِ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ وَسَعِيْدُ بنُ بِشْرٍ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ سلام، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ وَيَحْيَى بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي المُهَاجِرِ، وَيَحْيَى بنِ حَمْزَةَ القَاضِي، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُهَاجِرٍ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَمَاعَةَ، وَخَالِدِ بنِ يَزِيْدَ المُرِّيِّ، وَعِدَّةٍ. وَأَخَذَ بِمَكَّةَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَأَخَذَ حَرْفَ نَافِعِ بنِ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْهُ. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. رَوَى عَنْهُ: مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ، وَدُحَيْمٌ وَسُلَيْمَانُ بنُ بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ، وَلَكِنْ قَلَّ مَا رَوَى عَنْهُ وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ وَعَبَّاسٌ التَّرْقُفِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الصَّغَانِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ وَأَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ دَيْزِيْلَ وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ سَمُّوْيَه وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، وَأَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ وَهَارُوْنُ بنُ مُوْسَى الأَخْفَشُ المُقْرِئُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الرَّوَّاسِ الهَاشِمِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ دُحَيْمٌ: وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَدْ رَأَيْتُ الأَوْزَاعِيَّ وَرَأَيْتُ ابْنَ جَابِرٍ وَجَالَسْتُهُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ أَبُو مُسْهِرٍ رَاوِيَةَ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَكَانَ أُشْخِصَ مِنْ دِمَشْقَ إِلَى المَأْمُوْنِ بِالرَّقَّةِ فَسَأَلَهُ عَنِ القُرْآنِ فَقَالَ: هُوَ كَلاَمُ اللهِ وَأَبَى أَنْ يَقُوْلُ: مخلوق. فدعا له

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 473"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1751"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 153"، وتاريخ بغداد "11/ 72"، والأنساب للسمعاني "9/ 148"، والكاشف "2/ ترجمة 3122"، والعبر "2/ 27، 35"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 379"، وتهذيب التهذيب "6/ 98"، وتقريب التهذيب "1/ 465"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3959"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 44".

بِالنِّطْعِ وَالسَّيْفِ لِيَضْرِبَ عُنُقَهُ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ، قَالَ: مَخْلُوْقٌ فَتَرَكَهُ مِنَ القَتْلِ وَقَالَ: أَمَّا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ ذَاكَ قَبْلَ السَّيْفِ لَقَبِلْتُ مِنْكَ وَلَكِنَّكَ تَخْرُجُ الآنَ فَتَقُوْلُ: قُلْتُ ذَاكَ فَرَقاً مِنَ القَتْلِ فَأَمَرَ بِحَبْسِهِ بِبَغْدَادَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ، وَمَاتَ بَعْدَ قَلِيْلٍ فِي الحَبْسِ فِي غُرَّةِ رَجَبٍ مِنَ السَّنَةِ، فَشَهِدَهُ قَوْمٌ كَثِيْرٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ: وُلِدَ لِي وَلَدٌ وَالأَوْزَاعِيُّ حَيٌّ وَجَالَسْتُ سَعِيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ ثِنْتَي عَشْرَة سَنَةً، وَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي أَحْفَظَ لِحَدِيْثِهِ مِنِّي غَيْرَ أَنِّي نَسِيْتُ، وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُوْلُ: كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ لأَكْتُبَ إِلَيْهِ بِحَدِيْثِ أُمِّ حَبِيْبَةَ فِي مَسِّ الفَرْجِ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: الذي يُحَدِّثُ بِبَلَدٍ بِهِ "مَنْ هُوَ" أَوْلَى بِالتَّحْدِيثِ مِنْهُ أَحْمَقُ وَإِذَا رَأَيتَنِي أُحَدِّثُ بِبَلَدٍ فِيْهَا مِثْلُ أَبِي مُسْهِرٍ فَيَنْبَغِي لِلِحْيَتِي أَنْ تُحْلَقَ. رَوَى الفَصْلَ الثَّانِي: أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ عَنْ يَحْيَى أَيْضاً. مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ قَالَ: مُنْذُ خَرَجْتُ مِنَ الأَنْبَارِ إِلَى أَنْ رَجَعْتُ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَبِي مُسْهِرٍ. أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مُنْذُ خَرَجْتُ مِنْ بِلاَدِي أَحَداً أَشْبَهَ بِالمَشْيَخَةِ الَّذِيْنَ أَدْرَكْتُهُم مِنْ أَبِي مُسْهِرٍ. قَالَ: فَيَّاضُ بنُ زُهَيْرٍ سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: كُلُّ مَنْ ثَبَّتَ أَبُو مُسْهِرٍ مِنَ الشَّامِيِّينَ فَهُوَ مُثْبَتٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عِنْدَكُم ثَلاَثَةٌ أَصْحَابُ حَدِيْثٍ: الوَلِيْدُ وَمَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو مُسْهِرٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: رَحِمَ اللهُ أَبَا مُسْهِرٍ مَا كَانَ أثبته! وجعل يطريه. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَأَيْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَحْضُرُ الجَامِعَ بِأَحْسَنِ هَيْئَةٍ فِي البَيَاضِ وَالسَّاجِ، وَالخُفِّ وَيَعْتَمُّ عَلَى طَوِيْلَةٍ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ عَدَنِيَّةٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَا رَأَيْتُ أَفْصَحَ مِنْهُ مِمَّنْ كَتَبْنَا عَنْهُ هُوَ وَأَبُو الجَمَاهِرِ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ: خَرَجَ السُّفْيَانِيُّ المَعْرُوْفُ بِأَبِي العَمَيْطَرِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَأُمُّهُ هِيَ نَفِيْسَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ،

فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ، وَمائَةٍ فَوَلَّى أَبَا مُسْهِرٍ قَضَاءَ دِمَشْقَ كُرْهاً ثُمَّ إِنَّهُ تَنَحَّى عَنِ القَضَاءِ لَمَّا خُلِعَ أَبُو العَمَيْطَرِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُوْلُ: قَالَ لِي سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ مَا شَبَّهْتُكَ فِي الحِفْظِ إلَّا بِجَدِّكَ أَبِي ذُرَامَةَ مَا كَانَ يَسْمَعُ شَيْئاً إلَّا حَفِظَهُ. وقال أبو الجماهير مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ: مَا رَأَيْتُ بِالشَّامِ مِثْلَ أَبِي مُسْهِرٍ. قَالَ العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ البَيْرُوْتِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُوْلُ: لَقَدْ حَرَصْتُ عَلَى عِلْمِ الأَوْزَاعِيِّ حَتَّى كَتَبْتُ عَنِ ابْنِ سَمَاعَةَ ثلاثة عشر كتابًا. حَتَّى لَقِيْتُ أَبَاكَ الوَلِيْدَ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ عِلْماً لَمْ يَكُنْ عِنْدَ القَوْمِ. قَالَ ابْنُ زَنْجُوْيَةَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُوْلُ: عَرَامَةُ الصَّبِيِّ فِي صِغَرِهِ زيَادَةٌ فِي عَقْلِهِ فِي كِبَرِهِ. قَالَ ابْنُ دَيْزِيْلَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يُنْشِدُ: هَبْكَ عُمِّرْتَ مِثْلَ مَا عَاشَ نُوحٌ ... ثُمَّ لاَقَيْتَ كُلَّ ذَاكَ يَسَارَا هَلْ مِنَ المَوْتِ لاَ أبا لك يد ... أَيُّ حَيٍّ إِلَى سِوَى المَوْتِ صَارَا مَبْدَأُ مِحْنَةِ الإِمَامِ أَبِي مُسْهِرٍ: قَالَ عَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيُّ: كُنَّا عَلَى بَابِ أَبِي مُسْهِرٍ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ فَمَرِضَ فَعُدْنَاهُ، وَقُلْنَا: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: فِي عَافِيَةٍ رَاضِياً عَنِ اللهِ سَاخِطاً عَلَى ذِي القَرْنَيْنِ كَيْفَ لَمْ يَجْعَلْ سَدّاً بَيْنَنَا، وَبَيْنَ أَهْلِ العِرَاقِ كَمَا جَعَلَهُ بَيْنَ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَبَيْنَ يَأْجُوْجَ وَمَأْجُوْجَ فَمَا كَانَ بَعْدَ هَذَا إلَّا يَسِيْراً حَتَّى وَافَى المَأْمُوْنُ دِمَشْقَ، وَنَزَلَ بِدَيْرِ مُرَّانَ، وَبنَى القُبَّةَ فَوقَ الجَبَلِ فَكَانَ بِاللَّيْلِ يَأْمُرُ بِجَمْرٍ عظيم فيوقد، وَيُجْعَلُ فِي طُسُوتٍ كِبَارٍ تُدَلَّى مِنْ عِنْدِ القُبَيْبَةِ بِسَلاَسِلَ، وَحِبَالٍ فَتُضِيءُ لَهَا الغُوْطَةُ فَيُبْصِرُهَا بِاللَّيْلِ. وَكَانَ لأَبِي مُسْهِرٍ حَلْقَةٌ فِي الجَامِعِ بَيْنَ العِشَاءَيْنِ عِنْدَ حَائِطِ الشَّرْقِيِّ فَبَيْنَا هُوَ لَيْلَةً إِذْ قَدْ دَخَلَ الجَامِعَ ضَوْءٌ عَظِيْمٌ فَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: النَّارُ الَّتِي تُدَلَّى مِنَ الجَبَلِ لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ حَتَّى تُضِيءَ لَهُ الغُوْطَةُ فَقَالَ: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ، وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} [الشعراء: 128، 129] وَكَانَ فِي الحَلْقَةِ صَاحِبُ خَبَرٍ لِلْمَأْمُوْنِ فَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى المَأْمُوْنِ فَحَقَدَهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ قَدْ بَلَغَهُ أَيْضاً أَنَّهُ كَانَ عَلَى قَضَاءِ أَبِي العميطر.

فلَمَّا رَحَلَ المَأْمُوْنُ أَمَرَ بِحَمْلِ أَبِي مُسْهِرٍ إِلَيْهِ، فَامْتَحَنَهُ بِالرَّقَّةِ فِي القُرْآنِ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ المَأْمُوْنُ بَأْساً وَبَلاَءً عَلَى الإسْلاَمِ. أَبُو الدَّحْدَاحِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ حَامِدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ أَصْبَغَ، وَكَانَ مَعَ أَبِي مُسْهِرٍ هُوَ وَابْنُ أَبِي النَّجَا، خَرَجَا مَعَهُ يَخْدُمَانِهِ فَحَدَّثَنِي أَصْبَغُ: أَنَّ أَبَا مُسْهِرٍ دَخَلَ عَلَى المَأْمُوْنِ بِالرَّقَّةِ، وَقَدْ ضَرَبَ رَقَبَةَ رَجُلٍ، وَهُوَ مَطْرُوْحٌ فَأَوْقَفَ أَبَا مُسْهِرٍ فِي الحَالِ فَامْتَحَنَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ فَأَمَرَ بِهِ فَوُضِعَ فِي النِّطْعِ لِيَضْرِبَ عُنُقَهُ فَأَجَابَ إِلَى خَلْقِ القُرْآنِ، فَأُخْرِجَ مِنَ النِّطْعِ فَرَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ فَأُعِيدَ إِلَى النِّطْعِ فَأَجَابَ فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى العِرَاقِ، وَلَمْ يَثِقْ بِقَولِهِ فَمَا حَذِرَ، وَأَقَامَ عِنْدَ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ يَعْنِي: نَائِبَ بَغْدَادَ أَيَّاماً لاَ تَبْلُغُ مائة يوم، ومات رحمه الله. قَالَ الحَسَنُ بنُ حَامِدٍ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ رَجُلٍ يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ: أَنَّ أَبَا مُسْهِرٍ أُقِيْمَ بِبَغْدَادَ لِيَقُوْلَ قَوْلاً يُبَرِّئُ فِيْهِ نَفْسَهُ مِنَ المِحْنَةِ، وَيُوقَى المَكْرُوْهَ فَبَلَغَنِي أَنَّهُ قَالَ فِي ذَلِكَ المَوْقِفِ: جَزَى اللهُ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ خَيْراً عَلَّمَنَا مَا لَمْ نَكُنْ نَعْلَمُ، وَعَلِمَ عِلْماً مَا عَلِمَهُ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ وَقَالَ: قُلْ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ وَإِلاَّ ضَرَبْتُ عُنُقَكَ، أَلاَ فَهُوَ مَخْلُوْقٌ. قَالَ: فَأَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ لَهُ فِي هَذِهِ المَقَالَةِ نَجَاةٌ. الصُّوْلِيُّ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: لَمَّا صَارَ المَأْمُوْنُ إِلَى دِمَشْقَ ذَكَرُوا لَهُ أَبَا مُسْهِرٍ، وَوَصَفُوهُ بِالعِلْمِ وَالفِقْهِ فَأَحْضَرَهُ فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي القُرْآنِ؟ قَالَ: كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّه} [التَّوْبَةُ: 5] فَقَالَ: أَمَخْلُوْقٌ هُوَ، أَوْ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ؟ قَالَ: مَا يَقُوْلُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ؟ قَالَ: مَخْلُوْقٌ قَالَ: يُخْبِرُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ عَنِ الصَّحَابَةِ، أَوِ التَّابِعِيْنَ؟ قَالَ: بِالنَّظَرِ وَاحْتَجَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! نَحْنُ مَعَ الجُمْهُوْرِ الأَعْظَمِ أَقُوْلُ بِقَوْلِهِم وَالقُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ قَالَ: يَا شَيْخُ! أَخْبِرْنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلِ اخْتَتَنَ؟ قَالَ: مَا سَمِعْتُ فِي هَذَا شَيْئاً. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْهُ أَكَانَ يُشْهِدُ إِذَا زَوَّجَ، أَوْ تَزَوَّجَ؟ قَالَ: وَلاَ أَدْرِي قَالَ: اخْرُجْ قَبَّحَكَ اللهُ وَقَبَّحَ مَنْ قَلَّدَكَ دِيْنَهُ وَجَعَلَكَ قُدْوَةً. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْظَمَ قَدْراً مِنْ أَبِي مُسْهِرٍ كُنْتُ أَرَاهُ إِذَا خَرَجَ إِلَى المَسْجَدِ اصطف الناس يسلمون عليه، ويقبلون يده. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ البَصْرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيَّ وَقِيْلَ لَهُ: إِنَّ أَبَا مُسْهِرٍ كَانَ مُتَكَبِّراً فِي نَفْسِهِ فَقَالَ: كَانَ مِنْ ثِقَاتِ النَّاسِ رَحِمَ اللهُ أَبَا مُسْهِرٍ، لَقَدْ كَانَ مِنَ

الإِسْلاَمِ بِمَكَانٍ حُمِلَ عَلَى المِحْنَةِ فَأَبَى، وَحُمِلَ عَلَى السَّيْفِ فَمَدَّ رَأْسَهُ وَجُرِّدَ السَّيْفُ فَأَبَى، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ مِنْهُ حُمِلَ إِلَى السِّجْنِ فَمَاتَ. وَقِيْلَ: عَاشَ أَبُو مُسْهِرٍ تِسْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ الذُّهْلِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يُنشد: وَلاَ خَيْرَ فِي الدُّنْيَا لِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ... مِنَ اللهِ فِي دَارِ المُقَامِ نَصِيبُ فَإِنْ تُعْجِبِ الدُّنْيَا رِجَالاً فَإِنَّهُ ... مَتَاعٌ قَلِيْلٌ وَالزَّوَالُ قَرِيْبُ قَالَ أَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ وَغَيْرُهُ: مَاتَ أَبُو مُسْهِرٍ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: حَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوْهِيُّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ بِبَغْدَادَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الزَّاهِدُ، وأخبرنا عمربن عَبْدِ المُنْعِمِ، أَنْبَأَنَا عَبْدِ الجَلِيْلِ بنِ مَنْدَوَيْه أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ المُظَفَّرِ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وُضُوْءٌ عَلَى وُضُوْءٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ أَخْبَرُكُمْ مُكْرَمُ بنُ مُحَمَّدٍ القُرَشِيُّ أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بنُ عَلِيٍّ الثَّعْلَبِيُّ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَدِيْدِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ، وَأَرْبَعِ مائَةٍ "ح"، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، وَابْنُ عَمِّهِ عَبْدُ المُنْعِمِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ صَابِرٍ وَإِبْرَاهِيْمُ وَعَبْدُ العَزِيْزِ ابْنَا بَرَكَاتٍ الخُشُوْعِيِّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي بنُ صَابِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ النَّسِيْبُ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المَوَازِيْنِيِّ، وَأَخُوْهُ أَبُو الفَضْلِ، وَأَبُو طَاهِرٍ الحِنَّائِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الكِلاَبِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ طَاهِرٍ النَّحْوِيُّ قَالُوا كُلُّهُم: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سُلْوَانَ المَازِنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ جَعْفَرٍ المُؤَذِّنُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ الهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ سَلاَّمٍ سَمِعْتُ جَدِّي أَبَا سَلاَّمٍ يُحَدِّثُ عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مائَتَي مَرَّةٍ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ"1. هَذَا خبر في إِرْسَالٌ وَفِيْهِ انقِطَاعٌ؛ لأَنَّ أَبَا سَلاَّمٍ لَمْ يَلْقَ كَعْباً. وَفِي تَارِيْخِ أَبِي زُرْعَةَ: قُلْتُ لأبي مسهر: سمع معاوية بن سلام مِنْ جَدِّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ حَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ جده أبا سلام فذكر الحديث موقوفًا.

_ 1 ضعيف بهذا اللفظ: فهو مرسل. لكن قد روى بلفظ صحيح عن أبي هريرة مرفوعا ولفظه: "من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". أخرجه البخاري "6405"، ومسلم "2691" "28"، من طريق مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به.

زينب

1598- زَيْنَبُ 1: بِنْتُ الأَمِيْرِ سُلَيْمَانَ عَمِّ المَنْصُوْرِ العَبَّاسِيَّةُ الَّتِي يُنْسَبُ إِلَيْهَا الزَّيْنَبِيُّوْنَ. كَانَتْ طِفْلَةً مَعَ أَهلِهَا بِالحُمَيْمَةِ2، ثُمَّ نَشَأَتْ فِي السَّعَادَةِ، وَرأَتْ عِدَّةَ خُلَفَاءٍ أَوَّلُهُم ابْنُ عَمِّهَا السَّفَاحُ ثُمَّ المَنْصُوْرُ ثُمَّ المَهْدِيُّ ثُمَّ الهَادِي ثُمَّ الرَّشِيْدُ ثُمَّ الأَمِيْنُ ثُمَّ المَأْمُوْنُ، وَطَالَ عُمُرُهَا، وَوَلِيَ أَبُوْهَا وَأَخَوَاهَا مُحَمَّدٌ وَجَعْفَرٌ. رَوَتْ عَنْ: أَبِيْهَا. حَدَّثَ عَنْهَا: وَلَدُهَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الإِمَامُ وَعَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بنُ الخَلِيْلِ بنِ مَالِكٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ القُرَشِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُوْسَى العَبَّاسِيُّ، وَالمَأْمُوْنُ وَكَانَ يُكْرِمُهَا وَيُجِلُّهَا. وَبَقِيَتْ إِلَى سَنَةِ بِضْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَيُقَالُ: عَاشَتْ إِلَى بَعْدِ المَأْمُوْنِ وَعُمِّرَتْ فَطِرَادٌ الزَّيْنَبِيُّ3 وَأَقَارِبُهُ مِنْ ذُرِّيَّةِ عَبْدِ الله ولدها.

_ 1 ترجمتها في تاريخ بغداد "14/ 435". 2 الحُمَيمة: مصغر "الحمة"، وهي من أعمال "عمان" في أطراف الشام كما قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان". 3 هو: طِرَادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ محمد، الشيخ الإمام الأنبل، مسند العراق نقيب النقباء، أبو الفوارس ابن أبي الحسن القرشي الهاشمي العباس الزينبي البغدادي. قال السِّلَفِيّ: كَانَ حَنَفِيّاً مِنْ جِلَّةِ النَّاس، وَكُبرَائِهم، ثقة ثبتا. مَاتَ فِي سَلخ شَوَّال، سَنَة إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وأربع مائة. ستأتي ترجمته برقم "4447"، بالمجلد الثاني عشر من طبعتنا المباركة.

حبان بن هلال

حبان بن هلال 1: "ع" الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ أَبُو حَبِيْبٍ البَاهِلِيُّ وَيُقَالُ: الكِنَانِيُّ البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: شُعْبَةَ وَمَعْمَرِ بنِ رَاشِدٍ وَسَلْمِ بنِ زَرِيْرٍ وَهَمَّامِ بنِ يَحْيَى وَأَبَانِ بنِ يَزِيْدَ، وَجُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ وإسحاق الكَوْسَجُ وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّرِامِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُمُ. وَكَانَ قَدْ قَطَعَ الرِّوَايَةَ قَبْل مَوْتِهِ بِسَنَوَاتٍ فَلِهَذَا لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ البُخَارِيُّ وَلاَ أَبُو حَاتِمٍ. وَقَدْ وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً حُجَّةً ثَبْتاً امْتَنَعَ مِنَ التَّحْدِيْثِ قَبْلَ مَوْتِهِ. قَالَ: وَمَاتَ بِالبَصْرَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَبَّانُ إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. وَقَالَ بَكَّارُ بنُ قُتَيْبَةَ: مَا رَأَيْتُ نَحْوِيّاً يُشْبِهُ الفُقَهَاءَ إلَّا حَبَّانَ بنَ هِلاَلٍ وَالمَازِنِيَّ. قُلْتُ: كَانَ حَبَّانُ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْ مَعْمَرٍ. وَمَوْلِدُهُ فِي حُدُوْدِ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَةٍ رَحِمَهُ الله.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 299"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 381"، والكنى للدولابي "1/ 143"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1324"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 303"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 358"، والعبر "1/ 369"، والكاشف "1/ ترجمة 902"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 284"، وتهذيب التهذيب "2/ 170" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 217"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 492"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة رقم 1184"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 36".

طلق بن غنام

1600- طلق بن غنام 1: "خ، 4" ابن طلق بن معاوية المُحَدِّثُ الحَافِظُ ابْنُ عَمِّ القَاضِي حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ النَّخَعِيِّ، الكُوْفِيِّ وَنَائِبُه عَلَى القَضَاءِ وَكَانَ كَاتِبَ الحُكْمِ لِشَرِيْكٍ القَاضِي. سَمِعَ زَائِدَةَ وَشَيْبَانَ، وَالمَسْعُوْدِيَّ وَمَالِكَ بنَ مِغْوَلٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ، وَهَمَّامَ بنَ يَحْيَى وَشَرِيْكَ بنَ عَبْدِ اللهِ، وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَرْبَابُ السُّنَنِ بِوَاسِطَةٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَأَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيُّ وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ المَصِّيْصِيُّ وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أبو داود: صالح الحديث.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 405"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 3142"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 645"و "3/ 216"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 2161"، والكاشف "2/ ترجمة 2511"، والعبر "1/ 360"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4026"، وتهذيب التهذيب "5/ 33"، وتقريب التهذيب "1/ 380"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3211"، وشذرات الذهب "2/ 27".

زبيدة

1601- زبيدة 1: السِّتُّ المُحَجَّبَةُ أَمَةُ العَزِيْزِ، وَتُكْنَى: أُمَّ جَعْفَرٍ بنت جعفر بن المَنْصُوْرِ أَبِي جَعْفَرٍ العَبَّاسِيَّةُ وَالِدَةُ الأَمِيْنِ مُحَمَّدِ بن الرَّشِيْدِ: قِيْلَ: لَمْ تَلِدْ عَبَّاسِيَّةٌ خَلِيْفَةً سِوَاهَا. وكَانَتْ عَظِيْمَةَ الجَاهِ، وَالمَالِ لَهَا آثَارٌ حَمِيْدَةٌ فِي طَرِيْقِ الحَجِّ وَجَدُّهَا المَنْصُوْرُ هُوَ لَقَّبَهَا: زُبَيْدَةَ. وَمِنْ حِشْمَتِهَا أَنَّهَا لَمَّا حَجَّتْ نَابَهَا بِضْعَةٌ وَخَمْسُوْنَ أَلْفَ أَلفِ دِرْهَمٍ. وَكَانَ فِي قَصْرِهَا مِنَ الجَوَارِي نَحْوٌ مِنْ مائَةِ جَارِيَةٍ كُلُّهُنَّ يَحْفَظْنَ القُرْآنَ. وَكَانَ المَأْمُوْنُ يُبَالِغُ فِي إِجْلاَلِهَا. وَقَالَتْ لَهُ مَرَّةً: لَئِنْ فَقَدتُ ابْناً خليفة لقد عوضت ابنًا خليفة أَلِدْهُ، وَمَا خَسِرَ مَنِ اعْتَاضَ مِثْلَكَ. تُوُفِّيَتْ سنة ست عشرة ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 433"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 242"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 213".

عفان

1602- عفان 1: "ع" ابن مسلم بن عبد الله مَوْلَى عَزْرَةَ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ الإِمَامُ الحَافِظُ، مُحَدِّثُ العِرَاقِ أَبُو عُثْمَانَ البَصْرِيُّ الصَّفَّارُ3 بَقِيَّةُ الأَعْلاَمِ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ تَحْدِيْداً أَوْ تَقْرِيْباً. وَسَمِعَ مِنْ: شُعْبَةَ وَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، وَهَمَّامٍ وَالحَمَّادَيْنِ وَصَخْرِ بنِ جُوَيْرِيَةَ، وَدَيْلَمِ بنِ غَزْوَانَ، وَوُهَيْبِ بنِ خَالِدٍ وَسُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ، وَالأَسْوَدِ بنِ شَيْبَانَ وَطَبَقَتِهِم مِنْ مَشْيَخَةِ بَلَدِهِ واستوطن بغداد.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 298"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 331"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 165"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1550"، وتاريخ بغداد "12/ 269"، والإكمال لابن ماكولا "6/ 220"، والكاشف "2/ ترجمة 3884"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5678"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 378"، وتهذيب التهذيب "7/ 230"، وتقريب التهذيب "2/ 25"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 2885" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 47". 3 الصَّفَّار: نسبة إلى بيع الأواني الصفرية المصنوعة من الصفر، وهو ضرب من النحاس.

حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَحَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ بِوَاسِطَةٍ، وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: أَحْمَدُ، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَابْنُ مَعِيْنٍ وَإِسْحَاقُ وَالفَلاَّسُ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالذُّهْلِيُّ، وَالقَوَارِيْرِيُّ وَخَلَفُ بنُ سَالِمٍ وَابْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَالزَّعْفَرَانِيُّ، وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ، وَهِلاَلُ بنُ العلاء وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وَالحَسَنُ بن سلام السواق، وإبراهيم الحربي وإسحاق بنُ الحَسَنِ الحَرْبِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ إِمَامٌ، وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: ثِقَةٌ مُتْقِنٌ مَتِيْنٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: عَفَّانُ يُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ صَاحِبُ سُنَّةٍ، كَانَ عَلَى مَسَائِلِ مُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ القَاضِي فَجُعِلَ لَهُ عَشْرَةُ آلاَفِ دِيْنَارٍ عَلَى أَنْ يَقِفَ عَنْ تَعْدِيْلِ رَجُلٍ فَلاَ يَقُوْلَ: عَدْلٌ، وَلاَ غَيْرُ عَدْلٍ فَأَبَى، وَقَالَ: لاَ أُبْطِلُ حَقّاً مِنَ الحُقُوْقِ، وَكَانَ يَذْهَبُ بِرِقَاعِ المَسَائِلِ إِلَى المَوْضِعِ البَعِيْدِ يَسْأَلُ فَجَاءَ يوما إلى معاذ بالرقاع، وقد تلطخت بالناطق فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟ قَالَ: إِنِّيْ أَذهَبُ إِلَى المَوْضِعِ البَعِيْدِ فَأَجُوْعُ فَأَخَذْتُ نَاطِفاً جَعَلْتُهُ فِي كُمِّي أَكَلْتُهُ. الدَّغُوْلِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ خَاقَانَ المَرْوَزِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عَلِيٍّ قَالَ: جَاءَنِي عَفَّانُ فِي نِصْفِ النَّهَارِ فَقَالَ لِي: عِنْدَك شَيْءٌ نَأْكُلُهُ؟ فَمَا وَجَدْتُ فِي مَنْزِلِي خُبْزاً وَلاَ دَقِيْقاً، وَلاَ شَيْئاً نَشْتَرِي بِهِ فَقُلْتُ: إِنَّ عِنْدِي سَوِيْقَ شَعِيْرٍ فَقَالَ لِي: أَخْرِجْهُ فَأَخْرَجْتُهُ فَأَكَلَ مِنْهُ أَكْلاً جَيِّداً فَقَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأُعْجُوْبَةٍ؟ شَهِدَ فُلاَنٌ، وَفُلاَنٌ عِنْدَ القَاضِي مُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ بِأَرْبَعَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ عَلَى رَجُلٍ فَأَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُمَا، فَجَاءَنِي صَاحِبُ الدَّنَانِيْرِ فَقَالَ: لَكَ نِصْفُهَا وَتُعَدِّلَ شَاهِدَيَّ فَقُلْتُ: اسْتَحْيَيْتُ لَكَ قَالَ: وَكَانَ عَفَّانُ عَلَى مَسْأَلَةِ مُعَاذٍ. قَالَ: وقيل لمعاذ: ما تصنع بِعَفَّانَ وَهُوَ مُغَفَّلٌ؟ فَسَكَتَ فَوَجَّهَهُ يَوْماً فِي مَسْأَلَةٍ فَذَهَبَ فَسَأَلَ عَنْهُم وَجَعَلَ المَسْأَلَةَ فِي كُمِّهِ وَاشْتَرَى قُبَّيْطاً، وَجَعَلَهُ فِي كُمِّهِ وَجَاءَ فَأَخْرَجَ إِلَى مُعَاذٍ المَسْأَلَةَ وَقَدِ اخْتَلَطَ بِهَا القُبَّيْطُ فَضَحِكَ وَقَالَ مَنْ يَلُوْمُنِي عَلَى عَفَّانَ؟. قَالَ حَنْبَلٌ: حَضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَابْنَ مَعِيْنٍ عِنْدَ عَفَّانَ بَعْدَ مَا دَعَاهُ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ لِلْمِحْنَةِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنِ امْتَحَنَ مِنَ النَّاسِ عَفَّانَ فَسَأَلَهُ يَحْيَى مِنَ الغَدِ بَعْدَ مَا امْتُحِنَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ حَاضِرٌ، وَنَحْنُ مَعَهُ فَقَالَ: أَخْبِرْنَا بِمَا قَالَ لَكَ إِسْحَاقُ؟ قَالَ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا لَمْ أُسَوِّدْ وَجْهَكَ وَلاَ وُجُوْهَ أَصْحَابِكَ إِنِّيْ لَمْ أُجِبْ فَقَالَ لَهُ: فَكَيْفَ كَانَ؟ قَالَ: دَعَانِي وَقَرَأَ عَلَيَّ الكِتَابَ الَّذِي كَتَبَ بِهِ المَأْمُوْنُ مِنَ الجَزِيْرَةِ فَإِذَا فِيْهِ: امْتَحِنْ عَفَّانَ وَادْعُهُ إِلَى أَنْ يَقُوْلَ: القُرْآنُ كَذَا وَكَذَا فَإِنْ قَالَ ذَلِكَ فَأَقِرَّهُ عَلَى أَمْرِهِ، وَإِنْ لَمْ يُجِبْكَ إِلَى مَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ فَاقْطَعْ عَنْهُ

الَّذِي يُجْرَى عَلَيْهِ وَكَانَ المَأْمُوْنُ يُجْرِي عَلَى عَفَّانَ كُلَّ شَهْرٍ خَمْسَ مائَةِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا قَرَأَ عَلَيَّ الكِتَابَ قَالَ لِي إِسْحَاقُ: مَا تَقُوْلُ؟ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} حَتَّى خَتَمْتُهَا فَقُلْتُ: أَمَخْلُوْقٌ هَذَا؟ فَقَالَ: يَا شَيْخُ! إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يَقُوْلُ: إِنَّكَ إِنْ لَمْ تُجِبْهُ إِلَى الَّذِي يَدْعُوكَ إِلَيْهِ يَقْطَعْ عَنْكَ مَا يُجرِي عَلَيْكَ فَقُلْتُ: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذَّارِيَاتُ: 22] ، فَسَكَتَ عَنِّي وَانْصَرَفْتُ فسر بذلك أبو عبد الله ويحيى. قُلْتُ: هَذِهِ الحِكَايَةُ تَدُلُّ عَلَى جَلاَلَةِ عَفَّانَ، وَارْتِفَاعِ شَأْنِهِ عِنْدَ الدَّوْلَةِ فَإِنَّ غَيْرَهُ امْتُحِنَ، وقيد وسجن، وعفان فَعَلُوا مَعَهُ غَيْرَ قَطْعِ الدَّرَاهِمِ عَنْهُ. قَالَ القَاسِمُ بنُ أَبِي صَالِحٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ دَيْزِيْلَ يَقُوْلُ: لَمَّا دُعِيَ عَفَّانُ لِلْمِحْنَةِ كُنْتُ آخِذاً بِلِجَامِ حِمَارِهِ فَلَمَّا حَضَرَ عُرِضَ عَلَيْهِ القَوْلُ فَامْتَنَعَ أَنْ يُجِيْبَ فَقِيْلَ لَهُ: يُحْبَسُ عَطَاؤُكَ قَالَ: وَكَانَ يُعْطَى فِي كُلِّ شَهْرٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَقَالَ: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22] ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى دَارِهِ عَذَلَهُ نِسَاؤُهُ، وَمَنْ فِي دَارِهِ قَالَ: وَكَانَ فِي دَارِهِ نَحْوُ أربعين إنسانا فدق عليه البَابَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ شَبَّهْتُهُ بِسَمَّانٍ، أَوْ زَيَّاتٍ وَمَعَهُ كِيْسٌ فِيْهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ فَقَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانُ! ثَبَّتَكَ اللهُ كَمَا ثَبَّتَّ الدِّيْنَ وَهَذَا فِي كُلِّ شَهْرٍ. حَاجِبُ الطُّوْسِيِّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ مُنِيْبٍ قَالَ: قَالَ عفان: اختلف أَنَا، وَفُلاَنٌ إِلَى حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ سَنَةً لاَ نَكْتُبُ شَيْئاً وَسَأَلْنَاهُ الإِمْلاَءَ فَلَمَّا أَعْيَاهُ دَعَا بِنَا إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَالَ: وَيْحَكُمْ! تُشْلُوْنَ1 عَلَيَّ النَّاسَ قُلْنَا: لاَ نَكْتُبُ إلَّا إِمْلاَءً فَأَملَى بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: إِذَا اخْتَلَفَ أَبُو الوَلِيْدِ، وَعَفَّانُ عَنْ حَمَّادٍ فَالقَوْلُ قَوْلُ عَفَّانَ، عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْهُ وَأَكْيَسُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ ثِقَةٌ ثَبْتٌ، وَعَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ. ابْنُ الغَلاَبِيِّ قَالَ: ذُكِرَ لابْنِ مَعِيْنٍ عَفَّانُ، وَثَبْتُهُ فَقَالَ: قَدْ أَخَذْتُ عَلِيْهِ خَطَأَهُ فِي غَيْرِ حَدِيْثٍ. عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ الجَوْهَرِيُّ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّائِغَ قَالَ: اجْتَمَعَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَعَفَّانُ: فَقَالَ عَفَّانُ ثَلاَثَةٌ يُضَعَّفُوْنَ فِي ثَلاَثَةٍ: عَلِيٌّ فِي حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَأَحْمَدُ فِي إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي شَرِيْكٍ فَقَالَ عَلِيٌّ: وَرَابِعٌ مَعَهُمْ قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: عَفَّانُ فِي شُعْبَةَ. ثُمَّ قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَأَرْبَعَتُهُم أَقْوِيَاءُ وَلَكِنَّ هذا على المزاح.

_ 1 تُشْلُونَ: أي تغرون.

قُلْتُ: وَلأَنَّهُم كَتَبُوا وَهُم صِغَارٌ عَنِ المَذْكُوْرِيْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَا رَأَيْتُ الأَلْفَاظَ فِي كِتَابِ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ شُعْبَةَ أَكْثرَ مِنْهَا عِنْدَ عَفَّانَ يَعْنِي: أَنْبَأَنَا، وَأَخْبَرَنَا وَسَمِعْتُ وَحَدَّثَنَا يَعْنِي: شُعْبَةَ. قَالَ حَنْبَلٌ: سَأَلْتُ أَبَا عبد الله عن عفان فقال: عفان، وجبان وَبَهْزٌ: هَؤُلاَءِ المُتَثَبِّتُوْنَ. ثُمَّ قَالَ: قَالَ عَفَّانُ: كُنْتُ أُوْقِفُ شُعْبَةَ عَلَى الأَخْبَارِ قَالَ: وَعَفَّانُ أضبطهم للأسامي. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي عَوْفٍ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ كَانَ عَفَّانُ، وَبَهْزٌ وَحَبَّانُ يَخْتَلِفُوْنَ إِلَيَّ فَكَانَ عَفَّانُ أَضْبَطَهُم لِلْحَدِيْثِ، وَأَنْكَدَهُم عَمِلْتُ عَلَيْهِم مَرَّةً فِي شَيْءٍ فَمَا فَطِنَ لِي إلَّا عَفَّانُ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْ حَبَّانَ. قَالَ حَسَّانُ بنُ حَسَنٍ المُجَاشِعِيُّ: قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: قَالَ عَفَّانُ: مَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ حَدِيْثاً إلَّا عَرَضْتُ عَلَيْهِ غَيْرَ شُعْبَةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُمَكِّنِّي أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْهِ. وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَفَّانُ يَعْنِي: عِنْدَ عَلِيٍّ فَقَالَ: كَيْفَ أَذْكُرُ رَجُلاً يَشُكُّ فِي حَرْفٍ فَيَضْرِبُ عَلَى خَمْسَةِ أَسْطُرٍ. وَسَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَتَيْنَا أَبَا عَوَانَةَ فَقَالَ: مَنْ عَلَى البَابِ؟ فَقُلْنَا: عَفَّانُ وَبَهْزٌ، وَحَبَّانُ فَقَالَ: هَؤُلاَءِ بَلاَءٌ مِنَ البَلاَءِ قَدْ سَمِعُوا يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَعْرِضُوا. وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ عَفَّانُ يَسْمَعُ بِالغَدَاةِ وَيَعْرِضُ بِالعَشِيِّ. وَقَالَ الزَّعْفَرَانِيُّ: قُلْتُ لأَحْمَدَ: مَنْ تَابَعَ عَفَّانُ عَلَى كَذَا؟ فَقَالَ: وَعَفَّانُ يَحْتَاجُ إِلَى مُتَابِعٍ؟! وَقَالَ أَحْمَدُ: مَنْ يُفْلِتُ مِنَ التصحيف؟ كان يحيى بن سعيد يشكل الحَرْفَ إِذَا كَانَ شَدِيْداً، وَكَانَ هَؤُلاَءِ أَصْحَابَ الشَّكْلِ: عَفَّانُ وَبَهْزٌ وَحَبَّانُ. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: أَصْحَابُ الحَدِيْثِ خَمْسَةٌ: مَالِكٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ وَالثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَعَفَّانُ. عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ قَالَ: كَانَ -وَاللهِ -عَفَّانُ أَثْبَتَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ فِي حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ. مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ النَّسَائِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ: مَنْ أَثْبَتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، أَوْ عَفَّانُ؟ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحْفَظُ لِحَدِيْثِهِ وَحَدِيْثِ النَّاسِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ رِجَالِ عَفَّانَ فِي الكِتَابِ وَكَانَ عَفَّانُ أَسَنَّ مِنْهُ بِسَنَتَيْنِ. وَعَنْ عَفَّانَ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّهُمَا اخْتَلَفَا فِي حَدِيْثٍ فبعثا يسألاني.

وَقَالَ القَوَارِيْرِيُّ: قَالَ لِي يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: مَا أَحَدٌ يُخَالِفُنِي فِي الحَدِيْثِ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ عَفَّانَ. مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ بَحْرٍ: حدثنا الفلاس قال: رأيت يَحْيَى يَوْماً حَدَّثَ بِحَدِيْثٍ فَقَالَ لَهُ عَفَّانُ: لَيْسَ هُوَ هَكَذَا فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَيْتُ يَحْيَى فَقَالَ: هُوَ كَمَا قَالَ عَفَّانُ، وَلَقَدْ سَأَلْتُ اللهَ أَنْ لاَ يَكُوْنَ عِنْدِي عَلَى خِلاَفِ مَا قَالَ عَفَّانُ. قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ العُلَمَاءُ فَانْظُرْ يَا مِسْكِيْنُ كَيْفَ أَنْتَ عَنْهُم بِمَعْزِلٍ. قَالَ الزَّعْفَرَانِيُّ: رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَعْرِضُ عَلَى عَفَّانَ مَا سَمِعَهُ مِنْ يحيى بن سعيد. الحسن بن عبد الرحمن المقرىء: سَمِعْتُ المُعَيْطِيَّ يَقُوْلُ: عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ. مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ فَهْمٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَخْطَأَ عَفَّانُ قَطُّ إلَّا مَرَّةً فِي حَدِيْثٍ أَنَا لَقَّنْتُهُ إِيَّاهُ فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ. قَالَ خَلَفُ بنُ سَالِمٍ: مَا رَأَيْتُ مَنْ يُحْسِنُ الحَدِيْثَ إلَّا عَفَّانَ بنَ مُسْلِمٍ وَبَهْزَ بنَ أَسَدٍ. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: عَفَّانُ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ مُتْقِنٌ صَحِيْحُ الكتاب قليل الخطأ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ: عَفَّانُ: ثِقَةٌ مِنْ خِيَارِ المُسْلِمِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: عَفَّانُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ لاَ أَقْبَلُ قَوْلَهُمَا فِي الرِّجَالِ لاَ يَدَعُوْنَ أَحَداً إلَّا، وَقَعُوا فِيْهِ يَعْنِي: أَنَّهُ لاَ يَخْتَارُ قَوْلَهُمَا فِي الجَرْحِ لِتَشْدِيْدِهِمَا فَأَمَّا إِذَا وَثَّقَا أَحَداً فَنَاهِيْكَ بِهِ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَزِمَنَا عَفَّانُ عَشْرَ سِنِيْنَ وَكَانَ أَثْبَتَ مِنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: عَفَّانُ: إِمَامٌ ثِقَةٌ مَتِيْنٌ مُتْقِنٌ. جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ عَفَّانَ يَقُوْلُ: يَكُوْنُ عِنْدَ أَحَدِهِم حَدِيْثٌ فَيُخْرِجُهُ بِالمُقَرِّعَةِ كَتَبْتُ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ عَشْرَةُ آلاَفِ حَدِيْثٍ، مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِأَلْفَيْنِ، وَكَتَبْتُ عَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ ستتة آلاَفِ حَدِيْثٍ مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِأَلْفٍ وَكَتَبْتُ عَنْ وُهَيْبٍ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِأَلْفِ حَدِيْثٍ. قُلْتُ: مَا فَوْقَ عَفَّانَ أَحَدٌ فِي الثِّقَةِ وَقَدْ تَنَاكَدَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ بِإِيْرَادِهِ فِي كِتَابِ الكَامِلِ لكِنَّهُ أَبْدَى أَنَّهُ ذَكَرَهُ لِيَذُبَّ عَنْهُ، فَإِنَّ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ يَقُوْلُ: أَتُرَى عَفَّانُ كَانَ يَضْبِطُ عَنْ شُعْبَةَ؟ وَاللهِ لَوْ جَهَدَ جَهْدَهُ أَنْ يَضْبِطَ عَنْهُ حَدِيْثاً وَاحِداً مَا قَدَرَ عَلَيْهِ كَانَ بَطِيْئاً رَدِيْءَ الفهم.

ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَفَّانُ أَشْهَرُ، وَأَوْثَقُ مِنْ أَنْ يُقَالَ فِيْهِ شَيْءٌ، وَلاَ أَعْلَمُ لَهُ إلَّا أَحَادِيْثَ مَرَاسِيْلَ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَغَيْرِهِ وَصَلَهَا، وَأَحَادِيْثَ مَوْقُوْفَةً رَفَعَهَا وَهَذَا مِمَّا لاَ يَنْقُصُهُ فَإِنَّ الثِّقَةَ قَدْ يَهِمُ، وَعَفَّانُ كَانَ قَدْ رَحَلَ إِلَيْهِ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ مِنْ مِصْرَ كَانَتْ رِحْلَتُهُ إِلَيْهِ خَاصَّةً دُوْنَ غَيْرِهِ. الفَسَوِيُّ فِي تَارِيْخِهِ: قَالَ سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: طَلَبْتُ عَفَّانَ فِي مَنْزِلِهِ قَالُوا: خَرَجَ فَخَرَجتُ أَسْأَلُ عَنْهُ فَقِيْلَ: تَوَجَّهَ هَكَذَا فَجَعَلْتُ أَمْضِي أَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مَقْبُرَةٍ، وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ يَقْرَأُ عَلَى قَبْرِ بِنْتِ أَخِي ذِي الرِّيَاسَتَيْنِ فَبَزَقْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: سَوْءةٌ لَكَ قَالَ: يَا هَذَا! الخُبْزَ الخُبْزَ! قُلْتُ: لاَ أَشْبَعَ اللهُ بَطْنَكَ قَالَ: فَقَالَ لِي أَحْمَدُ: لاَ تَذْكُرَنَّ هَذَا فَإِنَّهُ قَدْ قَامَ فِي المِحْنَةِ مُقَاماً مَحْمُوْداً عَلَيْهِ وَنَحْوَ هَذَا مِنَ الكَلاَمِ. قَالَ الحَسَنُ الحُلْوَانِيُّ: قُلْتُ لِعَفَّانَ: كَيْفَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ عِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ؟ قَالَ: كُنْتُ قد ألححت في طلبه الحديث فأضر ذلك بي فحلقت لاَ أَكْتُبُ الحَدِيْثَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَقَدِمَ عِكْرِمَةُ فِي تِلْكَ الثَّلاَثَةِ الأَيَّامِ فَحَدَّثَ ثُمَّ خَرَجَ. ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حدثنا قتادة عن الحسن عن أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلَوْلاً، وَكَانَ بَسَّامٌ لَقَّنَهُ هَمَّاماً فَلَمَّا فَرَغَهُ قَالَ لَهُ بَسَّامٌ: مَا حَدَّثَكُم بِهَذَا هَمَّامٌ، وَلاَ حَدَّثَهُ قَتَادَةُ هَمَّاماً. فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ وَعَلِمَ أَنَّهُ أَخْطَأَ فَمَدَّ يَدَهُ إِلَى لِحْيَةِ بَسَّامٍ، وَقَالَ: ادْعُوا لِي صَاحِبَ الرَّبْعِ يَا فَاجِرُ قَالَ: فَمَا خَلَّصُوهُ مِنْهُ إلَّا بِالجَهْدِ. قَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَهِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ شُعْبَةُ قَالَ: "يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الكَلْبُ وَالحِمَارُ، وَالمَرْأَةُ". قَالَ الفَلاَّسُ: فَقَالَ لَهُ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صَالِحٍ أَبِي الخَلِيْلِ عَنْ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَبَكَى يَحْيَى، وَقَالَ: اجْتَرَأْتَ عَلَيَّ ذَهَبَ أَصْحَابِي خَالِدُ بنُ الحارث ومعاذ بن معاذ. قُلْتُ: مِثْلُ هَذَا يَجُوْزُ أَنْ يَكُوْنَ حَدَّثَ بِهِ قَتَادَةُ مَرَّةً عَنْ جَابِرٍ فَدَلَّسَهُ كَعَوَائِدِهِ، وَمَرَّةً رَوَاهُ عَنْ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ أَبِي الشَّعْثَاءِ وَاللهُ أَعْلَمُ. أَنْبَأَنَا ابْنُ عَلاَّنَ: أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ أَخْبَرَنَا القَزَّازُ أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ أَخْبَرَنَا العَتِيْقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ إسحاق الجلاب سمعت إيراهيم الحَرْبِيَّ يَقُوْلُ: قَالَ لِي أَبُو خَيْثَمَةَ: كُنْتُ أَنَا، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عِنْدَ عَفَّانَ فَقَالَ لِي: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ كَيْفَ كُنْتَ فِي سَفَرِكَ؟

بَرَّ اللهُ حَجَّكَ فَقُلْتُ: لَمْ أَحُجَّ قَالَ: مَا شَكَكْتُ أَنَّكَ حَاجٌّ. ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا أَبَا عُثْمَانَ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ الجَارِيَةُ تَقُوْلُ لِي: أَنْتَ مُصَدَّعٌ، وَأَنَا فِي عَافِيَةٍ فَقُلْتُ: أَيْشٍ أَكَلْتَ اليَوْمَ؟ قَالَ: أَكَلْتُ أَكْلَةَ رُزٍّ، وَلَيْسَ أَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ إِلَى غَدٍ، أَوْ بِالعَشِيِّ آكُلُ أُخْرَى تَكْفِيْنِي لِغَدٍ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: فَلَمَّا كَانَ بِالعَشِيِّ جِئْتُ إِلَيْهِ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ كَمَا حَكَى أَبُو خَيْثَمَةَ فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: إِنَّ يَحْيَى يَقُوْلُ: إِنَّكَ قَدِ اخْتَلَطْتَ فَقَالَ: لَعَنَ اللهُ يَحْيَى أَرْجُو أَنْ يُمَتِّعَنِي اللهُ بِعَقْلِي حَتَّى أَمُوْتَ. قَالَ الحربي: يكون ساعة خوفا وَسَاعَةً عَقِلاً. أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ أبي، ويحيى يقولان: أنكرنا عفان في صَفَرٍ لأَيَّامٍ خَلَوْنَ مِنْهُ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، وَمَاتَ بَعْدَ أَيَّامٍ. قُلْتُ: كُلُّ تَغَيُّرٍ يُوْجَدُ فِي مَرَضِ المَوْتِ فَلَيْسَ بِقَادِحٍ فِي الثِّقَةِ، فَإِنَّ غَالِبَ النَّاسِ يَعْتَرِيْهِم فِي المَرَضِ الحَادِّ نَحْوُ ذَلِكَ، وَيَتِمُّ لَهُمْ وَقْتَ السِّيَاقِ، وَقَبْلَهُ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا المَحْذُوْرُ أَنْ يَقَعَ الاخْتِلاَطُ بِالثِّقَةِ فَيُحَدِّثُ فِي حَالِ اخْتِلاَطِهِ بِمَا يَضْطَرِبُ فِي إِسْنَادِهِ أَوْ مَتْنِهِ فَيُخَالَفُ فِيْهِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: فَتُوُفِّيَ بَعْدَ أَيَّامٍ مِنْ سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ فَوَهْمٌ فَإِنَّهُ قَدْ رُوِيَ فِي الحِكَايَةِ بِعَيْنِهَا أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ، وَهَذَا هُوَ الحَقُّ فَإِنَّ عَفَّانَ كاد أبو داود يَلْحَقَهُ، وَإِنَّمَا دَخَلَ أَبُو دَاوُدَ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ، وَقَدْ قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ عَفَّانَ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ عَفَّانُ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ أَوْ قَبْلَهَا. وَقَالَ مُطَيَّنٌ وَابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ. قُلْتُ: عَاشَ خَمْساً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا شَيْخُ الإِسْلاَمِ شَمْسُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عُمَرَ فِي جَمَاعَةٍ إِذْناً قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشافعي حدثنا جعفر بن محمد بنِ شَاكِرٍ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوْبَ العَتَكِيُّ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الحَارِثِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّ النَّبِيَّ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ جُمُعَةٍ، وَهِيَ صَائِمَةٌ فَقَالَ: "أَصُمْتِ أَمْسِ"؟. قَالَتْ: لاَ قَالَ: "أَتُرِيْدِيْنَ أَنْ تَصُوْمِي غَداً"؟. قَالَتْ: لاَ قال: "فأفطري" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1986"، وأبو داود "2422"، وأحمد "6/ 430" من طرق عن قتادة، به.

أحمد بن أبي خالد

1603- أحمد بن أبي خالد 1: الأحوال الكَاتِبُ، أَبُو العَبَّاسِ وَزَرَ لِلْمَأْمُوْنِ بَعْد الفَضْلِ بنِ سَهْلٍ. وَكَانَ جَوَاداً مُمَدَّحاً شَهْماً، دَاهِيَةً سَائِساً زَعِراً. قَالَ لَهُ رَجُلٌ: لَقَدْ أُعْطَيْتَ مَا لَمْ يُعْطِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: وَيْلَكَ! مَا هُوَ؟ قَالَ: إِنَّ اللهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك} [آلُ عِمْرَانَ: 159] وَأَنْتَ فَظٌّ غَلِيْظٌ وَلاَ يَنْفَضُّ مَنْ حَوْلَكَ. وَكَانَ أَبُوْهُ كَاتِباً لِوَزِيْرِ المَهْدِيِّ أَصْلُهُ مِنَ الأُرْدُنِّ وَقَدْ نَابَ أَحْمَدُ فِي الوِزَارَةِ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ العَبَّاسِ يَقُوْلُ: بَعَثَنِي أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَالِدٍ إِلَى الأَمِيْرِ طَلْحَةَ بنِ طَاهِرٍ، وقال لي: قل لَهُ: لَيْسَتْ لَكَ بِالسَّوَادِ قَرْيَةٌ، وَهَذِهِ أَلْفُ ألف درهم فاشترها بِهَا قَرْيَةً، وَاللهِ لَئِنْ فَعَلْتَ لَتَسُرَّنِّي، وَإِنْ أَبَيْتَ لَتُغْضِبَنِّي. فَرَدَّهَا، وَقَالَ: أَخْذُهَا غُنْمٌ، وَالحَالُ بَيْنَنَا تَرْتَفِعُ عَنْ مَزِيْدِ الوِدِّ، أَوْ نَقْصِهِ قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ أَكْرَمَ مِنْهُمَا. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي طَاهِرٍ: كَانَ أَحْمَدُ عَابِساً مُكْفَهِرّاً فِي وَجْهِ الخَاصِّ، وَالعَامِّ غَيْرَ أَنَّ فِعْلَهُ كَانَ حَسَناً. وَمِنْ كَلاَمِ أَحْمَدَ قَالَ: مَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى نَفْسِهِ بِالبَذْلِ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى عَدُوِّهِ بِالقَتْلِ. قُلْتُ: الشَّجَاعَةُ وَالسَّخَاءُ أَخَوَانِ فَمَنْ لَمْ يَجُدْ بِمَالِهِ فَلَنْ يَجُوْدَ بِنَفْسِهِ. مَاتَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: سَنَةَ اثْنَتَيْ عشرة ومائتين.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 302".

عمرو بن عاصم

1604- عمرو بن عاصم 1: "ع" الكلابي القيسي البصري الحَافِظُ أَحَدُ الأَثبَاتِ. سَمِعَ جَدَّهُ، عُبَيْدَ اللهِ بنَ الوَازِعِ وَشُعْبَةَ وَجَرِيْرَ بنَ حَازِمٍ وَهَمَّامَ بنَ يَحْيَى وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو محمد الدارمي، وعبد بن حميد، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، وَالكُدَيْمِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قَالَ إِسْحَاقُ بنُ سَيَّارٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كَتَبتُ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيْثٍ. قَالَ البُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: هُوَ مَعْدُوْدٌ فِي كِبَارِ شُيُوْخِ البُخَارِيِّ، وَلاَ يَقَعُ لَنَا حَدِيْثُهُ فِي الأَجزَاءِ أَعْلَى مِنْ كِتَابِ الجَامِعِ الصَّحِيْحِ وَاللهُ أَعْلَمُ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 305"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2620"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 345، 490"، "2/ 33"، والكنى للدولابي "2/ 26"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1381"، وتاريخ بغداد "12/ 202"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 391"، والكاشف "2/ ترجمة 4243"، والعبر "1/ 364"، والمغني "2/ ترجمة 4670"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6391"، وتهذيب التهذيب "8/ 55"، وتقريب التهذيب "2/ 72"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5320"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 29".

القعنبي

1605- القَعْنَبِي 1: "خَ، م، د" عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْلَمَةَ بنِ قَعْنَبٍ الإِمَامُ الثَّبْتُ القُدْوَةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَارِثِيُّ القَعْنَبِيُّ المَدَنِيُّ نَزِيْلُ البَصْرَةِ ثُمَّ مَكَّةَ. مَوْلِدُهُ بَعْدَ سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ بِيَسِيْرٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَفْلَحَ بنِ حُمَيْدٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَشُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ، وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَدَاوُدَ بنِ قَيْسٍ الفَرَّاءِ، وَسَلَمَةَ بنِ وَرْدَانَ وَيَزِيْدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيِّ وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَنَافِعِ بنِ عُمَرَ الجمحي، والليث بن سعد والدراوردي، وإبراهيم ين سَعْدٍ وَإِسْحَاقَ بنِ أَبِي بَكْرٍ المَدَنِيِّ، وَالحَكَمِ بنِ الصَّلْتِ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ وَعِيْسَى بنِ حَفْصِ بنِ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ وَسُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ، وَهِشَامِ بنِ سَعْدٍ وعدة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 302"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 680"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 839"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 152"، والأنساب للسمعاني "10/ 208"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 326"، والكاشف "2/ ترجمة 3023"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 382"، وتهذيب التهذيب "6/ 31"، وتقريب التهذيب "1/ 451"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3821"، شذرات الذهب لابن العماد "2/ 49".

وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ، وَالخُرَيْبِيُّ وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَنْجَرَ الحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَعَمْرُو بنُ مَنْصُوْرٍ النَّسَائِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ تَمْتَامُ وَإِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْسِ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُعَاذٍ دُرَّانُ وإسحاق بنُ الحَسَنِ الحَرْبِيُّ، وَمُعَاذُ بنُ المُثَنَّى وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، وَأَبُو خَلِيْفَةَ الجُمَحِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَرَوَى مُسْلِمٌ أَيْضاً وَأَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ حَدِيْثَهُ بِوَاسِطَةٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: مَا كَتَبْتُ عَنْ أَحَدٍ أَجَلَّ في عيني من القعنبي. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: قُلْتُ لأَبِي: القَعْنَبِيُّ أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي المُوَطَّأِ، أَوْ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ؟ قَالَ: بَلِ القَعْنَبِيُّ لَمْ أَرَ أَخْشَعَ مِنْهُ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ القَزْوِيْنِيُّ الوَاهِي عَنِ المَيْمُوْنِيِّ سَمِعْتُ القَعْنَبِيَّ يَقُوْلُ: اخْتَلَفْتُ إِلَى مَالِكٍ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً مَا مِنْ حَدِيْثٍ فِي المُوَطَّأِ إلَّا لَوْ شِئْتُ قُلْتُ: سَمِعْتُهُ مِرَاراً. وَعَنْ عَبْدِ الصَّمدِ بنِ الفَضْلِ: مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مِثْلَ أَرْبَعَةٍ: فَذَكَرَ مِنْهُمُ القَعْنَبِيَّ. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا حَنْبَلٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ أَخْبَرَنَا ابْنُ المذهب، أحبرنا أَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ حَدَّثَنَا القَعْنَبِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا مَنْصُوْرٌ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأَوَّلِ: إِذَا لَمْ تستحي فاصنع ما شئت" 1. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لاَ يُقَدَّمُ أَحَدٌ مِنْ رُوَاةِ المُوَطَّأِ عَلَى القَعْنَبِيِّ. قُلْتُ: حَدُّ الوَلِيِّ الرُّسُوخُ فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ مِثْلُ القَعْنَبِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ حُجَّةٌ لَمْ أَرَ أَخْشَعَ مِنْهُ سألناه أن يقرأ علينا الموطأ، فقال:

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "621"، وأحمد "4/ 121، 122"، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" "5/ 173"، والبخاري "3484"، وفي "الأدب المفرد" "1316"، وأبو داود "4797"، وأبو نعيم في "الحلية" "4/ 370"، والطبراني "17/ 651"، والبيهقي "10/ 192"، والقضاعي "1153"، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق "83" من طريق شعبة، عن منصور، عن ربعي، عن ابن مسعود، به.

تَعَالَوْا بِالغَدَاةِ فَقُلْنَا: لَنَا مَجْلِسٌ عِنْدَ حَجَّاجِ بنِ مِنْهَالٍ. قَالَ: فَإِذَا فَرَغْتُم مِنْهُ؟ قُلْنَا: نأتي حينئذ مسلم بن إيراهيم قَالَ: فَإِذَا فَرَغْتُم؟ قُلْنَا: نَأْتِي أَبَا حُذَيْفَةَ النَّهْدِيَّ. قَالَ: فَبَعْدَ العَصْرِ؟ قُلْنَا: نَأْتِي عَارِماً أَبَا النُّعْمَانِ قَالَ: فَبَعْدَ المَغْرِبِ؟ فَكَانَ يَأْتِينَا بِاللَّيْلِ فَيَخْرُجُ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ كَبْلٌ1 مَا تَحْتَهُ شَيْءٌ فِي الصَّيْفِ فَكَانَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا فِي الحر الشديد حينئذ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ للهِ إلَّا وَكِيْعاً وَالقَعْنَبِيَّ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحِيْرِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: قُلْتُ لِلْقَعْنَبِيِّ: مَا لَكَ لاَ تَرْوِي عَنْ شُعْبَةَ غَيْرَ هَذَا الحَدِيْثِ؟ قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ يَسْتَثْقِلُنِي فَلاَ يُحَدِّثُنِي يَعْنِي حَدِيْثَ: "إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ". وَالحَدِيْثُ يَقَعُ عَالِياً فِي جُزْءِ الغِطْرِيْفِ لابْنِ البُخَارِيِّ. قَالَ عَبْدُ اللهِ الخُرَيْبِيُّ -وَكَانَ كَبِيْرَ القَدْرِ-: حَدَّثَنِي القَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ وَهُوَ وَاللهِ عِنْدِي خَيْرٌ مِنْ مَالِكٍ. قَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ: كَانَ القَعْنَبِيُّ مُجَابَ الدَّعْوَةِ. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، وَذَكَرَ أَصْحَابَ مَالِكٍ فَقِيْلَ لَهُ: مَعْنٌ ثُمَّ القَعْنَبِيُّ قَالَ: لاَ بَلِ القَعْنَبِيُّ ثُمَّ مَعْنٌ. وَيُرْوَى عَنْ أَبِي سَبْرَةَ المَدِيْنِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِلْقَعْنَبِيِّ: حدثت، ولم تكن تُحَدِّثُ! قَالَ: إِنِّيْ أُرِيْتُ كَأَنَّ القِيَامَةَ قَدْ قَامَتْ فَصِيْحَ بِأَهْلِ العِلْمِ فَقَامُوا، وَقُمْتُ مَعَهُم فَنُوْدِيَ بِي: اجْلِسْ فَقُلْتُ: إِلَهِي! أَلَمْ أَكُنْ أَطْلُبُ! قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّهُم نَشَرُوا، وَأَخْفَيْتَهُ قَالَ: فَحَدَّثْتُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُهُم بِالبَصْرَةِ يَقُوْلُوْنَ: عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْلَمَةَ مِنَ الأَبْدَالِ. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي: كَانَ القَعْنَبِيُّ مِنَ المُجْتَهِدِيْنَ فِي العِبَادَةِ. وَقَالَ الإِمَامُ ابْنُ خُزَيْمَةَ: سَمِعْتُ نَصْرَ بنَ مَرْزُوْقٍ يَقُوْلُ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي المُوَطَّأِ: القَعْنَبِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ بَعْدَهُ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي: كَانَ القَعْنَبِيُّ لاَ يَرْضَى قِرَاءةَ حَبِيْبٍ فَمَا زَالَ حَتَّى قرأ لنفسه الموطأ على مالك.

_ 1 الكَبْلُ: الفرو الكبير.

قال محمد بن سعد الكاتب: كان القنبعي عَابِداً فَاضِلاً قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ كُتُبَهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الشِّيْرَازِيُّ فِي كِتَابِ الأَلْقَابِ لَهُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ المُسْتَمْلِي سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُنِيْرٍ البَلْخِيَّ سَمِعْتُ حَمْدَانَ بنَ سَهْلٍ البَلْخِيَّ الفَقِيْهَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً إِذَا رُؤِيَ ذكر الله تعالي إلَّا القعنبي -رَحِمَهُ اللهُ- فَإِنَّهُ كَانَ إِذَا مَرَّ بِمَجْلِسٍ يَقُوْلُوْنَ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ. وَقِيْلَ: كَانَ يسمى الراهب لعبادته وفضيله. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ الهَيْثَمِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا القَعْنَبِيَّ خَرَجَ إِلَيْنَا كَأَنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَى جَهَنَّمَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزُّهَيْرِيُّ عَنِ الحُنَيْنِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ فَقَدِمَ ابْنُ قَعْنَبٍ مِنْ سَفَرٍ فَقَالَ مَالِكٌ: قُوْمُوا بِنَا إِلَى خَيْرِ أَهْلِ الأَرْضِ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ يُقَدَّمُ فِي المُوَطَّأِ مَعْنُ بنُ عِيْسَى، وَابْنُ وَهْبٍ وَالقَعْنَبِيُّ ثُمَّ قَالَ، وَأَبُو مُصْعَبٍ ثِقَةٌ فِي المُوَطَّأِ. وَقَدْ رَوَيْتُ حِكَايَةً فِي سَمَاعِ القَعْنَبِيِّ لِذَاكَ الحَدِيْثِ مِنْ شُعْبَةَ لاَ تَصِحُّ، وَأَنَّهُ هَجَمَ عَلَيْهِ بَيْتَهُ فَوَجَدَهُ يَبُوْلُ فِي بَلُّوْعَةٍ فَقَالَ: حَدِّثْنِي فَلاَمَهُ وَعَنَّفَهُ وَقَالَ: تَهْجُمُ عَلَى دَارِي ثُمَّ تَقُوْلُ: حَدِّثْنِي وَأَنَا عَلَى هَذِهِ الحَالَةِ؟! قَالَ: إِنِّيْ أَخْشَى الفَوْتَ فَرَوَى لَهُ الحَدِيْثَ فِي قِلَّةِ الحَيَاءِ وَحَلَفَ أَنْ لاَ يُحَدِّثَهُ بِسِوَاهُ. وَفِي الجُمْلَةِ: لَمْ يُدْرِكِ القَعْنَبِيُّ شُعْبَةَ إلَّا فِي آخِرِ أَيَّامِهِ فَلَمْ يُكْثِرْ عَنْهُ، وَقَدْ حَدَّثَهُ أَفْلَحُ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَأَفْلَحُ أَكْبَرُ مِنْ شُعْبَةَ قَلِيْلاً. وَقَدْ سَمِعْتُ المُوَطَّأَ بِحَلَبَ، وبعلبك من رواية القعنبي عن مالك. وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لِمُسْلِمٍ سَمِعَ مِنْهُ فِي أَيَّامِ المَوْسِمِ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَلَمْ يُكْثِرْ عَنْهُ. وَمَاتَ القَعْنَبِيُّ: فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ الأَنْدَلُسِيُّ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيُّ حَدَّثَنَا القَعْنَبِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مَالِكٍ فَوَجَدتُهُ بَاكِياً فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا الَّذِي يُبْكِيْكَ؟! قَالَ: يَا ابْنَ قَعْنَبٍ! عَلَى مَا فَرَطَ مِنِّي لَيْتَنِي جُلِدْتُ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَكَلَّمْتُ بِهَا فِي هَذَا الأَمْرِ بِسَوْطٍ، وَلَمْ يَكُنْ فَرَطَ مِنِّي مَا فَرَطَ مِنْ هَذَا الرَّأْيِ، وَهَذِهِ المَسَائِلِ قَدْ كَانَ لِي سَعَةٌ فِيْمَا سُبِقْتُ إِلَيْهِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ إِجَازَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا

هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ المُثَنَّى حَدَّثَنَا القَعْنَبِيُّ حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بنُ حُمَيْدٍ عَنِ القَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "طَيَّبْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِحُرْمِهِ حِيْنَ أَحْرَمَ، وَلِحِلِّهِ حِيْنَ أَحَلَّ قَبْلَ أَنْ يَطُوْفَ بِالبَيْتِ". هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ عَالٍ. أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ1 عَنِ القَعْنَبِيِّ، وَهُوَ مِنْ أَعْلَى شَيْءٍ في صحيحه.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1189"، "32"، وأبو داود "1745"، من طريق القعنبي، به، وأخرجه أحمد "6/ 186"، والطحاوي "2/ 130" من طريق شعبة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيْهِ، عن عائشة، به.

إسماعيل بن مسلمة

1606- إسماعيل بن مسلمة 1: "ق" وَمَاتَ أَبُو بِشْرٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَسْلَمَةَ أَخُو القَعْنَبِيِّ قبلَهُ فِي: سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ بِمِصْرَ. رَوَى عَنْ: شُعْبَةَ وَوُهَيْبٍ وَالحَمَّادَيْنِ. وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو يَزِيْدَ القَرَاطِيْسِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صَالِحٍ وَخَلْقٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَلَهُمَا إِخْوَةٌ وَهُم: يَحْيَى وعبد الملك وعبد العزيز وليسوا بالمشهورين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 80"، والكاشف "1/ ترجمة 413"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 953"، وتهذيب التهذيب "1/ 335".

عارم

1607- عارم 1: "ع" محمد بن الفضل الحَافِظُ الثَّبْتُ الإِمَامُ أَبُو النُّعْمَانِ السَّدُوْسِيُّ البَصْرِيُّ. ولد: سنة نيف وأربعين وَمائَةٍ. وَسَمِعَ: حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ، وَجَرِيْرَ بنَ حَازِمٍ، وَثَابِتَ بنَ يَزِيْدَ الأَحْوَلَ وَدَاوُدَ بنَ أَبِي الفُرَاتِ، وَمَهْدِيَّ بنَ مَيْمُوْنَ وَعُمَارَةَ بنَ زَاذَان وَأَبَا هِلاَلٍ مُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ رَاشِدٍ المَكْحُوْلِيَّ، وَقَزَعَةَ بنَ سُوَيْدٍ وَوُهَيْباً، وَعَبْدَ الوَارِثِ وَأَبَا عَوَانَةَ، وَعَبْدَ الوَاحِدِ بنَ زِيَادٍ وَخَلْقاً. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعَبْدُ بن حميد ومحمد بن يحيى وسليمان ين سَيْفٍ، وَالكُدَيْمِيُّ وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ وَابْنُ وَارَةَ، وَأَبُو الأَحْوَصِ العُكْبَرِيُّ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الذُّهْلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ عَارِمٌ، وَكَانَ بَعِيْداً مِنَ العَرَامَةِ. وَقَالَ ابْنُ وَارَةَ: حَدَّثَنَا عَارِمٌ الصَّدُوْقُ المَأْمُوْنُ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الزُّرَيْقِيُّ: حَدَّثَنَا عَارمٌ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: تَغَيَّرَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: إِذَا حَدَّثَكَ عَارمٌ فَاخْتِمْ عَلَيْهِ عَارمٌ لاَ يتَأَخَّرُ عَنْ عَفَّانَ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ يُقَدِّمُ عَارماً عَلَى نَفْسِهِ إِذَا خَالَفَهُ فِي شَيْءٍ، وَيرجعُ إِلَى مَا يَقُوْلُ عَارمٌ، وَهُوَ أَثْبَتُ أَصْحَابِ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ بَعْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، وَقَالَ: عَارمٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي سلمة. ثُمَّ قَالَ: اختلطَ عَارمٌ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَزالَ عَقْلُهُ فَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ الاخْتِلاَطِ فسَمَاعُهُ صَحِيْحٌ، وَكَتَبْتُ عَنْهُ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ بَعْدَ مَا اختلطَ، فَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ سنَةِ عِشْرِيْنَ، وَمائَتَيْنِ فَسَمَاعُهُ جيد قال: وأبو زراعة لَقِيَهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ. وَسُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْ عَارمٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ. وَرَوَى الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ الذَّرَّاعُ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عَارماً أُنْكِرَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ ثُمَّ رَاجَعَهُ عَقْلُهُ، وَاسْتحكمَ بِهِ الاخْتِلاَطُ سنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. مَاتَ عَارمٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ فِي صَفَرٍ. أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَارمٍ فَحَدَّثَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ مَاعزاً سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الصَّوْم فِي السَّفَرِ. فَقُلْتُ لَهُ: حَمْزَةُ الأَسْلَمِيُّ بَدَلَ مَاعزٍ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ مَاعزٌ لاَ يَشْقَى بِهِ جليسُه يَعْنِي أَنَّ عَارماً قَالَ هَذَا وَقَدْ زَالَ عَقْلُهُ. قُلْتُ: فَرَّجَ عَنَّا الدَّارَقُطْنِيُّ فِي شَأْنِ عَارمٍ فَقَالَ: تَغَيَّرَ بِأَخَرَةٍ وَمَا ظَهَرَ لَهُ بَعْدَ اختلاَطِهِ حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ وهو ثقة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 305"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 654"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 267"، والمجروحين لابن حبان "2/ 294"، والعبر "1/ 392"، والكاشف "3/ ترجمة 5197"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8057"، وتهذيب التهذيب "9/ 402"، وتقريب التهذيب "2/ 200"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6590"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 55".

فَانْظُرْ قَوْلَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ أَبِي الحَسَنِ فَأَيْنَ هَذَا مِنْ قَوْلِ ذَاكَ الخَسَّافِ المتفَاصحِ أَبِي حَاتِمٍ بنِ حِبَّان فِي عَارِمٍ فقال: اختلط فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَتَغَيَّرَ حَتَّى كَانَ لاَ يَدْرِي مَا يُحَدِّثُ بِهِ، فَوَقَعَ فِي حَدِيْثِهِ المَنَاكِيْرُ الكَثِيْرَةُ فيجبُ التَّنَكُّبُ عَنْ حَدِيْثِهِ فِيْمَا رَوَاهُ المُتَأَخِّروْنَ، فَإِذَا لَمْ يُعْلَمْ هَذَا مِنْ هَذَا تُرِكَ الكُلُّ، وَلاَ يحْتَجُّ بِشَيْءٍ مِنْهَا. قُلْتُ: فَأَيْنَ مَا زعمتَ مِنَ المَنَاكِيْرِ الكَثِيْرَةِ؟ فَلَمْ يَذْكُرْ مِنْهَا حَدِيْثاً بَلَى لَهُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اتَّقُوا النَّارَ، وَلَوْ بشِقِّ تمرَةٍ" 1، وَقَدْ كَانَ حَدَّثَ بِهِ مِنْ قَبْلُ عَنِ الحَسَنِ بَدَلَ أَنَسٍ مُرْسَلاً، وَهُوَ أَشبَهُ وَكَذَا رَوَاهُ عَفَّانُ وَغَيْرُهُ عَنْ حَمَّادٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيَّ يَقُوْلُ: جِئْتُ عَارماً فطرحَ لِي حَصِيراً عَلَى البَابِ، وَخَرَجَ وَقَالَ: مَرْحَباً أَيشٍ كَانَ خَبَرُكَ مَا رأَيتُكَ مُنْذُ مُدَّةٍ، وَمَا كُنْتُ جئتُهُ قبْلَهَا ثُمَّ قَالَ لِي: قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: أَيُّهَا الطَّالِبُ عِلْماً ... إِيْتِ حَمَّادَ بنَ زَيْدْ فَاستَفِدْ حِلْماً وَعِلْماً ... ثُمَّ قَيِّدْهُ بِقَيْدْ وَالقيدُ بقيْدٍ وَجَعَلَ يُشِيرُ بِيَدِهِ عَلَى أُصْبُعِهُ مِرَاراً فَعَلِمْتُ أَنَّهُ اختلَطَ. وَقَالَ العُقَيْلِيُّ: سَمَاعُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيِّ مِنْ عَارمٍ سنة سبع عشرة ومائتين. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ: إِذَا ذَكَرْتَ أَبَا النُّعْمَانِ فَاذكُرْ أَيُّوْبَ وَابْنَ عَوْنٍ. قَالَ العُقَيْلِيُّ: قَالَ لِي جَدِّي: مَا رَأَيْتُ بِالبَصْرَةِ شَيْخاً أَحسنَ صَلاَةً مِنْ عَارمٍ كَانُوا يَقُوْلُوْنَ: أَخذَ الصَّلاَةَ عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوْبَ قَالَ: وَكَانَ عَارمٌ أَخشعَ مَنْ رَأَيْتُ رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: لَمْ يَأْخُذْ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ لِتَغَيُّرِهِ، وَالَّذِي يَنْبَغِي أَنَّ مَنْ خلَّطَ فِي كَلاَمِهِ كتَخْلِيطِ السَّكرَانِ أَنْ لاَ يُحْمَلَ عَنْهُ البَتَّةَ، وَأَنَّ مَنْ تَغَيَّرَ لكَثْرَةِ النِّسْيَانِ أَنْ لاَ يُؤْخَذَ عَنْهُ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ فِي كِتَابِهِ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ

_ 1 صحيح: أخرجه البزار "934" حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن سلمة، به. وقال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا محمد بن الفضل، وأخرجه الطيالسي "1039"، وأحمد "4/ 256"، والبخاري "1413"، "3595"، والنسائي "5/ 75"، والطبراني "17/ 220، 223-225" من طريق محل بن خليفة، عن عدي بن حاتم، به مرفوعا.

مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَارمٌ حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بنِ الحكمِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ: عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: "نُهِيَ أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ وَهُوَ قَائِمٌ، وَأَنَّ يَلْتَقِمَ فَمَ السِّقَاءِ فَيَشْرَبَ مِنْهُ". هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ وَعَلِيُّ بنُ الحَكَمِ رَوَى لَهُ البُخَارِيُّ، وَوُثِّقَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ شَكَّرَ عَنْ بَعْضِ شُيُوْخِهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَبَقِيَتْ عَلَيَّ بَقِيَّةٌ، وَأَرَدْتُ السَّفَرَ فقلت له فانتهرني. فرحت مَغْمُوماً فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ مَغْمُوماً"؟. قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيَّ فَزَبَرَنِي فَقَالَ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكْتُبَ العِلْمَ للهِ فَاكْتُبْ عَنِ القَعْنَبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ السَّدُوْسِيِّ وَعَبْدِ اللهِ بنِ رَجَاءَ الغُدَانِيِّ وَمُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيِّ". فَأَصبحتُ، وَحكيتُ الرُّؤيَا فَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: شَكَوْتَنِي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَاتِ حَتَّى أَقرأَ عَلَيْكَ. قُلْتُ: لاَ وَاللهِ ثُمَّ لَحِقْتُ بأولئك فكتبت عنهم.

عبدان

1608- عبدان 1: "خَ" الإِمَامُ الحَافِظُ مُحَدِّثُ مَرْوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ جَبَلَةَ بنِ أَبِي رَوَّادٍ مَيْمُوْنَ -أَوْ أَيْمَنَ- الأَزْدِيُّ العَتَكِيُّ مَوْلاَهُمْ المَرْوَزِيُّ، أَخُو المُحَدِّثِ عَبْدِ العَزِيْزِ شَاذَانَ، وَهُمَا سِبْطَا شَيْخِ مَكَّةَ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ. وُلِدَ سَنَةَ نيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: شُعْبَةَ حَدِيْثاً وَاحِداً، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ عَنْ شُعْبَةَ شَيْئاً كَثِيْراً. وَمِنْ: أَبِي حَمْزَةَ مُحَمَّدِ بنِ مَيْمُوْنٍ السُّكَّرِيِّ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ وَعِيْسَى بنِ عُبَيْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَيَزِيْدِ بنِ زريع، وخلق كثير بخراسان، والعراق والحجاز. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ كَثِيْراً وَرَوَى مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ بوَاسِطَةٍ، وَأَحْمَدُ بنُ شَبُّوْيَه، وَأَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ، وَالعَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ، وَأَبُو الموجهمحمد بنُ عَمْرٍو، وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ المروزي وأبو علي

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 449"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 213"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 518"، والأنساب للسمعاني "8/ 345"، والكاشف "2/ ترجمة 2880"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 402"، والعبر "1/ 382"، وتهذيب التهذيب "5/ 313"، وتقريب التهذيب "1/ 432" وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3651"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 49، 249".

مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ وَاصِلٍ وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قَشْمَرْد وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ ثِقَةً مُجَوِّداً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدَةَ الآمُلِيُّ: تَصَدَّقَ عَبْدَانُ فِي حيَاتِهِ بِأَلفِ أَلفِ دِرْهَمٍ، وَكَتَبَ كُتُبَ ابْنِ المُبَارَكِ بقلمٍ وَاحِدٍ. قَالَ: وَقَالَ عَبْدَانُ: مَا سَأَلَنِي أَحَدٌ حَاجَةً إلَّا قُمْتُ لَهُ بنفسِي فَإِنْ تَمَّ وَإِلاَّ قُمْتُ لَهُ بِمَالِي فَإِنْ تَمَّ، وَإِلاَّ اسْتَعَنْتُ بِالإِخْوَانِ فَإِنْ تَمَّ وَإِلاَّ اسْتَعنتُ بِالسُّلْطَانِ. وَعَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: مَا بَقِيَ إلَّا الرِّحْلَةُ إِلَى عَبْدَانَ بِخُرَاسَانَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: هُوَ إِمَامُ بَلَدِهِ فِي الحَدِيْثِ سَمِعَ مِنْ شُعْبَةَ أَحَادِيْثَ دُوْنَ العشرَةِ، وَلَمْ يُعْقِبْ وَرِثَهُ أَخُوْهُ، وَقَدْ وَلاَّهُ ابْنُ طَاهِرٍ قَضَاءَ الجُوْزَجَانِ ثُمَّ اسْتَعفَى فَأُعْفِي. قُلْتُ: وَكَذَا قَالَ العَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنْ شُعْبَةَ دُوْنَ العشرة. قال أبو سعد السمعاني: دخلت بروجرد فقدت أَنْسَخُ فِي جُزءٍ بِجَامِعِهَا، وَإِلَى جَانِبِي شَيْخٌ فَقَالَ: مَا تَكْتُبُ؟ فَتَبَرَّمْتُ بِسُؤَالِهِ وَقُلْتُ: الحَدِيْثَ قَالَ: حَدِيْثُ مَنْ؟ قُلْتُ: مِنْ رِوَايَةِ أَهْلِ مَرْوَ قَالَ: مَنْ تَعْرِفُ مِنْ عُلَمَاءِ الحَدِيْثِ بِمَرْوَ؟ قُلْتُ: عَبْدَانُ، وَصَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ وَابْنُ مُنِيْرٍ فَقَالَ: وَمَا اسْمُ عَبْدَانَ؟ قُلْتُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَيْهِ بِعَيْنِ الأَدَبِ مَعَهُ فَقَالَ: وَلِمَ لُقِّبَ عَبْدَانَ؟ فَقُلْتُ: يُفِيْدُنَا الشَّيْخُ. قَالَ: وُجُوْدُ عَبْدٍ فِي اسْمِهِ وَفِي كُنْيَتِهِ فَلُقِّبَ بِهِمَا عَلَى التَّثْنِيَةِ فَقُلْتُ: عَمَّنْ يَأْثُرُهُ الشَّيْخُ؟ قَالَ: عَنْ شَيْخِنَا مُحَمَّدِ بنِ طَاهِرٍ المَقْدِسِيِّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ عَبْدَانُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ عَنْ سِتٍّ وسبعين سنة.

المأمون

1609- المأمون 1: الخَلِيْفَةُ أَبُو العَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بنُ هَارُوْنَ الرشيد بن محمد المهدي بن أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُوْرِ العَبَّاسِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَرَأَ العِلْمَ وَالأَدَبَ وَالأَخْبَارَ، وَالعَقْلِيَّاتِ وَعُلُوْمَ الأَوَائِلِ، وَأَمَرَ بِتَعْرِيْبِ كُتُبِهِم وَبَالَغَ وَعَمِلَ الرَّصَدَ فَوْقَ جَبَلِ دِمَشْقَ، وَدَعَا إِلَى القَوْلِ بِخَلْقِ القُرْآنِ، وَبَالَغَ نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ. وَسَمِعَ مِنْ: هُشَيْمٍ، وَعُبَيْدِ بنِ العَوَّامِ وَيُوْسُفَ بنِ عَطِيَّةَ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ الفَضْلُ، وَيَحْيَى بنُ أَكْثَمَ، وَجَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِرٍ الأَمِيْرُ، وَدِعْبِلٌ الشَّاعِرُ وَأَحْمَدُ بنُ الحَارِثِ الشِّيْعِيُّ. وَكَانَ مِنْ رِجَالِ بَنِي العَبَّاسِ حَزْماً، وَعَزْماً وَرَأْياً وَعَقْلاً، وَهَيْبَةً وَحِلْماً وَمَحَاسِنُهُ كَثِيْرَةٌ فِي الجُمْلَةِ. قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: كَانَ أَبْيَضَ رَبعَةً حَسَنَ الوَجْهِ تَعلُوهُ صُفْرَةٌ قَدْ وَخَطَهُ الشَّيْبُ، وَكَانَ طَوِيْلَ اللِّحْيَةِ أَعْيَنَ ضَيِقَ الجبينِ عَلَى خَدِّهِ شَامَةٌ. أَتَتْهُ وَفَاةُ أَبِيْهِ وَهُوَ بِمَرْوَ سَائِراً لغَزْوِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ، فَبايعَ مَنْ قِبَلَهُ لأَخِيهِ الأَمِيْنِ ثُمَّ جَرَتْ بينهُمَا أُمُورٌ وَخُطُوبٌ، وبلاء وحروب تشيب النواصي. إِلَى أَنْ قُتِلَ الأَمِيْنُ، وَبَايعَ النَّاسُ المَأْمُوْنَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ الخُطَبِيُّ: كُنْيَتُهُ أَبُو العَبَّاسِ فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ اكتنَى بِأَبِي جَعْفَرٍ، وَاسمُ أُمِّهِ: مرَاجلُ مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا بِهِ. قَالَ: وَدُعِيَ لَهُ بِالخِلاَفَةِ فِي آخِرِ سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ إِلَى أَنْ قُتِلَ الأَمِيْنُ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَاسْتعملَ عَلَى العِرَاقِ الحَسَنَ بنَ سَهْلٍ ثُمَّ بايعَ بِالعهدِ لِعَلِيِّ بنِ مُوْسَى الرِّضَى وَنَوَّهَ بِذِكْرِهِ، وَنَبَذَ السَّوَادَ وَأَبدَلَهُ بِالخُضْرَةِ فَهَاجَتْ بَنو العَبَّاسِ، وَخلعُوا المَأْمُوْنَ ثُمَّ بايعُوا عَمَّهُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ المَهْدِيِّ، وَلَقَّبُوهُ المُبَارَكَ وَعَسْكَرُوا فَحَارَبَهُم الحَسَنُ بنُ سَهْلٍ فَهَزمُوهُ فَتَحَيَّزَ إِلَى وَاسِطٍ ثُمَّ سَارَ جَيْشُ المَأْمُوْنِ عَلَيْهِم حُمَيْدٌ الطُّوْسِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ هِشَامٍ فَالتَقَوا إِبْرَاهِيْمَ فَهَزمُوهُ فَاخْتَفَى زَمَاناً وَانقطعَ خبرُهُ إِلَى أَنْ ظُفِرَ بِهِ بَعْدَ ثَمَانِ سِنِيْنَ فَعَفَا عَنْهُ المَأْمُوْنُ. وَكَانَ المَأْمُوْنُ عَالِماً فَصِيْحاً مُفَوَّهاً، وكان يقول: معاوية بن أبي سُفْيَانَ بِعَمْرِهِ، وَعَبْدُ المَلِكِ بِحَجَّاجِهِ وَأَنَا بنفسِي وَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ أَنَّ المَنْصُوْرَ قَالَهَا. وَعَنِ المَأْمُوْنِ أَنَّهُ تَلاَ فِي رَمَضَانَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ خَتْمَةً. الحُسَيْنُ بنُ فَهْمٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ قَالَ لِي المَأْمُوْنُ: أُرِيْدُ أَنْ أُحَدِّثَ. قلت: ومن

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "2/ 247"، وتاريخ بغداد "10/ 183"، والنجوم الزاهرة "2/ 225"، وشذرات الذهب "2/ 39".

أَوْلَى بِهَذَا مِنْكَ؟ قَالَ: ضَعُوا لِي مِنْبَراً ثُمَّ صَعِدَ قَالَ: فَأَوَّلُ مَا حَدَّثَنَا عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ أَبِي الجَهْمِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعاً: "امرُؤُ القيسِ صَاحِبُ لوَاءِ الشُّعرَاءِ إِلَى النَّارِ"1. ثُمَّ حَدَّثَ بنحوٍ مِنْ ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً، وَنَزَلَ فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتَ أَبَا يَحْيَى مَجْلِسَنَا؟ قُلْتُ: أَجلُّ مَجْلِسٍ تَفَقَّهَ الخَاصَّةُ، وَالعَامَّةُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ لَهُ حَلاَوَةً إِنَّمَا المَجْلِسُ لأَصْحَابِ الخُلْقَانِ وَالمحَابرِ. أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بن عسكر قال: تقدم رَجُلٌ غَرِيْبٌ بِيَدِهِ مِحْبَرَةٌ إِلَى المَأْمُوْنِ فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! صَاحِبُ حَدِيْثٍ مُنْقَطِعٌ بِهِ فَقَالَ: مَا تَحْفَظُ فِي بَابِ كَذَا وَكَذَا؟ فَلَمْ يَذْكُرْ شَيْئاً فَقَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، وَحَدَّثَنَا يَحْيَى وَحَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ حتَّى ذَكَرَ البَابَ، ثُمَّ سأَلَهُ عَنْ بَابٍ آخرَ فَلَمْ يَذْكُرْ شَيْئاً فَقَالَ: حَدَّثَنَا فُلاَنٌ، وَحَدَّثَنَا فُلاَنٌ ثُمَّ قَالَ لأَصْحَابِهِ: يَطْلُبُ أَحَدُهُم الحَدِيْثَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ يَقُوْلُ: أَنَا مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، أعطوه ثلاثة دراهم. قلت: وكان جواد مُمَدَّحاً مِعَطَاءً وَرَدَ عَنْهُ أَنَّهُ فَرَّقَ فِي جلسَةٍ سِتَّةً وَعِشْرِيْنَ أَلْفَ أَلفِ دِرْهَمٍ وَكَانَ يَشْرَبُ نَبِيْذَ الكُوْفَةِ. وَقِيْلَ: بَلْ يَشْرَبُ الخَمْرَ، فَاللهُ أَعْلَمُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَعْطَى أَعْرَابِيّاً مَدَحَهُ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ. مَسْرُوْقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكِنْدِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ الكِنْدِيُّ جَارٌ لِعَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ قَالَ: حَجَّ الرَّشِيْدُ فَدَخَلَ الكُوْفَةَ فَلَمْ يتَخَلَّفْ إلَّا ابْنُ إِدْرِيْسَ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ فَبَعَثَ إِلَيْهِمَا الأَمِيْنَ، وَالمَأْمُوْنَ فَحَدَّثَهُمَا ابْنُ إِدْرِيْسَ بِمائَةِ حَدِيْثٍ فَقَالَ المَأْمُوْنُ: يَا عمّ! أَتَأَذنُ لِي أَنْ أُعِيْدَهَا حِفْظاً؟ قَالَ: افعلْ فَأَعَادَهَا فَعَجِبَ مِنْ حِفْظِهِ، وَمَضَيَا إِلَى عِيْسَى فَحَدَّثَهُمَا فَأَمَرَ لَهُ المَأْمُوْنُ بشعرَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ فَأَبَى وَقَالَ: وَلاَ شربَةَ مَاءٍ عَلَى حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى مُحَمَّدُ بنُ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: أَنَّ المَأْمُوْنَ جلسَ فَجَاءتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: مَاتَ أَخِي وَخَلَّفَ سِتَّ مائَةِ دِيْنَارٍ فَأَعْطَوْنِي دِيْنَاراً واحدًا، وقالوا: هذا ميراثك. فحسب

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "2/ 228"، وابن حبان في "المجروحين" "3/ 150"، وابن عدي في "الكامل" "7/ 300" من طريق هشيم، عن أبي الجهم، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته أبو الجهم، قال: ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بروايته إذا انفرد. وقال أبو زرعة: واه. وقال أحمد: مجهول. وقال ابن عدي: منكر الحديث، ويقال: اسمه صبيح بن القاسم.

المَأْمُوْنُ وَقَالَ: هَذَا خَلَّفَ أَرْبَعَ بنَاتٍ. قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: لَهُنَّ أَرْبَعُ مائَةِ دِيْنَارٍ. قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: وَخَلَّفَ أُمّاً فلهَا مائَةُ دِيْنَارٍ، وَزَوْجَةً لَهَا خَمْسَةٌ وَسَبْعُوْنَ دِيْنَاراً بِاللهِ أَلَكِ اثْنَا عَشرَ أَخاً؟ قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: لِكُلِّ وَاحِدٍ دِيْنَارَان وَلكِ دِيْنَارٌ. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: قَالَ لِي المَأْمُوْنُ: خَبِّرْنِي عَنْ قَوْلِ هندٍ بِنْتِ عُتْبَةَ: نَحْنُ بنَاتُ طَارِق ... نَمْشِي عَلَى النَّمَارِقْ مَنْ هُوَ طَارِقٌ؟ فَنَظَرْتُ فِي نَسَبِهَا فلَمْ أَجِدْهُ فَقُلْتُ: لاَ أَعْرِفُ قَالَ: إِنَّمَا أَرَادَتْ النَّجْمَ انتسَبَتْ إِلَيْهِ لِحُسْنِهَا ثُمَّ دَحَا إلي بعنبرة بعتها بخمسة آلاف درهم. عَنِ المَأْمُوْنِ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكتبَ كِتَاباً سِرّاً فَلْيَكْتُبْ بِلَبَنٍ حُلِبَ لِوَقْتِهِ، وَيُرْسِلُهُ فَيَعمَدُ إِلَى قِرْطَاسٍ فَيُحْرِقُهُ، وَيَذُرُّ رَمَادَهُ عَلَى الكِتَابَةِ فَيُقرَأُ لَهُ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: اقتَرَحَ المَأْمُوْنُ فِي الشِّطْرَنْجِ أَشْيَاءَ، وَكَانَ يُحِبُّ اللَّعِبَ بِهَا وَيَكْرَهُ أَنْ يَقُوْلُ: نَلعَبُ بِهَا بَلْ نَتَنَاقَلُ بِهَا. وَعَنْ يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ قَالَ: كَانَ المَأْمُوْنُ يَجْلِسُ لِلْمُنَاظَرَةِ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ، فَجَاءَ رَجُلٌ قَدْ شَمَّرَ ثِيَابَهُ، وَنَعلُهُ فِي يَدِهِ فَوَقَفَ عَلَى طَرَفِ البِسَاطِ، وَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُم فَرَدَّ المَأْمُوْنُ فَقَالَ: أَتَاذَنُ لِي فِي الدُّنُوِّ قَالَ: ادْنُ وَتَكَلَّمْ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا المَجْلِسِ الَّذِي أنت فيه جلسته باجتماع الأمة أم الغلبة وَالقَهْرِ؟ قَالَ: لاَ بِهَذَا وَلاَ بِهَذَا بَلْ كَانَ يَتَوَلَّى أَمرَ الأُمَّةِ مَنْ عَقَدَ لِي وَلأَخِي، فَلَمَّا صَارَ الأَمْرُ إِلَيَّ عَلِمْتُ أَنِّي مُحْتَاجٌ إِلَى اجْتِمَاعِ كَلمَةِ المُسْلِمِيْنَ عَلَى الرِّضَى بِي، فَرَأَيْتُ أَنِّي مَتَى خَلَّيتُ الأَمْرَ اضْطَرَبَ حَبْلُ الإِسْلاَمِ، وَمَرِجَ عَهْدُهُم وَتَنَازَعُوا وَبَطَلَ الحَجُّ وَالجِهَادُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ فَقُمْتُ حِيَاطَةً لِلْمُسْلِمِيْنَ إِلَى أَنْ يُجْمِعُوا عَلَى مَنْ يَرْضَوْنَهُ فَأُسْلِمُ إِلَيْهِ. فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَذَهَبَ فَوَجَّهَ المَأْمُوْنُ مَنْ يَكْشِفُ خَبَرَهُ فَرَجَعَ فَقَالَ: مَضَى إِلَى مَسْجِدٍ فِيْهِ خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلاً فِي هَيْئَتِهِ فَقَالُوا: لَقِيتَ الرَّجُلَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَأَخْبَرَهُم بِمَا جَرَى فَقَالُوا: مَا نَرَى بِمَا قَالَ بَأْساً، وَافْتَرَقُوا. فَقَالَ المَأْمُوْنُ: كُفِيْنَا مُؤْنَةَ هَؤُلاَءِ بِأَيسَرِ الخطْب. وَقِيْلَ: إِنَّ المَأْمُوْنَ اسْتَخْرَجَ كُتُبَ الفلاسفة واليونان من جزيرة قُبْرُسَ وَقَدِمَ دِمَشْقَ مَرَّتَينِ. قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ المُنَجِّمُ: كَانَ أَمَّاراً بِالعَدْلِ مَحْمُوْدَ السِّيْرَةِ مَيْمُوْنَ النَّقِيْبَةِ، فَقِيْهَ النَّفْسِ يُعَدُّ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ.

وَرُوِيَ عَنِ الرَّشِيْدِ قَالَ: إِنِّيْ لأَعْرِفُ فِي عبد الله بن حَزْمَ المَنْصُوْرِ، وَنُسُكَ المَهْدِيِّ وَعِزَّةَ الهَادِي وَلَوْ أَشَاءُ أَنْ أَنْسِبَهُ إِلَى الرَّابِعِ يَعْنِي: نَفْسَه لَفَعَلتُ، وَقَدْ قَدَّمْتُ مُحَمَّداً عَلَيْهِ وَإِنِّيْ لأَعْلَمُ أَنَّهُ مُنْقَادٌ إِلَى هَوَاهُ مُبَذِّرٌ لِمَا حَوَتْهُ يَدَاهُ يُشَارِكُ فِي رَأْيِهِ الإِمَاءُ، وَلَوْلاَ أُمُّ جَعْفَرٍ وَمَيلُ الهَاشِمِيِّينَ إِلَيْهِ لَقَدَّمْتُ عَلَيْهِ عَبْدَ اللهِ. عَنِ المَأْمُوْنِ قَالَ: لَوْ عَرَفَ النَّاسُ حُبِّي لِلْعفْوِ لَتَقَرَّبُوا إِلَيَّ بِالجَرَائِمِ، وَأَخَافُ أَنْ لاَ أُوجَرَ فِيْهِ. وَعَنْ يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ: كَانَ المَأْمُوْنُ يَحْلُمُ حَتَّى يُغِيْظَنَا. قِيْلَ: مَرَّ مَلاَّحٌ فَقَالَ: أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَذَا يَنْبُلُ عِنْدِي، وَقَدْ قَتَلَ أَخَاهُ الأَمِيْنَ؟ فَسَمِعَهَا المَأْمُوْنُ فَتَبَسَّمَ، وَقَالَ: مَا الحِيلَةُ حَتَّى أَنْبُلَ فِي عَينِ هَذَا السَّيِّدِ الجَلِيْلِ؟. قِيْلَ: أَهدَى مَلِكُ الرُّوْمِ لِلْمَأْمُوْنِ نَفَائِسَ، مِنْهَا مائَةُ رَطْلِ مِسْكٍ، وَمائَةُ حُلَّةٍ سَمُّورٍ فَقَالَ المَأْمُوْنُ: أَضْعِفُوهَا لَهُ لِيَعْلَمَ عز الإسلام. وَقِيْلَ: أُدْخِلَ خَارِجِيٌّ عَلَى المَأْمُوْنِ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى الخِلاَفِ؟ قَالَ: قَوْلُهُ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون} [المائدة: 44] ، قَالَ: أَلَكَ عِلْمٌ بِأَنَّهَا مُنْزَلَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: وَمَا دَلِيْلُكَ؟ قَالَ: إِجْمَاعُ الأُمَّةِ قَالَ: فَكَمَا رَضِيتَ بِإِجْمَاعِهِم فِي التَّنْزِيلِ فَارْضَ بِإِجْمَاعِهِم فِي التَّأْوِيْلِ. قَالَ: صَدَقْتَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ!. الغَلاَبِيُّ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بنُ سَابِقٍ قَالَ: دَخَلَ المَأْمُوْنُ دِيوَانَ الخَرَاجِ فَرَأَى غُلاَماً جَمِيْلاً عَلَى أُذُنِهِ قَلَمٌ فَأَعْجَبَهُ جَمَالُهُ فَقَالَ: من أنت؟ قال: الناشىء فِي دَوْلَتِكَ، وَخِرِّيجُ أَدَبِكَ وَالمُتَقَلِّبُ فِي نِعْمَتِكَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ حَسَنُ بنُ رَجَاءَ فَقَالَ: يَا غُلاَمُ! بِالإِحْسَانِ فِي البَدِيْهَةِ تَفَاضَلَتِ العُقُوْلُ. ثُمَّ أَمَرَ بِرَفْعِ رُتْبَتِهِ، وَأَمَرَ لَهُ بِمائَةِ أَلفٍ. وَعَنِ المَأْمُوْنِ قَالَ: أَعْيَانِي جَوَابُ ثَلاَثَةٍ: صِرْتُ إِلَى أُمِّ ذِي الرِّيَاسَتَينِ الفَضْلِ بنِ سَهْلٍ أُعَزِّيهَا فِيْهِ، وَقُلْتُ: لاَ تَأْسَيْ عَلَيْهِ فَإِنِّي عِوَضُهُ لَكِ قَالَتْ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! وَكَيْفَ لاَ أَحزَنُ عَلَى وَلَدٍ أَكْسَبَنِي مِثْلَكَ. قال: وأتيت بمتنبىء فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مُوْسَى بنُ عِمْرَانَ قُلْتُ: وَيْحَكَ! مُوْسَى كَانَتْ لَهُ آيَاتٌ فَائْتِنِي بِهَا حَتَّى أُومِنَ بِكَ قَالَ: إِنَّمَا أَتَيْتُ بِالمُعجِزَاتِ فِرْعَوْنَ فَإِنْ قُلْتَ: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى كَمَا قَالَ أَتَيْتُكَ بِالآيَاتِ. وَأَتَى أَهْلُ الكُوْفَةِ يَشْكُوْنَ عَامِلَهُم فَقَالَ خَطِيْبُهُم: هُوَ شَرُّ عامل أَمَّا فِي أَوَّلِ سَنَةٍ، فَبِعْنَا

الأَثَاثَ وَالعَقَارَ، وَفِي الثَّانِيَة بِعْنَا الضِّيَاعَ، وَفِي الثَّالِثَةِ نَزَحْنَا وَأَتَيْنَاكَ. قَالَ: كَذَبْتَ بَلْ هُوَ مَحْمُودٌ وَعَرَفْتُ سَخَطَكُمْ عَلَى العُمَّالِ قَالَ: صَدَقْتَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! وَكَذَبْتُ قَدْ خَصَصْتَنَا بِهِ مُدَّةً دُوْنَ بَاقِي البِلاَدِ فَاسْتَعْمِلْهُ عَلَى بَلَدٍ آخَرَ. لِيَشْمَلَهُم مِنْ عَدْلِهِ وَإِنصَافِهِ مَا شَمِلَنَا فَقُلْتُ: قُمْ فِي غَيْرِ حِفْظِ اللهِ قَدْ عَزَلْتُهُ. أَوَّلُ قُدُومِ المَأْمُوْنِ مِنْ خُرَاسَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَمائَتَيْنِ فَدَخَلَ بَغْدَادَ فِي مَحْمِلٍ لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ نِفْطَوَيْه: حَكَى دَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ عَنْ يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ المَأْمُوْنِ، وَعِنْدَهُ قُوَّادُ خُرَاسَانَ، وَقَدْ دَعَا إِلَى القَوْلِ بِخَلْقِ القُرْآنِ فَقَالَ لَهُم: مَا تَقُولُوْنَ فِي القُرْآنِ؟ فَقَالُوا: كَانَ شُيُوْخُنَا يَقُوْلُوْنَ: مَا كَانَ فِيْهِ مِنْ ذِكْرِ الحَمِيرِ، وَالجِمَالِ وَالبَقَرِ فَهُوَ مَخْلُوْقٌ فَأَمَّا إِذْ قَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ: هُوَ مَخْلُوْقٌ فَنَحْنُ نَقُوْلُ: كُلُّهُ مَخْلُوْقٌ فَقُلْتُ لِلْمَأْمُوْنِ: أَتَفرَحُ بِمُوَافَقَةِ هَؤُلاَءِ? قُلْتُ: وَكَانَ شِيْعِيّاً. قَالَ نِفْطَوَيْه: بَعَثَ المَأْمُوْنُ مُنَادِياً فَنَادَى فِي النَّاسِ بِبَرَاءةِ الذِّمَّةِ مِمَّنْ تَرَحَّمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، أَوْ ذَكَرَهُ بِخَيْرٍ، وَكَانَ كَلاَمُهُ فِي القُرْآنِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَمائَتَيْنِ فَأَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ وَاضْطَربُوا، وَلَمْ يَنَلْ مَقْصُودَهُ فَفَتَرَ إِلَى وَقْتٍ. وَعَنِ المَأْمُوْنِ قَالَ: النَّاسُ ثَلاَثَةٌ: رجل منهم مثل الغذاء لا بد منه، وَمِنْهُم كَالدَّوَاءِ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي حَالِ المَرَضِ، وَمِنْهُم كَالدَّاءِ مَكْرُوهٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ. وَعَنْهُ قَالَ: لاَ نُزْهَةَ أَلَذُّ مِنَ النَّظَرِ فِي عُقُوْلِ الرِّجَالِ. وَعَنْهُ: غَلَبَةُ الحُجَّةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ غَلَبَةِ القُدْرَةِ. وَعَنْهُ: المَلِكُ يَغتَفِرُ كُلَّ شَيْءٍ إلَّا القَدْحَ فِي المُلْكِ وَإِفشَاءَ السِّرِّ وَالتَّعَرُّضَ لِلْحُرَمِ. وَعَنْهُ: أَعْيَتِ الحِيلَةُ فِي الأَمْرِ إِذَا أَقبَلَ أَنْ يُدْبِرَ وَإِذَا أَدْبَرَ أَنْ يُقْبِلَ. وَقِيْلَ لَهُ: أَيُّ المَجَالِسِ أَحسَنُ؟ قَالَ: مَا نُظِرَ فِيْهِ إِلَى النَّاسِ فَلاَ مَنْظَرَ أَحسَنُ مِنَ النَّاسِ. أَبُو دَاوُدَ المَصَاحِفِيُّ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى المَأْمُوْنِ فَقَلْتُ: إِنِّيْ قُلْتُ اليَوْمَ هَذَا: أَصْبَحَ دِيْنِي الَّذِي أَدِيْنُ بِهِ ... وَلَسْتُ مِنْهُ الغَدَاةَ مُعْتَذِرَا حُبُّ عَلِيٍّ بَعْدَ النَّبِيِّ وَلاَ ... أَشْتُمُ صِدِّيقَهُ ولا عمرا

وَابْنُ عَفَّانَ فِي الجِنَانِ مَعَ ال ... أَبْرَارِ ذَاكَ القَتِيلُ مُصْطَبِرَا وَعَائِشُ الأُمُّ لَسْتُ أَشْتُمُهَا ... من يفتريها فنحن منه برا قِيْلَ: إِنَّ المَأْمُوْنَ لِتَشَيُّعِهِ أَمَرَ بِالنِّدَاءِ بِإِبَاحَةِ المُتْعَةِ مُتْعَةِ النِّسَاءِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ، فَذَكَرَ لَهُ حَدِيْثَ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِتَحْرِيْمِهَا، فَلَمَّا عَلِمَ بِصِحَّةِ الحَدِيْثِ رَجَعَ إِلَى الحَقِّ، وَأَمَرَ بِالنِّدَاءِ بِتَحْرِيْمِهَا. أَمَا مَسْأَلَةُ القُرْآنِ فَمَا رَجَعَ عَنْهَا، وَصَمَّمَ عَلَى امْتِحَانِ العُلَمَاءِ فِي سَنَةِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، وَشَدَّدَ عَلَيْهِم فَأَخَذَهُ اللهُ. وَكَانَ كَثِيْرَ الغَزْوِ وَفِي ثَانِي سَنَةٍ مِنْ خِلاَفتِهِ: خَرَجَ عَلَيْهِ بِالكُوْفَةِ مُحَمَّدُ بن طباطبا العلوي يدعو إلى الرضا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَالعَمَلِ بِالسُّنَّةِ، وَكَانَ مُدِيرَ دَولَتِهِ أَبُو السَّرَايَا الشَّيْبَانِيُّ، وَيُسْرِعُ النَّاسُ إِلَيْهِ وَبَادَرَ إِلَيْهِ الأَعرَابُ. فَالتَقَاهُ عَسْكَرُ المَأْمُوْنِ عَلَيْهِم زُهَيْرُ بنُ المُسَيَّبِ فَانهَزَمُوا، وَقَوِيَ أَمرُ العَلَوِيِّ ثُمَّ أَصْبَحَ مَيتاً فَجأَةً فَقِيْلَ: سَمَّهُ أَبُو السَّرَايَا، وَأَقَامَ فِي الحَالِ مكَانَهُ أَمرَدَ عَلَوِيّاً ثُمَّ تَجَهَّزَ لِحَرْبِهِم جَيْشٌ فَكُسِرُوا، وَقُتِلَ مُقَدَّمُهُم عَبْدُوْسٌ المَرْوَرُّوْذِيُّ، وَقَوِيَ الطَّالِبِيُّونَ، وَأَخَذُوا وَاسِطاً وَالبَصْرَةَ، وَعَظُمَ الخَطْبُ ثُمَّ حُشِدَ الجَيْشُ عَلَيْهِم هَرْثَمَةُ وَجَرَتْ فُصُولٌ طَوِيْلَةٌ، وَالتَقَوْا غَيْرَ مَرَّةٍ ثُمَّ هَرَبَ أَبُو السَّرَايَا وَالطَّالِبِيُّونَ مِنَ الكُوْفَةِ، ثُمَّ قُتِلَ أَبُو السَّرَايَا سَنَة مائَتَيْنِ وَهَاجَتِ العَلَوِيَّةُ بِمَكَّةَ وَحَارَبُوا، وَعَظُمَ هَرْثَمَةُ بنُ أَعْيَنَ وَأُعْطِيَ إِمْرَةَ الشَّامِ، فَلَمْ يَرْضَ بِهَا وَذَهَبَ إِلَى مرو فقتلوه. ثُمَّ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَمائَتَيْنِ: جَعَلَ المَأْمُوْنُ ولي عهده عليا الرضا، وَلَبِسَ الخُضْرَةَ، وَثَارَتِ العَبَّاسِيَّةُ، فَخَلَعُوهُ، وَفِيْهَا تَحَرَّكَ بابك الخرمي بأذربيجان وقتل وسبى، وذكر الرضا لِلْمَأْمُوْنِ مَا النَّاسُ فِيْهِ مِنَ الحَرْبِ وَالفِتَنِ مُنْذُ قَتْلِ الأَمِيْنِ، وَبِمَا كَانَ الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ يُخْفِيهِ عَنْهُ مِنَ الأَخْبَارِ، وَأَنَّ أَهْلَ بيتِهِ قَدْ خَرَجُوا وَنَقَمُوا أَشْيَاءَ، وَيَقُوْلُوْنَ: هُوَ مَسْحُوْرٌ، وَهُوَ مَجْنُوْنٌ قَالَ: وَمَنْ يَعْرِفُ هَذَا؟ قَالَ: عِدَّةٌ مِنْ أُمَرَائِكَ فَاسْأَلْهُم. فَأَبَوْا أَنْ يَنطِقُوا إلَّا بِأَمَانٍ مِنَ الفَضْلِ فَضَمِنَ ذَلِكَ فَبَيَّنُوا لَهُ، وَأَنَّ طَاهِرَ بنَ الحُسَيْنِ قَدْ أَبلَى فِي طَاعَتِكَ وَفَتَحَ الأَمصَارَ، وَقَادَ إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ الخِلاَفَةَ ثُمَّ أُخْرِجَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، وَصُيِّرَ فِي الرَّقَّةِ وَلَوْ كَانَ عَلَى العِرَاقِ حَاكماً لَضَبَطَهَا بِخلاَف الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ. وَقَالُوا لَهُ: فَسِرْ إِلَى العِرَاقِ فَلَو رَآكَ القُوَّادُ لأَذْعَنُوا بِالطَّاعَةِ فَقَالَ: سِيْرُوا فَلَمَّا عَلِمَ الفَضْلُ ضَرَبَ بَعْضَهُم وَحَبَسَ آخَرِيْنَ وَمَا أَمكَنَ المَأْمُوْنَ مُبَادَرَتُهُ، فَسَارَ مِنْ مَرْوَ إِلَى سَرْخَسَ فَشَدَّ قَوْمٌ عَلَى الفَضْلِ، فَقَتَلُوهُ فِي حَمَّامٍ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمائَتَيْنِ عَنْ سِتِّيْنَ سَنَةً، فَجَعَلَ المَأْمُوْنُ لِمَنْ جَاءَ بِقَاتِلِيهِ عَشْرَةَ آلاف

دِيْنَارٍ وَكَانُوا أَرْبَعَةً مِنْ مَمَالِيْكِ المَأْمُوْنِ فَقَالُوا: أَنْتَ أَمَرْتَنَا بِقَتْلِهِ فَأَنْكَرَ، وضَرَبَ أَعْنَاقَهُم. وَضَعُفَ أَمرُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ المَهْدِيِّ بَعْدَ مُحَاربَةٍ وَبَلاَءٍ. وفي سنة 203: مات الرضى فجأة. وفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ: وَصَلَ المَأْمُوْنُ فَتَلَقَّاهُ إِلَى النَّهْرَوَانِ بَنُوَ العَبَّاسِ، وَبَنُو أَبِي طَالِبٍ، وَعَتَبُوا عَلَيْهِ فِي لُبْسِ الخُضْرَةِ فَتَوَقَّفَ ثُمَّ أَعَادَ السَّوَادَ. وَفِيْهَا: التَقَى يَحْيَى بنُ مُعَاذٍ أَمِيْرُ الجَزِيْرَةِ بَابَكَ الخُرَّمِيَّ، وَوَلِيَ طَاهِرٌ جَمِيْعَ خُرَاسَانَ، وَأَمَرَ لَهُ بِعَشرَةِ آلاَفِ أَلفِ دِرْهَمٍ. وَفِيْهَا -أَعْنِي: سَنَةَ 205: نُصِرَ المُسْلِمُوْنَ عَلَى بَابَكَ وَبَيَّتُوهُ. وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ: خَرَجَ بِاليَمَنِ عَلَوِيٌّ فَأَمَّنَهُ المَأْمُوْنُ وَقَدِمَ. وَمَاتَ طَاهِرٌ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ قَدْ قَطَعَ دَعْوَةَ المَأْمُوْنِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَخَرَجَ فَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُهُ طَلْحَةُ فَوَلاَّهُ المَأْمُوْنُ خُرَاسَانَ، فَبَقِيَ سَبْعَةَ أَعْوَامٍ وَمَاتَ فَوَلِيَهَا أَخُوْهُ عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِرٍ. وَكَانَتِ الحُرُوبُ شَدِيْدَةً بَيْنَ عَسْكَرِ الإِسْلاَمِ، وَبَيْنَ بَابَكَ وَظَهَرَ بِاليَمَنِ الصَّنَادِيْقِيُّ، وَقَتَلَ وَسَبَى وَادَّعَى النُّبُوَّةَ ثُمَّ هَلَكَ بِالطَّاعُونِ. وَخَرَجَ حَسَنٌ أَخُو طَاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ بِكَرْمَانَ فَظَفِرَ بِهِ المَأْمُوْنُ وَعَفَا عَنْهُ. وَكَانَ المَأْمُوْنُ يُجِلُّ أَهْلَ الكَلاَمِ، وَيَتَنَاظرُوْنَ فِي مَجْلِسِهِ وَسَارَ صَدَقَةُ بنُ عَلِيٍّ لِحَرْبِ بَابَكَ فَأَسَرَهُ بَابَكُ، وتمرد، وعتا. وَفِي سَنَةِ عشرٍ: دَخَلَ المَأْمُوْنُ بِبُوْرَانَ بِنْتِ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ بِوَاسِطَ وَأَقَامَ عِنْدَهَا بِجَيْشِهِ سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْماً فَكَانَتْ نَفَقَةُ الحَسَنِ عَلَى العُرْسِ، وَتَوَابِعِهِ خَمْسِيْنَ أَلفَ أَلفِ دِرْهَمٍ فَمَلَّكَهُ المَأْمُوْنُ مَدِينَةً، وَأَعْطَاهُ مِنَ المَالِ خَمْسَ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ: قَهَرَ بن طَاهِرٍ المُتَغَلِّبِيْنَ عَلَى مِصْرَ وَأَسَرَ جَمَاعَةً. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ: سَارَ مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ الطُّوْسِيُّ لِمُحَاربَةِ بَابَكَ، وَأَظهَرَ المَأْمُوْنُ تَفْضِيْلَ عَلِيٍّ عَلَى الشَّيْخَيْنِ، وَأَنَّ القُرْآنَ مَخْلُوْقٌ، وَاسْتَعمَلَ عَلَى مِصْرَ وَالشَّامِ أَخَاهُ المُعْتَصِمَ، فَقَتَلَ طَائِفَةً وَهَذَّبَ مِصْرَ وَوَقَعَ المَصَافُّ مَعَ بَابَكَ مَرَّاتٍ. وَفِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ: سَارَ المَأْمُوْنُ لِغَزْوِ الرُّوْمِ وَمِنْ غَزْوَتِهِ عَطَفَ إِلَى دِمَشْقَ. وَفِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ: كَرَّ غَازياً فِي الرُّوْمِ، وَجَهَّزَ أَخَاهُ المُعْتَصِمَ فَفَتَحَ حُصُوناً. وَدَخَلَ

سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِصْرَ وَقَتَلَ المُتَغَلِّبُ عَلَيْهَا عَبْدُوْساً الفِهْرِيَّ ثُمَّ كَرَّ إِلَى أَذَنَةَ، وَسَارَ فنازل لؤلؤة وحاصرها مائة يوم وترحل. وَأَقبَلَ تُوفِيلُ طَاغيَةُ الرُّوْمِ ثُمَّ، وَقَعَتِ الهُدْنَةُ بَعْدَ أَنْ كَتَبَ تُوفِيلُ فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ، وَأَغلَظَ فِي المُكَاتِبَةِ فَغَضِبَ المَأْمُوْنُ، وَعَزَمَ عَلَى المَسِيْرِ إِلَى قُسْطَنْطِيْنِيَّةَ فَهَجَمَ الشِّتَاءُ. وَفِيْهَا: وَقَعَ حَرِيْقٌ عَظِيْمٌ بِالبَصْرَةِ أَذهَبَ أَكْثَرَهَا. وَفِي سَنَةِ 218:اهتَمَّ المَأْمُوْنُ بِبِنَاءِ طُوَانَةَ، وَحَشَدَ لَهَا الصُّنَّاعَ وَبنَاهَا ميلًا في ميل، وهي وراء طرطوس، وَافتَتَحَ عِدَّةَ حُصُوْنٍ وَبَالَغَ فِي مِحْنَةِ القُرْآنِ، وَحَبَسَ إِمَامَ الدِّمَشْقِيِّينَ أَبَا مُسْهِرٍ بَعْدَ أَنْ وَضَعَهُ فِي النِّطْعِ لِلْقَتلِ، فَتَلَفَّظَ مُكْرَهاً. وَكَتَبَ المَأْمُوْنُ إِلَى نَائِبِهِ عَلَى العِرَاقِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الخُزَاعِيِّ كِتَاباً يَمتَحِنُ العُلَمَاءَ يَقُوْلُ فِيْهِ: وَقَدْ عَرَفْنَا أَنَّ الجُمْهُوْرَ الأَعْظَمَ وَالسَّوَادَ مِنْ حَشوِ الرَّعِيَةِ وَسَفِلَةِ العَامَّةِ مِمَّنْ لاَ نَظَرَ لَهُم، وَلاَ رَوِيَّةَ أَهْلُ جَهَالَةٍ وَعَمَىً عَنْ أن يعرفوا الله كنه معرفته ويقدروه حتى قَدْرِه، وَيُفَرِّقُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ فَسَاوَوْا بَيْنَ اللهِ، وَبَيْنَ خَلْقِهِ، وَأَطبَقُوا عَلَى أَنَّ القُرْآنَ قَدِيْمٌ لَمْ يَخْتَرِعْهُ اللهُ، وَقَدْ قَالَ: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا} [الزخرف: 3] ، فُكُلُّ مَا جَعَلَهُ فَقَدْ خَلَقَهُ كَمَا قَالَ: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّور} [الأنعام: 1] ، وَقَالَ: {نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَق} [طه: 99] فأخبر أنه قصص لأمور أحدثه بعدها. وقال: {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ} [هود: 1] وَاللهُ مُحْكِمٌ لَهُ فَهُوَ خَالِقُهُ وَمُبْدِعُهُ. إِلَى أَنْ قَالَ: "فَمَاتَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ السَّمْتِ الكَاذِبِ وَالتَّخَشُّعِ لِغَيرِ اللهِ إِلَى مُوَافَقَتِهِم، فَرَأَى أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ أَنَّهُم شَرُّ الأُمَّةِ وَلَعَمْرُو أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ إِنَّ أَكذَبَ النَّاسِ مَنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَوَحْيِهِ وَلَمْ يَعْرِفِ اللهَ حقَّ مَعْرِفَتِهِ، فَاجمَعِ القُضَاةَ وَامتَحِنْهُم فِيْمَا يَقُوْلُوْنَ، وَأَعْلِمْهُم أَنِّي غَيْرُ مُسْتَعِينٌ فِي عَمَلٍ وَلاَ وَاثِقٌ بِمَنْ لاَ يُوثَقُ بِدِيْنِهِ فَإِنْ وَافقُوا، فَمُرْهُم بِنَصِّ مَنْ بِحَضْرَتِهِم مِنَ الشُّهُودِ وَمَسْأَلَتِهِم عَنْ عِلْمِهِم فِي القُرْآنِ، وَرَدِّ شَهَادَةَ مَنْ لَمْ يُقِرَّ أَنَّهُ مَخْلُوْقٌ". وَكَتَبَ المَأْمُوْنُ أَيْضاً فِي أَشْخَاصٍ سَبْعَةٍ: مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ، وَابْنِ مَعِيْنٍ وَأَبِي خَيْثَمَةَ، وَأَبِي مُسْلِمٍ المُسْتَمْلِي وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ دَاوُدَ وأحمد الدورقي، فامتحنوا فأجوا قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: جَبُنَّا خَوْفاً مِنَ السَّيْفِ، وَكَتَبَ بِإِحضَارِ مَنِ امتَنَعَ مِنْهُم: أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ وَبِشْرِ بنِ الوَلِيْدِ وَأَبِي حَسَّانٍ الزِّيَادِيِّ وَالقَوَارِيْرِيِّ وَسَجَّادَةَ، وَعَلِيِّ بنِ الجَعْدِ وَإِسْحَاقَ بنِ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَعَلِيِّ بنِ أَبِي مُقَاتِلٍ، وَذَيَّالِ بنِ الهَيْثَمِ وَقُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، وَسَعْدُوَيْه فِي عِدَّةٍ فَتَلَكَّأَ طَائِفَةٌ، وَصَمَّمَ أَحْمَدُ وَابْنُ نُوْحٍ فَقُيِّدَا وَبَعَثَ بِهِمَا فَلَمَّا بَلَغَا الرَّقَّةَ تَلَقَّاهُم موت

المَأْمُوْنِ وَكَانَ مَرِضَ بِأَرْضِ الثَّغْرِ. فَلَمَّا احْتُضِرَ طَلَبَ ابْنَهُ العَبَّاسَ لِيَقْدَمَ فَوَافَاهُ بآخِرِ رَمَقٍ، وَقَدْ نُفِّذَتِ الكُتُبُ إِلَى البُلْدَانِ فِيْهَا: مِنَ المأمون، وأخيه أبي إسحاق الخليفة مِنْ بَعْدِهِ فَقِيْلَ: وَقَعَ ذَلِكَ بِغَيْرِ أَمْرِ المَأْمُوْنِ وَقِيْلَ: بَلْ بِأَمرِهِ. وَأَشهَدَ عَلَى نَفْسِهِ عِنْدَ المَوْتِ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ هَارُوْنَ أَشهَدَ عَلَيْهِ أَنَّ اللهَ وَحدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، وَأَنَّهُ خَالِقٌ، وَمَا سِوَاهُ مَخْلُوْقٌ وَلاَ يَخلُو القُرْآنُ مِنْ أَنْ يَكُوْنَ شَيْئاً لَهُ مِثْلٌ وَاللهُ لاَ مِثْلَ لَهُ وَالبَعْثُ حَقٌّ، وَإِنِّيْ مُذْنِبٌ أَرْجُو وَأَخَافُ، وَلْيُصَلِّ عَلَيَّ أَقرَبُكُم وَلْيُكَبِّرْ خَمْساً فَرَحِمَ اللهُ عَبداً اتَّعَظَ وَفَكَّرَ فِيْمَا حَتَمَ اللهُ علَى جَمِيْعِ خَلْقِهِ مِنَ الفَنَاءِ، فَالحَمْدُ للهِ الَّذِي تَوَحَّدَ بِالبَقَاءِ ثُمَّ لْيَنْظُرِ امْرُؤٌ مَا كُنْتُ فِيْهِ مِنْ عِزِّ الخِلاَفَةِ، هَلْ أَغْنَى عَنِّي شَيْئاً إِذْ نَزَلَ أَمْرُ اللهُِ بِي؟ لاَ وَاللهِ لَكِنْ أُضْعِفَ بِهِ عَلَيَّ الحِسَابُ فَيَا لَيْتَنِي لَمْ أَكُ شَيْئاً. يَا أَخِي! ادْنُ مِنِّي، وَاتَّعِظْ بِمَا تَرَى وَخُذْ بِسِيْرَةِ أَخِيْكَ فِي القُرْآنِ، وَاعْمَلْ فِي الخِلاَفَةِ إِذْ طَوَّقَكَهَا اللهُ عَمَلَ المُرِيْدِ للهِ الخَائِفِ مِنْ عِقَابِهِ، وَلاَ تَغْتَرَّ فَكَأَنْ قَدْ نَزَلَ بِكَ المَوْتُ. وَلاَ تُغْفِلْ أَمرَ الرَّعِيَّةِ الرَّعِيَّةَ الرَّعِيَّةَ فَإِنَّ المُلْكَ بِهِم اللهَ اللهَ فِيْهِم وَفِي غَيْرِهِم. يَا أَبَا إِسْحَاقَ عَلَيْكَ عَهْدُ اللهِ لَتَقُومَنَّ بِحَقِّهِ فِي عِبَادِهِ، وَلَتُؤْثِرَنَّ طَاعَتَهُ علَى مَعْصِيَتِهِ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ هَؤُلاَءِ بَنُو عَمِّكَ مِنْ ذُرِّيَّةِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَحْسِنْ صُحْبَتَهُم، وَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيْئِهِم. ثُمَّ مَاتَ فِي رَجَبٍ فِي ثَانِي عَشَرِهِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ ثَمَانٌ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً تُوُفِّيَ: بِالبَذَنْدُوْنَ فَنَقَلَهُ ابْنُه العَبَّاسُ وَدَفَنَهُ بطرسوس في دار خاقان خادم أبيه. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: كَانَ نَقَشَ خَاتَمَهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ. وَلَهُ مِنَ الأَوْلاَدِ: مُحَمَّدٌ الكَبِيْرُ وَالعَبَّاسُ، وَعَلِيٌّ وَمُحَمَّدٌ وَعُبَيْدُ اللهِ، وَالحَسَنُ وَأَحْمَدُ وَعِيْسَى وَإِسْمَاعِيْلُ، وَالفَضْلُ وَمُوْسَى وَإِبْرَاهِيْمُ وَيَعْقُوْبُ وَحَسَنٌ وَسُلَيْمَانُ، وَهَارُوْنُ وَجَعْفَرٌ وَإِسْحَاقُ وَعِدَّةُ بَنَاتٍ.

المعتصم

1610- المعتصم 1: الخليفة أبو إسحاق محمد بن الرَّشِيْدِ هَارُوْنَ بنِ مُحَمَّدٍ المَهْدِيِّ بنِ المَنْصُوْرِ العَبَّاسِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ وَأُمُّهُ: مَارِدَةُ أُمُّ وَلَدٍ. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ وَأَخِيْهِ المَأْمُوْنِ يَسِيْراً. رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاقُ المَوْصِلِيُّ وَحَمْدُوْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ. بُوْيِعَ بِعَهدٍ مِنَ المَأْمُوْنِ فِي رَابِعَ عشر رجب سنة ثمان عشرة. وكان أبيص أَصهَبَ اللِّحْيَةِ طَوِيْلَهَا رَبْعَ القَامَةِ مُشْرَبَ اللَّوْنِ ذَا قُوَّةٍ وَبَطْشٍ، وَشَجَاعَةٍ وَهَيْبَةٍ لَكِنَّهُ نَزْرُ العِلْمِ. قِيْلَ: كَانَ مَعَهُ غُلاَمٌ فِي المَكْتَبِ فَمَاتَ الغُلاَمُ فَقَالَ لَهُ أَبُوْهُ: يَا مُحَمَّدُ! مَاتَ غُلاَمُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا سَيِّدِي وَاسْتَرَاحَ مِنَ الكُتَّابِ. فَقَالَ: أَوَ إِنَّ الكُتَّابَ لَيَبْلُغُ منك هذا؟ دعوه. فكانت قراءته صعيفة. قَالَ خَلِيْفَةُ: حَجَّ بِالنَّاسِ سَنَةَ مائَتَيْنِ. قَالَ الرِّيَاشِيُّ: كَتَبَ طَاغِيَةُ الرُّوْمِ إِلَى المُعْتَصِمِ يَتَهَدَّدُهُ، فَأَمَرَ بِجَوَابِهِ فَلَمَّا عُرِضَ عَلَيْهِ رَمَاهُ، وَقَالَ لِلْكَاتِبِ: اكْتُبْ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ قَرَأْتُ كِتَابَكَ، وَسَمِعْتُ خِطَابَكَ وَالجَوَابُ مَا تَرَى لاَ مَا تسمع: {وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 42] . قُلْتُ: وَامْتَحَنَ النَّاسَ بِخَلْقِ القُرْآنِ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى الأَمْصَارِ، وَأَخَذَ بِذَلِكَ المُؤَذِّنِيْنَ، وَفُقَهَاءَ المَكَاتِبِ وَدَامَ ذَلِكَ حَتَّى أَزَالَهُ المُتَوَكِّلُ بَعْدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ عَاماً. وَكَانَ فِي سَنَةِ 218: الوَبَاءُ المُفْرِطُ وَالقَحْطُ بِمِصْرَ، وَمَاتَ أَكْثَرُهُم وَأَمَرَ المُعْتَصِمُ بِهَدِّ طُوَانَةَ الَّتِي بَذَّرَ المَأْمُوْنُ فِي بِنَائِهَا مِنْ عامين بيوت الأَمْوَالِ، وَاشتَدَّ البَلاَءُ بِبَابَكَ وَهَزَمَ الجُيُوشَ، وَدَخَلَ فِي دِيْنِهِ خَلاَئِقُ مِنَ العَجَمِ، وَعَسْكَرَ بِهَمَذَانَ فَبَرَزَ لِقِتَالِهِ إِسْحَاقُ المُصْعَبِيُّ، فَكَانَتْ مَلْحَمَةً عُظْمَى فَيُقَالُ: قُتِلَ مِنْهُم سِتُّوْنَ أَلْفاً وَهَرَبَ بَاقِيْهِم إِلَى الرُّوْمِ. وَظَهَرَ سَنَةَ 219: مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ العلوي يدعو إلى الرضا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَتَمَّتْ لَهُ حُرُوبٌ إِلَى أَنْ قَيَّدَهُ ابْنُ طَاهِرٍ ثُمَّ هَرَبَ مِنَ السِّجْنِ وَأَضمَرَتْهُ البِلاَدُ. وَفِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ: عَقَدَ المُعْتَصِمُ لِلأَفْشِيْنِ فِي جَيْشٍ لَجِبٍ لِقِتَالِ بَابَكَ فَتَمَّتْ مَلْحَمَةٌ انْهَزَمَ فِيْهَا بَابَكُ إِلَى مُوَغَانَ، وَمِنْهَا إِلَى مَدِيْنَةٍ تُسَمَّى البَذُّ. وَفِي رَمَضَانَ: كَانَتْ مِحْنَةُ الإِمَامِ أَحْمَدَ فِي القُرْآنِ وضُرِبَ بِالسِّيَاطِ حَتَّى زَالَ عَقْلُهُ، وَلَمْ يُجِبْ فَأَطْلَقُوهُ، وأمر المعتصم بإنشاء مدينة سَامَرَّا اشتَرَى أَرْضَهَا مِنْ رُهبَانَ بِالقَاطُوْلِ، وَغَضِبَ عَلَى وَزِيرِهِ الفَضْلِ بنِ مَرْوَانَ، وَأَخَذَ مِنْهُ نَحْواً مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ أَلفِ دِيْنَارٍ، وَنَفَاهُ،

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "7/ 102". وتاريخ بغداد "3/ 342"، والعبر "1/ 400" وفوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 250"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 63".

وَاسْتَوْزَرَ مُحَمَّدَ بنَ الزَّيَّاتِ وَاعْتَنَى بِاقْتِنَاءِ المَمَالِيْكِ التُّرْكِ، وَبَعَثَ إِلَى النَّوَاحِي فِي شِرَائِهِم، وَأَلبَسَهُمُ الحَرِيْرَ وَالذَّهَبَ. وَفِي سَنَةِ221: كَانَتْ وَقعَةٌ بَيْنَ العَسْكَرِ وَبَابَكَ. وَحَجَّ فِيْهَا حَنْبَلٌ فَقَالَ: رَأَيْتُ كِسْوَةَ الكَعْبَةِ، وَقَدْ كُتِبَ فِيْهَا فِي الدَّارَاتِ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَهُوَ اللَّطِيْفُ الخَبِيْرُ، فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: قَاتَلَ اللهُ الخَبِيْثَ عَمَدَ إِلَى كَلاَمِ اللهِ فَغَيَّرَهُ عَنَى ابْنَ أَبِي دَاوُدَ. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ، وَعِشْرِيْنَ: كَانَ المَصَافُّ بَيْنَ بَابَكَ الخُرَّمِيِّ، وَبَيْنَ الأَفْشِيْنِ فَطَحَنَهُ الأَفْشِيْنُ، وَاسْتَبَاحَ عَسْكَرَهُ، وَهَرَبَ ثُمَّ إِنَّهُ أُسِرَ بَعْدَ فُصُولٍ طَوِيْلَةٍ، وَكَانَ أَحَدَ الأَبطَالِ أخاف الإسلام وأهله، وهزم الجيوش عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَغَلَبَ عَلَى أَذْرَبِيْجَانَ وَغَيْرِهَا وَأَرَادَ أَنْ يُقِيْمَ المِلَّةَ المَجُوْسِيَّةَ، وَظَهَرَ فِي أَيَّامِهِ المَازَيَارُ أَيْضاً بِالمَجُوْسِيَّةِ بِطَبَرِسْتَانَ، وَعَظُمَ البَلاَءُ. وَكَانَ المُعْتَصِمُ وَالمَأْمُوْنُ قَدْ أَنفَقُوا عَلَى حَرْبِ بَابَكَ قنَاطِيْرَ مُقَنْطَرَةً مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، فَفِي هَذِهِ السَّنَةِ بَعَثَ المُعْتَصِمُ نَفَقَاتٍ إِلَى جَيْشِهِ مَعَ الأَفْشِيْنِ، فَكَانَتْ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ أَلفِ دِرْهَمٍ، وَأُخِذَتِ البَذُّ مَدِيْنَةُ بَابَكَ اللَّعِينِ، وَاخْتَفَى فِي غَيْضَةٍ وَأُسِرَ أَهلُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَقُطِعَ دَابِرُ الخُرَّمِية. ثُمَّ وَرَدَ أَمَانٌ مِنَ المُعْتَصِمِ لِبَابَكَ، فَبَعَثَ بِهِ الأَفْشِينُ إِلَيْهِ مَعَ اثْنَيْنِ وَكَتَبَ ابْنُه إِلَيْهِ يُشِيْرُ عَلَيْهِ بِقَبُولِ الأَمَانِ فَلَمَّا دَخَلاَ إِلَى الشَّعْرَاءِ الَّتِي فِيْهَا بَابَكُ قَتَلَ أَحَدَهُمَا، وَقَالَ لِلآخَرِ: امضِ إِلَى ابْنِ الفَاعِلَةِ ابْنِي فَقُلْ: لَوْ كَانَ ابْنِي لَلَحِقَ بِي ثُمَّ مَزَّقَ الأمان وفارق الغيضة وصعد الجبل في طُرُقٍ يَعْرِفُهَا لاَ تُسْلَكُ. وَكَانَ الأَفْشِينُ قَدْ رَتَّبَ الكُمَنَاءَ فِي المَضَايِقِ، فَنَجَا بَابَكُ وَلَجَأَ إِلَى جِبَالِ أَرْمِيْنِيَةَ فَلَقِيَهُ سَهْلٌ البَطْرِيْقُ فَقَالَ: الطَّلَبُ وَرَاءَكَ فَانزِلْ عِنْدِي فَنَزَلَ وَرَكَنَ إِلَيْهِ فَبَعَثَ البَطْرِيقُ إِلَى الأَفْشِيْنِ بِذَلِكَ فَجَاءَ فُرْسَانٌ فَأَحَاطُوا بِهِ، وَأَخَذُوهُ. وَكَانَ المُعْتَصِمُ قَدْ جَعَلَ لمن جاء به حيا أَلفِ دِرْهَمٍ، وَلِمَنْ جَاءَ بِرَأْسِهِ أَلفَ أَلفٍ فَأُعْطِيَ البَطْرِيقُ أَلفَ أَلفٍ، وَأُطْلِقَ لَهُ خَرَاجُهُ عِشْرِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ المَسْعُوْدِيُّ: هَرَبَ بَابَكُ بِأَخِيْهِ وَأَهلِهِ وَخَوَاصِّهِ فِي زِيِّ التُّجَّارِ، فَنَزَلَ بِأَرْضِ أَرْمِيْنِيَةَ بِعَمَلِ سَهْلِ بنِ سُنْبَاطٍ فَابْتَاعُوا شَاةً مِنْ رَاعٍ فَنَكِرَهُم فَأَتَى سَهْلاً فَأَعْلَمَهُ، فَقَالَ: هَذَا بَابَكُ بِلاَ شَكٍّ فَرَكِبَ فِي أَجْنَادِهِ حَتَّى أَتَى بَابَكَ فَتَرَجَّلَ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالمُلْكِ وَقَالَ: قُمْ إِلَى قَصْرِكَ فَأَنَا عَبْدُكَ فَمَضَى مَعَهُ، وَمَدَّ السِّمَاطَ لَهُ وَأَكَلَ مَعَهُ فَقَالَ بَابَكُ: أَمِثْلُكَ يَأْكلُ مَعِي؟! فَوَقَفَ وَاعْتَذَرَ ثُمَّ أَحْضَرَ حَدَّاداً لِيُقَيِّدَهُ، فَقَالَ: أَغَدْراً يَا سَهْلُ؟ قَالَ: يَا ابْنَ

الفَاعِلَةِ، إِنَّمَا أَنْتَ رَاعِي بَقَرٍ. ثُمَّ قَيَّدَ أَتْبَاعَهُ، وَكَاتَبَ الأَفْشِيْنَ فَجَهَّزَ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ فَتَسَلَّمُوهُ، وَجَاءَ سَهْلٌ فَخَلَعَ عَلَيْهِ الأَفْشِيْنُ وَبُعِثَتْ بِطَاقَةٌ بِذَلِكَ إِلَى بَغْدَادَ فَضَجَّ النَّاسُ بِالتَّكْبِيْرِ، وَالشُّكْرِ للهِ ثُمَّ قَدِمُوا بِبَابَكَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ. وَكَانَ المُعْتَصِمُ يَبْعَثُ كُلَّ يَوْمٍ بِخِلْعَةٍ وَفَرَسٍ لِلأَفْشِيْنِ، وَمِنْ سُرُوْرِهِ بِذَلِكَ رَتَّبَ البَرِيْدَ مِنْهُ إِلَى الأَفْشِيْنَ، فَكَانَ يَجِيْئُهُ الخَبَرُ فِي أربعة أيام، وذلك مَسِيْرَةُ شَهْرٍ. ثُمَّ أَتى أَحْمَدُ بنُ أَبِي داود مُتَنَكِّراً فِي اللَّيْلِ، فَشَاهدَ بَابَكَ ثُمَّ أَعْلَمَ المُعْتَصِمَ فَمَا صَبَرَ وَأَتَاهُ مُتَنَكِّراً فَتَأَمَّلَهُ. وَكَانَ هَذَا الشَّقِيُّ ثِنْوِيّاً عَلَى دِيْنِ مَانِي، وَمَزْدَكَ يَقُوْلُ بِتَنَاسُخِ الأَروَاحِ وَيَستَحِلُّ البِنْتَ وَأُمَّهَا. وَقِيْلَ: كَانَ وَلَدَ زِنَىً وَكَانَتْ أُمُّهُ عَوْرَاءَ يُقَالُ لَهَا: رُوْمِيَّةُ العِلْجَةُ، وَكَانَ عَلِيُّ بنُ مَزْدَكَانَ يَدَّعِي أَنَّهُ زَنَى بِهَا وَبَابَكُ مِنْهُ. وَقِيْلَ: كَانَتْ صُعْلُوكَةً مِنْ قُرَى أَذْرَبِيْجَانَ فَزَنَى بِهَا نَبَطِيٌّ فَحَمَلَتْ مِنْهُ بِبَابَكَ فَرُبِّيَ بَابَكُ أَجِيْراً فِي القَريَةِ، وَكَانَ هُنَاكَ قَوْمٌ مِنَ الخُرَّمِيَّةِ لَهُم كَبِيْرَانِ: جَاوَنْدَانُ، وَعِمْرَانُ فَتَفَرَّسَ جَاوَنْدَانُ النَّجَابَةَ فِي بَابَكَ فَاكْتَرَاهُ مِنْ أُمِّهِ، فَهَوِيَتْهُ زَوْجَةُ جَاوَنْدَانَ وَأَطلَعَتْهُ عَلَى الأَسْرَارِ. ثُمَّ قُتِلَ زَوْجُهَا فِي مُحَاربَةٍ لابْنِ عَمِّهِ فَزَعَمَتْ أَنَّ زَوْجَهَا اسْتَخلَفَ بَابَكَ فَصَدَّقَهَا الجَمِيْعُ. فَأَمرَهُم أَنْ يَقْتُلُوا مَنْ وَجَدُوهُ فِي اللَّيْلِ فَأَصبَحَ عِدَّةُ قَتْلَى وَانضَافَ إِلَيْهِم كُلَّ شِرِّيرٍ، وَقَاطعِ طَرِيْقٍ وَصَارَ أَمرُ بَابَكَ إِلَى مَا صَارَ، وَكَانَتْ دَولَتُهُ عِشْرِيْنَ سَنَةً بَلْ أَزْيَدَ وَكَانَ مَعَهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِيْنَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ فَارِغِيْنَ مِنَ الدِّيْنِ، وبعضهم زنادقة وقتلوا وسبوا وأخذوا الحصون. نَعَمْ وَأَمَرَ المُعْتَصِمُ فَأُرْكِبَ بَابَكُ فِيلاً وَأَلبَسَهُ الدِّيبَاجَ وَقَلَنْسُوَةً كَبِيْرَةً مِنْ سَمُّورٍ، وَطَافُوا بِهِ ثُمَّ قُطِعَتْ أَرْبَعَتُهُ، وَهُوَ سَاكِتٌ ثُمَّ ذُبِحَ وَطِيفَ بِرَأْسِهِ بِسَامَرَّاءَ ثُمَّ بُعِثَ بِأَخِيْهِ إِلَى بَغْدَادَ فَعُمِلَ بِهِ كَذَلِكَ. وَيُقَالُ: كَانَ أَشْجَعَ مِنْ بَابَكَ فَقَالَ: يَا بَابَكُ! قَدْ عَمِلْتَ مَا لَمْ يَعْمَلْهُ أَحَدٌ فَاصْبِرْ صَبراً لَمْ يَصْبِرْهُ أَحَدٌ قَالَ: سَوفَ تَرَى فَلَمَّا قَطَعُوا يَدَهُ خَضَبَ صُوْرَتَهُ بِالدَّمِ فَقَالَ المُعْتَصِمُ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: إِنَّكَ أَمَرْتَ بِقَطعِ أَطْرَافِي، وَفِي نَفْسِكَ أَنْ لاَ تَكْوِيَهَا فَيَنْزِفُ الدَّمُ فَيَصْفَرُّ لَوْنِي فَتَظُنُّونَهُ جَزَعاً مِنِّي فَقَالَ: لَوْلاَ أَنَّ أَفْعَالَهُ لاَ تُسَوِّغُ الصَّنِيعَةَ، وَالعَفْوَ لاَسْتَبْقَيْتُهُ ثُمَّ أُحْرِقَ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَبَادَ مِنَ الأُمَّةِ خَلاَئِقَ وَبِخَطِّ الإِمَامِ ابْنِ الصَّلاَحِ: أَنَّ قَتْلَى بَابَكَ بَلَغُوا أَلفَ أَلفٍ، وَخَمْسَ مائَةِ أَلْفٍ، وَأُحْصِيَ قَتْلَى أَبِي مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيِّ فَبَلَغُوا أَلفَيْ أَلفٍ. وَفِيْهَا: التَقَى طَاغيَةُ الرُّوْمِ وَالأَفْشِيْنُ فَهَزَمَهُ، وَلَكِنْ بَعْدَ أَيَّامٍ. وَخَرَّبَ المُعْتَصِمُ أَنْقِرَةَ،

وَأَنْكَى فِي الرُّوْمِ. وَأَخَذَ عَمُّوْرِيَّةَ عَنْوَةً وَأَوطَأَ الرُّوْمَ خَوْفاً وَذُلاًّ، وَأَخَذَ بِثَأْرِ الإِسْلاَمِ مِنَ الطَّاغِيَةِ تُوفِيلَ بنِ مِيْخَائِيْلَ الَّذِي أَغَارَ عَلَى زِبَطْرَةَ وَمَلَطْيَةَ، فَدَخَلَ المُعْتَصِمُ الرُّوْمَ فِي مائَتَيْ أَلْفِ مُقَاتِلٍ، وَأَزْيَدَ حَتَّى لَقِيْلَ: كَانَ فِي خَمْسِ مائَةِ أَلْفٍ، وَصَمَّمَ عَلَى مُحَاصَرَةِ قُسْطَنْطِيْنِيَّةَ فَأَتَاهُ مَا أَزْعَجَهُ مِنْ خُرُوجِ العَبَّاسِ بنِ المَأْمُوْنِ عَلَيْهِ فَظَفِرَ بِالعَبَّاسِ، وَكَانَ العَبَّاسُ بَدِيْعَ الحُسْنِ، وَكَانَ بَلِيْداً غَزَا فِي أَيَّامِ أَبِيْهِ الروم، وولي الحزيرة وَذَهَبَتْ مِنْهُ الخِلاَفَةُ بِغَيْبَتِهِ ثُمَّ نَخَّاهُ عُجَيْفٌ، وَشَجَّعَهُ عَلَى الخُرُوجِ وَوَافَقَهُ عِدَّةُ أُمرَاءَ وَعَرَفَ المُعْتَصِمُ، فَأَخَذَ العَبَّاسَ. فَقِيْلَ: غَمَّهُ بِكِسَاءٍ حَتَّى تَلِفَ بِمَنْبِجَ. وَقِيْلَ: إِنَّ يَحْيَى بنَ أَكْثَمَ نَظَرَ إِلَيْهِ فَتَبَسَّمَ المَأْمُوْنُ، فَرَوَى يَحْيَى حَدِيْثاً فِي النَّظَرِ إِلَى الوَجْهِ الحَسَنِ فَقَالَ المَأْمُوْنُ: اتَّقِ اللهَ فَهَذَا الحَدِيْثُ كَذِبٌ. وَلَمَّا عَظُمَ الأَفْشِيْنُ بِاسْتِئْصَالِهِ لِبَابَكَ، طَلَبَ نِيَابَةَ خُرَاسَانَ، وَبَلَغَهُ خُرُوْجُ المَازَيَارَ، وَمُحَارَبَتُهُ لابْنِ طَاهِرٍ، فَدَسَّ مَنِ اسْتَمَالَهُ لَهُ وَقَوَّى عَزْمَهُ، وَخَرَّبَ المَازَيَارُ البِلاَدَ وَقَتَلَ وَعَسَفَ. ثُمَّ جَهَّزَ المُعْتَصِمُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ الأَفْشِيْنَ لِحَرْبِهِ، وَبَعَثَ ابْنُ طَاهِرٍ جَيْشاً عَلَيْهِم عَمُّهُ لِحَرْبِهِ أَيْضاً، وَجَرَتْ حُرُوْبٌ يَطُوْلُ بَسْطُهَا وَقُتِلَ المَازَيَارُ. وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ: قَبَضَ المُعْتَصِمُ عَلَى الأَفْشِيْنِ، وَكَانَ عَدُوّاً لابْنِ طاهر، وابن أبي داود فَعَقَرَاهُ، وَأَلْقَيَا فِي ذِهْنِ المُعْتَصِمِ أَنَّهُ يُرِيْدُ قَتْلَكَ فَتَهَدَّدَ كَاتِبَهُ فَاعْتَرَفَ، وَقَالَ: أَمَرَنِي أَنْ أَكْتُبَ إِلَى المَازَيَارِ: إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ غَيْرِي وَغَيْرُكَ، وَجَيْشُ الخَلِيْفَةِ عِنْدَ ابْنِ طَاهِرٍ وَمَا عِنْدَ الخَلِيْفَةِ سِوَايَ، فَإِنْ هَزَمْتَ ابْنَ طَاهِرٍ كَفَيْتُكَ المُعْتَصِمَ، وَيَخْلُصُ لَنَا الدِّينُ الأَبْيَضُ -يَعْنِي المَجُوْسِيَّةَ- وَكَانَ يُتَّهَمُ بِهَا. فَوَهَبَ المُعْتَصِمُ لِلْكَاتِبِ ذَهَباً، وَقَالَ: إِنْ نَطَقْتَ قَتَلْتُكَ. وَعَنِ ابْنِ أبي داود قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَبْكِي وَيَقْلَقُ، وَقَالَ لِي: رَجُلٌ أَنْفَقْتُ عَلَيْهِ أَلْفَيْ أَلْفِ دِيْنَارٍ وَيُرِيْدُ قَتْلِي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِعَشْرَةِ آلاَفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَخُذْهَا فَفَرِّقْهَا. وَكَانَ الأَفْشِيْنُ قَدْ بَعَثَ أَمْوَالاً لَهُ إِلَى أُشْرُوْسَنَةَ، وَهَمَّ بِالهَرَبِ إِلَيْهَا، ثُمَّ هَيَّأَ دَعْوَةً لِيَسُمَّ فِيْهَا المُعْتَصِمَ وَقُوَّادَهُ فإن لم يجىء سَمَّ القُوَّادَ وَيَذْهَبُ إِلَى أَرْمِيْنِيَةَ وَمِنْهَا إِلَى أُشْرُوْسَنَةَ فَمَا تَهَيَّأَ لَهُ ذَلِكَ، وَقَبَضَ عَلَيْهِ المُعْتَصِمُ، وَعَلَى ابْنِهِ حَسَنٍ، وَأُتِيَ بِالمَازَيَارِ أَسِيْراً. فَقِيْلَ: أُحْضِرَ هُوَ وَالأَفْشِيْنُ وَمُوْبِذُ مَلِكُ السُّغْدِ، وَمَرْزُبَانُ عِنْدَ المُعْتَصِمِ فَأُحْضِرَ اثْنَانِ فَعُرِّيَا فَإِذَا أَجْنَابُهُمَا عَرِيَّةٌ مِنَ اللَّحْمِ فَقَالَ ابْنُ الزَّيَّاتِ لِلأَفْشِيْنِ: يَا حَيْدَرُ تَعْرِفُهُمَا؟ قَالَ: نَعَمْ هَذَا مُؤَذِّنٌ، وَهَذَا إِمَامٌ بَنَيَا مَسْجِداً بِأُشْرُوْسَنَةَ ضَرَبْتُهُمَا أَلْفَ سَوْطٍ؛ لأَنَّ بَيْنِي

وَبَيْنَ مُلُوْكِ السُّغْدِ عَهْداً أَنْ أَتْرُكَ كُلَّ قَوْمٍ عَلَى دِيْنِهِم، فَوَثَبَ هَذَانِ عَلَى بَيْتِ أَصْنَامِ أُشْرُوْسَنَةَ فَرَمَيَا الأَصْنَامَ وَعَمِلاَهُ مَسْجِداً فَضَرَبْتُهُمَا. قَالَ ابْنُ الزَّيَّاتِ: فَمَا كِتَابٌ قَدْ زَيَّنْتَهُ بِالذَّهَبِ، وَالجَوَاهِرِ فِيْهِ الكُفْرُ؟ قَالَ: كِتَابٌ وَرِثْتُهُ مِنْ أَبِي فِيْهِ آدَابٌ، وَحِكَمٌ لِلأَكَاسِرَةِ فَآخُذُ منه الأدب، وَأَدَعُ مَا سِوَاهُ مِثْلَ كِتَابِ كَلِيْلَةَ وَدِمْنَةَ. فَقَالَ ابْنُ الزَّيَّاتِ لِلْمُوْبِذِ: مَا تَقُوْلُ؟ قَالَ: إِنَّهُ يَأْكُلُ المَخْنُوْقَةَ، وَيَحْمِلُنِي عَلَى أَكْلِهَا وَيَقُوْلُ: لَحْمُهَا أَرْطَبُ. وَقَالَ لِي: إِنِّيْ دَخَلْتُ لِهَؤُلاَءِ فِي كُلِّ مَا أَكْرَهُ حَتَّى أَكَلْتُ الزَّيْتَ، وَرَكِبْتُ الجَمَلَ وَلَبِسْتُ النَّعْلَ غَيْرَ أَنِّي مَا حَلَقْتُ عَانَتِي قَطُّ، وَلَمْ يَخْتَتِنْ، وَكَانَ المُوْبِذُ مَجُوْسِيّاً، وَأَسْلَمَ بَعْدُ. قَالَ الأَفْشِيْنُ: خَبِّرُوْنِي عَنْ هذا المتكلم أثفة هو في دينه؟ قالوا: لا فَكَيْفَ تُصَدِّقُوْنَهُ؟ فَقَامَ المَرْزُبَانُ فَقَالَ: يَا أَفْشِيْنُ كَيْفَ يَكْتُبُ إِلَيْكَ أَهْلُ مَمْلَكَتِكَ؟ قَالَ: كَمَا يَكْتُبُوْنَ إِلَى آبَائِي: إِلَى الإِلِهِ مِنْ عَبْدِهِ. قال ابن أبي داود: فَمَا أَبْقَيْتَ لِفِرْعَوْنَ؟ قَالَ: خِفْتُ فَسَادَهُمْ بِتَغْيِيْرِ العَادَةِ. قَالَ لَهُ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُصْعَبِيُّ: كَيْفَ تَحْلِفُ فَنُصَدِّقَكَ وَأَنْتَ تَدَّعِي مَا يَدَّعِي فِرْعَوْنُ؟ قَالَ: يَا إِسْحَاقُ هَذِهِ سُوْرَةٌ قَرَأَهَا عُجَيْفٌ عَلَى عَلِيِّ بنِ هِشَامٍ، وَأَنْتَ تَقْرَؤُهَا عَلَيَّ فَانْظُرْ مَنْ يَقْرَؤُهَا عَلَيْكَ. ثُمَّ تَقَدَّمَ مَازَيَارُ فَقِيْلَ: أَتَعرِفُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالُوا: هَلْ كَاتَبْتَهُ؟ قَالَ: لاَ فَقَالُوا لِلْمَازَيَارِ: أَكَتَبَ إِلَيْكَ؟ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَخُوْهُ عَلَى لِسَانِه: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَنْصُرُ هَذَا الدِّيْنَ الأَبْيَضَ غَيْرِي، وَغَيْرُكَ وَغَيْرُ بَابَكَ فَأَمَّا بَابَكُ فَبِحُمْقِهِ قَتَلَ نَفْسَهُ، فَإِنْ خَالَفْتَ لَمْ يَكُنْ لِلْخَلِيْفَةِ مَنْ يَرَى لِقِتَالِكَ غَيْرِي، وَمَعِيَ الفُرْسَانُ وَأَهْلُ النَّجْدَةِ وَالبَأْسِ، فَإِنْ وُجِّهْتُ إِلَيْكَ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ يُحَارِبُنَا إلَّا العَرَبُ وَالمَغَارِبَةُ وَالأَترَاكُ، فَأَمَّا العَرَبِيُّ فَمَنْزِلتُهُ كَكَلْبٍ أَطْرَحُ لَهُ كِسْرَةً ثُمَّ أَضْرِبُ رَأْسَهُ بِالدَّبُّوسِ، وَهَؤُلاَءِ الذِّئَابُ يَعْنِي: المَغَارِبَةَ فَأَكْلَةُ رَأْسٍ وَأَمَّا التُّرْكِيُّ فإِنَّمَا هِيَ سَاعَةٌ، وَتَنْفَدُ سِهَامُهُم ثُمَّ تَجُولُ عَلَيْهِمُ الخَيْلُ جَولَةً، وَيَعُودُ الدِّيْنُ إِلَى مَا كَانَ. فَقَالَ الأَفْشِيْنُ: هَذَا يَدَّعِي عَلَى أَخِي وَلَوْ كُنْتُ قَدْ كَتَبْتُ بِهَذَا إِلَيْهِ لأَخْدَعَهُ، لَكَانَ غَيْرَ مُسْتَنْكَرٍ وَكُنْتُ آخذ برقبته. فزجره ابن أبي داود وَقَالَ: أَخَتِيْنٌ أَنْتَ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: خِفْتُ التَّلَفَ. قَالَ: أَنْتَ تَلْقَى الحُرُوبَ، وَتَخَافُ مِنْ قِطْعَةِ قُلْفَةٍ؟ قَالَ: تِلْكَ ضَرُورَةٌ أَصْبِرُ عَلَيْهَا وَتِلْكَ القُلْفَةُ لاَ أَخْرُجُ بِهَا مِنَ الإِسْلاَمِ فَقَالَ أَحْمَدُ: قَدْ بَانَ لَكُم أَمرُهُ. وَفِيْهَا: سَقَطَتْ أَكْثَرُ الأَهْوَازِ مِنَ الزَّلْزَلَةِ وَدَامَتْ أَيَّاماً. وَفِي سَنَةِ سِتٍّ: وَقَعَ بَرَدٌ كَالبَيْضِ مِنَ السَّمَاءِ قَتَلَ ثَلاَثَ مائَةٍ وَسَبْعِيْنَ نفسًا.

وَمُنِعَ الأَفْشِيْنُ المَذْكُوْرُ مِنَ الطَّعَامِ، حَتَّى هَلَكَ ثُمَّ صُلِبَ مَيْتاً وَأُحْرِقَ مَعَ أَصْنَامٍ عِنْدَهُ، وَهُوَ مِنْ أَوْلاَدِ الأَكَاسِرَةِ، وَكَانَ أَكْبَرَ الدَّوْلَةِ. وَأَمَّا المَازَيَارُ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بنُ قَارِنٍ فَظَالِمٌ غَاشِمٌ جَبَّارٌ ظَهَرَ بِطَبَرِسْتَانَ، وَحَارَبَ عَسْكَرَ المُعْتَصِمِ، ثُمَّ أُسِرَ فَضُرِبَ حَتَّى مَاتَ وَصُلِبَ، وَتَرَكَ أَمْوَالاً لاَ تَنْحَصِرُ. وَفِي سَنَةِ 227: ظَهَرَ أَبُو حرب المبرقع بفلسطين! وزعم أنه السُّفْيَانِيُّ، وَدَعَا إِلَى إِقَامَةِ الحَقِّ، وَكَانَ قَتَلَ جُنْدِيّاً أَذَى زَوْجَتَهُ ثُمَّ أَلْبَسَ وَجْهَهُ بُرْقُعاً، وَأَقَامَ بِالغَوْرِ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ البَرِّ، وَتَفَاقَمَ الأَمْرُ فَسَارَ لِحَرْبِهِ أَمِيْرُ دِمَشْقَ رَجَاءُ الحَصَّارِيُّ فِي أَلفِ فَارِسٍ فَوَجَدَهُ فِي زُهَاءِ مائَةِ أَلْفٍ فَهَابَهُ فَلَمَّا جَاءَ وَقْتُ الزِّرَاعَةِ، تَفَرَّقُوا حَتَّى بَقِيَ فِي نَحْوِ أَلْفَيْنِ فَالتَقَوْا وَكَانَ المُبَرْقَعُ شُجَاعاً مِقْدَاماً، فَحَمَلَ عَلَى الجَيْشِ فَأَفْرَجُوا فَأَحَاطُوا بِهِ فَأَسَرُوهُ وَسُجِنَ فَمَاتَ. قَالَ ابْنُ عَائِذٍ: وَاقَعَ رَجَاءُ أَهْلَ المَرْجِ وَجِسْرِيْنَ، وَكَفْرَ بَطْنَا وَسَقْبَا وَقُتِلَ خَلْقٌ. وَقِيْلَ: بَيَّتَ أَهْلَ كَفْرَ بَطْنَا فَقَتَلَ أَزْيَدَ مِنْ مائَةِ أَلْفٍ، وَقَتَلَ الأَطفَالَ وَقُتِلَ مِنَ الجُنْدِ ثَلاَثُ مائَةٍ. قَالَ نِفْطَوَيْه: يُقَالُ لِلْمُعْتَصِمِ: المُثَمَّنُ فَإِنَّهُ ثَامِنُ بَنِي العَبَّاسِ، وَتَمَلَّكَ ثَمَانِيَ سِنِيْنَ وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ، وَلَهُ فُتُوْحَاتٌ ثَمَانِيَةٌ: بَابَكُ وَعَمُّوْرِيَّةُ وَالزُّطُّ، وَبَحْرُ البَصْرَةِ وَقَلْعَةُ الأَجْرَافِ وَعَرَبُ دِيَارِ رَبِيْعَةَ وَالشَّارِي، وَفَتْحُ مِصْرَ يَعْنِي: قَهَرَ أَهْلَهَا قَبْلَ خِلاَفَتِهِ وَقَتَلَ ثَمَانِيَةً: بَابَكَ وَالأَفْشِيْنَ وَمَازَيَارَ وباطيس ورئيس الزنادقة وعجيفًا وَقَارُوْنَ وَأَمِيْرَ الرَّافِضَةِ. وَقَالَ غَيْرُ نِفْطَوَيْه: خَلَّفَ مِنَ الذَّهَبِ ثَمَانِيَةَ آلاَفِ أَلفِ دِيْنَارٍ وثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ أَلفِ دِرْهَمٍ، وَثَمَانِيْنَ أَلْفَ فَرَسٍ وثمانية آلاف مملوك، وثمانية آلاَفِ جَارِيَةٍ وَبَنَى ثَمَانِيَةَ قُصُوْرٍ، وَقِيْلَ: بَلَغَ مَمَالِيْكُهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفاً، وَكَانَ ذَا سَطْوَةٍ إِذَا غَضِبَ لاَ يُبَالِي مَنْ قَتَلَ. قَالَ إِسْحَاقُ المَوْصِلِيُّ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ قَيِّنَةٌ تُغَنِّي فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى؟ قُلْتُ: تَقْهَرُ الغِنَاءَ بِرِفْقٍ، وَتُجِيْلُهُ بِرِفْقٍ وَتَخْرُجُ مِنْ شَيْءٍ إِلَى مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ، وَفِي صَوْتِهَا شَجاً وَشُذُوْرٌ أَحْسَنُ مِنْ دُرٍّ عَلَى نُحُوْرٍ فَقَالَ: وَصْفُكَ لَهَا أَحْسَنُ خُذْهَا لَكَ فَامْتَنَعْتُ لِعِلْمِي بِمَحَبَّتِهِ لَهَا فَأَعْطَانِي مِقْدَارَ قِيْمَتِهَا. قِيْلَ: لَمَّا تَجَهَّزَ لِغَزْوِ عَمُّوْرِيَّةَ زَعَمَ المُنَجِّمُوْنَ أَنَّهُ طَالِعُ نَحْسٍ وَيُكْسَرُ فَانْتَصَرَ، فَقَالَ أَبُو تَمَّامٍ تِلْكَ القَصِيْدَةَ:

السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ ... فِي حَدِّهِ الحَدُّ بَيْنَ الجَدِّ وَاللَّعِبِ وَالعِلْمُ فِي شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً ... بَيْنَ الخَمِيْسَيْنِ لاَ فِي السَّبْعَةِ الشهب أَيْنَ الرِّوَايَةُ أَمْ أَيْنَ النُّجُوْمُ وَمَا ... صَاغُوهُ مِنْ زُخْرُفٍ فِيْهَا وَمِنْ كَذِبِ تَخَرُّصاً وَأَحَادِيْثاً مُلَفَّقَةً ... لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ وَلاَ غَرَبِ عَنْ أَحْمَدَ بنِ أَبِي دُوَادَ، قَالَ: كَانَ المُعْتَصِمُ يُخْرِجُ إِلَيَّ سَاعِدَهُ، وَيَقُوْلُ: عَضَّهُ بِأَكْبَرِ قُوَّتِكَ. فَأَقُوْلُ: مَا تَطِيْبُ نَفْسِي فَيَقُوْلُ: لاَ يَضُرُّنِي فَأَرُوْمُ ذَلِكَ فَإِذَا هُوَ لاَ تَعْمَلُ فِيْهِ الأَسِنَّةُ فَضْلاً عَنِ الأَسنَانِ. وَقَبَضَ عَلَى جُنْدِيٍّ ظَالِمٍ فَسَمِعْتُ صَوْتَ عِظَامِهِ ثُمَّ أَرْسَلَهُ فَسَقَطَ. وَعَنِ ابْنِ أَبِي دُوَادَ وَذَكَرَ المُعْتَصِمَ فَبَالَغَ، وَقَالَ: كُنْتُ أُزَامِلُهُ فِي سَفَرِهِ وَوَصَفَ سعة أخلاقه. قَالَ الخَطِيْبُ: كَثُرَ عَسْكَرُ المُعْتَصِمِ وَضَاقَتْ عَلَيْهِم بَغْدَادُ، فَبَنَى مَدِيْنَةَ سُرَّ مَنْ رَأَى، وَتَحَوَّلَ إِلَيْهَا. وَتُسمَّى أَيْضاً: العَسْكَرَ. وَقِيْلَ: كَانَ عَلِيْقُ دَوَابِّ المُعْتَصِمِ خَمْسِيْنَ أَلْفَ مِخْلاَةٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ فِي مَرَضِهِ: {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَة} . [الأَنْعَامُ: 44] . وَقَالَ عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ: جَعَلَ المُعْتَصِمُ يَقُوْلُ: ذَهَبَتِ الحِيلَةُ فَلَيْسَ حِيْلَةً حَتَّى صَمَتَ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ: أُوْخَذُ وَحْدِي مِنْ بَيْنِ هَذَا الخَلْقِ. وَلَهُ نَظْمٌ وَسَطٌ وَكَلِمَاتٌ جَيِّدَةٌ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ جَعَلَ زَنْدَ رَجُلٍ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ فَكَسَرَهُ. قِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ: عاقل عاقل مرتين أحمق. قَالَ إِسْحَاقُ المُصْعَبِيُّ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ المُعْتَصِمِ رَجُلاً لَقَدْ رَأَيْتُهُ يُمْلِي كِتَاباً، وَيَقْرَأُ كِتَاباً وَيعْقِدُ بِيَدِهِ، وَإِنَّهُ لَيُنْشِدُ شِعْراً يَتَمَثَّلُ بِهِ. مَاتَ المُعْتَصِمُ: يَوْمَ الخَمِيْسِ لإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ سَبْعٌ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً وَسَبْعَةُ أَشْهُرٍ، وَدُفِنَ بِسُرَّ مَنْ رَأَى وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ الوَاثِقُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَخَافُكَ مِنْ قِبَلِي وَلاَ أَخَافُكَ مِنْ قِبَلِكَ وأرجوك من قبلك قبلي وَلاَ أَرْجُوْكَ مِن قِبَلِي. وَلْنَذْكُرْ مَعَهُ ابْنَهُ الوَاثِقَ. وَلَهُ مِنَ الوَلَدِ أَيْضاً: جَعْفَرٌ المُتَوَكِّلُ وَالعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ، وَأَحْمَدُ وَمُحَمَّدٌ وَعَبْدُ اللهِ، وَسُلَيْمَانُ وَإِبْرَاهِيْمُ وَفَاطِمَةُ وَأُمُّ القَاسِمِ، وَأُمُّ العَبَّاسِ وَأُمُّ مُوْسَى وَعَائِشَةُ وَأُمُّ الفَضْلِ وَأُمُّ مُحَمَّدٍ، وَأُمُّ عِيْسَى وَأُمُّ مُوْسَى، وَأُمُّ أَبِيْهَا وَأُمُّ عَبْدِ الله.

الواثق بالله

1611- الواثق بِاللهِ 1: الخَلِيْفَةُ أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو القَاسِمِ هَارُوْنُ بن المُعْتَصِمِ بِاللهِ أَبِي إِسْحَاقَ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور العباسي البغداي، وأمه: رومية اسمها قراطيس أدركت خلافته وَلِيَ الأَمْرَ بِعَهْدٍ مِنْ أَبِيْهِ فِي سَنَةِ227. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ: مَا أَحسَنَ أَحَدٌ إِلَى الطَّالِبِيِّيْنَ مَا أَحسَنَ إِلَيْهِمُ الوَاثِقُ! مَا مَاتَ وَفِيْهِم فَقِيْرٌ. وَقَالَ حَمْدُوْنُ بنُ إسماعيل: كان الواثق مليح الشعر، وكان يجب مَوْلَىً أَهدَاهُ لَهُ مِنْ مِصْرَ شَخْصٌ فَأَغْضَبَهُ فَحَرِدَ حَتَّى قَالَ لِبَعْضِ الخَدَمِ: وَاللهِ إِنَّ مَوْلاَيَ لَيَرُومُ أَنْ أُكَلِّمَهُ مِنْ أَمْسِ فَمَا أَفْعَلُ فَعَمِلَ الوَاثِقُ: يَا ذَا الَّذِي بِعَذَابِي ظَلَّ مُفْتَخِرَا ... مَا أَنْتَ إلَّا مَلِيْكٌ جَارَ إِذْ قَدَرَا لَوْلاَ الهَوَى لَتَجَازَيْنَا عَلَى قَدَرٍ ... وَإِنْ أُفِقْ مِنْهُ يَوْماً مَا فَسَوْفَ تَرَى قال الخطيب: استولى أحمد بن أبي داود عَلَى الوَاثِقِ، وَحَمَلَهُ عَلَى التَّشَدُّدِ فِي المِحْنَةِ، وَالدُّعَاءِ إِلَى خَلْقِ القُرْآنِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ قُبَيْلَ مَوْتِهِ. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَسْبَاطٍ قَالَ: حُمِلَ رَجُلٌ مُقَيَّدٌ فَأُدْخِلَ عَلَى ابْنِ أَبِي دواد بحضور الواثق فقال لأحمد: أَخْبِرْنِي عَنْ مَا دَعَوْتُمُ النَّاسَ إِلَيْهِ أَعَلِمَهُ رسول

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "7/ 145"، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "9/ 276"، وتاريخ بغداد "14/ 15"، وفوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "4/ 228".

اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَا دَعَا إِلَيْهِ أَمْ شَيْءٌ لَمْ يَعْلَمْهُ؟ قَالَ: بَلْ عَلِمَهُ. قَالَ: فَكَانَ يَسَعُهُ أَنْ لاَ يَدْعُوَ النَّاسَ إِلَيْهِ، وَأَنْتُم لاَ يَسَعُكُم؟ فَبُهِتُوا، وَضَحِكَ الوَاثِقُ، وَقَامَ قَابِضاً عَلَى فَمِهِ وَدَخَلَ مَجْلِساً، وَمَدَّ رِجْلَيْهِ وَهُوَ يَقُوْلُ: أَمرٌ وَسِعَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَسْكُتَ عَنْهُ، وَلاَ يَسَعُنَا! ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُعْطَى الشَّيْخُ ثَلاَثَ مائَةِ دِيْنَارٍ، وَأَنَّ يُرَدَّ إِلَى بَلَدِهِ. وَعَنْ طَاهِرِ بنِ خَلَفٍ قَالَ: سَمِعْتُ المُهْتَدِي بِاللهِ بنِ الوَاثِقِ يَقُوْلُ: كَانَ أَبِي إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ رَجُلاً أَحْضَرَنَا. قَالَ: فَأُتِي بِشَيْخٍ مَخْضُوْبٍ مُقَيَّدٍ فَقَالَ أَبِي: ائِذَنُوا لأَحْمَدَ بنِ أَبِي دُوَادَ وَأَصْحَابِهِ، وَأُدْخِلَ الشَّيْخُ فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُم يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. فَقَالَ: لاَ سَلَّمَ اللهُ عَلَيْكَ قَالَ: بِئْسَ مَا أَدَّبَكَ مُؤَدِّبُكَ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النِّسَاءُ: 86] ، فَقَالَ أَحْمَدُ: الرَّجُلُ مُتَكَلِّمٌ قَالَ: كَلِّمْهُ فَقَالَ: يَا شَيْخُ مَا تَقُوْلُ فِي القُرْآنِ؟ قَالَ: لَمْ تُنْصِفْنِي وَلِيَ السُّؤَالُ. قَالَ: سَلْ قَالَ: مَا تَقُوْلُ أَنْتَ؟ قَالَ: مَخْلُوْقٌ. قَالَ: هَذَا شَيْءٌ عَلِمَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَالخُلَفَاءُ أَمْ لَمْ يَعْلَمُوهُ؟ فَقَالَ: شَيْءٌ لَمْ يَعْلَمُوهُ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ شَيْءٌ لَمْ يَعْلَمُوهُ، وَعَلِمْتَهُ أَنْتَ؟! فَخَجِلَ، وَقَالَ: أَقِلْنِي قَالَ: المَسْأَلَةُ بِحَالِهَا مَا تَقُوْلُ فِي القُرْآنِ؟ قَالَ: مَخْلُوْقٌ. قَالَ: شَيْءٌ عَلِمَهُ رَسُوْلُ اللهِ؟ قَالَ: عَلِمَهُ قَالَ: أَعَلِمَهُ، وَلَمْ يَدْعُ النَّاسَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَوَسِعَهُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَفَلاَ وَسِعَكَ مَا وَسِعَهُ، وَوَسِعَ الخُلَفَاءَ بَعْدَهُ؟ فَقَامَ الوَاثِقُ فَدَخَلَ الخلوة وَاسْتَلقَى، وَهُوَ يَقُوْلُ: شَيْءٌ لَمْ يَعْلَمْهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلاَ أَبُو بَكْرٍ وَلاَ عُمَرُ، وَلاَ عُثْمَانُ، وَلاَ عَلِيٌّ عَلِمْتَهُ أَنْتَ! سُبْحَانَ اللهِ عَرَفُوهُ، وَلَمْ يَدْعُوا إِلَيْهِ النَّاسَ فَهَلاَّ وَسِعَكَ مَا وَسِعَهُم! ثُمَّ أَمرَ بِرَفْعِ قَيْدِ الشَّيْخِ، وَأَمَرَ لَهُ بِأَرْبَعِ مائَةِ دِيْنَارٍ، وَسَقَطَ مِنْ عَيْنِهِ ابْنُ أَبِي دُوَادَ وَلَمْ يَمْتَحِنْ بَعْدَهَا أَحَداً. فِي إِسْنَادِهَا مَجَاهِيْلُ، فَاللهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهَا. وَرَوَى نَحْواً مِنْهَا: أَحْمَدُ بنُ السِّنْدِيِّ الحَدَّادُ عَنْ أَحْمَدَ بنِ المُمْتَنِعِ عَنْ صَالِحِ بنِ عَلِيٍّ الهَاشِمِيِّ عَنِ المُهْتَدِي بِاللهِ. قَالَ صَالِحٌ: حَضَرْتُهُ وَقَدْ جَلَسَ وَالقِصَصُ تُقْرَأُ عَلَيْهِ، وَيَأْمُرُ بِالتَّوقِيْعِ عَلَيْهَا فَسَرَّنِي ذَلِكَ، وَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَفَطِنَ وَنَظَرَ إِلَيَّ فَغَضَضْتُ عَنْهُ قَالَ: فَقَالَ لِي: فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ تُحِبُّ أَنْ تَقُوْلَهُ فَلَمَّا انْفَضَّ المَجْلِسُ أُدخِلْتُ مَجْلِسَهُ فَقَالَ: تَقُوْلُ مَا دَارَ فِي نَفْسِكَ أَوْ أَقُوْلُهُ لَكَ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ مَا تَرَى؟ قَالَ: أَقُوْلُ: إِنَّهُ قَدِ اسْتَحسَنْتَ مَا رَأَيْتَ مِنَّا فَقُلْتُ فِي نَفْسِكَ: أَيُّ خَلِيْفَةٍ خَلِيْفَتُنَا إِنْ لَمْ يَكُنْ يَقُوْلُ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ؟ قَالَ: فَوَرَدَ عَلَيَّ أَمْرٌ عَظِيْمٌ ثُمَّ قُلْتُ: يَا نَفْسُ هَلْ تَمُوتِيْنَ قَبْلَ أَجَلِكِ؟! فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَأَطْرَقَ ثُمَّ قَالَ: اسْمَعْ فَوَاللهِ لَتَسْمَعَنَّ الحَقَّ. فَسُرِّيَ عَنِّي وَقُلْتُ: وَمَنْ أَوْلَى بِالْحَقِّ مِنْكَ وَأَنْتَ خَلِيْفَةُ رَبِّ العَالَمِيْنَ؟! قَالَ: مَا زِلْتُ أَقُوْلُ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ صَدْراً مِنْ أيام الواثق

حَتَّى أَقْدَمَ شَيْخاً مِنْ أَذَنَةَ فَأُدْخِلَ مُقَيَّداً، وَهُوَ شَيْخٌ جَمِيْلٌ حَسَنُ الشَّيبَةِ فَرَأَيْتُ الوَاثِقَ قَدِ اسْتَحْيَا مِنْهُ وَرَقَّ لَهُ، فَمَا زَالَ يدنيه حتى قرب مِنْهُ، وَجَلَسَ فَقَالَ: نَاظِرِ ابْنَ أَبِي دُوَادَ قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ إِنَّهُ يَضْعُفُ عَنِ المُنَاظَرَةِ. فَغَضِبَ، وَقَالَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ يَضْعُفُ عَنْ مُنَاظَرَتِكَ أَنْتَ؟! قَالَ: هَوِّنْ عَلَيْكَ، وَائْذَنْ لِي وَاحْفَظْ عَلَيَّ وَعَلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ: يَا أَحْمَدُ أَخْبِرْنِي عَنْ مَقَالَتِكَ هَذِهِ هِيَ مَقَالَةٌ وَاجبَةٌ دَاخلَةٌ فِي عَقْدِ الدين فلا يكن الدِّيْنُ كَامِلاً حَتَّى تُقَالَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ بَعَثَهُ اللهُ، هَلْ سَتَرَ شَيْئاً مِمَّا أُمِرَ بِهِ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: فَدَعَا إِلَى مَقَالَتِكَ هَذِهِ؟ فَسَكَتَ فَقَالَ الشَّيْخُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ وَاحِدَةٌ قَالَ الوَاثِقُ: وَاحِدَةٌ ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ اللهِ تَعَالَى حِيْنَ قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم} [المَائِدَةُ: 3] أَكَانَ اللهُ هُوَ الصَّادِقُ فِي إِكْمَالِ دِيْنِنَا أَوْ أَنْتَ الصَّادِقُ فِي نُقْصَانِهِ حَتَّى يُقَالَ بِمَقَالَتِكَ؟ فَسَكَتَ أَحْمَدُ فَقَالَ الشَّيْخُ: اثْنَتَانِ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: نَعَمْ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ مَقَالَتِكَ هَذِهِ أَعَلِمَهَا رَسُوْلُ اللهِ أَمْ جَهِلَهَا؟ قَالَ: عَلِمَهَا قَالَ: فَدَعَا إِلَيْهَا؟ فَسَكَتَ قَالَ الشَّيْخُ: ثَلاَثَةٌ. ثُمَّ قَالَ: فَاَتَّسَعَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ يُمْسِكَ عَنْهَا، وَلَمْ يُطَالِبْ أُمَّتَهُ بِهَا؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: وَاتَّسَعَ ذَلِكَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ فَأَعْرَضَ الشَّيْخُ عَنْهُ، وَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قَدْ قَدَّمْتُ القَوْلَ بِأَنَّ أَحْمَدَ يَضْعُفُ عَنِ المُنَاظَرَةِ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ إِنْ لَمْ يتَّسِعْ لك من الإمساك هَذِهِ المَقَالَةِ مَا زَعَمَ هَذَا أَنَّهُ اتَّسَعَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابِهِ، فَلاَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْكَ قَالَ الوَاثِقُ: نَعَمْ كَذَا هُوَ اقْطَعُوا قَيْدَ الشَّيْخِ فَلَمَّا قَطَعُوْهُ، ضَرَبَ بِيَدِهِ فَأَخَذَهُ فَقَالَ الوَاثِقُ: لِمَ أَخَذْتَهُ؟ قَالَ: لأَنِّي نَوَيْتُ أَنْ أُوْصِيَ أَنْ يُجْعَلَ مَعِيَ فِي كَفَنِي لأُخَاصِمَ هَذَا بِهِ عِنْدَ اللهِ ثُمَّ بَكَى فَبَكَى الوَاثِقُ، وَبَكَيْنَا ثُمَّ سَأَلَهُ الوَاثِقُ أَنْ يُحَالَّهُ وَأَمَرَ لَهُ بِصِلَةٍ فَقَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي بِهَا. ثُمَّ قَالَ المُهْتَدِي: فَرَجَعْتُ عَنْ هَذِهِ المَقَالَةِ، وَأَظُنُّ الوَاثِقَ رَجَعَ عَنْهَا فِي يَوْمَئِذٍ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ نِفْطَوَيْه: حَدَّثَنَا حَامِدُ بنُ العَبَّاسِ، عَنْ رَجُلٍ عَنِ المُهْتَدِي بِاللهِ: أَنَّ الوَاثِقَ مَاتَ، وَقَدْ تَابَ عَنِ القَوْلِ بِخَلْقِ القُرْآنِ. قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: كَانَ أَبْيَضَ تَعْلُوْهُ صُفْرَةٌ حَسَنَ اللِّحْيَةِ فِي عَيْنِهِ نُكْتَةٌ. قُلْتُ: وَكَانَ وَافِرَ الأَدَبِ قِيْلَ: إِنَّ جَارِيَةً غَنَّتْهُ شِعْرَ العَرْجِيِّ: أَظَلُوْمُ إِنَّ مُصَابَكُم رَجُلاً ... رَدَّ السَّلاَمَ تَحِيَّةً ظُلْمُ فَمَنِ الحَاضِرِيْنَ مَنْ صَوَّبَ نَصْبَ رَجُلاً، وَمِنْهُم مَنْ رَفَعَ فَقَالَتْ: هَكَذَا لَقَّنَنِي المَازِنِيُّ. فَطَلَبَ المَازِنِيَّ فَلَمَّا مَثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: مِمَّن الرَّجُلُ؟ قَالَ: مِنْ مَازِنٍ. قَالَ: أَيُّ المَوَازِنِ،

أَمَازِنُ تَمِيْمٍ؟ أَمْ مَازِنُ قَيْسٍ؟ أُم مَازِنُ رَبِيْعَةَ؟ قُلْتُ: مَازِنُ رَبِيْعَةَ فَكَلَّمَنِي حِيْنَئِذٍ بِلُغَةِ قَوْمِي. فَقَالَ: با اسْمُكَ؟ لأَنَّهُم يَقْلِبُوْنَ المِيمَ باءً وَالبَاءَ مِيماً فَكَرِهْتُ أَنْ أُوَاجِهَهُ بِـ"مكر" فَقُلْتُ: بَكْرٌ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فَفَطِنَ لَهَا وَأَعْجَبَتْه قَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي هَذَا البَيْتِ؟ قُلْتُ: الوَجْهُ النَّصْبُ؛ لأَنَّ مُصَابَكُم مَصْدَرٌ بِمَعْنَى: إِصَابَتِكُم فَعَارَضَنِي ابْنُ اليَزِيْدِيِّ. قُلْتُ: هُوَ بمنزلة إن ضَرْبَكَ زَيْداً ظُلْمٌ فَالرَّجُلُ مَفْعُوْلُ مُصَابَكُم، والكَلاَمُ مُعَلَّقٌ إِلَى أَنْ تَقُوْلَ: ظُلْمٌ فَيَتُمُّ الكَلاَمُ فَأُعْجِبَ الوَاثِقُ، وَأَعْطَانِي أَلْفَ دِيْنَارٍ. قِيْلَ: إِنَّ الوَاثِقَ كَانَ ذَا نَهْمَةٍ بِالجِمَاعِ بِحَيْثُ إِنَّهُ أَكَلَ لَحْمَ سَبُعٍ لِذَلِكَ فَوَلَّدَ لَهُ مَرَضاً صَعْباً كَانَ فِيْهِ حَتْفُهُ. وفِي العَامِ الثَّانِي مِنْ دَوْلَتِهِ: قَدَّمَ مَوْلاَهُ أَشْنَاسَ عَلَى القُوَّادِ وألبسه ناجا وَوِشَاحَيْنِ مُجَوْهَرَيْنِ. وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ: صَادَرَ الدَّوَاوِيْنَ، وَضَرَبَ أَحْمَدَ بنَ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَأَخَذَ مِنْهُ ثَمَانِ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ، وَمِن سُلَيْمَانَ بنِ وَهْبٍ أَرْبَعَ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ، وَأَخَذَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ الخَصِيْبِ، وَكَاتِبِهِ أَلفَ أَلفِ دِيْنَارٍ. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ: قُتِلَ أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الخُزَاعِيُّ الشَّهِيْدُ ظُلْماً، وَأَمَرَ بِامْتِحَانِ الأَئِمَّةِ، وَالمُؤَذِّنِيْن بِخَلْقِ القُرْآنِ وَافتَكَّ مِنْ أَسْرِ الرُّوْمِ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ، وَسِتَّ مائَةِ نَفْسٍ. فَقَالَ ابْنُ أَبِي دُوَادَ: مَنْ لَمْ يَقُلْ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ فَلاَ تَفْتَكُّوهُ. وَفِيْهَا: جَاءَ المَجُوْسُ الأَرْدَمَانِيُّونَ في مراكب من ساحل البحر الأعظم فَدَخَلُوا إِشْبِيْلِيَّةَ بِالسَّيْفِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهَا سُوْرٌ بَعْدُ فَجَهَّزَ لِحَرْبِهِم أَمِيْرُ الأَنْدَلُسِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ المرواني جيشا، فالتقوا فانهزم الأردمانيون وأسر متهم أَرْبَعَةُ آلاَفٍ، وَللهِ الحَمْدُ. قَالَ زُرْقَانُ بنُ أَبِي دُوَادَ: لَمَّا احْتُضِرَ الوَاثِقُ، رَدَّدَ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ: المَوْتُ فِيْهِ جَمِيْعُ الخَلْقِ مُشْتَرِكٌ ... لاَ سُوقَةٌ مِنْهُمُ يَبْقَى وَلاَ مَلِكُ مَا ضَرَّ أَهْلَ قَلِيْلٍ فِي تَفَرُّقِهم ... وَلَيْسَ يُغْنِي عَنِ الأَمْلاَكِ مَا مَلَكُوا ثمَّ أَمَرَ بِالبُسُطِ فَطُوِيَتْ، وَأَلْصَقَ خَدَّهُ بِالتُّرَابِ وَجَعَلَ يَقُوْلُ: يَا مَنْ لاَ يَزُولُ مُلْكُهُ ارْحَمْ مَنْ قَدْ زَالَ مُلْكُهُ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَاثِقِيُّ أَمِيْرُ البَصْرَةِ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كُنْتُ أُمَرِّضُ الوَاثِقَ، فَلَحِقَتْهُ غَشْيَةٌ فَمَا شَكَكْنَا أَنَّهُ مَاتَ فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: تَقَدَّمُوا فَمَا جَسَرَ أَحَدٌ سِوَايَ فلما

أَنْ أَرَدْتُ أَنْ أَضَعَ يَدِي عَلَى أَنْفِهِ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَرُعِبْتُ، وَرَجَعْتُ إِلَى خَلْفٍ، فَتَعَلَّقَتْ قَبِيْعَةُ سَيْفِي بِالعَتَبَةِ فَعَثَرْتُ وَانْدَقَّ السَّيْفُ، وَكَادَ أَنْ يَجْرَحَنِي وَاسْتَدْعَيْتُ سَيْفاً، وَجِئْتُ فَوَقَفْتُ سَاعَةً فَتَلِفَ الرَّجُلُ فَشَدَدْتُ لَحْيَيْهِ وَغَمَّضْتُهُ، وَسَجَّيتُهُ وَأَخَذَ الفَرَّاشُوْنَ مَا تَحْتَهُ لِيَرُدُّوْهُ إِلَى الخَزَائِنِ وَتُرِكَ، وَحْدَهُ فَقَالَ ابْنُ أَبِي دُوَادَ: إِنَّا نُرِيْدُ أَنْ نَتَشَاغَلَ بِعَقْدِ البَيْعَةِ فَاحْفَظْهُ فَرَدَدْتُ بَابَ المَجْلِسِ، وَجَلَسْتُ عِنْدَ البَابِ فَحَسَسْتُ بَعْدَ سَاعَةٍ بِحَرَكَةٍ أَفْزَعَتْنِي فَأَدخُلُ فَإِذَا بِجَرْذُوْنٍ قَدِ اسْتَلَّ عَيْنَ الوَاثِقِ فَأَكَلَهَا فَقُلْتُ: لاَ إِلَهَ إلَّا الله هذه العين التي فتحها من سَاعَةٍ فَانْدَقَّ سَيْفِي هَيْبَةً لَهَا! قُلْتُ: كَانَتْ خِلاَفَتُهُ خَمْسَ سِنِيْنَ، وَنِصْفاً مَاتَ بِسَامَرَّا لِسِتٍّ بَقِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ، وَمائَتَيْنِ وَبَايَعُوا بَعْدَهُ أَخَاهُ المُتَوَكِّلَ.

مسلم بن إبراهيم

1612- مسلم بن إبراهيم 1: "ع" الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ مُسْنِدُ البَصْرَةِ أَبُو عَمْرٍو الأَزْدِيُّ الفَرَاهِيدِيُّ مَوْلاَهُمْ البَصْرِيُّ القَصَّابُ. وُلِدَ: فِي حُدُوْدِ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْنٍ يَسِيْراً، وَعَنْ: قُرَّةَ بنِ خَالِدٍ، وَمَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ العَبْدِيِّ، وَأَبِي الغُصْنِ دُجَيْنٍ اليَرْبُوْعِيِّ، وَأَبِي خَلْدَةَ خَالِدِ بنِ دِيْنَارٍ، وَشُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ، وَهَمَّامٍ وَأَبَانٍ وَسَلاَّمِ بنِ مِسْكِيْنٍ وَيَزِيْدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ وَعَبْدِ اللهِ بنِ المُثَنَّى، وَالأَسْوَدِ بنِ شَيْبَانَ، وَمُحَمَّدِ بنِ فَضَاءٍ، وَالمُسْتَمِرِّ بنِ الرَّيَّانِ، وَوُهَيْبٍ وَالقَاسِمِ بنِ الفَضْلِ الحُدَّانِيِّ، وَمُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ وَخَلْقٍ سواهم. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ، وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لأَبِي دَاوُدَ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَزَيْدُ بنُ أَخْزَمَ وَحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ وَأَحْمَدُ بن الفرات

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 304"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1079"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 788"، والأنساب للسمعاني "9/ 256"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 394"، والكاشف "3/ ترجمة قم 5502"، والعبر "1/ 385"، "2/ 54، 63، 67"، وتهذيب التهذيب "10/ 121"، وتقريب التهذيب "2/ 244"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6955"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 50".

وَيَحْيَى بنُ مَطَرِّفٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه، وَحَفْصُ بنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ سِنْجَه، وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْسِ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي سُوَيْدٍ، وَأَبُو خَلِيْفَةَ وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَنْجَرَ الجُرْجَانِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. رَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ الأَعْرَجُ: كَانَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ يُقَدِّمُ مُسْلِمَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ عَلَى مُعَاذِ بنِ هِشَامٍ، وَيَقُوْلُ: لاَ أَجْعَلُ رَجُلاً لَمْ يَرْوِ إلَّا عَنْ أَبِيْهِ كَرَجُلٍ رَوَى عَنِ النَّاسِ. وَقَالَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ ثَمَانِ مائَة ِشَيْخٍ مَا جُزْتُ الجِسْرَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَا رَحَلَ مُسْلِمٌ إِلَى أَحَدٍ، وَكَتَبَ عَنْ قَرِيْبٍ مِنْ أَلفِ شَيْخٍ، وَهَؤُلاَءِ أَصْحَابُ شُيُوْخِ: مُسْلِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ، وَإِسْحَاقَ بنِ إِدْرِيْسَ. وَقَالَ أَيْضاً: كَانَ مُسْلِمٌ يَحْفَظُ حديثه عن قرة ويحفظ حديث هشام، وحديث أبان العطار بهذه هَذّاً، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنِ ابْنِ كَثِيْرٍ كَانَ ابْنُ كَثِيْرٍ يَعْنِي: مُحَمَّداً لاَ يَحْفَظُ، وَكَانَتْ فِيْهِ سَلاَمَةٌ. قَالَ نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: قَعَدتُ مَرَّةً أُذَاكِرُ شُعْبَةَ عَنْ خَالِدِ بنِ قَيْسٍ فَقَالَ: كِدتَ تَلقَى أَبَا هُرَيْرَةَ يُرِيْدُ عَلَى سَبِيْلِ المُبَالَغَةِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ مُسْلِمٌ يَسْكُنُ البَصْرَةَ فِي دَارٍ كَبِيْرَةٍ، وَإِنَّمَا مَعَهُ أُخْتُهُ عَجُوْزٌ كَبِيْرَةٌ، وَكَانَ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَغِيْظُوهُ قَالُوا: أُخْتُكَ قَدَرِيَّةٌ فَيَقُوْلُ: لاَ وَاللهِ إلَّا مُثْبِتَةٌ، وَكَانَ ثِقَةً عَمِيَ بِأَخَرَةٍ وَرَوَى عَنْ سَبْعِيْنَ امْرَأَةً. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: مَا أَتَيْتُ حَلاَلاً وَلاَ حَرَاماً قَطُّ وَكَانَ أَتَى عَلَيْهِ نَيِّفٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ لاَ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ يَعْنِي: الجِمَاعَ، وَهُوَ ثِقَةٌ صَدُوْقٌ. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ فِي عَشْرِ المائَةِ رَحْمَةُ اللهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ تَاجِ الأُمَنَاءِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا سَحَّامَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَنَسُ بنُ مَالِكٍ وَاسِطَ، فَحَدَّثَنَا: أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ مِن أَمْرِهِ حَاجَةً وَفَقْراً، فَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ،

فَنَهَضَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيَدخُلَ فِيْهَا فَتَعَلَّقَ بِهِ الرَّجُلُ، فَقَامَ مَعَهُ حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ عَالٍ جِدّاً، وَسَحَّامَةُ مَذْكُوْرٌ فِي كِتَابِ الثِّقَات لابْنِ حِبَّانَ. وَقَدْ أَخرَجَ لَهُ البُخَارِيُّ هَذَا الحَدِيْثَ فِي كِتَابِ الأَدَبِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ أَبِي عَامِرٍ العَقَدِيِّ عَنْهُ. أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ بنُ البَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الجَوْهَرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، عَنِ الحَسَنِ سَمِعْتُ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- جُمَعاً مُتَوَالِيَاتٍ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الكِلاَبِ، وَذَبْحِ الحَمَامِ. فِي الإِسْنَادَيْنِ ضَعفٌ مِنْ جِهَةِ زَاهِرٍ، وَعُمَرَ لإِخْلاَلِهِمَا بِالصَّلاَةِ فَلَو كَانَ فِيَّ وَرَعٌ لَمَا رَوَيتُ لِمَنْ هذا نعته. بَكْرُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بنُ عُمَرَ سَمِعْتُ مُسْلِمَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: طَلَبتُ الحَدِيْثَ فَلَمْ أَرَ أَهْلَ الحَدِيْثِ عَلَى مِثْلِ مَا هُم عَلَيْهِ اليَوْمَ، وَلَوْلاَ أَنِّي أَقُوْلُ: إِنَّهَا سُنَّةٌ أُحْيِيْهَا وَبِدْعَةٌ أُمِيْتُهَا لَعَلَّ اللهَ أَنْ يُكَفِّرَ عَنِّي بَعْضَ مَا أَنَا فِيْهِ ما حدثت.

البابلتي

1613- البَابْلُتِّي 1: الشَّيْخُ، العَالِمُ، المُحَدِّثُ أَبُو سَعِيْدٍ يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الضَّحَّاكِ بنِ بَابْلُتَ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمْ البَابْلُتِّيُّ الحَرَّانِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: زَوجِ أُمِّهِ أَبِي عَمْرٍو الأَوْزَاعِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَصَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو السَّكْسَكِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الحَرَّانِيُّ وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه، وَسُلَيْمَانُ بنُ سَيْفٍ، وَأَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ سَيَّارٍ النَّصِيْبِيُّ، وَحَفْصُ بنُ عُمَرَ سِنْجَه وَطَائِفَةٌ آخِرُهُم مَوْتاً: ابْنُ زَوْجَتِهِ أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الحَرَّانِيُّ. قَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَمَّا السَّمَاعُ فَلاَ يدفع. وضعفه أبو زرعة وغيره. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ أَحَادِيْثُ صَالِحَةٌ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ تَفَرَّدَ بِبَعْضِهَا، وَأَثَرُ الضَّعْفِ عَلَى حَدِيْثِهِ بَيِّنٌ. قُلْتُ: مَرَّ بِهِ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فأكرم نزله وأتحفه فاستحيى مِنْهُ، وَمَا بَالَغَ فِي تَلْيِيْنِهِ، وَهُوَ مِمَّنْ تَجُوْزُ رِوَايَةُ حَدِيْثِهِ، وَوَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ. وَقِيْلَ لِي: إِنَّهُ وَجَّهَ إِلَى ابْنِ مَعِيْنٍ صُرَّةَ دَنَانِيْرَ وَأَطْعَمَهُ فَقَبِلَ الطَّعَامَ، وَرَدَّ الصُرَّةَ وَقَالَ: وَاللهِ إِنَّ صِلَتَهُ حَسَنَةٌ وَطَعَامَهُ طَيِّبٌ إلَّا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ وَاللهِ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ شَيْئاً. هَذِهِ حِكَايَةٌ منقطعة السند.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3022"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 674"، والكاشف "3/ ترجمة 6308"، وتهذيب التهذيب "11/ 239"، وتقريب التهذيب "2/ 351".

أبو اليمان

1614- أبو اليمان 1: "ع" الحكم بن نافع الحَافِظُ الإِمَامُ، الحُجَّةُ أَبُو اليَمَانِ البَهْرَانِيُّ الحِمْصِيُّ، مَوْلَى امْرَأَةٍ بَهْرَانِيَّةٍ تُدْعَى أُمَّ سَلَمَةٍ كَانَتْ عِنْدَ عُمَرَ بنِ رُوْبَةَ التَّغْلِبِيِّ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ بِضْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ، وَطَلَبَ العِلْمَ سنة بضع وخمسين. فَرَوَى عَنْ: صَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي مَرْيَمَ وَشُعَيْبِ بنِ أَبِي حَمْزَةَ، وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وعفير من مَعْدَانَ وَأَرْطَاةَ بنِ المُنْذِرِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ وَيَزِيْدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ ذِي عُصْوَانَ، وَأَبِي مَهْدِيٍّ سَعِيْدِ بنِ سِنَانٍ، وَطَائِفَةٍ وَمَا عَلِمْتُ لَهُ رِحْلَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِيْنٍ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَعَمْرُو بنُ مَنْصُوْرٍ النَّسَائِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ فَضَالَةَ، وَعِمْرَانُ بنُ بَكَّارٍ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ، وَعُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ، وَمُوْسَى بنُ عِيْسَى بنِ المُنْذِرِ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَكَّانِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ وَخَلْقٌ سِوَاهُم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 472"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2691"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 164"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 586"، وتذكرة الحفاظ "1/ 418"، والعبر "1/ 384"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2205"، وتهذيب التهذيب "2/ 441"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1565"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 50".

قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَمَّا حَدِيْثُ أَبِي اليَمَانِ عَنْ حَرِيْزٍ وَصَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو فَصَحِيْحٌ. ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ يَقُوْلُ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ واستحل ذلك بشيء عجيب كأنه أَمرُ شُعَيْبٍ فِي الحَدِيْثِ عَسِراً جِدّاً، وَكَانَ عَلِيُّ بنُ عَبَّاسٍ سَمِعَ مِنْهُ، وَذَكَرَ قِصَّةً لأَهْلِ حِمْصَ أُرَاهَا أَنَّهُم سَأَلُوْهُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُم فِي أَنْ يَرْوُوا عَنْهُ فَقَالَ لَهُم: لاَ تَرْوُوا هَذِهِ الأَحَادِيْثَ عَنِّي يَعْنِي: شُعَيْباً قَالُ أَبُو عَبْدِ اللهِ: ثُمَّ كَلَّمُوهُ، وَحَضَرَ ذَلِكَ أَبُو اليَمَانِ فَقَالَ لَهُم: ارْوُوا تِلْكَ الأَحَادِيْثَ عَنِّي. قَالَ الأَثْرَمُ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: مُنَاوَلَةً؟ قَالَ: لَوْ كَانَ مُنَاوَلَةً كَانَ لَمْ يُعْطِهُم كُتُباً وَلاَ شَيْئاً إِنَّمَا سَمِعَ هَذَا فَقَطْ فَكَانَ وَلَدُ شُعَيْبٍ يَقُوْلُ: إِنَّ أَبَا اليَمَانِ جَاءنِي فَأَخَذَ كُتُبَ شُعَيْبٍ مِنِّي بعد وهو يقول: أَخْبَرَنَا فَكَأَنَّهُ اسْتَحَلَّ ذَلِكَ بِأَنْ سَمِعَ شُعَيْباً يَقُوْلُ لِقَوْمٍ: ارْوُوْهُ عَنِّي. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ دَيْزِيْلَ: سَمِعْتُ أَبَا اليَمَانِ يَقُوْلُ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَيْفَ سَمِعْتَ الكُتُبَ مِنْ شُعَيْبٍ؟ قُلْتُ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ بَعْضَهُ وَبَعْضُهُ قَرَأَهُ عَلَيَّ وَبَعْضُهُ أَجَازَ لِي، وَبَعْضُهُ مُنَاوَلَةً قَالَ: فَقَالَ فِي كُلِّهِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: سَأَلْتُ أَبَا اليَمَانِ عَنْ حَدِيْثِ شُعَيْبِ بنِ أَبِي حَمْزَةَ فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ مُنَاوَلَةً المُنَاوَلَةُ لَمْ أُخْرِجْهَا إِلَى أَحَدٍ. وَرَوَى أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ عَنْ أَبِي اليَمَانِ قَالَ: كَانَ شُعَيْبٌ عَسِراً فِي الحَدِيْثِ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ حِيْنَ حَضَرَتهُ الوَفَاةُ فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبِي وَقَدْ صَحَّحْتُهَا فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا فَلْيَأْخُذْهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِضَ فَلْيَعْرِضْ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَهَا مِنِ ابْنِي فَلْيَسْمَعْهَا فَإِنَّهُ قَدْ سَمِعَهَا مِنِّي. سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو البَرْذَعِيُّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الرازي قال: لم يسمع أبو اليمان من شعيب إلَّا حَدِيْثاً وَاحِداً، وَالبَاقِي إِجَازَةً. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَوْفٍ يَقُوْلُ: لَمْ يَسْمَعْ أَبُو اليَمَانِ مِنْ شُعَيْبِ بنِ أَبِي حَمْزَةَ إلَّا كَلِمَةً. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ عَنْ أُمِّ حَبِيْبَةَ فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ هَذَا مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ فَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ عَنْهُ فَقَالَ: لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَأَنكَرَهُ. قلت: قرىء هَذَا عَلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ الدَّرَجِيِّ وَأَجَازَهُ لِي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيِّ أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْد اللهِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ رِيْذَةَ أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أُمِّ حَبِيْبَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

"أُرِيْتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي وَسَفْكِ بعضهم دماء بعض، وكان سَابِقاً مِنَ اللهِ فَسَأَلْتُه أَنْ يُوَلِّيَنِي شَفَاعَةً فِيْهِم فَفَعَلَ" 1. رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي اليَمَانِ فَقَالَ: عَنْ شُعَيْبٍ عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ أَنَسٍ ثم قال عبد الله: فقلت: ههنا قَوْمٌ يُحَدِّثُوْنَ بِهِ عَنْ أَبِي اليَمَانِ عَنْ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ: لَيْسَ ذَا مِنْ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كِتَابُ شُعَيْبٍ عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ مُلصَقٌ بِكِتَابِ الزُّهْرِيِّ، فَبَلَغَنِي أَنَّ أَبَا اليَمَانِ حَدَّثَهُم بِهِ، عَنْ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَيْسَ لَهُ أَصْلٌ كَأَنَّهُ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّهُ اخْتَلَطَ بِكِتَابِ الزُّهْرِيِّ، فَرَأَيْتُهُ كَأَنَّهُ يَعذِرُ أَبَا اليَمَانِ وَلاَ يَحْمِلُ عَلَيْهِ فِيْهِ. وَقَالَ مَكْحُوْلٌ البَيْرُوْتِيُّ: عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبَانٍ الحَرَّانِيِّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ حَدِيْثِ أَبِي اليَمَانِ يَعْنِي: المَذْكُوْرَ فَقَالَ: أَنَا سَأَلْتُ أَبَا اليَمَانِ فَقَالَ: الحَدِيْثُ حَدِيْثُ الزُّهْرِيِّ فَمَنْ كَتَبَهُ عَنِّي فَقَدْ أَصَابَ، وَمَنْ كَتَبَهُ عَنِّي مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ فَهُوَ خَطَأٌ إِنَّمَا كُتِبَ فِي آخِرِ حَدِيْثِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ فَغَلِطْتُ، فَحَدَّثْتُ بِهِ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَهُوَ صَحِيْحٌ مِنْ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ. وَرَوَى ابْنُ صَاعِدٍ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ هانىء النَّيْسَابُوْرِيِّ قَالَ لَنَا أَبُو اليَمَانِ: الحَدِيْثُ حَدِيْثُ الزُّهْرِيِّ، وَالَّذِي حَدَّثْتُكُم عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ غَلِطْتُ فِيْهِ بِوَرَقَةٍ قَلَبْتُهَا. قُلْتُ: تَعَيَّنَ أَنَّ الحَدِيْثَ، وَهِمَ فِيْهِ أَبُو اليَمَانِ وَصَمَّمَ عَلَى الوَهْمِ؛ لأَنَّ الكِبَارَ حَكَمُوا بِأَنَّ الحَدِيْثَ مَا هو عند الزهري، والله أعلم. عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ فِي حَدِيْثِ أَبِي اليَمَانِ عَنْ شُعَيْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُقْبَةَ بنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَغْزُو جَيْشٌ الكَعْبَةَ" 2. فَقَالَ يَحْيَى: إِنَّمَا هُوَ عَنْ سُحَيْمٍ مولى أبي هريرة عن أبي هريرة.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 427-428". وقال عبد الله: قلت لأبي ههنا قَوْمٌ يُحَدِّثُوْنَ بِهِ عَنْ أَبِي اليَمَانِ عَنْ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: ليس هذا من حديث الزهري إنما هو من حديث ابن أبي حسين. قلت: ابن أبي حسين هذا ثقة، واسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين بن الحارث بن عامر بن نوفل. 2 صحيح: أخرجه البخاري "2118"، وأبو نعيم في "الحلية" "5/ 11" من طريق إسماعيل بن زكريا عن محمد بن سوقة قال: سمعت نافع بن جبير بن مطعم يقول: حدثتني عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم". قالت: قلت: يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: "يخسف بأولهم وآخرهم، ثم يبعثون على نياتهم"، وأخرجه أحمد "6/ 105"، ومسلم "2884" مِنْ طَرِيْقِ القَاسِمِ بنِ الفَضْلِ الحُدَّانِيِّ، عَنِ محمد بن زياد عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، به نحوه.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ أَبُو اليَمَانِ يُسَمَّى كَاتِبَ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ كَمَا يُسَمَّى أَبُو صَالِحٍ كَاتِبَ اللَّيْثِ، وَهُوَ ثِقَةٌ نَبِيْلٌ صَدُوْقٌ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ المَوْصِلِيُّ: كَانَ ثِقَةً، وَكَانَ بِسَلَمِيَّةَ وَكَانَ إِذَا جَاءهُ أَهْلُ الحَدِيْثِ قَالَ لَهُم: الْقُطُوا لِيَ الزَّعْفَرَانَ، وَثَمَّتَ يَنبُتُ الزَّعْفَرَانُ. فَكَانُوا يَلقُطُونَ ثُمَّ يُحَدِّثِهُم. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى الطَّرَسُوْسِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا اليَمَانِ يَقُوْلُ: صِرتُ إِلَى مَالِكٍ فَرَأَيْتُ ثَمَّ مِنَ الحُجَّابِ، وَالفَرْشِ شَيْئاً عَجِيْباً فَقُلْتُ: لَيْسَ ذَا مِنْ أَخْلاَقِ العُلَمَاءِ فَمَضَيتُ، وتركته ثم ندمت بعد. وَبَلَغَنَا: أَنَّ أَبَا اليَمَانِ كَتَبَ كُتُبَ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَلَمْ يَدَعْ مِنْهَا شَيْئاً فِي القَرَاطِيْسِ. وَفِي الصَّحِيْحَيْنِ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً عِنْدَ البُخَارِيِّ عَنْ أَبِي اليَمَانِ قَدْ أَخْرَجَهَا: مُسْلِمٌ عَنِ الدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِي اليَمَانِ وَجَمِيْعُهَا يَقُوْلُ فِيْهَا: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ مَا قَالَ قَطُّ: حَدَّثَنَا فَهَذَا يُوضِحُ لَكَ أَنَّهَا بِالإِجَازَةِ، وَهِيَ منقولة جزمًا من خطب شُعَيْبٍ، وَكَانَ مِنْ أَثْبَتِ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ. وَالمَقْصُوْدُ مِنَ الرِّوَايَةِ إِنَّمَا هُوَ العِلْمُ الحَاصِلُ بِأَنَّ هَذَا الخَبَرَ حَدَّثَ بِهِ فُلاَنٌ عَلَى أَيِّ صِفَةٍ كَانَ مِنْ صِفَاتِ الأَدَاءِ. وَقَدْ كَانَ أَبُو اليَمَانِ عَالِمَ وَقْتِه بِحِمْصَ اسْتَقْدَمَهُ المَأْمُوْنُ لِيُوَلِّيَهُ قَضَاءَ حِمْصَ. وَرَوَينَا بِإِسْنَادٍ قَوِيٍّ عَنْ أَبِي اليَمَانِ أَنَّهُ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى، وَأَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ وَالفَسَوِيُّ مَاتَ أَبُو اليَمَانِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَالبُخَارِيُّ وَمُطَيَّنٌ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ زَادَ ابْنُ سَعْدٍ: في ذي الحجة بحمص.

حجين بن المثني

1615- حجين بن المثنى 1: "خَ، م، د، ت، س" الإِمَامُ الثِّقَةُ أَبُو عُمَرَ اليَمَانِيُّ اللُّؤْلُؤِيُّ نَزِيْلُ بَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ، وَحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ وَالرَّمَادِيُّ، وَعَبَّاسُ الدُّوْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ زَاجُ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: كَانَ قَاضِياً عَلَى خُرَاسَانَ وَأَصْلُهُ مِنَ اليَمَامَةِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَدِمَ بَغْدَادَ وَنَزَلَهَا وَكَانَ صَاحِبَ جَوْهَرٍ وَلُؤْلُؤٍ لَزِمَ السُّوْقَ وَكَانَ ثِقَةً. قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى نَحْوِ سَنَةِ عَشْرٍ وَمائَتَيْنِ وَكَانَ من أبناء السبعين.

_ 1 وقع في المطبوع: "أبو عمر اليماني"، والصواب كما في كتاب "تهذيب الكمال" وغيره "أبو عمر اليمامي"، وهو ما أثبتناه. وترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 338"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 453"، والكنى للدولابي "2/ 40"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1429"، وتاريخ بغداد "8/ 282" والإكمال لابن ماكولا "2/ 392"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 325"، وتهذيب التهذيب "2/ 216"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1705". ووقع في طبقات ابن سعد "حجير" وهو تصحيف وما أثبتناه "حجين" في كتب التراجم الأخرى.

قالون

1616- قالون 1: مُقْرِئُ المَدِيْنَةِ وَتِلْمِيْذُ نَافِعٍ هُوَ: الإِمَامُ المُجَوِّدُ النحوي أبو مُوْسَى عِيْسَى بنُ مِيْنَا مَوْلَى بَنِي زُرَيْقٍ يُقَال: كَانَ رَبِيْبَ نَافِعٍ فَلَقَّبَهُ بِقَالُوْنَ لِجَوْدَةِ قِرَاءَتِهِ. رَوَى عَنْ: شَيْخِهِ وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي كَثِيْرٍ وَابْنِ أَبِي الزِّنَادِ. وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ وَابْنُ دَيْزِيْلَ وَإِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، وَأَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ وَأَبُو نَشِيْطٍ وَمُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ وَخَلْقٌ. وَتَلاَ عَلَيْهِ: ابْنُهُ أَحْمَدُ وَالحُلْوَانِيُّ وَأَبُو نَشِيْطٍ وَعِدَّةٌ. قَالَ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الهِسِنْجَانِيُّ: كَانَ شَدِيْدَ الصَّمَمِ فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى شَفَتَيِ القَارِئِ وَيَرُدُّ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ ومائتين عن نيف وثمانين سنة.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1609"، والعبر "1/ 380"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 235"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 48".

سعيد بن أبي مريم

1617- سعيد بن أبي مريم 1: "ع" هُوَ: الحَافِظُ العَلاَّمَةُ الفَقِيْهُ مُحَدِّثُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ أَبُو مُحَمَّدٍ سَعِيْدُ بنُ الحَكَمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَالِمٍ الجُمَحِيُّ مَوْلاَهُمْ المِصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: نَافِعِ بنِ عُمَرَ الجُمَحِيِّ، وَأَبِي غَسَّانَ محمد بن مُطَرِّفٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَمَالِكٍ وَاللَّيْثِ وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، وَنَافِعِ بنِ يَزِيْدَ، وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ، وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَخَلاَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ الحَضْرَمِيِّ وَالعَطَّافِ بنِ خَالِدٍ وَخَلْقٍ مِنْ طَبَقَتِهِم. رَوَى عَنْهُ: البُخَارَيُّ وَالذُّهْلِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه، وَحَمِيْدُ بنُ زَنْجُوْيَةَ وَعُبَيْدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَزَّارُ، وأبو حاتم، ويحيى بن عثمان بن صالح وَالفَسَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَرْقِيِّ، وَابْنُ مَعِيْنٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَخَلْقٌ سِوَاهُم مِنْهُم: ابْنُ أَخِيْهِ أَحْمَدُ بنُ سَعْدٍ الحَافِظُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ عِنْدِي حُجَّةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ. قَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ كَانَ لَهُ دِهْلِيْزٌ طَوِيْلٌ، وَكَانَ يَأْتِيْهِ الرَّجُلُ فَيَقِفُ فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَيَرَدُّ عَلَيْهِ: لاَ سَلَّمَ اللهُ عَلَيْكَ، وَلاَ حَفِظَكَ وَفَعَلَ بِكَ فَأَقُوْلُ: مَا هَذَا؟ فَيَقُوْلُ: قَدَرِيٌّ، وَيَأْتِي آخَرُ فَيَقُوْلُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَأَقُوْلُ: مَا هَذَا؟ فَيَقُوْلُ: جَهْمِيٌّ خبيث ويأتي آخر فيقول: رافضي ولا تظن إلَّا رَدَّ عَلَيْهِ سَلاَمَهُ. وَكَانَ عَاقِلاً لَمْ أَرَ بِمِصْرَ أَعْقَلَ مِنْهُ وَمِنْ عَبْدِ اللهِ بن عبد الحكم. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ محمد بن يحيى بمدينة سابور حدثنا

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1547"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 207"، "2/ 445"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 49"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 392"، والكاشف "1/ ترجمة 1887"، والعبر "1/ 390"، وتهذيب التهذيب "4/ 82"، وتقريب التهذيب "1/ 293"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 346"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2433"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 53".

عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ كِتَاباً يَنْظُرُ فِيْهِ، أَوْ سَأَلَهُ أَنْ يُحَدِّثَهُ بِأَحَادِيْثَ فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ آخَرُ فِي ذَلِكَ فَأَجَابَهُ فَقَالَ لَهُ الأَوَّلُ: سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُجِبْنِي، وَسأَلَكَ هَذَا فَأَجَبْتَهُ، وَلَيْسَ هَذَا حَقَّ العِلْمِ، أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الكَلاَمِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: إِنْ كُنْتَ تَعْرِفُ الشَّيْبَانِيُّ مِنَ السَّيْبَانِيِّ، وَأَبَا حَمْزَةَ مِنْ أَبِي جَمْرَةَ، وَكِلاَهُمَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثْنَاكَ وَخَصَصْنَاكَ كَمَا خَصَصْنَا هَذَا. قُلْتُ: يَقَعُ فِي حَدِيْثِ سَعِيْدٍ غَرَائِبُ لِسَعَةِ عِلْمِهِ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: سَعِيْدُ بنُ الحَكَمِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ الفَقِيْهُ مَوْلَى أَبِي فَاطِمَةَ، وَيُقَالُ: أَبُو فُطَيْمَةَ مَوْلَى أَبِي الضُّبَيْعِ مَوْلَى بَنِي جُمَحَ. وُلِدَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ وَمَاتَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. خَرَّجَ لَهُ أَصْحَابُ الكُتُبِ السِّتَّةِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أبوب، وَابْنُ لَهِيْعَةَ قَالاَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ عَنْ عَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِب: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا سَجَدَ العَبْدُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ الجَبْهَةُ وَكَفَّاهُ وَرُكْبَتَاهُ وَقَدَمَاهُ" 1. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ: اللَّيْثُ، وَبَكْرُ بنُ مُضَرَ عَنِ ابْنِ الهَادِ. وَأَخْرَجَهُ: الجَمَاعَةُ سِوَى البخاري.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "491"، وأبو داود "891"، والترمذي "272"، والنسائي "2/ 208" وقوله: "آراب": أي أعضاء، واحدها إرْبٌ بالكسر والسكون.

سليمان بن حرب

1618- سليمان بن حرب 1: "ع" ابن بجيل الإِمَامُ الثِّقَةُ الحَافِظُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو أَيُّوْبَ الوَاشِحِيُّ2 الأَزْدِيُّ البَصْرِيُّ قَاضِي مَكَّةَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرُهُ إِجَازَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوْسَى قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من سمع بي من يهوددي، أَوْ نَصْرَانِيٍ ثُمَّ لَمْ يُسْلِمْ دَخَلَ النَّارَ" 3. حَدَّثَ عَنْ: شُعْبَةَ، وَحَوْشَبِ بنِ عَقِيْلٍ وَالأَسْوَدِ بن شيبان، ويزيد بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَمُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَبِسْطَامِ بنِ حُرَيْثٍ وَالسَّرِيِّ بنِ يَحْيَى، وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ وَسُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، وَسَلاَّمُ بن أبي مطيع ومحمد بن طلحة من مُصَرِّفٍ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالحُمَيْدِيُّ، وَمَاتَ قَبْلَهُ وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ، وَيَحْيَى بنُ مُوْسَى خَتُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الخَلاَّلُ، وَحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَالدَّارِمِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ الضُّرَيْسِ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ وَأَبُو خَلِيْفَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَمِنْ القُدَمَاءِ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سُلَيْمَانُ بن حرب: إمام من الأئمة كان لا يدلس، وَيَتَكَلَّمُ فِي الرِّجَالِ وَفِي الفِقْهِ، وَلَيْسَ بِدُوْنِ عَفَّانَ وَلَعَلَّهُ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَقَدْ ظَهَرَ لَهُ نَحْوٌ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ حَدِيْثٍ، وَمَا رَأَيْتُ فِي يَدِهِ كِتَاباً قَطُّ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيِّ فِي حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَفِي كُلِّ شَيْءٍ، وَلَقَدْ حَضَرْتُ مَجْلِسَ سُلَيْمَانَ بنِ حَرْبٍ بِبَغْدَادَ فَحَزَرُوا مَنْ حَضَرَ مَجْلِسَهُ: أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ رَجُلٍ وَكَانَ مَجْلِسُهُ عِنْدَ قَصْرِ المَأْمُوْنِ فَبَنَى لَهُ شِبْهَ مِنْبَرٍ فَصَعِدَ سُلَيْمَانُ وَحَضَرَ حَوْلَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ القُوَّادِ عَلَيْهِم السَّوَادُ وَالمَأْمُوْنُ فَوْقَ قَصْرِهِ وَقَدْ فُتِحَ بَابُ القَصْرِ وَقَدْ أُرْسِلَ سِتْرٌ شِفٌّ، وَهُوَ خَلْفَهُ، وَكَتَبَ مَا يُمْلِي فَسُئِلَ سُلَيْمَانُ أَوَّلَ شَيْءٍ حَدِيْثَ حَوْشَبِ بنِ عَقِيْلٍ، فَلَعَلَّهُ قَدْ قَالَ: حدثنا حوشب بن عقيل أكثر من عشرات مَرَّاتٍ، وَهُم يَقُوْلُوْنَ: لاَ نَسْمَعُ فَقَامَ مُسْتَمْلٍ وَمُسْتَمْلِيَانِ، وَثَلاَثَةٌ كُلُّ ذَلِكَ يَقُوْلُوْنَ: لاَ نَسْمَعُ حَتَّى قَالُوا: لَيْسَ الرَّأْيُ إلَّا أَنْ يَحْضُرَ هَارُوْنُ المُسْتَمْلِي فَلَمَّا حَضَرَ قَالَ: مَنْ ذَكَرْتَ؟ فَإِذَا صَوْتُهُ خِلاَفُ الرَّعْدِ فَسَكَتُوا وَقَعَدَ المُسْتَمْلُوْنَ كُلُّهُم فَاسْتَملَى هَارُوْنُ، وَكَانَ لاَ يُسْأَلُ عَنْ حديث إلَّا حديث مِنْ حِفْظِهِ. وَسُئِلَ عَنْ حَدِيْثِ فَتْحِ مَكَّةَ فَحَدَّثَنَا بِهِ مِنْ حِفْظِهِ فَقُمْنَا فَأَتَيْنَا عَفَّانَ فَقَالَ: مَا حَدَّثَكُم أَبُو أَيُّوْبَ؟ فَإِذَا هُوَ يعظمه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 300"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 1782"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 481"، وتاريخ بغداد "9/ 33"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 278"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 393" والعبر "1/ 390"، والكاشف "1/ ترجمة 2099"، وتهذيب التهذيب "4/ 178"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2679"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 54". 2 الواشحي: نسبة إلى واشح، وهي بطن من الأزد. 3 صحيح: أخرجه مسلم "153" من طريق أبي يونس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت، ولم يؤمن بالذي أرسلت به؛ إلا كان من أصحاب النار".

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ أَيْضاً: كَانَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ قَلَّ مَنْ يَرْضَى مِنَ المَشَايِخ، فَإِذَا رَأَيْتَهُ قَدْ رَوَى عَنْ شَيْخٍ فَاعْلَمْ أنه ثقة. قال يعقوب الفسوي: سمعت سيلمان بنَ حَرْبٍ يَقُوْلُ: طَلَبْتُ الحَدِيْثَ سَنَةَ ثَمَانٍ، وخمسين ومائة، واختلف إِلَى شُعْبَةَ فَلَمَّا مَاتَ جَالَسْتُ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً حَتَّى مَاتَ وَأَعْقِلُ مَوْتَ ابْنِ عَوْنٍ، وَكُنْتُ لاَ أَكْتُبُ عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ حَدِيْثَ ابْنِ عَوْنٍ كُنْت أَقُوْلُ: رَجُلٌ قَدْ أَدْرَكْتُ مَوْتَهُ ثُمَّ إِنِّيْ كَتَبْتُهُ بَعْدُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الصُّوْلِيُّ: حَدَّثَنَا المُقَدَّمِيُّ القَاضِي حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ قَالَ: قَالَ لِي المَأْمُوْنُ: مَنْ تَرَكْتَ بِالبَصْرَةِ؟ فَوَصَفْتُ لَهُ مَشَايِخَ مِنْهُم سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، وَقُلْتُ: هُوَ ثِقَةٌ حَافِظٌ لِلْحَدِيْثِ عَاقِلٌ فِي نِهَايَةِ السِّتْرِ وَالصِّيَانَةِ فَأَمَرَنِي بِحَمْلِهِ إِلَيْهِ فكَتَبْتُ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ فَقَدِمَ، فَاتَّفَقَ أَنِّي أَدْخَلْتُهُ إِلَيْهِ وَفِي المَجْلِسِ ابْنُ أَبِي دُوَادَ وثُمَامَةُ، وَأَشْبَاهٌ لَهُمَا فَكَرِهْتُ أَنْ يَدْخُلَ مِثْلُهُ بِحَضْرَتِهِم، فَلَمَّا دَخَلَ سَلَّمَ فَأَجَابَهُ المَأْمُوْنُ، وَرَفَعَ مَجْلِسَهُ وَدَعَا لَهُ سُلَيْمَانُ بِالعِزِّ وَالتَّوْفِيْقِ. فَقَالَ ابْنُ أَبِي دُوَادَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ نَسْأَلُ الشَّيْخَ عَنْ مَسْأَلَةٍ؟ فَنَظَرَ المَأْمُوْنُ إِلَيْهِ نَظَرَ تَخْيِيْرٍ لَهُ فَقَالَ سُلَيْمَانُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ شُبْرُمَةَ: أَسْأَلُكَ؟ قَالَ: إِنْ كَانَتْ مَسْأَلَتُكَ لاَ تُضْحِكُ الجَلِيْسَ، وَلاَ تُزْرِي بِالمَسْؤُوْلِ فَسَلْ. وَحَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: قَالَ إِيَاسُ بنُ مُعَاوِيَةَ: مِنَ المَسَائِلِ مَا لاَ يَنْبَغِي لِلسَّائِلِ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهَا، وَلاَ لِلْمُجِيْبِ أَنْ يُجِيْبَ فِيْهَا فَإِنْ كَانَتْ مَسْأَلَتُهُ مِنْ غَيْرِ هَذَا فَلْيَسْأَلْ، وَإِنْ كَانَتْ مِنْ هَذَا فَلْيُمْسِكْ. قَالَ: فَهَابُوْهُ فَمَا نَطَقَ أَحَدٌ مِنْهُم حَتَّى قَامَ، وَوَلاَّهُ قَضَاءَ مَكَّةَ فَخَرَجَ إِلَيْهَا. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: حَدَّثَنَا المِسْعَرِيُّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلى سُلَيْمَانَ بنِ حَرْبٍ فَقَالَ: إِنَّ مَوْلاَكَ فُلاَناً مَاتَ وَخَلَّفَ قِيْمَةَ عِشْرِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ قَالَ: فُلاَنٌ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنِّي المَالُ لِذَاكَ دُوْنِي قَالَ: وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُحْتَاجٌ إِلَى دِرْهَمٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَلِيَ سُلَيْمَانُ قَضَاءَ مَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ ثُمَّ عُزِلَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. أَنْبَأَنَا ابْنُ عَلاَّنَ وَطَائِفَةٌ سَمِعُوا أَبَا اليُمْنِ الكِنْدِيَّ أَخْبَرَنَا القَزَّازُ أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا البُرْقَانِيُّ حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ التَّمِيْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقَدْ ذُكِرَ لَهُ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ فَجَعَلَ يُكَثِّرُهُ فَقَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ قَالَ: مَا أَخَافُ عَلَى أَيُّوْبَ، وَابْنِ عَوْنٍ إلَّا الحَدِيْثَ.

أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ كَانَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ يُحَدِّثُ بِحَدِيْثٍ ثُمَّ يُحَدِّثُ بِحَدِيْثٍ ثُمَّ يُحَدِّثُ بِهِ كَأَنَّهُ لَيْسَ ذَاكَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ يُحَدِّثُ عَلَى المَعْنَى فَتَتَغَيَّرُ أَلْفَاظُ الحَدِيْثِ فِي رِوَايَتِهِ. قَالَ الإِمَامُ أحمد كتبنا عن سيلمان بنِ حَرْبٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ حَيٌّ. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً صَاحِبَ حِفْظٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ: وُلِدْتُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ: رَجَعَ مِنْ مَكَّةَ، وَصُرِفَ مِنْ قَضَائِهَا وَمَاتَ بِالبَصْرَةِ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سنة أربع وعشرين ومائتين.

آدم بن أبي إياس

1619- آدم بن أبي إياس 1: "خَ، ت، س، ق" الإِمَامُ الحَافِظُ القُدْوَةُ شَيْخُ الشَّامِ أَبُو الحَسَنِ الخُرَاسَانِيُّ المَرُّوْذِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، ثُمَّ العَسْقَلاَنِيُّ مُحَدِّثُ عَسْقَلاَنَ، وَاسمُ أَبِيْهِ: نَاهِيَةُ بنُ شُعَيْبٍ وَقِيْلَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ بِالعِرَاقِ وَمِصْرَ وَالحَرَمَيْنِ وَالشَّامِ. حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَمُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ، وَشُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ، وَالمَسْعُوْدِيِّ وَاللَّيْثِ، وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَوَرْقَاءَ وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ وَإِسْرَائِيْلَ بنِ يُوْنُسَ وَحَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَكَّاوِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه وَهَاشِمُ بنُ مَرْثَدٍ الطَّبَرَانِيُّ وَإِسْحَاقُ بنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَثَابِتُ بنُ نُعَيْمٍ الهُوْجِيُّ، وإبراهيم بن ديزيل سيفنه وخلق سواهم. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ مُتَعَبِّدٌ من خيار عباد الله.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 490"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 1613"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 970"، والأنساب للسمعاني "8/ 449"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 414"، وتهذيب التهذيب "1/ 196"، وتقريب التهذيب "1/ 30"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 47".

وَذَكَرَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: كَانَ مَكِيْناً عِنْدَ شُعْبَةَ كَانَ مِنَ السِّتَةِ الَّذِيْنَ يَضْبِطُوْنَ عِنْدَهُ الحَدِيْثَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ: أَتَيْتُ آدَمَ العَسْقَلاَنِيَّ فَقُلْتُ لَهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ فَقَالَ: لاَ تُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: لأَنَّهُ قَالَ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ. فَأَخْبَرْتُهُ بِعُذْرِهِ وَأَنَّهُ أَظْهَرَ النَّدَامَةَ، وَأَخْبَرَ النَّاسَ بِالرُّجُوْعِ. قَالَ: فَأَقْرِئْهُ السَّلاَمَ وَإِذَا أَتَيْتَ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ فَأَقرِهِ السَّلاَمَ، وَقُلْ لَهُ: يَا هَذَا اتَّقِ اللهَ وَتَقَرَّبْ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِمَا أَنْتَ فِيْهِ، وَلاَ يَسْتَفِزَّنَّكَ أَحَدٌ فَإِنَّكَ إِنْ شَاءَ اللهُ مُشْرِفٌ عَلَى الجَنَّةِ، وَقُلْ لَهُ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أَرَادَكُم عَلَى مَعْصِيَةِ اللهِ فَلاَ تُطِيْعُوْهُ" 1. قَالَ: فَأَبْلَغْتُ ذَلِكَ أَبَا عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: رَحِمَهُ اللهُ حَيّاً وَمَيِّتاً فَلَقَدْ أَحْسَنَ النَّصِيْحَةَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَضَرْتُ آدَمَ بنَ أَبِي إِيَاسٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، وَسُئِلَ عَنْ شُعْبَةَ أَكَانَ يُمْلِي عَلَيْهِم بِبَغْدَادَ أَوْ كَانَ يَقْرَأُ؟ قَالَ: كَانَ يَقْرَأُ، وَكَانَ أَرْبَعَةٌ يَكْتُبُوْنَ: آدَمُ، وَعَلِيٌّ النَّسَائِيُّ فَقَالَ آدَمُ: صَدَقَ أَحْمَدُ كُنْتُ سَرِيْعَ الخَطِّ وَكُنْتُ أَكْتُبُ وَكَانَ النَّاسُ يأخذون من عندي، وَقَدِمَ شُعْبَةُ بَغْدَادَ فَحَدَّثَ بِهَا أَرْبَعِيْنَ مَجْلِساً فِي كُلِّ مَجْلِسٍ مائَةُ حَدِيْثٍ فَحَضَرْتُ مِنْهَا عِشْرِيْنَ مَجْلِساً. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الهَيْثَمِ البَلَدِيُّ: بَلَغَ آدَمُ نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ لاَ يَخْضِبُ كَانَ أَشْغَلَ مِنْ ذَلِكَ يَعْنِي: مِنَ العِبَادَةِ. قَالَ الحُسَيْنُ الكَوْكَبِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ المَقْدِسِيُّ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ آدَمَ الوَفَاةُ خَتَمَ القُرْآنَ، وَهُوَ مُسَجَّىً ثُمَّ قَالَ: بِحُبِّي لَكَ إلَّا مَا رَفَقْتَ لِهَذَا المَصْرَعِ كُنْتُ أُؤَمِّلُكَ لِهَذَا اليَوْمِ كُنْتُ أَرْجُوْكَ ثُمَّ قَالَ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ ثُمَّ قَضَى رَحِمَهُ اللهُ. رَوَاهَا: أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ المَقْدِسِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: مَاتَ آدَمُ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَفِي السَّنَةِ أَرَّخَهُ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ وَمُطَيَّنٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ. قُلْتُ: الأَوَّلُ أَصَحُّ وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ رَفِيْقُهُ بِشْرُ بنُ بكر التنيسي ومات قبله بمدة.

_ 1 حسن: أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "7/ 29" وفيه محمد بن عجلان، صدوق.

أَنْبَأَنَا جَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ أَخْبَرَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: سئل رسول الله عَلَيْهِ وَسلم عَنْ قَتْلِ الحَيَّةِ قَالَ: خُلِقَتْ هِيَ وَالإِنْسَانُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَدُوٌّ لِصَاحِبِهِ إِنْ رَآهَا أَفْزَعَتْهُ وَإِن لَدَغَتْهُ قَتَلَتْهُ فَاقْتُلْهَا حَيْثُ وَجَدْتَهَا". جَابِرُ الجُعْفِيُّ1: وَاهٍ1. وَفِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ: وَفَاةُ شَيْخِ القُرَّاءِ قَالُوْنَ، وَهُوَ الإِمَامُ النَّحْوِيُّ أَبُو مُوْسَى عِيْسَى بنُ مِيْنَا المَدَنِيُّ مَوْلَى زُهْرَةَ، وَشَيْخُهُ نَافِعٌ هُوَ الَّذِي لَقَبَهُ قَالُوْنَ لِجُوْدَةِ أَدَائِهِ. سُقْتُ مِنْ حَالِهِ في ديوان القراء.

_ 1 ضعيف جدا: آفته جابر بن يزيد الجعفي، قال النسائي وغيره: متروك. وقال أبو داود: ليس عندي بالقوي في حديثه. وقال الجوزجاني: كذاب.

علي بن عياش

1620- علي بن عياش 1: "خ، 4" ابن مسلم الحَافِظُ الصَّدُوْقُ العَابِدُ أَبُو الحَسَنِ الأَلْهَانِيُّ الحِمْصِيُّ. قَالَ: وُلِدْتُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. حَدَّثَ عَنْ: حَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ التَّابِعِيِّ، وَعُفَيْرِ بنِ مَعْدَانَ، وَشُعَيْبِ بنِ أَبِي حَمْزَةَ وَالمُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ، وَمَا أَحْسِبُهُ لَحِقَهُ، وَأَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بنِ مُطَرِّفٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ، وَصَدَقَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ السَّمِيْنِ، وَعُتْبَةَ بنِ ضَمْرَةَ بنِ حَبِيْبٍ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعَمْرُو بنُ مَنْصُوْرٍ النَّسَائِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَالبُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ الهَيْثَمِ البَلَدِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الحَوْطِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الحَوْطِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، وَيَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ سَمُّوْيَه وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بن الحارث بن عرق وخلق.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 473"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2433"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 203، 362"، "317، 385"، والكنى للدولابي "1/ 147"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1093"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 383"، والكاشف "2/ ترجمة 4011"، والعبر "1/ 242، 376"، وتهذيب التهذيب "7/ 368"، وتقريب التهذيب "2/ 42"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5030"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 45".

وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كُنْتُ أُفِيْدُ النَّاسَ عَنْ عَلِيِّ بنِ عَيَّاشٍ، وَأَنَا بِدِمَشْقَ فَيَخْرُجُوْنَ إِلَيْهِ، وَيَسْمَعُوْنَ مِنْهُ، وَأَنَا مُقِيْمٌ بِدِمَشْقَ حَتَّى وَرَدَ نَعِيُّهُ. قَالَ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ: أَدْخَلْتُ عَلِيَّ بنَ عَيَّاشٍ عَلَى المَأْمُوْنِ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ: يَا يَحْيَى أَدْخَلْتَ عَلَيَّ مَجْنُوْناً! فَقُلْتُ: أَدْخَلْتُ عَلَيْكَ خَيْرَ أَهْلِ الشام وأعلمهم ما خلا أبا المغيرة?. قُلْتُ: الرَّجُلُ عَمِلَ بِالسُّنَةِ فَسَلَّمَ، وَتبَسَّمَ ثُمَّ بَكَى لَمَّا رَأَى مِنَ الكِبْرِ وَالجَبَرُوْتِ. قَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا شَيْخُ الإِسْلاَمِ شَمْسُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن محمد، وأبو المعاني أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ كِتَابَةً قَالاَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ الآخِرَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَرْكُ الوُضُوْءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ1. وَبِهِ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُطَرِّفٍ عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ عَنْ عَائِشَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "طَهُوْرُ كُلِّ أَدِيْمٍ دِبَاغُهُ" 2. هَذَا حَدِيْثٌ نَظِيْفُ الإِسْنَادِ، غَرِيْبٌ، لَمْ أَجِدْهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَجَمَاعَةٌ إِذْناً عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيِّ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرْنَا ابْنُ رِيْذَةَ، وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ ابن أَبِي الخَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي زَيْدٍ أَخْبَرَنَا محمودُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فَاذشَاهُ قَالاَ: أخبرنا سليمان بن أحمد

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "192"، والنسائي "1/ 108"، وابن خزيمة "43"، وابن الجارود "24"، والطحاوي "1/ 67"، والبيهقي في "السنن" "1/ 155-156"، والحازمي في "الاعتبار" "ص48"، وابن حزم في "المحلى" "1/ 243" من طريق علي بن عياش، به. 2 صحيح: أخرجه الدارقطني "1/ 49" من طريق علي بن عياش، به، وأخرجه أحمد "6/ 154-155"، وللنسائي "7/ 174" من طريق شريك، عن الأعمش سليمان، عن عمارة بن عمير، عن الأسودن عن عائشة قالت: "سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جلود الميتة فقال: "دباغها طهورها". وله شاهد من حديث ابن عباس: عند مسلم "366"، وأبي داود "4123"، والترمذي "1728"، والنسائي "7/ 173"، وشاهد آخر من حديث سلمة بن المحبق: عند أحمد "3/ 476" و"5/ 6"، وأبي داود "4125" والنسائي "7/ 173-174".

حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ النَّصْرِيِّ، سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بنَ الأَسْقَعِ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مِنْ أَعْظَمِ الفِرَى أَنْ يُدْعَى الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيْهِ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ فِي المَنَامِ مَا لَمْ يَرَ، وَيَقُوْلَ عَلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ مَا لَمْ يَقُلْ". أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ1 عَنْ عَلِيٍّ. قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سَعِيْدٍ القَاضِي: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ البَهْرَانِيُّ قَالَ: وَجَّهَ المَأْمُوْنُ إِلَى أَهْلِ حِمْصَ لِيَقْدَمُوا عَلَيْهِ دِمَشْقَ فَاخْتَارُوا أَرْبَعَةً: يَحْيَى بنَ صَالِحٍ، وَأَبَا اليَمَانِ وَعَلِيَّ بنَ عَيَّاشٍ، وَخَالِدَ بنَ خَلِيٍّ فَأُدْخِلَ خَالِدٌ فَقِيْلَ: مَا تَقُوْلُ فِي أَبِي اليَمَانِ؟ قَالَ: شَيْخُنَا، وَعَالِمُنَا قَالَ: فَمَا تَقُوْلُ فِي عَلِيِّ بنِ عَيَّاشٍ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِن الأَبْدَالِ إِذَا نَزَلَتْ بِنَا نَازِلَةٌ، سَأَلْنَاهُ فَدَعَا اللهَ فَيَكُفُّهَا، وَإِذَا اسْتَسْقَى لَنَا، سُقِيْنَا.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3509".

أبو الوليد الطيالسي

1621- أبو الوليد الطَّيَالسي 1: "ع" هشام بن عبد الملك الإمام الحافظ الناقد شيخ الإسلام أبو الوَلِيْد البَاهِلِيُّ مَوْلاَهُمْ، البَصْرِيُّ الطَّيَالِسِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ. حَدَّثَ عَنْ: عِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ، وَعُمَرَ بنِ أَبِي زَائِدَةَ وَشُعْبَةَ وَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَهَمَّامِ بنِ يَحْيَى وَدَاوُدَ بنِ أَبِي الفُرَاتِ وَإِسْرَائِيْلَ وَزَائِدَةَ، وَأَبِي هَاشِمٍ الزَّعْفَرَانِيِّ وَالمُثَنَّى بنِ سَعِيْدٍ الضُّبَعِيِّ، وَعَاصِمِ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ وَسَلْمِ بنِ زَرِيْرٍ وَعُمَرَ بنِ مُرَقِّعِ بنِ صَيْفِيٍّ وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ وَسُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ، وَسَلاَّمُ بنِ مِسْكِيْنٍ، وَسَلاَّمِ بنِ أَبِي مُطِيْعٍ وَابْنِ المَاجَشُوْنِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الغَسِيْلِ وَمَالِكٍ وَاللَّيْثِ، وَمَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ وَبُنْدَارُ وَمُحَمَّدُ بنُ مُثَنَّى وَالذُّهْلِيُّ، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ وَأَبُو إِسْحَاقَ الجوزجاني، وأحمد بن سنان،

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3509". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 300"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2679"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 253"، والكاشف "3/ ترجمة 6076"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 380"، والعبر "1/ 399"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 9232"، وتهذيب التهذيب "11/ 45"، وتقريب التهذيب "2/ 319"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7684"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 62".

وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الخَلاَّلُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو زرعة وأبو حاتم، وابن وراة وَتَمْتَامُ وَمُحَمَّدُ بنُ حَيَّانَ المَازِنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ وَمُعَاذُ بنُ المُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْسِ وَالعَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ سَوْرَةَ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو القَطِرَانِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ شَاهِيْنٍ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَنْبَرٍ البَصْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ بُكَيْرٍ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ وَأَبُو مُسْلِمٍ الكجي، وأحمد بنُ دَاوُدَ المَكِّيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الخُزَاعِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ سَهْلٍ المُجَوِّزُ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ خَاتِمَتُهُم: أَبُو خَلِيْفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَبُو الوَلِيْدِ مُتْقِنٌ. وَقَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ أَبُو الوَلِيْدِ اليَوْمَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ مَا أُقَدِّمُ عَلَيْهِ اليَوْمَ أَحَداً مِنَ المُحَدِّثِيْنَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ وَارَةَ الحَافِظُ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: أَبُو الوَلِيْدِ أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي شُعْبَةَ، أَوْ أَبُو النَّضْرِ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ أَبُو الوَلِيْدِ يَكْتُبُ عِنْدَ شُعْبَةَ فَأَبُو الوَلِيْدِ قُلْتُ: فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ يَقُوْلُ: بَيْنَا أَنَا أَكْتُبُ عِنْدَ شُعْبَةَ إِذْ بَصُرَ بِي فَقَالَ: وَتَكْتُبُ؟ فَوَضَعْتُ الأَلْوَاحَ مِنْ يَدِي وَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ. قُلْتُ: كَأَنَّهُ كَرِهَ الكِتَابَةَ؛ لأَنَّهُ كَانَ قَادِراً عَلَى أَنْ يَحْفَظَ. وَقَالَ ابْنُ وَارَةَ أَيْضاً: قَالَ لِي عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: اكْتُبْ عَنْ أَبِي الوَلِيْدِ الأُصُوْلَ، فَإِنَّ غَيْرَ الأُصُوْلِ تُصِيْبُ وَقَالَ لِي أَبُو نُعَيْمٍ: لَوْلاَ أَبُو الوَلِيْدِ مَا أَشَرْتُ عَلَيْكَ أَنْ تَقْدَمَ البَصْرَةَ، فَإِنْ دَخَلْتَهَا لاَ تَجِدُ فِيْهَا إلَّا مُغَفَّلاً إلَّا أَبَا الوَلِيْدِ. قُلْتُ: عَفَا اللهُ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ فَقَدْ كَانَ إِذْ ذَاكَ بِالبَصْرَةِ مِثْلُ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ وَعَمْرِو بنِ عَلِيٍّ وَطَائِفَةٍ مِنْ أَعْلاَمِ الحَدِيْثِ. قَالَ ابْنُ وَارَةَ: حَدَّثَنِي أَبُو الوَلِيْدِ وَمَا أُرَانِي أَدْرَكْتُ مِثْلَهُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: أَبُو الوَلِيْدِ شَيْخُ الإِسْلاَمِ. وَقَالَ الحَافِظُ أَبُو حَفْصٍ المَرْوَزِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ غَالِبٍ سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ يَقُوْلُ: لَوْ كُنْتُ عَبْداً لَكُم لاَسْتُبِعْتُ إِلَى مَتَى؟! هُوَ ذَا أُحَدِّثُ مُنْذُ سَبْعِيْنَ سَنَةً أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ عَنِّي جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ كَتَبَ عَنِّي حَدِيْثَ القِلاَدَةِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: أَبُو الوَلِيْدِ: بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ كَانَ يَرْوِي عَنْ سَبْعِيْنَ امْرَأَةً، وَكَانَتْ إِلَيْهِ الرِّحْلَةُ بَعْد أَبِي دَاوُدَ الطيالسي.

ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيْدِ أَمِيْرُ المُحَدِّثِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، وَذَكَرَ أَبَا الوَلِيْدِ فَقَالَ: أَدْرِكَ نِصْفَ الإِسْلاَمِ، وَكَانَ إِمَاماً فِي زَمَانِهِ جَلِيْلاً عِنْدَ النَّاسِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبِي أَبَا حَاتِمٍ يَقُوْلُ: أَبُو الوَلِيْدِ: إِمَامٌ فَقِيْهٌ عَاقِلٌ ثِقَةٌ حَافِظٌ مَا رَأَيْتُ فِي يَدِهِ كِتَاباً قَطُّ. وَسُئِلَ أَبِي عَنْ أَبِي الوليد وحجاج بن مِنْهَالٍ فَقَالَ: أَبُو الوَلِيْدِ عِنْدَ النَّاسِ أَكْبَرُ كَانَ يُقَالُ: سَمَاعُهُ مِنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ فِيْهِ شَيْءٌ كَأَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ بِأَخَرَةٍ، وَكَانَ حَمَّادٌ سَاءَ حِفْظُهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضاً: مَا رَأَيْتُ قَطُّ بَعْدَهُ كِتَاباً أَصَحَّ مِنْ كِتَابِهِ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ بنِ عُثْمَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ الزِّيَادِيِّ قَالَ: أَدْرَكْتُ البَصْرَةَ، وَالنَّاسُ يَقُوْلُوْنَ: مَا بِالبَصْرَةِ أَعْقَلُ مِنْ أَبِي الوَلِيْدِ وَبَعْدَهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ. وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ حَمَّادٍ قَالَ: اسْتَأَذَنَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيِّ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى الوِسَادَةِ، ثُمَّ قَالَ لِلْخَادمِ: قُولِي لَهُ: السَّاعَةَ وَضَعَ رَأْسَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ وَالبُخَارِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ أَبُو الوَلِيْدِ سَنَةَ سَبْعٍ، وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ البُخَارِيُّ: فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: فِي صَفَرٍ مِنْهَا. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الفَضْلِ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَتِسْعِيْنَ أَنْبَأَكُم عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طاهر أخبرنا إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُوْنِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ البَجَلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بنِ عُبَيْدَةَ عَنِ البَرَاءِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا سُئِلَ المُسْلِمُ فِي القَبْرِ فَشَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} [إِبْرَاهِيْمُ: 27] ". وَبِهِ: قَالَ البَجَلِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الحَوْضِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِهَذَا. أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ1، عَنْ أَبِي الوَلِيْدِ وَالحَوْضِيِّ. أَنْبَأَنَا جَمَاعَةٌ عَنْ أَسَعْدَ بنِ رَوْحٍ أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرْنَا ابْنُ ريذة أخبرنا

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4699"، من طريق أبي الوليد "1369" من طريق حفص بن عمر كلاهما عن شعبة، به.

سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيْفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَامَ حَدَّثَنَا شَهْرٌ سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُوْلُ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ غُدَيَّةً بِثَرِيْدٍ لَهَا تَحْمِلُهَا فِي طَبَقٍ، حَتَّى وَضَعَتْهَا بَيْنَ يَدَيْهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهَا: "أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ"؟. قَالَتْ: هُوَ فِي البَيْتِ قَالَ: "ادْعِيْهِ وَائْتِيْنِي بِابْنَيَّ". قَالَتْ: فَجَاءتْ تَقُودُ ابْنَيْهَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي يَدٍ، وَعَلِيٌّ يَمْشِي فِي أَثَرِهَا حَتَّى دَخَلُوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَجلَسَهُمَا فِي حَجْرِهِ، وَجَلَسَ عَلِيٌّ عَلَى يَمِيْنِهِ، وَجَلَسَتْ فَاطِمَةُ عَنْ يَسَارِهِ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَأَخَذتُ مِنْ تَحتِي كِسَاءً كَانَ بِسَاطَنَا عَلَى المَنَامَةِ فِي البَيْتِ، بِبُرْمَةٍ فِيْهَا خَزِيرَةٌ1، فَجَلَسُوا يَأْكلُوْنَ مِنْ تِلْكَ البُرْمَةِ وَأَنَا أُصَلِّي فِي تِلْكَ الحُجْرَةِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأَحْزَابُ: 33] . فَأَخَذَ فَضْلَ الكِسَاءِ فَغَشَّاهُم ثُمَّ أَخرَجَ يَدَهُ اليُمْنَى مِنَ الكِسَاءِ، وَأَلوَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي وَحَامَتِي". قَالَتْ: فَأَدخَلْتُ رَأْسِي فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ وَأَنَا مَعَكُم قَالَ: "أَنْتِ إِلَى خَيْرٍ". مَرَّتَيْنِ2. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مُخْتَصَراً وَصَحَّحَهُ مِنْ طَرِيْقِ الثَّوْرِيِّ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ شهر بن حوشب.

_ 1 قوله: بُرْمَة: هي القدر. والخزيرة: لحم يقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة. وقيل: هي حسا من دقيق ودسم. وقيل: إذا كان من دقيق فهي حريرة، وإذا كان من نخالة فهي خزيرة. 2 أخرجه الطبراني في "الكبير" "3/ 2666" حدثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكشي قالا: حدثنا حجاج بن المنهال "ح" وحدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، به. قلت: فيه شهر بن حوشب، ضعيف سيئ الحفظ. وقد ورد بهذا اللفظ عن أم سلمة عند الترمذي "3205"، "3787" حدثنا قتيبة، حدثنا محمد بن سليمان الأصبهاني، عن يحيى بن عبيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم، عن أمه في قصة. قلت: إن كان يحيى بن عبيد هو المكي، مولى بني مخزوم، فهو ثقة، والإسناد حسن، وإلا فهو مجهول ويضعف الإسناد به، وهذا الراوي لم يتبين للحافظ المزي، وللحافظ ابن حجر العسقلاني لم يتبين لهما من هو فقال: يحتمل أن يكون يحيى بن عبيد المكي وإلا فهو مجهول، وإن كنت أرجح أن الحديث ضعيف بهذا اللفظ لجهالة هذا الرجل لماذا؟ لأن الترمذي قال في إثر الحديث: "هذا حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة". يقول محمد أيمن الشبراوي: اصطلاح الترمذي هذا: "هذا حديث غريب" معروف عند الأكابر بله أصاغر طلاب علم الحديث أن الحديث ضعيف عنده، فيحيى بن عبيد ليس المكي، وإنما هو رجل مجهول والله تعالى أعلم. لكن قد ورد الحديث عن عائشة قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله. ثم جاء الحسين فدخل معه. ثم جاءت فاطمة فأدخلها. ثم جاء علي فأدخله. ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] . أخرجه مسلم "2424" بإسناده عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، به، وقد سبق لنا تخريج هذا الحديث في المجلد الرابع بتعليقنا وتخريجنا رقم "654".

إسماعيل بن أبان

1622- إسماعيل بن أبان 1: "خ" الوراق الكوفي الحَافِظُ. سَمِعَ: مِسْعَرَ بنَ كِدَامٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الغَسِيْلِ، وَإِسْرَائِيْلَ بنَ يُوْنُسَ، وَعَبْدَ الحَمِيْدِ بنَ بَهْرَامَ، وَأَبَا المُحَيَّاةِ يَحْيَى بنَ يَعْلَى التَّيْمِيَّ وَيَحْيَى بنَ يَعْلَى الأَسْلَمِيَّ، وَأَبَا الأَحْوَصِ سَلاَّمَ بنَ سُلَيْمٍ وَشَرِيْكَ بنَ عَبْدِ اللهِ، وخلقا سواهم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ أَبِي غَرَزَةَ الغِفَارِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ الحَكَمِ الحِبَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِيُّ، وَبَشَرٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو دَاوُدَ. وَرَوَى عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبَانٍ الوَرَّاقُ ثِقَةٌ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبَانٍ الغَنَوِيُّ كَذَّابٌ، وَضَعَ حَدِيْثاً: أَنَّ السَّابِعَ مِنْ وَلَدِ العَبَّاسِ يَلْبَسُ الخُضْرَةَ يَعْنِي: المَأْمُوْنَ. قِيْلَ: كَانَ فِي الوَرَّاقِ تَشَيُّعٌ قَلِيْلٌ كَدَأْبِ أَهْلِ بَلَدِهِ. أَرَّخَ أَبُو جَعْفَرٍ مُطَيَّنٌ مَوْتَ الوَرَّاقِ في سنة ست عشرة ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1092"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 538"، والكامل لابن عدي "1/ ترجمة 132"، وميزان الاعتدال "1/ 212"، والكاشف "1/ ترجمة 347"، وتهذيب التهذيب "1/ 269".

الغنوي إسماعيل بن أبان

1623- الغَنَوِيُّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبَانٍ 1: أَبُو إِسْحَاقَ الكُوْفِيُّ الحَنَّاطُ الكَذَّابُ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ صَاحِبِ التَّرْجَمَةِ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ وَمُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ وَعِدَّةٍ. وَرَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ الوَلِيْدِ الفَحَّامُ وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي غَرَزَةَ وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ نَاصِحٍ وَطَائِفَةٌ. كَذَّبَهُ: ابْنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ البُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ حَدِيْثِهِ عَنْ هِشَامٍ وَغَيْرِهِ لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهِ إِمَّا إِسْنَاداً وَإِمَّا مَتْناً. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ ومائتين. ذكرناه للتمييز الله يسامحه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1093"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 537"، والضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 82"، والمجروحين لابن حبان "1/ 128"، والكامل لابن عدي "1/ ترجمة 131"، وتاريخ بغداد "6/ 240"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 824"، وتهذيب التهذيب "1/ 270".

علي بن الحسن بن شقيق

1624- علي بن الحسن بن شقيق 1: "ع" ابن دينار بن مشعب الإِمَامُ الحَافِظُ شَيْخُ، خُرَاسَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَبْدِيُّ مَوْلاَهُمْ المَرْوَزِيُّ. يُقَالُ: إِنَّهُ مَوْلَى آلِ الجَارُوْدِ العَبْدِيِّ. وَكَانَ جَدُّهُ شَقِيْقٌ بَصْرِيّاً فَقَدِمَ خُرَاسَانَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي حَمْزَةَ مُحَمَّدِ بنِ ميمون السكري، والحسين بن وَاقِدٍ وَأَبِي المُنِيْبِ عُبَيْدِ اللهِ العَتَكِيِّ وَإِسْرَائِيْلَ بنِ يُوْنُسَ، وَخَارِجَةَ بنِ مُصْعَبٍ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ وَقَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَعَوْنِ بنِ مُوْسَى، وَشَرِيْكٍ القَاضِي، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ وَجَمَاعَةٍ. وَلَزِمَ ابْنَ المُبَارَكِ دَهْراً وَحَمَلَ عَنْهُ جَمِيْعَ تَصَانِيْفِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُنِيْرٍ وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الضَّعِيْفُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ يَعْقُوْبَ الجَوْزَجَانِيُّ، وأحمد ابن سَيَّارٍ وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدَةَ الآمُلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِشَامِ بنِ أَبِي دَارَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ زَاجُ وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ، وَأَيُّوْبُ بنُ الحَسَنِ الزَّاهِدُ وَرَوْحُ بنُ الفَرَجِ البَغْدَادِيُّ وَوَلَدُهُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ قُهْزَادَ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي النَّضْرِ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الأئمة بخراسان.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 376"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2369"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 299، 307"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 984"، وتاريخ بغداد "11/ 370"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 365"، والكاشف "2/ ترجمة 3953"، وتهذيب التهذيب "7/ 298"، وتقريب التهذيب "2/ 34"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4960"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 35".

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ، وَقِيْلَ لَهُ: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ إلَّا أَنَّهُم تَكَلَّمُوا فِيْهِ فِي الإِرْجَاءِ وَقَدْ رَجَعَ عَنْهُ. قَالَ عَلِيُّ بن الحسين بن حبان: وجدت في كتاب أَبِي بِخَطِّ يَدِه: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَعْنِي: ابْنَ مَعِيْنٍ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ خُرَاسَانَ كَانَ أَفْضَلَ مِنِ ابْنِ شَقِيْقٍ، وَكَانُوا كَتَبُوا فِي أَمرِه كِتَاباً أَنَّهُ يَرَى الإِرْجَاءَ فَقُلْنَا لَهُ فَقَالَ: لاَ أَجعَلُكُم فِي حل. ثُمَّ قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: وَكَانَ عَالِماً بِابْنِ المُبَارَكِ قَدْ سَمِعَ الكُتُبَ مِرَاراً، حَدَّثَ يَوْماً عَنِ: ابْنِ المُبَارَكِ عَنْ عَوْفٍ عَنْ زَيْدِ بنِ شُرَاجَةَ، فَقِيْلَ لَهُ: شُرَاحَةَ فَقَالَ: لاَ ابْنُ شُرَاجَةَ. سَمِعْتُه مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِيْنَ مَرَّةً. قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: وَهُوَ الصَّوَابُ: ابْنُ شُرَاجَةَ -يَعْنِي: بِالجِيمِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَثْبَتُ أَصْحَابِ ابْنِ المُبَارَكِ: سُفْيَانُ بنُ زِيَادٍ، وَبَعدَه: سُلَيْمَانُ وَبَعدَه: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ قَدْ سَمِعَ عَلِيٌّ الكُتُبَ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ. وَقَالَ أَبُو عَمَّارٍ الحسن بنُ حُرَيْثٍ: قُلْتُ لِلشَّقِيْقِيِّ: سَمِعْتَ مِنْ أَبِي حَمْزَةَ كِتَابَ الصَّلاَةِ؟ قَالَ: قَدْ سَمِعْتُ، وَلَكِنْ نهق حمار يومًا فاشتبه عَلَيَّ حَدِيْثٌ فَلاَ أَدْرِي أَيُّ حَدِيْثٍ هُوَ؟ فَتَرَكتُ الكِتَابَ كُلَّه. قَالَ العَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ: كَانَ ابْنُ شَقِيْقٍ جَامِعاً وَكَانَ فِي الزَّمَانِ الأَوَّلِ يُعَدُّ مِنْ أَحْفَظِهِم لِكُتُبِ ابْنِ المُبَارَكِ، وَقَدْ شَارَكَ ابْنَ المُبَارَكِ فِي كَثِيْرٍ مِنْ شُيُوْخِهِ مِثْلِ شَرِيْكٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ وَقَيْسٍ، وَكَانَ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَكَانَ أَوَّلُ أَمرِهِ المُنَازَعَةَ مَعَ أَهْلِ الكِتَابِ حتى كتب التوراة، وَالإِنْجِيْلَ، وَالأَرْبَعَةَ وَالعِشْرِيْنَ كِتَاباً مِنْ كُتُبِ عَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ، ثُمَّ صَارَ شَيْخاً عَاجِزاً لاَ يُمكِنُه أَنْ يَقْرَأَ فَكَانَ يُحَدِّثُ كُلَّ إِنْسَانٍ الَحَدِيْثَيْنِ وَالثَّلاَثَةَ قَالَ: وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ وَكَذَا أَرَّخَهُ: الفَسَوِيُّ وَمُطَيَّنٌ. قَالَ أَبُو رَجَاءَ مُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوَيْه المَرْوَزِيُّ: وُلِدَ لَيْلَةَ قُتِلَ أَبُو مُسْلِمٍ بِالمَدَائِنِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ، وَكَانَ يَسْكُنُ البَهَارَةَ وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ. وَقِيْلَ فِي وَفَاتِه: سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَهُوَ خَطَأٌ وَنَقَلَهُ: ابْنُ حِبَّانَ.

حجاج بن منهال

1625- حجاج بن منهال 1: "ع" الحَافِظُ الإِمَامُ القُدْوَةُ العَابِدُ الحُجَّةُ، أَبُو محمد البصري الأَنْمَاطِيُّ أَخُو مُحَمَّدٍ. حَدَّثَ عَنْ: قُرَّةَ بنِ خَالِدٍ وَشُعْبَةَ، وَجُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ، وَهَمَّامِ بنِ يَحْيَى وَيَزِيْدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيِّ، وَالحَمَّادَيْنِ وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ وَمَالِكٍ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَالبَاقُوْنَ بِوَاسِطَةٍ وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ شَاذَانُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، وَهِلاَلُ بنُ العَلاَءِ الرَّقِّيُّ وَإِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ فَاضِلٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ رَجُلٌ صَالِحٌ كَانَ سِمْسَاراً يَأْخُذُ مِنْ كُلِّ دِيْنَارٍ حَبَّةً فَجَاءَ خُرَاسَانِيٌّ مُوْسِرٌ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ فَاشْتَرَى لَهُ أَنْمَاطاً، فَأَعْطَاهُ التَّاجِرُ ثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: سَمْسَرَتُكَ قَالَ: دَنَانِيْرُكَ أَهوَنُ عَلَيَّ مِنْ هَذَا التُّرَابِ هَاتِ مِنْ كُلِّ دِيْنَارٍ حَبَّةً. فَأَخَذَ مِنْهُ دِيْنَاراً، وَكِسَراً. قَالَ خَلَفٌ كُرْدُوْسُ: كَانَ حَجَّاجٌ صَاحِبَ سُنَّةٍ يُظهِرُهَا مَاتَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ ومائتين. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَالبُخَارِيُّ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ فِي شَوَّالٍ. وَفِي عَصْرِهِ: حَجَّاجُ بنُ محمد الرقي وقد مر. حجاج بن نضير الفَسَاطِيْطِيُّ: يَرْوِي أَيْضاً عَنْ قُرَّةَ بنِ خَالِدٍ وَهُوَ لَيِّنٌ. وَحَجَّاجُ بنُ أَبِي مَنِيْعٍ الرُّصَافِيُّ: الَّذِي يَرْوِي عَنْ جَدِّهِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي زِيَادٍ نُسْخَةً عَنِ الزُّهْرِيِّ صَدُوْقٌ لَقِيَهُ الذهلي، وابن وارة والفسوي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 301"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2841"، والكنى للدولابي "2/ 94"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 711"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 405"، والعبر "1/ 371"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 317"، وتهذيب التهذيب "2/ 206"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1249"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 38".

الحوضي

1626- الحوضي 1: "خ، د، س" حَفْصُ بنُ عُمَرَ بنِ الحَارِثِ بنِ سَخْبَرَةَ الإمام، المجود، الحافظ أبو عُمَرَ الأَزْدِيُّ النَّمِرِيُّ مِنَ النَّمِرِ بنِ غَيْمَانَ، البَصْرِيُّ المَشْهُوْرُ: بِالحَوْضِيِّ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، وَأَبِي حُرَّةَ الرَّقَاشِيِّ، وَاصِلِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَشُعْبَةَ وَهَمَّامٍ، وَيَزِيْدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ رَاشِدٍ المَكْحُوْلِيِّ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ، وَالبُخَارِيُّ أَيْضاً وَالنَّسَائِيُّ بِوَاسِطَةٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَةُ، وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ وَأَحْمَدُ بنُ دَاوُدَ المَكِّيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خُرَّزَاذَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ الرَّازِيُّ وَأَبُو خَلِيْفَةَ وَمُعَاذُ بنُ المُثَنَّى، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الخُزَاعِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. رَوَى أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قَالَ: هُوَ ثَبْتٌ مُتْقِنٌ لاَ يُؤْخَذُ عَلَيْهِ حَرْفٌ وَاحِدٌ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدَيْنِيِّ: اجْتَمَعَ أَهْلُ البَصْرَةِ عَلَى عَدَالَةِ أَبِي عُمَرَ الحَوْضِيِّ وَعَبْدِ اللهِ بنِ رَجَاءَ. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ جَرِيْرِ بنِ جَبَلَةَ أَبُو عُمَرَ هُوَ مَوْلَى النَّمِرِيِّيْنَ صَاحِبُ كِتَابٍ مُتْقِنٌ رَأَيْتُهُ أَبْيَضَ الرَّأْسِ، وَاللِّحْيَةِ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خمس وعشرين. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُتْقِنٌ صَدُوْقٌ أَعْرَابِيٌّ فَصِيْحٌ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 306"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2782"، والكنى للدولابي "2/ 40" والجرح والتعديل "3/ ترجمة 786"، والأنساب للسمعاني "4/ 271"، والعبر "1/ 393"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 408"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2151"، وتهذيب التهذيب "2/ 405"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1151"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 56".

الحسين بن حفص

1627- الحسين بن حفص 1: "م، ق" ابن الفضل بن يحيى بن ذكوان الهمداني الإِمَامُ الثِّقَةُ الجَلِيْلُ الفَقِيْهُ الأَوْحَدُ أَبُو مُحَمَّدٍ الأصبهاني أصله كوفي. نقل علمًا كثيرًا وتقفه وَأَفْتَى بِمَذْهَبِ الكُوْفِيِّيْنَ، وَكَانَ إِلَيْهِ رِيَاسَةُ أَصْبَهَانَ، وَقَضَاؤُهَا وَأَمرُ الفَتَاوَى. حَدَّثَ عَنْ: سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَإِسْرَائِيْلَ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَهِشَامِ بنِ سَعْدٍ وَأَبِي يُوْسُفَ القَاضِي وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: حَفِيْدُهُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ، وَإِسْمَاعِيْلُ سمويه وأسيد بن عاصم وعمرو بنُ شَبَّةَ، وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ وَأَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الصَّائِغُ، وَيَحْيَى بنُ حَاتِمٍ العَسْكَرِيُّ وَالكُدَيْمِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عصام بن يزيد جبر. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ: كَانَ وَجْهَ النَّاسِ، وَزَينَهُم وَكَانَ دَخْلُهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ مائَةَ أَلْفٍ فَمَا وَجَبَتْ عَلَيْهِ زَكَاةٌ قَطُّ، وَكَانَتْ صِلاَتُهُ وَجَوَائِزُه دَارَّةً عَلَى المُحَدِّثِيْنَ وَأَهْلِ العِلْمِ وَالفَضْلِ مِثْلِ أَبِي مَسْعُوْدٍ، وَعَمْرِو بنِ عَلِيٍّ الفَلاَّسِ، وَكَانَ مِنَ المُخْتَصِّيْنَ بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَقِيْلَ: إِنَّ سُفْيَانَ حَجَّ عَلَى مَرْكَبِهِ. قُلْتُ: خَاتِمَةُ مَنْ رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجَيْرَانِيُّ. مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ وَهُوَ فِي عشر الثمانين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2884"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 224"، والعبر "1/ 362"، وتهذيب التهذيب "2/ 337"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1421".

عبد الله بن يوسف

1628- عبد الله بن يوسف 1: "خَ، د، ت، س" الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ المُتْقِنُ أَبُو مُحَمَّدٍ الكَلاَعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ ثُمَّ التِّنِّيْسِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ وَسَعِيْدُ بنِ بَشِيْرٍ، وَمَالِكٍ وَاللَّيْثِ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ يَحْيَى الطَّرَابُلُسِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ سَالِمٍ الحِمْصِيِّ وَيَحْيَى بنِ حمزة وصدقة بن خالد ومحمد بن مُهَاجِرٍ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُحَمَّدٍ المُوَقَّرِيِّ، وَبَكْرِ بنِ مُضَرَ وَعِدَّةٍ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَالذُّهْلِيُّ وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه وَأَبُو حَاتِمٍ وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَبُّوْدٍ، وَيَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صَالِحٍ وَأَبُو يَزِيْدَ القَرَاطِيْسِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ سَيَّارٍ النَّصِيْبِيُّ، وَبَكْرُ بنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ، وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ المُرَادِيُّ وَآخَرُوْنَ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي المُوَطَّأِ: عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ، وَالقَعْنَبِيُّ. وَقَالَ أَيْضاً: مَا بَقِيَ عَلَى أَدِيْمِ الأَرْضِ أَوْثَقُ مِنْهُ فِي المُوَطَّأِ يُرِيْدُ عَبْدَ اللهِ بنَ يُوْسُفَ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: كَانَ مِنْ أَثْبَتِ الشَّامِيِّيْنَ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ سَمِعَ مَعِيَ المُوَطَّأَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: صَدُوْقٌ خَيِّرٌ فَاضِلٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ البَرْقِيِّ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: ثِقَةٌ حسن الحديث وعنده عن مالك مسائل.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 764"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 961"، والكامل لابن عدي "4/ ترجمة 1014"، والكاشف "2/ ترجمة 3108"، والعبر "1/ 373"، "2/ 82"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة رقم 4712"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 407"، وتهذيب التهذيب "6/ 88"، وتقريب التهذيب "1/ 463"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3929"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 44".

ابن الماجشون

1629- ابن الماجشون 1: "س، ق" العَلاَّمَةُ الفَقِيْهُ مُفْتِي المَدِيْنَةِ أَبُو مروان عبد الملك بن الإِمَامِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ بنِ المَاجَشُوْنِ التَّيْمِيُّ مَوْلاَهُمْ المَدَنِيُّ المَالِكِيُّ تِلْمِيْذُ الإِمَامِ مَالِكٍ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَخَالِهِ يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ المَاجَشُوْنِ، وَمُسْلِمٍ الزَّنْجِيِّ وَمَالِكٍ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ الفَقِيْهُ، وَالزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ وَسَعْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ وَآخَرُوْنَ. قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: كَانَ مُفْتِي أَهْلِ المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِ. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ فَقِيْهاً فَصِيْحاً دَارَتْ عَلَيْهِ الفُتْيَا فِي زَمَانِهِ وَعَلَى أَبِيْهِ قَبْلَهُ وَكَانَ ضَرِيْراً قِيْلَ: إِنَّهُ عَمِيَ في آخر عمره قال: وَكَانَ مُوْلَعاً بِسَمَاعِ الغِنَاءِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ المُعَذَّلِ الفَقِيْهُ: كُلَّمَا تَذَكَّرْتُ أَنَّ التُّرَابَ يَأْكُلُ لِسَانَ عَبْدِ المَلِكِ بنِ المَاجَشُوْنِ صَغُرَتِ الدُّنْيَا في عيني. وكان ابن المعدل مِنَ الفُصَحَاءِ المَذْكُوْرِيْنَ فَقِيْلَ لَهُ: أَيْنَ لِسَانُكَ مِنْ لِسَانِ أُسْتَاذِكَ عَبْدِ المَلِكِ؟ فَقَالَ: لِسَانُهُ إِذَا تَعَايَى أَحْيَى مِنْ لِسَانِي إِذَا تَحَايَى. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ لاَ يَعقِلُ الحَدِيْثَ يعني: لهم يَكُنْ مِنْ فُرْسَانِهِ وَإِلاَّ فَهُوَ ثِقَةٌ فِي نَفْسِهِ. قَالَ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ: كَانَ عَبْدُ المَلِكِ بَحْراً لاَ تُكَدِّرُهُ الدِّلاَءُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 442"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 1376"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 363"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1688"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 377"، والعبر "1/ 363، 428، 434" والكاشف "2/ ترجمة 3510"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5226"، وتهذيب التهذيب "6/ 407"، وتقريب التهذيب "1/ 520"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4442"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 28".

التبوذكي

1630- التَّبُوذكي 1: "ع". الحَافِظُ الإِمَامُ الحُجَّةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو سلمة موسى بن إِسْمَاعِيْلَ المِنْقَرِيُّ مَوْلاَهُمْ، البَصْرِيُّ التَّبُوْذَكِيُّ. وُلِدَ فِي صَدْرِ خِلاَفَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. وَرَوَى عَنْ: أَعْيَنَ الخُوَارِزْمِيِّ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِيْنَ، وَجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، وَشُعْبَةَ حَدِيْثاً وَاحِداً وَجُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَالقَاسِمِ بنِ الفَضْلِ، وَهَمَّامِ بنِ يَحْيَى وَمُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ وَأَبِي هِلاَلٍ، وَيَزِيْدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ رَاشِدٍ المَكْحُوْلِيِّ وَسُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ، وَالضَّحَّاكِ بنِ نَبَرَاسٍ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المُخْتَارِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُسْلِمٍ وَمَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ، وَوُهَيْبٍ وَابْنِ المُبَارَكِ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ حَدِيْثاً وَاحِداً وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ أَوَّلُ سَمَاعَاتِه فِي عَامِ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ، وَالبَاقُوْنَ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الخَلاَّلُ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الترمذي وأبو زرعة ويعقوب

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 306"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1186"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 435، 485، 518"، "2/ 119، 468"، "3/ 60"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 615"، وتذكرة الحفاظ "1/ 395"، والكاشف "3/ ترجمة 5776"، والعبر "1/ 388"، "2/ 50، 79"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة رقم 8847"، وتهذيب التهذيب "10/ 333"، وتقريب التهذيب "2/ 280"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7244"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 52".

الفَسَوِيُّ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ دَيْزِيْلَ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه، وَأَبُو حَاتِمٍ وَمُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ تَمْتَامُ، وأبوالأحوص العُكْبَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْسِ، وَالعَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ وَسِبْطُهُ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ دَاوُدَ المَكِّيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: مَا جَلَسْتُ إِلَى شَيْخٍ إلَّا هَابَنِي، أَوْ عَرَفَ لِي مَا خَلاَ هَذَا الأَثْرَمِ التَّبُوْذَكِيِّ فَعَدَدتُ لابْنِ مَعِيْنٍ مَا كَتَبنَا عنه خمسة وثلاثين ألف حديث. وَقَالَ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ الرَّازِيُّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ عَنْ يَحْيَى قَالَ: كَانَ كَيِّساً، وَكَانَ حَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ رَجُلاً صَالِحاً وَأَبُو سَلَمَةَ أَتْقَنُهُمَا. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيَّ يَقُوْلُ: مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضاً: قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: مَنْ لَمْ يَكْتُبْ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ كَتَبَ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. قُلْتُ: هَكَذَا جَرَى لِمُسْلِمٍ تَوَانَى فِي لُقِيِّهِ فَكَتَبَ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ كَانَ ثِقَةً لاَ أَعْلَمُ أَحَداً بِالبَصْرَةِ مِمَّن أَدرَكْنَاهُ أَحْسَنَ حَدِيْثاً مِنْهُ قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ التَّبُوْذَكِيَّ؛ لأَنَّهُ اشْتَرَى بِتَبُوْذَكَ دَاراً فَنُسِبَ إِلَيْهَا. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لا جزي خيرًا من سماني تَبُوْذَكِيَّ أَنَا مَوْلَى بَنِي مِنْقَرٍ إِنَّمَا نَزَلَ دَارِي قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ تَبُوْذَكَ فَسَمَّوْنِي تَبُوْذَكِيَّ. وَيُقَالُ: التَّبُوْذَكِيُّ: هُوَ الَّذِي يَبِيْعُ رِقَابَ الدَّجَاجِ وقوانصها. قال ابن حبان: كان من المتقنين. قَالَ الحَسَنُ بنُ القَاسِمِ بنِ دُحَيْمٍ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ المِنْقَرِيِّ البَصْرِيِّ: قَدِمَ عَلَيْنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فَكَتَبَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ فَقَالَ لَهُ: إِنِّيْ أُرِيْدُ أَنْ أَذْكُرَ لَكَ شَيْئاً فَلاَ تَغْضَبْ قَالَ: هَاتِ قَالَ: حَدِيْثُ هَمَّامٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ حَدِيْثَ الغَارِ لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِنَّمَا رَوَاهُ عَفَّانُ، وَحِبَّانُ وَلَمْ أَجِدْه فِي صَدْرِ كِتَابِكَ إِنَّمَا وَجَدْتُهُ عَلَى ظَهْرِهِ قَالَ: فَتَقُوْلُ مَاذَا؟ قَالَ: تَحْلِفُ لِي أَنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ هَمَّامٍ؟ قَالَ: ذَكَرْتَ أَنَّكَ كتبت عني

عِشْرِيْنَ أَلْفاً فَإِنْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِيْهَا صَادِقاً فَمَا يَنْبَغِي أَنْ تُكَذِّبَنِي فِي حَدِيْثٍ، وَإِنْ كُنْتُ عِنْدَكَ كَاذِباً مَا يَنْبَغِي أَنْ تُصَدِّقَنِي فِيْهَا وَلاَ تَكْتُبَ عَنِّي شَيْئاً، وَتَرْمِيَ بِهِ بَرَّةُ بِنْتُ أَبِي عَاصِمٍ طَالِقٌ ثَلاَثاً إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْ هَمَّامٍ وَاللهِ لاَ كلمتك أبدًا. قَالَ حَاتِمُ بنُ اللَّيْثِ الجَوْهَرِيُّ: كَانَ أَبُو سَلَمَةَ أَحْمَرَ الرَّأْسِ، وَاللِّحْيَةِ يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ، وَكَانَ قَدْ رَأَى سَعِيْدَ بنَ أَبِي عَرُوْبَةَ وَحَفِظَ عَنْهُ مَسَائِلَ مَاتَ بِالبَصْرَةِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ لَيْلَةَ الثُّلاَثَاءِ لِثَلاَثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرُوْذِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بنُ عُمَرَ، وَأَبُو سَلَمَةَ مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أُعْطِيَ يُوْسُفُ شَطْرَ الحُسْنِ" 1. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ شَيْبَانَ عَنْ حَمَّادٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً عَالِياً. كَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو الفَرَجِ بنُ قُدَامَةَ، وَغَيْرهُ أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُم: أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ بنُ البَنَّاءِ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ القُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ سَلَمَةَ بنِ أَبِي الحُسَامِ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنْ أَخِيْهِ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اجْتَمَعَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فَتَعَاهَدْنَ، وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لاَ يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئاً وَذَكَرَ حَدِيْثَ أم زرع وقالت عائشة: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا عَائِشَةُ! فَكُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ2 عَنِ الحُلْوَانِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ فوقع لنا بدلًا بعلو درجتين.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "162". 2 صحيح: رواه مسلم "2448".

موسى بن إسماعيل

1631- مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ 1: البَجَلِيُّ الجَبُّلي فَشَيْخٌ صَادِقٌ مُعَاصِرٌ لِلتَّبُوْذَكِيِّ. رَوَى عَنْ: يَعْقُوْبَ القُمِّيِّ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَابْنِ المُبَارَكِ وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ، وَالحَسَنُ بنُ سَهْلٍ المُجَوِّزُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بأس. وجَبُّل: قرية من ناحية واسط.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 614"، والأنساب للسمعاني "3/ 182".

معلى بن منصور

1632- معلى بن منصور 1: "ع" الرازي العَلاَّمَةُ الحَافِظُ الفَقِيْهُ أَبُو يَعْلَى الحَنَفِيُّ نَزِيْلُ بغداد ومفتيها. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ الخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: عِكْرِمَةَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَزْدِيِّ وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ وَشَرِيْكٍ القَاضِي، وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيِّ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ، وَخَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ وَهُشَيْمٍ، وَيَحْيَى بنِ حَمْزَةَ القَاضِي، وَصَدَقَةَ بنِ خَالِدٍ وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ وَعَمْرِو بنِ أَبِي المِقْدَامِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي المَوَالِ، وَعَبْدِ الوَارِثِ وَأَبِي أُوَيْسٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ وَابْنِ المُبَارَكِ، وَالقَاضِي أَبِي يُوْسُفَ وَتَفَقَّهَ بِهِ مُدَّةً وَكَتَبَ عَنْ خَلْقٍ كَثِيْرٍ، وَأَحْكَمَ الفِقْهَ وَالحَدِيْثَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو ثَوْرٍ الفَقِيْهُ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَةُ، وَحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ وَالفَضْلُ بنُ سَهْلٍ الأَعْرَجُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى ذهلي، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ فِي غَيْرِ الصَّحِيْحِ وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَأَبُو قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَابْنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ وَالحَسَنُ بنُ مُكْرَمٍ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَحْمَدُ: مَا كَتَبْتُ عَنْهُ شَيْئاً. وَقَالَ أَيْضاً: كَانَ يُحَدِّثُ بِمَا وَافَقَ الرَّأْيَ، وَكَانَ كُلَّ يوم يخطىء في حديثين وثلاثة فكتب أَجُوزُهُ إِلَى عُبَيْدِ بنِ أَبِي قُرَّةَ فِي قَطِيْعَةِ الرَّبِيْعِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ الطَّبَّاعِ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ مُعَلَّى الرازي فسكت.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 341"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1722"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1803"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1541"، والكامل لابن عدي "6/ ترجمة 1858"، وتاريخ بغداد "13/ 188"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 374"، والكاشف "3/ ترجمة 5663"، والمغني "2/ ترجمة 6359"، والعبر "1/ 361"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8676"، وتهذيب التهذيب "10/ 238"، وتقريب التهذيب "2/ 265"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7122"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 27".

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قِيْلَ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: كَيْفَ لَمْ تَكْتُبْ عَنِ المُعَلَّى بنِ مَنْصُوْرٍ؟ قَالَ: كَانَ يَكْتُبُ الشُّرُوْطَ وَمَنْ كَتَبَهَا لَمْ يَخْلُ مِنْ أَنْ يَكْذِبَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَحِمَ اللهُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ فِي قَلْبِهِ غُصَصٌ مِنْ أَحَادِيْثَ ظَهَرَتْ عَنِ المُعَلَّى بنِ مَنْصُوْرٍ كَانَ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا، وَكَانَ المُعَلَّى أَشبَهَ القَوْمِ- يَعْنِي: أَصْحَابَ الرَّأْيِ- بِأَهْلِ العِلْمِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ طَلاَّبَةً لِلْعِلْمِ رَحَلَ، وَعُنِيَ فَتَصَبَّرَ أَحْمَدُ عَنْ تِلْكَ الأَحَادِيْثِ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهَا حَرْفاً، وَأَمَّا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَعَامَّةُ أَصْحَابِنَا، فَسَمِعُوا مِنْهُ المُعَلَّى صَدُوْقٌ. وَرَوَى عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ يَحْيَى أَيْضاً: إِذَا اخْتَلَفَ مُعَلَّى، وَإِسْحَاقُ بنُ الطَّبَّاعِ فِي حَدِيْثٍ عَنْ مَالِكٍ فَالقَوْلُ قَوْلُ مُعَلَّى. مُعَلَّى: أَثْبَتُ منه وخير منه. قَالَ عِمْرَانُ بنُ بَكَّارٍ القَافْلاَنِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ وَعَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ قَالاَ: سَمِعْنَا يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: كَانَ المُعَلَّى بنُ مَنْصُوْرٍ يَوْماً يُصَلِّي فَوَقَعَ عَلَى رَأْسِهِ كُورُ الزَّنَابِيْرِ فَمَا الْتَفَتَ وَلاَ انْفَتَلَ حَتَّى أَتَمَّ صَلاَتَه فَنَظَرُوا فَإِذَا رَأْسُهُ صَارَ هَكَذَا مِنْ شِدَّةِ الانْتِفَاخِ. وَقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ صَاحِبُ سُنَّةٍ، وَكَانَ نَبِيْلاً طَلَبُوهُ لِلْقَضَاءِ غَيْرَ مَرَّةٍ فَأَبَى. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ فِيْمَا تَفَرَّدَ بِهِ، وَشُورِكَ فِيْهِ مُتْقِنٌ، صَدُوْقٌ فَقِيْهٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: نَزَلَ بَغْدَادَ وَطَلَبَ الحَدِيْثَ، وَكَانَ صَدُوْقاً صَاحِبَ حَدِيْثٍ، وَرَأْيٍ وَفِقْهٍ فَمِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ مَنْ رَوَى عَنْهُ، وَمِنْهُم مَنْ لا يروي وَكَانَ يَنْزِلُ الكَرخَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ صَدُوْقاً فِي الحَدِيْثِ وَكَانَ صَاحِبَ رَأْيٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: كَانَ مُعَلَّى مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ أَبِي يُوْسُفَ وَمُحَمَّدٍ، وَمِنْ ثِقَاتِهِم فِي النَّقْلِ وَالرِّوَايَةِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ؛ لأَنِّي لم أجد له حدثنا منكرًا. وَقَالَ سَهْلُ بنُ عَمَّارٍ: كُنْتُ عِنْدَ المُعَلَّى بنِ مَنْصُوْرٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ حَرْبٍ النَّيْسَابُوْرِيِّ فِي أَيَّامِ خَاضَ النَّاسُ فِي القُرْآنِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُقَاتِلٍ المَرْوَزِيُّ، فَذَكَرَ لِلْمُعَلَّى أَنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي أَمْرِهِ فَقَالَ: مَاذَا يَقُوْلُوْنَ؟ قَالَ: يَقُوْلُوْنَ: إِنَّكَ تَقُوْلُ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ فَقَالَ: مَا قُلْتُ، وَمَنْ قَالَ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ فَهُوَ عِنْدِي كَافِرٌ.

قُلْتُ: كَانَ مُعَلَّى صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ وَكَانَ بَرِيْئاً مِنَ التَّجَهُّمِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ، وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: رَوَى لَهُ الجَمَاعَةُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ: كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ لاَ يَرْوِي عَنْ مُعَلَّى لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ فِي الرَّأْيِ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ يُوَثِّقُهُ. وَأَمَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ فَغَلِطَ بِلاَ ريب فنقل عن أبيه أنه قال لأَحْمَدَ: كَيْفَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ مُعَلَّى؟ فَقَالَ: كَانَ يَكْذِبُ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ مَا قَدَّمْنَاهُ. وَمِنْ مفردات معلى بن منصور في إسناده لاَ فِي مَتْنٍ: مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ له، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أُمِّ حَبِيْبَةَ: أَنَّ النَّجَاشِيَّ زَوَّجَهَا بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فخالفه علي بن الحسن بن شفيق، فَرَوَاهُ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ فَقَالَ: عَنْ يُوْنُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلاً. أَخْبَرَنَا سُنْقُرُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَقِّ اليُوْسُفِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الحَمَّامِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ قَانِعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ شَاذَانَ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بنُ مَنْصُوْرٍ حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ عَنِ المِسْوَرِ قَالَ: وَضَعَتْ سُبَيْعَةُ بَعْدَ وفاة زوجها بأيام قلائل فأتيت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَسْتَأْذِنُهُ فِي النِّكَاحِ فَأَذِنَ لَهَا1. وَأَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ وَعَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، وَقَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ إِسْحَاقَ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَقَرَأْتُ عَلَى عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَطِيْبُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَرَّاقُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنِ المِسْوَرِ بن مَخْرَمَةَ: أَنَّ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّةَ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَهِيَ حُبْلَى فَلَمْ تَمكُثْ إلَّا لَيَالِيَ حَتَّى وَضَعَتْ فَلَمَّا فَصَلَتْ خُطِبَتْ فَاسْتَأْذَنَتْ رَسُوْلَ اللهِ فِي النِّكَاحِ حين وضعت، فأذن لها فنكحت.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5320" من طريق مالك، عن هشام بن عروة، به.

عبد الله بن نافع الصائغ

1633- عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ 1: "م، 4" مِنْ كِبَارِ فُقَهَاءِ المَدِيْنَةِ بَالَغَ القَاضِي عِيَاضٌ فِي تَقْرِيْظِه وَذَكَرَهُ فِي صَدْرِ كِتَابِ المَدَارِكِ لَهُ فَقَالَ: وَلَقَدْ بَعَثَ سُحْنُوْنُ فِي مُحَمَّدِ بنِ رَزِيْنٍ، وَقَدْ بَلَغَه أَنَّهُ يَرْوِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ نَافِعٍ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ مِنِ ابْنِ نَافِعٍ؟ فَقَالَ: أَصْلَحَكَ اللهُ إِنَّمَا هُوَ الزُّبَيْرِيُّ، وَلَيْسَ بِالصَّائِغِ فَقَالَ لَهُ: فَلِمَ دَلَّسْتَ؟ ثُمَّ قَالَ سُحْنُوْنُ: مَاذَا يَخرُجُ بَعْدِي مِنَ العَقَارِبِ؟! فَقَدْ رَأَى سُحْنُوْنُ وُجُوْبَ بَيَانِهِمَا، وَإِنْ كَانَا ثِقَتَيْنِ إِمَامَيْنِ حَتَّى لاَ تَخْتَلِطَ رِوَايَاتُهُمَا فَإِنَّ الصَّائِغَ أَكْبَرُ، وَأَقدَمُ وَأَثْبَتُ فِي مَالِكٍ لِطُولِ صُحبَتِه لَهُ، وَهُوَ الَّذِي خَلَّفَه فِي مَجْلِسِه بَعْدَ ابْنِ كِنَانَةَ، وَهُوَ الَّذِي يَحكِي عَنْهُ يَحْيَى بنُ يَحْيَى وَسُحْنُوْنُ، وَيَروِيَانِ عَنْهُ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ سُحْنُوْنُ سَمَاعَهُ وَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ أَشْهَبَ كَمَا نَذكُرُهُ بَعْدُ وَوَفَاتُهُ: سَنَةَ سِتٍّ، وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: هَذَا قَدْ قِيْلَ فِي وَفَاتِهِ، وَالأَصَحُّ مَا سَنَذكُرُهُ بَعْدُ فِيْهَا. قَالَ: وَمَاتَ الزُّبَيْرِيُّ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ ومائتين، وهو شيخ ابن حَبِيْبٍ، وَسَعِيْدِ بنِ حَسَّانٍ، وَكَثِيْراً مَا تَختَلِطُ رِوَايَتُهُم عِنْدَ الفُقَهَاءِ حَتَّى لاَ عِلْمَ عِنْدَ أَكْثَرِهِم بِأَنَّهُمَا رَجُلاَنِ، وَرُبَّمَا جَاءتْ رِوَايَةُ أَحَدِهِمَا مُخَالِفَةً لِرِوَايَةِ الآخَرِ فَيَقُوْلُوْنَ: فِي ذَلِكَ اخْتِلاَفٌ عَنِ ابْنِ نَافِعٍ. وَقَدْ وَهِمَ فِيْهِمَا عَظِيْمٌ مِنْ شُيُوْخِ الأَنْدَلُسِيِّيْنَ بَعْدَ أَنْ فُرِّقَ بَيْنَهُمَا لَكِنَّه زَعَمَ أَنَّ أَحَدَهُمَا وَلَدُ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَإِنَّمَا عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ العُمَرِيُّ شَيْخٌ قَدِيْمٌ يُذكَرُ مَعَ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَنَحْوِهِ. قُلْتُ: وَعَبْدُ اللهِ الصَّائِغُ حَدِيْثُهُ مُخَرَّجٌ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ سِوَى صَحِيْحِ البُخَارِيِّ، وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي مَخْزُوْمٍ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ الَّذِي قَامَ بِالمَدِيْنَةِ وَقُتِلَ، وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَسُلَيْمَانَ بنِ يَزِيْدَ الكَعْبِيِّ صَاحِبِ أَنَسٍ، وَكَثِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْفٍ وَدَاوُدَ بنِ قَيْسٍ الفَرَّاءِ، وَخَلْقٍ سواهم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 438"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 687"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 438"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 894"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 856"، والكامل لابن عدي "4/ ترجمة 1070"، والكاشف "2/ ترجمة 3056"، والمغني "1/ ترجمة 3396"، والعبر "1/ 349"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4647"، وتهذيب التهذيب "6/ 51"، وتقريب التهذيب "1/ 456"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3860".

وَلَيْسَ هُوَ بِالمُتَوَسِّعِ فِي الحَدِيْثِ جِدّاً بَلْ كَانَ بَارِعاً فِي الفِقْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ وَأَحْمَدُ بنُ صالح، وسحنون بن سعيد، وسلمة بن شيب، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الخَلاَّلُ وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ وَالزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الترمذي وعدة. رَوَى أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قَالَ: كَانَ صَاحِبَ رَأْيِ مَالِكٍ وَكَانَ يُفْتِي أَهْلَ المَدِيْنَةِ، وَلَمْ يَكُنْ صَاحِبَ حَدِيْثٍ كَانَ ضَيِّقاً فِيْهِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ لَيِّنٌ فِي حِفْظِهِ، وَكِتَابُهُ أَصَحُّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى عَنْ مَالِكٍ غَرَائِبَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ قَدْ لَزِمَ مَالِكاً لُزُوْماً شَدِيْداً ثُمَّ قَالَ: وَهُوَ دُوْنَ مَعْنٍ قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: فَهَذَا الصَّوَابُ فِي وَفَاتِهِ وَمَا عَدَاهُ فَوَهْمٌ وَتَصْحِيْفٌ. وَقَدْ أَخْطَأَ الإِمَامُ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فِي تَرْجَمَتِهِ خَطَأً لاَ يُحْتَمَلُ مِنْهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَرْوِ فِي تَرْجَمَتِهِ سِوَى حَدِيْثٍ واحد فساقه إسناده إِلَى عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ بُخْتٍ المَكِّيِّ عَنْ عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيْهِ فَذَكَرَ حَدِيْثاً ثُمَّ إِنَّهُ قَالَ: وَإِذَا رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ مِثْلُ عبد الوهاب بنِ بُخْتٍ يَكُوْنُ ذَلِكَ دَلِيْلاً عَلَى جَلاَلَتِهِ، وَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ الكِبَارِ عَنِ الصِّغَارِ. قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ يُمْكِنُ أَنْ يَرْوِيَ عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ عَنْ هِشَامٍ وَلَمْ يَأْخُذْ عَنْ أَحَدٍ حَتَّى مَاتَ هِشَامٌ؟ وَمِنْ أَيْنَ يُمْكِنُ أَنْ يُحَدِّثَ عَبْدُ الوَهَّابِ عَنِ الصَّائِغِ، وَإِنَّمَا وُلِدَ الصَّائِغُ بَعْد مَوْتِ عَبْدِ الوَهَّابِ بِأَعْوَامٍ عَدِيْدَةٍ؟ وَإِنَّمَا عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ المَذْكُوْرُ فِي الحَدِيْثِ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ مَاتَ قَدِيْماً فِي دَوْلَةِ أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُوْرِ.

عبد الله بن نافع الزبيري

فَأَمَّا: 1634- عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ الزُّبَيْرِيُّ 1: "س، ق" فَهُوَ حَفِيْدُ ثَابِتِ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ القُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ المَدَنِيُّ الَّذِي يُعرَفُ: بِعَبْدِ اللهِ بنِ نَافِعٍ الصَّغِيْرِ. رَوَى عَنْ: أَخِيْهِ عَبْدِ اللهِ بنِ نَافِعٍ الكَبِيْرِ، وَعَنْ: مَالِكٍ وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ، وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ المُعَذَّلِ الفَقِيْهُ وَأَبُو عُتْبَةَ الحِمْصِيُّ وَآخَرُوْنَ. قَالَ يَحْيَى بن معين: صدوق. وَقَالَ البُخَارِيُّ: أَحَادِيْثُهُ مَعْرُوْفَةٌ. قَالَ ابْنُ عَمِّه الزُّبَيْرُ: كَانَ المَنْظُوْرَ إِلَيْهِ مِنْ قُرَيْشٍ بِالمَدِيْنَةِ فِي هَدْيِهِ وَفِقْهِهِ، وَعَفَافِهِ، وَكَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِيْنَ سَنَةً. وَكَذَا وَرَّخَ البُخَارِيُّ وَفَاتَه وَهِيَ بَعْدَ وَفَاةِ الصَّائِغِ بِعَشْرَةِ أَعْوَامٍ خَرَّجَ لَهُ: النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ. حَدِيْثٌ لِلصَّائِغِ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بنُ المُغِيْرَةِ المَخْزُوْمِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ عَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ" 2. هَذَا حَدِيْثٌ مِنَ الأَفْرَادِ وَعَبْدُ اللهِ هَذَا: هُوَ الصائغ ورد منسوبًا والله أعلم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 439" والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 688"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 857"، والكاشف "2/ ترجمة 3054"، والعبر "1/ 369"، وميزان الاعتدال "2/ 514"، وتهذيب التهذيب "6/ 50"، وتقريب التهذيب "1/ 455"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3858"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 36". 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 16، 29، 134"، وفي "الأشربة" "75، 189، 195"، وابن أبي شيبة "8/ 101"، ومسلم "2003"، وابنالجارود "857"، والدارقطني "4/ 248، 249، 250"، والبيهقي "8/ 293، 294، 296" من طرق عن نافع، عن ابن عمر، به.

دينار

1635- دِيْنَارٌ 1: أَبُو مِكْيَسٍ الحَبَشِيُّ الأَسْوَدُ المُعَمَّرُ. زَعَمَ أَنَّهُ مَوْلَىً لأَنَسِ بنِ مَالِكٍ وَحَدَّثَ عَنْهُ. وروى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى البَرْبَرِيُّ، وَأَحْمَدُ غُلاَمُ خَلِيْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَاجِيَةَ، وَعِيْسَى بنُ يَعْقُوْبَ الزَّجَّاجُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَصَّاصُ شَيْخٌ لِلطَّبَرَانِيِّ وَغَيْرُهُم. وَهُوَ غَيْرُ مَأْمُوْنٍ. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ ذَاهِبُهُ شِبْهُ مَجْهُوْلٌ. قُلْتُ: يَغْلِبُ عَلَى ظَنِّي أَنَّهُ كَذَّابٌ ما لحق أنسًا أبدًا.

_ 1 ترجمته في المجروحين والضعفاء لابن حبان "1/ 295"، والكامل لابن عدي "3/ ترجمة 646"، وتاريخ بغداد "8/ 381"، وميزان الاعتدال "2/ 30"، ولسان الميزان "2/ 434".

عبد الله بن رجاء

1636- عبد الله بن رجاء 1: "خَ، س، ق" الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّادِقُ أَبُو عُمَرَ الغُدَانِيُّ البَصْرِيُّ، وَيُقَالُ: كُنيَتُهُ أَبُو عَمْرٍو. وَاخْتُلِفَ فِي اسْمِ جَدِّهِ فَقِيْلَ: مُثَنَّى وَقِيْلَ: عمر. رَوَى عَنْ: شُعْبَةَ وَإِسْرَائِيْلَ وَعَاصِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ وَهَمَّامٍ، وَعِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ وَعِمْرَانَ بنِ دَاوَرَ القَطَّانِ، وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ وَسَعِيْدِ بنِ سلمة بنِ سَلَمَةَ بنِ أَبِي الحُسَامِ، وَحَرْبِ بنِ شَدَّادٍ، وَجَرِيْرِ بنِ أَيُّوْبَ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَالمَسْعُوْدِيِّ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. رَوَى عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ وَخَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ وَأَبُو بَكْرٍ الأثرم، ورجاء بن مرجى وأبو قلاية الرَّقَاشِيُّ وَعُثَمَانُ الدَّارِمِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَمُحَمَّدُ بنُ الأَشْعَثِ أَخُو أَبِي دَاوُدَ، وَلَمْ يَلقَهُ أَبُو دَاوُدَ -وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَهِلاَلُ بنُ العَلاَءِ وَابْنُ وَارَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُعَاذٍ دُرَّانُ وَأَبُو خَلِيْفَةَ الجُمَحِيُّ، وَمُعَاذُ بنُ المُثَنَّى وَأُمَمٌ سِوَاهُم. رَوَى عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: كان شيخًا صدوقًا لا بأس به.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 250"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 221"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 255"، والكاشف "2/ ترجمة 2744"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4309"، وتهذيب التهذيب "5/ 209"، وتقريب التهذيب "1/ 414"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3489"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 47".

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْهُ فَقَالَ: حَسَنُ الحَدِيْثِ عَنْ إِسْرَائِيْلَ، وَجَعَلَ يُثْنِي عليه وقال أبو حاتم: كان ثقة رضا. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ مَنْصُوْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُرْفُطَةَ السُّلَمِيِّ عَنْ خِدَاشٍ أَبِي سَلاَمَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: " أُوْصِي امْرَءاً بِأُمِّهِ أُوْصِي امْرَءاً بِأَبِيْهِ أُوْصِي امْرَءاً بِمَوْلاَهُ الَّذِي يَلِيْهِ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ أَذَاةٌ تُؤْذِيْهِ"1. وَيَقَعُ لِي حَدِيْثُه فِي جُزْءِ ابْنِ نُجَيْدٍ بِعُلُوٍّ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: اجْتَمَعَ أَهْلُ البَصْرَةِ عَلَى عَدَالَةِ رَجُلَيْنِ أَبِي عُمَرَ الحَوْضِيِّ وَعَبْدِ اللهِ بنِ رَجَاءَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ: صَدُوْقٌ كَثِيْرُ الغَلَطِ وَالتَّصْحِيْفِ لَيْسَ بِحُجَّةٍ. قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ، وَأَخَرَجَ له النسائي وابن ماجه. قِيْلَ: مَاتَ فِي آخِرِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ مُطَيَّنٌ وَغَيْرُهُ: سَنَةَ عِشْرِيْنَ فَقِيْلَ: فِي المُحَرَّمِ مِنْهَا. ثمَّ إِنَّ البُخَارِيَّ قَدْ رَوَى عَنْ مُحَمَّدٍ غَيْرِ مَنْسُوْبٍ عنه فكان محمدًا الذهلي.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "4/ 311"، وابن ماجه "3657"، والحاكم "4/ 150"، وفيه عبيد الله بن علي بن عرفطة، وهو مجهول.

عبد الله بن رجاء

1637- عبد الله بن رجاء 1: "م، د، س، ق" الإِمَامُ أَبُو عِمْرَانَ البَصْرِيُّ ثُمَّ المَكِّيُّ عَالِمٌ صَاحِبُ حَدِيْثٍ مِنْ أَقْرَانِ وَكِيْعٍ جِهَتُهُ مَعَ الغُدَانِيِّ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ، وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَمُوْسَى بنِ عُقْبَةَ وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَطَائِفَةٍ وَيَنْزِلُ إِلَى: شَرِيْكٍ وَمَالِكٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وسريج بن يونس وابن معين وَالقَوَارِيْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى العَدَنِيُّ، وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، وَصَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ وَزَيْدُ بنُ الحَرِيْشِ وسويد بن سعيد، وإسحاق بنُ رَاهْوَيْه، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَهَارُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ ذَكَرَهُ فَحَسَّنَ أَمرَه. وَرَوَى المَيْمُوْنِيُّ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: رَأَيْتُهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صدوق. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ اثْنَانِ: المَكِّيُّ، وَالبَصْرِيُّ لَيْسَ بِهِمَا بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ بَصْرِيٌّ سَكَنَ مَكَّةَ وَبِهَا مَاتَ. قُلْتُ: مَاتَ بَعْدَ التِّسْعِيْنَ وَمائَةٍ أرى.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 500"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 249"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 52"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 807"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 254"، والكاشف "2/ ترجمة 2745"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4308"، وتهذيب التهذيب "5/ 211"، وتقريب التهذيب "1/ 414"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3490".

محمد بن كثير

1638- محمد بن كثير 1: "د، ت، س" ابن أبي عطاء الإِمَامُ المُحَدِّثُ أَبُو يُوْسُفَ الصَّنْعَانِيُّ ثُمَّ المَصِّيْصِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: الأَوْزَاعِيِّ، وَسَمِعَ مِنْهُ بِبَيْرُوْتَ وَعَنْ: مَعْمَرٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ شَوْذَبٍ، وَحَمَّادِ بن سَلَمَةَ، وَزَائِدَةَ بنِ قُدَامَةَ وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ البُوْرَانِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ، وَشِهَابُ بنُ عَبَّادٍ العَبْدِيُّ، وَأَبُو عُمَيْرٍ بنُ النَّحَّاسِ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، وَعَبَّاسٌ التَّرْقُفِيُّ وَيُوْسُفُ بنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الهَيْثَمِ قَاضِي عُكْبَرَا وَالحَسَنُ بنُ الصَّبَّاحِ البَزَّارُ وَفَهْدُ بنُ سُلَيْمَانَ الدلال وعدة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 489"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 684"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 201"، "2/ 141"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1687"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة رقم 309"، والكامل لابن عدي "6/ ترجمة 1732"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8100"، وتهذيب التهذيب "9/ 415"، وتقريب التقريب "2/ 302"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6612"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 38".

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ: هُوَ مِنْ صَنْعَاءِ دِمَشْقَ. وَذَكَرَ هِبَةُ اللهِ بنُ الأَكْفَانِيِّ: أَنَّهُ مِنْ مَصِّيْصَةِ دِمَشْقَ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ كَانَ مُرَابِطاً بِثَغرِ الشَّامِ بِمَدِيْنَةِ المَصِّيْصَةِ، وَحَدِيْثُهُ عَالٍ فِي الغَيْلاَنِيَّاتِ. وَأَمَّا خَلِيْفَةُ فَقَالَ: هُوَ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ وَنَشَأَ بِالشَّامِ وَسَكَنَ المَصِّيْصَةَ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: هُوَ مَوْلَىً لِثَقِيْفٍ رَوَى عَنْ مَعْمَرٍ والأوزاعي. أصله من ناحية اليمن ضغفه أَحْمَدُ، وَقَالَ: بَعَثَ إِلَى اليَمَنِ فَأَتَى بِكِتَابٍ فرواه مات منه سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ قَالَ: مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ المَصِّيْصِيُّ اليَوْمَ أَوْثَقُ النَّاسِ يَنْبَغِي أَنْ يُرْحَلَ إِلَيْهِ قَدْ كَانَ يُكْتَبُ عَنْهُ فِي حَيَاةِ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِالخَيْرِ مُنْذُ كَانَ. رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كَانَ عِنْدَنَا بِبَيْرُوْتَ صَيَّادٌ يَخرُجُ يَوْمَ الجُمُعَةِ يَصطَادُ، وَلاَ يَمْنَعُهُ مَكَانُ الجُمُعَةِ فَخَرَجَ يَوْماً فَخُسِفَ بِهِ وَبِبَغْلَتِهِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إلَّا أُذُنَاهَا وَذَنَبُهَا. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: يَذْكُرُوْنَ أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ كَثِيْرٍ الصَّنْعَانِيَّ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ. مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ كَثِيْرٍ يُنْشِدُ: بُنَيُّ كَثِيْرٍ كَثِيْرُ الذُّنُوبِ ... فَفِي الحِلِّ وَالبِلِّ مَنْ كَانَ سَبَّهْ بُنَيُّ كَثِيْرٍ دَهَتْه اثْنَتَانِ ... رِيَاءٌ وَعُجْبٌ يُخَالِطْنَ قَلْبَهْ بُنَيُّ كَثِيْرٍ أَكُولٌ نَؤُومٌ ... وَمَا ذَاكَ مِنْ فِعْلِ مَنْ خَافَ رَبَّهْ بُنَيُّ كَثِيْرٍ يُعَلِّمُ عِلْماً ... لَقَدْ أَعْوَزَ الصُّوفُ مَنْ جَزَّ كَلْبَهْ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرٍ فَقَالَ: دُفِعَ إِلَيْهِ كِتَابُ الأَوْزَاعِيِّ، وَفِي كُلِّ حَدِيْثٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن كثير -اسمه- فقرأه إِلَى آخِرِهِ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ. قُلْتُ: هَذَا هُوَ التَّدمِيغُ، وَبِكُلِّ حَالٍ فَيُكْتَبُ حَدِيْثُه أَمَا الحُجَّةُ بِهِ فَلاَ تَنهَضُ. وَقَدْ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ: فِي تَاسِعَ عَشَرَ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَفِي الرُّوَاةِ: مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ القُرَشِيُّ الكُوْفِيُّ: شَيْخٌ لَيِّنٌ يَرْوِي عَنْ لَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ وَغَيْرِهِ لَكِنْ قَوَّاهُ ابْنُ مَعِيْنٍ. وَمُحَمَّدُ بن كثير السملي البَصْرِيُّ القَصَّابُ: يَرْوِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ طاووس وجماعة ضعفوه.

محمد بن كثير

1639- محمد بن كثير 1: "ع" الحَافِظُ الثِّقَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ العَبْدِيُّ البصري. حَدَّثَ عَنْ: أَخِيْهِ سُلَيْمَانَ بنِ كَثِيْرٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ بِخَمْسِيْنَ سَنَةً لَقِيَ الزُّهْرِيَّ، وَالكِبَارَ وَحَدَّثَ مُحَمَّدٌ أَيْضاً عَنْ: شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَإِسْرَائِيْلَ وَهَمَّامِ بنِ يَحْيَى وَجَمَاعَةٍ سِوَاهُم. وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَمَعْرِفَةٍ سَمِعَ بِالبَصْرَةِ، وَبِالكُوْفَةِ وَطَالَ عُمُرُهُ، وَحَدِيْثُهُ مُخَرَّجٌ فِي الصِّحَاحِ كُلِّهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ وَأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَعَبْدُ اللهِ الدَّارِمِيُّ وَمُعَاذُ بنُ المُثَنَّى وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ القَاضِي، وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ وَأَبُو خَلِيْفَةَ الجُمَحِيُّ وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ: رَوَى لَنَا الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ عَنْهُ، وَكَانَ تَقِيّاً فَاضِلاً يَخْضِبُ عَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً. وَرَوَى ابْنُ الجُنَيْدِ الخُتَّلِيُّ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ يَسْتَأْهِلُ أَنْ يُكْتَبَ عَنْهُ. قُلْتُ: الرَّجُلُ مِمَّن طَفَرَ القَنْطَرَةَ، وَمَا عَلِمْنَا لَهُ شَيْئاً مُنْكَراً يُلَيَّنُ بِهِ، وَلاَ رَيْبَ أن أبا الوليد أحفظ منه وأرفع.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 305"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 685"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 718"، "2/ 169"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 311"، والكاشف "3/ ترجمة 5212"، والعبر "1/ 388"، والمغني "2/ ترجمة 5928"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8099"، وتهذيب التهذيب "9/ 417"، وتقريب التهذيب "2/ 203"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6613"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 52".

محمد بن كثير

1640- محمد بن كثير 1: ابن مَرْوَانَ الفِهْرِيُّ شَيْخٌ شَامِيٌّ وَاهٍ نَزَلَ بَغْدَادَ. وَحَدَّثَ عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي عَبْلَةَ وَالأَوْزَاعِيِّ وَاللَّيْثِ. وَعَنْهُ: حَامِدُ بنُ شُعَيْبٍ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَمْ يَكُنْ ثِقَةً. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى بَوَاطِيْلَ. وَقَالَ الأَزْدِيُّ: مَتْرُوْكٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ قريبًا من سنة عشرين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 313"، وتاريخ بغداد "3/ 193"، وميزان الاعتدال "4/ 20"، ولسان الميزان "5/ 352".

العوقي

1641- العَوَقي 1: "خَ، د، ت، ق" الإِمَامُ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ البَاهِلِيُّ البَصْرِيُّ العَوَقِيُّ. وَالعَوَقَةُ: حَيٌّ نَزَلَ فِيْهِم وَهُمْ بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ. حَدَّثَ عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ، وَجَرِيْرِ بن حازم وفليح بن سُلَيْمَانَ، وَهَمَّامِ بنِ يَحْيَى، وَيَزِيْدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيِّ وَسَلِيْمِ بنِ حَيَّانَ وَنَافِعِ بنِ عُمَرَ الجُمَحِيِّ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، وَأَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه وَحَفْصُ بنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ سِنْجَه وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. يَقَعُ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: مَاتَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ. يَقَعُ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ بسند فيه إجازة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 302"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 310"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة رقم 1516"، والأنساب "9/ 91"، والعبر "1/ 388"، والكاشف "3/ ترجمة 4967"، وتهذيب التهذيب "9/ 205" وتقريب التهذيب "2/ 167"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6280"، شذرات الذهب "2/ 52".

ابن الطباع

1642- ابن الطَّبَّاع 1: "خت، د، س، ق" محمد بن عيسى بن نجيح الحافظ الكبير الثقة أبو جعفر بن الطَّبَّاعِ البَغْدَادِيُّ، أَخُو الحَافِظِ الإِمَامِ إِسْحَاقَ بنِ عِيْسَى وَيُوْسُفَ بنِ عِيْسَى. تَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ ورابط بأذنه من بلاد الثغور. وَحَدَّثَ عَنْ: مَالِكٍ وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ وَجُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ، وَقَزَعَةَ بنِ سُوَيْدٍ، وَشَرِيْكِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي المَوَالِ وَأَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بنِ مُطَرِّفٍ وَهُشَيْمٍ، وَهُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهِ وَسَلاَّمِ بنِ أَبِي مُطِيْعٍ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ وَابْنِ المُبَارَكِ وَعَمْرِو بنِ أَبِي المِقْدَامِ، وَمُجَمِّعِ بنِ يَعْقُوْبَ وَمَطَرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْنَقِ، وَعَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ السَّدُوْسِيِّ، وَعَبَّادِ بنِ عَبَّادٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ، وَحَجَّاجٍ الأَعْوَرِ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ وَعَلَّقَ لَهُ البُخَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ الدَّارِمِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ يَعْقُوْبَ الجَوْزَجَانِيُّ وَطَالِبُ بنُ قُرَّةَ الأَذَنِيُّ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الدَّيْرَعَاقُوْلِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ أَخِيْهِ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ وَأَحْمَدُ بنُ خُلَيْدٍ الحَلَبِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الحَوْطِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ مِنْ مَشَايِخِ الإسْلاَمِ ذَكَرَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: لَبِيْبٌ كَيِّسٌ. وَقَالَ الأَثْرَمُ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَذَكَرَ حَدِيْثَ هُشَيْمٍ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي الَّذِي يَصُوْمُ فِي كَفَّارَةٍ ثُمَّ يُوْسِرُ قَالَ: لاَ أُرَاهُ سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قِيْلَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى: إِنَّهُ يَقُوْلُ فِيْهِ: قَالَ: أَخْبَرْنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ فَكَأَنَّهُ تَعَجَّبَ فَقُلْتُ لأَحْمَدَ: إلَّا إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ عَالِمٌ بِهَذَا قَالَ: نعم أبو جعفر كيس فهم.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 633"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 234"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 175"، وتاريخ بغداد "2/ 395"، والأنساب للسمعاني "8/ 196"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 417"، والكاشف "3/ ترجمة 5187"، والعبر "1/ 392"، وتهذيب التهذيب "9/ 392"، وتقريب التهذيب "2/ 198"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6575"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 55".

وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ يَسْأَلاَنِهِ عَنْ حَدِيْثِ هُشَيْمٍ يَعْنِي: أَبَا جَعْفَرٍ قَالَ: وَمَا أَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ بِهِ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عِيْسَى يَقُوْلُ: اخْتَلَفَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وأَبُو دَاوُد فِي حَدِيْث هُشَيْمٍ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: كَانَ يُدَلِّسُهُ وَقَالَ الآخَرُ: هُوَ سَمَاعٌ فَتَرَاضَيَا بِي فَأَخْبَرْتُهُمَا بِمَا عِنْدِي فَاقتَصَرَا عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضاً: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الطَّبَّاعِ الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ مَا رَأَيْتُ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ أَحْفَظَ لِلأَبْوَابِ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبِي عَنْ ابْنَيِ الطَّبَّاعِ فَقَالَ: مُحَمَّدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ وَكَانَ إِسْحَاقُ أَجَلَّ وَمُحَمَّدٌ أَتْقَنَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ بَكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى أَفْضَلُهُمَا ثُمَّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَتَفَقَّهُ وَكَانَ يَحْفَظُ نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ، وَكَانَ رُبَّمَا دَلَّسَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِنْ أَعْلَمِهِم بِهُشَيْمٍ كَانَ يَحْيَى وَابْنُ مَهْدِيٍّ يَسْأَلاَنِه عَنْ حَدِيْثِ هُشَيْمٍ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِالثُّغُوْرِ.

الأويسي

1643- الأويسي 1: الإِمَامُ الحُجَّةُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ بن يحيى بن عمرو ابن أُوَيْسِ بنِ سَعْدِ بنِ أَبِي سَرْحٍ القُرَشِيُّ، العَامِرِيُّ الأُوَيْسِيُّ المَدِيْنِيُّ مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ المَاجَشُوْنِ وَمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي كَثِيْرٍ وَنَافِعِ بنِ عُمَرَ الجُمَحِيِّ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيِّ وَعَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ لَهُ بِوَاسِطَةٍ، وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زِيَادٍ القَطَوَانِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ شَبِيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ. لَمْ أَظْفَرْ لَهُ بِوَفَاةٍ وَبَقِيَ إِلَى حُدُوْدِ العشرين ومائتين لم يلحقه مسلم.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1531"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 388"، "2/ 5"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1804"، والكاشف "2/ ترجمة 3443"، والمغني "2/ ترجمة 3739"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5108"، وتهذيب التهذيب "6/ 345"، وتقريب التهذيب "1/ 510"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4358".

الصوري

1644- الصوري 1: "ع" الإِمَامُ العَابِدُ الحَافِظُ الحُجَّةُ الفَقِيْهُ مُفْتِي دِمَشْقَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ يَعْلَى القُرَشِيُّ الصُّوْرِيُّ القَلاَنسِيُّ. سَمِعَ سَعِيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَمَالِكَ بنَ أَنَسٍ وَمُعَاوِيَةَ بنَ سَلاَّمٍ، وَصَدَقَةَ بنَ خَالِدٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عَيَّاشٍ وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى بنَ حَمْزَةَ وَطَائِفَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ، وَعَبَّاسٌ التَّرْقُفِيُّ وَيُوْسُفُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مُسَلَّمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ وَأَبُو الوَلِيْدِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بُرْدٍ، وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ وَعِدَّةٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: كَانَ شَيْخَ البَلَدِ يُفْتِي دِمَشْقَ بَعْدَ أَبِي مُسْهِرٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ رَجُلَ الشَّامِ بَعْدَ أَبِي مُسْهِرٍ. وقال ابن أبي حاتم: كان ثقة. قُلْتُ: خَرَّجُوا لَهُ فِي الدَّوَاوِيْنِ السِّتَّةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ الدِّرَفْسِ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: اعمَلْ للهِ فَإِنَّهُ أَنفَعُ لَكَ مِنَ العَمَلِ لِنَفْسِكَ. وَعَنْهُ قَالَ: عَلاَمَةُ الحُبِّ للهِ المُرَاقَبَةُ لِلْمَحْبُوْبِ وَالتَّحَرِّي لِمَرْضَاتِهِ. وَعَنْهُ قَالَ: كَذَبَ مَنِ ادَّعَى المَعْرِفَةَ، وَيَدُه تَرعَى فِي قِصَاعِ المُكْثِرِيْنَ مَنْ وَضَعَ يَدَهُ فِي قَصعَةِ غَيْرِهِ ذَلَّ لَهُ. وَعَنْهُ: اتَّقِ اللهَ تَقْوَىً لاَ تَطَّلِعُ عَلَيْهِ نَفْسُكَ فَتُسَلِّطَ الآفَةَ عَلَى قَلْبِكَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَهِدْتُ جَنَازَةَ مُحَمَّدِ بنِ المُبَارَكِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ فَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو مُسْهِرٍ بِبَابِ الجَابِيَةِ وَجَعَلَ يُثْنِي عَلَيْهِ. قَالَ الكَلاَبَاذِيُّ: رَوَى البُخَارِيُّ فِي الجِهَادِ عَنْ إِسْحَاقَ عَنْهُ وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: يَحْفَظُ الإسناد.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 760"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 199"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 445"، وحلية الأولياء "9/ ترجمة 451"، والكاشف "3/ ترجمة 5217"، والعبر "1/ 367"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 386"، وتهذيب التهذيب "9/ 423"، وتقريب التهذيب "2/ 204"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6620"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 35".

إسماعيل بن أبي أويس

1645- إسماعيل بن أبي أويس 1: "خ، م" عبد الله بن عَبْدِ اللهِ بنِ أُوَيْسِ بنِ مَالِكِ بنِ أبي عامر الإمام الحافظ الصَّدُوْقُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَصْبَحِيُّ المَدَنِيُّ أَخُو أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ. قَرَأَ القُرْآنَ وَجَوَّدَهُ عَلَى نَافِعٍ فَكَانَ آخِرَ تَلاَمِذَتِهِ وَفَاةً. تَلاَ عَلَيْهِ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ المصري وغيره. وحدث عن: أبيه وَأَخِيْهِ أَبِي بَكْرٍ وَخَالِهِ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ المَاجَشُوْنِ، وَسَلَمَةَ بنِ وَرْدَانَ صَاحِبِ أَنَسٍ وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي حَبِيْبَةَ، وكثير بن عبد الله ابن عَمْرِو بنِ عَوْفٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ثُمَّ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالقَزْوِيْنِيُّ بِوَاسِطَةٍ، وَأَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ الصَّائِغُ، وَعَلِيُّ بنُ جَبَلَةَ الأَصْبَهَانِيُّ وَالحَسَنُ بنُ علي السري وعثمان بن سعيد الدارمي، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ وَالفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ عَالِمَ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وَمُحَدِّثَهُم فِي زَمَانِهِ عَلَى نَقْصٍ فِي حِفْظِهِ وإتقانه ولولا أن

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1152"، والضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 100"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 613"، والكامل لابن عدي "1/ ترجمة 151"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 415"، والعبر "1/ 396"، وميزان الاعتدال "1/ 222"، وتهذيب التهذيب "1/ 310"، وتقريب التهذيب "1/ 71"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 58".

الشَّيخَينِ احْتَجَّا بِهِ لَزُحْزِحَ حَدِيْثُهُ عَنْ دَرَجَةِ الصَّحِيْحِ إِلَى دَرَجَةِ الحَسَنِ هَذَا الَّذِي عِنْدِي فِيْهِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: صدوق ضعيف العقل ليس بِذَاكَ يَعْنِي: أَنَّهُ لاَ يُحسِنُ الحَدِيْثَ، وَلاَ يَعْرِفُ أَنْ يُؤَدِّيَه أَوْ أَنَّهُ يَقْرَأُ مِنْ غَيْرِ كِتَابِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، وَكَانَ مُغَفَّلاً. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيْفٌ، وَقَالَ مَرَّةً فَبَالَغَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ أَختَارُه فِي الصَّحِيْحِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: رَوَى عَنْ خَالِه غَرَائِبَ لاَ يُتَابِعُهُ عَلَيْهَا أَحَدٌ، وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ أَبِيْهِ. قُلْتُ: الرَّجُلُ قَدْ وَثَبَ إِلَى ذَاكَ البِرِّ وَاعتَمَدَهُ صَاحِبَا الصَّحِيْحَيْنِ، وَلاَ رَيْبَ أَنَّهُ صَاحِبُ أَفرَادٍ وَمَنَاكِيْرَ تَنْغَمِرُ فِي سَعَةِ مَا رَوَى فَإِنَّهُ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ وَهُوَ أَقْوَى مِنْ عَبْدِ اللهِ كَاتِبِ اللَّيْثِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وثلاثين ومائة. ذَكَرَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلُ مَرَّةً فَوَثَّقَهُ، وَقَالَ: قَامَ فِي أَمرِ المِحْنَةِ مَقَاماً مَحْمُوْداً. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ: قَالَ لِي إِسْمَاعِيْلُ: لَيْسَ اليَوْمَ بِالمَدِيْنَةِ أَحَدٌ قَرَأَ عَلَى نَافِعٍ غَيْرِي. وَقَالَ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ وَقِيْلَ لَهُ: مَنْ بِالمَدِيْنَةِ اليَوْمَ؟ فَقَالَ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ هُوَ عَالِمٌ كَثِيْرُ العِلْمِ أَوْ نَحْوُ هَذَا. قَالَ البُرْقَانِيُّ: قُلْتُ لِلدَّارَقُطْنِيِّ: لِمَ ضَعَّفَ النَّسَائِيُّ إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي أُوَيْسٍ؟ فَقَالَ: ذَكَرَ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الهَاشِمِيُّ وَهُوَ إِمَامٌ كَانَ النَّسَائِيُّ يَخُصُّهُ قَالَ: حَكَى لِيَ النَّسَائِيُّ أَنَّهُ حَكَى لَهُ سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ قَالَ: ثُمَّ تَوَقَّفَ النَّسَائِيُّ فَمَا زِلْتُ أُدَارِيهِ أَنْ يَحكِيَ لِيَ الحِكَايَةَ حَتَّى قَالَ: قَالَ لِي سَلَمَةُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي أُوَيْسٍ يَقُوْلُ: رُبَّمَا كُنْتُ أَضَعُ الحَدِيْثَ لأَهْلِ المَدِيْنَةِ إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ فِيْمَا بَيْنَهُم. قَالَ أَبُو بَكْرٍ البُرْقَانِيُّ: فَقُلْتُ لِلدَّارَقُطْنِيِّ: مَنْ حَكَى لَكَ هَذَا عَنِ ابْنِ مُوْسَى؟ قَالَ: الوَزِيْرُ -يَعْنِي: ابْنَ حِنْزَابه- وَكَتَبتُهَا مِنْ كِتَابِهِ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ أَيْضاً عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِشَيْءٍ. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: قَالَ لَنَا عَبْدُ

اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الهَاشِمِيُّ صَاحِبُ اليَمَنِ: خَرَجتُ مَعِي بِإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ إِلَى اليَمَنِ فَدَخَلَ إِلَيَّ يَوْماً، وَمَعَهُ ثَوْبُ وَشْيٍ فَقَالَ: امْرَأَتِي طَالِقٌ ثَلاَثاً إِنْ لَمْ تَشْتَرِ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ ثَوْبَهُ بِمائَةِ دِيْنَارٍ فَقُلتُ لِلْغُلاَمِ: زِنْ لَهُ فَوَزَنَ لَهُ، وَإِذا بِالثَّوبِ يُسَاوِي خَمْسِيْنَ دِيْنَاراً فَسَأَلْتُه بَعْدُ، فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ أَعْطَانِي مِنْهَا عِشْرِيْنَ دِيْنَاراً. قُلْتُ: هَذِهِ سَخَافَةُ عَقلٍ وَاضِحَةٌ. مَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ، وَمائَتَيْنِ وَقِيْلَ: سَنَةَ سَبْعٍ فِي رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ بِمَنِّهِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البُرْقَانِيُّ قَرَأتُ عَلَى أَبِي العَبَّاسِ بنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُم الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ السُّرِّيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ عَنِ القَاسِمِ، عَنْ ابْن عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: ذُكِرَ المُتَلاَعِنَانِ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ عَاصِمُ بنُ عَدِيٍّ فِي ذَلِكَ قَوْلاً ثُمَّ انْصَرَف، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِن قَومِهِ فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلاً. فَقَالَ عَاصِمٌ: مَا ابتُلِيتُ بِهَذَا إلَّا لِقَولِي. فَذَهَبَ بِهِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي وَجَدَ عَلَيْهِ امْرَأَتَه وَكَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مُصْفَرّاً قَلِيْلَ اللَّحْمِ جَعْداً قططًا. قال رسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهُمَّ بَيِّنْ". فَوَضعَتْ شَبِيهاً بِالرَّجُلِ الَّذِي ذَكَرَ زَوْجُهَا أَنَّهُ وُجِدَ عِنْدَهَا فَلاَعَنَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُمَا، فَقَالَ رَجُلٌ لابْنِ عَبَّاسٍ فِي المَجْلِسِ: هِيَ الَّتِي قَالَ رَسُوْلُ اللهِ: "لَوْ كُنْتُ رَاجِماً بِغَيْر بَيِّنَةٍ لَرَجَمْتُ هَذِهِ"؟. قَالَ: لاَ تِلْكَ امْرَأَةٌ كَانَتْ تُظْهِرُ السُّوْءَ فِي الإِسْلاَمِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1 عَنْ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ عن إسماعيل.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1497".

الهيثم بن جميل

1646- الهيثم بن جميل 1: "بَخ، ق" الحَافِظُ الإِمَامُ الكَبِيْرُ الثَّبْتُ أَبُو سَهْلٍ الأَنْطَاكِيُّ وَهُوَ بَغْدَادِيٌّ سَكَنَ أَنْطَاكِيَّةَ. حَدَّثَ عَنْ: حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَاللَّيْثِ وَزُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَشَرِيْكٍ وَمِنْدَلِ بنِ عَلِيٍّ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، ومحمد بن يحيى الذهبي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ وَيُوْسُفُ بنُ مُسْلِمٍ وَآخَرُوْنَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ حَافِظٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ صَاحِبُ سُنَّةٍ. وَأَمَّا أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ بِالحَافِظِ يَغْلَطُ علَى الثِّقَاتِ وَأَرْجُو أَنَّهُ لاَ يَتَعَمَّدُ الكَذِبَ. وَقَالَ عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ: توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 490"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2770"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 437"، "2/ 180"، والكنى للدولابي "1/ 197"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 351"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2019"، وتاريخ بغداد "14/ 56"، والأنساب للسمعاني "1/ 370"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 355"، والكاشف "3/ ترجمة 6121"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9293"، والمغني "2/ ترجمة 6794"، والعبر "1/ 365"، وتهذيب التهذيب "11/ 90"، وتقريب التهذيب "2/ 326"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 29".

السوريني

1647- السوريني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ مُحَدِّثُ نَيْسَابُوْرَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ نَصْرٍ الخُرَاسَانِيُّ المُطَّوِّعِيُّ الغَازِي. سَمِعَ ابْنَ المُبَارَكِ وَجَرِيْرَ بنَ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ وَطَبَقَتَهُم، وَهُوَ مِنْ رُفَقَاءِ إِسْحَاقَ، وَإِنَّمَا قَدَّمْنَاهُ لِقِدَمِ مَوْتِهِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ وَغَيْرُهُم. وَصَنَّفَ المُسْنَدَ وَكَانَ أَبُو زُرْعَةَ يُقَدِّمُهُ وَيُفَخِّمُهُ. استُشْهِدَ فِي حَرْبِ بَابَكَ الخُرَّمِيِّ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، وَيُقَالُ: سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَتَيْنِ في الكهولة.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 463"، والأنساب للسمعاني "7/ 186".

بكار بن محمد

1648- بكار بن محمد 1: ابن عبد الله بن الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ البَصْرِيُّ السيريني. حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ عَوْنٍ وَأَيْمَنَ بنِ نَابِلٍ، وَعَبَّادِ بنِ رَاشِدٍ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي دَاوُدَ البُرُلُّسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا الغَلاَبِيُّ وَعَبَّادُ بنُ عَلِيٍّ البَصْرِيُّ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ وَآخَرُوْنَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ الرَّازِيُّ قَالَ: سُئِلَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عَنْ بَكَّارٍ السِّيْرِيْنِيِّ فَقَالَ: كَتَبْتُ عَنْهُ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ مُضْطَرِبُ الحَدِيْثِ لاَ يسْكُنُ القَلْبُ إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ذَاهِبُ الحَدِيْثِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُوْنَ فِيْهِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، وَالعُمَرِيِّ أَشْيَاءَ مَقْلُوْبَةً لاَ بتابع عَلَيْهَا لاَ يُعْجِبُنِي الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ إِذَا انْفَرَدَ. حَدَّثَنَا عَنْهُ: أَبُو خَلِيْفَةَ. قُلْتُ: هُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ وَفَاةً. قَالَ العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ وَمُعَاذُ بنُ المُثَنَّى قَالاَ: حَدَّثَنَا بَكَّارٌ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الرُّكْنُ يَمَانٍ". قَالَ العُقَيْلِيُّ: هذا ليس يثبت.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1910"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1612"، والمجروحين لابن حبان "1/ 197"، والكامل لابن عدي "2/ ترجمة 283"، وميزان الاعتدال "1/ 341"، ولسان الميزان "2/ 44"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 53".

الحسن بن الربيع

1649- الحسن بن الربيع 1: "ع" الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ العَابِدُ أَبُو عَلِيٍّ البحلي القَسْرِيُّ الكُوْفِيُّ البُوْرَانِيُّ وَيُقَالُ: أَيْضاً البَوَارِيُّ الخَشَّابُ الحُصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عُبَيْدِ اللهِ بنِ إِيَادِ بنِ لَقِيْطٍ وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ الجَبَّارِ بنِ الوَرْدِ وَأَبِي الأَحْوَصِ وَشَرِيْكٍ وَمَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الحُمَيْسِيِّ وَخَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانِ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ، وَالبَاقُوْنَ بِوَاسِطَةٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيَّانِ، وَأَبُو حَازِمٍ بنُ أَبِي غَرَزَةَ وعثمان بن سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ صَالِحٌ مُتَعَبِّدٌ كَانَ يَبِيْعُ البَوَارِي. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ مِنْ أَوْثَقِ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ مَاتَ: فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ ومائَتَيْنِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ يَبِيْعُ الخَشَبَ والقَصَبَ. وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ رَحِمَهُ اللهُ وهو كبار مشيخة مسلم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 409"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2516"، والكنى للدولابي "2/ 34"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 44"، وتاريخ بغداد "7/ 307"، والأنساب للسمعاني "2/ 324"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 467"، والعبر "1/ 381"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 9"، وتهذيب التهذيب "2/ 277"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1342"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 48".

المدائني

1650- المدئني 1: العَلاَّمَةُ الحَافِظُ الصَّادِقُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي سَيْفٍ المَدَائِنِيُّ الأَخْبَارِيُّ نَزَلَ بَغْدَادَ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ وَكَانَ عجبًا فِي مَعْرِفَةِ السِّيَرِ، وَالمَغَازِي وَالأَنسَابِ، وَأَيَّامِ العَرَبِ مُصَدِّقاً فِيْمَا يَنْقُلُهُ عَالِيَ الإِسْنَادِ. وُلِدَ سَنَةَ اثنتين وثلاثين ومائة. وسمع قرة خَالِدٍ وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ وَشُعْبَةَ وَجُوَيْرِيَةَ بنَ أَسْمَاءَ وَعَوَانَةَ بنَ الحَكَمِ، وَابْنَ أَبِي ذِئْبٍ وَمُبَارَكَ بنَ فَضَالَةَ وَحَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ وَسَلاَّمَ بنَ مِسْكِيْنٍ وَطَبَقَتَهُم. وَكَانَ نَشَأَ بِالبَصْرَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ وَالزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُتَوَكِّلِ. وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: كَانَ أَبِي وَمُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ يَجْلِسُوْنَ

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 54"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "14/ 124"، وميزان الاعتدال "3/ 153"، ولسان الميزان "4/ 253"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 259"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 54".

بالعشياب عَلَى بَابِ مُصْعَبٍ فَمَرَّ رَجُلٌ لَيْلَةً عَلَى حِمَارٍ فَارِهٍ، وَبِزَّةٍ حَسَنَةٍ فَسَلَّمَ وَخَصَّ بِمَسْأَلَتِهِ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: يَا أَبَا الحَسَنِ إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى هَذَا الكَرِيْمِ الَّذِي يَمْلأُ كُمِّيَ دَنَانِيْرَ، وَدَرَاهِمَ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المَوْصِلِيِّ. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ يَحْيَى: ثِقَةٌ ثِقَةٌ ثِقَةٌ. فَسَأَلْتُ أَبِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا المَدَائِنِيُّ. قَالَ الحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ: سَرَدَ المَدَائِنِيُّ الصَّوْمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاَثِيْنَ سنة، وقارب المائة وقيل له مَرَضِهِ: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: أَشْتَهِي أَنْ أَعِيْشَ قَالَ: وَمَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ عَالِماً بِالفُتُوْحِ وَالمَغَازِي وَالشِّعْرِ صَدُوْقاً فِي ذَلِكَ. وَقَالَ غَيْرُ الحَارِثِ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وعشرين، ومات في دار إِسْحَاقَ المَوْصِلِيِّ كَانَ مُنْقَطِعاً إِلَيْهِ. قَالَ ابْنُ الإِخْشِيْذِ المُتَكَلِّمُ: كَانَ المَدَائِنِيُّ مُتَكَلِّماً مِنْ غِلْمَانِ مَعْمَرِ بنِ الأَشْعَثِ. حَكَى المَدَائِنِيُّ: أَنَّهُ أُدْخِلَ عَلَى المَأْمُوْنِ فَحَدَّثَهُ بِأَحَادِيْثَ فِي عَلِيٍّ فَلَعَنَ بَنِي أُمَيَّةَ. فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي المُثَنَّى بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: كُنْتُ بِالشَّامِ فَجَعَلْتُ لاَ أَسْمَعُ عَلِيّاً وَلاَ حَسَناً إِنَّمَا أَسْمَعُ: مُعَاوِيَةَ يَزِيْدَ الوَلِيْدَ فَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ عَلَى بَابِهِ فَقَالَ: اسقِهِ يَا حَسَنُ. فَقُلْتُ: أَسَمَّيْتَ حَسَناً؟ فَقَالَ: أَوْلاَدِي: حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ وَجَعْفَرٌ فَإِنَّ أَهْلَ الشَّامِ يُسَمُّوْنَ أَوْلاَدَهُم بِأَسْمَاءِ خُلَفَاءِ اللهِ، ثُمَّ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَلَدَهُ، وَيَشْتِمُهُ قُلْتُ: ظَنَنْتُكَ خَيْرَ أَهْلِ الشَّامِ وَإِذَا لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ شَرٌّ مِنْكَ فَقَالَ المَأْمُوْنُ: لاَ جَرَمَ قَدْ جَعَلَ اللهُ مَنْ يَلْعَنُ أَحْيَاءَهُم وَأَمْوَاتَهُم- يُرِيْدُ النَّاصِبَةَ. قَدْ ذَكَرْنَا فَوتَ مُصَنَّفَاتِ المَدَائِنِيِّ فِي خَمْسِ وَرَقَاتٍ، وَنِصْفٍ مِنْهَا: تَسْمِيَةُ المُنَافِقِيْنَ خُطَبُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السلام كِتَابُ فُتُوْحِهِ كِتَابُ عُهُوْدِهِ كِتَابُ أَخْبَارِ قُرَيْشٍ أَخْبَارُ أَهْلِ البَيْتِ مَنْ هَجَاهَا زَوْجُهَا تَارِيْخُ الخُلَفَاءِ، خُطَبُ عَلِيٍّ وَكُتُبُهُ أَخْبَارُ الحَجَّاجِ أَخْبَارُ الشُّعَرَاءِ قِصَّةُ أَصْحَابِ الكَهْفِ سِيْرَةُ ابْنِ سِيْرِيْنَ، أَخْبَارُ الأَكَلَةِ كِتَابُ الزّجْرِ وَالفَأْلِ، كِتَابُ الجَوَاهِرِ وأشياء كثيرة عديمة الوقوع.

عبد الله بن صالح

1651- عبد الله بن صالح 1: ابن مسلم بن صالح الإِمَامُ الثِّقَةُ المُقْرِئُ أَبُو أَحْمَدَ العِجْلِيُّ الكُوْفِيُّ وَالِدُ الحَافِظِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيِّ صَاحِبِ التَّارِيْخِ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَسْبَاطِ بنِ نَصْرٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ، وَفُضَيْلِ بنِ مَرْزُوْقٍ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَشَبِيْبِ بنِ شَيْبَةَ وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ وَزُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَالحَسَنِ بنِ صَالِحِ بنِ حَيٍّ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَكَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ. أَخْبَرْنَا ابْنُ قُدَامَةَ وَطَائِفَةٌ إِجَازَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا إبراهيم ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ دَنُوْقَا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ العِجْلِيُّ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنِّيْ أَنَا الرَّزَّاقُ ذُوْ القُوَّةِ المَتِيْنُ" 2. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ وَأَبُو حَازِمٍ بنُ أَبِي غَرَزَةَ وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى البَلاَذُرِيُّ فِي تَارِيْخِهِ وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ فِيْمَا قِيْلَ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَمُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ تَمْتَامُ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنَيْدِ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ دَنُوْقَا وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ المُؤَدِّبُ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الخَالِقِ بنِ مَنْصُوْرٍ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ.

_ 1 ترجمته في الضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 825"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 397"، والكاشف "2/ ترجمة 2811"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4384"، والعبر "1/ 360"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 390"، وتهذيب التهذيب "5/ 261"، وتقريب التهذيب "1/ 423"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3568". 2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 394"، وأبو داود "3993"، والترمذي "2940"، والنسائي في "الكبرى" "7707"، "11527"، والحاكم "2/ 234"، وأبو يعلى "5333" من طريق إسرائيل به. وهذه القراءة شاذة، وإن صح إسنادها لمخالفتها القراءة المتواترة: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين} [الذاريات: 58] .

وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُسْتَقِيْمُ الحَدِيْثِ. يُقَالُ: إِنَّ البُخَارِيَّ رَوَى عَنْهُ، وَلَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ بَلْ إِنَّمَا رَوَى عَنْ كَاتِبِ اللَّيْثِ. وَقَدْ نَزَلَ صَاحِبُ التَّرْجَمَةِ بَغْدَادَ، وَأَقْرَأَ بِهَا القُرْآنَ فَتَلاَ عَلَيْهِ: الطَّيِّبُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ نَصْرٍ الرَّازِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: مَاتَ أَبِي سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ هَكَذَا ضَبَطَ، وَفَاةَ أَبِيْهِ فَاللهُ أَعْلَمُ فَإِنَّ فِي الرُّوَاةِ المَذْكُوْرِيْنَ عَنْ عَبْدِ اللهِ مَنْ لَمْ يَسْمَعِ الحَدِيْثَ إلَّا بَعْدَ ذَلِكَ فَلَعَلَّهُ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ. ثُمَّ إِنَّهُ قَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي كِتَابِهِ وَأَنَّ أَبَا زُرْعَةَ وَأَبَا حَاتِمٍ حَدَّثَا عَنْهُ فَأَوَّلُ رِحْلَةِ أَبِي حَاتِمٍ كَانَتْ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عشرة، وإنما ارْتَحَلَ أَبُو زُرْعَةَ بَعْدَ ذَلِكَ فَيُتَأَمَّلُ هَذَا. وَلَمْ يَقَعْ لِهَذَا الشَّيْخِ رِوَايَةٌ فِي الدَّوَاوِيْنِ السِّتَّةِ وَاللهُ أَعْلَمُ.

عبد الله بن صالح

1652- عبد الله بن صالح 1: "خ، د، ت، ق" ابن محمد بن مسلم الإِمَامُ المُحَدِّثُ شَيْخُ المِصْرِيِّيْنَ أَبُو صَالِحٍ الجُهَنِيُّ مَوْلاَهُمُ المِصْرِيُّ كَاتِبُ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ. قَدْ شَرَحْتُ حَالَهُ فِي مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ وَليَّنَّاهُ. وَبِكُلِّ حَالٍ فَكَانَ صَدُوْقاً فِي نَفْسِهِ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ أَصَابَهُ دَاءُ شَيْخِهِ ابْنِ لَهِيْعَةَ وَتَهَاوَنَ بِنَفْسِهِ حَتَّى ضَعُفَ حَدِيْثُهُ، وَلَمْ يُتْرَكْ بِحَمْدِ اللهِ وَالأَحَادِيْثُ الَّتِي نَقَمُوهَا عَلَيْهِ مَعْدُوْدَةٌ فِي سَعَةِ مَا رَوَى. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. ورَأَى زَبَّانَ بنَ فَائِدٍ وَعَمْرَو بنَ الحَارِثِ، وَسَمِعَ مِنْ: مُوْسَى بنِ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ، وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ، وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّمَشْقِيِّ، وَنَافِعِ بنِ يَزِيْدَ وضِمَامِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ وَابْنِ وَهْبٍ وخلق سواهم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 518"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 358"، "9/ 552"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 334"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 826"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 398"، والمجروحين لابن حبان "2/ 40"، والكامل لابن عدي "4/ ترجمة 1015"، وتاريخ بغداد "9/ 478"، والأنساب للسمعاني "10/ 304"، والكاشف "2/ ترجمة 2810"، والمغني "1/ ترجمة 3218"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4383"، والعبر "1/ 387"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 389"، وتهذيب التهذيب "5/ 256"، وتقريب التهذيب "1/ 423"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3567"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 51".

وَلاَزمَ اللَّيْثَ فَأَكْثَرَ عَنْهُ وَحَمَلَ عَنْهُ تَصَانِيْفَهُ، وَكَانَ كَاتِباً لَهُ عَلَى أَمْوَالِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: اللَّيْثُ شَيْخُهُ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَالبُخَارِيُّ، وَأَبُو حاتم وأبو إسحاق الدارمي الجَوْزَجَانِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه، وَحَمِيْدُ بنُ زَنْجُوْيَةَ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، وَعُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ دَيْزِيْلَ وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ خَاتِمَتُهُم: مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي السَّوَّارِ المِصْرِيُّ المُتَوْفَى سَنَةَ 297. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ دَيْزِيْلَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ الوَلِيْدِ أَبُو المُهَنَّى حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ: يَرْفَعُ الحَدِيْثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ الشُّكْرَ فَمُنِعَ الزِّيَادَةَ. الحَدِيْثَ1. قَالَ ابْنُ دَيْزِيْلَ: ثُمَّ لَقِيْتُ أَبَا صَالِحٍ فَقَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ اللَّيْثَ بِهَذَا قُلْتُ: فَمَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: يَحْيَى بنُ عُطَارِدِ بنِ مُصْعَبٍ عَنْ أَبِيْهِ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: وَهُوَ مُرْسَلٌ لاَ بَلْ مُعْضَلٌ. استَشْهَدَ البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ بِأَبِي صَالِحٍ بَلْ قَدْ رَوَى عَنْهُ حَدِيْثاً، وَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ وَهَذَا ثَابِتٌ فِي بعض النسخ المُتْقَنَةِ فَقَالَ: فِي أَوِّلِ الحَدِيْثِ: قَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ رَبِيْعَةَ عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِحَدِيْثِ الَّذِي اسْتَدَانَ مِنْ رَجُلٍ أَلفَ دِيْنَارٍ فَقَالَ: ائْتِنِي بِكَفِيْلٍ قَالَ: كَفَى بِاللهِ وَكِيْلاً وَالحَدِيْثُ مَشْهُوْرٌ عَلَّقَهُ البُخَارِيُّ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ2. وَقَدِ اسْتَشْكَلَ المُحَدِّثُوْنَ قَبْلَنَا فِي تَفْسِيْرِ الفَتْحِ مِنَ الصَّحِيْحِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ هِلاَلٍ عَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو فَذَكَرَ حَدِيْثَ: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45] 3.

_ 1 ضعيف: لإعضاله، كما ذكر الحافظ الذهبي. 2 علقه البخاري "2063"، قال: قال الليث: حدثني جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل خرج في البحر فقضى حاجته" الحديث. وقال: حدثني عبد الله بن صالح حدثني الليث، به. قال الحافظ في "الفتح" "4/ 300": قوله في آخره: "حدثني عبد الله بن صالح حدثني الليث، به" فيه التصريح بوصل المعلق المذكور ولم يقع ذلك في أكثر الروايات في الصحيح، ولا ذكره أبو ذر إلا في هذا الموضع. وكذا وقع في رواية أبي الوقت. 3 لفظه عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما: أن هذه الآية التي في القرآن: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45] ، قال في التوراة: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا =

فَقَالَ أَبُو نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيُّ، وَالوَلِيْدُ بنُ بَكْرٍ الأَنْدَلُسِيُّ، وَهِبَةُ اللهِ اللاَّلْكَائِيُّ: عَبْدُ اللهِ هَذَا هُوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ العِجْلِيُّ الكُوْفِيُّ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ السَّكَنِ فِي رِوَايَتِهِ الصَّحِيْحَ عَنِ الفَرَبْرِيِّ عَنِ البُخَارِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْلَمَةَ يَعْنِي: القَعْنَبِيَّ حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ ... فَذَكَرَهُ. وَقَالَ أَبُو مَسْعُوْدٍ الحَافِظُ فِي الأَطْرَافِ: عَبْدُ اللهِ هُوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ ثُمَّ قَالَ: وَالحَدِيْثُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بنِ رَجَاءَ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحٍ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيُّ الحَافِظُ: بَلْ هُوَ عبد الله بن صالح كاتب الليث. قَالَ لَنَا أَبُو الحَجَّاجِ الحَافِظُ: وَهَذَا أَوْلَى الأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ قَالَ: لأَنَّ البُخَارِيَّ رَوَاهُ فِي كِتَابِ الأَدَبِ فِي بَابِ الانْبِسَاطِ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ ذَكَرَهُ عَقِيْبَ حَدِيْثِ مُحَمَّدِ بنِ سِنَانٍ العَوَقِيِّ عَنْ فُلَيْحٍ، عَنْ هِلاَلٍ وَرَوَاهُ فِي البُيُوعِ مِنَ الجَامِعِ الصَّحِيْحِ عَنِ العَوَقِيِّ. فَالحَدِيْثُ عِنْدَ البُخَارِيِّ عَنِ الرَّجُلَيْنِ فِي الأَدَبِ، وَفِي الصَّحِيْحِ إِلَى أَنْ قَالَ: فَإِذَا تَقَرَّرَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ الرَّجُلَيْنِ، وَقَعَ الاشْتِرَاكُ فِي قَوْلِهِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ بَيْنَ العِجْلِيِّ الكُوْفِيِّ، وَبَيْنَ الجُهَنِيِّ الكَاتِبِ فَكَوْنُهُ الكَاتِبَ أَوْلَى؛ لأَنَّا تَيَقَنَّا أَنَّ البُخَارِيَّ قَدْ سَمِعَ مِنْ كَاتِبِ اللَّيْثِ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ فِي تَارِيْخِهِ وَفِي أَمَاكِنَ، وَهَذَا مَعْدُومٌ فِي حَقِّ العِجْلِيِّ فَإِنَّ البُخَارِيَّ ذَكَرَ لَهُ تَرْجَمَةً صَغِيْرَةً مُخْتَصَرَةً جِدّاً فِي تَارِيْخِهِ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ فِيْهَا شَيْئاً وَلاَ وَجَدْنَا أَبَداً لَهُ رِوَايَةً مُتَيَقَّنَةً عَنْهُ لاَ فِي الصَّحِيْحِ، وَلاَ فِي شَيْءٍ مِنْ تَوَالِيْفِهِ بَلْ قَدْ رَوَى فِي تَارِيْخِهِ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ نَعَمْ، وَلَمْ نَجِدْ لِلْعِجْلِيِّ رواية عن عبد العزيز

_ = ونذيرا وحرزا للاميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع السيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله، فيفتح بها أعينا عميا وآذانا صما، وقلوبا غلفا". أخرجه البخاري "4838" حدثنا عبد الله بن مسلمة، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ هلال بن أبي هِلاَلٍ، عَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ -رضي الله عنهما- به. قال الحافظ في "الفتح": -قوله: "حدثنا عبد الله بن مسلمة" أي القعنبي، كذا في رواية أبي ذر وأبي علي بن السكن. ووقع عند غيرهما "عبد الله" غير منسوب فتردد فيه أبو مسعود بين أن يكون عبد الله بن رجاء وعبد الله بن صالح كاتب الليث. وقال أبو علي الجياني: عندي أنه عبد الله بن صالح. ورجح هذا المزي وحده بأن البخاري أخرج ها الحديث بعينه في كتاب "الأدب المفرد" عن عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ. قلت: لكن لا يلزم من ذلك الجزم به، وما المانع أن يكون له في الحديث الواحد شيخان عن شيخ واحد؟ وليس الذي وقع في الأدب بأرجح مما وقع الجزم به في رواية أبي علي وأبي ذر وهما حافظان.

ابن أَبِي سَلَمَةَ سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ مَتْنُهُ الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ1. رَوَاهُ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ بِخِلاَفِ كَاتِبِ اللَّيْثِ فَإِنَّهُ مُكْثِرٌ عَنِ ابْنِ أَبِي سَلَمَةَ. قُلْتُ: وَأَيْضاً فَإِنَّ غَيْرَ وَاحِدٍ رَوَى الحَدِيْثَ المَذْكُوْرَ عَنْ كَاتِبِ اللَّيْثِ فَتَعَيَّنَ أَنَّهُ هُوَ. وَفِي الجِهَادِ مِنَ الصَّحِيْحِ أَيْضاً: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا قَفَلَ مِنْ حَجٍّ وَذَكَرَ الحَدِيْثَ2. فَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ السَّكَنِ: حَدَّثَنَا الفِرْبَرِيُّ حَدَّثَنَا البُخَارِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ فَذَكَرَ. رَوَاهُ ابْنُ السَّكَنِ فِي مُصَنَّفِهِ. وَقَالَ أَبُو مَسْعُوْدٍ فِي الأَطْرَافِ: هَذَا الحَدِيْثُ يَرْوِيْهِ النَّاسُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحٍ. قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ أَيْضاً عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَجَاءَ. فَاللهُ أَعْلَمُ أَيُّهُمَا هُوَ. وَقَالَ الغَسَّانِيُّ: بَلْ هُوَ كَاتِبُ اللَّيْثِ3. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ كَاتِباً عَلَى مَغَلِّ اللَّيْثِ مُنْكَرَ الحَدِيْثِ جِدّاً، وَكَانَ فِي نَفْسِهِ صَدُوْقاً سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: كَانَ لَهُ جَارٌ يُعَادِيهِ فَكَانَ يَضَعُ الحَدِيْثَ عَلَى شَيْخِ عَبْدِ الله بن صالح، ويكتب في قِرْطَاسٍ بِخَطٍّ يُشبِهُ خَطَّ عَبْدِ اللهِ وَيَطْرَحُهُ فِي دَارهِ بَيْنَ الكُتُبِ، فَيَجِدُهُ عَبْدُ اللهِ فيحدث به على التوهم أنه خطه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2447"، ومسلم "2579" من طريق عبد العزيز الماجشون، أخبرنا عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "2995" حدثنا عبد الله قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، به. ولفظه بتمامه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قفل من الحج أو العمرة -ولا أعلمه إلا قال: الغزو- يقول كلما أوفى على ثنية أو فدفد كبر ثلاثا ثم قال: "لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كل شيء قدير. آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده ونصر عبده، وهزم الاحزاب وحده". قال صالح: فقلت له: ألم يقل عبد الله: إن شاء الله؟ قال: لا". وقال الحافظ في "الفتح" تعليقا على هذا الحديث: وقوله: "حدثنا عبد الله حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة" زعم أبو مسعود أن عبد الله هو ابن صالح، وتعقبه الجياني بأنه وقع في رواية ابن السكن عبد الله بن يوسف وهو المعتمد". ا. هـ. وقال الحافظ في "مقدمة الفتح" "ص142": وعبد الله هو ابن صالح كما جزم به أبو علي الغساني. 3 نقله الحافظ في "مقدمة الفتح" كما ذكرنا في التعليق السابق.

ثُمَّ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "حجة لِمَنْ لَمْ يَحُجَّ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ غَزَوَاتٍ، وَغَزْوَةٌ لِمَنْ حَجَّ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ حِجَجٍ، وَغَزْوَةٌ فِي البَحْرِ خَيْرٌ مِنْ عَشْرَةٍ فِي البِرِّ"1. حَدَّثَنَاهُ: أَبُو عَرُوْبَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَزُّوْنَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ. ثُمَّ قَالَ: وَرَوَى عَنِ اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِلاَلٍ، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ سَيْفٍ عَنْ شُفَيٍّ الأَصْبَحِيِّ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: يَكُوْنُ خَلْفِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيْفَةً: أَبُو بَكْرٍ لاَ يَلْبَثُ إلَّا قَلِيْلاً وَصَاحِبُ رَحَا دَارَةِ العَرَبِ عُمَرُ، وَذَكَرَ الحَدِيْثَ2. حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ. قُلْتُ: قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ المُؤَيَّدِ بِمِصْرَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ صِرْمَا، وَابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ حَدَّثَنَا الصُّوْفِيُّ فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ. فَأَنَا أَتَعَجَّبُ مِنْ أَبِي زَكَرِيَّا، وَنَقْدِهِ كَيْفَ يَسْتَحِلُّ رِوَايَةَ مِثْلِ هَذَا وَيَسْكُتُ عَنْ تَوْهِيَتِهِ?! وَسَاقَ لَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَابْنُ عَدِيٍّ جَمَاعَةَ أَحَادِيْثَ تَفَرَّدَ بِهَا مُنْكَرَةٍ. وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ رَوَى عَنْهُ: اللَّيْثُ، وَابْنُ وَهْبٍ وَدُحَيْمٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ: سَمِعْتُ أَبِي وَسُئِلَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحٍ فَقَالَ: أَتَسْأَلُوْنِي عَنْ أَقرَبِ رَجُلٍ إِلَى اللَّيْثِ؟ رَجُلٍ مَعَهُ فِي لَيْلِهِ، وَنَهَارِهِ وَسَفَرِهِ، وَحَضَرِهِ، وَيَخْلُو مَعَهُ غَالباً فَلاَ يُنْكَرُ لِمِثْلِهِ أَنْ يكثر عن الليث.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "2/ 41"، من طريق عبد الله بن صالح، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد الله بن صالح، كاتب الليث، فإنه ضعيف لسوء حفظه. 2 منكر: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "2/ 42"، وابن عدي في "الكامل" "4/ 208" من طريق يحيى بن معين، حدثنا عبد الله بن صالح، به. قلت: إسناده واه بمرة، فيه علتان: الأولى: عبد الله بن صالح، كاتب الليث، ضعيف كما ذكرنا. والثانية: ربيعة بن سيف المعافري المصري؛ قال البخاري وابن يونس: عنده مناكير. والحديث أورده الذهبي في "الميزان" في ترجمة "عبد الله بن صالح" وقال: "أنكر ما روى أبو صالح" وذكر الحديث بإسناده.

وَقَالَ أَبِي أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَمِيْنٌ صَدُوْقٌ مَا عَلِمتُهُ. وَأَثْنَى عَلَى عَبْدِ اللهِ سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ عَالِمُ مِصْرَ. وَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ شُعَيْبِ بنِ اللَّيْثِ: هُوَ ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ سَمِعَ مِنْ جَدِّي حَدِيْثَهُ، وَكَانَ أَبِي يَحُضُّهُ على التحديث. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: فَسَدَ بِأَخَرَةٍ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: أَقَلُّ الأَحْوَالِ أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الكُتُبَ عَلَى اللَّيْثِ فَأَجَازَهَا لَهُ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُوْنَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ كَتَبَ إِلَى اللَّيْثِ بِهَذَا الدُّرْجِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: لاَ أَعْلَمُ أَحَداً رَوَى عَنِ اللَّيْثِ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ إلَّا أَبَا صَالِحٍ، وَذَكَرَ أَنَّ أَبَا صَالِحٍ أَخْرَجَ دُرْجاً قَدْ ذَهَبَ أَعلاَهُ، وَلَمْ يَدْرِ حَدِيْثَ مَنْ هُوَ فَقِيْلَ لَهُ: حَدِيْثُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ فَرَوَى عَنِ اللَّيْثِ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: كَانَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ يُوَثِّقُهُ، وَعِنْدِي أَنَّهُ كَانَ يَكْذِبُ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَرَوَى إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ صالح قال: صحبت اللَّيْثَ عِشْرِيْنَ سَنَةً. قَالَ الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ صَالِحٍ إلَّا، وَهُوَ يُحَدِّثُ أَوْ يُسَبِّحُ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: حَدَّثَنَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ. الرَّمَادِيُّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ: شَهِدْنَا الأَضْحَى بِبَغْدَادَ مَعَ اللَّيْثِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: ضَرَبْتُ عَلَى حَدِيْثِ كَاتِبِ اللَّيْثِ، وَلاَ أَرْوِي عَنْهُ شَيْئاً. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ يَقُوْلاَنِ: حَدِيْثُ: إِنَّ اللهَ اخْتَارَ أَصْحَابِي مَوْضُوْعٌ، وَالحَمْلُ فِيْهِ عَلَى أَبِي صَالِحٍ. قُلْتُ: وَمِنْ أَنْكَرِ مَا نَقَمُوا عَلَى أَبِي صَالِحٍ رِوَايَتُهُ عَنْ نَافِعِ بنِ يَزِيْدَ عَنْ زُهْرَةَ بنِ مَعْبَدٍ عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوْعاً: إِنَّ اللهَ اخْتَارَ أَصْحَابِي عَلَى جَمِيْعِ العَالَمِيْنَ. الحَدِيْثَ بِطُولِهِ لَكِنْ قَدْ تَابَعَهُ عَلَيْهِ: سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ نَافِعٍ رواه علي بن داود القنطري، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَارِثِ العَسْكَرِيُّ عَنْ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ فَتَخَلَّصَ أَبُو صَالِحٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَغَيْرُهُ هُوَ مِنْ، وَضْعِ خَالِدِ بنِ نَجِيْحٍ المِصْرِيِّ، وَكَانَ يَضَعُ فِي كُتُبِ الشُّيُوْخِ. قُلْتُ: لَعَلَّهُ أَدْخَلَهُ عَلَى نَافِعِ بنِ يَزِيْدَ مَعَ أَنَّ نَافِعاً صَدُوْقٌ قَدِ احْتَجَّ بِهِ مسلم.

قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: أَبُو صَالِحٍ عِنْدِي مُسْتَقِيْمُ الحَدِيْثِ إلَّا أَنَّهُ يَقَعُ فِي حَدِيْثِهِ غَلَطٌ، وَلاَ يَتَعَمَّدُ الكَذِبَ. نَقَلَ ابْنُ يُوْنُسَ، وَغَيْرُهُ مَوْتَ أَبِي صَالِحٍ: فِي يَوْمِ عَاشُوْرَاءَ سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ قَارَبَ التِّسْعِيْنَ رَحِمَهُ اللهُ، وَهُوَ فِي عَقْلِي أَقْوَى مِنْ نُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ وَأَسِيْدٍ الجَمَّالِ، وَمَا هُوَ بِدُوْنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ الأَصْبَحِيِّ. أُنْبِئْتُ عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَدَّادُ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بنُ شُعَيْبٍ، وَبَكْرُ بنُ سَهْلٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا العَلاَءُ بنُ الحَارِثِ عن مَكْحُوْلٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الجِهَادُ وَاجِبٌ عَلَيْكُم مَعَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ، وَإِنْ هُوَ عَمِلَ الكَبَائِرَ، وَالصَّلاَةُ وَاجِبَةٌ عَلَيْكُم عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَمْوُتُ بَرّاً كَانَ أَوْ فَاجِراً، وَإِنْ هو عمل الكبائر"1.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "594"، "2533"، ومن طريقه البيهقي "3/ 121" من طريق أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب، به. قلت: إسناده ضعيف، لانقطاعه بين مكحول، وأبي هريرة، فقد أرسل عنه.

حماد بن مالك

1653- حماد بن مالك 1: ابن بسطام بن درهم المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الحَرَسْتَانِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: الأَوْزَاعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وَسَعِيْدُ بنِ بَشِيْرٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ، وَمَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ وَأَبُو إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ المَلِكِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُسْرِيُّ وَعِدَّةٌ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: اخرج حماد بن مالك مقدار أربعين حدثنًا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، فأخبر أبو مسهر بذلك فَأَنْكَرَ، وَقَالَ: لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ جَابِرٍ. وَسُئِلَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ: شَيْخٌ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيْمَ الهَرَوِيُّ القَرَّابُ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثمان وعشرين ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 115"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 648"، والأنساب للسمعاني "4/ 106"، واللباب لابن الأثير "1/ 356"، وميزان الاعتدال "1/ 602"، ولسان الميزان "2/ 353"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 64".

عمرو بن مرزوق

1654- عمرو بن مرزوق 1: "خَ مَقْرُوْناً، د" الشَّيْخُ الإِمَامُ مُسْنِدُ البَصْرَةِ أَبُو عُثْمَانَ البَاهِلِيُّ مَوْلاَهُمُ البَصْرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَرَوَى عَنْ: مَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ وَعِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ، وَشُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ المَسْعُوْدِيِّ، وَأَبِي إِدْرِيْسَ صَاحِبٍ لأَنَسِ بنِ مَالِكٍ وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ مقرونا بآخر، وأبو داود في سُنَنِهِ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوْخِهِ، وَحَرْبٌ الكَرْمَانِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ الهَيْثَمِ العَاقُوْلِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ الأَنْطَاكِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ دَاوُدَ المَكِّيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَيَّانَ التَّمَّارُ، وَأَبُو خَلِيْفَةَ الجُمَحِيُّ وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. قَالَ القَوَارِيْرِيُّ: كَانَ يَحْيَى القَطَّانُ لاَ يَرْضَى عَمْرَو بنَ مَرْزُوْقٍ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ ذَكَرَ عَمْرَو بنَ مَرْزُوْقٍ فَقَالَ: جَاءَ بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُم فَحَسَدُوْهُ. وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ سَعْدٍ البُخَارِيُّ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: كَانَتِ الكُتُبُ الَّتِي عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ لِعَمْرِو بنِ مَرْزُوْقٍ وَكَانَ عَمْرٌو رَجُلاً غَزَّاءً يَغْزُو فِي البَحْرِ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو دَاوُدَ حَوَّلَ عَمْرٌو كُتُبَهُ. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: تَرَكُوا حَدِيْثَ الفَهْدَيْنِ، وَالعَمْرَيْنِ يُرِيْدُ: فَهْدَ بنَ عَوْفٍ، وَفَهْدَ بنَ حَيَّانَ وَعَمْرَو بنَ حَكَّامٍ وَعَمْرَو بنَ مَرْزُوْقٍ. قِيْلَ: كَانَ عِنْدَ عَمْرِو بنِ مَرْزُوْقٍ عَنْ شُعْبَةَ ثلاثة آلاف حديث.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 305"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2677"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1294"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1456"، والكاشف "2/ ترجمة 4296"، والمغني "2/ ترجمة 4708"، والعبر "1/ 391"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6445"، وتهذيب التهذيب "8/ 99"، وتقريب التهذيب "2/ 78"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5380"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 54".

قَالَ أَبُو الفَتْحِ الأَزْدِيُّ: سَمَاعُ أَبِي دَاوُدَ، وَعَمْرِو بنِ مَرْزُوْقٍ مِنْ شُعْبَةَ كَانَ شَيْئاً وَاحِداً، وَكَانَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ يُطرِي عَمْراً ويرفع ذكره. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، وَقِيْلَ لَهُ: إِنَّ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ لَيَّنَهُ قَالَ: لاَ أَدْرِي مَا يَقُوْلُ عَلِيٌّ عَمْرٌو رَجُلٌ صَالِحٌ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ الأَسَدِيُّ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ لِوَلَدِهِ صَالِحٍ حِيْنَ رَجَعَ مِنَ البَصْرَةِ: لِمَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ عَمْرِو بنِ مَرْزُوْقٍ؟ فَقَالَ: نُهِيْتُ فَقَالَ: إِنَّ عَفَّانَ كَانَ يَرْضَاهُ، وَمَنْ كَانَ يَرْضَى عَفَّانُ؟! كَانَ عَمْرٌو صَاحِبَ غَزْوٍ وَخَيْرٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ أَبِي قِمَاشٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ عَمْرِو بنِ مَرْزُوْقٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ صَاحِبُ غَزْوٍ وَقُرْآنٍ وَفَضْلٍ وَحَمِدَهُ جِدّاً. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ ثِقَةً مِنَ العُبَّادِ لَمْ نَجِدْ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ شُعْبَةَ كَانَ أَحْسَنَ حَدِيْثاً مِنْهُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدٍ يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ بِالبَصْرَةِ مَجْلِسٌ أَكْبَرَ مِنْ مَجْلِسِ عَمْرِو بنِ مَرْزُوْقٍ رَحِمَهُ اللهُ كَانَ فِيْهِ عَشْرَةُ آلاَفِ نَفْسٍ. قَالَ النَّسَائِيُّ فِي الكُنَى: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَبِيْبٍ حَدَّثَنَا بُنْدَارُ سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ مَرْزُوْقٍ، وَسُئِلَ: أَتَزَوَّجْتَ أَلْفَ امْرَأَةٍ؟ فقال: أو زيادة على ألف امرأة. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ أَبِي قِمَاشٍ: رَأَيْتُ عَمْراً أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ كَانَ يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ، وَمَاتَ بِالبَصْرَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعشرين ومائتين

عمرو بن مرزوق

أَمَّا: 1655- عَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ 1: الوَاشِحِيُّ البَصْرِيُّ فَمُحَدِّثٌ صَدُوْقٌ فِي طَبَقَةِ مَشْيَخَةِ الأَوَّلِ. رَوَى عَنْ: عَوْنِ بنِ أَبِي شَدَّادٍ وَغَيْرِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ وَأَبُو الوَلِيْدِ وَأَبُو عُمَرَ الحَوْضِيُّ وَأَبُو سَلَمَةَ. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: مَا لِهَذَا شَيْءٌ فِي الكتب الستة ذكرته للتمييز.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2676" والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1455"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6446"، وتهذيب التهذيب "8/ 101"، وتقريب التهذيب "2/ 78"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5381"، والواشحي، نسبة إلى واشح، وهي بطن من الأزد.

محمد بن الرومي، وعبد الله الرومي، وعمر بن الرومي

محمد بن الرومي، وعبد الله الرومي، وعمر بن الرومي: 1656- محمد بن الرومي 1: "ت" هو محمد بن المحدث عمر بن المحدث عبد الله بن عبد الرحمن البصري، ويعرف عبد الله: الرومي. حَدَّثَ مُحَمَّدٌ عَنْ: شُعْبَةَ، وَشَرِيْكٍ وَأَبِيْهِ وَغَيْرِهِم. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُوْسَى الفَزَارِيُّ، وَالبُخَارِيُّ وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَآخَرُوْنَ. ضَعَّفَهُ: أَبُو دَاوُدَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فِيْهِ لِيْنٌ. وَكَانَ جَدُّهُ: 1657- عَبْدُ اللهِ الرُّوْمِيُّ 2: يَرْوِي عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَأَنَسٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عُمَرُ وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ. مَاتَ سَنَةَ 131، عَنْ سِنٍّ عَالِيَةٍ. 1658- وعمر بنُ الرُّوْمِيِّ 3: رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ عَبْدِ اللهِ. وَعَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ وَقُتَيْبَةُ وَالقَوَارِيْرِيُّ وَغَيْرُهُم. صَدُوْقٌ. مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَبَقِيَ مُحَمَّدُ بن الرومي إلى قرب سنة وعشرين ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 544"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 94"، والكاشف "3/ ترجمة 5154"، والمغني "2/ ترجمة 5868"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 8002"، وتهذيب التهذيب "9/ 360"، وتقريب التهذيب "2/ 193"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6532". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 394"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 439". 3 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2064"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 644"، وميزان الاعتدال "3/ 213".

سهل بن بكار

1659- سهل بن بكار 1: "خَ، د، س" الحَافِظُ الثِّقَةُ أَبُو بِشْرٍ البَصْرِيُّ أَحَدُ البَقَايَا. حَدَّثَ عَنْ: جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، وَشُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ، وَيَزِيْدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيِّ، وَأَبَانٍ العَطَّارِ وَجُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ وَالسَّرِيِّ بنِ يَحْيَى وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. وَرَوَى النَّسَائِيُّ لَهُ أَيْضاً. مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَيُقَالُ: سنة ثمان.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 302"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 2115"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 363"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 836"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 398"، والعبر "1/ 399"، وتهذيب التهذيب "4/ 247"، وتقريب التهذيب "1/ 335"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2788"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 62".

سهل بن تمام

1660- سهل بن تمام 1: "د" ابن بزيع الإِمَامُ أَبُو عَمْرٍو الطُّفَاوِيُّ البَصْرِيُّ شَيْخٌ مُعَمَّرٌ صويلح. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَقُرَّةَ بنِ خَالِدٍ، وَيَزِيْدَ بن إبراهيم التستري وعباد ابن مَنْصُوْرٍ، وَصَالِحِ بنِ أَبِي الجَوْزَاءِ وَعَمْرِو بنِ سُلَيْمٍ البَاهِلِيِّ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ وَابْنُ خَالِهِ أبو حاتم، وعثمان بن خرزاد، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَمْ يَكُنْ يَكْذِبُ رُبَّمَا وَهِمَ فِي الشَّيْءِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سنة نيف وعشرين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "4/ ترجمة 838"، والكاشف "1/ ترجمة 2186"، والمغني "1/ ترجمة 2664"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3570"، وتهذيب التهذيب "4/ 247"، وتقريب التهذيب "1/ 335"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2789".

عبد الله بن أبي بكر العتكي

1661- عبد الله بن أبي بكر العَتَكِيُّ 1: هُوَ: الثِّقَةُ المُحَدِّثُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ السَّكَنِ بنِ الفَضْلِ بنِ المُؤْتَمَنِ الأَزْدِيُّ البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: شُعْبَةَ وَجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ وَهَمَّامِ بنِ يَحْيَى وَالأَسْوَدِ بنِ شَيْبَانَ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَالبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الأَدَبِ، وَأَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ وَاصِلٍ البُخَارِيُّ وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ224.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 122"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 83"، وتهذيب التهذيب "5/ 164"، وتقريب التهذيب "1/ 405"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3412".

عبد الله بن خيران

1662- عبد الله بن خيران 1: المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ أَبُو مُحَمَّدٍ الكُوْفِيُّ نَزَلَ بَغْدَادَ. وَحَدَّثَ عَنْ: شُعْبَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ المَسْعُوْدِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ تَمْتَامُ، وَعِيْسَى زَغَاثُ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: اعْتَبَرْتُ لَهُ أَحَادِيْثَ كَثِيْرَةً فَوَجَدتُهَا مُسْتَقِيْمَةً تَدُلُّ عَلَى ثِقَتِهِ. وَقَدْ ذَكَرَهُ العُقَيْلِيُّ فَقَالَ: لاَ يُتَابَعُ عَلَى حَدِيْثٍ ثُمَّ إِنَّه سَاقَ لَهُ ثَلاَثَةَ أحاديث حسنة أحدها موقوف فرفعه.

_ 1 ترجمته في الضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 800"، وتاريخ بغداد "9/ 450"، وميزان الاعتدال "2/ 415"، ولسان الميزان "3/ 282".

يحيى بن عبدويه

1663- يَحْيَى بنُ عَبْدُوَيْه 1: البَغْدَادِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: شُعْبَةَ وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ سُنَيْنٍ، وَجَعْفَرُ بنُ كُزَالَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بن حنبل وغيرهم. أَثْنَى عَلَيْهِ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَأَمَرَ وَلَدَه عَبْدَ اللهِ بِالسَّمَاعِ مِنْهُ. وَأَمَّا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فَرَمَاهُ بِالكَذِبِ. تُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ تسع وعشرين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2110"، وميزان الاعتدال "4/ 394"، ولسان الميزان "6/ 268".

عبد العزيز بن الخطاب

1664- عبد العزيز بن الخطاب 1: "ق" الثِّقَةُ الإِمَامُ أَبُو الحَسَنِ الكُوْفِيُّ ثُمَّ البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: شُعْبَةَ، وَالحَسَنِ بنِ صَالِحٍ وَأَبِي مَعْشَرٍ السِّنْدِيِّ وَقَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ رَجَاءَ الزُّبَيْدِيِّ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ، وَأَبُو قِلاَبَةَ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ دَيْزِيْلَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ وَالعَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَيَّانَ المَازِنِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ: الفَلاَّسُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قلت: روى له ابن ماجه فقط.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1584"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 576"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1780"، والكاشف "2/ ترجمة 3430"، وتهذيب التهذيب "6/ 335"، وتقريب التهذيب "1/ 508"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4342".

قرة بن حبيب

1665- قرة بن حبيب 1: "خَ" الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ أَبُو عَلِيٍّ البَصْرِيُّ الرَّمَّاحُ القَنَوِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْنٍ فَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الثِّقَاتِ وَعَنْ: شُعْبَةَ، وَأَبِي الأَشْهَبِ العُطَارِدِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ فِي بَعْضِ تَوَالِيْفِهِ، وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه وأبو داود السجزي، ومحمد بن غالب تمام، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الخُزَاعِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ دَاوُدَ المَكِّيُّ، وَالحَسَنُ بنُ سَهْلٍ المُجَوِّزُ وَآخَرُوْنَ. وَرَوَى البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: مَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ، وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقَدْ جَاوَزَ التسعين رحمه الله.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 820"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 752"، والكاشف "2/ ترجمة 4640"، وتهذيب التهذيب "8/ 370"، وتقريب التهذيب "2/ 125"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة رقم 5848".

الصلت بن محمد

1666- الصلت بن محمد 1: "خ، س" ابن محمد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي المُغِيْرَةِ المُحَدِّثُ أَبُو همام الخَارَكِيُّ البَصْرِيُّ الثِّقَةُ. وَخَارَكُ: سَاحِلُ البَصْرَةِ. حَدَّثَ عَنْ: مَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَأَبِي عَوَانَةَ، وَغَسَّانَ بنِ الأَغَرِّ، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ وَرَوْحُ بنُ حَاتِمٍ وَالعَبَّاسُ العَنْبَرِيُّ وَعِيْسَى بنُ شَاذَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَرْزُوْقٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ وَآخَرُوْنَ. قَالَ أبو حاتم: صالح الحديث أتيته أيام الأنصار فَلَمْ يُقْضَ لِيَ أَنْ أَسْمَع مِنْهُ. وَذَكَرَهُ ابن حبان في الثقات.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2919"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1933"، والكاشف "2/ ترجمة 2435"، وتهذيب التهذيب "4/ 435"، وتقريب التهذيب "1/ 369"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3113".

عمرو بن خالد

1667- عمرو بن خالد 1: "خ، ق" ابن فروخ بن سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَاقِدِ بنِ لَيْثٍ الحَافِظُ الحُجَّةُ أَبُو الحَسَنِ التَّمِيْمِيُّ، وَيُقَالُ: الخزاعي الجزري الحراني نزيل مِصْرَ، وَهُوَ وَالِدُ الإِمَامِ أَبِي عُلاَثَةَ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، وَأَبِي خَيْثَمَةَ عَلِيِّ بنِ عَمْرٍو. حَدَّثَ عَنْ: حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ بَهْرَامَ، وَالنَّضْرِ بن عَرَبِيٍّ وَأَبِي عَقِيْلٍ يَحْيَى بنِ المُتَوَكِّلِ وَعَبْدُ اللهِ بنُ لَهِيْعَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو وَأَبِي المَلِيْحِ وَزُهَيْرٍ وَشَرِيْكٍ، وَبَكْرِ بنِ مُضَرَ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ أَبِي مُسَاوِرٍ الجَرَّارِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ، وَسَمُّوْيَه وَأَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بنُ الفَرَجِ وَأَبُو زُرْعَةَ وأبو حاتم، ويحيى بن عثمان بن صالح، وَالحَسَنُ بنُ الفَرَجِ الغَزِّيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ حُمَيْدٍ العَكِّيُّ وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ وَوَلَدَاهُ وَأَبُو الأَحْوَصِ العُكْبَرِيُّ، وَخَلْقٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: مِصْرِيٌّ ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. قَالَ البُخَارِيُّ وَغَيْرهُ: مَاتَ بِمِصْرَ سَنَة تسع وعشرين ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2542"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 238، 560، 623"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1278"، والكاشف "2/ ترجمة 4215"، والمغني "2/ ترجمة 4650"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6360"، وتهذيب التهذيب "8/ 25"، والتقريب "2/ 69"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5284".

عبد الملك بن هشام

1668- عبد الملك بن هشام 1: ابن أيوب العلامة النحوي الأخباري أبو محمد الذهلي السَّدُوْسِيُّ، وَقِيْلَ: الحِمْيَرِيُّ المَعَافِرِيُّ البَصْرِيُّ نَزِيْلُ مِصْرَ. هَذَّبَ السِّيْرَةَ النَّبَوِيَّةَ، وَسَمِعَهَا مِنْ زِيَادٍ البَكَّائِيِّ صَاحِبِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَخَفَّفَ مِنْ أَشعَارِهَا وَرَوَى فِيْهَا مَوَاضِعَ عَنْ عَبْدِ الوَارِثِ بنِ سَعِيْدٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ رَوَاهَا عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ حَسَنٍ القَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَرْقِيِّ، وَأَخُوْهُ أَحْمَدُ بنُ البَرْقِيِّ. وَلَهُ مُصَنَّفٌ فِي أَنسَابِ حِمْيَرٍ وَمُلُوكِهَا. وَالأَصَحُّ أنَّه ذُهْلِيٌّ كَمَا ذَكَرَهُ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، وَأَرَّخ وَفَاتَه فِي ثَالِثَ عَشَرَ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المُطَّلِبِيُّ بِالرَّمْلَةِ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنُ حَيَّوَيْه، سَمِعْتُ المُزَنِيَّ يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا الشَّافِعِيُّ وَكَانَ بِمِصْرَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ هِشَامٍ صَاحِبُ المَغَازِي، وَكَانَ عَلاَّمَةَ أَهْلِ مِصْرَ بِالعَرَبِيَّةِ، وَالشِّعْرِ فَقِيْلَ لَهُ فِي المَصِيْرِ إِلَى الشَّافِعِيِّ فَتَثَاقَلَ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا ظَنَنتُ أَنَّ اللهَ يَخلُقُ مِثْلَ الشَّافِعِيِّ. وَفِي الرَّوْضِ الأُنُفِ: أَنَّ ابْنَ هِشَامٍ مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. فَهَذَا وَهِمَ فِيْهِ أَبُو القَاسِمِ السُّهَيْلِيُّ بَلِ الصَّوَابُ مَا تَقَدَّمَ.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "3/ ترجمة 380"، والوافي بالوفيات "6/ 26".

أبو غسان

1669- أبو غسان 1: "ع" مالك بن إسماعيل بن درهم الحَافِظُ، الحُجَّةُ الإِمَامُ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ مَوْلاَهُمْ، الكُوْفِيُّ سِبْطُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الفَقِيْهِ. حَدَّثَ عَنْ: إِسْرَائِيْلَ، وَوَرْقَاءَ وَعِيْسَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَفُضَيْلِ بنِ مَرْزُوْقٍ، وَالحَسَنِ بنِ صَالِحٍ وَالحَكَمِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الغَسِيْلِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجَشُوْنِ، وَمِنْدَلِ بنِ عَلِيٍّ، وَحِبَّانَ بنِ عَلِيٍّ وَأَبِي مَعْشَرٍ السِّنْدِيِّ، وَيَحْيَى بنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَزُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَيُوْسُفُ بنُ مُوْسَى، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَهَارُوْنُ الحَمَّالُ وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُلاَعِبٍ وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَفَهْدُ بنُ سُلَيْمَانَ وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّنْعَانِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ دَاوُدَ البَغْدَادِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ لأَحَمْدَ بنِ حَنْبَلٍ: إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكْتُبَ عَنْ رَجُلٍ ليس في قلبك منه شيء فَاكتُبْ عَنْ أَبِي غَسَّانَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِالكُوْفَةِ أَتْقَنَ من أبي غسان.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 404"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1342"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 433، 482"، "3/ 147، 241"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 905" والكاشف "3/ ترجمة 5332"، والعبر "1/ 378"، وتهذيب التهذيب "10/ 3-4"، وتقريب التهذيب "2/ 223"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6795"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 46".

وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ صَحِيْحُ الكِتَابِ مِنَ العَابِدِيْنَ. وَقَالَ أَيْضاً: كَانَ ثِقَةً مُتَثَبِّتاً. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: أَبُو غَسَّانَ مُحَدِّثٌ مِنْ أَئِمَةِ المُحَدِّثِيْنَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ أَبُو غَسَّانَ يُمْلِي عَلَيْنَا مِنْ أَصْلِهِ، وَكَانَ لاَ يُمْلِي حَدِيْثاً حَتَّى يَقْرَأَه، وَكَانَ يَنحُو لَمْ أَرَ بِالكُوْفَةِ أَتْقَنَ مِنْ أَبِي غَسَّانَ لاَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَلاَ غَيْرُه وَأَبُو غَسَّانَ أَتْقَنُ مِنْ إِسْحَاقَ بنِ مَنْصُوْرٍ، وَهُوَ مُتْقِنٌ ثِقَةٌ كَانَ لَهُ فَضلٌ، وَصَلاَحٌ وَعِبَادَةٌ وَصِحَّةُ حَدِيْثٍ وَاسْتقَامَةٌ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ سَجَّادَتَانِ كُنْتُ إِذَا نَظَرتُ إِلَيْهِ كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْ قَبْرٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ ومائتين. قُلْتُ: حَدِيْثُه فِي كُلِّ الأُصُوْلِ وَفِيْهِ أَدنَى تَشَيُّعٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يُوْسُفَ المُقْرِئُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ مَحْمُوْدٍ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَقِيْلٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ النَّهْدِيُّ حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بنُ نَصْرٍ عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ صُبَيْحٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِعَلِيٍّ، وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ: "أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُم". تَفَرَّدَ بِهِ: أَسْبَاطُ عَنِ السُّدِّيِّ رَوَاهُ: التِّرْمِذِيُّ1 عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ عَنْ عَلِيِّ بنِ قَادِمٍ، وَابْنُ مَاجَهْ عَنِ الحُلْوَانِيِّ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي غَسَّانَ جَمِيْعاً عَنْ أَسْبَاطٍ، وَصُبَيْحٌ: قَالَ التِّرْمِذِيُّ: لَيْسَ بِمَعْرُوْفٍ. أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ الغَازِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ البُخَارِيَّ عَنْ أَبِي غَسَّانَ قَالَ: وَعمَّاذَا تَسْأَلُ؟ قُلْتُ: التَّشَيُّعُ فَقَالَ: هُوَ عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ بَلَدِهِ، وَلَوْ رَأَيْتُم عُبَيْدَ اللهِ بنَ مُوْسَى، وَأَبَا نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةَ مَشَايِخِنَا الكُوْفِيِّيْنَ لَمَا سَأَلْتُمُوْنَا عَنْ أَبِي غَسَّانَ. قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ مُعَظِّمِيْنَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَإِنَّمَا يَنَالاَنِ مِنْ مُعَاوِيَةَ، وَذَوِيْهِ. رَضِيَ اللهُ عَنْ جميع الصحابة.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه الترمذي "3870"، وابن ماجه "145"، والدولابي في "الكنى" "2/ 160" والطبراني "2619"، "5030"، والحاكم "3/ 149"، من طريق أسباط بن نصر، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته أسباط بن نصر، قال النسائي: ليس بالقوي. وضعفه أبو نعيم وفيه صبيح مولى أم سلمة قال الترمذي: ليس بمعروف، وأخرجه الطبراني "2620"، "5031"، من طريق سليمان قرم، عن أبي الجحاف، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح مولى أم سلمة، عن جده صبيح، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه صبيح مولى أم سلمة، وهو غير معروف كما قال الترمذي، وقد ورد عن أبي هريرة: عند أحمد "2/ 442"، وفي "الفضائل" "1350"، والحاكم "3/ 149"، والطبراني "2621"، والخطيب في "تاريخ بغداد"، "7/ 137"، وإسناده ضعيف آفته تليد بن سليمان، فإنه ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب". فالحديث يرتقي بمجموع الطريقين إلى درجة الحسن لغيره.

شاذ بن فياض

1670- شاذ بن فياض 1: "د، س" الحَافِظُ الثِّقَةُ أَبُو عُبَيْدَةَ اليَشْكُرِيُّ البَصْرِيُّ، وَاسْمُهُ هِلاَلٌ، وَشَاذُ: لَقَبٌ أَعْجَمِيٌّ مُخَفَّفُ الذَّالِ، وَقِيْلَ: مُثَقَّلَةٌ وَمَعْنَاهُ: فَرْحَانُ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ وَعِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ وَشُعْبَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَحَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بنُ حَيَّانَ المَازِنِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ البَجَلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ دَاوُدَ المَكِّيُّ، وَأَبُو خَلِيْفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. خَرَّجَ لَهُ النَّسَائِيُّ أَيْضاً.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2750"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 193"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 316"، والمجروحين لابن حبان "1/ 363"، والكاشف "2/ ترجمة 2249"، والمغني "1/ ترجمة 2728"، "2/ ترجمة 6783"، والعبر "1/ 221، 394"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3649"، "4/ ترجمة 9277"، وتهذيب التهذيب "4/ 299"، وتقريب التهذيب "1/ 345"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2893"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 56".

شاذ بن يحيى

1671- شَاذُ بنُ يَحْيَى 1: الوَاسِطِيُّ شَيْخٌ صَدُوْقٌ. حَدَّثَ عَنْ: وَكِيْعٍ وَيَزِيْدَ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ وَتَمِيْمُ بنُ المُنْتَصِرِ، وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ وَعَبَّاسٌ التَّرْقُفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيُّ وأبو بكر الأعين وآخرون. ذكر تمييزًا.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1717"، وتهذيب التهذيب "4/ 299"، وتقريب التهذيب "1/ 345"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2894".

عبد الله بن سوار

1672- عبد الله بن سوار 1: "س" ابن عبد الله بن قدامة، القَاضِي، الإِمَامُ أَبُو السَّوَّارِ العَنْبَرِيُّ البَصْرِيُّ كَانَ هُوَ وَأَبُوْهُ وَجَدُّهُ قُضَاةَ البَصْرَةِ. سَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ وَعَبْدِ اللهِ بنِ بَكْرٍ المُزَنِيِّ، وَجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَوُهَيْبِ بنِ خَالِدٍ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ سَوَّارٌ وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَحَرْبٌ الكَرْمَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ وَاصِلٍ وَمُعَاذُ بنُ المُثَنَّى، وَأَبُو خَلِيْفَةَ الجُمَحِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. خَرَّجَ لَهُ النَّسَائِيُّ في الفرائض حديثًا. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَعِلْمٍ وَمَعْرِفَةٍ. مَاتَ فِي: سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقَدْ قَارَبَ الثَّمَانِيْنَ. وَتُوُفِّيَ وَلَدُهُ سَوَّارُ بنُ عَبْدِ اللهِ قَاضِي البَصْرَةِ: فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَدْرَكَ عَبْدَ الوَارِثِ التَّنُّوْرِيَّ، وَنَحْوَهُ وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِ أَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ والنسائي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 307"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 364"، والعبر "1/ 54" والكاشف "2/ ترجمة 2800"، وتهذيب التهذيب "5/ 248"، وتقريب التهذيب "1/ 421"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3554"، وشذرات الذهب لابن العماد "1/ 55".

إسماعيل بن عمرو

1673- إسماعيل بن عمرو 1: ابن نَجِيْحٍ البَجَلِيُّ مَوْلاَهُمْ الكُوْفِيُّ شَيْخُ أَصْبَهَانَ وَمُسْنِدُهَا. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مَالِكَ بنَ مِغْوَلٍ، وَكَامِلاً أَبَا العَلاَءِ وَمِسْعَرَ بنَ كِدَامٍ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَشَيْبَانَ النَّحْوِيَّ وَعَبْدَ الغَفَّارِ بنَ القَاسِمِ وَفُضَيْلَ بنَ مَرْزُوْقٍ، وَطَائِفَةً وَطَالَ عُمُرُهُ وَتَفَرَّدَ فِي وَقْتِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَمَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الفَرَجِ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ نَائِلَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ نُصَيْرٍ المَدِيْنِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الفَرْقَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الصَّفَّارُ وَخَلْقٌ مِنَ الأَصْبَهَانِيِّيْنَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مَنْدَهْ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أُورْمَةَ ذَكَرَ إِسْمَاعِيْلَ بنَ عَمْرٍو فَأَحسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: شيخ مثل ذلك ضَعَّفُوهُ! وَكَانَ عِنْدَهُ عَنْ فُلاَنٍ، وَفُلاَنٍ!. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي تَارِيْخِ الثِّقَاتِ. وَأَمَّا الدَّارَقُطْنِيُّ فَضَعَّفَهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَ عَنْ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ بِأَحَادِيْثَ لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهَا وَرَوَى عَنْهُ: أَسِيدُ بنُ عَاصِمٍ وَالقَاسِمُ بنُ نَصْرٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمٍ. ثُمَّ سَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ أَحَادِيْثَ فَقَالَ: هَذِهِ مَعَ سَائِرِ رِوَايَاتِه الَّتِي لَمْ أَذكُرْهَا عَامَّتُهَا مِمَّا لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهِ وَهُوَ ضَعِيْفٌ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ مِنْ أَبْنَاء التِّسْعِيْنَ.

_ 1 ترجمته في الضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 99"، والكامل لابن عدي "1/ ترجمة 150"، وتاريخ أصبهان "1/ 208"، وميزان الاعتدال "1/ 239"، وتهذيب التهذيب "1/ 320"، ولسان الميزان "1/ 425".

عبد السلام بن مطهر

1674- عبد السلام بن مطهر 1: "خ، د" ابن حسام بن مِصَكِّ بنِ ظَالِمِ بنِ شَيْطَانٍ الإِمَامُ الثِّقَةُ، أَبُو ظَفَرٍ الأَزْدِيُّ، البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: شُعْبَةَ وَجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ وَمُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ، وَمُوْسَى بنِ خَلَفٍ العَمِّيِّ، وَسُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه، وَأَبُو حَاتِمٍ وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ وأحمد بن داود المكي وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَيَّانَ المَازِنِيُّ، وَأَبُو خَلِيْفَةَ الجُمَحِيُّ وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَقَدْ حَدَّثَ أَبُو دَاوُدَ أَيْضاً عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ المُثَنَّى عَنْهُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ. قلت: مات في عشر التسعين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 308"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1732"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 255"، والكاشف "2/ ترجمة 3421"، وتهذيب التهذيب "6/ 325"، وتقريب التهذيب "1/ 507"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4326".

عبد الغفار بن عبيد الله

1675- عبد الغفار بن عبيد الله 1: ابن عبد الأعلى بن الأَمِيْر الَّذِي افتَتَحَ إِقْلِيْمَ خُرَاسَانَ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرِ بنِ كُرَيْزِ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ القُرَشِيُّ العَبْشَمِيُّ الكُرَيْزِيُّ البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: شُعْبَةَ، وَصَالِحِ بنِ أَبِي الأَخْضَرِ وَأَبِي المِقْدَامِ هِشَامِ بنِ زِيَادٍ وَغَيْرِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ وَارَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ مُتَوَسِّطُ الحَالِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: لَيْسَ حَدِيْثُه بِالقَائِمِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ بضع عشرة ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1906"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 291"، ولسان الميزان "4/ 41".

عبد الغفار بن داود

1676- عبد الغفار بن داود 1: "خ، د، س، ق" ابن مهران بن زياد الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الصَّادِقُ، أَبُو صَالِحٍ البَكْرِيُّ الحَرَّانِيُّ ثُمَّ المِصْرِيُّ الإِفْرِيْقِيُّ المَوْلِدِ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَارَ بِهِ أَبُوْهُ وَهُوَ طِفْلٌ فَنَشَأَ بِالبَصْرَةِ، وَتَفَقَّه وَكَتَبَ العِلْمَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مِصْرَ مَعَ وَالِدِه. سَمِعَ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ وَزُهَيْرَ بنَ مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عَيَّاشٍ القِتْبَانِيَّ، وَاللَّيْثَ بنَ سَعْدٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ لَهِيْعَةَ وَيَعْقُوْبَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَارِئَ، وَأَبا المَلِيْحِ الرَّقِّيَّ وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عَيَّاشٍ وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَبِوَاسِطَةٍ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ وَأَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ نَافِعٍ الطَّحَّانُ وَالمِقْدَامُ بنُ دَاوُدَ الرُّعَيْنِيُّ، وَمُوْسَى بنُ عِيْسَى بنِ المُنْذِرِ، وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ العَلاَّفُ وَيَحْيَى بنُ عُثْمَانَ السَّهْمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ زُغْبَةَ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، وَالجَلاَلَةِ وَالحِشْمَةِ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: كَانَتْ أُمُّهُ بِنْتَ سَعِيْدِ بن يزيد الأزدي البَصْرِيِّ، قَدِمَ مِصْرَ مَعَ أَبِيْهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى، وَسِتِّيْنَ وَذَهَبَ إِلَى المَغْرِبِ قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً فَقِيْهاً عَلَى مَذْهَبِ أَبِي حَنِيْفَةَ، وَكَانَ أَحَدَ وُجُوْهِ المِصْرِيِّيْنَ قَدِمَ المَأْمُوْنُ مِصْرَ فَكَانَ عَبْدُ الغَفَّارِ يُجَالِسَهُ وَلَهُ مَعَهُ أَخْبَارٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعَ بِالبَصْرَةِ وَبِمِصْرَ وَالشَّامِ وَالجَزِيْرَةِ وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ لَهُ: الحَرَّانِيُّ وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ؛ لأَنَّ أَخَوَيْه عَبْدَ اللهِ وَعَبْدَ العَزِيْزِ وُلِدَا بِحَرَّانَ وَلَهُم ثَروَةٌ وَنِعمَةٌ وَوُلِدَ أَخَوَاهُ عَبْدُ الخَالِقِ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بِإِفْرِيْقِيَةَ ثُمَّ تَحَوَّلُوا مِنْهَا. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: مَاتَ أَبُو صَالِحٍ بِمِصْرَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: وَهِمَ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثمان وعشرين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1904"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 246". و"2/ 453"، والجرح والتعديل "6/ 289"، والإكمال لابن ماكولا "3/ 55"، والكاشف "2/ ترجمة 3464"، وتهذيب التهذيب "6/ 365"، وتقريب التهذيب "1/ 514"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4387".

عيسى بن دينار

1677- عيسى بن دينار 1: فَقِيْهُ الأَنْدَلُسِ وَمُفْتِيْهَا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ الغَافِقِيُّ القُرْطُبِيُّ. ارْتَحَلَ وَلَزِمَ ابْنَ القَاسِمِ مُدَّةً، وَعَوَّلَ عَلَيْهِ وَكَانَ صَالِحاً خَيِّراً وَرِعاً يُذْكَرُ بِإِجَابَةِ الدعوة. كَانَ ابْنُ وَضَّاحٍ يَقُوْلُ: هُوَ الَّذِي عَلَّمَ أَهْلَ الأَنْدَلُسِ الفِقْهَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَيْمَنَ: هُوَ كَانَ أَفْقَهَ مِنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى اللَّيْثِيِّ. وَقَالَ الفَقِيْهُ أَبَانُ بنُ عِيْسَى بنِ دِيْنَارٍ: كَانَ أَبِي قَدْ أَجْمَعَ عَلَى تَرْكِ الفُتْيَا بِالرَّأْيِ، وَأَحَبَّ الفَتْوَى بِالحَدِيْثِ فَأَعجَلَتْهُ المَنِيَّةُ عَنْ ذَلِكَ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الفِقْهِ، وَلَكِنَّهُ قَلِيْلُ الحَدِيْثِ. تُوُفِّيَ: سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَمائَتَيْنِ فِي سِنِّ الكُهُوْلَةِ رحمه الله.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 28".

عيسى بن أبان، وعون بن سلام

عيسى بن أبان، وعون بن سلام: 1678- عِيْسَى بنُ أَبَانٍ 1: فَقِيْهُ العِرَاقِ تِلْمِيْذُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ وَقَاضِي البَصْرَةِ. حَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ، وَهُشَيْمٍ وَيَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ. وَعَنْهُ: الحَسَنُ بنُ سَلاَّمٍ السَّوَّاقُ وَغَيْرُهُ. وَلَهُ تَصَانِيْفُ وَذَكَاءٌ مُفْرِطٌ وَفِيْهِ سَخَاءٌ وَجُودٌ زَائِدُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخَذَ عَنْهُ: بكار بن قتيبة. 1679- عون بن سلام 2: "م" الشَّيْخُ العَالِمُ المُعَمَّرُ الصَّادِقُ أَبُو جَعْفَرٍ الكُوْفِيُّ. سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ النَّهْشَلِيَّ، وَإِسْرَائِيْلَ بنَ يُوْنُسَ، وَزُهَيْرَ بنَ مُعَاوِيَةَ وَمُحَمَّدَ بنَ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ مَشْيَخَتِهِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ مُطَيَّنٌ وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ وَمُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ الخَطْمِيُّ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ الحَمَّالُ وَآخَرُوْنَ. وَعَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً. وَهُوَ صَدُوْقٌ مَا عَلِمتُ بِهِ بَأْساً. مَاتَ: فِي شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمِمَّنْ كَانَ بَعْدَ المائَتَيْنِ مِنْ رُؤُوْسِ المُتَكَلِّمِيْنَ وَالمُعْتَزِلَةِ: بِشْرُ بنُ غِيَاثٍ المَرِيْسِيُّ العَدَوِيُّ مَوْلَى آلِ زَيْدِ بنِ الخَطَّابِ، وَأَبُو سَهْلٍ بِشْرُ بنُ المُعْتَمِرِ الكُوْفِيُّ الأَبْرَصُ مِنْ كِبَارِ المُعْتَزِلَةِ وَمُصَنِّفِيْهِم، وَأَبُو مَعْنٍ ثُمَامَةُ بنُ أَشْرَسَ النُّمَيْرِيُّ البَصْرِيُّ، وَأَبُو الهُذَيْلِ مُحَمَّدُ بنُ الهُذَيْلِ العَلاَّفُ البَصْرِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَيَّارٍ البصري النظام، وهشام بن الحَكَمِ الكُوْفِيُّ الرَّافِضِيُّ المُجَسِّمُ وَضِرَارُ بنُ عَمْرٍو الَّذِي تُنْسَبُ الضِّرَارِيَّةُ إِلَيْهِ، وَأَبُو المُعْتَمِرِ مُعَمَّرُ بنُ عَبَّادٍ، وَقِيْلَ: مُعَمَّرُ بنُ عَمْرٍو البَصْرِيُّ العَطَّارُ وَهِشَامُ بنُ عَمْرٍو الفُوَطِيُّ، وَدَاوُدُ الجَوَارِبِيُّ وَالوَلِيْدُ بنُ أَبَانٍ الكَرَابِيْسِيُّ، وَابْنُ كَيْسَانَ الأَصَمُّ وَأَبُو مُوْسَى الفَرَّاءُ البَغْدَادِيُّ وَأَبُو مُوْسَى البَصْرِيُّ المُلَقَّبُ: بِالمَرْدَازِ، وَجَعْفَرُ بنُ حَرْبٍ وَجَعْفَرُ بنُ مُبَشِّرٍ وَآخَرُوْنَ. نَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ البِدَعِ وَأَنْ نقول على الله ما لا نعلم.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 157". 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 408"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 2161"، وتاريخ بغداد "12/ 293"، والكاشف "2/ ترجمة 4384"، والعبر "1/ 407"، والمغني "2/ ترجمة 4776"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6532" وتهذيب التهذيب "8/ 170"، وتقريب التهذيب "2/ 90"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5492"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 69".

زكريا بن عدي

1680- زكريا بن عدي 1: "خَ، ت" ابْنِ زُرَيْقٍ وَقِيْلَ: ابْنِ الصَّلْتِ الإِمَامُ الحَافِظُ الثَّبْتُ أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ مَوْلاَهُمْ الكُوْفِيُّ نَزِيْلُ بَغْدَادَ، أَخُو نَزِيْلِ مِصْرَ يُوْسُفَ بنِ عَدِيٍّ، وَكَانَ عَدِيٌّ ذِمِّيّاً فَأَسْلَمَ. حَدَّثَ زَكَرِيَّا عَنْ: حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَشَرِيْكٍ، وَأَبِي الأحوص وَهُشَيْمٍ، وَابْنِ المُبَارَكِ وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو الرَّقِّيِّ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ وَحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ البَرْبَهَارِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ خَارِجَ الصَّحِيْحِ، وَفِي الصَّحِيْحِ بِوَاسِطَةٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: كُوْفِيٌّ ثِقَةٌ رَجُلٌ صَالِحٌ مُتَقَشِّفٌ. وَقَالَ المُنْذِرُ بنُ شَاذَانَ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ زَكَرِيَّا بنِ عَدِيٍّ جَاءهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى فقَالاَ: أَخرِجْ إِلَيْنَا كِتَابَ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو فَقَالَ: مَا تَصْنَعُوْنَ بِهِ؟ خُذُوا حَتَّى أُملِيَ عَلَيْكُم كُلَّه وَكَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عدة من أصحاب الأعمش فيميز ألفاظهم.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 407"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 1407"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 726"، "2/ 667"، والكنى للدولابي "2/ 165"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 2712"، وتاريخ بغداد "8/ 455"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 396"، وتهذيب التهذيب "3/ 331"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2147"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 28".

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ: هُوَ ثِقَةٌ وَرِعٌ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمَّا احْتُضِرَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّيْ إِلَيْكَ مُشْتَاقٌ. قَالَ أَبُو عَوْفٍ البُزُوْرِيُّ: مَا كَتَبْتُ عَنْ أَحَدٍ أَفْضَلَ مِنْ زَكَرِيَّا بنِ عَدِيٍّ. وَقَالَ أَبُو يَحْيَى صَاعِقَةُ: قَدِمَ زَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ فَكَلَّمُوا لَهُ مَنْ يَسْتَعْمِلُه عَلَى قَرْيَةٍ فِي الشَّهرِ بِثَلاَثِيْنَ دِرْهَماً، فَرَجَعَ بعد شهر وقال: ليس أجدني أَعمَلُ بِقَدَرِ الأُجْرَةِ. وَاشْتَكَتْ عَيْنُهُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ بكحل فقال: أَنْتَ مِمَّنْ يَسْمَعُ الحَدِيْثَ مِنِّي؟ قَالَ: نَعَمْ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَه. وَقَدْ نَال مِنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ الكُوْفِيُّ بِلاَ حُجَّةٍ، وَقَالَ: مَا لَهُ وَلِلْحَدِيْثِ؟ هُوَ بِالتَّوْرَاةِ أَعْلَمُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ مِنْ مَوَالِي تَيْمِ اللهِ، وَكَانَ رَجُلاً صَالِحاً ثِقَةً قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي الحَارِثِ، وَغَيْرُهُ مَاتَ فِي ثَانِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ بِبَغْدَادَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ وَغَيْرُهُ إِجَازَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُوْسَى حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عَقِيْلٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ فِي نَخْلٍ لَهَا يُقَالُ لَهُ: الأَسْوَافُ فَفَرَشَتْ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَحْتَ صَوْرٍ لَهَا مَرْشُوْشٍ فَقَالَ: "الآنَ يَأْتِيْكُم رَجُلٌ من أهل الجنة". فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ: "الآنَ يَأْتِيكُم رَجُلٌ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ". فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: "الآنَ يَأْتِيكُم رَجُلٌ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ". قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَأْسَه مُطَأْطِئاً مِنْ تَحْتَ الصَّوْرِ ثُمَّ يَقُوْلُ: "اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلِيّاً". فَجَاءَ عَلَيٌّ ثُمَّ إِنَّ الأَنْصَارِيَّةَ ذَبَحَتْ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَاةً وَصَنَعَتْهَا فَأَكَلَ وَأَكَلْنَا فَلَمَّا حَضَرَتِ الظُّهْرُ قَامَ فَصَلَّى وَصَلَّيْنَا مَا تَوَضَّأَ وَلاَ تَوَضَّأْنَا، فَلَمَّا حَضَرَتِ العَصْرُ صَلَّى وَمَا تَوَضَّأَ وَلاَ تَوَضَّأْنَا. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ. أَخْرَجَه: التِّرْمِذِيُّ1 عَنْ عَبْدٍ عَنْ زكريا بن عدي.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "3/ 375، 387"، والترمذي "80" من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، به. قلت: إسناده حسن، ابن عقيل فيه كلام من قبل حفظه، لا ينزل به حديثه عن هذه المرتبة التي ذكرناها.

عبد الملك بن مسلمة

1681- عبد الملك بن مسلمة 1: الفَقِيْهُ أَبُو مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمْ البَصْرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَأَخَذَ عَنْ: مَالِكٍ وَاللَّيْثِ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: سَمُّوْيَه وَالحَسَنُ بنُ قُتَيْبَةَ العَسْقَلاَنِيُّ وَيَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صَالِحٍ. ضَعَّفَهُ: ابْنُ يُوْنُسَ وَابْنُ حِبَّانَ. قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: أَبطَأَ حَبِيْبٌ فَقَالَ مَالِكٌ: لِيَقْرَأْ بَعْضُكُم فَقَرَأَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَسْلَمَةَ فَلَمَّا مَرَّ بِابْنِ شِهَابٍ قَالَ: شِهَابٌ فَعَلَ ذَلِكَ مرَاراً وَضَجِرَ مَالِكٌ، وَكَانَ يَغِيْبُ فَيَكْتُبُ فِي أَلوَاحِهِ مَا يَسْمَعُ مِنْ مَالِكٍ فَيَقُوْلُ: أَنَا كَتَبْتُهُ فَيَعجَبُ مِنْ تَغَفُّلِهِ، وَقَرَأَ لَنَا عَلَى مَالِكٍ فِي النُّذُورِ قَالَ: فَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ "جُزْءاً وَفَتَىً مَكسُوْراً". فَضَحِكَ مَالِكٌ وَقَالَ: "جِرْوَ قِثَّاءٍ مَكْسُوراً" عَافَاكَ اللهُ رَوَاهَا: ابْنُ يُوْنُسَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ أَحْمَدَ بنِ السَّرْحِ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ فَذَكَرَهَا كُلَّهَا. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَجَدَّهُ هُوَ: يَزِيْدُ مَوْلَى جُزْءِ بنِ عَبْدِ العزيز بن مروان.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1735"، والمجروحين لابن حبان "2/ 134"، وميزان الاعتدال "2/ 664"، ولسان الميزان "4/ 68".

هشام بن عبيد الله

1682- هِشَامُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ 1: الرَّازِيُّ السُّنِّيُّ الفَقِيْهُ أَحَدُ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ. حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المُخْتَارِ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ العَطَّارُ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ وَحَمْدَانُ بنُ المُغِيْرَةِ وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم. وكان من بحورالعلم. قَالَ مُوْسَى بنُ نُصَيْرٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَقِيْتُ أَلْفاً وَسَبْعَ مائَةِ شَيْخٍ أَصْغَرُهُم عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَخَرَجَ مِنِّي فِي طَلَبِ العِلْمِ سَبْعُ مائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعظَمَ قَدْراً وَلاَ أَجَلَّ مِنْ هِشَامِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بِالرَّيِّ، وَأَبِي مُسْهِرٍ الغَسَّانِيِّ بِدِمَشْقَ. وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَلَيَّنَهُ وَسَاقَ لَهُ خَبَراً لاَ يُحْتَمَلُ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوْعاً: "الدَّجَاجُ غَنَمُ فُقَرَاءِ أُمَّتِي وَالجُمُعَةُ حَجُّهُم"2. وَقَالَ الشيخ أبوإسحاق فِي "طَبَقَاتِ الحَنَفِيَّةِ": هُوَ لَيِّنٌ فِي الرِّوَايَةِ وَفِي دَارِهِ مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ الخَرَّازُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ الرَّازِيَّ يَقُوْلُ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَلَيْسَ اللهُ يَقُوْلُ: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: 2] ؟ فَقَالَ: مُحْدَثٌ إِلَيْنَا وَلَيْسَ عِنْدَ اللهِ بِمُحْدَثٍ. قُلْتُ: لأَنَّه مِنْ عِلْمِ اللهِ وَعِلْمُ اللهِ لاَ يُوْصَفُ بِالحَدَثِ. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَرَّخُه: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ العَبْدِيُّ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 256"، والمجروحين لابن حبان "3/ 90"، وميزان الاعتدال "4/ 300"، ولسان الميزان "6/ 195"، وتهذيب التهذيب "11/ 47-48"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 49". 2 موضوع: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "3/ 90" من طريق هشام بن عبيد الله الرازي، عن ابن أبي ذئب، به. قلت: آفته هشام بن عبيد الله هذا، وقد أورد الذهبي الحديث في ترجمته في "الميزان" وقال: باطل. وأورده ابن حبان في ترجمته في "المجروحين" وقال في إثره: "موضوع لا أصل له".

أبو الجماهر

1683- أبو الجماهر 1: "د، ق" الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو الجُمَاهِرِ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ التَّنُوْخِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الكَفْرَسُوْسِيُّ. سَمِعَ: خُلَيْدَ بنَ دَعْلَجٍ وسعيد بن بشير، وسعيد بن عبد العزيز وَسُلَيْمَانَ بنَ بِلاَلٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عَيَّاشٍ وَالهَيْثَمَ بنَ حُمَيْدٍ وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وأبو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ، وَإِسْحَاقُ بنُ سَيَّارٍ وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُسْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ وَالحَسَنُ بنُ جَرِيْرٍ الصُّوْرِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ رَفِيْقُهُ أَبُو مُسْهِرٍ وَأَبُو حَاتِمٍ. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: كَانَ أَوْثَقَ مَنْ أَدرَكْنَا بِدِمَشْقَ وَرَأَيْتُ أَهْلَ البَلَدِ مُجْمِعِينَ عَلَى صَلاَحِهِ وَرَأَيتُهُم يُقَدِّمُونَهُ عَلَى هِشَامٍ وَعَلَى أَبِي أَيُّوْبَ يَعْنِي: ابْنَ بنت شرحبيل. وقال أبو داود: ثقة. وُلِدَ: سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ أَوْ سَنَةَ إِحْدَى. قُلْتُ: قَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْهُ وَعَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفصَحَ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا وَكَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا رَأَيْتُ أَفصَحَ مِنْهُ وَمِن أَبِي مُسْهِرٍ الغَسَّانِيِّ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ، وَالفَسَوِيُّ: مات سنة أربع وعشرين ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 557"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 134، 206"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 110"، والكاشف "3/ ترجمة 5125"، وتهذيب التهذيب "9/ 338"، وتقريب التهذيب "2/ 190" وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6489"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 55".

أبو همام الدلال

1684- أبو هَمَّام الدَّلَّال 1: "د، س، ق" محمد بن محبب الإِمَام الثِّقَةُ المُحَدِّثُ أَبُو هَمَّامٍ القُرَشِيُّ البَصْرِيُّ بَيَّاعُ الرَّقِيقِ. حَدَّثَ عَنْ: سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ السَّائِبِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ وَإِسْرَائِيْلَ بنِ يُوْنُسَ. وَعَنْهُ: رَجَاءُ بنُ مُرَجَّى وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البِرْتِيُّ القَاضِي، وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ وَأَبُو خَلِيْفَةَ الفَضْلُ بنُ الحباب وآخرون. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ وَرَوَى لَهُ هُوَ وَالنَّسَائِيُّ وَالقَزْوِيْنِيُّ. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، وَمائَتَيْنِ وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 783"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 414"، والكاشف "3/ ترجمة 5221"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8117"، وتهذيب التهذيب "9/ 427"، وتقريب التهذيب "2/ 204" وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6625"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 49".

عمرو بن عون

1685- عمرو بن عون 1: "خ، د" ابن أوس بن الجعد الحَافِظُ المُجَوِّدُ الإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ السُّلَمِيُّ الوَاسِطِيُّ البَزَّازُ. حَدَّثَ عَنْ: حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ وَشَرِيْكِ بنِ عَبْدِ اللهِ وَهُشَيْمٍ وَيَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَخَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ وَعُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ وَقَالَ فِيْهِ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: هُوَ مِمَّنْ يَزْدَادُ كُلَّ يَوْمٍ خَيْراً. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ قل من رأيت أثبت منه. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ حُجَّةٌ كَانَ يَحْفَظُ حديثه. وقال أحمد بن عبد الله العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ رَجُلٌ صَالِحٌ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ مَرَّةً فَأَطنَبَ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ. قُلْتُ: كَانَ عَالِماً بِهُشَيْمٍ جِدّاً. قَالَ حَاتِمُ بنُ اللَّيْثِ: مَاتَ عَمْرُو بنُ عَوْنٍ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العِمَادِ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَاغَدِيُّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ إِسْرَائِيْلَ عَنِ الرُّكَيْنِ بنِ الرَّبِيْعِ بنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ أَبِيْهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا أَكْثَرَ أَحَدٌ مِنَ الرِّبَا إلَّا كَانَ عَاقبَةُ أَمْرِهِ إِلَى قُلٍّ" 2. أَخْرَجَه القَزْوِيْنِيُّ عَنْ عَبَّاسِ بنِ جعفر عن عمرو بن عون.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 316"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2638"، والمعرفة والتاريخ "1/ 307، 341"، "2/ 33"، "3/ 277"، والكنى للدولابي "2/ 26"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1393"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 434"، والكاشف "2/ ترجمة 4273"، والعبر "1/ 286، 387"، وتهذيب التهذيب "8/ 86"، وتقريب التهذيب "2/ 76"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5354"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 52". 2 صحيح: أخرجه ابن ماجه "2279"، والطبراني في "الكبير" "10539"، والحاكم "2/ 37"، "4/ 317-318"، من طريق إسرائيل، عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن ابن مسعود، به. وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وأخرجه أحمد "1/ 395، 424"، وأبو يعلى "5042"، "5348"، "5349"، والطبراني في "الكبير" "10538" من طرق عن شريك، عن الركين بن الربيع، به. قلت: إسناده ضعيف، شريك، هو ابن عبد الله النخعي، سيئ الحفظ، لكنه قد توبع كما في الطريق السابق.

الربيع بن يحيى

1686- الربيع بن يحيى 1: "خ، د" ابن مقسم الأشناني، الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ، أَبُو الفَضْلِ المَرَئِيُّ البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: شُعْبَةَ، وَمَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ، وَمُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ وَزَائِدَةَ بنِ قُدَامَةَ وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَحَرْبٌ الكَرْمَانِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه، وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ البَجَلِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَأَمَّا الدَّارَقُطْنِيُّ فَلَيَّنَهُ. وَقَالَ الحَاكِمُ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: رَوَى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ فِي الجَمعِ بَيْنَ الصَّلاَتَينِ2. قال: وَهَذَا يُسقِطُ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ. يَعْنِي: مَنْ أَتَى بِهَذَا مِمَّنْ هُوَ صَاحِبُ مائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ أَثَّرَ فِيْهِ لِيْناً بِحَيْثُ تَنْحَطُّ رُتْبَةُ المائَةِ أَلْفٍ عَنْ دَرَجَةِ الاحْتِجَاجِ، وَإِنَّمَا هَذَا عَلَى سَبِيْلِ المُبَالَغَةِ فَكَمْ مِمَّنْ قَدْ رَوَى مائَتَيْ حَدِيْثٍ وَوَهِمَ مِنْهَا فِي حَدِيْثَيْنِ وَثَلاَثَةٍ وَهُوَ ثِقَةٌ؟. قَالَ ابْنُ قَانِعٍ: مَاتَ الأُشْنَانِيُّ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: كَانَ معمرًا من أبناء التسعين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 955"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 213، 241"، 2/ 103، 222"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 2106"، وتاريخ بغداد "8/ 417"، والعبر "1/ 390" والكاشف "1/ ترجمة 1555"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 2747"، والمغني "1/ ترجمة 2101"، وتهذيب التهذيب "3/ 252"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2035"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 53". 2 أورده ابن أبي حاتم في "العلل" "1/ 116، 313" قال: "سمعت أبي وقيل له: حديث مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجمع بين الصلاتين فقال: حدثنا الربيع بن يحيى، عن الثوري غير إنه باطل عندي هذا خطأ لم أدخله في التصنيف وأراد أبا الزبير عن جابر أو أبا الزبير عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ والخطأ من الربيع". ا. هـ. قلت: ورواية أبي الزبير عن سعيد بن جبير؛ أخرجها مالك "1/ 144"، ومن طريقه مسلم "705" "49" عن أبي الزبير، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا في غير خوف ولا سفر".

الوحاظي

1687- الوحاظي 1: "خَ، م" الإِمَامُ العَالِمُ الحَافِظُ الفَقِيْهُ أَبُو زكريا يحيى بن صالح الوُحَاظِيُّ الدِّمَشْقِيُّ وَقِيْلَ: الحِمْصِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وَفُلَيْحُ بنُ سُلَيْمَانَ وَزُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَحَمَّادِ بنِ شُعَيْبٍ الكُوْفِيِّ وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، وَعُفَيْرِ بنِ مَعْدَانَ وَسَعِيْدِ بنِ بَشِيْرٍ وَسُلَيْمَانَ بنِ عَطَاءٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُهَاجِرٍ وَسَلَمَةَ بنِ كُلْثُوْمٍ وَمُعَاوِيَةَ بنِ سَلاَّمٍ الحَبَشِيِّ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَهُوَ وَالبَاقُوْنَ سِوَى النَّسَائِيِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ وَابْنُ وَارَةَ وَأَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الحَوْطِيَّانِ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ القَاسِمِ الرَّوَّاسُ وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الجَكَّانِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صدوق. وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ: حَسَنُ الحَدِيْثِ صَاحِبُ رَأْيٍ وَكَانَ عَدِيلَ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الفَقِيْهِ إلى مكة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 473"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3009"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 206"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 2034"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 657"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 413"، والكاشف "3/ ترجمة 6293"، والمغني "2/ ترجمة 6991"، والعبر "1/ 358" وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9545"، وتهذيب التهذيب "11/ 229"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 50".

قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ المِصْرِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ صَالِحٍ بِثَلاَثَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً عَنْ مَالِكٍ مَا وَجَدنَا لَهَا أَصْلاً عِنْدَ غَيْرِهِ. وَمِمَّنْ وَثَّقَهُ: ابْنُ عَدِيٍّ، وَابْنُ حِبَّانَ وَغَمَزَهُ بَعْضُ الأَئِمَّةِ لِبِدْعَةٍ فِيْهِ لاَ لِعَدَمِ إِتْقَانٍ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِن أَصْحَابِ الحَدِيْثِ أَنَّ يَحْيَى بنَ صَالِحٍ قَالَ: لَوْ تَرَكَ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ عَشْرَةَ أَحَادِيْثَ يَعْنِي: هَذِهِ الَّتِي فِي الرُّؤْيَةِ ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: كَأَنَّهُ نَزَعَ إِلَى رَأْيِ جَهْمٍ. قُلْتُ: وَالمُعْتَزِلَةُ تَقُوْلُ: لَوْ أَنَّ المُحَدِّثِيْنَ تَرَكُوا أَلفَ حَدِيْثٍ فِي الصِّفَاتِ، وَالأَسْمَاءِ وَالرُّؤْيَةِ، وَالنُّزُولِ لأَصَابُوا وَالقَدَرِيَّةُ تَقُوْلُ: لَوْ أَنَّهُم تَرَكُوا سَبْعِيْنَ حَدِيْثاً فِي إِثْبَاتِ القَدَرِ وَالرَّافِضَةُ تَقُوْلُ: لَوْ أَنَّ الجُمْهُوْرَ تَرَكُوا مِنَ الأَحَادِيْثِ الَّتِي يَدَّعُونَ صِحَّتَهَا أَلفَ حَدِيْثٍ لأَصَابُوا، وَكَثِيْرٌ مِنْ ذَوِي الرَّأْيِ يَرُدُّوْنَ أَحَادِيْثَ شَافَهَ بِهَا الحَافِظُ المُفْتِي المُجْتَهِدُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيَزْعُمُوْنَ أَنَّهُ مَا كَانَ فَقِيْهاً، وَيَأْتُونَنَا بِأَحَادِيْثَ سَاقِطَةٍ أَو لاَ يُعْرَفُ لَهَا إِسْنَادٌ أَصْلاً مُحْتَجِّينَ بِهَا. قُلْنَا: وَلِلْكُلِّ مَوْقِفٌ بَيْنَ يَدِيِ اللهِ تَعَالَى يَا سُبْحَانَ اللهِ! أَحَادِيْثُ رُؤْيَةِ اللهِ فِي الآخِرَةِ مُتَوَاتِرَةٌ، وَالقُرْآنُ مُصَدِّقٌ لَهَا فَأَيْنَ الإِنْصَافُ?! قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ: يَحْيَى الوُحَاظِيُّ حمصي جهمي. قُلْتُ: قَدْ كَانَ يُنْكِرُ الإِرْجَاءَ فَقَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ صَالِحٍ عَنِ الإِيْمَان فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو المَلِيْحِ سَمِعْتُ مَيْمُوْنَ بنَ مِهْرَانَ يَقُوْلُ: أَنَا أَقْدَمُ مِنَ الإِرْجَاءِ. قُلْتُ: قَدِمَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ حِمْصَ فَمَا أَخَذَ عَنْ يَحْيَى شَيْئاً. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ يَحْيَى بنِ صَالِحٍ فَقَالَ: رَأَيْتُهُ فِي جَنَازَةِ أَبِي المُغِيْرَةِ فَجَعَلَ أَبِي يُضَعِّفُهُ. وَقَالَ إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ: حَدَّثَنَا الوُحَاظِيُّ وَكَانَ مُرْجِئاً خَبِيْثاً دَاعِيَ دَعْوَةٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ، وَكِيْعاً يَقُوْلُ لِيَحْيَى الوُحَاظِيِّ: اجتَنِبِ الرَّأْيَ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا حَنِيْفَةَ رَحِمَهُ اللهُ يَقُوْلُ: البَوْلُ فِي المَسْجِدِ أَحْسَنُ مِنْ بَعْضِ قِيَاسِهِم. قَالَ جَمَاعَةٌ: مَاتَ الوُحَاظِيُّ سنة اثنين وعشرين ومائتين.

أحمد بن يونس

1688- أحمد بن يونس 1: "ع" الإِمَامُ الحُجَّةُ الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ التَّمِيْمِيُّ اليَرْبُوْعِيُّ الكُوْفِيُّ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّه تَخْفِيْفاً. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ تَخْمِيْناً. سَمِعَ مِنْ: جَدِّه يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ اليَرْبُوْعِيِّ. وَمِنِ: ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَإِسْرَائِيْلَ وَالحَسَنِ بنِ صَالِحٍ وَزَائِدَةَ بنِ قُدَامَةَ وَعَاصِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ العُمَرِيِّ وعبد العزيز بن الماجشون، وزهير بن معاوية وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ وَخَلْقٍ. وَكَانَ عَارِفاً بِحَدِيْثِ بَلَدِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَهُوَ مِنْ كُبَرَاءِ شُيُوْخِهِ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى الحُلْوَانِيُّ، وَأَبُو حُصَيْنٍ الوَادِعِيُّ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ شَرِيْكٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: عَمَّنْ أَكْتُبُ؟ قَالَ: ارْحَلْ إِلَى أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ فَإِنَّهُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ. وَقَالَ أبو حاتم: كان ثقة متقنًا. قَالَ أَبُو دَاوُدَ صَاحِبُ السُّنَنِ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ يُوْنُسَ فَقَالَ: لاَ تُصَلِّ خَلْفَ مَنْ يَقُوْلُ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ هَؤُلاَءِ كُفَّارٌ. بَلَغَنَا عَنْ أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ قَالَ: قُلْتُ: إِذَا رَجَعتُ مِنْ عِنْدِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أَخَذتُ نَفْسِي بِخَيْرِ مَا عَلِمتُ وَإِذَا أَتَيتُ مَالِكَ بنَ مِغْوَلٍ تَحَفَّظْتُ مِنْ لِسَانِي وَإِذَا أَتَيتُ شَرِيْكاً رَجَعتُ بِعَقْلٍ تَامٍّ، وَإِذَا أَتَيتَ مِنْدَلَ بنَ عَلِيٍّ أَهَمَّتنِي نَفْسِي مِنْ حُسْنِ صَلاَتِه. قُلْتُ: مِنْ جَلاَلَةِ أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ عِنْدَ البُخَارِيِّ أَنَّهُ رَوَى أَيْضاً عَنْ يُوْسُفَ بنِ مُوْسَى عَنْهُ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سنة سبع وعشرين ومائتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 405"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 1502"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 79"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 401"، والعبر "1/ 398"، والكاشف "1/ ترجمة 52"، وتهذيب التهذيب "1/ 50"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 59".

أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ شَرِيْكٍ الأَسَدِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيْلٍ مِن خُلَّتِهِ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذاً خَلِيْلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيْلاً" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ كُوْفِيُّ الإِسْنَادِ حَدَّثَ بِهِ: السُّفْيَانَانِ، وَوَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ عَنِ الأَعْمَشِ. أَخْرَجَهُ: مسلم والنسائي وابن ماجه. وَقَدْ سُقتُ لابْنِ يُوْنُسَ حَدِيْثاً آخَرَ فِي تَرْجَمَةِ زَائِدَةَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ كِتَابَةً عَنْ مَسْعُوْدٍ الجَمَّالِ، وَأَبِي الفَضَائِلِ الكَاغَدِيِّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُبَيْشٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى الحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ فُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رألى رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أَنَّهُ قِيْلَ لَهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَمَرَكُم نَبِيُّكُم؟ قَالَ: أَمَرَنَا أَنْ نُسَبِّحَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ وَنَحمدَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ، وَنُكَبِّرَ أَرْبَعاً وَثَلاَثِيْنَ. قَالَ: فَسبِّحُوا خَمْساً وَعِشْرِيْنَ وَاحمِدُوا خَمْساً وَعِشْرِيْنَ، وَكبِّرُوا خَمْساً وَعِشْرِيْنَ وَهَلِّلُوا خَمْساً وَعِشْرِيْنَ فَتلكَ مائَةٌ. فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "افعلُوا كَمَا قَالَ الأَنْصَارِيُّ". أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ2 عَنْ أَبِي زرعة.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2383" "7"، وابن ماجه "93" من طريق الأعمش به. 2 صحيح: أخرجه النسائي "3/ 76" من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، به. وأخرجه أحمد "5/ 184"، والدارمي "1/ 312"، وابن خزيمة "752" من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن كثير بن أفلح، عن زيد بن ثابت، به.

علي بن الجعد

1689- علي بن الجعد 1: "خ، د" ابن عبيد الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ مُسْنِدُ بَغْدَادَ أَبُو الحَسَنِ البغدادي الجَوْهَرِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: شُعْبَةَ وَابْنِ أَبِي ذئب وحريز بن عثمان أحمد صِغَارِ التَّابِعِيْنَ، وَجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَالمَسْعُوْدِيِّ وَفُضَيْلِ بنِ مَرْزُوْقٍ، وَالقَاسِمِ بنِ الفَضْلِ الحُدَّانِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ، وَمُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ وَيَزِيْدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيِّ وَمَعْرُوْفِ بنِ وَاصِلٍ وَهَمَّامِ بنِ يَحْيَى وَبَحْرِ بن كنيز السقاء، وجسر بن الحسن والحسين بنِ صَالِحِ بنِ حَيٍّ وَالحَمَّادَيْنِ وَالرَّبِيْعِ بنِ صَبِيْحٍ وَسُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ، وَسَلاَّمِ بنِ مِسْكِيْنٍ وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ، وَصَخْرِ بنِ جُوَيْرِيَةَ وَعَاصِمِ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ بَهْرَامَ وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ وَعَلِيِّ بنِ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيِّ وَقَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ، وَمُحَمَّدِ بنِ رَاشِدٍ وَمُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ وَمُحَمَّدِ بنِ مُطَرِّفٍ، وَوَرْقَاءَ بنِ عُمَرَ وَأَبِي الأشهب العطاري وَأَبِي عَقِيْلٍ يَحْيَى بنِ المُتَوَكِّلِ وَخَلْقٍ سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَخَلَفُ بنُ سَالِمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ شيئًا يسيرًا، وأحمد بن إبراهيم الدورقي وَالزَّعْفَرَانِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَعِيْدٍ المَرْوَزِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ يحيى ابن مُحَمَّدِ بنِ خَالِدٍ البَرَاثِيُّ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى الحُلْوَانِيُّ، وَصَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ وَعُمَرُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي غَيْلاَنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدُوْسِ بنِ كَامِلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يحيى المرزوي وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِسْحَاقَ الصُّوْفِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ المَهْرِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي أَيُّوْبَ سَمِعْتُ أَبِي سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ الجَعْدِ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ الأَعْمَشَ وَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ شَيْئاً. وَقَالَ مُوْسَى بنُ الحَسَنِ السَّقَلِيُّ: قَالَ لَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ: قَدِمتُ البَصْرَةَ سَنَةَ سِتٍّ، وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ وَكَانَ سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ حَيّاً. قَالَ نِفْطَوَيْه1: كَانَ عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ أَكْبَرَ مِنْ بَغْدَادَ بِعَشْرِ سِنِيْنَ، وَكَانَ أَبُو القَاسِمِ البغوي أكبر من سامرًا بست سنين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 338"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2362"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1225"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 974"، والكامل لابن عدي "5/ ترجمة 1367"، وتاريخ بغداد "11/ 360"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 400". والكاشف "2/ ترجمة 3946"، والعبر "1/ 406"، والمغني "2/ ترجمة 4231"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5798"، وتهذيب التهذيب "7/ 289"، وتقريب التهذيب "2/ 33"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4953"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 68". 1 هو نحوي بغداد: أَبُو عَبْدِ اللهِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عرفة الواسطي نفطويه المتوفى في سنة "323هـ".

قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: أُخْبِرْتُ عَنْ مُوْسَى بنِ دَاوُدَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ، وَكُنَّا عِنْدَ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فَأَملَى عَلَيْنَا عِشْرِيْنَ حَدِيْثاً فَحَفِظَهَا وَأَملاَهَا عَلَيْنَا. وَقَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ خَلَفَ بنَ سَالِمٍ يَقُوْلُ: صِرتُ أَنَا، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ مَعِيْنٍ إِلَى عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا كُتُبَهُ، وَأَلقَاهَا بَيْنَ أَيدِينَا وَذَهَبَ وَظَنَنَّا أَنَّهُ يَتَّخِذُ لَنَا طَعَاماً فَلَمْ نَجِدْ فِي كُتُبِهِ إلَّا خَطَأً وَاحِداً، فَلَمَّا فَرَغنَا مِنَ الطَّعَامِ قَالَ: هَاتُوا فَحَدَّثَ بِكُلِّ شَيْءٍ كَتَبنَاهُ حِفْظاً. عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مَنْصُوْرٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً قَالَهُ: فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ البَغَوِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ الجَعْدِ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عن سفيان بن عيينة سنة ستين ومئة بِالكُوْفَةِ أَملَى عَلَيْنَا مِنْ صَحِيفَةٍ. قَالَ خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَيَّامُ: سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ يقول: كان علي بن الجعد يحدث بثلاث أَحَادِيْثَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ عَنْ شُعْبَةَ وَكَانَ عِنْدَهُ عَنْ مَالِكٍ ثَلاَثَةُ أَحَادِيْثَ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيُّ: سَأَلْتُ عَبْدُوْسَ بن هانىء عن حَالِ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ أَنِّي لَقِيْتُ أَحْفَظَ مِنْهُ فَقَالَ: كَانَ يُتَّهَمُ بِالجَهْمِ! قَالَ: قَدْ قِيْلَ هَذَا، وَلَمْ يَكُنْ كَمَا قَالُوا إلَّا أَنَّ ابْنَهُ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ كَانَ عَلَى قَضَاءِ بَغْدَادَ وَكَانَ يَقُوْلُ بِقَوْلِ جَهْمٍ قَالَ: وَكَانَ عِنْد عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ نَحْوٌ مِنْ أَلفٍ وَمائَتَيْ حَدِيْثٍ، وَكَانَ قَدْ لَقِيَ المَشَايِخَ فَزَهِدتُ فِيْهِ بِسَبَبِ هَذَا القَوْلِ ثُمَّ نَدِمتُ بَعْدُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ زِيَادٍ السُّوْسِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيَّ، وَذَكَرَ عَلِيَّ بنَ الجَعْدِ فَقَالَ: لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُكْتَبَ عَنْهُ وَضَعَّفَ أَمرَهُ جِدّاً. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ: عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ مُتَشَبِّثٌ بِغَيْرِ بِدْعَةٍ زَائِغٌ عَنِ الحَقِّ. وَقَالَ أَبُو يَحْيَى النَّاقِدُ: سَمِعْتُ أَبَا غَسَّانَ الدُّوْرِيَّ يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ فَذَكَرُوا حَدِيْثَ ابْنِ عُمَرَ: كُنَّا نُفَاضِلُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَقُوْلُ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ فَيَبْلُغُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلاَ ينكره1. فقال علي: انظروا إلى هذا

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3697" من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عَنْ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قال: كنا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا نعدل بأبي بكر أحدا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم".

الصبي هو لم يُحسِنْ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَه يَقُوْلُ: كُنَّا نُفَاضِلُ! وَكُنْتُ عِنْدَهُ فَذَكَرُوا حَدِيْثَ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ" 1. قَالَ: مَا جَعَلَهُ اللهُ سَيِّداً. قُلْتُ: أَبُو غَسَّانَ لاَ أَعرِفُ حَالَهُ فَإِنْ كَانَ قَدْ صَدَقَ فَلَعَلَّ ابْنَ الجَعْدِ قَدْ تَابَ مِنْ هَذِهِ الوَرطَةِ بَلْ جَعَلَهُ سَيِّداً عَلَى رَغْمِ أَنْفِ كُلِّ جَاهِلٍ، فَإِنَّ مَنْ أَصَرَّ عَلَى مِثْلِ هَذَا مِنَ الرَدِّ عَلَى سَيِّدِ البَشَرِ يَكْفُرُ بِلاَ مَثْنَوِيَّةٍ، وَأَيُّ سُؤْدُدٍ أَعْظَمُ مِنْ أَنَّهُ بُوْيِعَ بِالخِلاَفَةِ، ثُمَّ نَزَلَ عَنِ الأَمرِ لِقَرَابَتِهِ، وَبَايَعَهُ عَلَى أَنَّهُ وَلِيُّ عَهْدِ المُؤْمِنِيْنَ، وَأَنَّ الخِلاَفَةَ لَهُ مِنْ بَعْدِ مُعَاوِيَةَ حَسْماً لِلْفِتْنَةِ، وَحَقْناً لِلدِّمَاءِ، وَإِصْلاَحاً بَيْنَ جُيُوْشِ الأُمَّةِ لِيَتَفَرَّغُوا لِجِهَادِ الأَعدَاءِ، وَيَخلُصُوا مِنْ قِتَالِ بَعْضِهِم بَعْضاً، فَصَحَّ فِيْهِ تَفَرُّسُ جَدِّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعُدَّ ذَلِكَ مِنَ المُعْجِزَاتِ، وَمِن بَابِ إِخبَارِهِ بِالكَوَائِنِ بَعْدَهُ، وَظَهَرَ كَمَالُ سُؤْدُدِ السَّيِّدِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ رَيْحَانَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَحَبِيْبِه وَللهِ الحَمْدُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بنِ الجَعْدِ: بَلَغَنِي أَنَّكَ قُلْتَ: ابْنُ عُمَرَ ذَاكَ الصَّبِيُّ قَالَ: لَمْ أَقُلْ وَلَكِنَّ معاوية ما أكره أن يعذبه الله. وَقَالَ هَارُوْنُ بنُ سُفْيَانَ المُسْتَمْلِي: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ فَذَكَرَ عُثْمَانَ فَقَالَ: أَخَذَ مِنْ بَيْتِ المَالِ مائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ فَقُلْتُ: لاَ وَاللهِ مَا أَخَذَهَا إلَّا بِحَقٍّ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: عَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ أَعْلَى عِنْدِي مِنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ عَلِيٌّ وُسِمَ بِمَيسَمِ سُوءٍ قَالَ: مَا يَسُوؤُنِي أَنْ يُعَذَّبَ مُعَاوِيَةُ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ: لِمَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ؟ قَالَ: نَهَانِي أَبِي أَنْ أَذهَبَ إِلَيْهِ وَكَانَ يَبلُغُه عَنْهُ أَنَّهُ يَتَنَاوَلُ الصَّحَابَةَ. قَالَ زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ فَقَالَ الهَيْثَمُ: وَمِثْلُهُ يُسْأَلُ عَنْهُ!؟ فَقَالَ أَحْمَدُ: أَمسِكْ أَبَا عَبْدِ اللهِ. فَذَكَرَهُ رَجُلٌ بِشَرٍّ فَقَالَ أَحْمَدُ: وَيَقَعُ فِي أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ؟ فَقَالَ زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ فَسَأَلُوْهُ عَنِ القُرْآنِ فَقَالَ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ، وَمَنْ قَالَ: مَخْلُوْقٌ لَمْ أُعَنِّفْه. فَقَالَ أَحْمَدُ: بَلَغَنِي عَنْهُ أَشَدُّ مِنْ هذا.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 44، 51"، والبخاري "2704"، "3629"، "3746"، "3746"، "7109"، وأبو داود "4662"، والترمذي "2773"، والنسائي "3/ 107"، والبزار "2639"، والطبراني "2591"، "2594"، وأبو نعيم في "الحلية" "2/ 35" من طريق الحسن، عن أبي بكرة مرفوعا بلفظ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين".

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ لاَ يَرَى الكِتَابَةَ عَنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ وَلاَ سَعِيْدِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَرَأَيْتُهُ فِي كِتَابِهِ مضروبًا عليهما. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ حَمَّادٍ المُقْرِئُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ فَقَالَ: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ ثِقَةٌ صَدُوْقٌ قُلْتُ: فَهَذَا الَّذِي كَانَ مِنْهُ؟ فَقَالَ: أَيْشٍ كَانَ مِنْهُ؟ ثِقَةٌ صَدُوْقٌ. وَقَالَ فِيْهِ مُسْلِمٌ: هُوَ ثِقَةٌ لَكِنَّه جَهْمِيٌّ. وَقُلْتُ: وَلِهَذَا مَنَعَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَلَدَيْهِ مِنَ السَّمَاعِ مِنْهُ. وَقَدْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ يَتَنَطَّعُوْنَ فِي مَنْ لَهُ هَفْوَةٌ صَغِيْرَةٌ تُخَالِفُ السُّنَّةَ، وَإِلاَّ فَعَلِيٌّ إِمَامٌ كَبِيْرٌ حُجَّةٌ يُقَالُ: مَكَثَ سِتِّيْنَ سَنَةً يَصُوْمُ يَوْماً، وَيُفْطِرُ يَوْماً. وَبِحَسْبِكَ أَنَّ ابْنَ عَدِيٍّ يَقُوْلُ فِي كَامِلِهِ: لَمْ أَرَ فِي رِوَايَاتِه حَدِيْثاً مُنْكَراً إِذَا حَدَّثَ عَنْهُ ثِقَةٌ. وَقَدْ قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ أَبِي النَّضْرِ. وَعَنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ: قَالَ: سَمِعْتُ بِمَكَّةَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا كَانَ أَحْفَظَ عَلِيَّ بنَ الجَعْدِ لِحَدِيْثِه! وَهُوَ صَدُوْقٌ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: أَحضَرَ المَأْمُوْنُ أَصْحَابَ الجَوْهَرِ فَنَاظَرَهُم عَلَى مَتَاعٍ كَانَ مَعَهُم ثُمَّ نَهَضَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَامَ لَهُ كُلُّ مَنْ فِي المَجْلِسِ إلَّا عَلِيَّ بن الجَعْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ كَالمُغْضَبِ ثُمَّ اسْتَخْلاَهُ فَقَالَ: يَا شَيْخُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُوْمَ؟ قَالَ: أَجلَلْتُ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ لِلْحَدِيْثِ الَّذِي نَأْثُرُهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ مُبَارَكَ بنَ فَضَالَةَ سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَاماً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" 1. فَأَطرَقَ المَأْمُوْنُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: لاَ يُشتَرَى إلَّا مِنْ هَذَا فَاشْتَرَوْا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ بِثَلاَثِيْنَ ألف دينار.

_ 1 صحيح: أخرجه الخطيب في "تارخ بغداد" "11/ 361"، وهو مرسل، لكنه قد ورد من وجه آخر، فقد أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 586"، وأحمد "4/ 91، 93"، والبخاري في "الأدب المفردة" "977"، وأبو داود "5229"، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" "1532"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" "1/ 219"، والبغوي في "شرح السنة" "3330" من طرق عن حبيب بن الشهيد عن أبي مجلز قال: دخل معاوية بيتا فيه عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ وَعَبْدِ اللهِ بنِ عامر، فقام ابن عامر، وثبت ابن الزبير، وكان أوزنهما، فقال معاوية: اجلس يا ابن عامر، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من أحب أن يمثل له الرجل قياما". الحديث. وأخرجه أحمد "4/ 100" من طريق مروان بن معاوية الفزاري، والدولابي في "الكنى" "1/ 95" من طريق إسماعيل بن إبراهيم صاحب الكرابيسي كلاهما عن حبيب بن الشهيد، به، وأخرجه الترمذي "2755" من طريق سفيان -وهو الثوري- ومن طريق أبي أسامة كلاهما عن حبيب بن الشهيد، به.

قَالَ البَغَوِيُّ: تُوُفِّيَ لِسِتٍّ بَقِيْنَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقَدِ اسْتَكمَلَ سِتّاً وَتِسْعِيْنَ سنة. أخبرنا أبو بكر بن خَطِيْبِ بَيْتِ الآبَارِ1 وَعِدَّةٌ قَالُوا: أَخْبَرْنَا ابْنُ اللَّتِّيِّ حَدَّثَنَا أَبُو الوَقْتِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ أَبِي شُرَيْحٍ أَخْبَرَنَا البَغَوِيُّ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ سَمِعْتُ جَابِراً يَقُوْلُ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَنْ هَذَا"؟ فَقُلْتُ: أَنَا. فَقَالَ: "أَنَا أَنَا"، كَأَنَّهُ كَرِهَهُ. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ2 عَنْ أَبِي الوَلِيْدِ عَنْ شُعْبَةَ.

_ 1 بيت الآبار: جمع بئر، وهي قرية يضاف إليها كورة من غوطة دمشق فيها عدة قرى. وأبو بكر، هو ابن عبد الله بن عمر بن يوسف بن يحيى، الشيخ محيي الدين بن الخطيب نجيب الدين المقدسي ثم الآباري المؤذن. ولد سنة أربع وعشرين وستمائة "624هـ-1227م" وسمع أباه وعمه وجدته زينب بنت عبد الرزاق، وابن اللتي، والاربلي. مات في شعبان سنة تسع وتسعين وستمائة "699هـ-1300م". ترجم له الحافظ الذهبي في "مشيخته" رقم "1010" "ج2/ ص407". 2 صحيح: أخرجه البُخَارِيُّ "6250"، وَمُسْلِمٌ "2155"، وَأَبُو دَاوُدَ "5187"، وَالتِّرْمِذِيُّ "2711"، وَابْنُ مَاجَهْ "3709" من طرق عن شعبة، به.

الطبقة الثانية عشرة

الطبقة الثانية عشرة: 1690- بشر بن الحارث 1: ابن عبد الرحمن بن عطاء الإِمَامُ العَالِمُ المُحَدِّثُ الزَّاهِدُ الرَّبَّانِيُّ القُدْوَةُ شَيْخُ الإسلام أبو نصر المروزي، ثم البغداي المَشْهُوْرُ: بِالحَافِي ابْنُ عَمِّ المُحَدِّثِ عَلِيِّ بنِ خَشْرَمٍ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَارْتَحَلَ فِي العِلْمِ فَأَخَذَ عَنْ: مَالِكٍ وَشَرِيْكٍ وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَأَبِي الأَحْوَصِ وَخَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانِ وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، وَالمُعَافَى بنِ عِمْرَانَ، وَابْنِ المُبَارَكِ، وَعَبْدِ الرحمن بن زيد بن أسلم وعدة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الجَوْهَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُثَنَّى السِّمْسَارُ لاَ العَنْزِيُّ وَسَرِيٌّ السَّقَطِيُّ، وَعُمَرُ بنُ مُوْسَى الجَلاَّءُ وَإِبْرَاهِيْمُ بن هانىء النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَقَلَّ مَا رَوَى مِنَ المُسْنَدَاتِ. كَانَ يَزُمُّ نَفْسَه فَقَدْ كَانَ رَأْساً فِي الوَرَعِ وَالإِخْلاَصِ ثُمَّ إِنَّهُ دَفَنَ كُتُبَهُ. أَخْبَرَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ إِذْناً أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ أَخْبَرَنِي أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى السِّمْسَارُ سَمِعْتُ بِشْرَ بنَ الحَارِثِ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ العَوْفِيَّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "اتَّخَذَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَاتِماً فَلَبِسَهُ ثُمَّ أَلقَاهُ"2. العَوْفِيُّ: هُوَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ. رُوِيَ عَنْ بِشْرٍ أَنَّهُ قِيْلَ لَهُ: ألَّا تُحَدِّثُ؟ قَالَ: أَنَا أَشْتَهِي أَنْ أُحَدِّثَ وَإِذَا اشتَهَيتُ شَيْئاً تَرَكْتُه. وَقَالَ إِسْحَاقُ الحَرْبِيُّ: سَمِعْتُ بِشْرَ بن الحَارِثِ يَقُوْلُ: لَيْسَ الحَدِيْثُ مِنْ عُدَّةِ المَوْتِ. فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ خَرَجتَ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ. فَقَالَ: أَتُوبُ إِلَى اللهِ. وَعَنْ أَيُّوْبَ العَطَّارِ أَنَّهُ سَمِعَ بِشْراً يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ ... ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ إِنَّ لِذِكْرِ الإِسْنَادِ فِي القَلْبِ خُيَلاَءَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ المَرْوَزِيُّ: سَمِعْتُ بِشْراً يَقُوْلُ: الجُوعُ يُصَفِّي الفُؤَادَ، وَيُمِيتُ الهَوَى وَيُورِثُ العِلْمَ الدَّقِيْقَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عُثْمَانَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بنَ الحَارِثِ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأَشتَهِي شِوَاءً مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً مَا صَفَا لي درهمه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 342"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1354"، وحلية الأولياء "8/ 336"، وتاريخ بغداد "7/ 67"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 114"، والعبر "1/ 399"، وتهذيب التهذيب "1/ 444"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 249"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 60". 2 صحيح: أخرجه البخاري "5868"، ومسلم "2093"، وأبو داود "4221" من طريق ابن شهاب قال: حدثني أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه رأى في يَدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاتما من ورق يوما واحدا، ثم إن الناس اصطنعوا الخواتيم من ورق ولبسوها، فطرح رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمه، فطرح الناس خواتيمهم". واللفظ للبخاري.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَثَّامٍ قَالَ: أَقَامَ بِشْرُ بنُ الحَارِثِ بِعَبَّادَانَ يَشْرَبُ مَاءَ البَحْرِ، وَلاَ يَشْرَبُ مِنْ حِيَاضِ السُّلْطَانِ حَتَّى أَضَرَّ بِجَوفِهِ، وَرَجَعَ إِلَى أُخْتِهِ وَجِعاً، وَكَانَ يَعْمَلُ المَغَازِلَ وَيَبِيعُهَا فَذَاكَ كَسْبُه. قَالَ الحَافِظُ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ نُعَيْمٍ قَالَ: رَأَيْتُهُم جَاؤُوا إِلَى بِشْرٍ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الحَدِيْثِ عَلِمتُم أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْكُم فِيْهِ زَكَاةٌ كَمَا يَجِبُ عَلَى مَنْ مَلَكَ مائَتَيْ دِرْهَمٍ خَمْسَةٌ. قُلْتُ: هَذَا عَلَى المُبَالَغَةِ وَإِلاَّ فَإِنْ كَانَتِ الأَحَادِيْثُ فِي الوَاجِبَاتِ فَهِيَ مُوْجِبَةٌ، وَإِنْ كَانَتْ فِي فَضَائِل الأَعْمَالِ فَهِيَ فَاضِلَةٌ لَكِنْ يَتَأَكَّدُ العَمَلُ بِهَا عَلَى المُحَدِّثِ. قَالَ أَبُو نَشِيْطٍ: نَهَانِي بِشْرٌ عَنِ الحَدِيْثِ وَأَهلِهِ. وَقَالَ: أَتَيتُ يَحْيَى القَطَّانَ فَبَلَغَنِي أَنَّهُ قَالَ: أُحِبُّ هَذَا الفَتَى لطلبه الحديث. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ بُخْتَانَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بنَ الحَارِثِ يَقُوْلُ: لاَ أَعْلَمُ أَفْضَلَ مِنْ طَلَبِ الحَدِيْثِ لِمَنِ اتَّقَى اللهَ، وَحَسُنَتْ نِيَّتُه فِيْهِ وَأَمَّا أَنَا فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ طَلَبِه، وَمِنْ كُلِّ خُطْوَةٍ خَطَوتُ فِيْهِ. قِيْلَ: كَانَ بِشْرٌ يَلحَنُ وَلاَ يَدْرِي العَرَبِيَّةَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَوْ كَانَ بِشْرٌ تَزَوَّجَ لَتَمَّ أَمرُه. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: مَا أَخْرَجَتْ بَغْدَادُ أَتَمَّ عَقْلاً مِنْ بِشْرٍ، وَلاَ أَحْفَظَ لِلِسَانِه كَانَ فِي كُلِّ شَعرَةٍ مِنْهُ عَقْلٌ وَطِئَ النَّاسُ عَقِبَه خَمْسِيْنَ سَنَةً مَا عُرِفَ لَهُ غِيبَةٌ لِمُسْلِمٍ مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْهُ!. وَعَنْ بِشْرٍ قَالَ: المُتَقَلِّبُ فِي جُوعِهِ كَالمُتَشَحِّطِ فِي دَمهِ فِي سَبِيْلِ اللهِ. وَعَنْهُ: شَاطِرٌ سَخِيٌّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ صُوْفِيٍّ بَخِيْلٍ. وَعَنْهُ: أَمْسُ قَدْ مَاتَ وَاليَوْمُ فِي السِّيَاقِ وَغَداً لَمْ يُولَدْ. لاَ يُفْلِحُ مِنْ أَلِفَ أَفخَاذَ النِّسَاءَ. إِذَا أَعْجَبَكَ الكَلاَمُ فَاصْمُتْ وَإِذَا أَعْجَبَكَ الصَّمْتُ فتكلم. وَقِيْلَ: سَمِعَهُ رَجُلٌ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعلَمُ أَنَّ الذُّلَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ العِزِّ، وَأَنَّ الفَقْرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الغِنَى، وَأَنَّ المَوْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ البَقَاءِ. وَعَنْهُ قَالَ: قَدْ يَكُوْن الرَّجُلُ مُرَائِياً بَعْدَ مَوْتِه يُحِبُّ أَنْ يَكْثُرَ الخَلْقُ فِي جِنَازَتِهِ.

لاَ تَجِدُ حَلاَوَةَ العِبَادَةِ حَتَّى تَجعَلَ بَينَكَ وَبَيْنَ الشَّهَوَاتِ سُدّاً. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عُلْوَانَ أَخْبَرَنَا الإِمَامُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنِي أَبُو المَجْدِ عِيْسَى أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ بنُ المَعْطُوْشِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ البَرْمَكِيُّ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بنُ الحُسَيْنِ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بنُ دِهْقَانَ قَالَ: قُلْتُ لِبِشْرِ بنِ الحَارِثِ: أُحِبُّ أَنْ أَخلُوَ مَعَكَ قَالَ: إِذَا شِئْتَ فَيَكُوْنُ يَوْماً. فَرَأَيْتهُ قَدْ دَخَلَ قُبَّةً فَصَلَّى فِيْهَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ لاَ أُحسِنُ أُصَلِّيَ مِثْلَهَا فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ فِي سُجُوْدِهِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعلَمُ فَوْقَ عَرشِكَ أَنَّ الذُّلَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الشَّرَفِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعلَمُ فَوْقَ عَرشِكَ أَنَّ الفَقْرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الغِنَى، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ فَوْقَ عَرشِكَ أَنِّي لاَ أُوْثِرُ عَلَى حُبِّكَ شَيْئاً. فَلَمَّا سَمِعْتُه أَخَذَنِي الشَّهِيقُ وَالبُكَاءُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي لَوْ أَعْلَمُ أن هذا ههنا لَمْ أَتَكَلَّمْ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى صَاحِبُ بِشْرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِبِشْرٍ وَأَنَا حَاضِرٌ: إِنَّ هَذَا الرَّجُل يَعْنِي أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ قِيْلَ لَهُ: أَلَيْسَ اللهُ قَدِيْماً وَكُلُّ شَيْءٍ دُوْنَهُ مَخْلُوْقٌ؟ قَالَ: فَمَا تَرَكَ بِشْرٌ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ حَتَّى قَالَ: لاَ كُلُّ شَيْءٍ مَخْلُوْقٌ إلَّا القُرْآنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ بِشْرٍ المَرْثَدِيُّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ هَاشِمٍ قَالَ: دَفَنَّا لِبِشْرِ بنِ الحَارِثِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مَا بَيْنَ قِمَطْرٍ إِلَى قَوصَرَةٍ يَعْنِي: مِنَ الحَدِيْثِ. وَقِيْلَ لأَحْمَدَ: مَاتَ بِشْرٌ قَالَ: مَاتَ وَاللهِ وَمَا لَهُ نَظِيْرٌ، إِلاَ عَامِرُ بنُ عَبْدِ قَيْسٍ فَإِنَّ عَامراً مَاتَ وَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: لَوْ تَزَوَّجَ. قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بنِ خَشْرَمٍ لَمَّا أَخْبَرَنِي أَنَّ سَمَاعَهُ وَسَمَاعَ بِشْرٍ مِنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ وَاحِدٌ قُلْتُ لَهُ: فَأَيْنَ حَدِيْثُ أُمِّ زَرْعٍ؟ قَالَ: سَمَاعِي مَعَهُ وَكُنْتُ كَتَبْتُ إِلَيْهِ أَنْ يُوَجِّهَ بِهِ إِلَيَّ فَكَتَبَ إِلَيَّ: هَلْ عَلِمتَ بِمَا عِنْدَكَ حَتَّى تَطلُبَ مَا لَيْسَ عِنْدَك؟ ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: وُلِدَ بِشْرٌ فِي هَذِهِ القَريَةِ وَكَانَ فِي أَوَّلِ أَمرِه يَتَفَتَّى وَقَدْ جُرِحَ. قَالَ حَسَنٌ المُسُوْحِيُّ عَنْ بِشْرٍ: أَتَيتُ بَابَ المُعَافَى فَدَقَقتُ فَقِيْلَ: مَنْ؟ قُلْتُ: بِشْرٌ الحَافِي فَقَالَتْ جُوَيْرِيَةُ: لَوْ اشتَرَيتَ نَعلاً بِدَانِقَيْنِ ذَهَبَ عَنْكَ اسْمُ الحَافِي. وَقَالَ السُّلَمِيُّ: كَانَ بِشْرٌ من أولاد الرؤساء فصحب الفضيل. سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: زَاهِدٌ جَبَلٌ ثِقَةٌ لَيْسَ يَرْوِي إلَّا حَدِيْثاً صَحِيْحاً.

قَالَ جَعْفَرٌ النَّهْرَوَانِيُّ: سَمِعْتُ بِشْرَ بنَ الحَارِثِ يَقُوْلُ: إِنَّ عَوْجَ بنَ عُنُقٍ كَانَ يَخُوضُ البَحْرَ، وَيَحتَطِبُ السَّاجَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ دَلَّ عَلَى السَّاجِ، وَكَانَ يَأْخُذُ مِنَ البَحْرِ حُوتاً فَيَشوِيهِ فِي عَيْنِ الشَّمْسِ1. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: لَوْ قُسِمَ عَقْلُ بِشْرٍ عَلَى أَهْلِ بَغْدَادَ صَارُوا عُقَلاَءَ. قُلْتُ: قَدْ رَوَى لِبِشْرٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ فِي مُسْنَدِ عَلَيٍّ. قِيْلَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى بِشْرٍ فَقَبَّلَهُ، وَجَعَلَ يَقُوْلُ: يَا سَيِّدِي أَبَا نَصْرٍ فَلَمَّا ذَهَبَ قَالَ بِشْرٌ لأَصْحَابِهِ: رَجُلٌ أَحَبَّ رَجُلاً عَلَى خَيْرٍ تَوَهَّمَه لَعَلَّ المُحِبَّ قَدْ نَجَا، وَالمَحْبُوْبُ لاَ يَدْرِي مَا حَالُهُ. مَاتَ بِشْرٌ الحَافِي رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ-: يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأول، سَنَة سَبْعٍ، وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ قَبْلَ المُعْتَصِمِ الخَلِيْفَةِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ وَعَاشَ خَمْساً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. وَقَدْ أفرد ابن الجوزي مناقبه في كتاب.

_ 1 باطل لا أصل له: قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في كتابه "المنار المنيف في الصحيح والضعيف" "ص76-77": من الأمور التي يعرف بها الحديث الموضوع أن يكون الحديث مما تقوم الشواهد الصحيحة على بطلانه، كحديث عوج بن عنق الطويل، الذي قصد واضعه الطعن في أخبار الأنبياء فإنهم يجترؤون على هذه الأخبار، فإن في هذا الحديث: "أن طوله كان ثلاث آلاف ذراع، وثلاث مائة وثلاثة وثلاثين وثلثا، وأن نوحا لما خوفه الغرق، قال له: احملني في قصعتك هذه، وأن الطوفان لم يصل إلى كعبه، وأنه خاض البحر، فوصل إلى حجزه "أي إلى قرب سرته"، وأنه كان يأخذ الحوت من قرار البحر فيشويه في عين الشمس، وأنه قلع صخرة عظيمة على قدر عسكر موسى، وأراد أن يرميهم بها فقورها الله في عنقه مثل الطوق". وليس العجب من جرأة مثل هذا الكذاب على الله، إنما العجب ممن يدخل هذا الحديث في كتب العلم من التفسير وغيره، ولا يبين أمره، وهذا عندهم ليس من ذرية نوح، وقد قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِين} [الصافات: 77] ، فأخبر أن كل من بقي على وجه الأرض فهو من ذرية نوح، فلو كان لعوج -هذا- وجود لم يبق بعد نوح. ثم يقول ابن القيم "ص77-78": وأيضا فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله آدم وطوله في السماء ستون ذراعا، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن" "وهو في الصحيحين"، وأيضا فإن بين السماء والأرض مسيرة خمس مائة عام، وسمكها كذلك، وإذا كانت الشمس في السماء الرابعة فبيننا وبينها هذه المسافة العظيمة، فكيف يصل إليها من طوله ثلاثة آلاف ذراع، حتى يشوي في عينها الحوت؟! ولا ريب أن هذا وأمثاله من وضع زنادقة أهل الكتاب الذين قصدوا السخرية والاستهزاء بالرسل وأتباعهم". وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" "1/ 114": قصة عوج بن عنق وجميع ما يحكونه عنه هذيان لا أصل له، وهو من مختلقات الزنادقة أهل الكتاب، ولم يكن قط على عهد نوح، ولم يسلم من الغرق من الكفار أحد". ا. هـ.

وَفِيْهَا مَاتَ: سَهْلُ بنُ بَكَّارٍ البَصْرِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ الحَافِظُ وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ صَاحِبُ السُّنَنِ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ المَدَنِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الدُّوْلاَبِيُّ، وَالهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ وَالعَلاَءُ بنُ عَمْرٍو الحَنَفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاهِبِ الحَارِثِيُّ وَأَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بنُ حَيَّانَ البَغَوِيُّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى عَنْ بِشْرٍ: لَيْسَ أَحَدٌ يُحِبُّ الدُّنْيَا إلَّا لَمْ يُحِبَّ المَوْتَ، وَمَنْ زَهِدَ فِيْهَا أَحَبَّ لِقَاءَ مَوْلاَهُ. وَعَنْهُ: مَا اتَّقَى اللهَ مَنْ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ. وَعَنْهُ قَالَ: لاَ تَعْمَلْ لِتُذْكَرَ اكْتُمِ الحَسَنَةَ كَمَا تَكْتُمُ السَّيِّئَةَ. أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ الحَارِثِ حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ عن أخيه عن الحَارِثِ حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ عَنْ أَخِيْهِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ". ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ حَدِيْثَ أُمِّ زَرْعٍ قَالَتْ: اجْتَمَعَ إِحْدَى عَشْرَةَ نِسْوَةً1. القَطِيْعِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قَالَ: وَجَدتُ فِي كِتَابِ بِشْرِ بنِ الحَارِثِ بِخَطِّه عَنْ وَكِيْعٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ جَعْفَرِ بنِ إِيَاسٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- دَعَوْهُ إِلَى طَعَامٍ فَقَالَ: إِنِّيْ صَائِمٌ فَرُئِيَ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ يَأْكُلُ فَقِيْلَ لَهُ فَقَالَ: إِنِّيْ أَصُومُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ فَذَلِكَ صِيَامُ الدهر2.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5189"، ومسلم "2448" من طرق عن عيسى بن يونس به. وأخو عروة، هو عبد الله بن عروة، كما وقع عندهما. 2 فقد ورد عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ألم أخبر أنك تصوم النهار، وتقوم الليل؟ إذا فعلت ذلك هجمت لك العين، ونقهت لك النفس، ولا صام من صام الابد، صوم ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ، إن داود كان يصوم يوما ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى". وهو حديث صحيح أخرجه أحمد "2/ 198"، والبخاري "1974"، "1975"، "5199"، "6134"، ومسلم "1159" "182"، "183"، وابن خزيمة "2110"، والطحاوي "2/ 85" والبيهقي "4/ 299"، من طرق عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثنا أبو سلمة، عن عبد الله بن عمرو، به.

الهيثم بن خارجة

1691- الهيثم بن خارجة 1: "خَ، س" أَبُو أَحْمَدَ وَيُقَالُ: أَبُو يَحْيَى المَرُّوْذِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ الحَافِظُ. حَدَّثَ عَنْ: مَالِكٍ وَاللَّيْثِ وَيَعْقُوْبَ القُمِّيِّ وَحَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَالمُعَافَى بنِ عِمْرَانَ وَمُحَمَّدِ بنِ أيوب بن ميسرة. وَيَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، وَصَدَقَةَ بنِ خَالِدٍ وَخَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ أَبِي مَالِكٍ وَطَائِفَةٍ. وَأَصْلُه مِنْ خُرَاسَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَالبُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الصَّغَانِيُّ وَمُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ وَأَحَمْدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ وَآخَرُوْنَ. حَدِيْثُه فِي الجَامِعِ فِي غَزْوَةِ الفَتحِ. قَالَ أَحْمَدُ الصُّوْفِيُّ: حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ، وَكَانَ يُسَمَّى شُعْبَةَ الصَّغِيْرَ. وَقَالَ هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ: كُنَّا نَسَمِّيهِ شُعْبَةَ الصَّغِيْرَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: كَانَ يَتَزَهَّدُ كَانَ أَحْمَدُ بن حنبل يثني عليه، وكان سيىء الخُلُقِ مَعَ المُحَدِّثِيْنَ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: كَنَّاهُ النَّاسُ: أَبَا يَحْيَى، وَكَنَّاهُ أَبُو يَحْيَى صَاعِقَةُ بِكُنْيَتِهِ. وَقِيْلَ: هُوَ مِنْ مَرْوَ الرُّوْذَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَالبُخَارِيُّ: مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 342"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2771"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 163"، والكنى للدولابي "1/ 11"، والجرح التعديل "9/ ترجمة 352"، وتاريخ بغداد "14/ 58"، والكاشف "3/ ترجمة 6123"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 481"، والعبر "1/ 400"، وتهذيب التهذيب "11/ 93"، وتقريب التهذيب "2/ 326".

أبو خالد الفراء

1692- أبو خالد الفراء 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ، أَبُو خَالِدٍ يَزِيْدُ بنُ صَالِحٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ الفَرَّاءُ. سَمِعَ: إِبْرَاهِيْمَ بنَ طَهْمَانَ وَأَبَا بَكْرٍ النَّهْشَلِيَّ وَقَيْسَ بنَ الرَّبِيْعِ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، وَمَالِكَ بنَ أَنَسٍ وَخَارِجَةَ بنَ مُصْعَبٍ وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَفْصٍ السُّلَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ قُتَيْبَةَ، وَيَاسِيْنُ بنُ النَّضْرِ وَالحَسَنُ بن سفيان النسوي2 وعدة. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ قُتَيْبَةَ: كَانَ مِنْ أَوْرَعِ مَشَايِخِنَا وَأَكْثَرِهِم اجْتِهَاداً. قَالَ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ: فَاتَنِي يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ بِالوَالِدَةِ لَمْ تَدَعْنِي أَخْرُجَ إِلَيْهِ، فَعَوَّضَنِي اللهُ بِأَبِي خَالِدٍ الفَرَّاءِ، وَكَانَ أَسْنَدَ مِنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا مَاتَ: خَلَفٌ البَزَّارُ وَثَابِتُ بنُ مُوْسَى الزَّاهِدُ، وَأَحْمَدُ بنُ شَبِيْبٍ الحَبَطِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ زُرَارَةَ الرَّقِّيُّ وَخَالِدُ بنُ هَيَّاجٍ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بنُ صُرَدَ الكُوْفِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المُسْنَدِيُّ، وَعَمْرُو بنُ خَالِدٍ الحَرَّانِيُّ وَنُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ الخُزَاعِيُّ وَيَحْيَى بنُ عَبْدُوَيْه صَاحِبُ شُعْبَةَ، وَيَحْيَى بنُ يُوْسُفَ الزَّمِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ وَأَبُو يَاسِرٍ عَمَّارُ بنُ نَصْرٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ عَنْ أَبِي رَوْحٍ أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْروِ بنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا العُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حُجَّاجاً فَمَا أَحْلَلْنَا من شيء حتى أحللنا يوم النحر3.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1147"، والأنساب للسمعاني "9/ 245"، وميزان الاعتدال "4/ 429"، والعبر "1/ 405"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 67". 2 النسوي: نسبة إلى "نسا" مدينة بخراسان بينها وبين سرخس يومان قاله ياقوت الحموي في "معجم البلدان" "5/ 282". 3 ضعيف: آفته عبد اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصِ بنِ عَاصِمِ العمري المدني، فإنه ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب". لكن صح عن عبد الله بن عمر مرفوعا بلفظ: "من كان منكم أهدى، فإنه لا يحل من شيء حرم منه حتى يقضي حاجته، ومن لم يكن منكم أهدى، فليطف بالبيت وبالصفا والمروة وليقصر وليحلل، ثم ليهل بالحج وليهد، فمن لم يجد هديا، فليصم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله". أخرجه البخاري "1691"، ومسلم "1227" من طريق الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر -رضي الله عنهما، به.

الفراء

1693- الفراء 1: سعد بن يزيد أبو الحسن النيسابوري، الفراء. عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ وَمُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ وَمُوْسَى بنِ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ وَابْنِ لَهِيْعَةَ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، وَأَيُّوْبُ بنُ الحَسَنِ وَدَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيُّ، وَآخَرُوْنَ خَاتِمَتُهُم: الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ. مَحَلُّهُ الصِّدْقُ مِنْ طَبَقَةِ الذي قبله سواء.

_ 1 لم أجد من ترجم له.

سعدويه

1694- سعدويه 1: "ع" سعيد بن سليمان الحَافِظُ الثَّبْتُ الإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ الضَّبِّيُّ الوَاسِطِيُّ البَزَّازُ المُلَقَّبُ: بِسَعْدُوَيْه سَكَنَ بَغْدَادَ، وَنَشَرَ بِهَا العِلْمَ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَمائَةٍ وَحَجَّ بَعْد الخَمْسِيْنَ وَرَأَى بِمَكَّةَ مُعَاوِيَةَ بنَ صَالِحٍ قَاضِي الأَنْدَلُسِ. وَسَمِعَ: مُبَارَكَ بنَ فَضَالَةَ، وَحَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ وَأَزْهَرَ بنَ سِنَانٍ وَسُلَيْمَانَ بنَ كَثِيْرٍ العَبْدِيَّ وَمَنْصُوْرَ بنَ أَبِي الأَسْوَدِ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بنَ أَبِي سَلَمَةَ وَاللَّيْثَ بنَ سَعْدٍ وَهُشَيْماً وَعَبَّادَ بنَ العَوَّامِ وَخَلْقاً كَثِيْراً. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وهلال بنُ العَلاَءِ وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا وَصَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ، وَعُثْمَانُ بن خرزاد وَخَلَفُ بنُ عُمَرَ العُكْبَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى الحُلْوَانِيُّ وَآخَرُوْنَ كَثِيْرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ مأمون لعله أوثق من عفان.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 340"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 1608"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 238"، "2/ 772"، "3/ 134"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة رقم 582"، والجرح والتعديل "4/ 26"، وتاريخ بغداد "9/ 84"، والكاشف "1/ ترجمة 1921"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 399"، والعبر "1/ 394"، "2/ 65"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3201"، وتهذيب التهذيب "4/ 43"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2475"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 56".

وَأَمَّا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: فَكَانَ يَغُضُّ مِنْهُ، وَلاَ يَرَى الكِتَابَةَ عَنْهُ لِكَوْنِهِ أَجَابَ فِي المِحْنَةِ تَقِيَّةً، وَيَقُوْلُ: صَاحِبُ تَصْحِيْفٍ مَا شِئْتَ. قَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ سُلَيْمَانَ، وَقِيْلَ لَهُ: لِمَ لاَ تَقُوْلُ: حَدَّثَنَا؟ فَقَالَ: كُلُّ شَيْءٍ حَدَّثْتُكُمْ فَقَدْ سَمِعْتُهُ مَا دَلَّسْتُ حَدِيْثاً قَطُّ لَيْتَنِي أُحَدِّثُ بِمَا قَدْ سَمِعْتُ، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: حَجَجْتُ سِتِّيْنَ حَجَّةً. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ سَعْدُوَيْه مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَأَجَابَ فِي المِحْنَةِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: قِيْلَ لِسَعْدُوَيْه بَعْدَ مَا انْصَرَفَ مِنَ المِحْنَةِ: مَا فَعَلْتُم؟ قَالَ: كَفَرْنَا وَرَجَعْنَا. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ سَعْدُوَيْه كَثِيْرَ الحَدِيْثِ ثِقَةً نَزَلَ بَغْدَادَ وَتَجِرَ بِهَا، وَتُوُفِّيَ بِهَا فِي رَابِعِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وعشرين ومائتين. وَقِيْلَ: إِنَّ سَعْدُوَيْه عَاشَ مائَةَ سَنَةٍ.

سعيد بن سليمان النشيطي

فَأَمَّا: 1695- سَعِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ النَّشِيْطِيُّ 1: فَشَيْخٌ بَصْرِيٌّ من أقرن صَاحِبِ التَّرْجَمَةِ. حَدَّثَ عَنْ: حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ وَسَلْمِ بنِ زَرِيْرٍ وَعِدَّةٍ. روى عنه: أبو حاتم الراوي، وَأَحْمَدُ بنُ دَاوُدَ المَكِّيُّ، وَالعَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضاً: فِيْهِ نَظَرٌ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "4/ ترجمة 108"، وميزان الاعتدال "2/ 142".

فتح الموصلي

1696- فتح الموصلي 1: الزَّاهِدُ الوَلِيُّ العَابِدُ أَبُو نَصْرٍ فَتْحُ بنُ سَعِيْدٍ المَوْصِلِيُّ. وَقَدْ مَرَّ فَتْحٌ الكَبِيْرُ مِنْ أَقْرَانِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَدْهَمَ، وَكِلاَهُمَا مِنْ كِبَارِ المشايخ. قِيْلَ: إِنَّ هَذَا صُدِعَ رَأْسُهُ فَسُرَّ، وَقَالَ: ابْتَلاَنِي بِبَلاَءِ الأَنْبِيَاءِ فَشُكْرُ هَذَا أَنْ أُصَلِّيَ أَرْبَعَ مائَةِ رَكْعَةٍ. وَكَانَ يَقُوْلُ: رَبِّ أَفْقَرْتَنِي، وَأَفْقَرْتَ عِيَالِي بِأَيِّ وَسِيْلَةٍ هَذَا؟ وَإِنَّمَا تَفْعَلُ هَذَا بِأَوْلِيَائِكَ. وَعَنْهُ: مَنْ أَدَامَ النَّظَرُ بِقَلْبِهِ أَوْرَثَهُ ذَلِكَ الفَرَحَ بِاللهِ. قَالَ الطُّفَاوِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى فَتْحٍ المَوْصِلِيِّ، وَهُوَ يُوْقِدُ فِي الآجُرِّ وَكَانَ شَرِيْفاً مِنَ العَرَبِ زَاهِداً. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ وَغَيْرِهِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو حَفْصٍ ابْنُ أُخْتِ بِشْرٍ الحَافِي وَكَنَّاهُ: أَبَا بَكْرٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يَتَقَوَّتُ بِفَلْسٍ نُخَالَةً، وَقَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ زَائِراً لِبِشْرٍ الحَافِي فَأَضَافَهُ خُبْزاً وَتَمْراً بنصف درهم.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "8/ ترجمة 415"، وتاريخ بغداد "12/ 381"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 235".

يوسف بن عدي

1697- يوسف بن عدي 1: "خ، س" ابن زريق بن إسماعيل وَيُقَالُ: ابْنُ عَدِيِّ بنِ الصَّلْتِ الإِمَامُ الثِّقَةُ الحَافِظُ أَبُو يَعْقُوْبَ التَّيْمِيُّ الكُوْفِيُّ مَوْلَى تَيْمِ اللهِ. أَخُو الحَافِظِ المُجَوِّدِ زَكَرِيَّا بنِ عَدِيٍّ سَكَنَ مِصْرَ وَحَدَّثَ بِهَا، وَسَكَنَ أَخُوْهُ بَغْدَادَ وَهُمَا مِنَ الكُوْفَةِ. رَوَى عَنْ: شَرِيْكٍ وَأَبِي الأَحْوَصِ وَعَمْرِو بنِ أَبِي المِقْدَامِ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو الرَّقِّيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ وَأَيُّوْبَ بنِ جَابِرٍ الحَنَفِيِّ وَأَخِيْهِ مُحَمَّدِ بنِ جَابِرٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ وَشِهَابِ بنِ خِرَاشٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيِّ وَمُحَمَّدِ بنِ الفُرَاتِ وَعُبَيْدَةَ بنِ الأَسْوَدِ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مِقْلاَصٍ، وَعَلِيُّ بن عبد الرحمن علان، وأبو

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 527"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة رقم 953"، والكاشف "3/ ترجمة 6558"، والعبر "1/ 412"، وتهذيب التهذيب "11/ 417" وتقريب التهذيب "2/ 381"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 75".

زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخُتَّلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ البَرْقِيِّ وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى الرَّقِّيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ سَيَّارٍ النَّصِيْبِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ الغَافِقِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ سُلَيْمَانَ الفَزَارِيُّ قُبَّيْطَةٌ، وَالحَسَنُ بنُ غُفَيْرٍ المِصْرِيُّ العَطَّارُ، وَأَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بنُ الفَرَجِ وَالحُسَيْنُ بنُ حُمَيْدٍ العَكِّيُّ وَأَبُو خَيْثَمَةَ عَلِيُّ بنُ عَمْرِو بنِ خَالِدٍ الحَرَّانِيُّ وَأَخُوْهُ أَبُو عُلاَثَةَ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، وَأَبُو الأَحْوَصِ العُكْبَرِيُّ وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ العَلاَّفُ، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ ذَهَبَ إِلَى مِصْرَ فِي التِّجَارَةِ وَمَاتَ بِهَا. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: مَاتَ سنة اثنتين وعشرين ومائتين. وَهَذَا وَهْمٌ فَقَدْ قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: سَكَنَ مِصْرَ، وَتُوُفِّيَ بِهَا يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ لِسَبْعٍ بَقِيْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. قَالَ: وَكَانَ قَدْ عَمِيَ قَبْلَ أَنْ يَمْوُتَ بِيَسِيْرٍ وَخَلَّفَ وَلَداً يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدٌ وُلِدَ بِمِصْرَ يَرْوِي عَنْ أَبِيْهِ. قُلْتُ: فَهَذَا الصَّحِيْحُ فِي وَفَاتِهِ وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ، وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَأَمَّا أَخُو يُوْسُفَ بنِ عَدِيٍّ أَعْنِي: الحَافِظَ زَكَرِيَّا بنَ عَدِيٍّ فَكَانَ أَحْفَظَ مِنْ يُوْسُفَ، وَأَجَلَّ مَاتَ قَبْلَ يُوْسُفَ بِعِشْرِيْنَ سَنَةً. وَلَيْسَ لِيُوْسُفَ فِي صَحِيْحِ البُخَارِيِّ سِوَى حَدِيْثٍ طَوِيْلٍ حَدَّثَ بِهِ أَبُو إِسْحَاقَ بن الدرجي، وأجازه لي عن أبي جعفر الصيلاني وَجَمَاعَةٍ قَالُوا: أَخبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَنَا ابْنُ رِيْذَةَ أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ رِشْدِيْنَ حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنِ المِنْهَالِ عَنْ سَعِيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أبا عباس! إني أجد في القرآن أشياء تختلف عَلَيَّ فَقَدْ وَقَعَ فِي صَدْرِي فَقَالَ ابْنُ عَبَّاس: تَكْذِيْبٌ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا هُوَ تَكْذِيْبٌ ولكن اختلاف الحديث1.

_ 1 أخرجه البخاري معلقا في تفسير سورة حم السجدة "8/ 555" عن المنهال، عن سعيد، به. وقال الحافظ في "الفتح" "8/ 556" وصله الطبري وابن أبي حاتم بإسناد على شرط البخاري في الصحة. وقال الحافظ في "الفتح" "8/ 557" قوله: "عن سعيد" هو ابن جبير، وصرح به الأصيلي في روايته وكذا النسفي. وقوله: "قال رجل لابن عباس" كان هذا الرجل هو نافع بن الازرق الذي صار بعد ذلك رأس الازارقة من الخوارج، وكان يجالس ابن عباس بمكة ويسأله ويعارضه.

أحمد بن عاصم

1698- أحمد بن عاصم 1: الزَّاهِدُ الرَّبَّانِيُّ الوَلِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَنطَاكِيُّ صاحب مواعظ وسلوك. لَهُ تَرْجَمَةٌ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ وَرَقَةً مِنْ حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ. وَكَانَ يَقُوْلُ: غَنِيْمَةٌ بَارِدَةٌ أَصْلِحْ فِيْمَا بَقِيَ يُغْفَرْ لَكَ مَا مَضَى. وَقَالَ: إِذَا صَارَتِ المُعَامَلَةُ إِلَى القَلْبِ اسْتَرَاحَتِ الجَوَارِحُ. لَمْ أَظْفَرْ لَهُ بِتَارِيْخِ وَفَاةٍ، ولعله بقي إلى نحو الثلاثين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 117"، وحلية الأولياء "9/ ترجمة 449"، وميزان الاعتدال "1/ 106".

خالد بن خداش

1699- خالد بن خداش 1: "م، س" ابن عجلان الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّدُوْقُ، أَبُو الهَيْثَمِ المُهَلَّبِيُّ مَوْلاَهُمْ البَصْرِيُّ نَزِيْلُ بَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْ: مَالِكِ بنِ أَنَسٍ وَمَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَبَكَّارِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي بَكْرَةَ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ وَوَلَدُهُ مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: هُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: فِيْهِ ضَعْفٌ. قُلْتُ: أَبْلَغُ مَا نَقَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ يَنْفَرِدُ بِأَحَادِيْثَ عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَهَذَا لاَ يَدُلُّ عَلَى لِيْنِهِ فَإِنَّهُ لاَزَمَهُ مُدَّةً. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَدْ خَرَّجَ لَهُ: النسائي بواسطة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 347"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 497"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1468"، وتاريخ الخطيب "8/ 304"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 214"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2418"، والعبر "1/ 273، 322"، والمغني "1/ ترجمة 1841"، وتهذيب التهذيب "3/ 85"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1748"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 51".

صدقة بن الفضل

1700- صدقة بن الفضل 1: "خ" المروزي الإِمَامُ الحَافِظُ القُدْوَةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو الفَضْلِ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ الخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي حَمْزَةَ مُحَمَّدِ بنِ مَيْمُوْنٍ السُّكَّرِيِّ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَابْنِ وَهْبٍ وَوَكِيْعٍ، وَحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ زَاجُ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ وَاصِلٍ البُخَارِيُّ، وَالفَقِيْهُ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ، وَأَبُو المُوَجَّهِ مُحَمَّدُ بنُ عمرو وآخرون. وَكَانَ إِمَاماً حُجَّةً صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ يُقَال: إِنَّهُ كَانَ بِمَرْوَ كَالإِمَامِ أَحْمَدَ بِبَغْدَادَ. قَالَ العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ النَّرْسِيُّ: كُنَّا نَقُوْلُ: صَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ بِخُرَاسَانَ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ بِالعِرَاقِ. تُوُفِّيَ صَدَقَةُ عَلَى مَا نَقَلَهُ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ فِي شُيُوْخِ النَّبَلِ: فِي آخِرِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ، وَمائَتَيْنِ قَالَ: وَقِيْلَ: سَنَةَ سِتٍّ وعشرين وإليه تنسب سكة صدقة بمرو.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2896"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "4/ ترجمة 1906"، والكاشف "2/ ترجمة 2408"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 513"، والعبر "1/ 386"، وتهذيب التهذيب "4/ 417" وتقريب التهذيب "1/ 366"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3085"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 51".

أبو عبيد

1701- أبو عبيد 1: "د" الإِمَامُ، الحَافِظُ المُجْتَهِدُ، ذُو الفُنُوْنِ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمِ بنِ عَبْدِ اللهِ. كَانَ أَبُوْهُ سَلاَّمٌ مَمْلُوْكاً رُوْمِياً لِرَجُلٍ هَرَوِيٍّ. يُرْوَى: أَنَّهُ خَرَجَ يَوْماً، وَوَلَدُهُ أَبُو عُبَيْدٍ مَعَ ابْنِ أُسْتَاذِهِ فِي المَكْتَبِ فَقَالَ لِلْمُعَلِّمِ: عَلِّمِي القَاسِمَ فَإِنَّهَا كَيِّسَةٌ. مَوْلِدُ أَبِي عُبَيْدٍ: سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ بنَ جَعْفَرٍ، وَشَرِيْكَ بنَ عَبْدِ اللهِ وَهُشَيْماً وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عَيَّاشٍ، وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ وَأَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ وَعَبْدَ اللهِ بنَ المُبَارَكِ، وَسَعِيْدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجُمَحِيَّ، وَعُبَيْدَ اللهِ الأَشْجَعِيَّ وَغُنْدَراً وَحَفْصَ بنَ غِيَاثٍ، وَوَكِيْعاً وَعَبْدَ اللهِ بنَ إِدْرِيْسَ وَعَبَّادَ بنَ عَبَّادٍ، وَمَرْوَانَ بنَ مُعَاوِيَةَ وَعَبَّادَ بنَ العَوَّامِ، وَجَرِيْرَ بنَ عَبْدِ الحَمِيْدِ وَأَبَا مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرَ، وَيَحْيَى القَطَّانَ وَإِسْحَاقَ الأَزْرَقَ وَابْنَ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَخَلْقاً كَثِيْراً إِلَى أَنْ يَنْزِلَ إِلَى رَفِيْقِهِ: هِشَامِ بنِ عَمَّارٍ وَنَحْوِهِ. وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: أَبِي الحَسَنِ الكِسَائِيِّ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ وَشُجَاعِ بنِ أَبِي نَصْرٍ البَلْخِيِّ. وَسَمِعَ الحُرُوْفَ مِنْ طَائِفَةٍ. وَأَخَذَ اللُّغَةَ عَنْ: أَبِي عُبَيْدَةَ وَأَبِي زَيْدٍ وَجَمَاعَةٍ. وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ المُونِقَةَ الَّتِي سَارَتْ بِهَا الرُّكبَانُ، وَلَهُ مُصَنَّفٌ فِي القِرَاءاتِ لَمْ أَرَهُ، وَهُوَ مِنْ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ لَهُ: كِتَابُ الأَمْوَالِ فِي مُجَلَّدٍ كَبِيْرٍ سَمِعْنَاهُ بِالاتِّصَالِ، وَكِتَابُ الغَرِيْبِ مَرْوِيٌّ أَيْضاً وَكِتَابُ فَضَائِلِ القُرْآنِ، وَقَعَ لَنَا وَكِتَابُ الطّهُوْرِ وَكِتَابُ النَّاسِخِ وَالمَنْسُوْخِ، وَكِتَابُ المَوَاعِظِ وكتاب الغريب المصنف في علم اللِّسَانِ وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَلَهُ بِضْعَةٌ وَعِشْرُوْنَ كِتَاباً. حَدَّثَ عَنْهُ: نَصْرُ بنُ دَاوُدَ وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ التَّغْلِبِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُكْرَمٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى المَرْوَزِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى البَلاَذُرِيُّ وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ أَبُو عُبَيْدٍ مُؤَدِّباً صَاحِبَ نَحْوٍ، وَعَرَبِيَّةٍ وَطَلَبٍ لِلْحَدِيْثِ، وَالفِقْهِ وَلِيَ قَضَاءَ طَرَسُوْسَ أَيَّامَ الأَمِيْرِ ثَابِتِ بنِ نَصْرٍ الخُزَاعِيِّ، وَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ وَمَعَ وَلَدِهِ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ فَفَسَّرَ بِهَا غَرِيْبَ الحَدِيْثِ، وَصَنَّفَ كُتُباً وَحَدَّثَ، وَحَجَّ فَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ فِي تَارِيْخِهِ: قَدِمَ أَبُو عُبَيْدٍ مِصْرَ مَعَ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ سَنَةَ ثَلاَثَ عشرة، ومائتين وكتب بها.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 355"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 778"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 637"، وتاريخ بغداد "12/ 403"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "16/ 254"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 534"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 423"، والعبر "1/ 392"، وميزان الاعتدال "3/ 371"، والكاشف "2/ ترجمة 4581"، وتهذيب التهذيب "8/ 315"، وتقريب التهذيب "2/ 116"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5777"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 241"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 253"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 54".

وَقَالَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: وُلِدَ بِهَرَاةَ، وَكَانَ أَبُوْهُ عَبْداً لِبَعْضِ أَهْلِهَا. وَكَانَ يَتَوَلَّى الأَزْدَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ دُرُسْتَوَيْه النَّحْوِيُّ: وَمِنْ عُلَمَاءِ بَغْدَادَ المُحَدِّثِيْنَ النَّحْوِيِّينَ عَلَى مَذْهَبِ الكُوْفِيِّيْنَ، وَرُوَاةِ اللُّغَةِ وَالغَرِيْبِ عَِنِ البَصْرِيِّيْنَ وَالعُلَمَاءِ بِالقِرَاءاتِ، وَمَنْ جَمَعَ صُنُوَفاً مِنَ العِلْمِ وَصَنَّفَ الكُتُبَ فِي كُلِّ فَنٍّ: أَبُو عُبَيْدٍ، وَكَانَ مُؤَدِّباً لأَهْلِ هَرْثَمَةَ وَصَارَ فِي نَاحِيَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ، وَكَانَ ذَا فَضْلٍ وَدِيْنٍ وَسَتْرٍ وَمَذْهَبٍ حَسَنٍ. رَوَى عَنْ: أَبِي زَيْدٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ وَالأَصْمَعِيِّ وَاليَزِيْدِيِّ وَغَيْرِهِم مِنَ البَصْرِيِّيْنَ، وَرَوَى عَنِ: ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، وَأَبِي زِيَادٍ الكِلاَبِيِّ وَالأُمَوِيِّ وَأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ وَالأَحْمَرِ. نَقَلَ الخَطِيْبُ فِي تَارِيْخِهِ وَغَيْرُهُ: أَنَّ طَاهِرَ بنَ الحُسَيْنِ حِيْنَ سَارَ إِلَى خُرَاسَانَ نَزَلَ بِمَرْوَ فَطَلَبَ رَجُلاً يُحَدِّثُهُ لَيْلَةً فَقِيْلَ: مَا ههنا إلَّا رَجُلٌ مُؤَدِّبٌ فَأَدْخَلُوا عَلَيْهِ أَبَا عُبَيْدٍ فَوَجَدَهُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِأَيَّامِ النَّاسِ، وَالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ وَالفِقْهِ فَقَالَ لَهُ: مِنَ المَظَالِمِ تَرْكُكَ أَنْتَ بِهَذِهِ البَلْدَةِ فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِيْنَارٍ، وَقَالَ لَهُ: أَنَا مُتَوَجِّهٌ إِلَى حَرْبٍ، وَلَيْسَ أُحِبُّ اسْتِصْحَابَكَ شَفَقاً عَلَيْكَ فَأَنْفِقْ هَذِهِ إِلَى أَنْ أَعُوْدَ إِلَيْكَ فَأَلَّفَ أَبُو عُبَيْدٍ غَرِيْبَ المُصَنَّفِ، وَعَادَ طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنِ مِنْ ثَغْرِ خُرَاسَانَ فَحَمَلَ مَعَهُ أَبَا عُبَيْدٍ إِلَى سُرَّ مَنْ رَأَى وَكَانَ أَبُو عُبَيْدٍ ثِقَةً دَيِّناً وَرِعاً كَبِيْرَ الشَّأْنِ. قَالَ ابْنُ دُرُسْتَوَيْه: وَلأَبِي عُبَيْدٍ كُتُبٌ لَمْ يِرْوِهَا قَدْ رَأَيْتُهَا فِي مِيْرَاثِ بَعْضِ الطَّاهِرِيَّةِ تُبَاعُ كَثِيْرَةً فِي أَصْنَافِ الفِقْهِ كُلِّهِ وَبَلَغَنَا: أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَلَّفَ كِتَاباً أَهدَاهُ إِلَى ابْنِ طَاهِرٍ فَيَحْمِلُ إِلَيْهِ مَالاً خَطِيْراً، وذكر فصلًا إلى أن قال: والغريب المُصَنَّفُ مِنْ أَجَلِّ كُتُبِهِ فِي اللُّغَةِ احْتَذَى فِيْهِ كِتَابَ النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ المُسَمَّى بِكِتَابِ الصِّفَاتِ بَدَأَ فِيْهِ بِخَلْقِ الإِنْسَانِ، ثُمَّ بِخَلْقِ الفَرَسِ ثُمَّ بِالإِبِلِ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ كِتَابِ أَبِي عُبَيْدٍ وَأَجْوَدُ. قَالَ: وَمِنْهَا كِتَابُهُ فِي الأَمْثَالِ أَحْسَنَ تَأْلِيْفَهُ، وَكِتَابُ غَرِيْبِ الحَدِيْثِ ذَكَرَهُ بِأَسَانِيْدِهِ فَرَغِبَ فِيْهِ أَهْلُ الحَدِيْثِ، وَكَذَلِكَ كِتَابُهُ فِي مَعَانِي القُرْآنِ حَدَّثَ بِنِصْفِهِ وَمَاتَ. وَلَهُ كُتُبٌ فِي الفِقْهِ فَإِنَّهُ عَمَدَ إِلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ فَتَقَلَّدَ أَكْثَرَ ذَلِكَ، وَأَتَى بِشَوَاهِدِهِ وَجَمَعَهُ مِنْ رِوَايَاتِهِ وَحَسَّنَهَا بِاللُّغَةِ وَالنَّحْوِ وَلَهُ فِي القِرَاءاتِ كِتَابٌ جَيِّدٌ لَيْسَ لأَحَدٍ مِنَ الكُوْفِيِّيْنَ قَبْلَهُ مِثْلُهُ، وَكِتَابُهُ فِي الأَمْوَالِ مِنْ أحسن ما صنف في الفقه وأجوده. أَنْبَأَنَا ابْنُ عَلاَّنَ أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ أَخْبَرَنَا أَبُو العَلاَء القَاضِي أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ النَّحْوِيُّ حَدَّثَنَا الفُسْطَاطِيُّ قَالَ: كَانَ أَبُو عُبَيْدٍ مَعَ ابْنِ طَاهِرٍ فَوَجَّهَ إِلَيْهِ أَبُو دُلَفٍ بِثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَلَمْ يَقْبَلْهَا وَقَالَ:

أَنَا فِي جَنَبَةِ رَجُلٍ مَا يَحُوجُنِي إِلَى صِلَةِ غَيْرِهِ، وَلاَ آخُذُ مَا عَلَيَّ فِيْهِ نَقْصٌ فَلَمَّا عَادَ ابْنُ طَاهِرٍ، وَصَلَهُ بِثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الأَمِيْرُ! قَدْ قَبِلْتُهَا، وَلَكِنْ قَدْ أَغْنَيْتَنِي بِمَعْرِوْفِكَ، وَبِرِّكَ عَنْهَا وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَشْتَرِيَ بِهَا سِلاَحاً، وَخَيْلاً وَأُوَجِّهَ بِهَا إِلَى الثَّغْرِ لِيَكُوْنَ الثَّوَابُ مُتَوَفِّراً عَلَى الأَمِيْرِ فَفَعَلَ. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ إِمَّا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، أَوْ حُدِّثْتُ بِهِ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا عَمِلَ أَبُو عُبَيْدٍ كِتَابَ غَرِيْبِ الحَدِيْثِ عُرِضَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ فَاسْتَحْسَنَهُ، وَقَالَ: إِنَّ عَقْلاً بَعَثَ صَاحِبَهُ عَلَى عَمَلِ مِثْلِ هَذَا الكِتَابِ لَحَقِيْقٌ أَنْ لاَ يُحْوَجَ إِلَى طَلَبِ المَعَاشِ. فَأَجْرَى لَهُ عَشْرَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ فِي الشَّهْرِ. كذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ: عَشْرَةُ آلاَفِ دِرْهَمٍ. وَرُوِيَ غَيْرُهُ بِمَعْنَاهُ عَنِ الحَارِثِ بنِ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: حُمِلَ غَرِيْبُ أَبِي عُبَيْدٍ إِلَى ابْنِ طَاهِرٍ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ عَاقِلٌ، وَكَتَبَ إِلَى إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بِأَنْ يُجْرِيَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ شَهْرٍ خَمْسَ مائَةِ دِرْهَمٍ. فَلَمَّا مَاتَ ابْنُ طَاهِرٍ أَجْرَى عَلَيْهِ إِسْحَاقُ مِنْ مَالِهِ ذَلِكَ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو عُبَيْدٍ بِمَكَّةَ أَجْرَاهَا عَلَى وَلَدِهِ. وذكر وَفَاةِ ابْنِ طَاهِرٍ هُنَا وَهْمٌ؛ لأنَّهُ عَاشَ مُدَّةً بَعْدَ أَبِي عُبَيْدٍ. وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: كُنْتُ فِي تَصْنِيْفِ هَذَا الكِتَابِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَرُبَّمَا كُنْتُ أَسْتَفِيْدُ الفَائِدَةَ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ فَأَضَعُهَا فِي الكِتَابِ فَأَبِيْتُ سَاهِراً فَرِحاً مِنِّي بِتِلْكَ الفَائِدَةِ، وَأَحَدُكُم يَجِيئُنِي فَيُقِيمُ عِنْدِي أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ فَيَقُوْلُ: قَدْ أَقَمْتُ الكَثِيْرَ. وَقِيْلَ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَمِعَ الغَرِيْبَ مِنْ أَبِي عُبَيْدٍ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. الطَّبَرَانِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: عَرَضْتُ كِتَابَ غَرِيْبِ الحَدِيْثِ لأَبِي عُبَيْدٍ عَلَى أَبِي فَاسْتَحْسَنَهُ وَقَالَ: جَزَاهُ اللهُ خَيْراً. ووى ابْنُ الأَنْبَارِيِّ عَنْ مُوْسَى بنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: كَتَبَ أَبِي غَرِيْبَ الحَدِيْثِ الَّذِي أَلَّفَهُ أَبُو عُبَيْدٍ أَوَّلاً. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَيَّارٍ: سَمِعْتُ ابْنَ عَرْعَرَةَ يَقُوْلُ: كَانَ طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بِبَغْدَادَ فَطَمِعَ فِي أَنْ يَسْمَعَ مِنْ أَبِي عُبَيْدٍ وَطَمِعَ أَنْ يَأْتِيَهُ في مَنْزِلِهِ، فَلَمْ يَفْعَلْ أَبُو عُبَيْدٍ حَتَّى كَانَ هُوَ يَأْتِيْهِ فَقَدِمَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَعَبَّاسٌ العبنري، فَأَرَادَا أَنْ يَسْمَعَا غَرِيْبَ الحَدِيْثِ، فَكَانَ يَحْمِلُ كُلَّ يَوْمٍ كِتَابَهُ وَيَأْتِيْهِمَا فِي مَنْزِلِهِمَا، فَيُحَدِّثُهُمَا فيه.

قَالَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: خَرَجَ أَبِي إِلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ يَعُوْدُهُ، وَأَنَا مَعَهُ فَدَخَلَ إِلَيْهِ، وَعِنْدَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَجَمَاعَةٌ فَدَخَلَ أَبُو عُبَيْدٍ فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: اقْرَأْ عَلَيْنَا كِتَابَكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ لِلْمَأْمُوْنِ غَرِيْبَ الحَدِيْثِ فَقَالَ: هَاتُوْهُ فَجَاؤُوا بِالكِتَابِ فَأَخَذَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فَجَعَلَ يَبْدَأُ يَقْرَأُ الأَسَانِيْدَ، وَيَدَعُ تَفْسِيْرَ الغَرِيْبِ فَقَالَ أَبِي: دَعْنَا مِنَ الإِسْنَادِ نَحْنُ أَحْذَقُ بِهَا مِنْكَ فَقَالَ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ لأَبِي: دَعْهُ يَقْرَأُ عَلَى الوَجْهِ فَإِنَّ ابْنَكَ مَعَكَ، وَنَحْنُ نَحْتَاجُ أَنْ نَسْمَعهُ عَلَى الوَجْهِ. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَا قَرَأْتُهُ إلَّا عَلَى المَأْمُوْنِ فَإِنْ أَحْبَبْتُم أَنْ تَقْرَؤُوهُ فَاقْرَؤُوهُ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: إِنْ قَرَأْتَهُ عَلَيْنَا، وَإِلاَّ لاَ حَاجَةَ لَنَا فِيْهِ. وَلَمْ يَعْرِفْ أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ فَقَالَ لِيَحْيَى: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ. فَالتَزَمَهُ، وَقَرَأَهُ عَلَيْنَا فَمَنْ حَضَرَ ذَلِكَ المَجْلِسَ جَازَ أَنْ يَقُوْلَ: حَدَّثَنَا، وَغَيْرُ ذَلِكَ فَلاَ يَقُوْلُ. رَوَاهَا: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ الهُجَيْمِيُّ عَنْ جَعْفَرٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ الأَنْبَارِيِّ: كَانَ أَبُو عُبَيْدٍ رَحِمَهُ اللهُ يَقْسِمُ اللَّيْلَ أَثَلاَثاً فَيُصَلِّي ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ ثلثه ويصنف الكتب ثلثه. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي مُقَاتِلٍ البَلْخِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ: دَخَلْتُ البَصْرَةَ لأَسْمَعَ مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ فَقَدِمْتُ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ فَقَالَ: مَهْمَا سُبِقْتَ بِهِ فَلاَ تُسْبَقَنَّ بِتَقْوَى اللهِ وَقَالَ أَبُو حَامِدٍ الصَّاغَانِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ القَاسِمَ بنَ سَلاَّمٍ يَقُوْلُ: فَعَلْتُ بِالبَصْرَةِ فِعْلَتَيْنِ أَرْجُو بِهِمَا الجَنَّةَ: أَتَيْتُ يَحْيَى القَطَّانَ، وَهُوَ يَقُوْلُ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقُلْتُ: مَعِيَ شَاهِدَانِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ يَشْهَدَانِ أَنَّ عُثْمَانَ أَفْضَلُ مِنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَنْ؟ قُلْتُ: أَنْتَ حَدَّثْتَنَا عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَيْسَرَةَ عَنِ النَزَّالِ بنِ سَبْرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ مَسْعُوْدٍ فَقَالَ: أَمَّرْنَا خَيْرَ مَنْ بَقِيَ، وَلَمْ نَأْلُ قَالَ: وَمَنِ الآخَرُ؟ قُلْتُ: الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ المِسْوَرِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ يَقُوْلُ: شَاوَرْتُ المُهَاجِرِينَ الأَوَّلِيْنَ، وَأُمَرَاءَ الأَجْنَادِ وَأَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ أَرَ أَحَداً يَعْدِلُ بِعُثْمَانَ قَالَ: فَتَرَكَ يَحْيَى قَوْلَهُ وَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ. قَالَ: وَأَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ الخُرَيْبِيَّ فَإِذَا بَيْتُهُ بَيْتُ خَمَّارٍ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: مَا اخْتَلَفَ فِيْهِ أَوَّلُنَا وَلاَ آخِرُنَا قُلْتُ: اخْتَلَفَ فِيْهِ أَوَّلُكُم وَآخِرُكُم قَالَ: مَنْ؟ قُلْتُ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبِيْدَةَ قَالَ: اخْتُلِفَ عَلَيَّ فِي الأَشْرِبَةِ فَمَا لِيَ شَرَابٌ مُنْذُ عِشْرِيْنَ سَنَةً إلَّا عَسَلٌ أَوْ لَبَنٌ أَوْ مَاءٌ قَالَ: وَمَنْ آخِرُنَا؟ قُلْتُ: عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ قَالَ: فَأَخْرَجَ كُلَّ مَا فِي مَنْزِلِهِ فأهراقه.

أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعَنِي ابْنُ إِدْرِيْسَ أَتَلَهَّفُ عَلَى بَعْضِ الشُّيُوْخِ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عُبَيْدٍ مَهْمَا فَاتَكَ مِنَ العِلْمِ، فَلاَ يَفُوْتَنَّكَ من العمل. الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ الكَارِزِيَّ سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ يَقُوْلُ: المُتَّبِعُ السُّنَّةَ كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ هُوَ اليَوْمَ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ ضَرْبِ السَّيْفِ فِي سَبِيْلِ اللهِ. وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: مَثَلُ الأَلْفَاظِ الشَّرِيْفَةِ، وَالمَعَانِي الظَّرِيْفَةِ مَثَلُ القَلاَئِدِ اللاَّئِحَةِ فِي التَّرَائِبِ الوَاضِحَةِ. قَالَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأَتَبَيَّنُ فِي عَقْلِ الرَّجُلِ أَنْ يَدَعَ الشَّمْسَ، وَيَمْشِيَ فِي الظِّلِّ. وَبإِسْنَادِي إِلَى الخَطِيْبِ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ البَادَا أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ الزَّبِيْبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ العَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ سَمِعْتُ الهِلاَلَ بنَ العَلاَءِ الرَّقِّيَّ يَقُوْلُ: مَنَّ اللهُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ بِأَرْبَعَةٍ فِي زَمَانِهِم: بِالشَّافِعِيِّ تَفَقَّهَ بِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبِأَحْمَدَ ثَبَتَ فِي المِحْنَةِ لَوْلاَ ذَلِكَ كَفَرَ النَّاسُ، وَبِيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ نَفَى الكَذِبَ عَنِ الحَدِيْثِ، وَبأَبِي عُبَيْدٍ فَسَّرَ الغَرِيْبَ مِنَ الحَدِيْثِ، وَلَوْلاَ ذَلِكَ لاَقْتَحَمَ النَّاسُ فِي الخَطَأِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: سَأَلْتُ أَبَا قُدَامَةَ عن الشافعي، وأحمد إسحاق وَأَبِي عُبَيْدٍ فَقَالَ: أَمَّا أَفْقَهُهُم فَالشَّافِعِيُّ لَكِنَّهُ قَلِيْلُ الحَدِيْثِ، وَأَمَّا أَوْرَعُهُم: فَأَحْمَدُ وَأَمَّا أَحْفَظُهُم: فَإِسْحَاقُ، وَأَمَّا أَعْلَمُهُم بِلُغَاتِ العَرَبِ فَأَبُو عُبَيْدٍ. قَالَ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الحَنْظَلِيَّ يَقُوْلُ: أَبُو عُبَيْدٍ: أَوْسَعُنَا عِلْماً وَأَكْثَرُنَا أَدَباً وَأَجْمَعُنَا جَمْعاً إِنَّا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ وَلاَ يَحْتَاجُ إِلَيْنَا سَمِعَهَا الحَاكِمُ مِنْ أَبِي الوَلِيْدِ الفَقِيْهِ: سَمِعْتُ الحَسَنَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ: الحَقُّ يُحِبُّهُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ أَفْقَهُ مِنِّي وَأَعْلَمُ مِنِّي. الخَطِيْبُ فِي تَارِيْخِهِ: حَدَّثَنِي مَسْعُوْدُ بنُ نَاصِرٍ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ بُشْرَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الآبُرِيُّ سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ نصر المقرىء يَقُوْلُ: قَالَ إِسْحَاقُ: إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ: أَبُو عُبَيْدٍ أَعْلَمُ مِنِّي وَمِن ابْن حَنْبَلٍ وَالشَّافِعِيِّ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ ثَعْلَبٌ: لَوْ كَانَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيْلَ لكان عجبًا.

وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: كَانَ أَبُو عُبَيْدٍ فَاضِلاً فِي دِيْنِهِ وَفِي عِلْمِهِ رَبَّانِيّاً، مُفَنَّناً فِي أَصنَافِ عُلُوْمِ الإِسْلاَمِ مِنَ القُرْآنِ وَالفِقْهِ وَالعَرَبِيَّةِ وَالأَخْبَارِ حَسَنَ الرِّوَايَةِ صَحِيْحَ النَّقلِ لاَ أَعْلَمُ أَحَداً طَعَنَ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمرِهِ وَدِينِهِ. وَبَلَغَنَا عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ أَمِيْرِ خُرَاسَانَ قَالَ: النَّاسُ أَرْبَعَةٌ: ابْنُ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ وَالشَّعْبِيُّ فِي زَمَانِهِ، وَالقَاسِمُ بنُ مَعْنٍ فِي زَمَانِهِ وَأَبُو عُبَيْدٍ فِي زَمَانِهِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّسَّاجُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيَّ يَقُوْلُ: أَدْرَكْتُ ثَلاَثَةً تَعْجِزُ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدْنَ مِثْلَهُم: رَأَيْتُ أَبَا عُبَيْدٍ مَا مَثَّلْتُهُ إلَّا بِجَبَلٍ نُفِخَ فِيْهِ رُوحٌ، وَرَأَيْتُ بِشْرَ بنَ الحَارِثِ مَا شَبَّهْتُهُ إلَّا بِرَجُلٍ عُجِنَ مِن قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ عَقْلاً، وَرَأَيْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ فَرَأَيْتُ كأَنَّ اللهَ قَدْ جَمَعَ لَهُ عِلمَ الأَوَّلِينَ فَمِنْ كُلِّ صِنْفٍ يَقُوْلُ مَا شَاءَ، وَيُمْسِكُ مَا شَاءَ. قَالَ مُكْرَمُ بنُ أَحْمَدَ: قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: كَانَ أَبُو عُبَيْدٍ كَأَنَّهُ جَبَلٌ نُفِخَ فِيْهِ الرُّوحُ يُحْسِنُ كُلَّ شَيْءٍ إلَّا الحَدِيْثَ صِنَاعَةَ أَحْمَدَ وَيَحْيَى. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدٍ يُؤَدِّبُ غُلاَماً فِي شَارِعِ بِشْرٍ، ثُمَّ اتَّصَلَ بِثَابِتِ بنِ نَصْرٍ الخُزَاعِيِّ يُؤَدِّبُ وَلَدَهُ ثُمَّ وَلِيَ ثَابِتٌ طَرَسُوْسَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَوَلَّى أَبَا عُبَيْدٍ قَضَاءَ طَرَسُوْسَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً فَاشْتَغَلَ عَنْ كتابة الحديث. كَتَبَ فِي حَدَاثَتِهِ عَنْ هُشَيْمٍ، وَغَيْرِهِ فَلَمَّا صَنَّفَ احْتَاجَ إِلَى أَنْ يَكْتُبَ عَنْ يَحْيَى بنِ صَالِحٍ وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ. وَأَضْعَفُ كُتُبِهِ كِتَابُ الأَمْوَالِ يَجِيْءُ إِلَى بَابٍ فِيْهِ ثَلاَثُوْنَ حَدِيْثاً، وَخَمْسُوْنَ أَصْلاً عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَجِيْءُ بِحَدِيْثٍ حَدِيْثَيْنِ يَجْمَعُهُمَا مِنْ حَدِيْثِ الشَّامِ، وَيَتَكَلَّمُ فِي أَلفَاظِهِمَا، وَلَيْسَ لَهُ كِتَابٌ كَـ"غَرِيْبِ المُصَنَّفِ". وَانْصَرَفَ يَوْماً مِنَ الصلاة، فمر بدارإسحاق المَوْصِلِيِّ فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا عُبَيْدٍ صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ يَقُوْلُ: إِنَّ فِي كِتَابِكَ غَرِيْبِ المُصَنَّفِ أَلْفَ حَرْفٍ خَطَأً فَقَالَ: كِتَابٌ فِيْهِ أَكْثَرُ مِنْ مائَةِ أَلْفٍ يَقَعُ فِيْهِ أَلفٌ لَيْسَ بِكَثِيْرٍ!، وَلَعَلَّ إِسْحَاقَ عِنْدَهُ رِوَايَةٌ وَعِنْدَنَا رِوَايَةٌ فَلَمْ يَعْلَمْ فَخَطَّأَنَا وَالرِّوَايَتَانِ صَوَابٌ، وَلَعَلَّهُ أَخْطَأَ فِي حُرُوْفٍ وَأَخْطَأْنَا فِي حُرُوْفٍ فَيَبْقَى الخَطَأُ يَسِيْراً. وَكِتَابُ غَرِيْبِ الحَدِيْثِ فِيْهِ أَقَلُّ مِنْ مائَتَيْ حَرْفٍ: سَمِعْتُ، وَالبَاقِي قَالَ: الأَصْمَعِيُّ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو، وَفِيْهِ خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً لاَ أَصْلَ لَهَا أُتِيَ فِيْهَا أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بنِ المُثَنَّى.

قَالَ الخَطِيْبُ فِيْمَا أَنْبَأَنَا ابْنُ عَلاَّنَ، أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْهُ حَدَّثَنِي العَلاَءُ بنُ أبي المغيرة أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ بَقَاءٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَنِيِّ الحَافِظُ، قَالَ: فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ لأَبِي عُبَيْدٍ حَدِيْثَانِ مَا حَدَّثَ بِهِمَا غَيْرُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَلاَ عَنْهُ سِوَى مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى المَرْوَزِيِّ: أَحَدُهُمَا: حَدِيْثُ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بنِ أَبِي وَهْبٍ. وَالآخَرُ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ عَنِ المَقْبُرِيِّ حَدَّثَ بِهِ القَطَّانُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، وَرَوَاهُ النَّاسُ عَنِ القَطَّانِ عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ. مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بنِ أَبِي وَهْبٍ الخُزَاعِيِّ عَنْ مُوْسَى بنِ ثَرْوَانَ، عَنْ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ كُرَيْزٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا تَوَضَّأَ يُخَلِّلُ لِحْيَتِهِ1. إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ المُسْتَمْلِي: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَرْخَانَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَقِيْلٍ: سَمِعْتُ حَمْدَانَ بنَ سَهْلٍ يَقُوْلُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنِ الكَتْبَةِ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ فَقَالَ وَتَبَسَّمَ: مِثْلِي يُسْأَلُ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ؟! أَبُو عُبَيْدٍ يُسْأَلُ عَنِ النَّاسِ لَقَدْ كُنْتُ عِنْدَ الأَصْمَعِيِّ يَوْماً إِذْ أَقْبَلَ أَبُو عُبَيْدٍ فَشَقَّ إِلَيْهِ بَصَرَهُ حَتَّى اقْتَرَبَ منه، فقال: أترون هذا المقبل? قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: لَنْ تَضِيعَ الدُّنْيَا أَوِ النَّاسُ مَا حَيِيَ هَذَا. رَوَى عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مَنْصُوْرٍ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ قَالَ: أَبُو عُبَيْدٍ ثِقَةٌ. وَقَالَ عَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ أَبُو عُبَيْدٍ مِمَّنْ يَزْدَادُ عِنْدَنَا كُلَّ يَوْمٍ خَيْراً. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَبُو عُبَيْدٍ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ أَبُو قُدَامَةَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: أَبُو عُبَيْدٍ أُسْتَاذٌ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ إِمَامٌ جَبَلٌ. وَقَالَ الحَاكِمُ: كَانَ ابْنُ قُتَيْبَةَ يَتَعَاطَى التَّقَدُّمَ فِي عُلُوْمٍ كَثِيْرَةٍ، وَلَمْ يَرضَهُ أَهْلُ عِلْمٍ مِنْهَا، وَإِنَّمَا الإِمَامُ المَقْبُوْلُ عِنْد الكُلِّ أَبُو عُبَيْدٍ. قَالَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ يَقُوْلُ: عاشرت الناس، وكلمت أهل الكلام فما

_ 1 صحيح بشواهده: أخرجه أحمد "6/ 234" من طريق علي بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، عن عمر بن أبي وهب الخزاعي، به، وأخرجه الحاكم "1/ 150"، من طريق عمر بن أبي وهب، به، وله شاهد من حديث عمار بن ياسر، عند الترمذي "29"، وابن ماجه "429"، والطبراني في "الأوسط" "2395". وشاهد آخر عن عثمان بن عفان: عند الترمذي "31"، وابن ماجه "430".

رَأَيْتُ قَوْماً أَوْسَخَ وَسَخاً وَلاَ أَضْعَفَ حُجَّةً مِنْ، وَلاَ أَحْمَقَ مِنْهُم وَلَقَدْ وَلِيتُ قَضَاءَ الثَّغْرِ فَنَفَيتُ ثَلاَثَةً جَهْمِيَّيْنَ وَجَهْمِيّاً. وَقِيْلَ: كَانَ أَبُو عُبَيْدٍ أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ بِالخِضَابِ، وَكَانَ مهيبًا وقورًا. قَالَ الزُّبَيْدِيُّ: عَدَدتُ حُرُوْفَ غَرِيْبِ المُصَنَّفِ، فَوَجَدتُهُ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفاً وَتِسْعَ مائَةٍ وَسَبْعِيْنَ حَرْفاً. قُلْتُ: يُرِيْد بِالحَرْفِ اللَّفْظَةَ اللُّغَوِيَّةَ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عُلْوَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُغِيْثِ بنُ زُهَيْرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العُشَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا العَبَّاسُ الدُّوْرِيُّ سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ القَاسِمَ بنَ سَلاَّمٍ، وَذَكَرَ البَابَ الَّذِي يُرْوَى فِيْهِ الرُّؤْيَةُ وَالكُرْسِيُّ مَوْضِعَ القَدَمَيْنِ1، وَضَحِكُ رَبِّنَا وَأَيْنَ كَانَ رَبُّنَا2 فَقَالَ: هَذِهِ أَحَادِيْثُ صِحَاحٌ حَمَلَهَا أَصْحَابُ الحَدِيْثِ، وَالفُقَهَاءُ بَعْضُهُم عَنْ بَعْضٍ، وَهِيَ عِنْدَنَا حَقٌّ لاَ نَشُكُّ فِيْهَا وَلَكِن إِذَا قِيْلَ: كَيْفَ يَضْحَكُ؟ وَكَيْفَ وَضَعَ قَدَمَهُ؟ قُلْنَا: لاَ نُفَسِّرُ هَذَا، وَلاَ سمعنا أحدًا يفسره. قُلْتُ: قَدْ فَسَّرَ عُلَمَاءُ السَّلَفِ المُهِمَّ مِنَ الأَلْفَاظِ وَغَيْرَ المُهِمِّ وَمَا أَبْقَوْا مُمْكِناً، وَآيَاتُ

_ 1 حسن: أخرجه الحاكم "2/ 282"، ووكيع في "تفسيره"، وشجاع بن مخلد في "تفسيره" -كما في تفسير ابن كثير "1/ 317"- من طريق سفيان -وهو الثوري- عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: -"الكرسي موضع قدميه والعرش لا يقدر قدره". وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قلت: إسناده حسن، عمار بن معاوية الدهني، أبو معاوية البجلي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". ومثل هذا الحديث يعد من قبيل المرفوع؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي. 2 ضعيف: أخرجه الطيالسي "1093"، وأحمد "4/ 11، 12"، وابنه عبد الله في "السنة" "260"، والترمذي "3109"، وابن ماجه "182"، وابن حبان "39" موارد، وابن أبي عاصم في "السنة" "612"، والطبراني في "الكبير" "19/ 468" من طرق عن حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين العقيلي قال: قلت: يا رسول الله أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق خلقه؟ قال: "كان في عماء، ما تحته هواء، وما فوقه هواء، ثم خلق عرشه على الماء". وقال الترمذي: حديث حسن. قلت: إسناده ضعيف، وكيع بن حدث ويقال: عدس، مجهول، لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير يعلى بن عطاء، وباقي رجاله ثقات رجاله الصحيح، وأبو رزين العقيلي اسمه لقيط بن عامر.

الصِّفَاتِ وَأَحَادِيْثُهَا لَمْ يَتَعَرَّضُوا لِتَأْوِيْلِهَا أَصْلاً، وَهِيَ أَهَمُّ الدِّيْنِ فَلَو كَانَ تَأْوِيْلُهَا سَائِغاً، أَوْ حَتْماً لَبَادَرُوا إِلَيْهِ فَعُلِمَ قَطْعاً أَنَّ قِرَاءتَهَا وَإِمرَارَهَا عَلَى مَا جَاءتْ هُوَ الحَقُّ لاَ تَفْسِيْرَ لَهَا غَيْرُ ذَلِكَ فَنُؤْمِنُ بِذَلِكَ، وَنَسْكُتُ اقْتِدَاءً بِالسَّلَفِ مُعْتَقِدِيْنَ أَنَّهَا صِفَاتٌ للهِ تَعَالَى استأثر الله بعلم حقائقها، وأنهما لاَ تُشْبِهُ صِفَاتِ المَخْلُوْقِينَ كَمَا أَنَّ ذَاتَهُ المُقَدَّسَةَ لاَ تُمَاثِلُ ذَوَاتِ المَخْلُوْقِينَ، فَالكِتَابُ وَالسُّنَّةُ نَطَقَ بِهَا وَالرَّسُوْلُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَلَّغَ وَمَا تَعَرَّضَ لِتَأْوِيْلٍ مَعَ كَوْنِ البَارِي قَالَ: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِم} [النَّحْلُ: 44] ، فَعَلَيْنَا الإِيْمَانُ وَالتَّسْلِيْمُ لِلنُّصُوْصِ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ. قَالَ عَبْدَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الضَّرِيْرُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الأَمِيْرِ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ فورد عليه نهي أَبِي عُبَيْدٍ فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: يَا طَالِبَ العِلْمِ قَدْ مَاتَ ابْنُ سَلاَّمِ ... وَكَانَ فَارِسَ عِلْمٍ غَيْرَ مِحْجَامِ مَاتَ الَّذِي كَانَ فِيْنَا رُبْعَ أَرْبَعَةٍ ... لَمْ يَلْقَ مِثْلَهُمْ أُسْتَاذُ أَحْكَامِ خَيْرُ البَرِيَّةِ عَبْدُ اللهِ أَوَّلُهُمْ ... وَعَامِرٌ وَلَنِعْمَ التِّلْوُ يَا عَامِ هُمَا اللَّذَانِ أَنَافَا فَوْقَ غَيْرِهِمَا ... والقاسمان بن مَعْنٍ وَابْنُ سَلاَّمِ ذَكَرَ أَبَا عُبَيْدٍ: أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي طَبَقَاتِ القُرَّاءِ فَقَالَ: أَخَذَ القِرَاءةَ عَرْضاً، وَسَمَاعاً عَنِ الكِسَائِيِّ، وَعَنْ شُجَاعٍ وَعَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ، وَعَنْ حَجَّاجِ بنِ مُحَمَّدٍ وَأَبِي مُسْهِرٍ إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ إمام أهل دهره في جَمِيْعِ العُلُوْمِ ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ صَاحِبُ سُنَّةٍ رَوَى عَنْهُ القِرَاءاتِ: وَرَّاقُهُ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَنَصْرُ بنُ دَاوُدَ وَثَابِتُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ. قَالَ البُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِمَكَّةَ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ بَلَغَ سَبْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً رَحِمَهُ اللهُ. وَلَمْ يَتَّفِقْ وُقُوْعُ رِوَايَةٍ لأَبِي عُبَيْدٍ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ لَكِنْ نَقَلَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ شَيْئاً فِي تَفْسِيْرِ أَسْنَانِ الإِبِلِ فِي الزَّكَاةِ، وَحَكَى أَيْضاً عَنْهُ البُخَارِيُّ فِي كِتَابِ أَفْعَالِ العِبَادِ. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مَحْفُوْظُ بنُ مَعْتُوْقٍ البَزَّارُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ مُحَمَّدٍ "ح". وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الغَرَّافِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ بَاقَا قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ المُقَوِّمِيُّ حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا الزُّبَيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَهْرَوَيْه القَزْوِيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ،

أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُوْرٌ عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَجَدَ فِي الحَجِّ سَجْدَتَيْنِ، وَقَالَ: إن هذه السورة فُضِّلَتْ عَلَى السُّوَرِ بِسَجْدَتَيْنِ. وَبِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمِ بنِ صُبَيْحٍ عَنْ شُتَيْرِ بنِ شَكَلٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الأَحْزَابِ شَغَلُوا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ صَلاَةِ العَصْرِ فَصَلاَّهَا بَيْنَ صَلاَتَيِ العِشَاءِ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "شَغَلُوْنَا عَنِ الصَّلاَةِ الوُسْطَى مَلأَ اللهُ قُبُوْرَهُم وَبُيُوْتَهُم نَاراً" 1. وَبِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَيَزِيْدُ عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ عَبِيْدَةَ عَنْ عَلِيٍّ مِثْلَ ذَلِكَ. أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ سُنْقُرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزَّيْنِيُّ بِحَلَبَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ "ح". وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الفَقِيْهُ سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ قَالاَ: أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ الكَاتِبَةُ أَخْبَرَنَا طِرَادُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعِ مائَةٍ أَخْبَرَنَا حَامِدُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ القَيْسِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ؟ إِنَّا هَذَا الحَيَّ مِنْ رَبِيْعَةَ، وَقَدْ حَالَتْ بَيْنَنَا، وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ فَلاَ نَخْلُصُ إِلَيْكَ إلَّا فِي شَهْرٍ حَرَامٍ فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نَعْمَلْ بِهِ، وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءنَا. فَقَالَ: "آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ وَأَنْهَاكُم عَنْ أَرْبَعٍ الإِيْمَانُ بِاللهِ ثُمَّ فَسَّرَهَا لَهُم، شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ وَإِقَامُ الصَّلاَةِ وَإِيْتَاءُ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمُسَ مَا غَنِمْتُم وَأَنْهَاكُم عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالحَنْتَمِ، وَالنَّقِيْرِ والمقير". متفق عليه2.

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "2192"، والطيالسي "164"، وأحمد "1/ 150" وابن ماجه "684" وابن جرير في "تفسيره" -5423"، "5428"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 173، 174"، والبيهقي "1/ 460"، والبغوي "387" من طرق عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن علي بن أبي طالب مرفوعا: "شغلونا عن صلاة الوسطى، ملأ الله بيوتهم وبطونهم نارا". وهي العصر. وأخرجه أحمد "1/ 122"، والبخاري "2931"، "4111"، "4533"، "6396"، ومسلم "627"، وأبو داود "409"، والدارمي "1/ 280"، والبغوي "388" من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني، عن علي، به. 2 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "523"، وَمُسْلِمٌ "17"، وَأَبُو دَاوُدَ "3692"، وَالتِّرْمِذِيُّ "2611"، وَالنَّسَائِيُّ "8/ 120"، وابن منده "22"، "153" من طرق عن عباد بن عباد حدثنا أبو جمرة عن ابن عباس، به. وأخرجه من طرق أخرى عن أبي جمرة، به: البخاري "1398"، "3095"، "4369"، "6176"، "7556"، ومسلم "3/ 1579"، "17"، "39"، والبيهقي "دلائل النبوة" "5/ 323"، وابن منده "18/ 20"، "151"، "169".

دار أم سلمة

1702- دار أم سلمة 1: "خَ" الإِمَامُ الحَافِظُ أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ حُمَيْدٍ الطُّرَيْثِيْثِيُّ الكُوْفِيُّ، وَيُعْرَفُ: بِدَارِ أُمِّ سَلَمَةَ. وَكَانَ خَتَنَ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى عَلَى ابنته. سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ المُبَارَكِ، وَعُبَيْدَ اللهِ الأَشْجَعِيَّ وَحَفْصَ بنَ غِيَاثٍ، وَيَحْيَى بنَ أَبِي زَائِدَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ فُضَيْلٍ وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَحَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ الحُفَّاظِ بِالكُوْفَةِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ مُطَيَّنٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1484"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 31"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 464"، والكاشف "1/ ترجمة 24"، وتهذيب التهذيب "1/ 26".

الرمادي

1703- الرمادي 1: "د، ت" الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُفِيْدُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَشَّارٍ الجَرْجَرَائِيُّ ثُمَّ البَصْرِيُّ الرَّمَادِيُّ صَاحِبُ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ. رَوَى عَنِ: ابْنِ عُيَيْنَةَ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، وَعُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ رَجَاءَ المَكِّيِّ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَإِسْمَاعِيْلُ القاضي وتمتام، وَأَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، وَيُوْسُفُ القَاضِي وَأَبُو خَلِيْفَةَ الجُمَحِيُّ. وَرَوَى: التِّرْمِذِيُّ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. قَالَ البُخَارِيُّ: يَهِمُ فِي الشَّيْءِ بَعْدَ الشَّيْءِ وَهُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كَأَنَّ سُفْيَانَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَشَّارٍ لَيْسَ بِابْنِ عُيَيْنَةَ يَعْنِي: مِمَّا يُغْرِبُ عَنْهُ. وَقَالَ النسائي: ليس بالقوي. وقل ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَأَلْتُ الزُّرَيْقِيَّ بِالبَصْرَةِ عَنْهُ فَقَالَ: كَانَ وَاللهِ أَزْهَدَ أَهْلِ زَمَانِهِ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لاَ أَعْلَمُ مِمَّا أُنْكِرُ عَلَيْهِ الحَدِيْثَ وَصَلَ حَدِيْثاً مُرْسَلاً. قَالَ: وَهُوَ عِنْدَنَا مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مُتْقِناً ضَابِطاً صَحِبَ سُفْيَانَ دَهْراً. تُوُفِّيَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَقِيْلَ: سنة سبع وعشرين ومائتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 308"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 890"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 225"، والضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 35"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 225"، والكامل لابن عدي "1/ ترجمة 102"، والأنساب للسمعاني "6/ 158"، وميزان الاعتدال "1/ 23"، والكاشف "1/ ترجمة 121"، والعبر "1/ 398"، وتهذيب التهذيب "1/ 108"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 59".

يحيى بن يحيى

1704- يحيى بن يحيى 1: "خ، م، ت، س" ابن بكر بن عبد الرحمن شَيْخُ الإِسْلاَمِ، وَعَالِمُ خُرَاسَانَ أَبُو زَكَرِيَّا التَّمِيْمِيُّ المِنْقَرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَافِظُ. كَتَبَ: بِبَلَدِهِ وَبَالحِجَازِ وَالعِرَاقِ، وَالشَّامِ وَمِصْرَ. لَقِيَ صِغَاراً مِنَ التَّابِعِيْنَ مِنْهُم كَثِيْرُ بنُ سُلَيْمٍ وَأَخَذَ عَنْهُ وَعَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ المِقْدَامِ وَزُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ وَمَالِكٍ وَشَرِيْكٍ القَاضِي، وَسُعَيْرِ بنِ الخِمْسِ، وَأَبِي عَقِيْلٍ يَحْيَى بنِ المُتَوَكِّلِ، وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي المَوَالِ، وَعَطَّافِ بنِ خَالِدٍ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَابْنِ أَبِي الزِّنَادِ وَالمُنْكَدِرِ بنِ مُحَمَّدٍ وَدَاوُدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَطَّارِ، وَمُسْلِمِ بنِ خَالِدٍ وَمُعَاوِيَةَ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ، وَخَلَفِ بنِ خَلِيْفَةَ وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ وَعَبْثَرِ بن القاسم، وأمم سواهم.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3131"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 501، 512"، "2/ 178"، "3/ 126"، والكنى للدولابي "1/ 179"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 823"، والكاشف "3/ ترجمة 6376"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 421"، والعبر "1/ 397"، وتهذيب التهذيب "11/ 296"، وتقريب التهذيب "2/ 360"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 59".

وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَحَمِيْدُ بنُ زَنْجُوْيَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ القُشَيْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَابْنُهُ يَحْيَى حَيْكَانُ، وَزَكَرِيَّا بنُ دَاوُدَ الخَفَّافُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الجُرَشِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ التُّرْكِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ بَشَّارٍ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ علي الذهلي وَدَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الصَّفَّارُ وَخَلاَئِقُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الشَّافِعِيُّ وَزَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ قَالاَ: أَنْبَأَتْنَا زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي القَاسِمِ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القاسم القارىء، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ أَخْبَرَنَا بِشْرُ بنُ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَقِيْلٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ مَا تَوَجَّهَتْ بِهِ1. وُلِدَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ نَقَلَهُ: أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي عَنْ أَبِي الطَّيِّبِ المَكْفُوْفِ صَاحِبِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى. يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَلاَ أَحْسِبُ أَنَّهُ رَأَى مِثْلَ نَفْسِهِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الخَفَّافُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَى يَحْيَى بنُ يَحْيَى مِثْلَ نَفْسِهِ، وَمَا رَأَى النَّاسُ مِثْلَهُ. رَوَاهَا: أبو عثمان سعيد بن شاذان عنه. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: مَاتَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى يَوْم مَاتَ، وَهُوَ إِمَامٌ لأَهْلِ الدُّنْيَا. أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ عَبْدَشَ، وَكَانَ ثِقَةً سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَسْلَمَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ فَقُلْتُ: عَمَّنْ أَكْتُبُ؟ فَقَالَ: عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى. قَالَ خُشْنَامُ بنُ سَعِيْدٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: كَانَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى عِنْدِي إِمَاماً، وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي نَفَقَةٌ لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ. مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ الأَخْرَمُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: كَانَ أَبِي يَرْجِعُ فِي المُشْكِلاَتِ إِلَى يَحْيَى بنِ يَحْيَى وَيَقُوْلُ: هُوَ إِمَامٌ فِيْمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللهِ. قَالَ أَبُو الطَّيِّبِ المَكْفُوْفُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: لَمْ أَكْتُبْ عَنْ أَحَدٍ أَوْثَقَ فِي نَفْسِي مِنْ:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1096"، ومسلم "700" "37"، وأبو داود "1224".

يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَالفَضْلِ بنِ مُوْسَى وَيَحْيَى أَحْسَنُ حَدِيْثاً مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: لأَنَّ يَحْيَى أَخرَجَ مِن عِلْمِهِ مَا كان ينبعي أَنْ يُخْرِجَه، وَأَمسَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُمْسِكَ عَنْهُ. الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ ذَكَرَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ. ثُمَّ ذَكَرَ قُتَيْبَةَ فَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إلَّا أَنَّ يَحْيَى بنَ يَحْيَى شَيْءٌ آخَرُ. قَالَ ابْنُ مَحْمِشَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بنُ عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَرَوَى حَدِيْثاً عَنْ سُفْيَانَ فَقُلْتُ: خَالَفَكَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى فَقَالَ: كَيْفَ قَالَ يَحْيَى؟ فَأَخبَرتُهُ فَضَرَبَ عَلَى حَدِيْثِهِ، وَقَالَ: لاَ خَيْرَ فِيْمَا خَالَفَ فِيْهِ يَحْيَى بنُ يَحْيَى. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى، وَكَانَ إِمَاماً وَقُدْوَةً وَنُوراً للإِسْلاَمِ. الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَعْقُوْبَ الحَافِظَ: سَمِعْتُ مَشَايِخَنَا يَقُوْلُوْنَ: لَوْ عَاشَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى سَنَتَيْنِ لَذَهَبَ حَدِيْثُهُ فَإِنَّهُ إِذَا شَكَّ فِي حَدِيْثٍ أَرْسَلَهُ هَذَا فِي بَدْءِ أَمرِهِ ثُمَّ صَارَ إِذَا شَكَّ فِي حَدِيْثٍ تَرَكَهُ ثُمَّ صَارَ يَضْرِبُ عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِهِ. ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِهِ: سَمِعْتُ أَبِي يَذكُرُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى فَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْراً، وَقَالَ: مَا أَخَرَجَتْ خُرَاسَانُ بَعْدَ ابْنِ المُبَارَكِ مِثْلَهُ كُنَّا نُسَمِّيهِ يَحْيَى الشَّكَّاكَ مِنْ كَثْرَةِ مَا كَانَ يَشُكُّ فِي الحَدِيْثِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيِّ فَقُلْتُ: مَنْ أَدْرَكْتَ مِنَ المَشَايِخِ عَلَى سُنَّةِ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ إلَّا أَنْ يَكُوْنَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: قَرَأَ عَلَيْنَا إِسْحَاقُ عَنْ مَشَايِخِهِ أَحَادِيْثَ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَهُوَ أَوْثَقُ مَنْ حَدَّثْتُكُمُ اليَوْمَ عَنْهُ. قَالَ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الدَّارَابْجِرْدِيُّ: سمعت يحيى الحماني يقول: كُنَّا نَعُدُّ فُقَهَاءَ خُرَاسَانَ ثَلاَثَةً: عَبْدَ اللهِ بنَ المُبَارَكِ وَيَحْيَى بنَ يَحْيَى وَآخَرَ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَرَوَى حَدِيْثاً عَنْ سُفْيَانَ، فَقُلْتُ: خَالَفَكَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى فَتَوَقَّفَ، وَقَالَ: لاَ خَيْرَ فِيْمَا يُخَالِفُ فِيْهِ يَحْيَى بنُ يَحْيَى. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ، وَذَكَرَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيَّ فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ، وَإِتْقَانِهِ أَمراً عَظِيْماً.

مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَذْرَةَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ أَحْمَدَ بنَ عُثْمَانَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَزْرَةَ يَقُوْلُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبِي كَثِيْراً مَا يَقُوْلُ: وَدِدْتُ أَنِّي رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيَّ. فَكُنْتُ يَوْماً جَالِساً أَكتُبُ فَوَقَفَ عَلَيَّ رَجُلٌ عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، مَعَهُ عَصَا وَرَكْوَةٌ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ هَذِهِ دَارُ أَبِي عَبْدِ اللهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: تُرَاهُ فِي البَيْتِ؟ قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى فَوَثَبتُ مَسْرُوْراً وَأَخبَرتُ أَبِي فَأَطرَقَ مَلِيّاً وَقَالَ: أَبْلِغْهُ مِنِّي السَّلاَمَ وَقُلْ: آتَاكَ اللهُ ثَوَابَ مَا نَوَيتَ. فَرَجَعتُ شِبْهَ الخَجِلِ فَقَالَ: أَسْتَوْدِعُكَ الله يَا بُنَيَّ وَمَضَى. فَهَذِهِ حِكَايَةٌ بَاطِلَةٌ لَمْ يُتِمَّ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ وَإِنَّمَا طَلَبَ عَبْدُ اللهِ بَعْدَ مَوْتِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَأَيْضاً فَمَا نَعْلَمُ أَنَّ يَحْيَى دَخَلَ بَغْدَادَ. الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ حَامِدٍ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ المَنْصُوْرِيَّ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ يَقُوْلُ: أَرَادَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى الحَجَّ، فَاسْتَأْذَنَ عَبْدَ اللهِ بنَ طَاهِرٍ الأَمِيْرَ فَقَالَ: أَنْتَ مِنَ الإِسْلاَمِ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى فَلاَ آمَنُ أَنْ تُمْتَحَنَ فَتَصِيْرَ إِلَى مَكْرُوهٍ فَهَذَا الإِذْنُ وَهَذِهِ النَّصِيْحَةُ فَقَعَدَ. وَبَلَغَنَا: أَنَّ يَحْيَى أَوْصَى بِثِيَابِ بَدَنِهِ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَى أَحْمَدَ أَخَذَ مِنْهَا ثَوْباً وَاحِداً لِلْبَرَكَةِ، وَرَدَّ البَاقِي وَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ تَفْصِيْلُ ثِيَابِهِ مِن زِيِّ بَلَدِنَا. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: وَغَيْرُهُ مَاتَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى فِي أَوَّلِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الفَرَّاءَ يَقُوْلُ: أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ يَحْيَى قَالَ: أَوْصَى أَبِي بِثِيَابِ جَسَدِهِ لأَحْمَدَ فَأَتَيْتُهُ بِهَا فِي مِنْدِيْلٍ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ لِبَاسِي ثُمَّ أَخَذَ ثَوْباً وَاحِداً وَرَدَّ البَاقِي. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: وَسَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ طَاهِرٍ الأَمِيْرَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ فِي رَمَضَانَ كَأَنَّ كِتَاباً أُدْلِيَ مِنَ السَّمَاءِ فَقِيْلَ لِي: هَذَا الكِتَابُ فِيْهِ اسْمُ مَنْ غُفِرَ لَهُ فَقُمْتُ فَتَصَفَّحْتُ فِيْهِ، فَإِذَا فِيْهِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ يَحْيَى بنُ يَحْيَى. قَالَ الحَاكِمُ: سمعت أبي: سمعت أبا عمور العَمْرَوِيَّ وَالِيَ البَلَدِ يَقُوْلُ: بَينَا أَنَا نَائِمٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى السَّطْحِ إِذْ رَأَيْتُ نُوراً يَسْطَعُ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ قَبْرٍ فِي مَقْبَرَةِ الحُسَيْنِ كَأَنَّهُ مَنَارَةٌ

بيضاء فدعوت بغلام لي رام. فَقُلْتُ: ارْمِ ذَاكَ القَبْرَ الَّذِي يَسْطَعُ مِنْهُ النُّوْرُ فَفَعَلَ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ بَكَّرْتُ بِنَفْسِي فَإِذَا النَّشَّابَةُ فِي قَبْرِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ المَرْوَزِيُّ: يَحْيَى بنُ يَحْيَى مِنْ مَوَالِي بَنِي مِنْقَرٍ كَانَ ثِقَةً، حَسَنَ الوَجْهِ طَوِيْلَ اللِّحْيَةِ خَيِّراً فَاضِلاً صَائِناً لِنَفْسِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ أَيْضاً: يَحْيَى بنُ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيُّ الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ. قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ: ذَهَبْتُ يَوْماً أَحْكِي لِيَحْيَى بنِ يَحْيَى بَعْضَ كَلاَمِ الجَهْمِيَّةِ لأَسْتَخْرِجَ مِنْهُ نَقْضاً عَلَيْهِم، وَفِي مَجْلِسِهِ يَوْمَئِذٍ حُسَيْنُ بنُ عِيْسَى البِسْطَامِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَرِيْشِ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ وَأَبُو قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ فِيْمَا أَحْسِبُ وَغَيْرُهُم مِنَ المَشَايِخِ. فَزَبَرَنِي يَحْيَى بِغَضَبٍ وَقَالَ: اسْكُتْ، وَأَنكَرَ عَلَى أُوْلَئِكَ اسْتَعِظَاماً أَنْ أَحْكِيَ كَلاَمَهُم وَإِنْكَاراً. وَقَالَ نَصْرُ بنُ زَكَرِيَّا بِإِسْبِيْجَابَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: الذَّبُّ عَنِ السُّنَّةِ أَفْضَلُ مِنَ الجِهَادِ فِي سَبِيْلِ اللهِ فَقُلْتُ ليَحْيَى: الرَّجُلُ يُنْفِقُ مَالَهُ، وَيُتْعِبُ نَفْسَهُ وَيُجَاهِدُ فَهَذَا أَفْضَلُ مِنْهُ؟ قَالَ: نعم بكثير. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ الغَسِيْلِيُّ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: قَالَ لِي أَبِي: مَا أَخْرَجَتْ خُرَاسَانُ بَعْدَ ابْنِ المُبَارَكِ مِثْلَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى. وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ النَّبِيْلَ أَبَا الطَّيِّبِ المَكْفُوْفَ، وَقَدْ جَالَسَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ: قَالَ لِي إِسْحَاقُ بن راهويه يوما: أصبح يحيى ابن يَحْيَى إِمَامَ أَهْلِ الشَّرْقِ وَالغَرْبِ. قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ بِخُرَاسَانَ بَعْدَهُ مِثْلُهُ إلَّا إِسْحَاقُ، وَلاَ بَعْدَ إِسْحَاقَ مِثْلُ الذُّهْلِيِّ وَلاَ بَعْدَ الذُّهْلِيِّ كَمُسْلِمٍ وَلاَ بَعْدَ مُسْلِمٍ كَمُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيِّ وَلاَ بَعْدَ ابْنِ نَصْرٍ كَابْنِ خُزَيْمَةَ، وَلاَ بَعْدَهُ كَأَبِي حَامِدٍ بنِ الشَّرْقِيِّ، وَلاَ بَعْدَهُ كَأَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِيِّ.

يحيى بن يحيى بن كثير

1705- يحيى بن يحيى بن كثير 1: ابن وسلاس بن شملال بن منغايا الإِمَامُ الكَبِيْرُ فَقِيْهُ الأَنْدَلُسِ، أَبُو مُحَمَّدٍ اللَّيْثِيُّ البَرْبَرِيُّ المَصْمُوْدِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثنتين وخمسين ومائة. سَمِعَ أَوَّلاً مِنَ الفَقِيْهِ زِيَادِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَبَطُوْنَ، وَيَحْيَى بنِ مُضَرَ وَطَائِفَةٍ. ثمَّ ارْتَحَلَ إِلَى المَشْرِقِ فِي أَوَاخِرِ أَيَّامِ مَالِكٍ الإِمَامِ فَسَمِعَ مِنْهُ المُوَطَّأَ سِوَى أَبْوَابٍ مِنَ الاعْتِكَافِ شَكَّ فِي سَمَاعِهَا مِنْهُ، فَرَوَاهَا عَنْ زِيَادٍ شَبَطُوْنَ عَنْ مَالِكٍ، وَسَمِعَ مِنَ: اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ العُتَقِيِّ. وَحَمَلَ عَنِ ابْنِ القَاسِمِ عَشْرَةَ كُتُبٍ سُؤَالاَتٍ وَمَسَائِلَ. وَسَمِعَ مِنَ: القَاسِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ العُمَرِيِّ، وَأَنَسِ بنِ عِيَاضٍ اللَّيْثِيِّ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لحق نافع بن أبي نعيم مقرىء المَدِيْنَةِ، وَأَخَذَ عَنْهُ وَهَذَا بَعِيْدٌ فَإِنَّ نَافِعاً مَاتَ قَبْلَ مَالِكٍ بِعَشْرِ سِنِيْنَ. وَلاَزمَ ابْنَ وَهْبٍ وَابْنَ القَاسِمِ ثُمَّ حَجَّ وَرَجَعَ إِلَى المَدِيْنَةِ لِيَزْدَادَ مِنْ مَالِكٍ، فَوَجَدَهُ فِي مَرَضِ المَوْتِ فَأَقَامَ إِلَى أَنْ تَوَفَّاهُ اللهُ وَشَهِدَ جِنَازَتهُ وَرَجَعَ إِلَى قُرْطُبَةَ بِعِلْمٍ جَمٍّ، وَتَصَدَّرَ للاشْتِغَالِ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ وَبَعُدَ صِيْتُهُ، وَانْتَفَعُوا بِعِلْمِهِ وَهَدْيهِ وَسَمْتِهِ. وَكَانَ كَبِيْرَ الشَّأْنِ وَافِرَ الجَلاَلَةِ عَظِيْمَ الهَيْبَةِ نَالَ مِنَ الرِّئَاسَةِ وَالحُرمَةِ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ أَحَدٌ. رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ أَبُو مَرْوَانَ عُبَيْدُ اللهِ وَمُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ الوَلِيْدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ وَصَبَّاحُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العُتَقِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. كَانَ أَحْمَدُ بنُ خَالِدِ بنِ الحُبَّابِ الحَافِظُ يَقُوْلُ: لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ بِالأَنْدَلُسِ مِنَ الحُظْوَةِ، وَعِظَمِ القَدْرِ وَجَلاَلَةِ الذِّكْرِ مَا أُعْطِيَهُ يَحْيَى بنُ يَحْيَى. وَبَلَغَنَا أَنَّ يَحْيَى بنَ يَحْيَى اللَّيْثِيَّ كَانَ عِنْدَ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللهُ فَمَرَّ عَلَى بَابِ مَالِكٍ الفِيْلُ فَخَرَجَ كُلُّ مَنْ كَانَ فِي مَجْلِسِهِ لِرُؤْيَةِ الفِيْلِ سِوَى يَحْيَى بنِ يَحْيَى، فَلَمْ يَقُمْ فَأُعْجِبَ بِهِ مَالِكٌ وَسَأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ وَأَيْنَ بَلَدُكَ؟ ثُمَّ لَمْ يَزَلْ بَعْدُ مكرمًا له.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 792"، والعبر "1/ 419"، وتهذيب التهذيب "11/ 300".

وَعَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى قَالَ: أَخَذْتُ بِرِكَابِ اللَّيْثِ فَأَرَادَ غُلاَمُهُ أَنْ يَمْنَعَنِي فَقَالَ اللَّيْثُ: دَعْهُ ثُمَّ قَالَ لِي: خَدَمَكَ العِلْمُ قَالَ: فَلَمْ تَزَلْ بِيَ الأَيَّامُ حَتَّى رَأَيْتُ ذَلِكَ. وَقِيْلَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الحَكَمِ المَرْوَانِيَّ صَاحِبَ الأَنْدَلُسِ نَظَرَ إِلَى جَارِيَةٍ لَهُ فِي رَمَضَانَ نَهَاراً فَلَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ أَنْ وَاقَعَهَا، ثُمَّ نَدِمَ وَطَلَبَ الفُقَهَاءَ وَسَأَلَهُم عَنْ تَوْبَتِهِ فَقَالَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى: صُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ فَسَكَتَ العُلَمَاءُ فَلَمَّا خَرَجُوا قَالُوا لِيَحْيَى: مَا لَكَ لَمْ تُفْتِهِ بِمَذْهَبِنَا عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ مُخَيَّرٌ بَيْنَ العِتْقِ وَالصَّوْمِ وَالإِطْعَامِ؟ قَالَ: لَوْ فَتَحْنَا لَهُ هَذَا البَابَ لَسَهُلَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَأَ كُلَّ يَوْمٍ وَيَعْتِقَ رَقَبَةً فَحَمَلْتُهُ عَلَى أصعب الأمور لئلا يعود. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: قَدِمَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى الأَنْدَلُسَ بِعِلمٍ كَثِيْرٍ فَعَادَتْ فُتْيَا الأَنْدَلُسِ بَعْدَ عِيْسَى بنِ دِيْنَارٍ الفَقِيْهِ عَلَيْهِ، وَانْتَهَى السُّلْطَانُ وَالعَامَّةُ إِلَى رَأْيِهِ وَكَانَ فَقِيْهاً حَسَنَ الرَّأْيِ، وَكَانَ لاَ يَرَى القُنُوتَ فِي الصُّبْحِ، وَلاَ فِي سَائِرِ الصَّلَوَاتِ وَيَقُوْلُ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ بنَ سَعْدٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيَّ يَقُوْلُ: إِنَّمَا قَنَتَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً يَدْعُو عَلَى قَوْمٍ، وَيَدْعُو لآخَرِيْنَ قَالَ: وَكَانَ اللَّيْثُ لاَ يَقْنُتُ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: وَخَالَفَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى مَالِكاً فِي اليَمِيْنِ مَعَ الشَّاهِدِ فَلَمْ يَرَ القَضَاءَ بِهِ وَلاَ الحُكْمَ وَأَخَذَ بِقَولِ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ. قَالَ: وَكَانَ يَرَى جَوَازَ كِرَاءِ الأَرْضِ بِجُزْءٍ مِمَّا يَخْرُجُ مِنْهَا عَلَى مَذْهَبِ اللَّيْثِ وَيَقُوْلُ: هِيَ سُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في خيبر. وَقَضَى بِرَأْيِ أَمِيْنَيْنِ إِذَا لَمْ يُوْجَدْ فِي أَهْلِ الزَّوْجَيْنِ حَكَمَانِ يَصْلُحَانِ لِذَلِكَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَكَانَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى إِمَامَ أَهْلِ بَلَدِهِ، وَالمُقْتَدَى بِهِ مِنْهُم وَالمَنْظُوْرَ إِلَيْهِ وَالمُعَوَّلَ عَلَيْهِ، وَكَانَ ثِقَةً عَاقِلاً حَسَنَ الهَدْيِّ وَالسَّمْتِ، يُشَبَّهُ فِي سَمْتِهِ بِسَمْتِ مَالِكٍ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَصَرٌ بِالحَدِيْثِ. قُلْتُ: نَعَمْ مَا كَانَ مِنْ فُرْسَانِ هَذَا الشَّأْنِ بَلْ كَانَ مُتَوَسِّطاً فِيْهِ رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: كَانَ يُفْتِي بِرَأْي مَالِكٍ وَكَانَ إِمَامَ وَقْتِهِ وَوَاحِدَ بَلَدِهِ وَكَانَ رَجُلاً عَاقِلاً. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ: فَقِيْهُ الأَنْدَلُسِ: عِيْسَى بنُ دِيْنَارٍ وَعَالِمُهَا: عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ وَعَاقِلُهَا: يَحْيَى بنُ يَحْيَى. ثُمَّ قَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ فِي تَارِيْخِهِ: وَكَانَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى مِمَِّنِ اتُّهِمَ بِبَعْضِ الأَمْرِ فِي الهَيْجِ

يَعْنِي: فِي القِيَامِ وَالإِنْكَارِ عَلَى أَمِيْرِ الأَنْدَلُسِ. قَالَ: فَهَرَبَ إِلَى طُلَيْطِلَةَ ثُمَّ اسْتَأْمَنَ فَكَتَبَ له الحكم الأمير المعروف: بِالرَّبَضِيِّ أَمَاناً فَرُدَّ إِلَى قُرْطُبَةَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ: رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى نَازِلاً عَنْ دَابَّتِهِ مَاشِياً إِلَى الجَامِعِ يَوْمَ جُمُعَةٍ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ، وَرِدَاءٌ مَتِيْنٌ وَأَنَا أَحْبِسُ دَابَّةَ أَبِي. قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَالَ الحَافِظُ: كَانَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى مُجَابَ الدَّعْوَةِ فَقَدْ أَخَذَ نَفْسَهُ فِي هَيْئَتِهِ، وَمَقْعَدِهِ هَيْئَةَ مَالِكٍ الإِمَامِ بِالأَنْدَلُسِ فَإِنَّهُ عُرِضَ عَلَيْهِ قَضَاءُ الجَمَاعَةِ فَامْتَنَعَ فَكَانَ أَمِيْرُ الأَنْدَلُسِ لاَ يُوَلِّي أَحَداً القَضَاءَ بِمَدَائِنِ إِقْلِيْمِ الأَنْدَلُسِ إلَّا مَنْ يُشِيْرُ بِهِ يَحْيَى بنُ يَحْيَى فَكَثُرَ لِذَلِكَ تَلاَمِذَةُ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَأَقْبَلُوا عَلَى فِقْهِ مَالِكٍ، وَنَبَذُوا مَا سِوَاهُ. نَقَلَ غَيْرُ وَاحِدٍ وَفَاةَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى: فِي شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَبَعْضُهُم قَالَ: فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَالأَوَّلُ أَصَحُّ. أَخْبَرَنَا بِكِتَابِ المُوَطَّأِ: الإِمَامُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ المَغْرِبِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الطَّائِيُّ كِتَابَةً مِنْ مَدِيْنَةِ تُوْنُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ بَقِيٍّ المَالِكِيُّ قِرَاءةً عَلَيْهِ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الحَقِّ القُرْطُبِيُّ قِرَاءةً قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ مُحَمَّدُ بنُ فَرَجٍ مَوْلَى ابْنِ الطَّلاَّعِ قَالَ: أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغِيْثٍ سَمَاعاً، أَخْبَرَنَا أَبُو عِيْسَى يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى بن يحيى اليثي قِرَاءةً، وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمُّ أَبِي الفَقِيْهِ أَبُو مَرْوَانَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ يَحْيَى وَتُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ أَنَسٍ سِوَى فَوْتِهِ مِنَ الاعْتِكَافِ فَذَكَرَ الموطأ.

أبو الجهم

1706- أبو الجهم 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ أَبُو الجَهْمِ العَلاَءُ بنُ مُوْسَى بنِ عَطِيَّةَ البَاهِلِيُّ البَغْدَادِيُّ صَاحِبُ ذَاكَ الجُزْءِ العَالِي. وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ لِشُهْرَتِهِ كَغَيْرِهِ مِنَ المُعَمَّرِيْنَ وَلَمْ أَسْتَوْعِبْهُم. سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ حَدِيْثاً نَسِيَ سَنَدَهُ. وَمِنَ: اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ وَسَوَّارِ بنِ مُصْعَبٍ وَعَبْدِ القُدُّوْسِ أُرَاهُ ابْنَ حَبِيْبٍ وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَالهَيْثَمِ بنِ عَدِيٍّ وَغَيْرِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ سُنَيْنٍ الخُتَّلِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ وَأَبُو القاسم البغوي. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً مَاتَ: بِبَغْدَادَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ. سَمِعْنَا نُسْخَتَهُ مِنْ نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ نَفْساً سَمِعُوْهَا مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ بِسَمَاعِهِ مِنْ مُحَمَّدٍ أَبِي مَسْعُوْدٍ الفَارِسِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي شُرَيْحٍ عَنِ البَغَوِيِّ عَنْهُ. وَآخِرُ مَنْ رَوَاهَا فِي الدُّنْيَا: أَبُو العَبَّاسِ بنُ الشِّحْنَةِ الصَّالِحِيُّ فَعُمِّرَ بَعْدَ أَنْ سَمِعَ الجُزْءَ سَبْعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الحَافِظِ بنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكَ مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ وَالحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الجَهْمِ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْهَى إِذَا كَانَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ أَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُوْنَ وَاحِدٍ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ2 عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ ليث.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 240"، والعبر "1/ 403"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 65". 2 صحيح: أخرجه البخاري "6288"، ومسلم "2183".

يحيى بن عبد الحميد

1707- يحيى بن عبد الحميد 1:. ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَيْمُوْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحافظ الإمام الكبير، أبو زكريا بن المُحَدِّثِ الثِّقَةِ أَبِي يَحْيَى الحِمَّانِيِّ الكُوْفِيِّ صَاحِبِ المُسْنَدِ الكَبِيْرِ. وُلِدَ نَحْوَ الخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَأَبُوْهُ: مِنْ أَصْحَابِ الأَعْمَشِ وَعَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ الغَسِيْلِ وَهَذَا أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ وَمَنْدَلِ بنِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيِّ، وَأَبِي عَوَانَةَ وَشَرِيْكٍ وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ وَقَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ وَأَبِي إِسْرَائِيْلَ المُلاَئِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ وَهُشَيْمٍ وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ، وَخَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ وَحَشْرَجِ بنِ نُبَاتَةَ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَعَلِيِّ بنِ مُسْهِرٍ وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: أَبُو قِلاَبَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى الحُلْوَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ، وَأَبُو حَصِيْنٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الوَادِعِيُّ، وَمُطَيَّنٌ وَمُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ السَّرَّاجُ وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ وَالحُسَيْنُ بنُ إسحاق التستري وخلق كثير. قَالَ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ القَعْنَبِيَّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ رَجُلاً طَوِيْلاً شَابّاً فِي مَجْلِسِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: مَنْ يَسْأَلُ لأَهْلِ الكُوْفَةِ؟ ثُمَّ قال: أين ابن الجماني؟ فَقَامَ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَانْتَسَبَ لَهُ فَقَالَ: نَعَمْ كَانَ أَبُوْكَ جَلِيْسَنَا عِنْدَ مِسْعَرٍ. فَجَعَلَ يَسْأَل. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَشَّارٍ: رَأَيْتُ عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ جَمَاعَةً مِنَ البَصْرِيِّيْنَ يَتَذَاكَرُوْنَ الحَدِيْثَ فَتَحَوَّلَ سُفْيَانُ لِلْكُوْفَةِ أَتَى إِلَى نَاحِيَةِ أَهْلِ الكُوْفَةِ فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ آدَمَ؟ أَيْنَ ابْنُ الحِمَّانِيِّ عَبْدِ الحَمِيْدِ?. وَرَوَى ابْنُ عَدِيٍّ عَنْ طَرِيْفِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ المَوْصِلِيِّ قَالَ: كَأَنِّيْ أَنْظُرُ إِلَى يَحْيَى الحِمَّانِيِّ شَيْخٌ ضَعِيْفٌ أَعْوَرُ اليُسْرَى مُنْحَنِي العُنُقِ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ الهَرَوِيُّ: سُئِلَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَنْ يَحْيَى الحِمَّانِيِّ فَسَكَتَ فلم يقل شيئًا. وقال الميموني: ذكرالحماني عِنْدَ أَحْمَدَ فَقَالَ: لَيْسَ بِأَبِي غَسَّانَ بَأْسٌ وَمَرَّةً ذَكَرَهُ فَنَفَضَ يَدَهُ وَقَالَ: لاَ أَدْرِي. وَقَالَ مُطَيَّنٌ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْهُ قُلْتُ لَهُ: تَعْرِفُهُ؟ لَكَ بِهِ عِلْمٌ؟ فَقَالَ: كَيْفَ لاَ أَعْرِفُهُ؟ قُلْتُ: أَكَانَ ثِقَةً؟ قَالَ: أنتم أعرف بمشايخكم. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الحِمَّانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأزرق فذكر حديثا في الإبراد بالظهر2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 411"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3037"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 625"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 2039"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 695"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2138"، وتاريخ بغداد "14/ 167"، والأنساب للسمعاني "4/ 210"، واللباب لابن الأثير "1/ 386"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 553"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 428"، والمغني "2/ ترجمة 7006"، والعبر "1/ 404"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9567"، وتهذيب التهذيب "11/ 243"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 67". 2 صحيح: ورد عن المغيرة بن شعبة مرفوعا بلفظ: "أَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّم". أخرج أحمد "4/ 250"، وابن ماجة "680"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 187"، والطبراني في "الكبير" "20/ 949"، والبيهقي "1/ 439" من طرق عن إسحاق بن يوسف الازرق، عن شريك، عن بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، عنه، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته شريك، وهو ابن عبد الله النخعي القاضي، وهو سيئ الحفظ، وورد عن أبي هريرة مرفوعا: عند عبد الرزاق "2049، والشافعي "1/ 48"، والحميدي "942"، وأحمد "2/ 266"، والبخاري "536"، ومسلم "615" "183" من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عنه، به.

قَالَ حَنْبَلٌ: قَدِمْتُ مِنَ الكُوْفَةِ فَقُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الحِمَّانِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بِحَدِيْثِ إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ أَنِّي حَدَّثْتُهُ بِهِ فَلَعَلَّهُ حَفِظَهُ عَلَى المُذَاكَرَةِ. وَكَذَا سَأَلَ المَرُّوْذِيُّ أَحْمَدَ فَأَنْكَرَ أَنْ يَكُوْنَ حَدَّثَهُ وَقَالَ: قُوْلُوا لِهَارُوْنَ الحَمَّالِ يَضْرِبُ عَلَى حَدِيْثِ يَحْيَى الحِمَّانِيِّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَ يَحْيَى الحِمَّانِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بِحَدِيْثِ إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ فَأَنْكَرَهُ فَقَالَ يَحْيَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ عَلَى بَابِ ابْنِ عُلَيَّةَ فَقَالَ أَحْمَدُ: مَا سَمِعْنَاهُ مِنْ إِسْحَاقَ إلَّا بَعْدَ مَوْتِ إِسْمَاعِيْلَ. ثُمَّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ حَافِظاً سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنْهُ فَقَالَ: أَلَمْ تَرَهُ؟ قُلْتُ: بَلَى قَالَ: إِنَّكَ إِذَا رأيته عرفته. وَقِيْلَ: كَانَ يَتَشَيَّعُ فَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيْثٍ لِعُثْمَانَ فَقَالَ لِي: تُحِبُّ عُثْمَانَ؟ قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: قُلْتُ لأَبِي: إِنَّ ابْنَيْ أَبِي شَيْبَةَ يَقْدَمُوْنَ بَغْدَادَ فَمَا تَرَى فِيْهِم؟ فَقَالَ: قَدْ جَاءَ ابْنُ الحِمَّانِيِّ إلى ههنا فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، وَكَانَ يَكْذِبُ جِهَاراً ابْنُ شَيْبَةَ عَلَى كُلِّ حَالٍ يَصْدُقُ وَقُلْتُ لأَبِي عَنْ حَدِيْثِ إِسْحَاقَ فَقَالَ: كَذَبَ مَا سَمِعْتُهُ مِنَ الأَزْرَقِ إلَّا بَعْدَ ذَلِكَ أَنَا لَمْ أَعْلَمْ تِلْكَ الأَيَّامَ أَنَّ هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ حَتَّى سَأَلَنِي عَنْهُ هَؤُلاَءِ الشَّبَابُ. وَقَالَ أَبِي: مَا كَانَ أَجْرَأَهُ! وَقَالَ: مَا زِلْنَا نَعْرِفُهُ أَنَّهُ يَسْرِقُ الأَحَادِيْثَ أَوْ يَتَلَقَّفُهَا أَوْ يَتَلَقَّطُهَا. وَقَالَ: قَدْ طَلَبَ وَسَمِعَ وَلَوْ اقْتَصَرَ عَلَى مَا سَمِعَ لَكَانَ لَهُ فِيْهِ كِفَايَةٌ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَ أَيْضاً عَنْ قُرَيْشِ بنِ حَيَّانَ عَنْ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بنِ يَزِيْدَ عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الأَظْفَارِ. وَقُرَيْشٌ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يدخل الحماني البصرة، وإنما سمعه من وَكِيْعٍ عَنْ قُرَيْشٍ. وَقَالَ الأَثْرَمُ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: مَا تَقُوْلُ فِي ابْنِ الحِمَّانِيِّ؟ فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ وَاحِداً وَلاَ اثْنَيْنِ وَلاَ ثَلاَثَةً وَلاَ أَرْبَعَةً يَحْكُوْنَ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ: الأَمْرُ فِيْهِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَحَمَلَ عَلَيْهِ حَمْلاً شَدِيْداً فِي أَمْرِ الحَدِيْثِ. وَذَكَرْتُهُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ مَرَّةً فَقَالَ: ابْنُ الحِمَّانِيِّ لَيْسَ الآنَ عَلَيْهِ قِيَاسٌ أَمْرُ ذَاكَ عَظِيْمٌ أَوْ كَمَا قَالَ وَرَأَيْتُهُ شَدِيْدَ الغَيْظِ عَلَيْهِ.

وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: قُلْتُ لأَبِي: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ الحِمَّانِيِّ حَدَّثَ عَنْ شَرِيْكٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُعْجِبُهُ النَّظَرُ إِلَى الحَمَامِ فَأَنْكَرُوهُ عَلَيْهِ فَرَجَعَ عَنْ رَفْعِهِ فَقَالَ أَبِي: هَذَا كَذِبٌ إِنَّمَا كُنَّا نَعْرِفُ بِهَذَا حُسَيْنَ بنَ عُلْوَانَ يَقُوْلُوْنَ: وَضَعَهُ عَلَى هِشَامٍ. قَالَ البُخَارِيُّ: كَانَ أَحْمَدُ وَعَلِيٌّ يتكلمان في يحيى الحماني وقال مَرَّةً: رَمَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ نُمَيْرٍ. أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: أَدْرَكْتُ ثَلاَثَةً يُحَدِّثُوْنَ بِمَا لاَ يَحْفَظُونَ: يَحْيَى بنَ عَبْدِ الحَمِيْدِ وَعَبْدَ الأَعْلَى السَّامِيَّ وَمُعْتَمِرَ بنَ سُلَيْمَانَ. ابْنُ عَدِيٍّ: أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ قَالَ: قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: الحِمَّانِيُّ كَذَّابٌ. فَقِيْلَ لِعَبْدَانَ: سَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ قَالَ: لاَ. وَقَالَ مُطَيَّنٌ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ عَنْ يَحْيَى الحِمَّانِيِّ فَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ هَؤُلاَءِ كُلِّهُم فَاكْتُبْ عَنْهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ: يَحْيَى الحِمَّانِيُّ سَقَطَ حَدِيْثُهُ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ إِدْرِيْسَ: فَقِيْلَ لابْنِ عَمَّارٍ: فَمَا عِلَّتُهُ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ لأَهْلِ الكُوْفَةِ حَدِيْثٌ جَيِّدٌ غَرِيْبٌ وَلاَ لأَهْلِ المَدِيْنَةِ وَلاَ لأَهْلِ بَلَدٍ حَدِيْثٌ جَيِّدٌ غَرِيْبٌ إلَّا رَوَاهُ فَهَذَا يَكُوْنُ هَكَذَا. وَقَالَ الجَوْزَجَانِيُّ: يَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ سَاقِطٌ مُتَلُوِّنٌ تُرِكَ حَدِيْثُهُ فَلاَ يَنْبَعِثُ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: سَمِعْتُ الذهلي يقول: ذهب كالأمس الذاهب. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُسَيَّبِ الأَرْغِيَانِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ: اضْرِبُوا عَلَى حَدِيْثِهِ بِسِتَّةِ أَقْلاَمٍ. وَقَالَ أَبُو يَحْيَى صَاعِقَةُ: كُنَّا إِذَا قَعَدْنَا إِلَى الحِمَّانِيِّ تَبَيَّنَ لَنَا مِنْهُ بَلاَيَا. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَدَقَة، وَأَبُو شَيْخٍ عَنْ زِيَادِ بنِ أَيُّوْبَ دلَّوَيْه سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ عَبْدِ الحَمِيْدِ يَقُوْلُ: مَاتَ مُعَاوِيَةُ عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ الإِسْلاَمِ. قَالَ أَبُو شَيْخٍ: قَالَ دلَّوَيْه: كَذَبَ عَدُوُّ اللهِ. أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بن مَسْعُوْدٍ المَرْوَزِيُّ عَنْ أَبِيْهِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيَّ يَقُوْلُ: قَدِمْتُ الكُوْفَةَ فَنَزَلْتُ بِالقُرْبِ مِنِ ابْنِ الحِمَّانِيِّ فَذَاكَرْتُهُ بِأَحَادِيْثَ سَمِعْتُهَا بِالبَصْرَةِ، وَمِنْ أَحَادِيْثِ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، وَكَانَ يَسْتَغْرِبُهَا وَيَقُوْلُ: مَا سَمِعْتُ هذا من

سُلَيْمَانَ ثُمَّ أَوْدَعْتُهُ كُتُبِي وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا فَلَمَّا رَجَعْتُ وَجَدْتُ الخَوَاتِيمَ قَدْ كُسِرَتْ فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ هَذِهِ الكُتُبِ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي وَجَدْتُ تِلْكَ الأَحَادِيْثَ الَّتِي ذَاكَرْتُهُ بِهَا عَنْ سُلَيْمَانَ قَدْ أَدْخَلَهَا فِي مُصَنَّفَاتِهِ فَقُلْتُ: سَمِعْتَ مِنْ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَوْدَعْتُ كُتُبِي يحيى الحماني وكان فيها حديث خالد الوَاسِطِيِّ عَنْ عَمْرِو بنِ عَوْنٍ، وَفِيْهَا حَدِيْثُ سليمان بن بلال عن بحيى بنِ حَسَّانٍ وَكُنْتُ قَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ المُسْنَدَ، وَلَمْ يَكُنْ فِيْهِ مِنْ حَدِيْثِهِمَا شَيْءٌ فَقَدِمْتُ فَإِذَا كُتُبِي عَلَى خِلاَفِ مَا تَرَكْتُهَا عِنْدَهُ وَإِذَا قَدْ نَسَخَ حَدِيْثَ خَالِدٍ وَسُلَيْمَانَ وَوَضَعَهُ فِي المُسْنَدِ، قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى: مَا أَسْتَحِلُّ الرِّوَايَةَ عَنْهُ. أَخْبَرَنَا العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ القَطَّانُ بِالرَّيِّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَدِمْتُ الكُوْفَةَ حَاجّاً وَأَوْدَعْتُ يَحْيَى كُتُباً لِي فَلَمَّا رَجَعْتُ جَحَدَهَا وَأَنْكَرَ فَرَفَقْتُ بِهِ فَلَمْ يَنْفَعْ قَالَ: فَصَايَحْتُهُ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْنَا فَقَامَ إِلَيَّ وَرَّاقُهُ فَأَخَذَ بِيَدِي فَنَحَّانِي وَقَالَ: إِنْ أَمْسَكْتَ تَخَلَّصْتَ فَأَمْسَكْتُ فَإِذَا الوَرَّاقُ قَدْ جَاءنِي بِالكُتُبِ، وَكَانَتْ مَشْدُوْدَةً فِي خِرْقَةٍ وَلِبْدٍ فَإِذَا الشَّدُّ مُغَيَّرٌ فَنَظَرْتُ فِي الأَجْزَاءِ فَإِذَا فِيْهَا عَلاَمَاتٌ بِالحُمْرَةِ وَلَمْ يَكُنْ نَظَرَ فِيْهَا أَحَدٌ، وَإِذَا أَكْثَرُ العَلاَمَاتِ عَلَى مَرْوَانَ الطَّاطَرِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ وَعَبْدِ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ فَافْتَقَدْتُ مِنْهَا جُزْأَيْنِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ وَقَالَ مَرَّةً: ضَعِيْفٌ. وَأَمَّا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فَرَوَى عَنْهُ عَبَّاسٌ: أَبُو يَحْيَى الحِمَّانِيُّ ثِقَةٌ وَابْنُهُ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بن زهير عنه: يحيى الحماني: ثقة. وَرَوَى عَنْهُ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: صَدُوْقٌ مَشْهُوْرٌ مَا بِالكُوْفَةِ مِثْلُهُ مَا يُقَالُ فِيْهِ إلَّا مِنْ حَسَدٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ عَنْهُ فَأَجْمَلَ القَوْلَ فِيْهِ وَقَالَ: مَا لَهُ؟ كَانَ يَسْرُدُ مُسْنَدَهُ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ سَرْداً وَحَدِيْثَ شَرِيْكٍ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَخَمْسَ مائَةٍ كَمِثْلٍ. وَذَكَرَ أَبُو حَاتِمٍ نَحْوَ عَشْرَةِ آلاَفٍ ثُمَّ قَالَ: كَانَ أَحَدَ المُحَدِّثِيْنَ. وَقَالَ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مَنْصُوْرٍ: صَدُوْقٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ: هُوَ عِنْدِي أَوْثَقُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ وَمَا يَتَكَلَّمُوْنَ فِيْهِ إلَّا مِنَ الحَسَدِ.

قُلْتُ: الجَرْحُ مُقَدَّمٌ وَأَحْمَدُ، وَالدَّارِمِيُّ بَرِيْئانِ مِنَ الحَسَدِ. قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: كَانَ يَحْيَى الحِمَّانِيُّ فِيْهِ غَفْلَةٌ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصُوْنَ نَفْسَهُ كَمَا يَفْعَلُ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ، رُبَّمَا يَجِيْءُ رَجُلٌ فَيَفْتَرِي عَلَيْهِ وَفِي رِوَايَةٍ فَيَسُبُّهُ وَرُبَّمَا يَلْطِمُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: مَا كَانَ بِالكُوْفَةِ فِي أَيَّامِهِ رَجُلٌ يَحْفَظُ مَعَهُ، وَهَؤُلاَءِ يَحْسُدُوْنَهُ. قُلْتُ: بَلْ يُنْصِفُونَهُ وأنت فما أنصفت. ابْنُ صَالِحٍ المِصْرِيُّ: قَالَ البَغَوِيُّ: كُنَّا عَلَى بَابِ يَحْيَى الحِمَّانِيِّ فَجَاءَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عَلَى بَغْلَتِهِ فَسَأَلَهُ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ أَنْ يُحَدِّثَهُم فأبى وقال: جئت مسلما عن أَبِي زَكَرِيَّا. فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَسَأَلُوْهُ عَنْهُ فَقَالَ: ثِقَةٌ ابْنُ ثِقَةٍ. وَكَذَلِكَ رَوَى تَوْثِيْقَهُ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: مُطَيَّنٌ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي يَحْيَى وَعَبْدُ اللهِ بنُ الدَّوْرَقِيِّ، وَغَيْرُهُم حَتَّى قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي هَارُوْنَ الهَمَذَانِيُّ: سَأَلْتُهُ عَنْهُ فَقَالَ: ثِقَةٌ وَأَبُوْهُ ثِقَةٌ فَقُلْتُ: يَقُوْلُوْنَ فِيْهِ! قَالَ: يَحْسُدُوْنَهُ هُوَ وَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إلَّا هُوَ ثِقَةٌ. العُقَيْلِيُّ: عَنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ: سَمِعْتُ يَحْيَى الحِمَّانِيَّ يَقُوْلُ لِقَوْمٍ غُرَبَاءَ فِي مَجْلِسهِ: مِنْ أَيْنَ أَنْتُم؟ فَأَخْبَرُوْهُ فَقَالَ: سَمِعْتُمْ بِبَلَدِكُم أَحَداً يَتَكَلَّمُ فِيَّ وَيَقُوْلُ: إِنِّيْ ضَعِيْفٌ فِي الحَدِيْثِ؟ لاَ تَسْمَعُوا كَلاَمَ أَهْلِ الكُوْفَةِ فَإِنَّهُم يَحْسُدُوْنِي؛ لأَنِّي أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ المُسْنَدَ وَقَدْ تَقَدَّمْتُهُم فِي غَيْرِ شَيْءٍ. قَالَ عَلِيُّ بنُ حَكِيْمٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظَ لِحَدِيْثِ شَرِيْكٍ مِنْ يَحْيَى الحِمَّانِيِّ. قُلْتُ: لاَ رَيْبَ أَنَّهُ كَانَ مُبَرِّزاً فِي الحِفْظِ كَمَا كَانَ سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُوْنِيُّ وَلَكِنَّهُ أَصْوَنُ مِنَ الشَّاذَكُوْنِيِّ، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ قَطُّ: إِنَّهُ وَضَعَ حَدِيْثاً بَلْ رُبَّمَا كَانَ يَتَلَقَّطُ أَحَادِيْثَ ويدعي روايتها فيرويها على وجه التَّدْلِيْسِ وَيُوْهِمُ أَنَّهُ سَمِعَهَا وَهَذَا قَدْ دَخَلَ فِيْهِ طَائِفَةٌ وَهُوَ أَخَفُّ مِنِ افْتِرَاءِ المُتُوْنِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: لَمْ أَرَ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ مَنْ يَحْفَظُ وَيَأْتِي بِالحَدِيْثِ عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ لاَ يُغَيِّرُهُ سِوَى قَبِيْصَةَ وَأَبِي نُعَيْمٍ فِي حَدِيْثِ الثَّوْرِيِّ وَسِوَى يَحْيَى الحِمَّانِيِّ فِي حَدِيْثِ شَرِيْكٍ وَعَلِيِّ بنِ الجَعْدِ فِي حَدِيْثِهِ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: لِيَحْيَى الحِمَّانِيِّ مُسْنَدٌ صَالِحٌ وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ المُسْنَدَ بِالكُوْفَةِ وَأَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ المُسْنَدَ بِالبَصْرَةِ: مُسَدَّدٌ وَأَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ المُسْنَدَ بِمِصْرَ: أَسَدُ السنة،

وَهُوَ أَقْدَمُ مِنْهُمَا مَوْتاً وَالحِمَّانِيُّ يُقَالُ: إِنَّ الدَّارِمِيَّ أَوْدَعَه كُتُباً فَسَرَقَ مِنْهَا أَحَادِيْثَ، وَتَكَلَّمَ فِيْهِ أَحْمَدُ، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ قَالَ: وَيَحْيَى حَسَنُ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ إِلَى أَنْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَلَمْ أَرَ فِي مُسْنَدِهِ وَأَحَادِيْثِهِ أَحَادِيْثَ مَنَاكِيْرَ وَأَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ. قَالَ شَيْخُنَا أَبُو الحَجَّاجِ: وَجَدُّهُ مَيْمُوْنٌ وَيُقَالُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَيْمُوْنٍ يُلَقَّبُ: بَشْمِيْنُ. قُلْتُ: وَقَدْ تَوَاتَرَ تَوْثِيْقُهُ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ كَمَا قَدْ تَوَاتَرَ تَجْرِيْحُه عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ مَعَ مَا صَحَّ عَنْهُ مِنْ تَكْفِيْرِ صَاحِبٍ. وَلاَ رِوَايَةَ لَهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ تَجَنَّبُوا حَدِيْثَهُ عَمْداً لَكِنْ لَهُ ذِكْرٌ فِي صَحِيْحِ مُسْلِمٍ فِي ضَبْطِ اسْمٍ فَقَالَ عَقِيْبَ حَدِيْثِ سُلَيْمَانَ بنِ بلال عن رَبِيْعَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ سَعِيْدِ بنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ أَوْ أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجَدَ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ..". وَذَكَرَ الحَدِيْثَ1. ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ: كَتَبْتُ هَذَا الحَدِيْثَ مِنْ كِتَابِ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ يَحْيَى الحِمَّانِيَّ يَقُوْلُ: وَأَبُو أُسَيْدٍ. قَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِي الحِمَّانِيِّ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكَاتِبُ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ الحَاسِبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّقُّوْرِ حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ الوَزِيْرُ إِمْلاَءً حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيِّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ حَدَّثَنَا مَنْصُوْرٌ حَدَّثَنَا رِبْعِيٌّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "لاَ تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَلِجِ النَّارِ" 2. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ بِقِرَاءتِي أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ سَمَاعاً فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ الحيري سنة أربع

_ 1 صحيح: أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ "713"، وَأَبُو دَاوُدَ "465"، وَالنَّسَائِيُّ "2/ 53"، وَابْنُ مَاجَهْ "772". 2 صحيح: أخرجه البخاري "106"، ومسلم "1" من طرق عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ ربْعِيٍّ، عَنْ علي، به، وقد ورد عن جمع غفير من الصحابة -رضوان الله عليهم: عن أبي بكر الصديق، وأبي أمامة، وأبي عبيدة بن الجراح، وأبي قتادة، وأنس بن مالك، وأبي هريرة، وأسامة بن زيد، وأبي موسى الأشعري، وغيرهم كثير.

وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَوْصِلِيُّ بِهَا سَنَةَ سِتٍّ وثلاث مائة قال: حدثنا يَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ حَدَّثَنَا قَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ عَنْ زِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ عَنْ عُمَارَةَ بنِ أَوْسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَكَانَ قَدْ صَلَّى القِبْلَتَيْنِ جَمِيْعاً قَالَ: إِنِّيْ لَفِي مَنْزِلِي إِذَا مُنَادٍ يُنَادِي عَلَى البَابِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ حَوَّلَ القِبْلَةَ فَأَشْهَدُ عَلَى إِمَامِنَا وَالرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ لَقَدْ صلوا إلى ههنا يعني: بيت المقدس وإلى ههنا يَعْنِي: الكَعْبَةَ1. وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي سَعِيْدٍ سُنْقُرَ الحَلَبِيِّ بِهَا أَخْبَرَكُم عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الحَقِّ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَمَّامِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى الحِمَّانِيُّ حَدَّثَنَا قَيْسٌ عن زياد بن علاقة عن عمارة بن أَوْسٍ وَكَانَ مِمَّنْ صَلَّى القِبْلَتَيْنِ قَالَ: إِنِّيْ فِي مَنْزِلِي إِذْ نَادَانِي مُنَادٍ عَلَى البَابِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ حَوَّلَ القِبْلَةَ إِلَى الكَعْبَةِ. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ مِنَ الأَفْرَادِ العَوَالِي. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ أَخْبَرْنَا ابْنُ البَنَّاءِ أَخْبَرْنَا ابْنُ البُسْرِيِّ أَخْبَرَنَا المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى الحِمَّانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ، وَابْنُ عَوْفٍ فِي الجَنَّةِ وسعد في الجَنَّةِ وَسَعِيْدٌ فِي الجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ فِي الجَنَّةِ" 2. قَالَ البُخَارِيُّ وَمُطَيَّنٌ وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ وَالبَغَوِيُّ: مَاتَ يَحْيَى الحِمَّانِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. زَادَ مُطَيَّنٌ: فِي رَمَضَانَ بِالعَسْكَرِ وَكَانَ لاَ يَخْضِبُ. وَقَالَ البَغَوِيُّ: فِي رَمَضَانَ أَيْضاً قَالَ: وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ مَاتَ بِسَامَرَّاءَ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ الَّذِيْنَ أُقْدِمُوا وَكَانَ لاَ يَخْضِبُ وَقَدْ كَتَبْتُ عَنْهُ. قُلْتُ: أَخْطَأَ مَنْ قال: إنه توفي سنة خمس وعشرين.

_ 1 ضعيف: في إسناده علتان: الأولى يحيى بن عبد الحميد الحماني، فإنه ضعيف كما قال النسائي، وقد اتهموه بسرقة الحديث كما قال الحافظ في "التقريب" فقد قال أحمد: كان يكذب جهارا. الثانية: قيس بن الربيع الأسدي، ضعيف، لسوء حفظه، وقد أجمعوا على ضعفه. وقال النسائي: متروك. 2 صحيح: أخرجه الترمذي "3747" من طريق قتيبة، عن عبد العزيز بن محمد، به، وورد عن سعيد بن زيد: عند أبي داود "4648"، "4649"، والترمذي "3748"، وقد خرجته في عدة مواضع في كتاب "منهاج السنة لابن تيمية" ط. دار الحديث فراجعه ثمت إن شئت.

أبو يحيى الحماني

فَأَمَّا وَالِدُهُ فَهُوَ: 1708- أَبُو يَحْيَى الحِمَّانِيُّ 1: "خَ، د، ت، ق" أَصْلُهُ مِنْ خُوَارِزْمَ وَلقَبُهُ: بَشْمِيْنُ. وُلِدَ بَعْدَ العِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنِ: الأَعْمَشِ وَبُرَيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَطَلْحَةَ بنِ يَحْيَى التَّيْمِيِّ، وَطَلْحَةَ بنِ عَمْرٍو المَكِّيِّ، وَأَبِي حَنِيْفَةَ وَالحَسَنِ بنِ عُمَارَةَ وعدة. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ، وَأَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الوَكِيْعِيُّ وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحَارِثِيُّ وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ وَآخَرُوْنَ كَثِيْرٌ. وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الحَدِيْثِ وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ دَاعِيَةً إِلَى الإِرْجَاءِ. قَالَ هارون: مات سنة اثنتين ومائتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 399"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1653"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 79"، والكاشف "2/ ترجمة 3154"، والعبر "1/ 338"، وميزان الاعتدال "2/ 542"، وتهذيب التهذيب "6/ 120"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 3".

النظام

1709- النظام 1: شَيْخُ المُعْتَزِلَةِ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَيَّارٍ مَوْلَى آلِ الحَارِثِ بنِ عَبَّادٍ الضُّبَعِيُّ البَصْرِيُّ المُتَكَلِّمُ. تَكَلَّمَ فِي القَدَرِ وَانْفَرَدَ بِمَسَائِلَ، وَهُوَ شَيْخُ الجَاحِظِ. وَكَانَ يَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ لاَ يَقْدِرُ عَلَى الظُّلْمِ، وَلاَ الشَّرِّ وَلَوْ كَانَ قَادِراً لَكُنَّا لاَ نَأْمَنُ وَقْعَ ذَلِكَ وَإِنَّ النَّاسَ يَقْدِرُوْنَ عَلَى الظُّلْمِ وَصَرَّحَ بِأَنَّ اللهَ لاَ يَقْدِرُ عَلَى إِخْرَاجِ أَحَدٍ مِنْ جَهَنَّمَ، وَأَنَّهُ لَيْسَ يَقْدِرُ عَلَى أَصْلَحَ مِمَّا خَلَقَ. قُلْتُ: القُرْآنُ وَالعَقْلُ الصَّحِيْحُ يُكَذِّبَانِ هؤلاء، ويزجرانهم عن القول بِلاَ عِلْمٍ، وَلَمْ يَكُنِ النَّظَّامُ مِمَّن نَفَعَهُ العِلْمُ، وَالفَهْمُ وَقَدْ كَفَّرَهُ جَمَاعَةٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ النَّظَّامُ عَلَى دِيْنِ البَرَاهِمَةِ المُنْكِرِيْنَ لِلنُبُوَّةِ وَالبَعْثِ وَيُخْفِي ذَلِكَ. وَلَهُ نَظْمٌ رَائِقٌ وَتَرَسُّلٌ فَائِقٌ وَتَصَانِيْفُ جَمَّةٌ مِنْهَا: كِتَابُ الطَّفْرَةِ، وَكِتَابُ الجَوَاهِرِ وَالأَعْرَاضِ، وَكِتَابُ حَرَكَاتِ أَهْلِ الجَنَّةِ وَكِتَابُ الوَعِيْدِ وَكِتَابُ النُّبُوَّةِ، وَأَشْيَاءُ كَثِيْرَةٌ لاَ تُوْجَدُ. وَرَدَ أَنَّهُ سَقَطَ مِنْ غُرْفَةٍ وَهُوَ سَكْرَانُ فَمَاتَ فِي خِلاَفَةِ المُعْتَصِمِ، أَوِ الوَاثِقِ سَنَةَ بِضْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ فِي هَذَا الوَقْتِ: العَلاَّمَةُ المُتَكَلِّمُ أَحَدُ مَشَايِخِ الجَهْمِيَّةِ إِبْرَاهِيْمُ ابْنُ الحافظ إسماعيل بن علية البصري.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 97-98" واللبان لابن الأثير "3/ 316"، والوافي بالوفيات "6/ 14"، ولسان الميزان "1/ 67"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 234".

أبو الهذيل العلاف

1710- أبو الهذيل العلاف 1: وَرَأْسُ المُعْتَزِلَةِ أَبُو الهُذَيْلِ مُحَمَّدُ بنُ الهُذَيْلِ البَصْرِيُّ العَلاَّفُ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الَّذِي زَعَمَ أَنَّ نَعِيْمَ الجَنَّةِ، وَعَذَابَ النَّارِ يَنْتَهِي بِحَيْثُ إِنَّ حرمات أَهْلِ الجَنَّةِ تَسْكُنُ، حَتَّى لاَ يَنْطِقُوْنَ بِكَلِمَةٍ وَأَنْكَرَ الصِّفَاتِ المُقَدَّسَةَ حَتَّى العِلْمَ، وَالقُدرَةَ وَقَالَ: هُمَا اللهُ، وَأَنَّ لمَا يَقْدِرُ اللهُ عَلَيْهِ نِهَايَةً وَآخِراً وَأَنَّ لِلْقُدْرَةِ نِهَايَةً لَوْ خَرَجَتْ إِلَى الفِعْلِ فَإِنْ خَرَجَتْ لَمْ تَقْدِرْ عَلَى خَلْقِ ذَرَّةٍ أَصْلاً. وَهَذَا كُفْرٌ وَإِلْحَادٌ. وَقِيْلَ: إِنَّ المَأْمُوْنَ قَالَ لِحَاجِبِهِ: مَنْ بِالبَابِ؟ قَالَ: أَبُو الهُذَيْلِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبَانٍ الخَارِجِيُّ، وَهِشَامُ بنُ الكَلْبِيِّ فَقَالَ: مَا بَقِيَ مِنْ رُؤُوْسِ جَهَنَّمَ إلَّا مَنْ حَضَرَ. وَلَمْ يَكُنْ أَبُو الهُذَيْلِ بِالتَّقِيِّ حَتَّى لَنُقِلَ أَنَّهُ سَكِرَ مَرَّةً عِنْدَ صَدِيْقِهِ فَرَاوَدَ غُلاَماً لَهُ فَرَمَاهُ بِتَوْرٍ فَدَخَلَ فِي رَقَبَتِهِ، وَصَارَ كَالطَّوْقِ فَاحْتَاجَ إِلَى حَدَّادٍ يَفُكُّهُ. وَكَانَ أَخَذَ الاعْتِزَالَ عَنْ عُثْمَانَ بنِ خَالِدٍ الطَّوِيْلِ تِلْمِيْذِ وَاصِلِ بنِ عَطَاءٍ الغَزَالِ. وَطَالَ عُمُرُ أَبِي الهُذَيْلِ وَجَاوَزَ التِّسْعِيْنَ وَانْقَلَعَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَمائَتَيْنِ وَيُقَالُ: بَقِيَ إِلَى سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ. أَخَذَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ يَاسِيْنَ وَغَيْرُهُ مِنَ المُعْتَزِلَةِ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 366"، ووفيات الأعيان "4/ ترجمة 606"، والعبر "1/ 422" ولسان الميزان "5/ 413"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 248"، وشذرات الذهب "2/ 85".

هشام بن الحكم

1711- هشام بن الحكم 1: وَكَانَ فِي هَذَا الحِيْنِ المُتَكَلِّمُ البَارِعُ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ الكُوْفِيُّ الرَّافِضِيُّ المُشَبِّهُ المُعثرُ، وَلَهُ نظر وجدل وتواليف كثيرة. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: جُمْهُوْرُ مُتَكَلِّمِي الرَّافِضَةِ كَهِشَامِ بنِ الحَكَمِ وَتِلْمِيْذِهِ أَبِي عَلِيٍّ الصَّكَّاكِ، وَغَيْرِهِمَا يَقُوْلُوْنَ: بِأَنَّ عِلْمَ اللهِ مُحْدَثٌ وَأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ شَيْئاً فِي الأَزَلِ فَأَحْدَثَ لِنَفْسِهِ عِلْماً. قَالَ: وَقَالَ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ فِي مُنَاظَرَتِهِ لأَبِي الهُذَيْلِ: إِنَّ رَبَّهُ طُوْلُهُ سَبْعَةُ أَشْبَارٍ بِشِبْرِ نَفْسِهِ. قَالَ: وَكَانَ دَاوُدُ الجَوَارِبِيُّ مِنْ كِبَارِ مُتَكَلِّمِيْهِم يَزْعُمُ أَنَّ رَبَّهُ لَحْمٌ وَدَمٌ عَلَى صُوْرَةِ الآدَمِيِّ. قَالَ: وَلاَ يَخْتَلِفُوْنَ فِي رَدِّ الشَّمْسِ لِعَلِيٍّ مَرَّتَيْنِ وَمِنْ قَوْلِ كُلِّهِمِ: إِنَّ القُرْآنَ مُبَدَّلٌ زِيْدَ فِيْهِ وَنُقِصَ مِنْهُ إلَّا الشَّرِيْفَ المُرْتَضَى وَصَاحِبَيْهِ. قَالَ النَّدِيْمُ: هُوَ مِنْ أَصْحَابِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ هَذَّبَ المَذْهَبَ وَفَتَقَ الكَلاَمَ فِي الإِمَامَةِ وَكَانَ حَاذِقاً حَاضِرَ الجَوَابِ. ثُمَّ سَرَدَ أَسْمَاءَ كُتُبِهِ مِنْهَا: فِي الرَّدِّ على المعتزلة وفي التوحيد وغير ذلك.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "5/ 443"، ولسان الميزان "6/ 194".

ضرار بن عمرو

1712- ضرار بن عمرو 1: نعم ومن رُؤُوْسِ المُعْتَزِلَةِ ضِرَارُ بنُ عَمْرٍو شَيْخُ الضِّرَارِيَةِ. فَمِنْ نِحْلَتِهِ قَالَ: يُمْكِنُ أَنْ يَكُوْنَ جَمِيْعُ الأُمَّةِ فِي البَاطِنِ كُفَّاراً لِجَوَازِ ذَلِكَ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ مِنْهُم، وَيَقُوْلُ: الأَجْسَامُ إِنَّمَا هِيَ أعراض مجتمعة، وإن النَّارَ لاَ حَرَّ فِيْهَا وَلاَ فِي الثَّلْجِ بَرْدٌ وَلاَ فِي العَسَلِ حَلاَوَةٌ، وَإِنَّمَا يُخْلَقُ ذَلِكَ عِنْدَ الذَّوْقِ وَاللَّمْسِ. وَقَالَ المرُّوذي: قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: شَهِدْتُ عَلَى ضِرَارِ بنِ عَمْرٍو عِنْدَ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ فَهَرَبَ. وَقَالَ حَنْبَلٌ: دَخَلْتُ عَلَى ضِرَارٍ بِبَغْدَادَ وَكَانَ مُشَوَّهاً وَبِهِ فَالِجٌ، وَكَانَ مُعْتَزِلِيّاً فَأَنْكَرَ الجَنَّةَ وَالنَّارَ وَقَالَ: اخْتُلِفَ فِيْهِمَا هَلْ خُلِقَتَا بَعْدُ أَمْ لاَ؟ فَوَثَبَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ وَضَرَبُوْهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِنْكَارُ وُجُوْدِهُمَا كُفْرٌ قَالَ تَعَالَى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غَافِرٌ: 46] . قَالَ أَحْمَدُ: فَهَرَبَ قَالُوا: أَخْفَاهُ يَحْيَى بنُ خَالِدٍ حَتَّى مَاتَ. قُلْتُ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى مَوْتِهِ فِي زَمَنِ الرَّشِيْدِ. فَأَمَّا حِكَايَةُ جُنَيْدٍ فَيَكُوْنُ حَكَاهَا عَنْ أَحْمَدَ. وَأَيْضاً فَإِنَّ حَفْصاً الفَرْدَ الَّذِي كَفَّرَهُ الشَّافِعِيُّ فِي مُنَاظَرَتِهِ مِنْ تَلاَمِذَةِ ضِرَارٍ. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: كَانَ ضِرَارٌ يُنْكِرُ عَذَابَ القَبْرِ. وَقَالَ أَبُو هَمَّامٍ السَّكُوْنِيُّ: شَهِدَ قَوْمٌ عَلَى ضِرَارٍ بِأَنَّهُ زِنْدِيْقٌ فَقَالَ سَعِيْدٌ: قَدْ أَبَحْتُ دَمَهُ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَقْتُلْهُ قَالَ: فَعَزَلُوا سَعِيْداً مِنَ القَضَاءِ فَمَرَّ شَرِيْكٌ القَاضِي، وَرَجُلٌ يُنَادِي: مَنْ أَصَابَ ضِرَاراً فَلَهُ عَشْرَةُ آلاَفٍ فَقَالَ شَرِيْكٌ: السَّاعَةَ خَلَّفْتُهُ عِنْد يَحْيَى البَرْمَكِيِّ أَرَادَ شَرِيْكٌ أَنْ يُعْلِمَ أَنَّهُم يُنَادُوْنَ عَلَيْهِ، وَهُوَ عِنْدَهُم. قُلْتُ: لِمِثْلِ هَذَا تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي دِيْنِ البَرَامِكَةِ، وضِرَارٌ أَكْبَرُ مِنْ هَؤُلاَءِ المُتَعَاصِرِيْنَ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ كَثِيْرَةٌ تُؤْذِنُ بِذَكَائِهِ وَكَثْرَةِ اطِّلاَعِهِ على الملل والنحل.

_ 1 ترجمته في الضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 765"، وميزان الاعتدال "2/ 238"، ولسان الميزان "2/ 203".

أبو المعتمر معمر بن عمرو

وَمِنْهُمُ المُتَكَلِّمُ البَارِعُ: 1713- أَبُو المُعْتَمِرِ مُعَمَّرُ بنُ عَمْرٍو 1: وَقِيْلَ: ابْنُ عَبَّادٍ البَصْرِيُّ السُّلَمِيُّ مَوْلاَهُمْ العَطَّارُ المُعْتَزِلِيُّ. وَكَانَ يَقُوْلُ: فِي العَالَمِ أَشْيَاءُ مَوْجُوْدَةٌ لاَ نِهَايَةَ لَهَا وَلاَ لَهَا عِنْدَ اللهِ عَدَدٌ وَلاَ مِقْدَارٌ. فَهَذَا ضَلاَلٌ يَرُدُّه قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [الجِنُّ: 28] وَقَالَ: {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرَّعْدُ: 8] وَلِذَلِكَ قَامَتْ عَلَيْهِ المُعْتَزِلَةُ بِالبَصْرَةِ فَفَرَّ إِلَى بَغْدَادَ، وَاخْتَفَى عِنْدَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ السِّنْدِيِّ. وَكَانَ يَزْعُمُ أَنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْ لَوْناً، وَلاَ طُوْلاً، وَلاَ عَرْضاً وَلاَ عُمْقاً وَلاَ رَائِحَةً، وَلاَ حُسْناً وَلاَ قُبْحاً وَلاَ سَمْعاً، وَلاَ بَصَراً بَلْ ذَلِكَ فِعْلُ الأَجْسَامِ بِطِبَاعِهَا فَعُوْرِضَ بِقَولِهِ تَعَالَى: {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاة} [المُلْكُ: 2] فَقَالَ: المُرَادُ خَلْقُ الإِمَاتَةِ، وَالإِحيَاءِ وَقَالَ: النَّفْسُ لَيْسَتْ جِسْماً، وَلاَ عَرَضاً وَلاَ تُلاَصِقُ شَيْئاً، وَلاَ تُبَايِنُهُ وَلاَ تَسْكُنُ. وَكَانَ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ النَّظَّامِ مُنَاظَرَاتٌ وَمُنَازَعَاتٌ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ فِي الكَلاَمِ. وَهَلَكَ فِيْمَا وَرَّخَهُ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيْمُ سَنَةَ خَمْسَ عشرة ومائتين.

_ 1 ترجمته في الفهرست لابن النديم "207".

هشام بن عمرو

ومنهم: 1714- هِشَامُ بنُ عَمْرٍو 1: أَبُو مُحَمَّدٍ الفُوَطِيُّ المُعْتَزِلِيُّ، الكُوْفِيُّ مَوْلَى بَنِي شَيْبَانَ. صَاحِبُ ذَكَاءٍ وَجِدَالٍ وَبِدْعَةٍ وَوَبَالٍ. أَخَذَ عَنْهُ: عَبَّادُ بنُ سَلْمَانَ وَغَيْرُهُ. وَنَهَى عَنْ قَوْلِ: حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيْلُ، وَقَالَ: لاَ يُعَذِّبُ اللهُ كَافِراً بِالنَّارِ، وَلاَ يُحْيِي أَرْضاً بِمَطَرٍ، وَلاَ يَهْدِي وَلاَ يُضِلُّ وَيَقُوْلُ: يُعَذَّبُوْنَ فِي النَّارِ لاَ بِهَا وَيُحْيِي الأَرْض عِنْدَ المَطَرِ لاَ بِهِ، وَأَنَّ مَعْنَى: نِعْمَ الوَكِيْلُ أَيِ: المُتَوَكَّلُ عَلَيْهِ. قَالَ المُبَرِّدُ: قَالَ رَجُلٌ لِهِشَامٍ الفُوَطِيِّ: كَمْ تَعُدُّ مِنَ السِّنِيْنَ؟ قَالَ: مِنْ وَاحِدٍ إِلَى أَكْثَرَ مِن أَلفٍ قَالَ: لَمْ أُرِدْ هَذَا كَمْ لَكَ مِنَ السِّنِّ؟ قَالَ: اثْنَانِ وَثَلاَثُوْنَ سِنّاً قَالَ: كَمْ لَكَ مِنَ السِّنِيْنَ؟ قَالَ: مَا هِيَ لِي كُلُّهَا للهِ قَالَ: فَمَا سِنُّكَ؟ قَالَ: عَظْمٌ قَالَ: فَابْنُ كَمْ أَنْتَ؟ قَالَ: ابْنُ أُمٍّ وَأَبٍ قَالَ: فَكَمْ أَتَى عَلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْ أَتَى عَلَيَّ شَيْءٌ لَقَتَلَنِي قَالَ: وَيْحَكَ! فَكَيْفَ أَقُوْلُ؟ قَالَ: قُلْ: كَمْ مَضَى مِنْ عُمُرِكَ. قُلْتُ: هَذَا غَايَةُ مَا عِنْدَ هَؤُلاَءِ المُتَقَعِّرِينَ مِنَ العِلْمِ عِبَارَاتٌ وَشَقَاشِقُ لاَ يعبأ الله بها يرحفون بِهَا الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِه قَدِيْماً وَحَدِيْثاً، فَنَعُوْذُ بالله من الكلام وأهله.

_ 1 ترجمته في الفهرست لابن النديم "214".

أبو موسى عيسى بن صبيح، والوليد بن أبان، وجعفر بن مبشر

أبو موسى عيسى بن صبيح، والوليد بن أبان، وجعفر بن مبشر: ومنهم: 1715- أَبُو مُوْسَى عِيْسَى بنُ صَبِيْحٍ 1: المُلَقَّبُ: بِالمردَازِ البَصْرِيُّ مِنْ كِبَارِ المُعْتَزِلَةِ أَرْبَابِ التَّصَانِيْفِ الغَزِيْرَةِ. أَخَذَ عَنْ: بِشْرِ بنِ المُعْتَمِرِ وَتَزَهَّدَ، وَتَعَبَّدَ وَتَفَرَّدَ بِمَسَائِلَ مَمْقُوْتَةٍ، وَزَعَمَ أَنَّ الرَّبَّ يَقْدِرُ عَلَى الظُّلمِ وَالكَذِبِ، وَلَكِنْ لاَ يَفْعَلُهُ وَقَالَ بِكُفْرِ مَنْ قَالَ: القُرْآنُ قَدِيْمٌ، وَبِكُفرِ مَنْ قَالَ: أَفْعَالُنَا مَخْلُوْقَةٌ، وَقَالَ بِرُؤْيَةِ اللهِ وَكَفَّرَ مَنْ أَنكَرَهَا حَتَّى إِنَّ رَجُلاً قَالَ لَهُ: فَالجَنَّةُ الَّتِي عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ، وَالأَرْضُ لاَ يَدْخُلُهَا إلَّا أَنْتَ وَثَلاَثَةٌ؟! فَسَكَتَ. ذَكَرَهُ: قَاضِي حَمَاةَ شِهَابُ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْمُ فِي كِتَابِ الفِرَقِ، وَأَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمِنْهُمُ: 1716- الوَلِيْدُ بنُ أَبَانٍ 2: الكَرَابِيْسِيُّ المُتَكَلِّمُ أَحَدُ الأَئِمَّةِ. قَالَ المُحَدِّثُ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ: كَانَ خَالِي فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ قَالَ لِبَنِيْهِ: هَلْ تَعْلَمُوْنَ أَحَداً أَعْلَمَ بِالكَلاَمِ مِنِّي؟ قَالُوا: لاَ قَالَ: فَتَتَّهِمُونِي؟ قَالُوا: لاَ قَالَ: فَإِنِّي أُوْصِيْكُم بِمَا عَلَيْهِ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ فَإِنِّي رَأَيْتُ الحَقَّ مَعَهُم لَسْتُ أَعْنِي الرُّؤَسَاءَ مِنْهُم وَلَكِنْ هَؤُلاَءِ المُمَزَّقِيْنَ. ومنهم: 1717- جَعْفَرُ بنُ مُبَشِّرٍ 3: الثَّقَفِيُّ المُتَكَلِّمُ أَبُو مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ الفَقِيْهُ البَلِيْغُ. كَانَ مَعَ بِدْعَتِهِ يُوْصَفُ بِزُهْدٍ وَتَأَلُّهٍ وَعِفَّةٍ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ جَمَّةٌ وَتَبَحُّرٌ فِي العُلُوْمِ. صَنَّفَ: كِتَابَ الأَشْرِبَةِ وَكِتَاباً فِي السُّنَنِ، وَكِتَابَ الاجْتِهَادِ وَكِتَابَ تَنْزِيْهِ الأَنْبِيَاءِ" وَكِتَابَ "الحُجَّةِ عَلَى أَهْلِ البِدَعِ" وَكِتَابَ "الإِجْمَاعِ مَا هُوَ" وَكِتَابَ الرَّدِّ عَلَى المُشَبِّهَةِ، وَالجَهْمِيَّة وَالرَّافِضَةِ، والرد عَلَى أَرْبَابِ القِيَاسِ، وَكِتَابَ الآثَارِ الكَبِيْرَ وَأَشْيَاءَ مُفِيْدَةً. ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيْمُ، وَأَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَلَهُ أَخٌ مُتَكَلِّمٌ مُعْتَزِلِيٌّ يُقَال لَهُ: حُبَيْشُ بنُ مُبَشِّرٍ دون جعفر في العلم.

_ 1 ترجمته في الفهرست لابن النديم "206". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 441"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 210". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 162"، ولسان الميزان "2/ 121".

أبو الفضل جعفر بن حرب

وَمِنْهُمُ العَلاَّمَةُ: 1718- أَبُو الفَضْلِ جَعْفَرُ بنُ حَرْبٍ 1: الهَمَذَانِيُّ المُعْتَزِلِيُّ العَابِدُ كَانَ مِنْ نُسَّاكِ القَوْمِ وَلَهُ تَصَانِيْفُ. يُقَالُ: إِنَّهُ حَضَرَ عِنْدَ الوَاثِق للمناظرة ثم حضرت الصلاة فتقدم الوَاثِقُ فَصَلَّى بِهِم، وَتَنَحَّى جَعْفَرٌ فَنَزَعَ خُفَّهُ، وَصَلَّى وَحْدَهُ وَكَانَ قَرِيْباً مِنْ يَحْيَى بنِ كَامِلٍ فَجَعَلَتْ دُمُوْعُ ابْنِ كَامِلٍ تَسِيْلُ خَوْفاً عَلَى جَعْفَرٍ مِنَ القَتلِ، فَكَاشَرَ عَنْهَا الوَاثِقُ فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي دُوَادَ: إِنَّ هَذَا السَّبُعُ لاَ يَحْتَمِلُكَ عَلَى مَا صَنَعتَ فَإِنْ عَزَمتَ عَلَيْهِ فَلاَ تَحضُرِ المَجْلِسَ قَالَ: لاَ أُرِيْدُ الحُضُوْرَ فَلَمَّا كَانَ المَجْلِسُ الآتِي تَأَمَّلَهُمُ الوَاثِقُ قَالَ: أَيْنَ الشَّيْخُ الصَّالِحُ؟ قَالَ ابْنُ أَبِي دُوَادَ: إِنَّ بِهِ السِّلَّ، وَيَحْتَاجُ أَنْ يَضْطَجِعَ قَالَ: فَذَاكَ. قَالَ مُحَمَّدٌ النَّدِيْمُ: وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ عَنْ نَحْوِ سِتِّيْنَ سَنَةً. وَلَهُ: كِتَابُ مُتَشَابَهِ القُرْآنِ وَكِتَابُ الاسْتِقْصَاءِ، وَكِتَابُ الرَّدِّ عَلَى أَصْحَابِ الطَّبَائِعِ، وكتاب الأصول.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "7/ 231"، وتاريخ بغداد "7/ 162"، ولسان الميزان "2/ 113".

الإسكافي

وله من التلامذة: 1719- الإسكافي 1: وَهُوَ: العَلاَّمَةُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السَّمَرْقَنْدِيُّ ثُمَّ الإِسْكَافِيُّ المُتَكَلِّمُ. وَكَانَ أُعْجُوْبَةً فِي الذَّكَاءِ، وَسَعَةِ المَعْرِفَةِ مَعَ الدِّيْنِ وَالتَّصَوُّنِ والنزاهة. وَكَانَ فِي صِبَاهُ خَيَّاطاً، وَكَانَ يُحِبُّ الفَضِيْلَةَ فَيَأْمُرُه أَبَوَاهُ بِلُزُوْمِ المَعِيْشَةِ فَضَمَّه جَعْفَرُ بنُ حَرْبٍ إِلَيْهِ، وَكَانَ يَبْعَثُ إِلَى أُمِّهِ فِي الشَّهْرِ بِعِشْرِيْنَ دِرْهَماً بَدَلاً مِنْ كَسْبِهِ. فَبَرَعَ فِي الكَلاَمِ وَبَقِيَ المُعْتَصِمُ مُعْجَباً بِهِ كَثِيْراً فَأَدنَاهُ وَأَجزَلَ عَطَاءهُ، وَكَانَ إِذَا نَاظَرَ أَصْغَى إِلَيْهِ وَسَكَتَ الحَاضِرُوْنَ ثُمَّ يَنْظُرُ المُعْتَصِمُ إِلَيْهِم، وَيَقُوْلُ: مَنْ يَذْهَبُ عَنْ هَذَا الكَلاَمِ وَالبَيَانِ؟! وَيَقُوْلُ: يَا مُحَمَّدُ! اعْرِضْ هَذَا المَذْهَبَ عَلَى المَوَالِي فَمَنْ أَبَى فَعَرِّفْنِي خَبَرَهُ لأُنَكِّلَ بِهِ. ذَكَرَ لَهُ النَّدِيْمُ مُصَنَّفَاتٍ عِدَّةً مِنْهَا: نَقْضُ كِتَابِ حُسَيْنٍ النَّجَّارِ وَكِتَابُ الرَّدِّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ خَلْقَ القُرْآنِ، وَكِتَابُ تَفْضِيْلِ عَلِيٍّ. وَكَانَ يَتَشَيَّعُ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. فلَمَّا بَلَغَ مُحَمَّدَ بنَ عِيْسَى بَرْغُوْثَ مَوْتُه سَجَدَ فَمَاتَ بعده بأشهر.

_ 1 ترجمته في الفهرست لابن النديم "213"، والأنساب للسمعاني "1/ 245".

أبو سهل عباد بن سلمان

وَمِنْهُمُ العَلاَّمَةُ: 1720- أَبُو سَهْلٍ عَبَّادُ بنُ سَلْمَانَ 1: البَصْرِيُّ المُعْتَزِلِيُّ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامٍ الفُوَطِيِّ. يُخَالِفُ المعتزلة في أشياء اخترعها لنفسه. وكان أبوعلي الجُبَّائِيُّ يَصِفُهُ بِالحِذْقِ فِي الكَلاَمِ وَيَقُوْلُ: لَوْلاَ جُنُونُه. وَلَهُ كِتَابُ إِنْكَارِ أَنْ يَخْلُقَ النَّاسُ أَفْعَالَهُم وَكِتَابُ تَثْبِيْتِ دِلاَلَةِ الأَعْرَاضِ وَكِتَابُ إِثْبَاتِ الجزء الذي لا يتجزأ.

_ 1 ترجمته في الفهرست لابن النديم "215".

أبو موسى عيسى بن الهيثم

وَمِنْهُمُ العَلاَّمَةُ: 1721- أَبُو مُوْسَى عِيْسَى بنُ الهَيْثَمِ 1: الصُّوْفِيُّ مِنْ كِبَارِ المُعْتَزِلَةِ يُخَالِفُهُمْ فِي أَشْيَاءَ. وَعَنْهُ أَخَذَ ابْنُ الرَّاوَنْدِيِّ المُلْحِدُ2 وَلَهُ تَوَالِيْفُ. توفي سنة خمس وأربعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الفهرست لابن النديم "216". 2 ترجمته في الفهرست لابن النديم "216"، والعبر "2/ 116"، ولسان الميزان "1/ 323"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 235".

أبو يعقوب يوسف بن عبيد الله

وَمِنْهُمُ العَلاَّمَةُ: 1722- أَبُو يَعْقُوْبَ يُوْسُفُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ 1: الشَّحَّامُ البَصْرِيُّ صَاحِبُ أَبِي الهُذَيْلِ العَلاَّفِ. مُؤَلِّفُ: كِتَابِ الاسْتِطَاعَةِ عَلَى المُجَبرَةِ، وَكِتَابِ الإِرَادَةِ، وَكِتَابِ كَانَ وَيَكُوْنُ، وَكِتَابِ دِلاَلَةِ الأَعْرَاضِ وَغَيْرِ ذلك. وعنه أخذ أبو علي الجبائي. وكان مشرف ديوان الخراج في دولة المواثق.

_ 1 ترجمته في طبقات المعتزلة "71-72".

أبو مخالد أحمد بن الحسين

وَمِنْهُم: 1723- أَبُو مُخَالِدٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ 1: الضَّرِيْرُ الفَقِيْهُ المُتَكَلِّمُ المُعْتَزِلِيُّ أَحَدُ الأَذْكِيَاءِ. صَنَّفَ فِي خَلقِ القُرْآنِ وَكَانَ ذَا زُهْدٍ وَوَرَعٍ وَيُسَمَّى: الدَّاعِيَةَ. أَرَّخَ وَفَاتَهُ ابْنُ كَامِلٍ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ النَّاسُ يَغْشَوْنَ مَجْلِسَهُ. أَخَذَ عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُبَشِّرٍ، وَلَهُ مُنَاظَرَةٌ مع دواد الظَّاهِرِيِّ بِحَضرَةِ المُوَفَّقِ فِي خَبَرِ الوَاحِدِ، وَلَمَّا نَاظَرَ دَاوُدَ قَطَعَهُ فَقَالَ دَاوُدُ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ قَدْ أَهْلَكَ أَبُو مُخَالِدٍ النَّاسَ فَقَالَ المُوَفَّقُ: قَدْ قَطَعَكَ بِنَفْسِ قَوْلِكَ هَذَا؛ لأَنَّ اللهَ عِنْدَكَ هُوَ الَّذِي أَهْلَكَ النَّاسَ فَكَيْفَ يهلكهم أبو مخالد؟! فأفحم داود.

_ 1 ترجمته في طبقات المعتزلة "85".

محمد بن النعمان، والحسين بن محمد، وبرغوث

محمد بن النعمان، والحسين بن محمد، وبرغوث: وَمِنْ قُدَمَائِهِم: الأُسْتَاذُ أَبُو جَعْفَرٍ: 1724- مُحَمَّدُ بنُ النُّعْمَانِ 1: الأَحْوَلُ عِرَاقِيٌّ شِيْعِيٌّ جَلْدٌ يُلَقِّبُهُ الشِّيْعَةُ: بِمُؤْمِنِ الطَّاقِ. يُعَدُّ مِنْ أَصْحَابِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ. صَنَّفَ: كِتَابَ الإِمَامَةِ، وَكِتَابَ الرَّدِّ عَلَى المعتزلة، وكتاب طلحة وعائشة، وكتاب المعرفة وكتاب فِي أَيَّامِ هَارُوْنَ الرَّشِيْدِ. وَمِنْهُمُ: النَّجَّارُ الأُسْتَاذُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ: 1725- الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ 2: ابْنِ عَبْدِ اللهِ النَّجَّارُ أَحَدُ كِبَارِ المُتَكَلِّمِيْنَ. وَقِيْلَ: كَانَ يَعْمَلُ المَوَازِيْنَ. وَلَهُ مُنَاظَرَةٌ مَعَ النَّظَّامِ فَأَغضَبَ النَّظَّامَ فَرَفَسَهُ فَيُقَالُ: مَاتَ مِنْهَا بَعْدَ تَعَلُّلٍ. ذَكَرَ النَّدِيْمُ أَسْمَاءَ تَصَانِيْفِ النَّجَّارِ مِنْهَا إِثْبَاتُ الرُّسُلِ، وَكِتَابُ القَضَاءِ وَالقَدَرِ، وَكِتَابُ اللُّطْفِ وَالتَّأْيِيْدِ وَكِتَابُ الإِرَادَةِ المُوْجِبَةِ وَأَشْيَاءُ كَثِيْرَةٌ. وَمِنْهُم: 1726- برغوث 3: وَهُوَ رَأْسُ البِدْعَةِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى الجَهْمِيُّ. أَحَدُ مَنْ كَانَ يُنَاظِرُ الإِمَامَ أَحْمَدَ وَقْتَ المِحْنَةِ. صَنَّفَ كِتَابَ الاسْتِطَاعَةِ، وَكِتَابَ المَقَالاَتِ وَكِتَابَ الاجْتِهَادِ، وَكِتَابَ الرَّدِّ عَلَى جَعْفَرِ بنِ حَرْبٍ، وَكِتَابَ المُضَاهَاةِ. قِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقِيْلَ: سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ.

_ 1 ترجمته في الفهرست لابن النديم "224". 2 ترجمته في الفهرست لابن النديم "229". 3 لم أجد من ترجم له.

أبو عبد الرحمن الشافعي

ومنهم: 1727- أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيُّ 1: المُتَكَلِّمُ مِنْ كِبَارِ الأَذْكِيَاءِ، وَمِن أَعْيَانِ تَلاَمِذَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الشافعي الإمام. اسمه أحمد بن بحيى بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ نُسِبَ إِلَى شَيْخِهِ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ يَقُوْلُ: مَنْ فَاتَتْهُ صَلاَةٌ عَنْ وَقْتِهَا عَمْداً فَإِنَّهُ لاَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَقْضِيَهَا أَصْلاً؛ لأَنَّ وَقْتَهَا شَرْطٌ وَقَدْ عُدِمَ كَمَنْ فَاتَهُ الوُقُوْفُ بِعَرَفَةَ لاَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَقْضِيَهُ. قُلْتُ: جُمْهُوْرُ الأُمَّةِ عَلَى أَنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْ قَضَائِهَا، وَأَنَّ قَضَاءَهَا لاَ يَنْفِي عَنْهُ الإِثْمَ إلَّا بِتَوْبَةٍ مِنْهُ. أَخَذَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيِّ الفَقِيْهُ: دَاوُدُ الظَّاهِرِيُّ وَغَيْرُهُ. وَكَانَ حَيّاً فِي حُدُوْدِ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمِنْ رُؤُوْسِ المُعْتَزِلَةِ البَغْدَادِيِّيْنَ: العَلاَّمَةُ أَبُو مُوْسَى الفَرَّاءُ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ، وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ أرخه المسعودي. وَمِنْهُم: ابْنُ كَيْسَانَ الأَصَمُّ قَدِيْمٌ تَخَرَّجَ بِهِ إبراهيم بن عُلَيَّةَ فِي الكَلاَمِ. وَمِنْهُم: جَعْفَرُ بنُ حَرْبٍ وَجَعْفَرُ بنُ مُبَشِّرٍ، وَأَبُو غِفَارٍ وَحُسَيْنٌ النَّجَّارُ وَالرَّقَاشُ، وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ كُلاَبٍ وَقَاسِمُ بنُ الخَلِيْلِ الدِّمَشْقِيُّ صَاحِبُ التَّفْسِيْرِ، وثُمَامَةُ بنُ أَشْرَسَ النُّمَيْرِيُّ، وَأَشْبَاهُهُم مِمَّنْ كَانَ ذَكَاؤُهُم وَبَالاً عَلَيْهِم ثُمَّ بَيْنَهُم مِنَ الاخْتِلاَفِ وَالخُبَاطِ أَمرٌ لاَ يَخْفَى عَلَى أَهْلِ التَّقْوَى فَلاَ عُقُوْلُهُمُ اجْتَمَعَتْ وَلاَ اعْتَنَوْا بِالآثَارِ النَّبَوِيَّةِ كَمَا اعْتَنَى أَئِمَّةُ الهدى {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ} [الأنعام: 81] .

_ 1 ترجمته في الفهرست لابن النديم "267"، وتاريخ الخطيب "5/ 200".

إبراهيم بن مهدي

1728- إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَهْدِيٍّ 1: المَصِّيْصِيُّ بَغْدَادِيٌّ صَاحِبُ حَدِيْثٍ مُرَابِطٌ. رَوَى عَنْ: حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَحَمَّادٍ الأَبَحِّ وَأَبِي المَلِيْحِ الرَّقِّيِّ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الدَّيْرَعَاقُوْلِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو حاتم. قَالَ ابْنُ قَانِعٍ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1044"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 447"، وتاريخ بغداد "6/ 178"، وميزان الاعتدال "1/ 68"، والكاشف "1/ ترجمة 209"، وتهذيب التهذيب "1/ 169".

إبراهيم بن المهدي

1729- إبراهيم بن المهدي 1: الأمير الكبير أبوإسحاق الملقب: بالمبارك إبراهيم بن أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ الأَسْوَدُ. ويُعْرَفُ: بِالتِّنِّيْنِ لِلْونِهِ وضَخَامَتِهِ. كَانَ فَصِيْحاً بَلِيْغاً عَالِماً أَدِيْباً شَاعِراً رَأْساً فِي فَنِّ المُوْسِيْقَى. وَيُقَالُ لَهُ: ابْنُ شَكْلَةَ وَهِيَ أُمُّهُ. حَدَّثَ عَنْ: المُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ وَحَمَّادٍ الأَبَحِّ. رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ هِبَةُ اللهِ وَحُمَيْدُ بنُ فَرْوَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ الهَيْثَمِ وَغَيْرُهُم. قَالَ عَلِيُّ بنُ المُغِيْرَة الأَثْرَمُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ: أَنَّهُ وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ أَعْوَاماً لَمْ يُقْطَعْ فِيْهَا عَلَى أَحَدٍ طَرِيْقٌ، وَحُدِّثْتُ أَنَّ الآفَةَ فِي قطع الطريق من دعامة، وَنُعْمَانَ، وَيَحْيَى بنِ أُرمِيَا اليَهُوْدِيِّ البَلْقَاوِيِّ، وَأَنَّهُم لَمْ يَضَعُوا يَدَهُم فِي يَدِ عَامِلٍ فَكَاتَبْتُهُم فَتَابَ دُعَامَةُ وَحَلَفُ النُّعْمَانُ بِالأَيْمَانِ أنَّهُ لاَ يُؤْذِي مَهْمَا وُلِّيْتُ. وَطَلَبَ ابْنُ أُرمِيَا أَمَاناً ليَأْتِي، وَيُنَاظِرَ فَأَجَبْتُهُ فَقَدِمَ شَابٌّ أَشْعَرُ أَمْعَرُ فِي أَقبِيَةِ دِيْبَاجٍ، وَمِنْطَقَةٍ وَسَيْفٍ مُحَلَّى فَدَخَلَ عَلَى الخَضْرَاءِ فَسَلَّمَ دُوْنَ البِسَاطِ فَقُلْتُ: اصْعَدْ قَالَ: إِنَّ لِلْبِسَاطِ ذِمَاماً أَخَافُ أَنْ يُلْزِمَنِي جُلُوسِي عَلَيْهِ وَمَا أَدْرِي مَا تَسُومُنِي قُلْتُ: أَسْلِمْ، وَأَطِعْ قَالَ: أَمَّا الطَّاعَةُ فَأَرْجُو وَلاَ سَبِيْلَ إِلَى الإِسْلاَمِ فَمَا عِنْدَكَ إِنْ لَمْ أُسْلِمْ؟ قُلْتُ: لاَ بُدَّ مِن جِزْيَةٍ. قَالَ: أَعْفِنِي قُلْتُ: كَلاَّ. قَالَ: فَأَنَا مُنْصَرِفٌ عَلَى أَمَانِي فَأَذِنْتُ لَهُ وَأَمَرْتُهُم أَنْ يُسْقُوا فَرَسَهُ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ دَعَا بِدَابَّةِ غُلاَمِهِ وَتَرَكَ فَرَسَهُ وَقَالَ: لَنْ آخُذَ شَيْئاً ارْتَفَقَ مِنْكُم فَأُحَارِبَكُم عَلَيْهِ. فَاسْتَحْيَيتُ، وَطَلَبْتُهُ فَلَمَّا دَخَلَ قُلْتُ:

_ 1 ترجمته في مروج الذهب "7/ 96"، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "10/ 95"، وتاريخ بغداد "6/ 142"، والإكمال لابن ماكولا "1/ 518"، والأنساب للسمعاني "3/ 97"، واللباب لابن الأثير "1/ 226"، ووفيات الأعيان "1/ ترجمة 9"، والعبر "1/ 389"، ولسان الميزان "1/ 98"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 240"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 53".

الحَمْدُ للهِ ظَفَرْتُ بِكَ بِلاَ عَهْدٍ قَالَ: وَكَيْفَ؟ قُلْتُ: لأَنَّكَ انْصَرَفْتَ مِنْ عِنْدِي، وَقَدْ عُدْتَ. قَالَ: شَرْطُكَ أَنْ تَصْرِفَنِي إِلَى مَأْمَنِي فَإِنْ كَانَ دَارُكَ مَأْمَنِي فلَسْتُ بِخَائِفٍ، وَإِنْ كَانَ مَأْمَنِي أَرْضِي فَرُدَّنِي فَجَهَدْتُ بِهِ أَنْ يُؤَدِّي جِزْيَةً عَلَى أَنْ أَهَبَهُ فِي السَّنَةِ أَلفَيْ دِيْنَارٍ فَأَبَى، وَذَهَبَ فَأَسْعَرَ الدُّنْيَا شَرّاً، وَحُمِلَ مَالٌ مِن مِصْرَ فَتَعَرَّضَ لَهُ فَكَتَبَ النُّعْمَانُ إِلَيَّ فَأَمَرْتُهُ بِمُحَارَبَتِهِ. فَسَارَ النُّعْمَانُ، وَوَافَاهُ اليَهُوْدِيُّ فِي جَمَاعَتِهِ فَسَأَلَهُ النُّعْمَانُ الاَنصِرَافَ فَأَبَى، وَقَالَ: بَارِزْنِي وَإِنْ شِئْتَ بَرَزْتُ وَحْدِي إِلَيْكَ وَإِلَى جُنْدِكَ فَقَالَ النُّعْمَانُ: يَا يَحْيَى، وَيْحَكَ! أَنْتَ حَدَثٌ قَدْ بُلِيْتَ بِالعُجْبِ وَلَوْ كُنْتَ مِنْ أَنْفَسِ قُرَيْشٍ لَمَا أَمْكَنَكَ مُعَارَّةُ السُّلْطَانِ وَهَذَا الأَمِيْرُ هُوَ أَخُو الخَلِيْفَةِ، وَأَنَا وَإِنِ افْتَرَقْنَا فِي الدِّيْنِ أُحِبُّ أَنْ لاَ يُقْتَلَ عَلَى يَدَيَّ فَارِسٌ فَإِنْ كُنْتَ تُحِبُّ السَّلاَمَةَ فابرز إلي ولا يبتلى بِنَا غَيْرُنَا فَبَرَزَ لَهُ العَصْرَ، فَمَا زَالاَ فِي مُبَارَزَةٍ إِلَى اللَّيْلِ فَوَقَفَ كُلٌّ مِنْهُمَا عَلَى فَرَسِهِ مُتَّكِئاً عَلَى رُمْحِهِ فَنَعَسَ النُّعْمَانُ فَطَعَنَهُ اليَهُوْدِيُّ فَيَقَعُ سِنَانُ رُمْحِهِ فِي المَنْطِقَةِ فَدَارَتْ وَصَارَ السِّنَانُ يَدُورُ مَعَهَا فَاعْتَنَقَهُ النُّعْمَانُ، وقال: أغدرًا يا ابن اليهودية؟! فقال: أومحارب يَنَامُ يَا ابْنَ الأَمَةِ؟! فَاتَّكَأَ عَلَيْهِ النُّعمَانُ فَسَقَطَ فَوْقَهُ وَكَانَ النُّعْمَانُ ضَخْماً فَصَارَ فَوقَهُ فَذَبَحَ اليَهُوْدِيَّ وَبَعَثَ إِلَيَّ بِرَأْسِهِ فَاطْمَأَنَّتِ البِلاَدُ، ثُمَّ وَلِيَ بَعْدِي عَمِّي سُلَيْمَانُ فَانْتَهَبه أَهْلُ دِمَشْقَ وَسَبَوْا حُرَمَهُ. قَالَ الخَطِيْبُ: بُوْيِعَ إِبْرَاهِيْمُ بالخلافة زمن المأمون فحارب الحسن ابن سَهْلٍ فَهَزَمَهُ إِبْرَاهِيْمُ، ثُمَّ أَقْبَلَ لِحَرْبِهِ حُمَيْدٌ الطُّوْسِيُّ فَهُزِمَ جَمْعُ إِبْرَاهِيْمَ وَاخْتَفَى إِبْرَاهِيْمُ زَمَاناً إِلَى أَنْ ظَفَرَ بِهِ المَأْمُوْنُ فَعَفَا عَنْهُ. وَفِيه يَقُوْلُ دِعْبِل: نَفَرَ ابْنُ شَكْلَةَ بِالعِرَاقِ وَأَهْلِهَا ... وَهَفَا إِلَيْهِ كُلُّ أَطْلَسَ مَائِقِ إِنْ كَانَ إِبْرَاهِيْمُ مُضْطَّلِعاً بِهَا ... فَلَتَصْلُحَنْ مِنْ بَعْدِهِ لمُخَارِقِ وَكَانَ مُخَارِقٌ مُغَنِّيَ وَقْتِهِ. قَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: وُلِدَ إِبْرَاهِيْمُ سَنَةَ 162. قُلْتُ: فَعَلَى هَذَا لَمْ يُدْرِكْ مُبَارَكَ بنَ فَضَالَةَ. قَالَ الخُطَبِيُّ: بَايَعُوْهُ بِبَغْدَادَ وَلُقِّبَ: بِالمُبَارَكِ وَقِيْلَ: المَرَضِيِّ فِي أَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ، وَمائَتَيْنِ فَغَلَبَ عَلَى الكُوْفَةِ، وَبَغْدَادَ وَالسَّوَادِ فَلَمَّا أَشْرَفَ المَأْمُوْنُ عَلَى العِرَاقِ ضَعُفَ إِبْرَاهِيْمُ قَالَ: وَرَكِبَ إِبْرَاهِيْمُ بِأُبَّهَةِ الخِلاَفَةِ إِلَى المُصَلَّى يَوْمَ النَّحْرِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، وَهُوَ ينظر

إِلَى عَسْكَرِ المَأْمُوْنِ، وَأَطْعَمَ النَّاسَ بِالقَصْرِ ثُمَّ اسْتَتَرَ قَالَ: وَظَفِرَ المَأْمُوْنُ بِهِ سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَتَيْنِ فَعَفَا عَنْهُ، وَبَقِيَ عَزِيْزاً. قَالَ أَبُو مُحَلَّم: قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المَهْدِيِّ حِيْنَ أُدْخِلَ عَلَى المَأْمُوْنِ: ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنْ عُذْرٍ وَعَفْوُكَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمَّا اعْتَذَرَ وَكَانَ ذَلِكَ بَعْدَ تَوَثُّبُهُ بِثَمَانِي سنين عفا عنه وقال: ههنا يا عم! ههنا يَا عَمُّ!. وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَتِهِ حَدِيْثاً لأَحْمَدَ بنِ الهَيْثَمِ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ المَهْدِيّ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ الأَبَحُّ. وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا المَصِّيْصِيُّ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: نُودِيَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَمائَتَيْنِ أَنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قَدْ عَفَا عَنْ عَمِّهِ إِبْرَاهِيْمَ، وَكَانَ إِبْرَاهِيْمُ حَسَنَ الوَجْهِ حَسَنَ الغِنَاءِ حَسَنَ المَجْلِسِ رَأَيْتُهُ عَلَى حِمَارٍ، فَقَبَّلَ القَوَارِيْرِيُّ فَخِذَهُ. وَعَنْ مَنْصُوْرِ بنِ المَهْدِيِّ قَالَ: كَانَ أَخِي إِبْرَاهِيْمُ إِذَا تَنَحْنَحَ طَرِبَ مَنْ يَسْمَعُهُ فَإِذَا غَنَّى أَصْغَتِ الوُحُوشُ حَتَّى تَضَعَ رُؤُوْسَهَا فِي حَجْرِهِ فَإِذَا سَكَتَ هَرَبَتْ، وَكَانَ إِذَا غَنَّى لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إلَّا ذهل. وَقَالَ ابْنُ الفَضْلِ بنِ الرَّبِيْعِ: مَا اجْتَمَعَ أَخٌ وَأُخْتٌ أَحْسَنَ غِنَاءً مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ المَهْدِيِّ وَأُخْتِهِ عُلَيَّةَ. قَالَ ثُمَامَةُ بنُ أَشْرَسَ: قَالَ لِيَ المَأْمُوْنُ: قَدْ عَزْمْتُ عَلَى تَقْرِيْعِ عَمِّي فَحَضَرْتُ فَجِيْءَ بِإِبْرَاهِيْمَ مَغْلُوْلاً قَدْ تَهَدَّلَ شعره على عيينه فَسَلَّمَ فَقَالَ المَأْمُوْنُ: لاَ سَلَّمَ اللهُ عَلَيْكَ أَكُفْراً بِالنِّعْمَةِ وَخُرُوْجاً عَلَيَّ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ: إِنَّ القُدْرَةَ تُذْهِبُ الحَفِيْظَةَ وَمَنْ مُدَّ لَهُ فِي الاغْتِرَارِ هَجَمَتْ بِهِ الأَنَاةُ عَلَى التَّلَفِ، وَقَدْ رَفَعَكَ اللهُ فَوْقَ كُلِّ ذَنْبٍ كَمَا وَضَعَ كُلَّ ذِي ذَنْبٍ دُوْنَكَ فَإِنْ تُعَاقِبْ فَبِحَقِّكَ وَإِنْ تَعْفُ فَبِفَضْلِكَ قَالَ: إِنَّ هَذَيْنِ يَعْنِي: ابْنَهُ العَبَّاسَ وَالمُعْتَصِمَ يُشِيْرَانِ بِقَتْلِكَ قَالَ: أَشَارَا عَلَيْكَ بِمَا يُشَارُ بِهِ عَلَى مِثْلِكَ فِي مِثْلِي وَالمَلِكُ عَقِيْمٌ، وَلَكِنْ تَأْبَى لَكَ أَنْ تَسْتَجْلِبَ نَصْراً إلَّا مِنْ حَيْثُ عَوَّدَكَ اللهُ وَأَنَا عَمُّكَ وَالعَمُّ صِنْوُ الأَبِ وَبَكَى، فَتَغَرْغَرَتْ عَيْنَا المَأْمُوْنِ وَقَالَ: خَلُّوا عَنْ عَمِّي ثُمَّ أَحْضَرَهُ وَنَادَمَهُ وَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى ضَرَبَ لَهُ بِالعُوْدِ. وَقِيْلَ: إِنَّ أَحْمَدَ بنَ خَالِدٍ الوَزِيْرَ قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ إِنْ قَتَلْتَهُ فَلَكَ نُظَرَاءٌ وَإِنْ عَفَوْتَ لَمْ يَكُنْ لَكَ نَظِيْرٌ. تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيْمُ فِي رَمَضَانَ سنة أربع وعشرين ومائتين.

الجرمي

1730- الجرمي 1: إِمَامُ العَرَبِيَّةِ أَبُو عُمَرَ صَالِحُ بنُ إِسْحَاقَ الجرمي البصري النَّحْوِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وَكَانَ صَادِقاً وَرِعاً خَيِّراً. وَقَدْ أَخَذَ العَرَبِيَّةَ عَنْ: سَعِيْدٍ الأَخْفَشِ، وَاللُّغَةَ عَنْ: يُوْنُسَ بنِ حَبِيْبٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ. وَحَدَّثَ عَنْ: يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ وَعَبْدِ الوَارِثِ بنِ سَعِيْدٍ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ مُلاَعِبٍ، وَأَبُو خَلِيْفَةَ الجُمَحِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَحَصَلَ لَهُ بِالأَدَبِ دُنْيَا وَاسِعَةٌ وَحِشْمَةٌ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: قَدِمَ أَصْبَهَانَ مَعَ فَيْضِ بنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ فَأَعْطَاهُ يَوْمَ مَقْدَمِهِ عَشْرَةَ آلاَفِ دِرْهَم، وَكَانَ يَصِلُهُ كُلَّ شَهْرٍ بِأَلفٍ. قَالَ المُبَرِّدُ: كَانَ الجَرْمِيُّ أَثْبَتَ القَوْمِ فِي كِتَابِ سِيْبَوَيْه، وَعَلَيْهِ قَرَأَتِ الجَمَاعَةُ، وَكَانَ عَالِماً بِاللُّغَةِ حَافِظاً لَهَا، وَكَانَ جَلِيْلاً فِي الحَدِيْثِ وَالأَخْبَارِ، وَكَانَ أَغْوَصَ عَلَى الاسْتِخْرَاجِ مِنَ المَازِنِيِّ وَإِلَيْهِمَا انْتَهَى عِلْمُ النَّحْوِ في زمانهما. قُلْتُ: قَدِمَ الجَرْمِيُّ بَغْدَادَ، وَنَاظَرَ الفَرَّاءَ وَمُقَدِّمَتُهُ فِي النَّحْوِ مَشْهُوْرَةٌ تُعْرَفُ بِالمُخْتَصَرِ، وَلَهُ: كِتَابُ الأَبْنِيَةِ، وَكِتَابُ العَرُوْضِ وَكِتَابُ غَرِيْبِ سِيْبَوَيْه وَغَيْرُ ذَلِكَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ رَحِمَهُ الله.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1723"، وأخبار أصبهان "1/ 346"، وتاريخ بغداد "9/ 313"، والأنساب للسمعاني "3/ 234"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 5"، واللباب لابن الأثير "1/ 274"، ووفيات الأعيان "2/ 485"، والعبر "1/ 394"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 243"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 8"، وشذات الذهب لابن العمد الحنبلي "2/ 57".

أبو دلف

1731- أبو دلف 1: صَاحِبُ الكَرَجِ، وَأَمِيْرُهَا القَاسِمُ بنُ عِيْسَى العِجْلِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: هُشَيْمٍ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ المُغِيْرَةِ الأَصْبَهَانِيُّ. وَكَانَ فَارِساً شُجَاعاً مَهِيْباً سَائِساً شَدِيْدَ الوَطأَةِ، جَوَاداً مُمَدَّحاً مُبَذِّراً شَاعِراً مُجَوِّداً لَهُ أَخْبَارٌ فِي حَرْبِ بَابَكَ، وَولِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ لِلْمُعْتَصِمِ، وَقَدْ دَخَلَ وَهُوَ أَمْرَدُ عَلَى الرَّشِيْدِ فَسَلَّمَ فَقَالَ: لاَ سَلَّمَ اللهُ عَلَيْكَ أَفْسَدْتَ الجَبَلَ عَلَيْنَا يَا غُلاَمُ قَالَ: فَأَنَا أُصْلِحُهُ أَفْسَدْتُهُ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، وَأَنْتَ عَلَيَّ أَفَأَعْجِزُ عَنْ صَلاحِهِ، وَأَنْتَ مَعِي؟! فَأَعْجَبَهُ، وَوَلاَّهُ الجَبَلَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ: أَرَى غُلاَماً يَرْمِي مِنْ وَرَاءِ هِمَّةٍ بَعِيْدَةٍ. وَمِنْ جَيِّد نَظْمِهِ: أَيُّهَا الرَّاقِدُ المُؤَرِّقُ عَيْنِي ... نَمْ هَنِيْئاً لَكَ الرُّقَادُ اللَّذِيْذُ عَلِمَ اللهُ أَنَّ قَلْبِيَ مِمَّا ... قَدْ جَنَتْ مُقْلَتَاكَ فِيْهِ وَقِيْذُ وَقِيْلَ: إِنَّهُ فَرَّقَ فِي يَوْمٍ أَمْوَالاً عَظِيْمَةً، وَأَنْشَدَ لِنَفْسِهِ: كَفَانِيَ مِنْ مَالِي دِلاَصٌ وَسَابِحٌ ... وَأَبْيَضُ مِنْ صَافِي الحَدِيْدِ وَمِغْفَرُ وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي الكَرَمِ وَالفُرُوْسِيَّةِ. وَكَانَ مَوْتُهُ: بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ، وعشرين ومائتين وفي ذريته أمراء وعلماء.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "4/ 5"، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "8/ 248"، وأخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 160"، وتاريخ بغداد "12/ 416"، والأنساب للسمعاني "8/ 401"، ومعجم البلدان لياقوت الحموي "4/ 446"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 538"، والعبر "1/ 394"، وتهذيب التهذيب "8/ 327"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 243"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 57".

العيشي

1732- العيشي 1: "د، ت، س" الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الثِّقَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عُبَيْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ حَفْصِ بنِ عُمَرَ بنِ مُوْسَى بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مَعْمَرٍ القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ البَصْرِيُّ الأَخْبَارِيُّ الصَّادِقُ، وَيُعْرَفُ: بِابْنِ عَائِشَةَ وَبَالعَيْشِيِّ؛ لأَنَّهُ مِنْ وَلَدِ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ. وُلِدَ بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ: حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ، وَجُوَيْرِيَةَ بنَ أَسْمَاءَ وَمَهْدِيَّ بنَ مَيْمُوْنٍ، وأبا هِلاَلٍ الرَّاسِبِيَّ، وَوُهَيْبَ بنَ خَالِدٍ وَأَبَا عَوَانَةَ وَعَبْدَ الوَاحِدِ بنَ زِيَادٍ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بنَ مُسْلِمٍ وَهِشَامَ بنَ زِيَادٍ وَابْنَ المُبَارَكِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَبِوَاسِطَةٍ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيُّ وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: صَدُوْقٌ فِي الحَدِيْثِ، وَكَانَ عِنْدَهُ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ تِسْعَةُ آلاَفِ حَدِيْثٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ طَلاَّباً لِلْحَدِيْثِ عَالِماً بِالعَرَبِيَّةِ، وَأَيَّامِ النَّاسِ لَوْلاَ مَا أَفْسَدَ نَفْسَهُ وَهُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: قُرِفَ بِالقَدَرِ، وَكَانَ بَريئاً مِنْهُ وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ أَهْلِ البَصْرَةِ غَيْرَ مُدَافَعٍ كَرِيْماً سَخِيّاً. قُلْتُ: سَمِعْنَا نُسْخَةَ العَيْشِيِّ بِالإِجَازَةِ، وَوَقَعَ لَنَا بِالاتِّصَالِ مِنْ عَوَالِيْهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي شَرِيْكٍ أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَكَامِلُ بنُ طَلْحَةَ وَعُبَيْدُ اللهِ العَيْشِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي العُشَرَاءِ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أما

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 301"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 1292"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1583"، وتاريخ بغداد "10/ 314"، والأنساب للسمعاني "9/ 106"، والكاشف "2/ ترجمة 3636"، وتهذيب التهذيب "7/ 45"، وتقريب التهذيب "1/ 538"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4591"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 64".

تكون الذكاء إلَّا مِنَ اللَّبَّةِ، وَالحَلْقِ؟ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لأَجْزَأَ عَنْكَ"1. أَنْبَأَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ أَخْبَرَنَا القَزَّازُ أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ أَخْبَرَنَا مُقَاتِلُ بنُ مُحَمَّدٍ العَكِّيُّ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ إِسْحَاقَ المَرْوَزِيَّ المَعْرُوْفَ: بِالحَرْبِيِّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ ابْنِ عَائِشَةَ فقيل له: رأيت أحمد، وابن معين وإسحاق تَقُوْلُ هَذَا! قَالَ: نَعَمْ بَلَغَ الرَّشِيْدَ سَنَا أَخْلاَقِهِ فَأَحضَرَهُ فَعَدَّدَ مَحَاسِنَهُ وَيَقُوْلُ: هُوَ بِفَضْلِ اللهِ، وَفَضلِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. فَلَمَّا أَنْ صَمَتَ الرَّشِيْدُ قَالَ: وَمَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: مَا هُوَ يَا عَمِّ؟ قَالَ: المَعْرِفَةُ بِقَدْرِي وَالقَصْدُ فِي أَمْرِي قَالَ: أَحْسَنْتَ. أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بنُ الحَسَنِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ فِي المَسْجَدِ فَأَعْطَاهُ العَيْشِيُّ مِطْرَفاً وَقَالَ: ثَمَنُهُ أَرْبَعُوْنَ دِيْنَاراً فَلاَ تُخْدَعْ عَنْهُ فَبَاعَهُ فَعُرِفَ أَنَّهُ مِطْرَفُ العَيْشِيِّ فَاشتَرَاهُ ابْنُ عم له ورده إليه. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: أَنْفَقَ العَيْشِيُّ عَلَى إِخْوَانِهِ أَرْبَعَ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ فِي اللهِ حَتَّى الْتَجَأَ إِلَى بَيْعِ سَقْفِ بَيْتِهِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ نِفْطَوَيْه: قِيْلَ: إِنَّ العَيْشِيَّ كَانَ يُمْسِكُ بِيَمِيْنِهِ شَاةً، وَبِيَسَارِهِ شَاةً إِلَى أَنْ تُسْلَخَا ثُمَّ قَالَ نِفْطَوَيْه: وَكَانَ مِنْ سَرَاةِ النَّاسِ جُوْداً وَحِفْظاً وَمُحَادَثَةً. قَالَ البَغَوِيُّ: مَاتَ فِي شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "4/ 434"، وأبو داود "2825" والترمذي "1481"، وابن ماجه "3184"، والنسائي "7/ 228"، وابن الجارود "901"، والبيهقي "9/ 246"، وأبو نعيم في "الحلية" "6/ 257، 341" من طريق حماد بن سلمة، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته أبو العشراء الدارمي، قال البخاري: في حديثه واسمه وسماعه من أبيه نظر. وقال الذهبي في ترجمته في "الميزان": ولا يدرى من هو ولا من أبوه. ثم أورد له في ترجمته هذا الحديث.

النضر بن عبد الجبار

1733- النضر بن عبد الجبار 1: "د، س، ق" ابن نضير الإِمَامُ القُدْوَةُ العَابِدُ الحَافِظُ أَبُو الأَسْوَدِ المُرَادِيُّ مَوْلاَهُمْ البَصْرِيُّ الكَاتِبُ الشُّرُوْطِيُّ، كَاتِبُ الحُكْمِ لِقَاضِي مِصْرَ لَهِيْعَةَ بنِ عِيْسَى بنِ لَهِيْعَةَ. رَوَى عَنِ: ابْنِ لَهِيْعَةَ تَصَانِيْفَهُ، وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وَنَافِعِ بنِ يَزِيْدَ وَبَكْرِ بنِ مُضَرَ وَمُفَضَّلِ بنِ فَضَالَةَ وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عُبَيْدٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَأَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، وَالرَّبِيْعُ الجِيْزِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ وَالمِقْدَامُ بنُ دَاوُدَ، وَيَحْيَى بنُ عُثْمَانَ السَّهْمِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: شَيْخُ صِدْقٍ كَانَ رَاوِيَةَ ابن لهيعة. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ صَدُوْقٌ عَابِدٌ شَبَّهْتُهُ بِالقَعْنَبِيِّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: لَهُ أَخَوَانِ فَاضلاَنِ رَوْحٌ وَعَبْدُ اللهِ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ لِخَمْسٍ بَقِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ وَصَلَّى عَلَيْهِ هَارُوْنُ القَاضِي قَالَ: وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. خَرَّجَ لَهُ أبو داود والنسائي وابن ماجه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2297"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 2197" والكاشف "3/ ترجمة 5939"، وتهذيب التهذيب "10/ 440"، وتقريب التهذيب "2/ 302"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7515"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 46".

اللاحقي

1734- اللاحقي 1: الإِمَامُ الثِّقَةُ الحَافِظُ عَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ لاَحِقٍ اللاَّحِقِيُّ البَصْرِيُّ مِنْ عُلَمَاءِ الحَدِيْثِ بِالبَصْرَةِ. حَدَّثَ عَنْ: حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَدَاوُدَ بنِ أَبِي الفُرَاتِ، وَجُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ، وَأَبِي عَوَانَةَ وَعَبْدِ الوَاحِدِ بن زِيَادٍ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ فَهْدٍ السَّاجِيُّ، وَمُعَاذُ بنُ المُثَنَّى وَخَلْقٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الكِبَارِ: عَفَّانُ بن مسلم. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. وَأَمَّا ابْنُ خِرَاشٍ فَقَالَ: فِيْهِ اخْتِلاَفٌ. قُلْتُ: يُكْنَى: أَبَا الحَسَنِ مَاتَ بِالبَصْرَةِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمَاتَ فِيْهَا: أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ وَدَاوُدُ بنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ وَحُبَابُ بنُ حَبْلَةَ صَاحِبُ مَالِكٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عِمْرَانَ الأَخْنَسِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحِمَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الوَرْكَانِيُّ، وَمُسَدَّدُ بنُ مُسَرْهَدٍ. وَمَاتَ فِي رَمَضَانَ فِيْهَا: بَشَّارُ بنُ مُوْسَى الخَفَّافُ، وَحَاجِبُ بنُ الوَلِيْدِ بِبَغْدَادَ، وَنُعَيْمُ بنُ الهَيْصَمِ، وَعُبَيْدُ اللهِ العَيْشِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بِلاَلٍ الأَشْعَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ بنِ أَبِي لَيْلَى وَإِسْحَاقُ بنُ بِشْرٍ الكَاهِلِيُّ، وَسَلْمُ بنُ قَادِمٍ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ زِيَادٍ سبَلاَنُ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَسَّانٍ السَّمْتِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ وَمُحَمَّدُ بنُ مُصْعَبٍ الدَّعَّاءُ العَابِدُ وأبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1079"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5889".

علي بن عثام

1735- علي بن عَثَّام 1: "م". ابن علي الإِمَامُ الحَافِظُ القُدْوَةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو الحَسَنِ الكلابي العَامِرِيُّ الكُوْفِيُّ نَزِيْلُ نَيْسَابُوْرَ. سَمِعَ: حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ، وَشَرِيْكاً القَاضِي وَعَبْدَ السَّلاَّمِ بنَ حَرْبٍ، وَفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ، وَدَاوُدَ الطَّائِيَّ وَابْنَ المُبَارَكِ وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ وَأَبَاهُ عَثَّامَ بنَ عَلِيٍّ، وَمَالِكَ بنَ أَنَسٍ وَغُنْدَراً، وَعَبْدَ اللهِ بنَ إِدْرِيْسَ وَعَدَداً كَثِيْراً. سَمِعَ مِنْهُ: يَحْيَى بنُ يَحْيَى وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه. وَحَدَّثَ عَنْهُ: الذُّهْلِيُّ وَأَيُّوْبُ بنُ الحَسَنِ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ سَلَمَةَ اللَّبَقِيُّ، وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الفَرَّاءُ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَحَدَّثَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. قَالَ الحَاكِمُ فِي تَارِيْخِهِ: أَدِيْبٌ فَقِيْهٌ حَافِظٌ زَاهِدٌ وَاحِدُ عَصْرِهِ لاَ يُحَدِّثُ إلَّا بِالجَهْدِ، وَأَكْثَرُ مَا أُخِذَ عَنْهُ الحكَايَاتُ وَالزُّهْدِيَّاتُ وَالتَّفْسِيْرُ، وَالجَرحُ وَالتَّعدِيلُ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1094"، والكشاف "2/ ترجمة 4004"، والعبر "1/ 403" وتهذيب التهذيب "7/ 363"، وتقريب التهذيب "2/ 41"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5019"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 65".

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: مَا رَأَيْتُ فِي العُسْرَةِ مِثْلَ عَلِيِّ بنِ عَثَّامٍ، وَكَانَ يَقُوْلُ: النَّاسُ لاَ يُؤْتَوْنَ مِنْ حِلْمٍ يَجِيْءُ الرَّجُلُ فَيَسْأَلُ فَإِذَا أَخَذَ غَلِطَ، وَيَجِيْءُ الرَّجُلُ فَيُصَحِّفُ، وَيَجِيْءُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ لِيُمَارِيَ وَيَجِيْءُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ لِيُبَاهِيَ وَلَيْسَ عَلَيَّ أَنْ أُعِلِّمَ هؤلاء إلَّا من يهتم لأمر دينه. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَلِيّاً، وَكَانَ مِنْ أَفْصَحِ النَّاسِ يَقُوْلُ: دَفَّتْ إِلَيْنَا دَافَّةٌ1 مِنْ بَنِي هِلاَلٍ فَخَرَجَ صَبِيٌّ فَقَالَ: يَا أَبَةِ! إِنَّ فُلاَناً دَفَعَنِي فِي حَومَةِ المَاءِ قُلْتُ: يَا بُنِيَّ مَا حَومَةُ المَاءِ؟ قَالَ: بُعْثُطُهُ قُلْتُ: وَمَا بُعْثُطُهُ؟ قَالَ: مَجَمَّةُ المَاءِ قُلْتُ: وَمَا مَجَمَّةُ المَاءِ؟ فَقَالَ: كلمَةً لَمْ أَحْفَظْهَا. وَقَدْ بَعَثَ ابْنُ طَاهِرٍ إِلَى عَلِيِّ بنِ عَثَّامٍ لِيَحْضُرَ مَجْلِسَهُ فَأَبَى فَأَعفَاهُ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ نَيْسَابُوْرَ سَنَةَ "225"، فَحَجَّ وَذَهَبَ إِلَى طَرَسُوْسَ فَأَقَامَ بِهَا وَبِهَا تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ رَحِمَهُ الله.

_ 1 الدافة: الجماعة من الناس تقبل من بلد إلى بلد. قاله ابن منظور.

أبو نصر التمار

1736- أبو نصر التمار 1: "م، س" عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ ذَكْوَانَ بنِ يَزِيْدَ وَيُقَالُ: إِنَّ جَدَّهُ هُوَ الحَارِثُ وَالِدُ بِشْرِ بنِ الحَارِثِ الحَافِي الإِمَامُ الثِّقَةُ الزَّاهِدُ القُدْوَةُ، القُشَيْرِيُّ مَوْلاَهُمُ النَّسَوِيُّ الدَّقِيْقِيُّ التَّمَّارُ نَزِيْلُ بَغْدَادَ. مَولِدُهُ عَامَ مَقْتَلِ أَبِي مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيِّ. وَارْتَحَلَ فِي طَلَبِ العِلْمِ بَعْدَ السِّتِّيْنَ وَمائَةٍ. فَأَخَذَ عَنْ: جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ التنوخي وحماد بنِ سَلَمَةَ، وَأَبِي الأَشْهَبِ العُطَارِدِيِّ وَأَبَانِ بنِ يَزِيْدَ وَعُقْبَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ الرِّفَاعِيِّ وَالقَاسِمِ بنِ الفَضْلِ الحُدَّانِيِّ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ وَسَلاَّمِ بنِ مِسْكِيْنٍ وَعَامِرِ بنِ يِسَافٍ وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، وَأَبِي جَزْءٍ نَصْرِ بنِ طَرِيْفٍ وَأَبِي هِلاَلٍ محمد بن سليم

_ 1 الدافة: الجماعة من الناس تقبل من بلد إلى بلد. قاله ابن منظور. 2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 340"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 1375"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1689"، وتاريخ بغداد "10/ 420"، والعبر "1/ 402"، والكاشف "2/ ترجمة 3509"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 5225"، وتهذيب التهذيب "6/ 406"، وتقريب التهذيب "1/ 520"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4441".

وَشَرِيْكٍ وَزُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ وَمِسْكِيْنٍ أَبِي فَاطِمَةَ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَبَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو بَكْرٍ الصَّغَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ القَاضِي، وَهُوَ المَرْوَزِيُّ وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه، وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ وَابْنُ شَبِيْبٍ المَعْمَرِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ يُعَدُّ مِنَ الأَبْدَالِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: أَبُو نَصْرٍ مِنْ أَبْنَاءِ خُرَاسَانَ مِنْ أَهْلِ نَسَا ذَكَرَ أَنَّهُ وُلِدَ بَعْدَ قَتْلِ أَبِي مُسْلِمٍ الدَّاعِيَةِ بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ قُلْتُ: قُتِلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَمائَةٍ قَالَ: وَنَزَلَ بَغْدَادَ فِي رَبَضِ أَبِي العَبَّاسِ الطُّوْسِيِّ فِي دَرْبِ النَّسَائِيَّةِ، وَتَجِرَ بِهَا فِي التَّمْرِ، وَغَيْرِهِ. وَكَانَ ثِقَةً فَاضِلاً خَيِّراً، وَرِعاً تُوُفِّيَ: بِبَغْدَادَ فِي أَوِّلِ المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَدُفِنَ بِبَابِ حَرْبٍ، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ بَصَرُهُ قَدْ ذَهَبَ. وَكَذَلِكَ أَرَّخَهُ: البَغَوِيُّ وَغَيْرُهُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ لاَ يَرَى الكِتَابَةَ عن أبي نصرالتمار، وَلاَ ابْنِ مَعِيْنٍ وَلاَ مِمَّنِ امتُحِنَ فَأَجَابَ. وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ المَيْمُوْنِيُّ: صَحَّ عِنْدِي أَنَّهُ يَعْنِي: أَحْمَدَ لَمْ يَحْضُرْ أَبَا نَصْرٍ التمَّارَ حِيْنَ مَاتَ فَحَسِبْتُ أَنَّ ذَلِكَ لِمَا كَانَ أَجَابَ فِي المِحْنَةِ. قُلْتُ: أَجَابَ تَقِيَّةً وَخَوْفاً مِنَ النَّكَالِ وَهُوَ ثِقَةٌ بِحَالِهِ وَللهِ الحَمْدُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الوَرْدِ: قَالَ لِي مُؤَذِّنُ بِشْرِ بنِ الحَارِثِ: رَأَيْتُ بِشْراً رَحِمَهُ اللهُ فِي المَنَامِ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَر لِي قُلْتُ: فَمَا فُعِلَ بِأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ؟ قَالَ: غُفِرَ لَهُ فَقُلْتُ: مَا فُعِلَ بِأَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ؟ قَالَ: هَيْهَاتَ ذَاكَ فِي عِلِّيِّيْنَ فَقُلْتُ: بِمَاذَا نَالَ مَا لَمْ تَنَالاَهُ؟ فَقَالَ: بِفَقْرِهِ وَصَبْرِهِ عَلَى بُنَيَّاتِهِ. وَلَمْ يَرْوِ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي نَصْرٍ سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ وَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً أَخْبَرَنَاهُ العِمَادُ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ غَالِيَةَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنِ البَنَّاءِ أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ البُسْرِيِّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِين} [المُطَفِّفِيْنَ: 6] قَالَ: "يَقُوْمُوْنَ حَتَّى يَبْلُغَ الرَّشْحُ أطراف آذانهم" 1. وَبِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُسْلِمٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اسْتَغْنُوا عَنِ النَّاسِ وَلَوْ بِشَوْصِ السِّواكِ" 2. وَقَدْ أَلَّفَ البَغَوِيُّ جُزْأَينِ مِمَّا عِنْدَهُ عَنْ أَبِي نَصْرٍ التمار.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4938"، ومسلم "2862". 2 صحيح: أخرجه البزار "913"، والطبراني في "الكبير" "12257" من طريق عبد العزبز بن مسلم، به. وقوله: "بشوص السواك": أي بغسالته. وقيل: بما يتفتت منه عند التسوك.

أبو المغيث الرافقي

1737- أَبُو المُغِيْثِ الرَّاِفقِيُّ 1: مُوْسَى بنُ سَابِقٍ أَوْ عِيْسَى بنُ سَابِقٍ نَائِبُ دِمَشْقَ لِلْمُعْتَصِمِ وَالوَاثِقِ. خَرَجَتْ عَلَيْهِ قَيْسٌ بِكَوْنِهِ صَلَبَ مِنْهُم خَمْسَةَ عَشَرَ فَثَارُوا وَأَخَذُوا خَيْلَ السُّلْطَانِ، وَعَسْكَرُوا بِالمَرْجِ فَالْتَقَى الجَمْعَانِ وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنَ الجُنْدِ وَأُسِرَ أَمِيْرٌ ثُمَّ اسْتَفْحَلَ أَمْرُهُم، وَنَازَلُوا دِمَشْقَ وَبِهَا أَبُو المُغِيْثِ وَاشْتَدَّ الحِصَارُ، وَمَاتَ المُعْتَصِمُ وَالأَمْرُ على ذلك. تم الجزء الثامن ويليه: الجزء التاسع، وأوله: الوكيعي:

_ 1 ترجمته في الكامل في التاريخ لابن الأثير "6/ 528-529".

فهرس موضوعات الجزء الثامن: فهرس الموضوعات: الصفحة الموضوع 5 1373- الوليد بن مسلم. 11 1374- محمد بن أبي عدي. 11 1375- عبد الملك بن صالح. 12 1376- عبد الله بن وهب. 20 1377- محمد بن حمير. 21 1378- مخلد بن الحسين. 21 1379- مخلد بن يزيد. 22 1380- عبد الوهاب الثقفي. 24 1381- أحمد بن بشير. 25 1382- عبد الأعلى بن عبد الأعلى. 26 1383- عبد الله بن نمير. 27 1384- يونس بن بكير. 29 1385- علي بن عاصم. 37 1386- عاصم بن علي بن عاصم. 39 1387- محمد بن بشر. 40 1388- عمر بن هارون. 46 1389- أبو أسامة، حماد بن أسامة. 48 1390- أبو نواس = أبو علي الحسن بن حانئ الحكمي. 49 1391- الجرمي، القاسم بن يزيد. 51 1392- حذيفة بن قتادة. 51 1393- السفياني = أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خالد. 53 1394- الرشيد، هارون بن المهدي. 58 1395- ورش، عثمان بن سعيد. 59 1396- أبو زكير = يحيى بن محمد بن قيس. 61 1397- الخليل بن موسى. 61 1398- ابن مغراء = أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء. 62 1399- مبشر بن إسماعيل. 63 1400- محمد بن ثور. 63 1401- محمد بن يزيد. 64 1402- محمد بن الحسن المزني. 64 1403- محمد بن الحسن الهمداني.

الصفحة الموضوع 65 1404- معن بن عيسى. 66 1405- الطائفي، يحيى بن سليم. 67 1406- سلم بن قتيبة. 68 1407- صفوان بن عيسى. 68 1408- مورج بن عمرو. 69 1409- حفص بن عبد الرحمن. 69 1410- شَبَطُوْنُ = أَبُو عَبْدِ اللهِ زِيَادُ بنُ عَبْدِ الرحمن. 70 1411- شقيق بن إبراهيم الأزدي. 73 1412- زيد بن أبي الزرقاء. 73 1413- سعد بن الصلت. 74 1414- القداح، سعيد بن سالم. 75 1415- عبد الله بن ميمون. 76 1416- سلم بن سالم. 77 1417- الغازي بن قيس. 77 1418- القاسم بن مالك. 78 1419- سالم بن نوح. 78 1420- ضمرة بن ربيعة. 80 1421- النضر بن شميل. 82 1422- بشر بن السرى. 83 1423- الأمين الخليفة = أبو عبد الله بن محمد بن الرشيد هارون. 86 1424- معروف الكرخي. 90 1425- أبو قرة الزبيدي. 90 1426- الخُرَيْبِيُّ = عَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ بنِ عَامِرِ بن ربيع. 93 1427- خالد بن عبد الرحمن. 94 1428- شجاع بن الوليد. 95 1429- أسباط بن محمد. 96 1430- حماد بن مسعدة. 97 1431- يزيد بن هارون. الطبقة العاشرة: 106 1432- معاذ بن هشام. 107 1433- أبو البختري. 108 1434- سليم بن عيسى. 108 1435- محمد بن شعيب. 110 1436- الطيالسي. 113 1437- سعيد بن عامر. 115 1438- على الرضى. 118 1439- زيد بن الحباب. 120 1440- العَوْفِيُّ = أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ عطية العوفي. 120 1441- يحيى بن سلام. 121 1442- الحسين بن علي الجعفي. 123 1443- الأصم شيخ المعتزلة. 124 1444- روح بن عبادة. 127 1445- الهجمي = أحمد بن عطاء الهجيمي. 128 1446- خالد بن يزيد بن خالد. 129 1447- خالد بن يزيد بن معاوية. 130 1448- خالد بن الخليفة يزيد. 130 1449- خالد بن يزيد بن صالح.

الصفحة الموضوع 130 1450- خالد بن يزيد بن عبد الرحمن. 131 1451- خالد بن يزيد العدوي. 131 1452- خالد بن يزيد بن مسلم. 131 1453- خالد بن يزيد الكاهلي. 131 1454- خالد بن يزيد بن عمر. 132 1455- خالد بن يزيد المصري. 132 1456- خالد بن يزيد العتكي. 132 1457- خالد بن يزيد السلمي. 132 1458- الحفري = أبو داود عمر بن سعد الحفري. 134 1459- بشر بن عمر. 134 1460- الوليد بن مزيد. 136 1461- البرساني = محمد بن بكر بن عثمان البرساني. 137 1462- عمر بن يونس. 137 1463- أحمد بن محمد بن عمر. 137 1463- يحيى بن عيسى. 138 1465- الجارود بن يزيد الفقيه أبو الضحاك العامري. 139 1466- عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي. 140 1467- عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي. 140 1468- عثمان بن عبد الرحمن الجمحي. 141 1469- عمر بن شبيب. 141 1470- عمر بن عبد الله بن رزين. 142 1471- أيوب بن سويد. 143 1472- أبو سفيان الحميري. 143 1473- سلمة بن سليمان. 144 1474- سلمويه = وأبو صالح سليمان بن صالح الليثي. 144 1475- عبد المجيد بن عبد العزيز. 146 1476- محمد بن عبيد. 147 1477- الوليد بن القاسم. 148 1478- جعفر بن عون. 149 1479- أزهر بن سعد. 150 1480- وهب بن جرير. 151 1481- أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي البصري. 153 1482- حجاج بن محمد. 155 1483- عبد الله بن بكر. 156 1484- عبد الوهاب بن عطاء. 157 1485- الواقدي محمد بن عمر بن واقد الأسلمي. 166 1486- العقدي = أبو عامر عبد الملك بن عمرو القيس العقدي. 167 1487- يحيى بن سعيد العطار. 168 1488- يونس بن محمد المؤدب. 170 1489- يعلى بن عبيد.

الصفحة الموضوع 171 1490- أَبُو حُذَيْفَةَ إِسْحَاقُ بنُ بِشْرِ بنِ مُحَمَّدٍ بن عبد الله. 172 1491- أبو عاصم الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم. 175 1492- حفص بن عبد الله. 176 1493- ابن أبي فديك = مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمِ بنِ أَبِي فديك. 177 1494- أَبُو عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ = عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ المجيد. 178 1495- أَبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ = عَبْدُ الكَبِيْرِ بنُ عَبْدِ المجيد. 178 1496- عمر بن حبيب. 179 1497- يعقوب بن إبراهيم. 180 1498- سعد بن إبراهيم. 181 1499- أبو زيد الأنصاري = سعيد بن أوس. 182 1500- أبو زيد الهروي سعد بن الربيع البصري. 183 1501- يحيى بن أبي بكير. 184 1502- يحيى بن الضريس. 185 1503- أشهب بن عبد العزيز. 186 1504- إسحاق بن الفرات. 187 1505- عبد العزيز بن أبي رزمة. 187 1506- يحيى بن إسحاق. 188 1507- بشر بن بكر. 189 1508- ابن كناسة = أبو يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الأعلى. 191 1509- مروان بن محمد. 192 1510- شبابة بن سوار. 194 1511- عبد الصمد بن عبد الوارث. 194 1512- عبد الصمد بن حسان. 195 1513- عبد الصمد بن النعمان. 195 1514- قراد = أبو نوح عبد الرحمن بن غروان. 196 1515- حسين بن الوليد. 197 1516- صاحب الأندلس. 198 1517- يحيى بن آدم. 202 1518- أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن الزبير. 204 1519- الأنصاري، محمد بن عبد الله. 208 1520- يحيى بن كثير بن درهم. 208 1521- يحيى بن كثير أبو النضر. 209 1522- الوهبى = أبو سعيد أحمد بن خالد الوهبي. 209 1523- محمد بن خالد الوهبي. 210 1524- خلف بن أيوب. 211 1252- الحسن بن زياد. 212 1526- أبو النضر هاشم بن القاسم الليثي. 214 1527- مكي بن إبراهيم. 216 1528- عبيد الله بن موسى. 218 1529- عثمان بن عمر بن فارس.

الصفحة الموضوع 219 1530- الأشيب = أبو علي الحسن بن موسى البغدادي. 220 1531- منصور بن سلمة. 221 1532- اليزيدي = أبو محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة. 222 1533- عبد الرزاق بن همام. 231 1534- هشام بن يوسف. 233 1535- بكر بن بكار. 234 1536- علي بن بكار. 235 1537- النباجي = أبو عبد الله سعيد بن يريد الصوفي. 235 1538- الإمام الشافعي. 280 1539- الفضل بن سهل. 281 1540- ابن الكلبي - هشام بن محمد. 282 1541- الهيثم بن عدي. 283 1542- محمد بن جعفر الصادق. 283 1543- نفيسة بنت الحسن بن زيد. 285 1544- طاهر الحسين بن مصعب. 285 1545- الفضل بن الربيع. 286 1546- المؤمل بن إسماعيل. 287 1547- شاذان - أسود بن عامر. 289 1548- الفريابي - محمد بن يوسف. 291 1549- الفراء - يحيى بن زياد. 292 1550- هوذة بن خليفة. 294 1551- مظفر بن مدرك. 296 1552- يحيى بن حسان بن حبان. 297 1553- قبيصة بن عقبة السوائي. 300 1554- سفيان بن عقبة السوائي. 300 1555- موسى بن داود. 301 1556- أبو حذيفة - موسى بن مسعود. 302 1557- يحيى بن حماد. 304 1558- أبو نعيم - الفضل بن دكين. 313 1559- أحمد بن حفص. 314 1560- محمد بن أحمد بن حفص. 314 1561- منبه بن عثمان. 315 1562- يحيى بن هاشم. 316 1563- أسد السنة - أسد بن موسى. 317 1564- خلاد بن يحيى. 318 1565- إدريس بن يحيى. 318 1566- المقرئ - عبد الله بن يزيد. 319 1567- يعقوب بن إسحاق. 322 1568- أحمد بن إسحاق. 323 1569- الأصمعي - عبد الملك بن قريب. 325 1570- عمرو بن مسعدة. 326 1571- أبو سليمان الداراني. 328 1572- أبو سليمان الداراني الكبير. 329 1573- علية بنت المهدي. 329 1574- الليث بن عاصم أبو زرارة.

الصفحة الموضوع 330 1575- الليث بن عاصم بن العلاء. 330 1576- المهلبي: محمد بن عباد. 331 1577- محمد بن القاسم بن علي. 332 1578- العكوك: علي بن جبلة. 333 1579- الجوزجاني: موسى بن سليمان. 333 1580- أبو العتاهية - إسماعيل بن قاسم. 335 1581- أبو عباد الكاتب - ثابت بن يحيى. 335 1582- المريسي - بشر بن غياث. 337 1583- بشر بن المعتمر. 338 1584- ثمامة بن أشرس. 339 1585- الأخفش - سعيد بن مسعدة. 340 1586- عثمان بن الهيثم. 341 1587- علي بن الحسين بن واقد. 342 1588- خلف بن تميم. 343 1589- عمرو بن أبي سلمة. 344 1590- معاوية بن عمرو بن المهلب. 345 1591- أبو أحمد المؤدب. 345 1592- خالد بن مخلد. 346 1593- سريج بن النعمان. 347 1594- عبد الله بن عبد الحكم. 349 1595- أبو المغيرة - عبد القدوس بن الحجاج. 350 1596- أسد بن الفرات. 352 1597- أبو مسهر - عبد الأعلى بن مسهر. 357 1598- زينب بنت سليمان. 357 1599- حبان بن هلال. 358 1600- طلق بن غنام. 359 1601- زبيدة بنت جعفر بن المنصور. 359 1602- عفان بن مسلم. 366 1603-أحمد بن أبي خالد الأحول. 366 1604- عمرو بن عاصم. 367 1605- القعنبي - عبد الله بن مسلمة. 371 1606- إسماعيل بن مسلمة. 371 1607- عارم بن الفضل. 374 1608- عبدان - عبد الله بن عثمان. 375 1609- المأمون - عبد الله بن هارون. 384 1610- المعتصم - محمد بن الرشيد. 392 1611- الواثق بالله - هارون بن المعتصم. 396 1612- مسلم بن إبراهيم. 398 1613- البابلني - يحيى بن عبد الله. 399 1614- أبو اليمان - الحكم بن نافع. 403 1615- حجين بن المثنى. 403 1616- قالون - عيسى بن مينا. 404 1617- سعيد بن أبي مريم. 405 1618- سليمان بن حرب. 408 1619- آدم بن أبي إياس.

الصفحة الموضوع 410 1620- علي بن عياش. 412 1621- أبو الوليد الطيالسي. 416 1622- إسماعيل بن أبان الوراق. 416 1623- الغنوي إسماعيل بن أبان. 417 1624- علي بن الحسن بن شقيق. 419 1625- حجاج بن منهال. 420 1626- الحوضي - حفص بن عمر. 420 1627- الحسين بن حفص. 421 1628- عبد الله بن يوسف. 422 1629- ابْنُ المَاجَشُوْنِ - عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ. 423 1630- التبوذكي - موسى بن إسماعيل. 425 1631- موسى بن إسماعيل. 426 1632- معلى بن منصور. 429 1633- عبد الله بن نافع الصائغ. 431 1634- عبد الله بن نافع الزبيري. 432 1635- دينار - أبو مكيس. 432 1636- عبد الله بن رجاء الغداني. 433 1637- عبد الله بن رجاء البصري. 434 1638- محمد بن كثير - الصنعاني. 436 1639- محمد بن كثير العبدي البصري. 437 1640- محمد بن كثير الفهري الشامي. 437 1641- العوقي - محمد بن سنان الباهلي. 438 1642- ابن الطباع - محمد بن عيسى. 439 1643- الأويسي - عبد العزيز بن عبد الله. 440 1644- الصوري - محمد بن المبارك. 441 1645- إسماعيل بن أبي أويس. 443 1646- الهيثم بن جميل. 444 1647- السوريني - إبراهيم بن نصر. 444 1648- بكار بن محمد. 445 1649- الحسن بن الربيع. 446 1650- المدائني - علي بن محمد. 448 1651- عبد الله بن صالح - المقرئ العجلي. 449 1652- عبد الله بن صالح الجهني كاتب الليث. 455 1653- حماد بن مالك. 456 1654- عمرو بن مرزوق الباهلي. 457 1655- عمرو بن مرزوق الواشحي. 458 1656- محمد بن الرومي. 458 1657- عبد الله الرومي. 458 1658- عمر بن عبد الله الرومي. 459 1659- سهل بن بكار. 459 1660- سهل بن تمام. 460 1661- عبد الله بن أبي بكر العتكي.

الصفحة الموضوع 460 1662- عبد الله بن خيران. 461 1663- يحيى بن عبدويه. 461 1664- عبد العزيز بن الخطاب. 462 1665- قرة بن حبيب. 462 1666- الصلت بن محمد. 463 1667- عمرو بن خالد التميمي. 463 4668- عبد الملك بن هشام. 464 1669- أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ دِرْهَمٍ. 466 1670- شاذ بن فياض. 466 1671- شاذ بن يحيى. 467 1672- عبد الله بن سوار. 467 1673- إسماعيل بن عمرو الأصبهاني. 468 1674- عبد السلام بن مطهر. 469 1675- عبد الغفار بن عبيد الله. 469 1676- عبد الغفار بن داود البكري المصري. 470 1677- عيسى بن دينار. 471 1678- عيسى بن أبان القاضي الفقيه. 471 1679- عون بن سلام. 472 1680- زَكَرِيَّا بنِ عَدِيٍّ. 474 1681- عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَسْلَمَةَ. 474 1682- هشام بن عبيد الله. 475 1683- أبو الجماهير - محمد بن عثمان الكفرسوسي. 476 1684- أبو همام الدلال - محمد بن محبب. 477 1685- عمرو بن عون. 478 1686- الربيع بن يحيى الأشناني. 479 1687- الوحاظي - يحيى بن صالح الدمشقي. 481 1688- أحمد بن يونس اليربوعي. 482 1689- علي بن الجعد البغدادي. 487 1690- بشر بن الحارث الحافي. 492 1691- الهيثم بن خارجة البغدادي. 493 1692- أبو خالد الفراء. 495 1693- الفراء - سعد بن يزيد النيسابوري. 495 1694- سعدويه - سعيد بن سليمان. 496 1695- سعيد بن سليمان النشيطي. 496 1696- فتح الموصلي الصغير. 497 1697- يوسف بن عدي. 499 1698- أحمد بن عاصم الأنطاكي. 499 1699- خالد بن خداش. 500 1700- صدقة بن الفضل. 500 1701- أبو عبيد القاسم بن سلام. 511 1702- دار أم سلمة. 511 1703- الرمادي. 512 1704- يحيى بن يحيى المنقري.

الصفحة الموضوع 517 1705- يحيى بن يحيى بن كثير. 519 1706- أبو الجهم - العلاء بن موسى. 520 1707- يحيى بن عبد الحميد الحماني. 528 1708- أبو يحيى الحماني. 528 1709- النظام - إبراهيم بن سيار. 529 1710- أَبُو الهُذَيْلِ العَلاَّفُ مُحَمَّدُ بنُ الهُذَيْلِ البَصْرِيُّ. 530 1711- هشام بن الحكم. 530 1712- ضرار بن عمرو. 531 1713- أبو المعتمر معمر بن عمرو. 532 1714- هشام بن عمرو. 533 1715- أبو موسى - عيسى بن صبيح. 533 1716- الوليد بن أبان. 533 1717- جعفر بن مبشر. 534 1718- أبو الفضل - جعفر بن حرب. 534 1719- الإسكافي - محمد بن عبد الله السمرقندي. 535 1720- أبو سهل - عباد بن سلمان. 535 1721- أبو موسى - عيسى بن الهيثم. 536 1722- أبو يعقوب - يوسف بن عبيد الله. 536 1723- أبو مخالد - أحمد بن الحسين الضرير. 537 1724- محمد بن النعمان. 537 1725- الحسين بن محمد. 537 1726- برغوث - محمد بن عيسى الجهمي. 538 1727- أبو عبد الرحمن الشافعي. 538 1728- إبراهيم بن مهدي المصيصي. 539 1729- إبراهيم بن المهدي - المبارك. 542 1730- الجرمي - صالح بن إسحاق. 543 1731- أبو دلف - القاسم بن عيسى. 544 1732- العيشي - عبيد الله بن محمد. 545 1733- النضر بن عبد الجبار. 546 1734- اللاحقي - علي بن عثمان. 547 1735- علي بن عثام. 548 1736- أبو نصر التمار. 550 1737- أبو المغيث الرافقي. 551 فهرس الموضوعات. 563 فهرس التراجم.

فهرس التراجم على حروف المعجم: الصفحة التراجم إبراهيم بشار = الرمادي. إبراهيم بن سيار = النظام. 538 1728- إبراهيم بن مهدي المصيصي. 539 1729- إبراهيم بن المهدي العباسي. 322 1568- أحمد بن إسحاق الحضرمي. 24 1381- أحمد بن بشر. 536 1723- أحمد بن الحسين = أبو مخالد. أحمد بن حميد = دار أم سلمة. 313 1559- أحمد بن حفص. 366 1603- أحمد بن أبي خالد الأحول. 202 1518- أبو أحمد الزبيري. 499 1698- أحمد بن عاصم الأنطاكي. أحد بن عطاء = الهجيمي. 137 1463- أحمد بن محمد بن عمر اليمامي. 345 1591- أبو أحمد المؤدب حسين بن محمد بن بهرام. 481 1688- أحمد بن يونس. 339 1585- الأخفش سعيد بن مسعدة البلخي. 318 1565- إدريس بن يحيى أبو عمر الخولاني. 408 1619- آدم بن أبي إياس الشامي. 149 1479- أزهر بن سعد. 46 1389- أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بنُ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ الكوفي. 95 1429- اسباط بن محمد. إسحاق بن بشر بن محمد = أبو حذيفة. 186 1504- إسحاق بن الفرات. 316 1563- أسد السنة أبو سعيد بن موسى. 350 1596- أسد بن الفرات. 534 1719- الإسكافي محمد بن عبد الله السمرقندي. 416 1623- إسماعيل بن أبان = الغنوي. 416 1622- إسماعيل بن أبان الوراق. 441 1645- إسماعيل بن أبي أويس.

الصفحة التراجم 467 1673- إسماعيل بن عمرو بن نجيح البجلي. إسماعيل بن قاسم = أبو العتاهية. 371 1606- إسماعيل بن مسلمة. أسود بن عامر = شاذان. 185 1503- أشهب بن عبد العزيز. 219 1530- الأشيب = أبو علي الحسن بن موسى البغدادي. 123 1443- الأصم شيخ المعتزلة. 33 1569- الأصمعي = عَبْدُ المَلِكِ بنُ قُرَيْبِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ. 83 1423- الأمين محمد بن الرشيد هارون. 204 1519- الأنصاري = محمد بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى. 439 1643- الأويسي. 142 1471- أيوب بن سويد. 398 1613- البابلتي = يحيى بن عبد الله. 107 1433- أَبُو البَخْتَرِيِّ وَهْبُ بنُ وَهْبِ بنِ كَثِيْرٍ. 136 1461- البرساني - محمد بن بكر بن عثمان. 537 1726- برغوث = محمد بن عيسى الجهمي. 188 1507- بشر بن بكر. 487 1690- بشر بن الحارث. 82 1422- بشر بن السري. بشر بن غياث = المريسي. 337 1583- بشر بن المعتمر. 444 1648- بكار بن محمد بن عبد الله. 233 1535- بكر بن بكار. 178 1495- أَبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ = عَبْدُ الكَبِيْرِ بنُ عَبْدِ المجيد البصري. 423 1630- التبوذكي = موسى بن إسماعيل المنقري. 335 1581- ثابت بن يحيى بن يسار = أبو عباد الكاتب. 338 1584- ثمامة بن أشرس. 138 1465- الجارود = أبو الضحاك العامري. 534 1718- جعفر بن حرب = أبو الفضل. 148 1478- جعفر بن عون. 533 1717- جعفر بن مبشر الثقفي. 475 1683- أبو الجماهير = محمد بن عثمان الكفرسوسي. 519 1706- أبو الجهم = العلاء بن موسى. 333 1579- الجوزجاني = موسى بن سليمان. 357 1599- حبان بن هلال. 153 1482- حجاج بن محمد. 419 1625- حجاج بن منهال. 403 1615- حجين بن مثنى.

الصفحة التراجم 171 1490- أَبُو حُذَيْفَةَ إِسْحَاقُ بنُ بِشْرِ بنِ مُحَمَّدٍ. 301 1556- أبو حذيفة - موسى بن مسعود. 51 1392- حذيفة بن قتادة. 445 1649- الحسن بن الربيع. 211 1525- الحسن بن زياد. الحسن بن موسى = الأشيب. 48 1390- الحسن بن هانئ = أبو نواس. الحسين بن الحسن = العوفي. 420 1627- الحسين بن حفص بن الفضيل. 121 1442- الحسين بن علي الجعفي. حسين بن محمد = أبو أحمد المؤدب. 196 1515- حسين بن الوليد. 132 1458- الحفري = عمر بن سعد الحفري. 175 1492- حفص بن عبد الله بن راشد. 69 1409- حفص بن عبد الرحمن. 420 1626- حفص بن عمر بن الحارث = الحوضي. الحكم بن نافع = أبو اليمان. الحكم بن هشام = صاحب الأندلس. حمادة بن أسامة بن زيد = أبو أسامة. 455 1653- حماد بن مالك بن بسطام. 96 1430- حماد بن مسعدة. 420 1626- الحوضي = حفص بن عمر. 499 1699- خالد بن خداش بن عجلان. 93 1427- خالد بن عبد الرحمن. 493 1692- أبو خالد الفراء. 345 1592- خالد بن مخلد. 128 1446- خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ خَالِدِ بنِ عَبْدِ الله. 132 1457- خالد بن يزيد السلمي. 131 1451- خالد بن يزيد العدوي. 130 1450- خالد بن يزيد بن عبد الرحمن الهمداني. 132 1456- خالد بن يزيد العتكي. 131 1454- خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ عُمَرَ بنِ هُبَيْرَةَ. 131 1453- خالد بن يزيد الكاهلي. 132 1455- خالد بن يزيد المصري. 129 1447- خالد بن يزيد بن معاوية. 130 1448- خالد بن الخليفة = يزيد. 131 1452- خالد بن يزيد بن مسلم الغنوي. 90 1426- الخريبي عبد الله بن داود. 317 1564- خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي. 210 1524- خلف بن أيوب. 342 1588- خلف بن تميم. 61 1397- الخليل بن موسى.

الصفحة التراجم 511 1702- دَارُ أُمِّ سَلَمَةَ = أَحْمَدُ بنُ حُمَيْدٍ الطُّرَيْثِيْثِيُّ. 543 1730- أبو دلف. 432 1635- دينار = أبو مكيس. 478 1686- الربيع بن يحيى. 511 1703- الرمادي = إبراهيم بن بشار. 124 1444- روح بن عبادة. 359 1601- زبيدة بنت جعفر. 472 1680- زكريا بن عدي بن رزيق. 59 1396- أبو زكير يحيى بن محمد بن قيس. زياد بن عبد الرحمن = شبطون. 181 1499- أبو زيد الأنصاري سعيد بن أوس. 118 1439- زيد بن الحباب. 73 1412- زيد بن أبي الزرقاء. 182 1500- أبو زيد الهروي = سعيد بن الربيع البصري. 357 1598- زينب بنت سليمان. 78 1419- سالم بن نوح. 346 1593- سريج بن النعمان. 180 1498- سعد بن إبراهيم. 73 1413- سعد بن الصلت. سعيد بن أوس = أبو زيد الأنصاري. سعيد بن بريد = النباجي. 495 1692- سعد بن يزيد = الفراء. 495 1694- سعدويه = سعيد بن سليمان. سعيد بن الربيع = أبو زيد الهروي. سعيد بن سالم = القداح. 496 1695- سعيد بن سليمان النشيطي. 113 1437- سعيد بن عامر. 404 1617- سعيد بن أبي مريم. سعيد بن مسعدة = الأخفش. 300 1554- سفيان بن عقبة السوائي. 51 1393- السفياني = عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ. 74 1416- سلم بن سالم. 67 1406- سلم بن قتيبة. 143 1473- سلمة بن سليمان. سلمة بن الفضل = الأبرش. 144 1474- سلمويه = سليمان بن صالح الليثي. 108 1434- سليم بن عيسى. 405 1618- سليمان بن حرب بن بجيل. سليمان بن داود بن الجارود = الطيالسي. 236 1571- أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ. 237 1572- أبو سليمان الداراني الكبير. سليمان بن صالح = سلمويه. 459 1659- سهل بن بكار. 459 1660- سهل بن تمام.

الصفحة التراجم 535 1720- أبو سهل = عباد بن سليمان. 444 1647- السوريني - إبراهيم بن نصر. 466 1670- شاذ بن فياض. 466 1671- شاذ بن يحيى. 287 1547- شاذان - أسود بن عامر. 235 1538- الشافعي. 192 1510- شبابة بن سوار. 69 1410- شبطون = زياد بن عبد الرحمن بن زياد. 94 1428- شجاع بن الوليد. 70 1411- شقيق بن إبراهيم. 542 1730- صالح بن إسحاق = الجرمي أبو عمرو. 500 1700- صدقة بن الفضل المروزي. 68 1407- صفوان بن عيسى. 462 1666- الصلت بن محمد. 440 1644- الصوري - محمد بن المبارك. الضحاك بن مخلد = أبو عاصم. 78 1420- ضمرة بن ربيعة. 530 1712- ضرار بن عمرو. 68 1407- الطائفي = يحيى بن سليم. 285 1544- طاهر بن الحسين. 428 1642- ابن الطباع = محمد بن عيسى. 358 1600- طلق بن غنام. 110 1436- الطيالسي = سليمان بن داود بن الجارود. 371 1607- عارم محمد بن الفضل. 172 1491- أبو عاصم = الضحاك بن مخلد. عباد بن سليمان = أبو سهل. 335 1581- أَبُو عَبَّادٍ الكَاتِبُ = ثَابِتُ بنُ يَحْيَى بنِ يسار. 25 1382- عبد الأعلى بن عبد الأعلى. عبد الأعلى بن مسهر = أبو مسهر. عبد الرحمن بن أحمد = أبو سليمان الداراني. عبد الرحمن بن سليمان - أبو سليمان الداراني الكبير. عبد الرحمن بن غزوان = قراد. عبد الرحمن بن مغراء بن عياض = ابن مغراء. 222 1533- عبد الرزاق بن همام. 468 1674- عبد السلام بن مطهر. 194 1512- عبد الصمد بن حسان. 194 1511- عبد الصمد بن عبد الوارث. 195 1513- عبد الصمد بن النعمان. 461 1664- عبد العزيز بن الخطاب. عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى = الأويس. 469 1676- عبد الغفار بن داود بن مهران.

الصفحة التراجم 469 1675- عبد الغفار بن عبيد الله. 349 1595- عبد القدوس بن الحجاج = أبو المغيرة. 155 1483- عبد الله بن بكر. 460 1661- عبد الله بن أبي بكر العتكي. 460 1662- عبد الله بن خيران. عبد الله بن داود = الخريبي. 433 1637- عبد الله بن رجاء البصري. 432 1636- عبد الله بن رجاء الغداني. 458 1657- عبد الله الرومي. 467 1672- عبد الله بن سوار. 449 1652- عبد الله بن صالح بن محمد كاتب الليث. 448 1651- عبد الله بن صالح بن مسلم. 347 1594- عبد الله بن عبد الحكم. عبد الله بن عثمان = عبدان. عبد الله بن عمرو = المقعد. عبد الله بن محمد بن حميد = ابن أبي الأسود. عبد الله بن مسلمة = القعنبي. 75 1415- عبد الله ميمون القداح. 431 1634- عبد الله بن نافع الزبيري. 429 1633- عبد الله بن نافع الصايغ. 26 1383- عبد الله بن نمير. عبد الله بن هارون الرشيد = المأمون. 1376- عبد الله بن وهب. 12 عبد الله بن يزيد = المقرئ. 1628- عبد الله بن يوسف. 421 1475- عَبْدُ المَجِيْدِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ. 1375- عبد الملك بن صالح. 11 عبد الملك بن عبد العزيز = ابْنُ المَاجَشُوْنِ. عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ = أبو نصر التمار. عبد الملك بن عمرو = العقدي. عبد الملك بن قريب = الأصمعي. 1681- عبد الملك بن مسلمة. 474 1668- عبد الملك بن هشام النحوي. 1380- عبد الوهاب الثقفي. 22 1484- عبد الوهاب بن عطاء. 156 1608- عَبْدَانُ = عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ جَبَلَةَ. عبيد الله بن عبد المجيد = أبو علي الحنفي. عبيد الله بن محمد = العيشي. 216 1528- عبيد الله بن موسى. 500 1701- أبو عبيد القاسم بن سلام. 515 1481- أبو عبيدة معمر التيمي. 333 1580- أَبُو العَتَاهِيَةِ = إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَاسمِ بنِ سُوَيْدٍ.

الصفحة التراجم 140 1468- عثمان بن عبد الرحمن الجمحي. 139 1466- عثمان بن عبد الرحمن الحراني الطرائفي. 140 1467- عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي الزهري. 218 1529- عثمان بن عمر بن فارس. 340 1586- عثمان بن الهيثم. 359 1602- عفان بن مسلم. 166 1486- العقدي = عبد الملك بن عمرو القيس. 332 1578- العكوك = علي بن جبلة بن مسلم. العلاء بن موسى = أبو الجهم. 234 1536- علي بن بكار. علي بن جبلة = العكوك. 482 1689- علي بن الجعد. 417 1624- علي بن الحسن بن شقيق. 341 1587- علي بن الحسين بن واقد. علي بن حمزة = الكسائي. 177 1494- أبو علي الحنفي عبيد الله. 115 1438- علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق. 29 1385- علي بن عاصم. عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدٍ = السُّفْيَانِيُّ. 547 1735- علي بن عثام. علي بن عثمان = اللاحقي. 410 1620- علي بن عياش بن مسلم. علي بن محمد = المدائني. 239 1573- علية بنت مهدي. 178 1496- عمر بن حبيب العدوي. عمر بن سعد = الحفري. 141 1469- عمر بن شبيب. 141 1470- عمر بن عبد الله بن رزين. 458 1658- عمر بن عبد الله الرومي. 40 1388- عمر بن هارون. 138 1462- عمر بن يونس. 463 1667- عمرو بن خالد بن فروخ. 243 1589- عمرو بن أبي سلمة. 36 1604- عمرو بن عاصم. 477 1685- عمرو بن عون. 456 1654- عمرو بن مرزوق الباهلي. 456 1655- عمرو بن مرزوق الواشحي. 325 1570- عمرو بن مسعدة. 120 1440- العوفي = الحسين بن الحسن بن عطية العوفي. 437 1641- العوقي = محمد بن سنان الباهلي. 471 1679- عون بن سلام. 471 1678- عيسى بن أبان. 470 1677- عيسى بن دينار. عيسى بن صبيح = أبو موسى. عيسى بن مينا = قالون.

الصفحة التراجم عيسى بن الهيثم = أبو موسى الصوفي. 544 1732- العيشي = عبد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ حَفْصِ بنِ عُمَرَ. 77 1417- الغازي بن قيس أبو محمد الأندلس. 416 1623- الغنوي = إسماعيل بن أبان. 496 1696- فتح الموصلي الصغير. 176 1493- ابن أبي فديك = محمد بن إسماعيل بن مسلم. 495 1693- الفراء - سعد بن يزيد. الفراء- يحيى بن زياد. 289 1548- الفريابي - محمد بن يوسف. 534 1718- أبو الفضل = جعفر بن حرب. الفضل بن دكين = أبو نعيم. 285 1545- الفضل بن الربيع. 280 1539- الفضل بن سهل السرخسي. الفضل بن موسى = السيناني. 500 1701- القاسم بن سلام = أبو عبيد. القاسم بن عيسى = أبو دلف. 77 1418- القاسم بن مالك. 49 1391- القاسم بن يزيد = الجرمي. 403 1616- قالون = عيسى بن مينا. 297 1553- قبيصة بن عقبة. 74 1414- القداح، سعيد بن سالم. 195 1514- قراد. 462 1665- قرة بن حبيب. 90 1425- أبو قرة موسى بن طارق. 367 1605- القعنبي = عبد الله بن مسلمة. 281 1540- ابن الكلبي هشام بن محمد بن السائب بن بشر. 189 1508- ابن كناسة = مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى. 546 1734- اللاحقي = علي بن عثمان. 330 1575- الليث بن عاصم بن العلاء. 239 1574- الليث بن عاصم أبو زرارة. 422 1629- ابْنُ المَاجَشُوْنِ = عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ. 375 1609- المأمون = عَبْدُ اللهِ بنُ هَارُوْنَ الرَّشِيْدِ بنِ مُحَمَّدٍ المهدي. 63 1400- مبشر بن إسماعيل. 314 1560- محمد بن أحمد بن حفص. محمد بن إدريس = الشافعي. محمد بن أسد = الخوشي. محمد بن إسماعيل = ابن أبي سمينة. محمد بن إسماعيل = ابن أبي فديك. 39 1387- محمد بن بشر. محمد بن بكر بن عثمان = البرساني. محمد بن أبقي بكر بن علي = المقدمي. 63 1400- محمد بن ثور. 283 1542- محمد بن جعفر الصادق.

الصفحة التراجم 64 1402- محمد بن الحسن بن عمران المزني. 64 1403- محمد بن الحسن الهمداني. محمد بن حميد = أبو سفيان المعمري. 20 1377- محمد بن حمير. محمد بن حازم = أبو معاوية. 209 1523- محمد بن خالد الوهبي. 458 1656- محمد بن الرومي. 437 1641- محمد بن سنان = العوفي. 108 1435- محمد بن شعيب. 330 1576- محمد بن عباد = المهلبي. محمد بن عبد الله = برغوث. محمد بن عبد الله بن الزبير = أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ. مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السمرقندي = الإسكافي. مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى = ابن كناسة. محمد بن عبد الله بن المثنى = الأنصاري. 146 1476- محمد بن عبيد الطنافسي. محمد بن عثان التنوخي = أبو الجماهر. محمد بن عمر = الواقدي. محمد بن عيسى بن نجيح = ابن الطباع. محمد بن الفضل = عارم. 331 1577- محمد بن القاسم بن علي. 434 1638- محمد بن كثير الصنعاني. 436 1639- محمد بن كثير العبدي. 437 1640- محمد بن كثير الفهري. محمد بن المبارك = الصوري. محمد بن محبب = أبو همام القرشي. 537 1724- محمد بن النعمان. محمد بن هارون الرشيد = المعتصم. محمد بن هارون الرشيد = الأمين. محمد بن الهذيل = أبو الهذيل. 63 1401- محمد بن يزيد. محمد بن يوسف = الفريابي. 536 1723- أبو مخالد = أحمد بن الحسين. 21 1378- مخلد بن الحسين. 21 1379- مخلد بن يزيد. 446 1650- المدائني = علي بن محمد بن عبد الله. 191 1509- مروان بن محمد. 335 1582- المَرِيْسِيُّ = بِشْرُ بنُ غِيَاثِ بنِ أَبِي كَرِيْمَةَ. 396 1612- مسلم بن إبراهيم الفراهيدي. 352 1597- أبو مسهر = عبد الأعلى بن مسهر.

الصفحة التراجم 394 1551- مظفر بن مدرك. 106 1432- معاذ بن هشام. 344 1590- معاوية بن عمرو بن المهلب. 384 1610- المعتصم = محمد بن الرشيد هارون بن محمد المهدي. 531 1713- أبو المعتمر - معمر بن عمرو. 86 1424- معروف الكرخي. 426 1632- معلى بن منصور. 65 1404- معن بن عيسى. 61 1398- ابن مغراء = عبد الرحمن بن مغراء. 550 1737- أبو المغيث الرافقي. 349 1595- أَبُو المُغِيْرَةِ = عَبْدُ القُدُّوْسِ بنُ الحَجَّاجِ الخَوْلاَنِيُّ. 318 1566- المقرئ -عبد الله بن يزيد. 214 1527- مكي بن إبراهيم بن بشير. 314 1561- منبه بن عثمان. 220 1531- منصور بن سلمة. 330 1576- المهلبي محمد بن عباد. 68 1408- مورج بن عمرو. 423 1630- موسى بن إسماعيل = التبوذكي. 533 1715- أبو موسى البصري - عيسى بن صبيح. 300 1555- موسى بن داود. موسى بن سابق = أبو المغيث الرافقي. 333 1579- موسى بن سليمان = الجوزجاني. 535 1721- أبو موسى الصوفي = عبسي بن الهيثم. موسى بن طارق الزبيري = أبو قرة. 301 1556- موسى بن مسعود = أبو حذيفة النهدي. 286 1546- مؤمل بن إسماعيل. 235 1537- النباجي = سعيد بن بريد الصولي. 548 1736- أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ = عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العزيز. 80 1421- النضر بن شميل. 545 1733- النضر بن عبد الجبار. 212 1526- أبو النضر هاشم. 528 1709- النظام = إبراهيم بن سيار. أبو نعيم = الفضل بن دكين. 283 1543- نفيسة بنت الحسن بن زيد أبو نواس. 53 1394- هارون الرشيد. هارون بن المعتصم = الواثق بالله. هاشم بن القاسم الليثي = أبو النضر. 127 1445- الهجيمي = أحمد بن عطاء. 529 1710- أبو الهذيل = محمد بن الهذيل البصري. 530 1711- هشام بن الحكم. ابن هشام = عبد الملك بن هشام.

الصفحة التراجم 412 1621- هشام بن عبد الملك = أبو الوليد الطيالسي. 474 1682- هشام بن عبيد الله الرازي. 532 1714- هشام بن عمرو. 281 1540- هشام بن محمد بن السائب = ابن الكلبي. 231 1534- هشام بن يوسف. 476 1684- أبو همام الدلال = محمد بن محبب. 292 1550- هوذة بن خليفة. 443 1646- الهيثم بن جميل. 492 1691- الهيثم بن خارجة. 282 1541- الهيثم بن عدي الطائي. 392 1611- الواثق بالله = هارون بن المعتصم بالله. 157 1485- الواقدي = محمد بن عمر بن واقد. 479 1687- الوحاظي - يحيى بن صالح الدمشقي. 58 1395- ورش = عثمان بن سعيد. 533 1716- الوليد بن أبان. 147 1477- الوليد بن القاسم. 134 1460- الوليد بن مزيد. 5 1373- الوليد بن مسلم. 209 1522- الوهبي أحمد بن خالد الكندي. 150 1480- وهب بن جرير. 198 1517- يحيى بن آدم. 187 1506- يحيى بن إسحاق. 183 1501- يحيى بن أبي بكير. 296 1552- يحيى بن حسان. 302 1557- يحيى بن حماد. 528 1708- أبو يحيى الحماني. يحيى بن زياد = الفراء. 167 1487- يحيى بن سعيد العطار. 120 1441- يحيى بن سلام. يحيى بن سليم = الطائفي. يحيى بن صالح = الوحاظي. 184 1502- يحيى بن الضريس. 520 1707- يحيى بن عبد الحميد الحماني. يحيى بن عبد الله بن الضحاك = البابلتي. 461 1663- يحيى بن عبدويه. 137 1464- يحيى بن عيسى. 208 1520- يحيى بن كثير بن درهم. 208 1521- يحيى بن كثير أبو النضر. يحيى بن المبارك = اليزيدي. يحيى بن محمد بن قيس = أبو زكير. 315 1562- يحيى بن هاشم. 512 1704- يحيى بن يحيى بن بكر. 517 1705- يحيى بن يحيى بن كثير. 97 1431- يزيد بن هارون.

الصفحة التراجم 221 1532- اليزيدي يحيى. 179 1497- يعقوب بن إبراهيم. 319 1567- يعقوب بن إسحاق. 536 1722- أبو يعقوب المعتزلي = يوسف بن عبد الله. 170 1489- يعلى بن عبيد. 399 1614- أبو اليمان = الحكم بن نافع. يوسف بن عبيد الله = أبو يعقوب المعتزلي. 497 1697- يوسف بن عدي. 27 1384- يونس بن بكير. 168 1488- يونس بن محمد المؤدب.

الوكيعي

المجلد التاسع بسم الله الرحمن الرحيم تابع الطبقة الثانية عشرة: 1738-الوكيعي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بن جعفر الكوفي، الوكيعي، الضرير. حَدَّثَ عَنْ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ, وَأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ وَعِدَّةٍ. وَكَانَ أَبُو نُعَيْمٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظَ مِنَ الوَكِيْعِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ الأَنْمَاطِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ, وَغَيْرُهُمَا، وَمَاتَ قَبْلَ مَحَلِّ الرِّوَايَةِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: كَانَ يَحْفَظُ مائَةَ ألف حديث, ما أحسبه سمع حديثًا قطإلَّا حَفِظَهُ. وَقَالَ الحَرْبِيُّ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ لأَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الوَكِيْعِيِّ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, عَنْ ثَوْرٍ, عَنْ حَبِيْبِ بنِ عُبَيْدٍ, عَنِ المِقْدَامِ, قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُم أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ" 2. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ الوَكِيْعِيُّ يَحْفَظُ العِلْمَ عَلَى الوَجْهِ. وَذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ, فَقَالَ: ثِقَةٌ, وَابْنُهُ مُحَمَّدٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: مَاتَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَكِيْعِيُّ سَنَةَ خَمْسَ عشرة ومئتين. وسيأتي أحمد بن عمرالوكيعي المتوفى سنة "235".

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 58"، واللباب لابن الأثير "3/ 371"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 210". 2- صحيح: أخرجه أحمد "4/ 130"، والبخاري في "الأدب المفرد" "542"، وأبو داود "5124"، والترمذي "2393"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "206"، وابن السني في "اليوم والليلة" "196"، والحاكم "4/ 171"، وأبو نعيم في "الحلية" "6/ 99" من طريق يحيى القطان، به.

أحمد بن إشكاب

1739- أحمد بن إشكاب 1: "خَ" الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَضْرَمِيُّ الكُوْفِيُّ، الصَّفَّارُ، نَزِيْلُ مِصْرَ. يُقَالُ أَحْمَدُ بنُ مَعْمَرِ بنِ إِشْكَابَ. وَقِيْلَ: ابْنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ إِشْكَابَ. رَوَى عَنْ: شَرِيْكٍ، وَعَبْدِ السَّلاَمِ بنِ حَرْبٍ، وَعَلِيِّ بنِ عَابِسٍ، وَالكُوْفِيِّيْنَ. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وإسحاق بنُ حَسَنٍ الطَّحَّانُ المِصْرِيُّ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَبَكْرُ بنُ سَهْلٍ، وَالفَسَوِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَخَلْقٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَاحِبُ حَدِيْثٍ أَدْرَكْتُهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ عَبَّاسٌ: كَتَبَ عَنْهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ كَثِيْراً. مَاتَ نَحْوَ سَنَةِ ثمان عشرة ومئتين.

_ 1- ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1494"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 165"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 256"، وتهذيب التهذيب "1/ 16"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 287".

خلف بن هشام

1740- خلف بن هشام 1: "م، د" ابن ثعلب، وَقِيْلَ: طَالِبُ بنُ غُرَابٍ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، شيخ الإِسْلاَمِ، أَبُو مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ البَزَّارُ، المُقْرِئُ. مَوْلِدُهُ سنة خمسين ومئة. وَسَمِعَ مَالِكَ بنَ أَنَسٍ، وَحَمَّادَ بنَ زَيْدٍ، وَأَبَا عَوَانَةَ، وَأَبَا شِهَابٍ الحَنَّاطَ عَبْدَ رَبِّهِ، وَشَرِيْكاً القَاضِي، وَحَمَّادَ بنَ يَحْيَى الأَبَحَّ, وَأَبَا الأَحْوَصِ, وَعِدَّةٍ. وَتَلاَ عَلَى سُلَيْمٍ، وَعَلَى أَبِي يوسف الأعمشي, وَغَيْرِهِمَا وَحَمَلَ الحُرُوْفَ عَنْ: يَحْيَى بنِ آدَمَ, وإسحاق المسيبي, وطائفة وتصدر للإقراء والرواية.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 348"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 666"، والكنى للدولابي "2/ 95"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة "1695"، وتاريخ بغداد "8/ 322"، واللباب لابن الأثير "1/ 146"، ووفيات الأعيان "2/ ترجمة 218"، والعبر "1/ 404"، والكاشف "1/ ترجمة 1415"، وتذهيب التهذيب "3/ 156"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1859"، وشذرات الذهب، لابن العماد "2/ 67".

رَوَى عَنْهُ القِرَاءةَ عَرْضاً: أَحْمَدُ بنُ يَزِيْدَ الحُلْوَانِيُّ، وَسَلَمَةُ بنُ عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الجَهْمِ السِّمَّرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الكِسَائِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الوَرَّاقُ، وَإِدْرِيْسُ الحَدَّادُ, وَآخَرُوْنَ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ فِي "صَحِيْحِهِ" وَأَبُو دَاوُدَ فِي "سُنَنِهِ" وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبَانٍ السَّرَّاجُ، وَابْنُهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ, وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَلَهُ اخْتِيَارٌ فِي الحُرُوْفِ صَحِيْحٌ ثَابِتٌ ليس بشاذ أصلا، ولا يكاد يخرج فِيْهِ عَنِ القِرَاءاتِ السَّبْعِ, وَأَخَذَ عَنْهُ خَلْقٌ لاَ يُحْصَوْنَ. قَالَ حَمْدَانُ بنُ هَانِئ المُقْرِئُ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَشْكَلَ عَلَيَّ بَابٌ مِنَ النَّحْوِ, فَأَنْفَقْتُ ثَمَانِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ حَتَّى حَذِقْتُهُ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ المَلِكِ المَيْمُوْنِيُّ: قَالَ رَجُلٌ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: ذَهَبتُ إِلَى خَلَفٍ البَزَّارِ أَعِظَهُ، بَلَغَنِي أَنَّهُ حَدَّثَ بِحَدِيْثٍ عَنِ الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ, قَالَ: "مَا خَلَقَ اللهُ شَيْئاً أَعْظَمَ ... "، وَذَكَرَ الحَدِيْثَ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: مَا كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُحَدِّثَ بِهَذَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ -يُرِيْدُ زَمَنَ المِحْنَةِ -وَالمَتْنُ: "مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ سَمَاءٍ وَلاَ أَرْضٍ أَعْظَمَ مِنْ آيَةِ الكُرْسِيِّ" 1. وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ لَمَّا أَوْرَدُوا عَلَيْهِ هَذَا يَوْمَ المِحنَةِ: إِنَّ الخَلْقَ وَاقِعٌ هَا هُنَا عَلَى السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَهَذِهِ الأَشْيَاءِ، لاَ عَلَى القُرْآنِ. قُلْتُ: كَذَا يَنْبَغِي لِلْمُحَدِّثِ أَنْ لاَ يُشْهِرَ الأَحَادِيْثَ الَّتِي يَتَشَبَّثُ بِظَاهِرِهَا أَعدَاءُ السُّنَنِ مِنَ الجَهْمِيَّةِ، ... ، وَأَهْلِ الأَهْوَاءِ، وَالأَحَادِيْثَ الَّتِي فِيْهَا صِفَاتٌ لَمْ تَثْبُتْ، فَإِنَّكَ لَنْ تُحَدِّثَ قَوْماً بِحَدِيْثٍ لاَ تَبْلُغُهُ عُقُوْلُهُم، إِلاَّ كَانَ فِتْنَةً لِبَعْضِهِم فَلاَ تَكْتُمِ العِلْمَ الَّذِي هُوَ عِلْمٌ, وَلاَ تَبْذُلْهُ لِلْجَهَلَةِ الَّذِيْنَ يَشْغَبُوْنَ عَلَيْكَ, أَوِ الذين يفهموم مِنْهُ مَا يَضُرُّهُم. وَخَلَفٌ قَالَ فِيْهِ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَالنَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُمَا: ثِقَةٌ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كان عابدًا فاضلا. وَقَالَ: أَعَدْتُ الصَّلاَةَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً, كُنْتُ أَتَنَاوَلُ فيها الشراب على مذهب الكوفيين.

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "2884".

قَالَ الحُسَيْنُ بنُ فَهْمٍ: مَا رَأَيْتُ أَنْبَلَ مِنْ خَلَفِ بنِ هِشَامٍ، كَانَ يَبْدَأُ بِأَهْلِ القُرْآنِ، ثُمَّ يَأْذَنُ لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ، وَكَانَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا مِنْ حَدِيْثِ أَبِي عَوَانَةَ خَمْسِيْنَ حَدِيْثاً. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ خَلَفٍ: أَنَّهُ كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَلَعَلَّهُ مَا بَلَغَهُ النَّهْيُ عَنْ ذَلِكَ، أَوْ تَأَوَّلَ الحَدِيْثَ. أَنْبَأَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي حَسَّانٍ الأَنْمَاطِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَرَّاقُ خَلَفِ بنِ هِشَامٍ: أَنَّهُ سَمِعَ خَلَفاً يَقُوْلُ: قَدِمْتُ الكُوْفَةَ، فَصِرْتُ إِلَى سُلَيْمِ بنِ عِيْسَى فَقَالَ لِي: مَا أَقْدَمَكَ؟ قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ. فَقَالَ: لاَ تُرِيْدُهُ قُلْتُ: بَلَى فَدَعَا ابْنَهُ، وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، لَمْ أَدْرِ مَا كَتَبَ فَأَتَيْنَا مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَسَّانٍ: وَكَانَ لِخَلَفٍ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَلَمَّا قَرَأَ الوَرَقَةَ، قَالَ: أَدْخِلِ الرَّجُلَ، فَدَخَلْتُ، وَسَلَّمْتُ، فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ, ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ خَلَفٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَنْتَ لَمْ تُخَلِّفْ بِبَغْدَادَ أَحَداً أَقْرَأَ مِنْكَ؟ فَسَكَتُّ، فَقَالَ لِي: اقْعُدْ هَاتِ اقْرَأْ. قُلْتُ: أَعَلَيْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: لاَ وَاللهِ، لاَ أَقْرَأُ عَلَى رَجُلٍ يَسْتَصْغِرُ رَجُلاً مِنْ حَمَلَةِ القُرْآنِ. ثُمَّ خَرَجْتُ، فَوَجَّهَ إِلَى سُلَيْمٍ يَسْأَلُهُ أَنْ يَرُدَّنِي، فَأَبَيْتُ ثُمَّ إِنِّيْ نَدِمْتُ وَاحْتَجْتُ, فَكَتَبْتُ قِرَاءةَ عَاصِمٍ, عَنْ يَحْيَى بنِ آدَمَ, عَنْ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ النَّقَّاشُ: قَالَ يَحْيَى الفَحَّام: رَأَيْتُ خَلَفَ بنَ هِشَامٍ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ قَالَ غَفَر لِي. تُوُفِّيَ خَلَفٌ فِي سَابِعِ شَهْرِ جُمَادَى الآخِرَةِ, سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقَدْ شَارَفَ الثَّمَانِيْنَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ, أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ حُسَيْنٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ, حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ, حَدَّثَنَا أبوالقاسم البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ هِشَامٍ البَزَّارُ, حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي مُوْسَى -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بُسْتَانٍ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَقَرَعُوا البَابَ فَقَالَ لِي: "قُمْ, فَافْتَحْ لَهُمْ, وَبَشِّرْهُمْ بِالجَنَّةِ". غَيْرَ أَنَّهُ خَصَّ عُثْمَانَ بِشَيْءٍ دُوْنَ صَاحِبَيْهِ1. وَمَاتَ فِي العَامِ مَعَهُ أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بنُ صُرَدَ، وَحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ الأَوَّلِ، وَيَزِيْدُ بنُ مِهْرَانَ الخَبَّازُ الكُوْفِيُّ، وَأَبُو يَاسِرٍ عَمَّارُ بنُ نَصْرٍ، وَعُبَيْدُ بنُ يَعِيْشَ الكُوْفِيُّ، وَمَلِيْحُ بنُ وَكِيْعِ بنِ الجَرَّاحِ، وَعَبَّادُ بنُ مُوْسَى الخُتَّلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ بِمَكَّةَ، وَنُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ الخُزَاعِيُّ، وَعَمْرُو بنُ خَالِدٍ الحَرَّانِيُّ بِمِصْرَ، وَثَابِتُ بنُ مُوْسَى الزَّاهِدُ أَبُو يَزِيْدَ، وَمُؤَمَّلُ بنُ الفَضْلِ الحَرَّانِيُّ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3674"، ومسلم "2403"، والترمذي "3710".

بشار بن موسى

1741- بشار بن موسى 1: المُحَدِّثُ الكَبِيْرُ، أَبُو عُثْمَانَ العِجْلِيُّ -وَقِيْلَ: الشَّيْبَانِيُّ- البَصْرِيُّ الخَفَّافُ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. لَهُ عَنْ: شَرِيْكٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُهُ؛ عَبْدُ اللهِ، وَصَالِحٌ جَزَرَةُ، وَالحَسَنُ بنُ عَلُّوَيْه، وَالبَغَوِيُّ، وَآخَرُوْنَ. اخْتُلِفَ فِي تَوْثِيْقِهِ. ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ. وَقَالَ أَحْمَدُ: يُكتب حَدِيْثُهُ, وَكَانَ حَسَنَ الرَّأْيِ فِيْهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَنَا لاَ أُحَدِّثُ عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً، وَأَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ. قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ المَدِيْنِيِّ كَانَ حسن الرأي فيه. وَقَالَ البُخَارِيُّ: تَرَكْتُهُ. وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: مَا كَانَ بِبَغْدَادَ أَصْلَبُ فِي السُّنَّةِ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ الغَلاَبِيِّ: قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: دَجَّالٌ. وَعَنْ بَشَّارٍ، قَالَ: نِعْمَ المَوْعِدُ غَداً؛ نَلْتَقِي أَنَا وَابْنُ مَعِيْنٍ. قِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 352"، والتاريخ الكبير "2/ 1935"، والجرح والتعديل "2/ ترحمة 1650"، والكامل لابن عدي "2/ ترجمة 263"، وتاريخ بغداد "7/ 118"، وميزان الاعتدال "1/ 310"، وتهذيب التهذيب "1/ 441".

أبو بلال الأشعري

1742- أَبُو بلالٍ الأَشْعَرِيُّ 1: الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، أَحَدُ عُلَمَاءِ الكوفة. حدث عنه: مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّهْشَلِيِّ، وَالقَاسِمِ بنِ مَعْنٍ، وَعَاصِمِ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ، وَقَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ، وَيَحْيَى بنِ العَلاَءِ، وَشَرِيْكٍ القَاضِي، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَازِمٍ أَحْمَدُ بنُ أَبِي غَرَزَةَ، وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ التَّغْلِبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدَكَ القَزَّازُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ البَغْدَادِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُطَيَّنٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. لينه الدارقطني. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَأَلْتُهُ عَنِ اسْمِهِ، فَقَالَ: هُوَ كُنْيَتِي. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: أَبُو بِلاَلٍ اسْمُهُ مِرْدَاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ ابْنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ. وَيُقَالُ: اسْمُهُ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ. وَقِيْلَ: اسْمُهُ: عَبْدُ اللهِ, وَقُوْلُهُ: هُوَ أَصَحُّ. وَأَظُنُّهُ مَاتَ: قَبْلَ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ من أبناء التسعين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "9 / ترجمة 1566"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 10040"، ولسان الميزان "6/ ترجمة 49" و"7/ ترجمة 207".

سعيد بن كثير بن عفير

1743- سعيد بن كثير بن عُفَير 1: "خ، م، س" ابن مسلم بن يزيد، الإِمَامُ الحَافِظُ، العَلاَّمَةُ الأَخْبَارِيُّ، الثِّقَةُ، أَبُو عُثْمَانَ المِصْرِيُّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَهُوَ مِنْ مَوَالِي الأَنْصَارِ. سَمِعَ مَالِكاً، وَاللَّيْثَ، وَيَحْيَى بنَ أَيُّوْبَ وَسُلَيْمَانَ بنَ بِلاَلٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ لَهِيْعَةَ، وَيَعْقُوْبَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صَالِحٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حَمَّادٍ زُغْبَةُ، وَأَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بنُ الفَرَجِ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّشْدِيْنِيُّ، وآخرون. وَأَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ بِوَاسِطَةٍ، وَكَانَ ثِقَةً إماما، من بحور العلم. وقال ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدَ النَّاسِ ثِقَةٌ، ثُمَّ سَاقَ قَوْلَ أَبِي إِسْحَاقَ السَّعْدِيِّ الجَوْزَجَانِيِّ فِي سَعِيْدِ بنِ عُفَيْرٍ: فِيْهِ غَيْرُ لَوْنٍ مِنَ البِدَعِ، وَكَانَ مُخَلِّطاً، غَيْرَ ثِقَةٍ. فَهَذَا مِنْ مُجَازَفَاتِ السَّعْدِيِّ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الَّذِي قَالَهُ السَّعْدِيُّ، لاَ مَعْنَى لَهُ، وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَداً، وَلاَ بَلَغَنِي عَنْ أَحَدٍ كَلاَمٌ فِي سَعِيْدِ بنِ عُفَيْرٍ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ، إِلاَّ أَنْ يَكُوْنَ السَّعْدِيُّ أَرَادَ بِهِ سَعِيْدَ بنَ عُفَيْرٍ آخَرَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ يَقْرَأُ مِن كُتُبِ النَّاسِ، وَهُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: رَأَيْتُ بِمِصْرَ ثَلاَثَ عَجَائِبَ: النِّيْلَ، وَالأَهْرَامَ، وَسَعِيْدَ بنَ عُفَيْرٍ. قُلْتُ: حَسْبُكَ أَنَّ يَحْيَى إِمَامَ المُحَدِّثِيْنَ انبَهَرَ لابْنِ عُفَيْرٍ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: كَانَ سَعِيْدٌ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالأَنْسَابِ، وَالأَخْبَارِ المَاضِيَةِ، وَأَيَّامِ العَرَبِ، وَالتَّوَارِيْخِ كَانَ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ شَيْئاً عَجِيْباً، وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ أَدِيْباً فَصِيْحاً، حَسَنَ البَيَانِ، حَاضِرَ الحُجَّةِ، لاَ تُمَلُّ مُجَالَسَتُهُ، وَلاَ يُنْزَفُ عِلْمُهُ قَالَ: وَكَانَ شَاعِراً مَلِيْحَ الشِّعْرِ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِرٍ الأَمِيْرُ لَمَّا قَدِمَ مِصْرَ رَآهُ فَأُعْجِبَ بِهِ وَاسْتَحْسَنَ مَا يَأْتِي بِهِ، وَكَانَ يَلِي نِقَابَةَ الأَنْصَارِ، وَالقَسْمَ عَلَيْهِم وَلَهُ أَخْبَارٌ مَشْهُوْرَةٌ، ثُمَّ ذَكَرَ مَوْلِدُهُ، ثُمَّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الحَضْرَمِيُّ، حدثنا علي بن عبد الرحمن، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ كَثِيْرِ بنِ عُفَيْرٍ, قَالَ: كُنَّا بِقُبَّةِ الهَوَاءِ عِنْدَ المَأْمُوْنِ, فَقَالَ لَنَا: مَا أَعْجَبَ فِرْعَوْنَ مِنْ مِصْرَ حَيْثُ يَقُوْلُ: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} [الزُّخْرُفُ: 51] ! فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ إِنَّ الَّذِي تَرَى بَقِيَّةُ مَا دُمِّرَ. قَالَ تَعَالَى: {وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} [الأَعْرَافُ: 137] . قَالَ: صَدَقْتَ، ثُمَّ أَمْسَكَ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ فِي مَكَانٍ آخَرَ مِنْ "تَارِيْخِهِ": هَذَا حَدِيْثٌ أُنْكِرَ عَلَى سَعِيْدِ بنِ عُفَيْرٍ، فَمَا رَوَاهُ عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ غَيْرُهُ، قَالَ: وَكَذَا أُنْكِرَ عَلَيْهِ حَدِيْثٌ آخَرُ، رَوَاهُ عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ. قُلْتُ: مَنْ كَانَ فِي سَعَةِ عِلْمِ سَعِيْدٍ, فَلاَ غرو أن ينفرد، ثم ابن لهيعة ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ، فَالنَّكَارَةُ مِنْهُ جَاءتْ. مَاتَ سَعِيْدٌ لِسَبْعٍ بَقِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1639"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 274 و316" و"2/ 493" و"3/ 326"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 584"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 248"، والكامل لابن عدي "3/ ترجمة 839"، والأنساب للسمعاني "5/ 37"، والكاشف "1/ ترجمة رقم 1966"، والعبر "1/ 396"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 435"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3257"، والمغني "1/ ترجمة 2444"، وتهذيب التهذيب "4/ 74"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 308"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2527"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 58".

سعيد بن منصور

1744- سعيد بن منصور 1: "ع" ابن شعبة, الحَافِظُ، الإِمَامُ، شَيْخُ الحَرَمِ، أَبُو عُثْمَانَ الخُرَاسَانِيُّ المَرْوَزِيُّ -وَيُقَالُ: الطَّالْقَانِيُّ- ثُمَّ البَلْخِيُّ, ثُمَّ المَكِّيُّ المجاور، مولف كِتَابِ السُّنَنِ. سَمِعَ بِخُرَاسَانَ، وَالحِجَازِ، وَالعِرَاقِ، وَمِصْرَ، وَالشَّامِ، وَالجَزِيْرَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ: مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وَفُلَيْحِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَأَبِي مَعْشَرٍ السِّنْدِيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ إِيَادِ بنِ لَقِيْطٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ الوَضَّاحِ، وَالوَلِيْدِ بنِ أَبِي ثَوْرٍ، وَفَرَجِ بنِ فَضَالَةَ، وَهُشَيْمٍ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَحَزْمِ بنِ أَبِي حَزْمٍ، وَأَبِي الأَحْوَصِ, وَخَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَخَلَفِ بنِ خَلِيْفَةَ, وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ, وَمَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ, وَحُدَيْجِ بنِ مُعَاوِيَةَ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَدِيْنِيِّ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ, وَأَبِي شِهَابٍ الحَنَّاطِ وَشَرِيْكٍ القَاضِي, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ زَكَرِيَّا, وَحَمَّادِ بنِ يَحْيَى الأَبَحِّ, وَعَتَّابِ بنِ بَشِيْرٍ, وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَأَبِي مُعَاوِيَةَ, وَدَاوُدَ العَطَّارِ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ ثِقَةً صَادِقاً, مِن أَوْعِيَةِ العِلْمِ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو ثَوْرٍ الكَلْبِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَأَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ، وَأَبُو دَاوُدَ وَمُسْلِمٌ، وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى, وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ, وَأَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الحَرَّانِيُّ, وَبُهْلُوْلُ بنُ إِسْحَاقَ الأَنْبَارِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ, وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ, وعثمان بن خرزاذ، وأبو الموجه

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 502"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 1722"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 284"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 422"، والكاشف 1/ ترجمة 1981"، والعبر" 1/ 399"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3277"، تهذيب التهذيب "4/ 89"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2544"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 62".

مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو المَرْوَزِيُّ، وَالعَبَّاسُ الأَسْفَاطِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، وَخَلَفُ بنُ عَمْرٍو العُكْبَرِيُّ, وَسَعِيْدُ بنُ مَسْعَدَةَ العَطَّارُ, وَعُمَيْرُ بنُ مِرْدَاسٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ: ذَكَرْتُ سَعِيْدَ بنَ مَنْصُوْرٍ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ، وَفَخَّمَ أَمْرَهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ، مِنَ المُتْقِنِيْنَ الأَثْبَاتِ، مِمَّنْ جَمَعَ وَصَنَّفَ. وَقَالَ حَرْبٌ الكَرْمَانِيُّ: أَمْلَى عَلَيْنَا سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ نَحْواً مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ حَدِيْثٍ مِنْ حِفْظِهِ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ ثَمَانِيْنَ سَنَةً أَوْ أَزْيَدَ. وَتُوُفِّيَ: بِمَكَّةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَدْ كَانَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَةُ الحَافِظُ إِذَا حَدَّثَ عَنْ سَعِيْدٍ أَثْنَى عَلَيْهِ وَأَطْرَاهُ فَكَانَ يَقُوْلُ: حدثنا سعيد بن منصور، وكان ثبتًا. أَخْبَرَنَا شَيْخُ الإِسْلاَمِ: شَمْسُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ المَقْدِسِيُّ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَلِّمُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ بنِ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ حَكِيْمِ بنِ جَابِرٍ, عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: دَخَلتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِذَا هُوَ يَأْكُلُ طَعَاماً فِيْهِ دُبَّاءُ. فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا رَسُوْلَ اللهِ؟ قَالَ: "نُكَثِّرُ بِهِ طَعَامَنَا". أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ, عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيْمٍ, عَنْ أَبِيْهِ؛ جَابِرِ بنِ حَكِيْمٍ، أَوِ ابْنِ طَارِقٍ الأَحْمَسِيِّ، وَإِسْنَادُهُ صَالِحٌ. وَأَخْبَرَنَا المُقْرِئُ المُجَوِّدُ مُحَمَّدُ بنُ جَوْهَرٍ التَّلَّعْفَرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَدِيْبُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بن إسماعيل الطرسوسي سنة إحدى وتسعين وخمسمائة بِقِرَاءتِي "ح". وَأَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ هَذَا، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ الأَنْمَاطِيُّ بِعَسْكَرَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ -هُوَ ابْنُ أَيُّوْبَ الأَهْوَازِيُّ- حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، عَنْ حَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "يقول ابْنُ آدَمَ مَالِي مَالِي وَإِنَّمَا لَهُ مَا أَكَلَ فَأَفْنَى أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى أَوْ تَصَدَّقَ فأمضى".

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1, عَنْ سُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ, عَنْ حَفْصٍ، فَوَقَعَ بَدَلاً عَالِياً -وَللهُ الحَمْدُ. وَبِهِ, إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا بُهْلُولُ بنُ إِسْحَاقَ الأَنْبَارِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَأْخُذُ اللهُ سَمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيْهِ بِيَمِيْنِهِ ثُمَّ يَقُوْلُ: أَنَا اللهُ وَيَقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيبْسُطُهَا، أَنَا الرَّحْمَنُ، أَنَا المَلِكُ" حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى المِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّيْ لأَقُوْلُ: أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ2 عَنْ سَعِيْدٍ فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ. وَقَدْ رَوَى كِتَابَ السُّنَنِ عَنْ سَعِيْدٍ: مُحَدِّثُ هَرَاةَ؛ أَحْمَدُ بنُ نَجْدَةَ بنِ العُرْيَانِ. وَقَالَ حَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: كَانَ سَعِيْدٌ مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ وَالصِّدْقِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، وَدُحَيْمٌ: أَنَّهُمَا حَضَرَا يَحْيَى بنَ حَسَّانٍ مُقَدِّماً لِسَعِيْدِ بن مَنْصُوْرٍ يَرَى له حفطه. وكان حافظًا. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: سَكَنَ سَعِيْدٌ مَكَّةَ مُجَاوِراً، فَنُسِبَ إِلَيْهَا، وَهُوَ رَاوِيَةُ سُفْيَانَ بن عيينة، وأحمد أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ، لَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيْرَةٌ، مُتَّفَقٌ عَلَى أخرجه فِي "الصَّحِيْحَيْنِ". قُلْتُ: أَمَّا فِي "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ", فَرَوَى عَنْ: يَحْيَى بنِ مُوْسَى خَتٍّ البَلْخِيِّ، عَنْهُ. وَقَالَ حَرْبُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: صَنَّفَ الكُتُبَ، وَكَانَ مُوَسَّعاً عَلَيْهِ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: كَانَ إِذَا رَأَى فِي كِتَابِهِ خَطَأً, لَمْ يَرْجِعْ عَنْهُ. قُلْتُ: أَيْنَ هَذَا مِنْ قَرِيْنِه يَحْيَى بنِ يَحْيَى الخُرَاسَانِيِّ الإِمَامِ؛ الَّذِي كَانَ إِذَا شَكَّ فِي حَرْفٍ أَوْ تَرَدَّدَ, تَرَكَ الحَدِيْثَ كُلَّهُ, وَلَمْ يَرْوِهِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَحَاتِمُ بنُ اللَّيْثِ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ بِمَكَّةَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ. زَادَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، فَقَالَ: فِي رَمَضَانَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَنَةَ سِتٍّ. وَالأَوَّلُ الصَّحِيْحُ. وَصَحَّفَ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، فَقَالَ: فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ ومائتين. أنبئونا عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيِّ، وَجَمَاعَةٍ, قَالُوا: أَخبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ رِيْذَةَ، أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيْقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: مَنْ هَاجَرَ يَبْتَغِي شَيْئاً فَهُوَ لَهُ، قَالَ: هَاجَرَ رَجُلٌ لِيَتَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لها: أم قيس, فكان يقول له: مهاجر أم قيس. إسناده صحيح.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2959". 2 صحيح: أخرجه مسلم "2788" "25". وورد عن عبد الله بن مسعود: عند البخاري "4811"، ومسلم "2786".

مسدد بن مسرهد

1745- مُسَدَّد بن مُسَرْهَد 1: "خ، د، ت، س" ابن مُسَرْبَل، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، أَبُو الحَسَنِ الأَسَدِيُّ، البَصْرِيُّ، أَحَدُ أَعْلاَمِ الحَدِيْثِ. وُلِدَ: فِي حُدُوْدِ الخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: جُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ، وَمَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ، وَأَبِي الأَحْوَصِ، وَالحَارِثِ بنِ عُبَيْدٍ، وَخَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَهُشَيْمٍ، وَعَبْدِ الوَارِثِ, وَسَلاَّمِ بنِ أَبِي مُطِيْعٍ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المُخْتَارِ, وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَمُلاَزِمِ بنِ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدِ بنِ جَابِرٍ السُّحَيْمِيِّ, وَمُعْتَمِرٍ, وَمَرْحُوْمٍ, وَابْنِ عُيَيْنَةَ، وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ, وَيَحْيَى القَطَّانِ، وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، وَوَكِيْعٍ, وَأَبِيْهِ؛ الجَرَّاحِ، وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ، وَكَانَ مِنَ الأَئِمَّةِ الأَثْبَاتِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَوَلَدُه؛ يَحْيَى, وَأَبُو زُرْعَةَ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ, وَيَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ, وَمُعَاذُ بنُ المُثَنَّى, وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ, وَإِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، وأخوه؛ حَمَّادُ بنُ إِسْحَاقَ, وَابْنُ عَمِّهِ؛ يُوْسُفُ القَاضِي, وَأَبُو خَلِيْفَةَ الجُمَحِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَوَقَعَ لِي جُزْءٌ مِنْ "مُسْنَدِهِ". رَوَى يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ, قَالَ: لَوْ أَتَيتُ مُسَدَّداً, فَحَدَّثْتُه فِي بَيتِهِ, لَكَانَ يَسْتَأْهِلُ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 307"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2209"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 180"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1998"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 249"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 426"، والكاشف "3/ ترجمة 5485"، والعبر "1/ 404"، وتهذيب التهذيب "10/ 107"، وتقريب التهذيب "2/ 242"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7397"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 66".

قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مُسَدَّدٌ صَدُوْقٌ، فَمَا كَتَبْتَ عَنْهُ فَلاَ تَعْدُ. وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ المَيْمُوْنِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الكِتَابَ لِي إِلَى مُسَدَّدٍ، فَكَتَبَ لِي إِلَيْهِ وَقَالَ: نِعْمَ الشَّيْخُ! عَافَاهُ اللهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الفَلاَّسُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ مُسَدَّدٍ، فَقَالَ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: عَمَّنْ أَكْتُبُ بِالبَصْرَةِ؟ قَالَ: اكتُبْ عَنْ مُسَدَّدٍ فَإِنَّهُ ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: مُسَدَّدُ بنُ مُسَرْهَدِ بنِ مُسَرْبَلِ بنِ مُسْتَوْرِدٍ الأَسَدِيُّ: بَصْرِيٌّ, ثِقَةٌ، كَانَ يُمْلِي عَلَيَّ حَتَّى أَضْجَرَ، فَيَقُوْلُ لِي: يَا أَبَا الحَسَنِ اكتُبْ، هَذَا الحَدِيْثَ. فَيُمْلِي عَلَيَّ بَعْدَ ضَجَرِي خَمْسِيْنَ، سِتِّيْنَ حَدِيْثاً، فَأَتَيْتُهُ فِي رِحْلَتِي الثَّانِيَةِ، فَأَصَبْتُ عَلَيْهِ زِحَاماً كَثِيْراً, فَقُلْتُ قَدْ أَخَذْتُ بِحَظِّي مِنْكَ. وَكَانَ أَبُو نُعَيْمٍ يَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيْهِ، فَأُخْبِرُهُ، فَيَقُوْلُ: يَا أَحْمَدُ، هَذِهِ رُقْيَةُ العَقْرَبِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ حَكِيْمٍ: قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ فِي حَدِيْثِ مُسَدَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: كَأَنَّهَا الدَّنَانِيْرُ. ثُمَّ قَالَ: كَأَنَّكَ تَسْمَعُهَا مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ البُخَارِيُّ: مُسَدَّدُ بنُ مُسَرْهَدِ بنِ مُسَرْبَلِ بنِ مُرَعْبَلٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَذَا وَرَّخَهُ: ابْنُ سَعْدٍ، وَجَمَاعَةٌ، وَمَا عَيَّنُوا شَهْراً. رَوَى لَهُ الجَمَاعَةُ، سِوَى مُسْلِمٍ وَابْنِ مَاجَهْ. أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الحَلِيْمِ المَالِكِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُخْتَارٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْفِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ, حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قِرَاءةً عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ عَنْ شُعْبَةَ, حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، سَمِعْتُ جابر بن زيد يحدث عن ابن عباس -رفعه شعبة- قال: "يقطع الصلاة المرأة الحائض وَالكَلْبُ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَرَوَاهُ: ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ, وَهَمَّامٌ, وَهِشَامٌ, عَنْ قَتَادَةَ, أَوقَفُوهُ علَى ابْنِ عَبَّاسٍ. قُلْتُ: أَخْرَجَه هَكَذَا: أَبُو دَاوُدَ فِي "سُنَنِهِ" وَالنَّسَائِيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ، جَمِيْعاً مِنْ طَرِيْقِ يَحْيَى القَطَّانِ. وَوَقْفُهُ أَشبَهُ.

أَخْبَرَنَا بِلاَلٌ المُغِيْثِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ روَاجٍ, أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بنُ بُنْدَارَ, أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ جَعْفَرٍ السَّلَمَاسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ الوَلِيْدُ بنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَالِدِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُسَدَّدِ بنِ مُسَرْهَدِ بنِ مُسَرْبَلِ بنِ مُغَرْبَلِ بنِ مُرَعْبَلِ بنِ أَرَنْدَلَ بنِ سَرَنْدَلَ بنِ غَرَنْدَلَ بنِ مَاسَكِ بنِ المُسْتَوْرِدِ الأَسَدِيُّ, حَدَّثَنِي أَبِي مُسَدَّدٌ, حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، عَنْ هِشَامٍ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ عَائِشَةَ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ, وَيُثِيْبُ عَلَيْهَا. هَذَا سِيَاقٌ عَجِيْبٌ مُنْكَرٌ فِي نَسَبِ مُسَدَّدٍ، أَظُنُّه مُفْتَعَلاً، وَمَنْصُوْرٌ لَيْسَ بِمُعْتَمَدٍ. وَلِمُسَدَّدٍ "مُسْنَدٌ" فِي مُجَلَّدٍ، رَوَاهُ عَنْهُ مُعَاذُ بنُ المُثَنَّى، وَ"مُسْنَدٌ" آخَرُ صَغِيْرٌ، يَرْوِيْهِ عَنْهُ أَبُو خَلِيْفَةَ. وَمَا زَادَ البُخَارِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ" عَلَى ذِكْرِ مُرَعْبَلٍ بَعْدَ ذِكْرِ جَدِّهِ مُسَرْبَلٍ. وَكَذَا مُسْلِمٌ فِي "الكُنَى", لَكِنْ قَالَ: مُغَرْبِلٌ بَدَلَ مُرَعْبَلٍ. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيُّ فِي "الإِرْشَادِ" لَهُ: مسدد بن مسرهد ابن مُغَرْبَلِ بنِ أَرْمَكَ بنِ مَاهَكَ. وَقَالَ جَعْفَرٌ المُسْتَغْفِرِيُّ: مُسَدَّدُ بنُ مُسَرْهَدِ بنِ شَرِيْكٍ. وَقَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: قَالَ الشَّرِيْفُ النَّسَّابَةُ: ابْنُ مُسَرْهَدِ بن مسربل ابن مَاسِكِ بنِ جَرْوِ بنِ يَزِيْدَ بنِ شَبِيْبِ بنِ الصَّلْتِ بنِ أَسَدٍ. قَالَ مَازِحٌ: لَوْ كُتِبَ أَمَامَ نَسَبِهِ "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ" كَانَ رُقْيَةً لِلْعَقْرَبِ

نعيم بن حماد بن معاوية

1746- نُعَيْم بن حَمَّاد بن معاوية 1: "خَ، د، ت، ق". ابْنِ الحَارِثِ بنِ هَمَّامِ بنِ سَلَمَةَ بنِ مَالِكٍ, الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ الخُزَاعِيُّ, المَرْوَزِيُّ, الفَرَضِيُّ, الأَعوَرُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. رَأَى الحُسَيْنَ بنَ وَاقِدٍ المَرْوَزِيَّ، وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ -وَهُوَ أكبر شيخ له-

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 519"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 2327"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 1959"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 2125"، وتاريخ بغداد "13/ 306"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 424"، والكاشف "3/ ترجمة 5959"، والمغني "2/ ترجمة 6658"، والعبر "1/ 405"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9102"، وتهذيب التهذيب "10/ 458"، وتقريب التهذيب "2/ 305"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7538".

وَهُشَيْمٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ -لَهُ عَنْهُ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ- وَخَارِجَةَ بنِ مصعب, وعبد الله بن المبارك, وعيسى بنِ عُبَيْدٍ الكِنْدِيِّ -وَهُوَ مِنْ كِبَارِ مَشْيَخَتِهِ- وَعَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَالِدٍ الحَنَفِيِّ، وَنُوْحِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ, وَيَحْيَى بنِ حَمْزَةَ القَاضِي، وَعَبْدِ السَّلاَمِ بنِ حَرْبٍ وَعَبْدِ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ, وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَبَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ، وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَأَبِي مُعَاوِيَةَ, وَرِشْدِيْنَ بنِ سَعْدٍ, وَحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَابْنِ وَهْبٍ, وَيَحْيَى القَطَّانُ, وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَوَكِيْعٌ, وَابْنُ إِدْرِيْسَ, وَنُوْحِ بنِ قَيْسٍ, وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ بِخُرَاسَانَ وَالحَرَمَيْنِ وَالعِرَاقِ وَالشَّامِ وَاليَمَنِ وَمِصْرَ. وَفِي قُوَّةِ رِوَايَتِهِ نِزَاعٌ. رَوَى عَنْهُ: البُخَارِيُّ -مَقْرُوْناً بِآخَرَ- وَأَبُو دَاوُدَ, وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ بِوَاسِطَةٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ, وَالرَّمَادِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، وَسَمُّوْيَه، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُنِيْبٍ, وَعُبَيْدُ بنُ شَرِيْكٍ البَزَّارُ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ, وَأَبُو الأَحْوَصِ العُكْبَرِيُّ، وَبَكْرُ بنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ، وَخَلْقٌ آخِرُهُم مَوْتاً: شَابٌّ كَاتِبٌ كَانَ مَعَهُ فِي السِّجنِ اتِّفَاقاً, وَهُوَ حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى البَغْدَادِيُّ. قَالَ المَرُّوْذِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: جَاءنَا نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ وَنَحْنُ عَلَى بَابِ هُشَيْمٍ نَتَذَاكَرُ المُقَطَّعَاتِ قَالَ: جَمَعتُم حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَعُنِينَا بِهَا من يومئذ. وَرَوَى: المَيْمُوْنِيُّ, عَنْ أَحْمَدَ, قَالَ: أَوَّلُ مَنْ عَرَفْنَاهُ يَكْتُبُ المُسْنَدَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: يُقَالُ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَمَعَ المُسْنَدَ وَصَنَّفَهُ: نُعَيْمٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ نُعَيْمٌ كَاتِباً لأَبِي عِصْمَةَ -يَعْنِي: نُوْحاً- وَكَانَ شَدِيدَ الرَّدِّ عَلَى الجَهْمِيَّةِ, وَأَهْلِ الأَهوَاءِ, وَمِنْهُ تَعَلَّمَ نُعَيْمٌ. قَالَ صَالِحُ بنُ مِسْمَارٍ: سَمِعْتُ نُعَيْمَ بنَ حَمَّادٍ يَقُوْلُ: أَنَا كُنْتُ جَهْمِيّاً، فَلِذَلِكَ عَرَفْتُ كَلاَمَهُم، فَلَمَّا طَلَبتُ الحَدِيْثَ، عَرَفتُ أَنَّ أَمرَهُم يَرْجِعُ إِلَى التَّعطِيلِ. يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخُوَارِزْمِيُّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ نُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ، فَقَالَ: لَقَدْ كَانَ مِنَ الثِّقَاتِ. ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ سَلاَمٍ, حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ ثَابِتٍ

أَبُو يَحْيَى، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلاَنِ: نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ مَعْرُوْفٌ بِالطَّلَبِ. ثُمَّ ذَمَّهُ يَحْيَى, وَقَالَ: يَرْوِي عَنْ غَيْرِ الثِّقَاتِ. إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ الجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ -وَسُئِلَ عَنْ نُعَيْمٍ- فَقَالَ: ثِقَةٌ. فَقُلْتُ: إِنَّ قَوْماً يَزْعُمُوْنَ أنه صحح كتبه من علي الخُرَاسَانِيِّ العَسْقَلاَنِيِّ. فَقَالَ يَحْيَى: أَنَا سَأَلْتُهُ، فَقُلْتُ: أَخَذْتَ كُتُبَ عَلِيٍّ الصَّيْدَلاَنِيِّ، فَصَحَّحْتَ مِنْهَا؟ فَأَنْكَرَ، وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ قَدْ رَثَّ. فَنَظَرْتُ، فَمَا عَرَفتُ وَوَافَقَ كُتُبِي، غَيَّرْتُ. عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بن حبان: وجدت في كتاب أبي بخط يَدِهِ, قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: نُعَيْمٌ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ، رَجُلُ صِدقٍ, أَنَا أَعْرَفُ النَّاسِ بِهِ, كَانَ رَفِيْقِي بِالبَصْرَةِ، كَتَبَ عَنْ رَوْحٍ خَمْسِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ، فَقُلْتُ لَهُ قَبْلَ خُرُوْجِي مِنْ مِصْرَ: هَذِهِ الأَحَادِيْثُ الَّتِي أَخَذْتَهَا مِنَ العَسْقَلاَنِيِّ أَيُّ شَيْءٍ هَذِهِ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا, مِثْلُكَ يَسْتَقبِلُنِي بِهَذَا؟! فَقُلْتُ: إِنَّمَا قُلْتُ شَفَقَةً عَلَيْكَ. قَالَ: إِنَّمَا كَانَتْ مَعِي نُسَخٌ أَصَابَهَا المَاءُ, فَدَرَسَ بَعْضُ الكِتَابِ، فَكُنْتُ أَنْظُرُ فِي كِتَابِ هَذَا فِي الكَلِمَةِ الَّتِي تُشْكِلُ عَلَيَّ, فَإِذَا كَانَ مِثْلَ كِتَابِي عَرَفْتُهُ, فَأَمَّا أَنْ أَكُوْنَ كَتَبْتُ مِنْهُ شَيْئاً قَطُّ فَلاَ وَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إلَّا هُوَ. قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ أَخِيْهِ, وَجَاءهُ بِأُصُولِ كُتُبِهِ مِنْ خُرَاسَانَ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَتَوَهَّمُ الشَّيْءَ كَذَا يُخْطِئُ فِيْهِ, فَأَمَّا هُوَ, فَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ. وَعَنْ عَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: حَضَرْنَا نُعَيْمَ بنَ حَمَّادٍ بِمِصْرَ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ كِتَاباً مِنْ تَصْنِيْفِهِ، فَقَرَأَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ بِأَحَادِيْثَ. فَقُلْتُ: لَيْسَ ذَا عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ. فَغَضِبَ وَقَالَ تَرُدُّ عليَّ؟! قُلْتُ: إِيْ وَاللهِ، أَرُدُّ عَلَيْكَ، أُرِيْدُ زَيْنَكَ. فَأَبَى أَنْ يَرْجِعَ فَقُلْتُ: لاَ وَاللهِ مَا سَمِعْتَ أَنْتَ هَذَا مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ قَطُّ، وَلاَ هُوَ مِنِ ابْنِ عَوْنٍ فَغَضِبَ وَغَضِبَ من كان عنده من أصحاب الحَدِيْثِ, وَقَامَ, فَأَخْرَجَ صَحَائِفَ, فَجَعَلَ يَقُوْلُ: أَيْنَ الَّذِيْنَ يَزْعُمُوْنَ أَنَّ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ لَيْسَ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ؟ نَعَمْ يَا أَبَا زَكَرِيَّا غَلِطْتُ، وَكَانَتْ صَحَائِفَ، فَغَلِطْتُ، فَجَعَلْتُ أَكْتُبُ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ المُبَارَكِ, عَنِ ابْنِ عَوْنٍ, وَإِنَّمَا رَوَاهَا عَنِ ابْنِ عَوْنٍ غَيْرُ ابْنِ المُبَارَكِ. هَذِهِ الحِكَايَةُ أَوْرَدَهَا شَيْخُنَا أَبُو الحَجَّاجِ مُنْقَطِعَةً، فَقَالَ: رَوَى الحَافِظُ أَبُو نَصْرٍ اليُوْنَارْتِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبَّاسٍ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: ثِقَةٌ, مَرْوَزِيٌّ.

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: يَصِلُ أَحَادِيْثَ يُوْقِفُهَا النَّاسُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. العَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ, قَالَ: وَضَعَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ الفَارِضِيُّ كُتُباً فِي الرَّدِّ عَلَى أَبِي حَنِيْفَةَ وَنَاقَضَ مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ وَوَضَعَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ كِتَاباً فِي الرَّدِّ عَلَى الجَهْمِيَّةِ, وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالفَرَائِضِ. فَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: نُعَيْمٌ هَذَا قَدْ جَاءَ بِأَمرٍ كَبِيْرٍ, يُرِيْدُ أَنْ يُبطِلَ نِكَاحاً قَدْ عُقِدَ, وَيُبطِلَ بُيُوْعاً قَدْ تَقَدَّمَتْ, وَقَوْمٌ تَوَالَدُوا عَلَى هَذَا, ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مِصْرَ, فَأَقَامَ بِهَا نَحْوَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً, وَكَتَبُوا عَنْهُ بِهَا, وَحُمِلَ إِلَى العِرَاقِ فِي امْتِحَانِ: "القُرْآنِ مَخْلُوْقٍ" مَعَ البُوَيْطِيِّ مُقَيَّدَيْنِ, فمات نعيم بالعسكر, سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ. قُلْتُ: نُعَيْمٌ مِنْ كِبَارِ أَوْعِيَةِ العِلْمِ, لَكِنَّهُ لاَ تَرْكَنُ النَّفسُ إِلَى رِوَايَاتِهِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: قُلْتُ لِدُحَيْمٍ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، عَنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ, عَنْ حَرِيزُ بنُ عُثْمَانَ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرٍ, عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَوْفِ بنِ مَالِكٍ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَالَ تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ فِرْقَةً أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقِيْسُوْنَ الأُمُوْرَ بِرَأْيِهِم فَيُحِلُّوْنَ الحَرَامَ وَيُحَرِّمُوْنَ الحَلاَلَ"1. فَقَالَ: هَذَا حَدِيْثُ صَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو حَدِيْثُ مُعَاوِيَةَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَقُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ فِي حَدِيْثِ نُعَيْمٍ هَذَا، فَأَنْكَرَهُ، قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ يُؤْتَى، قَالَ: شُبِّهَ لَهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ هَذَا، فَقَالَ: لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ، وَنُعَيْمٌ ثِقَةٌ، قُلْتُ: كَيْفَ يُحَدِّثُ ثِقَةٌ بِبَاطِلٍ؟ قَالَ: شُبِّهَ لَهُ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَافَقَ نُعَيْماً عَلَيْهِ: عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، وَسُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَيُرْوَى عَنْ عَمْرِو بنِ عِيْسَى بنِ يونس, كلهم عن عيسى. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي حَدِيْثِ سُوَيْدٍ: إِنَّمَا يُعْرَفُ هَذَا بِنُعَيْمٍ، وَتَكَلَّمَ النَّاسُ فِيْهِ مِنْ أجله، ثم

_ 1 موضوع: أخرجه الخطيب في "تاريخه" "13/ 307 -308"، وابن عدي في "الكامل" "7/ 17". وقال ابن عدي في إثره: هذا وضعه نعيم بن حماد.

رَوَاهُ رَجُلٌ خُرَاسَانِيٌّ، يُقَالُ لَهُ: الحَكَمُ بنُ المُبَارَكِ أَبُو صَالِحٍ الخُوَاسْتِيُّ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ، ثُمَّ سَرَقَهُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ يُعرَفُوْنَ بِسَرِقَةِ الحَدِيْثِ, مِنْهُم عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الضَّحَّاكِ, وَالنَّضْرُ بنُ طَاهِرٍ, وَثَالِثُهُم: سُوَيْدٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَرُوِيَ عَنِ: ابْنِ وَهْبٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ سَلاَّمٍ المَنْبِجِيِّ، جَمِيْعاً عَنِ ابْنِ يُوْنُسَ، ثُمَّ سَاقَهُ مِنْ طَرِيْقِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمِّهِ، وَمِنْ حَدِيْثِ المَنْبِجِيِّ. ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنِي الصُّوْرِيُّ، قَالَ: قال لي عبد الغني الحافظ: كان مَنْ حَدَّثَ بِهِ عَنْ عِيْسَى -غَيْرَ نُعَيْمٍ- فَإِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ نُعَيْمٍ, وَبِهَذَا الحَدِيْثِ سَقَطَ نُعَيْمٌ عِنْدَ كَثِيْرٍ مِنَ الحُفَّاظِ، إِلاَّ أَنَّ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ لَمْ يَكُنْ يَنْسُبُهُ إِلَى الكَذِبِ، فَأَمَّا حَدِيْثُ ابْنِ وَهْبٍ، فَبَلِيَّتُهُ مِنِ ابْنِ أَخِيْهِ؛ لأَنَّ اللهَ رَفَعَهُ عَنْ ادِّعَاءِ مِثْلِ هَذَا؛ وَلأَنَّ حَمْزَةَ بنَ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي عَنْ عَلِيَّكَ الرَّازِيِّ: أَنَّهُ رَأَى هَذَا الحَدِيْثَ مُلْحَقاً بِخَطٍّ طَرِيٍّ فِي قُنْداق ابْنِ وَهْبٍ لَمَّا أَخْرَجَهُ إِلَيْهِ بَحْشَلُ ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ, وَأَمَّا المَنْبِجِيُّ, فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: قَالَ لَنَا جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ: لَمَّا أَرَدْتُ الخُرُوجَ إِلَى سُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ: سَلْ سُوَيْداً عَنْ هَذَا الحديث قال: فأملاه عَلَيَّ عَنْ عِيْسَى بنِ عِيْسَى, وَوَقَّفْتُهُ, فَأَبَى. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَرَوَاهُ ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ, عَنْ عَمِّهِ, عَنْ عِيْسَى, لَكِنْ قَالَ: عَنْ صَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو, بَدَلَ حَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ. وَرَوَاهُ: هِلاَلُ بنُ العَلاَءِ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ, حَدَّثَنَا عِيْسَى, حَدَّثَنَا حَرِيْزٌ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ غَرِيْبٍ عَنْ عَمْرٍو, عَنْ أَبِيْهِ؛ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ, وَزَعَمَ ابْنُ عَدِيٍّ, وَغَيْرُهُ: أَنَّ هَؤُلاَءِ سَرَقُوهُ مِنْ نُعَيْمٍ. قَالَ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مَنْصُوْرٍ: رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ كَأَنَّهُ يُهَجِّنُ نُعَيْمَ بنَ حَمَّادٍ فِي خَبَرِ أُمِّ الطُّفَيْلِ فِي الرُّؤْيَةِ, وَيَقُوْلُ: مَا كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُحَدِّثَ بِمِثْلِ هَذَا. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ: عَرَضْتُ عَلَى دُحَيْمٍ مَا حَدَّثَنَاهُ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ, عَنِ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ, عَنِ ابْنِ جَابِرٍ, عَنِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا, عَنْ رَجَاءَ بنِ حَيْوَةَ, عَنِ النَّوَّاسِ: "إِذَا تَكَلَّمَ اللهُ بِالوَحْيِ ... ", الحَدِيْثَ, فَقَالَ: لاَ أَصْلَ لَهُ. فَأَمَّا خَبَرُ أُمِّ الطُّفَيْلِ، فَرَوَاهُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ, وَغَيْرُهُ, حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ, حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ, أَخْبَرَنَا عَمْرُو بنُ الحَارِثِ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِلاَلٍ: أَنَّ مَرْوَانَ بنَ عُثْمَانَ حَدَّثَهُ، عَنْ عُمَارَةَ بنِ عَامِرٍ, عَنْ أُمِّ الطُّفَيْلِ؛ امْرَأَةِ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَذْكُرُ أَنَّهُ

رَأَى رَبَّهُ فِي صُوْرَةِ كَذَا. فَهَذَا خَبَرٌ مُنْكَرٌ جِدّاً، أَحْسَنَ النَّسَائِيُّ حَيْثُ يَقُوْلُ: وَمَنْ مَرْوَانُ بنُ عُثْمَانَ حَتَّى يُصَدَّقَ عَلَى اللهِ?! وَهَذَا لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ نُعَيْمٌ، فَقَدْ رَوَاهُ: أحمد بن صالح المصري الحافظ، وَأَحْمَدُ بنُ عِيْسَى التُّسْتَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبٍ, عَنِ ابْنِ وَهْبٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ: رِجَالُهُ مَعْرُوْفُوْنَ. قُلْتُ: بِلاَ رَيْبٍ قَدْ حَدَّثَ بِهِ: ابْنُ وَهْبٍ، وَشَيْخُهُ, وَابْنُ أَبِي هِلاَلٍ، وَهُمْ مَعْرُوْفُوْنَ عُدُوْلٌ, فَأَمَّا مَرْوَانُ, وَمَا أَدْرَاكَ مَا مَرْوَانُ؟ فَهُوَ حَفِيْدُ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ المُعَلَّى الأَنْصَارِيِّ، وَشَيْخُهُ هُوَ عُمَارَةُ بنُ عَامِرِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ الأَنْصَارِيُّ. وَلَئِنْ جَوَّزْنَا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَهُ، فَهُوَ أَدْرَى بِمَا قَالَ، وَلِرُؤْيَاهُ فِي المَنَامِ تَعْبِيرٌ لَمْ يَذْكُرْهُ -عَلَيْهِ الصلاة السلام- وَلاَ نَحْنُ نُحْسِنُ أَنْ نَعْبُرَهُ, فَأَمَّا أَنْ نَحْمِلَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ الحِسِّيِّ فَمَعَاذَ اللهِ أَنْ نَعْتَقِدَ الخَوْضَ فِي ذَلِكَ بِحَيْثُ إِنَّ بَعْضَ الفُضَلاَءِ قَالَ: تَصَحَّفَ الحَدِيْثُ. وَإِنَّمَا هُوَ رَأَى رئيَّه بِيَاءٍ مُشَدَّدَةٍ. وَقَدْ قَالَ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُوْنَ وَدَعُوا مَا يُنْكِرُوْنَ. وَقَدْ صحَّ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَتَمَ حَدِيْثاً كَثِيْراً مِمَّا لاَ يَحْتَاجُهُ المُسْلِمُ فِي دِيْنِهِ وَكَانَ يَقُوْلُ: لَوْ بَثَثْتُهُ فِيْكُم لَقُطِعَ هَذَا البُلْعُومُ1. وَلَيْسَ هَذَا مِنْ بَابِ كتمان العلم فِي شَيْءٍ, فَإِنَّ العِلْمَ الوَاجِبَ يَجِبُ بَثُّهُ, وَنَشْرُهُ, وَيَجِبُ عَلَى الأُمَّةِ حِفْظُهُ, وَالعِلْمُ الَّذِي فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ مِمَّا يَصِحُّ إِسْنَادُهُ يَتَعَيَّنُ نَقْلُهُ, وَيتَأَكَّدُ نَشْرُهُ, وَيَنْبَغِي لِلأُمَّةِ نَقْلُهُ، وَالعِلْمُ المُبَاحُ لاَ يَجِبُ بَثُّهُ, وَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يَدْخُلَ فِيْهِ إِلاَّ خَوَاصُّ العُلَمَاءِ. وَالعِلْمُ الَّذِي يَحْرُمُ تَعَلُّمُهُ وَنَشْرُهُ: عِلْمُ الأَوَائِلِ، وَإِلَهِيَّاتُ الفَلاَسِفَةِ، وَبَعْضُ رِيَاضَتِهِم بَلْ أَكْثَرُهُ وَعِلْمُ السِّحْرِ, وَالسِّيْمِيَاءُ, وَالكِيْمِيَاءُ, وَالشَّعْبَذَةُ, وَالحِيَلُ, وَنَشْرُ الأَحَادِيْثِ المَوْضُوْعَةِ, وَكَثِيْرٌ مِنَ القَصَصِ البَاطِلَةِ أَوِ المُنْكَرَةِ، وَسِيْرَةُ البَطَّالِ المُخْتَلَقَةُ، وَأَمْثَالُ ذَلِكَ, وَرَسَائِلُ إِخْوَانِ الصَّفَا, وَشِعْرٌ يُعَرَّضُ فِيْهِ إِلَى الجَنَابِ النَّبَوِيِّ, فَالعُلُوْمُ البَاطِلَةُ كَثِيْرَةٌ جِدّاً، فَلْتُحْذَرْ وَمَنِ ابْتُلِيَ بِالنَّظَرِ فِيْهَا للفرحة وَالمَعْرِفَةِ مِنَ الأَذْكِيَاءِ، فَلْيُقَلِّلْ مِنْ ذَلِكَ وَلْيُطَالِعْهُ وَحْدَهُ وَلْيَسْتَغْفِرِ اللهَ تَعَالَى وَلْيَلْتَجِئْ إِلَى التَّوْحِيْدِ وَالدُّعَاءِ بِالعَافِيَةِ فِي الدِّيْنِ, وَكَذَلِكَ أَحَادِيْثُ كَثِيْرَةٌ مَكْذُوْبَةٌ وَرَدَتْ فِي الصِّفَاتِ لاَ يَحِلُّ بَثُّهَا إِلاَّ التَحْذِيْرُ مِنِ اعْتِقَادِهَا، وَإِنْ أَمْكَنَ إِعْدَامُهَا, فَحَسَنٌ اللَّهُمَّ, فَاحْفَظْ عَلَيْنَا إِيْمَانَنَا، وَلاَ قُوَّةَ إلا بالله.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "120".

حَدِيْثٌ آخَرُ أُنْكِرَ عَلَى نُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جُبَيْرٍ, سَمِعَ عَمْرَو بنَ العَاصِ يَقُوْلُ: "لاَ تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَهَا رَجُلٌ مِن قَحْطَانَ"1. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا هَذَا؟ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "لاَ يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ لاَ يُنَاوِئُهُم فِيْهِ أَحَدٌ إِلاَّ أَكَبَّهُ اللهُ عَلَى وَجْهِهِ" 2. وَرَوَاهُ شُعْبَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، فقال: كان محمد بن جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاوِيَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الأُمَرَاءِ، فَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ، وَالزُّهْرِيُّ: إِذَا قَالَ: كَانَ فُلاَنٌ يُحَدِّثُ، فَلَيْسَ هُوَ بِسَمَاعٍ. ثُمَّ قَالَ: وَقَدْ رَوَاهُ نُعَيْمٌ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَلَيْسَ لِهَذَا الحَدِيْثِ أَصْلٌ، وَلاَ يُعْرَفُ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ المُبَارَكِ. قَالَ: وَلاَ أَدْرِي مِنْ أَيْنَ جَاءَ بِهِ نُعَيْمٌ؟ وَكَانَ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ، وَعِنْدَهُ مَنَاكِيْرُ كَثِيْرَةٌ لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهَا، سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ سُئِلَ عَنْهُ, فَقَالَ: لَيْسَ فِي الحَدِيْثِ بِشَيْءٍ، وَلَكِنَّهُ صَاحِبُ سُنَّةٍ. قُلْتُ: خَبَرُ الأُمَرَاءِ غَرِيْبٌ، مُنْكَرٌ, وَالأَمْرُ اليَوْمَ لَيْسَ فِي قُرَيْشٍ، وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يَقُوْلُ إِلاَّ حَقّاً، فَإِنْ كَانَ المرَادُ بِالحَدِيْثِ الأَمْرُ لاَ الخَبَرُ, فَلَعَلَّ, وَالحَدِيْثُ فَلَهُ أَصْلٌ مِنْ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ, وَلَعَلَّ نُعَيْماً حَفِظَهُ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ. وَحَدَّثَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ أَيْضاً، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا جَاءَ شَهْرُ رَمَضَانَ، قَالَ: "قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرٌ مُطَهِّرٌ ... " 3, الحَدِيْثَ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ نُعَيْمٍ -وَجَوَّدَهَا كَعَادَتِهِ- هَذَا رَوَاهُ أَصْحَابُ الزُّهْرِيِّ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ, عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قُلْتُ: فَهَذَا غَلِطَ نُعَيْمٌ فِي إِسْنَادِهِ. وَتَفَرَّدَ نُعَيْمٌ بِذَاكَ الخَبَرِ المُنْكَرِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَرْفُوْعاً: "إِنَّكُم فِي زَمَانٍ مَنْ تَرَكَ فِيْهِ عُشْرُ مَا أُمِرَ بِهِ فَقَدْ هَلَكَ وَسَيَأْتِي عَلَى أُمَّتِي زَمَانٌ مَنْ عَمِلَ بِعُشْرِ مَا أُمِرَ بِهِ فَقَدْ نَجَا"4، فَهَذَا مَا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ أَتَى بِهِ نُعَيْمٌ! وقد

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "7117". 2 صحيح: أخرجه البخاري "7139". 3 يأتي بتمامه في آخر هذه الترجمة. 4 ضعيف: أخرجه الترمذي "2267"، وابن عدي في "الكامل" "7/ 18"، ومن طريق نعيم بن حماد، حدثنا سفيان بن عيينة، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته نعيم بن حماد، لذا فقد قال الترمذي في إثره: هذا حديث غريب، وهذا اصطلاح معروف عنه يعرفه الأكابر بله الأصاغر من طلاب علم الحديث أن ذلك إشارة منه إلى ضعف الحديث.

قَالَ نُعَيْمٌ: هَذَا حَدِيْثٌ يُنْكِرُوْنَهُ، وَإِنَّمَا كُنْتُ مَعَ سُفْيَانَ، فَمَرَّ شَيْءٌ, فَأَنْكَرَهُ ... ، ثُمَّ حَدَّثَنِي بِهَذَا الحَدِيْثِ. قُلْتُ: هُوَ صَادِقٌ فِي سَمَاعِ لَفْظِ الخَبَرِ مِنْ سُفْيَانَ، وَالظَّاهِرُ -وَاللهُ أَعْلَمُ- أَنَّ سُفْيَانَ قَالَهُ مِنْ عِنْدِهِ بِلاَ إِسْنَادٍ، وَإِنَّمَا الإِسْنَادُ قَالَهُ لِحَدِيْثٍ كَانَ يُرِيْدُ أَنْ يَرْوِيَهُ، فَلَمَّا رَأَى المُنْكَرَ، تَعَجَّبَ وَقَالَ مَا قَالَ عَقِيْبَ ذَلِكَ الإِسْنَادِ فَاعْتَقَدَ نُعَيْمٌ أَنَّ ذَاكَ الإِسْنَادَ لِهَذَا القَوْلِ. وَاللهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، وَعَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُكَبِّرُ فِي العِيْدَيْنِ سَبْعاً فِي الرَّكْعَةِ الأُوْلَى وَخَمْسَ تَكْبِيْرَاتٍ فِي الثَّانِيَةِ كُلُّهُنَّ قَبْلَ القِرَاءةِ. وَهَذَا صَوَابُهُ مَوْقُوْفٌ1، ولم يرفعه أحد، سوى نعيم، فوهم. حَدِيْثُهُ عَنْ مُعْتَمِرٍ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أَنَسٍ, عَنْ أَبِي بَكْرٍ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "فِي خَمْسٍ مِنَ الإِبِلِ شَاةٌ". فَذَكَرَ صَدَقَةَ الإِبلِ, وَصَوَابُهُ مِنْ قَوْلِ الصِّدِّيْقِ وَاخْتُلِفَ فِي رَفْعِهِ أَيْضاً عَلَى نُعَيْمٍ.

_ 1 صحيح بشواهده: أخرجه مالك "1/ 180"، عن نافع مولى عبد الله بن عمر؛ أنه قال: شهدت الاضحى والفطر مع أبي هريرة، فكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الآخر خمس تكبيرات قبل القراءة. وله شاهد عن عائشة: عند أبي داود "1149"، و"1150"، وابن ماجه "1280"، والحاكم "1/ 298"، والطبراني في "الأوسط" "3115"، والبيهقي "2/ 286"، وأحمد "6/ 70". وشاهد آخر: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ: عند أبي داود "1151"، وابن ماجه "1280"، ولفظه عند أبي داود: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: "التكبير في الفطر سبع في الأولى، وخمس في الآخرة، والقراءة بعدهما كلتيهما". وهو حديث حسن. وشاهد ثالث عن عمرو بن عوف: عند الترمذي "536"، وابن ماجه "1279"، وَلَفْظُهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كبر في العيدين: في الأولى سبعا في القراءة، وفي الآخرة خمسا قبل القراءة. وهو حديث حسن وفي الباب شواهد عن غيرهم. 2 صحيح: أخرجه "أحمد "1/ 11-12"، والبخاري "1454"، وأبو داود "1567"، والبيهقي "4/ 86"، من طريق حماد بن سلمة قال: أخذت هذا الكتاب من ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك، به.

وَحَدِيْثُهُ عَنْ رِشْدِيْنَ بنُ سَعْدٍ، عَنْ عَقيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَرْفُوْعاً: "لَوْ كَانَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا" 1. وَهَذَا لَمْ يَأْتِ بِهِ عَنْ رِشْدِيْنَ سِوَى نعيم.

_ 1 صحيح بشواهده: فقد ورد من حديث جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم- أبو هريرة، وقيس بن سعد، وعائشة بنت أبي بكر، وعبد الله بن أبي أوفى. أما حديث أبي هريرة: فإنه يرويه أبو سلمة عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فذكره. أخرجه الترمذي "1159"، وابن حبان "1291"، موارد، والبيهقي "7/ 291"، والبزار "2451" من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عنه، به. وقال الترمذي: حسن غريب، ولفظه عند ابن حبان: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل حائطًا من حوائط الأنصار فإذا فيه جملان يضربان ويرعدان فاقترب رسول الله منهما فوضعا جرانهما بالأرض فقال من معه يسجد لك؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "ما ينبغي لأحد أن يسجد لأحد، ولو كان أحد ينبغي له أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لما عظم الله عليها من حقه". وزيادة: "لما عظم الله عليها من حقه" عند ابن حبان والبيهقي دون الترمذي. قلت: وإسناده حسن، ورجاله ثقات خلا محمد بن عمرو، قال الحافظ: صدوق له أوهام، وأخرجه الحاكم "4/ 171-172" من طريق سلمان بن أبي سليمان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به نحوه دون قصة الجملين. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ورده الحافظ في "التلخيص" بأن سلمان هو اليمان ضعفوه وأما حديث قيس بن سعد -رضي الله عنه- فيرويه الشعبي عنه قال: "أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فقلت: رسول الله أحق أن يسجد له، قال: فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: إني أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فأنت يا رسول الله أحق أن نسجد لك، قال: "أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد له"؟. قال: قلت: لا. قال: "فلا تفعلوا، لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل لهم عليهن من الحق". أخرجه أبو داود "2140"، والدارمي "1/ 341" مختصرًا، والحاكم "2/ 187"، والبيهقي "7/ 291" من طريق شريك، عن حصين، عن الشعبي، عنه، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. قلت: إسناده ضعيف، لأجل شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، قال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة. وأما حديث عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهما: فهو عند ابن ماجه "1852"، وأحمد "6/ 76" من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عنها مرفوعا. قلت: وإسناده ضعيف، آفته علي بن زيد بن جدعان، قال الحافظ: ضعيف. وأما حديث عبد الله بن أبي أوفى: فهو عند ابن ماجه "1853"، وابن حبان "1290" موارد، والبيهقي "7/ 292" من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن القاسم الشيباني، عنه، به مرفوعا. قلت: وإسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين خلا القاسم، وهو ابن عوف الشيباني، فإنه صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". وقد خرجت هذا الحديث بأوسع من هذا في كتاب "الجواب الباهر في زوار المقابر" ط/ دار الجيل، "ص43-44" فراجعه ثمت إن شئت.

وَحَدِيْثُهُ عَنْ: بَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ، عَنْ ثَوْرٍ, عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ, عَنْ وَاثِلَةَ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "المُتَعَبِّدُ بلا فقه كالحمار في الطاحونة"1. وَبِهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَغْطِيَةُ الرَّأْسِ بِالنَّهَارِ رِفْعَةٌ وَبَاللَّيْلِ رِيْبَةٌ"2. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لاَ أَعْلَمُ أَتَى بِهِ عَنْ بَقِيَّةَ غَيْرُ نُعَيْمٍ. وَحَدِيْثُهُ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعاً: "لاَ تَقُلْ: أُهْرِيْقُ المَاءَ وَلَكِنْ قُلْ: أَبُوْلُ" رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو الأَحْوَصِ العُكْبَرِيُّ، ثُمَّ قَالَ أَبُو الأَحْوَصِ: وَضَعَ نُعَيْمٌ هَذَا الحَدِيْثَ, فَقُلْتُ لَهُ: لاَ تَرْفَعْهُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ. فَأَوْقَفَهُ, قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَهَذَا رَفْعُهُ مُنْكَرٌ. قُلْتُ: فَقَدْ رَجَعَ المِسْكِيْنُ إِلَى وَقْفِهِ. حَدِيْثُهُ عَنِ الفَضْلِ بنِ مُوْسَى، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الهُذَلِيِّ عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَيَّرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَزْوَاجَهُ فَاخْتَرْنَهُ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ طَلاَقاً. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَهَذَا غَيْرُ مَحْفُوْظٍ حَدِيْثُهُ عَنْ بَقِيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى عُثْمَانَ, عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ, عَنْ عَطَاءٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُم قَومٌ يُقَاتِلُوْنَ فِي العَصَبِيَّةِ. الحَدِيْثَ. وَلِنُعَيْمٍ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ. وَقَالَ ابْنُ حَمَّادٍ -يَعْنِي: الدُّوْلاَبِيَّ: نُعَيْمٌ ضَعِيْفٌ. قاله أحمد بن شُعَيْبٍ, ثُمَّ قَالَ ابْنُ حَمَّادٍ: وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيْثَ فِي تَقْوِيَةِ السُّنَّةِ, وَحِكَايَاتٍ عَنِ العُلَمَاءِ فِي ثَلْبِ أَبِي فُلاَنٍ كَذَبَ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ابْنُ حَمَّادٍ مُتَّهَمٌ فِيْمَا يَقُوْلُ؛ لِصَلاَبَتِهِ فِي أَهْلِ الرَّأْيِ. وَقَالَ لِي ابْنُ حَمَّادٍ: وَضَعَ نُعَيْمٌ حَدِيْثاً عَنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ عَنْ حَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ -يَعْنِي: فِي الرَّأْيِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ نُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ نحو عشرين حديثا, عن

_ 1 موضوع: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "7/ 19" من طريق محمد بن زرق الله الكلواذاني، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا بقية, به. قلت: إسناده واه، فيه نعيم بن حماد، وقد علمت حاله من الترجمة، وفيه بقية بن الوليد، وهو مدلس يدلس تدليس التسوية. وقد توبع نعيم بن حماد من محمد بن إبراهيم أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "5/ 219" من طريق محمد بن إبراهيم، حدثنا بقية، عن ثور، به. قلت: إسناده موضوع، آفته محمد بن إبراهيم، فقد كذبه الدارقطني. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث لا يحل الاحتجاج به. 2 موضوع: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "7/ 19" من طريق نعيم بن حماد، حدثنا بقية، عَنْ ثَوْرَ بنَ يَزِيْدَ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، عن واثلة بن الأسقع، به. كان يضع الحديث في تقوية السنة. قلت: والإسناد تالف فيه نعيم بن حماد، وهو ضعيف كان يضع الحديث في تقوية السنة، وبقية مدلس، وقد عنعنه، ومتن الحديث كذب واضح لا يصدر مثله من مشكاة النبوة المبرأة عن مثل هذا العبث.

النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ وَقَالَ مَرَّةً ضَعِيْفٌ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ النَّسَائِيَّ يَذْكُرُ فَضْلَ نُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ وَتَقَدُّمَهُ فِي العِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ وَالسُّنَنِ، ثُمَّ قِيْلَ لَهُ: فِي قَبُولِ حَدِيْثِهِ, فَقَالَ: قَدْ كَثُرَ تَفَرُّدُهُ عَنِ الأَئِمَّةِ المَعْرُوْفِيْنَ بِأَحَادِيْثَ كَثِيْرَةٍ فَصَارَ فِي حَدِّ مَنْ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ" وَقَالَ: رُبَّمَا أَخْطَأَ, وَوَهِمَ. قُلْتُ: لاَ يَجُوْزُ لأَحَدٍ أَنْ يَحْتَجَّ بِهِ وَقَدْ صَنَّفَ كِتَابَ الفِتَنِ فَأَتَى فِيْهِ بِعَجَائِبَ وَمَنَاكِيْرَ. وَقَدْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ عَقِيْبَ مَا سَاقَ لَهُ مِنَ المَنَاكِيْرِ: وقد كان أحد من يَتَصَلَّبُ فِي السُّنَّةِ، وَمَاتَ فِي مِحْنَةِ القُرْآنِ فِي الحَبْسِ، وَعَامَّةُ مَا أُنْكِرَ عَلَيْهِ هُوَ مَا ذَكَرْتُهُ, وَأَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ بَاقِي حَدِيْثِهِ مُسْتَقِيْماً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلٍ الخَالِدِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الطَّرَسُوْسِيَّ يَقُوْلُ: أُخِذَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ فِي أَيَّامِ المِحْنَةِ, سَنَةَ ثَلاَثٍ, أَوْ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَأَلْقَوْهُ فِي السِّجْنِ, وَمَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَأَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ فِي قُيُودِهِ, وَقَالَ: إِنِّيْ مُخَاصِمٌ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُعَدَّلُ سنة ثلاث وتسعين وستمائة أَخْبَرَنَا الإِمَامُ، أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ خَيْرُوْنَ وَأَبُو الحَسَنِ بنُ أَيُّوْبَ البَزَّازُ قَالاَ: أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ القَطَّانُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ سَمِعْتُ نُعَيْمَ بنَ حَمَّادٍ يَقُوْلُ: مَنْ شَبَّهَ اللهُ بِخَلْقِهِ فَقَدْ كَفَرَ وَمَنْ أَنْكَرَ مَا وَصَفَ بِهِ نفسه فقد كفر وليس في وَصَفَ اللهُ بِهِ نَفْسَهُ وَلاَ رَسُولُهُ تَشْبِيْهٌ. قُلْتُ: هَذَا الكَلاَمُ حَقٌّ, نَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ التَّشْبِيْهِ, وَمِنْ إِنْكَارِ أَحَادِيْثِ الصِّفَاتِ, فَمَا يُنْكِرُ الثَّابِتَ مِنْهَا مَنْ فَقُهَ, وَإِنَّمَا بَعْدَ الإِيْمَانِ بِهَا هُنَا مَقَامَانِ مَذْمُوْمَانِ: تَأْوِيْلُهَا وَصَرْفُهَا عَنْ مَوْضُوْعِ الخِطَابِ, فَمَا أَوَّلَهَا السَّلَفُ وَلاَ حَرَّفُوا أَلفَاظَهَا عَنْ مَوَاضِعِهَا بَلْ آمَنُوا بِهَا وَأَمَرُّوْهَا كَمَا جَاءتْ. المَقَامُ الثَّانِي: المُبَالغَةُ فِي إِثْبَاتِهَا، وتصورها من جنس صفات البَشَرِ، وَتَشَكُّلُهَا فِي الذِّهْنِ، فَهَذَا جَهْلٌ وَضَلاَلٌ، وَإِنَّمَا الصِّفَةُ تَابِعَةٌ لِلْمَوْصُوفِ، فَإِذَا كَانَ المَوْصُوفُ -عَزَّ وَجَلَّ- لَمْ نَرَهُ، وَلاَ أَخْبَرَنَا أَحَدٌ أَنَّهُ عَايَنَهُ مَعَ قَولِهِ لَنَا فِي تَنَزِيْلِهِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشُّوْرَى: 11] ، فَكَيْفَ بَقِيَ لأَذْهَانِنَا مَجَالٌ فِي إِثْبَاتِ كَيْفِيَّةِ البَارِئِ تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ، فكَذَلِكَ صِفَاتُهُ المُقَدَّسَةُ نُقِرُّ بِهَا، وَنَعْتَقِدُ أَنَّهَا حَقٌّ وَلاَ نُمَثِّلُهَا أَصْلاً وَلاَ نَتَشَكَّلُهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ العَطَّارُ: حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ، سَأَلْتُ نُعَيْمَ بنَ حَمَّادٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحَدِيْدُ:4] . قَالَ: مَعْنَاهُ: أَنَّهُ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ بِعِلْمِهِ, أَلاَ تَرَى قَوْلَهُ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] , الآية.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: طَلَبَ نُعَيْمٌ الحَدِيْثَ كَثِيْراً بِالعِرَاقِ وَالحِجَازِ، ثُمَّ نَزَلَ مِصْرَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى أُشْخِصَ مِنْهَا فِي خِلاَفَةِ أَبِي إِسْحَاقَ -يَعْنِي: المُعْتَصِمَ- فَسُئِلَ عَنِ القُرْآنِ فَأَبَى أَنْ يُجِيْبَ فِيْهِ بِشَيْءٍ مِمَّا أَرَادُوهُ عَلَيْهِ، فَحُبِسَ بِسَامَرَّاءَ فَلَمْ يَزَلْ مَحْبُوساً بِهَا حَتَّى مَاتَ فِي السِّجْنِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَذَاكَ أَرَّخَ: مُطَيَّنٌ وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ وَابْنُ حِبَّانَ، وَقَالَ العَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ: سنَةَ تِسْعٍ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: حُمِلَ فَامْتَنَعَ أَنْ يُجِيْبَهُم فَسُجِنَ فَمَاتَ بِبَغْدَادَ غَدَاةَ يَوْمِ الأَحَدِ لِثَلاَثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى, وكان يفهم الحديث, وروى مناكيرعن الثقات. وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَرَفَةَ نِفْطَوَيْه، وَابْنُ عَدِيٍّ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ. زَادَ نِفْطَوَيْه: وَكَانَ مُقَيَّداً، مَحْبُوساً؛ لامْتِنَاعِهِ مِنَ القَوْلِ بِخَلْقِ القُرْآنِ، فَجُرَّ بِأَقيَادِهِ، فَأُلْقِيَ فِي حُفْرَةٍ، وَلَمْ يُكَفَّنْ، وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ. فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ صَاحِبُ ابْنِ أَبِي دُوَادَ. أَنْبَأَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ القَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ عَنِ الكِنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ إِمْلاَءً، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ, حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ, حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ, حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا جَاءَ شَهْرُ رَمَضَانَ قَالَ لِلنَّاسِ: "قَدْ جَاءكُم مُطَهِّرٌ؛ شَهْرُ رَمَضَانَ, فِيْهِ تُفْتَحُ أَبْوَابُ الجَنَّةِ وَتُغَلُّ فِيْهِ الشَّيَاطِيْنُ يعد فيه المؤمن القوى لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ, وَهُوَ نِقْمَةٌ لِلْفَاجِرِ, يَغْتَنِمُ فِيْهِ غَفَلاَتِ النَّاسِ, مَنْ حُرِمَ خَيْرَهُ فَقَدْ حُرِمَ"1.

_ 1 موضوع: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "7/ 18" حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بن حماد، به. قلت: إسناده تالف، فيه نعيم بن حماد، وقد كان يضع الحديث في تقوية السنة.

يحيى بن عبد الله بن بكير

1747- يحيى بن عبد الله بن بُكَيرٍ 1: "خَ، م، ق" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، الصَّدُوْقُ، أبو زكريا القرشي المخزومي مولاهم, المصري. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ الإِمَامِ مَالِكٍ "المُوَطَّأَ" مَرَّاتٍ، وَمِنَ اللَّيْثِ كَثِيْراً، وَبَكْرِ بنِ مُضَرَ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ، وَيَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَارِئِ، وَالمُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِزَامِيِّ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ المَاجَشُوْنِ, وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ, وَهِقْلِ بنِ زِيَادٍ, وَابْنِ وَهْبٍ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَحَرْمَلَةُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَسَهْلُ بنُ زَنْجَلَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ, وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ, وَرَوْحُ بنُ الفَرَجِ, وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ العَلاَّفُ, وَيَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صَالِحٍ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَخَيْرُ بنُ مُوَفَّقٍ, وَأَبُو الأَحْوَصِ العُكْبَرِيُّ, وَمَالِكُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَيْفٍ, وَأَبُو خَيْثَمَةَ عَلِيُّ بنُ عَمْرِو بنِ خَالِدٍ الحَرَّانِيُّ, وَابْنُهُ؛ عَبْدُ المَلِكِ بنُ يَحْيَى, وَالحَسَنُ بنُ الفَرَجِ الغَزِّيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. احْتَجَّ بِهِ الشَّيْخَانِ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ". وَأَمَّا أَبُو حَاتِمٍ، فَقَالَ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. قَالَ: وَكَانَ يَفْهَمُ هذا الشأن. وقال النَّسَائِيُّ: ضَعِيْف. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ فِي نِصْفِ صَفَرٍ. قُلْتُ: كَانَ غَزِيْرَ العِلْمِ، عَارِفاً بِالحَدِيْثِ، وَأَيَّامِ النَّاسِ، بَصِيْراً بِالفَتْوَى، صَادِقاً، دَيِّناً، وَمَا أَدْرِي مَا لاَحَ لِلنَّسَائِيِّ مِنْهُ حَتَّى ضَعَّفَهُ, وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَهَذَا جَرْحٌ مَرْدُوْدٌ فَقَدْ احْتَجَّ بِهِ الشَّيْخَانِ, وَمَا عَلِمتُ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً حَتَّى أُورِدَهُ. وَقَدْ قَالَ أَسْلَمُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: حَدَّثَنَا بَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ: أَنَّ يَحْيَى بنَ بُكَيْرٍ سَمِعَ "المُوَطَّأَ" مِنْ مَالِكٍ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً. قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يحيى بن بكير -وسمع "المُوَطَّأَ" مِنْ طَرِيقِهِ مِنْ شَيْخِنَا أَبِي الحُسَيْنِ الحَافِظِ- أَخْبَرَنَا مُكْرَمٌ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ، أَخْبَرَنَا الفَقِيْهُ نَصْرٌ، أَخْبَرَنَا المِيْمَاسِيُّ, أَخْبَرْنَا ابْنُ وَصِيْفٍ الغَزِّيُّ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ الفَرَجِ بِغَزَّةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن بكير عن مالك.

_ 1 ترجمته في التاريخ "8/ ترجمة 3019"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 347"، والضعفاء والمتروكين للنسائي "ترجمة 624"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 682"، والكاشف "3/ ترجمة 6303"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 425"، والمغني "2/ ترجمة 7005"، والعبر "1/ 410"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9564"، وتهذيب التهذيب "11/ 237"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 347"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 71".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ كِنْدِيٍّ قِرَاءةً، عَنِ المُؤَيَّدِ الطُّوْسِيِّ، أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ الفَضْلِ الفُرَاوِيَّ، وَأَخْبَرُوْنَا عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ القاري، وَأَخْبَرُوْنَا عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مَسْرُوْرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ نُجَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بنِ مُسلمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ بنِ جَزْءٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ وَبُطُوْنِ الأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ" 2. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإسناد من العوالي.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 190-191" من طريق هارون، عن عبد الله بن وهب، حدثني حيوة به. ولم يرفعه. وله شواهد منها حديث أبي هريرة مرفوعًا: $"ويل للأعقاب من النار"، عند البخاري "165"، ومسلم "242". وشاهد آخر عند عبد الله بن عمرو بن العاص: عند البخاري "60"، وسلم "241"، وأبي داود "97". وشاهد ثالث عند جابر: عند أحمد "3/ 316 و 369"، وابن ماجه "454"، والطبراني في "الأوسط" "2830". وشاهد راجع من حديث معيقيب: عنه أحمد "3/ 426". وشاهد خامس: من حديث عائشة: عند مسلم "240"، وابن ماجه "451" و"452"، وأحمد "6/ 99".

أبو الينبغي

1748- أَبُو اليَنْبَغِي 1: شَاعِرٌ, مُحْسِنٌ، ذُو مِزَاحٍ وَهَجْوٍ وَمَدْحٍ لِلْخُلَفَاءِ وَالقُوَّادِ. أَفْرَدَ المَرْزُبَانِيُّ أَخْبَارَهُ، وَكَانَ يَقُوْلُ: خَدَمْتُ المَنْصُوْرَ وَلِيَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَعَاشَ إِلَى دَوْلَةِ المُعْتَصِمِ وَهُوَ القَائِلُ فِي عُرْسِ بُوْرَانَ: بَارَكَ اللهُ لِلْحَسَنْ ... وَلِبُوْرَانَ فِي الخَتَنْ يَا إِمَامَ الهُدَى ظَفِرْ ... تَ وَلَكِنْ ببنت من

_ 1 لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من مصادر.

الحميدي

1749- الحميدي 1: "خ، د، ت، س" عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عُبَيْدِ اللهِ بنِ أُسَامَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حُمَيْدِ بنِ زُهَيْرِ بنِ الحَارِثِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى. وَقِيْلَ: جَدُّهُ هُوَ: عِيْسَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ حُمَيْدٍ, الإِمَامُ, الحَافِظُ, الفَقِيْهُ, شَيْخُ الحَرَمِ, أَبُو بَكْرٍ القُرَشِيُّ, الأَسَدِيُّ, الحُمَيْدِيُّ, المَكِّيُّ, صَاحِبُ "المُسْنَدِ". حَدَّثَ عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ, وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ -فَأَكْثَرَ عَنْهُ وَجَوَّدَ- وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ العَمِّيِّ, وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ, وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ, وَمَرْوَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ, وَوَكِيْعٍ, وَالشَّافِعِيِّ, وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ, وَلَكِنْ لَهُ جَلاَلَةٌ فِي الإِسْلاَمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَالذُّهْلِيُّ وَهَارُوْنُ الحمال وأحمد بن الأَزْهَرِ وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ وَمُحَمَّدُ بنُ سَنْجَرَ وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَرْقِيِّ وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى وَأَبُو حَاتِمٍ وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْس المَكِّيُّ وَرَّاقُهُ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: الحُمَيْدِيُّ عِنْدَنَا إِمَامٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ابْنِ عُيَيْنَةَ الحُمَيْدِيُّ, وَهُوَ رَئِيْسُ أَصْحَابِ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ إِمَامٌ. قَالَ الحُمَيْدِيُّ: جَالَسْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً, أَوْ نَحْوَهَا. وَقَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ, وَمَا لَقِيْتُ أَنْصَحَ للإِسْلاَمِ وَأَهلِهِ مِنْهُ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الهَرَوِيُّ, قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ, وَمَاتَ فِي أَوَّلِهَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ قَبْلَ قُدُومِنَا بِسَبْعَةِ أَشْهُرٍ, فَسَأَلْتُ عَنْ أَجلِّ أَصْحَابِ ابْنِ عُيَيْنَةَ, فَذُكِرَ لِيَ الحُمَيْدِيُّ, فَكَتَبْتُ حَدِيْثَ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْهُ. وَرَوَى يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ, عَنِ الحُمَيْدِيِّ، قَالَ: كُنْتُ بِمِصْرَ, وَكَانَ لِسَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ حَلْقَةٌ فِي مَسْجِدِ مِصْرَ, وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ خُرَاسَانَ وَأَهْلُ العِرَاقِ, فجلست إليهم, فذكروا شيخًا

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "5/ 502"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 276"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 264"، والأنساب للسمعاني "4/ 231"، واللباب لابن الأثير "1/ 392"، وتذكرة الحفاظ "1/ 419", والعبر "1/ 377"، والكاشف "2/ ترجمة 2749"، وتهذيب التهذيب "5/ 215"، وتقريب التهذيب "1/ 415"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3497"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 45".

لسفيان فقالوا: كم يكون حديثه؟ فقلت: كَذَا وَكَذَا. فَسَبَّحَ سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ وَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَأَنكرَ ابْنُ دَيْسَمٍ, وَكَانَ إِنْكَارُ ابْنِ دَيْسَمٍ أَشَدَّ عَلَيَّ, فَأَقْبَلْتُ عَلَى سَعِيْدٍ فَقُلْتُ: كَمْ تَحْفَظُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ. فَذَكَرَ: نَحْوَ النِّصْفِ مِمَّا قُلْتُ، وَأَقْبَلْتُ عَلَى ابْنِ دَيْسَمٍ فَقُلْتُ: كَمْ تَحْفَظُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ. فَذَكَرَ: زِيَادَةً عَلَى مَا قَالَ سَعِيْدٌ نَحْوَ الثَّلاَثِيْنَ مِمَّا قُلْتُ أَنَا، فَقُلْتُ: لِسَعِيْدٍ تَحْفَظُ مَا كَتَبْتَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ. فَقَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَعُدَّ. وَقُلْتُ لابْنِ دَيْسَم: فَعُدَّ مَا كَتَبْتَ، قَالَ: فَإِذَا سَعِيْدٌ يُغْرِبُ عَلَى ابْنِ دَيْسَمٍ بِأَحَادِيْثَ وَابْنُ دَيْسَمٍ يُغْرِبُ عَلَى سَعِيْدٍ فِي أَحَادِيْثَ كَثِيْرَةٍ فَإِذَا قَدْ ذَهَبَ عَلَيْهِمَا أَحَادِيْثُ يَسِيْرَةٌ فَذَكَرْتُ مَا ذَهَبَ عَلَيْهِمَا فَرَأَيْتُ الحَيَاءَ وَالخَجَلَ فِي وُجُوْهِهِمَا. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ الحُمَيْدِيُّ: مِنْ بَنِي أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ صاحب ابن عيينة وروايته ثِقَةٌ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ. مَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ, وَكَذَا أَرَّخَ البُخَارِيُّ وَقِيْلَ: سَنَةَ عِشْرِيْنَ. وَلَهُ رِوَايَةٌ فِي مُقَدِّمَةِ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَهْلٍ القُهُسْتَانِيُّ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ صَاحِبَ بَلْغَمٍ, أَحْفَظَ مِنَ الحُمَيْدِيِّ, كَانَ يَحْفَظُ لِسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ عَشْرَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ المَرْوَزِيُّ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه يقول: الأَئِمَّةُ فِي زَمَانِنَا الشَّافِعِيُّ وَالحُمَيْدِيُّ وَأَبُو عُبَيْدٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ خَلَفٍ: سَمِعْتُ الحُمَيْدِيَّ يَقُوْلُ: مَا دُمْتُ بِالحِجَازِ, وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ بِالعِرَاقِ, وَإِسْحَاقُ بِخُرَاسَانَ لاَ يَغْلِبُنَا أَحَدٌ. وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: الحُمَيْدِيُّ إِمَامٌ فِي الحَدِيْثِ. قَالَ الفِرَبْرِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُهَلَّبِ البُخَارِيُّ, حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ, قَالَ: وَاللهِ لأَنْ أَغْزُوَ هَؤُلاَءِ الَّذِيْنَ يَرُدُّوْنَ حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَغزُوَ عِدَّتَهُم مِنَ الأَترَاكِ. قُلْتُ: لَمَّا تُوُفِّيَ الشَّافِعِيُّ, أَرَادَ الحُمَيْدِيُّ أَنْ يَتَصَدَّرَ مَوْضِعَهُ, فَتَنَافَسَ هُوَ وَابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ عَلَى ذَلِكَ, وَغَلَبَهُ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ عَلَى مَجْلِسِ الإِمَامِ, ثُمَّ إِنَّ الحُمَيْدِيَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ, وَأَقَامَ بِهَا يَنْشُرُ العِلْمَ رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ, أَخْبَرَنَا

المَكَارِمِ المُبَارَكُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ, أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يَقُوْلُ: آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَشَفَ السِّتَارَةَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا رَأَوْهُ كَأَنَّهُم تَحَرَّكُوا، فَأَشَارَ إِلَيْهِم رَسُوْلُ اللهِ أَنِ امْضُوا، فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ كَأَنَّهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، وَأَلْقَى السجف، وَتُوُفِّيَ مِنْ آخِرِ ذَلِكَ اليَوْمِ1. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ الحُلْوَانِيِّ وَعَبْدٍ عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ صَالِحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَوْلُهُ: وَتُوُفِّيَ مِنْ آخِرِ ذَلِكَ اليَوْمِ. غَرِيْبٌ، إِنَّمَا المَحْفُوْظُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي أَوَائِلِ النَّهَارِ قَبْلَ الظُّهْرِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ. وَيَقَعُ حَدِيْثُ أَبِي بَكْرٍ الحُمَيْدِيِّ عَالِياً فِي "الغَيْلاَنِيَّاتِ". أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَبِي نَصْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ قَوَامٍ, وَعِدَّةٌ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْنُ الزُّبَيْدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ, أَخْبَرَنَا الدَّاوُوْدِيُّ, أَخْبَرْنَا ابْنُ حَمُّوَيْه, أَخْبَرْنَا ابْنُ مَطَرٍ, حَدَّثَنَا البُخَارِيُّ, حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ, أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُوْلُ عَلَى المِنْبَرِ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَاتِ ... ". وَذَكَرَ الحَدِيْثَ2. هَذَا أَوَّلُ شَيْءٍ افتَتَحَ بِهِ البُخَارِيُّ "صَحِيْحَهُ" فَصَيَّرَهُ كَالخُطْبَةِ لَهُ. وَعَدَلَ عَنْ رِوَايَتِهِ افْتِتَاحاً بِحَدِيْثِ مَالِكٍ الإِمَامِ إِلَى هَذَا الإِسْنَادِ؛ لِجَلاَلَةِ الحُمَيْدِيِّ وَتَقَدُّمِهِ؛ وَلأَنَّ إِسْنَادَهُ هَذَا عَزِيْزُ المِثْلِ جِدّاً لَيْسَ فِيْهِ عَنْعَنَةٌ أَبَداً، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُم صَرَّحَ بالسماع له.

_ 1 صحيح: أخرجه الحميدي "1188"، وأخرجه البخاري "680"، ومسلم "419". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1"، ومسلم "1907"، وهو عند الحميدي "28".

يحيى بن أبي الخصيب

1750- يَحْيَى بنُ أَبِي الخَصيب 1: زِيَادٍ الرَّازِيُّ الحَافِظُ، قَاضِي عُكْبَرَا. كَانَ أَحَدَ الأَئِمَّةِ. رَوَى عَنْ: حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَمُعَاوِيَةَ الضَّالِّ، وَمَرْحُوْمِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعَلِيِّ بنِ مُسْهِرٍ، وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَخَلْقٍ. وَلَهُ: رِحْلَةٌ، وَمَعْرِفَةٌ. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَامِرٍ الأَنْطَاكِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ، وَعَلِيُّ بنُ مَيْسَرَةَ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كَانَ ثِقَةً، مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، مَا أَعْلَمُ كَانَ فِي زَمَانِهِ أَكْثَرَ حَدِيْثاً مِنْهُ قُلْتُ: وَلاَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى، وَلاَ أَبُو جَعْفَرٍ الجَمَّالُ؟ قَالَ: وَلاَ هَذَانِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ مَشْهُورٌ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 619".

المقعد

1751- المقعد 1: "ع" عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ أَبِي الحَجَّاجِ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، أَبُو مَعْمَرٍ المِنْقَرِيُّ مَوْلاَهُمْ البَصْرِيُّ، المُقْعَدُ. وَاسْمُ جَدِّهِ: مَيْسَرَةُ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الوَارِثِ بنِ سَعِيْدٍ -فَأَكْثَرَ وجوَّد- وَأَبِي الأَشْهَبِ العُطَارِدِيِّ جَعْفَرِ بنِ حَيَّانَ، وَمُلاَزِمِ بنِ عَمْرٍو وَعَبْثَرِ بنِ القَاسِمِ وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَدِيْنِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، وطائفةٍ. وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ لَكِنَّهُ مُتْقِنٌ لِعِلْمِهِ وَكَانَ عَدْلاً ضَابِطاً، إِلاَّ أَنَّهُ قَدَرِيٌّ، مِنْ غِلْمَانِ عَبْدِ الوَارِثِ فِي ذَلِكَ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ وَالفَضْلُ بنُ سَهْلٍ وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بنُ وَارَةَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ الحَافِظُ وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ خِرَاشٍ وَالرَّمَادِيُّ وَالبِرْتِيُّ وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو الأَحْوَصِ العُكْبَرِيُّ وَخَلْقٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: هُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَرَوَى إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنَيْدِ عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ، نَبِيْلٌ، عَاقِلٌ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: كَانَ ثِقَةً, ثَبْتاً, صَحِيْحَ الكِتَابِ, وَكَانَ يَقُوْلُ بِالقَدَرِ، وَكَانَ غَالباً على عبد الوارث.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 475"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 125"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 549"، وتاريخ بغداد "10/ 24"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 509"، والكاشف "2/ ترجمة 2912"، وتهذيب التهذيب "5/ 335"، وتقريب التهذيب "1/ 436"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3687"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 54".

قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: قَدْ كَتَبْتُ كُتُبَ عَبْدِ الوَارِثِ عَنْ وَلَدِهِ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ أَكْتُبَهَا عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ. قُلْتُ: يَقُوْلُ عَلِيٌّ مِثْلَ هَذَا القَوْلِ، مَعَ أَنَّهُ قَدْ لَقِيَ أَيْضاً عَبْدَ الوَارِثِ، وَسَمِعَ مِنْهُ جُمْلَةَ أَحَادِيْثَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: بَلَغَنِي عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: أَبُو مَعْمَرٍ فِي عَبْدِ الوَارِثِ أَحَبُّ إليَّ مِنْ عَبْدِ الوَارِثِ فِي رِجَالِهِ. ثُمَّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَبَا مَعْمَرٍ يَقُوْلُ لِيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: شَيْخٌ كَتَبَ عَنِّي كِتَابَ الحُرُوْفِ، قَالَ: وَكَانَ الأَرُزِّيُّ لاَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ لِلْقَدَرِ، يَخَافُهُ عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ لاَ يَتَكَلَّمُ فِيْهِ, وَهُوَ أَثْبَتُ مِنْ عَبْدِ الصَّمدِ مِرَاراً. قُلْتُ: يُرِيْدُ بِالحُرُوْفِ حَرْفَ أَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ, كَانَ عَبْدُ الوَارِثِ قَدْ تَلاَ عَلَى أَبِي عَمْرٍو, وَجَوَّدَ, فَأَخَذَ ذَلِكَ عَنْهُ أَبُو مَعْمَرٍ المُقْعَدُ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: أَبُو مَعْمَرٍ: ثِقَةٌ يَرَى القَدَرَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ, مُتْقِنٌ, قَوِيُّ الحَدِيْثِ, غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَحْفَظُ, وَكَانَ لَهُ قَدْرٌ عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ حَافِظٌ -يَعْنِي: أَنَّهُ كَانَ مُتْقِناً، مُحَرِّراً لِكُتُبِهِ. وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: صَدُوْقٌ، قَدَرِيٌّ. قَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: إِنَّمَا قَدَّمْتُهُ لِقِدَمِ وَفَاتِهِ، وَلاَ يَقَعُ لَنَا حَدِيْثُهُ فِيْمَا عَلِمْتُ عَالِياً، وَهُوَ عِنْدِي فِي "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ", وَ"مُسْنَدِ الدَّارِمِيِّ", وَحَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ مَعَ بِدْعَتِهِ -نَسْأَلُ اللهَ التَّوفِيْقَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ: أَخْبَرْنَا ابْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرْنَا ابْنُ البَطِّيِّ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أيوب, أخبرنا بن شَاذَانَ, أَخْبَرْنَا ابْنُ زِيَادٍ القَطَّانُ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ وَمُسَدَّدٌ, قَالاَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "المراء في القرآن كفر" 1.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "2/ 286 و424 و475 و503 و528"، وأبو داود "4603"، والحاكم "2/ 223"، وأبو نعيم في "الحلية" "8/ 212-213"، وفي "أخبار أصبهان" "2/ 123"، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، به، وقال الحاكم: صحيح، ووافقه الذهبي. قلت: بل إسناده حسن، محمد بن عمرو بن علقمة، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". فالإسناد به حسن.

سليمان بن داود

1752-سليمان بن داود 1: "4" ابن الأمير داود بنُ عَلِيِّ بنِ البَحْرِ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ الشَّرِيْفُ، الإِمَامُ، البَارِعُ، الحَافِظُ، السَّرِيُّ, أَبُو أَيُّوْبَ الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ, مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ. سَمِعَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ سَعْدٍ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ جَعْفَرٍ, وَعَبْثَرَ بنَ القَاسِمِ, وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي الزِّنَادِ, وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ, وَهُشَيْماً, وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَةُ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الزَّعْفَرَانِيُّ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَعْقَلَ مِنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ: أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَسُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ الهَاشِمِيِّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَعَنِ ابْنِ وَارَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ سُلَيْمَانَ الهَاشِمِيَّ يَقُوْلُ: رُبَّمَا أُحَدِّثُ بِحَدِيْثٍ وَاحِدٍ، وَلِي نِيَّةٌ، فَإِذَا أَتَيْتُ عَلَى بَعْضِهِ، تَغَيَّرَتْ نِيَّتِي، فَإِذَا الحَدِيْثُ الوَاحِدُ يَحْتَاجُ إِلَى نِيَّاتٍ. عِنْدِي حَدِيْثٌ كَتَبْتُهُ فِي غَيْرِ هَذَا المَوْضِعِ مِنْ رِوَايَةِ الإمام أحمد, عن سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ الهَاشِمِيِّ, عَنِ الشَّافِعِيِّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ, وَأَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: مَاتَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَرُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, أَنَّهُ قَالَ: كَانَ يَصْلُحُ لِلْخِلاَفَةِ، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 343"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 1789"، والكنى للدولابي "1/ 102"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 492"، وتاريخ بغداد "9/ 31"، والعبر "1/ 376"، والكاشف "1/ ترجمة 2104" وتهذيب التهذيب "4/ 187"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2686" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 45".

معلي بن أسد

1753- مُعَلَّى بن أسدٍ 1: "خَ، م، ت، س، ق". الحَافِظُ, الحُجَّةُ, أَبُو الهَيْثَمِ العَمِّي, البَصْرِيُّ, أَخُو بَهْزِ بنِ أَسَدٍ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المُخْتَارِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ المُثَنَّى الأَنْصَارِيِّ، وَوُهَيْبِ بنِ خَالِدٍ، وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ, وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ, وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ. وَرَوَى مُسْلِمٌ, وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ, وَحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ, وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ, وَسُلَيْمَانُ بنُ مَعْبَدٍ، وَحَفْصُ بنُ عُمَرَ سِنْجَةُ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ, وَعُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ, وَهِلاَلُ بنُ العَلاَءِ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنَ الأَئِمَّةِ الأَثْبَاتِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مَا أَعْلَمُ أَنِّي عَثَرْتُ لَهُ عَلَى خَطَأٍ سوى حديث واحد. قَالَ خَلِيْفَةُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ فِي رَمَضَانَ, سَنَةَ ثمان عشرة ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1542"، وتهذيب التهذيب "10/ 236".

سنيد

1754- سُنَيد 1: "ق" الإِمَامُ، الحَافِظُ، مُحَدِّثُ الثَّغْرِ، أَبُو عَلِيٍّ حُسَيْنُ بنُ دَاوُدَ. وَلَقَبُهُ: سُنَيْدٌ المَصِّيْصِيُّ، المُحْتَسِبُ, صَاحِبُ "التَّفْسِيْرِ الكَبِيْرِ". حَدَّثَ عَنْ: حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ, وَجَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيِّ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ, وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ, وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ, وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ, وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الدَّيرعاقولي. وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمْ يَكُنْ بِذَاكَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. قُلْتُ: مَشَّاه النَّاسُ، وَحَمَلُوا عَنْهُ وَمَا هُوَ بِذَاكَ المتقن. ومات فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. خَرَّج لَهُ ابن ماجه حديثًا واحدًا.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1428"، وتاريخ بغداد "8/ 42"، والكاشف "1/ ترجمة 2181"، وتذكرة الحفاظ "2/ 468"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3567"، وتهذيب التهذيب "4/ 244"، وتقريب التهذيب "1/ 335"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2890"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 59".

محمد بن سلام

1755- محمد بن سلام 1: "خ" ابن الفرج، الإِمَامُ الحَافِظُ، النَّاقِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ مَوْلاَهُمْ، البُخَارِيُّ, البِيْكَنْدِيُّ. رَأَى مَالِكَ بنَ أَنَسٍ، وَلَمْ يَتَّفِقْ لَهُ السَّمَاعُ مِنْهُ. وَرَوَى عَنْ: أَبِي الأَحْوَصِ سَلاَّمِ بنِ سُلَيْمٍ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ, وَهُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَأَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ, وَعِيْسَى بنِ مُوْسَى غُنْجَارَ, وَزَائِدَةَ بنِ أَبِي الرّقَادِ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ وَاصِلٍ, وَأَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ بُجَيْرٍ, وَأَحْمَدُ بنُ الضُّوْءِ, وَحُمَيْدُ بنُ النَّضْرِ, وَطُفَيْلُ بنُ زَيْدٍ النَّسَفِيُّ, وَخَلْقٌ مِنْ أَهْلِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ وَأَئِمَّةِ الأَثَرِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ الهَيْثَمِ الشَّاشِيُّ: قَالَ لِي يَحْيَى بنُ يَحْيَى: بِخُرَاسَانَ كَنْزَانِ: كَنْزٌ عِنْدَ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمٍ البِيْكَنْدِيِّ, وَكَنْزٌ عِنْدَ إِسْحَاقَ بنِ راهويه. وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ السَّمَرْقَنْدِيُّ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُبَشِّرٍ الكَرْمِيْنِيِّ, قَالَ: انكَسَرَ قَلَمُ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمٍ البِيْكَنْدِيِّ فِي مَجْلِسِ شَيْخٍ, فَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى: قَلَمٌ بِدِيْنَارٍ, فَطَارَتْ إِلَيْهِ الأَقلاَمُ. قُلْتُ: كَانَ مُحْتَشِماً, ذَا أَمْوَالٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ البِيْكَنْدِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ الحُسَيْنِ يَقُوْلُ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمٍ فِي مَنْزِلِهِ, فَدُقَّ بَابُهُ, فَخَرَجَ, فَقَالَ الشَّخْصُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ, أَنَا جِنِّيٌّ, رَسُوْلُ مَلِكِ الجِنِّ إِلَيْكَ, يُسَلِّمُ عَلَيْكَ, وَيَقُوْلُ: لاَ يَكُوْنُ لَكَ مَجْلِسٌ إِلاَّ يَكُوْنُ مِنَّا فِي مَجْلِسِكَ أَكْثَرُ مِنَ الإِنسِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ: هَذِهِ حِكَايَةٌ مُسْتَفِيْضَةٌ عِنْدَنَا مَشْهُوْرَةٌ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمٍ, قَالَ: لَمْ أَجْلِسْ فِي سُوقِ بِيْكَنْدَ مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ سَهْلُ بنُ المُتَوَكِّلِ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ سَلاَمٍ يَقُوْلُ: أَنَا مُحَمَّدُ بن سلام -بالتخفيف.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 314"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1508"، والأنساب للسماعني "2/ 374"، والكاشف "3/ ترجمة 4974"، والعبر "1/ 395"، وتهذيب التهذيب "9/ 212"، وتقريب التهذيب "2/ 168"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6191"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 57".

قُلْتُ: بِكُلٍّ قَالُوا, فَقَدْ ذُكِرَ التَّثْقِيلُ، وَلَمْ يَثْبُتْ. وَقَدْ دَخَلَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمٍ خُوَارِزْمَ مَعَ غُنْجَارَ، وَسَمِعَا بِهَا مِنْ: عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ الأَسْوَدِ البَصْرِيِّ، وَمُغِيْرَةَ بنِ مُوْسَى صَاحِبِ سعيد بن أبي عروبة. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ وَاصِلٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بن سلام يقول: كتبت عن أربعمائة شَيْخٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ سَلاَمٍ يَقُوْلُ: أَدْرَكْتُ مَالِكاً فَإِذَا النَّاسُ يقرءون عَلَيْهِ فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ. وَقَالَ سَهْلُ بنُ المُتَوَكِّلِ: سَمِعْتُ مُحَمَّداً يَقُوْلُ: أَنْفَقْتُ فِي طَلَبِ العِلْمِ أَرْبَعِيْنَ أَلفاً وَأَنْفَقْتُ فِي نَشْرِهِ أَرْبَعِيْنَ أَلفاً وَلَيْتَ مَا أَنْفَقْتُ فِي طَلَبِهِ كَانَ فِي نَشْرِهِ -أَوْ كَمَا قَالَ. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ شُرَيْحٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ سَلاَمٍ يَقُوْلُ: أَحْفَظُ نَحْواً مِنْ خَمْسَةِ آلاَفِ حَدِيْثٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغُنْجَارُ: كَانَ لاِبْنِ سَلاَمٍ مُصَنَّفَاتٌ فِي كُلِّ بَابٍ مِنَ العِلْمِ, وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي حَفْصٍ أَحْمَدَ بنِ حَفْصٍ الفَقِيْهِ مَودَّةٌ وَأُخُوَّةٌ مَعَ تَخَالُفِهِمَا فِي المذهب. قال يحيى بن جعفر البيكدي: وُلِدَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمٍ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيْهَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. قَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ فِي سَابِعِ صَفَرٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

علي بن معبد

1756- علي بن مَعْبَد 1: ابن شداد، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الفَقِيْهُ، أَبُو الحَسَنِ وَأَبُو مُحَمَّدٍ العَبْدِيُّ الرَّقِّيُّ، نَزِيْلُ مِصْرَ مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ. حَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ, وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ, وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو الرَّقِّيِّ, وَمُوْسَى بنِ أَعْيَنَ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ, وَأَبِي الأَحْوَصِ, وَابْنِ عُيَيْنَةَ, وَهُشَيْمٍ, وَالمُعَافَى بنِ عِمْرَانَ, وَالمُسَيَّبِ بنِ شَرِيْكٍ, وَعَتَّابِ بنِ بَشِيْرٍ, وَابْنِ وَهْبٍ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ, وَالشَّافِعِيِّ, وَخَلْقٍ. رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ: "الجَامِعَ الكَبِيْرَ", وَ"الجَامِعَ الصَّغِيْرَ". رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَأَبُو عُبَيْدٍ, وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ, وَخُشَيْشُ بنُ أَصْرَمَ, وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ, وَبَحْرُ بنُ نَصْرٍ, وَسَمُّوْيَه, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ, وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ الفَقِيْهُ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَمِقْدَامُ بنُ دَاوُدَ الرُّعَيْنِيُّ, وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ, وَأَبُو يَزِيْدَ القَرَاطِيْسِيُّ, وَيَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صَالِحٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: انْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِ المَأْمُوْنِ وَقَدْ أَبَيْتُ عَلَيْهِ الدُّخُولَ فِيْمَا عَرَضَهُ مِنَ القَضَاءِ بِمِصْرَ، فَرَشْتُ حَصِيراً, وَقَعَدْتُ عَلَى بَابِي فَمَرَّ رَجُلاَنِ يَقُوْلُ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: وَاللهِ مَا صَحَّ لَهُ إِلَى الآنَ شَيْءٌ, وَقَدْ فَتَحَ بَابَهُ, وَفَرَشَ حَصِيرَهُ, فَدَخَلْتُ, وَجلَسْتُ دَاخِلَ بَابِي, وَقُلْتُ: أَقْرَبُ إِلَى مَنْ يَجِيئُنِي. فَمَرَّ رَجُلاَنِ, فسمعت أحدهما يَقُوْلُ: مَا صَحَّ لَهُ شَيْءٌ, وَأَغْلَقَ بَابَهُ, فَكَيْفَ لَوْ صَحَّ لَهُ شَيْءٌ؟ وَقَالَ سُلَيْمَانُ الكَيْسَانِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ مَعْبَدٍ يَقُوْلُ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ المَأْمُوْنِ أَنْ قَالَ: إِنْ كَانَ لَكَ أَخٌ صَالِحٌ فَاسْتَعِنْ بِهِ كَمَا اسْتَعَنْتُ بِأَخِي هَذَا. فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ إِنَّ لِي حُرْمَةً. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: سَمَاعِي مَعَكُمْ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ, وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، قَالَ: وَأَيْنَ كُنْتَ تَسْمَعُ؟ قُلْتُ: فِي دَارِ الرَّشِيْدِ. قَالَ: وَكَيْفَ دَخَلْتَ؟ قُلْتُ: بِأَبِي. قَالَ: مَنْ أَبُوكَ؟ قُلْتُ: مَعْبَدُ بنُ شَدَّادٍ. فَأَطْرَقَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ مِنْ طَاعَتِنَا عَلَى غَايَةٍ فَلِمَ لاَ تَكُوْنُ مِثْلَهُ? قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كُنْيتُهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ، مَرْوَزِيُّ الأَصْلِ، قَدِمَ مِصْرَ مَعَ أَبِيْهِ مَعْبَدٍ، وَكَانَ يَذْهَبُ فِي الفِقْهِ مَذْهَبَ أَبِي حَنِيْفَةَ، وَرَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ "الجَامِعَ الكَبِيْرَ", وَ"الصَّغِيْرَ"، تُوُفِّيَ بِمِصْرَ، لِعَشْرٍ بَقِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ, سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2458"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 463"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1124"، والكشاف "2/ ترجمة 4030"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5946"، وتهذيب التهذيب "7/ 384"، وتقريب التهذيب "2/ 44"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5052".

فأما علي بن معبد بن نوح

1757- فأما علي بن معبد بن نوح 1: الإِمَامُ، الحَافِظُ، أَبُو الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ الصغير. فَيَرْوِي عَنْ: عَبْدِ الوَهَّابِ الخَفَّافِ, وَزَيْدِ بنِ يَحْيَى بنِ عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَرَوْحِ بنِ عُبَادَةَ، وَعَلِيِّ بنِ مَعْبَدِ بنِ شَدَّادٍ، وَأَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بنِ القَاسِمِ، وَيَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ, وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَأَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، وَأَبِي بَدْرٍ السَّكُوْنِيِّ, وَطَبَقَتِهِم, وَلَهُ رِحْلَةٌ وَبَصَرٌ بِهَذَا الشَّأْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الوَكِيْعِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ سِرَاجٍ المِصْرِيُّ وَعَلِيُّ بنُ سَعِيْدٍ الرَّازِيُّ، وَزَكَرِيَّا خَيَّاطُ السُّنَّةِ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المُهَنْدِسُ, وَأَبُو بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ التَّرْخُمِيُّ, وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُجَيْرٍ, وَأَبُو الحَسَنِ بنُ جَوْصَا, وَأَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ، سَكَنَ مِصْرَ، وَكَانَ أَبُوْهُ وَالِياً عَلَى طَرَابُلُسَ المَغْرِبِ، قُلْتُ: وَكَانَ أَخُوْهُ عُثْمَانُ بنُ مَعْبَدٍ مِنَ القُرَّاءِ، وَلَكِنْ مَا عَرَفْتُ عَلَى مَنْ قَرَأَ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبْنَا شَيْئاً مِنْ حَدِيْثِ عَلِيِّ بنِ مَعْبَدِ بنِ نُوْحٍ بِمَكَّةَ، وَكَانَ حَاجّاً فَلَمْ يُقْضَ لَنَا السَّمَاعُ مِنْهُ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَكَانَ صَدُوْقاً. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ الجِعَابِيِّ: نَزَلَ مِصْرَ, وَعِنْدَهُ عَجَائِبُ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ"، وَقَالَ: مستقيم الحديث. قُلْتُ: قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ: عِنْدَهُ عَجَائِبُ: عِبَارَةٌ مُحْتَمِلَةٌ لِلتَّلْيِينِ, فَلاَ تُقْبَلُ إِلاَّ مُفَسَّرَةٌ، وَالرَّجُلُ فَثِقَةٌ صَادِقٌ صَاحِبُ حَدِيْثٍ, وَلَكِنَّهُ يَأْتِي بِغَرَائِبَ عَنْ مَنْ يَحْتَمِلُهَا. قَالَ الطَّحَاوِيُّ: مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَكَذَا أَرَّخَهُ ابْنُ يُوْنُسَ, وَكَانَ تَاجِراً. قَالَ شَيْخُنَا المِزِّيُّ: قِيْلَ: إِنَّ النَّسَائِيَّ رَوَى عَنْهُ، وَلَمْ أَقِفْ عَلَى ذَلِكَ. قُلْتُ: قَدْ رَوَى النَّسَائِيُّ فِي "مسند مالك"، عن زكريا، عنه.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1125"، وتاريخ بغداد "12/ 109"، والكاشف "2/ ترجمة 4031"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5945"، وتهذيب التهذيب "7/ 385"، وتقريب التهذيب "2/ 44"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5052".

النفيلي

1758- النفيلي 1: "خ، 4" عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ نفيل بن زراع بن علي. وَقِيْلَ: ابْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسِ بنِ عُصْم، الإِمَامُ، الحَافِظُ، عَالِمُ الجَزِيْرَةِ، أَبُو جَعْفَرٍ القُضَاعِيُّ، ثُمَّ النُّفَيْلِيُّ، الحَرَّانِيُّ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ. حَدَّثَ عَنْ: مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَمَعْقِلِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، وَعُفَيْرِ بنِ مَعْدَانَ، وَزُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ, وَخُلَيْدِ بنِ دَعْلَجٍ, وَأَبِي مَهْدِيٍّ سَعِيْدِ بنِ سِنَانٍ الحِمْصِيِّ, وَعِكْرِمَةَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَزْدِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ الحُجُبِيِّ -آخِرِ مَنْ حَدَّثَ عَنْ: صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ- وَهُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ, وَعَبْدِ الرحمن بن أبي الرجال, وزيد بن السَّائِبِ الجَزَرِيِّ, وَأَبِي المَلِيْحِ الرَّقِّيِّ, وَعَبَّادِ بنِ كَثِيْرٍ الرَّمْلِيِّ, وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ, وَالدَّرَاوَرْدِيِّ, وَابْنِ المُبَارَكِ, وَالنَّضْرِ بنِ عَرَبِيٍّ, وَمُوْسَى بنِ أَعْيَنَ, وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ -فَأَكْثَرَ- وَأَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بنُ سَيْفٍ، وَعَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ, وَأَبُو زُرْعَةَ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَالذُّهْلِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ دَيْزِيْلَ, وَالفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ, وَأَبُو الأَصْبَغِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَرْقَسَانِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عِقَالٍ, وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَرَوَى البُخَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدٍ -غَيْرِ مَنْسُوْبٍ- عَنِ النُّفَيْلِيِّ، فَقِيْلَ: هُوَ الذُّهْلِيُّ، وَقِيْلَ: البُوْشَنْجِيُّ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ أَثْنَى عَلَى النُّفَيْلِيِّ، وَقَالَ: كَانَ يَمُرُّ مَعِي إِلَى مِسْكِيْنِ بنِ بُكَيْرٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يُثنِي عَلَى النُّفَيْلِيِّ. وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنَ النُّفَيْلِيِّ. قُلْتُ: وَلاَ عِيْسَى بنُ شَاذَانَ؟ قَالَ: وَلاَ عِيْسَى، وَكَانَ الشاذَكوني لاَ يُقِرُّ لأَحَدٍ فِي الحِفْظِ إِلاَّ لِلنُّفَيْلِيِّ، وَكَانَ أَحْمَدُ إِذَا ذَكَرَهُ, يُعَظِّمُهُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَمَا رَأَينَا لَهُ كِتَاباً قط, وكل ما حدثنا, فمن حفظه.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 487"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 209"، والجرح والتعديل "5/ 735"، والكاشف "2/ ترجمة 3001"، والعبر "1/ 417"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 447"، وتهذيب التهذيب "6/ 16"، وتقريب التهذيب "1/ 448"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3793"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 80".

قَالَ: وَقُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: أَيُّمَا أَثْبَتُ في زهير: أحمد بن يونس، أو النُّفَيْلِيُّ؟ فَقَالَ: أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ رَجُلٌ صَدُوْقٌ، وَالنُّفَيْلِيُّ صَاحِبُ حَدِيْثٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ فِي عَتَّابِ بنِ بَشِيْرٍ: تَرَكَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِأَخَرَةٍ، وَكَفَّ أَحْمَدُ عَنْ حَدِيْثِهِ, وَذَاكَ أَنَّ الخَطَّابِيَّ حَدَّثَهُ عَنْهُ بِحَدِيْثٍ، فَقَالَ لِي أَحْمَدُ: أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ يُحَدِّثُ عَنْهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَبُو جَعْفَرٍ أَعْلَمُ بِهِ. قَالَ الآجُرِّيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ: أَشْهَدُ عَلَى أَنِّي لَمْ أَرَ أَحْفَظَ مِنَ النُّفَيْلِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُفَيْلٍ الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ, مَأْمُوْنٌ, مُحْتَجٌّ بِهِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: كَتَبُوا عَنْهُ فِي أَيَّامِ هُشَيْمٍ. قَالَ أَبُو الفَضْلِ يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ الفَقِيْهُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سَلَمَةَ النَّيْسَابُوْرِيَّ يَحكِي عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمِ بنِ وَارَةَ، قَالَ: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ بِمِصْرَ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ بِبَغْدَادَ, وَابْنُ نُمَيْرٍ بِالكُوْفَةِ, وَالنُّفَيْلِيُّ بِحَرَّانَ هَؤُلاَءِ أَرْكَانُ الدِّيْنِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ: كَانَ النُّفَيْلِيُّ مُتْقِناً, يَحْفَظُ، سَمِعْتُ مَكْحُوْلاً، سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ أَبَانٍ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ أَهْلٌ أَنْ يُقْتَدَى بِهِ. وَعَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: وَكِيْعٌ وَابْنُ مَهْدِيٍّ, وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَرَابِعُهُمُ: النُّفَيْلِيُّ. قَالَ خَلِيْفَةُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قِيْلَ: مَاتَ فِي أَحَدِ الرَّبِيعَيْنِ وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التسعين.

الجرمي

1759- الجرمي 1: "خَ، م" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ، أَبُو عُبَيْدِ اللهِ، سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ الجَرْمِيُّ، الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: شَرِيْكٍ, وَعَمْرِو بنِ أَبِي المِقْدَامِ, وَحَاتِمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ, وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْجَرَ, وَعَمْرِو بنِ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ, وَيَعْقُوْبَ بنِ أَبِي المُتَّئِدِ, وَالقَاضِي أَبِي يُوْسُفَ, وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ, وَمُسْلِمٌ. وَرَوَى: أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ, وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا, وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الله المخرمي, وآخرون. سُئِلَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَنْهُ, فَقَالَ: صَدُوْقٌ، كَانَ يَسْمَعُ مَعَنَا الحَدِيْثَ، وَيَطْلُبُ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: هُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ يَتَشَيَّعُ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَيُّوْب المُخَرِّمِيُّ: كَانَ إِذَا قَدِمَ بَغْدَادَ نَزَل عَلَى أَبِي, وَكَانَ إِذَا جَاءَ ذِكْرُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رُبَّمَا سَكَتَ, وَإِذَا جَاءَ ذِكْرُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا: مَاتَ عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ, وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ, وَأَحْمَدُ بنُ جَمِيْلٍ, وَأَحْمَدُ بنُ جَنَابٍ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ الصِّيْنِيُّ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ حَمْزَةَ, وَإِسْحَاقُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الطَّالْقَانِيُّ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ سَعِيْدٍ الشَّالَنْجِيُّ الفَقِيْهُ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عِيْسَى العَطَّارُ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي سَمِيْنَةَ, وَسَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو الأَشْعَثِيُّ, وَأَمِيْرُ خُرَاسَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِرٍ الخُزَاعِيُّ, وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ صَالِحٍ البُرْجُمِيُّ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ يَحْيَى المَدَنِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ, وَعَوْنُ بنُ سَلاَّمٍ الكُوْفِيُّ, وَأَبُو غَسَّانَ مَالِكٌ المِسْمَعِيُّ, وَمَحْبُوْبُ بنُ مُوْسَى الأَنْطَاكِيُّ, وَمَهْدِيُّ بنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ, وَعَتِيْقُ بنُ يَعْقُوْبَ الزُّبَيْرِيُّ, وَإِسْحَاقُ بنُ عُمَرَ بنِ سَلِيْطٍ البصري, والحسن بن الحكم القطربلي2.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1713"، والجرح التعديل "4 / ترجمة 216"، وتاريخ بغداد "9/ 87"، والكاشف "1/ ترجمة 1970"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3264"، والمغني "1/ ترجمة 2449"، وتهذيب التهذيب "4/ 76"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2532". 2 القُطربُلُي: نسبه إلى قُطْربُل، قرية من قرى بغداد.

عمر بن حفص بن غياث

1760- عُمر بن حفص بن غِياث 1: "خَ، م، د، ت، س" عَنْ: أَبِيْهِ؛ قَاضِي الكُوْفَةِ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ، وَغَيْرِهِم. يُكْنَى: أَبَا حَفْصٍ، وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ الأَثْبَاتِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الشَّيْخَانِ فِي "صَحِيْحَيهِمَا". وَرَوَى أَرْبَابُ السُّنَنِ -سِوَى ابْنِ مَاجَهْ- عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ, وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه, وَأَحْمَدُ بنُ مُلاَعِبٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: تَبِعْتُهُ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَلَمْ يَتَّفِقْ لِي أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ. قَالَ البُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ عَنْ غَيْرِ أَبِيْهِ، وَكَانَ مُكْثِراً عَنْهُ مَلِيّاً بِهِ. مات عن بضع وخمسين سنة، بالكوفة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 413"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 1994"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة رقم 544"، والعبر "1/ 385"، والكاشف "2/ ترجمة 4100"، وتهذيب التهذيب "7/ 435"، وتقريب التهذيب "2/ 53"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5140"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 50".

خالد بن خلي

1761- خالد بن خَلِيّ 1: القَاضِي، الإِمَامُ، الحَافِظُ، أَبُو القَاسِمِ الكَلاَعِيُّ, الحِمْصِيُّ، قَاضِي بَلَدِهِ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: بَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ, وَمُحَمَّدِ بنِ حَرْبٍ, وَسَلَمَةَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ العوْصِيُّ, وَمُحَمَّدِ بنِ حِمْيَرٍ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ فِي "صَحِيْحِهِ"، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، وَوَلَدُهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ خَالِدِ بنِ خَلِيٍّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ نُبَلاَءِ العُلَمَاءِ. قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سَعِيْدٍ القَاضِي: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بنَ عَبْدِ الحَمِيْدِ البَهْرَانِيَّ يَقُوْلُ: لَمَّا وَجَّهَ المَأْمُوْنُ إِلَى أَهْلِ حِمْصَ لِيَقْدَمُوا عَلَيْهِ دِمَشْقَ, وَقَعَ الاخْتِيَارُ عَلَى أَرْبَعَةٍ: يَحْيَى بنِ صَالِحٍ الوُحَاظِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ عَيَّاشٍ، وَأَبِي اليَمَانِ، وَخَالِدِ بنِ خَلِيٍّ. قَالَ: فَأَوَّلُ مَنْ دَخَلَ أَبُو اليَمَانِ. فَقَالَ لَهُ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ: مَا تَقُوْلُ فِي يَحْيَى بنِ صَالِحٍ؟ فَقَالَ: أَوْرَدَ عَلَيْنَا مِنْ هَذِهِ الأَهْوَاءِ شَيْئاً لاَ نَعْرِفُهُ. قَالَ: فَمَا تَقُوْلُ فِي عَلِيِّ بنِ عَيَّاشٍ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ صَالِحٌ لاَ يَصْلُحُ لِلْقَضَاءِ. قَالَ: فَخَالِدُ بنُ خَلِيٍّ؟ قَالَ: أَنَا أَقرَأْتُهُ القُرْآنَ. فَأَمَرَ به, فأخرج. ثُمَّ أُدْخِلَ يَحْيَى بنُ صَالِحٍ، فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي أَبِي اليَمَانِ؟ قَالَ: شَيْخٌ مِنْ شُيُوخِنَا، مُؤَدِّبُ أَوْلاَدِنَا. قَالَ: فَعَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ؟ قَالَ: رَجُلٌ صَالِحٌ، لاَ يَصْلُحُ. قَالَ: فَخَالِدُ بنُ خَلِيٍّ؟ قَالَ: عَنِّي أَخَذَ العِلْمَ, وَكَتَبَ الفِقْهَ. فَأُخْرِجَ. وَأُدْخِلَ عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ، فَحَادَثَهُ, وَقَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي أَبِي اليَمَانِ؟ فَقَالَ: شَيْخٌ صَالِحٌ، يَقْرَأُ القُرْآنَ. قَالَ: فَيَحْيَى؟ قَالَ: أَحَدُ الفُقَهَاءِ. قَالَ: فَخَالِدُ بنُ خَلِيٍّ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِن أَهْلِ العِلْمِ. ثُمَّ أَخَذَ يَبْكِي. ثُمَّ أُدْخِلَ خَالِدٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا تَقُوْلُ فِي أَبِي اليَمَانِ؟ قَالَ: شَيْخُنَا, وَعَالِمُنَا, وَمَنْ قَرَأْنَا عَلَيْهِ القُرْآنَ. قَالَ: فَيَحْيَى؟ قَالَ: أَخَذْنَا عَنْهُ العِلْمَ وَالفِقْهَ. قَالَ: فَابْنُ عَيَّاشٍ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِن الأَبْدَالِ، إِذَا نَزَلَتْ بِنَا نَازِلَةٌ, سَأَلْنَاهُ, فَدَعَا اللهَ فَكَشَفَهَا، فَإِذَا أَصَابَنَا القَحْطُ سَأَلْنَاهُ فَدَعَا اللهَ تَعَالَى, فَسَقَانَا الغَيثَ, قَالَ: فَعَمَدَ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ إِلَى سِتْرٍ رَقِيْقٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المَأْمُوْنِ, فَرَفَعَهُ, فَقَالَ لَهُ المَأْمُوْنُ: هَذَا يَصلُحُ لِلْقَضَاءِ, فَوَلِّهِ, فَأَمَرَ بِالخِلَعِ, فَخُلِعَتْ عَلَى خَالِدٍ, وَوَلاَّهُ القَضَاءَ. قُلْتُ: لَمْ أَظْفَرْ لَهُ بِوَفَاةٍ، كَأَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 498"، والكنى للدولابي "2/ 84"، والجرح والتعديل، "3/ ترجمة 1496"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 113"، والكاشف "1/ ترجمة 1321"، وتهذيب التهذيب "3/ 86"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1749". "خلي": قيده أبو نصر بن ماكولا بتخفيف اللام.

ابنه محمد بن خالد بن خلي

1762- ابنه محمد بن خالد بن خلي 1: "س" الإِمَامُ، العَالِمُ، الحُجَّةُ، أَبُو الحُسَيْنِ الحِمْصِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ, وَأَحْمَدَ بنِ خَالِدٍ الوَهْبِيِّ, وَأَبِي اليَمَانِ, وَبِشْرِ بنِ شُعَيْبٍ. رَوَى عَنْهُ: النَّسَائِيُّ، وَحَاجِبُ بنُ أَرَّكِيْنَ، وَابْنُ جَوْصَا، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَأَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، وَوَلَدُهُ؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدِ بنِ خَلِيٍّ، وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَعَاشَ إِلَى حُدُوْدِ سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1343"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 113"، والكاشف "3/ ترجمة 4892"، وتهذيب التهذيب "9/ 140"، وتقريب التهذيب "2/ 157"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6178".

محمد بن المنهال

1763- محمد بن المنهال 1: "خ، م، د" الضرير، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، الإِمَامُ، أَبُو جَعْفَرٍ -وَقِيْلَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ- التَّمِيْمِيُّ, البَصْرِيُّ، صَاحِبُ يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ, وَرَاوِيَتُهُ. وَحَدَّثَ أَيْضاً عَنْ: أَبِي عَوَانَةَ, وَجَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيِّ, وَمَخْشِيِّ بنِ مُعَاوِيَةَ البَاهِلِيِّ, وَحَبِيْبَةَ بِنْتِ حَمَّادٍ المَازِنِيَّةِ, وَجَمَاعَةٍ يَسِيْرَةٍ. وَلَمْ يَرْحَلْ, وَلاَ كَتَبَ, بَلْ كَانَ يَحْفَظُ. رَوَى عَنْهُ: البُخَارِيُّ, وَمُسْلِمٌ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ, وَحَرْبٌ الكَرْمَانِيُّ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ وَاصِلٍ البُخَارِيُّ, وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ, وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ, وَمُضَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ, وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ, وَيَعْقُوْبُ بنُ شيبة, وَيُوْسُفُ القَاضِي, وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ, وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ العِجْلِيُّ: بَصْرِيٌ, ثِقَةٌ, لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ, قُلْتُ لَهُ: لَكَ كِتَابٌ؟ فَقَالَ: كِتَابِي صَدْرِي. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كَتَبَ عَنْهُ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ كِتَابَ يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَهُوَ حَافِظٌ، كَيِّسٌ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أُمَيَّةَ بنِ بِسْطَامَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُوْلُ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بنَ المِنْهَالِ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيَّ "تَفْسِيْرَ أَبِي رَجَاءَ" لِيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ, فَأَملَى عَلَيَّ مِنْ حِفْظِهِ نِصْفَهُ, ثُمَّ أَتَيتُه يَوْماً آخر بعد كم، فَأَملَى عَلَيَّ مِنْ حَيْثُ انْتَهَى، فَقَالَ: خُذْ فَتَعَجَّبتُ, وَكَانَ يَحْفَظُ حَدِيْثَ يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ. وَقَالَ القَاسِمُ بنُ صَفْوَانَ البَرْذَعِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بنِ خُرَّزَاذَ: أَحْفَظُ مَنْ رَأَيْتُ أَرْبَعَةٌ: مُحَمَّدُ بنُ المِنْهَالِ الضَّرِيْرُ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرْعَرَةَ, وَأَبُو زُرْعَةَ, وَأَبُو حَاتِمٍ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَى يَذْكُرُ مُحَمَّدَ بنَ مِنْهَالٍ الضَّرِيْرَ, وَيُفَخِّمُ أَمرَهُ, وَيَذْكَرُ أَنَّهُ كَانَ أَحْفَظَ مَنْ بِالبَصْرَةِ فِي وَقْتِهِ, وَأَثْبَتَهُم فِي يزيد بن زريع.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 786"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 371" و"2/ 257"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 396"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 454"، والكاشف "3/ ترجمة 5257"، والعبر "1/ 410"، وتهذيب التهذيب "9/ 475"، وتقريب التهذيب "2/ 210"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6679"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 71".

وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، قَالَ: مَاتَ بِالبَصْرَةِ لَيْلَةَ الأَحَدِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ: مَاتَ فِي آخِرِ شَعْبَانَ. وَالأَوَّلُ أَصَحُّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الغَنَائِمِ المُسْلِمُ بنُ مُحَمَّدٍ القَيْسِيُّ فِيْمَا حَدَّثَ بِهِ وَأَجَازَهُ لِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي الأَنْصَارِيُّ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وعشرين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ كَيْسَانَ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ القَاضِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المِنْهَالِ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ, حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ, وَشُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ عَنْ عَامِرِ بنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ -أُخْتِهِ- قَالَتْ: "كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصْبِحُ فِيْنَا جُنُباً مِنْ غَيْرِ احْتِلاَمٍ ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِماً"1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ, غَرِيْبٌ. وَعَامِرٌ: مِنَ الطُّلَقَاءِ. تَفَرَّدَ بِإِخْرَاجِه النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيْقِ يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيْدٍ فَقَطْ. وَمِنْ غَرِيْبِ الاتِّفَاقِ: وَفَاةُ سَمِيِّهِ وَشَرِيْكِهِ فِي اللِّقَاءِ مَعَهُ فِي عَامٍ, وَهُوَ:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1925"، ومسلم "1109"، وأبو داود "2388".

محمد بن المنهال البصري

1764- مُحَمَّدُ بنُ المِنْهَالِ البَصْرِيُّ 1: العَطَّارُ، أَخُو الحَافِظِ الثِّقَةِ حَجَّاجِ بنِ مِنْهَالٍ الأَنْمَاطِيِّ. يَرْوِي عَنْ: يَزِيْدَ بنِ زُريع, وَجَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ وَفَيَّاضِ بنِ ثَابِتٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, وَمُطَيَّنٌ, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ هَذَا وَعَنِ الضَّرِيْرِ، فَقَالَ: جَمِيْعاً ثِقَتَانِ، وَالضَّرِيْرُ أَحْفَظُ، وَأَكْيَسُ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ". قَالَ شَيْخُنَا أَبُو الحَجَّاجِ: وَقِيْلَ: إِنَّهُ مَاتَ أَيْضاً فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ البَصْرِيُّ الأَثْرَمُ، وَعُبَادَةُ بنُ زِيَادٍ الكُوْفِيُّ، وَخَالِدُ بنُ مِرْدَاسٍ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو يَعْقُوْبَ البُوَيْطِيُّ الفَقِيْهُ، وَمُحْرِزُ بنُ عَوْنٍ، وَأَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الخُزَاعِيُّ الشَّهِيْدُ، وَعَلِيُّ بنُ حَكِيْمٍ الأَوْدِيُّ, وَخَلَفُ بنُ سَالِمٍ الحَافِظُ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرْعَرَةَ, وَهَارُوْنُ بنُ مَعْرُوْفٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاءَ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ, وَأَخُوْهُ مُحَمَّدٌ, وَأُمَيَّةُ بنُ بِسْطَامَ, وَكَامِلُ بنُ طَلْحَةَ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 395"، وتهذيب التهذيب "9/ 476"، وتقريب التهذيب "2/ 210"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6680"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 71".

ابن سماعة

1765- ابن سَماعة 1: قَاضِي بَغْدَادَ, العَلاَّمَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ سَمَاعَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ هِلاَلٍ التَّيْمِيُّ, الكُوْفِيُّ, صَاحِبُ أَبِي يُوْسُفَ وَمُحَمَّدٍ. حَدَّثَ عَنْ: اللَّيْثِ، وَالمُسَيَّبِ بنِ شَرِيْكٍ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ الضَّبِّيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَنْبَرٍ الوَشَّاءُ. وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ. قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَوْ أَنَّ المُحَدِّثِيْنَ يَصدُقُوْنَ فِي الحَدِيْثِ كَمَا يَصْدُقُ ابْنُ سَمَاعَةَ فِي الفِقْهِ، لَكَانُوا فِيْهِ عَلَى نِهَايَةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَطِيَّةَ: كَانَ وِردُه فِي اليَوْمِ مائَتَيْ رَكْعَةٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَكَثتُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً لَمْ تَفُتْنِي التَّكبِيرَةُ الأُوْلَى, إِلاَّ يَوْمَ مَاتَتْ أُمِّي، فَصَلَّيْتُ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ صَلاَةً، أُرِيْدُ التضعيف. قُلْتُ: وَلِيَ القَضَاءَ لِلرَّشِيْدِ بَعْدَ يُوْسُفَ بنِ أَبِي يُوْسُفَ، وَدَامَ إِلَى أَنْ ضَعُفَ بَصَرُه، فَصَرَفَهُ المُعْتَصِمُ بِإِسْمَاعِيْلَ بنِ حَمَّادٍ. عُمِّرَ مائَةَ سَنَةٍ وَثَلاَثَ سِنِيْنَ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 341"، وتهذيب التهذيب "9/ 204"، وتقريب التهذيب "2/ 167" وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6277".

يحيى بن بشر

1766 - يحيى بن بشر 1: "م" ابن كثير، المُحَدِّثُ، الإِمَامُ، الثِّقَةُ، أَبُو زَكَرِيَّا الأَسَدِيُّ، الكُوْفِيُّ, الحَرِيْرِيُّ، التَّاجِرُ. قَدِمَ دِمَشْقَ، فَسَمِعَ مِنْ: مُعَاوِيَةَ بنِ سَلاَّمٍ الحَبَشِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَسَعِيْدِ بنِ بِشْرٍ, وَمَعْرُوْفٍ الخَيَّاطِ، وَبِالكُوْفَةِ مِنْ: جَعْفَرٍ الأَحْمَرِ، وَالفَضْلِ بنِ صَدَقَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى, وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ, وَمُطَيَّنٌ وَمُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ, وَالحُسَيْنُ بنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ. قَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَدِمَ دِمَشْقَ تَاجِراً، وَتُوُفِّيَ بِالكُوْفَةِ، فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا وَرَّخُه: البَغَوِيُّ. وَقَالَ مُطَيَّنٌ وَحدَهُ: سَنَةَ سَبْعٍ. كَذَا فِي النُّسْخَةِ وَمَا أَكْثَرَ مَا يَتَصَحَّفُ تِسْعٌ بِسَبْعٍ!

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 411"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 554"، وتذكرة الحفاظ "2/ 442"، والكاشف "3/ ترجمة 6249"، والعبر "1/ 400"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9467"، وتهذيب التهذيب "11/ 189"، وتقريب التهذيب "2/ 343".

ابن أبي الأسود

1767- ابن أبي الأسود 1: "خَ، د، ت" الإِمَامُ, الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدِ بن الأسود البصري. تخرج بخاله؛ عبد الرحمن بنِ مَهْدِيٍّ. سَمِعَ مِنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَجَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَأَبِي عَوَانَةَ, وَعَبْدِ الوَاحِدِ بن زياد, وزيد بنِ زُرَيْعٍ, وَحَاتِمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ, وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَجَدِّهِ؛ أَبِي الأَسْوَدِ, وَحُمَيْدِ بنِ الأَسْوَدِ, وَطَائِفَةٍ. وَتَوَسَّعَ فِي العِلْمِ، وَوَلِيَ قَضَاءَ هَمْدَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ. وَرَوَى: التِّرْمِذِيُّ, عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ. وَمِنَ الرَّاوِيْنَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ سَمُّوْيَه، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ, وَعُثْمَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خُرَّزَاذَ, وَسَمِعَ وَهُوَ حَدَثٌ بِاعْتِنَاء خَالِهِ. رَوَى عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مَنْصُوْرٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ، وَلَكِنَّهُ سَمِعَ وَهُوَ صَغِيْرٌ مِنْ أبي عوانة وقد كان يطلب الحديث. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ حَافِظاً, مُتْقِناً، سَكَنَ بَغْدَادَ. قَالَ أَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ وَغَيْرُهُ: مَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ سِتُّوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: فَعَلَى هَذَا يَكُوْنُ مَوْلُِدُه ظنًّا في سنة ثلاث وستين ومائة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 594"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 733"، وتاريخ بغداد "10/ 62"، والكاشف "2/ ترجمة 2987"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4559"، وتهذيب التهذيب "6/ 6"، وتقريب التهذيب "1/ 446"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3776".

الفروي

1768- الفَرْوي 1: "خَ، ت، ق" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، العَالِمُ، أَبُو يَعْقُوْبَ إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي فَرْوَةَ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمْ، الفَرْوِيُّ، المَدَنِيُّ. سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ جَعْفَرِ بنِ أَبِي كَثِيْرٍ, وَمَالِكَ بنَ أَنَسٍ, وَسُلَيْمَانَ بنَ بِلاَلٍ, وَعُبَيْدَةَ بنَ نَائِلٍ, وَنَافِعَ بنَ أَبِي نُعَيْمٍ, وَابْنَ أَبِي حَازِمٍ, وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ، وَإِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الصَّائِغُ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، وَلَكِنْ ذَهَبَ بصره، فربما لقن, وكتبه صحيحة. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ". وَوَهَّاهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَنَقَمَ عَلَيْهِ رِوَايَتَه؛ لِحَدِيْثِ الإِفْكِ عَنْ مَالِكٍ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيْفٌ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ، وَيُوبِّخُوْنَه عَلَى هَذَا. قُلْتُ: القَوْلُ مَا قَالهُ فِيْهِ أَبُو حَاتِمٍ، أَمَا عَمُّ أَبِيْهِ؛ إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ, فَذَاكَ وَاهٍ. قَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ الفَرْوِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ أَيْضاً: التِّرْمِذِيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ، وَوَقَعَ لَنَا فِي "جُزْءِ ابْنِ دَيْزِيْلَ" حَدِيْثُ الإِفكِ، رواه عن الفروي، عن مالك.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1281"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 820"، والأنساب للسمعاني "9/ 288"، واللباب لابن الأثير "2/ 426"، وميزان الاعتدال "1/ 198"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 422"، وتهذيب التهذيب "1/ 428"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 58".

عبد الرحمن بن سلام

1769- عبد الرحمن بن سلام 1: "م" ابن عبيد الله الجمحي مَوْلاَهُمُ البَصْرِيُّ، الإِمَامُ، الثِّقَةُ, أَبُو حَرْبٍ، أَخُو مُحَمَّدِ بنِ سَلاَّمٍ الجُمَحِيِّ الأَخْبَارِيِّ. حَدَّثَ عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ طَهْمَانَ، وَأَبِي المِقْدَامِ هِشَامِ بنِ زِيَادٍ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَمُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ, والربيع بن مسلم وجماعة. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ تَمْتَامُ, وَمُعَاذُ بنُ المُثَنَّى, وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, وَأَبُو خَلِيْفَةَ الجُمَحِيُّ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. قَالَ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ: مَاتَ بِالبَصْرَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: كان من أبناء التسعين. وكذلك أخوه:

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1154"، والكاشف "2/ ترجمة 3257"، وتهذيب التهذيب "6/ 192"، وتقريب التهذيب "1/ 483"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4120".

محمد بن سلام

1770- محمد بن سَلام ٍ1: العَلامة، أَبُو عَبْدِ اللهِ الجُمَحِيُّ، وَوَلاَؤُهُم لِقُدَامَةَ بنِ مظعونٍ. كَانَ عَالِماً, أَخْبَارِيّاً, أَدِيْباً, بَارِعاً. حَدَّثَ عَنْ: مُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ, وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ, وَأَبِي عَوَانَةَ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، وَثَعْلَبٌ, وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ وَأَبُو خَلِيْفَةَ, وَعَدَدٌ كثير. قَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: صَدُوْقٌ. قُلْتُ: صَنَّفَ كِتَابَ "طَبَقَاتِ الشُّعَرَاءِ". قَالَ الحُسَيْنُ بنُ فَهْمٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ بَغْدَادَ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ، فَاعتَلَّ عِلَّةً شَدِيْدَةً، فَأَهْدَى إِلَيْهِ الرُّؤَسَاءُ أَطِبَّاءهُم, وَكَانَ مِنْهُم ابْنُ مَاسُوَيْه الطَّبِيْبُ, فَلَمَّا رَآهُ, قَالَ: مَا أَرَى مِنَ العِلَّةِ كَمَا أَرَى مِنَ الجَزَعِ. قَالَ: وَاللهِ مَا ذَاكَ لِحِرصٍ عَلَى الدُّنْيَا مَعَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ فِي غَفْلَةٍ حَتَّى يُوقَظَ بِعِلمِهِ. فَقَالَ: لاَ تَجْزَعْ فَقَدْ رَأَيْتُ فِي عِرْقِكَ مِنَ الحَرَارَةِ الغَرِيْزِيَّةِ وَقُوَّتِهَا مَا إِنْ سَلَّمَكَ اللهُ مِنَ العَوَارِضِ, بَلَّغَكَ عَشْرَ سِنِيْنَ أُخْرَى، قَالَ ابْنُ فَهْمٍ: فَوَافَقَ كَلاَمُهُ قَدَراً، فَعَاشَ كَذَلِكَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. وَقَالَ أَبُو خَلِيْفَةَ: ابْيَضَّتْ لِحْيَةُ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَّمٍ وَرَأْسُهُ, وَلَهُ سَبْعٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: أَفْنَيتُ ثَلاَثَةَ أَهْلِيْنَ مَاتُوا, وَهَا أَنَا فِي الرَّابِعَةِ وَلِيَ أَوْلاَدٌ. قُلْتُ: عَاشَ نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1510"، وتاريخ بغداد "5/ 327"، والأنساب للسمعاني "3/ 299"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "18/ 204"، وميزان الاعتدال "3/ 567"، والعبر "1/ 409"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 114-115"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 260"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 115"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 71".

أحمد بن شبيب

1771- أحمد بن شبيب 1 "خ، س" ابن سعيد، الحَبَطي الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ، المُجَاوِرُ بِمَكَّةَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَمَرْوَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَالفَلاَّسُ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ, وَأَبُو زُرْعَةَ, وَالفَسَوِيُّ, وَخَلْقٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1495" والجرح والتعديل "2/ ترجمة 70"، والأنساب للسمعاني "4/ 49"، وميزان الاعتدال "1/ 103"، والكاشف "1/ ترجمة 38"، وتهذيب التهذيب "1/ 36".

أبو توبة الحلبي

1772- أبو توبة الحلبي 1: "خَ، م، د" الإِمَامُ، الثِّقَةُ، الحَافِظُ، بَقِيَّةُ المَشَايِخِ، أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيْعُ بنُ نَافِعٍ الحَلَبِيُّ، نَزِيْلُ طَرَسُوْسَ الَّتِي هِيَ اليَوْمَ مِنْ بِلاَدِ الأَرْمَنِ. مَوْلِدُهُ: فِي حُدُوْدِ الخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ مِنْ: مُعَاوِيَةَ بنِ سَلاَّمٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ مُهَاجِرٍ, والهيثم بن حُمَيْدٍ, وَيَحْيَى بنِ حَمْزَةَ القَاضِي, وَشَرِيْكٍ القَاضِي, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ, وَالحَكَمِ بنِ ظُهَيْرٍ, وَيَزِيْدَ بنِ المِقْدَامِ, وَابْنِ المُبَارَكِ, وَأَبِي المَلِيْحِ الرَّقِّيِّ, وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ, وَأَبِي الأَحْوَصِ، وَطَبَقَتِهِم. وَوَعَى عِلْماً جَمّاً، وَعُمِّرَ دَهْراً، وَارتَحَلُوا إِلَيْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَأَبُو دَاوُدَ فِي "سُنَنِهِ", وَيَزِيْدُ بنُ جَهْوَرٍ الطَّرَسُوْسِيُّ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ, وَزُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ قُمَيْرٍ, وَأَحْمَدُ بنُ خُلَيْدٍ الحَلَبِيُّ, وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، وَمِنْ أَقْرَانِهِ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ. وَحَدَّثَ: البُخَارِيُّ, وَمُسْلِمٌ, وَالنَّسَائِيُّ, وَالقَزْوِيْنِيُّ فِي كُتُبِهِم، عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، حُجَّةٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَدِمَ أَبُو تَوْبَةَ الكُوْفَةَ، وَلَمْ يَرْحَلْ إِلَى البَصْرَةِ، وَكَانَ يَحْفَظُ الطِّوَالَ يَجِيْءُ بِهَا, وَرَأَيْتُهُ يَمْشِي حَافِياً وَعَلَى رَأْسِهِ الطَّوِيْلَةُ. قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ مِنَ الأَبْدَالِ -رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: هُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ سَلاَّمٍ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ الفَسَوِيُّ: كَانَ لاَ بَأْسَ بِهِ، توفي سنة إحدى وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ، وَإِنَّمَا قَدَّمْتُ تَرْجَمَتَهُ لِقِدَمِهِ وَنُبلِهِ، وَلِذَلِكَ مَا أَزَالُ مُتَرَدِّداً فِي الكَهْلِ القَدِيْمِ المَوْتِ، وَفِي المُعَمَّرِ الَّذِي تأخر.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 956"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 201 و212" و"2/ 340"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 2105"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 485"، والكاشف "1/ ترجمة 1554"، وتهذيب التهذيب "3/ 251"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2034"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 99".

الخوشي

1773- الخُوْشِي 1: الإِمَامُ، الحَافِظُ، البَارِعُ، شَيْخُ خُرَاسَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَسَدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، الخُوْشِيُّ -بِوَاوٍ- وَيُقَالُ: الخُشِّي. سَمِعَ: الفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ المُبَارَكِ، وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ, وَبَقِيَّةَ بنَ الوَلِيْدِ, وَإِسْمَاعِيْلَ ابْنَ عُلَيَّةَ, وَالوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ, وَمَرْوَانَ بنَ مُعَاوِيَةَ الفَزَارِيَّ, وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ, وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ, وَأَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ, وَيَحْيَى بنُ الذُّهْلِيِّ, وَأَبُو لَبِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ السَّرَخْسِيُّ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعَ مِنْهُ أَبِي بِمَكَّةَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ, وَسُئِلَ عَنْهُ, فَقَالَ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: كَانَ أَحَدَ أَركَانِ الحَدِيْثِ, وَلَمَّا بَلَغَ إسحاق بن راهويه موته دخل علي بن طَاهِرٍ الأَمِيْرِ, فَقَالَ: آجَرَكَ اللهُ فِي نِصْفِ خراسان. وقال الخطيب, وغيره: كان ثقة. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البَيِّع: خُوْشُ: قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى إِسْفَرَايِيْنَ. وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ الحَافِظُ: كَتَبُوا عَنْهُ بِبَغْدَادَ، وَلَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: مَاتَ بُعَيدَ سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، أو فيها, وأثبته هنا لقدم وفاته.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1155"، والإكمال لابن ماكولا "3/ 265"، وتاريخ بغداد "3/ 81-82"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 469".

أصبغ بن الفرج

1774- أصْبَغ بن الفَرَج 1: "خ، ت"س" ابن سعيد بن نافع، الشَّيْخُ، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، مُفْتِي الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ، وَعَالِمُهَا, أَبُو عَبْدِ اللهِ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمْ, المِصْرِيُّ، المَالِكِيُّ. مَوْلِدُهُ بَعْدَ الخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَطَلَبَ العِلْمَ وَهُوَ شَابٌّ كَبِيْرٌ، فَفَاتَهُ مَالِكٌ وَاللَّيْثُ. فَرَوَى عَنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَأَخِيْهِ؛ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدٍ، وَحَاتِمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ السَّبِيْعِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ, وَابْنِ القَاسِمِ، وَبِهِمَا تَفَقَّهَ، وَحَوَى عِلْماً جَمّاً. حدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ, وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ, وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ الجِيْزِيُّ, وَإِسْمَاعِيْلُ سَمُّوْيَه, وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ السُّلَمِيُّ, وَأَبُو الدَّرْدَاءِ عبد العزيز بن منيب المَرْوَزِيُّ, وَيَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صَالِحٍ, وَبَكْرُ بنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ, وَأَبُو يَزِيْدَ يُوْسُفُ القَرَاطِيْسِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. ذَكَرَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، فَقَالَ: كَانَ مِنْ أَعْلَمِ خَلقِ اللهِ بِرَأْيِ مَالِكٍ يَعرِفُهَا مَسْأَلَةً مَسْأَلَةً, مَتَى قَالَهَا مَالِكٌ وَمَنْ خَالَفَهُ فِيْهَا. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ: أَصْبَغُ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ أَجَلَّ أَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: كَانَ يَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صَالِحٍ يَقُوْلُ: هُوَ مِنْ أَوْلاَدِ عَبِيْدِ المَسْجَدِ, كَانَ بَنُو أُمَيَّةَ يَشتَرُوْنَ لِلْمَسْجِدِ عَبِيداً يَخْدُمُونَهُ، فَأَصْبَغُ مِنْ أَوْلاَدِ أُوْلَئِكَ، وَكَانَ مُضْطَلِعاً بِالفِقْهِ وَالنَّظَرِ. ثُمَّ قَالَ: تُوُفِّيَ لأَرْبَعٍ بَقِيْنَ مِنْ شَوَّالٍ, سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ ذُكِرَ لِلْقَضَاءِ فِي مَجْلِسِ الأَمِيْرِ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ, فَسَبَقَهُ سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ قُدَيْدٍ, عَنْ يَحْيَى بنِ عُثْمَانَ بنِ صَالِحٍ, عَنْ أَبِي يَعْقُوْبَ البُوَيْطِيِّ: أَنَّهُ كَانَ حَاضِراً فِي مَجْلِسِ ابْنِ طَاهِرٍ حِيْنَ أَمَرَ بِإِحضَارِ شُيُوْخِ مِصْرَ. قَالَ: فَقَالَ لَنَا: إِنِّيْ جَمَعتُكُم لِتَرتَادُوا لأَنفُسِكُم قَاضِياً. فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ, ثُمَّ تَكَلَّمَ ابْنُ ضَمْرَةَ الزُّهْرِيُّ، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ, أَصْبَغُ بنُ الفَرَجِ الفَقِيْهُ العَالِمُ الورع، وذكر باقي الحكاية. قَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: مَا أَخْرَجَتْ مِصْرُ مِثْلَ أَصْبَغَ. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ الفَقِيْهُ: سَمِعْتُ المُزَنِيَّ, وَالرَّبِيْعَ, يَقُوْلاَنِ: كُنَّا نَأْتِي أَصْبَغَ قَبْلَ قُدُوْمِ الشَّافِعِيِّ, فَنَقُوْلُ لَهُ: عَلِّمْنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ, تَعَالَى. قَالَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ: أَصْبَغُ أَفْقَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1600"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 1219", ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 101"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 466"، والعبر "1/ 393"، والكاشف "1/ ترجمة 455"، وتهذيب التهذيب "1/ 361"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 56".

وَذَكَرَ عَلِيُّ بنُ قُدَيْدٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ أَصْبَغَ وَابْنِ عَبْدِ الحَكَمِ مُبَاعَدَةٌ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا يَرْمِي الآخَرَ بِالبُهْتَانِ. وَقَالَ ابْنُ وَزِيْرٍ: كَانَ أَصْبَغُ خَبِيْثَ اللِّسَانِ كَانَ صَاعِقَةً. قَالَ ابْنُ قُدَيْدٍ: كَتَبَ المُعْتَصِمُ فِي أَصْبَغَ لِيُحْمَلَ إِلَيْهِ فِي المِحْنَةِ، فَهَرَبَ -رَحِمَهُ اللهُ- وَاخْتَفَى بِحُلْوَانَ وَفِي ذَلِكَ يَقُوْلُ الجَمَلُ الشَّاعِرُ: وَطَوَيْتَ أَصْبَغَ حِقْبَةً فِي بَيْتِهِ ... فَسَتَرْنَهُ جُدُرُ البُيُوْتِ السُّتَّرِ أَبْدَلْتَهُ بِرِجَالِهِ وَجُمُوْعِهِ ... خَرْقاً مُقَاعَدَةَ النِّسَاءِ الخُدَّرِ فَإِذَا أَرَادَ مَعَ الظَّلاَمِ لِحَاجَةٍ ... أخذ النقاب وفضل مرط المعجر

المسندي

1775- المُسْنَدي 1: "خَ" الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، شَيْخُ مَا وَرَاءَ النهر مع محمد بن سلام, أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ يَمَانٍ الجُعْفِيُّ مَوْلاَهُمْ, البُخَارِيُّ, المَعْرُوْف: بِالمُسْنَدِيِّ؛ لِكَثْرَةِ اعتِنَائِه بِالأَحَادِيْثِ المُسْنَدَةِ. رَحَلَ، وطوَّف، وَسَمِعَ مِنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَمَرْوَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَإِسْحَاقَ الأَزْرَقِ، وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ فِي "صَحِيْحِهِ", وَالذُّهْلِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ وَاصِلٍ، وَالفَقِيْهُ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ، وَخَلْقٌ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الدِّيَارِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ الحَاكِمُ: هُوَ إِمَامُ الحَدِيْثِ فِي عَصْرِهِ بِمَا وَرَاءَ النَّهرِ بِلاَ مُدَافَعَةٍ وَهُوَ أُسْتَاذُ البُخَارِيِّ. قُلْتُ وَقَدْ أَسْلَمَ جَدُّ البُخَارِيِّ عَلَى يَدِيْ يَمَانٍ؛ جَدِّ المُسْنَدِيِّ. رَوَى غُنْجَار فِي "تَارِيْخِهِ" بإسناده: قال البخاري: قال لي الحسن ابن شُجَاعٍ: مِنْ أَيْنَ يَفُوتُكَ حَدِيْثٌ، وَأَنْتَ وَقَعتَ عَلَى كَنْزٍ؟! يَعْنِي: المُسْنَدِيَّ. تُوُفِّيَ المُسْنَدِيُّ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ: غَابَ أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ بَلَدِهِ، وَأَقَامَ فِي طلب الحديث فِي الآفَاقِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ: بِالمُسْنَدِيِّ، وَهُوَ مِنَ المَعْرُوْفِينَ مِنْ أَهْلِ العَدَالَةِ وَالصِّدْقِ، صَاحِبُ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ وَإِتْقَانٍ، رَأَيْتُهُ بِوَاسِطَ، كَانَ حَسَنَ القَامَةِ، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، وَرَجَعَ إِلَى بُخَارَى وَمَاتَ بِهَا. وَرُوِيَ عَنْ: خَلَفِ بنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ البُخَارِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي الحَسَنُ بنُ شُجَاعٍ: أَنْتَ مِنْ أَيْنَ يَفُوتُكَ الحَدِيْثُ، وَقَدْ وَقَعتَ عَلَى هَذَا الكَنْزِ؟! يَعْنِي: المُسْنَدِيَّ. وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ المُسْنَدِيِّ، قَالَ: وَدَّعْتُ الفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ، فَقُلْتُ: أَوْصِنِي. قَالَ: كُنْ ذَنَباً وَلاَ تَكُنْ رَأْساً. قَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ المُسْنَدِيُّ لِسِتٍّ بَقِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تسع.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 597"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 745"، وتاريخ بغداد "10/ 64"، والكاشف "2/ ترجمة 2994"، والعبر "1/ 405"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 507"، وتهذيب التهذيب "6/ 9"، وتقريب التهذيب "1/ 447"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3784".

المقدمي

1776- المُقَدَّمي 1: "خَ، م، س" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنُ عَلِيِّ بنِ عَطَاءِ بنِ مُقَدَّمٍ الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُمْ، البَصْرِيُّ, وَالِدُ المُحَدِّثِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَ عَنْ: عَمِّه؛ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ المُقَدَّمِيِّ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ, وَيُوْسُفَ بنِ المَاجَشُوْنِ, وَعَبَّادِ بنِ عَبَّادٍ المهلبي, وَفُضَيْلِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَعَثَّامِ بنِ عَلِيٍّ, وَطَبَقَتِهِم, فَأَكْثَرَ, وَأَتْقَنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ فِي كِتَابَيْهِمَا. وَرَوَى: النَّسَائِيُّ، عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ, وَإِسْمَاعِيْلُ القَاضِي, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَيُوْسُفُ القَاضِي, وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ, وَأَبُو يَعْلَى التَّمِيْمِيُّ, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ, وَخَلْقٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَأَبُو زُرْعَةَ. وَمَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقَدْ قَارَبَ الثَّمَانِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ. يَقَعُ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ فِي "صِفَةِ المُنَافِقِ"، وَفِي "مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى". وَكَانَ ابْنُه أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ صاحب حديث أيضًا.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 308"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 97"، والكنى للدولابي "2/ 60"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1178"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 479"، والعبر "1/ 419"، والكاشف "3/ ترجمة 4830"، وتهذيب التهذيب "9/ 79"، وتقريب التهذيب "2/ 148"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6086".

أحمد بن أبي شعيب

1777- أحمد بن أبي شعيبٍ 1: "خَ، د، ت، س" هُوَ: المُحَدِّثُ، الإِمَامُ أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي شُعَيْبٍ مُسْلِمٍ الأُمَوِيُّ، الحَرَّانِيُّ، مَوْلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. رَوَى عَنْ: زُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ, وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ, وَمُوْسَى بنِ أَعْيَنَ, وَالحَارِثِ بنِ عُمَيْرٍ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ, وَأَحْمَدُ بنُ فِيْلٍ, وَصَالِحُ بنُ عَلِيٍّ النَّوْفَلِيُّ, وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ جَبَلَةَ, وَحَفِيْدُهُ؛ أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الحَرَّانِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَرَوَى: البُخَارِيُّ, وَالتِّرْمِذِيُّ, وَالنَّسَائِيُّ, عَنْ رَجُلٍ, عَنْهُ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وثلاثين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1491"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 80"، والأنساب للسمعاني "4/ 98"، والكاشف "1/ ترجمة 47"، وتهذيب التهذيب "1/ 47".

أحمد بن عبد الملك

1778- أحمد بن عبد الملك 1: "خ، س، ق" ابن واقدٍ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُتْقِنُ, أَبُو يَحْيَى الأَسَدِيُّ مَوْلاَهُمْ، الحَرَّانِيُّ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ: مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ, وَأَبِي المَلِيْحِ الحَسَنِ بنِ عُمَرَ الرَّقِّيِّ, وَزُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ, وَأَبِي عَوَانَةَ, وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ, وَأَحْمَدُ بن جنبل, وَأَبُو زُرْعَةَ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ تَمْتَامُ, وَأَبُو شُعَيْبٍ الحَرَّانِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: رَأَيْتُهُ حَافِظاً لِحَدِيْثِه, صَاحِبَ سنة، فقيل له: أهل حران يسيئون الثَّنَاءَ عَلَيْهِ! فَقَالَ: أَهْلُ حَرَّانَ قَلَّ مَا يَرْضَوْنَ عَنْ إِنْسَانٍ, هُوَ يَغْشَى السُّلْطَانَ بِسَبَبِ ضيعة له. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ نَظِيْرَ النُّفَيْلِيِّ فِي الصِّدْقِ وَالإِتْقَانِ. قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ: النَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ. قَالَ أَبُو عَروبة: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الحَافِظِ بنِ بَدْرَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ قُدَامَةَ الفَقِيْهُ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو المَلِيْحِ عَنْ زِيَادِ بنِ بَيَانٍ, عَنْ عَلِيِّ بنِ نُفَيْلٍ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "المَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا " 2. وَقَدْ بَقِيَ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ طَائِفَةٌ سَيَأْتُوْنَ فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ مِمَّنْ تتجاذبهم الطبقات.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1490"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 98"، وتذكرة الحفاظ "2/ 463"، والكاشف "1/ ترجمة 57"، وتهذيب التهذيب "1/ 57". 2 حسن: أخرجه أبو داود "4284"، وابن ماجه "4086"، والحاكم "4/ 557"، من طريق أبي المليح الرقي، عن زياد بن بيان، به. قلت: إسناده حسن، زياد بن بيان، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

محمد بن سعد

تابع الطبقة الثانية عشرة2: 1779- محمد بن سعد 1: ابن منيعٍ، الحَافِظُ، العَلاَّمَةُ، الحُجَّةُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ، كَاتِبُ الوَاقِدِيِّ, وَمُصَنِّفُ "الطَّبَقَاتِ الكَبِيْرِ" فِي بِضْعَةَ عَشَرَ مُجَلَّداً, وَ"الطَّبَقَاتِ الصَّغِيْرِ"، وَغَيْرِ ذَلِكَ. وُلِدَ بَعْدَ السِّتِّيْنَ وَمائَةٍ. فَقِيْلَ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ. وَطَلَبَ العِلْمَ فِي صِبَاهُ, وَلَحِقَ الكِبَارَ. سَمِعَ مِنْ: هُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ, وَابْنِ عُيَيْنَةَ, وَأَبِي مُعَاوِيَةَ, وَابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ, وَوَكِيْعٍ, وَأَنَسِ بنِ عِيَاضٍ اللَّيْثِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ, وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ, وَزَيْدِ بنِ يَحْيَى بنِ عُبَيْدٍ, وَإِسْمَاعِيْلَ ابْنِ عُلَيَّةَ, وَمُحَمَّدِ بن مصعب القَرْقَسَانِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الوَاقِدِيِّ, وَعُمَرَ بنِ سَعِيْدٍ الدِّمَشْقِيِّ, وَأَبِي مُسْهِرٍ, وَعَفَّانَ, وَخَلْقٍ حَتَّى إِنَّهُ يَنْزِلُ إِلَى ابْنِ المَدِيْنِيِّ, وَأَبِي خَيْثَمَةَ, وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيِّ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ الله السكري.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 364"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 300"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1433"، وتاريخ بغداد "5/ 321"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 431"، والكاشف "3/ ترجمة 4943"، والعبر "1/ 277"، وتهذيب التهذيب "9/ 182"، وتقريب التهذيب "2/ 163"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6246"، وشذرات الذهب "2/ 69".

وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، وَمَنْ نَظَرَ فِي "الطَّبَقَاتِ"، خَضَعَ لِعِلْمِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ فَهْمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى البَلاَذُرِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنِ ابْنِ سَعْدٍ، فَقَالَ: صَدُوْقٌ، رَأَيْتُهُ جَاءَ إِلَى القَوَارِيْرِيِّ، وَسَأَلَهُ عَنْ أَحَادِيْثَ, فَحَدَّثَه. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي ذِكْرِ البَدْرِيِّيْنَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوْبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ أَبُو طَالِبٍ دَعَا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي إِذَا أَنَا مُتُّ فَائْتِ أَخْوَالَكَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ فَإِنَّهُم أَمنَعُ النَّاسِ لِمَا فِي بُيُوْتِهِم. سُلَيْمَانُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ الخَلِيْلِ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ يُوَجِّهُ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ بِحَنْبَلٍ إِلَى ابْنِ سَعْدٍ يَأْخُذُ مِنْهُ جُزْأَيْنِ مِنْ حَدِيْثِ الوَاقِدِيِّ يَنْظُرُ فِيْهِمَا قَالَ: إِبْرَاهِيْمُ وَلَوْ ذَهَبَ سَمِعَهُمَا كَانَ خَيْراً لَهُ. الحُسَيْنُ بنُ فَهْمٍ: كُنْتُ عِنْدَ مصعب الزبيري فمر بنا ابن معين، فَقَالَ: مُصْعَبٌ يَا أَبَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ الكَاتِبُ بِكَذَا وَكَذَا وَذَكَرَ حَدِيْثاً. فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: كَذِبٌ. رَوَاهَا الخَطِيْبُ, ثُمَّ قَالَ: مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ عِنْدَنَا مِنْ أَهْلِ العَدَالَةِ، وَحَدِيْثُه يَدُلُّ عَلَى صِدْقِهِ، فَإِنَّهُ يَتَحَرَّى فِي كَثِيْرٍ مِنْ رِوَايَاتِهِ، وَلَعَلَّ مُصْعَباً ذَكَرَ لِيَحْيَى عَنْهُ حَدِيْثاً مِنَ المَنَاكِيْرِ الَّتِي يَروِيهَا الوَاقِدِيُّ، فَنَسَبَهُ إِلَى الكَذِبِ. قَالَ ابْنُ فَهْمٍ: مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ صَاحِبُ الوَاقِدِيِّ، هُوَ مَوْلَى الحُسَيْنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلبِ، تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي يَوْمِ الأَحَدِ، لأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ سَنَةً. قَالَ: وَكَانَ كَثِيْرَ العِلْمِ, كَثِيْرَ الحَدِيْثِ وَالرِّوَايَةِ, كَثِيْرَ الكُتُبِ، كَتَبَ الحَدِيْثَ وَالفِقْهَ وَالغَرِيْبَ. أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المَوَازِيْنِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ المَقْدِسِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ اليُوْسُفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّوْيَةَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ إِسْحَاقَ الجَلاَّبُ، حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ, عَنِ الضَّحَّاكِ بنِ عُثْمَانَ, عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ -أَوْ عَنْ شَرِيْكِ بنِ أَبِي نَمِرٍ- عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ أَشْبَهَ صَلاَةً بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ هَذَا الفَتَى -يَعْنِي: عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ- قَالَ الضَّحَّاكُ: فَكُنْتُ أُصَلِّي وَرَاءهُ فَيُطِيْلُ الأُوْلَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ, وَيُخِفُّ الأُخْرَيَيْنِ, وَيُخِفُّ العَصرَ، وَيَقْرَأُ فِي المَغْرِبِ بِقِصَارِ المُفَصَّلِ, وَيَقْرَأُ فِي العِشَاءِ بوسط المفصل, ويقرأ فِي الصُّبْحِ بِطِوَالِ المُفَصَّلِ.

يزيد بن عبد ربه

1780- يزيد بن عبد ربه 1: "د، م، س، ق" الجرجسي، الحَاجُّ، الإِمَامُ، الحَافِظُ, الثَّبْتُ أَبُو الفَضْلِ الزُّبَيْدِيُّ، الحِمْصِيُّ، المُؤَذِّنُ، وَكَانَ سَكَنَ عِنْدَ كَنِيْسَةِ جِرْجِسَ بِحِمْصَ، فَغَلَبَتْ عَلَيْهِ النِّسبَةُ إِلَيْهَا. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ بَقِيَّةَ بنَ الوَلِيْدِ، وَمُحَمَّدَ بنَ حَرْبٍ, وَالوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ, وَمُحَمَّدَ بنَ حِمْيَرٍ, وَأَبَا المُغِيْرَةِ، وَطَبَقَتَهُم. وَكَانَ مُحَدِّثَ حِمْصَ فِي وَقْتِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ. وَحَدَّثَ: مُسْلِمٌ, وَالنَّسَائِيُّ, وَابْنُ مَاجَهْ, عَنْ رَجُلٍ, عَنْهُ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ -وَهُوَ أَسَنُّ مِنْهُ- وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ, وَأَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ, وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الدَّيْرَعَاقُوْلِيُّ, وَآخَرُوْنَ. أَثْنَى عَلَيْهِ الإِمَامُ أَحْمَدُ, وَقَالَ: مَا كان أثبته! قُلْتُ: عَاشَ سِتّاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ: فِي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 475"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3281"، والكنى للدولابي "2/ 80"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 1175"، وتذكرة الحفاظ "2/ 423"، والكاشف "3/ ترجمة 6445"، وتهذيب التهذيب "11/ 344"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 56".

حوثرة بن أشرس

1781- حَوْثَرة بن أشرس 1: ابن عَون بن مُجَشَّر بن حُجَين، المُحَدِّثُ, الصَّدُوْقُ، أَبُو عَامِرٍ العَدَوِيُّ، البَصْرِيُّ. سَمِعَ: جَعْفَرَ بنَ كَيْسَانَ أَبَا مَعْرُوْفٍ, وَمُبَارَكَ بنَ فَضَالَةَ, وَحَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ, وَعُقْبَةَ بنَ عَبْدِ اللهِ الرِّفَاعِيَّ، وَعِدَّةً. وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, وَالفِرْيَابِيُّ, وَأَبُو يَعْلَى, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، مَا أَعْلَمُ بِهِ بَأْساً. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ فِي مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى. وَجَعْفَرُ بنُ كَيْسَانَ: شَيْخٌ مَسْتُوْرٌ، يَرْوِي عَنْ عَمْرَةَ العَدَوِيَّةِ -تَابِعِيَّةٍ، لَقِيَتْ عائشة.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1262"، وتعجيل المنفعة "ترجمة 243".

حيوة بن شريح

1782- حَيْوة بن شُرَيح 1: "خ، د، ت، ق" ابن يزيد، الإِمَامُ، المُتْقِنُ، المُحَدِّثُ، الثَّبْتُ, أَبُو العَبَّاسِ الحَضْرَمِيُّ، الشامي، الحمصي. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ. وَعَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَابْنِ حِمْيَرٍ، وَبَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ حَرْبٍ الأَبْرَشِ وَطَبَقَتِهِم. رَوَى عَنْهُ: البُخَارِيُّ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ الدَّارِمِيُّ, وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ, وَأَبُو حُمَيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُغِيْرَةِ العَوْهِيُّ, وَآخَرُوْنَ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. وَثَّقَهُ الإِمَامُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. يقع لنا من حديثه في "الصحيح".

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 405"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 120 و133" و"2/ 343 و346"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1376"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 432"، والعبر "1/ 390"، والكاشف "1/ ترجمة 1301"، وتهذيب التهذيب "3/ 70-71"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1697"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 53".

محمد بن وهب

1783- محمد بن وهب 1: "خ، ق". ابن عطية، الإِمَامُ، المُفْتِي، أَبُو عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. حَدَّثَ عَنْهُ: بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ، وَالوَلِيْدُ، وَعِرَاكُ بنُ خَالِدٍ. وَعَنْهُ: الذُّهْلِيُّ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَالرَّمَادِيُّ, وَعُبَيْدُ بنُ شَرِيْكٍ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجَكَّانِيُّ. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ غَيْرُ حَدِيْثٍ مُنْكَرٍ, وَقَدْ تَكَلَّمُوا فِيْمَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ الصَّدَفِيُّ، حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ الجِيْزِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ, عَنْ سُمَيٍّ, عَنْ أَبِي صَالِحٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ القَلَمَ ثُمَّ خَلَقَ النُّوْنَ ثُمَّ خَلَقَ العَقْلَ فَقَالَ: مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَعْجَبَ إليَّ مِنْكَ". هَذَا بَاطِلٌ2. قُلْتُ: صَدَقَ ابْنُ عَدِيٍّ، لَكِنْ مُحَمَّدٌ هُوَ آخَرُ قُرَشِيٌّ، نَزَل مِصْرَ، وَيُكْنَى: أَبَا عَمْرٍو وَذَكَرَهُ ابْنُ مَنْدَهْ, فَوَهِمَ فِي نَسَبِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ مَوْلَى قُرَيْشٍ, وَأَنَّهُ مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. قُلْتُ: ذَكَرَ الاثْنَيْنِ ابْنُ عَسَاكِرَ. وَابْنُ القُرَشِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ وَهْبِ بنِ مُسْلِمٍ. رَوَى عَنْ: سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ وَعَبْدِ اللهِ بنِ العَلاَءِ بنِ زَبْر, وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ. رَوَى عَنْهُ: الجِيْزِيُّ, وَيَحْيَى العَلاَّفُ, وَيَحْيَى بنُ عُثْمَانَ المِصْرِيُّوْنَ. قُلْتُ: ليس بثقة, والأول ثقة.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 508"، والكامل لابن عدي "6/ ترجمة 1753"، والكاشف "3/ ترجمة 5290"، وتهذيب التهذيب "9/ 505"، وتقريب التهذيب "2/ 216"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6732". 2 كذب ومبين: وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" "4/ 61" بعد أن ذكر الحديث قال: فصدق ابن عدي في أن الحديث باطل. وهو عند ابن عدي في "الكامل" "6/ 269"، من طريق الربيع بن سليمان الجيزي، حدثنا محمد بن وهب الدمشقي، به. وقال ابن عدي: وهذا بهذا الإسناد باطل منكر.

محمد بن الصباح الدولابي

1784- مُحَمَّدُ بنُ الصبَّاح الدُّولابي 1: "خَ، م، د" الإِمَامُ, الحَافِظُ, الحُجَّةُ, أَبُو جَعْفَرٍ المُزَنِيُّ مَوْلاَهُمْ, البغدادي، البزاز، التَّاجِرُ، مُصَنِّفُ السُّنَنِ، الَّذِي نَروِيهِ فِي مُجيليد. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ شَرِيْكَ بنَ عَبْدِ اللهِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ زَكَرِيَّا, وَهُشَيْمَ بنَ بَشِيْرٍ، وَابْنَ أَبِي الزِّنَادِ, وَخَالِداً الطَّحَّانَ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ, وَابْنَ المُبَارَكِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ جَعْفَرٍ, وجرير بن عبد المجيد، وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ, وَإِسْمَاعِيْلَ ابْنَ عُلَيَّةَ, وَحَفْصَ بنَ غِيَاثٍ, وَطَائِفَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُهُ؛ عَبْدُ اللهِ، وَالبُخَارِيُّ, وَمُسْلِمٌ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ, وَتَمْتَامُ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَأَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الوَكِيْعِيُّ, وَخَلْقٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ, حُجَّةٌ. وَقَالَ تَمْتَامُ: حَدَّثَنَا الثِّقَةُ, المَأْمُوْنُ, مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الدُّوْلاَبِيُّ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وُلِدَ بِقَريَةِ دُوْلاَبَ؛ مِنَ الرَّيِّ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ, صَاحِبُ حَدِيْثٍ, عَالِمٌ بهشيم. وَقِيْلَ: كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ يُجِلُّهُ, وَيُعَظِّمُهُ. قَالَ: مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: مَاتَ بِالكَرْخِ، فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ وَلَدُهُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ: عَاشَ وَالِدِي سَبْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً غَيْرَ شَهْرٍ أَوْ شَهْرَيْنِ. قُلْتُ: مَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ: المُعْتَصِمُ الخَلِيْفَةُ, وَبِشْرٌ الحَافِي, وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيُّ, وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ, وَالهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمْرٍو البَجَلِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ, وَسَهْلُ بنُ بَكَّارٍ البَصْرِيُّ, وَأَبُو النَّضْر الفراديسي, وعدة من العلماء.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 342"، والتاريخ الكبير "1/ ترجمة 347"، والكنى للدولابي "1/ 134"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1569"، وتاريخ بغداد "5/ 365"، والكاشف "3/ترجمة رقم 4988"، والعبر "1/ 399"، ميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7695"، وتهذيب التهذيب "9/ 229"، وتقريب التهذيب "2/ 171"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6313"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 62".

فأما محمد بن الصباح

1785- فأما محمد بن الصبَّاح 1: "د، ق" ابن سفيان الجَرْجرائي فَهُوَ: الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، أَبُو جَعْفَرٍ، مَوْلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وجَرْجرايا: قَرْيَةٌ بَيْنَ وَاسِطَ وَبَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَابْنِ أبي حازم وهشيم، وابن عيينة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالفِرْيَابِيُّ وَالسَّرَّاجُ, وَالقَاسِمُ المَطَرِّزُ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، بِجَرْجَرَايَا. أَخْبَرَنَا سُنْقُرُ الزَّيْنِيُّ بِحَلَبَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ النَّقُّوْرِ، أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّوَّاقُ، أَخْبَرَنَا مَخْلدُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى الحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ زَكَرِيَّا عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بعد ما دفن بليلتين2.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 134"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 382"، والكنى للدولابي "1/ 134"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1570"، وتاريخ بغداد "5/ 367"، والكاشف "3/ ترجمة 4987"، والمغني "2/ ترجمة 5632"، وتهذيب التهذيب "9/ 360"، وتقريب التهذيب "2/ 171"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6312". 2 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "1340"، وَمُسْلِمٌ "954"، وَأَبُو دَاوُدَ "3196"، وَالنَّسَائِيُّ "4/ 85"، وَالتِّرْمِذِيُّ "1037"، وابن ماجه "1530"، والبيهقي "3/ 45-46".

بشر بن الوليد

1786- بشر بن الوليد 1: ابن خالد, الإِمَامُ, العَلاَّمَةُ, المُحَدِّثُ، الصَّادِقُ، قَاضِي العِرَاقِ، أَبُو الوليد الكندي, الحنفي. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ الخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الغَسيل -وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ- وَمِنْ: مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ, وَحَشْرَجِ بنِ نُبَاتَةَ, وَصَالِحٍ المُرِّيِّ, وَالقَاضِي أَبِي يُوْسُفَ -وَبِهِ تَفَقَّهَ وَتَمَيَّزَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَسَنُ بنُ عَلَّوَيْه, وَحَامِدُ بنُ شُعَيْبٍ البَلْخِيُّ, وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ, وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, وَأَبُو العَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ, وَخَلْقٌ. وَكَانَ حَسَنَ المَذْهَبِ, وَلَهُ هَفْوَةٌ لاَ تُزِيلُ صِدقَهُ وَخَيْرَه، إِنْ شَاءَ اللهُ. وَلِيَ القَضَاءَ بِعَسْكَرِ المَهْدِيِّ، فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَمائَتَيْنِ ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ مَدِيْنَةِ المَنْصُوْرِ وَاسْتَمَرَّ إِلَى سَنَةِ "213"، وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ إِمَاماً وَاسِعَ الفِقْهِ كَثِيْرَ العِلْمِ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَدِيَانَةٍ وَتَعَبُّدٍ, قِيْلَ: كَانَ وِردُهُ فِي اليَوْمِ مائَتَيْ رَكْعَةٍ وَكَانَ يُحَافِظُ عَلَيْهَا بعد ما فلج واندك، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 80"، وميزان الاعتدال "1/ 326"، والعبر"1/ 427"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 292"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 89".

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ العَوْفِيُّ: رَوَى بِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ الكِنْدِيُّ، عَنْ أَبِي يُوْسُفَ كُتُبَهُ، وَوَلِيَ قَضَاءَ بَغْدَادَ فِي الجَانِبَيْنِ، فَسَعَى بِهِ رَجُلٌ إِلَى الدَّوْلَةِ، وَقَالَ: إِنَّهُ لاَ يَقُوْلُ بِخَلْقِ القُرْآنِ، فَأَمَرَ بِهِ المُعْتَصِمُ أَنْ يُحْبَسَ فِي دَارِهِ وَوَكَّلَ بِبَابِهِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ المُتَوَكِّلُ أَمَرَ بِإِطْلاَقِهِ، وَعَاشَ وَطَالَ عُمُرُهُ، ثُمَّ إِنَّهُ قَالَ: كَمَا أَنِّي قُلْتُ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ, وَلَمْ أَقُلْ إِنَّهُ مَخْلُوْقٌ, فَكَذَلِكَ لاَ أَقُوْلُ إِنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ بَلْ أَقِفُ. وَلَزِمَ الوَقفَ فِي المَسْأَلَةِ فَنَفَرَ مِنْهُ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ لِلْوَقْفِ وتركوا الأخذ عنه وحمل عنه آخرون. قَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ: بِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ صَدُوْقٌ، لَكِنَّهُ لاَ يَعقِلُ, كَانَ قَدْ خَرِفَ. وَقَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، سَأَلْتُ أَبَا الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْ بِشْرِ بنِ الوَلِيْدِ، فَقَالَ: ثِقَةٌ. وَقَالَ: غَيْرُهُ كَانَ بِشْرٌ خَشِناً فِي أَحْكَامِهِ, صَالِحاً، وَكَانَ يَجْرِي فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ مَسَائِلُ، فَيَقُوْلُ: سَلُوا بِشْرَ بنَ الوَلِيْدِ. مَاتَ بِشْرٌ فِي ذِي القَعْدَةِ, سَنَةَ ثمانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنِ البَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ البُسْرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الذَّهَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَقُّ مِنِّي بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قَالَ: "أُمُّكَ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَبُوْكَ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ, وَاتَّفَقَا عَلَيْهِ1 مِنْ طَرِيْقِ عُمارة بنِ القَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ. وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ: مَوْتُ إِسْحَاقَ بنِ راهويه, وعبيد الله بن معاذ, ومحمد بنِ بَكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ, وَأَحْمَدَ بنِ جَوَّاسٍ, وَالعَبَّاسِ بنِ الوَلِيْدِ النَّرْسِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ, وَعَمْرِو بنِ زُرَارَةَ, وَالهَيْثَمِ بنِ أَيُّوْبَ الطَّالْقَانِيِّ, وَطَالُوْتَ بنِ عَبَّادٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ أبي السري العسقلاني، وخلق.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5971"، ومسلم "2548".

الزهراني

1787-الزهراني 1: "خَ، م" الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ الكَبِيْرُ، أَبُو الرَّبِيْعِ سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ الأَزْدِيُّ، العَتَكِيُّ, الزَّهْرَانِيُّ، البَصْرِيُّ, أَحَدُ الثِّقَاتِ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَفُلَيْحِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَنَافِعِ بنِ أَبِي نُعَيْمٍ القَارِئِ, وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ, وَأَبِي شِهَابٍ الحَنَّاطِ, وَشَرِيْكٍ القَاضِي, وَطَائِفَةٍ كَبِيْرَةٍ. وَطَالَ عُمُرُهُ, وَتَفَرَّدَ فِي وَقْتِهِ، وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِي فِي "طَبَقَاتِ القُرَّاءِ"، وَقَالَ: له كتاب جامع في القراءات، سمع عن نَافِعٍ حَرْفَيْنِ. وَمِن: حَفْصٍ الغَاضِرِيِّ، وَعَبْدِ الوَارِثِ التَّنُّورِيِّ, وَذَكَرَ جَمَاعَةً مِنْ شُيُوْخِهِ, وَمَا ذَكَرَ أَحَداً تَلاَ عَلَيْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ, وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ رَاهْوَيْه, وَالذُّهْلِيُّ, وَأَبُو زُرْعَةَ, وَإِدْرِيْسُ بن عبد الكَرِيْمِ, وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَيُوْسُفُ القَاضِي, وَزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ, وَعِمْرَانُ بنُ مُوْسَى بنِ مُجَاشِعٍ السِّخْتِيَانِيُّ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُم. فَأَمَّا قَوْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خِرَاشٍ فِيْهِ، فَلاَ يُسَاوِي السَّمَاعَ، فَإِنَّهُ قَالَ: تَكَلَّمَ النَّاسُ فِيْهِ وَهُوَ صَدُوْقٌ. قُلْتُ: بَلْ أَجْمَعُوا عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ. وَقَدْ تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَعَ لَنَا مِنْ موافقاته العالية.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 307"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 1791"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 170" و"3/ 235"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 493"، وتاريخ بغداد "9/ 38"، والأنساب للسمعاني "6/ 327"، والكاشف "1/ ترجمة 2108"، والعبر"1/ 417"، وتهذيب التهذيب "4/ 190"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2690".

فَصْلٌ: وَقَدْ كَانَ فِي هَذَا العَصْرِ -سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ- جَمَاعَةٌ: هُوَ أَجَلُّهُم. وَالشَّاذَكُوْنِيُّ: وَهُوَ أَحفَظُهُم. وَالخُتَّلِيُّ أَبُو الرَّبِيْعِ: شَيْخٌ لِمُسْلِمٍ, ثِقَةٌ, مَشْهُوْرٌ. وَأَبُو الرَّبِيْعِ المَهْرِيُّ صَاحِبُ ابْنِ وَهْبٍ: حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ, وَالنَّسَائِيُّ. وَالحَافِظُ أَبُو دَاوُدَ اليَمَامِيُّ: مِنْ شُيُوْخِ أَبِي زُرْعَةَ, وَأَبِي حَاتِمٍ، لَيْسَ بِمَشْهُوْرٍ. وَأَبُو أَحْمَدَ الرَّازِيُّ القَزَّازُ: رَوَى عَنْهُ ابْن أَبِي حَاتِمٍ، وَوَثَّقَهُ، وَقَالَ: سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ, وَمَعْنَ بنَ عِيْسَى. وَأَبُو دَاوُدَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الخَفَّافُ: مِنْ شُيُوْخِ ابْنِ خُزَيْمَةَ, يَرْوِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَجَاءَ. وشَيْخُ مُسْلِمٍ أَبُو دَاوُدَ المُبَارَكِيُّ: اشْتُهِرَ أَنَّهُ سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ, وَلَيْسَ بِصَوَابٍ, بَلْ هُوَ سُلَيْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ, كَمَا حَرَّرَهُ ابْنُ نُقْطَةَ, وَغَيْرُهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ المُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ شِهَابُ الدِّيْنِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ السُّهْرَوَرْدِيُّ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الشِّبْلِيُّ "ح". وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الحُسَيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُؤَرِّخُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ بِلاَلٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى بَيْنَ العَمُودَيْنِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فِي جَوْفِ الكَعْبَةِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1 عَنِ الزَّهْرَانِيِّ. وَبِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيْعِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ, عَنْ بِلاَلٍ, قَالَ: صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ فِي البَيْتِ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ يُصَلِّ فِيْهِ, إِنَّمَا كَبَّرَ فِي نَوَاحِيْهِ2. قُلْتُ: هَذَا ظَنٌّ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لاَ يُقَاوِمُ رُؤْيَةَ بِلاَلٍ، وَالمُثْبِتُ مَعَهُ زيادة علم.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1329" "389"، وأخرجه البخاري "1598"، وأبو داود "2023". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1601"، ومسلم "1331".

الشاذكوني

1788- الشاذَكوني 1: العَالِمُ، الحَافِظُ، البَارعُ، أَبُو أَيُّوْبَ سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ بنِ بِشْرٍ المِنْقَرِيُّ، البَصْرِيُّ، الشَّاذَكُوْنِيُّ, أَحَدُ الهَلْكَى. رَوَى عَنْ: حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ، وَجَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدِ الوَارِثِ، وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَطَبَقَتِهِم, فَأَكْثَرَ إِلَى الغَايَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ، وَأَسِيْدُ بنُ عَاصِمٍ، وَالكُدَيْمِيُّ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ الأَصْبَهَانِيُّ, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, وَكَانَا يُدَلِّسَانهِ, وَيَقُوْلاَنِ: حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوْبَ المِنْقَرِيُّ. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضاً: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الفَرْقَدِيُّ، وَغَيْرُهُ مِنَ الأَصْبَهَانِيِّيْنَ. قَالَ عَمْرٌو النَّاقِدُ: قَدِمَ سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُوْنِيُّ بَغْدَادَ, فَقَالَ لِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: اذهَبْ بِنَا إِلَيْهِ، نَتَعَلَّمْ مِنْهُ نَقْدَ الرِّجَالِ. قُلْتُ: كَفَى بِهَا مُصِيْبَةً أَنْ يَكُوْنَ رَأْساً فِي نَقْدِ الرِّجَالِ، وَلاَ يَنْقُدُ نَفْسَهُ. قَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: كَانَ أَعْلَمَنَا بِالرِّجَالِ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَأَحْفَظَنَا لِلأَبْوَابِ: سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُوْنِيُّ, وكان علي بن المديني أحفظنا للطوال. وَقَالَ عَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ -وَسُئِلَ: أَيُّهُمَا كَانَ أَعْلَمَ بِالحَدِيْثِ، ابْنُ المَدِيْنِيِّ, أَوِ الشَّاذَكُوْنِيُّ؟ قَالَ: ابْنُ الشَّاذَكُوْنِيِّ بِصَغِيْرِ الحَدِيْثِ، وَعَلِيٌّ بِجَلِيْلِهِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: انْتَهَى العِلْمُ إِلَى أَرْبَعَةٍ -يَعْنِي: عِلْمَ الحَدِيْثِ: إِلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ, فَأَحْمَدُ أَفْقَهُهُم بِهِ, وَعَلِيٌّ أَعْلَمُهُم بِهِ, وَابْنُ مَعِيْنٍ أَجْمَعُهُم لَهُ, وَأَبُو بَكْرٍ أَحْفَظُهُم لَهُ, قَالَ الحَافِظُ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: وَهِمَ أَبُو عُبَيْدٍ, أَحْفَظُهُم لَهُ الشَّاذَكُوْنِيُّ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى القَطَّانِ، وَعِنْدَهُ بُلبُلٌ المُحَدِّثُ -وَكَانَ أَسْوَدَ- فَنَازَعَهُ الشَّاذَكُوْنِيُّ, وَقَالَ: لأَقْتُلَنَّكَ. فَقَالَ يَحْيَى: سُبْحَانَ الله, تقتله؟! قال: نعم, أنت

_ 1 ترجمته في الضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 610"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 498"، والكامل لابن عدي "3/ ترجمة 765"، وتاريخ بغداد "9/ 40"، والأنساب للسمعاني "7/ 238"، واللباب لابن الأثير "2/ 172"، والعبر "1/ 416"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 503"، وميزان الاعتدال "2/ 250"، ولسان الميزان "3/ 84"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 80".

حَدَّثَتْنِي عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الحَسَنِ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ, قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْلاَ أَنَّ الكِلاَبَ أُمَّةٌ, لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا, فَاقْتُلُوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيْمٍ" 1. وَهَذَا أَسْوَدُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَأَلْتُ عَبْدَانَ عَنِ الشَّاذَكُوْنِيِّ, فَقَالَ: مَعَاذَ اللهِ أَنْ يُتَّهَمَ، إِنَّمَا كَانَ قَدْ ذَهَبَتْ كُتُبهُ, فَكَانَ يُحَدِّثُ حِفْظاً. وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمَّا احْتُضِرَ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ غَيْرَ أَنِّي مَا قَذَفتُ مُحْصَنَةً وَلاَ دَلَّسْتُ حَدِيْثاً. قَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ وَعِنْدَهُ بُلْبُلٌ وَابْنُ المَدِيْنِيِّ وَابْنُ أَبِي خُدُّوَيْه, فَقَالَ عَلِيٌّ لِيَحْيَى: مَا تَقُوْلُ فِي طَارِقٍ وَابْنِ مُهَاجِرٍ؟ فَقَالَ: يَجرِيَانِ مَجْرَىً وَاحِداً. فَقَالَ الشَّاذَكُوْنِيُّ: نَسْأَلُكَ عَمَّا لاَ تَدْرِي, وَتَكَلَّفُ لَنَا مَا لا تحسن, حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة, عِنْدَكَ عَنْهُ مائَةٌ, وَحَدِيْثُ طَارِقٍ مائَةٌ, عِنْدَك مِنْهَا عَشْرَةٌ. فَأَقبَلَ بَعضُنَا عَلَى بَعْضٍ وَقُلْنَا: هَذَا ذُلُّ. فَقَالَ يَحْيَى: دَعُوهُ, فَإِنْ كَلَّمتُمُوهُ، لَمْ آمَنْ أَنْ يَقْرِفَنَا بِأَعْظَمَ مِنْ هَذَا. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أُوْرْمَةَ: كَانَ الطَّيَالِسِيُّ بِأَصْبَهَانَ، فَلَمَّا أَرَادَ الرُّجُوعَ، بَكَى، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهلِهِ، فَرِحَ! قَالَ: لاَ تَدْرُوْنَ إِلَى مِنْ أَرْجِعُ، أَرْجِعُ إِلَى شياطين الإنس؛ ابن المديني، الشاذكوني، وَالفَلاَّسِ. سُئِلَ صَالِحٌ جَزَرَةُ عَنِ الشَّاذَكُوْنِيِّ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْهُ! قِيْلَ: بِمَ كَانَ يُتَّهَمُ؟ قَالَ: كَانَ يَكْذِبُ فِي الحَدِيْثِ. وَسُئِلَ عَنْهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: جَالَسَ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ، وَيَزِيْدَ بنَ زُرَيْعٍ, وَبِشْرَ بنَ المُفَضَّلِ, فَمَا نَفَعَهُ اللهُ بِوَاحِدٍ مِنْهُم. وَقَالَ ابن معين: جربت على الشاذكوني الكذب. قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ سَعِيْدٍ الحَنْظَلِيُّ, سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بنَ دَاوُدَ الرَّازِيَّ, سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُوْلُ: وَضَعَ الشَّاذَكُوْنِيُّ سَبْعَةَ أَحَادِيْثَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يقلها. وقال النسائي: ليس بثقة.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 54 و56"، والدارمي "2/ 90" من طريق عوف بن أبي جميلة، به. وأخرجه أحمد "5/ 56-57"، وأبو داود "2845"، والترمذي "1486"، وابن ماجة "3205"، والنسائي "7/ 185"، من طرق عن يونس بن عبيد، عن الحسن، به.

وَقَالَ عَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ: انْسَلَخَ مِنَ العِلْمِ انْسِلاَخَ الحَيَّةِ مِن قِشْرِهَا. قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: كُنَّا عند عبد الرحمن, فجاءوا بِالشَّاذَكُوْنِيِّ سَكْرَانَ. وَعَنِ البُخَارِيِّ، قَالَ: هُوَ أَضْعَفُ عِنْدِي مِنْ كُلِّ ضَعِيْفٍ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: قَالَ لَنَا الشَّاذَكُوْنِيُّ: هَاتُوا حَرْفاً مِنْ رَأْيِ الحَسَنِ لاَ أَحْفَظُهُ. حَكَى عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ إِسْمَاعِيْلَ بنَ الفَضْلِ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ ابْنَ الشَّاذَكُوْنِيِّ فِي النَّوْمِ, فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَر لِي. قُلْتُ: بِمَاذَا؟ قَالَ: كُنْتُ فِي طَرِيْقِ أَصْبَهَانَ فَأَخَذَنِي المَطَرُ وَمَعِيَ كُتُبٌ وَلَمْ أَكُنْ تَحْتَ سَقْفٍ, فَانْكَبَبْتُ عَلَى كُتُبِي حَتَّى أَصبَحْتُ, فَغَفَرَ لِي بِذَلِكَ. قُلْتُ: كَانَ أَبُوْهُ يَتِّجِرُ, وَيَبِيعُ المُضَرَّبَاتِ الكِبَارَ الَّتِي تُسَمَّى بِاليَمَنِ شَاذَكُوْنَةَ, فَنُسِبَ إليها. قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ, وَمُطَيَّنٌ, وَابْنُ قَانِعٍ: مَاتَ سُلَيْمَانُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أَبُو الشَّيْخِ: قَدِمَ إِلَى أَصْبَهَانَ مَرَّاتٍ, وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ. قُلْتُ: مَعَ ضَعْفِه لَمْ يَكَدْ يُوجَدُ لَهُ حَدِيْثٌ سَاقِطٌ بِخِلاَفِ ابْنِ حُمَيْدٍ, فَإِنَّهُ ذُو مَنَاكِيْرَ. أَخْبَرَنَا شَرَفُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ قِرَاءةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ, وَتَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُوْنِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ, عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ, عَنْ عَطَاءٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ1. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ. وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ2. وَجَاءَ النَّهْيُ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ فِي السُّنَنِ بِإِسْنَادٍ لا بأس به3. وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: "لَيْسَ مِنَ البِرِّ أَنْ تَصُوْمُوا فِي السَّفَرِ" 4. وَالأَفْضَلُ لِلْمُسَافِرِ إِفطَارُ صَوْمِ الفَرْضِ، فَالنَّافِلَةُ أَوْلَى، فَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ بِهَا مَعَ عِلْمِهِ بِالنَّهْيِ، وَبأَنَّ الرَّسُوْلَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا صَامَهُ بِهَا، وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ -فِيْمَا نَعْلَمُ- لَمْ يُصِبْ وَاللهُ أَعْلَمُ. وَلاَ نَقطَعُ عَلَى اللهِ بِأَنَّ اللهَ لاَ يَأْجُرُهُ، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ صَوْمُهُ لَهُ مُكَفِّراً؛ لِسَنَتَيْنِ؛ لأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ فِي حق المقيم، لا المسافر5.

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "750"، من طريق أحمد بن منيع، عن إسماعيل ابن علية، عن أَيُّوْبُ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أفطر بعرفة وأرسلت إليه أم الفضل بلبن فشرب. 2 صحيح: أخرجه البخاري "1661"، ومسلم "1123"، وأبو داود "2441". 3 ضعيف: أخرجه أحمد "2/ 304 و446"، وأبو داود "2440"، وابن ماجه "1733"، وفي إسناده مهدي بن حرب الهجري، قال أبو حاتم: لا أعرفه. 4 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "1946"، وَمُسْلِمٌ "1115"، وَأَبُو دَاوُدَ "2407"، وَالنَّسَائِيُّ "4/ 176"، مِنْ حديث جابر بن عبد الله، به. وورد من حديث ابن عمر عند ابن ماجه "1665". 5 ورد في جزاء صوم يوم عرفة عن أبي قتادة مرفوعا بلفظ: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده". وهو عند مسلم "1162"، في جزء من حديث طويل.

عبد الله بن طاهر

1789-عبد الله بن طاهر 1: ابن الحُسَيْنِ بنِ مُصْعَبٍ؛ الأَمِيْرُ العَادِلُ، أَبُو العَبَّاسِ حَاكِمُ خُرَاسَانَ, وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ. تَأَدَّبَ، وَتَفَقَّهَ, وَسَمِعَ مِنْ: وَكِيْعٍ, وَيَحْيَى بنِ الضُّرَيْسِ, وَالمَأْمُوْنِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ رَاهْوَيْه، وَنَصْرُ بنُ زِيَادٍ، وَالفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ, وَعِدَّةٌ. وَلَهُ يَدٌ فِي النَّظْمِ وَالنَّثْرِ. قَلَّدَهُ المَأْمُوْنُ مِصْرَ وَإِفْرِيْقِيَةَ، ثُمَّ خُرَاسَانَ, وَكَانَ مَلِكاً مُطَاعاً, سَائِساً, مَهِيْباً, جَوَاداً, مُمَدَّحاً, مِنْ رِجَالِ الكَمَالِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ وَقَّعَ مَرَّةً عَلَى رِقَاعٍ بِصِلاَتٍ, فَبَلَغَتْ أَلْفَيْ ألف وسبعمائة أَلْفٍ. وَقَدِ ارْتَحَلَ إِلَى بَابِهِ أَبُو تَمَّامٍ, وَامتَدَحَهُ. وَكَانَ يَقُوْلُ: سِمَنُ الكِيْسِ، وَنُبْلُ الذِّكْرِ لاَ يَجْتَمِعَانِ. وَبَعْدَ هَذَا، فَخَلَّفَ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ! وَلَمَّا مَرِضَ، تَابَ، وَكَسَرَ المَلاَهِي, وافتكَّ الأَسْرَى. وَمَاتَ بِالخَانُوْقِ، سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وله ثمان وأربعون سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 483"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 343"، والعبر "1/ 357 و366"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 258".

عبد الله بن محمد بن أسماء

1790- عبد الله بن محمد بن أسماء 1: "خَ، م، د، س" ابْنِ عُبَيْدِ بنِ مُخَارِقٍ -أَو ابْنِ مِخْرَاقٍ- الإِمَامُ، الحَافِظُ, القُدْوَةُ، الرباني، أبو عبد الرحمن الضبعي, البصري. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: عَمِّه؛ جُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ، وَمَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ، وَجَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ, وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ, وَمُسْلِمٌ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَأَبُو زُرْعَةَ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيُّ, وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ, وَيُوْسُفُ القَاضِي, وَأَبُو خَلِيْفَةَ الجُمَحِيُّ, وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَرَوَى النَّسَائِيُّ, عَنْ رَجُلٍ, عَنْهُ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ, وَغَيْرُهُ. قَالَ ابْنُ وَارَةَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاءَ, وَقِيْلَ: هُوَ أَفْضَلُ أَهْلِ البَصْرَةِ فَذَكَرْتُهُ لِعَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ, فَعَظَّمَ شَأْنَه. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ: لَمْ أَرَ بِالبَصْرَةِ أَفْضَلَ مِنْهُ. قُلْتُ: فِي "مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى" عَنْهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَلَهُ نُسخَةٌ مَشْهُوْرَةٌ سَمِعْنَاهَا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ, عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ, وَتَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الأَدِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاءَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ, عَنْ نَافِعٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ, عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا" 2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 307"، والتاريخ الكبير "5/ ترجمة 596"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 734"، والكاشف "2/ ترجمة 2986"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 504"، والعبر "1/ 409"، وتهذيب التهذيب "6/ 5"، وتقريب التهذيب "1/ 446"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3775"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 70". 2 صحيح: أخرجه البخاري "7070"، ومسلم "98"، والنسائي "7/ 117" من طريق نافع, عن ابن عمر، به.

ابن الأعرابي

1791- ابن الأعرابي 1: إِمَامُ اللُّغَةِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ زِيَادِ بنِ الأَعْرَابِيِّ الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُمْ, الأَحْوَلُ، النَّسَّابَةُ. يَرْوِي عَنْ: أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ، وَالقَاسِمِ بنِ مَعْنٍ، وَأَبِي الحَسَنِ الكِسَائِيِّ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَعُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ, وَثَعْلَبٌ, وَأَبُو شُعَيْبٍ الحَرَّانِيُّ, وَشِمْرُ بنُ حَمْدُوَيْه, وَآخَرُوْنَ. وُلِدَ بِالكُوْفَةِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَلَمْ يَكُنْ فِي الكُوْفِيِّيْنَ أَشبَهُ بِرِوَايَةِ البَصْرِيِّيْنَ مِنْهُ, وَكَانَ يَزعُمُ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ والأصمعي لا يعرفان شيئًا. قَالَ مَرَّةً فِي لَفْظَةٍ رَوَاهَا الأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُهَا مِنْ أَلْفِ أَعْرَابِيٍّ بِخِلاَفِ هَذَا. قَالَ ثَعْلَبٌ: لَزِمتُ ابْنَ الأَعْرَابِيِّ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً, وَكَانَ يَحضُرُ مَجْلِسَه زُهَاءُ مائَةِ إِنْسَانٍ, وَمَا رَأَيْتُ بِيَدِهِ كِتَاباً قَطُّ, انْتَهَى إِلَيْهِ عِلْمُ اللُّغَةِ وَالحِفْظُ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: صَالِحٌ، زَاهِدٌ، وَرِعٌ، صَدُوْقٌ, حَفِظَ مَا لَمْ يَحْفَظْهُ غَيْرُه, وَسَمِعَ مِنْ بَنِي أَسَدٍ, وَبَنِي عُقَيْلٍ, فَاسْتَكْثَرَ, وَصَحِبَ الكِسَائِيَّ فِي النَّحْوِ. وَأَبُوْهُ عَبْدٌ سِنْدِيٌّ. قُلْتُ: لَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيْرَةٌ أَدَبِيَّةٌ, وَ"تَارِيْخُ القَبَائِلِ"، وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ, مَاتَ بِسَامَرَّا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قِيْلَ: كَانَ رَبِيْبَ المُفَضَّلِ بنِ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيِّ؛ صَاحِبِ "المُفَضَّلِيَّاتِ"، فَأَخَذَ عَنْهُ. وَكَانَ يَقُوْلُ: جَائِزٌ فِي كَلاَمِ العَرَبِ أَنْ يُعَاقِبُوا بَيْنَ الضَّادِ وَالظَّاءِ. يُقَالُ: مات في ثالث عشر شعبان.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 282"، والأنساب "1/ 310"، واللباب لابن الأثير "1/ 74"، ووفيات الأعيان "4/ ترجمة 633"، والوافي بالوفيات "3/ 79"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 264"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 70".

إبراهيم بن المنذر

1792- إبراهيم بن المنذر 1: "خ، س، ق" ابن عبد الله بن المُنْذِرِ بنِ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ حِزَامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدٍ الإِمَامُ, الحَافِظُ, الثِّقَةُ, أَبُو إِسْحَاقَ القُرَشِيُّ, الأَسَدِيُّ, الحِزَامِيُّ, المَدَنِيُّ. سَمِعَ مِنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ, وَمَعْنِ بنِ عِيْسَى, وَمُحَمَّدِ بنِ فُلَيْحٍ, وَأَبِي ضَمْرَةَ أَنَسِ بنِ عِيَاضٍ, وَابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ, وَأَكْبَرُ شُيُوْخِهِ: سُفْيَانُ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ, وَابْنُ مَاجَهْ. وَأَخرَجَ لَهُ: التِّرْمِذِيُّ, وَالنَّسَائِيُّ بِوَاسِطَةٍ, وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا, وَثَعْلَبٌ, وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُسْرِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ, وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ التِّرْمِذِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَضْرَمِيُّ, وَمَسْعَدَةُ بنُ سَعْدٍ العَطَّارُ, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: صَدُوْقٌ. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ أَيْضاً, وَقَالَ: صَدُوْقٌ. قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ: رَأَيْتُ يَحْيَى بن معين كتب عن إبراهيم بنِ المُنْذِرِ أَحَادِيْثَ ابْنِ وَهْبٍ, أَظُنُّهَا المَغَازِي. وَقَالَ عَبْدَانُ بنُ أَحْمَدَ الهَمَذَانِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ يَقُوْلُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ أَعرَفُ بِالحَدِيْثِ مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيِّ إِلاَّ أَنَّهُ خَلَّطَ فِي القُرْآنِ, جَاءَ إِلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَاسْتَأْذَنَ, فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ أَحْمَدُ, وَجَلَسَ حَتَّى خَرَجَ, فَسَلَّمَ عَلَى أَحْمَدَ, فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ. وَقَالَ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: أَيُّ شَيْءٍ يَبلُغُنِي عَنِ الحِزَامِيِّ لَقَدْ جَاءنِي بَعْدَ قُدُوْمِي مِنَ العَسْكَرِ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ أَخَذَتْنِي -أُخْبِرُكَ- الحَمِيَّةُ, فَقُلْتُ: مَا جَاءَ بِكَ إِلَيَّ؟ -قَالَهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بَانْتِهَارٍ- قَالَ: فَخَرَجَ فَلَقِيَ أَبَا يُوْسُفَ -يَعْنِي: عَمَّ أبي عبد الله- فجعل يعتذر.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1043"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 210"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 450"، وتاريخ بغداد "6/ 179"، والأنساب للسمعاني "4/ 129"، واللباب لابن الأثير "1/ 362"، وميزان الاعتدال "1/ 67"، والعبر "1/ 422"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 150"، وتهذيب التهذيب "1/ 166"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 86".

قَالَ الفَسَوِيُّ: مَاتَ الحِزَامِيُّ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: إِنَّ الحِزَامِيَّ حَفِظَ مِنْ مَالِكٍ مَسْأَلَةً وَاحِدَةً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ -فِيْمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ- عَنْ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عِمْرَانُ بنُ مُوْسَى بنِ مُجَاشِعٍ الجُرْجَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُهَاجِرِ بنِ مسمار, عن عمر بنِ حَفْصِ بنِ ذَكْوَانَ, عَنْ مَوْلَى الحُرَقَة, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ -تَعَالَى- قَرَأَ طه وَيس قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفِ عَامٍ فَلَمَّا سَمِعَتِ المَلاَئِكَةُ القُرْآنَ قَالَتْ: طُوْبَى لأُمَّةٍ يَنْزِلُ هَذَا عَلَيْهِم وَطُوْبَى لأَجْوَافٍ تَحْمِلُ هَذَا وَطُوْبَى لأَلْسُنٍ تَكَلَّمُ بِهَذَا"1. هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ, فَابْنُ مُهَاجِرٍ وَشَيْخُهُ: ضَعِيْفَانِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ الذَّهَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الشِّبْلِيُّ, وَسُنْقُرُ الزَّيْنِيُّ, وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَرَّاقُ, وَعِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ, وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ, وَآخَرُوْنَ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنِ حَمُّوْيَةَ، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي ثَابِتٍ الزُّهْرِيُّ, حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, عَنْ عَمِّهِ؛ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ, عَنْ كُرَيْبٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْنِ إِذَا تَكَلَّمَ رُئِيَ كَالنُّوْرِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ثَنَايَاهُ2. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ في "الشمائل"، عن عبد الله.

_ 1 موضوع: أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" "1/ 66"، وابن حبان في "المجروحين" "1/ 108". وفيه علتان: الأولى: إبراهيم بن مهاجر بن مسمار، قال البخاري: منكر الحديث. والثانية: عمر بن حفص متروك كما قال أحمد والنسائي. 2 ضعيف جدًّا: أخرجه الترمذي في "الشمائل" "15"، والبيهقي في "الدلائل" "1/ 215"، وآفته عبد العزيز بن أبي ثابت الزهري، وهو عبد العزيز بن عمران الزهري، قال البخاري: لا يكتب حديث. وقال النسائي وغيره: متروك.

سهل بن زنجلة

1793- سهل بن زَنْجَلة 1: "ق" وَهُوَ سَهْلُ بنُ أَبِي سَهْلٍ، الحَافِظُ، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، أَبُو عَمْرٍو الرَّازِيُّ, الخَيَّاطُ, الأَشْتَرُ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ بِضْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَارْتَحَلَ فِي الحَدِيْثِ، وَكَتَبَهُ سنَةَ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. فَحَدَّثَ عَنْ: جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ, وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ, وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ, وَحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ, وَوَكِيْعٍ, وَابْنِ نُمَيْرٍ, وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ كَثِيْراً وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ, وَابْنُ الجُنَيْدِ, وَإِدْرِيْسُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الحَدَّادُ, وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ سَعِيْدِ بنِ بَشِيْرٍ الرَّازِيُّ, وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, وَيُوْسُفُ بنُ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَجَمَعَ, وَصَنَّفَ, وَذَاكَرَ الحُفَّاظَ, وَعَمِلَ المُسْنَدَ الكَبِيْرَ. قَالَ أَبُو خاتم: صدوق. قَالَ سَهْلُ بنُ زَنْجَلَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ السَّمْتِيُّ، حَدَّثَنَا غَالِبٌ القَطَّانُ, قَالَ: كُنَّا نَدْعُو فِي الزَّمَنِ الأَوَّلِ, نَقُوْلُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا عِلْمَ الحَسَنِ, وَوَرَعَ ابْنِ سِيْرِيْنَ, وَحِفْظَ قَتَادَةَ, وَعَقْلَ بَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ, وعبادةَ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ, وزهدَ مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ, رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِم. قَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ: سَهْلٌ: ثِقَةٌ, حُجَّةٌ, ارْتَحَلَ مَرَّتَينِ, وَلَهُ تَصَانِيْفُ, وَلاَ يُقَدَّمُ عَلَيْهِ أَحَدٌ فِي الإِتْقَانِ وَالدِّيَانَةِ مِنْ أَقْرَانِهِ فِي وَقْتِهِ. قَالَ: وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بنُ سَهْلٍ يَرْوِي عَنْ عَمْرِو بنِ خَالِدٍ, وَأَبِي جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيِّ. قُلْتُ: قِيْلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ رَحِمَهُ اللهُ تعالى.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2106" والجرح والتعديل "4/ ترجمة 852 و857"، والكاشف "1/ ترجمة 2191"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 459"، والعبر "1/ 409"، وتهذيب التهذيب "4/ 251"، وتقريب التهذيب "1/ 336"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2794".

ابن أبي سمينة

1794- ابن أبي سمينة 1: "خَ، د" الإِمَامُ, العَابِدُ، القُدْوَةُ، المُجَاهِدُ, الحَافِظُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي سَمِيْنَةَ الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُمْ, البَصْرِيُّ؛ المُحَدِّثُ. حَدَّثَ عَنْ: مُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَأَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ, وَجَرِيْرَ بنَ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَسُفْيَانَ بن عيينة, وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ, وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ فِي "سُنَنِهِ", وَالبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيْحِ", عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ, وَأَبُو زُرْعَةَ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْسِ, وَالبُخَارِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ", وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو يَعْلَى, وَالبَغَوِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ المُجَدَّرِ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ ثِقَةً, غَزَّاءَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ مِنْ شُجْعَانِ النَّاسِ. قَالَ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ: كَانَ لاَ يَخْضِبُ وَمَاتَ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى طَرَسُوْسَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَرَأْتُ عَلَى عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ العَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المُجَلِّدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي سَمِيْنَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ يَزِيْدَ, قَالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: هَلْ صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي نَعْلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ2. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ, عَالٍ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 56"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1077"،وتاريخ الخطيب "2/ 3"، والعبر"1/ 407"، والكاشف "3/ ترجمة 4795"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة رقم 7229"، وتهذيب التهذيب "9/ 59"، وتقريب التهذيب "2/ 145"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6058"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 69". 2 صحيح: أخرجه الترمذي "400"، من طريق علي بن حجر، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن عُليَّه، به. وأخرجه البخاري "386"، ومسلم "555"، عن سعيد بن يزيد، به.

الحكم بن موسى

1795- الحكم بن موسى 1: "م، س، ق" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، القُدْوَةُ، الحُجَّةُ، أَبُو صَالِحٍ البَغْدَادِيُّ، القَنْطَرِيُّ، الزَّاهِدُ. سَمِعَ العَطَّافَ بنَ خَالِدٍ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عَيَّاشٍ, وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي الرِّجَالِ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ المُبَارَكِ, وَيَحْيَى بنَ حَمْزَةَ, وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ, وبواسطة النسائي, وبن مَاجَهْ, وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ, وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ, وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ, وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ فَهْمٍ: كَانَ رَجُلاً صَالِحاً, ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَبِيْبِيُّ: سَأَلْتُ صَالِحاً جَزَرَةَ, عَنْ سُرَيْجِ بنِ يُوْنُسَ, وَالحَكَمِ بنِ مُوْسَى, وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ, فَوَثَّقَهُم جِدّاً, وقال: هؤلاء الثلاثة تقطعوا من العبادة. قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ: قَدِمَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ بَغْدَادَ، فَحَدَّثَهُ الحَكَمُ بنُ مُوْسَى بِحَدِيْثِ أَبِي قَتَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ صَلاَتَهُ" 2. فَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَوْ غَيْرُكَ حَدَّثَ به، ما صنع به.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 346"، والتاريخ الكبير "2/ ترجمة 2692"، والكنى للدولابي "2/ 9"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 584"، وتاريخ بغداد "8/ 226"، والأنساب للسمعاني "10/ 245"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 487"، والعبر "1/ 411"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2204"، والكاشف "1/ 247"، وتهذيب التهذيب "2/ 439"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 265"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1200"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 75". 2 صحيح بشواهده: أخرجه الدارمي "1/ 304"، والبيهقي "2/ 285-286"، من طريق الحكم بن موسى، وأحمد "5/ 310"، من طريق أبي جعفر السويدي كلاهما عَنِ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته" قال: "لا يتم ركوعها ولا سجودها" أو قال: "لا يقيم صلبه في الركوع والسجود". قلت: إسناده ضعيف، فيه الوليد بن مسلم، مدلس يدلس تدليس التسوية، وقد عنعنه. وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري: عند أحمد "3/ 56"، والبزار "536"، وإسناده ضعيف, فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. وشاهد آخر من حديث عبد الله بن مغفل: عند الطبراني في "الصغير" "335"، وفي "الكبير"، وشاهد ثالث عن أبي هريرة عند الحاكم "1/ 229"، والبيهقي في "السنن" "2/ 386"، من طريق هشام بن عمار =

قُلْتُ: رَوَاهُ النَّاسُ عَنْهُ، عَنِ الوَلِيْدِ بنِ مسلم، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ, عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ, عَنْ أَبِيْهِ, فَذَكَرَهُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ عَنْ حَدِيْثِ الحَكَمِ بنِ مُوْسَى فِي الصَّدَقَاتِ, فَقَالَ: لاَ أُحَدِّثُ بِهِ. قُلْتُ: سَاقَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ "المَرَاسِيْلِ"، عَنْ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ, عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ -كَذَا قَالَ- وَصَوَابُهُ: سُلَيْمَانُ بنُ أَرْقَمَ, كَمَا قَدْ بَسَطْنَاهُ فِي كِتَابِ "المِيْزَانِ". مَاتَ الحَكَمُ فِي شَوَّالٍ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ ليومين بقيا من الشهر. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَجَّاجِ النِّيْلِيُّ، وَحَوْثَرَةُ بنُ أَشْرَسَ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَوْنٍ الخَرَّازُ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ نَجْدَةَ, وَعَمْرٌو النَّاقِدُ, وَالوَاثِقُ, وَيُوْسُفُ بنُ عَدِيٍّ, وَعِيْسَى بنُ سَالِمٍ الشَّاشِيُّ, وَكَثِيْرُ بنُ يَحْيَى -صَاحِبُ البَصْرِيِّ- وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ دِيْنَارٍ بِبَغْدَادَ, وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي شُعَيْبٍ الحَرَّانِيُّ.

_ = قال: حدثنا عبد الحميد بن أبي العشرين، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِي سلمة عن أبي هريرة، به. وإسناده حسن، عبد الحميد بن أبي العشرين، هو عبد الحميد بن حبيب، وهو كاتب الأوزاعي، ولم يرو عن غيره،، وهو صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". فالحديث صحيح بمجموع هذه الشواهد.

ابن شبوية

1796- ابن شَبُّويَة 1: "د" الإِمَامُ، القُدْوَةُ، المُحَدِّثُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتِ بنِ عثمان الخزاعي، المروزي, الحافظ، بن شَبُّوْيَةَ. سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ المُبَارَكِ, وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ, وَالفَضْلَ بنَ مُوْسَى, وَأَبَا أُسَامَةَ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ, وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَجَمَاعَةٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَبَّوَيْه: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: مَنْ أراد علم القَبْرِ, فَعَلَيْهِ بِالأَثَرِ، وَمَنْ أَرَادَ عِلْمَ الخُبْزِ, فَعَلَيْهِ بِالرَّأْيِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَبُّوْيَةَ، قَالَ: كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّ لأَبِي فَضِيْلَةً عَلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ لِجِهَادِهِ, وَفِكَاكِ الأَسْرَى, فَسَأَلْتُ أَخِي عَبْدَ اللهِ، فَقَالَ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ أَرْجَحُ. فَلَمْ أَقْنَعْ فَأُرِيْتُ شَيْخاً حَوْلَهُ النَّاسُ, يَسْأَلُوْنَهُ, وَيَسْمَعُوْنَ مِنْهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! إِنَّ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ ابتلي فصبر، وإن بن شَبُّوْيَةَ عُوْفِيَ، المُبْتَلَى الصَّابِرُ كَالمُعَافَى?! هَيْهَاتَ. قَالَ البُخَارِيُّ, وَأَبُو حَاتِمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. زاد البخاري: وهو بن ستين سنة. وقال بن مَاكُوْلاَ: مَاتَ بِطَرَسُوْسَ، سَنَةَ 239. وَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ فِي "صَحِيْحِهِ" فِي الوُضُوءِ وَالأَضَاحِي وَالجِهَادِ2, عَنْ أحمد بن محمد، عن بن المبارك, فقال الدارقطني: هو بن شبوية. وقال: الكلاباذي وطائفة: بل هو:

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ 5"، والجرح والتعديل "2/ 55"، والأنساب للسمعاني "7/ 285"، واللباب لابن الأثير "3/ 77"، وتذكرة الحفاظ "2/ 464"، وتهذيب التهذيب "1/ 71"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 254". 2 ورد في البخاري "237" و"2862" و"5566".

أحمد بن محمد بن موسى

1797- أحمد بن محمد بن موسى 1: "خ، ت، س" السِّمسار المروزي مَرْدَوَيْه الحَافِظُ. وَرُبَّمَا نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ، فَقِيْلَ: أحمد بن موسى. روى عن: بن المبارك, وجرير, وإسحاق الأزرق, وطائفة. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الذُّهْلِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَحْمُوْدٍ المَرْوَزِيُّ, وَجَمَاعَةٌ. وَسَمِعَ مِنَ النَّضْرِ بنِ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيِّ؛ شَيْخٍ يَرْوِي عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ. قَالَ الشِيْرَازِيُّ فِي "الأَلْقَابِ": تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ ومائتين. قلت: وكان مكثرًا عن بن المبارك, ثقة.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 13"، وتهذيب التهذيب "1/ 77".

أمية بن بسطام

1798- أمَيَّةُ بن بِسْطام 1: "خ، م" ابن المنتشر الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو بَكْرٍ العَيْشِيُّ، البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ عَمِّهِ؛ يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ الحَافِظِ، وَأَبِي عَقِيْلٍ يَحْيَى المُتَوَكِّلِ, وَبِشْرِ بنِ المُفَضَّلِ, وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: الشَّيْخَانِ فِي "صَحِيْحَيْهِمَا"، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ حُبَّانَ البَاهِلِيُّ, وَأَبُو يعلى الموصلي, وخلق سواهم. وثقه بن حبان، وغيره. قال بن حِبَّانَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ المُؤَدِّبُ, وَزَاهِرٌ المُسْتَمْلِي, قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحِيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بنُ بسطام، حدثنا معدي بن سليمان، أخبرنا بن عَجْلاَنَ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "مَنِ انْصَرَفَ عَنْ جِنَازَةٍ, فَلَهُ قِيْرَاطٌ, وَمَنْ شَيَّعَهَا, فَلَهُ قِيْرَاطٌ, وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا, فَلَهُ قِيْرَاطٌ, وَمَنْ قَعَدَ حَتَّى تُدْفَنَ, فَلَهُ قِيْرَاطٌ" 2.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ 11"، والجرح والتعديل "2/ 303"، والعبر "1/ 409"، وتهذيب التهذيب "1/ 370"، وشذرات الذهب "2/ 70". 2 صحيح: وهذا إسناد ضعيف أخرجه البزار "823" من طريق معدي بن سليمان، عن ابن عجلان، عن أبيه، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته معدي بن سليمان، صاحب الطعام، فإنه ضعيف، لكن حديث أبي هريرة صحيح ثابت، فقد ورد عنه مرفوعا بلفظ: "من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا، وكان معه حتى يُصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الاجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط". أخرجه أحمد "2/ 430 و493"، والبخاري "47"، والنسائي "4/ 77" من طرق عن عوف، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، به، وأخرجه مسلم "945" من طرق عن أبي هريرة، به.

حبان بن موسى

1799- حبان بن موسى 1: "خ، م، ت، س" ابن سوار الحَافِظُ، الإِمَامُ، الحُجَّةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ، المَرْوَزِيُّ، الكُشْمِيْهَنِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي حَمْزَةَ مُحَمَّدِ بنِ مَيْمُوْنٍ السُّكَّرِيِّ, وَدَاوُدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَطَّارِ, وَنُوْحِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ المبارك، وكان مليًّا به. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ, وَمُسْلِمٌ, وَبِوَاسِطَةٍ التِّرْمِذِيُّ, وَالنَّسَائِيُّ, وَيُوْسُفُ بنُ عَدِيٍّ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ حِبَّانَ مِنْ حَيْثُ قِدَمُ المَوْتِ- وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ وَارَةَ, وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَحْمُوْدٍ المَرْوَزِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثلاث وثلاثين ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 313"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1211"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 309"، والعبر "1/ 413"، والكاشف "1/ ترجمة 908"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 284"، وتهذيب التهذيب "2/ 147"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 273"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1911"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 77".

أما سميه حبان بن موسى بن حبان

1800- أَمَا سَمِيُّهُ حِبَّانُ بنُ مُوْسَى بنِ حِبَّانَ 1: ابْنِ مُوْسَى بنِ عُبَيْدِ اللهِ الكَلاَعِيُّ2, الدِّمَشْقِيُّ؛ الَّذِي يَرْوِي عَنْ زَكَرِيَّا السِّجْزِيِّ خَيَّاطِ السُّنَّةِ3, فتوفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ, وَزَاهِرٌ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بنُ مُوْسَى, عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "نَزَلْنَا المُزْدَلِفَةَ فَاسْتَأْذَنَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَوْدَةُ أَنْ تَنْفِرَ قَبْلَهُ وَقَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ, وَكَانَتِ امْرَأَةً ثَبِطَةً -وَالثَّبِطَةُ الثَّقِيلَةُ- فَأَذِنَ لَهَا, فَدَفَعَتْ قَبْلَهُ, وَحُبِسْنَا حَتَّى دَفَعْنَا بِدَفْعِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- حين أصبح"4.

_ 1 ترجمته في تهذيب الكمال "5/ ترجمة 1073"، وتهذيب التهذيب "2/ ترجمة 316"، وتقريب التهذيب "1/ 100". 2 وقع في تهذيب الكمال "الكلابي"، وليس "الكلاعي", ولعله تصحيف. 3 سمي بخياط السنة؛ لأنه كان يخيط أكفان أهل السنة. 4 صحيح: أخرجه البخاري "1681"، ومسلم "1290"، من طريق أفلح بن حميد، به.

علي بن بحر

1801- عليُّ بن بحر 1: "د، ت" ابن بري، الإِمَامُ, الحَافِظُ، المُتْقِنُ، أَبُو الحَسَنِ الفَارِسِيُّ, ثُمَّ البَغْدَادِيُّ, القَطَّانُ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ, وَحَاتِمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ, وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَبَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ, وَعَبْدِ المُهَيْمِنِ بنِ عَبَّاسٍ السَّاعِدِيِّ, وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَأَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، وَهِشَامِ بنِ يُوْسُفَ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ مِنَ الشَّامِيِّيْنَ, وَاليَمَانِيِّيْنَ, وَالعِرَاقِيِّيْنَ, وَالحِجَازِيِّيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ, وَبِوَاسِطَةٍ التِّرْمِذِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ, وَأَبُو زُرْعَةَ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَحَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ, وَهِلاَلُ بنُ العَلاَءِ, وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم، وَكَانَ قَدْ سَكَنَ بِبَابَسِيْرَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَبَابَسِيْرُ: بُلَيْدَةٌ مِنْ نَاحِيَةِ الأَهْوَازِ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 309"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2354"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 209"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 965"، وتاريخ بغداد "11/ 352"، وتذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 482"، والعبر "1/ 417"، والكاشف "2/ ترجمة 3939"، وتهذيب التهذيب "7/ 584"، وتقريب التهذيب "2/ 32"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4946".

ابن الرماح

1802- ابن الرَّمَّاح 1: قَاضِي نَيْسَابُوْرَ، العَلاَّمَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الرَّمَّاحِ البَلْخِيُّ, ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ واسم جده: ميمون. سَمِعَ مَالِكاً، وَحَمَّادَ بنَ زَيْدٍ وَمُعْتَمِرَ بنَ سُلَيْمَانَ, وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه, وَالذُّهْلِيُّ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ, وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَوَّارٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ, وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ، وَصَدْعٍ بِالْحَقِّ. وثَّقَهُ الذُّهْلِيُّ. وَامْتَنَعَ مِنَ القَوْلِ بِخَلْقِ القُرْآنِ, وَكَفَّرَ الجَهْمِيَّةَ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ ترجمة 507".

قتيبة

1803- قتيبة 1: "ع" هُوَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ، المُحَدِّثُ، الإِمَامُ، الثِّقَةُ, الجَوَّالُ، رَاوِيَةُ الإِسْلاَمِ, أَبُو رَجَاءَ قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدِ بنِ جَمِيْلِ بنِ طَرِيْفٍ الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُمُ، البَلْخِيُّ، البَغْلاَنِيُّ، مِنْ أَهْلِ قَرْيَةِ "بَغْلاَنَ" مِنْ موالي الحجاج بن يوسف الأمير الظالم, وهو بن أَخِي وَشِيْمِ بنِ جَمِيْلٍ الثَّقَفِيِّ. وَقَدْ كُنْتُ عَمِلْتُ لَهُ تَرْجَمَةً مَعَهَا نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِيْنَ حَدِيْثاً مِنَ العَوَالِي، وَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ, وَأَحْبَبْتُ الآنَ عَمَلَهَا عَلَى أَنْمُوذَجِ نُظَرَائِهِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: اسْمُهُ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَقُتَيْبَةُ لقب. وقال الحافظ بن مَنْدَةَ: اسْمُهُ عَلِيُّ بنُ سَعِيْدٍ. وَقِيْلَ: كَانَ لَهُ أَخٌ اسْمُهُ: قُديد بنُ سَعِيْدٍ. قَالَ الأَصْمَعِيُ: قُتَيْبَةُ مُشْتَقٌ مِنَ القِتْبِ، وَهُوَ المِعَى، يُقَالُ: طَعَنْتُهُ, فَانْدَلَقَتْ أَقْتَابُ بَطْنِهِ أَيْ: خَرَجَتْ. نَعَمْ، وَارْتَحَلَ قُتَيْبَةُ فِي طَلَبِ العِلْمِ، وَكَتَبَ مَا لاَ يُوْصَفُ كَثْرَةً. وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، فَحَمَلَ الكَثِيْرَ عَنْ مَالِكٍ, وَاللَّيْثِ, وَشَرِيْكٍ, وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ, وَأَبِي عَوَانَةَ, وبن لَهِيْعَةَ, وَبَكْرِ بنِ مُضَرَ, وَكَثِيْرِ بنِ سُلَيْمٍ صَاحِبِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَعَبْثَرِ بنِ القَاسِمِ, وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ, وَأَبِي الأَحْوَصِ سَلاَّمِ بنِ سُلَيْمٍ, وَمُفَضَّلِ بنِ فَضَالَةَ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ, وَجَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَحَرْبِ بنِ أَبِي العَالِيَةِ, وَحَمَّادِ بنِ يَحْيَى الأَبَحِّ, وَخَلَفِ بنِ خَلِيْفَةَ, وَدَاوُدَ العَطَّارِ, وَشِهَابِ بنِ خِرَاشٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَدِيْنِيِّ, وَرُشْدِيْنَ بنِ سَعْدٍ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الرجال, وبن المُبَارَكِ, وَعَبْدِ الوَارِثِ, وَالعَطَّافِ بنِ خَالِدٍ, وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ, وَفَرَجِ بنِ فَضَالَةَ, وَأَبِي هَاشِمٍ كَثِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَيْلِيِّ, وَالمُنْكَدِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ, وَهُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ, وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ, وَيَزِيْدَ بنِ المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ, وَيَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِسْكَنْدَرَانِيِّ, وَالمُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِزَامِيِّ, وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَمُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الفِطْرِيِّ, وَمُعَاوِيَةَ بنِ عَمَّارٍ الدهني، وخلق كثير. وينزل إلى

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 379"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 870"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 212"، و"2/ 493"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 784"، وتاريخ بغداد "12/ 464"، والعبر "1/ 433"، والكاشف "2/ ترجمة 4625"، وتهذيب التهذيب "8/ 361"، وتقريب التهذيب "2/ 123"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5908"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 49".

غُنْدَر، ووكيع، والوليد بن مسلم، وبن وَهْبٍ، وَطَبَقَتِهِم ثُمَّ إِلَى حَجَّاجٍ الأَعْوَرِ، وَابْنِ أَبِي فُدَيك. حَدَّثَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ، وَنُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحَرَّانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ -فَأَكْثَرَ- وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَطَائِفَةٌ مَاتُوا قَبْلَهُ. وَرَوَى عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي كُتُبِهِم, فَأَكْثَرُوا، وَرَوَى بن مَاجَهْ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ عَنْهُ، وعن بن أَبِي شَيْبَةَ عَنْهُ. وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ أَيْضاً عَنْ رَجُلٍ, عَنْهُ. وَرَوَى النَّسَائِيُّ, عَنْ زَكَرِيَّا الخَيَّاطِ, عَنْهُ. وَرَوَى عَنْهُ: يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ، وَعَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَوَّارٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ الفَقِيْهُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بَشَّارٍ النَّسَائِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُسْتِيُّ القَاضِي، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرٍ البُشْتِيُّ -بِمُعْجَمَةٍ- النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ الطَّيِّبِ البَلْخِيُّ، وَوَلَدُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ قُتَيْبَةَ، وَعَبْدَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ طَيْفُوْرٍ النَّسَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ الدَّوِيْرِيُّ -وَدَوِيْرُ: بِفَتْحِ أَوَّلِهِ؛ قَرْيَةٌ بِخُرَاسَانَ- وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الحَكِيْمُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَوْتاً الوَاعِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ البَلْخِيُّ الزَّاهِدُ المُتَوَفَّى سَنَةَ سبع عشرة، وثلاثمائة؛ الَّذِي رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ فِي "مُعْجَمِهِ" بِالإِجَازَةِ الَّذِي قِيْلَ: إِنَّهُ وَعَظَ مَرَّةً, فَمَاتَ فِي المَجْلِسِ مِنْ تَذْكِيْرِهِ أَرْبَعَةُ أَنْفُسٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ ذَكَرَ قُتَيْبَةَ, فَأَثْنَى عَلَيْهِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، مِنْ طَرِيْقِ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ: قُتَيْبَةُ ثِقَةٌ. وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيُّ، وَزَادَ: صدوق. وقال أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ خِراش: صَدُوْقٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَدِمَ قُتَيْبَةُ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ, فَجَاءهُ أَحْمَدُ وَيَحْيَى. وَقَالَ فِيْهِ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ أَيْضاً: حَضَرْتُهُ بِبَغْدَادَ، وَقَدْ جَاءهُ أَحْمَدُ, فَسَأَلَهُ عَنْ أَحَادِيْثَ, فَحَدَّثَهُ بِهَا. وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أبي شيبة، وبن نُمَيْرٍ بِالْكُوْفَةِ إِلَيْهِ لَيْلَةً، وَحَضَرتُ مَعَهُمَا, فَلَمْ يَزَالاَ يَنْتَخِبَانِ عَلَيْهِ، وَأَنْتَخِبُ مَعَهُمَا إِلَى الصُّبْحِ.

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الكَرْمِيْنِيُّ: قَالَ لِي قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ: مَا رَأَيْتَ فِي كِتَابِي مِنْ عَلاَمَةِ الحُمْرَةِ, فَهُوَ علاَمَةُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَمَا رَأَيْتَ مِنْ الخُضْرَةِ, فَهُوَ عَلاَمَةُ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدِ بنِ فَرْوَةَ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ: انْحَدَرتُ إِلَى العِرَاقِ أَوَّلَ مَرَّةٍ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ, وَكُنْتُ يَوْمَئِذٍ ابْنَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَبَّوَيْه: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ: كُنْتُ فِي حَدَاثَتِي أَطلُبُ الرَّأْيَ, فَرَأَيْتُ -فِيْمَا يَرَى النَّائِمُ- أَنَّ مَزَادَةً دُلِّيَتْ مِنَ السَّمَاءِ, فَرَأَيْتُ النَّاسَ يَتَنَاوَلُونَهَا فَلاَ يَنَالُونَهَا, فَجِئتُ أَنَا, فَتَنَاوَلْتُهَا, فَاطَّلَعتُ فِيْهَا, فَرَأَيْتُ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ, فَلَمَّا أَصبَحتُ جِئْتُ إِلَى مِخْضَعٍ البَزَّازِ -وَكَانَ بَصِيْراً بِعِبَارَةِ الرُّؤْيَا- فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ رُؤْيَايَ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِالأَثَرِ فَإِنَّ الرَّأْيَ لاَ يَبْلُغُ المَشْرِقَ وَالمَغْرِبَ، إِنَّمَا يَبلُغُ الأَثَرُ. فَتَرَكتُ الرَّأْيَ, وَأَقبَلْتُ عَلَى الأَثَرِ. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ جَرِيْرٍ اللاَّلُ، عَنْ قُتَيْبَةَ، قَالَ لِي أَبِي: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ, فِي يَدِهِ صَحِيفَةٌ, فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, مَا هَذِهِ الصَّحِيفَةُ? قَالَ: فِيْهِ أَسَامِي العُلَمَاءِ. قُلْتُ: نَاوِلْنِي أنظر فيه اسم ابْنِي فَنَظَرتُ, فَإِذَا فِيْهِ اسْمُ ابْنِي. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَيَّارٍ الفرهياني: قُتَيْبَةُ: صَدُوْقٌ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الكِبَارِ إِلاَّ وَقَدْ حَمَلَ عَنْهُ بِالعِرَاقِ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَأَبُو خَيْثَمَةَ, وَعَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ, وَالحُمَيْدِيُّ بِمَكَّةَ. وَسَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: مَرَرْتُ بِمِنَىً عَلَى قُتَيْبَةَ, وَعَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ يَكْتُبُ عَنْهُ, فَجُزْتُ وَلَمْ أَحْمِلْ عَنْهُ, فَنَدِمْتُ. أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ المَرْوَزِيُّ: أَبُو رَجَاءَ قُتَيْبَةُ مَوْلَى الحَجَّاجِ بن يوسف, فكان قتيبة يتولى ثقيف, وَيَذْكُرُ كَرَامَةَ جَدِّهِ عَلَى الحَجَّاجِ, وَأَنَّ الحَجَّاجَ كَانَ إِذَا جَلَسَ عَلَى سَرِيْرِهِ, جَلَسَ جَدِّي عَلَى كُرْسِيٍّ عَنْ يَمِيْنِهِ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو رَجَاءَ رَجُلاً رَبْعَةً, أَصْلَعَ, حُلوَ الوَجْهِ, حَسَنَ اللِّحْيَةِ, وَاسِعَ الرَّحلِ, غَنِيّاً مِنَ أَلوَانِ الأَمْوَالِ: مِنَ الدَّوَابِّ, وَالإِبِلِ, وَالبَقَرِ, وَالغَنَمِ, وَكَانَ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ. لَقَدْ قَالَ لِي: أَقِمْ عِنْدِي هَذِهِ الشَّتوَةِ, حَتَّى أُخْرِجَ لَكَ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ عَنْ خَمْسَةِ أُنَاسِيَّ. فَقُلْتُ: لَعَلَّ أَحَدَهُمْ عُمَرُ بنُ هَارُوْنَ? قَالَ: لاَ كُنْتُ كَتَبتُ عَنْ عُمَرَ بنِ هَارُوْنَ وَحدَهُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِيْنَ أَلفاً, وَلَكِنْ وَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ, وَجَرِيْرٌ, وَمُحَمَّدُ بنُ بَكْرٍ البُرْسَانِيُّ, وَنَسِيتُ الخامس. قال: وكان ثبتًا فِيْمَا رَوَى صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ. سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.

قَالَ: وَمَاتَ لِلَيلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَعْبَانَ, سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَهُوَ فِي تِسْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ كتب الحديث عن ثلاث طبقات: الليث وبن لَهِيْعَةَ, إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ كَتَبَ عَن إِدْرِيْسَ وَوَكِيْعٍ, وَالعَنْقَزِيِّ، وَنَحْوِهِم، ثُمَّ كَتَبَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ, وَسَعِيْدِ بنِ سُلَيْمَانَ. وَأَمَّا مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ فَقَالَ: وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ، سَنَةَ مَوْتِ الأَعْمَشِ، وَسَمِعْتُهُ يقول: حضرت موت بن لَهِيْعَةَ, وَشَهِدْتُ جَنَازَتَهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الوَاعِظُ، وَبَيْنَهُمَا فِي المَوْتِ ثَمَانِيَةٌ وَتِسْعُوْنَ عَاماً. وَأَمَّا الخَطِيْبُ، فَقَالَ فِي كِتَابِ "السَّابِقِ وَاللاَحِقِ": حَدَّثَ عَنْهُ: نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ, وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَبَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. قَالَ بن المُقْرِئِ فِي "مُعْجَمِهِ": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: كُنَّا عَلَى بَابِ قُتَيْبَةَ, فَمَرِضَ رَجُلٌ كَانَ مَعَنَا، يَقُوْلُ: لاَ أَخْرُجُ حَتَّى أُكَبِّرَ عَلَى قُتَيْبَةَ. قَالَ: فَمَاتَ, فَأَخْبَرُوا بِهِ قُتَيْبَةَ, فَخَرَجَ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ, وَكَتَبَ عَلَى قَبْرِهِ: هَذَا قَبْرُ قَاتِلِ قُتَيْبَةَ. وَقَدْ رَوَى: أَبُو نَصْرٍ, عَنْ قُتَيْبَةَ, قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ, فالله أعلم. وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ, عَنْ أَبِي العَبَّاسِ السَّرَّاجِ, قَالَ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: هَذَا قَوْلُ الأَئِمَّةِ فِي الإِسْلاَمِ, وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ: نَعرِفُ رَبَّنَا -عَزَّ وَجَلَّ- فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى عَرْشِهِ كَمَا قَالَ: تَعَالَى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] . وَمِمَّا بَلَغَنَا مِنْ شِعْرِ قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ قَوْلُهُ: لَوْلاَ القَضَاءُ الَّذِي لاَ بُدَّ مُدْرِكُه ... وَالرِّزْقُ يَأْكُلُهُ الإِنْسَانُ بِالقَدَرِ مَا كَانَ مِثْلِيَ فِي بَغْلاَنَ مَسْكَنُهُ ... وَلاَ يَمُرُّ بِهَا إِلاَّ عَلَى سَفَرِ وكَانَتْ رِحْلَةُ النَّسَائِيِّ إِلَى قُتَيْبَةَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ سَنَةً كَامِلَةً، وَكَتَبَ عَنْهُ شَيْئاً كَثِيْراً، لَكِنَّهُ امتَنَعَ وَتَحَرَّجَ مِنْ رِوَايَةِ "كِتَابِ ابْنِ لَهِيْعَةَ"؛ لِضَعْفِهِ عِنْدَهُ. وَقِيْلَ: كَانَ سَبَبَ نُزُوْحِ قُتَيْبَةَ مِنْ مَدِيْنَةِ بَلْخَ، وَانقِطَاعِهِ بِقَرْيَةِ بَغْلاَنَ؛ أَنَّهُ حَضَرَ عِنْدَهُ مَالِكٌ, وَجَاءهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ البَلْخي لِلسَّمَاعِ، فَبَرَزَ قُتَيْبَةُ، وَقَالَ: هَذَا مِنَ المُرْجِئَةِ. فَأَخْرَجَهُ مَالِكٌ مِنْ مَجْلِسهِ -وكان لإبراهيم سَوْرةٌ كَبِيْرَةٌ بِبَلَدِهِ- فَعَادَى قُتَيْبَةَ, وَأَخْرَجَهُ.

وَمَا عَلِمتُهُمْ نَقَمُوا عَلَى قُتَيْبَةَ سِوَى ذَلِكَ الحَدِيْثِ المَعْرُوْفِ فِي الجَمعِ فِي السَّفَرِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: عَمِلَ أَبِي طَعَاماً وَدَعَا إِسْحَاقَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ ابْنِي هَذَا قَدْ أَلَحَّ عَلَيَّ فِي الخُرُوْجِ إِلَى قُتَيْبَةَ, فَمَا ترى? فنظر إلي, وقال: هَذَا قَدْ أَكْثَرَ عَنِّي وَهُوَ يَجْلِسُ بِالقُربِ مِنِّي, وَأَبُو رَجَاءَ عِنْدَهُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا, فَأَرَى أَنْ تَأْذَنَ لَهُ عَسَى أَنْ يَنْتَفِعَ. أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ إِجَازَةً, قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ مُعَاذٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيْغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى العَصْرِ فَيُصَلِّيَهُمَا جَمِيْعاً, وَإِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ المَغْرِبِ أَخَّرَهَا حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ العِشَاءِ, فَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب"1. مَا رَوَاهُ أَحَدٌ عَنِ اللَّيْثِ سِوَى قُتَيْبَةَ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ, وَالتِّرْمِذِيُّ, وَأَمَّا النسائي, فامتنع من إخراجه؛ لنكارته. أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمن الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ, حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الإِسْفَرَايِيْنِيُّ الفَقِيْهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَكَ بنِ مَهْدِيٍّ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ -وَرَّاقُ مَحْمُوْدِ بنِ غَيْلاَنَ- حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرَيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ مُعَاذٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ, فَكَانَ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ حَتَّى يَدْخُلَ وَقْتُ العَصْرِ, فَيَجْمَعَ بَيْنَهُمَا"2. مُخْتَصَرٌ. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ", فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً نازلة بست درج.

_ 1، 2 أخرجه أحمد "5/ 241-242"، وأبو داود "1220"، والترمذي "553"، والدارقطني "1/ 392-393"، والبيهقي "3/ 163"، من طرق عن قتيبة بن سعيد، به. وقال الترمذي: والمعروف عند أهل العلم حديث معاذ من حديث أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذٍ أنه -صلى الله عليه وسلم- جمع في غزوة تبوك بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء. ورواه قرة بن خالد، وسفيان الثوري، ومالك، وغير واحد عن أبي الزبير المكي. ورواية مالك في الموطأ "1/ 160-161"، ومسند أحمد "5/ 237"، ورواية قرة بن خالد في "المسند" "5/ 228-229"، ورواية سفيان فيه "5/ 230 و336".

وَمِنْ أَعجَبِ الأُمُورِ: أَنَّ أَبَا عِيْسَى التِّرْمِذِيَّ حَدَّثَ بِهِ عَنْ قُتَيْبَةَ وَرَوَاهُ نَازِلاً كَمَا هُوَ مَوْجُوْدٌ فِي نُسَخٍ عِدَّةٍ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سُلَيْمَانَ البَلْخِيُّ عَنْ زَكَرِيَّا بنِ يَحْيَى اللُّؤْلُؤِيِّ, عَنْ أَبِي بَكْرٍ الأَعْيَنِ, عَنْ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ, عَنْ أَحْمَدَ عَنْ قُتَيْبَةَ, فَهَذَا مِنْ طُرُقِ النَّوَازِلِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: رُوَاتُهُ أَئِمَّةٌ, ثِقَاتٌ, وَهُوَ شَاذُّ الإِسْنَادِ وَالمَتْنِ, ثُمَّ لاَ نَعرِفُ لَهُ عِلَّةً نُعَلِّلُهُ بِهَا, فَلَو كَانَ الحَدِيْثُ عِنْدَ الليث عن أبي الزبير عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ لَعَلَّلْنَا بِهِ الحَدِيْثَ, وَلَوْ كَانَ عِنْدَ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ لَعَلَّلْنَا بِهِ, فَلَمَّا لَمْ نَجِدْ لَهُ عِلَّةً خَرَجَ عَنْ أَنْ يَكُوْنَ مَعْلُوْلاً, ثُمَّ نَظَرنَا فَلَمْ نَجِدْ لِيَزِيْدَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ رِوَايَةً, وَلاَ وَجَدنَا هَذَا المَتْنَ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الطُّفَيْلِ, وَلاَ عِنْدَ أَحَدٍ مِمَّنْ يَرْوِيْهِ عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ غَيْرَ أَبِي الطُّفَيْلِ, فَقُلْنَا هُوَ شَاذٌ, وَأَئِمَّةُ الحَدِيْثِ إِنَّمَا سَمِعُوهُ مِنْ قُتَيْبَةَ تَعَجُّباً مِنْ إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ, وَلَمْ يَبْلُغْنَا عَنْ أَحَدٍ مِنْهُم أَنَّهُ ذَكَرَ لَهُ عِلَّةً. قُلْتُ: بَلْ رَوَوْهُ فِي كُتُبِهِم, وَاسْتَغْرَبَهُ بَعْضُهُم. قَالَ الحَاكِمُ: وَقَدْ قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ هَذَا, وَحَدَّثَنَا بِهِ عَنِ النَّسَائِيِّ, وَهُوَ إِمَامُ عَصْرِهِ عَنْ قُتَيْبَةَ. وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَلاَ أَبُو عَلِيٍّ لِلْحَدِيْثِ عِلَّةً, فَنَظَرنَا فَإِذَا هُوَ مَوْضُوْعٌ. وَقُتَيْبَةُ: ثِقَةٌ, مَأْمُوْنٌ. فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ الفَقِيْهُ، حَدَّثَنَا بن خُزَيْمَةَ, سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ حَفْصَوَيْه -نَيْسَابُوْرِيٌّ, صَاحِبُ حَدِيْثٍ- يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: قُلْتُ لِقُتَيْبَةَ: مَعَ مَنْ كَتَبتَ عَنِ اللَّيْثِ حَدِيْثَ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ؟ قَالَ: مَعَ خَالِدٍ المَدَائِنِيِّ. قَالَ البُخَارِيُّ: وَكَانَ خَالِدٌ هَذَا يُدْخِلُ عَلَى الشُّيُوْخِ الأَحَادِيْثَ. وَقَدْ قَالَ أَبُو دَاوُدَ عَقِيبَهُ: لاَ يَرْوِيْهِ إِلاَّ قُتَيْبَةُ وَحْدُهُ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَرِيْبٌ تَفَرَّدَ بِهِ قُتَيْبَةُ وَالمَعْرُوْفُ حَدِيْثُ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ يَعْنِي عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ مُعَاذٍ أَنَّهُم خَرَجُوا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ, فَكَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ وَبَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ يَعْنِي: وَلَيْسَ فِيْهِ جَمْعُ التَّقْدِيْمِ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ: لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ إِلاَّ قُتَيْبَةُ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ غَلِطَ, وَإِنَّ مَوْضِعَ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ أَبُو الزُّبَيْرِ. قُلْتُ: فَيَكُوْنُ قَدْ غَلِطَ فِي الإِسْنَادِ, وَأتَى بِلَفْظٍ مُنْكَرٍ جِدّاً. يَرَوْنَ: أَنَّ خَالِداً المَدَائِنِيَّ أَدْخلَهُ عَلَى اللَّيْثِ, وَسَمِعَهُ قُتَيْبَةُ مَعَهُ, فَاللهُ أَعْلَمُ. قُلْتُ: هَذَا التَّقْرِيْرُ يُؤَدِّي إِلَى أَنَّ اللَّيْثَ كَانَ يَقْبَلُ التَّلْقِيْنَ، وَيَروِي مَا لَمْ يَسْمَعْ, وَمَا كان

كَذَلِكَ، بَلْ كَانَ حُجَّةً مُتَثَبِّتاً, وَإِنَّمَا الغَفْلَةُ وَقَعَتْ فِيْهِ مِنْ قُتَيْبَةَ, وَكَانَ شَيْخَ صِدْقٍ, قَدْ رَوَى نَحْواً مِنْ مائَةِ أَلْفٍ, فَيُغْتَفَرُ لَهُ الخَطَأُ فِي حَدِيْثٍ وَاحِدٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ المُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ, عَنِ العَلاَءِ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ, يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً, وَيُمْسِي كَافِراً, وَيُمْسِي مُؤْمِناً, وَيُصْبِحُ كَافِراً, يَبِيْعُ دِيْنَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا" 1. رَوَاهُ مُسْلِمٌ, عَنْ قُتَيْبَةَ, عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، وَالتِّرْمِذِيُّ: عَنْهُ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ. وَمَاتَ مَعَ قُتَيْبَةَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ خَلْقٌ، مِنْهُم: سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ الحَدَثَانِيُّ, وَسُوَيْدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ, وَأَبُو ثَوْرٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ خَالِدٍ الكَلْبِيُّ الفَقِيْهُ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَتَّابٍ الأَعْيَنُ, وَالحَسَنُ بنُ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ, وَمُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الجَرْجَرَائِيُّ2, وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ غِيَاثٍ البَصْرِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ خَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الطحان.

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "2195"، من طريق قتيبة بن سعيد، به، وأخرجه أحمد "2/ 304 و372 و523", ومسلم "118"، والبغوي "4223"، من طرق عن العلاء، به. 2 الجَرْجَائي: نسبة إلى جَرْجرايا، وهي بلدة بين بغداد وواسط قريبة من دجلة.

أحمد بن جناب

1804- أحمد بن جَناب 1: "م، د" ابن المغيرة, الإِمَامُ، الثِّقَةُ، أَبُو الوَلِيْدِ المَصِّيْصِيُّ. عَنْ: عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، وَالحَكَمِ بنِ ظُهَيْرٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: مُسْلِمٌ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَأَحْمَدُ الأَبَّارُ، وَأَبُو يَعْلَى، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ, وَمِنَ القُدَمَاءِ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ. وَكَانَ ثَبْتاً فِي عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ. قَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ بن أَبِي عَاصِمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. يُقَالُ: إنه بغدادي.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 27"، وتاريخ بغداد "4/ 77-78"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 294"، وتهذيب التهذيب "1/ 21-22"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 258".

طالوت بن عباد

1805- طالوت بن عَبَّاد 1: الشَّيْخُ، المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ، الثِّقَةُ، أَبُو عُثْمَانَ البَصْرِيُّ, الصَّيْرَفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: فَضَّالِ بنِ جُبَيْرٍ2، صَاحِبِ أبي أمامة الباهلي, وعن الربيع بنِ مُسْلِمٍ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ, وَأَبِي هِلاَلٍ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمٍ، وَاليَمَانِ أَبِي حُذَيْفَةَ وَسَعِيْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ, وَجَمَاعَةٍ, وَلَهُ: نُسْخَةٌ مَشْهُوْرَةٌ، عَالِيَةٌ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَعَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ، وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ الحِنَّائِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ سَعِيْدِ بنِ بَشِيْرٍ الرَّازِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. فَأَمَّا قَوْلُ أَبِي الفَرَجِ بنِ الجَوْزِيِّ: ضَعَّفَهُ عُلَمَاءُ النَّقْلِ, فَهَفْوَةٌ مِنْ كِيْسِ أَبِي الفَرَجِ. فَإِلَى السَّاعَةِ, مَا وَجَدْتُ أَحَداً ضَعَّفَهُ. وَحَسْبُكَ بِقَولِ المُتَعَنِّتِ فِي النَّقْدِ أَبِي حَاتِمٍ فِيْهِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ البُسْرِيِّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا طَالُوْتُ بنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنِ الحَسَنِ, عَنْ أَبِي بَكْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا تَوَاجَهَ المُسْلِمَانِ بسَيْفَيْهِمَا، فَالقَاتِلُ وَالمَقْتُوْلُ فِي النار" 3.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 3157"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 2178"، والعبر "1/ 427"، وميزان الاعتدال "2/ 334"، ولسان الميزان "3/ 205-206"، وشذرات الذهب "2/ 90". 2 ترجمته في "ميزان الاعتدال" "3/ ترجمة 6705"، وقال: قال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة, وهي نحو عشرة أحاديث. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به بحال، يروي أحاديث لا أصل لها. وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث. 3 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 43 و51"، والبخاري"31" و"6875" و"7083"، ومسلم "2888" "15"، وأبو داود "4268"، والبيهقي "8/ 190", والبغوي "2549" من طرق عن حماد بن زيد، عن أيوب ويونس، عن الحسن, عن الاحنف بن قيس، عن أبي بكرة، به مرفوعًا.

العباس بن الوليد

1806- العباس بن الوليد 1: "خ، م، س" ابن نصر الحَافِظُ الإِمَامُ الحُجَّةُ، أَبُو الفَضْلِ البَاهِلِيُّ، النَّرْسي البصري بن عَمِّ المُحَدِّثِ عَبْدِ الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ. وَنَرْسُ هُوَ جَدُّهُمَا نَصْرٌ, كَانَ بَعْضُ العَجَمِ يَدْعُوهُ: يَا نَصْرُ, فَيَنْطِقُ بِهَا: يَا نَرْسُ لِعُجْمَةِ لِسَانِهِ. سَمِعَ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ وَعَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرٍ المَدِيْنِيَّ وَأَبا عَوَانَةَ وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ وَيَزِيْدَ بنَ زُرَيْعٍ وَعِدَّةً وَكَانَ مُتْقِناً صَاحِبَ حَدِيْثٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ, وَبِوَاسِطَةٍ النَّسَائِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ القَاضِي المَرْوَزِيُّ وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ وَالبَغَوِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وثقه يحيى بن معين ورجحوه على بن عَمِّهِ عَبْدِ الأَعْلَى. مَاتَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَمَانٍ. أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ وَعَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذَا سَرَقَ العَبْدُ فَبِعْهُ وَلَوْ بِنَشٍّ"2. وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ حَاتِمٌ الأَصَمُّ الزَّاهِدُ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ, وَسَعِيْدُ بنُ حَفْصٍ النُّفَيْلِيُّ, وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُعَاذٍ, وَأَبُو كَامِلٍ الجَحْدَرِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ قُدَامَةَ الجَوْهَرِيُّ, وَوَثِيْمَةُ بنُ مُوْسَى الأَخْبَارِيُّ, وَعَبْدُ الله بن مطيع.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 27"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1177"، والكاشف "2/ ترجمة 2638"، والمغني "1/ ترجمة 3087"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4184"، وتهذيب التهذيب "5/ 133"، وتقريب التهذيب "1/ 400"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3366". 2 ضعيف: أخرجه الطيالسي "2343"، وأحمد "2/ 337 و356 و387"، والبخاري في الأدب المفرد" "165"، وأبو داود "4412"، والنسائي "8/ 91"، وابن ماجه "2589"، وأبو يعلى "5906"، وابن عدي في "الكامل" "5/ 40"، من طرق عن أبي عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة، به.

عبد الأعلى بن حماد

1807- عبد الأعلى بن حماد 1: "خ، م، د، س" ابن نصر الحَافِظُ المُحَدِّثُ، أَبُو يَحْيَى البَاهِلِيُّ مَوْلاَهُمُ، النَّرسي البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَعَبْدِ الجَبَّارِ بنِ الوَرْدِ وَوُهَيْبِ بنِ خَالِدٍ وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ وَسَلاَّمِ بنِ أَبِي مُطِيْعٍ وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَعَبْدِ الوَارِثِ وَخَلْقٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ, وَبِوَاسِطَةٍ النَّسَائِيُّ, وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ بنِ حُمَيْدٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ نَاجِيَةَ وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى البَلاَذُرِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ وَالفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ منصور الزبيدي وهارون بن محمد بنِ سَعْدَانَ وَمُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ المُجَدَّرِ وَالعَبَّاسُ بنُ البِرْتِيِّ وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيرُهُ. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمَنْ قَالَ: سنَةَ سِتٍّ, فَقَدْ أَخْطَأَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي شَرِيْكٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الإِسْلاَمُ بِضْعٌ وَسِتُّوْنَ" -أَوْ قَالَ: "وَسَبْعُوْنَ بَاباً أَفْضَلُهَا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيْقِ وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ من الإيمان" 2.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1752"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 211 و525"، والكنى للدولابي "2/ 165"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 154"، وتاريخ بغداد "11/ 75"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 374"، والعبر "1/ 424"، والكاشف "2/ ترجمة 3116"، وتذكرة الحفاظ "2/ 467"، وتهذيب التهذيب "6/ 93-94"، وتقريب التهذيب "1/ 464"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3948"، وشذرات الذهب "2/ 88". 2 صحيح: أخرجه مسلم "35" "58"، من طريق جرير، عن سهيل، به, ولفظه: "الإيمان بضع وسبعون, أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عن الطريق، والحياء شبعة من الإيمان". وأخرجه البخاري "9"، ومسلم "35"، "57"، من طريق أبي عامر العقدي, حدثنا سليمان بن بلال، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان". قوله: "وبضع وسبعون" البِضْعُ في العدد بالكسر، وقد يفُتح، ما بين الثلاث إلى التسع.

مصعب

1808- مُصْعَب 1: "ق" ابن عَبْدِ اللهِ بنِ مُصْعَبِ بنِ ثَابِتِ بنِ عبد الله بن حَوَارِيُّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبن عَمَّتِهِ الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ العَلاَّمَةُ الصَّدُوْقُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ أَمِيْرِ اليَمَنِ القُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الزُّبَيْرِيُّ المَدَنِيُّ, نَزِيْلُ بَغْدَادَ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَمَالِكَ بنَ أَنَسٍ, وَالضَّحَّاكَ بنَ عُثْمَانَ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ سَعْدٍ, وَعَبْدَ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيَّ, وَهِشَامَ بنَ عَبْدِ اللهِ المَخْزُوْمِيَّ, وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ, وَطَائِفَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ بِحَدِيْثِ النَّجَشِ2، وَبِوَاسِطَةٍ النَّسَائِيُّ, وَالزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ القَاضِي ابْنُ أَخِيْهِ, وَأَبُو يَعلَى المَوْصِلِيُّ, وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ, وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ, وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ. وَمِنْهُم مَنْ تَكَلَّمَ فِيْهِ لأَجلِ وَقْفِهِ فِي مَسْأَلَةِ القُرْآنِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ المَرْوَزِيُّ: كَانَ مِنَ الوَاقِفَةِ، فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ كَانَ وَكِيْعٌ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ يَقُوْلاَنِ: القُرْآنُ غَيْرُ مخلوق، قال: أخطأ وكيع وأبو بكر. قُلْتُ: فَعِنْدَنَا عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: غَيْرُ مَخْلُوْقٍ. قَالَ: أَنَا لَمْ أَسْمَعهُ، قُلْتُ: يَحْكِيهِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ قهم: كَانَ مُصْعَبٌ إِذَا سُئِلَ عَنِ القُرْآنِ، يَقِفُ وَيَعِيْبُ مَنْ لاَ يَقِفُ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ عَلاَّمَةً نَسَّابَةً أَخْبَارِيّاً فَصِيْحاً مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ وَأَفْرَادِهِم. قَدْ رَوَى عَنْهُ: مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ فِي غَيْرِ كِتَابَيْهِمَا. قَالَ الزُّبَيْرُ: كَانَ عَمِّي وَجْهَ قُرَيْشٍ مُروءةً وَعِلْماً وَشَرَفاً وَبَيَاناً وَقَدْراً وَجَاهاً وَكَانَ نَسَّابَةَ قُرَيْشٍ عَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 344"، والتاريخ الكبير "7/ ترجمة 1532"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1429"، وتاريخ بغداد "13/ 112"، والكاشف "3/ ترجمة 5564"، والمغني "2/ ترجمة 6265"، والعبر "1/ 423"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8564"، وتهذيب التهذيب "10/ 162"، وتقريب التهذيب "2/ 252"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7024"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 86". 2 صحيح: أخرجه ابن ماجه "2173"، وقال: قرأت على مصعب بن عبد الله الزبيري، عن مالك "ح" وحدثنا أبو حذافة حدثنا مالك بن أنس، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهى عن النَّجْش". النَّجْش: هو أن يمدح السلعة ليروجها، أو يزيد في الثمن ولا يريد شراءها ليضر بذلك غيره.

قال بن أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ مُصْعَباً يَقُوْلُ: حَضَرْتُ حَبِيْباً1 يَقْرَأُ عَلَى مَالِكٍ، أَنَا عَنْ يَمِيْنِهِ وَأَخِي عَنْ يَسَارِهِ، فَيَقْرَأُ عَلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ورقتين ونصف، وَالنَّاسُ نَاحِيَةٌ. فَإِذَا قَضَى، جَاءَ النَّاسُ فَعَارَضُوا كُتُبَنَا بِكُتُبِهِم, وَكَانَ حَبِيْبٌ يَأْخُذُ عَلَى كُلِّ عَرْضَةٍ دِيْنَارَينِ مِنْ كُلِّ إِنْسَانٍ. فَقُلْتُ: لِمُصْعَبٍ إِنَّهُم كَانُوا لاَ يَعْرِضُونَ عَرْضَ حَبِيْبٍ, فَأَنْكَرَ هَذَا إِذْ مَرَّ بِنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، فَسَأَلَهُ مُصْعَبٌ عَنْ حَبِيْبٍ، فَقَالَ: كَانَ يَتَصَفَّحُ الورقة والورقتين. ومضى بن مَعِيْنٍ، فَسَكَتَ مُصْعَبٌ. وَقَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدِ جَزَرَةُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُصْعَبِ بنِ عَبْدِ اللهِ، فَذَكَرَ شَيْئاً. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، يَقُوْلُ: مُصْعَبٌ مُسْتَثْبِتٌ. قُلْتُ: وَكَانَ أبوه أميرًا على اليمن. قَالَ الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو المُزَنِيُّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ جَدُّكَ عَلَى اليَمَنِ، قَالَ لِي ابْنُهُ مُصْعَبٌ: امضِ مَعَنَا، فَتَأَخَّرْتُ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَيْهِمْ صَنْعَاءَ فَنَزَلْتُ فِي دَارِ الإِمَارَةِ فَأَكْرَمَنِي وَأَجرَى عَلَيَّ فِي الشَّهْرِ خَمْسِيْنَ دينارًا فلما انصرفت وصلني بخمسمائة دِيْنَارٍ. وَلِهَذَا المُزَنِيِّ فِيْهِ مَدَائِحُ. تَفَرَّدَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ بِحَدِيْثِ: "الْتَمِسُوا الرِّزْقَ فِي خَبَايَا الأَرْضِ". فَرَوَاهُ عَنْ هِشَامِ بنِ عَبْدِ اللهِ المَخْزُوْمِيِّ2 عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنِ أَبِيْهِ. وَقَعَ لَنَا فِي جُزْءِ بِيْبَى الهَرْثَمِيَّةِ3 عَالِياً. تُوُفِّيَ مُصْعَبٌ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ, رحمه الله.

_ 1 هو: حبيب بن أبي حبيب، واسم أبيه زُرَيق. وقيل: مرزوق، أبو محمد البصري، وقيل: المدني كاتب مالك. قال أحمد: ليس بثقة. وقال ابن معين: كان يقرأ على مالك ويتصفح ورقتين ثلاثة فسألوني عنه بمصر، فقلت: ليس بشيء. وقال ابن داود: كان من أكذب الناس. وقال أبو حاتم: روى عن ابن أخي الزهري أحاديث موضوعة. وقال ابن عدي: أحاديثه كلها موضوعة. 2 ضعيف: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "3/ 91" من طريق هشام بن عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن المخزومي، عن هشام بن عروة به. وقال ابن حبان: هِشَامُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِكْرِمَةَ المَخْزُوْمِيُّ، يروي عن هشام بن عروة ما لا أصل له من حديثه كأنه هشام آخر، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وذكر الذهبي الحديث في ترجمته في "الميزان" وعقب عليه بكلام ابن حبان هذا. 3 هي: الشَّيْخَةُ المُعَمِّرة، المُسْندة، أُمُّ الفَضْلِ وَأُمُّ عِزَّى، بِيْبَى بِنْتُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الهَرْثَمِيَّة، الهَرَويَّة، رَوَتْ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي شُرَيْح جُزْءاً عَالِياً اشْتُهِرَ بِهَا. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: هِيَ مِنْ قَرْيَة بخشَة عَلَى برِيْد مِنْ هَرَاة، صَالِحَةٌ، عفِيفَة، عِنْدَهَا جزءٌ مِنْ حَدِيْثِ ابْن أَبِي شُرَيْح، تَفردت بِهِ، سَمِعَهُ مِنْهَا عَالَمٌ لاَ يُحصُوْن، ولدت في حدود سنة ثمانية وثلاثمائة ثُمَّ قَالَ: وَمَاتَتْ فِي حُدُوْدِ سَنَة خَمْسٍ وسبعين وأربعمائة. تأتي ترجمتها في كتابنا هذا "سير أعلام النبلاء" رقم "4293" فر الجزء الحادي عشر من طبعتنا هذه ط. دار الحديث أكثر الله النفع بها وجعلها في ميزان حسناتنا بكرمه ومنه وسعة فضله.

أحمد بن حرب

1809- أحمد بن حرب 1: ابن فيروز الإِمَامُ القُدْوَةُ, شَيْخُ نَيْسَابُوْرَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ النيسابوري الزَّاهِدُ. كَانَ مِنْ كِبَارِ الفُقَهَاءِ وَالعُبَّادِ. ارْتَحَلَ وسمع من: سفيان بن عيينة وبن أَبِي فُدَيْكٍ وَعَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَطَاءٍ وَحَفْصِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي أُسَامَةَ وَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ وَأَبِي عَامِرٍ العَقَدِيِّ وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيِّ وَعَبْدِ اللهِ بنِ الوَلِيْدِ العَدَنِيِّ وَعَامِرِ بنِ خِدَاشٍ, وَطَبَقَتِهِم, وَجَمَعَ, وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ وَسَهْلُ بنُ عَمَّارٍ وَالعَبَّاسُ بنُ حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ شَادِلٍ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُفْيَانَ الفَقِيْهُ وَأَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الخَفَّافُ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ قُتَيْبَةَ وَزَكَرِيَّا بنُ دَلَّوَيْه, وَعَدَدٌ سِوَاهُم. قَالَ زَكَرِيَّا بنُ دَلَّوَيْه: كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ إِذَا جَلَسَ بَيْنَ يَدِيِ الحَجَّامِ لِيُحْفِيَ شَارِبَهُ يُسَبِّحُ, فَيَقُوْلُ لَهُ الحَجَّامُ: اسْكُتْ سَاعَةً. فَيَقُوْلُ: اعْمَلْ أَنْتَ عَمَلَكَ وَرُبَّمَا قَطَعَ مِنْ شَفَتِهِ, وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ. قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الصُّوْفِيُّ, حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى قَالَ: مَرَّ أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ بِصِبْيَانٍ يَلْعَبُوْنَ, فَقَالَ أَحَدُهُم: أَمْسِكُوا فَإِنَّ هَذَا أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ الَّذِي لاَ يَنَامُ اللَّيْلَ. فَقَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ, وَقَالَ: الصِّبْيَانُ يَهَابُونَكَ, وَأَنْتَ تَنَامُ? فأحيا الليل بعد ذلك حتى مات.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 118"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 329"، ولسان الميزان "1/ ترجمة 479"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 80".

قَالَ زَكَرِيَّا بنُ حَرْبٍ: ابْتَدَأَ أَخِي بِالصَّوْمِ، وَهُوَ فِي الكُّتَّابِ، فَلَمَّا رَاهَقَ حَجَّ مَعَ أَخِيْهِ الحُسَيْنِ بنِ حَرْبٍ فَأَقَامَا بِالْكُوْفَةِ لِلطَّلَبِ، وَبِالبَصْرَةِ وَبَغْدَادَ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى العِبَادَةِ لاَ يَفْتُرُ. وَأَخَذَ فِي المَوَاعِظِ وَالتَّذْكِيْرِ وَحَثَّ عَلَى العِبَادَةِ, وَأَقْبَلُوا عَلَى مَجْلِسِهِ. وَصَنَّفَ: كِتَابَ "الأَرْبَعِيْنَ", وَكِتَابَ "عِيَالِ اللهِ", وَكِتَابَ "الزُّهْدِ", وَكِتَابَ "الدُّعَاءِ", وَكِتَابَ "الحِكْمَةِ", وَكِتَابَ "المَنَاسكِ", وَكِتَابَ "التَّكَسُّبِ". رَغِبَ النَّاسُ فِي سَمَاعِ كُتُبِهِ, ثُمَّ إِنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ سنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ, فَحَجَّ, وَعَاوَدَ الغَزْوَ, وَخَرَجَ إِلَى بِلاَدِ التُّركِ وَافتَتَحَ فَتْحاً عَظِيْماً غُبِطَ بِهِ فَسَعَى بِهِ الأَعدَاءُ إِلَى ابْنِ طَاهِرٍ فَأَحْضَرَهُ, وَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ فِي الجُلُوسِ, وَقَالَ: أَتَخْرُجُ وَتَجْمَعُ إِلَى نَفْسِكَ هَذَا الجَمْعَ, وَتُخَالِفُ أَعوَانَ السُّلْطَانِ? ثُمَّ إِنَّ ابْنَ طَاهِرٍ عَرَفَ صِدْقَهُ فَتَرَكَهُ فَسَارَ وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ. وَكَانَ تَنْتَحِلُهُ الكَرَّامِيَّةُ1, وَتُعَظِّمُهُ؛ لأَنَّهُ أُسْتَاذُ مُحَمَّدِ بنِ كَرَّامٍ, وَلَكِنَّهُ سَلِيْمُ الاعْتِقَادِ بِحَمْدِ اللهِ. وَعَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى التَّمِيْمِيِّ قَالَ: إِنْ لَمْ يَكُنْ أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ مِنَ الأَبْدَالِ, فَلاَ أَدرِي مَنْ هُمْ?! وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ: يَرْوِي أَشْيَاءَ لاَ أَصْلَ لَهَا. قَالَ نَصْرُ بنُ مَحْمُوْدٍ البَلْخِيُّ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ: عَبَدْتُ اللهَ خَمْسِيْنَ سَنَةً فَمَا وَجَدْتُ حَلاَوَةَ العِبَادَةِ حَتَّى تَرَكْتُ ثَلاَثَةَ أَشيَاءٍ: تَرَكْتُ رِضَى النَّاسِ حَتَّى قَدِرْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِالحَقِّ، وَتَرَكْتُ صُحْبَةَ الفَاسِقِيْنَ حَتَّى وَجَدْتُ صُحْبَةَ الصَّالِحِيْنَ، وَتَرَكْتُ حَلاَوَةَ الدُّنْيَا حَتَّى وَجَدْتُ حَلاَوَةَ الآخِرَةِ. وَقِيْلَ: إِنَّه اسْتَسقَى لَهُم بِبُخَارَى فَمَا انْصَرَفُوا إِلاَّ يَخُوْضُونَ فِي المَطَرِ, رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقَدْ قَارَبَ الستين.

_ 1 الكرامية: هي الفرقة الثانية عشرة من المرجئة، وهم أصحاب "محمد بن كرام" يزعمون أن الإيمان هو الإقرار والتصديق باللسان دون القلب، وأنكروا أن يكون معرفة القلب أو شيء غير التصديق باللسان إيمانًا، وزعموا أن المنافقين الذين كانوا عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مؤمنين على الحقيقة، وزعموا أن الكفر بالله هو الجحود والإنكار له باللسان.

أحمد بن حرب الطائي

أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ 1: فَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ وَلَكِنَّهُ عُمِّر، وَتَأَخَّرَ وَسَيَأْتِي مَعَ أَخِيْهِ عَلِيٍّ.

_ 1 ترجمته في تهذيب التهذيب "1/ 23"، وتقريب التهذيب "1/ 13".

أحمد بن إبراهيم

1810- أحمد بن إبراهيم 1: "د" ابن خالد الإِمَامُ الثِّقَةُ، أَبُو عَلِيٍّ المَوْصِلِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَأَبِي الأَحْوَصِ وَشَرِيْكٍ وَأَبِي عَوَانَةَ وَمُحَمَّدِ بنِ ثَابِتٍ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ بِحَدِيْثٍ وَاحِدٍ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ وَمُطَيَّنٌ وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي "تَارِيْخِ المَوْصِلِ": ظَاهِرُ الصَّلاَحِ وَالفَضْلِ، كَثِيْرُ الحَدِيْثِ. قَالَ أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ عُمَرَ عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي ليلى عن البَرَاءِ قَالَ: قَالَ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَالَ لِلْمَدِيْنَةِ: يَثْرِبَ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللهَ"3. تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحٌ. قَالَ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ: مَاتَ فِي ثَامِنِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ وَمُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ وَهُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ وَأَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ القَطِيْعِيُّ وَالحَارِثُ بنُ سُرَيْجِ النَّقَّالُ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرُ وَأَبُو إِبْرَاهِيْمَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التَّرْجُمَانِيُّ وَالحَسَنُ بنُ سَهْلٍ الوَزِيْرُ وَخَالِدُ بنُ عَمْرٍو السِّلَفِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ المسيبي, وآخرون.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة رقم 1"، وتاريخ بغداد "4/ 5-6"، وتهذيب التهذيب "1/ 9". 2 ضعيف: أخرجه أحمد "4/ 285"، وابن عدي في "الكامل" "7/ 276"، من طريق صالح بن عمر به. قلت: إسناده ضعيف، آفته يزيد بن أبي زياد، فإنه ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب".

أحمد بن عمر

1811- أحمد بن عمر 1: "م" ابن حفص بن جهم بن واقد، الإمام، الحافظ الكبير، الثبت، أبو جَعْفَرٍ الكِنْدِيُّ الكُوْفِيُّ الجَلاَّبُ الضَّرِيْرُ المَشْهُوْرُ: بِالوَكِيْعِيِّ, نَزِيْلُ بَغْدَادَ, وَهُوَ وَالِدُ المُحَدِّثِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ. حَدَّثَ عَنْ: حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ وَحُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ وَابْنِ فُضَيْلٍ وَعَبْدِ الحَمِيْدِ الحِمَّانِيِّ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: مُسْلِمٌ وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ "المَسَائِلِ"، وَالقَاضِي أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ, وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَوْصِلِيُّ أَبُو يَعْلَى, وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الفَرَائِضِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَغَيْرُهُ. قَالَ العَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ يَحْيَى الكُشْمِيْهَنِيَّ, سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عُمَرَ الوَكِيْعِيَّ يَقُوْلُ: وَلِيتُ المَظَالِمَ بِمَرْوَ مُدَّةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً, فَلَمْ يَرِدْ عَلَيَّ حُكمٌ إِلاَّ وَأَنَا أَحْفَظُ فِيْهِ حَدِيْثاً؛ فَلَمْ أَحتَجْ إِلَى الرَّأْيِ, وَلاَ إِلَى أَهْلِهِ. قُلْتُ: رَوَى حُرُوْفَ عَاصِمٍ عَنْ يَحْيَى بنِ آدَمَ. وَمَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمَاتَ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الوَكِيْعِيُّ قَبْلَهُ بِسِنِيْنَ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: شَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ وَعِدَّةٌ قَدْ ذُكِرُوا.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 102"، وتاريخ بغداد "4/ 284-285"،وتهذيب التهذيب "1/ 63".

أحمد بن جواس

1812- أحمد بن جَوَّاس 1: "م، د" أبو عاصم الحنفي الكوفي، الثقة. عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، وَابْنِ المُبَارَكِ, وَالأَشْجَعِيِّ, وَابْنِ عُيَيْنَةَ, وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالأَثْرَمُ وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ ذَرِيْحٍ وَمُطَيَّنٌ. وَرَوَى عنه ابْنُ وَارَةَ2 وَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ. وَقَالَ مُطَيَّنٌ: ثِقَةٌ. وَتُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ, سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 24"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 294"، وتهذيب التهذيب "1/ 22"، وتقريب التهذيب "1/ 13". 2هو: مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الله الرازي، المعروف بابن وارة، بفتح الراء المخففة، قال الحافظ في "التقريب": ثقة حافظ.

الزمى

1813- الزَّمِّي 1: "خَ، ق" الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ يُوْسُفَ بنِ أَبِي كَرِيْمَةَ الزَّمِّيُّ. حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ شَرِيْكٍ وَضِمَامِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ وَأَبِي الأَحْوَصِ وَأَبِي المَلِيْحِ الرَّقِّيِّ, وَطَبَقَتِهِم، فَأَكْثَرَ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَالقَاضِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ البِرْتِيُّ وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَرَوَى لَهُ: ابْنُ مَاجَهْ أَيْضاً. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ المُحَدِّثِيْنَ الرحالة. وثقه أبو زرعة. قَالَ حَاتِمُ بنُ اللَّيْثِ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وعشرين ومائتين.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 348"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 832"، وتاريخ بغداد "14/ 166"، والكاشف "3/ ترجمة 6387"، وتهذيب التهذيب "11/ 307"، وتقريب التهذيب "2/ 361".

المرى

1814- المُرِّي 1: جُنَادَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي يَحْيَى المُرِّيُّ، الدِّمَشْقِيُّ, مُفْتِي دِمَشْقَ. حَدَّثَ عَنْ: يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ وَجَرْوَلِ بنِ خَنْفَلٍ وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ أَبِي العِشْرِيْنَ وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ وَبَقِيَّةَ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ -فِي بَعْضِ تَوَالِيْفِهِ- وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَالفَسَوِيُّ وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ, وَآخَرُوْنَ. كَنَّاهُ البُخَارِيُّ: أَبَا عَبْدِ اللهِ. وَذكَرَهُ: أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ فِي المُفْتِيْنَ بِدِمَشْقَ. قَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: لَهُ غَرَائِبُ. قُلْتُ: مَاتَ سنة ست وعشرين ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2301"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 2135"، وتهذيب التهذيب "2/ 117".

إبراهيم بن الحجاج

1815- إبراهيم بن الحجاج 1: "س" ابن زيد المُحَدِّثُ, الحَافِظُ, أَبُو إِسْحَاقَ السَّامِيُّ، النَّاجِيُّ، البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبَانِ بنِ يَزِيْدَ العَطَّارِ وَحَمَّادِ بن سلمة ومراجم بن العَوَّامِ بنِ مُرَاجِمَ وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المُخْتَارِ وَوُهَيْبِ بنِ خَالِدٍ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: القَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الجُذُوْعِيُّ وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدَةَ بنِ حَرْبٍ وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ هَاشِمٍ البَغَوِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَخَرَّجَ لَهُ النَّسَائِيُّ، وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ: سَأَلتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ، فَقَالَ: فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ: وَمَاتَ فِي سَنَةِ ثلاث وثلاثين ومائتين. سميه: المحدث الصدوق أبو إسحاق

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 248"، والعبر "1/ 413"، وتهذيب التهذيب "1/ 113"، ولسان الميزان "1/ 45"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 265".

إبراهيم بن الحجاج

1816- إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَجَّاجِ 1: النِّيْلِيُّ البَصْرِيُّ، وَالنِّيْلُ: بُلَيْدَةٌ بَيْنَ وَاسِطَ وَالكُوْفَةِ. حَدَّثَ عَنْ: حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ، وَسَلاَّمِ بنِ أَبِي مُطِيْعٍ, وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَأَبُو يَعْلَى. وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ أَيْضاً له. وقد وُثِّق. مَاتَ بِالبَصْرَةِ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَثَّقَهُ ابن حبان. ذكرته تمييزًا.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 342"، وتهذيب التهذيب "2/ 114".

علي بن المديني

1817- علي بن المديني 1: "خَ، د، م، س" الشَّيْخُ الإِمَامُ الحُجَّةُ أمير المؤمنين في الحديث، أَبُو الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ نَجِيْحِ بنِ بَكْرِ بنِ سَعْدٍ السَّعْدِيُّ مَوْلاَهُمُ البَصْرِيُّ، المَعْرُوْفُ: بِابْنِ المَدِيْنِيِّ، مَوْلَى عُرْوَةَ بنِ عَطِيَّةَ السَّعْدِيِّ. كَانَ أَبُوهُ مُحَدِّثاً، مَشْهُوْراً، لَيِّنَ الحَدِيْثِ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. يَرْوِي عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ, وَطَبَقتِهِ مِنْ عُلَمَاءِ المَدِيْنَةِ. وَقَدْ رَوَى وَالِدُهُ؛ جَعْفَرُ بنُ نَجِيْحٍ يَسِيْراً عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ التَّيْمِيِّ. سَمِعَ عليٌّ: أَبَاهُ, وَحَمَّادَ بنَ زَيْدٍ, وَجَعْفَرَ بنَ سُلَيْمَانَ, وَيَزِيْدَ بنَ زُرَيْعٍ, وَعَبْدَ الوَارِثِ, وَهُشَيْمَ بنَ بَشِيْرٍ, وَعَبْدَ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيَّ, وَمُعْتَمِرَ بنَ سُلَيْمَانَ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَالوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ, وَبِشْرَ بنَ المُفَضَّلِ, وَغُنْدَراً, وَيَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ, وَخَالِدَ بنَ الحَارِثِ, وَمُعَاذَ بنَ مُعَاذٍ, وَحَاتِمَ بنَ وَرْدَانَ, وَابْنَ وَهْبٍ, وَعَبْدَ الأَعْلَى السَّامِيَّ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ العَمِّيَّ, وَعُمَرَ بنَ طَلْحَةَ بنِ عَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ, وَفُضَيْلَ بنَ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ طَلْحَةَ التَّيْمِيَّ, وَمَرْحُوْمَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَمُعَاوِيَةَ بنَ عَبْدِ الكَرِيْمِ, وَيُوْسُفَ بنَ المَاجَشُوْنِ, وَعَبْدَ الوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ, وَهِشَامَ بنَ يُوْسُفَ, وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ، وخلقًا كثيرًا. وَبَرَعَ فِي هَذَا الشَّأْنِ وَصَنَّفَ وَجَمَعَ وَسَادَ الحُفَّاظَ فِي مَعْرِفَةِ العِلَلِ. وَيُقَالُ: إِنَّ تَصَانِيْفَهُ بَلَغَتْ مائَتَيْ مُصَنَّفٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَأَبُو يَحْيَى صَاعِقَةُ, وَالزَّعْفَرَانِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَحَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ, وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى, وَعَلِيُّ بن أحمد

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 308"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2414"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 210"، والضعفاء الكبير للعقيلي "3/ ترجمة 1237"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1064"، وتاريخ بغداد "11/ 458"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 436"، والكاشف "2/ ترجمة 3996"، والعبر "1/ 62، 127، 196، 209"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5874"، وتهذيب التهذيب "7/ 349"، وتقريب التهذيب "2/ 39"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5008"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 81".

ابن النَّضْرِ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَرَاءِ, وَالحَسَنُ بنُ شَبِيْبٍ المَعْمَرِيُّ, وَوَلَدُهُ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ, وَالبُخَارِيُّ -فَأَكْثَرَ- وَأَبُو دَاوُدَ, وَحَمِيْدُ بنُ زَنْجُوْيَةَ وصَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ العُثْمَانِيُّ, وَهِلاَلُ بنُ العَلاَءِ, وَالحَسَنُ البَزَّارُ, وَأَبُو دَاوُدَ الحَرَّانِيُّ, وَإِسْمَاعِيْلُ القَاضِي, وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ, وَعَلِيُّ بنُ غَالِبٍ البَتَلْهِيُّ, وَأَبُو خَلِيْفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ, وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بن الإِمَامِ بِدِمْيَاطَ, وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ الكَاتِبُ, خَاتِمَةُ مَنْ رَوَى عَنْهُ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوْخِهِ: جَمَاعَةٌ, مِنْهُم: سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَعَاشَ هَذَا الكَاتِبُ بَعْدَ سُفْيَانَ مائَةً وَثَمَانِياً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. مَوْلِدُ عَلِيٍّ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. قَالَهُ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ. وُلِدَ بِالبَصْرَةِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ عَلَماً فِي النَّاسِ فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْثِ وَالعِلَلِ. وَكَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ لاَ يُسَمِّيْهِ إِنَّمَا يَكْنِيهِ تَبْجِيلاً لَهُ مَا سَمِعْتُ أَحْمَدَ سَمَّاهُ قَطُّ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ، عَنْ زينب بنت أبي القاسم, وَأَخْبَرْنَا ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ زَيْنَبَ وَعَبْدِ المُعِزِّ البَزَّازِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الأَدِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ العُثْمَانِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ المَدِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ, حَدَّثَنِي أَبُو سُهَيْلٍ نَافِعُ بنُ مَالِكٍ عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ عَنْ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "هَذَا العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفّاً وَأَوْصَلُهَا" 1. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ حَمِيْدِ بنِ زَنْجُوْيَةَ النَّسَائِيِّ عَنْ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ فَوَقَعَ بَدَلاً عَالِياً بِدَرَجَتَيْنِ. أَنْبَأَنَا المُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ، وَالمُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ نَاجِيَةَ, وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَرْوَانَ, وَمُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ البَرْدَعِيُّ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو رِفَاعَةَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ العَدَوِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة, حدثني علي بن

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "1/ 185"، والبزار "1077"، وأبو يعلي "820"، والطبراني في "الأوسط" "1947"، والحاكم "3/ 328 و328-329" من طرق عن محمد بن طلحة التيمي، به. قلت: إسناده حسن، محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن عبد الله، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

المَدِيْنِيِّ, عَنْ أَبِي عَاصِمٍ, عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ, فَذَكَرَ حَدِيْثاً, ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ: تَلُوْمُنِيْ عَلَى حُبِّ عَلِيٍّ, وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ أَكْثَرَ مِمَّا يَتَعَلَّمُ مِنِّي. وَرَوَى الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: لِعَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ وَيُسَمِّيهِ حَيَّةَ الوَادِي: إِذَا اسْتُثبِتَ سُفْيَانُ, أَوْ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ يَقُوْلُ: لَوْ كَانَ حَيَّةُ الوَادِي. وَقَالَ العَبَّاسُ العَنْبَرِيُّ: كَانَ سُفْيَانُ يُسَمِّي عَلِيَّ بن المديني حية الوادي. وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: إِنِّيْ لأَرغَبُ عنْ مُجَالَسَتِكُمْ وَلَوْلاَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ مَا جَلَسْتُ. وَقَالَ خَلَفُ بنُ الوَلِيْدِ الجَوْهَرِيُّ: خَرَجَ عَلَيْنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ يَوْماً وَمَعَنَا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ فَقَالَ: لَوْلاَ عَلِيٌّ لَمْ أَخرُجْ إِلَيْكُمْ. وَرَوَى عَلِيُّ بنُ سَعِيْدٍ الرَّازِيُّ، عَنْ سَهْلِ بنِ زَنْجَلَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَعِنْدَهُ رُؤَسَاءُ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ, فَقَالَ: الرَّجُلُ الَّذِي رَوَينَا عَنْهُ أَرْبَعَةَ أَحَادِيْثَ؛ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنِ الصَّحَابَةِ? فَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: زِيَادُ بنُ عِلاَقَةَ? فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ السَّاجِيُّ: سَمِعْتُ العَبَّاسَ بنَ عَبْدِ العَظِيْمِ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَوْحَ بنَ عَبْدِ المُؤْمِنِ سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَخَاصَّةً بِحَدِيْثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي قِرْصَافَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ ابْنِ أُخْتِ غَزَالٍ سَمِعْتُ القَوَارِيْرِيَّ سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: النَّاسُ يَلُوْمُونَنِي فِي قُعُودِي مَعَ عَلِيٍّ وَأَنَا أَتَعَلَّمُ مِنْهُ أَكثَرَ مِمَّا يَتَعَلَّمُ مِنِّي. رَوَى نَحوَهَا صَالِحٌ جَزَرَةُ عَنِ القَوَارِيْرِيِّ. وَقَالَ عَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ: كَانَ يَحْيَى القَطَّانُ رُبَّمَا قَالَ: لاَ أُحَدِّثُ شَهْراً وَلاَ أُحَدِّثُ كَذَا فَحُدِّثْتُ أَنَّهُ حَدَّثَ ابْنَ المَدِيْنِيِّ قَبْلَ انقِضَاءِ الشَّهْرِ. قَالَ: فَكَلَّمتُ يَحْيَى فِي ذَلِكَ, فَقَالَ: إِنِّيْ أَسْتَثْنِي عَلِيّاً وَنَحْنُ نَستَفِيدُ مِنْهُ أَكثَرَ مِمَّا يَسْتَفِيدُ مِنَّا. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: عَلِيٌّ من أروى الناس عن يحيى القطان أَرَى عِنْدَهُ أَكثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفٍ عِنْدَهُ عَنْهُ أَكثْرُ مِنْ مُسَدَّدٍ. كَانَ يَحْيَى يُدنِي عَلِيّاً وَكَانَ صَدِيْقَهُ. قَالَ أَبُو قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: رَأَيْتُ كَأَنَّ الثُّرَيَّا تَدَلَّتْ حَتَّى تَنَاوَلْتُهَا. قَالَ أَبُو قُدَامَةَ: صَدَّقَ اللهُ رُؤْيَاهُ، بَلَغَ فِي الحَدِيْثِ مَبْلَغاً لَمْ يَبلُغْهُ أحد.

قَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي عَبَّادٍ القَلْزُمِيَّ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ- قَالَ: جَاءنَا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ يَوْماً, فَقَالَ: رَأَيْتُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ كَأَنِّي مَدَدتُ يَدِي فَتَنَاوَلتُ أَنْجُماً. فَمَضَينَا مَعَهُ إِلَى مُعَبِّرٍ, فَقَالَ: سَتَنَالُ عِلْماً فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُوْنُ. فَقَالَ: لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا لَوْ نَظَرتَ فِي الفِقْهِ -كَأَنَّهُ يُرِيْدُ الرَّأْيَ- فَقَالَ: إِنِ اشتَغَلتُ بِذَاكَ انسَلَخْتُ مِمَّا أَنَا فِيْهِ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنِ ابْنِ بُوْشٍ عَنْ أَبِي سَعْدٍ الصَّيْرَفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الصُّوْرِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ الغَنِيِّ بنَ سَعِيْدٍ سَمِعْتُ وَلِيْدَ بنَ القَاسِمِ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيَّ يَقُوْلُ: كَأَنَّ اللهَ خَلَقَ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ لِهَذَا الشَّأْنِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَعْقِلٍ: سَمِعْتُ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: مَا اسْتَصغَرْتُ نَفْسِي عِنْدَ أَحَدٍ إِلاَّ عِنْدَ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ. قَالَ عَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ: بَلَغَ عَلَيٌّ مَا لَوْ قُضِيَ أَنْ يَتُمَّ عَلَى ذَلِكَ, لَعَلَّهُ كَانَ يُقَدَّمُ عَلَى الحَسَنِ البَصْرِيِّ, كَانَ النَّاسُ يَكْتُبُوْنَ قِيَامَهُ وَقُعُودَهُ وَلِبَاسَهُ, وَكُلَّ شيء يقوم أَوْ يَفْعَلُ أَوْ نَحْوَ هَذَا. يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ, قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: صَنَّفتُ "المُسْنَدَ" مُسْتَقْصَىً, وَخَلَّفتُهُ فِي المَنْزِلِ, وَغِبتُ فِي الرِّحْلَةِ فَخَالَطَتْهُ الأَرَضَةُ, فَلَمْ أَنْشَطْ بَعْدُ لِجَمْعِهِ. قَالَ أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ: كَانَ عَلِيٌّ إِذَا قَدِمَ بَغْدَادَ, تَصَدَّرُ فِي الحَلْقَةِ, وَجَاءَ ابْنُ مَعِيْنٍ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَالمُعَيْطِيُّ وَالنَّاسُ يَتَنَاظَرُوْنَ. فَإِذَا اختَلَفُوا فِي شَيْءٍ تَكَلَّمَ فِيْهِ عَلِيٌّ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ, يَقُوْلُ: كَانَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ إِذَا قَدِمَ عَلَيْنَا أَظْهَرَ السُّنَّةَ وَإِذَا ذَهَبَ إِلَى البَصْرَةِ أَظْهَرَ التَّشَيُّعَ. قُلْتُ: كَانَ إِظْهَارُهُ لِمَنَاقِبِ الإِمَامِ عَلِيٍّ بِالبَصْرَةِ, لِمَكَانِ أَنَّهُم عُثْمَانِيَّةٌ فِيْهِمُ انْحِرَافٌ عَلَى عَلِيٍّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ الطُّيُوْرِيُّ، أَخْبَرَنَا الفَالِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ خرَّبَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ، حَدَّثَنَا زَنْجُوْيَةُ بنُ محمد النيسابوري بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: التَّفَقُّةُ فِي مَعَانِي الحَدِيْثِ: نِصْفُ العِلْمِ, وَمَعْرِفَةُ الرِّجَالِ: نِصْفُ العِلْمِ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يُوْنُسَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: تَرَكتُ مِنْ حَدِيْثِي مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ مِنْهَا ثَلاَثُوْنَ أَلْفاً لِعَبَّادِ بنِ صُهَيْبٍ.

وَعَنِ البُخَارِيِّ: وَقِيْلَ لَهُ: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: أَنْ أَقْدَمَ العِرَاقَ, وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ حَيٌّ فَأُجَالِسَهُ. سَمِعَهَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ مِنَ البُخَارِيِّ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: قِيْلَ لأَبِي دَاوُدَ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ أَعْلَمُ أَمْ عَلِيٌّ? فَقَالَ: عَلِيٌّ أَعْلَمُ بِاخْتِلاَفِ الحَدِيْثِ مِنْ أَحْمَدَ. قَالَ عَبْدُ المُؤْمِنِ النَّسَفِيُّ: سَأَلْتُ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ: هَلْ كَانَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ يَحْفَظُ? فَقَالَ: لاَ إِنَّمَا كَانَ عِنْدَهُ مَعْرِفَةٌ قُلْتُ: فَعَلِيٌّ? قَالَ: كَانَ يَحْفَظُ وَيَعْرِفُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ خَيْرٌ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفٍ مِثْلِ الشَّاذَكُوْنِيِّ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زِيَادٍ القَطَوَانِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ يَقُوْلُ: انْتَهَى العِلْمُ إِلَى أَرْبَعَةٍ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ أَسْرَدَهُمْ لَهُ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ أَفْقَهَهُمْ فِيْهِ وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ أَعْلَمُهُم بِهِ وَيَحْيَى بن معين أكتبهم له. قَالَ الفَرْهَياني وَغَيْرُهُ مِنَ الحُفَّاظِ: أَعْلَمُ أَهْلِ زَمَانِهِ بِعِلَلِ الحَدِيْثِ: عَلِيٌّ. يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": حَدَّثَنِي بَكْرُ بنُ خَلَفٍ قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ وَبِهَا شَابٌّ حَافِظٌ كَانَ يُذَاكِرُنِي المُسْنَدَ بِطُرُقِهَا, فَقُلْتُ لَهُ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا? قَالَ: أُخْبِرُكَ, طَلَبتُ إِلَى عَلِيٍّ أَيَّامَ سُفْيَانَ أَنْ يُحَدِّثَنِي بِالمُسْنَدِ فَقَالَ: قَدْ عَرَفتَ إِنَّمَا تُرِيْدُ بِذَلِكَ المُذَاكَرَةَ. فَإِنْ ضَمِنتَ لِي أَنَّكَ تُذَاكِرُ وَلاَ تُسَمِّيْنِي فَعَلتُ. قَالَ: فَضَمِنتُ لَهُ وَاختَلَفْتُ إِلَيْهِ فَجَعَلَ يُحَدِّثُنِي بِذَا الَّذِي أُذَاكِرُكَ بِهِ حِفْظاً. قَالَ الفَسَوِيُّ: فَذَكَرْتُ هَذَا لِبَعْضِ مَنْ كَانَ يَلزَمُ عَلِيّاً فَقَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: غِبتُ عَنِ البَصْرَةِ فِي مَخْرَجِي إِلَى اليَمَنِ -أَظُنُّهُ ذَكَرَ ثَلاَثَ سِنِيْنَ- وَأُمِّيَ حَيَّةٌ. فَلَمَّا قَدِمْتُ قَالَتْ: يَا بُنَيَّ فُلاَنٌ لَكَ صَدِيْقٌ وَفُلاَنٌ لَكَ عَدُوٌّ. قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتِ يَا أُمَّهْ? قَالَتْ: كَانَ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ فذكرت منهم يحيى بن سعيد يجيئون مُسَلِّمِيْنَ فَيُعَزُّونِي وَيَقُوْلُوْنَ: اصْبِرِيْ فَلَو قَدِمَ عَلَيْكِ, سَرَّكِ اللهُ بِمَا تَرَيْنَ. فَعَلِمتُ أَنَّ هَؤُلاَءِ أصدقاء وفلان وفلان إذا جاءوا يَقُوْلُوْنَ لِي: اكْتُبِي إِلَيْهِ, وَضَيِّقِي عَلَيْهِ لِيَقْدَمَ. فَأَخْبَرَنِي العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ -أَوْ غَيْرُهُ- قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ صَنَّفتُ "المُسْنَدَ" عَلَى الطُّرُقِ مُستَقْصَىً كَتَبتُهُ فِي قَرَاطِيْسَ وَصَيَّرتُهُ فِي قِمَطْرٍ كَبِيْرٍ وَخَلَّفْتُهُ فِي المَنْزِلِ وَغِبْتُ هَذِهِ الغيبة. قال: فجئت فَحَرَّكتُ القِمَطْرَ فَإذَا هُوَ ثَقِيلٌ بِخِلاَفِ مَا كَانَتْ فَفَتَحْتُهَا فَإِذَا الأَرَضَةُ قَدْ خَالَطَتِ الكُتُبَ فصارت طينًا.

قَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ البُجَيْرِيُّ: سَمِعْتُ الأَعْيَنَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ مُستَلْقِياً وأَحْمَدُ عَنْ يَمِيْنِهِ وَابْنُ مَعِيْنٍ عَنْ يَسَارهِ وَهُوَ يُمْلِي عَلَيْهِمَا. قَالَ أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: رُبَّمَا أَذَّكَّرُ الحَدِيْثَ فِي اللَّيْلِ فَآمُرُ الجَارِيَةَ تُسْرِجَ السِّرَاجَ فَأَنْظُرَ فِيْهِ. البُخَارِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سَعِيْدٍ الرِّبَاطِيَّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: مَا نَظَرتُ فِي كِتَابِ شَيْخٍ فَاحتَجْتُ إِلَى السُّؤَالِ بِهِ عَنْ غَيْرِي. وَعَنِ العَبَّاسِ بنِ سَوْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عَنْ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ وَالحُمَيْدِيِّ فَقَالَ: يَنْبَغِي لِلْحُمَيْدِيِّ أَنْ يَكْتُبَ عَن آخَرَ عَنْ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَالِبِ بنِ عَلِيٍّ النَّسَفِيُّ: سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: أَعْلَمُ مَنْ أَدْرَكتُ بِالحَدِيْثِ وَعِلَلِهِ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَأَفْقَهُهُم فِي الحَدِيْثِ: أَحْمَدُ, وَأَمهَرُهُم بِالحَدِيْثِ: سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُوْنِيُّ. وَقَالَ عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَلَفٍ: سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرْعَرَةَ سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ القَطَّانَ يَقُوْلُ لاِبْنِ المَدِيْنِيِّ: وَيْحَكَ يَا عَلِيُّ إِنِّي أَرَاكَ تَتَبَّعُ الحَدِيْثَ تَتَبُّعاً لاَ أَحسِبُكَ تَمُوتُ حَتَّى تُبْتَلَى. الفَسَوِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيّاً وَقَوْمٌ يختلفون إليه يقرأ عليهم أبواب السَّجْدَةِ كَانَ يُذْكَرُ لَهُ طَرَفُ حَدِيْثٍ فَيَمُرُّ عَلَى الصَّفحَةِ وَالوَرَقَةِ فَإِذَا تَعَايَى فِي شَيْءٍ, لَقَّنُوهُ الحَرْفَ وَالشَّيْءَ مِنْهُ ثُمَّ يَمُرُّ وَيَقُوْلُ: اللهُ المُسْتَعَانُ هَذِهِ الأَبْوَابُ أَيَّامَ نَطلُبُ, كُنَّا نَتَلاَقَى بِهِ المَشَايِخَ وَنُذَاكِرُهُمْ بِهَا وَنَستَفِيدُ مَا يَذْهَبُ عَلَيْنَا مِنْهَا وَكُنَّا نَحفَظُهَا. وَقَدِ احْتَجْنَا اليَوْمَ إِلَى أَنْ نُلَقَّنَ فِي بَعْضِهَا. قَالَ أَزْهَرُ بنُ جَمِيْلٍ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ أَنَا وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَسُفْيَانُ الرُّؤَاسِيُّ وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَغَيْرُهُم إذْ جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ مُنْتَقِعَ اللَّوْنِ أَشْعَثَ فَسَلَّمَ. فَقَالَ لَهُ يَحْيَى مَا حَالُكَ أَبَا سَعِيْدٍ? قَالَ: خَيْرٌ. رَأَيْتُ البَارِحَةَ فِي المَنَامِ كَأَنَّ قَوْماً مِنْ أَصْحَابِنَا قَدْ نُكِسُوا. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: يَا أَبَا سَعِيْدٍ هُوَ خَيْرٌ. قَالَ اللهُ -تَعَالَى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ} [يس: 68] . قَالَ: اسْكُتْ، فَوَاللهِ إِنَّكَ لَفِي القَوْمِ. قَالَ الأَثْرَمُ اللُّغَوِيُّ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُوْلُ لِعَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ: وَاللهِ يَا عَلِيُّ، لَتَتْرُكَنَّ الإِسْلاَمَ وَرَاءَ ظَهرِكَ. أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ غُلاَمُ خَلِيْلٍ، عَنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ العَظِيْمِ،

قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ يَوْماً فَرَأَيْتُهُ وَاجِماً مَغْمُوماً فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ? قَالَ: رُؤْيَا رَأَيْتُ كَأَنِّي أَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِ دَاوُدَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَقُلْتُ: خَيْراً رَأَيْتَ, تَخطُبُ عَلَى مِنْبَرِ نَبِيٍّ. فَقَالَ: لَوْ رَأَيْتُ أَنِّي أَخطُبُ على مِنْبَرِ أَيُّوْبَ كَانَ خَيْراً لِي؛ لأَنَّهُ بُلِيَ فِي دِيْنِهِ وَدَاوُدُ فُتِنَ فِي دِيْنِهِ قَالَ: فَكَانَ مِنْهُ مَا كَانَ يَعْنِي إِجَابَتَهُ فِي مِحْنَةِ القُرْآنِ. قُلْتُ: غُلاَمُ خَلِيْلٍ غَيْرُ ثِقَةٍ. الحُسَيْنُ بنُ فَهْمٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ ابن أبي داود لِلْمُعْتَصِمِ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ هَذَا يَزْعُمُ -يَعْنِي: أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ- أَنَّ اللهَ يُرَى فِي الآخِرَةِ وَالعَيْنُ لاَ تَقَعُ إِلاَّ عَلَى مَحْدُوْدٍ وَاللهُ لاَ يُحَدُّ فَقَالَ: مَا عِنْدَكَ? قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ عِنْدِيَ مَا قَالَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَمَا هُوَ? قَالَ: حَدَّثَنِي غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيْرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي لَيْلَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَنَظَرَ إِلَى البَدْرِ فَقَالَ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا البَدْرَ لاَ تُضَامُوْنَ فِي رُؤْيَتِهِ" 1. فَقَالَ لاِبْنِ أَبِي داود: مَا تَقُوْلُ? قَالَ: أَنْظُرُ فِي إِسْنَادِ هَذَا الحَدِيْثِ، ثُمَّ انْصَرَفَ. فَوَجَّهَ إِلَى عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ وَعَلِيٌّ بِبَغْدَادَ مُمْلِقٌ مَا يَقْدِرُ عَلَى دِرْهَمٍ فَأَحضَرَهُ فَمَا كَلَّمَهُ بِشَيْءٍ حَتَّى وَصَلَهُ بِعَشْرَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ، وَقَالَ: هَذِهِ وَصَلَكَ بِهَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ وَأَمَرَ أَنْ يُدفَعَ إِلَيْهِ جَمِيْعُ مَا اسْتَحَقَّ مِنْ أَرزَاقهِ. وَكَانَ لَهُ رِزْقُ سَنَتَيْنِ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا أَبَا الحَسَنِ! حَدِيْثُ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ فِي الرُّؤْيَةِ مَا هُوَ? قَالَ: صَحِيْحٌ. قَالَ: فَهَلْ عِنْدَكَ عَنْهُ شَيْءٌ? قَالَ: يُعفِينِي القَاضِي مِنْ هَذَا. قَالَ: هَذِهِ حَاجَةُ الدَّهْرِ. ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِثِيَابٍ وَطِيْبٍ وَمَرْكَبٍ بِسَرجِهِ وَلِجَامِهِ. وَلَمْ يَزَلْ حتى قال

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه الحميدي "799"، وأحمد "4/ 360 و365-366"، والبخاري "554" و"4851" و"7434" و"7435"، ومسلم "633"، وَأَبُو دَاوُدَ "4729"، وَالتِّرْمِذِيُّ "2551"، وَابْنُ مَاجَهْ "177"، وَابْنُ أَبِي عاصم في "السنة" "446-449 و461"، وعبد الله بن أحمد في "السنة" "219" و"221" و"225-227"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص167-168"، والآجري في "التصديق بالنظر" "23-25"، والطبراني "2224-2227 و2229-2237"، وابن منده "791"، و"793" و"795-800"، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" "825" و"826" و"828" و"829"، والبيهقي في "الاعتقاد" "ص128 و129"، والبغوي "378" و"379"، من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وقوله: "لا تضامون": من الضم أي لا ينضم بعضكم إلى بعض، ولا يقول: أرنيه بل كل ينفرد برؤيته. ورُوي بتخفيف الميم من الضيم، وهو الظلم، يعني لا ينالكم ظلم بأن يرى بعضكم دون بعض، بل تستوون كلكم في رؤيته تعالى.

لَهُ: فِي هَذَا الإِسْنَادِ مَنْ لاَ يُعْمَلُ عَلَيْهِ وَلاَ عَلَى مَا يَرْوِيْهِ, وَهُوَ قَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ, إِنَّمَا كَانَ أَعْرَابِيّاً بَوَّالاً عَلَى عَقِبَيْهِ. فَقَبَّلَ ابْنُ أَبِي دُوَادَ عَلِيّاً وَاعتَنَقَهُ. فَلَمَّا كَانَ الغَدُ وَحَضَرُوا قَالَ ابْنُ أَبِي دُوَادُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يَحْتَجُّ فِي الرُّؤْيَةِ بِحَدِيْثِ جَرِيْرٍ, وَإِنَّمَا رَوَاهُ عَنْهُ قَيْسٌ, وَهُوَ أَعْرَابِيٌّ بَوَّالٌ عَلَى عَقِبَيْهِ? قَالَ: فَقَالَ أَحْمَدُ بَعْدَ ذَلِكَ: فَحِينَ أَطْلَعَ لِي هَذَا, عَلِمتُ أَنَّهُ مِنْ عَمَلِ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ, فَكَانَ هَذَا وَأَشْبَاهُهُ مِنْ أَوْكَدِ الأُمُورِ فِي ضَرْبِهِ. رَوَاهَا المَرْزُبَانِيُّ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى -يَعْنِي: الصُّوْلِيَّ- حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ. ثُمَّ قَالَ الخَطِيْبُ: أَمَّا مَا حُكِيَ عَنْ عَلِيٍّ فِي هَذَا الخَبَرِ مِنْ أَنَّهُ لاَ يَعْمَلُ عَلَى مَا يَرْوِيْهِ قَيْسٌ فَهُوَ بَاطِلٌ. قَدْ نَزَّهَ اللهُ عَلِيّاً عَنْ قَوْلِ ذَلِكَ لأَنَّ أَهْلَ الأَثَرِ وَفِيْهُم عَلِيٌّ مُجْمِعُوْنَ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِرِوَايَةِ قَيْسٍ وَتَصْحِيْحِهَا إِذْ كَانَ مِنْ كُبَرَاءِ تَابِعِيِّ أَهْلِ الكُوْفَةِ. وَلَيْسَ فِي التَّابِعِيْنِ مَنْ أَدْرَكَ العَشَرَةَ وَرَوَى عَنْهُمْ, غَيْرَ قَيْسٍ مَعَ رِوَايَتهِ عَنْ خَلْقٍ مِنَ الصَّحَابَةِ. إِلَى أَنْ قَالَ: فَإِنْ كَانَ هَذَا مَحْفُوْظاً عَنِ ابْنِ فَهْمٍ فَأَحْسِبُ أَنَّ ابْنَ أَبِي دُوَادَ تَكَلَّمَ فِي قَيْسٍ بِمَا ذَكَرَ فِي الحَدِيْثِ وَعَزَا ذَلِكَ إِلَى ابْنِ المَدِيْنِيِّ. وَاللهُ أَعْلَمُ. قُلْتُ: إِنْ صَحَّتِ الحِكَايَةُ، فَلَعَلَّ عَلِيّاً قَالَ: فِي قَيْسٍ مَا عِنْدَهُ عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ أَنَّهُ قَالَ: هُوَ مُنْكَرُ الحَدِيْثِ ثُمَّ سَمَّى لَهُ أَحَادِيْثَ اسْتَنكَرَهَا فَلَمْ يَصنَعْ شَيْئاً بَلْ هِيَ ثَابِتَةٌ فَلاَ يُنْكَرُ لَهُ التَفَرَّدُ فِي سَعَةِ مَا رَوَى مِنْ ذَلِكَ حَدِيْثُ كِلاَبِ الحَوْأَبِ1، وَقَدْ كَادَ قَيْسٌ أَنْ يَكُوْنَ صَحَابِيّاً أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ هَاجَرَ إِلَيْهِ فَمَا أَدْرَكَهُ بَلْ قَدِمَ المَدِيْنَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِلَيَالٍ. وَقَدْ قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فِيْمَا نَقَلَهُ عَنْهُ مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ: كَانَ قَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ أَوْثَقُ مِنَ الزُّهْرِيِّ. نَعَمْ, وَرُؤْيَةُ اللهِ -تَعَالَى- فِي الآخِرَةِ مَنْقُوْلَةٌ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَقْلَ تَوَاتُرٍ فَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الهَوَى وَرَدِّ النَّصِّ بالرأي.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 52 و97"، وابن أبي شيبة "15/ 259-260"، وأبو يعلى "4868"، وابن حبان "1831"، موارد، والحاكم "3/ 120"، والبيهقي في "الدلائل" "6/ 410"، من طرق عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ بن أبي حازم قال: لما أقبلت عائشة بَلَغَتْ مِيَاهَ بَنِي عَامِرٍ لَيْلاً نَبَحَتِ الكِلاَبُ قالت: أَيُّ مَاءٍ هَذَا؟ قَالُوا: مَاءُ الحَوْأَبِ. قَالَتْ: ما أظنني إلا أني راجعة. فقال بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهَا: بَلْ تَقْدَمِيْنَ فَيَرَاكِ المسلمون فيصلح الله -عز وجل- ذات بينهم. قالت: إن رسول الله قال لها ذَاتَ يَوْمٍ: "كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ تَنْبُحُ عَلَيْهَا كِلاَبُ الحوأب". والحوأب: من مياه العرب على طريق البصرة. قال ياقوت في "معجم البلدان": ماء قريب من البصرة على طريق مكة إليها، سمي بالحوأب بنت كلب بن وبرة القضاعية.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَجوَدُ التَّابِعِيْنَ إِسْنَاداً: قَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ قَدْ رَوَى عَنْ تِسْعَةٍ مِنَ العَشَرَةِ لَمْ يَرْوِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَلَمْ يَحْكِ أَحَدٌ مِمَّنْ سَاقَ المِحْنَةَ أَنَّ أَحْمَدَ نُوظِرَ فِي حَدِيْثِ الرُّؤْيَةِ. قَالَ: وَالَّذِي يُحْكَى عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ رَوَى لاِبْنِ أَبِي دُوَادَ حَدِيْثاً عَنِ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ فِي القُرْآنِ كَانَ الوَلِيْدُ أَخْطَأَ فِي لَفْظَةٍ مِنْهُ فَكَانَ أَحْمَدُ يُنْكِرُ عَلَى عَلِيٍّ رِوَايَتَهُ لِذَلِكَ الحَدِيْثِ. فَقَالَ المَرُّوْذِيُّ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: إِنَّ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ حَدَّثَ عَنِ الوَلِيْدِ حَدِيْثَ عُمَرَ: كِلُوْهُ إِلَى عَالِمِهِ, فَقَالَ: إِلَى خَالِقِهِ. فَقَالَ: هَذَا كَذِبٌ. ثُمَّ قَالَ: هَذَا قَدْ كَتَبنَاهُ عَنِ الوَلِيْدِ, إِنَّمَا هُوَ "فَكِلُوْهُ إِلَى عَالِمِهِ" 1, وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ قَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ غَيْرُهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرِ بنِ أَبِي الدُّمَيْكِ: حدثنا بن المديني، حدثنا الوليد، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنِي أَنَسُ بنُ مَالِكٍ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ فِي أَصْحَابهِ إِذْ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عَبَسَ: 31] ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا كُلَّهُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الأَبُّ? قَالَ: وَفِي يَدِهِ عُصَيَّةٌ يَضْرِبُ بِهَا الأَرْضَ، فَقَالَ: هَذَا -لَعَمْرُ اللهِ- التَّكَلُّفُ. فَخُذُوا أَيُّهَا النَّاسُ بِمَا بُيِّنَ لَكُمْ, فَاعمَلُوا بِهِ, وَمَا لَمْ تَعْرِفُوهُ فَكِلُوْهُ إِلَى رَبِّهِ. قَالَ الخَطِيْبُ: أَخْبَرَنِيْهِ أَبُو طَالِبٍ بنُ بُكَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بنُ جَعْفَرٍ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّمَيْكِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلاَنِيُّ: حَدَّثَنَا المَرُّوْذِيُّ، قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ إِنَّ عَلِيّاً يُحَدِّثُ عَنِ الوَلِيْدِ ... , فَذَكَرَ الحَدِيْثَ، وَقَالَ: فَكِلُوهُ إِلَى خَالِقِهِ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: كَذِبٌ. حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ مَرَّتَيْنِ إِنَّمَا هُوَ "كِلُوْهُ إِلَى عَالِمِهِ". وَقَالَ عَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ: قُلْتُ لاِبْنِ المَدِيْنِيِّ: إِنَّهُم قَدْ أَنْكَرُوهُ عَلَيْكَ فَقَالَ: حدثتكم به

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "2/ 181" حدثنا أنس بن عياض، حدثنا أبو حازم، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جده، قال: لقد جلست أنا وأخي مجلسا ما أحب أن لي به حمر النعم أقبلت أنا وأخي، وإذا مشخية من صحَابَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جلوس عند باب من أبوابه، فكرهنا أن نفرق بينهم، فجلسنا حجرة، إذا ذكروا آية من القرآن، فتماروا فيها، حتى ارتفعت أصواتهم، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مغضبا قد احمر وجهه، يرميهم بالتراب، ويقول: "مهلا يا قوم، بهذا أهلكت الأمم من قبلكم، باختلافهم على أنبيائهم، وضربهم الكتب بعضها ببعض، إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا، بل يصدق بعضه بعضا، فما عرفتم منه، فاعملوا به، وما جهلتم منه، فردوه إلى عالمه". قلت: إسناده حسن، عمرو بن شعيب، صدوق، وكذلك أبوه شعيب بن مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

بِالبَصْرَةِ ... ، وَذكَرَ أَنَّ الوَلِيْدَ أَخْطَأَ فِيْهِ. فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللهِ وَقَالَ: فَنَعَمْ, قَدْ عَلِمَ أَنَّ الوَلِيْدَ أَخْطَأَ فِيْهِ, فَلِمَ حَدَّثَهُمْ بِهِ? أَيُعْطِيْهُمُ الخَطَأَ! قَالَ المَرُّوْذِيُّ: سَمِعْتُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ العَسْكَرِ يَقُوْلُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: ابْنُ المَدِيْنِيِّ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ فَسَكَتَ. فَقُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ, قَالَ لِي عَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ: قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: وَذَكَرَ رَجُلاً, فَتَكَلَّمَ فِيْهِ, فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُم لاَ يَقبَلُوْنَ مِنْكَ إِنَّمَا يَقبَلُوْنَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ. قَالَ: قَوِيَ أَحْمَدُ عَلَى السُّوطِ, وَأَنَا لاَ أَقْوَى. أَبُو بَكْرٍ الجُرْجَانِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو العَيْنَاءِ, قَالَ: دَخَلَ ابْنُ المديني إلى بن أبي داود بَعْدَ مَا تَمَّ مِنْ مِحْنَةِ أَحْمَدَ مَا جَرَى فَنَاوَلَهُ رُقْعَةً, قَالَ: هَذِهِ طُرِحَتْ فِي دَارِي فَإذَا فِيْهَا: يَا ابْنَ المَدِيْنِيِّ الَّذِي شُرِعَتْ لَهُ ... دُنْيَا فَجَادَ بِدِيْنِهِ لِيَنَالَهَا مَاذَا دَعَاكَ إِلَى اعْتِقَادِ مَقَالَةٍ ... قَدْ كَانَ عِنْدَكَ كَافِراً مَنْ قَالَهَا أَمرٌ بَدَا لَكَ رُشْدُهُ فَقَبِلْتَه ... أَمْ زَهْرَةُ الدُّنْيَا أَرَدْتَ نَوَالَهَا فَلَقْدَ عَهِدْتُكَ لاَ أَبَا لَكَ مَرَّةً ... صَعْبَ المَقَادَةِ لِلَّتِي تُدْعَى لَهَا إِنَّ الحَرِيْبَ1 لَمَنْ يُصَابُ بِدِيْنِهِ ... لاَ مَنْ يُرَزَّى نَاقَةً وَفِصَالَهَا فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ: هَذَا بَعْضُ شُرَّادِ هَذَا الوَثَنِ -يَعْنِي: ابْنَ الزَّيَّاتِ- وَقَدْ هُجي خِيَارُ النَّاسِ وَمَا هَدَمَ الهِجَاءُ حَقّاً وَلاَ بَنَى بَاطِلاً. وَقَدْ قُمْتَ وَقُمنَا مِنْ حَقِّ اللهِ بِمَا يُصَغِّرُ قَدْرَ الدُّنْيَا عِنْدَ كَثِيْرِ ثَوَابهِ. ثُمَّ دَعَا لَهُ بِخَمْسَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: اصْرِفْهَا فِي نَفَقَاتِكَ وَصَدَقَاتِكَ. قَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: قَدِمَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ البَصْرَةَ فَصَارَ إِلَيْهِ بُنْدَارُ فَجَعَلَ عَلِيُّ يَقُوْلُ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ, قَالَ أبو عبد الله. فقال بندار على رءوس المَلأِ: مَنْ أَبُو عَبْدِ اللهِ, أَأَحْمَدُ بنُ حنبل? قال: لا، أحمد بن أبي داود. فَقَالَ بُنْدَارُ: عِنْدَ اللهِ أَحْتَسِبُ خُطَايَ, شُبِّه عَلَيَّ هَذَا. وَغَضِبَ وَقَامَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ: كَانَ عِنْدَ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيِّ قِمَطْرٌ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ وَمَا كَانَ يُحَدِّثُ بِهِ. فَقِيْلَ لَهُ: لِمَ لاَ تُحَدِّثُ عَنْهُ? قَالَ: لَقِيْتُهُ يَوْماً وَبِيَدِهِ نَعْلُهُ، وثِيَابُهُ فِي فَمِهِ فَقُلْتُ: إِلَى أَيْنَ? فَقَالَ: أَلْحَقُ الصَّلاَةَ خَلْفَ أَبِي عَبْدِ اللهِ. فَظَنَنتُ أَنَّهُ يَعْنِي أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، فَقُلْتُ: مَنْ أَبُو عَبْدِ اللهِ? قَالَ: ابْنُ أَبِي دُوَادَ. فَقلتُ: وَاللهِ لاَ حدثت عنك بحرف.

_ 1 الحريب: الذي سلب كل ماله.

وَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ إِسْحَاقَ الجَلاَّبُ، وَآخَرُ: قِيْلَ لإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيِّ: أَكَانَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ يُتَّهَمُ? قَالَ: لاَ، إِنَّمَا كَانَ إِذَا حَدَّثَ بِحَدِيْثٍ فَزَادَ فِي خَبَرِهِ كَلِمَةً لِيُرضِيَ بِهَا ابْنَ أَبِي دُوَادَ. فَقِيْلَ لَهُ: أَكَانَ يَتَكَلَّمُ فِي أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ? قَالَ: لاَ, إِنَّمَا كَانَ إِذَا رَأَى فِي كِتَابٍ حَدِيْثاً عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: اضْرِبْ عَلَى ذَا؛ لِيُرضِيَ بِهِ ابْنَ أَبِي دُوَادَ. وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْ أَحْمَدَ وَكَانَ فِي كِتَابِهِ سَمِعْتُ أَحْمَدَ وَقَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ. وَكَانَ ابْنُ أَبِي دُوَادَ إِذَا رَأَى في كتابه حَدِيْثاً عَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: اضْرِبْ عَلَى ذَا؛ لِيُرْضِيَ نَفْسَهُ بِذَلِكَ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ فَحَمَلُوا عَلَيْهِ. فَقُلْتُ: مَا هُوَ عِنْدَ النَّاسِ إِلاَّ مُرتَدٌّ, فَقَالَ: مَا هُوَ بِمُرْتَدٍّ، هُوَ علَى إِسْلاَمهِ رَجُلٌ خَافَ, فَقَالَ. قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ المَوْصِلِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ" قَالَ لِي عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُكَفِّرَ الجَهْمِيَّةَ، وَكُنْتُ أَنَا أَوَّلاً لاَ أُكَفِّرُهُمْ? فَلَمَّا أَجَابَ عَلِيٌّ إِلَى المِحْنَةِ، كَتَبْتُ إِلَيْهِ أُذَكِّرُهُ مَا قَالَ لِي وَأُذَكِّرُهُ اللهَ. فَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ عَنْهُ: أَنَّه بَكَى حِيْنَ قَرَأَ كِتَابِي. ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَعْدُ فَقَالَ لِي: مَا فِي قَلْبِيَ مِمَّا قُلْتُ وَأَجَبتُ إِلَى شَيْءٍ وَلَكِنِّي خِفتُ أَنْ أُقْتَلَ, وَتَعْلَمُ ضَعْفِيَ أَنِّي لَوْ ضُرِبتُ سَوْطاً وَاحِداً لَمِتُّ أَوْ نَحْوَ هَذَا. قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: وَدَفَعَ عَنِّي عَلِيٌّ امْتِحَانَ ابْنِ أَبِي دُوَادَ إِيَّايَ شَفَعَ فِيَّ وَدَفَعَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ المَوْصِلِ مِنْ أَجْلِي فَمَا أَجَابَ دِيَانَةً إِلاَّ خَوْفاً. وَعَنْ عَلِيِّ بنِ سَلَمَةَ النَّيْسَابُوْرِيِّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ الحُسَيْنِ بنِ الوَلِيْدِ يَقُوْلُ: وَدَّعتُ عَلِيَّ بنَ عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: بَلِّغْ أصحابنا عني أن القوم كفار ضلال وَلَمْ أَجِدْ بُدّاً مِنْ مُتَابَعَتِهِمْ لأَنِّي جَلَسْتُ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ وَفِي رِجْلِيَ قَيدٌ ثَمَانِيَةُ أُمَنَاءٍ1، حَتَّى خِفْتُ عَلَى بَصَرِي. فَإِنْ قَالُوا: يَأْخُذُ مِنْهُمْ, فَقَدْ سُبِقْتُ إِلَى ذَلِكَ قَدْ أَخَذَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي. إِسْنَادُهَا مُنْقَطِعٌ. رَوَاهَا الحَاكِمُ، فَقَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ سَلَمَةَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ مُسَدَّدَ بنَ أَبِي يُوْسُفَ القُلُوْسِيَّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: قُلْتُ لاِبْنِ المَدِيْنِيِّ: مِثْلُكَ يُجِيْبُ إِلَى مَا أَجَبْتَ إِلَيْهِ?! فَقَالَ: يَا أَبَا يوسف، ما أهون عليك السيف.

_ 1 أمناء: جمع منا، أي الكيل أو الميزان.

قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بنَ يَعْقُوْبَ الحَافِظَ يَذْكُرُ فَضْلَ ابْنِ المَدِيْنِيِّ وَتَقَدُّمَهُ فَقِيْلَ لَهُ قَدْ تَكَلَّمَ فِيْهِ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ فَقَالَ: وَاللهِ لَوْ وَجَدْتُ قُوَّةً لَخَرَجْتُ إِلَى البَصْرَةِ فَبُلْتُ عَلَى قَبْرِ عَمْرٍو. أَجَازَ لَنَا ابْنُ عَلاَّنَ وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ النَّضْرِ العَطَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ سَمِعْتُ عَلِيّاً عَلَى المِنْبَرِ يَقُوْلُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ القُرْآنَ مَخْلُوْقٌ فَهُوَ كَافِرٌ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لاَ يُرى فَهُوَ كَافِرٌ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لَمْ يُكَلِّمْ مُوْسَى عَلَى الحَقِيْقَةِ فَهُوَ كَافِرٌ. ابْنُ مَخْلَدٍ العَطَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ قَبْلَ أَنْ يَمُوْتَ بِشَهْرَيْنِ القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ. وَمَنْ قَالَ: مخلوق فهو كافر. وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: هُوَ كُفْرٌ -يَعْنِي: مَنْ قَالَ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَانَ أَبُو زُرْعَةَ تَرَكَ الرِّوَايَةَ عَنْ عَلِيٍّ مِنْ أَجْلِ مَا بَدَا مِنْهُ فِي المِحْنَةِ. وَكَانَ وَالِدِي يَرْوِي عَنْهُ؛ لِنُزُوْعِهِ عَمَّا كَانَ مِنْهُ. قَالَ أَبِي: كَانَ عَلِيٌّ عَلَماً فِي النَّاسِ فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْثِ وَالعِلَلِ. قُلْتُ: ويُروى عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ أَنَّ أَبَاهُ أَمسَكَ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ وَلَمْ أَرَ ذَلِكَ بَلْ فِي مُسْنَدِهِ عَنْهُ أَحَادِيْثُ وَفِي "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" عَنْهُ جُمْلَةٌ وَافِرَةٌ. قَالَ الإِمَامُ أَبُو زَكَرِيَّا صَاحِبُ "الرَّوْضَةِ": وَلابْنِ المَدِيْنِيِّ فِي الحَدِيْثِ نَحْوٌ مِنْ مائَتَي مُصَنَّفٍ. قَالَ حَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ: أَقْدَمَ المُتَوَكِّلُ عليًّا إلى ههنا وَرَجَعَ إِلَى البَصْرَةِ فَمَاتَ. قُلْتُ: إِنَّمَا مَاتَ بِسَامَرَّاءَ. قَالَهُ: البَغَوِيُّ وَغَيْرُهُ. قَالَ الحَارِثُ بنُ مُحَمَّدٍ: مَاتَ بِسَامَرَّاءَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ لِيَومَيْنِ بَقِيَا مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ. وَوَهِمَ الفَسَوِيُّ فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ رَحِمَهُ اللهُ وَغَفَرَ لَهُ. وفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَالشَّاذَكُوْنِيُّ وَعُثْمَانُ بنُ طالوت وعبد الله بن براد الأشعري وَعَلِيُّ بنُ بَحْرٍ القَطَّانُ

وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، وَأَخُوْهُ؛ مُحَمَّدٌ, وَعُقْبَةُ بنُ مُكْرَمٍ الكُوْفِيُّ, وَأَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ, وَالمُعَافَى بنُ سُلَيْمَانَ الجَزَرِيُّ, وَشُجَاعُ بنُ مَخْلَدٍ, وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ قَاضِي القُضَاةِ مُحَمَّدَ بنَ صَالِحٍ الهَاشِمِيَّ يَقُوْلُ: هَذِهِ أَسَامِي مُصَنَّفَاتِ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ "الأَسْمَاءُ وَالكُنَى" ثماينة أَجْزَاءٍ "الضُّعَفَاءُ" عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ "المُدَلِّسُوْنَ" خَمْسَةُ أَجْزَاءٍ "أَوَّلُ مَنْ فَحَصَ عَنِ الرِّجَالِ" جُزْءٌ، "الطَّبَقَاتُ" عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ، "مَنْ رَوَى عَمَّنْ لَمْ يَرَهُ" جُزْءٌ، "عِللُ المُسْنَدِ" ثَلاَثُوْنَ جُزْءاً، "العِلَلُ مِنْ رِوَايَةِ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي" أَرْبَعَةَ عَشَرَ جُزْءاً، "عِلَلُ حَدِيْثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ" ثَلاَثَةَ عَشَرَ جُزْءاً "مَنْ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ وَلاَ يَسْقُطُ" جُزَآنِ، "مَنْ نَزَلَ مِنَ الصَّحَابَةِ النَّوَاحِيَ" خَمْسَةُ أَجْزَاءٍ "التَّارِيْخُ" عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ "العَرْضُ عَلَى المُحَدِّثِ" جُزْآنِ، "مَنْ حَدَّثَ وَرَجَعَ عَنْهُ" جُزْآنِ، "سُؤَالُ يَحْيَى وَابْنِ مَهْدِيٍّ عَنِ الرِّجَالِ" خَمْسَةُ أَجْزَاءٍ، "سُؤَالاَتُ يَحْيَى القَطَّانِ" أَيْضاً جُزْآنِ، "الأَسَانِيْدُ الشَّاذَّةُ" جُزْآنِ، "الثِّقَاتُ" عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ "اخْتِلاَفُ الحَدِيْثِ" خَمْسَةُ أَجْزَاءٍ، "الأَشْرِبَةُ" ثَلاَثَةُ أَجْزَاءٍ، "الغَرِيْبُ" خَمْسَةُ أَجْزَاءٍ "الإِخْوَةُ وَالأَخَوَاتُ" ثَلاَثَةُ أَجْزَاءٍ، "مَنْ عُرِفَ بِغَيْرِ اسْمِ أَبِيْهِ" جُزْآنِ، "مَنْ عُرِفَ بِلَقَبِهِ", "العِلَلُ المُتَفَرِّقَةُ" ثَلاَثُوْنَ جُزْءاً "مَذَاهِبُ المُحَدِّثِيْنَ" جُزْآنِ. ثُمَّ قَالَ عَقِيْبَ هَذَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: فَجَمِيْعُ هَذِهِ الكُتُبِ انْقَرَضَتْ رَأَيْنَا مِنْهَا أَرْبَعَةَ كُتُبٍ أَوْ خَمْسَةً.

إبراهيم بن حمزة

1818- إبراهيم بن حمزة 1: "خ، د" ابن محمد بن حمزة بن مُصْعَبِ ابْنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ الأَسَدِيُّ الزُّبَيْرِيُّ المَدَنِيُّ أَحَدُ الأَئِمَّةِ. حَدَّثَ عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ وَيُوْسُفَ بنِ المَاجَشُوْنِ وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ وَحَاتِمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ وَالدَّرَاوَرْدِيِّ وَطَبَقَتِهِم وَلَمْ يَلْحَقِ الأَخْذَ عَنْ مَالِكٍ. يُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ الأَثبَاتِ بِالمَدِيْنَةِ. حَدَّثَ عَنْه: البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَإِسْمَاعِيْلُ القَاضِي وَمُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ الصَّائِغُ وَالعَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ وَحَمَّادُ بنُ إِسْحَاقَ القَاضِي, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ, صَدُوْقٌ فِي الحَدِيْثِ، يَأْتِي الرَّبَذَةَ كَثِيْراً لِلتِّجَارَةِ، وَيُقِيمُ بِهَا، وَيَشْهَدُ العِيدَيْنِ بِالمَدِيْنَةِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. رحمه الله.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير"1/ترجمة 912"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 259"، والعبر "1/ 405"، وتهذيب التهذيب "1/ 116"، وشذرات الذهب "2/ 68".

حاجب بن الوليد

1819- حاجب بن الوليد 1: "م" ابن ميمون، المُحَدِّثُ، الإِمَامُ، أَبُو أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ الأَعوَرُ، المُؤَدِّبُ. سَمِعَ حَفْصَ بنَ مَيْسَرَةَ بِعَسْقَلاَنَ، وَبَقِيَّةَ بنَ الوَلِيْدِ بِحِمْصَ, وَالوَلِيْدَ بنَ مُحَمَّدٍ بِالبَلْقَاءِ, وَمُحَمَّدَ بن سلمة بحران. وَعَنْهُ: الذُّهْلِيُّ, وَيَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ, وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ, وَإِسْحَاقُ الخُتَّلِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: أَحَادِيْثُهُ صَحِيْحَةٌ, وَلاَ أَعْرِفُهُ. تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ ومائتين. وقع لي من "عواليه".

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 359"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 286"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1272"، ومروج الذهب للمسعودي "2/ 254"، وتاريخ بغداد "8/ 270-271"، وتهذيب التهذيب "2/ ترجمة 224".

إبراهيم بن يوسف

1820- إبراهيم بن يوسف 1: "س" ابن ميمون بن قدامة، وَقِيْلَ: رَزِيْنُ بَدَلَ قُدَامَةَ, عَالِمُ بَلْخَ, أَبُو إِسْحَاقَ البَاهِلِيُّ, البَلْخِيُّ, الفَقِيْهُ, المَعْرُوْفُ: بِالمَاكِيَانِيِّ, وَمَاكِيَانُ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى بَلْخَ, وَهُوَ أَخُو عِصَامٍ, وَمُحَمَّدٍ. حَدَّثَ عَنْ: مَالِكٍ, وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ, وَشَرِيْكٍ, وَخَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَهُشَيْمٍ, وَإِسْمَاعِيْلَ بن جعفر, وطبقتهم.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 488"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 461"، وميزان الاعتدال "1/ 76"، والعبر "1/ 429"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 172"، وتهذيب التهذيب "1/ 184".

حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ كَرَّامٍ شَيْخُ الكَرَّامِيَّةِ, وحَامِدُ بنُ سَهْلٍ البُخَارِيُّ, وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَوَّارٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ الدَّوِيْرِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ الهَرَوِيُّ شَكَّرٌ, وَأَحْمَدُ بنُ قُدَامَةَ البَلْخِيُّ, وَزَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى خَيَّاطُ السُّنَّةِ, وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صِدِّيْقٍ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ. قال ابْنُ حِبَّانَ: ظَاهِرُ مَذْهَبهِ الإِرْجَاءُ وَيُبْطِنُ السُّنَّةَ. فسمعت أحمد بن محمد: سمعت محمد دَاوُدَ الفُوْعِيَّ يَقُوْلُ: حَلَفْتُ أَنْ لاَ أَكْتُبَ إِلاَّ عَمَّنْ يَقُوْلُ: الإِيْمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ. فَأَتَيتُ إبراهيم بن يوسف فأخبرته فقال: اكتب عَنِّي فَإِنِّي أَقُوْلُ الإِيْمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَنَفِيَّةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصِّدِّيْقِ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ مَنْ قَالَ: مَخْلُوْقٌ فَهُوَ كَافِرٌ. وَمَنْ وَقَفَ فَهُوَ جَهْمِيٌّ. قَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ1: رَوَى إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ عَنْ مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ, قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ" 2، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَهُ. وَذَلِكَ أَنَّهُ حَضَرَ وَقُتَيْبَةُ حَاضِرٌ. فَقَالَ لِمَالِكٍ: هَذَا مُرْجِئٌ فَأُقِيمَ مِنَ المَجْلِسِ فَوَقَعَ لَهُ بِهَذَا عَدَاوَةٌ مَعَ قُتَيْبَةَ وَأَخْرَجَهُ مِنْ بَلْخَ فَنَزَلَ قَرْيَةَ بَغْلاَنَ. قُلْتُ: مَاتَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ مُفْتِي بَلْخَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 أبو يعلي الخليلي، هو القاضي الحَافِظُ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن أحمد القزويني مصنف كتاب "الإرشاد في معرفة المحدثين". توفي سنة "446هـ". 2 صحيح: أخرجه مسلم "2003".

أبو تمام

1821- أبو تَمَّام 1: شَاعِرُ العَصْرِ, أَبُو تَمَّامٍ حَبِيْبُ بنُ أَوْسِ بن الحارث بن قيس الطائي من حَوْرَانَ مِنْ قَرْيَةِ جَاسِمٍ. أَسْلَمَ، وَكَانَ نَصْرَانِيّاً. مَدَحَ الخُلَفَاءَ وَالكُبَرَاءَ. وَشِعْرُهُ فِي الذِّرْوَةِ. وَكَانَ أَسْمَرَ, طُوَالاً فَصِيْحاً, عَذْبَ العِبَارَةِ مَعَ تَمْتَمَةٍ قَلِيْلَةٍ. وُلِدَ فِي أَيَّامِ الرَّشِيْدِ. وَكَانَ أَوَّلاً حَدَثاً يَسقِي المَاءَ بِمِصْرَ ثُمَّ جَالَسَ الأُدَبَاءَ وَأَخَذَ عَنْهُمْ وَكَانَ يَتَوَقَّدُ ذَكَاءً. وَسَحَّتْ قَرِيحَتُهُ بِالنَّظْمِ البَدِيعِ, فَسَمِعَ بِهِ المُعْتَصِمُ فَطَلَبَهُ وَقَدَّمَهُ على الشُّعَرَاءُ وَلَهُ فِيْهِ قَصَائِدُ. وَكَانَ يُوْصَفُ بِطِيبِ الأَخْلاَقِ وَالظُّرْفِ وَالسَّمَاحَةِ. وَقِيْلَ: قَدِمَ فِي زِيِّ الأَعْرَابِ فَجَلَسَ إِلَى حَلْقَةٍ مِنَ الشُّعَرَاءِ وَطَلَبَ مِنْهُم أَنْ يَسْمَعُوا مِنْ نَظْمِهِ فَشَاعَ وَذَاعَ وَخَضَعُوا لَهُ, وَصَارَ مِنْ أَمْرِهِ مَا صَارَ. فَمِنْ شِعرِهِ: فَحَوَاكَ عَيْنٌ عَلَى نَجْوَاكَ يَا مَذِلُ ... حَتَّامَ لاَ يَتَقَضَّى قَوْلُكَ الخَطِلُ المَذِلُ: الخَدْرُ الفَاتِرُ. فَإِنَّ أَسْمَحَ مَنْ يَشْكُو إِلَيْهِ هَوَىً ... مَنْ كَانَ أَحْسَنَ شَيْءٍ عِنْدَهُ العَذَلُ مَا أَقْبَلَتْ أَوْجُهُ اللَّذَّاتِ سَافِرَةً ... مُذْ أَدْبَرَتْ بِاللِّوَى أَيَّامُنَا الأُوَلُ إِنْ شِئْتَ أَنْ لاَ تَرَى صَبْراً لِمُصْطَبِرٍ ... فَانْظُرْ عَلَى أَيِّ حَالٍ أصبح الطلل كَأَنَّمَا جَادَ مَغْنَاهُ فَغَيَّرَهُ ... دُمُوْعُنَا يَوْمَ بَانُوا فَهِيَ تَنْهَمِلُ وَمَرَّ فِيْهَا, إِلَى أَنْ قَالَ: وَهِيَ فِي المُعْتَصِمِ: تَغَايَرَ الشِّعْرُ فِيْهِ إِذْ سَهِرْتُ لَهُ ... حَتَّى ظَنَنْتُ قَوَافِيهِ سَتَقْتَتِلُ وَقَدْ كَانَ البُحْتُرِيُّ يَرْفَعُ مِنْ أَبِي تَمَّامٍ, وَيُقَدِّمُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَيَقُوْلُ: مَا أَكَلتُ الخُبْزَ إِلاَّ بِهِ وَإِنِّي تَابِعٌ لَهُ. وَمِنْ شِعْرِهِ: غَدَتْ تَسْتَجِيرُ الدَّمْعَ خَوْفَ نَوَى الغَدِ ... وَعَادَ قَتَاداً عِنْدَهَا كُلُّ مَرْقَدِ وَأَنْقَذَهَا مِنْ غَمْرَةِ المَوْتِ أَنَّهُ ... صُدُودُ فِرَاقٍ لاَ صُدُودُ تَعَمُّدِ فَأَجرَى لَهَا الإِشْفَاقُ دَمْعاً مُوَرَّداً ... مِنَ الدَّمِ يَجْرِي فَوْقَ خَدٍّ مُوَرَّدِ هِيَ البَدْرُ يُغْنِيهَا تَوَرُّدُ وَجْهِهَا ... إِلَى كُلِّ مَنْ لاَقَتْ وَإِنْ لَمْ تَوَدَّدِ وَلَكِنَّنِي لَمْ أَحْوِ وَفراً مُجَمَّعاً ... فَفُزْتُ بِهِ إِلاَّ لِشَمْلٍ مُبَدَّدِ وَطُوْلُ مُقَامِ المَرْءِ بالحي مخلق ... لديباجتيه فاغترب تتجدد فَإِنِّي رَأَيْتُ الشَّمْسَ زِيْدَتْ مَحَبَّةً ... إِلَى النَّاسِ أن ليست عليهم بسرمد

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي فرج الأصبهاني "16/ 383"، وتاريخ بغداد "8/ 248"،ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 11"، والعبر "1/ 411"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 261"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 72".

وَهُوَ القَائِلُ: وَلَوْ كَانَتِ الأَرْزَاقُ تُجْرَى عَلَى الحِجَى ... هَلَكْنَ إِذاً مِنْ جَهْلِهِنَّ البَهَائِمُ وَلَمْ يَجْتَمِعْ شَرْقٌ وَغَرْبٌ لِقَاصِدٍ ... وَلاَ المَجْدُ فِي كَفِّ امْرِئٍ وَالدَّرَاهِمُ وَلَهُ: أَلَمْ تَرَنِي خَلَّيتُ نَفْسِي وَشَأْنَهَا ... فَلَمْ أَحْفَلِ الدُّنْيَا وَلاَ حَدَثَانَهَا لَقَدْ خَوَّفَتْنِي الحَادِثَاتُ صُرُوفَهَا ... وَلَوْ أَمَّنَتْنِي مَا قَبِلْتُ أَمَانَهَا يَقُوْلُوْنَ هَلْ يَبْكِي الفَتَى لِخَرِيْدَةٍ ... مَتَى مَا أَرَادَ اعْتَاضَ عَشْراً مَكَانَهَا وَهَلْ يَسْتَعِيضُ المَرْءُ مِنْ خَمْسِ كَفِّهِ ... وَلَوْ صَاغَ من حر اللجين بنانها وَدِيْوَانُ أَبِي تَمَّامٍ كَبِيْرٌ سَائِرٌ وَلَمَّا مَاتَ رَثَاهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الوَزِيْرُ، فَقَالَ: نَبَأٌ أَلَمَّ مُقَلْقِلُ الأَحْشَاءِ ... لَمَّا أَتَى مِنْ أَعْظَمِ الأَنْبَاءِ قَالُوا حَبِيْبٌ قَدْ ثَوَى فَأَجَبْتُهُمْ ... نَاشَدْتُكُمْ لاَ تَجْعَلُوهُ الطَّائِي وَلِلْحَسَنِ بنِ وَهْبٍ الوَزِيْرِ: فُجِعَ القَرِيضُ بِخَاتَمِ الشُّعَرَاءِ ... وَغَدِيرِ رَوْضَتِهَا حَبِيْبِ الطَّائِي مَاتَا مَعاً فَتَجَاوَرَا فِي حُفرَةٍ ... وكذاك كانا قبل في الأحياء وكان بن وَهْبٍ قَدِ اعتَنَى بِأَبِي تَمَّامٍ, وَوَلاَّهُ بَرِيدَ المَوْصِلِ, فَأَقَامَ بِهَا أَكْثَرَ مِنْ سَنَةٍ. وَمَاتَ: فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ مَخْلَدٌ المَوْصِلِيُّ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَأَمَّا نِفْطَوَيْه, وَغَيْرُهُ فَوَرَّخُوا مَوْتَهُ بِسَامَرَّاءَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَيُقَالُ: عَاشَ نَيِّفاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. عَفَا اللهُ عَنْهُ وَرَحِمَهُ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: كَانَ وَاحِدَ عَصْرِهِ في ديباجة لفظه, وفصاحة شعره وَحُسْنِ أُسْلُوْبهِ. أَلَّفَ "الحَمَاسَةَ" فَدَلَّتْ عَلَى غَزَارَةِ مَعْرِفَتِهِ بِحُسْنِ اخْتِيَارهِ وَلَهُ كِتَابُ فُحُوْلِ الشُّعَرَاءِ, وَقِيْلَ: كَانَ يَحْفَظُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ أُرْجُوْزَةٍ لِلْعَرَبِ. وَقِيْلَ: أَجَازَهُ أَبُو دُلَفٍ بِخَمْسِيْنَ أَلفَ درهم, واعتذر.

وَلهُ فِي المُعْتَصِمِ -أَوِ ابْنِهِ: إِقْدَامُ عَمْرٍو فِي سَمَاحَةِ حَاتِمٍ ... فِي حُلْمِ أَحْنَفَ فِي ذَكَاءِ إِيَاسِ فَقَالَ الوَزِيْرُ: شَبَّهتَ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ بِأَجْلاَفِ العَرَبِ. فَأَطْرَقَ, ثُمَّ زَادَهَا: لاَ تُنْكِرُوا ضَرْبِي لَهُ مَنْ دُوْنَهُ ... مَثَلاً شَرُوداً فِي النَّدَى وَالْبَاسِ فَاللهُ قَدْ ضَرَبَ الأَقَلَّ لِنُوْرِهِ ... مَثَلاً مِنَ المِشْكَاةِ وَالنِّبْرَاسِ فَقَالَ الوَزِيْرُ: أَعْطِهِ مَا شَاءَ فَإِنَّهُ لاَ يَعِيْشُ أَكْثَرَ مِنْ أربعين يومًا؛ لأنه قد ظَهَرَ فِي عَيْنَيْهِ الدَّمُ مِنْ شِدَّةِ فِكْرِهِ. وَصَاحِبُ هَذَا لاَ يَعِيشُ إِلاَّ هَذَا القَدْرَ, فَقَالَ لَهُ الخَلِيْفَةُ: مَا تَشتَهِي? قَالَ: المَوْصِلُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا فَتَوَجَّهَ إِلَيْهَا وَمَاتَ بَعْدَ هَذِهِ المُدَّةِ. هَذِهِ حِكَايَةٌ غَيْرُ صَحِيْحَةٍ. وَأَمَّا البَيْتَ فلَنْ يَحْتَاجَ إِلَى اعْتِذَارٍ أَصْلاً وَلاَ وَلِيَ المَوْصِلَ. بَلَى, وَلِيَ بَرِيدَهَا, كَمَا مَرَّ.

أبو معمر الهذلي

1822- أبو معمر الهُذَلي 1: "خَ، م، د". الإِمَامُ, الحَافِظُ الكَبِيْرُ، الثَّبْتُ, أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَعْمَرِ بنِ الحَسَنِ الهُذَلِيُّ, الهَرَوِيُّ, ثُمَّ البَغْدَادِيُّ, القَطِيْعِيُّ. كَانَ يَنْزِلُ القَطِيْعَةَ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَأَخَذَ عَنْ: شَرِيْكٍ القَاضِي, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ, وَخَلَفِ بنِ خَلِيْفَةَ, وَعَلِيِّ بنِ هَاشِمِ بنِ البَرِيْدِ, وَهُشَيْمٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ, وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ, وَمَرْوَانَ بنِ شُجَاعٍ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ, وَخَلْقٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وأبو زرعة وأبو حاتم وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ وَصَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَةُ وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وَحَدَّثَ البُخَارِيُّ أَيْضاً، وَالنَّسَائِيُّ, عَنْ رَجُلٍ, عَنْهُ. ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ فِي "طَبَقَاتِهِ"، فَقَالَ: ثِقَةٌ, ثَبْتٌ, صَاحِبُ سُنَّةٍ وَفَضْلٍ. قَالَ عُبَيْدُ بنُ شَرِيْكٍ البَزَّارُ: كَانَ أَبُو مَعْمَرٍ القَطِيْعِيُّ مِنْ شِدَّةِ إِدْلاَلِهِ بِالسُّنَّةِ يَقُوْلُ: لَوْ

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 359".

تَكَلَّمَتْ بَغْلَتِي, لَقَالَتْ: إِنَّهَا سُنِّيَّةٌ. قَالَ: فَأُخِذَ فِي مِحْنَةِ القُرْآنِ, فَأَجَابَ, فَلَمَّا خَرَجَ, قَالَ: كَفَرنَا وَخَرَجْنَا. وَرَوَى سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو البَرْذَعِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ, قَالَ: كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ لاَ يَرَى الكِتَابَةَ عَنْ أَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ, وَلاَ أَبِي مَعْمَرٍ, وَلاَ يَحْيَى بنِ معين, ولا عن أحد ممن امتحن فأجاب. قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَ أَبُو مَعْمَرٍ بِالمَوْصِلِ بِنَحْوِ أَلْفَيْ حَدِيْثٍ حِفْظاً فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ المَوْصِلِ بِالصَّحِيْحِ مِنْ أَحَادِيْثَ كَانَ أَخْطَأَ فِيْهَا نَحْوَ ثَلاَثِيْنَ أَوِ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبَا مَعْمَرٍ الهُذَلِيَّ يَقُوْلُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لاَ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يَرْضَى وَلاَ يَغْضَبُ, فَهُوَ كَافِرٌ إِنْ رَأَيتُمُوهُ وَاقِفاً عَلَى بِئْرٍ, فَأَلْقُوْهُ فِيْهَا. بِهَذَا أَدِيْنُ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ. وَعَنْ أَبِي مَعْمَرٍ القَطِيْعِيِّ قَالَ: آخِرُ كَلاَمِ الجَهْمِيَّةِ أَنَّهُ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ. قُلْتُ: بَلْ قَوْلُهُم: إِنَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي السَّمَاءِ وَفِي الأَرْضِ, لاَ امْتِيَازَ لِلسَّمَاءِ. وَقَوْلُ عُمُومِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ فِي السَّمَاءِ, يُطلِقُوْنَ ذَلِكَ وِفقَ مَا جَاءتِ النُّصُوْصُ بإِطْلاَقِهِ وَلاَ يَخُوضُونَ فِي تَأْوِيْلاَتِ المُتَكَلِّمِيْنَ مَعَ جَزْمِ الكُلِّ بَأَنَّهُ -تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشُّوْرَى: 11] . مَاتَ أَبُو مَعْمَرٍ فِي مُنْتَصَفِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ فِيْمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ الهَرَوي, أَنَّ تَمِيْمَ بنَ أَبِي سَعِيْدٍ أَخْبَرَهُم، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَدِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ عَلِيِّ بنِ هَاشِمٍ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنْ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "مَا ضَرَبَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ شَيْئاً قَطُّ إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيْلِ اللهِ وَمَا نِيْلَ مِنْهُ شَيْءٌ فَانْتَقَمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلاَّ أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللهِ فَيَنْتَقِمَ"1. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ عن أبي معمر.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2382"، من طريق أبي أسامة، عن هشام، عنه، عن أبيه، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "مَا ضَرَبَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَيْئاً قط بيده، ولا امرأة، ولا خادما إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيْلِ اللهِ، وَمَا نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل".

يحيى بن معين

1823- يحيى بن معين 1: "خَ، م، د" هُوَ الإِمَامُ الحَافِظُ الجِهْبَذُ، شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ، أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ مَعِيْنِ بنِ عَوْنِ بنِ زِيَادِ بنِ بِسْطَامَ. وَقِيْلَ: اسْمُ جَدِّهِ: غِيَاثُ بنُ زِيَادِ بنِ عَوْنِ بنِ بِسْطَامَ الغَطَفَانِيُّ, ثُمَّ المُرِّيُّ مَوْلاَهُمُ البَغْدَادِيُّ أَحَدُ الأَعْلاَمِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ المُبَارَكِ، وَهُشَيْمٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَعَبَّادِ بنِ عَبَّادٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُجَالدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَيَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَغُنْدَرٍ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، وَحَاتِمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَمَرْوَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَهِشَامِ بنِ يُوْسُفَ، وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، وَوَكِيْعٍ، وَمَعْنٍ، وَأَبِي حَفْصٍ الأَبَّارِ، وَعُمَرَ بنِ عُبَيْدٍ، وَعَلِيِّ بنِ هَاشِمٍ، وَيَحْيَى القَطَّانِ، وَابْنِ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ بِالعِرَاقِ، وَالحِجَازِ، وَالجَزِيْرَةِ، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَهَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، وَعِدَّةٌ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَالبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنَيْدِ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ الأَشْعَرِيُّ، وَحَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ، وَصَالِحُ بنُ مُحَمَّدِ جَزَرَةُ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ، وَأَبُو مَعِيْنٍ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُطَيَّنٌ، وَمُضَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ، وَالمُفَضَّلُ بنُ غَسَّانَ الغَلاَبِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّمَّارُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ كَيْلَجَةُ، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ مَاغَمَّةُ، وَعُبَيْدٌ العِجْلُ, وَحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيُّ، وَخَلاَئِقُ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ الدَّقَّاقُ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بِبَغْدَادَ "ح". وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ, عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكندي قالوا: أخبرنا

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 354"، والتاريخ الكبير "8/ ترجمة 3116"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 800"، وتاريخ بغداد "14/ 177"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 313"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 791"، والعبر "1/ 415"، والكاشف "3/ ترجمة 6362"، وتذكرة الحفاظ "2 ترجمة 427"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9639"، وتهذيب التهذيب "11/ 280"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 79".

أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ, وَقرَأْتُ عَلَى أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الزَّاهِدُ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُجَالِدٍ عَنْ بَيَانٍ عَنْ وَبْرَةَ عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ: "رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَا مَعَهُ إِلاَّ خَمْسَةُ أَعْبُدٍ وَامْرَأَتَانِ وَأَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم"1. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ عن عبد الله عن ابن معين. وبَالإِسْنَادِ إِلَى يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أُنَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ سَمِعْتُ طَلْحَةَ بنَ خِرَاشٍ يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَجُلاً قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيِ الفَجْرِ فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الأُوْلَى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكَافِرُوْنَ: 1] ، حَتَّى انْقَضَتِ السُّوْرَةُ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَذَا عَبْدٌ عَرَفَ رَبَّهُ". وَقَرَأَ فِي الآخِرَةِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإِخْلاَصُ:1] ، حَتَّى انْقَضَتِ السُّوْرَةُ. فَقَالَ: النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَذَا عَبْدٌ آمَنَ بِرَبِّهِ". قَالَ طَلْحَةُ: فَأَنَا أَسْتَحِبُّ أَنْ أَقْرَأَهُمَا فِي هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ2. وبَالإِسْنَادِ إِلَى ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ عَتِيْقٍ عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بِوَضْعِ الجَوَائِحِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنِيْنَ". أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ3، عَنْ يَحْيَى فَوَافَقْنَاهُ. وبَالإِسْنَادِ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "مَنْ أَقَالَ مُسْلِماً عَثْرَتَه أَقَالَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ". أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ4، عَنْ يَحْيَى. وَقَدْ رَوَاهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ "المُسْنَدِ"، عن يحيى، وهو معدود في أفراده.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3857"، حدثنا عبد الله بن حماد الآملي حدثني يحيى بن معين، به. 2 حسن: أخرجه ابن حبان "2460"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 298"، من طريق يحيى ابن معين، به. قلت: إسناده حسن، يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ بنِ أنيس الأنصاري، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". 3 صحيح: أخرجه أبو داود "3374"، من طريق يحيى بن معين، به. 4 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 252"، وأبو داود "3460"، والحاكم "2/ 45" من طريق يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، به.

ورَوَيْنَا فِي "البُخَارِيِّ": حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ وَكَانَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ فَغَدَوْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: أَتُرِيدُ أَنْ تُقَاتِلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَتُحِلَّ مَا حَرَّمَ اللهُ? قَالَ: مَعَاذَ اللهِ. وَذَكَرَ بَاقِي الأَثَرِ, وَهُوَ فِي تَفْسِيْرِ بَرَاءةَ1. فَعَبْدُ اللهِ أَظُنُّهُ المُسْنَدِيَّ2. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الفَضْلِ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ الله, عَنْ أَبِي رَوْح الهَرَوِيِّ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ فِي سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّحْوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوْقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} [النَّازِعَاتُ: 1] ، قَالَ: الملائكة3. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ عَبْدَانَ الأَهْوَازيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ حُسَيْنَ بنَ حُمَيْدِ بنِ الرَّبِيْعِ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ يَتَكَلَّمُ فِي يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: مِنْ أَينَ لَهُ حَدِيْثُ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ يَعْنِي: "مَنْ أَقَالَ مُسْلِماً" ?4, وَقَالَ: هُوَ ذَا كُتُبُ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ عِنْدَنَا وَهُوَ ذَا كُتُبُ ابْنِهِ عُمَرَ عِنْدَنَا, وَلَيْسَ فِيْهَا شَيْءٌ مِنْ هَذَا. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: قَدْ رَوَى الحَدِيْثَ مَالِكُ بنُ سُعَيْرٍ عَنِ الأَعْمَشِ وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو عَوْفٍ البُزُوْرِيُّ عَنْ زَكَرِيَّا بنِ عَدِيٍّ, عَنْ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: الحُسَيْنُ بنُ حُمَيْدٍ لاَ يُعْتَمَدُ عَلَى رِوَايَتِهِ هُوَ مُتَّهَمٌ فِي هَذِهِ الحِكَايَةِ وَيَحْيَى أَوْثَقُ وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ يُنْسَبَ إِلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ ذلك وبه يسبر أحوال الضعفاء.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4663". 2 قال الحافظ في "الفتح" "8/ 326": "عبد الله بن محمد هو الجعفي، أبو جعفر البخاري المعروف بالمسندي، بفتح النون، وهو المذكور في جميع أحاديث الباب إلا الطريق الأخير، وفي شيوخه عبد الله بن محمد جماعة منهم أبو بكر بن أبي شيبة، ولكن حيث يطلق ذلك فالمراد به الجعفي لاختصاصه به وإكثاره عنه". 3 صحيح: قال ابن مسعود، وابن عباس، ومسروق، وسعيد بن جبير، وأبو صالح وأبو الضحى، والسدي {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} الملائكة يعنون حين تنزع أرواح بني آدم فمنهم من تأخذ روحه بعسر فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ بسهولة وكأنما حلته من نشاط وهو قوله {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} [النازعات: 2] . 4 صحيح: راجع تخريجنا رقم "160".

قُلْتُ: فَحَاصِلُ الأَمْرِ: أَنَّ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ مَعَ إِمَامَتِهِ لَمْ يَنْفَرِدْ بِالحَدِيْثِ. وَللهِ الحَمْدُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: وُلِدَ يَحْيَى فِي سنة ثمان وخمسين ومائة. قلت: وكتب العِلْمَ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبِي عَنْ يَحْيَى, فَقَالَ: إِمَامٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: أَبُو زَكَرِيَّا أَحَدُ الأَئِمَّةِ فِي الحَدِيْثِ ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. قَالَ الكَلاَبَاذِيُّ: رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ، ثُمَّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى فِي تَفْسِيْرِ بَرَاءةَ، وَرَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ غَيْرَ مَنْسُوْبٍ عَنْهُ فِي ذِكْرِ أَيَّامِ الجَاهِلِيَّةِ. قَالَ ابْنُ المَرْزُبَانِ: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ المَرْوَزِيُّ, سَمِعْتُ دَاوُدَ بنَ رُشَيْدٍ يَذْكُرُ: أَنَّ وَالِدَ ابْنِ مَعِيْنٍ كَانَ مُشَعْبِذاً مِنْ قَرْيَةٍ نَحْوَ الأَنْبَارِ, يُقَالُ لَهَا: نِقْيَا, وَيُقَالُ: إِنَّ فِرْعَوْنَ كَانَ مِنْ أَهْلِ نِقْيَا. قَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ أَبُوْهُ مَعِيْنٌ كَاتِباً لِعَبْدِ اللهِ بنِ مَالِكٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ كَاتِبٌ ذَكَرَ أَنَّهُ قَرَابَةُ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: كَانَ مَعِيْنٌ عَلَى خَرَاجِ الرَّيِّ، فَمَاتَ فَخَلَّفَ لِيَحْيَى ابْنِهِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَأَنفَقَهُ كُلَّهُ عَلَى الحَدِيْثِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُ نَعلٌ يَلبَسُهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو الغَنَائِمِ القَيْسِيُّ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَرَشِيُّ وَأَبُو سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيُّ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ سَمِعْتُ العَبَّاسَ بنَ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ وَسَأَلَهُ عَبَّاسٌ: العَنْبَرِيُّ يَا أَبَا زَكَرِيَّا مِنْ أَيِّ العَرَبِ أَنْتَ? قَالَ: أَنَا مَوْلَىً للعرب. قِيْلَ: أَصْلُ ابْنِ مَعِيْنٍ مِنَ الأَنْبَارِ وَنَشَأَ بِبَغْدَادَ وَهُوَ أَسَنُّ الجَمَاعَةِ الكِبَارِ الَّذِيْنَ هُمْ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو خَيْثَمَةَ فَكَانُوا يَتَأَدَّبُوْنَ مَعَهُ, وَيَعْتَرِفُوْنَ لَهُ, وَكَانَ لَهُ هَيْبَةٌ وَجَلاَلَةٌ يَركَبُ البَغْلَةَ, وَيَتَجَمَّلُ فِي لِبَاسِهِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: أَنَا مَوْلَىً لِلْجُنَيْدِ. ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُرِّيُّ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى الجَارُوْدُ: قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ انْتَهَى العِلْمُ بِالبَصْرَةِ إِلَى يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ وَقَتَادَةَ, وعِلْمُ الكُوْفَةِ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ وَالأَعْمَشِ, وَعِلْمُ الحِجَازِ إِلَى ابْنِ شِهَابٍ وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ, وَصَارَ عِلْمُ هَؤُلاَءِ السِّتَّةِ إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً: ابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ وَمَعْمَرٍ وَشُعْبَةَ وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَالسُّفْيَانَيْنِ وَمَالِكٍ وَالأَوْزَاعِيِّ وَابْنِ

إِسْحَاقَ وَهُشَيْمٍ وَأَبِي عَوَانَةَ وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ وَيَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ إِلَى أَنْ ذَكَرَ ابْنَ المُبَارَكِ وَابْنَ مَهْدِيٍّ وَيَحْيَى بنَ آدَمَ. فَصَارَ عِلْمُ هَؤُلاَءِ جَمِيْعِهِم إِلَى يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ. قُلْتُ: نَعَمْ، وَإِلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيٍّ وَعِدَّةٍ. ثُمَّ مِنْ بَعْدِ هَؤُلاَءِ إِلَى: أَبِي عَبْدِ اللهِ البُخَارِيِّ وَأَبِي زُرْعَةَ وَأَبِي حَاتِمٍ وَأَبِي دَاوُدَ وَطَائِفَةٍ. ثُمَّ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيِّ وَابْنِ خُزَيْمَةَ وَابْنِ جَرِيْرٍ. ثُمَّ شَرَعَ العِلْمُ يَنقُصُ قَلِيْلاً قَلِيْلاً. فَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ. وبَإِسْنَادِي إِلَى الخَطِيْبِ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ بنُ مِهْرَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَلَفٍ سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: انْتَهَى عِلْمُ الحِجَازِ إِلَى الزُّهْرِيِّ وَعَمْرٍو إِلَى أَنْ قَالَ: فَانْتَهَى عِلْمُ هَؤُلاَءِ إِلَى ابْنِ مَعِيْنٍ. عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ: قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: انْتَهَى العِلْمُ إِلَى يَحْيَى بنِ آدَمَ وَبَعْدَهُ إِلَى يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ رَحِمَهُ اللهُ. عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مَنْصُوْرٍ قُلْتُ: لاِبْنِ الرُّوْمِيِّ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ الحَدَّادَ يَقُوْلُ: لَوْلاَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ مَا كَتَبْتُ الحَدِيْثَ. قَالَ: وَمَا تَعْجَبُ!! فَوَاللهِ لَقَدْ نَفَعَنَا اللهُ بِهِ ولقد كَانَ المُحَدِّثُ يُحَدِّثُنَا لِكَرَامَتِهِ "مَا لَمْ نَكُنْ نُحَدِّثُ بِهِ أَنْفُسَنَا". وَلَقَدْ كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ فَجَاءهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ انْظُرْ فِي هَذِهِ الأَحَادِيْثِ, فَإِنَّ فِيْهَا خَطَأً. قَالَ: عَلَيْكَ بِأَبِي زَكَرِيَّا فَإِنهُ يَعْرِفُ الخَطَأَ. قَالَ عَبْدُ الخَالِقِ: فَقُلْتُ لاِبْنِ الرُّوْمِيِّ حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو أَنَّهُ سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: السَّمَاعُ مَعَ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُوْرِ. عَلِيُّ بنُ سَهْلٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ فِي دِهْلِيْزِ عَفَّانَ يَقُوْلُ لِعَبْدِ اللهِ بنِ الرُّوْمِيِّ: لَيْتَ أَنَّ أَبَا زَكَرِيَّا قَدِمَ. فَقَالَ: مَا تَصْنَعُ بِهِ? قَالَ أَحْمَدُ: اسكُتْ هُوَ يَعْرِفُ خَطَأَ الحَدِيْثِ. وَبِهِ, إِلَى الخَطِيْبِ: أَخْبَرَنَا الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا الأَصَمُّ سَمِعْتُ الدُّوْرِيَّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ فِي مَجْلِسِ رَوْحٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَتَيْنِ, فَيَسْأَلُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ أَشْيَاءَ, يَقُوْلُ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا, مَا تَقُوْلُ فِي حَدِيْثِ كَذَا? وَكَيْفَ حَدِيْثُ كَذَا? فَيَسْتَثْبِتُهُ فِي أَحَادِيْثَ قَدْ سَمِعُوْهَا. فَمَا قَالَ يَحْيَى: كَتَبَهُ أَحْمَدُ. وَقَلَّمَا سَمِعْتُه يُسَمِّي يَحْيَى بِاسْمِهِ بَلْ يَكْنِيْهِ.

وَبِهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الإِدْرِيْسِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى البُخَارِيُّ سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيَّ سَمِعْتُ أَبَا مُقَاتِلٍ سُلَيْمَانَ بنَ عَبْدِ اللهِ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بن حنبل يقول: ههنا رَجُلٌ خَلَقَهُ اللهُ لِهَذَا الشَّأْنِ يُظهِرُ كَذِبَ الكَذَّابِيْنَ يَعْنِي: ابْنَ مَعِيْنٍ. وَبِهِ: حَدَّثَنَا التَّنُوْخِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البُخَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُرَيْثٍ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سَلَمَةَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: كُلُّ حَدِيْثٍ لاَ يَعْرِفُهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فَلَيْسَ هُوَ بِحَدِيْثٍ. ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا بنِ حَيَّوَيْه، حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ إِسْحَاقَ سَمِعْتُ هَارُوْنَ بنَ مَعْرُوْفٍ يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا شَيْخٌ فَبَكَّرْتُ عَلَيْهِ, فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يُمْلِيَ عَلَيْنَا, فَأَخَذَ الكِتَابَ, وَإِذَا البَابُ يُدَقُّ, فَقَالَ: الشَّيْخُ مَنْ هَذَا? قَالَ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. فَأَذِنَ لَهُ وَالشَّيْخُ عَلَى حَالَتِهِ لَمْ يَتَحَرَّكْ. فَإِذَا آخَرُ يَدُقُّ البَابَ فَقَالَ: مَنْ ذَا? قَالَ: أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ. فَأَذِنَ لَهُ وَلَمْ يَتَحَرَّكْ ثُمَّ ابْنُ الرُّوْمِيِّ فَكَذَلِكَ, ثُمَّ أَبُو خَيْثَمَةَ فَكَذَلِكَ, ثُمَّ دُقَّ البَابُ, فَقَالَ: مَنْ ذَا? قَالَ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. فَرَأَيْتُ الشَّيْخَ ارْتَعَدَتْ يَدُهُ, وَسَقَطَ مِنْهُ الكِتَابُ. جَعْفَرٌ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ, أَتَيتُهُ فَكَتَبْتُ عَنْهُ فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ أَتَاهُ كِتَابٌ مِنْ أَهْلِهِ فَقَرَأَهُ وَأَجَابَهُمْ فَرَأَيْتُهُ وَقَدْ كَتَبَ عَلَى ظَهْرِهِ: قَدِمتُ بَغْدَادَ وَقَبِلَنِي يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: قُلْتُ لأَبِي دَاوُدَ أَيُّمَا أَعْلمُ بِالرِّجَالِ يَحْيَى أَوْ عَلِيٌّ? قَال: يَحْيَى وَلَيْسَ عِنْدِي مِنْ خَبَرِ أَهْلِ الشَّامِ شَيْءٌ. قَالَ عَبْدُ المُؤْمِنِ النَّسَفِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ: مَنْ أَعْلَمُ بِالحَدِيْثِ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ أَوْ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ? فَقَالَ: أَحْمَدُ أَعْلَمُ بِالفِقْهِ وَالاخْتِلاَفِ وَأَمَّا يَحْيَى فَأَعْلَمُ بِالرِّجَالِ وَالكُنَى. مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: كُنْتُ إِذَا قَدِمتُ إِلَى بَغْدَادَ مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً كَانَ الَّذِي يُذَاكِرُنِي أَحْمَدُ فَرُبَّمَا اخْتَلَفْنَا فِي الشَّيْءِ, فَنَسْأَلُ أَبَا زَكَرِيَّا, فَيَقُوْمُ فَيُخْرِجَهُ, مَا كَانَ أَعْرَفَهُ بِمَوْضِعِ حَدِيْثِهِ! وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ البَرَاءِ: سَمِعْتُ ابْنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ يَحْيَى اسْتَفهَمَ حَدِيْثاً قَطُّ, ولا رده.

بَكْرُ بنُ سَهْلٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مَنْصُوْرٍ, قُلْتُ لاِبْنِ الرُّوْمِيِّ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ يُحَدِّثُ بِأَحَادِيْثِ يَحْيَى, وَيَقُوْلُ: حَدَّثَنِي مَنْ لَمْ تَطْلِعُ الشَّمْسُ عَلَى أَكْبَرَ مِنْهُ. فَقَالَ: وَمَا تَعْجَبُ? سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ فِي النَّاسِ مِثْلَهُ. وَعَنِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً كَتَبَ مَا كَتَبَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ البَرَاءِ: سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: لاَ نَعْلَمُ أَحَداً مِنْ لَدُنْ آدَمَ كَتَبَ مِنَ الحَدِيْثِ مَا كَتَبَ يَحْيَى. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عُقْبَةَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ: كَمْ كَتَبتَ مِنَ الحديث? قال: كتبت بيدي هذه ستمائة أَلْفِ حَدِيْثٍ. قُلْتُ: يَعْنِي بِالمُكَرَّرِ. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: خَلَّفَ يَحْيَى مِنَ الكُتُبِ مائَةَ قِمَطْرٍ, وَأَرْبَعَةَ عشرًا قِمَطْراً, وَأَرْبَعَةَ حِبَابٍ شَرَابِيَّةٍ مَملُوءةٍ كُتُباً. وَقَالَ عَبْدُ المُؤْمِنِ: سَمِعْتُ صَالِحاً جَزَرَةَ يَقُوْلُ: ذُكِرَ لي أن يحيى بن مَعِيْنٍ خَلَّفَ مِنَ الكُتُبِ ثَلاَثِيْنَ قِمَطْراً وَعِشْرِيْنَ حُبّاً, فَطَلَبَ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ كُتُبَهُ بِمائَتَي دِيْنَارٍ فَلَمْ يَدَعْ أَبُو خَيْثَمَةَ أَنْ تُبَاعَ. وَبإِسْنَادِيَ إِلَى الخَطِيْبِ: أَخْبَرَنَا المَالِيْنِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ القَاسِمِ بنِ الأَشْيَبِ عَنْ بَعْضِ شُيُوْخِهِ قَالَ: كَانَ أَحْمَدُ وَيَحْيَى وَعَلِيٌّ عِنْدَ عَفَّانَ أَوْ عِنْدَ سُلَيْمَانَ بنِ حَرْبٍ, فَأَتَى بِصَكٍّ فَشَهِدُوا فِيْهِ, وَكَتَبَ يَحْيَى فِيْهِ. فَقَالَ عَفَّانُ: أَمَّا أَنْتَ يَا أَحْمَدُ فَضَعِيفٌ فِي إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيُّ فَضَعِيفٌ فِي حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ, وَأَمَّا أَنْتَ يَا يَحْيَى فَضَعِيفٌ فِي ابْنِ المُبَارَكِ. فَقَالَ يَحْيَى: وَأَنْتَ يَا عَفَّانُ فَضَعِيفٌ فِي شُعْبَةَ. ثُمَّ قَالَ الخَطِيْبُ لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهُم ضَعِيْفاً وَإِنَّمَا هَذَا مُزَاحٌ. قُلْتُ: كُلٌّ مِنْهُم صَغِيْرٌ فِي شَيْخِهِ ذَلِكَ, وَمُقِلٌّ عَنهُ. عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مَنْصُوْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ الرُّوْمِيِّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ يَقُوْلُ الحَقَّ فِي المَشَايِخِ غَيْرَ يَحْيَى, وَغَيْرُهُ كَانَ يَتَحَامَلُ بِالقَوْلِ. قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الرُّوْمِيِّ غَيْرُ مَقْبُوْلٍ وَإِنَّمَا قَالَهُ بِاجْتِهَادِهِ وَنَحْنُ لاَ نَدَّعِي العِصْمَةَ فِي أَئِمَّةِ الجَرحِ وَالتَّعدِيلِ لَكِنْ هُمْ أَكْثَرُ النَّاسِ صَوَاباً وَأَنْدَرُهُمْ خَطَأً وَأَشَدُّهُم إِنصَافاً وَأَبْعَدُهُمْ عَنِ التَّحَامُلِ. وَإِذَا اتَّفَقُوا عَلَى تَعدِيلٍ أَوْ جَرْحٍ فَتَمَسَّكْ بِهِ وَاعضُضْ عَلَيْهِ بِنَاجِذَيْكَ, وَلاَ تَتَجَاوَزْهُ, فَتَنْدَمَ, وَمَنْ شَذَّ مِنْهُم, فَلاَ عِبْرَةَ بِهِ. فَخَلِّ عَنْكَ العَنَاءَ وَأَعطِ

القَوسَ بَارِيَهَا، فَوَاللهِ لَوْلاَ الحُفَّاظُ الأَكَابِرُ, لَخَطَبَتِ الزَّنَادِقَةُ عَلَى المَنَابِرِ, وَلَئِنْ خَطَبَ خَاطِبٌ مِنْ أَهْلِ البِدَعِ, فَإِنَّمَا هُوَ بِسَيفِ الإِسْلاَمِ, وَبِلِسَانِ الشَّرِيعَةِ, وَبِجَاهِ السُّنَّةِ, وَبِإِظهَارِ مُتَابَعَةِ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُوْلُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الخِذْلاَنِ. وَمِنْ نَادِرِ مَا شَذَّ به ابن معين -رحمه الله- كلامه في أحمد بن صالح؛ حافظ مصر, فإنه تكلم فِيْهِ بِاجْتِهَادِهِ, وَشَاهَدَ مِنْهُ مَا يُلَيِّنُهُ بِاعتِبَارِ عدالته لا باعتبار إتقانه, فإنه متقن ثبت, ولكن عليه مآخذ في تيه وبأوٍ كان يتعاطاه, والله لا يحب كل مختال فخور, ولعله اطلع منه على حال في أيام شبيبة ابن صالح, فتاب منه, أو من بعضه, ثم شاخ, ولزم الخير, فلقيه البخاري وَالكِبَارُ وَاحتَجُّوا بِهِ. وَأَمَّا كَلاَمُ النَّسَائِيِّ فِيْهِ, فكلام موتور؛ لأنه آذى النسائي وطرده من مَجْلِسِهِ, فَقَالَ فِيْهِ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيْلٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ قَالَ: أَخطَأَ عَفَّانُ فِي نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ حَدِيْثاً مَا أَعْلَمتُ بِهَا أَحَداً؛ وَأَعْلَمتُه سِرّاً، وَلَقَدْ طَلَبَ إِلَيَّ خَلَفُ بنُ سَالِمٍ أَنْ أُخبِرَهُ بِهَا فَمَا عَرَّفتُهُ وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَجِدَ عَلَيْهِ. قَالَ يَحْيَى: مَا رَأَيْتُ عَلَى رَجُلٍ خَطَأً إِلاَّ سَتَرتُهُ, وَأَحْبَبْتُ أَنْ أُزَيِّنَ أَمرَهُ وَمَا اسْتَقبَلتُ رَجُلاً فِي وَجْهِهِ بِأَمرٍ يَكرَهُهُ وَلَكِنْ أُبَيِّنُ لَهُ خَطَأَهُ فِيْمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ, فَإِنْ قَبِلَ ذَلِكَ وَإِلاَ تَرَكتُهُ. وَقَالَ ابْنُ الغَلاَبِيِّ: قَالَ يَحْيَى: إِنِّي لأُحَدِّثُ بِالحَدِيْثِ فَأَسهَرُ لَهُ مَخَافَةَ أَنْ أَكُوْنَ قَدْ أَخطَأْتُ فِيْهِ. وبإِسْنَادِي إِلَى الخَطِيْبِ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ طَلْحَةَ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ الهَمَذَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدَانَ بنِ المَرْزُبَانِ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ إِذَا رَأَيْتَ البَغْدَادِيَّ يُحِبُّ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ, فَاعلَمْ أَنَّهُ صَاحِبُ سُنَّةٍ, وَإِذَا رَأَيْتهُ يُبغِضُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ, فَاعلَمْ أَنَّهُ كَذَّابٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الفَلاَّسُ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَقَعُ فِي يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ, فَاعلَمْ أَنَّهُ كَذَّابٌ يَضَعُ الحَدِيْثَ, وَإِنَّمَا يُبغِضُهُ لِمَا يُبَيِّنُ مِنْ أَمرِ الكَذَّابِينَ. قَالَ الأَبَّارُ فِي "تَارِيْخِهِ": قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَتَبنَا عَنِ الكَذَّابِينَ, وَسَجَرنَا بِهِ التَّنُّورُ, وَأَخرَجنَا بِهِ خُبْزاً نَضِيجاً. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: أَكَلتُ عَجِينَةَ خُبْزٍ, وَأَنَا نَاقِهٌ مِنْ عِلَّةٍ. قَالَ الدُّوْرِيُّ: سُئِلَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عن الرءوس, فَقَالَ: ثَلاَثَةٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَالِحٌ. قَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ حِبَّانَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى الأَحْوَلُ, قَالَ: تَلَقَّيْنَا يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ مَقْدَمَهُ

مِنْ مَكَّةَ، فَسَأَلنَاهُ عَنِ الحُسَيْنِ بنِ حِبَّانَ، فَقَالَ: أُحَدِّثُكُمْ أَنَّهُ لَمَّا كَانَ بآخِرِ رَمَقٍ, قَالَ لِي: يَا أَبَا زَكَرِيَّا: أَتَرَى مَا مَكْتُوْبٌ عَلَى الخَيمَةِ? قُلْتُ: مَا أَرَى شَيْئاً. قَالَ: بَلَى أَرَى مَكْتُوْباً: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ يَقضِي أَوْ يَفصِلُ بَيْنَ الظَّالِمِيْنَ. قَالَ: ثُمَّ خَرَجَتْ نَفْسُهُ. الخَطِيْبُ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الشَّيْخِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ بُنَانٍ سَمِعْتُ حُبَيْشَ بنَ مُبَشِّرٍ يَقُوْلُ: كَانَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ يَحُجُّ فَيَذْهَبُ إِلَى مَكَّةَ عَلَى المَدِيْنَةِ, وَيَرجِعُ عَلَيْهَا. فَلَمَّا كَانَ آخِرُ حَجَّةٍ حَجَّهَا رَجَعَ عَلَى المَدِيْنَةِ, فَأَقَامَ بِهَا يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً, ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى نَزَلَ المَنْزِلَ مَعَ رُفَقَائِه فَبَاتُوا, فَرَأَى فِي النَّوْمِ هَاتِفاً يَهتِفُ بِهِ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا أَتَرغَبُ عَنْ جِوَارِي? فَلَمَّا أَصبَحَ قَالَ لِرُفَقَائِه: امضُوا فَإِنِّي رَاجِعٌ إِلَى المَدِيْنَةِ, فَمَضَوْا وَرَجَعَ فَأَقَامَ بِهَا ثَلاَثاً ثُمَّ مَاتَ. قَالَ: فَحُمِلَ عَلَى أَعوَادِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَصَلَّى عَلَيْهِ النَّاسُ, وَجَعَلُوا يَقُوْلُوْنَ: هَذَا الذَّابُّ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الكَذِبَ. قَالَ الخَطِيْبُ: الصَّحِيْحُ مَوْتُهُ فِي ذَهَابِهِ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ. قَالَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: لَوْ لَمْ نَكتُبِ الحَدِيْثَ خَمْسِيْنَ مَرَّةً, مَا عَرَفْنَاهُ. وَفِي "تَارِيْخ دِمَشْقَ" مِنْ طَرِيْقِ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ سَمِعَ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ بِيَدِي أَلْفَ أَلْفِ حَدِيْثٍ. قُلْتُ: يَعْنِي بِالمُكَرَّرِ, أَلاَ تَرَاهُ يَقُوْلُ: لَوْ لَمْ نَكتُبِ الحَدِيْثَ خَمْسِيْنَ مَرَّةً, مَا عَرَفْنَاهُ. أُنْبِئْتُ عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانِ وَغَيْرِهِ، عَنْ عَبْدِ الغَفَّارِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الكَرْمَانِيُّ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ غُنْجَارَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُوْسَى السَّلاَمِيَّ سَمِعْتُ الفَضْلَ بنَ شَاكِرٍ بِبَلَدِ الدَّيْلَمِ سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ مُجَالِدٍ سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: إِذَا كَتَبتَ فَقَمِّشْ وَإِذَا حَدَّثْتَ فَفَتِّشْ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: سَيَندَمُ المُنتَخِبُ فِي الحَدِيْثِ حَيْثُ لاَ تَنفَعُهُ النَّدَامَةُ. الأَصَمُّ: حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: كُنَّا بِقَريَةٍ مِنْ قُرَى مِصْرَ وَلَمْ يَكُنْ مَعَنَا شَيْءٌ, وَلاَ ثَمَّ شَيْءٌ نَشتَرِيهِ فَلَمَّا أَصبَحْنَا إِذَا نَحْنُ بِزِنْبِيلٍ مُلِئَ بِسَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَلَيْسَ عِنْدَ أَحَدٍ, فَسَأَلُونِي, فَقُلْتُ: اقتَسِمُوهُ, وَكُلُوْهُ, فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّهُ رِزْقٌ رَزَقَكُمُ اللهُ تَعَالَى. وَسَمِعْتُ يَحْيَى مِرَاراً يَقُوْلُ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ وَلَيْسَ بِمَخْلُوْقٍ وَالإِيْمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيْدُ وَيَنقُصُ. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زِيَادٍ القَطَواني، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ, قَالَ: انْتَهَى الحَدِيْثُ إِلَى أربعة أحمد بن حنبل؛ وهو أفقههم فيه, وإلى يحيى بن معين؛ وهو أكتبهم له, وإلى علي بن المديني؛ وهو أعلمهم به, وَإِلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ؛ وَهُوَ أحفظهم له.

وفي رواية عن أبي عبيد: وإلى بن مَعِيْنٍ؛ وَهُوَ أَعْلَمُهُمْ بِصَحِيْحِهِ وَسَقِيمِهِ. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ القَوَارِيْرِيُّ: قَالَ لِي يَحْيَى القَطَّانُ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا البَصْرَةَ مِثْلُ أَحْمَدَ وَيَحْيَى بنِ معين. قَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: كَانَ أَعْلَمَنَا بِالرِّجَالِ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَأَحْفَظَنَا لِلأَبْوَابِ سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُوْنِيُّ وَأَحْفَظَنَا لِلطِّوَالِ عَلِيٌّ. أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بنَ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَافِظَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الواحد البكري, سمعت جعفر الطَّيَالِسِيَّ يَقُوْلُ: صَلَّى أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فِي مَسْجِدِ الرُّصَافَةِ, فَقَامَ قَاصٌّ فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, قَالاَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَالَ: لا إله إلا الله, خلق الله من كُلِّ كَلِمَةٍ مِنْهَا طَيْراً, مِنْقَارُهُ مِنْ ذَهَبٍ وَرِيْشُهُ مِنْ مَرْجَانَ"1. وَأَخَذَ فِي قِصَّةٍ نَحْوَ عِشْرِيْنَ وَرَقَةً. فَجَعَلَ أَحْمَدُ يَنْظُرُ إِلَى يَحْيَى, وَيَحْيَى يَنْظُرُ إِلَيْهِ, وَهُمَا يَقُوْلاَنِ: مَا سَمِعنَا بِهَذَا إِلاَّ السَّاعَةَ, فَسَكَتَا حَتَّى فَرَغَ مِنْ قَصَصِهِ, وَأَخَذَ قِطَاعَهُ, ثُمَّ قَعَدَ يَنْتَظِرُ بِقُبَّتِهَا, فَأَشَارَ إِلَيْهِ يَحْيَى, فَجَاءَ مُتَوَهِّماً لِنَوَالٍ يُجِيزُهُ, فَقَالَ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا الحَدِيْثِ? فَقَالَ: أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِيْنٍ. فَقَالَ: أَنَا يَحْيَى وَهَذَا أَحْمَدُ, مَا سَمِعْنَا بِهَذَا قَطُّ. فَإِنْ كَانَ وَلاَ بُدَّ مِنَ الكَذِبِ فَعَلَى غَيْرِنَا. فَقَالَ: أَنْتَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لَمْ أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق وَمَا عَلِمتُ إِلاَّ السَّاعَةَ كَأَنَّهُ لَيْسَ فِي الدينا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما!! كتبت عن سبعة عشر أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. قَالَ: فَوَضَعَ أَحْمَدُ كُمَّهُ على وجهه, وقال: دعه يقوم. فقام كالمستهزئ بِهِمَا. هَذِهِ حِكَايَةٌ عَجِيْبَةٌ, وَرَاوِيهَا البَكْرِيُّ لاَ أَعْرِفُهُ, فَأَخَافُ أَنْ يَكُوْنَ وَضَعَهَا. عَنْ أَحْمَدَ بنِ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يقول: من لم يكن سَمْحاً فِي الحَدِيْثِ كَانَ كَذَّاباً. قِيْلَ: كَيْفَ يَكُوْنُ سَمْحاً? قَالَ: إِذَا شَكَّ فِي حَدِيْثِهِ, تَرَكَهُ. وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ, فَجَاءَهُ رَجُلٌ مُستَعجِلٌ, فَقَالَ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ أَذْكُرْكَ بِهِ, فَقَالَ يَحْيَى: اذْكُرْنِي أَنَّكَ سَأَلْتَنِي أَنْ أُحَدِّثَكَ فَلَمْ أَفْعَلْ. الحُسَيْنُ بنُ فَهْمٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: كُنْتُ بِمِصْرَ, فَرَأَيْتُ جارية بيعت بألف

_ 1 منكر: أورده الذهبي في ترجمة إبراهيم بن عبد الواحد البكري، وقال عنه: لا أدري من هو ذا أتى بحكاية منكرة أخاف ألا تكون من وضعه. وساق هذا الحديث.

دِيْنَارٍ، مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهَا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهَا! فَقُلْتُ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا مِثْلُكَ يَقُوْلُ هَذَا? قَالَ: نَعَمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهَا وَعَلَى كُلِّ مَلِيْحٍ. هَذِهِ الحِكَايَةُ مَحْمُوْلَةٌ عَلَى الدُّعابة مِنْ أَبِي زَكَرِيَّا. وَتُرْوَى عَنْهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو البَرْذَعِيُّ: سَمِعْتُ الحَافِظَ أَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ، يَقُوْلُ: كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ لاَ يَرَى الكِتَابَةَ عَنْ أَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ، وَلاَ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وَلاَ عَنْ أَحَدٍ مِمَّنْ امْتُحِنَ فَأَجَابَ. قُلْتُ: هَذَا أَمرٌ ضَيِّقٌ، وَلاَ حَرَجَ عَلَى مَنْ أَجَابَ فِي المِحْنَةِ، بَلْ وَلاَ عَلَى مَنْ أُكرِهَ عَلَى صَرِيحِ الكُفْرِ عَمَلاً بِالآيَةِ. وَهَذَا هُوَ الحَقُّ. وَكَانَ يَحْيَى رَحِمَهُ اللهُ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ فَخَافَ مِنْ سَطْوَةِ الدَّوْلَةِ وَأَجَابَ تَقِيَّةً. عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: كُنْتُ إِذَا دَخَلْتُ مَنْزِلِي بِاللَّيْلِ قَرَأْتُ آيَةَ الكُرْسِيِّ عَلَى دَارِي وَعِيَالِيَ خَمْسَ مَرَّاتٍ, فَبَيْنَا أَنَا أَقْرَأُ إِذَا شَيْءٌ يُكَلِّمُنِي كَمْ تَقرَأُ هَذَا? كَأَنْ لَيْسَ إِنْسَانٌ يُحسِنُ يَقْرَأُ غَيْرَكَ? فَقُلْتُ: أَرَى هَذَا يَسُوءكَ? وَاللهِ لأَزِيدَنَّكَ. فَصِرْتُ أَقرَؤُهَا فِي اللَّيْلَةِ خَمْسِيْنَ, سِتِّيْنَ مَرَّةً. وَقَالَ عَبَّاسٌ: قُلْتُ لِيَحْيَى: مَا تَقُوْلُ فِي الرَّجُلِ يُقَوِّمُ لِلرَّجُلِ حَدِيْثَهُ? يَعْنِي يَنزِعُ مِنْهُ اللَّحْنَ. فَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَوْ لَمْ نَكتُبِ الحَدِيْثَ مِنْ ثَلاَثِيْنَ وَجْهاً مَا عَقَلنَاهُ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: مَا الدُّنْيَا إِلاَّ كَحُلُمٍ وَاللهِ مَا ضَرَّ رَجُلاً اتَّقَى اللهَ عَلَى مَا أَصْبَحَ وَأَمسَى, لَقَدْ حَجَجتُ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً خَرَجتُ رَاجِلاً مِنْ بَغْدَادَ إِلَى مَكَّةَ هَذَا مِنْ خَمْسِيْنَ سَنَةً كَأَنَّمَا كَانَ أَمْسِ. فَقُلْتُ لِيَحْيَى: تَرَى أَنْ يَنظُرَ الرَّجُلُ فِي رَأْيِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيْفَةَ? قَالَ: مَا أَرَى لأَحَدٍ أَنْ يَنْظُرَ فِي رَأْيِ الشَّافِعِيِّ, يَنْظُرُ فِي رَأْيِ أَبِي حَنِيْفَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ أَبُو زَكَرِيَّا -رَحِمَهُ اللهُ- حَنَفِيّاً فِي الفُرُوْعِ, فَلِهَذَا قَالَ هَذَا, وَفِيْهِ انحِرَافٌ يَسِيْرٌ عَنِ الشَّافِعِيِّ. قَالَ ابْنُ الجُنَيْدِ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: تَحْرِيْمُ النَّبِيذِ صَحِيْحٌ, وَلَكِنْ أَقِفُ وَلاَ أُحَرِّمُهُ قَدْ شَرِبَهُ قَوْمٌ صَالِحُونَ بِأَحَادِيْثَ صِحَاحٍ وَحَرَّمَهُ قَوْمٌ صَالِحُونَ بِأَحَادِيْثَ صِحَاحٍ. وَسَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سعيد القطان يقول: حديث الطلاء وحديث عُتْبَةَ بنِ فَرْقَدٍ جَمِيْعاً صَحِيْحَانِ. قَالَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, قَالَ: حَضَرتُ نُعَيْمَ بنَ حَمَّادٍ بِمِصْرَ, فَجَعَلَ

يَقْرَأُ كِتَاباً صَنَّفَهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، وَذَكَرَ أَحَادِيْثَ فَقُلْتُ: لَيْسَ ذَا عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ, فَغَضِبَ, وَقَالَ: تَرُدُّ عَلَيَّ? قُلْتُ: إِيْ وَاللهِ، أُرِيْدُ زَيْنَكَ. فَأَبَى أَنْ يَرجِعَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ لاَ يَرجِعُ، قُلْتُ: لاَ وَاللهِ مَا سَمِعْتَ هَذِهِ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ, وَلاَ سَمِعَهَا هُوَ مِنِ ابْنِ عَوْنٍ قَطُّ. فَغَضِبَ وَغَضِبَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ, وَقَامَ, فدخل, فأخرج صحائف, فجعل يَقُوْلُ: وَهِيَ بِيَدِهِ أَيْنَ الَّذِيْنَ يَزْعُمُوْنَ أَنَّ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ لَيْسَ بِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ? نَعَمْ، يَا أَبَا زَكَرِيَّا غَلِطْتُ, وَإِنَّمَا رَوَى هَذِهِ الأَحَادِيْثَ غَيْرُ ابْنِ المُبَارَكِ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ حِبَّانَ: قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: دَفَعَ إِلَيَّ ابْنُ وَهْبٍ كِتَاباً عن معاوية بن صالح "فيه" خمسمائة حَدِيْثٍ أَو أَكْثَرُ فَانتَقَيتُ مِنْهَا شِرَارَهَا لَمْ يَكُنْ لِي يَوْمَئِذٍ مَعْرِفَةٌ. قُلْتُ: أَسْمِعْتَهَا مِنْ أَحَدٍ قَبْلَ ابْنِ وَهْبٍ? قَالَ: لاَ. قُلْتُ: كَذَا كُلُّ مَنْ يَكُوْنُ مُبْتَدِئاً لاَ يُحْسِنُ الانتِخَابَ. فَعَلْنَا نَحْوَ هَذَا وَنَدِمنَا بَعْدُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ: خَرَجَ ابْنُ مَعِيْنٍ حَاجّاً وَكَانَ أَكُولاً, فَحَدَّثَنِي أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ شَاهٍ: أَنَّهُ كَانَ فِي رُفْقَتِهِ, فَلَمَّا قَدِمُوا فَيْدَ, أُهدِيَ إِلَى يَحْيَى فَالُوْذَجٌ لَمْ يَنْضِجْ, فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا لاَ تَأْكُلْهُ, فَإِنَّا نَخَافُ عَلَيْكَ. فَلَمْ يَعبَأْ بِكَلاَمِنَا وَأَكَلَهُ فَمَا اسْتَقَرَّ فِي مَعِدَتِهِ حَتَّى شَكَا وَجَعَ بَطنِهِ وَانْسَهَلَ إِلَى أَنْ وَصَلنَا إِلَى المَدِيْنَةِ وَلاَ نُهُوضَ بِهِ. فَتَفَاوَضْنَا فِي أَمرِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَنَا سَبِيْلٌ إِلَى المُقَامِ عَلَيْهِ لأَجلِ الحَجِّ وَلَمْ نَدرِ مَا نَعمَلُ فِي أَمرِهِ. فَعَزَمَ بَعْضُنَا عَلَى القِيَامِ عَلَيْهِ وَتَرْكِ الحَجِّ. وَبِتْنَا فَلَمْ يُصْبِحْ حَتَّى وَصَّى وَمَاتَ فَغَسَلنَاهُ وَدَفَنَّاهُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: لَمْ يُنْتَفَعْ بِيَحْيَى؛ لأَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِي النَّاسِ. وَقَدْ رَأَيْتُ حِكَايَةً شَاذَّةً قَالَهَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ أَنَّ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ مَاتَ قَبْلَ أَبِيْهِ بِعَشْرَةِ أَشْهُرٍ. قَالَ مَهِيْبُ بنُ سُلَيْمٍ البُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ البُخَارِيُّ الحَافِظُ قَالَ: كُنَّا فِي الحَجِّ مَعَ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ, فَدَخَلْنَا المَدِيْنَةَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ, وَمَاتَ مِنْ لَيلَتِهِ, فَلَمَّا أَصبَحْنَا تَسَامَعَ النَّاسُ بِقُدُوْمِهِ وَبِمَوْتِهِ, فَاجْتَمَعَ العَامَّةُ, وَجَاءَتْ بَنُو هَاشِمٍ, فَقَالُوا نُخْرِجُ لَهُ الأَعوَادَ التِي غُسِّلَ عَلَيْهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَرِهَ العَامَّةُ ذَلِكَ, وَكَثُرَ الكَلاَمُ, فَقَالَتْ بَنُو هَاشِمٍ نَحْنُ أَوْلَى بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ أَهْلٌ أنْ يُغسَلَ عَلَيْهَا, فَغُسِلَ عَلَيْهَا, وَدُفِنَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ. قَالَ مَهِيْبٌ: فِيْهَا وُلِدْتُ يَعْنِي سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ عَامَئِذٍ, وَصَلَّى عَلَيْهِ وَالِي المَدِيْنَةِ, وَكَلَّمَ الحِزَامِيُّ الوَالِيَ, فَأَخرَجُوا لَهُ سَرِيرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحُمِلَ عَلَيْهِ.

أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: مَاتَ يَحْيَى لِسَبْعٍ بَقِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَقَدِ اسْتَوْفَى خَمْساً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً وَدَخَلَ فِي السِتِّ وَدُفِنَ بِالبَقِيْعِ. قَالَ حُبَيْشُ بنُ مُبَشِّرِ الفَقِيْهُ -وَهُوَ ثِقَةٌ: رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ فِي النَّوْمِ, فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قال: أعطاني وحباني وزوجني ثلاثمائة حَوْرَاءَ, وَمَهَّدَ لِي بَيْنَ البَابَيْنِ -أَوْ قَالَ: بَيْنَ النَّاسِ. سَمِعَهَا جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ مِنْ حُبَيْشٍ. وَرَوَاهَا الحُسَيْنُ بنُ الخَصِيْبِ عَنْ حُبَيْشٍ قَالَ: رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: أدخلني عليه في داره وزوجني ثلاثمائة حَوْرَاءَ. ثُمَّ قَالَ لِلْمَلاَئِكَةِ انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي كَيْفَ تَطَرَّى وَحَسُنَ! قَالَ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ الجَارُوْدِ: قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً كَتَبَ مَا كَتَبَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. وَقَالَ ابْنُ البَرَاءِ: سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: لاَ نَعْلَمُ أَحَداً مِنْ لَدُنْ آدَمَ كَتَبَ مِنَ الحَدِيْثِ مَا كَتَبَ ابْنُ مَعِيْنٍ. مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ رَاشِدٍ الطَّبَرِيُّ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ الطَّبَرِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ كَذَا وَكَذَا سِفْطاً دَفَاتِرَ, وسمعته يَقُوْلُ: كَتَبْتُ بِيَدِي أَلْفَ أَلفِ حَدِيْثٍ, وَكُلُّ حديث لا يوجد ههنا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الأَسفَاطِ فَهُوَ كَذِبٌ. وَعَنْ مُجَاهِدِ بنِ مُوْسَى, قَالَ: كَانَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ يَكْتُبُ الحَدِيْثَ نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ مَرَّةً. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ دَاوُدَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: أَشْتَهِي أَنْ أَقَعَ عَلَى شَيْخٍ ثقة عنده بيت مليء بِكُتُبٍ, أَكْتُبُ عَنْهُ وَحْدِي. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ أَكْثَرَ مِنْ كِتَابَةِ الحَدِيْثِ, وَعُرِفَ بِهِ, وَكَانَ لاَ يَكَادُ يُحَدِّثُ. مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي مَهْزُوْلٍ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ حَفْصٍ سَمِعَ عَمْراً النَّاقِدَ يَقُوْلُ: مَا كَانَ فِي أَصْحَابِنَا أَحْفَظُ لِلأَبْوَابِ مِنْ أَحْمَدَ, وَلاَ أَسَرَدُ لِلْحَدِيْثِ مِنِ ابْنِ الشَّاذَكُوْنِيِّ, وَلاَ أَعْلَمُ بِالإِسْنَادِ مِنْ يَحْيَى مَا قَدِرَ أَحَدٌ يَقلِبَ عَلَيْهِ إِسْنَاداً قَطُّ. القَوَارِيْرِيُّ: قَالَ لِي يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِثْلُ هَذَيْنِ: أَحْمَدُ, وَابْنُ مَعِيْنٍ. قَالَ هَارُوْنُ بنُ بَشِيْرٍ الرَّازِيُّ: رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ اسْتَقبَلَ القِبْلَةَ رَافِعاً يَدَيْهِ, يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ تَكَلَّمتُ فِي رَجُلٍ, وَلَيْسَ هُوَ عِنْدِي كَذَّاباً, فَلاَ تَغْفِرْ لِي. هَذِهِ حِكَايَةٌ تُسْتَنكَرُ.

الحَسَنُ بنُ عُلَيْلٍ العَنَزِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ قَالَ: أَخطَأَ عَفَّانُ فِي نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ حَدِيْثاً مَا أَعْلَمتُ بِهَا أَحَداً أَعْلَمتُهُ سِرّاً وَطَلَبَ إِلَيَّ خَلَفُ بنُ سَالِمٍ فَقَالَ: قُلْ لِي أَيُّ شَيْءٍ هِيَ? فَمَا قُلْتُ لَهُ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَجِدَ عَلَيْهِ. قَالَ بِشْرُ بنُ مُوْسَى: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ، يَقُوْلُ: وَيْلٌ لِلْمُحَدِّثِ إِذَا اسْتَضعَفَهُ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ. قُلْتُ: يَعْمَلُوْنَ بِهِ مَاذَا? قَالَ: إِنْ كَانَ كَوْدَناً سَرَقُوا كُتُبَهُ, وَأَفسَدُوا حَدِيْثَهُ, وَحَبَسُوهُ -وَهُوَ حَاقِنٌ- حَتَّى يَأْخُذَهُ الحَصْرُ فَقَتَلُوهُ شَرَّ قِتْلَةٍ. وَإِنْ كَانَ فَحلاً اسْتَضعَفَهُمْ وَكَانُوا بَيْنَ أَمرِهِ وَنَهْيِهِ. قُلْتُ: وَكَيْفَ يَكُوْنُ ذَكَراً? قَالَ: يَعرِفُ مَا يَخْرُجُ مِنْ رَأْسِهِ. قَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ فِي قَوْلهِ: "لاَ تَمْنَعُهُ نَفْسَهَا وَلَوْ كَانَتْ عَلَى قَتَبٍ" 1, قَالَ: كَانَتِ المَرْأَةُ فِي الجَاهِلِيَّةِ إِذَا أَرَادَتْ أَنْ تَلِدَ تَقْعُدُ عَلَى قَتَبٍ لِيَكُوْنَ أَسْرَعَ لِوِلاَدَتِهَا. وَقَالَ: لَسْتُ أَعجَبُ مِمَّنْ يُحَدِّثُ فَيُخطِئُ بَلْ مِمَّنْ يُصِيبُ. وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ لِحُبَّى المَدَنِيَّةِ: أَيُّ الرِّجَالِ أَعجَبُ إِلَى النِّسَاءِ? قَالَتْ الَّذِي يُشْبِهُ خَدُّه خَدَّهَا. وَقَالَ يَحْيَى فِي زَكَاةِ الفِطْرِ: لاَ بَأْسَ أَنْ تُعْطَى فِضَّةً. وَقَالَ يَحْيَى فِيْمَنْ صَلَّى خَلْفَ الصَّفِّ وَحدَهُ, قَالَ: يُعِيدُ. وَقَالَ فِي مَنْ صَلَّى بِقَومٍ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ, قَالَ: لاَ يُعِيدُوْنَ, وَيُعِيدُ. وَقَالَ لِي: أَنَا أُوتِرُ بِثَلاَثٍ وَلاَ أَقْنُتُ إِلاَّ فِي النِّصْفِ الأَخِيْرِ مِنْ رَمَضَانَ, وَأَرفَعُ يَدَيَّ إِذَا قَنَتُّ, وَلاَ أَرَى المَسْحَ عَلَى العِمَامَةِ وَلاَ أَرَى الصَّلاَةَ عَلَى رَجُلٍ يَمُوْتُ بِغَيْرِ البَلَدِ -كَانَ يَحْيَى يُوْهِنُ هَذَا الحَدِيْثَ- وَلاَ أَرَى أَنْ يَهَبَ الرَّجُلُ بِنْتَهُ بلاَ مَهرٍ وَلاَ أَنْ يُزَوِّجَهَا عَلَى سُوْرَةٍ. رأيت يحيى يوهن هذه الأحاديث.

_ 1 حسن: ورد من حديث عبد الله بن أبي أوفى، يرويه القاسم الشيباني عنه قال: لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما هذا يا معاذ"؟. قال: أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لاساقفتهم وبطارقتهم، فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "فلا تفعلوا، فإني لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق زوجها ولو سألها نفسها وهو على قتب لم تمنعه". أخرجه ابن ماجه "1853"، وابن حبان "1290"، موارد، والبيهقي "7/ 292"، من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن القاسم الشيباني، عنه، به. قلت: إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين خلا القاسم، وهو ابن عوف الشيباني، قال الحافظ في "التقريب": "صدوق يُغرب" وروى له مسلم حديثا واحدًا في صلاة الأوابين.

أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ الشُّرُوْطِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ المَأْمُوْنِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ سُلَيْمَانَ القُرَشِيُّ أَنْشَدَنِي دَاوُدُ بنُ رَشِيْدٍ أَنْشَدَنِي يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: المَالُ يَذْهَبُ حِلُّهُ وَحَرَامُهُ ... يَوْماً وَتَبْقَى فِي غَدٍ آثَامُهُ لَيْسَ التَّقِيُّ بِمُتَّقٍ لإِلَهِهِ ... حَتَّى يَطِيْبَ شَرَابُهُ وَطَعَامُهُ وَيَطِيْبَ مَا يَحوِي وَتَكْسِبُ كَفُّه ... وَيَكُوْنَ فِي حُسْنِ الحَدِيْثِ كَلاَمُهُ نَطَقَ النَّبِيُّ لَنَا بِهِ عَنْ رَبِّهِ ... فَعَلَى النبي صلاته وسلامه قال أبو بكر المُقْرِئِ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَقِيْلٍ البَغْدَادِيَّ يَقُوْلُ: قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ هَانِئٍ: رَأَيْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقَعُ فِي يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ فَقُلْتُ: لَهُ تَقَعُ فِي مِثْلِ يَحْيَى? فَقَالَ: مَنْ جَرَّ ذيول الناس جروا ذيله. قَالَ أَبُو الرَّبِيْعِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ البَلْخِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ مَهْرَوَيْه, سَمِعْتُ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْدِ, سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: إِنَّا لَنَطْعَنُ عَلَى أَقوَامٍ لَعَلَّهُمْ قَدْ حَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي الجَنَّةِ مِنْ أَكْثَرَ مِنْ مائَتَيْ سَنَةٍ. قَالَ ابْنُ مَهْرَوَيْه: فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَى النَّاسِ كِتَابَ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْلِ, فَحَدَّثْتُهُ بِهَذِهِ الحِكَايَةِ, فَبَكَى وَارتَعَدَتْ يَدَاهُ حَتَّى سَقَطَ الكِتَابُ مِنْ يَدِهِ, وَجَعَلَ يَبْكِي, وَيَسْتَعِيدُنِي الحِكَايَةَ -أَوْ كَمَا قَالَ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ فَهْمٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: وُلِدَتُ فِي خِلاَفَةِ أَبِي جَعْفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ فِي آخرها. قلت: وقد ارتحل وهو بن سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً إِلَى مِصْرَ وَالشَّامِ, وَلَقِيَ أَبَا مُسْهِرٍ وَسَعِيْدَ بنَ أَبِي مَرْيَمَ وَكَاتِبَ اللَّيْثِ, وَسَمِعُوا إِذْ ذَاكَ بِهَذِهِ البِلاَدِ. قَالَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: مَاتَ فَحُمِلَ عَلَى أَعوَادِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنُودِيَ بَيْنَ يَدَيْهِ: هَذَا الَّذِي كَانَ يَنفِي الكَذِبَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ كُزَالٍ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ مَعِيْنٍ بِالمَدِيْنَةِ فَمِرَضَ وَتُوُفِّيَ بِهَا فَحُمِلَ عَلَى سَرِيرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَجُلٌ يُنَادِي بَيْنَ يَدَيْهِ هَذَا الَّذِي كَانَ يَنْفِي الكَذِبَ عَنْ حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الخَطِيْبُ: حَدَّثَ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّمَّارُ وَبَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا خَمْسٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرُ. قُلْتُ: هَذَا التَّمَّارُ هُوَ آخِرُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَقِيَ يحيى وعاش إلى سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. وَمَاتَ مَعَ ابْنِ مَعِيْنٍ فِي العَامِ أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَاصِمٍ بِبَغْدَادَ، وَعَلِيُّ بنُ قَرِيْنٍ -وَمَا هُوَ بثِقَةٍ- وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ الصِّيْنِيُّ الضَّرِيْرُ وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ العَابِدُ وَسُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ وَحَامِدُ بنُ عُمَرَ البَكْرَاوِيُّ قَاضِي كِرْمَانَ وَيَزِيْدُ بنُ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيُّ وَرَوْحُ بنُ صَلاَحٍ المِصْرِيُّ وَجُمُعَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ البَلْخِيُّ أَخُو خَاقَانَ وَحِبَّانُ بنُ مُوْسَى المَرْوَزِيُّ.

العتبي

1824- العُتْبِيُّ 1: العَلاَّمَةُ، الأَخْبَارِيُّ، الشَّاعِرُ، المُجَوِّدُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمْرِو بنُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ الأُمَوِيُّ, ثُمَّ العُتْبِيُّ البَصْرِيُّ. رَوَى عَنِ: ابْنِ عُيَيْنَةَ وَأَبِي مِخْنَفٍ وَوَالِدِهِ. وَعَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ وَإِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّخَعِيُّ. وَكَانَ يَشرَبُ. وَلَهُ تَصَانِيْفُ أَدَبِيَّاتٌ وَشُهرَةٌ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَمَّا العُتْبِيُّ المالكي فآخر, في الطبقة الآتية.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 324"، والأنساب للسمعاني "8/ 380"، واللباب لابن الأثير "2/ 320"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 663"، والعبر "1/ 403"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 253"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 65".

هدبة بن خالد

1825- هُدْبة بن خالد 1: "خ، م، د، س" ابن أسود هدبة، الحَافِظُ، الصَّادِقُ، مُسْنِدُ وَقْتِهِ، أَبُو خَالِدٍ القَيْسِيُّ، الثَّوْبَانِيُّ، البَصْرِيُّ. وَيُقَالُ لَهُ: هَدَّاب. وَهُوَ أَخُو الحَافِظِ أُمَيَّةَ بنِ خَالِدٍ. وُلِدَ بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ بِقَلِيْلٍ. وَصَلَّى عَلَى: شُعْبَةَ. وَحَدَّثَ عَنْ: جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَأَبَانِ بنِ يَزِيْدَ، وَسُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ، وَهَمَّامِ بنِ يَحْيَى، وَمُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ، وَأَبِي جَنَابٍ القَصَّابِ عَوْنِ بنِ ذَكْوَانَ، وَأَبِي هِلاَلٍ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمٍ، وَأَغْلَبَ بنِ تَمِيْمٍ، وَدَيْلَمَ بنِ غَزْوَانَ، وَسَلاَّمِ بنِ مِسْكِيْنٍ، وَشِبَاكِ بنِ عَائِذٍ، وَحَمَّادِ بنِ الجَعْدِ، وَرَجَاءَ أَبِي يَحْيَى الحَرَشِيِّ، وَصَدَقَةَ بنِ مُوْسَى، وَهَارُوْنَ بنِ مُوْسَى النَّحْوِيِّ، وَخَلْقٍ، وَلَمْ يَرْحَلْ، وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِينَ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَحَرْبٌ الكَرْمَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ البَجَلِيُّ، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَزَكَرِيَّا الخَيَّاطُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَعِمْرَانُ بنُ مُوْسَى بنِ مُجَاشِعٍ، وَتَمِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَأَبُو مَعْشَرٍ الحَسَنُ بنُ سُلَيْمَانَ الدَّارِمِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ الطَّيِّبِ البَلْخِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ المَعْمَرِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَعَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ بِسْطَامَ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَمُطَيَّنٌ، وَمُوْسَى بنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ، وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ الحِنَّائِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرِ بنِ مَطَرٍ، وَعِمْرَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، ومحمد بن يعقوب الكَرَابِيْسِيُّ، وَيُوْسُفُ القَاضِي، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو البَزَّارُ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ المَعْمَرِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَمِنْهُم: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأُبُلي العَطَّارُ، وَأَسَدُ بنُ عَمَّارٍ التَّمِيْمِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُعَاذِ بنِ حَرْبٍ الأَخْفَشُ، وَأَبُو الحَسَنِ سَعِيْدُ بنُ الأَشْعَثِ أَخُو أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ الحَسَنِ بن أَخِي حَجَّاجِ بنِ مِنْهَالٍ، وَسَيَّارُ بنُ نَصْرٍ، وَالفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ، وَقَاسِمُ بنُ العَبَّاسِ المَعْشَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ رَوْحٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ مُوْسَى القُسْطَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَعْدَانَ القُطْفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَاصِحٍ السَّرَّاجُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى العَمِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ الكَرَابِيْسِيُّ، وَمُسَبِّحُ بنُ حَاتِمٍ، وَالهَيْثَمُ بنُ بِشْرٍ, ذَكَرْتُ هَؤُلاَءِ لِلْفَائِدَةِ، وَلَيْسُوا بِمَشْهُوْرِينَ مِنْ بَعْدِ المَعْمَرِيِّ. رَوَى عَلِيُّ بنُ الجُنَيْدِ, عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَاحْتَجَّ بِهِ: الشَّيْخَانِ. وَمَا أَدرِي مُستَنَدَ قَوْلِ النَّسَائِيِّ: هو ضعيف.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 663"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 484"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2052"، والكاشف "3/ ترجمة 6046"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 476"، والمغني "2/ترجمة 6736"، والعبر "1/ 423"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9212"، وتهذيب التهذيب "11/ 24"، وتقريب التهذيب "2/ 315"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7757"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 86".

وَتَبَارَدَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي ذِكْرِهِ فِي "الكَامِلِ"، ثُمَّ اعتَذَرَ وَقَالَ: اسْتَغنَيتُ أَنْ أُخْرِجَ لَهُ حَدِيْثاً لأَنِّي لاَ أَعْرِفُ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً فَيَمَا يَرْوِيْهِ, وَهُوَ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ, وَقَدْ وَثَّقَهُ النَّاسُ, وَهُوَ صَدُوْقٌ لاَ بَأْسَ بِهِ, وَذَكَرَهُ بن حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ". قَالَ عَبْدَانُ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ بنَ عَبْدِ العَظِيْمِ يَقُوْلُ: هِيَ كُتُبُ أُمَيَّةَ بنِ خَالِدٍ -يَعْنِي: الَّذِي يُحَدِّثُ بِهَا هُدْبَةُ. قُلْتُ: رَافَقَ أَخَاهُ فِي الطَّلَبِ, وَتَشَارَكَا فِي ضَبْطِ الكُتُبِ, فَسَاغَ لَهُ أَنْ يَرْوِيَ مِنْ كُتُبِ أَخِيْهِ, فَكَيْفَ بِالمَاضِينَ لَوْ رَأَوْنَا اليَوْمَ نَسْمَعُ مِنْ أَيِّ صَحِيفَةٍ مُصَحَّفَةً عَلَى أَجْهَلِ شَيْخٍ لَهُ إِجَازَةٌ, وَنَرْوِي مِنْ نُسْخَةٍ أُخْرَى بَيْنَهُمَا مِنَ الاخْتِلاَفِ وَالغَلَطِ أَلوَانٌ, فَفَاضِلُنَا يُصَحِّحُ مَا تَيَسَّرَ مِنْ حِفْظِهِ, وَطَالِبُنَا يَتَشَاغَلُ بِكِتَابَةِ أَسْمَاءِ الأَطفَالِ, وَعَالِمُنَا يَنْسَخُ, وَشَيْخُنَا يَنَامُ, وَطَائِفَةٌ مِنَ الشَّبِيبَةِ فِي وَادٍ آخَرَ مِنَ المُشَاكَلَةِ وَالمُحَادَثَةِ. لَقَدِ اشتَفَى بِنَا كُلُّ مُبتَدِعٍ, وَمَجَّنَا كُلُّ مُؤْمِنٍ. أَفَهَؤُلاَءِ الغُثَاءُ هُمُ الَّذِيْنَ يَحْفَظُونَ عَلَى الأُمَّةِ دِينَهَا? كَلاَّ وَاللهِ فَرِحِمَ اللهُ هُدْبَةَ وَأَيْنَ مِثْلُ هُدْبَةَ?! نَعَمْ, مَا هُوَ فِي الحِفْظِ كَشُعْبَةَ. وَعَنِ الفَضْلِ بنِ الحُبَابِ، قَالَ: مَرَرنَا بِهُدْبَةَ فِي أَيَّامِ أَبِي الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيِّ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى الطَّرِيْقِ, فَقُلْنَا: لَوْ سَأَلنَاهُ أَنْ يُحَدِّثَنَا فَسَأَلنَاهُ فَقَالَ: الكُتُبُ كُتُبُ أُمَيَّةَ -يُرِيْدُ أَخَاهُ. قَالَ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ: سَمِعْتُ هُدْبَةَ بنَ خَالِدٍ يَقُوْلُ: صَلَّيْتُ عَلَى شُعْبَةَ فَقِيْلَ لَهُ: رَأَيْتَهُ? فَغَضِبَ, وَقَالَ: رَأَيْتُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ؛ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ, وَكَانَ سُنِّيّاً, وَكَانَ شُعْبَةُ رَأْيُهُ رَأْيُ الإِرْجَاءِ. قُلْتُ: كَلاَّ لَمْ يَكُنْ شُعْبَةُ مُرْجِئاً, وَلَعَلَّهُ شَيْءٌ يَسِيْرٌ لاَ يَضُرُّهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَى, وَسُئِلَ عَنْ هُدْبَةَ وَشَيْبَانَ: أَيُّهُمَا أَفضَلُ? فَقَالَ: هُدْبَةُ أَفضَلُهُمَا وَأَوْثَقُهُمَا وَأَكْثَرُهُمَا حَدِيْثاً, كَانَ حَدِيْثُ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ عِنْدَهُ نُسخَتَيْنِ وَاحِدَةٍ عَلَى الشُّيُوْخِ, وَأُخْرَى عَلَى التَّصْنِيْفِ. قَالَ عَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ: كُنَّا لاَ نُصَلِّي خَلْفَ هُدْبَةَ مِنْ طُولِ صَلاَتِهِ, يُسَبِّحُ فِي الرُّكُوْعِ وَالسُّجُوْدِ نَيِّفاً وَثَلاَثِيْنَ تَسبِيحَةً، قَالَ: وَكَانَ مِنْ أشبه خلق الله بهشام بن عمار لحيته وَوَجْهِهِ وَكُلِّ شَيْءٍ مِنْهُ, حَتَّى صَلاَتُهُ. قُلْتُ: اختَلَفُوا فِي تَارِيْخِ مَوْتهِ فَرَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ أَنَّهُ مَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ, وَقَالَ غَيْرُهُ: سَنَةَ ثَمَانٍ.

وَقَعَ مِنْ عَالِي رِوَايَتِهِ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِملاَءً، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بنُ أَبِي حَزْمٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [المُدَّثِرُ: 56] : "يَقُوْلُ رَبُّكُم -عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتقى فَلاَ يُشْرَكَ بِي غَيْرِي, وَأَنَا أَهْلٌ لِمَنِ اتَّقَى أَنْ يُشْرِكَ بِي غَيْرِي أَنْ أَغْفِرَ لَهُ"1. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ، أَخْبَرَنَا الطَّرَائِفِيُّ وَابْنُ الدَّايَةِ وَالقَاضِي الأُرْمَوِيُّ قَالُوا: أَخْبَرْنَا ابْنُ المُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي مُوْسَى أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ" 2. وذكر الحديث.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 142 و143"، والترمذي "3328"، وابن ماجه "4299"، والدارمي "2/ 302-303"، من طرق عن سهيل بن أبي حزم، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته سهيل بن أبي حزم، قال أبو حاتم: ليس بالقوي: وكذا قال البخاري والنسائي، وقال ابن معين: ضعيف. 2 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "5020"، وَمُسْلِمٌ "797"، وَأَبُو دَاوُدَ "4830"، وَالتِّرْمِذِيُّ "2869"، وَالنَّسَائِيُّ "8/ 124-125".

شيبان بن فروخ

1826- شيبان بن فَرُّوخ 1: "م، د" وَهُوَ: شَيْبَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ المُحَدِّثُ الحَافِظُ الصَّدُوْقُ, أَبُو مُحَمَّدٍ الحَبَطِيُّ مَوْلاَهُمُ الأُبُلي البَصْرِيُّ, مُسنِدُ عَصرِهِ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ، وَجَرِيْرَ بنَ حَازِمٍ وَمُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ وَأَبَانُ بنُ يَزِيْدَ العَطَّارُ وَمُحَمَّدَ بنَ رَاشِدٍ المَكْحُوْلِيَّ وَأَبَا الأَشْهَبِ العُطَارِدِيَّ وَسَلاَّمَ بنَ مِسْكِيْنٍ وَطَبَقَتَهُم وَكَانَ مِنْ أوعية العلم.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2711"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 211"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1562"، والكنى للدولابي "2/ 97"، والكاشف "2/ ترجمة 2336"، والمغني"1/ ترجمة 2805"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 449"، والعبر "1/ 421" و"2/ 79 و99 و153"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3759"، وتهذيب التهذيب "4/ 374"، وتقريب التهذيب "1/ 356"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2986"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 85".

حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ مُطَيَّنٌ, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, وَعَبْدَانُ الأَهْوَازيُّ, وَمُحَمَّدُ بن محمد الباغندي أبو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ شَادِلٍ, وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ جَابِرٍ المَرْوَزِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ النَّصْرِ النَّيْسَابُوْرِيُّ, وَزَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى خَيَّاطُ السُّنَّةِ وَمُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ الفَقِيْهُ, وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ القَاضِي, وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ شَبِيْبٍ المَعْمَرِيُّ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَمَا عَلِمتُ بِهِ بَأْساً وَلاَ اسْتَنكَرُوا شَيْئاً مِنْ أَمْرِهِ, وَلَكِنَّهُ لَيْسَ فِي الذِّرْوَةِ. قَالَ عَبْدَانُ: كَانَ عِنْدَهُ خَمْسُوْنَ أَلفَ حَدِيْثٍ, وَكَانَ أَثبَتَ عِنْدَهُم مِنْ هُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ. وَذَكَرَهُ أَبُو زُرْعَةَ, فَقَالَ: صَدُوْقٌ. وَأَمَّا أَبُو حَاتِمٍ، فَقَالَ: كَانَ يَرَى القَدَرَ, وَاضْطَرَّ النَّاسُ إِلَيْهِ بِأَخَرَةٍ -يَعْنِي: أَنَّه تَفَرَّدَ بِالأَسَانِيْدِ العَالِيَةِ. قَالَ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ: سَأَلتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ, فَقَالَ: سنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ, ثُمَّ شَكَّ شَيْئاً فِي أَنَّ مَولِدَهُ قَبْلَهَا بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ. وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ -عَلَى الصَّحِيْحِ. وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَهُوَ فِي عَشْرِ المائَةِ. قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الحَافِظِ بنِ بَدْرَانَ بِنَابُلُسَ, وَسَمِعْتُ عَلَى يُوْسُفَ بنِ أَحْمَدَ الحَجَّارِ بِدِمَشْقَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البُنْدَارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المخلِّصِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ, عَنْ سَالِمِ بنِ مُنْقِذٍ, عَنْ عَمْرِو بنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ, قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَنْبَسَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ, وَهُوَ يَنزِعُ, فَقَالَ: مَا أُحِبَّ أَنَّكَ وَرَاءكَ, إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيْثاً حَدَّثَتْنِيْهِ أُمِّ حَبِيْبَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ صلى اثنتي عَشْرَةَ رَكْعَةً مَعَ صَلاَةِ النَّهَارِ بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ" 1. وَفِي سَنَةِ سِتٍّ تُوُفِّيَ أَبُو إِبْرَاهِيْمَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التَّرْجُمَانِيُّ فِي المُحَرَّمِ, وَالحَارِثُ بنُ سُرَيْجٍ النَّقَّالُ, وَهُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ القَيْسِيُّ فِي أَوَّلِهَا, وَمُحَمَّدُ بنُ مُقَاتِلٍ العَبَّادَانِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَوْصِلِيُّ بِبَغْدَادِ, ومحمد بن إسحاق بن مُحَمَّدٍ المُسَيِّبِيُّ, وَأَبُو مَعْمرٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ القَطِيْعِيُّ, وَأَبُو عَلِيٍّ الفَضْلُ بنُ غَانِمٍ, وَالنُّعْمَانُ بنُ شِبْلٍ البَاهِلِيُّ بِالبَصْرَةِ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الخَطَّابِيُّ بِالبَصْرَةِ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي خَلَفٍ بِبَغْدَادَ, وَمُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ أَبُو جَعْفَرٍ, وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ الكَرَابِيْسِيُّ, وَمُعَلَّى بنُ مَهْدِيٍّ بِالمَوْصِلِ, وَصَالِحُ بنُ حَاتِمِ بنِ وَرْدَانَ البَصْرِيُّ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ فِي أَوِّلِ العَامِ, وَمُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ, وَأَبُو جعفر محمد بشير الدعاء.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "728"، وأبو داود "1250"، والترمذي "415"، والنسائي "3/ 262", وابن ماجة "1141".

ابن أبي الشوارب

1827- ابن أبي الشوارب 1: "م، س، ت، ق" الإِمَامُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ الفَقِيْهُ الشَّرِيْفُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بن أَبِي الشَّوَارِبِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي عُثْمَانَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ أَسِيْدٍ بنِ أَبِي العِيْصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ, القُرَشِيُّ, الأُمَوِيُّ, البَصْرِيُّ. وُلِدَ بَعْدَ الخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: كَثِيْرِ بنِ سُلَيْمٍ, وَكَثِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأُبُلِّيِّ؛ صَاحِبَيْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ. وَعَنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المُخْتَارِ, وَأَبِي عَوَانَةَ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ, وَيُوْسُفَ بنِ المَاجَشُوْنِ, وَخَلْقٍ سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ, والنسائي, والترمذي, والقزويني في كتبهم, وأبو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَتَّوَيْه, وَمُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنْ جِلة العُلَمَاءِ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: نَهَى المُتَوَكِّلُ عَنِ الكَلاَمِ فِي القُرْآنِ, وَأَشخَصَ الفُقَهَاءَ, والمحدثين إلى سامراء, منهم بن أَبِي الشَّوَارِبِ, وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُحَدِّثُوا, وَأَجزَلَ لَهُمُ الصِّلاَتِ. قُلْتُ: لَمَّا وَلِيَ وَلَدُهُ الحَسَنُ بنُ أَبِي الشَّوَارِبِ القَضَاءَ تَخَوَّفَ عَلَيْهِ, وَقَالَ: يَا حَسَنُ أُعِيذُ وَجْهَكَ الحَسَنَ مِنَ النَّارِ. وَوَلِيَ القَضَاءَ عِدَّةٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ، مِنْهُم: وَلدُهُ الحَسَنُ قاضي قُضَاةِ المُعْتَمِدِ عَلَى اللهِ, وَكَانَ جَوَاداً مُمَدَّحاً نَبِيْلاً مَاتَ كَهْلاً سنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. فَأَمَّا صَاحِبُ التَّرْجَمَةِ، فَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَرَوَى أَيْضاً, عَنْ رَجُلٍ, عَنْهُ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: قَدَّمْتُهُ سَهْواً, فَيَنْبَغِي أَنْ يُحَوَّلَ إلى عند أبي مصعب.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل: "8/ ترجمة 18"، وتاريخ بغداد "2/ 344"، والعبر "1/ 443"، وتهذيب التهذيب "9/ 316"، وشذرات الذهب "2/ 105".

محمد بن عائذ

1828- محمد بن عائذ 1: "د، س" الإِمَامُ، المُؤَرِّخُ، الصَّادِقُ، صَاحِبُ المَغَازِي, أبو عبد الله القرشي، الدِّمَشْقِيُّ, الكَاتِبُ, مُتَوَلِّي دِيْوَانِ الخَرَاجِ بِالشَّامِ زَمَنَ المَأْمُوْنِ. اسمُ جَدِّهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ. وَقِيْلَ: أَحْمَدُ. وَقِيْلَ: سَعِيْدُ مِنَ المَوَالِي. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَهُ أَبُو دَاوُدَ. سَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ, وَالهَيْثَمِ بنِ حُمَيْدٍ, وَيَحْيَى بنِ حَمْزَةَ, وَالعَطَّافِ بنِ خَالِدٍ, وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ, وَالوَلِيْدِ بنِ مُحَمَّدٍ المُوَقَّرِيِّ, وَسُوَيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَغْرَاءَ, وَمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الوَاقِدِيِّ, وَخَلْقٍ سِوَاهُم. روَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ, وَمَحْمُوْدُ بنُ خَالِدٍ, وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ, وَأَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ, وَمَحْمُوْدُ بنُ سُمَيْعٍ, وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ, وَأَبُو الأَحْوَصِ العُكْبَرِيُّ, وَأَبُو عَبْدِ المَلِكِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُسْرِيُّ, وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الجُنَيْدِ: سَأَلتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَائِذٍ, فَقَالَ: الكَاتِبُ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَأَلْتُ دُحَيْماً عَنْهُ, فَقَالَ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْهُ: تَرَاهُ مَوْضِعاً لِلأَخذِ? قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: وَهُوَ يَعمَلُ عَلَى الخَرَاجِ? قَالَ: نَعَمْ. وَذَكَرَهُ أَبُو زرعة الدمشقي في أهل الفتوى بدمشق.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 648"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 237"، والكاشف "3/ ترجمة 5006"، والعبر "1/ 414"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7724"، وتهذيب التهذيب "9/ 241"، وتقريب التهذيب "2/ 173"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6334"، وشذرات الذهب "2/ 78".

وَقَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ: ثِقَةٌ إِلاَّ أنه قدري. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ كَمَا شَاءَ اللهُ, قَالَ لِي يَوْماً: أَيْشٍ تَكْتُبُ عَنِّي?! أَنَا أَتَعَلَّمُ مِنْكَ؟ وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي "الكُنَى": أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ, وَكَنَّاهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَبَا عَبْدِ اللهِ, وَهُوَ المَحْفُوْظُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ الغَسَّانِيُّ: مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ القُرَشِيُّ فِي ذِي الحِجَّةِ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَحَضَرْتُ جِنَازَتَهُ. وَقَالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَكَّارٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ: جَمَعَ كِتَابَ "المَغَازِي", سَمِعْتُ مُعظَمَهُ, وَكِتَابَ "الفُتُوحِ وَالصَّوَائِفِ" وَكَانَ عَلَى خَرَاجِ غُوْطَةِ دِمَشْقَ. وَقَعَ لِي حَدِيْثاً عَالِياً جِدّاً: أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الدَّايَةِ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُعَدِّلُ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُهْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا الوَضِيْنُ بنُ عَطَاءٍ, عَنْ يَزِيْدَ بنِ مَزْيَدٍ, قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ فِي مَجْلِسٍ فِيْهِ أَبُو الدَّرْدَاءِ, فَقَالَ نَوْفٌ البِكَالِيُّ: لِغَيْرِ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ مِنِّي مِنَ الدَّجَّالِ. فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَا هُوَ? قَالَ: أَخَافُ أَنْ أُسْلَبَ إِيْمَانِي, وَلاَ أَشْعُرُ. فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابن الكِنْدِيَّةِ, وَهَلْ فِي الأَرْضِ خَمْسُوْنَ يَتَخَوَّفُوْنَ مَا تَتَخَوَّفُ? ثُمَّ قَالَ: وَثَلاَثِيْنَ, ثُمَّ قَالَ: عِشْرِيْنَ, ثُمَّ قَالَ: عَشْرَةً, ثُمَّ قَالَ: خَمْسَةً, ثُمَّ قَالَ: ثَلاَثَةً, وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَمِنَ عَبْدٌ عَلَى إِيْمَانِهِ إِلاَّ سُلِبَهُ أَوِ انْتُزِعَ مِنْهُ فَيَفْقِدُهُ, وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا الإِيْمَانُ إِلاَّ كَالقَمِيْصِ يَتَقَمَّصُهُ مَرَّةً, وَيَضَعُهُ أُخرَى.

كامل بن طلحة

1829- كامل بن طلحة 1: الإِمَامُ، الحَافِظُ، الصَّدُوْقُ، شَيْخُ البَصْرَةِ فِي وَقْتِهِ أَبُو يَحْيَى الجَحْدرِيُّ البَصْرِيُّ نَزِيْلُ بَغْدَادَ وَعَمُّ المُحَدِّثِ أَبِي كَامِلٍ فُضَيْلِ بنِ الحُسَيْنِ الجَحْدَرِيِّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ, وَارْتَحَلَ فِي الحَدِيْثِ. وَحَدَّثَ عَنْ: حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ, وَمُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ, وَأَبِي هِلاَلٍ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمٍ, وَفَضَّالِ بنِ جُبَيْرٍ صَاحِبِ أَبِي أُمَامَةَ, وَمَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ, وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ, وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ العُمَرِيِّ, وَابْنِ لَهِيْعَةَ, وَأَبِي عَوَانَةَ, وَبُهْلُوْلِ بنِ رَاشِدٍ الإِفْرِيْقِيِّ, وَأَبِي الأَشْهَبِ جَعْفَرٍ العُطَارِدِيِّ, وَعَبَّادِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ أَحَدِ التَّلْفَى, وَأَبِي مَوْدُوْدٍ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ المَدَنِيِّ, وَأَبِي سَهْلٍ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ, وَأَبِي هِشَامٍ القَنَّادِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو خَيْثَمَةَ, وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ, وَأَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ المَسَائِلِ, وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ, وَمُطَيَّنٌ, وَحَنْبَلٌ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, وَمُحَمَّدُ بنُ حبان الباهلي, وأحمد بن علي القاضي المَرْوَزِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ, وَمُوْسَى بنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ, وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ, وَالبَغَوِيُّ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ المَيْمُوْنِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عَنْ كَامِلِ بنِ طَلْحَةَ, فَقَالَ: هُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ أَعرِفُهُ فِي سَنَةِ مائَتَيْنِ بِالبَصْرَةِ كَانَ لَهُ فِي مَسْجِدِ الجَامِعِ حَلْقَةٌ عَظِيْمَةٌ يحدث عن الليث وبن لَهِيْعَةَ وَمَالِكٍ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبِي -وَسُئِلَ عَنْ كَاهِلِ بنِ طَلْحَةَ وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ- فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً يَدْفَعُهُمَا بِحُجَّةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَصْرَمَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ فِي كَامِلِ بنِ طَلْحَةَ: مُقَارِبُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ -وَقِيْلَ لَهُ: كَامِلُ بنُ طَلْحَةَ- قَالَ: قَدْ رَأَيْتُهُ بِالبَصْرَةِ وَلَهُ حَلْقَةٌ وَكَانَ يَذْهَبُ إِلَى عَبَّادَانَ يُحَدِّثُهُمْ, حديثه حديث مقارب.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 363"، وتاريخ الخطيب "12/ 485"، والأنساب للسمعاني "3/ 193"، والمغني "2/ ترجمة 5074"، والعبر "1/ 240 و409"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6928"، وتهذيب التهذيب "8/ 408"، وتقريب التهذيب "2/ 131"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5920"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 70".

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ عَنْ كَامِلٍ, فَقَالَ: رَمَيتُ بِكُتُبِهِ وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ يُثنِي عَلَيْهِ وَكَتَبَ عَنْهُ أَزْهَرُ السَّمَّانُ حَدِيْثَيْنِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: قُلْتُ: لِعَبْدِ اللهِ اذهَبْ اكْتُبْ فِي المَسْجَدِ عَنْ هَؤُلاَءِ الشُّيُوْخِ حَتَّى تَخِفَّ يَدُكَ فَكَتَبَ عَنْ كَامِلِ بنِ طَلْحَةَ فَأَوَّلُ حَدِيْثٍ حَدَّثَ بِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى المُصَلَّى يَمْضِي فِي طَرِيْقٍ وَيَرْجِعُ فِي أُخْرَى فَقَالَ أَحْمَدُ: لَمْ أَسْمَعْ بِهَذَا قَطُّ. قال: فقلت: حديث مثل هذا مُسْنَدٌ فِيْهِ حُكَيْمٌ لَمْ أَسْمَعْهُ, فَأَتَيتُ هَارُوْنَ بنَ مَعْرُوْفٍ, فَقُلْتُ: عِنْدَكَ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ هَذَا الحَدِيْثُ? قَالَ: نَعَمْ. فَكَتَبْتُهُ عَنْهُ فَقِيْلَ لإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيِّ: لِمَ لَمْ يَكْتُبْهُ عَنْ كَامِلٍ? قَالَ: لَمْ يَكُنْ كَامِلٌ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ ابْنِ وَهْبٍ. قُلْتُ: لاَ رَيْبَ أَنَّ الإِمَامَ أَحْمَدَ لَمَّا وَجَدَ الحَدِيْثَ عِنْدَ ابْنِ وَهْبٍ, نَبُلَ كَامِلٌ عِنْدَهُ. وَأَمَّا عَبَّاسٌ, فَرَوَى عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: رَوَى عَنْهُ أَبِي, وَسَأَلْتُهُ عَنْهُ, فَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ مَا كَانَ لَهُ عَيبٌ إِلاَّ أَنْ يُحَدِّثَ فِي المَسْجَدِ الجَامِعِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ, وَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ". قُلْتُ: هُوَ صَدُوْقٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ- وَمَا أَدْرِي وَجْهَ قَوْلِ أَبِي دَاوُدَ: رَمَيْتُ بِكُتُبِهِ وَلاَ رَيْبَ أَنَّ لَهُ عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ مَا يُنْكَرُ وَلاَ يُتَابَعُ عَلَيْهِ, فَلَعَلَّهُ حَفِظَهُ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو البَرْذَعِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ ذَكَرَ كَامِلَ بنَ طَلْحَةَ فَقَالَ: كَانَ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ ضَرَبَهُ وَأَقَامَهُ لِلنَّاسِ فِي شَهَادَةٍ, فَاتَّضَعَتْ أَسْبَابُهُ, وَكَانَ لاَ يُدْفَعُ عَنْ سَمَاعٍ. قُلْتُ: وَقَعَ لِي مِنْ عَالِي رِوَايَتِهِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الهَاشِمِيُّ بِالثَّغْرِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المُجَلِّدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الذَّهَبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا كَامِلُ بنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ عن عبد الله بنِ شَقِيْقٍ عَنِ ابْنِ أَبِي الجَدْعَاءِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيّاً? قَالَ: "إِذْ آدَمُ بَيْنَ الرُّوْحِ وَالجَسَدِ". أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ المُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ

البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ وَعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ وَكَامِلُ بنُ طَلْحَةَ وَعُبَيْدُ الله العبسي قالوا: أخبرنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي العُشَرَاءِ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَمَا تَكُوْنُ الذَّكَاةُ إِلاَّ مِنَ اللَّبَّةِ? قَالَ: "لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لأَجْزَأَ عَنْكَ"1. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ, غَرِيْبُهُ, أَخرَجُوهُ فِي السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ مِنْ طَرِيْقِ حَمَّادٍ. تُوُفِّيَ كَامِلٌ: فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. ضَبَطَهُ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ, قال: وكان يخضب.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "2825"، والنسائي "2/ 207"، والترمذي "1480"، وابن ماجه "3184"، وأحمد "4/ 434"، وابن الجارود "901"، والبيهقي "9/ 246"، وأبو نعيم "6/ 257" و341"، مِنْ طَرِيْقِ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي العشراء، به. وقال الترمذي: حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة، ولا نعرف لأبي العشراء، عن أبيه غير هذا الحديث. قلت: إسناده ضعيف، آفته أبو العشراء، قال الحافظ في "التقريب": مجهول. وقال الحافظ في "الميزان": "قلت: ولا يدري من هو، ولا من أبوه، افنرد عنه حماد بن سلمة".

ابن أخيه أبو كامل الفضيل

1830- ابن أخيه أبو كامل الفُضَيل 1: "خت، م، د، س" ابن الحسين بن طلحة الجحدري البَصْرِيُّ الحَافِظُ. سَمِعَ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ، وسُلَيْمَ بنَ أَخْضَرَ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ, وَخَالِدَ بنَ عَبْدِ اللهِ, وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَالبُخَارِيُّ تَعلِيقاً, وَالنَّسَائِيُّ بِوَاسِطَةٍ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ, وَعَبْدَانُ الأَهْوَازيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَآخَرُوْنَ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا مَوْتُ عَبْدِ الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ النَّرْسِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَكَّارٍ الصيرفي بِالبَصْرَةِ, وَمُحَمَّدِ بنِ أَبَانِ بنِ عِمْرَانَ الوَاسِطِيِّ -فِي قَوْلٍ- وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ الشَّافِعِيِّ وَمَحْفُوْظِ بنِ أَبِي تَوْبَةَ البَغْدَادِيِّ وَرَجَاءَ بنِ سِنْدِيٍّ بإِسْفَرَايِيْنَ, وَصَفْوَانَ بنِ صَالِحٍ الدِّمَشْقِيِّ المُؤَذِّنِ, وَسَعِيْدِ بنِ حَفْصٍ النُّفَيْلِيِّ, وَيَحْيَى بنِ سُلَيْمَانَ الجُعْفِيِّ بِمِصْرَ, وَيَحْيَى بنِ سُلَيْمَانَ الحُفْرِيِّ الإفريقي.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 409"، والعبر "1/ 425"، وتهذيب التهذيب "8/ 290"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 88".

البرجلاني

1831- البَرْجُلاني 1: الإِمَامُ، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ شَيْخٍ البُرْجُلاَنِيُّ, صَاحِبُ التَّوَالِيفِ فِي الرَّقَائِقِ. رَوَى عَنْ: حُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ, وَمَالِكِ بنِ ضَيْغَمٍ, وَزَيْدِ بنِ الحُبَابِ, وَأَزْهَرَ السَّمَّانِ, وَسَعِيْدٍ الضُّبَعِيِّ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا كَثِيْراً, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ الجُنَيْدِ, وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ مَسْرُوْقٍ, وَأَبُو يَعْلَى, وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الوَاسِطِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قِيْلَ: إِنَّ رَجُلاً سَأَلَ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَخبَارِ الزُّهْدِ, فَقَالَ: عَلَيْكَ بمحمد بن الحسين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1261"، وتاريخ بغداد "2/ 222"، والأنساب للسمعاني "2/ 139"، واللباب لابن الأثير "1/ 134"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7414", والعبر "1/ 428", وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 90".

محمد بن بكار

1832- محمد بن بكار 1: "م، د" ابن الريان، المُحَدِّثُ، الحَافِظُ الصَّدُوْقُ أَبُو عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ الرصافي, مولى بني هاشم. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ بَهْرَامَ, وَأَبِي مَعْشَرٍ نَجِيْحٍ, وَفُلَيْحِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَقَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ, وَمُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ, وَالوَلِيْدِ بنِ أَبِي ثَوْرٍ, وَسَوَّارِ بنِ مُصْعَبٍ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ زَكَرِيَّا, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ, وَعَبَّادِ بنِ عَبَّادٍ, وَهُشَيْمٍ, وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: مُسْلِمٌ, وَأَبُو دَاوُدَ, وأبو زرعة, وأبو حاتم, وابن أبي الدينا, وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَالمَعْمَرِيُّ, وَحَامِدُ بنُ شُعَيْبٍ, وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ, وَأَحْمَد بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيّ, وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, وَعِمْرَانُ بنُ مُوْسَى السَّخْتِيَانِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُكْرَمٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ, وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ, وَمُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ, وَالهَيْثَمُ بنُ خَلَفٍ الدُّوْرِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: كَانَ أَبِي لاَ يَرَى بِالكِتَابَةِ عَنْهُ بَأْساً. وَرَوَى عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: شَيْخٌ, لاَ بَأْسَ بِهِ. وَرَوَى عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مَنْصُوْرٍ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ، وَكَذَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: بَغْدَادِيٌّ، صَدُوْقٌ، يَرْوِي عَنِ الضُّعَفَاءِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ: أَنَا اليَوْمَ ابْنُ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ البُخَارِيُّ وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ ومائتين، زاد البغوي: في ربيع الآخر. قلت: عاش ثلاثًا وتسعين سنة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 83"، والكنى للدولابي "2/ 59"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1174"، وتاريخ بغداد "2/ 100"، والإكمال لابن ماكولا "4/ 111"، والعبر "1/ 428"، والكاشف "3/ ترجمة 4819"، وتهذيب التهذيب "9/ 82"، وتقريب التهذيب "2/ 147"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6082"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 90".

فأما محمد بن بكار بن بلال

1832- فَأَمَّا مُحَمَّدُ بنُ بَكَّار بنِ بِلاَلٍ 1: العَامِلِيُّ، فَمُفْتِي دِمَشْقَ، وَقَاضِيهَا، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ, وَالِدُ المُحَدِّثَيْنِ: هَارُوْنَ وَالحَسَنِ, فَهُوَ سَمِيُّ الَّذِي قَبْلَهُ, وَمِنْ جِيْلِهِ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ، قَالَهُ وَلَدُهُ حَسَنٌ. وَحَدَّثَ عَنْ: مُوْسَى بنِ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ, وَمُحَمَّدِ بِنِ رَاشِدٍ المَكْحُوْلِيِّ, وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَسَعِيْدُ بنُ بَشِيْرٍ, وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ, وَيَحْيَى بنِ حَمْزَةَ القَاضِي, وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنَاهُ, وَحَفِيْدُهُ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ, وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ, وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ, وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَشْعَثِ الدِّمَشْقِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ إِشْكَابٍ, وَخَلْقٌ. ذَكَرَهُ: أَبُو زُرْعَةَ فِي أَهْلِ الفَتْوَى بِدِمَشْقَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبَ عَنْهُ أَبِي بِمَكَّةَ, سنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَسُئِلَ عَنْهُ، فَقَالَ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: شَهِدْتُ جِنَازَتَهُ فِي مُنصَرَفِهِ مِنَ الحَجِّ فِي اسْتِقبَالِ سَنَةِ ست وعشرة وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا أَرَّخَهُ ابْنُهُ الحَسَنُ، وَقَالَ: وَهُوَ ابن أربع وسبعين سنة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 82"، والكنى للدولابي "2/ 59"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1173"، والكاشف "3/ ترجمة 4815"، وتهذيب التهذيب "9/ 74"، وتقريب التهذيب "2/ 147", وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6081"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 38".

ومحمد بن بكار بن الزبير

1834- ومحمد بن بكار بن الزبير 1: "م، د" العيشي الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، مِنْ مَشَايِخِ البَصْرَةِ. رَوَى عَنْ: يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ, وَمُعْتَمِرٍ, وَابْنِ عُيَيْنَةَ, وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: مُسْلِمٌ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ, وَعَبْدَانُ, وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ. توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الكاشف "3/ ترجمة 4817"، وتهذيب التهذيب "9/ 76"، وتقريب التهذيب "2/ 147"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6083".

محمد بن أبان

1835- محمد بن أبان 1: "خ، 4" ابن وزير الحَافِظُ, الإِمَامُ, الثِّقَةُ، أَبُو بَكْرٍ البَلْخِيُّ، المُسْتَمْلِي يُعرَفُ بِحَمْدَوَيْه مُسْتَمْلِي وَكِيْعٍ مُدَّةً طَوِيْلَةً نَحْوَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. حَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ علية وابن وهب وغندر وسفيان بن عُيَيْنَةَ وَعَبْدَةَ بنِ سُلَيْمَانَ وَابْنِ إِدْرِيْسَ وَيَحْيَى القَطَّانِ وَوَكِيْعٍ وَيَزِيْدَ وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ وَمَرْوَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ وَأَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازِلَ وَتَغَّرَبَ مُدَّةً فِي الطَّلَبِ. رَوَى عَنْهُ: الجَمَاعَةُ سِوَى مُسْلِمٍ, وَمُسْلِمٌ فِي غَيْرِ "الصَّحِيْحِ", وَأَبُو حَاتِمٍ, وَإِسْمَاعِيْلُ القَاضِي, وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ, وَالمَعْمَرِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ وَمُحَمَّدُ بنُ المُجَدَّرِ, وَالبَغَوِيُّ, وَابْنُ خُزَيْمَةَ, وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَيَّانَ بنِ مقير، وآخرون.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1124"، وتاريخ بغداد "2/ 78"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 514"، والعبر "1/ 443"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7132"، وتهذيب التهذيب "9/ 3-4"، وتقريب التهذيب "2/ 140"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6010"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 105".

رَوَى البَغَوِيُّ عَنْ أَحْمَدَ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ أَبَانٍ يَسْتَملِي لَنَا عِنْدَ وَكِيْعٍ، وَقَالَ المَرُّوْذِيُّ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: فَأَبُو بَكْرٍ مُسْتَملِي وَكِيْعٍ? قَالَ: قَدْ كَانَ مَعَنَا يَكْتُبُ الحَدِيْثَ كَتَبَ لِي كِتَاباً بِخَطِّهِ، قُلْتُ: إِنَّهُ حَدَّثَ بِحَدِيْثٍ أَنكَرُوهُ، مَا أَقَلَّ مَنْ يَروِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَهُوَ عِنْدَكَ وَعِنْدَ خَلَفِ بنِ سَالِمٍ! قَالَ: قَدْ كَانَ مَعَنَا تِلْكَ السَّنَةَ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: قَدِمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ بَلْخَ، يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَبَانٍ، فَسَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَعَرَفَهُ, وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُم عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ, فَكَتَبْنَا عَنْهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ قُتَيْبَةَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ حَمَّادِ بنِ فُرَافِصَةَ, قَالَ: قَدِمْتُ الكُوْفَةَ فَسَأَلَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَبَانٍ, فَقُلْتُ: خَلَّفتُهُ عَلَى أَنَّهُ يَقْدَمُ, فَإِنَّهُ كَانَ أَزْمَعَ عَلَى الخُرُوجِ, قَالَ: لَيْتَهُ قَدِمَ حَتَّى يُنْتَفَعَ بِهِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ: النَّسَائِيُّ ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حَسَنُ المُذَاكَرَةِ، جَمَعَ وَصَنَّفَ وَكَانَ مُسْتَملِي وَكِيْعٍ. وَقَالَ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ بِبَلْخَ فِي المُحَرَّمِ, سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَفِيْهَا أَرَّخَهُ البَغَوِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ, وَضَبَطَ اليَوْمَ. وَرَوَى القَبَّانِيُّ, عَنِ البُخَارِيِّ قَالَ: مات سنة خمس وأربعين.

محمد بن أبان بن عمران

1836- محمد بن أبان بن عمران 1: ابن زياد أَبُو الحَسَنِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ -وَيُقَالُ: القُرَشِيُّ- الوَاسِطِيُّ، الطَّحَّانُ الحَافِظُ أَحَدُ بَقَايَا المُسْنِدِيْنَ الثِّقَاتِ. فَرَوَى عَن: أَبِيْهِ, وَجَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ, وَفُلَيْحِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَأَبَانِ بنِ يَزِيْدَ, وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ, وَأَبِي شَيْبَةَ العَبْسِيِّ, وَالحَكَمِ بنِ فَصيل الوَاسِطِيِّ, وَالرَّبِيْعِ بنِ مُسْلِمٍ, وَعُمَارَةَ بنِ زَاذَانَ, وَقَزَعَةَ بنِ سُوَيْدٍ البَاهِلِيِّ, وَأَبِي هِلاَلٍ الرَّاسِبِيِّ, وَمَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ, وَأَبِي عَوَانَةَ, وَسَلاَّمِ بنِ مِسْكِيْنٍ, وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ, وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ, وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى البَلاَذُرِيُّ, وَأَسْلَمُ بنُ سَهْلٍ بَحْشَلٌ, وَمُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, وَمُطَيَّنٌ, وَمَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَتَّوَيْه الوَاسِطِيُّ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَمُحَمَّدُ بنُ محمد بن الباغندي, وأبو يعلى الموصلي, وَيُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي زِيَادٍ الوَاسِطِيُّ المَخْضُوْبُ أَحَدُ الحُفَّاظِ, وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. قَالَ ابْنهُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَوَّاهُ ابْنُ حِبَّانَ وَقَالَ: رُبَّمَا أَخطَأَ, وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ: بَحْشَلٌ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ. قَالَ: وَكَانَ فَقِيْهاً وَكَانَ يَخْضِبُ. وَفِي الصَّلاَةِ مِنَ "البُخَارِيِّ": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ فِي مَكَانَينِ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ الوَاسِطِيُّ. وَقَالَ الكَلاَبَاذِيُّ، وَغَيْرُهُ: هُوَ البَلْخِيُّ, وَقَدْ ذَكَرَ البُخَارِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ" الوَاسِطِيَّ، وَمَا ذَكَرَ البَلْخِيَّ لصغره, فإنه لا يستوعب صغار شيوخه.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 48"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1121"، والمغني "2/ ترجمة 5227"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7127"، وتهذيب التهذيب "9/ 2-3"، وتقريب التهذيب "2/ 140"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6009".

إسحاق النديم

1837- إسحاق النَّدِيم 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ ذُو الفُنُوْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ إسحاق بن إبراهيم بن مَيْمُوْنٍ التَّمِيْمِيُّ, المَوْصِلِيُّ, الأَخْبَارِيُّ, صَاحِبُ المُوْسِيقَى وَالشِّعْرِ الرَّائِقِ وَالتَّصَانِيْفِ الأَدَبِيَّةِ مَعَ الفِقْهِ وَاللُّغَةِ وَأَيَّامِ النَّاسِ وَالبَصَرِ بِالحَدِيْثِ وَعُلُوِّ المَرْتَبَةِ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَهُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ, وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ, وَبَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ, وَأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ, وَالأَصْمَعِيِّ, وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ حَمَّادٌ الرَّاوِيَةُ, وَشَيْخُهُ؛ الأَصْمَعِيُّ, وَالزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ, وَأَبُو العَيْنَاءِ, وَيَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُهَلَّبِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَلَمْ يُكْثِرْ عَنْهُ الحُفَّاظُ؛ لاشْتِغَالِهِ عَنْهُمْ بِالدَّوْلَةِ. وَقِيْلَ: وُلِدَ سنة خمسين ومائة.

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "5/ 268"، وتاريخ بغداد "6/ 338"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "6/ 5"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 87"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 388"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 260 و280"، ولسان الميزان "1/ 350"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 82".

قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: كَانَ ثِقَةً، عَالِماً. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ حُلْوَ النَّادِرَةِ حَسَنَ المَعْرِفَةِ، جَيِّدَ الشِّعْرِ مَذْكُوْراً بِالسَّخَاءِ. صَنَّفَ كِتَابَ "الأَغَانِي"؛ الَّذِي يَرْوِيْهِ عَنْهُ ابْنُهُ. وَعَنْ إِسْحَاقَ المَوْصِلِيِّ قَالَ: بَقِيْتُ دَهْراً منْ عُمُرِي أُغَلِّسُ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى هُشَيْمٍ أَوْ غَيْرِهِ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ ثُمَّ أَصِيرُ إِلَى الكِسَائِيِّ أَوِ الفَرَّاءِ أَوِ ابْنِ غَزَالَةَ فَأَقْرَأُ عَلَيْهِ جُزْءاً مِنَ القُرْآنِ ثُمَّ إلى أبي منصور زلزل فيضاربني طَرْقَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً, ثُمَّ آتَي عَاتِكَةَ بِنْتَ شَهْدَةَ فَآخُذُ مِنْهَا صَوتاً أَوْ صَوْتَيْنِ, ثُمَّ آتَي الأَصْمَعِيَّ وَأَبَا عُبَيْدَةَ فَأَسْتَفِيْدُ مِنْهُمَا, وَآتَي مَجْلِسَ الرَّشِيْدِ بِالعَشِيِّ. كَانَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ يَصِفُ إِسْحَاقَ بِالعِلْمِ وَالصِّدْقِ وَالحِفْظِ. وَيَقُوْلُ: هَلْ سَمِعْتُمْ بِأَحْسَنَ مِنِ ابْتِدَائِهِ: هَلْ إِلَى أَنْ تَنَامَ عَيْنِي سَبِيْلُ ... إِنَّ عَهْدِيَ بِالنَّوْمِ عَهْدٌ طَوِيْلُ قَالَ إِسْحَاقُ: لَمَّا خَرَجْنَا مَعَ الرَّشِيْدِ إِلَى الرَّقَّةِ, قَالَ لِيَ الأَصْمَعِيُّ: كمْ حَمَلْتَ مَعَكَ منْ كُتُبِكَ? قُلْتُ: سِتَّةَ عَشَرَ صُندُوقاً. وَعَنْ إِسْحَاقَ: أَنَّهُ كَانَ يَكرَهُ أَنْ يُنسَبَ إِلَى الغِنَاءِ، وَيَقُوْلُ: لأَنْ أُضرَبَ عَلَى رَأْسِي بِالمَقَارِعِ أحب إليَّ من أن يقال عني: مغنٍّ. وَقَالَ المَأْمُوْنُ: لَوْلاَ شُهْرَةُ إِسْحَاقَ بِالغِنَاءِ لَوَلَّيْتُهُ القَضَاءَ. الصُّوْلِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو العَيْنَاءِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ المَوْصِلِيُّ, قَالَ: كُنْتُ قَدْ جِئْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرَ بِمائَةِ حَدِيْثٍ فَوَجَدْتُ ضَرِيْراً يَحْجُبُهُ لِيَنفَعَهُ, فَوَهبتُهُ مائَةَ دِرْهَمٍ, فَاسْتَأْذَنَ لِي فَقَرَأْتُ المائَةَ حَدِيْثٍ, فَقَالَ لِي أَبُو مُعَاوِيَةَ: هَذَا مُعِيدٌ ضَعِيْفٌ, وَمَا وَعَدتَهُ فَيَأْخُذَهُ منْ أَذنَابِ النَّاسِ وأنت أنت. قلت: قد جَعَلتُهَا مائَةَ دِيْنَارٍ. قَالَ: أَحسَنَ اللهُ جَزَاءكَ. وَقَدْ أَنشَدَ إِسْحَاقُ الرَّشِيْدَ أَبيَاتاً يَقُوْلُ فِيْهَا: عَطَائِي عَطَاءُ المُكْثِرِينَ تَكَرُّماً ... وَمَالِي كَمَا قَدْ تعلمين قليل وكيف أخاف الفقراء أَوْ أُحْرَمُ الغِنَى ... وَرَأْيُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ جَلِيْلُ فَأَمَرَ لَهُ بِمائَةِ أَلفِ دِرْهَمٍ. مَاتَ سَنَةَ خمس وثلاثين ومائتين.

المعافي بن سليمان

1838- المعافى بن سليمان 1: "س" الرسعني, الحَافِظُ، الصَّدُوْقُ. حدَّثَ عنْ: فُلَيْحِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَالقَاسِمِ بنِ مَعْنٍ، وَزُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: هِلاَلُ بنُ العَلاَءِ, وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مِلْحَانَ, وَالقَاسِمُ بنُ اللَّيْثِ العَتَّابِيُّ الرَّسْعَنِيُّ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَقَدْ رَوَى النسائي، عن رجل عنه. مات في سنة أربع وثلاثين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1837"، والكاشف "3/ ترجمة 5610"، والعبر "1/ 419"، و"2/ 128"، وتهذيب التهذيب "10/ 198"، وتقريب التهذيب "2/ 257"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7066"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 81".

ابن أبي شيبة

1839- ابن أبي شيبة 1: "خ، م، د، س، ق". عبد الله بن محمد بن القَاضِي أَبِي شَيْبَةَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُوَاسْتَى، الإِمَامُ, العَلَمُ, سَيِّدُ الحُفَّاظِ, وَصَاحِبُ الكُتُبِ الكِبَارِ: "المُسْنَدِ" وَ"المُصَنَّفِ" وَ"التَّفْسِيْرِ", أَبُو بَكْرٍ العَبْسِيُّ مَوْلاَهُمُ, الكُوْفِيُّ. أَخُو الحَافِظِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَالقَاسِمِ بنِ أَبِي شَيْبَةَ الضَّعِيْفِ. فَالحَافِظُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي بَكْرٍ هُوَ وَلَدُهُ, وَالحَافِظُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ هُوَ ابْنُ أَخِيْهِ, فَهُمْ بَيْتُ عِلْمٍ, وَأَبُو بَكْرٍ: أَجَلُّهُم. وَهُوَ مِنْ أَقرَانِ: أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه, وَعَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ فِي السِّنِّ وَالمَوْلِدِ وَالحِفْظِ. وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ أَسَنُّ مِنْهُمْ بِسَنَوَاتٍ. طَلَبَ أَبُو بَكْرٍ العِلْمَ وَهُوَ صَبِيٌّ, وَأَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ هُوَ شَرِيْكُ بنُ عَبْدِ اللهِ القَاضِي. سَمِعَ مِنْهُ، وَمِن أَبِي الأَحْوَصِ سَلاَّمِ بنِ سُلَيْمٍ, وَعَبْدِ السَّلاَمِ بنِ حَرْبٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ, وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَأَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ, وَسُفْيَانَ بن عيينة, وعلي بن مسهر,

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 413"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 210"، وتاريخ بغداد "10/ 66"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 439"، وميزان الاعتدال "2/ 490"، والعبر "1/ 421"، وتهذيب التهذيب "6/ 2"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 85".

وعباد بن العوام، وعبد الله بن إدريس، وَخَلَفِ بنِ خَلِيْفَةَ -الَّذِي يُقَالُ: إِنَّهُ تَابِعِيٌّ- وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ العَمِّيِّ, وَعَلِيِّ بنِ هَاشِمِ بنِ البَرِيْدِ, وَعُمَرَ بنِ عُبَيْدٍ الطنافسي, وأخويه مُحَمَّدٍ وَيَعْلَى, وَهُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ, وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ عَبْدِ الأَعْلَى, وَوَكِيْعِ بنِ الجَرَّاحِ, وَيَحْيَى القَطَّانِ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ, وَعَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَأَبِي مُعَاوِيَةَ, وَيَزِيْدَ بنِ المِقْدَامِ, وَمَرْحُوْمٍ العطار, وإسماعيل ابن عُلَيَّةَ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ بِالعِرَاقِ وَالحِجَازِ, وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَكَانَ بَحْراً منْ بُحُوْرِ العِلْمِ وَبِهِ يُضرَبُ المَثَلُ فِي قُوَّةِ الحِفْظِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الشَّيْخَانِ, وأبو داود, وابن ماجه, وروى النسائي عن أَصْحَابهِ, وَلاَ شَيْءَ لَهُ فِي "جَامِعِ أَبِي عِيْسَى". وَرَوَى عَنْهُ أَيْضاً: مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ الكَاتِبُ, وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى, وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَأَبُو زُرْعَةَ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ, وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ؛ مُحَدِّثَا الأَنْدَلُسِ, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَأَبُو يَعلَى المَوْصِلِيُّ, وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ, وَحَامِدُ بنُ شُعَيْبٍ, وَصَالِحٌ جَزَرَةُ, وَالهَيْثَمُ بنُ خَلَفٍ الدُّوْرِيُّ, وَعُبَيْدُ بنُ غَنَّامٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدُوْسٍ السَّرَّاجُ, وَالبَاغَنْدِيُّ, وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ النَّيْسَابُوْرِيُّ, وَعَبْدَانُ, وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَأُمَمٌ سِوَاهُمْ. قَالَ يَحْيَى بن عبد الحميد الحماني: أولاد بن أَبِي شَيْبَةَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ كَانُوا يُزَاحِمُونَنَا عِنْدَ كُلِّ مُحَدِّثٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَبُو بَكْرٍ صَدُوْقٌ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ منْ أَخِيْهِ عُثْمَانَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ ثِقَةً حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ قَدِمَ عَلَيْنَا مَعَ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ فسرد للشيباني أربعمائة حَدِيْثٍ حِفْظاً وَقَامَ. وَقَالَ الإِمَامُ أَبُو عُبَيْدٍ: انْتَهَى الحَدِيْثُ إِلَى أَرْبَعَةٍ فَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ أَسْرَدَهُمْ لَهُ وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ أَفقَهُهُمْ فِيْهِ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ أَجْمَعُهُمْ لَهُ وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ أَعْلَمُهُمْ بِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ العَلاَءِ الجُرْجَانِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ وَأَنَا مَعَهُ فِي جَبَّانَةِ كِندَةَ فَقُلْتُ: لَهُ يَا أَبَا بَكْرٍ سَمِعْتَ منْ شَرِيْكٍ وَأَنْت ابْنُ كَم? قَالَ: وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَحْفَظُ لِلْحَدِيْثِ مِنِّي اليَوْمَ. قُلْتُ: صَدَقَ وَاللهِ وَأَينَ حِفظُ المُرَاهِقِ مِنْ حِفْظِ مَنْ هُوَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ?

قَالَ الجُرْجَانِيُّ: فَسَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ سَمَاعِ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ منْ شَرِيْكٍ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ عِنْدَنَا صَدُوْقٌ وَمَا يَحمِلُهُ أَنْ يَقُوْلَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخطِّهِ. وَقَالَ: وَحُدِّثْتُ عَنْ رَوْحِ بنِ عُبَادَةَ بِحَدِيْثِ الدَّجَّالِ وَكُنَّا نَظُنُّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي هِشَامٍ الرِّفَاعِيِّ. قَالَ عَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَقْعُدُ عِنْدَ الأُسطُوَانَةِ وَأَخُوْهُ وَمُشْكُدَانَةُ وَعَبْدُ اللهِ بنُ البَّرَادِ وَغَيْرُهُمْ كُلُّهُمْ سُكُوتٌ إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ فإِنَّهُ يَهْدِرُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هِيَ الأُسطُوَانَةُ الَّتِي يَجْلِسُ إِلَيْهَا ابْنُ عُقْدَةَ. فَقَالَ لِيَ ابْنُ عُقْدَةَ هَذِهِ هِيَ أُسطُوَانَةُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ جَلَسَ إِلَيْهَا بَعْدَهُ عَلْقَمَةُ وَبَعدَهُ إِبْرَاهِيْمُ وَبَعدَهُ مَنْصُوْرٌ وَبَعدَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَبَعدَهُ وَكِيْعٌ وَبَعدَهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ أبي شيبة وبعده مطين. وَقَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ جَزَرَةُ: أَعْلَمُ مَنْ أَدْرَكتُ بِالحَدِيْثِ وَعِلَلِهِ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَأَعْلَمُهُمْ بِتَصْحِيْفِ المَشَايِخِ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَأَحْفَظُهُمْ عِنْدَ المُذَاكَرَةِ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ خِرَاشٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا زُرْعَةَ فَأَصْحَابُنَا البَغْدَادِيُّونَ? قَالَ: دَعْ أَصْحَابَكَ فَإِنَّهُم أَصْحَابُ مَخَارِيقَ مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ أبو بكر متقنًا حافظًا صنف المسند والأحكام والتفسير وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ هُوَ وَأَخَوَاهُ القَاسِمُ وَعُثْمَانُ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ نِفْطَوَيْه: فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ أَشْخَصَ المُتَوَكِّلُ الفُقَهَاءَ وَالمُحَدِّثِيْنَ, فَكَانَ فِيْهِم مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ, وَإِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ, وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ, وَكَانَا مِنَ الحُفَّاظِ. فَقُسِمَتْ بَينَهُمُ الجَوَائِزُ وَأَمَرَهُمُ المُتَوَكِّلُ أَنْ يُحَدِّثُوا بِالأَحَادِيْثِ الَّتِي فِيْهَا الرَّدُّ عَلَى المُعْتَزِلَةِ وَالجَهْمِيَّةِ قَالَ: فَجَلَسَ عُثْمَانُ فِي مَدِيْنَةِ المَنْصُوْرِ وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ نَحْوٌ منْ ثَلاَثِيْنَ أَلفاً وَجَلَسَ أَبُو بَكْرٍ فِي مَسْجِدِ الرُّصَافَةِ, وَكَانَ أَشَدَّ تَقَدُّماً منْ أَخِيْهِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلاَثِيْنَ أَلفاً. قُلْتُ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ قَوِيَّ النَّفْسِ بِحَيْثُ إِنَّهُ اسْتَنكَرَ حَدِيْثاً تَفَرَّدَ بِهِ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عَنْ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَهُ هَذَا? فَهَذِهِ كُتُبُ حَفْصٍ مَا فِيْهَا هَذَا الحَدِيْثَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الدِّمَشْقِيُّ قِرَاءةً عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طاهر سنة سبع وعشرين وخمسمائة بِهَرَاةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوْنَ السُّلَمِيُّ وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المُعِزِّ، أَخْبَرَنَا زَاهِرٌ وَتَمِيْمُ بنُ

أَبِي سَعِيْدٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكنجروذي, قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الهِلاَلُ, فَقَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمُوْهُ فَصُوْمُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوْهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلاَثِيْنَ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ, غَرِيْبٌ. تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ وَلَمْ يَرْوِهِ عَنْهُ سِوَى عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وَلاَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ سِوَى مُحَمَّدِ بنِ بِشْرٍ العَبْدِيِّ, فِيْمَا عَلِمْتُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنْهُ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً عَالِيَةً وَلَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنَ السُّنَنِ سِوَى النَّسَائِيِّ فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ المَرْوَزيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ, فَوَقَعَ لَنَا بَدَلاً بِعُلُوِّ دَرَجَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البُنْدَارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ سُلَيْمَانُ بنُ حَيَّانَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا تَرَكْتُ عَلَى أُمَّتِي بَعْدِي فتنة أضر على الرجال من النساء" 2. وَبِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيْهِ سَمِعْتُ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ وَسُئِلَ كَيْفَ كَانَ يَسِيْرُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ دَفَعَ مِنْ عَرَفَاتَ? قَالَ: كَانَ يَسِيْرُ العَنَقَ فَإِذَا وَجَدَ فَجوَةً نَصَّ. قَالَ: هِشَامٌ وَالنَّصُّ أَرفَعُ مِنَ العَنَقِ. أَخْرَجَهُمَا مُسْلِمٌ3، عَنْ أَبِي بَكْرٍ فَوَافَقْنَاهُ. أَنْبَأَنَا ابْنُ عَلاَّنَ، حَدَّثَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا القَزَّازُ4، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المُحْتَسِبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ الكَاتِبِ, حَدَّثَنِي عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُرَبَّعِ, سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ يَقُوْلُ: رَبَّانِيُّو الحَدِيْثِ أَرْبَعَةٌ: فَأَعلَمَهُمْ بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَأَحْسَنُهُمْ سِيَاقَةً لِلْحَدِيْثِ وَأَدَاءً: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ وَأَحْسَنُهُمْ وَضْعاً لِكِتَابٍ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ, وَأَعلَمُهُمْ بِصَحِيْحِ الحَدِيْثِ وَسَقِيمِهِ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. قَالَ البُخَارِيُّ، وَمُطَيَّنٌ: مَاتَ أبو بكر في المحرم سنة خمس وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرٍو يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ النَّيْسَابُوْرِيُّ, وَبَقِيَ إلى سنة بضع وعشرين وثلاثمائة. وَقَدْ خَلَفَ أَبَا بَكْرٍ وَلَدُهُ الحَافِظُ الثَّبْتُ:

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1081" "20" من طريق ابن أبي شيبة، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "5096"، ومسلم "2741"، والترمذي "2780"، وابن ماجه "3998" من طريق سليمان التيمي، به. 3 صحيح: أخرجه البخاري "1666"، ومسلم "1286" "283" و"284"، وأبو داود "1923"، والنسائي "5/ 259". 4 هو: المسند أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الشيباني البغدادي، ويعرف بابن زريق القزاز.

إبراهيم بن عبد الله

1840- إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ 1: "س، ق" أَبُو شَيْبَةَ العَبْسِيُّ، الكُوْفِيُّ. وُلِدَ فِي أَيَّامِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ. وسَمِعَ مِنْ: جَعْفَرِ بنِ عَوْنٍ -وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ- وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى وَأَبِي نُعَيْمٍ وَقَبِيْصَةَ وَأَبِيْهِ وَأَعمَامِهِ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو عَوَانَةَ فِي "صَحِيْحِهِ"، وَالنَّسَائِيُّ فِي "اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ" وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ وَطَائِفَةٌ. وَكَانَ منْ تَلاَمِذَةِ الإِمَامِ أَحْمَدَ فِي الفِقْهِ لَهُ عَنْهُ مَسَائِلُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. قُلْتُ: توفي في سنة خمس وستين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 322"، وتهذيب التهذيب "1/ 136".

الحزامي

1841- الحِزَامي 1: "خَ، س" المُحَدِّثُ، العَالِمُ، أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ شَيْبَةَ الحِزَامِيُّ مَوْلاَهُمُ المَدَنِيُّ. عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ, وَمُوْسَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَنْصَارِيِّ, وَابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ, والوليد ابن مُسْلِمٍ، وَأَبِي نُبَاتَةَ يُوْنُسَ بنِ يَحْيَى, وَعَبْدِ الرحمن بن المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِزَامِيِّ, وَصَدَقَةَ بنِ بَشِيْرٍ, وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيْحِ" وَعَبْدُ اللهِ بنُ شَبِيْبٍ وَالرَّبِيْعُ المُرَادِيُّ وَالفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: رَآهُ أَبُو زُرْعَةَ فَذَاكَرَهُ بِغَرَائِبَ لَمْ تَكُنْ عِنْدَ أَبِي زُرْعَةَ فَسَأَلَهُ أَنْ يُحَدِّثَهُ فَصَارَ إِلَيْهِ وَنَظَرَ فِي كُتُبِهِ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ"، وَقَالَ: رُبَّمَا خَالَفَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: ضَعِيْفٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَمْ يَكُنْ بَيْنَ تَحْدِيْثِهِ وَمَوْتِهِ كَثِيْرُ شَيْءٍ اخَتَلَفْتُ إِلَيْهِ عِشْرِيْنَ لَيْلَةً أَنظُرُ فِي كُتُبِهِ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1007"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1223"، والكاشف "2/ ترجمة 3289"، والمغني "2/ ترجمة 3589"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 4914"، وتهذيب التهذيب "6/ 221"، وتقريب التهذيب "1/ 489"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4174".

هارون بن معروف

1842- هارون بن معروف 1: "خَ، م، د" الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الثِّقَةُ، أَبُو عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ الخَزَّازُ, ثُمَّ الضَّرِيْرُ. حَدَّثَ عَنْ: هُشَيْمٍ, وَيَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ, وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ, وَعَبْدِ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ, وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ, وَمَرْوَانَ بنِ شُجَاعٍ, وَطَبَقَتِهِم مِنْ أَهْلِ الحِجَازِ وَالشَّامِ وَمِصْرَ وَالجَزِيْرَةِ وَالعِرَاقِ. وَعُنِيَ بِهَذَا الشَّأْنِ وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَبِوَاسِطَةٍ البُخَارِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى, وَصَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ, وَأَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ, وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَأَبُو يَعْلَى، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعَ مِنْهُ أَبِي بِبَغْدَادَ في سنة خمس عشرة بعدما عَمِيَ مِنْ حِفْظِهِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ الثِّقَةَ يَقُوْلُ: قَالَ هَارُوْنُ بنُ مَعْرُوْفٍ: رَأَيْتُ فِي المَنَامِ يُقَالُ لِي: مَنْ آثَرَ الحَدِيْثَ عَلَى القُرْآنِ عُذِّبَ. قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّ ذَهَابَ بَصَرِي مِنْ ذَلِكَ. وَقَالَ هَارُوْنُ الحَمَّالُ: سَمِعْتُ هَارُوْنَ بنَ مَعْرُوْفٍ يَقُوْلُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ القُرْآنَ مَخْلُوْقٌ فَكَأَنَّمَا عَبَدَ اللاَّتَ وَالعُزَّى. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ عَنْهُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لاَ يَتَكَلَّمُ فَهُوَ يَعْبُدُ الأَصْنَامَ. مَاتَ فِي آخِرِ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وثلاثين ومائتين. وعاش أربعًا وسبعين سنة.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 355"، والتاريخ الكبير"8/ ترجمة 2811"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 17 و257" و"3/ 116"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 387"، وتاريخ بغداد "14/ 14"، والعبر "1/ 410"، والكاشف "3/ ترجمة 6023"، وتهذيب التهذيب "11/ 11-12"، وتقريب التهذيب "2/ 213"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7634"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 71".

داود بن عمرو

1843- داود بن عمرو 1: "م، س" ابن زهير بن عمرو بن جَمِيْلِ بنِ الأَعْرَجِ بنِ عَاصِمٍ الشَّيْخُ الحَافِظُ الثِّقَةُ أَبُو سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ البَغْدَادِيُّ, ابْنُ عَمِّ مُحَدِّثِ أَصْبَهَانَ أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ بنِ المُسَيَّبِ بنِ زُهَيْرٍ الضَّبِّيِّ. وُلِدَ دَاوُدُ: قَبْلَ الخَمْسِيْنَ ومائة تقريبًا. وَرَوَى عَنْ: جُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ, وَنَافِعِ بنِ عُمَرَ الجُمَحِيِّ, وَأَبِي مَعْشَرٍ نَجِيْحٍ السِّنْدِيِّ, وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ, وَشَرِيْكٍ القَاضِي, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ, وَمُحَمَّدِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ, وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَمُسْلِمٌ فِي "صَحِيْحِهِ" وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ العَطَّارِ: رَأَيْتُ أَحْمَدَ بن حنبل يأخذ داود بنِ عَمْرٍو بِالرِّكَابِ. وَقَالَ البَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ عَمْرٍو الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَدْ كَانَ البَغَوِيُّ مُكْثِراً عَنْهُ فَكَانَ مُجَّان الطَّلَبَةِ يَقُوْلُوْنَ: فِي دار أبي القاسم بن بِنْتِ مَنِيْعٍ شَجَرَةٌ تَحْمِلُ دَاوُدَ بنَ عَمْرٍو الضبي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 349"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 801"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة رقم 1918"، وتاريخ بغداد "8/ 363"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 465"، والعبر "1/ 402"، والكاشف "1/ ترجمة 1468"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2636"، والمغني "1/ ترجمة 2016", وتهذيب التهذيب "3/ 195"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1935"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 64".

قَالَ الخَطِيْبُ, وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ دَاوُدُ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: بَلْ مَاتَ فِي صَفَرٍ. وَقَدْ رَوَى النَّسَائِيُّ لَهُ فِي "سُنَنِهِ". أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ، وَالغَسُوْلِيُّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ البَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ البُسْرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الذَّهَبِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ عَمْرٍو المُسَيَّبِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ عَنِ القَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ, وَهُوَ مَيِّتٌ, فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ, وَبَكَى, ثُمَّ قَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ. حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ. قَالَ البُخَارِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عبيد ليس بذلك القَوِيِّ. وَبِهِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاهِبِ الحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ فِيْهِ: بَكَى بُكَاءً طَوِيْلاً. فَلَمَّا رُفِعَ عَلَى السَّرِيْرِ قَالَ: "طُوْبَاكَ يَا عُثْمَانُ, لَمْ تَلْبَسْكَ الدُّنْيَا, وَلَمْ تَلْبَسْهَا". وَبِهِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ عَمْرٍو المُسَيَّبِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بن محمد بن طحلاء عن أبي الرجال عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَيْتٌ لاَ تَمْرَ فِيْهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ" 1. وَبِهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ عَنِ الحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: بَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخَذْتُهُ أَخْذاً عَنِيْفاً فَقَالَ: "دَعِيْهِ, فَإِنَّهُ لَمْ يَطْعَمِ الطَّعَامَ, وَلاَ يَضُرُّ بَوْلُهُ". حَجَّاجٌ: فِيْهِ لِيْنٌ. وَقَولُهُ: المُسَيَّبِيُّ: نَسَبَهُ إِلَى عَمِّهِ الأَمِيْرِ المُسَيَّبِ بن زهير. حَدَّثَنَا الأَبَرْقُوْهِيُّ، حَدَّثَنَا الفَتْحُ، حَدَّثَنَا هِبَةُ اللهِ الحَاسِبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ الوَزِيْرِ، حَدَّثَنَا البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَمْرٍو عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الحَرْبُ خَدْعة" 2.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2046"، وأبو داود "3831"، والترمذي "1816"، وابن ماجه "3327". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3030"، ومسلم "1739"، وأبو داود "2636"، والترمذي "1675".

داود بن رشيد

1844- داود بن رُشَيد 1: "خَ، م، د، س". الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ أَبُو الفَضْلِ الخُوَارِزْمِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ مَولَى بَنِي هَاشِمٍ رَحَّالٌ جَوَّالٌ صَاحِبُ حَدِيْثٍ. سَمِعَ أَبَا المَلِيْحِ الحَسَنَ بنَ عُمَرَ الرَّقِّيَّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ جَعْفَرٍ, وَهُشَيْمَ بنَ بَشِيْرٍ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عَيَّاشٍ, ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة, والوليد بنَ مُسْلِمٍ, وَإِسْمَاعِيْلَ ابْنَ عُلَيَّةَ, وَبَقِيَّةَ بنَ الوَلِيْدِ, وَأَبَا إِسْمَاعِيْلَ المُؤَدِّبَ, وَمَرْوَانَ بنَ مُعَاوِيَةَ, وَشُعَيْبَ بنَ إِسْحَاقَ, وَسُوَيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَعَبْدَ المَلِكِ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيَّ, وَمَكِّيَّ بنَ إبراهيم, وعدة. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَبَقِيُّ بنُ مَخْلدٍ, وَأَبُو زُرْعَةَ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ, وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ, وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ المُجَدَّرِ, وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ, وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ, نَبِيْلٌ. قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ وَالنَّسَائِيُّ, عَنْ رَجُلٍ, عَنْهُ. أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ فِي "المُجَالَسَةِ": حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ قَالَ: قُمْتُ لَيْلَةً أُصَلِّي فَأَخَذَنِي البَردُ لِمَا أَنَا فِيْهِ مِنَ العُرْيِ فَأَخَذَنِي النَّومُ فَرَأَيْتُ كَأَنَّ قَائِلاً يَقُوْلُ: يَا دَاوُدُ أَنَمْنَاهُمْ وَأَقَمنَاكَ, فَتَبكِي عَلَيْنَا? قَالَ الحَرْبِيُّ: فَأَظُنُّ دَاوُدَ مَا نَامَ بَعْدَهَا, يَعْنِي: مَا تَرَكَ تَهَجُّدَ اللَّيْلِ. قَالَ وسَمِعْتُ دَاوُدَ يَقُوْلُ: قَالَتْ حُكَمَاءُ الهِنْدِ: لاَ ظَفَرَ مَعَ بَغْيٍ، وَلاَ صِحَّةَ مَعَ نَهْمٍ، وَلاَ ثَنَاءَ مَعَ كِبْرٍ، وَلاَ صَدَاقَةَ مَعَ خِبٍّ2، وَلاَ شَرَفَ مَعَ سُوءِ أَدَبٍ، وَلاَ بِرَّ معَ شُحٍّ، وَلاَ مَحَبَّةَ مَعَ هُزءٍ، وَلاَ قَضَاءَ مَعَ عَدَمِ فِقْهٍ، وَلاَ عُذْرَ مَعَ إِصرَارٍ، وَلاَ سِلْمَ قَلْبٍ مَعَ غِيبَةٍ، وَلاَ رَاحَةَ مَعَ حَسَدٍ، وَلاَ سُؤْدُدَ مَعَ انتِقَامٍ، وَلاَ رِئَاسَةَ مَعَ عِزَّةِ نَفْسٍ وَعُجْبٍ، وَلاَ صَوَابَ مَعَ تَركِ مُشَاوَرَةٍ، وَلاَ ثَبَاتَ ملك مع تهاون.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 349"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 838"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1884"، والحلية لأبي نعيم "8/ 335"، وتاريخ بغداد "8/ 367"، والأنساب للسمعاني "5/ 194"، والعبر"1/ 429"، والكاشف "1/ ترجمة 1450"، وتهذيب التهذيب "3/ 184"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1915"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 91". 2 الخِب: الخداع، والغش.

توفي في سَابِعَ شَعْبَانَ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَهُوَ من أبناء الثَّمَانِيْنَ وَلَعَلَّ بَعْضَ أُمَرَاءِ الزَّمَانِ يَحوِي هَذِهِ الخِلاَلَ الرَّدِيَّةَ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَكَ المُبَارَكُ بنُ أَبِي الجُوْدِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي غَالِبٍ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ المُؤَدِّبُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ عَلِّمْنِي مَا أَدْخُلُ بِهِ الجَنَّةَ وَلاَ تُكْثِرْ عليَّ، قَالَ: "لاَ تَغْضَبْ" 1. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَافِظِ، وَجَمَاعَةٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو المُنَجَّى بنُ اللَّتِّيِّ، وَقَرَأْتُ عَلَى الأَبَرْقُوْهِيِّ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا العُلَبِيُّ, قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ, أَخْبَرَتْنَا بِيْبَى الهَرْثَمِيَّةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ أَيُّوْبَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بن نافع عن سليمان الأحول عن طاوس عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: رَأَى عليَّ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَوْبَيْنِ مُعَصفَرَيْنِ, فَقَالَ: "أُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا "؟. قُلْتُ: أَغْسِلُهُمَا? قَالَ: "أَحْرِقْهُمَا". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ2، عَنْ دَاوُدَ. وَالإِحرَاقُ هُنَا تَعْزِيْرٌ، وَلَعَلَّ صِبْغَهُمَا كَانَ لاَ يَزُولُ بالغسل كما ينبغي, والمعصفر يرخص للمرأة.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6116"، والترمذي "2020". 2 صحيح: أخرجه مسلم "2077" "28"، ووقع عنده أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها". وذلك في رواية له "2077" "27".

سليمان ابن بنت شرحبيل

1845- سليمان ابن بنت شُرَحْبيل 1: "خَ، 4" هُوَ الإِمَامُ, العَالِمُ الحَافِظُ مُحَدِّثُ دِمَشْقَ، أَبُو أَيُّوْبَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عِيْسَى بنِ مَيْمُوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيُّ, الدِّمَشْقِيُّ, وَجَدُّهُ هُوَ شُرَحْبِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ المُحَدِّثُ التَّابِعِيُّ الحِمْصِيُّ شَيْخُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ, كَانَ مِنْ فُرْسَانِ الحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَحَاتِمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَبَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ، وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، وَمَسْلَمَةَ بنِ عَلِيٍّ، وَيَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَبِشْرِ بنِ عَوْفٍ، وَخَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ أَبِي مَالِكٍ، وَسَعْدَانَ بنِ يَحْيَى، وَسُوَيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الرِّجَالِ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ محمد الصنعاني، وعمر بن عبد الوَاحِدِ النَّصْرِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ أَبِي مَالِكٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ حِمْيَرٍ، وَمَعْرُوْفٍ الخَيَّاطِ مَوْلَى وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ يَرْوِيَ عَنْ: الحَافِظِ مُعَاوِيَةَ بنِ صَالِحٍ الأَشْعَرِيِّ، وَهُوَ تِلمِيذُهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ، وَمَحْمُوْدُ بنُ خَالِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنَيْدِ الخُتَّلِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سُنَيْنٍ الخُتَّلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحسن الترمذي، وأحمد بن محمد بن أَخِي هِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَأَحْمَدُ بنُ المُعَلَّى القَاضِي، وَأَبُو قُصَيٍّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ العُذْرِيُّ، وإسماعيل بن مُحَمَّدِ بنِ قِيْرَاطٍ، وَبَدْرُ بنُ الهَيْثَمِ الدِّمَشْقِيُّ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ الخُوَارِزْمِيُّ القاضي، وأبو زُرْعَةَ، وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ، وَعَمْرُو بنُ أَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ الحَرِيْصِ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سُمَيْعٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ أَكيَسُ مِنْهُ. رَوَاهُ أَبُو حَاتِمٍ عَنْهُ. ثُمَّ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سُلَيْمَانُ صَدُوْقٌ مُسْتَقِيْمُ الحَدِيْثِ، وَلَكِنَّهُ أَرْوَى النَّاسِ عَنِ الضُّعَفَاءِ، وَالمَجْهُوْلِيْنَ، وَكَانَ عِنْدِي فِي حَدِّ لَوْ أَنَّ رَجُلاً، وَضَعَ لَهُ حَدِيْثاً لَمْ يُفْهَمْ، وَكَانَ لاَ يُمَيِّزُ. أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ, سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ كَيِّسٌ. ثُمَّ قَالَ أَبُو داود: وأبو أيوب -يعني سليمان بن بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ- خَيْرٌ مِنْ هِشَامٍ, حَدَّثَ هِشَامٌ بأرجح من أربعمائة حَدِيْثٍ لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ مُسْنَدَةٌ كُلُّهَا كَانَ فَضْلَكُ يَدُوْرُ عَلَى أَحَادِيْثِ أَبِي مُسْهِرٍ، وَغَيْرِهِ, يُلَقِّنُهَا هِشَاماً، وَيَقُوْلُ هِشَامٌ: حَدَّثَنِي, قَدْ رُوِيَ, فَلاَ أُبَالِي مَنْ حَمَلَ الخَطَأَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ أَيْضاً: سُلَيْمَانُ: ثِقَةٌ يُخطِئُ كَمَا يُخطِئُ النَّاسُ. قِيْلَ لَهُ أَحُجَّةٌ هُوَ? قَالَ: الحُجَّةُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ, عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ إِذَا رَوَى عَنِ المَعْرُوْفِيْنَ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: كَانَ صَحِيْحَ الكتاب إلا أنه كان يحول, فإن وَقَعَ فِيْهِ شَيْءٌ, فَمِنَ النَّقْلِ، وَسُلَيْمَانُ ثِقَةٌ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: لاَ بَأْسَ بِهِ، وَلَكِنَّهُ يحدث عن الضَّعفى.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 1838"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 209 و279" و"2/ 102 و203" و"3/ 198 و360"، والضعفاء الكبير للعقيلي "2/ ترجمة 618"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 559"، والكاشف "1/ ترجمة 2132"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 444"، والعبر "1/ 413"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3487"، وتهذيب التهذيب "4/ 207"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2720"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 78".

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يُعتَبَرُ حَدِيْثُهُ إِذَا رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ, فَإِذَا رَوَى عَنِ المَجَاهِيْلِ, فَفِيْهَا مَنَاكِيْرُ. قَالَ الحَاكِمُ: قُلْتُ لِلدَّارَقُطْنِيِّ: سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ? قَالَ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: أَلَيْسَ عِنْدَهُ مَنَاكِيْرُ? قَالَ: حَدَّثَ بِهَا عَنْ ضُعَفَاءَ, فَأَمَّا هُوَ, فَثِقَةٌ. وَذَكَرهُ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ فِي أَهْلِ الفَتْوَى بِدِمَشْقَ. وَقَالَ أَيْضاً: سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقِيْهُ أَهْلِ دِمَشْقَ. قَالَ الحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ جَوْصَا: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ يَعْقُوْبَ الجَوْزَجَانِيَّ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ, فَلَمْ يَأْذَنْ لِلنَّاسِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ وَاسْتَزَدْنَاهُ قَالَ: بَلَغَنِي وُرُوْدُ هَذَا الغُلاَمِ الرَّازِيِّ -يَعْنِي أبا زرعة- فدرستُ للالتقاء به ثلاثمائة أَلْفِ حَدِيْثٍ. قُلْتُ: هُوَ فِي نَفْسِهِ صَدُوْقٌ لَكِنَّهُ لَهِجَ بِرِوَايَةِ الغَرَائِبِ عَنِ المَجَاهِيْلِ وَالضُّعَفَاءِ. وله في كِتَابِ أَبِي عِيْسَى التِّرْمِذِيِّ حَدِيْثُ الدُّعَاءِ لِحِفْظِ القُرْآنِ، يَرْوِيْهِ عَنِ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ, قَالَ: حدثنا بن جريح, والحديث شبه موضوع. وَقَدْ رَوَى: البُخَارِيُّ أَيْضاً، عَنْ عَبْدِ اللهِ عَنْهُ. وَعَبْدُ اللهِ هَذَا: هُوَ عِنْدِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الخُوَارِزْمِيِّ القَاضِي, فَإِنَّ البُخَارِيَّ نَزَلَ عِنْدَهُ مُدَّةً, وَنَظَرَ فِي كُتُبِهِ, وَعَلَّقَ عَنْهُ أَمَاكِنَ فِي كِتَابِ "الضُّعَفَاءِ" الكَبِيْرِ لَهُ. وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَالِي حَدِيْثِ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ, وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. زَادَ بن دُحَيْمٍ فَقَالَ: فِي يَوْمِ الأَرْبَعَاءِ لِلَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنْ صَفَرٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَشَهِدْتُهُ, وَصَلَّى عَلَيْهِ مَالِكُ بنُ طَوْقٍ -يَعْنِي: الأَمِيْرَ الَّذِي بَنَى مَدِيْنَةَ الرَّحْبَةِ- وَقَالَ: أَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْر: مات وهو بن ثمانين سنة.

أما سليمان بن عبد الرحمن

1846- أما سليمان بن عبد الرحمن 1: ابن حماد بن عِمْرَانَ بنِ مُوْسَى بنُ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ الطَّلْحِيُّ الكُوْفِيُّ التَّمَّارُ, فَيَرْوِي عَن أَبِيْهِ. يُكْنَى أَبَا دَاوُدَ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ وَأَبُو زُرْعَةَ وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ 252. أَخْبَرَنَا أَبُو الفِدَاءِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الفَرَّاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن بن أيوب البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ, سَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ الخُدْرِيَّ يَقُوْلُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ وَلاَ تَحْمِلَنَّكُمُ العُسْرَةُ عَلَى أَنْ تَطلُبُوا الرِّزْقَ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ, فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "اللَّهُمَّ احْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ المَسَاكِيْنِ وَلاَ تَحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الأَغْنِيَاءِ. فَإِنَّ أَشْقَى الأَشْقِيَاءِ مَنِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ فَقْرُ الدُّنْيَا وَعَذَابُ الآخِرَةِ". غَرِيْبٌ جِدّاً. وَخَالِدٌ دِمَشْقِيٌّ, ضَعَّفَهُ: يَحْيَى بنُ معين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "4/ ترجمة 560"، والكاشف "1/ ترجمة 2131"، وتهذيب التهذيب "4/ 206"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2719".

إبراهيم بن موسى الفراء

1847- إبراهيم بن موسى الفَرَّاء 1: "خَ، م، د". الحَافِظُ الكَبِيْرُ, المُجَوِّدُ, أَبُو إِسْحَاقَ التَّمِيْمِيُّ الرَّازِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الأَحْوَصِ سَلاَّمِ بنِ سُلَيْمٍ, وَعَبْدِ الوَارِثِ بنِ سَعِيْدٍ, وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَيَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ, وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ, وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ, وَوَكِيْعٍ, وَطَبَقَتِهِم, وَرَحَلَ إِلَى الأَقْطَارِ, وَصَنَّفَ, وَجَمَعَ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ, وَمُسْلِمٌ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَأَبُو زرعة, ومحمد بن إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ, وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الطَّيَالِسِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْدِ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْسِ البَجَلِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ بَيْتَانَ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ حَاضِرٍ شَيْخٌ لأَبِي بكر الشافعي, وخلق سواهم.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1028"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 436"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 456"، والعبر "1/ 407"، وتهذيب التهذيب "1/ 170"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 69".

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ أَتْقَنُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ وَأَصَحُّ حَدِيْثاً وَأَحْفَظُ مِنْ صَفْوَانَ بنِ صَالِحٍ المُؤَذِّنِ. وَقَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ, وَعَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ كَذَلِكَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ مِنَ الثِّقَاتِ, هُوَ أَتْقَنُ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ مِهْرَانَ الجَمَّالِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: مَاتَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ. قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنٍ القُرَشِيِّ: أَخْبَرَكُم مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ بَيْتَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ، حَدَّثَنَا عِيْسَى هُوَ ابْنُ يُوْنُسَ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ شُبَيْلٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ, قَالَ: قَالَ لِي زَيْدُ بنُ أَرْقَمَ: إِنْ كُنَّا لَنَتَكَلَّمُ فِي الصَّلاَةِ فِي عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُكَلِّمُ أَحَدُنَا صَاحِبَهُ بِحَاجَتِهِ حَتَّى نَزَلَتْ: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البَقَرَةُ: 238] ، فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوْتِ. أَخْرَجَهُ الجَمَاعَةُ1, سِوَى القَزْوِيْنِيِّ مِنْ طُرُقٍ, عَنْ إِسْمَاعِيْلَ, نَحْوَهُ. أَنْبَأَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ وَابْنُ عَلاَّنَ وَطَائِفَةٌ قَالُوا، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هبة الله بن الحصين، حدثنا بنِ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ حَاضِرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بنُ العَوَّامِ عَنْ عُمَرَ بنُ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الحَسَنِ عَنْ الأَحْنَفِ عَنِ العَبَّاسِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لا تزال أُمَّتِي عَلَى الفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا المَغْرِبَ حَتَّى اشْتِبَاكِ النُّجُوْمِ". أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ2, عَنْ محمد بن يحيى, عن الفداء.

_ 1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "1200"، وَمُسْلِمٌ "539"، وَأَبُو دَاوُدَ "949"، وَالتِّرْمِذِيُّ "405"، وَالنَّسَائِيُّ "3/ 18". 2 جيد: أخرجه ابن ماجه "689"، والدارمي "1/ 275"، وإسناده ضعيف، فيه عمر بن إبراهيم في حديثه عن قتادة ضعف كما قال الحافظ في "التقريب" لكن للحديث شاهد من حديث أبي أيوب وعقبة ابن عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لا تزال أمتي بخير"، أو قال "على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم". أخرجه أحمد "4/ 147" و"5/ 417 و422"، من طريق ابن إسحاق حدثني يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بنِ عبد الله، عن أبي أيوب وعقبة بن عامر، به. قلت: إسناده حسن، محمد بن إسحاق بن يسار، صدوق مدلس، مشهور بالتدليس، لكنه قد صرَّح بالتحديث فأمنا شر تدليسه، فالحديث به جيد، والله -تعالى- أعلى وأعلم.

وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ. قُلْتُ: عُمَرُ تَالِفٌ. قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ عَسَاكِرَ1، عَنْ أَبِي رَوْحٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الصَّابُوْنِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا محمد بن أيوب، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ عُبَيْدَةَ, أَخْبَرَنِي أَيُّوْبَ بنِ خَالِدٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَافِعٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اليَوْمُ المَوْعُوْدُ يَوْمُ القِيَامَةِ وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ وَالمَشْهُوْدُ يَوْمُ عَرَفَةَ". الحديث أخرجه الترمذي 2.

_ 1 هو: مسند الشام شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة بن أحمد بن عساكر توفي سنة تسع وتسعين وستمائة عن خمس وثمانين سنة. 2 ضعيف، أخرجه الترمذي "3339"، وإسناده ضعيف آفته موسى بن عبيدة الربذي فإنه ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب".

محمد بن مهران الجمال

1848- مُحَمَّدُ بنُ مِهْرَانَ الجَمَّال 1: "خَ، م، د" الحَافِظُ, الثِّقَةُ, الجَوَّالُ، النَّقَّالُ، أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: فُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ, وَمَرْحُوْمِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ, وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ, وَحَاتِمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ, وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَعَتَّابِ بنِ بَشِيْرٍ, وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ, وَمُلاَزِمِ بنِ عَمْرٍو, وَمِسْكِيْنِ بنِ بُكَيْرٍ, وَعَطَاءِ بنِ مُسْلِمٍ, وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ, وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ, وَيَحْيَى القَطَّانِ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ منْ نُظَرَائِهِم, وَدُوْنِهِم. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ, وَمُسْلِمٌ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَأَبُو زُرْعَةَ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ, وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ, وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيُّ, وَالحَسَنُ بنُ العَبَّاسِ الرَّازِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ إبراهيم الطَّيَالِسِيُّ, وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ فَارِسٍ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ الرَّازِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ, وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الطَّبَرَكِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ بَكْرٍ الكَيْلاَنِيُّ -وَرَّاقُ أبي زرعة- وآخرون.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 777"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 402"، وتذكرة الحفاظ "2/ 445"، والعبر "1/ 430"، والكاشف "3/ ترجمة 5259"، وتهذيب التهذيب "9/ 478"، وتقريب التهذيب "2/ 211"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6684"، وشذرات الذهب "2/ 92".

قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الجَمَّالِ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى فَقَالَ: كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ أَوْسَعَ حَدِيْثاً وَكَانَ إِبْرَاهِيْمُ أَتْقَنَ وَأَبُو جَعْفَرٍ صَدُوْقٌ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الأعين: مشايخ خرسان ثَلاَثَةٌ: أَوَّلُهُم: قُتَيْبَةُ وَالثَّانِي: مُحَمَّدُ بنُ مِهْرَانَ وَالثَّالِثُ: عَلِيُّ بنُ حُجْرٍ. قَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ مِهْرَانَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ أَوْ قَرِيْباً مِنْهُ. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ القَصَّارُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ تسع وأربعين وأربعمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الطَّبَرَكِيُّ بِالرَّيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الجَمَّالُ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيْه عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ, وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ, فَإذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِماً اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالاً, فَسُئِلُوا, فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ, فَضَلُّوا, وَأَضَلُّوا" 1. هَذَا غَرِيْبٌ مِنْ طَرِيْقِ عِيْسَى. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: مَا كَتَبنَاهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الطَّرِيْقِ.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 203"، والبخاري "100"، ومسلم "2673"، والترمذي "2652"، وابن ماجه "52".

الخازن

1849- الخازن 1: الإِمَامُ مُحَدِّثُ هَمَذَانَ، أَبُو الحَسَنِ الحَارِثُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَقِيْلٍ الهَمَذَانِيُّ، المَعْرُوْفُ: بِالخَازِنِ. قِيْلَ: كَانَ خَازِناً لِبَعْضِ الخُلَفَاءِ. رَوَى عَنْ: أَبِي مَعْشَرٍ نَجِيْحٍ, وَقَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ, وَهُشَيْمٍ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَعِيْشَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ سَنْدُوْلٌ, وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ المُسُوْحِيُّ, وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ الكَرَابِيْسِيُّ, وَخَلْقٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَمْ يَبلُغْنِي أَنَّه أَخطَأَ إِلاَّ فِي حَدِيْثٍ وَاحِدٍ كَأَنَّهُ دَخَلَ لَهُ حَدِيْثٌ فِي حَدِيْثٍ. وَلَيَّنَهُ: ابْنُ عَدِيٍّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ خزان الخلافة.

_ 1 ترجمته في المجروحين لابن حبان "1/ 222"، والكامل لابن عدي "2/ ترجمة 370"،وميزان الاعتدال "1/ 437".

سريج بن يونس

1850- سُرَيْجُ بن يونس 1: "خ، م، س" ابن إبراهيم, الإِمَامُ, القُدْوَةُ, الحَافِظُ، أَبُو الحَارِثِ المَرْوَزِيُّ, ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ, وَهُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ, وَعَبَّادِ بنِ عَبَّادٍ, وَيُوْسُفَ بنِ المَاجَشُوْنِ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُجَالِدٍ, وَأَبِي إِسْمَاعِيْلَ المُؤَدِّبِ, وَيَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ, وَمَرْوَانَ بنِ شُجَاعٍ, وَطَبَقَتِهِم, فَأَكْثَرَ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ, وَبِوَاسِطَةٍ البُخَارِيُّ, وَالنَّسَائِيُّ, وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ, وَأَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَةُ, وَأَبُو زُرْعَةَ, وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ, وَأَبُو جَعْفَرٍ الحَضْرَمِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ, وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. سُئِلَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَنْهُ، فَقَالَ: صَاحِبُ خَيْرٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: ثِقَةٌ جِدّاً عَابِدٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ سُرَيْج بنَ يُوْنُسَ, يَقُوْلُ: رَأَيْتُ رَبَّ العِزَّةِ فِي المَنَامِ، فَقَالَ: سَلْ حَاجَتَكَ. فَقُلْتُ: رَحْمَان سَرْبَسَرْ -يَعْنِي: رَأْساً بِرَأْسٍ. قُلْتُ: كَانَ سُرَيْجٌ مِنَ الأَئِمَّةِ العَابِدِينَ, لَهُ أَحوَالٌ, وَكَانَ رَأْساً فِي السُّنَّةِ. قَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَلَوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ، أخبرنا ابن عفيف، أخبرنا بن أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ, وَسُرَيْجُ بنُ يُوْنُسَ, وَابْنُ عَبَّادٍ, وَابْنُ المُقْرِئِ, قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ, أَخْبَرَنِي عَمْرُو بنُ أَوْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أُرْدِفَ عَائِشَةَ, فَأُعْمِرَهَا مِنَ التَّنْعِيْمِ. أَخْرَجَهُ البخاري2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 257"، والتاريخ الكبير "4/ ترجمة 2508"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 64"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1328"، وتاريخ بغداد "9/ 219"، والإكمال لابن ماكولا "4/ 272"، والعبر "1/ 421"، والكاشف "1/ ترجمة 1828"، وتهذيب التهذيب "3/ 457"، وخلاصة الخزرجي "1/ترجمة 2364"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 84". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1784".

عمرو الناقد

1851- عَمرو الناقد 1: "خَ، م، د" هُوَ: الإِمَامُ، الحَافِظُ, الحُجَّةُ, أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُكَيْرِ بنِ سَابُوْرَ, البَغْدَادِيُّ, النَّاقِدُ, نَزِيْلُ الرَّقَّةِ. حَدَّثَ عَنْ: هُشَيْمٍ, وَأَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ, وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ, وَحَفْصِ بن غِيَاثٍ, وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ, وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ هَمَّامٍ, وَطَبَقَتِهِم. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ, وَمُسْلِمٌ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَأَبُو زُرْعَةَ, وَأَبُو حَاتِمٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ السَّرَّاجُ, وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ عَمْرٌو النَّاقِدُ يَتَحَرَّى الصِّدْقَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ, أَمِيْنٌ. وَقَالَ الحُسَيْنُ بنُ فَهْمٍ: كَانَ ثِقَةً, صَاحِبَ حَدِيْثٍ, فَقِيْهاً, مِنَ الحُفَّاظِ المَعْدُوْدِينَ. مَاتَ لأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِبَغْدَادَ. وَكَذَا أَرَّخَهُ فِي الشَّهْرِ غَيْرُ وَاحِدٍ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِمْلاَءً, قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَأَنَا أَسْمَعُ: حَدَّثَكُم عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنِ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَلاَةُ القَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صلاة القائم" 2.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 358"، والتاريخ الكبير "6/ ترجمة 2682"، والكنى للدولابي، "2/ 26"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1451"، وتاريخ بغداد "12/ 205"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 328"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 452"، والكاشف "2/ ترجمة 4292"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 6442"، وتهذيب التهذيب "8/ 96"، وتقريب التهذيب "2/ 78"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 5376"، وشذرات الذهب "2/ 75". 2 صحيح: أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ "735"، وَأَبُو دَاوُدَ "950"، وَالنَّسَائِيُّ "3/ 223"، وَابْنُ مَاجَهْ "1229"، ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، به.

خلف بن سالم

1852- خلف بن سالم 1: "س" الإِمَامُ, الحَافِظُ, المُجَوِّدُ, أَبُو مُحَمَّدٍ السِّنْدِيُّ، المهلبي، البغدادي, مولى آل المُهَلَّبِ, مِنْ كِبَارِ الحُفَّاظِ. وُلِدَ بَعْدَ السِّتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: هُشَيْمٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ, وَأَبِي مُعَاوِيَةَ, وَطَبَقَتِهِم, وَارْتَحَلَ إِلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ أَبِي خُثَيْمَةَ, وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ المَعْمَرِيُّ, وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ, وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ, وَعِدَّةٌ. وَأَخْرَجَ لَهُ النَّسَائِيُّ حَدِيْثاً فِي "سُنَنِهِ"، وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالحِفْظِ, وَمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ. وَمِنْ مَشَايِخِهِ: إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ عُلَيَّةَ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ, وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ, وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ. وَكَانَ صَدِيْقاً لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ. مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ لِسَعَةِ حِفْظِهِ يَتَّبِعُ الغَرَائِبَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ المَرُّوْذِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عَنْهُ فَقَالَ: مَا أَعْرِفُه يَكذِبُ نَقَمُوا عَلَيْهِ بِتَتَبُّعِهِ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ. وَقَالَ فِيْهِ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: صَدُوْقٌ. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: كَانَ ثِقَةً, ثَبْتاً, كَانَ أثبت من مسدد والحميدي. قَالَ الصُّوْفِيُّ: تُوُفِّيَ لِسَبْعٍ بَقِيْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَلَفٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي السُّعُوْدِ اليَرْبُوْعِيُّ, قَالَ: أَخْبَرَتْنَا فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَةُ2، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عمر الفارسي، أخبرنا

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 354"، والتاريخ الكبير "3/ ترجمة 665"، والكنى للدولابي "2/ 95"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 1690"، وتاريخ بغداد "8/ 328"، واللباب لابن الأثير "3/ 178"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 495"، والكاشف "1/ ترجمة 1411"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 2540"، وتهذيب التهذيب "3/ 152"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1854". 2 هي: شُهْدَةُ بِنْتُ المُحَدِّثِ أَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بنِ الفرج الدينوري، ثم البغدادي الإتبري الجهة المعمرة، والكاتبة، مسندة العراق، فخر النساء. ولدت بعد الأربعين وأربعمائة، قال ابن الجوزي: قرأت عليها، وكان خطّ حسن، وَتزوجت بِبَعْض وُكلاَء الخَلِيْفَة، وَخَالطت الدّور وَالعُلَمَاء، وَلَهَا بر وَخير، وَعُمِّرت حَتَّى قَاربت المائَة، تُوُفِّيَت فِي رَابِعَ عَشَرَ المُحَرَّمِ سنة أربع وسبعين وخمسمائة، وحضرها خلق كثير وعامة العلماء، ترجمتها في "السير" هذا "5145"، في الجزء الثالث عشر من كتابنا هذا. وفي "العبر" "4/ 220"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 248".

الطبقة الثالثة عشر

الطبقة الثالثة عشر: 1936- دُحَيْم 1: "خَ، د، س، ق" القَاضِي, الإِمَامُ, الفَقِيْهُ, الحَافِظُ, مُحَدِّثُ الشَّامِ, أَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ الدِّمَشْقِيُّ, قَاضِي مَدِيْنَةِ طَبَرِيَّةَ؛ قَاعِدَةِ الأُرْدُنِّ، وَأَمَّا اليَوْمُ, فَأُمُّ الأُرْدُنِّ بَلَدُ صَفَدَ. وُلِدَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ قَالَهُ ابْنُه عَمْرٌو. حَدَّثَ عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَمَرْوَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ، والوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، وَإِسْحَاقَ بنِ يُوْسُفَ الأَزْرَقِ، وَمُحَمَّدِ بنِ شُعَيْبٍ، وَعُمَرَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَشُعَيْبِ بنِ إِسْحَاقَ، وَأَبِي ضَمْرَةَ أَنَسِ بنِ عِيَاضٍ، وَعَمْرِو بنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَأَبِي مُسْهِرٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ بِالحِجَازِ، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ، وَالكُوْفَةِ، وَالبَصْرَةِ، وَعُنِيَ بِهَذَا الشَّأْنِ، وَفَاقَ الأَقْرَانَ، وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ، وَجَرَّحَ، وَعَدَّلَ، وَصَحَّحَ، وعلل. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيَانِ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ المُعَلَّى، وَوَلَدَاهُ؛ عَمْرٌو وَإِبْرَاهِيْمُ ابْنَا دُحَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَيُّوْبَ، وَالِدُ الطَّبَرَانِيِّ، وَزَكَرِيَّا خَيَّاطُ السُّنَّةِ، وَمُحَمَّدُ بنُ خُرَيْمٍ العُقَيْلِيُّ، وَابْنُ قُتَيْبَةَ العَسْقَلاَنِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَتَّابٍ الزِّفْتِيُّ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرِ بنِ مَامُوَيْه، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَانَ يُعْرَفُ بِدُحَيْمٍ اليَتِيْمِ فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كَانَ دُحَيْمٌ يُمَيِّزُ، وَيَضْبِطُ، وَهُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ, مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: وَلِيَ دُحَيْمٌ قَضَاءَ الرَّمْلَةِ زَمَاناً. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ يحيى الذهلي، والحسن بن شبيب المعمري.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 827"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 999"، وتاريخ بغداد "10/ 265"، والأنساب للسمعاني "5/ 285"، والكاشف "2/ ترجمة 3172"، والعبر "1/ 445"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 494"، وتهذيب التهذيب "6/ 131"، وتقريب التهذيب "1/ 471"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4016"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 108".

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: حَدَّثَ بِبَغْدَادَ قَدِيْماً, فَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهلِهَا: الحَسَنُ الزَّعْفَرَانِيُّ, وَالرَّمَادِيُّ، وَحَنْبَلٌ, وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ, وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَكَانَ يَنْتَحِلُ مَذْهَبَ الأَوْزَاعِيِّ. قَالَ عَبْدَانُ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيِّ بنِ بَحْرٍ يَقُوْلُ: قَدِمَ دُحَيْمٌ بَغْدَادَ سَنَةَ اثْنَتَي عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ, فَرَأَيْتُ أَبِي وَأَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ, وَيَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ, وَخَلَفَ بنَ سَالِمٍ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالصِّبْيَانِ قُعُوداً. قُلْتُ: هَؤُلاَءِ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَلَكِنْ أَكرَمُوهُ لِكَوْنِهِ قَادِماً, وَاحْتَرَمُوهُ لِحِفظِهِ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: دُحَيْمٌ ثِقَةٌ كَانَ يَخْتلِفُ إِلَى بَغْدَادَ فَذَكَرُوا الفِئَةَ البَاغِيَةَ هُم أَهْلُ الشَّامِ, فَقَالَ: مَنْ قَالَ هَذَا, فَهُوَ بن الفَاعِلَةِ. فَنَكَّبَ عَنْهُ النَّاسُ ثُمَّ سَمِعُوا مِنْهُ. قُلْتُ: هَذِهِ هَفْوَةٌ مِنْ نَصْبٍ، أَوْ لَعَلَّهُ قَصَدَ الكَفَّ عَنِ التَّشغِيْبِ بِتَشْعِيْثٍ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ: دُحَيْمٌ: حُجَّةٌ, لَمْ يَكُنْ بِدِمَشْقَ فِي زَمَانِهِ مِثْلُهُ. قَالَ المَرُّوْذِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يُثْنِي عَلَى دُحَيْمٍ, وَيَقُوْلُ: هُوَ عَاقِلٌ, رَكِينٌ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: هُوَ أَوْثَقُ مِنْ حَرْمَلَةَ. قُلْتُ: وَمِنْ رِفَاقِهِ: سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَسُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ الوَاسِطِيُّ، وَهِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي السَّرِيِّ العَسْقَلاَنِيُّ. وَيَقَعُ لِي مِنْ عَالِي حَدِيْثِه فِي "صِفَةِ المُنَافِقِ". ذَكَرَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الكِنْدِيُّ: أَنَّ كِتَابَ المُتَوَكِّلِ وَرَدَ عَلَى دُحَيْمٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ مَوْلَى يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ, وَهُوَ عَلَى قَضَاءِ فِلَسْطِيْنَ, يَأْمُرُهُ بِالانْصِرَافِ إِلَى مِصْرَ لِيَلِيَهَا, فَتُوُفِّيَ بِفِلَسْطِيْنَ فِي يَوْمِ الأَحَدِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَذَا أَرَّخَ وَفَاتَهُ: ابْنُهُ؛ عَمْرُو بنُ دُحَيْمٍ, وَجَمَاعَةٌ. وَقَدْ كَانَ المُتَوَكِّلُ لَمَّا سَكَنَ بِدِمَشْقَ بَعْد عَامِ أَرْبَعِيْنَ، وَمائَتَيْنِ, وَأَنْشَأَ القَصْرَ المَشْهُوْرُ بَيْنَ المِزَّةِ، وَدَارَيَّا وَسَكَنَه, عَرَفَ بِفَضِيْلَةِ دُحَيْمٍ وَمَعْرِفَتِه بِالسُّنَنِ, فَأَمَرَ بِتَولِيَتِهِ قَضَاءَ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ, فَحَانَ الأَجَلُ. مَاتَ فِي سَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ. كَتَبَ إليَّ يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الفَقِيْهُ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا محمد بن

عَبْدِ المَلِكِ المُقْرِئُ -مُؤَلِّفُ "المِفْتَاحِ"- وَيَحْيَى بنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ, وَأَبُو غَالِبٍ بن البناء، وَأَخْبَرَنَا المِقْدَادُ بنُ هِبَةِ اللهِ القَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا سعيد بن محمد بن الرزاز، وَأَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ القَيْسِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ الزَّاهِدُ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بنُ مُلاَعِبٍ, قالا: أخبرنا أبو الفضل الأرموي، وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِهِ, أَخْبَرَتْنَا نِعْمَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي؛ يَحْيَى بنُ الطراح, وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوْهِيُّ, أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ يُوْسُفَ الأُرْمَوِيُّ, وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ, قَالُوا سبْعَتُهُم: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ المُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ ثمانين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا أَبوْ بَكْرٍ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَالوَلِيْدُ بنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيَّانِ, قَالاَ: حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ هُوَ بن عَبْدِ العَزِيْزِ, وَعَبْدُ الغَفَّارِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ الأَشْعَرِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعَ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيَكْفُرَنَّ أَقْوَامٌ بَعْدَ إِيْمَانِهِمْ". فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا الدَّرْدَاءِ, فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! بَلَغَنِي أَنَّكَ قُلْتَ: "لَيَكْفُرَنَّ أَقْوَامٌ بَعْدَ إِيْمَانِهِمْ"؟ قَالَ: "نَعَمْ, ولستَ مِنْهُمْ"1. وَبِهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ, سَمِعْتُ بِلاَلَ بنَ سَعْدٍ يَقُوْلُ: لاَ تَكُنْ وَلِيّاً للهِ فِي العَلاَنِيَّةِ وَعَدُوَّهُ فِي السر.

_ 1 إسناده صحيح: ذكره الفريابي في "صفة النفاق وذم المنافقين" "19".

دعبل

1937- دِعْبل 1: ابن علي, شَاعِرُ زَمَانِهِ, أَبُو عَلِيٍّ الخُزَاعِيُّ. لَهُ "دِيْوَانٌ" مَشْهُوْرٌ، وَكِتَابُ "طَبَقَاتِ الشُّعَرَاءِ". وَكَانَ مِنْ غُلاَةِ الشِّيْعَةِ, وَلَهُ هَجوٌ مُقْذِعٌ. رَأَى مَالِكاً الإِمَامَ. يَرْوِي عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى البَرْبَرِيُّ, وَغَيْرُهُ. بَلَغَتْ جَوَائِزُ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ لَهُ ثلاثمائة أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَقِيْلَ: كَانَ أَحدَبَ أَصَمَّ. وَقِيْلَ: هَجَا المَأْمُوْنَ وَالكِبَارَ, وَكَانَ خَبِيْثَ اللِّسَانِ، وَالنَّفْسِ حَتَّى إِنَّهُ هَجَا قَبِيْلَتَهُ خُزَاعَةَ. وَيُقَالُ: هَجَا مَالِكَ بنَ طَوْقٍ, فَدَسَّ عَلَيْهِ مَنْ طَعَنَهُ فِي قَدَمِهِ بِحَرْبَةٍ مَسْمُومَةٍ, فَمَاتَ مِنَ الغَدِ, سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. يُقَالُ: لاَمَهُ صَاحِبٌ لَهُ فِي هِجَاء الخُلَفَاءِ, فَقَالَ: دَعْنِي مِنْ فُضُوْلِكَ, أَنَا -وَاللهِ- أَسْتَصْلِبُ مُذْ سَبْعِيْنَ سَنَةً, ما وجدت من يجود بخشبة.

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني "18/ 29"، وتاريخ بغداد "8/ 382"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "11/ 29"، وميزان الاعتدال "2/ 27"، والعبر "1/ 447"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 227"، ولسان الميزان "2/ 430"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 322".

أحمد بن المعذل

1938- أحمد بن المُعَذَّل 1: ابن غيلان بن حكم, شيخ المالكية, أبو العباس العبدي البصري, المَالِكِيُّ, الأُصُوْلِيُّ, شَيْخُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي. تَفَقَّهَ بِعَبْدِ المَلِكِ بنِ المَاجَشُوْنِ, وَمُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ. وَكَانَ مِنْ بُحُورِ الفِقْهِ, صَاحِبَ تَصَانِيْف, وَفَصَاحَةٍ, وَبَيَانٍ. حَدَّثَ عَنْ بِشْرِ بنِ عُمَرَ الزَّهْرَانِيِّ, وَطَبَقَتِهِ. أَخَذَ عَنْهُ إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي, وَأَخُوْهُ حَمَّادٌ, وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ: قَالَ لِي أَبُو خَلِيْفَةَ: أَحْمَدُ بنُ المُعَذَّل أَفْضَلُ مِنْ أَحْمَدِكُم, يَعْنِي أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيُّ: كَانَ ابْنُ المُعَذَّلِ مِنَ الفِقْهِ وَالسَّكِينَةِ وَالأَدَبِ وَالحَلاَوَةِ فِي غَايَةٍ. وَكَانَ أَخُوْهُ عَبْدُ الصَّمَدِ الشَّاعِرُ يُؤذِيه, فَكَانَ أَحْمَدُ يَقُوْلُ لَهُ: أَنْتَ كَالأُصْبُعِ الزَّائِدَةِ, إِنْ تُرِكَتْ شَانَتْ, وَإِنْ قُطِعَتْ آلَمَتْ. وَقَدْ كَانَ أَهْلُ البَصْرَةِ يُسَمُّوْنَ أَحْمَدَ: الرَّاهِبَ لِتَعَبُّدِهِ, وَدِيْنِهِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ يَنْهَانِي عَنْ طَلَبِ الحَدِيْثِ, يَعْنِي: زَهَادَةً. قُلْتُ: كَانَ يَقِفُ فِي خَلْقِ القُرْآنِ. وَرَوَى المُعَافَى الجُرَيْرِيُّ, عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ مُحَمَّدٍ الكُرَيْزِيِّ, عَنْ عَبْدِ الجَلِيْلِ بنِ الحَسَنِ, قَالَ: كَانَ أَحْمَدُ بنُ المُعَذَّلِ فِي مَجْلِسِ أَبِي عَاصِمٍ, فَمَزَحَ أَبُو عَاصِمٍ يُخجِلَ أَحْمَدَ, فَقَالَ: يَا أَبَا عَاصِمٍ, إِنَّ اللهَ خَلَقَكَ جِدّاً, فَلاَ تَهْزِلَنَّ, فَإِنَّ المُسْتَهْزِئَ جَاهِلٌ, قَالَ تَعَالَى: {قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البَقَرَةُ: 67] . فَخَجِلَ أَبُو عَاصِمٍ, ثُمَّ كَانَ يُقعِدُ أَحْمَدَ بنَ المُعَذَّلِ إِلَى جَنْبِهِ. وَرَوَى يَمُوْتُ بنُ المُزَرَّعِ, عَنِ المُبَرِّدِ, عَنْ أَحْمَدَ بنِ المُعَذَّلِ, قَالَ: كُنْتُ عند بن المَاجَشُوْنِ فَجَاءهُ بَعْضُ جُلَسَائِهِ, فَقَالَ: يَا أَبَا مَرْوَانَ, أُعْجُوْبَةٌ, خَرَجْتُ إِلَى حَائِطِي بِالغَابَةِ, فَعَرَضَ لِي رَجُلٌ, فَقَالَ: اخْلَعْ ثِيَابَكَ. قُلْتُ: لِمَ? قَالَ: لأَنِّي أَخُوْكَ، وَأَنَا عُرْيَانُ. قُلْتُ: فَالمَوَاسَاةُ? قَالَ: قَدْ لَبِسْتَهَا بُرْهَةً. قُلْتُ: فَتُعَرِّيْنِي? قَالَ: قَدْ رَوَينَا عَنْ مَالِكٍ, أَنَّهُ قَالَ: لاَ بَأْسَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَغْتِسَلَ عُرْيَاناً. قُلْتُ: تُرَى عَوْرَتِي. قَالَ: لَوْ كَانَ أَحَدٌ يَلْقَاكَ هُنَا مَا تَعَرَّضْتُ لَكَ. قُلْتُ: دَعْنِي أَدْخُلْ حَائِطِي، وَأَبْعَثْ بِهَا إِلَيْكَ. قَالَ: كَلاَّ, أَرَدْتَ أَنْ تُوَجِّهَ عَبِيدَكَ, فَأُمْسَكَ. قُلْتُ: أَحلِفُ لَكَ. قَالَ: لاَ تَلْزَمُ يَمِيْنُكَ لِلِصٍّ. فَحَلَفتُ لَهُ: لأَبعَثَنَّ بِهَا طَيِّبَةً بِهَا نَفْسِي. فَأَطرَقَ, ثُمَّ قَالَ: تَصَفَّحتُ أَمرَ اللُّصُوْصِ مِنْ عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى وَقْتِنَا, فَلَمْ أَجِدْ لِصّاً أَخَذَ بِنَسِيْئَةٍ, فَأَكْرَهُ أَنْ أَبْتَدِعَ, فَخَلَعتُ ثيابي له. لم أر له وفاة.

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني "3/ 251"، والعبر "1/ 434"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 184"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 95".

زيد بن بشر

1939- زيد بن بشر 1: العَلاَّمَةُ فَقِيْهُ المَغْرِبِ, أَبُو البِشْرِ الأَزْدِيُّ، وَيُقَالُ: الحَضْرَمِيُّ المَالِكِيُّ. رَأَى ابْنَ لَهِيْعَةَ. وَسَمِعَ: ابْنَ وَهْبٍ، وَرِشْدِيْنَ بنَ سَعْدٍ, وَأَشْهَبَ. وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ, وَسُلَيْمَانُ بنُ سَالِمٍ, وَيَحْيَى بنُ عُمَرَ, وَسَعِيْدُ بنُ إِسْحَاقَ الإِفْرِيْقِيُّوْنَ. وَكَانَ مِنْ أَكْبَرِ تَلاَمِذَةِ ابْنِ وَهْبٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَجُلٌ صَالِحٌ, عَاقِلٌ, خَرَجَ إِلَى المَغْرِبِ, فَمَاتَ هُنَاكَ, وَهُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ الكِنْدِيُّ: كَانَ مِنْ صَلِيْبَةِ الأَزْدِ, وَجَدَّتُهُ مَوْلاَةٌ لِحَضْرَمَوْتَ. نَشَأَ فِي حِجْرِ ابْنِ لَهِيْعَةَ, وَمَا سَمِعَ مِنْهُ. قُلْتُ: وَكَانَ ذَا كَرَمٍ, وَجُوْدٍ، وَفَرْطِ شَجَاعَةٍ. قِيْلَ: كَانَ سَبَبَ فِرَاقِهِ مِصْرَ مِحْنَةُ القُرْآنِ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ بِتُوْنُسَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وأربعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2522"، ولسان الميزان "2/ ترجمة 2015".

ابن أخي الإمام

1940- ابن أخي الإمام 1: "د, س" الحَافِظُ, المُحَدِّثُ الإِمَامُ الرَّحَّالُ, مُسْنِدُ حَلَبَ، وَإِمَامُ جَامِعِهَا, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ حَكِيْمٍ الأَسَدِيُّ, الحَلَبِيُّ. وَيُعْرَفُ: بِابْنِ أَخِي الإِمَامِ. حَدَّثَ عَنْ أَبِي المَلِيْحِ الحَسَنِ بنِ عُمَرَ الرَّقِّيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو الرَّقِّيِّ، وَخَلَفِ بنِ خَلِيْفَةَ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ, وَعَبْدَ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَأَقْرَانِهِم بِالحِجَازِ, وَالشَّامِ, وَالعِرَاقِ, وَالجَزِيْرَةِ، وَكَانَ مُحَدِّثَ حَلَبَ مَعَ أَبِي نُعَيْمٍ عُبَيْدِ بنِ هِشَامٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ, وَالنَّسَائِيُّ, وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ, وَالحُسَيْنُ بنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ, وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الحَلَبِيُّ, وَعبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الغَضَائِرِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَعُمَرُ بنُ سَعِيْدٍ المَنْبِجِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ ابْنُ أَخِي الإِمَامِ الصَّغِيْرِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ ومائتين. أما:

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1220"، والكاشف "2/ ترجمة 3301"، وتهذيب التهذيب "6/ 224"، وتقريب التهذيب "1/ 490"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4177".

ابن أخي الإمام الصغير

1941- ابن أخي الإمام الصغير 1: هو المُحَدِّثُ, الصَّادِقُ المُعَدَّلُ, عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الفَضْلِ الهَاشِمِيُّ, العَبَّاسِيُّ, الحَلَبِيُّ. حَدَّثَ عَنْ صَاحِبِ التَّرْجَمَةِ، وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ المَصِّيْصِيِّ، وَبَرَكَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَلَبِيِّ, وَحَاجِبِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَأَحْمَدَ بنِ حَرْبٍ الطَّائِيِّ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّبَعِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ وَالقَاضِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الحَلَبِيُّ, وَعِدَّةٌ. يُكْنَى: أَبَا مُحَمَّدٍ, وَقِيْلَ: أَبَا القَاسِمِ. عاش: إلى بعد سنة عشر وثلاثمائة, مَا أَظُنُّ بِهِ بَأْساً. ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيْخِهِ": وَأَنَّهُ حَدَّثَ بِدِمَشْقَ, وَمَا ذَكَرَ الكَبِيْرَ؛ لأَنَّه لَيْسَ مِنْ شَرْطِ كِتَابِهِ.

_ 1 ترجمته في تهذيب التهذيب "6/ 224"، وتقريب التهذيب "1/ 490"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4179".

محمد بن كرام

1942- محمد بن كَرَّام 1: لسجستاني المُبْتَدِعُ, شَيْخُ الكَرَّامية, كَانَ زَاهِداً, عَابِداً, رَبَّانِيّاً, بَعِيْدَ الصِّيْتِ, كَثِيْرَ الأَصْحَابِ، وَلَكِنَّهُ يَرْوِي الوَاهِيَاتِ -كَمَا قَالَ ابْنُ حِبَّانَ. خُذِلَ حَتَّى الْتَقَطَ مِنَ المَذَاهِبِ أَرْدَاهَا، وَمِنَ الأَحَادِيْثِ أَوْهَاهَا, ثُمَّ جَالَسَ الجُوَيْبَارِيَّ، وَابْنَ تَمِيْمٍ, وَلَعَلَّهُمَا قَدْ وَضَعَا مائة ألف حديث، وأخذ التَّقَشُّفُ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَرْبٍ. قُلْتُ: كَانَ يَقُوْلُ: الإِيْمَانُ هُوَ نُطقُ اللِّسَانِ بِالتَّوْحِيْدِ, مُجَرَّدٌ عَنْ عَقْدِ قَلْبٍ، وَعَمَلِ جَوَارِحَ. وَقَالَ خَلْقٌ مِنَ الأَتْبَاعِ لَهُ: بِأَنَّ البَارِي جِسْمٌ لاَ كَالأَجْسَام، وَأَنَّ النَّبِيَّ تَجُوْزُ مِنْهُ الكَبَائِرُ سِوَى الكَذِبِ. وَقَدْ سُجِنَ ابْنُ كَرَّامٍ, ثُمَّ نُفِي. وَكَانَ نَاشِفاً, عَابِداً, قَلِيْلَ العِلْمِ. قَالَ الحَاكِمُ: مَكَثَ فِي سِجْنِ نَيْسَابُوْرَ ثَمَانِيَ سِنِيْنَ، وَمَاتَ بِأَرْضِ بَيْتِ المَقْدِسِ, سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: طَوَّلنَا تَرْجَمَتَه فِي "تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ". وَكَانَتِ الكَرَّامِيَّةُ كَثِيْرِيْنَ بِخُرَاسَانَ. وَلَهُم تَصَانِيْفُ, ثُمَّ قَلُّوا, وتلاشوا, نعوذ بالله من الأهواء.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "4/ 21"، ولسان الميزان "5/ 353"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 24".

يعقوب بن كعب

1943- يعقوب بن كعب 1: "د" ابن حامد الحَافِظُ, أَبُو يُوْسُفَ الأَنْطَاكِيُّ, أَصْلُهُ مِنْ حَلَبَ. سَمِعَ عَطَاءَ بنَ مُسْلِمٍ, وَشُعَيْبَ بنَ إِسْحَاقَ, وَعِيْسَى بنَ يُوْنُسَ, وَابْنَ وَهْبٍ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ, وَطَبَقَتَهُم. وَكَانَ ذَا رِحلَةٍ, وَفَضْلٍ. رَوَى عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ, وَيَزِيْدُ بنُ جَهْوَرٍ, وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو حاتم. وَقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ, رَجُلٌ صَالِحٌ, صَاحِبُ سُنَّةٍ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 892"، والكاشف "3/ ترجمة 6515"، وتهذيب التهذيب "11/ 394"، وتقريب التهذيب "2/ 376".

علي بن مسلم

1944- علي بن مسلم 1: "خ، د، س" ابن سعيد الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ, مُسْنِدُ العِرَاقِ, أَبُو الحَسَنِ الطُّوْسِيُّ, ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ جَرِيْرَ بنَ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَيُوْسُفَ بنَ يَعْقُوْبَ المَاجَشُوْنَ، وَهُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنَ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى بنَ أَبِي زَائِدَةَ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ, وَأَبَا يُوْسُفَ القَاضِي، وَخَلْقاً كَثِيْراً, وَعُنِيَ بِهَذَا الشَّأْنِ, وَجَمَعَ, وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ, وَالنَّسَائِيُّ, وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ -رَفِيْقُهُ- وَأَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ, وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ صَاعِدٍِ, وَالقَاضِي المَحَامِلِيُّ, وَالحُسَيْنُ بنُ عَيَّاشٍ القَطَّانُ, وَآخَرُوْنَ. وَرَوَى النَّسَائِيُّ أَيْضاً, عَنْ رَجُلٍ, عَنْهُ, وَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: مَاتَ لِسَبْعٍ بَقِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ, عَنْ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيُّ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا عَمِّي؛ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وثلاثين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ "ح". وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَمُحَمَّدُ بنُ بِطِّيْخٍ, وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ أَحْمَدَ, وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمٍ الوَاعِظُ "ح". وَأَخْبَرَتْنَا خَدِيْجَةُ بِنْتُ الرِّضَى، أَخْبَرَنَا البَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ, قَالاَ: أَخْبَرَتْنَا فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ طَلْحَةَ قَالَ هُوَ, وَعَاصِمٌ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ الفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بنُ العَوَّامِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ, عَنْ سِمَاكٍ, عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ فِي سَاقَيْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حُمُوْشَةٌ, وَكَانَ لاَ يَضْحَكُ إِلاَّ تَبَسُّماً, وَكُنْتَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ, قُلْتَ: أَكْحَلُ العَيْنَيْنِ, وليس بأكحل. هذا حديث غريب.

_ 1 ترجمته في الكنى للدولابي "1/ 147"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1115"، وتاريخ بغداد "12/ 108"، والكاشف "2/ ترجمة 4028"، وتهذيب التهذيب "7/ 382"، وتقريب التهذيب "2/ 44"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5050".

الجاحظ

1945- الجاحظ 1: العَلاَّمَةُ المُتَبَحِّرُ، ذُوْ الفُنُوْنَ، أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بنُ بَحْرِ بنِ مَحْبُوْبٍ البَصْرِيُّ، المُعْتَزِلِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. أَخَذَ عَنِ: النَّظَّامِ. وَرَوَى عَنْ: أَبِي يُوْسُفَ القَاضِي، وثُمَامَةَ بنِ أَشْرَسَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو العَيْنَاءِ، وَيَمُوْتُ بنُ المُزَرَّعِ -ابْنُ أُخْتِهِ، وكان أحذ الأذكياء. قَالَ ثَعلَبُ: مَا هُوَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ يَمُوْتُ: كَانَ جَدُّهُ جَمَّالاً أَسْوَدَ. وَعَنِ الجَاحِظِ: نَسِيْتُ كُنْيَتِي ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، حَتَّى عَرَّفَنِي أَهْلِي. قُلْتُ: كَانَ مَاجِناً، قَلِيْلَ الدِّيْنِ، لَهُ نَوَادِرُ. قَالَ المُبَرِّدُ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ أَنْتَ? قَالَ: كَيْفَ مَنْ نِصْفُه مَفْلُوجٌ، وَنِصْفُهُ الآخَرُ مُنَقْرَسٌ? لَوْ طَارَ عَلَيْه ذُبَابٌ لآلَمَهُ، وَالآفَةُ فِي هَذَا أَنِّي جُزتُ التِّسْعِيْنَ. وَقِيْلَ: طَلَبَه المُتَوَكِّلُ، فَقَالَ: وَمَا يَصْنَعُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ بِشقٍّ مَائِلٍ، وَلُعَابٍ سَائِلٍ?! قَالَ ابْنُ زَبْر: مَاتَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ الصُّوْلِيُّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ, وَتَصَانِيْفُه كَثِيْرَةٌ جِدّاً. قِيْلَ: لَمْ يَقَعْ بِيَدِهِ كِتَابٌ قَطُّ إِلاَّ اسْتَوفَى قِرَاءتَه, حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يَكتَرِي دَكَاكِيْنَ الكُتْبِيِّين، وَيَبِيتُ فِيْهَا لِلْمُطَالَعَةِ، وَكَانَ بَاقِعَةً2 فِي قُوَّةِ الحِفْظِ. وَقِيْلَ: كَانَ الجَاحِظُ يَنُوْبُ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ العَبَّاسِ الصُّوْلِيِّ مُدَّةً فِي دِيْوَانِ الرَّسَائِلِ. وَقَالَ فِي مَرَضِهِ لِلطَّبِيْبِ: اصْطَلَحَتِ الأَضْدَادُ عَلَى جَسَدِي، إِنْ أَكَلْتُ بَارِداً، أُخِذَ بِرِجْلِي، وَإِنْ أَكَلْتُ حَارّاً، أُخِذَ بِرَأْسِي. وَمِنْ كَلاَمِ الجَاحِظِ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عبد الملك: المنفعة توجب المحبة، والمضرة توجب

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 212"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "16/ 74"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 470"، وميزان الاعتدال "3/ 247"، والعبر "1/ 456"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ ترجمة 506". 2 باقعة: أي داهية.

البِغْضَةَ، وَالمُضَادَّةُ عَدَاوَةٌ، وَالأَمَانَةُ طُمَأْنِيْنَةٌ، وَخِلاَفُ الهَوَى يُوْجِبُ الاسْتِثْقَالَ، وَمُتَابَعَتُهُ تُوْجِبُ الأُلْفَةَ. العَدْلُ يُوْجِبُ اجْتِمَاعَ القُلُوْبِ، وَالجَوْرُ يُوْجِبُ الفُرْقَةَ. حُسْنُ الخُلْقِ أُنْسٌ، وَالانْقِبَاضُ وَحْشَةٌ, التَّكَبُّرُ مَقْتٌ، وَالتَّوَاضُعُ مِقَةٌ, الجُوْدُ يُوْجِبُ الحَمْدَ، وَالبُخْلُ يُوْجِبُ الذَّمَّ، التَّوَانِي يُوْجِبُ الحَسْرَةَ، وَالحَزْمُ يُوْجِبُ السُّرُوْرَ، وَالتَّغْرِيْرُ نَدَامَةٌ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ إِفْرَاطٌ وَتَقْصِيْرٌ، وَإِنَّمَا تَصِحُّ نَتَائِجُهَا إِذَا أُقِيْمَتْ حُدُوْدُهَا. فَإِنَّ الإِفْرَاطَ فِي الجُوْدِ تَبْذِيْرٌ، وَالإِفْرَاطَ فِي التَّوَاضُعِ مَذَلَّةٌ، وَالإِفْرَاطَ فِي الغَدْرِ يَدْعُو إِلَى أَنْ لاَ تَثِقَ بِأَحَدٍ، وَالإِفْرَاطَ فِي المُؤَانَسَةِ يَجْلِبُ خُلَطَاءَ السُّوْءِ. وَلَهُ: وَمَا كَانَ حَقِّي -وَأَنَا وَاضِعٌ هَذَيْنِ الكِتَابَيْنِ فِي خَلْقِ القُرْآنِ، وَهُوَ المَعْنَى الَّذِي يُكَثِّرُهُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ وَيَعِزُّهُ، وَفِي فَضْلِ مَا بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ، وَعَبْدِ شَمْسٍ وَمَخْزُوْمٍ- إِلاَّ أَنْ أَقْعُدَ فَوْقَ السِّمَاكَينِ، بَلْ فَوْقَ العَيُّوقِ، أَوْ أَتَّجِرَ فِي الكِبْرِيْتِ الأَحْمَرِ، وَأَقُوْدَ العَنْقَاءَ بِزِمَامٍ إِلَى المَلِكِ الأَكْبَرِ. وَلَهُ كِتَابُ "الحَيَوَانِ" سَبْعُ مُجَلَدَاتٍ، وَأَضَافَ إِلَيْهِ كِتَابَ "النِّسَاءِ"، وَهُوَ فَرْقٌ مَا بَيْنَ الذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَكِتَابُ "البِغَالِ"، وَقَدْ أُضِيْفَ إِلَيْهِ كِتَابٌ، سَمَّوْهُ كِتَابُ "الجِمَالِ" لَيْسَ مِنْ كَلاَمِ الجَاحِظِ، وَلاَ يُقَارِبُهُ. قَالَ رَجُلٌ لِلْجَاحِظِ: أَلَكَ بِالبَصْرَةِ ضَيْعَةٌ? قَالَ: فَتَبَسَّمَ, وَقَالَ: إِنَّمَا إِنَاءٌ وَجَارِيَةٌ وَمَنْ يَخْدمُهَا، وَحِمَارٌ، وَخَادِمٌ، أَهدَيتُ كِتَابَ "الحَيَوَانِ" إِلَى ابْنِ الزَّيَّاتِ، فَأَعطَانِي أَلفَي دِيْنَارٍ، وَأَهدَيتُ إِلَى فُلاَنٍ فَذَكَرَ نَحْواً مِنْ ذَلِكَ. يَعْنِي: أَنَّهُ فِي خَيْرٍ وَثَروَةٍ. قَالَ يَمُوْتُ بنُ المُزَرَّعِ: سَمِعْتُ خَالِي يَقُوْلُ: أَملَيْتُ عَلَى إِنْسَانٍ مَرَّةً: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، فَاسْتَمْلَى: أَخْبَرَنَا بِشْرٌ، وَكَتَبَ: أَخْبَرَنَا زَيْدٌ. قُلْتُ: يَظْهَرُ مِنْ شَمَائِلِ الجَاحِظِ أَنَّهُ يَخْتَلِقُ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ: حَدَّثَنَا أَبُو العَيْنَاءِ، قَالَ: أَنَا وَالجَاحِظُ وَضْعَنَا حَدِيْث فَدَكٍ، فَأَدخَلنَاهُ عَلَى الشُّيُوْخِ بِبَغْدَادَ، فَقَلَبُوهُ إِلاَّ ابْنَ شَيْبَةَ العَلَوِيَّ، فَإِنَّهُ قَالَ: لاَ يُشبِه آخِرُ هَذَا الحَدِيْث أَوَّلَه ثُمَّ قَالَ: الصَّفَّارُ كَانَ أَبُو العَيْنَاءِ يحدث بهذا بعدما تَابَ. قِيْلِ لِلْجَاحِظِ: كَيْفَ حَالُكَ? قَالَ: يَتَكَلَّمُ الوَزِيْرُ بِرَأْيِي، وَصِلاَتُ الخَلِيْفَةِ مُتَوَاتِرَةٌ إِلَيَّ، وَآكُلُ مِنَ الطَّيْرِ أَسْمَنَهَا، وَأَلْبَسُ مِنَ الثِّيَابِ أَلْيَنَهَا، وَأَنَا صَابِرٌ حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِالفَرَجِ. قِيْلَ: بَلِ الفَرَجُ مَا أَنْتَ فِيْهِ. قَالَ: بَلْ أُحِبُّ أَنْ أَلِيَ الخِلاَفَةَ، وَيَخْتَلِفَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ -يَعْنِي: الوَزِيْر -وَهُوَ القَائِلُ:

سَقَامُ الحِرْصِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءٌ ... وَدَاءُ الجَهْلِ لَيْسَ لَهُ طَبِيْبُ وَقَالَ: أَهدَيتُ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ كِتَابَ "الحَيَوَانِ"، فَأَعطَانِي خَمْسَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ. وَأَهْدَيْتُ كِتَابَ "البَيَان وَالتبيين" إِلَى أحمد بن أبي دؤاد، فَأَعطَانِي كَذَلِكَ. وَأَهْدَيْتُ كِتَابَ "الزَّرْعِ وَالنَّخْلِ" إِلَى إِبْرَاهِيْمَ الصُّوْلِيِّ، فَأَعطَانِي مِثْلَهَا، فَرَجَعتُ إِلَى البَصْرَةِ، وَمَعِيَ ضَيعَةٌ لاَ تَحْتَاجُ إِلَى تَحدِيْدٍ، وَلاَ إلى تسميد. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ أَبِي دَاوُدَ حَدِيْثاً وَاحِداً. وَتَصَانِيْفُ الجَاحِظِ كَثِيْرَةٌ جِدّاً: مِنْهَا "الرَّدُّ عَلَى أَصْحَابِ الإِلهَامِ"، وَ"الرَّدُّ علَى المُشَبِّهَةِ"، وَ"الرَّدُّ عَلَى النَّصَارَى"، "الطُّفَيْلِيَّةُ"، "فَضَائِلُ التُّرْكِ"، "الرَّدُّ عَلَى اليَهُوْدِ"، "الوَعِيْدُ"، "الحُجَّةُ وَالنُّبُوَّةُ"، "المُعَلِّمِيْنَ"، "البُلْدَانُ"، "حَانُوْتُ عَطَّارٍ"، "ذَمُّ الزَّنَى"، وَأَشْيَاءُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ كِتَابَةً، عَنْ أَحْمَدَ بنِ طَارِقٍ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ الطُّيُوْرِيِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيُّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ بِصُوْرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: أَتَيتُ الجَاحِظَ، فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ، فَاطَّلَعَ عَلَيَّ مِنْ كُوَّةٍ فِي دَارِه، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ? فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ. فقال: أوما عَلِمتَ أَنِّي لاَ أَقُوْلُ بِالحَشْوِيَّةِ? فَقُلْتُ: إِنِّي ابْنُ أَبِي دَاوُدَ. فَقَالَ: مَرْحَباً بِكَ وَبِأَبِيكَ ادْخُلْ، فَلَمَّا دَخَلْتُ قَالَ لِي: مَا تُرِيْدُ? فَقُلْتُ: تُحَدِّثَنِي بِحَدِيْثٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ: اكتُبْ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ المِنْهَالِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى عَلَى طِنْفِسَةٍ. فَقُلْتُ: زِدْنِي حَدِيْثاً آخَرَ، فَقَالَ: مَا يَنْبَغِي لاِبْنِ أَبِي دَاوُدَ أَنْ يَكذِبَ. قُلْتُ: كَفَانَا الجَاحِظُ المَؤُونَةَ، فَمَا رَوَى مِنَ الحَدِيْثِ إِلاَّ النَّزْرَ اليَسِيْرَ، وَلاَ هُوَ بِمُتَّهَمٍ فِي الحَدِيْثِ, بَلَى فِي النَّفْسِ مِنْ حِكَايَاتِهِ وَلَهْجَتِهِ، فَرُبَّمَا جَازَفَ، وَتَلَطُّخُهُ بِغَيْرِ بِدْعَةٍ أَمْرٌ وَاضِحٌ، وَلَكِنَّهُ أَخْبَارِيٌّ عَلاَّمَةٌ, صَاحِبُ فُنُوْنٍ وَأَدَبٍ بَاهِرٍ، وَذَكَاءٍ بَيِّنٍ, عفا الله عنه.

أحمد بن خالد

1946- أحمد بن خالد 1: "ت، س": الفَقِيْهُ الكَبِيْرُ، أَبُو جَعْفَرٍ البَغْدَادِيُّ، الخَلاَّلُ. حَدَّثَ عَنْ: إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ، وَابْنِ عُلَيَّةَ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ، وَشُعَيْبِ بنِ حَرْبٍ، وَمَعْنٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَأَحْمَدُ الأَبَّارُ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَعُمَرُ البُجَيْرِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ إِدْرِيْسَ، وَخَلْقٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ خَيِّراً، عَدْلاً، ثِقَةً، رِضَىً، صَدُوْقاً. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ، نَبِيْلٌ، قَدِيْمُ الوَفَاةِ. وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: مَاتَ بِسَامَرَّاءَ، سنة سبع وأربعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 47"، وتاريخ بغداد "4/ 126"، وتهذيب التهذيب "1/ 27".

أحمد بن الخليل، أحمد بن الخليل النوفلي القومسي

أحمد بن الخليل، أحمد بن الخليل النوفلي القومسي: 1947- أحمد بن الخليل 1: "س": الإِمَامُ الثَّبْتُ، أَبُو عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ، البَزَّازُ، نَزِيْلُ نَيْسَابُوْرَ. حَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بنِ عَاصِمٍ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَحَجَّاجٍ الأَعْوَرِ، وَرَوْحِ بنِ عُبَادَةَ، وَقُرَادٍ، وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: النَّسَائِيُّ، وَالحُسَيْنُ القَبَّانِيُّ، وَعَبْدَانُ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَآخَرُوْنَ، خَاتِمَتُهُم: أَبُو عَلِيٍّ المذكر، ذاك التالف. وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ. وَقَالَ الحَاكِمُ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ. قَالَ القَبَّانِيّ: تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وأربعين ومائتين. أحمد بن الخليل البُرْجُلاَنِيُّ شَيْخُ النَّجَّادِ سَيَأْتِي. 1948- أَحْمَدُ بنُ الخَلِيْلِ النَّوْفَلِيُّ القُوْمَسِيُّ 2: عَن الأَصْمَعِيِّ، وَأَبِي النَّضْرِ، وَالأَنْصَارِيِّ، وَالمُقْرِئِ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بنُ عَبْدَكَ، وَجَمَاعَةٌ. وَهُوَ واه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 129"، وميزان الاعتدال "1/ 96"، وتهذيب التهذيب "1/ 27". 2 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 49"، وميزان الاعتدال "1/ 96"، ولسان الميزان "1/ 167" وتهذيب التهذيب "1/ 28".

ذو النون المصري

1949- ذو النون المصري 1: الزَّاهِدُ, شَيْخُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ، ثَوْبَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَقِيْلَ: فَيْضُ بنُ أَحْمَدَ. وَقِيْلَ: فَيْضُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النُّوْبِيُّ، الإِخْمِيْمِيُّ. يُكْنَى: أَبَا الفَيْضِ. وَيُقَالُ: أَبَا الفَيَّاضِ. وُلِدَ: فِي أَوَاخِرِ أَيَّامِ المَنْصُوْرِ. وَرَوَى عَنْ: مَالِكٍ، وَاللَّيْثِ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ، وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، وَسَلْمٍ الخَوَّاصِ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ صَبِيْحٍ الفَيُّوْمِيُّ، وَرَبِيْعَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ، وَرِضْوَانُ بنُ مُحَيْمِيْدٍ، وَحَسَنُ بنُ مُصْعَبٍ، وَالجُنَيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ، وَمِقْدَامُ بنُ دَاوُدَ الرُّعَيْنِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَقَلَّ مَا رَوَى مِنَ الحَدِيْثِ، وَلاَ كَانَ يُتْقِنُه. قِيْلَ: إِنَّهُ مِنْ مَوَالِي قُرَيْشٍ، وَكَانَ أَبُوْهُ نُوْبِيّاً. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: رَوَى عَنْ مَالِكٍ أَحَادِيْثَ فِيْهَا نَظَرٌ، وكان واعظًا. قال ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ عَالِماً، فَصِيْحاً، حَكِيْماً. تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ السُّلَمِيُّ: حَمَلُوْهُ عَلَى البَرِيْدِ مِنْ مِصْرَ إِلَى المُتَوَكِّلِ لِيَعِظَهُ فِي سَنَةِ 244، وَكَانَ إِذَا ذُكر بَيْنَ يَدَيِ المُتَوَكِّل أَهْلُ الوَرَعِ، بَكَى. وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ: كَانَ أَهْلُ نَاحِيَتِه يُسَمُّوْنَهُ الزِّنْدِيْقَ، فَلَمَّا مَاتَ، أَظلَّتْ الطَّيْرُ جِنَازَتَه، فَاحْتَرَمُوا بَعْدُ قَبْرَهُ. عَنْ أَيُّوْبَ مُؤَدِّبِ ذِي النُّوْنِ، قَالَ: جَاءَ أَصْحَابُ المَطَالِبِ ذَا النُّوْنِ، فَخَرَجَ مَعَهُم إِلَى قِفْطَ وَهُوَ شَابٌّ، فَحَفَرُوا قَبْراً، فَوَجَدُوا لَوْحاً فِيْهِ: اسْمُ اللهِ الأَعْظَمُ، فَأَخَذَهُ ذُو النُّوْنِ، وَسَلَّمَ إِلَيْهِم مَا وَجَدُوا. قَالَ يُوْسُفُ بنُ الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ: حَضَرْتُ ذَا النُّوْنِ، فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا الفَيْضِ، مَا كَانَ سَبَبُ تَوْبَتِكَ? قَالَ: نِمْتُ، فِي الصحراء، ففتحت عيني، فإذا قُنْبَرَةٌ عَمْيَاءُ سَقَطَتْ مِنْ وَكْرٍ، فَانْشَقَّتِ الأَرْضُ، فَخَرَجَ مِنْهَا سُكُرُّجَتَانِ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ، فِي إِحْدَاهُمَا سِمْسِمٌ، وَفِي الأُخْرَى مَاءٌ، فَأَكَلَتْ، وَشَرِبَتْ، فَقُلْتُ: حَسْبِي. فَتُبْتُ، وَلَزِمْتُ البَابَ، إِلَى أَنْ قَبِلَنِي.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "9/ ترجمة 456"، وتاريخ بغداد "8/ 393"، والأنساب للسمعاني "1/ 135"، واللباب لابن الأثير "1/ 35"، ووفيات الأعيان "1/ 317"، والعبر "1/ 444"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 320".

قَالَ السُّلَمِيُّ فِي "مِحَنِ الصُّوْفِيَّةِ": ذُو النُّوْنِ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِبَلْدَتهِ فِي تَرْتِيْبِ الأَحْوَالِ، وَمَقَامَاتِ الأَوْلِيَاءِ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الحَكَمِ، وَهَجَرَهُ عُلَمَاءُ مِصْرَ، وَشَاعَ أَنَّهُ أَحْدَثَ عِلْماً لَمْ يَتَكَلَّمْ فِيْهِ السَّلَفُ وَهَجَرُوْهُ حَتَّى رَمَوْهُ بِالزَّنْدَقَةِ، فَقَالَ أَخُوْهُ: إِنَّهُم يَقُوْلُوْنَ: إنك زنديق، فقال: ومالي سِوَى الإِطْرَاقِ وَالصَّمْتِ حِيْلَةٌ ... وَوَضْعِيَ كَفِّي تَحْتَ خَدِّي وَتَذْكَارِي قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ الفَرْخِيِّ: كُنْت مَعَ ذِي النُّوْنِ فِي زَوْرَقٍ، فَمَرَّ بِنَا زَوْرَقٌ آخَرُ، فَقِيْلَ لِذِي النُّوْنِ: إِنَّ هَؤُلاَءِ يَمُرُّوْنَ إِلَى السُّلْطَانِ يَشْهَدُوْنَ عَلَيْكَ بِالكُفْرِ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانُوا كَاذِبِيْنَ، فَغَرِّقْهُم. فَانْقَلَبَ الزَّوْرَقُ، وَغَرِقُوا، فَقُلْتُ لَهُ: فَمَا بَالُ المَلاَّحِ? قَالَ: لِمَ حَمَلَهُم وَهُوَ يَعلَمُ قَصْدَهُم? وَلأَنْ يَقِفُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ غَرْقَى، خَيْرٌ لَهُم مِنْ أَنْ يَقِفُوا شُهُوْدَ زُوْرٍ. ثُمَّ انْتَفَضَ وَتَغَيَّر، وَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لاَ أَدْعُو عَلَى أَحَدٍ بَعْدَهَا. ثُمَّ دَعَاهُ أَمِيْرُ مِصْرَ، وَسَأَلَهُ عَنِ اعْتِقَادِهِ، فَتَكَلَّمَ، فَرَضِيَ أَمْرَهُ، وَطَلَبَهُ المُتَوَكِّلُ، فَلَمَّا سَمِعَ كَلاَمَه، وَلِعَ بِهِ، وَأَحَبَّهُ، وَكَانَ يَقُوْلُ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُوْنَ، فَحَيَّ هَلاَ بِذِي النُّوْنِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ حَاتِمٍ: سَمِعْتُ ذَا النُّوْنِ يَقُوْلُ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ. وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ الحُسَيْنِ: سَمِعْتُ ذَا النُّوْنِ يَقُوْلُ: مَهْمَا تَصَوَّرَ فِي وَهْمِكَ، فَاللهُ بِخِلاَفِ ذَلِكَ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: الاسْتِغْفَارُ جَامِعٌ لِمَعَانٍ, أَوَّلُهُمَا: النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى, الثَّانِي: العَزْمُ عَلَى التَّرْكِ, وَالثَّالِثُ: أَدَاءُ مَا ضَيَّعْتَ مِنْ فَرْضٍ للهِ, الرَّابِعُ: رَدُّ المَظَالِمِ فِي الأَمْوَالِ وَالأَعْرَاضِ وَالمُصَالَحَةُ عَلَيْهَا, الخَامِسُ: إِذَابَةُ كُلِّ لَحْمٍ وَدَمٍ نَبَتَ عَلَى الحَرَامِ, السَّادِسُ: إِذَاقَةُ أَلَمِ الطَّاعَةِ كَمَا وَجَدْتَ حَلاَوَةَ المَعْصِيَةِ. وَعَنْ عَمْرِو بنِ السَّرْحِ: قُلْتُ لِذِي النُّوْنِ: كَيْفَ خَلصتَ مِنَ المُتَوَكِّلِ، وَقَدْ أَمَرَ بِقَتْلِكَ? قَالَ: لَمَّا أَوْصَلَنِي الغُلاَمُ, قُلْتُ فِي نَفْسِي: يَا مَنْ لَيْسَ فِي البِحَارِ قَطَرَاتٌ، وَلاَ فِي دَيْلَجِ الرِّيَاحِ ديْلَجَاتٌ، وَلاَ فِي الأَرْض خَبِيئَاتٌ، وَلاَ فِي القُلُوْبِ خَطَرَاتٌ إِلاَّ وَهِيَ عَلَيْكَ دَلِيلاَتٌ، وَلَكَ شَاهِدَاتٌ، وَبِرُبُوبِيَّتِكَ مُعتَرِفَاتٌ، وَفِي قُدرَتِكَ مُتَحَيِّرَاتٌ، فَبِالقُدْرَةِ الَّتِي تُجِيْرُ بِهَا مَنْ فِي الأَرَضِيْنَ وَالسَّمَاوَاتِ إِلاَّ صَلَّيْتَ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَخَذتَ قَلْبَه عَنِّي. فَقَامَ المُتَوَكِّلُ يَخْطُو حَتَّى اعْتَنَقَنِي, ثُمَّ قَالَ: أَتْعَبْنَاكَ يَا أَبَا الفَيْضِ. وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ الحُسَيْنِ: حَضَرتُ مَعَ ذِي النُّوْنِ مَجْلِسَ المُتَوَكِّلِ، وَكَانَ مُوْلَعاً بِهِ، يُفَضِّلُه عَلَى الزُّهَّادِ، فَقَالَ: صِفْ لِي أَوْلِيَاءَ اللهِ. قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! هُمْ قَوْمٌ أَلبَسَهُمُ اللهُ النُّوْرَ السَّاطِعَ مِنْ مَحَبَّتِهِ، وَجَلَّلَهُم بِالبَهَاءِ مِنْ إِرَادَةِ كَرَامَتِهِ، وَوَضَعَ عَلَى مَفَارِقِهِم تِيْجَانَ مَسَرَّتِهِ،

فَذَكَرَ كَلاَماً طَوِيْلاً، وَقَدِ اسْتَوفَى ابْنُ عَسَاكِرَ أَحْوَالَ ذِي النُّوْنِ فِي "تَارِيْخِهِ"، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الحِلْيَةِ. وَمِنْ كَلاَمِهِ: العَارِفُ لاَ يَلتَزِمُ حَالَةً وَاحِدَةً، بَلْ يَلْتَزِمُ أَمرَ رَبِّهُ فِي الحَالاَتِ كُلِّهَِا. أَرَّخَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ عُفَيْرٍ وَفَاته -كَمَا مَرَّ- فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَأَمَّا حَيَّانُ بنُ أَحْمَدَ السَّهْمِيُّ, فَقَالَ: مَاتَ بِالجِيْزَةِ، وَعُدِّي بِهِ إِلَى مِصْرَ فِي مَرْكِبٍ خَوْفاً مِنْ زَحْمَةِ النَّاسِ عَلَى الجِسْرِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقَالَ آخَرُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَالأَوَّلُ أَصَحُّ. وَكَانَ مِنْ أبناء التسعين.

ابن زياد، الرواجني

ابن زياد، الرواجني: 1950- ابن زياد 1: مُتَوَلِّي اليَمَنِ الأَمِيْرُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ. غَلَبَ عَلَى اليَمَنِ، وَحَارَبَ، وَتَمَكَّنَ فِي أَيَّامِ المَأْمُوْنِ، وَاختَطَّ مَدِيْنَةَ زُبَيْدٍ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ، وَنَفَّذَ إِلَى المَأْمُوْنِ بِتُحَفٍ، فَأَمَدَّهُ بِجَيْشٍ، وَعَظُمَ أَمْرُهُ، وَدَامَتْ دَوْلَتُهُ إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. فَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُهُ إِبْرَاهِيْمُ، فَوَلِيَ اليَمَنَ مُدَّةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. ثُمَّ مَاتَ، وَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ وَلَدَاهُ زِيَادٌ ثُمَّ إِسْحَاقُ، وَدَامَتَ دَوْلَتُهُم إِلَى بَعْدِ الأربعمائة ثُمَّ صَارَتْ فِي مَوَالِيهِم مُدَّةً إِلَى أَنْ ظهر الصليحي. 1951- الرَّوَاجِنِيُّ 2: "خَ، ت، ق" الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّدُوْقُ، مُحَدِّثُ الشيعة، أبو سعيد عباد بن يعقوب الأَسَدِيُّ، الرَّوَاجِنِيُّ، الكُوْفِيُّ، المُبْتَدِعُ. رَوَى عَنْ: شَرِيْكٍ القَاضِي، وَعَبَّادِ بنِ العَوَّامِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى، وَالوَلِيْدِ بنِ أَبِي ثَوْرٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ القُدُّوْسِ، وَالحُسَيْنِ ابنِ الشَّهِيْدِ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بنِ هاشم بن البريد، وعدة.

_ 1 ترجمته في أنباء الزمن في تاريخ اليمن، حوادث سنة "203هـ" لمؤلفه يحيى بن حسين بن الامام القاسم المتوفى بعد سنة 1099هـ. 2 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 1645"، والجرح والتعديل "6/ 447"، والمجروحين لابن حبان "2/ 172"، والكاشف "2/ ترجمة 2606"، والمغني "1/ ترجمة 3058"، وتهذيب التهذيب "5/ 109"، وتقريب التهذيب "1/ 394"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3331"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 121".

رَوَى عَنْهُ: البُخَارِيُّ حَدِيْثاً قَرَنَ فِيْهِ مَعَهُ آخَرَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَأَبُو بَكْرٍ البَزَّارُ، وَصَالِحٌ جَزَرَةُ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الحَكِيْمُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ, ثِقَةٌ. وَقَالَ الحَاكِمُ: كَانَ ابْنُ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا الثِّقَةُ فِي رِوَايَتِهِ، المُتَّهَمُ فِي دِيْنِهِ، عَبَّادُ بنُ يَعْقُوْبَ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: فِيْهِ غُلُوٌّ فِي التَّشَيُّعِ. وَرَوَى عَبْدَانُ عَنْ ثِقَةٍ، أَنَّ عَبَّاداً كَانَ يَشْتِمُ السَّلَفَ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى مَنَاكِيْرَ فِي الفَضَائِلِ وَالمَثَالِبِ. وَرَوَى عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَبِيْبِيُّ، عَنْ صَالِحٍ جَزَرَةَ، قَالَ: كَانَ عَبَّادٌ يَشْتِمُ عُثْمَان -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: اللهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُدْخِلَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ الجَنَّة، قَاتَلاَ عَلِيّاً بَعْدَ أَنْ بَايَعَاهُ. وَقَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَنْ لَمْ يَبْرَأْ فِي صَلاَتِهِ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ حُشِرَ مَعَهُم. قُلْتُ: هَذَا الكَلاَمُ مَبْدَأُ الرَّفْضِ، بَلْ نَكُفُّ، وَنَسْتَغْفِرُ لِلأُمَّةِ، فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ فِي إِيَّاهُم قَدْ عَادَى بَعْضهُم بَعْضاً، وَاقْتَتَلُوا عَلَى المُلْكِ، وَتَمَّتْ عَظَائِمُ، فَمِنْ أَيِّهِم نَبْرَأُ?! قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا القَاسِمُ المُطَرِّز، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبَّادٍ بِالْكُوْفَةِ، وَكَانَ يَمْتَحِنُ الطَّلَبَةَ, فَقَالَ: مَنْ حَفَرَ البَحْرَ? قُلْتُ: اللهُ. قَالَ: هُوَ كَذَاكَ، وَلَكِنْ مَنْ حَفَرَهُ? قُلْتُ: يَذْكُرُ الشَّيْخُ، قَالَ: حَفرَهُ عَلِيٌّ، فَمَنْ أَجْرَاهُ? قُلْتُ: اللهُ. قَالَ: هُوَ كَذَلِكَ، وَلَكِن مَنْ أَجْرَاهُ? قُلْتُ: يُفِيْدُنِي الشَّيْخُ. قَالَ: أَجْرَاهُ الحُسَيْنُ، وَكَانَ ضَرِيْراً، فَرَأَيْتُ سَيْفاً وَحَجَفَةً1. فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا? قَالَ: أَعْدَدْتُهُ لأُقَاتِلَ بِهِ مَعَ المَهْدِيِّ. فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ سَمَاعِ مَا أَرَدْتُ، دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ حَفَرَ البَحْرَ? قُلْتُ: حَفَرَهُ مُعَاوِيَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَأَجْرَاهُ عَمْرُو بنُ العَاصِ، ثُمَّ وَثَبْتُ وَعَدَوْتُ، فَجَعَلَ يَصِيْحُ: أَدْرِكُوا الفَاسِقَ عَدُوَّ اللهِ، فَاقْتُلُوهُ. إِسْنَادُهَا صَحِيْحٌ. وَمَا أَدْرِي كَيْفَ تَسَمَّحُوا فِي الأَخْذِ عَمَّنْ هَذَا حَالُهُ? وَإِنَّمَا وَثِقُوا بِصِدْقِهِ. قَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ عَبَّاد بن يَعْقُوْبَ فِي شَوَّال سنَة خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ، فِي "البَعْثِ" لاِبْنِ أَبِي دَاوُدَ. وَرَأَيْتُ لَهُ جُزْءاً مِنْ كِتَابِ "المَنَاقِبِ"، جَمَعَ فِيْهَا أَشْيَاء سَاقِطَة، قَدْ أَغْنَى اللهُ أَهْلَ البيت عنها، وما أعتقده يعتمد الكذب أبدًا.

_ 1 الحجفة: الترس.

صالح، صالح بن محمد الترمذي، عتبة بن عبد الله

صالح، صالح بن محمد الترمذي، عتبة بن عبد الله: 1952- صالح 1: "ت" ابن عبد الله بن ذكوان الحَافِظُ الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَاهِلِيُّ، التِّرْمِذِيُّ، نزيل بغداد. حَدَّثَ عَنْ: مَالِكٍ، وَشَرِيْكٍ، وَحَمَّادٍ الأَبَحِّ، وَأَبِي عَوَانَةَ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ، ثُمَّ رَوَى عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ كَرَّامٍ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَصَالِحٌ جَزَرَةُ، وَأَبُو يَعْلَى، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّان: هُوَ صَاحِبُ حَدِيْثٍ وَسُنَّةٍ, كَتَبَ، وَجَمَعَ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، بِمَكَّةَ. أَمَّا: 1953- صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ التِّرْمِذِيُّ 2: فَمِنْ أَقْرَانِهِ، وَلِيَ قَضَاءَ تِرْمذَ. قَالَ ابْنُ حِبَّان: كَانَ جَهْمِيّاً يَبِيْعُ الخَمْرَ. كَانَ ابْنُ رَاهْوَيْه يَبْكِي مِنْ تَجَرُّئِهِ عَلَى اللهِ. 1954- عُتْبَةُ بنُ عبد الله 3: "س" ابن عتبة الشَّيْخُ المُحَدِّثُ المُسْنِدُ، الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ اليحمدي، المروزي.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2823"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1785"، وتاريخ بغداد "9/ 315"، والكاشف "2/ ترجمة 2365"، وتهذيب التهذيب "4/ 395"، وتقريب التهذيب "1/ 361"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3039". 2 ترجمته في الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1812"، والمجروحين لابن حبان "1/ 370"، وتاريخ بغداد "9/ 330"، ولسان الميزان "3/ 176". 3 ترجمته في الكاشف "2/ ترجمة 3718"، وتهذيب التهذيب "7/ 98"، وتقريب التهذيب "2/ 40"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4698".

حَدَّثَ عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَسَعِيْدِ بنِ سَالِمٍ القَدَّاحِ، وَابْنِ المُبَارَكِ، وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَالفَضْلَ بنَ مُوْسَى، وجماعة. حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الحَكِيْمُ، وَعِيْسَى بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُسْتِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَإِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَعِدَّةٌ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَيْضاً: ثِقَةٌ. وَمِمَّنْ لَحِقَهُ، وَرَوَى عَنْهُ: مُؤَرِّخُ مَرْو أَبُو رَجَاء مُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوَيْه. قَالَ: وَمَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ مُعَمَّراً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَاكِمُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ اليُحْمِدِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ العَلاَءِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامُ بنُ زُهْرَةَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيْهَا بِأُمِّ القُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ هِيَ خِدَاجٌ هِيَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ". فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنِّي أَحْيَاناً وَرَاء الإِمَامِ. قَالَ: فَغَمَزَ ذِرَاعِي ثُمَّ قَالَ: إِقْرَأْهَا يَا فَارِسِي فِي نَفْسِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي، وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ نِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي يَقُوْلُ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} . يَقُوْلُ اللهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي. يَقُوْلُ العَبْدُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} . يَقُوْلُ اللهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي. يَقُوْلُ العَبْدُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} . يَقُوْلُ اللهُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي. وَهَذِهِ الآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، فَهِيَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. يَقُوْلُ العَبْدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 2-7] ، فهي لعبدي، ولعبدي ما سأل" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "1/ 84"، ومسلم "395" "39"، وأبو داود "821".

الدوري

1955- الدُّوري 1: "ق": الإِمَامُ العَالِمُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ المُقْرِئيْنَ، أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بنُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهْبَانَ -وَيُقَالُ صُهَيْبٌ- الأَزْدِيُّ مَوْلاَهُمُ، الدُّوْرِيُّ، الضَّرِيْرُ، نَزِيْلُ سَامَرَّاءَ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ, فِي دَوْلَةِ المَنْصُوْرِ. وَتَلاَ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَتَلاَ عَلَى الكِسَائِيِّ بِحَرْفِهِ، وَعَلَى يَحْيَى اليَزِيْدِيِّ بِحَرْفِ أَبِي عَمْرٍو، وَعَلَى سُلَيْمٍ بِحَرْفِ حَمْزَةَ، وَجَمَعَ القِرَاءاتِ، وَصَنَّفَهَا. وَحَدَّثَ أَيْضاً عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سُلَيْمَانَ المُؤَدِّبِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ، وَرَوَى هُوَ عنهما. وَتَلاَ عَلَيْهِ أَبُو الزَّعْرَاءِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبْدُوْسٍ، وَأَحْمَدُ بنُ فَرَحٍ المُفَسِّرُ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَاغَدِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ بَشَّار صَاحِبُ مَرْثِيَّةِ الهِرِّ، وَقَاسِمُ بنُ زَكَرِيَّا المُطَرِّزُ، وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الضَّرِيْرُ، وَعَلِيُّ بنُ سُلَيْمٍ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسَدٍ، وَالقَاسِمُ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ، وَأَحْمَدُ بنُ مَسْعُوْدٍ السَّرَّاجُ، وَبَكْرٌ السَّرَاوِيْلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ دُلْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّفَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوْنَ المُنَقِّي، وَالحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ الصَّوَافُ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّافِقِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ العِرْقِ، وَحَسَنُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، وَأَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ المُعَدَّلُ، وَغَيْرُهُم. وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ، وَحَاجِبُ بنُ أَرْكِيْنَ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَامِدٍ السُّنِّيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَأَيْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَكْتُبُ عَنْ أَبِي عُمَرَ الدُّوْرِيِّ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ فَرَحٍ: قُلْتُ لِلدُّوْرِيِّ: مَا تَقُوْلُ فِي القُرْآنِ؟ قَالَ: كَلاَمُ اللهِ غير مخلوق.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 364"، والكنى للدولابي "2/ 41"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 792" وتاريخ بغداد "8/ 203"، والأنساب للسمعاني "5/ 356"، وميزان الاعتدال "1/ 566"، والمغني "1/ ترجمة 1638"، وتهذيب التهذيب "2/ 408"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1515"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 48".

قَالَ ابْنُ النَّفَّاحِ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ بِقِرَاءةِ أَهْلِ المَدِيْنَةِ خَتْمَةً، وَأَدْرَكْتُ حَيَاةَ نَافِعٍ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي عَشْرَةُ دَرَاهِمَ، لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ: رَحَلَ أَبُو عُمَرَ فِي طَلَبِ القِرَاءاتِ، وَقَرَأَ سَائِرَ حُرُوْفِ السَّبْعَةِ، وَبِالشَّوَاذِّ، وَسَمِعَ مِنْ ذَلِكَ الكَثِيْرَ، وَصَنَّفَ فِي القِرَاءاتِ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَعَاشَ دَهْراً. وَفِي آخِرِ عُمُرِهِ ذَهَبَ بَصَرُهُ، وَكَانَ ذَا دِيْنٍ. وَقَالَ الحَاكِمُ: قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَبُو عُمَرَ الدُّوْرِيُّ يُقَالُ لَهُ: الضَّرِيْرُ، وَهُوَ ضَعِيْفٌ، وَقِيْلَ: هُوَ مِنَ الدُّورِ -مَحَلَّةٌ بِالجَانِبِ الشَّرْقِيِّ مِنْ بَغْدَادَ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَالبَغَوِيُّ، وَطَائِفَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. زَادَ بَعْضُهُم: فِي شَوَّالٍ. وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَهِمَ فِيْهِ حَاجِبٌ الفَرْغَانِيُّ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ مُسْتَوْعَباً فِي "طَبَقَاتِ القُرَّاءِ". وَقَوْلُ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيْفٌ يُرِيْدُ فِي ضَبْطِ الآثَارِ أَمَّا فِي القِرَاءاتِ، فَثَبْتٌ إِمَامٌ. وَكَذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ القُرَّاءِ أَثْبَاتٌ فِي القِرَاءةِ دُوْنَ الحَدِيْثِ, كَنَافِعٍ، والكسائي، وحفص، فإنهم نهضوا بأعباء الحروف وحرورها، وَلَمْ يَصْنَعُوا ذَلِكَ فِي الحَدِيْثِ كَمَا أَنَّ طَائِفَةً مِنَ الحُفَّاظِ أَتْقَنُوا الحَدِيْثَ، وَلَمْ يُحْكِمُوا القِرَاءةَ. وَكَذَا شَأْنُ كُلِّ مَنْ بَرَّزَ فِي فَنٍّ، وَلَمْ يَعْتَنِ بِمَا عَدَاهُ، وَاللهُ أَعْلَمُ.

سوار بن عبد الله

1956- سَوَّار بن عبد الله 1: "د، ت، س" ابن سوار بن عَبْدِ اللهِ بنِ قُدَامَةَ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ القَاضِي، أبو عبد الله التَّمِيْمِيُّ, العَنْبَرِيُّ, البَصْرِيُّ, قَاضِي الرُّصَافَةِ مِنْ بَغْدَادَ مِنْ بَيْتِ العِلْمِ وَالقَضَاءِ، كَانَ جَدُّهُ قَاضِي البَصْرَةِ. سَمِعَ سَوَّارٌ هَذَا مِنْ: عَبْدِ الوَارِثِ التَّنُّوْرِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَبِشْرِ بنِ المُفَضَّلِ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الغَضَائِرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي: دَخَلَ سَوَّارُ بنُ عَبْدِ اللهِ القَاضِي عَلَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيْرُ، إِنِّي جِئْتُ فِي حَاجَةٍ رَفَعْتُهَا إِلَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- قَبْلَ أَنْ أَرْفَعَهَا إِلَيْكَ، فَإِنْ قَضَيْتَهَا, حَمَدْنَا اللهَ وَشَكَرْنَاكَ، وَإِنْ لَمْ تَقْضِهَا, حَمَدْنَا اللهَ وَعَذَرْنَاكَ. قَالَ: فَقَضَى جَمِيْعَ حَوَائِجِهِ. قُلْتُ: وَكَانَ مِنْ فُحُوْلِ الشُّعَرَاءِ، فَصِيْحاً, مُفَوَّهاً، وَكَانَ وَافِرَ اللِّحْيَةِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ المُعَذَّلِ الفَقِيْهُ: كَانَ سَوَّارُ بنُ عَبْدِ اللهِ قَدْ خَامَرَ قَلْبَهُ وَجْدٌ، فَقَالَ: سَلَبْتِ عِظَامِي مُخَّهَا فَتَرَكْتِهَا ... عَوَارِيَ فِي أَجْلاَدِهَا تَتَكَسَّرُ وَأَخْلَيْتِ مِنْهَا مُخَّهَا فَكَأَنَّهَا ... قَوَارِيْرُ فِي أَجْوَافِهَا الرِّيْحُ تَصْفِرُ خُذِي بِيَدِي ثُمَّ اكشِفِي الثَّوْبَ وَانْظُرِي ... بِلَى جَسَدِي لَكِنَّنِي أَتَسَتَّرُ وَلَيْسَ الَّذِي يجْرِي مِنَ العين ماؤها ... ولكنها روحي تذاب فتقطر عَمِيَ سَوَّارٌ بِأَخَرَة، وَمَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وأربعين ومائتين، في شوال.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 113"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1174"، وتاريخ بغداد "9/ 210"، والكاشف "1/ ترجمة 2212"، والعبر "1/ 248 و444"، وتهذيب التهذيب "4/ 268" وتقريب التهذيب "1/ 339"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2822"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 108".

النخشبي

1957- النَّخْشَبِيُّ 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ، شَيْخُ الطَّائِفَةِ, أَبُو تُرَابٍ عَسْكَرُ بنُ الحُصَيْنِ النَّخْشَبِيُّ، وَمَدِيْنَةُ نَخْشَب مِنْ نَوَاحِي بَلخ تُسَمَّى أَيْضاً نَسَف. صَحِبَ حَاتِماً الأَصَمَّ. وَحَدَّثَ عَنْ نُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَغَيْرِهِمَا. حَدَّثَ عَنْهُ: الفَتْحُ بنُ شَخْرَف، وَرَفِيْقُهُ؛ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَيُوْسُفُ بنُ الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الجَلاَّءِ، وَطَائِفَةٌ. وَكَتَبَ العِلْمَ، وَتَفَقَّهَ, ثُمَّ تَأَلَّهَ وَتَعَبَّدَ، وَسَاحَ وَتَجَرَّدَ. وَسُئِلَ عَنْ صِفَةِ العَارِفِ, قَالَ: الَّذِي لاَ يُكَدِّرهُ شَيْءٌ، وَيَصْفُو بِهِ كُلُّ شَيْء. وَعَنْهُ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الصُّوْفِيَّ قَدْ سَافر بِلاَ رَكْوَةٍ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ عَزَمَ عَلَى تَرْكِ الصَّلاَةِ. وَعَنْهُ: ثَلاَثٌ مِنْ مَنَاقِبِ الإِيْمَانِ الاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ، وَالرِّضَى بِالكَفَافِ، وَالتَّفْوِيْضُ إِلَى اللهِ. وَثَلاَثٌ مِنْ مَنَاقِبِ الكُفْرِ: طُوْلُ الغَفْلَةِ عَنِ اللهِ، وَالطِّيَرَةُ، وَالحَسَدُ. وَعَنْ يُوْسُفَ بنِ الحُسَيْنِ، قَالَ: كُنَّا بِمَكَّةَ، فَقَالَ أَبُو تراب: أحتاج إِلَى دَرَاهِمَ، فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ صَبَّ فِي حَجْرِهِ كِيْسَ دَرَاهِم، فَجَعَلَ يُفَرِّقُهَا عَلَى مَنْ حَوْلَهُ، وَكَانَ فِيْهِم فَقِيْرٌ يَتَرَاءى لَهُ ليُعْطِيَهُ، فَنَفِذَتْ، وَلَمْ يُعْطِهِ وَبَقِيْتُ أَنَا وَهُوَ وَالشَّيْخُ، فَقَالَ لَهُ: تَرَاءيتُ لَكَ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَقَالَ: أَنْتَ لاَ تَعْرِفُ المُعْطِي. قَالَ ابْنُ الجَلاَّء: لَقِيْتُ أَلْفَي شَيْخٍ، مَا لَقِيْتُ مِثْلَ أَبِي تُرَابٍ، وَآخَر. مَاتَ أَبُو تُرَابٍ: بِطَرِيْقِ الحَجِّ, انقَطَعَ، فَنَهَشَتْهُ السِّبَاعُ، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 462"، وتاريخ بغداد "12/ 315"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 321".

محمد بن عبيد

1958- محمد بن عُبَيد 1: ابن عبد الملك الإِمَامُ المُحَدِّثُ العَبْدُ الصَّالِحُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ، الكُوْفِيُّ، ثُمَّ الهَمَذَانِيُّ وَيُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَبْدِ المَلِكِ. رَوَى أَبُوْهُ عَنِ: الشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ: وَكِيْعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ. يُقَالُ: صَامَ سِتِّيْنَ سَنَةً. وَرَوَى مُحَمَّدُ عَنْ، سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعُمَرَ بنِ هَارُوْنَ، وَالرَّبِيْعِ بنِ زِيَادٍ، وَعَبِيْدَةَ بنِ حُمَيْدٍ، وَسَيْفِ بنِ مُحَمَّدٍ الثَّوْرِيِّ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأُمَوِيِّ، وَحُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ، وَشَبَابَةَ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ الكَرَابِيْسِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الدُّحَيْمِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ سَعِيْدٍ العَسْكَرِيُّ، وَعِيْسَى بنُ يَزِيْدَ إمام الجامع، وعلي بن الحسن بن سعيد، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ المُكْتِبُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَمْروس، وَعُبْدوسُ بنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: ذَاكَرْتُ أَبَا زُرْعَةَ بِحَدِيْثِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بن أبي بكر، عن همام، عن قتادة، عَنْ أَنَسٍ, مَرْفُوْعاً: "مَنْ حُوْسِبَ, عُذِّبَ" 2. فَقَالَ ابْنُ عُبَيْدٍ عِنْدَنَا إِمَامٌ، وَعلِيٌّ مِنَ الأَبْدَالِ، وَهَذَا غَرِيْبٌ. وَقَالَ الحَسَنُ بنُ يَزْدَادَ الخَشَّابُ: لَوْ كَانَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ بِبَغْدَادَ كَانَ يَكُوْنُ شَبِيْهاً بِأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ. وَعَنْ أَبِي زُرْعَةَ, قَالَ: مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ ثِقَةٌ. وَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ المُؤَدِّبُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وأربعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الكاشف "3/ ترجمة 5106"، وتهذيب التهذيب "9/ 330"، وتقريب التهذيب "2/ 188"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6478". 2 صحيح: أخرجه الترمذي "3338" من طريق محمد بن عبيد الهمداني، عن علي بن أبي بكر، به. وله شاهد من حديث عائشة: عند البخاري "4939"، ومسلم "2876".

الحسن بن عرفة

1959- الحسن بن عرفة 1: "ت، ق" ابن يزيد الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ, مُسْنِدُ وَقْتِهِ، أَبُو عَلِيٍّ العبدي، البغدادي, المؤدب. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ هُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى، وَخَلَفِ بنِ خَلِيْفَةَ، وَالمُبَارَكِ بنِ سَعِيْدٍ أَخِي سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ، وَزِيَادٍ البَكَّائِيِّ، وَعَبَّادِ بنِ عَبَّادٍ المُهَلَّبِيِّ، وَعَبْدِ السَّلاَمِ بنِ حَرْبٍ، وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، وَالحَكَمِ بنِ ظُهَيْرٍ، وَمَرْحُوْمِ بنِ عَبْدِ العزيز العطار، وقران بن تمام، وعمار بن محمد الثوري، وَعَلِيِّ بنِ ثَابِتٍ الجَزَرِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ العَمِّيِّ، وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْس، وَعُمَرَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَبَّارِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ المُحَارِبِيِّ، وَعَبَّادِ بنِ العَوَّامِ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، وَمَرْوَانَ بنِ شُجَاعٍ، وَبِشْرِ بنِ المُفَضَّلِ، وَطَبَقَتِهم، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَزَكَرِيَّا خَيَّاطُ السُّنَّةِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو يَعْلَى، وَقَاسِمٌ المُطَرِّزُ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَالمَحَامِلِيُّ، وَابْنُ مَخْلَدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الهَاشِمِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ الوَرَّاقُ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ المَطِيْرِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَيَّاشٍ القَطَّانُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الأَثْرَمُ، وعلي بن الفضل الستوري،

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 128"، وتاريخ بغداد "7/ 394"، والعبر "1/ 14"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 103"، وتهذيب التهذيب "2/ 293"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1356"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 136".

وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الرَّبِيْعِ الأَنْمَاطِيُّ، وَمُؤْنِسُ بنُ وَصِيْفٍ، وَحَبْشونُ بنُ مُوْسَى الخَلاَّلُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ هميان الوَكِيْلُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ قَالَ لِي ابْنُ مَعِيْنٍ: كَتَبْتَ عَنْ ذَاكَ المُعَلِّمِ الَّذِي فِي المُرَبَّعَةِ? قُلْتُ: نَعَمْ, أَهُوَ الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ? قَالَ: نَعَمْ, يَرْوِي عَنْ مُبَارَكِ بنِ سَعِيْدٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى أَبِي. وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بنُ الدَّروقِيِّ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ قَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ اذهَبْ إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ سَمِعْتُ مِنْهُ مَعَ أَبِي بِسَامَرَّاءَ، وَسُئِلَ عَنْهُ أَبِي فَقَالَ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ، وَقَدْ رَوَى النَّسَائِيُّ، عَنْ رَجُلٍ, عَنْهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُسَيَّبِ الأَرْغِيَانِيُّ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ يَقُوْلُ: كَتَبَ عَنِّي خَمْسَةُ قُرُوْن. قُلْتُ: يَعْنِي خَمْسَ طَبَقَاتٍ، فَالطَّبَقَةُ الأُوْلَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالثَّانِيَةُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا, الثَّالِثَةُ طَبَقَةُ ابْنُ خُزَيْمَةَ, الرَّابِعَةُ طَبَقَةُ المَحَامِلِيّ, الخَامِسَةُ الصَّفَّار. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: عَاشَ الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ مائَةً وَعَشْرَ سِنِيْنَ، وَكَانَ لَهُ عَشْرَةُ أَوْلاَدٍ سَمَّاهُم بِأَسَامِي العَشرَةِ -رَضِيَ الله عنهم. أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ، وَمُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ إِجَازَةً, قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظُ قَالَ: أَجَازَ لِي مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيٍّ المِصْرِيُّ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ زُرَيْقٍ، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدثنا أحمد بن مُحَمَّدِ بنِ حَكِيْمٍ الصَّدَفِيُّ سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ، وَسُئِلَ: كَمْ تَعُدُّ مِنَ السِّنِيْن؟ قَالَ: مائَةَ سَنَةٍ وَعَشْر سِنِيْنَ, لَمْ يَبْلُغْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ هَذَا السِّنَّ غَيْرِي. قُلْتُ: قَدْ بَلَغَ أَيْضاً هَذَا السِّنَّ حَسَّانُ بنُ ثَابِت، وَحَكِيْمُ بنُ حِزَامٍ، وَغَيْرُهُمَا مِنَ الصَّحَابَةِ، وَسُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِيْنَ، وَمِمَّنْ شَارَكَهُ، فِي السِّنِّ أَبُو العَبَّاسِ الحَجَّارُ. قَالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ الحَافِظُ: وُلِدَ فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ: الشَّافِعِيُّ، وَبِشْرٌ الحَافِي، وَخَلَفٌ البَزَّارُ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ. قَالَ أَبُو الفَتْحِ الأَزْدِيُّ: حَدَّثَنِي مُوْسَى بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ, سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ يَقُوْلُ:

حَدَّثَنِي وَكِيْعٌ بِأَحَادِيْثَ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ سَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ: أَلَم أُحَدِّثْكَ بِهَا أَمْس؟ قُلْتُ: بَلَى، وَلَكِنِّي شَكَكْتُ. قَالَ: لاَ تَشُكَّ، فَإِنَّ الشَّكَّ مِنَ الشَّيْطَانِ. قُلْتُ: انْتَهَى عُلُوُّ الإِسْنَادِ اليَوْمَ، وَهُوَ عَامُ خَمْسَة وَثَلاَثِيْنَ إِلَى حَدِيْثِ الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ كَمَا أَنَّهُ كَانَ سَنَةَ نَيِّفٍ وستين وستمائة أعلى شيء يَكُوْن، وَكَانَ رَحِمَهُ اللهُ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ. قَالَ البَغَوِيُّ: مَاتَ بِسَامَرَّاءَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: مَاتَ لأَرْبَعٍ بَقِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ مِنْهَا، وَيُقَالُ: سَنَةَ ثَمَانٍ، وَهُوَ وَهْمٌ. أَنْبَأَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ المُعَدَّلُ لِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا المُبَارَكُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ مُوْسَى الجُهَنِيِّ، عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ أَنْ يُسَبِّحَ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ عَشْراً، وَيُكَبِّرَ عَشْراً، وَيَحْمَدَ عَشْراً، فَذَلِكَ فِي خَمْسِ صَلَوَاتٍ خَمْسُوْنَ وَمائَةٌ باللسان، وألف وخمسمائة فِي المِيْزَانِ، وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ سَبَّحَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ، وَحَمِدَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ، وَكَبَّرَ أَرْبَعاً وَثَلاَثِيْنَ، فَذَلِكَ مائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي المِيْزَانِ، فأيكم يعمل في يوم وليلة ألفين وخمسمائة سَيِّئَةٍ"؟! 1 وَأَنْبَأَنيه بِعُلُوِّ أَرْبَع درج: أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بن بيان، حدثنا بنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ نحوه.

_ 1 صحيح: وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو: عند أبي داود "5065"، والترمذي "3410" والنسائي "3/ 74" من طرق عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره بنحوه وإسناده حسن، عطاء بن السائب، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

أحمد بن أبي سريج

1960- أحمد بن أبي سُرَيج 1: "خ، د، س" عمر بن الصباح الحَافِظُ، العَالِمُ، أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ. تَلاَ عَلَى الكِسَائِيِّ. قَرَأَ عَلَيْهِ العَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ الرَّازِيُّ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عُلَيَّةَ، وَشُعَيْبِ بنِ حَرْبٍ، وَوَكِيْعٍ. وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَقَالَ: صَدُوْقٌ، وَالبُخَارِيُّ، فِي "صَحِيْحِهِ"، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَآخَرُوْنَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 75"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 21"، وتهذيب التهذيب "1/ 44".

علي بن خشرم

1961- علي بن خشرم 1: "م، ت، س" ابن عبد الرحمن بن عَطَاءِ بنِ هِلاَلٍ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الصَّدُوْقُ أَبُو الحسن المروزي بن أُخْتِ بِشْرٍ الحَافِي. سَمِعَهُ أَبُو رَجَاءَ مُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوَيْه يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ عَبْدَ العَزِيْزِ بنَ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيَّ، وَهُشَيْمَ بنَ بَشِيْرٍ، وَعِيْسَى بنَ يُوْنُسَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ، وَهْبٍ، وَالفَضْلَ بنَ مُوْسَى السِّيْنَانِيَّ، وَأَبَا تميلة، ووكيعًا، وطبقتهم. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرَبْرِيُّ، وَوَقَعَ لَنَا رِوَايَتُهُ عَنْهُ، فِي تَعْلِيَةِ حَدِيْثِ مُوْسَى، وَالخَضِرِ، فَقَالَ، حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بنُ خشرم، حدثنا بن عُيَيْنَةَ، فَذَكَرَهُ لَكِنْ لَيْسَ هَذَا فِي كُلِّ النُّسَخِ بِالصَّحِيْحِ، وَمِمَّنْ حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مُعَاذٍ المَالِيْنِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ رَزِيْنٍ البَاشَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ شَكَّر، وَمُحَمَّدُ بنُ عَقِيْلٍ البَلْخِيُّ، وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ حَمْدُوْنَ الأَعْمَشِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الإِسْنَادِ بِمَا وَرَاء النَّهرِ، وَبِمَرْوَ، وَهَرَاةَ. قَالَ أَبُو رَجَاءَ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: صُمتُ ثَمَانِيَةً وَثَمَانِيْنَ رَمَضَاناً. قَالَ: وَمَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1013"، والعبر "2/ 183"، والكاشف "2/ ترجمة رقم3969"، وتهذيب التهذيب "7/ 316"، وتقريب التهذيب "2/ 36"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4978".

أحمد بن بكار، الحظمي

أحمد بن بكار، الحظمي: 1962- أحمد بن بَكَّار 1: "س" بن أبي ميمونة زيد، الأموي مَوْلاَهُمُ الحَرَّانِيُّ، الحَافِظُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. رَوَى عَنْ: أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَمَخْلَدِ بنِ يَزِيْدَ، وَابْنِ فُضَيْلٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ سَلَمَةَ، وَوَكِيْعٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: النَّسَائِيُّ، وَالبَاغَنْدِيُّ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لا بأس به. قُلْتُ: امتَنَعَ مِنَ الأَخْذِ عَنْ يَعْلَى بنِ الأَشْدَقِ؛ لأَنَّهُ سَمِعَهُ يُفْحِشُ فِي خِطَابِهِ. تُوُفِّيَ سنة 244، في صفر. 1963- الخَطْمي 2: "م، ت، س، ق" الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ القَاضِي، أَبُو مُوْسَى إِسْحَاقُ بنُ مُوْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ الخَطْمِيِّ, الأَنْصَارِيُّ, المَدَنِيُّ, الفَقِيْهُ, نَزِيْلُ سَامَرَّاءَ, ثُمَّ قَاضِي نَيْسَابُوْرَ. سَمِعَ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدَ السَلاَّمِ بنَ حَرْبٍ، وَمَعْنَ بنَ عِيْسَى القَزَّازَ، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَابْنُهُ مُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خُزَيْمَة، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ. أَطْنَبَ أَبُو حَاتِمٍ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَيَروِي التِّرْمِذِيُّ عَنْهُ كَثِيْراً، وَيَقُوْلُ: حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ. وَلَهُ حَدِيْثٌ يَنْفَرِدُ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ، عَنْ شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ إِلَى ابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَإِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي مَسْعُوْدٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا الحَدِيْثُ الَّذِي تُكْثِرُوْنَ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ? فَحَبَسَهُم بِالمَدِيْنَةِ حَتَّى اسْتُشْهِدَ. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ نَاجِيَةَ، وَغَيْرُهُ، عَنْ إِسْحَاقَ الخَطْمِيِّ. قِيْلَ: إِنَّهُ مَاتَ بِجُوْسِيَةَ -بُلَيْدَةٍ مِنْ أَعْمَالِ حِمْصَ- فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ وَلَدُهُ مُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ مِنْ كِبَارِ أئمة الدين.

_ 1 ترجمته في تهذيب التهذيب "1/ 19"، وتقريب التهذيب "1/ 12". 2 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 828"، وتاريخ بغداد "6/ 355"، والعبر "1/ 442" والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 427"، وتهذيب التهذيب "1/ 251"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 105".

يحيى بن أكثم

1964- يحيى بن أكثم 1: "ت" ابن محمد بن قطن، قَاضِي القُضَاةِ، الفَقِيْهُ العَلاَّمَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ المَرْوَزِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ المَهْدِيِّ. وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، وَابْنِ المُبَارَكِ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَالفَضْلِ السِّيْنَانِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ، وَعِدَّةٍ، وَلَهُ رِحْلَةٌ، ومعرفة. حَدَّثَ عَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَالبُخَارِيُّ خَارِجَ "صَحِيْحِهِ"، وَإِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَتَّوَيْه، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَحْمُوْدٍ المَرْوَزِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ مِنْهَا كِتَابُ "التَنْبِيْهِ". قَالَ الحَاكِمُ: مَنْ نَظَرَ فِي "التَنْبِيهِ" لَهُ, عَرَفَ تَقَدُّمَهُ فِي العُلُومِ. وَقَالَ طَلْحَةُ الشَّاهِدُ: كَانَ وَاسِعَ العِلْمِ بِالفِقْهِ كَثِيْرَ الأَدَبِ حَسَنَ العَارِضَةِ قَائِماً بِكُلِّ مُعْضِلَةٍ. غَلَبَ عَلَى المَأْمُوْنِ حَتَّى لَمْ يَتَقَدَّمْهُ عِنْدَهُ أَحَدٌ مَعَ بَرَاعَةِ المَأْمُوْنِ فِي العِلْمِ، وَكَانَتِ الوُزَرَاءُ لاَ تُبْرِمُ شَيْئاً حَتَّى تُرَاجِعَ يَحْيَى. قَالَ الخَطِيْبُ: وَلاَّهُ المَأْمُوْنُ قَضَاءَ بَغْدَادَ، وَهُوَ مِنْ وَلَدِ أَكْثَمَ بنِ صَيْفِيٍّ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعَ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ صَغِيراً، فَصَنَعَ أَبُوْهُ طَعَاماً، وَدَعَا النَّاسَ، وَقَالَ: اشْهَدُوا أَنَّ ابْنِي سَمِعَ مِنْ عبد الله.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2932"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 244 و716" والجرح والتعديل "9/ ترجمة 549"، وتاريخ بغداد "14/ 191"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 125"، ووفيات الأعيان "6/ ترجمة 793"، والكاشف "3/ ترجمة 6243"، والمغني "2/ ترجمة 6929"، والعبر "1/ 439"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9459"، وتهذيب التهذيب "11/ 179"، وتقريب التهذيب "2/ 342"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 91".

قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: كنت عند سفيان، فَقَالَ: بُلِيْتُ بِمُجَالَسَتِكُم بَعْدَ مَا كُنْتُ أُجَالِسُ مَنْ جَالَسَ الصَّحَابَةَ، فَمَنْ أَعْظَمُ مِنِّي مُصِيْبَةً? قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ, الَّذِيْنَ بَقُوا حَتَّى جَالَسُوكَ بَعْدَ الصَّحَابَةِ, أَعْظَمُ مِنْكَ مُصِيْبَةً. وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: لَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ بَلِيَّتِي إِلاَّ أَنِّي حِيْنَ كَبِرْتُ صَارَ جُلَسَائِيَ الصِّبْيَانُ بعدما كُنْتُ أُجَالِسُ مَنْ جَالَسَ الصَّحَابَةَ. قلتُ: أَعْظَمُ منك مصيبة من جالسك، في صغرك بعدما جَالَسَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَسَكَتَ. قَالَ عَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى, قَالَ: صِرْتُ إِلَى حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، فَتَعَشَّيْنَا عِنْدَهُ، فَأَتَى بِعُسٍّ، فَشَرِبَ، وَنَاوَلَ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، فَشَرِبَ، وَنَاوَلَنِي. قَالَ: فَقُلْتُ: أَيُسْكِرُ كَثِيْرُهُ? قَالَ: إِيْ وَاللهِ، وَقَلِيْلُهُ، فَتَرَكْتُهُ. وَرَوَى أَبُو حَازِمٍ القَاضِي، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: وَلِيَ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ قضاء البَصْرَةِ، وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً، فَاسْتَصْغَرُوْهُ، وَقِيْلَ: كَمْ سِنُّ القَاضِي? قَالَ: أَنَا أَكْبَرُ مِنْ عَتَّابِ بنِ أَسِيدٍ؛ الَّذِي وَلاَّهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى مَكَّةَ، وَأَكْبَرُ مِنْ مُعَاذٍ حِيْنَ وَجَّهَ بِهِ رَسُوْلُ اللهِ قَاضِياً عَلَى اليَمَنِ، وَأَكْبَرُ مِنْ كَعْبِ بنِ سُوْرٍ الَّذِي وَجَّهَ بِهِ عُمَرُ قَاضِياً عَلَى البَصْرَةِ. قَالَ الفَضْلُ الشَّعْرَانِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ أَكْثَمَ يَقُوْلُ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ فَمَنْ قَالَ: مَخْلُوْقٌ يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ. وَعَنْ يَحْيَى قَالَ: مَا سُرِرْتُ بِشَيْءٍ سُروْرِي بِقَوْلِ المُسْتَمْلِي: مَنْ ذَكَرْتَ رَضِيَ اللهُ عَنْكَ. وَذُكِرَ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ مَا يُرْمَى بِهِ يَحْيَى، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مَنْ يَقُوْلُ هَذَا?! قُلْتُ: قَدْ وَلِعَ النَّاسُ بِيَحْيَى لِتَوَلُّعِهِ بِالصُّوَرِ حُبّاً أَوْ مُزَاحاً. الصُّوْلِيُّ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي يُعَظِّمُ شَأْنَ يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ، وَذكَرَ لَهُ يَوْمَ قِيَامِهِ فِي وَجْهِ المَأْمُوْنِ لَمَّا أَبَاحَ مُتْعَةَ النِّسَاءِ، فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى رَدَّهُ إِلَى الحَقِّ، وَنَصَّ لَهُ الحَدِيْثَ فِي تَحْرِيْمِهَا، فَقِيْلَ لإسماعيل: فما كَانَ يُقَالُ? قَالَ: مَعَاذَ اللهِ أَنْ تَزُوْلَ عَدَالَةُ مِثْلِهِ بِكَذِبِ بَاغٍ أَوْ حَاسِدٍ ثُمَّ قَالَ: وَكَانَتْ كُتُبُهُ فِي الفِقْهِ أَجَلَّ كُتُبٍ, تَرَكَهَا النَّاسُ لِطُوْلِهَا. قَالَ أَبُو العَيْنَاءِ: سُئِلَ رَجُلٌ مِنَ البُلَغَاءِ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ، وأحمد ابن أبي دؤاد, أَيُّهُمَا أَنْبَلُ? قَالَ: كَانَ أَحْمَدُ يَجِدُّ مَعَ جَارِيَتِهِ وَبَيْتِهِ، وَكَانَ يَحْيَى يَهْزِلُ مَعَ عَدُوِّهِ وَخَصْمِهِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: فِيْهِ نَظَرٌ.

وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: كَانَ يَكْذِبُ. وَقَالَ ابْنُ رَاهْوَيْه: ذَاكَ الدَّجَّالُ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ الجُنَيْدِ: يَسْرِقُ الحَدِيْثَ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: حَدَّثَ عَنِ ابْنِ إِدْرِيْسَ بِأَحَادِيْثَ لَمْ يَسْمَعْهَا. وَقَالَ أَبُو الفَتْحِ الأَزْدِيُّ: رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ عجائب. قُلْتُ: مَا هُوَ مِمَّنْ يَكْذِبُ, كَلاَّ, وَكَانَ عَبَثُهُ بِالمُرْدِ أَيَّامَ الشَّبِيْبَةِ، فَلَمَّا شَاخَ, أَقْبَلَ عَلَى شَأْنِهِ, وَبَقِيَتِ الشَّنَاعَةُ، وَكَانَ أَعْوَرَ. قَالَ أَبُو العَيْنَاءِ: وَقَفَ لَهُ الأَضِرَّاءُ، فَطَالَبُوْهُ، فَقَالَ: لَيْسَ لَكُمْ عِنْدَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ شَيْءٌ. فَقَالُوا: لاَ تَفْعَلْ يَا أَبَا سَعِيْدٍ. فَصَاحَ: الحَبْسَ الحَبْسَ. فَحُبِسُوا، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ضَجَّوُا، فَقَالَ المَأْمُوْنُ: مَا هَذَا? قِيْلَ: الأَضِرَّاءُ. فَقَالَ لَهُ: وَلِمَ حَبَسْتَهُمْ? أَعَلَى أَنْ كَنَّوْكَ? قَالَ: بَلْ حَبَسْتُهُم عَلَى التَّعْرِيْضِ بِشَيْخٍ لاَئِطٍ فِي الحَرْبِيَّةِ. قَالَ فَضْلَكُ الرَّازِيُّ: مَضَيْتُ أَنَا وَدَاوُدُ الأَصْبَهَانِيُّ إِلَى يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ، وَمَعَنَا عَشْرَةُ مَسَائِلَ، فَأَجَابَ فِي خَمْسَةٍ مِنْهَا أَحْسَنَ جَوَابٍ، وَدَخَلَ غُلاَمٌ مَلِيْحٌ، فَلَمَّا رَآهُ اضْطَرَبَ، فَلَمْ يَقْدِرْ يَجِيءُ، وَلاَ يَذْهَبُ فِي مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ دَاوُدُ: قم, اختلط الرجل. قَالَ أَبُو العَيْنَاءِ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ أَبِي عَاصِمٍ، فَنَازَعَ أَبُو بَكْرٍ بنُ يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ غُلاَماً، فَقَالَ أَبُو عَاصِمٌ: مَهْيَم? قِيْلَ: أَبُو بَكْرٍ يُنَازِعُ غُلاَماً، فَقَالَ: إِنْ يَسْرِقْ، فَقَدْ سَرَقَ أَبٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ. وَقَدْ هُجِيَ بِأَبْيَاتٍ مُفَرَّقَةٍ لَمْ أَسُقْهَا. قَالَ الخَطِيْبُ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ المُتَوَكِّلُ, صَيَّرَ يَحْيَى فِي مَرْتَبَةِ ابن أبي دؤاد، وَخَلَعَ عَلَيْهِ خَمْسَ خِلَعٍ. وَقَالَ نِفْطَوَيْه: لَمَّا عُزِلَ يَحْيَى مِنَ القَضَاءِ بِجَعْفَرٍ الهَاشِمِيِّ, جَاءهُ كَاتِبُهُ، فَقَالَ: سَلِّمِ الدِّيْوَانَ. فَقَالَ: شَاهِدَانِ عَدْلاَنِ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ بِذَلِكَ. فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، وَأُخِذَ مِنْهُ قَهْراً، وَأَمَرَ المُتَوَكِّلُ بِقَضِّ أَمْلاَكِهِ، وَحُوِّلَ إِلَى بَغْدَادَ، وَأُلزِمَ بَيْتَهُ. قَالَ الكَوْكَبِيُّ: حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بنُ أَحْمَدَ الكَاتِبُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ السَّعْدِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ، فَقَالَ: افْتَحْ هَذَا القِمَطْرَ. فَفَتَحَ، فَإِذَا فِيْهِ شَيْءٌ رَأْسُهُ رَأْسُ إِنْسَانٍ، وَمِنْ سُرَّتِهِ إِلَى أَسْفَلٍ خِلْقَةُ زَاغٍ، وَفِي ظَهْرِهِ سلعة -يعني: حدبة- وفي صدره كذلك، فَكَبَّرْتُ وَهَلَّلْتُ وَجَزِعْتُ, وَيَحْيَى يَضْحَكُ، فَقَالَ لِي بلسان طلق:

أَنَا الزَّاغُ أَبُو عَجْوَه ... أَنَا ابْنُ اللَّيْثِ وَاللَّبْوَه أُحِبُّ الرَّاحَ وَالرَّيْحَا ... نَ وَالنَّشْوَةَ وَالقَهْوَه فَلاَ عَرْبَدَتِي تُخْشَى ... وَلاَ تُحْذَرُ لِي سَطْوَه ثُمَّ قَالَ: يَا كَهْلُ أَنْشِدْنِي شِعْراً غَزِلاً، فَأَنْشَدْتُهُ: أَغَرَّكِ أَنْ أَذْنَبْتِ ثُمَّ تَتَابَعَتْ ... ذُنُوبٌ فلم أهجرك ثم أتوب وَأَكْثَرْتِ حَتَّى قُلْتِ لَيْسَ بِصَارِمِي ... وَقَدْ يُصْدَمُ الإِنْسَانُ وَهُوَ حَبِيْبُ فَصَاحَ: زَاغْ زَاغْ زَاغْ، فَطَارَ ثُمَّ سَقَطَ فِي القِمَطْرِ، فَقُلْتُ: أَعَزَّ اللهُ القَاضِيَ، وَعَاشِقٌ أَيْضاً?! فَضَحِكَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا? قَالَ: هُوَ مَا تَرَى، وَجَّهَ بِهِ صَاحِبُ اليَمَنِ إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، وَمَا رَآهُ بَعْدُ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ الحَارِثِ، عَنْ شَبِيْبِ بنِ شَيْبَةَ بنِ الحَارِثِ, قَالَ: قَدِمْتُ الشِّحْرَ عَلَى رَئِيْسِهَا، فَتَذَاكَرْنَا النَّسْنَاسَ، فَقَالَ: صِيْدُوا لَنَا مِنْهَا. فَلَمَّا أَنْ رُحْتُ إِلَيْهِ إِذَا بِنَسْنَاسٍ مَعَ الأَعْوَانِ، فَقَالَ: أَنَا بِاللهِ وَبِكَ! فَقُلْتُ: خَلُّوهُ. فَخَلَّوْهُ، فَخَرَجَ يَعْدُو، وَإِنَّمَا يَرْعَوْنَ النَّبَاتَ، فَلَمَّا حَضَرَ الغَدَاءُ, قَالَ: اسْتَعِدُّوا لِلصَّيْدِ، فَإِنَّا خَارِجُوْنَ. فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ, سَمِعْنَا قَائِلاً يَقُوْلُ: أَبَا مُحَمَّدٍ, إِنَّ الصبح قد أَسْفَرَ، وَهَذَا اللَّيْلُ قَدْ أَدْبَرَ، وَالقَانِصُ قَدْ حَضَرَ، فَعَلَيْكَ بِالوَزَرِ. فَقَالَ: كُلِي وَلاَ تُرَاعِي. فَقَالُوا: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، فَهَرَبَ، وَلَهُ وَجْهٌ كَوَجْهِ الإِنْسَانِ، وَشَعَرَاتٌ بِيْضٌ فِي ذَقْنِهِ، وَمِثْلُ اليَدِ فِي صَدْرِهِ، وَمِثْلُ الرِّجْلِ بَيْنَ وَرِكَيْهِ، فَأَلَظَّ بِهِ كَلْبَان، وَهُوَ يَقُوْلُ: إِنَّكُمَا حِيْنَ تُجَارِيَانِي ... أَلْفَيْتُمَانِي خَضِلاً عِنَانِي لَوْ بِي شَبَابٌ مَا مَلَكْتُمَانِي ... حَتَّى تَمُوْتَا أَوْ تُفَارِقَانِي قَالَ: فَأَخَذَاهُ. قَالَ: وَيَزْعَمُوْنَ أَنَّهُمْ ذَبَحُوا مِنْهَا نَسْنَاساً، فَقَالَ قَائِلٌ: سُبْحَانَ اللهِ, مَا أَحْمَرَ دَمَهُ! قَالَ: يَقُوْلُ نَسْنَاسٌ مِنْ شَجَرَةٍ: كَانَ يَأْكُلُ السُّمَّاقَ، فَقَالُوا: نَسْنَاسٌ. فَأَخَذُوْهُ، وَقَالُوا: لَوْ سَكَتَ ما علم به. فَقَالَ آخَرُ مِنْ شَجَرَةٍ: أَنَا صُمَيْمِيْتٌ. فَقَالُوا: نَسْنَاسٌ, خُذُوْهُ. قَالَ: وَبَنُو مَهْرَةَ يَصْطَادُوْنَهَا وَيَأْكُلُوْنَهَا. قَالَ: وَكَانَ بَنُو أُمِيْمَ بنِ لاَوَذَ بنِ سَامِ بنِ نُوْحٍ سَكَنُوا زُنَّارَ أَرْضِ رَمْلٍ كَثِيْرَةِ النَّخْلِ، وَيُسْمَعُ فِيْهَا حِسُّ الجِنِّ حَتَّى كَثُرُوا، فَعَصَوْا، فَعَاقَبَهُمُ اللهُ، فَأَهْلَكَهُمْ، وَبَقِيَ

مِنْهُمْ بَقَايَا لِلْعَرَبِ تَقَعُ عَلَيْهِمْ، وَلِلرَّجُلِ وَالمَرْأَةِ مِنْهُمْ يَدٌ أَوْ رِجْلٌ فِي شِقٍّ وَاحِدٍ يُقَالُ لَهُمُ: النَّسْنَاسُ. قُلْتُ: هَذَا كَقَوْلِ بَعْضِهِم: ذَهَبَ النَّاسُ، وَبَقِيَ النَّسْنَاسُ يُشْبِهُونَ النَّاسَ، وَليْسُوا بِنَاسٍ، وَلَعَلَّ هَؤُلاَءِ تَوَلَّدُوا مِنْ قِرَدَةٍ وَنَاسٍ، فَسُبْحَانَ القَادِرِ. وَقَدْ رُوِيَ: أَنَّ يَحْيَى بنَ أَكْثَمَ رُئِيَ فِي النَّوْمِ، وَأَنَّهُ غُفِرَ لَهُ، وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ. قَالَ السَّرَّاجُ فِي "تَارِيْخِهِ": مَاتَ بِالرَّبَذَةِ, مُنصَرَفَهُ مِنَ الحَجِّ, يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ ابن أخته: بلغ ثلاثًا وثمانين سنة. وَدُعَابَةُ يَحْيَى مَعَ المُرْدِ أَمْرٌ مَشْهُوْرٌ، وَبَعْضُ ذَلِكَ لاَ يَثْبُتُ، وَكَانَ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَشِيْخَ عَفَا اللهُ عَنْهُ، وَعَنَّا.

ابن السكيت

1965- ابن السِّكِّيت 1: شَيْخُ العَرَبِيَّةِ, أَبُو يُوْسُفَ يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ السِّكِّيْتِ البَغْدَادِيُّ النَّحْوِيُّ المُؤَدِّبُ مُؤلِفُ كِتَابِ "إصْلاَحِ المَنْطِقِ", دَيِّنٌ خَيِّرٌ, حُجَّةٌ فِي العَرَبِيَّةِ. أَخَذَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ أَبُو عِكْرِمَةَ الضَّبِّيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ فَرَحٍ المُفَسِّرُ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ أَبُوْهُ مُؤَدِّباً، فَتَعَلَّمَ يَعْقُوْبُ، وَبَرَعَ فِي النَّحْوِ وَاللُّغَةِ، وَأَدَّبَ أَوْلاَدَ الأَمِيْرِ؛ محمد بن عبد الله بن طاهر, ثم ارْتَفَعَ مَحَلُّهُ، وَأَدَّبَ وَلَدَ المُتَوَكِّلِ. وَلَهُ مِنَ التصانيف نحو من عشرين كتابًا. رَوَى أَبُو عُمَرَ، عَنْ ثَعَلبٍ, قَالَ: مَا عَرَفْنَا لاِبْنِ السِّكِّيْتِ خَرْبَةٌ قَطُّ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَدَّبَ مَعَ أَبِيْهِ الصِّبْيَانَ. وَرَوَى، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، وأبي عبيدة، والفراء، وكتبه صحيحة نافعة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 273"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "20/ 50"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 827"، والعبر "1/ 443"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 317" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 106".

قَالَ ثَعْلَبٌ: لَمْ يَكُنْ لَهُ نَفَاذٌ فِي النَّحْوِ، وَكَانَ يَتَشَيَّعُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ: شَاوَرَنِي يَعْقُوْبُ فِي مُنَادَمَةِ المُتَوَكِّلِ، فَنَهَيْتُهُ، فَحَمَلَ قَوْلِي عَلَى الحَسَدِ، وَلَمْ يَنْتَهِ. وَقِيْلَ: كَانَ إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي اللُّغَةِ، وَأَمَّا التَّصْرِيْفُ، فَقَدْ سَأَلَهُ المَازِنِيُّ عَنْ وَزْنِ "نَكْتَلْ"، فَقَالَ: "نَفْعَل", فَرَدَّهُ. فَقَالَ: "نَفْتَعِل". فَقَالَ: أَتَكُوْنُ أَرْبَعَةُ أَحْرُفٍ وَزْنُهَا خَمْسَةُ أَحْرُفٍ? فَوَقَفَ يَعْقُوْبُ، فَبَيَّنَ المَازِنِيُّ أَنَّ وَزْنَهُ "نَفْتَلُ". فَقَالَ الوَزِيْرُ ابْنُ الزَّيَّاتِ: تَأْخُذُ كُلَّ شَهْرٍ أَلفَيْنِ، وَلاَ تَدْرِي مَا وَزْنُ "نَكْتَل"? فَلَمَّا خَرَجَا, قَالَ ابْنُ السِّكِّيْتُ لِلْمَازِنِيِّ: هَلْ تَدْرِي مَا صَنَعْتَ بِي? فَاعْتَذَرَ. وَلابْنِ السِّكِّيْتِ شِعْرٌ جَيِّدٌ. وَيُرْوَى أَنَّ المُتَوَكِّلَ نَظَرَ إِلَى ابْنَيْهِ؛ المُعْتَزِّ وَالمُؤَيِّدِ، فَقَالَ لاِبْنِ السِّكِّيْتِ: مَنْ أَحَبُّ إِلَيْكَ: هُمَا, أَوِ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ? فَقَالَ: بَلْ قَنْبَر. فَأَمَرَ الأَتْرَاكَ فَدَاسُوا بَطْنَهُ، فَمَاتَ بَعْدَ يَوْمٍ. وَقِيْلَ: حُمِلَ مَيْتاً فِي بِسَاطٍ. وَكَانَ فِي المُتَوَكِّلِ نَصْبٌ, نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيْتِ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى صَدِيْقٍ لَهُ: قَدْ عَرَضْتُ حَاجَةً إِلَيْكَ، فَإِنْ نَجَحَتْ، فَالفَانِي مِنْهَا حَظِّيَ، وَالبَاقِي حَظُّكَ، وَإِنْ تَعَذَّرَتْ فَالخَيْرُ مَظنُوْنٌ بِكَ، وَالعُذْرُ مُقَدَّمٌ لَكَ، وَالسَّلاَمُ. قَالَ ثَعْلَبٌ: أَجْمَعُوا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ أَعْلَمَ بِاللُّغَةِ مِنِ ابْنِ السِّكِّيْتِ، وَكَانَ المُتَوَكِّلُ قَدْ أَلْزَمَهُ تَأْدِيْبَ وَلَدِهِ المُعْتَزِّ، فَلَمَّا حَضَرَ, قَالَ لَهُ ابْنُ السِّكِّيْتِ: بِمَ تُحِبُّ أَنْ تَبْدَأَ? قَالَ: بِالانْصِرَافِ. قَالَ: فَأَقُوْمُ. قَالَ المُعْتَزُّ: فَأَنَا أَخَفُّ مِنْكَ، وَبَادَرَ، فعثر، فسقط، وَخَجِلَ. فَقَالَ يَعْقُوْبُ: يَمُوْتُ الفَتَى مِنْ عَثْرَةٍ بِلِسَانِهِ ... وَلَيْسَ يَمُوْتُ المَرْءُ مِنْ عَثْرَةِ الرِّجْلِ فَعَثْرَتُهُ بِالقَوْلِ تُذْهِبُ رَأْسَهُ ... وَعَثْرَتُهُ بِالرِّجْلِ تَبْرَا عَلَى مَهْلِ قِيْلَ: كِتَابُ "إصْلاَحِ المَنْطِقِ" كِتَابٌ بِلاَ خُطْبَةٍ، وَكِتَابُ "أَدَبِ الكَاتِبِ" خُطْبَةٌ بِلاَ كِتَابٍ. قَالَ أَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ ثَعْلَباً يَقُوْلُ: عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي اللُّغَةِ. وَكَانَ يَقُوْلُ قَرِيْباً مِنْ ذَلِكَ فِي ابْنِ السِّكِّيْتِ. قُلْتُ: "إصْلاَحُ المَنْطِقِ" كِتَابٌ نَفِيْسٌ مَشْكُوْرٌ فِي اللُّغَةِ.

حميد بن زنجويه

1966- حُميد بن زَنْجَويه 1: "د، س" الإِمَامُ, الحَافِظُ الكَبِيْرُ, أَبُو أَحْمَدَ، واسمه: حميد بن مخلد بن قتيبة الأَزْدِيُّ, النَّسَائِيُّ, صَاحِبُ كِتَابِ "التَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ"، وَكِتَابِ "الأَمْوَالِ"، وَغَيْرِ ذَلِكَ. مَوْلِدُهُ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ: النَّضْرَ بنَ شُمَيْلٍ، وَجَعْفَرَ بنَ عَوْنٍ، وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَسَعِيْدَ بنَ عَامِرٍ الضُّبَعِيَّ، وَوَهْبَ بنَ جَرِيْرٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيَّ، وَروْحَ بنَ أَسْلَمَ، وَمُؤَمَّلَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ الكَاتِبَ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، فِي كِتَابَيْهِمَا، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ -وَلَكِنْ مَا وَقَعَ لَهُ شَيْءٌ فِي "صَحِيْحَيْهِمَا"- وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ خُرَيْمٍ المُرِّيُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَتَّابِ بنِ الزِّفْتِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الرَّيَّانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ أَحَدَ الأَئِمَّةِ المُجَوِّدِيْنَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ: هو الذي أظهر السنة بنسا. قَالَ: وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ فِتْيَانِ خُرَاسَانَ مِثْلُ حَمِيْدَ بنَ زَنْجُوْيَةَ، وَأَحْمَدَ بنَ شَبَّوَيْه. قُلْتُ: آخِرُ أَصْحَابِهِ مَوْتاً القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ. وَذَكَرَهُ الحَاكِمُ, فَقَالَ: أَبُو أَحْمَدَ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ قَدِيْمُ الرِّحْلَةِ إِلَى الحِجَازِ، وَمِصْرَ، وَالشَّامِ، وَالعِرَاقَيْنِ.... إِلَى أَنْ قَالَ: رَوَى عَنْهُ بِالعِرَاقِ إِمَامَا الحَدِيْثِ: إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلِ إِلَى أَنْ قَالَ: قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: حَدَّثَنَا حَمِيْدُ بنُ زَنْجُوْيَةَ النَّسَائِيُّ بِنَيْسَابُوْرَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ فِي "شُيُوْخِ النَّبَلِ": مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَيُقَالُ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنِ وَمائَتَيْنِ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 977"، وتاريخ بغداد "7/ 160"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 570"، وتهذيب التهذيب "3/ 48"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 124".

قُلْتُ: ارْتَحَلَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ نَاشِراً لِعِلْمِهِ إِلَى أَنْ وَصَلَ إِلَى مِصْرَ, ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا، فَأَدْرَكَتْهُ المَنِيَّةُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ. هَذَا الصَّحِيْحُ فِي وَفَاتِهِ. سَمِعْتُ أَبَا الحَجَّاجِ الحَافِظَ يَقُوْلُ لِشَيْخِنَا؛ أَبِي الفَضْلِ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ فِي سَنَةِ ست وتسعين وستمائة: أخبركم أبو الغنائم المسلم أحمد بن علي المازني سنة ثمان وعشرين وستمائة فَأَقَرَّ بِهِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظُ ببَعْلَبَكَّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفُرَاوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو الهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، حَدَّثَنَا حَمِيْدُ بنُ زَنْجُوْيَةَ النَّسَوِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ أَنَّهُ قَالَ: الصِّيَامُ وَالقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِصَاحِبِهِمَا يَوْمَ القِيَامَةِ يَقُوْلُ الصِّيَامُ: يَا رَبِّ إِنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيْهِ، وَيَقُوْلُ القُرْآنُ: يَا رَبِّ إِنِّي مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيْهِ، فَيُشَفَّعَانِ فيه1. إسناده لين.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه أحمد "2/ 174" حدثنا موسى بن داود، حدثنا لهيعة، عن حُيَيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته ابن لهيعة، فإنه ضعيف مجمع على ضعفه. وحيي بن عبد الله هو ابن شريح المعافري، صدوق، وأبو عبد الرحمن الحبلي، هو عبد الله بن يزيد المعافري، ثقة. لكن لابن لهيعة متابعة فقد أخرجه الحاكم "1/ 554" من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني حُيَيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن الحبلى، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. قلت: إسناده حسن، حيي بن عبد الله، صدوق كما قال الحافظ عن "التقريب".

أبو همام

1967- أبو هَمَّام 1: "م، د، ت، ق" الإِمَامُ, الحَافِظُ، الصَّدُوْقُ، أبو همام الوليد بن الإِمَامِ أَبِي بَدْرٍ شُجَاعِ بنِ الوَلِيْدِ بنِ قَيْسٍ السَّكُوْنِيُّ الكُوْفِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ جَعْفَرٍ، وَشَرِيْكَ بنَ عَبْدِ اللهِ القَاضِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ، وَالوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ، وَطَبَقَتَهُم. جَالَ في الحديث، وجمع وألف.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 334"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 28"، وتاريخ بغداد "13/ 443" والكاشف "3/ ترجمة 6176"، والمغني "2/ ترجمة 6858"، والعبر "1/ 441"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9374" وتهذيب التهذيب "11/ 135"، وتقريب التهذيب "2/ 333"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 104".

حَدَّثَ عَنْهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نَاجِيَةَ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ: مَا أَخْرَجَ إِلَيَّ الشُّيُوْخُ كِتَاباً إِلاَّ وَفِيْهِ: فَرَغَ أَبُو هَمَّامٍ، فَرَغَ أَبُو هَمَّامٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا الغَلاَبِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: عِنْدَ أَبِي همام مائة ألف حديث عن الثقات. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: اكْتُبُوا عَنْهُ. وَقَالَ سُرَيْجُ بنُ يُوْنُسَ: مَا فَعَلَ ابْنُ أَبِي بَدْرٍ? كَانُوا يُضعِّفُوْنَهُ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: تَكَلَّمُوا فِي أَبِي هَمَّامٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ، وَهُوَ عَلَى سَعَةِ عِلْمِهِ قَلَّ أَنْ تَجِدَ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً، وَهَذِهِ صِفَةُ مَنْ هُوَ ثِقَةٌ. مَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فِي عَشْرِ التِّسْعِيْن. وَقَعَ لِي مِنْ عواليه.

أبو حذافة

1968- أبو حُذَافة 1: "ق" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الفَقِيْهُ، المُعَمَّرُ, أَبُو حُذَافَةَ أحمد بن إسماعيل بن مُحَمَّدِ بنِ نُبَيْهٍ السَّهْمِيُّ, القُرَشِيُّ, المَدَنِيُّ, نَزِيْلُ بَغْدَادَ، وَبَقِيَّةُ المُسْنِدِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ "المُوَطَّأَ"، فَكَانَ خَاتِمَةَ مَنْ رَوَى عَنْ مَالِكٍ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ، وَمُسْلِمِ بنِ خَالِدٍ الزَّنْجِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَحَاتِمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَطَائِفَةٍ. انْفَرَدَ بالرواية عنهم، وعاش مائة عام.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 22"، وميزان الاعتدال "1/ 83"، والعبر "2/ 18"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 139".

حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ مَاجَهْ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أَبِي عِصْمَةَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ العَبَّاسِ الوَرَّاقُ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ -ثُمَّ تَرَكَهُ- وَأَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ المَحَامِلِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: سَأَلْتُ أَبَا مُصْعَبٍ عَنْ أَبِي حُذَافَةَ، فَقَالَ: كَانَ يَحْضُرُ مَعَنَا العَرْضَ عَلَى مَالِكٍ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ قوي السماع عن مالك. وَقَالَ البَرْقَانِيُّ: كَانَ الدَّارَقُطْنِيُّ حَسَنَ الرَّأْي فِي أَبِي حُذَافَةَ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُخَرِّجَ حَدِيْثَهُ فِي "الصَّحِيْحِ". وَقَالَ الخَطِيْبُ: قَرَأْتُ بِخَطِّ الدَّارَقُطْنِيِّ: أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ أَبُو حُذَافَةَ ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ, كَانَ مُغَفَّلاً, رَوَى "المُوَطَّأَ"، عَنْ مَالِكٍ مُسْتَقِيْماً، وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ أَحَادِيْثُ عَنْ مَالِكٍ فِي غَيْرِ "المُوَطَّأِ"، فَقَبِلَهَا, لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. قَالَ الخَطِيْبُ: لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَتَعَمَّدُ البَاطِلَ. قُلْتُ: مِمَّا نَقَمُوا عَلَيْهِ رِوَايَتُهُ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوْعاً: "أَفْطَرَ الحَاجِمُ" 1. وَبِهَذَا السَّنَدِ حَدِيْثُ: "قَضَى بِاليَمِيْنِ مَعَ الشَّاهِدِ"2. فَهَذَا إِسْنَادٌ مُرَكَّبٌ، وَلَمْ يَأْتِ أَبُو حُذَافَةَ بِمَتْنٍ بَاطِلٍ. وَقَدْ رَمَاهُ بِالكَذِبِ الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ الأَعْرَجُ. مَاتَ يَوْمَ الفِطْرِ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ. وَقَعَ لنا من عواليه.

_ 1 صحيح: ورد عن جماعة من الصحابة -رضوان الله عليهم- بلغ عددهم كما في "نصب الراية" للحافظ الزيلعي ثمانية عشر صحابيا، أجتزئ بذكر الصحيح عنهم حسب دون ذكر المعلول منها طلبا للاختصار: فقد ورد عن ثوبان: أخرجه الطيالسي "1/ 186"، وأحمد "5/ 277 و280 و382 و383"، وأبو داود "2367"، وابن ماجه "1680"، والدارمي "2/ 14"، وابن خزيمة "1962" و"1963" وابن حبان "899"، والحاكم "1/ 427"، والطحاوي "1/ 349"، والبيهقي "4/ 265" من طرق عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، به مرفوعا. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات، وقد صرح يحيى بن أبي كثير بالتحديث عند ابن حبان. وأبو أسماء الرحبي، هو عمرو بن مرثد الشامي الدمشقي. وأبو قلابة، هو عبد الله بن زيد الجرمي البصري. وأخرجه أحمد "5/ 282" من طريق ابن جريج، أخبرني مكحول أن شيخا من الحي أخبره أن ثوبان مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، وأخرجه أحمد "5/ 276 و282"، من طريق شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن ثوبان، به، وورد عن شداد بن أوس عند أحمد "4/ 124"، والدارمي "2/ 14"، والبيهقي "4/ 265"، وورد عن رافع بن خديج: عند أحمد "3/ 465"، وابن خزيمة "1964"، والحاكم "1/ 428"، والبيهقي "4/ 465" وورد عن أنس بن مالك: عند البيهقي "4/ 268". 2 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف، آفته أحمد بن إسماعيل أبو حذافة، لكنه قد روى من حديث ابن عباس: عند مسلم "1712"، وأبي داود "3608" و"3609"، وابن ماجه "2370"، وأحمد "1/ 248 و315 و323". وورد من حديث أبي هريرة: عند أبي داود "3610"، والترمذي "1343"، وابن ماجه "2368". وورد من حديث جابر: عند الترمذي "1344"، وابن ماجه "2369"، وأحمد "3/ 305".

الحسن بن عيسى بن ماسرجس

1969- الحسن بن عيسى بن ماسَرْجِس 1: "م، د، س" الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, الثِّقَةُ, الجَلِيْلُ, أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الأَحْوَصِ سَلاَّمِ بنِ سُلَيْمٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ مَوْلاَهُ، وَعَبْدِ السَّلاَمِ بنِ حَرْبٍ، وَسُعَيرِ بنِ الخِمْسِ، وَنُوْحِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبِي معاوية الضرير، وطبقتهم. رَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَبِوَاسِطَةٍ النَّسَائِيُّ، وَالبُخَارِيُّ، فِي غَيْرِ "صَحِيْحِهِ"، وَزَكَرِيَّا خَيَّاطُ السُّنَّةِ، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ. كَانَ مِنْ كُبَرَاءِ النَّصَارَى، فَأَسْلَمَ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ أَحْمَدَ المَاسَرْجِسِيَّ, يَحْكِي عَنْ جَدِّهِ، وَغَيْرِهِ, قَالَ: كَانَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ ابْنَا عِيْسَى يَرْكَبَانِ مَعاً، فَيَتَحَيَّرُ النَّاسُ مِنْ حُسْنِهِمَا وَبَزَّتِهِمَا، فَاتَّفَقَا عَلَى أَنْ يُسْلِمَا، فَقَصَدَا حَفْصَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: أَنْتُمَا مِنْ أَجَلِّ النصارى، وابن المبارك قادم

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2547"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 124"، وتاريخ بغداد "7/ 351"، واللباب لابن الأثير "3/ 147"، والعبر "1/ 432"، وتهذيب التهذيب "2/ 313"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 94".

لِيَحُجَّ، فَإِذَا أَسْلَمْتُمَا عَلَى يَدِهِ كَانَ ذَلِكَ أَعْظَمَ عِنْدَ المُسْلِمِيْنَ، وَأَرْفَعَ لَكُمَا، فَإِنَّهُ شَيْخُ المَشْرِقِ، فَانْصَرَفَا عَنْهُ، فَمَرِضَ الحُسَيْنُ، فَمَاتَ نَصْرَانِيّاً، فَلَمَّا قَدِمَ ابْنُ المُبَارَكِ أَسْلَمَ الحَسَنُ عَلَى يَدِهِ. قُلْتُ: يَبْعُدُ أَنْ يَأْمُرَهُمَا حَفْصٌ بِتَأخِيْرِ الإِسْلاَمِ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ عَالِمٌ، فَإِنْ صَحَّ ذَلِكَ، فَمَوْتُ الحُسَيْنُ مُرِيْداً لِلإِسْلاَمِ مُنْتَظِراً قُدُوْمَ ابْنِ المُبَارَكِ ليُسْلِمَ نَافِعٌ لَهُ. قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، عَنْ شُيُوْخِهِ: أَنَّ ابْنَ المُبَارَكِ نَزَلَ مَرَّةً بِرَأْسِ سِكَّةِ عِيْسَى، وكان الحسن بن عيسى يركب، فَيُجْتَازُ بِهِ وَهُوَ فِي المَجْلِسِ، وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ الشَبَابِ وَجْهاً، فَسَأَلَ ابْنُ المُبَارَكِ عَنْهُ، فَقِيْلَ: هُوَ نَصْرَانِيٌّ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ الإِسْلاَمَ، فَاسْتُجِيْبَ لَهُ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عِيْسَى مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ، وَكَانَ عَاقِلاً: عُدَّ فِي مَجْلِسِهِ بِبَابِ الطَّاقِ اثْنَا عَشَرَ أَلفَ محْبَرَةٍ. وَمَاتَ بِالثَّعْلَبِيَّةِ, مُنْصَرَفَهُ مِنْ مَكَّةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَكْرٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ ابْنَي المُؤَمَّلِ بنِ الحَسَنِ يَقُوْلاَنِ: أَنْفَقَ جَدُّنَا فِي الحَجَّةِ التي توفي فيها ثلاثمائة أَلْفٍ. قَالَ الحَاكِمُ: فَحَجَجْتُ مَعَ ابْنَي المُؤمَّلِ، وَزُرْنَا بِالثَّعْلَبِيَّةِ قَبْرَ جَدِّهِمَا، فَقَرَأْتُ عَلَى لَوْحِ قَبْرِهِ: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [النساء: 100] . هَذَا قَبْرُ الحَسَنِ بنِ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُؤَمَّلِ بنِ الحَسَنِ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى البَزَّازَ يَقُوْلُ لأَبِي رَجَاءٍ القَاضِي: كُنْتُ فِيْمَنْ حَجَّ مَعَ الحَسَنِ بنِ عِيْسَى وَقْتَ مَوْتِهِ، فَاشْتَغَلْتُ بِحِفْظِ جَمَلِي عَنْ شُهُوْدِهِ، فَأُرِيْتُهُ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: غَفَر لِي، وَلِكُلِّ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ. قُلْتُ: فَإِنِّي فَاتَنِيَ الصَّلاَةُ عَلَيْكَ لِغَيبَةِ عَدِيْلِي. فَقَالَ: لاَ تَجْزَعْ، وَغُفِرَ لِكُلِّ مَنْ يَتَرَحَّمُ عليَّ, رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: وَفِي ذُرِّيَتِهِ وَأَقَارِبِهِ مُحَدِّثُوْنَ وَفُضَلاَءُ.

المتوكل على الله

1970- المتوكل على الله 1: الخليفة, أبو الفضل, جعفر بن المعتصم بالله محمد بن الرَّشِيْدِ هَارُوْنَ بنِ المَهْدِيِّ بنِ المَنْصُوْرِ, القُرَشِيُّ العباسي البغدادي. ولد سنة خمس ومائتين. وَبُوْيِعَ عِنْدَ مَوْتِ أَخِيْهِ الوَاثِقِ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ: حَكَى عَنْ: أَبِيْهِ، وَيَحْيَى بنِ أَكْثَمَ. وَكَانَ أَسْمَرَ جَمِيْلاً, مَلِيْحَ العَيِنَيْنِ, نَحِيْفَ الجِسْمِ, خَفِيْفَ العَارِضَيْنِ, رَبْعَةً وَأُمُّهُ اسْمُهَا شُجَاعٌ. قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: اسْتُخْلِفَ المُتَوَكِّلُ، فَأَظْهَرَ السُّنَّةَ، وَتَكَلَّمَ بِهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَتَبَ إِلَى الآفَاقِ بِرَفْعِ المِحْنَةِ، وَبَسْطِ السُّنَّةِ، وَنَصْرِ أَهْلِهَا. وَقَدْ قَدِمَ المُتَوَكِّلُ دِمَشْقَ، فِي صَفَرٍ سَنَةَ 244، فَأَعْجَبَتْهُ وَعَزَمَ عَلَى المُقَامِ بِهَا، وَنَقَلَ دَوَاوِيْنَ المُلْكِ إِلَيْهَا، وَأَمَرَ بِالبِنَاءِ بِهَا، وَأَمَرَ لِلأَتْرَاكِ بِمَالٍ رَضُوا بِهِ، وَأَنْشَأَ قَصْراً كَبِيْراً بِدَارَيَّا مِمَّا يَلِي المِزَّةَ. قَالَ عَلِيُّ بنُ الجَهْمِ: كَانَتْ لِلْمُتَوَكِّلِ جُمَّةٌ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ مِثْلَ أَبِيْهِ، وَالمَأْمُوْنِ. وَقَالَ الفَسَوِيُّ: رَجَعَ مِنْ دِمَشْقَ بَعْدَ شَهْرَيْنِ إِلَى سَامَرَّاءَ. وَقِيْلَ: نُعِتَتْ لَهُ دِمَشْقَ، وَأَنَّهَا تُوَافِقُ مِزَاجَهُ، وَتُذْهِبُ عِلَلَهُ الَّتِي تَعْرِضُ لَهُ بِالعِرَاقِ. قَالَ خَلِيْفَةُ: وحج بالناس قبل الخلافة. وَكَانَ قَاضِي البَصْرَةِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ يَقُوْلُ: الخُلَفَاءُ ثَلاَثَةٌ: أَبُو بَكْرٍ يَوْمَ الرِّدَّةِ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، فِي رَدِّ المظَالِمِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، وَالمُتَوَكِّلُ فِي مَحْوِ البِدَعِ، وَإِظْهَارِ السُّنَّةِ. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُهَلَّبِيُّ: قَالَ لِي المُتَوَكِّلُ: إِنَّ الخُلَفَاءَ كَانَتْ تَتَصَعَّبُ عَلَى النَّاسِ ليُطِيْعُوهُمْ، وَأَنَا أُلِيْنُ لَهُمْ ليُحِبُّونِي وَيُطِيْعُونِي. وحَكَى الأعْسَم أَنَّ عَلِيَّ بنَ الجَهْمِ دَخَلَ عَلَى المُتَوَكِّلِ، وَبِيَدِهِ دُرَّتَانِ يُقَلِّبُهُمَا، فَأَنْشَدَهُ قَصِيْدَةً لَهُ، فَدَحَا إِلَيْهِ بِالوَاحِدَةِ فَقَلَّبْتُهَا، فَقَالَ: تَسْتَنْقِصُ بِهَا? هِيَ وَاللهِ خَيْرٌ مِنْ مائَةِ أَلْفٍ. فَقُلْتُ: لاَ وَاللهِ, لَكِنِّي فَكَّرْتُ فِي أبيات آخذ بها الأخرى. وأنشأت أقول:

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 165"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 134"، والعبر "1/ 449"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 275"، وشذرات الذهب "2/ 114".

بِسُرَّ مَنْ رَأَى إِمَامٌ عَدْلٌ ... تَغْرِفُ مِنْ بَحْرِهِ البِحَارُ يُرْجَى وَيُخْشَى لِكُلِّ خَطْبٍ ... كَأَنَّهُ جَنَّةٌ وَنَارُ المُلْكُ فِيْهِ وَفِي بَنِيْهِ ... مَا اخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ لَمْ تَأَتِ مِنْهُ اليَمِيْنُ شيئا ... إلا أتت مثلها اليسار فَدَحَا بِهَا إِلَيَّ، وَقَالَ: خُذْهَا, لاَ بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيْهَا. قَالَ الخَطِيْبُ: وَرُوِيَتْ هَذِهِ للبُحْتُرِيِّ فِي المُتَوَكِّلِ. وَعَنْ مَرْوَانَ بنِ أَبِي الجَنُوْبِ أَنَّهُ مَدَحَ المُتَوَكِّلَ بِقَصِيْدَةٍ، فَوَصَلَهُ بِمائَةٍ وَعِشْرِيْنَ أَلْفاً وثِيَابٍ. قَالَ عَلِيُّ بنُ الجَهْمِ: كَانَ المُتَوَكِّلُ مَشْغُوْفاً بِقَبِيْحَةَ لاَ يَصْبِرُ عَنْهَا. فَوَقَفَتْ لَهُ وَقَدْ كَتَبَتْ عَلَى خَدِّهَا بِالغَالِيَةِ: "جَعْفَرٌ"، فَتَأَمَّلَهَا, ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ: وَكَاتِبَةٍ بِالمِسْكِ فِي الخَدِّ جَعْفَراً ... بِنَفْسِي مَحَطُّ المِسْكِ مِنْ حَيْثُ أَثَّرَا لَئِنْ أَوْدَعَتْ سَطْراً مِنَ المِسْكِ خَدَّهَا ... لَقَدْ أَوْدَعَتْ قَلْبِي مِنَ الحُبِّ أَسْطُرَا وفِي أَوَّلِ خِلاَفَتِهِ كَانَتِ الزَلْزَلَةُ بِدِمَشْقَ, سَقَطَ شُرُفَاتُ الجَامِعِ، وَانْصَدَعَ حَائِطُ المِحْرَابِ، وَهَلَكَ خَلْقٌ تحت الردم, دامت ثلاث سَاعَاتٍ، وَهَرَبَ النَّاسُ إِلَى المُصَلَّى يَسْتَغِيْثُونَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ فِي "تَارِيْخِهِ": وَمَاتَ تَحْتَ الهَدْمِ مُعْظَمُ أَهْلِهَا, كَذَا قَالَ، وَامْتَدَتْ إِلَى الجَزِيْرَةِ، وَهَلَكَ بِالمَوْصِلِ خَمْسُوْنَ أَلْفاً، وَبِأَنْطَاكِيَةَ عِشْرُوْنَ ألفًا، وبلي ابن أبي دؤاد بِالفَالِجِ. وَفِي سَنَةِ 234: أَظْهَرَ المُتَوَكِّلُ السُّنَّةَ، وَزَجَرَ عَنِ القَوْلِ بِخَلْقِ القُرْآنِ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى الأَمْصَارِ، وَاسْتَقْدَمَ المُحَدِّثِيْنَ إِلَى سَامَرَّاءَ، وَأَجْزَلَ صِلاَتِهِمْ، وَرَوَوْا أَحَادِيْثَ الرُّؤْيَةِ وَالصِّفَاتِ، وَنَزَعَ الطَّاعَةَ مُحَمَّدُ بنُ البُعَيْثِ نَائِبُ أَذْرَبِيْجَانَ وَأَرْمِيْنِيَةَ، فَسَارَ لِحَرْبِهِ بُغَا الشَّرَابِيُّ, ثُمَّ بَعْدَ فُصُوْلٍ أُسِرَ. وَفِي سَنَةِ 235: أَلْزَمَ المُتَوَكِّلُ النَّصَارَى بِلُبْسِ العَسَلِي. وَفِي سَنَةِ سِتٍّ: أَحْضَرَ القُضَاةَ مِنَ البُلْدَانِ لِيَعْقِدَ بِوِلاَيَةِ العَهْدِ لبَنِيْهِ: المُنْتَصِرِ مُحَمَّدٍ, ثُمَّ لِلْمُعْتَزِّ, ثُمَّ لِلْمُؤيَّدِ إِبْرَاهِيْمَ. وَكَانَتِ الوَقْعَةُ بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ والروم، ونصر الله. وفِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ: هَدَمَ المُتَوَكِّلُ قَبْرَ الحُسَيْنِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَقَالَ البَسَّامِيُّ أَبْيَاتاً منها:

أسفوا على أن لا يَكُوْنُوا شَارَكُوا ... فِي قَتْلِهِ فَتَتَّبعُوهُ رَمِيْمَا وَكَانَ المُتَوَكِّلُ فِيْهِ نَصْبٌ وَانْحِرَافٌ فَهَدَم هَذَا المَكَانَ وَمَا حَوْلَهُ مِنَ الدُّوْرِ، وَأَمَرَ أَنْ يُزْرَعَ، وَمَنَعَ النَّاسَ مِنْ انْتِيَابِهِ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: هَكَذَا قَالَهُ أَرْبَابُ التَّوَارِيْخِ، وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ قَتَلَتِ الأُمَرَاءُ عَامِلَ أَرْمِيْنِيَةَ يُوْسُفَ، فَسَارَ لِحَرْبِهِم بُغَا الكَبِيْرُ، فَالتَقَوا، وَبَلَغَتِ المَقْتَلَةُ ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً. وَعَفَّى قَبْرَ الشَّهِيْدِ الحُسَيْنِ وَمَا حَوْلَهُ مِنَ الدُّوْرِ. فَكَتَبَ النَّاسُ شُتَمَ المُتَوَكِّلِ عَلَى الحِيْطَانِ، وَهَجَتْهُ الشُّعَرَاءُ كَدِعْبِلٍ وَغَيْرِهِ, وَبَعَثَ المُتَوَكِّلُ إِلَى نَائِبِهِ بِمِصْرَ، فَحَلَقَ لِحْيَةَ قَاضِي القُضَاةِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي اللَّيْثِ, وضَرَبَهُ، وَطَوَّفَ بِهِ عَلَى حمار في رمضان، وسجن، وكان ظلومًا جَهْمِيّاً ثُمَّ وَلِيَ القَضَاءَ الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ، فَكَانَ يَضْرِبُهُ كُلَّ حِيْنٍ عِشْرِيْنَ سَوْطاً ليُؤَدِّيَ مَا وَجَبَ عَلَيْهِ، فَإِنَّا للهِ. وَغَضِبَ المُتَوَكِّلُ على أحمد بن أبي دؤاد، وَصَادَرَهُ، وَسَجَنَ أَصْحَابَهُ، وَحُمِّلَ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَافْتَقَرَ هُوَ وَآلُهُ. وَولَّى يَحْيَى بنَ أَكْثَمَ القَضَاءَ، وَأَطْلَقَ مَنْ تَبَقَّى فِي الاعْتِقَالِ مِمَّنِ امْتَنَعَ مِنَ القَوْلِ بِخَلْقِ القُرْآنِ، وَأُنْزِلَتْ عِظَامُ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ الشَّهِيْدِ، وَدَفَنَهَا أَقَارِبُهُ، وَبنَى قَصَرَ العَرُوْسِ بِسَامَرَّاءَ، وَأُنْفِقَ عَلَيْهِ ثَلاَثُونَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَالْتَمَسَ المُتَوَكِّلُ مِنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَذَهَبَ إِلَى سَامَرَّاءَ وَلَمْ يَجْتَمِعْ بِهِ, اسْتَعْفَى، فَأَعْفَاهُ، وَدَخَلَ عَلَى وَلَدِهِ المُعْتَزِّ، فَدَعَا لَهُ. وفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ, عَصَى مُتَوَلِّي تَفْلِيْسَ، فَنَازَلهَا بُغَا، وَقَتَلَ مُتَوَلِّيْهَا، وَأَحْرَقَهَا، وَفَعَلَ القَبَائِحَ، وَافْتَتَحَ عِدَّةَ حصون. وأقبلت الروم في ثلاثمائة مركب، فكبسوا دمياط، وسبوا ستمائة امْرَأَةٍ، وَأَحْرَقُوا، وَرَدُّوا مُسْرِعِيْنَ، فَحَصَّنَهَا المُتَوَكِّلُ. وَفِي سَنَةِ 239 غَزَا يَحْيَى بنُ عَلِيٍّ الأَرْمَنِيُّ بِلاَدَ الروم حتى قرب من القُسْطَنْطِيْنِيَّة، وَأَحْرَقَ أَلْفَ قَرْيَةٍ، وَسَبَى عِشْرِيْنَ ألْفاً، وَقَتَلَ نَحْوَ العَشْرَةِ آلاَفٍ، وَعُزِلَ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ مِنَ القَضَاءِ، وَأُخِذَ مِنْهُ أَرْبَعَةُ آلاَفِ جَرِيْبٍ، وَمَائةُ أَلْفِ دِيْنَارٍ. وَفِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ فِيْهَا سَمِعَ أَهْلُ خَلاَطٍ صَيحَةً مِنَ السَّمَاءِ مَاتَ مِنْهَا جَمَاعَةٌ كَثِيْرَةٌ. وَفِي سَنَةِ 241: مَاجَتِ النُّجُوْمُ، وَتنَاثَرَتْ شِبْهَ الجَرَادِ أَكْثَرَ اللَّيْلِ، فَكَانَ ذَلِكَ آيَةً مُزْعِجَةً. وَفِيْهَا خَرَجَ مَلِكُ البُجَاةِ، وَسَارَ المِصْرِيُّونَ لِحَرْبِهِ، فَحَمَلُوا عَلَى البُجَاةِ، فَنَفَرَتْ جِمَالُهُم، وَكَانُوا يقَاتِلُونَ, ثُمَّ تَمَزَّقُوا، وَقُتِلَ خَلْقٌ، وَجَاءَ مَلِكُهُمْ بِأَمَانٍ إِلَى المُتَوَكِّلِ، وَهُمْ يَعْبُدُوْنَ الأصنام.

وَفِي سَنَةِ 242: الزَلْزَلَةُ بِقُومِسَ، وَالدَّامَغَانِ، وَالرَّيِّ، وَطَبَرِسْتَانَ، وَنَيْسَابُوْرَ، وَأَصْبَهَانَ، وَهَلَكَ مِنْهَا بِضْعَةٌ وَأَرْبَعُوْنَ أَلْفاً، وانهد نصف مدينة الدامغان. وفي سنة 244: نفى المتوكل طبيبه يختيشوع1. وَاتَّفَقَ عِيْدُ النَّحْرِ وَعِيْدُ النَّصَارَى وَعِيْدُ الفَطِيْرِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. وَفِي سَنَةِ 245: عَمَّتِ الزَلْزَلَةُ الدُّنْيَا، وَمَاتَ مِنْهَا خَلاَئِقُ. وَبنَى المُتَوَكِّلُ المَاحُوْزَةَ، وَسَمَّاهَا الجَعْفَرِيَّ، وَأَنْفَقَ عَلَيْهَا بَعْدَ مُعَاوَنَةِ الجَيْشِ لَهُ أَلْفَي أَلْفِ دِيْنَارٍ، وَتَحَوَّلَ إِلَيْهَا، وَفِيْهَا وَقَعَ بِنَاحِيَةِ بَلْخَ مَطَرٌ كَالدَّمِ العَبِيْطِ. وَكَانَ المُتَوَكِّلُ جَوَاداً مُمَدَّحاً لَعَّاباً، وَأَرَادَ أَنْ يَعْزِلَ مِنَ العَهْدِ المُنْتَصِرَ، وَيُقدِّمَ عَلَيْهِ المُعْتَزَّ لِحُبِّهِ أُمَّهُ قَبِيْحَةَ، فَأَبَى المُنْتَصِرُ، فَغَضِبَ أَبُوْهُ، وَتَهَدَّدَهُ، وَأَغْرَى بِهِ، وَانْحَرَفَتِ الأَتْرَاكُ عَلَى المُتَوَكِّلِ لمُصَادَرَتِهِ وَصِيْفاً وَبُغَا حَتَّى اغْتَالُوهُ. قَالَ المُبَرِّدُ: قَالَ المُتَوَكِّلُ لِعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الرِّضَا: مَا يَقُوْلُ وَلَدُ أَبِيْكَ فِي العَبَّاسِ? قَالَ: مَا تَقُوْلُ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فِي رَجُلٍ فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ عَلَى نَبِيِّهِ، وَذَكَرَ حِكَايَةً طَوِيْلَةً، وَبَكَى المُتَوَكِّلُ، وَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا الحَسَنِ, لَيَّنْتَ مِنَّا قُلُوْباً قَاسِيَةً, أَعَلَيْكَ دَيْنٌ? قَالَ: نَعَمْ, أَرْبَعَةُ آلاَفِ دِيْنَارٍ فَأَمَرَ لَهُ بِهَا. حَكَى المَسْعُوْدِيُّ أَنَّ بُغَا الصَّغِيْرَ دَعَا بِبِاغِرَ التركي، فكلمه، وقال: قَدْ صَحَّ عِنْدِي أَنَّ المُنْتَصِرَ عَامِلٌ عَلَى قَتْلِي، فَاقْتُلْهُ. قَالَ: كَيْفَ بِقَتْلِهِ وَالمُتَوَكِّلُ بَاقٍ? إِذاً يُقَيِّدُكُمْ بِهِ, قَالَ: فَمَا الرَّأْيُ? قَالَ: نَبْدَأُ بِهِ, قَالَ: وَيْحَكَ وَتَفْعَلُ?! قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَادْخُلْ عَلَى أَثَرِي، فَإِنْ قَتَلْتُهُ، وَإِلاَّ فَاقْتُلْنِي، وَقُلْ: أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ مَوْلاَهُ. فَتَمَّ التَّدْبِيْرُ، وَقُتِلَ المُتَوَكِّلُ. وَحَدَّثَ البُحْتُرِيُّ قَالَ: اجْتَمَعْنَا فِي مَجْلِسِ المُتَوَكِّلِ، فَذُكِرَ لَهُ سَيْفٌ هِنْدِيٌّ، فَبَعَثَ إِلَى اليَمَنِ، فَاشْتُرِيَ لَهُ بِعَشْرَةِ آلاَفٍ، فَأَعْجَبَهُ. وَقَالَ لِلْفَتْحِ: ابْغِنِي غُلاَماً أَدْفَعْ إِلَيْهِ هَذَا السَّيْفَ لاَ يُفَارِقُنِي بِهِ، فَأَقْبَلَ بَاغِرُ، فَقَالَ الفَتْحُ بنُ خَاقَانَ: هَذَا مَوْصُوْفٌ بِالشَّجَاعَةِ وَالبَسَالَةِ فَأَعْطَاهُ السَّيْفَ، وَزَادَ فِي أَرْزَاقِهِ. فَمَا انْتَضَى السَّيْفَ إِلاَّ لَيْلَةً, ضَرَبَهُ بِهِ بَاغِرُ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ مِنَ المُتَوَكِّلِ فِي لَيْلَتِهِ عَجَباً, رَأَيْتُهُ يَذُمٌّ الكِبْرَ وَيتَبَرَّأُ مِنْهُ. ثُمَّ سَجَدَ وَعَفَّرَ وَجْهَهُ وَنَثَرَ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَالَ: إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَتَطَيَّرْتُ لَهُ, ثُمَّ جَلَسَ، وَعَمِلَ فِيْهِ النَّبِيْذُ، وَغُنِّيَ صَوْتاً أَعْجَبَهُ، فَبَكَى، فَتَطَيَّرْتُ مِنْ بُكَائِهِ. فَإِنَّا فِي ذَلِكَ إِذْ بَعثَتْ لَهُ قَبِيْحَةُ خِلْعَةً اسْتَعْمَلَهَا دِرَاعَةً حَمْرَاءَ من خز

_ 1 هو: يخيشوع بن جبريل، طبيب نصراني، له تصانيف عديدة، توفى سنة ستين ومائتين.

وَمِطْرَفِ خَزٍّ، فَلَبِسَهُمَا, ثُمَّ تَحَرَّكَ فِي المِطْرَفِ، فَانْشَقَّ، فَلَفَّهُ، وَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ ليَكُوْنَ كَفَنِي، فَقُلْتُ: إِنَّا للهِ, انْقَضَتْ وَاللهِ المُدَّةُ. وَسَكِرَ المُتَوَكِّلُ سُكْراً شَدِيْداً. وَمَضَى مِنَ اللَّيْلِ إِذْ أَقْبَلَ بَاغِرُ فِي عَشْرَةِ مُتَلَثِمِيْنَ تَبْرُقُ أَسْيَافُهُم، فَهَجَمُوا عَلَيْنَا، وَقَصَدُوا المُتَوَكِّلَ، وَصَعِدَ بَاغِرُ وَآخَرُ إِلَى السَّرِيْرِ، فصَاحَ الفَتْحُ: وَيلَكُم مَوْلاَكُمْ. وَتَهَارَبَ الغِلْمَانُ، وَالجُلَسَاءُ، وَالنُّدَمَاءُ، وَبَقِيَ الفَتْحُ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَقْوَى نَفساً مِنْهُ بَقِيَ يُمَانِعُهُم، فَسَمِعْتُ صَيْحَةَ المُتَوَكِّلِ إِذْ ضَرَبَهُ بَاغِرُ بِالسَّيْفِ المَذْكُوْرِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَقَدَّهُ إِلَى خَاصِرَتِهِ، وَبَعَجَ آخَرُ الفَتْحَ بِسَيْفِهِ، فَأَخْرَجَهُ مِنْ ظَهْرِهِ، وَهُوَ صَابِرٌ لا يزول, ثم طرح نَفْسَهُ عَلَى المُتَوَكِّلِ، فَمَاتَا فَلُفَّا، فِي بِسَاطٍ ثُمَّ دُفِنَا مَعاً، وَكَانَ بُغَا الصَّغِيْرُ اسْتَوْحَشَ مِنَ المُتَوَكِّلِ لِكَلاَمٍ، وَكَانَ المُنْتَصِرُ يَتَأَلَّفُ الأَتْرَاكَ لاَ سِيِّمَا مَنْ يُبْعِدُهُ أَبُوْهُ. قَالَ المَسْعُوْدِيُّ: وَنُقِلَ فِي مَقْتَلِهِ غَيْرُ ذَلِكَ. قَالَ: وَقَدْ أَنْفَقَ المُتَوَكِّلُ، فِيْمَا قِيْلَ عَلَى الجَوْسَقِ، وَالجَعْفَرِيِّ وَالهَارُوْنِيِّ أَكْثَرَ مِنْ مَائَتَي أَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ لَهُ أَرْبَعَةُ آلاَفِ سُرِّيَّةٍ وَطِئَ الجَمِيْعَ. وَقُتِلَ وَفِي بَيْتِ المَالِ أَرْبَعَةُ آلاَفِ أَلْفِ دِيْنَارٍ، وَسَبْعَةُ آلاَفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ولا يعلم أحد من رءوس الجِدِّ، وَالهَزْلِ إِلاَّ وَقَدْ حَظِيَ بِدَوْلَتِهِ، وَاسْتَغْنَى، وَقَدْ أَجَازَ الحُسَيْنَ بنَ الضَّحَّاكِ الخَلِيْعَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَبْيَاتٍ أَرْبَعَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ. وَفِيْهِ يَقُوْلُ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُهَلَّبِيُّ: جَاءتْ مَنِيَّتُهُ وَالعَيْنُ هَاجِعَةٌ ... هَلاَّ أَتَتْهُ المنَايَا وَالقَنَا قُصُدُ خَلِيْفَةٌ لَمْ يَنَلْ مِنْ مَالِهِ أَحَدٌ ... وَلَمْ يُصَغْ مِثْلُهُ رُوْحٌ وَلاَ جَسَدُ قَالَ عَلِيُّ بنُ الجَهْمِ: أَهْدَى ابْنُ طَاهِرٍ إِلَى المُتَوَكِّلِ وَصَائِفَ عِدَةً، فِيْهَا مَحْبُوبَةُ، وَكَانَتْ شَاعِرَةً عَالِمَةً بِصُنُوْفٍ مِنَ العِلْمِ عَوَّادَةً، فَحَلَّتْ مِنَ المُتَوَكِّلِ مَحَلاًّ يَفُوتُ الوَصْفَ، فَلَمَّا قُتِلَ ضُمَّتْ إِلَى بُغَا الكَبِيْرِ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ يَوْماً لِلْمُنَادَمَةِ، فَأَمَرَ بِهَتْكِ السِّتْرِ، وَأَمَرَ القِيَانَ، فَأَقْبَلْنَ يَرْفُلْنَ فِي الحُلِيِّ وَالحُلَلِ، وَأَقْبَلَتْ هِيَ فِي ثِيَابٍ بِيْضٍ، فَجَلَسَتْ مُنْكَسِرَةً، فَقَالَ: غَنِّي. فَاعْتَلَّتْ، فَأَقْسَمَ عَلَيْهَا، وَأَمَرَ بالعود فوضع في حجرها، فغنت ارتجالا: أَيُّ عَيْشٍ يَلَذُّ لِي ... لاَ أَرَى فِيْهِ جَعْفَرَا مَلِكٌ قَدْ رَأَيْتُهُ ... فِي نَجِيْعٍ مُعَفَّرَا كُلُّ مَنْ كَانَ ذَا خَبَا ... لٍ وَسُقْمٍ فَقَدْ بَرَا غَيْرَ مَحْبُوْبَةَ الَّتِي ... لَوْ تَرَى المَوْتَ يُشْتَرَى لاشْتَرَتْهُ بِمَا حَوَتْـ ... ـهُ يَدَاهَا لِتُقْبَرَا فَغَضِبَ بُغَا، وَأَمَرَ بِسَحْبِهَا، وَكَانَ آخِرَ العَهْدِ بِهَا. وَبُوْيِعَ المُنْتَصِرُ مِنَ الغَدِ بِالقَصْرِ الجَعْفَرِيِّ يَوْمَ خَامِسِ شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقِيْلَ: لَمْ يَصُّح عَنْهُ النَّصْبُ، وَقَدْ بَكَى مِنْ وَعْظِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ العَسْكَرِيِّ العَلَوِيِّ، وَأَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ، فَاللهُ أَعْلَمُ. لِلْمُتَوَكِّلِ مِنَ البَنِيْنَ: المُنْتَصِرُ مُحَمَّدٌ، وَمُوْسَى، وَأُمُّهُمَا حَبَشِيَّةُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ المُعْتَزُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ، وَأُمُّهُمَا قَبِيْحَةٌ، وَالمُؤَيَّدُ إِبْرَاهِيْمُ، وَأَحْمَدُ وَهُوَ المُعْتَمِدُ، وَأَبُو الحُمَيْدِ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ مَاتَتْ أُمُّهُ شُجَاعٌ قَبْلَهُ بِسَنَةٍ، وَخلَّفَتْ أَمْوَالاً لاَ تُحْصَرُ, مِنْ ذَلِكَ خَمْسَةُ آلاَفِ أَلْفِ دِيْنَارٍ مِنَ العين وحده.

المنتصر بالله

1971- المنتصر بالله 1: الخَلِيْفَةُ, أَبُو جَعْفَرٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ المتوكل على الله جعفر بن المُعْتَصِم مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الرَّشِيْدِ الهَاشِمِيُّ, العَبَّاسِيُّ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ رُوْمِيَّةٌ, اسْمُهَا حَبَشِيَّةُ. وَكَانَ أَعْيَنَ أَسْمَرَ أَقْنَى, مَلِيْحَ الوَجْهِ, مُضَبَّراً رَبْعَةً, كَبِيْرَ البَطْنِ, مَلِيْحاً مَهِيْباً. وَلَمَّا قُتِلَ أَبُوْهُ دَخَلَ إِلَيْهِ قَاضِي القُضَاةِ جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الهَاشِمِيُّ، فَقَالُوا لَهُ: بايِعْ. قَالَ: وَأَيْنَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ؟ -يَعْنِي: المُتَوَكِّل- قَالَ: قَتَلَهُ الفَتْحُ بنُ خَاقَانَ. قَالَ: وَأَيْنَ الفَتْحُ? قَالَ: قَتَلَهُ بُغَا. قَالَ: فَأَنْتَ وَلِيُّ الدَّمِ، وَصَاحِبُ الثَأْرِ. فَبايَعَهُ وَبَايَعَهُ الوَزِيْرُ وَالكِبَارُ, ثُمَّ صَالَحَ المُنْتَصِرُ إِخْوَتَهُ عَنْ مِيْرَاثِهِمْ عَلَى أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَنفَى عَمَّهُ عَلِيّاً إِلَى بَغْدَادَ، وَرسَّمَ عَلَيْهِ. وَكَانَ المُنْتَصِرُ وَافِرَ العَقْلِ, رَاغِباً فِي الخَيْرِ, قَلِيْلَ الظُّلْمِ, بَارّاً بِالعَلَوِيْين. قِيْلَ إِنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: يَا بُغَا أَيْنَ أَبِي? مَنْ قَتَلَ أَبِي?! وَيَسُبُّ الأَترَاكَ، وَيَقُوْلُ: هَؤُلاَءِ قَتَلَةُ الخُلَفَاءِ، فَقَالَ بُغَا الصَّغِيْرُ للَّذِيْنَ قَتَلُوا المُتَوَكِّلَ: مَا لَكُمْ عِنْدَ هَذَا رِزْقٌ. فَعَملُوا عَلَيْهِ، وَهَمُّوا، فَعَجِزُوا عَنْهُ؛ لأَنَّهُ كَانَ شُجَاعاً مَهِيْباً يَقِظاً مُتَحِرِّزاً لاَ كَأَبِيْهِ، فَتَحَيَّلُوا إِلَى أَنْ دَسُّوا إِلَى طَبِيْبِهِ ابْنِ طَيْفُوْرَ ثَلاَثِيْنَ أَلْفِ دِيْنَارٍ عِنْدَ مَرَضِهِ، فَأَشَارَ بِفَصْدِهِ, ثُمَّ فَصَدَهُ بِرِيْشَةٍ مَسْمُومَةٍ، فَمَاتَ مِنْهَا. وَيُقَالُ: إِنَّ طَيْفُوْرَ نَسِيَ وَمَرِضَ، وَافْتُصِدَ بِتِلْكَ الرِّيْشَةِ، فَهَلَكَ. وقال بعض الناس: بل

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 119"، والعبر "1/ 452"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 289"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 327"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 118".

حَصَلَ لِلْمُنْتَصِرِ مَرَضٌ فِي أُنْثَيَيْهِ، فَمَاتَ مِنْهُ فِي ثَلاَثِ لَيَالٍ. وَيُقَالُ: مَاتَ بِالخَوَانِيْقِ. وَيُقَالُ: سُمَّ فِي كُمَّثْرَاةٍ بِإِبْرَةٍ. وَوَرَدَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ فِي مَرَضِهِ: ذَهَبَتْ يَا أَمَّاهُ مِنِّيَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ, عَاجَلْتُ أَبِي فعُوْجِلْتُ. وَكَانَ يُتَّهَمُ بِأَنَّهُ وَاطَأَ عَلَى قَتْلِ أَبِيْهِ، فَمَا أُمْهِلَ وَوَزَرَ لَهُ أَحْمَدُ بنُ الخَصِيْبِ؛ أَحَدُ الظَّلَمَةِ. وذَكَرَ المَسْعُوْدِيُّ أَنَّهُ أَزَالَ عَنِ الطَّالِبِيِّيْنَ مَا كَانُوا فِيْهِ مِنَ الخَوْفِ وَالمِحْنَةِ مِنْ مَنْعِهِم مِنْ زِيَارَةِ تُرْبَةِ الحُسَيْنِ الشَّهِيْدِ، وَرَدَّ فَدَكَ إِلَى آلِ عَلِيٍّ، وَفِي ذَلِكَ يَقُوْلُ البُحْتُرِيُّ: وَإِنَّ عَلِيّاً لأَوْلَى بِكُمْ ... وَأَزْكَى يَداً عِنْدَكُمْ من عمر وَكُلّ لَهُ فَضْلُهُ وَالحَجُوْ ... لُ يَوْمَ التَّرَاهُنِ دُوْنَ الغُرَرْ وَقَالَ يُرِيْدُ المُهَلَّبِيَّ: وَلَقَدْ بَرَرْتَ الطالبية بعدما ... دَفُّوا زَمَاناً بَعْدَهَا وَزَمَانَا وَرَدَدْتَ أُلْفَةَ هَاشِمٍ فَرَأَيْتَهُم ... بَعْدَ العَدَاوَةِ بَيْنَهُم إِخْوَانَا ثُمَّ إِنَّ المُنْتَصِرَ تَمَكَّنَ، وَخَلَعَ مِنَ العَهْدِ إِخْوَتَهُ: المُعْتَزَّ وَإِبْرَاهِيْمَ. وَمِنْ كَلاَمِ المُنْتَصِرِ إِذْ عَفَا عَنْ أَبِي العَمَرَّدِ الشَّارِيِّ: لَذَّةُ العَفْوِ أَعْذَبُ مِنْ لَذَةِ التَّشَفِّي، وَأَقْبَحُ فَعَالِ المُقْتَدَرِ الانْتِقَامُ. قَالَ المَسْعُوْدِيُّ: كَانَ المُنْتَصِرُ أَظْهَرَ الإِنْصَافَ فِي الرَّعِيَّةِ، فَمَالُوا إِلَيْهِ مَعَ شِدَّةِ هَيْبَتِهِ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ يَحْيَى المُنَجِّمُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ المُنْتَصِرِ، وَلاَ أَكْرَمَ فعَالاً بِغَيْرِ تَبَجُّحٍ, لَقَدْ رَآنِي مغمومًا، فسألني، فوريت، فاستحلفني، فذكرت إِضَاقَةً فِي ثَمَنِ ضَيْعَةٍ، فَوَصَلَنِي بِعِشْرِيْنَ أَلْفاً. وجَلَسَ مَرَّةً لِلَّهْوِ، فَرَأَى فِي بَعْضِ البُسُطِ دَائِرَةً فِيْهَا فَارِسٌ عَلَيْهِ تَاجٌ، وَحَوْلَهُ كِتَابَةٌ فَارِسِيَّةٌ، فَطَلَبَ مَنْ يَقْرَأ، فَأُحْضِرَ رَجُلٌ، فَنَظَرَ، فَإِذَا فِيْهَا: ... فَقَطَّبَ وَسكَتَ، وَقَالَ: لاَ مَعْنَى لَهُ، فَأَلَحَّ المُنْتَصِرُ عَلَيْهِ, قَالَ فِيْهَا: أَنَا شِيْرَوَيْه بنُ كِسْرَى بنِ هِرْمِز, قَتَلْتُ أَبِي، فَلَمْ أُمَتَّعْ بِالمُلْكِ سِوَى سِتَّةِ أَشْهُرٍ. قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُ المُنْتَصِرِ، وَقَامَ. قَالَ جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ: قَالَ لِي المُنْتَصِرُ: يَا جَعْفَرُ, لَقَدْ عُوْجِلْتُ، فَمَا أُذنِي بِأُذُنِي، وَلاَ أُبْصِرُ بعيني.

قُلْتُ: قَلَّ مَا وَقَعَ فِي دَوْلَتِهِ مِنَ الحَوَادِثِ لِقِصَرِ المُدَّةِ، وَعَاشَ سِتّاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً سَامَحَهُ اللهُ. وَمَاتَ فِي خَامَسِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَكَانَتْ خِلاَفَتَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَأَيَّاماً. وَكَانَ قَدْ أَبْعَدَ، وَصِيْفاً فِي عَسْكَرٍ إِلَى ثَغْرِ الرُّوْمِ، وَكَانَ قَدْ أَلَحَّ عَلَيْهِ هُوَ، وَبُغَا، وَابْنُ الخَصِيْبِ فِي خَلْعِ إِخْوَتِهِ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَلِيَ المُعْتَزُّ، فَيَسْتَأَصِلُهُم، فَاعْتُقِلا، وَتَمَنَّعَ أَوَّلاً المُعْتَزُّ, ثُمَّ خَافَ، وَأَشْهَدَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا أَنَّهُمَا يَعْجِزَانِ عَنِ الإِمَامَةِ. فَقَالَ المُنْتَصِرُ: أَتَرَيَانِي خَلَعْتُكُمَا طَمَعاً فِي أَنْ أَعِيْشَ بعدكما حتى يكبر ابني عَبْدِ الوَهَّابِ، وَأَعْهَدَ إِلَيْهِ?! وَاللهِ مَا طَمِعْتُ فِي ذَلِكَ، وَلَكِنْ هَؤُلاَءِ أَلَحُّوا عليَّ، وَخِفْتُ عَلَيْكُمَا مِنَ القَتْلِ، فَقَبَّلا يَدَهُ، وضَمَّهُمَا إِلَيْهِ. وَلِلْمُنْتَصِرِ مِنَ الوَلَدِ: أَحْمَدُ، وَعلِيٌّ، وَعَبْدُ اللهِ، وعمر.

المستعين بالله

1972- المستعين بالله 1: الخليفة, أبو العباس أحمد بن المُعْتَصِمِ بِاللهِ؛ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الرَّشِيْدِ ابنِ المَهْدِيِّ العَبَّاسِيُّ, أَخُو الوَاثِقِ وَالمُتَوَكِّلِ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَبُوْيِعَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ, سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ, عِنْدَ مَوْتِ أَخِيْهِ المُنْتَصِرِ. وَكَانَ أَحْمَرَ الوَجْهِ, رَبْعَ القَامَةِ, خَفِيْفَ العَارِضَيْنِ, مَلِيْحَ الصُّوْرَةِ, بِوَجْهِهِ أَثَرُ جُدَرِيٍّ, بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ طُوْلٌ, يَلْثَغُ بِالسِّيْنِ كَالثَّاءِ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ مِتْلاَفاً لِلْمَالِ, مُبَذِّراً، فَرَّقَ الجَوَاهِرَ، وَفَاخِرَ الثِّيَابِ, اخْتَلَّتِ الخِلاَفَةُ بِوِلاَيَتِهِ، وَاضْطَرَبَتِ الأُمُوْرُ. اسْتَوْزَرَ أَبَا مُوْسَى أُوْتَامُشَ بِإِشَارَةِ كَاتِبِهِ شُجَاعِ بنِ القَاسِمِ, ثُمَّ قَتَلَهُمَا، وَاسْتَوْزَرَ أَحْمَدَ بنَ صَالِحِ بنِ شَبَرْزَاذَ. وَلَمَّا قَتَلَ بَاغَرَ التُّرْكِيَّ الَّذِي قَتَلَ المُتَوَكِّلَ, غَضِبَتْ لَهُ المَوَالِي، وَكَانَ المُسْتَعِيْنُ مِنْ تَحْتِ أَوَامِرِ وَصِيْفٍ وَبُغَا، وَكَانَ جَيِّدَ الأدب, حسن الفضيلة، واسم أمه مخارق.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 64"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 93"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 313"، وشذرات الذهب لابن العماد لحنبلي "2/ 124".

وَلَمَّا مَاتَ المُنْتَصِرُ, اسْتَوْزَرَ الأُمَرَاءَ وَابْنَ أَبِي الخَصِيْبِ، فَقَالَ لَهُم أُوْتَامُشُ: مَتَى وَلَّيْتُمْ أَحَداً مِنْ، وَلَدِ المُتَوَكِّلِ, لاَ يُبْقِي مِنَّا أَحَداً، فَقَالُوا: مَا لَهَا إِلاَّ أَحْمَدَ بنَ المُفْتَصِدِ, هُوَ ابْنُ أُسْتَاذِنَا. فَقَالَ: مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى المُنَجِّمُ سِرّاً: أَتُوَلُّوْنَ رَجُلاً يَرَى أَنَّهُ أَحَقُّ بِالإِمَامَةِ مِنَ المُتَوَكِّلِ اصْطَنِعُوا مَنْ يَعْرِفُ لَكُم ذَاكَ. فَأَبَوْا، وَبَايَعُوْهُ، وَاسْتَقَلَّ أَيَّاماً، فَبَيْنَا هُوَ قَدْ دَخَلَ مَجْلِسَ الخِلاَفَةِ, إِذَا جَمَاعَةٌ مِنَ الغَوْغَاءِ، وَالشَّاكِرِيَّةِ1، وَالجُنْدِ نَحْوَ الأَلْفِ فِي السِّلاَحِ، وَصَاحُوا: المُعْتَزُّ يَا مَنْصُوْرُ. فَنَشَبَتِ الحَرْبُ وَقُتِلَ جَمَاعَةٌ، وَمَضَى المُسْتَعِيْنُ إِلَى القَصْرِ الهَارُوْنِيِّ، فَبَاتَ بِهِ، وَنَهَبَتِ الغَوْغَاءُ الدَّارَ وَعِدَّة دورٍ، وَحَازُوا سِلاَحاً كَثِيْراً، فَزَجَرَهُمْ بُغَا الصَّغِيْرُ عَنْ دَارِ الخِلاَفَةِ، وَكَثُرَتِ القَتْلَى، فَبَذَلَ المُسْتَعِيْنُ الخَزَائِنَ، فَسَكَنُوا، وَبُوْيِعَ لَهُ بِبَغْدَادَ، وَأَمِيْرُهَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ. ثُمَّ غَضِبَ المُسْتَعِيْنُ بِإِشَارَةِ أَوْتَامُشَ الوَزِيْرِ عَلَى أَحْمَدَ بنِ الخَصِيْبِ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُ، وَنَفَاهُ إِلَى جَزِيْرَةِ أَقْرِيْطِشِ1. وَمَاتَ طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ مُتَوَلِّي خُرَاسَانَ، فَوَلَّى المُسْتَعِيْنُ ابْنَهُ مُحَمَّدَ بنَ طَاهِرٍ مَوْضِعَهُ، وَوَلَّى العِرَاقَ وَالحَرَمَيْنِ أَخَاهُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ. وَمَاتَ بُغَا الكَبِيْرُ، فَوَلَّى مَكَانَهُ وَلَدَهُ مُوْسَى بنَ بُغَا. وَسَجَنَ المُعْتَزَّ وَالمُؤَيَّدَ، وضَيَّقَ عَلَيْهِمَا، وَاشْتَرَى أَمْلاَكَهُمَا كُرْهاً. وَقرَّرَ لَهُمَا فِي العَامِ نَيِّفاً وعشرين ألف دينار ليس إلا. وَعَقَدَ لأَوْتَامُشَ مَعَ الوِزَارَةِ الإِمْرَةَ عَلَى مِصْرَ وَسَائِرِ المَغْرِبِ. وَنَفَى عُبَيْدَ اللهِ بنَ يَحْيَى بنِ خَاقَانَ إِلَى بَرْقَةَ. وَأَنْفَقَ أَلْفَي أَلْفِ دِيْنَارٍ فِي الجُنْدِ، وَقُتِلَ عَلِيُّ بنُ يَحْيَى الأَرْمَنِيُّ، وَعُمَرُ الأَقْطَعُ, مُجَاهِدَيْنِ بِبِلاَدِ الرُّوْمِ. وَكَثُرَتِ الأَتْرَاكُ بِبَغْدَادَ، وَتَمَكَّنُوا، وَعَسَفُوا، وَآذَوا العَامَةَ، فثَارَتِ الشَّاكِرِيَةُ وَالجُنْدُ، وَأَحْرَقُوا الجِسْرَ، وَانْتَهَبُوا الدَّوَاوِيْنَ، وَهَاجَ مِثْلُهُم بِسَامَرَّاءَ، فَرَكِبَ بُغَا وَأَوْتَامُشُ وَوَضَعُوا السَّيْفَ، وَقَتَلُوا عِدَّةً، وَتَنَاخَتِ العَامَةُ، فَقَتَلُوا طَائِفَةً مِنَ الأَتْرَاكِ، وَعَظُمَ الخَطْبُ، وَخَرَجَ وَصِيْفٌ، فَأَمَرَ بِإِحْرَاقِ الأَسْوَاقِ, ثُمَّ بَعْدَ يَسِيْرٍ قُتِلَ أَوْتَامُشُ، وَوَزَرَ ابْنُ يَزْدَاذَ، وَعُزِلَ، عَنِ القَضَاءِ جَعْفَرٌ الهَاشِمِيُّ. وَدَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَخَرَجَ بِطَبَرِسْتَانَ الحَسَنُ بنُ زَيْدٍ الحَسَنِيُّ، وَعَظُمَ سُلْطَانُهُ، وَحَكَمَ عَلَى عِدَّةِ مَدَائِنَ، وَانْضَمَّ إِلَيْهِ كُلُّ مُرِيْبٍ، وَهَزَمَ جَيْشَ ابْنِ طَاهِرٍ مَرَّتَيْنِ، وَوَصَلَ إِلَى هَمَذَانَ، فجهز المستعين له جيشًا.

_ 1 الشاكرية: الأجراء والمستخدمون، وهي كلمة فارسية معربة. 2 جزيرة أقريطش: اسم جزيرة في البحر الأبيض المتوسط كما قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان".

وَفِيْهَا: عَقَدَ المُسْتَعِيْنُ لاِبْنِهِ عَبَّاسٍ عَلَى العِرَاقِ وَالحِجَازِ. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ ظَهَرَ: بِقَزْوِيْنَ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ الحُسَيْنِيُّ، فَتَمَلَّكَهَا، وَكَانَ هُوَ وَأَحْمَدُ بنُ عِيْسَى الزَّيْدِيُّ قَدِ اتّفَقَا، وَقَتَلاَ خَلْقاً بِالرَّيِّ، وَعَاثَا فَأُسِرَ أَحَدُهُمَا، وَقُتِلَ الآخَرُ. وَخَرَجَ بِالحِجَازِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ يُوْسُفَ الحَسَنِيُّ، وَتَبِعَهُ الأَعْرَابُ، فَعَاثَ، وَأَفْسَدَ مَوْسِمَ الحَاجِّ. وَقَتَلَ مِنَ الوَفْدِ أَزْيَدَ مِنْ أَلْفٍ, ثُمَّ قَصَمَهُ الله بالطاعون هو وكثير من جنده. وَهَاجَتِ الفِتْنَةُ الكُبْرَى بِالعِرَاقِ، فَتَنَكَّرَ التُّرْكُ لِلْمُسْتَعِيْنِ، فَخَافَ، وَتَحَوَّلَ إِلَى بَغْدَادَ، فَنَزَلَ بِالجَانِبِ الغَرْبِيِّ عَلَى نَائِبِهِ ابْنِ طَاهِرٍ، فَاتَّفَقَ الأَتْرَاكُ بِسَامَرَّاءَ، وَبَعَثُوا يَعْتَذِرُوْنَ، وَيَسْأَلُونَهُ الرُّجُوْعَ، فَأَبَى عَلَيْهِمْ، فَغَضِبُوا، وَقَصَدُوا السِّجْنَ، وَأَخْرَجُوا المُعْتَزَّ بِاللهِ، وَبَايَعُوا لَهُ، وَخَلَعُوا المُسْتَعِيْنَ، وَبَنَوا أَمْرَهُم عَلَى شُبْهَةٍ، وَهِيَ أَنَّ المُتَوَكِّلَ عَقَدَ لِلْمُعْتَزِّ بَعْدَ المُنْتَصِرِ، فَجَهَّزَ المُعْتَزُّ أَخَاهُ أَبَا أَحْمَدَ لِمُحَارَبَةِ المُسْتَعِيْنِ، وَتَهَيَّأَ المُسْتَعِيْنُ، وَابْنُ طَاهِرٍ لِلْحِصَارِ، وَإِصْلاَحِ السُّوْرِ، وَتَجَرَّدَ أَهْلُ بَغْدَادَ لِلْقَتْلِ، وَنُصِبَتِ المَجَانِقُ، وَوَقَعَ الجِدُّ، وَدَامَ البَلاَءُ أَشْهُراً، وَكَثُرَتِ القَتْلَى، وَاشْتَدَّ القَحْطُ، وَتَمَّتْ بَيْنَهُمَا عِدَّةُ وَقْعَاتٍ بَحَيْثُ إِنَّهُ قُتِلَ فِي نَوْبَةٍ مِنْ جُنْدِ المُعْتَزِّ أَلْفَانِ إِلَى أَنْ ضَعُفَ أَهْلُ بَغْدَادَ وَذُلُّوا وَجَاعُوا وَتَعَثَّرُوا، فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى الشَّرِّ وَالفِتَنِ! وَقَوِيَ أَمْرُ المُعْتَزِّيَّةِ، فَكَاتَبَ ابْنُ طَاهِرٍ فِي السِّرِّ المُعْتَزَّ، وَانْحَلَّ نِظَامُ المُسْتَعِيْنِ، وَإِنَّمَا كَانَ قَوَامُ أَمْرِهِ بِابْنِ طَاهِرٍ، وَكَاشَفَهُ النَّاسُ، فَتَحَوَّلَ إِلَى الرُّصَافَةِ ثُمَّ سَعَى النَّاسُ فِي الصُّلْحِ، وَخُلِعَ المُسْتَعِيْنُ، فَأَقَامَ فِي ذَلِكَ إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي وَغَيْرُهُ بِشُرُوْطٍ وَثِيْقَةٍ، فَأَذْعَنَ بِخَلْعِ نَفْسِهِ فِي أَوَّلِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ، فَأُحْدِرَ بَعْدَ خَلْعِهِ تَحْتَ الحَوْطَةِ إِلَى وَاسِطَ، فَاعْتُقِلَ بِهَا تِسْعَةَ أَشْهُرٍ, ثُمَّ حُوِّلَ إِلَى سَامَرَّاءَ، فَقُتِلَ بِقَادِسِيَةِ سَامَرَّاءَ فِي ثَالِثِ شَوَّالٍ مِنَ السَّنَةِ. وَقِيْلَ: قُتِلَ لِيَوْمَيْنِ بَقِيَا مِنْ رَمَضَانَ، وَلَهُ إِحْدَى وَثَلاَثُونَ سَنَةً وَأَيَّاماً. فَيُقَالُ: بَعَثَ المُعْتَزُّ إِلَيْهِ سَعِيْداً الحَاجِبَ، فَلَمَّا رَآهُ المُسْتَعِيْنُ تَيَقَّنَ التَّلَفَ، وبكى، وقال: ذهبت نَفْسِي. فَأَخَذَ سَعِيْدٌ يُقَنِّعُهُ بِالسُّوْطِ, ثُمَّ أَضْجَعَهُ، وَقَعَدَ عَلَى صَدْرِهِ، وَذَبَحَهُ -فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. وَقَالَ الصُّوْلِيُّ: بَعَثَ المُعْتَزُّ أَحْمَدَ بنَ طُوْلُوْنَ إِلَى وَاسِطَ لِقَتْلِ المُسْتَعِيْنِ، فَقَالَ: وَاللهِ لاَ أَقْتُلُ أَوْلاَدَ الخُلَفَاءِ. فَبَعَثَ سَعِيْداً الحَاجِبَ، فَمَا مَتَّعَ اللهُ المُعْتَزَّ, بَلْ عُوْجِلَ بالخلع والقتل جزاء وفاقًا.

البزي

1973- البزي 1: مُقْرِئُ مَكَّةَ، وَمُؤَذِّنُهَا, أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ بنِ أَبِي بَزَّةَ المَخْزُوْمِيُّ مَوْلاَهُمُ الفَارِسِيُّ الأَصْلِ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَتَلاَ عَلَى عِكْرِمَةَ بنِ سُلَيْمَانَ، وَأَبِي الإِخْرِيْطِ، وَابْنِ زِيَادٍ، عَنْ تِلاَوَتِهِمْ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ القِسْطِ؛ صَاحِبِ ابْنِ كَثِيْرٍ. وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ عُيَنْيَةَ، وَمَالِكِ بنِ سُعَيْرٍ، وَمُؤَمَّلِ بن إسماعيل، والمقرئ، وطائفة. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ فِي "التَّارِيْخِ"، وَمُضَرُ الأَسَدِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ الحُبَابِ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ. وَتَلا عَلَيْهِ خَلْقٌ مِنْهُم: أَبُو رَبِيْعَةَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، وَإِسْحَاقُ الخُزَاعِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ فرحٍ، وَابْنُ الحُبَابِ، وَاللِّهْبِيَانِ، وَآخَرُوْنَ. وَصَحَّحَ لَهُ الحَاكِمُ حَدِيْثَ التَّكْبِيْرِ2، وَهُوَ مُنْكَرٌ. وَقَدْ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ لاَ أُحَدِّثُ عَنْهُ. وَقَالَ العُقَيْلِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ، يُوْصِلُ الأَحَادِيْثَ، قَدْ سُقْنَا تَرْجَمَتَهُ مُطَوَّلَةً فِي "الطَّبَقَاتِ". وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ دينًا عالمًا صاحب سنة, رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الضعفاء الكبير للعقيلي "1/ ترجمة 155"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 129"، وميزان الاعتدال "1/ 144"، والعبر "1/ 455"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 120". 2 منكر: أخرجه الحاكم "3/ 304" من طريق أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ الصائغ، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بزة قال: سمعت عكرمة بن سليمان يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت والضحى قال لي: كبر كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم, وأخبره عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك وأخبره أبي بن كعب أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَهُ بِذَلِكَ. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. وخالفه الذهبي فقال: "قلت: البزي قد تكلم فيه". وقال الذهبي في "الميزان" بعد أن أورد الحديث في ترجمته "1/ 144": هذا حديث غريب وهو مما أنكر على البزي. وقال العقيلي: هو منكر الحديث. وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر.

أبو عمير بن النحاس

1974- أبو عمير بن النحاس 1: "د، س" الإِمَامُ, الحَافِظُ, العَابِدُ, القُدْوَةُ, أَبُو عُمَيْرٍ عِيْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ النَّحَاسِ الرَّمْلِيُّ. سَمِعَ الوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ لَمَّا قَدِمَ الرَّمْلَةَ، وَضَمْرَةَ بنَ رَبِيْعَةَ، وَأَيُّوْبَ بنَ سُوَيْدٍ، وَزَيْدَ بنَ أَبِي الزَّرْقَاءِ، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ -مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: ثِقَةٌ مِنْ أَحْفَظِ النَّاسِ لِحَدِيْثِ ضَمْرَةَ- وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُجَيْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَابْنُ جَوْصَا، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ جَوْصَا: سَمِعْتُ أَبَا عُمَيرٍ يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا الوَلِيْدُ، فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، فَاسْتَقْرَضَ لَهُ أَبِي دَنَانِيْرَ، فَحَجَّ مِنَ الرَّمْلَةِ، فَمَاتَ مُنْصَرَفَهُ مِنَ الحَجِّ بِذِي المَرْوَةَ، فَمَضَى أَبِي إِلَى دِمَشْقَ حَتَّى أُبِيْعَ مَنْزِلُ الوَلِيْدِ، وَقضَى دَيْنَهُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ الرَّمْلِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً رِضَىً. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ مِنَ العُبَّادِ يَطْلُبُ العِلْمَ، وَعَلَى ظهره خرقة قَدْرُ ذِرَاعٍ يَخْتَلِفُ إِلَى الوَلِيْدِ وَضَمْرَةَ. وَقَالَ عُمَرُ بنُ سَهْلٍ الدِّيْنَوَرِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ الدِّيْنَوَرِيَّ يَقُوْلُ: لَقَّنْتُ أَبَا عُمَيْرٍ بنَ النَّحَاسِ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً مِنْ حَدِيْثِهِ، فَلَمَّا بَلَغَتْ أَحَداً وَأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً قَالَ: أَمَا تَسْتَحْيِي?! أَتَحْشِمُنِي أَنْ أَشْهَدُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِيْنَ شَهَادَةً. قَالَ ابْنُ زَبْرٍ: تُوُفِّيَ فِي ثَامِن المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيِّ، أَخْبَرَنَا أَكْمَلُ بنُ أَبِي الأزهر الحسني سنة عشرين وستمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ البَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ زُنْبُوْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإِسْرَاءُ: 59] ، قَالَ: المَوْتُ مِنْ ذَلِكَ. وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ: الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ قَاضِي مَكَّةَ، وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ الجِيْزِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ المُنْذِرِ الطَّرِيْقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بن كرامة، والمهتدي بالله محمد بن الوَاثِقِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَرِّمِيُّ الزُّهْرِيُّ، وعبد الله بن أحمد بن شبويه المَرْوَزِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُقْرِئِ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1591"، وتهذيب التهذيب "8/ 228".

الحارث بن مسكين

1975- الحارث بن مسكين 1: "د، س" ابن محمد بن يوسف, الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ, الفَقِيْهُ, المُحَدِّثُ, الثَّبْتُ, قَاضِيَ القُضَاةِ بمصر, أبو عمرو مولى زبان بن الأَمِيْرِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ, المِصْرِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وَإِنَّمَا طَلَبَ العِلْمَ عَلَى كِبَرٍ. سَأَلَ اللَّيْثَ عَنْ مَسْأَلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَفَاتَهُ ابْنُ لَهِيْعَةَ وَمَالِكٌ وَالكِبَارُ. وَحَمَلَ عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، وَابْنِ القَاسِمِ، وَتَفَقَّهَ بِهِمَا، وَعَنْ يُوْسُفَ بنِ عَمْرٍو الفَارِسِيِّ، وَبِشْرِ بنِ عُمَرَ الزَّهْرَانِيِّ، وَأَشْهَبَ، وَغَيْرِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَوَلَدُهُ؛ أَحْمَدُ بنُ الحَارِثِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ قُدَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ زَبَّانَ بنِ حَبِيْبٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَعَبْدُ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ السِّمْنَانِي، وَآخَرُوْنَ. سُئِلَ عَنْهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ، وقال فيه قولا جميلا. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَنَقَلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ حِبَّانَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا -يَعْنِي: ابْنَ مَعِيْنٍ: الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ خَيْرٌ مِنْ أَصْبَغَ وَأَفْضَلُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ فَقِيْهاً ثِقَةً ثَبْتاً حَمَلَهُ المَأْمُوْنُ إِلَى بَغْدَادَ فِي المِحْنَةِ، وَسَجَنَهُ، فَلَمْ يُجِبْ، فَمَا زَالَ مَحْبُوْساً بِبَغْدَادَ إِلَى أَنْ استخلف المتوكل، فأطلقه، فحدث

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 419"، وتاريخ بغداد "8/ 216"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 151"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 530"، والعبر "1/ 455"، وتهذيب التهذيب "2/ 156" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 289"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 121".

بِبَغْدَادَ، وَرَجعَ إِلَى مِصْرَ مُتَوَلِّياً قَضَاءَ مِصْرَ, ثُمَّ اسْتَعْفَى مِنَ القَضَاءِ، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَمائَتَيْنِ، فَأُعْفِيَ. وَمَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ سِتٌّ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: وَكَانَ -مَعَ تَقَدُّمِهِ فِي العِلْمِ وَالزُّهْدِ وَالتَأَلُّهِ- قَوَّالاً بِالْحَقِّ, مِنْ قُضَاةِ العَدْلِ, رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. قَالَ بَحْرُ بنُ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيُّ: عَرَفْنَا الحَارِثَ بنَ مِسْكِيْنٍ أَيَّامَ ابْنِ وَهْبٍ عَلَى طَرِيْقَةِ زَهَادَةٍ وَوَرَعٍ وَصِدْقٍ حَتَّى مات. وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ يَزِيْدَ القَرَاطِيْسِيُّ: قَدِمَ المَأْمُوْنُ مِصْرَ، وَبِهَا مَنْ يَتَظَلَّمُ مِنْ عَامِلَيْهِ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ تَمِيْمٍ، وَأَحْمَدَ بنِ أَسْبَاطٍ، فَجَلَسَ الفَضْلُ بنُ مَرْوَانَ الوَزِيْرُ فِي الجَامِعِ، وَاجْتَمَعَ الأَعْيَانُ، وَأُحْضِرَ الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ لِيُوَلَّى القَضَاءَ، فَبَيْنَا الفَضْلُ يُكَلِّمُهُ, إِذْ قَالَ لَهُ مُتَظَلِّمٌ: سَلْهُ -أَصْلَحَكَ اللهُ- عَنِ ابْنِ تَمِيْمٍ وَابْنِ أَسْبَاطٍ. فَقَالَ: لَيْسَ لِذَا حَضَرَ. قَالَ: أَصْلَحَكَ اللهُ, سَلْهُ. قَالَ: مَا تَقُوْلُ فِيْهِمَا? فَقَالَ: ظَالِمَيْنِ غَاشِمَيْنِ. قَالَ: فَاضْطَرَبَ المَسْجِدُ، فَقَامَ الفَضْلُ، فَأَعْلَمَ المَأْمُوْنَ، وَقَالَ: خِفْتُ عَلَى نَفْسِي مِنْ ثَوْرَةِ النَّاسِ مَعَ الحَارِثِ. فَطَلَبَ الحَارِثَ، وَقَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي هَذَيْنِ? قَالَ: ظَالِمَيْنِ غَاشِمَيْنِ. قَالَ: هَلْ ظَلَمَاكَ بِشَيْءٍ? قَالَ: لاَ. قَالَ: فَعَامَلْتَهُمَا? قَالَ: لاَ. قَالَ: فَكَيْفَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمَا? قَالَ: كَمَا شَهِدْتُ أَنَّكَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، وَلَمْ أَرَكَ إِلاَّ السَّاعَةَ. قَالَ: اخْرُجْ مِنْ هَذِهِ البِلاَدِ، وَبِعْ قَلِيْلَكَ وَكَثِيْرَكَ. وَحَبَسَهُ فِي خَيْمَةٍ, ثُمَّ انْحَدَرَ إِلَى البَشَرُوْدِ1، وَأَخَذَهُ مَعَهُ، فَلَمَّا فَتَحَ البَشَرُوْدَ, طَلَبَ الحَارِثَ، وَسَأَلَهُ عَنِ المَسْأَلَةِ الَّتِي سَأَلَهُ عَنْهَا بِمِصْرَ، فَرَدَّ الجَوَابَ بِعَيْنِهِ. قَالَ: فَمَا تَقُوْلُ فِي خُرُوْجِنَا? قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ القَاسِمِ، عَنْ مَالِكٍ أَنَّ الرَّشِيْدَ كَتَبَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ عَنْ قِتَالِهِم، فَقَالَ: إِنْ كَانُوا خَرَجُوا عَنْ ظُلْمٍ مِنَ السُّلْطَانِ، فَلاَ يَحِلُّ قِتَالُهُم، وَإِنْ كَانُوا إِنَّمَا شَقُّوا العَصَا، فَقِتَالُهُم حَلاَلٌ، فَقَالَ: أَنْتَ تَيْسٌ، وَمَالِكٌ أَتْيَسُ مِنْكَ ارْحَلْ عَنْ مِصْرَ قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ إِلَى الثُّغُوْرِ? قَالَ: بَلْ بِمَدِيْنَةِ السَّلاَمِ. وَرَوَى دَاوُدُ بنُ أَبِي صَالِحٍ الحَرَّانِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: لما أحضر الحَارِثُ مَجْلِسَ المَأْمُوْنِ, جَعَلَ المَأْمُوْنُ يَقُوْلُ: يَا سَاعِي. يُرَدِّدُهَا -يَعْنِي: يَا مُرَافِعُ- قَالَ: وَاللهِ مَا أَنَا بِسَاعٍ، وَلَكِنِّي أُحْضِرْتُ، فَسَمِعْتُ، وَأَطَعْتُ, ثُمَّ سُئِلْتُ، عَنْ أَمْرٍ، فَاسْتَعْفَيْتُ ثَلاَثاً، فَلَمْ أُعْفَ، فَكَانَ الحَقُّ آثَرَ عِنْدِي مِنْ غَيْرِهِ. فَقَالَ المَأْمُوْنُ: هَذَا رَجُلٌ أَرَادَ أَنْ يُرْفَعَ له علم ببلده، خذه إليك.

_ 1 البشرود: كورة من كور بطن الريف بمصر. قاله ياقوت في "معجم البلدان".

قَالَ أَحْمَدُ المُؤَدِّبُ: خَرَجَ المَأْمُوْنُ، وَأَخْرَجَ الحَارِثَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ وَخَرَجَتْ زَوْجَةُ الحَارِثِ، فَحَجَّتْ، وَذَهَبَتْ إِلَى العِرَاقِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ: قَالَ لي ابن أبي دؤاد: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ, لَقَدْ قَامَ حَارِثُكُمْ لله مقام الأنبياء. وكان ابن أبي دؤاد إِذَا ذَكَرَهُ عَظَّمَهُ جِدّاً. قَالَ أَبُو يَزِيْدَ القَرَاطِيْسِيُّ: فَأَقَامَ الحَارِثُ بِبَغْدَادَ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَأَطْلَقَهُ الوَاثِقُ فِي آخِرِ أَيَّامِهِ، فَرَجَعَ إِلَى مِصْرَ، وَقَالَ ابْنُ قُدَيْدٍ: أَتَاهُ -يَعْنِي: الحَارِثَ- فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ كِتَابُ تَوَلِّيِهِ القَضَاءَ وَهُوَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَامْتَنَعَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ إِخْوَانُهُ حَتَّى قَبِلَ، فَقَدِمَ مِصْرَ، فَجَلَسَ لِلْحُكْمِ، وَأَخْرَجَ أَصْحَابَ أَبِي حَنِيْفَةَ وَالشَّافِعِيِّ مِنَ المَسْجَدِ، وَأَمَرَ بِنَزْعِ حُصُرِهِم مِنَ العُمُدِ، وَقَطَعَ عَامَّةَ المُؤَذِّنِيْنَ مِنَ الأَذَانِ، وَأَصْلَحَ سَقْفَ المَسْجِدِ، وَبَنَى السِّقَايَةَ، وَلاَعَنَ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَتَهُ، وَمَنَعَ مِنَ النِّدَاءِ عَلَى الجَنَائِزِ، وضَرَبَ الحَدَّ فِي سَبِّ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ، وَقَتَلَ سَاحِرَيْنِ. عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الجَرَوِيِّ: أَنَّ رَجُلاً كَانَ مُسْرِفاً عَلَى نَفْسِهِ، فَمَاتَ، فَرُئِيَ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ غَفَرَ لِيَ بِحُضُوْرِ الحَارِثِ بنِ مِسْكِيْن جِنَازَتِي، وَإِنَّهُ اسْتَشْفَعَ لِيَ، فَشُفِّعَ فِيَّ. تُوُفِّيَ الحَارِثُ لِثَلاَثٍ بَقِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ عَسَاكِرَ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَالَ مُوْسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي نَفَخَ اللهُ فِيْكَ مِنْ رُوْحِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَخْرَجْتَنَا، وَنَفْسَكَ مِنَ الجَنَّةِ? فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ? قَالَ: أَنَا مُوْسَى. قَالَ: أَنْتَ مُوْسَى بَنِي إِسْرَائِيْلَ, الَّذِي كَلَّمَكَ اللهُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، فَلَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ رَسُوْلاً? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَتَلُوْمُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ سَبَقَ مِنَ اللهِ القَضَاءُ قَبْلِي". قَالَ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَ ذَلِكَ: "فَحَجَّ آدَمُ مُوْسَى" 1.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أبو داود "4702" من طريق أحمد بن صالح، عن ابن وهب، به. قلت: إسناده حسن، هشام بن سعد صدوق كما قال الحافظ في "التقريب" لكن للحديث شاهد عن أبي هريرة: عند البخاري "6614"، ومسلم "2652"، وأبي داود "4701".

البويطي

1976- البُوَيْطِي ّ1: الإِمَامُ, العَلاَّمَةُ, سَيِّدُ الفُقَهَاءِ, يُوْسُفُ أَبُو يَعْقُوْبَ بن يحيى المِصْرِيُّ, البُوَيْطِيُّ, صَاحِبُ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ لاَزَمَهُ مُدَّةً، وَتَخَرَّجَ بِهِ، وَفَاقَ الأَقْرَانَ. وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ وَهْبٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَغيْرِهِمَا. رَوَى عَنْهُ: الرَّبِيْعُ المُرَادِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَقَالَ: هُوَ صَدُوْقٌ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِيْلٍ، وَالقَاسِمُ بنُ هَاشِمٍ السِّمْسَارُ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ إِمَاماً فِي العِلْمِ, قُدْوَةً فِي العَمَلِ, زَاهِداً رَبَّانِيّاً مُتَهَجِّداً, دَائِمَ الذِّكْرِ وَالعُكُوْفِ عَلَى الفِقْهِ. بَلَغَنَا أَنَّ الشَّافِعِيَّ قَالَ: لَيْسَ فِي أَصْحَابِي أَحَدٌ أَعْلَمَ مِنَ البُوَيْطِيِّ. وَقَالَ الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ البُوَيْطِيُّ أَبَداً يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بِذِكْرِ اللهِ، وَمَا أَبْصَرْتُ أَحَداً أَنْزَعَ بِحُجَّةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مِنَ البُوَيْطِيِّ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ عَلَى بَغْلٍ فِي عُنُقِهِ غُلٌّ, وَفِي رِجْلَيْهِ قَيْدٌ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الغُلِّ سِلْسِلَةٌ فِيْهَا لَبِنَةٌ، وَزْنُهَا أَرْبَعُوْنَ رِطْلاً، وَهُوَ يَقُوْلُ: إِنَّمَا خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ بِـ"كُنْ"، فَإِذَا كَانَتْ مَخْلُوْقَةً، فَكَأَنَّ مَخْلُوْقاً خُلِقَ بِمَخْلُوْقٍ، وَلَئِنْ أُدْخِلْتُ عَلَيْهِ لأَصْدُقَنَّهُ -يَعْنِي: الوَاثِقَ- وَلأَمُوْتَنَّ فِي حَدِيْدِيَ هَذَا حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ يَعْلَمُوْنَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فِي هَذَا الشَّأْنِ قَوْمٌ في حديدهم. قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ أَعْلَمَ مَنْ رَأَيْتُ بِمَذْهَبِ مَالِكٍ, فَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ البُوَيْطِيِّ عِنْدَ مَوْتِ الشَّافِعِيِّ، فَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ السُّكَّرِيُّ, قَالَ: تَنَازَعَ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ وَالبُوَيْطِيُّ مَجْلِسَ الشَّافِعِيِّ، فَقَالَ البُوَيْطِيُّ: أَنَا أَحَقُّ بِهِ مِنْكَ، وَقَالَ الآخَرُ كَذَلِكَ، فَجَاءَ الحُمَيْدِيُّ، وَكَانَ بِمِصْرَ، فَقَالَ: قال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من يُوْسُفَ, لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي أَعْلَمَ مِنْهُ. فَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ: كَذَبْتَ. قَالَ: بَلْ كذبت أنت وأبوك وأمك, وغضب ابن عبد الحَكَمِ، فَجَلَسَ البُوَيْطِيُّ فِي مَكَانِ الشَّافِعِيِّ, وَجَلَسَ ابن عبد الحكم في الطاق الثالث.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 988"، وتاريخ بغداد "14/ 299"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "7/ ترجمة 835"، والكاشف "3/ ترجمة 6574"، والعبر "1/ 411"، وتهذيب التهذيب "11/ 427" وتقريب التهذيب "2/ 383"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 260"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 71".

القَاضِي زَكَرِيَّا بنُ أَحْمَدَ البَلْخِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ, قَالَ: كَانَ البُوَيْطِيُّ حِيْنَ مَرِضَ الشَّافِعِيُّ بِمِصْرَ هُوَ وَابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ وَالمُزَنِيُّ، فَتَنَازَعُوا الحَلَقَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الشَّافِعِيَّ، فَقَالَ: الحَلَقَةُ لِلْبُوَيْطيِّ. فَلِهَذَا اعْتَزَلَ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ الشَّافِعِيَّ وَأَصْحَابَهُ، وَكَانَتْ أَعْظَمَ حَلَقَةٍ فِي المَسْجِدِ. فَكَانَ البُوَيْطِيُّ يَصُوْمُ، وَيَتْلُو غَالِباً فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ خَتْمَةً مَعَ صَنَائِعِ المَعْرُوْفِ إِلَى النَّاسِ. وَبِهِ إِلَى الرَّبِيْعِ قَالَ: فَسُعِيَ بِالبُوَيْطِيِّ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الأَصَمُّ مِمَّنْ سَعَى بِهِ -وَمَا هُوَ بِابْنِ كَيْسَانَ الأَصَمِّ- وَكَانَ أَصْحَابُ ابْنِ أَبِي دؤاد، وَابْنُ الشَّافِعِيِّ مِمَّنْ سَعَى بِهِ, حَتَّى كَتَبَ فيه ابن أبي دؤاد إلى والي مصر، فَامْتَحَنَهُ فَلَمْ يُجِبْ، وَكَانَ الوَالِي حَسَنَ الرَّأْيِ فِيْهِ, فَقَالَ لَهُ: قُلْ فِيْمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ. قَالَ: إِنَّهُ يَقْتَدِي بِي مائَةُ أَلْفٍ، وَلاَ يَدْرُوْنَ المَعْنَى. قَالَ: وَقَدْ كَانَ أُمِرَ أَنْ يُحْمَلَ إِلَى بَغْدَادَ فِي أَرْبَعِيْنَ رِطْلَ حَديدٍ. قَالَ الرَّبِيْعُ: وَكَانَ المُزَنِيُّ مِمَّنْ سَعَى بِهِ وَحَرْمَلَةُ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ التِّرْمِذِيُّ: فَحَدَّثَنِي الثِّقَةُ، عَنِ البُوَيْطِيِّ أَنَّهُ قَالَ: بَرِئَ النَّاسُ مِنْ دَمِي إِلاَّ ثَلاَثَةً: حَرْمَلَةَ وَالمُزَنِيَّ وَآخَرَ. قُلْتُ: اسْتَفِقْ، وَيْحَكَ! وَسَلْ رَبَّكَ العَافِيَةَ، فَكَلاَمُ الأَقْرَانِ بَعْضُهُم فِي بَعْضٍ أَمْرٌ عَجِيْبٌ، وَقَعَ فِيْهِ سَادَةٌ، فَرَحِمَ اللهُ الجَمِيْعَ. قَالَ الرَّبِيْعُ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو يَعْقُوْبَ البُوَيْطِيُّ: أَنِ اصْبِرْ نَفْسَكَ لِلْغُرَبَاءِ، وَحَسِّنْ خُلُقَكَ لأَهْلِ حَلْقَتِكَ، فَإِنِّي لَمْ أَزَلْ أَسَمَعُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ كَثِيْراً وَيَتَمَثَّلُ: أُهِيْنُ لَهُم نَفْسِي لِكَي يُكْرِمُونَهَا ... وَلَنْ تُكْرَمَ النَّفْسُ الَّتِي لاَ تُهِيْنُهَا مَاتَ الإِمَامُ البُوَيْطِيُّ: فِي قَيْدِهِ, مَسْجُوْناً بِالعِرَاقِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. عِنْدِي حَدِيْثٌ فِي "مُسْندِ أَبِي مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيِّ": حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوْبَ البُوَيْطِيُّ، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، فذكره.

ابن السرح

1977- ابن السرح 1: "م، د، س، ق" الإِمَامُ، الحَافِظُ، الفَقِيْهُ، أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ السَّرْحِ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمُ, الفَقِيْهُ, المِصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، وَسَعِيْدٍ الآدَمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالقَاسِمُ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو العَلاَءِ الكُوْفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ زَبَّانَ بنِ حَبِيْبٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ شَرَحَ "مُوَطَّأَ ابْنِ وَهْبٍ"، وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ الجِلَّة. مَاتَ فِي رَابِعَ عَشَرَ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ. لَهُ حَدِيْثٌ تَفَرَّدَ بِهِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، فَقَالَ جَمَاعَةٌ: حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، عَنْ أَبِي يُوْنُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "كل بني آدم سيد، وَالرَّجُلُ سَيِّدُ أَهْلِهِ، وَالمَرْأَةُ سَيِّدَةُ بَيْتِهَا" 2. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ، غَرِيْبٌ. قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الشَّافِعِيُّ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أبي سعيد، وَزَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوْبَ، وَهِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا كَانَ آخِرُ الزَّمَانِ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا المُؤْمِنِ تَكْذِبُ، فَأَصْدَقُهُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيْثاً، وَالرُّؤْيَا ثَلاَثَةٌ: فَبُشْرَى مِنَ اللهِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ بِهِ المَرْءُ نَفْسَهُ، وَرُؤْيَا مِنَ الشَّيْطَانِ"، وَالقَيْدُ فِي المَنَامِ ثَبَاتٌ فِي الدِّيْنِ، وَالغُلُّ أَكْرَهُهُ3. وَفِيْهَا مَاتَ: مُقْرِئُ مَكَّةَ أَبُو الحَسَنِ البَزِّيُّ، وَالحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ، وَعَبَّادُ بنُ يَعْقُوْبَ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَعَمْرُو بنُ عُثْمَانَ, وَكَثِيْرُ بن عبيد.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 115"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 519"، والعبر "1/ 455"، وتهذيب التهذيب "1/ 64"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 120". 2 صحيح: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "4/ 204" من طرق عن أبي الطاهر بن السرح، به. قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات. وأبو يونس، هو سليم بن جابر الدوسي المصري، مولى أبي هريرة، وهو ثقة. وعمر بن الحارث هو ابن يعقوب بن عبد الله الأنصاري، مولى قيس، أبو أمية المصري، ثقة حافظ روى له الجماعة. وأبو الطاهر بن السرح، هو أَحْمَدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عمرو بن السرح ثقة. وهو صاحب الترجمة. 3 صحيح: أخرجه ابن ماجه "3917" حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري، حدثنا بشر بن بكر، =

سحنون

1978- سُحْنُون 1: الإِمَامُ, العَلاَّمَةُ، فَقِيْهُ المَغْرِبِ, أَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ السلام بن حبيب بن حَسَّانَ بنِ هِلاَلِ بنِ بَكَّارِ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ التَّنُوْخِيُّ, الحِمْصِيُّ الأَصْلِ, المَغْرِبِيُّ, القَيْرَوَانِيُّ, المَالِكِيُّ, قَاضِي القَيْرَوَانِ، وَصَاحِبُ المُدَوَّنَةِ، وَيُلَقَّبُ: بِسَحْنُوْنَ, ارْتَحَلَ وَحَجَّ. وَسَمِعَ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، وَوَكِيْعِ بنِ الجَرَّاحِ، وَأَشْهَبَ، وَطَائِفَةٍ. وَلَمْ يَتَوَسَّعْ فِي الحَدِيْثِ كَمَا تَوَسَّعَ، فِي الفُرُوْعِ. لاَزمَ ابْنَ وَهْبٍ، وَابْنَ القَاسِمِ، وَأَشْهَبَ حَتَّى صَارَ مِنْ نُظَرَائِهِم. وَسَادَ أَهْلَ المَغْرِبِ، فِي تَحْرِيْرِ المَذْهَبِ، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ العِلْمِ، وَعَلَى قَوْلِهِ المُعَوَّلُ بِتِلْكَ النَّاحِيَةِ، وَتفَقَّهَ بِهِ عَدَدٌ كَثِيْرٌ، وَكَانَ قَدْ تَفَقَّهَ أَوَّلاً بِإِفْرِيْقِيَةَ عَلَى ابْنِ غَانِمٍ وَغَيْرِهِ. وَكَانَ ارْتِحَالُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، وَكَانَ مَوْصُوْفاً بِالعَقْلِ وَالدِّيَانَةِ التَّامَةِ وَالوَرَعِ, مَشْهُوْراً بِالجُوْدِ وَالبَذْلِ، وَافِرَ الحُرْمَةِ, عَدِيْمَ النَّظِيْرِ. أَخَذَ عَنْهُ: وَلَدُهُ مُحَمَّدٌ؛ فَقِيْهُ القَيْرَوَانِ، وَأَصْبَغُ بنُ خَلِيْلٍ القُرْطُبِيُّ، وَبَقِيُّ بنُ مِخْلَدٍ، وَسَعِيْدُ بنُ نَمِرٍ الغَافِقِيُّ الإِلْبِيْرِيُّ الفَقِيْهُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ غَافِقٍ التُّوْنُسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدُوْسٍ المَغْرِبِيُّ، وَوَهْبُ بنُ نَافِعٍ؛ فَقِيْهُ قُرْطُبَةَ، وَيَحْيَى بنُ القَاسِمِ بنِ هِلاَلٍ الزَّاهِدُ، وَمُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْوَانِيُّ مَوْلاَهُمْ، وَيَحْيَى بنُ عُمَرَ الكِنَانِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، وَعِيْسَى بنُ مِسْكِيْنٍ، وَحَمْدِيْسُ، وَابْنُ مُغِيْثٍ، وَابْنُ الحَدَّادِ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ مِنَ الفقهاء. فَعَنْ أَشْهَبَ, قَالَ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا أَحَدٌ مِثْلُ سَحْنُوْنَ. وَعَنْ يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى قال: سحنون سيد أهل المغرب.

_ = حدثنا الأوزاعي، عن ابن سيرن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: $"إذا قرب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة". وأخرجه البخاري "7017"، ومسلم "2263"، وأبو داود "5019"، والترمذي "2270"، والدارمي "2/ 125"، وأحمد "2/ 269" من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، به. 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 382"، والعبر "2/ 102 و103 و122".

وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ الأَنْدَلُسِيِّ, قَالَ: مَا بُوْرِكَ لأَحَدٍ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَصْحَابِهِ مَا بُوْرِكَ لِسَحْنُوْنَ فِي أَصْحَابِهِ، فَإِنَّهُم كَانُوا فِي كُلِّ بَلَدٍ أَئِمَّةً. وَرُوِيَ عَنْ سَحْنُوْنَ قَالَ: مَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ لَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمُهُ بَلْ يَضُرُّهُ. وَقَالَ سَحْنُوْنُ: إِذَا أَتَى الرَّجُلُ مَجْلِسَ القَاضِي ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةٍ بِلاَ حَاجَةٍ، فَيَنْبَغِي أَنْ لاَ تُقْبَلَ شَهَادَتُهُ. وَسُئِلَ سَحْنُوْنُ: أَيَسَعُ العَالِمَ أَنْ يَقُوْلَ: لاَ أَدْرِي فِيْمَا يَدْرِي? قَالَ: أَمَّا مَا فِيْهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ ثَابِتَةٌ فَلاَ، وَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ هَذَا الرَّأْيِ، فَإِنَّهُ يَسَعُهُ ذَلِكَ؛ لأَنَّهُ لاَ يَدْرِي أَمُصِيْبٌ هُوَ أَمْ مُخْطِئٌ. قَالَ الحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ لاَ يُفَضِّلُ أَحَداً مَمَّنْ لَقِيَ عَلَى سَحْنُوْنَ فِي الفِقْهِ وَبِدَقِيْقِ المَسَائِلِ. وَعَنْ سَحْنُوْنَ قَالَ: أَكْلٌ بِالمَسْكَنَةِ، وَلاَ أَكْلٌ بِالعِلْمِ. مُحِبُّ الدُّنْيَا أَعْمَى, لَمْ يُنَوِّرْهُ العِلْمُ. مَا أَقْبَحَ بِالعَالِمِ أَنْ يَأْتِيَ الأُمَرَاءَ، وَاللهِ مَا دَخَلْتُ عَلَى السُّلْطَانِ إِلاَّ وَإِذَا خَرَجْتُ حَاسَبْتُ نَفْسِي، فَوَجَدْتُ عَلَيْهَا الدَّرْكَ، وَأَنْتُم تَرَوْنَ مُخَالَفَتِي لِهَوَاهُ، وَمَا أَلْقَاهُ بِهِ مِنَ الغلظة، والله ما أَخَذْتُ وَلاَ لَبِسْتُ لَهُمُ ثَوْباً. وَعَنْ سَحْنُوْنَ قَالَ: كَانَ بَعْضُ مَنْ مَضَى يُرِيْدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالكَلِمَةِ، وَلَوْ تَكَلَّمَ بِهَا لانْتَفَعَ بِهَا خَلْقٌ كَثِيْرٌ، فَيَحْبِسُهَا، وَلاَ يَتَكَلَّمُ بِهَا مَخَافَةَ المُبَاهَاةِ. وَكَانَ إِذَا أَعْجَبَهُ الصَّمْتُ تَكَلَّمَ، وَيَقُوْلُ: أَجْرَأُ النَّاسِ عَلَى الفُتْيَا أَقَلُّهُم عِلْماً. وَعَنْهُ قَالَ: أَنَا أَحْفَظُ مَسَائِلَ فِيْهَا ثَمَانِيَةُ أَقَاوِيْلَ مِنْ ثَمَانِيَةِ أَئِمَّةٍ، فَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ أُعَجِّلَ بِالجَوَابِ? وَقِيْلَ: إِنَّ زِيَادَةَ اللهِ الأَمِيْرَ بَعَثَ يَسْأَلُ سَحْنُوْناً، عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَلَمْ يُجِبْهُ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بنُ عُبْدُوْسٍ: أُخْرُجْ مِنْ بَلَدِ القَوْمِ أَمْسِ تَرْجَعُ عَنِ الصَّلاَةِ خَلْفَ قَاضِيْهِم، وَاليَوْمَ لاَ تُجِيْبُهُم?! قَالَ: أَفَأُجِيْبُ مَنْ يُرِيْدُ أَنْ يَتَفَكَّهَ يُرِيْدُ أَنْ يَأْخُذَ قَوْلِي وَقَوْلَ غَيْرِي، وَلَوْ كَانَ شَيْئاً يَقْصِدُ بِهِ الدِّيْنَ لأَجَبْتُهُ. وَعَنْهُ: قَالَ: مَا وَجَدْتُ مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ إِلاَّ المُفْتِي. وَعَنْ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ خَالِدٍ, قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ مِنْ سَحْنُوْنَ بِقَرْيَتِهِ، فَصَلَّى الصُّبْحَ، وَخَرَجَ، وَعَلَى كَتِفِهِ مِحْرَاثٌ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ زَوْجُ بَقَرٍ، فَقَالَ لَنَا: حُمَّ الغُلاَمُ البَارِحَةَ، فَأَنَا أَحْرُثُ اليَوْمَ عَنْهُ، وَأَجِيْئُكُمْ. فَقُلْتُ: أَنَا أَحْرُثُ عَنْكَ. فَقَرَّبَ إِلَيَّ غَدَاءهُ؛ خُبْزَ شَعِيْرٍ وَزَيْتاً.

وَعَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ, قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَحْنُوْنَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاضٍ، وَفِي عُنُقِهِ تَسْبِيْحٌ يسبح به. وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ العَطَّارِ قَالَ: بَاعَ سَحْنُوْنُ زيتونًا له بثمانمائة، فَدَفَعَهَا إليَّ، فَفَرَّقْتُهَا عَنْهُ صَدَقَةً. وَقِيْلَ: كَانَ إِذَا قُرِئَتْ عَلَيْهِ "مَغَازِي ابْنِ وَهْبٍ"، تَسِيْلُ دُمُوْعُهُ، وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِ "الزُّهْدَ" لاِبْنِ وَهْبٍ يَبْكِي. وَعَنْ يَحْيَى بنِ عَوْنٍ, قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ سَحْنُوْنَ عَلَى ابْنِ القَصَّارِ، وَهُوَ مَرِيْضٌ، فَقَالَ: مَا هَذَا القَلَقُ? قَالَ لَهُ: المَوْتُ وَالقُدُوْمُ عَلَى اللهِ. قَالَ لَهُ سَحْنُوْنُ: أَلَسْتَ مُصَدِّقاً بِالرُّسُلِ وَالبَعْثِ وَالحِسَابِ وَالجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَأَنَّ أَفْضَلَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمُرُ, وَالقُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَأَنَّ اللهَ يُرَى يَوْمَ القِيَامَةِ، وَأَنَّهُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى، وَلاَ تَخْرُجُ عَلَى الأَئِمَّةِ بِالسَّيْفِ، وَإِنْ جَارُوا. قَالَ: إِيْ وَاللهِ. فَقَالَ: مُتْ إِذَا شِئْتَ, مُتْ إِذَا شِئْتَ. وَعَنْ سَحْنُوْنَ, قَالَ: كَبِرْنَا وَسَاءتْ أَخْلاَقُنَا، وَيَعْلَمُ اللهُ مَا أَصِيْحُ عَلَيْكُم إِلاَّ لأُؤَدِّبَكُم. وَعَنْ سَحْنُوْنَ, قَالَ: مَا عَمِيَتْ عَلَيَّ مَسْأَلَةٌ إِلاَّ وَجَدْتُ فَرَجَهَا فِي كُتُبِ ابْنِ وَهْبٍ. وَقِيْلَ: إِنَّ طَالِباً قَالَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ سَحْنُوْناً يَبْنِي الكَعْبَةَ, قَالَ: فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ، فَوَجَدْتُهُ يَقْرَأُ لِلنَّاسِ "مَنَاسِكَ الحَجِّ" الَّذِي جَمَعَهُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنْ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَإِسْحَاقَ الأَزْرَقَ، وَوَكِيْعٍ، وَيَحْيَى بنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ طُلَيْبٍ المُرَادِيِّ، وَبُهْلُوْلِ بنِ رَاشِدٍ، وَعَلِيِّ بنِ زِيَادٍ التُّوْنُسِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ غَانِمٍ الرُّعَيْنِيِّ، وَشُعَيْبِ بنِ اللَّيْثِ المِصْرِيِّ، وَمَعْنٍ القَزَّازِ، وَأَبِي ضَمْرَةَ اللَّيْثِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَعِدَّةٍ. قَالَ أَبُو العَرَبِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ: كَانَ الَّذِيْنَ يَحْضُرُونَ مَجْلِسَ سَحْنُوْنَ مِنَ العُبَّادِ أَكْثَرَ مِنَ الطَّلَبَةِ, كَانُوا يَأْتُوْنَ إِلَيْهِ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ، وَلَمَّا وَلِيَ سَحْنُوْنُ القَضَاءَ بِأَخَرَةٍ عُوْتِبَ، فَقَالَ: مَا زِلْتُ فِي القَضَاءِ مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً هَلِ الفُتْيَا إِلا القَضَاءُ?! قِيْلَ: إِنَّ الرُّوَاةَ عَنْ سحنون بلغوا تسعمائة. وَأَصْلُ المُدَوَّنَةِ أَسْئِلَةٌ سَأَلَهَا أَسَدُ بنُ الفُرَاتِ لاِبْنِ القَاسِمِ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ سَحْنُوْنُ بِهَا عَرَضَهَا عَلَى ابْنِ القَاسِمِ، فَأَصْلَحَ فِيْهَا كَثِيْراً وَأَسْقَطَ, ثُمَّ رَتَّبَهَا سَحْنُوْنُ، وَبَوَّبَهَا، وَاحْتَجَّ لِكَثِيْرٍ مِنْ مَسَائِلِهَا بِالآثَارِ مِنْ مَرْوِيَّاتِهِ مَعَ أَنَّ فِيْهَا أَشْيَاءَ لاَ يَنْهَضُ دَلِيْلُهَا، بَلْ رَأْيٌ مَحْضٌ.

وَحَكَوا أَنَّ سَحْنُوْنَ، فِي أَوَاخِرِ الأَمْرِ عَلَّمَ عَلَيْهَا، وَهَمَّ بِإِسْقَاطِهَا وَتَهْذِيْبِ "المُدَوَّنَةِ"، فَأَدْرَكَتْهُ المَنِيَّةُ -رَحِمَهُ اللهُ. فَكُبَرَاءُ المَالِكِيَّةِ يَعْرِفُوْنَ تِلْكَ المَسَائِلَ، وَيُقَرِّرُونَ مِنْهَا مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ، وَيُوَهِّنُونَ مَا ضَعُفَ دَلِيْلُهُ، فَهِيَ لَهَا أُسْوَةٌ بِغَيْرِهَا مِنْ دَوَاوِيْنِ الفِقْهِ. وَكُلُّ أَحَدٍ فُيُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ إِلاَّ صَاحِبَ ذَاكَ القَبْرِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْماً- فَالعِلْمُ بَحْرٌ بِلاَ سَاحِلٍ، وَهُوَ مُفَرَّقٌ فِي الأُمَّةِ, مَوْجُوْدٌ لِمَنِ التَمَسَهُ. وَتَفْسِيْرُ سَحْنُوْنَ بِأَنَّهُ اسْمُ طَائِرٍ بِالمَغْرِبِ, يُوْصَفُ بالفطنة والتحرز، وهو بفتح السين وبضمها. تُوُفِّيَ الإِمَامُ سَحْنُوْنُ فِي شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَخَلَفَهُ وَلَدُهُ مُحَمَّدٌ. قَرَأْتُ فِي تَارِيْخِ القَيْرَوَانِ لأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ المَالِكِيِّ, قَالَ: قَالَ أَبُو العَرَبِ: اجْتَمَعَتْ فِي سَحْنُوْنَ خِلاَلٌ قَلَّمَا اجْتَمَعَتْ فِي غَيْرِهِ: الفِقْهُ البَارِعُ، وَالوَرَعُ الصَّادِقُ، وَالصَّرَامَةُ فِي الحَقِّ، وَالزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا، وَالتَّخَشُّنُ فِي المَلْبَسِ وَالمَطْعَمِ، وَالسَّمَاحَةُ, كَانَ رُبَّمَا وَصَلَ إِخْوَانَهُ بِالثَّلاَثِيْنَ دِيْنَاراً، وَكَانَ لاَ يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً، وَلَمْ يَكُنْ يَهَابُ سُلْطَاناً فِي حَقٍّ. شَدِيْداً عَلَى أَهْلِ البِدَعِ, انْتَشَرَتْ إِمَامَتُهُ، وَأَجْمَعُوا عَلَى فَضْلِهِ, قَدِمَ بِهِ أَبُوْهُ مَعَ جُنْدِ الحِمْصِيِّينَ، وَهُوَ مِنْ تَنُوْخَ صَلِيْبَةً. وَعَنْ سَحْنُوْنَ, قَالَ: حَجَجْتُ زَمِيلَ ابْنِ وَهْبٍ. وَقَالَ عِيْسَى بنُ مِسْكِيْنٍ: سَحْنُوْنُ رَاهِبُ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ مَالِكٍ وَسَحْنُوْنَ أَحَدٌ أَفْقَهَ مِنْ سَحْنُوْنَ. وَعَنْ سَحْنُوْنَ, قَالَ: إِنِّي حَفِظْتُ هَذِهِ الكُتُبَ, حَتَّى صَارَتْ فِي صَدْرِي كَأُمِّ القُرْآنِ. وَعَنْهُ, قَالَ: إِنِّي لأَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا، وَلاَ يَسْأَلُنِي اللهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ قُلْتُ فِيْهَا بِرَأْيِي، وَمَا أَكْثَرَ مَا لاَ أَعْرِفُ. وَعَنْهُ: سُرْعَةُ الجَوَابِ بِالصَّوَابِ أَشَدُّ فِتْنَةً مِنْ فِتْنَةِ المال.

أحمد بن عيسى

1979- أحمد بن عيسى 1: "خ، م، د، س، ق" ابن حسان، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ, الصَّدُوْقُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ المِصْرِيُّ, المَعْرُوْفُ: بِابْنِ التُّسْتَرِيِّ. سَمِعَ ضِمَامَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ، وَمُفَضَّلَ بنَ فَضَالَةَ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ وَهْبٍ، وَبِشْرَ بنَ بَكْرٍ، وَأَزْهَرَ بنَ سَعْدٍ السَّمَّانَ، وَغَيْرَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّتَةُ سِوَى التِّرْمِذِيِّ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَيُوْسُفُ القَاضِي، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ لِمَنْ تَرَكَ الاحْتِجَاجَ بِحَدِيْثِهِ حُجَّةً. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ لَمَّا نَظَرَ فِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ": يَرْوِي عَنْ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى فِي "الصَّحِيْحِ"، وَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ مِصْرَ يَشُكُّونَ أَنَّهُ، وَأَشَارَ إِلَى لسانه. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْهُ، فَحَلَفَ إِنَّهُ كَذَّابٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قِيلَ لِي بِمِصْرَ: إِنَّ أَحْمَدَ بنَ عِيْسَى اشْتَرَى كُتُبَ ابْنِ وَهْبٍ، وَكِتَابَ مُفَضَّلِ بنِ فَضَالَةَ. قُلْتُ: العَمَلُ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ, فَأَيْنَ مَا انْفَرَدَ بِهِ حَتَّى نُلَيِّنَهُ بِهِ?! وَقَدْ لَحِقَ يَغْنَمَ بنَ سَالِمٍ؛ أَحَدَ الهَلْكَى، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَسَكَنَ العِرَاقَ. تُوُفِّيَ بِسَامَرَّاءَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ أَبُوْهُ يَتَّجِرُ إِلَى تُسْتَرَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا اليَوْمَ: شُشْتَرُ، فعرف بالتستري لهذا.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1512"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 109"، وتاريخ بغداد "4/ 272"، وميزان الاعتدال "1/ 125"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 272"، وتهذيب التهذيب "1/ 64"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 102".

أحمد بن عيسى

1980- أحمد بن عيسى 1: ابن عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَبُو طَاهِرٍ العَلَوِيُّ المَدَنِيُّ. يَرْوِي عَنْ: أَبِيْهِ, وَابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ. وَعَنْهُ أَبُو يُوْنُسَ المَدِيْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الكُوْفِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. لَهُ مَا يُنْكَرُ. وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحاكم، وما ضعفاه.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 111"، وميزان الاعتدال "1/ 126".

أحمد بن عيسى، أبو ثور

أحمد بن عيسى، أبو ثور: 1981- أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى 1: ابْنِ الشَّهِيْدِ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ الحُسَيْنِيُّ، شَيْخُ بَنِي هَاشِمٍ وَكَبِيْرُهُم. قَالَ المَدَائِنِيُّ: بَلَغَ الرَّشِيْدَ ظُهُوْرُ هَذَا بِعَبَّادَانَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ، فَدَسَّ عَلَيْهِ مَنْ خَدَعَهُ وَبَايَعَهُ ثُمَّ أَخَذَهُ، فِي سَفِيْنَةٍ، فَهَرَبَ أَحْمَدُ لِوَاسِطَ، وَاخْتَفَى ذِكْرُهُ. قُلْتُ: بَقِيَ بِالبَصْرَةِ، فِي الأَزْدِ خَامِلاً إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَعَاشَ تِسْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. 1982- أَبُو ثور 2: "د، ق" إبراهيم بن خالد, الإِمَامُ, الحَافِظُ, الحُجَّةُ, المُجْتَهِدُ, مُفْتِي العِرَاقِ, أَبُو ثَوْرٍ الكَلْبِيُّ, البَغْدَادِيُّ الفَقِيْهُ، وَيُكْنَى أَيْضاً: أَبَا عبد الله. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبِيْدَةَ بنِ حُمَيْدٍ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ، وَوَكِيْعِ بنِ الجَرَّاحِ، وَابْنِ عُلَيَّةَ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَمُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ، وَروْحِ بنِ عُبَادَةَ، وَأَبِي قَطَنٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيِّ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ. وَقِيْلَ: إِنَّ مُسْلِماً رَوَى عَنْهُ فِي مُقَدِّمَةِ "صَحِيْحِهِ"، وَإِنَّمَا رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ خَالِدٍ اليَشْكُرِيِّ، وَهُوَ آخَرُ -إِنْ شَاءَ اللهُ- وَرَوَى عَنْهُ أَيْضاً: قَاسِمُ بنُ زَكَرِيَّا المُطَرِّزُ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ ذَرِيْحٍ العُكْبَرِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم، وجَمَعَ وصنف.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 271". 2 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 266"، وتاريخ بغداد "6/ 65"، واللباب لابن الأثير "3/ 104"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 2"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 528"، وميزان الاعتدال "1/ 29"، والعبر "1/ 431"، وتهذيب التهذيب "1/ 118"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 301"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 93".

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْهُ، فَقَالَ: أَعْرِفُهُ بِالسُّنَّةِ مُنْذُ خَمْسِيْنَ سَنَةً، وَهُوَ عِنْدِي، فِي مِسْلاَخِ1 سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ, أَحَدُ الفُقَهَاءِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ: كَانَ أَحَدَ أَئِمَّةِ الدُّنْيَا فِقْهاً وَعِلْماً وَوَرَعاً وَفَضْلاً. صَنَّفَ الكُتُبَ، وَفَرَّعَ عَلَى السُّنَنِ، وَذَبَّ عَنْهَا, رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. ذَكَرَهُ الخَطِيْبُ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ في صفر, سنة أربعين ومائتين. قُلْتُ: عَاشَ سَبْعِيْنَ سَنَةً, أَوْ أَكْثَرَ. قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ، عَنْ أَبِي اليُمْنِ زَيْدِ بنِ الحَسَنِ "ح". وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَجَمَاعَةٌ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ، وَأَبُو حَفْصٍ المُعَلِّمُ "ح". وَأَخْبَرَنَا المِقْدَادُ بنُ أَبِي القَاسِمِ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الأَخْضَرِ "ح". وَأَنْبَأَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الحَنْبَلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مَنِيْنَا قَالُوا أَرَبَعَتُهُمْ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُمَرَ البَرْمَكِيُّ، فِي الرَّابِعَةِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَاسِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الجَوْزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو ثَوْرٍ الكَلْبِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَقِيَهُ فِي طَرِيْقٍ مِنْ طُرُقِ المَدِيْنَةِ، وَهُوَ جُنُبٌ، فَانْسَلَّ، فَذَهَبَ، فَاغْتَسَلَ، فَفَقَدَهُ رَسُوْلُ اللهِ، فَلَمَّا جَاءَ, قَالَ: "أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ"؟ قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, لَقِيْتَنِي وَأَنَا جُنُبٌ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ. قَالَ: "إن المؤمن لا ينجس" 2. صَحِيْحٌ, تَفَرَّدَ بِهِ حُمَيْدُ الطَّوِيْلُ. أَخْرَجَهُ: أَصْحَابُ الكُتُبِ السِّتَّةِ, مِنْ طَرِيْقِ ابْنِ عُلَيَّةَ، وَجَمَاعَةٌ عَنْهُ. وَقَدْ كَانَ أَحْمَدُ يَكْرَهُ تَدْوِيْنَ المَسَائِلِ، وَيَحُضُّ عَلَى كِتَابَةِ الأَثَرِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن خاقان: سألت أحمد بن حنبل، عن أَبِي ثَوْرٍ، فَقَالَ: لَمْ يَبْلُغْنِي عَنْهُ إِلاَّ خَيْرٌ, إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يُعْجِبُنِي الكَلاَمُ الَّذِي يُصِيِّرُونَهُ فِي كُتُبِهِم. وَقِيْلَ: سُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ لِلْسَّائِلِ: سَلْ غَيْرَنَا, سَلِ الفُقَهَاءَ, سَلْ أَبَا ثَوْرٍ. وَقَالَ بَدْرُ بنُ مُجَاهِدٍ: قَالَ لِي سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُوْنِيُّ: اكْتُبْ رَأْيَ الشَّافِعِيِّ، وَاخْرُجْ إِلَى أَبِي ثَوْرٍ، وَلاَ يَفُوْتَنَّكَ بِنَفْسِهِ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ أَبُو ثَوْرٍ يَتَفَقَّهُ أَوَّلاً بِالرَّأْيِ، وَيَذْهَبُ إِلَى قَوْلِ العِرَاقِيِّيْنَ, حَتَّى قَدِمَ الشَّافِعِيُّ، فَاخْتَلَفَ إِلَيْهِ، وَرَجَعَ, عَنِ الرَّأْي إِلَى الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يَتَكَلَّمُ بِالرَّأْيِ، فَيُخْطِئُ، ويصيب, ليس محله مَحَلَّ المُسْمِعِيْنَ، فِي الحَدِيْثِ. قُلْتُ: بَلْ هُوَ حُجَّةٌ بِلاَ تَرَدُّدٍ. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أربعين ومائتين. أما:

_ 1 في مسلاخ: أي في هديه وطريقته. 2 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "283"، وَمُسْلِمٌ "371"، وَأَبُو دَاوُدَ "231"، وَالتِّرْمِذِيُّ "121"، وَالنَّسَائِيُّ "1/ 145"، وابن ماجه "534".

إبراهيم بن خالد، إبراهيم بن خالد، الجوعي

إبراهيم بن خالد، إبراهيم بن خالد، الجوعي: 1983- إِبْرَاهِيْمُ بنُ خَالِدٍ 1: المَرْوَزِيُّ الجُرْمِيْهِنِيُّ الحَافِظُ, المُلَقَّبُ: بِالبُطَيْطِيِّ، فَصَاحِبُ حَدِيْثٍ, مَاتَ شَابّاً سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ بُنْدَارُ: حُفَّاظُ الدُّنْيَا أَرْبَعَةٌ, كُلُّهُم غِلْمَانِي: إِبْرَاهِيْمُ بنُ خَالِدٍ الجُرْمِيْهِنِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَالبُخَارِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ الدَّارِمِيُّ. وَأَمَّا: 1984- إبراهيم بن خالد 2: "مق" اليشكري، فَرَوَى عَنْهُ: مُسْلِمٌ فِي مُقَدِّمَةِ "صَحِيْحِهِ". 1985- الجُوعِيّ ُ3: الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الوَلِيُّ، المُحَدِّثُ, أَبُو عَبْدِ المَلِكِ القَاسِمُ بنُ عُثْمَانَ العَبْدِيُّ, الدِّمَشْقِيُّ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ، وَرَفِيْقُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَوَارِيِّ، عُرِفَ: بِالجُوْعِيِّ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 265"، والأنساب للسمعاني "3/ ترجمة 232". واللباب لابن الأثير "1/ 273". 2 ترجمته في تهذيب التهذيب "1/ 119". 3 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 657"، وحلية الأولياء "9/ ترجمة 453"، والأنساب للسمعاني "3/ 373"، واللباب لابن الأثير "1/ 311"، والعبر "1/ 452".

صَحِبَ: أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ، وَسَمِعَ: سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَالوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ، وَجَعْفَرَ بنَ عَوْنٍ العَمْرِيَّ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدَ، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَاصِمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ أَنَسٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ دُحَيْمٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الحَلَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ: العُقَيْلِيُّ: تَفَرَّدَ الجُوْعِيُّ بِحَدِيْثٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ نَافِعٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوْعاً: "مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ من رِيَاضِ الجَنَّةِ" 1. قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: رَأَيْتُ أَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ يَقْرَأُ عِنْدَ القَاسِمِ بنِ عُثْمَانَ، فَيَصِيْحُ القَاسِمُ وَيَصْعَقُ، وَكَانَ فَاضِلاً مِنْ مُحَدِّثِي دِمَشْقَ, كَانَ يُقَدَّمُ فِي الفَضْلِ عَلَى أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَوَارِيِّ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ أَوْسٍ: سَمِعْتُ قَاسِماً الجُوْعِيَّ، وَكَانَ صُوْفِيّاً نُسِبَ إِلَى الجُوْعِ. وحَكَى أَبُو عَلِيٍّ الحَصَائِرِيُّ، عَنْ أَبِي الرِّضَا الصَّيَّادِ, قَالَ: كَانَ قَاسِمٌ الجُوْعِيُّ عَابِدَ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ: قَدِمَ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ دِمَشْقَ مَعَ المَأْمُوْنِ، فَبَعَثَ إِلَى أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَوَارِيِّ، فَجَاءَ إِلَيْهِ وَجَالَسَهُ، فَخَلَعَ يَحْيَى عَلَيْهِ طَوِيْلَةً وَمَلْبُوْساً، وَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ، وَقَالَ: فَرِّقْهَا يَا أَبَا الحَسَنِ حَيْثُ تَرَى. فَدَخَلَ بِهَا المَسْجِدَ، وَصَلَّى صَلَوَاتٍ بِالخِلْعَةِ، فَقَالَ قَاسِمٌ الجُوْعِيُّ: أَخَذَ دَرَاهِمَ اللُّصُوْصِ، وَلبِسَ ثِيَابَهُم. ثُمَّ أَتَى الجامع، ومر به وهو في التَّحِيَّاتِ، فَلَمَّا حَذَاهُ لَطَمَ القَلَنْسُوَةَ، فَسَلَّمَ أَحْمَدُ، وَأَعْطَى القَلَنْسُوَةَ ابْنَهُ إِبْرَاهِيْمَ، فَذَهَبَ بِهَا، فَقَالَ لَهُ مَنْ رَآهُ: مَا رَأَيْتَ مَا فَعَلَ بِكَ هَذَا? فَقَالَ: رَحِمَهُ اللهُ. وَمِنْ كَلاَمِ القَاسِمِ: رَأْسُ الأَعْمَالِ الرِّضَى عَنِ اللهِ، وَالوَرَعُ عِمَادُ الدِّيْنِ، وَالجُوْعُ مُخُّ العِبَادَةِ، وَالحِصْنُ الحَصِيْنُ الصَّمْتُ. وَقَالَ قَاسِمٌ الجُوْعِيُّ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بنَ زِيَادٍ يَقُوْلُ: مَكْتُوْبٌ فِي التَّوْرَاةِ: مَنْ سَالَمَ سَلِمَ، وَمَنْ شَاتَمَ شُتِمَ، وَمَنْ طَلَبَ الفَضْلَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ نَدِمَ. وَقَالَ: الشَّهَوَاتُ نَفَسُ الدُّنْيَا، فَمَنْ تَرَكَ الشَّهَوَاتِ، فَقَدْ تَرَكَ الدُّنْيَا إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يُخَاصِمُ، فَهُوَ يُحِبُّ الرِّئَاسَةَ. قَالَ عَمْرُو بنُ دُحَيْمٍ: تُوُفِّيَ قَاسِمٌ الجُوْعِيُّ، فِي رَمَضَانَ, سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: كَانَ زَاهِدَ الوَقْتِ هَذَا الجُوْعِيُّ بِدِمَشْقَ، وَالسَّرِيُّ السَّقَطِيُّ بِبَغْدَادَ، وَأَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ بِنَيْسَابُوْرَ، وَذُو النُّوْنِ بِمِصْرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ بِطُوْسَ. وَأَيْنَ مِثْلُ هَؤُلاَءِ السَّادَةِ? مَا يَمْلأُ عَيْنِي إِلاَّ التراب أو من تحت التراب.

_ 1 صحيح: ورد من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الكبير" "13156"، وفي "الأوسط" "610" و"633" وأخرج البخاري "1196"، ومسلم "1391" من حديث أبي هريرة، به. وورد من حديث عبد الله بن زيد المازني: عند البخاري "1195"، ومسلم "1390"، وأحمد "4/ 39".

الكرابيسي

1986- الكرابيسي 1: العَلاَّمَةُ، فَقِيْهُ بَغْدَادَ, أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَزِيْدَ البَغْدَادِيُّ, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. سَمِعَ إِسْحَاقَ الأَزْرَقَ، وَمَعْنَ بنَ عِيْسَى، وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَيَعْقُوْبَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، وَتفَقَّهَ بِالشَّافِعِيِّ. رَوَى عَنْهُ: عُبَيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ فُسْتُقَةُ. وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ, ذَكِيّاً, فَطِناً، فَصِيْحاً, لَسِناً. تَصَانِيْفُهُ فِي الفُرُوْعِ وَالأُصُوْلِ تَدُلُّ عَلَى تَبَحُّرِهِ إِلاَّ أَنَّهُ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الإِمَامِ أَحْمَدَ، فَهُجِرَ لِذَلِكَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَتَقَ اللَّفْظَ، وَلَمَّا بَلَغَ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ في أَحْمَدَ, قَالَ: مَا أَحْوَجَهُ إِلَى أَنْ يُضْرَبَ، وَشَتَمَهُ. قَالَ حُسَيْنٌ فِي القُرْآنِ: لَفْظِي بِهِ مَخْلُوْقٌ، فَبَلَغَ قَوْلُهُ أَحْمَدَ، فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: هَذِهِ بِدْعَةٌ. فَأَوْضَحَ حُسَيْنٌ المَسْأَلَةَ، وَقَالَ: تَلَفُّظُكَ بِالقُرْآنِ -يَعْنِي: غَيْرَ المَلْفُوْظِ- وَقَالَ فِي أَحْمَدَ: أَيُّ شَيْءٍ نَعْمَلُ بِهَذَا الصَّبِيِّ? إِنْ قُلْنَا: مَخْلُوْقٌ, قَالَ: بِدْعَةٌ، وَإِنْ قُلْنَا: غَيْرُ مَخْلُوْقٍ, قَالَ: بِدْعَةٌ. فَغَضِبَ لأَحْمَدَ أَصْحَابُهُ، وَنَالُوا مِنْ حُسَيْنٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ: إِنَّمَا بَلاؤُهُم مِنْ هَذِهِ الكُتُبِ الَّتِي وَضَعُوهَا، وَتَرَكُوا الآثَارَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الصَّيْرَفِيَّ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ لِتَلاَمِذَتِهِ: اعْتَبِرُوا بِالكَرَابِيْسِيِّ، وَبِأَبِي ثَوْرٍ، فَالحُسَيْنُ فِي عِلْمِهِ وَحِفْظِهِ لاَ يَعْشِرُهُ أَبُو ثَوْرٍ، فَتَكَلَّمَ فِيْهِ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فِي بَابِ مَسْأَلَةِ اللَّفْظِ، فَسَقَطَ، وَأَثْنَى عَلَى أَبِي ثَوْرٍ، فَارْتَفَعَ لِلُزُوْمِهِ لِلسُّنَّةِ. مَاتَ الكَرَابِيْسِيُّ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَقِيْلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَلاَ رَيْبَ أَنَّ مَا ابْتَدَعَهُ الكَرَابِيْسِيُّ، وَحَرَّرَهُ فِي مَسْأَلَةِ التَّلَفُّظِ، وَأَنَّهُ مَخْلُوْقٌ هُوَ حَقٌّ, لَكِنْ أَبَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ, لِئَلاَّ يُتَذَرَّعَ بِهِ إِلَى القَوْلِ بِخَلْقِ القُرْآنِ، فَسُدَّ البَابُ؛ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَفْرِزَ التَّلفُّظَ مِنَ المَلْفُوْظِ الَّذِي هو كلام الله إلا في ذهنك.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 64"، والأنساب للسمعاني "10/ 371"، واللباب لابن الأثير "3/ 88" ووفيات الأعيان "2/ ترجمة 181"، وميزان الاعتدال "1/ 544"، والعبر "1/ 450"، وتهذيب التهذيب "2/ 359"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 321"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 117".

الفتح بن خاقان

1987- الفتح بن خاقان 1: الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ الوَزِيْرُ الأَكْمَلُ, أَبُو مُحَمَّدٍ التُّرْكِيُّ, شَاعِرٌ, مُتَرَسِّلٌ, بَلِيْغٌ, مُفَوَّهٌ, ذُو سُؤْدُدٍ وَجُوْدٍ وَمَحَاسِنَ عَلَى لَعِبٍ فِيْهِ. وَكَانَ المُتَوَكِّلُ لاَ يَكَادُ يَصْبِرُ عَنْهُ, اسْتَوْزَرَهُ، وَفَوَّضَ إِلَيْهِ إِمْرَةَ الشام، فَبَعَثَ إِلَيْهَا نُوَّاباً عَنْهُ. وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي الكَرَمِ وَالظَّرْفِ وَالأَدَبِ. وَلَمَّا قَدِمَ المُتَوَكِّلُ إِلَى دِمَشْقَ كَانَ الفَتْحُ زَمِيْلَهُ عَلَى جَمَّازَةٍ2. حَكَى عَنْهُ: المُبَرِّدُ، وَأَحْمَدُ بنُ يَزِيْدَ المُؤَدِّبُ. وَكَانَ أَحَدَ الأَذكِيَاءِ, دَخَلَ المُعْتَصِمُ عَلَى الأَمِيْرِ خَاقَانَ، فَمَازَحَ ابْنَهُ هَذَا، وَهُوَ صَبِيٌّ، فَقَالَ: يَا فَتْحُ, أَيُّمَا أَحْسَنُ: دَارِي أَوْ دَارُكُم? فَقَالَ الفَتْحُ: دَارُنَا إِذَا كُنْتَ فِيْهَا، فَوَهَبَهُ مائَةَ أَلْفٍ. وَكَانَ الفَتْحُ ذَا بَاعٍ أَطْوَلَ فِي فُنُوْنِ الأَدَبِ. قُتِلَ مَعَ المُتَوَكِّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وأربعين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 389"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "16/ 174"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 177"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 313"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 144". 2 جمازة: أي السريعة.

الفضل بن مروان

1988- الفَضْلُ بنُ مَرْوَانَ 1: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ. حَدَّثَ عَنْ عَلِيِّ بنِ عَاصِمٍ. رَوَى عَنْهُ: المُبَرِّدُ، وَسُلَيْمَانُ بنُ وَهْبٍ الكَاتِبُ، وَغَيْرُهُمَا. يُكْنَى أَبَا العَبَّاسِ، أَصْلُهُ مِنَ البَرَدَانِ، وَتَنَقَّلَتْ بِهِ الأَحْوَالُ إِلَى وِزَارَةِ المُعْتَصِمِ، وَكَانَ مِنَ البُلَغَاءِ، وَكَانَ المُعْتَصِمُ كثير البذل، فربما عطل منه الفَضْلُ، فَنَفَاهُ إِلَى السِّنِّ، وَاسْتَوْزَرَ ابْنَ الزَّيَّاتِ, ثُمَّ إِنَّهُ سَكَنَ بَعْدُ سَامَرَّاءَ. وَعَنْهُ, قَالَ: أَنْعَمْتُ النَّظَرَ فِي عِلْمَيْنِ، فَلَمْ أَرَهُمَا يَصِحَّانِ: السِّحْرِ وَالنَّحْوِ. وَكَانَ الفَضْلُ فِيْهِ -مَعَ جَوْرِهِ- تِيْهٌ، وَبَأْوٌ. تُوُفِّيَ خَامِلاً سنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وأَصْلُهُ نَصْرَانِيٌّ لَعَلَّهُ بَلَغَ التِّسْعِيْنَ. وَقَدْ خَدَمَ المَأْمُوْنَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: هُوَ الفَضْلُ بنُ مَرْوَانَ بنِ مَاسَرْجِسَ. كَانَ بَدِيْعَ الخَطِّ, مُنْشِئاً, لَمْ يَزَلْ فِي ارْتِقَاءٍ، وَالنَّاسُ يَحْسُدُوْنَهُ حَتَّى نُكِبَ، وَأَدَّى أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. فَكَانَ المُعْتَصِمُ يَقُوْلُ: عَصَى اللهَ، وَأَطَاعَنِي، فَسَلَّطَنِيَ اللهُ عَلَيْهِ. قُلْتُ: ثُمَّ أَطْلَقَهُ، وَأَلْزَمَهُ بَيْتَهُ، وَاسْتَوْزَرَ أَحْمَدَ بنَ عَمَّارٍ. وَقِيْلَ: أُلْقِيَتْ رُقْعَةٌ إِلَيْهِ فِيْهَا: تَفَرْعَنْتَ يَا فَضْلَ بنَ مَرْوَانَ فَاعْتَبِرْ ... فقبلك كان الفضل والفضل والفضل ثَلاَثَةُ أَمْلاَكٍ مَضَوْا لِسَبِيْلِهِم ... أَبَادَتْهُمُ الأَقْيَادُ وَالذُّلُّ وَالقَتْلُ عَنَى: الفَضْلَ بنَ يَحْيَى البَرْمَكِيَّ، وَالفَضْلَ بن الربيع الحاجب، والفضل بن سهل.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 530"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 332" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 122".

أحمد بن أبي الحواري

1989- أحمد بن أبي الحواري 1: "د، ق" وَاسْمُ أَبِيْهِ عَبْدُ اللهِ بنُ مَيْمُوْنٍ الإِمَامُ الحَافِظُ القُدْوَةُ شَيْخُ أَهْلِ الشَّامِ أَبُو الحَسَنِ الثَّعْلَبِيُّ الغَطَفَانِيُّ, الدِّمَشْقِيُّ, الزَّاهِدُ, أَحَدُ الأَعْلاَمِ, أَصْلُهُ مِنَ الكُوْفَةِ. وَقَدْ قَالَ: سَأَلَنِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَتَى مَوْلِدُكَ? قُلْتُ: فِي سنة أربع وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ: هِيَ مَوْلِدِي. قُلْتُ: عُنِيَ بِهَذَا الشَّأْنِ أَتَمَّ عِنَايَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، وَأَبِي الحَسَنِ الكِسَائِيِّ، وَوَكِيْعٍ، وَحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَشُعَيْبِ بنِ حَرْبٍ، وَطَبَقَتِهِم. وَدَخَلَ دِمَشْقَ، فَصَحِبَ الشَّيْخَ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ مُدَّةً، وَأَخَذَ عَنْ: مَرْوَانَ بنِ مُحَمَّدٍ، وَأَبِي مُسْهِرٍ الغَسَّانِيِّ، وَطَائِفَةٍ, ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى العِبَادَةِ وَالتَّأَلُّهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ فِي "سُنَنِهِمَا"، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الحَلَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُعَافَى الصَّيْدَاوِيُّ، وَأَبُو الجَهْمِ بنُ طَلاَّبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيُّ، وَابْنُهُ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَعُمَرُ بنُ بَحْرٍ الأَسَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ خُرَيْمٍ، وَيُوْسُفُ بنُ الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ نَائِلَةَ الأَصْبَهَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ، وَأَبُو بَكْر بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ, آخِرُهُم: أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ زَبَّانَ الكِنْدِيُّ؛ أَحَدُ الضُّعَفَاءِ. قَالَ هَارُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ الأَيْلِيُّ: عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وَذكَرَ أَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ، فَقَالَ: أَهْلُ الشَّامِ بِهِ يُمْطَرُونَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يُحْسِنُ الثَنَاءَ عَلَيْهِ، وَيُطْنِبُ فِيْهِ. وَقَالَ فَيَّاضُ بنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ، وَذكَرَ أَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ، فَقَالَ: أَظُنُّ أَهْلَ الشَّامِ يَسْقِيْهُمُ اللهُ بِهِ الغَيْثَ. قَالَ مَحْمُوْدُ بنُ خَالِدٍ -وَذَكَرَ أَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ- فَقَالَ: مَا أَظُنُّ بَقِيَ عَلَى، وَجْهِ الأَرْضِ مِثْلُهُ. وَرُوِيَ عَنِ الجُنَيْدِ, قَالَ: أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ رَيْحَانَةُ الشَّامِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ, قَالَ: قُلْتُ لِشَيْخٍ دَخَلَ مَسْجِدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ: دُلَّنِي عَلَى مَجْلِسِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى، فَمَا كَلَّمَنِي، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَطَاءٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَوَارِيِّ يَقُوْلُ: كُنَّا نَسْمَعُ بُكَاءَ أَبِي بِاللَّيْلِ حَتَّى نَقُوْلَ: قَدْ مَاتَ, ثُمَّ نَسْمَعُ ضَحِكَةً حَتَّى نَقُوْلَ: قَدْ جُنَّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الحِمْصِيُّ: رَأَيْتُ أَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ عِنْدَنَا بِأَنْطَرْسُوْسَ، فَلَمَّا صَلَّى العَتَمَةَ, قَامَ يُصَلِّي، فَاسْتَفْتَحَ بِـ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} إِلَى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، فَطُفْتُ الحائط كله، ثم رجعت، فَإِذَا هُوَ لاَ يُجَاوِزُهَا, ثُمَّ نُمْتُ، وَمَرَرْتُ فِي السَّحَرِ وَهُوَ يَقْرَأُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} . فَلَمْ يزل يرددها إلى الصبح.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 34"، وحلية الأولياء "10/ ترجمة 457"، والعبر "1/ 446" وتهذيب التهذيب "1/ 49"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 110".

قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ يَقُوْلُ: مَنْ عَمِلَ بِلا اتِّبَاعِ سُنَّةٍ، فَعَمَلُهُ بَاطِلٌ. وَقَالَ: مَنْ نَظَرَ إِلَى الدُّنْيَا نَظَرَ إِرَادَةٍ وَحُبٍّ, أَخْرَجَ اللهُ نُوْرَ اليَقِيْنِ وَالزُّهْدِ مِنْ قَلْبِهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ فِي "تَارِيْخِ الصُّوْفِيَّةِ": سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ جَعْفَرِ بنِ مَطَرٍ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ يُوْسُفَ الهِسِنْجَانِيَّ يَقُوْلُ: رَمَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ بِكُتُبِهِ فِي البَحْرِ، وَقَالَ: نِعْمَ الدَّلِيْلُ كُنْتِ وَالاشْتِغَالُ بِالدَّلِيْلِ بَعْدَ الوُصُوْلِ مَحَالٌ. السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الطَّبَرِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ يُوْسُفَ بنَ الحُسَيْنِ يَقُوْلُ: طَلَبَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ العِلْمَ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً, ثُمَّ حَمَلَ كُتُبَهُ كُلَّهَا إِلَى البَحْرِ، فَغَرَّقَهَا، وَقَالَ: يَا عِلْمُ لَمْ أَفْعَلْ بِكَ هَذَا اسْتِخْفَافاً، وَلَكِنْ لَمَّا اهْتَدَيْتُ بِكَ, اسْتَغْنَيْتُ عَنْكَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ فِي كِتَابِهِ، عَنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ مُحَمَّدٍ الكَاغَدِيِّ، وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا الكَاغِدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ قال: قلت لراهب في دير حرملة، وَأَشْرَفَ مِنْ صَوْمَعَتِهِ: مَا اسْمُكَ? قَالَ: جُرَيْجٌ. قُلْتُ: مَا يَحْبِسُكَ? قَالَ: حَبَسْتُ نَفْسِي عَنِ الشَّهَوَاتِ. قُلْتُ: أَمَا كَانَ يَسْتَقيمُ لَكَ أَنْ تذهب معنا ههنا، وَتَجِيءَ، وَتَمْنَعَهَا الشَّهَوَاتِ? قَالَ: هَيْهَاتَ! هَذَا الَّذِي تَصِفُهُ قُوَّةٌ، وَأَنَا فِي ضَعْفٍ. قُلْتُ: وَلِمَ تَفْعَلُ هَذَا? قَالَ: نَجِدُ فِي كُتُبِنَا أَنَّ بَدَنَ ابْنِ آدَمَ خُلِقَ مِنَ الأَرْضِ، وَرُوْحُهُ خُلِقَ مِنْ مَلَكُوْتِ السَّمَاءِ، فَإِذَا أَجَاعَ بَدَنَهُ وَأَعْرَاهُ وَأَسْهَرَهُ وَأَقْمَأَهُ1 نَازَعَ الرُّوْحَ إِلَى المَوْضِعِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، وَإِذَا أَطْعَمَهُ وَأَرَاحَهُ أَخْلَدَ البدن إلى الموضع الَّذِي مِنْهُ خُلِقَ، فَأَحَبَّ الدُّنْيَا. قُلْتُ: فَإِذَا فَعَلَ هَذَا يُعَجَّلُ لَهُ فِي الدُّنْيَا الثَّوَابُ? قَالَ: نَعَمْ, نُوْرٌ يُوَازِيْهِ. قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ، فَقَالَ: قَاتَلَهُ اللهُ إِنَهُمْ يَصِفُوْنَ. قُلْتُ: الطَّرِيْقَةُ المُثْلَى هِيَ المُحَمَّدِيَّةُ، وَهُوَ الأَخْذُ مِنَ الطَّيِّبَاتِ، وَتَنَاوُلُ الشَّهَوَاتِ المُبَاحَةِ مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المُؤْمِنُوْنَ: 51] . وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَقُوْمُ وَأَنَامُ، وَآتِي النِّسَاءَ، وَآكُلُ اللَّحْمَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مني" 2. فلم يشرع لنا الرهبانية، ولا التمزق ولا

_ 1 أقمأه: أي أذله. 2 صحيح: أخرجه البخاري "5063"، ومسلم "1401"، والنسائي "6/ 60" من حديث أنس بن مالك مرفوعا.

الوِصَالَ، بَلْ وَلا صَوْمَ الدَّهْرِ، وَدِيْنُ الإِسْلاَمِ يُسْرٌ، وَحَنِيْفِيَّةٌ سَمْحَةٌ، فَلْيَأْكُلِ المُسْلِمُ مِنَ الطَّيِّبِ إِذَا أَمْكَنَهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} [الطَّلاَقُ: 7] ، وَقَدْ كَانَ النِّسَاءُ أَحَبَّ شَيْءٍ إِلَى نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1، وَكَذَلِكَ اللَّحْمُ وَالحَلْوَاءُ وَالعَسَلُ وَالشَّرَابُ الحُلْوُ البَارِدُ وَالمِسْكُ، وَهُوَ أَفْضَلُ الخَلْقِ، وَأَحَبُّهُمْ إِلَى اللهِ -تَعَالَى- ثُمَّ العَابِدُ العَرِيُّ مِنَ العِلْمِ, مَتَى زَهَدَ وَتبتَّلَ وَجَاعَ، وَخَلاَ بِنَفْسِهِ، وَتَرَكَ اللَّحْمَ، وَالثِّمَارَ، وَاقْتَصَرَ عَلَى الدُّقَّةِ، وَالكِسْرَةِ صَفَتْ حَوَاسُّهُ وَلَطُفَتْ، وَلاَزَمَتْهُ خَطَرَاتُ النَّفْسِ، وَسَمِعَ خِطَاباً يَتَوَلَّدُ مِنَ الجُوْعِ، وَالسَّهَرِ لاَ وُجُوْدَ لِذَلِكَ الخَطَابِ، وَاللهِ فِي الخَارِجِ، وَوَلَجَ الشَّيْطَانُ فِي بَاطِنِهِ وَخَرَجَ، فَيَعْتَقِدُ أَنَّهُ قَدْ، وَصَلَ وَخُوْطِبَ وَارْتَقَى فَيَتَمَكَّنُ مِنْهُ الشَّيْطَانُ، وَيُوَسْوِسُ لَهُ، فَيَنْظُرُ إِلَى المُؤْمِنِيْنَ بِعَيْنِ الازْدِرَاءِ، وَيَتَذَكَّرُ ذُنُوبَهُم، وَيَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ بِعَيْنِ الكَمَالِ، وَرُبَّمَا آلَ بِهِ الأَمْرُ إِلَى أَنْ يَعْتَقِدَ أَنَّهُ وَلِيٌّ, صَاحِبُ كَرَامَاتٍ وَتَمَكُّنٍ، وَرُبَّمَا حَصَلَ لَهُ شَكٌّ, وَتَزَلْزَلَ إيمانه، فالخلوة والجوع أبوجاد التَّرهُّبِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ شَرِيْعَتِنَا فِي شَيْءٍ بَلَى السُّلُوْكُ الكَامِلُ هُوَ الوَرَعُ فِي القُوْتِ, وَالوَرَعُ فِي المَنْطِقِ، وَحِفْظُ اللِّسَانِ، وَمُلاَزَمَةُ الذِّكْرِ، وَتَرْكُ مُخَالَطَةِ العَامَّةِ، وَالبُكَاءُ عَلَى الخَطِيْئَةِ، وَالتِّلاَوَةُ بِالتَّرْتِيْلِ وَالتَّدَبُّرِ، وَمَقْتُ النَّفْسِ وَذَمُّهَا فِي ذَاتِ اللهِ، وَالإِكْثَارُ مِنَ الصَّوْمِ المَشْرُوْعِ، وَدَوَامُ التَّهَجُّدِ، وَالتَّوَاضُعُ لِلْمُسْلِمِيْنَ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَالسَّمَاحَةُ، وَكَثْرَةُ البِشْرِ, وَالإِنْفَاقُ مَعَ الخَصَاصَةِ، وَقَوْلُ الحَقِّ المُرِّ بِرِفْقٍ وَتُؤَدَةٍ، وَالأَمْرُ بِالعُرْفِ، وَالأَخْذُ بِالعَفْوِ، وَالإِعْرَاضُ عَنِ الجَاهِلِيْنَ، وَالرِّبَاطُ بِالثَّغْرِ، وَجِهَادُ العَدُوِّ، وَحَجُّ البَيْتِ، وتناول الطيبات فِي الأَحَايِيْنِ، وَكَثْرَةُ الاسْتِغْفَارِ، فِي السَّحَرِ، فَهَذِهِ شَمَائِلُ الأَوْلِيَاءِ، وَصِفَاتُ المُحَمَّدِيِّيْنَ أَمَاتَنَا اللهُ عَلَى مَحَبَّتِهِم. وَبَالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ يَقُوْلُ: مَنْ نَظَرَ إِلَى الدُّنْيَا نَظَرَ إِرَادَةٍ وَحُبٍّ, أَخْرَجَ اللهُ نُوْرَ اليَقِيْنِ وَالزُّهْدِ مِنْ قَلْبِهِ ثُمَّ رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ، عَنِ السُّلَمِيِّ الحِكَايَتَيْنِ فِي تغريق كتب أحمد في البحر.

_ 1 فقد ورد عَنْ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "حبب إلي من الدنيا النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة". أخرجه أحمد "3/ 128 و199 و285"، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" "322" و"323"، وأبو يعلى "3482"، والطبراني في "الأوسط" "5199"، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم" "ص98 و229"، والبيهقي "7/ 78"، والضياء في "المختارة" "1737" من طرق عن سلام أبي المنذر، عن ثابت، عن أنس، به. قلت: إسناده حسن من أجل سلام أبي المنذر، وهو ابن سليمان المزني القارئ، فإنه صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

وَبِهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ بَحْرٍ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ يَقُوْلُ: بَيْنَا أَنَا فِي قُبَّةٍ بِالمَقَابِرِ بِلاَ بَابٍ إِلاَّ كِسَاءٌ أَسْبَلْتُهُ، فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ تَدُقُّ عَلَى الحَائِطِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا? قَالَتْ: ضَالَّةٌ، فَدُلَّنِي عَلَى الطَّرِيْقِ. فَقُلْتُ: رَحِمَكِ اللهُ أَيَّ الطَّرِيْقِ تَسْلُكِيْنَ، فَبَكَتْ ثُمَّ قَالَتْ: عَلَى طَرِيْقِ النَّجَاةِ يَا أَحْمَدُ. قُلْتُ: هَيْهَاتَ! إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا عِقَاباً، وَتِلْكَ العِقَابُ لاَ تُقْطَعُ إِلاَّ بِالسَّيْرِ الحَثِيْثِ، وَتَصْحِيْحِ المُعَامَلَةِ، وَحَذْفِ العَلاَئِقِ الشَّاغِلَةِ، فَبَكَتْ, ثُمَّ قَالَتْ: سُبْحَانَ مَنْ أَمْسَكَ عَلَيْكَ جَوَارِحَكَ فَلَمْ تَتَقَطَّعْ، وَفُؤَادَكَ فَلَمْ يَتَصَدَّعْ ثُمَّ خَرَّتْ مَغْشِيّاً عَلَيْهَا، فَقُلْتُ لِبَعْضِ النِّسَاءِ: أَيُّ شَيْءٍ حَالُهَا? فَقُمْنَ، فَفَتَّشْنَهَا، فَإِذَا وَصِيَّتُهَا فِي جَيْبِهَا: كَفِّنُونِي فِي أَثْوَابِي هَذِهِ، فَإِنْ كَانَ لِي عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ, فَهُوَ أَسْعَدُ لِي، وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ، فَبُعْداً لِنَفْسِي قُلْتُ: مَا هِيَ? فَحَرَّكُوهَا، فَإِذَا هِيَ مَيْتَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ الجَارِيَةُ؟ قَالُوا: جَارِيَةٌ قُرَشِيَّةٌ مُصَابَةٌ، وَكَانَ قَرِيْنُهَا يَمْنَعُهَا مِنَ الطَّعَامِ، وَكَانَتْ تَشْكُو إِلَيْنَا وَجَعاً بِجَوْفِهَا، فَكُنَّا نصفها للأطباء، فتقول: خَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ الطَّبِيْبِ الرَّاهِبِ تَعْنِي أَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ أَشْكُو إِلَيْهِ بَعْضَ مَا أَجِدُ مِنْ بَلاَئِي لَعَلَّهُ أَنْ يَكُوْنَ عِنْدَهُ شفائي. وبه، حدثنا سليمان الطبراني، حدثا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ وَكِيْعاً يَبْتَدِئُ قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَ، فَيَقُوْلُ: مَا هُنَالِكَ إِلاَّ عَفْوُهُ، وَلاَ نَعِيْشُ إِلاَّ فِي سُتْرَةٍ، وَلَوْ كُشِفَ الغِطَاءُ, لَكُشِفَ عَنْ أَمْرٍ عَظِيْمٍ. وَبِهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ نَائِلَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ سَمِعْتُ شُعَيْبَ بنَ حَرْبٍ يَقُوْلُ: لِرَجُلٍ: إِنْ دَخَلْتَ القَبْرَ وَمَعَكَ الإِسْلاَمُ، فَأَبْشِرْ. وَبِهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الحَوَارِيِّ قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ: حَدِّثْنَا. قَالَ: دَعُونَا مِنَ الحَدِيْثِ، فَقَدْ كَبِرْنَا وَنَسِيْنَا, جِيْئُونَا بِذِكْرِ المَعَادِ، وَبِذِكْرِ المَقَابِرِ لَوْ أَنِّي أَعْرِفُ أَهْلَ الحَدِيْثِ, لأَتَيْتُهُمْ إِلَى بُيُوْتِهِم أُحَدِّثَهُم. وَبِهِ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: أَسْنَدَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ عَنِ المَشَاهِيْرِ وَالأَعْلاَمِ مَا لاَ يُعَدُّ كَثْرَةً. أَبُو الدَّحْدَاحِ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ حَامِدٍ: أَنَّ كِتَابَ المَأْمُوْنِ وَرَدَ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ يَحْيَى بنِ مُعَاذٍ أَمِيْرِ دِمَشْقَ أَنْ أَحْضِرِ المُحَدِّثِيْنَ بِدِمَشْقَ، فَامْتَحِنْهُم. قَالَ: فَأَحْضَرَ هِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وسليمان بن عبد الرَّحْمَنِ، وَابْنَ ذَكْوَانَ، وَابْنَ أَبِي الحَوَارِيِّ، فَامْتَحَنَهُمُ امْتِحَاناً لَيْسَ بِالشَّدِيْدِ، فَأَجَابُوا خَلاَ أَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ، فَجَعَلَ يَرْفُقُ بِهِ، وَيَقُوْلُ: أَليْسَ السَّمَاوَاتُ مَخْلُوْقَةً? أَلَيْسَ الأَرْضُ مَخْلُوْقَةً. وَأَحْمَدُ يَأْبَى أَنْ يُطِيْعَهُ، فَسَجَنَهُ فِي دَارِ الحِجَارَةِ، ثُمَّ أَجَابَ بَعْدُ، فَأَطْلَقَهُ.

قَالَ أَحْمَدُ السُّلَمِيُّ فِي "مِحَنِ الصُّوْفِيَّةِ": أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ شَهِدَ عَلَيْهِ قَوْمٌ أَنَّهُ يُفَضِّلُ الأَوْلِيَاءَ عَلَى الأَنْبِيَاءِ، وَبَذَلُوا الخُطُوطَ عَلَيْهِ، فَهَرَبَ مِنْ دِمَشْقَ إِلَى مَكَّةَ، وَجَاوَرَ حَتَّى كَتَبَ إِلَيْهِ السُّلْطَانُ يَسْأَلُهُ أَنْ يَرْجِعَ، فَرَجَعَ. قُلْتُ: إِنْ صَحَّتِ الحِكَايَةُ، فَهَذَا مِنْ كَذِبِهِم عَلَى أَحْمَدَ, هُوَ كَانَ أَعْلَمَ بِاللهِ مِنْ أَنْ يَقُوْلَ ذَلِكَ. وَنَقَلَ السُّلَمِيُّ حِكَايَةً مُنْكَرَةً، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَنَقَلَهَا ابْنُ بَاكَوَيْه، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الغَازِيِّ, سَمِعَا أَبَا بَكْرٍ الشَّبَّاكَ, سَمِعْتُ يُوْسُفَ بنَ الحُسَيْنِ يَقُوْلُ: كَانَ بَيْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَوَارِيِّ عَقْدٌ لاَ يُخَالِفُهُ فِي أَمْرٍ، فَجَاءهُ يَوْماً وَهُوَ يَتَكَلَّمُ فِي مَجْلِسِهِ، فَقَالَ أَحْمَدُ: إِنَّ التَّنُّوْرَ قَدْ سُجِرَ، فَمَا تَأْمُرُ? فَلَمْ يُجِبْهُ، فَأَعَادَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً، فَقَالَ: اذْهَبْ، فَاقْعُدْ فِيْهِ -كَأَنَّهُ ضَاقَ بِهِ- وَتَغَافَلَ أَبُو سُلَيْمَانَ سَاعَةً, ثُمَّ ذَكَرَ، فَقَالَ: اطْلُبُوا أَحْمَدَ، فَإِنَّهُ فِي التَّنُّوْرِ؛ لأَنَّهُ عَلَى عَقْدٍ أَنْ لاَ يُخَالِفَنِي، فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ فِي التنور لم يحترق منه شعرة1. تُوُفِّيَ أَحْمَدُ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ مُحَمَّدٍ الكَاغَدِيِّ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنِ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عن عَاصِمِ بنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "مَنْ يَحْرِصْ عَلَى الإِمَارَةِ لَمْ يَعْدِلْ فِيْهَا". تُوُفِّيَ مَعَ ابْنِ أَبِي الحَوَارِيِّ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الدُّوْرِيُّ المُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، وَالمُسَيَّبُ بنُ وَاضِحٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى، وَالحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ المَرْوَزِيُّ، وَحَامِدُ بنُ يَحْيَى البَلْخِيُّ, رَحِمَهُمُ اللهُ.

_ 1 هذا خبر غير صحيح، ففي الصحيح المرفوع: "إنما الطاعة في المعروف"، فكيف يأمر عالم عالما آخر بالجلوس في التنور؟! سبحانك هذا بهتان وإثم عظيم لا يصدقه أصغر طالب علم، فكيف يروج ذلك على الكبار؟!

محمد بن مصفى

1990- محمد بن مُصَفَّى 1: "د، س، ق" ابن بهلول الحَافِظُ الإِمَامُ عَالِمُ أَهْلِ حِمْصَ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ الحِمْصِيُّ، العَبْدُ الصَّالِحُ. حَدَّثَ عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَبَقِيَّةَ بنَ الوَلِيْدِ، وَمُحَمَّدَ بنَ حَرْبٍ، وَالوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ، وَابْن أَبِي فُدَيْكٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ حِمْيَرٍ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالحَسَنُ بنُ أحمد بنِ فِيْلٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الحَلَبِيُّ، وَعَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الهَرَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ تَمَّامٍ البَهْرَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَعَبْدُ الغَافِرِ بنُ سَلاَمَةَ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ الكَلاَعِيُّ: عَادَلْتُهُ إِلَى مَكَّةَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَاعْتَلَّ بِالجُحْفَةِ، وَمَاتَ بِمَكَّةَ بِمِنَىً. وَكَانَ دَخَلَ مَكَّةَ وَهُوَ لِمَا بِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ وَهُوَ في النزع، فقرءوا عَلَيْهِ, فَمَا عَقَلَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بنَ مُصَفَّى فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ أَلَيْسَ قَدْ مُتَّ? إِلَى مَا صِرْتَ? قَالَ: إِلَى خَيْرٍ، وَمَعَ ذَلِكَ فَنَحْنُ نَرَى رَبَّنَا كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ صَاحِبُ سُنَّةٍ فِي الدُّنْيَا، وَصَاحِبُ سُنَّةٍ فِي الآخِرَةِ?! فَتَبَسَّمَ إِلَيَّ. قُلْتُ: قَدْ رَوَى ابْنُ مَاجَهْ أَيْضاً، عَنْ مَرَّارِ بنِ حَمُّوَيْه, عَنْهُ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: لَهُ مَنَاكِيْرُ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ صَادِقاً. قُلْتُ: مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَكْمَلُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عُتْبَةَ بنِ عَبْدٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَسْمَعُكَ تَذْكُرُ فِي الجَنَّةِ شَجَرَةً لاَ أَعْلَمُ شَجَرَةً أَكْثَرَ شَوْكاً مِنْهَا -يَعْنِي: الطَّلْحَ- فَقَالَ: "إِنَّ اللهَ يَجْعَلُ مَكَانَ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْهَا ثَمَرَةً مِثْلَ خُصْيَةِ التَّيْسِ المَلْبُوْدِ -يَعْنِي: الخَصِيَّ- فِيْهَا سَبْعُوْنَ لَوْناً مِنَ الطَّعَامِ لاَ يُشْبِهُ لَوْنٌ آخَرَ" 2. حَدِيْثٌ حَسَنٌ، غَرِيْبٌ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 782"، والضعفاء الكبير للعقيلي "4/ ترجمة 1710"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 446"، والأنساب للسمعاني "4/ 221"، والكاشف "3/ ترجمة 5243", والعبر "1/ 447"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8181"، وتهذيب التهذيب "9/ 460"، وتقريب التهذيب "2/ 208"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6660". 2 صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير" "17/ 318"، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" "6/ 103" عن محمد بن المبارك الصوري، حدثنا يحيى بن حمزة، به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات.

العدني

1991- العَدَنِي 1: "م، ت، ق، س" الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ شَيْخُ الحَرَمِ, أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: فُضَيل بنِ عِياض، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ العزيز بن محمد، ومعتمر بن سلميان، وَسَعِيْدِ بنِ سَالِمٍ، وَوَكِيْعِ بنِ الجَرَّاحِ، وَمَرْوَانَ بن معاوية، وخلق كثير، وصنف "المسند". حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَبِوَاسِطَةٍ النَّسَائِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ الخُزَاعِيُّ، وَالحَكَمُ بنُ مَعْبَدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ البُخَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الغَضَائِرِيُّ، وَالمُفَضَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَنَدِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ رَجُلاً صَالِحاً، وَكَانَتْ بِهِ غَفْلَةٌ. رَأَيْتُ عِنْدَهُ حَدِيْثاً مَوْضُوْعاً, حَدَّثَ بِهِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَكَانَ صَدُوْقاً. وَرُوِيَ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيُّ، وَكَانَ قَدْ حَجَّ سَبْعاً وَسَبْعِيْنَ حَجَّةً. وَبَلَغَنِي أَنَّهُ لَمْ يَقْعُدْ مِنَ الطَّوَافِ سِتِّيْنَ سَنَةً, رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ بِمَكَّةَ, لإِحْدَى عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ, رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَحْيَى بنِ مُعَاذٍ النَّسَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَبِي عُمَرَ, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إذا رَأَى أَحَدُكُمْ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي المَالِ وَالجِسْمِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ دُوْنَهُ فِي المال والجسم" 2.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 847"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 560"، والأنساب للسمعاني "8/ 408"، والكاشف "3/ ترجمة 5302"، والعبر "1/ 441"، وتهذيب التهذيب "9/ 518"، وتقريب التهذيب "2/ 218"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6746"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 104". 2 صحيح: ورد عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه". أخرجه البخاري "6490"، ومسلم "2963" من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. وورد عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله". أخرجه أحمد "2/ 254 و482"، ومسلم "2963" "9" واللفظ له، والترمذي "2513" وابن ماجه "4142" من طريق الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.

رجاء بن مرجي

1992- رجاء بن مُرَجَّى 1: "د، ق" ابن رافع، وَقِيْلَ: رَجَاءُ بنُ مُرَجَّي بنِ رَجَاءَ بنِ رَافِعٍ, الإِمَامُ, الحَافِظُ, النَّاقِدُ, المُصَنِّفُ, أَبُو مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ، وَيُقَالُ: السَّمَرْقَنْدِيُّ. وَقِيْلَ: كُنْيَتُهُ أَبُو أَحْمَدَ، فَلَعَلَّهُ يُكْنَى بِهِمَا. مَوْلِدُهُ بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ النَّضْرَ بنَ شُمَيْلٍ، وَيَزِيْدَ بنَ أَبِي حَكِيْمٍ، وَقَبِيْصَةَ، وَأَبَا نُعَيْمٍ، وَعَلِيَّ بنَ الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ، وَسَلمَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ رَجَاءَ الغُدَانِيَّ، وَأَبَا اليَمَانِ، وَخَلْقاً كَثِيْراً بِخُرَاسَانَ وَالحِجَازِ وَالعِرَاقِ وَالشَّامِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أبي شيبة البَزَّازُ، وَعُمَرُ بنُ بُجَيْرٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ السَّقَطِيُّ، وَمُطَيَّنٌ، وَآخَرُوْنَ. وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ, حَافِظٌ, سَمَرْقَنْدِيٌّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ مَرْوَزِيٌّ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: سَكَنَ بَغْدَادَ، وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، إِمَاماً فِي عِلْمِ الحَدِيْثِ، وَحِفْظِهِ وَالمَعْرِفَةِ بِهِ. وَذَكَرَ عُمَرُ بنُ حَفْصٍ الأَشْقَرُ, قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا رَجَاءُ بنُ مُرجى بُخَارَى, يُرِيْدُ الشَّاشَ، فَسَمِعْنَا مِنْهُ، وَدَخَلَ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ، فَتَذَاكَرَا.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2277"، وتاريخ بغداد "8/ 410"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 562"، والعبر "1/ 454"، وتهذيب التهذيب "3/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 120".

قَالَ النَّسَائِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ -يَعْنِي: الخَفَّافَ- عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ قَالَ: فيها مات رجاء -يعني: سنة تسع وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ- وَفِيْهَا أَرَّخَهُ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَزَادَ أَنَّهُ مَاتَ بِبَغْدَادَ، وَقَالَ البُخَارِيُّ أَيْضاً: مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي غُرَّةِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ تِسْعٍ. أَخْبَرَنَا سُنْقُرُ الحَلَبِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَقِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ العَلاَّفِ، حَدَّثَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ الحَمَّامِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ قَانِعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا رَجَاءُ بنُ مُرَجَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ مسلم بن أبي مريم، عن عَبْدِ اللهِ بنِ سَرْجِسَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى يَوْماً وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ، فَقَالَ لِرَجُلٍ: "هَاتِ نَمِرَتَكَ وَخُذْ نَمِرَتِي". قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, هِيَ خَيْرٌ مِنْ نَمِرَتِي. قَالَ: "أَجَلْ وَلَكِنْ عَلَيْهَا خَيْطٌ أَحْمَرُ فَخَشِيْتُ أَنْ تَفْتِنَنِي فِي صَلاَتِي"1. قُلْتُ: أَي تَشْغَلُنِي عَنْ كَمَالِ المُرَاقَبَةِ، وَالأَنْبِيَاءُ مُطَالَبُونَ بِمَا يُسْمَحُ فيه لغيرهم، فلذلك قايض بنمرته.

_ 1 ضعيف: أخرجه البغوي في "شرح السنة"، وفيه سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك الأموي، فإنه ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب".

البيكندي

1993- البِيكَنْدِي 1: "خَ" الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ، مُحَدِّثُ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ2، أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ جَعْفَرِ بنِ أَعْيَنَ البُخَارِيُّ، البِيْكَنْدِيُّ3. ارْتَحَلَ، وَسَمِعَ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيْعٍ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ الوَرَّاقُ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ وَاصلٍ، وجماعة. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, رَحِمَهُ اللهُ. لَمْ يَقَعْ لِي مِنْ عَوَالِي هَذَا المُحَدِّثِ شَيْءٌ إِنَّمَا وَقَعَ لَنَا حَدِيْثُه في "الجامع المختصر".

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 404"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 501"، والكاشف "3/ ترجمة 6250"، وتهذيب التهذيب "11/ 193"، وتقريب التهذيب "2/ 344". 2 ما وراء النهر: يراد به نهر جيحون "أموداريا" بخراسان. فما كان شرقيه سمَّاه المسلمون ما وراء النهر، وما كان غريبه فهو خراسان وولاية خوارزم. قاله ياقوت الحموي في "معجم البلدان". 3 نسبة إلى بيكند، بكسر الباء، وفتح الكاف، وسكون النون، بلدة بين بخارى وجيحون كما في "معجم البلدان".

البحراني

1994- البَحْراني 1: "ق" القَاضِي الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُتْقِنُ, أَبُو الفَضْلِ العَبَّاسُ بنُ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ البَحْرَانِيُّ البَصْرِيُّ, أَحَدُ الثِّقَاتِ. حَدَّثَ عَنْ: يَزِيْدَ بنِ زُرَيع، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَسُفْيَانَ بنِ حَبِيْبٍ، وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَزِيَادٍ البَكَّائِيِّ، وَابْنِ إِدْرِيْسَ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ غُنْدَرٍ، وَمَرْوَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالقَاضِي المَحَامِلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ الوَرَّاقُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ الهَمَذَانِيُّ: قَدِمَ البَحْرَانِيُّ هَمَذَانَ، وَحَدَّثَ بِهَا بِمُصَنَّفَاتِهِ. وَقَالَ ابْنُ أُورمَةَ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: كَانَ يُلَقَّبُ عَبَّاسَوَيْه، وَكَانَ حَافِظاً. قُلْتُ: وَلِيَ قَضَاءَ هَمَذَانَ مُدَّةً، وَحَدَّثَ بِأَصْبَهَانَ أَيْضاً. قَالَ ابْنُ مَخْلَدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَيُقَالُ: فِيْهِ لِيْنٌ لاَ يَضُرُّ، وَتَكَلَّمَ مَرَّارُ بنُ حَمّوَيْه فِي سَمَاعِهِ مِنْ يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَالرَّجُلُ مَأْمُوْنٌ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1193"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 518"، وميزان الاعتدال "2/ 387"، وتهذيب التهذيب "5/ 134"، وتقريب التهذيب "1/ 400"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 140".

ابن حبيب

1995- ابن حبيب 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، فَقِيْهُ الأَنْدَلُسِ أَبُو مَرْوَانَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ هَارُوْنَ بنِ جَاهمَةَ ابْنِ الصَّحَابِيِّ عَبَّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ العَبَّاسِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ المَالِكِيُّ أَحَدُ الأَعْلاَمِ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ الإِمَامِ مَالِكٍ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَأَخَذَ عَنِ: الغَازِ بنِ قَيْسٍ، وَزِيَادِ شبطون، وصعصعة بن سلام. ثُمَّ ارْتَحَلَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ عَشْرٍ وَمائَتَيْنِ، وَحَجَّ. وَحَمَلَ عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ المَاجَشُوْنِ، وَمُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللهِ اليَسَارِيِّ، وَأَسَدِ بنِ مُوْسَى السُّنَّةِ، وَأَصْبَغَ بنِ الفَرَجِ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ المُنْذِرِ الحِزَامِيِّ، وَعِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ وَاللَّيْثِ، وَرجَعَ إِلَى قُرْطُبَةَ بِعِلْمٍ جَمٍّ، وَفِقْهٍ كَثِيْرٍ. وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالحِذْقِ فِي الفِقْهِ, كَبِيْرَ الشَّأْنِ, بَعِيْدَ الصِّيْتِ, كَثِيْرَ التَّصَانِيْفِ إِلاَّ أَنَّهُ فِي بَابِ الرِّوَايَةِ لَيْسَ بِمُتْقِنٍ بَلْ يَحْمِلُ الحَدِيْثَ تَهَوُّراً كَيْفَ اتَّفَقَ، وَيَنْقُلُهُ وَجَادَةً وَإِجَازَةً، وَلاَ يَتَعَانَى تَحْرِيْرَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ. صَنَّفَ كِتَابَ "الوَاضِحَةِ" فِي عِدَّةِ مُجَلَّدَاتٍ، وَكِتَابَ "الجَامِعِ"، وَكِتَابَ "فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ"، وَكِتَابَ "غَرِيْبِ الحَدِيْثِ"، وَكِتَابَ "تَفْسِيْرِ المُوَطَّأِ"، وَكِتَاباً فِي "حُرُوْبِ الإِسْلاَمِ"، وَكِتَابَ"فَضْلِ المَسْجِدَيْنِ"، وَكِتَابَ "سِيْرَةِ الإِمَامِ فِيْمَنْ أَلْحَدَ"، وكتاب "طبقات الفُقَهَاءِ"، وَكِتَابَ "مَصَابِيْحِ الهُدَى". قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ بنُ الفَرضِيِّ: كَانَ فَقِيْهاً, نَحْوِيّاً, شَاعِراً, عَرُوْضِيّاً, أَخْبَارِيّاً, نَسَّابَةً, طَوِيْلَ اللِّسَانِ, مُتَصَرِّفاً فِي فُنُوْنِ العِلْمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: بَقِيُّ بنُ مَخْلدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ، وَيُوْسُفُ بنُ يَحْيَى المُغَامِيُّ، وَمُطَرِّفُ بنُ قَيْسٍ، وَخَلْقٌ، وَآخِرُ أَصْحَابِهِ مَوْتاً: المُغَامِيُّ. سَكَنَ إِلْبِيْرَةَ مِنَ الأَنْدَلُسِ مُدَّةً, ثُمَّ اسْتَقْدَمَهُ الأَمِيْرُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَكَمِ، فَرَتَّبَهُ فِي الفَتْوَى بِقُرْطُبَةَ، وَقَرَّرَ مَعَهُ يَحْيَى بنُ يَحْيَى فِي النَّظَرِ وَالمُشَاوَرَةِ، فَتُوُفِّيَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَانْفَرَدَ ابْنُ حَبِيْبٍ بِرِئَاسَةِ العِلْمِ. وَكَانَ حَافِظاً لِلْفِقْهِ نَبِيْلاً إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ عِلْمٌ بِالحَدِيْثِ، وَلاَ يَعْرِفُ صَحِيْحَهُ مِنْ سَقِيْمِهِ, ذُكِرَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَتَسَهَّلُ فِي سَمَاعِهِ، وَيَحْمِلُ عَلَى سَبِيْلِ الإِجَازَةِ أَكْثَرَ رِوَايَتِهِ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ وَضَّاحٍ: أَنَّ إِبْرَاهِيْمَ بنَ المُنْذِرِ الحِزَامِيَّ قَالَ لَهُ: أَتَانِي صَاحِبُكُم عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ بِغِرَارَةٍ مَمْلُوْءةٍ كُتُباً، فَقَالَ: لِي هَذَا عِلْمُكَ تُجِيْزُهُ لِي? فَقُلْتُ لَهُ: نَعَمْ مَا قَرَأَ عَلَيَّ مِنْهُ حَرْفاً، وَلاَ قَرَأْتُهُ عليه. وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ يَقُوْلُ: ابْنُ حَبِيْبٍ عَالِمُ الأَنْدَلُسِ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى عَاقِلُهَا، وَعِيْسَى بنُ دِيْنَارٍ فَقِيْهُهَا. قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَالَ: قِيْلَ لِسَحْنُوْنَ: مَاتَ ابْنُ حَبِيْبٍ. فَقَالَ: مَاتَ عَالِمُ الأَنْدَلُسِ! بَلْ -وَاللهِ- عالم الدنيا.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 554"، وميزان الاعتدال "2/ 652"، والعبر "1/ 427"، وتهذيب التهذيب "6/ 390"، ولسان الميزان "4/ 59"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 90".

حَكَى بَعْضُهُم قَالَ: هَاجَتِ الرِّيْحُ، فَرَأَيْتُ عَبْدَ المَلِكِ بنَ حَبِيْبٍ رَافِعاً يَدَيْهِ مُتَعَلِّقاً بِحِبَالِ المَرْكِبِ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا أَرَدْتُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، وَمَا عِنْدَكَ، فَخَلِّصْنَا قَالَ: فَسَلَّمَ اللهُ. قَالَ أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الصَّدَفِيُّ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ خَالِدٍ: إِنَّ "الوَاضِحَةَ" عَجِيْبَةٌ جِدّاً، وَإِنَّ فِيْهَا عِلْماً عَظِيْماً فَمَا يَدْخُلُهَا? قَالَ: أَوَّلُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَكَى فِيْهَا مَذَاهِبَ لَمْ نَجِدْهَا لأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَلاَ نُقِلَتْ عَنْهُم. قَالَ أَبُو عُمَرَ الصَّدَفِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ كَثِيْرَ الرِّوَايَةِ, كَثِيْرَ الجَمْعِ, يَعْتَمِدُ عَلَى الأَخْذِ بِالحَدِيْثِ، وَلَمْ يَكُنْ يُمَيِّزُهُ، وَلاَ يَعْرِفُ الرِّجَالَ، وَكَانَ فَقِيْهاً فِي المَسَائِلِ. قَالَ: وَكَانَ يُطْعَنُ عَلَيْهِ بِكَثْرَةِ الكُتُبِ، وَذُكِرَ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَجِيزُ الأَخْذَ بِلاَ رِوَايَةٍ، وَلاَ مُقَابَلَةٍ، وَأَنَّهُ أَخَذَ بِالإِجَازَةِ كَثِيْراً. قَالَ: وَأُشِيْرَ إِلَيْهِ بِالكَذِبِ, سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ خَالِدٍ يَطْعُنُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ، وَيَتَنقَّصُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَقَالَ: ظَهَرَ كَذِبُهُ فِي "الوَاضِحَةِ"، فِي غَيْرِ شَيْءٍ، فَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ وَضَّاحٍ يَقُوْلُ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ؟ قَالَ: كَانَ ابْنُ حَبِيْبٍ بِمِصْرَ، فَكَانَ يَضَعُ الطَّوِيلَةَ، وَيَنْسَخُ طُوْلَ نَهَارِهِ، فَقُلْتُ له: إلى كم ذا النسخ؟ متى تَقْرَؤُهُ عَلَى الشَّيْخِ? قَالَ: قَدْ أَجَازَ لِي كُتُبَهُ -يَعْنِي: أَسَدَ بنَ مُوْسَى- فَأَتِيْتُ أَسَداً، فَقُلْتُ: تَمْنَعُنَا أَنْ نَقْرأَ عَلَيْكَ، وَتُجِيْزُ لِغَيْرِنَا? فَقَالَ: أَنَا لاَ أَرَى القِرَاءةَ، فَكَيْفَ أُجِيْزُ? فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَخَذَ مِنِّي كُتُبِي، فَيَكْتُبُ مِنْهَا, لَيْسَ ذَا عليَّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ البَرِّ فِي "تَارِيْخِهِ": ابْنُ حَبِيْبٍ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الحَدِيْثَ بِالأَنْدَلُسِ، وَكَانَ لاَ يَفْهَمُ طُرُقَهُ، وَيُصَحِّفُ الأَسْمَاءَ، وَيَحْتَجُّ بِالمَنَاكِيْرِ، فَكَانَ أَهْلُ زَمَانِهِ يَنْسِبُوْنَهُ إِلَى الكَذِبِ، وَلاَ يَرْضَوْنَهُ. وَمِمَّنْ ضَعَّفَ ابْنَ حَبِيْبٍ: أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ، وَلاَ رَيْبَ أَنَّهُ كَانَ صُحُفيًّا وَأَمَّا التَّعَمُّدُ فَكَلاَّ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ البَرِّ: وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى وَحْشَةٌ, كَانَ كَثِيْرَ المُخَالَفَةِ لَهُ, لَقِيَ أَصْبَغَ بِمِصْرَ، فَأَكْثَرَ عَنْهُ، فَكَانَ يُعَارِضُ يَحْيَى عِنْدَ الأَمْرِ، وَيَرُدُّ قَوْلَهُ، فَيَغْتَمُّ لِذَلِكَ قَالَ: فَجَمَعَهُمُ القَاضِي مَرَّةً فِي الجَامِعِ، فَسَأَلَهُم عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَأَفْتَى فِيْهَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَسَعِيْدُ بنُ حَسَّانٍ بِالرِّوَايَةِ، فَخَالَفَهُمَا عَبْدُ المَلِكِ، وَذَكَرَ خِلاَفَهُمَا رِوَايَةً عَنْ أَصْبَغَ، وَكَانَ عَبْدُ الأَعْلَى بنُ وَهْبٍ شَابّاً قَدْ حَجَّ وَلَحِقَ أَصْبَغَ، فَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ وَضَّاحٍ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى, قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعِيْدِ بنِ حَسَّانٍ، فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي كَذَا لِلْمَسْأَلَةِ المَذْكُوْرَةِ? هَلْ يَذْكُرُ فِيْهَا الأَصْبَغُ شَيْئاً? قُلْتُ: نَعَمْ. يَقُوْلُ فِيْهَا: بِكَذَا وَكَذَا، فذكر موافقة

سَعِيْدٍ وَيَحْيَى، فَقَالَ لِي سَعِيْدٌ: انْظُرْ مَا تَقُوْلُ, أَنْتَ عَلَى يَقِيْنٍ مِنْهَا? قُلْتُ: نَعَمْ. قال: فأتني بكتابك. فَخَرَجْتُ مُسْرِعاً, ثُمَّ نَدِمْتُ، فَأَخْرَجْتُهَا مِنْ قِرْطَاسٍ، فَسُرِرْتُ، وَأَتَيْتُهُ بِالكِتَابِ. قَالَ: تَمْضِي بِهِ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ. فَمَضَيْتُ بِهِ إِلَى يَحْيَى بنِ يَحْيَى، فَأَعْلَمْتُهُ، فَاجْتَمَعَا بِالقَاضِي، وَقَالاَ: هَذَا يُخَالِفُنَا بِالكَذِبِ، فَارْدَعْهُ، وَكُفَّهُ. فَجَمَعُهُمُ القَاضِي ثَانِياً، فَتَكَلَّمُوا، فَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ: قَدْ أَعْلَمْتُكَ بِمَا يَقُوْلُ فِيْهَا أَصْبَغُ. فَبَدَرَ عَبْدُ الأَعْلَى، فَقَالَ: تَكْذِبُ عَلَى أَصْبَغَ, أَنَا رَوَيْتُ هَذِهِ المَسْأَلَةَ عَنْهُ عَلَى وِفْقِ مَا قَالاَ، وَهَذَا كِتَابِي. فَقَرَأَهُ القَاضِي، وَقَالَ: لِعَبْدِ المَلِكِ: مَا سَاءهُ. وَخَرَجَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: تُفْتِيْنَا بِالكَذِبِ وَالخَطَأِ، وَتُخَالِفُ أَصْحَابَكَ بِالهَوَى؟! لَوْلاَ البُقْيَا عَلَيْكَ لَعَاقَبْتُكَ. قَالَ عَبْدُ الأَعْلَى: فَلَمَّا خَرَجْتُ, خَطَرْتُ عَلَى دَارِ ابْنِ رُسْتُمَ الحَاجِبِ، فَرَأَيْتُ عَبْدَ المَلِكِ خَارِجاً مِنْ عِنْدِهِ فِي وَجْهِهِ البِشْرُ، فَقُلْتُ: لأَدْخُلَنَّ عَلَى ابْنِ رُسْتُمَ. فَدَخَلْتُ، فَلَمْ يَنْتَظِرْ جُلُوْسِي، وَقَالَ: يَا مِسْكِيْنُ مَنْ غَرَّكَ -أَوْ مَنْ أَدْخَلَكَ- فِي هَذَا? تُعَارِضُ مِثْلَ ابْنِ حَبِيْبٍ وَتُكَذِّبُهُ? فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللهُ, إِنَّمَا سَأَلَنِي القَاضِي، فَأَجَبْتُ بِمَا عِنْدِي. قَالَ: وَبَعَثَ الأَمِيْرُ إِلَى القَاضِي يَقُوْلُ: مَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُشَاوِرَ عَبَدَ الأَعْلَى؟ فَبَعَثَ يُثْنِي عليَّ، وَيَقُوْلُ: لَمْ أَرَ نَفْسِي فِي سَعَةٍ مِنْ تَرْكِ مُشَاوَرَةِ مِثْلِهِ، فَسَأَلَ الأَمِيْرُ وُزَرَاءهُ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى، فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، وَوَصَفُوا عِلْمَهُ وَوَلاَءهُ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ فَحْلُوْنَ: مَاتَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ يَوْمَ السَّبْتِ، لأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ, بِعِلَّةِ الحَصَى, رَحِمَهُ اللهُ. وَنَقَلَ آخَرُ: أَنَّهُ مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فالله أعلم.

عبد الملك بن حبيب

1996- عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ 1: "د" وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ؛ مُحَدِّثُ الأَنْدَلُسِ، عَنْ أَبِي مَرْوَانَ عَبْدِ المَلِكِ بنِ حَبِيْبٍ البَزَّازِ المَصِّيْصِيِّ. شَيْخٌ يَرْوِي عَنِ: ابْنِ المُبَارَكِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ فِي "السُّنَنِ"، وجعفر الفريابي في مصنفاته، فاعرف.

_ 1 ترجمته في تهذيب التهذيب "6/ 389".

موسى بن معاوية

1997- موسى بن معاوية 1: الإِمَامُ المُفْتِي أَبُو جَعْفَرٍ الصُّمَادِحيُّ, المَغْرِبِيُّ, الإفْرِيْقِيُّ. يُقَالُ: إِنَّهُ هَاشِمِيٌّ جَعْفَرِيٌّ. قَالَ أَبُو العَربِ، وَغَيْرُهُ: كَانَ ثِقَةً, مَأْمُوْناً، عَالِماً بِالحَدِيْثِ وَالفِقْهِ, صَالِحاً. عَنْ شُعَيْبِ بنِ أَبِي الأَزْهَرِ: قُلْتُ لِسَحْنُوْنَ: إِنَّ مُوْسَى بنَ مُعَاوِيَةَ جَلَسَ فِي الجَامِعِ يُفْتِي النَّاسَ. قَالَ: مَا جَلَسَ أَحَدٌ أَحَقُّ مِنْهُ بِالفَتْوَى. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ اللَّبَّادِ: أَدْرَكَ مُوْسَى فِي رِحْلَتِهِ جَمَاعَةً, مِنْهُمُ: الفُضَيْلُ بنُ عِيْاضٍ، وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، ووكيع. قُلْتُ: وَأَبو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ. وَعَنْ مُوْسَى بنِ مُعَاوِيَةَ, قَالَ: لَمْ أَلْقَ أَحَداً أَرْوَى مِنْ وَكِيْعٍ, كَانَ يَرْوِي خَمْسَةً، وَثَلاثِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ، فَقَرَأَهَا وَكِيْعٌ عَلِيْنَا ظَاهِراً عَلَى تَألِيفِهَا مَا يُشَكُّ فِي حَدِيْثٍ مِنْهَا. وَعَنْهُ قَالَ: رَحَلْتُ مِنَ القَيْرَوَانِ، وَمَا أَظُنُّ أَنَّ أَحَداً أَخْشَعَ مِنَ البُهْلُوْلِ بنِ رَاشِدٍ حَتَّى لَقِيْتُ وَكِيْعاً، وَكَانَ يَقْرَأُ فِي رَمَضَانَ فِي اللَّيْل خَتْمَةً وَثُلُثاً، وَيُصَلِّي ثِنْتَيْ عَشْرَةَ مِنَ الضُّحَى، وَيُصَلِّي مِنَ الظُّهْرِ إِلَى العَصْرِ. وَعَنْ مُوْسَى, قَالَ: صَلَّى بِنَا هَارُوْنُ الخَلِيْفَةُ الصُّبْحَ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ، فَقَرَأَ بِالرَّحْمَنِ وَالوَاقِعَةِ، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ لاَ يَسْكُتَ مِنْ حُسْنِ قِرَاءتِهِ، فَقُمْتُ إِلَى الفُضَيْلِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مِسْكِيْنٌ هَارُوْنُ قَرَأَ الرَّحْمَنَ وَالوَاقِعَةَ وَلاَ يَدْرِي مَا فِيْهِمَا. وَرَوَى عَنْ مُوْسَى: مُحَمْدُ بنُ وَضَّاحٍ، وَأَبُو سَهْلٍ فُرَاتٌ، وَمُحَمْدُ بنُ سَحْنُوْنَ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ ابْنُ وَضَّاحٍ: ثِقَةٌ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ رَحَلَ إِلَى الكُوْفَةِ وَالرَّيِّ لَقِيْتُهُ بِالقَيْرَوَانِ. وَقَالَ مُحَمْدُ بنُ أَحْمَدَ العَنْسِيُّ: هُوَ: مُوْسَى بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ صُمَادِحِ بنِ عَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ الطَّالِبِيُّ, لَقِيْتُهُ وَقَدْ كُفَّ، فَكُلُّ مَا فِي "المُدَوّنَةِ" لِوَكِيْعٍ وَابْنِ مَهْدِيٍّ، فَإِنَّمَا أخذه سحنون عن موسى.

_ 1 لم أقف له على ترجمة.

المحاسبي

1998- المحاسبي 1: الزَّاهِدُ العَارِفُ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَارِثُ بنُ أَسَدٍ البَغْدَادِيُّ، المُحَاسِبِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الزُّهْدِيَّةِ. يَرْوِي عَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ يَسِيْراً. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ مَسْرُوْقٍ، وَأَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ، وَالجُنَيْدُ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ خَيْرَانَ الفَقِيْهُ, إِنْ صَحَّ. قَالَ الخَطِيْبُ: لَهُ كُتُبٌ كَثِيْرَةٌ فِي الزُّهْدِ، وَأُصُوْلِ الدِّيَانَةِ، وَالرَّدِّ عَلَى المُعْتَزِلَةِ وَالرَّافِضَةِ. قَالَ الجُنَيْدُ: خَلَّفَ لَهُ أَبُوْهُ مَالاً كَثِيْراً، فَتَرَكَهُ، وَقَالَ: لاَ يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ. وَكَانَ أَبُوْهُ وَاقِفِيّاً2. قَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ مِقْسَمٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ خَيْرَانَ, قَالَ: رأيت المُحَاسِبِيَّ مُتَعَلَّقاً بِأَبِيْهِ, يَقُوْلُ: طَلِّقْ أُمِّي، فَإِنَّكَ عَلَى دِيْنٍ، وَهِيَ عَلَى غَيْرِهِ. قَالَ الجُنَيْدُ: قَالَ لِيَ الحَارِثُ: كَمْ تَقُوْلُ: عُزْلَتِي أُنْسِي, لَوْ أَنَّ نِصْفَ الخَلْقِ تَقَرَّبُوا مِنِّي, مَا وَجَدْتُ لَهُمْ أُنْساً، وَلَوْ أَنَّ النِّصْفَ الآخَرَ نَأَوْا عَنِّي, مَا اسْتَوْحَشْتُ. وَاجْتَازَ الحَارِثُ يَوْماً بِي، فَرَأَيْتُ فِي وَجْهِهِ الضُّرَّ مِنَ الجُوْعِ، فَدَعَوْتُهُ، وَقدَّمْتُ لَهُ أَلْوَاناً، فَأَخَذَ لُقْمَةً، فَرَأَيْتُهُ يَلُوْكُهَا، فَوَثَبَ وَخَرَجَ، وَلفَظَ اللُّقْمَةَ، فَلَقِيْتُهُ، فَعَاتَبْتُهُ. فَقَالَ: أَمَّا الفَّاقَةُ فَكَانَتْ شَدِيْدَةً، وَلَكِنْ إِذَا لَمْ يَكُنِ الطَّعَامُ مَرْضِيّاً, ارْتَفَعَ إِلَى أَنْفِي مِنْهُ زَفْرَةٌ، فَلَمْ أَقْبَلْهُ. وَعَنْ حَارِثٍ, قَالَ: جَوْهَرُ الإِنْسَانِ الفَضْلُ، وَجَوْهَرُ العَقْلِ التَّوْفِيْقُ. وَعَنْهُ قَالَ: تَرْكُ الدُّنْيَا مَعَ ذِكْرِهَا صِفَةُ الزَّاهِدِيْنَ، وَتَرْكُهَا مَعَ نِسْيَانِهَا صِفَةُ العَارِفِيْنَ. قُلْتُ: المُحَاسِبِيُّ كَبِيْرُ القَدْرِ، وَقَدْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ يَسِيْرٍ من الكلام، فَنُقِمَ عَلَيْهِ. وَوَرَدَ: أَنَّ الإِمَامَ أَحْمَدَ أَثْنَى عَلَى حَالِ الحَارِثِ مِنْ وَجْهٍ، وَحَذَّرَ مِنْهُ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو البَرْذَعِيُّ: شَهِدْتُ أَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ، وَسُئِلَ عَنِ المُحَاسِبِيِّ وَكُتُبِهِ, فَقَالَ: إِيَّاكَ وَهَذِهِ الكُتُبَ هَذِهِ كُتُبُ بِدَعٍ وضَلاَلاَتٍ عَلَيْكَ بِالأَثَرِ تَجِدْ غُنيَةً, هَلْ بَلَغَكُم أَنَّ مالكًا والثوري وَالأَوْزَاعِيَّ صَنَّفُوا فِي الخَطَرَاتِ وَالوَسَاوِسِ? مَا أَسْرَعَ النَّاسَ إِلَى البِدَعِ! قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: تَفَقَّهَ الحَارِثُ، وَكَتَبَ الحَدِيْثَ، وَعَرَفَ مَذَاهِبَ النُّسَّاكِ، وَكَانَ مِنَ العِلْمِ بِمَوْضِعٍ إِلاَّ أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِي مَسْأَلَةِ اللَّفْظِ وَمَسْأَلَةِ الإِيْمَانِ. وَقِيْلَ: هَجَرَهُ أَحْمَدُ، فَاخْتَفَى مُدَّةً. وَمَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 465"، وتاريخ بغداد "8/ 211"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 152"، والعبر "1/ 440"، وميزان الاعتدال "1/ 430"، وتهذيب التهذيب "2/ 134"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 316"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1119"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 103". 2 أي يقف في مسألة خلق القرآن، فلا يقول مخلوق أو غير مخلوق. وهذا مذهب غير سديد فأهل السنة والجماعة يقولون بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.

أبو قدامة السرخسي

1999- أبو قدامة السَّرَخْسِي 1: "خَ، م، س" الإِمَامُ المُجَوِّدُ الحَافِظُ المُصَنِّفُ، أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ يَحْيَى بنِ بُرْدٍ اليَشْكُرِيُّ مَوْلاَهُمُ السَّرَخْسِيُّ، نَزِيْلُ نَيْسَابُوْرَ. سَمِعَ حَفْصَ بنَ غِيَاثٍ، وَسُفْيَانَ بنَ عيينة، ويحيى القطان، ومعاذ بن هِشَامٍ، وَإِسْحَاقَ الأَزْرَقَ، وَوَهْبَ بنَ جَرِيْرٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ، وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَالحُسَيْنُ القَبَّانِيُّ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ فِي كِتَابِ أَفْعَالِ العِبَادِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَهَذَا بَعِيْدٌ مَا أُرَاهُ لَقِيَهُ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ قَلَّ مَنْ كَتَبْنَا عَنْهُ مِثْلَهُ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا نَيْسَابُوْرَ أَحَدٌ أَثْبَتُ مِنْ أَبِي قُدَامَةَ، وَلاَ أَتْقَنُ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ البُسْتِيُّ: هُوَ الذي أظهر السنة بسرخس، ودعا الناس إليها. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ: كَانَ إِمَاماً, فَاضِلاً, خَيِّراً. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ بِفِرَبْرَ، رَحِمَهُ اللهُ. وَقَعَ لِي مِنْ عَالِي حَدِيْثِهِ فِي صِفَةِ المُنَافِقِ، وَقَدْ رَوْيتُ ذَلِكَ فِي "تَذْكِرَةِ الحفاظ".

_ 1ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1227"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 1507"، واللباب لابن الأثير "3/ 413"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 515"، والعبر "1/ 436"، وتهذيب التهذيب "7/ 16", وتقريب التهذيب "1/ 533".

أحمد بن عبد الرحمن

2000- أحمد بن عبد الرحمن 1: "ت، س، ق" ابن بكار، أبُو الوَلِيْدِ البُسْرِيُّ، مِنْ وَلَدِ بُسْرِ بنِ أَبِي أَرْطَاةَ, القُرَشِيُّ, الدِّمَشْقِيُّ، العَامِرِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ، وَلَهُ بَنُو عَمٍّ. رَوَى عَنْ: عِرَاكِ بنِ خَالِدٍ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَمَرْوَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ. وَعَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَأَبُو يَعْلَى، وَحَاجِبُ بنُ أَرْكِيْنَ، وَأَبُو حَامِدٍ الحَضْرَمِيُّ، وَخَلْقٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحٌ. وَقَدْ حَطَّ عَلَيْهِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ السُّكَّرِيُّ بِأَنَّهُ قَاصٌّ، وَأَنَّهُ كَانَ يُحَلِّلُ النِّسَاءَ، وَاتَّهَمَهُ فِي لُقْيِ الوَلِيْدِ، وَمَا الْتَفَتَ الخَطِيْبُ إِلَى قَوْلِ السُّكَّرِيِّ. مَاتَ فِي رمضان سنة ثمان وأربعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 89"، وتاريخ بغداد "4/ 241"، والأنساب للسمعاني "2/ 212"، وميزان الاعتدال "1/ 115"، وتهذيب التهذيب "1/ 52"، وتقريب التهذيب "1/ 19".

هارون الحمال

2001- هارون الحَمَّال 1: "م، 4" وابنه هارون بن عبد الله بن مروان، الإِمَامُ, الحُجَّةُ, الحَافِظُ, المُجَوِّدُ، أَبُو مُوْسَى البَغْدَادِيُّ، التَّاجِرُ، البَزَّازُ, المُلَقَّبُ: بِالحَمَّالِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. وَسَمِعَ: سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ حَرْبٍ الخَوْلاَنِيَّ، وَحَرَمِيَّ بنَ عُمَارَةَ، وَأَبَا أُسَامَةَ، وَالحُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ الجُعْفِيَّ، وَمَعْنَ بنَ عِيْسَى، وَابْنَ أَبِي فُدَيْكٍ، وَيَحْيَى بنَ آدَمَ، وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَرَوْحَ بنَ عُبَادَةَ، وَحَمَّادَ بنَ مَسْعَدَةَ، وَمُصْعَبَ بنَ المِقْدَامِ، وَوَهْبَ بنَ جَرِيْرٍ، وَأَبَا دَاوُدَ الحَفَرِيَّ، وَأَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ -ثُمَّ عَنْ عَفَّانَ وَأَبِي الوَلِيْدِ- وَسُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ، وَسُلَيْمَانَ بنَ دَاوُدَ الهَاشِمِيَّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. وَعَنْهُ: الجَمَاعَةُ -سِوَى البُخَارِيِّ- وَابْنُهُ؛ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَزَكَرِيَّا خَيَّاطُ السُّنَّةِ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الخُوْزِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ المَرُّوْذِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ: أَكْتُبُ عَنْ هَارُوْنَ الحَمَّالِ? قَالَ: إي والله. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: لَوْ كَانَ الكَذِبُ حَلاَلاً تَرَكَهُ هَارُوْنُ الحَمَّالُ تَنَزُّهاً. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ حَيُّوَيْه، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ, قَالَ: أَخْبَرَنِي هَارُوْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ, قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: قَالَ الشَّيْخُ -وَهُوَ الحَمَّالُ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ حَمَّالاً, لأَنَّه حَمَلَ رَجُلاً فِي طَرِيْقِ مَكَّةَ عَلَى ظَهْرِهِ، فَانْقَطَعَ بِهِ فِيْمَا يُقَالُ. قَالَ ابْنُهُ، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَمُطَيَّنٌ، وَعَلِيٌّ الغَضَائِرِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ زَادَ ابْنُهُ: فِي تَاسِعَ عَشْرَ شَوَّالٍ. وَأَخْطَأَ مَنْ قال: سنة تسع وأربعين.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 422"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 382"، وتاريخ بغداد "14/ 22"، والإكمال لابن ماكولا "3/ 27"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 491"، والكاشف "3/ ترجمة 6017" والعبر "1/ 441"، وتهذيب التهذيب "11/ 8-9"، وتقريب التهذيب "2/ 312"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7628".

وموسى بن هارون ابنه

2002- وموسى بن هارون ابْنُه 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ الحُجّةُ, النَّاقِدُ, مُحَدِّثُ العِرَاقِ, أَبُو عِمْرَانَ البَزَّازُ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عشرة ومائتين. وَسَمِعَ مِنْ: عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ، وَأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى الحِمَّانِيِّ، وَخَلَفِ بنِ هِشَامٍ، وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وَابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَوَالِدِهِ، وَطَبَقَتِهم. وَصَنَّفَ الكُتُبَ، وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ. رَوَى عَنْهُ: خَلْقٌ كَثِيْرٌ, مِنْهُم: أَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ، وَجَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ، وَدَعْلَجٌ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو الطَّاهِرِ الذُّهْلِيُّ قَاضِي مِصْرَ. قَالَ الصِّبْغِيُّ: مَا رَأَيْنَا فِي حُفَّاظِ الحَدِيْثِ أَهْيَبَ ولا أورع من موسى بن هارون.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 50".

وَقَالَ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ بنُ سَعِيْدٍ: أَحسَنُ النَّاسِ كَلاَماً عَلَى حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ فِي زَمَانِهِ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ فِي وَقْتِهِ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ فِي وَقْتِهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا سَهْلٍ بنَ زِيَادٍ يَقُوْلُ: كَانَ إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي يُجْلِسُ مُوْسَى بنَ هَارُوْنَ مَعَهُ عَلَى سَرِيْرِهِ يَنْظُرُ فِي كُلِّ مَا يُقْرأُ عَلَيْهِ -يَعْنِي: لِيُتْقِنَهُ لَهُ- هَذَا مَعَ ثِقَةِ إِسْمَاعِيْلَ وَجَلاَلَتِهِ فِي العِلْمِ وَالحَدِيْثِ, لَكِنَّهُ شَاخَ، وَنَاطحَ التِّسْعِيْنَ، فَخَافَ أَنْ تَزِلَّ قَدَمٌ بَعْد ثُبُوتِهَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ مُوْسَى ثِقَةً حَافِظاً. وَقِيْلَ: كَانَ مُوْسَى كَثِيْرَ الحَجِّ، فَكَانَ يُقِيمُ بِبَغْدَادَ سَنَةً، وَيَحُجُّ وَيُجَاوِرُ سَنَةً، وأظنه كان يتجر في غضون ذلك. مَاتَ فِي شَهْرِ شَعْبَانَ, سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ عَاماً. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ، وَعوَالِي أَبِيْهِ. فَأَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ العَلَوِيُّ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المُجَلِّدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَاضِرُ بنُ المُوَرِّعِ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنِ المُسَيَّبِ بنِ رَافِعٍ، عَنْ تَمِيْمِ بنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ, قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ حِلَقٌ فِي المَسْجَدِ، فَقَالَ: "مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِيْنَ"؟ 1. وَبِهِ: إِلَى البَغَوِيِّ، حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ قَالاَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنِ المُسَيَّبِ، عَنْ تَمِيْمٍ، عَنْ جَابِرٍ, قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَا لَكُمْ لاَ تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ المَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا" ? قَالَ: "يُتِمُّوْنَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ، وَيَتَرَاصُّوْنَ فِي الصَّفِّ" 2. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الحَنْبَلِيُّونَ، وَجَمَاعَةٌ كِتَابَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا كَامِلُ بن

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "430"، وأبو داود "4823". 2 صحيح: أخرجه مسلم "430"، وأبو داود "661"، والنسائي "2/ 92" من طريق الأعمش، به.

طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كفن في ثلاثة أَثْوَابٍ: أَحَدُهَا بُرْدٌ، وَأُلْحِدَ لَهُ، وَنُصِبَ عَلَى اللَّحْدِ اللَّبِنُ"1. هَذَا مُرْسَلٌ, جَيِّدٌ، وَرَوَاهُ قُتَيْبَةُ عن الليث.

_ 1 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف لإرساله, بل لإعضاله. لكن قد ورد عن عائشة قالت: كفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة. أخرجه مالك "1/ 323"، والبخاري، ومسلم "941"، وأبو داود "3051"، والترمذي "996" والنسائي "4/ 35". وورد عن سعد بن أبي وقاص أنه قال في مرضه الذي هلك فيه: "الحدوا لي لحدا، وانصبوا علي اللبن نصبا كما صنع برسول الله -صلى الله عليه وسلم".

الأعين

2003- الأعَين 1: "م" الحَافِظُ الثَّبْتُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَتَّابٍ الحَسَنِ بنِ طَرِيْفٍ البَغْدَادِيُّ، الأَعْيَنُ. حَدَّثَ عَنْ: زَيْدِ بنِ الحُبَابِ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَروْحٍ، وَالمُقْرِئِ، وَالفِرْيَابِيِّ، وَوَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: مُسْلِمٌ فِي "المُقَدِّمَةِ"، وَأَبُو دَاوُدَ خَارِجَ "سُنَنِهِ"، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ -رَفِيقُهُ- وَابْنُ أَبِي الدنيا، والبغوي، والسراج، وعدة. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. وَمَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ أَبِي، وَقَالَ: إِنِّي لأَغْبِطُهُ, مَاتَ وَمَا يَعرِفُ إِلاَّ الحَدِيْثَ لَمْ يَكُنْ صَاحِبَ كَلاَمٍ. قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ أَئِمَّةُ السَّلَفِ, لاَ يَرَوْنَ الدُّخُوْلَ فِي الكَلاَمِ، وَلاَ الجِدَالَ, بَلْ يَسْتَفْرِغُونَ، وُسْعَهُم فِي الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالتَّفَقُهِ فِيْهِمَا، وَيَتَّبِعُونَ، ولا يتنطعون.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1259"، وتاريخ الخطيب "5/ 384" و"2/ 182"، والأنساب للسمعاني "1/ 318"، والكاشف "3/ ترجمة 5117"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 573"، والعبر "1/ 433"، وتهذيب التهذيب "9/ 334"، وتقريب التهذيب "2/ 189"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 6487"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 95".

زياد بن أيوب

2004- زياد بن أيوب 1: "خ، د، ت، س" ابن زياد، الإِمَامُ, المُتْقِنُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ، شُعْبَةُ الصَّغِيْرُ، أَبُو هَاشِمٍ الطُّوْسِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، وَيُلَقَّبُ أَيضاً: دَلَّوَيْه. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ هُشَيْمَ بنَ بَشِيْرٍ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ، وَزِيَادَ بن عبد الله البَكَّائِيَّ، وَمُعْتَمِرَ بنَ سُلَيْمَانَ، وَعَبَّادَ بنَ العَوَّامِ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ إِدْرِيْسَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عُلَيَّةَ، وَعَلِيَّ بنَ غُرَابٍ، وَمَرْوَانَ بنَ شُجَاعٍ، وَطَبَقَتَهُم. وَرَحَلَ، وَجَمَعَ، وَأَلَّفَ، وَطَالَ عُمُرُهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَابْنُهُ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الجَوْزَجَانِيُّ، وَعُمَرُ بنُ بُجَيْرٍ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُسَيَّبِ الأَرْغيَانِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَالقَاضِي المَحَامِلِيُّ، وَعَدَدٌ سِوَاهُم، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: رَفِيقُهُ؛ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أُورْمَةَ: لَيْسَ عَلَى بَسِيطِ الأَرْضِ أَحَدٌ أَوْثَقُ مِنْ زِيَادِ بنِ أَيُّوْبَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ المَرُّوْذِيُّ: قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ: اكتُبُوا عَنْ زِيَادٍ، فَإِنَّهُ شُعْبَةُ الصَّغِيْرُ. وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَوْلِدِي سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَطَلَبْتُ الحَدِيْثَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ ومائة. قَالُوا: تُوُفِّيَ زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: تَقَعُ عَوَالِيهِ فِي "المَحَامِلِيَّاتِ". قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الخَالِقِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ القَاضِي ببَعْلَبَكَّ: أَخبرَكُم الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وستمائة، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ البَاجِسْرَائِيُّ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ القَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ اِسْمَاعِيْلَ القاضي إملاء،

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1168"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 2373"، وتاريخ بغداد "8/ 479"، وتذكرة الحفاظ 523"، والعبر "2/ 3"، وتهذيب التهذيب "3/ 355" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 126".

حَدَّثَنَا زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ بنُ حَدِيْدٍ، عَنْ صَخْرٍ الغَامِدِيِّ, قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُوْرِهَا". وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيشاً بَعَثَهُم مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلاً تَاجِراً، وَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ1. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ, غَرِيْبٌ, قَالَهُ التِّرْمِذِيُّ، فَأَخْرَجَهُ هُوَ عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ سَعِيْدِ بنِ منصور، والقزويني عن أبي بكر بن أَبِي شَيْبَةَ جَمِيْعاً، عَنْ هُشَيْمٍ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ نَازِلاً, عَنِ الفَلاَّسِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى. وَمَاتَ مَعَهُ عَامَ اثْنَيْنِ: مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَبُنْدَارُ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الجَوَّازُ، وَعَبْدُ الوَارِثِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ التَّنُّوْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْجُوْفٍ، وَالمُسْتَعِيْنُ -قَتَلُوهُ، وَإِسْحَاقُ بنُ بُهْلُوْلٍ، وَالأَمِيْرُ أَشْنَاسُ، وخلق.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 416-417 و432"، وأبو داود "2606"، والترمذي "1212"، وابن ماجه "2236"، وفي إسناده عمارة بن حديد، مجهول كما قال الحافظ في "التقريب". وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر: عند ابن ماجه "2238"، والطبراني في "الأوسط" "3312"، وإسناده ضعيف آفته عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة الجدعاني فإنه ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب". وشاهد آخر من حديث أبي هريرة: عند ابن ماجه "2237"، وهو ضعيف. وشاهد ثالث عن جابر: عند الطبراني في "الأوسط" "996". وشاهد رابع عن أبي بكرة: عند الطبراني في "الأوسط" "2975". وفي الباب عن ابن عباس، وابن مسعود، وعبد الله بن سلام، وعمران بن حصن، عند الطبراني فالحديث صحيح بهذه الشواهد, والله تعالى أعلم.

أبو موسى

2005- أبو موسى 1: "ع" محمد بن المثنى بن عبيد بن قَيْسِ بنِ دِيْنَارٍ، الإِمَامُ, الحَافِظُ, الثَّبْتُ، أَبُو مُوْسَى العَنَزِيُّ، البَصْرِيُّ، الزَّمِنُ. وُلِدَ مَعَ بُنْدَارٍ فِي عَامِ وَفَاةِ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ العَمِيِّ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَابْنِ إِدْرِيْسَ، وَمَرْحُوْمِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَغُنْدَرٍ، وَيَحْيَى القَطَّانِ، وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَمُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، وَيَنْزِلُ إِلَى عَفَّانَ، وَأَبِي الوَلِيْدِ لاَ بَلْ يَنْزِلُ إِلَى تِلمِيذِهِ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيِّ. جَمَعَ، وَصَنَّفَ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ. رَوَى عَنْهُ: الجَمَاعَةُ سِتَّتُهُم، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَبَقِيٌّ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الرُّوْيَانِيُّ، وَقَاسِمٌ المُطَرِّزُ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ: حُجَّةٌ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: صَدُوْقُ اللَّهْجَةِ، فِي عَقلِهِ شَيْءٌ، وكُنْتُ أُقَدِّمُهُ عَلَى بُنْدَارٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو عَرُوْبَةَ: مَا رَأَيْتُ بِالبَصْرَةِ أَثْبَتَ مِنْ أَبِي مُوْسَى، وَيَحْيَى بنِ حَكِيْمٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: كَانَ لاَ بَأْسَ بِهِ, كَانَ يُغَيِّرُ فِي كِتَابِهِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يُوْسُفَ بنِ خِرَاشٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَكَانَ مِنَ الأثبات. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ صَاحِبَ كِتَابٍ, لاَ يَقْرأُ إِلاَّ مِنْ كِتَابِهِ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً، وَرِعاً. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: كَانَ ثِقَةً, ثَبْتاً, احْتَجَّ بِهِ سَائِرُ الأَئِمَّةِ، وَيَرْوِي أَنَّ أَبَا مُوْسَى مَزَحَ مَرَّةً، فَقَالَ: نَحْنُ قوم لنا شرف صلى إلينا النبي -صلى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ2. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الكِنْدِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ أَبُو مُوْسَى فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ غَيْرَ مَرَّةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ أَبِي حَامِدٍ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيُّ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا عَمِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَامِدٍ سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وأربعمائة، أخبرنا أبو عمر

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 409"، وتاريخ بغداد "3/ 283"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 43"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 527"، والكاشف "3/ ترجمة 5219"، والعبر "2/ 4"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8115"، وتهذيب التهذيب "9/ 425"، وتقريب التهذيب "2/ 204"، وخلاصة الخرزجي "2/ ترجمة 6622"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 126". 2 يقصد أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى إلى عَنَزَة، وصاحب الترجمة ينتهي نسبه إلى العنزي.

ابن مَهْدِيٍّ الفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاَهَا، وَخَرَجَ مِنْ أسفلها"1. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ خَمْسَتُهُم، عَنْ أَبِي مُوْسَى العَنَزِيِّ، فَوَافَقْنَاهُمْ بِعُلُوٍّ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ النَّاصِحِ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ حَامِدِ بنِ السَّرِيِّ، وَقُلْتُ لَهُ: لِمْ لاَ تَقُوْلُ فِي مُحَمَّدِ بنِ المُثَنَّى إِذَا ذَكَرْتَهُ: الزَّمِنَ. كَمَا يَقُوْلُ الشُّيُوْخُ? فَقَالَ: لَمْ أَرَهُ زَمِناً رَأَيْتُهُ يَمْشِي، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: كُنْتُ فِي لَيْلَةٍ شَدِيْدَةِ البَرْدِ، فَجَثَوتُ عَلَى يَدَيَّ، وَرِجْلَيَّ، فَتَوَضَّأْتُ، وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَسَأَلْتُ اللهَ، فَقُمْتُ أَمْشِي. قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يَمْشِي, وَلَمْ أَرَهُ زَمِناً. حِكَايَةٌ صَحِيْحَةٌ, رَوَاهَا السِّلَفِيُّ، عَنِ الرَّازِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عليُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا ابن الناصح.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1579"، ومسلم "1258"، وأبو داود "1869"، والترمذي "853"، وأحمد "6/ 40" من طريق سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به. وأخرجه أحمد "6/ 201-202" من طريق حماد بن أسامة قال أخبرنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، به.

هارون بن إسحاق

2006- هارون بن إسحاق 1: "ت، س، ق" الإِمَامُ, الحَافِظُ, الثَّبْتُ، المُعَمَّرُ, أَبُو القَاسِمِ الهَمْدَانِيُّ, الكُوْفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ المُطَّلِبَ بنَ زِيَادٍ، وَمُعْتَمِرَ بنَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ، وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَحَفْصَ بنَ غِيَاثٍ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَبَدْرُ بنُ الهَيْثَمِ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالقَاضِي المَحَامِلِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْدِ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ يُجِلُّهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ قَدْ نَيَّفَ عَلَى التِّسْعِيْنَ. قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الخَالِقِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الفَقِيْهِ أَخْبَرَكُمُ الإِمَامُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ في سنة إحدى عشر وستمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الخَطَّابِ نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ سَعْدِ بنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: "المَعْرُوْفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ اللهَ صَانِعُ كُلِّ صَانِعٍ وَصَنْعَتِهُ، وَإِنَّ آخِرَ مَا تَعَلَّقَ بِهِ أَهْلُ الجَاهِليَّةِ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ" 2. رواه مسلم.

_ 1 ترجمه في طبقات ابن سعد "6/ 414"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 360"، والكاشف "3/ ترجمة 6006"، وتهذيب التهذيب "11/ 2-3"، وتقريب التهذيب "2/ 311"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7612". 2 صحيح: وردت الفقرة الأولى والأخيرة عند أحمد "5/ 383 و405"، والخطيب في "التاريخ بغداد" "12/ 135-136" من طريق أبي مالك الاشجعي، عن ربعي بن حراش، به. ووردت الفقرة الأولى: عند مسلم "1005"، وأبي داود "4947" من طرق عن أبي مالك الاشجعي، به. أما أوسطه: "إن الله صانع كل صانع وصنعته". وردت عند الحاكم "1/ 31 و32"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص388"، وأخرج آخره أحمد "5/ 505"، وله شاهد من حديث أبي مسعود الأنصاري عند البخاري "6120" وأبي داود "4797"، وابن ماجه "4183"، والطبراني في "الأوسط" "3311".

السكري

2007- السُّكَّري 1: "ق" الشَّيْخُ الفَقِيْهُ العَالِمُ, قَاضِي دِمَشْقَ, أَبُو الحَسَنِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ القُرَشِيُّ, العَبْدَرِيُّ, الرَّقِّيُّ, المَعْرُوْفُ: بِالسُّكَّرِيِّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي المَلِيْحِ الحَسَنِ بنِ عُمَرَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو الرَّقِّيَّيْنِ، وَيَعْلَى بنِ الأَشْدَقِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ، وَبَقِيَّةَ، وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، وَجَمَاعَةٍ، وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَإِتْقَانٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، وَجُمَاهِرُ الزَّمْلَكَانِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ مَسْرُوْقٍ، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ البَاغَنْديِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ هِشَامِ بنِ مَلاَّسٍ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيَّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الفيض: ولى أحمد بن أبي دؤاد عَلَى قَضَاءِ دِمَشْقَ إِسْمَاعِيْلَ السُّكَّرِيَّ، فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَأَقَامَ إِلَى أَنْ وَلِيَ القضاء لِلْمُتَوَكِّلِ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ، فَعَزَلَ السُّكَّرِيَّ بِمُحَمَّدِ بنِ هَاشِمٍ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَيُّوْبَ الحَوْرَانِيُّ: قُلْتُ: لإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ اللهِ القَاضِي: بَلَغَنِي أَنَّكَ كُنْتَ صُوفِيّاً مَنْ أَكلَ مِنْ جِرَابكَ كِسْرَةً افتَخَرَ بِهَا، فَقَالَ: حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ. قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ عَلاَّنُ: مَاتَ إِسْمَاعِيْلُ السُّكَّرِيُّ بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ قَالَ: وَكَانَ يرمى بالتجهم. قلت: فأما:

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 614"، وميزان الاعتدال "1/ 236"، وتهذيب التهذيب "1/ 307"، وتقريب التهذيب "1/ 71".

إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، أحمد بن إبراهيم

إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، أحمد بن إبراهيم: 2008- إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ زُرَارَةَ 1: الرَّقِّيُّ فَآخَرُ، تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. مَا لَحِقَهُ ابْنُ مَاجَهْ، وَوَهِمَ صَاحِبُ النَّبَلِ، وَزَعَمَ أَنَّ ابْنَ مَاجَهْ رَوَى عَنِ ابْنِ زُرَارَةَ. 2009- أحمد بن إبراهيم 2: "م، د، ت، ق" ابن كثير، الدورقي الحَافِظُ الإِمَامُ المُجَوِّدُ المُصَنِّفُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ العَبْدِيُّ, أَخُو الحَافِظِ يَعْقُوْبَ، وَوَالِدُ المُحَدِّثِ الثِّقَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ. وَهَذِهِ نِسْبَةٌ إِلَى بَيْعِ القَلاَنِسِ الدَّوْرَقِيَّةِ، وَقَدْ كَانَ وَالِدُهُم إِبْرَاهِيْمُ بنُ كَثِيْرٍ مِنَ النُّسَاكِ العُبَّادِ، فَقِيْلَ: كَانَ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ كُلُّ مَنْ تَنَسَّكَ يُقَالُ لَهُ: دَوْرَقِيٌّ. سَمِعَ أَحْمَدُ مِنْ: هُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ، وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَابْنِ عُلَيَّةَ، ووَكِيْعٍ، وَابْنِ فُضَيْلٍ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَإِسْحَاقَ الأَزْرَقِ، وَبَهْزِ بنِ أَسَدٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، وَيَنْزِلُ فِي الرِّوَايَةِ إِلَى عَفَّانَ، وَأَبِي سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بن المنذر الحزامي.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1157"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 615"، وتاريخ بغداد "6/ 261"، وميزان الاعتدال "1/ 236"، وتهذيب التهذيب "1/ 308". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1509"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 3"، وتاريخ بغداد "4/ 6-7" والأنساب للسمعاني "5/ 391" و"8/ 356"، واللباب لابن الأثير "1/ 512"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 520"، والعبر "1/ 446"، وتهذيب التهذيب "1/ 10-11"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 110".

حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالهَيْثَمُ بنُ خَلَفٍ الدُّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَدْرٍ البَاهِلِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَكَانَ حَافِظاً يَقِظاً, حسن التصنيف. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. ذَكَرَهُ الخَطِيْبُ، وَوَرَّخَ وَفَاتَهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بن عبد الرحيم سنة سبعمائة، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ ظَافِرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُظَفَّرٍ الكَحَّالُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُهَنْدِسُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاهِلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ كَثِيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ القَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ، عَنْ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ سَعْدَ بنَ مُعَاذٍ حكَمَ عَلَى بَنِي قُرَيظَةَ أَنْ يُقْتَلَ مِنْهُمْ كُلُّ مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ المُوْسَى، وَأَنْ تُقْسَمَ أَمْوَالهُم وَذَرَارِيْهِم، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "لَقَدْ حَكَمَ فِيْهِمُ اليَوْمَ بِحُكْمِ اللهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ مِنْ فَوْق سَبْعِ سَمَاوَاتٍ" 1. تَفَرَّدَ بِإِخْرَاجِهِ: النَّسَائِيُّ، فَرَوَاهُ عَنْ أَصْحَابِ أَبِي عامر العقدي. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهَاشِمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ عَفِيْفٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ هُوَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَانَ أَيُّوْبُ يَمْشِي إِلَى مَسْجِدِ بَنِي ضُبَيعَةَ يَسْأَلُ عَنِ الحَدِيْثِ، فَحَدَّثَ أَيُّوْبُ يَوْماً بِحَدِيْثِ قَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بنِ شِهَابٍ أَنَّ امْرَأَةً أَرَادَتِ الحَجَّ، فَقَالَ أَيُّوْبُ: هَاتُوا إِسْنَاَداً مِثْلَ هَذَا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ, أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا مَرْحُوْمُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي الزَّبُوْرِ: بِكِبْرِيَاءِ المُنَافِقِ يَحْتَرِقُ المِسْكِيْنُ. قَالَ: وَقَرَأْتُ فِي الزَّبُورِ: إِنِّي أَنتَقِمُ لِلْمُنَافِقِ مِنَ المُنَافِقِ, ثُمَّ أَنتَقِمُ مِنَ المُنَافِقين جَمِيْعاً. فذَلِكَ قَوْلُ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام: 129] ، وذكر الحديث.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه النسائي في "الكبرى" "8223" من طريق أبي عامر، به. وأخرجه البخاري "4121"، ومسلم "1768" من طريق غندر، حدثنا شعبة، عن سعد, قال سمعت: أبا أمامة, قال: سمعت أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- يقول: نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، فأرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى سعد فأتى على حمار، فلما دنا من المسجد قال للأنصار: "قوموا إلى سيدكم -أو خيركم ". فقال: "هؤلاء نزلوا على حكمك". فقال: تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم، قال: "قضيت بحكم الله". وربما قال: "بحكم الملك".

نصر بن علي

2010- نصر بن علي 1: "ع" ابن نَصْرِ بنِ عَلِيِّ بنِ صُهْبَانَ بنِ أُبَيٍّ, الحَافِظُ, العَلاَّمَةُ، الثِّقَةُ، أَبُو عَمْرٍو الأَزْدِيُّ، الجَهْضَمِيُّ البَصْرِيُّ, الصَّغِيْرُ، وَهُوَ حَفِيْدُ الجَهْضَمِيِّ الكَبِيْرِ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ. وَحَدَّثَ عَنْ: يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَنُوْحِ بنِ قَيْسٍ الحُدَّانِيِّ، وَعَبْدِ رَبِّهِ بنِ بَارِقٍ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، ودُرُسْت بنِ زِيَادٍ، وَبِشْرِ بنِ المُفَضَّلِ، وَالحَارِثِ بنِ وَجِيْهٍ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ العَمِّيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَعُمَرَ بنِ عَلِيٍّ، وَابْنِ عُلَيَّةَ، وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، وَمَرْحُوْمِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ؛ عَلِيُّ بنُ نَصْرٍ، وَأَصْحَابُ الكُتُبِ السِّتَّةِ، وَالذُّهْلِيُّ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَزَكَرِيَّا السِّجْزِيُّ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَأَبُو حَامِدٍ الحَضْرَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الشِّيْعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُكْرَمٍ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الأَعْلاَمِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: مَا بِهِ بَأْسٌ، وَرَضِيَهُ. وَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ، وَعَمْرِو بنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيِّ: مَنْ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ? قَالَ: نَصْرٌ أَحَبُّ إليَّ وَأَوْثَقُ وَأَحْفَظُ, نَصْرٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ النسائي، وابن خراش: ثقة.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2362"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 446", والجرح والتعديل "8/ ترجمة 2159"، وتاريخ بغداد "13/ 287"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 536"، والكاشف "3/ ترجمة 5921"، وتهذيب التهذيب "10/ 430"، وتقريب التهذيب "2/ 300"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7493"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 123".

وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَرْهَيَانِيُّ: نَصْرٌ عِنْدِي مِنْ نُبَلاَءِ النَّاسِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزَّبِيْبِيُّ: سَمِعْتُ نَصْرَ بنَ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى المُتَوَكِّلِ، فَإِذَا هُوَ يَمْدَحُ الرِّفْقَ، فَأَكْثَرَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, أَنْشَدَنِيَ الأَصْمَعِيُّ: لَمْ أَرَ مِثْلَ الرِّفْقِ فِي لِينِهِ ... أَخْرَجَ لِلْعَذْرَاءِ مِنْ خِدْرِهَا مَنْ يَسْتَعِنْ بِالرِّفْقِ فِي أَمْرِهِ ... يَسْتَخرِجِ الحَيَّةَ مِنْ جُحْرِهَا فَقَالَ: يا غلام, الدواة والقرطاس، فكتبهما. عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي أَخِي مُوْسَى، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ، وَحُسَيْنٍ، فَقَالَ: "مَنْ أَحَبَّنِي، وَأَحَبَّ هَذَيْنِ، وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ". قُلْتُ: هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ جِدّاً. ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: لَمَّا حَدَّثَ نَصْرٌ بِهَذَا أَمَرَ المُتَوَكِّلُ بِضَرْبِهِ أَلْفَ سَوْطٍ، فَكَلَّمَهُ جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَجَعَلَ يَقُوْلُ لَهُ: الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى تَرَكَهُ، وَكَانَ لَهُ أَرزَاقٌ، فَوَفَّرَهَا عَلَيْهِ مُوْسَى. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ عَقِيْبَهُ: إِنَّمَا أَمَرَ المُتَوَكِّلُ بِضَرْبِهِ لأَنَّهُ ظَنَّهُ رَافِضِيّاً. قُلْتُ: وَالمُتَوَكِّلُ سُنِّيٌّ, لَكِنْ فِيْهِ نَصْبٌ. وَمَا فِي رُوَاةِ الخَبَرِ إِلاَّ ثِقَةٌ مَا خَلاَ عَلِيَّ بنَ جَعْفَرٍ، فَلَعَلَّهُ لَمْ يَضْبِطْ لَفْظَ الحَدِيْثِ، وَمَا كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مِنْ حُبِّهِ وَبَثِّ فَضِيْلَةِ الحَسَنَيْنِ لِيَجعَلَ كُلَّ مَنْ أَحَبَّهُمَا، فِي دَرَجَتِهِ، فِي الجَنَّةِ، فَلَعَلَّهُ قَالَ: فَهُوَ مَعِي فِي الجَنَّةِ. وَقَدْ تَوَاتَرَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السلام: "المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ" 1. وَنَصْر بن عَلِيٍّ، فمن أئمة السنة الأثبات. أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ، وَغَيْرُهُ إِذْناً, قَالُوا: أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عُثْمَانَ الوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَكَمِ الوَاسِطِيُّ, سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنِ أَبِي دَاوُدَ يَقُوْلُ: كَانَ المُسْتَعِيْنُ بِاللهِ بَعَثَ إِلَى نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ يُشْخِصُهُ لِلْقَضَاءِ، فَدَعَاهُ عَبْدُ المَلِكِ أَمِيْرُ البَصْرَةِ، وَأَمَرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: أَرْجِعُ، وأَسْتَخِيْرُ اللهَ تَعَالَى، فَرَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ نِصْفَ النَّهَارِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِي عِنْدَكَ خَيْرٌ، فَاقبِضْنِي، فَنَامَ، فَأَنبَهُوهُ، فَإِذَا هُوَ مَيِّتٌ. قَالَ السَّرَّاجُ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ البُخَارِيُّ: فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ. زَادَ السَّرَّاجُ: رَأَيْتهُ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ, كَانَ لاَ يَخضِبُ, رَأَيْتُهُ بِبَغْدَادَ وَلَمْ يُحَدِّثْنَا. قُلْتُ: فَأَمَّا جَدُّهُ الثِّقَةُ:

_ 1 صحيح: ورد عن عبد الله بن مسعود: عند البخاري "6168"، ومسلم "2640"، وأحمد "1/ 392". وورد عن أبي موسى الأشعري: عند البخاري "6170"، ومسلم "2641"، وأحمد "4/ 392 و395". وورد عن أنس بن مالك: عند البخاري "6171"، ومسلم "2639"، وأبي داود "5127". وورد عن أبي ذر: عند أبي داود "5126".

نصر بن علي الجهضمي الكبير

2011- نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ الكَبِيْرُ 1: فَرَوَى عَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ؛ أَشْعَثَ بنِ عَبْدِ اللهِ الحُدَّانِيِّ، وَالنَّضْرِ بنِ شَيْبَانَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ غَالِبٍ الحداني. وَعَنْهُ: ابْنُهُ؛ عَلِيٌّ، وَوَكِيْعٌ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، وَجَمَاعَةٌ. مَاتَ فِي أَيَّامِ شُعْبَةَ. وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَوَثَّقَهُ، وَقَالَ: مَاتَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. أَجَازَ لَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ الخِرَقيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنْ نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ فَرَضَ صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ فَمَنْ صَامَ وَقَامَ إِيْمَاناً وَاحْتِسَاباً, خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"2. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ، عَنِ الثِّقَةِ عَنْ وَكِيْعٍ. وعِنْدِي هَذَا الحَدِيْثُ أَعْلَى بِدَرَجَةٍ مِنْ طَرِيْقِ القَاسِمِ بنِ الفَضْلِ الحُدَّانِيِّ، عَنِ النَّضْرِ، وَأَخْرَجَهُ: النَّسَائِيُّ مِنَ الوَجْهَيْنِ, لَكِنْ قَالَ النَّسَائِيُّ: هَذَا خَطَأٌ. وَالصَّوَابُ حَدِيْثُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة. وأما ولده:

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 2345"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 446"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 2136"، والكاشف "3/ ترجمة 5920"، وتهذيب التهذيب "10/ 429"، وتقريب التهذيب "2/ 299"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7492". 2 ضعيف: أخرجه النسائي "4/ 158"، وابن ماجه "1328"، من طريق نصر بن علي، قال: حدثني النضر ابن شيبان، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته النضر بن شيبان الحداني، لين الحديث كما قال الحافظ في "التقريب".

علي بن نصر بن علي

2012- علي بن نصر بن علي 1: "ع" الإِمَامُ الثِّقَةُ الحَافِظُ، أَبُو الحَسَنِ الجَهْضَمِيُّ الكَبِيْرُ. فَيَرْوِي عَنْ: هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ العَبْدِيِّ، وَحَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، وَشُعْبَةَ، وَالمُثَنَّى بنِ سَعِيْدٍ، وَقُرَّةَ بنِ خَالِدٍ، وَمَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ، وَصَخْرِ بنِ جُوَيْرِيَةَ، وَخَالِدِ بنِ قَيْسٍ الحُدَّانِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ نَافِعٍ، وَالقَاسِمِ بنِ مَعْنٍ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَعَنْهُ: ابْنُهُ نَصْرٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ، وَوَكِيْعٌ -وَهُوَ أَقْدَمُ مِنْهُمَا- وَمُعَلَّى بنُ أَسَدٍ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ حَنْبَلٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ، أَثْبَتُ مِنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ: صَدُوْقٌ. قَالَ مُطَيَّنٌ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَأَمَّا وَلَدُ صَاحِبِ الترجمة، فهو:

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2464"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1133"، وتهذيب التهذيب "7/ 390"، وتقريب التهذيب "2/ 45".

علي بن نصر بن علي

2013- عَلِيِّ بنِ نَصْرِ بن علي 1: "م، د، ت، س" ابن نَصْرِ بنِ عَلِيِّ بنِ صُهْبَانَ بنِ أُبَيٍّ الحافظ, الإمام, الثبت, أبو الحَسَنِ الجَهْضَمِيُّ الصَّغِيْرُ. رَوَى عَنْ: حَرَمِيِّ بنِ عُمَارَةَ، وَوَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَبْدِ الوَارِثِ، وَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَنَفِيِّ، وَأَخِيْهِ أَبِي بَكْرٍ الحَنَفِيِّ، وَأَبِي عَاصِمٍ، وَسُلَيْمَانَ بنِ حَرْبٍ، وَالمُقْرِئِ، وَطَبَقَتِهِم، وَلَمْ يَلْحَقْ جَدَّهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَالبُخَارِيُّ، فِي تَارِيْخِهِ، وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى التُّسْتَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الحَضْرَمِيُّ، وَعُمُرُ البُجَيْرِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَعَلِيُّ بنُ العَبَّاسِ البَجَلِيُّ، وَخَلْقٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ خَلَفاً -يَعْنِي: مَاتَ، وَلَمْ يُعَمَّرْ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَوَثَّقَهُ، وَأَطْنَبَ فِي ذِكْرِهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ. وَقَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ: ثِقَةٌ, صَدُوْقٌ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: كَانَ حَافِظاً, صَاحِبَ حَدِيْثٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ وَأَبُوْهُ ثِقَتَانِ. قَالَ النَّسَائِيُّ أَيْضاً، وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَقِيْلَ: فِي شَعْبَانِهَا، وَمَاتَ أَبُوْهُ قَبلَهُ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَكْمَلُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَنَّاءِ "ح". وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَسَاكِرَ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ قُدَامَةَ، وَسُنْقُرُ الزَّيْنِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعِيْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سعيد بن أحمد حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بنِ بَشَّارٍ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ العمِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ الأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيتُهُمَا، وَمَا فِيْهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ, آنِيتُهُمَا وَمَا فِيْهِمَا وَمَا بِيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِم إِلاَّ رِدَاءُ الكبرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ". أَخْرَجَهُ مسلم, عنهما2.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2463"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1134"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 560"، وتهذيب التهذيب "7/ 390"، وتقريب التهذيب "2/ 45". 2 صحيح: أخرجه البخاري "4878"، ومسلم "180" من طرق عن عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي عمران الجوني، به.

الدورقي

2014- الدَّورقي 1: "ع" يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زَيْدِ بنِ أَفْلَحَ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ مُزَاحِمٍ الحَافِظُ الإِمَامُ الحُجَّةُ أَبُو يُوْسُفَ العَبْدِيُّ القَيْسِيُّ مَوْلاَهُمُ, الدَّوْرَقِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ، وَكَانَ أَكبَرَ مِنْ أَخِيْهِ أَحْمَدَ بِعَامَيْنِ. رَأَى اللَّيْثَ بنَ سَعْدٍ. وَحَدَّثَ عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، وَهُشَيْمٍ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَجَرِيْرٍ، وَبَقِيَّةَ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَغُنْدَرٍ، وَحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَابْنِ عُلَيَّةَ، وَحُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، وَشُعَيْبِ بنِ حَرْبٍ، وَالمُحَارِبِيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ الأَشْجَعِيِّ، وَيَحْيَى القَطَّانِ، وَوَكِيْعٍ، وَيَزِيْدَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخَلْقٍ، وَيَنْزِلُ إِلَى عَفَّانَ، وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ. وَرَحَلَ، وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ، وَتَمَيَّزَ فِي هَذَا الشَّأْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الجَمَاعَةُ السِّتَّةُ، وَأَخُوْهُ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو عُبَيْدٍ بن المحاملي، وأخوه؛ القاضي وأبو عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَزَكَرِيَّا خَيَّاطُ السُّنَّةِ، وَمُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الرُّوْيَانِيُّ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلدٍ العَطَّارُ، وعدة. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً, حَافِظاً, مُتْقِناً, صَنَّفَ "المُسْنَدَ". وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، وَبَيْنَهُمَا فِي الوَفَاةِ مائَةُ سَنَةٍ وَسَنَةٌ. وَقَالَ البَغَوِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ الدَّوْرَقِيُّ سنَةَ اثنتين وخمسين ومائتين، وآخر من روى حديثًا عاليًا سبط السلفي.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 360"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 844"، وتاريخ بغداد "14/ 277"، والأنساب للسمعاني "5/ 354"، والكاشف "3/ ترجمة 6499"، وتهذيب التهذيب "11/ 381"، وتقريب التهذيب "2/ 374".

أَخْبَرَنَا الإِمَامُ تَاجُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الغَرَّافِيُّ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُفِيْدُ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُوْنُسُ، عَنِ الحَسَنِ، وَهِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُصَلِّي الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الوَاحِدِ? قَالَ: "أَوَلِكُلِّكُمْ ثَوْبَانِ"؟ 1 وَبِهِ، حَدَّثَنَا يعقوب الدروقي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، عَنِ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ جُبَيْرٍ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: رَجُلٌ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَقَالَ: تَعْرِفُ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، فَإِنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، وَهِيَ حَائِضٌ، فأتى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا, ثُمَّ يَسْتَقْبِلَ عِدَّتَهَا، فَقُلْتُ لَهُ: إِذَا طَلَّقَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ, أَيُعْتَدُّ بِتِلْكَ التطليقة? قال: "فمه، وإن عجز واستحمق"؟ 2 أخرجه مسلم، والنسائي، عن يعقوب.

_ 1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "358"، وَمُسْلِمٌ "515"، وَأَبُو دَاوُدَ "625"، وَالنَّسَائِيُّ "2/ 69" مِنْ طريق ابن شهاب، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "5251"، ومسلم "1471"، وأبو داود "2179-2185" والترمذي "1175".

بندار

2015- بُنْدَار 1: "ع" مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارِ بنِ عُثْمَانَ بنِ دَاوُدَ بن كيسان, الإِمَامُ, الحَافِظُ, رَاوِيَةُ الإِسْلاَمِ, أَبُو بَكْرٍ العَبْدِيُّ, البَصْرِيُّ بُنْدَارُ, لُقِّبَ بِذَلِكَ, لأَنَّهُ كَانَ بُنْدَارَ الحَدِيْثِ، فِي عَصْرهِ بِبَلَدِهِ. وَالبُنْدَارُ: الحَافِظُ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَمَرْحُوْمِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ العَطَّارِ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ العَمِّيِّ، وَغُنْدَرٍ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، وَعُمَرَ بنِ عَلِيٍّ، وَالطُّفَاوِيِّ، وَبَهْزِ بنِ أَسَدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، وَمُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ، وَمُعَاذِ بنِ هِشَامٍ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَوَكِيْعٍ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَيَنْزِلُ إِلَى: حَجَّاجِ بنِ مِنْهَالٍ، وَعَفَّانَ، وَأَبِي الوَلِيْدِ، وَعِدَّةٍ. وَجَمَعَ حَدِيْثَ البَصْرَةِ، وَلَمْ يَرْحَلْ بِرّاً بِأُمِّهِ, ثُمَّ رَحَلَ بَعْدَهَا. رَوَى عَنْهُ: السِّتَّةُ، فِي كُتُبِهِم، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو العباس السراج، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، وَالقَاسِمُ بنُ زَكَرِيَّا المُطَرِّزُ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُسَيَّبِ الأَرْغِيَانِيُّ، وَالبَغَوِيُّ، وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البَصَلانِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الطُّوْسِيُّ، وَعَبْدُ الله ابن نَاجِيَه، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ خَاقَانَ المرزوي: سَمِعْتُ بُنْدَاراً يَقُوْلُ: أَرَدْتُ الخُرُوجَ -يَعْنِي: الرِّحْلَةَ- فَمَنَعَتْنِي أُمِّي، فَأَطَعْتُهَا، فَبُوْرِكَ لِي فِيْهِ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: سَمِعْتُ بُنْدَاراً يَقُوْلُ: اخْتَلَفتُ إِلَى يَحْيَى القَطَّانِ -ذَكَرَ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً- وَلَوْ عَاشَ بَعْدُ, لَكُنْتُ أَسْمَعُ مِنْهُ شَيْئاً كَثِيْراً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ بُنْدَارٍ نَحْواً مِنْ خَمْسِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ، وَكَتَبْتُ عَنْ أَبِي مُوْسَى شَيْئاً، وَهُوَ أَثْبَتُ مِنْ بُنْدَارٍ، وَلَوْلاَ سَلاَمَةٌ فِي بُنْدَارٍ, تُرِكَ حَدِيْثُهُ. وَقَالَ إِمَامُ الأَئِمَّةِ؛ ابْنُ خُزَيْمَةَ، فِي كِتَابِ "التَّوْحِيْدِ" لَهُ: أَخْبَرَنَا إِمَامُ أَهْلِ زَمَانِهِ فِي العِلْمِ، وَالأَخْبَارِ مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُسيَّبِ: سَمِعْتُ بندارًا يقول: كتب عني خمسة قرون، وحدثت وأنا ابن ثمان عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ, كَثِيْرُ الحَدِيْثِ, حَائِكٌ. وَقَالَ أبو حاتم الرزاي: صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: سَمِعْتُ بُنْدَاراً يَقُوْلُ: مَا جلَسْتُ مَجْلِسِي هَذَا حَتَّى حَفِظْتُ جَمِيْعَ مَا خَرَّجْتُهُ. قَالَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ القَزَّازُ: كُنَّا عِنْدَ بُنْدَارٍ، فَقَالَ فِي حَدِيْثٍ عَنْ عَائِشَةَ, قَالَ: قَالَتْ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَسخَرُ مِنْهُ: أُعِيذُكَ بِاللهِ, مَا أَفْصَحَكَ! فَقَالَ: كُنَّا إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَوْحٍ, دَخَلْنَا إِلَى أَبِي عبيدة، فقال: قد بان ذلك عليك.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 98"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1187"، وتاريخ بغداد "2/ 101"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 526"، والكاشف "3/ ترجمة 4812"، والعبر "2/ 3"، والمغني "3/ ترجمة 5327"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7269"، وتهذيب التهذيب "9/ 70"، وتقريب التهذيب "2/ 147"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6078"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 126".

قَرَأْتُ عَلَى عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الحُسَيْنِيُّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي تَطلِيقَةً، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "لِيُرَاجِعْهَا، فَإِذَا طَهُرَتْ، فَإِنْ شَاءَ فَلْيُطَلِّقْهَا"، فَقُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: فَاحتَسَبْتَ بِهَا? قَالَ: فَمَهْ, أَرَأَيْتَ إِنْ عَجَزْتُ? أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1، عن بندار. قَالَ النَّسَائِيُّ: بُنْدَارٌ صَالِحٌ لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فَضَالَةَ الحَافِظُ بِالرَّيِّ, سَمِعْتُ يُوْسُفَ بنَ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيَّ, سَمِعْتُ محمد ابن المُسَيَّبِ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ بُنْدَاراً يَقُوْلُ: سَأَلُونِي الحَدِيْثَ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أُحَدِّثَهُمْ فِي المَدِيْنَةِ، فَأَخرَجْتُهُمْ إِلَى البُسْتَانِ، وَأَطْعَمْتُهُمُ الرُّطَبَ، وَحَدَّثْتُهُم. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ السِّمناني: كَانَ أَهْلُ البَصْرَةِ يُقَدِّمُونَ أبا موسى على بندار، وكان الغرباء يقدمون بُنْدَاراً عَلَى أَبِي مُوْسَى. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَيَّارٍ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ الفلاس يحلف أن يندارًا يَكْذِبُ، فِيْمَا يَرْوِي عَنْ يَحْيَى. وَقَالَ ابْنُ سَيَّارٍ أَيْضاً: سَمِعْتُ أَبَا مُوْسَى، وَكَانَ قَدْ صَنَّفَ حَدِيْثَ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَلَمْ يَكُنْ بُنْدَارٌ صَنَّفَهُ، فَسَمِعْتُ أَبَا مُوْسَى يَقُوْلُ: مِنَّا قَوْمٌ لَوْ قَدِرُوا أَنْ يَسرِقُوا حَدِيْثَ دَاوُدَ, لَسَرَقُوهُ: يَعْنِي بِهِ بُنْدَاراً. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ أَبِي، وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيْثٍ رَوَاهُ بُنْدَارٌ، عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَسَحَّرُوا" 2, قَالَ: هذا كذب, حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ مَوْقُوْفاً، وَأَنكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1471" "10" وقد تقدم تخريجنا له قريبا بتعليقنا رقم "552". 2 صحيح: رواه النسائي "4/ 140" أخبرنا محمد بن بشار، قال حدثنا عبد الرحمن، به. وتمام الحديث: "تسحروا، فإن في السحور بركة". وله شواهد عن أنس بن مالك، وعمرو بن العاص، وأبي هريرة، رضي الله عنهم أجمعين: أما شاهد أنس بن مالك -رضي الله عنه- فهو عند البخاري "1923"، ومسلم "1095". وأما شاهد عمرو بن العاص: فهو عند مسلم "1096"، وأبي داود "2343". وأما شاهد أبي هريرة: هو عند النسائي "4/ 141".

قَالَ أَبُو الفَتْحِ الأَزْدِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ المَطِيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الدَّوْرَقِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ مَعِيْنٍ، وَجرَى ذِكْرُ بندار، فرأيت يحيى لا يعبأ، وَيَسْتَضْعِفُهُ، وَرَأَيْتُ القَوَارِيْرِيَّ لاَ يَرْضَاهُ، وَقَالَ: كَانَ صَاحِبَ حَمَامٍ, ثُمَّ قَالَ أَبُو الفَتْحِ: بُنْدَارٌ كَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ، وَقَبِلُوهُ، وَلَيْسَ قَوْلُ يَحْيَى وَالقَوَارِيْرِيِّ مِمَّا يَجْرَحُهُ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً ذَكَرَهُ إِلاَّ بِخَيْرٍ وَصِدْقٍ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَيَّارٍ: بُنْدَارٌ وَأَبُو مُوْسَى ثِقَتَانِ، وَأَبُو مُوْسَى أَحَجُّ؛ لأَنَّهُ كَانَ لاَ يَقْرَأُ إِلاَّ مِنْ كِتَابِهِ، وَبُنْدَارٌ يَقْرَأُ كُلَّ كِتَابٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحْفَظُ حَدِيْثَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُسَيَّبِ: لَمَّا مَاتَ بُنْدَارٌ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُوْسَى, البُشْرَى مَاتَ بُنْدَارٌ. قَالَ: جئت تبشرني بموته?! علي ثلاثون حَجَّةً إِنْ حَدَّثْتُ بِحَدِيْثٍ أَبَداً. فَبَقِيَ أَبُو مُوْسَى بَعْدَهُ تِسْعِيْنَ يَوْماً لَمْ يُحَدِّثْ، وَمَاتَ. قَالَ البُخَارِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ فِي رَجَبٍ, سنَةَ اثنتين وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَحْفَظُ حَدِيْثَهُ، وَيَقْرَؤُهُ مِنْ حِفْظِهِ. وَأَبُو مُوْسَى مِنْ أقرانه مولدًا ووفاة.

الجوهري

2016- الجَوْهَري 1: "م، 4" الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ, صَاحِبُ "المُسْنَدِ" الأَكْبَرِ, أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ البَغْدَادِيُّ, الجَوْهَرِيُّ، وَأَصْلُهُ مِنْ طَبَرِسْتَانَ. وُلِدَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ فُضَيْلٍ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيْعٍ، وَأَنَسِ بنِ عَيَاضٍ اللَّيْثِيِّ، وَأَبِي أُسَامَةَ، وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: الجَمَاعَةُ -سِوَى البُخَارِيِّ- وَأَبُو الجَهْمِ بنُ طَلاَّبٍ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ جَوْصَا، وَأَبُو طَاهِرٍ بن فيل، وأبو عروبة، والحكيم الترمذي مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَزَكَرِيَّا خياط السنة، وخلق كثير. وثقه النسائي.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 294"، وتاريخ بغداد "6/ 93"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 532"، وميزان الاعتدال "1/ 35"، والعبر "1/ 448"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 354"، وتهذيب التهذيب "1/ 123"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 113".

وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ خَاقَانَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيَّ عَنْ حَدِيْثٍ لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، فَقَالَ لِجَارِيَتِهِ: أَخرِجِي لِيَ الجُزْءَ الثَّالِثَ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ "مُسْنَدِ أَبِي بَكْرٍ". فَقُلْتُ لَهُ: أَبُو بَكْرٍ لاَ يَصِحُّ لَهُ خَمسُوْنَ حَدِيْثاً, مِنْ أَيْنَ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُوْنَ جُزْءاً? فَقَالَ: كُلُّ حَدِيْثٍ لاَ يَكُوْنُ عِنْدِي مِنْ مائَةِ، وَجْهٍ، فَأَنَا فِيْهِ يَتِيْمٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً مُكْثِراً صَنَّفَ "المُسْنَدَ". وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ: كَانَ أَبُوْهُ سَعِيْدٌ ثِقَةً مُحْتَشِماً نَبِيلاً, حَجَّ مَرَّةً، فَحَجَّ مَعَهُ أربعمائة نَفْسٍ مِنْهُم: هُشَيْمٌ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، وَكُنْتُ أَنَا مِنْهُم. قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ النَّجَّارُ، أَخْبَرَنَا الصَّاغَانِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ صَبِيّاً ابْنَ أَرْبَعِ سِنِيْنَ قَدْ حُمِلَ إِلَى المَأْمُوْنِ قَدْ قَرَأَ القُرْآنَ، وَنَظَرَ فِي الرَّأْيِ غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا جَاعَ بَكَى. وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ اللَّبَّانِ: حَفِظْتُ القُرْآنَ وَلِي خَمْسُ سِنِيْنَ. قُلْتُ: الرَّجُلُ ثِقَةٌ, حَافِظٌ، وَقَدْ لَيَّنَهُ حجاج بن الشاعر بلا، وجه. وَتُوُفِّيَ: مُرَابِطاً, بِعَيْنِ زَرْبَةَ. فَمَا حَرَّرُوا وَفَاتَهُ كَمَا يَنْبَغِي. فَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَقِيْلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَقِيْلَ: سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ, رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا إبراهيم بن سعد الجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، أَخْبَرَنَا نُبَيْطُ بنُ شَرِيْطٍ، عَنْ أَنَسٍ, قَالَ: شَهِدْتُ خُطْبَةَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمِنَىً، فَحَمِدَ اللهَ، وَقَالَ: "الحَمْدُ للهِ أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِيْنُهُ". ثُمَّ سأَلَهُم: "أَيَّ يَوْمٍ أَحْرَمُ" ? قَالُوا: هَذَا اليَوْمَ. وَقَالَ: "وَأَيَّ بَلَدٍ أَحْرَمُ" ? قَالُوا: هَذَا البَلَدَ. قَالَ: "فَأَيَّ شَهْرٍ أَحْرَمُ" ? قَالُوا: هَذَا الشَّهْرَ. قَالَ: "فَإِنَّ دِمَاءكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ" ? قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ. وَبِهِ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ، فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ". ثُمَّ تَلاَ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102] 1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4686"، ومسلم "2583"، والترمذي "3109"، وابن ماجه "4018" من طرق عن أبي معاوية، عن بريد، به.

سفيان بن وكيع

2027- سفيان بن وكيع 1: "ت، ق" ابن الجراح بن مليح، الحافط بن الحافظ محدث الكوفة، وأبو مُحَمَّدٍ الرُّؤَاسِيُّ، الكُوْفِيُّ. كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، عَلَى لِينٍ لَحِقَهُ. يَرْوِي عَنْ: أَبِيْهِ. وَعَنْ: جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَعَبْدِ السَلاَّمِ بنِ حَرْبٍ، وَأَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، وَحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَطَبَقَتِهِم، فَأَكْثَرَ. وَعَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاشَانِيُّ، وَخَلْقٌ. قَالَ البُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُوْنَ، فِيْهِ لأَشْيَاءَ لَقَّنُوهُ إِيَّاهَا. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: لاَ يُشْتَغَلُ بِهِ كَانَ يُتَّهَمُ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَشَارَ عَلَيْهِ أَبِي أَنْ يُغَيِّرَ وَرَّاقَهُ، فَإِنَّهُ أَفسَدَ حَدِيْثَهُ، وَقَالَ لَهُ: لاَ تُحِدِّثْ إِلاَّ مِنْ أُصُوْلِكَ، فَقَالَ: سَأَفعَلُ, ثُمَّ تَمَادَى وَحَدَّثَ بِأَحَادِيْثَ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ: كَانَ سُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ شَيْخاً فَاضِلاً صَدُوْقاً إِلاَّ أَنَّهُ ابْتُلِيَ بِوَرَّاقِ سُوءٍ كَانَ يُدخِلُ عليه الحديث، وكان يثق به، فَيُجِيبُ، فِيْمَا يُقْرَأُ عَلَيْهِ، وَقِيْلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فِي أَشْيَاءَ مِنْهَا، فَلَمْ يَرْجِعْ، فَمِنْ أَجلِ إِصرَارِهِ اسْتَحَقَّ التَّركَ. وَكَانَ ابْنُ خُزَيْمَةَ يَرْوِي عَنْهُ، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا بَعْضُ مَنْ أَمسَكْنَا عَنْ ذِكْرِهِ، وَهُوَ مِنَ الضَّربِ الَّذِي إِنْ لَوْ خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيرُ, أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَكْذِبُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ أَفسَدُوهُ، وَمَا كَانَ ابْنُ خُزَيْمَةَ يُحَدِّثُ عَنْهُ إِلاَّ بِالحَرْفِ بَعْدَ الحَرْفِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ, سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمَاتَ فِيْهَا: إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ، وَأَبُو عُثْمَانَ المَازِنِيُّ النَّحْوِيُّ، وَالمُتَوَكِّلُ. قِيْلَ: وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَالفَتْحُ بن خاقان الوزير.

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 264"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 991" والمجروحين لابن حبان "1/ 359"، والعبر "2/ 186"، والكاشف "1/ ترجمة 2024"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 3334"، والمغني "1/ ترجمة 2489"، وتهذيب التهذيب "4/ 123"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2595".

الرفاعي

2018- الرفاعي 1: "م، ت، ق" الإِمَامُ الفَقِيْهُ الحَافِظُ العَلاَّمَةُ قَاضِي بَغْدَادَ أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرِ بنِ رِفَاعَةَ العِجْلِيُّ الرِّفَاعِيُّ الكُوْفِيُّ المُقْرِئُ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الأَحْوَصِ سَلاَّمٍ، وَالمُطَّلِبِ بنِ زِيَادٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الأجلح، ويحيى بن يمان، وطبقتهم. وَأَخَذَ القِرَاءةَ، عَنْ جَمَاعَةٍ، وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي القِرَاءاتِ فِي شُذُوذٍ كَثِيْرٍ، وَهُوَ صَاحِبُ غَرَائِبَ فِي الحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَأَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الحَضْرَمِيُّ، وَعُمَرُ بنُ بُجَيْرٍ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَرَوِيُّ، وَالحُسَيْنُ المَحَامِلِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ صَاحِبُ قُرْآنٍ قَرَأَ عَلَى سُلَيْمٍ، وَوَلِيَ قَضَاءَ المَدَائِنِ. وَقَالَ البُخَارِيُّ: رَأَيتُهُم مُجْمِعِيْنَ عَلَى ضَعْفِهِ. وَقَالَ ابْنُ عُقْدَةَ: حَدَّثَنَا مُطَيَّنٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: أَنَّ أَبَا هِشَامٍ كَانَ يَسْرِقُ الحَدِيْثَ. وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: كَانَ أَضْعَفَنَا طَلَباً، وَأَكْثَرَنَا غَرَائِبَ. وَقَالَ طَلْحَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ: اسْتُقْضِيَ أَبُو هِشَامٍ -يَعْنِي: بِبَغْدَادَ- فِي سَنَةِ 242، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ القُرْآنِ، وَالعِلْمِ، وَالفِقْهِ، وَالحَدِيْثِ لَهُ كِتَابٌ فِي القِرَاءاتِ قَرَأَ عَلَيْنَا ابْنُ صَاعِدٍ أَكْثَرَهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحْرِزٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ أبي هشام، فقال: ما رأى به بأسًا. وَقَالَ البَرْقَانِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ أَمَرَنِي الدَّارَقُطْنِيُّ أَنْ أُخَرِّجَ حَدِيْثَهُ فِي "الصَّحِيْحِ". وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيْفٌ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 415"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 578"، وتاريخ بغداد "3/ 375" والكاشف "3/ ترجمة 5312"، والمغني "2/ ترجمة 6089"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8326"، وتهذيب التهذيب "9/ 526"، وتقريب التهذيب "2/ 219"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6764".

وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ القِرَاءةَ، عَنْ جَمَاعَةٍ، وَلَهُ عَنْهُمْ شُذُوْذٌ كَثِيْرٌ. قُلْتُ: حَمَلَ الحُرُوْفَ، عَنِ الكِسَائِيِّ، وَعَنْ حُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ، وَيَحْيَى بنِ آدَمَ، وَأَبِي يُوْسُفَ الأَعْشَى، وَقَيَّدَ أَحرُفاً عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، فَإِنَّهُ سَمِعَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ خَتْمَةً بِقِرَاءةِ الأَعْشَى. رَوَى عَنْهُ القِرَاءةَ: مُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ القَاضِي، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ القُطَعِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ المَرْوَزيُّ، وَقَاسِمُ بنُ دَاوُدَ، وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ، وَعَلِيُّ بنُ قِرْبَةَ، وَجَمَاعَةٌ. وَمَا هُوَ بِالمُجَوِّدِ لِرِوَايَاتِهِ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: مَاتَ فِي شَعْبَانَ, سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنُ بِطِّيْخٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُؤْمِنٍ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ أَحْمَدَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمٍ الوَاعِظُ أَخْبَرَتْنَا، فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَةُ1، أَخْبَرْنَا ابْنُ طلحة النعالي، وَأَخْبَرَنَا الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَمِّي؛ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سَبْرَةَ النَّخَعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، عَنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ قَالَ: كُنَّا نَلْقَى النَّفَرَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ، فَيَقْطَعُونَ حَدِيْثَهُم، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "وَاللهِ لاَ يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الإِيْمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُم للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- ولقرابتكم مني" 2.

_ 1 هي شُهْدَةُ بِنْتُ المُحَدِّثِ أَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بنِ الفَرَجِ الدِّيْنَوَرِيِّ، ثُم البَغْدَادِيِّ الإِبَرِيِّ الجهَةِ، المُعَمَّرَةُ، الكَاتِبَةُ، مُسْنِدَةُ العِرَاقِ، فَخْرُ النِّسَاءِ. وُلدت بَعْد الثمانين وأربعمائة. قال ابن الجوزي في "المنتظم" "10/ 288": قَرَأْت عَلَيْهَا، وَكَانَ لَهَا خطّ حسن، وتزوَّجت بِبَعْض وُكلاَء الخَلِيْفَة، وَخَالطت الدّور وَالعُلَمَاء، وَلَهَا بر وَخير، وَعُمِّرت حَتَّى قَاربت المائَة، تُوُفِّيَت فِي رَابِعَ عَشَرَ المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وخمسمائة، وحضرها خلق كثير وعامة العلماء. 2 حسن: أخرجه الترمذي "3785" من طريق أبي عوانة، عن يزيد بن أبي زيادة، عن عبد الله بن الحارث، حدثني المطلب بنِ رَبِيْعَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ أن العباسي بن عبد المطلب دَخَلَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مغضبا, وأنا عنده فقال: "ما أغضبك"؟ قال: يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك، قال: فَغَضبَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى احمر وجهه ثم قال: "والذي نفسي بيده لاَ يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الإِيْمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لله ورسوله". ثم قال: "يا أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه". وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. =

أحمد بن الحسن

2019- أحمد بن الحسن 1: "خ، ت" ابن جنيدب، الإِمَامُ، الحَافِظُ, المُجَوِّدُ, الفَقِيْهُ أَبُو الحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ. سَمِعَ يَعْلَى بنَ عُبَيْدٍ، وَأَبَا النَّضْرِ، وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ مُوْسَى، وَسَعِيْدَ بنَ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبَا نُعَيْمٍ، وَأَبَا صَالِحٍ الكَاتِبَ، وَطَبَقَتَهُم. وَتَفَقَّهَ بِأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَكَانَ بَصِيْراً بِالعِلَلِ وَالرِّجَالِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خزيمة، وجماعة. وَكَانَ قَدْ قَدِمَ نَيْسَابُوْرَ، فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَحَدَّثَ بِهَا، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ فِي المَغَازِي عَنْهُ حَدِيْثاً بِرِوَايَتِهِ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ. لَمْ يُظْفَرْ لَهُ بِتَارِيْخِ، وَفَاةٍ، وَلَهُ رِحلَةٌ شَاسِعَةٌ، وَبَاعٌ أَطْوَلُ في الحديث.

_ = وأخرجه أحمد "4/ 165" من طريق يزيد يعني ابن عطاء، عن يزيد بن أبي زياد، به مرفوعا. وأخرجه أحمد "1/ 208"، والحاكم "3/ 333" من طريق جرير بن عبد الحميد أبي عبد الله، عن يزيد بن زياد به مرفوعا. لكن هذا إسناد ضعف لأجل يزيد بن أبي زياد هذا قال الحافظ في "التقريب": ضعيف كبر فتغير صار يتلقن. وللحديث شاهد أخرجه ابن ماجه "140" في المقدمة من طريق محمد بن طريف، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سَبْرَةَ النَّخَعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، عَنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ قَالَ: كنا نلقى النفر من قريش، وهم يتحدثون فيقطعون حديثهم, فذكرنا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم، والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني". قلت: وهذا إسناد ضعيف، محمد بن كعب القرظي، روايته عن العباس بن عبد المطلب قيل إنها مرسلة وعلى فرض أنه قد سمع منه، فإن في هذا الإسناد أبا سبرة النخعي. قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة- فالحديث حسن بهذا الشاهد. وقد تكلمت على هذا الحديث بإسهاب في تخريجنا وتعليقنا على كتاب "مكان رأس الحسين" لشيخ الإسلام ابن تيمية. ط. دار الجيل، بيروت لبنان "ص21-22" فراجعه ثم إن شئت. وقد ذكرت هذا التخريج لهذا الحديث في المجلد الثاني من كتابنا هذا بتعليقنا رقم "838" ذكرناه لبعد العهد من هذا الموضوع وتذكرة لإخواننا القراء الكرام. 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 33"، والأنساب للسمعاني "3/ 45"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 553"، والوافي بالوفيات "6/ 319"، وتهذيب التهذيب "1/ 24"، وتقريب التهذيب "1/ 13".

أحمد بن الحسن بن خراش، الهيثم بن سهل

أحمد بن الحسن بن خراش، الهيثم بن سهل: 2020- أحمد بن الحسن بن خراش 1: "م، ت" الحَافِظُ المُحَدِّثُ، أَبُو جَعْفَرٍ البَغْدَادِيُّ. حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، وَوَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، وَشَبَابَةَ بنِ سَوَّارٍ، وَطَبَقَتِهِم. رَوَى عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابَيْهِمَا، وَمُحَمَّدُ بنُ هارون ابن المُجَدَّرِ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ السَّرَّاجِ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ ثقة. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبْعِيْنَ لاَ بَلِ ابْنَ سِتِّيْنَ سَنَةً إِلاَّ عِشْرِيْنَ يَوْماً قَالَ ابْنُهُ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: هَذَا قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَاعَةٍ, رَحِمَهُ اللهُ. 2021- الهَيْثَمُ بنُ سَهْل 2: التُّسْتَرِيُّ شَيْخٌ مُعَمَّرٌ عَالِي الإِسْنَادِ مُحَدِّثٌ لَيِّنٌ. حَدَّثَ عَنْ: حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَعَبْثَرِ بنِ القَاسِمِ، وَأَبِي عَوَانَةَ، وَعَلِيِّ بنِ مُسْهِرٍ، وَالمُسَيَّبِ بنِ شَرِيْكٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: سُلَيْمِ بنِ عُقْبَةَ البَقَّارِ، وَمِنْ حَرْبِ يَام صَاحِبَيْ أَنَسٍ، وَسَكَنَ بَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْهُ: جَعْفَرُ بنُ حَمْدَانَ، وَالِدُ القَطِيْعِيِّ، وَعَلِيُّ بنُ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الزَّيَّاتُ، وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ، وَآخَرُوْنَ. ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. وَقَالَ عَبْدُ الغَنِيِّ بنُ سَعِيْدٍ الحَافِظُ: ضَرَبَ إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي عَلَى حَدِيْثِ الهَيْثَمِ بنِ سِهْلٍ، عَنْ حَمَّادِ بنِ زيد، وأنكر عليه. وَقَالَ القَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زَبْرٍ: حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بنُ عَمْرٍو الحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بنُ مَالِكٍ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. قُلْتُ: لاَ يُدْرَى مَنِ النَّضْرُ هَذَا. وَعَنِ الهَيْثَمِ, قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 42"، وتاريخ بغداد "4/ 78"، وتهذيب التهذيب "1/ 24". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 60"، وميزان الاعتدال "4/ 323"، ولسان الميزان "6/ 207".

وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ فِي "الخِلَعِيَّاتِ"1 حَدِيْثٌ، وَفِي "مُعْجَمِ ابْنِ جُمَيْعٍ". وَتُوُفِّيَ بَعْدَ السِّتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنِّي أَصَبْتُ مَالاً بِخَيْبَرَ لَمْ أُصِبْ مَالاً قَطُّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ، فَقَالَ: "إِنْ شِئْتَ تَصَدَّقْتَ، وَإِنْ شِئْتَ أَمْسَكْتَ أَصْلَهُ". فَتَصَدَّقَ بِهِ عُمَرُ عَلَى الضُّعَفَاءِ، وَالمَسَاكِيْنِ، وَابْنِ السَّبِيْلِ لاَ جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يُطْعِمَ صَدِيْقاً غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ مِنْهُ مَالاً أَوْ مُتَأَثِّلٍ مِنْهُ مَالاً2.

_ 1 "الخلعيات": للشيخ الإِمَامُ الفَقِيْهُ القُدْوَةُ، مُسْنِدُ الدّيَارِ المِصْرِيّة، القَاضِي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ المَوْصِلِيّ الأَصْل، المِصْرِيّ الشَّافِعِيّ الخِلَعِي، بكسر الخاء وفتح، وبعدها عين مهملة، هذه النسبة إلى الخلع، ونسب إليها أبو الحسن، لأنه كان يبيع الخلع لاولاد الملوك بمصر فاشتهر بذلك وعرف به، وهو صاحب "الفوائد العشرين" الذي خرجها أبو نصر أحمد بن الحسن الشيرازي في عشرين جزءا، وسماها "الخلعيات". 2 صحيح: وهذا إسناد ضعيف؛ آفته الهيثم بن سهل، ضعفه الدارقطني. وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد، ضَرَبَ إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي عَلَى حَدِيْثِ الهَيْثَمِ بنِ سهل عن حماد، وأنكر عليه. لكن الحديث صحيح من طريق آخر، فقد أخرجه أحمد "2/ 12-13"، والبخاري "2772"، ومسلم "1932"، وأبو داود "2878"، والترمذي "1375"، والنسائي "6/ 230-231" من طريق ابن عون -واسمه عبد الله- عن نافع، عن ابن عمر، به. ومعنى قوله: "غير متأثل": معناه غير جامع.

أحمد بن صالح

2022- أحمد بن صالح 1: "خَ، د" الإِمَامُ الكَبِيْرُ, حَافِظُ زَمَانِهِ بِالدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ, أَبُو جَعْفَرٍ المِصْرِيُّ, المَعْرُوْفُ: بِابْنِ الطَّبَرِيِّ. كَانَ أَبُوْهُ جُنْدِيّاً مِنْ آمُلِ طَبَرِسْتَانَ. وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ رَأْساً فِي هَذَا الشَّأْنِ, قَلَّ أَنْ تَرَى العُيُوْنُ مِثْلَهُ مَعَ الثِّقَةِ وَالبَرَاعَةِ. وُلِدَ بِمِصْرَ سنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ, ضَبَطَهُ ابْنُ يُوْنُسَ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ وَهْبٍ -فَأَكْثَرَ- وَعَنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ, ارْتَحَلَ إِلَيْهِ، وَحَجَّ، وَسَارَ إِلَى اليَمَنِ، فَأَكْثَرَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَرَوَى أَيْضاً، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَعَنْبَسَةَ بنِ خَالِدٍ الأَيْلِيِّ، وَحَرَمِيِّ بنِ عُمَارَةَ، وَأَسَدِ بنِ مُوْسَى، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَارِيِّ، وَيَحْيَى بنِ حَسَّانٍ، وَيَحْيَى بنِ مُحَمَّدٍ الجَارِي، وَأَبِي نُعَيْمٍ، وَعَفَّانَ، وَسَلاَمَةَ بنِ رَوْحٍ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَمُوْسَى بنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى الزَّمِنُ، وَهُوَ أكبر مِنْهُ، وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَمَاتَ قَبْلَهُ بِزَمَانٍ، وَأَبُو إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بنُ الهَيْثَمِ، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ سَمَّوَيهْ، وَصَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْدِ، وَعُبَيْدُ بنُ رِجَالٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَافِعٍ الطَّحَّانُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ آخِرُهُمْ، وَفَاةً أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ. وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ النَّسَائِيُّ، وَلَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُ, وَقَعَ بَينَهُمَا، وَآذَاهُ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، فَآذَى النَّسَائِيُّ نَفْسَهُ بِوُقُوْعِهِ فِي أَحْمَدَ. رَوَى عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ المُغِيْرَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ, سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يقول: ما قدم علينا أحد بِحَدِيْثِ أَهْلِ الحِجَازِ مِنْ هَذَا الفَتَى -يُرِيْدُ: أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ. وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عَاصِمٍ الأَقْرَعَ بِمِصْرَ سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيَّ يَقُوْلُ: قَدِمْتُ العِرَاقَ، فَسَأَلَنِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَنْ خَلَّفْتَ بِمِصْرَ? قُلْتُ: أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ، فَسُرَّ بِذِكْرِهِ، وَذَكَرَ خَيْراً، وَدَعَا اللهَ لَهُ. مُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوْنَ بنِ خَالِدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ عَلِيَّ بنَ مَحْمُوْدٍ الهَرَوِيَّ يَقُوْلُ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: من أعرف الناس بأحاديث ابْنِ شِهَابٍ? قَالَ: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيُّ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ الحَافِظُ: سَمِعْتُ يَعْقُوْبَ بنَ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ أَلْفِ شَيْخٍ وَكَسْرٍ, كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ مَا أَحَدٌ أَتَّخِذُهُ عِنْدَ اللهِ حُجَّةً إِلاَّ رَجُلَيْنِ: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ بِمِصْرَ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ بِالعِرَاقِ. قُلْتُ: فِي صِحَّةِ هَذَا نَظَرٌ، فَإِنَّ يَعْقُوْبَ مَا كَتَبَ عَنْ أَلفِ شَيْخٍ، وَلاَ شَطْرِ ذَلِكَ، وَهَذِهِ مَشْيَخَتُهُ مَوْجُوْدَةٌ فِي مُجَلَّدٍ لَطِيفٍ، وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الأَحَمَدَيْنِ فِي سَعَةِ الرِّحْلَةِ، وَكَثْرَةِ المَشَايِخِ وَالجَلاَلَةِ وَالفَضْلِ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1510"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 73"، وتاريخ بغداد "4/ 195"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 511"، وميزان الاعتدال "1/ 103-104"، والعبر "1/ 450"، والوافي بالوفيات "6/ 424"، وتهذيب التهذيب "1/ 39-42"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 328"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 117".

قَالَ البُخَارِيُّ: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ ثِقَةٌ صَدُوْقٌ مَا رَأَيْتُ أَحَداً يَتَكَلَّمُ فِيْهِ بِحُجَّةٍ، وَكَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَغَيْرُهُم يُثنُوْنَ عَلَى أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ كَانَ عَليٌّ يَقُوْلُ: سَلُوا أَحْمَدَ، فَإِنَّهُ أَثْبَتُ. خَلَفٌ الخَيَّامُ: سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: كَانَ عِنْدَ ابْنِ وَهْبٍ مائَةُ أَلْفِ حَدِيْثٍ كَتَبْتُ عَنْهُ خَمْسِيْنَ أَلْفاً. قَالَ صَالِحٌ: وَلَمْ يَكُنْ بِمِصْرَ أَحَدٌ يُحْسِنُ الحَدِيْثَ، وَلاَ يَحْفَظُ غَيْرَ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ كَانَ يَعْقِلُ الحَدِيْثَ، وَيُحْسِنُ أَنْ يَأْخُذَ، وَكَانَ رَجُلاً جَامِعاً يَعْرِفُ الفِقْهَ، وَالحَدِيْثَ، وَالنَّحْوَ، وَيَتَكَلَّمُ يَعْنِي: يَعْرِفُ، وَيُذَاكِرُ فِي حَدِيْثِ الثَوْرَيِّ، وَشُعْبَةَ، وَأَهْلِ العِرَاقِ أَيْ يُذَاكِرُ بِذَلِكَ قَالَ: وَكَانَ قَدِمَ العِرَاقَ، وَكَتَبَ عَنْ عَفَّانَ، وَهَؤُلاَءِ، وَكَانَ يُذَاكِرُ بِحَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ، وَيَحْفَظُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: كَتَبْتُ عَنِ ابْنِ زَبَالَةَ يَعْنِي: مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ بنِ زَبَالَةَ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ ثُمَّ تَبَيَّنَ لِي أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الحَدِيْثَ، فَتَرَكْتُ حَدِيْثَهُ. وَكَانَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ يُثْنِي عَلَى أَبِي الطَّاهِرِ بنِ السَّرْحِ وَيَقَعُ فِي حَرْمَلَةَ، وَيُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مُوْسَى الحَضْرَمِيَّ هُوَ أَخُو أَبِي عَجِيْبَةَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ بَعْضَ مشَايِخِنَا يَقُوْلُ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: صَنَّفَ ابْنُ وَهْبٍ مائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ، فِعِندَ بَعْضِ النَّاسِ مِنْهَا الكُلُّ -يَعْنِي: حَرْمَلَةَ- وَعِنْدَ بَعْضِ النَّاسِ مِنْهَا النِّصْفُ -يُرِيْدُ نَفْسَهُ. قَالَ عَلِيُّ بنُ الجُنَيْدِ الحَافِظُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ يَقُوْلُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، وَإِذَا جَاوَزْتَ الفُرَاتَ، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِثْلَهُ. وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ عُقْدَةَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ قُتَيْبَةَ سَمِعْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ، وَذكرَ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ، فَقَالَ: هُوَ وَاحِدُ النَّاسِ فِي عِلْمِ الحِجَازِ، وَالمَغْرِبِ فَهِمٌ، وَجَعَلَ يُعَظِّمُهُ، وَأَخْبَرَنَا عَنْهُ بِغَيْرِ شَيْءٍ. أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ وَارَةَ قَالَ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ بِبَغْدَادَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ بِالكُوْفَةِ، وَالنُّفَيْلِيُّ بِحَرَّانَ هَؤُلاَءِ أَرْكَانُ الدِّيْنِ. قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ مِصْرِيٌّ ثِقَةٌ صَاحِبُ سُنَّةٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ كَتَبْتُ عَنْهُ بِمِصْرَ، وبدمشق، وأنطاكية.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: ذَاكَرْتُ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ مَقْدَمَهُ دِمَشْقَ سنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ: كَتَبَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ عَنْ سَلاَمَةَ بنِ رَوْحٍ، وَكَانَ لاَ يُحَدِّثُ عَنْهُ: وَكَتَبَ عَنِ ابْنِ زَبَالَةَ بِخَمْسِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ، وَكَانَ لاَ يُحَدِّثُ عَنْهُ, وَحَدَّثَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ الأَرْبَعِيْنَ، وَكَتَبَ عَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ عن رجل, عنه، وقال: كان أحمد ابن صَالِحٍ يُقَوِّمُ كُلَّ لَحْنٍ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سهل الغزال: أحمد بن صَالِحٍ طَبَرِيُّ الأَصْلِ كَانَ مِنْ حُفَّاظِ الحَدِيْثِ، وَاعِياً, رَأْساً فِي عِلمِ الحَدِيْثِ وَعِلَلِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي بِالشَّافِعِيِّ، وَلَمْ يَكُنْ فِي أَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالآثَارِ مِنْهُ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: كَانَ أَبُوْهُ مِنْ طَبَرِسْتَانَ جُنْدِيّاً مِنَ العَجَمِ، وَكَانَ أَحْمَدُ حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ ذَكَرَهُ النَّسَائِيُّ يَوْماً، فَرَمَاهُ وَأَسَاءَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةَ بنَ صَالِحٍ سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ كَذَّابٌ يَتَفَلْسَفُ ثُمَّ قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا بِحَمْدِ اللهِ كَمَا قَالَ النَّسَائِيُّ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ آفَةٌ غَيْرَ الكِبْرِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ عَبْدَانَ الأَهْوَازِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا دُوَادَ السِّجِسْتَانِيَّ يَقُوْلُ: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ لَيْسَ هُوَ كَمَا يَتَوَهَّمُونَ يَعْنِي: لَيْسَ بِذَاكَ فِي الجَلاَلَةِ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَسَمِعْتُ القَاسِمَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: كَانَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ يَسْتَعِيرُ مِنِّي كُلَّ جُمُعَةٍ الحِمَارَ، وَيَركَبُهُ إِلَى صَلاَةِ الجُمُعَةِ، وَكُنْتُ جَالِساً عِنْدَ حَرْمَلَةَ، فِي الجَامِعِ، فجَازَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ عَلَى بَابِ الجَامِعِ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا، وَإِلَى حَرْمَلَةَ، وَلَمْ يُسَلِّمْ، فَقَالَ حَرْمَلَةُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا بِالأَمسِ يَحْمِلُ دَوَاتِي، وَاليومَ يَمُرُّ بِي فَلاَ يُسَلِّمُ. وَقَالَ أَيْضاً: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ سَعْدٍ السَّعْدِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيَّ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بنَ صَالِحٍ قال: سألت يحيى عن أحمد بن صَالِحٍ، فَقَالَ: رَأَيْتُهُ كَذَّاباً يَخْطِرُ فِي جَامِعِ مِصْرَ. وَقَالَ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ النَّسَائِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَلاَ مَأْمُوْنٍ تَرَكَهُ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَرَمَاهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ بِالكَذِبِ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ النسائي سيئ الرَّأْيِ فِيْهِ، وَيُنْكِرُ عَلَيْهِ أَحَادِيْثَ مِنْهَا عَنِ ابن

وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ" 1. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ مِنْ حُفَّاظِ الحَدِيْثِ، وَخَاصَّةً لِحَدِيْثِ الحِجَازِ، وَمِنَ المَشْهُوْرِينَ بِمَعرِفَتِهِ، وَحَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ مَعَ شِدَّةِ اسْتَقصَائِهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَاعتِمَادُهُمَا عَلَيْهِ، فِي كَثِيْرٍ مِنْ حَدِيْثِ الحِجَازِ، وَعَلَى مَعْرِفَتِهِ، وَحَدَّثَ عَنْهُ مَنْ حَدَّثَ مِنَ الثِّقَاتِ، وَاعتَمَدُوهُ حِفْظاً، وَإِتقَاناً، وَكَلاَمُ ابْنِ مَعِيْنٍ، فِيْهِ تَحَامُلٌ، وَأَمَّا سُوءُ ثَنَاءِ النَّسَائِيِّ عَلَيْهِ، فَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ هَارُوْنَ بنِ حَسَّانٍ البَرْقِيَّ يَقُوْلُ: هَذَا الخُرَاسَانِيُّ يَتَكَلَّمُ، فِي أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ، وَحَضَرْتُ مَجْلِسَ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ، وَطَرَدَهُ مِنْ مَجْلِسِهِ، فَحَمَلَهُ ذَلِكَ علَى أن تَكَلَّمَ فِيْهِ قَالَ: وَهَذَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ قَدْ أَثْنَى عَلَيْهِ، فَالقَوْلُ مَا قَالَهُ أَحْمَدُ لا ما قاله غيره، وحديث: "الدين

_ 1متن الحديث صحيح: لكن قد اختلف على مالك فيه، فقد رواه عنه عبد الله بن وهب كما في هذا الإسناد، ورواه عنه عبد الله بن نافع، ومحمد بن خالد، وزياد بن يونس، وأحمد بن حاتم بن مخشي ومعن بن عيسى, فقالوا فيه: عن مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن أبي هريرة، به. وتابعه سفيان الثوري من رواية بشر بن منصور عنه، فرواه عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وكذا رواه عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني عن سهيل. وقال علي بن المديني -كما في "التاريخ الكبير للبخاري" "6/ 460-461": بلغني أن في كتاب عثمان ابن عمر: عن مالك، عن سهيل، عن عطاء، عن تميم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم. وتابعه سليمان التيمي، ويحيى بن سعيد، وجرير بن عبد الحميد، وخالد بن عبد الله، وسفيان بن عيينة، وزهير بن معاوية، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، فرووه عن سهيل، عن عطاء بن يزيد, عن تميم الداري، وكذلك رواه سفيان الثوري من رواية محمد بن يوسف وابن مهدي عنه. ورواه عنه علي بن قادم فقال عن سهيل، عن أبيه، عن عطاء بن يزيد، عن تميم. وقد ورد عن أبي هريرة: عند أحمد "2/ 297" والترمذي "1926"، ومحمد بن نصر "748" في "تعظيم قدر الصلاة" من طريق صفوان بن عيسى، أخبرنا ابن عجلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة" ثلاث مرات. قال: قيل: يا رسول الله لمن؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين". وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" "6/ 460"، وفي "الأوسط" "2/ 34"، والنسائي "7/ 157" من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم والقعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" "6/ 460-461"، وفي "التاريخ الأوسط" -المطبوع خطأ باسم الصغير- "2/ 34"، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" "754" من طريق سليمان بن بلال، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم وعبيد الله بن مقسم، عن أبي صالح، به. وقد ورد الحديث عن تميم الداري: عند مسلم "55"، والنسائي "7/ 156"، وأحمد "4/ 102" من طريق سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تيم الداري، به.

النَّصِيْحَةُ". الَّذِي أَنْكَرَهُ النَّسَائِيُّ قَدْ رَوَاهُ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى أَيْضاً، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ مَالِكٍ مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ بنِ عَثْمَةَ. قَالَ: وَأَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ مِنْ أَجِلَّةِ النَّاسِ، وَذَاكَ أَنِّي رَأَيْتُ جَمْعَ أَبِي مُوْسَى الزَّمِنِ، فِي عَامَّةِ مَا جَمَعَ مِنْ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ يَقُوْلُ: كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَوْلاَ أَنِّي شَرَطْتُ، فِي كِتَابِي هَذَا أَنْ أَذْكُرَ فِيْهِ كُلَّ مَنْ تَكَلَّمَ، فِيْهِ مُتَكَلِّمٌ لَكُنْتُ أُجِلُّ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ أَنْ أَذْكُرَهُ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، عَنْ مَسْلَمَةَ بنِ القَاسِمِ: النَّاسُ مُجْمِعُونَ علَى ثِقَةِ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ لِعِلمِهِ وَخَيْرِهِ وَفَضْلِهِ، وَإِنَّ أَحْمَدَ بن حنبل وغيره وكتبوا عَنْهُ، وَوثَّقَوهُ، وَكَانَ سَبَبُ تَضعِيفِ النَّسَائِيِّ لَهُ أَنَّ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ كَانَ لاَ يُحَدِّثُ أَحَداً حتَّى يَشْهَدَ عِنْدَهُ رَجُلاَنِ مِنَ المُسْلِمِيْنَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ وَالعَدَالَةِ، فَكَانَ يُحَدِّثُهُ وَيَبْذُلُ لَهُ عِلْمَهُ، وَكَانَ يَذْهَبُ فِي ذَلِكَ مَذْهَبَ زَائِدَةَ بنِ قُدَامَةَ، فَأَتَى النَّسَائِيُّ لِيَسمَعَ مِنْهُ، فَدَخَلَ بِلاَ إِذنٍ، وَلَمْ يَأْتِهِ بِرَجُلَينِ يَشْهَدَانِ لَهُ بِالعَدَالَةِ، فَلَمَّا رَآهُ فِي مَجْلِسِهِ, أَنْكَرَهُ، وَأَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ، فَضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ لِهَذَا. وَقَالَ الخَطِيْبُ: احْتَجَّ سَائِرُ الأَئِمَّةِ بِحَدِيْثِ ابْنِ صَالِحٍ سِوَى النَّسَائِيِّ، فَإِنَّهُ تَرَكَ الرِّوَايَةَ عَنْهُ، وَكَانَ يُطْلِقُ لِسَانَهُ فِيْهِ، وَلَيْسَ الأَمْرُ عَلَى مَا ذَكَرَ النَّسَائِيُّ. وَيُقَالُ: كَانَ فِيْهِ الكِبْرُ، وَشَرَاسَةُ الخُلُقِ، وَنَالَ النَّسَائِيَّ مِنْهُ جَفَاءٌ فِي مَجْلِسِهِ، فذَلِكَ الَّذِي أَفسَدَ الحَالَ بَينَهُمَا. وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ حِبَّانَ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ فِي الثِّقَاتِ، وَمَا أَورَدَهُ فِي الضُّعَفَاءِ فَأَحْسَنَ، وَلَكِنْ ذَكَرَ فِي الضُّعَفَاءِ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ المَكِّيَّ الشَّمُوْمِيَّ، وَكَذَّبَهُ، وَادَّعَى أَنَّهُ هُوَ الَّذِي حَطَّ عَلَيْهِ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَقَصَدَ أَنْ يُنَزِّهَ ابْنَ مَعِيْنٍ عَنِ الوَقِيْعَةِ فِي مِثْلِ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ الطَّبَرِيِّ الحَافِظِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَيَّارٍ: أَخْبَرَنَا بُنْدَارٌ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ بِخَمْسِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ -أَيْ إِجَازَةً- وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُجِيزَ لِي, أَوْ يَكْتُبَ إليَّ بِحَدِيْثِ مَخْرَمَةَ بنِ بُكَيْرٍ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنَ المُرُوءةِ مَا يَكْتُبُ بِذَلِكَ إليَّ. قَالَ الخَطِيْبُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ كَانَ لاَ يُحَدِّثُ إِلاَّ ذَا لِحْيَةٍ، وَلا يَترُكُ أَمرَدَ يَحْضُرُ مَجْلِسَهُ، فَلَمَّا حَمَلَ أَبُو داود السجستاني إليه ابنه ليسمع منه -وكان إذا ذَاكَ أَمرَدَ- أَنكَرَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ عَلَى أبي داود إحضاره. فقال أَبُو دَاوُدَ: هُوَ -وَإِنْ كَانَ أَمْرَدَ- أَحْفَظُ مِنْ أَصْحَابِ اللِّحَى، فَامْتَحِنْهُ بِمَا أَرَدْتَ. فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ أَجَابَهُ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ عَنْ جَمِيْعِهَا، فَحَدَّثَهُ حِيْنَئِذٍ، وَلَمْ يُحَدِّثْ أَمرَدَ غَيْرَهُ. قَالَ: وَكَانَ أَحَدَ حُفَّاظِ الأَثَرِ, عَالِماً بِعِلَلِ الحَدِيْثِ, بَصِيْراً بِاخْتِلاَفِهِ، وَرَدَ بَغْدَادَ قَدِيْماً، وَجَالَسَ بِهَا الحُفَّاظَ، وَجَرَتْ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ مُذَاكَرَاتٌ، وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ يَذْكُرُهُ،

وَيُثْنِي عَلَيْهِ، وَقِيْلَ: إِنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا كَتَبَ عَنْ صَاحِبِهِ فِي المُذَاكَرَةِ حَدِيْثاً ثُمَّ رَجَعَ ابْنُ صَالِحٍ إِلَى مِصْرَ، وَانْتَشَرَ عِنْدَ أَهْلِهَا عِلْمُهُ، وَحَدَّثَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ. أَنْبَأَنَا أَبُو الغَنَائِمِ بنُ عَلاَّنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَافِظُ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنُ عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الخَلِيْلِ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ سَمِعْتُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ زَنْجَوَيْه يَقُوْلُ: قَدِمْتُ مِصْرَ، فَأَتَيتُ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ، فَسَأَلَنِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ? قُلْتُ: مِنْ بَغْدَادَ. قَالَ: أَيْنَ مَنْزِلُكَ مِنْ مَنْزِلِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ? فَقُلْتُ: أَنَا مِنْ أَصْحَابِهِ. قَالَ: تَكْتُبُ لِي مَوْضِعَ مَنْزِلِكَ? فَإِنِّي أُرِيْدُ أُوافِيَ العِرَاقِ حَتَّى تَجمَعَ بَيْنَنَا. فَكَتَبْتُ لَهُ، فَوَافَى أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ سنَةَ اثْنَتَي عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ إِلَى عَفَّانَ، فَسَأَلَ عَنِّي، فَلَقِيَنِي، فَقَالَ: المَوْعِدُ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ? فَذَهَبتُ بِهِ إِلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَاسْتَأْذَنْتُ لَهُ، فَقُلْتُ: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ بِالبَابِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ، وَرَحَّبَ بِهِ وَقَرَّبَهُ, ثُمَّ قَالَ لَهُ: بلغني أنك جمعت حَدِيْثَ الزُّهْرِيِّ، فَتَعَالَ حَتَّى نَذْكُرَ مَا رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلاَ يَتَذَاكَرَانِ، وَلا يُغْرِبُ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ حَتَّى فَرَغَا، فَمَا رَأَيْتُ أَحسَنَ مِنْ مُذَاكَرَتِهِمَا, ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: تَعَالَ حَتَّى نَذْكُرَ مَا رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ أَوْلاَدِ الصَّحَابَةِ، فَجَعَلاَ يَتَذَاكَرَانِ، وَلا يُغْرِبُ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ ... , إِلَى أَنْ قَالَ لأَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ: عِنْدَ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جُبَيْرِ بن مطعم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بنِ عَوْفٍ قَالَ: النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِيَ حُمْرَ النَّعَمِ، وَأَنَّ لِي حِلْفَ المُطَيَّبِين" 1. فَقَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: أَنْتَ الأُسْتَاذُ، وَتَذْكُرُ مِثْلَ هَذَا. فَجَعَلَ أَحْمَدُ يَتَبَسَّمُ، وَيَقُوْلُ: رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ رَجُلٌ مَقْبُوْلٌ أَوْ صَالِحٌ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْحَاقَ، فَقَالَ: مَنْ رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ? فَقَالَ: حَدَّثَنَاهُ ثِقَتَانِ: إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ. فَقَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: سَأَلْتُكَ بِاللهِ إِلاَّ أَملَيْتَهُ عليَّ. فَقَالَ: أَحْمَدُ مِنَ الكِتَابِ، فَقَامَ، وَدَخَلَ، فَأَخْرَجَ الكِتَابَ، وَأَمْلَى عَلَيْهِ، فَقَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: لَوْ لَمْ أَستَفِدْ بِالعِرَاقِ إِلاَّ هَذَا الحَدِيْثَ لَكَانَ كَثِيْراً ثُمَّ، وَدَّعَهُ، وَخَرَجَ. وَهَذَا الحَدِيْثُ، فِي "مُسْنَدِ" الإِمَامِ أَحْمَدَ عَنْهُمَا، وَلَفْظُهُ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "شَهِدْتُ غُلاَماً مَعَ عُمُومَتِي حِلْفَ المُطَيَّبِيْنَ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ حُمْرَ النَّعَمِ وَإِنِّي أَنْكُثُهُ". فَهَذَا لَفْظُ إِسْمَاعِيْلَ ثُمَّ رَوَاهُ ثَانِياً، فَقَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ

_ 1 صحيح: انظر تخريجنا الآتي.

أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "شَهِدْتُ حِلْفَ المُطَيَّبِيْنَ مَعَ عمومتي، وأنا غُلاَمٌ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ، وَإِنِّي أَنْكُثُهُ" 1. قُلْتُ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا حَنْبَلٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ المُذْهِبِ، أَخْبَرَنَا القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي بِهِمَا. وَقَدْ قَالَ البُخَارِيُّ فِي التَّوْحِيْدِ مِنْ صَحِيْحِهِ: حَدَّثَنَا محمد، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلاَلٍ أَنَّ أَبَا الرِّجَالِ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ، وَكَانَتْ فِي حَجْرِ عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ رَجُلاً عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ، فِي صَلاَتِهِم، فَيَخْتِمُ بِـ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "سَلُوْهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ"؟ فَسَأَلُوْهُ، فَقَالَ: لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ" 2. فَمُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ. قَالَ ذَلِكَ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيُّ، فِي كِتَابِ "تَقْيِيْدِ المُهْمَلِ"، وَأَنَا إِلَى هذا أميل إن كانت النسخ متفقة في ذَلِكَ، فَإِنَّنِي أَخَافُ أَنْ يَكُوْنَ مُحَمَّدٌ هُوَ البُخَارِيُّ، فَإِنَّ كَثِيْراً مِنَ النُّسَخِ فِي أَوَّلِ كُلِّ حَدِيْثٍ مِنْهَا اسْمُ المُؤَلِّفِ, وَفِي بَعْضِهَا: مُحَمَّدٌ الفِرَبْرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، فَيُحَرَّرُ هَذَا. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ قال: حدثت أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ بِحَدِيْثِ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ فِي بَيعِ الثِّمَارِ، فَأَعجَبَهُ، وَاسْتَزَادَنِي مِثْلَهُ، فَقُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ مِثْلُهُ?! قَالَ: صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ الحَافِظُ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ، فَقَالَ: حَرَجٌ عَلَى كُلِّ مُبْتَدِعٍ وَمَاجِنٍ أَنْ يَحْضُرَ مَجْلِسِي، فَقُلْتُ: أَمَّا المَاجِنُ، فَأَنَا هُوَ: وَذَاكَ أَنَّهُ قِيْلَ لَهُ: صَالِحٌ المَاجِنُ قَدْ حضر مجلسك.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 193"، والبخاري في "الأدب المفرد" "567"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" "221"، وأبو يعلى "846"، وابن حبان "4373"، والحاكم "2/ 219-220" وابن عدي في "الكامل" "4/ 301"، والبيهقي في "السنن" "6/ 366"، وفي "دلائل النبوة" "2/ 37" من طريق إسماعيل بن علية، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، به. وأخرجه أحمد "1/ 190" من طريق بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إسحاق، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "7375".

الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ السَّيَّارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ يَقُوْلُ: ارْتَحَلْتُ إِلَى أَحْمَدَ بنِ صالح، فدخلت، فتذاكرانا إِلَى أَنْ ضَاقَ الوَقْتُ ثُمَّ أَخْرَجْتُ مِنْ كُمِّي أَطرَافاً فِيْهَا أَحَادِيْثُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ لِي: تَعُودُ. فَعُدْتُ مِنَ الغَدِ مَعَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، فَأَخْرَجْتُ الأَطرَافَ، وَسأَلْتُهُ، فَقَالَ: تَعُودُ. فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قُلْتَ لِي بِالأَمسِ: مَا عِنْدَكَ مَا يُكْتَبُ؟ أَوْرِدْ عَلَيَّ مُسْنَداً أَوْ مُرْسَلاً أَوْ حَرْفاً مِمَّا أَسْتَفِيْدُ، فَإِنْ لَمْ أُورِدْ ذَلِكَ عَمَّنْ هُوَ أَوْثَقُ مِنْكَ، فَلَسْتُ بِأَبِي زُرْعَةَ. ثم قمت، وقلت لأصحابنا: من ههنا مِمَّنْ نَكتُبُ عَنْهُ? قَالُوا: يَحْيى بنُ بُكَيْرٍ، فَذَهَبتُ إِلَيْهِ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ قَدْ سَمِعَ فِي كُتُبِ حَرْمَلَةَ، فَمَنَعَهُ حَرْمَلَةُ مِنَ الكُتُبِ، وَلَمْ يَدْفَعْ إِلَيْهِ إِلاَّ نِصْفَ الكُتُبِ، فَكَانَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ بَعْدُ كُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنْ حَرْمَلَةَ، وَبَدَأَ بِهِ إِذَا وَافَى مِصْرَ لَمْ يُحَدِّثْهُ أَحْمَدُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ المَقْدِسِيَّ يَقُوْلُ: قَدِمْتُ مِصْرَ، فَبَدَأْتُ بِحَرْمَلَةَ، فَكَتَبْتُ عَنْهُ كِتَابَ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ، وَالفَوَائِدَ, ثُمَّ ذَهَبتُ إِلَى أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ، فَلَمْ يُحَدِّثْنِي، فَحَمَلْتُ كِتَابَ يُوْنُسَ، فَخَرَّقْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ أُرْضِيَهِ بِذَلِكَ، وليتني لم أخرقه، فلم يَرْضَ، وَلَمْ يُحَدِّثْنِي. قُلْتُ: نَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ هَذِهِ الأَخْلاَقِ صَدَقَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ حَيْثُ يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ لَهُ آفَةٌ غَيْرَ الكِبْرِ، فَلَو قُدِحَ فِي عَدَالتِهِ بِذَلِكَ، فَإِنَّهُ إِثْمٌ كَبِيْرٌ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُؤَيَّدِ، أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ أَبِي الجُوْدِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي غَالِب الزَّاهِد، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بن علي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ المِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيْثاً كَثِيْراً، فَأَنسَاهُ قَالَ: " ابْسُطْ رِدَاءكَ". فَبَسَطْتُهُ، فَغَرَفَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: "ضُمَّهُ". فَضَمَمْتُهُ، فَمَا نَسِيتُ حَدِيْثاً بَعْدُ1. رَوَاهُ البُخَارِيُّ، عَنِ الثِّقَةِ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ. وَبِهِ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابن أبي ذئب، عن

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "118" و"119" و"2047" و"2350" و"7354"، ومسلم "2492".

شُرَحْبِيْلَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لأَنْ يَتَصَدَّقَ الرَّجُلُ فِي حَيَاتِهِ بِدِرْهَمٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِمائَةِ دِيْنَارٍ عِنْدَ مَوْتِهِ"1. أَخْرَجَهُ أبو داود، عن أحمد، فوافقناه بعلو. فَأَمَّا حَدِيْثُ بَيْعِ الثِّمَارِ، فَأَنْبَأَنَاهُ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ بنُ البَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ يَزِيْدَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الزِّنَادِ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلاَحُهُ، وَمَا يُذْكَرُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: كَانَ عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ، عَنْ سَهْلِ بنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ الثِّمَارَ، فَإِذَا جَدَّ النَّاسُ، وَحَضَرَ تَقَاضِيهِم, قَالَ المُبْتَاعُ: إِنَّهُ أَصَابَ الثِّمَارَ الدَّمَانُ، وَأَصَابَهُ قُشَامٌ، وَأَصَابَهُ مُرَاضٌ عَاهَاتٌ يَحتَجُّوْنَ بِهَا، فَقَالَ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "فإما لا فلا تبيايعوا الثِّمَارَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاَحُهَا". كَالمَشُورَةِ يُشِيْرُ بِهَا لِكَثْرَةِ خُصُومَتِهِم2. قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: إِنِّي شَاكٌّ لاَ أَدْرِي سَمِعْتُ هَذِهِ الكَلِمَةَ مِنْ قَوْلِ أَحْمَدَ، وَهُوَ فِي كِتَابِي مُجَازٌ عَلَيْهِ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ. قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْهُم البُخَارِيُّ، وَابْنُ زَبْرٍ: مَاتَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ فِي شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقَدْ كَانَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ مِنْ جِلَّةِ المُقْرِئِينَ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ القِرَاءةَ عَرْضاً وَسَمَاعاً عَنْ ورش، وقالون، وإسماعيل بن

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "2866"، وابن حبان "821" من طريق ابن أبي فديك، به. قلت: إسناده ضعيف، رجاله ثقات خلا شرحبيل، وهو ابن سعد، أبو سعد المدني، مولى الأنصار، فإنه ضعيف بالاتفاق، وقد اتهمه بعضهم. 2 صحيح: أخرجه أبو داود "3372" حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا عنبسة بن خالد، حدثنا يونس، به. وأخرجه البخاري "2193" معلقا قال: وقال الليث، عن أبي الزناد: كان عروة يحدث عن سهل بن أبي حثمة ... فذكره. وقال الحافظ في الفتح: لم أره موصلا من طريق الليث، وقد رواه سعيد بن منصور، عن أبي الزناد، عن أبيه نحو حديث الليث ولكن بالإسناد الثاني دون الأول، وأخرجه أبو داود والطحاوي من طريق يونس بن يزيد، عن أبي الزناد بالإسناد الأول دون الثاني. وأخرجه أبو داود والطحاوي من طريق يونس بن يزيد، عن أبي الزناد بالإسناد الأول دون الثاني. وأخرجه البيهقي من طريق يونس بالإسنادين معا. وقوله "جد الناس" وفي رواية البخاري "جذ" بالذال: أي قطعوا ثمر النخل، أي استحق الثمر القطع. وفي رواية أبي ذر عن المستملي والسرخسي "أجذ" بزيادة الألف ومثله للنسفي، قال ابن التين: معناه دخلوا في زمن الجذاذ كأظلم إذا دخل في الظلام. والجذاذ: صرام النخل وهو قطع ثمرتها وأخذها من الشجر.

أَبِي أُوَيْسٍ وَأَخِيْهِ؛ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ, كُلُّهُم عَنْ نَافِعٍ قَالَ: وَرَوَى حُرُوْفَ عَاصِمٍ عَنْ حَرَمِيِّ بنِ عُمَارَةَ. روَى عَنْهُ القِرَاءةَ: حَجَّاجٌ الرُّشْدِيْنِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ أَبِي مِهْرَانَ الجَمَّالُ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَالِكٍ الأُشْنَانِيُّ، وَحَسَنُ بنُ القَاسِمِ، وَالخَضِرُ بنُ الهَيْثَمِ الطُّوْسِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الحَرَّانِيُّ، وَغَيْرُهُم. قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ، عَنْ زَيْدِ بنِ الحَسَنِ أَنْبَأَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ تَوْبَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ هَزَارْمَرْدَ1، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الكَتَّانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُجَاهِدٍ فِي كِتَابِ "السَّبْعَةِ" لَهُ قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ عَنْ وَرْشٍ، وَقَالُوْنَ، وَأَبِي بكر، وإسماعيل عن نافع بالحروف. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ عَمَّنْ قَالَ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ، وَلاَ يَقُوْلُ: مَخْلُوْقٌ، وَلاَ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، فَقَالَ: هَذَا شَاكٌّ، وَالشَّاكُّ كَافِرٌ. قُلْتُ: بَلْ هَذَا سَاكِتٌ، وَمَنْ سَكَتَ تَوَرُّعاً لاَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ قَوْلٌ, وَمَنْ سَكَتَ شَاكّاً مُزْرِياً عَلَى السَّلَفِ، فَهَذَا مُبْتَدِعٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى المِصْرِيُّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ قَوْماً يَقُوْلُوْنَ: إِنَّ لَفْظَنَا بِالقُرْآنِ غَيْرُ المَلْفُوْظِ، فَقَالَ: لَفْظُنَا بِالقُرْآنِ هو الملفوظ، والحكاية هي المحكي، وهو كلام اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ مَنْ قَالَ: لَفْظِي بِهِ مَخْلُوْقٌ، فَهُوَ كَافِرٌ. قُلْتُ: إِنْ قَالَ: لَفْظِي، وَعَنَى بِهِ القُرْآنَ، فَنَعَمْ، وَإِنْ قَالَ: لَفْظِي، وَقَصَدَ بِهِ تَلَفُّظِي وَصَوتِي وَفِعْلِي أَنَّهُ مَخْلُوْقٌ، فَهَذَا مُصِيبٌ، فَاللهُ تَعَالَى خَالِقُنَا، وَخَالِقُ أَفْعَالِنَا، وَأَدَوَاتِنَا، وَلَكِنَّ الكَفَّ عَنْ هَذَا هُوَ السُّنَّةُ، وَيَكفِي المَرْءَ أَنْ يُؤمِنَ بِأَنَّ القُرْآنَ العَظِيْمَ كَلاَمُ اللهِ وَوَحْيُهُ وَتَنْزِيْلُهُ عَلَى قَلْبِ نَبِيِّهِ، وَأَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَمَعْلُوْمٌ عِنْدَ كُلِّ ذِي ذهن سليم أن الجماعة إذا قرءوا السورة أنهم جميعهم قرءوا شَيْئاً، وَاحِداً، وَأَنَّ أَصْوَاتَهُم وَقِرَاءاتِهِم وَحَنَاجِرَهُمْ أَشْيَاءٌ مُخْتَلِفَةٌ، فَالمَقرُوءُ كَلاَمُ رَبِّهِم، وَقِرَاءتُهُم وَتَلَفُّظُهُم وَنَغَمَاتُهُم مُتَبَايِنَةٌ، وَمَنْ لَمْ يَتَصَوَّرِ الفَرْقَ بَيْنَ التَّلَفُّظِ وبين الملفوظ، فدعه، وأعرض عنه.

_ 1 هو: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُجيب بنِ المُجَمِّعِ بنِ بَحْرِ بنِ مَعْبَدٍ بن هَزَارْمَرْدَ الصَّرِيفِيْنِي، رَاوِي كِتَاب "الجعديَات" عَنْ أبي القاسم بن حبابة وهو من بلدة "صرفين" التي نسب إليها. وهي بلدة في سواد العراق في موضعين: إحداهما قرية كبيرة غناء شجراء قرب عكبراء، وأوانا على ضفة نهر دجيل. تأتي ترجمته في كتابنا هذا "سير أعلام النبلاء" ترجمة "4245" في المجلد الحادي عشر من هذه الطبعة المباركة. ط. دار الحديث.

عقبة بن مكرم، عقبة بن مكرة الضبي

عقبة بن مكرم، عقبة بن مكرة الضبي: 2023- عقبة بن مكرم 1: "م، د، ت، ق" ابن أفلح الحَافِظُ الثَّبْتُ أَبُو عَبْدِ المَلِكِ العَمِّيُّ البَصْرِيُّ, لاَ الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ غُنْدَرٍ، وَيَحْيَى القَطَانِ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَوَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، وأحمد بن عمر البَزَّارُ، وَعَلِيُّ بنُ زَاطِيَا، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ, هُوَ فَوْقَ بُنْدَارٍ عِنْدِي. وَقَالَ بَعْضُ الحُفَّاظِ: كَانَ ثِقَةً مُجَوِّداً. قَالَ السَّرَّاجُ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَمَّا: 2024- عُقبة بنُ مُكْرَم الضَّبي 2: الهِلاَلِيُّ الكُوْفِيُّ، فَحَدَّثَ عن: سفيان بن عيينة، والمسيب بن شَرِيْكٍ، وَمُصْعَبِ بنِ سَلاَّمٍ، وَيَحْيَى بنِ يَمَانٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ دِيْزِيْلَ، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ, وَمُطَيَّنٌ، وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَعَبْدَانُ الجَوَالِيْقِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ مُطَيَّنٌ: صَدُوْقٌ، لاَ يَخْضِبُ. قُلْتُ: مَا خَرَّجُوا لِهَذَا شَيْئاً. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2918"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 235" و"2/ 100 و120 و264"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1765"، وتاريخ بغداد "12/ 266"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 114"، والكاشف "2/ ترجمة 39063"، وتهذيب التهذيب "7/ 250"، وتقريب التهذيب "2/ 28"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4907"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 104"، والعبر "1/ 440". 2 ترجمته في التاريخ الكبير "6/ ترجمة 2919"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1766"، والعبر "1/ 441"، وتهذيب التهذيب "7/ 251"، وتقريب التهذيب "2/ 28"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4908".

محمود بن خداش

2025- محمود بن خِداش 1: "ت، ق" الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الطَّالْقَانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. حَدَّثَ عَنْ هُشَيْمٍ، وَابْنِ المُبَارَكِ، وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبَّادِ بنِ العَوَّامِ، وَسَيْفِ بنِ مُحَمَّدٍ الثَّوْرِيِّ، وَطَبَقَتِهِم، فَأَكْثَرَ وَجَوَّدَ. حَدَّثَ عَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ، فِي تَأَلِيفِهِ لَهُ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ فَيْرُوْزٍ الأَنْمَاطيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ المحاملي، وآخرون. رَوَى أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحْرِزٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ هُوَ ثِقَةٌ لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الرَّوَّاسُ: سَمِعْتُ مَحْمُوْدَ بنَ خِدَاشٍ يَقُوْلُ: مَا بِعْتُ شَيْئاً قَطُّ، وَلاَ اشْتَرَيتُهُ. قَالَ السَّرَّاجُ: كَأَنَّهُ وُلِدَ فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ: كُنْتُ فِيْمَنْ غَسَّلَهُ، فَرَأَيْتُهُ فِي المَنَامِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ? قَالَ: غَفَرَ لِي، وَلِجَمِيْعِ مَنْ تَبِعَنِي. قُلْتُ: فَأَنَا قَدْ تَبِعتُكَ، فَأَخْرَجَ وَرَقاً مِنْ كُمِّهِ فِيْهِ مَكْتُوبٌ يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ كَثِيْرٍ. قَالَ السَّرَّاجُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: وَقَعَ حَدِيْثُهُ عَالِياً عِندَ سِبْطِ السِّلَفِيِّ. أَخْبَرَنَا الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَحَاسِنِ البَيِّعُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، أَخْبَرَنَا العَاصِمِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا المَحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُوْرٌ، عَنِ الحَسَنِ، وَأَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} [يُوْنُسُ: 94] ، قَالاَ: لَمْ يَشُكَّ، ولم يسأل.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1339"، وتاريخ الخطيب "13/ 90"، والكاشف "3/ ترجمة 5416"، وتهذيب التهذيب "6210"، وتقريب التهذيب "2/ 233"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6880".

عبد الحميد بن عصام

2026- عبد الحميد بن عصام 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّادِقُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الجُرْجَانِيُّ، نَزِيْلُ هَمَذَانَ. سَمِعَ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَأَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ، وَالعَقَدِيَّ، وَسَعِيْدَ بنَ عَامِرٍ، وَأَبَا دَاوُدَ الحَفَرِيَّ، وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ الكَرَابِيْسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَوْسٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: قَدِمْتُ هَمَذَانَ، وَهُوَ حَيٌّ، وَلَمْ يُقَدَّرْ لِيَ السَّمَاعُ مِنْهُ، وَقَالَ أَبِي: هُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا عَنْهُ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَمْرُوْسٍ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَزُّوْنَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُ القَاسِمَ بنَ أَبِي صَالِحٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ الحُسَيْنِ يَقُوْلُ: مَا لَقِيَ الجُرْجَانِيُّ مِثْلَهُ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ: لَيْسَ أَنَا مِثْلُ: ينكمر, ذاكم الجرجاني. ورأيت في كِتَابِ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ قَالَ المَرَّارُ: كَتَبْتُ عَنْ أَلفِ شَيْخٍ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الجُرْجَانِيِّ، وَلَمَّا وَقَعَتِ المِحْنَةُ فِي اللَّفْظِ سَكَتَ الجُرْجَانِيُّ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ، فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: ذَهَبتُ مَعَ صَالِحِ بنِ حَمُّوْيَه؛ أَخِي المَرَّارِ، فَوَقَفَ عَلَى مَجْلِسِ الجُرْجَانِيِّ، فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي اللَّفْظِ بِالقُرْآنِ? فَسَكَتَ حَتَّى سأَلَهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: أَرَاهُ مُحْدثَةً بِدْعَةً، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: كَانَ أَحَدَ العُلَمَاءِ، وَالفُقَهَاءِ, ثِقَةً, صَدُوْقاً. قِيْلَ: إِنَّهُ نَاظَرَ أَبَا عبيد. مات ست سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: سَنَةَ سِتٍّ, وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ كُبَرَاءُ, مُحْتَشِمُونَ بِهَمَذَانَ, رَحِمَهُ اللهُ. وَلَمْ يَقَعْ لَنَا مِنْ عَوَالِي هَذَا الإِمَامِ شَيْءٌ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 85".

الأشج

2027- الأشج 1: "ع" الحَافِظُ الإِمَامُ الثَّبْتُ شَيْخُ الوَقْتِ أَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ حُصَيْنٍ الكِنْدِيُّ، الكُوْفِيُّ المُفَسِّرُ, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. حَدَّثَ عَنْ هُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ، وَعُقْبَةَ بنِ خَالِدٍ، وعبد السلام بن حرب، وأبي خالد الأحمر، وَزِيَادِ بنِ الحَسَنِ بنِ الفُرَاتِ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، وحفص بن غياث، وإبراهيم بنِ أَعْيَنَ، وَمُحَمَّدِ بنِ فُضَيْلٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ المُحَارِبِيِّ، وَالمُطَّلبِ بنِ زِيَادٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَكَانَ أَوَّلَ طَلَبِهِ لِلْعِلْمِ بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ وَمائَةٍ. رَأَيْتُ "تَفْسِيْرَهُ" مُجَلَّدٌ. وَعَنْهُ: الجَمَاعَةُ السِّتَّةُ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُجَيْرٍ، وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَهَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ الصَّغِيْرُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم مِنْ آخِرِهِم إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الهَاشِمِيُّ فِي "أَمَالِيْهِ". قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ هُوَ إِمَامُ أَهْلِ زَمَانِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بِلاَلٍ الشَّطَوِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: صَدُوْقٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى التِّسْعِيْنَ. أَخْبَرَنَا القَاضِي العَلاَّمَةُ مُحْيِي الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ الأَسَدِيُّ الحَنَفِيُّ، وَجَمَاعَةٌ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّوْسِيُّ، وَأَخْبَرَنَا سُنْقُرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بِحَلَبَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَنْجَبُ الحمَّامِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي الفَخَارِ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّبَاكِ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي بنُ الرَّفِيْعِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الخَضِرِ قِرَاءةً بِحَرَّانَ، وَعِدَّةٌ, قَالُوا جَمِيْعاً: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي قَالَ هُوَ, وَالطُّوْسِيُّ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بن أحمد البانياسي، أخبرنا أحمد

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 415"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 342"، والأنساب للسمعاني "1/ 270"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 517"، والكاشف "2/ ترجمة 2780"، والعبر "2/ 15"، وتهذيب التهذيب "5/ 236"، وتقريب التهذيب "1/ 419"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3532"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 137".

ابن مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بنِ القَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الهَاشِمِيُّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ -هُوَ ابْنُ حَرْبٍ- عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "فِي ثَلاَثِيْنَ مِنَ البَقَرِ تَبِيْعٌ أَوْ تَبِيْعَةٌ, وَفِي كُلِّ أَرْبَعِيْنَ مُسِنَّةٌ". أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ1، عَنِ الأَشَجِّ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ. وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ: مَاتَ الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَعَلِيُّ بنُ خشرم، وزيد بن أخرم، وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْر زَاج، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَبِيْبِ بنِ الشَّهِيْدِ، وَزُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ مَعْبَدٍ السِّنْجِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الجَرَوِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ عَبَّاسٌ الرِّيَاشِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَسَّانٍ الأَزْرَقُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بن حنان، ومحمد بن وزير الواسطي.

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "622"، وابن ماجه "1803"، وإسناده ضعيف؛ آفته خصيف وهو ابن عبد الرحمن الجزري الحراني، أبو عون، ضعفه أحمد. وقال مرة: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: تكلم في سوء حفظه. لكن للحديث شاهد عن معاذ بن جبل: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا وجهه إلى اليمن أمره أن يأخذ من البقرة من كل ثلاثين تبيعا أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة، ومن كل حالم -يعني محتلما- دينارا أو عدله من المعافر، ثياب تكون باليمن. أخرجه عبد الرزاق "6841"، وأبو داود "1576" و"1577"، والنسائي "5/ 26"، وابن ماجة "1803"، والدارمي "1/ 382"، والدارقطني "2/ 102"، وابن الجارود "178"، والبيهقي "4/ 98" و"9/ 193"، والحاكم "1/ 398". وقال الحاكم: صحيح، ووافقه الذهبي. وهو كما قالوا.

السري بن المغلس السقطي

2028- السَّرِي بنُ المُغَلِّس السِّقَطِي 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ, شَيْخُ الإِسْلاَمِ, أَبُو الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ السِّتِّيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنِ: الفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، وَهُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَعَلِيِّ بنِ غُرَابٍ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَغَيْرِهِم بِأَحَادِيْثَ قَلِيْلَةٍ، وَاشتَغَلَ بِالعِبَادَةِ، وَصَحِبَ مَعْرُوْفاً الكَرْخِيَّ، وَهُوَ أَجَلُّ أَصْحَابِهِ. رَوَى عَنْهُ: الجُنَيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَالنُّورِيُّ أَبُو الحُسَيْنِ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ مسروق، وإبراهيم ابن عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ شَاكِرٍ، فَرَوَى ابْنُ شَاكِرٍ. عَنْهُ, قَالَ: صَلَّيْتُ وِرْدِي لَيْلَةً، وَمَدَدْتُ رِجْلِي فِي المِحْرَابِ، فنُوْدِيْتُ: يَا سَرِيُّ كَذَا تُجَالِسُ المُلُوْكَ! فَضَمَمْتُهَا، وَقُلْتُ: وَعِزَّتِكَ لاَ مَدَدْتُهَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الحَرْبِيُّ: سَمِعْتُ السري يقول: حمدت الله مرة، فأنا أَسْتَغْفِرُ مِنْ ذَلِكَ الحَمْدِ مُنْذُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً قِيْلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ? قَالَ: كَانَ لِي دُكَّانٌ فِيْهِ مَتَاعٌ، فَاحْتَرَقَ السُّوْقُ، فَلَقِيَنِي رَجُلٌ، فَقَالَ: أَبْشِرْ دُكَّانُكَ سَلِمَتْ، فَقُلْتُ: الحَمْدُ للهِ ثُمَّ فَكَّرْتُ، فَرَأَيْتُهَا خَطِيئَةً. وَيُقَالُ: إِنَّ السَّرِيَّ رَأَى جَارِيَةً سَقَطَ مِنْ يَدِهَا إِنَاءٌ، فَانْكَسَرَ، فَأَخَذَ مِنْ دُكَّانِهِ إِنَاءً، فَأَعطَاهَا، فَرَآهُ مَعْرُوْفٌ الكَرْخِيُّ، فَدَعَا لَهُ قَالَ: بَغَّضَ اللهُ إِلَيْكَ الدُّنْيَا. قَالَ: فَهَذَا الَّذِي أَنَا فِيْهِ مِنْ بَرَكَاتِ مَعْرُوْفٍ. وَقَالَ الجُنَيْدُ: سَمِعْتُ سَرِيّاً يَقُوْلُ: أَشْتَهِي مُنْذُ ثَلاَثِيْنَ جَزَرَةً أَغمِسُهَا فِي دِبْسٍ وَآكُلُهَا، فَمَا يَصِحُّ لِي. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أُحِبُّ أَنْ آكُلَ أَكْلَةً لَيْسَ للهِ عَلَيَّ فِيْهَا تَبِعَةٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ فِيْهَا مِنَّةٌ، فَمَا أَجِدُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً. وَدَخَلتُ عَلَى السَّرِيِّ، وَهُوَ يَجُوْدُ بِنَفْسِهِ، فَقُلْتُ: أَوْصِنِي. قَالَ: لاَ تَصْحَبِ الأَشْرَارَ، وَلاَ تَشْتَغِلَنَّ عَنِ اللهِ بِمُجَالَسَةِ الأَخيَارِ. قَالَ الفَرُّخَانِيُّ: سَمِعْتُ الجُنَيْدَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَعْبَدَ للهِ مِنَ السَّرِيِّ أَتَتْ عَلَيْهِ ثَمَانٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً مَا رُئِيَ مُضْطَجِعاً إِلاَّ فِي عِلَّةِ المَوْتِ. قَالَ الجُنَيْدُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: إِنِّي لأَنْظُرُ إلى أنفي كل يوم مخافة أن يَكُوْنَ وَجْهِيَ قَدِ اسْوَدَّ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَمُوتَ حَيْثُ أُعْرَفُ, أَخَافُ أَنْ لاَ تَقْبَلَنِي الأَرْضُ، فَأَفْتَضِحَ. وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: فَاتَنِي جُزْءٌ مِنْ وِرْدِي، فَلاَ يُمْكِنُنِي قَضَاؤُهُ, يَعْنِي: لاستِغْرَاقِ أَوْقَاتِهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: كَانَ السَّرِيُّ أَوَّلَ مَنْ أَظهَرَ بِبَغْدَادَ لِسَانَ التَّوْحِيْدِ وَتَكَلَّمَ فِي عُلُوْمِ الحَقَائِقِ، وَهُوَ إِمَامُ البَغْدَادِيِّيْنَ فِي الإِشَارَاتِ. قُلْتُ: وَمِمَّنْ صَحِبَهُ: العَبَّاسُ بنُ يُوْسُفَ الشَّكْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ جَابِرٍ السَّقَطِيُّ. تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحدَى وَخَمْسِيْنَ. وَقِيْلَ: سنة سبع وخمسين.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 469"، وتاريخ بغداد "9/ 187"، والعبر "2/ 5"، ولسان الميزان "3/ 13"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 339"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 127".

الحسن بن شجاع

2029- الحسن بن شُجاع 1: "ت" ابن رجاء الحَافِظُ النَّاقِدُ الإِمَامُ المُحَقِّقُ، أَبُو عَلِيٍّ البَلْخِيُّ أَحَدُ الأَعْلاَمِ، لَهُ مَعْرِفَةٌ وَاسِعَةٌ، وَرِحلَةٌ شَاسِعَةٌ. لَقِيَ مَكِّيَّ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، وَطَبَقَتَهُ بِبَلْخَ، وَلَحِقَ عُبَيْدَ اللهِ بنَ مُوْسَى -وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ- وَأَبَا نُعَيْمٍ، وَأَبَا مُسْهِرٍ الغَسَّانِيَّ، وَيَحْيَى الوُحَاظِيَّ، وَسَعِيْدَ بنَ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبَا الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيَّ، وَأَبَا صَالِحٍ كَاتِبَ اللَّيْثِ، وَمُحَمَّدَ بنَ الصَّلْتِ، وَيَحْيَى بنَ يَحْيَى، وَعَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، وابن راهويه، وطبقتهم. رَوَى عَنْهُ: البُخَارِيُّ -وَذَلِكَ فِي "جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ"- وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، وَمُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا البَلْخِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ، فِي "صَحِيْحِهِ", قَالَ: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ الخَلِيْلِ الخَزَّازُ، وَذَلِكَ، فِي تَفْسِيْرِ الزُّمَرِ2، فَقِيْلَ: هُوَ البَلْخِيُّ. قَالَ نَصْرُ بنُ زَكَرِيَّا المَرْوزيُّ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بن سعيد يقول: شباب خراسان أربعة: محمد بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَعَبْدُ اللهِ الدَّارِمِيُّ، وَزَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى اللُّؤْلُؤِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ شُجَاعٍ البَلْخِيُّ. هَذِهِ حِكَايَةٌ صَحِيْحَةٌ، وَيَروِيهَا أَيْضاً الحَسَنُ بنُ حَمَّادٍ، عَنْ قُتَيْبَةَ. الحَاكِمُ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ القَاضِي، عَنْ بَعْضِ شُيُوْخِهِ, سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بن أحمد بن

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 561"، والعبر "1/ 442"، والكاشف "1/ ترجمة 1042" والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 53"، وتهذيب التهذيب "2/ 282"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1349"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 105". 2 صحيح: أخرجه البخاري "4812" حدثني الحسن، حدثنا إسماعيل بن خليل، أخبرنا عبد الرحيم عن زكرياء بنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إني أول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة، فإذا أنا بموسى متعلق بالعرش، فلا أدري؛ أكذلك كان، أم بعد النفخة"؟ قال الحافظ في الفتح: قوله: "حدثني الحسن" كذا في جميع الروايات غير منسوب، فجزم أبو حاتم سهل بن السري الحافظ فيما نقله الكلاباذي بأنه الحسن بن شجاع البلخي الحافظ، وهو أصغر من البخاري لكن مات قبله، وهو معدود من الحفاظ، ووقع في "المصافحة للبرقاني" أن البخاري قال في هذا الحديث "حدثنا الحسين" بضم أوله مصغر، ونقل عن الحاكم أنه الحسين بن محمد القباني فالله أعلم. وإسماعيل بن الخليل شيخه من أوساط شيوخ البخاري، وقد نزل البخاري في هذا الإسناد درجتين لأنه يروي عن واحد عن زكريا بن أبي زائدة، وهنا بينهما ثلاثة أنفس. قوله: "أخبرنا عبد الرحيم" هو ابن سليمان. وعامر هو الشعبي.

حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: قُلْتُ: يَا أَبَةِ, مَن الحُفَّاظُ? قَالَ: يَا بُنَيَّ شَبَابٌ كَانُوا عِنْدنَا مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَقَدْ تَفَرَّقُوا قُلْتُ: مَنْ هُمْ? قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ ذَاكَ البُخَارِيُّ، وَعُبَيْدُ الله بن عبد الكَرِيْمِ ذَاكَ الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ذَاكَ السَّمَرَقَنْدِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ شُجَاعٍ ذَاكَ البَلْخِيُّ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَةِ مَنْ أَحْفَظُ هَؤُلاَءِ? قَالَ: أَمَا أَبُو زُرْعَةَ فَأَسْرَدُهُم، وَأَمَّا مُحَمَّدٌ فَأَعَرَفُهُم، وَأَمَّا الدَّارِمِيُّ فَأَتْقَنُهُم، وَأَمَّا ابْنُ شُجَاعٍ فَأَجْمَعُهُم لِلأَبْوَابِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ الأَشْعَثِ البِيْكَنْدِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: انْتَهَى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان: أبو زُرْعَةَ، وَالبُخَارِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالحَسَنُ بنُ شُجَاعٍ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: فَحَكَيْتُ هَذَا لِمُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ، فَأَطْرَى ذِكْرَ الحَسَنِ بنِ شُجَاعٍ، فَقُلْتُ لَهُ: لَمْ يَشْتَهِرْ كَمَا اشْتَهَرَ هَؤُلاَءِ? قَالَ: لأَنَّهُ لَمْ يُمَتَّعْ بِالعُمُرِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ": الحَسَنُ بنُ شُجَاعٍ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ مِمَّنْ أَكْثَرَ الرِّحلَةَ، وَالكَتْبَ، وَالحِفْظَ، وَالمُذَاكَرَةَ, مَاتَ وَهُوَ شَابٌّ لَمْ يُنْتَفَعْ بِهِ. وَقَالَ الحَاكِمُ: ابْنُ شُجَاعٍ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ رَحَلَ، وَصَنَّفَ ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ المَنِيَّةُ قَبْلَ الخَمْسِيْنَ سَنَةً. رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ فِي "الجَامِعِ الصَّحِيْحِ" ثُمَّ نَقَلَ الحَاكِمُ أَنَّهُ مَاتَ فِي نِصْفِ شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ عَنْ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً, كَذَا نُقِلَ عَنْ سَعِيْدِ بنِ مُحَمَّدٍ الصُّوْفِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ البَلْخِيِّ، وَهَذَا خَطَأٌ لاَ يَسُوغُ، فَإِنْ صَحَّ تَارِيْخُ مَوْتِهِ هَذَا، فَمَا عَاشَ إِلاَّ نَحْواً مِنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً حَتَّى يَلحَقَ فِي ارْتِحَالِهِ مِثْلَ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى، وَإِلاَّ فَتَحدِيْدُ سِنِّهِ بَاطِلٌ. وَأَمَّا أَبُو نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيُّ الحَافِظُ، فَقَالَ فِي رِجَالِ البُخَارِيِّ: كَانَ أَبُو حَاتِمٍ سَهْلُ بنُ السَّرِيِّ البُخَارِيُّ الحَافِظُ الحَذَّاءُ يَقُوْلُ: الحَسَنُ الَّذِي رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ فِي تَفْسِيْرِ سُوْرَةِ الزُّمرِ هُوَ الحَسَنُ بنُ شُجَاعٍ الحَافِظُ عِنْدِي. ثُمَّ قَالَ أَبُو نَصْرٍ: كَتَبَ إِلَيْنَا الشَّبِيْبِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ جَعْفَرٍ البَلْخِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ: مَاتَ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. قلتُ: النَّاقِلُ -وَهُوَ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ- هُوَ الَّذِي نَقَلَ عَنْهُ شَيْخُ الحَاكِمِ، فَهَذَا أَصَحُّ عَنْهُ، وَأَخْطَأَ ذَاكَ الصُّوْفِيُّ عَلَيْهِ حَيْثُ زَادَ فِي تَارِيْخِ مَوْتِهِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَاتَّفَقَا فِي عُمُرِهِ، وَفِي نِصْفِ شَهْرِ مَوْتِهِ، وَأَنَّهُ كَانَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ. ثُمَّ قَالَ الكَلاَبَاذِيُّ: وَلَهُ إِخْوَةٌ: مُحَمَّدُ بنُ شُجَاعٍ -وَكَانَ أَكْبَرَهُم- وَأَبُو رَجَاءَ أَحْمَدُ بنُ شُجَاعٍ -وَهُوَ أَوْسطُهُم- وأبو شيخ.

الحسين بن الحسن بن حرب

2030- الحسين بن الحسن بن حرب 1: "ت، ق" الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّادِقُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ المَرْوَزِيُّ, صَاحِبُ ابْنِ المُبَاركِ, جَاوَرَ بِمَكَّةَ، وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ. وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ المُبَارَكِ بِشَيْءٍ كَثِيْرٍ، وَعَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَهُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ، وَالفَضْلِ بنِ مُوْسَى، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وعدة. حَدَّثَ عَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَدَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ الظَاهِرِيُّ، وَعُمَرُ بنُ بُجَيْرٍ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ فَارِسٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الهَاشِمِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: مَاتَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ، وَهُوَ رَاوِي كِتَابِ "الزُّهْدِ" لأَحْمَدَ. يَقَعُ لِي مِنْ عواليه في "جزء البانياسي".

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 631 و716" و"2/ 172" و"3/ 132 و176" والكنى للدولابي "2/ 54"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 219"، والعبر "1/ 446"، والكاشف "1/ ترجمة 1091" وتهذيب التهذيب "2/ 334"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1417".

الخليع

2031- الخليع 1: الشَّاعِرُ المُفْلِقُ, أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ الضَّحَّاكِ البَاهِلِيُّ مَوْلاَهُمُ, البَصْرِيُّ, الخَلِيْعُ. مَدَحَ الخُلَفَاءَ، وَسَارَ شِعرُهُ، وَعُمِّرَ دَهْراً، وَكَانَ يَذْكُرُ مَوْتَ شُعْبَةَ، وَكَانَ ذَا ظَرْفٍ وَمُجُونٍ، وَتَفُنُّنٍ فِي بَدِيعِ النَّظمِ، وَكَانَ نَدِيْماً مَعَ إِسْحَاقَ المَوْصِلِيِّ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ بِضْعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وشهر بالخليع؛ لمجونه وهناته، وهو القائل: ولا وَحُبِّيكِ لاَ أُصَا ... فِحُ بِالدَّمْعِ مَدْمَعَا مَنْ بَكَى شَجْوَهُ اسْتَرَا ... حَ وَإِنْ كَانَ مُوجِعَا كَبِدِي فِي هَوَاكِ أَسْـ ... ـقَمُ مِنْ أَنْ يُقَطَّعَا لَمْ تَدَعْ سَوْرَةُ الضَّنَى ... فِيَّ لِلسُّقْمِ مَوْضِعَا وَلَهُ: صِلْ بِخَدِّي خَدَّيْكَ تَلْقَ عَجِيْبا ... مِنْ مَعَانٍ يَحَارُ فِيْهَا الضَّمِيْرُ فَبِخَدَّيْكَ لِلرِّيَاضِ ربيع ... وبخدي للدموع غدير

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني "7/ 146"، وتاريخ بغداد "8/ 54"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "10/ 5"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 191"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 333"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 123".

الحسن بن الصباح بن محمد

2032- الحسن بن الصباح بن محمد 1: "خَ، د، ت" الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ, شَيْخُ الإِسْلاَمِ, أَبُو عَلِيٍّ الوَاسِطِيُّ, ثُمَّ البَغْدَادِيُّ البَزَّارُ، وَيُعْرَفُ أَيْضاً بِابْنِ البَزَّارِ. حَدَّثَ عَنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، وَإِسْحَاقَ الأَزْرَقِ، وَمُبَشِّرِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَمَعْنِ بنِ عِيْسَى، وَشُعَيْبِ بنِ حَرْبٍ، وَوَكِيْعٍ، وَشَبَابَةَ بنِ سَوَّارٍ، وَحَجَّاجِ بنِ محمد، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ بُجَيْرٍ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ كَانَتْ لَهُ جَلاَلَةٌ عَجِيْبَةٌ بِبَغْدَادَ كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ يَرْفَعُ مِنْ قَدْرِهِ، وَيُجِلُّهُ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِ: مَا يَأْتِي عَلَى ابْنِ البَزَّارِ يَوْمٌ إِلاَّ وَهُوَ يَعْمَلُ فِيْهِ خَيْراً، وَلَقَدْ كُنَّا نَخْتَلِفُ إِلَى فُلاَنٍ، فَكُنَّا نَقْعُدُ نَتَذَاكَرُ إِلَى خُرُوْجِ الشَّيْخِ، وَابْنُ البَزَّارِ قَائِمٌ يُصَلِّي. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ الصَّبَّاحِ يَقُوْلُ: أُدْخِلْتُ عَلَى المَأْمُوْنِ ثَلاَثَ

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2522"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 789" و"3/ 393"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 71"، وتاريخ بغداد "7/ 330"، والعبر "1/ 453"، والكاشف "1/ ترجمة 1045"، وميزان الاعتدال "1/ 499"، والوافي بالوفيات "12/ 60"، وتهذيب التهذيب "2/ 289"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1352"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 199".

مَرَّاتٍ: رُفِعَ إِلَيْهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَنَّهُ يَأْمرُ بِالمَعْرُوْف -قَالَ: وَكَانَ نَهَى أَنْ يَأْمُرَ أَحَدٌ بِمَعْرُوْفٍ- فَأُخِذْتُ، فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: أَنْتَ الحَسَنُ البَزَّارُ? قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: وَتَأْمرُ بِالمَعْرُوْفِ? قُلْتُ: لاَ، وَلَكِنِّي أَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ. قَالَ: فَرَفَعَنِي عَلَى ظَهرِ رَجُلٍ، وَضَرَبَنِي خَمْسَ دِرَرٍ، وَخَلَّى سَبِيلِي، وَأُدْخِلْتُ المَرَّةَ الثَّانِيَةَ عَلَيْهِ, رُفِعَ إِلَيْهِ أَنِّي أَشْتِمُ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَأُدْخِلْتُ، فَقَالَ: تَشتِمُ عَلِيّاً? فَقُلْتُ: صَلَّى اللهُ عَلَى مَوْلاَيَ وَسَيِّدِي عَلِيٍّ, يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! أَنَا لاَ أَشتِمُ يَزِيْدَ لأَنَّه ابْنُ عَمِّكَ، فَكَيْفَ أَشْتِمُ مَوْلاَيَ وَسَيِّدِي?! قَالَ: خَلُّوا سَبِيلَهُ. وَذَهَبتُ مَرَّةً إِلَى أَرْضِ الرُّوْمِ إِلَى البَذَنْدُوْنَ فِي المِحْنَةِ، فَدُفِعْتُ إِلَى أَشْنَاسَ. قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ خُلِّيَ سَبِيلِي. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ صَاحِبُ سُنَّةٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَيْضاً: صَالِحٌ. وَقَالَ السَّرَّاجُ: كَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ بِبَغْدَادَ. قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ النَّحْوِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهِ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَافِظِ: أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى, أَخْبَرَتْنَا بِيْبَى بِنْتُ عَبْدِ الصَّمَدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الصَّبَّاحِ البَزَّارُ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ, عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ أَنَساً يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَنْ يَبْرَحَ النَّاسُ يَسْأَلُوْنَ حَتَّى يَقُوْلُوا: هَذَا اللهُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ"، وَذَكَرَ كَلِمَةً1. أَخْرَجَهُ البخاري، عن البزار، فوافقناه. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخرِ, سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ ومائتين, من أبناء الثمانين.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "7296"، ومسلم "136"، وأبو داود "4721".

محمد بن أسلم

2023- محمد بن أسلم 1: ابن سالم بن يزيد، الإِمَامُ الحَافِظُ الرَّبَّانِيُّ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو الحَسَنِ الكِنْدِيُّ مَوْلاَهُمُ, الخُرَاسَانِيُّ, الطُّوْسِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي حُدُوْدِ الثَّمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَيَعْلَى بنَ عُبَيْدٍ، وَأَخَاهُ؛ مُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدٍ، وَجَعْفَرَ بنَ عَوْنٍ، وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ مُوْسَى، وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئَ، وَحُسَيْنَ بنَ الوَلِيْدِ النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَقَبِيْصَةَ، وَأَبَا نُعَيْمٍ، وَعَبْدَ الحَكَمِ بنَ مَيْسَرَةَ -صَاحِبَ ابْنِ جُرَيْجٍ- وَالنَّضْرَ بنَ شُمِيْلٍ، وَمَحَاضِرَ بنَ المُوَرِّعِ، وَيَحْيَى بنَ أَبِي بُكَيْرٍ، وَمُسْلِمَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ. وَصَنَّفَ "المُسْنَدَ"، وَ"الأَرْبَعِيْنَ"، وَغَيْرَ ذَلِكَ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ القَبَّانِيُّ، وَإِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَكِيْعٍ الطُّوْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ الطُّوْسِيُّ، وَزَنْجُوْيَةَ بنُ مُحَمَّدٍ اللَّبَّادُ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ نَصْرٍ الطُّوْسِيُّ، وَخَلْقٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الهِلاَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوهاب الفراء. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: كَانَ مِنَ الأَبدَالِ المُتَتَبِّعِينَ لِلآثَارِ. قَالَ فِيْهِ مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ أَسْلَمَ، فَمَا شَبَّهْتُهُ إِلاَّ بِأَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ بَالُوَيْه, سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا مَنْ لَمْ تَرَ عَيْنَايَ مِثْلَهُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ. وَقَالَ قَبِيْصَةُ: كَانَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ أَشْبَهُ النَّاسِ بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْنِي: فِي هَديِهِ وَسَمتِهِ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِابْنِ مَسْعُوْدٍ فِي ذَلِكَ، وَيُشَبَّهُ بِعَلْقَمَةَ إِبْرَاهِيْمُ، وَبإِبْرَاهِيْمَ مَنْصُوْرٌ، وَبِمَنْصُوْرٍ سُفْيَانُ، وَبسُفْيَانَ وَكِيْعٌ. قَالَ الحَاكِمُ: قَامَ مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ مَقَامَ وَكِيْعٍ، وَأَفْضَلَ مِنْ مَقَامِهِ لِزُهدِهِ وَوَرَعِهِ وَتَتَبُّعِهِ لِلأَثَرِ. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا اللَّبَّانُ، أَخْبَرَنَا الحَدَّادُ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا خَالِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، حَدَّثَنَا أَبِي, قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ الطُّوْسِيِّ خَادِمِ مُحَمَّدِ بنِ أَسْلَمَ سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ فِي حَدِيْثٍ: "إِنَّ اللهَ لاَ يَجْمَعُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى ضَلاَلَةٍ، فَإِذَا رَأًيْتُمُ الاخْتِلاَفَ، فَعَلَيْكُم

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1129"، وحلية الأولياء "9/ ترجمة 447"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 550"، والعبر "1/ 437"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 204"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 308"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 100".

بِالسَّوَادِ الأَعْظَمِ"1. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا يَعْقُوْبَ مَنِ السَّوَادُ الأَعْظَمُ? قَالَ: مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ، وَأَصْحَابُهُ، وَمَنْ تَبِعَهُ. ثُمَّ قَالَ إِسْحَاقُ: لَمْ أَسْمَعْ عَالِماً مُنْذُ خَمْسِيْنَ سنَةً كَانَ أَشَدَّ تَمَسُّكاً بِأَثَرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ مُحَمَّدِ بنِ أَسْلَمَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ: وَسَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوْبَ المَرْوَزِيَّ بِبَغْدَادَ، وَقُلْتُ لَهُ: قَدْ صَحِبْتَ مُحَمَّدَ بنَ أَسْلَمَ، وَأَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ أَيُّهُمَا كَانَ أَرْجَحَ وَأَكبَرَ وَأَبْصَرَ بِالدِّيْنِ? فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ لِمَ تَقُوْلُ هَذَا? إِذَا ذَكَرْتُ مُحَمَّداً فِي أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ، فَلاَ تَقْرُنْ مَعَهُ أَحَداً: البَصْرُ بِالدِّيْنِ، وَاتِّبَاعُ الأَثَرِ، وَالزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا، وَفَصَاحَتُهُ بِالقُرْآنِ وَالنَّحْوِ. ثُمَّ قَالَ لِي: نَظَرَ أَحْمَدُ فِي كِتَابِ "الرَّدِّ عَلَى الجَهْمِيَّةِ" لاِبْنِ أَسْلَمَ، فَتَعَجَّبَ مِنْهُ. ثُمَّ قَالَ أَبُو يَعْقُوْبَ: رَأَتْ عَينَاكَ مِثْلَ مُحَمَّدٍ? قُلْتُ: لاَ. وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ قَاسمٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى، عَنْ سِتِّ مَسَائِلَ، فَأَفْتَى فِيْهَا، وَقَدْ كُنْتُ سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَسْلَمَ، فَأَفْتَى فِيْهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ، فَاحْتَجَّ فِيْهَا بِحَدِيْثِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ، وَلَيْسَ ذَاكَ عِنْدَنَا. وَسَمِعْتُ ابْنَ رَاهْوَيْه ذَاتَ يَوْمٍ رَوَى فِي تَرْجِيْعِ الأَذَانِ أَحَادِيْثَ كَثِيْرَةً, ثُمَّ رَوَى حَدِيْثَ عَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ, ثُمَّ قَالَ: يَا قَوْمُ قَدْ حَدَّثْتُكُم بِهَذِهِ الأَحَادِيْثِ فِي التَّرْجِيْعِ، وَلَيْسَ فِي غَيْرِ التَّرْجِيْعِ إِلاَّ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ؛ حَدِيْثُ عَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدٍ، وَقَدْ أَمَرَ مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ النَّاسَ بِالتَّرْجِيْعِ، فَقُلْتُم: هذا مبتدع, عامة أهل بلده بالكوفة غَوْغَاءُ. ثُمَّ قَالَ: احْذَرُوا الغَوْغَاءَ، فَإِنَّهُمْ قَتَلَةُ الأَنْبِيَاءِ. فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا يَعْقُوْبَ حَدَّثْتَ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ بِالتَّرْجِيْعِ، فَمَا لَكَ لاَ تَأْمُرُ مُؤَذِّنَكَ بِالتَّرْجِيْعِ؟ قَالَ: يا مغفل،

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن ماجه "3950" حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا معان بن رفاعة السلامي، حدثني أبو خلف الأعمى قال: سمعت ابن مالك يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: فذكره. قلت: إسناده واه بمرة، آفته أبو خلف الأعمى، واسمه حازم بن عطاء، كذبه يحيى بن معين. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. لكن الفقرة الأولى من الحديث صحيحة لها شاهد ترتقي بها إلى مرتبة الصحة, فله شاهد عن ابن عمر عند ابن أبي عاصم في السنة "80"، والحاكم "1/ 115-116" من طريق المعتمر بن سليمان عن سليمان بن سفيان، هو أبو سفيان المدني مولى طلحة بن عبيد الله، ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب". وأخرجه الطبراني في "الكبير" حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي محمد بن أبي بكر المقدمي، أخبرنا معتمر بن سليمان، عن مرزوق مولى آل طلحة عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. قلت: وإسناد صحيح، رجاله ثقات، ومرزوق اسم أبيه مرداسة كما في "مشكل الآثار" "4/ 114".

أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قُلْتُ فِي الغَوْغَاءِ, إِنَّمَا أَخَافُ الغَوْغَاءَ. فَأَمَّا أَمْرُ مُحَمَّدِ بنِ أَسْلَمَ، فَإِنَّهُ سَمَاوِيٌّ كُلَّمَا أَخَذَ فِي شَيْءٍ, تَمَّ لَهُ، وَنَحْنُ عَبِيْدُ بُطُوْنِنَا لَا يَتِمُّ لَنَا أَمْرٌ نَأْخُذُ فِيْهِ نَحْنُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بنِ أَسْلَمَ مِثْلَ السُّرَّاقِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَكَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ: اكْتُبْ إِلَيَّ بِحَالِ مُحَمَّدِ بنِ أَسْلَمَ، فَإِنَّهُ رُكْنٌ مِنْ أَركَانِ الإِسْلاَمِ. وكُنْتُ يَوْماً عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ بَعْدَ مَوتِ ابْنِ أَسْلَمَ بِيَوْمٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، وَقَالَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ أَبِي النَّضْرِ، وَهُوَ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ، وَيَقُوْلُ: يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَجتَمِعَ، فَنُعَزِّيَ بَعْضَنَا بَعْضاً بِمَوتِ رَجُلٍ لَمْ نَعْرِفْ مِنْ عَهدِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ مِثْلَهُ. وَقِيْلَ لأَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ صَلَّى عَلَيْهِ أَلْفُ أَلفٍ مِنَ النَّاسِ، وَقَالَ بَعْضُهُم: أَلْفُ أَلفٍ، وَمائَةُ أَلْفٍ يَقُوْلُ صَالِحُهُمْ وَطَالِحُهُمْ: لَمْ نَعْرِفْ لِهَذَا الرَّجُلِ نَظِيْراً. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ: وَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ أَسْلَمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعَةِ أَيَّامٍ بِنَيْسَابُوْرَ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تَعَالَ أُبَشِّرْكَ بِمَا صَنَعَ اللهُ بِأَخِيكَ مِنَ الخَيْرِ قَدْ نَزَلَ بِيَ المَوْتُ، وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيَّ أَنَّهُ مَا لِي دِرْهَمٌ يُحَاسِبُنِي اللهُ عَلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ: أَغْلِقِ البَابَ، وَلاَ تَأْذنْ لأَحَدٍ حَتَّى أَمُوتَ، وَتَدفِنُونَ كُتُبِي، وَاعْلَمْ أَنِّي أَخرُجُ مِنَ الدُّنْيَا، وَلَيْسَ أَدَعُ مِيْرَاثاً غَيْرَ كِسَائِي وَلِبْدِي وَإِنَائِي الَّذِي أَتَوَضَّأُ فِيْهِ وَكُتُبِي هَذِهِ، فَلاَ تُكَلِّفُوا النَّاسَ مُؤْنَةً. وَكَانَ مَعَهُ صُرَّةٌ فِيْهَا نَحْوُ ثَلاَثِيْنَ دِرْهَماً، فَقَالَ: هَذَا لاِبْنِي أَهدَاهُ قَرِيْبٌ لَهُ، وَلاَ أَعْلَمُ شَيْئاً أَحَلَّ لِي مِنْهُ لأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيْكَ" 1. وقال: "أَطْيَبُ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ وَإِنَّ ولده من كسبه" 2.

_ 1 صحيح: ورد عن عدد من الصحابة -رضي الله عنهم- فقد ورد عن عبد الله بن عمرو: عند أحمد "2/ 179 و204 و214"، وأبي داود "2291"، وابن ماجة "2292"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "4/ 158"، وابن الجارود "995" وإسناده حسن. وورد عن جابر: عند ابن ماجه "2291"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "4/ 158"، وفي "مشكل الآثار" "2/ 230". وإسناده صحيح على شرط البخاري. وورد عن ابن مسعود: عند الطبراني في "الكبير" "10019"، وسنده حسن في الشواهد. وورد عن عبد الله بن عمر: عند البزار "1259". وورد من حديث سمرة: عند البزار "1260"، والطبراني في "الأوسط"، وأبي يعلى. وورد من حديث عمر: عند البزار "1261"، وإسناده ضعيف للانقطاع بين سعيد بن المسيب، وعمر. 2 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 31 و41 و127 و193 و201"، والبخاري في "التاريخ الكبير" "1/ 407"، وأبو داود "3528"، والنسائي "7/ 240-241 و241"، والدارمي "2/ 247"، والبيهقي "7/ 479-480" من طريق إبراهيم عن عمارة بن عمير، عن عائشة، به مرفوعا. وأخرجه أحمد "6/ 42 و220"، والنسائي "7/ 241"، والبغوي "2398" من طرق عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ به مرفوعا.

فَكَفِّنُونِي مِنْهَا، فَإِنْ أَصَبتُمْ لِي بِعَشْرَةٍ مَا يَسْتُرُ عَورَتِي، فَلاَ تَشتَرُوا بِخَمْسَةَ عَشَرَ، وَابْسُطُوا عَلَى جِنَازَتِي لِبْدِي، وَغَطُّوا عَلَيْهَا كِسَائِي، وَأَعْطُوا إِنَائِي مِسْكِيْناً, يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ إِنَّ هَؤُلاَءِ قَدْ كَتَبُوا رَأْيَ فُلاَنٍ، وَكَتَبْتُ أَنَا الأَثَرَ، فَأَنَا عِنْدَهُم عَلَى غَيْرِ الطَّرِيْقِ، وَهُم عِنْدِي عَلَى غَيْرِ الطَّرِيْقِ, أَصْلُ الفَرَائِضِ فِي حَرْفَيْنِ: مَا قَالَ اللهُ وَرَسُوْلُهُ: افْعَلْ, فَهُوَ فَرِيْضَةٌ يَنْبَغِي أَنْ يُفْعَلَ، وَمَا قَالَ اللهُ وَرَسُوْلُهُ: لاَ تَفْعَلْ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُنْتَهَى عَنْهُ، وَتَرْكُهُ فَرِيْضَةٌ. وَهَذَا فِي القُرْآنِ، وَفِي فَرِيْضَةِ النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم يقرءونه، وَلَكِنْ لاَ يَتَفَكَّرُونَ فِيْهِ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِم حُبُّ الدُّنْيَا. صَحِبتُ مُحَمَّدَ بنَ أَسْلَمَ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً لَمْ أَرَهُ يُصَلِّي حَيْثُ أَرَاهُ رَكْعَتَيْنِ مِنَ التَّطَوُّعِ إِلاَّ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَسَمِعتُهُ كَذَا وَكَذَا مَرَّةً يَحْلِفُ: لَوْ قَدِرتُ أَنْ أَتَطَوَّعَ حَيْثُ لاَ يَرَانِي مَلَكَايَ لَفَعَلْتُ خوفًا من الرياء، وكان يَدخُلُ بَيتاً لَهُ، وَيُغْلِقُ بَابَهُ، وَلَمْ أَدرِ مَا يَصْنَعُ حَتَّى سَمِعْتُ ابْناً لَهُ صَغِيْراً يَحكِي بُكَاءهُ، فَنَهَتْهُ أُمُّهُ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا هَذَا? قَالَتْ: إِنَّ أَبَا الحَسَنِ يَدخُلُ هَذَا البَيْتَ، فَيَقْرأُ وَيَبْكِي، فَيَسْمَعُهُ الصَّبِيُّ، فَيَحْكِيهِ. وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخرُجَ غَسَلَ وَجْهَهُ، وَاكتَحَلَ، فَلاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ البُكَاءِ، وَكَانَ يَصِلُ قَوْماً، وَيَكسُوهُمْ، وَيَقُوْلُ لِلرَّسُوْلِ: انظُرْ أَنْ لاَ يَعلَمُوا مَنْ بَعَثَهُ، وَلاَ أَعلَمُ مُنْذُ صَحِبْتُهُ، وَصَلَ أَحَداً بِأَقَلَّ مِنْ مائَةِ دِرْهَمٍ إِلاَّ أَنْ لاَ يُمْكِنَهُ ذَلِكَ، وَكَانَ يَقُوْلُ لِي: اشتَرِ لِي شَعِيراً أَسوَدَ، فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِلَى الكَنِيفِ، وَلاَ تَشتَرِ لِي إِلاَّ مَا يَكفِينِي يَوْماً بِيَوْمٍ، وَاشْتَرَيتُ لَهُ مَرَّةً شَعِيراً أَبْيَضَ، وَنَقَّيْتُهُ، وَطَحَنْتُهُ، فَرَآهُ، فَتَغَيَّرَ لَونُهُ، وَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تَنَوَّقْتَ فِيْهِ، فَأَطْعِمْهُ نَفْسَكَ لَعَلَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ أَعْمَالاً تَحتَمِلُ أَنْ تُطْعِمَ نَفْسَكَ النَّقِيَّ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ سِرْتُ فِي الأَرْضِ وَدُرتُ فِيْهَا فَبِاللهِ مَا رَأَيْتُ نَفْساً تُصَلِّي أَشَرَّ عِنْدِي مِنْ نَفْسِي، فَبِمَا أَحتَجُّ عِنْدَ اللهِ إِنْ أَطعَمتُهَا النَّقِيَّ?! خُذْ هَذَا الطَّعَامَ، وَاشتَرِ لِي كُلَّ يَوْمٍ بِقِطعَةٍ شَعِيْراً رَدِيْئاً، وَاشتَرِ لِي رَحَىً، فَجِئْنِي بِهِ حَتَّى أَطحَنَ بَيَدِي، وَآكُلَهُ لَعَلِّي أَبلُغُ مَا كَانَ فِيْهِ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. وَوُلِدَ لَهُ ابْنٌ، فَدَفَعَ إِلَيَّ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: اشتَرِ كَبْشَيْنِ عَظِيْمَينِ، وَغَالِ بِهِمَا، وَاشتَرِ بِعَشْرَةٍ دَقِيْقاً وَاخْبِزْهُ. فَفَعَلتُ, وَنَخَلتُهُ، فَأَعطَانِي عَشْرَةً أُخَرَ، وَقَالَ: اشتَرِ بِهِ دَقِيْقاً، وَلاَ تَنْخُلْهُ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ العقيقة سنة، ونخل الدَّقِيقِ بِدْعَةٌ، وَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُوْنَ فِي السُّنَّةِ بِدْعَةٌ. قَالَ: وَأَمَّا كَلاَمُهُ فِي النَّقضِ علَى المُخَالِفِينَ مِنَ المُرْجِئَةِ وَالجَهْمِيَّةِ، فَشَائِعٌ ذَائِعٌ.

الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ صَالِحٍ سَمِعْتُ أَبَا سعيد محمد شَاذَانَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ أَسْلَمَ، وَقبَّلْتُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَمَا شَبَّهْتُهُ إِلاَّ بِالصَّحَابَةِ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ جَزَاكَ اللهُ عَنِ الإِسْلاَمِ خَيْراً. وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ المُزَكِّيَ سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا رَبَّانِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ؛ مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ الطُّوْسِيُّ. أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ, قَالَ: لَمَّا أُدْخِلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ، وَلَمْ أُسَلِّمْ عَلَيْهِ بِالإِمْرَةِ غَضِبَ، وَقَالَ: عَمَدتُم إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ، فَكَفَّرْتُمُوهُ، فَقِيْلَ: قَدْ كَانَ مَا أُنْهِيَ إِلَى الأَمِيْرِ، فَقَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: شِرَاكُ نَعْلَي عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ خَيْرٌ مِنْكَ، وَكَانَ يَرفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ لاَ تَرفعُ رَأْسَكَ إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ: بِرَأْسِي هَكَذَا إِلَى السَّمَاءِ سَاعَةً ثُمَّ قُلْتُ: وَلِمَ لاَ أَرفَعُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ؟ وَهلْ أَرْجُو الخَيْرَ إِلاَّ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ?! وَلَكِنِّي سَمِعْتُ مُؤَمَّلَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: النَّظَرُ فِي وُجُوْهِكُمْ مَعْصِيَةٌ، فَقَالَ: بِيَدِهِ هَكَذَا يُحْبَسُ. قَالَ ابْنُ أَسْلَمَ: فَأَقَمْنَا، وَكُنَّا أَرْبَعَةَ عشر شيخًا، فحبست أربعة عشر شَهْراً مَا اطَّلَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِي أَنِّي أَرَدْتُ الخَلاَصَ. قُلْتُ: اللهُ حَبَسَنِي، وَهُوَ يُطْلِقُنِي، وَلَيْسَ لِي إِلَى المَخْلُوْقِيْنَ حَاجَةٌ، فَأُخْرِجْتُ، وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ، وَفِي رَأْسِي عِمَامَةٌ كَبِيْرَةٌ طَوِيْلَةٌ، فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي السُّجُوْدِ عَلَى كَوْرِ العِمَامَةِ? فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ المُحَرَّرِ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَجَدَ عَلَى كَوْرِ العِمَامَةِ1، فَقَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيْفٌ، فَقُلْتُ: أَسْتَعْمِلُ هَذَا حَتَّى يَجِيْءَ أَقْوَى مِنْهُ, ثُمَّ قُلْتُ: وَعِنْدِي أَقْوَى مِنْهُ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ، عَنْ حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الأَرْضِ وَبَرْدَهَا2. هَذَا الدَّلِيْلُ على

_ 1 ضعيف جدا: فيه عبد الله بن المحرر الجزري، قال أحمد: ترك الناس حديثه. وقال الدارقطني وجماعة: متروك. 2 حسن لغيره: أخرجه أحمد "1/ 256 و303 و320 و354"، وابن أبي شيبة "1/ 269"، وأبو يعلى "2446" و"2687"، والطبراني "11520" و"11521" من طرق عن شريك عن حسين بن عبد الله، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه شريك، وهو ابن عبد الله النخعي القاضي، فإنه سيئ الحفظ. وفيه حسين بن عبد الله، وهو ابن عبيد الله بن عباس، وهو ضعيف أيضا. =

السُّجُوْدِ عَلَى كَوْرِ العِمَامَةِ ثُمَّ قَالَ: وَرَدَ كِتَابُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ يَنْهَى عَنِ الجَدَلِ وَالخُصُومَاتِ، فَتَقَدَّمْ إِلَى أَصْحَابِكَ أَنْ لاَ يَعُوْدُوا، فَقُلْتُ: نَعَمْ ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ، وَهَذَا كَانَ مُقَدَّراً عَلَيَّ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ جُلَّ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ صَارُوا إِلَى يَحْيَى بنِ يَحْيَى، فَكَلَّمُوهُ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ فِي تَخْلِيَتِكَ، فَقَالَ يَحْيَى: لاَ أُكَاتِبُ السُّلْطَانَ، وَإِنْ كُتِبَ عَلَى لِسَانِيَ لَمْ أُكْرَهْ حَتَّى يَكُوْنَ خَلاَصُهُ، فَكُتِبَ بِحَضْرَتِهِ عَلَى لِسَانِهِ، فَلَمَّا وَصَلَ الكِتَابُ إِلَى ابْنِ طَاهِرٍ أَمَرَ بِإِخْرَاجِكَ وَأَصْحَابِكَ. قَالَ: نَعَمْ. أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَسْلَمَ, سَمِعْتُ المُقْرِئَ يَقُوْلُ: الشِّكَايَةُ وَالتَّحْذِيْرُ لَيْسَتْ مِنَ الغِيْبَةِ. مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ السّلْطِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ أَسْلَمَ يُنْشِدُ: إِنَّ الطَّبِيْبَ بِطِبِّهِ وَدَوَائِهِ ... لاَ يَسْتَطِيعُ دِفَاعَ مَقْدُوْرٍ أَتَى مَا لِلطَّبِيْبِ يَمُوْتُ بِالدَّاءِ الَّذِي ... قَدْ كَانَ يُبْرِي مِثْلَهُ فِيْمَا مَضَى هَلَكَ المُدَاوِي وَالمُدَاوَى وَالَّذِي ... جَلَبَ الدَّوَاءَ وَبَاعَهُ وَمَنِ اشْتَرَى قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: مَرِضَ مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ فِي بَيْتِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ طُوْسَ، فَقَالَ لَهُ: لاَ تُفَارِقْنِي اللَّيْلَ، فَإِنِّي يَأْتِيْنِي أَمْرُ اللهِ قَبْلَ أَنْ أُصْبِحَ، فَإِذَا مُتُّ، فَلاَ تَنْتَظِرْ بِي أَحَداً، وَاغْسِلْنِي لِلْوَقْتِ، وَجَهِّزْنِي. قَالَ: فَمَاتَ فِي نِصْفِ اللَّيْلِ. قَالَ: فَأَتَاهُمْ صَاحِبُ الأَمِيْرِ طَاهِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُ إِلَى مَقْبَرَةِ السَّاذياخِ؛ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ طَاهِرٌ. قَالَ: فَوُضِعَتِ الجِنَازَةُ، وَالنَّاسُ يُؤَذِّنُونَ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ، وَمَا نَادَى عَلَى جِنَازَتِهِ أَحَدٌ، وَلاَ رُوسِلَ بِوَفَاتِهِ أَحَدٌ، وَإِذَا الخَلقُ قَدِ اجْتَمَعَ بِحَيْثُ لاَ يُذكَرُ مِثْلُهُ، فَأَمَّهُمْ طَاهِرٌ، وَدُفِنَ بِجَنْبِ إِسْحَاقَ بن راهويه.

_ = وأخرجه أبو يعلى "2248"، والطبراني "11178" من طريق سلام بن الطويل، عن زيد العمى، عن مجاهد، عن ابن عباس قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسجد على ثوبه. وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف سلام الطويل، وزيد العمي. ويشهد له ما أخرجه البخاري "1208"، ومسلم "620" من حديث أنس بن مالك قال: "كنا نصلي مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي شِدَّة الحَرِّ، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه". وفي لفظ عند البخاري "385" قال: "كنا نصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فيضع أحدنا طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود".

وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى البَاشَانِيُّ: مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ لِثَلاَثٍ بَقِيْنَ مِنْ المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِنَيْسَابُوْرَ. الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ الفَقِيْهَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ العَنْبَرِيَّ يَقُوْلُ: كُنْتُ بِمِصْرَ، وَأَنَا أَكْتُبُ بِاللَّيْلِ كُتُبَ ابن وهب، وذلك لِخَمْسٍ بَقِيْنَ مِنَ المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ, فَهَتَفَ بِي هَاتِفٌ يَا إِبْرَاهِيْمُ مَاتَ العَبْدُ الصَّالِحُ مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ، فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذَلِكَ، وَكَتَبتُهُ عَلَى ظَهرِ كِتَابِي، فَإِذَا بِهِ قَدْ مَاتَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ: قيلَ لِي: صَلَّى عَلَى مُحَمَّدِ بنِ أَسْلَمَ أَلفُ أَلفِ إِنْسَانٍ. قُلْتُ: هَذَا لَيْسَ بِمُمْكِنِ الوُقُوْعِ، وَلاَ سِيَّمَا أَنَّهُ إِنَّمَا عَلِمُوا بِمَوتِهِ فِي اللَّيْلِ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بُعَيْدَ الفَجْرِ، فَاللهُ أَعْلَمُ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ قَالاَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ وَكِيْعٍ الطُّوْسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ يَزِيْدَ المُحَارِبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ عَلَى قَوْمٍ، فِيْهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ"1. تَابَعَهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرُ، عن سليمان أبي إدام، وهو ضعيف. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ فِي كِتَابِهِ، عَنِ مَسْعُوْدِ بنِ أَبِي مَنْصُوْرٍ، وَقَرَأْتُهُ عَلَى إِسْحَاقَ الأَسَدِيِّ أَخْبَرَكُمُ ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ الطُّوْسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا يَعْلَى, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَكْمَلُ المُؤْمِنِيْنَ إِيْمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً" 2.

_ 1 ضعيف: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" "63"، وآفته سليمان بن زيد أو يزيد المحاربي الكوفي أبو إدام. قال يحيى: ليس بثقة وقال مرة: ليس يسوى حديثه فلسا. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن حبان: لا يحتج به، وأورد الذهبي الحديث في ترجمته في "الميزان". 2 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 515" و"11/ 27"، وفي "الإيمان" له "17" و"18"، وأحمد "2/ 472"، وأبو داود "4682"، والترمذي "1162"، والحاكم "1/ 3"، والآجري في "الشريعة" "ص115"، وأبو نعيم في "الحلية" "9/ 248"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "1291" والبغوي "3495" من طرق عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة، به مرفوعا. قلت: إسناده حسن، محمد بن عمرو، هو ابن علقمة الليثي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". وأخرجه ابن أبي شيبة "8/ 516" و"11/ 27-28"، وفي "الإيمان" له "20"، وأحمد "2/ 527"، والدارمي "2/ 323"، والحاكم "1/ 3" من طريق سعيد بن أبي أيوب عن محمد بن عجلان، عن القعقاع ابن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به. قلت: إسناده حسن، محمد بن عجلان، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

وَبِهِ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغِطْرِيْفِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَكَمِ بنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: مَا رُئِيَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ قَالَ: مَا رَأَيْتُهُ مَادّاً رِجْلَيْهِ بَيْنَ أَصْحَابِهِ1. غَرِيْبٌ. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرْنَا اللَّبَّانُ, أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ المُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ بَطَّةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ المَدِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ طُوْسِيٍّ بِمَكَّةَ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ خَادِمُ مُحَمَّدِ بنِ أَسْلَمَ وَصَاحِبُهُ, قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَسْلَمَ يَقُوْلُ: زَعَمَتِ الجَهْمِيَّةُ أَنَّ القرآن خلق، وقد أشركوا في ذَلِكَ وَهُم لاَ يَعْلَمُوْنَ؛ لأَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ بَيَّنَ أَنَّ لَهُ كَلاَماً، فَقَالَ: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} [الأَعْرَافُ: 144] ، وَقَالَ: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النِّسَاءُ: 164] . وَقَالَ: {يَا مُوسَى، إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} [طه: 11، 12] ، وَقَالَ: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} [طه: 14] . وَعَنْ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ, قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ فِي وَقْتِهِ يُشَبَّهُ بِابْنِ المُبَارَكِ. وَكَانَ زَنْجُوْيَةُ بنُ مُحَمَّدٍ إِذَا حَدَّثَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَسْلَمَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا الزَّاهِدُ الرباني.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "9/ 250" حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي، به. قلت: إسناده ضعيف فيه عبد الحكم بن ميسرة، قال أبو موسى المديني لا أعرفه بجرح ولا تعديل. والعلة الثانية: ابن جريج والعلة الثالثة أبو الزبير المكي، وهما مدلسان، وقد عنعناه.

الرباطي

2034- الرِّبَاطي 1: "خَ، م، د، ت، س" الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ أَمِيْرُ الرِّبَاطِ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بن سعيد ابن إِبْرَاهِيْمَ المَرْوَزِيُّ الرِّبَاطِيُّ الأَشْقَرُ نَزِيْلُ نَيْسَابُوْرَ. سَمِعَ وَكِيْعاً، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ، وَوَهْبَ بنَ جَرِيْرٍ، وَسَعِيْدَ بنَ عَامِرٍ الضُّبَعِيَّ، وَإِسْحَاقَ السَّلُوْلِيَّ، وَأَبَا عَاصِمٍ، وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ القَبَّانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو العباس الثقفي، وآخرون. رُوِيَ عَنِ الرِّبَاطِيِّ, قَالَ: جِئْتُ إِلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، فَجَعَلَ لاَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَيَّ، فقلت: يا أبا عبد الله إنه يكتب عَنِّيَ الحَدِيْثُ بِخُرَاسَانَ، فَإِنْ عَامَلْتَنِي بِهَذَا, رَمَوا بِحَدِيْثِي. فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ هَلْ بُدٌّ أَنْ يُقَالَ يَوْمَ القِيَامَةِ: أَيْنَ عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِرٍ وَأَتْبَاعُهُ، فَانْظُرْ أَيْنَ تَكُوْنُ مِنْهُ?! قُلْتُ: إِنَّمَا وَلاَّنِي أَمرَ الرِّبَاطِ، فَجَعَلَ يُرَدِّدُ قَوْلَهُ عَلَيَّ. تُوُفِّيَ الرِّبَاطِيُّ: سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ. أَخْبَرْنَا ابْنُ عَسَاكِرَ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَبِي سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا الفَضْلُ بنُ المُحِبِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ الخَفَّافُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الرِّبَاطِيُّ، حَدَّثَنَا مَحْبُوْبُ بنُ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: فُرِضَتْ صَلاَةُ الحَضَرِ، وَالسَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا أَقَامَ رَسُوْلُ الله بالمدنية, زِيْدَ فِي صَلاَةِ الحَضَرِ رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ، وَتُرِكَتْ صَلاَةُ الفَجْرِ لِطُوْلِ القِرَاءةِ، وَالمَغْرِبُ لأَنَّهَا وِتْرُ النهار2. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظَ يَقُوْلُ: كَانَ الرِّبَاطِيُّ -وَاللهِ- مِنَ الأَئِمَّةِ المُقْتَدَى بِهِم. وَقَالَ الخَلِيْلِيُّ: كَانَ حَافِظاً مُتْقِناً. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصَّفَّارُ: لَوْ كَانَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ حَيّاً, لاَحْتَاجَ إِلَى إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَلَمْ أر بعده مثل أحمد الرباطي.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1511"، وتاريخ بغداد "4/ 165"، والأنساب للسمعاني "6/ 69"، واللباب لابن الأثير "2/ 14"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 556"، والعبر "1/ 439"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 390"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 102". 2 صحيح: أخرجه ابن خزيمة "305" من طريق محبوب بن الحسن، به. وأخرجه مالك "1/ 146"، ومن طريقه البخاري "350"، ومسلم "685"، وأبو داود "1198"، والنسائي "1/ 225-226" من طريق صالح بن كيسان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، به. وأخرجه البخاري "1090" و"3935"، ومسلم "685"، والنسائي "1/ 225"، والدارمي "1/ 355" والبيهقي "3/ 143" من طرق عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به.

فضل بن سهل

2035- فضل بن سهل 1: "خ، م، د، س، ت" ابن إبراهيم, الحَافِظُ, البَارِعُ, الثِّقَةُ, أَبُو العَبَّاسِ الأَعْرَجُ, البَغْدَادِيُّ, الرَّامِ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ الثَّمَانِيْنَ وَمائَةٍ، أَوْ قَبْلَهَا. حَدَّثَ عَنْ: يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَحُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ، وَأَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، وَزَيْدِ بنِ الحُبَابِ، وَمُحَمَّدِ بنِ بِشْرٍ العَبْدِيِّ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَطَاءَ، وَأَبِي نُوْحٍ قُرَادٍ، وَأَبِي عَاصِمٍ، وَالحَسَنِ بنِ مُوْسَى، وَشَبَابَةَ، وَعَفَّانَ، وَيَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَأَبِي النّضرِ، وَيَحْيَى بنِ غَيْلاَنَ، وَيُوْنُسَ بنِ مُحَمَّدٍ، وَخَلْقٍ لاَ يَنْحَصِرُوْنَ، وَكَانَ من أعيان الحفاظ. حَدَّثَ عَنْهُ: الأَئِمَّةُ السِّتَّةُ -سِوَى ابْنِ مَاجَهْ- وَأَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو البَزَّارُ، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَالبَغَوِيُّ، وَعَبْدَانُ الجَوَالِيْقِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَعُمَرُ بنُ بُجَيْرٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَالقَاضِي المَحَامِلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ العَطَّارُ، وَعِدَّةٌ. قَالَ عَبْدَانُ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُوْلُ: أَنَا لاَ أُحَدِّثُ، عَنْ فَضْلٍ الأَعْرَجِ. قُلْتُ: لِمَ? قَالَ: لأَنَّهُ كَانَ لاَ يَفُوْتُهُ حَدِيْثٌ جَيِّدٌ. قُلْتُ: مَا بِهَذَا الخِيَالِ يُغْمَزُ الحَافِظُ, ثُمَّ هَذَا أَبُو دَاوُدَ قَائِلُ هَذَا قَدْ رَوَى عَنْهُ فِي "سُنَنِهِ". وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ". قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ: مَاتَ الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ بِبَغْدَادَ, يَوْمَ الاثْنَيْنِ, لِثَلاَثٍ بَقِيْنَ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، عَنْ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَفِي اليَوْمِ المَذْكُوْرِ أَرَّخَهُ أَيْضاً أَبُو عبيد بن حربويه، وكان ذا غرائب. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الوَلِيِّ بنُ رَافِعٍ، وَأَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، وَعِيْسَى بنُ بَرَكَةَ، وَجَمَاعَةٌ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أخبرنا سعيد بن أحمد بنِ البَنَّاءِ، وَأَنَا فِي الرَّابِعَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وأربعين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ، أخبرنا

_ 1 ترجمته في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 758 و789"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 309" وتاريخ بغداد "12/ 364"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 574"، والكاشف "2/ ترجمة 4534"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6728"، وتهذيب التهذيب "8/ 277"، وتقريب التهذيب "2/ 110"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5712".

مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ زُنْبُوْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ الصَّفَّارِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، وَالأَعْمَشِ "ح". وَحَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، وَالأَعْمَشِ، وَحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ كَرَامَةَ -وَاللَّفْظُ لَهُ- قَالاَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزَاةٍ أَوْ غَارٍ -وَقَالَ يَحْيَى بنُ آدَمَ: فِي غَارٍ- فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المُرْسَلاَتُ: 1] ، فَإِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيْهِ إِذْ خَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَابْتَدَرْنَاهَا، فَسَبَقَتْنَا، فَدَخَلَتْ جُحْرَهَا، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وُقِيَتْ شَرَّكُم، وَوُقِيْتُم شَرَّهَا". أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ1، عَنْ عَبْدَةَ. وَمَاتَ مَعَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ بِسَمَرْقَنْدَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ الطُّوْسِيُّ، وَعُتَيْقُ بنُ مُحَمَّدٍ بِنَيْسَابُوْرَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زِيَادٍ القَطَوَانِيُّ، وَعَبْدُ الغَنِيِّ بنُ رِفَاعَةَ بِمِصْرَ، وَالمُعْتَزُّ بِاللهِ -قَتَلُوهُ- وَمُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ النَّشَائِيُّ، وَأَبُو يَحْيَى صَاعِقَةُ، وَمُوْسَى بنُ عَامِرٍ المُرِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ كَرَّامٍ شَيْخُ الكَرَّامِيَّةَ، وَالجَاحِظُ، وَأَبُو حَاتِمٍ بِخُلْفٍ فِيْهِمَا.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3317".

محمد بن منصور

2036- محمد بن منصور 1: "د، س" ابن داود بن إبراهيم الإِمَامُ الحَافِظُ القُدْوَةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوْسِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ العَابِدُ. سَمِعَ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَمُعَاذَ بنَ مُعَاذٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ ابْنَ عُلَيَّةَ، وَيَعْقُوْبَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الزُّهْرِيَّ، وَيَحْيَى القَطَّانَ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ فِي "سُنَنِهِمَا"، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُطَيَّنٌ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الحَضْرَمِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ المَرُّوْذِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، فَقَالَ: لاَ أعلم إلا خيرًا صاحب صلاة.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 407"، وحلية الأولياء "10/ ترجمة 549"، وتاريخ بغداد "3/ 247"، والكاشف "3/ ترجمة 5255"، والعبر"2/ 212"، وتهذيب التهذيب "9/ 472"، وتقريب التهذيب "2/ 210"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6677".

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. قَالَ أَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَذِّنُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مَنْصُوْرٍ الطُّوْسِيَّ، وَحَوَالَيْهُ قَوْمٌ، فَقَالُوا: يَا أَبَا جَعْفَرٍ أَيْشٍ اليَوْمَ عِنْدَكَ, قَدْ شَكَّ النَّاسُ فِيْهِ? أَيَوْمُ عَرَفَةَ هُوَ أَوْ غَيْرُهُ? فَقَالَ: اصْبِرُوا. فَدَخَلَ البَيْتَ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: هُوَ يَوْمُ عَرَفَةَ، فَاسْتَحْيَوْا أَنْ يَقُوْلُوا لَهُ: مِنْ أَيْنَ ذَلِكَ؟ فَعَدُّوا الأَيَّامَ، فَكَانَ كَمَا قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ سَلاَّمٍ الوراق يقول له: من أَيْنَ عَلِمْتَ? قَالَ: دَخَلْتُ، فَسَأَلْتُ رَبِّي، فَأَرَانِي النَّاسَ فِي المَوْقِفِ! قُلْتُ: لاَ أَعْرِفُ هَذَا المُؤَذِّنَ، وَلَمْ يَبْعُدْ وُقُوْعُ هَذَا لِمِثْلِ هَذَا الوَلِيِّ، وَلَكِنِ الشَّأْنُ فِي ثُبُوْتِ ذَلِكَ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ فِي كِتَابِ طَبَقَاتِ الصُّوْفِيَّةِ: مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الطُّوْسِيُّ أُسْتَاذُ أَبِي سَعِيْدٍ الخَرَّازِ، وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ مَسْرُوْقٍ كَتَبَ الحَدِيْثَ الكَثِيْرَ، وَرَوَاهُ. قُلْتُ: مَتَى رَأَيْتَ الصُّوْفِيَّ مُكِبّاً عَلَى الحَدِيْثِ، فَثِقْ بِهِ، وَمَتَى رَأَيْتَهُ نَائِياً عَنِ الحَدِيْثِ، فَلاَ تَفرَحْ بِهِ لاَ سيِّمَا إِذَا انْضَافَ إِلَى جَهلِهِ بِالحَدِيْثِ عُكُوفٌ عَلَى تُرَّهَاتِ1 الصُّوْفِيَّةِ، وَرُمُوْزِ البَاطِنِيَّةِ -نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ- كَمَا قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: وَهَلْ أَفْسَدَ الدِّيْنَ إِلاَّ المُلُوْكُ ... وَأَحْبَارُ سَوْءٍ وَرُهْبَانُهَا وَعَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخَرَّازِ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بنَ مَنْصُوْرٍ عَنْ حَقِيْقَةِ الفَقْرِ، فَقَالَ: السُّكُوْنُ عِنْدَ كُلِّ عَدَمٍ، وَالبَذْلُ عِنْدَ كُلِّ وُجُوْدٍ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ أَنَّهُ سُئِلَ: إِذَا أَكَلْتُ وَشَبِعْتُ فَمَا شُكْرُ تِلْكَ النِّعمَةِ؟ قَالَ: أَنْ تُصَلِّيَ حَتَّى لاَ يَبْقَى فِي جَوفِكَ مِنْهُ شَيْءٌ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُصْعَبٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الطُّوْسِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مُرْنِي بِشَيْءٍ حَتَّى أَلْزَمَهُ قَالَ: "عَلَيْكَ بِالْيَقِيْنِ". وَعَنْهُ قَالَ: يُعْرَفُ الجَاهِلُ بِالغَضَبِ فِي غَيْرِ شَيْءٍ، وَإِفْشَاءِ السر، وَالثِّقَةِ بِكُلِّ أَحَدٍ، وَالعِظَةِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا. مَاتَ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَعَاشَ ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ بِطِّيْخٍ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا النَّاصِحُ أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ، أَخْبَرْنَا ابْنُ طَلْحَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا المَحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ, حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ: سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِعَلِيٍّ هَذِهِ المَقَالَةَ حِيْنَ اسْتَخْلَفَهُ: "أَلاَ تَرْضَى يَا عَلِيُّ أَنْ تَكُوْنَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُوْنَ مِنْ مُوْسَى؟ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نبي بعدي" 2.

_ 1 الترهات: الأباطيل. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3706" و"4416"، ومسلم "2404"، والترمذي "3731".

محمد بن رافع

2037- محمد بن رافع 1: "خ، م، د، س، ت" ابن أبي زيد، وَاسْمُهُ سَابُوْرُ، الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ القُدْوَةُ بَقِيَّةُ الأَعْلاَمِ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُشَيْرِيُّ مَوْلاَهُمُ النَّيْسَابُوْرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، فِي أَيَّامِ مالك الإمام، ورحل سنة نيف وتسعين. وَسَمِعَ مَا لاَ يُوْصَفُ كَثْرَةً، وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ. قَالَ فِيْهِ الحَاكِمُ فِي "تَارِيْخِهِ": شَيْخُ عَصرِهِ بِخُرَاسَانَ فِي الصِّدْقِ وَالرِّحْلَةِ. سَمِعَ بِالحِجَازِ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَمَعْنَ بنَ عِيْسَى، وَابْنَ أَبِي فُدَيْكٍ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي أُوَيْسٍ، وَطَبَقَتَهُم بِالحِجَازِ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ إِدْرِيْسَ، وَوَكِيْعاً، وَابْنَ نُمَيْرٍ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ، وَأَبَا أُسَامَةَ، وَيُوْنُسَ بنَ بُكَيْرٍ، وَالحُسَيْنَ الجُعْفِيَّ، وَعِدَّةً بِالْكُوْفَةِ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ، وَأَخَاهُ عَبْدَ الوَهَّابِ، وَيَزِيْدَ بنَ أَبِي حَكِيمٍ، وَعَبْدَ اللهِ الوَلِيْدَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عَبْدِ الكَرِيْمِ بِاليَمَنِ، وَأَبَا دَاوُدَ، وَوَهْبَ بنَ جَرِيْرٍ، وَأَبَا قُتَيْبَةَ، وَأَبَا عَلِيٍّ الحَنَفِيَّ، وَحَمَّادَ بنَ مَسْعَدَةَ، وَعِدَّةً بِالبَصْرَةِ. وَمِنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَطَبَقَتِهِ بِوَاسِطَ، وَمِنْ شَبَابَةَ بِالمَدَائِنِ، وَمِنْ أَبِي النَّضْرِ، وَعِدَّةٍ بِبَغْدَادَ، وَمِنَ النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ، وَمَكِّيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَطَبَقَتِهِمَا بِخُرَاسَانَ، وَعُنِيَ بِالسُّنَنِ عِلْماً وَعَمَلاً، وَعُمِّرَ، وَارْتَحَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي تَصَانِيْفِهِم، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وأبو بكر

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 218"، والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 390"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 1391"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 525"، والكاشف "3/ ترجمة 4918"، والعبر "1/ 445" و"2/ 126 و136"، وتهذيب التهذيب "9/ 160"، وتقريب التهذيب "2/ 160"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 109"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6212".

ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَقِيْلٍ البَلْخِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، وَزَنْجُوْيَةُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَخَلْقٌ, آخِرُهُم مَوْتاً: حَاجِبُ بنُ أَحْمَدَ الطُّوْسِيُّ. وَمِنْ طَرِيْقِهِ يَقَعُ حَدِيْثُهُ عَالِياً في "الثقفيات"1. قَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ, سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو المُسْتَمْلِي, سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ يَقُوْلُ: كُنْتُ مَعَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقَ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، فَجَاءنَا يَوْمُ الفِطْرِ، فَخَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ إِلَى المُصَلَّى، وَمَعَنَا نَاسٌ كَثِيْرٌ، فَلَمَّا رَجَعنَا مِنَ المُصَلَّى دَعَانَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ إِلَى الغَدَاءِ، فَجَعَلَنَا نَتَغَدَّى مَعَهُ، فَقَالَ لأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ: رَأَيْتُ اليَوْمَ مِنْكُمَا شَيْئاً عَجَباً, لَمْ تُكَبِّرَا! قَالا: يَا أَبَا بَكْرٍ, نَحْنُ نَنْظُرُ إِلَيْكَ هَلْ تُكَبِّرُ، فَنُكَبِّرَ، فَلَمَّا رَأَينَاكَ لَمْ تُكَبِّرْ, أَمسَكْنَا. قَالَ: وَأَنَا كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْكُمَا, هَلْ تُكَبِّرَانِ، فَأُكَبِّرَ. قَالَ جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ الحَافِظُ: مَا رَأَيْتُ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ أَهْيَبَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ رَافِعٍ كَانَ يَسْتَنِدُ إِلَى الشَّجَرَةِ الصَّنَوبَرِ فِي دَارِهِ، فَيَجْلِسُ العُلَمَاءُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى مَرَاتِبِهِم، وَأَوْلاَدُ الطَّاهِرِيَّةِ، وَمَعَهُمُ الخَدَمُ كَأَنَّ عَلَى رءوسهم الطَّيْرُ، فَيَأْخُذُ الكِتَابَ، وَيَقْرَأُ بِنَفْسِهِ، وَلاَ يَنْطِقُ أَحَدٌ، وَلا يَتَبَسَّمُ إِجْلاَلاً لَهُ، وَإِذَا تَبَسَّمَ، وَاحِدٌ أَو رَاطَنَ صَاحِبَهُ, قَالَ: وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَيَأْخُذُ الكِتَابَ، فَلا يَقْدِرُ أَحَدٌ يُرَاجِعَهُ, أَوْ يُشِيْرَ بِيَدِهِ. وَلَقَدْ تَبَسَّمَ خَادِمٌ مِنْ خَدَمِ الطَّاهِرِيَّةِ يَوْماً، فَقَطَعَ ابْنُ رَافِعٍ مَجْلِسَهُ، فَانْتَهَى الخَبَرُ بِذَلِكَ إِلَى طَاهِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، فَأَمَرَ بِقَتْلِ الخَادِمِ, حَتَّى احْتَلْنَا لِخَلاَصِهِ. قَالَ زَكَرِيَّا بنُ دَلَّوَيْه: بَعَثَ طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ إِلَى ابْنِ رَافِعٍ بِخَمْسَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ مَعَ رَسُوْلٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَعْدَ العَصرِ، وَهُوَ يَأْكُلُ الخُبزَ مَعَ الفُجْلِ. فَوَضَعَ الكِيسَ، فَقَالَ: بَعَثَ الأَمِيْرُ إِلَيْكَ بِهَذَا المَالِ، فَقَالَ: خُذْ خُذْ, لاَ أَحتَاجُ إِلَيْهِ، فَإِنَّ الشَّمْسَ قَدْ بَلَغَتْ رَأْسَ الحِيْطَانِ إِنَّمَا تَغْرُبُ بَعْدَ سَاعَةٍ، وَقَدْ جَاوَزْتُ الثَّمَانِيْنَ, إِلَى مَتَى أَعِيشُ? فَردَّ. قَالَ: فَدَخَلَ ابْنُهُ، وَقَالَ: يَا أَبَةِ لَيْسَ لَنَا اللَّيْلَةَ خُبْزٌ. قَالَ: فَبَعَثَ بِبَعْضِ أَصْحَابِهِ خَلْفَ الرَّسُوْلِ لِيَرُدَّ المَالَ إِلَى طَاهِرٍ، فَزَعاً مِنِ ابْنِهِ أَنْ يَذْهَبَ خَلْفَهُ، فَيَأْخُذَ المَالَ. قَالَ زَكَرِيَّا: رُبَّمَا كَانَ يَخْرُجُ إِلَيْنَا مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ فِي الشِّتَاءِ، وَقَدْ لَبِسَ لِحَافَهُ. أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ رَأَيْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ بَيْنَ يدي يزيد بن هارون

_ 1 الثقفيات: هي عشرة أجزاء حديثية لأبي عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي مسند أصبهان ورئيسها المتوفى "سنة 489هـ".

بِبَغْدَادَ، وَفِي يَدِهِ كِتَابٌ لِزُهَيْرٍ عَنْ جَابِرٍ، وَهُوَ يَكْتُبُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تَنْهَوْنَا عَنْ جَابِرٍ وَتَكْتُبُونَهُ? قَالَ: نَعْرِفُهُ. الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ, سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سَلَمَةَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ يَقُوْلُ: أَنَا أَفَدْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ يَزِيْدَ بنِ مُسْلِمٍ الصَّنْعَانِيِّ الرَّاوِي عَنْ وَهْبٍ، وَنَزَلتُ أَنَا وَأَحْمَدُ، وَمَاتَ الشَّيْخُ، وَكَانَ قَدْ أَتَى لَهُ مائَةٌ وَخَمْسٌ وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ يَزِيْدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ سَمِعْتُ مَعْمَراً يَقُوْلُ: رَأَيْتُ بِاليَمَنِ عُنْقُودَ عِنَبٍ وَقْرَ بَغْلٍ تام. قَالَ مُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ: ابْنُ رَافِعٍ ثِقَةٌ, مَأْمُوْنٌ. قَالَ زَنْجُوْيَةُ بنُ مُحَمَّدٍ: مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ، فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَغَسَّلَهُ أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ العَابِدُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى. الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ بَالُوَيْه العَفْصِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ, سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ المَدَنِيَّ -يَعْنِي: مُحَمَّدَ بنَ نُعَيْمٍ- يَقُوْلُ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ، فِي المَنَامِ بَعْدَ مَوْتِهِ بِثَلاَثٍ فِي حَجْرِهِ مُصْحَفٌ يُقْرَأُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ مُتَّ? فَنَظَرَ إِلَيَّ نَظرَةً مُنْكَرَةً، فَقُلْتُ: سَأَلْتُكَ بِاللهِ إِلاَّ مَا حَدَّثْتَنِي مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ? قَالَ: بَشَّرَنِي بِالرَّوْحِ وَالرَّاحَةِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ الفَضْلِ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَحْمِشٍ، أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَكَمِ بنِ أَبَانٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِرَجُلٍ يَسُوقُ بَدَنَةً، وَهُوَ يَمْشِي، فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ. فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْكَبَهَا1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1689"، ومسلم "1322"، وأبو داود "1760"، والنسائي "5/ 176"، وابن ماجة "3103"، وأحمد "2/ 487".

أحمد بن المقدام

2038- أحمد بن المقدام 1: "خ، ت، س، ق" ابن سليمان بن أشعث الإِمَامُ المُتْقِنُ الحَافِظُ أَبُو الأَشْعَثِ العِجْلِيُّ البَصْرِيُّ. سَمِعَ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ، وَحَزْمَ بنَ أَبِي حَزْمٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرٍ المَدِيْنِيَّ، وَيَزِيْدَ بنَ زُرَيْعٍ، وَخَالِدَ بنَ الحَارِثِ، وَفُضَيْلَ بنَ عياض، وعثمان بنَ عَلِيٍّ، وَمُعْتَمِرَ بنَ سُلَيْمَانَ، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالبَغَوِيُّ، وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبَشِّرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الجَوْزَجَانِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَالحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى القَطَّانُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: كَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. قَالَ أَبُو الأَشْعَثِ: وُلِدتُ قَبْلَ مَوْتِ المَنْصُوْرِ بِسَنَتَيْنِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لاَ أُحَدِّثُ عنه: كان يعلمهم المجون, كان بالبصرة مُجَّانٌ, يُلقُونَ صُرَّةَ الدَّرَاهِمِ, ثُمَّ يَرقُبُونَهَا، فَإِذَا جَاءَ مَنْ يَرْفَعُهَا, صَاحُوا بِهِ، وَخَجَّلُوهُ. فَعَلَّمَهُم أَبُو الأَشْعَثِ أَنْ يَتَّخِذُوا صُرَّةً فِيْهَا زُجَاجٌ، فَإِذَا أَخَذُوا صُرَّةَ الدَّرَاهِمِ، فَصَاحَ صَاحِبُهَا، وَضَعُوا بَدَلَهَا، فِي الحَالِ صُرَّةَ الزُّجَاجِ. قُلْتُ: مَاتَ فِي صَفَرٍ, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. يَقَعُ حَدِيْثهُ عَالِياً فِي "جُزْءِ الحَفَّارِ"، وَفِي "الثَّقَفِيَّاتِ"، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَعَاشَ: بِضْعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ أَسنَدَ مَنْ بَقِيَ بِالبَصْرَةِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ غَالِيَةَ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ البَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ المِقْدَامِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ, قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بنُ رَبَاحٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو يَقُوْلُ: هَجَّرْتُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا نَعْرِفُ فِي وَجْهِهِ الغَضَبَ، فَقَالَ: "أَلا إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلاَفِهِمْ، فِي الكِتَابِ" 2. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، وَهُوَ دَالٌّ عَلَى تَحْرِيْمِ الجِدَالِ، وَالاخْتِلاَفِ فِي الكِتَابِ, مَعَ أَنَّهُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- كَانَ يُمْكِنُهُ أَنْ يُوَضِّحَ الحَقَّ لَهُمَا فِي تلك الآية، ويبين أن أحدهما

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 167"، وتاريخ بغداد "5/ 162"، واللباب لابن الأثير "2/ 326"، وميزان الاعتدال "1/ 158"، والعبر "2/ 5"، وتهذيب التهذيب "1/ 81"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 127". 2 صحيح: أخرجه مسلم "2666".

مُصِيْبٌ، وَمَعَ هَذَا فَلَمْ يَفْعَلْ, بَلْ سَدَّ البَابَ، وَلَوْ كَانَ تَبْيِيْنُ ذَلِكَ مِمَّا تَمَسُّ إِلَيْهِ الحَاجَةُ لأَوْضَحَهُ، فَعُلِمَ بِهَذَا أَنَّ كُلَّ نَصٍّ أَلقَاهُ إِلَى أُمَّتِهِ، وَلَمْ يَزِدْهُم فِيْهِ تَفْسِيْراً، وَلاَ هُمْ سَأَلُوْهُ, بَلْ وَلاَ فَسَّرُوهُ لِمَنْ بَعدَهُم، فَإِنَّ قِرَاءتَهُ تَفْسِيْرُهُ، فَلا يُزَادُ عَلَيْهِ، وَلاَ يُبْحَثُ فِيْهِ، وَلاَ سِيَّمَا إِذَا كَانَ فِي أَسْمَاءِ اللهِ وَصِفَاتِهِ المُقَدَّسَةِ. وَفِيْهَا مَاتَ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الهَمْدَانِيُّ بِمِصْرَ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، وَخُشَيْشُ بنُ أَصْرمَ، وَالسَّرِيُّ السَّقَطِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُسْلِمٍ الطُّوْسِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ شُعَيْبٍ السِّمْسَارُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ الأَمِيْرُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى القُطَعِيُّ، وَهَارُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ الأَيْلِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ مُوْسَى القَطَّانُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى التَّيْمِيُّ مُقْرِئُ الرَّيِّ، وَوَصَيْفٌ الأَمِيْرُ، وَأَبُو العَبَّاسِ القَلَوَّرِيُّ.

يوسف بن موسى

2039- يوسف بن موسى 1: "خ، د، ت، ق" ابن راشد الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ أَبُو يَعْقُوْبَ الكُوْفِيُّ القَطَّانُ نَزِيْلُ بَغْدَادَ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَحَدَّثَ عَنْ: جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَأَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَوَكِيْعٍ، وعبد الله بنِ نُمَيْرٍ، وَحَكَّامِ بنِ سَلْمٍ، وَأَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى، وَأَبِي أُسَامَةَ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَإِبْرَاهِيْمٌ الحَرْبِيُّ، وَقَاسِمٌ المُطَرِّزُ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَالنَّسَائِيُّ خَارِجَ "سُنَنِهِ"، وَالقَاضِي المَحَامِلِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، قَدْ كَتَبَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَالكِبَارُ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَرَوَى أَبُو سَعِيْدٍ السُّكَّرِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: صَدُوْقٌ. وَقِيْلَ: يَتَّجِرُ إِلَى الرَّيِّ، فَسَمِعَ مِنْ جَرِيْرٍ. قَالَ ابْنُ زُوْلاَقَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ الحَدَّادَ يَقُوْلُ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عُبَيْدٍ بنِ حَرْبَوَيْه جُزْءاً، عَنْ يُوْسُفَ بنِ مُوْسَى القَطَّانِ، فَلَمَّا فَرَغْتُ, قُلْتُ: كَمَا قَرَأْتُ علَى القَاضِي. قَالَ: نَعَمْ, إِلاَّ الإِعْرَابَ، فَإِنَّكَ تُعْرِبُ، وَكَانَ يُوْسُفُ لاَ يُعرِبُ. قُلْتُ: توفي يوسف بن راشد -وَكَذَا نَسَبَهُ البُخَارِيُّ إِلَى جَدِّهِ- فِي صَفَرٍ سنة ثلاث وخمسين ومائتين. ويَقَعُ مِنْ عَوَالِيْهِ فِي "المَحَامِلِيَّاتِ"2، وَغَيْرِ ذَلِكَ.

_ 1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 363"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 969"، وتاريخ بغداد "14/ 304"، وتذكرة الحفاظ "2/ 548"، والكاشف "3/ ترجمة 6565"، وتهذيب التهذيب "11/ 425"، وتقريب التهذيب "2/ 383". 2 المحامليات: هي ستة عشر جزءا للقاضي الإمام العلامة الحافظ شيخ بغداد أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن محمد الضبي البغدادي، ولد في أول سنة خمس وثلاثين ومائتين. والمحاملي نسبة إلى بيع المحامل التي يحمل الناس عليها في السفر. قال الخطيب: كان فاضلا دينا صادقا. ولي قضاء الكوفة ستين سنة توفى سنة ثلاثين وثلاثمائة.

محمود بن غيلان

2040- محمود بن غيلان 1: "خَ، م، ت، س، ق": الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ أَبُو أَحْمَدَ العَدَوِيُّ مَوْلاَهُمُ المَرْوَزِيُّ مِنْ أَئِمَّةِ الأَثَرِ. حَدَّثَ عَنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَالفَضْلِ بنِ مُوْسَى، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيْعٍ، وَيَحْيَى بنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَطَبَقَتِهِم، فَأَكْثَرَ، وَجَوَّدَ، وَكَانَ مِنْ فُرْسَانِ الحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الجَمَاعَةُ -سِوَى أَبِي دَاوُدَ- وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَمُطَيَّنٌ، وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَالهَيْثَمُ بنُ خَلَفٍ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ شَاذَانَ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَخَلْقٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَعْرِفُهُ بِالحَدِيْثِ, صَاحِبُ سُنَّةٍ, قَدْ حُبِسَ بسبب القرآن. وقال النسائي: ثقة. قَالَ مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ: سَمِعَ مِنِّي إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه حَدِيْثَيْنِ. وَقَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بِمَرْوَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءَ مُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوَيْه, قَالَ: خَرَجَ مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ إِلَى الحَجِّ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ ثُمَّ رُدَّ إِلَى مَرْوَ، وَتُوُفِّيَ لِعَشْرٍ بَقِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, كَذَا وَقَعَ فِي تَارِيْخِ الحَاكِمِ، وَالصَّحِيْحُ وَفَاتهُ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِي مَحْمُوْدِ بنِ غيلان.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 1769"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1340"، وتاريخ بغداد "13/ 89" وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 488"، والعبر "1/ 473"، والكاشف "3/ ترجمة 5420"، وتهذيب التهذيب "10/ 64" وتقريب التهذيب "2/ 223"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6886"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 92".

الدارمي

2041- الدَّارمي 1: "م، د، ت" عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الفَضْلِ بن بَهْرَامَ بنِ عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ الإِمَامُ أَحَدُ الأَعْلاَمِ أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ ثُمَّ الدَّارِمِيُّ السَمَرْقَنْدِيُّ، وَدَارِمٌ هُوَ ابْنُ مَالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيْمٍ. طَوَّفَ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَقَالِيمَ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ. وَحَدَّثَ عَنْ: يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَيَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ، وَجَعْفَرِ بنِ عَوْنٍ، وَبِشْرِ بنِ عُمَرَ الزَّهْرَانِيِّ، وَأَبِي عَلِيٍّ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المَجِيْدِ الحَنَفِيِّ، وَأَخِيْهِ؛ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ الكَبِيْرِ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَكْرٍ البُرْسَانِيِّ، وَوَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، وَالنَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ -وَهُوَ أَقْدَمُهُمْ مَوْتاً- وَأَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بنِ القَاسِمِ، وَعُثْمَانَ بنِ عُمَرَ بنِ فَارِسٍ، وَسَعِيْدِ بنِ عَامرٍ الضُّبَعِيِّ، وَالأَسْوَدِ بنِ عَامِرٍ، وَأَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيِّ، وَأَبِي عَاصِمٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى، وَأَبِي المُغِيْرَةِ الخَوْلاَنِيِّ، وَأَبِي مُسْهِرٍ الغَسَّانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيِّ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَبْدِ الوَارِثِ، وَأَبِي نُعَيْمٍ، وَعَفَّانَ، وَأَبِي الوَلِيْدِ، وَمُسْلِمٍ، وَزَكَرِيَّا بنِ عَدِيٍّ، وَيَحْيَى بنِ حَسَّانٍ، وَخَلْقٍ، وَيَنْزِلُ إِلَى دُحَيْمٍ، وَخَلِيْفَةَ بنِ خَيَّاطٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ -وَهُوَ أَقدَمُ مِنْهُ- وَرَجَاءُ بنُ مُرَجَّى، وَالحَسَنُ بنُ الصَّبَّاحِ البَزَّارُ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى -وَهُم أَكْبَرُ مِنْهُ- وَقَدْ روَى التِّرْمِذِيُّ أَيْضاً، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ عَنْهُ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَصَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ فَارِسٍ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُجَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ الجَارُوْدِيُّ، وَعِيْسَى بنُ عُمَرَ السَمَرْقَنْدِيُّ راوي "مسنده" عنه، وآخرون.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "458"، وتاريخ بغداد "10/ 29"، والأنساب للسمعاني "5/ 252"، والكاشف "2/ ترجمة 3854"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 552"، والعبر "2/ 8"، وتهذيب التهذيب "5/ 294"، وتقريب التهذيب "1/ 429"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3618"، وشذرات الذهب "2/ 130".

قَالَ عَبْدَ الصَّمَدِ بنَ سُلَيْمَانَ البَلْخِيَّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، عَنْ يَحْيَى الحِمَّانِيِّ، فَقَالَ: تَرَكنَاهُ لِقَولِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, لأنه إمام. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ دَاوُدَ السَمَرْقَنْدِيُّ: قَدِمَ قَرِيْبٌ لِي مِنَ الشَّاشِ، فَقَالَ: أَتيتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، فَجَعَلْتُ أَصِفُ لَهُ أَبَا المُنْذِرِ، وَجَعَلتُ أَمدَحُهُ، فَقَالَ: لاَ أَعْرِفُ هَذَا، فَقَدْ طَالَتْ غَيبَةُ إِخْوَانِنَا عَنَّا لَكِنْ أَيْنَ أَنْتَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ? عَلَيْكَ بِذَاكَ السَّيِّدِ, عَلَيْكَ بِذَاكَ السَّيِّدِ. رَوَى نُعَيْمُ بنُ نَاعِمٍ, قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ يَقُوْلُ: غَلَبَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالحِفْظِ وَالوَرَعِ. قَالَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الوَرَّاقُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيَّ يَقُوْلُ: يَا أَهْلَ خُرَاسَانَ مَا دَامَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَيْنَ أَظهُرِكُمْ، فَلاَ تَشتَغِلُوا بِغَيْرِهِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجَّ يَقُوْلُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِمَامُنَا. وَسَمِعْتُ عُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُوْلُ: أَمْرُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَظْهَرُ مِنْ ذَلِكَ فِيْمَا يَقُوْلُوْنَ مِنَ البَصَرِ وَالحِفْظِ وَصِيَانَةِ النَّفسِ, عَافَاهُ اللهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ: حُفَّاظُ الدُّنْيَا أَرْبَعَةٌ: أَبُو زُرْعَةَ بِالرَّيِّ، وَمُسْلِمٌ بِنَيْسَابُوْرَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى. قُلْتُ: كَانَ بُنْدَارٌ يَفتَخِرُ بِكَونِهِمْ حَمَلُوا عَنْهُ. وَرَوَى إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ بنِ زَبْرَكَ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ, قَالَ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ أَعْلَمُ مَنْ دَخَلَ العِرَاقَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى أَعْلَمُ مَنْ بِخُرَاسَانَ اليَوْمَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ أَوْرَعُهُم، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَثْبَتُهُم. وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِمَامُ أَهْلِ زَمَانِهِ. وَقَالَ أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ: إِنَّمَا أَخْرَجَتْ خُرَاسَانُ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ خَمْسَةً: مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُسْلِمَ بنَ الحَجَّاجِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي طَالِبٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَنْصُوْرٍ الشِّيْرَازِيُّ: كَانَ عَبْدُ اللهِ عَلَى غَايَةٍ مِنَ العَقلِ وَالدِّيَانَةِ،

مَنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الحِلمِ وَالدِّرَايَةِ وَالحِفْظِ وَالعِبَادَةِ وَالزُّهَّادَةِ, أَظهَرَ عِلْمَ الحَدِيْثِ وَالآثَارِ بِسَمَرْقَنْدَ، وَذَبَّ عَنْهَا الكَذِبَ، وَكَانَ مُفَسِّراً كَامِلاً، وَفَقِيْهاً عَالِماً. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ: كَانَ الدَّارِمِيُّ مِنَ الحُفَّاظِ المُتْقِنِيْنَ، وَأَهْلِ الوَرَعِ في الدين ممن حفظ وجمع, وتفقه، وَصَنَّفَ، وَحَدَّثَ، وَأَظهَرَ السُّنَّةَ بِبَلَدِهِ، وَدَعَا إِلَيْهَا, وَذَبَّ عَنْ حَرِيْمِهَا، وَقَمَعَ مَنْ خَالفَهَا. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ أَحَدَ الرَّحَّالِيْنَ، فِي الحَدِيْثِ، وَالمَوصُوفِينَ بِحِفْظِهِ وَجَمْعِهِ، وَالإِتْقَانِ لَهُ مَعَ الثقة والصدق، والورع وَالزُّهْدِ، وَاسْتُقْضِيَ عَلَى سَمَرْقَنْدَ، فَأَبَى، فَأَلَحَّ السُّلْطَانُ عَلَيْهِ حَتَّى يُقَلِّدَهُ، وَقَضَى قَضِيَّةً وَاحِدَةً, ثُمَّ اسْتَعْفَى، فَأُعْفِيَ، وَكَانَ عَلَى غَايَةِ العَقلِ، وَنِهَايَةِ الفَضْلِ, يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الدَّيَانَةِ وَالحِلْمِ وَالرَّزَانَةِ، وَالاجْتِهَادِ وَالعِبَادَةِ، وَالزَّهَادِةِ وَالتَّقَلُّلِ، وَصَنَّفَ "المُسْنَدَ" وَ"التَّفْسِيْرَ" وَ"الجَامِعَ". قَالَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الوَرَّاقُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ فِي سَنَةِ مَاتَ ابْنُ المُبَارَكِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ المَرْوَزِيُّ الحَافِظُ: كَانَ الدَّارِمِيُّ حَسَنُ المَعْرِفَةِ قَدْ دَوَّنَ "المُسْنَدَ"، وَ"التَّفْسِيْرَ". مَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ يَوْمَ التَّروِيَةِ بَعْدَ العَصرِ، وَدُفِنَ يَوْمَ عَرَفَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ الحَافِظُ مَكِّيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَاهَانَ البَلْخِيُّ تِلمِيذُهُ فِي تَارِيْخِ وَفَاتِهِ نَحْوَ ذَلِكَ، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ: وَفَاتُهُ فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ، فَقَدْ أَرَّخَهُ جَمَاعَةٌ عَلَى الأَوَّلِ. قَالَ إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَفٍ: كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ، فَوَرَدَ عَلَيْهِ كِتَابٌ فِيْهِ نَعْيُّ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَنَكَّسَ رَأْسَهُ, ثُمَّ رَفَعَ، وَاسْتَرْجَعَ، وَجَعَلَ تَسِيْلُ دُمُوْعُهُ عَلَى خَدَّيْهِ, ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ: إِنْ تَبْقَ تُفْجَعْ بِالأَحِبَّةِ كُلِّهِم ... وَفَنَاءُ نَفْسِكَ لاَ أَبَا لَكَ أَفْجَعُ ثُمَّ قَالَ إِسْحَاقُ: مَا سَمِعنَاهُ يُنْشِدُ إِلاَّ يَجِيْءُ فِي الحَدِيْثِ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ الدَّارِمِيُّ رُكْناً مِنْ أَركَانِ الدِّيْنِ, قَدْ وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَالنَّاسُ، وَحَدَّثَ عَنْهُ بُنْدَارٌ وَالكِبَارُ، وَبَلَغَنَا عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَذَكَرَ الدَّارِمِيَّ، فَقَالَ: عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا، فَلَمْ يقبل.

قَالَ رَجَاءُ بنُ مُرَجَّى: رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُوْنِيَّ، وَإِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه -وَسَمَّى جَمَاعَةً- فَمَا رَأَيْتُ أَحفَظَ مِنْ عَبْدِ اللهِ الدَّارِمِيِّ. وَمِنْ حَدِيْثِهِ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، وَهَدِيَّةُ بِنْتُ عَلِيِّ بنِ عَسْكَرٍ، وَجَمَاعَةٌ، وَابْنُ الحُبُوْبِيِّ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الحَرِيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ حَمَّوَيْه، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ بنِ العَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ حَسَّانٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "نعم الإدام الخل" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ غَرِيْبٌ، فَردٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَانْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِهِ، وَرَوَاهُ أَيْضاً أَبُو عِيْسَى فِي "جَامِعِهِ", كِلاَهُمَا عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيِّ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً بِعُلُوٍّ. وَقَدْ كَانَ الدَّارِمِيُّ يُقْصَدُ فِي رِوَايَةِ هَذَا الحَدِيْثِ لِتَفَرُّدِهِ بِهِ قَالَ: فَكَانَ يُدَقُّ عَلَيَّ البَابُ، وَأَنَا بِبَغْدَادَ، فَأَقُوْلُ: مَنْ ذَا? فيُقَالُ: يَحْيَى بنُ حَسَّانٍ: "نِعْمَ الإِدَامُ الخَلُّ". وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ يَجُوْعُ أَهْلُ بَيْتٍ عِنْدَهُمُ التَّمْرُ" 2. أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ جَمِيْعاً، عَنِ الدَّارِمِيِّ، وَبِهِ إِلَى الدَّارِمِيِّ مِنْ سِوَى ابْنِ الحُبُوْبِيِّ. أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوْبَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أُمَيَّةَ، وَعُبَيْدُ اللهِ، وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ, قَالَ: "قَطَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مِجَنٍّ قِيمَتُهُ ثَلاَثَةُ دَرَاهِمَ"3. رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنِ الدَّارِمِيِّ. وَبِهِ: أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ أَخْبَرَهُ أَنَّ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عام غزوة تبوك، فكان يجمع الصلاة،

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2051"، والترمذي "1840"، والدارمي "2/ 101"، وورد من حديث جابر بن عبد الله: عند مسلم "2052"، وأبو داود "3820" و"3821"، والترمذي "1839" و"1842"، والنسائي "7/ 14"، وابن ماجه "3317"، والدارمي "2/ 101"، وأحمد "3/ 301 و304 و364" وورد من حديث أم سعد: عند ابن ماجه "3318". 2 صحيح: أخرجه مسلم "2046"، والترمذي "1816". 3 صحيح: أخرجه مسلم "1686"، والدارمي "2/ 173". وأخرجه مالك "2/ 831"، والبخاري "6795"، وأبو داود "4385"، والنسائي "8/ 76"، وابن ماجة "2584"، وأحمد "2/ 54 و64 و80 و143 و145" عن ابن عمر، به.

يُصَلِّيَ الظُّهْرَ وَالعَصْرَ جَمِيْعاً, ثُمَّ دَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَصَلَّى المَغْرِبَ وَالعِشَاءَ جَمِيْعاً1. مُسْلِمٌ عَنِ الدَّارِمِيِّ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ قُدَامَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ مَكْتُوْمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ الذَّهَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَمْزَةَ، وَسُنْقُرُ الزَّيْنِيُّ، وَعَبْدُ العَالِي بنُ عَبْدِ الملكِ، وَمَحْمُوْدُ بنُ يُوْسُفَ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ أَحْمَدَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ يُوْسُفَ، وَعَبْدُ الأَحَدِ التَّيْمِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ صَدَقَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بنُ نِعْمَةَ، وَحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، وَهَدِيَّةُ بِنْتُ عَلِيٍّ، وَعِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَقِيْلٍ الخَطِيْبُ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو المُنَجَّى عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنِ حَمُّوْيَةَ، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وَرَأَى عَلَيْهِ أَثَراً مِنْ صُفْرَةٍ: "مَهْيَمْ" ? قَالَ: تَزَوَّجْتُ. قَالَ: "أَوْلِمْ ولو بشاة". أخرجه البخاري2، وغيره. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّد، وَسُلَيْمَانُ بنُ أَبِي عُمَرَ، وَهَدِيَّةُ بِنْتُ عليٍّ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو المُنَجَّى، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَخْبَرَنَا الدَّاوُوْدِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ حَمُّوَيْه، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَوْهبٍ أَخْبَرَنِي نَافِعُ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الأَيِّمُ أَمْلَكُ بِأَمْرِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَصَمْتُهَا إِقْرَارُهَا" 3. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنُ الإِسْنَادِ, غَرِيْبٌ, عَالٍ جِدّاً، وَقَدْ أَخْرَجَهُ: الجَمَاعَةُ -سِوَى البُخَارِيِّ- مِنْ حَدِيْثِ جَمَاعَةٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بن جبير بن مطعم.

_ 1 صحيح: أخرجه الدارمي "2/ 356"، ومن طريقه أخرجه مسلم "706". وأخرجه مالك "1/ 143-144"، وأبو داود "1206"، والترمذي "553"، والنسائي "1/ 285" وابن ماجه "1070"، وأحمد "5/ 241-242". 2 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "5153"، وَمُسْلِمٌ "1427"، وَأَبُو دَاوُدَ "2109"، وَالتِّرْمِذِيُّ "1094"، وَالنَّسَائِيُّ "6/ 119-120". 3 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 274 و355"، والدارمي "2/ 138-139"، والدارقطني "3/ 242"، والطبراني "10/ 10747" من طريق عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَوْهبٍ، عن نافع بن جبير، به. وأخرجه مالك "2/ 524-525"، ومن طريقه عبد الرزاق "10283"، وابن أبي شيبة "4/ 136"، والشافعي "2/ 12"، وسعيد بن منصور "556"، وأحمد "1/ 219 و241-242 و345 و362"، ومسلم "1421" "66"، وأبو داود "2098"، والترمذي "1108"، والنسائي "6/ 84"، وابن ماجه "1870" والدارمي "2/ 138"، وابن الجارود "709"، والدارقطني "3/ 239-240 و241"، والطبراني في "الكبير" "10/ 10743 و10744 و10745"، والبيهقي "7/ 118 و122"، والبغوي "2254" عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بن جبير، به.

أحمد بن سعيد

2042- أحمد بن سعيد 1: "د" ابن بشر الحَافِظُ, أَبُو جَعْفَرٍ الهَمْدَانِيُّ, المِصْرِيُّ, صَاحِبُ ابْنِ وَهْبٍ. وَيَرْوِي أَيْضاً: عَنْ بِشْرِ بنِ بَكْرٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَإِسْحَاقَ بنِ الفُرَاتِ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، وَعُمَرُ بنُ بُجَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ بنِ كُسَا الوَاسِطِيُّ، وَعَلِيٌّ عَلاَّنُ، وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَآخَرُونَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَوْ رَجَعَ عَنْ حَدِيْثِ الغَارِ مِنْ طَرِيْقِ بُكَيْرِ بنِ الأَشَجِّ لَرَوَيْتُ عَنْهُ. وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. قيلَ: مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 64"، وميزان الاعتدال "1/ 100"، وتهذيب التهذيب "1/ 31".

الدارمي

2043- الدارمي 1: "خَ، م، د، ت، ق" الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الفَقِيْهُ الحَافِظُ الثَّبْتُ، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ صَخْرِ بنِ سُلَيْمَانَ الدَّارِمِيُّ، السَّرَخْسِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ النَّضْرَ بنَ شُمَيْلٍ، وَجَعْفَرَ بنَ عَوْنٍ، وَرَوْحاً، وَعَبْدَ الصَّمَدِ بنَ عَبْدِ الوَارِثِ، وَأَحْمَدَ بنَ إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيَّ، وَأَبَا عَاصِمٍ النَّبِيْلَ، وَحَبَّانَ بنَ هِلاَلٍ، وَوَهْبَ بنَ جَرِيْرٍ، وَعَلِيَّ بنَ الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ، وَطَبَقَتَهُم، وَأَكْثَرَ التَّطْوَافَ، وَتَوَسَّعَ فِي العِلْمِ، وبعد صيته. حَدَّثَ عَنْهُ: الجَمَاعَةُ السِّتَّةُ -سِوَى النَّسَائِيِّ- وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ أَيضاً عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، وَأَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنِ هَانِئٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَخَلْقٌ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى الزَّمِنُ. أَقْدَمَهُ أَمِيْرُ خُرَاسَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِرٍ إِلَى نَيْسَابُوْرَ لِيُحَدِّثَ بِهَا، فَأَقَامَ بِهَا مَلِيّاً ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ سَرْخَسَ ثُمَّ رُدَّ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، وَبِهَا مَاتَ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: دَخَلْنَا عَلَيهِ فِي مَرَضِهِ، فَأَوصَى بِعَشْرَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ، وَبِغَلَّةٍ يُتَصَدَّقُ بِهَا، وَقَالَ: إِنْ مُتُّ فَرَقِيْقِي: عَنْبَرٌ وَفَتْحٌ وَحَمْدَانُ وَعَلاَّنُ أَحرَارٌ لِوَجهِ اللهِ. قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَا قَدِمَ عَلَينَا خُرَاسَانِيٌّ أَفْقَهُ بَدَناً مِنْ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الدَّرِامِيِّ. وَذَكَرَ مُؤَرِّخٌ لاَ أَسْتَحْضِرُ اسْمَهُ أَنَّ أَحْمَدَ الدَّارِمِيَّ قَدِمَ هَرَاةَ عَلَى مُتَوَلِّيهَا هَارُوْنَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُصْعَبٍ يَتَعَرَّضُ لِمَعْرُوْفِهِ، فَأَنزَلَهُ دَارَهُ، وَوَصَلَهُ بِأَرْبَعَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ. وَكَانَ عَالِماً بِالرِّجَالِ وَالعِلَلِ وَالتَّارِيْخِ، وَمِنْهُ تَعَلَّمَ أَصْحَابُنَا بِهَرَاةَ مَعْرِفَةَ الحَدِيْثِ. قُلْتُ: كَانَ يُنَظَّرُ بِأَبِي زُرْعَةَ، وَابْنِ وَارَةَ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَدْ مَرَّ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الرباطي، وسيأتي عثمان بن سعيد الدارمي.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 62"، وتاريخ بغداد "4/ 166"، والأنساب للسمعاني "6/ 279"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 567"، والعبر "2/ 4"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 390"، وتهذيب التهذيب "1/ 31"، وتقريب التهذيب "1/ 15"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 340"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 127".

عبد

2044- عَبْد 1: "م، ت" هُوَ الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ الجَوَّالُ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ بنُ حُمَيْدِ بن نَصْرٍ الكِسِّي، وَيُقَالُ لَهُ: الكَشِّيُّ -بِالفَتْحِ وَالإِعجَامِ, يُقَالُ: اسْمُهُ عَبْدُ الحَمِيْدِ. وُلِدَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بنِ عَاصِمٍ الوَاسِطِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ بِشْرٍ العَبْدِيِّ، وَابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَيَحْيَى بنِ آدَمَ، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَنَفِيِّ، وَأَبِي دَاوُدَ الحَفَرِيِّ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَجَعْفَرِ بنِ عَوْنٍ، وَأَبِي أُسَامَةَ، وَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، وَأَبِي بَدْرٍ السَّكُوْنِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ الدَّشْتَكِيِّ، وَسَلْمِ بنِ قُتَيْبَةَ، وَزَيْدِ بنِ الحُبَابِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ بَكْرٍ، وَعُمَرَ بنِ يُوْنُسَ اليَمَامِيِّ، وَالوَاقِدِيِّ، وَمَحَاضِرِ بنِ المُوَرِّعِ، وَمُصْعَبِ بنِ المِقْدَامِ، وَأَبِي عَاصِمٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ مَذْكُوْرِينَ، فِي "تَفْسِيْرهِ الكَبِيْرِ"، وَفِي "مُسْنَدِهِ" الَّذِي وَقَعَ لنا "المنتخب" منه.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 429"، والكاشف "2/ ترجمة 3572"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 551" والعبر "1/ 454"، وتهذيب التهذيب "6/ 455"، وتقريب التهذيب "1/ 529"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4515" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 120".

حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالبُخَارِيُّ تَعْلِيْقاً فِي دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ مِنْ صَحِيْحِهِ، فَقَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الحميد: حدثنا عثمان بن عمر، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ العَلاَءِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي حَنِيْنِ الجِذْعِ، فَقِيْلَ: هَذَا هُوَ عَبْدٌ. وَرَوَى أَيْضاً: وَلَدُهُ مُحَمَّدٌ عَنْهُ، وَبَكْرُ بنُ المَرْزُبَانِ، وَشُرَيْحُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ النَّسَفِيُّ الزَّاهِدُ، وَالمَكِّيُّ بنُ نُوْحٍ المُقْرِئُ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُجَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ بنِ عَامِرٍ السَمَرْقَنْدِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ خُزَيْمِ بنِ قُمَيْرٍ الشَّاشِيُّ، وَأَبُو مُعَاذٍ العَبَّاسُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ الفَرَجِ الكِسِّيُّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ حَاتِمُ بنُ حَسَنٍ الشَّاشِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَبِي البَزَّازِ، وَأَبُو عُمَرَ حَفْصُ بنُ بُوْخَاشَ، وَسَلْمَانُ بنُ إِسْرَائِيْلَ بنِ جَابِرٍ الخُجَنْدِيُّ، وَسَهْلُ بنُ شَاذُوَيْه البُخَارِيُّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الشَّاهُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَبِيْبٍ النَّسَفِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ مَنْصُوْرٍ الكَشِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ الهُذَيْلِ النَّسَفِيُّ، وَمَحْمُوْدُ بنُ عَنْبَرِ بنِ نُعَيْمٍ الأَزْدِيُّ النَّسَفِيُّ، وَغَيْرُهُم مِنْ أَهْلِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ مِمَّنْ لاَ نَعْرِفُ أَحْوَالَهُم. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ فِي كِتَابِ "الثِّقَاتِ": عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ حُمَيْدِ بنِ نَصْرٍ الكَشِّيُّ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَكَانَ مِمَّنْ جَمَعَ وَصَنَّفَ, مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: فَأَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ، فَإِنَّهُ خَطَأٌ فَاحِشٌ، فَإِنَّ الرَّجُلَ مَا رَأَى دِمَشْقَ لاَ فِي ارْتِحَالِهِ، وَلاَ فِي شَيْخُوخَتِهِ. وَقَدْ، وَقَعَ لَنَا "المُنْتَخَبُ" عاليًا ثم لصغار أولادنا. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنِيُّ، وَجَمَاعَةٌ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ حَمُّوَيْه، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ خُزَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، عَنِ الجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ, حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَةِ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ قَدْ كَثُرَ النَّاسُ، وَإِنَّهُم يُحِبُّونَ أَنْ يَرَوكَ، فَلَوِ اتَّخَذْتَ مِنْبَراً تَقُوْمُ عَلَيْهِ! قَالَ: "مَنْ يَجْعَلُ لَنَا هَذَا" ? فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا. وَلَمْ يَقُلْ: إِنْ شَاءَ اللهُ. فَقَالَ: "وَمَا اسْمُكَ" ? قَالَ: فُلاَنٌ. قَالَ: "اقْعُدْ". ثُمَّ عَادَ، فَقَالَ كَقَوْلِهِ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: "تَجْعَلُهُ" ? قَالَ: نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللهُ. قَالَ: "مَا اسْمُكَ" ? قَالَ: إِبْرَاهِيْمُ. قَالَ: "اجْعَلْهُ". فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ اجْتَمَعَ النَّاسُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ آخِرِ المَسْجِدِ، فَلَمَّا صَعِدَ المِنْبَرَ، فَاسْتَوَى عَلَيْهِ، واستقبل الناس, حنت النَّخْلَةُ, حَتَّى أَسْمَعَتْنِي وَأَنَا فِي آخِرِ المَسْجِدِ. قَالَ: فَنَزَلَ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ المِنْبَرِ، فَاعتَنَقَهَا، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى سَكَنَتْ, ثُمَّ عَادَ إِلَى المِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ, ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ هَذِهِ النَّخْلَةَ إنما حنت

شَوْقاً إِلَى رَسُوْلِ اللهِ لَمَّا فَارَقَهَا، فَوَاللهِ لَوْ لَمْ أَنْزِلْ إِلَيْهَا فَأَعْتَنِقَهَا لَمَا سَكَنَتْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ مُتَّصِلُ الإِسْنَادِ, غَرِيْبٌ. وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ: عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ، وَهِشَامُ بنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ، وَمَحْمُوْدُ بنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَرَجَاءُ بنُ مُرَجَّى الحَافِظُ، وَخَلاَّدُ بنُ أَسْلَمَ، وَسَعِيْدُ بنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ، وآخرون.

_ 1 ورد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار -أو رجل-: يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا؟ قال: "إن شئتم". فجعلوا له منبرا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي -صلى الله عليه وسلم- فضمه إليه، يئن أنين الصبي الذي يسكن، قال: "كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها". أخرجه البخاري "3584" حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال: سمعت أبي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- به. وأخرجه البخاري "3583" عن ابن عمر، بنحوه.

أحمد بن نصر

2045- أحمد بن نصر 1: "ت، س" ابن زياد الإِمَامُ القُدْوَةُ شَيْخُ نَيْسَابُوْرَ، وَمُقْرِئُهَا، وَمُفْتيهَا، وَزَاهِدُهَا, الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. ارْتَحَلَ، وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بن نُمَيْرٍ، وَالنَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ، وَابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَأَبِي أُسَامَةَ، وَطَبَقَتِهِم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ -أَحَدُ شُيُوْخِهِ- وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ فِي كِتَابَيهِمَا، وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ فَقِيْهَ أَهْلِ الحَدِيْثِ فِي عَصْرِهِ, كَثِيْرَ الرِّحْلَةِ وَالحَدِيْثِ, رَحِمَهُ اللهُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ ارْتَحَلَ إِلَى أَبِي عُبَيْدٍ عَلَى كِبَرِ السِّنِّ مُتَفَقِّهاً، فَأَخَذَ عَنْهُ، وَكَانَ يُفْتِي بِمَذْهَبِهِ، وَعَلَيْهِ تَفَقَّهَ ابْنُ خُزَيْمَةَ أَوَّلاً قَبْلَ أَنْ يَرحَلَ إِلَى المُزَنِيِّ، وَكَانَ ثِقَةً, مَأْمُوْناً, صَاحِبَ سُنَّةٍ, كَبِيْرَ الشَّأْنِ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا مَاتَ إِمَامُ أَهْلِ سَمَرْقَنْدَ القدوة العابد الثقة أبو بكر.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1507"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 174"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 559"، وتهذيب التهذيب "1/ 85".

أحمد بن نصر العتكي السمرقندي، عبد الله بن الصباح، علي بن سهل

أحمد بن نصر العتكي السمرقندي، عبد الله بن الصباح، علي بن سهل: 2046- أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ العَتَكِي السَّمَرْقَنْديّ 1: يَرْوِي عَنِ ابن عينية، وَجَمَاعَةٍ. حَمَلَ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، وَطَائِفَةٌ. 2047- عبد الله بن الصَّباح 2: "خَ، م، د، ت، س" الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ, أَبُو مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُمُ, البَصْرِيُّ, العَطَّارُ. حَدَّثَ عَنْ: هُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ، وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدِ بنِ سَوَاءَ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ العَمِّيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَيَحْيَى القَطَّانِ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: الجَمَاعَةُ -سِوَى ابْنِ مَاجَهْ- وَإِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو البَزَّارُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الرُّوْيَانِيُّ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ. قِيْلَ: مات سنة خمسين. وَقَرَأْتُ بِخَطِّ الإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ ابْنِ تَيْمِيَةَ, أَنَّ السَّرَّاجَ قَالَ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وخمسين. 2048- علي بن سهل 3: "د" ابن موسى، وَقِيْلَ: عَلِيُّ بنُ سَهْلِ بنِ قَادِمٍ, الإِمَامُ, الحُجَّةُ, أَبُو الحَسَنِ النَّسَائِيُّ, ثُمَّ الرَّمْلِيُّ, أَخُو مُوْسَى بنِ سَهْلٍ. قَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ نَسَائِيٌّ, سَكَنَ الرَّملَةَ. قُلْتُ: سَمِعَ الوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ، وَمَرْوَانَ بنَ مُعَاوِيَةَ، وَضَمْرَةَ بنَ رَبِيْعَةَ، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ فِي "سُنَنِهِ"، وَالنَّسَائِيُّ فِي "اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ" وَوَثَّقَهُ، وَابْنُ جَوْصَا، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَابْنُ جَرِيْرٍ، وَالعَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 390". 2 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ ترجمة 399"، والكاشف "2/ ترجمة 2814"، وتهذيب التهذيب "5/ 264"، وتقريب التهذيب "1/ 423"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3571". 3 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1039"، والكاشف "2/ ترجمة 3982"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 5852"، وتهذيب التهذيب "7/ 329"، وتقريب التهذيب "2/ 38"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4992".

وأخوه

2049- وأخوه 1: "د" الإِمَامُ أَبُو عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ سَهْلِ بنِ قادم الرملي، وَهُوَ الصَّغِيْرُ. سَمِعَ آدَمَ بنَ أَبِي إِيَاسٍ، وَعَلِيَّ بنَ عَيَّاشٍ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ فِي "سُنَنِهِ"، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالأَرْغِيَانِيُّ، وجماعة. ثقة. مات في جمادى الأول، سَنَةَ 262. وَسَوْفَ يَأْتِي عَلِيُّ بنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ نزيل بغداد.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 660"، والكاشف "3/ ترجمة 5802"، وتهذيب التهذيب "10/ 347" وتقريب التهذيب "2/ 284"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7275".

عبد الرحمن رسته

2050- عبد الرحمن رُسْتَه 1: "ق" هُوَ الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُتْقِنُ أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ يَزِيْدَ بنِ كَثِيْرٍ الزُّهْرِيُّ المَدِيْنِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، وَلَقَبُهُ: رُسْتَه. سَمِعَ يَحْيَى القَطَّانَ، وَعَبْدَ الوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بن مَهْدِيٍّ، وَخَلْقاً سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ فِي "سُنَنِهِ"، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَسِيْدٍ، وَابْنُ أَخِيْهِ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الزُّهْرِيُّ، وَابْنُ أَخِيْهِ الآخَرُ؛ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله ابن عُمَرَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الهَمَذَانِيُّ عَبْدُوْسٌ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّارِكِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ عِنْدَهُ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ ثَلاَثُوْنَ أَلْفاً. وَرَوَى إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ الأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قَالَ: مَا ذَهَبْتُ يَوْماً إِلَى ابْنِ مَهْدِيٍّ إِلاَّ وَجَدتُ الأَخَوَينِ الأَزْرَقَيْنِ عِنْدَهُ يَعْنِي: عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدَ اللهِ. وَقَالَ أَبُو الشَّيْخِ: غَرَائِبُ حَدِيْثِ رُسْتَه تَكْثُرُ. قَالَ ابْنُ أَخِيْهِ؛ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ: تُوُفِّيَ عمي سنة خمسين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1246"، والكاشف "2/ ترجمة 3317"، والمغني "2/ ترجمة 3605"، وميزان الاعتدال "2/ 579"، وتهذيب التهذيب "6/ 234"، وتقريب التهذيب "1/ 492"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4200".

أخوه

2051- أخوه 1: الإمام المحدث, أبو محمد بنُ عُمَرَ, الزُّهْرِيُّ. سَمِعَ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ، ومحمد بن جعفر غندر، وَابْنَ مَهْدِيٍّ، وَحَمَّادَ بنَ مَسْعَدَةَ، وَعَبْدَ الوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ. قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيْرَةٌ خرج قاضيًا على الكرخ، فمات بها. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَعَبْدُ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ، وَسَلْمُ بنُ عِصَامٍ، وَعِدَّةٌ. وَلَهُ غَرَائِبُ كَأَخِيْهِ. مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وخمسين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ ترجمة 506".

أحمد بن سنان

2052- أحمد بن سِنَان 1: "خ، م، د، ق" ابن أسد بن حبان الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ أَبُوْ جَعْفَرٍ الوَاسِطِيُّ القَطَّانُ. وُلِدَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ أَبَا مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرَ، وَوَكِيْعَ بنَ الجَرَّاحِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى القَطَّانَ، وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَهَذِهِ الطَّبَقَةَ، وَصَنَّفَ "المُسْنَدَ". حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُه؛ جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَالنَّسَائِيُّ فِي جَمْعِهِ لِحَدِيْثِ مَالِكٍ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبَشِّرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَقَالَ فِيْهِ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: هُوَ إِمَامُ أَهْلِ زَمَانِهِ. وَقَالَ أَبُوْهُ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ, صَدُوْقٌ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أُورْمَةَ: مَا كَتَبْنَاهُ عَنْ أَبِي مُوْسَى وَبُنْدَارٍ, أَعَدْنَاهُ عَنْ أَحْمَدَ بنِ سِنَانٍ، وَمَا كَتَبْنَاهُ عَنْ أَحْمَدَ, لَمْ نُعِدْهُ عَنْ غَيْرِهِ. قَالَ جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سِنَانٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: لَيْسَ، فِي الدُّنْيَا مُبْتَدِعٌ إِلاَّ يُبْغِضُ أَصْحَابَ الحَدِيْثِ، وَإِذَا ابْتَدَعَ الرَّجُلُ بِدْعَةً نُزِعَتْ حَلاَوَةُ الحَدِيْثِ مِنْ قَلْبِهِ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَسَاكِرَ: تُوُفِّيَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ، وَيُقَالُ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، وَيُقَالُ: سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ الظَاهِرِيِّ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ البَنَّاءِ حضورًا، أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيْكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بن جحادة، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الجَنَّةُ مائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ درجتين مسيرة خمسمائة عام"2.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 60"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 538"، والعبر "2/ 16"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 407"، وتهذيب التهذيب "1/ 34"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 137". 1 ضعيف بهذا اللفظ: وهذا إسناد ضعيف، من أجل شريك بن عبد الله -وهو النخعي؛ فإنه سيئ الحفظ. أخرجه أحمد "2/ 292"، والترمذي "2595" من طريق يزيد بن هارون, أخبرنا شريك بن عد الله، به. وعطاء هو ابن أبي رباح. واسم أبي رباح أسلم القرشي مولاهم المكي، وهو ثقة فقيه فاضل. وورد عن عبادة بن الصامت مرفوعا بلفظ: "الجَنَّةُ مائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مسيرة مائة عام -قال عفان: كما بين السماء إلى الأرض- والفردوس أعلاها درجة منها تخرج الأنهار الأربعة والعرش من فوقها، وإذا سألتم الله تبارك وتعالى فاسألوه الفردوس". أخرجه أحمد "5/ 316 و321"، والترمذي "2531"، والحاكم "1/ 80" من طريق همام بن يحيى، حدثنا زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، عن عبادة بن الصامت، به. وصححه الحاكم. ووافقه الذهبي. قلت: وهو صحيح كما قالا. وأخرجه أحمد "5/ 240-241"، والترمذي "2530" من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وابن ماجه "4331" من طريق حفص بن ميسرة كلاهما عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بنِ يسار عن معاذ بن جبل، به. ولفظ أحمد: "في الجَنَّةُ مائَةُ دَرَجَةٍ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مائة سنة، والفردوس أعلى الجنة وأوسطها، ومنها تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس". =

مؤمل بن إهاب

2053- مُؤَمَّل بن إهاب 1: "د، س" ابن عبد العزيز بن قفل, الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّدُوْقُ, أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّبَعِيُّ, الكُوْفِيُّ, ثُمَّ الرَّمْلِيُّ. وَقِيْلَ: ابْنُ قُفْلِ بنُ سَدَلٍ, بِحَرَكَاتٍ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ الثَّمَانِيْنَ وَمائَةٍ, أو قبلها. وَسَمِعَ ضَمْرَةَ بنَ رَبِيْعَةَ، وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَأَيُّوْبَ بنَ سُوَيْدٍ، وَسَيَّارَ بنَ حَاتِمٍ الزَّاهِدَ، وَمَالِكَ بنَ سُعَيْرٍ، وَيَحْيَى بنَ آدَمَ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ بنَ هَمَّامٍ، وَطَبَقَتَهُم، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ المُحَدِّثِيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ هَاشِمٍ الطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ جَوْصَا، وَمُحَمَّدُ بنُ تَمَّامٍ البَهْرَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ هِلاَلٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَلَهُ رِحْلَةٌ طَوِيْلَةٌ فِي شَبِيْبَتِهِ, ثُمَّ فِي شَيْخُوْخَتِهِ، فَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ وَدِمَشْقَ وَحَلَبَ وَحِمْصَ وَالرَّمْلَةَ. فَعَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ: قَدِمَ مُؤَمَّلٌ الرَّمْلَةَ، فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ، وَكَانَ زَعِراً مُتَمَنِّعاً، فَأَلَحُّوا، فَامْتَنَعَ، فَمَضَوْا إِلَى الوَالِي، وَأَلَّفُوا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ، فَقَالا: لَنَا عَبْدٌ لَهُ عَلَيْنَا حَقُّ صُحْبَةٍ وَتَرْبِيَةٍ, آلَ بِنَا الحَالُ إِلَى بَيْعِهِ، فَامْتَنَعَ. قَالَ: وَكَيْفَ أَعْلَمُ صِحَّةَ هَذَا? قَالَ: مَعَنَا جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُوْنَ يَعْلَمُوْنَ ذَلِكَ. فَسَمِعَ قَوْلَهُم، وَطُلِبَ المُؤَمَّلُ بالشُّرَط، فَتَعَزَّزَ، فَجَرُّوهُ، وَقَالُوا: أُخْبِرْنَا بِأَنَّكَ تَطَعَّمْتَ بِالآفَاقِ. فَلَمَّا دَخَلَ, قَالَ: مَا يَكْفِيكَ إِبَاقُكَ حَتَّى تَعَزَّزَ عَلَى سُلْطَانِكَ? الحَبْسَ، فَحَبَسُوهُ. وَكَانَ طُوَالاً أَصفَرَ, خَفِيفَ اللِّحْيَةِ, يُشبِهُ عَبِيدَ أَهْلِ الحِجَازِ، فَلَمْ يَزَلْ فِي الحَبْسِ أَيَّاماً, حَتَّى عَلِمَ إِخْوَانُه، فَمَضَوا إِلَى الوَالِي، وَقَالُوا: هَذَا مُؤَمَّلُ بنُ يَهَابٍ فِي حَبْسِكَ مَظْلُوْمٌ. قَالَ: مَا أَعرِفُ هَذَا، وَمَنْ مُؤَمَّلٌ? قَالُوا: الَّذِي اجتَمَعَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ. قال: أهو الآبق? قَالُوا: بَلْ هُوَ إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، فَأَخْرَجَهُ، وَطلَبَ أَنْ يُحِلَّهُ. فَهَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْكَرَةٌ، فَاللهُ أَعْلَمُ. مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا مَاتَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُجَشِّرٍ، وَسَلْمُ بنُ جُنَادَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، وَزِيَادُ بنُ يَحْيَى الحَسَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الطُّوْسِيُّ العَابِدُ، وَمُحَمَّدُ بنُ هَاشِمٍ البَعْلَبَكِّيُّ، وَالمَرَّارُ بنُ حَمَّوَيْه، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الكَاظِمُ الحُسَيْنِيُّ أَحَدُ الاثْنِي عَشَرَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَبُّوْدٍ بِدِمَشْقَ.

_ = ووقع عند الترمذي، وابن ماجه: "الجنة مائة درجة، كل درجة منها ما بين السماء والأرض" ... الحديث. وورد عند أحمد "2/ 335 و339"، والبخاري "2790" من طريق فُلَيْحٌ، عَنْ هِلاَلِ بن عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بن يسار عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا بلفظ: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والارض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة -أراه قال: وفوقه عرش الرحمن- ومنه تفجر أنهار الجنة". 1 ترجمته في الكنى للدولابي "2/ 69"، والجرح والتعديل "8/ ترجمة 1715"، وتاريخ بغداد "13/ 181"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 231"، والكاشف "3/ ترجمة 5850"، والعبر "2/ 7"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8950" وتهذيب التهذيب "10/ 381"، وتقريب التهذيب "2/ 290"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7338"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 129".

محمد بن مسعود

2054- محمد بن مسعود 1: "د" ابن يوسف الإمام, القدوة, الحافظ, أبو جعفر بن العَجَمِيِّ, الطَّرَسُوْسِيُّ, شَيْخُ الثَّغْرِ فِي زَمَانِهِ. حَدَّثَ عَنْ: عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَزَيْدِ بنِ الحُبَابِ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ فِي "سُنَنِهِ"، وَابْنُهُ؛ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ حَافِظُ الأَنْدَلُسِ، وَحَاجِبُ بنُ أَرْكِيْنَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ وَهْبٍ الدِّيْنَوَرِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَحَامِلِيُّ، وَأَبُوْ العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَغَيْرُهُ. وَكَانَ ابْنُ وَضَّاحٍ يَتَغَالَى فِيْهِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: قَالَ ابْنُ وَضَّاحٍ: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ بِالحَدِيْثِ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ مَسْعُوْدٍ. وَقَالَ ابْنُ وَضَّاحٍ أَيْضاً: هُوَ رَفِيْعُ الشَّأْنِ، فَاضِلٌ ليس بدون أحمد بن حنبل. قُلْتُ: لَمْ نَظْفَرْ بِتَارِيْخِ وَفَاتِهِ، وَقَدْ بَقِيَ إِلَى حُدُوْدِ سَنَةِ خَمْسِيْنَ، وَسَمِعَ مِنْهُ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الجَزَرِيُّ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَبِي سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ حُسَيْنٍ الرِّيْوَنْدِيُّ، فِي سَنَةِ 544، أَخْبَرَنَا الفَضْلُ بنُ المُحِبِّ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ الخَفَّافُ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدٍ الطَّرَسُوْسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنَ الظُّهْرِ وَالعِشَاءِ وَالصُّبْحِ، وَيَذْكُرُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَفْعَلُهُ2. هَذَا حَدِيْثٌ نظيف الإسناد، ولم يخرجه الجماعة.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 455"، وتاريخ بغداد "3/ 101"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 540"، والكاشف "3/ ترجمة 5233"، والمغني "2/ ترجمة 5976"، والعبر "1/ 449"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 8165"، وتهذيب التهذيب "9/ 438"، وتقريب التهذيب "2/ 206"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6647". 2 أخرجه عبد الرزاق "3/ 4981" عن عمر بن راشد أو غيره، عن يحيى بن أبي كثير، به. قلت: كذا وقع عنده عمر بن راشد على الشك، فإن كان هو هو، وليس معمر بن راشد، فالإسناد ضعيف؛ لأن عمر بن راشد بن شجرة، ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب". وإن كان معمر بن راشد هو الذي في الإسناد كما في المصنف فالإسناد صحيح.

خشيش بن أصرم

2055- خُشَيش بن أصْرَم 2: "د، س" ابن الأسود, الإِمَامُ الحَافِظُ, الحُجَّةُ, مُصَنِّفُ كِتَابِ "الاسْتِقَامَةِ"، أَبُو عَاصِمٍ النَّسَائِيُّ. سَمِعَ رَوْحَ بنَ عُبَادَةَ، وَأَبَا عَاصِمٍ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ بَكْرٍ السهمي، وطبقتهم. وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ فِي "سُنَنِهِمَا"، وَعَلاَّنُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ العَسَّالُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ الهَرَوِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَلَهُ رِحْلَةٌ وَاسِعَةٌ إِلَى الحَرَمَيْنِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ وَاليَمَنِ وَالعِرَاقِ. تُوُفِّيَ فِي رمضان, سنة ثلاث وخمسين ومائتين بمصر.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "3/ 150"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 571"، وتهذيب التهذيب "3/ 142"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1897"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 129".

علي بن حرب

2056- عليُّ بن حَرْب 1: "س" ابن محمد بن علي بن حَيَّانَ بنِ مَازِنِ بنِ الغَضُوْبَةِ, الإِمَامُ, المُحَدِّثُ, الثِّقَةُ, الأَدِيْبُ, مُسْنِدُ وَقْتِهِ, أَبُو الحَسَنِ الطَّائِيُّ, المَوْصِلِيُّ. اتَّفَقَ مَوْلِدُهُ بِأَذْرَبِيْجَانَ، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَكَانَ أَبُوْهُ يَتَّجِرُ. رَأَى عَلِيٌّ المعافى بن عمران، ونشأ بالموصل. وَسَمِعَ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدٍ المُحَارِبِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ بِشْرٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ فُضَيْلٍ، وَوَكِيْعَ بنَ الجَرَّاحِ، وَيَحْيَى بنَ يَمَانٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ نُمَيْرٍ، وَزَيْدَ بنَ الحُبَابِ، وَعَمْرَو بنَ عَبْدِ الجَبَّارِ، وَالقَاسِمَ بنَ يَزِيْدَ الجَرْمِيَّ، وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَوَهْبَ بنَ جَرِيْرٍ، وَشَبَابَةَ بنَ سَوَّارٍ، وَيَعْلَى بنَ عُبَيْدٍ، وَأَسْبَاطَ بنَ مُحَمَّدٍ، وَأَبَا دَاوُدَ الحَفَرِيَّ، وَأَنَسَ بنَ عِيَاضٍ اللَّيْثِيَّ، وَزَيْدَ بنَ أَبِي الزَّرْقَاءِ، وَخَلْقاً سِوَاهُم بِالمَوْصِلِ، وَالحِجَازِ وَالكُوْفَةِ وَبَغْدَادَ وَالبَصْرَةِ وَوَاسِطَ. حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيُّ -وَقَالَ: صَالِحٌ- وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَالمَحَامِلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَلَدِيُّ الإِمَامُ، وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ الأَزْرَقُ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ المَطِيْرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ إِسْحَاقَ المَادَرَائِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ العَبَّاَدَانِيُّ، وَنَافِلَتُهُ2 أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي "تَارِيْخِ المَوْصِلِ": رَحَلَ عَلِيٌّ مع أبيه، وسمع، وَصَنَّفَ، وَخَرَّجَ "المُسْنَدَ"، وَكَانَ عَالِماً بِأَخْبَارِ العَرَبِ وَأَنسَابِهَا, أَدِيْباً, شَاعِراً، وَفَدَ عَلَى المُعْتَزِّ بِاللهِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَتَبَ عَنْهُ المُعْتَزُّ بِخَطِّهِ، وَدَقَّقَ الكِتَابَةَ، فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, أَخَذتَ فِي شُؤمِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، فَضَحِكَ المُعْتَزُّ، وَأَطلَقَ لَهُ ضِيَاعاً. مَاتَ عَلِيٌّ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ بِالمَوْصِلِ، وَقَدْ كَمَّلَ التِّسْعِيْنَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَخُوْهُ مُعَاوِيَةُ بنُ حَرْبٍ. أَخُوْهُ: المُحَدِّثُ الثِّقَةُ العَابِدُ المُجَاهِدُ، "أَبُو بكر".

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1006"، وتاريخ بغداد "11/ 418"، والكاشف "2/ ترجمة 3949"، وتهذيب التهذيب "7/ 294"، وتقريب التهذيب "2/ 33"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4956"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 150". 2 النافلة: ولد الولد، وهو من ذلك لأن الأصل كان الولد فصار ولد الولد زيادة على الأصل؛ قال الله -تعالى- في قصة إبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ} [الأنبياء: 72] ؛ كأنه قال وهبنا لإبراهيم إسحاق فكان كالفرض له، ثم قال: ويعقوب نافلة، فالنافلة ليعقوب خاصة لأنه ولد الولد أي وهبنا له زيادة على الفرض له، وذلك أن إسحاق وهب له بدعائه وزيد يعقوب تفضلا.

أحمد بن حرب الطائي

2057- أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ 1: "س" سَمِعَ مَعَ أَخِيْهِ مِنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيُّ -وَقَالَ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَخِيْهِ- وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَمَكْحُوْلٌ البَيْرُوْتِيُّ، وأحمد بن محمد بن صدقة، وآخرون. قَالَ يَزِيْدُ الأَزْدِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ، وَرِعاً، فَاضِلاً, رَابَطَ بِأَذنَةَ، وَبِهَا تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثلاث وستين ومائتين, رحمه الله. أخوهما:

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 44"، وتهذيب التهذيب "1/ 23"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 150".

محمد بن حرب

2058- محمد بن حرب 1: مَاتَ كَهْلاً فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَرَثَاهُ عَلِيٌّ، فَقَالَ: تَقُوْلُ لِيَ المَلِيْحَةُ إِذْ رَأَتْنِي ... لِدَمْعِي مِنْ مَآقيِهِ وَكِيْفُ وَبَيْنَ جَوَانِحِي زَفَرَاتُ حُزْنٍ ... يَضِيقُ بِحَمْلِهَا بَدَنٌ ضَعِيْفُ أَبَعْدَ مُحَمَّدٍ أَلْهُو بِأَمْرٍ ... يَلَذُّ بِهِ المُجَاوِرُ وَالمُطِيفُ قَالَ الأَزْدِيُّ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ, قَالَ: قُلْتُ لِجَدِّي: لِمَ لَمْ تَرْثِ عَمِّيَ الحَسَنَ? قَالَ: يَا بُنَيَّ, مَا رَثَيتُ أَحَداً إِلاَّ ذَهَبَ حُزْنُهُ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَبْقَى حُزْنِي عَلَيْهِ. وَلِعَليٍّ يَرْثِي ابْنَ ابْنِهِ: أَرَى أَفْرُخِي يَمْضُوْنَ قَصَْداً إِلَى البِلَى ... وَأُصْبِحُ مِثْلَ النَّسْرِ فِي جَانِبِ الوَكْرِ أُشَيِّعُ مِنْهُم وَاحَِداً بَعْدَ وَاحِدٍ ... وَأَرْجِعُ قَدْ أَوْدَعْتُهُ ظُلْمَةَ القَبْرِ فَمَنْ كَانَ مَحْزُوْناً بِفَقْدِ مُنَغِّصٍ ... فَقَدْ أَوْجَعَ الأَحْشَاءَ فَقْدُ أَبِي نَصْرِ بُنَيٌّ كَأَنَّ البَدْرَ أَشْبَهَ وَجْهَهُ ... يَشِبُّ شَبَابَ الحَوْلِ في مدة الشهر

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ 237".

وَكَانَ إِذَا مَا ضَاقَ صَدْرِي لِحَادِثٍ ... نَظَرْتُ إليه فانجلت كربة الصدر فَيَا دَهْرُ قَدْ أَوْجَعْتَ قَلْبِي لِفَقْدِهِ ... فَمَنْ ذَا الَّذِي يُعْدِي مُصَاباً عَلَى الدَّهْرِ سَأَسْتَعْمِلُ التسليم لله والرضا ... وَأَجْبُرُ ثَلْمَ النَّقْصِ فِي الأَهْلِ بِالصَّبْرِ قَالَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ القُرَشِيُّ, سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ حَرْبٍ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، فَجَعَلَ رَجُلٌ يَقُوْلُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ حَدِيْثُ: "وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ" 1. فَأَعرَضَ عَنْهُ، فَجَعَلَ يُكَرِّرُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَسُفْيَانُ يُعرِضُ عَنْهُ فَأَلَحَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ! كَمْ تُوَلْوِلُ لِلْعَرَبِ مُنْذُ اليَوْمَ، وَيْلٌ لِلنَّبَطِ2 مِنْ شَرٍّ قَدْ هَبَطَ. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِي عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ أَرْبَعَةُ أَجْزَاءٍ: وَاحِدٌ عِنْدَ أَبِي القَاسِمِ بنِ صَصْرَى، وَثَلاَثَةٌ عِنْدَ أَبِي القاسم السبط.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 324 و428"، والبخاري "3346"، ومسلم "2880" من حديث زينب بنت جحش، به. 2 النبط والنبيط كالحبشي والحبيش في التقدير: جيل ينزلون السواد، وفي المحكم ينزلون سواد العراق، وهم الأنباط، والنسب إليهم نبطي.

معاوية بن حرب بن محمد الطائي الموصلي، سلمة بن شبيب

مُعَاوِيَةُ بنُ حَرْبِ بنِ مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ المَوْصِلِيُّ، سلمة بن شبيب: 2059- مُعَاوِيَةُ بنُ حَرْبِ بنِ مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ المَوْصِلِيُّ 1: أخوهم الشيخ العالم المحدث، أبو سفيان: وُلِدَ سَنَةَ مائَتَيْنِ أَوْ بُعَيدَهَا. وَسَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ بنَ مُوْسَى، وَقَبِيْصَةَ, وَخَلاَّدَ بنَ يَحْيَى، وأبا نعيم. وَعَنْهُ: القَاضِي يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ. وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً. 2060- سلمة بن شبيب 2: "م, 4" الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ, أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحجري, المسمعي, النسائي, نزيل مكة.

_ 1 لم أقف له على ترجمة. 2 ترجمته في التاريخ الكبير "4/ ترجمة 2054"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 722"، وأخبار أصبهان "1/ 366"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 563"، والكاشف "1/ ترجمة 2053"، والعبر "2/ 187" وتهذيب التهذيب "4/ 146"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2632"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 116".

سَمِعَ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَزَيْدَ بنَ الحُبَابِ، وَأَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ، وَحَجَّاجَ بنَ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ، وَحَفْصَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيَّ، وَأَبَا المُغِيْرَةِ الخَوْلاَنِيَّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً مِنْ هَذَا الضَّربِ فَمَنْ بَعْدَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَأَرْبَابُ السُّنَنِ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ عَلاَّنُ، وَمُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الرُّوْيَانِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ دَكَّةَ الأَصْبَهَانِيُّ، وَحَاتِمُ بنُ مَحْبُوْبٍ الهَرَوِيُّ، وَعِدَّةٌ. وَحدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوْخِهِ: الإِمَامُ أَحْمَدُ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَدِمَ أَصْبَهَانَ، وَحَدَّثَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وأربعين. وَعَنْ سَلَمَةَ بنِ شَبِيْبٍ, قَالَ: بِعْتُ دَارِي بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَرَدْتُ التَّحَوُّلَ إِلَى مَكَّةَ بِعِيَالِي، فَقُلْتُ: أُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأُوَدِّعُ عُمَّارَ الدَّارِ. فَصَلَّيْتُ، وَقُلْتُ: يَا عُمَّارَ الدَّارِ, سَلاَمٌ عَلَيْكُم، فَإِنَّا خَارِجُوْنَ نُجَاوِرُ بِمَكَّةَ. فَسَمِعْتُ هَاتِفاً يَقُوْلُ: عَلَيْكَ السَّلاَمُ يَا سَلَمَةُ، وَنَحْنُ خَارِجُوْنَ مِنَ الدَّارِ، فَإِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّ الَّذِي اشتَرَاهَا يَقُوْلُ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ. قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: تُوُفِّيَ سَلَمَةُ مِنْ أَكْلَةِ فَالُوْذَجَ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: قَدِمَ مِصْرَ، وَحَدَّثَ سَنَةَ سِتٍّ, وَمَاتَ فِي رَمَضَانَ, سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. أَخْبَرَنَا شَيْخَانِ, قَالا: أَخْبَرَنَا مُوْسَى الجِيْلِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ البَنَّاءِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ البُسْرِيِّ، أَخْبَرَنَا المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ الحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، عَنْ أَنَسٍ, قَالَ: أَرسَلَنِي أَبُو طَلْحَةَ أَدْعُو النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لطعام صنعه، فقال النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا وَمَنْ معي" ? قلت: نعم ... الحديث1.

_ 1 حديث صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "11/ 465"، وأحمد "3/ 218"، ومسلم "2040" "143"، وأبو يعلى "4145" و"4331"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 90" من طريق عبد الله بن نمير، أخبرنا أبو سعد سعد -يعني ابن سعيد- قال: أخبرني أنس بن مالك قال: بعثني أبو طلحة إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لادعوه، وقد جعل له طعاما، فأقبلت ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع الناس قال: فنظر إلي فاستحييت، فقلت: أجب أبا طلحة. فقال للناس: "قوموا". فقال أبو طلحة: يا رسول الله، إنما صنعت شيئا لك. قال: فمسها رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَدَعَا فيها بالبركة، ثم قال: "أدخل نفرا من أصحابي عشرة" فقال: "كلوا". فأكلوا حتى =

الكوسج

2061- الكوسج 1: "خَ، م، س، ت، ق" الإِمَامُ الفَقِيْهُ الحَافِظُ الحُجَّةُ, أَبُو يَعْقُوْبَ إِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرِ بن بَهْرَامَ المَرْوَزِيُّ نَزِيْلُ نَيْسَابُوْرَ. وُلِدَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيْعَ بنَ الجَرَّاحِ، وَالنَّضْرَ بنَ شُمَيْلٍ، وَيَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ القَطَّانَ، وَمُعَاذَ بنَ هِشَامٍ، وَأَبَا أُسَامَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نمير، وَمُحَمَّدَ بنَ بَكْرٍ البُرْسَانِيَّ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ، وَمُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيَّ، وَعَفَّانَ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. وَطَلَبَ العِلْمَ، وَدَوَّنَهُ، وَبَرَعَ، وَاشْتَهَرَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الجَمَاعَةُ -سِوَى أَبِي دَاوُدَ- وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَمُؤَمَّلُ بنُ الحَسَنِ المَاسَرْجِسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَمْدُوْنَ الأَعْمَشِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ: أَبُو يَعْقُوْبَ الكَوْسَجُ مَوْلِدُهُ بِمَرْوَ، وَمَنشَؤُه بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَعقَبَ؛ وَبِهَا تُوُفِّيَ، وَهُوَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ مِنَ الزُّهَّادِ، وَالمُتَمَسِّكِيْنَ بِالسُّنَّةِ اعتَمَدَاهُ، فِي "الصَّحِيْحَيْنِ" أَيَّ اعتِمَادٍ، وَهُوَ صَاحِبُ المَسَائِلِ عَنْ أَحْمَدَ بن حنبل الذي يستهزئ به

_ = شبعوا، وخرجوا، وقال: "أدخل عشرة". فأكلوا حتى شبعوا، فما زال يدخل عشرة، ويخرج عشرة، حتى لم يبق منهم احد إلا دخل، فأكل حتى شبع، ثم هيأها، فإذا هي مثلها حين أكلوا منها. قلت: إسناده ضعيف، سعد بن سعيد، وهو ابن قيس الأنصاري، سيئ الحفظ. وضعفه أحمد بن حنبل. وقال النسائي: ليس بالقوي، وأخرجه أحمد "3/ 147"، والبخاري "5450"، والطبراني في "الكبير" "25/ 285 و286" من طريق حماد بن زيد، عن هشام، عن محمد، عن أنس بن مالك، به. وأخرجه مالك "2/ 927-928"، ومن طريقه أخرجه الشافعي "2/ 188"، وعبد بن حميد "1238"، والبخاري "422" و"3578" و"5381" و"6688"، ومسلم "2040" "142"، والترمذي "3630"، والنسائي في "الكبرى" "6617"، وأبو عوانة "5/ 380 و380-381"، وابن حبان "6534"، والطبراني "25/ 276"، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" "1483"، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" "322"، والبيهقي في "السنن" "7/ 273"، وفي "الاعتقاد" "ص280"، وفي "دلائل النبوة" "6/ 88-89 و90"، والبغوي "3721" عَنْ إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، عن أنس مطولا ومختصرا. 1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1291"، والجرح والتعديل "2/ ترجمة 825"، وتاريخ بغداد "6/ 362"، واللباب لابن الأثير "3/ 117"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 542"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 426"، وتهذيب التهذيب "1/ 249"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 333"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 123".

المُبتَدِعَةُ وَالمُتَجِرِّئُونَ سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ حَسَّانَ بنَ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مَشَايِخَنَا يَذْكُرُوْنَ أَنَّ إِسْحَاقَ بنَ مَنْصُوْرٍ بَلَغَهُ أَنَّ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ رَجَعَ عَنْ بَعْضِ تِلْكَ المَسَائِلِ الَّتِي عَلَّقَهَا عَنْهُ، فَحَمَلَهَا فِي جِرَابٍ عَلَى ظَهرِهِ، وَخَرَجَ رَاجِلاً إِلَى بَغْدَادَ، وَعَرَضَ خُطُوطَ أَحْمَدَ عليه في كل مسألة اسْتَفْتَاهُ عَنْهَا، فَأَقَرَّ لَهُ بِهَا ثَانِياً، وَأُعْجِبَ بِهِ. قَالَ مُسْلِمٌ: هُوَ ثِقَةٌ, مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: قَدْ يَرْوِي عَنْهُ البُخَارِيُّ، فَيَقُوْلُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ, لَمْ يَنْسِبْهُ، فَيَشْتَبِهُ بِابْنِ رَاهْوَيْه، فَلَنَا قَرَائِنُ تُرَجِّحُ أَحَدَهُمَا، وَبِكُلِّ تَقْدِيْرٍ، فَلاَ يَضُرُّ ذَلِكَ، فُكُلٌّ مِنْهُمَا حُجَّةٌ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ القَبَّانِيُّ: مَاتَ إِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ بَهْرَامَ أَبُو يَعْقُوْبَ الكَوْسَجُ بِنَيْسَابُوْرَ, يَوْمَ الخَمِيْسِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الجُمُعَةِ, لِعَشْرٍ بَقِيْنَ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا مَاتَ حَمِيْدُ بنُ زَنْجُوْيَةَ، وَعَمْرُو بنُ عُثْمَانَ الحِمْصِيُّ، وَأَبو التَّقِيِّ اليَزَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سهل بن عسكر.

زيد بن أخزم

2062- زيد بن أخْزَم 1: "خَ، 4" الحَافِظُ المُجَوِّدُ, أَبُو طَالِبٍ الطَّائِيُّ البَصْرِيُّ. سَمِعَ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ القَطَّانَ، وَمُعَاذَ بنَ هِشَامٍ، وَابْنَ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدَ القَاهِرِ بنَ شُعَيْبٍ، وَسَعِيْدَ بنَ عَامِرٍ، وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَرْبَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ، وَالبَغَوِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ الدِّيْنَوَرِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَالمَحَامِلِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَكَانَ مِمَّنْ قَتَلَتْهُ الزِّنْجُ وَالأَوبَاشُ الوَاثِبُوْنَ عَلَى البَصْرَةِ مَعَ الخَبِيْثِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ العَلَوِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ القَطِيْعِيِّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ الزَّاغُوْنِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ أَخْزَمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ القَاهِرِ بنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ يَزَالُ العَبْدُ فِي صَلاةٍ ما كانت الصلاة تحبسه" 1.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2581"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 558"، وتهذيب التهذيب "3/ 393"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 136"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 4". 2 صحيح: أخرجه البخاري "647"، ومسلم "649"، وأبو داود "469" و"470" والنسائي "2/ 55" من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا بلفظ: "لا يزال أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة".

الزعفراني

2063- الزَّعْفَرَانِي 1: "خَ، د، ت، س" الإِمَامُ العَلاَّمَةُ, شَيْخُ الفُقَهَاءِ، وَالمُحَدِّثِيْنَ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ البَغْدَادِيُّ الزَّعْفَرَانِيُّ يَسْكُنُ مَحَلَّةَ الزَّعْفَرَانِيِّ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَحَجَّ. وَسَمِعَ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ، وإسماعيل بن عُلَيَّةَ، وَعَبِيْدَةَ بنِ حُمَيْدٍ، وَوَكِيْعِ بنِ الجَرَّاحِ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَحَجَّاجِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَقَرَأَ عَلَى الشَّافِعِيِّ كِتَابَهُ القَدِيْمَ، وَكَانَ مُقَدَّماً فِي الفِقْهِ والحديث, ثِقَةً, جَلِيْلاً عَالِي الرِّوَايَةِ كَبِيْرَ المَحَلِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ سُرَيْجٍ، وَإِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَعُمَرُ بنُ بُجَيْرٍ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ صَاعِدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، وَالقَاضِي المَحَامِلِيُّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يَحْيَى: سَمِعْتُ الزَّعْفَرَانِيَّ يَقُوْلُ: مَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ قَوْمٌ أَفْضَلُ مِنْ أَصْحَابِ هَذِهِ المَحَابِرِ يَتَّبِعُوْنَ آثَارَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيَكْتُبُوْنَهَا كِي لاَ تَنْدَرِسَ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 153"، وتاريخ بغداد "7/ 407"، والأنساب للسمعاني "6/ 280"، واللباب لابن الأثير "2/ 69"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 157"، والكاشف "1/ ترجمة رقم 1069"، والعبر "2/ 20"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 543"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 235"، وتهذيب التهذيب "2/ 318"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 32"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1381 و1400"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 140".

وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو ثَوْرٍ يَحْضُرَانِ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، وَكَانَ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ هُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى القِرَاءةَ عَلَيْهِ. قَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: سَمِعْتُ الزَّعْفَرَانِيَّ يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا الشَّافِعِيُّ، وَاجْتَمَعنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: التَمِسُوا مَنْ يَقْرَأُ لَكُم، فَلَمْ يَجْتَرِئْ أَحَدٌ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِ غَيْرِي، وَكُنْتُ أَحْدَثَ القَوْمِ سِنّاً, مَا كَانَ بَعْدُ فِي وَجْهِي شَعْرَةٌ، وَإِنِّي لأَتَعَجَّبُ اليَوْمَ مِنِ انْطِلاَقِ لِسَانِي بَيْنَ يَدَيِ الشافعي -رحمه الله- وأعجب من جَسَارتِي يَوْمَئِذٍ. قُلْتُ: كَانَ الزَّعْفَرَانِيُّ مِنَ الفُصَحَاءِ البُلَغَاءِ. قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ الكُتُبَ كُلَّهَا إِلاَّ كِتَابَيْنِ: "كِتَابَ المَنَاسِكِ"، وَ"كِتَابَ الصَّلاَةِ". قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجَرَّاحِ: سَمِعْتُ الحَسَنَ الزَّعْفَرَانِيَّ يَقُوْلُ: لَمَّا قَرَأْتُ كِتَابَ الرِّسَالَةِ عَلَى الشَّافِعِيِّ قَالَ لِي: مِنْ أَيِّ العَرَبِ أَنْتَ? قُلْتُ: لَسْتُ بِعَرَبِيٍّ، وَمَا أَنَا إِلاَّ مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: الزَّعْفَرَانِيَّةُ. قَالَ: فَأَنْتَ سَيِّدُ هَذِهِ القَرْيَةِ. قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الفَقِيْهُ بِالرَّيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ, قَالَ: سَمِعْتُ الفَقِيْهَ أَبَا القَاسِمِ بنَ بَشَّارٍ الأَنْمَاطيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ المُزَنِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ بِبَغْدَادَ نَبَطِيّاً يَنْتَحِي عَلَيَّ حَتَّى كَأَنَّهُ عَرَبِيٌّ، وَأَنَا نَبَطِيٌّ. فَقِيْلَ لَهُ: مَنْ هُوَ? قَالَ: الزَّعْفَرَانِيُّ. تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ بِبَغْدَادَ فِي سَلْخِ شَعْبَانَ, سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ. وَفِيْهَا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرِ بنِ الحَكَمِ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ سعد الزُّهْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ حَكِيْمٍ، وَأَيُّوْبُ بنُ سَافِرِيٍّ، وَمَالِكُ بنُ طَوْقٍ مُنْشِئُ الرَّحْبَةِ1، والحسن بن علي بن محمد بن الرضا العَلَوِيُّ -أَحَدُ الاثْنَي عَشَرَ الَّذِيْنَ تَدَّعِي الرَّافِضَةُ عصمتهم. تم الجزء التاسع ويليه: الجزء العاشر، وأوله: المُخَرِّمي.

_ 1 الرحبة: تقع بين الرقة وبغداد على شاطئ الفرات.

فهرس الجزء التاسع: فهرس الموضوعات: الصفحة الموضوع 5/ 1738/ الوكيع، أحمد بن جعفر الكوفي الضرير. 6/ 1739/ أحمد بن إشكاب. 6/ 1740/ خلف بن هشام. 9/ 1741/ بشار بن موسى. 10/ 1742/ أبو بلال الأشعري. 10/ 1743/ سعيد بن كثير بن عفير الأخباري. 12/ 1744/ سعيد بن منصور. 15/ 1745/ مسدد بن مسرهد. 17/ 1746/ نعيم بن حماد بن معاوية. 28/ 1747/ يحيى بن عبد الله بن بكير. 30/ 1748/ أبو الينبغي الشاعر. 31/ 1749/ الحميدي. 33/ 1750/ يحيى بن أبي الخصيب. 34/ 1751/ المقعد. 36/ 1752/ سليمان بن داود. 36/ 1753/ معلى بن أسد. 37/ 1754/ سنيد، حسين بن داود. 38/ 1755/ محمد بن سلام. 39/ 1756/ علي بن معبد، الرقي. 40/ 1757/ علي بن معبد بن نوح. 42/ 1758/ النُّفَيْلِيُّ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ. 43/ 1759/ الجرمي، سعيد بن محمد. 44/ 1760/ عمر بن حفص بن غياث. 45/ 1761/ خالد بن خلى. 46/ 1762/ محمد بن خالد بن خلي. 47/ 1763/ محمد بن المنهال الضرير. 48/ 1764/ محمد بن المنهال البصري 49/ 1765/ ابن سماعة. 50/ 1766/ يحيى بن بشر. 50/ 1767/ ابن أبي الأسود. 51/ 1768/ الفروي، إسحاق بن محمد. 52/ 1769/ عبد الرحمن بن سلام. 52/ 1770/ محمد بن سلام الجمحي. 53/ 1771/ أحمد بن شبيب.

54/ 1772/ أبو توبة الحلبي. 55/ 1773/ الخوشي، محمد بن أسد. 55/ 1774/ أصبغ بن الفرج. 57/ 1775/ المسندي، محمد بن سلام. 58/ 1776/ المقدمي، محمد بن أبي بكر. 59/ 1777/ أحمد بن أبي شعيب. 59/ 1778/ أحمد بن عبد الملك. 60/ 1779/ محمد بن سعد. 62/ 1780/ يزيد بن عبد ربه. 62/ 1781/ حوثرة بن أشرس. 63/ 1782/ حيوة بن شريح. 63/ 1783/ محمد بن وهب 64/ 1784/ محمد بن الصباح الدولابي 65/ 1785/ محمد بن الصباح الجرجرائي. 66/ 1786/ بشر بن الوليد. 68/ 1787/ الزهراني، سليمان بن داود. 70/ 1788/ الشاذكوني، سليمان بن داود. 73/ 1789/ عبد الله بن طاهر. 74/ 1790/ عبد الله بن محمد بن أسماء. 75/ 1791/ ابن الأعرابي، محمد بن زياد. 76/ 1792/ إبراهيم بن المنذر. 78/ 1793/ سهل بن زنجلة. 79/ 1794/ ابن أبي سمينة. 80/ 1795/ الحكم بن موسى. 81/ 1796/ ابن شبوية. 82/ 1797/ أحمد بن محمد بن موسى. 83/ 1798/ أمية بن بسطام. 84/ 1799/ حبان بن موسى بن سوار. 84/ 1800/ حبان بن موسى بن عبيد الله. 84/ 1800/ حبان بن موسى بن حبان. 85/ 1801/ علي بن بحر. 85/ 1802/ ابن الرماح. 86/ 1803/ قتيبة بن سعيد. 92/ 1804/ أحمد بن جناب. 93/ 1805/ طالوت بن عباد. 94/ 1806/ العباس بن الوليد. 95/ 1807/ عبد الأعلى بن حماد. 96/ 1808/ مصعب بن عبد الله. 98/ 1809/ أحمد بن حرب النيسابوري. 100/ أحمد بن حرب الطائي. 100/ 1810/ أحمد بن إبراهيم. 101/ 1811/ أحمد بن عمر بن حفص الكوفي. 101/ 1812/ أحمد بن جواس. 102/ 1813/ الزمي، يحيى بن يوسف. 102/ 1814/ المري، جنادة بن محمد. 103/ 1815/ إبراهيم بن الحجاج السامي. 103/ 1816/ إبراهيم بن الحجاج النيلي. 104/ 1817/ علي بن المديني.

116/ 1818/ إبراهيم بن حمزة. 117/ 1819/ حاجب بن الوليد. 117/ 1820/ إبراهيم بن يوسف. 118/ 1821/ أبو تمام. 121/ 1822/ أبو معمر الهذلي. 123/ 1823/ يحيى بن معين. 138/ 1824/ العتبى, محمد بن عبيد الله. 138/ 1825/ هدبة بن خالد. 141/ 1826/ شيبان بن فروخ. 143/ 1827/ ابن أبي الشوارب 144/ 1828/ محمد بن عائذ. 146/ 1829/ كامل بن طلحة. 148/ 1830/ الفضيل بن الحسين. 149/ 1831/ البرجلاني. 149/ 1832/ محمد بن بكار بن الريان. 150/ 1833/ محمد بن بكار بن بلال. 151/ 1834/ محمد بن بكار بن الزبير. 151/ 1835/ محمد بن أبان بن وزير. 152/ 1836/ محمد بن أبان بن عمران. 153/ 1837/ إسحاق بن النديم. 155/ 1838/ المعافى بن سليمان. 155/ 1839/ ابن أبي شيبة. 159/ 1840/ إبراهيم بن عبد الله، أبو شيبة. 159/ 1841/ الحزامي، عبد الرحمن بن عبد الملك. 160/ 1842/ هارون بن معروف. 161/ 1843/ داود بن عمرو. 163/ 1844/ داود بن رشيد. 164/ 1845/ سليمان ابن بنت شرحبيل. 167/ 1846/ سليمان بن عبد الرحمن. 167/ 1847/ إبراهيم بن موسى الفراء. 169/ 1848/ محمد بن مهران الجمال. 170/ 1849/ الخازن، الحارث بن عبد الله. 171/ 1850/ سريج بن يونس. 172/ 1851/ عمرو الناقد. 173/ 1852/ خلف بن سالم. 174/ 1853/ جبارة بن المغلس. 175/ 1854/ عثمان بن أبي شيبة. 177/ 1855/ الزيادي، محمد بن زياد. 178/ 1856/ مشكدانة. 178/ 1857/ يحيى بن حبيب بن عربي. 179/ 1858/ سندول. 179/ 1859/ ابن كاسب. 181/ 1860/ محمد بن أبي السرى. 182/ 1861/ سالم بن حامد. 182/ 1862/ عبد الحكم بن عبد الله. 183/ 1863/ ديك الجن. 183/ 1864/ ابن عمار. 184/ 1865/ إبراهيم بن محمد بن العباس.

184/ 1866/ الخزاعي، أحمد بن نصر. 186/ 1867/ أحمد بن أبي داود. 188/ 1868/ إسحاق بن إبراهيم بن مصعب. 188/ 1869/ الحسن بن سهل. 189/ 1870/ ابن الزيات. 189/ 1871/ العلاف. 190/ 1872/ ابن كلاب. 191/ 1873/ ابن بنت السدي. 192/ 1874/ أحمد بن حنبل. 302/ 1875/ إسحاق بن راهويه. 318/ 1876/ الحسين بن منصور. 318/ 1877/ عبد الله بن معاذ. 319/ 1878/ عمرو بن رافع. 320/ 1879/ يحيى بن أيوب. 322/ 1880/ حرملة بن يحيى. 324/ 1881/ سجادة. 325/ 1882/ أبو كريب، محمد بن العلاء. 328/ 1883/ الحلواني. 329/ 1884/ الحسين بن حريث. 330/ 1885/ عبد الجبار بن العلاء. 331/ 1886/ العلاء بن عبد الجبار. 331/ 1887/ المسيب بن واضح. 333/ 1888/ أبو قدامة السرخسي. 334/ 1889/ عمرو بن زرارة النيسابوري 335/ 1890/ عمر بن زرارة الحدثي. 335/ 1891/ سويد بن نصر. 336/ 1892/ الأنطاكي، أحمد بن عاصم. 337/ 1893/ سويد بن سعيد. 342/ 1894/ هشام بن عمار. 352/ 1895/ عبد الله بن معاوية. 352/ 1896/ أبو مصعب، أحمد بن أبي بكر. 355/ 1897/ العثماني. 356/ 1898/ القواريري. 359/ 1899/ أبو الصلت، عبد السلام بن صالح. 361/ 1900/ اللؤلؤى. 361/ 1901/ منصور بن المهدي. 362/ 1902/ السمين. 363/ 1903/ محمد بن حاتم المصيصي. 363/ 1904/ محمد بن حاتم بن سليمان الزمي 363/ 1905/ صاحب البصري. 364/ 1906/ سهل بن عثمان. 365/ 1907/ ابن نمير. 367/ 1908/ عبيد بن يعيش. 367/ 1909/ المرادي، يحيى بن يزيد. 368/ 1910/ الطنافسي. 369/ 1911/ محمود الوراق. 370/ 1912/ وهب بن بقية.

371/ 1913/ الغزي، محمد بن عمرو. 372/ 1914/ هناد بن السري. 373/ 1915/ هناد بن السري الصغير الدرامي. 374/ 1916/ محمد بن عبد الله بن عمار. 375/ 1917/ الفلاس. 377/ 1918/ خليفة بن خياط. 379/ 1919/ صفوان بن صالح. 379/ 1920/ إسحاق بن أبي إسرائيل. 381/ 1921/ إبراهيم بن عبد الله بن حاتم. 382/ 1922/ إبراهيم بن محمد بن عرعرة. 384/ 1923/ أحمد بن منيع. 385/ 1924/ حاتم الأصم. 387/ 1925/ أحمد بن خضرويه. 388/ 1926/ أبو خثيمة، زهير بن حرب. 390/ 1927/ أحمد بن أبي خثيمة. 391/ 1928/ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ البغدادي. 392/ 1929/ مجاهد بن موسى. 393/ 1930/ أبو حسان الزيادي. 394/ 1931/ محمد بن رمح. 396/ 1932/ لوين، محمد بن سليمان. 397/ 1933/ محمد بن حميد. 400/ 1934/ زغبة، عيسى بن حماد. 401/ 1935/ علي بن حجر. 405/ 1936/ دحيم. 407/ 1937/ دعبل. 408/ 1938/ أحمد بن المعذل. 409/ 1939/ زيد بن بشر. 409/ 1940/ ابن أخي الإمام. 410/ 1941/ ابن أخي الإمام الصغير. 411/ 1942/ محمد بن كرام. 411/ 1943/ يعقوب بن كعب. 412/ 1944/ علي بن مسلم. 413/ 1945/ الجاحظ. 415/ 1946/ أحمد بن خالد. 416/ 1947/ أحمد بن الخليل البغدادي. 416/ 1948/ أحمد بن الخليل النوفلي القومسي. 417/ 1949/ ذو النون المصري. 419/ 1950/ ابن زياد. 419/ 1951/ الرواجني. 421/ 1952/ صالح بن عبد الله بن ذكوان. 421/ 1953/ صالح بن محمد الترمذي. 421/ 1954/ عتبة بن عبد الله. 423/ 1955/ الدوري، حفص بن عمر. 424/ 1956/ سوار بن عبد الله. 425/ 1957/ النخشبي. 426/ 1958/ محمد بن عبيد. 427/ 1959/ الحسن بن عرفة.

429/ 1960/ أحمد بن أبي سريج. 430/ 1961/ علي بن خشرم. 431/ 1962/ أحمد بن بكار. 431/ 1963/ الخطمي، إسحاق بن موسى. 432/ 1964/ يحيى بن أكثم. 436/ 1965/ ابن السكيت. 438/ 1966/ حميد بن زنجويه. 439/ 1967/ أبو همام. 440/ 1968/ أبو حذافة. 442/ 1969/ الحسن بن عيسى بن ماسرجس. 444/ 1970/ المتوكل على الله. 449/ 1971/ المنتصر بالله. 451/ 1972/ المستعين بالله. 454/ 1973/ البزي. 455/ 1974/ أبو عمير بن النحاس. 456/ 1975/ الحارث بن مسكين. 459/ 1976/ البويطي. 461/ 1977/ ابن السرح. 462/ 1978/ سحنون. 466/ 1979/ أحمد بن عيسى. 466/ 1980/ أحمد بن عيسى. 467/ 1981/ أحمد بن عيسى. 467/ 1982/ أبو ثور. 469/ 1983/ إبراهيم بن خالد. 469/ 1984/ إبراهيم بن خالد. 469/ 1985/ الجوعي. 471/ 1986/ الكرابيسي. 472/ 1987/ الفتح بن خاقان. 472/ 1988/ الفضل بن مروان. 473/ 1989/ أحمد بن أبي الحواري. 479/ 1990/ محمد بن مصفى. 480/ 1991/ العدني. 481/ 1992/ رجاء بن مرجى. 482/ 1993/ البيكندي. 483/ 1994/ البحراني. 483/ 1995/ ابن حبيب. 486/ 1996/ عبد الملك بن حبيب. 487/ 1997/ موسى بن معاوية. 488/ 1998/ المحاسبي. 489/ 1999/ أبو قدامة السرخسي. 490/ 2000/ أحمد بن عبد الرحمن. 490/ 2001/ هارون الحمال. 491/ 2002/ وموسى بن هارون ابنه. 493/ 2003/ الأعين. 494/ 2004/ زياد بن أيوب. 495/ 2005/ أبو موسى. 497/ 2006/ هارون بن إسحاق. 498/ 2007/ السكري. 499/ 2008/ إسماعيل بن عبد الله بن زرارة.

499/ 2009/ أحمد بن إبراهيم. 501/ 2010/ نصر بن علي. 503/ 2011/ نصر بن علي الجهضمي الكبير. 504/ 2012/ علي بن نصر بن علي الجهضمي الكبير. 504/ 2013/ علي بن نصر بن علي الجهضمي الصغير. 506/ 2014/ الدورقي، يعقوب بن إبراهيم. 507/ 2015/ بندار، محمد بن بشار بن عثمان. 510/ 2016/ الجوهري. 512/ 2017/ سفيان بن وكيع. 513/ 2018/ الرفاعي. 515/ 2019/ أحمد بن الحسن. 516/ 2020/ أحمد بن خراش. 516/ 2021/ الهيثم بن سهل. 517/ 2022/ أحمد بن صالح. 528/ 2023/ عقبة بن مكرم. 528/ 2024/ عقبة بن مكرم الضبي. 529/ 2025/ محمود بن خداش. 530/ 2026/ عبد الحميد بن عصام. 531/ 2027/ الأشج. 532/ 2028/ السري بن المغلس السقطي. 534/ 2029/ الحسن بن شجاع. 536/ 2030/ الحسين بن الحسن بن حرب. 536/ 2031/ الخليع. 537/ 2032/ الحسن بن الصباح بن محمد. 538/ 2033/ محمد بن أسلم. 546/ 2034/ الرباطي. 548/ 2035/ فضل بن سهل. 549/ 2036/ محمد بن منصور. 551/ 2037/ محمد بن رافع. 553/ 2038/ أحمد بن المقدام. 555/ 2039/ يوسف بن موسى. 556/ 2040/ مَحْمُوْدِ بنِ غَيْلاَنَ. 557/ 2041/ الدَّارِمِيُّ، عَبْدُ اللهِ بنُ عبد الرحمن. 562/ 2042/ أحمد بن سعيد. 562/ 2043/ الدارمي، أبو جعفر أحمد بن سعيد. 563/ 2044/ عبد بن حميد. 565/ 2045/ أحمد بن نصر. 566/ 2046/ أحمد بن نصر العتكي السمرقندي. 566/ 2047/ عبد الله بن الصباح. 566/ 2048/ علي بن سهل. 567/ 2049/ وأخوه موسى بن سهل. 567/ 2050/ عبد الرحمن بن رسته. 568/ 2051/ أخوه عبد الله بن عمر الزهري.

568/ 2052/ أحمد بن سنان. 570/ 2053/ مؤمل بن إهاب. 571/ 2054/ محمد بن مسعود. 572/ 2055/ خشيش بن أصرم. 572/ 2056/ علي بن حرب. 574/ 2057/ أحمد بن حرب الطائي. 574/ 2058/ محمد بن حرب. 575/ 2059/ مُعَاوِيَةُ بنُ حَرْبِ بنِ مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ المَوْصِلِيُّ. 575/ 2060/ سلمة بن شبيب. 577/ 2061/ الكوسج. 578/ 2062/ زيد بن أخزم. 579/ 2063/ الزعفراني، الحسن بن محمد. 581/ فهرس الموضوعات.

فهرس التراجم على حروف المعجم: الجزء السابع: الصفحة التراجم 103/ 1815/ إبراهيم بن الحجاج بن زيد البصري. 103/ 1816/ إبراهيم بن الحجاج النيلي. 116/ 1818/ إبراهيم بن حمزة بن محمد. 469/ 1983/ إبراهيم بن خالد المروزي. 469/ 1984/ إبراهيم بن خالد اليشكري. 159/ 1840/ إبراهيم بن عبد الله، أبو شيبة العبسي. 381/ 1921/ إبراهيم بن عبد الله بن حاتم البغدادي. 184/ 1865/ إبراهيم بن محمد بن العباس المكي. 382/ 1922/ إبراهيم بن محمد بن عرعرة البصري. 76/ 1792/ إبراهيم بن المنذر. 167/ 1847/ إبراهيم بن موسى الفراء. 191/ 1873/ إبراهيم بن موسى الفزاري الكوفي. 117/ 1820/ إبراهيم بن يوسف بن ميمون البلخي. 499/ 2009/ أحمد بن إبراهيم. 100/ 1810/ أحمد بن إبراهيم بن خالد الموصلي. 6/ 1739/ أحمد بن إشكاب. 431/ 1962/ أحمد بن بكار بن أبي ميمون الحراني. 92/ 1804/ أحمد بن جناب بن المغيرة المصيصي. 101/ 1812/ أحمد بن جواس الكوفي. 574/ 2057/ أحمد بن حرب الطائي. 98/ 1809/ أحمد بن حرب بن فيروز النيسابوري. 515/ 2019/ أحمد بن الحسن بن جنيدب. 516/ 2020/ أحمد بن الحسن بن خراش. 192/ 1874/ أحمد بن حنبل = أحمد بن محمد بن حنبل. 473/ 1989/ أحمد بن أبي الحواري عبد لله. 415/ 1946/ أحمد بن خالد البغدادي.

387/ 1925/ أحمد بن خضرويه. 416/ 1947/ أحمد بن الخليل البغدادي. 416/ 1948/ أحمد بن الخليل النوفلي القومسي. 390/ 1927/ أحمد بن أبي خيثمة = أحمد بن زهير بن حرب. 186/ 1867/ أحمد بن أبي داود = أحمد بن فرج بن حريز. 390/ 1927/ أحمد بن زهير بن حرب. 429/ 1960/ أحمد بن أبي سريج = أحمد بن عمر بن الصباح. 562/ 2042/ أحمد بن سعيد بن بشر. 568/ 2052/ أحمد بن سنان. 59/ 1777/ أحمد بن أبي شعيب. 53/ 1771/ أحمد بن شبيب. 517/ 2022/ أحمد بن صالح، ابن الطبري. 336/ 1892/ أحمد بن عاصم الأنطاكي. 490/ 2000/ أحمد بن عبد الرحمن. 59/ 1778/ أحمد بن عبد الملك. أحمد بن عمار البصري. 101/ 1811/ أحمد بن عمر بن حفص الكوفي. 429/ 1960/ أحمد بن عمر بن الصباح. 466/ 1979/ أحمد بن عيسى. 467/ 1981/ أحمد بن عيسى بن الشهيد زيد. 466/ 1980/ أحمد بن عيسى بن عَبْدِ اللهِ. 192/ 1874/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ. 82/ 1797/ أحمد بن محمد بن موسى. 408/ 1938/ أحمد بن المعذل بن غيلان البصري. 553/ 2038/ أحمد بن المقدام. 384/ 1923/ أحمد بن منيع عبد الرحمن. 565/ 2045/ أحمد بن نصر بن زياد 566/ 2046/ أحمد بن نصر العتكي السمرقندي. 184/ 1866/ أحمد بن نصر بن مالك. 188/ 1868/ أحمد بن إبراهيم بن مصعب الخزاعي. 153/ 1837/ إسحاق بن إبراهيم بن ميمون النديم. 379/ 1920/ أحمد بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامجر. 302/ 1875/ إسحاق بن راهويه = إسحاق ابن إبراهيم بن مخلد. 431/ 1967/ إسحاق بن موسى بن عبد الله الأنصاري إسحاق النديم = إسحاق بن إبراهيم بن ميمون. 499/ 2008/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ زُرَارَةَ الرَّقِّيُّ.

50/ 1767/ ابن أبي الأسود. 531/ 2027/ الأشج، عبد الله بن سعيد. 55/ 1774/ أصبغ بن الفرج. 75/ 1791/ ابن الأعرابي, محمد بن زياد. 493/ 2003/ الأعين، محمد بن أبي عتاب. 83/ 1798/ ابن عبد العزيز، أمية بن بسطام. 336/ 1892/ الأنطاكي = أحمد بن عاصم. 483/ 1994/ البحراني، العباس بن يزيد. 149/ 1831/ البرجلاني = محمد بن الحسين بن أبي الشيخ. 454/ 1973/ البزي، أحمد بن محمد بن عبد الله. 9/ 1741/ بشار بن موسى. 66/ 1786/ بشر بن الوليد. 10/ 1742/ أبو بلال الأشعري، بندار محمد بن بشار. 459/ 1976/ البويطي، يوسف بن يحيى. 482/ 1993/ البيكندي، يحيى بن جعفر. أبو تمام = حبيب بن أوس الحارث. 54/ 1772/ أبو توبة الحلبي. 417/ 1949/ ثوبان بن إبراهيم، ذو النون المصري. 467/ 1982/ أبو ثور، إبراهيم بن خالد. 413/ 1945/ الجاحظ = عمرو بن بحر بن محبوب. 174/ 1853/ جبارة بن المغلس الحماني. 43/ 1759/ الجرمي, سعيد بن محمد. 102/ 1814/ جنادة بن محمد الدمشقي. 469/ 1985/ الجوعى، القاسم بن عثمان. 510/ 2016/ الجوهري، إبراهيم بن سعيد. 385/ 1924/ حاتم الأصم البلخي. 117/ 1819/ حاجب الوليد بن ميمون البغدادي. 170/ 1849/ الحارث بن عبد الله بن إسماعيل الخازن. 456/ 1975/ الحارث بن مسكين. 84/ 1800/ حبان بن موسى بن حبان. 84/ 1799/ حبان بن موسى بن سوار. 84/ 1800/ حبان بن موسى بن عبيد الله. 118/ 1821/ حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. 440/ 1968/ أبو حذافة، أحمد بن إسماعيل. 322/ 1880/ حرملة بن يحيى بن عبد الله التجيبي. 159/ 1841/ الحِزَامِيُّ = عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ شَيْبَةَ.

393/ 1930/ أَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ = الحَسَنُ بنُ عُثْمَانَ بنِ حماد. أبو الحسن البصري العطار = العلاء بن عبد الجبار. 324/ 1881/ الحسن بن حماد بن كسيب الحضرمي. 188/ 1869/ الحسن بن سهل. 534/ 2029/ الحسن بن شجاع. 537/ 2032/ الحسن بن الصباح بن محمد. 427/ 1959/ الحسن بن عرفة البغدادي. 328/ 1883/ الحسن بن علي بن محمد الحلواني. 442/ 1969/ الحسن بن عيسى بن ماسرجس. 329/ 1884/ الحسين بن حريث بن الحسن الخزاعي. 536/ 2030/ الحسين بن الحسن بن حرب. 318/ 1876/ الحسين بن منصور بن جعفر النيسابوري. 423/ 1955/ حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري. 80/ 1795/ الحكم بن موسى. 328/ 1883/ الحلواني = الحسن بن علي بن محمد. 438/ 1966/ حميد بن زنحويه. 31/ 1749/ الحميدي. 62/ 1781/ حوثرة بن أشرس. الخَازِنُ = الحَارِثُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. 45/ 1761/ خالد بن خلي. 184/ 1866/ الخزاعي = أحمد بن نصر بن مالك. 572/ 2055/ خشيش بن أصرم. الخَطْمِيُّ = إِسْحَاقُ بنُ مُوْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ. 173/ 1852/ خلف بن سالم البغدادي. 6/ 1740/ خلف بن هشام. 536/ 2031/ الخليع، الحسين بن الضحاك. 377/ 1918/ خليفة بن خياط العصفري. 55/ 1773/ الخوشي, محمد بن أسد. 388/ 1926/ أبو خثيمة = زهير بن حرب ابن شداد. 562/ 2043/ الدارمي أحمد بن سعيد بن صخر. 557/ 2041/ الدارمي, عبد الله بن عبد الرحمن. 163/ 1844/ داود بن رشيد الخوارزمي. 161/ 1843/ دَاوُدُ بنُ عَمْرِو بنِ زُهَيْرِ بنِ عَمْرٍو. 405/ 1936/ دحيم = عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو الدمشقي.

407/ 1937/ دعبل بن علي الخزاعي. 423/ 1955/ الدوري = حفص بن عمر بن عبد العزيز. 183/ 1863/ ديك الجن = عبد السلام بن رغبان. 537/ 2032/ الرباطي أحمد بن سعيد. 481/ 1992/ رجاء بن مرجى. 513/ 2018/ الرفاعي محمد بن يزيد. 85/ 1802/ ابن الرماح = عبيد الله بن عمرو بن الرماح. 419/ 1951/ الرواجني = عباد بن يعقوب. 579/ 2063/ الزعفراني، الحسن بن محمد. 400/ 1934/ زغبة = عيسى بن حماد. 102/ 1813/ الزمي = يحيى بن يوسف. 68/ 1787/ الزهراني, سليمان بن داود. 189/ 1870/ ابن الزيات = محمد بن عبد الملك بن أبان. 494/ 2004/ زياد بن أيوب. 419/ 1950/ ابن زياد = محمد بن عبد الله بن زياد. 177/ 1855/ الزِّيَادِيُّ = مُحَمَّدُ بنُ زِيَادِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ. 578/ 2062/ زيد بن أخزم. 409/ 1939/ زيد بن بشر الأزدي. 182/ 1861/ سالم بن حامد. 324/ 1881/ سجادة = الحسن بن حماد الحضرمي. 462/ 1978/ سحنون، عبد السلام بن حبيب. 191/ 1873/ ابْنُ بِنْتِ السُّدِّيِّ = إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَزَارِيُّ. 461/ 1977/ ابن السرح، أحمد بن عمرو. 532/ 2028/ السري بن المغلس السقطي. 171/ 1850/ سريج بن يونس بن إبراهيم المروزي. 10/ 1743/ سعيد بن كثير بن عفير الأخباري. 12/ 1744/ سعيد بن منصور. 512/ 2017/ سفيان بن وكيع. 498/ 2007/ السكري، إسماعيل بن عبد الله. 436/ 1965/ ابن السكيت. 575/ 2060/ سلمة بن شبيب. 363/ 1905/ سليمان بن أيوب، صاحب البصري. 36/ 1752/ سليمان بن داود. 167/ 1846/ سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى الدمشقي. 164/ 1845/ سليمان ابن بنت شرحبيل = سليمان بن عبد الرحمن. 49/ 1765/ ابن سماعة.

362/ 1902/ عيسى السمين = محمد بن حاتم بن ميمون. 79/ 1794/ ابن أبي سمينة. 179/ 1858/ سندول = محمد بن عبد الجبار القرشي. 37/ 1754/ سنيد, حسين بن داود. 78/ 1793/ سهل بن زنجلة. 364/ 1906/ سهل بن عثمان العسكري. 424/ 1956/ سوار بن عَبْدُ اللهِ بنُ سَوَّارِ بنِ عَبْدِ اللهِ. 337/ 1893/ سويد بن سعيد بن سهل الأنباري. 335/ 1891/ سويد بن نصر المروزي. 70/ 1788/ الشاذكوني سليمان بن داود. 81/ 1796/ ابن شبوية. 143/ 1827/ ابن أبي الشوارب141/ 1826/ شيبان بن فروخ = شيبان بن أبي شيبة الحبطي البصري. 155/ 1839/ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ = عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ بن القاضي أبي شيبة. 363/ 1905/ صاحب البصري = سليمان ابن أيوب. 421/ 1952/ صالح بن عبد الله بن ذكوان الترمذي. 421/ 1953/ صالح بن محمد الترمذي. 379/ 1919/ صفوان بن صالح بن صفوان الدمشقي. 359/ 1899/ أَبُو الصَّلْتِ = عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ صَالِحٍ الهَرَوِيُّ. 93/ 1805/ طالوت بن عباد البصري. 368/ 1910/ الطنافسي = علي بن محمد بن إسحاق. 94/ 1806/ العباس بن الوليد بن نصر النرسي. 563/ 2044/ عبد بن حميد. 95/ 1807/ عبد الأعلى بن حماد بن نصر البصري. 330/ 1885/ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ العَلاَءِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ. 182/ 1862/ عَبْدُ الحَكَمِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحكم المصري. 530/ 2026/ عبد الحميد بن عصام. 567/ 2050/ عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو، دحيم. 567/ 2050/ عبد الرحمن رسته. 52/ 1769/ عبد الرحمن بن سلام. 159/ 1841/ عبد الرحمن بن عبد الملك بن شبة الحزامي. 190/ 1872/ عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري. 566/ 2047/ عبد الله بن الصباح. 73/ 1789/ عبد الله بن طاهر.

568/ 2051/ عبد الله بن عمر الزهري. 178/ 1856/ عبد الله بن عمر بن محمد مشكدانة. 74/ 1790/ عبد الله بن محمد بن أسماء. 317/ 1877/ عبد الله بن معاذ. 352/ 1895/ عبد الله بن معاوية الجمحي. 486/ 1996/ عبد الملك بن حبيب البزاز المصيصي. 483/ 1995/ عبد الملك بن حبيب بن سليمان. 367/ 1908/ عبيد بن يعيش الكوفي. 356/ 1898/ عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري. 421/ 1954/ عتبة بن عبد الله اليحمدي. 138/ 1824/ العُتْبِيُّ = مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو. 175/ 1854/ عثمان بن أبي شيبة = عثمان بن محمد. 355/ 1897/ العثماني = محمد بن عثمان بن خالد. 480/ 1991/ العدني، محمد بن يحيى. 425/ 1957/ عسكر بن الحصين النخشبي. 528/ 2024/ عقبة بن مكرم الضبي. 528/ 2023/ عقبة بن مكرم العمي. 331/ 1886/ العلاء بن عبد الجبار. 189/ 1871/ العَلاَّفُ = مُحَمَّدُ بنُ الهُذَيْلِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ. 85/ 1801/ علي بن بحر بن بري القطان. 401/ 1935/ علي بن حجر بن إياس المروزي. 572/ 2056/ علي بن حرب الطائي. 430/ 1961/ عَلِيُّ بنُ خَشْرَمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْوَزِيُّ. 566/ 2048/ علي بن سهل. 104/ 1817/ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ المديني. 368/ 1910/ علي بن محمد بن إسحاق الطنافسي. 104/ 1817/ علي بن المَدِيْنِيِّ = عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ. 412/ 1944/ علي بن مسلم الطوسي. 39/ 1756/ علي بن معبد بن شداد الرقي. 40/ 1757/ علي بن معبد بن نوح. 504/ 2013/ علي بن نصر بن علي الصغير. 504/ 2012/ علي بن نصر بن علي الكبير. 183/ 1864/ ابن عمار = أحمد بن عمار البصري. 44/ 1760/ عمر بن حفص بن غياث.

335/ 1890/ عمر بن زرارة الحدثي. 413/ 1945/ عمرو بن بحر بن محبوب الجاحظ. 319/ 1878/ عمرو بن رافع بن الفرات البجلي. 334/ 1889/ عمرو بن زرارة بن واقد النيسابوري. 375/ 1917/ عمرو بن علي بن بحر الفلاس. 172/ 1851/ عَمْرٌو النَّاقِدُ = عَمْرُو بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُكَيْرٍ. 455/ 1974/ أبو عمير النحاس. 400/ 1934/ عيسى بن حماد التجيبي زغبة. 371/ 1913/ الغزي = محمد بن عمرو. 472/ 1987/ الفتح بن خاقان. 51/ 1768/ الفروي, إسحاق بن محمد. 548/ 2035/ فضل بن سهل. 472/ 1988/ الفضل بن مروان. 148/ 1830/ الفضل بن الحسين بن طلحة الجحدري. 375/ 1917/ الفلاس: عمرو بن علي بن بحر. 86/ 1803/ قتيبة بن سعيد بن جميل البغلاني. 489/ 1999/ أبو قدامة السرخسي اليشكري. 333/ 1888/ أَبُو قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ = عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ بن يحيى. 356/ 1898/ القَوَارِيْرِيُّ = عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ مَيْسَرَةَ. 179/ 1859/ ابن كاسب = يعقوب بن حميد. 146/ 1829/ كامل بن طلحة الجحدري. 471/ 1986/ الكرابيسي، الحسين بن علي. 325/ 1882/ أَبُو كُرَيْبٍ = مُحَمَّدُ بنُ العَلاَءِ بنِ كُرَيْبٍ. 190/ 1872/ ابن كلاب = عبد الله بن سعيد بن كلاب. 577/ 2061/ الكوسج، إسحاق بن منصور. 361/ 1900/ اللؤلؤي = مُحَمَّدُ بنُ أَبِي يَعْقُوْبَ إِسْحَاقَ بنِ حَرْبٍ. 396/ 1932/ لوين = محمد بن سليمان بن حبيب. 444/ 1970/ المتوكل على الله. 392/ 1929/ مجاهد بن موسى بن فروخ الخوارزمي. 488/ 1998/ المحاسبي، الحارث بن أسد. 152/ 1836/ محمد بن أبان بن عمران. 151/ 1835/ محمد بن أبان بن وزير البلخي. 391/ 1928/ محمد بن أحمد بن زهير.

361/ 1900/ محمد بن أبي يعقوب بن إسحاق بن حرب اللؤلؤي. 538/ 2033/ محمد بن أسلم. 150/ 1833/ محمد بن بكار بن بلال. 149/ 1832/ محمد بن بكار بن الريان البغدادي. 151/ 1834/ محمد بن بكار بن الزبير. 391/ 1928/ محمد بن أبي بكر = محمد بن أحمد بن زهير. 363/ 1904/ محمد بن حاتم بن سليمان الزمي. 363/ 1903/ محمد بن حاتم المصيصي. محمد بن حاتم بن ميمون المروزي السمين. 574/ 2058/ محمد بن حرب الطائي. 149/ 1831/ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي شَيْخٍ البُرْجُلاَنِيُّ. 397/ 1933/ محمد بن حميد الرازي. 46/ 1762/ محمد بن خالد بن خلي. 551/ 2037/ محمد بن رافع. 394/ 1931/ محمد بن رمح بن المهاجر التجيبي. 419/ 1950/ محمد بن زياد بن عبيد الله البصري. 181/ 1860/ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي السَّرِيِّ العَسْقَلاَنِيُّ. 60/ 1779/ مُحَمَّدُ بنُ سعد. 38/ 1755/ محمد بن سلام أبو عبد الله السلمي البيكندي. 52/ 1770/ محمد بن سلام الجمحي. 396/ 1932/ محمد بن سليمان بن حبيب لوين. 65/ 1785/ محمد بن الصباح الجرجرائي. 64/ 1784/ محمد بن الصباح الدولابي. 144/ 1828/ مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ الدِّمَشْقِيُّ. 374/ 1916/ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله بن عمار الموصلي. 143/ 1827/ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشّوَاربِ. 426/ 1958/ محمد بن عبيد بن عبد الملك. 411/ 1942/ محمد بن كرام السجستاني. 571/ 2054/ محمد بن مسعود. 479/ 1990/ محمد بن مصفى. 549/ 2036/ محمد بن منصور. 48/ 1764/ محمد بن المنهال البصري. 47/ 1763/ محمد بن المنهال الضرير. 169/ 1848/ محمد بن مهران الجمال. محمد بن الهذيل بن عبيد الله العلاف. 63/ 1783/ محمد بن وهب.

529/ 2025/ محمود بن خداش. 556/ 2040/ محمود بن غيلان. 369/ 1911/ محمود الوراق بن الحسن. 367/ 1909/ المرادي = يحيى بن يزيد بن ضماد. 102/ 1814/ المرى = جنادة بن محمد الدمشقي. 451/ 1972/ المستعين بالله. 15/ 1745/ مسدد بن مسرهد. 57/ 1775/ المسندي، محمد بن سلام. 331/ 1887/ المسيب بن واضح التلمنسي. 178/ 1856/ مُشْكُدَانَةُ = عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ. 352/ 1896/ أَبُو مُصْعَبٍ = أَحْمَدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ القَاسِمِ بن الحارث. 96/ 1808/ مصعب بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُصْعَبِ بنِ ثَابِتِ. 155/ 1838/ المعافى بن سليمان الرسعني. 575/ 2059/ معاوية بن حرب الطائي. 36/ 1753/ معلى بن أسد. 121/ 1822/ أبو معمر الهذلي = إسماعيل بن إبراهيم بن معمر. 58/ 1776/ المقدمي، محمد بن أبي بكر. 34/ 1751/ المقعد. 449/ 1971/ المنتصر بالله. 361/ 1901/ منصور بن المهدي محمد بن المنصور. 567/ 2049/ موسى بن سهل. 495/ 2005/ أبو موسى محمد بن المثنى. 487/ 1997/ موسى بن معاوية. 491/ 2002/ موسى بن هارون. 570/ 2053/ مؤمل بن إهاب. 425/ 1957/ النخشبي = عسكر بن الحصين. 503/ 2011/ نصر بن علي الجهضمي الكبير. 501/ 2010/ نصر بن علي بن نصر الصغير. 17/ 1746/ نعيم بن حماد بن معاوية. 42/ 1758/ النُّفَيْلِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ. 365/ 1907/ ابْنِ نُمَيْرٍ = مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نمير. ذو النون المصري = ثوبان بن إبراهيم. 497/ 2006/ هارون بن إسحاق. 490/ 2001/ هارون الحمال. 160/ 1842/ هارون بن معروف المروزي. 138/ 1825/ هدبة بن خالد بن أسود القيسي. 342/ 1894/ هشام بن عمار بن نصير السلمي.

439/ 1967/ أبو همام، الوليد بن شجاع. 372/ 1914/ هناد بن السري بن مصعب. 373/ 1915/ هناد بن السري الصغير. 516/ 2021/ الهيثم بن سهل. 5/ 1738/ الوكيع, أحمد بن جعفر الكوفي الضرير. 370/ 1912/ وهب بن بقية بن عثمان الواسطي. 432/ 1964/ يحيى بن أكثم. 320/ 1879/ يحيى بن أيوب المقابري. 50/ 1766/ يحيى بن بشر. 178/ 1857/ يحيى بن حبيب بن عربي. 33/ 1750/ يحيى بن أبي الخصيب. 28/ 1747/ يحيى بن عبد الله بن بكير. 123/ 1823/ يحيى بن معين بن عوف. 102/ 1813/ يَحْيَى بنُ يُوْسُفَ بنِ أَبِي كَرِيْمَةَ الزَّمِّيُّ. 62/ 1780/ يزيد بن عبد ربه. 411/ 1943/ يعقوب بن كعب بن حامد الأنطاكي. 30/ 1748/ أبو الينبغي الشاعر. 555/ 2039/ يوسف بن موسى.

المخرمي

المجلد العاشر تابع الطبقة الثالثة عشرة بسم الله الرحمن الرحيم 2064- المخرمي 1: "خ، د، س" محمد بن عبد الله بن المبارك الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ الحَافِظُ الثَّبْتُ، أَبُو جَعْفَرٍ القُرَشِيُّ مَوْلاَهُمُ البَغْدَادِيُّ المُخَرِّمِيُّ المَدَائِنِيُّ قَاضِي حُلْوَانَ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: وَكِيْعٍ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، وَأَبِي أُسَامَةَ وَمُعَاذِ بنِ هِشَامٍ وَإِسْحَاقَ بنِ يُوْسُفَ الأَزْرَقِ، وَشَبَابَةَ وَمُظَفَّرُ بنُ مُدْرِكٍ الحَافِظُ وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَيَحْيَى بنِ عِيْسَى الرَّمْلِيِّ وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ وَأَبِي عَامِرٍ العَقَدِيِّ، وَخَلْقٍ وَيَنْزِلُ إِلَى مُصْعَبِ بنِ عَبْدِ اللهِ وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ المَقَابِرِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ والنسائي وأبو حاتم وَالفَسَوِيُّ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ المَرْوَزِيُّ وَعُمَرُ بنُ بُجَيْرٍ وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ صَاعِدٍ وَالقَاضِي المَحَامِلِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: قَالَ لِي أَبِي: كَتَبْتَ حَدِيْثَ عُبَيْدُ اللهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ كُنَّا نُغَسِّلُ المَيِّتَ مِنَّا مَنْ يَغْتَسِلُ، وَمِنَّا مَنْ لَمْ يَغْتَسِلْ? قُلْتُ: لاَ قَالَ: فِي المُخَرِّمِ شَابٌّ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ أَبِي هِشَامٍ المَخْزُومِيِّ عَنْ وُهَيْبٍ فَاكتبْهُ عَنْهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ البَاغَنْدِيُّ: كَانَ المُخَرِّمِيُّ حَافِظاً مُتْقِناً. وَقَالَ ابْنُ عُقْدَةَ: سَمِعْتُ نَصْرَ بنَ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ مِنَ الحُفَّاظِ المُتْقِنِيْنَ المَأْمُوْنِيْنَ. قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي وَهُوَ ثِقَةٌ صَدُوْقٌ سُئِلَ أَبِي عَنْهُ، فَوَثَّقَهُ. قال النسائي: ثقة.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1658" وتاريخ الخطيب "5/ 423"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 311"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 137"، والكاشف "3/ ترجمة 5049"، والعبر "2/ 6-7"، وتهذيب التهذيب "9/ 272"، وتقريب التهذيب "2/ 179"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة6392"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 129".

وقال الدارقطني: كان حافظًا، ثقة. الإِسْمَاعِيْلِيُّ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَيَّارٍ الفَرْهَيَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُهُم يَقُوْلُوْنَ: قَدِمَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ بَغْدَادَ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَلَمَّا تَفَرَّقُوا قِيْلَ لَهُ: مَنْ وَجَدْتَ أَكيَسَ القَوْمِ? قَالَ: هَذَا الغُلاَمُ المُخَرِّمِيُّ. الإِسْمَاعِيْلِيُّ: حَدَّثَنَا الفَرْهَيَانِيُّ: سَمِعْتُ المُخَرِّمِيَّ يَقُوْلُ: ذَكَرَ أَبُو خَيْثَمَةَ يَوْماً فَقَالَ: كَمْ تَحْفَظُونَ لاِبْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِيْهِ? وَكَانَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ ثَمَّةَ، فَمَا أَجَابَ البَتَّةَ فِي وَاحِدٍ، وَانْدَفَعتُ أَنَا فَقُلْتُ ثُمَّ قَالَ الفَرْهَيَانِيُّ: كُنَّا نَصِفُ المُخَرِّمِيَّ بِالمَعْرِفَةِ. فَذَكَرنَاهُ لِصَاحِبِ حَدِيْثٍ، يُقَالُ لَهُ: عُمَرُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الأَبِيْوَرْدِيُّ، فَقَالَ: إِنَّ كَيْلَجَةَ1 أَفَادَنِي أَبْوَاباً، وَقَالَ: الحَدِيْثُ فَيهَا عَزِيْزٌ، وَأَنَا أَذكُرُ لَكُم بَعْضَ تِلْكَ الأَبْوَابِ، حَتَّى تَسْأَلُوا عَنْهَا المُخَرِّمِيَّ. فَذَكَرَ الرَّجُلَ يُدْرِكُ الوتْرَ مَنْ قَالَ: يَتَشَهَّدُ، وَمَنْ قَالَ: لاَ يَتَشَهَّدُ? فَلَمَّا أَتَينَاهُ، سَأَلنَاهُ، فَقَالَ: لَيْسَ ذَا مِنْ صِنَاعَتِكُمْ، مَا حَاجَتُكُمْ إِلَيْهِ? وَذَاكَ أَنَّهُ كَانَ يَرَانَا نَتَّبَّعُ "المُسْنَدَ"، فَقُلْنَا: تُحَدِّثُنَا بِمَا عِنْدَكَ فِيْهِ. فَحَدَّثَنَا عَلَى المَكَانِ بِسِتَّةِ أَحَادِيْثَ. فَرَجَعْنَا إِلَى الَّذِي قَالَ لَنَا فَقُلْنَا: أَملَى عَلَيْنَا فِيْهِ سِتَّةَ أَحَادِيْثَ. فَقَالَ: ذَا هَوْلٌ مِنَ الأَهوَالِ. قَالَ عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانعٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، أَوْ قَبْلَهَا بِقَلِيْلٍ، أَوْ بَعْدَهَا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ أَخْبَرَنَا، عَمِّي؛ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُوْنُسَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا أَكَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى خِوَانٍ، وَلا فِي سُكُرُّجَةٍ، وَلاَ خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ. قُلْتُ لِقَتَادَةَ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كَانُوا يَأْكُلُوْنَ? قَالَ: على السفر2.

_ 1 هو: الإِمَامُ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ البغدادي الأنماطي كليجة، محدث جوال تأتي ترجمته في هذا المجلد بترجمة رقم "2163". 2 صحيح: أخرجه البخاري "5386"، والترمذي "1788"، وفي "الشمائل" له "146"، وابن ماجه "3292" عن قتادة، عن أنس، به.

أبو حاتم السجستاني

2065- أبو حاتم السجستاني 1: "د، س" الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، أَبُو حَاتِمٍ سَهْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ السِّجِسْتَانِيُّ، ثُمَّ البَصْرِيُّ المقرئ، النحوي، اللغوي، صاحب التصانيف. أَخَذَ عَنْ: يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَوَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ بنِ المُثَنَّى، وَأَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي عَامِرٍ العَقَدِيِّ، وَالأَصْمَعِيِّ، وَيَعْقُوْبَ الحَضْرَمِيِّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ القُرْآنَ، وَتَصَدَّرَ لِلإقرَاءِ وَالحَدِيْثِ وَالعَرَبِيَّةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ فِي كِتَابَيْهِمَا، وَأَبُو بَكْرٍ البَزَّارُ فِي "مُسْنَدِهِ"، وَمُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الرُّوْيَانِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ دُرَيْدٍ، وَأَبُو رَوْقٍ الهِزَّانِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّةٌ، مِنْهُم أَبُو العَبَّاسِ المُبَرِّدُ، وَكَانَ جَمَّاعَةً لِلْكُتُبِ يَتَّجِرُ فِيْهَا. وَلَهُ بَاعٌ طَوِيْلٌ فِي: اللُّغَاتِ، وَالشِّعْرِ، وَالعَرُوْضِ، وَاسْتِخْرَاجِ المُغَمَّى. وَقِيْلَ: لَمْ يَكُنْ بَاهِراً بِالنَّحْوِ. وَلَهُ كِتَابُ "إعْرَابِ القُرْآنِ"، وَكِتَابُ "مَا يَلْحَنُ فِيْهِ العَامَّةُ"، وَكِتَابُ "المَقْصُوْرِ وَالمَمْدُوْدِ"، وَكِتَابُ "المَقَاطِعِ وَالمَبَادِئِ"، وَكِتَابُ "القِرَاءاتِ"، وَكِتَابُ "الفَصَاحَةِ"، وَكِتَابُ "الوُحُوشِ"، وَكِتَابُ "اخْتِلاَفِ المَصَاحِفِ"، وغير ذلك. وَكَانَ يَقُوْلُ: قَرَأْتُ: "كِتَابَ سِيْبَوَيْه" عَلَى الأَخْفَشِ مَرَّتَيْنِ. قُلْتُ: عَاشَ ثَلاَثاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَمَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقِيْلَ: مات سنة خمسين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل: "4/ ترجمة 882"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "11/ 263"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 282"، والكاشف "1/ ترجمة 2197"، والعبر "1/ 455" و"2/ 75"، وتهذيب التهذيب "4/ 275"، وتقريب التهذيب "1/ 337"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2084"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 121".

المازني

2066- المازني 1: إِمَامُ العَرَبِيَّةِ، أَبُو عُثْمَانَ، بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَدِيٍّ البَصْرِيُّ، صَاحِبُ "التَّصْرِيْفِ" وَالتَّصَانِيْفِ. أَخَذَ عَنْ: أَبِي عُبَيْدَةَ، وَالأَصْمَعِيِّ. رَوَى عَنْهُ: الحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَمُوْسَى بنُ سَهْلٍ الجَوْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ المُبَرِّدُ، وَلازَمَهُ، وَاختَصَّ بِهِ، وَقَدْ دَخَلَ المَازِنِيُّ عَلَى الوَاثِقِ بِاللهِ، فَوَصَلَهُ بِمَالٍ جَزِيلٍ. قَالَ المُبَرِّدُ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ سِيْبَوَيْه أَعْلَمَ بِالنَّحْوِ مِنَ المَازِنِيِّ، قَالَ: وَذَكَرَ لَنَا المَازِنِيُّ: أَنَّ رَجُلاً قَرَأَ عَلَيْهِ "كتاب سيبويه" في مدة طويلة فَلَمَّا بَلَغَ آخِرَهُ، قَالَ: أَمَا إِنِّي مَا فَهِمْتُ مِنْهُ حَرْفاً، وَأَمَّا أَنْتَ فَجَزَاكَ اللهُ خَيْراً. وَقَالَ المَازِنِيُّ: قَرَأْتُ القُرْآنَ عَلَى يَعْقُوْبَ، فَلَمَّا خَتَمتُ، رَمَى إليَّ بِخَاتَمِهِ، وَقَالَ: خُذْهُ، لَيْسَ لَكَ مِثْلٌ. وَقِيْلَ: كَانَ المَازِنِيُّ ذَا وَرَعٍ وَدِينٍ، بَلَغَنَا أَنَّ يَهُوْدِيّاً حَصَّلَ النَّحْوَ، فَجَاءَ لِيَقرَأَ عَلَى المَازِنِيِّ "كِتَابَ سِيْبَوَيْه"، فَبذَلَ لَهُ مائَةَ دِيْنَارٍ، فَامْتَنَعَ، وَقَالَ: هَذَا الكِتَابُ يشتمل على ثلاثمائة آيَةٍ وَنَيِّفٍ، فَلا أُمَكِّنُ مِنْهَا ذِمِّيّاً. قَالَ القَاضِي بَكَّارُ بنُ قُتَيْبَةَ: مَا رَأَيْتُ نَحْوِيّاً يُشْبِهُ الفُقَهَاءَ إلَّا حَبَّانَ بنَ هِلاَلٍ وَالمَازِنِيَّ. وَقَالَ المُبَرِّدُ: كَانَ المَازِنِيُّ إِذَا نَاظَرَ أَهْلَ الكَلاَمِ، لَمْ يَسْتَعِنْ بِالنَّحْوِ، وَإِذَا نَاظَرَ النُّحَاةَ، لَمْ يَسْتَعِنْ بِالكَلاَمِ. وَعَنِ المَازِنِيِّ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ السِّكِّيتِ: مَا وَزْنُ "نَكْتَلُ"؟ قَالَ: "نَفْعَلُ". قُلْتُ: اتَّئِدْ. فَفَكَّرَ، وَقَالَ: "نَفْتَعِلُ". قُلْتُ: فَهَذِهِ خمسة أَحرُفٍ. فَسَكَتَ فَقَالَ المُتَوَكِّلُ: مَا وَزْنُهَا? قُلْتُ: وَزنُهَا فِي الأَصْلِ "نَفْتَعِلُ"؛ لأَنَّهَا "نَكْتِيْلُ"، فَتَحَرَّكَ حَرْفُ العِلَّةِ، وَانفَتَحَ مَا قَبْلَهُ، فَقُلِبَ أَلِفاً، فَصَارَ نَكْتَالُ، فَحُذِفَتْ أَلِفُهُ لِلْجَزْمِ، فَبَقِيَ "نَكْتَلُ". مَاتَ المَازِنِيُّ: سَنَةَ سَبْعٍ -أَوْ ثَمَانٍ- وَأَرْبَعِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ 93"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "7/ 107"، واللباب لابن الأثير "3/ 145"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 181"، والعبر "1/ 448" ولسان الميزان "2/ 57" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 329"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 113".

الطبقة الرابعة عشرة

الطبقة الرابعة عشرة الطبقة الرابعة عشر: 2067- الذهلي وَابْنُهُ 1: "خَ، 4" مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ فَارِسِ بنِ ذُؤَيْبٍ، الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، البَارعُ، شَيْخُ الإِسْلامِ، وَعَالِمُ أَهْلِ المَشْرِقِ، وَإِمَامُ أَهْلِ الحَدِيْثِ بِخُرَاسَانَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الذُّهْلِيُّ مَوْلاَهُمُ، النَّيْسَابُوْرِيُّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ: الحَفْصَيْنِ؛ حَفْصِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَحَفْصِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالحُسَيْنِ بنِ الوَلِيْدِ، وَعَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البُنَانِيِّ، وَمَكِّيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَعَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ بِنَيْسَابُوْرَ، وَارْتَحَلَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةَ مَوْتِ وَكِيْعٍ، فَكَتَبَ بِالرَّيِّ عَنْ يَحْيَى بنِ الضُّرَيْسِ، وَطَبَقَتِهِ. وَكَتَبَ بِأَصْبَهَانَ عَنْ: عَبْدِ الرحمن بن مهدي -كذا قال الحاكم. وَأَحْسِبُهُ لَقِيَهُ بِالبَصْرَةِ، فَإِنَّهُ يَقُوْلُ: قَدِمْتُ البَصْرَةَ فَاسْتَقْبَلَتْنِي جَنَازَةُ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ، وَكَانَتْ فِي صَفَرٍ، مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ، وَعَاشَ بَعْدَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ، فَأَكْثَرَ عنْهُ، وَهُوَ أَقدَمُ شَيْخٍ لَهُ وَأَجَلُّهُم. وَسَمِعَ بِهَا مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ بَكْرٍ البُرْسَانِيِّ، وَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، وَوَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَنَفِيِّ، وَأَبِي عَامِرٍ العَقَدِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ عَامِرٍ، وَصَفْوَانَ بنِ عِيْسَى، وَأَبِي عَاصِمٍ وَحَبَّانَ بنِ هِلاَلٍ، وَطَبَقَتِهِم. وَبِالْكُوْفَةِ عَنْ: أَسْبَاطِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرِو بنِ مُحَمَّدٍ العَنْقَزِيِّ، وَيَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدٍ -أَخِيْهِ- وَجَعْفَرِ بنِ عَوْنٍ، وَمَحَاضِرِ بنِ المُوَرِّعِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى، وَأَبِي بَدْرٍ السَّكُوْنِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَبِوَاسِطَ مِنْ: يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَعَلِيِّ بنِ عَاصِمٍ، وَعِدَّةٍ. وَبِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي النَّضْرِ، وَالأَسْوَدِ بنِ عَامِرٍ، وَيَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَالوَاقِدِيِّ، وَخَلْقٍ. وَبِمَكَّةَ مِنْ: أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئِ، وَطَبَقَتِهِ. وَبَالمَدِيْنَة مِنْ: عَبْدِ الملكِ بنِ المَاجَشُوْنِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ نَافِعٍ، وَعِدَّةٍ. وَبَاليَمَنِ مِنْ: عَبْدِ الرَّزَّاقِ -فَأَكْثَرَ- وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الحَكَمِ بنِ أَبَانٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الوَلِيْدِ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي حَكِيْمٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ، وَبِمِصْرَ مِنْ: عَمْرِو بنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بنِ حَسَّانٍ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبِي صَالِحٍ، بِالشَّامِ من: الفريابي، والهيثم بن جميل،

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 561"، وتاريخ بغداد "3/ 415"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 549" والكاشف "3/ ترجمة 5298"، والعبر "1/ 437" و"2/ 17، 201"، وتهذيب التهذيب "9/ 511"، وتقريب التهذيب "2/ 217"، وخلاصة الخزرجي "2/ 6741"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 138".

وَأَبِي مُسْهِرٍ، وَأَبِي اليَمَانِ، وَعَلِيِّ بنِ عَيَّاشٍ. وَبَالجَزِيْرَةِ مِنْ: عَمْرِو بنِ خَالِدٍ، وَالنُّفَيْلِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ مِنْ هَذَا الجِيْلِ. وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازِلَ، وَكَانَ بَحْراً لاَ تُكَدِّرهُ الدِّلاءُ. جَمَعَ عِلْمَ الزُّهْرِيِّ، وَصَنَّفَهُ وَجَوَّدَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ يُقَالُ لَهُ: الزُّهْرِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ: الذُّهْلِيُّ. وَانتَهَتْ إِلَيْهِ رِئاسَةُ العِلْمِ، وَالعَظَمَةِ وَالسُّؤْدُدِ بِبَلَدَهِ. كَانَتْ لَهُ جَلاَلَةٌ عَجيبَةٌ بِنَيْسَابُوْرَ، مِنْ نَوْعِ جَلاَلَةِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بِبَغْدَادَ، وَمَالِكٍ بِالمَدِيْنَةِ. رَوَى عَنْهُ: خَلاَئِقُ، مِنْهُمُ الأَئِمَّةُ: سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ، وَعَمْرُو بنُ خَالِدٍ -وَهَؤُلاَءِ مِنْ شُيُوْخِهِ- وَمَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ عَسْكَرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ، وَيُدَلِّسُهُ كَثِيْراً، لاَ يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، بَلْ يَقُوْلُ: مُحَمَّدٌ فَقطْ، أَوْ مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ، أَوْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ يَنْسِبُهُ إِلَى الجَدِّ، وَيُعمِّي اسْمَهُ لِمَكَانِ الوَاقِعِ بَيْنَهُمَا، غفَرَ اللهُ لَهُمَا. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ صَاحِبُ "السُّنَنِ"، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ، وَمَحْمُوْدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالنَّسَائِيُّ فِي "سنَنِهِم"، وَإِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَمكِيُّ بنُ عَبْدَانَ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ بِلاَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّانُ، وَحَاجِبُ بنُ أَحْمَدَ الطُّوْسِيُّ أَحَدُ الضُّعَفَاءِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُوْلِيُّ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَأَبُو عَليٍّ المَيْدَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَأَكْثَرَ عَنْهُ مُسْلِمٌ، ثُمَّ فسَدَ مَا بَيْنَهُمَا، فَامْتَنَعَ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ، فَمَا ضَرَّهُ ذَلِكَ عِنْدَ اللهِ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كتَبَ عَنْهُ أَبِي بِالرَّيِّ، وَقَالَ: ثِقَةٌ. ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: هُوَ إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيُّ: رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ، فَقَالَ مَرَّةً: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، وَقَالَ مَرَّةً: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، نَسَبَهُ إِلَى جده، وقال مرة: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ، وَلَمْ يُصَرِّحْ بِهِ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ أَحَدَ الأَئِمَّةِ العَارِفينَ، وَالحُفَّاظِ المُتْقِنِيْنَ. صَنَّفَ حَدِيْثَ الزُّهْرِيِّ، وَجَوَّدَهُ، وَكَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ يُثْنِي عَلَيْهِ، وَيَنْشُرُ فَضْلَهُ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بنَ يَعْقُوْبَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ جَنَازَةَ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، وَالنَّاسُ يَعْدُوْنَ بَيْنَ يَديهَا، وَخلفهَا، وَلِي ثَمَانُ سِنِيْنَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ هَانِئٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ النَّضْرِ الجَارُوديَّ يَقُوْلُ: بَلَغَنِي أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى كَانَ يَكْتُبُ فِي مَجْلِسِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، فنَظَرَ عَلِيُّ بنُ سَلَمَةَ اللَّبَقِيُّ إِلَى حُسنِ

خَطِّهِ وَتَقْييده، فَقَالَ: يَا بُنِي أَلا أَنصحُكَ? إِنَّ أَبَا زَكَرِيَّا يُحَدِّثُكَ عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ وَهُوَ حَيٌّ، وَعَنْ وَكِيْعٍ وَهُوَ حَيٌّ بِالْكُوْفَةِ، وَعَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَجَمَاعَةٍ أَحيَاءٌ بِالبَصْرَةِ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ وَهُوَ حَيٌّ بِأَصْبَهَانَ، فَاخرجْ فِي طَلَبِ العِلْمِ، وَلا تُضَيِّعْ أَيَّامَكَ فعملَ فِيْهِ قَوْلُهُ، فَخَرَجَ إِلَى أَصْبَهَانَ فسَمِعَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، وَالحُسَيْنِ بنِ حَفْصٍ، ثُمَّ دَخَلَ البَصْرَة وَقَدْ مَاتَ يَحْيَى، فَكَتَبَ عَنْ أَبِي دَاوُدَ وَأَقْرَانِهِ، وَأَكْثَرَ بِهَا المُقَامَ، حَتَّى مَاتَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ. قُلْتُ: مَا كَانَ يُمْكِنُهُ لُقِيُّه، فَإِنَّ سُفْيَانَ مَاتَ فِي وَسطِ السَّنَةِ، وَلا كَانَ يُمْكِنُهُ المَسِيرُ إِلَى مَكَّةَ إلَّا مَعَ الوفدِ، وَأَمَّا وَكِيْعٌ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يتحرَّكَ الذُّهْلِيُّ مِنْ بلدِهِ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَى اليَمَنِ، وَأَكْثَرَ عن عبد الرزاق وَأَقْرَانِهِ، ثُمَّ رَجَعَ وَحَجَّ، وَذَهَبَ إِلَى مِصْرَ ثُمَّ الشَّام، وَبَاركَ اللهُ لَهُ فِي علمِهِ حَتَّى صَارَ إِمَامَ عَصرِهِ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ الدَّغُولِيُّ: سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَافِظَ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ الرَّيَّ، وَكَانَ فَضْلَكُ يُذَاكِرنُي حَدِيْثَ شُعْبَةَ، فَأَلقَى عَلَيَّ لشُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ صُبَيْحٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "هَذَا خَالِي فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ" 1 فَلَمْ أَحْفَظْ، فَقَالَ فَضْلَكُ: أَنَا أُفِيدُكَهُ، إِذَا دَخَلتَ نَيْسَابُوْرَ ترى شيخًا سن الشّيبِ، حَسَنَ الوَجْهِ، رَاكباً حِمَاراً مصريّاً، حسَنَ اللِّباسِ. فَإِذَا رَأَيْتَهُ، فَاعلمْ أَنَّهُ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، فسَلْهُ عَنْ هَذَا، فَهُوَ عِنْدَهُ عَنْ سَعِيْدِ بنِ وَاصلٍ، عَنْ شُعْبَةَ. فَلَمَّا دَخَلْتُ نَيْسَابُوْرَ اسْتَقبلنِي شَيْخٌ بِهَذَا الوَصْفِ، فَقُلْتُ: يُشبِهُ أَنْ يَكُوْنَ. فسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقَالُوا: هُوَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، فَتَبِعْتُهُ إِلَى أَنْ نَزَلَ، فسلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَأَخْبَرتُهُ بِقصدِي إِيَّاهُ، فَنَزَلتُ فِي مَسْجِدِهِ، وَكَتَبْتُ مَجْلِساً مِنْ أَصولِهِ، فَلَمَّا خَرَجَ، وَصَلَّى قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ: حَدَّثَكُم سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ? فذَكَرْتُ الحَدِيْثَ، فَقَالَ لِي: يَا فَتَى، مَنْ يَنْتخبْ هَذَا الاَنتخَابَ، وَيَقْرَأْ هَذِهِ القِرَاءةَ، يعلمْ أَنَّ سَعِيْدَ بنَ عَامِرٍ لا يحدث عن شعبة بمثل هذا الحَدِيْثِ. فَقُلْتُ: نَعَمْ، أَيُّهَا الشَّيْخُ حَدَّثكُم سَعِيْدُ بن واصل? فقال: نعم.

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "3752" من طريق أبي أسامة، عن مجالد، عن عامر الشعبي، عن جابر بن عبد الله قال: أقبل سعد فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَذَا خالي فليرني امرؤ خاله". وقال الترمذي: هذا حديث حَسَنٌ غَرِيْبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيْثِ مجالد. قلت: مجالد، هو ابن سعيد بن عمير، ضعيف. لكن قد تابعه إسماعيل بن أبي خالد عند الحاكم "3/ 498"، فرواه عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن جابر، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قلت: وهو صحيح كما قالا. وقد خرجت الحديث بنحو هذا في كتاب [منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية] ط. دار الحديث الجزء السادس تعليق رقم "197" فراجعه ثمت إن شئت.

قَالَ أَبُو عَمْرٍو، وَأَحْمَدُ بنُ نصرٍ الخَفَّافُ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى بَعْدَ وَفَاتِهِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: غَفَر لِي قُلْتُ: فَمَا فعلَ بِحَدِيْثِكَ? قَالَ: كُتِبَ بِمَاءِ الذَّهبِ، وَرُفِعْتُ فِي عِلِّيِّينَ. قَالَ أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو المُسْتَمْلِي، يَقُوْلُ: دَفَنْتُ مِنْ كُتُبِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بَعْدَ وَفَاتِهِ أَلْفَي جُزءٍ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَنْصُوْرٍ القَاضِي يَقُوْلُ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ رَجَاءَ، فَقُلْتُ: مُحَمَّد ُبنُ يَحْيَى صليبَةً كَانَ أَوْ مَوْلَىً? قَالَ: لاَ صليبَةً وَلاَ مَوْلَىً كَانَ جدُّهُم فَارِس مَوْلَىً لاِبْنِ مُعَاذٍ، وَكَانَ مُعَاذُ بنُ مُسْلِمِ بنِ رَجَاءَ رهينَةً عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، رهنَهُ عِنْدَهُ أَبُوْهُ، ثُمَّ ارتدَّ، فَأَرَادَ مُعَاوِيَةُ قَتْلَ ابْنِهِ رَجَاءَ، وَكَانَ عِنْدَهُ القعقَاعُ بنُ شَوْرٍ الذُّهْلِيُّ، فَاسْتوهَبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ، فوهبَهُ مِنْهُ، فَأَطلقَهُ فَهَذَا كَانَ النَّسبُ. الدَّغُوْلِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى قَالَ: لَمَّا رحلتُ بَابنِي إِلَى العِرَاقِ صحبَنِي جَمَاعَةٌ مِنَ الغربَاءِ، فَسَأَلونِي: أَيُّ حَدِيْثٍ عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ أَغربُ? فَكُنْتُ أَقُوْلُ: إِذَا دخلْنَا عَلَيْهِ، سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيْثٍ تَسْتفيدُوْنَهُ. فَلَمَّا دخلْنَا سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيْثِ يحيى بن سعيد عن عثمان بن غياث، عَنِ ابْنِ بُريدَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ يَعْمَر، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ حَدِيْث الإِيْمَانِ1. فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، لَيْسَ هُوَ عندي عن يحيى بن سعيد، فَخَجِلْتُ، وَقُمْنَا، فَأَخَذَ أَصْحَابُنَا يَقُوْلُوْنَ: إِنَّهُ ذكَرَ هَذَا الحَدِيْثَ غَيْرَ مَرَّةٍ، ثُمَّ لَمْ يَعْرِفْهُ أَحْمَدُ، وَأَنَا سَاكتٌ لاَ أُجِيْبُهُمْ. قَالَ: ثُمَّ قدِمْنَا بَغْدَادَ، فَدَخَلْنَا عَلَى أَحْمَدَ، فرحَّبَ بِنَا، وَسأَلَ عَنَّا. ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْنِي يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ: أَيُّ حَدِيْثٍ اسْتفدْتَ عَنْ مُسَدَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ? فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيْثَ الإِيْمَانِ. فَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، ثُمَّ أَخْرَجَ كِتَابَهُ، وَأَملَى عَلَيْنَا، فَسَكَتَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَلَمْ يَقُلْ: سأَلنَاكَ عَنْهُ. فتعجَّبَ أَصْحَابُهُ مِنْ صبرِهِ. قَالَ: فَأَخبَر أَحْمَدُ بِأَنَّهُ كَانَ سأَلَهُ عَنِ الحَدِيْثِ قَبْل خُرُوْجِهِ إِلَى البَصْرَةِ. فَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ إِذَا ذكرَهُ يقول: محمد بن يحيى العاقل.

_ 1 وأوله: "بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذ أقبل رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر ... " الحديث. أخرجه مسلم "8" "3" من طريق محمد بن حاتم، "حدثنا يحيى بن سعيد به. وأخرجه مسلم من طرق عن كهمس بن الحسن، عن عبد لله بن بريدة، به. وأخرجه مسلم "8" "2" من طرق عن حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ مَطَرٍ الوَرَّاقِ، عَنْ عبد الله بن بريدة، به. وأخرجه مسلم "8" "4" من طريق حجاج بن الشاعر، عن يونس بن محمد، عن المعتمر، عن أبيه، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، عن عمر، به.

قَالَ أَبُو العَبَّاسِ الأَزْهَرِيُّ: سَمِعْتُ خَادِمَةَ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، وَهُوَ عَلَى السَّرِيْرِ يُغَسَّلُ، تَقُوْلُ: خَدَمْتُهُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وَكُنْتُ أَضَعُ لَهُ المَاءَ، فَمَا رَأَيْتُ سَاقَهُ قَطُّ، وَأَنَا مِلْكٌ لَهُ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ زَيْدٍ المُعَدَّلَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ الذُّهْلِيِّ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي فِي الصَّيْفِ الصَّائِفِ وَقْتَ القَائِلَةِ، وَهُوَ فِي بَيْتِ كُتُبِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ السِّرَاجُ، وَهُوَ يُصَنِّفُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَةِ، هَذَا وَقْتُ الصَّلاَةِ، وَدُخَانُ هَذَا السراج بالنهار، فَلَو نَفَّسْتَ عَنْ نَفْسِكَ. قَالَ: يَا بُنَيَّ، تَقُوْلُ لِي هَذَا، وَأَنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِيْنَ!! وَسَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَنْصُوْرٍ القَاضِي، سَمِعْتُ خَالِي عَبْدَ اللهِ بنَ عَلَّوَيْه، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ سَهْلِ بنِ عَسْكَرٍ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، فَقَامَ إِلَيْهِ، وَقَرَّبَ مَجْلِسَهُ، وَأَمرَ بَنِيه وَأَصْحَابَهُ أَنْ يَكْتُبُوا عَنْهُ. زَنْجُوْيَةُ بنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو المُسْتَمْلِي يَقُوْلُ: أَتيتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ? قُلْتُ: مِنْ نَيْسَابُوْرَ. قَالَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى لَهُ مَجْلِسٌ? قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: لَوْ أَنَّهُ عِنْدنَا، لجعلنَاهُ إِمَاماً فِي الحَدِيْثِ. ثُمَّ ذَكَرْتُ مُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ. فَقَالَ: مَنْ مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ? ثُمَّ سكتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: لَعلَّهُ الَّذِي كَانَ مَعَنَا عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قُلْتُ لِيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: لِمَ لاَ تَجْمَعُ حَدِيْثَ الزُّهْرِيِّ? فَقَالَ: كفَانَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى ذَلِكَ. قَالَ زَنْجُوْيَةُ بنُ مُحَمَّدٍ: كُنْتُ أَسمَعُ مَشَايِخنَا يَقُوْلُوْنَ: الحَدِيْثُ الَّذِي لاَ يَعْرِفُهُ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى لاَ يُعْبَأُ بِهِ. وَقَالَ أَبُو قُرَيْشٍ الحَافِظُ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي زُرْعَةَ، فَجَاءَ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَجَلَسَ سَاعَةً، وَتذَاكرَا. فَلَمَّا أَن قَامَ قُلْتُ لَهُ: هَذَا جَمَعَ أَرْبَعَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ فِي "الصَّحِيْحِ" فقال: فلمن ترك الباقي? ثُمَّ قَالَ: هَذَا لَيْسَ لَهُ عقلٌ، لَوْ دَارَى مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى لصَارَ رَجُلاً. الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحِيْمِ الجَوْزَجَانِيُّ قَالَ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: إِنِّي أَريدُ البَصْرَةَ، وَقَدْ عرَفْتَ أَصْحَابَ الحَدِيْثِ وَمَا بينَهُم. فَقَالَ: إِذَا قدِمْتَ فَسَلْ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيِّ، فَإِذَا رَأَيْتَهُ فَالزمْهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كتبَ أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بِالرَّيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ صَدُوْقٌ إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَثَّقَهُ أَبِي، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: هُوَ إِمَامُ أَهْلِ زَمَانِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثقة مأمون.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَكَانَ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ. الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ القَارِئُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: إِذَا رَوَى عَنِ المُحَدِّثِ رَجُلاَنِ ارتفَعَ عَنْهُ اسْمُ الجهَالَةِ1. وَقَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ: تَقَدَّمَ رَجُلٌ إِلَى عَالِمٍ، فَقَالَ: علِّمْنِي وَأَوْجِزْ. قَالَ: لأُوجِزَنَّ لك، أما لآخِرَتِكَ: فَإِنَّ اللهَ أَوحَى إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنبيَائِهِ: قُلْ لقومِكَ: لَوْ كَانَتِ المَعْصِيَةُ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوْتِ الجَنَّةِ لأَوْصَلَتْ إِلَيْهِ الخرَابَ، وَأَمَّا لدُنْيَاكَ: فَإِنَّ الشَّاعِرَ يَقُوْلُ: مَا النَّاسُ إلَّا مَعَ الدُّنْيَا وَصَاحِبِهَا ... وَكَيْفَ مَا انقَلَبَتْ يَوْماً بِهِ انْقَلَبُوا يُعَظِّمُوْنَ أَخَا الدُّنْيَا فَإِنْ وَثَبَتْ ... يَوْماً عَلَيْهِ بِمَا لاَ يَشْتَهِي وَثَبُوا قَالَ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى: خَرَجتُ مَعَ وَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ إِلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا بَلَغنَاهَا أَصَابتْنَا شِدَّةٌ فَسَمِعْتُ وَهباً يَقُوْلُ: إِنَّ الَّذِي نَجَّاكَ مِنْ بَطْنِ ذَمَهْ ... وَمِنْ سُيولٍ فِي بُطونٍ مُفْعَمَه لقَادِرٌ أَنْ يَسْتَتِمَّ نِعَمَهُ أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ: قَدْ جَعَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ إِمَاماً فِيْمَا بَيْنِي وَبَيْنَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ زَيْدٍ، وهو عدل رضا، يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ، وَكُنْت وَاقفاً عَلَى رَأْسِهِ، بَعْدَ الفرَاغِ مِنَ المَجْلِسِ، وَبِيَدِي قلمٌ فَنَقَطَ نُقْطَةً عَلَى ثَوْبِهِ، فَرَفَعَ إِلَيَّ رَأْسَهُ، فَقَالَ: تُرَانِي أُحِبُّكَ بَعْد هَذَا!! الحَاكِمُ: سَمِعْتُ عبدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَحْمَدَ الفَامِيَّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ فِي يَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ كِتَاباً قَطُّ، مَا سَمِعْتُ مِنْهُ فَمِنْ حِفْظِهِ. أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بنُ يَحْيَى الوَاسِطِيُّ، وَكَانَ شَيْخاً قَصِيْراً، أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، كَتَبْتُ عَنْهُ أَرْبَعَةَ أَحَادِيْث بِوَاسِطَ سنة تسع وتسعين ومائة.

_ 1 أي جهالة: العين فمجهول العين: من روى عنه اثنان ولم يوثقه معتبر من أئمة الجرح والتعديل. وأما مجهول الحال: فهو من روى عنه واحد حسب ولم يوثقه معتبر. وكلاهما يصلح حديثهما للشواهد والمتابعات.

وَقَالَ لَنَا عَفَّانُ: إِذَا قُلْتُ لَكُم: أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، وَلَمْ أَنْسِبْهُ، فَهُوَ ابْنُ سلمَةَ، قَالَ ابْنُ يَحْيَى: وَإِذَا قَالَ حَجَّاجٌ: أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، فَهُوَ ابْنُ سلمَةَ. وَمَا رَوَى سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، وَأَبُو النُّعْمَانِ، عَنْ حَمَّادٍ فَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ، وَجَمِيْعُهُم سَمِعُوا مِنَ الحَمَّادَيْنِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى: أَثْبَتُ مَنْ رَأَيْتُ أَرْبَعَةٌ: عَبْدُ الرحمن، ووهب ابن جَرِيْرٍ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَسُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ يَقُوْلُ: ارتحلْتُ ثَلاَثَ رحلاَتٍ، وَأَنْفَقْتُ عَلَى العِلْمِ مائَةً وَخَمْسِيْنَ أَلْفاً، وَلَمَّا دَخَلْتُ البَصْرَةَ اسْتَقبلتَنِي جِنَازَةُ يَحْيَى القَطَّانِ عَلَى بَابِ البَصْرَةِ. وَقَالَ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ النَّسَوِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ: لَوْ لَمْ أَبدأْ بِالبَصْرَةِ لَمْ يَفُتْنِي أَبُو أُسَامَةَ، وَحُسَيْنُ الجُعْفِيُّ. عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ سَافِرِي بِالرَّمْلَةِ يَقُوْلُ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: نكتُبُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى? قَالَ: اكتُبُوا عَنْهُ، فَإِنَّهُ ثِقَةٌ، قُلْتُ لِيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: نكتبُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى? قَالَ: اكتُبُوا عَنْهُ، فَإِنَّهُ ثِقَةٌ، مَا لَهُ يُرِيْدُ أَنْ يُحَدِّثَ. أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ: قَالَ لِي عليُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: أَنْتَ وارث الزهري. قَالَ السُّلَمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ: مَنْ تُقَدِّمُ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَمَرْقَنْديِّ? فَقَالَ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ وَيعرِفَ قُصُورَ علمِهِ عَنْ عِلْمِ السَّلَفِ، فلينظُرْ فِي "عِلَلِ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ" لِمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ إِمَامُ عصرِهِ، أَسْكَنَهُ اللهُ جَنَّتَهُ مَعَ مُحِبِّيهِ. وَقَدْ سُئِلَ صَالِحٌ جَزَرَة عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، فَقَالَ: مَا فِي الدُّنْيَا أَحمقُ مِمَّنْ يَسْأَلُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى. قَالَ ابْنُ الشَّرْقِيِّ: مَا أَخْرَجَتْ خُرَاسَانُ مِثْلَ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى ثُمَّ قَالَ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، وَمائَتَيْنِ زَادَ غَيْرُهُ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ. وبِخَطِّ أَبِي عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: عَاشَ ستّاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.

وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مُوْسَى البَاشَانِيَّ يَقُوْلُ: مَاتَ الذُّهْلِيُّ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ لِثَلاَثٍ بَقِيْنَ مِنْ رَبِيْعِ الآخِرِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلاَنِيُّ: يَوْمَ الاثْنَيْنِ لأَرْبَعٍ بَقِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ. كَانَ الذُّهْلِيُّ شَدِيْدَ التَّمَسُّكِ بِالسُّنَّةِ، قام على محمد بن إسماعيل لِكَوْنِهِ أَشَارَ فِي "مَسْأَلَةِ خَلْقِ العِبَادِ" إِلَى أَنَّ تَلَفُّظَ القَارِئِ بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ، فلوَّحَ وَمَا صَرَّحَ، وَالحقَّ أَوضحَ. وَلَكِنْ أَبَى البحثَ فِي ذَلِكَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَالذُّهْلِيُّ، وَالتَّوسعَ فِي عبارَاتِ المُتَكَلِّمِيْنَ سدّاً للذَّريعَةِ، فَأَحسنُوا، أَحسنَ اللهُ جزَاءهُم. وَسَافَرَ ابْنُ إِسْمَاعِيْلَ مُخْتَفِياً مِنْ نَيْسَابُوْرَ، وَتَأَلَّمَ مِنْ فِعْلِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى وَمَا زَالَ كَلاَمُ الكِبَارِ المُتَعَاصِرين بَعْضهِمْ فِي بَعْضٍ لاَ يُلْوَى عَلَيْهِ بِمفرَدِهِ. وَقَدْ سُقْتُ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ ابْنِ إِسْمَاعِيْلَ، رَحِمَ اللهُ الجَمِيْعَ، وَغفرَ لَهُمْ وَلنَا آمِيْن. وَلَمَّا تُوُفِّيَ الذُّهْلِيُّ تَقَدَّمَ فِي الصَّلاَةِ عَلَيْهِ أَمِيْرُ خُرَاسَانَ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ فِي مَيدَانِ الحُسَيْنِ.

يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي

وَخَلَفَهُ فِي مَشْيَخَةِ البَلَدِ وَلدُهُ حَيْكَانُ، وَاسمه: 2068- يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ 1: "ق" الحَافِظُ المُجَوِّدُ الشَّهِيْدُ، أَبُو زَكَرِيَّا. قَالَ الحَاكِمُ: وهو إِمَامُ نَيْسَابُوْرَ فِي الفَتْوَى وَالرِّئاسَةِ، وَابْنُ إِمَامِهَا، وَأَمِيْرُ المُطَّوِّعَةِ بِخُرَاسَانَ بِلاَ مُدَافَعَةٍ، يَعْنِي: الغُزَاةِ. قَالَ: وَكَانَ يَسْكُنُ دَارَ أَبِيْهِ، وَلِكُلٍّ مِنْهُمَا فِيْهَا صومعَةٌ وَآثَارٌ لِعِبَادَتِهِمَا، وَالسِّكَّةُ وَالمَسْجِدُ مَنْسُوْبَانِ إلى حيكان. سَمِعَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى، وَأَحْمَدَ بنَ عَمْرٍو الحَرَشِيَّ، وَابْنَ رَاهْوَيْه. وَبَالرَّيِّ: إِبْرَاهِيْمَ بنَ مُوْسَى الفَرَّاءَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَبِبَغْدَادَ: عَلِيَّ بنَ الجَعْدِ، وَالحَكَمَ بنَ مُوْسَى، وَأَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، وَالقَوَارِيْرِيَّ، وَطَبَقَتهُم. وَبِالبَصْرَةِ: أَبَا الوَلِيْدِ، وَسُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ، وَمسدداً، وَالرَّبِيْعَ بنَ يَحْيَى، وَعَلِيَّ بنَ عُثْمَانَ اللاَحِقيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ كَثِيْرٍ، وَسَهْلَ بنَ بَكَّارٍ، وَالحَوْضِيَّ، وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ مُعَاذٍ، وَبِالْكُوْفَةِ: أَحْمَدَ بنَ يُوْنُسَ، وسعيد بن الأشعثي،

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 774"، وتاريخ بغداد "14/ 217"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 586"، والأنساب للسمعاني: "4/ 332"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 644"، والكاشف "3/ ترجمة 6355"، والعبر "2/ 36"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9624"، وتهذيب التهذيب "11/ 276"، وتقريب التهذيب "2/ 357"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 153".

وَأَحْمَدَ بنَ يَحْيَى بنِ المُنْذِرِ. وَبَالحِجَازِ: إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي أُوَيْسٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الحَكَمِ المِصْرِيَّ، وَسَعِيْدَ بنَ مَنْصُوْرٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيَّ، وَمُحرزَ بنَ سَلَمَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُوْهُ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ القبَّانِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَالسَّرَّاجُ. قُلْتُ: وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ هَانِئٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ الأَخْرَمِ. وَفِي كِتَابِ الكَمَالِ أَن ابْن مَاجَهْ رَوَى عنه، ولم نره. قَتله أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخُجُسْتَانِيُّ ظُلْماً فِي جمُادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، لِكَوْنِهِ قَامَ عَلَيْهِ، وَحَارَبَهُ لاعتدَائِهِ وَعَسْفِهِ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ زَيْدٍ العَدْلَ، خَتَنَ حَيْكَانَ عَلَى ابْنَتِهِ، قَالَ: دخَلْنَا عَلَى أَبِي زَكَرِيَّا بَعْدَ أَنْ رُدَّ مِنَ الطَّرِيْقِ وَهُوَ فِي الحَبْسِ، فَقَالَ لَنَا: اشْتَرَكَ فِي دمِي خَمْسَةُ نَفَرٍ: العبَّاسَانِ، وَابْنُ يَاسِيْنَ، وَبِشْرَوَيْه، وَأَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ اللَّبَّادُ. وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بنَ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ نُوْحَ بنَ أَحْمَدَ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الخُجُسْتَانِيَّ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى حَيْكَانَ فِي مَحْبِسِهِ الَّذِي كُنْتُ حبسْتُهُ فِيْهِ عَلَى أَنْ أَضْرِبَهُ خشبان، وَأُخَلِيَ سَبِيلَهُ، وَمَا كُنْتُ عَازِماً عَلَى قَتْلِهِ، فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْهُ، مَدَدْتُ يَديَّ إِلَى لِحْيَتِهِ، فَقَبَضْتُ عَلَيْهَا، فَقَبَضَ عَلَى خَصْيَيَّ، حَتَّى لَمْ أَشُكَّ أَنَّهُ قَاتلِي، فَذَكَرْتُ سِكِّيناً فِي خُفِّي، فَجَرَّدْتُ السِّكِّينَ، وَشَقَقْتُ بَطْنَهُ. وَقِيْلَ: إِنَّ حَيكَانَ أَسْلَمَهُ جموعُهُ، فَانهزمَ، وَانضمَّ إِلَى حمَّالينَ، وَتنكَّرَ، ثُمَّ عُرِفَ، فَقُبِضَ عَلَيْهِ. سَمِعْتُ أَبَا الفَضْلِ الحَسَنَ بنَ يَعْقُوْبَ العَدْلَ، سَمِعْتُ أبا عمرو المُسْتَمْلِي يَقُوْلُ: رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي المَنَامِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: غَفَر لِي. قلت: فما فَعَلَ الخُجُسْتَانِيُّ? قَالَ: هُوَ فِي تَابوتٍ مِنْ نَارٍ، وَالمفْتَاحُ بِيَدِي. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ صَالِح بنِ هَانِئٍ يَقُوْلُ: لَمَّا قُتِلَ حَيْكَانُ تركَ أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي اللباسَ القطنِيَّ، وَكَانَ يلبَسُ فِي الشِّتَاءِ فَرواً بِلاَ قَمِيْصٍ، وَفِي الصَّيْفِ مَسْحاً، وَكَانَ مَجْلِسُهُ وَمَبِيْتُهُ فِي مَسْجِدِ الأَدمِيينَ عَلَى رَأْسِ سكَّةِ الحَسَنِ بنِ مُوْسَى بِنَيْسَابُوْرَ، إِذْ سَمِعَ النَّاسَ يَقُوْلُوْنَ: قَدْ أَقبلَ أَحْمَدُ الخُجُسْتَانِيُّ، فَخَرَجَ المُسْتَمْلِي، وَعَلَيْهِ الفروُ، فَتَقَدَّم، فَأَخَذَ عنَانَ أَحْمَدَ، ثُمَّ قَالَ: يَا ظَالِمُ قتلتَ الإِمَامَ بنَ الإِمَامِ، العَالِمَ بنَ العَالِمِ??!! فَارْتَعَدَ الخُجُسْتَانِيُّ، وَنفرت دَابَّتُهُ، فَتَقَدَّمَ الرَّجَّالَةُ لضرِبِهِ، فصَاحَ الخُجُسْتَانِيُّ دعُوهُ دعُوهُ، فَرَجَعَ وَدَخَلَ المَسْجَدَ.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ صَالِح: فَبلغنِي عَنْ أَبِي حَاتِمٍ نوحٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ الخُجُسْتَانِيُّ: وَاللهِ مَا فَزَعْتُ قَطُّ مِنْ أَحَدٍ فَزَعِي مِنْ صَاحِبِ الفَرْوَةِ، وَلَقَدْ نَدِمْتُ لَمَّا نظرتُ إِلَيْهِ مِنْ إِقدَامِي عَلَى قَتْلِ حَيْكَانَ. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ صَالِح يَقُوْلُ: حضَرْنَا آخِرَ مَجْلِسٍ لِلإِملاَءِ عِنْدَ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدٍ الشَّهِيْدِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقِيْلَ فِي شَوَّالٍ، وَرُفِضَتْ مَجَالِسُ الحَدِيْثِ، وَخُبِئَتِ المحَابِرُ، حَتَّى لَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ فِي البلدِ أَنْ يَمْشِيَ وَمَعَهُ محبرَةٌ، وَلاَ فِي كُمِّهِ كَرَارِيْسُ الحَدِيْثِ إِلَى سَنَةِ سَبْعِيْنَ، فَاحتَالَ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ فِي مجِيءِ السَّرِيِّ خُزَيْمَةَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، وَعَقَدَ لَهُ مَجْلِسَ الإِملاَءِ فِي خان محمش، وعلا المحبرَةَ بِيَدِهِ وَاجْتَمَعَ عِنْدَهُ خلقٌ عَظِيْمٌ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ صَالِح بنِ هَانِئٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ يَقُوْلُ: عهدِي بِأَصْحَابِنَا، وَأَحْفَظُهُم أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، فَلَمَّا احْتَاجَ أَنْ يُحَدِّثَ لاَ يكَادُ يُحَدِّثُ إلَّا مِنْ كِتَابٍ. قُلْتُ: لأَنَّ ذَلِكَ أَقربُ إِلَى التَّحرَّي وَالوَرَعِ، وَأَبعدُ عَنِ العُجْبِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بنَ يَعْقُوْبَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ مسدّداً يَقُوْلُ: الجِعَةُ النَّبِيذُ الَّذِي يُعْمَلُ مِنَ الشَّعِيرِ. وَمِنِ الرِّوَايَةِ عَنِ الذُّهْلِيِّ وَابْنِهِ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بنُ بُنْدَارٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ، قَرَأْنَا عَلَى أَبِي العَبَّاسِ بنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُم مُحَمَّدُ بنُ نُعيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ يَقُوْلُ: الإِيْمَانُ قَوْلٌ، وَعملٌ يَزِيْدُ وَيَنْقُصُ، وَالقُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ بجَمِيْعِ جهَاتِهِ، وَحَيْثُ تُصْرَفُ، وَلاَ نرَى الكَلاَمَ فِيْمَا أَحَدثُوا فَتَكَلَّمُوا فِي الأَصوَاتِ وَالأَقلاَمِ وَالحِبْرِ وَالورقِ، وَمَا أَحَدثُوا مِنَ المَتْلِيِّ وَالمُتْلَى وَالمُقْرِئ، فُكُلُّ هَذَا عِنْدنَا بدعَةٌ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ القُرْآنَ مُحْدَثٌ، فَهُوَ عِنْدنَا جَهْمِيٌّ لاَ يُشَكُّ فِيْهِ ولا يمترى. قُلْتُ: كَذَا قَالَ: المَتْلِيُّ وَالمُتْلَى، وَمُرَادُهُ المَتْلِيُّ وَالتِّلاَوَةُ، وَالمُقْرِئُ وَالقِرَاءةُ، وَمَذْهَبُ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الدِّيْنِ أَنَّ القُرْآنَ العَظِيْمَ المُنزَّلَ كَلاَمُ اللهِ -تَعَالَى- غَيْرُ مَخْلُوْقٍ. وَمَذْهَبُ المُعْتَزِلَةِ أَنَّهُ مَخْلُوْقٌ، وَأَنَّهُ كَلاَمُ اللهِ -تَعَالَى- عَلَى حدِّ قَوْلِهِم: عِيْسَى كَلِمَةُ اللهِ، وَنَاقَةُ اللهِ، أَي إِضَافَةُ مُلْكٍ.

وَمَذْهَبُ دَاوُدَ وَطَائِفَةٍ أَنَّهُ كَلاَمُ اللهِ، وَأَنَّهُ مُحْدَثٌ مَعَ قَوْلهِمْ: بِأَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ. وَقَالَ آخرُوْنَ مِنَ الحنَابلَةِ وَغَيْرهِمْ: هُوَ كَلاَمُ اللهِ قَدِيْمٌ غَيْرُ مُحْدَثٍ، وَلاَ مَخْلُوْقٍ. وَقَالُوا: إِذَا لَمْ يَكُنْ مَخْلُوْقاً فَهُوَ قَدِيْمٌ، وَنُوزِعُوا فِي هَذَا المَعْنَى وَفِي إِطْلاَقِهِ. وَقَالَ آخرُوْنَ: هُوَ كَلاَمُ اللهِ مجَازاً، وَهُوَ دَالٌّ عَلَى القُرْآنِ القَدِيْمِ القَائِمِ بِالنَّفْسِ. وهُنَا بحوثٌ وَجدَالٌ لاَ نخوضُ فِيْهَا أَصْلاً، وَالقَوْلُ هُوَ مَا بدأْنَا بِهِ، وَعَلَيْهِ نَصَّ أَزْيَدُ مِنْ ثَلاَثِ مائَةِ إِمَامٍ، وَعَلَيْهِ امتُحِنَ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وضُرِبَ بِالسِّيَاطِ، رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الوَزِيْرُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَابرُ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ المحسنِ، وَغَيْرهُم قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مكِّيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بنُ عِلاَّنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الحِيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَعْقلٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ صَالِح، عَنِ ابن شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو أُسَامَةَ سَهْلُ بنُ حُنَيْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيْدٍ الخُدْرِيَّ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلِيَّ، وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُوْنَ ذَلِكَ، وَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيْصٌ يَجُرُّهُ". قَالُوا: مَاذَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ? قَالَ: "الدِّيْنُ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ1، وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي شَرِيْكٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا ابْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلُ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ2. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ: أَخْبَرَنَا محمد بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ الخَبْريُّ فِي سَنَةِ إِحْدَى، وَعِشْرِيْنَ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الصَّيْرَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ الحَافِظُ سنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ ومائتين، حدثني أبي عن

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "23"، ومسلم "2390"، والترمذي "2287"، والنسائي "8/ 113". 2 صحيح: أخرجه مالك "2/ 916" والبخاري "5855"، ومسلم "2097"، وأبو داود "4136"، والترمذي "1774" من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا بلفظ: "لا يمش أحدكم في نعل واحدة، لينعلهما جميعًا أو ليخلعهما جميعًا".

ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَالِكِ بنِ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ، عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لا نورث ما تركنا صَدَقَةٌ" 1. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ حَجَّاجِ بنِ الشَّاعِرِ، جَمِيْعاً عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ صَالِح، وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ عَمْرِو بنِ يَحْيَى الحِمْصِيِّ، عَنْ مَحْبوبِ بنِ مُوْسَى، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ، عَنْ شُعَيْبِ بنِ أَبِي حَمْزَةَ كِلاَهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ، لَكِن عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ وَهَذَا أَصحُّ، وَالآخرُ فمَحْفُوْظٌ، وَإِنْ كَانَ أَبُو أُوَيْسٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَصبحيُّ فِيْهِ لِينٌ، وَكَذَلِكَ ابْنُهُ تُكُلِّمَ فِيْهِ مَعَ أَنَّهُ مِنْ رِجَالِ "الصَّحِيْحَيْنِ"، وَبَاقِي الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ إلَّا مَا كَانَ مِنْ شَيْخِ شَيْخِنَا هذا الخبري، فإنه تكلم في معتقده. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ مِنْ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَابْنَهُ يَحْيَى اخْتَلَفَا فِي مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ أَحَدهُمَا لِلآخَرِ: اجعلْ بَيْنَنَا حَكَماً، فَرَضِيَا بِابْنِ خُزَيْمَةَ، فَقَضَى ليَحْيَى عَلَى أَبِيْهِ. ثُمَّ قَالَ المُزَكِّيُّ: كَانَ يَحْيَى لَهُ مَوْضِعٌ مِنَ العِلْمِ، وَالحَدِيْثِ سَمِعَ مِنَ العَيْشِيِّ وَنَحْوِهِ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: كَانَ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ أَخرَجَهُ الغزَاةُ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، وَأَصْحَاب الرَّأْيِ، وَأَركبوهُ دَابَّةً، وَأَلبسوهُ سيفاً -قَالَ المُزَكِّيُّ: بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ سَيْفَ خَشَبٍ- وَقَاتَلُوا: سُلْطَانَ نَيْسَابُوْرَ، يُقَالُ لَهُ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، خَارِجِيٌّ غَلَبَ عَلَى البلدِ، وَكَانَ ظَالِماً غَاشماً، وَكَانَ النَّاسُ أَوْ أَكْثَرُهُم مُجْتَمِعينَ عَلَيْهِ مَعَ يَحْيَى، فَكَانَتِ الدَّبَرَةُ عَلَى العَامَّةِ، وَهَرَبَ يَحْيَى إِلَى رُسْتَاق، يُقَالُ لَهُ: بُسْت، فدُلَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَجِيءَ بِهِ، فَيُقَالُ: إِنَّ عَامَّةَ مَنْ كَانَ مَعَ يَحْيَى مِنَ الرُّؤَسَاءِ، انْقَلَبُوا عَلَيْهِ لَمَّا وَاقَفَهُ أَحْمَدُ، وَقَالَ: أَلم أُحْسِنْ إِلَيْك? أَلم أَفعلْ أَلم أَفعلْ? وَكَانَ يَحْيَى فَوْقَ جَمِيْعِ أَهْلِ البلدِ. فَقَالَ: أُكْرِهْتُ عَلَى ذَلِكَ، وَاجْتَمَعُوا عَلَيَّ. قَالَ: فردَّ عَلَيْهِ الجَمَاعَةُ، أو مَنْ حضَرَ مِنْهُم، وَقَالُوا: لَيْسَ كَمَا قَالَ. فَأَخَذَهُ أَحْمَدُ فَقَتَلَهُ. يُقَالُ: إِنَّهُ بنَى عَلَيْهِ. قَالَ: وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَمرَ بجرِّ خُصْيَيْهِ حَتَّى مَاتَ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ بنِ الأَخْرَمِ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ حَيْكَانَ، لا رحم الله قاتله.

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "9774"، وأحمد "1/ 4 و6-7"، والمروزي في "مسند أبي بكر" "36"، وابن سعد "2/ 315"، وأبو يعلى "43"، والبيهقي "7/ 65"، والبغوي "1/ 2741" من طريق عن ابن شهاب، أخبرني مَالِكِ بنِ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ، عَنْ عُمَرَ بن الخطاب. وأخرجه مالك "2/ 993"، ومن طريقه أخرجه أحمد "6/ 262"، وابن سعد "2/ 314"، والبخاري "6730" ومسلم "1758"، وأبو داود "2976"، والبيهقي "6/ 301"، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، عن عائشة، به. وأخرجه أحمد "6/ 145"، واسن سعد "2/ 314"، والبخاري "4034" و"6727"، وأبو داود "2977"، والبيهقي "6/ 302" من طرق عن ابن شهاب، به.

محمد بن إسماعيل بن علية

2069- محمد بن إسماعيل بن علية 1: "س" قَاضِي دِمَشْقَ وَمُفتيهَا وَمُحَدِّثُهَا الإِمَامُ، الحَافِظُ الأَوحدُ، أَبُو بَكْرٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ، وَلَدُ شَيْخِ البَصْرَةِ الحَافِظِ الكَبِيْرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مقْسَمٍ الأَسَدِيُّ البَصْرِيُّ، وَكَانَ أَصغرَ الإِخْوَةِ لاَ نَعْلَمُ لَهُ شَيْئاً عَنْ أَبِيْهِ. سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ بِشْرٍ العَبْدِيِّ، وَإِسْحَاقَ الأَزْرَقِ، وَيَحْيَى بنِ آدَمَ، وَوَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ بَكْرٍ السَّهْمِيِّ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيُّ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ، وَابْنُ جَوْصَا، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مَلاَّسٍ، وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ بَكَّارٍ البَتَلْهِيُّ، وَأَبُو الدَّحْدَاحِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: حَافِظٌ ثِقَةٌ دمشقي. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ: لَمْ يَزَلْ قَاضِياً بِدِمَشْقَ حَتَّى مَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَوَلِيَ القَضَاءَ بَعْدَهُ القَاضِي أَبُو خَازمٍ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ. قُلْتُ أَخُوْهُ هو إبراهيم بن عُلَيَّةَ الجَهْمِيُّ المُتَكَلِّمُ الَّذِي نَاظرَهُ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ، نسأل الله العفو.

_ 1 ترجمته في الكاشف "3/ ترجمة 4791"، والعبر "2/ 237"، وتهذيب التهذيب "9/ 55-56"، وتقريب التهذيب "2/ 144"، وخلاصة الخزرجي، "2/ ترجمة 6053".

صاعقة

2070- صاعقة 1: "خَ، د، ت، س" الإِمَامُ الحَافِظُ المُتْقِنُ، أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أَبِي زُهَيْرٍ العَدَوِيُّ، العُمَرِيُّ، مَوْلاَهُمُ، الفَارِسِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، صَاعِقَةُ. سَمِعَ: يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَشَبَابَةَ بنَ سَوَّارٍ، وَأَبَا أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيَّ، وَرَوْحَ بنَ عُبَادَةَ، وَيَعْقُوْبَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَمُعَلَّى بنَ مَنْصُوْرٍ، وَأَبَا النَّضْرِ وَطَبَقَتَهُمْ. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وزكريا خياط السُّنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ، وَخَلْقٌ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ مُتْقِناً ضَابِطاً عَالِماً حَافِظاً. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ الكَرَجِيُّ: سُمِّيَ صَاعِقَة لأَنَّهُ كَانَ جَيِّدَ الحِفْظِ، وَكَانَ بزَّازاً. قَالَ السَّرَّاجُ: قَالَ لِي: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 363"، وتذكرة الحافظ "2/ ترجمة 575"، والكاشف "3/ ترجمة 5088"، وتهذيب التهذيب "9/ 311"، وتقريب التهذيب "2/ 185"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6452"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 130".

ابن كرامة

207- ابن كرامة 1: "خ، د، ث، ق" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بن عثمان بن كرامة العِجْلِيُّ مَوْلاَهُم الكُوْفِيُّ الوَرَّاقُ، وَقِيْلَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَرَّاقُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى. سَمِعَ: عَبْدَ اللهِ بنَ نُمَيْرٍ، وَأَبَا أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ بِشْرٍ العَبْدِيَّ، وَحُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ الجُعْفِيَّ، وَيَعْلَى بنَ عُبَيْدٍ، وَأَخَاهُ مُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدٍ، وَعِدَّةً. وَقِيْلَ: إِنَّهُ رَوَى عَنْ: غُنْدَرٍ، وَلَمْ يَصِحَّ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، وَالسَّرَّاجُ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: صَدُوْقٌ. قَالَ مُطَيَّنُ: مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ حَدِيْثُ: "من عادى لي وليًا" 2 وهو مُوَافَقَةً3 لِلْبُخَارِيِّ. قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهِ وَجَمَاعَةٍ سمِعُوا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ حُضُوْراً، وَلِي أَرْبَعُ سِنِيْنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ كرَامَةَ، حَدَّثَنَا قَبِيْصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: زُلْزِلَتْ فَسَا عَلَى عَهْدِ عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَقَالَ: إنا كنا نرى الآيات مع رسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَرَكَاتٍ وَأَنْتُم تعدُّونهَا تخويفاً. إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ4، وَلَهُ عِلَّةٌ فَبالإِسْنَادِ إِلَى يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَاهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا قَبِيْصَةُ، عَنْ سفيان، عن الأعمش بإسناده نحوه.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 113"، وتاريخ بغداد "3/ 40-41"، والكاشف "3/ ترجمة 5124"، وتهذيب التهذيب "9/ 238"، وتقريب التهذيب "2/ 190"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6497". 2 صحيح: أخرجه البخاري "6502" من طريق مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ كَرَامَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بن مخلد، قال حدثنا سليمان بن بلال، حدثني شريك بن عبد الله بنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ -تَعَالَى- قال: مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً، فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحببته.... " الحديث. 3 الموافقة: هي الوصول إلى شيخ المصنف من غير طريقه، فليتقي معه في شيخه. 4 الجيد والقوي سواء، وهما مرتبة واحدة، وهي أعلى من الحسن ودون الصحيح.

المقوم

2072- المقوم 1: "د، س، ق" يحيى بن حكيم الحافظ، الإمام المأمون، أبو سعيد البصري المُقَوِّمُ، وَقَدْ يُقَالُ: المُقَوِّمِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ العَمِّيِّ، وَغُنْدَر وَيَحْيَى القَطَّانِ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَدِيٍّ، وَمَخْلَدِ بنِ يَزِيْدَ الحَرَّانِيِّ، وَمُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، وَحَرَمِيِّ بنِ عُمَارَةَ، وَحَمَّادِ بنِ مَسْعَدَةَ، وَسَلْمِ بنِ قُتَيْبَةَ، وَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ وَفِي تَهْذِيْبِ شَيْخِنَا أَنَّهُ رَوَى عَنِ النُّعْمَانِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الأَصْبَهَانِيِّ، وَلَمْ يُدْرِكْ ذَاكَ وَينْزِلُ إِلَى أَنْ يَرْوِيَ عَنْ أَبِي الوليد، وعمر بن الخطاب الراسبي.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 571"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 531"، والكاشف "3/ ترجمة 6267"، والعبر "2/ 13"، وتهذيب التهذيب "11/ 198"، وتقريب التهذيب "2/ 345"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 136".

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَأَسْلَمُ بنُ سَهْلٍ، وَزَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى السِّجْزِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خَلاَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُجَيْرٍ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ، وَأَبُو قُرَيْشٍ مُحَمَّدُ بنُ جُمْعَةَ، وَعَلِيُّ بنُ العَبَّاسِ المقَانعِيّ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِد، وَمُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الرُّوْيَانِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُرْوَةَ، وَالحَافِظُ عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ أَبُو الآذَانِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ حَافِظاً مُتْقِناً. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ حَافِظٌ. وَقَالَ أَبُو عَرُوْبَةَ: مَا رَأَيْتُ بِالبَصْرَةِ أَثْبَتَ مِنْهُ، وَمِن أَبِي مُوْسَى العَنَزِيِّ، وَكَانَ يَحْيَى وَرِعاً مُتَعَبِّداً، أَوْ كَمَا قَالَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ: كَانَ مِمَّنْ جَمَعَ وصنف. وَمَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البُنْدَارُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ حَكِيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ مَحْبُوْب، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا، وَالحَسَنُ، وَثَابِتٌ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ الهَاشِمِيِّ، فَقَالَ ثَابِتٌ: يَا أَبَا يَعْقُوْبَ، حَدِّثْ أَبَا سَعِيْدٍ بِحَدِيْثِ الكَتِفِ، فَقَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَكِيْمٍ بِنْتُ الزُّبَيْرِ أَنَّهَا كانت تصنع للنبي -صلى الله عليه وسلم- طعَاماً فَيَأْتِيهَا، فَرُبَّمَا أَكَلَ عِنْدَهَا، وَأَنَّهَا زَعَمَتْ أَنَّهُ أَتَاهَا يَوْماً، فَأَتَتْهُ بِكَتِفٍ، فَجَعَلَ يَتَسَحَّاهَا فأكل منها، ثم صلى ولم يتوضأ1.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 419" من طريق همام، حدثنا قتادة، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن جدته أم حكيم، عن أختها ضباعة بنت الزبير أنها دفعت إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لحما فانتهس منه ثم صلى ولم يتوضأ. قال أبي: قال عفان دفعت للنبي -صلى الله عليه وسلم- لحما. قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات، وإسحاق بن عبد الله بن الحارث هو ابن نوفل بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ القرشي الهاشمي النوفلي، وهو ثقة. وأم حكيم هي بنت الزبير بن عبد المطلب الهاشمية صحابية. يقال اسمها صفية. وقيل هي ضباعة.

حجاج بن يوسف

2073- حجاج بن يوسف 1: "م، د" ابن حَجَّاجٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الشَّاعِرِ أَبِي يَعْقُوْبَ الثقفي البَغْدَادِيُّ، الحَافِظُ فَأَمَّا أَبُوْهُ فَلَقَبُهُ لِقْوَةٌ، مِنْ تَلاَمِذَةِ أَبِي نُوَاسٍ وَأَصْحَابِهِ. فنشَأَ حَجَّاجٌ بِبَغْدَادَ، وَطلَبَ العِلْمَ. وَكَتَبَ عَنْ: أَبِي النَّضْرِ، وَيَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبِي دَاوُدَ، وَحَجَّاجِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَالعَقَدِيِّ، وَأَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ التَّنُّورِيِّ، وَخَلْقٍ. رَوَى عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالمَحَامِلِيُّ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، حَافِظٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: هُوَ خَيْرٌ مِنْ مائَةٍ مِثْلِ الرَّمَادِيِّ. قَالَ صَالِحُ جَزَرَة: سَمِعْتُ حَجَّاجَ بنَ الشاعر يقول: جمعت لي أمي مائَةَ رَغِيْفٍ، فَجَعَلْتُهَا فِي جِرَابٍ، وَانحدرْتُ إِلَى شَبَابَةَ بِالمَدَائِنِ، فَأَقمتُ ببَابِهِ مائَةَ يَوْمٍ، أَغْمِسُ الرَغِيْفَ فِي دِجْلَةَ وَآكُلُهُ، فَلَمَّا نَفَدَتْ خَرَجْتُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ وَهْبٍ، وَإِسْحَاقُ البَغَوِيُّ لُؤْلُؤٌ، وَبِشْرُ بنُ مَطَرٍ، وَمَحْمُوْدُ بنُ آدَمَ، وَعَلِيُّ بنُ مَعْبَدٍ بِمِصْرَ، ومحمد بن يزيد محمش.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 718"، وتاريخ بغداد "8/ 240"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 20"، والعبر "2/ 19"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 569"، والكاشف "1/ ترجمة 955" وميزان الاعتدال "1/ 466"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 315"، وتهذيب التهذيب "2/ 209"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1252"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 139".

العباس بن عبد العظيم

2074- العباس بن عبد العظيم 1: "خت، 4" ابن إسماعيل بن توبة الحَافِظُ الحُجَّةُ، الإِمَامُ، أَبُو الفَضْلِ، العَنْبَرِيُّ البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ، وَمُعَاذِ بنِ هِشَامٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، وَعُمَرَ بنِ يُوْنُسَ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَالنَّضْرِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَأَبِي عَاصِمٍ النَّبِيْلِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، وَكَانَ وَاسِعَ الرِّحْلَةِ مُتَبَحِّراً مِنَ الآثَارِ. رَوَى لَهُ البُخَارِيُّ: تَعْلِيْقاً، وَالبَاقُوْنَ سَمَاعاً، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَعَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَعُمَرُ بنُ بُجَيْرٍ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى السِّمْسَارُ: كَانَ مِنْ سَادَاتِ المُسْلِمِيْنَ. وَقَالَ آخر: كَانَ مِنْ أَعْقَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَمِنْ أَهْلِ الفَضْلِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وأربعين ومائتين.

_ 1 ترجمة في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 23"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 1190"، وتاريخ بغداد "12/ 138"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 541"، والعبر "1/ 447" و"2/ 33"، والكاشف "2/ ترجمة رقم 2626"، وتهذيب التهذيب "5/ 121"، وتقريب التهذيب "1/ 397"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3353".

أبو التقي اليزني

2075- أبو التقي اليزني 1: "د، س، ق" الإِمَامُ الحَافِظُ المُتْقِنُ، أَبُو التَّقِيِّ هِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عِمْرَانَ، اليَزَنِيُّ الحِمْصِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، وَمُحَمَّدُ بنِ حَرْبٍ الأَبْرَشِ، وَمُحَمَّدِ بنِ حِمْيَرٍ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَحَفِيْدُهُ حُسَيْنُ بنُ تقِي بنِ هِشَامٍ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ جَوْصَا، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرازي: كان متقنًا في الحديث. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثقَةٌ. قُلْتُ: مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ عَنْ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في المعرفة ليعقوب الفسوي "2/ 780" و"3/ 304"، والجرح والتعديل "9/ ترجمة 254"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 547"، والكاشف "3/ ترجمة 6075"، والعبر "2/ 1"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9231"، وتهذيب التهذيب "11/ 45"، وتقريب التهذيب "2/ 319"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7863"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 124".

شعيب بن عمرو، وشعيب بن المحدث، وعمرو بن عثمان

شعيب بن عمرو، وشعيب بن المحدث، وعمرو بن عثمان: 2076- شعيب بن عمرو 1: المُحَدِّثُ المُسْنِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الضُّبَعِيُّ. حدَّثَ بِدِمَشْقَ عَنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيْعِ بنِ الجَرَّاحِ، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة. وعنه: أبو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِي، وَابْنُ جَوْصَا، وَأَبُو الدَّحدَاحِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ ومائتين من أبناء التسعين. 2077- شعيب بن المحدث 2: "س" شعيب بن إسحاق الدمشقي، مَوْلَى قُرَيْشٍ، يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ. لَمْ يلحقْ السَّمَاعَ مِنْ أَبِيْهِ، فَإِنَّهُ وُلِدَ: سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ: زَيْد بنَ يَحْيَى بنِ عُبَيْدٍ، وَأَبَا المُغِيْرَةِ الحِمْصِيَّ، وَأَبَا اليَمَانِ، وَأَحْمَدَ بنَ خالد. وَعَنْهُ: النَّسَائِيُّ، وَابْنُ جَوْصَا، وَأَبُو الدّحدَاحِ. وَلَهُ شعر جيد. توفي سنة أربع وستين ومائتين. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. 2078- عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ 3: "د، س، ق" ابن سعيد بن كثير بن دينار، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو حَفْصٍ الحِمْصِيُّ، مَوْلَى قُرَيْشٍ. ولد سنة بضع وستين ومائة.

_ 1 ترجمته في لسان الميزان "3/ ترجمة 531"، وتهذيب تاريخ دمشق "6/ 325". 2 ترجمته في الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1520"، والكاشف "2/ ترجمة 2312"، وتهذيب التهذيب "4/ 353"، وتقريب التهذيب "1/ 352"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2963". 3 ترجمته في التاريخ الصغير "2/ 391"، والمعرف والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 307"، والجرح والتعديل "6/ ترجمة 4"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 524"، والكاشف "2/ ترجمة 4285"، والعبر "2/ 1"، وتهذيب التهذيب "8/ 76"، وتقريب التهذيب "2/ 74"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5339"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 124".

وَسَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ بنَ عَيَّاشٍ، وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَبَقِيَّةَ بنَ الوَلِيْدِ، وَالوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ، وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ آخرِهِم أَحْمَدُ بنُ عُمَيْرِ بن جوصا. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: وَسَمِعَ مِنْ مَرْوَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ شُعَيْبِ بنِ شَابُوْرَ، وَسَمَّى جَمَاعَةً. قَالَ: وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَعَبْدَانُ الجَوَالِيْقِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ أَحْفَظَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ مُصَفَّى. قَالَ دَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيُّ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ الحِمْصِيُّ السَّيِّدُ بنُ السَّيِّدِ. قُلْتُ: مَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقِيْلَ: سَنَةَ خَمْسِيْنَ عَنْ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ فِي "البَعْثِ"، وَفِي "صفة المنافق".

يحيى بن عثمان

وأخوه: 2079- يحيى بن عثمان 1: "د، س، ق" العَبْدُ الصَّالِحُ الوَلِيُّ، أَبُو سُلَيْمَانَ. سَمِعَ: بَقِيَّةَ بنَ الوَلِيْدِ، وَوَكِيْعاً، وَالوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ حِمْيَرٍ، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ أَيْضاً، وإبراهيم بن مَتَّوَيْه، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ، وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَأَبُو بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيُّ، وَعَبْدُ الغَافرِ بنُ سَلاَمَةَ، وَابْنُ جَوْصَا، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: يَحْيَى بنُ عُثْمَانَ الحِمْصِيُّ، نِعْمَ الشَّيْخُ هُوَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ صَالِحاً صَدُوْقاً. وَسُئِلَ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ عَنْ يَحْيَى وَأَخِيْهِ عَمْرٍو، فَقَالَ: كِلاَهُمَا ثِقَةٌ، وَلَكِن يَحْيَى كَانَ عَابِداً، وَعَمْرُو أَبصرُ مِنْهُ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو عَرُوْبَةَ: سَمِعْتُ المُسَيَّبَ بنَ وَاضِحٍ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ آتياً أَتَانِي، فَقَالَ: إِنْ كَانَ بَقِيَ مِنَ الأَبْدَالِ أَحَدٌ، فَيَحْيَى بنُ عُثْمَانَ الحِمْصِيُّ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ وَأَخُوْهُ وَأَبُوْهُمَا لاَ بَأْسَ بِهِم، لَمْ أَرَ مَنْ يطعنُ فِي يَحْيَى غَيْر أَبِي عَرُوْبَةَ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كَانَ يَحْيَى لاَ يَسْوَى نوَاةً فِي الحَدِيْثِ، وَكَانَ يتلقَّنُ كُلَّ شَيْءٍ، قَالَ: وَكَانَ يُعْرَفُ بِالصِّدْقِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ: رَأَيْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يُجِلُّ يَحْيَى بنَ عُثْمَانَ، وَيُقَدِّمُهُ فِي الصَّلاَةِ. قلت: توفي سنة خمس وخمسين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 719"، والكامل لابن عدي "7/ ترجمة 2152"، والكاشف "3/ ترجمة 6323"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9587"، وتهذيب التهذيب "11/ 255"، وتقريب التهذيب "2/ 353".

وأبوهما

2080- وأبوهما 1: عثمان بن سعيد مِنْ أَصْحَابِ حَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَشُعَيْبِ بنِ أَبِي حَمْزَةَ. وَهُوَ صَدُوْقٌ، صَاحِبُ حَدِيْثٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ، وَعَبَّاسٌ التَّرْقُفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَاحْتَجَّ بِهِ النَّسَائِيُّ وَغَيْرهُ. قَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ نجدَةَ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ مِنَ الأَبدَالِ. قُلْتُ: مَوْتُهُ قَرِيْبٌ مِنْ أَبِي اليمان.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 835"، والكاشف "2/ ترجمة 3753"، وتهذيب التهذيب "7/ 118"، وتقريب التهذيب "2/ 9"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة "4737".

المرار بن حمويه

2081- المرار بن حمويه 1م: "ق" ابن منصور، الإِمَامُ الفَقِيْهُ الحَافِظُ، شَيْخُ هَمَذَانَ، أَبُو أَحْمَدَ الثقفي الهمذاني. وُلِدَ بَعْدَ التِّسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي نُعَيْمٍ، وَأَبِي الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحٍ الكَاتِبِ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، والقَعْنَبِيِّ، وَطبَقَتِهِمْ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ فِي "سُنَنِهِ"، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ، وَابْنُ وَهْبٍ الدِّيْنَوَرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الدُّحَيْمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي غَانمٍ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَعْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمَّادٍ الطِّهرَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَرِوَايَةُ ابْنِ مَاجَهْ عَنْهُ مُحَمَّدِ بنِ مُصَفَّى الحِمْصِيِّ. وَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ في "صحيحه": حدث نا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الكَتَّانِيُّ، فَقِيْلَ: هُوَ المَرَّارُ. وَقِيْلَ: بَلْ هُوَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ، وَقِيْلَ: مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ البِيْكَنْدِيُّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى الهَمَذَانِيُّ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا فضلاَنُ بنُ صَالِح قَالَ: قُلْتُ لأَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ: أَنْتَ أَحْفَظُ أَمِ المَرَّار? فَقَالَ: أَنَا أَحْفَظُ، وَهُوَ أفقه. وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: مَا أَخْرَجَتْ هَمَذَانُ أَفْقَهَ مِنَ المَرَّارِ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو شجَاعٍ شِيْرَوَيْه: نَزَلَ أَبُو حَاتِمٍ عَلَى المَرَّارِ، وَكَتَبَ عَنْهُ، وَهُوَ قَدِيْمُ المَوْتِ، جَلِيْلُ الخَطَرِ، سأَلَهُ جُمْهُوْرٌ النَّهَاوَنْدِيُّ عَنْ مَسَائِلَ، وَهِيَ مُدَوَّنَةٌ عَنْهُ، مَنْ نظرَ فِيْهَا عَلِمَ مَحَلَّ المرَّارِ مِنَ العِلْمِ الوَاسِعِ، وَالحِفْظِ وَالإِتْقَانِ وَالِديَانَةِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ أَحْمَدُ بنُ الدُّحَيْمِيِّ: سَمِعْتُ المَرَّارَ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ ارزقنِي الشَّهَادَةَ، وَأَمَرَّ يدَهُ عَلَى حَلْقِهِ. وَقِيْلَ: لَمَّا وَقعتْ فِتْنَةُ المُعْتَزِّ، وَالمستعينِ كَانَ عَلَى هَمَذَانَ الأَمِيْرَانِ جَبَّاخٌ، وَجُغْلاَنُ مِنْ قِبَلِ المُعْتَزِّ، فَاسْتشَارَ أَهْلُ هَمَذَانَ المَرَّارَ وَالجُرْجَانِيَّ فِي مُحَارَبَتِهِمَا، فَأَمرَاهُم بلُزُوْمِ مَنَازِلِهِم، فَلَمَّا أَغَارَ أَصْحَابُهُمَا عَلَى دَارِ سَلَمَةِ بنِ سَهْلٍ وَغَيْرِهَا، وَرَمَوْا رَجُلاً بِسهمٍ، أَفتيَاهُم فِي الحَرْبِ، وَتَقَلَّدَ المَرَّارُ سيفاً، فَخَرَجَ مَعَهُم، فَقُتِلَ عَدَدٌ كَثِيْرٌ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ، ثُمَّ طلبَ مُفْلحٌ المَرَّارَ، فَاعتصمَ بِأَهْلِ قُمّ. وَهَرَبَ مَعَهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَسْعُوْدٍ المُحَدِّثُ. فَأَمَّا إِبْرَاهِيْمُ فَهَازلَهُم وَقَاربَهُم فَسَلِمَ، وَأَمَّا المَرَّارُ، فَأَظهرَ مُخَالَفَتَهُم فِي التَّشَيُّعِ، وَكَاشَفَهُم، فَأَوقعُوا بِهِ وَقْتلُوهُ، رَحِمَهُ اللهُ. وَرَوَى الحُسَيْنُ بنُ صَالِح أَنَّ عَمَّهُ المَرَّارَ قُتِلَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَخمسُوْنَ سَنَةً. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ التَّمِيْمِيُّ: قُتِلَ المَرَّارُ فِي السنة شهيدًا. وكان ثِقَةً عَالِماً فَقِيْهاً سُنِّيّاً، رَحْمَةُ اللهُ عَلَيْهِ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الإِسْلاَمِ. وَمَا وَقَعَ لنا حديثه العالي إلَّا بالإجازة.

_ 1م ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 2024"، والكاشف "2/ ترجمة 5444"، وتهذيب التهذيب "10/ 80-81"، وتقريب التهذيب "2/ 236"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7380".

أحمد بن سعد

2082- أحمد بن سعد 1: "د، س" ابن الحكم بن أبي مريم، الإِمَامُ الحَافِظُ، أَبُو جَعْفَرٍ المِصْرِيُّ، مَوْلَى بَنِي جُمَحٍ. حَدَّثَ عَنْ: عَمِّهِ سَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَسَدِ بنِ مُوْسَى، وَأَبِي اليَمَانِ، وَحَبِيبٍ كَاتِبِ مَالِكٍ، وَتحرَّجَ بِيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالبَاغَنْدِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ سِرَاجٍ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ عَلاَّنُ، وَابْنُ وَهْبٍ الدِّيْنَوَرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. تُوُفِّيَ سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

_ 1 ترجمته في تهذيب التهذيب "1/ 29-30"، وتقريب التهذيب "1/ 15".

الزبير بن بكار

2083- الزبير بن بكار 1: "ق" العَلاَّمَةُ الحَافِظُ النَّسَّابَةُ، قَاضِي مَكَّةَ وَعَالِمُهَا، أبو عبد الله بن أبي بكرٍ بكَّارُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُصْعَبِ بنِ ثَابِتِ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قُصَيِّ بنِ كلاَبٍ القُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الزُّبَيْرِيُّ المَدَنِيُّ المَكِّيُّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ مِنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَأَبِي ضَمْرَةَ اللَّيْثِيِّ، وَالنَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ، وَابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَذُؤَيْبِ بنِ عِمَامَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ نَافِعٍ الصَّائِغِ، وَعَبْدِ المَجِيْدِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ المَدَائِنِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ زَبَالَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ الضَّحَّاكِ بنِ عُثْمَانَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ المُنْذِرِ، وَمُصْعَبِ بنِ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيِّ عَمِّهِ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ فِي "سُنَنِهِ"، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ شبيب الربعي، وأبو

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2660"، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "9/ 41-42" والفهرست لابن النديم "123-124"، وتاريخ بغداد "8/ 468"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 240"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 546"، والعبر "2/ 12"، وميزان الاعتدال "2/ ترجمة 2830"، والمغني "1/ ترجمة 2163"، والكاشف "1/ ترجمة 1626"، وتهذيب التهذيب "3/ 312"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 25"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2115"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 133-134".

بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ، وَحَرَمِيُّ بنُ أَبِي العَلاَءِ المَكِّيُّ، وَاسمُهُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ العَبَّاسِ الوَرَّاقُ، وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ الأَزْرَقُ، وَحَدَّثَ فِي أَواخِرِ أَيَّامِهِ بِبَغْدَادَ. وَهُوَ مُصَنِّفُ كِتَابِ "نَسَبِ قُرَيْشٍ"، وَهُوَ كِتَابٌ كَبِيْرٌ نفيسٌ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حاتم: أدركته ورأيته، ولم أكتب عنه. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ. وَرُوِيَ عَنِ السَّرِيِّ بنِ يَحْيَى التَّمِيْمِيِّ، قَالَ: لَقِيَ الزُّبَيْرُ بنُ بكَّارٍ إِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ المَوْصِلِيَّ، فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، عَمِلْتَ كِتَاباً سَمَّيْتَهُ كِتَابَ "النَّسَبِ" وَهُوَ كِتَابُ الأَخْبَارِ، فَقَالَ: وَأَنْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ عَمِلْتَ كِتَاباً سَمَّيْتَهُ كتابَ "الأَغَانِي"، وَهُوَ كِتَابُ المغَانِي. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ القَاسِمِ الكوكبِيُّ: لَمَّا قَدِمَ الزُّبَيْرُ بنُ بكَّارٍ بَغْدَادَ قَالَ أَبُو حَامِدٍ المُسْتَمْلِي عَلَيْهِ: مَنْ ذَكَرْتَ يَا ابْنُ حَوَارِيُّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَعْجَبَهُ. رَوَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الملكِ التَّاريخِيُّ، قَالَ: أَنشدنِي ابْنُ أَبِي طَاهِرٍ لِنَفْسِهِ فِي الزُّبَيْرِ بنِ بكَّارٍ: مَا قَالَ: "لاَ" قَطُّ إلَّا فِي تَشَهُّدِهِ ... وَلاَ جَرَى لَفْظُهُ إلَّا عَلَى "نَعَمِ" بَيْنَ الحَوَارِيِّ وَالصِّدِّيْقِ نِسْبَتُه ... وَقَدْ جَرَى وَرَسُوْلُ اللهِ فِي رَحِم الكوكبِيّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى المَارستَانِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بنُ بكَّارٍ، قَالَ: قَالَتْ بِنْتُ أُختِي لأَهْلِنَا: خَالِي خَيْرُ رَجُلٍ لأَهْلِهِ، لاَ يتَّخِذُ ضَرَّةً وَسُرِّيَّةً. قَالَ: تَقُوْلُ المرأَةُ: وَاللهِ هَذِهِ الكُتُبُ أَشَدُّ عليَّ مِنْ ثَلاَثِ ضرَائِرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّيْرَفِيُّ: سَأَلْتُ الزُّبَيْرَ: مُنْذُ كَمْ زَوْجَتُكَ مَعَكَ? قَالَ: لاَ تسأَلْنِي، لَيْسَ تردُ القِيَامَةَ أَكْثَرُ كِباشاً مِنْهَا، ضحَّيْتُ عَنْهَا سَبْعِيْنَ كَبْشاً. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ الزُّبَيْرُ ثِقَةً ثَبْتاً عَالِماً بِالنَّسَبَ وَأَخْبَارِ المُتَقَدِّمِيْنَ، لَهُ مُصَنَّفٌ فِي "نسب قُرَيْشٍ". قُلْتُ: الكِتَابُ مِنْ عَوَالِي الفخرِ عليٍّ عَنِ ابْنِ طَبَرزَدْ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ السّليمَانِيُّ الحَافِظُ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. كَذَا قَالَ، وَلاَ يَدْرِي مَا يَنْطِقُ بِهِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الطُّوْسِيُّ: تُوُفِّيَ الزُّبَيْرُ لِتِسْعٍ بَقِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ سنة ست

وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِمَكَّةَ. وَقَدْ بَلَغَ أَرْبَعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ مُصْعَبٌ بَعْدَ فرَاغِنَا مِنْ قِرَاءةِ كِتَابِ "النَّسَبِ"عَلَيْهِ بِثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. قَالَ: وَكَانَ سَبَبُ وَفَاتِهِ أَنَّهُ وَقَعَ مِنْ فَوْقِ سَطْحِهِ، فَمَكَثَ يَوْمَيْن لاَ يَتَكَلَّمُ، وَمَاتَ انكسرَتْ تَرْقُوَتُهُ وَوَرِكُهُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ بِطِّيْخٍ وَأَحْمَدُ بنُ مُؤْمِنٍ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ أَحْمَدَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمٍ الواعظ، أخبرتنا فخر النساء شهدة، أخبرنا الحُسَيْنُ بنُ طَلْحَةَ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي ابْنُ قَاضِي أَبَرْقُوه، أَخْبَرَنَا أَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بنُ بكَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو غَزِيَّةَ، عَنْ فُلَيْحِ بنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ وَأَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، مَنْ لَقِيَ اللهَ بِهِمَا غَيْرَ شَاكٍّ دَخَلَ الجَنَّةَ" 1. وَبِهِ: إِلَى الحُسَيْنِ المَحَامِلِيِّ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ فَذكرَهُ وَقَالَ: "لَمْ يُحْجَبْ عَنِ الجَنَّةِ" 2. وَرَوَاهُ مَالِكُ بنُ مِغْوَل، عَنْ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِي صالح، عن أبي هريرة بهذا.

_ 1 صحيح: وهذا إسناد ضعيف، فيه علتان؛ الأولى: أبو غزية، محمد بن موسى القاضي قال البخاري: عند مناكير. وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث، ويروى عن الثقات الموضوعات. وقال أبو حاتم: ضعيف. العلة الثانية: فليح بن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي، ضعيف لسوء حفظه. وأخرجه أحمد "3/ 11"، ومسلم "27" "44"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "5/ 229-230". 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 16"، ومسلم "27" "45".

عبد الله بن منير

2084- عبد الله بن منير 1: "خَ، ت، س" الإِمَامُ القُدْوَةُ الوَلِيُّ الحَافِظُ الحُجَّةُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْوَزِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَسَعِيْدِ بنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ بَكْرٍ السَّهْمِيِّ، وَوَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، وَأَبِي النَّضْرِ، وَطَبَقَتِهِم. وَكَانَ وَاسِعَ الرِّحْلَةِ، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ وَالفَضْلِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَإِسْرَائِيْلُ بنُ السَّمَيْدَعِ، وَعَبْدَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ، وَهُبَيْرَةُ بنُ حسنٍ البَغَوِيُّ، وَطَائِفَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ الفِرَبْرِيُّ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُوْلُ: سَمِعْتُ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: لَمْ أَرَ مِثْلَ عَبْدِ اللهِ بنِ مُنِيْرٍ. قَالَ الفِرَبْرِيُّ: كَانَ يَسْكُنُ فِرَبْر، وَبِهَا تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ إِحْدَى، وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ هِبَةُ اللهِ اللاَّلْكَائِيُّ1: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ في ربيع الآخر. قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مَحْمُوْدٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ بَدْرٍ القُرَشِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ منيرٍ قَبْلَ الصَّلاَةِ، يَكُوْن بِفِرَبْر، فَإِذَا كَانَ وَقْتُ الصَّلاَةِ يرونَهُ فِي مَسْجِدِ آمُل، فَكَانُوا يَقُوْلُوْنَ: إِنَّهُ يَمْشِي عَلَى المَاءِ. فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَمَا المشِيُ عَلَى المَاءِ فَلاَ أَدْرِي، وَلَكِن إِذَا أَرَادَ اللهُ جَمَعَ حَافَّتَيِ النَّهْرِ، حَتَّى يَعْبُرُ الإِنْسَانُ. قَالَ: وَكَانَ إِذَا قَامَ مِنَ المَجْلِسِ خَرَجَ إِلَى البَرِّيَّةِ مَعَ قَوْمٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، يَجْمَعُ شَيْئاً مِثْلَ الأُشْنَانِ وَغَيْرهِ، يَبِيْعُهُ فِي السُّوْقِ، وَيعيشُ مِنْهُ فَخَرَجَ يَوْماً مَعَ أَصْحَابِهِ، فَإِذَا هُوَ بِالأَسدِ رَابضٌ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: قِفُوا، وَتقدَّمَ هُوَ إِلَى الأَسدِ، فَلاَ ندرِي مَا قَالَ لَهُ، فَقَامَ الأَسدُ، فَذَهَبَ. وَسُئِلَ ابْنُ رَاهْوَيْه: أَيدخُل الرَّجُلُ المفَازَةَ بِغَيْرِ زَادٍ? قَالَ: إِنْ كَانَ مِثْلَ عَبْدِ اللهِ بنِ مُنِيْرٍ، فَنَعَمْ. وَقِيْلَ: كَانَ ابْنُ منيرٍ يُعَدُّ مِنَ الأَبْدَالِ.

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 683"، والجرح والتعديل "5/ ترجمة 842"، والكاشف "2/ ترجمة 3043"، والعبر "1/ 346"، وتهذيب التهذيب "6/ 43"، وتقريب التهذيب "1/ 454"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3843"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 99". 2 هو الامام أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ منصور الطبري الرازي الحافظ الفقيه الشافعي محدث بغداد. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ يَفْهَمُ وَيَحْفَظُ، وَصَنَّفَ كِتَاباً في السنة، وكتابًا في رجال الصحيحين. وكتابًا في السنن وَعَاجلَتْهُ المَنيَّة. خَرَجَ إِلَى الدِّيْنَوَر فَأَدركه أَجلُه بها في رمضان سنة ثمان عشرة وأربع مائة. ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 986".

بحشل

2085- بحشل 1: "م" الحَافِظُ العَالِمُ المُحَدِّثُ، أَبُو عُبَيْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبِ بنِ مُسْلِمٍ القُرَشِيُّ مَوْلاَهُمُ المِصْرِيُّ، وَيُعْرَفُ بـ: بَحْشَل، ابْنُ أَخِي عَالِمِ مِصْرَ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ. أَكْثَرَ عَنْ عَمِّهِ جِدّاً، وَعَنِ: الشَّافِعِيِّ، وبشر بن بكر التنيسي، وجماعة. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ مُحْتَجّاً بِهِ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبرِيُّ، وَالطَّحَاوِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ، وَعَبْدَان، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنَ المشَارقَةِ وَالمغَارِبَةِ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: رَأَيْتُ شُيُوْخَ مِصْرَ مُجمعِين عَلَى ضَعْفِهِ، وَالغُرَبَاءُ لاَ يَمْتَنِعُونَ مِنَ الأَخَذِ عَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، فَمَنْ دُونهمَا. وَقَالَ لِي عَبْدَانُ: كَانَ فِي أَيَّامِنَا مُسْتَقِيْمَ الأَمْرِ، وَمَن لَمْ يلحقْ حَرْمَلَةَ اعتمدَهُ، وَكُلُّ مَنْ تَفَرَّدَ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ بِشَيْءٍ وَجَدُوهُ عِنْدَ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ، مِنْ ذَلِكَ كِتَابُ الدجَّالِ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الأَشْعَثِ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ أخي بن وَهْبٍ، فَمَرَّ عَلَيْهِ هَارُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ الأَيْلِيُّ رَاكباً، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: أَلاَ أُطْرِفُكَ بِشَيْءٍ? جَاءنِي أَصْحَابُ الحَدِيْثِ، فَسَأَلونِي عَنْكَ فَقُلْتُ: إِنَّمَا يُسْأَلُ أَبُو عُبَيْدِ اللهِ عَنَّا، لَيْسَ نَحْنُ نُسأَلُ عَنْهُ، هُوَ الَّذِي كَانَ يَسْتَملِي لَنَا عِنْدَ عَمِّهِ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَقْرَأُ لَنَا. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كُلُّ مَا أَنْكَروهُ عَلَيْهِ فيُحْتَمَلُ وَإِنْ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ، لَعَلَّ عَمَّهُ خَصَّهُ بِهِ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَعْقُوْبَ الحَافِظَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ خُزَيْمَةَ، وَقِيْلَ لَهُ: لِمَ رويتَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن وَهْبٍ، وتركت سُفْيَانَ بنَ وَكِيْعٍ? قَالَ: لأَنَّ أَحْمَدَ لَمَّا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ تِلْكَ الأَحَادِيْثِ، وَعَرَضوهَا عَلَيْهِ رَجَعَ عَنْهَا عَنْ آخرِهَا إلَّا حَدِيْثَ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ "إذَا حَضَرَ العَشَاءُ.... " 2 وَأَمَّا ابْنُ وَكِيْعٍ، فَكَانَ وَرَّاقُهُ أَدْخَلَ عَلَيْهِ أَحَادِيْثَ، فرَوَاهَا، وَكلَّمْنَاهُ فِيْهَا، فَلَمْ يرجِعْ عَنْهَا. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: أَبُو عُبَيْدِ اللهِ لا تقوم به حجة.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 91"، وميزان الاعتدال "1/ 113"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 47"، وتهذيب التهذيب "1/ 54"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 147". 2 صحيح: أخرجه البخاري "672"، ومسلم "557" من حديث أنس مرفوعًا وتمامه: "إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء".

وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الضُّعَفَاءِ": جَعَلَ يَأْتِي عَنْ عَمِّهِ بِمَا لاَ أَصْلَ لَهُ، كَأَنَّ الأَرْضَ أَخْرَجَتْ لَهُ أَفلاَذَ كَبِدِهَا. رَوَى عَنْ عَمِّهِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلاَةً إِلَى صَلاَتِكُمْ وهي الوتر" 1. قُلْتُ: لاَ يُحتَملُ مَالِكٌ، بَلْ وَلاَ ابْنُ وَهْبٍ هَذَا، وَهَكَذَا ذكرَهُ ابْنُ حِبَّانَ تَعْلِيْقاً. ابْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، عَنْ صَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَوْفِ بنِ مَالِكٍ: عَنِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَكُوْنُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُحِلُّونَ الحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ الحَلاَلَ وَيَقِيْسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ"2. فهَذَا إِنَّمَا يُعْرَفُ بِنُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ، عَنْ عِيْسَى، وَسرقَهُ مِنْهُ سُوَيْدٌ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ العُرْضِيُّ، وَالحَكَمُ بنُ المُبَارَكِ الخَاسْتِيُّ، أَنْكَروهُ عَلَى أَبِي عبيدِ اللهِ عَنْ عَمِّهِ. ثُمَّ قَالَ: وَلَهُ عَنْ عَمِّهِ، عَنْ مَخْرَمَةَ بنِ بُكَيْرٍ، عن أبيه، عن نافع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوْعاً: "إِذَا كَانَ الجِهَادُ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَخْرُجْ إلَّا بِإِذْنِ أبويه"3.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "1/ 149" مِنْ طَرِيْقِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبٍ، عَنْ عمه، عن مالك، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال ابن حبان: كان يحدث بالأشياء المستقيمة قديمًا حيث كتب عنه ابن خزيمة وذووه، ثم جَعَلَ يَأْتِي عَنْ عَمِّهِ بِمَا لاَ أَصْلَ له. وقال الحافظ في "التقريب" صدوق تغير بأخرة. وقال ابن عَدِيٍّ: رَأَيْتُ شُيُوْخَ مِصْرَ مُجمعِين عَلَى ضَعْفِهِ، والغرباء لا يمتنعون عن الأَخَذِ عَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ، فَمَنْ دونهما. وله شاهد خارجة بن حذافة. عند أبي داود "1418"، والترمذي "452"، وابن ماجه "1168"، والدارمي "1/ 370"، والحاكم "1/ 306"، والبيهقي "2/ 478". وشاهد آخر عن عبد الله بن عمرو: عند أحمد "2/ 206 و208"، والدراقطني "2/ 31". 2 ضعيف: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "1/ 185" من طريق أبي عبيد الله أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عمي، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته أَبُو عُبَيْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن وهب، ضعيف كما قال ابن حبان وابن عدي. 3 ضعيف أخرجه ابن عدي في "الكامل" "1/ 185" حدثنا عيسى بن أحمد بن يحيى، حدثنا أبو عبيد الله حدثني عمي، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، وقد علمت حاله في التعليقات السابقة. وقال ابن عدي في إثره: وهذا الحديث لم يحدث به عن عمه غير أبي عبيد الله، وأنكروه عليه".

ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ العَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عمِّي، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ مَرْفُوْعاً: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُرْسَلُ إِلَى القُرْآنِ فَيُرْفَعُ مِنَ الأَرْضِ"1. فهذا تفرد برفعه. أحمد بن أخي بن وَهْبٍ: حَدَّثَنَا عمِّي، حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ المُؤَنَّثِينَ أَوْلاَدُ الجِنِّ". قِيْلَ لابن عباس: كيف ذاك? قال: نهى اللهُ أَنْ يَأتِيَ الرَّجُلُ حَائِضاً، فَإِذَا أَتَاهَا سَبَقَهُ بِهَا الشَّيْطَانُ، فَحْملَتْ مِنْهُ، فَأَنثَ المُؤنَّثَ2. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ. قَالَ خَالِدُ بنُ سَعْدٍ الأَنْدَلُسِيُّ: سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ عُثْمَانَ الأَعنَاقِيَّ، وَسَعْدَ بنَ مُعَاذٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ فُطيسٍ يُحْسِنُونَ الثَّنَاءَ عَلَى أَحْمَدَ بنِ أَخِي بن وَهْبٍ، وَيُوثِّقونَهُ فَقَالَ الأَعنَاقِيُّ: قَدمْنَا مِصْرَ، فَوجَدْنَا يُوْنُسَ أَمْرَهُ صعباً، وَوجدنَا أَحْمَدَ أَسهلَ، فَجَمَعنَا لَهُ دَنَانِيْرَ، وَأَعطينَاهُ، وَقَرَأْنَا عَلَيْهِ "مُوَطَّأَ" عَمِّهِ، وجامعه. وسمعت ابن فطيس يقول: فصارفي نَفْسِي، فَأَردْتُ أَنْ أَسْأَلَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللهُ، العَالِمُ يَأْخُذُ عَلَى قِرَاءةِ العِلْمِ? فشعرَ فِيْمَا ظَهرَ لِي أَنِّي إِنَّمَا سَأَلْتُهُ عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ فَقَالَ لِي: جَائِزٌ، عَافَاكَ اللهُ، حلاَلٌ أَنْ لاَ أَقرأَ لَكَ وَرَقَةً إلَّا بِدِرْهَمٍ، وَمَنْ أَخَذَنِي أَنْ أَقْعُدَ مَعَكَ طولَ النَّهَارِ، وَأَدَعَ مَا يلزمُنِي مِنْ أَسبَابِي، وَنفقَةِ عِيَالِي?! هَذَا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ مُتوجِّهٌ فِي حقِّ مُتَسَبِّبٍ يَفوتُهُ الكَسْبُ وَالاحْتِرَافُ لتعوُّقِهِ بِالرِّوَايَةِ لمَا قَالَ عَلِيُّ بنُ بَيَان الرَّزَّازُ الَّذِي تَفَرَّدَ بِهِ بِعُلُوِّ جزءِ ابْنِ عَرَفَةَ، فَكَانَ يَطْلُبُ عَلَى تَسْمِيعِهِ دِيْنَاراً: أنتم إنما تطلبون مني العُلُوَّ، وَإِلاَّ فَاسْمَعُوا الجُزْءَ مِنْ أَصْحَابِي، فَفِي الله الدَّرْبِ جَمَاعَةٌ سمِعُوهُ مِنِّي. فَإِنْ كَانَ الشَّيْخُ عَسِراً ثَقِيْلاً لاَ شُغلَ لَهُ، وَهُوَ غنِيٌّ، فَلاَ يُعطَى شَيْئاً، وَاللهُ المُوَفِّقُ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: مَاتَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائتين. قلت كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ -رَحِمَهُ اللهُ- وَقَدْ رَوَى أُلُوْفاً مِنَ الحَدِيْثِ عَلَى الصِّحَّةِ، فَخمسَةُ أَحَادِيْثَ مُنْكَرَةٌ فِي جنبِ ذَلِكَ لَيْسَتْ بِمُوجِبَةٍ لِترْكه، نعم، وَلاَ هُوَ فِي القُّوَّةِ كيُوْنُسَ بن عبد الأعلى وبندار.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "1/ 186" حدثنا موسى بن العباس، حدثنا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عمي، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، فإنه ضعيف كما قال ابن عدي. 2 منكر: آفاته أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، فإنه ضعيف، وهذا المتن منكر تمجه الأفهام، والأسماع، ويمجه كل من له اطلاع واسع على الشرع الحنيف. وهذا لا يصدر من مشكاة النبوة.

عبد الوهاب بن عبد الحكم

2086- عبد الوهاب بن عبد الحكم 1: "د، ت، س" ابن نافع، الإِمَامُ القُدْوَةُ الرَّبَّانِيُّ الحُجَّةُ، أَبُو الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ الوَرَّاقُ. سَمِعَ: أَبَا ضَمْرَةَ اللَّيْثِيَّ، وَيَحْيَى بنَ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيَّ، وَمُعَاذَ بنَ مُعَاذٍ، وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالبَغَوِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَالمَحَامِلِيُّ وَعِدَّةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ المَرُّوْذِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: عَبْدُ الوَهَّابِ الوراق: رَجُلٌ صَالِحٌ، مِثْلُهُ يُوَفَّقُ لإِصَابَةِ الحَقِّ. قَالَ الحَسَنُ وَلَدُهُ: مَا رَأَيْتُ أَبِي مَازحاً قَطُّ، وَلاَ ضَاحِكاً إلَّا تَبَسُّماً. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: عَافَاهُ اللهُ قَلَّ أَنْ تَرَى مِثْلَهُ. قُلْتُ: كَانَ كَبِيْرَ الشّأْنِ مِنْ خَوَاصِّ الإِمَامِ أَحْمَدَ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وخمسين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 383"، وتاريخ بغداد "11/ 25"، والكاشف "2/ ترجمة 3565"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 545"، وتهذيب التهذيب "6/ 448"، وتقريب التهذيب "1/ 528"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4507".

أبو نشيط

2087- أبو نَشِيط 1: محمد بن هارون، الإِمَامُ المُقْرِئُ المُجَوِّدُ الحَافِظُ الثِّقَةُ، أَبُو نَشِيْطٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّبَعِيُّ المَرْوَزِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ الحَرْبِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. تَلا عَلَى: عِيْسَى بنِ مِيْنَا بحرفِ نَافِعٍ وَسَمِعَ مِنْ رَوْحِ بنِ عُبَادَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيِّ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَبِي المُغِيْرَةِ عَبْدِ القُدُّوسِ الحِمْصِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ عيَّاشٍ، وَأَبِي اليَمَانِ، وعمرو بن الرَّبِيْعِ المِصْرِيِّ، وَالوَلِيْدِ بنِ عُتْبَةَ المُقْرِئِ، وَطَائِفَةٍ. قرأَ عَلَيْهِ: أَبو حسَّان أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الأَشْعَثِ العَنَزِيُّ، وَاعتمدَ عَلَى طَرِيْقِهِ أَبُو عَمْرٍو فِي تيَسِيْرهِ مِنْ طَرِيْقِ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ بُويان. وَحَدَّثَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ بن أبي الله الدُّنْيَا، وَابْنُ مَاجَهْ فِي "التَّفْسِيْرِ" وَالبَغَوِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَالمَحَامِلِيُّ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَابْنُ مَخْلَدٍ، وَقَاسِمٌ المُطَرِّزُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نَاجِيَةَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ مَخْلَدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نَشِيْطٍ، وَكَانَ حَافِظاً. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ. قَالَ ابْنُ مَخْلَدٍ: مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّبَعِيُّ البَغْدَادِيُّ الحَرْبِيُّ الفَلاَّسُ المَعْرُوْفُ بِأَبِي نَشِيْطٍ سَمِعَ رَوْحَ بنَ عُبَادَةَ، وَسَاقَ باقِي التَّرْجَمَةِ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: كَتَبْتُ مِنْ خطِّ أَبِي أَحْمَدَ بنِ أَبِي مُسْلِمٍ المُقْرِئِ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ صَاحِبُنَا قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ بُويان أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى ابْنِ الأَشْعَثِ، وَأَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي نَشِيْط، عَنْ قَالُوْنَ، وَذَلِكَ بجزم الميم مِنْ: "عَلَيْهِمْ"، وَ"إليهِمْ"، وَ"لديهِمْ"، وَأَشْبَاهِهِ جَمِيْعَ القُرْآنِ. ثُمَّ قَالَ الدَّانِيُّ: خَالفَهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ بُويان، فَرَوَى ضمَّ المِيمِ فِي جَمِيْعِ القُرْآنِ. وفِي "سَبْعَةِ" ابْنِ مُجَاهدٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مهرَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ قَالُوْنَ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ كَانَ لاَ يَعِيبُ رفعَ المِيمِ فِي نَحْوِ: {أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَم} [البَقَرَة: 6] ، وَشِبْهِهِ. وَقَدْ وَهِمَ أبو عمرو الله الدَّانِيُّ، وَقَالَ: إِنَّ أَبَا نَشِيْطٍ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَإِنَّمَا المُتوفَّى فِي نَحْوِ هَذِهِ السَّنَةِ المحدِّثُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ شِيَطَا، وَأَصَابَ فِي جَعلِ أَبِي نَشِيْطٍ المَرْوَزِيِّ هُوَ البَغْدَادِيُّ الرَّبَعِيُّ، وَبَعْضُ النَّاسِ يُفَرِّقُ بَيْنَ التَّرْجَمَتَينِ، وَهُمَا وَاحِدٌ -هَذَا الرَّاجحُ عِنْدِي- وَأَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، كَمَا قَالَهُ تلمِيذُهُ ابْنُ مَخْلَدٍ، وَاللهُ أَعْلَمُ. قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ: عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، قَالَ: قَرَأْتُ بِرِوَايَةِ قَالُوْنَ خَتْمَةً عَلَى هِبَةِ اللهِ بنِ الطَّبَرِ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الخَيَّاطِ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ بنِ أَبِي مُسْلِمٍ الفَرَضِيِّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ بُويانَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حسَّان، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي نَشِيْطٍ، وَقَرَأَ عَلَى قَالُوْنَ صَاحِبِ نَافِعٍ، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 525"، وتاريخ بغداد "3/ 352"، وتهذيب التهذيب "9/ 493"، وتقريب التهذيب "2/ 213"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6711".

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ الخَطِيْبُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ البَطّيِّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ البَطِرِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ المحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَشِيْطٍ مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ، وَالعَبَّاسُ التَّرْقُفِيُّ قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو المُغِيْرَةِ، حدثنا صفوان، حدثني شريح بن عُبَيْدٍ: أَنَّهُ سَمِعَ الزُّبَيْرَ بنَ الوَلِيْدِ يُحَدِّثُ عن ابن عمر، قال: كان رسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا غَزَا، أَوْ سَافَرَ فَأَدْرَكَهُ اللَّيْلُ قَالَ: "يَا أَرْضُ، رَبِّي وَرَبُّكِ اللهُ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّكِ وَشَرِّ مَا فِيْكِ، وَشَرِّ مَا دَبَّ عَلَيْكِ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ أَسَدٍ وَأَسْوَدَ وَحَيَّةٍ وَعَقْرَبٍ، وَمِنْ سَاكِنِي البَلَدِ، وَمِنْ شَرِّ وَالِدٍ وما ولد"1.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "2/ 132" و"3/ 124"، وأبو داود "2603"، والنسائي في "الكبرى" "10398"، وفي "عمل اليوم واليلة" "563"، وابن خزيمة "2572"، والحاكم "1/ 446-447" و"2/ 100" والبيهقي في "السنن" "5/ 253" من طريق صفوان، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته الزبير بن الوليد، وهو الشامي، مجهول، لم يرو عنه غير شريح بن عبيد الحضرمي، وذكره ابن حبان في "الثقات" على عادته في توثقي المجاهيل والمجروحين. وأبو المغيرة هو عبد القدوس بن حجاج الحمصي. وصفوان، هو ابن عمرو السكسكي.

محمد بن هارون

2088- محمد بن هارون 1: وَقِيْلَ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ، أَبُو جَعْفَرٍ المُخَرِّمِيُّ، الفَلاَّسُ، شَيطَا. حَافِظٌ ثِقَةٌ، قَالَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ. سَمِعَ أَبَا نُعَيْمٍ، وَسُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ. وَعَنْهُ: المَحَامِلِيُّ، وَابْنُ مَخْلَدٍ، وَابْنُ أبي حاتم. مات بالنهروان سنة 265. وَقَعَ لَنَا حَدِيْثُهُ فِي الأَكَابِر عَنْ مَالِكٍ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 526"، وتاريح بغداد "3/ 353"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 89"، والوافي بوفيات لصلاح الصفدي "5/ 147"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 55".

عبد الله بن هاشم

2089- عبد الله بن هاشم 1م: ابن حيان، الإِمَامُ الحَافِظُ المُتْقِنُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّوْسِيُّ المَوْلِدِ، النَّيْسَابُوْرِيُّ الوطنِ. سَمِعَ: سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيْعاً، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ وَأَبَا مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبَا أُسَامَةَ، وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ القبَّانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ، وَمكِيُّ بنُ عَبْدَانَ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَخُوْهُ عَبْدُ اللهِ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَسَائِرُ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْ أَهْلِ الحَدِيْثِ بِبَلَدِهِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الحَافِظُ: عَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ يُجَوِّدُ فِي حَدِيْثِ يَحْيَى وَابْنِ مَهْدِيٍّ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: قَدْ جمعَ زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ عَوَالِي ابْنِ هَاشِمٍ، سَمِعْنَاهُ. الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سلمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ، قَالَ لَنَا وَكِيْعٌ: أَيُّ الإِسْنَادَينِ أَحَبُّ إِلَيْكُم: الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَوْ سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ? فَقُلْنَا: الأَوَّلُ فَقَالَ: الأَعْمَشُ شَيْخٌ، وَأَبُو وَائِلٍ شَيْخٌ، وَسُفْيَانُ فَقِيْهٌ، وَمَنْصُوْرٌ فَقِيْهٌ، وَإِبْرَاهِيْمُ فَقِيْهٌ، وَعَلْقَمَةُ فَقِيْهٌ، وَحَدِيْثٌ يتدَاولهُ الفُقَهَاءُ خَيْرٌ مِمَّا يتدَاولهُ الشُّيُوْخُ. قُلْتُ: بَلْ وَالأَعْمَشُ وَشَيْخُهُ لَهُمَا فقهٌ وَمَعْرِفَةٌ وَجَلاَلَةٌ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمِ بنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَو تعلمون ما أعلم لضحكتكم قليلًا ولبكيتم كثيرًا" 1.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ ترجمة 912"، وتاريخ بغداد "10/ 193"، والأنساب للمسعاني "6/ 37"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 20"، واللباب لابن الأثير:"2/ 5"، وتذكرة الحفاظ "2/ 536"، والكاشف "2/ ترجمة 3068"، وتهذيب التهذيب "6/ 60"، وتقريب التهذيب "1/ 457"، وخلاصة الخزرحي "2/ ترجمة 3876". 2 صحيح: أخرجه البخاري "6486"، ومسلم "2359"، والنسائي:"3/ 83".

البجلي

2090- البَجَلِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ خَالِدٍ، الحَافِظُ المُحَدِّثُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ، الكُوْفِيُّ، نَزِيْلُ بخارى. حَدَّثَ عَنْ: عمِّ أَبِيْهِ الحَسَنِ بنِ الرَّبِيْعِ البُورَانِيِّ، وَحُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ، وَأَبِي أُسَامَةَ، وَأَبِي نُعَيْمٍ، وَطَائِفَةٍ. روَى عَنْهُ أَهْلُ بُخَارَى. قَالَ بَكْرُ بنُ مُنِيْرٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَسْأَلُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيَّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الهيثمِ، لَمَّا قَدِمَ فَقَالَ: اكتُبُوا عَنْهُ فَإِنَّهُ ثِقَةٌ. قَالَ بكرٌ: جَمِيْعُ مَا حَدَّثَنَاهُ مِنْ حِفْظِهِ، وَالكُتُبُ بَيْنَ يَدَيْهِ مَطَروحَةٌ. أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ بنُ الخَلاَّلِ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ البَردَانِيُّ، أَخْبَرَنَا هَنَّادٌ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله غنجار، حدثنا أحمد ابن أَبِي حَامِدٍ البَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ مُنِيْرِ بنِ خَالِدٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ الهَيْثَمِ البَجَلِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ بِبَغْدَادَ قَائِدٌ مِنْ قُوَّادِ المُتَوَكِّلِ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ تَلِدُ البنَاتِ فَحْملت مَرَّةً فحلفَ القَائِدُ، إِنْ وَلدَتْ هَذِهِ المرَّة بنتاً قتلتُكِ بِالسَّيْفِ فَلَمَّا جلَسَتْ لِلْوِلاَدَةِ هِيَ، وَالقَابلَةُ أَلقت مِثْل الجُريِّبِ، وَهُوَ يضْطربُ فَشَقُّوهُ فَخَرَجَ مِنْهُ أَرْبَعُوْنَ ابْناً، وَعَاشوا كلُّهُم وَأَنَا رأَيتُهُم بِبَغْدَادَ رُكْبَاناً خَلْفَ أَبيهِم وَكَانَ اشْتَرَى لِكُلِّ، وَاحِدٍ مِنْهُم ظِئْراً. قَالَ بكرٌ: فَحضرتُ مَجْلِسَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ، فَحَدَّثَهُ أَبِي بِمَا حَكَى لَنَا ابْنُ الهَيْثَمِ فَقَالَ: إِنَّهُ صَدُوْقٌ مستورٌ. قَالَ غَنجَارٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمَائتينِ. قُلْتُ: وَبكرٌ ثِقَةٌ. فسُبْحَانَ القَادِرِ عَلَى كُلِّ شيء.

أحمد بن بديل

2091- أحمد بن بديل 1: "ت، ق" ابن قريش بن بدير بن الحارث اليامي، قَاضِي الكُوْفَةِ ثُمَّ هَمَذَانَ، الحَافِظُ، أَبُو جَعْفَرٍ عَالِمٌ دَيِّنٌ فَاضِلٌ مُعَمَّرٌ. حَدَّثَ عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ وَالمُحَارِبِيِّ، وَوَكِيْعٍ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ دِيْنَارٍ الهَمَذَانِيُّ تِلْمِيْذُ ابْنِ مَاجَهْ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَمْرُوسٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَكِيْلُ أَبِي صَخْرَةَ، وَحَاجِبٌ الفَرْغَانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عِيْسَى الوَزِيْرُ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزَّعْفَرَانِيُّ قُلَيْلَة، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى أَحَادِيْثَ أُنْكِرَتْ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ عَلَى ضَعْفِهِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: فِيْهِ لينٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: لَمْ يقض لي السماع منه، ومحله الصدق. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يُسَمَّى بِالْكُوْفَةِ رَاهِبَ الكُوْفَةِ فَلَمَّا تَقَلَّدَ القَضَاءَ قَالَ: خُذِلْتُ عَلَى كبرِ السِّنِّ مَعَ عفَّتِهِ، وَصيَانَتِهِ. قَالَ مُطَيَّنٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وخمسين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 17"، وتاريخ بغداد "4/ 49"، والعبر "2/ 16، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 263"، وتهذيب التهذيب "1/ 17" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 137"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 9"، وميزان الاعتدال "1/ 84".

أحمد بن إسرائيل

2092- أحمد بن إسرائيل 1: ابن الحُسَيْنِ الأَنْبَارِيُّ الكَاتِبُ، وَزِيْرُ المُعْتَزِّ. كَانَ ذَا مَكَانَةٍ رَفِيْعَةٍ عِنْدَ المُعْتَزِّ فَاسْتوزَرَهُ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ، فنهضَ بأَعبَاءِ الأَمْرِ، وَكَانَ يُضْرَبُ بذَكَائِهِ المَثَلُ لاَ يَسْمَعُ شَيْئاً إلَّا حَفِظَهُ، وَكَانَ إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي حسَابِ الدِّيْوَانِ. نوَّهَ بِاسْمهِ ابْنُ الزَّيَّاتِ وَقَدَّمَهُ، وَقَدْ باشَرَ العَمَلَ فِي دَوْلَةِ الأَمِيْنِ وَطَالَ عُمُرُهُ. وَعَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أَنسخُ الكِتَابَ، فَلاَ أَفْرَغُهُ حَتَّى أَحفَظَهُ حَرْفاً حَرْفاً....فعلتُ ذَلِكَ مَرَّاتٍ كَثِيْرَةً. وَقَدْ أَحْدَثَ رسوماً وَقَوَاعِدَ فِي الكِتَابَةِ بقيَتْ بَعْدَهُ، وَتُرِكَ مَا قبلَهَا. اختصرَ "تَقْدِيْرَ خرَاجِ الممَالِكِ" فِي نِصْفِ طَلْحِيَّةٍ فَكَانَ لاَ يُفَارِقُ خُفَّ ابْنِ الزَّيَّاتِ فَسَأَلَهُ الوَاثِقُ يَوْماً عَنِ الأَمْوَالِ، فَلَمْ تكن الورقة مَعَهُ، فَخَرَجَ فَأَملاَهُ ابْنُ إِسْرَائِيْلَ عَلَيْهِ مِنْ حِفْظِهِ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: كَانَتْ وَزَارَتُهُ دُوْنَ ثَلاَثِ سِنِيْنَ: وَقْتَلَهُ وَصيفٌ بِالضَّربِ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خمس وخمسين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 243".

المؤيد بالله

2093- المُؤَيَّد بِاللهِ 1: إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُتَوَكِّلِ بنِ المُعْتَصِمِ. عَقَدَ لَهُ أَخُوْهُ بولاَيَةِ عهدِ الخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِهِ، وَدُعِيَ لَهُ فِي الأَمصَارِ، ثُمَّ بَلَغَ المُعْتَزَّ عَنْهُ أَمْرٌ، فضربَهُ، وَخلعَهُ مِنَ العهْدِ، وَحَبَسَهُ يَوْماً، ثُمَّ أُخْرِجَ ميتاً، فَقِيْلَ: أُجْلِسَ فِي الثَّلجِ حَتَّى مَاتَ برداً، وَبُعِثَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ، فَبَعثَتْ تَقُوْلُ لقبيحَةَ أُمِّ المُعْتَزِّ: عَنْ قَرِيْبٍ تَرَيْنَ المُعْتَزَّ ابْنَكِ هَكَذَا. قُلْتُ: كَذَا وَقَعَ، وَمَا أَمهَلَهُ اللهُ، قُتِلَ المُؤَيَّدُ فِي رَجَبٍ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَكَانَ شابًا مليحًا.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 50"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 335".

الجروي

2094- الجروي 1: "خَ" الإِمَامُ الأَجَلُّ الصَّادِقُ أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ وَزِيْرِ بنِ ضَابِئِ بنِ مَالِكِ بنِ عَامِرِ بنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَدِيِّ بنِ حمرس الجُذَامِيُّ المِصْرِيُّ الجَرَوِيُّ. أَجَازَ لَهُ: ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ، وَسَمِعَ: أَيُّوْبَ بنَ سُوَيْدٍ، وَبِشْرَ بنَ بَكْرٍ التِّنِّيْسِيَّ، وَعَمْرَو بنَ أَبِي سَلَمَةَ، وَأَبَا مُسْهِرٍ الغَسَّانِيَّ، وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَإِبْرَاهِيْم الحَرْبِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَالسَّرَّاجُ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالمَحَامِلِيُّ، وَحَفِيْدُهُ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الجَرَوِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ فَوْقَ الثِّقَةِ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ فَضْلاً، وَزُهْداً. وَقَالَ الخَطِيْبُ: مَذْكُوْرٌ بِالوَرَعِ وَالثِّقَةِ، موصوفٌ بِالعِبَادَةِ. قَالَ جَعْفَرٌ: سَمِعْتُ جَدِّي الحَسَنَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ يَقُوْلُ: مَنْ لَمْ يَرْدَعْهُ القُرْآنُ وَالمَوْتُ، ثُمَّ تَنَاطحَتِ الجِبَالُ بَيْنَ يَدَيْهِ لَمْ يَرْتَدِعْ. قِيْلَ: حُمِلَ الحَسَنُ إِلَى العِرَاقِ بَعْد مَقْتَلِ أَخِيْهِ، فَبقيَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: بُعِثَ إلى الحسن ميراثه مائة ألف دينار، فَحَمَلَ مِنْهَا إِلَى أَبِي ثَلاَثَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ، وَقَالَ: هِيَ حلاَلٌ. فَلَمْ يَقْبَلْهَا. الجَرَوِيَّةُ: قَرْيَةُ تِنِّيس، نَزَلَهَا جدُّ هَذَا، وَهُوَ جَرَوِيٌّ مِنْ ولد جرى بن عوف الجذامي.

_ 1 ترجمته في الكنى للدولابي "2/ 34"، والجرح والتعديل "3/ ترجمة 102"، وتاريخ بغداد "7/ 337" والمنتظم لابن الجوزي "5/ 2"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 71"، وتهذيب التهذيب "2/ 291"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 146"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1354".

العتبي

2095- العُتْبِي 1: فَقِيْهُ الأَنْدَلُسِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عُتْبَةَ بنِ حُمَيْدِ بنُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ، الأُمَوِيُّ السُّفْيَانِيُّ العُتْبِيُّ القُرْطُبِيُّ المَالِكِيُّ، صَاحِبُ كِتَابِ "العُتْبِيَّةِ". سَمِعَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى اللَّيْثِيَّ، وَأَصْبَغَ بنَ الفَرَجِ وَسَحْنُوْنَ بنَ سَعِيْدٍ، وَسَعِيْدَ بنَ حَسَّانَ وَطَائِفَةً. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ لُبَابَة، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَسْلَمُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ، قَالَ: أَتيتُ بكُتُبٍ حسنَةِ الخطِّ، تُدْعَى: "المستخرجَةُ" مِنْ وضْعِ صَاحِبِكُم مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ العُتْبِيِّ، فَرَأَيْتُ جُلَّهَا كُذوباً، مَسَائِلَ المَجَالِسِ لَهُ لَمْ يُوقَفْ عَلَيْهَا أَصْحَابُهَا، فَخشيتُ أَنْ أَمُوتَ، فَتوجَدَ فِي تَرِكَتِي، فوهبْتُهَا لمَنْ يَقْرَأُ فِيْهَا. قُلْتُ: كَيْفَ اسْتحللتَ أَنْ تُعْطِيَهُ ليقرأَ فِيْهَا? فَسَكَتَ. وَقَالَ ابْنُ لُبَابَةَ: لَيْسَ لِلْعُتْبِيِّ نِسْبَةٌ، إِنَّمَا كَانَ لَهُ جدٌّ يُسَمَّى عُتبَةٌ، كَذَا قَالَ. وَقَالَ ابْنُ الفَرَضيِّ: رحلَ وَأَخَذَ عَن سَحْنُوْنَ، وَأَصْبَغَ، وَنُظَرَائِهِمَا، وَكَانَ حَافِظاً لِلْمَسَائِلِ، جَامعاً لَهَا، عَالِماً بِالنّوازلِ، جمع المستخرَجَةِ، وَأَكْثَرَ فِيْهَا مِنَ الرِوَايَاتِ المَطَروحَةِ، وَالمَسَائِلِ الشَّاذَةِ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ ومائتين، ويقال: سنة أربع.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 380"، واللباب لابن الأثير "2/ 320"، والعبر "2/ 7" والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 30".

ابن نذير، ويعقوب بن إسحاق، ويعقوب بن عبيد

ابن نذير، ويعقوب بن إسحاق، ويعقوب بن عبيد: 2096- ابن نذير 1: مُفْتِي الأَنْدَلُسِ، أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عِيْسَى بنِ نذيرٍ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمُ القُرْطُبِيُّ المَالِكِيُّ. حجَّ وَحملَ عَنْ: أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئِ، وَمُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللهِ اليَسَارِيِّ، وعبد الملك بن الماجشون وطبقتهم. برع فِي الفِقْهِ وَدقَائِقِ المَسَائِلِ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ، وَسَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ الأَعنَاقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ فُطَيسٍ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ بِقرطبَةَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. 2097- يعقوب بن إسحاق 2: ابن الصَّبَّاحِ، الكِنْدِيُّ الأَشْعَثِيُّ الفيلسوفُ، صَاحِبُ الكُتُبِ، مِنْ وَلدِ الأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ، أَمِيْرِ العَرَبِ. كَانَ رَأْساً فِي حكمَةِ الأَوَائِلِ وَمنطقِ اليونَانِ وَالهيئَةِ وَالتّنجيمِ وَالطبِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ. لاَ يُلْحَقُ شأوهُ فِي ذَلِكَ العِلْمِ المَتْرُوْكِ، وَلَهُ بَاعٌ أَطْوَلُ فِي الهندسَةِ وَالمُوْسِيْقَى. كَانَ يُقَالُ لَهُ: فيلسوفُ العَرَبِ، وَكَانَ مُتَّهَماً فِي دِيْنِهِ، بخيلاً، سَاقطَ المروءةِ، وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّدٌ وَبلاغَةٌ وَتَلاَمِذَةٌ، هَمَّ بِأَنْ يَعْمَلَ شيئاً مِثْلَ القُرْآنِ، فَبعدَ أَيَّامٍ أَذْعَنَ بِالعجزِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَحْيَى بنِ خَاقَانَ: رَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: مَا هُوَ إلَّا أَن رَآنِي، فَقَالَ: {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُون} [الْمُرْسَلَات: 29] . وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيْهِ أبو داود. 2098- يعقوب بن عبيد 3: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو يُوْسُفَ النَّهْرُتِيْرِيُّ، مِنْ مَشَايِخِ العِرَاقِ. لَهُ رِحْلَةٌ وَمَعْرِفَةٌ. سَمِعَ وَكِيْعاً وَعَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ وَأَبَا أُسَامَةَ، وَأَبَا مُسْهِرٍ وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَعِدَّةً. وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَامضُ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعَ مِنْهُ أَبِي، وَهُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ شَاهِيْنَ مَاتَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: مَاتَ فِي عشر التسعين، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في هدية العارفين للبغدادي "1/ 512". 2 ترجمته في لسان الميزان "6/ 305". 3 ترجمته في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 879"، وتاريخ بغداد "14/ 280".

ابن شاكر

2099- ابْنُ شَاكِرٍ 1: مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ شَاكِرٍ، صَاحِبُ الهندسَةِ، أَخُو أَحْمَدَ وَالحَسَنِ كَانَ أَبُوْهُم مِنْ رُؤُوْسِ أَئِمَّةِ الهندسَةِ، وَكَذَلِكَ بنوهُ وَيُنْسَبُونَ إلى "حيل" بني موسى. ذَكَرَهُمُ ابْنُ خَلِّكَانَ، وَمِنْ قَبْلِهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيْمُ وَأَنَّهُم كَانُوا ذَوِي أَمْوَالٍ، وَلهُم هِمَمٌ عَالِيَةٌ فِي تَحْصِيْلِ هَذَا الفَنِّ، وَالكُتُبِ القَدِيْمَةِ وَتطلَّبُوهَا وَأَحضرُوا مَنْ عَرَّبَهَا. وَلهُم كِتَابٌ فِي "الحِيَلِ"، فِيْهِ عَجَائِبُ وَغَرَائِبُ وَكَذَلِكَ صنَّفُوا فِي المُوْسِيْقَى. وَكَانَ المَأْمُوْنُ يعتمدُ عَلَيْهِم فِي الرّصدِ وَمسَاحَةِ الدُّنْيَا. وَيُقَالُ: إِنَّ كِتَابَ "الحِيَل" لأَحْمَدَ، وَكِتَابَ الجُزْءِ لمُحَمَّدٍ وَكِتَابَ أَوَّليَّةِ العَالَمِ لمُحَمَّدٍ، وَكِتَابَ حَرَكَاتِ الفلكِ لَهُ وَكِتَابَ "المُدَوَّرِ المستطيلِ" لحسن، وَكِتَابَ الشّكلِ الهندسِيّ لمُحَمَّدٍ وَهُمُ الَّذِيْنَ حَسَبُوا أَنَّ دَورَ الكُرَةِ مسَافَةُ أَرْبَعَة وَعِشْرِيْنَ أَلْفِ مِيلٍ وَمجموعُ ذَلِكَ ثَلاَثُ مائَةٍ وَسِتُّوْنَ دَرَجَةً. مَاتَ مُحَمَّدٌ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وخمسين ومائتين.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "ترجمة 5/ 708"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 84".

ابن يزداذ

2100- ابن يزداذ 1: الوَزِيْرُ الأَكْمَلُ، أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزدَاذَ الكَاتِبُ. وَزَرَ لِلْمستعينِ أَشْهُراً بَعْدَ أَحْمَدَ بنِ الخصيبِ، فَاحتَاطَ عَلَى بَعْضِ أَقطَاعِ بُغَا، فَتهدَّدُوهُ بِالقتلِ فَاخْتَفَى. ثُمَّ وَزرَ مَرَّةً ثَانيَةً لِلْمستعينِ بَعْدَ شُجَاعٍ، ثُمَّ إِنَّ بغا ألب عليه الأُمرَاءَ فَهَرَبَ إِلَى بَغْدَادَ، وَاخْتَفَى. مدحَهُ البُحترِيُّ وَغَيْرُهُ. وَنقلَ الكوكبِيُّ أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الشُّعرَاءِ امتدحُوا الوَزِيْرَ أَبَا صَالِحٍ فَأَمرَ لَهُم بِثَلاَثَةِ دَرَاهِم لَيْسَ إلَّا وَكَتَبَ إِلَيْهِم: قيمَةُ أَشعَارِكُم دِرْهَمٌ ... عِنْدِي وَقَدْ زِدْتُكُم دِرْهَمَا وثَالِثاً قِيمَةُ أَوْرَاقِكُمْ ... فَانْصَرِفُوا قَدْ نِلْتُمُ مَغْنَمَا مَاتَ الوَزِيْرُ ابْنُ يزدَاذ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 35".

عبد الرحمن بن بشر

2101- عبد الرحمن بن بشر 1: "خ، م، د، ق" ابن الحكم بن حَبِيْبِ بنِ مِهْرَانَ، المُحَدِّثُ الحَافِظُ الجَوَّادُ الثِّقَةُ الإمام أبو محمد بن الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَبْدِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. أَخْبَرَنَا الأَبَرْقُوْهِيُّ: أَخْبَرَنَا أَكملُ العَلَوِيُّ أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ البَنَّاءِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ زُنبورٍ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بشرٍ حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَكِيْمٍ حَدَّثَنِي الحَكَمُ بنُ أَبَانَ حَدَّثَنِي أَبُو هَارُوْنَ العُمَانِيُّ عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ جِبْرِيْلَ حَدَّثَهُ قَالَ: إِنَّ اللهَ قَضَى أَوْ إِنَّ اللهَ قَالَ: يُؤْتَى بِحَسَنَاتِ العَبْدِ وَسَيِّئاتِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُقْضَى بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ فَإِنْ بَقِيَتْ حسنة وسع له الجنة ما شاء". مَوْلِدُهُ بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ وَمائَةٍ. واعتنَى بِهِ أَبُوْهُ، وَارْتَحَلَ بِهِ، وَلقيَ الكِبَارَ وَطَالَ عُمُرُهُ، وَتَفَرَّدَ. رَوَى عَنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ وَوَكِيْعِ بنِ الجَرَّاحِ، وَبَهْزِ بنِ أَسَدٍ وعبد

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ ترجمة 1011"، وتاريخ بغداد "10/ 27"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 25"، والكاشف "2/ ترجمة "3189"، والعبر "2/ 148"، وتهذيب التهذيب "6/ 144"، وتقريب التهذيب "1/ 473"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4036".

الرَّزَّاقِ بنِ هَمَّامٍ، وَمَعْنِ بنِ عِيْسَى، وَيَعْلَى وَمُحَمَّدِ ابْنَي عُبَيْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الوَلِيْدِ العَدَنِيُّ وَالحُسَيْنِ بنِ الوَلِيْدِ النَّيْسَابُوْرِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ، وَحَفْصِ بنِ عَبْدِ اللهِ وَحَفْصِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دُوَادٍ وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ صَاعِدٍ وَأَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَمَكِّيُّ بنُ عَبْدَانَ وَأَبُو حَامِدٍ بنُ بِلاَلٍ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَارُوْدُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَمِّ وَالِدِهِ الحَافِظُ أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ حَبِيْبٍ الفَرَّاءُ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ابْنَ ابنِ عمِّي يَقُوْلُ: كُنَّا نكتبُ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، وَأَبُوْهُ يلعبُ بِالحَمَامِ، وَكَانَ ابْنُ بشرٍ مَوْصُوفاً بطِيبِ الصّوتِ. قَالَ مَكِّيُّ بنُ عَبْدَانَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِرٍ الأَمِيْرُ يحضرُ بِاللَّيْلِ مُتَنَكِّراً إِلَى مَسْجِدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ليسمعَ قرَاءتَهُ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بشرٍ: أَقَامَنِي يَحْيَى القطَّانُ فِي مَجْلِسهِ فَقَالَ: مَا حَدَّثَكُم عَنِّي هَذَا الصَّبيُّ فصدقوه فإنه كيس. قُلْتُ: كَانَ ارتحَالُ أَبِيْهِ بِهِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ، وَهُوَ نَحْوُ المُحْتَلِمِ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ بشرٍ يَقُوْلُ: حملنِي أَبِي عَلَى عَاتِقِهِ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَقَالَ: يَا مَعْشَرَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ أَنَا بِشْرُ بنُ الحَكَمِ سَمِعَ أَبِي مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ وَسَمِعْتُ أَنَا مِنْهُ، وَحدَّثْتُ عَنْهُ بِخُرَاسَانَ وَهَذَا ابْنِي قَدْ سَمِعَ مِنْهُ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: احتلمْتُ بِاليَمَنِ مَعَ أَبِي. قُلْتُ: آخرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الدُّنْيَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المُذَكِّرُ شَيْخٌ لِلْحَاكِمِ ضَعِيْفٌ. سَمِعْنَا عَوَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بِشْرٍ لزَاهِرٍ الشَّحَّامِيِّ. قَالَ أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: احتلمْتُ فَدَعَا أَبِي عَبْدَ الرَّزَّاقِ، وَأَصْحَابَ الحَدِيْثِ الغربَاءَ فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الطَّعَامِ قَالَ: اشهدُوا أَنَّ ابْنِي قَدِ احْتَلَمَ وَهوَ ذَا يَسْمَعُ مِنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ. قُلْتُ: هَذَا الإِعلاَمُ إِيلاَمٌ لِلصبِيِّ وتخجيل له.

رُوِيَ أَنَّ الأَمِيْرَ عَبْدَ اللهِ بنَ طَاهِرٍ قَالَ: مَا بِخُرَاسَانَ رَجُلٌ أَحسنُ عقلاً مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بِشْرٍ. قَالَ مُسَدَّدُ بنُ قَطنَ: لَمَّا تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى عَقَدَ مُسْلِمٌ مَجْلِساً لخَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بِشْرٍ فَكَانَ يَحْضُرُ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ، وَينتقِي لَهُ مُسْلِمٌ شرطَهُ فِي الصَّحِيْحِ فيُمْلِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَجْلِسُ إِمْلاَءٍ قبلَهَا. قَالَ أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ يَقُوْلُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بشرٍ مِنْ قُرَّاءِ النَّاس وَكَانَ يَقْرَأُ: {فَعَدَلَك} [الإِنفطَار: 7] فَخفّفَ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ: قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ يَا بُنيَّ، إِنْ كُنْتَ تُرِيْدُ أَحَادِيْثَ شُعْبَةَ، فَعَلَيْكَ بِبَهْزِ بنِ أَسَدٍ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: أَمرَ عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِرٍ أَنْ يُكْتَبَ لَهُ أَسَامِي الأَعْيَانِ بِنَيْسَابُوْرَ، فكتبُوا مائَةَ نَفْسٍ ثُمَّ قَالَ: تختَارُ مِنَ المائَةِ عَشْرَةً فكتبُوا أَسْمَاءَ عَشْرَةٍ قَالَ: تختَارُ مِنْهُم أَرْبَعَةً فَكَانَ مِنَ الأَرْبَعَةِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ. الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ هَانِئٍ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سَلَمَةَ يَقُوْلُ: بكَّرْتُ يَوْماً عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بِشْرٍ فِي تزويجِ أُخْتِ امْرَأَةِ مُسْلِمِ بنِ الحَجَّاجِ، فَرَأَيْتُهُ فِي المَسْجَدِ، فَقَالَ: مَا بكَّرَ بِكَ اليَوْمَ? قُلْتُ: عَبْدُ الوَاحِدِ الصَّفَّارُ سَأَلَنِي أَنْ أَجيئكَ لتُزَوِّجَ ابْنَتَهُ فَقَالَ: مَا حضَرتُ تزويجاً قَطُّ إِذَا كَانَ فِي وَقْتِ قَوْلِهِم لِلْخَاطبِ: قَبِلْتَ هَذَا النِّكَاحَ، وَلَهَا مِنَ المهرِ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا فَإِذَا قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ فِي نَفْسِي: شقيتَ شقَاءً لاَ تُسْعدُ بَعْدَهُ أَبَداً. قَالَ مَحْمُوْدُ بنُ وَالاَنَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ بِشْرٍ سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: غَضَبُ اللهِ دَاءٌ لاَ دوَاءَ لَهُ. قُلْتُ: دواؤُهُ كَثْرَةُ الاسْتِغْفَارِ بِالأَسحَارِ، وَالتَّوبَةُ النَّصوحُ. قَالَ الحَاكِمُ: قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ لَيْلَةَ الأَرْبعَاءِ لثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَبِيْعٍ الآخرِ سنَةَ سِتِّيْنَ، وَمائَتَيْنِ وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ فكبَّرَ أَرْبَعاً، وَسلَّمَ تسليمَةً وَاحِدَةً ثُمَّ جَاءَ يَحْيَى بنُ الذُّهْلِيِّ إِلَى القَبْرِ فِي زِحَامٍ كَثِيْرٍ فَصَلَّى بِهِم عَلَى القَبْرِ. أَبُوْهُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ الثِّقَةُ الفَقِيْهُ الحَافِظُ أَبُو عبد الرحمن:

بشر بن الحكم العبدي

2102- بِشْرُ بنُ الحَكَمِ العَبْدِيُّ 1: "خَ، م، س" مِنْ جِلَّةِ أَهْلِ نَيْسَابُوْرَ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ بِضْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ، أَوْ نَحْو ذَلِكَ. رَوَى عَنْ: أَبِي شَيْبَةَ العَبْسِيِّ، وَمَالِكِ بنِ أَنَسٍ وَشَرِيْكٍ القَاضِي، وَمُسْلِمٍ الزَّنْجِيِّ وَعَبْدِ رَبِّهِ بنِ بارقٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الرِّجَالِ وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، وَخَلْقٍ وَهُوَ أَحْفَظُ مِنْ وَلَدِهِ وَأَوْسَعُ رِوَايَةً. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَابْنُ عَمِّهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ وَمُسَدَّدُ بنُ قطن. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ. قَالَ الحُسَيْنُ القَبَّانِيُّ: مَاتَ بشرٌ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ زَكَرِيَّا ابْنُ دَلَّوَيه: مَاتَ سَنَةَ سبع.

_ 1 ترجمته في تهذيب التهذيب "1/ 447"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 89".

العطار

2103- العطار 1: "فَق" الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ غَالِبٍ، البَغْدَادِيُّ العَطَّارُ الضَّرِيْرُ. حَدَّثَ عَنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عُلَيَّةَ، وَعَبِيدَةَ بنِ حُمَيْدٍ وَمُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ، وَيَحْيَى بنِ آدَمَ وَالشَّافِعِيِّ وَأَبِي أُسَامَةَ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ فِي "تَفْسِيْرهِ"، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ سُرَيْجٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُرْوَةَ وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَامضُ، وَالمَحَامِلِيُّ وَابْنُ مَخْلَدٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ وَعِدَّةٌ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ مَخْلَدٍ: مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: عِنْدِي حَدِيْثُهُ بِعُلُوٍّ مرَّ فِي سيرَةِ مَالِكٍ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1451"، وتاريخ بغداد "5/ 306"، وتهذيب التهذيب "9/ 189"، وتقريب التهذيب "2/ 164"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6254".

أحمد بن شيبان

2104- أحمد بن شيبان 1: ابن الوليد بن حيان، المُحَدِّثُ الكَبِيْرُ، الصَّدُوقُ أَبُو عَبْدِ المُؤْمِنِ الرَّمْلِيُّ. سَمِعَ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدَ المَجِيْدِ بنَ روَّادٍ، وَعَبْدَ المَلِكِ الجُدِّيَّ، وَمُؤَمَّلَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ. حَدَّثَ عَنْهُ: يُوْسُفُ بنُ مُوْسَى المَرْوَزِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَعُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ السَمَرْقَنْدِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يُخْطِئُ. قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ في الخليعات، وَفِي الثَّقَفيَّاتِ. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وستين، ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 72"، وميزان الاعتدال "1/ 103"، والعبر "2/ 38"، وتهذيب التهذيب "1/ 39"، ولسان الميزان "1/ 185".

محمد بن عبد الملك

2105- محمد بن عبد الملك 1: "4" ابن زنجويه الحَافِظُ، الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ البَغْدَادِيُّ الغَزَّالُ الفَقِيْهُ صَاحِبُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ. سَمِعَ: يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَزَيْدَ بنَ الحُبَابِ وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ، وَجَعْفَرَ بنَ عَوْنٍ وَمُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيَّ، وَطَبَقَتَهُم وَلَهُ رِحْلَةٌ شَاسعَةٌ، وَمَعْرِفَةٌ جيدَةٌ وَتَوَالِيْفٌ. حدث عَنْهُ أَرْبَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ، وَأَبُو يَعْلَى وَالبَغَوِيُّ وَابْنُ صَاعِدٍ وَالمَحَامِلِيُّ، وَأَخُوْهُ قَاسمٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. يقع لي من عواليه.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 20"، وتاريخ بغداد "2/ 345"، والكاشف "3/ ترجمة 5094"، والعبر "2/ 17"، وتهذيب التهذيب "9/ 318"، وتقريب التهذيب "2/ 186"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6458"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 138".

زكرويه

2106- زكرويه 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ أَسَدٍ المَرْوَزِيُّ نَزِيْلُ بغَدَادَ. حَدَّثَ عَنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ، وَمَعْرُوْفٍ الكَرْخِيِّ وَهُوَ صَاحِبُ جزءِ ابْنِ عُيَيْنَةَ الذي عند السلفي. حَدَّثَ عَنْهُ: القَاضِي المَحَامِلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ وَأَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ المنَادَى، وَإِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، وَأَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَآخَرُوْنَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لاَ بأسَ بِهِ. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو الفَتْحِ الأَزْدِيُّ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ فَلَمْ يُصبْ أَكْثَرُ مَا تَعَلَّقَ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ سُفْيَانَ، وَهَذَا قَدْحٌ بَارِدٌ وَذكرَ أَنَّهُ يُلَقَّبُ جُوذَابه. مَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: لَعَلَّهُ قَارَبَ المائَةَ وآخرُ أَصْحَابِهِ مَوْتاً الأَصَمُّ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى فِي الدُّنْيَا عَنْ أَصْحَابِ الأَصَمِّ هَذَا الجُزْءَ هُوَ عَبْدُ الغفَّارِ بنُ مُحَمَّدٍ الشِّيرَوِيُّ البَاقِي إِلَى سَنَةِ عَشْرٍ وَخَمْسِ مائَةٍ بنيسابور.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 460"، وميزان الاعتدال "2/ 80"، والعبر "2/ 45"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 160"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 77".

يونس بن عبد الأعلى

2107- يونس بن عبد الأعلى 1: "م، س، ق" ابن ميسرة بن حَفْصِ بنِ حَيَّانَ الإِمَامُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو موسى الصَّدَفيُّ المِصْرِيُّ المُقْرِئُ الحَافِظُ، وَأُمُّهُ فُلَيْحَةُ بِنْتُ أَبَانَ التُّجِيبِيَّةُ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ فِي ذِي الحِجَّةِ. وَحَدَّثَ عَنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وعبد الله بن، وهب والوليد بن مسلم وَمَعْنِ بنِ عِيْسَى، وَابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ وَأَبِي ضَمْرَةَ اللَّيْثِيِّ، وَبِشْرِ بنِ بَكْرٍ التِّنِّيْسِيِّ، وَأَيُّوْبَ بنِ سُوَيْدٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ نَافِعٍ الصَّائِغِ، وَسَلاَمَةَ بنِ رَوْحٍ ومحمد بن عبيد الطنافسي ويحيى

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1022"، والأنساب للسمعاني "8/ 44"، واللباب لابن الأثير "2/ 236"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "7/ ترجمة 853"، والكاشف "3/ ترجمة 6588"، والعبر "2/ 29"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9909"، وتهذيب التهذيب "11/ 440"، وتقريب التهذيب "2/ 385، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 149"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 49".

بنِ حَسَّانٍ، وَأَشْهَبَ الفَقِيْهِ وَيَنْزِلُ إِلَى نُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ، وَيَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ بَلْ وَإِلَى أَنْ رُوِيَ عَنْ تلمِيذِهِ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ. وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى وَرْشٍ صَاحِبِ نَافِعٍ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ فِي زَمَانِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ وَعُمَرُ بنُ بُجَيْر وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ سَلاَمَةَ الطَّحَاوِيُّ، وَأَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَامِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سُفْيَانَ بنِ سَعِيْدٍ المِصْرِيُّ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو الفَوَارِسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ السِّنْدِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَقَرَأَ عَلَيْهِ: مَوَاسُ بنُ سَهْلٍ المِصْرِيُّ، وأحمد بن محمد الوَاسِطِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الهَيْثَمِ دُلْبَةٌ وَعَبْدُ اللهِ بنُ الرَّبِيْعِ المَلَطِيُّ شَيْخٌ لِلْمُطَّوِّعِيِّ، وَسَمِعَ مِنْهُ الحُرُوْفَ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأُسَامَةُ بنُ أَحْمَدَ وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ جَرِيْرٍ وَمُحَمَّدُ بنُ الرَّبِيْعِ الجِيزِيُّ، وَغَيْرهُم. وَكَانَ كَبِيْرَ المُعدِّلينَ وَالعُلَمَاءِ فِي زَمَانِهِ بِمِصْرَ. قَالَ يَحْيَى بنُ حَسَّانٍ التِّنِّيْسِيُّ: يونُسُكُم هَذَا ركنٌ مِنْ أَركَانِ الإِسْلاَمِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يُوَثِّقُهُ وَيرفعُ مِنْ شَأْنِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا الطَّاهِرِ بنَ السَّرْحِ يَحُثُّ عَلَى يُوْنُسَ وَيُعَظِّمُ شَأْنَهُ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ قُدَيْدٍ: كَانَ يَحْفَظُ الحَدِيْثَ. وَقَالَ الطَّحَاوِيُّ: كَانَ ذَا عقلٍ لَقَدْ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ عَمْرِو بنِ خَالِدٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: يَا أَبَا الحَسَنِ انْظُر إِلَى هَذَا البَابِ الأَوَّلِ مِنْ أَبْوَابِ المَسْجَدِ الجَامِعِ قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا يدخُلُ مِنْ هَذَا البَابِ أَحَدٌ أَعقلُ من يونس بن عبد الأعلى. وَقَالَ حَفِيْدُهُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ أَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ: دِعْوَتُهُم فِي الصَّدَفِ وَلَيْسَ هُوَ مِنْ أَنْفُسِهِم وَلاَ مَوَاليهِم. تُوُفِّيَ غدَاةَ يَوْمِ الاثْنَيْنِ ثَانِي رَبِيْع الآخرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ.

قُلْتُ: عَاشَ أَرْبَعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَوَقَعَ لِي جُمْلَةٌ مِنْ عَالِي حَدِيْثِهِ فِي "الخِلَعِيَّاتِ"، وَفِي أَمَاكنَ مُخْتَلِفَةٍ وَبَيْنَ مَشَايِخنَا وَبَيْنَهُ خَمْسَةُ أَنفُسٍ وَلَقَدْ كَانَ قُرَّةَ عَيْنٍ مُقَدَّماً فِي العِلْمِ وَالخَيْرِ وَالثِّقَةِ. وَأَمَّا الحَدِيْثُ الَّذِي انفردَ بِهِ عَنِ الشَّافِعِيِّ، حَدِيْثُ: "لاَ مَهْدِيَّ إلَّا عِيْسَى"1، فَلَعَلَّهُ بَلَغَهُ عَنِ الشَّافِعِيِّ، فدَلَّسَهُ. وَقَدْ رَأَيْتُ أَصْلاً عتيقاً يَقُوْلُ فِيْهِ: حُدِّثْتُ عَنِ الشَّافِعِيِّ.

_ 1 منكر: أخرجه ابن ماجه "4039"، والحاكم "4/ 441"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" "1/ 155" من طريق مُحَمَّدِ بنِ خَالِدٍ الجَنَدِيِّ، عَنِ أبَانَ بنِ صالح، عن الحسن، عن أنس مرفوعًا بلفظ: "لاَ يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلاَّ شِدَّةً، وَلاَ الدُّنْيَا إِلاَّ إِدْبَاراً، وَلاَ النَّاسُ إِلاَّ شُحّاً وَلاَ تَقُوْمُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى شِرَارِ النَّاسِ، وَلاَ مهدي إلا عيسى بن مريم". قلت: إسناده ضعيف، فيه ثلاث علل: الأولى: الحسن البصري، مدلس، وقد عنعنه. الثانية: محمد بن خالد الجندي مجهول كما قال الحافظ في "التقريب". الثالثة. الاضطراب في إسناده. قال البيهقي: قال أبو عبد الله الحافظ: "محمد بن خالد مجهول، واختلفوا عليه في إسناده، فرواه صامت بن معاذ قال: حدثنا يحيى بن السكن، حدثنا محمد بن خالد، به. قالت صامت: عدلت إلى الجند مسيرة يومين من صنعاء، فدخلت على محدث لهم، فوجدت هذا الحديث عنده عن محمد بن خالد، عن أبان بن أبي عياش، عن الحسن مرسلًا، قال البيهقي: فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد الجندي وهو مجهول عن أبان بن أبي عياش، وهو متروك عن الحسن، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو منقطع، والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح البتة إسنادًا نقله في "التهذيب". وقال الذهبي في "الميزان": إنه خبر منكر، ثم ساق الرواية الأخيرة عن ابن أبي عياش عن الحسن مرسلًا ثم قال: "فانكشف ووهي". وقال الصغاني عن هذا الحديث: موضوع، كما نقله الشوكاني في "الفوائد المجموعة" "ص195".

محمد بن إشكاب

2108- محمد بن إشكاب 1: "خَ، د، س" الحَافِظُ الإِمَامُ الثِّقَةُ، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحُرِّ بنِ زعلاَنَ البَغْدَادِيُّ أَخُو عَلِيٍّ، وَأَبُوْهُمَا يُلَقَّبُ بِإِشكَابٍ وَمُحَمَّدٌ هُوَ الأَصغَرُ، وَالأَحْفَظُ. سَمِعَ: عَبْدَ الصَّمَدِ بنَ عَبْدِ الوَارِثِ، وَأَبَا النَّضْرِ هَاشِمَ بنَ القَاسِمِ وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عُمَرَ وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ صَاعِدٍ، وَالقَاضِي المَحَامِلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ بَعْضُهُم: وُلِدَ مُحَمَّدٌ فِي سَنَةِ إِحْدَى، وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، وَمَاتَ يَوْمَ عَاشُوْرَاءَ فِي سَنَةِ إِحدَى، وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وفيها مات أخوه:

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1262"، وتاريخ بغداد "2/ 223"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 599"، والكاشف "3/ ترجمة 4873"، وتهذيب التهذيب "9/ 121"، وتقريب التهذيب "2/ 155"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6151".

علي بن إشكاب

2109- علي بن إشكاب 1: "د، ق" بَعْدَهُ بِأَشْهُرٍ، وَهُوَ أَبُو الحَسَنِ محدث فاضل متقن. سَمِعَ أَبَا مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرَ وَحَجَّاجَ بنَ مُحَمَّدٍ الأعور، وإسماعيل بن عُلَيَّةَ وَإِسْحَاقَ الأَزْرَقَ، وَمُحَمَّدَ بنَ رَبِيْعَةَ وَعِدَّةً. وَطَالَ عُمُرُهُ وَتَزَاحَمَ عَلَيْهِ الطُلاَّبُ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنِ سُرَيْجٍ وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ وَالحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى بنِ عَيَّاش القَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ. وَيَقَعُ حَدِيْثُهُ عاليًا في جزء الحفاء. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى، وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ بِضْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 979"، وتاريخ بغداد "11/ 392"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 30"، والكاشف "2/ ترجمة 3957"، وتهذيب التهذيب "7/ 302"، وتقريب التهذيب "2/ 34"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4965".

ابن ملاس

2110- ابن ملاس 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ هِشَامِ بنِ ملاَّسٍ النُّمَيْرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: مَرْوَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ الفَزَارِيِّ وَحَرْمَلَةَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ اللهِ السُّكَّرِيِّ قَاضِي دِمَشْقَ، وَمُتَوَكِّلِ بنِ مُوْسَى. حَدَّثَ عَنْهُ: حَفِيْدُهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَأَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَصَائِرِيُّ وَأَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، وَأَبُو حَامِدٍ بن حسنويه وعدة. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعَ مِنْهُ أَبِي وَهُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ الأَصَمُّ: سَأَلْتُهُ عَنْ سِنِّهِ فَقَالَ: أَنَا فِي أَرْبَعٍ، وَتِسْعِيْنَ وَلَقِيتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ، وَمائَةٍ لَمَّا حَجَجتُ وَكَثُرَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ. قَالَ عَمْرُو بنُ دُحَيْمٍ: تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعِيْنَ، وَمائَتَيْنِ وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ، وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. قُلْتُ لَهُ جُزءٌ عَالٍ سَمِعْنَاهُ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي القَاسِمِ بنِ رَوَاحَةَ. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ قَايْمَازَ الكَافُوْرِيُّ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصَّابُوْنِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ "ح"، وَأَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ وَأَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بنُ مَنْصُوْرٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُصِيْبَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَتْ أُمُّهُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ قَدْ عَلِمْتَ مَنْزِلَ حَارِثَةَ مِنِّي فَإِنْ يَكُنْ فِي الجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ يَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ تَرَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ: "جَنَّةٌ وَاحِدَةٌ?!! إِنَّهَا جَنَّاتٌ كَثِيْرَةٌ وإنه في الفردوس الأعلى" 2.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 519"، والعبر "2/ 47"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 166"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 160". 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 264"، والبخاري "2809" من حديث أنس، به.

إبراهيم بن مرزوق

211- إبراهيم بن مرزوق 1: "س" ابن دينار، الحَافِظُ الحُجَّةُ أَبُو إِسْحَاقَ، البَصْرِيُّ نَزِيْلُ مِصْرَ سَمِعَ أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ وَعُثْمَانَ بنَ عُمَرَ وَمَكِّيَّ بنَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَبْدَ الصَّمَدِ بنَ عَبْدِ الوَارِثِ وَأَبَا عَامِرٍ العَقَدِيَّ وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيُّ -فِيْمَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَحدَهُ- وَأَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ وَأَبُو عَوَانَةَ وَعُمَرُ بنُ بُجَيْرٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ وَأَبُو الفَوَارِسِ السِّنْدِيُّ وَآخَرُوْنَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحٌ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمَائتينِ سَكَنَ مِصْرَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفِدَاءِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ في سنة اثنتين وتسعين وستمائة: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الأَسَدِيُّ أَخْبَرَنَا جَدِّيُّ أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ البُنِّ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ أَخْبَرَنَا، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السِّنْدِيِّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَلْخِيُّ حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ عُبَيْدَةَ عَنِ السِّمطِ بنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ مُوْسَى بنِ وَرْدَانَ عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ قَالَ: إِنَّ فِي الجَنَّةِ عَمُوداً مَنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَيْهَا كَذَا، وَكَذَا غُرْفَةٌ وَهُوَ مَنْزِلُ المُتَحَابِّيْنَ فِي اللهِ -عَزَّ وجلّ-2.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 439"، وميزان الاعتدال "1/ 65"، وتهذيب التهذيب "1/ 63"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 74". 2 منكر: في إسناده موسى بن عبيدة الربذي، قال أحمد: لا يكتب حديثه. وقال النسائي وغيره: ضعيف. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ مَرَّةً. لا يحتج بحديثه. وقال يعقوب بن شيبة: صدوق ضعيف الحديث جدًّا. ثم إنه من رواية كعب بن ماتع الحميري المعروف بكعب الأحبار، قال المزي في ترجمته في "تهذيب الكمال" "24/ 193": ذكره البخاري في حديث حميد بن عبد الرحمن سمع معاوية يحدث رهطًا من قريش بالمدينة، وذكر كعب الاحبار، فقال: إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن الكتاب وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب.

الحسن بن أبي الربيع

2112- الحسن بن أبي الربيع 1: "ق" المُحَدِّثُ، الحَافِظُ الصَّدُوْقُ، أَبُو عَلِيٍّ بنُ يَحْيَى بنِ الجَعْدِ العَبْدِيُّ الجُرْجَانِيُّ نَزِيْلُ بَغْدَادَ. سَمِعَ أَبَا يَحْيَى الحِمَّانِيَّ، وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ فَأَكْثَرَ، وَوَهْبَ بنَ جَرِيْرٍ وَشَبَابَةَ بنَ سَوَّارٍ وَعَبْدَ الصَّمَدِ بنَ عَبْدِ الوَارِثِ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ وَمُحَمَّدُ بنُ عَقِيْلٍ البَلْخِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ وَالحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى القَطَّانُ وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ عَاشَ ثَلاَثاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ المُنَادِي: مَاتَ فِي سَلخِ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ وَأَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ وَالحَسَنُ بن عليٍّ قَالَ عِيْسَى: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مَحْمُوْد، وَقَالَ الحَسَنُ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِيْرٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ "ح". وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي قَالَ هُوَ، وَالسِّلَفِيُّ: أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ أَخْبَرَنَا زيدُ بنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ القَطَّانُ أَخْبَرَنَا أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ، عُبَيْدِ اللهِ المُؤَدِّبُ حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ أَبِي الرَّبِيْعِ حَدَّثَنَا وَهبٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَافَرَ قَالَ: "اللَّهُمَّ بَلِّغْ بَلاَغاً يَبْلُغُ خَيْراً رِضْوَانَكَ والجنة إنك على كل شيء قدير".

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 188"، وتاريخ بغداد "7/ 453"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 44"، وتهذيب التهذيب "2/ 324"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 1390".

سعدان

2113- سعدان 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، أَبُو عُثْمَانَ سَعْدَانُ بنُ نَصْرِ بنِ مَنْصُوْرٍ الثَّقَفِيُّ البَغْدَادِيُّ البَزَّازُ، وَإِنَّمَا اسْمُهُ سَعِيْدٌ فَلُقِّبَ بِسَعْدَانَ. سَمِعَ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ وَوَكِيْعَ بنَ الجَرَّاحِ وَمُعَمَّرَ بنَ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيَّ، وَمُعَاذَ بنَ مُعَاذٍ وَعَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ وَأَبَا قَتَادَةَ عَبْدَ اللهِ بنَ وَاقِدٍ وَشُجَاعَ بنَ الوَلِيْدِ وَسَلْمَ بنَ سَالِمٍ البَلْخِيَّ وَعُمَرَ بنَ شَبِيْبٍ المُسْلِيَّ، وَشَبَابَةَ بنَ سَوَّارٍ وَمُحَمَّدَ بنَ مُصْعَبٍ القَرْقَسَانِيَّ، وَمُوْسَى بن دَاوُدَ الضَّبِّيَّ وَطَائِفَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بن أبي الله الدُّنْيَا، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ وَأَبو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ البَخْتَرِيِّ، وَأَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيْحِهِ وَإِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَرَائِطيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الله الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ. مَاتَ: فِي ذِي القَعْدَةِ، سنة خمس وستين ومائتين رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1256"، وتاريخ بغداد "9/ 205"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 41"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 149"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 51".

سعدان

2114- سعدان 1: المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ سَعْدَانُ بنُ يَزِيْدَ البَغْدَادِيُّ، البَزَّازُ، نَزِيْلُ سُرَّ مَنْ رَأَى. سَمِعَ إسماعيل بن عُلَيَّةَ، وَإِسْحَاقَ الأَزْرَقَ، وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَأَبَا بَدْرٍ السَّكُوْنِيَّ. وَعَنْهُ: ابْنُ صَاعِدٍ، وَالمَحَامِلِيُّ وَابْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ الأَثْرَمُ، وَالخرَائِطيُّ وَآخَرُوْنَ. قَالَ أبو حاتم: صدوق. قُلْتُ: مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَيْنِ وَسِتِّيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "4/ ترجمة 1255"، وتاريخ بغداد "9/ 205"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 36"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 39".

المخرمي

2115- المخرمي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الفَقِيْهُ الوَرِعُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ صَبِيْحٍ البَغْدَادِيُّ، المُخَرِّمِيُّ. سَمِعَ: سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى بنَ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ نُمَيْرٍ وَعَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيَّ وَحَسَنَ بنَ صَالِحٍ العَبَّادَانِيَّ، وَيَحْيَى بنَ أَبِي بُكَيْرٍ وَمُوْسَى بنَ هِلاَلٍ العَبْدِيَّ، وَرَوْحَ بنَ عُبَادَةَ وَوَهْبَ بنَ جَرِيْرٍ وَزَيْدَ بنَ الحُبَابِ، وَأَبَا سُفْيَانَ الحِمْيَرِيَّ وَأَسْبَاطَ بنَ مُحَمَّدٍ، وَأَبَا بَدْرٍ السَّكُوْنِيَّ وَأَبَا أُسَامَةَ، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ صَاعِدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، وَابْنُ عَيَّاشٍ القَطَّانُ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ مِنْهُ مَعَ أَبِي، وَهُوَ صَدُوْقٌ قُلِّدَ القَضَاءَ فَلَمْ يَقْبَلْهُ، وَاخْتَفَى. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَإِليه يُنْسَبُ "جُزْءُ" المُخَرِّمِيِّ، وَالمَرْوَزِيُّ الَّذِي عِنْدَ ابْنِ قُمَيْرَةَ بِعُلُوٍّ. أَمَا الحَافِظُ الكَبِيْرُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ فقد ذكر.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 81"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 41"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 52".

محمد بن يحيى

2116- محمد بن يحيى 1: ابن موسى الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، الإِسْفَرَايِيْنِيُّ يُلَقَّبُ: حَيَّوَيْه. رَوَى عَنْ: أَبِي النَّضْرِ، وَسَعِيْدِ بنِ عَامِرٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى، وَأَبِي عَاصِمٍ، وَأَبِي مُسْهِرٍ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَأَبُو عَوَانَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رَجَاءَ، وَطَائِفَةٌ. وَكَانَ الحَافِظُ أَبُو عَوَانَةَ يَفْتَخِرُ بِهِ، يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ يَحيَانَا، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحيَاكُم يَعْنِي: الذُّهْلِيَّ، وَقِيْلَ: إِنَّ حَيَّوَيْه لَقَبٌ لأَبِيْهِ يَحْيَى. مَاتَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ: يَوْمَ التَّرويَةِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ، وَمائَتَيْنِ عن نيف وسبعين سنة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ 577"، والعبر "2/ 19"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 188"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 140".

زهير بن محمد بن قمير

2117- زهير بن محمد بن قمير 1: "ق" ابن شعبة، الإِمَامُ الرَّبَّانِيُّ المُحَدِّثُ الثَّبْتُ، أَبُو مُحَمَّدٍ وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْوَزِيُّ نَزِيْلُ بَغْدَادَ. سَمِعَ رَوْحَ بنَ عُبَادَةَ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ، وَأَبَا النَّضْرِ هَاشِمَ بنَ القَاسِمِ وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ مُوْسَى وسنيد بن داود، وأبا نعيم وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو البَزَّارُ وَعُمَرُ بنُ بُجَيْرٍ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ وَأَبُو العَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى بنِ عَيَّاشٍ وَعِدَّةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً صَادِقاً وَرِعاً زَاهِداً انْتَقَلَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ عَنْ بَغْدَادَ إِلَى طَرَسُوْسَ فَرَابطَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ. قَالَ البَغَوِيُّ: مَا رَأَيْتُ بَعْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ أَفْضَلَ مِنْهُ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَشْتهِي لَحماً مِنْ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَلاَ آكُلُهُ حَتَّى أَدخُلَ الرُّوْمَ فَآكُلُ مِنْ مَغَانِمِ الرُّوْمِ. وحَدَّثَنِي وَلدُهُ مُحَمَّدُ بنُ زُهَيْرٍ قَالَ: كَانَ أَبِي يَجْمَعُنَا فِي، وَقْتِ خَتمِهِ لِلْقُرْآنِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ يَوْمٍ، وَلَيلَةٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ يَختِمُ تِسْعِيْنَ خَتمَةً فِي رَمَضَانَ. مَاتَ رَحِمَهُ اللهُ فِي آخِرِ سَنَةِ سَبْعٍ، وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقِيْلَ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ، وَخَمْسِيْنَ. قُلْتُ: مَاتَ عَنْ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. يَا حَبَّذَا مَرْوُ وَمَا أَخْرَجَتْ ... مِنْ سَادَةٍ فِي العِلْمِ والدين

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2681 "، وتاريخ بغداد "8/ 484"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 127" والمنتظم لابن الجوزي "5/ 4"، وتذكرة الحفاظ "2/ 572 "، والعبر "2/ 14"، والكاشف "1/ ترجمة 1681"، وتهذيب التهذيب "3/ 347"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2170"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 136".

ابن مثرود

2118- ابن مثرود 1: "د، س" الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُحَدِّثُ، أَبُو مُوْسَى عِيْسَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَثْرُودٍ الغَافِقِيُّ مَوْلاَهُمُ، المِصْرِيُّ مِنْ ثِقَاتِ المُسْنِدِيْنَ. سَمِعَ: سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ جَوْصَا، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. قال النسائي: لا بأس به. وقال ابن أَبِي حَاتِمٍ: تُوُفِّيَ قَبْلَ قُدُوْمِي مِصْرَ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى، وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ. وَفِيْهَا مَاتَ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحٍ العِجْلِيُّ، وَشُعَيْبُ بنُ أَيُّوْبَ الصَّريفِيْنِيُّ وَأَبُو شُعَيْبٍ صَالِحُ بنُ زِيَادٍ السُّوْسِيُّ، وَعَلِيُّ بن إشكاب وأخوه محمد وعلي بن سهل الرَّمْلِيُّ، وَمُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ القُشَيْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ سعيد بن غالب العطار وخلق.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1507"، واللباب لابن الأثير "1/ 30"، والكاشف "2/ ترجمة 4434"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 6550"، وتهذيب التهذيب "8/ 205"، وتقريب التهذيب "2/ 97"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5556".

الفاخوري

2119- الفاخوري 1: "س، ق" المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، المُعَمَّرُ، أَبُو مُوْسَى عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ بنِ أَبَانٍ الرَّمْلِيُّ الفَاخُوْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَضَمْرَةَ بنِ رَبِيْعَةَ، وَابْنِ شَابُوْرَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: النَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَأَبُو بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيُّ، وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَتَّابٍ الزِّفْتِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الرَّمْلِيُّ القُدوْرِيُّ، وَابْنُ وَهْبٍ الدِّيْنَوَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ بنِ فَيَّاضٍ وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أربع وستين ومائتين من أبناء التسعين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1619"، والأنساب للسمعاني "9/ 209"، واللباب لابن الاثير "2/ 401"، وميزان الاعتدال "3/ 328"، وتهذيب التهذيب "8/ 236-237"، وتقريب التهذيب "2/ 103"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5614".

أحمد بن الأزهر

2120- أحمد بن الأزهر 1: "س، ق" ابن منيع بن سليط الإمام الحافظ الثبت، أبو الأزهر العبدي، النَّيْسَابُوْرِيُّ، مُحَدِّثُ خُرَاسَانَ فِي زَمَانِهِ. وُلِدَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَمائَةٍ. رَأَى سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَمَا أَدْرِي لِمَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ. وَسَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ نُمَيْرٍ، وَأَسْبَاطَ بنَ مُحَمَّدٍ، وَمَالِكَ بنَ سُعَيْرٍ وَيَعْقُوْبَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، وَوَهْبَ بنَ جَرِيْرٍ وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ وَيَعْلَى بنَ عُبَيْدٍ وَأَنَسِ بنِ عِيَاضٍ اللَّيْثِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مَيْمُوْنٍ القَدَّاحَ، وَأَبَا أُسَامَةَ وَمُحَمَّدَ بنَ بِشْرٍ، وَابْنَ أَبِي فُدَيْكٍ وَمَرْوَانَ بنَ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيَّ، وَخَلْقاً سِوَاهُم بِالحِجَازِ، وَاليَمَنِ وَالشَّامِ وَالكُوْفَةِ، وَالبَصْرَةِ وَخُرَاسَانَ وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْهُ: رَفِيقَاهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ شَيْخُهُ يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ، وَحَدَّثَ عَنْهُ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ وموسى بن

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 11"، وتاريخ بغداد "4/ 39، وتذكرة الحفاظ "2/ 565"، وميزان الاعتدال "1/ 82"، والعبر "2/ 26"، وتهذيب التهذيب "1/ 11"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 146".

هَارُوْنَ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ وَخَلْقٌ خَاتِمَتُهُم مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّانُ، وَمِمَّنْ قِيْلَ رَوَى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الله الدَّارِمِيُّ، وَالبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَهُوَ ثِقَةٌ بِلاَ تَرَدُّدٍ غاية ما نقموا عليه ذاك الحَدِيْثُ فِي فَضْلِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَلاَ ذَنبَ لَهُ فِيْهِ. قَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَصَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَبُو الأَزْهَرِ هَذَا كتبَ الحَدِيْثَ، فَأَكْثَرَ، وَمَنْ أَكْثَرَ لاَ بُدَّ مِنْ أَنْ يَقَعَ فِي حَدِيْثِهِ الوَاحِدُ، وَالاثنَانِ، وَالعشرَةُ مِمَّا يُنْكَر. وَسَمِعْتُ أَبَا حَامِدٍ بنَ الشَّرْقِيِّ يَقُوْلُ: قيلَ لِي: لِمَ لَمْ ترحلْ إِلَى العِرَاقِ? فَقُلْتُ: وَمَا أَصنَعُ بِالعِرَاقِ? وَعندنَا مِنْ بنَادِرَةِ الحَدِيْثِ ثَلاَثَةٌ: الذُّهْلِيُّ وَأَبُو الأَزْهَرِ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ. وَقَالَ ابْنُ الشَّرْقِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا الأَزْهَرِ يَقُوْلُ: كتبَ عَنِّي يَحْيَى بنُ يَحْيَى. وَقَالَ مَكِّيُّ بنُ عَبْدَانَ: سَأَلْتُ مسلماً عَنْ أَبِي الأَزْهَرِ فَقَالَ: اكتب عنه. قَالَ الحَاكِمُ: وَلَعَلَّ مُتَوهِّماً يتوهَّمُ أَنَّ أَبَا الأَزْهَر فِيْهِ لينٌ لقولِ ابْنِ خُزَيْمَةَ فِي مُصنَّفَاتِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ، وَكَتَبْتُهُ مِنْ كِتَابِهِ وَلَيْسَ كَمَا يُتَوَهمُ فَإِنَّ أَبَا الأَزْهَرِ كُفَّ بَصَرُهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَكَانَ لاَ يَحْفَظُ حديثه فربما قرىء عَلَيْهِ فِي الوَقْتِ بَعْدَ الوَقْتِ فَقيَّدَ أَبُو بَكْرٍ بسَمَاعَاتِهِ مِنْهُ بِهَذِهِ الكَلِمَةِ. قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ المُذَكِّرُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَظَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عَلِيٍّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: "أَنْتَ سَيِّدٌ فِي الدُّنْيَا سَيِّدٌ فِي الآخِرَةِ حَبِيْبُكَ حَبِيْبِي، وَحَبِيْبِي حَبِيْبُ اللهِ وَعَدُوُّكَ عَدُوِّي وَعَدُوِّي عَدُوُّ اللهِ فَالوَيْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ بَعْدِي"1. قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَ بِهِ ابْنُ الأَزْهَرِ بِبَغْدَادَ فِي حَيَاةِ أَحْمَدَ وَابْنِ المَدِيْنِيِّ، وَابْنِ مَعِيْنٍ، فَأَنْكَرَهُ مَنْ أَنْكَرَهُ حَتَّى بين لِلْجَمَاعَةِ أَنَّ أَبَا الأَزْهَرِ بَرِيْءُ السَّاحَةِ مِنْهُ فإن محله محل الصادقين.

_ 1 ضعيف جدًّا: في إسناده محمد بن علي بن عمر المذكر، أبو علي النيسابوري، قال المزي في أثناء ترجمة أحمد بن الخليل أن المذكر من المعروفين بسرقة الحديث.

وَقَدْ تُوبِعَ عَلَيْهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حمدُوْنَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سُفْيَانَ النَّجَّارُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرزَّاقِ فَذَكَرَهُ، وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظَ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ يَحْيَى بنِ زُهَيْرٍ يَقُوْلُ: لَمَّا حَدَّثَ أَبُو الأَزْهَرِ بِحَدِيْثِهِ عن عبد الرزاق فِي الفَضَائِلِ أُخْبِرَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ بِذَلِكَ فَبينَا هُوَ عِنْدَ يَحْيَى فِي جَمَاعَةِ أَهْلِ الحَدِيْثِ إِذْ قَالَ يَحْيَى: مَنْ هَذَا الكَذَّابُ النَّيْسَابُوْرِيُّ الَّذِي حَدَّثَ بِهَذَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ? فَقَامَ أَبُو الأَزْهَرِ فَقَالَ: هوذا أَنَا فَتَبَسَّم يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَسْتَ بِكَذَّابٍ وَتَعَجَّبَ مِنْ سَلاَمتِهِ وَقَالَ: الذَّنْبُ لِغَيْرِكَ فِيْهِ. وَسَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الحَافِظَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا حَامِدٍ بنَ الشَّرْقِيِّ وَسُئِلَ عَنْ حَدِيْثِ أَبِي الأَزْهَرِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فِي فضلِ عَلِيٍّ فَقَالَ: هَذَا حَدِيْثٌ بَاطِلٌ ثُمَّ قَالَ: وَالسَّبَبُ فِيْهِ أَنَّ مَعْمَراً كَانَ لَهُ ابْنُ أَخٍ رَافِضِيٌّ، وَكَانَ مَعْمَرٌ يُمَكِّنُهُ مِنْ كُتُبِهِ فَأَدْخَلَ هَذَا عَلَيْهِ، وَكَانَ مَعْمَرُ رَجُلاً مَهِيْباً لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ أَحَدٌ فِي السُّؤَالِ، وَالمرَاجعَةِ فَسَمِعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي كِتَابِ ابْنِ أَخِي مَعْمَرٍ. قُلْتُ: وَلِتَشَيُّعِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ سُرَّ بِالحَدِيْثِ، وَكَتَبَهُ وَمَا رَاجَعَ مَعْمَراً فِيْهِ وَلَكِنَّهُ مَا جَسَرَ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ لِمِثْلِ أَحْمَدَ، وَابْنِ مَعِيْنٍ وَعلِيٍّ بَلْ وَلاَ خَرَّجَهُ فِي تَصَانِيْفِهِ، وَحدَّثَ بِهِ وَهُوَ خَائِفٌ يترقَّبُ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ حَامِدٍ البَزَّازَ سَمِعْتُ مَكِّيَّ بنَ عبدَانَ سَمِعْتُ أَبَا الأَزْهَرِ يَقُوْلُ: خَرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ إِلَى قَرْيَتِهِ فَبَكَّرْتُ إِلَيْهِ يَوْماً حَتَّى خَشِيْتُ عَلَى نَفْسِي مِنَ البُكُورِ قَالَ: فَوَصَلتُ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ فَلَمَّا خَرَجَ رَآنِي فَقَالَ: كُنْتَ البَارِحَةَ هَا هُنَا? قُلْتُ: لاَ وَلَكِنِّي خَرَجتُ فِي اللَّيْلِ فَأَعجَبَهُ ذَلِكَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صلاة الصُّبْحِ دَعَانِي، وَقرَأَ عَلَيَّ هَذَا الحَدِيْثَ وَخَصَّنِي بِهِ دُوْنَ أَصْحَابِي. وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ يخرجُ إِلَى قَرْيَةٍ فَذَهَبْتُ خَلْفَهُ فرآنِي أَشْتَدُّ فَقَالَ: تعَالَ فَأَرْكَبَنِي خَلْفَهُ عَلَى البغلِ ثُمَّ قَالَ لِي: إلَّا أُخْبِركَ بِحَدِيْثٍ غَرِيْبٍ? قُلْتُ: بَلَى فَحَدَّثَنِي بِالحَدِيْثِ فذكرَهُ قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَغْدَادَ أَنْكَرَ عليَّ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَهَؤُلاَءِ فحلفْتُ أَنِّي لاَ أُحَدِّثُ بِهِ حَتَّى أَتصدَّقَ بِدِرْهَمٍ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: قَدْ أَخْرَجَ فِي الصَّحِيْحِ عَمَّنْ هُوَ دُوْنَ أَبِي الأَزْهَرِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي حَامِدٍ بنِ الشَّرْقِيِّ، قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَبِي الأَزْهَرِ عَنْ شُيُوْخٍ لَمْ يكن عند

مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى عَنْهُم، وَهُم: ابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبو ضَمْرَةَ وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَابِ وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ القَبَّانِيُّ: مَاتَ أَبُو الأَزْهَرِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ فِي تَارِيْخِهِ: مَاتَ فِي أَوّلِ سنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: سَنَةَ ثَلاَثٍ أَثْبَتُ. وَمَاتَ فِيْهَا أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ المَوْصِلِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ أَبِي الرَّبِيْعِ الجُرْجَانِيُّ، وَالحَافِظُ مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ تِلْمِيْذُ ابْنِ مَعِيْنٍ، وَالإِمَامُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ الرَّقِّيُّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ الحَافِظ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيُّ إِمْلاَءً حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي أَوْفَى: رَجَمَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-? قَالَ: نعم قلت: بعدما نَزَلَتِ النُّوْرُ أَمْ قَبْلَهَا? قَالَ: لاَ أَدْرِي1. وسمعناه بطرق إلى السلفي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6840"، ومسلم "1702".

عمر بن شبة

2121- عمر بن شبة 1: "ق" ابن عبدة بن زَيْدِ بنِ رَائِطَةَ، العَلاَّمَةُ الأَخْبَارِيُّ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، أَبُو زَيْدٍ، النُّمَيْرِيُّ البَصْرِيُّ النَّحْوِيُّ نَزِيْلُ بَغْدَادَ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ يَحْيَى بن سَعِيْدٍ القَطَّانَ، وَيُوْسُفَ بنَ عطيَّه، وَعُمَرَ بنَ عَلِيٍّ المُقَدَّمِيَّ، وَعَبْدَ الوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ، وَعَبْدَ الأَعْلَى السَّامِيَّ، وَغُنْدَراً ومُعَاذَ بنَ مُعَاذٍ وَعَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ، وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ وَأَبَا زُكيرٍ يَحْيَى بنَ مُحَمَّدِ بنِ قَيْسٍ، وَأَبَا أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيَّ، وَعُبَيْدَ بنَ الطُّفَيْلِ وَسَعِيْدَ بنَ عَامِرٍ، وَأَبَا عَاصِمٍ النَّبِيْلَ وَأَبَا أُسَامَةَ، وَخَلْقاً كَثِيْراً وَيَنْزِلُ إِلَى الرِّوَايَةِ عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ وَمُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ، وَنَصْرِ بنِ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ بِحَدِيْثين، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَابْنُ صَاعِدِ وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ بنُ عَدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الأَثْرَمِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الخرَائِطيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ وَالقَاضِي المَحَامِلِيُّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ العَبَّاسِ الوَرَّاقُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي وَهُوَ صَدُوْقٌ صَاحِبُ عَرَبِيَّةٍ وَأَدَبٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ: مُسْتَقِيْمُ الحَدِيْثِ، وَكَانَ صَاحِبَ أدب وشعر وأخبار، ومعرفة بأيام الناس. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً عَالِماً بِالسِّيَرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ كَثِيْرَةٌ وَكَانَ قَدْ نَزَلَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ بِسُرَّ مَنْ رَأَى وَتُوُفِّيَ بِهَا. وَذكرَ عُمَرُ بنُ شَبَّةَ أَنَّ اسْمَ أَبِيْهِ زيدٌ، وَلقَبَهُ شَبَّه لأَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ تُرَقِّصُهُ وَتَقُوْلُ: يَا بأَبِي وَشبّا ... وَعَاشَ حَتَّى دبّا شَيْخاً كَبِيْراً خبّا قَالَ ابْنُ المُنَادِي: مَاتَ بِسُرَّ مَنْ رَأَى يَوْم الاثْنَيْن لِخَمْسٍ بَقِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ، وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ وَكَانَ قَدْ جَاوَزَ التِّسْعِيْنَ كَذَا قَالَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى البَرْبَرِيُّ: مَوْلِدُهُ أَوَّلَ رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ قَالَ: وَمَاتَ يَوْمَ الخَمِيْسِ لأَرْبَعٍ بَقِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ فكَملَ تِسْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً إلَّا أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ. قُلْتُ: صَنَّفَ تَارِيْخاً كَبِيْراً للبصرَةِ لَمْ نرَهُ، وَكِتَاباً فِي "أَخْبَارِ المَدِيْنَةِ" رَأَيْتُ نصفَهُ يقضِي بِإِمَامَتِهِ وَصَنَّفَ "أَخْبَارَ الكُوْفَةِ" وَ "أَخْبَارَ مَكَّةَ" وَكِتَابَ "الأَمرَاءِ" وَكِتَابَ "الشِّعْرِ وَالشُّعرَاءِ" وَكِتَابَ "أَخْبَارِ المَنْصُوْرِ" وَكِتَابَ "النَّسَبِ" وَكِتَابَ "التَّارِيْخِ" فِي أَشْيَاءَ كَثِيْرَةٍ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 624 "، وتاريخ بغداد "11/ 208"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "16/ 60-62"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 491"، والعبر "1/ 362"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 533"، والكاشف "2/ ترجمة 4135"، وتهذيب التهذيب "7/ 460"، وتقريب التهذيب "2/ 57"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 5181"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 146". ووقع في الجرح والتعديل "ابن عبيدة"، وليس "ابن عبدة"، وكذلك وقع في معجم الأدباء وفي تهذيب الكمال كلهم قالوا: "ابن عبيدة".

وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَالِي حَدِيْثِ عُمَرَ بنِ شَبَّةَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البُنْدَارُ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ شَبَّةَ حَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عِمْرَانَ عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جدِّهِ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُعَلِّمُ عَلَى أَشْرَافِ حَرَمِ المَدِيْنَةِ فَأَعْلَمْتُ شَرَفَ ذَاتِ الجَيْشِ، وَعَلَى مُشَيْرِفِ وَعَلَى أَشْرَافِ مَحِيصَ، وَعَلَى الحَفْيَاءِ، وَعَلَى العُشْرَاءِ وَعَلَى قَلْتٍ1. وَفِيْهَا مَاتَ: سَعْدَانُ بنُ يَزِيْدَ البَزَّازُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَيْمُوْنٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ صَاحِبُ المُسْنَدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ قُهْزَاذٍ وَعَبَّادُ بنُ الوَلِيْدِ الغُبَرِيُّ، وَحَاتِمُ بنُ اللَّيْثِ الجَوْهَرِيُّ.

_ 1 ضعيف جدًّا: فيه عبد العزيز بن عمر الزهري المدني، قال البخاري: لا يكتب حديثه. وقال النسائي وغيره: متروك. والحديث عند الطبراني في "الأوسط" "9144".

الرياشي

2122- الرياشي 1: "د" عباس بن الفرج، العلامة الحافظ، شيخ الأدب، أبو الفضل الرِّيَاشِيُّ البَصْرِيُّ النَّحْوِيُّ مَوْلَى مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ عَلِيٍّ العَبَّاسِيِّ الأَمِيْرِ، وَقِيْلَ: كَانَ أَبُوْهُ عبداً لِرَجُلٍ مِنْ جُذَام اسْمُهُ رِيَاش. وُلِدَ بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ طَائِفَةٍ كَثِيْرَةٍ، وَحملَ عَنْ: أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بنِ المُثَنَّى، وَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ وَالأَصْمَعِيِّ وَأَبِي عَاصِمٍ النَّبِيْلِ، وَأَبِي أَحْمَدَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيِّ، وَأَشْهلِ بنِ حَاتِمٍ وَأَحْمَدَ بنِ خَالِدٍ الوَهبِيِّ، وَعُمَرَ بنِ يُوْنُسَ اليَمَامِيِّ، وَوَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ ومسلم بن إبراهيم، والعلاء ابن أَبِي سَوِيَّةَ المِنْقَرِيِّ وَمُسَدَّدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ سَلاَّمٍ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَعَنْهُ: أَبوَ دَاوُدَ كَلاَمَهُ فِي تَفْسِيْر أَسنَانِ الإِبلِ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ وَابْنُ أَبِي الدنيا وابنه

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1170" وتاريخ بغداد "12/ 138"، والأنساب للسمعاني "6/ 209"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 5"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 320"، والكاشف "2/ ترجمة 2631"، وتذكرة الحفاظ "2/ 502"، وتهذيب التهذيب "5/ 124"، وتقريب التهذيب "1/ 298"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3358"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 136".

مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ، وَأَبُو العَبَّاسِ المُبَرِّدُ، وَأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمِيرَةَ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُسْتِيُّ القَاضِي وَأَبُو خَلِيْفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ وَأَبُو رَوقٍ الهزَّانِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ دُرَيْدٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُم وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ رَاوياً لِلأَصْمَعِيِّ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ السّيرَافيُّ: كَانَ الرِّيَاشِيُّ حَافِظاً لِلُّغَةِ، وَالشِّعْرِ كَثِيْرَ الرِّوَايَةِ عَنِ الأَصْمَعِيِّ، وَأَخَذَ أَيْضاً عَنْ غَيْرِهِ أَخَذَ عَنْهُ المُبَرِّدُ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ دُرَيْدٍ، وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ وَكَانَ عِنْدَهُ أَخْبَارُ الرِّيَاشِيِّ قَالَ: كُنَّا نرَاهُ يَجِيْءُ إِلَى أَبِي العَبَّاسِ المُبَرِّدِ فِي قَدْمَةٍ قَدمهَا مِنَ البَصْرَةِ، وَقَدْ لَقِيَهُ أَبُو العَبَّاسِ ثعلبٌ، وَكَانَ يُفَضِّلُهُ وَيُقَدِّمُهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: قَدِمَ الرِّيَاشِيُّ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ بِهَا وَكَانَ ثِقَةً وَكَانَ مِنَ الأَدَبِ، وَعلمِ النَّحْوِ بِمحَلٍّ عَالٍ كَانَ يَحْفَظُ كُتُبَ أَبِي زَيْدٍ، وَكُتُبَ الأَصْمَعِيِّ كُلَّهَا وَقَرَأَ عَلَى أَبِي عُثْمَانَ المَازِنِيِّ "كِتَابَ" سِيْبَوَيْه فَكَانَ المَازِنِيُّ يَقُوْلُ: قَرَأَ عليَّ الرِّيَاشِيُّ الكِتَابَ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: قتلتْهُ الزَّنْجُ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ: لَمَّا كَانَ مِنْ دُخُوْلِ الزَّنْجِ البَصْرَة مَا كَانَ، وَقَتْلِهِم بِهَا مَنْ قَتَلُوا وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ بَلَغَنَا أَنَّهُم دَخَلُوا عَلَى الرِّيَاشِيِّ المَسْجَدَ بِأَسيَافِهِم وَالرِّيَاشِيُّ قَائِمٌ يصلي الضحى فضربوه بِالأَسيَافِ، وَقَالُوا: هَاتِ المَالَ فَجَعَلَ يَقُوْلُ: أَيُّ مَال أَيُّ مَال?!! حَتَّى مَاتَ فَلَمَّا خرجَتِ الزَّنْجُ عَنِ البَصْرَةِ دخلنَاهَا فمررْنَا ببنِي مَازِن الطَّحَّانين، وَهنَاكَ كَانَ يَنْزِلُ الرِّيَاشِيُّ فَدَخَلْنَا مَسْجِدَهُ فَإِذَا بِهِ مُلقَىً، وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ القِبْلَةِ كَأَنَّمَا، وُجِّهَ إِلَيْهَا وَإِذَا بِشَمْلَةٍ تحركُهَا الرِّيْحُ، وَقَدْ تمزقَتْ وَإِذَا جَمِيْعَ خَلْقِهِ صَحِيْحٌ سِوَيٌّ لَمْ ينشَقَّ لَهُ بطنٌ، وَلَمْ يتغيَّرْ لَهُ حَالٌ إلَّا أَنَّ جلدَهُ قَدْ لَصِقَ بِعَظْمِهِ وَيبسَ، وَذَلِكَ بَعْد مقتلِهِ بِسنتينِ رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: فِتْنَةُ الزَّنْجِ كَانَتْ عَظِيْمَةً، وَذَلِكَ أَنَّ بَعْضَ الشّيَاطينِ الدُّهَاةِ كَانَ طُرقيّاً أَوْ مُؤَدِّباً لَهُ نظرٌ فِي الشِّعْرِ، وَالأَخْبَارِ وَيَظْهَرُ مِنْ حَالِهِ الزَنْدَقَةُ، وَالمروقُ ادَّعَى أَنَّهُ علوِيٌّ، وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ فَالتفَّ عَلَيْهِ قُطَّاعُ طَرِيْقٍ، وَالعَبيدُ السُّودُ مِنْ غلمَانِ أَهْلِ البَصْرَةِ حَتَّى صَارَ فِي عِدَّةٍ، وَتحيّلُوا وَحَصَّلُوا سُيوفاً، وَعِصِيّاً ثُمَّ ثَارُوا عَلَى أَطرَافِ البلدِ فَبدَّعُوا، وَقَتَّلُوا وَقَوُوا وَانضمَّ إِلَيْهِم كُلُّ مجرمٍ، وَاسْتفحلَ الشَّرُّ بِهِم فَسَارَ جَيْشٌ مِنَ العِرَاقِ لحربِهِم فكسرُوا الجَيْشَ، وَأَخَذُوا البَصْرَةَ وَاستباحوهَا، وَاشتدَّ الخَطْبُ، وَصَارَ قَائِدُهُمُ الخَبِيْثُ فِي جَيْشٍ وَأُهْبَةٍ كَامِلَةٍ،

وَعزمَ عَلَى أَخذِ بَغْدَادَ، وَبنَى لِنَفْسِهِ مَدِيْنَةً عَظِيْمَةً وَحَارَ الخَلِيْفَةُ المعتمدُ فِي نَفْسِهِ، وَدَام البلاَءُ بِهَذَا الخَبِيْثِ المَارقِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَهَابَتْهُ الجُيُوشُ وَجَرَتْ مَعَهُ مَلاَحِمٌ، وَوقَعَاتٌ يطولُ شرحُهَا قَدْ ذكرَهَا المُؤَرِّخونَ إِلَى أَنْ قُتِلَ فَالزَّنْجُ هُمْ عبارَةٌ عَنْ عَبيدِ البَصْرَةِ الَّذِيْنَ ثَارُوا مَعَهُ لاَ بَارَكَ اللهُ فِيْهِم. أَخْبَرَنَا أَيُّوْبُ بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرَنَا فضلُ اللهِ بنُ عبد الرزاق ببغداد، أَخْبَرَنَا نصرُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّيْبَانِيُّ، أخبرنا المبارك بن عبد الحبار، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ الحُرْفيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ أَحْمَدَ الوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ الفَرَجِ الرِّيَاشِيُّ سَمِعْتُ زَيْدَ بنَ هُبَيْرَةَ المَازِنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُكْرِمُ أَحَداً كَرَامَتَهُ للعباس.

ابن معارك

2123- ابن معارك 1: الحَافِظُ الثَّبْتُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بنُ نَصْرِ بنِ مُعَارِكٍ، البَغْدَادِيُّ صهرُ الحَافِظِ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ. نزل مِصْرَ، وَحَدَّثَ عَنْ: يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَإِسْحَاقَ بنَ سُلَيْمَانَ الرَّازِيِّ وَشَبَابَةَ وَفُدَيْكِ بنِ سُلَيْمَانَ وَعُمَرَ بنِ يُوْنُسَ، وَالفريَابَيِّ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ خُزَيْمَةَ وَالدُّوْلاَبِيُّ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ والطحاوي، وابن جوصا وخلق. قال ابن أبي حاتم: محله الصدق. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ. تُوُفِّيَ بِمِصْرَ في شعبان سنة إحدى وستين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 300"، وتاريخ بغداد "8/ 143"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 27".

محمد بن عاصم

2124- محمد بن عاصم 1: ابن عبد الله، القُدْوَةُ العَابِدُ الصَّادِقُ الإِمَامُ، أَبُو جَعْفَرٍ، الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُمُ الأَصْبَهَانِيُّ، أَخُو أَسِيْدِ بنِ عَاصِمٍ وَإِخوتِهِ. سَمِعَ: سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدَةَ بنَ سُلَيْمَانَ، وَحُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ الجُعْفِيَّ، وَأَبَا أُسَامَةَ، وَيَحْيَى بنَ آدَمَ، وَمُحَمَّدَ بنَ بِشْرٍ العَبْدِيَّ، وَأَبَا يَحْيَى الحِمَّانِيَّ وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الجَارُوْدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصٍ الجُورْجِيرِيُّ، وَخَلْقٌ خَاتِمَتُهُم عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فَارِسٍ. رُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أُورْمَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْل مُحَمَّدِ بن عَاصِمٍ، وَلاَ رَأَى هُوَ مِثْلَ نَفْسِهِ يَعْنِي: فِي التَّقْوَى، وَالفَضْلِ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ: كُنْتُ أَخْتلفُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً يُشْبِهُهُ فِي حُسْنِ دينِهِ، وَحِفْظِ لِسَانِهِ إلَّا مُحَمَّدَ بنَ عَاصِمٍ. وَقَالَ أَبُو الشَّيْخِ أَوْ غَيْرُهُ: كَانَ مُحَمَّدٌ، وَأَسِيدٌ وَعلِيٌّ وَالنُّعْمَانُ بَنو عَاصِمٍ مِنْ سكَانِ المَدِيْنَةِ مَدِيْنَة جَيّ. مَاتَ مُحَمَّدٌ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ المُعَمَّرِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يكرَهُ مَسَّ قَبْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. سَمِعْنَا جزء محمد بن عاصم بالاتصال.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 212"، والعبر "2/ 25"، والوافي لصلاح الدين الصفدي "3/ 180".

أسيد بن عاصم

2125- أسيد بن عاصم 1: الثقفي، الحَافِظُ المُحَدِّثُ الإِمَامُ، أَبُو الحُسَيْنِ، كَانَ أَصَغَرَ مِنْ أَخِيْهِ مُحَمَّدٍ. سَمِعَ: سَعِيْدَ بنَ عَامِرٍ الضُّبَعِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ بَكْرٍ السَّهْمِيَّ، وَبِشْرَ بنَ عُمَرَ الزَّهْرَانِيَّ، وَبَكْرَ بنَ بَكَّارٍ وَعَامِرَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، وَالحُسَيْنَ بنَ حَفْصٍ وَطَبَقَتَهُم وَصَنَّفَ "المُسْنَدَ". حدَّثَ عَنْهُ: أَبُو علِيٍّ أَحْمَدُ بنُ محمد بن إبراهيم ومحمد بن حيويه الكَرَجِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ فَارِسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارٍ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ وَآخَرُوْنَ. وَقَعَ لَنَا نُسختَانِ مِنْ حَدِيْثِهِ تتكررُ أَحَادِيْثُهُمَا كَثِيْراً. قَالَ ابْنُ أَبِي حاتم: ثقة رضًا. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ فِي عشر التسعين.

_ 1 ترجمته في الجرح والعديل "2/ ترجمة 1205"، وحلية الأولياء "10/ ترجمة 675"، والعبر "2/ 44"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 158".

محمد بن شجاع

2126- محمد بن شجاع 1: الفَقِيْهُ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ الحَنَفِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ الثَّلْجِيِّ. سَمِعَ مِنِ: ابْنِ عُلَيَّةَ وَوَكِيْعٍ وَأَبِي أُسَامَةَ وَطَبَقَتِهِم وَتَلاَ عَلَى: اليَزِيْديِّ، وَأَخَذَ الحُرُوْفَ عَنْ يَحْيَى بنِ آدَمَ، وَالفِقْهَ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ، وَبرَعَ وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ. رَوَى عَنْهُ: يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَحَفِيْدُهُ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ ثابت وعدة. وَكَانَ صَاحِبَ تَعَبُّدٍ وَتهجُّدٍ وَتِلاَوَةٍ. مَاتَ سَاجِداً. له كتاب "لمناسك"فِي نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ جُزءاً إلَّا أَنَّهُ كَانَ يَقِفُ فِي مَسْأَلَةِ القُرْآنِ وَينَالُ مِنَ الكِبَارِ وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعُ بَسْطِ أَخْبَارِهِ. عَاشَ خَمْساً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 138"، واللباب لابن الأثير "1/ 241"، وميزان الاعتدال "3/ 577"، والعبر "2/ 33"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 148"، وتهذيب التهذيب "9/ 220"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 42"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 151"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 57".

السوسي

2127- السوسي 1: "س" الإِمَامُ المُقْرِئُ المُحَدِّثُ، شَيْخُ الرَّقَّةِ، أَبُو شُعَيْبٍ، صَالِحُ بنُ زِيَادِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الجَارُوْدِ بنِ مسرحٍ، الرُّستبِيُّ السُّوْسِيُّ الرَّقِّيُّ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وجَوَّدَ القُرْآنَ عَلَى يَحْيَى اليَزِيْديِّ وَأَحكمَ عَلَيْهِ حَرْفَ أَبِي عَمْرٍو. وَسَمِعَ: سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ نُمَيْرٍ وَأَسْبَاطَ بنَ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةً. تَلاَ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْهُم: أَبُو عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ جَرِيْرٍ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّحْوِيُّ وَأَبُو الحَارِثِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الرَّقِّيُّونَ. وَأَخَذَ عَنْهُ الحُرُوْفَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ الخُرَاسَانِيُّ، وغيرهما. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَدْ ذُكِرَ النَّسَائِيُّ أَنَّهُ رُوِي عَنْهُ، وَمَا رُوِي عَنْهُ سِوَى حُرُوْفَ القِرَاءةِ وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ دَعَا لَهُ الإِمَامُ لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ خَتَنهُ تَكَلَّمَ فِي القُرْآنِ فَقَامَ أَبُو شُعَيْبٍ عَلَيْهِ ليُفَارِقَ بنتَهُ. مَاتَ فِي أَوَّلِ سنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقَدْ قَاربَ التِّسْعِيْنَ. وَفِيْهَا مَاتَ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ الحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحٍ العِجْلِيُّ الحَافِظُ، وَشُعَيْبُ بنُ أَيُّوْبَ الصَّرِيفينِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ إِشكَابٍ، وَأَخُوْهُ مُحَمَّدٌ وَعَلِيُّ بنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، وَعِيْسَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَثْرودٍ، وَمُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ وَمُحَمَّدُ بن سعيد بن غالب العطار وآخرون.

_ 1 ترجمته في الكنى للدولابي "2/ 98"، والجرح والتعديل "4/ ترجمة 1766"، والأنساب للسمعاني "7/ 190"، والكاشف "2/ ترجمة 2362"، والمغني "1/ ترجمة 2829"، وتذكرة الحفاظ "2/ 559"، والعبر "2/ 22"، وتهذيب التهذيب "4/ 392"، وتقريب التهذيب "1/ 360"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 3029"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 143".

عيسى بن أحمد

2128- عيسى بن أحمد 1: "ق، س": ابن عيسى بن وردان، الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو يَحْيَى، البَغْدَادِيُّ، ثُمَّ البَلْخِيُّ العَسْقَلاَنِيُّ نسبَةً إِلَى عَسْقَلاَن بَلْخ وَهِيَ محلة كبيرة. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ بَقِيَّةَ بنَ الوَلِيْدِ وَعَبْدَ اللهِ بنَ، وَهْبٍ وَضَمْرَةَ بنَ رَبِيْعَةَ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ نُمَيْرٍ وَأَبَا أُسَامَةَ، وَبِشْرَ بنَ بَكْرٍ التِّنِّيْسِيَّ وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ، وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَحَامِدُ بنُ بِلاَلٍ البُخَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَقِيْلٍ البَلْخِيُّ وَالهَيْثَمُ بنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ فَأَكْثَرَ عَنْهُ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَرَوَى عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضاً، وَقَالَ: صَدُوْقٌ وَحَمَّادُ بنُ شَاكِرٍ النَّسَفِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ معقلٍ وَآخَرُوْنَ، وَكَانَ مُسْنِدَ تِلْكَ الدِّيَارِ فِي زَمَانِهِ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. فَاللهُ أَعْلَمُ. مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا مَاتَ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ المَرْوَزِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ الضَّبِّيُّ، وَالفَضْلُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ المَرْوَزِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ الحكم.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1509"، والكاشف "2/ ترجمة 4435"، والعبر "2/ 38"، وتهذيب التهذيب "8/ 205"، وتقريب التهذيب "2/ 97"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 154"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 5557".

شاذان

2129- شاذان 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ أَبُو بَكْرٍ، إِسْحَاقُ بنُ إبراهيم بن عبد الله بن بكير بن زيد النهشلي الفارس، شَاذَانُ. سَمِعَ مِنْ: جدِّهِ سَعْدِ بنِ الصَّلْتِ القَاضِي، وَجدُّهُ هَذَا كُوْفِيٌّ مِنْ طَبَقَةِ وَكِيْعٍ، وَلِيَ قَضَاءَ شيرَازٍ مُدَّةً ثُمَّ ارْتَحَلَ شَاذَانُ، فسَمِعَ مِنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، وَوَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ وَالأَسْوَدِ بنِ عَامِر شَاذَان وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ ارْتَحَلَ إِلَيْهِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الجَارُوْدِيُّ، وَنَصْرُ بنُ أَبِي نَصْرٍ الشِّيْرَازِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ الحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الجُورجيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَمْزَةَ بنِ عُمَارَةَ. ويَقَعُ لَنَا حَدِيْثُهُ فِي الثَّقَفيَّاتِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبَ إِلَيَّ، وَإِلَى أَبِي وَهُوَ صَدُوْقٌ. وذكرَهُ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ فِي الثِّقَاتِ وَقَالَ: مَاتَ لسبعٍ بَقِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وستين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 721"، والعبر "2/ 35"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 394"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 152".

أحمد بن حفص

2130- أحمد بن حفص 1: "خ، د، س" ابن عبد الله بن راشد، الإِمَامُ الثِّقَةُ، قَاضِي نَيْسَابُوْرَ، أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ أَبِي عَمْرٍو، وَالجَارُوْدِ بنِ يزيد والحسين بن الوليد، وعبدان وجماعة. وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَابْنُ الشَّرْقِيِّ وَأَخُوْهُ وَأَبُو بكر بن زياد، وأبو حامد بن بلال، وَخَلْقٌ وَمُسْلِمٌ خَارجَ الصَّحِيْحِ وَأَبُو عَوَانَةَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: صَدُوْقٌ. تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وخمسين ومائتين، وشيعه أمم.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 41"، والعبر "2/ 16"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 360"، وتهذيب التهذيب "1/ 24"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 137".

أحمد بن يوسف

2131- أحمد بن يوسف 1: "م، د، س، ق" ابن خالد بن سالم، الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّادِقُ، أَبُو الحَسَنِ السُّلَمِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ وَيُلَقَّبُ بحَمْدَانَ، وَهُوَ جَدُّ الزَّاهِدِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ نُجيدٍ صَاحِبُ ذَاكَ الجُزْءِ المَشْهُوْرِ وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَ حَفِيْدُهُ ابْنُ نُجيدٍ: كَانَ جَدِّي أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ أَزْدِيّاً سُلَمِيَّ الأُمِّ فغَلَبَ عَلَيْهِ السُّلَمِيُّ. قُلْتُ: كَانَ مُحَدِّثَ خُرَاسَانَ فِي زَمَانِهِ. سَمِعَ الجَارُوْدَ بنَ يَزِيْدَ، وَحَفْصَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَحَفْصَ بنَ عَبْدِ اللهِ، وَهَاشِمَ بنَ القَاسِمِ قَيْصر، وَمُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيَّ وَمُوْسَى بنَ دَاوُدَ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ وطبقتهم. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ بِلاَلٍ وَمكِيُّ بنُ عَبْدَانَ وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّانُ وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. ذكرَهُ الحَاكِمُ فَقَالَ: أَحَدُ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ كَثِيْرُ الرِّحلَةِ، وَاسِعُ الفَهْمِ مَقْبُوْلٌ عِنْدَ الأَئِمَّةِ فِي أَقطَارِ الأَرْضِ، وَهُوَ مِنْ خوَاصِّ يَحْيَى بنِ يحيى ومن المصاهرين له.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 184"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 590"، والعبر "25/ 28"، وتهذيب التهذيب "1/ 91"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 147".

سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ حَامِدٍ البَزَّازُ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مَشَايِخنَا يَحْكُوْن عَنْ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ السُّلَمِيِّ قَالَ: أَنَا لَسْتُ بسُلَمِيٍّ بَلْ أَزدَيٌّ، وَعيَالِي سُلَمِيَّةٌ. سَمِعَ بِخُرَاسَانَ عِدَّةً، وَبَالرَّيِّ مِنْ: عِيْسَى بنِ جَعْفَرٍ القَاضِي، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ الضُّرَيْسِ وَسُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ القَزَّازِ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي النَّضْرِ وَمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ المَدَائِنِيِّ وَمُوْسَى بنِ دَاوُدَ، وَمَنْصُوْرِ بنِ سَلَمَةَ. ثُمَّ سمَى الحَاكِمُ طَائِفَةً سَمِعَ مِنْهُم بِالْكُوْفَةِ، وَالبَصْرَةِ وَالحِجَازِ وَاليَمَنِ وَالشَّامِ وَالجَزِيْرَةِ. وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فَقَالَ: حَدَّثَ عَنْ جَعْفَرِ بنِ عَوْنٍ وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ وَالعَقَدِيِّ وَالفِرْيَابِيِّ وَأَبِي مُسْهِرٍ وَيَحْيَى بنِ أَبِي بُكَيْر وَسَمَّى خلقاً. حدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ يَحْيَى شَيْخُهُ وَالبُخَارِيُّ فِي غَيْرِ صحيحه. قال مسلم: ثقة. وقال الدراقطني: ثِقَةٌ نَبِيْلٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قَالَ مَكِّيُّ بنُ عَبْدَانَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ يُوْسُفَ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ عُبِيدِ اللهِ بنِ مُوْسَى ثَلاَثِيْنَ أَلفَ حَدِيْثٍ. قَالَ أَبو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ: تُوُفِّيَ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَرَوَى أَبُو سَعِيْدٍ المُؤَذِّنُ عَنْ أَبِيْهِ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ. قَالَ الحَاكِمُ: قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: سَمِعْتُ حَمْدَانَ السُّلَمِيَّ، وَقَالُوا لَهُ: أَسْمِعْنَا قَالَ: لاَ يُمْكِنُنِي أَنَا ابْنُ ثَمَانِيْنَ سنَةً، وَذَلِكَ فِي نِصْفِ شَوَّالٍ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ. قُلْتُ: طلبُوا أَنْ يُحَدِّثَهُم مِنْ لَفْظِهِ فَاعتذَرَ بِالعجزِ عَنْ تبَلِيْغِ جَمْعٍ كَثِيْرٍ. أَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّيُّ: سَمِعْتُ العَبَّاسَ بنَ الفَضْلِ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ يُوْسُفَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ: خَرَجتُ مِنْ عِنْدِ هَذَا -يَعْنِي المَهْدِيَّ- وَلَمْ أُسَلِّمَ عَلَيْهِ بِالإِمَارَةِ فَنَظَرَ إِلَيَّ، وَتبسَّمَ وَقَالَ: لَقَدْ طلبنَاكَ فَأَعْجَزْتنَا وَقَدْ جَاءَ اللهُ بِكَ ارفعْ إِلَيْنَا حَاجَتَكَ قُلْتُ: قَدْ مَلأتَ الأَرْضَ ظُلْماً، وَجَوْراً فَاتَّقِ اللهَ وَليكُنْ مِنْكَ فِي ذَلِكَ عِبَرٌ فَنَكَّسَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ: أَرَأَيتَ إِنْ لَمْ أَسْتطِعْ?!! قلت: تهرب بدينك. وَقَعَ لَنَا عِدَّةُ أَحَادِيْثَ مِنْ مُوَافقَاتِ السُّلَمِيِّ رحمه الله.

أَخْبَرَنَا أَبُو الفتوحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ ظَافرٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ أَخْبَرَنَا الهَيْثَمُ بنُ حُمَيْدٍ عَنِ العَلاَءِ بنِ الحَارِثِ عَنْ مَكْحُوْلٍ عَنْ عَنْبَسَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أُمِّ حَبِيْبَةَ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" 1. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ: أَخْبَرَكَ أَبُو المفَاخِرِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَأْمُوْنِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيُّ سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ إِمْلاَءً قَالَ: حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُعَاذٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا قَبِيْصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: اسْتَأْذَنَهُ نِسَاؤُهُ فِي جِهَادٍ فَقَالَ: "بِحَسْبِكُنَّ الجِهَادُ أَوْ جِهَادُكُنَّ الحَجُّ" 2. وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ مات أحمد ابن أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، وَأَبُو إِبْرَاهِيْمَ المُزَنِيُّ وَأَبُو زرعة الرازي، ويونس بن عبد الأعلى.

_ 1 صحيح لغيره: وهذا إسناد منقطع بين عنسبة وأم حبيبة فإنه لم يدركها. وورد عن بسره بنت صفوان مرفوعًا بلفظ: "من مس فرجه فليتوضأ" أخرجه ابن خزيمة "33"، وابن الجارود "17" و"18" من طرق عن أبي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مروان، عن بسرة، به. وورد عن بسرة بنت صفوان مرفوعًا بلفظ: "من مس فرجه فليعد الوضوء". أخرجه أحمد "6/ 406-407"، والترمذي "82"، والنسائي "1/ 216"، والبيهقي "1/ 128" من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن بسرة، به. وورد عنها مرفوعًا بلفظ: $"إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ". أخرجه ابن أبي شيبة "1/ 163"، والحميدي "352"، والطيالسي "1657"، وأحمد "6/ 406-407"، والنسائي "1/ 100 و216"، والدارمي "1/ 185"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 185"، وابن الجارود "16"، والطبراني في "الكبير" "24/ 487-495 و497-504" من طرق عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ مُحَمَّدِ بن عمرو بن حزم عن عروة بن الزبير، عن مروان بن الحكم، عن بسرة بنت صفوان، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "2875" و"2876".

زاج

2132- زاج 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بنُ منصور بن راشد، المروزي زاج. عَنِ: النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ وَعُمَرَ بنِ يُوْنُسَ، وَحُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ وَرَوْحٍ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ وَالمَحَامِلِيُّ، وَآخَرُوْنَ وَمُسْلِمٌ فِي غَيْرِ "الصَّحِيْحِ". قَالَ: أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 168"، وتاريخ بغداد "5/ 150"، وتهذيب التهذيب "1/ 82".

الرمادي

2133- الرمادي 1: "ق" الإِمَامُ الحَافِظُ الضَّابطُ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ سَيَّارِ بنِ مُعَارِكٍ الرَّمَادِيُّ البَغْدَادِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الرَّزَّاقِ بكُتُبِهِ، وَعَنْ زَيْدِ بنِ الحُبَابِ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ وَهَاشِمِ بنِ القَاسِمِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى، وَالأَسْوَدِ بنِ عَامِرٍ، وَعَفَّانَ وَيَحْيَى بنِ أَبِي بُكَيْرٍ، وَعُثْمَانَ بنِ عُمَرَ بنِ فَارِسٍ وَأَبِي عَاصِمٍ النَّبِيْلِ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ وَمُحَمَّدِ بنِ وَهْبٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ بِالحِجَازِ وَاليَمَنِ، وَالعِرَاقِ وَالشَّامِ وَمِصْرَ وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ، وَإِسْمَاعِيْلُ القاضي وابن أبي الدنيا، وأبو العَبَّاسِ بنُ سُرَيْجٍ وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ بنُ عَدِيٍّ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالمَحَامِلِيُّ وَابْنُ مَخْلَدْ وَمُحَمَّدُ بنُ عَقِيْلٍ البَلْخِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ وَإِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، وَالحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى بنِ عَيَّاشٍ القَطَّانُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَقَالَ فِي "تَارِيْخِهِ": سَمِعْتُ مِنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَمائَتَيْنِ وَصَنَّفَ المُسْنَدَ الكَبِيْرَ. وَكَانَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ يَقُوْلُ: أَنَا أَسْكُتُ مِنْ أَمرِ الرَّمَادِيِّ عَلَى شَيْءٍ أَخَافُ أَنْ لاَ يَسَعنِي كُنْتُ رُبَّمَا سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الرَّمَادِيُّ يَعْنِي يَذْكُرُهُ بِكُنْيَتِهِ، وَقَدْ كَانَ رفيقاً وَصَاحِباً ليَحْيَى فِي رحلتِهِ. وَرُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أُورْمَةَ، قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلَيْنِ قَالَ أَحَدُهُمَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَقَالَ الآخرُ: حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ كَانَا سوَاءً.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 169"، وتاريخ بغداد "5/ 151"، والأنساب للسمعاني "6/ 163"، واللباب لابن الأثير "2/ 63"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 589"، وميزان الاعتدال "1/ 158"، والعبر "2/ 30"، والوافي بالوفيات "8/ 192"، وتهذيب التهذيب "1/ 83 ".

قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَانَ أَبِي يُوَثِّقَهُ. قَالَ ابْنُ مَخْلَدٍ: كَانَ الرَّمَادِيُّ إِذَا مرض يَسْتَشفِي بِأَنْ يَسمعُوا عليه الحديث. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُنَادِي: مَاتَ الرَّمَادِيُّ لأَرْبَعٍ بَقِيْنَ مِنْ رَبِيْع الآخرِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقَدِ اسْتكملَ ثَلاَثاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: سَمِعْنَا مِنْ طَرِيْقِهِ جَمَاعَةَ أَجزَاءٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. وَفِيْهَا مَاتَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَارِثِ البَغْدَادِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ هَانِئٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ وَسَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ المُخَرِّمِيُّ، وَصَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ المُخَرِّمِيُّ، وَالقُدْوَةُ أَبوَ حَفْصٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ وَهَارُوْنُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَالمنتظَرُ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ وَالرَّافِضَةُ تَقُوْلُ: لَمْ يمُتْ بَلِ اخْتَفَى فِي السرداب.

أبو عبد الله البخاري

2134- أبو عبد الله البخاري 1: "ت، س" محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بزدزبه، وَقِيْلَ بَذْدُزْبَه، وَهِيَ لَفْظَةٌ بخَارِيَّةٌ، معنَاهَا الزرَّاعُ. أَسلَمَ المُغِيْرَةُ عَلَى يَدِي اليَمَان الجُعْفِيِّ وَالِي بُخَارَى، وَكَانَ مَجُوْسِيّاً وَطَلَبَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العِلْمَ. فَأَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ بنِ سِلَفَةَ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ البَرْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ قَالاَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَفٍ أَنَّهُ سَمِعَ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعَ أَبِي مِنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وَرَأَى حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ، وَصَافحَ ابْنَ المُبَارَكِ بكلتَا يَدَيْهِ. قُلْتُ: وَوُلِدَ أَبُو عَبْدِ اللهِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. قَاله أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ البُخَارِيُّ، وَرَّاقُ أَبِي عَبْدِ اللهِ فِي كِتَابِ: "شمَائِلِ البُخَارِيِّ" جَمْعَهُ، وَهُوَ جزءٌ ضخمٌ. أَنْبَأَنِي بِهِ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الطَّرَسُوْسِيِّ، أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ طاهر الحافظ

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1086"، وتاريخ بغداد "2/ 4-36"، والأنساب للسمعاني "2/ 100"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 569"، وتذكرة الحفاظ "2/ 578"، والكاشف "3/ ترجمة 4790"، وتهذيب التهذيب "9/ 47-55"، وتقريب التهذيب "2/ 144"، ومقدمة فتح الباري، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6052 "، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 134".

أَجَازَ لَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مِهْرَوَيْهِ الفَارِسِيُّ المُؤَدِّبُ، قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ مَرْو لزيَارَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، بنِ مَطَرٍ الفِرَبْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَدِّي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي حَاتِمٍ فَذَكَرَ الكِتَابَ فَمَا أَنْقُلُهُ عَنْهُ فَبهَذَا السّندِ. ثُمَّ إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ فِيْمَا أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَفْصٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الفَضْلِ البَلْخِيُّ سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: ذهبَتْ عينَا مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ فِي صِغَرِهِ فرأَتْ، وَالِدتُهُ فِي المَنَامِ إِبْرَاهِيْمَ الخَلِيْلَ عَلَيْهِ السَّلاَم فَقَالَ لَهَا: يَا هَذِهِ قَدْ رَدَّ اللهُ عَلَى ابْنِكِ بصرَهُ لكَثْرَةِ بُكَائِكِ، أَوْ كَثْرَةِ دُعَائِكِ شكَّ البَلْخِيُّ فَأَصْبحْنَا، وَقَدْ رَدَّ اللهُ عَلَيْهِ بصرَهُ. وبَالسَّندِ المَاضِي إِلَى مُحَمَّدِ بنِ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: كَيْفَ كَانَ بَدْءُ أَمرِكَ? قَالَ: أُلْهِمْتُ حِفْظَ الحَدِيْثِ، وَأَنَا فِي الكُتَّابِ فَقُلْتُ: كم كَانَ سِنُّكَ? فَقَالَ: عشرُ سِنِيْنَ، أَوْ أَقَلّ ثُمَّ خرجْتُ مِنَ الكتاب بعد العشر فجعلت أختلف الدَّاخلِيِّ، وَغَيْرِهِ فَقَالَ يَوْماً فِيْمَا كَانَ يَقْرَأُ لِلنَّاسِ: سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ لَمْ يَرْوِ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ فَانْتَهَرنِي فَقُلْتُ لَهُ: ارْجِعْ إِلَى الأَصْلِ فَدَخَلَ فنظَرَ فِيْهِ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِي: كَيْفَ هُوَ يَا غُلاَمُ? قُلْتُ: هُوَ الزُّبَيْرُ بنُ عَدِيٍّ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ فَأَخَذَ القلمَ مِنِّي، وَأَحْكَمَ كِتَابَهُ وَقَالَ: صدقْتَ فَقِيْلَ لِلْبُخَارِيِّ: ابْنُ كَمْ كُنْتَ حِيْنَ رددتَ عَلَيْهِ? قَالَ: ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً فَلَمَّا طَعَنْتُ فِي سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً كُنْتُ قَدْ حفظتُ كتبَ ابْنِ المُبَارَكِ، وَوَكِيْعٍ وَعرفتُ كَلاَمَ هَؤُلاَءِ ثُمَّ خرجْتُ مَعَ أُمِّي، وَأَخِي أَحْمَدَ إِلَى مَكَّةَ فَلَمَّا حَجَجْتُ رَجَعَ أَخِي بِهَا! وَتخلَّفْتُ فِي طلب الحديث. ذِكْرُ تسمِيَة شُيوخِهِ وَأَصْحَابِهِ: سَمِعَ بِبُخَارَى قَبْلَ أَنْ يرتحلَ مِنْ مَوْلاَه مِنْ فَوْقِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ اليَمَانِ الجُعْفِيِّ المُسْنديِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ سَلاَمٍ البِيْكَنْدِيِّ وَجَمَاعَةٍ ليسُوا مِنْ كِبَارِ شُيُوْخِهِ. ثُمَّ سَمِعَ ببلخٍ مِنْ مكِّيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ وَهُوَ مِنْ عَوَالِي شُيوخِهِ وَسَمِعَ بِمَرْوَ مِنْ عبدَانَ بنِ عُثْمَانَ وَعَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ، وَصَدَقَةَ بنِ الفَضْلِ وَجَمَاعَةٍ. وبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى وَجَمَاعَةٍ.

وبَالرَّيِّ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى. وبِبَغْدَادَ إِذْ قَدِمَ العِرَاقَ فِي آخِرِ سَنَةِ عَشْرٍ وَمائَتَيْنِ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ الطَّبَّاعِ، وَسُرَيْجِ بنِ النُّعْمَانِ وَمُحَمَّدِ بنِ سَابِق وَعَفَّانَ. وبِالبَصْرَةِ مِنْ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيْلِ، وَالأَنْصَارِيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَمَّادٍ الشُّعَيثِيّ صَاحِبِ ابْنِ عَوْنٍ، وَمِن مُحَمَّدِ بنِ عَرْعَرَةَ وَحَجَّاجِ بنِ منهَالٍ وَبَدَلُ بنُ المُحَبَّرِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ وَعِدَّةٍ. وبِالْكُوْفَةِ مِنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى، وَأَبِي نُعَيْمٍ وَخَالِدِ بنِ مَخْلَدٍ وَطَلْقِ بنِ غَنَّامٍ، وَخَالِدِ بنِ يَزِيْدَ المُقْرِئِ مِمَّنْ قَرَأَ عَلَى حَمْزَةَ. وَبِمَكَّةَ مِنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئِ، وَخَلاَّدِ بنِ يَحْيَى وَحَسَّانِ بنِ حَسَّانٍ البَصْرِيِّ، وَأَبِي الوَلِيْدِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيِّ وَالحُمَيْدِيِّ. وبَالمَدِيْنَةِ مِنْ عَبْدِ العَزِيْزِ الأُوَيسِيِّ، وَأَيُّوْبَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ. وبمصرَ: سَعِيْدَ بنَ أَبِي مَرْيَمَ وَأَحْمَدَ بنَ إِشكَابٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ يُوْسُفَ وَأَصْبَغَ وَعِدَّةً. وبَالشَّامِ: أَبَا اليَمَانِ وَآدَمَ بنَ أَبِي إِيَاسٍ وَعَلِيَّ بنَ عَيَّاشٍ وَبِشْرَ بنَ شُعَيْبٍ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي المُغِيْرَةِ عَبْدِ القُدّوس، وَأَحْمَدَ بنِ خَالِدٍ الوهبِيِّ وَمُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيِّ وَأَبِي مُسْهِرٍ وَأُمَمٍ سِوَاهُم. وَقَدْ قَالَ وَرَّاقُهُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ بلخَ فَسَأَلونِي أَنْ أُمْلِيَ عَلَيْهِم لِكُلِّ مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ حَدِيْثاً فَأَمليتُ أَلفَ حَدِيْثٍ لأَلفِ رَجُلٍ ممَّن كَتَبْتُ عَنْهُم. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ قَبْلَ مَوْته بشهرٍ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ أَلفٍ وَثَمَانِيْنَ رَجُلاً لَيْسَ فِيْهِم إلَّا صَاحِب حَدِيْثٍ كَانُوا يَقُوْلُوْنَ: الإِيْمَانُ قَوْلٌ، وَعَمَلٌ يَزِيْدُ وَيَنْقُصُ. قُلْتُ: فَأَعْلَى شُيُوْخهِ الَّذِيْنَ حَدَّثوهُ عَنِ التَّابِعِيْنَ، وَهُم أَبُو عاصم وَالأَنْصَارِيُّ وَمكِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى وَأَبُو المُغِيْرَةِ وَنحوُهُم. وَأَوْسَاطُ شُيُوْخهِ الَّذِيْنَ رَوَوْا لَهُ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَشُعْبَةَ وَشُعَيْبِ بنِ أَبِي حَمْزَةَ وَالثَّوْرِيِّ. ثُمَّ طَبَقَةٌ أُخْرَى دونَهُم كَأَصْحَابِ مَالِكٍ، وَاللَّيْثِ وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَأَبِي عَوَانَةَ.

وَالطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ مِنْ شُيُوْخِهِ مِثْلُ أَصْحَابِ ابْنِ المُبَارَكِ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَابْنِ وَهْبٍ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ. ثُمَّ الطَّبَقَةُ الخَامِسَةُ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ الَّذِي روَى عَنْهُ الكَثِيْرَ وَيُدَلِّسُهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَة، وَهَؤُلاَءِ هُم مِنْ أَقْرَانِهِ وَقَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي مُسْهِرٍ، وَشَكَّ فِي سَمَاعِهِ فَقَالَ فِي غَيْر الصَّحِيْحِ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ أَوْ حَدَّثَنَا رَجُلٌ عَنْهُ، وَروَى عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ، وَاقِدٍ الحَرَّانِيِّ لَقِيَهُ بِالعِرَاقِ وَلَمْ يَدْخُلِ الجَزِيْرَةَ وَقَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُعَلَّى بنِ مَنْصُوْرٍ الرَّازِيِّ بِبَغْدَادَ سنَةَ عشر. رَوَى عَنْهُ خلقٌ كَثِيْرٌ مِنْهُم: أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ الحَرْبِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَمْرِو بنِ أَبِي عَاصِمٍ وَصَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَة وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَضْرَمِيُّ مُطَيَّن، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مَعْقِلٍ النَّسَفيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نَاجِيَةَ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بجير وأبو قريش محمد بن جمعة، وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرَبْرِيُّ رَاوِي الصَّحِيْحِ، وَمَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدٍ مِزْبَزْدَة وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَالحُسَيْنُ وَالقَاسِمُ ابْنَا المَحَامِلِيِّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَشْقَرِ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ فَارِسٍ وَمَحْمُوْدُ بنُ عَنْبَرٍ النَّسَفيُّ، وَأَممٌ لاَ يُحصَونَ وَرَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌ فِي غَيْر صَحِيْحهِ وَقِيْلَ: إِنَّ النَّسَائِيَّ رَوَى عَنْهُ فِي الصِّيَامِ مِنْ سُنَنِهِ، وَلَمْ يَصِحَّ لَكِن قَدْ حَكَى النَّسَائِيُّ فِي كِتَابِ الكُنَى لهُ أَشْيَاءَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الخَفَّافِ عَنِ البُخَارِيِّ. وَقَدْ رَتَّبَ شَيْخُنَا أَبُو الحَجَّاجِ المِزِّيِّ شُيُوْخَ البُخَارِيِّ، وَأَصْحَابَهُ عَلَى المُعْجَمِ كعَادَتِهِ، وَذَكَرَ خَلْقاً سِوَى مَنْ ذكرت. وَقَدْ أَنْبَأَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ أَنَّ أبا اليمن البغوي أَخبرَهُم، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّازُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ القَاضِي الحَرَشِيُّ بِنَيْسَابُوْرَ سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَحْمَدَ البَلْخِيَّ يَرْوِي عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرَبْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: سَمِعَ كِتَابَ الصَّحِيْحِ لِمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ تِسْعُوْنَ أَلفَ رَجُلٍ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ يَرْوِيْهِ غَيْرِي. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيُّ: رَوَى "صَحِيْحَ" البُخَارِيِّ جماعة، منهم: الفربري، وحماد بن شاكر، وإبراهيم بنَ مَعْقِلٍ، وَطَاهرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدٍ النَّسَفِيَان. وَقَالَ الأَمِيْرُ الحَافِظُ أَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلا: آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنِ البُخَارِيِّ بـ"الصحيح" أبو

طَلْحَةَ مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ البَزْدِيُّ مِنْ أَهْلِ بَزْدَةَ. وَكَانَ ثِقَةً تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوْهِيُّ بِقِرَاءتِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ زَيْدُ بنُ هِبَةِ اللهِ البَغْدَادِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ بنُ قَفَرْجَلَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَحَامِلِيُّ سَنَة تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي: الثَّوْرِيَّ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي أَبُو بردة، عن أبيه أبي مُوْسَى قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً". وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، وَكَانَ جَالِساً فَجَاءهُ رَجُلٌ أَوْ طَالِبُ حَاجَةٍ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: "اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَلِيَقْضِ اللهُ عَلَى لِسَانِ رَسُوْلِهِ مَا شَاءَ" 1. أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيُّ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المُجَلِّدُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ يُوْنُسَ، وَحَبِيْبٍ وَيَحْيَى بن عَتِيْق وَهِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ عَنْ أُمِّ عطيَّةَ قَالَتْ: أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ تَخْرُجَ ذَوَاتُ الخُدُورِ يَوْمَ العِيْدِ قِيْلَ: فَالحُيَّضُ? قَالَ: "يَشْهَدْنَ الخَيْرَ وَدَعْوَةَ المُسْلِمِيْنَ" 2. هذَان حَدِيْثَانِ صَحِيْحَانِ مِنْ عَالِي مَا وَقَعَ لَنَا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي عبد الله سوى "الصحيح". وَأَمَّا "الصَّحِيْحُ" فَهُوَ أَعْلَى مَا وَقَعَ لَنَا مِنَ الكُتُبِ السِّتَّةِ فِي أَوَّلِ مَا سَمِعْتُ الحَدِيْثَ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ فَمَا ظَنُّكَ بعلُوِّهِ اليَوْمَ، وَهُوَ سنَة خَمْسَ عَشْرَةَ وَسَبْعَ مائَةٍ!! لَوْ رحلَ الرَّجُلُ مِنْ مسيرَةِ سَنَةٍ لسَمَاعِهِ لمَا فَرَّطَ كَيْفَ، وَقَدْ دَامَ عُلُوُّهُ إِلَى عَامِ ثَلاَثِيْنَ وَهُوَ أَعْلَى الكُتُبِ السِّتَّةِ سَنَداً إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي شَيْءٍ كَثِيْرٍ مِنَ الأَحَادِيْثِ وَذَلِكَ لأَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ أَسنُّ الجَمَاعَةِ، وَأَقْدَمُهُم لُقِيّاً لِلْكبارِ أَخَذَ عَنْ جَمَاعَةٍ يروي الأئمة الخمسة عن رجل عنهم.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6026" و"6027"، وورد مفرقًا أخرجه مسلم "2585"، وأبو داود "5131"، والترمذي "1929" و"2674"، والنسائي "5/ 78". 2 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "981"، وَمُسْلِمٌ "890"، وَأَبُو دَاوُدَ "1136"، وَالتِّرْمِذِيُّ "539"، وَالنَّسَائِيُّ "3/ 180-181".

ذِكْرُ رِحلتِهِ وَطَلَبِهِ وَتَصَانِيْفِهِ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ البُخَارِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: حَجَجْتُ، وَرَجَعَ أَخِي بِأُمِّي وَتخلَّفْتُ فِي طلبِ الحَدِيْث فَلَمَّا طَعنْتُ فِي ثَمَانِ عَشْرَةَ جَعَلتُ أُصَنِّفُ قضَايَا الصَّحَابَةِ، وَالتَّابِعِيْنَ وَأَقَاويلَهُم، وَذَلِكَ أَيَّامَ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى. وصنَّفْتُ كِتَابَ "التَّارِيْخِ" إِذْ ذَاكَ عِنْدَ قَبْرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي اللَّيَالِي المُقْمِرَةِ، وَقَلَّ اسْمٌ فِي التَّارِيْخِ إلَّا وَلَهُ قِصَّةٌ إلَّا أَنِّي كَرِهْتُ تطويلَ الكتاب. وكُنْتُ أَختلِفُ إِلَى الفُقَهَاءِ بِمَرْوَ وَأَنَا صَبِيٌّ، فإذا جئت أستحيي أَنْ أُسَلِّمَ عَلَيْهِم فَقَالَ لِي مُؤَدِّبٌ مِنْ أَهلِهَا: كم كتبتَ اليَوْمَ? فَقلتُ: اثْنَيْنِ وَأَرَدْتُ بِذَلِكَ حَدِيْثَيْنِ فَضَحِكَ مَنْ حَضَرَ المَجْلِسَ فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُم: لاَ تضحكُوا فَلَعَلَّهُ يَضْحَكُ مِنْكُم يَوْماً!! وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى الحُمَيْدِيِّ، وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ آخَرَ اخْتِلاَفٌ فِي حَدِيْثٍ فَلَمَّا بَصُرَ بِي الحُمَيْدِيُّ قَالَ: قَدْ جَاءَ مَنْ يفصِلُ بَيْنَنَا فَعَرضَا عَلَيَّ فَقضيتُ لِلْحُمِيديِّ عَلَى مَنْ يُخَالِفُهُ، وَلَوْ أَنَّ مُخَالِفَهُ أَصَرَّ عَلَى خِلاَفِهِ ثُمَّ مَاتَ عَلَى دعوَاهُ لَمَاتَ كَافِراً. أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ الخلاَّل، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلَيٍّ البَردَانِيُّ، وَابْنُ الطُّيوُرِيِّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ غُنجَار، أَخْبَرَنَا خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَيَّامُ سَمِعْتُ الفَضْلَ بنَ إِسْحَاقَ البَزَّازَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ منهَال العَابِدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ قَالَ: كتبنَا عَنِ البُخَارِيِّ عَلَى بَابِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيِّ، وَمَا فِي وَجْهِهِ شَعْرَةٌ فقُلْنَا: ابْنُ كَمْ أَنْتَ? قَالَ: ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَقَالَ خَلَفٌ الخيَّامُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ مَعْقِلٍ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: كُنْتُ عندَ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: لَوْ جمعتُم كِتَاباً مختصِراً لسُنَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي قَلبِي فَأَخذتُ فِي جمعِ هَذَا الكِتَابِ. وَعَنْ ... أَنَّ البُخَارِيَّ قَالَ: أَخرجتُ هَذَا الكِتَابَ من زهاء ستمائة أَلْفِ حَدِيْثٍ. أَنبأَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ، أَنْبَأَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ العَطَّارُ بِالرَّيِّ، سَمِعْتُ أَبَا الهَيْثَمِ الكُشْمِيهَنِيَّ، سَمِعْتُ الفِرَبْرِيَّ يَقُوْلُ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: مَا وضعتُ فِي كِتَابِي "الصَّحِيْحِ" حَدِيْثاً إلَّا اغتسلتُ قَبْلَ ذَلِكَ وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ.

أَخْبَرْنَا ابْنُ الخلاَّلِ، أَخْبَرَنَا الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ الحُسَيْنِ البَزَّازَ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَعْقِلٍ، سَمِعْتُ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: مَا أَدخلتُ فِي هَذَا الكِتَابِ إلَّا مَا صَحَّ، وَتركتُ مِنَ الصِّحَاحِ كِي لاَ يطولَ الكِتَابُ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ قُلْتُ لأبي عبد الله: تحفظ جَمِيْعَ مَا أَدْخَلْتَ فِي المُصَنَّفِ? فَقَالَ: لاَ يخفَى عليَّ جَمِيْعُ مَا فِيْهِ. وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: صنفتُ جَمِيْعَ كُتُبِي ثَلاَث مَرَّاتٍ، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَوْ نُشِرَ بَعْضُ أُسْتَاذِي هَؤُلاَءِ لَمْ يفهمُوا كَيْفَ صنَّفْتُ "التَّارِيْخَ"، وَلاَ عرفُوهُ ثُمَّ قَالَ: صنَّفْتُهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَخذ إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه كِتَابَ "التَّارِيْخِ" الَّذِي صنَّفْتُ، فَأَدخلَهُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ، فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيْرُ، إلَّا أُرِيكَ سِحْراً? قَالَ: فَنَظَرَ فِيْهِ عَبْدُ اللهِ فَتَعَجَّبَ مِنْهُ وَقَالَ لَسْتُ أَفهُمُ تَصْنِيْفَهُ. وَقَالَ خَلَفٌ الخيَّامُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ أَحْمَدَ بنِ خَلَفٍ: يَقُوْلُ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ إِلَى العِرَاقِ فِي آخِرِ سَنَةِ عَشْرٍ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ بَغْدَادَ آخِرَ ثَمَانِ مَرَّاتٍ فِي كُلِّ ذَلِكَ أُجَالِسُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ فَقَالَ لِي فِي آخِرِ مَا، وَدَّعْتُهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تدعُ العِلْمَ، وَالنَّاسَ وَتصِيرُ إِلَى خُرَاسَانَ?! قَالَ: فَأَنَا الآنَ أَذْكُرُ قَوْلَهُ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الحَاكِمِ أَوَّل مَا، وَردَ البُخَارِيُّ نَيْسَابُوْرَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمائَتَيْنِ وَوَرَدَهَا فِي الأَخِيْرِ سنَةَ خَمْسِيْنَ، وَمائَتَيْنِ فَأَقَامَ بِهَا خَمْسَ سنين يحدث على الدوام. أخرنا أبو حفص بن القوسا، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ قِرَاءةً عَلَيْهِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ وَأَنَا حَاضِرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُسْلَّم الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ آدَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ البُخَارِيُّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بِمَنْزِلِهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَأَحصيتُ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَامَ وَأَسْرَجَ يَسْتَذكرُ أَشْيَاءَ يُعَلِّقُهَا فِي لَيْلَةٍ ثَمَانِ عَشْرَةَ مرَّة. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ الوَرَّاقُ، كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ، إِذَا كُنْتُ مَعَهُ فِي سفرٍ، يَجْمَعُنَا بَيْتٌ وَاحِدٌ إِلاَّ فِي القيظِ أَحْيَاناً، فَكُنْتُ أَرَاهُ يقومُ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ خَمْسَ عَشْرَةَ مرَّة إِلَى عِشْرِيْنَ مرَّة، فِي كل ذلك يأخذ القداحة، فيوري نارًا، ثُمَّ يُخرجُ أَحَادِيْثَ، فيُعلِّمُ عَلَيْهَا.

وقال ابن عدي: سمعت عبد القدوس بن هَمَّامٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ عِدَّةً مِنَ المَشَايِخِ، يَقُوْلُوْنَ: حَوَّلَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ ترَاجِمَ جَامِعِهِ بَيْنَ قبر سول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمِنْبَرِهِ، وَكَانَ يصلي لكل ترجمة ركعتين. وَقَالَ: سَمِعْتُ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: صنّفْتُ "الصَّحِيْحَ" فِي ست عشرة سنة، وجعلته حجة فيما بيني وَبَيْنَ الله تَعَالَى. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ هَانِئَ بنَ النَّضْر يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ -يَعْنِي: الفِرْيَابِيَّ- بِالشَّامِ وَكُنَّا نَتَنَزَّهُ فِعْلَ الشَّبَابِ فِي أَكلِ الفِرْصَادِ وَنَحْوِهِ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ مَعَنَا، وَكَانَ لاَ يُزَاحمنَا فِي شَيْءٍ مِمَّا نَحْنُ فِيْهِ، وَيُكِبُّ عَلَى العِلْمِ. وَقَالَ مُحَمَّد: سَمِعْتُ النَّجْمَ بنَ الفُضَيْل يَقُوْلُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ، كَأَنَّهُ يَمْشِي، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ يَمْشِي خَلْفَهُ، فَكُلَّمَا رَفَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدَمَهُ، وضعَ مُحَمَّدُ بنُ إِسمَاعيلَ قدَمَهُ فِي المكَانِ الَّذِي رَفَعَ النبي -صلى الله عليه وسلم- قدمه. وَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: كَانَ شَيْخٌ يَمُرُّ بِنَا فِي مَجْلِسِ الدَّاخلِيِّ، فَأُخْبِرُهُ بِالأَحَادِيْثِ الصَّحِيْحَةِ مِمَّا يُعرِضُ عليَّ، وَأُخْبِرُهُ بِقَولِهِم، فَإِذَا هُوَ يَقُوْلُ لِي يَوْماً، يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، رئِيسُنَا فِي أَبو جَاد، وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ شربَ دوَاءَ الحِفْظِ يُقَالُ لَهُ: بَلاَذُر، فَقُلْتُ لَهُ يَوْماً خلوَةً: هَلْ مِنْ دوَاءٍ يشربُهُ الرَّجُلُ، فينتفعُ بِهِ لِلْحفظِ؟ فَقَالَ: لاَ أَعْلَمُ، ثُمَّ أَقبلَ عليَّ، وَقَالَ: لاَ أَعْلَمُ شَيْئاً أَنْفَعَ لِلْحفظِ مِنْ نَهْمَةِ الرَّجُلِ، وَمُدَاومَةِ النَّظَرِ. قَالَ: وَذَاكَ أَنِّي كُنْتُ بِنَيْسَابُوْرَ مُقيماً، فَكَانَ تَرِدُ إليَّ مِنْ بُخَارَى كُتُبٌ، وَكُنَّ قَرَابَاتٌ لِي يُقرئن سَلاَمهنَّ فِي الكُتُبِ، فَكُنْتُ أَكْتُبُ كِتَاباً إِلَى بُخَارَى، وَأَرَدْتُ أَنْ أُقرِئَهنَّ سَلاَمِي، فَذَهَبَ عليَّ أساميهن حين كتبت كتابي, لم أُقرِئهنَّ سَلاَمِي، وَمَا أَقَلَّ مَا يَذْهَبُ عَنِّي مِنَ العِلْمِ. وَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَمْ تكن كِتَابتِي لِلْحَدِيْثِ كَمَا كَتَبَ هَؤُلاَءِ. كُنْتُ إِذَا كَتَبْتُ عَنْ رجلٍ سَأَلْتُهُ عَنِ اسْمِهِ وَكُنْيَتِهِ وَنِسْبَتِهِ وَحَمْلِهِ الحَدِيْثَ، إِنْ كَانَ الرَّجُلُ فَهماً. فَإِنْ لَمْ يَكُنْ سَأَلْتُهُ أَنْ يُخْرِجَ إليَّ أَصْلَهُ وَنُسخَتَهُ. فَأَمَّا الآخرُونَ لاَ يُبالُونَ مَا يَكْتُبُونَ، وَكَيْفَ يَكْتُبُونَ. وَقَالَ: سَمِعْتُ العَبَّاسَ الدُّوْرِيَّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً يُحْسِنُ طلبَ الحَدِيْثِ مِثْلَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، كَانَ لاَ يدعُ أَصْلاً وَلاَ فرعاً إِلاَّ قَلَعَهُ. ثُمَّ قَالَ لَنَا: لاَ تَدَعُوا مِنْ كَلاَمِهِ شَيْئاً إِلاَّ كَتَبْتُمُوهُ. وَقَالَ: كَتَبَ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ بَعْضُ السَّلاَطينِ فِي حَاجَةٍ لَهُ، وَدَعَا لَهُ دعَاءً كَثِيْراً. فَكَتَبَ

إِلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ: سَلاَمٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، أَمَّا بَعْدُ: وَصَلَ إِلَيَّ كِتَابُكَ وَفَهِمْتُهُ، وفي بيته يؤتى الحَكَمُ وَالسَّلاَمُ. وَقَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ الخَوَّاصَ، مُستملِي صَدَقَةَ، يَقُوْلُ: رَأَيْتُ أَبَا زُرْعَةَ كَالصَّبيِّ جَالِساً بَيْنَ يَدِي مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، يَسْأَلُهُ عَنْ عِلَلِ الحَدِيْثِ. ذِكْرُ حِفْظِهِ وَسَعَةِ عِلْمِهِ وَذَكَائِهِ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ غُنْجَار فِي "تَارِيْخِ بُخَارَى": سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ المقرئن سمعت مهيب بن سليم، سمعت جعفر القَطَّانَ إِمَامَ كرمِيْنيَةَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْل يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ أَلفِ شَيْخٍ وَأَكْثَر، عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم عَشْرَةُ آلاَفٍ وَأَكْثَر، مَا عِنْدِي حَدِيْثٌ إِلاَّ أَذكُرُ إِسْنَادَهُ. قَالَ غنجار: وحدثنا محمد بن عمروان الجُرْجَانِيُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدٍ البُخَارِيَّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: لَقِيْتُ أَكْثَرَ مِنْ أَلفِ رَجُلٍ أَهْلِ الحِجَازِ وَالعِرَاقِ وَالشَّامِ وَمِصْرَ، لَقِيتُهُم كَرَّاتٍ، أَهْلِ الشَّامِ وَمِصْرَ وَالجَزِيْرَةِ مرَّتينِ، وَأَهْلِ البَصْرَةِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، وَبَالحِجَازِ سِتَّة أَعْوَامٍ، وَلاَ أُحْصِي كم دَخَلْتُ الكُوْفَةَ وَبَغْدَادَ مَعَ مُحَدِّثِي خُرَاسَانَ، مِنْهُمُ: المَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَابْنُ شَقِيقٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَشِهَابُ بنُ معمرٍ، وَبَالشَّامِ: الفِرْيَابِيُّ، وَأَبَا مُسْهِرٍ، وَأَبَا المُغِيْرَةِ، وَأَبَا اليَمَانِ، وَسَمَّى خلقاً. ثُمَّ قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ وَاحِداً مِنْهُم يَخْتلِف فِي هَذِهِ الأَشْيَاءِ أَنَّ الدِّيْنَ قَوْلٌ وَعملٌ، وَأَنَّ القُرْآنَ كَلاَمُ اللهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ الوَرَّاقُ: سَمِعْتُ حَاشِدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ، وَآخَرَ يَقُوْلاَنِ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ يَخْتلِفُ مَعَنَا إِلَى مَشَايِخِ البَصْرَةِ، وَهُوَ غُلاَمٌ فَلاَ يَكْتُبُ حَتَّى أَتَى عَلَى ذَلِكَ أَيَّامٍ فكنَّا نَقُوْل لَهُ: إِنَّك تختلفُ معنَا، ولاَ تَكْتُبُ فَمَا تصنَعُ? فَقَالَ لَنَا يَوْماً بَعْد ستَّةَ عشرَ يَوْماً: إِنَّكمَا قَدْ أَكْثَرْتُمَا عَلَيَّ، وَأَلْححتُمَا فَاعْرِضَا عَلَيَّ مَا كَتَبْتُمَا فَأَخْرجْنَا إِلَيْهِ مَا كَانَ عِنْدنَا فَزَادَ عَلَى خَمْسَةَ عَشَرَ أَلفِ حَدِيْثٍ فَقرأَهَا كُلَّهَا عَنْ ظَهرِ القَلْبِ حَتَّى جَعَلنَا نُحْكِمُ كُتُبَنَا مِنْ حِفْظِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَتَرَوْنَ أَنِّي أَختلِفُ هَدْراً وَأُضَيِّعُ أَيَّامِي?! فَعَرفْنَا أَنَّهُ لاَ يتقدَّمُهُ أَحَدٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُهُمَا يَقُوْلاَنِ: كَانَ أَهْلُ المَعْرِفَةِ مِنَ البَصْرِيِّيْنَ يَعْدُوْنَ خَلْفَهُ فِي طلبِ الحَدِيْثِ، وَهُوَ شَابٌّ حَتَّى يغلِبُوهُ عَلَى نفسه، ويجلسوه في بعض الطريق فيجتمع عليه أَلوفٌ أَكْثَرهُم مِمَّنْ يَكْتُبُ عَنْهُ، وَكَانَ شَابّاً لَمْ يَخْرُجْ وَجْهُهُ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ الحَافِظُ: سَمِعْتُ عِدَّةَ مَشَايِخٍ يحكُوْن أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيَّ قَدِمَ بَغْدَادَ، فسَمِعَ بِهِ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ فَاجْتَمَعُوا، وَعَمَدُوا إلى مائة

حَدِيْثٍ فَقلبُوا مُتونهَا، وَأَسَانِيْدَهَا وَجَعَلُوا مَتْنَ هَذَا الإِسْنَادِ هَذَا، وَإِسْنَادَ هَذَا المَتْنِ هَذَا، وَدفعُوا إلى كل وَاحِدٍ عَشْرَةَ أَحَادِيْثَ ليُلْقُوهَا عَلَى البُخَارِيِّ فِي المَجْلِسِ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، وَانتَدبَ أَحَدُهُم فَسَأَلَ البُخَارِيَّ عَنْ حَدِيْثٍ مِنْ عَشَرتِهِ فَقَالَ: لاَ أَعْرِفُهُ، وَسَأَلَهُ عَنْ آخر فَقَالَ: لاَ أَعرِفُهُ، وَكَذَلِكَ حَتَّى فرغَ مِنْ عشرتِهِ فَكَانَ الفقهَاءُ يَلْتَفِتُ بَعْضهُم إِلَى بَعْضٍ، وَيَقُوْلُوْنَ: الرَّجُلَ فَهِمَ، وَمَنْ كَانَ لاَ يَدْرِي قضَى عَلَى البُخَارِيِّ بِالعجزِ ثُمَّ انتدبَ آخرُ فَفَعَلَ كَمَا فعلَ الأَوَّلُ، وَالبُخَارِيُّ يَقُوْلُ: لاَ أَعرِفُهُ ثُمَّ الثَّالِثَ، وَإِلَى تمَام العشرَةِ أَنفسٍ وَهُوَ لاَ يزيدُهُم عَلَى: لاَ أَعرِفُهُ فَلَمَّا عَلِمَ أَنَّهُم قَدْ فرغُوا التفتَ إِلَى الأَوَّلِ مِنْهُم فَقَالَ: أَمَّا حَدِيْثُكَ الأَوَّلُ فكذَا، وَالثَّانِي كَذَا وَالثَّالِثُ كَذَا إِلَى العشرَةِ فردَّ كُلَّ متنٍ إِلَى إِسْنَادِهِ، وَفعلَ بِالآخرينَ مِثْلَ ذَلِكَ فَأَقَرَّ لَهُ النَّاسُ بِالحِفْظِ فَكَانَ ابْنُ صَاعِدٍ إِذَا ذكرَهُ يَقُوْلُ: الكبشُ النَّطَّاحُ. وَقَالَ غُنْجَارٌ: حَدَّثَنَا مَنْصُوْرُ بنُ إِسْحَاقَ الأَسَدِيُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الزَّاغُوْنِيَّ، سَمِعْتُ يُوْسُفَ بنَ مُوْسَى المَرْوَرُّوْذِيَّ يَقُوْلُ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ فِي جَامِعِهَا إِذْ سَمِعْتُ مُنَادِيّاً يُنَادِي: يَا أَهْلَ العِلْمِ قَدْ قَدِمَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ فَقَامُوا فِي طلبِهِ، وَكُنْتُ مَعَهُم فرأَينَا رَجُلاً شَابّاً يُصَلِّي خَلْفَ الأُسْطُوَانَةِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاَةِ أَحَدقُوا بِهِ، وَسأَلُوهُ أَنْ يَعْقِدَ لَهُم مَجْلِسَ الإِملاَءِ فَأَجَابهُم فَلَمَّا كَانَ الغدُ اجْتَمَعَ قَرِيْبٌ مِنْ كَذَا كَذَا أَلفٍ فَجَلَسَ لِلإِملاَءِ، وَقَالَ: يَا أَهْلَ البَصْرَةِ أَنَا شَابٌّ وَقَدْ سَأَلْتُمونِي أَنْ أُحدِّثَكُم، وَسأُحدِّثكُم بأَحَادِيْثَ عَنْ أَهْلِ بلدِكُم تَسْتفيدُوْنَ الكُلَّ ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ جَبَلَةَ بنِ أَبِي رَوَّاد بلدِيُّكُم قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُوْرٍ، وَغَيْرِهِ عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَعْرَابِيّاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ الرَّجُلُ يُحِبُّ القَوْمَ........وَذَكَرَ الحَدِيْثَ1 ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ هَذَا عِنْدكُم إِنَّ مَا عِنْدكُم، عَنْ غَيْرِ مَنْصُوْرٍ عَنْ سَالِمٍ، وَأَملَى مَجْلِساً عَلَى هَذَا النَّسَقِ يَقُوْلُ فِي كُلِّ حَدِيْثٍ: رَوَى شُعْبَةُ هَذَا الحَدِيْثِ عندَكُم كَذَا فَأَمَّا مِنْ رِوَايَةِ فُلاَنٍ فَلَيْسَ عندَكُم أَوْ كَلاَماً هَذَا مَعْنَاهُ. قَالَ يُوْسُفُ: وَكَانَ دُخولِي البَصْرَةَ أَيَّامَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشّوَاربِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ الوَرَّاقُ: قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو عَبْدِ الله كتاب "الهبة" فقال: ليس في

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3171"، ومسلم "2639" "164" من طريق عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، عَنْ منصور، عن سالم بن أبي الجعد، حدثنا أنس بن مالك قال: بينما أَنَا وَرَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خارجين من المسجد، فلقينا رجلًا عند سدة المسجد. فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما أعددت لها"؟ قال: فكأن الرجل استكان ثم قال: يا رسول الله ما أعدت لها كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة ولكني أحب الله وَرَسُوْله قَالَ: "فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ".

هِبَةِ وَكِيْعٍ إلَّا حَدِيْثَانِ مُسْنَدَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ. وَفِي كِتَابِ عَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ خَمْسَةٌ أو نحوه. وفي كتابي هذا خمسمائة حَدِيْثٍ أَوْ أَكْثَرُ. وَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: تَفَكَّرْتُ أَصْحَابَ أَنَسٍ فَحضرنِي فِي ساعة ثلاثمائة. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا قَدِمْتُ عَلَى أَحَدٍ إلَّا كَانَ انتفَاعُهُ بِي أَكْثَر مِنِ انتفَاعِي بِهِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ سُلَيْمَ بنَ مُجَاهدٍ، سَمِعْتُ أبا الأزهر يقول: كان بسمرقند أربعمائة مِمَّنْ يطلُبُونَ الحَدِيْثَ فَاجْتَمَعُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَأَحَبُّوا مُغَالطَةَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ فَأَدخلُوا إِسْنَادَ الشَّامِ فِي إِسْنَادِ العِرَاقِ، وَإِسْنَادَ اليَمَنِ فِي إِسْنَادِ الحَرَمَيْنِ فَمَا تَعَلَّقُوا مِنْهُ بِسَقْطَةٍ لاَ فِي الإِسْنَادِ، وَلاَ فِي المَتْنِ. وَقَالَ الفِرَبْرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: مَا اسْتَصغَرْتُ نَفْسِي عِنْدَ أَحَدٍ إلَّا عِنْدَ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، وَرُبَّمَا كُنْتُ أُغْرِبُ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَحْيَدُ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَالِي بُخَارَى قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ يَوْماً: رُبَّ حَدِيْثٍ سَمِعْتُهُ بِالبَصْرَةِ كَتَبْتُهُ بِالشَّامِ، وَرُبَّ حَدِيْثٍ سَمِعْتُهُ بِالشَّامِ كَتَبْتُهُ بِمِصْرَ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ بكَمَالِهِ? قال: فسكت. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: مَا نمتُ البَارِحَةَ حَتَّى عَدَدْتُ كم أَدْخَلْتُ مُصَنَّفَاتِي مِنَ الحَدِيْثِ فَإِذَا نحو مائتي أَلفِ حَدِيْثٍ مُسْنَدَةٍ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا كَتَبْتُ حِكَايَةً قَطُّ كُنْتُ أَتَحَفَّظُهَا. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: صنَّفْتُ كِتَابَ "الاعتصَامِ" فِي لَيْلَةٍ. وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لاَ أَعْلَمُ شَيْئاً يُحتَاجُ إِلَيْهِ إلَّا وَهُوَ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَقُلْتُ لَهُ: يُمكنُ مَعْرِفَةُ ذَلِكَ كُلِّهُ? قَالَ: نَعَمْ. وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنْتُ بِنَيْسَابُوْرَ أَجلسُ فِي الجَامِعِ، فَذَهَبَ عَمْرُو بنُ زُرَارَةَ وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه إِلَى يَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ اللهِ وَالِي نَيْسَابُوْرَ، فَأَخبروهُ بِمكَانِي فَاعتذرَ إِلَيْهِم وَقَالَ: مذهَبُنَا إِذَا رُفِعَ إِلَيْنَا غَرِيْبٌ لَمْ نَعْرِفْهُ حبسنَاهُ حَتَّى يَظْهَرَ لَنَا أَمرُهُ فَقَالَ لَهُ بَعْضهُم: بَلَغَنِي أَنَّهُ قَالَ لَكَ: لاَ تُحْسِنُ تصلِي فَكَيْفَ تَجْلِسُ? فَقَالَ: لَو قِيْلَ لي شيء من هذا ما كنت أَقومُ مِنْ ذَلِكَ المَجْلِسِ حَتَّى أَروِي عَشْرَةَ آلاف حديث في الصلاة خاصة. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ الفِرْيَابِيِّ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي

الخَطَّابِ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَطُوْفُ عَلَى نسَائِهِ فِي غُسْلٍ، وَاحِدٍ1 فَلَمْ يعرِفْ أَحَدٌ فِي المَجْلِسِ أَبَا عُرْوَةَ، وَلاَ أَبَا الخَطَّابِ فَقُلْتُ: أَمَا أَبُو عُرْوَةَ فَمَعْمَرٌ، وَأَبُو الخَطَّابِ قَتَادَةُ قَالَ: وَكَانَ الثَّوْرِيُّ فَعُولاً لِهَذَا يُكَنِّي المَشْهُوْرينَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: قَدِمَ رَجَاءُ الحَافِظُ فَصَارَ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله فَقَالَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: مَا أَعددتَ لِقُدُومِي حِيْنَ بَلَغَكَ? وَفِي أَيِّ شَيْءٍ نظرتَ? فَقَالَ: مَا أَحَدثْتُ نَظَراً، وَلَمْ أَستعِدَّ لِذَلِكَ فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تسأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَافعلْ فَجَعَلَ ينَاظرُهُ فِي أَشْيَاءَ فَبقيَ رَجَاءُ لاَ يَدْرِي أَيْنَ هُوَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ: هَلْ لَكَ فِي الزِّيَادَةِ? فَقَالَ اسْتحيَاءً مِنْهُ، وَخجلاً: نَعَمْ قَالَ: سَلْ إِنْ شِئْتَ? فَأَخَذَ فِي أَسَامِي أَيُّوْبَ فَعدَّ نَحْواً مِنْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ سَاكتٌ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ: لَقَدْ جمعتَ فَظنَّ رَجَاءُ أَنَّهُ قَدْ صنعَ شَيْئاً فَقَالَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ فَاتَكَ خَيرٌ كَثِيْرٌ فزيَّفَ أَبُو عَبْدِ اللهِ فِي أُوْلَئِكَ سَبْعَةً، أَوْ ثَمَانِيَةً وَأَغربَ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِنْ سِتِّيْنَ ثُمَّ قَالَ لَهُ رَجَاءُ: كم رويتَ فِي العِمَامَةِ السَّوْدَاءِ? قَالَ: هَاتِ كم رويت أنت? ثم قال: تروي نحوًا من أربعين حَدِيْثاً فَخَجِلَ رَجَاءُ مِنْ ذَاكَ وَيبِسَ رِيقُهُ. قَالَ مُحَمَّدٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ بَلْخَ فَسَأَلنِي أَصْحَابُ الحَدِيْثِ أَنْ أُمْلِي عَلَيْهِم لِكُلِّ مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ حَدِيْثاً فَأَمليتُ ألف حديث لألف رجل ممن كتبت عنهم. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: سُئِلَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ عَمَّنْ طلَّقَ نَاسياً فَسَكَتَ سَاعَةً طَوِيْلَةً مُتفكِّراً، وَالتبسَ عَلَيْهِ الأَمْرُ فَقُلْتُ أَنَا: قَالَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- تجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَكَلَّم" 2، وَإِنَّمَا يُرَادُ مبَاشرَةُ هَذِهِ الثَّلاَث العَمَلِ، وَالقَلْبِ أَوِ الكَلاَمِ وَالقَلْبِ وَهَذَا لَمْ يعتقدْ بِقَلْبِهِ فَقَالَ إِسْحَاقُ: قَوَّيْتَنِي وَأَفْتَى بِهِ. وَقَالَ مُحَمَّد: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْل يَقُوْلُ: كَانَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ إِذَا انتخبْتُ مِنْ كِتَابِهِ نَسَخَ تِلْكَ الأَحَادِيْثِ، وَقَالَ: هَذِهِ الأَحَادِيْثُ انْتَخَبَهَا مُحَمَّدُ بن إسماعيل من حديثي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "268"، ومسلم "309". 2 صحيح: أخرجه الطيالسي "2459"، وأحمد "2/ 255، 393، 425، 474، 481، 491"، والبخاري "2528"، "5269"، "6664"، وأبو داود "2209"، والترمذي "1183"، والنسائي "6/ 156-157 و157"، وابن ماجه "2044"، والبيهقي "7/ 298" من طرق عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى، عن أبي هريرة، به.

وَقَالَ مُحَمَّدٌ: سَمِعْتُ الفِرَبْرِيَّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ عَبْدَ الله بن منير يكتب عن البخاري. وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَنَا مِنْ تلاَمِيذِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَهُوَ مُعَلِّمٌ. قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ أَحَادِيْثَ فِي "صَحِيْحِهِ" عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُنير عَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ وَجَمَاعَةٍ، وَكَانَ زَاهِداً عَابِداً حَتَّى قَالَ البُخَارِيُّ: لَمْ أَرَ مِثْلَهُ. قُلْتُ: وَتُوُفِّيَ هُوَ وَالإِمَامُ أَحْمَدُ فِي سَنَةٍ. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ المَدِيْنِيَّ بِالشَّاشِ زَمَنَ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عَرَابَةَ يَقُوْلُ: كُنَّا بِنَيْسَابُوْرَ عِنْدَ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ فِي المَجْلِسِ فَمَرَّ إِسْحَاقُ بِحَدِيْثٍ كَانَ دُوْنَ الصَّحَابِيِّ عَطَاءَ الكَيْخَارَانِيِّ فَقَالَ إِسْحَاقُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ أَيش كَيْخَارَان? فَقَالَ: قَرْيَةٌ بِاليَمَنِ كَانَ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ بعثَ هَذَا الرَّجُلَ، وَكَانَ يُسَمِّيهِ أَبُو بَكْرٍ فَأُنْسِيتُهُ إِلَى اليَمَنِ فَمَرَّ بكَيْخَارَان فسَمِعَ مِنْهُ عَطَاءُ حَدِيْثَيْنِ فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ كَأَنَّكَ شَهِدْتَ القَوْمَ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُومسِيُّ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ خميرويه سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: أَحفَظُ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ صَحِيْحٍ، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الكَلْواذَانِيَّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ كَانَ يَأْخُذُ الكِتَابَ مِنَ العُلَمَاءِ فيطَّلِعُ عَلَيْهِ اطِّلاعَةً فيحْفَظُ عَامَّةَ أَطرَافِ الأَحَادِيْثِ بِمَرَّةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرَبْرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي حَاتِمٍ الوَرَّاقَ يَقُوْلُ فِي الزِّيَادَاتِ المذيَّلَةِ عَلَى شمَائِلِ أَبِي عَبْدِ اللهِ قُلْتُ: وَلَيْسَتْ هِيَ دَاخلَةً فِي رِوَايَةِ ابْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: مَا جلَسْتُ لِلْحَدِيْثِ حَتَّى عرفْتُ الصَّحِيْحَ مِنَ السَّقيمِ، وَحَتَّى نظرتُ فِي عَامَّةِ كُتُبِ الرَّأْي، وَحَتَّى دَخَلْتُ البَصْرَةَ خَمْسَ مَرَّاتٍ أَوْ نحوهَا فَمَا تركتُ بِهَا حَدِيْثاً صَحِيْحاً إلَّا كَتَبْتُهُ إلَّا مَا لَمْ يَظهر لِي. وَقَالَ غُنْجَارٌ فِي "تَارِيْخِهِ": حَدَّثَنَا أَبُو عمْروٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ يُوْسُفَ البِيْكَنْدِيُّ سَمِعْتُ عَليَّ بنَ الحُسَيْنِ بنِ عَاصِمٍ البِيْكَنْدِيَّ يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ قَالَ: فَاجْتَمَعنَا عِنْدَهُ فَقَالَ بَعْضنَا: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سَبْعِيْنَ أَلفِ حَدِيْثٍ مِنْ كِتَابِي فَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: أَو تَعْجَبُ مِنْ هَذَا?! لَعَلَّ فِي هَذَا الزَّمَانِ مَنْ يَنْظُرُ إلى مائتي أَلفِ حَدِيْثٍ مِنْ كِتَابِهِ وَإِنَّمَا عَنَى بِهِ نفسه.

ذكر ثناء الأئمة عليه: قال أبو جعفر مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِي يقول: كُنْتُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمٍ: كُلَّمَا دَخَلَ عليَّ هَذَا الصَّبِيُّ تحيَّرْتُ وَألبسَ عليَّ أَمر الحَدِيْثِ، وَغَيْرِهِ وَلاَ أَزَالُ خَائِفاً مَا لَمْ يَخْرُجْ. قَالَ أَبُو جعفرٍ: سَمِعْتُ أَبَا عُمُرَ سُلَيمُ بنُ مُجَاهِدٍ يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمٍ البِيْكَنْدِيِّ فَقَالَ: لَوْ جِئْتَ قَبْلُ لرَأَيْتَ صَبِيّاً يَحْفَظُ سَبْعِيْنَ أَلفِ حَدِيْثٍ قَالَ: فَخَرَجتُ فِي طَلَبِهِ حَتَّى لَحِقْتُهُ قَالَ: أَنْتَ الَّذِي يَقُوْلُ: إِنِّي أَحْفَظُ سَبْعِيْنَ أَلفَ حَدِيْثٍ? قَالَ: نَعَمْ، وَأَكْثَر وَلاَ أَجيئُكَ بِحَدِيْثٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَالتَّابِعِيْنَ إلَّا عَرَّفْتُكَ مولِدَ أَكْثَرِهِم وَوَفَاتَهُم، وَمسَاكنِهِم وَلَسْتُ أَروِي حَدِيْثاً مِنْ حَدِيْثِ الصَّحَابَةِ، أَوِ التَّابِعِيْنَ إلَّا وَلِي مِنْ ذَلِكَ أَصْلٌ أَحْفَظُهُ حِفْظاً عَنْ كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي: إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ البُخَارِيَّ صَارَ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ السُّرْمَارِيِّ عَائِداً فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى فَقِيْهٍ بحقِّهِ، وَصدقِهِ فلينظُرْ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَأَجْلَسَهُ عَلَى حِجْرِهِ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: قَالَ لِي بَعْضُ أَصْحَابِي: كُنْتُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ حِيْنَ قَدِمَ مِنَ العِرَاقِ فَأَخبرَهُ بِمِحْنَةِ النَّاسِ، وَمَا صنعَ ابْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الأُمُورِ فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَم لِمَنْ حضَرَهُ: أَترُوْنَ البِكْرَ أَشَدَّ حيَاءً مِنْ هَذَا? وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ جَعْفَرٍ يَقُوْلُ: لَوْ قَدرْتُ أَنْ أَزيدَ فِي عُمُرِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ مِنْ عُمُرِي لفعلْتُ فَإِنَّ مَوْتِي يَكُوْنُ مَوْتَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَموتُهُ ذهَابُ العِلْمِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بنَ جَعْفَرٍ، وَهُوَ البِيْكَنْدِيُّ يَقُوْلُ لمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ: لَوْلاَ أَنْتَ مَا اسْتطبتُ العيشَ بِبُخَارَى. وَقَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي رَجَاء هُوَ قُتَيْبَةُ فسُئِلَ عَنْ طلاَقِ السَّكرَانِ فَقَالَ: هَذَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَابْنُ رَاهْوَيْه قَدْ سَاقهُمُ اللهُ إِلَيْكَ وَأَشَارَ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ وَكَانَ مَذْهَبُ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ إِذَا كَانَ مَغْلُوْبَ العقلِ حَتَّى لاَ يَذْكُرُ مَا يُحدثُ فِي سُكْرِهِ أَنَّهُ لاَ يجوزُ عليهِ مِنْ أَمرِهِ شَيْءٌ. قَالَ مُحَمَّدُ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ سَعِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ يَقُوْلُ: لَمَّا مَاتَ أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ ركبَ مُحَمَّدٌ، وَإِسْحَاقُ يُشَيِّعَانِ جِنَازَتَهُ فكُنْتُ أَسْمَعُ أَهْلَ المَعْرِفَةِ بِنَيْسَابُوْرَ ينظرون ويقولون: محمد أفقه من إسحاق.

وَقَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بنَ حَفْصٍ الأَشْقَرَ سَمِعْتُ عبدَانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ بعينِي شَابّاً أَبصرَ مِنْ هَذَا، وَأَشَار بِيَدِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. وَقَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ مِسْمَارٍ المَرْوَزِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ نُعَيْمَ بنَ حَمَّادٍ يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ فَقِيْهُ هَذِهِ الأُمَّةِ. وَقَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ خَالِدٍ المَرْوَزِيَّ يَقُوْلُ: قَالَ مُسَدَّدٌ: لاَ تختَارُوا عَلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ يَا أَهْلَ خُرَاسَان. وَقَالَ: سَمِعْتُ مُوْسَى بنَ قُرَيْش يَقُوْلُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ لِلْبُخَارِيِّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ انظُرْ فِي كُتُبِي، وَأَخْبِرْنِي بِمَا فِيْهِ مِنَ السَّقْطِ قَالَ: نَعَمْ. وَقَالَ مُحَمَّدُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ قَالَ: كُنْتُ إِذَا دَخَلْتُ عَلَى سُلَيْمَانَ بنِ حَرْبٍ يَقُوْلُ: بَيِّنْ لَنَا غَلَطَ شُعْبَةَ. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: اجْتَمَعَ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ فَسَأَلونِي أَنْ أُكلِّمَ إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي أُوَيْسٍ ليزيدَهُم فِي القِرَاءةِ فَفَعَلْتُ فَدَعَا إِسْمَاعِيْلُ الجَارِيَةَ، وَأَمرَهَا أَنْ تُخْرجَ صرَّةَ دَنَانِيْرٍ وَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ فرِّقْهَا عَلَيْهِم. قُلْتُ: إِنَّمَا أَرَادُوا الحَدِيْثَ قَالَ: قَدْ أَجَبْتُكَ إِلَى مَا طلبْتَ مِنَ الزِّيَادَةِ غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّ أَنْ يُضَمَّ هَذَا إِلَى ذاك ليظهر أثرك فيهم. وَقَالَ: حَدَّثَنِي حَاشِدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ عَلَى سُلَيْمَانَ بنِ حَرْبٍ نظرَ إِلَيْهِ سُلَيْمَانُ فَقَالَ: هَذَا يَكُوْنُ لَهُ يَوْماً صوتٌ. وَقَالَ خَلَفٌ الخَيَّامُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَفٍ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ السَّلاَمِ قَالَ: ذَكَرْنَا قَوْلَ البُخَارِيِّ لِعَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ يَعْنِي: مَا اسْتصغرتُ نَفْسِي إلَّا بَيْنَ يَدِي عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ فَقَالَ عَلِيٌّ: دعُوا هَذَا فَإِنَّ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ لَمْ يَرَ مِثْلَ نَفْسِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: ذَاكرنِي أَصْحَابُ عَمْرِو بنِ عَلِيٍّ الفَلاَّسِ بِحَدِيْثٍ فَقُلْتُ: لاَ أَعْرِفُهُ فَسُرُّوا بِذَلِكَ وَصَارُوا إِلَى عَمْرٍو، فَأَخبروهُ فَقَالَ: حَدِيْثٌ لاَ يَعْرِفُهُ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ لَيْسَ بِحَدِيْثٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ حَاشِدَ بنَ عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: قَالَ لِي أَبُو مُصْعَبِ الزُّهْرِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ أَفقَهُ عِنْدنَا وَأَبصرُ بِالحَدِيْثِ مِنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَقِيْلَ لَهُ: جَاوزتَ الحدَّ فَقَالَ لِلرَّجُلِ: لَوْ أَدْرَكْتَ مَالِكاً وَنظرتَ إِلَى وَجْهِهِ وَوجهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ لقُلْتَ: كِلاَهُمَا واحد في الفقه والحديث.

قَالَ: وَسَمِعْتُ حَاشِدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ: اكتُبُوا عَنْ هَذَا الشَّابِّ يَعْنِي: البُخَارِيّ فَلَو كَانَ فِي زَمَنِ الحَسَنِ لاحْتَاجَ إِلَيْهِ النَّاسُ لمَعْرِفَتِهِ بِالحَدِيْثِ، وَفقهِهِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ حُجْرٍ يَقُوْلُ: أَخرجَتْ خُرَاسَانُ ثَلاَثَةً: أَبُو زُرْعَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، وَمُحَمَّدُ عِنْدِي أَبصرُهُم، وَأَعْلَمُهُم وَأَفْقَهُهُم. قَالَ: وَأَوردتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ حُجْرٍ كِتَابَ أَبِي عَبْدِ اللهِ فَلَمَّا قَرَأَهُ قَالَ: كَيْفَ خَلَّفْتَ ذَلِكَ الكبْش? فَقُلْتُ: بِخَيْرٍ فَقَالَ: لاَ أَعْلَمُ مِثْلَهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ الضَّوْءِ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله بن نُمَيْرٍ يَقُوْلاَنِ: مَا رأَينَا مِثْلَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. وَعَنْ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: مَا أَخرجتْ خُرَاسَانُ مِثْلَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ: سَمِعْتُ بُنْدَاراً مُحَمَّدَ بنَ بَشَّارٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ يَقُوْلُ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا، مِثْلَ مُحَمَّدِ بنِ إِسمَاعيلَ. وَقَالَ حَاشِدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ فَسَمِعْتُ قُدُومَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ بُنْدَارٌ: اليَوْمَ دَخَلَ سَيِّدُ الفُقَهَاءِ. وَقَالَ مُحَمَّدٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ: إِنَّ ثوبِي لاَ يَمَسُّ جلدِي مَثَلاً مَا لَمْ ترجعْ إِلَيَّ أَخَافُ أَنْ تجدَ فِي حَدِيْثِي شَيْئاً يُسَقِّمُنِي، فَإِذَا رجعت فَنَظَرت فِي حَدِيْثِي طَابتْ نَفْسِي وَأَمِنْتُ مِمَّا أَخَافُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ خَالِدٍ المَرْوَزِيَّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ أَبَا عَمَّارٍ الحُسَيْنَ بنَ حُرَيْثٍ يُثْنِي عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ البُخَارِيِّ، وَيَقُوْلُ: لاَ أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُ مِثْلَهُ كَأَنَّهُ لَمْ يُخْلَقْ إلَّا لِلْحَدِيْثِ. وَقَالَ مُحَمَّدٌ: سَمِعْتُ مَحْمُوْدَ بنَ النَّضْرِ أَبَا سهلٍ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ البَصْرَةَ وَالشَّامَ، وَالحِجَازَ وَالكُوْفَةَ وَرأَيتُ علمَاءهَا كُلَّمَا جرَى ذكرُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ فَضَّلُوهُ عَلَى أَنفُسِهِم. وَقَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ يَقُوْلُ: لَمَّا دَخَلْتُ البَصْرَةَ صِرتُ إِلَى بُنْدَارٍ فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ? قُلْتُ: مِنْ خُرَاسَانَ قَالَ: مِنْ أَيُّهَا? قُلْتُ: مِنْ بُخَارَى قَالَ: تَعْرِفُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ? قُلْتُ: أَنَا مِنْ قَرَابَتِهِ فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَرْفَعُنِي فوق الناس.

قَالَ مُحَمَّدُ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: لَمَّا دَخَلْتُ البَصْرَةَ صِرتُ إِلَى مَجْلِسِ بُنْدَارٍ فَلَمَّا وَقَعَ بصرُهُ عليَّ قَالَ: مِنْ أَيْنَ الفَتَى? قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ بُخَارَى فَقَالَ لِي: كَيْفَ تركتَ أَبَا عَبْدِ اللهِ? فَأَمسكتُ فَقَالُوا لَهُ: يرحمُكَ اللهُ هُوَ أَبُو عَبْدِ اللهِ فَقَامَ، وَأَخَذَ بِيَدِي وَعَانقَنِي وَقَالَ: مَرْحَباً بِمَنْ أَفتخِرُ بِهِ مُنْذُ سِنِيْنَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ حَاشِدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ بَشَّارٍ يَقُوْلُ: لَمْ يَدْخُلْ البَصْرَةَ رَجُلٌ أَعْلَمُ بِالحَدِيْثِ مِنْ أَخينَا أَبِي عَبْدِ اللهِ قَالَ: فَلَمَّا أَرَادَ الخُرُوجَ، وَدَّعَهُ مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ وَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ موعِدُنَا الحَشْرُ أَنْ لاَ نلتقِي بَعْدُ. وَقَالَ أَبُو قُرَيْشٍ مُحَمَّدُ بنُ جمعَةَ الحَافِظُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ بَشَّارٍ يَقُوْلُ: حفَاظُ الدُّنْيَا أَرْبَعَةٌ: أَبُو زُرْعَةَ بِالرَّيِّ، وَالدَّارِمِيُّ بسمرقند ومحمد ابن إِسْمَاعِيْلَ بِبُخَارَى، وَمُسْلِمٌ بِنَيْسَابُوْرَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ الأَشْعَثِ البِيْكَنْدِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان: أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْديِّ وَالحَسَنِ بنِ شُجَاعٍ البَلْخِيِّ. قَالَ ابْنُ الأَشْعَثِ: فحكيتُ هَذَا لِمُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ البَلْخِيِّ فَأَطرَى ذكرَ ابْنِ شُجَاعٍ فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ لَمْ يَشْتَهرْ? قال: لأنه لم يمتع بالعمر. قُلْتُ: هَذَا ابْنُ شُجَاعٍ: رحلَ وَسَمِعَ مَكِّيَّ بن إبراهيم، وعبيد الله بن موسى أبا مُسْهِرٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقَالَ نَصْرُ بن زكريا المروزي: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: شباب خراسان أربعة: محمد بن إسماعيل، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الدَّارِمِيّ وَزَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى اللُّؤْلُؤِيُّ وَالحَسَنُ بنُ شُجَاعٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ جَعْفَراً الفِرَبْرِيَّ يَقُوْلُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُنيرٍ يَقُوْلُ: أَنَا مِنْ تلاَمِيذِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ وَهُوَ مُعَلِّمِي، وَرَأَيْتُهُ يَكْتُبُ عَنْ مُحَمَّدٍ. وَقَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا حَاشِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ سَمِعْتُ يَعْقُوْبَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيَّ يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ فَقِيْهُ هَذِهِ الأُمَّةِ. عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ المُسْنِديِّ قَالَ: حُفَّاظُ زَمَانِنَا ثَلاَثَةٌ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ وَحَاشِدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ وَيَحْيَى بنُ سَهْلٍ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرَبْرِيُّ قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُنِيْر رَحِمَهُ اللهُ إِلَى بُخَارَى فِي حَاجَةٍ لَهُ فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لَهُ ابْنُ مُنِيْرٍ: لقيتَ أَبَا عَبْدِ اللهِ? قَالَ: لاَ فطردَهُ، وَقَالَ: مَا فيكَ بَعْدَ هَذَا خَيْرٌ إِذْ قدِمْتَ بُخَارَى وَلَمْ تَصِرْ إِلَى أَبِي عبد الله محمد بن إسماعيل. وَقَالَ مُحَمَّدٌ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمٍ يَقُوْلُ: حضَرتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ فَرَأَيْتُ رَجُلاً يَقُوْلُ فِي مَجْلِسِهِ: نَاظرَ أَبُو بَكْرٍ أَبَا عَبْدِ اللهِ فِي أَحَادِيْثِ سُفْيَانَ فَعَرفَ كُلَّهَا ثُمَّ أَقبلَ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ فَأَغربَ عَلَيْهِ مَائَتَي حَدِيْثٍ فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُوْلُ: ذَاكَ الفَتَى البَازِلُ -وَالبَازلُ الجمل المسن- إلَّا أنه يريد هاهنا البصيرُ بِالعِلْمِ الشجَاعُ. وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمٍ يَقُوْلُ: إِنَّ الرُّتُوتَ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، مِثْلَ سَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ وَنُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ، وَالحُمَيْدِيِّ وَحَجَّاجِ بنِ مِنْهَالٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَالعَدَنِيِّ، وَالحَسَنِ الخلاَلِ بِمَكَّةَ وَمُحَمَّدِ بنِ مَيْمُوْنٍ صَاحِبِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ العَلاَءِ وَالأَشَجِّ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ المُنْذِرِ الحِزَامِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى الفَرَّاءِ كَانُوا يهَابُوْنَ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ وَيَقْضُونَ لَهُ عَلَى أَنفُسِهِم فِي المَعْرِفَةِ، وَالنَّظَرِ. وَقَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنِي حَاتِمُ بنُ مَالِكٍ الوَرَّاقُ قَالَ: سَمِعْتُ عُلَمَاءَ مَكَّةَ يَقُوْلُوْنَ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ إِمَامُنَا، وَفَقِيْهُنَا وَفَقِيْهُ خُرَاسَانَ. وَقَالَ مُحَمَّدٌ: سَمِعْتُ أَبِي رَحِمَهُ اللهُ يَقُوْلُ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ يَخْتَلِفُ إِلَى أَبِي حَفْصٍ أَحْمَدَ بنِ حَفْصٍ البُخَارِيِّ، وَهُوَ صَغِيْرٌ فسمعت أبا حَفْصٍ يَقُوْلُ: هَذَا شَابٌّ كَيِّسٌ أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ لَهُ صِيتٌ، وَذِكْرٌ. وَقَالَ مُحَمَّدٌ: سَمِعْتُ أَبَا سهلٍ محموداً الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِيْنَ عَالِماً مِنْ عُلَمَاءِ مِصْرَ يَقُوْلُوْنَ: حَاجَتُنَا مِنَ الدُّنْيَا النَّظَرُ فِي "تَارِيْخِ" مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. وَقَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بنُ يُوْنُسَ قَالَ: سُئِلَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي: الدَّارِمِيّ عَنْ حَدِيْثِ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ فَقَالَ: كتبنَاهُ مَعَ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدٌ يَقُوْلُ: سَالِمٌ ضَعِيْفٌ فَقِيْلَ لَهُ: مَا تَقُوْلُ أَنْتَ? قَالَ: مُحَمَّدٌ أَبْصَرُ مِنِّي. قَالَ: وَسُئِلَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَدِيْثِ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ: "لاَ يَكْذِبُ الكَاذِبُ إلَّا مِنْ مَهَانَةِ نَفْسِهِ عَلَيْهِ" وَقِيْلَ لَهُ: مُحَمَّدٌ يزعُمُ أَنَّ هَذَا صَحِيْحٌ فَقَالَ: مُحَمَّدٌ أَبصرُ مِنِّي لأَنَّ همَّهُ النَّظَرُ فِي الحَدِيْثِ، وَأَنَا مَشْغُوْلٌ مريضٌ ثُمَّ قَالَ: مُحَمَّدٌ أَكْيَسُ خلقِ اللهِ إِنَّهُ عَقَلَ

عَنِ اللهِ مَا أَمرَهُ بِهِ، وَنَهَى عَنْهُ فِي كِتَابِهِ وَعَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ إِذَا قَرَأَ مُحَمِّدٌ القُرْآنَ شَغَلَ قَلْبَهُ، وَبصرَهُ وَسَمْعَهُ وَتَفَكَّرَ فِي أَمْثَالِهِ، وَعرفَ حلاَلَهُ وَحرَامَهُ. وَقَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ سُلَيْمَانُ بنُ مُجَالدٍ إِنِّي سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْديًّ عَنْ مُحَمَّدٍ فقال: محمد بن إسماعيل أعلمنا، وأفقهنا وَأَغْوَصُنَا وَأَكْثَرُنَا طلباً. وَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ المُؤَدِّبَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ يُشْبِهُ طلبُ مُحَمَّدٍ لِلْحَدِيْثِ طلبَنَا كَانَ إِذَا نظَرَ فِي حَدِيْثِ رَجُلٍ أَنْزَفَهُ. وَقَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، وَرَّاقُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَأَلَنِي عَبْدُ اللهِ عَنْ كِتَابِ "الأَدبِ" مِنْ تَصْنِيْفِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ فَقَالَ: احمِلْهُ لأَنْظُرَ فِيْهِ فَأَخَذَ الكِتَابَ مِنِّي وَحَبَسَهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فَلَمَّا أَخذتُ مِنْهُ قُلْتُ: هَلْ رَأَيْتَ فِيْهِ حَشْواً أَوْ حَدِيْثاً ضَعِيْفاً? فَقَالَ: ابْنُ إِسْمَاعِيْلَ لاَ يَقْرَأُ عَلَى النَّاسِ إلَّا الحَدِيْثَ الصَّحِيْحَ، وَهَلْ يُنْكَرُ عَلَى مُحَمَّدٍ?! وَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّبِ حَاتِمَ بنَ مَنْصُوْرٍ الكِسِّيَّ يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللهِ فِي بصرِهِ، وَنفَاذِهِ مِنَ العِلْمِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو المستنيرَ بنَ عَتِيْقٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَجَاءَ الحَافِظَ يَقُوْلُ: فَضْلُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ عَلَى العُلَمَاءِ كفضلِ الرجال على النِّسَاءِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كُلُّ ذَلِكَ بِمَرَّةٍ?! فَقَالَ: هُوَ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللهِ يَمْشِي عَلَى ظَهرِ الأَرْضِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ يَقُوْلُ: سَأَلَ أَبُو عبد الله أبا رجاء البَغْلاَنِيَّ يَعْنِي: قُتَيْبَة إِخْرَاجَ أَحَادِيْثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فَقَالَ: مُنْذُ كَتَبْتُهَا مَا عرضتُهَا عَلَى أَحَدٍ فَإِنِ احتسبتَ وَنظرتَ فِيْهَا وَعلَّمتَ عَلَى الخطأِ مِنْهَا فعلتُ، وَإِلاَّ لَمْ أُحَدِّثْ بِهَا لأَنِّي لاَ آمَنُ أَنْ يَكُوْنَ فِيْهَا بَعْضُ الخطأِ، وَذَلِكَ أَنَّ الزِّحَامَ كَانَ كَثِيْراً، وَكَانَ النَّاسُ يُعَارِضونَ كُتُبَهُم فيُصحِّحُ بَعْضُهُم مِنْ بَعْضٍ، وَتركتُ كِتَابِي كَمَا هُوَ فَسُرَّ البُخَارِيُّ بِذَلِكَ، وَقَالَ: وُفِّقْتَ ثُمَّ أَخذَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ صَلاَةَ الغدَاةِ فينظُرُ فِيْهِ إِلَى وَقْتِ خُرُوْجِهِ إِلَى المَجْلِسِ، وَيُعَلِّم عَلَى الخطأِ مِنْهُ فَسَمِعْتُ البُخَارِيَّ رَدَّ عَلَى أَبِي رَجَاء يَوْماً حَدِيْثاً فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ هَذَا مِمَّا كَتَبَ عَنِّي أَهْلُ بَغْدَادَ، وَعَلَيْهِ علاَمَةُ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ وَأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَلاَ أَقدِرُ أُغَيِّرُهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ: إِنَّمَا كتبَ أُوْلَئِكَ عَنْكَ لأَنَّكَ كُنْتَ مُجْتَازاً، وَأَنَا قَدْ كَتَبْتُ هَذَا عَنْ عِدَّةٍ عَلَى مَا أَقُوْلُ لَكَ كَتَبْتُهُ عَنْ يَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ، وَابْنِ أَبِي مَرْيَمَ وَكَاتِبِ اللَّيْثِ عَنِ اللَّيْثِ فَرَجَعَ أَبُو رَجَاءَ، وَفَهِمَ قَوْلَهُ وَخضَعَ لَهُ.

قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ يَقُوْلُ: كَانَ زكريا اللؤلئي، وَالحَسَنُ بنُ شُجَاعٍ ببلخَ يمشيَانِ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ إِلَى المَشَايِخِ إِجْلاَلاً لَهُ، وَإِكرَاماً. قَالَ: وَسَمِعْتُ حَاشِدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه جَالِساً عَلَى السَّرِيْرِ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ مَعَهُ وَإِسْحَاقُ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَتَّى مرَّ عَلَى حَدِيْثٍ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ محمد فرجع إلى قول محمد. ثُمَّ رَأَيْتُ عَمْرَو بنَ زُرَارَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ عِنْدَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ يَسْأَلاَنِهِ عَنْ عِلَلِ الحَدِيْثِ فَلَمَّا قَامَا قَالاَ لِمَنْ حَضَرَ: لاَ تُخْدَعُوا عَن أَبِي عَبْدِ اللهِ فَإِنَّهُ أَفْقَهُ مِنَّا، وَأَعْلَمُ وَأَبصرُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ حَاشِدَ بنَ عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ إِسْحَاقَ، وَعَمْرُو بنُ زُرَارَةَ ثَمَّ وَهُوَ يَسْتَملِي عَلَى البُخَارِيِّ، وَأَصْحَابُ الحَدِيْثِ يَكْتُبُوْنَ عَنْهُ وَإِسْحَاقُ يَقُوْلُ: هُوَ أَبصرُ مِنِّي وَكَانَ مُحَمَّدٌ يَوْمَئِذٍ شَابّاً. وَقَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدِ بنِ بَشَّارٍ فَسَأَلَهُ مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ عَنْ حَدِيْثٍ فَأَجَابَهُ فَقَالَ: هَذَا أَفقَهُ خلقِ اللهِ فِي زَمَانِنَا، وَأَشَارَ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ سُلَيْمَ بنَ مُجَاهدٍ يَقُوْلُ: لَوْ أَنَّ وَكِيْعاً وَابْنَ عُيَيْنَةَ وَابْنَ المُبَارَكِ كَانُوا فِي الأَحيَاءِ لاحْتَاجُوا إِلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: قَالَ لِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ: انْظُرْ فِي كُتُبِي، وَمَا أَملِكُهُ لَكَ وَأَنَا شَاكرٌ لَكَ مَا دمتُ حيّاً. وَقَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَمْرٍو الكَرْمَانِيُّ: سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيَّ يَقُوْلُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ صَدِيْقِي ليسَ بِخُرَاسَانَ مِثْلَهُ. فحكيتُ لمهيَارٍ بِالبَصْرَةِ عَنْ قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: رُحِلَ إِلَيَّ مِنْ شرقِ الأَرْضِ، وَغربِهَا فَمَا رحلَ إِلَيَّ مِثْلُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ فَقَالَ مهيَارٌ: صَدَقَ أَنَا رَأَيْتُهُ مَعَ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ وَهُمَا يَخْتَلِفَانِ جَمِيْعاً إِلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ فَرَأَيْتُ يَحْيَى ينقَادُ لَهُ فِي المَعْرِفَةِ. وَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجَّ، وَخَرَجَ إِلَيْنَا فِي غدَاةٍ بَارِدَةٍ، وَهُوَ يرتعدُ مِنَ البَرْدِ فَقَالَ: أَيَكُوْنُ عندَكُم مِثْلُ ذَا البَرْدِ? فَقُلْتُ: مِثْلُ ذَا يَكُوْنُ فِي الخريفِ، وَالرَّبِيْعِ وَرُبَّمَا نُمسِي وَالنَّهْرُ جَارٍ فنصبحُ، وَنَحتَاجُ إِلَى الفَأَسِ فِي نَقْبِ الجَمَدِ فَقَالَ لِي: مِنْ أَيِّ خُرَاسَان أَنْتَ? قُلْتُ: مِنْ بُخَارَى فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: هُوَ مِنْ، وَطَنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ فَقَالَ لَهُ: إِذَا قَدِمَ عَلَيْك مَنْ يُتوسَّلُ بِهِ فَاعرفْ لَهُ حقَّهُ فَإِنَّهُ إمام.

وَقَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ ثَابِتٍ الشَّاشِيَّ سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي أُوَيْسٍ يَقُوْلُ: مَا أَخذَ عَنِّي أَحَدٌ مَا أَخذَ عَنِّي مُحَمَّدٌ نظرَ إِلَى كُتُبِي فرآهَا دَارسَةً فَقَالَ لِي: أَتَأْذنُ لِي أَنْ أُجدِّدَهَا? فَقُلْتُ: نَعَمْ فَاسْتَخرجَ عَامَّةَ حَدِيْثِي بِهَذِهِ العِلَّةِ. وَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ المَرْوَزِيَّ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ حُجْرٍ سَاعَةَ، وَدَّعَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: قُلْ فِي أَدبِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا شِئْتَ وَقُلْ فِي علمِ مُحَمَّدٍ مَا شِئْتَ. وَقَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ اللَّيْثِ يَقُوْلُ: وذُكِرَ عِنْدَه عَبْدُ اللهِ وَمُحَمَّدٌ فسَمِعَ بَعْضَ الجَمَاعَةِ يُفضِّلُ عَبْدَ اللهِ عَلَى مُحَمَّدٍ فَقَالَ: إِذَا قَدمتوهُ فَقَدِّمُوهُ فِي الشِّعْرِ، وَالعَرَبِيَّةِ وَلاَ تقدّمُوهُ عَلَيْهِ فِي العِلْمِ. وَقَالَ: سَمِعْتُ حَاشِدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَدُسُّ إِلَيَّ أَحَادِيْثَ مِنْ أَحَادِيْثِهِ المُشْكِلَةِ عَلَيْهِ يَسْأَلُنِي أَنْ أَعرِضَهَا عَلَى مُحَمَّدٍ، وَكَانَ يَشتهِي أَنْ لاَ يَعْلَمَ مُحَمَّدٌ فَكُنْتُ إِذَا عَرضْتُ عَلَيْهِ شَيْئاً يَقُوْلُ: مِنْ ثَمَّ جَاءتْ? وَعَنْ قُتَيْبَةَ قَالَ: لَوْ كَانَ مُحَمَّدٌ فِي الصَّحَابَةِ لكَانَ آيَةً. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الهَمَذَانِيُّ: كُنَّا عِنْدَ قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ فَجَاءَ رَجُلٌ شَعْرَانِيٌّ يُقَالُ لَهُ: أَبُو يَعْقُوْبَ فَسَأَلَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ فنكسَ رَأْسَهُ ثُمَّ رفعَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: يَا هَؤُلاَءِ نظرْتُ فِي الحَدِيْثِ، وَنظرتُ فِي الرَّأْيِ وَجَالَسْتُ الفُقَهَاءَ وَالزُّهَادَ، وَالعُبَّادَ مَا رَأَيْتُ مُنْذُ عقلْتُ مِثْلَ مُحَمَّدِ بنِ إِسمَاعيلَ. وَقَالَ حَاشِدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ: مَثَلُ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ عِنْدَ الصَّحَابَةِ فِي صدقِهِ، وَوَرَعِهِ كَمَا كَانَ عُمَرُ فِي الصَّحَابَةِ. وَقَالَ حَاشِدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: لَمْ يجئْنَا مِنْ خُرَاسَانَ مِثْلُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. وروينَا عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ قَالَ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ أَعْلَمُ مَنْ دَخَلَ العِرَاقَ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ إِمَامُ أَهْلِ الحَدِيْثِ سَمِعَ بِبُخَارَى هَارُوْنَ بنَ الأَشْعَثِ وَمُحَمَّدَ بنَ سَلاَمٍ، وَسَمَّى خَلْقاً مِنْ شُيُوْخِهِ. ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّبِ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ المُذَكِّرَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ تَحْتَ أَديمِ السَّمَاءِ أَعْلَمُ بِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَحْفَظَ لَهُ مِنْ محمد بن إسماعيل.

ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَعْقُوْبَ الحَافِظَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: رَأَيْتُ مُسْلِمَ بنَ الحَجَّاجِ بَيْنَ يَدِي البُخَارِيِّ يَسْأَلُهُ سُؤَالَ الصَّبِيِّ. ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ أَحْمَدَ الشَّيْبَانِيَّ المُعَدَّلَ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حمدُوْنَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ فِي جِنَازَةِ سَعِيْدِ بنِ مَرْوَانَ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ يَسْأَلُهُ عَنِ الأَسَامِي، وَالكُنَى وَالعِلَلِ وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ يَمُرُّ فِيْهِ مِثْلَ السَّهمِ كَأَنَّهُ يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} [الإِخلاَص: 1] . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ المُطوّعِيّ بِبُخَارَى، حَدَّثَنَا مُسَبِّحُ بنُ سَعِيْدٍ البُخَارِيُّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيَّ يَقُوْلُ: قَدْ رَأَيْتُ العُلَمَاءَ بِالحِجَازِ، وَالعِرَاقَينِ فَمَا رَأَيْتُ فِيْهِم أَجمعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ حمدُوْن بنِ رُسْتُمَ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بنَ الحَجَّاجِ، وَجَاءَ إِلَى البُخَارِيِّ فَقَالَ: دَعْنِي أُقَبِّلْ رجليكَ يَا أُسْتَاذَ الأُسْتَاذِين، وَسَيِّدَ المُحَدِّثِيْنَ، وَطبيبَ الحَدِيْثِ فِي عِلَلِهِ. وَقَالَ أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ: لَمْ أَرَ بِالعِرَاقِ وَلاَ بِخُرَاسَانَ فِي مَعْنَى العِلَلِ وَالتَّارِيْخِ، وَمَعْرِفَةِ الأَسَانِيْدِ أعلم من محمد بن إسماعيل. وَقَالَ أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بنِ مُنِيْرٍ فَلَمَّا قَامَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ جَعَلَكَ اللهُ زَيْنَ هَذِهِ الأُمَّةِ قَالَ التِّرْمِذِيُّ: اسْتُجِيْبَ لَهُ فِيْهِ. قُلْتُ: ابْنُ مُنِيْرٍ مِنْ كِبَارِ الزُّهَّادِ قَالَ.......قِيْلَ: إِنَّ البُخَارِيَّ لَمَّا قَدِمَ مِنَ العِرَاقِ، قَدْمَتَهُ الآخِرَة وَتلقَّاهُ النَّاسُ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ وَبَالغُوا فِي بِرِّهِ قِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: كَيْفَ لَوْ رَأَيْتُم يَوْمَ دُخُوْلِنَا البَصْرَةَ? وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَة: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ يَجْلِسُ بِبَغْدَادَ، وَكُنْتُ أَستملِي لَهُ وَيجتمعُ فِي مَجْلِسِهِ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِيْنَ أَلْفاً. وَقَالَ عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَلَفٍ النَّسَفِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الدَّارِمِيِّ وَمُحَمَّدِ بن إسماعيل وأبو زُرْعَةَ فقَالَ: أَعْلَمُهُم بالحَدِيْثِ مُحَمِّدٌ، وأَحْفَظُهُم أَبُو زُرْعَةَ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ زبركٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِدْرِيْسَ الرَّازِيَّ يَقُوْلُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ، وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ: يقدَمُ عَلَيْكُم رَجُلٌ مِنْ خُرَاسَانَ لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا أَحْفَظُ مِنْهُ وَلاَ قَدِمَ العراق أعلم منه فقدم علينا البخاري.

وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ حَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ: قَالَ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ الحَافِظُ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ الإِسْلاَمِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يُنَصِّبُوا آخَرَ مِثْلَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَقِيْهُ الدَّغُوْلِيُّ: كتبَ أَهْلُ بَغْدَادَ إِلَى البُخَارِيِّ: المُسْلِمُوْنَ بِخَيْرٍ مَا بَقِيْتَ لَهُم ... وَلَيْسَ بَعْدَكَ خَيْرٌ حِيْنَ تُفْتَقَدُ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ فَقَالَ: تَرَكَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَسُئِلَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ فَقَالَ: تركَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ فَذُكِرَ ذَلِكَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: بِرُّهُ لَنَا قَدِيْمٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَسُئِلَ العَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ الرَّازِيُّ الصَّائِغُ: أيُّهُمَا أَفْضَلُ أَبُو زُرْعَةَ، أَوْ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ? فَقَالَ: التقيتُ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بَيْنَ حُلْوَانَ، وَبَغْدَادَ فَرَجَعتُ مَعَهُ مَرحلَةً، وَجَهِدْتُ أَنْ أَجِيءَ بِحَدِيْثٍ لاَ يَعْرِفُهُ فَمَا أَمكنَنِي، وَأَنَا أُغْرِبُ عَلَى أَبِي زُرْعَةَ عَدَدَ شَعْرِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ فِي "تَارِيْخِهِ": مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الجُعْفِيُّ طَلَبَ العِلْمَ، وَجَالَسَ النَّاسَ وَرَحَلَ فِي الحديث ومهر فيه، وأبصر وَكَانَ حَسَنَ المَعْرِفَةِ، وَالحِفْظِ وَكَانَ يتفقَّهُ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: رَأَيْتُ أَبِي يُطْنِبُ فِي مدحِ أَحمدَ بنِ سَيَّارٍ، وَيذكرُه بِالعِلْمِ وَالفِقْه. وَذكر عَمَرُ بنُ حَفْصٍ الأَشْقَرُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَجَاءُ بنُ مُرَجَّى بُخَارَى يُرِيْد الخُرُوجَ إِلَى الشَّاشِ نَزَلَ الرّباطَ، وَسَارَ إِلَيْهِ مَشَايِخنَا وَسِرْتُ فِيْمَنْ سَارَ إِلَيْهِ فَسَأَلَنِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ فَأَخبرتُهُ بسَلاَمَتِهِ، وَقُلْتُ: لَعَلَّهُ يَجِيْئُكَ السَّاعَةَ فَأَملَى عَلَيْنَا وَانقضَى المَجْلِسُ وَلَمْ يَجِئْ فَلَمَّا كَانَ اليَوْمُ الثَّانِي لَمْ يَجِئْهُ فَلَمَّا كَانَ اليَوْم الثَّالِث قَالَ رَجَاءُ: إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ لَمْ يَرَنَا أَهْلاً لِلزِّيَارَةِ فمُرُّوا بِنَا إِلَيْهِ نقضِ حقَّهُ فَإِنِّي عَلَى الخُرُوجِ وَكَانَ كَالمُتَرَغّمِ عَلَيْهِ فَجِئْنَا بجمَاعتِنَا إِلَيْهِ فَقَالَ رَجَاءُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ كُنْتُ بِالأَشواقِ إِلَيْكَ وَأَشْتَهِي أَنْ تذكرَ شَيْئاً مِنَ الحَدِيْث فَإِنِّي عَلَى الخُرُوج قَالَ: مَا شِئْتَ فَأَلقَى عَلَيْهِ، رَجَاءُ شَيْئاً مِنْ حَدِيْثِ أَيُّوْبَ، وَأَبو عَبْدِ اللهِ يُجِيْبُ إِلَى أَنْ سكتَ رَجَاءُ عَنِ الإِلقَاءِ فَقَالَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: ترَى بَقِيَ شَيْءٌ لَمْ نذكرْهُ فَأَخَذَ مُحَمَّدٌ يُلْقِي وَيَقُوْلُ رَجَاءُ: مَنْ رَوَى هَذَا? وَأَبُو عَبْدِ اللهِ يَجِيْءُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَنْ أَلقَى قَرِيْباً مِنْ بِضْعَة عشر حَدِيْثاً وَتَغَيَّرَ رَجَاءُ تغيُّراً شَدِيْداً، وَحَانَتْ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ نظرَةٌ إِلَى وَجْهِهِ فَعَرفَ التَّغَيُّرَ فِيْهِ فَقطَعَ الحَدِيْثَ فَلَمَّا خَرَجَ رَجَاءُ قَالَ مُحَمَّدٌ: أَرَدْتُ أَنْ أَبلغَ بِهِ ضِعْفَ مَا أَلقَيْتُهُ إلَّا أَنِّي خشيتُ أَنْ يدخُلَهُ شَيْءٌ فَأَمسكتُ.

وَقَالَ خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بنَ نَصْرٍ الخَفَّافَ يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ أَعْلَمُ بِالحَدِيْثِ مِنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه وأحمد بن حَنْبَلٍ وَغَيْرِهِمَا بِعِشْرِيْنَ دَرَجَةٍ، وَمَنْ قَالَ فِيْهِ شَيْئاً فمنِّي عَلَيْهِ أَلفُ لعنَةٍ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التَّقيُّ النَّقيُّ العَالِمُ الَّذِي لَمْ أَرَ مِثْلَهُ. وَرُوِيَ عَنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ المَعْرُوْفِ بعُبَيْدِ العِجْلِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَلَمْ يَكُنْ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ يبلغُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ، وَرَأَيْتُ أَبَا زُرْعَةَ، وَأَبَا حَاتِمٍ يَسْتَمَعَانِ إِلَى مُحَمَّدٍ أَيَّ شَيْءٍ يَقُوْلُ يجلسُونَ إِلَى جَنْبِهِ فَذُكِرَ لعُبَيْدِ العِجْلِ قِصَّةُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى فَقَالَ: مَا لَهُ وَلِمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ? كَانَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ وَكَانَ أَعْلَمَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بكذَا، وَكَذَا وَكَانَ دَيِّناً فَاضِلاً يُحْسِنُ كُلَّ شَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ حمدُوْن القصَّارُ: سَمِعْتُ مسلم بن الحجاج، وجاء إلى البخاري فقيل بَيْنَ عينيهِ، وَقَالَ: دعنِي أُقَبِّلُ رِجْليكَ ثُمَّ قَالَ: حَدَّثكَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمٍ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بنُ يَزِيْدَ الحَرَّانِيُّ أَخْبَرْنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي كَفَّارَةِ المَجْلِسِ1، فَمَا عِلَّتُهُ? قال محمد بن إِسْمَاعِيْلَ: هَذَا حَدِيْثٌ مَلِيْحٌ، وَلاَ أَعْلَمُ بِهَذَا الإِسْنَادِ فِي الدُّنْيَا حَدِيْثاً غَيْرَ هَذَا الحَدِيْثِ الوَاحِدِ فِي هَذَا البَابِ إلَّا أَنَّهُ معلولٌ حَدَّثَنَا بِهِ مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حدثنا سهيل عن عون بن عبد

_ 1 صحيح: أخرجه "2/ 494"، والترمذي "3433"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "397" والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "4/ 289"، والعقيلي في "الضعفاء" "2/ 156"، والطبراني في "الدعاء" "1914"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" "447"، والحاكم "1/ 536"، والبيهقي في "شعب الإيمان" "628"، والبغوي "1340"، من طرق عن الحجاج بن محمد المصيصي قال: قال ابن جريج أخبرني موسى بن عقبة، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" "4/ 105"، وفي "الأوسط" "2/ 40" من طريق ابن جريج، به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" "1913"، من طريق محمد بن أبي حميد، عن سهيل بن أبي صالح، به. وأخرجه بنحو أبو داود "4858"، من طريق عمرو بن الحارث، عن عبد الرحمن بنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة، به. وله شاهد عن جبير بن مطعم: عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" "424"، "425"، والطبراني في "الكبير" "1586"، "1587"، وفي "الدعاء" له "1919". وشاهد آخر عن رافع بن خديج: عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" "427"، والطبراني في "الكبير" "4445"، وفي "الأوسط" "4464"، وفي "الصغير" "620"، وفي "الدعاء" "1918"، والحاكم "1/ 537".

اللهِ قَوْلَهُ قَالَ مُحَمَّدٌ: وَهَذَا أَوْلَى، فَإِنَّهُ لاَ يُذكَرُ لمُوْسَى بنِ عُقْبَةَ سَمَاعٌ مِنْ سُهَيْلٍ فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: لاَ يُبْغِضُكَ إلَّا حَاسِدٌ وَأَشهدُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُكَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ الأَخْرَمِ: سَمِعْتُ أَصْحَابَنَا يَقُوْلُوْنَ: لَمَّا قَدِمَ البُخَارِيُّ نَيْسَابُوْرَ اسْتَقبَلَهُ أَرْبَعَةُ آلاَفِ رَجُلٍ رُكْبَاناً عَلَى الخيلِ سِوَى مِنْ ركبَ بغلاً أَوْ حِمَاراً وَسوَى الرَّجَّالَةِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ: وَددْت أَنِّي شَعْرَةٌ فِي صَدْرِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ حَاشِدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ، وَآخَرَ يَقُوْلاَنِ: كَانَ أَهْلُ المَعْرِفَةِ بِالبَصْرَةِ يَعْدُونَ خَلْفَ البُخَارِيِّ فِي طلبِ الحَدِيْثِ، وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في بعض الطريق فيجتمع عليه ألوف أكثرهم مِمَّنْ يَكْتُبُ عَنْهُ قَالاَ: وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عِنْدَ ذَلِكَ شَابّاً لَمْ يخرجْ، وَجْهُهُ. أَخبرنَي الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ المهدوِيُّ، سَمِعْتُ خَالِدَ بنَ عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا سهلٍ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ المَرْوَزِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا زيدٍ المَرْوَزِيَّ الفَقِيْهَ يَقُوْلُ: كُنْتُ نَائِماً بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالمقَامِ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لِي: يَا أَبَا زيدٍ إِلَى مَتَى تدرسُ كِتَابَ الشَّافِعِيِّ، وَلاَ تدرُسُ كِتَابِي? فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، وَمَا كِتَابُكَ? قَالَ: "جَامِعُ" مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. وجدْتُ فَائِدَةً مَنْقُوْلَةً عَنْ أَبِي الخَطَّابِ بنِ دِحْيَةَ أَنَّ الرَّمْلِيَّ الكَذَّابَةَ قَالَ: البُخَارِيُّ مَجْهُوْلٌ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ سِوَى الفِرَبْرِيُّ قَالَ أَبُو الخَطَّابِ: وَاللهِ كذبَ فِي هَذَا، وَفَجَرَ وَالتقمَ الحَجَرَ بَلِ البُخَارِيُّ مَشْهُوْرٌ بِالعِلْمِ وَحَمْلِهِ مجمعٌ عَلَى حِفْظِهِ، وَنُبْلِهِ جَابَ البِلاَدَ وَطَلَبَ الرِّوَايَةَ، وَالإِسْنَادِ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ العُلَمَاءِ إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَمَّا كِتَابُهُ فَقَدْ عرضَهُ عَلَى حَافِظِ زَمَانِهِ أَبِي زُرْعَةَ فَقَالَ: كِتَابُكَ كُلُّهُ صَحِيْحٌ إلَّا ثَلاَثَةُ أَحَادِيْث. ذِكْرُ عِبَادَتِهِ وَفَضْلِهِ وَوَرَعِهِ وَصَلاَحِهِ: قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ المُطَّوِّعِيُّ، حَدَّثَنَا مسبح بن سعيد قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ يختمُ فِي رَمَضَانَ فِي النَّهَارِ كُلَّ يَوْمٍ خَتْمَةً وَيقومُ بَعْدَ التّروَايحِ كُلَّ ثَلاَثِ لَيَالٍ بخَتْمَةٍ. وَقَالَ بَكْرُ بنُ مُنِيْرٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: أَرْجُو أَنْ أَلقَى اللهَ وَلاَ يحَاسبنِي أَنِّي اغتبتُ أَحَداً.

قُلْتُ: صَدَقَ -رَحِمَهُ اللهُ- وَمَن نظَرَ فَى كَلاَمِهِ فِي الجرحِ وَالتعديلِ عَلِمَ وَرعَهُ فِي الكَلاَمِ فِي النَّاسِ، وَإِنصَافَهُ فِيْمَنْ يُضَعِّفُهُ فَإِنَّهُ أَكْثَر مَا يَقُوْلُ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ سَكَتُوا عَنْهُ فِيْهِ نظرٌ وَنَحْو هَذَا، وَقَلَّ أَنْ يَقُوْلَ: فلان كَذَّابٌ أَوْ كَانَ يَضَعُ الحَدِيْثَ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: إِذَا قُلْتُ فُلاَنٌ فِي حَدِيْثِهِ نَظَرٌ فَهُوَ مُتَّهَمٌ، وَاهٍ وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ: لاَ يُحَاسبُنِي اللهُ أَنِّي اغتبْتُ أَحَداً، وَهَذَا هُوَ وَاللهِ غَايَةُ الوَرَعِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ الوَرَّاقُ: سَمِعْتُهُ يَعْنِي البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: لاَ يَكُوْنُ لِي خصمٌ فِي الآخِرَةِ فَقُلْتُ: إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَنْقِمُونَ عَلَيْكَ فِي كِتَابِ "التَّارِيْخ" وَيَقُوْلُوْنَ: فِيْهِ اغتيَابُ النَّاسِ فَقَالَ: إِنَّمَا روينَا ذَلِكَ رِوَايَةً لَمْ نَقُلْهُ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِنَا قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بِئْسَ مَوْلَى العَشِيْرَةِ" 1 يَعْنِي: حَدِيْث عَائِشَةَ. وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا اغتبْتُ أَحَداً قَطُّ مُنْذُ عَلِمتُ أَنَّ الغِيبَةَ تَضُرُّ أَهْلَهَا. قَالَ: وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ يُصَلِّي فِي، وَقْتِ السَّحَرِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً وَكَانَ لاَ يُوقظنِي فِي كُلِّ مَا يقوم فَقُلْتُ: أَرَاكَ تحمِلُ عَلَى نَفْسِكَ، وَلَمْ توقظْنِي قَالَ: أَنْتَ شَابٌّ وَلاَ أُحِبُّ أَنْ أُفْسِدَ عَلَيْكَ نَومَكَ. وَقَالَ غُنْجَارٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ المُقْرِئِ سَمِعْتُ بَكْرَ بنَ مُنِيْرٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ يُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ فلسعَهُ الزُّنْبُورُ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً فَلَمَّا قضَى الصَّلاَةَ قَالَ: انْظُرُوا أَيش آذَانِي. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: دُعِيَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ إِلَى بُسْتَانِ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا صَلَّى بِالقَوْمِ الظُّهْرَ، قَامَ يتطوَّعُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ رفعَ ذيلَ قمِيصِهِ فَقَالَ لبَعْضِ مَنْ مَعَهُ: انظُرْ هَلْ تَرَى تَحْتَ قمِيصِي شَيْئاً فَإِذَا زنبورٌ قَدْ أَبَرَهُ فِي ستِّةِ عشر، أو سبعة عشر موضعًا،

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 38"، والحميدي "249"، والبخاري "6054"، "6131"، ومسلم "2591"، "73"، وأبو داود "4791"، والترمذي "1996"، والبيهقي "10/ 245"، والبغوي "3563" من طرق عن سفيان بن عيينة، قال: سمعت ابن المنكدر يقول: حدثني عروة بن الزبير قال: حدثتني عائشة أن رجلا استأذن عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "ائذنوا له، فلبئس ابن العشيرة، أو بئس رجل العشيرة" فلما دخل عليه ألان له القول. قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله قلت له الذي قلت لِمَ ألنت له القول؟ قال: "يا عائشة إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس اتقاء فحشه". وأخرجه البخاري "6032"، من طريق روح بن القاسم، عن محمد بن المنكدر، به. وأخرجه عبد الرزاق "20144"، ومن طريقه أخرجه مسلم "2591"، عن معمر، عن ابن المنكدر، به.

وَقَدْ تورمَ مِنْ ذَلِكَ جَسَدُهُ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ القَوْمِ: كَيْفَ لَمْ تخرجْ مِنَ الصَّلاَةِ أَوَّلَ مَا أَبَرَكَ? قَالَ: كُنْتُ فِي سُوْرَةٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُتِمَّهَا!! وَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ سَعِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ العُلَمَاءَ بِالبَصْرَةِ يَقُوْلُوْنَ: مَا فِي الدُّنْيَا مِثْلُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ فِي المَعْرِفَةِ، وَالصَّلاَحِ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الوَرَّاقُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي شَعْرَةٌ فِي صَدْرِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الخَفَّافُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التَّقيُّ النَّقيُّ العَالِمُ الَّذِي لَمْ أَرَ مِثْلَهُ. أَعدْتُ هَذَا لِلتَّبويبِ. وَقَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَامِدٍ البَزَّازُ، سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ جَابِرٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ لَمَّا وَردَ البُخَارِيُّ نَيْسَابُوْرَ يَقُوْلُ: اذْهَبُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ فَاسْمَعُوا منه. وقال ابن عدي: سمعت عبد القدوس بن عَبْدِ الجَبَّارِ السَّمَرْقَنْديَّ يَقُوْلُ: جَاءَ مُحَمَّدٌ إِلَى أَقربَائِهِ بخَرْتَنْك فسَمِعْتُهُ يدعُو لَيْلَةً إِذْ فرغَ مِنْ وِرْدِهِ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ قَدْ ضَاقَتْ عليَّ الأرض بما رحبت فاقبضني إليك فما تم الشَّهر حَتَّى مَاتَ. وَقَدْ ذكرنَا أَنَّهُ لَمَّا أَلَّفَ "الصَّحِيْحَ" كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ كُلِّ تَرْجَمَةٍ. وَرَوَى الخَطِيْبُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الفِرَبْرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ فَقَالَ لِي: أَيْنَ تُرِيْدُ? فَقُلْتُ: أُرِيْدُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيَّ فَقَالَ: أَقْرئْهُ مِنِّيَ السَّلاَمُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: ركبنَا يَوْماً إِلَى الرَّمْيِ وَنَحْنُ بِفِرَبْر فَخَرَجْنَا إِلَى الدَّربِ الَّذِي يُؤدِّي إِلَى الفُرْضَةِ1 فجعلنَا نَرمِي، وَأَصَابَ سَهْمُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، وتِدَ القنطرَةِ الَّذِي عَلَى نهرِ وَرَّادَةَ فَانْشَقَّ الوَتِدُ فَلَمَّا رَآهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ فَأَخْرَجَ السَّهمَ مِنَ الوَتِدِ، وَتركَ الرَّمْيَ وَقَالَ لَنَا: ارجِعُوا وَرجَعْنَا مَعَهُ إِلَى المَنْزِلِ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا جَعْفَرٍ لِي إِلَيْك حَاجَةٌ تقضيهَا? قلتُ: أَمْرُكَ طَاعَةٌ قَالَ: حَاجَةٌ مُهِمَّةٌ، وَهُوَ يتنفَّسُ الصُّعَدَاءَ فَقَالَ لِمَنْ مَعَنَا: اذهبُوا مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ حَتَّى تُعِينوهُ عَلَى مَا سَأَلْتُهُ فَقُلْتُ: أَيَّةُ حَاجَةٍ هِيَ? قَالَ لِي: تضمن قضاءها?

_ 1 فرضة النهر: مشرب الماء منه. والفرضة: الثلمة التي تكون في النهر والتي منها يُستقى.

قُلْتُ: نَعَمْ، عَلَى الرَّأْسِ وَالعَيْنِ. قَالَ: يَنْبَغِي أَنْ تَصِيرَ إِلَى صَاحِبِ القنطرَةِ، فَتَقُوْلَ لَهُ: إِنَّا قَدْ أَخللنَا بِالوَتِدِ فَنُحِبُّ أَنْ تَأَذَنَ لَنَا فِي إِقَامَةِ بَدَلِهِ، أَوْ تَأَخُذَ ثَمَنَهُ، وَتجعلنَا فِي حِلٍّ مِمَّا كَانَ منَّا، وَكَانَ صَاحِبَ القنطرَةِ حُمَيْدُ بنُ الأَخضرِ الفِرَبْرِيُّ، فَقَالَ لَي: أَبلغْ أَبَا عَبْدِ اللهِ السَّلاَمَ، وَقُلْ لَهُ: أَنْتَ فِي حِلٍّ مِمَّا كَانَ مِنْكَ، وَقَالَ: جَمِيْعُ مُلْكِي لَكَ الفدَاءُ، وَإِنْ قُلْتُ: نَفْسِي أَكُوْنُ قَدْ كذبْتُ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ أَنْ تحتَشِمنِي فِي، وَتِدٍ أَوْ فِي مُلكِي فَأَبلغتُهُ رسَالَتَهُ فَتهلَّلَ، وَجْهُهُ وَاسْتنَارَ وَأَظْهَرَ سُرُوْراً وَقَرَأَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ عَلَى الغرباء نحوًا من خمسمائة حديث وتصدق بثلاثمائة دِرْهَمٍ. قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ لأَبِي مَعْشَرٍ الضَّرِيْرِ: اجعلنِي فِي حلٍّ يَا أَبَا مَعْشَرٍ فَقَالَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ? قَالَ: رويتُ يَوْماً حَدِيْثاً فَنَظَرْتُ إِلَيْكَ وَقَدْ أُعْجِبتَ بِهِ، وَأَنْتَ تُحرِّكُ رأْسَكَ، وَيَدَكَ فَتبسَّمْتُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: أَنْتَ فِي حِلٍّ رَحِمَكَ اللهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ. قَالَ: وَرَأَيْتُهُ اسْتلقَى عَلَى قَفَاهُ يَوْماً وَنَحْنُ بِفِرَبْر فِي تَصْنِيْفِهِ كِتَابِ "التَّفْسِيْرِ" وَأَتْعَبَ نَفْسَهُ ذَلِكَ اليَوْمِ فِي كَثْرَةِ إِخْرَاجِ الحَدِيْثِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي أَرَاكَ تَقُوْلُ: إِنِّي مَا أَثْبَتُّ شَيْئاً بِغَيْرِ علمٍ قَطُّ مُنْذُ عَقَلْتُ فَمَا الفَائِدَةُ فِي الاسْتلقَاءِ? قَالَ: أَتعبْنَا أَنفُسَنَا اليَوْمَ، وَهَذَا ثغرٌ مِنَ الثُّغُوْرِ خَشِيْتُ أَنْ يَحْدُثَ حَدَثٌ مِنْ أَمرِ العدوِّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَسْتريحَ وَآخُذَ أُهبَةً فَإِن غَافَصَنَا1 العَدُوُّ كَانَ بِنَا حَرَاكٌ. قَالَ: وَكَانَ يَرْكَبُ إِلَى الرَّمْي كَثِيْراً، فَمَا أَعْلَمُنِي رَأَيْتُهُ فِي طولِ مَا صحِبْتُهُ أَخْطَأَ سهمُهُ الهَدَفَ إلَّا مرَّتينِ فَكَانَ يُصِيْبُ الهدفَ فِي كُلِّ ذَلِكَ، وَكَانَ لاَ يسبق. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا أَكلْتُ كُرَّاثاً قَطُّ، وَلاَ القَنَابَرَى قُلْتُ: ولِمَ ذَاكَ: قَالَ: كرِهْتُ أَنْ أُوذِيَ مَنْ مَعِي مِنْ نَتَنِهِمَا قُلْتُ: وكذلك البصل النيئ? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ الفِرَبْرِيُّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ البُخَارِيِّ بِفِرَبْر فِي المَسْجَدِ فَدَفَعْتُ مِنْ لِحْيَتِهِ قَذَاةً مِثْلَ الذَّرَّةِ أَذْكُرُهَا فَأَردْتُ أَنْ أُلقِيهَا فِي المَسْجَدِ فَقَالَ: أَلقِهَا خَارجاً مِنَ المَسْجَدِ. قَالَ: وَأَملَى يَوْماً عليَّ حَدِيْثاً كَثِيْراً فَخَافَ مَلاَلِي فَقَالَ: طِبْ نَفْساً فإِن أَهْلَ الملاَهِي فِي ملاَهِيهِم، وَأَهْلَ الصّنَاعَاتِ فِي صنَاعَاتِهِم، وَالتُّجَّارَ فِي تجَارَاتِهِم، وَأَنْتَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابِهِ فَقُلْتُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا يرحمُكَ اللهُ إلَّا وَأَنَا أَرَى الحظ لنفسي فيه.

_ 1 غافصنا العدو: أي أخذناه على غرة.

قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا أَردْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بكَلاَمٍ فِيْهِ ذكرُ الدُّنْيَا إلَّا بدأَتُ بحمدِ اللهِ، وَالثنَاءِ عَلَيْهِ. وَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَقُوْلُوْنَ: إِنَّكَ تَنَاولْتَ فُلاَناً. قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، مَا ذكرْتُ أَحَداً بسوءٍ إلَّا أَنْ أَقُوْلَ سَاهِياً، وَمَا يَخْرُجُ اسْمُ فُلاَنٍ مِنْ صحيفَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ. قَالَ: وضيَّفَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فِي بستَانٍ لَهُ وضيَّفَنَا مَعَهُ فَلَمَّا جَلَسْنَا أَعجبَ صَاحِبَ البُسْتَانِ بُستَانُهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ عَمِلَ مجالس فيه وأجرى المَاءَ فِي أَنْهَارِهِ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ كَيْفَ تَرَى? فَقَالَ: هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا. قَالَ: وَكَانَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ غَرِيمٌ قَطَعَ عَلَيْهِ مَالاً كَثِيْراً فَبلغَهُ أَنَّهُ قَدِمَ آمُل، وَنَحْنُ عِنْدَهُ بِفِرَبْر فَقُلْنَا لَهُ: يَنْبَغِي أَنْ تعبُرَ، وَتَأْخُذَهُ بِمَالِكَ فَقَالَ: لَيْسَ لَنَا أَنْ نُرَوِّعَهُ ثُمَّ بَلَغَ غريْمُهُ مَكَانَهُ بِفِرَبْر فَخَرَجَ إِلَى خُوَارزمَ فَقُلْنَا: يَنْبَغِي أَنْ تَقُوْلَ لأَبِي سَلَمَةَ الكُشَانِيِّ عَاملِ آمُل ليكَتَبَ إِلَى خُوَارزمَ فِي أَخذِهِ، وَاسْتخرَاجِ حقِّكَ مِنْهُ فَقَالَ: إِنْ أَخَذْتُ مِنْهُم كِتَاباً طمِعُوا مِنِّي فِي كِتَابٍ، وَلَسْتُ أَبيعُ دينِي بدُنيَاي فَجَهِدْنَا فَلَمْ يَأْخُذْ حَتَّى كلَّمْنَا السُّلْطَانُ عَنْ غَيْرِ أَمرِهِ فَكَتَبَ إِلَى، وَالِي خُوَارزمَ فَلَمَّا أُبلِغَ أَبَا عَبْدِ اللهِ ذَلِكَ وَجَدَ، وَجْداً شَدِيْداً وَقَالَ: لاَ تكونُوا أَشفقَ عليَّ مِنْ نَفْسِي، وَكَتَبَ كِتَاباً وَأَرْدَفَ تِلْكَ الكُتُبَ بكُتُبٍ، وَكَتَبَ إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ بخُوَارِزْمَ أَنْ لاَ يُتَعرَّضَ لغريمِهِ إلَّا بِخَيْرٍ فَرَجَعَ غريمُهُ إِلَى آمُل وَقصَدَ إِلَى نَاحِيَةِ مَرْو فَاجْتَمَعَ التُّجَّارُ، وَأُخْبِرَ السُّلْطَانُ بِأَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ خَرَجَ فِي طَلَبِ غريمٍ لَهُ فَأَرَادَ السُّلْطَانُ التَّشديدَ عَلَى غريمِهِ وَكَرِهَ ذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَصَالَحَ غريمَهُ عَلَى أَنْ يُعْطِيَهُ كُلَّ سَنَةٍ عَشْرَةُ دَرَاهِم شَيْئاً يَسِيْراً، وَكَانَ المَالُ خَمْسَةً وَعِشْرِيْنَ أَلْفاً، وَلَمْ يصِلْ مِنْ ذَلِكَ المَالِ إِلَى دِرْهَمٍ وَلاَ إِلَى أَكْثَرِ مِنْهُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: مَا تولَّيْتُ شِرَاءَ شَيْءٍ وَلاَ بَيْعَهُ قَطُّ. فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ وَقَدْ أَحلَّ اللهُ البيعَ? قَالَ: لِمَا فِيْهِ مِنَ الزِّيَادَةِ، وَالنُّقصَانِ وَالتخليطِ فَخشيتُ إِنْ تولّيتُ أَنْ أَستوِي بغَيرِي قُلْتُ فَمَنْ كَانَ يَتَوَلَّى أَمرُكَ فِي أَسفَارِكَ وَمُبَايَعَتِكَ? قَالَ: كُنْتُ أُكْفَى ذَلِكَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ خِدَاشٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَفْصٍ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الحَسَنِ يَعْنِي: إِسْمَاعِيْل وَالِدِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ: لاَ أَعْلَمُ مِنْ مَالِي دِرْهَماً مِنْ حرَامٍ، وَلاَ دِرْهَماً مِنْ شُبْهَةٍ قَالَ أَحْمَدُ: فَتصَاغَرَتْ إِلَيَّ نَفْسِي عِنْدَ ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: أَصْدَقُ مَا يَكُوْنُ الرَّجُلُ عِنْدَ المَوْتِ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ اكترَى مَنْزِلاً فلبِثَ فِيْهِ طَوِيْلاً فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَمْ أَمسحْ ذَكَرِي بِالحَائِطِ، وَلاَ بِالأَرْضِ فِي ذَلِكَ المَنْزِلِ فَقِيْلَ لَهُ: لِمَ? قَالَ: لأَنَّ المَنْزِلَ لغَيرِي.

قَالَ: وَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ يَوْماً بِفِرَبْر: بَلَغَنِي أَنَّ نَخَّاساً قَدِمَ بجَوَارِي، فَتصيرَ مَعِي? قُلْتُ: نَعَمْ، فصِرنَا إِلَيْهِ فَأَخْرَجَ جَوَارِيَ حِسَاناً صِبَاحاً ثُمَّ خَرَجَ مِنْ خِلاَلِهنَّ جَارِيَةٌ خَزَرِيَّةٌ دمِيمَةٌ عَلَيْهَا شحمٌ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فمسَّ ذَقْنَهَا فَقَالَ: اشترِ هَذِهِ لَنَا مِنْهُ فَقُلْتُ: هَذِهِ. دمِيمَةٌ قبيحَةٌ لاَ تَصْلُحُ، وَاللاَتِي نظرْنَا إِليهنَّ يُمْكِنُ شِرَاءهُنَّ بثمنِ هَذِهِ. فَقَالَ: اشترِ هَذِهِ فَإِنِّي قَدْ مَسِسْتُ ذَقْنَهَا، وَلاَ أُحبُّ أَنْ أَمسَّ جَارِيَةً ثُمَّ لاَ أَشْتَرِيهَا فَاشْترَاهَا بغلاء خمسمائة دِرْهَمٍ عَلَى مَا قَالَ أَهْلُ المَعْرِفَةِ، ثُمَّ لَمْ تزلْ عِنْدَهُ حَتَّى أَخرَجَهَا مَعَهُ إِلَى نَيْسَابُوْرَ. وَقَالَ غُنْجَارٌ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بن محمد المقرئ: سمعت بكر بن منير، وَقَدْ ذكرَ معنَاهَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَاللَّفْظُ لبَكْرٍ قَالَ: كَانَ حُمِلَ إِلَى البُخَارِيِّ بِضَاعَةٌ أَنفذَهَا إِلَيْهِ ابْنُهُ أَحْمَدُ فَاجْتَمَعَ بَعْضُ التُّجَّارِ إِلَيْهِ فَطَلَبُوهَا بربحِ خَمْسَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ: انْصَرَفُوا اللَّيْلَةَ فَجَاءهُ مِنَ الغَدِ تُجَّارٌ آخرُوْنَ فَطَلَبُوا مِنْهُ البِضَاعَةَ بربحِ عَشْرَةِ آلاَفٍ فَقَالَ: إِنِّي نَوَيْتُ بيعَهَا للَّذين أَتَوا البَارِحَةَ. وَقَالَ غُنْجَارٌ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ حمدٍ المُلاَحِمِيُّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ صَابرِ بنِ كَاتِبٍ سَمِعْتُ عُمَرَ بنَ حَفْصٍ الأَشْقَرُ قَالَ: كُنَّا مَعَ البُخَارِيِّ بِالبَصْرَةِ نكتبُ فَفَقدنَاهُ أَيَّاماً ثُمَّ، وَجدنَاهُ فِي بَيْتٍ، وَهُوَ عُريَانٌ وَقَدْ نَفِدَ مَا عِنْدَهُ فَجَمَعنَا لَهُ الدَّرَاهِمَ، وَكسونَاهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: مَا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَكُوْنَ بحَالَةٍ إِذَا دَعَا لَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةُ أَخِيْهِ بحضرتِي: فَهَلْ تبيَّنْتَ ذَلِكَ أَيُّهَا الشَّيْخُ مِنْ نَفْسِكَ، أَوْ جرَّبْتَ? قَالَ: نَعَمْ دعوتُ رَبِّي -عَزَّ وَجَلَّ- مرَّتينِ فَاسْتجَابَ لِي فَلَنْ أُحِبَّ أَنْ أَدْعُوَ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَعَلَّهُ يَنْقُصُ مِنْ حسنَاتِي أَو يُعَجِّلَ لِي فِي الدُّنْيَا ثُمَّ قَالَ: مَا حَاجَةُ المُسْلِمُ إِلَى الكذِبِ وَالبُخْلِ?!! وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: خَرَجتُ إِلَى آدَمَ بنِ أَبِي إِيَاسٍ، فَتخلَّفَتْ عَنِّي نَفَقَتِي، حَتَّى جَعَلتُ أَتنَاولُ الحشيشَ، وَلاَ أُخْبِرْ بِذَلِكَ أَحَداً فَلَمَّا كَانَ اليَوْمُ الثَّالِثُ أَتَانِي آتٍ لَمْ أَعرِفْهُ فَنَاولَنِي صُرَّةَ دَنَانِيْر، وَقَالَ: أَنْفِقْ عَلَى نَفْسِكَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْديَّ يَقُوْلُ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ مخصوصاً بِثَلاَثِ خِصَالٍ مَعَ مَا كَانَ فِيْهِ مِنَ الخِصَالِ المحمودَةِ: كَانَ قَلِيْلَ الكَلاَمِ، وكان لا يطمع فيما عند الناس وَكَانَ لاَ يشتغِلُ بِأُمُورِ النَّاسِ كُلُّ شُغْلِهِ كَانَ فِي العِلْمِ. وَقَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بنَ مُجَاهدٍ يَقُوْلُ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ يُعَلِّمُ النَّاسَ الحَدِيْثَ حِسْبَةً غَيْرُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَرَأَيْتُ سُلَيْمَ بنَ مُجَاهدٍ يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللهِ أَنْ يُحَدِّثَهُ كُلَّ يَوْمٍ بِثَلاَثَةِ أَحَادِيْثَ،

وَيُبَيِّنَ لَهُ مَعَانِيهَا وَتفَاسِيرِهَا وَعِلَلِهَا. فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ قدرَ مُقَامِهِ. وَكَانَ أَقَامَ فِي تِلْكَ الدفعَةِ جُمْعَةً. وَسَمِعْتُ سليماً يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ بعينِي مُنْذُ سِتِّيْنَ سَنَةً أَفْقَهَ، وَلاَ أَوْرَعَ وَلاَ أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا مِنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. قَالَ عَبْدُ المَجِيْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ كَانَ يُسَوِّي بَيْنَ القَوِيِّ، وَالضَّعيفِ. ذِكْرُ كَرَمِهِ وَسَمَاحَتِهِ وَصِفَتِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَانَتْ لَهُ قِطْعَةُ أَرْضٍ يَكْرِيهَا كُلَّ سَنَةٍ بسبعمائة دِرْهَمٍ. فَكَانَ ذَلِكَ المُكْتَرِي رُبَّمَا حملَ مِنْهَا إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ قِثَّاةً أَوْ قِثَّاتَينِ؛ لأَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ كَانَ مُعْجَباً بِالقِثَّاءِ النَّضيجِ، وَكَانَ يُؤْثِرُهُ عَلَى البطيخِ أَحْيَاناً فَكَانَ يَهَبُ لِلرَّجُلِ مائَةَ دِرْهَمٍ كُلَّ سَنَةٍ لحملِهِ القِثَّاءَ إِلَيْهِ أَحْيَاناً. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنْتُ أستغل كل شهر خمسمائة دِرْهَمٍ، فَأَنفقْتُ كُلَّ ذَلِكَ فِي طَلَبِ العِلْمِ فَقُلْتُ: كم بَيْنَ مَنْ ينفقُ عَلَى هَذَا الوَجْهِ، وَبَيْنَ مَنْ كَانَ خِلْواً مِنَ المَالِ فَجَمَعَ وَكسبَ بِالعِلْمِ حَتَّى اجْتَمَعَ لَهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: {مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الشورى: 36] . قَالَ: وَكُنَّا بِفِرَبْر وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ يبنِي رِباطاً مِمَّا يلِي بُخَارَى، فَاجْتَمَعَ بَشَرٌ كَثِيْرٌ يُعينونَهُ عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ ينقُلُ اللَّبِنَ فَكُنْتُ أَقُوْلُ لَهُ: إِنَّكَ تُكْفَى يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ فَيَقُوْلُ: هَذَا الَّذِي يَنْفَعُنَا ثُمَّ أَخذَ ينقلُ الزَّنْبَرَاتِ1 مَعَهُ، وَكَانَ ذَبَحَ لَهُم بَقَرَةً فَلَمَّا أَدْرَكَتِ القدورُ دَعَا النَّاسَ إِلَى الطَّعَامِ، وَكَانَ بِهَا مائَةُ نَفْسٍ أَوْ أَكْثَرُ، وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ أَنَّهُ يجتمعُ مَا اجْتَمَعَ وَكُنَّا أَخرجْنَا مَعَهُ مِنْ فِرَبْر خُبزاً بِثَلاَثَةِ درَاهمَ، أَوْ أَقَلَّ فَأَلقينَا بَيْنَ أَيديهِم فَأَكَلَ جَمِيْعُ مَنْ حضَرَ وَفضلتْ أَرغفَةٌ صَالِحَةٌ، وَكَانَ الخبزُ إِذْ ذَاكَ خَمْسَةَ أَمْنَاءٍ بِدِرْهَمٍ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ رُبَّمَا يَأْتِي عَلَيْهِ النَّهَارُ فَلاَ يَأْكُلُ فِيْهِ رُقَاقَةً، إِنَّمَا كَانَ يَأْكُلُ أَحْيَاناً لوزتين أَوْ ثَلاَثاً وَكَانَ يجتنِبُ توَابِلَ القُدورِ مِثْلَ الحِمّصِ وَغَيْرِهِ، فَقَالَ لِي يَوْماً شبهَ المُتفرِّجِ بصَاحِبِهِ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ نَحْتَاجُ فِي السَّنَةِ إِلَى شَيْءٍ كَثِيْرٍ قُلْتُ لَهُ: قَدْرُ كَمْ? قَالَ: أَحتَاجُ فِي السَّنَةِ إِلَى أَرْبَعَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ، أَوْ خَمْسَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ قَالَ: وَكَانَ يتصدَّقُ بِالكَثِيْرِ يَأْخُذُ بِيَدِهِ

_ 1 الزنبرات: جمع زنبر، وهو الزنبيل. وهي فارسية معربة.

صَاحِبَ الحَاجَةِ مِنْ أَهْلِ الحَدِيْثِ فيُنَاوِلُهُ مَا بَيْنَ العِشْرِيْنَ إِلَى الثَّلاَثِيْنَ، وَأَقَلَّ وَأَكْثَرَ مِنْ غَيْرِ أَن يَشْعُرَ بِذَلِكَ أَحَدٌ، وَكَانَ لاَ يُفَارِقُهُ كِيْسُهُ، وَرَأَيْتُهُ نَاولَ رَجُلاً مِرَاراً صُرَّةً فيها ثلاثمائة دِرْهَمٍ، وَذَلِكَ أَنَّ الرَّجُلَ أَخْبَرَنِي بعَدَدِ مَا كَانَ فِيْهَا مِنْ بَعْدُ فَأَرَادَ أَنْ يدعُوَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ: ارفُقْ وَاشتغلْ بِحَدِيْثٍ آخرَ كيلاَ يعلمَ بِذَلِكَ أَحَدٌ. قَالَ: وكنت اشتريت منزلًا بتسعمائة وعشرين درهمًا فقال: لي إِلَيْكَ حَاجَةٌ تَقْضِيهَا? قُلْتُ: نَعَمْ، وَنُعْمَى عينٍ قَالَ: يَنْبَغِي أَنْ تصيرَ إِلَى نُوْحِ بنِ أَبِي شدَّادٍ الصَّيْرَفِيِّ وَتَأْخُذَ مِنْهُ أَلفَ دِرْهَمٍ، وَتَحْمِلَهُ إِلَيَّ فَفَعَلتُ فَقَالَ لِي: خُذْهُ إِلَيْكَ فَاصرِفْهُ فِي ثمنِ المَنْزِلِ فَقُلْتُ: قَدْ قَبِلْتُهُ مِنْكَ، وَشكرتُهُ وَأَقبلنَا عَلَى الكِتَابَةِ وَكُنَّا فِي تَصْنِيْفِ "الجَامِعِ" فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَاعَةٍ قُلْتُ: عَرَضَتْ لِي حَاجَةٌ لاَ أَجْتَرِئُ رفعَهَا إِلَيْكَ فَظنَّ أَنِّي طَمِعْتُ فِي الزِّيَادَةِ فَقَالَ: لاَ تحتشمْنِي، وَأَخْبِرْنِي بِمَا تَحْتَاجُ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُوْنَ مأَخوذاً بِسببِكَ قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ? قَالَ: لأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ فذكرَ حَدِيْثَ سَعْدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ جَعَلتُكَ فِي حِلٍّ مِنْ جَمِيْعِ مَا تَقُوْلُ، وَوهبْتُ لَكَ المَالَ الَّذِي عرضتَهُ عليَّ عَنَيْتُ المُنَاصفَةَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَالَ: لِي جَوَارٍ وَامْرَأَةٌ وَأَنْتَ عَزَبٌ فَالَّذِي يَجِبُ عليَّ أَنْ أُنَاصِفَكَ لنستوِي فِي المَالِ، وَغَيْرِهِ وَأَربحُ عَلَيْكَ فِي ذَلِكَ فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ فعلْتَ رَحِمَكَ اللهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِذْ أَنْزَلْتَنِي مِنْ نَفْسِكَ مَا لَمْ تُنْزِلْ أَحَداً، وَحللتُ مِنْكَ محلَّ الوَلَدِ ثُمَّ حَفِظَ عليَّ حَدِيْثِي الأَوَّل وَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ? قُلْتُ: تَقْضِيهَا? قَالَ: نَعَمْ وَأُسَرُّ بِذَلِكَ قُلْتُ: هَذِهِ الأَلفُ تَأْمُرُ بِقَبُولِهِ، وَاصْرِفْهُ فِي بَعْضِ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَقَبِلَهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ ضَمِنَ لِي قَضَاءَ حَاجَتِي ثُمَّ جلسْنَا بَعْدَ ذَلِكَ بيومِيْنِ لتَصْنِيْفِ "الجَامِعِ" وَكَتَبْنَا مِنْهُ ذَلِكَ اليَوْمَ شَيْئاً كَثِيْراً إِلَى الظُّهْرِ ثُمَّ صَلَّينَا الظُّهرَ وَأَقبلْنَا عَلَى الكِتَابَةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ نكُوْنَ أَكلْنَا شَيْئاً فرآنِي لَمَّا كَانَ قُرْبَ العصرِ شِبْهَ القَلِقِ المستوحشِ فَتوهَّمَ فِيَّ ملاَلاً وَإِنَّمَا كَانَ بِيَ الحصرُ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَكنْ أَقدرُ عَلَى القِيَامِ، وَكُنْتُ أَتَلَوَّى اهتمَاماً بِالحصرِ فَدَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ المَنْزِلَ وَأَخْرَجَ إِلَيَّ كَاغدَةً فِيْهَا ثلاثمائة دِرْهَمٍ وَقَالَ: أَمَا إِذْ لَمْ تقبلْ ثمنَ المَنْزِلِ فَيَنْبَغِي أَنْ تصرِفَ هَذَا فِي بَعْضِ حَوَائِجِكَ فجهَدَنِي فَلَمْ أَقبلْ ثُمَّ كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ كتبنَا إِلَى الظُّهرِ أَيْضاً فَنَاوَلَنِي عِشْرِيْنَ دِرْهَماً فَقَالَ: يَنْبَغِي أَنْ تصرِفَ هَذِهِ فِي شرَاءِ الخُضرِ، وَنحوِ ذَلِكَ فَاشْتَرَيْتُ بِهَا مَا كُنْتُ أَعلَمُ أَنَّهُ يلاَئِمُهُ، وَبعثْتُ بِهِ إِلَيْهِ، وَأَتيتُ فَقَالَ لِي: بَيَّضَ اللهُ وَجْهَكَ لَيْسَ فيكَ حِيْلَةٌ فَلاَ يَنْبَغِي لَنَا أَن نُعَنِّي أَنْفُسَنَا فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ قَدْ جمعتَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَأَيُّ رَجُلٍ يَبَرُّ خَادِمَهُ بِمثلِ مَا تَبَرُّنِي إِنْ كُنْتُ لاَ أَعرِفُ هَذَا فلَسْتُ أَعرِفُ أَكْثَرَ مِنْهُ. سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّارفيَّ يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ فَى مَنْزِلِهِ، فَجَاءتْهُ

جَارِيَةٌ، وَأَرَادَتْ دُخُوْلَ المَنْزِلِ فعثرَتْ عَلَى محبرَةٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ تمشينَ? قَالَتْ: إِذَا لَمْ يَكُنْ طَرِيْقٌ، كَيْفَ أَمْشِي? فَبسط يَدَيْهِ، وَقَالَ لَهَا: اذهبِي فَقَدْ أَعتقْتُكِ قَالَ: فَقِيْلَ لَهُ فِيْمَا بَعْدُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ أَغضبتْكَ الجَارِيَةُ? قَالَ: إِنْ كَانَتْ أَغضبتْنِي فَإِنِّي أَرضيْتُ نَفْسِي بِمَا فعلْتُ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ الحَافِظُ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ الحُسَيْنِ البَزَّازُ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ شَيْخاً نحيفَ الجسمِ لَيْسَ بِالطَّوِيْلِ، وَلاَ بِالقَصِيْرِ. وَقَالَ غُنْجَارٌ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنٍ التَّمِيْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى التَّمِيْمِيُّ، سَمِعْتُ جِبْرِيْلَ بنَ مِيكَائِيلَ بِمِصْرَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: لَمَّا بَلَغْتُ خُرَاسَانَ أُصِبْتُ ببَعْضِ بَصْرِي فعَلَّمَنِي رَجُلٌ أَنْ أَحْلِقَ رَأْسِي، وَأُغَلِّفَهُ بِالخِطْمِيِّ ففعلت فرد الله علي بصري. وَقَالَ مُحَمَّدٌ الوَرَّاقُ: دَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بِفِرَبْر الحَمَّامَ، وَكُنْتُ أَنَا فِي مَشْلَحِ الحَمَّامِ أَتعَاهَدُ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ فَلَمَّا خَرَجَ نَاوَلْتُهُ ثِيَابَهُ فلبِسَهَا ثُمَّ نَاوَلْتُهُ الخُفَّ فَقَالَ: مَسِسْتَ شَيْئاً فِيْهِ شعرُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: فِي أَيِّ مَوْضِعٍ هُوَ مِنَ الخُفِّ? فَلَمْ يُخْبِرْنِي فتوهَّمْتُ أَنَّهُ فِي سَاقِهِ بَيْنَ الظِّهَارَةِ وَالبِطَانَةِ. ذِكْرُ قِصَّتِهِ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ رحِمَهُمَا اللهُ: قَالَ الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ حَامِدٍ البَزَّازَ قَالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ جَابِرٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى قَالَ لَنَا لَمَّا، وَرَدَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ نَيْسَابُوْرَ: اذْهَبُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ فَاسْمَعُوا مِنْهُ فَذَهَبَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَأَقبلُوا عَلَى السَّمَاعِ مِنْهُ حَتَّى ظَهرَ الخَلَلُ فِي مَجْلِسِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى فَحَسَدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَتَكَلَّمَ فِيْهِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ ذَكَرَ لِي جَمَاعَةٌ مِنَ المَشَايِخِ أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ لَمَّا وَردَ نَيْسَابُوْرَ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ حَسَدَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ مِنْ مَشَايِخِ نَيْسَابُوْرَ لَمَّا رَأَوا إِقبالَ النَّاسِ إِلَيْهِ، وَاجْتِمَاعَهُم عَلَيْهِ فَقَالَ لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ: إِنَّ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: اللَّفْظُ بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ فَامتحنُوهُ فِي المَجْلِسِ فَلَمَّا حضَرَ النَّاسُ مَجْلِسَ البُخَارِيِّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا تَقُوْلُ فِي اللَّفْظِ بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ هُوَ أَمْ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ? فَأَعرَضَ عَنْهُ البُخَارِيُّ، وَلَمْ يُجِبْهُ فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ فَأَعَادَ عَلَيْهِ القَوْلَ فَأَعرضَ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ في الثالثة فالتفت إليه البخاري، وقال: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَأَفْعَالُ العبَادِ مَخْلُوْقَةٌ وَالامْتِحَانُ بِدْعَةٌ فشَغَبَ الرَّجُلُ وَشَغَبَ النَّاسُ وَتَفَرَّقُوا عَنْهُ وَقَعَدَ البُخَارِيُّ فِي مَنْزِلِهِ.

أَنْبَأَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ القَيْسِيُّ وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الخَطِيْبُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَالِبٍ أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سيَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ خشنَام قَالَ: سُئِلَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بِنَيْسَابُوْرَ عَنِ اللَّفْظِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ يَعْنِي أَبَا قُدَامَةَ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ هُوَ القَطَّانُ قَالَ: أَعْمَالُ العبَادِ كُلُّهَا مَخْلُوْقَةٌ فمَرَقُوا عَلَيْهِ، وَقَالُوا لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ: ترجِعُ عَنْ هَذَا القَوْلِ حَتَّى نعُودَ إِلَيْكَ? قَالَ: لاَ أَفعلْ إلَّا أَنْ تَجِيئُوا بحجَّةٍ فِيْمَا تقولُونَ أَقْوَى مِنْ حُجَّتِي، وَأَعجبَنِي مِنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ ثَبَاتُهُ. وَقَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الهَيْثَمِ المُطَّوِّعِيُّ بِبُخَارَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرَبْرِيُّ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: أَمَّا أَفْعَالُ العِبَادِ فمَخْلُوْقَةٌ فَقَدْ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ" 1. وَبِهِ قَالَ: وَسَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: سمعت يحيى بن سعيد يَقُوْلُ: مَا زِلْتُ أَسمَعُ أَصْحَابَنَا يَقُوْلُوْنَ: إِن أَفْعَالَ العِبَادِ مَخْلُوْقَةٌ. قَالَ البُخَارِيُّ: حَرَكَاتُهُم، وَأَصْوَاتُهُم وَاكتِسَابُهُم وَكِتَابَتُهُم مَخْلُوْقَةٌ. فَأَمَّا القُرْآنُ المَتْلُوُّ المُبَيَّنُ المُثْبَتُ فِي المَصَاحِفِ المسطورُ المَكْتُوْبُ المُوعَى فِي القُلُوْبِ فَهُوَ كَلاَمُ اللهِ لَيْسَ بِمَخْلُوْقٍ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْم} [الْعَنْكَبُوت: 49] . وَقَالَ أَبُو حَامِدٍ الأَعمَشِيُّ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ فِي جنَازَةِ أَبِي عُثْمَانَ سَعِيْدِ بنِ مَرْوَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى يَسْأَلُهُ عَنِ الأَسَامِي وَالكُنَى وَعِلَلِ الحَدِيْثِ، وَيمرُّ فِيْهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ مِثْلَ السَّهْمِ فَمَا أَتَى عَلَى هَذَا شَهْرٌ حَتَّى قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى: إلَّا مَنْ يَخْتلِفُ إِلَى مَجْلِسِهِ فَلاَ يَخْتَلِفْ إِلَيْنَا فَإِنَّهُم كَتَبُوا إِلَيْنَا مِنْ بَغْدَادَ أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِي اللَّفْظِ وَنهينَاهُ فَلَمْ يَنْتَهِ فَلاَ تقربوهُ، وَمَنْ يقربْهُ فَلاَ يقربْنَا فَأَقَامَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ هَا هُنَا مُدَّةً ثُمَّ خَرَجَ إِلَى بُخَارَى. وَقَالَ أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يحيى الذهلي يقول: القرآن كلام الله غير

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" "ص73"، وابن أبي عاصم في "السنة" "357" و"358"، وابن منده في "التوحيد" "ق39/ 2"، وابن عدي في "الكامل" "6/ 20"، والحاكم "1/ 31" والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص26 و388" من طرق عن أبي مالك الاشجعي، عن ربعي بن حراش عن حذيفة، به مرفوعًا. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.

مَخْلُوْقٍ مِنْ جَمِيْعِ جهَاتِهِ، وَحَيْثُ تُصُرِّفَ فَمَنْ لزمَ هَذَا اسْتغنَى عَنِ اللَّفْظِ، وَعمَّا سِوَاهُ مِنَ الكَلاَمِ فِي القُرْآنِ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ القُرْآنَ مَخْلُوْقٌ فَقَدْ كَفَرَ، وَخَرَجَ عَنِ الإِيْمَانِ وَبَانتْ مِنْهُ امْرَأَتُهُ يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ وَجُعِلَ مَالُهُ فَيْئاً بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ، وَلَمْ يُدْفَنْ فِي مَقَابِرِهِم، وَمَنْ وَقَفَ فَقَالَ: لاَ أَقُوْلُ مَخْلُوْق، وَلاَ غَيْر مَخْلُوْق فَقَدْ ضَاهَى الكُفْرَ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ فَهَذَا مُبْتَدِعٌ لاَ يُجَالَسْ، وَلاَ يُكَلَّمْ وَمِنْ ذهبَ بَعْدَ هَذَا إِلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ فَاتَّهِمُوهُ فَإِنَّهُ لاَ يَحْضُرُ مَجْلِسَهُ إلَّا مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مذهَبِهِ. وَقَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الهَيْثَمِ بِبُخَارَى أَخْبَرَنَا الفِرَبْرِيُّ حَدَّثَنَا البُخَارِيُّ قَالَ: نظرتُ فِي كَلاَمِ اليَهُوْدِ، وَالنَّصَارَى وَالمَجُوْسِ فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَضَلَّ فِي كُفْرِهِم مِنَ الجَهْمِيَّةِ، وَإِنِّي لأَستجهلُ مَنْ لاَ يُكَفِّرُهُم. وَقَالَ غُنْجَارٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَاضِرٍ العَبْسِيُّ حَدَّثَنَا الفِرَبْرِيُّ سَمِعْتُ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَمَنْ قَالَ مَخْلُوْقٌ فَهُوَ كَافِرٌ. وَقَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَرَّاقُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ شَاذِلٍ يَقُوْلُ: لَمَّا وَقَعَ بَيْنَ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، وَالبُخَارِيِّ دَخَلْتُ عَلَى البُخَارِيِّ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ أَيْشٍ الحِيلَةُ لنا فيما بينك، وبين محمد بن يَحْيَى كُلُّ مَنْ يَخْتلِفُ إِلَيْكَ يُطْرَدُ? فَقَالَ: كم يَعْتَرِي مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الحسدُ فِي العِلْمِ، وَالعِلْمُ رِزْقُ اللهِ يُعْطِيهِ مَنْ يَشَاءُ فَقُلْتُ: هَذِهِ المَسْأَلَةُ الَّتِي تُحْكَى عَنْكَ? قَالَ: يَا بنِي هَذِهِ مَسْأَلَةٌ مَشْؤُوْمَةٌ رَأَيْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، وَمَا نَالَهُ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ وَجَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لاَ أَتَكَلَّمَ فِيْهَا. قُلْتُ: المَسْأَلَةُ هِيَ أَنَّ اللَّفْظَ مَخْلُوْقٌ، سُئِلَ عَنْهَا البُخَارِيُّ فَوَقَفَ فِيْهَا فَلَمَّا وَقَفَ، وَاحْتَجَّ بِأَنَّ أَفْعَالَنَا مَخْلُوْقَةٌ وَاسْتدلَّ لِذَلِكَ فَهِمَ مِنْهُ الذُّهْلِيُّ أَنَّهُ يُوَجِّهُ مَسْأَلَةَ اللَّفْظِ فَتَكَلَّمَ فِيْهِ، وَأَخَذَهُ بلاَزِمِ قَوْلِهِ هُوَ، وَغَيْرهُ وَقَدْ قَالَ البُخَارِيُّ فِي الحِكَايَةِ الَّتِي رَوَاهَا غُنْجَارٌ فِي "تَارِيْخِهِ": حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بنَ نَصْرٍ النَّيْسَابُوْرِيَّ الخَفَّافَ بِبُخَارَى يَقُوْلُ: كُنَّا يَوْماً عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ القَيْسِيِّ، وَمَعَنَا مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ فجَرَى ذِكْرُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ فَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ نصرٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَنْ زَعَمَ أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فَإِنِّي لَمْ أَقُلْهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ قَدْ خَاضَ النَّاسُ فِي هَذَا، وَأَكْثَرُوا فِيْهِ فَقَالَ: لَيْسَ إلَّا مَا أَقُوْلُ قَالَ أَبُو عَمْرٍو الخَفَّافُ فَأَتَيْتُ البُخَارِيَّ فَنَاظرتُهُ في شي مِنَ الأَحَادِيْثِ حَتَّى طَابَتْ نَفْسُهُ فَقُلْتُ: يَا أبا عبد الله ههنا أَحَدٌ يحكِي عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ هَذِهِ المَقَالَة فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو احْفَظ مَا أَقُوْلُ لك: من زعم من أهل نيسابور، وقومس

وَالرَّيِّ، وَهَمَذَان وَحلوَانَ، وَبَغْدَادَ وَالكُوْفَةِ وَالبَصْرَةِ، وَمَكَّةَ وَالمَدِيْنَةِ أَنِّي قُلْتُ: لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ فَهُوَ كَذَّابٌ فَإِنِّي لَمْ أَقُلْهُ إلَّا أَنِّي قُلْتُ: أَفْعَالُ العِبَادِ مَخْلُوْقَةٌ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ حَاتِمُ بنُ أَحْمَدَ الكِنْدِيُّ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بنَ الحَجَّاجِ يَقُوْلُ: لَمَّا قَدِمَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ نَيْسَابُوْرَ مَا رَأَيْتُ، وَالِياً وَلاَ عَالِماً فَعَلَ بِهِ أَهْلُ نَيْسَابُوْرَ مَا فعلُوا بِهِ اسْتَقبلُوهُ مرحلَتَيْنِ، وَثَلاَثَة فَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى فِي مَجْلِسِهِ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَقبلَ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ غَداً فليستقبِلْهُ فَاسْتقبلَهُ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَعَامَّةُ العُلَمَاءِ فَنَزَلَ دَارَ البُخَاريّينَ فَقَالَ لَنَا مُحَمَّدُ بن يحيى: لا تسألوه عن شي مِنَ الكَلاَمِ فَإِنَّهُ إِنْ أَجَابَ بِخِلاَفِ مَا نَحْنُ فِيْهِ، وَقَعَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ ثُمَّ شَمِتَ بِنَا كُلُّ حَرُورِيٍّ وَكُلُّ رَافضيٍّ، وَكُلُّ جَهْمِيٍّ وَكُلُّ مُرْجِئٍ بِخُرَاسَانَ قَالَ: فَازدحمَ النَّاسُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ حَتَّى امتلأَ السّطحُ وَالدَّارُ فَلَمَّا كَانَ اليَوْمُ الثَّانِي، أَوِ الثَّالِثِ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنِ اللَّفْظِ بِالقُرْآنِ فَقَالَ: أَفْعَالُنَا مَخْلُوْقَةٌ، وَأَلفَاظُنَا مِنْ أَفْعَالِنَا فَوَقَعَ بَيْنَهُمُ اخْتِلاَفٌ فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: قَالَ: لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ يَقُلْ حَتَّى توَاثَبُوا فاجتمع أهل الدار وأخرجوهم. وَقَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ الأَخْرَمِ، سَمِعْتُ ابْنَ عَلِيٍّ المَخْلَديَّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ: قَدْ أَظهرَ هَذَا البُخَارِيُّ قَوْلَ اللفظيَّةِ وَاللفظيَّةُ عِنْدِي شرُّ مِنَ الجَهْمِيَّةِ. وَقَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ صَالِحِ بنِ هَانِئ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سَلَمَةَ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى البُخَارِيِّ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ هَذَا رَجُلٌ مَقْبُوْلٌ بِخُرَاسَانَ خصوصاً فِي هَذِهِ المَدِيْنَةِ وَقَدْ لَجَّ فِي هَذَا الحَدِيْثِ حَتَّى لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ منَّا أَنْ يُكَلِّمَهُ فِيْهِ فَمَا تَرَى? فَقبضَ عَلَى لِحْيَتِهِ ثُمَّ قَالَ: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد} [غَافر: 44] ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أُرِدِ المقَامَ بِنَيْسَابُوْرَ أَشَراً وَلاَ بَطراً، وَلاَ طَلباً للرِّئاسَةِ، وَإِنَّمَا أَبَتْ عليَّ نَفْسِي فِي الرُّجُوعِ إِلَى وَطَنِي لِغَلَبَةِ المُخَالِفينَ، وَقَدْ قَصَدَنِي هَذَا الرَّجُلُ حَسَداً لَمَّا آتَانِي اللهُ لاَ غَيْر ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَحْمَدُ إِنِّي خَارجٌ غَداً لتتخلَّصُوا مِنْ حَدِيْثِهِ لأَجلِي. قَالَ: فَأَخبرْتُ جَمَاعَةَ أَصْحَابِنَا فَوَاللهِ مَا شَيَّعَهُ غَيْرِي كُنْتُ مَعَهُ حِيْنَ خَرَجَ مِنَ البلدِ، وَأَقَامَ عَلَى بَابِ البلدِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لإِصْلاَحِ أَمرِهِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَعْقُوْبَ الحافظ يقول: لما استوطن البُخَارِيُّ نَيْسَابُوْرَ أَكْثَرَ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ الاخْتِلاَفَ إِلَيْهِ. فَلَمَّا وَقَعَ بَيْنَ الذُّهْلِيِّ وَبَيْنَ البُخَارِيِّ مَا وَقَعَ فِي مَسْأَلَةِ اللَّفْظِ، وَنَادَى عَلَيْهِ وَمنعَ النَّاسَ عَنْهُ انْقَطَعَ عَنْهُ أَكْثَرُ النَّاسِ غَيْرَ مُسْلِمٍ فَقَالَ الذُّهْلِيُّ يَوْماً: إلَّا مَنْ

قَالَ بِاللَّفْظِ فَلاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَحْضُرَ مَجْلِسَنَا. فَأَخَذَ مُسْلِمٌ رِدَاءً فَوْقَ عِمَامَتِهِ، وَقَامَ على رءوس النَّاسِ، وَبَعَثَ إِلَى الذُّهْلِيِّ مَا كتبَ عَنْهُ عَلَى ظَهرِ جَمَّالٍ. وَكَانَ مُسْلِمٌ يُظْهِرُ القَوْلَ بِاللَّفْظِ وَلاَ يَكْتُمُهُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ المُؤَذِّنَ، سَمِعْتُ أَبَا حَامِدٍ بنَ الشَّرْقِيِّ يَقُوْلُ: حضَرْتُ مَجْلِسَ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ فَقَالَ: أَلاَ مَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ فَلاَ يَحْضُرْ مَجْلِسَنَا فَقَامَ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ مِنَ المَجْلِسِ. رَوَاهَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الشِّيْرَازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ، فَزَادَ: وَتَبِعَهُ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الشِّيرَازيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَعْقُوْبَ الأَخْرَمَ، سَمِعْتُ أَصْحَابَنَا يَقُوْلُوْنَ: لَمَّا قَامَ مُسْلِمٌ وَأَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ مِنْ مَجْلِسِ الذُّهْلِيِّ، قَالَ الذُّهْلِيُّ: لاَ يُسَاكِننِي هَذَا الرَّجُلُ فِي البلدِ فَخَشِيَ البُخَارِيُّ وَسَافَرَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَتَى رَجُلٌ عَبْدَ اللهِ البُخَارِيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ إِنَّ فُلاَناً يُكَفِّرُكَ فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لأَخِيْهِ: يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا" 1. وَكَانَ كَثِيْرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُوْلُوْنَ لَهُ: إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقَعُ فيكَ فَيَقُوْلُ: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النِّسَاء: 76] ، وَيتلو أَيْضاً: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه} [فَاطِر: 43] . فَقَالَ لَهُ عَبْدُ المَجِيْدِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: كَيْفَ لاَ تدعُو اللهَ عَلَى هَؤُلاَءِ الَّذِيْنَ يظلِمُونَكَ، وَيتنَاولونَكَ وَيَبْهَتُونَكَ? فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ" 2 وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: "مَنْ دَعَا عَلَى ظَالِمِهِ فَقَدِ انْتَصَرَ"3.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "2/ 984"، ومن طريقه أخرجه أحمد "2/ 113"، والبخاري "6104"، والترمذي "2637"، وابن حبان "249"، وأبو عوانة "1/ 22"، والبيهقي "208"، والبغوي "3551"، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به. رواه أحمد "2/ 18 و44"، ومسلم "60"، وابن منده "594"، وابن حبان "250"، وأبو عوانة "1/ 23"، والبغوي "3550"، من طرق عن عبد الله بن دينار، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "3792"، ومسلم "1845"، والترمذي "2190"، والنسائي "8/ 224-225". 3 ضعيف: أخرجه الترمذي "3552" من حديث عائشة. وإسناده ضعيف؛ آفته آبو حمزة ميمون الأعور القصاب، ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب".

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ يَتَعرَّضُ لَنَا قَطُّ أَحَدٌ مِنْ أَفنَاءِ النَّاسِ إلَّا رُمِيَ بِقَارعَةٍ، وَلَمْ يَسْلَمْ وَكُلَّمَا حَدَّثَ الجُهَالُ أَنفسَهُم أَنْ يَمْكُرُوا بِنَا رَأَيْتُ مِنْ ليلتِي فِي المَنَامِ نَاراً تُوَقَدُ ثُمَّ تُطفَأُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتفَعَ بِهَا فَأَتَأَوَّلُ قَوْلَهُ تَعَالَى: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّه} [المَائِدَة: 64] . وَكَانَ هِجِّيرَاهُ1 مِنَ اللَّيْلِ إِذَا أَتيتهُ فِي آخِرِ مَقْدَمِهِ مِنَ العِرَاقِ: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِه} [آل عِمْرَان: 160] ، الآيَة. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الشِّيْرَازِيُّ: سَمِعْتُ القَاسِمَ بنَ القَاسِمِ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ وَرَّاقَ أحمد بن سيار يقول لنا قَدِمَ البُخَارِيُّ مَرْوَ اسْتَقبلَهُ، أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ فِيْمَنْ اسْتَقبَلَهُ فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ نَحْنُ لاَ نُخَالِفُكَ فِيْمَا تَقُوْلُ، وَلَكِنَّ العَامَّةَ لاَ تحملُ ذَا مِنْكَ فَقَالَ البُخَارِيُّ: إِنِّي أَخشَى النَّارَ أُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ أَعْلَمُهُ حقاً أَنْ أَقُوْلَ غَيْرَهُ فَانْصَرَفَ عَنْهُ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "الجرحِ وَالتعديلِ": قَدِمَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الرَّيَّ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَسَمِعَ مِنْهُ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ، وَتركَا حَدِيْثَهُ عِنْدَمَا كَتَبَ إِليهِمَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى أَنَّهُ أَظهرَ عندهم بنيسابور أن لفظه بالقرآن مخلوق. قُلْتُ: إِنْ تركَا حَدِيْثَهُ أَوْ لَمْ يَتْرُكَاهُ البُخَارِيُّ ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ مُحتجٌّ بِهِ فِي العَالَمِ. ذِكْرُ مِحْنَتِهِ مَعَ أَمِيْرِ بُخَارَى: رَوَى أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الشِّيرَازيُّ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُوْلُ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بُخَارَى نُصِبَ لَهُ القبَابُ عَلَى فرسخٍ مِنَ البلدِ، وَاسْتقبلَهُ عَامَّةُ أَهْلِ البلدِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَذْكُوْرٌ إلَّا اسْتَقبَلَهُ، وَنُثِرَ عَلَيْهِ الدَّنَانِيْرُ وَالِدَرَاهِمُ وَالسُّكَّرُ الكَثِيْرُ فَبقيَ أَيَّاماً قَالَ: فَكَتَبَ بَعْدَ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ إِلَى خَالِدِ بنِ أَحْمَدَ أَمِيْرِ بُخَارَى: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ أَظهرَ خِلاَفَ السُّنَّةِ فَقَرَأَ كِتَابَهُ عَلَى أَهْلِ بُخَارَى فَقَالُوا: لاَ نُفَارِقُهُ فَأَمرَهُ الأَمِيْرُ بِالخُرُوجِ مِنَ البلدِ فَخَرَجَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ: فحَكَى لِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَعْقِلٍ النَّسفيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ فِي اليَوْمِ الَّذِي أُخرِجَ فِيْهِ مِنْ بُخَارَى فَتقدَّمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، كَيْفَ تَرَى هَذَا اليَوْمَ مِنَ اليَوْمِ الَّذِي نُثِرَ عَلَيْكَ فِيْهِ مَا نُثِرَ? فَقَالَ: لا أبالي إذا سلم

_ 1 هجيراه: أي ديدنه ودأبه.

دينِي. قَالَ: فَخَرَجَ إِلَى بِيْكَنْد، فَسَارَ النَّاسُ معه حزبين: حزب معه، وحزب عليه إِلَى أَنْ كتبَ إِلَيْهِ أَهْلُ سَمَرْقَنْدَ فَسَأَلُوْهُ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِم فَقَدِمَ إِلَى أَنْ، وَصلَ بَعْضَ قُرَى سَمَرْقَنْدَ فَوَقَعَ بَيْنَ أَهْلِ سَمَرْقَنْدَ فِتْنَةٌ مِنْ سَبَبِهِ قَوْمٌ يُرِيْدُوْنَ إِدخَالَهُ البلَدَ، وَقَوْمٌ لاَ يُرِيْدُوْنَ ذَلِكَ إِلَى أَنِ اتَّفقُوا عَلَى أَنْ يَدْخُلَ إِلَيْهِم فَاتَّصلَ بِهِ الخَبَرُ، وَمَا وَقَعَ بَيْنَهُم بِسَبِبِهِ فَخَرَجَ يُرِيْدُ أَنْ يَرْكَبَ فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى دَابَّتِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ خِرْ لِي ثَلاَثاً فَسقَطَ مَيْتاً فَاتَّصل بِأَهْلِ سَمَرْقَنْدَ فَحضروهُ بِأَجمعهِم. هَذِهِ حِكَايَةٌ شَاذَّةٌ مُنْقَطِعَةٌ وَالصَّحِيْحُ مَا يَأْتِي خِلاَفهَا. قَالَ غُنْجَارٌ فِي "تَارِيْخِهِ": سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ المُقْرِئَ، سَمِعْتُ بَكْرَ بنَ مُنِيْرِ بنِ خُليدِ بنِ عَسْكَرٍ يَقُوْلُ: بعثَ الأَمِيْرُ خَالِدُ بنُ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ، وَالِي بُخَارَى إِلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ أَنِ احملْ إِلَيَّ كِتَابَ "الجَامِعِ" وَ"التَّارِيْخِ" وَغَيْرِهِمَا لأَسْمَعَ مِنْكَ فَقَالَ لِرَسُوْلِهِ: أَنَا لاَ أُذِلُّ العِلْمَ وَلاَ أَحْمِلُهُ إِلَى أَبْوَابِ النَّاسِ فَإِنْ كَانَتْ لَكَ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ حَاجَةٌ فَاحضُرْ فِي مَسْجِدِي أَوْ فِي دَارِي وَإِنْ لَمْ يُعجبْكَ هَذَا فَإِنَّكَ سُلْطَانٌ فَامنعنِي مِنَ المَجْلِسِ ليَكُوْنَ لِي عذرٌ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ لأَنِّي لاَ أَكتُمُ العِلْمَ لقولِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ" 1 فَكَانَ سَبَبُ الوحشَةِ بَيْنَهُمَا هَذَا. وَقَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ العَبَّاسِ الضَّبِّيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أبا بَكْرٍ بنَ أَبِي عَمْرٍو الحَافِظَ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ سَبَبُ مُنَافرَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ أَنَّ خَالِدَ بنَ أَحْمَدَ الذُّهْلِيَّ الأَمِيْرَ خَلِيْفَةَ الطَّاهريَّةِ بِبُخَارَى سَأَلَ أَنْ يَحْضُرَ مَنْزِلَهُ فيقرأَ "الجَامِعَ" وَ "التَّارِيْخَ" عَلَى أَوْلاَدِهِ فَامْتَنَعَ عَنِ الحُضُوْرِ عِنْدَهُ فرَاسلَهُ بِأَنْ يعقِدَ مَجْلِساً لأَوْلاَدِهِ لاَ يَحْضُرُهُ غَيْرهُم فَامْتَنَعَ، وَقَالَ: لاَ أَخُصُّ أَحَداً فَاسْتعَانَ الأَمِيْرُ بحريثِ بنِ أَبِي الوَرْقَاءِ، وَغَيْرِهِ حَتَّى تَكَلَّمُوا فِي مَذْهَبِهِ، وَنَفَاهُ عَنِ البلدِ فَدَعَا عَلَيْهِم فَلَمْ يَأْتِ إلَّا شَهْرٌ حَتَّى، وَرَدَ أَمْرُ الطَّاهريَّةِ بِأَنْ يُنَادَى عَلَى خَالِدٍ فِي البلدِ فَنُوْدِيَ عَلَيْهِ عَلَى أَتَانٍ، وَأَمَّا حُريثٌ فَإِنَّهُ ابْتُلِيَ بِأَهْلِهِ فَرَأَى فِيْهَا مَا يَجِلُّ عَنِ الوَصْفِ، وَأَمَّا فُلاَن فَابْتُلِيَ بِأَوْلاَدِهِ، وَأَرَاهُ اللهُ فِيْهِمُ البلاَيَا. وَقَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا خَلَفٌ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ شَاذَوْيه قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ يَسْكُنُ سِكَّةَ الدَّهْقَانِ، وَكَانَ جَمَاعَةٌ يَخْتَلِفونَ إِلَيْهِ، يُظْهِرُونَ شِعَارَ أَهْلِ الحَدِيْثِ مِنْ إِفرَادِ الإِقَامَةِ، وَرَفْعِ الأَيدِي فِي الصَّلاَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَقَالَ حُريثُ بنُ أبي الورقاء وغيره: هذا

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 263 و305 و344 و353 و495"، وأبو داود "3658"، والترمذي "2651"، وابن ماجة "261"، "266"، من حديث أبي هريرة، به.

رَجُلٌ مُشغِبٌ، وَهُوَ يُفْسِدُ عَلَيْنَا هَذِهِ المَدِيْنَةَ وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى مِنْ نَيْسَابُوْرَ، وَهُوَ إِمَامُ أَهْلِ الحَدِيْثِ فَاحتَّجُوا عَلَيْهِ بِابْنِ يَحْيَى، وَاسْتعَانُوا عَلَيْهِ بِالسُّلْطَانِ فِي نَفْيِهِ مِنَ البلدِ فَأُخْرَجَ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ وَرِعاً يتجنَّبُ السُّلْطَانَ، وَلاَ يَدْخُلُ عَلَيْهِم. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ، وَاصلٍ البِيْكَنْدِيَّ سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا بخُرُوْجِ أَبِي عَبْدِ اللهِ وَمقَامُهُ عِنْدنَا حَتَّى سَمِعْنَا مِنْهُ هَذِهِ الكُتُبَ، وَإِلاَّ مَنْ كَانَ يصلُ إليه وبمقامه في هذه النواحي: فربر وَبِيْكَنْد بقيَتْ هَذِهِ الآثَارُ فِيْهَا، وَتخرَّجَ النَّاسُ بِهِ. قُلْتُ: خَالِدُ بنُ أَحْمَدَ الأَمِيْرُ قَالَ الحَاكِمُ: لَهُ بِبُخَارَى آثَارٌ محمودَةٌ كُلُّهَا إلَّا مَوْجِدَتَهُ عَلَى البُخَارِيِّ فَإِنَّهَا زَلَّةٌ وَسببٌ لزوَالِ مُلْكِهِ. سَمِعَ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ القَوَارِيْرِيَّ، وَطَائِفَةً. حَدَّثَنَا عَنْهُ بهمذَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الجَلاَّبُ، وَبمروَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقُ وَكَانَ قَدْ مَالَ إِلَى يَعْقُوْبَ بنِ اللَّيْثِ فَلَمَّا حَجَّ حبسوهُ بِبَغْدَادَ حَتَّى مَاتَ لسنتِهِ، وَهِيَ سَنَةُ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. ذِكْرُ وَفَاتِهِ: قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ عَبْدَ القدُّوسِ بن عبد الجبار السمرقندي يقول: جاء محمد بنُ إِسْمَاعِيْلَ إِلَى خَرْتَنْك -قَرْيَةٌ عَلَى فَرْسَخيْنِ مِنْ سَمَرْقَنْد- وَكَانَ لَهُ بِهَا أَقربَاء فَنَزَلَ عِنْدَهُم فسَمِعْتُهُ لَيْلَةً يدعُو، وَقَدْ فرغَ مِنْ صَلاَةِ اللَّيْلِ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ قَدْ ضَاقَتْ عليَّ الأرض بما رحبت فاقبضني إليك فما تم الشَّهْرُ حَتَّى مَاتَ، وَقبرُهُ بِخَرْتَنْك. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا مَنْصُوْرٍ غَالِبَ بنَ جِبْرِيْلَ، وَهُوَ الَّذِي نَزَلَ عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: إِنَّهُ أَقَامَ عِنْدنَا أَيَّاماً فمَرِضَ، وَاشتدَّ بِهِ المَرَضُ حَتَّى، وَجَّهَ رَسُوْلاً إِلَى مَدِيْنَةِ سَمَرْقَنْدَ فِي إِخْرَاجِ مُحَمَّدٍ فَلَمَّا، وافى تَهَيَّأَ للرُّكُوبِ فلبسَ خُفَّيْهِ، وَتعمَّمَ فَلَمَّا مَشَى قدرَ عِشْرِيْنَ خطوَةً أَوْ نحوَهَا، وَأَنَا آخِذٌ بَعْضُدِهِ، وَرَجُلٌ أَخذَ مَعِي يقودُهُ إِلَى الدَّابَّةِ ليركبَهَا فَقَالَ رَحِمَهُ اللهُ: أَرسلونِي فَقَدْ ضَعُفْتُ فَدَعَا بدعَوَاتٍ ثُمَّ اضطجعَ فَقَضَى رَحِمَهُ اللهُ فسَالَ مِنْهُ العرَقُ شَيْءٌ لاَ يُوْصَفُ فَمَا سَكَنَ مِنْهُ العرَقُ إِلَى أَنْ أَدرجنَاهُ فِي ثِيَابِهِ، وَكَانَ فِيْمَا قَالَ لَنَا وَأَوْصَى إِلَيْنَا أَنْ كَفِّنُونِي فِي ثَلاَثَةِ أَثوَابٍ بِيْضٍ لَيْسَ فِيْهَا قَمِيْصٌ، وَلاَ عِمَامَةٌ فَفَعَلْنَا ذَلِكَ فَلَمَّا دَفَنَّاهُ فَاحَ مِنْ تُرَابِ قَبْرِهِ رَائِحَةٌ غَاليَةٌ أَطيبُ مِنَ المِسْكِ فَدَام ذَلِكَ أَيَّاماً ثُمَّ علَتْ سوَارِيُّ بِيْضٌ فِي السَّمَاءِ مستطيلَةٌ بحِذَاءِ قَبْرِهِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَخْتَلِفونَ وَيتعجَّبُوْنَ، وَأَمَّا التُّرَابُ فَإِنَّهُم كَانُوا يَرْفَعُوْنَ عَنِ القَبْرِ حَتَّى ظَهرَ القَبْرُ، وَلَمْ نكنْ نقدِرُ عَلَى حفظِ القَبْرِ بالحراس، وغلبنا

عَلَى أَنفُسِنَا، فنصبنَا عَلَى القَبْرِ خَشَباً مُشَبَّكاً، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ عَلَى الوُصُوْلِ إِلَى القَبْرِ، فَكَانُوا يَرْفَعُوْنَ مَا حولَ القَبْرِ مِنَ التُّرَابِ، وَلَمْ يَكُوْنُوا يخلصُوْنَ إِلَى القَبْرِ وَأَمَّا رِيْحُ الطِّيبِ فَإِنَّهُ تدَاومَ أَيَّاماً كَثِيْرَةً حَتَّى تَحَدَّثَ أَهْلُ البَلْدَة، وَتعجَّبُوا مِنْ ذَلِكَ وَظهرَ عِنْدَ مُخَالِفِيهِ أَمرُهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ، وَخَرَجَ بَعْضُ مُخَالِفِيهِ إِلَى قَبْرِهِ وَأَظهرُوا التَّوبَةَ، وَالنَّدَامَةَ مِمَّا كَانُوا شرعُوا فِيْهِ مِنْ مذمومِ المَذْهَبِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: وَلَمْ يعِشْ أَبُو مَنْصُوْرٍ غَالِبُ بنُ جِبْرِيْلَ بَعْدَهُ إلَّا القَلِيْلَ، وأوصى أن يدفن إلى جنبه. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مكِّي الجُرْجَانِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الوَاحِدِ بنَ آدَمَ الطَّواويسِيَّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَهُوَ وَاقفٌ فِي مَوْضِعٍ فسلَّمْتُ عَلَيْهِ فردَّ عليَّ السَّلاَمَ فَقُلْتُ: مَا، وُقُوفُكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ? قَالَ: أَنتَظِرُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيَّ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ بَلَغَنِي مَوْتَهُ، فَنَظَرتُ فَإِذَا قَدْ مَاتَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيْهَا. وَقَالَ خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَيَّامُ: سَمِعْتُ مَهِيبَ بنَ سُلَيْمٍ الكرْمِيْنِيَّ يَقُوْلُ: مَاتَ عِنْدنَا البُخَارِيُّ لَيْلَةَ عيدِ الفِطرِ، سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ، وَقَدْ بَلَغَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ سَنَةً، وَكَانَ فِي بَيْتٍ وَحدَهُ فَوَجَدنَاهُ لَمَّا أَصْبَحَ، وَهُوَ مَيِّتٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ الحُسَيْنِ البَزَّازَ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ البُخَارِيُّ لَيْلَةَ السَّبْتِ لَيْلَةَ الفِطْرِ عِنْدَ صَلاَةِ العشَاءِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الفِطْرِ بَعْدَ صَلاَةِ الظُّهْرِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَعَاشَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ سَنَةً إلَّا ثَلاَثَةَ عَشَرَ يَوْماً. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بنَ حَاتِمٍ الخَلْقَانِيَّ فِي المَنَامِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بنِ حَفْصٍ، فَسَأَلْتُهُ وَأَنَا أَعْرِفُ أَنَّهُ مَيِّتٌ عَنْ شَيْخِي -رَحِمَهُ اللهُ- هَلْ رَأَيْتَهُ? قَالَ: نَعَمْ، رَأَيْتُهُ، وَهُوَ ذَاكَ يشيرُ إِلَى نَاحِيَةِ سطحٍ مِنْ سطوحِ المَنْزِلِ. ثُمَّ سَأَلْتُهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. فَقَالَ: رَأَيْتُهُ وَأَشَارَ إِلَى السَّمَاءِ إِشَارَةً كَادَ أَنْ يَسْقُطَ مِنْهَا لعلوِّ ما يشير. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ الحَسَنِ السَّكتِيُّ السَّمرقندِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا بلنسية عام أربعين وستين وأربعمائة قَالَ: قَحطَ المَطَرُ عِنْدنَا بِسَمَرْقَنْدَ فِي بَعْضِ الأَعْوَامِ فَاسْتسقَى النَّاسُ مِرَاراً فَلَمْ يُسْقَوا فَأَتَى رَجُلٌ صَالِحٌ مَعْرُوْفٌ بِالصَّلاَحِ إِلَى قَاضِي سَمَرْقَنْدَ فَقَالَ لَهُ: إِنِّي رَأَيْتُ رأْياً أَعرضُهُ عَلَيْكَ قَالَ: وَمَا هُوَ? قَالَ: أَرَى أَنْ تخرجَ، ويخرج الناس

مَعَكَ إِلَى قَبْرِ الإِمَامِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ، وَقبرُهُ بخَرْتَنْك وَنستسقِي عِنْدَهُ فعسَى اللهُ أَنْ يَسْقِينَا قَالَ: فَقَالَ القَاضِي: نِعْمَ مَا رَأَيْتَ فَخَرَجَ القَاضِي، وَالنَّاسُ مَعَهُ وَاسْتسقَى القَاضِي بِالنَّاسِ، وَبَكَى النَّاسُ عِنْدَ القَبْرِ وَتشفَّعُوا بصَاحِبِهِ فَأَرسلَ اللهُ تَعَالَى السَّمَاءَ بِمَاءٍ عَظِيْمٍ غَزِيْرٍ أَقَامَ النَّاسُ مِنْ أَجلِهِ بِخَرْتَنْك سَبْعَةَ أَيَّامٍ، أَوْ نحوَهَا لاَ يَسْتَطيعُ أَحَدٌ الوُصُوْلَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ، مِنْ كَثْرَةِ المَطَرِ وَغزَارتِهِ وَبَيْنَ خرتنك، وَسَمَرْقَنْد نَحْوَ ثَلاَثَةَ أَمِيَالٍ. وَقَالَ الخَطِيْبُ فِي تَارِيْخِهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ القَاضِي الحرشِيُّ بِنَيْسَابُوْرَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَحْمَدَ الفَقِيْهَ البَلْخِيَّ "ح"، قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارَ البَلْخِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ المُسْتَمْلِي يَرْوِي عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرَبْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: سَمِعَ كِتَابَ "الصَّحِيْحِ" لِمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ تِسْعُوْنَ أَلفَ رَجُلٍ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ يَرْوِيْهِ غيري. ذِكْرُ الصَّحَابَةِ الَّذِيْنَ أَخْرَجَ لَهُم البُخَارِيُّ، وَلَمْ يروِ عَنْهُم سِوَى وَاحِدٍ: مِرْدَاسٌ الأَسْلَمِيُّ؛ عَنْهُ قَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ، حَزْنٌ المَخْزُوْمِيُّ تَفَرَّدَ عَنْهُ ابْنُهُ أَبُو سَعِيْدٍ المُسَيَّبُ بنُ حَزْنٍ زَاهِرُ بنُ الأَسْوَدِ عَنْهُ ابْنُهُ مَجْزَأَةُ عَبْدُ اللهِ بنُ هِشَامِ بنِ زُهْرَةَ القُرَشِيُّ عَنْهُ حَفِيْدَهُ زُهْرَةُ بنُ مَعْبَدٍ عَمْرُو بنُ تَغْلِبَ عَنْهُ الحَسَنُ البَصْرِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ ثَعْلَبَةَ بنُ صُعَيْرٍ، رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ قَوْلَهُ سُنَيْنٌ أَبُو جَمِيْلَةَ السُّلَمِيُّ عَنْهُ الزُّهْرِيُّ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ المُعَلَّى، تَفَرَّدَ عَنْهُ حَفْصُ بنُ عَاصِمٍ سُوَيْدُ بنُ النُّعْمَانِ الأَنْصَارِيُّ شَجَرِيٌّ تَفَرَّدَ بِالحَدِيْثِ عَنْهُ بُشَيْرُ بنُ يَسَارٍ خولَةُ بِنْتُ ثَامرٍ عنها النعمان ابن أَبِي عَيَّاشٍ فَجملتُهُم عَشْرَةٌ. فصل: "تَارِيْخُ" البُخَارِيِّ، يَشْتَمِلُ عَلَى نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِيْنَ أَلفاً، وَزيَادَةً وكتابه في "الضعفاء" دون السبعمائة نَفْسٍ وَمَنْ خَرَّجَ لَهُم فِي "صَحِيْحِهِ" دُوْنَ الأَلفينِ قَالَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ الحَازمِيُّ فـ"صحيحه" مختصر جدًا، وقد نقل الإِسْمَاعِيْلِيُّ عَمَّنْ حَكَى عَنِ البُخَارِيِّ قَالَ: لَمْ أَخرِّجْ فِي الكِتَابِ إلَّا صَحِيْحاً قَالَ: وَمَا تركتُ مِنَ الصَّحِيْحِ أَكْثَرُ. لِبَعْضِهِم: صَحِيْحُ البُخَارِيِّ لَوْ أَنْصَفُوهُ ... لَمَا خُطَّ إلَّا بمَاءِ الذَّهَبْ هُوَ الفَرْقُ بَيْنَ الهُدَى وَالعمَى ... هُوَ السَّدُّ بَيْنَ الفَتَى وَالعَطَبْ أَسَانِيْدُ مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ ... أَمَامَ مُتُوْنٍ كَمِثْلِ الشُّهُبْ بِهِ قَامَ مِيْزَانُ دِيْنِ الرَّسُوْلِ ... وَدَانَ بِهِ العُجْمُ بَعْدَ العَرَبْ حِجَابٌ مِنَ النَّارِ لاَ شَكَّ فِيْهِ ... تَمَيَّزَ بَيْنَ الرِّضَى وَالغَضَبْ وَسِتْرٌ رَقِيْقٌ إِلَى المُصْطَفَى ... وَنصٌّ مُبِيْنٌ لِكَشْفِ الرِّيَبْ فَيَا عَالِماً أجمع العالمون ... على فضل رتبته في الريب سَبَقْتَ الأَئِمَّةَ فِيْمَا جَمَعْتَ ... وَفُزْتَ عَلَى رَغْمِهِمْ بِالقَصَبْ نَفَيْتَ الضَّعِيْفَ مِنَ النَّاقِلِيْنَ ... وَمَنْ كَانَ مُتَّهَماً بِالكَذِبْ وَأَبْرَزْتَ فِي حُسْنِ تَرْتِيْبِهِ ... وَتَبْوِيْبِهِ عَجَباً لِلْعَجَبْ فَأَعطَاكَ مَولاَكَ مَا تَشْتَهِيْهِ ... وَأَجْزَلَ حظك فيما وهب

البيروتي

2135- البيروتي 1: "د، س" الإِمَامُ الحُجَّةُ المُقْرِئُ الحَافِظُ، أَبُو الفضل العباس بن الوليد بن مَزيدٍ العُذْرِيُّ البَيْرُوْتِيُّ. وبَيْرُوْتُ مَدِيْنَةٌ عَلَى البَحْرِ مِنْ سَاحلِ دِمَشْقَ، مَا زَالَتْ بلاَدَ إِسْلاَمٍ مُنْذُ الفتوحِ إِلَى أَنْ اسْتولَى عَلَيْهَا الفِرَنْجُ فَدَامَتْ دَاراً لَهُم إِلَى أَنْ افتتَحَهَا السُّلْطَانُ الملك الأشرف خليل في سنة تسعين وستمائة عِنْدَ أَخْذِ عَكَّا، وَبِهَا تُوُفِّيَ الأَوْزَاعِيُّ وَتلمِيذُهُ الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ، وَابْنُهُ هَذَا. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ فَكَانَ مِمَّنْ عُمِّرَ أَكْثَرَ مِنْ مائَةِ عَامٍ بِيَقِيْنٍ. سَمِعَ أَبَاهُ وَتَفَقَّهَ بِهِ وَمُحَمَّدَ بنَ شُعَيْبِ بنِ شَابُوْرَ وَعُقْبَةَ بنَ عَلْقَمَةَ البَيْرُوْتِيَّ وَمُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيَّ وَأَبَا مُسْهِرٍ الدِّمَشْقِيَّ وَعَبْدَ الحَمِيْدِ بنَ بَكَّارٍ وَطَائِفَةً وَكَانَ مُقرِئاً حَاذِقاً بحرفِ ابْنِ عَامِرٍ، تَلاَ عَلَى أَبِيْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، والنسائي في كتابيهما وأبو زُرْعَةَ وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَابْنُ جَوْصَا وَمَكْحُوْلٌ البَيْرُوْتِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحصَائِرِيُّ، وَخَيْثَمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ سَمَّى الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ منهم أربعين نفسًا.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1178"، والأنساب للسمعاني "2/ 361"، والكاشف "2/ ترجمة رقم 2637"، والعبر "2/ 46 و224"، وتهذيب التهذيب "5/ 231" وتقريب التهذيب "1/ 399"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3365"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 160".

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بأس. وقال إسحاق ابن سَيَّارٍ: مَا رَأَيْتُ أَحسنَ سَمْتاً مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ ثُمَّ عرضَ عَلَيْهِ، وَكَانَ صَاحِبَ لَيلٍ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ أَبِي كَامِلٍ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ يَقُوْلُ: أَتيتُ أَبَا دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيَّ فَأَملَى عليَّ حَدِيْثاً عَنِ العَبَّاسِ بنِ الوَلِيْدِ فَقُلْتُ: وَإِيَّايَ حَدَّثَ العَبَّاسُ فَقَالَ لِي: رَأَيْتَهُ? قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَتَى مَاتَ? قُلْتُ: سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، كَذَا قَالَ خَيْثَمَةُ. وَأَمَّا عَمْرُو بنُ دُحَيْمٍ فَقَالَ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ وَعَيَّنَ اليَوْمَ وَقَالَ سنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ فَتحرَّرَ لِي أَنَّ مَجموعَ عُمُرِهِ مائَةُ سَنَةٍ وثَمَانِيَةُ أَشْهُرٍ، وَاثْنَانِ وَعِشْرُوْنَ يَوْماً وَكَانَ مُمَتَّعاً بِقُوَاهُ. قَالَ خَيْثَمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ: مَازحَ العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ يَوْماً جَارِيَةً لَهُ، فَدَفَعَتْهُ، فَوَقَعَ فَانكسَرَتْ رِجْلُهُ فَلَمْ يُحَدِّثنَا عِشْرِيْنَ يَوْماً فَكُنَّا نَلْقَى الجَارِيَةَ، وَنَقُوْلُ: حسبُكِ اللهُ كَمَا كَسَرْتِ رِجْلَ الشَّيْخِ، وَحَبَسْتِنَا عَنِ الحَدِيْثِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ وَالحُسَيْنُ بنُ صَصْرَى وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُسَيْنِيُّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ غَسَّانٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن المؤمل الكَفَرْطَابِيُّ حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُثْمَانَ المُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ حيدرَةَ، أَخْبَرَنَا العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ ببَيْرُوْتَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بنُ الزِّبْرِقَانِ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ خَالِدِ بنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيِّ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "قَدْ عَفَوْتُ لَكُم عن صدقة الخيل والرقيق" 1.

_ 1 حسن: أخرجه ابن ماجه "1790"، والدارقطني "2/ 92"، والبيهقي "4/ 118"، والطحاوي "2/ 28 و29"، من طريق الحارث، به وإسناده ضعيف، آفته الحارث، وهو ابن عبد الله الاعور، الهمداني، أبو زهير الكوفي ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب" لكنه قد توبع؛ فقد أخرجه أحمد "2/ 92"، وأبو داود "1574"، والترمذي "620"، والنسائي "5/ 37"، والطحاوي "2/ 28"، والبيهقي "4/ 117-118" من طريق أبي إسحاق، عن عاصم، عن ضمرة، عن علي، به.

قَرَأْتُ عَلَى تَاجِ الدِّيْنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ العَلَوِيِّ، أَخبرَكُم مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ القَطِيْعِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ مَزْيَدٍ العُذْرِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدَةُ بنُ أَبِي لُبَابَةَ، حَدَّثَنَا زِرُّ بنُ حُبَيْشٍ، سَمِعْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ، وَبَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُوْدٍ يَقُوْلُ: مَنْ قَامَ السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ القَدْرِ فَقَالَ: وَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إلَّا هُوَ إِنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ يَحْلِفُ بِذَلِكَ ثَلاَثاً، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إلَّا هُوَ إِنِّي لأَعْلَمُ أَيَّ لَيْلَةٍ هِيَ هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ نَقُومَهَا لَيْلَةَ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ لاَ شعَاعَ لَهَا1. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ، وُجُوْهٍ وَأَخْرَجَهُ مسلم من حَدِيْثِ الأَوْزَاعِيِّ، وَشُعْبَةَ جَمِيْعاً، عَنْ عَبْدَةَ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي تَفْسِيْرِهِ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بنِ يَزِيْدَ العِجْلِيِّ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ زِرٍّ أَنَّ أُبَيّاً حَدَّثَهُ، وَلَمْ يُسَمِّهِ بَلْ قَالَ: نَبَّأَ من لم يكذبني.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "763"، وأبو داود "1387"، والترمذي "793".

الرهاوي

2136- الرهاوي 1: "س" الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ، أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الرُّهَاوِيُّ، مُحَدِّثُ الجَزِيْرَةِ. سَمِعَ: زَيْدَ بنَ الحُبَابِ وَجَعْفَرَ بنَ عَوْنٍ، وَيَحْيَى بنَ آدَمَ وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَأَبَا دَاوُدَ الحَفَرِيَّ، وَعُثْمَانَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَرَّانِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدٍ، وَحُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ الجُعْفِيَّ، وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ مُوْسَى، وَيَعْلَى بنَ عُبَيْدٍ، وَأَبَا نُعَيْمٍ، وَعَبْدَ بنَ جَعْفَرٍ الرَّقِّيَّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. حَدَّثَ عَنْهُ النَّسَائِيُّ فَأَكْثَرَ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَكْحُوْلٌ البَيْرُوْتِيُّ، وَآخَرُوْنَ وَأَجَازَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حَاتِمٍ. ذَكَرَهُ النَّسَائِيُّ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ صَاحِبُ حَدِيْثٍ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَمِنْ قُدمَاءِ مشيخته مسكين بن بكر. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَمِّي أَبُو القَاسِمِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عليُّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَاقفُ السُّمَيْسَاطيَّةِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الكِلاَبِيُّ، أَخْبَرَنَا مَكْحُوْلٌ البَيروتَيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَخْبَرَنَا الجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي العَلاَءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: "هَلْ صُمْتَ مِنْ سَرَرِ هَذَا الشَّهْرِ شَيْئاً"؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: "فَإِذَا أَفطَرْتَ مِنْ رَمَضَانَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ مَكَانَهُ" مُسْلِمٌ1. عَنْ أَبِي بكر بن أبي شيبة عن يزيد.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 59"، والأنساب للسمعاني "6/ 205"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 580"، والعبر "2/ 21"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 401"، وتهذيب التهذيب "1/ 33"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 141". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1983"، ومسلم "1161"، "200" من حديث عمران، به.

يعقوب بن شيبة

2137- يعقوب بن شيبة 1: ابن الصلت بن عصفور، الحَافِظُ الكَبِيْرُ العَلاَّمَةُ الثِّقَةُ، أَبُو يُوْسُفَ السَّدُوْسِيُّ، البَصْرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، صَاحِبُ "المُسْنَدِ" الكَبِيْرِ العديمُ النَّظيرِ المعلّل الَّذِي تمَّ مِنْ مسَانيدِهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلاَثِيْنَ مجلَّداً، وَلَوْ كَمُلَ لَجَاءَ فِي مائَةِ مُجَلَّدٍ. مَوْلِدُهُ فِي حُدُوْدِ الثَّمَانِيْنَ، وَمائَةٍ وَسَمَاعَاتُهُ عَلَى رَأْسِ المائَتَيْنِ. سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَرَوْحَ بنَ عُبَادَةَ وَأَزْهَرَ بنَ سَعْدٍ السَّمَّانَ، وَبِشْرَ بنَ عُمَرَ الزَّهْرَانِيَّ وَجَعْفَرَ بنَ عَوْنٍ، وَأَبَا عَامِرٍ العَقَدِيَّ وَشجَاعَ بنَ الوَلِيْدِ وَعَبْدَ اللهِ بنَ بَكْرٍ السَّهْمِيَّ، وَمَحَاضِرَ بنَ المُوَرِّعِ وَعَبْدَ الوَهَّابِ بنَ عَطَاءٍ، وَأَبَا النَّضْرِ وَيَعْلَى بنَ عُبَيْدٍ وَوهبَ بنَ جَرِيْرٍ، وَحَجَّاجَ بنَ مِنْهَالٍ وَيَنْزِلُ إِلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ وَعَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ ثُمَّ إِلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ الحَلْوَانِيِّ، وَهَارُوْنَ الحَمَّالِ وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الأَعْيَنِ ثُمَّ يَنْزِلُ إِلَى أَصْحَابِ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ وَابْنِ المَدِيْنِيِّ، وَيُخَرِّجُ العَالِي وَالنَّازلَ وَيذكرُ أَوَّلاً سِيْرَةَ الصَّحَابِيِّ مُستوَفَاةً ثُمَّ يَذْكُرُ مَا، رَوَاهُ وَيوضِّحُ عِلَلَ الأَحَادِيْثِ، وَيَتَكَلَّمُ عَلَى الرِّجَالِ، وَيُجَرِّحُ وَيعدِّلُ بكَلاَمٍ مُفِيْدٍ عَذْبٍ شَافٍ بِحَيْثُ إِنَّ النَّاظرَ فِي "مُسْنَدِهِ" لاَ يَمَلُّ مِنْهُ، وَلَكِنْ قَلَّ مَنْ رَوَى عَنْهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: حَفِيْدُهُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ، وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ الأَزرقُ، وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ أبو بكر الخطيب، وغيره.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 281"، وتذكرة الحفاظ "2/ 601"، والعبر "2/ 25"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 37"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 146"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 43".

قَالَ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَوْ كَانَ كِتَابُ يَعْقُوْبَ بنِ شَيْبَةَ مَسطوراً عَلَى حَمَّامٍ لَوَجَبَ أَنْ يُكْتَبَ يَعْنِي: لاَ يفتقرُ الشَّخْصُ فِيْهِ إِلَى سَمَاعٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ فِي مَنزِلِ يَعْقُوْبَ بنِ شَيْبَةَ أَرْبَعُوْنَ لِحَافاً أَعدَّهَا لِمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنَ الوَرَّاقينَ الَّذِيْنَ يُبَيِّضُونَ لَهُ "المُسْنَدَ". قَالَ: وَلزمَهُ عَلَى مَا خَرَّجَ مِنْهُ عَشْرَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ. ثُمَّ قَالَ: وَقِيْلَ: إِنَّ نُسَخَهُ بِمسندِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْهُ شُوْهِدَتْ بِمِصْرَ، فَكَانَتْ فِي مائتي جُزْءٍ. قَالَ: وَالَّذِي ظَهرَ لَهُ مُسْندُ العشرَةِ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ وَعَمَّارٍ، وَالعَبَّاسِ وَعتبَةَ بنِ غَزْوَانَ، وَبَعْضِ الموَالِي. قُلْتُ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ شُوْهِدَ لَهُ "مُسْنَدُ عليٍّ" فِي خَمْسَةِ أَسفَارٍ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: كَانَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ من كبار أصحاب أحمد بن المعذل، وَالحَارِثِ بنِ مِسْكِيْنَ، فَقِيْهاً سَرِيّاً، وَكَانَ يَقِفُ فِي القُرْآنِ. قُلْتُ: أَخذَ الوَقْفَ عَنْ شَيْخِهِ أَحْمَدَ المَذْكُوْرِ، وَقَدْ وَقَفَ عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وَمُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَجَمَاعَةٌ وخَالفَهُم نَحْوٌ مِنْ أَلفِ إِمَامٍ بَلْ سَائِرُ أَئِمَّةِ السَّلَفِ وَالخَلَفِ عَلَى نَفْي الخليقَةِ عَنِ القُرْآنِ، وَتَكْفِيْرِ الجَهْمِيَّةِ نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ فِي الدِّيْنِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ المَرُّوْذِيُّ: أَظهرَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ الوَقْفَ فِي ذَلِكَ الجَانبِ مِنْ بَغْدَادَ، فحذَّرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مِنْهُ وَقَدْ كَانَ المُتَوَكِّلُ أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ يَحْيَى بنِ خَاقَانَ أَنْ يَسْأَلَ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَمَّنْ يُقَلِّدُ القَضَاءَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ شَيْبَةَ فَقَالَ: مُتَبَدِّعٌ صَاحِبُ هوَى. قَالَ الخَطِيْبُ: وَصفَهُ أَحْمَدُ بِذَلِكَ لأَجلِ الوَقْفِ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ يَعْقُوْبُ صَاحِبُ أَمْوَالٍ عَظِيْمَةٍ، وَحِشْمَةٍ وَحُرْمَةٍ وَافرَةٍ بِحَيْثُ إِنَّ حَفِيْدَهُ حَكَى قَالَ: لَمَّا وُلِدْتُ عَمدَ أَبواي فَمَلآ لي ثلاثة خوَابِي ذَهباً، وَخبَّآهَا لِي فذكَرَ أَنَّهُ طَالَ عُمُرُهُ، وَأَنفقهَا وَفَنِيَتْ وَاحْتَاجَ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ قَبْلَ مَوْتِ جدِّهِ بنيِّف عَشْرَةَ سَنَةً. مَاتَ يَعْقُوْبُ الحَافِظُ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَعَ لِي جُزْءٌ وَاحِدٌ مِنْ "مُسنَدِ" عَمَّارٍ لَهُ. قَرَأْتُ عَلَى الحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ خَلَفٍ: أَخْبَرَكُم يَحْيَى بنُ أَبِي السُّعُوْدِ، أَخْبَرَتْنَا فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَةُ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ شَيْبَةَ سنَةَ إحدى وثلاثين وثلاثمائة، حدثنا

جَدِّي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ قَالَ: قَاوَلَ عَمَّارٌ رَجُلاً فَاسْتَطَالَ الرَّجُلُ عَلَيْهِ، فَقَالَ عَمَّارٌ: أَنَا إِذاً كَمَنْ لاَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ. فَعَادَ الرَّجُلُ فَاسْتَطَالَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَأَكْثَرَ اللهُ مَالَكَ وَولدَكَ، وَجَعَلَكَ يُوطأ عَقِبُكَ. وَبِهِ قَالَ يَعْقُوْبُ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: مَا نَسِيْنَا الغبارَ عَلَى شَعْرِ صَدْرِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يَقُوْلُ: "اللَّهُمَّ إِنَّ الخَيْرَ خَيْرُ الآخِرَةِ فَاغْفِرْ لِلأَنصَارِ وَالمُهَاجِرَةِ" إِذْ جَاءَ عَمَّارٌ فَقَالَ: "وَيْحَكَ أو ويلك يابن سمية تقتلك الفئة الباغية" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2916" "73" حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، به. وأخرجه البخاري "447"، من طريق خالد الحذاء عن عكرمة، عن أبي سعيد، به.

ابن ميمون

2138- ابن ميمون 1: "د، س" المُحَدِّثُ الإِمَامُ المُعَمَّرُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَيْمُوْنٍ البَغْدَادِيُّ، ثُمَّ الإِسكندرَانِيُّ. حدَّث عَنِ: الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَسَلْمِ بنِ مَيْمُوْنٍ الخَوَّاصِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ فِي "سُنَنِهِمَا" وَأَبُو عَوَانَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَابْنُ جَوْصَا، وَأَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ، وَإِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَآخَرُوْنَ خَاتِمَتُهُم عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي مَطرٍ الإِسكندرَانِيُّ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَهُوَ صَدُوْقٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ فِي حَادِي عَشَرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وستين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1651"، وتاريخ بغداد "5/ 426"، والكاشف "3/ ترجمة 5056"، والمغني "2/ ترجمة 5687"، والعبر "2/ 250"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7770"، وتهذيب التهذيب "9/ 281"، وتقريب التهذيب "2/ 180"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6400".

أحمد بن الفرات

2139- أحمد بن الفرات 1: "د" ابن خالد، الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ الحُجَّةُ مُحَدِّثُ أَصْبَهَانَ، أَبُو مَسْعُوْدٍ الضَّبِّيُّ الرَّازِيُّ نَزِيْلُ أَصْبَهَانَ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ، فِي خِلاَفَةِ هَارُوْنَ الرَّشِيْدِ. وَطَلَبَ العِلْمَ فِي الصِّغَرِ، وَعُدَّ مِنَ الحُفَّاظِ وَهُوَ شَابٌّ أَمردُ، وَارْتَحَلَ إِلَى العِرَاقِ وَالشَّامِ وَالحِجَازِ، وَاليَمَنِ وَلَحِقَ الكِبَارَ. سَمِعَ: عَبْدَ اللهِ بنَ نُمَيْرٍ وَأَبَا أُسَامَةَ، وَحُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ الجُعْفِيَّ، وَأَبَا دَاوُدَ الحَفَرِيَّ وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ، وَأَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ وَيَحْيَى بنَ آدَمَ، وَجَعْفَرَ بنَ عَوْنٍ، وَيَعْلَى بنَ عُبَيْدٍ، وَأَخَاهُ مُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدٍ وَأَزْهَرَ بنَ سَعْدٍ السَّمَّانَ، وَأَبَا عَامِرٍ العَقَدِيَّ وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ بنَ هَمَّامٍ وَشَبَابَةَ بنَ سَوَّارٍ، وَابْنَ أَبِي فُدَيْكٍ وَأَبَا أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ الحَنَفِيَّ وَوَهْبَ بنَ جَرِيْرٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيَّ، وَمُؤَمَّلَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ مُوْسَى، وَأَبَا نُعَيْمٍ وَعَفَّانَ وَأَبَا صَالِحٍ الكَاتِبَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عِيْسَى بنِ الطَّبَّاعٍ، وَأَبَا جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيَّ وَأَبَا اليَمَانِ، وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئَ وَالهَيْثَمَ بنَ جَمِيْلٍ، وَأَبَا الوَلِيْدِ وَمُسْلِمَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، وَخَلْقاً كَثِيْراً إِلَى أَنْ يَنْزِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ وَبَكْرِ بنِ خَلَفٍ، وَللطَّلبَةِ اليَوْمَ جُزْءٌ مِنْ حَدِيْثِهِ مِنْ أَعْلَى شَيْءٍ يَكُوْنُ. حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ فِي "سُنَنِهِ"، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ المُهَلَّبِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ أَخُو مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدُ بن محمود بن صبيح وَخَلْقٌ مِنَ الأَصْبَهَانِيِّينَ، آخِرُهُم مَوْتاً المُعَمَّرُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ فَارِسٍ شَيْخُ أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ قَايمَاز الدَّقِيْقِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ نصرٍ الرُّصَافيُّ، أَخْبَرَنَا خَلِيْلُ بنُ بَدْرٍ "ح". وَأَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا خَلِيْلٌ الرَّارَانِيُّ وَيَحْيَى الثَّقَفِيُّ "ح". وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ فرجٍ الفَقِيْهُ وَعِدَّةٌ قَالُوا: أَخْبَرْنَا ابْنُ عَبْدِ الدَّائِم أَخْبَرَنَا يَحْيَى الثَّقَفِيُّ "ح". وَأَنبَانَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنِ الرَّارَانِيِّ قَالاَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ وَيَحْيَى مُحْضَرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فَارِسٍ قراءة

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 122"، وتاريخ بغداد "4/ 343"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 564"، وميزان الاعتدال "1/ 127"، والعبر "2/ 16"، والوافي بالوافيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 280"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 29"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 138".

عليه في سنة أربع، وأربعين وثلاثمائة حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ الحَافِظُ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيْهِ. قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ بِالطِّبِّ مِنْ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا خَالَةُ مِمَّنْ تَعَلَّمْتِ الطِّبَّ? قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ: النَّاسَ يَنْعَتُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ فَأَحْفَظُهُ. وَبِهِ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعْدِ بنِ خَالِدٍ عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيَّبِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُثْمَانَ أَنَّ طبيباً سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ ضِفدِعٍ يَجْعَلُهَا فِي دوَاءٍ فَنَهَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن قتلها1. وَبِهِ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ينَامُ جُنُباً مَا يَمَسُّ مَاءً2. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّيَّانُ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُوْدٍ يقول: كتبت عن ألف وسبعمائة شيخ أدخلت في تصانيفي ثلاثمائة وَعشرَةً، وَعطَّلْتُ سَائِرَ ذَلِكَ، وَكَتَبْتُ أَلفَ أَلفِ حديث وخمسمائة ألف حديث فأخذت من ذلك خمسمائة أَلْفِ حَدِيْثٍ فِي التَّفَاسيرِ، وَالأَحْكَامِ وَالفَوَائِدِ وَغَيْرِهِ. قَالَ حُمَيْدُ بنُ الرَّبِيْعِ: قَدِمَ أَبُو مَسْعُوْدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، مِصْرَ فَاسْتلقَى عَلَى قَفَاهُ وَقَالَ لَنَا: خُذُوا حَدِيْثَ أَهْلِ مِصْرَ قَالَ: فَجَعَلَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا شَيْخاً شَيْخاً مِنْ قَبْلِ أَنْ يلقَاهُم يَعْنِي: كَانَ قَدْ نَظَرَ فِي حَدِيْثِ مَشَايِخِ مِصْرَ مِنْ كُتُبِ الرَّحَّالِينَ وَوعَاهُ. وَعَنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ قَالَ: كُنَّا نَتَذَاكَرُ الأَبْوَابَ، فَخَاضُوا فِي بَابٍ، فجَاؤُوا فِيْهِ بِخَمْسَةِ أَحَادِيْثَ فجئتُ بِسَادسٍ، فنخَسَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فِي صَدْرِي لإِعجَابِهِ بِي. وَرَوَى يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ، عن أحمد بن دلويه قال: دخلْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَقَالَ: مَن فِيْكُم? قَالَ: قُلْتُ: مُحَمَّدُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ فَلَمْ يعرِفْهُ فَذَكَرْتُ لَهُ أَقواماً فَلَمْ يعرِفْهُم فَقَالَ: أَفيكُم أَبُو مَسْعُوْدٍ? قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: مَا أَعْرِفُ اليَوْمَ أَظنُّهُ قَالَ: أَسودَ الرَّأْس أَعرَفَ بِمسندَاتِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْهُ.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 453، 499"، وأبو داود "3871"، "5269"، والنسائي "7/ 210"، والدارمي "2/ 88"، والحاكم "4/ 410-411"، وصححه ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. 2 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "1082"، وأحمد "6/ 146، 171"، وأبو داود "228"، والترمذي "118"، وابن ماجه "581"، والبيهقي "1/ 201".

قَالَ أَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ: أَبُو مَسْعُوْدٍ الأَصْبَهَانِيُّ فِي عِدَادِ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ فِي الحِفْظِ، وَأَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيِّ فِي الثَّبْتِ. قِيْلَ: إِنَّ أَحْمَدَ بنَ الفُرَاتِ قَدِمَ أَصْبَهَانَ أَوَّلاً، وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ كِتَابٌ فَأَملَى كَذَا كَذَا أَلفَ حَدِيْثٍ مِنْ حِفْظِهِ فَلَمَّا، وَصلَتْ كُتُبُهُ قُوْبِلَتْ بِمَا أَملَى فَلَمْ يَخْتلِفْ إلَّا فِي مَوَاضِعَ يَسِيْرَةٍ. عَنْ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ صَبِيْحٍ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُوْدٍ الرَّازِيَّ يَقُوْلُ: وَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي حُبِّ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ أَبُو مَسْعُوْدٍ أَحَدَ الحُفَّاظِ، سَافرَ الكَثِيْرَ وجمعَ فِي الرِّحْلَةِ بَيْنَ البَصْرَةِ، وَالكُوْفَةِ وَالحِجَازِ وَاليَمَنِ وَالشَّامِ، وَمِصْرَ وَالجَزِيْرَةِ وَقَدِمَ بَغْدَادَ، وَذَاكرَ حُفَّاظَهَا بِحضرَةِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَكَانَ أَحْمَدُ يُقَدِّمُهُ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: لاَ أَعْلَمُ لأَبِي مَسْعُوْدٍ الرَّازِيِّ رِوَايَةً مُنكرَةً وَهُوَ مِنْ أهل الصدق، والحفظ. قَالَ أَبُو عِمْرَانَ الطَّرَسُوْسِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الأَثْرَمَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: مَا تَحْتَ أَديمِ السَّمَاءِ أَحْفَظَ لأَخْبَارِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ الرَّازِيِّ. قَالَ أَبُو الشَّيْخِ سَمِعْتُ ابْنَ الأَصْفَرِ يَقُوْلُ: جَالَسْتُ أَحْمَدَ وَأَثْنَى عَلَى ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَذَكَرَ عِدَّةً قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَحْفَظَ لِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ مِنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ. وَنقلَ القَاضِي أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَرَّاءِ فِي "طَبَقَاتِ أَصْحَابِ الإِمَامِ أَحْمَدَ" فِي تَرْجَمَةِ أَبِي مَسْعُوْدٍ أَنَّهُ نَقَلَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ دَلَّ عَلَى صَاحِبِ رَأْي لِنَفْسِهِ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هدْمِ الإِسْلاَمِ. وَعَنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ الرَّازِيِّ قَالَ: كَتَبْتُ الحَدِيْثَ وَأَنَا ابْنُ اثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَةً. قُلْتُ: بَكَّرَ بطلَبِ العِلْمِ؛ لأَنَّ أَبَاهُ مِنْ أَهْلِ الحَدِيْثِ أَيْضاً وَقِيْلَ: لَمْ يَلْحَقِ الأَخذَ عَنْ أَبِيْهِ. وَعَنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ قَالَ: ذُكِرْتُ بِالحِفْظِ، وَلِي ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً وَسُمِّيتُ: الرُّوَيْزِيُّ الحَافِظُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الجَارُوْدِ الحَافِظُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أُورمَةَ الحَافِظَ يَقُوْلُ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ مِثْلُ أَبِي مَسْعُوْدٍ الرَّازِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيِّ. وَقَدْ سُئِلَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ: أَيُّمَا أَحْفَظُ أَبُو مَسْعُوْدٍ الرَّازِيُّ أَوْ سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُوْنِيُّ? فَقَالَ: أَمَا المُسْنَدُ فَأَبُو مَسْعُوْدٍ وَأَمَّا المُنْقَطِعُ فالشاذكوني.

وَمِمَّا أَلَّفَ أَبُو مَسْعُوْدٍ كِتَابَ "الأَحَادِيْث الأَفرَادِ" روتْهُ كَرِيْمَةُ القُرَشِيَّةُ بِالإِجَازَةِ. وَقَدْ تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقَدْ قَاربَ الثَّمَانِيْنَ رَحِمَهُ اللهُ. وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ الحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ، مُحَدِّثُ وَاسِطَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَنْجَرٍ الجُرْجَانِيُّ صَاحِبُ "المُسْنَدِ" ببلاَدِ مِصْرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ الحَافِظُ عَالِمُ خُرَاسَانَ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ زَنْجُوْيَةَ الحَافِظُ بِبَغْدَادَ، وَالمُحَدِّثُ أَحْمَدُ بنُ بُدَيْلٍ الكُوْفِيُّ قَاضِي هَمَذَانَ، وَأَحْمَدُ بنُ حَفْصٍ السُّلَمِيُّ مُحَدِّثُ نَيْسَابُوْرَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَالمُحَدِّثُ هَارُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيُّ الكُوْفِيُّ، وَالثِّقَةُ عَبْدَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الحَسَّانِيُّ وَالمُحَدِّثُ حَفْصُ بنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ، وَالعَبَّاسُ بنُ يَزِيْدَ البحرَانِيُّ المُحَدِّثُ، وَيَحْيَى بنُ مُعَاذٍ الرَّازِيُّ شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ أَبِي مَذْعُورٍ المُحَدِّثُ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ أَبِي السَّفَرِ الكُوْفِيُّ وَالقَاضِي الكَبِيْرُ جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ الجُنْدَيْسَابورِيُّ، وَالفَضْلُ بنُ يَعْقُوْبَ الرُّخَامِيُّ الحَافِظُ، وَالمُحَدِّثُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الخَصِيبِ، وَالمُحَدِّثُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي الحَارِثِ، وَأَحْمَدُ بنُ عُمَرَ حَمْدَانُ البَزَّازُ، وَآخَرُوْنَ. نَعَمْ، وَغَسَّلَ ابْنَ الفُرَاتِ رَفِيْقُهُ مُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ العَابِدُ صَاحِبُ ذَلِكَ الجُزْءِ العَالِي. وفِي آخرِ نُسْخَةِ ابْنِ الفُرَاتِ مِمَّا وَقَعَ زَائِداً عِنْدَ يَحْيَى الثَّقَفِيِّ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ فَارِسٍ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ قَالَ: وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ كَذَا قَالَ، وَسنَةُ ثَمَانٍ أَصحُّ وَمَا ذَكَرَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ سِوَاهُ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: أَبُو مَسْعُوْدٍ أَحَدُ الأَئِمَّةِ، وَالحُفَّاظِ صَنَّفَ "المُسْنَدَ" وَالكُتُبَ، وَحدَّثَ بِأَصْبَهَانَ خَمْساً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ قَدِمَ أَصْبَهَانَ قَبْلَ أَنْ يرتحلَ إِلَى العِرَاقِ فِي أَيَّامِ الحُسَيْنِ بنِ حَفْصٍ. قُلْتُ: إِنَّمَا ارْتَحَلَ أَوَّلاً إِلَى العِرَاقِ قَبْلَ المائَتَيْنِ، وَلَحِقَ عَبْدَ اللهِ بنَ نُمَيْرٍ وَطبقتَهُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي "الكَامِلِ": سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ سَمِعْتُ ابْنَ خِرَاشٍ يَحْلِفُ بِاللهِ إِنَّ أَحْمَدَ بنَ الفُرَاتِ يَكْذبُ مُتَعَمِّداً فَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَهَذَا تحَامُلٌ وَلاَ أَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً مُنْكرَةً. قُلْتُ: مَنِ الَّذِي يُصَدِّقُ ابن خراش ذاك الرافضي في قوله?!

قَالَ أَبُو صَالِحٍ الجَلاَّبُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ كتبَ عَنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ حَدِيْثَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ قَيْسٍ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، "حَدِيْث العَتِيرَةِ"1. قَالَ أَبُو نُعَيمٍ: تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ 258 وَغسَّلَهُ مُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ الثقفي.

_ 1 العتيرة: تفسيرها في الحديث أنها شاة تذبح في رجب وهذا هو الذي يشبه معنى الحديث ويليق بحكم الدين. وأما العتيرة التي كانت تعترها الجاهلية فهي الذبيحة التي كانت تذبح للأصنام، فيصيب دمها على رأسها. والخبر أورده الذهبي في "ميزان الاعتدال" "2/ 583" من طريق عبد الرحمن بن يحيى بن منده، حدثنا أحمد بن الفرات، حدثنا عبد الرحمن بن قيس، حدثنا ابن سلمة، عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه: سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن العتيرة فحسنها. قلت: إسناده ضعيف، فيه أبو العشراء الدارمي، قال الذهبي في "الميزان" لا يدرى من هو ولا من أبوه. ثم قال الذهبي في "الميزان" "2/ 583": ورواه أبو داود في غير سننه عن زبنج، عن عبد الرحمن بن قيس، قال أبو بكر بن أبي داود، قال أبي: ذكرته لأحمد بن حنبل فاستحسنه، وقال: هذا من حديث الأعراب أمله علي. قال: فكتبه عني. وراجع أخي القارئ لزامًا ما كتبه الحافظ في "الفتح" "9/ 595-597" في كتاب العقيقة باب العتيرة.

أبوه

قلت: 2140- أبوه 1: "بَخ" يَرْوِي عَنْ: مَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ وَمِسْعَرٍ، وأسامة بن زيد الليثي، ويونس ابن أَبِي إِسْحَاقَ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفراء، ومحمد بن حميد. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. مَاتَ قَبْلَ المائَتَيْنِ. رَوَى له البخاري في كتاب "الأدب".

_ 1 ترجمته في التاريخ الكبير "7/ ترجمة 581"، والجرح والتعديل "7/ ترجمة 456"، وتهذيب التهذيب "8/ 258"، وتقريب التهذيب "2/ 107"، وخلاصة الخزرجي" 2/ ترجمة 5692",

إسحاق بن بهلول

2141- إسحاق بن بُهْلُول 1: ابن حسان الحَافِظُ الثِّقَةُ العَلاَّمَةُ أَبُو يَعْقُوْبَ التَّنوخِيُّ الأَنْبَارِيُّ. مَوْلِدُهُ: بِالأَنْبَارِ، فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ الضرير، ويحيى بن سعيد القطان، وإسماعيل بن عُلَيَّةَ، وَوَكِيْعَ بنَ الجَرَّاحِ وَشُعَيْبَ بنَ حَرْبٍ، وَإِسْحَاقَ الأَزْرَقَ، وَأَبَا ضَمْرَةَ أَنَسَ بنَ عِيَاضٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ وَيَحْيَى بنِ آدَمَ، وَخَلْقاً كَثِيْراً وَكَانَ أَحَدَ، أَوْعِيَةِ العِلْمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ إِسْحَاقَ الأَزْرَقُ حَفِيْدُهُ وَآخَرُوْنَ. قَالَ أبو بكر الخطيب: صنف كتابًا في القرءات، وَصَنَّفَ المُسْنَدَ وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي الفِقْهِ، وَلَهُ مَذَاهِبٌ اخْتَارهَا. يَعْنِي: أَنَّهُ يَجتهدُ وَلاَ يُقلِّدُ أحدًا. إلى أن قال: وكان ثقة. قَالَ وَلدُهُ بُهْلُوْلُ بنُ إِسْحَاقَ: اسْتدعَى المُتَوَكِّلُ أَبِي إِلَى سُرَّ مَنْ رَأَى، حَتَّى سَمِعَ: مِنْهُ، ثُمَّ أَمَرَ فنُصِبَ لَهُ مِنْبَرٌ، وَحَدَّث فِي الجَامِعِ وَأَقطعَهُ إِقطَاعاً مَغَلُّهُ فِي العَامِ اثْنَا عَشرَ أَلْفاً، وَوَصَلَهُ بِخَمْسَةِ آلاَفٍ فِي السَّنَةِ فَكَانَ يَأْخُذُهَا، وَأَقَامَ إِلَى أَنْ قَدِمَ المستعينُ بَغْدَادَ فَخَافَ أَبِي مِنَ الأَترَاكِ أَنْ يَكْبِسُوا الأَنْبَارَ فَانحدرَ إِلَى بَغْدَادَ، وَلَمْ يحمِلْ مَعَهُ كُتُبَهُ فطَالبَهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ أَنْ يُحَدِّثَ فَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ مِنْ حِفْظِهِ بِخَمْسِيْنَ أَلفِ حَدِيْثٍ لَمْ يُخْطِئْ فِي شَيْءٍ مِنْهَا. رَوَى هَذِهِ القِصَّةَ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ الأَزْرَقُ عَنْ عَمِّهِ، إِسْمَاعِيْلَ بنِ يَعْقُوْبَ عَنْ عَمِّهِ بُهْلُوْلٍ. وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ البُهْلُوْلِ: تذَاكَرْتُ أَنَا، وَابْنِ صَاعِدٍ مَا حَدَّثَ بِهِ جَدِّي ببغداد فقلت له: قال أُنَيْسٌ المُسْتَمْلِي: إِنَّهُ حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ بِأَرْبَعِيْنَ أَلْفِ حَدِيْثٍ فَقَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: لاَ يَدْرِي أُنَيْسٌ مَا قَالَ، حَدَّثَ إِسْحَاقُ بنُ البُهْلُوْلِ مِنْ حِفْظِهِ بِبَغْدَادَ بِأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِيْنَ أَلفِ حَدِيْثٍ. قُلْتُ: كَذَا فَلْيَكُنِ الحِفْظُ، وَإِلاَّ فَلاَ قَنِعْنَا اليَوْمَ بِالاسْمِ بِلاَ جِسْمٍ فَلَو رَأَى النَّاسُ فِي، وَقْتنَا مَنْ يَرْوِي أَلفَ حَدِيْثٍ بِأَسَانِيْدِهَا حِفْظاً لانْبَهرُوا لَهُ. مَاتَ إِسْحَاقُ بنُ بُهْلُوْلٍ الحَافِظُ بِالأَنْبَارِ فِي ذِي الحِجَّةِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقَدْ قَاربَ التِّسْعِيْنَ. قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الحَافِظِ بِنَابُلسَ، أَخْبَرْنَا ابْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ البَطِّيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الفَرَضِيُّ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بن يعقوب بن إسحاق،

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 736"، وتاريخ بغداد "6/ 366"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 535"، والعبر "2/ 3"، والوافي بالوفيات لصلاح الصفدي "8/ 408"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 126".

حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ عَنْ حَكِيْمِ بنِ حِزَامٍ قَالَ: نَهَانِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أَبِيْعَ مَا لَيْسَ عِنْدِي1. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ، وَيُوْسُفُ الغَسُّوْلِيُّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ البَنَّاءِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ البُسْرِيِّ، أَخْبَرَنَا المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ بُهْلُوْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ رسول -صلى الله عَلَيْهِ وَسلَّمَ- فَلَمْ يَصُمْ يَوْمَ عَرَفَةَ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ وَمَعَ عُمَر فَلَمْ يصمه2.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 402-403"، وأبو داود "3503"، والترمذي "1232"، والنسائي "7/ 289"، وابن ماجة "2187"، والبيهقي "5/ 267 و317 و339"، والطبراني في "الكبير "3097-3105". 2 صحيح: أخرجه الترمذي "751"، وأحمد "2/ 47 و50"، من طريق ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن ابن عمر، به.

حنين بن إسحاق

2142- حُنَيْن بنُ إِسْحَاقَ 1: العِبَادِيُّ النَّصْرَانِيُّ عَلاَّمَةُ وَقْتِهِ فِي الطِّبِّ، وَكَانَ بَارِعاً فِي لُغَةِ اليُونَانِ. عَرَّبَ كِتَابَ إِقليدسَ وَلَهُ تَصَانِيْفُ عِدَّةٌ. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ ابْنُهُ إِسْحَاقُ بنُ حُنَيْنٍ مِنْ كِبَارِ الأَطبَاءِ أَيْضاً.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 209"، والعبر "2/ 20"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 24".

المزني

2143- المُزَنِي 1: الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ فَقِيْهُ المِلَّةِ، عَلَمُ الزُّهَّادِ، أَبُو إِبْرَاهِيْمَ إِسْمَاعِيْلُ، بنُ يَحْيَى بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَمْرِو بنِ مُسْلِمٍ المُزَنِيُّ المِصْرِيُّ تِلْمِيْذُ الشَّافِعِيِّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ مَوْتِ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ سنة خمس وسبعين ومائة. حَدَّثَ عَنْ: الشَّافِعِيِّ، وَعَنْ عَلِيِّ بنِ مَعْبَدِ بنِ شَدَّادٍ، وَنُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ وَغَيْرِهِم. وَهُوَ قَلِيْلُ الرِّوَايَةِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ رَأْساً فِي الفِقْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِمَامُ الأَئِمَّةِ أَبُو بَكْرٍ بنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ جَوْصَا وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ بنُ عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الفَوَارِسِ بنُ الصَّابُوْنِيِّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنَ المشَارقَةِ، وَالمغَاربَةِ. وامتلأَتِ البِلاَدُ بـ"مختصَرِهِ" فِي الفِقْهِ وَشرحَهُ عِدَّةٌ مِنَ الكِبَارِ بِحَيْثُ يُقَالُ: كَانَتِ البِكْرُ يَكُوْنُ فِي جهَازِهَا نُسْخَةٌ بـ"مُخْتَصرِ" المُزَنِيِّ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ القَوَّاسِ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، حَدَّثَنَا الفَقِيْهُ أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: فَأَمَّا الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فَقَدْ انْتَقَلَ فِقْهُهُ إِلَى أَصْحَابِهِ فمنهُم أَبُو إِبْرَاهِيْمَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَحْيَى بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَمْرِو بنِ إِسْحَاقَ المُزَنِيُّ مَاتَ بِمِصْرَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ، وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ قَالَ: وَكَانَ زَاهَداً عَالِماً منَاظراً مِحْجَاجاً غَوَّاصاً عَلَى المَعَانِي الدَّقِيقَةِ صَنَّفَ كُتُباً كَثِيْرَةً: الجَامِعُ الكَبِيْرُ، وَالجَامِعُ الصَّغِيْرُ والمنثور والمسائل المعتبرة، والترغيب فِي العِلْمِ، وَكِتَابُ الوثَائِقِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: المُزَنِيُّ نَاصرُ مَذْهبِي. قُلْتُ: بَلَغنَا أَنَّ المُزَنِيَّ كَانَ إذا فرغ من تبييض مسألة وأودعها "مُخْتَصرَهُ" صَلَّى للهِ رَكْعَتَيْنِ. وَرُوِيَ أَنَّ القَاضِي بَكَّارَ بنَ قُتَيْبَةَ قَدِمَ عَلَى قَضَاءِ مِصْرَ، وَكَانَ حَنَفِيّاً فَاجْتَمَعَ بِالمُزَنِيِّ مَرَّةً فَسَأَلَهُ رَجُلٌ منْ أَصْحَابِ بَكَّارٍ فَقَالَ: قَدْ جَاءَ فِي الأَحَادِيْثِ تَحْرِيْمَ النَّبِيذِ، وَجَاءَ تحليلُهُ فلِمَ قَدَّمْتُمُ التَّحرِيمَ? فَقَالَ المُزَنِيُّ: لَمْ يَذْهَبْ أَحَدٌ إِلَى تَحْرِيْمِ النَّبِيذِ فِي الجَاهِليَّةِ ثُمَّ حُلِّلَ لَنَا، وَوقعَ الاَتِّفَاقُ عَلَى أَنَّهُ كَانَ حَلاَلاً فحُرِّمَ فَهَذَا يعضدُ أَحَادِيْثَ التَّحْرِيمِ فَاسْتحسنَ بَكَّارٌ ذَلِكَ مِنْهُ. قُلْتُ: وَأَيْضاً فَأَحَادِيْثُ التَّحريمِ كَثِيْرَةٌ صِحَاحٌ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ أَحَادِيْثُ الإِباحَةِ. قَالَ عَمْرُو بنُ تَمِيْمٍ المَكِّيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ التِّرمذيَّ قَالَ: سَمِعْتُ المُزَنِيَّ يَقُوْلُ: لاَ يصحُّ لأَحَدٍ توحيدٌ حَتَّى يعلمَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى عَلَى العَرْشِ بصِفَاتِهِ قُلْتُ لَهُ: مِثْلُ أَيِّ شَيْءٍ? قَالَ: سمِيعٌ بصيرٌ عَلِيْمٌ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ شَاذَانَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 688"، ووفيات الأعيان "1/ ترجمة 932"، والعبر "2/ 28". واللباب لابن الأثير "3/ 205"، والنجوم الزاهرة "3/ 39"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 148".

عَلِيٍّ الكتَانِيَّ، وَسَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عُثْمَانَ المَكِّيَّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً مِنَ المُتَعَبِّدينَ فِي كَثْرَةِ مَنْ لَقِيْتُ مِنْهُم أَشَدَّ اجْتِهَاداً مِنَ المُزَنِيِّ، وَلاَ أَدومَ عَلَى العِبَادَةِ مِنْهُ وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشَدَّ تعَظِيْماً لِلْعلمِ، وَأَهلِهِ مِنْهُ وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ تَضْييقاً عَلَى نَفْسِهِ فِي الوَرَعِ، وَأَوْسَعِهُ فِي ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ وَكَانَ يَقُوْلُ: أَنَا خُلُقٌ مِنْ أَخْلاَقِ الشَّافِعِيِّ. قُلْتُ: وَبَلَغَنَا أَنَّ المُزَنِيَّ رَحِمَهُ اللهُ كَانَ مجاب الدعوة ذا زهد، وَتَأَلُّهٍ أَخَذَ عَنْهُ خَلْقٌ مِنَ العُلَمَاءِ وَبِهِ انتشَرَ مَذْهَبُ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ فِي الآفَاقِ. يُقَالُ: كَانَ إِذَا فَاتتْهُ صَلاَةُ الجَمَاعَةِ، صَلَّى تِلْكَ الصَّلاَةَ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ مَرَّةً. وَكَانَ يُغَسِّلُ المَوْتَى تَعَبُّداً وَاحتسَاباً، وَهُوَ القَائِلُ: تعَانَيْتُ غَسْلَ المَوْتَى لِيَرِقَّ قَلْبِي فَصَارَ لِي عَادَةً، وَهُوَ الَّذِي غَسَّلَ الشَّافِعِيَّ رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ مِنَ المُزَنِيِّ، وَهُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: ثِقَةٌ كَانَ يلزمُ الرِّبَاطَ. تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ، لِسِتٍّ بَقِيْنَ مِنْهُ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ وَلَهُ تِسْعٌ، وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: وَمِنْ جِلَّةِ تَلاَمِذَتِهِ: العَلاَّمَةُ أَبُو القَاسِمِ عُثْمَانُ بنُ بَشَّارٍ الأَنْمَاطيُّ شَيْخُ ابْنِ سُرَيْجٍ، وَشَيْخُ البَصْرَةِ زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، وَلَمْ يلِ قَضَاءً وَكَانَ قَانعاً شَرِيْفَ النَّفْسِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَنْبَلِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ البُنِّ الأَسَدِيُّ سنة ثلاث وَعِشْرِيْنَ، أَخْبَرَنَا جَدِّي الحُسَيْنُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الشَّافِعِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفَرَّاءُ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَوَارِسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّابُوْنِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا المُزَنِيُّ، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنِ الوِصَالِ فَقِيْلَ: إِنَّكَ تُوَاصِلُ? فَقَالَ: "لَسْتُ مِثْلَكُم إِنِّيْ أُطْعَمُ وَأُسْقَى" 1. وبَالإِسْنَادِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ: "لاَ تصومُوا حَتَّى تَرَوا الهِلاَلَ وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فإن غم عليكم فاقدروا له" 2.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "1/ 300"، والبخاري "1962"، ومسلم "1102"، وأبو داود "2360". 2 صحيح: أخرجه مالك "1/ 286"، والبخاري "1900"، ومسلم "1080"، "3"، وأبو داود "2320"، والنسائي "4/ 134".

وَبِهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى النَّاسِ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعاً مِنْ شعيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ وَعبدٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ المُسْلِمِيْنَ1 مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا. أَخْبَرْنَا ابْنُ الفَرَّاءِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ البُنِّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ نَظِيفٍ قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو الفَوَارِسِ السِّنْدِيُّ: وُلِدَتْ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَأَوَّلُ مَا سَمِعْتُ الحَدِيْثَ، وَلِي عشرُ سِنِيْنَ. قَالَ: وَمَاتَ المُزَنِيُّ سَنَةَ 264، وَتُوُفِّيَ الرَّبِيْعُ سنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ قَالَ: وَكَانَا رَضِيعينِ بَيْنَهُمَا سِتَّةُ أَشْهُرٍ يَعْنِي في المولد. قَالَ: وَمَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ أَيْضاً أَحْمَدُ ابْنَ أَخِي ابْنِ، وَهْبٍ وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ويزيد بن سنان.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "1/ 283"، والبخاري "1503"، ومسلم "984"، وأبو داود "1611" والترمذي "676"، والنسائي "55/ 48"، وابن ماجه "1825"، "1826".

محمد بن عبد الله بن عبد الحكم

2144- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ 1: "س" ابْنِ أَعْيَنَ بنِ لَيْثٍ، الإِمَامُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو عَبْدِ اللهِ المِصْرِيُّ الفَقِيْهُ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَسَمِعَ: مِنْ: عَبْدِ اللهِ وَهبٍ بعنَايَةِ أَبِيْهِ بِهِ، وَمِنْ أَبِي ضَمْرَةَ اللَّيْثِيِّ وَابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ وَأَيُّوْبَ بنِ سُوَيْدٍ، وَبِشْرِ بنِ بَكْرٍ وَأَشْهَبِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَوَالِدِهِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ وَشُعَيْبِ بنِ اللَّيْثِ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئِ وَالشَّافِعِيِّ، وَإِسْحَاقَ بنِ الفُرَاتِ وَحَرْمَلَةَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَيَحْيَى بنِ سَلاَّمٍ وَسَعِيْدِ بنِ بَشِيْرٍ القُرَشِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ نَافِعٍ الصَّائِغِ وَحَجَّاجِ بنِ رِشْدِيْنَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: النَّسَائِيُّ فِي "سُنَنِهِ" وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ صَاعِدٍ وَعَمْرُو بنُ عُثْمَانَ المَكِّيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ علاَّنُ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ دَاوُدَ بنِ وَرْدَانَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حاتم وأبو العباس الأصم، وخلق كثير.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1630"، والكاشف "3/ ترجمة 5036"، والعبر "1/ 345"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7815"، وتهذيب التهذيب "9/ 260"، وتقريب التهذيب "2/ 154"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6375"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 154"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 65".

وَكَانَ عَالِمَ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ فِي عَصْرِهِ مَعَ المُزَنِيِّ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَقَالَ مَرَّةً: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ: مَا رَأَيْتُ فِي فُقَهَاءِ الإِسْلاَمِ أَعْرَفَ بِأَقَاويلِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ مِنْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ. وَقَالَ: كَانَ أَعْلَمَ مَنْ رَأَيْتُ عَلَى أَديمِ الأَرْضِ بِمَذْهَبِ مَالِكٍ، وَأَحْفَظَهُم لَهُ سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَتعجَّبُ مِمَّنْ يَقُوْلُ فِي المَسَائِلِ: لاَ أَدرِي. ثُمَّ قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: وَأَمَّا الإِسْنَادُ فَلَمْ يَكُنْ يَحْفَظُهُ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَكَانَ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ فِيْهِ فوقعَتْ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ البُوَيْطِيِّ وَحشَةٌ فِي مَرَضِ الشَّافِعِيِّ فَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ السُّكَّرِيُّ صَدِيْقُ الرَّبِيْعِ قَالَ لَمَّا مَرِضَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ جَاءَ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ ينَازعُ البُوَيْطِيَّ فِي مَجْلِسِ الشَّافِعِيِّ فَقَالَ البُوَيْطِيُّ: أَنَا أَحقُّ بِهِ مِنْكَ فَجَاءَ الحُمَيْدِيُّ وَكَانَ بِمِصْرَ فَقَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: لَيْسَ أَحَدٌ أَحقَّ بِمَجْلِسِي مِنَ البُوَيْطِيِّ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي أَعْلَمَ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ: كَذَبْتَ فَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: كذبتَ أَنْتَ، وأبوك وأمك وغضب ابن عبد الحَكَمِ فَتركَ مَجْلِسَ الشَّافِعِيِّ. قَالَ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ قَالَ: كَانَ الحُمَيْدِيُّ مَعِي فِي الدَّارِ نَحْواً مِنْ سَنَةٍ، وَأَعْطَانِي كِتَابَ ابْنِ عُيَيْنَةَ ثُمَّ أَبَوا إلَّا أَنْ يُوقِعُوا بَيْنَنَا مَا، وَقَعَ. هذِهِ الحِكَايَةُ رَوَاهَا الحَاكِمُ عَنْ حُسَيْنَكٍ عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ. وَعَنْ أَبِي إِبْرَاهِيْمَ المُزَنِيِّ قَالَ: نظرَ الشَّافِعِيُّ إِلَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَقَدْ رَكِبَ دَابَّتَهُ فَأَتبعَهُ بصرَهُ وَقَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ لِي، وَلداً مِثْلَهُ وَعَلَيَّ أَلْفَ دِيْنَارٍ لاَ أَجِدُ قَضَاءهَا. قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ المَكِّيُّ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ يُصَلِّي الضُّحَى فَكَانَ كُلَّمَا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ سَجَدَ سجدتَينِ فَسَأَلَهُ مَنْ يَأْنَسُ بِهِ فَقَالَ: أَسجدُ شُكْراً للهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ صَلاَةِ الرَّكْعَتينِ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ ثِقَةٌ صَدُوْقٌ أَحَدُ فُقَهَاءِ مِصْرَ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ. قُلْتُ: قَدْ تَفَقَّهَ بِمَالِكٍ وَلزِمَهُ مُدَّةً وهو أيضًا في عداد أصحابه الكبار. أَخبرَنِي عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيرَازيُّ قَالَ: حُمِلَ مُحَمَّدٌ فِي مِحْنَةِ القُرْآنِ إِلَى ابْنِ أَبِي دَاوُدَ وَلَمْ يُجِبْ إِلَى مَا طُلِبَ مِنْهُ وَرُدَّ إِلَى مِصْرَ وَانتهَتْ إِلَيْهِ الرِّئاسَةُ بِمِصْرَ يَعْنِي: فِي العِلْمِ وَذَكَر غَيْرُهُ أَنَّ ابْنَ عَبْدِ الحَكَمِ ضُرِبَ فَهَرَبَ وَاخْتَفَى.

وَقَدْ نَالَتْهُ مِحنَةٌ أُخْرَى صعبَةٌ مَرَّتْ فِي "تَارِيْخنَا الكَبِيْرِ" فِي تَرْجَمَةِ أَخِيْهِ عَبْدِ الحَكَمِ، الرَّجُل الصَّالِح. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: عُذِّبَ عَبْدُ الحَكَمِ، فِي السِّجْنِ، وَدُخِّنَ عَلَيْهِ، فَمَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ لِكَوْنِهِ اتُّهِمَ بودَائِعَ لَعَلِيِّ بنِ الجَرَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي دُلَيمٍ: لَمْ يَكُنْ فِي الإِخْوَةِ أَفْقَهُ مِنْ عَبْدِ الحَكَمِ، وَقِيْلَ: إِنَّ بنِي عَبْدِ الحَكَمِ غَرِمُوا فِي نَوْبَةِ ابْنِ الجَرَوِيِّ أَكْثَرَ مِنْ أَلفِ أَلفِ دِيْنَارٍ اسْتُصْفِيَتْ، أَمْوَالُهُم وَنُهِبَتْ مَنَازِلُهُم ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ أَطلقهُمُ المُتَوَكِّلُ، وَردَّ إِلَيْهِمُ البَعْضَ وَسجنَ القَاضِي الأَصَمَّ الَّذِي ظَلَمَهُم، وَحُلِقَتْ لِحْيتُهُ وضُرِبَ، وَطِيْفَ بِهِ عَلَى حمَارٍ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ فِي تَارِيْخِهِ: كَانَ مُحَمَّدٌ هُوَ المُفْتِي بِمِصْرَ فِي أَيَّامِهِ. قُلْتُ: لَهُ تَصَانِيْفُ كَثِيْرَةٌ مِنْهَا: كِتَابٌ فِي الرَّدِّ عَلَى الشَّافِعِيِّ، وَكِتَابُ أَحْكَامِ القُرْآنِ، وَكِتَابُ الرَّدِّ عَلَى فُقَهَاءِ العِرَاقِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ. وَمَا زَالَ العُلَمَاءُ قَدِيْماً وَحَدِيْثاً يَرُدُّ بَعْضُهُم عَلَى بَعْضٍ فِي البَحْثِ، وَفِي التَّوَالِيفِ وَبمثلِ ذَلِكَ يتفَقَّهُ العَالِمُ وَتتبرهَنُ لَهُ المشكلاَتُ، وَلَكِن فِي زَمَانِنَا قَدْ يُعَاقَبُ الفَقِيْهُ إِذَا اعتنَى بِذَلِكَ لِسُوءِ نِيَّتِهِ، وَلطلبِهِ للظُّهورِ وَالتَّكَثُّرِ فَيَقُوْمُ عَلَيْهِ قضَاةٌ، وَأَضدَادٌ نَسْأَلُ اللهَ حُسْنَ الخَاتمَةِ، وَإِخْلاَصَ العَمَلِ. وَقَدْ كَانَ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ مَعَ عَظَمَتِهِ بِمِصْرَ يَرْكَبُ حُمَيْراً ضَعِيْفاً، وَيتوَاضعُ فِي أَمورِهِ وَكَانَ أَبُوْهُ كَمَا قُلْنَا مِنْ كِبَارِ الفُقَهَاءِ مِنْ تَلاَمِذَةِ مَالِكٍ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: مَاتَ مُحَمَّدٌ فِي يَوْمِ الأَرْبعَاءِ نِصْفَ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ القَاضِي بَكَّارُ بنُ قُتَيْبَةَ. قُلْتُ: وَلَهُ مُصَنَّفٌ فِي أَدبِ "القُضَاةِ" مُفِيْدٌ. أَخْبَرَتْنَا خَدِيْجَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ الفُرَاوِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَفَّارِ الشِّيرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بنِ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ أَمسَكَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ مِنَ الجُوعِ فلَمْ تَكُنْ تُطْعِمُهَا، وَلاَ تُرْسِلُهَا فَتَأَكلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2243" من طرق عن هشام، به. وأخرجه مسلم "2619"، وأحمد "317" من طريق معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، به.

بحر بن نصر

2145- بَحْر بن نَصْر 1: ابن سابق الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيّ مَوْلاَهُمُ، المِصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، وَضَمْرَةَ بنِ رَبِيْعَةَ، وَأَيُّوْبَ بنِ سُوَيْدٍ وَبِشْرِ بنِ بَكْرٍ وَمُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ الشَّافِعِيِّ، وَأَشْهَبَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ، وَابْنُ جَوْصَا وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَحْمَدُ بنُ مَسْعُوْد الزَّنْبَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ الزُّبَيْرِيُّ العَكَرِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ البَهْنَسِيُّ العَطَّارُ وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ شُعَيْبٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسِيْدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فَضَالَةَ الحِمْصِيُّ الصَّفَّارُ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاهِيْنٍ وَأَبُو حَامِدٍ بنُ بِلاَلٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو الفَوَارِسِ بنُ السِّنْدِيِّ، وَآخَرُوْنَ وَرَوَى عَنْهُ النَّسَائِيُّ فِي تَأْلِيْفِهِ لأَحَادِيْثِ مَالِكٍ بِوَاسِطَةٍ فَرَوَى عَنْ خَيَّاطِ السُّنَّةِ زَكَرِيَّا عَنْهُ. وَثَّقَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَغَيرُه. مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ ومائتين وقال الطحاوي: مولده هُوَ وَالمُزَنِيُّ وَالرَّبِيْعُ المُرَادِيُّ، فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمِيْرَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ البُنِّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو القَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ نَظِيْفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَوَارِسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّابُوْنِيُّ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال للوزغ: "الفويسق" 2.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1660"، والعبر "2/ 35"، وتهذيب التهذيب "1/ 420" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 152". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3306"، ومسلم "2239".

إبراهيم بن منقذ

2146- إبراهيم بن مُنْقِذ 1: ابن إبراهيم بن عيسى، الإِمَامُ الحُجَّةُ الخَوْلاَنِيّ أَبُو إِسْحَاقَ مَوْلاَهُمُ المِصْرِيّ العُصْفُرِيُّ. سَمِعَ: عَبْدَ اللهِ بنَ وَهْبٍ، وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئَ، وَإِدْرِيْسَ بنَ يَحْيَى الزَّاهِدَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ صَاعِدٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، وَأَبُو الفَوَارِسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ السِّنْدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: هو ثقة، رضى. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا العِمَادُ عَبْدُ الحَافِظِ وَيُوْسُفُ بنُ غَالِيَةَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُنْقِذٍ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَخْرَمَةُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ يُوْسُفَ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيْهِ عَبِيْداً مِنَ النَّارِ مَنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو -عَزَّ وَجَلَّ- ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ المَلاَئِكَةَ" 2 إِسْنَادُه حَسَنٌ. وَفِيْهَا مَاتَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ الحَارِثِيُّ، وَحُذَيْفَةُ بنُ غِيَاثٍ الأَصْبَهَانِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ، وَأَبُو فَرْوَةَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الرُّهَاوِيُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ البَغْدَادِيُّ الزَّاهِدُ.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 468"، والعبر "2/ 40". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1348"، والنسائي "5/ 251-252"، وابن ماجه "3014" من طريق ابن وهب، به.

سعيد بن مسعود

2147- سعيد بن مسعود 1: ابن عبد الرحمن المُحَدِّثُ، المُسْنِدُ أَبُو عُثْمَانَ المَرْوَزِيّ أَحَدُ الثِّقَاتِ. حَدَّثَ عَنْ: النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَيَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَشَبَابَةَ، وَرَوْحِ بنِ عُبَادَةَ، وَأَزْهَرَ بنِ سَعْدٍ السَّمَّانِ. وَعَنْهُ: عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلَّكْ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ الفقيه، ومحمد بنُ أَحْمَدَ المَحْبُوْبِيّ، وَأَهْلُ مَرْوَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ.

_ 1 لم أقف على من ترجم له.

العجلي

2148- العِجْلي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الأَوحدُ الزَّاهِدُ، أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحِ بنِ مُسْلِمٍ العِجْلِيُّ، الكُوْفِيُّ، نَزيلُ مَدينَةِ أَطرَابلسَ المَغْرِبِ، وَهِيَ أَوّلُ مَدَائِنِ المَغْرِبِ بَينَهَا، وَبَيْنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ مَسِيْرَةُ شَهرٍ ثُمَّ مِنْهَا يَسِيرُ غَرباً إِلَى مَدِيْنَةِ تُونُسَ الَّتِي هِيَ اليَوْمَ قَاعِدَةُ إِقْلِيمِ إِفْرِيْقِيَةَ. مَوْلِدُهُ بِالْكُوْفَةِ، فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ، وَمائَةٍ. سَمِعَ: مِنْ: حُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ، وَشَبَابَةَ بنِ سَوَّارٍ، وَأَبِي دَاوُدَ الحَفَرِيِّ، وَيَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ وَأَخِيْهِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيِّ، وَوَالِدِهِ الإِمَامِ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحٍ المُقْرِئِ وَعَفَّانَ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ وَسَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ الأَعْنَاقِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ فُطَيْسٍ وَعُثْمَانُ بنُ حَدِيْدٍ الإِلْبِيْرِيُّ وَسَعِيْدُ بنُ إسحاق. ولم أظفر بحديث من روايته. وَلَهُ مُصَنَّفٌ مُفِيدٌ فِي الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْلِ طَالَعْتُهُ وَعلَّقتُ مِنْهُ فَوائِدَ تَدُلُّ عَلَى تَبحُّرِهِ بِالصَّنعَةِ وسعة حفظه. وقد ذكر العباس بنِ مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيِّ فَقَالَ: ذَلِكَ كُنَّا نَعُدُّه مثل أحمد ابن حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ. وَمِنْ كَلاَمِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَنْ آمَنَ بِرَجْعَةِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَهُوَ كَافِرٌ وَمَنْ قَالَ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ فَهُوَ كَافِرٌ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ فَرَّ إِلَى المَغْرِبِ لَمَّا ظَهرَ الامْتِحَانُ بِخَلْقِ القُرْآنِ فَاسْتَوطَنَهَا، وَوُلِدَ لَهُ بِهَا. وَقَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: لَمْ يَكُنْ لأَبِي الحَسَنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ عِنْدَنَا بِالمَغْرِبِ شَبِيهٌ، وَلاَ نَظِيرٌ فِي زَمَانِهِ فِي مَعْرِفَةِ الغَرِيْبِ، وَإِتقَانِه وَفِي زُهْدِه وَوَرَعِه. وَقَالَ المُؤَرِّخُ العَالِمُ أَبُو العَرَبِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ تَمِيْمٍ القَيْرَوَانِيُّ: سَأَلْتُ مَالِكَ بنَ عِيْسَى العفصيَّ الحَافِظَ: مَنْ أَعلَمُ مَنْ رَأَيْتَ بِالحَدِيْثِ? قَالَ: أَمَّا فِي الشُّيُوْخِ فأحمد بن عبد الله العجلي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 214"، تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 582"، والعبر "2/ 21"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 79"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 141".

وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ غَانِمٍ الحَافِظُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُعتبٍ مَغربِيٌّ ثِقَةٌ يَقُوْلُ: سُئِلَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحٍ فَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ ابْنُ ثِقَةٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا سَكَنَ أَحْمَدُ بن عبد الله بأطرابلس للتفرد، وَالعِبَادَةِ وَقَبرُهُ هُنَاكَ عَلَى السَّاحِلِ، وَقَبرُ، وَلدِه صَالِحٍ إِلَى جَنْبِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: رحلتُ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ فَمَاتَ قَبْلَ قُدُوْمِي البَصْرَةَ بِيَوْمٍ. مَاتَ أَحْمَدُ سنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَمَاتَ ابْنُه صَالِحٌ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ، وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا الوَلِيْدُ بنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَقَالَ لَهُ: اكتُبْ لِي إِلَى الأَوْزَاعِيِّ يُحَدِّثُنِي فَقَالَ: أَمَا إِنِّي أَكْتُبُ لَكَ وَلاَ أُرَاك تجدُه إلَّا مَيِّتاً لأَنِّي رَأَيْتُ رَيْحَانَةً رُفعتْ مِنْ قِبَلِ المَغْرِبِ وَلاَ أُرَاهُ إلَّا مَوتَ الأَوْزَاعِيَّ فَأَتَاهُ فَإِذَا هُوَ قد مات.

الوزدولي

2419- الوَزْدُولي 1: الإِمَامُ الكَبِيْرُ الحَافِظُ الثَّبْتُ أَبُو يَعْقُوْبَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى الجُرْجَانِيُّ العَصَّارُ الوَزْدُوْلِيُّ صَاحِبُ "المُسْنَدِ". سَمِعَ مِنْ: عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى وَآدَمَ بنِ أَبِي إِيَاسٍ وَمُسْلِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الجُرْجَانِيَّانِ وَمُحَمَّدُ بن جعفر البصري وآخرون. وَكَانَ أَحَدَ الثِّقَاتِ. مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. يَقَعُ حَدِيْثُه فِي صَحِيْحِ "الإِسْمَاعِيْلِيِّ".

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 585"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 140".

قبيطة، والحارثي، ويحيى بن عبدك

قبيطة، والحارثي، ويحيى بن عبدك: 2150- قُبَّيْطَة 1: الحَافِظُ المُتْقِنُ الإِمَامُ، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ سُلَيْمَانَ البَصْرِيُّ، نَزيلُ مِصْرَ. سَمِعَ: أَبَا نُعَيْمٍ وَأَبَا غَسَّانَ النَّهْدِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ يُوْسُفَ التِّنِّيْسِيَّ، وَأَبَا صَالِحٍ وَأَقْرَانَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: الإِمَامُ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَالطَّحَاوِيُّ وَعِدَّةٌ. وَوَصَفَه أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ بِالحِفْظِ، وَقَالَ: مَاتَ بِمِصْرَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وستين ومائتين. 2151- الحَارِثي 2: المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ خَالِدٍ الحَارِثِيُّ الكُوْفِيُّ. سَمِعَ: عَبْدَ الحَمِيْدِ الحِمَّانِيَّ وَأَبَا أُسَامَةَ وَحُسَيْناً الجُعْفِيَّ، وَجَعْفَرَ بن عون. وَعَنْهُ: أَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ عُقْدَةَ وَابْنُ الأَعْرَابِيِّ وَالأَصَمُّ وَعِدَّةٌ. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وستين ومائتين. 2152- يحيى بن عَبْدَك 3: الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ، مُحَدِّثُ قَزْوِيْنَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ عَبْدِ الأَعْظَمِ القَزْوِيْنِيُّ، عَالِمٌ مُصَنّفٌ كَبِيْرُ القَدْرِ مِنْ نُظَرَاءِ ابْنِ مَاجَهْ لَكِنَّه أَسنَدُ وَأَسَنُّ. سَمِعَ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئَ، وَعَفَّانَ وَالقَعْنَبِيَّ وَعَبْدَ اللهِ بنَ رَجَاءٍ وَالحُمَيْدِيَّ، وَحَسَّانَ بنَ حَسَّانٍ وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ بنُ عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَجَعْفَرُ بنُ إِدْرِيْسَ إِمَامُ الحَرَمِ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَلَمَةَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ: ثِقَةٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. توفي سنة إحدى وسبعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 596"، ولسان الميزان "2/ 214". 2 لم أقف له على ترجمة فيما بين يدي من مصادر. 3 ترجمته في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 711"، والعبر "2/ 49"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 162".

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ غَيْرَ مَرَّةٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي، وَأَنَا فِي الرَّابِعَةِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ طَلاَّبٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغَسَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ إِدْرِيْسَ القَزْوِيْنِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدَكَ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بنُ حَسَّانٍ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرٍّ عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إلي انه لا يحبني إلَّا مؤمن ولا يبغضني إلَّا منافق1. غَرِيْبٌ عَنْ شُعْبَةَ وَالمَشْهُوْرُ حَدِيْثُ الأَعْمَشِ عَنْ عَدِيٍّ. فَمَعْنَاهُ: أَنَّ حُبَّ عَلِيٍّ مِنَ الإِيْمَانِ، وَبُغْضَه مِنَ النِّفَاقِ فَالإِيْمَانُ ذُو شُعَبٍ، وَكَذَلِكَ النِّفَاقُ يَتَشَعَّبُ فَلاَ يَقُوْلُ عَاقل: إِنَّ مُجَرَّدَ حُبِّهِ يَصيرُ الرَّجُلُ بِهِ مُؤْمِناً مُطلَقاً وَلاَ بِمُجَرَّدِ بُغضه يصيرُ بِهِ الموحِّد مُنَافِقاً خَالصاً فَمَنْ أَحَبّه وَأَبغض أَبَا بَكْرٍ كَانَ فِي مَنْزِلَة مَنْ أَبغضه وَأَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ فَبُغضهُمَا ضَلاَلٌ، وَنفَاق، وَحبُّهُمَا هُدَىً وَإِيْمَان وَالحَدِيْث فَفِي صحيح مسلم.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "78" من طريق الأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ علي، به.

أبو حفص النيسابوري

2153- أبو حفص النَّيْسابوري 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ الرَّبَّانِيُّ شَيْخُ خُرَاسَان أَبُو حَفْصٍ، عَمْرُو بنُ سَلْمٍ وَقِيْلَ: عُمُر وَقِيْلَ: عَمْرو بن سَلَمَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الزَّاهِدُ. رَوَى عَنْ: حَفْصِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَقِيْهِ. أَخَذَ عَنْهُ: تِلمِيذُهُ؛ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الحِيْرِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ حَمْدَانَ الحَافِظُ، وَحَمْدُوْنُ القَصَّارُ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: قَالَ الأُسْتَاذُ أَبُو حَفْصٍ: المَعَاصِي بَرِيدُ الكُفْرِ كَمَا أَنَّ الحُمَّى بَرِيدُ المَوْتِ. وَحَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ قَالَ: كَانَ أَبُو حَفْصٍ حَدَّاداً فَكَانَ غُلاَمُه يَنفخُ عَلَيْهِ الكِيرَ مَرَّةً فَأَدخَلَ أَبُو حفص يده فأخرج الحديد من النار فَغُشِيَ عَلَى الغُلاَمِ فَتَرَكَ أَبُو حَفْصٍ الحَانُوتَ وَأَقبَلَ عَلَى أَمرِهِ. وَقِيْلَ إِنَّ أَبَا حَفْصٍ دَخَلَ عَلَى مَريضٍ فَقَالَ المَرِيضُ: آهِ فَقَالَ أبو حفص: ممن?

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1304"، والعبر "2/ 31"، وحلية الأولياء "10/ ترجمة 561"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 41"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 150"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 53".

فَسَكَتَ، فَقَالَ أَبُو حَفْصٍ: مَعَ مَنْ? قَالَ: فَكَيْفَ أَقُوْلُ? قَالَ: لاَ يَكُنْ أَنِينُك شَكوَىً، وَلاَ سُكُوتُك تَجَلُّداً، وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ. وَعَنْ أَبِي حَفْصٍ قَالَ: حَرَسْتُ قَلْبِي عِشْرِيْنَ سَنَةً ثُمَّ حَرَسنِي عِشْرِيْنَ سَنَةً ثُمَّ، وَرَدتْ عَلَيَّ وَعَلَيْهِ حَالَةٌ صرنَا محروسَيْن جَمِيْعاً. قيل لأَبِي حَفْصٍ: مَنَ الوَلِيُّ? قَالَ: مَنْ أُيِّدَ بِالكَرَامَاتِ، وَغُيِّبَ عَنْهَا. قَالَ الخُلْدِيُّ: سَمِعْتُ الجُنَيْدَ ذَكرَ أَبَا حَفْصٍ النَّيْسَابُوْرِيَّ، فَقَالَ صَاحِبٌ لِلْحَلاَّجِ: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِم كَانَتْ لَهُ حَالٌ إِذَا لبِسَتْه مَكَثَ اليَومَين، وَالثَّلاَثَةَ لاَ يُمْكِنُ أَحَدٌ أَنْ يَنْظُر إِلَيْهِ فَكَانُوا يَدَعُوْنه حَتَّى يزولَ ذَلِكَ عَنْهُ. وبلغنِي أَنَّهُ أَنْفَد فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ بَضْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِيْنَارٍ يَفْتَكُّ بِهَا أَسرَى، فَلَمَّا أَمسَى لَمْ يَكُنْ لَهُ عشَاء. قَالَ المُرتَعِشُ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي حَفْصٍ عَلَى مَرِيْضٍ فَقَالَ: مَا تَشْتَهِي? قَالَ: أَنْ أَبْرَأَ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: احْمِلُوا عَنْهُ فَقَامَ مَعَنَا، وَأَصبحنَا نُعَادُ فِي الفُرُشِ. قَالَ السُّلَمِيُّ: أَبُو حَفْصٍ كَانَ حَدَّاداً وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَظهر طَرِيْقَةَ التصوف بنيسابور. سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَلِيٍّ سَمِعْتُ أَبَا عُمْرٍو بنَ عُلْوَانَ، وَسَأَلْتُهُ: هَلْ رَأَيْتَ أَبَا حَفْصٍ عِنْد الجُنَيْد? فَقَالَ: كُنْتُ غَائِباً لَكِنْ سَمِعْتُ الجُنَيْد يَقُوْلُ: أَقَامَ أَبُو حَفْصٍ عِنْدِي سنَةً مَعَ ثَمَانِيَةٍ فَكُنْت أُطْعِمُهُم طعَاماً طيباً، وَذكر أَشْيَاءَ مِنَ الثِّيَابِ فَلَمَّا أَرَادُوا السَّفَر كَسَوْتُهُم فَقَالَ لِي: لَوْ جِئْتَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ عَلَّمنَاك السخَاء، وَالفُتُوَّةَ ثُمَّ قَالَ: عَمَلُك كَانَ فِيْهِ تكلُّفٌ إِذَا جَاءَ الفُقَرَاء فَكُن مَعَهُم بِلاَ تكلُّف إِن جُعت جَاعُوا وَإِن شبِعْت شبعوا. قال الخلدي: لما قاله أَبُو حَفْصٍ لِلْجنيد: لَو دخلتَ نَيْسَابُوْر علَّمنَاك كَيْفَ الفتوَّة، قِيْلَ لَهُ: مَا الَّذِي رَأَيْتَ مِنْهُ? قَالَ: صَيَّرَ أَصْحَابِي مُخَنّثين كَانَ يتكلَّف لَهُم الأَلوَان وَإِنَّمَا الفتوَةُ تَرْكُ التَّكلفِ. وَقِيْلَ: كَانَ فِي خدمَةِ أَبِي حَفْصٍ شَابٌّ يلْزم السُّكُوت فَسَأَلَهُ الجُنَيْد عَنْهُ فَقَالَ: هَذَا أَنفقَ عَلَيْنَا مائَة أَلْف وَاسْتدَان مائَة أَلْف مَا سَأَلَنِي مَسْأَلَةً إجلاَلاً لِي. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ: كَانَ أَبُو حَفْصٍ يَقُوْلُ: من لَمْ يزن أَحْوَاله كُلَّ وَقْتٍ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَلَمْ يَتَّهِم خواطِره فَلاَ تَعُدَّه.

وفِي "مُعْجَمِ بَغْدَادَ" لِلسِّلَفِيِّ، قِيْلَ: قَدِمَ وَلدَان لأَبِي حَفْصٍ النَّيْسَابُوْرِيّ فَحضرَا عِنْد الجُنَيْد فَسَمِعَا قَوَّالَيْنِ فَمَاتَا فَجَاءَ أَبُوْهُمَا، وَحضر عِنْد القَوَّالَيْنِ فَسقطَا مَيِّتَيْن. ابْنُ نُجيد: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الزَّجَّاجِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو حَفْصٍ نورَ الإِسْلاَم فِي وَقْتِه. وَعَنْ أَبِي حَفْصٍ: مَا اسْتحقَّ اسْمَ السخَاءِ مَنْ ذَكَرَ العَطَاءَ، وَلاَ لَمَحَهُ بقلبه. وَعَنْهُ: الكرمُ طَرْحُ الدُّنْيَا لمَنْ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا، وَالإِقبالُ عَلَى اللهِ بحَاجتك إِلَيْهِ أَحسنُ مَا يتوسَّلُ بِهِ العَبْدُ إِلَى مَوْلاَهُ الافتقَارُ إِلَيْهِ، وَملاَزمَةُ السُّنَّةِ وَطلبُ القُوْت مِنْ حِلِّهِ. تُوُفِّيَ الأُسْتَاذُ أَبُو حَفْصٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقِيْلَ: سَنَةَ خَمْسٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.

الصفار

2154- الصَّفَّار 1: المَلِكُ، أَبُو يُوْسُفَ يَعْقُوْبُ بنُ اللَّيْثِ السِّجِسْتَانِيُّ، المُسْتَوْلِي عَلَى خُرَاسَانَ. قِيْلَ: كَانَ هُوَ وَأَخُوْهُ عَمْرو بن اللَّيْثِ يَعْمَلاَن فِي النُّحَاسِ فَتَزَهَّدَا، وَجَاهدَا مَعَ صَالِحٍ المُطَّوِّعِيِّ المُحَارِب لِلْخوَارج. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: غَلَب صَالِحٌ عَلَى سِجِسْتَانَ ثُمَّ اسْتنقذهَا مِنْهُ طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ، فَظَهَرَ بِهَا دِرْهَمُ بنُ حُسَيْنٍ المُطَّوِّعِيُّ فَاسْتولَى أَيْضاً عَلَيْهَا، وَجَعَلَ يَعْقُوْبَ بنَ اللَّيْثِ قَائِدَ عَسكرِهِ ثُمَّ رَأَى أَصْحَابُ دِرْهَم عَجْزَه فملَّكُوا يَعْقُوْبَ لحُسنِ سيَاسته، فَأَذعن لَهُم دِرْهَم، واشتهرت صولة يَعْقُوْب، وَغَلَبه عَلَى هَرَاة وَبُوْشَنْج وَحَارَبَ التُّرْكَ وَظفر برُتْبِيْلَ فَقَتَلَهُ، وَقُتِلَ ثَلاَثَة مُلُوْك وَرَجَعَ مَعَهُ أُلوف مِنَ الرُّؤُوس فَهَابته المُلُوْكُ، وَكَانَ بِوَجْهِهِ ضربَةُ سَيْف مُخَيَّطَة. بعثَ هديَةً إِلَى المُعْتَزّ مِنْهَا مَسْجِد فِضَّة يسعُ خَمْسَةَ عَشَرَ نَفْساً يُحمل عل قِطَارِ جمَالٍ ثُمَّ إِنَّهُ حَارب مُتَوَلِّي فَارِس، وَنُصِر عَلَيْهِ وَقَتَلَ رِجَالَه فَكَتَبَ إِلَيْهِ الصُّلَحَاءُ يُنْكِرُوْنَ عَلَيْهِ تسرُّعَه فِي الدِّمَاء، وَحَاصَرَهُم وَأَخَذَ شِيرَاز فَأَمَّنهُم، وَأَخَذَ مِنْ مُتَوَلِّيهَا أَرْبَع مائَة بَدْرَة وَعَذَّبَه، وَرُدَّ إِلَى سِجِسْتَانَ فَجَبَى الأَمْوَالَ. وَكَانَ يَحْمِلَ إِلَى المُعْتَمِد فِي العَام خَمْسَةَ آلاَفِ أَلفِ دِرْهَمٍ وَقنِع المعتمد بمداراته.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 828"، والعبر "2/ 19 و24"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 35"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 150"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 56".

ثُمَّ أَخذ بَلخ وَنَيْسَابُوْر، وَأَسَرَ مُتَوَلِّيهَا ابْنَ طَاهِرٍ فِي سِتِّيْنَ نَفْساً مِنْ آله وَقصد جرجان فهزم المعتز عَلَيْهَا الحَسَنَ بنَ زَيْدٍ العَلَوِيَّ، وَغنِم مِنْهُ ثَلاَث مائَة حَمْلِ مَالٍ وَأَخَذَ آمُلَ ثُمَّ التقَاهُ العَلَوِيُّ فَهَزم يَعْقُوْبَ ثُمَّ دَخَلَ جُرْجَان فَظلم، وَعَسَف فَجَاءت زلزلَةٌ قتلت مِنْ جُنْده أَلفين. وَاستغَاث جَمَاعَةٌ جُرجَانيون بِبَغْدَادَ مَنْ يَعْقُوْب فعزَم المُعتمدُ عَلَى حَرْبِهِ وَنَفَّذَ كُتباً إِلَى أعيان خراسان، وبذم يَعْقُوْب وَبأَن يهتمُّوا لاستِئصَاله فَكَاتَبَ المعتمدَ يخضَعُ وَيُرَاوِغُ، وَيطلبُ التقليدَ بتولِّيه المَشْرِق فَفَعَل المعتمدُ ذَاكَ، وَأَخُوْهُ الموفّق لاشْتِغَالهُم بِحَرب الزَّنْجِ. وَأَقبلَ يَعْقُوْبُ ليملِكَ العِرَاقَ، وَبرز المعتمدُ فَالتَقَى الجمعَان بدير العَاقول، وَكشف الموفقُ الخوذَة، وَحملَ وَقَالَ: أنا الغلام الهاشمي، وَكَثُرت القَتْلَى فَانهزم يَعْقُوْبُ وَجُرح أُمَرَاؤُهُ وَذَهبتْ خزَائِنُه، وَغرِق مِنْهُم خلقٌ فِي نهرٍ. وَقَالَ أَبُو السَّاجِ لِيَعْقُوْبَ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ شَيْئاً مِنْ تَدبِير الحَرْبِ، فَكَيْفَ غَلبتَ النَّاسَ? فَإِنَّك تركتَ ثِقَلَكَ، وَأُسرَاءك أَمَامك، وَقصدتَ بَلَداً عَلَى جهلٍ مِنْكَ بِأَنهَاره وَمخَائِضه، وَأَسرعتَ وَأَحْوَالُ جُنْدك مختلَّةٌ? قَالَ: لَمْ أَظن أَنِّي مُحَارِبٍ، وَلَمْ أَشكَّ فِي الظفر. قَالَ أَبُو الفَرَجِ الأَصْبَهَانِيُّ: لَمْ تزل كتبُ يَعْقُوْب تصل إِلَى المُعتمد بِالمرَاوَغَة، وَيَقُوْلُ: عرفتُ أَنَّ نهوضَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ ليشرفنِي، وَيتلقَّانِي وَالمعتمدُ يَبْعَثُ يحثُّه عَلَى الانْصِرَاف فَمَا نَفَعَ ثُمَّ عبَّأَ المعتمدُ جُيُوْشَه، وَشقُّوا المِيَاهَ عَلَى الطّرق فَكَانَ ذَلِكَ سَبَب كسرتهم وَتَوَهَّمَ النَّاسُ أَنَّ انهزَامه مكيدَةٌ فَمَا تَبِعُوهُ، وَخَلُص ابْنُ طَاهِرٍ فَجَاءَ فِي قيدهِ إِلَى بَيْنَ يَدِي المُعْتَمِد، وَكَانَ بَعْضُ جُيُوْش يَعْقُوْب نصَارَى وَكَانَ المَصَافُّ فِي رَجَبٍ سنَة فَذَهَبَ يَعْقُوْبُ إِلَى، وَاسِطَ ثُمَّ إِلَى تُسْتَرَ فَأَخَذَهَا، وَترَاجع جَيْشُه وَعظُمت وَطأَته وَكَادَ أَنْ يملكَ الدُّنْيَا ثُمَّ كَانَ مَوْتهُ بِالقُوْلَنْجِ، وَوُصفت لَهُ حُقْنَةٌ فَأَبَى وَتَلِفَ بَعْدَ أُسْبُوْعَيْنِ وَكَانَ المُعْتَمِد قَدْ بعثَ إِلَيْهِ رَسُوْلاً يترضَّاهُ، وَيتَأَلَّفه وَكَانَ العَلَوِيُّ صَاحِبُ جُرْجَان يُسَمِّيه: يَعْقُوْب السندَان مِنْ ثبَاته وَقَلَّ أَنْ رُئِيَ مُتَبَسِّماً. مَاتَ بِجُنْديسَابُوْرَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخُوْهُ صَاحِبُ خرسان.

عمرو بن الليث الصفار

2155- عَمْرُو بنُ اللَّيْثِ الصَّفَّار 1: قِيْلَ: كَانَ ضرَّاباً فِي الصُّفْر، وَقِيْلَ: بَلْ مكَارِي حمير فَآل بِهِ الحَال إِلَى السّلطنَة. تَمَلَّكَ بَعْد أَخِيْهِ، وَأَحسن السيَاسَة وَعدلَ وَعظُمَتْ دُوله، وَأَطَاع الخَلِيْفَةَ كَانَ يُنْفِقُ كُلّ ثَلاَثَة أَشْهُر فِي جَيْشِهِ فَيحضر بِنَفْسِهِ عِنْد عَارض الجَيْش، وَالأَمْوَال كُدوس فَأَوّلُ مَا يُنَادِي النَّقيب عَمْرو بن اللَّيْثِ فيُقَدِّم فرسَه إِلَى العَارض بعدَّتهَا فيتفقدهَا، ثُمَّ يزنُ لَهُ ثَلاَث مائَة دِرْهَمٍ وَيضعُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فيضعهَا فِي خُفِّه وَيَقُوْلُ: الْحَمد الله الَّذِي وَفَّقنِي لطَاعَةِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ حَتَّى اسْتوجَبْتُ العَطَاء فَيَكُوْن لمَنْ يقلِّعه خفّه. ثُمَّ يُدعَى بَعْدَهُ بِالأُمَرَاء وَبِخُيُولِهِم وَعُددهم فَمَنْ أَخلَّ بِشَيْءٍ مُنع رِزْقُهُ. وَقِيْلَ: كَانَ فِي خدمَة زَوجته أَلف وَسَبْع مائَة جَارِيَة. ثُمَّ بَغَى عَمْرٌو عَلَى وَالِي سَمَرْقَنْد إِسْمَاعِيْل بن أَحْمَدَ بنِ أَسَد، وَقصدهُ فَخضع لَهُ، وَقَالَ: أَنَا فِي ثغرٍ قَدْ قَنعت بِهِ وَأَنْت مَعَكَ الدُّنْيَا فدعْنِي فَمَا تَركه فَبَادر إِسْمَاعِيْل فِي الشِّتَاء وَدَهَمَ عَمْراً فَخَارت قوَاهُ، وَشرع فِي الهَزِيْمَة فَأَسروهُ. قَالَ نِفْطَوَيْه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ أَنَّ السَّبَب فِي انهزَام عَمْرٍو مِنْ بلْخ أَنَّ أَهلهَا مَلُّوا مِنْ جُنْده، وَمِن ظلمهِم وَأَقبلَ إِسْمَاعِيْلُ فَأَخَذَ أَصْحَابُ عَمْروِ بن اللَّيْثِ فِي الهَزِيْمَة فَرَكبَتْ عَسَاكِرُ إِسْمَاعِيْل ظهورَهُم، وَتَوَحَّلَتْ بعمرو دَابَّتُه فَأُسِرَ فَأُتِي بِهِ إِسْمَاعِيْلُ فَاعْتَنَقَهُ، وَخَدَمَهُ وَقَالَ: مَا أَحْبَبْتُ أَنْ يَجرِي هَذَا ثُمَّ بَالغ فِي احترَامِه فَقَالَ: احلفْ لِي، وَلاَ تُسلمنِي فحلفَ لَهُ لَكِن جَاءَ رَسُوْلُ الْمُعْتَضد بِالخَلْع، وَالتقليد لإِسْمَاعِيْل وَيطلب عَمْراً فَقَالَ: أَخَاف أَنْ يخرج عَلَيْكُم عَسْكَرٌ يُخلِّصونه فجَمِيْع عَسَاكِرِ البِلاَدِ فِي طَاعَتِهِ لَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ، وَمَا كَنَّانِي بَلْ قَالَ: يَا ابْنَ أَحْمَد وَاللهِ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَعملَ جِسْراً عَلَى نهر بلْخ مِنْ ذَهَبٍ لفعلتُ، وَصِرتُ إِلَيْك حَتَّى آخُذَك فكَتَبْتُ إِلَيْهِ: الله بَيْنِي وَبَيْنك وَأَنَا رَجُل ثَغْرِيٌّ مُصَافٌّ لِلتُّرْكِ لباسِي الكُردوائِي الْغَلِيظ وَرِجَالِي خُشْر بِغَيْر رِزْق، وَقَدْ بغيتَ عليَّ ثُمَّ سَلَّمَهُ إِلَى الرَّسُوْلِ، وَقَالَ: إِنْ حَاربكُم أَحَدٌ لأَجله فَاذبحوهُ فَبقِي يَصُوْمُ، وَيَبْكِي وَيخرج رَأْسه مِنَ العَمَارِيَّةِ وَيَقُوْلُ لِلنَّاسِ: يَا سَادتِي ادعُوا لِي بِالفَرَجِ فَأُدخل بَغْدَاد عَلَى بُختِيٍّ عَلَيْهِ جُبَّةُ دِيبَاج وَبُرنُس السُّخطِ ثُمَّ قَالَ لَهُ الْمُعْتَضد: هَذَا بَيْعَتُك يَا عَمْرٍو! ثُمَّ اعتقله فقتله القاسم عبيد الله الوَزِيْرُ يَوْم مَوْتِ الْمُعْتَضد سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَكَانَ دولتُه نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. حَكَى القُشَيْرِيُّ: أَن عَمْرو بن اللَّيْثِ رُئِيَ، فَقِيْلَ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: أَشرفْتُ يَوْماً مِنْ جبل عَلَى جُيُوْشِي فَأَعجبنِي كثرتُهُم فَتمنيتُ أَننِي كُنْتُ حضَرتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فنصرتُه وَأَعنته فشكر الله لي وغفر لي.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ 415"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 40".

ابن أبي الشوارب

2156- ابن أبي الشوارب 1: قَاضِي القُضَاة، أَبُو مُحَمَّدٍ، الحَسَنُ بنُ المُحَدِّثِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشّوَاربِ الأُمَوِيُّ أَحَد العُلَمَاء الأَجْوَاد الممدَّحين. وَلِيَ قَضَاءَ المعتمدِ وَقَدْ نَاب فِي قَضَاء سَامَرَّاء سنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ يُضْرَبُ بسخَائِه المَثَلُ، وَهُوَ مِنْ بَيْت رِئاسَةٍ وَإِمْرَة وَعلم فَجَدُّهُم عَتَّابُ بنُ أَسِيْدٍ مُتَوَلِّي مَكَّةَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَنْ صَالِحِ بن دَرَّاجٍ الكَاتِبِ، قَالَ: كَانَ المُعْتَزّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْضَلَ مِنَ الحَسَن بن أَبِي الشَّوَارِبِ، وَلاَ أَحسنَ وَفَاءً مَا حَدَّثَنِي قَطُّ فَكَذَبَنِي، وَلاَ ائْتمَنْتُهُ عَلَى سرٍّ أَوْ غَيْرِهِ فَخَانَنِي. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ: مَاتَ بِمَكَّةَ بَعْد قَضَاءِ حَجِّه فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: عَاشَ أَرْبَعاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. يَرْوِي عَنْ نَحْوِ سُلَيْمَانَ بنِ حَرْبٍ، وَأَبِي الوَلِيْدِ. لَمْ يَقَعْ لَنَا مِنْ رِوَايَتِه. فَأَمَّا أَخُوْهُ قَاضِي القُضَاةِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ فَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 401"، والعبر "2/ 22"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 34"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 142"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 27".

جلوان، وحاتم بن الليث، وحاجب بن سليمان

جلوان، وحاتم بن الليث، وحاجب بن سليمان: 2157- جَلْوَان 1: ابن سمرة بن ماهان بن خاقان بن عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ، الإِمَامُ المُحَدِّثُ أَبُو الطَّيِّبِ الأُمَوِيُّ البُخَارِيُّ. سَمِعَ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئَ، وَالقَعْنَبِيَّ وَأَحْمَدَ بنَ حَفْصٍ الفَقِيْهَ، وَسَعِيْدَ بنَ مَنْصُوْرٍ وَأَبَا مُقَاتِلٍ النَّحْوِيَّ، وَعِدَّةً. رَوَى عَنْهُ: سَهْلُ بنُ شَاذَوَيْه وَحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بنِ قُرَيْش، وَغَيْرهُمَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: جِلْوَانُ بِكَسْرِ الجِيْمِ، وَقَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: بَلْ بِفَتْحِهَا وَكَذَلِكَ فَتحه جَعْفَرٌ المُسْتَغْفِرِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ غُنْجَارُ. وَمِنْ ذُرِّيَتِه أَحْمَدُ بنُ حُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جُنَيْدِ بن جلوان الأموي. 2158- حاتم بن الليث 2: الحَافِظُ المُكْثِرُ الثِّقَةُ أَبُو الفَضْلِ البَغْدَادِيُّ الجَوْهَرِيُّ. سَمِعَ: عُبَيْدَ اللهِ بنَ مُوْسَى، وَحُسَيْنَ بنَ محمد المروذي، وطبقتهما. وَعَنْهُ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثنتين وستين ومائتين. 2159- حاجب بن سليمان 3: "س" ابن بسام الحَافِظُ الرَّحَّالُ أَبُو سَعِيْدٍ المَنْبِجِيُّ. حَدَّثَ عَنْ وَكِيْعٍ وَأَبِي أُسَامَةَ، وَابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: النَّسَائِيُّ -وَوَثَّقَهُ وَأَبُو عَرُوْبَةَ وَأَبُو بَكْرٍ بن زياد، وعبد الرحمن بن أَخِي الإِمَامِ، وَعِدَّةٌ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 117"، وتبصير المنتبه لابن حجر العسقلاني "1/ 451". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 245". 3 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 1273"، وميزان الاعتدال "1/ 429"، وتهذيب التهذيب "2/ 132".

الفارسي

2160- الفارسي 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ سَعِيْدٍ الفَارِسِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ البَزَّازُ شَيْخٌ صَدُوْقٌ مُعَمَّرٌ مِنْ أَقَارِبِ سَعْدَانَ بنِ نَصْرٍ. سَمِعَ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَمُعَمَّرِ بنِ سُلَيْمَانَ وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَدَمِيُّ، وَالقَاضِي المحاملي وأبو سعيد بن الأعرابي، وآخرون. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: هُوَ صَدُوْقٌ أَتَينَاهُ فَلَمْ نُصَادِفْهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ: كَانَ يُعرفُ بِابْنِ البُسْتَنْبَانِ. مَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ وَمِنْهُم مَن سَمَّاهُ الحُسَيْنَ. وَيَرْوِي أَيْضاً عَنْهُ: أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ وَعِنْدَهُ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ وَأَبِي بَدْرٍ السكوني.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 58".

عطية

2161- عَطَيِّة 1: ابن الإِمَامِ بَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ الحِمْصِيُّ مُكثرٌ عَنْ، وَالِدِه وَمَا عَلمتُ لَهُ شَيْئاً عَنْ غَيْرِه وَكَانَ شَيْخاً مُحَدِّثاً لَيْسَ بِالمَاهرِ بَلْ طَالَ عُمُرُهُ، وَتَفَرَّدَ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عِمْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ، وَعُبَيْدُ بنُ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ الحِمْصِيُّ وَأَحْمَدُ بنُ هَارُوْنَ البُخَارِيُّ، وَأَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَانَتْ فِيْهِ غَفلَةٌ، وَمَحَلُّهُ الصِّدْقُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعتُه يَقُوْلُ: أَنَا عَطِيَّةُ بنُ بَقِيَّة، وَأَحَادِيْثِي نَقِيَّة فَإِذَا مَاتَ عَطِيَّةُ ذَهَبَ حَدِيْثُ بَقِيَّةَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرْنَا ابْنُ اليُوْنِيْنِيِّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ صَبَّاحٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا الخِلَعِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ النَّحَّاسِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ دُرَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بِمَكَّةَ سَمِعْتُ عَطِيَّةَ يَقُوْلُ: يَا عَطِيَّةَ بنَ بَقِيَّه ... كَأنْ قَدْ أتَتْكَ المَنِيَّه ... بُكْرَةً أَوْ عَشِيَّه فَتَفَكَّرْ وَتَذَكَّرْ ... وَتَجَنَّبِ الخَطِيَّه وَاذْكُرِ اللهَ بِتَقْوَىً ... وَاتْبِعِ القَوْلَ بِنِيَّه وَأَبِي شَيْخُ البَرِيَّة ... فَاكْتُبُوا عَنِّي بنيه في قراطيس نقيه

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 2120"، ولسان الميزان "4/ 175".

الدوري

2162- الدُّوري 1: "ع" الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ النَّاقِدُ، أَبُو الفَضْلِ عَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَاتِمِ بنِ، وَاقِدٍ الدُّوْرِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ أَحَدُ الأَثبَاتِ المُصنِّفِينَ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. سَمِعَ: حُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ الجُعْفِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ بِشْرٍ وَجَعْفَرَ بنَ عَوْنٍ وَأَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ، وَعَبْدَ الوَهَّابِ بنَ عَطَاءٍ وَيَحْيَى بنَ أَبِي بُكَيْرٍ وَشَبَابَةَ بنَ سَوَّارٍ، وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ مُوْسَى وَهَاشِمَ بنَ القَاسِمِ وَيَعْقُوْبَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بن سعد، وعفان وخلقًا كثيرًا. وَلاَزمَ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ، وَتَخرَّجَ بِهِ وَسَأَلَهُ عَنِ الرِّجَالِ وَهُوَ فِي مُجَلَّدٍ كَبِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَرْبَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ، وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَمِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ ابْنُ صَاعِدٍ، وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ البَخْتَرِيِّ وَإِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، وَحَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الدِّهْقَانِيُّ وَأَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ وَخَلْقٌ. قَالَ الأَصَمُّ: لَمْ أَرَ فِي مَشَايِخِي أَحسنَ حَدِيْثاً مِنْهُ. قُلْتُ: يَحْتَمِلُ أَنَّهُ أَرَادَ بحُسْنِ الحَدِيْث الإِتْقَان، أَوْ أَنَّهُ يتبع المتون المليحة فيرويها أو أنه

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 1189"، وتاريخ بغداد "12/ 144" والأنساب للسمعاني "5/ 400"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 83"، والكاشف "2/ ترجمة 2634"، والمغني "1/ ترجمة 3083"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 603"، والعبر "1/ 388"، وتهذيب التهذيب "5/ 129"، وتقريب التهذيب "1/ 399"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3362"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 161".

أَرَادَ عُلُوَّ الإِسْنَاد، أَوْ نظَافَةَ الإِسْنَاد وَتَرْكَهُ رِوَايَةَ الشَّاذِّ وَالمُنْكَرِ، وَالمَنْسُوْخِ وَنَحْو ذَلِكَ فَهَذِهِ أُمُورٌ تَقْضِي لِلْمُحَدِّث إِذَا لاَزمهَا أَنْ يُقَالَ: مَا أَحسنَ حَدِيْثه! قَالَ إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ: سَمِعْتُ عَبَّاساً الدُّوْرِيَّ يَقُوْلُ: كَتَبَ لِي يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ كِتَاباً فَقَالاَ فِيْهِ: إِنَّ هَذَا فَتَىً يَطْلُبُ الحَدِيْثَ وَمَا قَالاَ: مِنْ أَهْلِ الحَدِيْثِ. قُلْتُ: كَانَ مُبْتَدِئاً لَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً ثُمَّ إِنَّهُ صَارَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ، ثُمَّ صَارَ مِنْ حُفَّاظِ وَقْتِه. وَقَدْ عَاشَ الدُّوْرِيُّ بَعْد رَفِيقه وَنَظِيْره أَبِي بَكْرٍ الصَّاغَانِي سنَةً، وَاحِدَة. توفي في صفر، سنة إحدى وسبعين ومائتين. وَفِيْهَا مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ القَزَّازُ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ وَكُرْبَزَانُ الحَارِثِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ طَلاَّبٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا" قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا قَالَ: "هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالفِتَنُ وَبِهَا -أَوْ قَالَ: منها- يطلع قرن الشيطان" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1037".

كيلجة

2163- كَيْلَجَة 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ البَغْدَادِيُّ، الأَنْمَاطِيُّ كَيْلَجَةُ مُحَدِّثٌ جَوَّالٌ. سَمِعَ: عَفَّانَ بنَ مُسْلِمٍ وَسَعِيْدَ بنَ أَبِي مَرْيَمَ وَمُسْلِمَ بن إبراهيم وأبا الوليد وطبقتهم. رَوَى عَنْهُ: القَاضِي المَحَامِلِيُّ وَإِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ وَجَمَاعَةٌ قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ حَافِظاً مُتْقِناً ثِقَةً. وَذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ فَقَالَ: صَدُوْقٌ. وَقَدْ سَمَّاهُ مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ مَرَّةً: أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ بَغْدَادِيٌّ، ثِقَةٌ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ كَذَلِكَ، وَزَادَ فَقَالَ: وَيُقَالُ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: بَلْ هُوَ مُحَمَّدٌ بِلاَ شَكٍّ. قَالَ أَبُو الحَجَّاجِ القُضَاعي: رَوَى النَّسَائِيُّ حَدِيْثاً عَنْ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ فَإِنْ كَانَ كَيْلَجَةَ فَقَدْ سَقَطَ مَنْ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ أَبِي زُكَيْرٍ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدٍ وَإِنْ كَانَ يَحْيَى هُوَ الحَارِثِيُّ فَقَدْ سَقَطَ مَنْ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ ابْنِ عَجْلاَنَ. قُلْتُ: لاَ يَبْعُدُ أَنْ يَكُوْنَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ هُوَ الطَّبَرِيَّ الحَافِظَ عَنْ أَبِي زُكَيْرٍ فَالنَّسَائِيُّ قَدْ سَمِعَ: أَوَّلاً مِنْهُ. نعم وَتُوُفِّيَ كَيْلَجَةُ بِمَكَّةَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا زَيْدٌ البَيِّعُ، أَخْبَرْنَا ابْنُ قَفَرْجَلَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، أَخْبَرْنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا المَحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، أَخْبَرَنِي يحيى بن سعيد، أخبرنا أَبُو صَالِحٍ، عَنِ الأَسَدِيِّ رَجُلٌ حَدَّثَهُ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ: رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم- يَقُوْلُ: "مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي حُبّاً لِي نَاسٌ يَكُوْنُوْنَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُم لَوْ يُعْطِيَ أَهْلَهَ، وماله بأن يراني" 2 غريب.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 358"، وتهذيب التهذيب "9/ 226"، وتقريب التهذيب "2/ 170" وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6309"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 161". 2 صحيح: وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات خلا الأسدي، فإنه لا يعرف لكن أخرجه مسلم "2832" من طريق يعقوب بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "من أشد أمتي لي حبا، ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله".

الطبقة الخامسة عشرة

الطَّبَقَةُ الخَامِسَةَ عَشَرَةَ: 2269- أَحْمَدُ بنُ طُولُوْنَ 1: التُّركِيُّ صَاحِبُ مِصْرَ أَبُو العَبَّاسِ. وُلِدَ بِسَامَرَّاءَ، وَقِيْلَ: بَلْ تَبَنَّاهُ الأَمِيْرُ طُولُوْنَ. وَطُولُوْنَ قَدَّمَهُ صَاحِبُ مَا وَرَاء النَّهْرِ إِلَى المَأْمُوْنِ فِي عِدَّةِ مَمَالِيْكٍ سَنَةَ مائَتَيْنِ فَعَاشَ طُولُوْنَ إِلَى سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. فَأَجَادَ ابْنُهُ أَحْمَدُ حِفْظَ القُرْآنِ وَطَلَبَ العِلْمَ، وَتَنَقَّلَتْ بِهِ الأَحْوَالُ، وَتَأَمَّرَ وَوَلِي ثُغُوْرَ الشَّامِ ثُمَّ إِمْرَةَ دِمَشْقَ ثُمَّ وَلِيَ الدِّيَارَ المِصْرِيَّةَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَلَهُ إذْ ذَاكَ أَرْبعُوْنَ سَنَةً. وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً، مِقْدَاماً، مَهِيْباً، سَائِساً، جَوَاداً، مُمَدَّحاً، مِنْ دُهَاةِ المُلُوكِ. قِيْلَ: كَانَتْ مُؤْنَتَهُ فِي اليَوْمِ أَلْفَ دينار، وكان يرجع إلى عدل، وَبَذْلٍ لَكِنَّهُ جَبَّارٌ سَفَّاكٌ لِلْدِّمَاءِ. قَالَ القُضَاعِيُّ: أُحْصِيَ مَنْ قَتَلَهُ صَبْراً أَوْ مَاتَ فِي سِجْنِهِ فَبَلَغُوا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفاً. وَأَنْشَأَ بِظَاهِر مِصْرَ جَامِعاً غَرِمَ عَلَيْهِ مائَةَ أَلْفِ دِيْنَارٍ، وَكَانَ جَيِّدَ الإِسْلاَمِ مُعَظِّماً للشَّعَائِرِ. خَلَّفَ مِنَ العَيْنِ عَشْرَةَ آلاَفِ أَلْفِ دِيْنَارٍ وَأَرْبَعَةً وَعِشْرِيْنَ أَلْفَ مَمْلُوْكٍ، وَجَمَاعَةَ بَنِيْن وَسِتَّ مائَةِ بَغْلٍ لِلْثِقَلِ. وَيُقَالُ: بَلَغَ ارتِفَاعُ خَرَاجِ مِصْرَ فِي أَيَّامِهِ أَزْيَدَ مِنْ أَرْبَعَةِ آلاَفِ أَلفِ دِيْنَارٍ وَكَانَ الخَلِيْفَةُ مَشْغُوْلاً عَنِ ابْنِ طُولُوْنَ بِحُرُوْبِ الزنجِ، وَكَانَ يَزْرِي عَلَى أُمَرَاءِ التُّرْكِ فِيمَا يَرْتَكِبُوْنَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الهَرَوِيُّ: كُنَّا عِنْدَ الرَّبِيْعِ المُرَادِيِّ فَجَاءهُ رَسُوْلُ ابْنِ طُولُوْنَ بِأَلفِ دِيْنَارٍ فَقَبِلَهَا. قِيْلَ: إِنَّ ابْنَ طُولُوْنَ نَزَلَ يَأْكُلُ، فَوَقَفَ سَائِلٌ فَأَمَرَ لَهُ بِدَجَاجَةٍ، وَحَلْوَاءٍ فَجَاءَ الغُلاَمُ فَقَالَ: نَاوَلْتُهُ فَمَا هَشَّ لَهَا فَقَالَ: عَلِيَّ بِهِ. فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يديه لم يضطرب من الهيبة

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 71"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 430"، والعبر "2/ 43"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 1-21"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 157".

فَقَالَ: أَحْضِرِ الكُتُبَ الَّتِي مَعَكَ وَاصدُقْنِي، فَأَنْتَ صاحب خبر هاتوا السياط، فأقر فقال بَعْضُ الأُمَرَاء: هَذَا السِّحْرُ؟ فَقَالَ: لاَ وَلَكِنْ قِيَاسٌ صَحِيْحٌ. قَالَ ابْنُ أَبِي العَجَائِزِ، وَغَيْرُهُ: وَقَعَ حَرِيْقٌ بِدِمَشْقَ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ ابْنُ طُولُوْنَ، وَمَعَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيُّ كَاتِبُهُ فَقَالَ أَحْمَدُ لأَبِي زُرْعَةَ: مَا اسْمُ هَذَا المَكَان قَالَ: خُطُّ كَنِيْسَةِ مَرْيَمَ فَقَالَ الوَاسِطِيُّ: وَلمَرْيَمَ كَنِيْسَة قَالَ: بَنَوْهَا بِاسْمِهَا فَقَالَ ابْنُ طُولُوْنَ: مَالَكَ، وَللاعتِرَاضِ عَلَى الشَّيْخِ ثُمَّ أَمَرَ بِسَبْعِيْنَ أَلفِ دِيْنَارٍ مِنْ مَالِهِ لأَهْلِ الحَرِيْقِ فَأُعْطُوا، وَفَضَلَ مِنَ الذَّهَبِ وَأَمَرَ بِمَالٍ عَظِيْمٍ فَفُرِّقَ فِي فُقَرَاءِ الغُوْطَةِ، وَالبَلَدِ فَأَقَلُّ مَن أُعْطِيَ دِيْنَارٌ. عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ المَادَرَائِي قَالَ: كُنْتُ أَجْتَازُ بِقَبْرِ ابْنِ طُولُوْنَ فَأَرَى شَيْخاً مُلاَزِماً لَهُ ثُمَّ لَمْ أَرَهُ مُدَّةً ثُمَّ رَأَيتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: كَانَ لَهُ عَلَيَّ أَيَادٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصِلَهُ بِالتِّلاَوَةِ قَالَ: فَرَأَيتُهُ فِي النَّوْمِ يَقُوْلُ: أُحِبُّ أَنْ لاَ تَقْرَأَ عِنْدِي فَمَا تَمُرُّ بِي آيَةٌ إلَّا قُرِّعْتُ بِهَا، وَيُقَالُ لِي: أَمَا سَمِعْتَ هَذِهِ؟ تُوُفِّيَ أَحْمَدُ بِمِصْرَ فِي شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُهُ خُمَارَوَيْه ثُمَّ جَيْشُ بنُ خُمَارَوَيْه ثُمَّ أَخُوْهُ هَارُوْنَ.

أحمد الخجستاني

2270- أَحْمَدُ الخُجُسْتَاني 1: جَبَّارٌ عَنِيْدٌ ظَالِمٌ مُتَمَرِّدٌ خَرَجَ عن طاعة صاحب خرسان، يعقوب الصَّفَّارِ وَتَمَلَّكَ نَيْسَابُوْرَ، وَغَيْرَهَا وَأَظْهَرَ الاَنْتِمَاءَ إِلَى الطَّاهِرِيَّةِ، وَجَعَلَ رَافِعَ بنَ هَرْثمَةَ أَتَابِكَهُ وَجَرَتْ لَهُ مَلاَحِمُ، وَظَفِرَ بيَحْيَى بنِ الذُّهْلِيِّ شَيْخِ نَيْسَابُوْرَ فَقَتَلَهُ وَعَتَا ثُمَّ ذَبَحَهُ مَمْلُوَكَانِ لَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ. تَمَلَّكَ سَبْعَ سِنِيْنَ. وَمِنْ جَوْرِهِ: أَنَّهُ لَمَّا غَلَبَ عَلَى نَيْسَابُوْرَ نَصَبَ رُمْحاً وَأَلزَمَهُم أَنْ يَزِنُوا مِنَ الدَّرَاهِمِ مَا يُغَطِي رَأْسَ الرُّمْحِ فَأَفْقَرَ الخَلْقَ وَعَذَّبَهُم.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 33-36"، واللباب لابن الأثير "1/ 424"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 80-81".

2271- داود بن علي 1: ابن خلف الإِمَامُ، البَحْرُ الحَافِظُ العَلاَّمَةُ، عَالِمُ الوَقْتِ أَبُو سُلَيْمَانَ البَغْدَادِيُّ، المَعْرُوْفُ بِالأَصْبَهَانِيِّ، مَوْلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ المهدي رئيس أهل الظاهر. مَوْلِدُهُ سَنَةَ مائَتَيْنِ. وَسَمِعَ: سُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ، وَعَمْرَو بنَ مَرْزُوْقٍ، وَالقَعْنَبِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ كَثِيْرٍ العَبْدِيَّ، وَمُسَدَّدَ بنَ مُسَرْهَدٍ، وَإِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، وَأَبَا ثَوْرٍ الكَلْبِيَّ، وَالقَوَارِيْرِيَّ، وَطَبَقَتَهُم. وَارْتَحَلَ إِلَى إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَسَمِعَ: مِنْهُ "المُسْنَدَ" وَ"التَّفْسِيْرَ"، وَنَاظَرَ عِنْدَهُ وَجَمَعَ وَصَنَّفَ وَتَصَدَّرَ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: صَنَّفَ الكُتُبَ، وَكَانَ إِمَاماً وَرِعاً نَاسِكاً زَاهِداً، وَفِي كُتُبِهِ حَدِيْثٌ كَثِيْرٌ لَكِنَّ الرِّوَايَة عَنْهُ عَزِيْزَةٌ جِدّاً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ الدَّاوُودِيُّ، وَعَبَّاسُ بنُ أَحْمَدَ المُذَكِّرُ، وَغَيْرُهُم. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ: إِنَّمَا عُرِفَ بِالأَصْبَهَانِيِّ لأَنَّ أُمَّهُ أَصْبَهَانِيَّةٌ، وَكَانَ أَبُوْهُ حَنَفِيُّ المَذْهَبِ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: رَأَيْتُ دَاوُدَ بنَ عَلِيٍّ يَرُدُّ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ يَرُدُّ عَلَيْهِ هَيْبَةً لَهُ. قَالَ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُجَيْرٍ الحَافِظُ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بنَ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى إِسْحَاقَ، وَهُوَ يَحْتَجِمُ فَجَلَسْتُ فَرَأَيْتُ كتب الشافعي فَأَخَذْتُ أَنْظُرُ فَصَاحَ بِي إِسْحَاقُ: أَيْش تَنْظُرُ فَقُلْتُ: {مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَه} [يُوْسُفُ: 79] قَالَ: فَجَعَلَ يَضْحَكُ أَوْ يَبْتَسِمُ. سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو البَرْذَعِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ فَاخْتَلَفَ رَجُلاَنِ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي أَمْرِ دَاوُد الأَصْبهَانِي، وَالمُزَنِيّ وَالرَّجُلاَنِ: فَضْلَكُ الرَّازِيُّ، وَابْنُ خِرَاشٍ فَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: دَاوُدُ كَافِرٌ وَقَالَ فَضْلَكُ: المُزَنِيُّ جَاهِلٌ فَأَقْبَلَ أَبُو زُرْعَةَ يُوَبِّخُهُمَا وَقَالَ لَهُمَا: مَا

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 369"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 223"، والعبر "2/ 45"، وميزان الاعتدال "2/ 14-16"، ولسان الميزان "2/ 422"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 47"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 158-159".

وَاحِدٌ مِنْكُمَا لَهُمَا بِصَاحِبٍ. ثُمَّ قَالَ: تَرَى دَاوُدَ هَذَا، لَوْ اقْتَصَرَ عَلَى مَا يِقْتَصِرُ عَلَيْهِ أَهْلُ العِلْمِ لَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُكْمِدُ أَهْلَ البِدَعِ بِمَا عِنْدَهُ مِنَ البَيَانِ، وَالآلَةِ، وَلَكِنَّهُ تَعَدَّى لَقَدْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ نَيْسَابُوْرَ فَكَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدِ بنِ رَافِعٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى وَعَمْرِو بنِ زُرَارَةَ، وَحُسَيْنِ بنِ مَنْصُوْرٍ وَمَشْيَخَةِ نَيْسَابُورَ بِمَا أَحْدَثَ هُنَاكَ فَكَتَمْتُ ذَلِكَ لِمَا خِفْتُ مِنْ عَوَاقِبِهِ، وَلَمْ أُبْدِ لَهُ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ فَقَدِمَ بَغْدَادَ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَالِحِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ حُسْنٌ فَكَلَّمَ صَالِحاً أَنْ يَتَلَطَّفَ لَهُ فِي الاسْتِئذَانِ عَلَى أَبِيْهِ، فَأَتَى صَالِحٌ أَبَاهُ فَقَالَ: رَجُلٌ سَأَلَنِي أَنْ يَأْتِيْكَ فَقَالَ: مَا اسْمُهُ قَالَ: دَاوُدُ قَالَ: مِنْ أَيْنَ هُوَ قَالَ: مِنْ أَصْبَهَانَ فَكَانَ صَالِحٌ يَرُوْغُ عَنْ تَعْرِيْفِهِ فَمَا زَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ يَفْحَصُ حَتَّى فَطِنَ بِهِ فَقَالَ: هَذَا قَدْ كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى فِي أَمْرِهِ أَنَّهُ زَعَمَ أَنَّ القُرَآنَ مُحْدَثٌ فَلاَ يَقْرَبَنِّي. فَقَالَ: يَا أَبَهْ إِنَّهُ يَنْتَفِي مِنْ هَذَا وَيُنْكِرَهُ فَقَالَ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى اصدق منها لا تأذن له. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ: رَأَيْتُ دَاوُدَ بنَ عَلِيٍّ يُصَلِّي، فَمَا رَأَيْتُ مُسْلِماً يُشْبِهُهُ فِي حُسْنِ تَوَاضُعِهِ. وَقَدْ كَانَ مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ يَخْتَلِفُ إِلَى دَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ مُدَّةً ثُمَّ تَخَلَّفَ عَنْهُ، وَعَقَدَ لِنَفْسِهِ مَجْلِساً فَأَنْشَأَ دَاوُدُ يَتَمَثَّل: فَلَوْ أَنِّي بُلِيْتُ بِهَاشِمِيٍّ ... خئولته بَنُوَة عَبْدِ المَدَانْ صَبَرْتُ عَلَى أَذَاهُ لِي وَلَكِنْ ... تَعَالَيْ فَانْظُرِيْ بِمَنِ ابْتَلاَنِي قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الوَرَّاقُ: أَنَّهُ كَانَ يُورق عَلَى دَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ وَأَنَّهُ سَمِعَهُ يُسْأَلُ عَنِ القُرَآنِ، فَقَالَ: أَمَّا الَّذِي فِي اللَّوْحِ المَحْفُوْظِ: فَغَيْرُ مَخْلُوْقٍ وَأَمَّا الَّذِي هُوَ بَيْنَ النَّاسِ: فَمَخْلُوْقٌ. قُلْتُ: هَذِهِ التَّفرِقَةُ وَالتَّفْصِيلُ مَا قَالَهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ فِيمَا عَلِمْتُ، وَمَا زَالَ المُسْلِمُوْنَ عَلَى أَنَّ القُرَآنَ العَظِيْمَ كَلاَمُ اللهِ، وَوَحْيُهُ وَتَنْزِيْلُهُ حَتَّى أَظْهَرَ المَأْمُوْنَ القَوْلَ: بِأَنَّهُ مَخْلُوْقٌ وَظَهَرَتْ مَقَالَةُ المعتزلة فثبت الإمام أحمد ابن حَنْبَلٍ وَأَئِمَةُ السُّنَّةِ عَلَى القَوْلِ: بِأَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ إِلَى أَنْ ظَهَرَتْ مَقَالَةُ حُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ الكَرَابِيْسِي، وَهِيَ: أَنَّ القُرْآنَ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَأَنَّ أَلْفَاظَنَا بِهِ مَخْلُوْقَةٌ فَأَنْكَرَ الإِمَامُ أَحْمَدُ ذَلِكَ، وَعَدَّهُ بِدْعَةً وَقَالَ: مَنْ قال: لفظي القرآن مَخْلُوْقٌ يُرِيْدُ بِهِ القُرْآنَ فَهُوَ جَهْمِيٌّ وَقَالَ أيضًا: مَنْ قَالَ: لَفْظي بِالقُرْآنِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ فَزَجَرَ عَنِ الخَوْضِ فِي ذَلِكَ مِنَ الطَّرَفَيْنِ.

وَأَمَّا دَاوُدُ فَقَالَ القُرْآنُ مُحْدَثٌ. فَقَامَ عَلَى دَاوُدَ خَلْقٌ مِن أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ، وَأَنْكَرُوا قَولَهُ وَبَدَّعُوْهُ وَجَاءَ مِنْ بَعْدِهِ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ النَّظَرِ فَقَالُوا: كَلاَمُ اللهِ مَعْنَىً قَائِمٌ بِالنَّفْسِ، وَهَذِهِ الكُتُبُ المُنْزَلَةُ دَالَّةٌ عَلَيْهِ، وَدَقَّقُوا وَعَمَّقُوا فَنَسْأَلُ اللهَ الهُدَى، وَاتِّبَاعَ الحَقِّ فَالقُرْآنُ العَظِيْمُ حُرُوْفُهُ، وَمَعَانِيهُ وَأَلفَاظُهُ كَلاَمُ رَبِّ العَالِمِيْنَ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ وَتَلَفُّظُنَا،بِهِ وَأَصْوَاتُنَا بِهِ مِنْ أَعْمَالنَا المَخْلُوْقَةِ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "زَيِّنُوا القُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُم" 1 وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ المَلْفُوْظُ لاَ يَسْتَقِلُّ إلَّا بِتَلَفُّظِنَا، وَالمَكْتُوْبُ لاَ يَنْفَكُّ عَنْ كِتَابةٍ، وَالمَتْلُو لاَ يُسْمَعُ: إلَّا بِتِلاَوَةِ تَالٍ صَعُبُ فَهْمُ المَسْأَلَةِ، وَعَسُرَ إِفْرَازُ اللَّفْظِ الَّذِي هُوَ المَلْفُوْظُ مِنَ اللَّفْظِ الَّذِي يُعْنَى بِهِ التَّلَفُّظُ فَالذِّهِنُ يَعْلَمُ الفَرْقَ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ هَذَا، وَالخَوْضُ فِي هَذَا خَطِرٌ نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ فِي الدِّيْنِ، وَفِي المَسْأَلَةِ بُحُوْثٌ طَوِيْلَةٌ الكَفُّ عَنْهَا أَوْلَى، وَلاَ سِيَّمَا فِي هذه الأزمنة المزمنة. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ ثَعْلَبٌ: كَانَ دَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ عَقْلُهُ أَكْبَرُ مِنْ عِلْمِهِ. وَقَالَ قَاسِمُ بنُ أَصْبَغَ الحَافِظُ: ذَاكَرْتُ ابْنَ جَرِيْرٍ الطَّبرِيَّ، وَابْنَ سُرَيْجٍ فِي كِتَابِ ابْنِ قُتَيْبَةَ فِي الفِقْهِ فَقَالاَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ فَإِذَا أَرَدْتَ الفِقْهَ فَكُتُبُ أَصْحَابِ الفِقْهِ كَالشَّافِعِيِّ، وَدَاوُدَ وَنُظَرَائِهِمَا ثُمَّ قَالا: وَلاَ كُتُبُ أَبِي عُبَيْدٍ فِي الفِقْهِ أَمَا تَرَى كِتَابَهُ فِي "الأَمْوَالِ" مَعَ أَنَّهُ أَحْسَنُ كُتُبِهِ. وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ: كَانَ دَاوُدُ عِرَاقِيّاً كَتَبَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ وَرَقَةٍ وَمِنْ أَصْحَابِهِ: أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رُوَيْم، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ النَّجَّارِ وَأَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الدِّيْبَاجِي، وَأَحْمَدُ بنُ مَخْلَدٍ الإِيَادِي وَأَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الدَّجَاجِي وَأَبُو نَصْرٍ السِّجِسْتَانِيُّ ثُمَّ سَرَدَ أَسْمَاءَ عِدَّةٍ مِنْ تَلاَمِذَتِهِ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ: عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ أَخْبَرَنَا علي ابن عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الفَقِيْهُ فِي طَبَقَاتِ الفُقَهَاءِ لَهُ قَالَ: ذِكْرُ فُقَهَاءِ بَغْدَادَ وَمِنْهُم: أَبُو سُلَيْمَانَ دَاودُ بنُ عَلِيِّ بنِ خلف الأصبهاني، ولد في سنة اثنتين ومئتين ومات سنة سبعين ومئتين أَخَذَ العِلْمَ عَنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَأَبِي ثَوْرٍ وَكَانَ زَاهِداً مُتَقَلِّلاً وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ في مجلسه

_ 1 صحيح: ورد من حديث البراء بن عازب، أخرجه الطيالسي "2/ 3"، وابن أبي شيبة "2/ 521" و"10/ 462"، وأحمد "4/ 283، 285، 304"، وأبو داود "1468"، والنسائي "2/ 179-180" وابن ماجه "1342"، والحاكم "1/ 572-575"، وأبو نعيم في "الحلية" "5/ 27"، والبيهقي في "السنن" "2/ 53"، من طريق عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، به.

أَرْبَعُ مائَةِ صَاحِبِ طَيْلَسَانَ أَخْضَرَ، وَكَانَ مِنَ المتعصبين للشافعي وَصَنَّفَ كِتَابَيْنِ فِي فَضَائِلِهِ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ العِلْمِ بِبَغْدَادَ وَأَصْلُهُ مِنْ أَصْفَهَانَ، وَمَوْلِدُهُ بِالكُوْفَةِ وَمنْشَؤُهُ بِبَغْدَادَ وَقَبْرُهُ بِهَا فِي الشُّونِيْزِيَّة. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَلاَّلُ: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَأَلْتُ المَرُّوْذِيَّ عَنْ قِصَّةِ دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيِّ، وَمَا أَنْكَرَ عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: كَانَ دَاوُدُ خَرَجَ إِلَى خرسان إِلَى ابْنِ رَاهْوَيْه فَتَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ شَهِدَ عَلَيْهِ أَبُو نَصْرٍ بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ، وَآخَرُ شَهِدَا عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: القُرْآنُ مُحْدَثٌ. فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ: مَنْ دَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ لاَ فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ قُلْتُ: هَذَا مِنْ غِلْمَانِ أَبِي ثَوْرٍ قَالَ: جَاءنِي كِتَابُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ أَنَّ دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيَّ قَالَ بِبَلَدِنَا: إِنَّ القُرْآنَ مُحْدَثٌ قَالَ المَرُّوْذِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَنَّ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه لَمَّا سَمِعَ: كَلاَمَ دَاوُدَ فِي بَيْتِهِ وَثَبَ عَلَى دَاوُدَ، وَضَرَبَهُ وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ. الخَلاَّلُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ صَدَقَةَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ بنِ صَبِيْحٍ سَمِعْتُ دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيَّ يَقُوْلُ: القُرْآنُ مُحْدَثٌ وَلَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ. وَأَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدَةَ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ إِلَى دَاوُدَ فَغَضِبَ عَلَيَّ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يُكَلِّمْنِي فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ إِنَّهُ رَدَّ عَلَيْهِ مَسْأَلَةً قَالَ: وَمَا هي قال: قَالَ: الخُنْثَى إِذَا مَاتَ مَنْ يُغَسِّلُهُ قَالَ داود: يغسله الخدم فقال محمد ابن عَبْدَةَ: الخَدَمُ رِجَالٌ، وَلَكِنْ يُيَمَّمُ، فَتَبَسَّمَ أَحْمَدُ وَقَالَ: أَصَابَ أَصَابَ مَا أَجْوَدَ مَا أَجَابَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيْمُ: لِدَاوُدَ مِنَ الكُتُبِ: كِتَابُ "الإِيْضَاحِ" كِتَابُ "الإِفْصَاحِ" كِتَابُ "الأُصُوْلِ" كِتَابُ "الدَّعَاوى" كِتَابٌ كَبِيْرٌ فِي الفِقْهِ كِتَابُ "الذَّبِّ عَنِ السُّنَّةِ وَالأَخْبَارِ" أَرْبَعُ مُجَلَّدَاتٍ كِتَابُ "الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الإِفْكِ"، "صِفَة أَخْلاَقِ النَّبِيِّ" كِتَابُ "الإِجْمَاعِ" كِتَابُ "إبْطَالِ القِيَاسِ" كِتَابُ "خَبَرِ الوَاحِدِ وَبَعْضُهُ مُوْجِبٌ لِلْعِلْمِ" كِتَاب "الإِيضَاحِ" خَمْسَةَ عَشَرَ مُجَلَّداً كِتَابُ "المُتْعَةِ" كِتَابُ "إِبْطَالِ التَّقْلِيْدِ" كِتَابُ "المَعْرِفَةِ" كِتَابُ "العُمُوْمِ وَالخُصُوْصِ"، وَسَرَدَ أَشْيَاءً كَثِيْرَةً. قُلْتُ: لِلعُلَمَاءِ قَوْلاَن فِي الاعتِدَاد بِخِلاَفِ دَاوُدَ، وَأَتْبَاعِهِ: فَمَنْ اعتَدَّ بِخِلاَفِهِم قَالَ: مَا اعْتِدَادُنَا بِخِلاَفِهِم لأَنَّ مُفْرَدَاتِهِم حُجَّةٌ بَلْ لِتُحكَى فِي الجُمْلَةِ، وَبَعْضُهَا سَائِغٌ وَبَعْضُهَا قَوِيٌّ وَبَعْضُهَا سَاقِطٌ ثُمَّ مَا تَفَرَّدُوا بِهِ هُوَ شَيْءٌ من قبيل مخالفة الإجماع الظني، وتندر

مخالفتهما لإِجْمَاعٍ قَطْعِي، وَمَنْ أَهْدَرَهُم وَلَمْ يَعْتَدَّ بِهِم لَمْ يَعُدَّهُم فِي مَسَائِلِهِم المُفْرِدَةِ خَارِجِيْنَ بِهَا مِنَ الدِّيْنِ، وَلاَ كَفَّرَهُم بِهَا بَلْ يَقُوْلُ: هَؤُلاَءِ فِي حَيِّزِ العَوَامِّ أَوْ هُم كَالشِّيْعَةِ فِي الفُرُوْعِ، وَلاَ نَلْتَفِتُ إِلَى أَقْوَالِهِم، وَلاَ نَنْصِبُ مَعَهُم الخِلاَفَ، وَلاَ يُعْتَنَى بِتَحْصِيْلِ كُتُبِهِم، وَلاَ نَدُلُّ مُسْتَفْتِياً مِنَ العَامَّةِ عَلَيْهِم وَإِذَا تظاهروا بِمَسْأَلَةٍ مَعْلُوْمَةِ البُطْلاَنِ كَمَسْحِ الرِّجِلَيْنِ أَدَّبْنَاهُم وَعَزَّرْنَاهُم، وَأَلزَمْنَاهُم بِالغَسْلِ جَزْماً. قَالَ الأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ الإسفراييبي: قَالَ الجُمْهُوْرُ: إِنَّهُم يَعْنِي نُفَاةَ القِيَاسِ لاَ يَبْلُغُونَ رُتْبَةَ الاجتِهَادِ، وَلاَ يَجُوْزُ تَقْلِيْدُهُم القَضَاءَ. وَنَقَلَ الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُوْرٍ البَغْدَادِيُّ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَطَائِفَةٍ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ أَنَّهُ لاَ اعتِبَارَ بِخِلاَفِ دَاوُدَ، وَسَائِرِ نُفَاةِ القِيَاسِ فِي الفُرُوْعِ دُوْنَ الأُصُوْلِ. وَقَالَ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ أَبُو المَعَالِي: الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ أَهْلُ التَّحْقِيْقِ: أَنَّ مُنْكِرِي القِيَاس لاَ يُعَدُّوْنَ مِنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ، وَلاَ مِنْ حَمَلَةِ الشَّرِيْعَةِ لأَنَّهُم مُعَانِدُوْنَ مُبَاهِتُوْنَ فِيمَا ثَبَتَ اسْتفَاضَةً، وَتَوَاتُراً لأَنَّ مُعْظَمَ الشَّرِيْعَةِ صَادِرٌ عَنِ الاجتِهَادِ، وَلاَ تَفِي النُّصُوْصُ بعُشْرِ مِعْشَارِهَا، وَهَؤُلاَءِ مُلتَحِقُوْنَ بِالعَوَامِّ. قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ مِنْ أَبِي المعَالِي أَدَّاهُ إِلَيْهِ اجْتِهَادُهُ، وَهُم فَأَدَّاهُم اجتِهَادُهُم إِلَى نَفِي القَوْلِ بِالقِيَاسِ فَكَيْفَ يُرَدُّ الاجتِهَادُ بِمِثْلِهِ، وَنَدْرِي بِالضَّرُوْرَةِ أَنَّ دَاوُدَ كَانَ يُقْرِئُ مَذْهَبَهُ وَيُنَاظِرُ عَلَيْهِ، وَيُفْتِي بِهِ فِي مِثْلِ بَغْدَادَ، وَكَثْرَةِ الأَئِمَّةِ بِهَا وَبِغَيْرِهَا فَلَم نَرَهُم قَامُوا عَلَيْهِ، وَلاَ أَنْكَرُوا فَتَاويه وَلاَ تَدْرِيسَهُ، وَلاَ سَعَوا فِي مَنْعِهِ مِنْ بَثِّهِ وَبَالحَضْرَةِ مِثْلُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي شَيْخِ المَالِكِيَّةِ، وَعُثْمَانَ بنِ بَشَّارٍ الأَنْمَاطِيِّ شَيْخِ الشَّافِعِيَّة، وَالمَرُّوْذِيِّ شَيْخِ الحَنْبَلِيَّةِ وَابْنَي الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَأَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البِرْتِيِّ شَيْخِ الحَنَفِيَّةِ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي عِمْرَانَ القَاضِي، وَمِثْلُ عالم بَغْدَادَ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيِّ بَلْ سَكَتُوا لَهُ حَتَّى لَقَدْ قَالَ قَاسِمُ بنُ أَصْبَغَ: ذَاكَرْتُ الطَّبرِيَّ يَعْنِي ابْنَ جَرِيْرٍ وَابْنَ سُرَيْجٍ فَقُلْتُ لَهُمَا: كِتَابُ ابْنِ قُتَيْبَةَ فِي الفِقَهِ أَيْنَ هُوَ عِنْدَكُمَا قَالاَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلاَ كِتَابُ أَبِي عُبَيْدٍ فَإِذَا أَرَدْتَ الفِقْهَ فَكُتُبُ الشَّافِعِيِّ، وَدَاوُدَ وَنُظَرَائِهِمَا. ثمَّ كَانَ بَعْدَهُ ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ وَابْنُ المُغَلِّسِ وَعِدَّةٌ مِنْ تَلاَمِذَةِ دَاوُدَ، وَعَلَى أَكْتَافِهِم مِثْلُ: ابْنِ سُرَيْجٍ شَيْخِ الشَّافِعِيَّةِ، وَأَبِي بَكْرٍ الخَلاَّلِ شَيْخِ الحَنْبَلِيَّةِ، وَأَبِي الحَسَنِ الكَرْخِيِّ شَيْخِ الحَنَفِيَّةِ، وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ بِمِصْرَ بَلْ كَانُوا يَتَجَالَسُوْنَ، وَيَتَنَاظَرُوْنَ وَيَبْرُزُ كُلٌّ مِنْهُم بحججه،

وَلاَ يَسْعَوْنَ بِالدَّاودِيَّةِ إِلَى السُّلْطَانِ بَلْ أَبلغُ مِنْ ذَلِكَ يَنْصِبُوْنَ مَعَهُم الخِلاَفَ فِي تَصَانِيفِهِم قَدِيْماً، وَحَدِيْثاً وَبِكُلِّ حَالٍ فَلَهُم أَشْيَاءُ أَحْسَنُوا فِيْهَا وَلَهُم مَسَائِلُ مُسْتَهْجَنَةٌ يُشْغَبُ عَلَيْهِم بِهَا وَإِلَى ذَلِكَ يُشِيْرُ الإِمَامُ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَحِ حَيْثُ يَقُوْلُ: الَّذِي اختَارَهُ الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُوْرٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ الصَّحِيْحُ مِنَ المَذْهَبِ أَنَّهُ يُعْتَبَرُ خِلاَفُ دَاوُدَ ثُمَّ قَالَ ابْنُ الصَّلاحِ: وَهَذَا الَّذِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ الأَمْرُ آخِراً كَمَا هُوَ الأَغْلَبُ الأَعْرَفُ مِنْ صَفْوِ الأَئِمَّةِ المُتَأَخِّرِينَ الَّذِيْنَ أَوْرَدُوا مَذْهَبَ دَاوُدَ فِي مُصَنَّفَاتِهِمُ المَشْهُوْرَةِ كَالشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ، وَالمَاوَرْدِيِّ وَالقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ فلَوْلاَ اعتِدَادُهُم بِهِ لَمَا ذَكَرُوا مَذْهَبَهُ فِي مُصَنَّفَاتِهِمُ المَشْهُوْرَةِ. قَالَ: وَأَرَى أَنْ يُعْتَبَرَ قَوْلُهُ إلَّا فِيمَا خَالَفَ فِيْهِ القيَاسَ الجَلِيَّ، وَمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ القِيَاسِيُّونَ مِنْ أَنْواعِهِ، أَوْ بَنَاهُ عَلَى أُصُولِهِ الَّتِي قَامَ الدَّلِيْلُ القَاطعُ عَلَى بُطلاَنِهَا فَاتِّفَاقُ مَنْ سِوَاهُ إِجمَاعٌ مُنْعَقِدٌ كقوله في التغوط في الماء الرَّاكِدِ، وَتِلْكَ المَسَائِلِ الشَّنِيعَةِ وَقُولِهُ: لاَ رِبَا إلَّا فِي السِّتَّةِ المَنْصُوْصِ عَلَيْهَا1 فَخِلاَفُهُ فِي هَذَا، أَوْ نَحْوِهِ غَيْرُ مُعْتَدٍّ بِهِ لأَنَّهُ مَبْنِيٌّ عَلَى مَا يُقْطَعُ بِبُطْلاَنِهِ. قُلْتُ: لاَ رَيْبَ أَنَّ كُلَّ مسَأَلَةٍ انْفَرَدَ بِهَا، وَقُطِعَ بِبُطْلاَنِ قَوْلِهِ فِيْهَا فَإِنَّهَا هَدْرٌ، وَإِنَّمَا نَحْكِيهَا للتَّعَجُّبِ وَكُلَّ مسَأَلَةٍ لَهُ عَضَدَهَا نَصٌّ وَسَبَقَهُ إِلَيْهَا صَاحِبٌ أَوْ تَابِعٌ فَهِيَ مِنْ مَسَائِلِ الخِلاَفِ فَلاَ تُهْدَرُ. وَفِي الجُمْلَةِ فَدَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ بَصِيرٌ بِالفِقْهِ عَالِمٌ بِالقُرْآنِ حَافظٌ للأَثَرِ رَأْسٌ فِي مَعْرِفَةِ الخِلاَفِ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ له ذكاء خارق، وفيه دِيْنٌ مَتِينٌ، وَكَذَلِكَ فِي فُقَهَاءِ الظَّاهِرِيَّةِ جَمَاعَةٌ لَهُم عِلْمٌ بَاهِرٌ، وَذكَاءٌ قَوِيٌّ فَالكَمَالُ عَزِيزٌ، وَاللهُ المُوَفِّقُ. وَنَحْنُ: فَنَحْكِي قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي المُتعَةِ وَفِي الصَّرْفِ، وَفِي إِنكَارِ العَوْلِ وَقولَ طَائِفَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي تَرْكِ الغُسْلِ مِنَ الإِيْلاجِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ وَلاَ نُجَوِّزُ لأَحَدٍ تَقْلِيْدَهُم فِي ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ كَامِلٍ: مَاتَ داود في شهر رمضان سنة سبعين ومئتين.

_ 1 ورد عن عبادة بن الصامت قَالَ: إِنِّيْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ينهى عن بيع الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح وبالملح إلا سواء بسواء عينا بعين، فمن زاد أو ازداد فقد أربى. أخرجه مسلم "1587"واللفظ له، وأبو داود "3349"، والترمذي "1240"، والنسائي "7/ 274"، وابن ماجه "2254".

محمد بن داود

فأما ابنه: 2272- محمد بن داود 1: ابن عَلِيٍّ الظَّاهِرِيُّ: العَلاَّمَةُ، البَارِعُ، ذُو الفنُوْنِ، أَبُو بَكْرٍ: فَكَانَ أَحَدَ مَنْ يُضْرَبُ المَثَلُ بِذَكَائِهِ، وَهُوَ مُصَنِّفُ كِتَابِ: الزّهرَةِ فِي الآدَابِ، وَالشِّعْرِ، وَلَهُ كِتَابٌ فِي الفَرَائِضِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَعَبَّاسٍ الدُّوْرِيِّ، وَأَبِي قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى المَدَائِنِيِّ، وَطَبَقَتِهِم. وَلَهُ بَصَرٌ تَامٌّ بِالحَدِيْثِ، وَبِأَقوَالِ الصَّحَابَةِ، وَكَانَ يَجْتَهِدُ، وَلاَ يُقَلِّدُ أَحَداً. حَدَّثَ عَنْهُ: نِفْطَوَيْه، وَالقَاضِي أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ، وَجَمَاعَةٌ. وَمَاتَ قَبْلَ الكُهُوْلَةِ، وَقَلَّ مَا رَوَى. تَصَدَّرَ لِلْفُتْيَا بَعْدَ، وَالِدِهِ وَكَانَ يُنَاظِرُ أَبَا العَبَّاسِ بنَ سُرَيْجٍ، وَلاَ يَكَادُ يَنْقَطِعُ معه. قال القاضي أبو الحسن الداودي: لَمَّا جَلَسَ أَبُو بَكْرٍ بنُ دَاوُدَ، لِلْفَتوَى بَعْدَ وَالِدِهِ اسْتَصْغَرُوهُ فَدَسُّوا عَلَيْهِ مَنْ سَأَلَهُ عَنْ حَدِّ السُّكْرِ، وَمتَى يُعَدُّ الإِنْسَانُ سَكرَانَ فَقَالَ: إِذَا عَزَبَتْ عَنْهُ الهُمُوْمُ، وَبَاحَ بِسِرِّهِ المكتوم. فَاسْتُحْسِنَ ذَلِكَ مِنْهُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ: كَانَ ابْنُ دَاوُدَ مِنْ أَجْملِ النَّاسِ، وَأَكْرَمِهِم خُلُقاً، وَأَبْلَغِهِم لِسَاناً وَأَنْظَفِهِم هَيْئَةً مَعَ الدِّيْنِ، وَالوَرَعِ وَكُلِّ خُلَّةٍ مَحْمُودَةٍ مُحَبَّباً إِلَى النَّاسِ حَفِظَ القُرْآنَ، وَلَهُ سَبعُ سِنِيْنَ وَذَاكَرَ الرِّجَالَ بِالآدَابِ، وَالشِّعْرِ وَلَهُ عَشْرُ سِنِيْنَ وَكَانَ يشاهد في مجلسه أربع مئه صَاحِبِ مِحْبَرَةٍ، وَلَهُ مِنَ التَّآلِيفِ: كِتَابُ الإِنذَارِ، وَالإِعذَارِ، وَكِتَابُ التَّقصِّي فِي الفِقْهِ، وَكِتَابُ الإِيْجَازِ، وَلَمْ يَتِمَّ وَكِتَابُ الانْتِصَارِ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيِّ، وَكِتَابُ الوُصُولِ إِلَى مَعْرِفَةِ الأُصُولِ، وَكِتَابُ اختِلاَفِ مَصَاحِفِ الصَّحَابَةِ، وَكِتَابُ الفَرَائِضِ وَكِتَابُ "المَنَاسِكِ" عَاشَ ثَلاَثاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً قَالَ: وَمَاتَ في عاشر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَخْتَرِيِّ الدَّاوُودِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو الحسن بن المغلس الداودي، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ وَابْنُ سُرَيْجٍ إذا حضرا مجلس أبي

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 256"، ووفيات الأعيان "4/ ترجمة 604"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 85"، والعبر "2/ 108"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 93"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 226".

عُمَرَ القَاضِي لَمْ يَجْرِ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِيْمَا يَتَفَاوَضَانِهِ أَحْسَنُ، وَمَنْ مَا يَجْرِي بَيْنَهُمَا فَسَأَلَ أَبَا بَكْرٍ عَنِ العَوْدِ المُوجِبِ لِكَفَّارَةِ الظِّهَارِ فَقَالَ: إِعَادَةُ القَوْلِ ثَانِياً، وَهُوَ مَذْهَبُهُ وَمَذْهَبُ أَبِيْهِ فَطَالَبَهُ بِالدَّلِيْلِ فَشَرَعَ فِيْهِ فَقَالَ ابْنُ سريج: يا أبا بكر هذا قول مَنْ مِنَ المُسْلِمِيْنَ تَقَدَّمَكُم فِيْهِ فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: أَتَظُنُّ أَنَّ مَنِ اعْتَقَدْتَ قَوْلَهُم إِجْمَاعاً فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ عِنْدِي إِجمَاعٌ أَحْسَنُ أَحْوَالِهِم أَنْ أَعُدُّهُم خِلاَفاً، وَهَيْهَاتَ أَنْ يَكُونُوا كَذَلِكَ فَغَضِبَ ابْنُ سُرَيْجٍ وَقَالَ: أَنْتَ بِكِتَابِ "الزّهْرَةِ" أَمْهَرُ مِنْكَ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ قَالَ: وَبِكِتَابِ "الزّهرَةِ" تُعَيِّرُنِي، وَاللهِ مَا تُحْسِنُ تَسْتَتِمُّ قِرَاءتَهُ قِرَاءةَ مَنْ يَفْهَمُ، وَإِنَّهُ لِمَنْ أَحَدِ المنَاقِبِ لِي إِذْ أَقُولُ فِيْهِ: أُكَرِّرُ فِي رَوْضِ المَحَاسِنِ مُقْلَتِي ... وَأَمْنَعُ نَفْسِي أَنْ تَنَالَ مُحَرَّمَا وَيَنْطِقُ سِرِّي عَنْ مُتَرْجَمِ خَاطِرِي ... فلَوْلا اخْتِلاسِي رَدَّهُ لَتَكَلَّمَا رَأَيْتُ الهَوَى دَعْوَى مِنَ النَّاسِ كُلِّهِم ... فَمَا إِنْ أَرَى حُبّاً صَحِيْحاً مُسَلَّما فَقَالَ ابْنُ سُرَيْجٍ: فَأَنَا الَّذِي أَقُولُ: وَمُشَاهَدٍ بِالغُنْجِ مِنْ لَحَظَاتِهِ ... قَدْ بِتُّ أَمْنَعُهُ لَذِيْذَ سُبَاتِهِ ضِنّاً بِحُسْنِ حَدِيْثِهِ وَعِتَابِهِ ... وَأُكَرِّرُ اللَّحَظَاتِ فِي وَجَنَاتِهِ حَتَّى إِذَا مَا الصُّبْحُ لاحَ عَمُوْدُهُ ... وَلَّى بِخَاتَمِ رَبِّهِ وَبَرَاتِهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَيَّدَ اللهُ القَاضِي قَدْ أَخْبَرَ بِحَالَةٍ ثُمَّ ادَّعَى البَرَاءةَ مِمَّا تُوْجِبُهُ فَعَلَيْهِ البَيِّنَةُ فَقَالَ ابْنُ سُرَيْجٍ: مِنْ مَذْهَبِي أَنَّ المُقِرَّ إِذَا أَقَرَّ إِقرَاراً نَاطَهُ بِصِفَةٍ كَانَ إِقرَارُهُ موكولًا إلى صفته تلك. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ القَاضِي: كُنْتُ أُسَايِرُ مُحَمَّدَ بنَ دَاوُدَ، فَإِذَا بِجَارِيَةٍ تُغَنِّي بِشَيْءٍ مِنْ شِعْرِهِ وَهُوَ: أَشْكُو غَلِيْلَ فُؤَادٍ أَنْتَ مُتْلِفُهُ ... شَكْوَى عَلِيْلٍ إِلَى إِلْفٍ يُعَلِّلُهُ سُقْمِي تَزِيْدُ مَعَ الأَيَّامِ كَثْرَتُهُ ... وَأَنْتَ فِي عُظْمِ مَا أَلْقَى تُقَلِّلُهُ اللهُ حَرَّمَ قَتْلِي فِي الهَوَى سَفَهاً ... وَأَنْتَ يَا قَاتِلِي ظُلْماً تُحَلِّلُهُ وَقِيْلَ: كَانَ ابْنُ دَاوُدَ خَصْماً لابْنِ سُرَيْجٍ فِي المُنَاظَرَةِ كَانَا يَتَرَادَّانِ فِي الكُتُبِ فَلَمَّا بَلَغَ ابْنَ سُرَيْجٍ مَوْتَ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ حَزِنَ لَهُ وَنَحَّى مَخَادَّهُ وَجَلَسَ لِلتَّعْزِيَةِ وَقَالَ: مَا آسَى إلَّا عَلَى تُرَابٍ يَأْكُلُ لِسَانَ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سُكَّرَةَ القَاضِي: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ جَامعٍ الصَّيْدَلاَنِيُّ مَحْبُوبَ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى ابْنِ دَاوُدَ، وَمَا عُرِفَ مَعْشُوقٌ يُنْفِقُ عَلَى عَاشِقِهِ سِوَاهُ وَمِنْ شِعْرِهِ: حَمَلْتُ جِبَالَ الحُبِّ فِيْكَ وَإِنَّنِي ... لأعجز عن جمل القَمِيْصِ وَأَضْعُفُ وَمَا الحُبُّ مِنْ حُسْنٍ وَلاَ مِنْ سَمَاحَةٍ ... وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ بِهِ الرُّوْحُ تَكْلَفُ قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَرَفَةَ نِفْطَوَيْه: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ فِي مَرَضِهِ فَقُلْتُ: كَيْفَ تَجِدُكَ قَالَ: حُبُّ مَنْ تَعْلَمُ أَوْرَثَنِي مَا ترى. فَقُلْتُ: مَا مَنَعَكَ مِنَ الاسْتِمْتَاعِ بِهِ مَعَ القُدْرَةِ عَلَيْهِ قَالَ: الاسْتِمْتَاعُ عَلَى وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا: النَّظَرُ وَهُوَ أَوْرَثَنِي مَا تَرَى وَالثَّانِي: اللَّذَّةُ المَحْظُورَةُ، وَمَنَعَنِي مِنْهَا مَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ قَالَ: "مَنْ عَشِقَ وَعَفَّ وَكَتَمَ وَصَبَرَ غَفَرَ الله لَهُ وَأَدْخَلَهُ الجَنَّةَ"1. ثُمَّ أَنْشَدَ لِنَفْسِهِ: انْظُرْ إِلَى السِّحْرِ يَجْرِي فِي لَوَاحِظِهِ ... وَانْظُرْ إِلَى دَعَجٍ فِي طَرْفِهِ السَّاجِي2 وَانْظُرْ إِلَى شَعَرَاتٍ فَوْقَ عَارِضِهِ ... كَأَنَّهُنَّ نِمَالٌ دَبَّ فِي عَاجِ قَالَ نِفْطَوَيْه: وَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ أَوْ فِي اليَوْمِ الثَّانِي. رَوَاهَا جَمَاعَةٌ عَنْ نِفْطَوَيْه. قَالَ أَبُو زَيْدٍ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ: كُنْتُ عِنْدَ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيْثاً سَمِعْتُهُ مِنْ سُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ فَذَكَرَ الحَدِيْثَ المَذْكُوْرَ فَقَالَ: وَاللهِ لَوْ كَانَ عِنْدِي فَرَسٌ وَرُمْحٌ لَغَزَوْتُ سُويداً فِي هذا الحديث.

_ 1 موضوع: أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "5/ 156، 262"، "6/ 50-51"، "13/ 184" من طرق عن سويد بن سعيد الحدثاني، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوْعاً. قلت: إسناده ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف أبي يحيى القتات، واسمه زاذان، وقيل غير ذلك قال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. الثانية: ضعف سويد بن سعيد، قال الحافظ في "التقريب": "صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن معين القول". قال ابن القيم في كتابه "زاد المعاد" "4/ 275"، ولا تغتر بالحديث الموضوع ... فإن هذا الحديث لا يصح عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولا يجوز أن يكون من كلامه، فإن الشهادة درجة عالية عند الله مقرونة بدرجة الصديقية ولها أعمال وأحوال هي شروط في حصولها ... راجع كلامه لزامًا فإنه مفيد جدًّا. 2 الدَّعَج: شدة سواد العين في شدة بياضها. والساجي: الساكن.

قلت: هو مما نقموا على سويد. قال "ابن حزم": تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ فِي عَاشِرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ عَنِ الكِنْدِيِّ، وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ المُوَفَّقِ الشَّافِعِيِّ: أَخْبَرَكُم مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ النَّشبِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ الكِنْدِيُّ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ الكَاتِبُ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيَّ يَقُوْلُ: ثُمَّ انْتَهَى الفِقْهُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي جَمِيعِ البِلاَدِ الَّتِي انْتَهَى إِلَيْهَا الإِسْلاَمُ إِلَى أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ، وَأَبِي حَنِيْفَةَ، وَمَالِكٍ وَأَحْمَدَ وَدَاوُدَ، وَانْتَشَرَ عَنْهُمُ الفِقْهُ فِي الآفَاقِ وَقَامَ بِنُصْرَةِ مَذَاهِبِهِم أَئِمَّةٌ يَنْتَسِبُوْنَ إِلَيْهِم، وَيَنْصُرُوْنَ أَقْوَالَهُم. وَبِهِ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ رَحِمَهُ اللهُ: وَأَمَّا دَاوُدُ: فَقَامَ بِنَقْلِ فِقْهِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، مِنْهُم: ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ، وَكَانَ فَقِيْهاً أَدِيْباً شَاعِراً ظَرِيْفاً، وَكَانَ يُنَاظِرُ إِمَامَ أَصْحَابِنَا أَبَا العَبَّاسِ بنَ سُرَيْجٍ، وَخَلَفَ أَبَاهُ فِي حَلْقَتِهِ، وَسَمِعْتُ شَيْخَنَا القَاضِي أَبَا الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ الخُضَرِيَّ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ فَجَاءتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: مَا تَقُوْلُ فِي رَجُلٍ لَهُ زَوْجَةٌ لاَ هُوَ يُمْسِكُهَا، وَلاَ هُوَ يُطَلِّقُهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: اخْتَلَفَ فِي ذَلِكَ أَهْلُ العِلْمِ فَقَالَ قَائِلُوْنَ: تُؤْمَرُ بِالصَّبْرِ، وَالاحْتِسَابِ، وَتَبْعَثُ عَلَى الطَّلَبِ وَالاكْتِسَابِ، وَقَالَ قَائِلُوْنَ: يُؤْمَرُ بِالإِنْفَاقِ وَإِلاَّ حُمِلَ عَلَى الطَّلاَقِ فَلَمْ تَفْهَمِ المرْأَةُ قَوْلَهُ فَأَعَادَتْ سؤالها عليه فقال: يا قد هذه أَجَبْتُكِ وَلَسْتُ بِسُلْطَانٍ فَأَمْضِي، وَلاَ قَاضٍ فَأَقْضِي، وَلاَ زَوْجٍ فَأُرْضِي فَانْصَرِفِي. قَالَ لَنَا أَبُو العَبَّاسِ بنُ الظَّاهِرِيُّ عَنِ ابْنِ النَّجَّارِ، قَالَ: وهب بن جامع ابن وَهْبٍ العَطَّارُ الصَّيْدَلاَنِيُّ صَاحِبُ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ كَانَ قَدْ أَحَبَّهُ، وَشُغِفَ بِهِ حَتَّى مَاتَ مِنْ حُبِّهِ وَمِنْ أَجْلِهِ صَنَّفَ كِتَابَ: "الزَّهرَةِ". حَدَّثَ عَنْ ابْنِ دَاوُدَ: مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى البَرْبَرِيُّ، رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ قَاسِمٌ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ أنبأنا عبد الغفار بن محد النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الشِّيرَازِيُّ الحَافِظُ، سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مئة بِالدَّامَغَانِ، حَدَّثَنَا الجَدُّ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الظَّاهِرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ المَنْصُوْرِيُّ القَاضِي، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ وَهْبٍ الدَّاوُودِيُّ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بنُ جَامِعٍ العَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ

حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي حَرْبٍ بنِ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي الرَّضِيْعِ: "يُنضح بول الغلام ويُغسل بول الجارية" 1. وَقَالَ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحُسَيْنِ الفَارِسِيُّ، الوَاعِظُ إِملاَءً بِالرَّيِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ العَلَوِيُّ، حَدَّثَنِي جَدِّي سَمِعْتُ وَهْبَ بنَ جَامِعٍ العَطَّارَ صَدِيْقَ ابْنِ دَاوُدَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى المُتَّقِي للهِ: فَسَأَلَنِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ دَاوُدَ: هَلْ رَأَيْتَ مِنْهُ مَا تَكْرَهُ قُلْتُ: لاَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ إلَّا أَنِّي بِتُّ عِنْدَهُ لَيْلَةً فَكَانَ يَكْشِفُ عَنْ وَجْهِي ثُمَّ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ إِنِّي لأُحِبُّهُ، وَإِنِّي لأُرَاقِبُكَ فِيْهِ. قَالَ: فَمَا بَلَغَ مِنْ رِعَايَتِكَ مِنْ حَقِّهِ قُلْتُ: دَخَلْتُ الحَمَّامَ فَلَمَّا خَرَجْتُ نَظَرْتُ فِي المِرَآةِ فَاسْتَحْسَنْتُ صُورَتِي فَوْقَ مَا أَعْهَدُ فغَطَّيْتُ وَجْهِي، وَآلَيْتُ أَنْ لاَ يَنْظُرَ إِلَى وَجْهِي أَحَدٌ قَبْلَهُ، وَبَادَرْتُ إِلَيْهِ فَكَشَفَ وَجْهِي فَفَرِحَ، وَسُرَّ وَقَالَ: سُبْحَانَ خَالِقِهِ، وَمُصَوِّرِهِ وَتَلا: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء} [آل عمران: 6] .

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 97، 137"، وأبو داود "378"، والترمذي "610"، وابن ماجة "525"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 92"، والدارقطني "1/ 129"، والحاكم "1/ 165-166" والبيهقي في "السنن" "2/ 415"، من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، به.

أبو إبراهيم الزهري

2273- أبو إبراهيم الزُّهْري 1: الإِمَامُ الرَّبَّانِيُّ الثِّقَةُ أَبُو إِبْرَاهِيْمَ أَحْمَدُ بنُ سعد بن الإِمَامِ، إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ العَوْفِيُّ البَغْدَادِيُّ أَخُو عُبَيْدِ اللهِ بنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ سَعْدٍ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ. وَلَمْ يَلْحَقْ أَخْذَ العِلْمِ عَنْ أَبِيْهِ، وَلاَ عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ. سَمِعَ مِنْ: عَفَّانَ وَعَلِيِّ بنِ الجَعْدِ وَيَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ وَيَحْيَى بنِ سُلَيْمَانَ الجُعْفِيِّ وَعَلِيِّ بنِ بَحْرٍ القَطَّانِ، وَمُحَمَّدِ بنِ سَلاَّمٍ الجُمَحِيِّ وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ صَاعِدٍ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ فِي "صَحِيْحِهِ" فِي موَاضِعَ فَقَالَ فِي بَعْضِهَا: وَكَانَ مِنَ الأَبْدَالِ وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ مَذْكُوْراً بِالعِلْمِ وَالفَضْلِ مَوْصُوَفاً بِالصَّلاَحِ، وَالزُّهْدِ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ كُلُّهُمْ عُلَمَاءُ، وَمُحَدِّثُونَ. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: مَضَى عَمِّي أَبُو إِبْرَاهِيْمَ إِلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَلَمَّا رَآهُ وَثَبَ وَقَامَ إِلَيْهِ وَأَكْرَمَهُ فَلَمَّا أَنْ مَضَى قَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ: يَا أَبَهْ شَابٌّ تَعْمَلُ بِهِ هذا، وتقول إليه قال: لا تُعَارِضْنِي فِي مِثْلِ هَذَا إلَّا أَقُومُ إِلَى ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ. قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: كَانَ ثِقَةً. وَقَالَ ابْنُ المُنَادِي: تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ وَإِنَّمَا احتَرَمَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ لِشَرَفِهِ وَنَسَبِهِ وَلِتَقْوَاهُ وَفَضْلِهِ فَمَنْ جَمَعَ العَمَلَ وَالعِلْمَ فناهيك به!

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 181"، والمنتظم "5/ 88".

أبو يونس الجمحي

2274- أبو يونس الجُمَحِي 1: مُفْتِي المَدِيْنَةِ الإِمَامُ، أَبُو يُوْنُسَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ القُرَشِيُّ الجُمَحِيُّ المَدَنِيُّ الفَقِيْهُ المَالِكِيُّ. تَفَقَّهَ بِأَصْحَابِ مَالِكٍ. وَحَدَّثَ عَنْ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدٍ الفَرْوِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ المُنْذِرِ، وَأَبِي مُصْعَبٍ وَبِشْرِ بنِ عُبَيْسٍ العَطَّارِ، وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، وَيَحْيَى بنُ الحَسَنِ العَلَوِيُّ النَّسَّابَةُ، وَأَبُو بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّيْبُلِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ كان مفتي المدينة. تُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ السَّبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا دَاوُدَ رَوَى عَنْهُ عَنِ الحُمَيْدِيِّ، وَلَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ بَلْ شَيْخُ أَبِي دَاوُدَ هُوَ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَنَسٍ القُرَشِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ لَقِيَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئَ، وَأَقْرَانَهُ بِمَكَّةَ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1040"، وتهذيب التهذيب "9/ 24"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 1038".

ومحمد بن أحمد بن حسين

2275- ومحمد بن أحمد بن حسين 1: "ت" ابن مدوية، القُرَشِيُّ، التِّرْمِذِيُّ يُكْنَى: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. حَدَّثَ عَنْ القَاسِمِ بنِ الحَكَمِ العُرَنِيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بن موسى، وأسود ابن شَاذَانَ. رَوَى عَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ شَكَّرٌ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. ذَكَرْتُهُ لِلتَّمْيِيْزِ وَإِلاَّ فَهُوَ أكبر من الجمحي.

_ 1 ترجمته في ثقات ابن حبان "9/ 148"، والكاشف "3/ ترجمة 4776"، وتهذيب التهذيب "9/ 21" وتقريب التهذيب "2/ 142"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6034".

المنتظر

2276- المُنْتَظَر 1: الشَّرِيْفُ، أَبُو القَاسِمِ، مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ العَسْكَرِيُّ بن عَلِيٍّ الهَادِي بنِ مُحَمَّدٍ الجَوَادِ بنِ عَلِيٍّ الرِّضَى بنِ مُوْسَى الكَاظِمِ بنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بن مُحَمَّدٍ البَاقِرِ بنِ زَيْنِ العَابِدِيْنَ بنِ عَلِيِّ بن الحسين الشهيد بن الإِمَامِ، عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ العَلَوِيُّ الحُسَيْنِيُّ. خَاتِمَةُ الاثْنَي عَشَرَ سَيِّداً، الَّذِيْنَ تَدَّعِي الإِمَامِيَّةُ عِصْمَتَهُم -وَلاَ عِصْمَةَ إلَّا لِنَبِيٍّ- وَمُحَمَّدٌ هَذَا هُوَ الَّذِي يَزْعُمُوْنَ أَنَّهُ الخَلَفُ الحُجَّةُ، وَأَنَّهُ صَاحِبُ الزَّمَانِ، وَأَنَّهُ صَاحِبُ السِّرْدَابِ بِسَامَرَّاءَ وَأَنَّهُ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، حَتَّى يَخْرُجَ فَيَمْلأَ الأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً، وَجُوراً فَوَدِدْنَا ذَلِكَ وَاللهِ، وَهُم فِي انْتِظَارِهِ مِنْ أَرْبَعِ مئة وَسَبْعِيْنَ سَنَةً وَمَنْ أَحَالَكَ عَلَى غَائِبٍ لَمْ يُنْصِفْكَ فَكَيْفَ بِمَنْ أَحَالَ عَلَى مُسْتَحِيلٍ، وَالإِنْصَافُ عَزِيْزٌ فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الجَهْلِ وَالهَوَى. فَمَوْلاَنَا الإِمَامُ عَلِيٌّ مِنَ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- نُحِبُّهُ أَشَدَّ الحُبِّ، وَلاَ نَدَّعِي عِصْمَتَهُ وَلاَ عِصْمَةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. وَابْنَاهُ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ: فَسِبْطَا رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجنة، لو استخلفا لكانا اهلًا لذلك.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 562"، والعبر "2/ 31"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 150".

وزَيْنُ العَابِدِيْنَ: كَبِيْرُ القَدْرِ، مِنْ سَادَةِ العُلَمَاءِ العَامِلِينَ، يَصْلُحُ لِلإِمَامَةِ، وَلَهُ نُظَرَاءُ وَغَيْرُهُ أَكْثَرُ فَتْوَىً مِنْهُ وَأَكْثَرُ رِوَايَةً. وَكَذَلِكَ ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ: سَيِّدٌ، إِمَامٌ، فَقِيْهٌ يَصْلُحُ لِلْخِلاَفَةِ. وَكَذَا وَلدُهُ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ: كَبِيْرُ الشَّأْنِ، مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ، كَانَ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُوْرِ. وَكَانَ وَلَدُهُ مُوْسَى: كَبِيْرَ القَدْرِ جَيِّدَ العِلْمِ أَوْلَى بِالخِلاَفَةِ مِنْ هَارُوْنَ، وَلَهُ نُظَرَاءُ فِي الشَّرَفِ وَالفَضْلِ. وَابْنُهُ عَلِيُّ بنُ مُوْسَى الرِّضَا: كَبِيْرُ الشَّأْنِ لَهُ عِلْمٌ وَبَيَانٌ وَوَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ صَيَّرَهُ المَأْمُوْنُ، وَلِيَّ عَهْدِهِ لجلالته فتوفي سنة ثلاث ومئتين. وَابْنُهُ مُحَمَّدٌ الجَوَادُ: مِنْ سَادَةِ قَوْمِهِ لَمْ يَبْلُغْ رُتْبَةَ آبَائِهِ فِي العِلْمِ، وَالفِقْهِ، وَكَذَلِكَ وَلَدُهُ المُلَقَّبُ بِالهَادِي: شَرِيْفٌ جَلِيْلٌ. وَكَذَلِكَ ابْنُهُ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ العَسْكَرِيُّ رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى. فَأَمَّا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ هَذَا: فَنَقَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ: أَنَّ الحَسَنَ مَاتَ عَنْ غَيْرِ عَقِبٍ قَالَ: وَثَبَتَ جُمْهُورُ الرَّافِضَةِ عَلَى أَنَّ لِلْحَسَنِ ابْناً أَخْفَاهُ. وَقِيْلَ: بَلْ وُلِدَ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، مِنْ أَمَةٍ اسْمُهَا: نَرْجِسٌ أَوْ سَوْسَنٌ وَالأَظْهَرُ عِنْدَهُم أَنَّهَا صَقِيْلٌ، وَادَّعَتِ الحَمْلَ بَعْدَ سَيِّدِهَا فَأُوْقِفَ مِيرَاثُهُ لِذَلِكَ سَبْعَ سِنِيْنَ، وَنَازَعَهَا فِي ذَلِكَ أَخُوْهُ جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ فَتَعَصَّبَ لَهَا جَمَاعَةٌ، وَلَهُ آخَرُوْنَ ثُمَّ انْفَشَّ ذَلِكَ الحَمْلُ، وَبَطَلَ فَأَخَذَ مِيرَاثَ الحَسَنِ أَخُوْهُ جَعْفَرٌ وَأَخٌ لَهُ، وَكَانَ مَوْتُ الحَسَنِ سنة ستين ومئتين إِلَى أَنْ قَالَ: وَزَادَتْ فِتْنَةُ الرَّافِضَةِ بِصَقِيْلٍ، وَبِدَعْوَاهَا إِلَى أَنْ حَبَسَهَا المُعْتَضِدُ بَعْدَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً مِنْ مَوْتِ سَيِّدِهَا، وَجُعِلَتْ فِي قَصْرِهِ إِلَى أَنْ مَاتَتْ فِي دَوْلَةِ المُقْتَدِرِ. قُلْتُ: وَيَزْعُمُوْنَ أَنَّ مُحَمَّداً دَخَلَ سِرْدَاباً فِي بَيْتِ أَبِيْهِ، وَأُمُّهُ تَنْظُرُ إِلَيْهِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى السَّاعَةِ مِنْهُ وَكَانَ ابْنَ تِسْعِ سِنِيْنَ وَقِيْلَ دُوْنَ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ خِلِّكَانَ: وَقِيْلَ: بَلْ دَخَلَ وَلَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً فِي سنة خمس وسبعين ومئتين وَقِيْلَ: بَلْ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ، وَأَنَّهُ حي. نَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ زوَالِ العَقْلِ فَلَو فَرَضْنَا وُقُوعَ ذَلِكَ فِي سَالِفِ الدَّهْرِ فَمَنِ الَّذِي رَآهُ وَمَنِ الَّذِي نَعْتَمِدُ عَلَيْهِ فِي إِخْبَارِهِ بِحَيَاتِهِ، وَمَنِ الَّذِي نَصَّ لَنَا عَلَى عِصْمَتِهِ، وَأَنَّهُ يَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ؟ هَذَا هَوَسٌ بَيِّنٌ، إِنْ سَلَّطْنَاهُ عَلَى العُقُولِ ضَلَّتْ، وَتَحَيَّرَتْ بَلْ جَوَّزَتْ كُلَّ بَاطِلٍ أَعَاذَنَا اللهُ وَإيَّاكُم مِنَ الاحْتِجَاجِ بِالمُحَالِ، وَالكَذِبِ أَوْ رَدِّ الحَقِّ الصَّحِيْحِ كَمَا هُوَ دَيْدَنُ الإِمَامِيَّةِ. وَمِمَّنْ قَالَ: إِنَّ الحَسَنَ العَسْكرِيَّ لَمْ يُعْقِبْ: مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبرِيُّ وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَنَاهِيْكَ بِهِمَا مَعْرِفَةً، وثقة.

يوسف بن بحر

2277- يوسف بن بَحْر 1: الإِمَامُ الرَّحَّالُ أَبُو القَاسِمِ التَّمِيْمِيُّ البَغْدَادِيُّ، ثُمَّ الطَّرَابُلُسِيُّ قَاضِي حِمْصَ ثُمَّ نَزَلَ جَبْلَةَ. سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ عَاصِمٍ، وَيَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ وَأَبَا النَّضْرِ، وَحَجَّاجَ بنَ مُحَمَّدٍ، وَالأَسْوَدَ بنَ عَامِرٍ، وَمَرْوَانَ بنَ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُسَيَّبِ الأَرْغِيَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ أَخُو خَيْثَمَةَ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَآخَرُوْنَ. وَرَوَى الكَثِيْرَ. وَجَاءَ عَنْ خَيْثمَةَ: أَنَّهُ ارْتَحَلَ إِلَيْهِ بُعَيْدَ سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ إِلَى جَبْلَةَ. فَأَسَرَهُ الفِرِنْجُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَيْسَ هُوَ بِالقَوِيِّ رَفَعَ أحاديث أتى عن الثقات بمناكير. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: لَيْسَ بِالمَتِيْنِ عِنْدَهُمْ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيْفٌ وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِالقَوِيِّ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "9/ ترجمة 915"، وتاريخ بغداد "14/ 305"، وميزان الاعتدال "4/ 462"، ولسان الميزان "6/ 318".

الخصاف

2278- الخَصَّاف 1: العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَمْرِو بنِ مُهَيْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، الفَقِيْهُ، الحَنَفِيُّ، المُحَدِّثُ. حَدَّثَ عَنْ: وَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، وَأَبِي عَامِرٍ العَقَدِيِّ، وَالوَاقِدِيِّ، وَأَبِي نُعَيْمٍ، وَعَمْرِو بنِ عَاصِمٍ، وَعَارِمٍ، وَمُسْلِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَالقَعْنَبِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. ذَكَرَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فِي "تَارِيْخِهِ". وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيْمُ: كَانَ فَاضِلاً، صَالِحاً فَارِضاً، حَاسِباً، عَالِماً بِالرَّأْيِ، مُقَدَّماً عِنْدَ المُهْتَدِي بِاللهِ، حَتَّى قَالَ النَّاسُ: هُوَ ذَا يُحْيي دَوْلَةَ أَحْمَدَ بنِ أَبِي دُوَادَ وَيُقَدِّمُ الجَهْمِيَّةَ. صَنَّفَ للمُهْتَدِي كِتَابَ: "الخَرَاجِ" فَلَمَّا قُتِلَ المُهْتَدِي، نُهِبَتْ دار الخصاف، وذهبت بعض كتبه. صَنَّفَ كِتَابَ "الحِيَلِ" وَكِتَابَ "الشُّرُوطِ الكَبِيْرِ" ثُمَّ اخْتَصَرَهُ، وَ"الرَّضَاع"، وَ"أَدَب القَاضِي"، وَ"العَصِيْر وَأَحْكَامهِ"، وَ"أَحْكَام الوُقُوْفِ"، وَ"ذَرْع الكَعْبَةِ وَالمَسْجَدِ وَالقَبْرِ". وَيُذْكَرُ عَنْهُ زُهْدٌ وَوَرَعٌ وَأَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ صَنْعَتِهِ رَحِمَهُ اللهُ، وَقَلَّ مَا رَوَى وَكَانَ قَدْ قَارَبَ الثَّمَانِيْنَ. مات ببغداد سنة أحدى وستين ومائتين.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 266".

ابن المدبر

2279- ابن المُدَبِّر 1: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُدَبِّرِ الضَّبِّيُّ. أَحَدُ البُلَغَاءِ وَالشُّعَرَاءِ، وَزَرَ لِلمُعْتَمِدِ، وَهُوَ أَخُو أَحْمَدَ بنِ المُدَبِّرِ، وَمُحَمَّدٍ. حَكَى عَنْهُ: عَلِيٌّ الأَخْفشُ وَجَعْفَرُ بنُ قُدَامَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ الصُّوْلِيُّ، وَغَيْرُهُم. وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ كُتَّابِ التَّرَسُّلِ يُقَارِبُهُ في فنه، وتوسعه ولم يزل عالي المَكَانَةِ إِلَى أَنْ نُدِبَ إِلَى الوِزَارَةِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ فَاسْتُعفِيَ لِكَثْرَةِ المُطَالَبَةِ بِالمَالِ. وَكَانَ وَافِرَ الحِشْمَةِ كَثِيْرَ البَذْلِ، وَفِيْهِ يقول أبو هفان: يابن المُدَبِّرِ أَنْتَ عَلَّمْتَ الوَرَى ... بَذْلَ النَّوَالِ وَهُمْ بِهِ بُخَلاَءُ لَوْ كَانَ مِثْلَكَ فِي البَرِيَّةِ وَاحِدٌ ... فِي الجُوْدِ لَمْ يَكُ فِيهِمُ فَقُرَاءُ وَلَهُ أَخْبَارٌ طَوِيْلَةٌ فِي "تَارِيْخِ" ابْنِ النَّجَّارِ. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمَاتَ أَخُوْهُ أَحْمَدُ بنُ المُدَبِّرِ، أَبُو الحَسَنِ الكَاتِبُ السَّامَرِّيُّ سنة سَبْعِيْنَ قَبْلَهُ. وَكَانَ وَلِيَ مسَاحَةَ الشَّامِ لِلمُتَوَكِّلِ، وَكَانَ بَلِيْغاً مُتَرَسِّلاً صَاحِبَ فُنُوْنٍ يَصْلُحُ لِلقْضَاءِ وَلِلبُحْتُرِيِّ فِيْهِ مَدَائِحُ. ثُمَّ وَلِيَ خَرَاجَ مِصْرَ مَعَ دِمَشْقَ. ثُمَّ قَبَضَ عَلَيْهِ أَحْمَدُ بنُ طُولُوْنَ، وَسَجَنَهُ وَعَذَّبَهُ ثُمَّ طَلَبَهُ، وَقَالَ: كَيْفَ حَالُكَ فَقَالَ: أَخَذَكَ اللهُ مِنْ مَأْمَنِكَ يَا عَدُوَّ اللهِ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ وَقِيْلَ: بَلْ هَلَكَ فِي السِّجْنِ. وَلإِبْرَاهِيْمَ أَخْبَارٌ مَعَ عُرَيْبٍ المُغَنِّيَةِ، فِي تَعَشُّقِهِ لَهَا وَأَنَّهَا بَعْدَ أَنْ عَجَزَتْ زَارَتْهُ يَوْماً فِي جَوَارِيهَا فَوَصَلَهَا بِنَحْوٍ مِنْ ألفي دينار ذلك اليوم.

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "22/ 151"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "1/ 226"، وفوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "1/ 45"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 107".

السكري

2280- السُّكَّري 1: العَلاَّمَةُ، البَارِعُ، شَيْخُ الأَدبِ، أَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ العلاء بن أبي صفرة بن الأَمِيْرِ المُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ، المُهَلَّبِيُّ، السُّكَّرِيُّ النَّحْوِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. سَمِعَ مِنْ: يَحْيَى بنِ مَعِيْن وَجَمَاعَةٍ. وَأَخَذَ العَرَبِيَّةَ عَنْ أَبِي حاتم السجستاني، والرياشي، وعمر بن شبة. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَكِيْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ التَّارِيْخِيُّ، وَأَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً دَيِّناً صَادِقاً يُقْرِئُ القُرْآنَ، وَانْتَشَرَ عَنْهُ شَيْءٌ كَثِيْرٌ مِنْ كُتُبِ الأَدَبِ. لَهُ كِتَابُ "الوُحُوشِ" وَكِتَابُ "النَّبَاتِ". وَكَانَ عَجَباً فِي مَعْرِفَةِ أَشْعَارِ العَرَبِ، أَلَّفَ لِجَمَاعَةٍ مِنْهُم دَوَاوينَ، فَجَمَعَ شِعْرَ أَبِي نُوَاسٍ وَشَرَحَهُ فِي ثَلاَثِ مُجَلَّدَاتٍ، وَدَوَّنَ شِعْرَ امرِئِ القَيْسِ، وَشِعْرَ النَّابِغَتَيْنِ وَ"دِيْوَانَ قَيْسِ بنِ الخَطِيمِ"، وَ"دِيْوَانَ تَمِيْمٍ" وَ"دِيوَانَ هُذَيْلٍ"، وَ"دِيوَانَ الأَعشَى"، وَ"دِيوَانَ زُهَيْرٍ" وَ"دِيوَانَ الأَخْطَلِ" وَ"دِيوَانَ هُدْبَةَ بنِ خَشْرَمٍ"، وَأَشْيَاء سِوَى ذَلِكَ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 296"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 97"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "8/ 94"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 502".

سليمان بن وهب

2281- سليمان بن وهب 1: ابن سعيد بن عمرو بن حصين: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو أَيُّوْبَ الحَارِثِيُّ الكَاتِبُ. مَوْلِدُهُ بسواد واسط. وَتَأَدَّبَ فِي صِغَرِهِ، وَكَتَبَ لِلْمَأْمُوْنِ، وَهُوَ حَدَثٌ. وَتَنَقَّلَتْ بِهِ الأَيَّامُ، إِلَى أَنْ وَزَرَ لِلمُهْتَدِي سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ، ثُمَّ وَزَرَ بَعْدُ فِي سَنَةِ "263" لِلْمُعْتَمِدِ فَعُزِلَ بَعْدَ سَنَة. وَهُوَ أَخُو الحَسَنِ بنِ وَهْبٍ وَكَانَ جَدُّهُمَا سَعِيْدٌ نَصْرَانِيّاً يَكْتُبُ فِي دَوَاوِينِ الخَرَاجِ ثُمَّ اسْتَخْدَمَ الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ، وَهْباً وَنَوَّهَ بِذِكْرِهِ، وَوَلاَّهُ نَظَرَ فَارِسٍ فَوُلِدَ سُلَيْمَانُ فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَمائَةٍ وأخوه أسن منه. وسمع: سليمان حديثًا كبيرًا، وَكَتَبَ المَنْسُوْبَ. قَالَ حُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الكَاتِبُ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ: اطَّلَعَ أَبُو تَمَّامٍ وَأَنَا أَكْتُبُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا أَيُّوْبَ كَلاَمُكَ ذَوَّبَ شِعرِي. قَالَ جَرِيْرُ بنُ أحمد بن أبي داود: كلنا فِي مَجْلِسِ المُهْتَدِي بِاللهِ فَدَفَعَ إِلَى سُلَيْمَانَ بنِ وَهْبٍ كِتَاباً وَقَالَ: أَجِبْ عَنْهُ فَلَمَّا قَامَ قَالَ المُهْتَدِي: مَا فِي صِنَاعَتِهِ لَهُ نَظِيرٌ غَيْرَ أَنَّهُ يُفْسِدُ نَفْسَهُ بِشَرَهٍ فِيْهِ عَلَى المَالِ. وفِي "تَارِيخِ الوُزَرَاءِ" لأَبِي عَبْدِ اللهِ الجَهْشِيَارِيِّ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ حَسَنَ الخُلُقِ كَرِيْمَ الطَّبْعِ لَيِّنَ العِشْرَةِ. وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ الفُرَاتِ: كَانَ سُلَيْمَانُ بنُ وَهْبٍ أَكْتَبَ خَلْقِ اللهِ يَداً وَلِسَاناً. قُلْتُ: إلَّا أَنَّهُ قَلِيْلُ الخَيْرِ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بنُ الضَّحَّاكِ بنِ الخَصِيبِ أَنَّهُ رَآهُ يَقْرَأُ فِي مُصْحَفٍ: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَة} [الشورى: 20] . فَقَالَ: اللَّهُمَّ! ائتِنِي حَرْثِي فِي الدُّنْيَا وَلاَ تَجْعَلْ لِي فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيْبٍ. فَأُجِيْبَ دُعَاؤُهُ. وَقَالَ مُحْرِزٌ الكَاتِبُ: كَانَ لِسُيلمَانَ غُلاَمٌ يُحِبُّهُ فَاسْتُهْتِرَ بِهِ فَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ فَأَبْعَدَهُ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: نَكَبَهُ المُوَفَّقُ وَصَادَرَهُ فَلَمْ يُوْجَدْ مَعَهُ مَا ظَنَّ فِيْهِ وَجَرَتْ لَهُ بَعْدُ نَكَبَاتٌ فَمَاتَ مَحْبُوساً فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ فِي وِزَارَةِ صَاعِدِ بنِ مَخْلَدٍ. وَهُوَ وَالِدُ الوَزِيْرِ عُبَيْدِ اللهِ وَجَدُّ الوَزِيْرِ القَاسِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ وَأَبُو جَدِّ الوَزِيْرِ الحسين.

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "23/ 3-18"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 86"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 277"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 37".

الخبيث

2282- الخبيث 1: هُوَ طَاغيَةُ الزِّنْجِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَبْدِيُّ، مِنْ عَبْدِ القَيْسِ. افْتَرَى وَزَعَمَ أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ العَلَوِيِّ، وَكَانَ مُنَجِّماً طرقِيّاً ذَكِيّاً حَرُورِيّاً مَاكِراً دَاهِيَةً مُنْحَلاًّ عَلَى رَأْي فَجَرَةِ الخَوَارِجِ يَتَسَتَّرُ بِالانْتِمَاءِ إِلَيْهِم، وَإِلاَّ فَالرَّجُلُ دَهْرِيٌّ فَيْلَسُوفٌ زِنْدِيْقٌ. ظَهَرَ بِالبَصْرَةِ، وَاسْتغوَى عَبِيْدَ النَّاسِ، وَأَوبَاشَهُم فَتَجَمَّعَ لَهُ كُلُّ لِصٍّ، وَمُرِيْبٍ وَكَثُرُوا فَشَدَّ بِهِم أَهْلِ البَصْرَةِ، وَتَمَّ لَهُ ذَلِكَ وَاسْتبَاحُوا البَلَدَ، واسترقوا الذرية، ومكوا فنتدب لِحَرْبِهِم عَسْكَرُ المُعْتَمِدِ فَالْتَقَى الفَرِيقَانِ، وَانْتَصَرَ الخَبِيْثُ، واستفحل بلاءه، وَطَوَى البِلاَدَ وَأَبَادَ العِبَادَ وَكَادَ أَنْ يَمْلِكَ بَغْدَادَ، وَجَرَتْ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ الجَيْشِ عِدَّةُ مَصَافَّاتٍ، وَأَنْشَأَ مَدِينَةً سَمَّاهَا: المُخْتَارَةَ فِي غَايَةِ الحَصَانَةِ، وزاد جيشه على مئة أَلْفٍ، وَلَوْلاَ زَنْدَقَتُهُ وَمُرُوْقُهُ لاَسْتَوْلَى عَلَى المَمَالِكِ. وَقَدْ سُقْتُ مِنْ فِتْنَتِهِ فِي دَوْلَةِ المُعْتَمِدِ، وَكَانَتْ أَيَّامُهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ نِفْطَوَيْه: كَانَ أَوَّلاً بِوَاسِطَ، وَرُبَّمَا كَتَبَ العُوَذَ فَأَخَذَهُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَوْنٍ فَحَبَسَهُ ثُمَّ أَطْلَقَهُ فَمَا لَبِثَ أَنْ خَرَجَ، وَاسْتَغْوَى الزِّنْجَ يَعْنِي: عَبِيْدَ النَّاسِ وَالَّذِيْنَ يَكْسَحُوْنَ وَيَزْبِلُوْنَ فَصَارَ مِنْ أَمْرِهِ مَا صَارَ، وَخَافَتْهُ الخُلَفَاءُ ثُمَّ أَظْفَرَهُمُ اللهُ بِهِ بَعْدَ حُرُوبٍ تُشَيِّبُ النَّوَاصِي. وَقُتِلَ ولله الحمد في سنة سبعين ومئتين فِي صَفَرٍ، وَلَهُ ثَمَانٌ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً. وَلَوْ أَفْرَدْتُ أَخْبَارَهُ وَوقَائِعَهُ لَبَلَغْتُ مُجَلَّداً وَكَانَ مُفْرِطَ الشجاعة جَرِيّاً دَاهِيَةً قَدِ اسْتَوْعَبَ ابْنُ النَّجَّارِ سِيْرَتَهُ. رُئِيَ أَبُوْهُ أَنَّهُ بَالَ فِي مَسجدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَوْلَةً أَحْرَقَتْ نِصْفَ الدُّنْيَا. وكَانَتْ أُمُّ الخَبِيْثِ تَقُوْلُ: لَمْ يَدَعِ ابْنِي أَحَداً عِنْدَهُ عِلْمٌ بِالرَّيِّ حَتَّى خَالَطَهُم ثُمَّ خَرَجَ إِلَى خُرَاسَانَ فَغَابَ عَنِّي سَنَتَيْنِ، وَجَاءَ ثُمَّ غَابَ عَنِّي غَيْبَتَهُ الَّتِي خَرَجَ فِيْهَا فَوَرَدَ عَلَيَّ كِتَابُهُ مِنَ البَصْرَةِ وَبَعَثَ إِليَّ بِمَالٍ فَلَمْ أَقْبَلْهُ لِمَا صَحَّ عِنْدِي مِنْ سَفْكِهِ لِلدِّمَاءِ، وَخَرَابِهِ لِلْمُدُنِ. قُلْتُ: وَكَانَ أَبُوْهُ دَاهِيَةً شَيطَاناً كَوَلَدِهِ فَقَالَ عَلِيٌّ: مَرِضْتُ وَأَنَا غُلاَمٌ فَجَلَسَ أَبِي يَعُودُنِي وَقَالَ لأُمِّي: مَا خَبَرُهُ قَالَتْ: يَمُوتُ قَالَ: فَإِذَا مَاتَ مَنْ يَخْرِبُ البَصْرَةَ قَالَ: فَبَقِيَ ذَاكَ في قلبي.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 155".

وَقِيْلَ: مَاتَ أَبُوْهُ بِسَامَرَّاءَ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ فَقَالَ عَلِيٌّ الشِّعْرَ وَمَدَحَ بِهِ، وَصَارَ كَاتِباً وَدَخَلَ فِي ادِّعَاءِ الإِمَامَةِ، وَعِلْمِ المُغَيَّبَاتِ، وَخَافَ فَنَزَحَ مِنْ سَامَرَّاءَ إِلَى الرَّيِّ لِمِيرَاثٍ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. قُلْتُ: بَعْدَ مَصْرَعِ المُتَوَكِّلِ، وَابْنِهِ وَأُولَئِكَ الخُلَفَاءِ المُسْتَضْعَفِيْنَ المَقْتُولِيْنَ نَقَضَ أَمْرُ الخِلاَفَةِ جِدّاً، وَطَمِعَ كُلُّ شَيطَانٍ فِي التَّوثُّبِ، وَخَرَجَ الصَّفَّارُ بِخُرَاسَانَ وَاتَّسَعَتْ مَمَالِكُهُ وَخَرَجَ هَذَا الخَبِيْثُ بِالبَصْرَةِ وَفَعَلَ مَا فَعَلَ وَهَاجَتِ الرُّوْمُ، وَعَظُمَ الخَطْبُ. ثمَّ بَعْدَ سَنَواتٍ ثَارَتِ القرامطة، والأعراب وظهر بالمغرب عبيد اللهِ المُلَقَّبُ بِالمَهْدِيِّ، وَتَمَلَّكَ ثُمَّ دَامت الدَّوْلَةُ فِي ذُرِّيَّةِ البَاطِنِيَّةِ إِلَى دَوْلَةِ نُوْرِ الدِّيْنِ رَحِمَهُ اللهُ. فَادَّعَى بَعْدَ الخَمْسِيْنَ هَذَا الخَبِيْثُ بِهَجَرَ أَنَّهُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بن حسين زيد عَبْد اللهِ بنِ عَبَّاسِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ فَمَالَ إِلَيْهِ رَئِيْسُ هَجَرَ، وَنَابَذَهُ قَوْمٌ فَاقْتَتَلُوا فَتَحَوَّلَ إِلَى الأَحسَاءِ، وَاعْتَصَمَ بِبَنِي الشَّمَّاسِ، وَإِنَّمَا قَصَدَ البَحْرَيْنِ لِغَبَاوَةِ أَهْلِهَا، وَرَوَاجِ المَخَارِيْقِ عَلَيْهِم فَحَلَّ مِنْهُم مَحَلَّ نَبِيٍّ، وَصَدَّقُوهُ بِمرَّةٍ ثُمَّ تَنَكَّرُوا لَهُ لدبرِهِ فَشَخَصَ إِلَى البَادِيَةِ يَسْتَغْوِي الأَعَارِيْبَ بِنُفُوْذِ حِيَلِهِ، وَشَعْوَذَتِهِ، وَاعتَقَدُوا فِيْهِ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَجَعَلَ يُغِيْرُ عَلَى النَّوَاحِي ثُمَّ تَمَّتْ لَهُ، وَقعَةٌ كَبِيْرَةٌ هُزِمَ فِيْهَا وَقُتِلَ كُبَرَاءُ أَتْبَاعِهِ، وَكَرِهَتْهُ العَرَبُ فَقَصَدَ البَصْرَةَ فَنَزَلَ فِي بَنِي ضُبَيْعَةَ، وَالتَفَّ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ، وَطَمِعَ فِي مَيْلِ البَصْرِيِّينَ إِلَيْهِ فَأَمَرَ أَرْبَعَةً فَدَخَلُوا الجَامعَ يَدْعُونَهُم إِلَى طَاعَتِهِ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ بَلْ وَثَبَ الجُنْدُ إِلَيْهِم فَهَرَبَ، وَأُخِذَ أَتْبَاعُهُ وَابْنُهُ الكَبِيْرُ وَأُمُّهُ، وَبِنْتُهُ فَحُبِسُوا. وَذَهَبَ إِلَى بَغْدَادَ فَأَقَامَ سَنَةً يَسْتَغوِي النَّاسَ وَيُضِلُّهُم فَاسْتمَالَ عِدَّةً مِنَ الحَاكَةِ بِمخَارِيقِهِ، وَالجَهَلَةُ أَسْبَقُ شَيْءٍ إِلَى أَربَابِ الأَحْوَالِ الشَّيطَانِيَّةِ، وَمَاتَ مُتَوَلِّي البَصْرَةِ وَهَاجَتِ الأَعرَابُ بِهَا، وَفَتَحُوا السُّجُونَ فَتَخَلَّصَ قَوْمُهُ فَبَادَرَ إِلَى البَصْرَةِ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ، وَحَوْلَهُ جَمَاعَةٌ وَاسْتجَابَ لَهُ عَبِيْدٌ زُنُوجٌ لِلنَّاسِ فَأَفْسَدَهُم، وَجَسَّرَهُم وَعَمَدَ إِلَى جَرِيْدَةٍ فَكَتَبَ عَلَى خِرْقَةٍ عَلَيْهَا {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّة} [التَّوبَة: 111] وَكَتَبَ اسْمَهُ وَخَرَجَ بِهِم فِي السَّحَرِ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ رَمَضَانَ فِي أَلْفِ نَفْسٍ فَخَطَبَهُم، وَقَالَ: أَنْتُم الأُمَرَاءُ وَسَتَمْلِكُونَ، وَوَعَدَهُم وَمَنَّاهُم ثُمَّ طَلَبَ أُسْتَاذِيْهِم وَقَالَ أَرَدْتُ ضَرْبَ أَعنَاقِكُم لأَذِيَّتِكُم لِهَؤُلاَءِ الغِلْمَانِ قَالُوا: هَؤُلاَءِ أَبَقُوا وَلاَ يُبقُوْنَ عَلَيْكَ، وَلاَ عَلَيْنَا فَأَمَرَ غِلْمَانَهُم فَبَطَحُوهُم، وَضَرَبُوا كُلَّ وَاحِدٍ خَمْسَ مائَةٍ، وَحَلَّفَهُم بِالطَّلاَق أَنْ لاَ يُعْلِمُوا أَحَداً بِمَوْضِعِهِ.

وَقِيْلَ: كَانَ ثَمَّ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفِ عَبْدٍ يَعْمَلُوْنَ فِي أَمْوَالِ مَوَالِيْهِم، فَأَنْذَرُوا سَادَاتِهِم بِمَا جَرَى فَقَيَّدُوهُم فَأَقْبَلَ حِزْبُهُ فَكَسَرُوا قُيْودَهُم، وَضَمُّوهُم إِلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الفِطْرِ رَكَزَ عَلَمَهُ، وَصَلَّى بِهِمُ العِيْدَ، وَخَطَبَهُم، وَأَعْلَمَهُم أَنَّ اللهَ يُرِيْدُ أَنْ يُمَكِّنَ لَهُم وَيُمَلِّكَهُم، وَحَلَفَ لَهُم عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى بِهِم. ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَنْهَبُ، وَيُغِيْرُ وَيَكْثُرُ جَمْعُهُ مِنْ كُلِّ مَائِقٍ1، وَقَاطِعِ طَرِيْقٍ حَتَّى اسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ، وَعَظُمَتْ فِتْنَتُهُ وَغَنِمَ الخُيُولَ، وَالسِّلاَحَ وَالأَمْتعَةَ، وَالأَمْوَالَ، وَالموَاشِي وَصَارَ مِنَ المُلُوكِ، وَصَارَ كُلَّمَا حَارَبَهُ عسكر، وأنهزموا فر إليه غلمان فَحَشَدَ لَهُ أَهْلُ البَصْرَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ مِنَ العَامِ، وَالْتَقَوا فَهَزَمَهُم، وَقَتَلَ مِنْهُم مَقْتَلَةً، وَوَقَعَ رُعْبُهُ فِي النُّفُوْسِ فَوَجَّهَ الخَلِيْفَةُ جَيْشاً فَمَا نَفَعُوا. ثمَّ أَوْقَعَ بِأَهْلِ الأُبُلَّةِ2 فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَحْرَقَهَا فَسَلَّمَ أَهْلُ عَبَّادَانِ3 بِأَيدِيهِم، وَسَالَمُوهُ فَأَخَذَ عَبِيْدَهُم وَسِلاَحَهُم. ثمَّ أَخَذَ الأَهْوَازَ فَخَافَهُ أَهْلُ البَصْرَةِ، وَانْجَفَلُوا فَأَخَذَهَا بِالسَّيْفِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ، وَقتَ صَلاَةِ الجُمُعَةِ وَهَرَبَ جُنْدُهَا فَأَحْرَقَ الجَامعَ بِمَنْ حَوَى، وَلَمْ تَزَلِ الحَرْبُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المُوَفَّقِ سِجَالاً. وَاسْتَبَاحَ وَاسِطَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، وَحَصَلَ لِلْخَبِيْثِ جَوَاهِرُ، وَأَمْوَالٌ فَاسْتَأْثَرَ بِهَا فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ المُتَقَشِّفُوْنَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَذَكَرُوا لَهُ سِيْرَةَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ: لَيْسَ فِيْهِمَا قُدْوَةٌ. وَادَّعَى أَنَّهُ هُوَ عَبْدُ اللهِ المَذْكُوْرِ فِي: {قُلْ أُوحِي} [الجِنُّ: 1] وَزَعَم أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا يَمْتَازُ عَلَيْهِ إلَّا بِالنُّبُوَّةِ. وَزَعَمَ أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِي المَهْدِ صِيْحَ بِهِ: يَا عَلِيُّ فَقَالَ: يَا لَبَّيْكَ. وَكَانَ يَجْمَعُ اليَهُوْدَ وَالنَّصَارَى يَسْأَلُهُم عَمَّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيْلِ مِنْ ذكره، وهم يسخرون منه ويقرءون لَهُ فُصُولاً فَيَدَّعِي أَنَّهَا فِيْهِ، وَزَادَ مِنَ الإِفْكِ فَنَفَرَتْ مِنْهُ قُلُوْبُ خَلْقٍ مِنْ أَتْبَاعِهِ ومقتوه.

_ 1 المائق: الحاقد. 2 الابلة: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة، وهي أقدم من البصرة قاله ياقوت الحموي في "معجم البلدان". 3 عبادان: موضع تحت البصرة قرب البحر المالح قاله ياقوت في "معجم البلدان".

الطبقة السادسة عشرة

الطبقة السادسة عشرة: 2425- الكَجِّي 1: الشَّيْخ، الإِمَام، الحَافِظ المُعَمَّر شَيْخ الْعَصْر أَبُو مسلم إبراهيم بن عبد الله بنِ مُسْلِم بنِ مَاعز بن مُهَاجر البَصْرِيّ الكَجِّيّ صَاحِب السُّنَن. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَتِسْعِيْنَ ومائة. وَسَمِعَ فِي الحدَاثَة مِنْ: أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيْل ومحمد بن عبد الله الأَنْصَارِيّ وَمُعَاذ بن عوذ الله وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن حَمَّادٍ الشُّعَيْثِي وَعَبْد المَلِك بن قَرِيْب الأَصْمَعِيّ وَسَعِيْد بن سَلاَّمٍ العَطَّار وَأَبِي زَيْدٍ سَعِيْد بن أَوس الأَنْصَارِيّ وَبدل بن المُحَبَّر ومسلم بن إبراهيم وعبد الله بن رجاء وَحَجَّاج بن نُصَيْر وَأَبِي الوَلِيْدِ وَحَجَّاج بن منهال وأبي عمر الضَّرير وَسُلَيْمَان بن دَاوُد الهَاشِمِيّ وَعُثْمَان بن الهَيْثَم المُؤَذِّن وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَعِنْدَهُ عِدَّة أَحَادِيْث ثلاَثيَّة السَّند. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ وَفَاروق الخطَّابِي وَحَبيب القَزَّاز وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ القَطِيْعِيّ وَالحَسَن بن سَعْد القُرْطُبِيّ وَالقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال وَأَحْمَد بن طَاهِرٍ المِيَانجِي وَأَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ مَاسِي وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرهُ. وَكَانَ سَرِيّاً نبيلاً متمولاً عَالِماً بِالحَدِيْثِ وَطُرقه عَالِي الإِسْنَاد قَدِمَ بَغْدَاد وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ فَقَالَ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الخُتُّلِي: لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيّ أَملَى عَلَيْنَا فِي رَحْبَة غَسَّان وَكَانَ فِي مَجْلِسه سَبْعَةُ مُسْتَمْلِين يُبَلِّغ كُلّ وَاحِدٍ مِنْهُم صَاحِبَه الَّذِي يَلِيهِ وَكَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ قيَاماً ثُمَّ مُسِحَتِ الرَّحْبَة وَحُسِبَ مَن حَضَرَه بِمِحْبَرَة فَبَلَغَ ذَلِكَ نَيِّفاً وَأَرْبَعِيْنَ أَلف مِحبرَة سِوَى النَّظَّارَة. إِسنَادهَا صَحِيْح سَمِعَهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ مِنْ بُشرَى الفَاتِنِي قَالَ: سَمِعْتُ الخُتُّلِيّ يقول ذلك.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 120"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 647"، والعبر "2/ 92"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 29"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 210".

وَقَالَ غُنْجَارُ فِي "تَارِيْخ بُخَارَى": أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أحمد بن محمد: سَمِعْتُ جَعْفَر بن مُحَمَّدٍ الطبسِي يَقُوْلُ: كُنَّا بِبَغْدَادَ، وَمَعَنَا عَبْد اللهِ مستملِي صَالِح جَزَرَة فَقِيْلَ لأَبِي مُسْلِمٍ الكَجِّيّ: هَذَا مستملِي صَالِح قَالَ: وَمن صَالِح فَقِيْلَ: صَالِح الجَزَرِيّ قَالَ: وَيْحَكم مَا أَهونَه عندكُم إلَّا تَقُوْلُ: سَيِّد المُسْلِمِيْنَ، وَكُنَّا فِي أُخريَات النَّاس فَقَدمنَا فَقَالَ كَيْفَ أَخِي، وَكبيرِي مَا تريدُوْنَ فَقُلْنَا: أَحَادِيْث مُحَمَّد بن عَرْعَرَةَ، وَحكَايَات الأَصْمَعِيّ فَأَملَى عَلَيْنَا عَنْ ظهر قلب، وَكَانَ ضَرِيْراً مَخْضُوب اللِّحْيَة. عَنْ فَاروق الخطَابِي قَالَ: لَمَّا فرغنَا مِن السُّنَن عَلَى الكَجِّيّ عَمل لَنَا مأَدُبَة أَنفق عَلَيْهَا أَلف دِيْنَار، وَقَدْ مدح الكَجِّيّ أَبُو عبَادَة البحترِي فَأَجَازَهُ بِمَالٍ، وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمَّا حَدَّثَ تصدَّق بِعَشْرَةِ آلاَف دِرْهَم شكراً للهِ. مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي سَابع المُحَرَّم سَنَة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ فَنُقِل إِلَى البَصْرَة، وَدُفِنَ بِهَا وقد قارب المائة رحمه الله.

بكر بن سهل

2426- بكر بن سَهْل 1: ابْن إِسْمَاعِيْل بن نَافِعٍ: الإِمَام، المُحَدِّث، أَبُو محمد الهاشمي مولاهم الدمياطي المفسر المقرئ. ولد سنة ست وتسعين ومائة. وسمع: نعيم بن حماد وعبد الله بن يوسف التنيسي، وعبد الله بن صَالِحٍ، كَاتب اللَّيْث، وَسُلَيْمَان بن أَبِي كريمة، وشعيب ين يَحْيَى، وَمُحَمَّد بن مَخْلَدٍ الرُّعَيْنِيّ، وَصَفْوَان بن صَالِحٍ، وَطَائِفَةً وَتلاَ عَلَى تَلاَمِذَة، وَرْش. قرأَ عَلَيْهِ: أَبُو الحَسَن بن شَنَبُوْذَ وَزَكَرِيَّا بن يَحْيَى الأَنْدَلُسِيّ. وَحَمَلَ عَنْهُ أَحْمَد بن يَعْقُوْبَ التائب الحروف، وإبراهيم بن عبد الرزاق فِي كِتَابِهِ إِليهُمَا. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيّ، وَأَبُو العَبَّاسِ الأَصَمّ، وَعَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الوَاعِظ، وَأَحْمَد بن عُتْبَةَ الرَّازِيّ، وَأَبُو أَحْمَدَ العسَّال، وَأَبُو القَاسِمِ سُلَيْمَان الطَّبَرَانِيّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ أَسمر، رَبْعَة، كَبِيْر الأُذُنَيْن. قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: كَانُوا قَدْ جمعُوا لَهُ بِالرَّملَة خَمْس مئَة دِيْنَار ليقرأَ لَهُم التَّفْسِيْر فَامْتَنَعَ وَقَدِمَ بَيْت المَقْدِس فجمعَ لَهُ مِنْهَا، وَمن الرملَة أَلف دِيْنَار فَقَرَأَ عَلَيْهِم الكِتَاب وَمَاتَ فِي هَذِهِ السّنَة أَي سَنَة سَبْعٍ، وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيْف. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بن يُوْنُسَ: مَاتَ بدمِيَاط فِي رَبِيْع الأَوَّلِ سَنَة تسع وثمانين ومائتين. قلت: هذا أصح. قَالَ أَبُو بَكْرٍ القَبَّاب: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ بن شَنَبُوذَ سَمِعْتُ بَكْر بن سَهْل الدِّمْيَاطي يَقُوْلُ: هَجَّرْت أَي بَكرت يَوْم الجُمُعَة فَقَرَأْتُ إِلَى العَصْر ثَمَان ختمَات حَكَاهُ يَحْيَى بن منده في "تاريخه".

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "1/ 345"، ولسان الميزان "2/ 51"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 201".

الحسين بن فهم

2427- الحسين بن فَهْم 1: هُوَ: الحَافِظُ العَلاَّمَةُ النَسَّابَةُ الأَخْبَارِي أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْن بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ فَهْمٍ بن مُحْرِزٍ البَغْدَادِيّ. رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ سَلاَّم الجُمَحِيّ، وَخَلف هِشَام، وَيَحْيَى بن مَعِيْنٍ، وَمُحَمَّد بن سَعْدٍ الكَاتِب وَلَزِمه، وَأَكْثَر عنه ومحرز بن عون، ومصعب بن عبد الله، وَزُهَيْر بن حَرْب، وَطَبَقَتِهِم، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ مَعْرُوف الخَشَّاب، وَأَحْمَد بن كَامِلٍ، وَإِسْمَاعِيْل الخُطَبِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الطُّومَارِي، وَطَائِفَةٌ. وَكَانَ لَهُ جلسَاء مِنْ أَهْلِ العِلْمِ يذَاكرُهُم لكنَّه عَسِرٌ فِي الرِّوَايَة. وَقَدْ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ الخُطَبِيّ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، وَمَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تسع وثمانين ومائتين. وَقَالَ ابْنُ كَامِلٍ القَاضِي: كَانَ حَسَنَ المَجْلِس مُفَنَّناً فِي العُلوم كَثِيْر الحِفْظِ لِلْحَدِيْثِ مُسْنَدِه وَمقطوعِه وَلأَصنَافِ الأَخْبَار وَالنَّسَب وَالشِّعر وَالمعْرِفَة بِالرِّجَال فَصِيْحاً متوسطاً فِي الفِقْهِ، يمِيل إِلَى مَذْهَب العِرَاقِيِّين، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: صحبتُ يَحْيَى بن مَعِيْنٍ فَأَخَذْتُ عَنْهُ مَعْرِفَة الرِّجَال، وَصحبتُ مُصْعَباً فَأَخذت عن النَّسَب، وَصحبتُ أَبَا خَيْثَمَةَ فَأَخَذْتُ عَنْهُ المُسْنَد، وصحبت سجادة فأخذت عنه الفقه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 92"، والمنتظم "6/ 36"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 701"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 201".

الصائغ

2428- الصائغ 1: المُحَدِّثُ، الإِمَامُ، الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ المَكِّيُّ الصَّائِغُ. سَمِعَ: القَعْنَبِيّ، وَخَالِد بن يَزِيْدَ العُمَرِيّ، وَحَفْص بن عُمَرَ الحَوْضي، وَسَعِيْد بن مَنْصُوْرٍ، وَمُحَمَّد بن مُعَاوِيَةَ، وَيَحْيَى بن مَعِيْنٍ، وَمُحَمَّد بن بِشْرٍ التِّنِّيْسِيّ، وَأَحْمَد بن شَبِيْبٍ، وَحَفْص بن عُمَرَ الجُدِّي، وَإِبْرَاهِيْم بن المُنْذِرِ، وَيَعْقُوْب بن حُمَيْد بن كَاسِب، وَعِدَّة مَعَ الصِّدْق، وَالفَهْم وَسَعَة الرِّوَايَة. حَدَّثَ عَنْهُ: دَعْلَج بن أَحْمَدَ، وَأَبُو أَحْمَدَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الفَاكهِي، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانِيّ، وَخَلْقٌ كثير من الرحالين. أَرَّخ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ وَفَاته سَنَة سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَالصَّوَاب: وَفَاته بِمَكَّةَ فِي ذِي القعدة سنة إحدى وتسعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ 659"، والعبر "2/ 90"، وشذرات الذهب "2/ 209".

ماغمه

2429- ماغَمَّه 1: الشَّيْخُ، المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الطَّيَالِسِيّ البَغْدَادِيّ عَلاَّن، وَيُلَقَّبُ أَيْضاً: مَاغَمَّه وَمَاغَمَّهَا. سَمِعَ: مَسْرُوْق بن المَرْزُبَان، وَعُبَيْد اللهِ القَوَارِيْرِيّ، وَأَبَا مَعْمَرٍ الهُذَلِيّ، وَالجَرَّاح بن مَخْلَدٍ، وَطَبَقَتهُم. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ، وَعَبْد البَاقِي بن قَانع، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَه أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 28"، واللباب لابن الأثير "2/ 367"، والعبر "2/ 83"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 201".

ابن بشار

2430- ابن بَشَّار 1: الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، أَبُو القَاسِمِ عُثْمَان بن سَعِيْدِ بنِ بَشَّار البَغْدَادِيّ، الفَقِيْه الأَنمَاطي الأَحْوَل. ارْتَحَلَ، وَتَفَقَّهَ عَلَى المُزَنِيّ، وَالرَّبِيْع المُرَادِيّ، وروى عنهما. وَيَعِزُّ وَقوعُ شَيْء مِنْ حَدِيْثِهِ لأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ أَوَان الرِّوَايَة. وَعَلِيهِ تَفَقَّهَ أَبُو العَبَّاسِ بن سُرَيْج، وَغَيْرهُ. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ: هُوَ كَانَ السَّبَب فِي نَشَاط النَّاس بِبَغْدَادَ لكتب فَقه الشَّافِعِيّ، وَتحفُّظِه. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سنة ثمان وثمانين ومائتين ببغداد.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 292"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 409"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 198".

ابن أبي عاصم

2431- ابن أبي عاصم 1: حَافظٌ كَبِيْرٌ إِمَامٌ بارعٌ، مُتَّبعٌ للآثَار كَثِيْرُ التَّصَانِيْف. قَدِمَ أَصْبَهَان عَلَى قَضَائِهَا، وَنَشَرَ بِهَا عِلمه. قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: كَانَ مِنَ الصِّيَانَة وَالعِفَّة بِمَحَلٍّ عَجِيْب. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ مروديه: حَافظٌ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ صَنَّفَ المُسْنَد، وَالكُتُب. وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ النَّسَوِي: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ وَهُوَ: أَحْمَد بن عَمْرِو بنِ الضَّحَّاكِ بن مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيّ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ مِنْ صُوفيَة المَسْجَد مِنْ أَهْلِ السُّنَّة، وَالحَدِيْث وَالنُّسك وَالأَمْر بِالمَعْرُوف وَالنَّهْي عَنِ المُنْكَر صَحِبَ النُّسَّاك مِنْهُم: أَبُو تُرَاب وَسَافَرَ مَعَهُ، وَكَانَ مَذْهَبَه القول بالظاهر، وكان ثقة نبيلًا معمرًا. وَقَالَ الحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ فَقِيْهاً ظَاهِرِي المذهب.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 120"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 663"، والعبر "2/ 79"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 269"، ولسان الميزان "6/ 349"، وشذرات الذهب "2/ 195".

في هَذَا نَظَرَ، فَإِنَّهُ صَنَّفَ كِتَاباً عَلَى دَاوُدَ الظَّاهِرِي أَرْبَعِيْنَ خبراً ثَابِتَة، مِمَّا نفَى دَاوُد صحتها. قالت بنته عاتكة: ولد أبي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا كَتَبْتُ الحَدِيْثَ حَتَّى صَارَ لَى سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَذَلِكَ أَنِّي تعبَّدْتُ، وَأَنَا صَبِيّ فسأَلنِي إِنسَان عَنْ حَدِيْثٍ فَلَمْ أَحفظه فَقَالَ لِي: ابْن أَبِي عَاصِمٍ لاَ تحفظ حَدِيْثاً فَاسْتَأَذنتُ أَبِي فَأَذِن لِي فَارتحلتُ. قُلْتُ: كَانَ يُمكنُه أَنْ يحفَظَ أَحَادِيْث يَسيرةً مِنْ جدِّه أَبِي عَاصِمٍ. وَأُمُّهُ هِيَ: أَسْمَاء بِنْتُ الحَافِظ مُوْسَى بن إِسْمَاعِيْلَ التَّبُوْذَكِيّ فسَمِعَ: مِنْ جدِّه التَّبُوْذَكِيّ، وَمَاتَ وَالده بحِمْص عَلَى قضَائِهَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً. وَكَانَ وَأَخُوْهُ عُثْمَان بن عَمْرِو بنِ أَبِي عاصم من كبار العلماء. قال ابن عبد كويه: سَمِعْتُ عَاتِكَة بِنْتَ أَحْمَد تَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: جَاءَ أَخِي عُثْمَان عهدُه بِالقَضَاء عَلَى سَامَرَّاء فَقَالَ: أَقْعُدُ بَيْنَ يَدَي الله تَعَالَى قاضيًا فانشقت مرارته فمات. قال ابن عبد كويه: أَخْبَرَتْنَا عَاتِكَة: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: خَرَجتُ إِلَى مَكَّةَ مِنَ الكُوْفَةِ فَأَكَلتُ أَكْلَةً بِالكُوْفَةِ، وَالثَّانِيَة بِمَكَّةَ. قُلْتُ: إِسنَادُهَا صَحِيْح. قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: سَمِعْتُ ابْني عَبْد الرَّزَّاقِ يحكِي عَنْ أَبِي عبد الله الكِسَائِيّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ -يَعْنِي ابْن أَبِي عَاصِمٍ- فَقَالَ وَاحِدٌ: أَيُّهَا القَاضِي بَلَغنَا أَن ثلاثة نفر كانوا بالبادية، وهم يقبلون الرَّمل فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُم: اللَّهُمَّ إِنَّك قَادِرٌ عَلَى أَنْ تطمعنَا خبيصاً عَلَى لُوْنَ هَذَا الرَّمل فَإِذَا هُم بِأَعْرَابِيّ بِيَدِهِ طَبَقٌ فَوَضَعَه بينهُم خبيصٌ حَارٌّ فَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: قَدْ كَانَ ذَاكَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: كَانَ الثَّلاَثَة: عُثْمَان بن صَخْر الزَّاهِد، وَأَبُو تُرَاب وَابْن أَبِي عَاصِمٍ، وَكَانَ هُوَ الَّذِي دَعَا. عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: صحبتُ أَبَا تُرَاب فَقَطَعُوا البَادِيَة فَلَمْ يَكُنْ زَادٌ إلَّا هذَيْن الْبَيْتَيْنِ:

رُوَيْدَكَ جَانِبْ رُكُوْبَ الهَوَى ... فَبِئْسَ المَطِيَّة للرَّاكِبِ وَحَسْبُكَ بِاللهِ مِنْ مُؤْنِسٍ ... وَحَسْبُكَ بِاللهِ مِنْ صَاحِبِ وَكَانَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ مُجَوِّداً للقرَاءة، وَكَانَ يَقُوْلُ: أَنَا أُقَدِّمُ نَافعاً فِي القِرَاءةِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ قرأَ عَلَى رَوْحِ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ غَيْرِي -يَعْنِي: صَاحِب يَعْقُوْب. ابْن مَرْدَوَيْه: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّد بن عِيْسَى سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيّ البَزَّاز يَقُوْلُ: قَدمْتُ البَصْرَة وَأَحْمَد بن حَنْبَلٍ حَيّ فَسَأَلْتُ عَنْ أَفقهِهِم فَقَالُوا: لَيْسَ بِالبَصْرَةِ أَفقهُ مِنْ أَحْمَد بن عمرو بن أبي عاصم. أَبُو الشَّيْخِ: سَمِعْتُ ابْني عَبْد الرَّزَّاقِ يحكِي عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ يَقُوْلُ: وَصَلَ إِلَيَّ مُنْذُ دَخَلْتُ إِلَى أَصْبَهَانَ مِنْ دَرَاهم القَضَاء زِيَادَة على أربع مئة أَلْف دِرْهَم لاَ يُحَاسبنِي الله يَوْمَ القِيَامَةِ أَنِّي شَرِبتُ مِنْهَا شربَة مَاء أَوْ أَكَلتُ مِنْهَا أَوْ لَبست. وَأَورد هَذِهِ الحِكَايَة ابْن مَرْدَوَيْه فَقَالَ: أُرَى أَنِّي سَمِعتُهَا مِنْ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ. أَبُو الشَّيْخِ: وَسَمِعْتُ ابني يحكي عن أبي عبد الله الكِسَائِيّ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ يَقُوْلُ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمر العَلَوِيّ بِالبَصْرَةِ مَا كَانَ ذَهَبَتْ كُتُبِي فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ فَأَعدتُ عَنْ ظهر قلبِي خَمْسِيْنَ أَلف حَدِيْث كُنْت أَمُرُّ إِلَى دُكَّانَ البَقَّال فكُنْتُ أَكتبُ بضوءِ سِرَاجِه ثُمَّ تَفَكَّرْت أَنِّي لَمْ أَستَأَذن صَاحِب السِّرَاج فَذَهَبتُ إِلَى البَحْر فَغَسَلْتُه ثُمَّ أَعدتُه ثَانياً. قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: فولِي القَضَاء بِأَصْبَهَانَ مُدَّة لإِبْرَاهِيْم بن أَحْمَدَ الخَطَّابِي ثُمَّ وَلِي القَضَاء بَعْد مَوْتِ صَالِح بن أَحْمَدَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ ثُمَّ بَقِيَ يُحَدِّث وَيُسْمَع: مِنْهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ، وَكَانَ قَاضِياً ثلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَكثرتِ الشُّهُود فِي أَيَّامِهِ. قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْه: عُزل سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ خَفِيف: قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: صحبتُ أَبَا تُرَاب فَكَانَ يَقُوْلُ: كم تَشْقَى لاَ يَجِيْءُ مِنْكَ إلَّا قَاضِي، وَكَانَ بَعْدمَا دَخَلَ فِي القَضَاءِ إِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةِ الصُّوْفِيَّة يَقُوْلُ: القَضَاء، وَالدَّنيَة والكلام في علم الصوفية محال. قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: كثرت الشُّهُود فِي أَيَّامِهِ، واستقام أمره إلى أن وقع بينه وبين عَلِيّ بن مَتَّويه وَكَانَ صديقه طول أَيَّامه فَاتَّفَقَ أَنَّهُ صَارَ إِلَى ابْنِ مَتَّويه قَوْمٌ مِنَ المرَابطين فَشَكَوا إِلَيْهِ خَرَاب الرِّباطَات، وَتَأَخر الإِجرَاء عَنْهُم فَاحتدَّ عَلِيُّ بنُ مَتَّويه فَذَكَرَ ابْن أَبِي عَاصِمٍ حَتَّى قَالَ: إِنَّهُ لاَ يحسن يُقَوِّم سُوْرَة {الْحَمْد} . فَبلغ الخَبَر ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ فَتَغَافَل عَنْهُ إِلَى أَنْ

حَضَر الشُّهُود عِنْدَهُ فَاسْتدرَجَهم، وَقرأَ عَلَيْهِم سُوْرَة {الْحَمْد} ، فَقَوَّمهَا ثُمَّ ذكر مَا فِيْهَا مِنَ التَّفْسِيْر، وَالمعَانِي ثُمَّ أَقبل عَلَيْهِم فَقَالَ: هَلْ ارتضيْتُم؟ قَالُوا: بَلَى قَالَ: فَمَنْ زَعَمَ أَنِّي لاَ أَحسن تَقْوِيم سُوْرَة {الْحَمْد} كَيْفَ هُوَ عندكُم؟ قَالُوا: كَذَّاب، وَلَمْ يَعْرِفُوا قَصْدَهُ فَحَجَر ابْن أَبِي عَاصِمٍ عَلَى عَلِيّ بن مَتَّويه لِهَذَا السَّبَب فَمَاجَ النَّاسُ، وَاجتَمَعُوا عَلَى بَاب أبي ليلى -يعني الحارث بن عبد العزيز- وكان خليفة أخيه عمر بن عبد العزيز عَلَى الْبَلَد، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ فَأَكرهَه أَبُو لَيْلَى عَلَى فَسْخِهِ فَفَسَخَهُ ثُمَّ ضَعُفَ بَصَرُه فَوَرَدَ صرفُه. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ: سَمِعْتُ بَعْضَ مَشَايِخنَا يحكُون أَنَّهُ حكم بِحَجْرِهِ، وَوَضَعَه فِي جُوْنَتِه فَأَنفذَ إِلَيْهِ السُّلْطَان يُكْرهونه عَلَى فَسخه فَامْتَنَعَ حَتَّى مُنع مِنَ الخُرُوج إِلَى المَسْجَد أَيَّاماً فَصَبَرَ، وَكَانَتِ الرُّسُل تختَلِفُ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ فَيَقُوْلُ: قَدْ حكمتُ بحكمٍ، وَهُوَ فِي جُوْنتِي مَخْتوم فَمَنْ أَحَبَّ إِخرَاجَ ذَلِكَ مِنْهَا فَلْيَفْعَل مِنْ دُوْنَ أَمرِي فَلَمْ يَقْدرُوا إِلَى أَنْ طُيِّب قلبُه فَأَخرَجَه، وَفسخه. قَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ: وَجَدْتُ بِخَط بَعْضِ قُدمَاءِ عُلَمَاء أَصْبَهَان فِيمَا جَمع مِنْ قُضَاتهَا قَالَ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ الخَطَّابِي، وَافَى أصبهان من قِبَل المُعْتَزّ، وَكَانَ مِنْ أَهْل الأَدب وَالنَّظَر فَلَمَّا قَدِمَهَا صَادَفَ بِهَا ابْن أَبِي عَاصِمٍ فَجَعَلَه كَاتِبَه، وَعَلَيْهِ كَانَ يُعَوِّل ثُمَّ، وَافَى صَالِح بن أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ مِنْ قَبْل المُعْتَمِد، وَانقَطَعَ القُضَاة عَنْ أَصْبَهَان مُدَّة إِلَى أَنْ، وَرَدَ كِتَاب المُعْتَمِد عَلَى ابْن أَبِي عَاصِمٍ بِتَوليتِه القَضَاء، وَكَانَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تسع وستين ومئتين فَبقي عَلَيْهَا ثلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَاسْتقَام أَمره إِلَى أَنْ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَلِيّ بن مَتَّويه زَاهِد البَلد قَالَ، وَولِي بَعْدَهُ القَضَاء الوليد بن أبي دواد. أَبُو العَبَّاسِ النَّسَوِي: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بن مسلم سمعت محمد ابن خَفيف يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الحَكيمِي يَقُوْلُ: ذَكرُوا عِنْد لَيْلَى الدَّيْلَمِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي عَاصِمٍ نَاصِبِي فَبَعَثَ غُلاَماً لَهُ، وَمخلاَةً وَسَيفاً وَأَمره أَنْ يَأْتيه بِرَأْسِهِ فَجَاءَ الغُلاَم، وَأَبُو بَكْرٍ يقرأُ الحَدِيْث وَالكِتَابُ فِي يَده فَقَالَ أَمرنِي أَنْ أَحمل إِلَيْهِ رَأْسك فنَام عَلَى قَفَاهُ، وَوَضَعَ الكِتَاب الَّذِي كَانَ فِي يَده عَلَى، وَجهِه وَقَالَ: افْعَل مَا شِئْتَ فَلحقه إِنسَانٌ وَقَالَ: لاَ تَفْعل فَإِنَّ الأَمِيْرَ قَدْ نهَاكَ فقَام أَبُو بَكْرٍ، وَأَخَذَ الجُزْءَ، وَرَجَعَ إِلَى الحَدِيْث الَّذِي قَطَعَه فَتَعَجَّبَ النَّاسُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ إسحاق يقول: مات أحمد ابن عَمْرو سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ لَيْلَة الثُّلاَثَاء لخمسٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الآخِرِ. وَذكر عَنْ أَبِي الشَّيْخ قَالَ: حَضَرْتُ جِنَازَة أَبِي بَكْرٍ، وَشهدهَا مئتا أَلفٍ مِنْ بَيْنِ رَاكبٍ وَرَاجلٍ مَا عدَا رَجُلاً كَانَ يتولَّى القَضَاء فَحُرِمَ شُهُوْد جِنَازَته وَكَانَ يرَى رَأْي جَهْم.

قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: سَمِعْتُ ابْني عَبْد الرَّزَّاقِ يحكِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الكِسَائِيّ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْن عَاصِم فِيمَا يرَى النَّائِم، كَأَنَّهُ كَانَ جَالِساً فِي مَسْجِد الجَامع، وَهُوَ يُصَلِّي كم قُعُود فَسَلَّمتُ عَلَيْهِ فردَّ عَلِيَّ، وَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ أَحْمَد بن أَبِي عَاصِمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ قَالَ: يُؤنسنِي رَبِّي. قُلْتُ: يُؤنسك رَبُّكَ قَالَ: نَعَمْ فشَهقْتُ شَهْقَةً، وَانتبهتُ. ذِكْرُ تَصَانِيْفه: جُمع جزءٌ فِيْهَا زيادة على ثلاث مئة مُصَنَّف رَوَاهَا عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ القَبَّاب مِنْ ذَلِكَ: "المُسْنَد الكَبِيْر" نَحْو خَمْسِيْنَ أَلف حَدِيْث، وَ"الآحَاد وَالمثَانِي" نَحْو عِشْرِيْنَ أَلْف حَدِيْث فِي الأَصنَاف "الْمُخْتَصر مِنَ المُسْنَد" نَيِّف وَعِشْرُوْنَ أَلْفاً فَذَكَرَ نَحْواً مِنْ هَذَا إِلَى أَنْ عد مائَة وَأَرْبَعِيْنَ أَلفاً وَنيفاً. شُيوخُه: أَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيّ وَعَمْرو بن مَرْزُوْقٍ، وَأَبُو عُمَرَ الحَوْضِي، وَمُحَمَّد بن كَثِيْر، وَمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيّ، وَشَيْبَان بن فَرُّوْخٍ، وَهُدْبَة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بنِ نُمَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيّ، وَيَعْقُوْب بن حُمَيْد بن كَاسِبٍ، وَإِبْرَاهِيْم بن الحَجَّاجِ السَّامِي، وَالحَوْطِي عَبْد الوهَّاب بن نَجْدَة، وَدُحَيْم، وَهِشَام بن عَمَّارٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْد الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ، وَكَامِل بنِ طَلْحَةَ الجحدري، وأبو كامل الجَحْدَرِي، وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاءَ وَطَبَقَتهُم، وَيَنْزِلُ إِلَى طبقَة أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَالبُخَارِيّ، وَيكثر عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنِ كَاسِبٍ، وَهِشَام. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنتُه أُمّ الضَّحَّاك عَاتِكَة، وَأَحْمَد بن جَعْفَرِ بنِ معبد، وَالقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَمُحَمَّد بن إِسْحَاقَ بنِ أيوب، وعبد الرحمن بن مُحَمَّدِ بنِ سِيَاهُ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ، وَأَحْمَد بن بُنْدَار الشَّعَّار، وَمُحَمَّد بن مَعْمَر بن نَاصِح، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَأَبُو بَكْرٍ القَبَّاب -وَهُوَ آخر أَصْحَابه- وَفَاةً وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الكِسَائِيّ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ فِي كِتَاب "طَبَقَات النساك" له: فأما أبو بكر بن أَبِي عَاصِمٍ فَسَمِعْتُ مَنْ يذكر أَنَّهُ كَانَ يحفظ لِشقيقٍ البَلْخِيّ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ، وَكَانَ مِنْ حُفَّاظ الحَدِيْث، وَالفِقْه وَكَانَ مذْهبه القَوْلُ بِالظَّاهِر، وَنفِي القِيَاس. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الدَّشتِي: أَخبركُم يُوْسُف الحَافِظ، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الجَمَّال، "ح". وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ عَنِ الجَمَّال قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ قَالَ: أَحْمَدُ بنُ عَمْرِو بنِ الضَّحَّاكِ بن مَخْلَدٍ بن مُسْلِمِ بنِ رَافِع بن رَفِيْع بن ذهل بن شَيْبَان أَبُو بَكْرٍ كَانَ فَقِيْهاً: ظَاهِرِيَّ المذْهب وَلِي القَضَاء بِأَصْبَهَانَ ثلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً بَعْد صَالِح بن أَحْمَدَ تُوُفِّيَ فَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ الحَكَم ... ، سَمِعَ: مِنْ جدّه لأُمِّهِ مُوْسَى بن إِسْمَاعِيْلَ كتب حَمَّاد بن سَلَمَةَ، وَمن أبي الوليد وعمرو بن مرزوق والحوضي.

وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَمْرو بنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا الأَزْرَق بن عَلِيّ أَبُو الجَهْمِ، حَدَّثَنَا حَسَّان بن إِبْرَاهِيْمَ الكَرْمَانِيّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ سَعِيْدٍ المَدَنِيّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ سَنَاماً وَسَنَامُ القُرْآنِ البَقَرَةُ مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلاً لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلاَثَ لَيَالٍ وَمَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ نَهَاراً لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَان بَيْتَهُ ثَلاَثَة أَيَّامٍ"1. وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حدثنا عبد الرحمن بن مُحَمَّدِ بنِ سِيَاهُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هُدْبَة، حَدَّثَنَا أَبَان، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْر قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ القُرْآن يُرْفَع يَوْم القِيَامَةِ غَيْر سُوْرَة يُوْسُف، وَسورَة مَرْيَم يَتَكَلَّم بِهَا أَهْل الجَنَّة. أَخْبَرَنَا بلاَل الحَبَشِيّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ رَوَاج، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَد؛ ابْنا أَبِي القَاسِمِ السُّوْذَرْجَانِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مَيلَة الفَرَضي إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا المُقَدَّمِيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبّهُ الحَنَفِيّ، حَدَّثَنَا سِمَاك الحَنَفِيّ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَائِشَةُ! مَنْ كَانَ لَهُ فَرَطَان مِنْ أُمَّتِي دَخَلَ الجَنَّةَ" قَالَتْ: يَا نَبِيّ الله! فَمَنْ كَانَ لَهُ فرط قال: "وَمَنْ كَانَ لَهُ فَرْط يَا مُوَفَّقَةُ". قَالَتْ: يَا نَبِيّ الله! فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَرَط مِنْ أُمَّتِك قَالَ: "أَنَا فَرَط أُمَّتِي لَمْ يُصَابُوا بِمِثْلِي"2. رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ مُحَسِّناً مُغرِباً لَهُ عَنْ نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ، وَزِيَاد بن يَحْيَى وَعَنْ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ المُرَابطي عَنْ حَبَّان جَمعياً عَنْ عبْدِ رَبِّهُ عَنْ سِمَاك بن الوَلِيْدِ أَبِي زُمَيْل الحَنَفِيّ. وَعبد رَبِّهُ هَذَا: ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَقَالَ أَحْمَدُ: مَا بِهِ بَأْس. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا نَاصر بن مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ الكَاتِب، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الشَّيْخِ بقرَاءة أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ، عَنْ عِمْرَانَ القَطَّان، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَة، عَنْ سَعْدِ بنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ذُكر عِنْد رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ يُقَال لَهُ شِهَاب، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنت هشام". إسناده جيد.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن حبان "1727"، موارد، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" "2/ 6"، من طريق الأزرق بن علي أبي الجهم، حدثنا حسان بن إبراهيم، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته خالد بن سعيد المدني، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وذكر الذهبي الحديث في ترجمته في "الميزان" مستدلا به على ضعفه. 2 ضعيف: أخرجه الترمذي "1062"، وأحمد "1/ 334-335"، من طريق عبد ربه بن بارق الحنفي قال سمعت جدي أبا أمي سماك بن الوليد الحنفي يحدث أنه سمع ابن عباس يحدث، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم- يقول: فذكره. وقال أبو عيسى في إثره: هذا حديث حَسَنٌ غَرِيْبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيْثِ عبد ربه بن بارق، وقد روى عنه غير واحد من الأئمة. قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد ربه بن بارق الحنفي اليمامي. قال النسائي: ليس بالقوي وقال ابن معين: ضعيف. وقال مرة: ليس بشيء.

الحكيم

2432- الحكيم 1: الإِمَامُ، الحَافِظُ، العَارِفُ، الزَّاهِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ بِشْر الحَكِيْم التِّرْمِذِيّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَقُتَيْبَة بن سَعِيْدٍ، وَعَلِيّ بن حجر، وصالح بن عبد الله الترمذي، وعبتة ابن عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيّ، وَيَحْيَى خَتَّ، وَسُفْيَان بن وكيع، وعباد بن يعقوب الرواجين، وَطَبَقَتِهم. وَكَانَ ذَا رحلَةٍ وَمَعْرِفَةٍ، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ وَفضَائِل. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بن مَنْصُوْرٍ القَاضِي، وَالحَسَن بن عَلِيٍّ، وَغيرهُمَا مِنْ مَشَايِخ نَيْسَابُوْر، فَإِنَّهُ قَدِمهَا وَحَدَّثَ بِهَا فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَدْ لَقي أَبَا تُرَاب النَّخْشَبِيّ، وصحب أحمد بن خضرويه، ويحى بن الجَلاَّء. وَلَهُ حَكَم وَمَوَاعِظ وَجَلاَلَة، لَوْلاَ هَفْوَةً بَدَت مِنْهُ. وَمِنْ كَلاَمِهِ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا حِمْلٌ أَثْقَلُ مِنَ البِرّ، فَمَنْ بَرَّك، فَقَدْ أَوْثَقَكَ، وَمن جَفَاك فَقَدْ أَطلقك. وَقَالَ: كفَى بِالمَرْء عَيْباً أَنْ يَسُرَّه مَا يَضُره. وَقَالَ: مَن جَهِل أَوْصَاف العُبُوديَّة، فَهُوَ بِنُعوت أوصاف الربانية أجهل. وقال صلح خَمْسَةٍ فِي خَمْسَةٍ: صلاَحُ الصَّبيّ فِي المَكْتب، وَصلاَحُ الفَتَى فِي العِلْمِ، وَصلاَحُ الكَهْلِ فِي المَسْجَدِ، وَصلاَحُ المرأَة فِي البَيْتِ، وَصلاَحُ المُؤْذِي في السجن.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 564"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 668"، ولسان الميزان "5/ 308".

وَسُئِلَ عَنِ الخَلق: فَقَالَ ضَعْفٌ ظَاهِر، وَدعوَى عريضة. قال أبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ: أَخرَجُوا الحَكِيْم مِنْ تِرْمِذ، وَشَهِدُوا عَلَيْهِ بِالكُفْر، وَذَلِكَ بِسبب تَصنيفه كِتَاب: ختم الولاَيَة، وَكِتَاب علل الشَّرِيْعَة وَقَالُوا: إِنَّهُ يَقُوْلُ: إِنَّ للأَوْلِيَاء خَاتماً كَالأَنْبِيَاء لَهُم خَاتم، وَإِنَّهُ يُفَضِّل الوِلاَيَة عَلَى النُّبُوَّة وَاحتج بِحَدِيْث: "يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ" 1. فَقَدِمَ بَلْخ، فَقَبِلُوهُ لموَافقته لَهُم فِي المَذْهَب. وَذَكَرَهُ ابْنُ النَّجَّار، فَوَهِمَ فِي قَوْله: رَوَى عَنْهُ عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بنِ ينَال العُكْبَرِيّ. فَإِنَّ ابْن ينَال إِنَّمَا سَمِعَ: مِنْ مُحَمَّد التِّرْمِذِيّ، شَيْخٍ حدَّثهُم فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ السُّلَمِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ بُنْدَار الصَّيْرَفِيّ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عِيْسَى الجوْزَجَانِيّ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ التِّرْمِذِيّ يَقُوْلُ: ما صنفت شيئًا عن تَدْبِير، وَلاَ لأَنْ يُنسب إِليَّ شَيْء مِنْهُ، وَلَكِنْ كَانَ إِذَا اشتدَّ عَلِيّ وَقتِي كُنْتُ أَتَسَلَى بِمُصَنَّفَاتِي. وَقَالَ السُّلَمِيُّ: هُجِر لتَصنيفه كِتَاب: "ختم الولاَيَة"، وَ"علل الشَّرِيْعَة"، وَلَيْسَ فِيْهِ مَا يوجِبُ ذَلِكَ وَلَكِن لبعد فَهْمهُم عَنْهُ. قُلْتُ: كَذَا تُكُلِّمَ فِي السُّلَمِيّ مِنْ أَجل تأليفه كتاب: "حقائق التفسير"، فيا ليته لَمْ يُؤلفه، فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الإِشَارَات الحَلاَّجيَّة، وَالشَّطَحَات البِسْطَامِيَّة، وَتَصَوُّف الاَتحَادِيَّة فَواحُزْنَاهُ عَلَى غُرْبَة الإِسْلاَم، وَالسُّنَّة قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 135] .

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "2390" من طريق عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني حدثني معاذ بن جبل قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "قال الله -عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء". وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وأبو مسلم الخولاني اسمه عبد الله بن ثوب.

الصوري

2433- الصُّوْري: الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنُ بنُ جَرِيْرٍ الصُّوْرِيّ الزَّنْبَقي البَزَّاز. حَدَّثَ عَنْ: سَلاَّم المَدَائِنِيّ، وَقَالُوْنَ، وَسَعِيْد بن مَنْصُوْرٍ، وَإِسْمَاعِيْل بن أَبِي أُوَيْسٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: خَيْثَمَةُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زَبْرٍ، وَعَلِيّ بن أَبِي العَقَب، وَالطَّبَرَانِيّ، وَآخَرُوْنَ. بقي إلى سنة ثلاث وثمانين ومائتين.

الأبار

2434- الأبَّار 1: الحَافِظُ، المُتْقِنُ، الإِمَامُ، الرَّبَّانِيّ، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ مُسْلِمٍ الأَبَّار، مِنْ عُلَمَاءِ الأثر ببغداد. حدث عن: مُسَرْهَد، وَمُحَمَّد بن المِنْهَالِ، وَعَلِيّ بن الجَعْد، وَأُمَيَّة بن بِسْطَام، وَهُدْبَة، وَإِبْرَاهِيْم بن هِشَامٍ الغَسَّانِيّ، وَيَحْيَى الحِمَّانِيّ، وَعَلِيّ بن عُثْمَانَ اللاَّحِقي، وشيبان بن فروخ، ودحيم، وهشام بن عَمَّار، وَطَبَقَتهِم بِالشَّامِ، وَالعِرَاق، وَخُرَاسَان. وَجَمَعَ وَصَنَّفَ وَأَرَّخ. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بن صَاعِدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، وَدَعْلَج السِّجْزِيّ، وَأَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ، وَأَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، وَجَعْفَر الخُلْدِيّ، وَخَلْقٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً حَافِظاً مُتْقِناً حَسَن المَذْهَب. وَقَالَ جَعْفَرٌ الخُلْدِيّ: كَانَ الأَبَّار مِنْ أَزهد النَّاس اسْتَأَذَنَ أُمَّه فِي الرِّحْلَةِ إِلَى قُتَيْبَة فَلَمْ تَأْذَنْ لَهُ ثُمَّ مَاتَتْ فَخَرَجَ إِلَى خُرَاسَانَ ثُمَّ وَصَلَ إِلَى بَلْخ، وَقَدْ مَاتَ قُتَيْبَة فَكَانُوا يُعَزُّونَه عَلَى هَذَا فَقَالَ: هذا ثمرة العلم إني اخترت رضا الوالدة. وَقَالَ أَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ الأَبَّار يَقُوْلُ: بايعتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ عَلَى إِقَام الصَّلاَة، وَإِيتَاء الزَّكَاة وَالأَمْر بِالمَعْرُوف وَالنَّهْي عَنِ المُنْكَر. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ سَلْم سَمِعْتُ الأَبَّار يَقُوْلُ: كُنْتُ بِالأَهواز، فرَأَيْتُ رَجُلاً قَدْ حَفَّ شَارِبه -وَأَظُنُّهُ قَالَ: قَدِ اشترَى كُتُباً وَتعيَّن للفُتْيَا- فَذُكر لَهُ أَصْحَاب الحَدِيْث فَقَالَ: ليسُوا بِشَيْءٍ، وَلَيْسَ يَسْوون شَيْئاً فَقُلْتُ: أَنْتَ لاَ تُحْسِن تُصَلِّي قَالَ: أَنَا قُلْتُ: نعم أَيش تحفظ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا افتتحتَ وَرفعتَ يَديكَ فَسَكَتَ قُلْتُ: فَمَا تحفظُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا سَجَدْتَ فَسَكَتَ فَقُلْتُ: أَلم أَقُلْ: إِنَّك لاَ تُحسن تُصَلِّي فَلاَ تذكر أَصْحَابَ الحَدِيْث. قَالَ الخَطِيْبُ: تُوُفِّيَ الأَبَّار يَوْم النِصْف مِنْ شَعْبَانَ سَنَة تِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: عَاشَ نَيِّفاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَلَهُ تَارِيْخٌ مُفيد رَأَيْتُهُ. وَقَدْ وَثَّقَهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ وَجَمَعَ حَدِيْث الزُّهْرِيّ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 306"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 662"، والعبر "2/ 85"، واللباب لابن الأثير "1/ 23".

ابن وضاح

2345- ابن وَضَّاح 1: الإِمَامُ، الحَافِظُ، مُحَدِّثُ الأَنْدَلُس مَعَ بَقِيٍّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاح بن بَزِيع المَرْوَانِي، مَوْلَى صَاحِب الأَنْدَلُس عبد الرَّحْمَن بن معاوية الداخل. ولد سنة تسع وتسعين ومائة. وَسَمِعَ: يَحْيَى بن مَعِيْن، وَإِسْمَاعِيْل بن أَبِي أُوَيْسٍ، وَأَصْبَغ بن الفَرَج، وَزُهَيْر بن عَبَّادٍ، وَحَرْمَلَة، وَيَعْقُوْب بن كَاسِبٍ، وَإِسْحَاق بن أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَمُحَمَّد بن رمح، وَطَبَقَتهُم. وَقِيْلَ: إِنَّهُ ارْتَحَلَ قَبْل ذَلِك فِي حَيَاة آدم بن أَبِي إِيَاسٍ فَلَمْ يَسْمَعْ: شَيْئاً وَقَد ارْتَحَلَ إِلَى العِرَاق وَالشَّام وَمِصْر وَجمع فَأَوعَى. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ الجبَّاب، وَقَاسم بن أَصْبَغ، وَمُحَمَّد بن أَيْمَن، وَأَحْمَد بن عُبَادَة، وَمُحَمَّد بن المِسْوَر، وَخَلْق. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: كَانَ يُوَاصِل أَرْبَعَة أَيَّام. وَقَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: كَانَ عَالِماً بِالحَدِيْثِ بَصِيْراً بِطرقِهِ وَعلله كَثِيْر الحِكَايَة عَن العبَّاد وَرِعاً زَاهِداً صَبُوْراً عَلَى نشر العلم متعففًا نفع الله أَهْل الأَنْدَلُس بِهِ، وَكَانَ ابْنُ الجَبَّاب يُعظمه، وَيصف عقله وَفضله وَلاَ يُقدِّم عَلَيْهِ أَحَداً غَيْر أَنَّهُ يُنكر رَدَّه لكَثِير مِنَ الحَدِيْث. قَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: كَانَ كَثِيْراً مَا يَقُوْلُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ كَلاَم النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي شَيْءٍ وَيَكُون ثَابِتاً مِنْ كَلاَمه. قَالَ: وَلَهُ خطأ كَثِيْر محفوظٌ عنه، ويغلط، ويصحف وَلاَ عِلم لَهُ بِالعَرَبِيَّة، وَلاَ بِالفِقْهِ، تُوُفِّيَ ابْنُ وَضَّاح فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَنْبَأَنَا ابْن هَارُوْنَ، عَنْ أَبِي القَاسِمِ بن بَقِي عَنْ شُريح بن مُحَمَّدٍ: أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ بن حَزْم أَجَاز لَهُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الْجسُور، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي دُلِيم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيْد، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ابْن عُمَر قَالَ: إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالحَجّ وَأَهللنَا مَعَهُ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: "مَنْ لَمْ يَكُنْ معه هدي فليحل" 2.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 670"، وميزان الاعتدال "4/ 59"، ولسان الميزان "5/ 416"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 121"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 194". 2 صحيح: إسناده صحيح رجاله ثقات، ويزيد هو ابن هارون، وحميد هو ابن أبي حميد الطويل، وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله، عند مسلم "1213"، "138".

خمارويه

2436- خُمَارَويه 1: ابن أَحْمَد بن طولُوْن التُّرْكِيُّ: صَاحِب مِصْر وَالشَّام. وَلِي بَعْد أَبِيْهِ وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً فَكَانَتْ دَوْلَته ثِنْتَيْ عَشْرَة سَنَةً. وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً جَوَاداً مُبذِّراً مُسْرِفاً عَلَى نَفْسه. رَوَى عَلِيّ بنُ مُحَمَّدٍ المَاذرَائِي عَنْ عمّ أَبِيْهِ قَالَ: تنَزَّه خُمَارَويه بعذرَاء فغنَّاهُ المغنِي فَطَربَ فَأَمَرَ له بمائة أَلف دِيْنَار فَكلَّمه خَازنه فِي ذَلِكَ فَقَالَ: كَيْفَ أَرجع عَمَّا قُلْتُ لَكِن عجِّل لَهُ مائة أَلْف دِرْهَم، وَفرِّق مَا تبقى وَابسطه لَهُ. وَرَوَى المَاذرَائِي عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي الجَيْش خُمَارَوَيه عَلَى نهر ثَوْرَا فَأَتَاهُ أَعْرَابِيّ فَأَخَذَ بلجَامه، وَقَالَ: اسْمع: لِي قَالَ: قل قَالَ: إِنَّ السِّنَان وَحدَّ السَّيْف لَوْ نَطقَا ... لحدَّثَا عَنْكَ بَيْنَ النَّاس بِالعَجَبِ أَتْلَفْت مَالَكَ تُعْطِيهِ وَتنْهِبُهُ ... يَا آفَةَ الفضَّة البَيْضَاءِ والذهب فَأَعطَاهُ خَمْس مائَة دِيْنَارٍ فَقَالَ: أَيُّهَا الْملك زدنِي فَقَالَ: للغلمَان اطرحُوا لَهُ سُيُوفكُمْ وَمنَاطقكُم. وَقَدْ ملك مِنَ النُّوبَة إِلَى الفُرَات. وَلَمَّا اسْتخلف المُعْتَضد سَارع خُمَارويه بِالتُّحف إِلَيْهِ فتزوَّج المُعْتَضد بَابْنته قِيْلَ: أَرَادَ أَنْ يُفْقِره بِجِهَازهَا. يُقَال: قَتله ممَاليكه للفَاحشة فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ بدير مُرَّان ثُمَّ ضربت رقابهم.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "5/ 155"، والعبر "2/ 47 و55 و66"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 221"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 49"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 178".

السرخسي

2437- السَّرْخَسي 1: الفليسوف، البَارع، ذُو التَّصَانِيْف، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَد بن الطيب، وَقِيْلَ: أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ السَّرْخسِيّ مِنْ بحور العِلْم الَّذِي لاَ ينفع. وَكَانَ مُؤَدِّب المُعْتَضد، ثُمَّ صَارَ نَدِيمُهُ، وَصَاحب سره، وَمشورته، وَلَهُ رِئاسَةٌ وَجَلاَلَةٌ كَبِيْرَةٌ. وَهُوَ تِلْمِيْذ يَعْقُوْب بن إِسْحَاقَ الكِنْدِيّ الفليسوف. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ المُلحمِي وَمُحَمَّد بن أَبِي الأَزْهَر وَعم صَاحِب الأَغَانِي وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ الكَاتِب. ثمَّ إِنَّ الْمُعْتَضد انتخى للهِ وَقُتِلَ السَّرْخسِيّ لفلسفته وَخبث مُعتقدِه. فَقِيْلَ: إِنَّهُ تنصَّل إِلَيْهِ وَقَالَ: قَدْ بِعْت كتب الفلسفَة، وَالنُّجُوْم وَالكَلاَم، وَمَا عِنْدِي سِوَى كتب الفِقْه وَالحَدِيْث فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ الْمُعْتَضد: وَاللهِ إِنِّيْ لأَعِلْم أَنَّهُ زِنْدِيْق فعل مَا زَعَمَ ريَاءً. وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَالَ لَهُ: لَكَ سَالف خِدَم فَكَيْفَ تختَار أَن نَقْتُلك. فَاختَار أَنْ يطعم كبَاب اللَّحْم وَأَنَّ يُسقَى خمراً كَثِيْراً حَتَّى يسكر، وَيُفْصَد فِي يَدَيْهِ فَفَعَل بِهِ ذَلِكَ فصفِي مِنَ الدَّم وَبقيت فِيْهِ حَيَاة، وَغلبت عَلَيْهِ الصَّفرَاء وَجُنَّ وَصَاح، وَبَقِيَ يَنْطَح الحَائِط لِفَرطِ الآلاَم وَيعدو كَثِيْراً حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ فِي أَوّل سَنَة ست ثمانين ومائتين.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "3/ 98"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 5"، ولسان الميزان "1/ 189".

ابن الضريس

2438- ابن الضُّرَيْس 1: الحَافِظُ المُحَدِّث الثِّقَة المُعَمَّر المصَنِّف أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْب بنِ يَحْيَى بنِ ضُرِيْس البَجَلِيّ الرَّازِيّ صَاحِب كِتَاب: "فضَائِل القُرْآن". مَوْلِدُهُ فِي حُدُوْدِ عَام مائَتَيْنِ. وَسَمِعَ: مُسْلِم بن إِبْرَاهِيْم وَالقَعْنَبِيّ، وَأَبَا الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيّ، وَمُحَمَّد بن كَثِيْر العَبْدِيّ، وَعَلِيّ بن عُثْمَانَ اللاَحقي، وَمُسَدَّد بن مُسَرْهَد، وَأَبَا سَلَمَة التَّبُوْذَكِيّ، وَأَحْمَد بن يُوْنُسَ، وَمُحَمَّد بن سِنَانٍ العَوَقي، وَعُبَيْد الله بن مُحَمَّدٍ العَيْشِيّ، وَإِسْحَاق بن مُحَمَّدٍ الفروي، ويحيى ابن هَاشِمٍ السِّمْسَار، وَحَفْص بن عُمَر الحَوْضِيّ، وَعَبْد اللهِ بن الجَرَّاح، وَعَبْد الأَعْلَى بنَ حَمَّادٍ، وَأَبَا الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيّ، وَسَهْل بن بَكَّارٍ، وَمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيّ، وَمُحَمَّد بن المِنْهَالِ، وَطَبَقَتهُم وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلو الإِسْنَاد بِالعَجَم مَعَ الصِّدْق، وَالمعرفَة. رَوَى عَنْهُ: عبد الرَّحْمَن بن أَبِي حَاتِمٍ وَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ، وَعَلِيّ بن شَهْريَار، وَأَحْمَد بن إِسْحَاق الطِّيبِي، وَأَبُو عَمْرٍو إِسْمَاعِيْل بن نُجَيْد، وَأَحْمَد بن عُبَيْدٍ الهَمَذَانِيّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ آخِرُهُم مَوْتاً: أَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الرَّازِيّ. قَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ: ابْن الضُّرَيْس ثِقَة وَهُوَ مُحَدِّث ابْن مُحَدِّث، وَجدُّه يَحْيَى بن الضُّرَيْس مِنْ أَصْحَابِ سُفْيَان الثَّوْرِيّ. وَلَمَّا سَمِعَ: أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِي بِموت ابْن الضُّرَيْس -وَكَانَ يَود أَنْ يرحل إِلَيْهِ- صَاح وَلطم وَقَالَ لأَهله: منعتمونِي مِنَ الرحلَة إِلَيْهِ قَالَ: فَرَقُّوا، وَسفَّرُونِي مَعَ خَالِي إِلَى الحَسَنِ بن سُفْيَان. مَاتَ ابْن الضُّرَيْس يَوْم عَاشُورَاء سَنَةَ أَرْبَعٍ وتسعين ومائتين بالري. وَأَمَّا ابْن عُقدَة فَأَورد وَفَاته فِي سَنَةِ خمس وتسعين، والأول أصح.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1114"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 665"، والوافي بالوفيات، لصلاح الصفدي "2/ 234"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 216".

أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عصرُوْن، وَزَيْنَب بِنْت عُمَر، عَنِ المُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيِّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْل الفرَاوِي "ح": وَأَخبرونَا عَنْ أَبِي رَوْحٍ الهَرَوِيِّ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ "ح". وَأَخْبَرُوْنَا عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القَاسِمِ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عمر بن أحمد بنُ مَسْرُوْرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ نُجَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَيُّوْب بن ضُرَيْس، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ العَوَقِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بن طهمان، عن بديل، عن عبد الله بنِ شَقِيْقٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ الفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ مَتَى كُتِبْتَ نَبِيّاً قَالَ: "كُتِبْتُ نَبِيّاً وآدَم بَيْنَ الرُّوح وَالجسد" 1. وَبِهِ إِلَى مُحَمَّد بن الضُّرَيْس: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ كثير، حدثنا سُفْيَان، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رفعت امْرَأَة إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَبِيّاً لَهَا فِي مِحَفَّة، فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَلهَذَا حَجَّ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَلك أَجْرٌ" 2. أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا مَنْصُوْرٌ بن الدَّمَّاغ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مَرْدَوَيْه، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَان الْوَكِيل، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن الْفَصْل بن شَهْريَار، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَيُّوْب، حَدَّثَنَا مُسَدَّد، حَدَّثَنَا يَزِيْد بن زُرَيْع، حَدَّثَنَا خَالِد، عَنْ أَبِي قِلاَبَة، عَنْ مَالِكٍ بن الحُوَيْرِث قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا حضَرت الصَّلاَة فَأَذِّنَا ثُمَّ أُقِيمَا ثُمَّ ليُؤمَّكمَا أَكبَرُكُمَا" 3. وَمَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ مَعَهُ: جبرُوْنُ بنُ عِيْسَى البَلَوِيّ، وَمُحَمَّد بن إِسْحَاق بن رَاهْوَيْه، وَعُبَيْد بن مُحَمَّدٍ العِجْل، وَالحَسَن بن مُثَنَّى العَنْبَرِيّ، وَمَحْمُوْد بن أَحْمَد بن الفرج بأصبهان، وَعَبْد اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الخفَّاف بِمِصْرَ، وَأَحْمَد بن يَحْيَى بنِ خَالِدٍ الرَّقِّيّ، وَمُحَمَّد بن نَصْر المَرْوَزِيّ الفَقِيْه، وَمُوْسَى بن هارون الحافظ.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 59"، وفي "السنة" "ص111"، من طريق منصور بن سعد، عن بديل بن ميسرة، به. وإسناده صحيح. وأخرجه ابن سعد "7/ 60" من طريق معاذ بن هانئ البهراني، حدثنا إبراهيم بن طهمان، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" "410"، وأبو نعيم في "الحلية" "9/ 53"، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا منصور بن سعد، عن بديل، به. وله شاهد من حديث أبي هريرة: عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان" "2/ 226". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1336"، "410"، وأبو داود "1736"، والنسائي "5/ 120" من طرق سفيان بن عيينة، به. 3 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "630"، وَمُسْلِمٌ "674"، وَأَبُو دَاوُدَ "589"، وَالتِّرْمِذِيُّ "205"، وَالنَّسَائِيُّ "2/ 17" من طرق عن خالد الحذاء، به.

العلاف

2439- العَلَّاف 1: "س" الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الحُجَّة، الفَقِيْه، أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن أَيُّوْب بن بَادِي المِصْرِيّ العلاَّف. حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْد الغَفَارِ بن دُوَاد الحَرَّانِيّ، وَيُوْسُف بن عَدِيّ، وَيَحْيَى بن بُكَيْرٍ، وَأَحْمَد بن يَزِيْدَ المَكِّيّ، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيّ، وَمُحَمَّد بن جَعْفَرٍ الحَضْرَمِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَأَحْمَد بن خَالِد بن الجبَّاب، وَعَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الوَاعِظ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ شَيْخاً -آدم شَدِيد- الأُدمَة أَعور ثِقَة بَصِيْراً بِالفِقْهِ. قَالَ أَحْمَد بن خَالِد الحَافِظ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ العلاَّف فَقِيْه أَهْل مِصْر. قُلْتُ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَكَانَ مُسِنّاً مِنْ أبْناءِ التِّسْعِيْنَ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو عَبْد الْملك أَحْمَد بن إِبْرَاهِيْم البُسْرِيّ، وَالمعتضد بِاللهِ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ البَتَلهِي، وَأَمِيْرُ القَيْرَوَان إبراهيم بن الأغلب، وأنس بن المسلم الدِّمَشْقِيّ، وَالحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ القبَّانِي.

_ 1 ترجمته في الكاشف "3/ ترجمة 6245"، والعبر "2/ 83"، وتهذيب التهذيب "11/ 185"، وتقريب التهذيب "2/ 343"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 202".

الحكاني

2440- الحَكَّاني: الشَّيْخ، المُحَدِّث، الثِّقَة، مُسْنِد هَرَاة، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى، الخُزَاعِيّ الهَرَوِيّ الحكاني، وحكانك محلَّة عَلَى بَاب مَدِيْنَة هَرَاة. رَحل، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي اليَمَانِ، وآدَم بن أَبِي إِيَاسٍ، وَمُحَمَّد بن وَهْبِ بنِ عطيَّة، وَيَحْيَى بن صَالِحٍ الوُحَاظِيّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي السَّرِيّ. وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ حَامِد الرَّفَّاء، وَأَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَد بنُ عَبْدِ اللهِ المُغَفَّلِي، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ خَمِيْرَوَيْه، وَأَحْمَد بن إِسْحَاقَ، الهرويُّون. وَوَثَّقَهُ بَعْض الحُفَّاظ. مَاتَ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ ومائتين، في عشر المائة.

القراطيسي

2441- القراطيسي 1: "س" الإِمَامُ، الثِّقَة، المُسْنِد، أَبُو يَزِيْدَ، يُوْسُف بن يَزِيْد بن كَامِلٍ بن حَكِيْم، الأُمَوِيّ المصري القراطيسين مَوْلَى أَمِيْر مِصْرَ عَبْد العَزِيْز بن مَرْوَانَ. سَمِعَ: أَسَد بن مُوْسَى السُّنَّة، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ الكَاتِب، وَحَجَّاج بن إِبْرَاهِيْمَ الأَزْرَق، وَعِدَّة. وَكَانَ عَالِماً مُكْثِراً مجوِّداً. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْد اللهِ بن جَعْفَرِ بنِ الوَرْد، وَعَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الوَاعِظ، وَسُلَيْمَان بن أَحْمَد الطَّبَرَانِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَقِيْلَ: إِنَّ النَّسَائِيّ رَوَى عَنْهُ. وَثَّقَه ابْن يُوْنُس. وَكَانَ مُعَمِّراً، رَأَى الشَّافِعِيّ. قَالَ الحَافِظُ أَحْمَد بن خَالِد الجبَّاب: أَبُو يَزِيْد مِنْ أَوْثَق النَّاس، لَمْ أَرَ مثله، وَلاَ لقِيت أَحَداً إِلاَّ وَقَدْ مُسَّ، أَوْ تُكُلِّمَ فِيْهِ إِلاَّ هُوَ، ويحبى بن أيوب العلاف. ورفع أحمد الحباب مِنْ شَأْن القَرَاطِيْسِيّ. مَاتَ فِيمَا أَرَّخَهُ ابْن يُوْنُس -فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَة سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، عَنْ مائَة سَنَةٍ- رَحِمَهُ اللهُ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَد بن إِسْحَاق بن نُبَيْط، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَضَّاح مُحَدِّث الأَنْدَلُس، وَأَبُو السَّرِيّ مُوْسَى بن الحَسَن الجلاجلي.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 27"، وتذكرة الحفاظ "2/ 680"، والعبر "2/ 84"، وتهذيب التهذيب "11/ 229"، وتقريب التهذيب "2/ 383"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 202".

إسحاق بن أبي عمران

2442- إسحاق بن أبي عِمْران 1: الإِمَامُ، الفَقِيْه، الحَافِظ شَيْخ خُرَاسَان، أَبُو يَعْقُوْب الإِسْفَرَايِيْنِيّ. أَخْبَرَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّد كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الإِسْفَرَايِيْنِيُّ الفَقِيْهُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن أَبِي عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ وَرَّاقُ مَحْمُوْدِ بنِ غَيْلاَن، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ فَكَانَ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ حَتَّى يدْخل، وَقت الْعَصْر فيجمع بينهما"2. رَوَاهُ البَيْهَقِيّ بِلَفْظِهِ عَنِ الحَاكِم مُحَمَّد بن نعيم الضَّبِّيّ. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ إِسْحَاق بن مُوْسَى بن عِمْرَانَ أَحَد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة، وَالرَّحَّالَة فِي طَلَبِ الحَدِيْث مِنْ رُسْتَاق إِسفرَايين تَفَقَّهَ عِنْد أَبِي إِبْرَاهِيْم المُزَنِيّ، وَسَمِعَ: الْمَبْسُوط مِن الرَّبِيْع وَكتب الحَدِيْث بِخُرَاسَانَ، وَالعِرَاقين وَالحِجَاز وَمِصْر وَالشَّام. قَالَ: وَلَهُ مصنفَات كَثِيْرَة سَمِعَ: بِخُرَاسَانَ: قُتَيْبَة بن سَعِيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْم بن يُوْسُفَ، وَإِسْحَاق بن رَاهْوَيْه، وَعَلِيّ بن حُجْرٍ وَأَقرَانهُم وَبَالجِبَال: مُحَمَّد بن مقَاتل، وَابْن أَحْمَدَ وَطَائِفَة وبِبَغْدَاد: مَنْصُوْر بن أَبِي مُزَاحم، وَمُحَمَّد بن بَكَّارٍ، وَعُبَيْد اللهِ القَوَارِيْرِيّ، وَأَحْمَد بن عِمْرَانَ الأَخنسِي، وَأَبَا مُسْلِم الوَاقِدِيّ، وَبِالبَصْرَةِ: عبد الأَعْلَى بن حَمَّادٍ النَّرْسِيّ، وَعَبْد اللهِ بن مُعَاوِيَةَ، وَبندَاراً، وَأَبَا مُوْسَى، وبَالكُوْفَة: عُثْمَان بن أَبِي شَيْبَةَ وأخاه القاسم، وجبارة

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 419". 2 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 241"، وأبو داود "1220"، والترمذي "553"، والبيهقي "3/ 163" من طريق قتيبة، به. وإسناده صحيح رجاله ثقات. وأبو الطفيل، هو عامر بن واثلة.

بن المُغَلِّس وَأَبَا كُرَيْب، وَعَبْد اللهِ بن عُمَر بن أَبَانٍ. وَبَالحِجَاز: إِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن المُنْذِرِ، وَأَبَا مُصْعَبٍ، وَيَعْقُوْب بن حُمَيْد، وَعِدَّة وبَالشَّام: هِشَام بن عَمَّارٍ، وَدُحيماً، وَأَحْمَد بن أَبِي الحَوَارِيِّ، وَطَبَقَتهُم. وَبِمِصْرِ: مُحَمَّد بن رُمح، وَعِيْسَى بن حَمَّادٍ، وَحَرْمَلَة، وَأَبَا الطَّاهِر بن السَّرْحِ، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيّ، وَأَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَمُؤَمَّل بن الحَسَنِ، وَمُحَمَّد بن عَبدك وَغَيْرهُم، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْب الشَّيْبَانِيّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدك الإِسْفَرَايِيْنِيّ: تُوُفِّيَ أَبُو يَعْقُوْب الإِسْفَرَايِيْنِيّ بِهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْب الحَافِظ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن مُوْسَى الإِسْفَرَايِيْنِيّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا جَرِيْر، عَنْ مُغِيْرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ خَطَبَ جَالِساً: مُعَاوِيَة وَذَلِكَ حِيْنَ عَظُمَ بَطْنه، وَكَثُرَ شَحْمه. قُلْتُ: عَاشَ ابْن أَبِي عِمْرَانَ هَذَا نَحْواً مِنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ مِنَ الأَئِمَّة الأَثبَات، وَتخيَّل إِلَى أَنَّهُ وَالد أَبِي عَوَانَةَ، لَكِن وَالد أَبِي عَوَانَةَ اسْمه: إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيْم بن يَزِيْد الإِسْفَرَايِيْنِيّ يَرْوِي عَنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَابْن حجر، وَأَبِي مَرْوَان العُثْمَانِيّ أَكْثَر عَنْهُ: وَلده أَبُو عَوَانَةَ فِي "صَحِيْحِهِ" ثُمَّ إِنِّيْ لَمْ أَظفر لأَبِي عَوَانَةَ برِوَايَة عَنْ إِسْحَاقَ بنِ أَبِي عِمْرَانَ وَلاَ ذكَر الحَاكِم لوَالد أَبِي عَوَانَةَ تَرْجَمَة فِي "تَارِيْخِهِ" فلهَذَا جوَّزت فِي البَدِيْهَة أَنَّهُمَا وَاحِد، وَكِلاَهُمَا طبقَة وَاحِدَةً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ القَاسِمِ بنِ أَبِي سَعْدٍ، أخبرنا أبو الأسعد القشيري، أخبرنا عبد الحميد البَحِيْرِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْملك بنُ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَان مُحَمَّد بن عُثْمَان، حَدَّثَنَا عَبْد العَزِيْز بن مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ الهَاد، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ: رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "قَالَتِ النَّارُ يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضاً فَأَذِنَ لَهَا بنفسين ... " 1 الحديث.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "537"، ومسلم "617"، وأحمد "2/ 238".

الخشني

2443- الخُشَنِي 1: الإمام، الحافظ، المتقن، اللغوي، العلامة، أبو الحس، مُحَمَّد بن عَبْدِ السَلاَّم بن ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيّ الأَنْدَلُسِيّ القُرْطُبِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. حَدَّثَ عَنْ: يَحْيَى بن يحيى الليثي، وغيره. وحج، ولبى الكِبَار، وَحَمَلَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيّ، وَمُحَمَّد بن بَشَّارٍ، وَسَلَمَة بن شيب، وَطَبَقَتهم، فَأَكْثَر وَجَوَّد. حَدَّثَ عَنْهُ: أَسْلَم بن عَبْد العَزِيْز، وَمُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّدٍ، وَابْنُهُ مُحَمَّد الخُشَنِيّ، وَقَاسِمُ بنُ أَصْبَغَ، وَآخَرُوْنَ. وأُريد عَلَى قَضَاء الجَمَاعَة، فَامْتَنَعَ، وَتَصَدَّر لِنَشْرِ الحَدِيْث، وَكَانَ أَحَد الثِّقَاتِ الأَعْلاَم. أَنْبَأَنَا ابْن هَارُوْنَ الطَّائِيّ، عَنِ ابْنِ بَقِيٍّ، عَنْ شُريح بن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بن حَزْم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَوْن الله، حَدَّثَنَا قَاسم بنُ أَصْبَغ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عبد السَّلاَم، حَدَّثَنَا بُنْدَار، حَدَّثَنَا غتندر، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي قَزَعَة، عَنْ أَنَسٍ، قال: كنت رديف أبي طَلْحَة، وَكَانَتْ ركبَة أَبِي طَلْحَة تَكَاد تَمَسُّ ركبَة النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَانَ يُهِلُّ بِهِمَا جَمِيْعاً. تُوُفِّيَ الخُشَنِيّ، سَنَة سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ. وجدُّه ثَعْلَبَة هُوَ: ابْن زَيْد بن حَسَن بن كَلْب ابْن صَاحِب النَّبِيّ أَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيّ قَالَهُ ابْن الفَرضي، وَوَلَدُهُ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ بَقِيَ إِلَى سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. سَمِيُّه: الإِمَامُ المُحَدِّث، أَبُو عَبْدِ الله:

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "1/ 446"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 672"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 160".

محمد بن عبد السلام

2444- محمد بن عبد السلام 1: ابن بَشَّارٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الوَرَّاقُ، الزَّاهِدُ. سَمِعَ الكُتُب مِنْ: يَحْيَى بنِ يَحْيَى التَّمِيْمِيِّ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَالتَّفْسِيْر مِنْ: إِسْحَاق، وَكَانَ ينسخُ التَّفْسِيْر وَيَتَقَوَّتُ. وَسَمِعَ: مِنَ: الحَسَن بن عِيْسَى، وَعَمْرو بن زُرَارَة، وَمُحَمَّد بن رَافِع. وَعَنْهُ: مُؤَمَّل بن الحَسَنِ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ. قَالَ وَلَدُهُ عَبْدَان: كَانَ يَقُوْلُ أَبِي: نَحْنُ فِي مَرْحَلَة، وَكَانَ يَصُوْم النَّهَار، وَيقومُ اللَّيْل وَيَقُوْلُ: هَذَا مَا أَوْصَانَا بِهِ يَحْيَى بن يَحْيَى. قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا العَنْبَرِيّ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يُوْنُس سَمِعْتُ الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ القَبَّانِي يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّار، حَدَّثَنَا يَحْيَى فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: أَتدرُوْنَ عَمَّنْ حَدَّثْتُكُم قَالُوا: حَدَّثْتَنَا عَنْ بُنْدَار عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ قَالَ: لاَ وَاللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عبد السَّلام بن بَشَّار، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى. تُوُفِّيَ مُحَمَّد بن عَبْدِ السَّلاَمِ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سِتّ أَيْضاً وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ فتوَافق هُوَ، وَالَّذِي قَبْله فِي الِاسْم وَالأَب وَالحِفْظ وَعَامِ الوَفَاةِ وَفِي اسْم شَيْخيهُمَا اللَّيْثِيّ وَالتَّمِيْمِيّ وَاللهُ أَعْلَمُ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ النَّيْسَابُوْرِيّ وَأَحْمَد بن عَلِيٍّ الخَزَّاز، وَشيخ الصُّوْفِيَّة أَبُو سَعِيْدٍ الخَزَّاز، وَأَحْمَد بن المُعَلَّى الدِّمَشْقِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن سُوَيْد الشَّامِيّ، وَرفيقُه إِبْرَاهِيْم بن بَرَّة الصَّنْعَانِيّ، وَرفيقُهُمَا الحَسَن بنِ عَبْدِ الأَعْلَى البَوْسِي أَصْحَاب عَبْد الرَّزَّاقِ، وَعَبْد الرَّحِيْمِ بن البَرْقِيّ رَاوِي السِّيرَة، وَعَلِيّ بن عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيّ بِمَكَّةَ، وَمُحَمَّد بن وَضَّاح القُرْطُبِيّ، وَمُحَمَّد بن يُوْنُسَ الكُدَيْمِيّ، وَالزَّاهِد محمد بن يوسف البناء، وأبو عبادة البُحْتُرِي الشَّاعِر، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ رَجَاءٍ الإسفراييني.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ 649"، وهو سمي محمد بن عبد السلام الخشني.

يحيى بن عمر

2445- يحيى بن عمر 1: ابن يوسف: الإِمَامُ، شَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو زَكَرِيَّا الكِنَانِيّ الأَنْدَلُسِيّ الفَقِيْه. قَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: ارْتَحَلَ وَسَمِعَ: بِإِفْرِيْقِيَةَ مِنْ: سَحْنُوْن، وَأَبِي زَكَرِيَّا الحُفْرِيّ، وَعَوْن بن يُوْسُفَ صَاحِب الدَّرَاوَرْدِيّ، وَسَمِعَ: بِمِصْرَ مِنْ: يَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ، وَحَرْمَلَة وَابْن رُمْح وَبَالمَدِيْنَة مِنْ: أَبِي مُصْعب وَطَائِفَةٍ وَسَكَنَ القَيْرَوَان وَكَانَ حَافِظاً للفُروع ثِقَةً ضَابطاً لِكُتُبِهِ. أَخَذَ عَنْهُ: أَحْمَد بن خَالِدٍ الحَافِظ، وَجَمَاعَةٌ وَأَهْل القَيْرَوَان. وَكَانَتِ الرِّحلَة إِلَيْهِ فِي وَقته سَكَنَ سُوْسَة فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَبِهَا مَاتَ. قَالَ الحُمَيْدِيّ: هُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ. رَوَى عَنْهُ: سَعِيْد بن عُثْمَانَ الأَعْنَاقِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن نَصْرٍ، وَمُحَمَّد بن مَسْرور، وَقَمُّود بن مُسْلِمٍ القَابِسِي، وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ القِرْبَاط، وَتُوُفِّيَ سَنَة خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ اللَّبَّاد: كَانَ أَهْل الصِّيَام وَالقِيَام مجَابَ الدُّعَاء كَانَتْ لَهُ بَرَاهين. وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ الأَبْيَانِي: مَا رَأَيْتُ مِثْل يَحْيَى بن عُمَرَ فِي عِلْمه وَزُهْده وَدُعَائِه وَبُكَائِه فَالوَصْفُ وَاللهِ يَقصُر عَنْ ذِكر فَضْله. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ حَارب: كَانَ مُتَقَدِّماً فِي الحِفْظِ لَقِي يَحْيَى بن بُكَيْرٍ وَكَانَ يَقُوْلُ: سأَلتُ سَحْنُوْن فرَأَيْت بَحْراً لاَ تُكَدِّرُه الدِّلاَء، وَاللهِ مَا رَأَيْتُ مثلَه قَطُّ كَأَنَّ العِلْمَ جُمِعَ بَيْنَ عَيْنَيه وَفِي صَدْره. قَالَ يَحْيَى الكَانشِي: أَنفق يَحْيَى بن عُمَر فِي طَلَبِ العِلْمِ سِتَّة آلاَف دِيْنَار. قُلْتُ: لَهُ شُهْرَة كَبِيْرَة بِإِفْرِيْقِيَةَ وحمل عنه عدد كثير رحمه الله.

_ 1 ترجمته في لسان الميزان "6/ 270"، وجذوة المقتبس للحميدي "377".

المعتضد بالله

2446- المعتضد بالله 1: الخَلِيْفَةُ، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَد بن الموَفق بِاللهِ، ولي العهد، أبي أحمد طَلْحَة بن المُتَوَكِّل جَعْفَر بن المُعْتَصِم مُحَمَّد بن الرَّشِيْد الهَاشِمِيّ العَبَّاسِيّ. وُلِدَ فِي أَيَّام جَدِّهِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَدَخَلَ دِمَشْق سنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ لِحَرْب ابْنِ طُولُوْنَ، وَاسْتُخْلِفَ بَعْدَ عَمِّه المُعْتَمِد فِي رَجَبٍ سنَةَ تسعٍ. وَكَانَ مَلِكاً مَهِيْباً شُجَاعاً، جَبَّاراً، شَدِيْدَ الوَطْأَة، مِنْ رِجَال العَالَم يُقْدِم عَلَى الأَسَد وَحدَه. وَكَانَ أَسمَرَ نَحِيْفاً معتدلَ الْخلق، كَامِلَ العَقْل. قَالَ المَسْعُوْدِيُّ: كَانَ قَلِيْل الرَّحْمَة، إِذَا غَضِبَ عَلَى أَمِيْرٍ حَفَرَ لَهُ حَفيِرَةً، وَأَلقَاهُ حَيّاً، وَطَمَّ عَلَيْهِ. وَكَانَ ذَا سيَاسَةٍ عَظِيْمَةٍ، قِيْلَ: إِنَّهُ تصيَّد فَنَزَلَ إِلَى جَانب مقثأَة فصَاحَ النَّاطُور فَطَلَبَهُ فَقَالَ: إِنَّ ثَلاَثَة غِلمَان دَخَلُوا المقثأَة، وَأَخَذُوا فَجِيْءَ بِهِم فَاعتقلُوا، وَمن الغَد ضُربت أَعنَاقهُم فَقَالَ لابْن حَمدُوْنَ: اصدقنِي عَنِّي فذكرتُ الثَّلاَثَة فَقَالَ: وَاللهِ مَا سفكتُ دماً حرَاماً مُنْذُ وَليت الخِلاَفَة، وَإِنَّمَا قتلت حَرَامِيَّة قَدْ قَتَلُوا أَوهمتُ أَنَّهُم الثَّلاَثَة قُلْتُ: فَأَحْمَد بن الطيب قال: دعاني إلى الإلحاد. رَوَى أَبُو العَبَّاسِ بن سُرَيْج عَنْ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى المُعْتَضِد، وَعَلَى رأْسِه أَحْدَاثٌ رُوْمٌ مِلاَحٌ فنظرتُ إِلَيْهِم فرآنِي المُعْتَضِد أَتَأَمَّلُهُم فَلَمَّا أَردتُ الاَنصرَافَ أَشَارَ إِليَّ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا القَاضِي وَاللهِ مَا حَلَلْتُ سَرَاويلِي عَلَى حَرَامٍ قَطُّ. وَدَخَلْتُ مرَّةً فَدَفَعَ إِليَّ كِتَاباً فنظرتُ فِيْهِ فَإِذَا قَدْ جَمَعَ لَهُ فِيْهِ الرُّخَص مِنْ زلل العُلَمَاء فَقُلْتُ مُصَنِّفُ هَذَا زِنْدِيْقٌ فَقَالَ: أَلم تَصِحَّ هَذِهِ الأَحَادِيْث قُلْتُ: بَلَى وَلَكِنْ مَنْ أَبَاحَ المُسْكر لَمْ يُبح المُتْعَة، وَمَنْ أَبَاحَ المُتْعَة لَمْ يُبِحِ الغناء، وما من عالم إلى وَلَهُ زَلَّة وَمن أَخَذَ بِكُلِّ زَلَل العُلَمَاء ذهبَ دِينُه فَأَمَرَ بِالكِتَابِ فَأُحْرِق. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ المُحسن التَّنُّوخِي: بَلَغَنِي عَنِ المُعْتَضِد أَنَّهُ كَانَ جَالِساً فِي بَيْتٍ يُبنَى لَهُ فَرَأَى فِيهِم أَسْوَدَ مُنْكَر الخِلْقَة يَصعَد السَّلاَلِم دَرَجَتَيْن دَرَجَتَيْن، وَيحمِلُ ضِعْفَ مَا يحملُه غَيْرُه فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، وَطَلَبَه وَسَأَلَهُ عَنْ سَبب ذَلِكَ فَتَلَجْلَجَ فَكلَّمه ابْن حَمْدُوْنَ فِيْهِ، وَقَالَ: منْ هَذَا حَتَّى صرفْتَ فِكْرَك إِلَيْهِ قَالَ: قَدْ وَقَعَ فِي خَلَدِي أَمرٌ مَا أَحْسِبُه باطلاً ثُمَّ أَمرَ بِهِ فَضُرِبَ مائَة، وَتهدَّدَه بِالقتل وَدَعَا بِالنَطْع وَالسَّيْف فَقَالَ: الأَمَانَ أَنَا أَعمل فِي أَتُوْنَ الآجُرِّ فَدَخَلَ مِنْ شُهور رَجُل فِي وسط هِمْيَان فَأَخْرَجَ دَنَانِيْر، فَوثبْتُ عَلَيْهِ، وَسدَدْتُ فَاهُ وَكتَّفْتُه وَأَلقيتُه فِي الأَتُوْنَ وَالذَّهَب مَعِي يقوَى بِهِ قلبِي فَاسْتحضرهَا فَإِذَا عَلَى الهِمِيَان اسْم صاحبه فنودي في البَلد فجَاءت امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: هُوَ زَوْجِي وَلِي مِنْهُ طِفْل فَسَلَّمَ الذَّهَب إِلَيْهَا وَقَتَلَه. قَالَ التَّنُّوخِي: وَبَلغنِي أَنَّهُ قَامَ لَيْلَةً فَرَأَى المَمَالِيْك المُرْد وَاحِدٌ منهُم فَوْقَ آخر ثُمَّ دبَّ عَلَى ثَلاَثَةٍ، وَاندَسَّ بَيْنَ الغِلْمَان فَجَاءَ فَوَضَع يَده عَلَى صَدْره فَإِذَا بفؤَاده يخفِق فَرَفَسَه برجله فجلس فذبحه.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "2/ 462-490"، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "10/ 41"، وتاريخ بغداد "4/ 403"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 133" و"6/ 34"، والعبر "2/ 80" والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 428"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 126"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 199".

وَأَنَّ خَادِماً أَتَاهُ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ صَيَّاداً أَخرج شبكتَه، فَثَقُلَت فَجَذَبَهَا، فَإِذَا فِيْهَا جِرَاب فَظَنَّه مَالاً فَإِذَا فِيْهِ آجُرٌّ بَيْنَهُ كَفٌّ مَخْضُوبَة فَهَالَ ذَاكَ المُعْتَضِدَ، وَأَمرَ الصَّيَّاد فَعَاود طَرْح الشَّبَكَة فَخَرَجَ جِرَاب آخَرْ فِيْهِ رِجْل فَقَالَ: مَعِي فِي بَلَدي مَنْ يَفْعَلُ هَذَا مَا هَذَا بِمُلْك فلَمْ يفطرْ يَوْمَه، ثُمَّ أَحْضَرَ ثِقَةً لَهُ وَأَعطَاهُ الجِرَاب وَقَالَ: طُفْ بِهِ عَلَى مَنْ يعْمل الجُرُب: لِمَنْ بَاعَه فَغَابَ الرَّجُل، وَجَاءَ وَقَدْ عَرَف بَائِعَه، وَأَنَّهُ اشترَى مِنْهُ عَطَّارٌ جِرَاباً فَذَهَبَ إِلَيْهِ فَقَالَ: نَعَمْ اشترَى مِنِّي فُلاَنٌ الهَاشِمِيّ عَشْرَة جُرُبٍ، وَهُوَ ظَالم....، إِلَى أَنْ قَالَ: يكفيكَ أَنَّهُ كَانَ يَعْشَقُ مُغَنِّيَةً فَاكترَاهَا مِنْ مَوْلاَهَا، وَادَّعَى أَنَّهَا هَرَبت فَلَمَّا سَمِعَ: المُعْتَضِد ذَلِكَ سَجَدَ وَأَحْضَرَ الهَاشِمِيَّ فَأَخْرَجَ لَهُ اليَد وَالرَّجْلَ فَاصْفَرَّ وَاعْتَرفَ فَدَفَعَ إِلَى صَاحِبِ الجَارِيَة ثمنَهَا وَسَجَنَ الهَاشِمِيّ فيُقَالُ: قَتَلَه. وَرَوَى التَّنُّوخِي، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: رَأَيْتُ المُعْتَضِد -وَكَانَ صَبِيّاً- عَلَيْهِ قُباء أَصْفَرُ وَقَدْ خَرَجَ إِلَى قِتَالِ وَصِيْف بِطَرَسُوْس. وَعَنْ خَفِيف السَّمَرْقَنْدي قَالَ: خَرَجتُ مَعَ المُعْتَضِد للصَّيْد، وَانْقَطَعَ عَنْهُ العَسْكَر فَخَرَجَ عَلَيْنَا الأَسَد فَقَالَ: يَا خَفِيْف أَمسِكْ فرسِي، وَنَزَلَ فَتَحَزَّمَ، وَسَلَّ سيفه وقصد الأَسَدُ فَتَلَقَّاهُ المُعْتَضِدُ فَقَطَعَ يَدَه فتشَاغَل بِهَا الأَسَد فضَرَبَهُ فَلَقَ هَامَتَه، وَمسح سَيْفه فِي صُوْفه وَرَكِبَ، وَصحبْتُه إِلَى أَنْ مَاتَ فَمَا سَمِعتُه يَذكُرُ الأَسد لِقلَّة احتفَاله بِهِ. قُلْتُ: وَكَانَ فِي المُعْتَضِدْ حِرْصٌ وَجَمْعٌ للمَال حَارَبَ الزِّنْج، وَلَهُ موَاقف مشهودَة، وَفِي دَوْلَته سَكَتَتِ الفِتَن وَكَانَ فَتَاهُ بدر عَلَى شَرِطته، وَعُبَيْد اللهِ بن سُلَيْمَانَ عَلَى وَزَارَتِه وَمُحَمَّد بن شَاه عَلَى حَرَسه، وَأَسقط المَكْسَ وَنَشَرَ العَدْلَ، وَقَلَّلَ مِنَ الظُّلم وَكَانَ يُسَمَّى السَّفَّاح الثَّانِي أَحْيَا رَمِيْمَ الخِلاَفَة الَّتِي ضَعُفَت مِن مَقْتَلِ المُتَوَكِّل وَأَنْشَأَ قَصْراً غَرِمَ عَلَيْهِ أَرْبَع مائَة أَلْف دِيْنَار وَكَانَ مِزَاجه قَدْ تَغَيَّر مِنْ فَرْط الجِمَاع وَعَدَمِ الحمِيَة حَتَّى إِنَّهُ أَكَلَ فِي مَرَضِهِ زَيْتُوناً وَسَمَكاً. وَنقَلَ المَسْعُوْدِيّ أَنَّهُم شكوافي مَوْته، فَتَقَدَّم الطَّبِيْب فَجَسَّ نَبْضَه فَفَتَح عَيْنَيْهِ فَرَفَسَ الطَّبِيْب دَحْرَجَهُ أَذرعاً فَمَاتَ الطَّبِيْب ثُمَّ مَاتَ المُعْتَضِد مِنْ سَاعتِه كَذَا قَالَ. وَقَالَ الخُطَبِيّ فِي "تَارِيْخِهِ": حَبَس المُوَفَّق ابْنه أَبَا العَبَّاسِ فَلَمَّا اشتَدَّت عِلَّةُ المُوَفَّق عَمَدَ غِلْمَان أَبِي العَبَّاسِ فَأَخرجُوهُ، وَأَدخلُوهُ إِلَى أَبِيْهِ فَلَمَّا رَآهُ أَيقن بِالموت فَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ: لِهَذَا اليَوْم خَبَّأْتُكَ ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ وَضمَّ الجَيْشَ إِلَيْهِ وَخَلَعَ عَلَيْهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاَث. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ العَبَّاسِ شَهْماً، جلداً، رَجُلاً بازلاً، مَوْصُوَفاً بِالرُّجْلَة وَالجَزَالَة قَدْ لَقي

الحُرُوب، وعُرِف فَضْله فَقَامَ بِالأَمْرِ أَحسنَ قِيَامٍ، وهابه النَّاس وَرهبُوهُ ثُمَّ عَقَدَ لَهُ المُعْتَمِد مَكَان المُوَفَّق، وَجَعَلَ أَولاَدَهُ تَحْتَ يَدِه ثُمَّ إِنَّ المعْتَمِد جلَس مَجْلِساً عَامّاً أَشهدَ فِيْهِ عَلَى نَفْسه بِخَلْعِ، وَلده المفوَّض إِلَى اللهِ جَعْفَر مِنْ وَلاَيَة عَهْدِهِ، وَإِفرَاد أَبِي العَبَّاسِ بِالعَهْدِ فِي المُحَرَّمِ، وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ يَعْنِي المُعْتَمِد فَقِيْلَ: إِنَّهُ غُمَّ فِي بِسَاط. وَكَانَ المُعْتَضِد أَسمرَ نَحِيْفاً مُعْتَدِلَ الخَلْق أَقنَى الأَنْفِ فِي مقدم لِحْيتهِ طولٌ، وَفِي مقدم رأْسِه شَامَةٌ بَيْضَاء تعلُوهُ هَيْبَةٌ شَدِيْدَةٌ رَأَيْتُهُ فِي خلاَفته. قُلْتُ: لمَا بُوْيِع قَدِمَتْ هدَايَا خُمَارَويه، وَخضع وَذَلِكَ عِشْرُوْنَ بَغْلاً تَحْمِلُ الذَّهَبْ سِوَى الخَيْل وَالجَوَاهِر وَالنَّفَائِس وَزُرَافَة، وَقَدِمَتْ هَدِيَّةُ الصَّفَّار فولاَّهُ خُرَاسَان وَتَزَوَّجَ المُعْتَضِد بِبِنْت خُمَارويه فَقَدِمَتْ فِي تَجَمُّل لاَ يُعَبَّر عَنْهُ، وَصَلَّى بِالنَّاسِ يَوْم النَّحْر فَكَبَّرَ فِي الأُوْلَى سِتّاً، وَفِي الثَّانِيَة نَسِي تكبيرهَا وَلَمْ يكد يُسْمع: صَوته. وفِي سَنَة ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ: كَانَ أَوَّل شَأْن القرَامِطَة. وَلاَ رَيْبَ أَنَّ أَوَّلَ وَهْنٍ عَلَى الأُمَّة قَتْلُ خلِيفتِهَا عُثْمَان صَبْراً فَهَاجت الفِتْنَة، وَجَرَت وَقعَة الجَمل بِسببهَا ثُمَّ وَقعَة صِفِّين، وَجَرَت سُيُول الدِّمَاء فِي ذَلِكَ. ثمَّ خَرَجَتِ الخَوَارِج وكفرت عثمان وعليًّا وحاربوا ودامت حُرُوبُ الخَوَارِج سِنِيْنَ عِدَّة. ثمَّ هَاجتِ المُسَوِّدَة بِخُرَاسَانَ، وَمَا زَالُوا حَتَّى قَلعُوا دَوْلَةَ بَنِي أُمَيَّةَ، وَقَامَتِ الدَّوْلَة الهَاشِمِيَّة بَعْد قَتْل أَممٍ لاَ يُحصيهم إلَّا الله. ثمَّ اقْتتلَ المَنْصُوْرُ، وَعَمِّه عَبْد اللهِ ثُمَّ خُذل عَبْد اللهِ، وَقُتِلَ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِب الدَّعْوَة. ثمَّ خَرَجَ ابْنا حَسَن وَكَادَا أَنْ يَتَمَلَّكَا فَقُتِلا. ثمَّ كَانَ حربٌ كَبِيْرٌ بَيْنَ الأَمِيْن وَالمَأْمُوْن إِلَى أَنْ قُتِلَ الأَمِيْن. وفِي أَثْنَاء ذَلِكَ قَامَ غَيْرُ وَاحِدٍ يطْلُب الإِمَامَةَ: فَظَهَرَ بَعْد المائَتَيْنِ بَابَك الخُرَّمِيّ زِنْدِيْق بِأَذْرَبِيْجَان، وَكَانَ يُضْرَبُ بِفَرْطِ شَجَاعَته الأَمثَال فَأَخَذَ عِدَّة مدَائِن وَهَزَم الجُيُوشَ إلى أن أسر بحيلة وقُتِل. وَلَمَّا قُتِل المُتَوَكِّل غِيلَة ثُمَّ قُتل المُعْتَزّ ثُمَّ الْمُسْتَعِين وَالمهتدي وَضَعُف شَأْن الخِلاَفَة تَوَثَّب ابْنا الصَّفَّار إِلَى أَنْ أَخذَا خُرَاسَان بَعْدَ أَنْ كَانَا يَعملاَن فِي النُّحَاس، وَأَقبلاَ لأَخذِ العِرَاق وَقَلْعِ المعْتَمِد.

وَتوثّب طُرُقي دَاهِيَةٌ بِالزَّنج عَلَى البَصْرَةِ، وَأَبَادَ العبَاد وَمَزَّق الجُيُوشَ، وَحَاربوهُ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَى أَنْ قُتل، وَكَانَ مَارقاً بلغَ جُنْدُه مائَة أَلْف. فَبقي يتشَبَّه بِهَؤُلاَءِ كُلُّ مَنْ فِي رأْسِه رِئاسَةٌ، وَيَتَحَيَّلُ عَلَى الأُمَّة ليرديهُم فِي دينهُم، وَدُنيَاهُم فَتحرَّك بِقُوَى الكُوْفَة رَجُل أَظهر التَّعَبُّدَ وَالتَّزَهُّدَ وَكَانَ يسف الْخوص وَيُؤثِر وَيدْعُو إِلَى إِمَام أَهْلِ البَيْت فتلفَّق لَهُ خَلق، وَتَأَلهوه إِلَى سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ فَظَهَرَ بِالبَحْرَيْن أَبُو سَعِيْدٍ الجنَابِي، وَكَانَ قَمَّاحاً فَصَارَ مَعَهُ عَسْكَرٌ كَبِيْرٌ، وَنَهَبُوا وَفَعَلُوا القبَائِح، وَتَزَنْدَقُوا وَذَهَبَ الأَخوَان يدعُوَان إِلَى المَهْدِيّ بِالمَغْرِب فثَار مَعَهُمَا البَرْبَر إِلَى أَنْ مَلَكَ عَبْدُ اللهِ المُلَقَّب بِالمَهْدِيّ غَالِب المَغْرِب، وَأَظهرَ الرَّفْض، وَأَبطَنَ الزندقة وقام بَعْدَهُ ابْنه ثُمَّ ابْن ابْنه ثُمَّ تملَّكَ المُعِزُّ، وَأَوْلاَدُهُ مِصْر وَالمَغْرِبَ وَاليَمَنَ وَالشَّام دَهْراً طَوِيْلاً فَلاَ حَوْل وَلاَ قُوَّة إلَّا بِاللهِ. في سَنَةِ ثَمَانِيْنَ: أَخَذَ المُعْتَضِد مُحَمَّد بن سَهْل مِنْ قوَّاد الزَّنْج فَبَلَغَهُ أَنَّهُ يدعُو إِلَى هَاشِمِيّ فَقرَّره فَقَالَ: لَوْ كَانَ تَحْتَ قَدَمِي مَا رفعتُهَا عَنْهُ فَقَتَلَهُ. وعَاثَت بَنُو شَيْبَان فَسَارَ المُعْتَضِد فلحقهُم بِالسِّنّ فَقَتَلَ وَغَرَّقَ وَمَزَّقَهُم وَغَنِمَ العَسْكَرُ مِن موَاشيهُم مَا لاَ يُوْصَف حَتَّى أُبيع الجملُ بخمسَةِ دَرَاهُم، وَصَان نسَاءهُم وَذَرَاريهُم وَدَخَلَ المَوْصِل فجَاءته بَنو شَيْبَان وَذلُّوا فَأَخَذَ مِنْهُم رَهَائِن، وَأَعطَاهُم نسَاءهُم وَمَاتَ فِي السجْن المفَوِّض إِلَى اللهِ وَقِيْلَ: كَانَ الْمُعْتَضد يُنَادمه فِي السِّر. قِيْلَ: كَانَ لتَاجرٍ عَلَى أَمِيْرٍ مَالٌ فَمَطَلَه ثُمَّ جَحَدَه فَقَالَ لَهُ صَاحبٌ لَهُ: قُمْ مَعِي فَأَتَى بِي خَيَّاطاً فِي مَسْجِد فَقَامَ مَعَنَا إِلَى الأَمِيْر فَلَمَّا رَآهُ هَابَه، وَوَفَّانِي المَالَ فَقُلْتُ للخَيَّاط: خُذْ مِنِّي مَا تُرِيْد فَغَضِبَ فَقُلْتُ لَهُ: فَحَدِّثْنِي عَنْ سَبب خَوفه مِنْكَ قَالَ: خَرَجْتُ لَيْلَةً فَإِذَا بِتُرْكِي قَدْ صَادَ امْرَأَةً مليحَةً، وَهِيَ تَتَمَنَّعُ مِنْهُ، وَتَسْتَغِيْث فَأَنكرتُ عَلَيْهِ فَضَرَبنِي فَلَمَّا صَلَّيْت العشَاء جَمعتُ أَصْحَابِي، وَجِئْتُ بَابَه فَخَرَجَ فِي غِلمَانه، وَعَرَفَنِي فَضَرَبَنِي وَشَجَّنِي، وَحملتُ إِلَى بَيْتِي فَلَمَّا تَنَصَّف اللَّيْلُ قُمْتُ فَأَذَّنْتُ فِي المنَارَة لكِي يُظَنَّ أَنَّ الفَجْر طَلع فَيُخْلِي المرأَةَ لأَنَّهَا قَالَتْ: زوجِي حَالفٌ عليّ بِالطَّلاَق أَنَّنِي لاَ أَبيتُ عَنْ بَيْتِي فَمَا نزلتُ حَتَّى أَحَاطَ بِي بَدْرٌ، وَأَعوَانُه فَأُدْخِلْتُ عَلَى المعتضد فقال: ما هذا الأذان فحدثته بِالقِصَّة فَطَلبَ التُّركِيّ، وَجَهَّزَ المرأَة إِلَى بيتهَا وَضرب التُّركِي فِي جَوَالق حَتَّى مَاتَ ثُمَّ قَالَ لِي: أَنْكِرِ المُنْكَر، وَمَا جرَى عَلَيْك فَأَذِّن كَمَا أَذَّنْتَ فدعوتُ لَهُ، وَشَاعَ الخَبَر فَمَا خَاطبتُ أَحَداً فِي خَصْمه إلَّا أَطَاعنِي وَخَافَ. وَفِيْهَا: وُلِدَ بِسَلمْيَة القَائِم مُحَمَّد بن المَهْدِيّ العُبيدي الَّذِي تملَّك هُوَ وَأَبُوْهُ المَغْرِب.

وَفِيْهَا: غَزَا صَاحِب مَا وَرَاء النَّهْر إِسْمَاعِيْل بن أَحْمَدَ بنِ أَسَد بلاَدَ التُّرْك، وَأَسرَ مَلِكَهُم فِي نَحْو مِنْ عَشْرَة آلاَف نَفْسٍ، وَقُتِلَ مثلَهُم وَزُلزلت دَيْبُل فَسقطَ أَكْثَرُ الْبَلَد، وَهَلك نَحْوٌ مِنْ ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً ثُمَّ زُلزلت مرات، ومات أزيد من مئة أَلْف. وَغزَا المُسْلِمُوْنَ أَرْض الرُّوْم فَافتتحُوا مَلُوريَة. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ: غَارت مِيَاهُ طَبَرِسْتَان حَتَّى لأَبيع المَاء ثَلاَثَة أَرطَال بِدِرْهَم وَجَاعُوا وَأَكلُوا المَيْتَةَ. وَفِيْهَا: سَارَ المُعْتَضِد إِلَى الدِّيْنَوَر، وَرَجَعَ ثُمَّ قَصَدَ المَوْصِل لِحَرْب حَمْدَان بن حَمدُوْنَ جَدِّ بنِي حَمدَان، وَكَانَتِ الأَعرَابُ وَالأَكرَادُ قَدْ تحَالفُوا، وَخرجُوا فَالتقَاهُم المُعْتَضِد فَهَزَمَهُم فكان من غرق أكثر ثم قَصَد مَاردين فَهَرَبَ مِنْهُ حَمدَان فَحَاصَر مَارْدين، وَتَسَلَّمَهَا ثُمَّ ظَفِر بحَمْدَان فَسَجَنَهُ ثُمَّ حَاصر قلعَةً للأَكرَاد، وَأَمِيْرهُم شَدَّاد فَظَفِرَ بِهِ، وَهَدَمَهَا وَهَدَمَ دَارَ النَّدْوَة بِمَكَّةَ، وَصَيَّرهَا مَسْجِداً. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ أَبطل الْمُعْتَضد، وَقِيد النِّيرَان وشعار النيروز. وقدمت النَّدَى بِنْتُ صَاحِب مِصْر مَعَ عَمِّهَا وَقِيْلَ: مَعَ عَمَّتِهَا العَبَّاسَة فَدَخَلَ بِهَا الْمُعْتَضد فَكَانَ جِهَازُهَا بِأَزيد مِنْ أَلف أَلف دِيْنَار، وَكَانَ صَدَاقُهَا خَمْسِيْنَ أَلف دِيْنَار وَقِيْلَ: كَانَ فِي جِهَازهَا أَرْبَعَةُ آلاَف تِكَّة مُجَوْهَرَة، وَكَانَتْ بديعَةَ الحُسْن جَيِّدَة العَقْل قِيْلَ: خَلاَ بِهَا المُعْتَضِدُ يَوْماً فَنَام عَلَى فَخِذِهَا قَالَ: فَوَضَعَتْ رأْسَهُ عَلَى مِخَدَّةٍ وَخَرَجتْ فَاسْتيقَظَ فَنَادَاهَا، وَغَضِبَ وَقَالَ: أَلَمْ أُحِلَّكِ إِكرَاماً لَكِ فَتَفْعَلِينَ هَذَا قَالَتْ: مَا جهلتُ إِكرَامكَ لِي، وَلَكِن فِيمَا أَدَّبنِي أَبِي أَنْ قَالَ: لاَ تنَامِي بَيْنَ جُلوس وَلاَ تجلسِي مَعَ النَّائِم. وَيُقَالُ: كَانَ لَهَا أَلفُ هَاوُن ذَهب. وَفِيْهَا: قَتَل خُمَارَويه صَاحِبَ مِصْر وَالشَّام غِلمَانُه لأَنَّهُ رَاوَدَهُم ثُمَّ أُخِذُوا، وَصُلبُوا وَتملَّك ابْنُهُ جَيْش فَقتلُوهُ بَعْد يَسير، وَمَلَّكُوا أَخَاهُ هَارُوْنَ، وَقَرَّر عَلَى نَفْسه أَنْ يَحْمِلَ إِلَى المُعْتَضِد فِي العَام أَلْفَ أَلفِ دينار وخمس مائة ألف دينار. وَفِيْهَا: قَتل المعتضدُ عَمَّه مُحَمَّداً لأَنَّهُ بَلَغَه أَنَّهُ يكَاتب خُمَارَويه. وفِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ: سَارَ الْمُعْتَضد إِلَى المَوْصِل لأَجل هَارُوْنَ الشَّارِي، وَكَانَ قَدْ عَاثَ، وَأَفْسَدَ وَامتَدَّت أَيَّامُه فَقَالَ الحُسَيْنُ بنُ حَمْدَانَ للمُعْتَضِد: إِنْ جِئْتُكَ بِهِ فلِي ثَلاَثُ حوائِج قَالَ: سَمِّهَا قَالَ: تُطْلِقْ أَبِي، وَالحَاجتَان: أَذكرهُمَا إِذَا أَتيتُ بِهِ قال: لك

ذَلِكَ. قَالَ: وَأُريدُ أَنْ أَنتقي ثَلاَثَ مائَة بَطل قَالَ: نَعَمْ ثُمَّ خَرَجَ الحُسَيْن فِي طَلَبِ هَارُوْنَ فضَايقه فِي مخَاضَة، وَالتَقَوا فَانهزم أَصْحَابُ هَارُوْنَ، وَاخْتَفَى هُوَ ثُمَّ دَلَّ عَلَيْهِ أَعرَابٌ فَأَسَرَهُ الحُسَيْن، وَقَدِمَ بِهِ وَخَلَعَ المُعْتَضِد عَلَى الحُسَيْنِ وَطَوَّقَه، وَسَوَّره وَعُمِلَتِ الزِّينَة وَأُرْكِبَ هَارُوْنَ فيلاً، وَازدَحَمَ الخَلْقُ حَتَّى سَقَطَ كُرْسِيّ جِسر بَغْدَاد وَغَرِق خلق، وَوصلت تقَادم الصَّفَّار منها مائتا حمل مَال وَكُتبت الْكتب إِلَى الأَمصَار بِتَوْرِيثِ ذوِي الأَرْحَام. وَفِيْهَا: غَلب رَافِع بن هَرْثمَة عَلَى نَيْسَابُوْر وَخَطَب بِهَا لِمُحَمَّدِ بنِ زَيْد العَلَوِيّ فَأَقبل الصَّفَّار، وَحَاصره ثُمَّ التَقَوا فَهَزمه الصَّفَّار وَسَاقَ خَلْفه إِلَى خُوَارِزم فَأَسَرَ رَافعاً وَقتلَه وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى المعتَضد وَلَيْسَ هُوَ بولدٍ لِهَرْثَمَة بن أَعْيَن بَلِ ابْن زَوجته. قَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ: وَفِي سَنَةِ "284" عَزَم المعتَضِد عَلَى لَعْنَة مُعَاوِيَة عَلَى المَنَابر فَخوَّفه الوَزِيْرُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ، وَحَسم مَادَة اجتمَاع الشِّيْعَة، وَأَهْل البَيْت، وَمَنَع القُصَّاص مِنَ الكَلاَم جُمْلَةً، وَتجمع الْخلق يَوْم الجُمُعَة لقرَاءة مَا كتب فِي ذَلِكَ، وَكَانَ مِنْ إِنشَاء الوَزِيْر فَقَالَ يُوْسُفُ القَاضِي: رَاجع أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ فَقَالَ: يَا أَمِيْر المؤمنين تخاف الفتنة فقال: إن تحركت العَامَّة، وَضَعْتُ السَّيْفَ فِيهِم قَالَ: فَمَا تصنع بِالعَلَوِيَّة الَّذِيْنَ هُم فِي كُلِّ قُطْر قَدْ خرجُوا عَلَيْك فَإِذَا سَمِعَ: النَّاس هَذَا مِنْ منَاقِبهم كَانُوا إِلَيْهِم أَمِيلَ وَأَبسطَ أَلسنَةً فَأَعْرَضَ الْمُعْتَضد عَنْ ذَلِكَ، وَعَقَد المُعْتَضِد لابْنهِ عليّ المكتفِي فَصَلَّى بِالنَّاسِ يَوْم النَّحْر. وَفِي سَنَةِ سِتّ: سَارَ المُعْتَضِد بِجُيُوشِهِ فَنَازَل آمِد وَقَدْ عصَى بِهَا ابْن الشَّيْخ فَطَلبَ الأَمَانَ فآمَنَه، وَفِي وَسط العَام جَاءَ الْحمل مِنَ الصَّفَّار فَمَنْ ذَلِكَ أَرْبَعَةُ آلاَف أَلف دِرْهَم. وَفِيْهَا: تحَارب الصَّفَّار وَابْن أَسَد صَاحِب سَمَرْقَنْد، وَجَرَتْ أُمُورٌ ثُمَّ ظَفِر ابْنُ أَسَد بِالصَّفَّار أَسِيْراً فَرَفَقَ بِهِ، وَاحتَرَمَه وَجَاءت رُسُل الْمُعْتَضد تحثُّ فِي إِنفَاذه فَنفذ وَأُدخل بَغْدَاد أَسِيْراً عَلَى جمل، وَسُجن بَعْد مَمْلكَة الْعَجم عِشْرِيْنَ سَنَةً، ومبدأه: كَانَ هُوَ وَأَخُوْهُ يَعْقُوْب صَانِعَيْن فِي ضرب النُّحَاس وَقِيْلَ: بَلْ كَانَ عَمْرو يكرِي الحَمِير فَلَمْ يَزَلْ مُكَارياً حَتَّى عَظُم شَأْنُ أَخِيْهِ يَعْقُوْب فتركَ الحَمِير، وَلحق بِهِ وَكَانَ الصَّفَّار يَقُوْلُ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَعمل عَلَى نَهْر جَيْحُون جِسْراً مِنْ ذَهب لفَعَلْت وَكَانَ مطبخِي يحمل على ست مئة جمل، وَأَركب فِي مائَةِ أَلْفٍ ثُمَّ صَيَّرنِي الدَّهْر إِلَى القَيْدِ، وَالذُّل فَيُقَالُ: إِنَّهُ خُنق عِنْد، وَفَاة المعتَضِد. وَبَنَى المعتضدُ عَلَى البَصْرَةِ سُوراً وَحصَّنهَا. وَظهر بِالبحرين رَأْسُ القرَامطَة أَبُو سعيد الجنابي، وكثرت جموعه وَانضَاف إِلَيْهِ بقَايَا الزَّنج، وَكَانَ كيَّالاً بِالبَصْرَةِ فَقِيْراً يَرفو الأَعدَال وَهُم يَسْتَخِفُّون بِهِ وَيسخرُوْنَ مِنْهُ فَآل أَمرُه

إِلَى مَا آل وَهَزَم عَسَاكِر المُعْتَضِد مَرَّاتٍ، وَفعل العَظَائِم ثُمَّ ذُبِحَ فِي حَمَّام قصره فَخَلَفَه ابْنُهُ سُلَيْمَان الَّذِي أَخذ الحَجَر الأَسْوَد، وقتل الحجيج حول الكعبة وهو وجد أبي علي الذي غلب إلى الشام، وهلك الرملة فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ، وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِي سَنَةِ سبعٍ: اسْتفحلَ شَأْنُ القرَامطَة، وَأَسرفُوا فِي القَتْل، وَالسَّبِي وَالتَقَى الجنَّابِي، وَعَبَّاس الأَمِيْر فَأَسَرَه الجَنَّابِي، وَأَسَرَ عَامَّة عسكرِه ثُمَّ قَتَل الجَمِيْع سِوَى عَبَّاس فَجَاءَ إِلَى المعتَضد وَحدَه فِي أَسوأ حَالٍ. وَوَقع الفَنَاء بِأَذْرَبِيْجَان حَتَّى عُدِمت الأَكفَان جُمْلَةً فكفنُوا فِي اللُّبُود. وَاعْتل المعتَضد فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ ثُمَّ تمَاثَل وَانتَكَس فَمَاتَ فِي الشَّهر وَقَامَ المكتفِي لثمَانٍ بَقِيْنَ مِنِ الشَّهر وَكَانَ غَائِباً بِالرَّقَّةِ فَنَهَضَ بِالبَيْعَة لَهُ الوَزِيْرُ القَاسِم بن عُبَيْدِ اللهِ. وَعَنْ وَصيف الخَادِم قَالَ: سَمِعْتُ الْمُعْتَضد يَقُوْلُ عِنْد مَوْته: تَمَتَّعْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّكَ لاَ تَبْقَى ... وَخُذْ صَفْوَهَا مَا إِنْ صَفَتْ وَدَعِ الرَّنْقَا وَلاَ تَأْمَنَنَّ الدَّهْرَ إِنِّيْ أَمِنْتُهُ ... فَلَمْ يُبْقِ لِي حَالاً وَلَمْ يَرْعَ لِي حَقَّا قَتَلْتُ صَنَادِيْدَ الرِّجَالِ فَلَمْ أَدَعْ ... عَدُوّاً وَلَمْ أُمْهِلْ عَلَى ظِنَّةٍ خَلْقَا وَأَخْلَيْتُ دُوْرَ المُلْكِ مِنْ كُلِّ بَازِلٍ ... وَشَتَّتُّهُم غَرْباً وَمَزَّقْتُهُم شَرْقَا فَلَمَّا بَلَغْتُ النَّجْمَ عِزّاً وَرِفْعَةً ... وَدَانَتْ رِقَابُ الخَلْقِ أَجْمَع لِي رِقَّا رَمَانِي الرَّدَى سَهْماً فَأَخْمَدَ جَمْرَتِي ... فها أناذا فِي حُفْرَتِي عَاجِلاً مُلْقَى فَأَفْسَدْتُ دُنْيَايَ وَدِيْنِي سَفَاهَةً ... فَمَنْ ذَا الَّذِي مِنِّي بِمَصْرَعِهِ أَشْقَى فيا ليت شِعْرِي بَعْدَ مَوْتِي مَا أَرَى ... إِلَى رَحْمَةٍ للهِ أَمْ نَارَهُ أَلقَى؟ وَقَالَ الصُّوْلِيُّ: قَالَ المُعْتَضِد: يَا لاَ حِظِي بِالفُتُوْرِ وَالدَّعَجِ ... وَقَاتِلِي بالدلال والغنج أَشْكُو إِلَيْكَ الَّذِي لَقِيْتُ مِنَ ال ... وَجْدِ فهل لي إليك من فرج حللت بالظروف وَالجَمَالِ مِنَ النَّا ... سِ مَحَلَّ العُيُونِ وَالمُهَجِ وَكَانَتْ خِلاَفَةُ المعتَضد تسعَ سِنِيْنَ، وَتسعَةَ أَشْهُرٍ وَأَيَّاماً، وَدُفِنَ فِي دَارِ الرخَام. وَلعَبْدِ اللهِ بنِ المُعْتَزِّ يَرثيه:

يَا سَاكِنَ القَبْرِ فِي غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ ... بِالظَّاهِرِيَّةِ مُقْصَى الدَّارِ مُنْفَرِدَا أَيْنَ الجُيُوشَ الَّتِي قَدْ كُنْتَ تَسْحَبُهَا؟ ... أَيْنَ الكُنُوزُ الَّتِي أَحْصَيْتَهَا عَدَداً؟ أَيْنَ السَّرِيْرُ الَّذِي قَدْ كُنْتَ تَمْلَؤُهُ ... مَهَابَةً مَنْ رَأَتْهُ عَيْنُهُ ارْتَعَدَا؟ أَيْنَ الأَعَادِي الأُوْلَى ذَلَّلْتَ مَصْعَبَهُمْ ... أَيْنَ اللُّيُوْثُ الَّتِي صَيَّرْتَهَا بُعَدَا؟ أَيْنَ الجِيَادُ الَّتِي حَجَّلْتَهَا بِدَمٍ" ... وَكُنَّ يَحْمِلْنَ مِنْكَ الضَّيْغَمَ الأَسَدَا أَيْنَ الرِّمَاحُ الَّتِي غَذَّيْتَهَا مُهَجَا ... مُذْ مِتَّ مَا وَرَدَتْ قَلْباً وَلاَ كَبِدَا أَيْنَ الجِنَان الَّتِي تَجْرِي جَدَاوِلُهَا ... وَتَسْتَجِيْبُ إِلَيْهَا الطَّائِرَ الغَرِدَا؟ أَيْنَ الوصَائِفُ كَالغِزْلاَنِ رَائِحَةً؟ ... يَسْحَبْنَ مِنْ حُلَلٍ مَوْشِيَةٍ جُددَا أَيْنَ الملاَهِي وَأَيْنَ الرَّاحُ تَحْسَبُهَا ... يَاقُوْتَهً كُسِيَتْ مِنْ فِضَّةٍ زَرَدَا؟ أَيْنَ الوُثُوْبُ إِلَى الأَعْدَاءِ مُبْتَغِياً ... صَلاَحَ ملك بني العباس إذ فسدا؟ ما زلت تَقْسِرُ مِنْهُم كُلَّ قَسْوَرَةٍ ... وَتَخْبِطُ العَالِي الجَبَّارَ معتمدا ثُمَّ انْقَضَيْتَ فَلاَ عَيْنٌ وَلاَ أَثَرٌ ... حَتَّى كَأَنَّكَ يَوْماً لَمْ تَكُنْ أَحَدا وَقَدْ وَلِيَ الخِلاَفَةَ مِنْ بَنيه: المكتفِي عَلِيّ، وَالمُقْتَدِر جَعْفَر، وَالقَاهِر مُحَمَّد، وَلَهُ عِدَّةُ بنَاتٍ، وَهَارُوْن.

المكتفى بالله

2447- المكتفي بالله 1: الخليفة أبو محمد علي بن المعتضد بالله أبي العباس أحمد بن الموفق طلحة بن المُتَوَكِّلِ العَبَّاسِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ يُضْرَبُ بحسْنه المَثَلُ فِي زَمَانِهِ. كَانَ مُعتدلَ القَامَة دُرِّيَّ اللَّوْنَ أَسْوَدَ الشَّعر حَسَنَ اللِّحْيَة. بُوْيِع بِالخِلاَفَة عِنْد موت وَالده بِعَهْدٍ مِنْهُ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ، فَاسْتَخلف سِتَّةَ أَعْوَامٍ وَنِصْفاً. وَتُوُفِّيَ أَبُوْهُ وَهَذَا غَائِبٌ، فَقَامَ لَهُ بِالبَيْعَة الوَزِيْر أَبُو الحسين القاسم بن عبيد الله وَضَبَطَ لَهُ، مَا خَلَّف أَبُوْهُ فِي بُيوت المَال فَكَانَ مِنْ ذَلِكَ مِنَ الذَّهَب المِصْرِيّ عَشْرَة آلاَف أَلف دِيْنَار وَمن الجَوَاهِر مَا قيمتُه مِثْلُ ذَلِكَ، وَمن الدَّرَاهِم وَالخيل وَالثِّيَاب نسبَةُ ذَلِكَ وَقَسَّم القَاسِم فِي الجُنْد العَطَاء فسكنوا، وقدم المتكفي بَغْدَادَ مُنْحدراً فِي سُمَيْرِيَّة، وَكَانَ يَوْماً مشهوداً سَقَط طَائِفَةٌ مِنَ الجِسْر فِي دِجْلَة مِنْهُم أَبُو عُمَرَ القَاضِي فَأُخْرِجَ سَالماً، وَنَزَلَ المُكْتَفِي بِقَصْر الخِلاَفَة، وَتَكَلَّمْتِ الشُّعَرَاء فَخَلَع عَلَى القَاسِم سبعَ خِلع، وَقَلَّده سيفاً وَهَدَمَ المَطَامِير الَّتِي عَمِلهَا أَبُوْهُ، وَصَيَّرهَا مَسَاجِد، وَرَدَّ أَملاَك النَّاس إِلَيْهِم وَكَانَ أَبُوْهُ قَدْ أَخذهَا لعمل قَصْر، وَأَحُسْن السِّيْرَةِ فَأَحَبَّه النَّاس. وَفِيْهَا: عَسْكَرَ مُحَمَّد بن هَارُوْنَ وَبيض وَالتُّقَى مُتَوَلِّي الرَّيّ فَهَزم جَيْشه، وَقَتَله وَقَتَلَ وَلَدَيْهِ وَقُوَّاده، وَتملك. وَدَامت الزَّلزلَة بِبَغْدَادَ أَيَّاماً. وهَبَّت بِالبَصْرَةِ رِيْحٌ قَلَعت أَكْثَر نخلهَا. وَظهر زَكْرَوَيْه القِرْمطي، وَاسْتَغْوَى عَرب السَّوَاد وَأَخَاف السُّبُل، وَقَطَع الطُّرُق. وَأَمَّا ابْن هارون: فاشتد بأسه، وبلغ عسكره مئة أَلْف فَسَارَ لِحَرْبِهِ عَسْكَرُ خُرَاسَان فَهَزمُوهُ إِلَى الدَّيْلَم وَتفلَّلَّ ذَلِكَ الْجمع فَالتَجَأَ فِي نَحْوٍ مِنْ أَلفٍ إِلَى الدَّيْلَم. وَقَوي أَمر أَبِي عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيّ دَاعِي العُبَيْدِيَّة بِالمَغْرِب. وَصَلَّى المكتفي بالناس يوم الأضحى بالمصلى. وَقُتِلَ الأَمِيْر بدر وَكَانَ المعتضدُ يُحِبُّه وَكَانَ شُجَاعاً جَوَاداً، وَقَدْ كَانَ القَاسِمُ الوَزِيْر هَمَّ عِنْد موت الْمُعْتَضد بنقلِ الخِلاَفَة إِلَى غَيْر ابْنه، وَنَاظَرَ بَدْراً فِي ذَلِكَ فَأَبَى عَلَيْهِ ثُمَّ خَافَ مِنْهُ، وَمَاتَ الْمُعْتَضد وَاتَّفَقَ غَيْبَة بَدْر بفَارِس، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المكتفِي شَيْء فَأَشَار القَاسِم عَلَى المكْتَفِي أَنْ يَأْمر بِإِقَامَة بَدْرٍ هُنَاكَ، وَخَوَّف المكتفِي مِنْهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَعَ يَانس الموفقي، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِخِلَعٍ وَعَشْرَةِ آلاَف أَلف دِرْهَم فَقَالَ: لاَ بُدَّ مِنَ القُدُوم لأُشَاهد مَوْلاَيَ فَقَالَ الوَزِيْر للمكتفِي: قَدْ جَاهَرَك، وَلاَ نَأْمَنه وَكَاتَبَ الوَزِيْر الأُمَرَاء الَّذِيْنَ مَعَ بَدْر بِالمجِيْء فَأَرُوا بدراً الكُتُبَ، وَقَالُوا: قُمْ مَعَنَا حَتَّى نَجْمَعَ بَيْنَكُمَا ثُمَّ فَارقوهُ وَقدمُوا ثُمَّ جَاءَ بدرٌ فَنَزَلَ وَاسطاً فَبَعَثَ إِلَيْهِ أَبُو خَازم القَاضِي وَقَالَ: اذهبْ إِلَى بدر بالأمان، والعهود فامتنع أبو خازم

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 316"، والعبر "2/ 102"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 31"، وفوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "3/ 5-6"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 183"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 219".

وَقَالَ: لاَ أُؤَدِّي عَنِ الخَلِيْفَة إلَّا مَا أَسمَعُه مِنْهُ فَنَدَب الوَزِيْر أَبَا عُمر القَاضِي فسَارعَ، وَاجتَمَعَ بِبَدْرٍ وَأَعطَاهُ الأَمَان عَنِ المُكْتَفِي فَنَزَلَ فِي طيَار ليَأْتِي فَتَلَقَّاهُ لُؤْلُؤ غُلاَمُ الوَزِيْر فِي جَمَاعَةٍ فَأَصعدُوهُ إِلَى جَزِيْرَة فَلَمَّا عَايَنَ المَوْتَ قَالَ: دعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَأَوصي فذبحوه وهو في الركعة الثانية الجُمُعَةِ السَّابع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَذَمَّ النَّاسُ أَبَا عُمَر. وَفِيْهَا: دَخَلَ عُبَيْد اللهِ المَهْدِيّ إِلَى المَغْرِب مُتَنَكِّراً فَقَبَض عَلَيْهِ مُتَوَلِّي سِجِلْمَاسَة. وَسَارَ يَحْيَى بن زَكْرَويه القِرْمِطي وَحَاصَرَ دِمَشْق، وبها طغج فضعف عن القراطمة فَقُتل يَحْيَى فِي الحِصَار، وَقَامَ بَعْدَهُ أَخُوْهُ الحُسَيْن وَسَارَ المكتفِي بِجُيُوشِهِ إِلَى المَوْصِل، وَتقدَّمه إلى حلب أبو الأعز فَبيَّتهُم القِرْمطي فَقتل مِنَ المُسْلِمِيْنَ تسعَة آلاَف وَوصل المكتفِي إِلَى الرَّقَّةِ، وَعظُم البلاَءُ بِالقَرَامطَة ثُمَّ أَوقع بِهِم العَسْكَر، وَهَرَبُوا إِلَى البَادِيَة يَعيثُونَ وَيَنهبُون، وَتَبعهُم الحُسَيْن بن حَمدَان، وَعِدَّة أُمرَاء يطردونَهُم وَكَانَ يَحْيَى المَقْتُول يَدَّعِي أَنَّهُ حُسَينِي رمَاهُ بَرْبَرِيٌ بِحَرْبَةٍ ثُمَّ قتل أَخُوْهُ الحُسَيْن صَاحِب الشَّامَة. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ: زوَّج المكتفِي وَلدَه ببنتِ الوَزِيْر عَلَى مائَة أَلْف دِيْنَار، وَخَلَعَ الوَزِيْر يَوْمَئِذٍ عَلَى الأَعيَان أَرْبَعَ مائَة خِلْعَة. وَفِيْهَا: أَقبلت جُموع التُّرْكِ فَبيتهُم وَالِي خُرَاسَان إِسْمَاعِيْل، وَقتلُوا مِنْهُم مَقْتَلَةً عَظِيْمَةً، وَأَقبلتِ الرُّوْم فِي مائَةِ أَلْفٍ وأتوا إلى الحدث فَأَحرقوهُ، وَقَتلُوا وَسَبوا. وَفِيْهَا: سَارَ عَسْكَرُ طَرَسُوْس فَافتتحُوا أَنطَاكيَة وَحَصَّل سَهْم الفَارِس أَلْفَ دِيْنَار، وَأُسِرَ صَاحِب الشَّامَة، وَقرَابتُه الْمُدثر وَعِدَّة فَقُتلُوا وَأُحْرِقُوا. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ: سَارَ مُحَمَّد بن سُلَيْمَانَ بجيوش المُكْتَفِي إِلَى مِصْرَ فَالتَقَوا غَيْرَ مَرَّةٍ ثُمَّ اخْتلف جَيْشُ مِصْر فَخَرَجَ مَلِكهُم هَارُوْنَ بن خُمَارويه ليسكِّنهُم فرمَاهُ مغربِي بِسَهْم قَتَلَه، وَاسْتَوْلَى مُحَمَّد بن سُلَيْمَانَ عَلَى مِصْرَ، وَأَسَرَ بَضْعَةَ عشرَ قَائِداً وَدَانت البِلاَد للمكتفِي وَزَادتْ دجلَة حَتَّى بلغتْ أَحَداً وَعِشْرِيْنَ ذراعًا، وأخرجت مالا يعبر عنه. وفي آخرها: خرج بمصر الخنجي، وتمكن، فتجهز فتك لِحَرْبِهِ. وفِي سَنَةِ ثَلاَثٍ: التقَى الخَلَنْجِي وَجيش المكتفِي بِالعَرِيْش، فَهَزمَهُم أَقبحَ هَزيمَة، وَنَازَل دِمَشْقَ أخو القرمطي، واسباح طَبَرَيَّة، وَسَارُوا عَلَى السَّمَاوَة، فنهبُوا هِيْتَ، وَوثَبتِ القَرَامِطَة يَوْمَ النَّحْر عَلَى الكُوْفَةِ، فَحَارَبهُم أَهلُهَا، ثم حاربوا عسكر المكتفي أيضًا وهزموه. وَالتَقَى فَاتك المُعْتَضِدي وَالخَلَنْجِي، فَانهزم عَسْكَرُ الخَلَنْجِي، واختفى هون ثُمَّ أُسِرَ هُوَ وَعِدَّة.

وفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ: أَخذ زكْرَوَيْه القِرْمِطي رَكْبَ العِرَاق، وَكُنَّ نسَاء العَرب يُجْهِزْنَ عَلَى الجرحَى فيُقَال: قَتلُوا عِشْرِيْنَ أَلْفاً وَأَخَذُوا مَا قيمتُه أَلْفَا أَلفِ دِيْنَار وَوقع النَّوح فِي الْمدن، وَجَهَّزَ المكتفِي جيشاً لِحَرْبِهِ فَلاَ تسأَل مَا فَعَلَ هَذَا الكَلْبُ بِالوَفْد ثُمَّ التَقَوا فَقُتل عَامَّةُ أَصْحَاب زَكْرَوَيْه، وَأُسِرَ هُوَ وَعِدَّة ثُمَّ مَاتَ مِنْ جِرَاحه وَأُحْرِقَ هُوَ وَجَمَاعَة. وفِي سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ: كَانَ الفِدَاء بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ، وَالرُّوْم فَافْتُكَّ نَحْو ثَلاَثَة آلاَف نَفَر. وَمَاتَ المكتفِي شَابّاً فِي سَابع ذِي القعدة من السنة. ذكر أبو منصورالثعالبي قَالَ: حَكَى إِبْرَاهِيْم بن نُوْح أَنَّ المكتفِي خَلَّف مِنَ الذَّهب مائَة أَلْف أَلف دِيْنَار، هَكَذَا قَالَ وَهُوَ بعيد جِدّاً قَالَ: وَخَلَّفَ ثَلاَثَة وَسِتِّيْنَ أَلْفَ ثَوْب وَبُوْيِع بَعْدَهُ أَخُوْهُ الْمُقْتَدر. وَاسم أُمّ المكتفِي: جنجق التُّرْكية. مَاتَ فِي ثَالث عشر ذِي القَعْدَةِ، وَعَاشَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ سنَةً وَأَشهراً. وَخلَّف مِنَ الأَولاَد: مُحَمَّداً وجعفرًا والفضل وعبد الله وعبد الملك وعبد الصمد وَمُوْسَى وَعِيْسَى. وَمَاتَ وَزيره القَاسِم بن عُبَيْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ وَهْب فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ فَوَزَرَ لَهُ العباس بن الحسن. وَكَانَ عَلَى شُرْطَته مُؤْنس، وَالوَاثقي ثُمَّ سُوسن مَوْلاَهُ وَحَاجِبه وَعَلَى قَضَاء بَغْدَاد يُوْسُف بن يعقوب القاضي، وابنه محمد وأبو خازم عبد الحميد، وعبد الله بن عَلِيِّ بنِ أَبِي الشَّوَارِبِ بَعْد أَبِي خازم.

ثابت بن قرة

2448- ثابت بن قُرَّة 1: الصابئ الشَّقي الحَرَّانِيّ فيلسوفُ عصره. كَانَ صَيْرَفِياً، فصحِبَ ابْنَ شَاكِر، وَكَانَ يَتَوَقَّدُ ذكَاءً فَبَرَعَ فِي عِلم الأَوَائِل وَصَارَ مُنَجِّمَ المُعْتَضِد فَكَانَ يَجلسُ مَعَ الخَلِيْفَةِ، وَوَزِيْرُه وَاقفٌ وَنَال مِنَ الرِّئاسَة، وَالأَمْوَال فُنوناً. قَالَ ابْنُ أَبِي أُصَيْبِعَة: لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مَنْ يمَاثلُه فِي الطِّبّ وَجَمِيْعِ الفلسفَة. وَتَصَانِيْفُه فَائِقَةٌ أَقطَعَه المعتضدُ ضِيَاعاً جليلة. من تَلاَمِذته: عِيْسَى بن أَسِيد النَّصْرَانِيّ المَشْهُوْر. قُلْتُ: كَانَ عجباً فِي الرِّيَاضي إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي ذَلِكَ، وَكَانَ ابْنُهُ إِبْرَاهِيْم رَأْسَ الأَطباء، وَكَذَلِكَ حفيدُه، ثَابِت بن سِنَانٍ الطَّبِيْب صَاحِب "التَّارِيْخ" المَشْهُوْر مَاتُوا عَلَى ضَلاَلهُم وَلهُم عَقِب صَائِبَة فَابْن قُرَّة هُوَ أَصل رِئاسَة الصَّابِئَة المتجددَة بالعراق فتنبه الأمر. مات سنة ثمان وثمانين ومائتين.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 128"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 196".

البحتري

2449- البُحْتُرِي 1: شَاعرُ الوَقْت، وَصَاحب الدِّيْوَان المَشْهُوْر أَبُو عُبَادَة الوَلِيْد بن عُبَيْدٍ بن يَحْيَى بنِ عُبَيْد الطَّائِيّ البُحْتُرِي المَنْبِجِي. مَدَحَ الخُلَفَاءَ وَالوزرَاءَ وَصَاحِبَ مِصْر خُمَارويه. حَكَى عَنْهُ: القَاضِي المَحَامِلِيّ، وَالصُّوْلِيّ وَأَبُو المَيْمُوْنِ رَاشِد، وَعَبْد اللهِ بن جَعْفَرِ بنِ دُرُسْتُوَيْه النَّحْوِيّ. وَعَاشَ نَيِّفاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. وَنَظْمُه فِي أَعْلَى الذُّرْوَة. وَقَدِ اجتَمَع بِأَبِي تَمَّام الطَّائِيّ، وَأَرَاهُ شِعْره، فَأُعْجِبَ بِهِ، وَقَالَ: أَنْتَ أَمِيْرُ الشّعر بَعْدِي. قَالَ: فَسُرِرتُ بِقَوله. وَقَالَ المُبَرِّدُ: أَنشدنَا شَاعر دَهْره، وَنسيجُ وَحدِه، أَبُو عُبَادَة البُحترِي. وَقِيْلَ: كَانَ فِي صِباهُ يَمدح أَصْحَابَ البَصَل وَالبَقْل. وَقِيْلَ: أَنشد أَبَا تَمَّام قَصِيْدَةً لَهُ فَقَالَ: نَعيتَ إِليَّ نَفْسِي. وَقِيْلَ: سُئِلَ أَبُو العَلاَء المَعَرِّي: مَن أَشعر الثَّلاَثَة: أَبُو تَمَّام، وَالبُحْتُرِي، وَالمُتَنَبِّي؟ فَقَالَ: حَكِيْمَان، والشاعر: البحتري. للبحتري "حمَاسَة" كـ"حمَاسَة" أَبِي تَمَّام وَكِتَاب معَانِي الشِّعر. مَاتَ بِمَنْبِج، وَقِيْلَ: بِحَلَب، سَنَةَ ثَلاَثٍ، أو أربع وثمانين ومئتين. وَلَهُ أَملاَك بِمنبج وَحَفيدَان، هُمَا: أَبُو عُبَادَة، وعبيد الله ابنا يحيى ابن البُحترِي اللذَان مَدَحهُمَا المتنبِي، وَكَانَا رَئِيْسَيْن فِي زمَانِهِمَا. مَاتَ مَعَهُ: شَاعرُ زمَانه أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبُو العَبَّاسِ بن الرُّوْمِيّ صَاحِب التشبيهات البديعة.

_ 1 ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "21/ 39"، وتاريخ بغداد "31/ 476"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 11"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "9/ 248"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 770"، والعبر "2/ 73"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 99"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 186".

ابن الأغلب

2450- ابن الأغلب: صَاحِبُ المَغْرِب، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْم بن أَحْمَدَ بنِ الأَغلب بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ الأَغلب بن تَمِيْم التَّمِيْمِيّ الأَغْلَبِيّ القَيْرَوَانِي، ابْن أُمَرَاء القَيْرَوَان. وَلِي سَنَة إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ مَلكَا حَازماً صَارماً مَهِيْباً كَانَتِ التُّجَّار تسير فِي الأمن من مصر إِلَى سَبْتَة لاَ تُعَارَض، وَلاَ تُرَوَّع. ابتنَى الحُصُون وَالمحَارس بحيثُ كَانَتْ توَقَدِ النَّار فَتَتَّصل فِي لَيْلَةٍ إِذَا حَدَث أَمر مِن سَبْتَة إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّة بحيثُ إِنَّهُ يُقَال: قَدْ أُنشئ فِي البِلاَد مِنْ بنَائِه، وَبنَاء آبَائِهِ ثَلاَثُوْنَ أَلْف مَعْقِل، وَهُوَ الَّذِي مَصَّر مَدِيْنَة سُوسَة. وَقَدْ دونت أَيَّامه وَعدله جوده، وَكَانَ سَدِيْدَ السِّيرَة شَهْماً ظفِر بِامْرَأَةٍ مُتَعَبِّدَةٍ قَادت قودَة فَدَفَنَهَا حَيَّةً، وَشَنَقَ سَبْعَة أَجنَاد أَخذُوا لتَاجر ثَلاَثَة آلاَف دِيْنَار بَعْدَ أَنْ قَرَّرهُم وَأَخَذَ الذّهب لَمْ ينقُصْ سِوَى سَبْعَةِ دَنَانِيْر فَوَزَنَهَا مِنْ عِنْدِهِ. وَقِيْلَ: جَاءهُ رَجُل فَقَالَ: قَدْ عَشِقْتُ جَارِيَةً، وثمنُهَا خمسُوْنَ دِيْنَاراً وَمَا مَعِي إلَّا ثَلاَثُوْنَ فَوَهَبَه مائَة دِيْنَارٍ فسَمِعَ بِهِ آخر فَجَاءَ، وَقَالَ: إِنِّيْ عَاشق قَالَ: فَمَا تَجِد قَالَ: لَهيباً قَالَ: اغمِسُوهُ فِي المَاءِ فغمسوهُ مَرَّاتٍ، وَهُوَ يَصيح: ذَهَبَ العِشْق فَضَحِكَ، وَأَمَرَ لَهُ بِثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً. ثمَّ إِنَّهُ تَسَوْدن وَقَتَلَ إِخوته ثُمَّ عُوفِي وَتَابَ وَتَصَدَّق. ثمَّ ظَهَرَ عَلَيْهِ الشِّيْعِيّ دَاعِي عُبَيْد اللهِ المَهْدِيّ، وَحَارَبَه وَجَرَتْ أُمُورٌ طَوِيْلَةٌ بَعْضُهَا فِي "تَارِيْخ الإِسْلاَم". تُوُفِّيَ غَازياً بِصِقِلِّيَّة: فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَتملك ابْنُهُ عَبْد اللهِ، فَكَانَ دَيِّناً عَالِماً، بَطَلاً، شُجَاعاً، شَاعِراً، فَقَتَلَهُ غِلمَانه غِيْلَة بَعْدَ عَام وَتملَّك بَعْدَهُ ابْنُهُ زِيَادَة الله.

أحمد بن خليد

أحمد بن خليد، وأخو السراج: 2451- أَحْمَدُ بنُ خُلَيد: أَبُو عَبْدِ اللهِ الكِنْدِيُّ الحَلَبِيُّ. سَمِعَ: أَبَا نُعَيْمٍ، وَأَبَا اليَمَانِ، وَيَحْيَى الوُحَاظِيّ وَالحُمَيْدِيّ وَمُحَمَّد بن عِيْسَى بنِ الطَّبَّاع، وَزُهَيْر بن عَبَّادٍ وَطَبَقَتهُم. وَكَانَ صَاحِبَ رِحلَة وَمَعْرِفَة، وَطَالَ عُمُرُهُ. رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بن أَحْمَدَ المِصِّيْصِيّ وَأَحْمَد بن مَرْوَانَ الدِّيْنَوَرِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ وَآخَرُوْنَ. مَا علمت بِهِ بَأْساً. 2452- أَخُو السَّرَّاج: إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الثَّقَفِيُّ السَّرَّاجُ شَيْخٌ إِمَامٌ ثِقَةٌ نيسَابورِي سَكَنَ بَغْدَادَ. وَحَدَّثَ عَنْ: يَحْيَى بنِ يَحْيَى وَيَزِيْد بن صَالِحٍ الفَرَّاء، وَأَحْمَد بن حَنْبَلٍ وَيَحْيَى الحماني. وعنه: أخوه أبو العباس وَأَحْمَد بن المُنَادِي وَأَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ وأبو بكر الشافعي. وثقه الدارقطني. وَكَانَ الإِمَام أَحْمَد يَأْنَس بِهِ، وَينبسط فِي منزلَة وَهُوَ مِنْ تَلاَمِذَة أَحْمَد. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخُوْهُ: الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ.

إسماعيل بن إسحاق الثقفي السراج، المغازلي

إسماعيل بن إسحاق الثقفي السراج، المغازلي: 2453- إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ السَّرَّاج 1: سَكَنَ هُوَ وَأَخُوْهُ بَغْدَاد. فَحَدَّثَ عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَأَحْمَد بن حَنْبَلٍ وَإِسْحَاق، وَعِدَّة وَلاَزم الإِمَام أَحْمَد. حَدَّثَ عَنْهُ: دَعْلَج، وَابْنُ قَانع، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّبْغِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَيُقَالُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ. والأول أصح. 2454- المَغَازلي 2: الإِمَامُ، الوَلِيّ، أَبُو بَكْرٍ بنُ المُنْذِر المغَازلِيُّ، البَغْدَادِيّ، العَابِد، صَاحِبُ الإِمَام أَحْمَد. اسْمه بدر، وَقِيْلَ: أَحْمَدُ. حَدَّثَ عَنْ: مُعَاوِيَةَ بنِ عَمْرٍو الأزدي، وغيره. وَعَنْهُ: النَّجَّاد، وَأَحْمَد بن يُوْسُفَ العَطَّار، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ. وَكَانَ ثِقَةً، رَبَّانِيّاً، قَانعاً بِكِسْرَةٍ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: أَطبقتِ الأَلسنَةُ مِنَ الحنَابِلَةِ وَالمُحَدِّثِيْنَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ البُدَلاَء، لَهُ أَحْوَال عَجِيْبَة. وَكَانَ الخَلاَّل يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ يُقَدم بَدْراً وَيُكْرِمه، وَكُنْتَ إِذَا رَأَيْتهُ وَرَأَيْت منزلَه شَهدت لَهُ بِالصَّبْر وَالصَّلاَح. وَقِيْلَ: كَانَ أَحْمَدُ يتعجَّب مِنْهُ، وَيَقُوْلُ: مَنْ مِثْلُه؟! قَدْ مَلَك لسَانه. وَيُقَالُ: بَاعت زَوْجَة بَدْرٍ بيتَهَا بِثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً، فَأَشَار عَلَيْهَا، فتَصَدَّقت بِهَا، وَصَبَراً عَلَى قوتِ يَوْمٍ بِيَوْمٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. كَانَ يَتَقَوَّت مِنْ كسبه.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 19". 2 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 577"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 153".

أبو قبيصة

2455- أبو قَبِيصة 1: الإِمَامُ، الخَيِّرُ، الصَّادِقُ، أَبُو قَبِيْصَة، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَة بن القَعْقَاع، الضَّبِّيّ الكُوْفِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ المُقْرِئ. سَمِعَ مِنْ: سَعدويه الوَاسِطِيّ، وَعَاصِم بن عَلِيٍّ، وَسَعِيْد بن مُحَمَّدٍ الجَرْمِيّ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ السماك، وأبو بكر الشافعي، والخطبي وآخرون. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَرَوَى الخَطِيْبُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ يُوْسُف الْقَوَّاس: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ الخُطَبِيّ: سَأَلْتُ أَبَا قَبِيْصَة الضَّبِّيّ -وَكَانَ مِنْ أَدْرَس مَن رَأَينَاهُ للقُرآن- عَنْ أَكْثَر مَا قرأَ فِي يَوْمِ وَكَانَ يوصَف بِسُرعَة القِرَاءة فَامْتَنَعَ أَنْ يُخبرنِي فَلَمْ أَزَل بِهِ حَتَّى قَالَ: قَرَأْتُ فِي يَوْمٍ مِن أَيَّامِ الصَّيْف أَرْبَعَ ختم وَبلغتُ فِي الخَامِسَة إِلَى {بَرَاءَة} ، وَأَذنت العَصْر قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَهْل الصِّدْق. قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأول سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "2/ 314"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 156".

محمد بن محمد بن رجاء

2456- محمد بن محمد بن رَجَاء 1: ابن السندي: الإِمَامُ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، مُصَنِّفُ "الصَّحِيْحِ" المخرَّج عَلَى كِتَاب مُسْلِمٍ. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَعَلِيِّ بن المَدِيْنِيِّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَأَقرَانهُم. وَأَكْثَر التَّرْحَال، وبرع في هذا الشأن. حدث عنه: أبو عَوَانَةَ الحَافِظُ، وَابْنُ الشَّرْقِيّ، وَابْن الأَخْرَم، وَأَبُو النَّضْرِ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الفَقِيْه، وَمُحَمَّد بن صَالِحِ بن هَانِئ، وَآخَرُوْنَ. ذَكَرَهُ الحَاكِم فَقَالَ: كَانَ دَيِّناً ثَبْتاً، مقدَّماً فِي عصره، سَمِعَ من جَدِّهِ رَجَاء بن السِّنْدِيّ ثُمَّ سَمَّى طَائِفَةً. قَالَ بِشْر بن أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيّ: مَاتَ أَبُو بكر في سَنَة سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 371"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 706"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 193".

إبراهيم بن معقل

2457- إبراهيم بن مَعْقِل 1: ابن الحجاج: الإِمَامُ، الحَافِظُ، الفَقِيْهُ القَاضِي أَبُو إِسْحَاقَ النَّسفِي قَاضِي مَدِيْنَة نَسَف الَّتِي يُقَال لَهَا أَيْضاً: نَخْشَب. سَمِعَ: قُتَيْبَة بن سَعِيْدٍ، وَجُبارَة بن المُغَلِّس، وَهِشَام بن عَمَّارٍ، وَأَبَا كُرَيْب وَأَحْمَد بن مَنِيْعٍ، وَطَبَقَتهُم وَلَهُ رِحلَةٌ وَاسِعَةٌ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيّ بن إِبْرَاهِيْمَ الطَّغَامِي، وَخَلَف بن مُحَمَّدٍ الخَيَّام، وَعَبْد المُؤْمِنِ بن خَلَفٍ، وَمُحَمَّد بن زَكَرِيَّا، وَوَلَده سَعِيْد بن إِبْرَاهِيْمَ. قَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ حَافظ مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: لَهُ "المُسْنَد الكَبِيْر"، وَ"التَّفْسِيْر"، وَغَيْرُ ذَلِكَ. وَحَدَّثَ بصَحِيْح البُخَارِيّ عَنْهُ، وَكَانَ فَقِيْهاً مجتهدًا

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 707"، والعبر "2/ 100"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 149"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 164"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 218".

الغسيلي

2458- الغَسِيلي 1: الإِمَامُ، الحَافِظُ، المصَنِّفُ؛ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ إسحاق بن عِيْسَى بن سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَنْظَلَة بن الغَسيل الأَنْصَارِيّ البَغْدَادِيّ، الغَسِيْلِيّ. سَمِعَ: أَبَا إِبْرَاهِيْم التَرْجُمَانِي، وَمُحَمَّد بنَ سُلَيْمَانَ لُوَيْناً، وَأَحْمَد بنَ مَنِيْعٍ، وَمُجَاهد بن مُوْسَى، وَطَبَقَتهُم وَخَرَّجَ وَجَمَع. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ، وَحسَّان بن مُحَمَّدٍ الفَقِيْه، وَآخَرُوْنَ، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى البُوْشَنْجِيّ. وَحَدَّثَ بهَرَاة وَنيسَابور بتَصَانِيْفه. وَحَضَرَ أَجَلُه ببوشنج في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في المجروحين لابن حبان "1/ 119"، واللباب لابن الأثير "2/ 382"، وميزان الاعتدل "1/ 18"، ولسان الميزان "1/ 30".

ابن مسروق

2459- ابن مسروق 1: الشَّيْخُ: الزَّاهِدُ، الجَلِيْلُ، الإِمَامُ، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ مَسْرُوْق البَغْدَادِيُّ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ. يَرْوِي عَنْ: عَلِيِّ بنِ الجَعْد، وَخَلَفِ بنِ هِشَامٍ، وَأَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وَعَلِيّ بن المَدِيْنِيِّ، وَمن بَعْدهُم. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَجَعْفَر الخلدي، وحبيب القزاز، ومخلد البَاقَرْحِي، وَابْن عُبَيْد العَسْكرِي، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِي، وَآخَرُوْنَ. سمِعنَا "القنَاعَة" مِنْ تَأْلِيفه. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: صحب الحَارِث المُحَاسبِي، وَمُحَمَّد بن مَنْصُوْرٍ الطُّوْسِيّ، وَالسَّرِيّ السَّقَطِيّ. وَهُوَ القَائِلُ: التَّصوُّف: خُلُو الأَسرَار مِمَّا مِنْهُ بدٌّ، وَتعلُّقُهَا بِمَا لاَ بُدَّ مِنْهُ. وَقَدْ كَانَ الجُنَيْد يحترِمُ ابْن مَسْرُوْق، وَيعتقِد فِيْهِ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ لِضَيْف: الضِّيَافَة ثَلاَث، فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَة عليّ. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ، سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَعَاشَ أَربعَا وَثَمَانِيْنَ سنة، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 100"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 98"، وميزان الاعتدال "1/ 150" ولسان الميزان "3/ 177"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 227".

ابن الرومي

2460- ابن الرومي 1: شاعر زمانه مع البحتري، أبوالحسن عَلِيُّ بنُ العَبَّاسِ بنِ جُرَيْج، مَوْلَى آلِ المنصور. لَهُ النَّظم العَجيب، وَالتَّوليد الغَريب. رتَّب شِعْرَه الصُّوْلِيّ. وَكَانَ رَأْساً فِي الهِجَاء، وَفِي الْمَدِيح وَهُوَ القَائِلُ: آرَاؤُكُم وَوُجُوْهُكُم وَسُيُوُفُكُم ... فِي الحَادِثَاتِ إِذَا دَجَوْنَ نُجُوْمُ مِنْهَا مَعَالِمُ لِلْهُدَى وَمَصَابحٌ ... تَجْلُو الدُّجَى وَالأُخْرَيَاتُ رُجُومُ مَوْلِدُهُ: سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمَاتَ لِليْلَتَيْنِ بقيتَا مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَقِيْلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ. قِيْلَ: إِنَّ القَاسِم بن عُبَيْدِ اللهِ الوَزِيْر كَانَ يخَافُ مِنْ هَجْو ابْن الرُّوْمِيّ فَدَسَّ عليهمن أطعمه خشكناكة مسمومة فأحسن بِالسُّمِّ فَوَثَبَ فَقَالَ الوَزِيْرُ: إِلَى أَيْنَ قَالَ: إِلَى مَوْضِع بعثْتَنِي إِلَيْهِ قَالَ: سَلِّم عَلَى أَبِي قَالَ: مَا طَرِيْقي عَلَى النَّار فَبقي أيامًا ومات.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 12"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 165"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 463"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 188".

تميم بن محمد بن طمغاج

2461- تميم بن محمد بن طُمْغَاج 1: الحَافِظُ، الإِمَامُ، الجَوَّالُ الثِّقَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّوْسِيّ، صَاحِبُ المُسْنَدِ الكَبِيْر عَلَى الرِّجَال. طَوَّف، وَسَمِعَ مِنْ: شَيْبَان بن فَرُّوْخٍ، وَهُدْبَة بن خَالِدٍ، وَأَحْمَد بنِ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَعَلِيِّ بنِ حجر، وإبراهيم بن الحجاج السَّامِي، وَمُحَمَّد بن رُمْح، وَحَرْمَلَة وَعِيْسَى بن حَمَّادٍ، وَأَبِي الرَّبِيْع الرَّشْدِينِي، وَالحَارِث بن مِسْكِيْن، وَسُلَيْمَان بن سَلَمَةَ الخبَائِرِي، وَطَبَقَتهم بِخُرَاسَانَ وَالحِجَاز وَمِصْر وَالشَّام وَالعِرَاق. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَسَن بن سفيان رفقية، وَعَلِيّ بن حُمْشَاذ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ -نعم سَهَوت- وَإِنَّمَا حَدَّثَ الحَسَن بن سُفْيَان عَنْ وَلده أَبِي بَكْرٍ بنِ الحَسَنِ عَنْ تَمِيْم. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم: هُوَ مُحَدِّثٌ ثِقَةٌ مُصَنِّفٌ جَمَعَ المُسْنَد الكَبِيْر، وَلَمْ يذكر لَهُ وَفَاةً. وَمِمَّنْ رَوَى عنه: أبو النضير الفَقِيْه. وَلَعَلَّهُ تُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ الثَّمَانِيْنَ أَوِ التسعين ومائتين. وطمغاج: بضم أوله.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 696".

عبيد الله بن سليمان

2462- عبيد الله بن سليمان 1: ابن وهب: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو القَاسِمِ وَزِيْرُ المُعْتَضِد. كَانَ شَهْماً، مَهِيْباً، شَدِيْدَ الوطأَة قويّ السَّطْوَة نَاهِضاً بِأَعْباء الأُمُور مُتَمكناً مِنَ المعتضِد. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة ثَمَانٍ، وَثَمَانِيْنَ وَمائِتين. وَهُوَ وَلد الوَزِيْر الكَبِيْر الَّذِي مَاتَ أَيَّام المُعْتَمِد، وَوَالدُ الوَزِيْر الكَبِيْر القَاسِم بن عُبَيْدِ اللهِ. وَقَدْ عَمِل الوِزَارَة لأَبِي العَبَّاسِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخلف فَوجَدَه فَوْقَ مَا فِي النَّفْس فَرَدَّ أَعباءَ الأُمُور إِلَيْهِ وَبلغ مِنَ الرُّتْبَة مَا لَمْ يَبْلُغْهُ، وَزِيْرٌ وَكَانَ عَديم النَّظير فِي السِّيَاسَة وَالتَّدْبِيْر وَالإِعتنَاء بِالصَّديق اخْتَفَى مَرَّة عِنْد تَاجر فَلَمَّا، وَزَرَ وَصَلَه فِي يَوْمٍ بِمائَة أَلف دِيْنَار مِن غَلَّةٍ عَظِيْمَةٍ بَاعَه إِيَّاهَا بِرُخْص فَربح فِيْهَا مائَة أَلْف دِيْنَار. وَقَدْ علَّم لإِسْمَاعِيْل القَاضِي فِي سَاعَةٍ عَلَى سِتِّيْنَ قِصَّةً. وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَة سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَعِنْد دَفْنه قَالَ ابْنُ المُعْتَزّ: هَذَا أَبُو القَاسِمِ فِي لَحْدِهِ ... قِفُوا انْظُرُوا كَيْفَ تَزُوْلُ الجِبَال وَقَالَ أَيْضاً فِيْهِ: وَمَا كَانَ رِيْحُ المِسْكِ رِيْح حَنُوطه ... وَلَكِنَّهُ هَذَا الثَّنَاءُ المُخَلَّفُ وَلَيْسَ صَرِيْرَ النَّعْشِ مَا تَسْمَعُوْنَهُ ... وَلَكِنَّهُ أَصْلاَبُ قوم تقصف

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 122".

القباني

2463- القباني 1: "خَ" الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ شَيْخ المُحَدِّثِيْنَ بِخُرَاسَانَ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيّ. أَخْبَرَنَا العِزّ بن الفَرَّاء، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ مُوَفَّق الدِّيْنِ بن قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ البَطِّيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بن خَيْرُوْن، وَقَرَأْتُ عَلَى التَّاج عَبْد الخَالِق: أَخْبَرَنَا البَهَاءُ عَبْد الرَّحْمَنِ، وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْل بن عمِيرَة، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ بن رَاجح قَالاَ: أَخْبَرَتْنَا فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَة، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْد السَّلاَم قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البُرْقَانِيُّ قَرَأتُ عَلَى أَبِي العَبَّاسِ بنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُم الحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بنُ شُمَيْل، حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنِ الحكم: سَمِعْتُ ذرّاً عَنِ ابْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبْزَى قَالَ الحكم، وَقَدْ سَمِعْتُ مِنِ ابْنِ عبد الرحمن ابن أَبْزَى عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى عُمَرَ فَقَالَ: إِنِّيْ أَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدِ المَاءَ قَالَ: لاَ تصلِّ حَتَّى تَغْتَسِل فَقَالَ عَمَّار: أَمَا تذْكر يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ إِذْ أَنَا، وَأَنْت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء فَلَمْ تُصَلِّ، وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ فصَلَّيْت فَلَمَّا أَتينَا النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذكرت ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: "إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك" وَضرب بيدَيْهِ إِلَى الأَرْض ثُمَّ نفخ فِيْهِمَا وَمسح بِهِمَا وَجهه وَكفَّيه فَقَالَ عُمَر. اتَّقِ الله يَا عَمَّار فَقَالَ: يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ إِنْ شِئْت لمَا جعل الله عليّ مِنْ حقّك لاَ أُحَدِّث فِيْه أَحَداً. رَوَاهُ البُخَارِيُّ مِنْ حَدِيْثِ شُعبَة ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ النَّضْر عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الحكم، وَذَكَرَهُ فَقَدْ وَصله الحُسَيْن أَحَد الأَثبَات. ذَكَرَهُ الحَاكِم فَقَالَ: أَحَد أَركَانَ الحَدِيْث، وَحفَّاظ الدُّنْيَا رَحل وَأَكْثَر السَّمَاع وَصَنَّفَ "المُسْنَد"، وَ"الأَبْوَاب" وَ"التَّارِيْخ" وَ"الكنَى" وَدُوِّنت فِي الدُّنْيَا. قُلْتُ: وُلِدَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ: إِسْحَاق بن رَاهْوَيْه، وَسَهْل بن عُثْمَان، وَمَنْصُوْر بن أَبِي مُزَاحم، وَعَمْرو بن زُرَارَة، وَالحُسَيْن بن الضَّحَّاك، وَسُرَيْج بن يُوْنُس، وَأَبَا مُصْعَبٍ، وَأَبَا مَعْمر الهُذَلِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ بن أَبِي شَيْبَةَ، وَإِبْرَاهِيْم بن المُنْذِر الحِزَامِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبَّاد المَكِّيّ، وَعُبَيْد الله بن عُمَر القَوَارِيْرِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيّ، وَطَبَقَتهُم بِخُرَاسَان وَالحَرَمَيْن وَالعِرَاق وَتقدَّم فِي هَذَا الشَّأْن. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيّ شَيْخه وَزَكَرِيَّا بن مُحَمَّدِ بنِ بَكَّار، وَأَحْمَد مُحَمَّد بن عَبِيْدَة، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْم الهَاشِمِيّ، وَيَحْيَى بن مُحَمَّدٍ العنبري، ومحمد بن يعقوب الشيباني، وآخرون. قَالَ البُخَارِيُّ فِي الطِّبّ مِنْ "صَحِيْحه": حَدَّثَنَا حُسَيْن، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن منيع ... ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً فَقَالَ أَبُو نَصْرٍ الكلاَباذِي وَالحَاكِم: هُوَ القبَّانِي.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 43-44"، واللباب لابن الأثير "3/ 12"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 702"، وميزان الاعتدال "1/ 545"، والعبر "2/ 83"، وتهذيب التهذيب "2/ 368"، وخلاصة الحزرجي "1/ ترجمة 1452"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 201".

وَقَالَ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ عَبِيْدَة: سَمِعْتُ الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: كَانَ لزِيَاد جَدِّي قبَّان، وَلَمْ يَكُنْ وَزَّاناً وَلَمْ يَكُنْ بِنَيْسَابُوْر إِذَا ذَاكَ كَبِيْر قبَّان، وَكَانَ النَّاس إِذَا أرادوا أن يزنوا شيئًا استعاورا قبَّان جَدِّي فشُهِر بِالقبَّانِي، وَكَانَ حمل القبَّان مَعَهُ مِنْ بِلاَد فَارِس إِلَى نَيْسَابُوْر. قُلْتُ: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ القبَّانِي قَدْ سَمِعَ "مُسْنَد أَحْمَدَ بنَ مَنِيْعٍ" مِنْهُ، وَكَانَ مُلاَزماً لِلْبُخَارِيِّ في إقامته يرجِّح أَنَّهُ هُوَ وَقِيْلَ: بَلْ هُوَ الحُسَيْن بن يَحْيَى بنِ جَعْفَرٍ البِيْكَنْدِيّ. وَمِمَّنْ رَوَى عنه: دعلج السجزي. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنِ الأَخْرَم: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ مَجْمَع أَهْل الحَدِيْث عِنْدَهُ بَعْد مُسْلِم بن الحَجَّاج. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ هَانِئٍ: سَمِعْتُ الحُسَيْن القبَّانِي يَقُوْلُ: حدثت البُخَارِيّ بِحَدِيْثٍ عَنْ سُرَيْج بن يُوْنُس فرَأَيْت فِي كِتَاب بَعْض الطلبَة: قَدْ سَمِعَهُ مِنَ البُخَارِيّ عَنِّي. قَالَ ابْنُ الأَخْرَم: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ القبَّانِي، وَسُئِلَ عَنْ مُحَمَّدِ بن قَيْس شَيْخ أَبِي مَعْشَرٍ فَقَالَ: هُوَ وَالِدُ أَبِي زُكَيْر. الحَاكِم: سَمِعْتُ الحُسَيْن بن يَعْقُوْبَ سَمِعْتُ القبَّانِي يَقُوْلُ: أَبُو الزَّعرَاء الكَبِيْر: عَبْد اللهِ بن عَبْد الوَهَّابِ، وَأَبُو الزَّعرَاء الجُمَشِي: عَمْرو بن عَمْرو وَقِيْلَ: عَمْرو بن عَامِر عَنْ عَمِّه أَبِي الأَحْوَص، وَأَبُو الزَّعرَاء يَحْيَى بن الوَلِيْدِ الطَّائِيّ: كُوْفِيّ يَرْوِي عَنْهُ ابْن مَهْدِيّ. قُلْتُ: وَرَابعهُم: أَبوَ الزَّعرَاء عبد الرَّحْمَن بن عَبْدُوْس المُقْرِئ تِلْمِيْذ الدُّوْرِيّ، وَخَامِسهُم: مُحَمَّد بن عَبْدُوْس بن كَامِلٍ السَّرَّاج صَاحِب عَلِيّ بن الجَعْد. الحَاكِم: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَلِيّ الحَضْرَمِيّ يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ جَدِّي الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقِيْلَ: صَلَّى عَلَيْهِ أبو عبد الله البوشنجي.

عبد الله بن أبي الخوارزمي

2464- عَبْدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ الخُوَارزمي 1: "خَ" قَاضِي خُوَارِزم، وَمُحَدِّثُهَا رحَّال، حافِظ. سَمِعَ: أَحْمَد بن يُوْنُس اليَرْبُوْعِيّ، وَسَعِيْد بن مَنْصُوْرٍ وَسُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن، وَإِسحَاق بن رَاهْوَيْه، وَقُتَيْبَة بن سَعِيْدٍ وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيّ السَّانِي الحَسَّانِيّ الخُوَارِزْمِي، وَأَبُو العَبَّاسِ بن حَمْدَانَ الحِيْرِيّ، وَهُمَا مِنْ مشيخَة البَرْقَانِيِّ. وَقَدْ رَوَى البُخَارِيّ عَنِ ابْنِ أَبِي فِي كِتَاب الضُّعَفَاء أَحَادِيْث رِوَايَةً، وَتعليقاً فَإِنَّهُ مرّ بخُوَارِزْم فَنَزَلَ عَلَى هَذَا الرَّجُل فَقول البُخَارِيّ فِي الصَّحِيْحِ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ عبد الرَّحْمَن فَذَكَرَ حَدِيْثاً فَهُوَ عَبْد اللهِ بن أبي. وكَذَلِكَ قَوْله: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بن مَعِيْن حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُجَالِدٍ عَنْ بَيَانٍ عَنْ وَبَرَةَ عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ: "رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَا مَعَهُ إلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ وَامْرَأَتَانِ وَأَبُو بَكْرٍ"2. وَقِيْلَ: بَلْ عَبْد اللهِ هَذَا هُوَ ابْن حَمَّاد الآمُلِي، وَالأَرجح عِنْدِي: أَنَّهُ ابْن أُبَي. وَأَخْبَرَنَا الأَبَرْقُوْهِيّ، أَخْبَرَنَا الفَتْح، وَأَحْمَد بن صرمَا قَالاَ: أَخْبَرَنَا الأُرْمَوِيّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ النَّقُّوْر، أَخْبَرَنَا الحَرْبِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد الصُّوْفِيّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى فذَكَرَهُ. عَاشَ ابْن أُبَي نَحْواً مِنْ تِسْعِيْنَ سنَةً، وَبَقِيَ إِلَى حُدُوْد التِّسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وإلى بعدها والله أعلم.

_ 1 ترجمته في الكاشف "2/ ترجمة 2644"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 677"، وتهذيب التهذيب "5/ 139"، وتقريب التهذيب "1/ 401"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3374". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3857".

ابن الرواس

2465- ابن الرَّوَّاس: المُحَدِّثُ، العَالِمُ، الثِّقَة، أَبُو بَكْرٍ عَبْد الرَّحْمَن بن القَاسِم بن الفَرَج بن عَبْد الوَاحِد الهَاشِمِيّ الدِّمَشْقِيّ، مُسْنِد وَقته بِدِمَشْق. سَمِعَ: أَبَا مُسْهِرٍ الغَسَّانِيَّ، وَيَحْيَى بن صَالِحٍ الوُحَاظِيّ، وَزُهَيْر بن عَبَّادٍ، وَإِبْرَاهِيْم بن هِشَامٍ بن يَحْيَى الغَسَّانِيّ، وَهِشَام بن عَمَّارٍ، وَعَبْد اللهِ بن ذَكْوَان، وَخَالَه إِبْرَاهِيْم بن أَيُّوْب الحورَانِي، وَطَائِفَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنِ مَرْوَان، وَأَبُو بَكْرٍ بن أَبِي دُجَانَة، وَأَبُو عُمَرَ بنُ فضَالَة، وَعَلِيّ بن أَبِي العَقَب، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَجُمَح بن القَاسِمِ، وَعَلِيّ بن أَبِي العَقَب، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ النَّاصح، وَالفَضْل بن جَعْفَرٍ المُؤَذِّن، وَخَلْق. قَالَ جمح: سَمِعْتُ ابْنَ الرَّوَّاس يَقُوْلُ سَمِعْتُ مِنْ أَبِي مُسْهِر وَأَنَا ابْن إِحْدَى عَشْرَة سَنَةً. قُلْتُ: لَمْ أَظفر لابْن الرَّوَّاس بوَفَاة، لَكِن رحلَة ابْن عَدِيٍّ كَانَتْ إِلَى الشَّامِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ فَأَدركه وَهُوَ رَاوِي نسخَة أبي مسهر.

الخزاعي، والقطراني

الخزاعي، والقطراني: 2466- الخزاعي: الشَّيْخ، الصَّدُوْق، المُحَدِّث، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بن أَسِيد الخُزَاعِيّ الأَصْبَهَانِيّ. حَدَّثَ عَنِ: القَعْنَبِيّ، وَمُسْلِم بن إِبْرَاهِيْم، وَقُرَّة بن حَبِيْبٍ، وَأَبِي الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيِّ، وَأَبِي عُمَر الحَوْضي، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: القَاضِي، وَأَحْمَد العسَّال وعبد الرحمن بن سِيَاه، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَأَبُو الشَّيْخِ بنُ حَيَّان، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: هُوَ ثِقَةٌ مأَمُوْنَ تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْن وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو العَبَّاسِ ثَعْلب، وَعُثْمَان بن عُمَرَ الضَّبِّيّ وَأَحْمَد بن سَهْل الأَهْوَازِيّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيّ الصَّائِغ، وَأَحْمَد بن إِبْرَاهِيْم بن كَيْسَان الثَّقَفِيّ، وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْم البُوْشَنْجِيّ، وَعَلِيّ بن الحُسَيْن بن الجُنَيْد، وَعَلِيّ بن رسته، والقاضي محمد بن محمد الجذوعي، وعبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي. 2467- القَطِراني: الشَّيْخ، المُحَدِّث، المُعَمَّر، الثِّقَة، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَمْرو بن حَفْص بن عُمَر بن النعمان القريعي البصري القطراني. سَمِعَ: القَعْنَبِيّ وَعَمْرو بن مَرْزُوْق، وَأَبَا الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيّ وَسُلَيْمَان بن حَرْب، وَهُدْبَة بن خَالِد، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ وَقَاضِي مِصْر أَبُو الطَّاهِر الذُّهْلِيّ وَآخَرُوْنَ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي دِيْوَان "الثِّقَات". تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سنة خمس وتسعين ومائتين.

خياط السنة

2468- خَيَّاط السنة 1: "س" الإِمَامُ الحَافِظُ، المُجَوِّدُ الرَّحَّال، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن زَكَرِيَّا بن يَحْيَى بن إِيَاس بن سَلَمَة السِّجْزِيّ نَزِيْلُ دِمَشْقَ وَيُعْرَفُ: بخَيَّاط السُّنَّةِ. ولد سنة خمس وتسعين ومائة. وَسَمِعَ: بِشْر بن الوَلِيْد، وَشَيْبَان بن فَرُّوْخ، وَقُتَيْبَة بن سَعِيْدٍ، وَصَفْوَان بن صَالِحٍ، وَإِسْحَاق بن رَاهْوَيْه، وَحَكِيْم بن سَيْف الرَّقِّيّ، وَأَبَا مُصعب، وَإِبْرَاهِيْم بن يُوْسُف البَلْخِيّ، وَهِشَام بن عَمَّارٍ، وَسُوَيْد بن سَعِيْدٍ، وَخلقاً كَثِيْراً. وَكَانَ وَاسِع الرِّحلَة متبحراً فِي الحَدِيْثِ. رَوَى عَنْهُ: النَّسَائِيّ فَأَكْثَر وَإِسْحَاق المَنْجَنِيْقي، وَابْن صَاعِدٍ، وَابْن جَوْصَا، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ هَارُوْن، وَعَلِيّ بن أَبِي العَقَب، وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْم بن زُوْرَان، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ. وثَّقَه النَّسَائِيّ، وَغَيْرهُ. وَقَالَ الحَافِظُ عَبْدُ الغنِي بن سَعِيْدٍ: كَانَ ثِقَةً حَافِظاً، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَحْمَد وَإِسْحَاق ابْنا إِبْرَاهِيْم بن الحَدَّاد. مَاتَ خَيَّاط السُّنَة سَنَة تِسْعٍ وثمانين ومائتين، أرخه ابن زير وَعَاشَ أَربعاً، وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَمن غرَائِبه: قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْد بن كَثِيْر، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيْمَ مَوْلَى مُزَيْنَة، عَنْ صَفْوَانَ بنِ سُلَيْم، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْب، حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بن السَّائِب، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لاَ يَأْخُذ أَحَدُكُم مَتَاع أَخِيْهِ لاعِباً وَلاَ جادًا" 2.

_ 1 ترجمته في الكاشف "1/ ترجمة 1664"، والعبر "2/ 79"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 673"، وتهذيب التهذيب "3/ 334"، وخلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2151"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 196". 2 صحيح: أخرجه أبو داود "5003"، وأحمد "4/ 221"، من طريق عن ابن أبي ذئب، به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وابن أبي ذئب اسمه، محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب، وهو ثقة والسائب بن يزيد صحابي صغير.

ابن خراش

2469- ابن خِراش 1: الحَافِظُ، النَّاقِد، البَارع أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الرَّحْمَن بن يُوْسُف بن سَعِيْدِ بن خِرَاش المَرْوَزِيّ، ثم البغدادي. رَوَى عَنْ: خَالِدِ بنِ يُوْسُفَ السَّمتِي، وَعَبْد الجَبَّار بن العَلاَء، وَأَبِي عُمَيْر بن النَّحَّاس الرَّمْلِيّ، وَأَبِي حَفْص الفَلاَّس، وَنَصْر بن عَلِيّ، وَأَبِي التَّقي هِشَام بن عَبْد المَلِك اليَزَنِيّ، وَعَلِيّ بن خَشْرَم، وَيَعْقُوْب الدّروقي، وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: ابْنُ عُقدَة، وَبَكْر بن مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَأَبُو سَهْل بن زِيَادٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ بَكْر بن مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: شَرِبت بولِي فِي هَذَا الشَّأْن يَعْنِي الحَدِيْث خَمْس مَرَّات. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ بنُ عَدِيٍّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظ مِن ابْن خِرَاش. وَقَالَ ابْنُ عَدِيّ: قَدْ ذُكر بِشَيْءٍ مِن التَّشَيُّع، وَأَرْجُو أَنَّهُ لاَ يتعمَّد الْكَذِب سَمِعْتُ ابْنَ عُقدَة يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ خِرَاش عِنْدنَا إِذَا كتب شَيْئاً فِي التَّشَيُّع يَقُوْلُ: هَذَا لاَ ينْفق إلَّا عِنْدِي، وَعِنْدَك وَسَمِعْتُ عبدَان يَقُوْلُ: حمل ابْن خِرَاش إلى بندار عندنا جزأين صنَّفهماً فِي مثَالب الشَّيخين فَأَجَازَهُ بِأَلفِي دِرْهَم بَنَى لَهُ بِهَا حُجْرَة بِبَغْدَادَ ليُحَدِّث فِيْهَا فَمَاتَ حِيْنَ فرغ مِنْهَا. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّد بن يُوْسُفَ الحَافِظ: خَرَّجَ ابْن خِرَاش مثالب الشيخين، وكان رافضيًّا. وَقَالَ ابْنُ عَدِيّ: سَمِعْتُ عبدَان يَقُوْلُ: قُلْتُ لابْن خِرَاش حَدِيْث: مَا تركنَا صدقَة فَقَالَ: بَاطِل أتَّهِمُ مَالِك بن أَوس. قَالَ عَبْدَان: وَقَدْ حَدَّثَ بِمرَاسيل وَصلهَا وَموَاقيف رفعهَا. قُلْتُ: هَذَا مُعَثَّر مَخْذُول كَانَ علمه وَبَالاً وَسعيه ضلاَلاً نَعُوذ بِاللهِ مِنَ الشَّقَاء. قَالَ ابْنُ المُنَادِي: مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 280"، والمنتظم لابن الجوزي "5/ 164"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 705"، وميزان الاعتدال "2/ 600"، ولسان الميزان "3/ 444"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 184".

المعمري

2470- المَعْمَري 1: الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، البَارع، مُحَدِّث العِرَاق أَبُو عَلِيٍّ الحَسَن بنُ عَلِيّ بنِ شبيب البَغْدَادِيّ المَعْمَرِيّ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَة عَشْرٍ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ: شَيْبَان بن فرُّوخ، وَأَبَا نَصْرٍ التَّمَّارَ، وَعَلِيّ بن المَدِيْنِيّ، وَخَلَف بن هِشَامٍ، وَهُدْبَة بن خَالِد، وَسَعِيْد بن عَبْد الجَبَّار، وَسُوَيْد بن سَعِيْدٍ، وَجُبارَة بن المُغَلِّس، وَعِيْسَى بن زُغْبَة، وَدُحَيماً، وَطَبَقَتَهُم بِالشَّامِ وَمِصْر وَالعِرَاق وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَتقدَّم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، وَأَبُو سَهْل بن زِيَادٍ، وَأَحْمَد بن كَامِلٍ القَاضِي وَابْن قَانع، وَأَحْمَد بن عِيْسَى التَّمَّار، وَمُحَمَّد بن أَحْمَد المُفِيد، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَخَلْق. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ مِنْ أَوْعِيَة العِلْم، يُذكر بِالفهم وَيُوصف بِالحِفْظ، وَفِي حَدِيْثِه غَرَائِب، وَأَشيَاء ينْفَرد بِهَا. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: صَدُوْقٌ حَافظ جرَّحه مُوْسَى بن هَارُوْنَ، وَكَانَتِ العدَاوَة بينهُمَا وَكَانَ أَنكر عَلَيْهِ أَحَادِيْث أَخرج أَصوله بِهَا ثُمَّ إِنَّهُ ترك روَايتهَا. وَقَالَ عبدَان الأَهْوَازِيّ: مَا رَأَيْتُ صَاحِب حَدِيْثٍ فِي الدُّنْيَا مِثْل المَعْمَرِيّ. وَقَالَ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ: اسْتخرت الله سنتَيْن حَتَّى تكلَّمتُ فِي المَعْمَرِيّ، وَذَلِكَ أَنِّي كتبت مَعَهُ فِي الشُّيُوْخ، وَمَا افترقنَا فَلَمَّا رَأَيْت تلك الأَحَادِيْث قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ أَتَى بِهَا. رَوَاهَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ عَنْ أَبِي طَاهِر الجُنَابذِيّ عَنْهُ. ثُمَّ قَالَ الجُنَابذِيّ: كَانَ المَعْمَرِيّ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَتولَّى لَهُم الاَنتخَاب، فَإِذَا مرّ حَدِيْث غَرِيْب قصدت الشَّيْخ، وَحدي فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ. قُلْتُ: فعوقِب بِنَقِيض قَصده، وَلَمْ يَنْتفع بِتِلْكَ الغَرَائِب بَلْ جرَّت إِلَيْهِ شَرّاً فَقبَّح الله الشَّرَه. قَالَ ابْنُ عُقْدَةَ: سَأَلت عَبْد اللهِ بن أَحْمَد عَن المَعْمَرِيّ فَقَالَ: لاَ يتعمَّد الْكَذِب، وَلَكِنْ أَحسب أَنَّهُ صحب قَوْماً يُوَصِّلُوْنَ يعني المراسيل.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 369"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 78"، واللباب لابن الأثير "3/ 236"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 687"، والعبر "2/ 101"، ولسان الميزان "2/ 221"، وشذرات الذهب "2/ 218".

قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الحَافِظَ أَبَا بَكْرٍ بن أَبِي دَارم يَقُوْلُ: كُنْتُ بِبَغْدَادَ لَمَّا أَنكر مُوْسَى بن هَارُوْن عَلَى المَعْمَرِيّ تِلْكَ الأَحَادِيْث، وَأَنَهَى أَمرهُم إِلَى يُوْسُف القَاضِي بَعْدَ أَنْ كَانَ إِسْمَاعِيْل القَاضِي توسَّط بينهُمَا فَقَالَ مُوْسَى بن هَارُوْن: هَذِهِ أَحَادِيْث شَاذَّة عَنْ شُيُوْخ ثِقَات لاَ بُدَّ مِنْ إِخرَاج الأُصُوْل بِهَا فَقَالَ المَعْمَرِيّ: قَدْ عُرف مِنْ عَادتِي أَنِّي كُنْت إِذَا رَأَيْت، حَدِيْثاً غَرِيْباً عِنْد شَيْخٍ ثِقَةٍ لاَ أُعَلِّم عَلَيْهِ إِنَّمَا كُنْت أَقرأُ مِنْ كِتَاب الشَّيْخ، وَأَحفظه فَلاَ سَبِيْل إِلَى إخراج الأصول بها. قَالَ عَلِيّ بن حُمْشَاذ: كُنْت بِبَغْدَاد حنيئذٍ فَأَخْرَج نَيِّفاً وَسَبْعِيْنَ حَدِيْثاً ذكر أَنَّهُ لَمْ يشركهُ فِيْهَا أَحَدٌ وَرفض المَعْمَرِيّ مَجْلِسه فَصَارَ النَّاس حِزْبَيْنِ: حزبٌ للمعمَرِيّ وَحزبٌ لمُوْسَى فَكَانَ مِنْ حجّة المَعْمَرِيّ: أَن هَذِهِ أَحَادِيْث حفظتُهَا عَنِ الشُّيُوْخ لَمْ أَنسخهَا ثُمَّ اتفقُوا بِأَجمعهِم عَلَى عدَالَة المَعْمَرِيّ، وَتقدُّمه. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: كَانَ المَعْمَرِيّ كَثِيْر الحَدِيْثِ صَاحِب حَدِيْثٍ بِحقِّهِ كَمَا قَالَ عبدَان: إِنَّهُ لَمْ يرو مثله، وَمَا ذُكِرَ عَنْهُ أَنَّهُ رفع أَحَادِيْث وَزَاد فِي متُوْنَ قَالَ: هَذَا شَيْء مَوْجُود فِي البَغْدَادِيِّيْنَ خَاصَّة، وَفِي حَدِيْثِ ثِقَاتِهم وَأنَّهم يرفعُوْنَ الموقُوف، وَيصِلُوْنَ المرْسَل، وَيزيدُوْنَ فِي الإِسْنَاد. قُلْتُ: بِئست الخِصَال هَذِهِ وَبمثلهَا ينحطُّ الثِّقَة عَنْ رُتْبَة الاحتجَاج بِهِ فَلَو وَقَفَ المُحَدِّثُ المرفوعَ أَوْ أَرسلَ المتَّصلَ لَسَاغ لَهُ كَمَا قِيْلَ: أَنقِصْ مِنَ الحَدِيْثِ، وَلاَ تَزدْ فِيْهِ. قَالَ أَحْمَد بن كَامِلٍ القَاضِي: مَاتَ أَبُو عَلِيٍّ المَعْمَرِيّ، لإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَة بقيت مِن المحرم سنة خمس وتسعين، ومائتين. قَالَ: وَكَانَ فِي الحَدِيْث، وَجمعه وَتصنيفه إِمَاماً رَبَّانِيّاً، وَقَدْ شدَّ أَسنَانه بِالذَّهَبِ، وَلَمْ يُغَيِّرْ شَيْبَه. وَقِيْلَ: عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَقَدْ كَانَ نَاب فِي القَضَاءِ عَنِ البِرْتِيّ بِالقصر، وَأَعمَالِهَا وَشُهِر بِالمَعْمَرِيّ لأَنَّهُ ابْن أُمّ الحَسَن بِنْت سُفْيَان بن الشَّيْخ أَبِي سُفْيَانَ مُحَمَّد بن حُمَيْد المَعْمَرِيّ، وَكَانَ أَبُو سُفْيَانَ ارْتَحَلَ إِلَى اليَمَن إِلَى مَعْمَر فلذَا قِيْلَ لَهُ: المَعْمَرِيّ وَاللهُ أَعْلَمُ. أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الثَّغرِيّ بِحَلَبَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، أَخْبَرَنَا عَبْد الحَقّ بن يُوْسُف، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الحمامي، أخبرنا ابن قَانِع، حَدَّثَنَا الحَسَن بن عَلِيّ المَعْمَرِيّ، حَدَّثَنَا هشام ابن عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بن وَاقِد، عَنْ مُوْسَى بنِ يَسَار، عَنْ مَكْحُوْل، عَنْ جُنَادَة بن أَبِي أُمَيَّة، عَنْ حَبِيب بن مَسْلَمَة: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَعَلَ السَّلَب للقاتل"1.

_ 1 ضعيف جدًّا: أخرجه الطبراني في "الكبير" "4/ 3533" من طريق هشام بن عمار، به. قلت: إسناده ضعيف جدًّا، آفته عمرو بن واقد، فإنه متروك. لكن قد ورد من حديث أبي قتادة مرفوعًا بلفظ: "من قتل قتيلا، له عليه بينة، فله سلبه". أخرجه مسلم "1751"، واللفظ له، وأبو داود "2717"، والترمذي "1562".

ابن سهل

2471- ابن سَهْل: الحَافِظُ، الإِمَام، المُتْقِن، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَد بن سَهْل بن بَحْر النَّيْسَابُوْرِيّ. سَمِعَ: أَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وَإِسحَاق بن رَاهْوَيْه، وَدَاوُد بن رُشَيْدٍ وَعَبْد اللهِ بن مُعَاوِيَة الجُمَحِيّ، وَالقَوَارِيْرِيّ، وَهِشَام بن عَمَّارٍ، وَحَرْمَلَة وَطَبَقَتهُم. وَلَهُ رحلَة، وَاسِعَة وَمَعْرِفَةٌ جيدَةٌ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنِ الأَخْرَم، وَأَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيّ. قَالَ الحَاكِمُ: لَيْسَ فِي مَشَايِخ بلدنَا مِنْ أَقْرَانِه أَكْثَر سَمَاعاً بِالشَّامِ مِنْهُ، وَهُوَ مجوِّد فِي الشَّامِيّين، وَسَمِعْتُ مُحَمَّد بن يَعْقُوْبَ الحَافِظ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بن سَهْل يَقُوْلُ: دَخَلت عَلَى أَحْمَد بن حَنْبَلٍ فِي المِحْنَةِ فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كَانَ وَكِيْعٌ إِمَامَ المُسْلِمِيْنَ فِي وَقته، وَكَانَ ابْنُ يَعْقُوْب يعْتَمد أَحْمَد بن سَهْل أَيَّ اعتمَاد. قُلْتُ: يَقَعُ حَدِيْثُهُ فِي تَصَانِيْف البَيْهَقِيّ. وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ. وَمن الرُّوَاة عَنِ ابْنِ سهل: عَلِيّ بن حُمِشَاذ وَمُحَمَّد بن صَالِحِ بن هَانِئ. وَلَهُ تَرْجَمَة فِي "تَارِيْخ دمشق".

ابن سهل

2472- ابن سَهْل 1: الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الكَبِيْر، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَهْل الأَنْصَارِيّ البَغْدَادِيّ ثُمَّ المَرْوَزِيّ. وُلِدَ سَنَةَ مائَتَيْنِ. حَدَّثَ عَنْ: عَمْرِو بنِ مَرْزُوْق، وَأَبِي عُمَر الحَوْضِيّ، وَيَحْيَى بن يَحْيَى، وَعَلِيّ بن الحَسَنِ بنِ شَقِيق، وَمُسَدَّد، وَعَلِيّ بن الجَعْد، وَقُتَيْبَة. وَعَنْهُ: أَحْمَد بن سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّد بن يُوْسُف البخَاريَّان، وَابْن عَدِيٍّ، وَالإِسْمَاعِيلِيّ. وَكَانَ إِمَاماً فِي التَّفْسِيْر. ليَّنه ابْن عَدِيٍّ، ثُمَّ قَالَ: أَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ. قيل: توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "3/ 652"، ولسان الميزان "5/ 295".

عبد الله بن أحمد

2473- عبد الله بن أحمد 1: "س" ابن محمد بن حنبل بن هلال: الإمام، الحافظ، الناقد، محدث بغداد أبو عبد الرحمن ابْن شَيْخ الْعَصْر أَبِي عَبْدِ اللهِ الذُّهْلِيّ الشيباني المروزي ثم البغدادي. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ فَكَانَ أَصغر مِنْ أَخِيْهِ صَالِح بن أَحْمَد قَاضِي الأَصْبَهَانيّين. رَوَى عَنْ أَبِيْهِ شَيْئاً كَثِيْراً، مِنْ جملَته "المُسْنَد" كُلّه وَ"الزُّهْد"، وَعَنْ يَحْيَى بنِ عَبْدوَيْهِ صَاحِب شُعبَة، وَامْتَنَعَ مِنَ الأَخَذَ عَنْ عَلِيٍّ بن الجَعْد لِوَقْفِهِ فِي مَسْأَلَة القُرْآن وَعَنْ: شَيْبَان بن فرُّوخ، وَحَوْثَرَة بن أَشْرَس، وَسُوَيْد بن سَعِيْدٍ، وَيَحْيَى بن مَعِيْن، وَمُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الدُّوْلاَبِيُّ، وَالهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ، وَعبد الأَعْلَى بن حَمَّادٍ، وَأَبِي الرَّبِيْع الزَّهْرَانِيّ، وَأَبِي بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم بن الحجاج السَّامِي، وَعُبَيد الله القَوَارِيْرِيّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي بَكْر المُقَدَّمِيّ، وَمُحَمَّد بن جَعْفَرٍ الوَرْكَانِيّ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْب، وَأَحْمَد بن إِبْرَاهِيْم المَوْصِلِيّ، وَإِسْحَاق بن مُوْسَى الخَطْمِيّ، وَأَبِي مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيْل بن إِبْرَاهِيْم الهُذَلِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن عُبَيْدٍ بن أَبِي كَرِيْمَةَ، وَالحَكَم بن مُوْسَى القَنْطَرِيّ، وَخَلَف بن هِشَامٍ البَزَّار، وَدَاوُد بن رُشَيْدٍ، وَدَاوُد بن عَمْرو الضَّبِّيّ، وَرَوْح بن عَبْد المُؤْمِن، وَأَبِي خَيْثَمَة، وَسُرَيْج بن يُوْنُس، وَعَبَّاد بن يَعْقُوْبَ، وَعَبْد اللهِ بن عَوْنٍ الخرَّاز، وَعُبيد الله بن مُعَاذٍ، وَكَامِل بن طَلْحَة، وَمُحَمَّد بن أَبَانٍ الوَاسِطِيّ، وَمُحَمَّد بن أَبَانٍ البَلْخِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبَّاد المَكِّيّ، وَمُحَمَّد بن عبد الله بن عمار،

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "5/ ترجمة 23"، وتاريخ بغداد "9/ 375"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 39"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 685"، والعبر "2/ 86"، والكاشف "2/ ترجمة 2651"، وتهذيب التهذيب "5/ 141"، وتقريب التهذيب "1/ 401"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 3378" وشذرات الذهب "2/ 203".

ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وَمَنْصُوْر بن أَبِي مُزَاحم، وَوَهْب بن بَقِيَّة، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيّ حَدِيْثَيْنِ فِي "سُننه"، وَالبَغَوِيّ وَابْن صَاعِدٍ، وَأَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَالخَضِر بن المُثَنَّى الكِنْدِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، وَالمَحَامِلِيّ، وَدَعْلَج، وَإِسْحَاق بن أَحْمَدَ الكَاذِي، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّاف، وَأَبُو أَحْمَدَ العسَّال، وَقَاسم بن أَصْبَغ، وَأَحْمَد بن كَامِلٍ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ إِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدِ بنِ بَشِيْر: سَمِعْتُ عبَّاساً الدُّوْرِيّ يَقُوْلُ: كُنْتُ يَوْماً عِنْد أَحْمَد بن حنبل فدخل ابنه عَبْد اللهِ فَقَالَ لِي أَحْمَدُ: يَا عَبَّاس إِنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَن قَدْ وَعَى عِلْماً كَثِيْراً. وَمن شُيُوْخه: أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيّ، وَأَحْمَد بن أَيُّوْب بن رَاشِدٍ، وَأَحْمَد بن بُدَيْل، وَأَحْمَد بن جَنَاب، وَأَحْمَد بن الحَسَنِ بنِ جُنَيدب، وأحمد بن الحسن بن خراش، وأحمد بن خَالِد الخَلاَّل، وَأَحْمَد بن سَعِيْدٍ الدَّارِمِيّ، وَأَحْمَد بن حُمَيْد، وَأَحْمَد بن حَاتِمٍ، وَأَحْمَد بن عَبْدَة البَصْرِيّ، وَأَحْمَد بن عُمَر الوَكِيْعِيّ، وَابْن عِيْسَى التُّسْتَرِيّ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ المُغِيْرَة الحِمْصِيّ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى القَطَّان، وَإِبْرَاهِيْم بن الحَسَن البَاهِلِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن زِيَادٍ سبلان، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وإبراهيم بن عَبْدِ اللهِ بنِ بَشَّار وَاسِطِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن نَصْر -وَهُوَ ابْن أَبِي اللَّيْث- وَإِسْحَاق بن إِسْمَاعِيْل الطَّالقَانِي، وَإِسْحَاق الكَوْسَج، وَإِسْمَاعِيْل بن إِبْرَاهِيْم التَّرْجُمَانِيّ، وَأَبُو معمر الهُذَلِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن عُبَيْدٍ بن أَبِي كَرِيْمَةَ، وَإِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ المُعقِّب، وَإِسْمَاعِيْل بن مَهْدِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن مُوْسَى، وَحُمِيد، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ فُضَيْل، وَجَعْفَر بن مِهْرَان بن السَّبَّاك، وَجَعْفَر بن أَبِي هُرَيْرَة، وَحَجَّاج بن الشَّاعِرِ، وَالحَسَن بن قَزَعَة، وَالحَسَن بن أَبِي الرَّبِيْع، وَحَوْثَرَة بن أَشْرَس، وَأَبُو مسلم الخليل بن سلم لقي عبد الوَارِث، وَخَلاَّد بن أَسْلَم، وَرَوْح بن عبد المُؤْمِن، وَزَكَرِيَّا بن يَحْيَى زَحْمَوَيْه، وَزَكَرِيَّا بن يَحْيَى الرَّقَاشِيّ، وَزِيَاد بن أَيُّوْب، وَسَعِيْد بن أَبِي الرَّبِيْع السَّمَّان، وَسَعِيْد بن مُحَمَّدٍ الجَرْمِيّ، وَسَعِيْد بن يَحْيَى الأُمَوِيّ، وَسُفْيَان بن وَكِيْع، وَسُلَيْمَان بن أَيُّوْبَ صَاحِب البَصْرِيّ، وَأَبُو الرَّبِيْع الزَّهْرَانِيّ، وَسُلَيْمَان بن مُحَمَّدٍ المُبَارَك، وَشُجَاع بن مَخْلَدٍ، وَصَالِح بن عَبْدِ اللهِ التِّرْمِذِيّ، وَالصَّلْت بن مَسْعُوْدٍ، وَعَاصِم بن عُمَر المُقَدَّمِيّ، وَعَبَّاس العَنْبَرِيّ وَعَبَّاس الدُّوْرِيّ، وَالعَبَّاس بن الوَلِيْد النَّرْسِيّ، وَعَبْد اللهِ بن أَبِي زِيَاد، وَعَبْد اللهِ بن سَالِم المفْلُوج، وَعَبْد اللهِ بن سَعْد الزُّهْرِيّ، وَعَبْد اللهِ بن صَنْدل، عَنِ الفُضَيْل بن عِيَاض، وَعَبْد اللهِ بن عَامِرِ بنِ زُرَارَةَ، وَعَبْد اللهِ مُشْكُدَانَة، وَعَبْد اللهِ بن عِمْرَانَ الرَّازِيّ، وَعَبْد الوَاحِد بن غِيَاث،

وَالقَوَارِيْرِيّ، وَعُثْمَان بن أَبِي شَيْبَةَ، وَعُقْبَة بن مُكْرَمٍ العَمِّيّ، وَعَلِيّ بن إِشكَاب، وَأَبُو الشَّعْثَاء عليّ بن الحَسَنِ، وَعَلِيّ بن حَكِيْم، وَعَلِيّ بن مُسْلِم، وَعِمْرَان بن بَكَّارٍ الحِمْصِيّ، وَعَمْرو الفَلاَّس، وَعَمْرو النَّاقِد، وَعِيْسَى بن سَالِم، وَأَبُو كَامِل الفُضَيْل الجَحْدَرِيّ، وَفِطْر بن حَمَّادٍ، وَقَاسم بن دِيْنَارٍ، وَقُتَيْبَة بن سَعِيْدٍ كِتَابَةً، وَقَطَن بن نُسير، وَكَثِيْر بن يَحْيَى الحَنَفِيّ، وَلَيْث بن خَالِد البَلْخِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيّ، وَمُحَمَّد بن إِسْحَاق المُسَيَّبِي، وَبُنْدَارٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بن بَكَّارٍ مَوْلَى بن هَاشِمٍ، وَمُحَمَّد بن تَمِيْم النَّهْشَلِيّ، وَمُحَمَّد بن ثَعْلَبَة بن سوَاء، وَمُحَمَّد بن حَسَّان السَّمتِي، وَمُحَمَّد بن إِشكَاب، وَمُحَمَّد لُوَيْن، وَمُحَمَّد بن صُدرَان، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ جَار لَهُم يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عبد الله بنِ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ الرُّزِّي، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، وَمُحَمَّد بن عُبَيْدٍ بن حَسَّان، وَمُحَمَّد بن عُبَيْدٍ المُحَارِبِيّ، وَمُحَمَّد بن عُثْمَانَ العُثْمَانِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقٍ، وَمُحَمَّد بن عَمْرٍو البَاهِلِيّ وَأَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّد بن العَلاَءِ، وَمُحَمَّد بن أَبِي غَالِب، وَمُحَمَّد بن المُثَنَّى وَمُحَمَّد بن المِنْهَالِ أَخُو حجَّاج، وَمُحَمَّد بن يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن يَحْيَى بنِ أَبِي سَمِينَة، وَمُحَمَّد بن يَزِيْدَ العِجْلِيّ، وَمُحَمَّد بن يَعْقُوْبَ أَبُو الهَيْثَمِ سَمِعَ: مُعْتمراً، وَمُحْرِز بن عَوْنٍ، وَمَخْلَد بن الحَسَنِ، وَمُصْعَب الزُّبَيْرِيّ، وَمُعَاوِيَة بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُعَاوِيَةَ الزُّبَيْرِيّ، عَنْ سَلاَّم أَبِي المُنْذِر، وَنَصْر بن عَلِيٍّ وَنُوْح بن حَبِيْب، وَهَارُوْن بن معروف، وهدبة بن خالد وهدية بن عبد الوهاب، وَهُرَيم بن عَبْدِ الأَعْلَى، وَهَنَّاد، وَيَحْيَى بن أَيُّوْبَ البَلْخِيّ، وَيَحْيَى بن عُثْمَانَ الحَرْبِيّ، وَيَعْقُوْب بن إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَمَّاد بن زَيْدٍ، وَيُوْسُف بن يَعْقُوْبَ الصَّفَّار، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ البَصْرِيّ العَنْبَرِيّ كَأَنَّهُ مُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الفُضَيْل، وَأَبُو مُوْسَى الهَرَوِيّ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيْمَ، وَسَائِر هَؤُلاَءِ حَدَّثَ عَنْهُم فِي "مُسْنَد" أَبِيْهِ سِوَى بَعْض الأَحمدين. قَالَ أَبُو يَعْلَى بن الفَرَّاء: وَجدْتُ عَلَى ظهر كِتَابٍ رَوَاهُ أَبُو الحُسَيْنِ السُّوْسَنْجِرْديّ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ الخُطَبِيّ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي زُرْعَةَ أَنَّهُ قَالَ: قال لي أحمد بن حنبل: ابني عبد الله محظوظٌ مِنْ عِلْم الحَدِيْث الخُطَبِيّ يشُكّ لاَ يكَادُ يُذَاكرنِي إلَّا بِمَا لاَ أَحْفَظ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّاف: قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: كُلّ شَيْءٍ أَقُول: قَالَ أَبِي فَقَدْ سَمِعتُه مَرَّتين وثَلاَثَة وَأَقلُّه مرة. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بِمَسَائِل أَبِيْهِ وَبعلل الحَدِيْث. وَقَالَ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ المُنَادِي: لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا أَحَدٌ أَرْوَى عَنْ أَبِيْهِ من عبد الله بنِ أَحْمَدَ؛ لأَنَّه سَمِعَ مِنْهُ "المُسْنَدَ"، وَهُوَ ثَلاَثُوْنَ أَلْفاً، وَ"التَّفْسِيْر" وَهُوَ مائَة أَلْف وعشرون

أَلْفاً سَمِعَ مِنْهُ ثَمَانِيْنَ أَلْفاً، وَالبَاقِي وِجَادَةً وَسَمِعَ "النَّاسِخَ وَالمَنْسُوْخَ" وَ"التَّارِيْخَ"، وَ"حَدِيْثَ شُعْبَةَ" وَ"المقدَّم وَالمُؤخَّر فِي كِتَاب الله"، وَ"جَوَابَات القُرْآن"، وَ"المنَاسك الكَبِيْر" وَ"الصَّغِيْر"، وَغَيْر ذَلِكَ مِنَ التَّصَانِيْف، وَحَدِيْث الشُّيُوْخ قَالَ: وَمَازِلنَا نرَى أَكَابر شُيوخنَا يَشْهدُوْنَ لَهُ بِمَعْرِفَة الرِّجَال وَعِلَل الحَدِيْث وَالأَسْمَاء، وَالكُنَى وَالموَاظَبَة عَلَى طَلَب الحَدِيْث فِي العِرَاق، وَغيرهَا وَيذكرُوْنَ عَنْ أَسلاَفِهم الإِقْرَار لَهُ بِذَلِكَ حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُم أَسرَف فِي تَقْرِيْظِه إِيَّاهُ بِالمعرفَة، وَزِيَادَة السماع للحديث على أبيه. قلت: ما زلنا نَسْمَعُ بِهَذَا "التَّفْسِيْر" الكَبِيْر لأَحْمَدَ عَلَى أَلْسِنَة الطَّلَبَة، وَعُمْدَتَهُم حِكَايَةُ ابْنِ المُنَادِي هَذِهِ، وَهُوَ كَبِيْرٌ قَدْ سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ، وَعَبَّاس الدُّوْرِيّ، وَمن عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ لَكِنْ مَا رأَينَا أَحَداً، أَخْبَرَنَا عَنْ وَجودِ هَذَا "التَّفْسِيْر"، وَلاَ بَعْضه وَلاَ كُرَّاسَة مِنْهُ، وَلَوْ كَانَ لَهُ، وَجود أَوْ لِشَيْءٍ مِنْهُ لَنَسَخُوهُ، وَلاعتَنَى بِذَلِكَ طلبَةُ العِلْم، وَلَحَصَّلُّوا ذَلِكَ، وَلنُقِل إِلَيْنَا، وَلاشْتُهِرَ وَلَتَنَافَسَ أَعيَانُ البَغْدَادِيِّيْنَ فِي تَحصِيله، وَلَنَقَل مِنْهُ ابْنُ جَرِيْر فَمَنْ بَعْدَهُ فِي تفَاسيرِهِم، وَلاَ وَاللهِ يَقْتَضِي أَنْ يَكُوْنَ عِنْد الإِمَام أَحْمَد فِي التَّفْسِيْر مائَة أَلْف وَعِشْرُوْنَ أَلف حَدِيْث فَإِنَّ هَذَا يَكُون فِي قدر مُسْنَده بَلْ أَكْثَر بِالضَّعْف ثُمَّ الإِمَام أَحْمَد لَوْ جَمَعَ شَيْئاً فِي ذَلِكَ لكَانَ يَكُوْنُ مُنَقَّحاً مهذَّباً عَنِ المشَاهير فَيَصْغُر لِذَلِكَ حَجْمه، وَلكَانَ يَكُوْنُ نَحْواً مِنْ عَشْرَة آلاَف حَدِيْث بِالجَهْد بَلِ أَقلّ ثُمَّ الإِمَام أَحْمَد كَانَ لاَ يرَى التَّصْنِيْف، وَهَذَا كِتَاب "المُسْنَد" لَهُ لَمْ يصنِّفه هُوَ، وَلاَ رتَّبه وَلاَ اعتنَى بتَهْذِيْبه بل كان يرويه لولده نسخًا، وأجزاءً وَيَأْمره: أَن ضَعْ هَذَا فِي مُسْنَدِ فُلاَن، وهذا في مسند فلان، وهذا التفسير، ولا جود لَهُ وَأَنَا أَعْتَقِدُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فَبغدَاد لَمْ تَزَل دَارَ الخُلَفَاء، وَقُبَّةَ الإِسْلاَم وَدَارَ الحَدِيْث وَمحلَّةَ السُّنَن وَلَمْ يَزَلْ أَحْمَد فِيْهَا مُعَظَّماً فِي سَائِرِ الأَعصَار، وَلَهُ تَلاَمِذَةٌ كِبَار وَأَصْحَابُ أَصْحَابٍ، وَهَلُمَّ جَرَّا إِلَى بِالأَمس حِيْنَ اسْتبَاحَهَا جَيْشُ المَغُول، وَجَرَت بِهَا مِنَ الدِّمَاء سُيول وَقَدِ اشْتُهِرَ بِبَغْدَادَ "تَفْسِيْر ابْن جَرِيْرٍ"، وَتَزَاحَمَ عَلَى تَحْصِيله العُلَمَاء، وَسَارَتْ بِهِ الرُّكْبَان، وَلَمْ نعرِف مثلَه فِي مَعْنَاهُ وَلاَ أُلِّف قبلَه أَكبَرُ مِنْهُ، وَهُوَ فِي عِشْرِيْنَ مُجَلَّدَةً وَمَا يحْتَمل أَنْ يَكُوْنَ عِشْرِيْنَ أَلْف حَدِيْث بَلْ لَعَلَّهُ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلف إِسْنَادٍ فَخُذْهُ فعده إن شئت. قال أبو أحمد بن عدي: نبل عبد الله بن أَحْمَدَ بِأَبِيهِ، وَلَهُ فِي نَفْسِهِ مَحلٌّ فِي العِلْمِ أَحيَا عِلْمَ أَبِيْهِ مِنْ "مُسنده" الَّذِي قرأَ عَلَيْهِ أَبُوْهُ خُصُوصاً قَبْلَ أَنْ يقرأَه عَلَى غَيْره، وَمِمَّا سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ روَاة الحَدِيْث فَأَخْبَرَهُ بِهِ مَا لَمْ يسأَلْه غَيْرُه وَلَمْ يكتُب عَنْ أَحَدٍ إلَّا مَنْ أَمَرَهُ أَبُوْهُ أَنْ يكْتب عَنْهُ. قَالَ بَدْر بن أبي بدر البغدادي: عبد الله بن أَحْمَدَ جِهْبِذ ابْن جِهْبِذ.

وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً فَهماً. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: بنُ الصَّوَّاف وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ، وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: عَاشَ فِي عُمُر أَبِيْهِ سَبْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ الخُطَبِيّ: مَاتَ يَوْم الأَحَد، وَدُفِنَ فِي آخِر النَّهَار لتسعِ لَيَالٍ بَقِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة تِسْعِيْنَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُ أَخِيْهِ زُهَيْر بن صَالِحٍ، وَدُفِنَ فِي مقَابر بَاب التِّبْن، وَكَانَ الجَمْعُ كَثِيْراً فَوْقَ المِقدَار. وَقِيْلَ: إن عبد الله أَمرَهُم أَنْ يَدْفِنوهُ هُنَاكَ وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ هناك قبر نبي، ولأن أكون في جواز نَبِيّ أَحَبُّ إِليَّ أَنْ أَكُون فِي جِوَار أبي. ولعبد الله كِتَاب: الرَّد عَلَى الجَهْمِيَّة فِي مُجَلَّد، وَلَهُ كتاب: الجمل. وَكَانَ صَيِّناً دَيِّناً صَادِقاً صَاحِبَ حَدِيْثٍ، وَاتِّبَاع وَبصرٍ بِالرِّجَال لَمْ يدخلْ فِي غَيْر الحَدِيْث، وَلَهُ زِيَادَاتٌ كَثِيْرَةٌ فِي مُسند وَالده وَاضحَةٌ عَنْ عَوَالِي شُيوخه، وَلَمْ يُحَرِّر تَرْتِيْبَ المُسْنَد، وَلاَ سَهَّله فَهُوَ مُحتَاج إِلَى عَمَلٍ وَتَرْتِيْب رَوَاهُ عَنْهُ جَمَاعَةٌ، وَسَمِعَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ كَثِيْراً مِنْهُ مِنْ أَبِي عَلِيّ بن الصَّوَّاف، وَعَامَّته مِنْ أَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ وَحَدَّثَ القَطِيْعِيّ مرات، وقرأه عليه أبو عبد الله الحَاكِم، وَغَيْرهُ وَلَمْ يَكُنِ القَطِيْعِيّ مِنْ فُرْسَان الحَدِيْث، وَلاَ مجوِّداً بَلْ أدَّى مَا تَحَمَّله إِن سَلِم مِنْ أَوهَام فِي بَعْضِ الأَسَانيد، وَالمتُوْنَ. وَآخر مِنْ رَوَى "المُسْنَد" كَامِلاً عَنْهُ -سِوَى نَزْرٍ يَسِيْر مِنْهُ أُسقط مِنَ النُّسخ- الشَّيْخ الوَاعِظ أَبُو عَلِيٍّ بنُ المُذْهِب، وَلَمْ يَكُنْ صَاحِب حَدِيْثٍ بَلِ احتيجَ إِلَيْهِ فِي سَمَاع هَذَا الكِتَاب فَرَوَاهُ فِي الجُمْلَةِ، وَعَاشَ بَعْدَهُ عَشْرَة أَعْوَام الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ فَكَانَ خَاتمَةَ أَصْحَاب القَطِيْعِيّ، وَتَفَرَّد عَنْهُ بِعِدَّةِ أَجزَاءٍ عَالِيَةٍ، وَبسَمَاع مُسْند العشرَة مِنَ "المُسْنَد". ثمَّ حَدَّث بِالكِتَابِ كُلِّه آخِرُ أَصْحَاب ابْن المُذْهِب وَفَاةً: الشَّيْخ الرَّئيس الكَاتِب أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ بن الحُصَيْن، شَيْخٌ جليلٌ مُسْنِدٌ انْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الإِسْنَاد بِمِثْل قُبَّة الإِسْلاَم بَغْدَاد، وَكَانَ عَرِيّاً مِنْ مَعْرِفَة هَذَا الشَّأْن أَيْضاً رَوَى الكِتَاب عَنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ جملتِهِم: أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخَشَّاب إِمَام العَرَبِيَّة، وَالحَافِظ أَبُو الفَضْلِ بنُ نَاصر، وَالإِمَام ذُو الفنُوْنَ أَبُو الفَرَجِ بنُ الجَوْزِيِّ، وَالحَافِظ الكَبِيْر أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَالحَافِظ العَلاَّمَة شَيْخُ هَمَذَان أَبُو العَلاَء العَطَّار، وَالحَافِظ الكبير أبو القاسم بن عَسَاكِر، وَالقَاضِي أَبُو الفَتْحِ بنُ المَنْدَائِيّ الوَاسِطِيّ، وَالشَّيْخ عَبْد اللهِ بن أَبِي المَجد الحَرْبِيّ، وَالمُبَارَك بن المَعْطُوش، وَالشَّيْخ المُبَارَك حَنْبَل بن عبد الله الرَّصَافِيّ فِي آخَرين.

فَأَمَّا الحَافِظ أَبُو مُوْسَى: فَرَوَى مِنْهُ الْكثير فِي تآلِيفه، وَلَمْ يُقْدِم عَلَى تَرتيبه وَلاَ تَحريره. وَأَمَّا ابْنُ عَسَاكِر: فَأَلَّف كِتَاباً فِي أَسْمَاء الصَّحَابَة الَّذِيْنَ فِيْهِ عَلَى المُعْجَم، وَنَبَّه عَلَى تَرْتِيْب الكِتَاب. وَأَمّا ابْن الجَوْزِيِّ: فطَالَعَ الكِتَاب مَرَّات عِدَّة، وَملأَ تآلِيفه مِنْهُ، ثُمَّ صَنّف "جَامع المسَانيد"، وَأَودعَ فِيْهِ أَكْثَرَ مُتُوْنِ "المُسْنَد"، وَرتَّب وَهَذَّب، وَلَكِن مَا اسْتوعبَ. فلَعَلَّ الله يُقَيِّضُ لِهَذَا الدِّيْوَان العَظِيْم مَنْ يُرَتّبهُ وَيهذِّبه، وَيَحْذِفُ مَا كُرِّرَ فِيْهِ، وَيُصْلِح مَا تصحيف، وَيُوضِحُ حَال كَثِيْر مِنْ رِجَاله، وَينبِّه عَلَى مُرْسله، وَيُوْهِنُ مَا يَنْبَغِي مِنْ مَنَاكِيْره، وَيُرَتِّبُ الصحابة على المعدم، وذلك أصحابه على المعجم، ويرمز على رءوس الحَدِيْث بِأَسْمَاء الكُتُب السِّتَّة، وَإِن رتَّبه عَلَى الأوباب فَحَسَنٌ جَمِيلٌ، وَلَوْلاَ أَنِّي قَدْ عَجِزت عَنْ ذَلِكَ لِضَعْف الْبَصَر، وَعدم النيَّة، وَقُربِ الرَّحيل، لعملتُ فِي ذَلِكَ. أَخْبَرَنَا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّدٍ الفَقِيْه، وَالمُسَلَّم بن مُحَمَّدٍ الكَاتِب كِتَابَةً، قال: أَخْبَرَنَا حَنْبَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ المُذْهِبِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ القَطِيْعِيّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا ابن نمير، حدثنا سفيان، عن سمى النُّعْمَان بنَ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يَصُوْمُ عَبْدٌ يَوْماً فِي سَبِيْلِ اللهِ، إِلاَّ بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ اليَوْمِ النَّارَ عَنْ وَجْهِهِ سَبْعِيْنَ خَرِيْفاً" 1. وَبِهِ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ طَارِق بن مُرَقّع، عَنْ صَفْوَانَ بن أُمَيَّةَ: أَنَّ رَجُلاً سَرَقَ بُرْدَةً، فَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ. فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْهُ. قَالَ: "فَلَوْلاَ كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ يَا أَبَا وَهَبْ". فَقَطَعَهُ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2. أَخرجهُمَا النَّسَائِيّ فِي "سُنَنَه"، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن أحمد، فوقعا عاليين.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 26"، من هذا الطريق. وأخرجه البخاري "2840"، ومسلم "1653"، والترمذي "1623"، من حديث أبي سعيد الخدري، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 401"، من هذا الطريق. وأخرجه أبو داود "4394"، والنسائي "8/ 86"، والدارمي "2/ 172"، والحاكم "4/ 380"، والبيهقي "8/ 265".

الحسن بن المثنى، ومعاذ بن المثنى، والمروزي

الحسن بن المثنى، ومعاذ بن المثنى، والمروزي: 2474- الحسن بن المُثَنَّى 1: ابن مُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ العَنْبَرِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ أَخو مُعَاذ: مِنْ نُبَلاَء الثِّقَاتِ. سَمِعَ: عَفَّانَ، وَأَبَا حذيفة النهدي، وعدة. وَعَنْهُ: الطَّبَرَانِيّ يُوْسُف البَخْتَرِيّ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ، وَرِعاً عَابِداً يَمْتَنِع مِنَ الرِّوَايَة ثُمَّ أُمر فِي النَّوْمِ بِالرِّوَايَة. مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ. وَولد سَنَة مائَتَيْنِ. أَخُوْهُ: 2475- مُعَاذ بن المُثَنَّى 2: أَبُو المُثَنَّى: ثِقَةٌ، مُتْقِنٌ. سَمِعَ: القَعْنَبِيّ، وَمُحَمَّد بن كَثِيْر، وَمُسْلِم بن إِبْرَاهِيْمَ، وَعِدَّةً. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَجَعْفَر المُؤَدِّب، وَالطَّبَرَانِيّ، وَآخَرُوْنَ. عَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وثمانين ومائتين. 2476- المَرْوَزي 3: "س" الإِمَامُ، الحَافِظُ، القَاضِي، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ سَعِيْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأُمَوِيّ المروزي، قاضي حمص. ولد بعد المائتين. حدث عن: علي بن الجعد، وأبي نصر التَّمَّارِ، وَإِبْرَاهِيْم بن الحَجَّاجِ السَّامِي، وَيَحْيَى بن مَعِيْنٍ، وَكَامِل بن طَلْحَةَ، وَسُوَيْد بن سَعِيْدٍ، وَمَنْصُوْر بن أَبِي مُزَاحم، وَعُبَيْد اللهِ القَوَارِيْرِيّ، وطبقتهم.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 166". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 136". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 304"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 683"، والعبر "2/ 91"، وتهذيب التهذيب "1/ 62".

حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيّ، وَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَابْنُ جَوْصَا، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ مَعْرُوف، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ النَّاصح، وَأَحْمَد بن عُبَيْدٍ الحِمْصِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَرْوَانَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنِ مَعْرُوْفٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيّ، وَكَانَ قَاضِياً عَلَى دِمَشْق، وَحِمْص وَهُوَ مِنْ بَنِي أُمَيَّة بن عَبْدِ شَمْسِ. قُلْتُ: نَاب بِدِمَشْقَ عَنْ قَاضيهَا أَبِي زُرْعَةَ مُحَمَّد بن عُثْمَانَ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ بغدَادِيّ وَأَصله مِنْ مَرْو. وَقَالَ النَّسَائِيُّ أَيْضاً: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ النَّاصح: تُوُفِّيَ فِي نِصْفِ ذِي الحِجَّةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: بلغَ التِّسْعِيْنَ أَوْ دونهَا بيسير. وله تصانيف منها: العلم ومسند عَائِشَة وَغَيْر ذَلِكَ. وَكَانَ إِمَاماً أَكْثَر عَنْهُ النسائي.

البلخي

2477- البَلْخِي 1: الإِمَامُ، الكَبِيْرُ، حَافظُ بَلْخ، أَبُو عَلِيٍّ عَبْد اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ البَلْخِيّ. سَمِعَ: قُتَيْبَة بن سَعِيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْم بن يُوْسُفَ الفَقِيْه، وَعَلِيّ بن حُجْرٍ، وَهديَّة بن عَبْدِ الوَهَّابِ، وطبقتهم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ بن الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَهْل نَيْسَابُوْر، وَابْن قَانع، وَالجِعَابِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَالبَغَادِدَة. وَجَمَعَ وَصَنَّفَ: كِتَاب "الْعِلَل"، وَكِتَاب "التَّارِيْخ". عَظَّمه الحَاكِم وَفَخَّمه. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ أَحَدَ أَئِمَّة الحَدِيْث حِفْظاً وَإِتقَاناً وثِقَةً وَإِكثَاراً، وَلَهُ تَصَانِيْفُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ الْخضر الشَّافِعِيّ: لَمَّا قَدِمَ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ البَلْخِيّ نَيْسَابُوْر، عَجَزُوا عن مذاكراته، فذكراه جَعْفَر بن أَحْمَدَ بنِ نَصْر بِأَحَادِيْث الحَجّ فَكَانَ عَبْد اللهِ يَسْرُدهَا فَقَالَ لَهُ جَعْفَر: تحفظ للتَّيْمِيّ عَنْ أَنَس: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ لَبَّى بِحَجَّةٍ، وَعُمْرَة فَبُهِتَ فَقَالَ جَعْفَرُ: حَدَّثنَاهُ يحيى بن حَبِيْب، حَدَّثَنَا مُعْتَمر، عَنْ أَبِيْهِ. اسْتُشْهِدَ أَبُو عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللهُ عَلَى يَد القَرَامطَة فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَأَمَّا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم فَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي سَلْخ سَنَة خمس وتسعين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 93"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 79"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة رقم 710"، والعبر "2/ 102"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 219".

ابن سلم

2478- ابن سَلْم 1: الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، العَلاَّمَةُ، المُفَسِّر أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلْم الرَّازِيّ ثُمَّ الأَصْبَهَانِيُّ إِمَام جَامع أَصْبَهَان. حَدَّثَ عَنْ: سَهْل بن عُثْمَانَ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن يَحْيَى، وَالحُسَيْن بن عيسى، الزهري وعدة وينزل، عن أصحاب يزيد بن هارون، وأبي دواد. حَدَّثَ عَنْهُ: القَاضِي أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبُو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ بن حيان، وعبد الرحمن بن سياه، وآخرون. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ صَنَّفَ "المُسْنَد"، وَ"التَّفْسِيْر" وَغَيْر ذَلِكَ. مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وتسعين ومائتين وهو من أبناء الثمانين.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 711"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 133".

ابن عبدوس

2479- ابن عَبْدوس 1: الإِمَامُ، الحُجَّةُ، الحَافِظُ، أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّد بن عَبْدُوْس بن كَامِلٍ السَّرَّاج، السُّلَمِيّ البَغْدَادِيّ صَدِيْقُ عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ وَقِيْلَ: اسْمُ أَبِيْهِ: عَبْد الجَبَّارِ وَلقبه: عَبْدُوْس. سَمِعَ: عَلِيّ بن الجَعْد، وَأَحْمَد بن جَنَاب، وَدَاوُد بن عَمْرٍو الضَّبِّيّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَخلقاً كَثِيْراً. رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر الخُلْدِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ النجادن، وَدَعْلَج، وَالطَّبَرَانِيّ، وَابْن مَاسِي، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُنَادِي: كَانَ مِنَ المَعْدُودين فِي الحِفْظِ وَحُسن المعرفَة بِالحَدِيْثِ، أَكْثَرَ النَّاسُ عَنْهُ لِثِقَتِهِ وَضَبْطه. قَالَ: وَكَانَ كَالأَخ لعَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ. مَاتَ فِي آخر رجب، أو أول شعبان، سنة ثلاثة وتسعين ومائتين، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 380"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 704"، والعبر "2/ 96"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 215".

عبيد الله بن يحيى بن يحيى

2480- عبيد الله بن يحيى بن يحيى 1: ابن كثير بن وسلاس: الفقيه، الإمام، المعمر، أبو مروان الليثي، مَوْلاَهُمُ الأَنْدَلُسِيّ، القُرْطُبِيّ، مُسْنِدُ قُرْطُبَة. رَوَى عَنْ: وَالده الإِمَام يَحْيَى "المُوَطَّأ"، وَتفقَّه بِهِ، وَارْتَحَلَ للحجِّ وَالتِّجَارَة، فسَمِعَ مِنْ: أَبِي هِشَام الرِّفَاعِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ البَرْقِيِّ، وَطَائِفَةٍ. قَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: رَوَى عَنْ أَبِيْهِ عِلْمَهُ، وَلَمْ يَسْمَعْ بِبَلَدِهِ مِنْ غَيْر أَبِيْهِ، وَكَانَ كَرِيْماً عَاقِلاً عَظِيْمَ الجَاه وَالمَال، مقدَّماً فِي الشُّوْرَى، مُنفرداً برِئاسَة الْبَلَد، غَيْر مُدَافَع. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ، وَمُحَمَّد بن أَيْمَن، وَأَحْمَد بن مُطَرِّف، وَأَحْمَد بن سَعِيْدِ بنِ حَزْم الصَّدَفِيّ، وَابْن أَخِيْهِ يَحْيَى بن عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى اللَّيْثِيّ ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ آخِر مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ: شَيْخُنَا أَبُو عِيْسَى يَحْيَى-يَعْنِي: ابْن أَخِيْهِ. تُوُفِّيَ فِي عاشر رمضان، سة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَصَلَّى عَلَيْهِ وَلدُه يَحْيَى، وَكَانَتْ جِنَازَته مشهودَةً. وَقَالَ ابْنُ بَشْكُوَال فِي بَعْض كتبه: كَانَ مُتَمَوِّلاً، سمحاً، جَوَاداً، كَثِيْرَ الصَّدَقَات وَالإِحسَان، كَامِل المُروءة، رَأَى مرَّةً شَيْخاً خطابًا ضعيفًا، فوهبه مائة دينا. وَلَقَدْ قِيْلَ: إِنَّهُ شُوهد يَوْم مَوْته البواكِي عليه من كل ضرب حتى اليَهُوْد وَالنَّصَارِى، وَمَا شُوهِدَ قَطُّ مِثْل جِنَازَته، وَلاَ سُمِعَ بِالأَنْدَلُسِ بِمِثْلهَا، رَحِمَهُ اللهُ؟ قُلْتُ: مات في عشر التسعين.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 111"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 231".

زغبة

2481- زُغْبَة 1: "س" المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ، الصَّدُوْقُ، أَبُو جَعْفَرٍ، أَحْمَدُ بنُ حَمَّاد بن مُسْلِمٍ التُّجِيْبِيّ البَصْرِيّ، أَخُو عِيْسَى بن حَمَّادٍ زُغْبَة، وَهَذَا لَقَبٌ لأَبِيهِمَا وَلَهُمَا. حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَيَحْيَى بن بُكَيْرٍ، وَسَعِيْد بن أَبِي عُفير، وَأَخِيْهِ عِيْسَى، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيّ، وَعَبْد المُؤْمِنِ بن خَلَفٍ النَّسَفِيّ، وَعَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الوَاعِظ، وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، وَسُلَيْمَان بن أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيّ، وَالحَسَن بن رَشِيق، وَخَلْقٌ. وَعَاشَ أَربعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ بِمِصْرَ في جمادى الأولى، سنة ست وتسعين ومائتين. أَرَّخَهُ ابْن يُوْنُسَ، وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً، مَأْمُوْناً.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 105"، وتهذيب التهذيب "1/ 25-26".

ابن ملحان

2482- ابن ملحان 1: الشَّيْخُ، المُحَدِّثُ، المُتْقِنُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَحْمَد بن إبراهيم بن ملحَان البَلْخِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ. صَاحب يَحْيَى بن بُكَيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَابْنُ قانع، والطبراني، وأبو بكر بن خَلاَّد النَّصِيْبِيّ، وَجَمَاعَة. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا مَاتَ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَأَحَمْدُ بنُ عليى الأَبَّار، وَالحَسَن بن سَهْل المُجَوِّز، وَالحُسَيْن بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيّ، وَمُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الغَلاَبِيّ، وَمُحَمَّد بن العَبَّاسِ المُؤَدِّب، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى بنِ المنذر.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 11".

ابن أسد

2483- ابن أسد 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ أَسَد بن يَزِيْدَ المَدِيْنِيّ الأَصْبَهَانِيّ الزَّاهِد آخرُ مِنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي دُوَاد الطَّيَالِسِيّ عِنْدَهُ عنه مجلس معروف سمعناه. رَوَى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَالطَّبَرَانِيّ، وَأَحْمَد بن بندار، وأبو الشيخ، وجماعة. توفي سن ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ عَنْ أَزيدَ مِنْ مائَة عَام. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ: حَدَّثَ عن أبي داود مناكير. قلت: كان متعبدًا مجاب الدعوة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ 643"، وميزان الاعتدال "3/ 480"، والعبر "2/ 96"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 215".

بهلول

2484- بُهْلُول 1: ابن إسحاق بن بهلول بن حسان: الشيخ المسند، الصدوق، أبو محمد بن الحَافِظِ الكَبِيْرِ أَبِي يَعْقُوْبَ التَّنُوخِيُّ، خَطيبُ الأَنبارِ، وَقَاضيهَا وَرَئِيْسُهَا، وَعَالِمُهَا وَمَنْ يُضْرَب المَثَلُ بِبَلَاغَتِهِ فِي خَطَابتِه. ارْتَحَلَ فِي حدَاثته بَاعْتِنَاء، وَالده وَسَمِعَ مِنْ: سَعِيْد بن مَنْصُوْرٍ، وَإِسْمَاعِيْل بن أَبِي أُوَيْسٍ، وَإِبْرَاهِيْم بن حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيّ، وَأَحْمَد بن حَاتِمٍ الطَّوِيْل، وَمُحَمَّد بن مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَخُوْهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، وَابْن أَخِيْهِ يُوْسُف بن يَعْقُوْبَ الأَزْرَق، وَإِسْمَاعِيْل أَخُو الأَزْرَق، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَالطَّبَرَانِيّ، وَابْن عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيّ، وَخَلْقٌ مِنَ الرَّحَّالين. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ ومائتين. وَمَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ وهو من كبار شيوخ الإسماعيلي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 109"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 110"، والعبر "2/ 110"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 228".

دران

2485- دُرَّان 1: الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ الصَّدُوْقُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُعَاذ بن سُفْيَان بن المُسْتَهِل، العَنْزِيّ البَصْرِيّ، ثُمَّ الحَلَبِيّ، دُرَّان. سَمِعَ: القَعْنَبِيّ، وَمُسْلِم بن إِبْرَاهِيْمَ، وَعَمْرو بن مَرْزُوْقٍ، وَعَبْد اللهِ بن رَجَاء وَمُحَمَّد بن كَثِيْر العَبْدِيّ، وَأَبَا سَلمَة المِنْقَرِيّ، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: النَّجَّاد، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ الرَّافقيّ، وَعَلِيّ بن أَحْمَدَ المِصِّيْصِيّ، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانِيّ، وَمُحَمَّد بن جَعْفَرِ بنِ السَّقَّاء، وَجَمَاعَةٌ. تُوُفِّيَ سنة أربع وتسعين ومائتين، وهو من في عشر المائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 89"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 39"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 216".

أبو شعيب الحراني

2486- أبو شعيب الحَرَّاني 1: الشيخ، المحدث، المعمر، المؤدب عبد الله بن الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي شُعَيْبٍ. نَزَلَ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَجَدِّهِ، وَأَحْمَد بن عَبْدِ المَلِكِ بنِ وَاقِد، وَعَفَّان بن مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى البَابْلُتِّيّ، وَجَمَاعَةٍ. وَطَالَ عُمُرُهُ، وَتَفَرَّد. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْل الخُطَبِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الصواف، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيّ، وَالحَسَن بن جَعْفَرٍ الحُرْفِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ يَحْيَى البَابْلُتِّيّ زَوْجَ أُمِّه، وَكَانَ الأَوْزَاعِيُّ زوجَ أُمّ البَابْلُتِّيّ، وَاسمُ جَدِّهُم: عَبْد اللهِ بن مُسْلِمٍ وَمُسْلِمٌ مِنْ سَبِي سَمَرْقَنْد، وَقَعَ لِعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ فَأَعْتَقَه فوُلِد لَهُ وَلد فَجَاءَ بِهِ عُمَر فَسَمَّاهُ عَبْد اللهِ، وَفَرَضَ لَهُ فِي الذُّرِّيَّة فَعَاشَ عَبْد اللهِ مائَة، وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. وَلد أَبُو شُعَيْب فِي سَنَةِ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ الصَّوَّاف: سَمَاعُه مِنَ البَابْلُتِّيّ فِي سَنَةِ ثمَانِي وَعَشْرَة. قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ زوجَ أُمّه، فسَمِعَ مِنْهُ وَهُوَ حدَث. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: كَانَ يَأْخُذُ عَلَى الحَدِيْثِ، أَخْبَرَنِي نصر الصَّائِغ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا شُعَيْب أَنْ يحَدِّثَنِي بِحَدِيْثٍ عَنْ عَفَّان، فَقَالَ: أَعطِ السَّقَّاء ثمن الرَّاوِيَة فَأَعطيتُه دَانِقاً، وَحَدَّثَنِي بِالحَدِيْثِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ -يَعْنِي بِبَغْدَادَ- وكان أسند من بقي بها.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 435"، والمنتظم "6/ 79"، والعبر "2/ 101"، وميزان الاعتدال "2/ 406"، ولسان الميزان "3/ 271"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 218".

نصرك

2487- نَصْرَك 1: هُوَ: الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، المَاهرُ، الرَّحَّال، أَبُو مُحَمَّدٍ نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْر، الكِنْدِيّ البَغْدَادِيّ، نَصْرَك نَزِيْلُ بُخَارَى. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ بَكَّار بن الرَّيَّانِ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ القَوَارِيْرِيّ، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عُقْدَة الحَافِظ، وَخَلَف بن مُحَمَّدٍ الخيَّام، وَآخَرُوْنَ. جَمَعَ، وَخَرَّجَ وَصَنَّفَ المُسْنَد، وَبَرَعَ فِي هَذَا الشَّأْن. قَالَ أَبُو الفَضْلِ السُّليمَانِيّ يُقَال: إِنَّهُ كَانَ أَحفظَ مِنْ صَالِح بن مُحَمَّدٍ جَزَرَة، إلَّا أَنَّهُ كَانَ يُتَّهَم بِشُرْب المُسْكِر قُلْتُ: قَلَّمَا يُوجد مِنْ عِلم هَذَا الرَّجُل. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ البَرْدَانِيّ، أَخْبَرَنَا هَنَّاد النَّسَفِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا خَلَف بن مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا نَصْر بن أَحْمَدَ الكِنْدِيّ، وَسَهْل بن شَاذَوَيْه قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَهْل بنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عِيْسَى غُنْجَار، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَيُّوْبَ، عن محمد، عن أبي هريرة مَرْفُوْعاً "لاَ تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ فَإِنَّ الكَرْمَ الرجل المسلم" 2. غريب.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 293"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 59"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 698". 2 ورد عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "لاَ تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ، فَإِنَّ الكَرْمَ الرَّجُلُ المسلم" أخرجه البخاري "6183"، ومسلم "2247"، "8"، واللفظ له وأبو داود "4974".

القاضي أبو خازم

2488- القاضي أبو خازم 1: الفَقِيْهُ، العَلاَّمَةُ، قَاضِي القُضَاة، أَبُو خَازمٍ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ السَّكُوْنِيّ البَصْرِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ الحَنَفِيّ. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ بَشَّار، وَمُحَمَّد بن المُثَنَّى، وَشُعَيْب بن أَيُّوْبَ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: مُكْرم بن أَحْمَدَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زَبْرٍ. وَكَانَ ثِقَةً ديناً، وَرِعاً عَالِماً أَحذقَ النَّاس بِعَمَل المحَاضِر، وَالسِّجِلاَّت بَصِيْراً بِالجبر، والقابلة فَارِضاً ذَكِيّاً كَامِلَ العَقْل. أَخَذَ عَنْ هِلاَل الرَّأْي وَبكرٍ العَمِّيّ، وَمحمود الأَنْصَارِيّ الفُقَهَاء أَصْحَاب مُحَمَّد بن شُجَاع، وَغَيْره. وَبَرَعَ فِي المَذْهَب حَتَّى فُضِّلَ عَلَى مَشَايِخه، وَبِهِ يُضرب المَثَل في العقل. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيّ فِي طبقَات الفُقَهَاء: ومنهم أبو خازم أَخَذَ عَنْ شُيُوْخ البَصْرَة، وَوَلِيَ القَضَاءَ بِالشَّامِ، وَبَالكُوْفَةِ وَكرخ بَغْدَاد. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوخِيّ: حَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنِي مكرم بن بَكْر قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِس أَبِي خَازم القَاضِي فَتَقَدَّم شَيْخٌ مَعَهُ غُلاَمٌ فَادَّعَى عَلَيْهِ بِأَلف دِيْنَار فَأَقرَّ الحَدَث فَقَالَ القَاضِي للشَّيخ: مَا تشَاءُ قَالَ: حَبْسُه فَقَالَ للحَدَث: قَدْ سَمِعْتَ فَهَلْ توفِّيه البَعْضَ قَالَ: لاَ فَفَكَّر سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: تلاَزمَا حَتَّى أَنظر فَقُلْتُ: لِمَ أَخَّرَ القَاضِي الحَبْسَ قَالَ: وَيْحَك إِنِّيْ أَعرف فِي أَكْثَر الأَحْوَال وَجه المُحِقِّ مِنَ المُبْطِل وَقَدْ وَقَعَ لِي أَن سمَاحَتَه بِالإِقْرَار شَيْءٌ بعيدٌ مِنَ الحَقِّ أَمَا رأيت قلة تغاضبهما في المحاروة مع عظم المال فبينا نحن كذلك إذا اسْتبَان الأَمْر فَاسْتَأَذن تَاجرٌ موسرٌ فَأَذِن لَهُ القَاضِي فَدَخَلَ وَقَالَ: قَدْ بُليت بِابْنٍ لِي حَدَثٍ يُتلف مَالِي عِنْد فُلاَن المُقَبِّن، فَإِذَا منعتُهُ مَالِي احتَالَ بحيلٍ يُلجئنِي إِلَى التزَام غرم، وَأَقْرَبَهُ أَنَّهُ نَصَبَ المُقَبِّنْ اليَوْم لمطَالبته بِأَلف دِيْنَار، وَأَقَعُ مَعَ أُمِّهِ -إِنْ حُبِسَ- فِي نكدٍ فتبسَّم القَاضِي، وَطَلَب الغُلاَم وَالشَّيْخ فَأُدخلاَ فَوعظ الغُلاَم فَأَقرَّ الشَّيْخ وَأَخَذَ التَّاجِر بِيَدِ ابْنه، وَانْصَرَفَ. قَالَ أَبُو بَرْزَة الحَاسِب: لاَ أَعرف فِي الدُّنْيَا أَحسب مِنْ أَبِي خازم القاضي.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 52"، وتذكرة الحفاظ "2/ 654"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 210".

قَالَ القَاضِي أَبُو الطَّاهِرِ الذُّهْلِيّ: بَلَغَنِي أَنَّ أبا خازم القاضي جلس فِي الشَّرْقِيَّة، فَأَدَّب خَصْماً لأَمرٍ فَمَاتَ فَكَتَبَ رُقْعَةً إِلَى الْمُعْتَضد يَقُوْلُ: إِنَّ دِيَة هَذَا فِي بَيْتِ المَالِ فَإِنْ رَأَى أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ أَنْ يَحمِلَهَا إِلَى وَرَثَتِه فَعَلَ فَحمل إِلَيْهِ عَشْرَة آلاَف فدفعهَا إِلَى وَرَثَتِهِ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ الْمُعْتَضد يحترِم أَبَا خَازم وَيُجِلُّهُ قِيْلَ: إِنَّ أَبَا خَازم لمَا احْتُضِرَ بَكَى، وَجَعَلَ يَقُوْلُ: يَا رَبِّ مِنَ القَضَاء إِلَى القَبْرِ. وَلَهُ شعر رقيقٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الْفَيْض: وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْق أَبُو خَازم سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ إِلَى أَنْ قَدِمَ الْمُعْتَضد قَبْل الخِلاَفَة دِمَشْق لِحَرْب ابْن طولُوْنَ فَسَارَ مَعَهُ أَبُو خَازم إِلَى العِرَاقِ. قَالَ الطَّحَاوِيُّ: مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَلنَا: أَبُو حَازِمٍ بحَاء مُهْمَلَةٍ: أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ نصر. مَاتَ سَنَةَ سِتَّ عشرة وثلاث مائة.

الجارودي

2489- الجَارُودِي 1: الإِمَامُ، الأَوْحَدُ، الحَافِظُ، المُتْقِنُ، الأَمجدُ، صدرُ خُرَاسَان، أبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ النَّضْر بن سَلَمَةَ بنِ الجَارُوْدِ بن يَزِيْدَ الجَارُوْدِيّ النَّيْسَابُوْرِيّ. ذَكَرَهُ الحَاكِم فَقَالَ: شَيْخُ وَقتِه، وَعينُ عُلَمَاء عصرِه حِفْظاً وَكمَالاً، وَقُدوَة وَرِئاسَةً وثروَة. سَمِعَ: إِسْحَاق بن رَاهْوَيْه، وَعَمْرو بن زُرَارَة، وَسُوَيْد بن سَعِيْدٍ، وَإِسْمَاعِيْل بن مُوْسَى السُّدِّيّ، وَابْن أَبِي الشَّوَارِبِ، وَعَمْرو بن عَلِيٍّ الفَلاَّس، وَأَبَا كُرَيْب، وَحُمَيْد بن مَسْعَدَةَ، وَأَحْمَد بن إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيّ، وَمُحَمَّد بن الصَّبَّاحِ الجَرْجَرَائِيّ، وَخلقاً كَثِيْراً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ، والمؤمل بن الحسن، وأبو حامد بن الشرقي، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَيَحْيَى بن مَنْصُوْرٍ القَاضِي، وَآخَرُوْنَ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ مِنْهُ بِالرَّيِّ، وَهُوَ صَدُوْقٌ من الحفاظ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 492"، والأنساب للسمعاني "3/ 158"، وتهذيب التهذيب "9/ 490"، وتقريب التهذيب "2/ 213"، وخلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 6706".

وَقَالَ الحَاكِمُ: أَهْلُ بَيته حَنَفِيُّون. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيّ يَسْتَعين بِعَرَبِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ الجَارُوديّ، وَيُبَيِّتُهُ عِنْدَهُ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: كَانَ رِحْلَته مَعَ مُسْلِم يَتَبَجَّحُ بِذَلِكَ، وَيَعتمدُه فِي جَمِيْع أسبابه إلى أن توفي مسلم. وَقَالَ أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيّ، وَأَملَى حَدِيْثاً فردَّ عَلَيْهِ الجَارُوْدِيّ فَزَبَرَه مُحَمَّد بن يَحْيَى فَلَمَّا كَانَ المَجْلِس الثَّانِي قَالَ الذُّهْلِيّ: هَا هُنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: الصَّوَاب مَا قُلْتَ فَإِنِّي رَجَعْتُ إِلَى كتَابِي فَوَجَدتُه عَلَى مَا قُلْت. قَالَ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيّ: تُوُفِّيَ مُحَمَّد بن النَّضْرِ الجَارُوْدِيّ فَدُفِنَ عَشِيَّة الخَمِيْس السَّابع عشر مِنْ شَهْر رَبِيْع الأَوّل سَنَة إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ رَئِيْسُنَا أَبُو عُمَرَ الخفَّاف، وَخَرَجَ أَحْمَد بن أَسَدٍ الأَمِيْر فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَانْصَرَفَ رَاجلاً. وَمُحَمَّد بن النَّضْرِ بن عَبْدِ الوَهَّابِ: مَرَّ آنفاً. وَمن حَدِيْث الجَارُوْدِيّ: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الخَلاَّلِ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سِلَفَة، أَخْبَرَنَا ابْنُ مَاك حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم حَدَّثَنَا، يَحْيَى بنُ مَنْصُوْر حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ النَّضْر الجَارُوْدِيّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عبد الرحمن السَّمَرْقَنْدِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بَكْر عَنْ صدقَة بن أَبِي عِمْرَانَ عَنْ إِيَاد بن لَقِيط عَنِ البَرَاء قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِفَلاَةٍ بِمِيتَةٍ فَقَالَ: "الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا" 1. مُحَمَّد بن بَكْر: لَيْسَ هُوَ البُرْسَانِيّ، بَلْ يُقَال له: الحصني. وَالحَدِيْث غَرِيْبٌ جِدّاً، وَإِنَّمَا المَعْرُوف مِنْ حَدِيْثِ المسْتَوْرِد الفِهْرِيّ. الجَارُوْدِيّ آخر هُوَ: الحَافِظ الإِمَام صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بن محمد الجاورد الأصبهاني: سيأتي.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه الترمذي "2321"، وابن ماجه "4111" من طريق مجالد بن سعيد، عن قيس بن أبي حازم، عن المستورد بن شداد قال: كنت مع الركب الذين وقفوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السخلة الميتة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها"، قالوا: من هوانها ألقوها يا رسول الله، قال: "فالدنيا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا". قلت: إسناده ضعيف، آفته مجالد، وهو ابن سعيد بن عمير الهمداني، ليس بالقوي كما قال الحافظ في "التقريب". ولكن للحديث شاهد من حديث جابر بنُ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مر بالسوق داخلًا من بعض العالية والناس كنفته فمر بجدى أسك ميت، فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال: "أيكم يحب أن هذا له بدرهم"؟ فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال: "أتبحون أنه لكم"؟ قالوا: والله لو كان حيا كان عيبًا فيه لأنه أسك؟ فكيف وهو ميت؟ فقال: "فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم" أخرجه مسلم "2957".

القاسم بن خالد

2490- القاسم بن خالد: ابن قطن: الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُحَدِّثُ، أَبُو سَهْلٍ المَرْوَزِيّ، أَحَدُ المشَاهير، وَالأَعيَان. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَعَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ وَيَحْيَى بن مَعْرُوف، وَإِسْحَاق بنُ رَاهَوَيْه، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْد الوَهَّابِ بن نجدَة، وَأَبَا مُصْعبٍ الزُّهْرِيّ، وَأَبَا كَامِلٍ الجَحْدَرِيّ، وَعَلِيّ بن حُجْرٍ، وَحِبَّان بن مُوْسَى، وَطَبَقَتهُم وَأَكْثَر التَّرْحَالَ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّغُوْلِيّ وَعُمَر بن عَلَّك، وَأَحْمَد بن عَلِيٍّ الرَّازِيّ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ، وَمُحَمَّد بن صَالِحِ بن هَانِئ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

محمد بن إسحاق

2491- محمد بن إسحاق 1: ابن راهويه الحنظلي: الإمام العالم الفقيه الحافظ قاضي نَيْسَابُوْر، أَبُو الحَسَنِ. سَمِعَ: أَبَاهُ الإِمَامَ أَبَا يَعْقُوْب، وَأَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وَعَلِيّ بن المَدِيْنِيِّ، وَأَبَا مُصْعَبٍ، وَعَلِيّ بن حُجْرٍ، وَجَمَاعَة. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيْل الخُطَبِيّ، وَابْن قَانع، وَأَحْمَد بن خُزَيْمَةَ، وَأَحْمَد بن سَلْم الخُتَّلِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وآخرون. ولي قضاء مَرْو ثُمَّ قَضَاء نَيْسَابُوْر وَتُوُفِّيَ وَالدُه وَهَذَا فِي الرِّحْلَةِ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَقَالَ لِي: أَنْتَ ابْن أَبِي يَعْقُوْبَ قُلْتُ: نَعم قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَزِمْتَهُ كَانَ أَكْثَرَ لفَائِدتك فَإِنَّك لَنْ تَرَى مثلَه. قَالَ الحَاكِمُ: تُوُفِّيَ بِمَرْوَ. هَذَا وَهم فَإِنَّ ابْن قَانع، وَابْنَ المُنَادِي قَالاَ: قَتَلَتْهُ القَرَامِطَة بطَرِيْق مَكَّة، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قلت: قارب الثمانين.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1104"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 36"، وميزان الاعتدال "3/ 475"، ولسان الميزان "5/ 65"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 216".

أبو جعفر الترمذي

2492- أبو جعفر التِّرْمذي 1: هُوَ: الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة بِالعِرَاقِ فِي وقته أبو جعفر مُحَمَّد بن أَحْمَدَ نَصْر التِّرْمِذِيّ الشَّافِعِيّ الزَّاهِد. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَمائَتَيْنِ. وَارْتَحَلَ وَسَمِعَ: يَحْيَى بن بُكَيْرٍ، وَيُوْسُف بن عَدِيّ، وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيْمَ الصِّيْنِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن المُنْذِرِ الحِزَامِيّ، وَعُبَيْد اللهِ القَوَارِيْرِيّ، وَتفقَّه بِأَصْحَابِ الشَّافِعِيّ، وَلَهُ وَجهٌ فِي المَذْهَب. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ، وَابْن قَانع، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّد، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ نَاسكٌ. وَذكر إِبْرَاهِيْم بن السَّرِيّ الزَّجَّاج: أَنَّهُ كَانَ يُجرَى عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ فِي الشَّهر أَرْبَعَةُ درَاهُم يتقوَّتُ بِهَا قَالَ: وَكَانَ لاَ يَسأَلُ أَحَداً شَيْئاً. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى البربرِيّ: أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَنَّهُ تقوَّت بَضْعَةَ عشر يَوْماً بِخمْس حبَّاتٍ قَالَ: وَلَمْ أَكنْ أَملك غَيْرَهَا أَخَذْتُ بِهَا لِفْتاً. وَنَقَلَ الشَّيْخ محيَي الدِّين النَّوَوِيّ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ جَزَمَ بِطهَارَة شَعْرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ خَالفَ فِي هَذِهِ المَسْأَلَة جُمهورَ الأَصْحَاب. قُلْتُ: يتعيَّن عَلَى كُلّ مُسْلِم الْقطع بِطَهَارَة ذَلِكَ وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا حَلَقَ رأْسَهُ فَرَّقَ شَعْرَه المطهر على أصحابه إكرامًا لهم بذلك2، فوَالهفِي عَلَى تَقْبيل شعرَة مِنْهَا. قَالَ وَالد أَبِي حَفْصٍ بن شَاهِيْن: حَضَرْتُ أَبَا جَعْفَرٍ، فسُئِلَ عَنْ حَدِيْث النُّزُول3 فَقَالَ: النُّزُول مَعْقول وَالكَيْفُ مَجْهُوْلٍ وَالإِيْمَانُ بِهِ وَاجِبٌ وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: لَمْ يَكُنْ للشَّافعيَة بِالعِرَاقِ أَرَأْسُ وَلاَ أَوْرَعُ وَلاَ أَنْقَلُ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ التِّرْمِذِيّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقِيْلَ: إنه اختلط بأخرة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 365"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 80"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 572"، والعبر "2/ 103"، ولسان الميزان "5/ 46"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 220". 2 صحيح: أخرجه البخاري "171"، ومسلم "1305"، من حديث أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما حلق رأسه كان أبو طلحة أول من أخذ من شعره. 3 ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا بلفظ: "ينزل ربنا -تبارك وتعالى- كل ليلة إلى السماء الدنيا، حتى يبقى ثلث الليل الآخر. فيقول: من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيته ومن يستغفرني فأغفر له" أخرجه مالك "1/ 214"، ومن طريقه أخرجه "2/ 487"، والبخاري "1145"، "6321"، "7494"، ومسلم "758"، وأبو داود "1315"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص127"، وابن أبي عاصم في "السنة" "492"، وأبو القاسم اللالكائي في "شرح السنة" "3/ 435، 436"، والبيهقي في "السنن" "3/ 2"، وفي "الأسماء والصفات" "ص449"، عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأغر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا.

إبراهيم بن أبي طالب

2493- إبراهيم بن أبي طالب 1: الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، الزَّاهِدُ شَيْخُ نَيْسَابُوْر، وَإِمَام المُحَدِّثِيْنَ فِي زَمَانِهِ أَبُو إِسْحَاقَ بنُ أَبِي طَالِبٍ مُحَمَّد بن نُوْح بن عَبْدِ اللهِ بن خالد النيسابوري المزكي. ذَكَرَهُ الحَاكِم فَقَالَ: إِمَامُ عَصْره بِنَيْسَابُوْرَ فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْث وَالرِّجَال جَمَعَ الشُّيُوْخ وَالعِلل. قَالَ: سَمِعَ: إِسْحَاق بن رَاهْوَيْه، وَأَبَا قُدَامَة السَّرَخْسِيّ، وَعَمْرو بن زُرَارَة، وَالحُسَيْن بن الضَّحَّاك، وَعَبْد اللهِ بن الجَرَّاحِ، وَعَبْد اللهِ بن عُمَرَ بنِ الرَّمَّاح، وَمُحَمَّد بن أَبَانٍ البَلْخِيّ، وَأَقرَانَهُم بِنَيْسَابُوْرَ، وَمُحَمَّد بن مِهْرَانَ الجَمَّال، وَمُحَمَّد بن حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّد بن عَمْرٍو، وَزُنَيْج بِالرَّيِّ، وَأَحْمَد بن حَنْبَلٍ -سُؤَالاَت- وَدَاوُد بن رُشَيْدٍ، وَأَحْمَد بن مَنِيْعٍ، وَطَبَقَتهُم بِبَغْدَادَ، وَإِسْحَاق بن شَاهِيْن، وَبِشْر بن آدَمَ بِوَاسِطَ، وَعَمْرو بن عَلِيٍّ الفَلاَّس، وَبُنْدَاراً، وَنَصْر بن عَلِيّ بِالبَصْرَةِ، وَعُثْمَان بن أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبَا كُرَيْب، وَعَبْد اللهِ بن عمر بن أبان الكوفة، وَأَبَا مُصْعَبٍ، وَيَحْيَى بن سُلَيْمَانَ بنِ نَضْلَة، وَهَارُوْن بن مُوْسَى الفَرْوِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن أَبِي خُبْزَة، وَمُحَمَّد بن عَبَّادٍ، وَعَبْد اللهِ بن عمران، وابن أبي عمر العدني بمكة.

_ 1 ترجمته في المتنظم لابن الجوزي "6/ 76"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 661"، والعبر "2/ 100"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 128"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 218"

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو يَحْيَى الخفَّاف، وَإِمَام الأَئِمَّة ابْن خُزَيْمَةَ، وَأَكْثَر مَشَايِخنَا. سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ سَعْد يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مِثْل إِبْرَاهِيْم بن أبي طالب، ولا أرى مثل نفسه اختلف إليه ست سنين. قال: سمعت عَبْدَ اللهِ مُحَمَّد بن يَعْقُوْبَ الحَافِظ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُوْلُ: إِنَّمَا أَخرجَتْ مدينتُنَا هَذِهِ مِنْ رِجَال الحَدِيْث ثَلاَثَة: مُحَمَّد بن يَحْيَى، وَمُسْلِم الحجاج، وإبراهيم بن أبي طالب. وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّبْغِيّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ فِي المُحَدِّثِيْنَ أَهيبَ مِنْ إِبْرَاهِيْم بن أَبِي طالب كنا نجلس بن يديه، وكأن على رءوسنا الطَّير بَينَا نَحْنُ فِي مسجدِه إِذْ عَطَسَ أَبُو زَكَرِيَّا العَنْبَرِيّ فَأَخفَى عُطَاسه فَقُلْتُ لَهُ: قَلِيْلاً قَلِيْلاً لاَ تَخَفْ فلَسْت بَيْنَ يَدَيِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ. وَسَمِعْتُ أَبَا الفَضْلِ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُوْلُ: قَالَ لِي مُحَمَّد بن يَحْيَى، مَنْ أَحْفَظُ مَنْ رَأَيْتَ بِالعِرَاقِ؟ قُلْتُ: لَمْ أَرَ بَعْد أَحْمَد بن حَنْبَلٍ مِثْل أَبِي كُرَيْبٍ ثُمَّ قَالَ أَبُو الفَضْلِ: كَانَ إِبْرَاهِيْم بن أَبِي طَالِبٍ يُهَاب بِمَرَّة، وَكَانَ لاَ يَحْضُر مَجْلِسَ القُضَاة إلَّا لِشَهَادَةٍ تلْزمهُ. وحَدَّثَنَا حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى أَحْمَد بَعْدَ المِحْنَةِ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَذَاكرتُهُ رَجَاءَ أَنْ آخذ عَنْهُ حَدِيْثاً حتى قلت له: أَبَا عَبْدِ اللهِ حَدِيْثُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "امْرُؤُ القَيْسِ قَائِدُ لِوَاءِ الشُّعَرَاءِ إِلَى النَّارِ"1. فَقَال: قِيْلَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ؟ عَنْهُ قُلْتُ: مَنْ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَبُو الجَهْمِ، قُلْتُ: مِنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي الجَهْم فَسَكَتَ فَعَاوَدْتُه فَقَالَ: اللَّهُمَّ سَلِّم فَسَكَتُّ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَختلِفُ إِلَى الولي بِبَابِ مَعْمَر فَقَالَ لِي بَعْض مَشَايِخنَا: أَلاَ تحضُرُ مَجْلِس إِبْرَاهِيْم بن أَبِي طَالِبٍ فترَى شمَائِلَه، وَمَحَاسِنَه فَأَحضرنِي فرَأَيْتُ شَيْخاً لَمْ تَرَ عيناي مثله.

_ 1 ضعيف جدًّا: أخرجه "2/ 228"، وابن حبان في "المجروحين" "3/ 150"، وابن عدي في "الكامل" "4/ 85-86"، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" "1/ 138"، من طريق هشيم أخبرنا أبو الجهم الواسطي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، به. قلت: إسناده ضعيف جدًّا، آفته أبو الجهم الواسطي، قيل اسمه صبيح بن عبد الله، وقيل ابن القاسم، قال أبو زرعة الرازي: واهي الحديث، وجهله الإمام أحمد، وقال ابن حبان في "المجروحين": "شيخ من أهل واسط يروي عن الزهري ما ليس من حديثه، روى عنه هشيم، لا يجوز الاحتجاج براويته إذا انفرد".

قَالَ أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ: إِنَّمَا أَخْرَجَتْ خُرَاسَانُ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْث خَمْسَة: الذُّهْلِيّ، وَالدَّارِمِيّ، وَالبُخَارِيّ، وَمُسْلِم، وَإِبْرَاهِيْم بن أَبِي طَالِبٍ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ إِبْرَاهِيْم بن أَبِي طَالِبٍ يعيشُ مِنْ كرَاء حَانوتٍ لَهُ، فِي الشَّهر بِسبعَةَ عشرَ دِرْهَماً يتبلَّغ بِهَا، وَقَدْ أَملَى كِتَاب "الْعِلَل"؛ وَغير شَيْء. وَسَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّب مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ حَمْدُوْنَ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بن أَبِي طَالِبٍ، سَمِعْتُ مَنْ يسأَل أَحْمَد بن حَنْبَلٍ، فَقَالَ: إِن أَصْحَاب الحَدِيْث يكتُبُوْنَ كُتُبَ الشَّافِعِيّ؟ فَقَالَ: لاَ أَرَى لَهُم ذَلِكَ؛ يَعْنِي: أَنَّهُم يشتغلُوْنَ بِذَلِكَ عَنِ الحَدِيْث. وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ جَعْفَرٍ المُزَكِّي، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ، سَمِعْتُ ابْنَ حَنْبَل يَقُوْلُ: كَانَ وَكِيْع لاَ يُقَدِّم عَلَى زَائِدَة فِي الحِفْظِ أَحَداً. وَسَمِعْتُ العبنري: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُوْلُ: سأَلتُ أَحْمَد، عن القِرَاءة فِيمَا يَجْهر فِيْهِ الإِمَام، فَقَالَ: يقرأُ بفَاتحَة الكِتَاب. وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ سَعْد يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيْم: فِي ثَانِي رَجَب، سَنَةَ خمس وتسعين ومائتين, صلى عَلَيْهِ ابْن أَخِيْهِ وَوَارِثه، وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَة الحُسَيْن بن مُعَاذٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَابْن عَسَاكِر، وَبنت كِندي سَمَاعاً، عَنِ المُؤَيَّد بن مُحَمَّدٍ، وَأَبِي رَوْح، وَزَيْنَب الشَّعْرِيَّة: قَالَ المُؤَيَّد: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ، وَقَالَ أَبُو رَوْح: "أَخْبَرَنَا تَمِيْم المُؤَدِّب، وَقَالَتِ الشَّعْرِيَّة: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ القَارِئ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مَسْرُوْرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بن نُجَيد، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِد، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قال رسو ل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَلِيُّ، سَلِ الله الهُدَى وَالسَّدَادَ، وَاذْكُرْ بِالهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيْق، وَبَالسَّدَادِ تَسْدِيْدَكَ السَّهْم" 1. إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ، وَلَمْ يُخْرِّجه أَربَاب الكُتُب السِّتَّة. وَفِيْهَا مَاتَ مَعَهُ: الحَسَن بن عَلِيٍّ المَعْمَرِيّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ التِّرْمِذِيّ الفقيه، أبو شُعَيْب، الحَرَّانِيّ، وَالمتكفِي بِاللهِ، وَالحَكَم بن مَعْبَد الخُزَاعِيّ، وَالزَّاهِد أَبُو الحُسَيْنِ النُّورِيّ، وَقَاضِي نَسَفَ: إبراهيم بن معقل النسفي.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2725" من طري عاصم بن كليب، عن أبي بردة، عن علي قَالَ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "قل: اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم".

ابن مساور، وبحشل، وأبو علاثة

ابن مساور، وبحشل، وأبو علاثة: 2494- ابن مُسَاور 1: الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو جَعْفَرٍ، أَحْمَدُ بنُ القَاسِم بن مُسَاوِر البَغْدَادِيّ الجَوْهَرِيّ. حَدَّثَ عَنْ: عفان بن مسلم، وخالد بن داش، وَعَلِيّ بن الجَعْد، وَطَبَقَتِهم. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانع، وَأَحْمَد بن كَامِلٍ، وَمُحَمَّد بن عَلِيّ بن حُبَيْش، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ المُنَادِي: قَالَ لِي: إِنَّهُ كتب عَنْ عَلِيِّ بنِ الجَعد خَمْسَةَ عَشَرَ أَلف حَدِيْث. قَالَ: وَمَاتَ: فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثلاثة وتسعين ومائتين. 2495- بَحْشَل 2: الحَافِظُ، الصَّدُوْقُ، المُحَدِّثُ، مُؤرِّخ مَدِيْنَة وَاسِط، أَبُو الحَسَنِ أَسْلَمُ بنُ سَهْلِ بنِ سَلْم بن زِيَادِ بنِ حَبِيْب الوَاسِطِيّ، الرَّزَّاز، وَيُعْرَفُ ببَحْشَل، وَهُوَ أَيْضاً لقبٌ لأَحْمَدَ بنِ أَخِي ابْن وَهْبٍ. سَمِعَ مِنْ: جدّه لأُمِّهِ وَهْب بن بَقِيَّة، وَمن عَمِّ أَبِيْهِ سَعِيْد بن زِيَادٍ، وَمُحَمَّد بن أَبِي نُعَيْمٍ، الوَاسِطِيّ، وَمُحَمَّد بن خَالِدٍ الطَّحَّان، وَسُلَيْمَان بن أَحْمَدَ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عنه: محمد بن عثمان بن سمعان، ومحمود بن عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ، وَإِبْرَاهِيْم بن يَعْقُوْبَ، وَعَلِيّ بن حُمَيْد البَزَّاز، وَمُحَمَّد بن جَعْفَرِ بنِ اللَّيْثِ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ. قَالَ خمِيس الحوزيّ: هُوَ مَنسوبٌ إِلَى مَحَلَّةِ الرَّزَّازِين، وَمسجدُه هُنَاكَ، وَهُوَ ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، إِمَامٌ، يصلح للصَّحِيْح. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. 2496- أَبُو عُلَاثة 3: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيَاضِ بنِ أَبِي طَيْبَةَ: الأَخْبَارِيّ، الأَدِيْب، مِنْ مشيخَة المِصْرِيّين. كَانَ ذَا عَارِضَةٍ، وَلسَانٍ وَكَانَ مَمْقُوتاً عِنْد كَثِيْرٍ مِنَ النَّاس، فَشَهِد عَلَيْهِ أَقوام بِأُمُورٍ، قَبِل مِنْهُم السُّلْطَان فَضُرِبَ مِرَاراً فَمَاتَ ثُمَّ تبيَّن أَنَّهُ ظُلم، وَكَانَ ثَار عَلَيْهِ أَهْل المَسْجَد العَوَامّ فَتُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرَانِيّ، وَالواعظ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ الصَّفَّار، وَحُمَيْد بن يُوْنُسَ، وَعِدَّةٌ. وَمن شُيُوْخه: مُحَمَّد بن رُمْح، وَمكِّيّ بن عبد الله الرُّعَيْنِيّ، وَحَرْمَلَة. تُوُفِّيَ مِنَ الضَّرب رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 349". 2 ترجمته في معجم الأدباء "6/ 127"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 684"، وميزان الاعتدال "1/ 211"، ولسان الميزان "1/ 388"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي:"2/ 210". 3 ترجمته في ميزان الاعتدال "3/ 465"، ولسان الميزان "5/ 57".

البزار

2497- البَزَّار 1: الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الكَبِيْرُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بن عَمْرِو بنِ عَبْدِ الخَالِقِ البَصْرِيُّ، البَزَّارُ، صَاحِبُ المُسْنَدِ الكَبِيْرِ الَّذِي تَكَلَّمَ عَلَى أَسَانيدِه. وُلِدَ سَنَةَ نَيف عَشْرَة وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ: هُدْبَة بن خَالِدٍ، وَعَبْد الأَعْلَى بن حَمَّادٍ، وَعَبْد اللهِ بن مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيّ، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى بنِ فَيَّاض الزِّمَّانِيّ، وَمُحَمَّد بن مَعْمَر القَيْسِيّ، وَبِشْر بن مُعَاذٍ العَقَدِيّ، وَعِيْسَى بن هَارُوْنَ القُرَشِيّ، وَسَعِيْد بن يَحْيَى الأُمَوِيّ، وَعَبْد اللهِ بن جَعْفَرٍ البَرْمَكِيّ، وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ، وَزِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، وَأَحْمَد بن المِقْدَامِ العِجْلِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيّ، وَبُندَاراً، وَابْن مُثَنَّى، وعبد الله بن الصباح، وعبد الله بن شَبِيْبٍ، وَمُحَمَّد بن مِرْدَاس الأَنْصَارِيّ، وَمُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الفَضْلِ الحَرَّانِيّ، وَخلقاً كَثِيْراً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ قَانع، وَابْنُ نَجِيع، وَأَبُو بَكْرٍ الخُتُّلِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَأَحْمَد بنِ الحَسَنِ بنِ أَيُّوْب التَّمِيْمِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فَارِسٍ، وَأَحْمَد بن جَعْفَرِ بنِ سَلْم الفُرْسَانِيّ، وَعَبْد اللهِ بن خَالِد بن رُسْتُم الرَّارَانِيّ، وَأَحْمَد بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ الضَّرِير، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الثَّقَفِيّ، وَأَحْمَد بن جعفر بن معبد

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 334"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 50"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة رقم 675"، والعبر "2/ 92"، ولسان الميزان "1/ 237"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 157"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 209".

السِّمْسَار، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الكِسَائِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ الخَصِيب، وَأَبُو مُسْلِمٍ عَبْد الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سيَاه، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ عَطَاء القَبَّاب، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ ممشَاذ القَارِئ، وَمُحَمَّد بن عَبْد اللهِ بن حَيُّوْيَه النَّيْسَابُوْرِيّ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَقَدْ أَملَى أَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاش مَجْلِساً عَنْ نَحْوٍ مِنْ عِشْرِيْنَ شَيْخاً حدَّثوه عَنْ أَبِي بَكْرٍ البَزَّار. وَقَدِ ارْتَحَلَ فِي الشَّيْخُوخَة نَاشِراً لحَدِيثِهِ فَحَدَّثَ بِأَصْبَهَانَ عَنِ الكِبَار وَبِبَغْدَادَ وَمِصْر وَمَكَّة وَالرَّملَة. وَأَدْرَكَهُ بِالرَّمْلَة أَجلُه فَمَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ فَقَالَ: ثِقَةٌ يُخْطِئ وَيَتَّكلُ عَلَى حِفْظِهِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: يُخْطِئ فِي الإِسْنَاد وَالمتن. وَقَالَ الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ البَزَّار فَقَالَ: يُخْطِئ فِي الإِسْنَاد وَالمتن حَدَّثَ بِالمُسْنَد بِمِصْرَ حِفْظاً يَنْظُر فِي كُتب النَّاس وَيُحَدِّث مِنْ حِفْظِهِ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ كُتُب فَأَخْطَأَ فِي أَحَادِيْث كَثِيْرَة. جرحه النَّسَائِيّ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: حَافظ لِلْحَدِيْثِ تُوُفِّيَ بِالرَّمْلَة ثُمَّ أَرَّخ كَمَا مَرَّ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ بقَاء وَعَبْد الدَّائِم بن أَحْمَدَ الوَزَّان قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مَحْمُوْدٍ سَنَة سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتّ مائَة، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المِصْرِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظ إِمْلاَءً سَنَة عَشْرٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَيُّوْب التَّمِيْمِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو البَزَّار، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفَضْلِ الحَرَّانِيّ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ المُهَلَّب الحَرَّانِيّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بنُ مُحْرِز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِر، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى نَاقَتِهِ العَضْبَاء وَلَيْسَتْ بِالجَدْعَاء فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ! كَأَنَّ المَوْتَ فِيْهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ وَكَأَنَّ الحَقَّ فِيْهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ وَكَأَنَّ مَنْ نُشَيِّعُ مِنَ المَوْتَى سَفْرٌ عَمَّا قَلِيْلٍ إِلَيْنَا رَاجِعُوْن نُبَوِّئُهُم أَجْدَاثَهُم وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُم كَأَنَّا مُخَلَّدُوْنَ بَعْدَهُم قَدْ نَسِيْتُم كُلَّ وَاعِظَةٍ وَأَمِنْتُم كُلَّ جَائِحَةٍ طُوْبَى، لِمَنْ

شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عَيْبِ أَخِيْهِ، وَتَوَاضَعَ للهِ فِي غَيْرِ مَنْقَصَةٍ وَأَنْفَقَ مِنْ مَالٍ جَمَعَهُ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَخَالَطَ أَهْلَ الفِقْهِ، وَالحِكْمَةِ وَجَانَبَ أَهْلَ الشَّكِّ وَالبِدْعَةِ وَحَسُنَتْ سَرِيْرَتُهُ، وَصَلُحَتْ عَلاَنِيَّتُهُ وَأَمِنَ النَّاسُ شَرَّهُ"1. هَذَا حَدِيْثٌ وَاهِي الإِسْنَاد، فَالنَّضْر: قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُول. وَالوَلِيْد: لاَ يُعرف، وَلاَ يصِحُّ لِهَذَا الْمَتْن إِسْنَادٌ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، إِجَازَةً، عَنْ مَسْعُوْدٍ الجَمَّال، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو البَزَّار، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ الصَّيْرَفِيّ الكُوْفِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيّ، حَدَّثَنَا سَيْف بن وَهْب، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وأبو القاسم والماحي والحاشر" 2.

_ 1 موضوع: وهذا إسناد تالف، فيه علتان: الأولى: النضر بن محرز، مجهول، وقال ابن حبان لا يحتج به، وساق الذهبي الحخديث في ترجمته وعده من منكراته. الثانية: الوليد بن المهلب، لا يعرف وله ما ينكر والحديث أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "1/ 97" من طريق أبان بن أبي عياش، عن الحسن، عن أنس بن مالك به مرفوعًا، وإسناده ضعيف جدًّا، متنه موضوع، فيه أبان بن أبي عياش، قال ابن حبان: "سمع عن أنس بن مالك أحاديث، وجالس الحسن، فكان يسمع كلامه ويحفظه، فإذا حدث ربما جعل كلام الحسن الذي سمعه من قوله عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو لا يعلم، ولعله روى عن أنس أكثر من ألف وخمسمائة حديث ما لكبير شيء منها أصل يرجع إليه". وقال شعبة: لأن أزني أحب إلي من أن أحدث عن أبان بن أبي عياش. وقال ابن معين: أبان بن بعياش ليس بشيء. وقد ذكرت هذا الحديث في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" في المجلد الأول منه حديث رقم "149"، وقد تكلمت على طرقه بإسهاب، وهو مطبوع بمكتبة الدعوة بالأزهر الشريف يسر الله طبع بقية مجلداته الأربعة بكرمه ومنه وجعله في ميزان حسناتنا إنه سميع مجيب. 2 صحيح لغيره: وهذا إسناد موضوع، فيه ثلاث علل: الأولى: إبراهيم بن يوسف الصيرفي، ليس بالقوي كما قال النسائي. والثانية: أبو يحيى التيمي، واسمه إسماعيل بن يحيى بن عبد الله بن طلحة بن عبد الله، قال صالح بن محمد جزرة، كان يضع الحديث. وقال الأزدي: ركن من أركان الكذب، لا تحل الرواية عنه. والعلة الثالثة: سيف بن وهب، قال يحيى بن سعيد: هالك. وقال أحمد: ضعيف. ويغني عنه ما رواه جبير بن مطعم مرفوعًا بلفظ: "أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يُمْحَى بي الكفر وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على عقبي، وأنا العاقب"، والعاقب الذي ليس بعده نبي. أخرجه مالك "2/ 1004" والبخاري، ومسلم "2354"، والترمذي "2840".

عبيد بن غنام

2498- عُبيد بنُ غَنَّام 1: ابْنِ القَاضِي حَفْصِ بنِ غياث: الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الصَّادِقُ، أَبُو مُحَمَّدٍ النَّخَعِيُّ، الكُوْفِيُّ. قيل: اسمه عبد الله. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَجُبَارَة بن المُغَلِّس، وَعَلِيّ بن حَكِيْم الأَوْدِيّ، وَأَبِي كُرَيْبٍ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو العَبَّاسِ بن عُقْدَة، وَيَزِيْد بن مُحَمَّدِ بنِ إِيَاس المَوْصِلِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ عُبَيْد اللهِ بن يَحْيَى الطَّلْحِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مُكْثِراً عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، قَالَهُ ابْن عقدَة. وَمَاتَ فِي نِصْفِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة سَبْعٍ وَتسعين وَمائَتَيْنِ. وَتآلِيف أَبِي نُعَيْمٍ مَشْحُونَةٌ بِحَدِيْث ابْن غَنَّام وهو ثقة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ 660"، والعبر "2/ 107"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 225".

ابن علويه

2499- ابن عَلُّويه 1: الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ سُلَيْمَان بن علُّويَه، البَغْدَادِيّ القَطَّان. سَمِعَ: عَاصِم بن عَلِيٍّ، وَبَشَّار بن مُوْسَى، وَعُبَيْد اللهِ بن عَائِشَة، وَبِشْر بن الوَلِيْدِ، وَمُحَمَّد بن الصَّبَّاحِ الجَرْجَرَائِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن عِيْسَى العَطَّار رَاوِي المبتدأَ، وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: النَّجَّاد، وَالشَّافِعِيّ، وَأَحْمَد بن سنديّ الحَدَّاد، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّاف، وَالآجُرِّيّ، وَمَخْلَد البَاقرحِيّ، وَعَبْد اللهِ بن إِبْرَاهِيْم الزَّبيبِيّ. وثَّقه الدَّارَقُطْنِيّ وَالخَطِيْب. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَتَيْنِ. وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتسعين وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: أَبُو العَبَّاسِ بن مَسْرُوْق، وَبُهلول بن إِسْحَاق، وَالجُنَيْد بن مُحَمَّدٍ شيخ الصوفية، وأبو عثمان الحيري الزاهد، وَسمنُوْن المُحِبّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيّ طَرْخَان البَلْخِيّ، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى بنِ سُلَيْمَانَ المَرْوَزِيّ، وَيُوْسُف بن عَاصِم الرَّازِيّ، وَالأَمِيْر مُحَمَّد بن طَاهِرٍ بن عبد الله بن طاهر.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 375"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 106".

أبو عمرو الخفاف

2500- أبو عمرو الخَفَّاف 1: الإِمَامُ، الحَافِظُ، الكَبِيْرُ، القُدْوَة شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ نَصْر بن إِبْرَاهِيْم النَّيْسَابُوْرِيّ، المَعْرُوف بِالخفَّاف. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم: كَانَ نَسِيج، وَحده جلاَلَةً وَرِئاسَةً وَزهداً، وَعُبَادَةً وَسخَاء نَفْس. سَمِعَ: إِسْحَاق بن رَاهْوَيْه، وَعَمْرو بن زُرَارَة وَأَبَا عَمَّار الحُسَيْن بن حُرَيْثٍ، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وَالحُسَيْن بن الضَّحَّاك، وَمُحَمَّد بن رَافِع، وَمُحَمَّد بن علي بن شقيق، وأقرانهم بنيسابو، وَأَحْمَد بن مَنِيْعٍ، وَأَبَا همَّام السَّكُوْنِيّ، وَالطَّبَقَة بِبَغْدَادَ، وَأَبَا كُرَيْب، وَعَبَّاد بن يَعْقُوْبَ، وَهَنَّاد بن السَّرِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن يُوْسُف الصَّيْرَفِيّ، وَطَبَقَتهُم بِالكُوْفَةِ، وَيَعْقُوْب بن حُمَيْد بن كَاسِب، وَأَبَا مصعب الزهري، وعبد الله بن عِمْرَانَ العَابِديّ، وَعِدَّةً بِالمَدِيْنَةِ، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى العَدَنِيّ، وَغَيْرهُ بِمَكَّةَ. وَجَمَع وَصَنَّف وَبَرَع فِي هَذَا الشَّأْن. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَمُحَمَّد بن سُلَيْمَانَ بن فَارِس، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنِ الأَخْرَم، وَأَبُو بَكْرٍ الصَّبغِيّ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَد بن حَمْدُوْن الذُّهْلِيّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَد بن أَبِي بَكْر الحِيْرِيّ، وَخَلْقٌ مِنْ مشيخَة الحَاكِم. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاق المُزَكِّي سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ السَّرَّاج يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي عَمْرٍو الخفَّاف كَانَ يسْرد الحَدِيْث سرداً حَتَّى المُنْقَطِع، وَالمُرْسَل. قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ الصِّبْغِيَّ يَقُوْلُ: صَام أَبُو عَمْرٍو الخفَّاف الدَّهْر نَيِّفاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: ليته أَفطر وَصَام فَمَا خفِي -وَاللهِ- وعليه النَّهْي عَنْ صيَام الدَّهْر. وَلَكِن لَهُ سلف وَلَوْ صَامُوا أَفْضَل الصَّوْم للزمُوا صَوْم دَاوُد عَلَيْهِ السَّلاَمُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ الصِّبغِيَّ غَيْرَ مَرَّة يَقُوْلُ: كُنَّا نَقُوْل: إِنَّ أَبَا عِمْرَان يَفِي بمذكراة مائة ألف حديث.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "2/ ترجمة 174"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 110"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 676"، والعبر "2/ 112"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 231".

قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا العَنْبَرِيّ يَقُوْلُ: كَانَ ابتداء حال أبي عمرو، وَأَحْمَد بن نَصْر الرَّئيس الزُّهْد، وَالوَرَع وَصحبَة الأَبْدَال إِلَى أَنْ بلغَ مِن العِلْم، وَالرِّئاسَة وَالجَلاَلَة مَا بلغَ، وَلَمْ يَكُنْ يُعْقِب. قَالَ: فَلَمَّا أَيس مِنَ الوَلَد تصدَّق بِأَمْوَالٍ كَانَ يقال: إن قيمتها خمسة آلاف دِرْهَم عَلَى الأَشرَاف، وَالفُقَرَاء وَالموَالِي. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّب الكَرَابِيْسِيّ: سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَة يَقُوْلُ على رءوس الملأِ يَوْم مَاتَ أَبُو عَمْرٍو الخفَّاف: لَمْ يَكُنْ بِخُرَاسَان أَحْفَظ مِنْهُ لِلْحَدِيْث. قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ المُؤَمَّل بن الحَسَنِ المَاسَرْجسِيّ، سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الخفَّاف يَقُوْلُ: كَانَ عَمْرو بن اللَّيْث الصَّفَّار، يَعْنِي السُّلْطَان يَقُوْلُ لِي: يَا عمّ مَتَى مَا عَلِمتَ شَيْئاً لاَ يُوَافقك فَاضرب رقبتِي إِلَى أَنْ أَرجع إِلَى هَوَاك. قُلْتُ: كَذَا فَلْيَكُن السُّلْطَان مَعَ الشَّيْخ، وَقَدْ كَانَ عَمْرو بن اللَّيْث صَانعاً فِي الصُّفر فَتَنَقَّلَتْ بِهِ الأَحْوَالُ إِلَى أَنْ تملَّك خُرَاسَان، وَتملَّك بَعْدَهُ أَخُوْهُ يَعْقُوْب فَانْظُرْ فِي تَارِيْخ الإسلام تسمع العجب من سريتهما. وَكَانَ الرَّئيس أَبُو عَمْرٍو عَظِيْم الْقدر سَيِّداً مطَاعاً بِبَلَدِهِ نَال رِئاسَة الدّين، وَالدُّنْيَا وَكَانُوا يُلقِّبونه بِزينِ الأَشرَاف. وَكَانَتْ وَفَاته فِي شَهْرِ شَعْبَانَ سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ مِنْ أبْناءِ الثمانين. وَقَعَ لِي حَدِيْثه عَالِياً. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بنُ تَاجِ الأُمَنَاءِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ نَصْر الخفَّاف، حَدَّثَنَا نَصْر بن عَلِيّ، حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بن دَاوُد، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، عَنْ رَبِيْعَة الجُرَشِيّ، عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يتحرَّى صَوْم الاثْنَيْن وَالخَمِيْس، وَيَصُوْم شَعْبَان وَرَمَضَان1 هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ وَرَبِيْعَة: قِيْلَ لَهُ: صُحْبَة. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: أَحْمَد بن أَنَس بن مَالِك الدِّمَشْقِيّ، وَالحُسَيْن بن عَبْدِ اللهِ الفَقِيْه وَالد الخِرَقيّ، وَعَلِيّ بن سَعِيْدِ بن بَشِيْرٍ الرَّازِيّ، وَمُحَمَّد بن يَزِيْد بن عَبْد الصَّمَدِ، وَالعَارف مُمْشَاذ الدِّيْنَوَرِيّ، وَحُسَيْن بن حُمَيْد العَكِّيّ المِصْرِيّ، وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الوَارِث بن مُسْلِم التُّجِيْبِيّ، ومحمد بن اللَّيْث الجَوْهَرِيّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَد بن الحُسَيْن الحَذَّاء، وَأَحْمَد بن عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بنِ الجَارُوْد الأَصْبَهَانِيّ، وَيَحْيَى بن مُحَمَّدِ بنِ البحتري الحنائي، والحسن بن أحمد الصيقل المصري.

_ 1 صحيح دون قوله: "ويصوم شعبان ورمضان": أخرجه الترمذي "745"، والنسائي "4/ 202-203" من طريق عمرو بن علي، عن عبد الله بن داود، به، وأخرجه أحمد "6/ 80 و89 و106"، والنسائي "4/ 202"، وابن ماجه "1739"، من طريق خالد بن معدان، عن جبير نفير، عن عائشة، به.

أحمد بن النضر

2501- أحمد بن النضر 1: "خ" ابن عبد الوهاب: الحَافِظُ المُجَوِّدُ العَلاَّمَةُ أَبُو الفَضْلِ النَّيْسَابُوْرِيُّ أَحَدُ الأَئِمَّةِ، وَالمُصَنِّفِيْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ: إِذَا وَرد نَيْسَابُوْر نَزَلَ عِنْد الأَخوين أَحْمَد، وَمُحَمَّد ابْني النَّضْر وَقَدْ رَوَى عَنْهُمَا فِي صَحِيْحِهِ، وَإِسنَادهُمَا وَسَمَاعهُمَا مَعاً، وَهُمَا سيَّان. سَمِعَ: هُدْبَة بن خَالِد، وَشَيْبَان بن فَرُّوْخٍ وَسَهْل بن عُثْمَان العسكرِيّ وَأَبَا مُصْعَبٍ الزُّهْرِيَّ، وَإِسْحَاق بن رَاهْوَيْه وَعُبَيْد الله بن مُعَاذٍ، وَعَمْرو بن زُرَارَة وَخلقاً كَثِيْراً ذكرهُم الحَاكِم ثُمَّ قَالَ: وَأَحْمَد مجوِّد فِي البَصْرِيّين. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيّ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنِ الأَخْرَم، وَأَحْمَد بن إِسْحَاق الصَّيْدَلاَنِيّ، وَمُحَمَّد بن صَالِحِ بن هَانِئ، وأبو الفَضْلِ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ، وَآخَرُوْنَ. وَلَمَّا رَوَى البُخَارِيّ حَدِيْث الإِفك عَنْ أَبِي الرَّبِيْع الزَّهْرَانِيّ قَالَ: وثبتَنِي أَحْمَد فِي بَعْضه فَأَحْمَد هُنَا ابْن النَّضْر، وَمَا هُوَ بِابْن حَنْبَل. وَقَالَ البُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بن مُعَاذٍ فَذَكَرَ حَدِيْثاً فَهَذَا مُحَمَّد بن النَّضْرِ فَأَمَّا هَذَا فَقَدِيْم الوَفَاة، وَأَمَّا أَحْمَد فَطَالَ عُمُرُه وَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ بِضْع وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 669"، وتهذيب التهذيب "1/ 87-88"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 205".

الأخفش

2502- الأخفش 1: مُقْرِئ دِمَشْق، الإِمَام، الكَبِيْر أَبُو عَبْدِ اللهِ هَارُوْن بن مُوْسَى بن شَرِيْك التَّغْلِبِيّ الدِّمَشْقِيّ. قرأَ عَلَى ابْن ذَكْوَان، وَهِشَام. وَحَدَّثَ عَنْ: سلاَّم المَدَائِنِيّ، وَأَبِي مُسْهِر الغَسَّانِيّ. تَلاَ عَلَيْهِ: ابْن شَنَبُوذ وَأَبُو عَلِيٍّ الحصَائِرِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ مُرّ الأَخْرَم، وَجَعْفَر أَبِي دَاوُدَ، وَعِدَّة. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ النَّاصح، وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو طَاهِرٍ بن ذَكْوَان، وَآخَرُوْنَ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ مائَتَيْنِ. وَمَاتَ فِي صَفَر سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ إِمَاماً صَاحِب فنُوْنَ وَلَهُ تَصَانِيْفُ في القراءات، والعربية ارتحل إليه المقرثون كهِبَة اللهِ بن جَعْفَرٍ، وَأَبِي بَكْر النَّقَّاش، وَإِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ الداجوني وغيرهم.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "19/ 263"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 133"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 209".

محمد بن جعفر

2503- محمد بن جعفر 1: ابن أعين: المحدث الصادق أبو بكر البغدادي. حَدَّثَ بِمِصْرَ عَنْ: عَفَّان بن مُسْلِم، وَعَاصِم بن عَلِيّ، وَأَبِي بَكْر بن أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الطَّبَرَانِيّ وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ حَيُّويَه، وَجَمَاعَة. وَثَّقَه الخَطِيْب. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثلاث وتسعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 128"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 59".

القتات، وأبو عبد الله، وابن الإمام

القتات، وأبو عبد الله، وابن الإمام: 2504- القَتَّات 1: المُعَمَّرُ، المُسْنِدُ، أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الكُوْفِيُّ. سَمِعَ: أَبَا نُعَيْمٍ، وَأَحْمَد بن يُوْنُسَ، وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَمُحَمَّد بن عمر الجعابي، وسلميان الطَّبَرَانِيّ، وَالحَسَن بن جَعْفَرٍ الحُرفِيّ، وَهُوَ أَخُو الحُسَيْن بن جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْب الكُوْفِيّ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ضَعِيْفاً ... تكلّمُوا فِي سَمَاعه مِنْ أَبِي نُعَيْم. تُوُفِّيَ ببغداد في جمادى الأولى، سنة ثلاث مائة. وفي الشهر توفي معه: المعمر. 2505- أَبُو عَبْدِ اللهِ 2: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ سَمَاعَةَ الحَضْرَمِيُّ، الرَّاوِي أَيْضاً عَنْ أَبِي نُعَيْم. حَدَّثَ عَنْهُ: الجِعَابِيّ، وَالإِسْمَاعِيلِيّ، وَالحَسَن بن جَعْفَرٍ الحُرْفِيّ، وَجَمَاعَةٌ. وَهُوَ أَصلح حَالاً مِنَ القتَّات. قال الدارقطني: ليس بالقوي. 2506- ابن الإمام3 "س" الشَّيْخ، المُحَدِّث، الثِّقَة، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّد بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الرَّبَعِيّ، الحَنَفِيّ، البَغْدَادِيّ، ابْن الإِمَام، نَزِيْل دِمْيَاط. سَمِعَ: أَحْمَد بن يونس اليربوعي، وإسماعيل بن أبي أوى، وَعَلِيّ بن المَدِيْنِيّ، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيّ فِي "سنَنه" وَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ هَارُوْن، وَابْن عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّقَّاش، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانِيّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ يوم عيد النحر سنة ثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 129"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 120"، وميزان الاعتدال "3/ 501"، ولسان الميزان "5/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 236". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 188"، والمنتظم "6/ 120"، والعبر "2/ 115"، وشذرات الذهب "2/ 236". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 130"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 120"، والعبر "2/ 115"، وتهذيب التهذيب "9/ 59"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 236".

الوادعي، والمازني، ويحيى بن منصور

الوادعي، والمازني، ويحيى بن منصور: 2507- الوادِعي 1: المُحَدِّثُ، الحَافِظ، الإِمَام، القَاضِي أَبُو حَصِيْن مُحَمَّد بن الحُسَيْن بن حَبِيْب الوَادِعِيّ الكُوْفِيّ صَاحِب "المُسْنَدِ". سَمِعَ: أَحْمَد بن يُوْنُس، وَجندل بن والق، ويحيى بن عبد الحميد، وَعَوْن بن سَلاَّمٍ، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَمْرٍو بنُ السَّمَّاكِ، وَأَبُو بَكْرٍ بن النَّجَّاد، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ عَمْرو، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْد اللهِ بن يَحْيَى الطَّلْحِيّ، وَالطَّبَرَانِيّ، وَآخَرُوْنَ. وثَّقَه الدَّارَقُطْنِيّ. تُوُفِّيَ بِالكُوْفَةِ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ست وتسعين ومائتين. 2508- المازني: الشَّيْخ، الصَّدُوْق، المُحَدِّث، أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّد بن حَيَّانَ المَازِنِيّ البَصْرِيّ. حَدَّثَ عَنْ عَمْرِو بنِ مَرْزُوْق، وَأَبِي الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيِّ، وَمُسَدَّد بن مُسَرْهَد، وَطَبَقَتِهِم. رَوَى عَنْهُ دَعْلَج السِّجْزِيّ، وَابْن قَانع والطبراني، وفاروق الخطابي، وآخرون. بَقِيَ إِلَى بَعْد التِّسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. 2509- يَحْيَى بنُ منصور 2: ابن حَسَنٍ السُّلَمِيُّ: الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، الزَّاهِد، القُدْوَة، محدث هراة، أبو سعد الهروي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 229"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 88"، واللباب لابن الأثير "3/ 344"، والعبر "2/ 106"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 372"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 225". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 225"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 26"، وتذكرة الحافظ "2/ ترجمة 712"، والعبر "2/ 94"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 123"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 213".

سَمِعَ مِنْ: عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيّ، وَأَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وَأَبِي مُصعب، وَابْن رَاهْوَيْه، وَابْن نُمَيْر، وَسُوَيْد بن سَعِيْدٍ، وَيَعْقُوْب بن كَاسِب، وَحِبَّان بن موسى، وعد كَثِيْر مِنْ طَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: عبد الصَّمَدِ الطَّسْتِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ خَلَف، وَمُحَمَّد بن صَالِحِ بن هَانِئ، وَعَلِيّ بن حُمْشَاذ، وَأَحْمَد بن عِيْسَى الغيزَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَإِسْمَاعِيْل الخُطَبِيّ، وَآخَرُوْنَ وَحَدَّثَ بِبَغْدَاد. ذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَقَالَ: تُوُفِّيَ بهَرَاة فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً حَافِظاً زَاهِداً. قُلْتُ: بَل الصَّحِيْح وَفَاته فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ عجباً فِي التَّأَلُّه، وَالعِبَادَة حَتَّى قِيْلَ: إِنَّهُ لَمْ يرَ مِثْل نَفْسه رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. وُلِدَ سنة خمس عشر ومائتين. وَلَهُ كِتَاب: أَحكَام القُرْآن قَالَ الرّهَاوِيّ: لَمْ يسْبق إِلَى مثلهَا وَكِتَاب: شرف النُّبُوَّة وَكِتَاب: الإِيْمَان وَلَهُ أَحفَاد وَأَسباط عُلَمَاء أَكَابر.

أحمد بن نجدة

2510- أحمد بن نَجْدة 1: ابن العريان: المُحَدِّثُ، القُدْوَة، أَبُو الفَضْلِ الهَرَوِيّ. رَحل، وَجَاور، وَسَمِعَ مِنْ: سَعِيْد بن مَنْصُوْرٍ، وَسَعِيْد بن سُلَيْمَانَ الوَاسِطِيّ، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ البزار، وأبو محمد المغلفي، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ فِي الثِّقَات. تُوُفِّيَ بهَرَاة سَنَة سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ عَنْ سنٍّ عَالِيَةٍ. وَهُوَ أَخُو مُعَاذ بن نَجدَة الرَّاوِي عَنْ قَبِيْصَة وطبقته ومات سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 224".

الطهماني

2511- الطَّهْمَاني 1: العَلاَّمَةُ، إِمَام، اللُّغَة، أَبُو العَبَّاسِ عِيْسَى بن مُحَمَّدٍ الطَّهمَانِيُّ المَرْوَزِيُّ الكَاتِب. سَمِعَ: إِسْحَاق بن رَاهْوَيْه، وَعَلِيّ بن حُجْرٍ، وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: أَحْمَد بن الخَضِر، وَيَحْيَى بن مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيّ، وَعُمَر بن علك. وَكَانَ مِنْ رُؤسَاء المرَاوزَة. قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعَ الطَّهمَانِيّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ بخُوَارِزْم امْرَأَة لَا تَأَكل، وَلا تشرب، وَلا تَرُوث. وَقَالَ وَلَدُهُ أَبُوْه صَالِح مُحَمَّد بن عِيْسَى: مَاتَ أَبِي فِي صَفَر سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ يَحْيَى العَنْبَرِيّ: سَمِعْتُ الطَّهمَانِيّ يحكِي شَأْن الَّتِي لاَ تَأَكل، وَلاَ تشرب وَأَنَّهَا عَاشت كَذَلِكَ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَأنّه عَاين ذَلِكَ. قُلْتُ: سِقْت قصَّتهَا فِي "تَارِيْخ الإِسْلاَم" وَهِيَ: رَحْمَة بِنْت إِبْرَاهِيْم قُتل زوجهَا، وَترك وَلدين وَكَانَتْ مِسْكِيْنَة فَنَامت فرأَت زوجهَا مَعَ الشُّهَدَاء يَأْكُل عَلَى موَائِد وَكَانَتْ صَائِمَة قَالَتْ: فَاسْتَأْذَنَهُم وناولني كسرة فَوَجَدتهَا أَطيب مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فَاسْتيقظت شبعَانَةً، وَاسْتمرت. وهَذِهِ حِكَايَة صَحِيْحَة، فسبحَان القَادِر عَلَى كُلّ شَيْء. وَحَكَى الشَّيْخ عزّ الدّين الفَاروثِيّ: أن رجلًا بعد الست مائة كَانَ بِالعِرَاقِ، دَام سِنِيْنَ لاَ يَأْكُل. وَحَكَى لِي ثِقَات ممَّن لحق عَائِشَة الصَّائِمَة بِالأَنْدَلُس، وكانت حية سنة سبع مائة دامت أعوامًا لا تأكل.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 170"، واللباب لابن الأثير "2/ 291"، والعبر "2/ 96"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 210".

عيسى بن مسكين

2512- عيسى بن مسكين 1: شَيْخ المَالِكِيَّة بِالمَغْرِب، أَبُو مُحَمَّدٍ الإِفْرِيْقِيّ، صَاحِب سَحْنُوْن. أَخَذَ عَنْهُ: تَمِيْم بن مُحَمَّدٍ، وَحَمْدُوْن بن مُجَاهِد الكَلْبِيّ، وَلُقْمَان الفَقِيْه، وَعَبْد اللهِ بن مَسْرُور بن الحجَّام. وَكَانَ ثِقَةً وَرِعاً عَابِداً مُجَابَ الدَّعْوَةِ. وَلِي القَضَاء مكرهاً، فَكَانَ يَسْتَقي بِالجرَّة، وَيترك التَّكلُّف. وَلَهُ تَصَانِيْفُ. مَاتَ سنة خمس وتسعين ومائتين، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 102"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 220".

القاضي

2513- القاضي 1: الإمام، الحافظ، المفيد، القاضي، أو نُعَيْمٍ الفَضْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَخْلَدٍ التَّمِيْمِيّ، الجُرْجَانِيّ. سَمِعَ: قُتَيْبَة بن سَعِيْدٍ وَطبقتَه بِخُرَاسَانَ، وَعِيْسَى بن حَمَّادٍ وَأَبَا الطَّاهِر بن السَّرْحِ بِمِصْرَ، وَمُحَمَّد بن مُصَفَّى، وَهِشَام بن خَالِد بِالشَّامِ. وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ، وَالزُّبَيْر بن عَبْدِ الوَاحِدِ وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الإِسْمَاعِيلِيّ: صَدُوْقٌ جليل. وَقَالَ حَمْزَةُ فِي تَارِيْخِهِ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأول سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في جرجان للسهمي "288-289".

جعفر بن محمد بن سوار

2514- جعفر بن محمد بن سَوَّار 1: الإِمَامُ، الحُجَّةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ. ذَكَرَهُ الحَاكِم فَقَالَ: مِنْ أَكَابر الشُّيُوْخ وَأَكْثَرهم حَدِيْثاً، وَإِتقَاناً. سمع: قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه، وَإِبْرَاهِيْم بن يُوْسُفَ وَعَلِيّ بن حُجْرٍ، وَأَبَا مُصْعبٍ الزُّهْرِيّ، وَأَبَا مَرْوَان مُحَمَّد بن عُثْمَانَ بنِ خَالِد، وَيَعْقُوْب بن حُمَيْد بن كَاسِبٍ، وَعُثْمَان بن أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَد بن مَنِيْعٍ، وَأَبَا كُرَيْب، وَخلقاً سِوَاهُم. وَدَخَلَ الشَّام بِأَخَرَة فَكَتَبَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَوْفٍ الطَّائِيّ، وَيُوْسُف بن سَعِيْدِ بنِ مُسَلَّم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ، وَالمُؤَمَّل بن الحَسَنِ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَالشُّيُوْخُ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أَيْضاً: مُحَمَّد بن صَالِحِ بن هانئ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وَيَحْيَى بن مَنْصُوْرٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ بن حَمْدَانَ نَزِيْل خُوَارِزْم، وَأَبُو عَمْرٍو، وَإِسْمَاعِيْل بن نُجَيْد، وَمُحَمَّد بن العَبَّاسِ بنِ نَجِيح البَغْدَادِيّ، وَآخَرُوْنَ. حَدَّث بِنَيْسَابُوْرَ، وَبغدَاد وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ هَذَا الشأن يقع لنا حديثه عاليا في جزاء ابن نجيد.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 191"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 29".

قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا الفَضْلِ بن إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ سَوَّارٍ يَوْم الثلاَثَاء، لإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَة مَضَت مِنْ ذِي القَعْدَةِ، سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْن خُزَيْمَةَ. قُلْتُ: هُوَ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبْعِيْنَ، وَزيَادَة. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بن أَحْمَدَ وَزَيْنَب بِنْت كِندي سَمَاعاً عَنِ المُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيِّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفُضَيْل الفَقِيْه "ح"، وَأَخْبَرَنَا الثَّلاَثَة عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ البَزَّازِ، أَخْبَرَنَا تَمِيْم بن أَبِي سَعِيْدٍ "ح"، وَأَخبرونَا عَنْ زَيْنَبَ بِنْت أَبِي القَاسِمِ قَالَتْ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القَاسِمِ قَالُوا: أخبرنا عمر بن أحمد بن مسرور، أخبرنا إِسْمَاعِيْلُ بنُ نُجيد بن أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ السُّلَّمِيّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا المُغِيْرَة بن عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ تَعْلَمُوْنَ مَا أَعْلَمْ لَبَكَيْتُمْ كَثِيْراً، وَلَضَحِكْتُمْ قليلًا" 1. وَبإِسنَاده: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ: أَنْفِقْ أنفق عليك" 2.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "257، 418" من طريقين عن أبي الزناد، به. وأخرجه أحمد "2/ 312"، والبخاري "6637"، من طريقين عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة، به. وأخرجه أحمد "2/ 502"، والترمذي "2313" من طريقين عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة، به، وأخرجه أحمد "2/ 432"، من طريق يحيى بن سعيد، عَنِ ابْنُ عَجْلاَنَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. 2 صحيح: أخرجه البخاري "5352"، ومسلم "993"، من طريقين، عن سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا.

المبرد

2515- المُبَرِّد 1: إِمَامُ، النَّحْو، أَبُو العَبَّاسِ، مُحَمَّد بن يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الأَكْبَر الأَزْدِيّ، البَصري، النَّحْوِيّ الأَخْبَارِيّ، صَاحِب، "الكَامِل". أَخَذَ عَنْ: أَبِي عُثْمَانَ المَازِنِيِّ، وَأَبِي حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَرَائِطِيّ، وَنِفْطَوَيْه، وَأَبُو سَهْلٍ القَطَّانُ، وَإِسْمَاعِيْل الصَّفَّار، وَالصُّوْلِيّ، وَأَحْمَد بن مَرْوَانَ الدِّيْنَوَرِيّ، وَعِدَّةٌ. وَكَانَ إِمَاماً، علامة، جميلًا، وسيمًا، فصيحًا، مفوهًا، موثقًا صَاحِب نَوَادِر وَطُرَفٍ. قَالَ ابْنُ حَمَّاد النَّحْوِيّ: كَانَ ثَعْلَب أَعلمَ بِاللُّغَة، وَبنفس النَّحْو مِنَ المُبَرِّد، وَكَانَ المُبَرِّدُ أَكْثَر تَفَنُّناً فِي جَمِيْع الْعُلُوم مِنْ ثَعْلَب. قُلْتُ: لَهُ تَصَانِيْفُ كَثِيْرَة، يُقَال: إِنَّ المَازِنِيّ أَعجبه جَوَابُه: فَقَالَ لَهُ: قُمْ فَأَنْت المُبَرِّد، أَي: المُثْبِت للحقّ، ثُمَّ غَلَبَ عَلَيْهِ: بِفَتْح الرَّاء. وَكَانَ آيَة فِي النَّحْوِ، كَانَ إِسْمَاعِيْل القَاضِي يَقُوْلُ: مَا رَأَى المُبَرَّد مِثْلَ نَفْسه. مَاتَ المُبَرَّد: فِي أَوَّلِ سنة ست وثمانين ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 380" والمنتظم لابن الجوزي "6/ 9-11"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "19/ 111- 122"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 636"، والعبر "2/ 74"، ولسان الميزان "5/ 430"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 117"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 190".

العكبري

2516- العُكْبَري 1: الشَّيْخُ، المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، الجَلِيْلُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، خَلَف بن عَمْرٍو العُكْبَرِيّ. حَجَّ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ الحُمَيْدِيِّ، وَسَعِيْد بن مَنْصُوْرٍ، وَحسن بن الربيع، ومحمد بن معاوية النيسابوري. وعنه: حعفر الخُلْدِيّ، وَعَبْد الصَّمَدِ الطَّستِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَحَبِيْب القَزَّاز، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ بُخَيْت، وَآخَرُوْنَ. وثِقَة الدَّارَقُطْنِيّ. وَنَقَلَ الخَطِيْب: أَنَّ العُكْبَرِيّ هَذَا كَانَ لَهُ ثَلاَثُوْنَ خَاتماً، وثَلاَثُوْنَ عُكَّازاً، يَلْبَسُ كُلَّ يَوْمٍ خَاتماً، وَيَأْخُذُ عُكَّازاً، كَانَ مِنْ ظُرفَاء بَغْدَاد وَمُحْتَشِمِيهِم. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَدُ بنُ نجدَة العُرْيَان الهَرَوِيّ، وَأَحْمَد بن حَمَّادٍ زُغبَة التُّجِيبِيّ، وَأَحْمَد بن يَحْيَى الحُلْوَانِيّ أَبُو جَعْفَرٍ، وَعَبْد اللهِ بن المُعْتزّ، وَأَبُو حُصَيْن الوَادِعِيّ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ، وَأَبُو شِهَاب مُعَمَّر بن مُحَمَّدٍ البَلْخِيّ، وَيُوْسُف بن مُوْسَى القَطَّان الصَّغِيْر، وَأَحْمَد بن عَمْرٍو القَطِرَانِيّ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ نَافِع الطَّحَّان بِمِصْرَ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 331"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 84"، والعبر "2/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 225".

البيهقي

2517- البَيْهَقي: المُحَدِّثُ، الإِمَامُ، الثِّقَةُ، مُسنِد نَيْسَابُوْر، أَبُو سُلَيْمَانَ، دَاوُد بن الحُسَيْنِ بنِ عَقِيْلٍ بن سَعِيْدٍ الخسروجردي البيهقي. سمع: يحيى بن يحيى، وسعد بن يزيد الفَرَّاء، وَقُتَيْبَة، وَإِسْحَاق، وَعَلِيّ بن حُجْرٍ، وَأَبَا مُصْعَبٍ الزُّهْرِيَّ، وَيَعْقُوْب بن كَاسِبٍ، وَمُحَمَّد بن رُمْح، وَأَبَا التَّقيّ اليَزَنِيّ. وَرَحَلَ، وَكَتَبَ الْكثير، وَجَوَّد. وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَلِيٍّ، وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَبِشْر بن أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. خرَّج البَيْهَقِيّ لَهُ كَثِيْراً فِي كُتُبِهِ. مَاتَ بخُسْرَوْجِرْد، وَهِيَ: قَرْيَة كَبِيْرَة، فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وتسعين ومائتين.

موسى بن إسحاق

2518- موسى بن إسحاق 1: ابن مُوْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى بنِ الحابي عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ الأَنْصَارِيُّ الخَطْمِيُّ، الإِمَامُ، العلامة، القدوة، المقرئ، القاضي، أبو بكر ابْن القَاضِي الإِمَام أَبِي مُوْسَى، الفَقِيْه الشَّافِعِيّ، قَاضِي نَيْسَابُوْر، وَقَاضِي الأَهواز. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَمائَتَيْنِ. وَحَدَّثَ عَنْ: قَالُوْنَ عِيْسَى بن مِينَا -فَهُوَ خَاتمَة أَصْحَابِه- وَعَنْ: أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيّ، وَعَلِيّ بن الجَعْد، وَعَلِيّ بن المَدِيْنِيِّ، وَيَحْيَى بن بِشْرٍ الحَريرِيّ، وَأَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ، وَأَبِيهِ إِسْحَاق الخَطْمِيّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانع، وَحَبِيْب القَزَّاز، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ مَاسِي، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَهُوَ ثِقَةٌ صَدُوْقٌ. وَقَالَ وَلَدُهُ أَحْمَد: قَالَ أَبِي: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي كُرَيْبٍ ثَلاَثَ مائَة أَلْف حَدِيْث. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: كَانَ فَصِيْحاً كَثِيْرَ السَّمَاع، محموداً، يَنْتحل مَذْهَبَ الشَّافِعِيّ. وَقَالَ ابْنُ المُنَادِي: بَلَغَنِي أَنَّهُ أَقرأَ النَّاسَ القرآنَ، وَلَهُ ثَمَان عَشْرَةَ سَنَةً. وَرُوِيَ أَنَّ المُعْتَضِد وَصَّى وَزيرَه بِإِسْمَاعِيْل القَاضِي، وَبمُوْسَى بن إِسْحَاقَ، وَقَالَ: بِهِمَا يدفع عن أهل الأرض. قُلْتُ: يَقَعُ حَدِيْثُهُ عَالِياً فِي "القطيعيَّات". وَجَاءَ عَنْ مُوْسَى بنِ إِسْحَاقَ أَنَّهُ كَانَ لاَ يُرى مُتَبَسِّماً، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ: لاَ يحلُّ لَكَ أَنْ تقضِيَ، فَإِنَّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ يَقْضِي القَاضِي بَيْنَ اثْنَيْن وَهُوَ غَضْبَان" 2. فتبسَّم. وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَل فِي وَرَعه. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ ومائتين بالأهواز.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 613"، وتاريخ بغداد "13/ 52"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 69"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 688"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 226". 2 صحيح على شرطهما: أخرجه البخاري "7158"، والبيهقي "10/ 104-105" من طرق عن شعبة، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْر، عَنْ عَبْدِ الرحم بن أبي بكرة، عن أبيه، به. وأخرجه أحمد "5/ 46"، ومسلم "1717"، والترمذي "1334"، والنسائي "8/ 237"، وابن الجارود "997" والبيهقي "10/ 105" من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.

البوشنجي

2519- البُوشَنْجِي: "خَ" الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، ذُو الفنُوْنَ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُوْسَى العَبْدِيّ، الفَقِيْه، المَالِكِيّ، البُوْشَنْجِيّ، شَيْخ أَهْل الحَدِيْث فِي عصره بِنَيْسَابُوْرَ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ. وَارْتَحَلَ شَرقاً وَغرباً وَلقي الكِبَارَ، وَجَمَعَ، وصنف، وسار ذكره، وبعد صيته. سَمِعَ: يَحْيَى بن بُكَيْرٍ، وَروح بن صلاَح، وَيُوْسُف بن عَدِيّ، وَمُحَمَّد بن سِنَانٍ العَوَقيّ، وَمُسَدَّداً، وَإِسْمَاعِيْل بن أَبِي أُوَيْسٍ، وَسَعِيْد بن مَنْصُوْرٍ، وَأَحْمَد بن عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ، وَمُحَمَّد بن المِنْهَالِ الضَّرير، وَهُدْبَة بنِ خَالِدٍ، وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاء، وَأُمَيَّة بن بِسْطَام، وَأَبَا نَصْرٍ التَّمَّارَ، وَأَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وَعُبَيْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ العَيْشِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن حمزة

الزُّبَيْرِيّ، وَسُلَيْمَان بن بِنْت شُرَحْبِيْل، وَمحبوب بن مُوْسَى الأَنْطَاكِيّ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن عِمْرَانَ بنِ مِقْلاص، وَإِبْرَاهِيْم بن المُنْذِرِ الحِزَامِيّ، وَأَبَا الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيّ، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ وَهُمَا أَكْبَر مِنْهُ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَابْن خُزَيْمَةَ، وَأَبُو العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ، وَيَحْيَى بن مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيّ، وَدَعْلَج السِّجْزِيّ، وَعَلِيّ بن حَمْشَاذ، وَإِسْمَاعِيْل بن نُجَيد، وَخَلْقٌ خَاتِمَتُهُم: أَبُو الفوَارِس أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ جُمعَة المتوفَّى بَعْد ابْن نُجَيد بعَام. قَالَ دَعْلَج: حَدَّثَنِي فَقِيْهٌ مِنْ أَصْحَابِ دَاوُد بن عَلِيّ: أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ دَخَلَ عَلَيْهِم يَوْماً، وَجَلَسَ فِي أُخريَات النَّاس ثُمَّ إِنَّهُ تَكَلَّمَ مَعَ دَاوُد فَأُعْجِب بِهِ، وَقَالَ: لَعَلَّك أَبُو عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيّ قَالَ: نَعَمْ فَقَامَ إِلَيْهِ، وَأَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِهِ وَقَالَ: قَدْ حضَركُم مَنْ يُفيد، وَلاَ يَسْتَفيد. وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا العَنْبَرِيّ: شَهدْتُ جَنَازَة الحُسَيْن القَبَّانِيّ فَصَلَّى بِنَا عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيّ، فَلَمَّا أَرَادُوا الاَنصرَاف قُدِّمَتْ دابة أبي عبد الله، وَأَخَذَ أَبُو عَمْرٍو الخَفَّاف بِلِجَامِه، وَأَخذ إمَام الأَئِمَّة بِرِكَابه، وَأَبُو بَكْرٍ الجَارُوديُّ وَإِبْرَاهِيْم بن أَبِي طَالِبٍ يُسَوِّيَان عَلَيْهِ ثيَابَه فَلَمْ يمْنَع، وَاحِداً مِنْهُم وَمَضَى. قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا العَنْبَرِيّ: قَالَ لِي البُوْشَنْجِيّ مرَّةً: أَحسنت ثُمَّ التفتَ إِلَى أَبِي وَقَالَ: قُلْتُ لابْنك: أَحسنت وَلَوْ قُلْتُ هَذَا لأَبِي عُبَيْدٍ لفَرح بِهِ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ نُجيد: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيْد بن إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: تقدَّمْتُ لأُصَافح أَبَا عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيّ تَبَرُّكاً بِهِ فَقَبَض عَنِّي يدَه ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ! لَسْتُ هُنَاكَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ المُزَكِّي: أَخْبَرَنَا البُوْشَنْجِيّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، عَنِ ابْنِ مَهْدِيّ، عَنْ زُهَيْر بنِ مُحَمَّد، عَنْ صَالِح بن كَيْسَان، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "البَذَاذَة مِنَ الإِيْمَان" 1. فَقَالَ البُوْشَنْجِيّ: البذَاء خِلاَفُ البذاذة

_ 1 صحيح: أخرجه الحاكم "1/ 9"، والبيهقي في "شعيب الإيمان" "6173"، "8136"، وفي "الآداب" "240"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "157" من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. ورواه الطبراني "790" من طريق عبد الله بن رجاء، عن سعيد بن مسلمة، عن صالح بن كيسان، به. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" "9/ 3"، والطبراني "788" من طريقين عن عبد الله بن منيب بن عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة، عن أبيه منيب بن عبد الله قال: لقيني رجل بالسوق، فقال: أخبرني جدك أبو أمامة بن ثعلبة أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: فذكره. =

إنما البذاء: طول اللِّسَان برمِي الفَواحش، وَالبُهْتَان، وَالبَذَاذَة: رثَاثَة الثِّيَاب فِي الْملبس، وَالمَفْرَش تواضعاً عَنْ رَفيع الثِّيَاب، وثَمِين الملاَبس وَالمُفْتَرَش، وَهِيَ ملاَبس أَهْل الزُّهْد يُقَال: فُلاَن بذُّ الهيئَة: رثّ الملبَس. قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَر: سَمِعْتُ البُوْشَنْجِيّ يَقُوْلُ للمُسْتملِي: الزَم لَفظِي، وَخَلاَك ذمّ. الحَاكِم: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيّ يَقُوْلُ فِي معنَى قَوْل النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ كَانَ القُرْآنُ فِي إِهَابٍ مَا مَسَّتْهُ النَّارُ" 1. قَالَ: مَعْنَاهُ: أَنَّ مَنْ حَمَلَ القُرْآن وَقرأَه، لَمْ تَمَسَّهُ النَّار. الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بنَ يَعْقُوْبَ الشَّيْبَانِيّ، سَمِعْتُ البُوْشَنْجِيّ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بُكَيْرٍ، وَذِكْرُه يَمْلأ الْفَم وَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ جَعْفَرٍ سَمِعْتُ البُوْشَنْجِيّ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُوْلُ: عَبْد العَزِيْزِ بن مُحَمَّدٍ الأَندرَاوَرْديّ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيّ، حَدَّثَنَا البُوْشَنْجِيّ، حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الأَزْدِيّ قَاضِي الرَّيّ، عَنْ عَبْدِ الملك بن عُمِير، عَنْ مُوْسَى بنِ طَلْحَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَخْطَبَ مِن عَائِشَةَ، وَلاَ أَعْرَبَ، لَقَدْ رأَيْتُهَا يَوْمَ الجَمَل، وَثَارَ إِلَيْهَا النَّاس فَقَالُوا: يَا أُمَّ المُؤْمِنِيْنَ، حَدِّثِينَا عَنْ عُثْمَانَ وَقَتْلِه فَاسْتجلَسَتِ النَّاس ثُمَّ حَمِدت الله وَأَثنتْ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَتْ: أَمَّا بَعْد.. فَإِنَّكُم نَقَمْتم عَلَى عُثْمَانَ خِصَالاً ثَلاَثاً: إِمرَة الفَتَى، وَضَرْبَة السَّوط، وَمَوْقع الغمَامَة المُحْمَاة، فَلَمَّا أَعْتَبَنَا مِنْهُنَّ مُصَتُّمُوهُ مَوْصَ الثَّوب بِالصَّابُوْنَ، عَدَوتم بِهِ الفُقَر الثَّلاَث: حُرْمَة الشَّهْرِ الحَرَام، وَحُرْمَةَ البَلَدِ الحَرَام، وَحُرِمَة الخِلاَفَة، وَاللهِ لَعُثْمَان كَانَ أَتْقَاكُم للرَّبِّ، وَأَوْصَلَكُم للرَّحِمِ، وَأَحْصَنَكُم فَرْجاً أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ الله لي، ولكم.

_ = رواه الحميدي "357" عن سفيان، عن محمد بن إسحاق، عن معبد بن كعب، عن عمه أو أمه، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تعلمن يا هؤلاء البذاذة من الإيمان". رواه أبو داود "4161"، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" "6470"، وفي "الآداب" "241" عن محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن عبد الله بن كعب، عن أبي أمامة، به، ورواه ابن ماجه "4118" عن كثير بن عبيد الحمصي، عن أيوب بن سويد، عن أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي أمامة، عن أبي أمامة، به. 1 حسن: أخرجه أحمد "4/ 155" من طريق حجاج والدارمي "2/ 430" من طريق عبد الله بن يزيد كلاهما عن عبد الله بن لَهِيْعَةَ، عَنْ مِشْرَحِ بنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بن عامر، به. قلت: إسناده حسن، عبد الله بن لهيعة، روى عنه عبد الله بن يزيد قبل احتراق فحديثه عنه صحيح لأنه قد روى عنه قبل الاختلاط.

قَالَ البُوْشَنْجِيّ: إِمرَة الفَتَى: عَزْلُه سَعْداً، وَتوليتُه مَكَانه الوَلِيْد بن عُقْبَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ، وضَربَةُ السُّوْط: فَإِنَّهُ تنَاول عَمَّاراً، وَأَبَا ذَرٍّ ببَعْض التَّقْويم، وَموقع الغَمَامَة: فَإِنَّهُ حمَى أَحمَاء فِي بِلاَد العَرَب لإِبل الصَّدَقَة، وَقَدْ فَعَلَه عُمَر فَمَا أَنْكَرَه النَّاس، وَالموْص: الغَسْل، وَالفُقْر: الفُرَص. الحَاكِم: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى الأَدِيْب، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِي المقسلاَط صَنَماً مِنْ نُحَاس إِذَا عَطِش نَزَل فَشَرِبَ ثُمَّ قَالَ البُوْشَنْجِيّ: رُبَّمَا تكلَّمَتِ العُلَمَاءُ عَلَى سَبِيْل تفَقُّدِهِم مقدَار أَفهَام حَاضِريهم تَأْديباً لَهُم وَتَنبيهاً عَلَى العِلْم وَامتحَاناً لأَوهَامهِم فَهَذَا ابْن جَابِر، وَهُوَ أَحَد عُلَمَاء الشَّام، وله كتب في العلم يَقُوْلُ هَذَا وَالمقسلاَط: مَوْضِعٌ بِدِمَشْقَ بسُوق الدَّقيق يُرِيْد أَنَّ الصَّنم لاَ يَعْطش وَلَوْ عَطِش نَزَل فَشرب فينفِي عَنْهُ النُّزُول وَالعَطَش. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا العَنْبَرِيّ، سَمِعْتُ البُوْشَنْجِيّ، سَمِعْتُ قُتَيْبَة بن سَعِيْد، سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ سُلَيْمٍ يَقُوْلُ: الأَرُزُّ مِنْ طَعَام الكِرَام. قَالَ قُتَيْبَةُ: فَلَمَّا حَجَجْتُ صَيَّروهُ حَدِيْثاً، فَكَانُوا يَجِيْئون بِبَغْدَادَ فَيَقُوْلُوْنَ: حَدِيْث الأَرز حَدِيْث الأَرز. سَمِعْتُ العَنْبَرِيّ سَمِعْتُ البُوْشَنْجِيّ، سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ الفَرَّاء سَمِعْتُ يُوْسُف بن أَسْبَاط يَقُوْلُ: قَالَ لِي سُفْيَان: إِذَا رَأَيْت القَارِئ يَلُوذ بِالسُّلْطَان فَاعْلَمْ أَنَّهُ لِصُّ، وَإِذَا رَأَيْتهُ يلوذُ بِالأَغنيَاء فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُرَاءٍ وَإِيَّاك أَنْ تُخْدَع، وَيُقَالُ لَكَ: تردُّ مظلمَةً وَتدفعُ عَنْ مَظْلُوم، فَإِنَّ هَذِهِ خِدعَةُ إِبليس اتَّخَذَهَا القُرَّاءُ سُلَّماً. وَسَمِعْتُ العَنْبَرِيّ سَمِعْتُ البُوْشَنْجِيّ، يَقُوْلُ: ابْن إِسْحَاقَ عِنْدنَا ثِقَةٌ ثِقَةٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بن حَمْدَانَ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي أَبِي عَبْدِ اللهِ مِنَ البُخْل بِالعِلْمِ مَا كَانَ مَا خَرَجتُ إِلَى مِصْرَ. قَالَ أَبُو النَّضْرِ الفَقِيْهُ: سَمِعْتُ البُوْشَنْجِيّ يَقُوْلُ: مَنْ أَرَادَ العِلْم، وَالفِقْه بِغَيْر أَدبٍ فَقَدْ اقتحمَ أَن يكذب عَلَى اللهِ وَرَسُوْله.

ذكر السُّلَيمَانِيُ الحَافِظ أَبَا عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيّ، فقال: أحد أئمة أصحاب مالك. وَقَالَ الحَسَنُ بنُ يَعْقُوْبَ: كَانَ مقَام أَبِي عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيّ بِنَيْسَابُوْرَ عَلَى اللَّيْثِيَّةِ فَلَمَّا انْقَضتْ أَيَّامُهُم خَرَجَ إِلَى بُخَارَى إِلَى حضَرَة الأَمِيْر إِسْمَاعِيْل فَالتَمَس مِنْهُ بَعْد أَن أَقَامَ عِنْدَهُ برهَة أَن يكْتب أَرزَاقه بِنَيْسَابُوْرَ. الحَاكِم: سَمِعْتُ الحُسَيْن بن الحَسَنِ الطُّوْسِيّ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيّ يَقُوْلُ: وَصَلنِي مِنَ اللَّيْثِيَّة سبعُ مائَة أَلْف دِرْهَم. وَقَالَ دَعْلَج: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ وَأَشَار إِلَى ابْنِ خُزَيْمَة: كيِّسٌ، وَأَنَا لاَ أَقُول ذَا لأَبِي ثَوْرٍ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ: رَوَى البُخَارِيّ حَدِيْثاً فِي "الصَّحِيْحِ"، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيّ. قَالَ ابْنُ الذّهبِيّ: فِي "الصَّحِيْحِ": حَدَّثَنَا مُحَمَّد، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ.... فَذَكَرَ حَدِيْثاً فِي تَفْسِيْر سُوْرَة البَقَرَة فَإِن لَمْ يَكُنِ البُوْشَنْجِيّ، فَهُوَ مُحَمَّد بن يَحْيَى وَالأَغلب أَنَّهُ البُوْشَنْجِيّ؛ لأَنَّ الحَدِيْث بِعَيْنِهِ قَدْ رَوَاهُ الحَاكِم: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي نَصْرٍ، حَدَّثَنَا البُوْشَنْجِيّ، حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيّ، حَدَّثَنَا مِسْكِيْن بن بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِد الحَذَّاء، عَنْ مَرْوَانَ الأَصْفَر، عَنْ رَجُلٍ وَهُوَ ابْن عُمَرَ: أَنَّهَا نُسخت: {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُم} [الآية: 284] من سورة البقرة. الحَاكِم: حَدَّثَنَا الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيّ فَذَكَرَ حَدِيْثاً، ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثنَاهُ مُحَمَّد بن جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا البُوْشَنْجِيّ ... فذَكَرَهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَم التَّميم مُدَرِّس الشَّامِيّة، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ تَاجِ الأُمَنَاءِ وَزَيْنَب بِنْتِ كِنديّ قِرَاءةً عَلَيْهِم عَنِ المُؤَيَّد بن مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيّ، وَعَبْد المُعِزِّ بن مُحَمَّدٍ الهَرَوِيّ وَزَيْنَب بِنْت أَبِي القَاسِمِ الشَّعرِيّ قَالَ المُؤَيَّد: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الصَّاعديّ، وَقَالَ عَبْدُ المُعزِّ: أَخْبَرَنَا تَمِيْم بن أَبِي سَعِيْدٍ المُعَلِّم، وَقَالَتْ زَيْنَبُ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القَاسِمِ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَسرورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ نُجيدٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بنُ صلاَحٍ المِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ عَلِيٍّ، عَنِ أَبِيْه، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الحَسَدُ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ فَقَامَ بِهِ وَأَحَلَّ حَلاَلَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً،

فَوَصَلَ مِنْهُ أَقْرِبَاءهُ وَرَحِمَهُ، وَعَمِلَ بِطَاعَةِ اللهِ تَمَنَّى أَنْ يَكُوْنَ مِثْلَهُ، وَمَنْ تَكُنْ فِيْهِ أَرْبَعٌ، لَمْ يَضُرَّه مَا زُوي عَنْهُ مِنَ الدُّنْيَا: حُسْنُ خَلِيْقَةٍ، وَعَفَافٌ، وَصِدْقُ حَدِيْثٍ، وَحِفْظُ أمانة"1. حديثٌ غَرِيْبٌ، عَالٍ جِدّاً وَرَوْحٌ: ضَعَّفَهُ ابْنُ عَدِيٍّ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ"، وَبَالَغَ الحَاكِمُ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَدْ طوَّلَ الحَاكِمُ تَرْجَمَةَ البُوْشَنْجِيِّ بِفنُوْنٍ مِنَ الفَوَائِدِ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي غُرَّةِ المُحرَّمِ، سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: مَاتَ فِي سَلخِ ذِي الحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ تِسْعِيْنَ، فدُفنَ مِنَ الغَدِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُ خُزَيْمَةَ. وَبُوْشَنْجُ -بِشِينٍ مُعجمَةٍ- قيَّده أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ وَقَالَ: بَلدَةٌ عَلَى سَبْعَةِ فرَاسخَ مِنْ هَرَاةَ. قُلْتُ: وَبَعْضُهُم يَقُوْلُهَا بِسِيْنٍ مُهْمَلَةٍ. تم الجزء العاشر ويليه: الجزء الحادي عشر، وأوله: ثعلب

_ 1 ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه الذهبي في "ميزان الاعتدال"، بإسناد لنفسه "2/ 58" في ترجمة "روح بن صلاح المصري" قال الذهبي: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عمر، عن أبي روح، والمؤيد، وزينب، قال أبو روح: أخبرنا تميم. وقال المؤيد: أخبرنا أبو عبد الله الفزاري، وَقَالَتْ زَيْنَبُ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القَاسِمِ قالوا: أخبرنا عمر بن مسرور، به. قلت: إسناده ضعيف، روح بن صلاح المصري، ضعيف، ضَعَّفَهُ ابْنُ عَدِيٍّ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثقات على عادته في توثيق المجاهيل والمجروحين. لكن الحديث قد ورد عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ: "لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فهو يقول: لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل، ورجل آتاه الله مالًا فهو ينفقه في حقه فيقول لو أوتيت مثل ما أوتي عملت فيه مثل ما يعمل". أخرجه أبي شيبة "10/ 557"، والحميدي "617"، والبخاري "7529" واللفظ له، وفي "خلق أفعال أفعال العباد" "ص124"، ومسلم "815"، والنسائي في "فضائل القرآن" "97"، وابن ماجه "4209"، والبيهقي "4/ 188"، والبغوي "3537" من طرق عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، به، وأخرجه أحمد "2/ 36 و88" عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به. وورد عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ: "لا حسد إلا على اثنتين رجل آتاه الله هذا الكتاب، فقام به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالًا فتصدق به آناء الليل وآناء النهار". أخرجه أحمد "2/ 152" ومسلم "815"، "267"، واللفظ له، والطحاوي في "مشكل الآثار" "1/ 191"، من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به.

فهرس موضوعات الجزء العاشر: فهرس الموضوعات: الصفحة الموضوع 5 2064- المخرمي، محمد بن عبد الله. 7 2065- أبو حاتم السجستاني. 7 2066- المازني، بكر بن محمد. 9 2067- الذهلي محمد بن يحيى. 16 2067- يحيى بن محمد الذهلي. 21 2069- محمد بن إسماعيل ابن علية. 22 2070- صاعقة، محمد بن عبد الرحيم. 22 2071- ابن كرامة، محمد بن عثمان. 23 2072- المقوم، يحيى بن حكيم. 25 2073- حجاج بن يوسف. 25 2074- العباس بن عبد العظيم. 26 2075- أبو التقى اليزني. 27 2076- شعيب بن عمرو. 27 2077- شعيب بن المحدث شعيب. 27 2078- عمرو بن عثمان. 28 2079- يحيى بن عثمان أخوه. 29 2080- عثمان بن سعيد، أبوهما. 29 2081- المرار بن حموية. 31 2082- أحمد بن سعد. 31 2083- الزبير بن بكار. 33 2084- عبد الله بن منير. 35 2085- بحشل، أحمد بن عبد الرحمن. 38 2086- عبد الوهاب بن عبد الحكم. 38 2087- أبو نشيط، محمد بن هارون. 40 2088- محمد بن هارون الفلاس شيطا. 40 2089- عبد الله بن هاشم. 42 2090- البجلي، محمد بن الهيثم. 42 2091- أحمد بن بديل. 43 2092- أحمد بن إسرائيل. 44 2093- المؤيد بالله. 44 2094- الجروي، الحسن بن عبد العزيز. 45 2095- محمد بن أحمد العتبي.

الصفحة الموضوع 46 2096- ابن نذير، عبد الرحمن بن إبراهيم. 46 2097- يعقوب بن إسحاق بن الصباح. 46 2098- يعقوب بن عبيد. 47 2099- ابن شاكر، محمد بن موسى. 47 2100- ابن يرذاذ عبد الله بن محمد. 48 2101- عبد الرحمن بن بشر. 51 2102- بشر بن الحكم العبدي. 51 2103- العطار، محمد بن سعيد. 52 2104- أحمد بن شيبان. 52 2105- محمد بن عبد الملك. 53 2106- زكرويه، زكريا بن يحيى. 53 2107- يونس بن عبد الأعلى. 55 2108- محمد بن إشكاب. 56 2109- علي بن إشكاب. 56 2110- ابن ملاس، محمد بن هشام. 57 2111- إبراهيم بن مرزوق. 58 2112- الحسن بن أبي الربيع يحيى. 59 2113- سعدان بن نصر. 60 2114- سعدان بن يزيد. 60 2115- المخرمي، عبد الله بن محمد. 61 2116- محمد بن يحيى بن موسى. 61 2117- زهير بن محمد بن قمير. 61 2118- ابن مثرود، عيسى بن إبراهيم. 62 2119- الفاخوري، عيسى بن يونس. 63 2120- أحمد بن الأزهر. 66 2121- عمر بن شبه. 68 2122- الرياشي، عباس بن الفرج. 70 2123- ابن معارك، الحسين بن نصر. 70 2124- محمد بن عاصم. 71 2125- أسيد بن عاصم. 72 2126- محمد بن شجاع. 72 2127- السوسي، صالح بن زياد. 73 2128- عيسى بن أحمد. 74 2129- شاذان، إسحاق بن إبراهيم. 75 2130- أحمد بن حفص. 75 2131- أحمد بن يوسف. 77 2132- زاج، أحمد بن منصور. 78 2133- الرمادي، أحمد بن منصور. 79 2134- أبو عبد الله البخاري. 121 2135- البيروزتي، العباس بن الوليد. 123 2137- الرهاوي، أحمد بن سليمان. 124 2137- يعقوب بن شيبة. 126 2138- ابن ميمون، محمد بن عبد الله. 127 2139- أحمد بن الفرات. 131 2140- الفرات بن خالد، أبوه.

الصفحة الموضوع 131 2141- إسحاق بن بهلول. 132 2142- حنين بن إسحاق. 133 2143- المزني، إسماعيل بن يَحْيَى. 136 2144- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ. 139 2145- بحر بن نصر. 139 2146- إبراهيم بن منقذ. 140 2147- سعيد بن مسعود. 141 2148- العجلي، أحمد بن عبد الله. 142 2149- الوزدولي، إسحاق بن إبراهيم. 143 2150- قبيطة، الحسن بن سليمان. 143 2151- الحارثي، أحمد بن عبد الحميد. 143 2152- يحيى بن عبدك. 144 2153- أبو حفص النيسابوري، عمرو. 146 2154- الصفار، يعقوب بن الليث. 148 2155- عمرو بن الليث الصفار. 149 2156- ابن أبي الشوارب، الحسن بن محمد. 150 2157- جلوان بن سمرة. 150 2158- حاتم بن الليث. 150 2159- حاجب بن سليمان. 151 2160- الفارسي، الحسن بن سعيد. 151 2161- عطية بن بقية. 152 2162- الدوري، عباس بن محمد. 153 2163- كليجة، محمد بن صالح. 154 2164- الدرابجردي، علي بن الحسن. 156 2165- محمد بن عميرة. 156 2166- إبراهيم بن مسعود. 156 2167- صالح بن أحمد. 157 2168- أبو عوف، عبد الرحمن بن مرزوق. 158 2169- أحمد بن أبي عوف عبد الرحمن. 158 2170- عبد الرحمن بن مروزق الطرسوسي. 158 2171- المعتز بالله. 160 2172- المهتدي بالله. 163 2173- المعتمد بالله. 170 2174- أحمد بن الخطيب. 171 2175- يزيد بن سنان. 171 2176- أبو الحسن القزاز، محمد بن سنان. 172 2177- يزيد بن محمد. 172 2178- ابن المنادي، محمد بن أبي داود عبد الله. 173 2179- ابن البستنبان، الحسن بن سعيد. 174 2180- مسلم بن الحجاج.

الصفحة الموضوع 185 2181- المسوحي، الحسن بن علي. 186 2182- عيسى بن شاذان. 187 2183- الدقيقي، محمد بن عبد الملك. 188 2184- الحجازي، أحمد بن الفرج. 190 2185- الربيع بن سليمان المرادي. 192 2186- الربيع بن سليمان الأزدي. 193 2187- الصاغاني، محمد بن إسحاق. 194 2188- محمد بن عامر. 195 2189- أحمد بن يونس. 195 2190- يونس بن حبيب. 196 2191- أحمد بن مهدي. 197 2192- بكار بن قتيبة. 201 2193- محمد بن يحيى. 201 2194- أَبُو أَحْمَدَ الفَرَّاءُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ. 202 2195- الحسين بن محمد بن أبي معشر. 203 2196- محمد بن أبي معشر نجيح، أبوه. 203 2197- أحمد بن سيار. 204 2198- عبد الله بن حماد. 205 2199- التبعي، أحمد بن محمد. 205 2200- البرلسي، إبرهيم بن سليمان. 206 2201- محمد بن عوف. 207 2202- محمد بن أحمد بن حفص النيسابوري. 208 2203- محمد بن أحمد بن حفص البخاري. 209 2204- زغاث، عيسى بن عبد الله. 209 2205- يحيى بن أبي طاب جعفر. 210 2206- الفضل بن جعفر. 210 2207- العباس بن جعفر "أبي طالب". 211 2208- يوسف بن سعيد. 211 2209- المنذر بن محمد، أمير الأندلس. 212 2210- الأثرم، أحمد بن محمد بن هانئ. 214 2211- محمد بن حماد. 215 2212- فضلك الصايغ. 216 2213- القلوسي، يعقوب بن إسحاق. 216 2214- الختلي، إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق. 216 2215- ابن أبي مسرة، عبد الله بن أحمد. 217 2216- اليسع بن زيد. 217 2217- عبد الله بن روح. 218 2218- ابن المواز، محمد بن إبراهيم.

الصفحة الموضوع 218 2219- ابن أبي العوام، محمد بن أحمد. 219 2220- الحسن بن مخلد. 219 2221- ابن خاقان التركي، عبيد الله. 220 2222- سمويه، إسماعيل بن عبد الله. 221 2223- الترقفي، عباس بن عبد الله. 223 2224- يحيى بن معاذ. 224 2225- حماد بن إسحاق. 224 2226- إبراهيم بن هانئ. 225 2227- إسحاق بن إبراهيم. 226 2228- محمد بن عيسى بن حبان. 227 2229- إبراهيم بن الحارث. 227 2230- معاوية بن صالح. 228 2231- ابن عفان، الحسن بن علي. 229 2232- أبو جعفر، محمد بن علي. 230 2233- ابن وارة، محمد بن مسلم. 232 2234- سهل بن عمار. 233 2235- أبو البختري، عبد الله بن محمد. 233 2236- عمار بن رجاء. 234 2237- ابن السرماري، إسحاق. 234 2238- أحمد بن إسحاق. 236 2239- أحمد بن الفرج. 237 2240- أبو الليث، عبد الله بن سريج. 237 2241- أحمد بن عصام. 238 2242- أحمد بن ملاعب. 238 2243- إبراهيم بن عبد الله. 239 2244- إبراهيم بن عبد الله بن يزيد. 239 2245- محمش، إبراهيم بن محمد. 240 2245- الخُشك، إسحاق بن عبد الله. 240 2247- أخطل بن الحكم. 241 2248- ابن البرقي، محمد بن عَبْدِ اللهِ. 241 2249- أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البرقي. 242 2250- عبدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَرْقِيِّ. 242 2251- ابن قريش، موسى. 243 2252- حمدان الوراق، محمد بن علي. 243 2253- حمدون القصار. 244 2254- حنبل بن إسحاق. 245 2255- ابن عطية، أحمد بن القاسم. 245 2256- ابن أنس، أحمد بن محمد. 246 2257- الجرجاني، إسماعيل بن زيد. 246 2258- ابن سميع، محمود بن إبراهيم.

الصفحة الموضوع 246 2259- العطاردي، أحمد بن عبد الجبار. 249 2260- الجوهري، محمد بن يوسف. 249 2261- ابن سحنون، محمد بن عبد السلام. 250 2262- ابن عبدوس، محمد بن إبراهيم. 251 2263- أحمد بن بكر. 252 2264- أبو زرعة الرازي، عبد الله بن عبد الكريم. 263 2265- أبو يزيد البسطامي، طيفور بن عيسى. 265 2266- الميموني، عبد الملك. 266 2267- الواسطي، علي بن إبراهيم. 266 2268- أبو أمية الطرسوسي، محمد بن سعد. 281 2274- أبو يونس الجمحي، محمد بن أحمد. 282 2275- محمد بن أحمد بن حسين. 282 2276- المنتظر، محمد بن الحسن. 284 2277- يوسف بن بحر. 284 2278- الخصاف، أحمد بن عمرو. 285 2279- ابن المدبر، إبراهيم بن محمد. 286 2280- السكري، الحسن بن الحسين. 287 2281- سليمان بن وهب. 288 2282- الخبيث، علي بن محمد. 292 2283- الزيدي، الحسن بن زيد. 292 2284- خالد بن أحمد. 293 2285- كربزان، عبد الرحمن بن محمد. 294 2286- محمد بن أحمد بن أبي المثني. 295 2287- علان، علي بن عبد الرحمن. 295 2288- النفيلي الصغير، علي بن عثمان. 296 2289- الكلاعي، عمران بن بكار. 296 2290- القنطري، علي بن داود. 297 2291- الوراق، عيسى بن جعفر. 297 2292- العطار، الحسن بن إسحاق. 298 2293- إبراهيم بن أورمة. 299 2294- سليمان بن سيف. 300 2295- محمد بن شداد.

الصفحة الموضوع 300 2296- موسى بن سهل. 301 2297- ابن منيب، عبد العزيز بن منيب. 301 2298- ابن عبد الصمد، يزيد بن محمد. 302 2299- الحوطي، أحمد بن عبد الوهاب. 302 2300- أحمد بن عبد الرحمن بن يزيد. 303 2301- ابن الدورقي، عبد الله بن أحمد. 303 2302- أبو معين، الحسين بن الحسن. 304 2303- أبو الأحوص، محمد بن الهيثم. 305 2305- الصائغ، القاسم بن الحسن. 306 2306- القزويني، كثير بن شهاب. 306 2307- ترنجة، إسماعيل بن إسحاق. 307 2308- علي بن سهل. 307 2309- ابن الطباع، محمد بن يوسف. 308 2310- أبو معشر، جعفر بن محمد. 308 2311- الصائغ، محمد بن إسماعيل. 309 2312- البلاذري، أحمد بن يحيى. 309 2313- محمد بن الجهم. 310 2314- محمد بن عيسى بن يزيد. 311 2315- أبو حمزة البغدادي، محمد بن إبراهيم. 312 2316- الموفق، طلحة. 313 2317- أبو أحمد القلانسي، مصعب بن أحمد. 314 2318- صاحب الأندلس، محمد بن عبد الرحمن. 315 2319- المروذي، أحمد بن محمد. 317 2320- أبو قلابة، عبد الملك. 318 2321- رغيف، أحمد بن عبد الله. 319 2322- الفسوي، يعقوب بن سفيان. 321 2323- ابن ديزيل، إبراهيم بن الحسين. 325 2324- الحسن بن سلام. 326 2325- الحسن بن مكرم. 326 2326- أبو عصيدة، أحمد بن عبيد. 327 2327- إسحاق بن سيار. 328 2328- جعفر بن محمد بن شاكر. 329 2329- ابن أبي العنبس، إبراهيم بن إسحاق. 329 2330- كردوس، خلف بن محمد. 330 2331- ابن بلبل، إسماعيل بن بلبل. 331 2332- أصبغ بن خليل. 332 2333- أبو داود، سليمان بن الأشعث.

الصفحة الموضوع 343 2334- أبو بكر، عبد الله بن سليمان. 351 2335- عبد الله بن واصل. 352 2336- ابن أبي غززة، أحمد بن خازم. 352 2337- ابن أبي الخناجر، أحمد بن محمد. 353 2338- النرسي، أحمد بن عبيد. 354 2339- محمد بن إسماعيل بن يوسف. 355 2340- الحنيني، محمد بن الحسين. 355 2341- المقدسي، أحمد بن مسعود. 355 2342- حرب بن إسماعيل الكرماني. 356 2343- السري بن خزيمة. 366 2344- أبو حاتم الرازي، محمد بن إدريس. 370 2345- عبد الرحمن بن محمد بن إدريس. 370 2346- البرجلاني، أحمد بن الخليل. 370 2347- هاشم بن مرثد. 370 2348- الترمذي، محمد بن عيسى. 374 2349- ابن ماجه، محمد بن يزيد. 376 2350- محمد بن جابر. 376 2351- المنجم، علي بن يحيى. 376 2352- غلام خليل، أحمد بن محمد. 378 2353- بقي بن مخلد. 384 2354- ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم. 387 2355- الكديمي، محمد بن يونس. 388 2356- العسكري، إبراهيم بن حرب. 389 2357- المصيصي، عبد الله بن الحسين. 390 2358- أبو العيناء، محمد بن القاسم. 390 2359- هلال بن العلاء. 391 2360- أحمد بن العلاء. 391 2361- الأنطاكي، محمد بن أحمد. 392 2362- أبو زرعة، عبد الرحمن بن عمرو الرازي. 394 2363- الشعراني، الفضل بن محمد. 396 2364- الدارمي، عثمان بن سعيد. 400 2365- صاعد بن مخلد. 400 2366- البياني، القاسم بن محمد. 402 2367- سهل بن عبد الله التستري. 403 2368- أَبُو طَاهِرٍ سَهْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الفرخان. 404 2369- ابن أبي عمران، أحمد بن أبي عمران.

الصفحة الموضوع 405 2370- الديرعاقولي، عبد الكريم بن الهيثم. 405 2371- المغامي، يوسف بن يحيى. 406 2370- ابن أخت غزال، يوسف بن يحيى. 406 2372- ابن أخت غزل، محمد بن علي. 407 2373- إسماعيل بن إسحاق القاضي. 409 2374- الختلي، إسحاق بن إبراهيم. 409 2375- الجبلي، إسحاق بن إبراهيم. 410 2376- إسماعيل بن قتيبة. 410 2377- مقدام بن داود. 411 2378- جعفر بن محمد. 412 2379- أبو الموجه، محمد بن عمرو. 412 2380- علي بن عبد العزيز البغوي. 413 2381- الكشوري، عبد الله بن محمد. 414 2382- ابن رزين، العلاء بن أيوب. 414 2383- ابن برة: إبراهيم بن محمد الصنعاني. 415 2385- الشبامي، إبراهيم بن محمد. 415 2386- بشر بن موسى بن صالح البغدادي. 416 2387- يحيى بن عثمان الأخباري. 417 2388- إبراهيم بن نصر. 417 2389- إبراهيم بن إسحاق الحربي. 426 2390- أحمد بن سلمة. 426 2391- المستملي، أحمد بن المبارك. 427 2392- ابن عصام، أحمد بن محمد الرازي. 428 2393- الحمار، أحمد بن موسى. 428 2394- العنبري، إبراهيم بن إسماعيل. 429 2395- الجلاجلي، موسى بن الحسن. 430 2396- عثمان بن خرزاذ. 431 2397- عمرو بن منصور. 432 2398- عبد العزيز بن معاوية. 433 2399- محمد بن المغيرة. 433 2400- أحمد بن أصرم. 434 2401- عبيد بن عبد الواحد. 434 2402- الباغندي، محمد بن سليمان. 435 2403- الحارث بن محمد. 437 2404- تمتام، محمد بن غالب. 438 2405- البرلسي، إبراهيم بن أبي داود. 439 2406- الأزرق، محمد بن الفرج. 439 2407- محمد بن مسلمة. 440 2408- ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ.

الصفحة الموضوع 444 2409- المنجم، هارون بن علي. 445 2410- يحيى بن علي بن يحيى المنجم. 445 2411- سنجة، حفص بن عمر الرقي. 446 2412- رافع بن هرثمة. 446 2413- الحربي، إسحاق بن الحسن. 449 2415- البلدي، إبراهيم بن الهيثم. 449 2416- علي بن محمد بن عبد الملك. 450 2417- خير بن عرفة. 450 2148- الحسين بن الفضل. 452 2149- الدبري، إسحاق بن إبراهيم. 452 2420- محمد بن يحيى بن المنذر. 453 2421- الخزاز، أحمد بن علي البغدادي. 453 2422- أحمد بن علي الخزاز. 453 2423- الخزاز، أحمد بن عيسى البغدادي. 455 2424- أبو حنيفة. الطبقة السادسة عشر: 456 2425- الكجي، إبراهيم بن عبد الله. 457 2426- بكر بن سهل. 458 2427- الحسين بن فهم. 459 2428- الصائغ، محمد بن علي بن زيد. 459 2429- ماغمه، علي بن عبد الصمد الطيالسي. 460 2430- ابن بشار، عثمان بن سعيد الأنماطي. 460 2431- ابن أبي عاصم، أحمد بن عمرو بن الضحاك. 466 2432- الحكيم الترمذي، محمد بن علي. 467 2433- الصوري، الحسن بن جرير. 468 2434- الأبار، أحمد بن علي. 469 2435- ابن وضاح، محمد بن وضاح. 470 2436- خمارويه بن أحمد بن طولون. 471 2437- السرخسي، أحمد بن الطيب. 471 2438- ابن الضريس، محمد بن أيوب. 473 2439- العلاف، يحيى بن أيوب. 474 2440- الحكاني، علي بن محمد. 474 2441- القراطيسي، يوسف بن يزيد. 475 2442- إسحاق بن أبي عمران الإسفراييني. 477 2443- الخشني، محمد بن عبد السلام الخشني. 477 2444- محمد بن عبد السلام النيسابوري.

الصفحة الموضوع 478 2445- يحيى بن عمر الكناني. 479 2446- المعتضد بالله، أحمد بن الموفق بالله. 487 2447- المكتفي بالله، علي بن أحمد. 490 2448- ثابت بن قرة. 491 2449- البحتري الوليد بن عبيد. 492 2450- ابن الأغلب، إبراهيم بن أحمد. 493 2451- أحمد بن خليد. 493 2453- إسماعيل بن إسحاق الثقفي. 494 2454- المغازلي، بدر أو أحمد. 495 2455- أبو قبيصة، محمد بن عبد الرحمن. 495 2456- محمد بن محمد بن رجاء. 496 2457- إبراهيم بن معقل. 496 2458- الغسيلي، إبراهيم بن إسحاق. 497 2459- ابن مسروق، أحمد بن محمد بن مسروق. 497 2460- ابن الرمي، علي بن العباس بن جريج. 498 2461- تميم بن محمد بن طمغاج. 499 2462- عبيد الله بن سليمان. 499 2463- القباني، الحسين بن محمد. 501 2464- عبد الله بن أبي الخوارزمي. 502 2465- ابن الرواس، عبد الرحمن بن القاسم. 503 2446- الخزاعي، أحمد بن محمد. 503 2467- القطراني، أحمد بن عمرو بن حفص. 504 2468- خياط السنة، زكريا بن يحيى. 505 2469- ابن خراش، عبد الرحمن بن يوسف. 506 2470- المعمري، الحسن بن علي. 508 2471- ابن سهل، أحمد بن سهل. 509 2472- ابن سهل، محمد بن علي. 509 2473- عبد الله بن أحمد. 515 2474- الحسن بن المثني. 515 2475- معاذ بن المثنى. 515 2476- المروزي، أحمد علي. 516 2477- البلخي، عبد الله بن محمد. 517 2478- ابن سلم، عبد الرحمن بن محمد. 517 2479- ابن عبدوس. 518 2480- عبيد الله بن يحيى. 519 2481- زغبة، أحمد بن حماد. 519 2482- ابن ملحان، أحمد بن إبراهيم. 520 2483- ابن أسد، محمد بن أسد.

الصفحة الموضوع 520 2484- بهلول بن إسحاق. 521 2485- دران، محمد بن معاذ. 521 2486- أَبُو شُعَيْب الحَرَّانِيُّ، عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ. 522 2487- نصرك، نصر بن أحمد. 523 2488- القَاضِي أَبُو خَازمٍ، عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ العزيز. 524 2489- الجارودي، محمد بن النصر. 526 2490- القاسم بن خالد المروزي. 526 2491- محمد بن إسحاق. 527 2492- أبو جعفر الترمذي، محمد بن أحمد. 528 2493- إبراهيم بن أبي طالب. 531 2494- ابن مساور، أحمد بن القاسم. 531 2495- بحشل، أسلم بن سهل. 531 2496- أبو علاثة، محمد بن عمرو. 532 2497- عبيج بن غنام. 535 2499- ابن علويه. 536 2500- أبو عمرو الخفاف. 538 2501- أحمد بن النضر. 539 2502- الاخفش، هارون بن موسى. 539 2503- محمد بن جعفر. 540 2504- القتات، محمد بن جعفر. 540 2505- أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ. 540 2506- ابنِ الإمام، محمد بن جعفر. 541 2507- الوادعي، محمد بن جعفر. 541 2508- المازني، محمد بن حيان. 541 2509- يحيى بن منصور. 542 2510- أحمد بن نجدة. 542 2511- الطهماني، عيسى بن محمد. 543 5212- عيسى بن مسكين. 544 2513- القاضي، الفضل بن عبد الله. 544 2514- جعفر بن محمد بن سوار. 545 2515- المبرد، محمد بن يزيد. 546 2516- العكبري، خلف بن عمرو. 547 2517- البيهقي، داود الحسين. 548 2518- موسى بن إسحاق. 548 2519- البوشنجي، محمد بن إبراهيم. 555 فهرس الموضوعات.

فهرس التراجم على حروف المعجم الجزء العاشر: الصفحة التراجم 468 2434- الأبار. إبراهيم بن الأغلب= ابن الأغلب. إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم= أخو السراج. 417 2389- إبراهيم بن إسحاق الحربي. إبراهيم بن إسحاق بن عيسى= الغسيلي. إبراهيم بن إسحاق= ابن أبي العنبس. إبراهيم بن إسماعيل= العنبري. 298 2293- إبراهيم بن أورمة. 227 2229- إبراهيم بن الحارث. إبراهيم بن حرب= العسكري. إبراهيم بن حرب= ابن ديزيل. 280 2273- أبو إبراهيم الزهري. إبراهيم بن سليمان= البرلسي. 528 2493- إبراهيم بن أبي طالب. إبراهيم بن عبد الله= الكجي. 238 2243- إبراهيم بن عبد الله بن عمر. 239 2244- إبراهيم بن عبد الله بن يزيد. إبراهيم بن محمد= إبراهيم بن أبي طالب. إبراهيم بن محمد= ابن برة. إبراهيم بن محمد= الشبامي. إبراهيم بن محمد= محمش. إبراهيم بن محمد= ابن المدبر. 57 2111- إبراهيم بن مرزوق 156 2166- إبراهيم بن مسعود. 496 2457- إبراهيم بن معقل. 139 2146- إبراهيم بن منقذ. 417 2388- إبراهيم بن نصر بن عبد العزيز. 224 2226- إبراهيم بن هانئ. إبراهيم بن الهيثم= البلدي. 212 2210- الأثرم، أحمد بن محمد بن هانئ. أحمد بن إبراهيم بن ملحان= ابن ملحان. 63 2120- أحمد بن الأزهر.

الصفحة التراجم 234 2238- أحمد بن إسحاق. 43 2092- أحمد بن إسرائيل. 433 2400- أحمد بن أصرم. 42 2091- أحمد بن بديل. 251 2263- أحمد بن بكر. أحمد بن حازم= ابن أبي غرزة. 75 2130- أحمد بن حفص. أحمد بن حماد= زغبة. 269 2270- أحمد الخجستاني. 170 2174- أحمد بن الخصيب. 493 2451- أحمد بن خليد الكندي. أحمد بن الخيل= البرجلاني. أحمد بن الخليل= القومسي. أحمد بن داود= أبو حنيفة الدينوري. أحمد بن سعد= أبو إبراهيم الزهري. 31 2082- أحمد بن سعد= أبو جعفر المصري. 426 2390- أحمد بن سلمة بن عبد الله. أحمد بن سهل= ابن سهل النيسابوري. 52 2104- أحمد بن شومان. أحمد بن طلحة= المعتضد بالله. 268 2269- أحمد بن طولون. أحمد بن الطيب= السرخسي. أحمد بن عبد الجبار= العطاردي. 302 2300- أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد. أحمد بن عبد الله= رغيف. 241 2249- أحمد بن عبد الله بن البرقي. أحمد بن عبد الوهاب= الحوطي. أحمد بن عبيد= أبو عصيدة. أحمد بن عبيد= النرسي. 237 2241- أحمد بن عصام. 391 2360- أحمد بن العلاء. أحمد بن علي= الأبار. أحمد بن علي= الخزاز. 453 2422- أحمد بن علي الدمشقي. أحمد بن علي بن سعيد= المروزي. أحمد بن عمرو بن حفص= القطراني. أحمد بن عمرو بن عبد الخالق= البزاز. أحمد بن عمرو= الخصاف. 158 2169- أحمد بن أبي عوف، عبد الرحمن. أحمد بن عيسى= الخزاز. 236 2239- أحمد بن الفرج. 127 2194- أَبُو أَحْمَدَ الفَرَّاءُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ. 210 2139- أحمد بن الفرات.

الصفحة التراجم أحمد بن القاسم= ابن عطية. أحمد بن القاسم= ابن مساور. 313 2317- أبو أحمد القلانسي. أحمد بن المبارك= المستملي. أحمد بن محمد= ابن أنس. أحمد بن محمد= ابن أبي الخناجر. أحمد بن محمد= ابن عاصم. أحمد بن محمد بن علي= الخزاعي. أحمد بن محمد بن عيسى= البرتي. أحمد بن محمد= غلام خليل. أحمد بن محمد= المروزي. أحمد بن محمد= ابن مسروق. أحمد بن مسعود= المقدسي. 238 2242- أحمد بن ملاعب. 196 2191- أحمد بن مهدي. أحمد بن موسى= الحمار. أحمد بن موسى= ابن أبي عمران. 542 2510- أحمد بن نجدة بن العريان. أحمد بن نصر= أبو عمرو الخفاف. 538 2501- أحمد بن النضر بن عبد الوهاب. أحمد بن يحيى= البلاذري. 75 2131- أحمد بن يوسف. 195 2189- أحمد بن يونس. 304 2304- أبو الأحوص. 240 2247- أخطل بن الحكم. 539 2502- الأخفش. 439 2406- الأزرق. إسحاق بن إبراهيم= الجبلي. إسحاق بن إبراهيم= الدبري. إسحاق بن إبراهيم بن محمد= الختلي. إسحاق بن أحمد بن إسحاق= ابن السرماري. 131 2141- إسحاق بن بهلول. إِسْحَاقُ بنُ الحَسَنِ= الحَرْبِيُّ. 327 2327- إِسْحَاقُ بنُ سَيَّارٍ. إسحاق بن عبد الله بن محمد= الخشك. 475 2442- إسحاق بن أبي عمران. 520 2483- ابن أسد. أسلم بن سهل بن سلم= بحشل. 494 2453- إسماعيل بن إسحاق السراج. 407 2373- إسماعيل بن إسحاق القاضي. إسماعيل بن إسحاق= ترنجة. إسماعغيل بن بليل الشيباني= ابن بلبل. إسماعيل بن زيد= الجرجاني. إسماعيل بن عبد الله بن مسعود= ابن سمويه.

الصفحة التراجم 410 2376- إسماعيل بن قتيبة. 71 2125- أسيد بن عاصم. 331 2333- أصبغ بن خليل. 492 2450- ابن الأغلب. 540 2506- ابن الإمام. 266 2268- أبو أمية الطرسوسي. 245 2256- ابن أنس. 391 2361- الأنطاكي. 434 2402- الباغندي. 42 2090- البجلي، محمد بن الهيثم. 139 2145- بحر بن نصر. 491 2449- البحتري. 531 2495- بحشل، أبو الحسن أسلم. 35 2085- بحشل، أحمد بن عبد الرحمن. 233 2235- أبو البختري. بدر بن المنذر= المغازلي. 446 2413- البرتي. 370 2346- البرجلاني. 241 2248- ابن البرقي. 205 2200- البرلسي. 438 2405- البرلسي. 414 2384- ابن برة. 532 2497- البزار البصري. 173 2179- ابن البستنبان، الحسن بن سعيد. 460 2430- ابن بشار. 51 2102- بشر بن الحكم العبدي. 415 2386- بشر بن موسى بن صالح. 378 2353- بقي بن مخلد. 197 2192- بكار بن قتيبة. 343 2334- أبو بكر بن الأشعث. 457 2426- بكر بن سهل بن إسماعيل. 309 2312- البلاذري. 330 2331- ابن بلبل. 516 2477- البلخي. 449 2415- البلدي. 520 2484- بهلول بن إسحاق. 414 2383- البوسي. 548 2519- البوشنجي. 400 2366- البياني. 121 2135- البيروتي، العباس بن الوليد. 547 2517- البيهقي. 221 2223- الترقفي. 370 2348- الترمذي. 306 2307- ترنجة. 26 2075- أبو التقي اليزني. 437 2404- تمتام. 498 2461- تميم بن محمد بن طمغاج.

الصفحة التراجم 490 2448- ثابت بن قرة الصابئ. 542 2489- الجارودي. 409 2375- الجبلي. 246 2257- الجرجاني. 44 2094- الجروي، الحسن بن عبد العزيز. 527 2492- أبو جعفر الترمذي. 229 2232- أبو جعفر العامري. 544 2514- جعفر بن محمد بن سوار. 328 2328- جعفر بن محمد بن شاكر. 411 2378- جعفر بن محمد بن أبي عثمان. جعفر بن محمد= أبو معشر. 429 2395- الجلاجلي. 150 2157- جلوان بن سمرة. 249 2260- الجوهري. 357 2344- أبو حاتم الرازي. 7 2065- أبو حاتم السجستاني. 150 2158- حاتم بن الليث. 435 2403- الحارث بن محمد بن أبي أسامة. 143 2151- الحارث، أحمد بن عبد الحميد. 25 2073- حجاج بن يوسف. 188 2184- الحجازي، أحمد بن الفرج. 355 2342- حرب بن إسماعيل الكرماني. 448 2414- الحربي. الحسن بن إسحاق= العطار. الحسن بن جرير= الصوري. الحسن بن الحسين= السكري. 58 2112- الحسن بن أبي الربيع يحيى. الحسن بن زيد= الزيدي. 325 2324- الحسن بن سلام السواق. الحسن بن عبد الأعلى= البوسي. الحسن بن علي بن شبيب= المعمري. الحسن بن بن علي بن عفان= ابن عفان. الحسن بن علي= ابن علويه. 171 2176- الحسن بن القزاز، محمد بن سنان. 515 2474- الحسن بن المثنى بن معاذ. 219 2220- الحسن بن الحسن بن مخلد بن الجراح. 326 2325- الحسن بن مكرم. الحسين بن الحسن= أبو معين. 450 2418- الحسين بن الفضل بن عمير. 458 2427- الحسين بن فهم. الحسين بن محمد= الحسين بن فهم. الحسين بن محمد= القباني.

الصفحة التراجم حفص بن عمر= سنجة. أبو حفص النيسابوري، عمرو. 474 2440- الحكاني. 466 2432- الحكيم. 223 2225- حماد بن إسحاق. 428 2393- الحمار. 243 2252- حمدان الوراق. 243 2253- حمدون بن أحمد القصار. 311 2315- أبو حمزة البغدادي. 244 2254- حنبل بن إسحاق. 455 2424- أبو حنيفة الدينوري. 133 2412- أبو حنيفة الدينوري. 133 2142- حنين بن إسحاق. 355 2340- الحنيني. 302 2299- الحوطي. 119 2221- ابن خاقان التركي. 292 2284- خالد بن أحمد. 288 2282- الخبيث. 216 2214- الختلي إبراهيم. 409 2374- الختلي إسحاق. 453 2423- الخزار. 505 2469- ابن خراش. 453 2421- الخزاز. 503 2466- الخزاعي. 240 2246- الحشك. 477 2443- الخشني. 284 2278- الخصاف. خلف بن عمرو= العكبري. خلف بن محمد= كردوس. 470 2436- خمارويه بن أحمد بن طولون. 352 2337- ابن أبي الخناجر. 504 2468- خياط السنة. 450 2417- خير بن عرفة المصري. 396 2364- الدارمي. 332 2333- أبو داود الأشعث. داود بن الحسين= البيهقي. 270 2271- داود بن علي بن خلف. 452 2419- الدبري. 154 2164- الدار بجردي، علي بن الحسن. 521 2485- دران. 187 2164- الداربجردي، علي بن الحسن. 521 2485- دران. 187 2183- الدقيقي، محمد بن عبد الملك. 440 2408- ابن أبي الدنيا. 303 2301- ابن الدورقي. 152 2162- الدروري، عباس بن محمد. 405 2370- الديرعاقولي. 321 2323- ابن ديزيل. 446 2412- رافع بن هرثمة. 192 2186- الربيع بن سليمان الأزدي.

الصفحة التراجم 190 2185- الربيع بن سليمان المرادي. 414 2382- ابن رزين. 318 2321- رغيف. 78 2132- الرمادي، أحمد بن منصور. 123 2136- الرهاوي، أحمد بن سليمان. 497 2460- ابن الرومي. 502 2465- ابن الرواس. 68 2122- الرياشي، عباس بن الفرج. 78 2132- زاج، أحمد بن منصور. 31 2083- الزبير بن بكار. 392 2362- أبو زرعة الدمشقي. 252 2264- أبو زرعة الرازي. 209 2204- زغات، عيسى بن عبد الله. 519 2481- زغبة. 53 2106- زكرويه، زكريا بن يحيى. زكريا بن يحيى= خياط السنة. 61 2117- زهير بن محمد بن قمير. 292 2283- الزيدي. 249 2261- ابن سحنون. 493 2452- أخو السراج. 471 2437- السرخسي. 234 2237- ابن السرماري. 356 2343- السري بن خزيمة. 59 2113- سعدان بن نصر. 60 2114- سعدان بن يزيد. 140 2147- سعيد بن مسعود. 286 2280-السكري. 517 2478- ابن سلم. سليمان بن الأشعث= أبو داود. 299 2294- سليمان بن سيف بن يحيى. 287 2281- سليمان بن وهب. 220 2222- سمويه. 246 2258- ابن سميع. 445 2411- سنجة. 402 2367- سهل بن عبد الله. سهل بن عبد الله بن الفرخان= أبو طاهر. 232 2234- سهل بن عمار. 508 2472- ابن سهل المروزي. 508 2472- ابن سهل النيسابوري. 72 2217- السوسي، صالح بن زياد. 74 2129- ابن شاذان، إسحاق بن إبراهيم. 47 2099- ابن شاكر، محمد بن موسى. 415 2385- الشبامي. 394 2363- الشعراني. 521 2486- أبو شعيب الحراني. 27 2076- شعيب بن عمرو.

الصفحة التراجم 27 2077- شعيب بن المحدث شعيب. 149 2156- ابن أبي الشوارب، الحسن بن محمد. 459 2428- الصائغ أبو عبد الله. 308 2311- الصائغ محمد. 305 2305- الصائغ الهمداني. 314 2318- صاحب الأندلس. 400 2365- صاعد بن مخلد. 22 2070- صاعقة، محمد بن عبد الرحيم. 193 2187- الصاغاني محمد بن إسحاق. 146 2154- الصفار يعقوب بن الليث. 467 2433- الصوري. 471 2438- ابن الضريس. 403 2368- أبو طاهر. 307 2309- ابن الطباع. طلحة بن جعفر= الموفق. 542 2511- الطهماني. طيفور بن عيسى= أبو يزيد البسطامي. 210 2207- العباس بن جعفر. 460 2431- ابن أبي عاصم. 25 2392- ابن عاصم. 366 2074- العباس بن عبد العظيم. عباس بن عبد الله= الترقفي. عبد الحميد بن عبد العزيز= القاضي أبو خازم. عبد الرحمن بن عمرو= أبو زرعة الدمشقي. عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج= ابن الرواس. 158 2345- عبد الرحمن محمد بن إدريس. عبد الرحمن بن محمد= ابن سلم. عبد الرحمن بن محمد= كربزان. 242 2170- عبد الرحمن بن مرزوق الطرسوسي. عبد الرحمن بن يوسف= ابن خراش. 301 2250- عبدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَرْقِيِّ. 432 2298- عبد العزيز بن معاوية. عبد العزيز بن منيب= ابن منيب. عبد الكريم بن الهيثم= الديرعاقولي. عبد الله بن أحمد= ابْنُ الدَّوْرَقِيِّ. 2473- عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بن حنبل. 79 2134- أبو عبد الله البخاري. عبد الله بن الحسن بن أحمد= أبو شعيب الحراني.

الصفحة التراجم عبد الله بن الحسين= المصيصي. 540 2505- أبو عبد الله الحضرمي. 204 2198- عبد الله بن حماد. 501 2464- عبد الله بن أبي الخوارزمي. 217 2217- عبد الله بن روح. عبد الله بن سبريج= أبو الليث. عبد الله بن سليمان= أبو بكر بن الأشعث. عبد الله بن عبد الكريم= أبو زرعة الرازي. عبد الله بن محمد= أبو البختري. عبد الله بن محمد= البلخي. عبد الله بن محمد= ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا. عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ= الكشوري. عبد الله بن مسلم= ابن قتيبة. 33 2084- عبد الله بن منير. 40 2089- عبد الله بن هاشم. عبد الملك بن عبد الحميد= الميموني. عبد الملك بن محمد= أبو قلابة. 38 2086- عبد الوهاب بن عبد الحكم. 517 2479- ابن عبدوس السراج. 250 2262- ابن عبدوس فقيه المغرب. 499 2462- عبيد الله بن سليمان بن وهب. 434 2401- عبيد بن عبد الواحد. 535 2498- عبيد بن غنام. 351 2335- عبيد الله بن واصل. عبد الله بن يحيى= ابن خاقان. 518 2480- عبيد الله بن يحيى بن يحيى. 430 2396- عثمان بن خرزاد=. 29 12080- عثمان بن سعيد أبوهما. عثمان بن سعيد= ابن بشار. عثمان بن سعيد= الدارمي. عثمان بن عبد الله= عثمان بن خرزاد. 141 2148- العجلي، أحمد بن عبد الله. 388 2356- العسكري. 326 2326- أبو عصيدة. 297 2292-العطار. 51 2103- العطار، محمد بن سعيد. 246 2259- العطاردي. 245 2255- ابن عطية. 151 2161- عطية بن بقية. 228 2231- ابن عفان. 546 2516- العكبري. العلاء بن أيوب= ابن رزين. 531 2496- أبو علانة. 473 2439- العلاف. 295 2287- علان.

الصفحة التراجم 535 2499- ابن علويه. علي بن إبراهيم= الواسطي. علي بن أحمد بن طلحة= المكتفي بالله. 56 2109- علي بن إشكاب. علي بن داود= القنطر. 307 2308- عَلِيُّ بنُ سَهْلِ بنِ المُغِيْرَةِ. عَلِيُّ بنُ العباس بن جريج= ابن الرومي. علي بن عبد الرحمن= علان. علي بن عبد الصمد= ماغمه. 412 2380- علي بن عبد العزيز. علي بن عثمان= النفيلي الصغير. علي بن محمد= الخبيث. 449 2416- علي بن محمد بن عبد الملك. علي بن محمد بن عيسى= الحكاني. علي بن يحيى= المنجم أبو الحسن. 233 2236- عمار بن رجاء. 66 2121- عمر بن شبه. عمران بن بكار= الكلاعي. 404 2369- ابن أبي عمران. 536 2500- أبو عمرو الخفاف. 27 2078- عمرو بن عثمان. 148 2155- عمرو بن الليث الصفار. 431 2397- عمرو بن منصور. 428 2394- العنبري. 328 2329- ابن أبي العنبس. 157 2168- أبو عوف، عبد الرحمن بن مرزوق. 218 2219- ابن أبي العوام. 73 2128- عيسى بن أحمد. عيسى بن جعفر= الوراق. 186 2182- عيسى بن شاذان. عيسى بن محمد= الطهماني. 543 2512- عيسى بن مسكين. 390 2358- أبو العيناء. 352 2336- ابن أبي غرزة. 406 2372- ابن أخت غزال. 496 2458- الغسيلي. 376 2352- غلام خليل. 63 2119- الفارسي، الحسن بن سعيد. 131 2140- الفرات بن خالد. 319 2322- الفسوي. 210 2206- الفضل بن جعفر. الفضل بن عبد الله= القاضي الجرجاني. الفضل بن محمد= الشعراني.

الصفحة التراجم 215 2212- فضلك الصايغ. القاسم بن الحسن= الصائغ الهمداني. 526 2490- القاسم بن خالد بن قطن. القاسم بن محمد= البياني. 544 2513- القاضي الجرجاني. 523 2488- القاضي أبو خازم. 499 2463- القباني. 495 2455- أبو قبيصة. 143 2150- قبيطة، الحسن بن سليمان. 540 2504- القتات. 384 2354- ابن قتيبة. 474 2441- القراطيسي. 242 2251- ابن قريش. 306 2306- القزويني. 503 2467- القطراني. 317 2320- أبو قلابة. 216 2213- القلوسي، يعقوب بن إسحاق. 296 2290- القنطري. 304 2303- القومسي. 329 2330- كردوس. كثير بن شهاب= القزويني. 456 2425- الكجي. 387 2355- الكديمي. 22 2071- ابن كرامة، محمد بن عثمان. 293 2285- كربزان. 413 2381- الكشوري. 296 2289- الكلاعي. 153 2163- كيلجة، محمد بن صالح. 237 2240- أبو الليث. 374 2349- ابن ماجه. 541 2580- المازني. 7 2066- المازني، بكر بن محمد. 459 2429- ماغمه. 44 2093- المؤيد بالله. 545 2515- المبرد. 62 2118- ابن مثرود، عيسى بن إبراهيم. محمد بن إبراهيم= أبو أمية الطرسوسي. محمد بن إبراهيم= أبو حمزة. محمد بن إبراهيم بن زياد= ابن المواز. محمد بن إبراهيم بن سعيد= البوشنجي. محمد بن إبراهيم= ابن عبدوس. محمد بن أحمد= الأنطاكي. 208 2203- محمد بن أحمد بن حفص البخاري.

الصفحة التراجم محمد بن أحمد= أَبُو جَعْفَرٍ التِّرْمِذِيُّ. 207 2202- مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حفص النيسابوري. 282 2275- محمد بن أحمد بن حسين. 45 2095- محمد بن أحمد العتبي. محمد بن أحمد بن عياض= أبو علانة. 294 2286- محمد بن أحمد بن أبي المثني. محمد بن أحمد= أبو يونس الجمحي. محمد بن إدريس= أبو حاتم الرازي. 526 2491- محمد بن إسحاق. محمد بن أسد بن يزيد= ابن أسد. محمد بن إسماعيل= الصائغ محمد. 22 2069- محمد بن إسماعيل بن علية. 354 2339- محمد بن إسماعيل بن يوسف. 55 2108- محمد بن إشكاب. محمد بن أيوب بن يحيى= ابن الضريس. 376 2350- محمد بن جابر بن حماد. 539 2503- محمد بن جعفر بن أعين. محمد بن جعفر= القتات. محمد بن جعفر بن محمد= ابن الإمام. 309 2313- محمد بن الجهم. محمد بن الحسن بن سماعة= أبو عبد الله الحضرمي. محمد بن الحسن بن حبيب= الوداعي. محمد بن الحسن= المنتظر. محمد بن الحسن= الحنيني. 214 2211- محمد بن حماد. محمد بن حيان= المازني. 276 2272- محمد بن داود بن علي. محمد بن سليمان= الباغندي. 72 2126- محمد بن شجاع. 300 2295- محمد بن شداد. 70 2124- محمد بن عاصم. 194 2188- محمد بن عامر. محمد بن عبد الرحمن= صاحب الأندلس. محمد بن عبد الرحمن= أبو قبيصة. 477 2444- محمد بن عبد السلام بن بشار. مُحَمَّد بن عَبْدِ السَلاَّم بن ثَعْلَبَةَ= الخُشَنِيّ.

الصفحة التراجم محمد بن عبد السلام= ابن سحنون. محمد بن عبد الله= ابن البرقي. 136 2144- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ. 52 2105- محمد بن عبد الملك. محمد بن عبدوس= ابن عبدوس السراج. 206 2201- محمد بن عوف. محمد بن علي= الحكيم. محمد بن علي بن يزيد= الصَّائِغ أَبُو عَبْدِ اللهِ. مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ= ابن سهل المروزي. محمد بن علي بن عبد الله= حمدان الوراق. محمد بن علي بن عفان= أبو جعفر. محمد بن علي= ابن أخت غزال. محمد بن عمرو= أبو الموجه. 156 2165- محمد بن عميرة. 226 2228- محمد بن عيسى بن حيان. محمد بن عيسى بن سورة= الترمذي. 310 2314- محمد بن عيسى بن يزيد. محمد بن غالب= تمتام. محمد بن الفرج= الأزرق. محمد بن القاسم بن خلاد= أبو العيناء. 495 2456- محمد بن محمد بن رجاء. محمد بن مسلم= ابن وارة. 439 2407- محمد بن مسلمة بن الوليد. محمد بن معاذ= دران. 203 2196- محمد بن أبي معشر نجيح. 433 2399- محمد بن المغيرة بن سنان. محمد بن النضر= الجارودي. 40 2088- محمد بن هارون الفلاس شيطا. محمد بن الهيثم= أبو الأحوص. محمد بن وضاح بن بزيع= ابن وضاح. 201 2193- محمد بن يحيى. 452 2420- محمد بن يحيى بن المنذر. 61 2116- محمد بن يحيى بن موسى. محمد بن يزيد= المبرد. محمد بن يزيد= ابن ماجه. محمد بن يوسف= الجوهري. محمد بن يوسف= ابن الطباع. محمد بن يونس= الكديمي. 239 2245- محمش. 60 2115- المخرمي عبد الله بن محمد. محمود بن إبراهيم= ابن سميع. 5 2064- المخرمي، محمد بن عبد الله. 285 2279- ابن المدبر. 29 2081- المرار بن حمويه.

الصفحة التراجم 315 2319- المروذي. 515 2476- المروزي. 133 2143- المزني، إسماعيل بن يحيى. 531 2494- ابن مساور. 426 2391- المستملي. 216 2215- ابن أبي مسرة، عبد الله بن أحمد. 497 2459- ابن مسروق. 174 2180- مسلم بن الحجاج. 185 2181- المسوحي، الحسن بن علي. مصعب بن أحمد= أبو أحمد القلانسي. 389 2357- المصيصي. 515 2475- معاذ بن المثني. 70 2123- ابن معارك، الحسين بن نصر. 227 2230- معاوية بن صالح. 158 2171- المعتزل بالله. 163 2173- المعتمد على الله. 308 2310- أبو معشر المنجم. 506 2470- المعمري. 303 2302- أبو معين. 494 2454- المغازلي. 405 2371- المغامي. 410 2377- مقدام بن داود بن عيسى. 355 2341- المقدسي. 23 2072- المقوم، يحيى بن حكيم. 487 2447- المكتفي بالله. 56 2110- ابن ملاس، محمد بن إبراهيم. 519 2482- ابن ملحان. 172 2178- ابن المنادي، محمد بن أبي داود عبيد الله. 282 2276- المنتظر. 376 2351- المنجم أبو الحسن. 444 2409- المنجم أبو عبد الله. 211 2209- المنذر بن محمد، أمير الأندلس. 301 2297- ابن منيب. 160 2172- المهندي بالله. 218 2218- ابن المواز. 412 2379- ابن الموجه. 547 2158- موسى بن إسحاق بن موسى. موسى بن الحسن بن عباد= الجلاجلي. 300 2296- موسى بن سهل بن كثير. موسى بن قريش بن نافع= ابن قريش. 312 2316- الموفق. 126 2138- ابن ميمون محمد بن عبد الله.

الصفحة التراجم 265 2266- الميموني. 46 2096- ابن نذير، عبد الرحمن بن إبراهيم. 353 2338- النرسي. 38 2087- أبو نشيط، محمد بن هارون. نصر بن أحمد بن نصر= نصرك. 522 2487- نصرك. 295 2288- النفيلي الصغير. هارون بن علي= المنجم أبو عبد الله. هارون بن موسى= الأخفش. 370 2347- هاشم بن مرثد= الطبراني. 390 2359- هلال بن العلاء. 541 2507- الوادعي. 230 2233- ابن وراة. 266 2267- الواسطي. 297 2291- الوراق. 142 2149- الوزدولي، إسحاق بن إبراهيم. 469 2435- ابن وضاح. الوليد بن عبيد بن يحيى= البحتري. يحيى بن أيوب بن بادي= العلاف. 209 2205- يحيى بن أبي طالب جعفر. 143 2512- يحيى بن عبدك. 416 2387- يحيى بن عثمان، أبو زكريا. 28 2079- يحيى ين عثمان، أبو سليمان. 445 2410- يحيى بن علي المنجم. 478 2445- يحيى بن عمر بن يوسف. 16 2068- يحيى بن محمد الذهلي. 223 2224- يحيى بن معاذ الرازي. 541 2509- يحيى بن منصور السلمي. ابن يزداد، عبد الله بن محمد. 263 2265- أبو يزيد البسطامي. 171 2175- يزيد بن سنان. 172 2177- يزيد بن محمد. يزيد بن محمد= ابن عبد الصمد. 217 2216- اليسع بن زيد. 46 2079- يعقوب بن إسحاق بن الصباح. يعقوب بن سفيان= الفسوي. 126 2138- يعقوب بن شيبة. 46 2097- يعقوب بن عبيد. 284 2277- يوسف بن بحر. 211 2208- يوسف بن سعيد. يوسف بن يحيى= المغامي. يوسف بن يزيد= القراطيسي. 281 2274- أبو يونس بن حبيب. 53 2107- يونس بن عبد الأعلى.

ثعلب

المجلد الحادي عشر تابع الطبقة السادسة عشر: بسم الله الرحمن الرحيم 2520- ثعلب 1: العَلاَّمَةُ، المُحَدِّثُ، إِمَامُ النَّحْوِ، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بنِ يَزِيْدَ الشَّيْبَانِيُّ مَوْلاَهُمُ، البَغْدَادِيُّ، صَاحِبَ "الفَصِيْحِ وَالتَّصَانِيْفِ". وُلِدَ سَنَةَ مائَتَيْنِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: ابتَدَأْتُ بِالنَّظَر وَأَنَا ابْنُ ثمَانِي عَشْرَة سَنَةً، وَلَمَّا بَلَغْتُ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، مَا بَقِيَ عليَّ مَسْأَلَةٌ للفَرَّاءِ، وَسَمِعْتُ مِنَ القَوَارِيْرِيِّ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ. قُلْتُ: وَسَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بن المنذر، ومحمد بن سلام الجمحي، وابن الأعرابي، وعلي ابن المُغِيْرَةِ، وَسَلَمَة بنِ عَاصِمٍ، وَالزُّبَيْر بنِ بَكَّار. وَعَنْهُ: نِفْطَوَيْهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ اليَزِيْدِيّ، وَالأَخْفَشُ الصَّغِيْرُ، وَابْنُ الأَنْبَارِيِّ، وَأَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ، وَأَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ، وَابْنُ مِقْسَمٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ "أَمَالِيْهِ". قَالَ الخَطِيْبُ: ثِقَةٌ حُجَّة، دَيِّنٌ صَالِحٌ، مَشْهُوْرٌ بِالحِفْظِ. وَقِيْلَ: كَانَ لاَ يَتَفَاصَحُ فِي خِطَابِهِ. قَالَ المُبَرِّدُ: أَعْلَمُ الكُوْفِيّين ثَعْلَبٌ. فَذُكِرَ لَهُ الفَرَّاءُ، فَقَالَ: لاَ يَعْشُره. وَكَانَ يُزرِي عَلَى نَفْسِهِ، وَلاَ يعدُّ نَفْسَهُ. قَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: فرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي المَنَامِ فَقَالَ لِي: أَقرِئ أَبَا العَبَّاسِ السَّلاَمَ، وَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ صَاحِبُ العِلْمِ المُسْتَطِيلِ. قَالَ القِفْطِيُّ: كَانَ يكرِّرُ علىَّ كُتُبَ الكِسَائِيّ، وَالفَرَّاء، وَلاَ يَدْرِي مَذْهَبَ البَصْرِيّين، وَلاَ كَانَ مُسْتَخْرِطاً لِلْقِيَاس. وَقَالَ الدِّيْنَوَرِيُّ: كَانَ المُبَرِّدُ أَعْلَمَ بكتاب سيبويه من ثعلب. وَقِيْلَ: كَانَ ثَعْلَبٌ يُبَخَّل، وَخَلَّفَ سِتَّةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ. وَكَانَ صَحِبَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرِ، وَعَلَّمَ وَلدَهُ طَاهِراً فَرَتَّبَ لَهُ أَلْفاً فِي الشَّهْرِ. وَلَهُ كِتَابُ "اخْتِلاَفِ النَّحْوِييِّن"، وَكِتَابُ "القِرَاءاتِ"، وَكِتَابُ "مَعَانِي القُرْآنِ"، وَأَشْيَاءٌ. وعُمِّر، وَأَصَمَّ، صَدَمَتْهُ دَابَّةٌ، فَوَقَعَ فِي حُفرَةٍ، وَمَاتَ مِنْهَا فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "2/ 496"، وتاريخ بغداد "5/ 204"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 44-45"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "5/ 102-146"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 43" وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 686"، والعبر "2/ 88"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 133"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 396"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 207".

أبو خليفة

2521- أبو خليفة 1: الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، المُحَدِّثُ، الأَدِيْبُ الأَخْبَارِيُّ، شَيْخُ الوَقْتِ، أَبُو خَلِيْفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ. وَاسمُ الحُبَابِ: عَمْرُو بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْبٍ الجُمَحِيُّ، البَصْرِيُّ، الأَعْمَى. وُلِدَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ، وَعُنِيَ بِهَذَا الشَّأْنِ وَهُوَ مُرَاهِقٌ، فسَمِعَ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَلقِيَ الأَعْلاَمَ، وَكَتَبَ عِلْماً جمّاً. سَمِعَ: القَعْنَبِيَّ، وَمُسْلِمَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، وَسُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ كَثِيْرٍ، وَعَمْرَو بنَ مَرْزُوْقٍ، وأبا الوليد الطيالسي، وشاذ ابن فياض، والوليد ابن هِشَامٍ القَحْذَمِيَّ، وَحَفْصَ بنَ عُمَرَ الحَوْضِيَّ، وَمُسَدَّدَ بنَ مُسَرْهَدٍ، وَعُثْمَانَ بنَ الهَيْثَمِ المُؤَذِّن، وَأَبَا مَعْمَرٍ المُقْعَد، وَعَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ الحَجَبِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ سَلاَّمٍ الجمحي، وأخاه؛ عبد الرحمن ابن سَلاَّمٍ، وَعبدَ الرَّحْمَنِ بنَ المُبَارَكِ العَيْشِيَّ، وَخَلقاً كَثِيْراً. وَتَفَرَّد بِالرِّوَايَةِ عَنْ أَكْثَرِ هَؤُلاَءِ. وَلَقَدْ كَتَبَ حَتَّى رَوَى عَنْ أَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ تِلْمِيذِهِ. وَكَانَ ثِقَةً، صَادِقاً، مَأْمُوْناً، أَدِيْباً، فَصِيْحاً، مُفَوَّهاً، رُحِلَ إِلَيْهِ مِنَ الآفَاقِ، وَعَاشَ مائَةِ عَامٍ سِوَى أَشْهُرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَوَانَةَ فِي "صَحِيْحِهِ"، وَأَبُو بَكْرٍ الصُّوْلِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الجعَابِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ العُكْبَرِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الغِطْرِيْفِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُظَاهِر، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خَلاَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ بنُ حمزة

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 690"، والعبر "2/ 130"، وميزان الاعتدال "3/ 350"، ولسان الميزان "2/ 438"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 245"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 193"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 246".

الأَصْبَهَانِيّ، وَعُمَرُ بنُ جَعْفَرٍ البَصْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السُّنِّيِّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ المِيْمَذِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ دَهْثَمٍ الطَّرَسُوْسِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ الإصْطَخْرِيّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَبِيوَردِيّ -نَزِيْلُ مَكَّةَ، شَيْخٌ لَحِقَهُ أَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيّ- وَسَهْلُ بنُ أَحْمَدَ الدِّيبَاجِيّ، وأحمد بن مُحَمَّدَ بنِ العَبَّاسِ البَصْرِيّ، وَغَيْرهُم. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ المَحَامِلِيّ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي خَلِيْفَة: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: حَضَرْنَا يَوْماً عِنْد خَلِيْلٍ أَمِيْرِ البَصْرَةِ، فجرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي خَلِيْفَةَ كَلاَمٌ. فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا المُتَكَلِّمُ? فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيْرُ! مَا مِثْلكَ مَنْ جَهِلَ مِثْلِي! أَنَا أَبُو خَلِيْفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ، أَفَهَلْ يَخْفَى القَمَرُ?! فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ، وَقضَى حَاجَتَهُ، وَلَمَّا خَرَجَ، سأَلُوهُ، فَقَالَ: مَا كَانَ إلَّا خَيراً، أَحْضَرَنِي مَأْدُبَتَهُ، فَأَبطَّ، وَأَدَجَّ، وَأَفْرَخَ، وَفَوْلَجَ لَوْذَج، ثُمَّ أَتَانِي بِالشَّرَاب، فَقُلْتُ: مَعَاذَ اللهِ، فَعَاهَدَنِي أَنْ آتيَ مَأْدُبَتَهُ كل يوم. فكل إِنسَانٌ يَأْتِي كُلَّ يَوْمٍ، فَيَحْمِلُهُ إِلَى الأَمِيْرِ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: كُنْتُ أَقرأُ عَلَى أَبِي خَلِيْفَةَ كِتَابَ "طَبَقَاتِ الشُّعَرَاءِ" وَغَيْر ذَلِكَ، قَالَ: فواعَدَنَا يَوْماً، وَقَالَ: لاَ تَخْلِفُوْنِي فَإِنِّي أتَّخِذُ لَكُمْ خَبِيْصَةً، فتَأَخَّرْتُ لِشُغْلٍ عَرَضَ لِي، ثُمَّ جِئْتُ وَالهَاشِمِيُّونَ عِنْدَهُ، فَلَمْ يَعْرِفْنِي الغُلاَمُ، وَحَجَبَنِي فكَتَبْتُ إِلَيْهِ: أَبَا خَلِيْفَةَ تَجْفُو مَنْ لَهُ أَدَبٌ ... وَتُؤْثِرُ الغُرَّ مِنْ أَوْلاَدِ عَبَّاسِ وَأَنْتَ رَأْسُ الوَرَى فِي كُلِّ مَكْرُمَةٍ ... وَفِي العُلومِ، وَمَا الأَذنَابُ كَالرَّاسِ مَا كَانَ قَدْرُ خَبِيْصٍ لَوْ أَذِنْتَ لَنَا ... فِيْهِ فَيَخْتَلِطُ الأَشرَافُ بِالنَّاسِ فَلَمَّا قرأَهَا صَاحَ عَلَى الغُلاَمِ، ثُمَّ دَخَلْتُ، فَقَالَ: أَسأْتَ إِلَيْنَا بِتَغَيُّبِكَ، فَظَلَمْتَنَا فِي تَعَتُّبِكَ، وَإِنَّمَا عُقِدَ المَجْلِسُ بِكَ، وَنَحْنُ فِيمَا فَاتَنَا بتَأَخُّرِكَ كَمَا أَنْشَدَنِي التَّوزِيّ لِمَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، ثُمَّ ندم، فتزوجت رجلًا، فَمَاتَ حِيْنَ دَخَلَ بِهَا، فتَزَوَّجَهَا الأَوَّلُ، فَقَالَ: فَعَادَتْ لَنَا كَالشَّمْسِ بَعْدَ ظَلاَمِهَا ... عَلَى خَيْرِ أَحْوَالٍ كَأَنْ لَمْ تُطَلَّقِ ثُمَّ صَاحَ: يَا غُلاَم! أَعِدَّ لَنَا مِثْل طَعَامِنَا. فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ يَوْمنَا. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ الإِسْفَرَايِيْنِيّ -ابْنُ أُخْتِ أَبِي عَوَانَةَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ لأَبِي عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيِّ الحَافِظِ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو عَوَانَةَ البَصْرَة، فَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا خَلِيْفَة قَدْ هُجِرَ، وَيُدَّعَى عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ. فَقَالَ لِي أَبُو عَوَانَةَ: يَا بُنَيَّ! لاَ بُدَّ أَنْ نَدْخُلَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو عَوَانَةَ: مَا تَقُوْلُ فِي القُرْآنِ? فَاحْمَرَّ وَجهُهُ وَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَمَنْ قَالَ: مَخْلُوْقٌ، فَهُوَ كَافِرٌ، وَأَنَا تَائِبٌ إِلَى اللهِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ إلَّا الكَذِبَ فَإِنِّي لَمْ

أَكْذِبْ قَطُّ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ. قَالَ: فَقَامَ أَبُو عَلِيٍّ إِلَى أَبِي فَقَبَّلَ رَأْسَهُ. ثُمَّ قَالَ أَبِي: قَامَ أَبُو عَوَانَةَ إِلَى أَبِي خَلِيْفَة، فَقَبَّلَ كَتِفَهُ. تُوُفِّيَ أَبُو خَلِيْفَة: فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، أَوْ فِي الذِي يَلِيْهِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، بِالبَصْرَةِ. أَخْبَرَنَا الإِمَامُ شَمْسُ الدِّيْنِ بنُ قُدَامَةَ، وَغَيْرُهُ إِجَازَةً، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الموَاهِبِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُلُوْك، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، قَالاَ: أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أبو أحمد محمد ابن أَحْمَدَ بنِ الغِطْرِيْفِ سنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيْفَةَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ هَمَّامٍ وَشُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيَّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: $"العائد في هبته كالعائد في قيئه"1. وَبِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيْفَةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ الهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ كَانَ العِلْمُ مُعَلَّقاً بِالثُّرَيَّا، لَتَنَاوَلَهُ قَوْمٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسٍ"2.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "1/ 280 و342"، والطيالسي "2649" والبخاري "2621" ومسلم "1622" "7"، وأبو داود "3538"، والنسائي "6/ 266"، وابن ماجة "2385"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "4/ 77"، والبيهقي "6/ 180"، والبغوي "2200" من طريق شعبة، به، ووقع عند البخاري، والبيهقي: "عن شعبة وهشام الدستوائي"، وعند بعضهم "عن شعبة وهمام". 2 ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه أحمد "2/ 297 و420 و422" من طريق عوف، عن شهر بن حوشب، به. قلت: إسناده ضعيف؛ آفته شهر بن حوشب، فإنه ضعيف أجمعوا على ضعفه. لكن قد صح عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس -أو قال- من أبناء فارس حتى يتناوله" أخرجه البخاري "4897"، ومسلم "2546" واللفظ له.

عبدوس

2522- عبدوس 1: هُوَ الحَافِظُ الكَبِيْرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَالِكٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، نَزِيْلُ سَمَرْقَنْدَ، لاَ أَكَادُ أَعْرِفُهُ، لَكِنْ ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ غُنْجَارٌ فِي "تَارِيْخِهِ"، وَأَنَّهُ سَمِعَ مِنْ: يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَقُتَيْبَة بنِ سَعِيْدٍ، وَإِسْحَاق بنِ رَاهْوَيْه، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَعَمْرِو بنِ زُرَارَةَ، وَأَبِي حَفْصٍ الفَلاَّس، وَطَبَقَتهِم. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيّ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بجير، وسهل بن شاذويه، وغيرهم. قَالَ أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بنِ جَبَلَةَ السَّمَرْقَنْدِيّ: مَاتَ عَبْدُوسٌ الحَافِظُ بِسَمَرْقَنْدَ، فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، رَحِمَهُ اللهُ. وَفِيْهَا -وَقِيْلَ: فِي الَّتِي تَلِيْهَا- مَاتَ: شَاعِرُ عَصْرِهِ أَبُو عُبَادَةَ الوَلِيْدُ بنُ عُبَيْدٍ بنُ يَحْيَى الطَّائِيُّ البُحْتُرِيُّ المَنْبِجِيُّ، صَاحِبُ "الدِّيْوَانِ" المشهور.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 695"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 185".

صباح وعبدان بن محمد

صباح وعبدان بن محمد: 2523- صباح 1: ابن عبد الرحمن بن الفضل، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ زَمَانِهِ بِالأَنْدَلُسِ، أَبُو الغُصْنِ العُتَقيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، المُرْسِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَيَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ، وَأَصْبَغَ بنِ الفَرَجِ، وَأَبِي مُصْعَبٍ الزُّهْرِيِّ، وَسَحْنُوْنَ، وَطَائِفَةٍ. وَعُمِّرَ دَهْراً طَوِيْلاً. رَوَى عَنْهُ: حَفْصُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَفْصٍ، وَغَيْرهُ. قَالَ ابْنُ الفَرَضِيّ: لَقِيَ بِمِصْرَ أَصْبَغَ بنَ الفَرَجِ، فَسَمِعَ مِنْهُ، وَأَقَامَ عِنْدَهُ زمَاناً، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَكَانَ يُرحَلُ إِلَيْهِ للسَّمَاع وَالتَّفَقُّهِ. قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ تُوُفِّيَ ابْنَ مائَةٍ وثَمَانِيَةَ عَشَرَ عَاماً، وَمَاتَ فِي عَاشِرِ المحرم، سنة أربع وتسعين ومائتين. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَارِثٍ: عَاشَ مائَةً وَخَمْسَ سِنِيْنَ. 2524- عَبْدَانُ بنُ محمد 2: ابن عيسى، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، فَقِيْهُ مَرْوَ، أَبُو مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيّ، الزَّاهِدُ. سَمِعَ: قُتَيْبَةَ بنَ سَعِيْدٍ، وَعَلِيَّ بنَ حُجْرٍ، وَأَبَا كُرَيْبٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُنِيْر، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مَسْعُوْدٍ الجَحْدَرِيّ، وَعبدَ الجَبَّارِ بنَ العَلاَءِ، وَمُحَمَّدَ بنَ بَشَّارٍ، وَطَبَقَتَهُم، وَتَفَقَّهَ بِأَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ، الرَّبِيْعِ وَغَيْرِهِ، وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ، وَبَعُدَ صيته.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 97-98"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 185". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 135"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 58"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 708"، والعبر "2/ 95"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 215".

رَوَى عَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيّ، وَالدَّغُوْلِيّ، وَعَلِيُّ بنُ حَمْشَاذ، وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ العَسَّالُ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَصَنَّفَ كِتَابَ "المُوَطَّأ" وَغَيْرَ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الغِفَارِيّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، لَيْلَةَ عَرَفَة. قُلْتُ: لَقِيَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الحَجِّ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ فِي "الأَنسَابِ": عبدان الفقيه الجُنُوجِرْدِيّ، وَجُنُوجِرْد: مِنْ قُرَى مَرْوَ. اسْمُهُ: عَبْدُ اللهِ، وَهُوَ أَحَدُ مَنْ أَظْهَرَ مَذْهَبَ الشَّافِعِيّ بِخُرَاسَانَ، وَكَانَ المَرْجُوْعَ إِلَيْهِ فِي الفتَاوَى وَالمُعْضِلاَتِ بَعْدَ الإِمَامِ أَحْمَدَ بنِ سَيَّارٍ. وَكَانَ أَحْمَدُ قَدْ حَمَلَ كُتُبَ الشَّافِعِيّ إِلَى مَرْو، وَأُعْجِبَ بِهَا النَّاسُ، فَأَرَادَ عَبْدَان أَنْ يَنْسخَهَا، فَلَمْ يُعِرْهُ أَحْمَدُ، فَبَاعَ ضيعَةً لَهُ بِجُنُوْجِرْدَ، وَسَارَ إِلَى مِصْرَ، وَحصَّلَ الكُتُبَ عَلَى الوَجْهِ وَأَكْثَرَ، فَدَخَلَ أَحْمَدُ بنُ سَيَّار عَلَيْهِ مُسَلِّماً وَمُهَنِّئاً وَاعْتَذَرَ، فَقَالَ: لاَ تَعْتَذِرْ، فَإِنَّ لَكَ عليَّ مِنَّةً فِي ذَلِكَ، فَلَو دَفَعْتَ إِليَّ الكُتُبَ لَمَا رَحَلْتُ إِلَى مِصْرَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الغِفَارِيّ: تُوُفِّيَ عَبْدَان لَيْلَةَ عَرَفَةَ أَيْضاً -يَعْنِي: كَمَا وُلِدَ فِيْهَا- سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً، حَافِظاً، صَالِحاً، زَاهِداً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي العَيْشِ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ خَلِيْلٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ مَحْمُوْدٍ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ الجُوزْجَانِيَّةُ مرَّتَيْنِ، وَأَبُو عَدْنَانَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ حُضُوْراً، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ بِمَكَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، أَخْبَرَنَا سَحْبَلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيُّ، قَالَ: كَانَ لِيَهُوْدِيٍّ عَلَيَّ أربعة دراهم، فلزمني ورسول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُرِيْدُ الخُرُوجَ إِلَى خَيْبَر فَاسْتَنْظَرْتُهُ إِلَى أَنْ أَقْدمَ، فَقُلْنَا: لَعَلَّنَا أَنْ نَغْنَمَ شَيْئاً، فَجَاءَ بِي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَعْطِهِ حَقَّهُ" مَرَّتَيْنِ. وَكَانَ إِذَا قَالَ الشَّيْءَ ثَلاَثَ مِرَارٍ لَمْ يُرَاجَعْ. وعليَّ إِزَارٌ، وَعَلَى رَأْسِي عِصَابَةٌ، فَلَمَّا خَرَجْتُ قُلْتُ: اشْتَرِ مِنِّي هَذَا الإِزَارَ، فَاشْتَرَاهُ بِالدَّرَاهِمِ الَّتِي لَهُ عَليَّ. الحَدِيْثُ تَفَرَّدَ بِهِ قُتَيْبَةُ.

جعفر بن أحمد وعلى بن الحسين بن الجنيد

جعفر بن أحمد وعلى بن الحسين بن الجنيد: 2525- جعفر بن أحمد: ابن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامَاتِيُّ، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الرَّحَّالُ، المُصَنِّفُ، أَبُو مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ، الفَقِيْهُ، الشَّافِعِيُّ. تَفَقَّهَ بِأَبِي إِبْرَاهِيْمَ المُزَنِيّ، وَسَمِعَ: إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مُوْسَى الفَزَارِيّ، وَأَبَا كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدَةَ الضَّبِّيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ بَشَّارٍ، وَأَبَا مُوْسَى الزَّمَنَ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ العَابِدِيَّ، وَإِسْحَاقَ الكَوْسَجَ، وَيُوْنُسَ بنَ عبدِ الأَعْلَى، وَطَبَقَتَهُمْ بِالحِجَازِ، وَمِصْرَ، وَالعِرَاقِ، وَخُرَاسَانَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ يَعْقُوْبَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ جَعْفَرٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ جَمْعَانُ بن مُحَمَّدٍ، وَطَائِفَة. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ الشَّامَاتِيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: سَعَى رَجُلٌ بِرَجُلٍ إِلَى الحَجَّاجِ وَقَالَ: أَعزَّ اللهُ الأَمِيْرَ، هَذَا رَجُلٌ خَارِجِيٌّ يَشْتُمُ عَلِيَّ بنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَيقعُ فِي معاوية بن أبي طالب. فَقَالَ الحجَّاج: لاَ أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنْتَ أَعْلَمُ، بِالأَنسَابِ أَوْ بِالأَديَانِ؟! قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ الشَّامَاتِيّ مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا مَاتَ: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَبِيْبٍ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجكَانِيّ بهَرَاةَ، وَأَبُو سَعْدٍ يَحْيَى بنُ مَنْصُوْرٍ بِهَرَاةَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، وَأَبُو خَازِمٍ عَبْدُ الحَمِيدِ القَاضِي، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ البَاقِي الأَذَنِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو البَزَّارُ، وَإِدْرِيْسُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الحَدَّادُ، وَطَاهِرُ بنُ عِيْسَى بنِ قَيرسِ، وَأَبُو الآذَانِ عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَحْمَدُ بنُ الحسن المصري، وأحمد بن محمد ابن الحَجَّاجِ بنِ رِشْدِيْنَ. 2526- عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجنيد 1: الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، أَبُو الحَسَنِ النَّخَعِيُّ، الرَّازِيُّ، المَعْرُوْفُ فِي بَلَدِهِ: بِالمَالِكِيِّ؛ لِكَوْنِهِ جَمَعَ حَدِيْثَ مَالِكٍ الإِمَامِ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "6/ ترجمة 981"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 691"، والعبر "2/ 89"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 208".

سَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيَّ، وَالمُعَافَى بنَ سُلَيْمَانَ، وَصَفْوَانَ بنَ صَالِحٍ، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَأَبَا مُصْعَبٍ الزُّهْرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَالقَاسِمَ بنَ عُثْمَانَ الجوعِيّ، وَالوَلِيْدَ بنَ عُتْبَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ المِصْرِيّ، وَخَلاَئِقَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ الصِّبغِيّ، وَأَحْمَدُ بن الحَسَنِ بنِ مَاجَهْ، وَدَعْلَجُ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبُو جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ نجيد، وآخرون. وَثَّقَهُ: ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَسمَّاهُ حَافِظَ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ، وَمَالِكٍ. قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِالرَّيِّ. وَأَمَّا الخَلِيْلِيّ، فَأَرَّخَ مَوْتَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقَالَ: هُوَ حَافِظُ عِلْمِ مَالِكٍ، صَاحِبُ دِيَانَةٍ. قُلْتُ: الأَصحُّ وَفَاتُهُ فِي آخِرِ سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَفِيْهَا مَاتَ عِدَّةٌ مِنَ العُلَمَاءِ، مِنْهُم: مُقْرِئُ مَكَّةَ أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُرجَةَ قُنْبُلٌ المَكِّيُّ، فِي عُشْرِ المائَةِ. وَمُقْرِئُ دِمَشْقَ هَارُوْنُ بنُ مُوْسَى بنِ شَرِيْكٍ الدِّمَشْقِيُّ الأَخْفَشُ، تِلْمِيْذُ ابْنِ ذَكْوَانَ.

هارون بن خمارويه

2527- هارون بن خمارويه 1: ابن أَحْمَدَ بنِ طُوْلُوْنَ التُّركِيُّ، المَلِكُ، صَاحِبُ مِصْرَ، أَبُو مُوْسَى. تَمَلَّكَ إِذْ خُلِعَ أَخُوْهُ جَيْش، فَحَشَدَ عَمُّهُ رَبِيعَةُ بنُ أَحْمَدَ، وَأَقبلَ مِنَ الإسْكَنْدَرِيَّةِ، فَالتَقَوْا، فَقُتِلَ جَمَاعَةٌ، وَجُرِحَ فَرَسُ رَبِيْعَةَ، فسقط، فأسروه، فَسُجِنَ، ثُمَّ ضُرِبَ وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ. ونَابَ لِهَارُونَ عَلَى الشَّامِ بَدْر الَحَمَامِيّ، ثُمَّ إِنَّ المُكْتَفِي الخَلِيْفَةَ بَعَثَ مُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ الكَاتِبِ، فَانْضَمَّ إِلَيْهِ بَدْرٌ وَغَيْرهُ، فتَهَيَّأَ هَارُوْنَ لِلْحَرْبِ، وَخَرَجَ عَنِ الطَّاعَةِ، وَالتَقَوْا، فَقُتِلَ خَلْقٌ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ، وَدَامتِ الفِتْنَةُ، وَضَعُفَ أَمرُ هَارُوْنَ فَقَتَلَهُ عَمَّاهُ: شَيْبَانُ وَعَدِيٌّ بِأَخِيهِمَا، فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وكَانَتْ دَوْلَتُهُ ثَمَانِيَةَ أَعْوَامٍ وَأَشْهُراً، وَقُتِلَ شَابّاً. وَتملَّكَ عَمُّهُ شَيْبَانُ أَبُو المقَانِبِ، ثُمَّ تَلاشَى أَمرُهُ بَعْد أَيَّامٍ، وَزَالتْ دَوْلَةُ آلِ طُولُوْنَ، وَطُرِدَ مَنْ بَقِيَ منهم بمصر، نحو من عشرين نفرًا.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 91"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 93"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 209".

القاسم بن عبيد الله

2528- القاسم بن عبيد الله 1: ابن سليمان بن وَهْبِ بنِ سَعِيْدٍ الحَارِثِيُّ، الوَزِيْرُ. وَلِيَ الوِزَارَةَ للمُعْتَضِدِ بَعْدَ مَوتِ وَالدِهِ الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ عُبَيْدُ اللهِ، فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ، وَظَهَرَتْ شَهَامَتُهُ، وَزَادَ تَمَكُّنُهُ، فَلَمَّا مَاتَ المُعْتَضِدُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، قَامَ القَاسِم بِأَعباءِ الخِلاَفَةِ، وَعَقَدَ البَيْعَةَ للمُكْتَفِي، وَكَانَ ظَلُوماً عَاتياً، يَدْخُلُهُ مِن أَملاَكِهِ فِي العَامِ سَبْعِ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ، وَإِنَّمَا تَقَدّمَ بِخِدْمَتِهِ للمُكْتَفِي، وَكَانَ سَفَّاكاً للدِّمَاءِ، أَبَادَ جَمَاعَةً، وَلَمَّا مَاتَ شَمِتَ النَّاسُ بموته. وَقَالَ النَّوْفَلِيُّ: كُنْتُ أَبْغُضُهُ لكُفْرِهِ، وَلِمَكْرُوهٍ نَالَنِي مِنْهُ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: أَخَذَ البَيْعَةَ للمُكْتَفِي، وَكَانَ غَائِباً بِالرَّقَّةِ، وَضَبَطَ لَهُ الخزَائِنَ، فَلَقَّبَهُ وَلِيَّ الدَّوْلَةِ، وَزَوَّجَ وَلَدَهُ بَابْنَةِ القَاسِمِ عَلَى مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ جَوَاداً مُمَدَّحاً، إلَّا أَنَّهُ كَانَ زِنْدِيقاً، وَكَانَ مُؤَدِّبهُ أَبُو إِسْحَاقَ الزَّجَّاجِ، فَنَالَ فِي دَولَتِهِ مَالاً جَزِيْلاً مِنَ الرّشْوَةِ، فَحَصَّلَ أَرْبَعِيْنَ أَلفِ دِيْنَارٍ. هَلَكَ القَاسِمُ عَنْ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةٍ، لاَ رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: حَدَّثَنَا شَادِي المُغَنِّيّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ القَاسِمِ وَهُوَ يَشْرَبُ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن فِرَاس مِنْ عَهْدِ أَرْدَشِيرٍ، فَأَعْجَبَهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ فِرَاسٍ: هَذَا وَاللهِ -وَأَومأَ إِليَّ- أَحْسَنُ مِنْ بَقَرَةِ هَؤُلاَءِ وَآل عِمْرَانهِمِ. وَجعلاَ يَتَضَاحَكَانِ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ عبدُوْنَ: حَدَّثَنِي الوَزِيْرُ عَبَّاسُ بنُ الحَسَنِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ القَاسِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ فَقَرَأَ قَارِئ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ} [آل عِمْرَان: 100] ، فَقَالَ ابْنُ فرَاسٍ: بِنُقْصَانِ يَاءْ، فَوَثَبْتُ فزعًا، فردني القاسم وغمزه، فسكت. الصُّوْلِيُّ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ العَبَّاسِ النُّوبَخْتِيّ، قَالَ: انصرف ابن الرومي الشاعر من عند

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي: "2/ 494"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 46"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 361"، والعبر "2/ 89"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 133".

القَاسِمِ بنِ عُبيدِ اللهِ، فَقَالَ لِي: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ حُجَّةٍ أَوْرَدَهَا اليَوْمَ الوَزِيْرُ فِي قِدَمِ العَالِمِ، وَذَكَرَ أَبيَاتاً. قُلْتُ: هَذِهِ أُمُورٌ مُؤْذِنَةٌ بِشقَاوَةِ هَذَا المُعَثَّرِ، نَسْأَلُ اللهَ خَاتمَةَ خَيْرٍ. مَاتَ هَذَا فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَوَزَرَ بَعْدَهُ العَبَّاسُ بنُ الحَسَنِ، الَّذِي قُتِلَ مَعَ ابْنِ المُعْتَزِّ. وَقَالَ شَاعِرٌ: شَرِبْنَا عَشِيَّةَ مَاتَ الوَزِيْرُ ... سُرُوْراً وَنَشْرَبُ فِي ثَالثِهِ فَلاَ رَحِمَ اللهُ تِلْكَ العِظَامَ ... وَلاَ بَارَكَ اللهُ فِي وَارِثِهِ

قاتل قتيبة ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة

قاتل قتيبة ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة: 2529- قاتل قتيبة: الإِمَامُ، الرَّحَّالُ، أَبُو بَكْرٍ، عَبْدُ الصَّمَدِ بنِ هَارُوْنَ القَيْسِيّ، النَّيْسَابُوْرِيّ، المَشْهُورُ: بِقَاتِلِ قُتَيْبَةَ. سَمِعَ: قُتَيْبَةَ، وَأَبَا مُصْعبٍ، وَأَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، وَابنَ رَاهْوَيْه، وَهِشَامَ بنِ عَمَّارٍ، وَالعَدَنِيَّ. وَعَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ بْن الشَّرْقِيّ، وَمُؤَمَّلُ بنُ الحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدُ بن صالح بن هانئ، وأحمد ابن إِسْحَاقَ الصَّيْدَلاَنِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: مَاتَ فِي شوال، سنة أربع وثمانين ومائتين. 2530- محمد بن عثمان بن أبي شيبة 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُسْنِدُ، أَبُو جَعْفَرٍ العَبْسِيُّ، الكُوْفِيُّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَعَمَّيْه: أَبَا بَكْرٍ، وَالقَاسِم، وَأَحْمَدَ بنَ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيّ، وَعَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، وَيَحْيَى الحِمَّانِيّ، وَسَعِيْدَ بنَ عَمْرٍو الأَشْعَثيّ، وَمِنْجَابَ بنَ الحَارِثِ، وَالعَلاَءَ بنَ عَمْرٍو الحَنَفِيّ، وَأَبَا كُرَيْبٍ، وهنادًا، وخلقًا سواهم.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 42"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 95"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 681"، والعبر "2/ 108"، وميزان الاعتدال "3/ 642"، ولسان الميزان "5/ 280"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 171"، وشذارت الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 226".

وَعَنْهُ: ابْنُ صَاعِدٍ، وَابْنُ السَّمَّاكِ، وَالنَّجَّادُ، وَجَعْفَرٌ الخُلْدِيّ، وَابْنُ أَبِي دَارِمٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ الخُطَبِيُّ، وَأَبُو بكر الشافعي، وسعد ابن مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّافِ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ عُبَيْدٍ الدَّقَّاق، وَالإِسْمَاعِيلِيُّ، وَخَلْقٍ. وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَلَهُ "تَارِيْخٌ" كَبِيْرٌ، وَلَمْ يُرزَقْ حَظّاً، بَلْ نَالُوا مِنْهُ. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً فَأَذْكُرَهُ. وَأَمَّا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حنبل، فقال: كذاب. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيْثَ. وَقَالَ مُطَيَّنٌ: هُوَ عَصَا مُوْسَى، يَتَلَقَّفُ مَا يَأْفِكُون. وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: إِنَّهُ أَخَذَ كِتَابَ غَيْرِ محدِّث. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ: لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ الشُّيُوْخَ يَذْكرُوْنَ أَنَّهُ مَقْدُوحٌ فِيْهِ. وَعَنْ عَبْدَانَ، قَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُنَادِي: كُنَّا نَسْمَعُ الشُّيُوْخَ يَقُوْلُوْنَ: مَاتَ حَدِيْثُ الكُوْفَةِ لِمَوْتِ محمد ابن أَبِي شَيْبَةَ، وَمُطَيَّن، وَمُوْسَى بنِ إِسْحَاقَ، وَعُبَيْدِ بنِ غَنَّامٍ. قُلْتُ: اتَّفَقَ مَوْتُ الأَرْبَعَةِ فِي عَامٍ. مَاتَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِيْنَ. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا مَسْعُودٌ الجمَّال، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ، وَنَبَّأَنِي عَنْهُمَا ابْنُ سَلاَمَةَ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَيْمُوْنٍ، حَدَّثَنَا الحَكَمُ بنُ ظُهَيرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْر، عَنْ عَلِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَقْسَمْتُ أَنْ لاَ أَضَعَ رِدَائِي عَنْ ظَهْرِي، حَتَّى أَجْمَعَ مَا بَيْنَ اللَّوحَيْنِ، فَمَا وَضَعْتُهُ عَنْ ظَهرِي حَتَّى جَمَعْتُ القرآن1.

_ 1 ضعيف: إسناده ضعيف جدا؛ آفته الحكم بن ظهير، قال البخاري: منكر الحديث. وقال -مرة: تركوه. وقال ابن معين: ليس بثقة. وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" "ص1" من طريق ابن فضيل، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ قَالَ: "لما توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- أقسم علي أن لا يرتدي برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف، ففعل، فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام: أكرهت إمارتي يا أبا الحسن؟ قال: لا والله اني أقسمت أن لا أرتدي برداء إلا لجمعة، فبايعه ثم رجع". وإسناده ضعيف، آفته أشعث، وهو ابن سوار الكوفي الكندي، قال أبو زرعة: لين. وقال ابن معين، والنسائي: ضعيف.

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه المَقْدِسِيُّ فِي كِتَابِهِ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بنَ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي سُفْيَانُ بنُ حَمْزَةَ، عَنْ كَثِيْر بنِ زَيْدٍ، عَنِ الوَلِيْدِ بنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "النَّاسُ دِثَارٌ وَالأَنْصَارُ شِعَارٌ، وَلَوْلاَ الهِجْرَةُ لكُنْتُ امْرَءاً مِنَ الأَنْصَارِ ... "، الحَدِيْثَ1. وَمَاتَ مَعَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ: مُطَيَّن، وَعُبَيْدُ بنُ غَنَّامٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ الرَّوَّاس بِدِمَشْقَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ هَاشِمٍ البَغَوِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ قِيرَاطٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَالفَقِيْهُ مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ الظَّاهِرِيّ، وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبُ القَاضِي، وَمُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي عَوْفٍ البُزُورِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ بنِ عُثْمَانَ الصدفي.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 419" من طريق يعقوب بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "الأنصار شعاري، والناس دثاري". وله شاهد من حديث عبد الله بن زيد: عند البخاري "4330"، ومسلم "1061" من طريق عباد بن تميم، عنه، به في حديث طويل.

صالح بن محمد

2531- صالح بن محمد 1: ابن عمرو بن حبيب بن حَسَّانِ بنِ المُنْذِرِ بنِ أَبِي الأَشْرَسِ، وَاسْمُ أبي الأَشْرَسِ: عَمَّارٌ، مَوْلَىً لبنِي أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ. الإِمَامُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ الحُجَّةُ، مُحَدِّثُ المَشْرِقِ، أَبُو عَلِيٍّ الأَسَدِيُّ البَغْدَادِيُّ، المُلَقَّبُ جَزَرَة -بِجِيْمٍ وَزَايٍ- نَزِيْلَ بُخَارَى. مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَتَيْنِ بِبَغْدَادَ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 322"، والمنتظم لابن الجوزي "2/ 62"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 664" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 161"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 216".

وَسَمِعَ: سَعِيْدَ بنَ سُلَيْمَانَ سَعْدَوَيْه، وَخَالِدَ بنَ خِدَاش، وَعَلِيَّ بنَ الجَعْدِ، وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدٍ العَيْشِيّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاءَ، وَأَبَا نَصْرٍ التَّمَّارَ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحِمَّانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ، وَهُدْبَةَ بنَ خَالِدٍ، وَمِنْجَابَ بنَ الحَارِثِ، وَأَبَا خَيْثَمَةَ، وَالأَزْرَقَ بنَ عَلِيٍّ، وَخَلَفَ بنَ هِشَامٍ البَزَّارِ، وَهِشَام بن عَمَّارٍ، وَطَبَقَتهُم بِالحَرَمَيْنِ، وَالشَّامِ، وَالعِرَاقِ، وَمِصْرَ، وَبِخُرَاسَانَ، وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ. وجمع وصنف، وبرع في هذا الشأن. حدث عَنْهُ: مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ خَارجَ "الصَّحِيْحِ" وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ بِقَلِيْلٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الجَارُوْدِ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهِ، وَخَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَيَّامُ، وَأَبُو أَحْمَدَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَبِيْبِيُّ، وَبكرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيّ، وَالهَيْثَمُ بنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَابرٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. واسْتَوْطَنَ بُخَارَى مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَمَلَّكَهُ أَمِيْرُ بُخَارَى بِالإِحسَانِ وَالاحْتِرَامِ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ مِنْ وَلَدِ حَبِيْبِ بنِ أَبِي الأَشْرَسِ، أَقَامَ بِبُخَارَى، وَحَدِيْثُهُ عِنْدَهُم. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً حَافِظاً غَازياً. وَقَالَ الحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيُّ: صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ، مَا أَعْلمُ فِي عَصْرِهِ بِالعِرَاقِ وَخُرَاسَان فِي الحِفْظِ مِثْلَهُ، دَخَلَ مَا وَرَاء النَّهْرِ، فَحَدَّثَ مُدَّةً مِنْ حِفْظِهِ، وَمَا أَعْلَمُ أُخِذَ عَلَيْهِ مِمَّا حَدَّثَ خَطأ، وَرَأَيْتُ أَبَا أَحْمَدَ بنَ عَدِيٍّ يُفَخِّمُ أَمْرَهُ وَيُعَظِّمُه. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكتَانِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَنَا صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ ... فَسَاقَ نَسَبَهُ كَمَا قَدَّمْنَا. وَكَذَلِكَ سَاقَهُ الخَطِيْبُ، وَقَالَ: حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ دَهْراً طَوِيْلاً، وَلَمْ يَكُن اسْتَصْحَبَ مَعَهُ كِتَاباً، وَكَانَ صَدُوْقاً ثَبْتاً، ذَا مُزَاحٍ وَدُعَابَةٍ، مَشْهُوراً بِذَلِكَ. وَقَالَ أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ: كَانَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ يَقْرَأُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى فِي "الزُّهْرِيَّات" فَلَمَّا بَلَغَ حَدِيْثَ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَسْتَرْقِي مِنَ الخَرَزَةِ. فَقَالَ: مِنَ الجَزَرَةِ، فلُقِّبَ بِهِ. رَوَاهَا الحَاكِمُ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا العَنْبَرِيّ، عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: هَذَا غَلَطٌ، لأَنَّهُ لُقِّبَ بِجَزَرَةَ فِي حَدَاثَتِهِ يَعْنِي: قَبْلَ ارْتِحَالِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بِزَمَانٍ. قَالَ: فَأَخْبَرَنَا المَالِيْنِيّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ سَعْدَانَ، سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا بَعْضُ الشُّيُوْخِ مِنَ الشَّامِ، وَكَانَ عِنْدَهُ عَنْ حَرِيزِ بنِ عثمان،

فَقَرَأْت عَلَيْهِ: حَدَّثَكُم حَرِيزُ بنُ عُثْمَانَ قَالَ: كَانَ لأَبِي أُمَامَةَ خَرَزَةٌ يَرْقِي بِهَا المَرِيْض. فقلت: جزرة، فَلُقِّبت جزرة. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ البُخَارِيُّ الفَقِيْهُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ وَسُئِلَ: لِمَ لُقِّبْتَ جَزَرَةَ? فَقَالَ: قَدِمَ عُمَرُ بنُ زُرَارَةَ الحَدَثِيُّ بَغْدَادَ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ خَلْق، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ فَرَاغِ المَجْلِسِ سُئِلتُ: مِنْ أَيْنَ سَمِعْتَ? فَقُلْتُ: مِنْ حَدِيْثِ الجَزَرَةِ، فَبَقِيَتْ عَلَيَّ. وَقَالَ خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَيَّامُ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ شَاذَوَيْه: أَنَّهُ سَمِعَ الأَمِيْر خَالِدَ بنَ أَحْمَدَ يَسْأَلُ أَبَا عَلِيٍّ: لِمَ لُقِّبْتَ جَزَرَة؟ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بنُ زُرَارَةَ فَحَدَّثَهُم بِحَدِيْثٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ ابن بُسرٍ: أَنَّهُ كَانَ لَهُ خَرَزَةٌ للمَرِيْض، فَجِئْتُ وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الحَدِيْث، فرَأَيْتُ فِي كِتَابِ بَعْضِهِم وصِحْتُ بِالشَّيْخِ: يَا أَبَا حَفْصٍ! يَا أَبَا حَفْصٍ! كَيْفَ حَدِيْثُ عَبْد اللهِ بن بُسْرٍ: أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ جَزَرَةٌ يُدَاوِي بِهَا المَرْضَى، فَصَاحَ المُحَدِّثُونَ المُجَّان، فَبقيَ عليَّ حَتَّى السَّاعَة. قُلْتُ: قَدْ كَانَ صَالِحٌ صَاحِبَ دُعَابَةٍ، وَلاَ يَغْضَبُ إِذَا وَاجَهَهُ أَحَدٌ بِهَذَا اللَّقَبِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ بنُ أَبِي الفَضْلِ الهَرَوِيّ، قَالَ: كَانَ صَالِحٌ رُبَّمَا يَطْنِزُ1، كَانَ بِبُخَارَى رَجُلٌ حَافِظٌ يُلَقَّبُ بِجَمَلٍ، فَكَانَ يَمْشِي مَعَ صَالِحِ بنِ مُحَمَّدٍ، فَاسْتَقْبَلَهُمَا بَعِيرٌ عَلَيْهِ جَزَرٌ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أَبَا عَلِيٍّ؟ قَالَ: أَنَا عَلَيْكَ. هَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْقَطعَةٌ. وَرَوَى الحَاكِم: أَخْبَرَنَا بَكْرُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيّ، سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كُنْتُ أُسَايرُ الجَمَلَ الشَّاعِرَ بِمِصْرَ، فَاسْتقبلَنَا جَملٌ عَلَيْهِ جَزَرٌ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أَبَا عَلِيّ? قُلْتُ: أَنَا عَلَيْكَ. قَالَ خَلَفٌ الخَيَّامُ: سَمِعْتُ صَالِحاً يَقُوْلُ: اخْتَلَفْتُ إِلَى عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ أَرْبَعَ سِنِيْنَ وَكَانَ لاَ يَقْرَأُ إلَّا ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ كُلَّ يَوْمٍ، أَوْ كَمَا قَالَ. وَفِي رِوَايَةٍ: كَانَ يُحَدِّثُ لِكُلِّ إِنْسَانٍ بثَلاَثَةِ أَحَادِيْثَ، عَنْ شُعْبَةَ. وَعَنْ جَعْفَرٍ الطِّستِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مُسْلِمٍ الكَجِّيّ يَقُوْلُ -وَذُكِرَ عِنْدَهُ صَالِحٌ جَزَرَةُ- فَقَالَ: مَا أَهْوَنَهُ عَلَيْكُم، أَلاَ تَقُولُوْنَ: سَيِّدُ المُسْلِمِينَ! وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ لأَبِي زُرْعَةَ: حَفِظَ اللهُ أَخَانَا صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ، لاَ يَزَالُ يُضْحِكُنَا شَاهداً وَغَائِباً، كَتَبَ إِلَيَّ يذْكُرُ أَنَّهُ مَاتَ محمد بن يحيى الذهلي، وجلس

_ 1 يطنز: أي يستهزأ.

للتَّحديثِ شَيْخٌ يُعرف بِمُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ مَحْمشٍ، فَحَدَّثَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ البَعِيْرُ" 1. وَأَنَّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ تَصْحَبُ المَلاَئِكَةُ رِفْقَةً فِيْهَا خُرس" 2 فَأَحْسَنَ اللهُ عَزَاءَكُمْ فِي المَاضِي، وَأَعْظَمَ أَجْرَكُمْ فِي الباقي. وَرَوَى البَرْقَانِيُّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ بنِ أَبِي الفَضْلِ الهَرَوِيِّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ صَالِحاً سَمِعَ بَعْضَ الشُّيُوْخِ يَقُوْلُ: إِنَّ السِّينَ وَالصَّادَ يَتَعَاقَبَان، فسَأَلَ "بَعْضَ تَلاَمِذَتِهِ" عَنْ كُنْيَتِهِ فَقَالَ "لَهُ": أَبُو صَالِحٍ. قَالَ: فَقُلْتُ لِلشَّيْخِ: يَا أَبَا سَالِح، أَسْلَحَكَ اللهُ، هَلْ يَجُوْزُ أَنْ تَقْرَأَ: "نَحْنُ نَقُسُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَسَس"؟ فَقَالَ لِي بَعْضُ تلاَمِذَتِه: تُواجِهُ الشَّيْخ بِهَذَا? فَقُلْتُ: فَلاَ يَكْذِب، إِنَّمَا تَتَعَاقَبُ السِّيْن وَالصَّاد فِي مَوَاضِعَ. وَرُوِيَ عَنْ صَالِحِ بنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: الأَحْوَلُ في البيت المبارك، يَرَى الشَّيْءَ شَيْئَيْنِ. قَالَ بَكْرُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ: سَمِعْتُ صَالِحاً يَقُوْلُ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ يَمْتَحِنُ أَصْحَابَ الحَدِيْثِ، وَكَانَ غَالياً فِي التَّشَيُّعِ، فَقَالَ لِي: مَنْ حَفَرَ بِئْرَ زَمْزَمٍ? قُلْتُ: مُعَاوِيَةَ. قَالَ: فَمَنْ نَقَلَ تُرَابَهَا? قُلْتُ: عَمْرُو بن العَاصِ. فصَاحَ فِيَّ وَقَامَ. قَالَ أَبُو النَّضْرِ الفَقِيْهُ: كُنَّا نَسْمَعُ مِنْ صَالِحِ بنِ مُحَمَّدٍ وَهُوَ عَلِيْلٌ، فَبَدَتْ عَورَتُهُ، فَأَشَار إِلَيْهِ بَعْضُنَا بِأَنَّ يَتَغَطَّى، فَقَالَ: رَأَيْتَهُ؟ لاَ تَرْمَدُ أَبَداً. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: كَانَ هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ يَأْخُذُ

_ 1 هذا تصحيف في الحديث، والصواب: "يا أبا عمير ما فعل النغير؟. وقد أخرجه البخاري "6203"، ومسلم "2150"، والترمذي "333" و"1989"، وابن ماجه "3720" من طريق أبي التياح، عن أنس بن مالك، به مرفوعا، وأخرجه أبو داود "4969" من طريق حماد، عن ثابت، عن أنس، به. والنغير: تصغير النغر، وهو طائر صغير، جمعه نغران. 2 صحيح لغيره: هذا الحديث محرف والصواب: "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس". وقد أخرجه أحمد "6/ 327"، وأبو داود "2554" عن أم حبيبة، وإسناده ضعيف، آفته أبو الجراح، مولى أم حبيبة أم المؤمنين، قيل اسمه الزبير، وقيل فيه: الجراح، وهو وهم. وهو مجهول كما قال الحافظ في "التقريب". وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس" أخرجه أحمد "2/ 311 و327"، ومسلم "2113"، والدارمي "2/ 288" من طريق سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أبي هريرة، به.

عَلَى الحَدِيْثِ، وَلاَ يُحَدِّثُ مَا لَمْ يَأْخُذْ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْماً، فَقَالَ: يَا أَبَا عَلِيّ! حَدِّثْنِي. فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجعْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ: عَلِّمْ مَجَّاناً كَمَا عُلِّمْتَ مَجَّاناً. فَقَالَ: تُعَرِّضُ بِي? فَقُلْتُ: لاَ، بَلْ قَصَدْتُكَ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ الطوسي يقول: مرض صالح جَزَرَة، فَكَانَ الأَطِبَّاءُ يَخْتلفون إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَعيَاهُ الأَمْرُ، أَخذَ العَسَلَ وَالشُّونِيْز1، فَزَادَتْ حُمَّاهُ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَهُوَ يَرْتَعِدُ وَيَقُوْلُ: بأَبِي أَنْتَ يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَا كَانَ أَقلَّ بَصَرَكَ بِالطِّبِّ! قُلْتُ: هَذَا مُزَاحٌ لاَ يَجُوْزُ مَعَ سَيِّدِ الخَلْقِ، بَلْ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْلَمَ النَّاسِ بِالطِّبِّ النَّبوِيّ، الَّذِي ثَبَتَ أَنَّهُ قَالَهُ عَلَى الوَجْهِ الَّذِي قَصَدَهُ، فَإِنَّهُ قَاله بِوَحْيٍ: "فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُنَزِّلْ دَاءً، إلَّا وَأَنْزَلَ لَهُ دوَاءً" 2، فَعَلَّمَ رَسُولَهُ مَا أَخْبَرَ الأُمَّة بِهِ، وَلَعَلَّ صَالِحاً قَالَ هَذِهِ الكَلِمَةُ مِنَ الهُجْرِ3 فِي حَالِ غَلَبَة الرِّعْدَةِ، فَمَا وَعَى مَا يَقُوْلُ، أَوْ لَعَلَّهُ تَاب مِنْهَا، وَاللهُ يَعْفُو عَنْهُ. قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ عبَّادَ بنَ يَعْقُوْبَ يَقُوْلُ: اللهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُدْخِلَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْر الجَنَّةَ. قُلْتُ: وَيْلَكَ! وَلِمَ? قَالَ: لأَنَّهُمَا قَاتَلاَ عَلِيّاً بَعْدَ أَنْ بَايعَاهُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: بَلَغَنِي أَنَّ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ وَقَفَ خَلْفَ الشَّيْخِ أَبِي الحُسَيْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ السِّمْنَانِيّ، وَهُوَ يُحَدِّث عَنْ بَرَكَةَ الحَلَبِيِّ بِتِلْكَ الأَحَادِيْثِ، فَقَالَ: يا أبا الحسين! ليس ذا بركة، ذا نقمة. قُلْتُ: كَانَ بركَةُ يُتَّهَمُ بِالكَذِبِ. قَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ الفَقِيْهُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ يَقُوْلُ: كَانَ بِالبَصْرَةِ أَبُو مُوْسَى الزَّمِنُ، فِي عَقْلِهِ شَيْءٌ، فَكَانَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ -أَعنِي: ابْنَ عَبدِ الحمِيدِ- حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ -يَعْنِي: السِّخْتِيَانِيَّ- فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو زُرْعَةَ، فَسَأَلَهُ عن حديث، فقال: حدثنا

_ 1 الشونيز: هي الحبة السوداء في لغة أهل فارس، وتسميها العامة في مصر [حبة البركة] . 2 صحيح: أخرجه البخاري "5678"، وابن ماجه "3439" من حديث أبي هريرة، به. وأخرجه ابن ماجه "3438" من حديث عبد الله بن مسعود، به. وورد من حديث أسامة بن شريك: عند أحمد "4/ 278"، وأبي داود "3855"، والترمذي "2038" وابن ماجه "3436". 3 الهجر: هو التخليط في الكلام والهذيان.

حَجَّاجٌ. فَقُلْتُ: يَعْنِي ابْنَ مِنهَالٍ. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَيُّ شَيْءٍ تُعَذِّبُ المِسْكِيْنَ? وَقَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِس أَبِي عليٍّ، فَلَمَّا قَامَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ المَجْلِسِ: يَا شَيْخُ! مَا اسْمُكَ? قَالَ: وَاثِلَةُ بنُ الأَسْقَعِ. فَكَتَبَ الرَّجُل: حَدَّثَنَا وَاثِلَةُ بنُ الأَسْقَعِ. قَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ إِسْحَاقَ: كُنْتُ عِنْد صَالِحِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الرُّستَاقِ1، فَأَخَذَ يَسْأَلُهُ عَنْ أَحْوَالِ الشُّيُوْخِ، وَيَكْتُبُ جَوَابَهُ، فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي سُفْيَانَ الثَّوْرِيّ? فَقَالَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. فَكَتَبَ الرَّجُلُ ذَلِكَ، فَلُمْتُهُ. فَقَالَ لِي: مَا أَعْجَبَكَ! مَنْ يَسْأَلُ عَنْ مِثْلِ سُفْيَانَ لاَ تبالِ حَكَى عَنْكَ أَوْ لَمْ يحكِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ: كُنْتُ مَعَ صَالِحِ بن مُحَمَّدٍ جَالِساً عَلَى بَاب دَارِهِ إِذْ أَقبلَ ابْنُهُ، عَنْ يمِينه رَجُلٌ أَقْصَرُ مِنْهُ، وَعَنْ يَسَارِهِ صَبِيٌّ، فَقَالَ لِي صَالِح: يَا أَبَا نصر! تبت?. وَيُقَالُ: كَانَ وَلدُ صَالِحٍ مُغَفَّلاً، فَقَالَ صَالِحٌ: سَأَلْتُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي وَلَداً فَرَزَقَنِي جَمَلاً. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ فِي "تَارِيْخِهِ": صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَبُو عَلِيٍّ، أَحَدُ أَركَانِ الحِفْظِ، سَمِعَ سَعِيْدَ بنَ سُلَيْمَانَ الوَاسِطِيّ. قُلْتُ: هَذَا سَعْدَويْه، وَهُوَ أَقْدَمُ شَيْخٍ لَهُ، ثُمَّ سَمَّى لَهُ الحَاكِمُ عَلِيَّ بنَ الجَعْدِ وَجَمَاعَةً، وَقَالَ: فَهَؤُلاَءِ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِيْنَ، وَرِحْلَتُهُ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا، كَتَبَ مِنْ مِصْرَ إِلَى سَمَرْقَنْد. وَرَدَ نَيْسَابُوْرَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَاسْتَوطَنَهَا مُدَّةً، فَلَمَّا تُوُفِّيَ الذُّهْلِيُّ كَانَ فِي نَفْسِهِ مِنْ أَحَادِيْثَ يَسْمَعُهَا مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن قهزاذ، فرحل إليه، ذكروا لَهُ بِمَرْوَ أَحَادِيْثَ عَنْ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ البُخَارِيّ أَفرَاد، فَخَرَجَ إِلَيْهِ. قَالَ: فَثَبَّطَهُ الأَمِيْرُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بِبُخَارَى، وَأَقبلَ عَلَيْهِ، فتَأَهَّلَ وَوُلِدَ لَهُ. وَمَاتَ: بِهَا فِي آخِرِ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ العَبَّاسِ الضَّبِّيّ، سَمِعْتُ بَكْرَ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيّ، سَمِعْتُ أَبَا عليٍّ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مِصْرَ فَإِذَا حَلقَةٌ ضَخْمَةٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا? قَالُوا: صَاحِبُ نَحْوٍ. فَقَرُبْتُ مِنْهُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا كَانَ بصَادٍ، جَاز بِالسِّينِ. فَدَخَلْتُ بَيْنَ النَّاسِ وَقُلْتُ: صَلاَمٌ عَلِيْكُمْ يَا أَبَا سَالِح، سَلَّيْتُم بَعْد? فَقَالَ لِي: يَا رَقِيْع! أَيُّ كَلاَمٍ هَذَا? قُلْتُ: هَذَا مِنْ قَوْلِكَ الآنَ قَالَ: أَظُنُّكَ مِنْ عَيَّارِي بَغْدَادَ. قُلْتُ: هُوَ مَا تَرَى. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ عِصْمَةَ بنَ بجمَاك، سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ جَزَرَةَ يقول:

_ 1 الرستاق: قال ابن منظور، فارس معرب، والجمع الرساتيق، وهي السواد.

حَضَرْتُ مَجْلِسَ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ، فَقَالَ: حَرَجٌ عَلَى كُلِّ مبتدعٍ وَمَاجِنٍ أَنْ يَحْضُرَ مَجْلِسِي. فَقُلْتُ: أَمَّا المَاجنُ فَأَنَا هُوَ -وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: صَالِحٌ المَاجنُ -قَدْ حضَرَ مَجْلِسَكَ. ثمَّ إِنَّ الحَاكِمَ مدَّ النَّفَسَ فِي تَرْجَمَةِ صَالِح بِالغَرَائِبِ وَالسُّؤَالاَتِ، وَحَدَّثَ عَنْ جَمَاعَةٍ كَثِيْرَةٍ سَمِعُوا مِنْ صَالِحِ بنِ مُحَمَّدٍ، آخِرُهُم وَفَاةً أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَابرٍ، بَقِيَ إِلَى سَنَةِ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِبُخَارَى، وَكَانَتْ وَفَاةُ صَالِحٍ فِي ذِي الحِجَّةِ، لِثمَانٍ بَقِيْنَ مِنْه، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ تِسْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ: عُمَرُ بنُ حَفْصِ السَّدُوْسِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدُوْسِ بنِ كَامِلٍ، وعَبْدَان بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهِ بِمَرْوَ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَعْيَنَ بِمِصْرَ، وَسُلَيْمَانُ بنُ المُعَافَى بنِ سُلَيْمَانَ، تُوُفِّيَ بِالثَّغْرِ، وَدَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي القَاسِمِ عَبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ الحَلِيمِ بنِ عِمْرَانَ، الفَقِيْهِ سَحْنُوْن بِالثَّغْرِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المَجِيدِ الصَّفرَاوِيّ، سنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيّ، أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو المَحَاسِنِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الرُّويَانِيّ، سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْس مائَةٍ، أَخْبَرَنَا عبدُ الصَّمَدِ بنُ أَبِي نَصْرٍ العَاصِمِيّ بِبُخَارَى، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيّ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بنُ يُوْنُسَ أَبُو الحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ المثنى، عن عمه ثمامة ابن أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا تَكَلَّمَ بِالكَلِمَةِ أَعَادَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، لِتُفْهَمَ عَنْهُ". أَخْرَجَهُ البخاري1. أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ الطُّيورِيّ، سَمِعْتُ الصوري، سمعت أبا بكر ابن نُوْحٍ، سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ العَسَّالَ، سَمِعْتُ صَالِحاً جَزَرَةَ يَقُوْلُ: يحتَاجُ المُحَدِّث أَنْ يَكْتُبَ مائَة أَلْفٍ وَمائَة أَلْف -فَلَمْ يَزَلْ يَقُوْلُ: وَمائَةَ أَلْفٍ وَيرْفَعُ رَأَسَهُ إِلَى فَوْقَ، حَتَّى كَادَتْ قَلَنْسَوَتُهُ أَنْ تَسْقُطَ- حَدِيْثٍ بِعُلُوّ، وَمائَةَ أَلْفٍ وَمائَةَ أَلْف -وَجَعَلَ يخفِضُ رَأْسَهُ حَتَّى عَادَتِ القَلَنْسُوَة- حَدِيْثٍ بِنُزوْلٍ، حَتَّى يُقَالَ: إِنَّهُ صَاحِبُ حديث.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "94"، والترمذي "2723"، والحاكم "4/ 273".

محمد بن نصر

2532- محمد بن نصر 1: ابن الحجاج المروزي الإِمَامُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ. مَوْلِدُهُ بِبَغْدَادَ، فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَمائَتَيْنِ، وَمَنْشَؤُهُ بِنَيْسَابُوْرَ، وَمَسْكَنُهُ سَمَرْقَنْدُ. كَانَ أَبُوْهُ مَرْوَزِيّاً، وَلَمْ يُرْفَعْ لَنَا فِي نَسَبِهِ. ذَكَرَهُ الحَاكِمُ، فَقَالَ: إِمَامُ عَصْرِهِ بِلاَ مُدَافعَةٍ فِي الحَدِيْثِ. سَمِعَ بِخُرَاسَانَ مِنْ: يَحْيَى بنِ يَحْيَى التَّمِيْمِيِّ، وَأَبِي خَالِدِ يَزِيْدَ بنِ صَالِحٍ، وَعُمَرَ بنِ زُرَارَةَ، وَصَدَقَةَ بنِ الفَضْلِ المَرْوَزِيّ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وعلي بن حجر. وبالري: محمد ابن مهران الحمال، ومحمد بن مقاتل وَمُحَمَّدَ بنَ حُمَيْدٍ، وَطَائِفَةٍ. وَبِبَغْدَادَ: مُحَمَّدَ بنَ بكار ابن الرَّيَّانِ، وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ القَوَارِيْرِيّ، وَالطَّبَقَة. وَبِالبَصْرَة: شَيْبَانَ بنَ فَرُّوخٍ، وَهُدْبَةَ بنَ خَالِدٍ، وَعبدَ الواحدِ بنَ غِيَاثٍ، وَعِدَّةً. وَبَالكُوْفَةِ: مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَهَنَّاد، وَابنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَطَائِفَةً. وَبَالمَدِيْنَةِ: أَبَا مُصْعَبٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ المُنْذِرِ الحِزَامِيّ، وَطَائِفَةً. وَبَالشَّامِ: هِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَدُحَيْماً. قُلْتُ: وَبِمِصْرَ مِنْ: يُوْنُسَ الصَّدَفيِّ، وَالرَّبِيْعِ المُرَادِيِّ، وَأَبِي إِسْمَاعِيْلَ المُزَنِيّ، وَأَخَذَ عَنْهُ كُتُبَ الشَّافِعِيّ ضَبْطاً وَتفَقُّهاً. وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَبَرَعَ فِي عُلُومِ الإِسْلاَمِ، وَكَانَ إِمَاماً مُجْتَهِداً عَلاَّمَةً، مِنْ أَعْلَمِ أَهْلِ زَمَانِهِ بِاخْتِلاَفِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ، قلَّ أَنْ تَرَى العُيُونَ مِثْلَهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: حَدَّثَ عَنْ: عَبْدَانَ بنِ عُثْمَانَ. ثُمَّ سمَّى جَمَاعَةً، وَقَالَ: كَانَ مِنْ أَعْلَمِ الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم في الأحكام. قُلْتُ: يُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ أَعْلَم الأَئِمَّةِ بِاخْتِلاَفِ العُلَمَاءِ عَلَى الإِطلاَقِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجِ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ شَكَّر، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ الأَخْرَمِ، وَأَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بنُ محمد الفقيه، وولده إسماعيل ابن مُحَمَّدِ بنِ نصرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصَّيْرَفِيُّ مِنَ الشَّافِعِيَّة: لَوْ لَمْ يُصَنِّفِ ابْنُ نَصْرٍ إلَّا كتاب: "القسامة" لكان من أفقه الناس.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 315"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 63"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 674" والعبر "2/ 99"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 111"، وتهذيب التهذيب "9/ 489"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 161"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 216".

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيّ، وَقِيْلَ له: ألا تنظر إلى تمكن أبي عليٍّ الثَّقَفِيِّ فِي عَقْلِهِ؟ فَقَالَ: ذَاكَ عَقْلُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ. قِيْلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: إِنَّ مَالِكاً كَانَ مِنْ أَعْقَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَكَانَ يُقَالُ: صَارَ إِلَيْهِ عَقْلُ الَّذِيْنَ جَالسَهُم مِنَ التَّابِعِيْنَ، فجَالَسَهُ يَحْيَى بنِ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيّ، فَأَخَذَ مِنْ عَقْلِهِ وَسَمْتِهِ، ثُمَّ جالس يحيى بن يحيى محمد ابن نَصْرٍ سِنِيْنَ، حَتَّى أَخذَ مِنْ سَمْتِهِ وَعَقْله، فَلَمْ يُرَ بَعْدَ يَحْيَى مِنْ فُقَهَاءِ خُرَاسَانَ أَعْقَلُ مِنِ ابْنِ نَصْرٍ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا عَلِيٍّ الثَّقَفِيّ جَالسَهُ أَرْبَعَ سِنِيْنَ، فَلَمْ يَكُنْ بَعْدَهُ أَعْقَلُ مِنْ أَبِي عليٍّ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ يَقُوْلُ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ بِمِصْرَ إِمَاماً، فَكَيْفَ بِخُرَاسَانَ? وَقَالَ القَاضِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ: كَانَ الصَّدْرُ الأَوَّلُ مَنْ مَشَايِخنَا يَقُوْلُوْنَ: رِجَالُ خُرَاسَانَ أَرْبَعَةٌ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَابْنُ رَاهْوَيْه، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ. وَمن كَلاَمِ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَتِ المَعَاصِي بَعْضُهَا كُفْراً وَبِعْضُهَا لَيْسَ بِكُفْرٍ، فَرَّقَ تَعَالَى بَيْنَهَا، فَجَعَلَهَا ثَلاَثَةَ أَنْوَاعٍ: فَنَوْعٌ مِنْهَا كُفْرٌ، وَنوْعٌ مِنْهَا فُسُوقٌ، وَنوعٌ مِنْهَا عِصْيَانٌ، لَيْسَ بِكُفْرٍ وَلاَ فُسُوقٍ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ كرَّهَهَا كُلّهَا إِلَى المُؤْمِنِيْنَ. وَلَمَّا كَانَتِ الطَّاعَاتُ كُلّهَا دَاخلَةٌ فِي الإِيْمَانِ، وَلَيْسَ فِيْهَا شَيْءٌ خَارجٌ عَنْهُ، لَمْ يُفَرِّق بَيْنَهَا، فَمَا، قَالَ: حَبَّبَ إِلَيْكُم الإِيْمَانَ وَالفَرَائِضَ وَسَائِرَ الطَّاعَاتِ، بَلْ أَجْمَلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: {حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَان} [الحجرَات: 7] فَدَخَلَ فِيْهِ جَمِيْعُ الطَّاعَاتِ، لأَنَّهُ قَدْ حَبَّبَ إِلَيْهِم الصَّلاَةَ وَالزَّكَاةَ، وَسَائِرَ الطَّاعَاتِ حُبَّ تَدَيُّنٍ، وَيكْرَهُونَ المَعَاصِي كرَاهيَةَ تَدَيُّنٍ، وَمِنْهُ قَولُهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: $"مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وساءته سيئته فهو مؤمن"1. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ: انْصَرَفَ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ مِنَ الرِّحلَةِ الثَّانِيَةِ سَنَةَ ستين ومائيتن، فَاسْتَوْطَنَ نَيْسَابُوْرَ، فَلَمْ تَزَلْ تِجَارَتُهُ بِنَيْسَابُوْرَ، أَقَامَ مع شريك له مضارب، وهو

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 18" والترمذي "2165"، والحاكم "1/ 114" من طرق عن محمد بن سوقه، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن أبيه، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وأخرجه الحاكم "1/ 114-115" من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن عمر، به، وأخرجه الحميدي "32" من طريق سليمان بن يسار، عن أبيه، عن عمر، به. وأخرجه الطيالسي "ص7"، وأحمد "1/ 26" من طريق جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بنِ سمرة، به.

يَشْتَغِلُ بِالعِلْمِ وَالعِبَادَةِ، ثُمَّ خَرَجَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ، فَأَقَامَ بِهَا وَشريكُهُ بِنَيْسَابُوْرَ، وَكَانَ وَقتَ مُقَامِهِ بِنَيْسَابُوْرَ هُوَ المُقَدّم وَالمُفْتِي بَعْدَ وَفَاةِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، فَإِنَّ حَيْكَانَ -يَعْنِي: يَحْيَى وَلدُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى- وَمَنْ بَعْدَهُ أَقَرُّوا لَهُ بِالفَضْلِ، وَالتَّقَدُّمِ. قَالَ ابْنُ الأَخْرَمِ الحَافِظُ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ قُتَيْبَةَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى غَيْرَ مَرَّةٍ، إِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ يَقُوْلُ: سَلُوا أَبَا عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيّ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّبْغِيّ: أَدْرَكْتُ إِمَامَيْن لَمْ أُرْزَق السَّمَاعَ مِنْهُمَا: أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ، فَأَمَّا ابْنُ نَصْرٍ، فَمَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ صَلاَةً مِنْهُ، لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ زُنْبُوراً قَعَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ، فسَالَ الدَّمُ عَلَى وَجهِهِ وَلَمْ يَتَحَرَّكْ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ الأَخْرَمِ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ صَلاَةً مِنْ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ كَانَ الذُّبَابُ يقعُ عَلَى أُذُنِهِ، فَيَسِيْلُ الدَّمُ، وَلاَ يَذُبُّهُ عَنْ نَفْسِهِ، وَلَقَدْ كُنَّا نَتَعَجَّبُ مِنْ حُسْنِ صَلاَتِهِ وخشوعه وهيئته للصلاة، كان يضع ذقنه عَلَى صَدْرِهِ، فَيَنْتَصِبُ كَأَنَّهُ خشبَةٌ مَنْصوبَةٌ. قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خَلقاً، كَأَنّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَانِ وَعَلَى خَدَّيْهِ كَالوَرْدِ، وَلحيتُهُ بَيْضَاءَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ: وَالِي خُرَاسَانَ -يَصِلُ مُحَمَّدَ بنَ نَصْرٍ فِي العَامِ بِأَرْبَعَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ، وَيصِلُهُ أَخُوْهُ إِسْحَاقُ بِمِثْلِهَا، وَيصِلُهُ أَهْلُ سَمَرْقَنْدَ بِمِثْلِهَا، فَكَانَ يُنْفِقُهاً مِنَ السّنَةِ إِلَى السّنَةِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ عِيَالٌ، فَقِيْلَ لَهُ: لَوِ ادَّخَرْتَ لنَائِبَةٍ? فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! أَنَا بَقِيْتُ بِمِصْرَ كَذَا وَكَذَا سَنَةً، قُوتِي وثيَابِي وَكَاغَدِي وَحِبرِي وَجَمِيْعُ مَا أُنْفِقُهُ عَلَى نَفْسِي فِي السّنَةِ عِشْرُوْنَ دِرْهَماً، فَتَرَى إِنْ ذَهَبَ ذَا لاَ يَبْقَى ذَاكَ! قَالَ الحَافِظُ السُّلَيْمَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ إِمَامُ الأَئِمَّةِ الموفَّقُ مِنَ السَّمَاءِ، سَكَنَ سَمَرْقَنْدَ، سَمِعَ: يَحْيَى بنَ يَحْيَى، وَعَبْدَان، وَعَبْد اللهِ المُسْنَدِيّ، وَإِسْحَاقَ، وَلَهُ كِتَابُ: "تعَظِيْم قدر الصَّلاَة"، وَكِتَابُ: "رَفْع اليَدِين"، وَغيرهُمَا مِنَ الكُتُبِ المُعْجِزَةِ. كَذَا قَالَ السُّلَيمَانِي، وَلاَ مُعْجِزَ إلَّا القُرْآنَ. ثُمَّ قَالَ: مَاتَ هُوَ وَصَالِح جَزَرَة فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ. أَنْبَأَنِي أَبُو الغَنَائِمِ القَيْسِيُّ وَجَمَاعَةٌ سَمِعُوا أَبَا اليُمْنِ الكِنْدِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا الجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيه، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ جَعْفَرٍ اللَّبَّانُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ مِصْرَ، وَمعِي جَارِيَةٌ فَرَكبتُ البَحْرَ أُريدُ مَكَّةَ، فغرقت، فذهب مني ألفا جُزْءٍ وَصِرْتُ إِلَى جَزِيْرَةٍ أَنَا وَجَارِيَتِي، فَمَا رَأَينَا فِيْهَا أَحَداً، وَأَخَذَنِي

العَطَشُ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى المَاءِ، فَوَضَعْتُ رَأْسِي عَلَى فَخِذِ جَارِيتِي مُسْتَسْلِماً لِلمَوْتِ، فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ جَاءنِي وَمَعَهُ كُوزٌ، فَقَالَ لِي: هَاهُ. فَشَرِبْتُ وَسقَيْتُهَا، ثُمَّ مَضَى، فَمَا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ جَاءَ؟ وَلاَ مِنْ أَيْنَ رَاحَ؟ وفِي "الطَّبَقَاتِ" لأَبِي إِسْحَاقَ: وُلِدَ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ بِبَغْدَادَ، وَنَشَأَ بِنَيْسَابُوْرَ، وَاسْتوطَنَ سَمَرْقَنْدَ. رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِي حُسْنُ رَأْيٍ فِي الشَّافِعِيِّ، فَبَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَغْفَيْتُ، فرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "فِي المَنَامِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَكْتُبُ رَأْيَ الشَّافِعِيِّ؟ فَطَأَطَأَ رَأَسَهُ شِبْهَ الغَضْبَانِ وَقَالَ: "تَقُوْلُ رَأْي؟ لَيْسَ هُوَ بِالرَّأْي، هُوَ ردٌّ عَلَى مَنْ خَالَفَ سُنَّتِي". فَخَرَجْتُ فِي أَثَرِ هَذِهِ الرُّؤيَا إِلَى مِصْرَ، فَكَتَبْتُ كُتُبَ الشَّافِعِيِّ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَصَنَّفَ ابْنُ نَصْرٍ كُتُباً، ضَمَّنَهَا الآثَارَ وَالفِقْهَ، وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِاخْتِلاَفِ الصَّحَابَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ فِي الأَحْكَامِ، وَصَنَّفَ كِتَاباً فِيمَا خَالَفَ أَبُو حَنِيْفَةَ عَلِيّاً وَابنَ مَسْعُوْدٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصَّيْرَفِيّ: لَوْ لَمْ يُصَنِّف إلَّا كِتَاب: "القسَامَة" لكَانَ مِنْ أَفْقَهِ النَّاسِ، كَيْفَ وَقَدْ صَنَّفَ سِوَاهُ?! قَالَ الوَزِيْرُ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ البَلْعَمِيّ: سَمِعْتُ الأَمِيْرَ إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: كُنْتُ بِسَمَرْقَنْدَ، فجلَسْتُ يومًا للمظالم، وجلس أَخِي إِسْحَاقُ إِلَى جَنْبِي، إِذْ دَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ، فَقُمْتُ لَهُ إِجلاَلاً لِلْعِلمِ، فَلَمَّا خَرَجَ عَاتَبَنِي أَخِي وَقَالَ: أَنْتَ وَالِي خُرَاسَانَ تَقُوْمُ لِرَجُلٍ مِنَ الرَّعيَّةِ؟ هَذَا ذهَابُ السِّيَاسَةِ. قَالَ: فَبِتُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَأَنَا مُتَقَسِّمُ القَلْبِ، فرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ كَأَنِّيْ وَاقِفٌ مَعَ أَخِي إِسْحَاقَ إِذْ أَقْبَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخَذَ بِعَضُدِي، فَقَالَ لِي: ثَبُتَ مِلْكُكَ وَملْكُ بَنِيْكَ بِإِجلاَلِكَ مُحَمَّدَ بنَ نَصْرٍ. ثُمَّ التَفَتَ إِلَى إِسْحَاقَ، فَقَالَ: ذَهَبَ مُلْكُ إِسْحَاقَ، وَمُلْكُ بَنِيْهِ بِاسْتِخْفَافِهِ بِمُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ. قُلْتُ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرِ زَوْجَ أُخْتِ يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ القَاضِي، وَاسمُهَا خَنَّةُ بِمُعْجَمَةٍ ثُمَّ نُوْنٌ، مَاتَ بَعْدَ أَيَّامٍ قلاَئِلَ مِنْ مَوْتِ صَالِحِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَزَرَةَ، وَذَلِكَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ فِي مَسْأَلَةِ الإِيْمَان: صَرَّحَ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ فِي كِتَاب "الإِيْمَان" بِأَنَّ الإِيْمَانَ مَخْلُوْقٌ، وَأَنَّ الإِقْرَارَ، وَالشَّهَادَةَ، وَقرَاءةَ القُرْآنِ بِلَفْظِهِ مَخْلُوْقٌ. ثُمَّ قَالَ: وَهَجَرَهُ عَلَى ذَلِكَ عُلَمَاءُ وَقتِهِ، وَخَالفَهُ أَئِمَّةُ خراسان والعراق.

قُلْتُ: الخَوْضُ فِي ذَلِكَ لاَ يَجُوْزُ، وَكَذَلِكَ لاَ يَجُوْزُ أَنْ يُقَالُ: الإِيْمَانُ، وَالإِقْرَارُ، وَالقِرَاءةُ، وَالتَّلَفُّظُ بِالقُرْآنِ غَيْرَ مَخْلُوْقٍ، فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ العبَادَ وَأَعمَالَهُمُ، وَالإِيْمَانُ: فَقَوْلٌ وَعمَلٌ، وَالقِرَاءةُ وَالتَّلَفُّظُ: مِنْ كَسْبِ القَارِئِ، وَالمَقْرُوءُ المَلْفُوظُ: هُوَ كَلاَمُ اللهِ وَوَحْيُهُ وَتَنْزِيلُهُ، وَهُوَ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَكَذَلِكَ كَلِمَةُ الإِيْمَانِ، وَهِيَ قَوْلُ "لاَ إِلَهَ إلَّا الله، مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ" دَاخلَةٌ فِي القُرْآنِ، وَمَا كَانَ مِنَ القُرْآنِ فلَيْسَ بِمَخْلُوْقٍ، وَالتَّكَلُّمُ بها مِنْ فِعْلنَا، وَأَفعَالُنَا مَخْلُوْقَةٌ، وَلَوْ أَنَّا كلَّمَا أَخْطَأَ إِمَامٌ فِي اجْتِهَادِهِ فِي آحَادِ المَسَائِلِ خَطَأً مَغْفُوراً لَهُ، قُمْنَا عَلَيْهِ، وَبدَّعْنَاهُ، وَهَجَرْنَاهُ، لَمَا سَلِمَ مَعَنَا لاَ ابْنَ نَصْرٍ، وَلاَ ابْنَ مَنْدَةَ، وَلاَ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُمَا، وَاللهُ هُوَ هَادِي الخَلْقِ إِلَى الحَقِّ، وَهُوَ أَرحمُ الرَّاحمِينَ، فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الهوَى وَالفظَاظَةِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ فِي بَعْضِ توَالِيفِهِ: أَعْلَمُ النَّاسِ مَنْ كَانَ أَجْمَعهُم للسُّنَنِ، وَأَضْبَطهُم لَهَا، وَأَذْكَرهُمُ لِمَعَانِيهَا، وَأَدرَاهُمُ بِصِحَّتِهَا، وَبِمَا أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ مِمَّا اخْتَلفُوا فِيْهِ. قَالَ: وَمَا نَعْلَمُ هَذِهِ الصِّفَةَ -بَعْد الصَّحَابَةِ- أَتمَّ مِنْهَا فِي مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيّ، فَلَو قَالَ قَائِل: لَيْسَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيْثٌ وَلاَ لأَصْحَابِهِ إلَّا وَهُوَ عِنْدَ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ لَمَا أَبْعَدَ عَنِ الصِّدْقِ. قُلْتُ: هَذِهِ السَّعَةُ وَالإِحَاطَةُ مَا ادَّعَاهَا ابْنُ حَزْمٍ لابْنِ نَصْرٍ إلَّا بَعْدَ إِمعَانِ النَّظَرِ فِي جَمَاعَةِ تَصَانِيْفَ لابْنِ نَصْرٍ، وَيمْكِن ادِّعَاءُ ذَلِكَ لِمِثْلِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ وَنُظَرَائِهِ، والله أعلم.

الناشي

2533- النَّاشِي 1: الكبير، العَلاَّمَةُ، أَبُو العَبَّاسِ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شرشير الأنباري، الملقب: بالناشي. مِنْ كِبَارِ المتكلِّمِيْنَ، وَأَعيَانِ الشُّعَرَاءِ، وَرُؤُوْسِ المَنْطِقِ. لَهُ التَّصَانِيْفُ. وَكَانَ قَوِيَّ العَرَبِيَّةِ وَالعَرُوْضِ، أَدْخَلَ عَلَى قَوَاعدِ الخَلِيْلِ شُبَهاً، وَمَثَّلَهَا بِغَيرِ أَمْثِلَةِ الخَلِيْلِ، وَصَنَّفَ فِي المَنْطِقِ، وَلَهُ قَصِيْدَةٌ فِي عِدَّةِ فنُوْنٍ، نَحْوَ أَرْبَعَةِ آلاَفِ بَيْتٍ. وَكَانَ مِنْ أَذكيَاءِ العَالَمِ. سَكَنَ مِصْرَ، وَبِهَا مَاتَ في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد: "10/ 92-93"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 57-58"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 345"، والعبر "2/ 95"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 158"، وشذرات الذهب لابن العماد "2 / 214".

مطين

2534- مطين 1: الشَّيْخُ، الحَافِظُ، الصَّادِقُ، مُحَدِّثُ الكُوْفَةِ، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سليمان الحضرمي، المُلَقَّبُ: بِمُطَيَّنٍ. رَأَى: أَبَا نُعَيْمٍ المُلاَئِيّ، وَسَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ يُوْنُسَ، وَيَحْيَى بنَ بِشْرٍ الحريرِيَّ، وَسَعِيْدَ بنَ عَمْرٍو الأَشْعَثِيّ، وَيَحْيَى الحِمَّانِيّ، وَبنِي أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيَّ بنَ حَكِيْمٍ، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، وَابْنُ عُقْدَةَ، وَالطَّبَرَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَكَّائِيّ، وَعَلِيُّ بنُ حَسَّان الجَدِيلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَارِمٍ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي دَارِمٍ: كَتَبْتُ بِأُصْبُعِي عَنْ مُطَيَّنٍ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ. وَسُئِلَ عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فَقَالَ: ثِقَةٌ جَبَلٌ. قُلْتُ: صَنّفَ "المُسْنَد" وَ"التَّارِيْخ" وَكَانَ مُتْقِناً. وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيْهِ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَتكلَّمَ هُوَ فِي ابْنِ عُثْمَانَ، فَلاَ يُعْتَدُّ غَالباً بكَلاَمِ الأَقرَانِ، لاَ سيَّمَا إِذَا كَانَ بينهُمَا منَافسَةٌ، فَقَدْ عَدَّدَ ابْنُ عُثْمَانَ لمُطَيَّن نَحْواً مِنْ ثَلاَثَةِ أَوْهَامٍ، فَكَانَ مَاذَا؟ وَمُطَيَّن أَوْثَقُ الرَّجُلَينِ، وَيَكْفِيهِ تَزْكِيَةُ مِثْلِ الدَّارَقُطْنِيِّ لَهُ. عَاشَ خَمْساً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ الخَلِيْلِيُّ: ثِقَةٌ حَافِظٌ. سَمِعْتُ جَمَاعَةً سَمِعُوا جَعْفَراً الخُلْدِيّ: قُلْتُ لمُطَيَّن: لِمَ لُقِّبْتَ بِهَذَا? قَالَ: كُنْتُ صَبِيّاً أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، وَكُنْتُ أَطوَلَهُم، فَنَسْبَحُ وَنَخُوضُ، فَيُطَيِّنُوْنَ ظَهْرِي، فَبَصُرَ بِي يَوْماً أَبُو نُعَيْمٍ فَقَالَ لِي: يَا مُطَيَّنُ! لَمْ لاَ تَحْضُر مَجْلِسَ العِلْمِ? فَلَمَّا طَلَبْتُ الحَدِيْثَ مَاتَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَكَتَبْتُ عَنْ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِ مائَةِ شَيْخٍ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سبع وتسعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 682"، والعبر "2/ 108"، وميزان الاعتدال "3/ 607"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 345"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 171" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 226".

عبد الله بن المعتز بالله

2535- عبد الله بن المعتز بالله 1: محمد ابْنِ المُتَوَكِّلِ، جَعْفَرِ، ابنِ المُعْتَصِمِ مُحَمَّدِ ابنِ الرشيد هارُوْنَ ابنِ المَهْدِيِّ، الأَمِيْرُ أَبُو العَبَّاسِ الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الأَدِيْبُ، صَاحِبُ النَّظْمِ الرَّائِقِ. تَأَدَّبَ بِالمُبَرِّدِ وَثَعْلَبَ، وَرَوَى عَنْ مُؤَدِّبِهِ، أَحْمَدَ بن سَعِيْدٍ الدِّمَشْقِيِّ. رَوَى عَنْهُ: مُؤَدِّبُهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الصُّوْلِيُّ وَغيرهُمَا. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَفِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ، أَنِفَتِ الكِبَارُ مِنْ خِلاَفَةِ المُقْتَدِرِ، وَهُوَ حَدَثٌ، فَهَاجُوا وَتوَثَّبُوا عَلَى المُقْتَدِرِ، وَقَتَلُوا وَزِيْرَهُ، وَنَصَّبُوا ابْنَ المعتزِّ فِي الخِلاَفَةِ، فَقَالَ: عَلَى شَرْطِ أَنْ لاَ يُقْتَلَ بِسَبَبِي رَجُلٌ مُسْلِمٌ. وَكَانَ حَوْلَ المُقْتَدِرِ خَوَاصُّهُ، فَلَبِسُوا السِّلاَحَ، وَحملُوا عَلَى أُولئِكَ، فَتَفَرَّقَ عَنِ ابْنِ المُعْتَزِّ جَمْعُهُ، وَخَافَ، فَاخْتَفَى، ثُمَّ قُبِضَ عَلَيْهِ، وَقُتِلَ سِرّاً فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةِ سِتٍّ، سَلَّمُوهُ إِلَى مُؤنِسٍ الخَادِمِ، فَخَنَقَهُ، وَلفَّهُ فِي بِسَاطٍ، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَهْلِهِ. وَكَانَ شَدِيْدَ السُّمرَةِ، مَسنُوْنَ الوَجْهِ، يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. ورثَاهُ عَلِيُّ بنُ بسَّامٍ: للهِ دَرُّكَ مِنْ مَلْكٍ بِمَضْيَعَةِ ... نَاهِيْكَ فِي العَقْلِ وَالآدَابِ وَالحَسَبِ مَا فِيْهِ لَوْلاَ وَلاَ لَيْتٌ فَتُنْقِصُهُ ... وَإِنَّمَا أَدْرَكَتْهُ حِرْفَةُ الأَدَبِ وَلهُ نَثْرٌ بَدِيْعٌ مِنْهُ: مَنْ تَجَاوَزَ الكَفَافَ لَمْ يُغْنِهِ الإِكثَارُ. كُلَّمَا عَظُمَ قَدْرُ المُنَافَسِ، عَظُمَت الفَجِيْعَةُ بِهِ. رُبَّمَا أَوْرَدَ الطَّمَعُ وَلَمْ يُصْدِرْ. مَنِ ارْتَحَلَهُ الحِرْصُ، أَنضَاهُ الطَّلَبُ. الحَظُّ يَأْتِي مَنْ لاَ يَأْتِيْهِ. أَشْقَى النَّاسِ أَقْرَبَهُم مِنَ السُّلْطَانِ، كَمَا أَنَّ أَقْرَبَ الأَشيَاءِ مِنَ النَّارِ أَسْرَعُهَا احْتِرَاقاً. مَنْ شَارَكَ السُّلْطَانَ فِي عزِّ الدُّنْيَا، شَارَكَهُ في ذل الآخرة.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "2/ 501"، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "10/ 286"، وتاريخ بغداد "10/ 95"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 84"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 341" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 165"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 221".

إدريس بن عبد الكريم

2536- إدريس بن عبد الكريم 1: الحداد، مُقْرِئ العِرَاقِ، أَبُو الحَسَنِ البَغْدَادِيّ. قرأَ عَلَى خَلَفٍ البَزَّارِ وَغَيْرِهِ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَاصِمِ بنِ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وَمُصْعبَ الزُّبَيْرِيِّ، وَطَبَقَتِهِم. وَتَصَدَّرَ للإِقرَاءِ، وَرُحِلَ إِلَيْهِ. تَلاَ عَلَيْهِ: أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ بُويَانِ، وَأَحْمَدُ بنُ حَمْدَانِ، وَالحَسَنُ بنُ سَعِيْدٍ المُطَّوِّعِيّ، وَغَيْرهُمُ. وَرَوَى عَنْهُ: النَّجَّادُ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مُجَاهِدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، وآخرون. سُئِلَ عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، فَقَالَ: ثِقَةٌ وَفوق الثِّقَةِ بِدَرَجَةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ المُنَادِي: كَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ لِثِقَتِهِ وَصلاَحِهِ. تُوُفِّيَ يَوْمَ عِيْدِ الأَضْحَى، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الجَوْهَرِيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِدْرِيْسُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ المُقْرِئ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ، عَنْ عَاصِمِ بنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "إِنَّ اللهَ اصْطَفَى إِبْرَاهِيْمَ بِالخُلَّةِ، وَاصْطَفَى مُوْسَى بِالكَلاَمِ، وَاصْطَفَى مُحَمَّداً -صَلَّى الله عليه وعليهما- بالرؤية".

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 14"، والعبر "2/ 93"، وشذرات الذهب "2/ 210".

يحيي بن عبد الباقي

2537- يحيى بن عبد الباقي 1: ابن يحيى، المُحَدِّثُ المُتْقِنُ، أَبُو القَاسِمِ الأذَنِي. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَلُويْنٍ، وَالمُسَيَّبِ بنِ وَاضِحٍ، وَمُؤَمَّلِ بنِ إِهَابٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ وَزِيْرٍ، وَأَبِي عُمَيْرِ بنِ النحاس، وطبقتهم. وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيْهِ عَدِيُّ بنُ أَحْمَدَ، وَابْنُ صَاعِدِ، وَابنُ المُنَادِي، وَابنُ قَانِعٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ الخُطَبِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ سَلْمٍ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَابنُ السَّمَّاكِ، وَآخَرُوْنَ. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ. وَقَالَ ابْنُ المُنَادِي: جَاءَ نَبَأُ وَفَاتِهِ مِنْ أَذَنَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. كَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ فأكثروا، لثقته وضبطه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 227".

النوشري وجعفر بن محمد بن الحسين

النوشري وجعفر بن محمد بن الحسين: 2538- النوشري: نَائِبُ المُكْتَفِي عَلَى مِصْرَ، الأَمِيْرُ، أَبُو مُوْسَى عِيْسَى بنُ مُحَمَّدٍ. وَلِيهَا خَمْسَ سِنِيْنَ، وَحَارَبَ مُحَمَّدَ بنَ الخَلِيْجِ، وَتَمَكَّنَ، وَضَبَطَ الإِقلِيمَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَتْ دَوْلَتُهُ خَمْس سِنِيْنَ. 2539- جَعْفَرُ بنُ محمد بن الحسين: ابن عبيد الله بن مُحَمَّدِ بنِ طُغَانَ، الإِمَامُ، الثَّبْتُ، المُجَوِّدُ، أَبُو الفضل النيسابوري، المشهور: بالترك. قَالَ الحَاكِمُ: شَيْخُ عَشِيرَتِهِ فِي عَصْرِهِ، مِنَ الثقات الأثبات، ومن كبار أصحاب: يحيى ابن يَحْيَى، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَعَمْرِو بنِ زُرَارَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ رَافِعٍ، وَأَبِي عَمَّارٍ المَرْوَزِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبَانٍ المُسْتَمْلِي، وَأَقرَانِهِم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، وَالمُؤَمَّلُ بنُ الحَسَنِ، وَأَبُو حَامِدٍ بن الشرقي، وأبو الفضل ابن إِبْرَاهِيْمَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الفَقِيْهُ. وسَمِعَهُ أَبُو الوَلِيْدِ يَقُوْلُ: كَانَ إِسْحَاقُ الحَنْظَلِيُّ يَرفَعُنِي عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الشُّيُوْخِ فِي مَجْلِسِهِ، وَيَقُوْلُ: جَدُّهُم أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ السُّنَةَ بِخُرَاسَانَ. قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بنَ يَعْقُوْبَ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُوْلُ: إِذَا وَجَدْتُ الحَدِيْثَ عِنْدِي عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ لِيَحْيَى بنِ يَحْيَى، لَمْ أُبَالِ أَنْ لاَ أُخَرِّجَهُ عَنْ غَيْرِهِ، فَإِنَّ يَحْيَى بنَ يَحْيَى كَانَ يَزُوْرُ كُلَّ جُمُعَةٍ عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلاَةِ بَيْتَ الحُسَيْنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، فَيُقَدِّمُوْنَ إليه أولادهم، فيدعوا لهم.

قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا الفَضْلِ مُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ جَعْفَرٌ التُّرْكُ يَوْمَ السَّبْتِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الأَحَدِ، ثَامِنَ عَشَرَ شَعْبَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَنْصُوْرٍ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يغتسلُ مِنْ إناءٍ واحدٍ -وَهُوَ الفَرَقُ- مِنَ الجَنَابَةِ". أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيِّ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَغَيْرُهُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ صَبَّاحٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ غَدِيْرٍ الفَرَضِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلْعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أخبرنا أبو الحسن محمد ابن عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ التُّرْكُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة: أن النبي -صلى الله عليه سلم- قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيْثِ ... " 1، الحديث.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "2/ 907-908"، ومن طريقه أخرجه أحمد "2/ 465 و517"، والبخاري "6066"، ومسلم "2563" "28"، وأبو داود "4917"، والبيهقي "6/ 85" و"8/ 333" و"10/ 231"، والبغوي "3533" عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، به.

المروزي

2540- المروزي 1: الشَّيْخُ، المُحَدِّثُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ سُلَيْمَانَ المَرْوَزِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: عَاصِمَ بنَ عَلِيٍّ، وَأَبَا عُبَيْدٍ القَاسِمَ بنَ سَلاَّمٍ، وَعَلِيَّ بنَ الجَعْدِ، وَخَلَفَ بنَ هِشَامٍ، وَبِشْرَ بنَ الوَلِيْدِ، وَهُوَ مُكْثِرٌ عَنْ عَاصِمٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: النَّجَّادُ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَمَخْلَدٌ البَاقَرْحِيُّ، والطبراني، وابن عبيد العسكري، وأبو بكر الإسماعيلي، وآخرون. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: صَدُوْقٌ. قُلْتُ: مَاتَ فِي شَوَّالٍ، سنة ثمان وتسعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 422"، والعبر "2/ 112"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 231".

ابن أبي سويد وحامد بن سهل

ابن أبي سويد وحامد بن سهل: 2541- ابن أبي سويد 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ، أَبُو عُثْمَانَ مُحَمَّدُ بنُ عثمان بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي سُويْدٍ البَصْرِيُّ، الذَّرَّاعُ. حَدَّثَ عَنْ: عُثْمَانَ بنِ الهَيْثَمِ، وَالقَعْنَبِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ سَلاَمٍ العَطَّارِ، وَمُسْلِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَبَكَّارٍ السِّيْرِيْنِيِّ، وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَالقَاضِي أَبُو الطَّاهِرِ الذُّهْلِيُّ، وَآخَرُوْنَ. ضَعَّفَهُ ابْنُ عَدِيٍّ، وَقَالَ: أُصِيْبَ بِكُتُبِهِ، فَكَانَ يُشَبَّهُ عَلَيْهِ، وَأَرْجُو أَنَّهُ لاَ يَتَعَمَّدُ الكَذِبَ. وَكَانَ لاَ يُنْكَرُ لَهُ لُقِيُّ هَؤُلاَءِ الشُّيُوْخِ، إلَّا أَنَّهُ حَدَّثَ عَنِ الثِّقَاتِ بِمَا لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهِ. وَكَانَ يُقْرَأُ عَلَيْهِ مِنْ نُسْخَةٍ لَهُ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيْثِهِ عَنْ قَوْمٍ رَآهُم وَلَمْ يَرَهُم، وَتُقْلَبُ الأَسَانِيْدُ عَلَيْهِ، فَيُقِرُّ بِهِ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ أَبَا خَلِيْفَةَ يُثنِي عَلَيْهِ، وَيَذْكُرُ أَنَّهُ كَانَ سَمِعَ مَعَهُ. وَسَأَلَ حَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيَّ، فَقَالَ: ضَعِيْفٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ قَبْلَ ثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ بضع وتسعين سنة. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي التَّائِبِ، وَبِنْتُ عَبْدِ السَّلاَمِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ مَحْمُوْدٍ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ الجُوْزْدَانِيَّةُ مرتين، وأبو عدنان محمد بن أحمد حضورا، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا سليمان بن أحمد اللخمي، حدثنا محمد ابن عُثْمَانَ بنِ أَبِي سُوَيْدٍ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ الهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ عَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ: $"التَّحِيَّاتُ للهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهِ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِيْنَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ"2. لَمْ يَرْفَعْهُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ إلَّا عُثْمَانُ. 2542- حامد بن سهل: المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، أَبُو مُحَمَّدٍ البُخَارِيُّ. ارْتَحَلَ وَسَمِعَ: هِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَعِيْسَى بنَ حَمَّادٍ، وَحَرْمَلَةَ، وَقُتَيْبَةَ بنَ سَعِيْدٍ، وَأَبَا مُصْعَبٍ، وَأَحْمَدَ بنَ مَنِيْعٍ، وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: سَهْلُ بنُ السَّرِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي حَامِدٍ، وَخَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَيَّامُ البُخَارِيُّونَ. أَرَّخَ الخيَّامُ وَفَاتَهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثمانين.

_ 1 ترجمته في الكامل لابن عدي "6/ ترجمة 1793"، وميزان الاعتدال "3/ 641"، ولسان الميزان "5/ 279". 2 صحيح: أخرجه البخاري "831"، ومسلم "402"، وأبو داود "968".

يوسف بن موسي والعباس

يوسف بن موسي والعباس: 2543- يوسف بن موسى 1: المرو الروذي. حَدَّثَ عَنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَعَلِيِّ بنِ حُجْرٍ، وَيَحْيَى بنِ دُرُسْتَ، وَأَبِي مُصْعَبٍ، وَطَبَقَتِهِم. وَجَمَعَ، فَأَوعَى. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ أَبِي العَقِبِ، وَابْنُ البَخْتَرِيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ. وَقَالَ الحَاكِمُ: مَاتَ بِمَرْوَ الرُّوذِ، بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنَ الحَجِّ، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ ومائتين. 2544- العباس: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو أَحْمَدَ، العَبَّاسُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ سُلَيْمَانَ الجَرْجرَائِيُّ -وَقِيْلَ: المَادَرَائِيُّ. اخْتَصَّ بِالوَزِيْرِ القَاسِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، وَغَلَبَ عليه بحسن حركاته وآدابه وَبَلاَغَتِهِ وَخَطِّهِ. فَلَمَّا احْتُضِرَ، أَوْصَى بِهِ المُكْتَفِي، فَاسْتَكْتَبَهُ، وَقَرَّبَهُ، وَأَقْطَعَهُ مَغَلَّ خَمْسِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، وَأَجْرَى عَلَيْهِ فِي كُلِّ شَهْرٍ خَمْسَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: مَوْلِدُهُ لَيْلَةَ قَتْلِ المُتَوَكِّلِ، فَعَمِلَ لَهُ أَبُو مَعْشَرٍ مَوْلِداً، وَقَالَ: مَا أَعْجَبَ هَذَا الوَلَدِ! لَوْ كَانَ هَاشِمِيّاً، لَحَكَمْتُ لَهُ بِالخِلاَفَةِ، لَكِنْ أَحْكُمُ لَهُ بِالوَزَارَةِ. قَالَ: وَلَمْ يَزَلْ فِي ارْتِقَاءٍ. وَمَرِضَ المُكْتَفِي، فَأَوْصَى إِلَيْهِ فِي وَلَدِهِ وَأَهْلِهِ. وَكَانَ ذَا كَرَمٍ وتحر للحق، كان يصل إليه رقاع الأصحاب الأَخْبَارِ فِي أَصْحَابِهِ، فَيَرْمِيهَا إِلَى أُوْلَئِكَ، وَيَضْحَكُ. وَعَنِ القَاسِمِ الوَزِيْرِ: أَنَّهُ كَانَ يُعْجَبُ مِنْ سُرْعَةِ قَلَمِ العَبَّاسِ، وَيَقُوْلُ: تَسْبِقُ يَدُهُ لَفْظِي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 308"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 89".

قَالَ الصُّوْلِيُّ: وَأَنَا مَا رَأَيْتُ أَسْرَعَ مِنْ يَدِهِ! وَقِيْلَ: أَسَرَّ سِرّاً إِلَى حَمَّادِ بنِ إِسْحَاقَ، فَلَمَّا وَلِيَ، قَالَ: أَوْكِ وِعَاءَكَ، وَعَمِّ طَرِيْقَكَ. فَقَالَ: نَسِيْتُ سِقَائِي فَكَيْفَ أُوْكِيْهِ؟ وَضَلَلْتُ طَرِيقَهُ فَكَيْفَ أُعَمِّيْهِ؟ وَمِنْ شِعْرِهِ: يَا قَاتِلِي بِالصُّدُودِ مِنْهُ وَلَوْ ... يَشَاءُ بِالوَصْلِ كَانَ يُحْيِيْنِي وَمَنْ يَرَى مُهْجَتِي تَسِيلُ عَلَى ... تَقْبِيلِ فِيْهِ وَلاَ يُوَاتِيْنِي وَاحَرَبَى لِلْخِلاَفِ مِنْهُ وَمِن ... خَلاَئِقَ فِيكَ ذَاتِ تَلْوِينِ طَيْفُكَ فِي هَجْعَتِي يُصَافِيْنِي ... وَأَنْتَ مُسْتَيْقِظاً تُعَادِينِي قَالَ الصُّوْلِيُّ: اشتَدَّ كِبْرُ العَبَّاسِ وَجَبَرِيَّتُهُ، ثُمَّ مَاتَ المُكْتَفِي، فَأَمَرَّ العَبَّاسُ أَمرَ بَيْعَةِ المُقْتَدِرِ، وَمَلَكَ الأُمُورَ، وَعَلَّمَ النَّاسَ أَنَّهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيْدُ، فَتَفَرَّغُوا لَهُ، وَأَلحَقُوا بِهِ اللَّوْمَ، وَقَدْ أَشَارُوا عَلَيْهِ بِأَنْ يَخْتَارَ لِلْخِلاَفَةِ رَجُلاً مَهِيْباً، وَإِنْ أَقَمْتَ مَن لَمْ يَخَفْهُ، لَمْ يَخَفْكَ، وَيَطْلُبُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكَ زِيَادَةَ رِزْقٍ، فَإِنْ مَنَعْتَهُ عَادَاكَ. فَكَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ، وَفَسَدَ النَّاسُ، وَهُوَ مَعَ هَذَا ثَقِيْلٌ: عَلَى قَلْبِ المُقْتَدِرِ وَأُمِّهِ وَحَاشِيَتِهَا؛ لِمَنْعِهِ لَهُمْ مِنْ أَشْيَاءَ. وَكَانَ الحُسَيْنُ بنُ حَمْدَانَ الأَمِيْرُ يَزْعُمُ أَنَّ العَبَّاسَ دَسَّ مَنْ يُفْسِدُ جَارِيَتَهُ المُغَنِّيَةَ وَيُمَنِّيهَا، وَكَانَ ابْنُ حَمْدَانَ شَغِفاً بِهَا، وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ بنِ الجَرَّاحِ مُتَوَلِّي دِيْوَانَ الجَيْشِ، وَكَانَ الأُمَرَاءُ يُطِيعُونَهُ، فَشَغَبَهُم عَلَى العَبَّاسِ، وَوَاطَأَ مَنْ يَثِقُ بِهِ أَنَّهُ يُرِيْدُ أَنْ يُبَايِعَ ابْنَ المُعْتَزِّ، وَأَنَّ اِلمُقْتَدِرَ صَبِيٌّ. وَكَانَ لأَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ مَمْلُوْكٌ قَدْ عَتِبَ عَلَيْهِ، فَقَدَّمَ كِتَاباً إِلَى العَبَّاسِ، يُعْلِمُهُ أَنَّهُ رَاغِبٌ فِي الطَّاعَةِ، فَبَعَثَ يَعِدُهُ بِإِمرَةِ الأُمَرَاءِ -أَعنِي: المَمْلُوْكَ- فَسَارَ يُرِيْدُ الحَضْرَةَ فِي أَلْفَي فَارِسٍ، وَعَلِمَ العَبَّاسُ بِاضْطِرَابِ الأَمْرِ، فَقَالَ لَهُ المَرْزُبَانِيُّ عَلَى رُؤُوْسِ المَلأِ: أَعَزَّ اللهُ الوَزِيْرَ، اسْتَفْسَدْتَ مِثْلَ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ لأَجْلِ مَمْلُوكِهِ بَارِس، وَلأَحْمَدَ أَلفُ غُلاَمٍ مِثْلُ بَارِس?! قَالَ: أَصْطَنِعُهُ، وَأُؤَمِّرُهُ، فَيَعْظُمَ؛ أَمَا كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَجِيراً لِخَدِيْجَةَ، ثُمَّ كَانَ مِنْهُ مَا رَأَيْتَ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: لَوْلاَ أَنَّ أَحْمَدَ بنَ طُوْمَارٍ سَمِعَ هَذَا مِنْهُ، مَا صَدَّقْتُ. فَخَرَجَ الحُسَيْنُ بنُ حَمْدَانَ يَقُوْلُ: أَوَجَدْتَنِي حُجَّةً؟ وَاللهِ لأَقْتُلَنَّكَ. فَلَمَّا قَرُبَ بَارِس، خَافَ أَعدَاءُ العَبَّاسِ، فَعَزَمُوا عَلَى قَتْلِهِ فِي المَاءِ، فَرَكِبَ مَعَهُ أَمِيْرٌ فِي طَيَّارٍ1، وَرَكِبَ عِدَّةٌ في طيارات، لِيَقُومُوا لَهُ، فَيَفْتِكُونَ بِهِ، فَبَدَرَ طَيَّارُهُ، فَسَبَقَ، وخفي عليه عزمهم.

_ 1 الطيار: نوع من الزوارق.

وَكَانَ عَلِيُّ بنُ عِيْسَى الوَزِيْرُ يُخَوِّفُهُ القَتْلَ، وَخَاطَبَهُ ابْنُ الفُرَاتِ الوَزِيْرُ بِبَعْضِ ذَلِكَ، فَكَانَ يَسْتَهِينُ قَوْلَهُم، وَلاَ يَقْبَلُ نُصْحاً، وَيُدِلُّ بِهَيْبَتِهِ. وَحَذَّرُوهُ مِنِ ابْنِ حَمْدَانَ، فَقَالَ: مَا أُؤَمِّلُ دَفْعَ مَا أَخَافُ إلَّا بِهِ بَعْدَ اللهِ. وَحَدَثَ فِيْهِ كِبْرٌ لَمْ يَكُنْ، كَانَ يَرْكَبُ إِلَى بَابِ عَمَّارٍ، وَالقُوَّادُ وَالوُجُوهُ مُشَاةٌ، فَلاَ يَأْمُرُهُم بِرُكُوبٍ! وَذَلِكَ مَسَافَةٌ بَعِيْدَةٌ. وَحَصَّنَ دَارَهُ، وَزَخْرَفَهَا، وَسَمَّاهَا دَارَ السُّرُورِ، فَلَمَّا كَانَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، رَكِبَ المُقْتِدِرُ، وَرَجَعَ الوَزِيْرُ إِلَى دَارِهِ، فَسَارَ بَعْضُ العَازِمِينَ عَلَى الفَتْكِ بِهِ قُدَّامَهُ وَخَلْفَهُ، فَجَذَبَ ابْنُ حَمْدَانَ سَيْفَهُ، وَضَرَبَ الوَزِيْرَ، فَصَاحَ فَاتِكٌ المُعْتَضِدِيُّ: مَا هَذَا يَا كِلاَبُ؟! فَضَرَبَهُ وصيفُ بْنُ صُوَارتِكِيْنَ قَتَلَهُ، وَضَرَبَ ابْنُ كَيَغْلَغَ ابْنَهُ أَحْمَدَ فِي وَجْهِهِ، فَبَادَرَ الوَزِيْرُ، فَرَمَى نَفْسَهُ فِي بُسْتَانٍ، وَثَنَّى عَلَيْهِ عَبْدُ الغَفَّارِ، فَتَلِفَ، فَبَادَرَ حَاجِبُهُ مَنْصُوْرٌ سَوْقاً، فَلَحِقَ المُقْتَدِرَ، فَأَخْبَرَهُ، فَأَجَازَهُ صَافِي إِلَى دَاخِلِ الحَلَبَةِ، وَسَارَ الجَيْشُ حَوْلَ سُورِهَا، وَاجتَمَعَ الَّذِيْنَ وَثَبُوا بِالعَبَّاسِ، فَدَخَلُوا بَغْدَادَ، وَصَارُوا كُلُّهُم إِلَى دَارِ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ بنِ الجَرَّاحِ، فَرَكِبَ مَعَهُم، فَأَجْلَسُوهُ فِي دِسْتِ الوَزَارَةِ، وَجَاءَ ابْنُ المُعْتَزِّ، فَتَلَقَّاهُ الكُلُّ، وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالخِلاَفَةِ، وَمَضَوْا بِهِ إِلَى دَارِ سُلَيْمَانَ بنِ وَهَبٍ عِنْدَ المَغْرِبِ، وَنَهَبَتِ الجُنْدُ دَارَ العَبَّاسِ، وَأَحْرَقُوْهَا، وَأَخَذَ ابْنُ الجَرَّاحِ البَيْعَةَ، وَأُنْشِئَتِ الكُتُبُ إِلَى النُّوَابِ طُوْلَ اللَّيْلِ، فَصَلَّى بِهِمُ ابْنُ المُعْتَزِّ الصُّبْحَ، وَأَتَاهُ القُضَاةُ وَالكِبَارُ، وَنَفَّذُوا إِلَى المُقْتَدِرِ: أَنَّ المُرْتَضِي بِاللهِ -أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ- قَدْ أَمَّنَكَ، وَأَمَرَكَ بِلُزُوْمِ دَارِ ابْنِ طَاهِرٍ مَعَ أُمِّكَ وَجَوَارِيْكَ. فَأَقبلَ رسولٌ خادمٌ من المقتدر، فقال: سلام عليكم. فصاح ابْنُ الجَرَّاحِ وَالقُوَّادُ: سَلِّمْ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. فَقَالَ: أَنَا رَسُوْلٌ، فَإِنْ سَمِعْتُمْ، وَإِلاَّ انْصَرَفْتُ! قَالَ ابْنُ المُعْتَزِّ: هَاتِ. قَالَ: إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ المُقْتَدِرَ يَقُوْلُ: ارْجِعْ إِلَى مَنْزِلِكَ، وَأَبْقِ عَلَى نَفْسِكَ وَدَمِكَ، فَإِنِّي أُؤَمِّنُكَ، وَأُسَسِّي إِقْطَاعَكَ، فَلاَ تُلْهِبْ نَارَ الفِتْنَةِ. فَقَالَ لِلْخَادِمِ: قُلْ لِمَولاَكَ يَا بُنَيَّ: هَذَا كِتَابِي إِلَيْكَ، فَاقْرَأْهُ، وَامْتَثِلْ مَا أَمَرْتُكَ فِيْهِ. فَانْصَرَفَ الخَادِمُ بِالكِتَابِ، وَأَمَرَ ابْنُ المُعْتَزِّ ابْنَ حَمْدَانَ وَابْنَ عَمْرُوَيْه أَنْ يَصِيرَا إِلَى دَارِ المُقْتَدِرِ، فَبَرَزَ المَمَالِيْكُ المُقْتَدِرِيَّةُ، عَلَيْهِم مُؤْنِسٌ الخَادِمُ، وَغَرِيْبٌ الخَالُ، وَمُؤْنِسٌ الخَازِنُ، وَبَذَلُوا الأَمْوَالَ، فَالتَقَوْا هُمْ وَحِزْبُ ابْنِ المُعْتَزِّ، وَأَقْبَلَ ابْنُ حَمْدَانَ إِلَى بَابِ الحَلَبَةِ، فَرَمَتْهُ الأَترَاكُ، فَتَحَرَّجَ، وَانْهَزَمَ، وَرَمَتِ العَامَّةُ أَصْحَابَ ابْنِ المُعْتَزِّ مِنَ الأَسْطِحَةِ، فَضَجَّ أَصْحَابُ المُقْتَدِرِ، وَارْتَفَعَ التَّكْبِيرُ، وَقَصَدُوا ابْنَ المُعْتَزِّ، فَهَرَبَ مِنْ دَارِ ابْنِ وَهْبٍ، وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ يُرِيدُوْنَ سَامَرَّاءَ. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي طَاهِرٍ: ضَرَبَ ابْنُ حَمْدَانَ العَبَّاسَ، فَطَيَّرَ قَحْفَ رَأْسِهِ، ثُمَّ ثَنَّاهُ، فَسَقَطَ، ثُمَّ قَطَّعُوهُ. وَقِيْلَ: شَدَّ مَمْلُوكُهُ عَلَى ابْنِ حَمْدَانَ، فَأَشَارَ ابْنُ حَمْدَانَ إِلَى خَاتَمٍ فِي يَدِهِ، وَقَالَ: هَذَا خَاتَمُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، أَمَرَنِي بِقَتْلِ العَبَّاسِ. فَكَفَّ المَمْلُوْكُ عَنْهُ. وكَانَتْ وِزَارَةُ العَبَّاسِ أَرْبَعِ سِنِيْنَ وَنِصْفاً، وَعَاشَ نَيِّفاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: ثُمَّ اسْتَقَامَ أَمَرُ المُقْتَدِرِ، وَأَمْسَكَ جَمَاعَةً، وَأُهلِكُوا، وَعَفَا عَنِ الحُسَيْنِ بنِ حَمْدَانَ، وَاسْتَوْزَرَ ابْنَ الفُرَاتِ، وَقُتِلَ ابْنُ المعتز.

الغزي ومحمد بن يزيد

الغزي ومحمد بن يزيد: 2545- الغزي: الحسن بن الفرج الغزي المحدث. سَمِعَ: عَمْرَو بنَ خَالِدٍ الحَرَّانِيَّ، وَيَحْيَى بنَ بُكَيْرٍ -كَتَبَ عَنْهُ "المُوَطَّأَ"- وَيُوْسُفَ بنَ عَدِيٍّ، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ الوَصِيْفِ، وَالحَسَنُ بنُ مَرْوَانَ القَيْسَرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ الحَافِظُ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ فَضَالَةَ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَعَاشَ إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ الحَاكِمُ: سَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظَ عَنِ الحَسَنِ بنِ الفَرَجِ، فَقَالَ: مَا رَأَيْنَا إلَّا الخَيْرَ، قَرَأْنَا عَلَيْهِ "المُوَطَّأَ" مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ. قُلْتُ: ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرٍ، ولم يطول. 2546- محمد بن يزيد 1: ابن محمد بن عبد الصمد، الإِمَامُ، أَبُو الحَسَنِ الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُمُ، الدِّمَشْقِيُّ. سَمِعَ: أباه، وسليمان بن بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، وَصَفْوَانَ بنَ صَالِحٍ، وَمُوْسَى بنَ أَيُّوْبَ النَّصِيْبِيَّ، وَأَبَا نُعَيْمٍ الحَلَبِيَّ، وَعِدَّةً. وَعَنْهُ: سِبْطُهُ؛ عَدِيُّ بنُ يَعْقُوْبَ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ العَدَبَّسِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ فَضَالَةَ، وَمُظَفَّرُ بنُ حَاجِبٍ الفَرْغَانِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ النَّاصِحِ، وَالطَّبَرَانِيُّ. وَعِنْدِي جُزْءٌ لَطِيفٌ لَهُ. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وتسعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 113"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 220"، وشذرات الذهب "2/ 232"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 179".

الحسين بن إسحاق وعمرو بن عثمان

الحسين بن إسحاق وعمرو بن عثمان: 2547- الحسين بن إسحاق: ابن إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيُّ الدَّقِيْقُ. سَمِعَ: هِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَسَعِيْدَ بنَ مَنْصُوْرٍ، وَيَحْيَى الحِمَّانِيَّ، وَشَيْبَانَ بنَ فَرُّوْخٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ ذَكْوَانَ، وَدُحَيْماً، وَعَلِيَّ بنَ بَحْرٍ القَطَّانَ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ عَلِيٌّ، وَسَهْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيُّ الصَّغِيْرُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زَبْرٍ، وَسُلَيْمَانُ الطَّبَرَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنَ الحُفَّاظِ الرَّحَّالَةِ. أَرَّخَ أَبُو الشَّيْخِ وَفَاتَهُ فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَكْثَرَ عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ. 2548- عَمْرُو بن عثمان 1: ابن كرب بن غصص، الإِمَامُ، الرَّبَّانِيُّ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ المَكِّيُّ، الزَّاهِدُ. لَقِيَ النِّبَاجِيَّ -فِيْمَا قِيْلَ- وَصَحِبَ أبا سعيد الخراز، وله تصانيف في الطَّرِيْقِ. وَسَمِعَ مِنْ: يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَالرَّبِيْعِ المُرَادِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بنِ سَيْفٍ الحَرَّانِيِّ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَجَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ بَعْدَ الثَّلاَثِ مائَةٍ. وَمِنْ كَلاَمِهِ: العِلْمُ قَائِدٌ، وَالخَوفُ سَائِقٌ، وَالنَّفْسُ بَيْنَهُمَا حَرُوْنٌ خَدَّاعَةٌ. وَقِيْلَ: كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الفِقْهِ، وَلَمَّا وَلِيَ قَضَاءَ جَدَّةَ، هَجَرَهُ الجُنَيْدُ. وَكَانَ يُنْكِرُ عَلَى الحَلاَّجِ، وَيَذُمُّهُ.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 573"، وتاريخ أصبهان "2/ 33"، وتاريخ بغداد "12/ 223". والمنتظم لابن الجوزي "6/ 93"، والعبر "2/ 107"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 225".

الشيعي والريوندي

الشيعي والريوندي: 2549- الشيعي 1: الدَّاعِي الخَبِيْثُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا الصَّنْعَانِيُّ، مِنْ دُهَاةِ الرِّجَالِ الخَبِيرِينَ بِالجَدَلِ، وَالحِيَلِ، وَإِغوَاءِ بَنِي آدَمَ. قَامَ بِالدَّعْوَةِ العُبَيْدِيَّةِ، وَحَجَّ، وَصَحِبَ قَوْماً من كتامة، وربطهم وَتَأَلَّهَ، وَتَزَهَّدَ، وَشَوَّقَ إِلَى إِمَامِ الوَقْتِ، فَاسْتجَابَ لَهُ خَلقٌ مِنَ البَرْبَرِ، وَعَسْكَرَ، وَحَارَبَ أَمِيْرَ المَغْرِبِ ابْنَ الأَغْلَبِ، وَهَزَمَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَإِلَى أَنْ جَاءَ عُبَيْدُ اللهِ المَهْدِيُّ، فَتَسَلَّمَ المُلْكَ، وَلَمْ يَجْعَلْ لِهَذَا الدَّاعِي وَلاَ لأَخِيهِ أَبِي العَبَّاسِ كَبِيْرَ وِلاَيَةٍ، فَغَضِبَا، وَأَفسَدَا عَلَيْهِ القُلُوبَ، وَحَارَبَاهُ، وَجَرَتْ أُمُورٌ، إِلَى أَنْ ظَفَرَ بِهِمَا المَهْدَيُّ، فَقَتَلَهُمَا فِي سَاعَةٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ ومائتين. 2550- الريوندي 2: المُلْحِدُ، عَدُوُّ الدِّينِ، أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ إِسْحَاقَ الرِّيْوَنْدِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ فِي الحَطِّ عَلَى المِلَّةِ، وَكَانَ يُلاَزِمُ الرَّافِضَةَ وَالمَلاَحِدَةَ، فَإِذَا عُوتِبَ، قَالَ: إِنَّمَا أُرِيْدُ أَنْ أَعْرِفَ أَقوَالَهُم. ثُمَّ إِنَّهُ كَاشَفَ، وَنَاظَرَ، وَأَبْرَزَ الشُّبَهَ وَالشُّكُوكَ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كُنْتُ أَسْمَعُ عَنْهُ بِالعَظَائِمِ، حَتَّى رَأَيْتُ لَهُ مَا لَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبٍ، وَرَأَيْتُ لَهُ كِتَابَ "نَعْتِ الحِكْمَةِ"، وَكِتَابَ "قَضِيْبِ الذَّهَبِ"، وَكِتَابَ "الزُّمُرُّدَةِ"، وَكِتَابَ "الدَّامِغِ"؛ الَّذِي نَقَضَهُ عَلَيْهِ الجُبَائِيُّ. وَنقَضَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن محمد الخياط عليه كتابه "الزمردة". قَالَ ابْنُ عَقِيْلٍ: عَجَبِي كَيْفَ لَمْ يُقْتَلْ! وَقَدْ صَنَّفَ "الدَّامِغَ" يَدْمَغُ بِهِ القُرْآنَ، وَ"الزُّمُرُّدَةَ" يُزرِي فِيْهِ عَلَى النُّبُوَّاتِ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: فِيْهِ هَذَيَانٌ بَارِدٌ لاَ يَتَعَلَّقُ بِشُبْهَةٍ! يَقُوْلُ فِيْهِ: إِنَّ كَلاَمَ أَكْثَمَ بنِ صَيْفيٍّ فِيْهِ مَا هُوَ أَحْسَنُ مَنْ سُوْرَةِ الكَوْثَرِ! وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ وَقَعُوا بِطَلاَسِمَ. وَأَلَّفَ لِليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى يَحْتَجُّ لَهُم فِي إِبْطَالِ نُبُوَّةِ سَيِّدِ البَشَرِ.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 199"، والعبر "2/ 110"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 227". 2 ترجمته في مقالات الإسلاميين للأشعري "2/ 240"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 99"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 35"، والعبر "2/ 116"، ولسان الميزان "1/ 323"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 175-177"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 235".

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الجُبَّائِيُّ: طَلَبَ السُّلْطَانُ أَبَا عِيْسَى الوَرَّاقَ وَابْنَ الرِّيْوَنْدِيِّ، فَأَمَّا الوَرَّاقُ فَسُجِنَ حَتَّى مَاتَ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ، مِنْ رُؤُوْسِ المُتَكَلِّمِيْنَ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ فِي الرَّدِّ عَلَى النَّصَارَى وَغَيْرِهِم. وَاخْتَفَى ابْنُ الرِّيوَنْدِيِّ عِنْدَ ابْنِ لاَوِي اليَهُودِيِّ، فَوَضَعَ لَهُ كِتَابَ "الدَّامِغِ"، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَرِضَ، وَمَاتَ إِلَى اللَّعْنَةِ، وَعَاشَ نَيِّفاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَقَدْ سَرَدَ ابْنُ الجَوْزِيِّ مِنْ بَلاَيَاهُ نَحْواً مِنْ ثَلاَثَةِ أَوْرَاقٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: أَبُو الحُسَيْنِ ابْنُ الرَّاوَنْدِيِّ المُتَكَلِّمُ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ الرُّوْذِ، سَكَنَ بَغْدَادَ، وَكَانَ مُعْتَزِلِيّاً، ثُمَّ تَزَنْدَقَ. وَقِيْلَ: كَانَ أَبُوْهُ يهوديًا، فَأَسْلَمَ هُوَ، فَكَانَ بَعْضُ اليَهُوْدِ يَقُوْلُ لِلْمُسْلِمِينَ: لاَ يُفْسِدُ هَذَا عَلِيْكُم كِتَابَكُم كَمَا أَفْسَدَ أَبُوْهُ عَلَيْنَا التَّوْرَاةَ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ القَاصِّ الفَقِيْهُ: كَانَ ابْنُ الرَّاوَنْدِيِّ لاَ يَسْتَقِرُّ عَلَى مَذْهَبٍ وَلاَ نِحْلَةٍ، حَتَّى صَنَّفَ لِلْيَهُوْدِ كِتَابَ "النُّصْرَةِ عَلَى المُسْلِمِينَ" لِدَرَاهِمَ أُعْطِيَهَا مَنْ يَهُوْدٍ. فَلَمَّا أَخَذَ المَالَ، رَامَ نَقْضَهَا، فَأَعْطَوهُ مائَتَيْ دِرْهَمٍ حَتَّى سَكَتَ. قَالَ البَلْخِيُّ: لَمْ يَكُنْ فِي نُظَرَاءِ ابْنِ الرَّاوَنْدِيِّ مِثْلُهُ فِي المَعْقُولِ، وَكَانَ أَوَّلَ أَمْرِهِ حَسَنَ السِّيْرَةِ، كَثِيْرَ الحَيَاءِ، ثُمَّ انْسَلَخَ مِنْ ذَلِكَ لأَسبَابٍ، وَكَانَ عِلْمُهُ فَوْقَ عَقْلِهِ. قَالَ: وَقَدْ حُكِيَ عَنْ جَمَاعَةٍ أَنَّهُ تَابَ عِنْدَ مَوْتِهِ. قَالَ فِي بَعْضِ المُعْجِزَاتِ: يَقُوْلُ المُنَجِّمُ كَهَذَا. وَقَالَ: فِي القُرْآنِ لَحْنٌ. وَأَلَّفَ فِي قِدَمِ العَالِمِ، وَنَفَى الصَّانِعَ. وَقَالَ: يَقُوْلُوْنَ: لاَ يَأْتِي أَحَدٌ بِمثلِ القُرْآنِ، فَهَذَا إِقْلِيْدِسُ لاَ يَأْتِي أَحَدٌ بِمِثْلِهِ، وَكَذَلِكَ بَطْلِيْمُوْسُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ اخْتَلَفَ إِلَى المُبَرِّدِ، فَبَعْدَ أَيَّامٍ قَالَ المُبَرِّدُ: لَوِ اخْتَلَفَ إِلَيَّ سَنَةً، لاَحْتَجْتُ أَنْ أَقُومَ وَأُجْلِسَهُ مَكَانِي. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: مَا طَالَ عُمُرُهُ، بَلْ عَاشَ سِتّاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. لَعَنَ اللهُ الذَّكَاءَ بِلاَ إِيْمَانٍ، وَرَضِيَ اللهُ عَنِ البَلاَدَةِ مَعَ التَّقْوَى.

ابن طاهر وأبو عثمان الحيري

ابن طاهر وأبو عثمان الحيري: 2551- ابن طاهر 1: الأَمِيْرُ، أَبُو أَحْمَدَ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ الخُزَاعِيُّ، مِنْ بَيْتِ إِمَارَةٍ وَتَقَدُّمٍ. وَلِيَ شُرْطَةَ بَغْدَادَ نِيَابَةً عَنْ أَخِيْهِ الأَمِيْرِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، ثُمَّ اسْتَقَلَّ بِهَا بَعْدَ مَوتِ أَخِيْهِ. وَكَانَ رَئِيْساً جَلِيْلاً، وَشَاعِراً مُحْسِناً، وَمُتَرَسِّلاً بَلِيْغاً. وَلهُ تَصَانِيْفُ مِنْهَا: كِتَابُ "الإِشَارَةِ" فِي أَخْبَارِ الشُّعَرَاءِ، وَ"رِئَاسَةُ السِّيَاسَةِ"، وَكِتَابِ: "البَرَاعَةِ فِي الفَصَاحَةِ"، وَغَيْرُ ذَلِكَ. مَاتَ: فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ ثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ سَبْعٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. 2552- أَبُو عُثْمَانَ الحيري 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الوَاعِظُ القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، الأستاذ، أبو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ سَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الحِيْرِيُّ، الصُّوْفِيُّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِالرَّيِّ، فَسَمِعَ بِهَا مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ مُقَاتِلٍ الرَّازِيِّ، وَمُوْسَى بنِ نَصْرٍ. وَبَالعِرَاقِ مِنْ: حُمَيْدِ بنِ الرَّبِيْعِ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الأَحْمَسِيِّ، وَعِدَّةٍ، وَلَمْ يَزَلْ يَطْلُبُ الحَدِيْثَ وَيَكْتبُهُ إِلَى آخِرِ شَيْءٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الرَّئِيْسُ أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ، وَابْنَاهُ؛ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُو الحسن، وأبو عمرو ابن مَطَرٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ نُجَيْدٍ، وَعِدَّةٌ. قَالَ الحَاكِمُ: قَدِمَ نَيْسَابُوْرَ لِصُحْبَةِ الأُسْتَاذِ أَبِي حَفْصٍ النَّيْسَابُوْرِيِّ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ مَشَايِخُنَا أَنَّ أَبَا عُثْمَانَ كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، وَكَانَ مَجْمَعَ العُبَّادِ وَالزُّهَّادِ. وَلَمْ يَزَلْ يَسْمَعُ وَيُجِلُّ العُلَمَاءَ وَيُعَظِّمُهُم. سَمِعَ مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بنِ حَمْدَانِ "صَحِيْحَهِ" المُخَرَّجَ عَلَى مُسْلِمٍ بِلَفْظِهِ، وَكَانَ إِذَا بَلَغَ سُنَّةً لَمْ يستعملها، وقف عندها حتى يستعملها.

_ 1 ترجمته في الأغاني للأصبهاني "9/ 39"، وتاريخ بغداد "10/ 340"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 117"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 358"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 180". 2 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 568"، وتاريخ بغداد "9/ 99"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 106"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 260"، والعبر "2/ 111"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 177"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 230".

قُلْتُ: هُوَ لِلْخُرَاسَانِيِّيْنَ نَظِيْرُ الجُنَيْدِ لِلْعِرَاقِيِّينَ. وَمِنْ كَلاَمِهِ: سُرُورُكَ بِالدُّنْيَا أَذْهَبَ سُرُورَكَ بِاللهِ عَنْ قَلْبِكَ. قَالَ ابْنُ نُجَيدٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لاَ تَثِقَنَّ بِمَوَدَةِ مَنْ لاَ يُحِبَّكَ إلَّا مَعْصُوْماً. قَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: من أمر السنة على نفسه قولًا وَفِعْلاً، نَطَقَ بِالحِكْمَةِ، وَمَنْ أَمَّرَ الهَوَى عَلَى نَفْسِهِ، نَطَقَ بِالبِدْعَةِ، قَالَ تَعَالَى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النُّوْرُ: 54] . قُلْتُ: وَقَالَ تَعَالَى: {وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه} [ص: 26] . وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ الحِيْرِيِّ، قَالَ: لاَ يَكْمُلُ الرَّجُلُ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَلْبُهُ فِي المَنْعِ وَالعَطَاءِ، وَفِي العِزِّ وَالذُّلِّ. وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ أَنَّهُ قَالَ لأَبِي جَعْفَرٍ بنِ حَمْدَانَ: أَلَسْتُمْ تَرْوُونَ أَنَّ عِنْدَ ذِكْرِ الصَّالِحِيْنَ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَيِّدُ الصَّالِحِيْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنِي سَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ السَّمَرْقَنْدِيُّ العَابِدُ، سَمِعَ أَبَا عُثْمَانَ يَقُوْلُ -يَعْنِي: عَنِ اللهِ: مَنْ طَلَبَ جِوَارِي وَلَمْ يُوَطِّنْ نَفْسَهُ عَلَى ثَلاَثٍ، أَوَّلُهَا: إِلقَاءُ العِزِّ وَحَمْلُ الذُّلِّ، الثَّانِي: سُكُوْنُ قَلْبِهُ عَلَى جُوْعٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، الثَّالِثُ: لاَ يَغْتَمُّ وَلاَ يَهْتَمُّ إلَّا لِدِينِهِ أَوْ طَلَبِ إِصْلاَحِ دِيْنِهِ. الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ صَالِحِ بنِ هَانِئ يَقُوْلُ: لَمَّا قُتِلَ يَحْيَى بنُ الذُّهْلِيِّ، مُنِعَ النَّاسُ مِنْ حُضُوْرِ مَجَالِسِ الحَدِيْثِ مِنْ جِهَةِ أَحْمَدَ الخُجُسْتَانِيِّ، فَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ يَحْمِلُ مِحْبَرَةٍ، إِلَى أن ورد السري بن خُزَيْمَةَ، فَقَامَ الزَّاهِدُ أَبُو عُثْمَانَ الحِيْرِيُّ، وَجَمَعَ المُحَدِّثِيْنَ فِي مَسْجِدِهِ، وَعَلَّقَ بِيَدِهِ مِحْبَرَةً، وَتَقَدَّمَهُم، إِلَى أَنْ جَاءَ إِلَى خَانِ مَحْمَشٍ، فَأَخْرَجَ السَّرِيَّ، وَأَجْلَسَ المُسْتَمْلِي، فَحَزَرْنَا مَجْلِسَهُ زِيَادَةً عَلَى أَلفِ مِحْبَرَةٍ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَامُوا، وَقَبَّلُوا رَأْسَ أَبِي عُثْمَانَ، وَنَثَرَ النَّاسُ عَلَيْهِمُ الدَّرَاهِمَ وَالسُّكَّرَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: ذَكَرَ الحَاكِمُ أخبار أبي عثمان أَبِي عُثْمَانَ فِي خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَرَقَةً، وَفِي غُضُوْنِ ذَلِكَ مِنْ كَلاَمِهِ فِي التَّوَكُّلِ وَاليَقِيْنِ وَالرِّضَى، قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: لَمَّا قَتَلَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخُجُسْتَانِيُّ -الَّذِي اسْتَولَى عَلَى البِلاَدِ- الإِمَامَ حَيْكَانَ بنَ الذُّهْلِيِّ، أَخَذَ فِي الظُّلْمِ وَالعَسَفِ، وَأَمَرَ بِحَرْبَةٍ رُكِزَتْ عَلَى رَأْسِ المُرَبَّعَةِ، وَجَمَعَ الأَعيَانَ، وَحَلَفَ: إِنْ لَمْ يَصُبُّوا الدَّرَاهِمَ حَتَّى يَغِيْبَ رَأْسُ الحَرْبَةِ، فَقَدْ أَحَلُّوا دِمَاءهُم. فَكَانُوا يَقْتَسِمُوْنَ الغَرَامَةِ بَيْنَهُم، فخص

تَاجِرٌ بِثَلاَثِيْنَ أَلفَ دِرْهَمٍ، فَلَمْ يَكُنْ يَقْدِرُ إلَّا عَلَى ثَلاَثَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ، فَحَمَلَهَا إِلَى أَبِي عُثْمَانَ، وَقَالَ: أَيُّهَا الشَّيْخُ! قَدْ حَلَفَ هَذَا كَمَا بَلَغَكَ، وَوَاللهِ لاَ أَهْتَدِي إلَّا إِلَى هَذِهِ. قَالَ: تَأَذَنُ لِي أَنْ أَفْعَلَ فِيْهَا مَا يَنْفَعُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَفَرَّقهَا أَبُو عُثْمَانَ، وَقَالَ لِلتَّاجِرِ: امْكُثْ عِنْدِي. وَمَا زَالَ أَبُو عُثْمَانَ يَتَرَدَّدُ بَيْنَ السِّكَّةِ وَالمَسْجَدِ لَيْلَتَهُ حَتَّى أَصْبَحَ، وَأَذَّنَ المُؤَذِّنُ، ثُمَّ قَالَ لِخَادِمِهِ: اذْهَبْ إِلَى السُّوقِ، وَانْظُرْ مَاذَا تَسْمَعُ. فَذَهَبَ، وَرَجَعَ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ شَيْئاً. قَالَ: اذْهَبْ مَرَّةً أُخْرَى، وَهُوَ فِي مُنَاجَاتِهِ يَقُوْلُ: وَحَقِّكَ لاَ أَقَمْتُ مَا لَمْ تُفَرِّجْ عَنِ المَكرُوْبِيْنَ. قَالَ: فَأَتَى خَادِمُهُ الفَرْغَانِيُّ يَقُوْلُ: وَكَفَى اللهُ المُؤْمِنِيْنَ القِتَالَ، شُقَّ بَطْنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ. فَأَخَذَ أَبُو عُثْمَانَ فِي الإِقَامَةِ. قُلْتُ: بِمِثْلِ هَذَا يَعْظُمُ مَشَايِخُ الوَقْتِ. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ: تُوُفِّيَ أَبِي لِعَشْرٍ بَقِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الأَمِيْرُ أَبُو صَالِحٍ. وَفِيْهَا فِي شَوَّالِهَا مَاتَ الأُسْتَاذُ العَارِفُ أَبُو القاسم.

الجنيد

2553- الجنيد 1: ابن مُحَمَّدِ بنِ الجُنَيْدِ النَّهَاوَنْدِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ القَوَارِيْرِيُّ، وَالِدُه الخَزَّازُ. هُوَ شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي ثَوْرٍ. وَسَمِعَ مِنَ: السَّرِيِّ السَّقَطِيِّ، وَصَحِبَهُ، وَمِنَ الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ. وَصَحِبَ أَيْضاً: الحَارِثَ المُحَاسِبِيَّ، وَأَبَا حَمْزَةَ البَغْدَادِيَّ. وَأَتْقَنَ العِلْمَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى شَأْنِهِ، وَتَأَلَّهَ، وَتَعَبَّدَ، وَنَطَقَ بِالحِكْمَةِ، وَقَلَّ مَا روى. حَدَّثَ عَنْهُ: جَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَرِيْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الشِّبْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُبَيْشٍ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عِلْوَانَ، وَعِدَّةٌ. قَالَ ابْنُ المُنَادِي: سَمِعَ الكَثِيْرَ، وَشَاهَدَ الصَّالِحِيْنَ وَأَهْلَ المَعْرِفَةِ، وَرُزِقَ الذَّكَاءَ وَصَوَابَ الجَوَابِ. لَمْ يُرَ فِي زَمَانِهِ مِثْلُهُ فِي عِفَّةٍ وَعُزُوفٍ عَنِ الدُّنْيَا. قِيلَ لِي: إِنَّهُ قَالَ مَرَّةً: كُنْتُ أُفْتِي فِي حَلْقَةِ أَبِي ثَوْرٍ الكَلْبِيِّ وَلِي عشرون سنة.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 571"، وتاريخ بغداد "7/ 241"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 105"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 144"، والعبر "2/ 110"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 168"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 228".

وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَطَاءٍ: كَانَ الجُنَيْدُ يُفْتِي فِي حَلْقَةِ أَبِي ثَوْرٍ. عَنِ الجُنَيْدِ، قَالَ: مَا أَخْرَجَ اللهُ إِلَى الأَرْضِ عِلْماً وَجَعَلَ لِلْخَلْقِ إِلَيْهِ سَبِيْلاً، إلَّا وَقَدْ جَعَلَ لِي فِيْهِ حَظّاً. وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ فِي سُوقِهِ وَوِرْدِهِ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاَثُ مائَةِ رَكْعَةٍ، وَكَذَا كَذَا أَلفَ تَسْبِيحَةٍ. أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ هَارُوْنَ، وَآخَرُ، قَالاَ: سَمِعْنَا الجُنَيْدَ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُوْلُ: عِلْمُنَا مَضْبُوطٌ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، مَنْ لَمْ يَحْفَظِ الكِتَابَ وَيَكْتُبِ الحَدِيْثَ وَلَمْ يَتَفَقَّهْ، لاَ يُقْتَدَى بِهِ. قَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عُلْوَانِ: سَمِعْتُ الجُنَيْدَ يَقُوْلُ: عِلْمُنَا -يَعْنِي: التَّصَوُّفَ- مُشَبَّكٌ بِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ. وَعَنْ أَبِي العَبَّاسِ بنِ سُرَيْجٍ: أَنَّهُ تَكَلَّمَ يَوْماً، فَعَجِبُوا! فَقَالَ: بِبَرَكَةِ مُجَالَسَتِي لأَبِي القَاسِمِ الجُنَيْدِ. وَعَنْ أَبِي القَاسِمِ الكَعْبِيِّ، أَنَّهُ قَالَ مرَّةً: رَأَيْتُ لَكُمْ شَيْخاً بِبَغْدَادَ، يُقَالُ لَهُ: الجُنَيْدُ، مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مِثْلَهُ! كَانَ الكَتَبَةُ -يَعْنِي: البُلَغَاءَ- يَحْضُرُونَهُ لأَلفَاظِهِ، وَالفَلاسِفَةُ يَحْضُرُونَهُ لِدِقَّةِ مَعَانِيْهِ، وَالمُتَكَلِّمُوْنَ يَحْضُرُونَهُ لِزِمَامِ عِلْمِهِ، وَكَلاَمُهُ بَائِنٌ عَنْ فَهْمِهِم وَعِلْمِهِم. قَالَ الخُلْدِيُّ: لَمْ نَرَ فِي شُيُوخِنَا مَنِ اجْتَمَعَ لَهُ عِلْمٌ وَحَالٌ غَيْرَ الجُنَيْدِ. كَانَتْ لَهُ حَالٌ خَطِيرَةٌ، وَعِلْمٌ غَزِيْرٌ، إِذَا رَأَيْتَ حَالَهُ، رَجَّحْتَهُ عَلَى عِلْمِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ، رَجَّحْتَ عِلْمَهِ عَلَى حَالِهِ. أَبُو سَهْلٍ الصُّعْلُوْكِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ المُرْتَعِشَ يَقُوْلُ: قَالَ الجُنَيْدُ: كُنْتُ بَيْنَ يَدَيِ السِّرِيِّ أَلْعَبُ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِيْنَ، فَتَكَلَّمُوا فِي الشُّكْرِ؟ فَقَالَ: يَا غُلاَمُ! مَا الشُّكْرُ؟ قُلْتُ: أَنْ لاَ يُعْصَى اللهُ بِنِعَمِهِ. فَقَالَ: أَخْشَى أَنْ يَكُوْنَ حَظَّكَ مِنَ اللهِ لِسَانُكَ. قَالَ الجُنَيْدُ: فَلاَ أَزَالُ أَبْكِي عَلَى قَوْلِهِ. السُّلَمِيُّ: حَدَّثَنَا جَدِّي؛ ابْنُ نُجَيْدٍ، قَالَ: كَانَ الجُنَيْدُ يَفْتَحُ حَانُوتَهُ وَيَدْخُلُ، فَيُسْبِلُ السِّتْرَ، وَيُصَلِّي أَرْبَعَ مائَةِ رَكْعَةٍ. وَعَنْهُ، قَالَ: أَعْلَى الكِبْرِ أَنْ تَرَى نَفْسَكَ، وَأَدنَاهُ أَنْ تَخْطُرَ بِبَالِكَ -يَعْنِي: نَفْسَكَ. أَبُو جَعْفَرٍ الفَرْغَانِيُّ: سَمِعْتُ الجُنَيْدَ يَقُوْلُ: أَقَلُّ مَا فِي الكَلاَمِ سُقُوْطُ هَيْبَةِ الرَّبِّ -جَلَّ جَلاَلُهُ- مِنَ القَلْبِ، وَالقَلْبُ إِذَا عَرِيَ مِنَ الهَيْبَةِ، عَرِيَ مِنَ الإِيْمَانِ. قِيْلَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ الجُنَيْدِ: إِنْ كُنْتَ تَأْمَلُهُ، فَلاَ تَأْمَنْهُ.

وَعَنْهُ: مَنْ خَالَفَتْ إِشَارتُهُ مُعَامَلَتَهُ، فَهُوَ مُدَّعٍ كذاب. وَعَنْهُ: سَأَلْتُ اللهَ أَنْ لاَ يُعَذِّبَنِي بِكَلاَمِي؟ وَرُبَّمَا وَقَعَ فِي نَفْسِي: أَنَّ زَعِيْمَ القَوْمِ أَرْذَلُهُم. وَعَنْهُ: أُعْطِيَ أَهْلُ بَغْدَادَ الشَّطْحَ وَالعِبَارَةَ، وَأَهْلُ خُرَاسَانَ القَلْبَ وَالسَّخَاءَ، وَأَهْلُ البَصْرَةِ الزُّهْدَ وَالقَنَاعَةَ، وَأَهْلُ الشَّامِ الحِلْمَ وَالسَّلاَمَةَ، وَأَهْلُ الحِجَازِ الصَّبْرَ وَالإِنَابَةَ. وَقِيْلَ لِبَعْضِ المُتَكَلِّمِينَ -وَيُقَالُ: هُوَ ابْنُ كُلاَّبٍ، وَلَمْ يَصِحَّ: قَدْ ذَكَرْتَ الطَّوَائِفَ، وَعَارَضْتَهُم، وَلَمْ تَذْكُرِ الصُّوْفِيَّةَ. فَقَالَ: لَمْ أَعْرِفْ لَهُم عِلْماً وَلاَ قَوْلاً، وَلاَ مَا رَامُوهُ. قِيْلَ: بَلْ هُمُ السَّادَةُ. وَذَكَرُوا لَهُ الجُنَيْدَ، ثُمَّ أَتَوُا الجُنَيْدَ، فَسَأَلُوهُ عَنِ التَّصَوُّفِ، فَقَالَ: هُوَ إِفرَادُ القَدِيْمِ عَنِ الحَدَثِ، وَالخُرُوجُ عَنِ الوَطَنِ، وَقَطْعُ المَحَابِّ، وَتَرْكُ مَا عَلِمَ أَوْ جَهِلَ، وَأَنْ يَكُوْنَ المَرْءُ زَاهِداً فِيْمَا عِنْدَ اللهِ، رَاغِباً فِيْمَا للهِ عِنْدَهُ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، حَظَاهُ إِلَى كَشْفِ العُلُوْمِ، وَالعِبَارَةِ عَنِ الوُجُوهِ، وَعَلِمِ السَّرَائِرِ، وَفِقْهِ الأَرْوَاحِ. فَقَالَ المُتَكَلِّمُ: هَذَا -وَاللهِ- عِلْمٌ حَسَنٌ، فَلَو أَعَدْتَهُ حَتَّى نَكْتُبَهُ. قَالَ: كَلاَّ، مُرَّ إِلَى المَكَانِ الَّذِي مِنْهُ بَدَأَ النِّسْيَانُ ... ، وَذَكَرَ فَصْلاً طَوِيْلاً. فَقَالَ المُتَكَلِّمُ: إِنْ كَانَ رَجُلٌ يَهْدِمُ مَا يَثْبُتُ بِالعَقْلِ بِكَلِمَةٍ مِنْ كَلاَمِهِ، فَهَذَا، فَإِنَّ كَلاَمَهُ لاَ يَحْتَمِلُ المُعَارَضَةَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الجَرِيْرِيُّ: سَمِعْتُ الجُنَيْدَ يَقُوْلُ: مَا أَخَذْنَا التَّصَوُّفَ عَنِ القَالِ وَالقِيْلِ، بَلْ عَنِ الجُوْعِ، وَتَركِ الدُّنْيَا، وَقَطْعِ المَأْلُوفَاتِ. قُلْتُ: هَذَا حَسَنٌ، وَمُرَادُهُ: قَطْعُ أَكْثَرِ المَأْلُوْفَاتِ، وَتَرْكُ فُضُوْلِ الدُّنْيَا، وَجُوْعٌ بِلاَ إِفرَاطٍ. أَمَّا مَنْ بَالَغَ فِي الجُوعِ -كَمَا يفعله الرهبان- ورفض سَائِرَ الدُّنْيَا وَمَأْلُوْفَاتِ النَّفْسِ مِنَ الغِذَاءِ وَالنَّومِ وَالأَهْلِ، فَقَدْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِبَلاَءٍ عَرِيْضٍ، وَرُبَّمَا خُولِطَ فِي عَقْلِهِ، وَفَاتَهُ بِذَلِكَ كَثِيْرٌ مِنَ الحَنِيْفِيَّةِ السَّمْحَةِ، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً. وَالسَّعَادَةُ فِي مُتَابَعَةِ السُّنَنِ، فَزِنِ الأُمُورَ بِالعَدْلِ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَنَمْ وَقُمْ، وألزم الوَرَعَ فِي القُوْتِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ، وَاصْمُتْ إلَّا مِنْ خَيْرٍ، فَرَحْمَةُ اللهِ عَلَى الجُنَيْدِ، وَأَيْنَ مِثْلُ الجُنَيْدِ فِي عِلْمِهِ وَحَالِهِ؟ قَالَ ابْنُ نُجَيْدٍ: ثَلاَثَةٌ لاَ رَابِعَ لَهُمْ: الجُنَيْدُ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو عُثْمَانَ بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الجَلاَّءِ بِالشَّامِ. وَقَدْ كَانَ الجُنَيْدُ يأنس بصديقه الأستاذ أبي الحسين.

النوري

2554- النوري 1: وَهُوَ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخُرَاسَانِيُّ، البَغَوِيُّ، الزَّاهِدُ، شَيْخُ الطَّائِفَةِ بِالعِرَاقِ، وَأَحْذَقُهُم بِلَطَائِفِ الحَقَائِقِ، وَلَهُ عِبَارَاتٌ دَقِيْقَةٌ يَتَعَلَّقُ بِهَا مَنِ انْحَرَفَ مِنَ الصُّوْفِيَّةِ، نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ. صَحِبَ السَّرِيَّ السَّقَطِيَّ، وَغَيْرَهُ، وَكَانَ الجُنَيْدُ يُعَظِّمُهُ، لَكِنَّهُ فِي الآخِرِ رق له وعذره، لما فسد دماغه. وَقَدْ سَاحَ النُّوْرِيُّ إِلَى الشَّامِ، وَأَخَذَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَقَدْ جَرَتْ لَهُ مِحْنَةٌ، وَفَرَّ عَنْ بَغْدَادَ فِي قِيَامِ غُلاَمِ خَلِيْلٍ عَلَى الصُّوْفِيَّةِ، فَأَقَامَ بِالرَّقَّةِ مُدَّةً مُتَخَلِّياً مُنْعَزِلاً. حَكَى ذَلِكَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ، قَالَ: ثُمَّ عَادَ إِلَى بَغْدَادَ وَقَدْ فَقَدَ جُلاَّسَهُ وَأُنَاسَهُ وَأَشْكَالَهُ، فَانْقَبَضَ لِضَعْفِ قُوَّتِهِ، وَضَعْفِ بَصَرِهِ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ عُمَرَ البَنَّاءَ البَغْدَادِيَّ بِمَكَّةَ يَحكِي مِحْنَةَ غُلاَمِ خَلِيْلٍ، قَالَ: نَسَبُوا الصُّوْفِيَّةَ إِلَى الزَّنْدَقَةِ، فَأَمَرَ الخَلِيْفَةُ المُعْتَمِدُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ بِالقَبْضِ عَلَيْهِم، فَأَخَذَ فِي جُمْلَتِهِم النُّوْرِيَّ، فَأُدْخِلُوا عَلَى الخَلِيْفَةِ، فَأَمَرَ بِضَرْبِ أَعْنَاقِهِم، فَبَادَرَ النُّوْرِيُّ إِلَى السَّيَّافِ، فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: آثَرْتُ حَيَاتَهُم عَلَى نَفْسِي سَاعَةً. فَتَوَقَّفَ السَّيَّافُ عَنْ قَتْلِهِ، وَرَفَعَ أَمْرَهُ إِلَى الخَلِيْفَةِ، فَرَدَّ الخَلِيْفَةُ أَمْرَهُم إِلَى قَاضِي القُضَاةِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِسْحَاقَ، فَسَأَلَ أَبَا الحُسَيْنِ النُّوْرِيَّ عَنْ مَسَائِلَ فِي العِبَادَاتِ، فَأَجَابَ، ثُمَّ قَالَ: وَبَعْدَ هَذَا، فَلِلَّهِ عِبَادٌ يَنْطِقُوْنَ بِاللهِ، وَيَأْكلُوْنَ بِاللهِ، وَيَسْمَعُوْنَ بِاللهِ. فَبَكَى إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، وَقَالَ: إِنْ كَانَ هَؤُلاَءِ القَوْمُ زَنَادِقَةٌ، فَلَيْسَ فِي الأَرْضِ مُوَحِّدٌ. فَأَطْلَقُوْهُمُ. أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ أَبَا الفَرَجِ الوَرْثَانِيَّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عَبْدِ الرَّحِيْمِ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى النُّوْرِيِّ، فَرَأَيْتُ رِجْلَيهِ مُنْتَفِخَتَينِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَمرِهِ، فَقَالَ: طَالَبَتْنِي نَفْسِي بِأَكْلِ تَمْرٍ، فَدَافَعْتُهَا، فَأَبَتْ عَلَيَّ، فَاشْتَرَيْتُهُ، فَلَمَّا أَكَلْتُ، قُلْتُ: قُومِي فَصَلِّي. فَأَبَتْ فَقُلْتُ: للهِ عَلَيَّ إِنْ قَعَدتِ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً، فَمَا قَعَدْتُ، يَعْنِي: إلَّا فِي صلاة. وَعَنِ النُّوْرِيِّ، قَالَ: مَنْ رَأَيْتَهُ يَدَّعِي مَعَ اللهِ حَالَةً تُخْرِجُ عَنِ الشَّرْعِ، فَلاَ تَقْرَبَنْ مِنْهُ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ عَطَاءٍ: سَمِعْتُ أَبَا الحُسَيْنِ النُّوْرِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ فِي نَفْسِي مِنْ هَذِهِ الكَرَامَاتِ، فَأَخَذْتُ مِنَ الصِّبْيَانِ قَصَبَةً، ثُمَّ قُمْتُ بَيْنَ زَوْرَقَينِ، وَقُلْتُ: وَعِزَّتِكَ، لَئِنْ لم

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 570"، وتاريخ بغداد "5/ 130"، والمنتظم "6/ 77"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 163".

تُخْرِجْ لِي سَمَكَةً فِيْهَا ثَلاَثَةُ أَرْطَالٍ، لأُغرِقَنَّ نَفْسِي. قَالَ: فَخَرَجَتْ لِي سَمَكَةٌ ثَلاَثَةُ أَرْطَالٍ. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ الجُنَيْدَ، فَقَالَ: كَانَ حُكْمُهُ أَنْ تَخْرُجَ لَهُ أَفْعَى فَتَلْدَغُهُ. وَعَنِ النُّوْرِيِّ، قَالَ: سَبِيْلُ الفَانِينَ الفَنَاءُ فِي مَحْبُوْبِهِم، وَسَبِيْلُ البَاقِيْنَ البَقَاءُ بِبَقَائِهِ، وَمَنِ ارْتَفَعَ عَنِ الفَنَاءِ وَالبَقَاءِ، فَحِيْنَئِذٍ لاَ فَنَاءَ وَلاَ بَقَاءَ. عَنِ القَنَّادِ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى النُّوْرِيِّ وَأَنَا حَدَثٌ: إِذَا كَانَ كُلُّ المَرْءِ فِي الكُلِّ فَانِياً ... أَبِنْ لِيَ عَنْ أَيِّ الوُجُودَيْنِ يُخْبِرُ فَأَجَابَ لِوَقْتِهِ: إِذَا كُنْتَ فِيْمَا لَيْسَ بِالوَصْفِ فَانِياً ... فَوَقْتُكَ فِي الأَوْصَافِ عِنْدِي تَحَيُّرُ قُلْتُ: هَذَا يَحْتَاجُ إِلَى شَرْحٍ طَوِيْلٍ، وَتَحُرُّزٍ عَنِ الفَنَاءِ الكُلِّيِّ، وَمُرَادُهُم بِالفَنَاءِ، فَنَاءُ الأَوْصَافِ النَّفْسَانِيَّةِ وَنَحْوِهَا، وَنِسْيَانُهَا بِالاشْتِغَالِ بِاللهِ -تَعَالَى- وَبِعِبَادَتِهِ، فَإِنَّ ذَاتَ العَارِفِ وَجَسَدَهُ لاَ يَنْعَدِمُ مَا عَاشَ، وَالكَونُ وَمَا حَوَى فَمَخْلُوْقٌ، وَاللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ومبدعه، أعاذنا الله وإياكم من قول الاتِّحَادِ فَإِنَّهُ زَنْدَقَةٌ. قَالَ فَارِسٌ الحَمَّالُ: رَأَيْتُ النُّوْرِيَّ خَرَجَ مِنَ البَادِيَةِ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إلَّا خَاطِرُهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: هَلْ يَلْحَقُ الأَسْرَارَ مَا يَلْحَقُ الصِّفَاتِ؟ -يُرِيْدُ الضَّنَا الَّذِي رَأَى بِهِ- فَقَالَ: إِنَّ اللهَ أَقْبَلَ عَلَى الأَسْرَارِ فَحَمَلَهَا، وَأَعْرَضَ عَنِ الصِّفَاتِ فَمَحَقَهَا، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ: أَهَكَذَا صَيَّرَنِي ... أَزْعَجَنِي عَنْ وَطَنِي! حَتَّى إِذَا غِبْتُ بِهِ ... وَإِذْ بَدَا غَيَّبَنِي وَاصَلَنِي.. حَتَّى إِذَا ... وَاصَلْتُهُ قَاطَعَنِي يَقُوْلُ لاَ تَشْهَدُ مَا ... تَشْهَدُ أَوْ تَشْهَدُنِي قَالَ وَلَمَّا مَاتَ النُّوْرِيُّ، قَالَ الجُنَيْدُ: ذَهَبَ نِصْفُ العِلْمِ بِمَوتِهِ. وَقِيْلَ: قَالَ النُّوْرِيُّ لِلْجُنَيْدِ: غَشَشْتَهُمْ فَصَدَّرُوكَ، وَنَصَحْتُ لَهُمْ فَرَمَونِي بِالحِجَارَةِ. قِيْلَ: كَانَ النُّوْرِيُّ يَلْهَجُ بِفَنَاءِ صِفَاتِ العَارِفِ، فَكَانَ ذَلِكَ أَبُو جَادَ فَنَاءِ ذَاتِ العَارِفِ كَمَا زَعَمَتِ الاتِّحَادِيَّةُ، فَقَالُوا بِتَعْمِيمِ فَنَاءِ السِّوَى، وَقَالُوا: مَا فِي الكَوْنِ سِوَى اللهِ، وَصَرَّحُوا بِأَنَّهُ تَعَالَى اتَّحَدَ لخلقه، وأنت أنا، وأنا أنت، وأنشدوا:

وَأَلْتَذُّ إِنْ مَرَّتْ عَلَى جَسَدِي يَدِي ... لأَنِّي في التحقيق لست سواكم فنعوذ ب الله مِنَ الضَّلاَلِ. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: مَضَيْتُ يَوْماً أَنَا وَرُوَيْمٌ وَأَبُو بَكْرٍ العَطَّارُ نَمْشِي عَلَى شَاطِئِ نَهْرٍ، فَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ فِي مَسْجِدٍ بِلاَ سَقْفٍ. فَقَالَ رُوَيْمٌ: مَا أَشْبَهَ هَذَا بِأَبِي الحُسَيْنِ النُّوْرِيِّ! فَمِلْنَا إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ هُوَ، فَسَلَّمْنَا وَعَرَفَنَا، وَذَكَرَ أَنَّهُ ضَجِرَ مِنَ الرَّقَّةِ فَانْحَدَرَ، وَأَنَّهُ الآنَ قَدِمَ وَلاَ يَدْرِي أَيْنَ يَتَوَجَّهُ، وَكَانَ قَدْ غَابَ عَنْ بَغْدَادَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَعَرَضْنَا عَلَيْهِ مَسْجِدَنَا، فَقَالَ: لاَ أُرِيدُ مَوْضِعاً فِيْهِ الصُّوْفِيَّةُ، قَدْ ضَجِرْتُ مِنْهُم. فَلَمْ نَزَلْ نَطْلُبُ إِلَيْهِ حَتَّى طَابَتْ نَفْسُهُ. وَكَانَتِ السَّوْدَاءُ قَدْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ، وَحَدِيْثُ النَّفْسِ، ثُمَّ ضَعُفَ بَصَرُهُ، وَانْكَسَرَ قَلْبُهُ، وَفَقَدَ إِخْوَانَهُ، فَاسْتَوْحَشَ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ. ثمَّ إِنَّهُ تَأَنَّسَ وَسَأَلَنَا عَنْ نَصْرِ بنِ رَجَاءَ وَعُثْمَانَ -وَكَانَا صَدِيْقَيْنِ لَهُ، إلَّا أَنَّ نَصْراً تَنَكَّرَ لَهُ- فَقَالَ: مَا أَخَافُ بَغْدَادَ إلَّا مِنْ نَصْرٍ. فَعَرَّفنَاهُ أَنَّهُ بِخِلاَفِ مَا فَارَقَهُ، فَجَاءَ مَعَنَا إِلَى نَصْرٍ، فَلَمَّا دَخَلَ مَسْجِدَهُ، قَامَ نَصْرٌ، وَمَا أَبْقَى فِي إِكرَامِهِ غَايَةً، وَبِتْنَا عِنْدَهُ، وَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، رَكِبْنَا مَعَ نَصْرٍ زَوْرَقاً مِن زَوَارِقِهِ إِلَى مَكَانٍ، وَصَعَدْنَا إِلَى الجُنَيْدِ، فَقَامَ القَوْمُ وَفَرِحُوا، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ الجُنَيْدُ، يُذَاكِرُهُ وَيُمَازِحُهُ، فَسَأَلَهُ ابْنُ مَسْرُوْقٍ مَسْأَلَةً، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِأَبِي القَاسِمِ. فَقَالَ الجُنَيْدُ: أَجِبْ يَا أَبَا الحُسَيْنِ، فَإِنَّ القَوْمَ أَحَبُّوا أَنْ يَسْمَعُوا جَوَابَكَ. قَالَ: أَنَا قَادِمٌ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ. فَتَكَلَّمَ الجُنَيْدُ وَالجَمَاعَةُ، وَالنُّوْرِيُّ سَاكِتٌ، فَعَرَّضُوا لَهُ لِيَتَكَلَّمَ، فَقَالَ: قَدْ لُقِّبْتُم أَلْقَاباً لاَ أَعْرِفُهَا، وَكَلاَماً غَيْرَ مَا كُنْتُ أَعْهَدُ، فَدَعُونِي حَتَّى أَسْمَعَ، وَأَقِفَ عَلَى مَقْصُودِكُمْ. فَسَأَلُوهُ عَنِ الفَرْقِ الَّذِي بَعْدَ الجَمْعِ: مَا عَلاَمَتُهُ؟ وَمَا الفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الفَرْقِ الأَوَّلِ؟ -لاَ أَدْرِي سَأَلُوهُ بِهَذَا اللَّفْظِ أَوْ بِمَعْنَاهُ. وكُنْتُ قَدْ لَقِيْتُهُ بِالرَّقَّةِ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَسَأَلَنِي عَنِ الجُنَيْدِ، فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ يُشِيْرُونَ إِلَى شَيْءٍ يُسَمُّونَهُ الفَرْقَ الثَّانِي وَالصَّحْوَ. فَقَالَ: اذْكُر لِي شَيْئاً مِنْهُ. فَذَكَرْتُهَ، فَضَحِكَ، وَقَالَ: مَا يَقُوْلُ ابْنُ الخَلْنَجِيِّ؟ قُلْتُ: مَا يُجَالِسُهُم. قَالَ: فَأَبُو أَحْمَدَ القَلاَنِسِيُّ؟ قُلْتُ: مَرَّةً يُخَالِفُهُم، وَمَرَّةً يُوَافِقُهُم. قَالَ: فَمَا تَقُولُ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مَا عَسَى أَنْ أَقُوْلَ أَنَا؟ ثُمَّ قُلْتُ: أَحْسِبُ أَنَّ هَذَا الَّذِي يُسَمُّونَهُ فَرْقاً ثَانِياً هُوَ عَيْنٌ مِنْ عُيُونِ الجَمْعِ، يَتَوَهَّمُوْنَ بِهِ أَنَّهُم قَدْ خَرَجُوا عَنِ الجَمْعِ فَقَالَ: هُوَ كَذَاكَ، أَنْتَ إِنَّمَا سَمِعْتَ هَذَا مِنَ القَلاَنِسِيِّ. فَقُلْتُ: لاَ. فَلَمَّا قَدِمْتُ بَغْدَادَ، حَدَّثْتُ أَبَا أَحْمَدَ القَلاَنِسِيَّ بِذَلِكَ، فَأَعْجَبَهُ قَولُ النُّوْرِيِّ. وَأَمَّا أَبُو أَحْمَدَ فَكَانَ رُبَّمَا يَقُوْلُ: هُوَ صَحْوٌ وَخُرُوْجٌ عَنِ الجَمْعِ، وَرُبَّمَا قَالَ: بَلْ هُوَ شَيْءٌ مِنَ الجمع. ثم

إِنَّ النُّوْرِيَّ شَاهَدَهُم، فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ عَيْنٌ مِنْ عُيُونِ الجَمْعِ، وَلاَ هُوَ صَحْوٌ مِنَ الجَمْعِ، وَلَكِنَّهُم رَجَعُوا إِلَى مَا يَعْرِفُونَ. ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ ذَكَرَ رُوَيْمٌ وَابْنُ عَطَاءٍ: أَنَّ النُّوْرِيَّ يَقُوْلُ الشَّيْءَ وَضِدَّهُ، وَلاَ نَعْرِفُ هَذَا إلَّا قَوْلَ سُوْفَسْطَا وَمَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ. وَكَانَ بَيْنَهُم وَحْشَةٌ، وَكَانَ يُكْثِرُ مِنْهُمُ التَّعَجُّبَ، وَقَالُوا لِلْجُنَيْدِ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِم، وَقَالَ: لاَ تَقُولُوا مِثْلَ هَذَا لأَبِي الحُسَيْنِ، وَلَكِنَّهُ رَجُلٌ لَعَلَّهُ قَدْ تَغَيَّرَ دِمَاغُهُ. ثمَّ إِنَّ أَبَا الحُسَيْنِ انْقَبَضَ عَنْ جَمِيْعِهِم، وَجَفَاهُم، وَغَلَبَتْ عَلَيْهِ العِلَّةُ، وَعَمِيَ، وَلَزِمَ الصَّحَارَى وَالمَقَابِرَ، وَكَانَتْ لَهُ فِي ذَلِكَ أَحْوَالٌ يَطُوْلُ شَرْحُهَا. وَسَمِعْتُ جَمَاعَةً يَقُوْلُوْنَ: مَنْ رَأَى النُّوْرِيَّ بَعْدَ قُدُومِهِ مِنَ الرَّقَّةِ وَلَمْ يَكُنْ رَآهُ قَبْلَهَا، فَكَأَنَّهُ لَمْ يَرَهُ لِتَغَيُّرِهِ، رحمه الله. قَالَ ابْنُ جَهْضَمٍ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الجَلاَّءُ، قَالَ: كَانَ النُّوْرِيُّ إِذَا رَأَى مُنْكراً، غَيَّرَه، وَلَوْ كَانَ فِيْهِ تَلَفُهُ، نَزَلَ يَوْماً، فَرَأَى زَوْرَقاً فِيْهِ ثَلاَثُوْنَ دَنّاً، فَقَالَ لِلْمَلاَّحِ: مَا هَذَا؟ قَالَ: مَا يَلْزَمُكَ؟ فَأَلَحَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَنْتَ -وَاللهِ- صُوْفِيٌّ كَثِيْرُ الفُضُولِ، هَذَا خَمْرٌ لِلْمُعْتَضِدِ. قَالَ: أَعْطِنِي ذَلِكَ المِدْرَى، فَاغْتَاظَ، وَقَالَ لأَجِيْرِهِ: نَاوِلْهُ حَتَّى أُبْصِرَ مَا يَصْنَعُ. فَأَخَذَهُ، وَنَزَلَ، فَكَسَّرَهَا كُلَّهَا غَيْرَ دَنٍّ، فَأُخِذَ، وَأُدْخِلَ إِلَى المُعْتَضِدِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ وَيْلَكَ؟! قَالَ: مُحْتَسِبٌ. قَالَ وَمَنْ وَلاَّكَ الحِسْبَةَ؟ قَالَ: الَّذِي وَلاَّكَ الإِمَامَةَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! فَأَطْرَقَ، وَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى فِعْلِكَ؟ قَالَ: شَفَقَةً مِنِّي عَلَيْكَ! قَالَ: كَيْفَ سَلِمَ هَذَا الدَّنُّ؟ فَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يَكْسِرُ الدِّنَانَ وَنَفْسُهُ مُخْلِصَةٌ خَاشِعَةٌ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى هَذَا الدَّنِّ، أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ، فَارْتَابَ فِيْهَا، فَتَرَكَهُ. عَنْ أَبِي أَحْمَدَ المَغَازِلِيِّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ أَعْبَدَ مِنَ النُّوْرِيِّ! قِيْلَ: وَلاَ الجُنَيْدُ؟ قَالَ: وَلاَ الجُنَيْدُ. وَقِيْلَ: إِنَّ الجُنَيْدَ مَرِضَ مَرَّةً، فَعَادَهُ النُّوْرِيُّ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَعُوفِيَ لِوَقْتِهِ. تُوُفِّيَ النُّوْرِيُّ: قَبْلَ الجُنَيْدِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقَدْ شَاخَ، رَحِمَهُ اللهُ. وَقَدْ مَرَّ مَوتُ الجُنَيْدِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ العَطَوِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ الجُنَيْدِ لَمَّا احْتُضِرَ، فَخَتَمَ القُرْآنَ، ثُمَّ ابْتَدَأَ سُوْرَةَ البَقَرَةِ، فَتَلاَ سَبْعِيْنَ آيَةً وَمَاتَ. قَالَ الخُلْدِيُّ: رَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ فقال: طاحت تِلْكَ الإِشَارَاتُ، وَغَابَتْ تِلْكَ العِبَارَاتُ، وَفَنِيَتْ تِلْكَ العُلُوْمُ، وَنَفِدَتْ تِلْكَ الرُّسُوْمُ، وَمَا نَفَعَنَا إلَّا رَكَعَاتٌ كُنَّا نَرْكَعُهَا فِي الأَسْحَارِ. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُنَادِي: ذُكِرَ لِي أَنَّهُم حَزَرُوا الجَمْعَ يَوْمَ جَنَازَةِ الجُنَيْدِ الَّذِيْنَ صَلَّوْا عَلَيْهِ نَحْوَ سِتِّيْنَ أَلْفاً، وَمَا زَالُوا يَنْتَابُوْنَ قَبْرَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ نَحْوَ الشَّهْرِ، وَدُفِنَ عِنْدَ السَّرِيِّ السَّقَطِيِّ. قُلْتُ: غَلِطَ مَنْ وَرَّخَهُ فِي سنة سبع وتسعين، والله أعلم.

البرذعي والوليد بن حماد

البرذعي والوليد بن حماد: 2555- البرذعي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَمَّارٍ الأَزْدِيُّ، البَرْذَعِيُّ. رَحَّالٌ، جَوَّالٌ، مُصَنِّفٌ. سَمِعَ أَبَا كُرَيْبٍ، وَعَبْدَةَ الصَّفَّارَ، وَعَمْرَو بنَ عَلِيٍّ الفَلاَّسَ، وَمُحَمَّدَ بنَ المُثَنَّى، وَبُنْدَاراً، وَأَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجَّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبٍ، وَأَبَا إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ الفُرَاتِ، وَأَبَا زُرْعَةَ، وَلاَزَمَهُ وَفَقُهَ بِهِ وَبِمُسْلِمِ بنِ الحَجَّاجِ، وَابْنَ وَارَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: حَفْصُ بنُ عُمَرَ الأَرْدُبِيْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بن طاهر الميانجي، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَيَّاشٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ المِيْمَذِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ عُقْدَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِيْرٍ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ طَاهِرٍ الحَافِظَ، سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ عَمْرٍو الحَافِظَ يَقُوْلُ: لَمَّا رَجَعْتُ مِنْ مِصْرَ، أَقَمْتُ ثَانِياً عِنْدَ أَبِي زُرْعَةَ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ كِتَابَ المُزَنِيِّ، فَكُلَّمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِمَّا يُخَالِفُ الشَّافِعِيَّ، بَقِيَ يَتَبَسَّمُ، وَيَقُوْلُ: لَمْ يَعْمَلْ صَاحِبُكَ شَيْئاً فِي اخْتِيَارِهِ، لاَ يُمْكِنُهُ الانْفِصَالُ فِيْمَا ادَّعَى. قُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْهُ شَيْئاً؟ قَالَ: لاَ، وَمَا جَالَسْتُهُ إلَّا يومين. 2556- الوليد بن حماد: ابن جابر الحَافِظُ، أَبُو العَبَّاسِ الرَّمْلِيُّ، مُؤَلِّفُ كِتَابِ "فَضَائِلِ بيت المقدس". حدث عن: سليمان بن بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَيَزِيْدَ بنِ مَوْهِبٍ الرَّمْلِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَلَبِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيِّ، وَيَحْيَى بنِ يَعْقُوْبَ، وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيُّ، وَالفَضْلُ بنُ مُهَاجِرٍ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ وَكِيْعٍ قَاضِي طبرية، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ رَبَّانِيّاً. ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ مُخْتَصَراً، وَلاَ أَعْلَمُ فِيْهِ مَغْمَزاً، وَلَهُ أُسْوَةُ غَيْرِهِ فِي رِوَايَةِ الوَاهِيَاتِ. بَقِيَ إِلَى قَرِيْبِ الثَّلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 742"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "13/ 147".

ابراهيم بن محمود والأصبهاني

ابراهيم بن محمود والأصبهاني: 2557- إبراهيم بن محمود: ابن حمزة، شَيْخُ المَالِكِيَّةِ بِنَيْسَابُوْرَ، أَبُو إِسْحَاقَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، تِلْمِيْذُ ابْنِ عَبْدِ الحَكَمِ. حَدَّثَ عَنْ: يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَالرَّبِيْعِ، وَعَبْدِ الجَبَّارِ بنِ العَلاَءِ، وَأَحْمَدَ بنِ مَنِيْعٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ رَافِعٍ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ أَخِيْهِ؛ مَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدُوْنَ، وَحَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ النَّقَّاشُ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مَحْمُوْدَ بنَ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ عَمِّي؛ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا خُرَاسَانِيٌّ أَعْرَفُ بِطَرِيْقَةِ مَالِكٍ مِنْكَ، فَإِذَا رَجَعْتَ إِلَى خُرَاسَانَ، فَادْعُ النَّاسَ إِلَى رَأْي مَالِكٍ. قَالَ: وَكَانَ عَمِّي يَصُوْمُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ، وَلاَ يَدَعُ الجِهَادَ فِي كل ثلاث سِنِيْنَ. ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ يُعْرَفُ بِالقَطَّانِ، وَلَمْ يَكُنْ بَعْدَهُ بِنَيْسَابُوْرَ لِلْمَالِكيَّةِ مُدَرِّسٌ. وَسَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّبِ الكَرَابِيْسِيَّ يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ الفَقِيْهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَحْمُوْدٍ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ ومائتين. 2558- الأصبهاني 1: إِمَامُ القُرَّاءِ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَبِيْبٍ الأَصْبَهَانِيُّ. اعْتَنَى بِقِرَاءةِ وَرْشْ، وَحَذَقَ فِيْهَا، فَتَلاَ عَلَى: عَامِرٍ الحَرَسِيِّ، وَسُلَيْمَانَ الرِّشْدِيْنِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ دَاوُدَ "بنِ" أَبِي طَيْبَةَ. وَسَمِعَ الحُرُوْفَ مِنْ: يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى. وَرَوَى الحَدِيْثَ عَنْ دَاوُدَ بنِ رُشَيْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ مُشْكُدَانَةَ، وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَطَبَقَتِهِم. قَرَأَ عَلَيْهِ: هِبَةُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ المُطَرِّزُ، وَمُحَمَّدُ بُنُ يُوْنُسَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ جَعْفَرٍ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مُجَاهِدٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ العَسَّالُ، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبد الوهاب الأصبهاني، وآخرون. وَكَانَ يَقُوْلُ: ارْتَحَلْتُ إِلَى مِصْرَ وَمَعِي ثَمَانُوْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَأَنْفَقْتُهَا عَلَى ثَمَانِيْنَ خَتْمَةً. وَلَقَدْ بَالَغَ فِي تَعْظِيْمِهِ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَقَالَ: هُوَ إِمَامُ عَصْرِهِ فِي قِرَاءةِ وَرْشْ. قُلْتُ: مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 226"، وتاريخ بغداد "2/ 364".

المري وأبو الآذان

المري وأبو الآذان: 2559- المري: الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الوَلِيْدِ بنِ سَعْدٍ المُرِّيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، المُقْرِئُ. رَوَى عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ الغَسَّانِيِّ، وَأَبِي اليَمَانِ، وَآدَمَ بنِ أَبِي إِيَاسٍ، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ آدَمَ، وَابْنُ أَبِي العَقِبِ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ النَّاصِحِ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ فَضَالَةَ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَرَّخَهُ: ابْنُ زَبْرٍ. 2560- أَبُو الآذَانِ 1: الحَافِظُ العَالِمُ المُتْقِنُ القُدْوَةُ، أَبُو الآذَانِ عُمَرُ بن إبراهيم البغدادي. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ المُثَنَّى العَنْزِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المِسْوَرِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مَسْعُوْدٍ الجَحْدَرِيِّ، وَيَحْيَى بنِ حَكِيْمٍ المُقَوِّمِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ العَطَّارِ، وَطَبَقَتِهِم مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَوَكِيْعٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيُّ فِي "سُنَنِهِ" -وَهُوَ أَكْبَرُ سِنّاً مِنْهُ- وَابْنُ قَانِعٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَمُظَفَّرُ بنُ يَحْيَى، وَطَائِفَةٌ. أَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ. قَالَ البَرْقَانِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، قَالَ: حُكِيَ أَنَّ أَبَا الآذَانِ طَالَتْ خُصُومَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَهُودِيٍّ أَوْ غَيْرِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَدْخِلْ يَدَكَ وَيَدِي فِي النَّارِ، فَمَنْ كَانَ مُحِقّاً لَمْ تَحْتَرِقْ يَدُهُ. فَذُكِرَ أَنَّ يَدَهُ لَمْ تَحْتَرِقْ، وَأَنَّ يَدَ اليَهُودِيِّ احْتَرَقَتْ. تُوُفِّيَ أَبُو الآذَانِ فِي سَنَةِ تسعين ومائتين، وله ثلاث وستون سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 215"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 744"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 205".

قرطمة وابن صدقة

قرطمة وابن صدقة: 2561- قرطمة 1: الحَافِظُ المُجَوِّدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ، قِرْطِمَةُ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ حُمَيْدٍ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجَّ، وَالزَّعْفَرَانِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى. وَلَهُ رِحْلَةٌ وَاسِعَةٌ، وَحِفْظٌ بَاهِرٌ، وَقَلَّ مَا رَوَى. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ ابْنَ عقدة يقول: سمعت ابن يمان يَقُوْلُ: النَّاسُ يَقُوْلُوْنَ: أَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ فِي الحِفْظِ! وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ قِرْطِمَةَ! قَالَ الخَطِيْبُ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ ومائتين. 2562- ابن صدقة 2: الإِمَامُ الحَافِظُ المُتْقِنُ الفَقِيْهُ، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ صَدَقَةَ البَغْدَادِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ بِمَسَائِلَ. وَعَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ مَسْعُوْدٍ الجَحْدَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مِسْكِيْنٍ اليَمَامِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ حَرْبٍ النَّشَاسْتَجِيِّ، وَصَالِحِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى القَطَّانِ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَسُلَيْمَانُ الطَّبَرَانِيُّ، وَالفَقِيْهُ أَبُو بَكْرٍ الخَلاَّلُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مُجَاهِدٍ. وَكَانَ نَقَّالاً لِكُتُبٍ مِنَ القِرَاءاتِ وَمَسَائِلِهِ عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ مُدَوَّنَةً، وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالإِتْقَانِ وَالتَّثَبُّتِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَنْبَأَنَا ابْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ عَلاَّنٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَدَقَةَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبِي، عن عثمان بن مُرَّةَ، عَنِ القَاسِمِ: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: "إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُوْنَ عَذَاباً لاَ يُعَذَّبُهُ أَحَدٌ مِنَ العَالَمِيْنَ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ" 3. قَالَ ابْنُ المُنَادِي: كَانَ ابْنُ صَدَقَةَ من الضبط والحذق على نهاية.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 65"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 745"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "4/ 107"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 205". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 40"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 746"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 215". 3 صحيح: أخرجه البخاري "2105"، ومسلم "2106" "96"، والنسائي "8/ 215"، وابن ماجه "2151"، وأحمد "6/ 70 و80 و223".

قنبل ويوسف القاضي

قنبل ويوسف القاضي: 2563- قنبل 1: إِمَامٌ فِي القُرَّاءِ مَشْهُورٌ، وَهُوَ أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَخْزُوْمِيُّ مَوْلاَهُمُ، المَكِّيُّ. عَاشَ: سِتّاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. تَلاَ عَلَى: أَبِي الحَسَنِ القَوَّاسِ، وَغَيْرِهِ. أَخَذَ عَنْهُ: ابْنُ شَنَبُوْذٍ، وَابْنُ مُجَاهِدٍ، وَابْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ شَوْذَبٍ الوَاسِطِيُّ. يُقَالُ: هَرِمَ وَتَغَيَّرَ. وَقَدْ طَوَّلْتُهُ فِي "طَبَقَاتِ القُرَّاءِ". مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. 2564- يوسف القاضي 2: صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ فِي السُّنَنِ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الفَقِيْهُ الكَبِيْرُ، الثِّقَةُ، القَاضِي، أَبُو مُحَمَّدٍ يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ بنِ دِرْهَمٍ الأَزْدِيُّ مَوْلاَهُمُ، البَصْرِيُّ الأَصْلِ، البَغْدَادِيُّ. حَرَصَ عَلَيْهِ أَهْلُهُ، فَإِنَّهُم بَيْتُ عِلْمٍ. وَسَمِعَ وَهُوَ حَدَثٌ مِنْ: مُسْلِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَسُلَيْمَانَ بنِ حَرْبٍ، وَعَمْرِو بنِ مَرْزُوْقٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرٍ العَبْدِيِّ، وَمُسَدَّدِ بنِ مُسَرْهَدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيِّ، وَهُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ، وَشَيْبَانَ بنِ فَرُّوْخٍ، وَعَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَمْرٍو بنُ السَّمَّاكِ، وَأَبُو سَهْلٍ القَطَّانُ، وَعَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ، وَدَعْلَجُ بنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ ابن كَيْسَانَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ أَسْنَدَ أَهْلِ زَمَانِهِ ببغداد.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "17/ 17"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 42"، والعبر "2/ 89"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 208". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 310"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 96"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 680"، والعبر "2/ 109"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 171"، وشذرات الذهب "2/ 227".

قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً، صَالِحاً، عَفِيْفاً، مَهِيْباً، سَدِيْدَ الأَحْكَامِ، وَلِيَ القَضَاءَ بِالبَصْرَةِ وَوَاسِطَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَضُمَّ إِلَيْهِ قَضَاءُ الجانب الشرقي من بغداد. وفِي "تَارِيْخِ الخَطِيْبِ": أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي الدُّنْيَا دَخَلَ عَلَى يُوْسُفَ القَاضِي، فَسَأَلَهُ عَنْ قُوَّتِهِ، فَقَالَ القَاضِي: أَجِدُنِي كَمَا قَالَ سِيْبَوَيْه: لاَ يَنْفَعُ الهِلْيَوْنُ وَالأَطْرِيْفُلُ ... انْخَرَقَ الأَعْلَى وَخَارَ الأَسْفَلُ وَنَحْنُ فِي جِدٍّ وَأَنْتَ تَهْزِلُ فَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: أُرَانِيَ فِي انْتِقَاصٍ كُلَّ يَوْمٍ ... وَلاَ يَبْقَى مَعَ النُّقْصَانِ شَيُّ طَوَى العَصْرَانِ مَا نَشَرَاهُ مِنِّي ... فَأَخْلَقَ جِدَّتِي نَشْرٌ وَطَيُّ مَاتَ يُوْسُفُ القَاضِي -رَحِمَهُ اللهُ: فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمِنْ تَآلِيْفِهِ: كِتَابُ "العِلْمِ" سَمِعنَاهُ، وَ"الزَّكَاةِ"، وَ"الصِّيَامِ". أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ وَغَيْرُهُ إِجَازَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا محمد ابن عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ كَيْسَانَ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ القَاضِي، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو خِدَاشٍ، عَنْ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "المُسْلِمُوْنَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاَثَةٍ: فِي النار، والكلأ، والماء". أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مُسَدَّدٍ. وَأَبُو خِدَاشٍ هَذَا: هُوَ حِبَّانُ بنُ زَيْدٍ الشَّرْعَبِيُّ الحِمْصِيُّ، مَا عَلِمْتُ رَوَى عَنْهُ سِوَى حَرِيْزٍ، وَشُيُوْخُهِ قَدْ وُثِّقُوا مُطْلَقاً. وَكَانَ وَالِدُهُ يَعْقُوْبُ قَاضِي المَدِيْنَةِ. سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نَاجِيَةَ، وَقَاسِمٌ المُطَرِّزُ، وَطَائِفَةٌ. وَلَقَّنَ لِحَفِيْدِهِ أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ القَاضِي حَدِيْثاً حَفِظَهُ عَنْهُ. وَمَاتَ بِفَارِسِ، عَلَى قَضَائِهَا، سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَهُوَ ثِقَةٌ.

على بن أبي طاهر والخفاف

على بن أبي طاهر والخفاف: 2565- علي بن أبي طاهر: الإِمَامُ الحَافِظُ الأَوْحَدُ الثِّقَةُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَاهِرٍ أَحْمَدَ بنِ الصَّبَّاحِ القَزْوِيْنِيُّ. سَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ بنَ تَوْبَةَ، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَدُحَيْماً، وَبُنْدَاراً، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ القطان، ومحمد بن الحسن القاضي، وَغَيْرُهُمَا. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ. وَكَانَ أَحَدَ الأَثبَاتِ. وَثَّقَهُ الخَلِيْلِيُّ، وَقَالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ يَحْكِي عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَزِيْدَ: أَنَّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَاهِرٍ لَمَّا رَحَلَ إِلَى الشَّامِ، وَكَتَبَ الحَدِيْثَ جَعَلَ كُتُبَهُ فِي صُنْدُوْقٍ، وقيَّره، وَرَكِبَ البَحْرَ، فَاضْطَرَبَتِ السَّفِيْنَةُ وَمَاجَتْ، فَأَلقَى الصُّنْدُوقَ فِي البَحْرِ، ثُمَّ سَكَنَتِ السَّفِيْنَةُ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْهَا، أَقَامَ عَلَى السَّاحِلِ ثَلاَثاً يَدْعُو اللهَ، ثُمَّ سَجَدَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، وَقَالَ: إِنْ كَانَ طَلَبِي ذَلِكَ لِوَجْهِكَ وَحُبِّ رَسُوْلِكَ، فَأَغِثْنِي بِرَدِّ ذَلِكَ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا بِالصُّنْدُوْقِ مُلْقَىً عِنْدَهُ، فَقَدِمَ، وَأَقَامَ بُرْهَةً، ثُمَّ قَصَدُوهُ لِسَمَاعِ الحَدِيْثِ، فَامْتَنَعَ مِنْهُ. قَالَ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَنَامِي، وَمَعَهُ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عليُّ، مَنْ عَامَلَ اللهُ بِمَا عَامَلَكَ بِهِ عَلَى شَطِّ البَحْرِ؟! لاَ تَمْتَنِعْ مِنْ رِوَايَةِ أَحَادِيْثِي. قَالَ: فَقُلْتُ: قَدْ تُبْتُ إِلَى اللهِ. فَدَعَا لِي، وَحَثَّنِي عَلَى الرِّوَايَةِ. ذَكَرَهُ الخَلِيْلِيُّ فِي مَشَايخِ القَطَّانِ، وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، رَحِمَهُ اللهُ. 2566- الخَفَّاف: الحَافِظُ العَالِمُ الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ النَّيْسَابُوْرِيّ، الخَفَّافُ، نَزِيْلُ مِصْرَ. حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الرباطي، ومحمد بن رافع، ومحمد بن إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ، وَطَبَقَتِهِم. وَلاَزَمَ البُخَارِيَّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ -وَهُوَ أَسْنَدُ مِنْهُ- وَمُحَمَّدُ بنُ أَبْيَضَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو العُقَيْلِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الوَرْدِ، وَآخَرُوْنَ. وَرِوَايَة النَّسَائِيِّ عَنْهُ فِي كِتَابِ "الكُنَى". وَهُوَ مِمَّنْ فَاتَ الحَاكِمَ ذِكْرُهُ فِي "تَارِيْخِ نَيْسَابُوْرَ". تُوُفِّيَ بِمِصْرَ، فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ مِنَ البصراء بهذا الشأن.

ابن الصفار وعبيد العجل

ابن الصفار وعبيد العجل: 2567- ابن الصَّفَّار: مُفْتِي الأَنْدَلُسِ مَعَ ابْنِ لُبَابَةَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى. ارْتَحَلَ، وَأَخَذَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ صالح المصري، ويونس، وابن أخي بن وَهْبٍ، وَالعُتْبِيِّ، وَابْنِ وَضَّاحٍ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَهُوَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ القُرْطُبِيُّ، ابْنُ الصَّفَّارِ. وَمَاتَ ابْنُهُ العَلاَّمَةُ المُفْتِي أَبُو الوَلِيْدِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ: سنة إحدى وثلاث مائة، كهلًا. 2568- عُبَيْدٌ العِجْل 1: الحَافِظُ الإِمَامُ المُجَوِّدُ، أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَاتِمٍ البَغْدَادِيُّ؛ تِلْمِيْذُ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ. حَدَّثَ عَنْ: دَاوُدَ بنِ رُشَيْدٍ، وَيَعْقُوْبَ بنِ حُمَيْدِ بنِ كَاسِبٍ، وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ، وَأَبِي هُمَامٍ الوَلِيْدِ بنِ شُجَاعٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيِّ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ الطَّسْتِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ سَنَقَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً، مُتْقِناً، حَافِظاً. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ المُنَادِي: كَانَ مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَ فِي حِفْظِ "المُسْنَدِ" خَاصَّةً. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُقْدَةَ، قَالَ: كُنَّا نَحْضُرُ مَعَ عُبَيْدٍ، فَيَنْتَخِبُ لَنَا، فَإِذَا أَخَذَ الكِتَابَ بِيَدِهِ، طَارَ مَا فِي رَأْسِهِ، فَنُكَلِّمُهُ، فَلاَ يَرُدُّ، فَإِذَا فَرَغَ، قُلْنَا: كَلَّمْنَاكَ فَلَمْ تُجِبْنَا؟! قَالَ: إِذَا أَخَذْتُ الكِتَابَ بِيَدِي، يَطِيْرُ عَنِّي مَا فِي رَأْسِي، يَمُرُّ بِي حَدِيْثُ الصَّحَابِيِّ، وَأَنَا أَحْتَاجُ أَنْ أُفَكِّرَ فِي مسند ذلك الصَّحَابِيِّ، مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، هَلِ الحَدِيْثُ فِيْهِ أَمْ لاَ؟ أَخَافُ أَنْ أَزِلَّ فِي الانْتِخَابِ، وَأَنْتُمْ شَيَاطِيْنُ قَدْ قَعَدْتُمْ حَوْلِي. قِيْلَ: إِنَّ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ هُوَ الَّذِي لَقَّبَهُ عُبَيْداً العِجْلَ. قَالَ ابْنُ قَانِعٍ: مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: كَانَ من أبناء الثمانين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 93"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 61"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 692"، والعبر "2/ 98"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 161"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 216".

البربري والبراثي

البربري والبراثي: 2569- البربري 1: الإِمَامُ الحَافِظُ البَاهِرُ الأَخْبارِيُّ، أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ حَمَّادٍ البَرْبَرِيُّ، البَغْدَادِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ الجَعْدِ، وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ القَوَارِيْرِيَّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ صَالِحٍ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي، وَإِسْمَاعِيْلُ الخُطَبِيُّ، وَابْنُ قَانِعٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ أَخْبَارِيّاً، فَهْماً، ذَا مَعْرِفَةٍ بِأَيَّامِ النَّاسِ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالحُمْرَةِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. قُلْتُ: غَيْرُهُ أَتْقَنُ مِنْهُ، وَلَكِنَّهُ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، يُذْكَرُ مع المعمري وَالحُفَّاظِ، وَقَدْ أَكْثَرَ عَنْهُ الطَّبَرَانِيُّ. قَالَ الخَطِيْبُ: توفي سنة أربع وتسعين ومائتين. 2570- البراثي 2: الإِمَامُ المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ المُجَوِّدُ، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدٍ البَغْدَادِيُّ، البَرَاثِيُّ. تَلاَ عَلَى: خَلَفِ بنِ هِشَامٍ، فَكَانَ خَاتِمَةَ أَصْحَابِهِ. وَسَمِعَ مِنْ: عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ، وَكَامِلِ بنِ طَلْحَةَ، وَسُرَيْجِ بنِ يُوْنُسَ، وَطَبَقَتِهِم. أَخَذَ عَنْهُ الحُرُوْفَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَبِي هَاشِمٍ، فَهُوَ أَعْلَى مَنْ لَقِيَ. وَرَوَى عَنْهُ: مَخْلَدٌ البَاقَرْحِيُّ، وَالجِعَابِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الخُتُّلي، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّاتِ، وَعِدَّةٌ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْوَصُ بنُ المُفَضَّلِ الغَلاَبِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ سعيد العسكري، ومحمد بن الحسن ابن سَمَاعَةَ، وَأَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ القَتَّاتُ، والحسين بن أبي الأحوص الثقفي، وأحمد ابن عبد الرحمن بن عقال الحراني.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 243"، وميزان الاعتدال "4/ 51"، ولسان الميزان "5/ 400". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 3-4"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 181".

محمد بن حبان ومحمد بن حبان

محمد بن حبان ومحمد بن حبان: 2571- محمد بن حبان 1: ابن الأزهر، المُسْنِدُ المُعَمَّرُ، المُحَدِّثُ، أَبُو بَكْرٍ العَبْدِيُّ، البَصْرِيُّ، القَطَّانُ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيْلِ، وَعَمْرِو بنِ مَرْزُوْقٍ، وَغَيْرِهِمَا. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ الجِعَابِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو الطَّاهِرِ الذُّهْلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَبَنْكَ، وَجَمَاعَةٌ سِوَى هَؤُلاَءِ مِمَّنْ أَخَذُوا عَنْهُ بِبَغْدَادَ. ضَعَّفَهُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيُّ الحَافِظُ، وَكَانَ قَدْ نَزَلَ بَغْدَادَ. قَالَ ابْنُ سَبَنْكَ: أَوَّلُ مَا كَتَبْتُ سَنَةَ ثَلاَثِ مائَةٍ عَنِ ابْنِ حُبَّانٍ، وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: جَاوَزَ مائَةَ عَامٍ فِيْمَا أرى. 2572- ومحمد بن حبان 2: ابن بَكْرِ بنِ عَمْرٍو البَاهِلِيُّ البَصْرِيُّ، نَزِيْلُ المُخَرِّمِ؛ مِنْ بَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْ: أُمَيَّةَ بنِ بِسْطَامَ، وَكَثِيْرِ بنِ يَحْيَى، وَكَامِلِ بنِ طَلْحَةَ، وَمُحَمَّدِ بن المنهال، وطائفة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 231"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 126"، والعبر "2/ 119" وميزان الاعتدال "3/ 508"، ولسان الميزان "5/ 115"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 237". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 307-308".

رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطبراني، وغيرهما. كَأَنَّهُ الأَوَّلُ إِنْ شَاءَ اللهُ، بِنَاءً عَلَى أَنَّ الأَزْهَرَ لَقَبٌ لِبَكْرِ بنِ عَمْرٍو، أَوْ هُوَ جَدٌّ أَعْلَىً لَهُ، أَوْ وَقَعَ وَهْمٌ فِي نَسَبِهِ. وَقَدْ وَهِمَ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ بنُ سَعِيْدٍ، فَقَالَ: مُحَمَّدُ بنُ حَبَّانَ -بِالفَتْحِ- حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الطَّاهِرِ الذُّهْلِيُّ. قَالَ: وَبِضَمِّ الحَاءِ: مُحَمَّدُ بنُ حُبَّانَ، حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو قتيبة سلم ابن الفَضْلِ. قَالَ الصُّوْرِيُّ: هُمَا وَاحِدٌ، وَهُوَ بِالضَّمِّ. قُلْتُ: لَيْسَ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ عَنْهُ سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ عَنْ كَامِلِ بنِ طَلْحَةَ، أَوْرَدَهُ لَهُ فِي "مُعْجَمِهِ الأَوْسَطِ"، وَ"مُعْجَمِهِ الأَصْغَرِ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ: لَيْسَ بِذَاكَ. قَالَ أَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلاَ: مُحَمَّدُ بنُ حَبَّانَ بنِ الأَزْهَرِ البَاهِلِيُّ -بِالفَتْحِ- رَوَى عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّهْرَدَيْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَبَّانَ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ. ذَكَرَهُ عَبْدُ الغَنِيِّ، وَهُوَ مُتْقِنٌ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ أَمْرُ شَيْخِ شَيْخِهِ، وَكَانَ القَاضِي الذُّهْلِيُّ مِنَ المُتَثَبِّتِيْنَ، لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ أَمْرُ شُيُوخِهِ. وَقَالَ الصُّوْرِيُّ: إِنَّمَا هُمَا وَاحِدٌ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: لاَ، بَلْ هُمَا اثْنَانِ، وَالنِّسْبَةُ تُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا، وَكَذَلِكَ الجَدُّ، فَإِنْ كَانَ شَيْخُنَا الصُّوْرِيُّ قَدْ أَتْقَنَهُ بِالضَّمِّ، فَقَدْ غَلِطَ فِي تَصَوُّرِهِ: أَنَّهُمَا هُمَا وَاحِدٌ، وَهُمَا اثْنَانِ، كُلٌّ مِنْهُمَا مُحَمَّدُ بنُ حبَّانَ، وَإِنْ لم يكن أتقنه فَالأَوَّلُ بِالفَتْحِ، وَهَذَا بِالضَّمِّ. قُلْتُ: مَا قَالَ الصوري: هما اثنان، إلَّا باعتبار المسميين المَذْكُوْرَيْنِ، أَمَّا بِاعْتِبَارِ الرَّجُلِ الآخَرِ الَّذِي ذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، فَيَصِيْرُوْنَ ثَلاَثَةً. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ حُبَّانَ بنِ بَكْرِ بنِ عَمْرٍو البَصْرِيُّ، نَزَلَ بَغْدَادَ فِي المُخَرِّمِ، وَحَدَّثَ عَنْ: أُمَيَّةَ بنِ بِسْطَامَ، وَمُحَمَّدِ بنِ مِنْهَالٍ، وَغَيرِهِمَا. قُلْتُ: الظَّاهِرُ -كَمَا قُلْنَا- إِنَّهُمَا وَاحِدٌ، وَالَّذِي لاَ أَرْتَابُ فِيْهِ أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ حُبَّانٍ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، رَجُلٌ وَاحِدٌ مُعَمَّرٌ، وَهُوَ بِالضَّمِّ، وَقَدْ يَجُوْزُ أَنْ يَكُوْنَ أَبُوْهُ حبَّانُ بِالضَّمِّ وَبَالفَتْحِ، فالله أعلم.

الطبقة السابعة عشر

الطَّبَقَةُ السَّابِعَةَ عَشَرَ: 2573- الفِرْيَابِيُّ 1: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ المُسْتَفَاضِ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، شَيْخُ الوَقْتِ، أَبُو بَكْرٍ الفِرْيَابِيُّ، القَاضِي. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ: أَوَّلُ مَا كَتَبْتُ الحَدِيْثَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَرَّخَ مَوْلِدَهُ القَاضِي أَبُو الطَّاهِرِ الذُّهْلِيُّ. قُلْتُ: ارْتَحَلَ مِنْ فِيْرِيَابَ -وَهِيَ مَدِيْنَةٌ مِنْ بِلاَدِ التُّرْكِ- إِلَى بلاد ما وَرَاءِ النَّهْرِ، وَخُرَاسَانَ، وَالعِرَاقِ، وَالحِجَازِ، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ، وَالجَزِيْرَةِ، وَلَقِيَ الأَعْلاَمَ، وَتَمَيَّزَ فِي العِلْمِ، وَوَلِيَ قَضَاءَ الدِّيْنَوَرِ. حَدَّثَ عَنْ: شَيْبَانَ بنِ فَرُّوْخٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيِّ، وَهُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ، وَقُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، وَأَبِي مُصْعَبٍ الزُّهْرِيِّ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَأَبِي جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيِّ، وَسُلَيْمَانَ ابْنِ بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَائِذٍ، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَصَفْوَانَ بنِ صَالِحٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بن أبي شيبة، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبِي قُدَامَةَ السَّرَخْسِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ مَوْهِبٍ الرَّمْلِيِّ، وَهَدِيَّةَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ المَرْوَزِيِّ، وَإِسْحَاقَ بنِ مُوْسَى الخَطْمِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خَالِدٍ العُثْمَانِيِّ، وَعَمْرِو بنِ عَلِيٍّ الفَلاَّسِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ البَرْمَكِيِّ، وَالهَيْثَمِ بنِ أَيُّوْبَ الطَّالْقَانِيِّ، وَأَبِي كَامِلٍ الجَحْدَرِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ عِيْسَى التُّسْتَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُعَاذٍ، وَأَبِي كُرَيْبٍ مُحَمَّدِ بنِ العَلاَءِ، وَتَمِيْمِ بنِ المُنْتَصِرِ، وَأَبِي الأَصْبَغِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ يَحْيَى، وَمِنْجَابِ بن الحارث، ومحمد ابن مُصَفَّى، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ النَّافِعَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّافِ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الطَّاهِرِ الذُّهْلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وأبو بَكْرٍ الجِعَابِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ أَبِي العَقِبِ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ الزَّيَّاتِ، وَأَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، وَعَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عبد

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 199"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 124"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 714"، والعبر "2/ 119"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 235".

اللهِ -وَالِدُ تَمَّامٍ الرَّازِيِّ- وَالحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّامَهُرْمُزِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، وَهُوَ خَاتِمَةُ أَصْحَابِهِ، وَقَعَ لَنَا مِنْ طَرِيْقِهِ "صِفَةُ المُنَافِقِ" عَالِياً. قَالَ الخَطِيْبُ: جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ قَاضِي الدِّيْنَوَرِ كَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، وَمِنْ أَهْلِ المَعْرِفَةِ وَالفَهْمِ، طَوَّفَ شَرْقاً وَغَرْباً، وَلَقِيَ الأَعْلاَمَ. وَعَنْ أَبِي حَفْصٍ الزَّيَّاتِ، قَالَ: لَمَّا وَرَدَ الفِرْيَابِيُّ إِلَى بَغْدَادَ، اسْتُقْبِلَ بِالطَّيَّارَاتِ، وَالزَّبَازِبِ، وَوُعِدَ لَهُ النَّاسُ إِلَى شَارِعِ المَنَارِ لِيَسْمَعُوا مِنْهُ. قَالَ: فَحَضَرَ مَنْ حُزِرُوا، فَقِيْلَ: كَانُوا نَحْوَ ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، وَكَانَ المُسْتَمْلُوْنَ ثَلاَثَ مائَةٍ وَسِتَّةَ عَشَرَ نَفْساً. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَافِ: سَمِعْتُ الفِرْيَابِيَّ يَقُوْلُ: كُلُّ مَنْ لَقِيْتُهُ لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ إلَّا مِنْ لَفْظِهِ، إلَّا مَا كَانَ مِنْ شَيْخَيْنِ: أَبِي مُصْعَبٍ فَإِنَّهُ ثَقُلَ لِسَانُهُ، وَالمُعَلَّى بنِ مَهْدِيٍّ بِالمَوْصِلِ، وَكَتَبْتُ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ أَبُو الفَضْلِ الزُّهْرِيُّ: لَمَّا سَمِعْتُ مِنَ الفِرْيَابِيِّ، كَانَ فِي مَجْلِسِهِ مِنْ أَصْحَابِ المَحَابِرِ مَنْ يَكْتُبَ حُدُوْدَ عَشْرَةِ آلاَفِ إِنْسَانٍ، مَا بَقِيَ مِنْهُم غَيْرِي، هَذَا سِوَى مَنْ لاَ يَكْتُبُ. ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي. قُلْتُ: سَمَاعُهُ مِنْهُ كَانَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: كُنَّا نَشْهَدُ مَجْلِسَ جَعْفَرٍ الفِرْيَابِيِّ، وَفِيْهِ عَشْرَةُ آلاف، أو أكثر. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: الفِرْيَابِيُّ قَاضِي الدِّيْنَوَرِ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: قَطَعَ الفِرْيَابِيُّ الحَدِيْثَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ ثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ: دَخَلْتُ بَغْدَادَ وَالفِرْيَابِيُّ حَيٌّ، وَقَدْ أَمْسَكَ عَنِ التَّحْدِيْثِ، وَدَخَلْنَا عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَنَكْتُبُ بَيْنَ يَدَيْهِ، كُنَّا نَرَاهُ حَسْرَةً. قُلْتُ: نِعْمَ مَا صَنَعَ، فَإِنَّهُ أَنِسَ مِنْ نَفْسِهِ تَغَيُّراً، فَتَوَرَّعَ، وَتَرَكَ الرِّوَايَةِ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الأزدي البصري. فأنبأنا مسلم بنُ مُحَمَّدٍ، وَطَائِفَةٌ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ: أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ قُبَيْسٍ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ خَيْرُوْنَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ المُقْرِئُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا محمد ابن يَحْيَى الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو

جُنَادَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $"يُؤْتَى يَوْمَ القِيَامَةِ بِنَاسٍ مِنَ النَّاسِ إِلَى الجَنَّةِ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا منها، واستنشقوا ريحها ... "، وذكر الحديث. ثُمَّ قَالَ الشَّافِعِيُّ: حَدَّثَنَاهُ جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو مِثْلَهُ. قَالَ القَاضِي أَبُو الطَّاهِرِ السَّدُوْسِيُّ: سَمِعْتُ الفِرْيَابِيَّ يَقُوْلُ: كُلُّ مِنْ لَقِيْتُهُ بِخُرَاسَانَ وَالعِرَاقِ وَالأَمْصَارِ لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ إلَّا مِنْ لَفْظِهِ، إلَّا أَبَا مُصْعَبٍ -وَسَمَّى آخَرَ، يَعْنِي: مُعَلَّى بنَ مَهْدِيٍّ- فَإِنَّهُمَا كَانَا قَدْ كَبِرَا وَضَعُفَا. قَالَ الحَافِظُ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ: رَأَيْتُ مَجْلِسَ الفِرْيَابِيِّ يُحْزَرُ فِيْهِ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ مِحْبَرَةٍ، وَكَانَ الوَاحِدُ يَحْتَاجُ أَنْ يَبِيْتَ فِي المَجْلِسِ، لِيَجِدَ مَعَ الغَدِ مَوْضِعاً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: كَانَ الفِرْيَابِيُّ مَأْمُوْناً، مَوْثُوقاً بِهِ. وَقَالَ القَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: جَعْفَرٌ الفريابي ثقة، متقن. قال الدراقطني: مَاتَ الفِرْيَابِيُّ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ: تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الأَرْبعَاءِ، فِي مُحَرَّمٍ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ: وَكَانَ قَدْ حَفَرَ لِنَفْسِهِ قَبْراً فِي مَقَابِرِ أَبِي أَيُّوْبَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِخَمْسِ سِنِيْنَ، وَلَمْ يُقْضَ أَنْ يُدْفَنَ فِيْهِ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ الخُطَبِيُّ: مَاتَ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنَ المُحَرَّمِ. وَأَمَّا عِيْسَى الرُّخَّجِيُّ، فَقَالَ: مَاتَ لأَرْبَعٍ بَقِيْنَ مِنَ المُحَرَّمِ. ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: قَوْلُ عِيْسَى هُوَ الصَّحِيْحُ. كَذَلِكَ ذَكَرَ غير واحد. وَفِيْهَا مَاتَ أَحْمَدُ بنُ الجَعْدِ الوَشَّاءُ البَغْدَادِيُّ. وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ هَارُوْنَ البَرْدِيْجِيُّ. وَالحَافِظُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ الهِسِنْجَانِيُّ. وَالحَافِظُ بَكْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُقْبِلٍ البَصْرِيُّ. وَمُقْرِئُ بَغْدَادَ الحَسَنُ بنُ الحُبَابِ. وَالمُحَدِّثُ أَبُو مَعْشَرٍ الحَسَنُ بنُ سُلَيْمَانَ الدَّارِمِيُّ.

وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ إِدْرِيْسَ الهَرَوِيُّ. وَالحَافِظُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَاجِيَةَ البَرْبَرِيُّ بِبَغْدَادَ. وَشَيْخ الحَرَمِ عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ المَكِّيُّ الزَّاهِدُ. وزَاهِدُ دِمَشْقَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَيِّدِ حَمْدُوَيْه. وَمُسْنِدُ العِرَاقِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حُبَّانَ -بِضَمِّ الحَاءِ- البَاهِلِيُّ. مَشْيَخَةٌ عَلَى "المُعْجَمِ" لِلْفِرْيَابِيِّ، التَقَطَهُم شَيْخُنَا المِزِّيُّ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيُّ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيُّ الخَلاَّلُ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، إِبْرَاهِيْمُ بن عبد الرحيم ابن دَنُوْقَا، إِبْرَاهِيْمُ بنُ العَلاَءِ الزُّبَيْدِيُّ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ هِشَامِ بنِ يَحْيَى الغَسَّانِيُّ. أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ، أَحْمَدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ أَبُو مُصْعَبٍ، أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ الزَّاهِدُ، أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ الخَلاَّلُ -بَغْدَادِيٌّ- أَحْمَدُ ابن عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، أَحْمَدُ بنُ أَبِي العَتَكِيِّ السَّمَرْقِنْدِيُّ، أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى المِصْرِيُّ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، أَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ الرَّازِيُّ، أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ، أَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ البَغَوِيُّ، أَحْمَدُ بنُ الهَيْثَمِ. إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَبِيْبٍ، إِسْحَاقُ بنُ بُهْلُوْلٍ الأَنْبَارِيُّ، إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه الحَافِظُ، إِسْحَاقُ بنُ الحَسَنِ الحَرْبِيُّ، إِسْحَاقُ بنُ سَيَّارٍ النَّصِيْبِيُّ، إِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ الكَوْسَجُ، إِسْحَاقُ بنُ مُوْسَى الخَطْمِيُّ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ سَيْفٍ الرِّيَاحِيُّ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدٍ بنِ أَبِي كَرِيْمَةَ، أُمَيَّةُ بنُ بِسْطَامَ العَيْشِيُّ. بِشْرُ بنُ هِلاَلٍ، بَكْرُ بنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ. تَمِيْمُ بنُ المُنْتَصِرِ. حِبَّانُ بنُ مُوْسَى المَرْوَزِيُّ، حَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ، الحَسَنُ بنُ سَهْلٍ الخَيَّاطُ، الحَسَنُ بنُ الصَّبَّاحِ البَزَّارُ، الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيُّ، الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بنُ عِيْسَى القُوْمِسِيُّ، الحَكَمُ بنُ مُوْسَى البَغْدَادِيُّ، حَكِيْمُ بنُ سَيْفٍ، حُمَيْدُ بنُ مَسْعَدَةَ السَّامِيُّ، حَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ. خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيُّ. دَاوُدُ بنُ مِخْرَاقٍ الفِرْيَابِيُّ.

رَجَاءُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّقَطِيُّ، رَوْحُ بنُ الفَرَجِ أَبُو الزِّنْبَاعِ، رِيَاحُ بنُ الفَرَجِ الدِّمَشْقِيُّ. زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى البَلْخِيُّ، زَيْدُ بنُ أَخْزَمَ، أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ، زِيَادُ بنُ يَحْيَى الحَسَّانِيُّ. سُرَيْجُ بنُ يُوْنُسَ العَابِدُ، سَعِيْدُ بنُ يَعْقُوْبَ الطَّالْقَانِيُّ، سَلاَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ المَقْدِسِيُّ، سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو أَيُّوْبَ، سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدِ الحَدَثَانِيُّ، سُلَيْمَانُ بنُ معَبْدٍ السِّنْجِيُّ. شَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ الأُبُلِّيُّ. صَفْوَانُ بنُ صَالِحٍ المُؤَذِّنُ. طَاهِرُ بنُ خَالِدِ بنِ نِزَارٍ الأَيْلِيُّ. عَاصِمُ بنُ النَّضْرِ الأَحْوَلُ، العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ العَنْبَرِيُّ، العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيُّ، العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ مَزْيَدٍ، العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ النَّرْسِيُّ. عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ البرمكي، عبد الله ابن أَبِي زِيَادٍ القَطَوَانِيُّ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ الحِمْصِيُّ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ الجُعْفِيُّ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ أَبِي سَعِيْدٍ الوَرَّاقُ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي شَيْبَةَ أَبُو بَكْرٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلاَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ وَهْبٍ. عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَيَانٍ، عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ حَبِيْبٍ الفِرْيَابِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ دُحَيْمٌ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ، عَبْدُ السَلاَّمِ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بِحَرَّانَ، عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي يَحْيَى الحَرَّانِيُّ، عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ المَصِّيْصِيُّ، عَبْدُ الواحد ابن غِيَاثٍ. عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ أَبُو قُدَامَةَ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ القَوَارِيْرِيُّ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُعَاذٍ، عُبَيْدُ بنُ هِشَامٍ أَبُو نُعَيْمٍ، عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، عِصَامُ بنُ الحُسَيْنِ الجُوْزَجَانِيُّ، عُقْبَةُ بنُ مُكْرِمٍ العَمِّيُّ، عُقْبَةُ بنُ مُكْرِمٍ الضَّبِّيُّ. عَلِيُّ بنُ حَكِيْمٍ الأَوْدِيُّ، عَلِيُّ بنُ حَكِيْمٍ السَّمَرْقِنْدِيُّ، عَلِيُّ بنُ سَهْلِ بنِ المُغِيْرَةِ، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المَدِيْنِيِّ، عَلِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ الرَّقِّيُّ، عَلِيُّ بنُ نَصْرٍ الجَهْضَمِيُّ. عُمَرُ بنُ شَبَّةَ، عَمْرُو بنُ زُرَارَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، عَمْرُو بنُ عَبْدُوْسٍ الإسْكَنْدَرَانِيُّ، عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ الحِمْصِيُّ، عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ، عَمْرُو بنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، عَمْرُو بنُ هِشَامٍ الحَرَّانِيُّ، عَنْبَسَةُ بنُ سَعِيْدٍ الشَّاشِيُّ أَبُو المُنْذِرِ، عِيْسَى بنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عُمَيْرٍ الرَّمْلِيُّ. الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ، الفَضْلُ بنُ مُقَاتِلٍ البَلْخِيُّ، فُضَيْلٌ أَبُو كَامِلٍ الجَحْدَرِيُّ. القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ.

مُحَمَّدُ بنُ آدَمَ المَصِّيْصِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الجُنَيْدِ، مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ أَبُو حَاتِمٍ، محمد ابن إِسْحَاقَ أَبُو بَكْرٍ الصَّغَانِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الرَّافِعِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، مُحَمَّدُ بنُ بَكَّارٍ العَيْشِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ حَاتَمٍ بِطَرَسُوْسَ، مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ النَّشَائِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ البَلْخِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ خَلاَّدٍ البَاهِلِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي السَّرِيِّ العسقلاني، محمد بن سلام الجمحي، محمد ابن سمَاعَةَ الرَّمْلِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ كَعْبٌ الذَّارِعُ، مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الجَرْجَرَائِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ عَبَّادٍ المَكِّيُّ، مُحَمَّدُ بنُ عُبَادَةَ الوَاسِطِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بَكَّارٍ البُسْرِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ المَوْصِلِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ الدِّمَشْقِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، محمد ابن عَبْدِ المَلِكِ بنِ زَنْجَوَيْه، مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشّوَاربِ. مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابِ، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَتَّابٍ الأَعْيَنُ، مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ العُثْمَانِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ عَزِيْزٍ الأَيْلِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ العَلاَءِ أَبُو كُرَيْبٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ فَرْقَدٍ الجَزَرِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ مَاهَانَ المَصِّيْصِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى الزَّمِنُ، مُحَمَّدُ بنُ مُجَاهِدٍ، مُحَمَّدُ بنُ مُصَفَّى الحِمْصِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ مَهْدِيٍّ الأَيْلِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ وَزِيْرٍ الوَاسِطِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى العَدَنِيُّ، مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، مُزَاحِمُ بنُ سَعِيْدٍ المَرْوَزِيُّ، المُسَيَّبُ بنُ وَاضِحٍ، مُطَّلِبُ بنُ شُعْبَةَ المِصْرِيُّ، مُعَلَّى بنُ مَهْدِيٍّ المَوْصِلِيُّ، المُغِيْرَةُ بنُ مَعْمَرٍ، مِنْجَابُ بنُ الحَارِثِ التَّمِيْمِيُّ، مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القلاء، موسى بن السندي، موسى ابن حَيَّانَ، مَيْمُوْنُ بنُ أَصْبَغَ. نَافِعُ بنُ خَالِدٍ الطَّاحِيُّ، نَصْرُ بنُ عَاصِمٍ، نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ. هَارُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ، هَارُوْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَمَّالُ، هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ القَيْسِيُّ، هَدِيَّةُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، هُرَيْمُ بنُ مِسْعَرٍ التِّرْمِذِيُّ، هِشَامُ بنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ، هِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ أَبُو تَقِيٍّ، هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، هَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، الهَيْثَمُ بنُ أَيُّوْبَ الطَّالْقَانِيُّ. الوَلِيْدُ بنُ شُجَاعٍ أَبُو هَمَّامٍ، الوَلِيْدُ بنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ، الوَلِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُسَرَّحٍ، وَهْبُ بنُ بَقِيَّةَ. أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بنُ خَلَفٍ، يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ المَقَابِرِيُّ، يَحْيَى بنُ عَمَّارٍ المَصِّيْصِيُّ، يَزِيْدُ بنُ خَالِدِ بنِ مَوْهَبٍ، يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ، يَعْقُوْبُ بنُ حُمَيْدِ بنِ كَاسِبٍ، يُوْسُفُ بنُ الفَرَحِ الكِشِّيُّ، يُوْنُسُ بنُ حَبِيْبٍ الأَصْبَهَانِيُّ، أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي النَّضْرِ الفِرْيَابِيُّ: هُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ الهَمَذَانِيِّ، أَخْبَرَكُمُ الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ

الكَاتِبُ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا القَاضِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ، وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ المُسْلِمَةِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوْسَى: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ". أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، عَنْ هُدْبَةَ بِتَمَامِهِ. فصل: وَفِي العُلَمَاءِ جَمَاعَةٌ، اسْمُهُم: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَقَدْ مَرَّ جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ، وَأَجَلُّهُم: جَعْفَرٌ الصَّادِقُ: كَانَ كَبِيرَ الشَّأْنِ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ الثَّعْلَبِيُّ: كُوْفِيٌّ، صَدُوْقٌ، خَرَّجَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَبَقَةِ أَبِي كُرَيْبٍ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُضَيْلٍ الرَّسْعَنِيُّ: شَيْخٌ، ثِقَةٌ، مِنْ مَشْيَخَةِ التِّرْمِذِيِّ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الهُذَيْلِ الكُوْفِيُّ القَنَّادِ: مِنْ شُيُوْخِ النَّسَائِيِّ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاهِلِيُّ: نَزِيْلُ حران، يروي عن أبي نعيم، وطبقته. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيُّ الوَرَّاقُ: يَرْوِي عَنْ يَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ، وَعِدَّةٍ، ثِقَةٌ، مُجَوِّدٌ، أَخَذَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، وَالمَحَامِلِيُّ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رَبَال: يَرْوِي عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَامِرٍ الضُّبَعِيِّ، ثِقَةٌ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ القُوْمِسِيُّ: يَرْوِي عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى، وَعِدَّةٍ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نُوْحٍ: يَرْوِي عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ الطَّبَّاعِ، ثِقَةٌ كَبِيْرٌ، نَزَلَ مُرَابِطاً بِأَذَنَةَ، حَدَّثَ عَنْهُ: البَرْدِيْجِيُّ، وَالأَصَمُّ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّامَرِّيُّ البَزَّازُ: حَدَّثَ عَنْ: أَبِي نُعَيْمٍ، وَقَبِيْصَةَ، حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، صَدُوْقٌ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُرْوَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ: سَمِعَ: حَفْصَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالجَارُوْدَ بنَ يَزِيْدِ، قَدِيْمُ المَوْتِ، مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.

وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَعْقَاعِ: بِبَغْدَادَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ وَطَبَقَتِهِ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُنَادِي: عَنْ عَاصِمِ بنِ عَلِيٍّ وَأَقرَانِهِ، رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ المُنَادِي، وَغَيْرُهُ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ البَغْدَادِيُّ الصَّائِغُ: العَبْدُ الصَّالِحُ، سَمِعَ: أَبَا نُعَيْمٍ، وَعَفَّانَ، ثِقَةٌ، متقن، شهير، عواليه في "الغيلانيات". وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، أَبُو يَحْيَى الزَّعْفَرَانِيُّ الرَّازِيُّ: حَدَّثَ عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى الفَرَّاءِ، وَطَبَقَتِهِ، ثِقَةٌ، مُفَسِّرٌ، تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَجَّاجِ الرَّقِّيُّ القَطَّانُ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ، وُثِّقَ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمَّادٍ، أَبُو الفَضْلِ الرَّمْلِيُّ القَلاَنِسِيُّ: عَنْ عَفَّانَ وَآدَمَ، لَقِيَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَخَيْثَمَةُ، صَدُوْقٌ، عَابِدٌ، كَبِيْرُ القَدْرِ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ البَغْدَادِيُّ: حَافِظٌ، نَبِيْلٌ، يُكْنَى: أَبَا الفَضْلِ، عَنْ: عَفَّانَ، وَعَارِمٍ، وَطَبَقَتِهِمَا، رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَنْدَقِيُّ الخَبَّازُ: يَرْوِي عَنْ: خَالِدِ بنِ خِدَاشٍ، وَطَبَقَتِهِ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَرْبٍ العَبَّادَانِيُّ: عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ حَرْبٍ، وَطَبَقَتِهِ، حَدَّثَ عَنْهُ: جَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ كُزَالٍ السِّمْسَارُ: عَنْ: عَفَّانَ، وَسَعْدَوَيْه، رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَالطَّسْتِيُّ، لَيْسَ بِمُتْقِنٍ، يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَكْرٍ البَالِسِيُّ: سَمِعَ: النُّفَيْلِيَّ، وَالحَكَمَ بنَ مُوْسَى. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَاشِمٍ المُؤَدِّبُ: عَنْ عَفَّانَ، لَحِقَهُ الطَّسْتِيُّ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ البَلْخِيُّ المُؤَدِّبُ الوَرَّاقُ: عَنْ: سَهْلِ بنِ عُثْمَانَ، وَابْنِ حُمَيْدٍ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المِصْرِيُّ ابْنُ الحَمَّارِ: يَرْوِي عَنْ: يَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ، وَغَيْرِهِ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرَفَةَ المُعَدَّلُ: بَغْدَادِيٌّ، مِنْ مَشْيَخَةِ عَبْدِ الصَّمَدِ الطَّسْتِيِّ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَرِيْكٍ: أَصْبَهَانِيٌّ، عَنْ لُوَيْنٍ، وَعَنْهُ: أَبُو الشَّيْخِ، وَالعَسَّالُ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ بنِ بُرَيْقٍ المُخَرِّمِيُّ: عَنْ خَلَفٍ البَزَّارِ، وَعَنْهُ: الطَّبَرَانِيُّ، وَغَيْرُهُ.

وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَمَانٍ المُؤَدِّبُ: عَنْ أَبِي الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيِّ، وَعَنْهُ: الشَّافِعِيُّ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَيَّاطُ صَاحِبُ أَبِي ثَوْرٍ: رَوَى عَنْهُ: عُثْمَانُ بنُ السَّمَّاكِ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَاجِدٍ: بَغْدَادِيٌّ، مِنْ شُيُوْخِ الطَّبَرَانِيِّ، لاَ أَعْرِفُهُ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفُرَاتِ الكَاتِبُ: أَخُو الوَزِيْرِ الشَّهِيْرِ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَزْهَرِ: بَغْدَادِيٌّ، عَنْ وَهْبِ بنِ بَقِيَّةَ، وَعَنْهُ الإِسْمَاعِيْلِيُّ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزْدِيْنَ، أَبُو الفَضْلِ السُّوْسِيُّ: عَنْ: عَلِيِّ بنِ بَحْرٍ القَطَّانِ، وَسَهْلِ بنِ عُثْمَانَ، وَعَنْهُ: الحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ، وَالمِصْرِيُّونَ، صدوق. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ اللَّيْثِ الزِّيَادِيُّ: بَصْرِيٌّ، عَنْ مُسْلِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَطَبَقَتِهِ، تَأَخَّرَ حَتَّى لَقِيَهُ ابْنُ عَدِيٍّ وَأَقْرَانُهُ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى القُبُوْرِيُّ: بَغْدَادِيٌّ، ثِقَةٌ، سَمِعَ سُوَيْدَ بنَ سَعِيْدٍ، وَعَنْهُ: الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّافِ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، أَبُو الفَضْلِ الحِمْيَرِيُّ الزَّاهِدُ: قَاضِي نَسَفَ، رَوَى عَنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَطَائِفَةٍ، لَيْسَ بِمَشْهُوْرٍ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُتَيْبٍ، أَبُو القَاسِمِ البَغْدَادِيُّ السُّكَّرِيُّ: حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ مَعْمَرٍ القَيْسِيِّ، وَطَبَقَتِهِ، رَوَى عَنْهُ: ابْنُ المُظَفَّرِ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الأَصْبَهَانِيُّ التَّاجِرُ الأَعْوَرُ: عَنِ: ابْنِ عَرَفَةَ، وَالزَّعْفَرَانِيِّ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ البَغْدَادِيُّ: سَمِعَ مَحْمُوْدَ بنَ خِدَاشٍ، صَدُوْقٌ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ الكَرْخِيُّ: عَنْ: جُبَارَةَ بنِ المُغَلِّسِ، وَطَائِفَةٍ، حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَدِيِّ، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، وَابْنُ شَاهِيْنٍ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ: مِصْرِيٌّ، سَمِعَ: حَرْمَلَةَ، وَغَيْرَهُ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَشَّارِ بنِ أَبِي العَجُوْزِ: عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ خِدَاشٍ، حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الفَضْلِ الزُّهْرِيُّ، وَابْنُ شَاهِيْنٍ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الصَّنْدَلِيُّ الزاهد: عن الزعفراني، وعلي بن حرب. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُغَلِّسِ البَغْدَادِيُّ عَنْ: حوثرة المنقري.

وَخَلْقٌ سِوَى هَؤُلاَءِ مِنَ المُتَأَخِّرِيْنَ بِهَذَا الاسْمِ. ولكن جعفر بن محمد الخراساني -الَّذِي هُوَ الفِرْيَابِيُّ- يَشْتَبِهُ بِهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ طُغَانَ، أَبُو الفَضْلِ النَّيْسَابُوْرِيُّ المَعْرُوْفُ بِالتُّرْكِ: ثِقَةٌ، حَافِظٌ، ثَبْتٌ، سَمِعَ مِنْ: يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَابْنِ رَاهْوَيْه، وَالنَّاسِ، وَعَنْهُ: ابْنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَوَّارٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الحَافِظُ: رَحَلَ، وَكَتَبَ عَنْ: قُتَيْبَةَ، وَعَمْرِو بنِ زُرَارَةَ، وَأَقْرَانِهِمَا، كَبِيْرُ القَدْرِ. فَيَجُوْزُ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يَكُوْنُ هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ المَذْكُوْرُ، فَإِنَّهُمَا وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيُّ طَبَقَةٌ وَاحِدَةٌ. وَلَنَا: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الحَافِظُ، أَبُو مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ الأَعْرَجُ، وَيُقَالُ لَهُ: جَعْفَرَكُ المُفِيْدُ، هُوَ أَصْغَرُ مِنَ الثَّلاَثَةِ، يَرْوِي عَنِ: الحَسَنِ بنِ عَرَفَةِ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، مَاتَ بِحَلَبَ، رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ.

ابن سيد حمدويه

2574- ابن سيد حمدويه: الإِمَامُ العَارِفُ، شَيْخُ العُبَّادِ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن أحمد بن سيد حمدويه الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُمْ -وَقِيْلَ: مَوْلَى بَنِي تَمِيْمَ- الصُّوْفِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، صَاحِبُ الأَحْوَالِ وَالكَشْفِ. صَحِبَ قَاسِماً الجُوْعِيَّ، وَحَدَّثَ عَنْهُ، وَعَنْ شُعَيْبِ بنِ عَمْرٍو، وَمُؤَمَّلِ بنِ يِهَابٍ. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دُجَانَةِ، وَأَبُو زُرْعَةَ أَخُوْهُ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ النَّاصِحِ، وَأَبُو هَاشِمٍ المُؤَدِّبُ، وَآخَرُوْنَ. وَالزَّاهِدُ أَبُو صَالِحٍ البَابْشرْقِيُّ، وَكَانَ يُلَقَّبُ بِالمُعَلِّمِ. قَالَ ابْنُ النَّاصِحِ: أَقَامَ خَمْسِيْنَ سَنَةً مَا استَنَدَ، وَلاَ مَدَّ رِجْلَهُ هَيْبَةً للهِ تَعَالَى. وَيُقَالُ: إِنَّهُ بَسَطَ رِدَاءهُ عَلَى المَاءِ عِنْد الْحَد عشريَّة وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَلَمْ يَبْتَلَّ الرِّدَاءُ، رَوَاهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ عُمَرَ بنِ البُرِّيِّ، فَالله أَعْلَمُ. وَقِيْلَ: كَانَتْ تُطْوَى لَهُ الأَرْضُ. استَوْفَى ابْنُ عَسَاكِرَ أَخْبَارَهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- وَكَانَ من أبناء الثمانين.

ابن بسام والحسين بن إدريس

ابن بسام والحسين بن إدريس: 2575- ابن بسام 1: العَلاَّمَةُ الأَدِيْبُ البَلِيْغُ الأَخْبَارِيُّ، صَاحِبُ الكُتُبِ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرَ بن منصور بنِ بِسَامٍ البَغْدَادِيُّ الشَّاعِرُ. يَرْوِي فِي تَصَانِيْفِهِ عَنِ الزُّبَيْرِ بنِ بَكَّارِ، وَعُمَرَ بنِ شَبَّةَ وَطَبَقَتِهِمَا. وَعَنْهُ: الصُّوْلِيُّ، وَأَبُو سَهْلٍ القَطَّانُ، وَزِنْجِيُّ الكَاتِبُ. وَلهُ هِجَاءٌ خَبِيْثٌ فِي أَبِيْهِ، وَفِي الخُلَفَاءِ وَالوُزَرَاءِ. وَهُوَ القَائِلُ فِي المُعْتَضِدِ: تَرَكَ النَّاسَ بِحَيْرَه ... وَتَخَلَّى فِي البُحَيْرَه قَاعِداً يَضْرِبُ بالطبل ... عَلَى حِرِّ دُرَيْره تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائة. 2576- الحسين بن إدريس 2: ابن مبارك بن الهيثم، الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ الرَّحَّالُ، أَبُو عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ الهَرَوِيُّ، كَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَفهْمٍ. حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، وَخَالِدِ بنِ هيَّاجٍ، وَدَاوُدَ بنِ رُشَيْدٍ، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَسُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدَ بن عبد الله ابن عَمَّارٍ، وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَطَبَقَتِهِمْ. حَدَّثَ عَنْهُ: بِشْرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُزَنِيُّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ العباس، وأبو حاتم بن حِبَّانَ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ المُفَسِّرُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عبد الله ابن خميرويه، وَالهَرَوِيُّوْنَ. وَلهُ تَارِيْخٌ كَبِيْرٌ وَتَصَانِيْفُ. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: يُعْرَفُ بِابْنِ خُرَّمٍ، كَتَبَ إِلَيَّ بِجُزْءٍ مِنْ حديثه، عن خالد ابن هَيَّاجِ بنِ بِسْطَامٍ، فِيْهِ بَوَاطِيْلُ، فَلاَ أَدْرِي: البَلاَءُ مِنْهُ، أَوْ مِنْ خَالِدٍ؟ قُلْتُ: بَلْ مِنْ خَالِدٍ، فَإِنَّهُ ذُو مَنَاكِيرَ، عَنْ أَبِيْهِ، وَأَمَّا الحُسَيْنُ فَثِقَةٌ حَافِظٌ. أَرَّخَ مَوْتَهُ أَبُو النَّضْرِ الفَامِيُّ، فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ، ولعله جاوز التسعين.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "2/ 504"، وتاريخ بغداد "12/ 63"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "14/ 139"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 464"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 189". 2 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 206"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 716"، والعبر "2/ 119"، وميزان الاعتدال "1/ 530"، ولسان الميزان "2/ 272"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 184"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 235".

السامي

2577- السامي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ الحَافِظُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهَرَوِيُّ. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيَّ وَطَبَقَتَهُ بِالكُوْفَةِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي أُوَيْسٍ وَغَيْرَهُ بِالمَدِيْنَةِ، وَأَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، وطبقته ببغداد، وإبراهيم بن محمد الشَّافِعِيَّ بِمَكَّةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُقَاتِلِ المَرْوَزِيَّ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ فِي "صَحِيْحِهِ" وَالعَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ النَّضْرَوِيُّ، وَبِشْرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُزَنِيُّ، وَسَائِرُ عُلَمَاءِ هَرَاةَ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ عَلَى الأَصحِّ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَقَدْ قَارَبَ المائَةَ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ شَرِيْكٍ الأَسَدِيُّ. وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مِتَّوَيْهُ. وَأَبُو قُصَيٍّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ العُذْرِيُّ. وحَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الكَاتِبُ. وَعَبْدُ اللهِ بن الصقر السكري.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 718"، والعبر "2/ 120"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 226"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 235".

الهسنجاني

2578- الهِسِنْجَانِيُّ 1: إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ بنِ خَالِدِ بنِ سُوَيْدٍ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، أَبُو إِسْحَاقَ الرَّازِيُّ، الهسنجاني. سَمِعَ: طَالُوْتَ بنَ عَبَّادٍ، وَعَبْدَ الأَعْلَى بنَ حَمَّادٍ النَّرْسِيَّ، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَعَبْدَ الوَاحِدِ ابن غِيَاثٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو العُقَيْلِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ مَطَرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ محمد بن عبد الله والد تمام الرازي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ، الحُفَّاظُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الدَّيْلَمِيُّ، وَالعَبَّاسُ بنُ الحُسَيْنِ الصَّفَّارُ خَاتِمَةُ أَصْحَابِهِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ. وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ فِي "إِرْشَادِهِ": لِلهِسِنْجَانِيِّ "مُسْنَدٌ" يَزِيْدُ عَلَى مائَةِ جُزْءٍ، رَوَاهُ عَنْهُ مَيْسَرَةُ بنُ عَلِيٍّ القَزْوِيْنِيُّ. وَقَالَ أَبُو الشَّيْخِ: مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَرَأْتُ عَلَى عِيْسَى بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ المُؤَدِّبِ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ ثَابِتِ بنِ بُنْدَارٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الإِمَامُ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ، وَأَبُو يَعْلَى، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي حَصِيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ2 عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ، فَوَافَقْنَاهُ. وَقَدْ رَوَى الهِسِنْجَانِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَوَارِيِّ كِتَابَ "الزُّهْدِ"، وَرَوَى عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَجَمَعَ فَأَوعَى.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 713"، والعبر "2/ 118"، والوافي بالوفيات "6/ 172"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 235". 2 صحيح متواتر: أخرجه مسلم "3".

الإسماعيلي وإبراهيم بن أسباط

الإسماعيلي وإبراهيم بن أسباط: 2579- الإسماعيلي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الرَّحَّالُ الثِّقَةُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مِهْرَانَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، المَعْرُوْفُ بِالإِسْمَاعِيْلِيُّ. وَهَذَا أَقْدَمُ مِنْ شَيْخِ الشَّافِعِيَّة بجُرْجَانَ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيِّ. سَمِعَ هَذَا الكَبِيْرُ مِنْ: إِسْحَاقَ بن راهويه، وهشام بن عمار، وحرملة بن يحيى، وعيسى ابن زُغْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَكَّارٍ، وَأَبِي حُمَةَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الزُّبَيْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ رُمْحٍ، وَأَبِي نُعَيْمٍ الحَلَبِيِّ، وَدُحَيْمٍ، وَأَبِي كُرَيْبٍ، وَطَبَقَتِهِم، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْهُ: رَفِيْقُهَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَابْنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَحْمَدُ ابن عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الأَخْرَمِ، وَدَعْلَجُ السِّجْزِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ نُجَيْدٍ، وَعَلِيُّ بنُ حَمْشَاذ، وَوَلَدُهُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ أَحَدُ أركان الحديث بنيسابور: كثرة، ورحلة، وَاشتِهَاراً. وَهُوَ مُجَوِّدٌ عَنِ المِصْرِيِّينَ، وَالشَّامِيِّيْنَ، ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: لَمْ يُجَوِّدْ لَنَا حَدِيْثُ مَالِكٍ كَالإِسْمَاعِيْلِيِّ. وَقَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ ابْنَهُ أَبَا الحَسَنِ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: مَرِضَ أَبِي فِي صَفَرٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَبَقِيَ فِي مَرَضِهِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقِيْلَ: كَانَ بِهِ اللَّقْوَةُ، بَقِيَ فِيْهَا حَتَّى مَاتَ، رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: مِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ: أَبُو العَبَّاسِ بنُ حَمْدَانَ، نَزِيْلُ خُوَارِزْمَ. وَقَدْ جَمَعَ حَدِيْثَ الزُّهْرِيِّ، وَجَوَّدَهُ، وَحَدِيْثَ مَالِكٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَقَدْ سُقْتُ فِي "التَّذْكِرَةِ" عَنْهُ حَدِيْثاً عَالِياً مِنْ جُزْءِ ابْنِ نُجَيْدٍ. 2580- إِبْرَاهِيْمُ بنُ أسباط 2: ابن السَّكَنِ، الكُوْفِيُّ البَزَّازُ، شَيْخٌ مُعَمَّرٌ، مَحَلُّهُ السَّتْرُ. سَمِعَ مِنْ: عَاصِمِ بنِ عَلِيٍّ، وَبِشْرِ بنِ الوَلِيْدِ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ قَانِعٍ، وَأَبُو بَكْرٍ الجعَابِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ الزَّيَّاتُ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إحدى.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 703"، والعبر "2/ 103"، وميزان الاعتدال "3/ 485"، ولسان الميزان "5/ 81"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 221". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 44".

حماد بن مدرك ومسدد بن قطن

حماد بن مدرك ومسدد بن قطن: 2581- حماد بن مدرك 1: المُحَدِّثُ الكَبِيْرُ، أَبُو الفَضْلِ الفَارِسِيُّ الفِسِنْجَانِيُّ، عُمِّرَ دَهْراً، وَحَدَّثَ بِشِيْرَاز عَنْ عَمْرِو بنِ مَرْزُوْقٍ، وَأَبِي عُمَرَ الحوضيِّ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ بَدْرٍ الأَمِيْرُ، وَالزَّاهِدُ مُحَمَّدُ بنُ خَفِيْفِ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائة. 2582- مسدد بن قطن 2: ابن إبراهيم، الإِمَامُ المُحَدِّثُ المَأْمُوْنُ، القُدْوَةُ، العَابِدُ، أَبُو الحَسَنِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، المُزَكِّي. سَمِعَ مِنْ: يَحْيَى بنِ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيِّ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ لِكَوْنِهِ سَمِعَ وَهُوَ حدَثٌ، فَتَوَرَّعَ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنْهُ، وَسَمِعَ مِنْ: جده لأمه بشر بن الحكم، وإسحاق بن رَاهْوَيْه، وَدَاوُدَ بنِ رُشَيْدِ، وَالصَّلْتِ بنِ مَسْعُوْدٍ الجَحْدَرِيِّ، وَأَبِي مُصْعَبٍ الزُّهْرِيِّ، وَطَبَقَتهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ هَانِئِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ، وَدَعْلَجُ السِّجْزِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عِيْسَى، وَأَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَآخَرُوْنَ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ مُزَكِّي عَصْرِهِ المُقَدَّمَ فِي الزُّهْدِ وَالوَرَعِ، وَالتَّمَكُّنِ فِي العَقْلِ، تَوَرَّعَ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى لِصِغَرِ سِنِّهِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: نَيَّفَ عَلَى التِّسْعِيْنَ. وَكَانَ أبوه صاحب حديث.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "2/ 432". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 181"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 236".

إبراهيم بن شريك والنخعي

إبراهيم بن شريك والنخعي: 2583- إبراهيم بن شريك 1: ابن الفضل، الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو إِسْحَاقَ الأَسَدِيُّ، الكُوْفِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيِّ، وَمُنْجَابَ بنِ الحَارِثِ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَعُقْبَةَ بنِ مُكْرَمٍ، وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: مَخْلَدُ بنُ جَعْفَرٍ البَاقَرْحِيُّ، وَأَبُو هَاشِمٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَدَّادُ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّاتِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ لُؤْلُؤٍ الوَرَّاقُ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ الزَّيَّاتِ: سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ بنَ عُقْدَةَ يَقُوْلُ: مَا دَخَلَ عَلَيْكُم أَحَدٌ أَوْثَقُ مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَرِيْكٍ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةِ، وَحُمِلَ إِلَى الكُوْفَةِ. وَقِيْلَ: مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ فِي عشر المائة. 2584- النخعي 2: المُحَدِّثُ العَالِمُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُصْعَبٍ النَّخَعِيُّ، البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: سليمان ابن بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، وَدَاوُدَ بنَ رُشَيْدٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ خُبَيْقِ، وَسُوَيْدَ بنَ سَعِيْدٍ، وَطَائِفَةً. وَعَنْهُ: الطَّسْتِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدِ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَقَالَ: كَانَ شَيْخاً كَبِيْراً، قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ البَلْغَمُ. ثُمَّ رَوَى عَنْهُ حَدِيْثاً، تَابَعَهُ عَلَيْهِ أَبُو الجَهْمِ المَشْغَرَائِيُّ، عَنِ العَبَّاسِ بنِ الوَلِيْدِ الخَلاَّلِ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ بَشِيْرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: "فُضِّلْتُ عَلَى النَّاسِ، بِأَرْبَعٍ: بِالسَّخَاءِ، وَالشَّجَاعَةِ، وَكَثْرَة الجِمَاعِ، وَشِدَّةِ البَطْشِ"3.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 102"، والعبر "2/ 122"، وشذرات الذهب "2/ 238". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 69"، وميزان الاعتدال "1/ 543"، ولسان الميزان "2/ 303". 3 منكر: فيه علتان: الأولى: سعيد بن بشير، قال الذهبي في ترجمته في "الميزان": منكر الحديث وضعفه ابن معين والنسائي. وقال أبو مٌسهر وهو أحد تلامذته: ضعيف منكر الحديث. والعلة الثانية: مروان ابن محمد الدمشقي، ضعفه ابن حزم. وأورد الذهبي الحديث في ترجمته وقال: هذا خبر منكر.

البرديجي

2585- البرديجي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ رَوْحٍ البَرْدِيْجِيُّ، البَرْذَعِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. وُلِدَ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ أَوْ قَبْلَهَا. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي سَعِيْدِ الأَشَجِّ، وَنَصْرِ بنِ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيِّ، وَالفَضْلِ الرُّخَامِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ إِشْكَاب، وَهَارُوْنَ بن إسحاق، وبحر ابن نَصْرٍ الخَوْلاَنِيِّ، وَالرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَسُلَيْمَانَ بنِ سَيْفٍ الحَرَّانِيِّ، وَالعَبَّاسِ بنِ الوَلِيْدِ البَيْرُوْتِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَوْفٍ الطَّائِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَطَبَقَتهِم بِالشَّامِ، وَالحَرَمَيْنِ، وَالعَجَمِ، وَمِصْرَ، وَالعِرَاقِ، وَالجَزِيْرَةِ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَبَرَعَ فِي عِلْمِ الأَثَرِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو علي بن الصواف، وأبو بكر الشافعي، وأبو أحمد العسال، وأبو أحمد ابن عَدِيٍّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤٍ الوَرَّاقُ، وَآخَرُوْنَ. ذَكَرَهُ الحَاكِمُ فِي "تَارِيْخِهِ" فَقَالَ: قَدِمَ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، فَاسْتفَادَ وَأَفَادَ، وَكَتَبَ عَنْهُ مَشَايخُنَا فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، وقد قرأت بخط أبي عمرو المُسْتَمْلِي سَمَاعَهُ مِنْ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ البَرْدِيْجِيِّ فِي مَسْجِدِ الذُّهْلِيِّ، سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ شَيْخُنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ بِمَكَّةَ، وَأَظُنُّهُ جَاوَرَ بِهَا حَتَّى مَاتَ ... إِلَى أَنْ قَالَ: لاَ أَعْرِفُ إِمَاماً مِنْ أَئِمَّةِ عَصْرِهِ فِي الآفَاقِ إلَّا وَلَهُ عَلَيْهِ انتِخَابٌ يُسْتَفَادُ. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ البَرْدِيْجِيِّ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ، جَبَلٌ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً فَاضِلاً فَهْماً، حَافِظاً. قَالَ أَبُو الشَّيْخِ الأَصْبَهَانِيُّ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ بِبَغْدَادَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: مَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ إِحْدَى. كَتَبَ إِلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَمُسْلِمُ بن محمد الكاتب، قالا: أخبرنا عمر ابن مُحَمَّدٍ المُعَلِّمُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ هَارُوْنَ البَرْدِيْجِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ جَهْوَر، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 113"، وتاريخ بغداد "5/ 194"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 747"، والوافي بالوفيات "8/ 223"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 184"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 234".

حَنْبَل، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بنُ خَالِد، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَضَى أَنَّ الخَرَاجَ بِالضَّمَانِ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ غريب. قَرَأْتُ عَلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيّ: أَخْبَرَكُم جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلَّكَوَيْه، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ هَارُوْنَ البَرْدِيْجِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ شَيْبَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو قَتَادَةَ البَدْرِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ صُعَيْرِ، عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إلى الله؟ قال: "أنفع الناس للناس" 2.

_ 1 حسن لغيره: أخرجه الشافعي "2/ 74" "بدائع المنن"، وأحمد "6/ 80 و116"، وأبو داود "3510"، والترمذي بإثر حديث "1285" وابن ماجه "2243" والدارقطني "3/ 53"، والطحاوي "4/ 21-22 و22"، والحاكم "2/ 14-15 و15"، والبغوي "2118" من طرق عن مسلم بن خالد الزنجي، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته مسلم بن خالد، فإنه سيء الحفظ، وأخرجه أبو داود "3508"، و"3509"، والترمذي "1285"، والنسائي "7/ 254-255" وأحمد "6/ 94 و161 و208"، من طرق عن ابن أبي ذئب، عن مخلد بن خفاف، عن عروة، عن عائشة، به. قلت: إسناده ضعيف، مخلد بن خفاف، مجهول، لذا قال الحفاظ في "التقريب": "مقبول"، ووثقه ابن حبان على عادته في توثيق المجاهيل. لكن الحديث يرتقى لمرتبة الحسن بمجموع طريقيه والله أعلم. 2 حسن لغيره: أخرجه الطبراني في "الكبير" "12/ 13646"، وابن عساكر في "تاريخه" "18/ 1/ 2" من طريق عبد الرحمن بن قيس الضبي حدثنا سكين بن سراج، حدثنا عمرو بن دينار، عن ابن عمر أن رجلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله -تعالى- أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله -تعالى- سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في هذا المسجد -يعني مسجد المدينة- شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام". قلت: إسناده ضعيف جدا، فيه سكين بن سراج، قال البخاري: منكر الحديث. وقد اتهمه ابن حبان. والعلة الثانية: عبد الرحمن بن قيس بن الضبي، متروك كذبه أبو زرعة وغيره كما قال الحافظ في "التقريب". لكن جاء الحديث بإسناد آخر: أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" "ص80 رقم36"، وابن عساكر "11/ 444/ 1" من طرق عن بكر بن خنيس، عن عبد الله بن دينار، عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كذا قال ابن أبي الدنيا. أما ابن عساكر فقال: عن عبد الله بن عمر قال: قيل يا رسول الله من أحب الناس إلى الله ... " الحديث. قلت: إسناده حسن، بكر بن خنيس، صدوق له أغلاط كما قال الحافظ في "التقريب". وعبد الله بن دينار ثقة من رجال الشيخين.

النسائي

2586- النسائي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الثَّبْتُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، نَاقِدُ الحَدِيْثِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبِ بنِ عَلِيِّ بنِ سِنَانَ بنِ بَحْرِ الخُرَاسَانِيُّ، النَّسَائِيُّ، صَاحِبُ "السُّنَنِ". وُلِدَ بِنَسَا فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، وَطَلَبَ العِلْمَ فِي صِغَرِهِ، فَارْتَحَلَ إِلَى قُتَيْبَةَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ بِبَغْلاَنَ سَنَةً، فَأَكْثَرَ عَنْهُ. وَسَمِعَ مِنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدِ بن النضر بن مساور، وسويد ابن نَصْرٍ، وَعِيْسَى بنِ حَمَّادٍ زُغْبَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدَةَ الضَّبِّيِّ، وَأَبِي الطَّاهِرِ بنِ السَّرْحِ، وَأَحْمَدَ ابن مَنِيْعٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ شَاهِيْنَ، وَبِشْرِ بنِ مُعَاذٍ العَقَدِيِّ، وَبِشْرِ بنِ هِلاَلٍ الصَّوَّافِ، وَتَمِيْمِ بنِ المنتصر، والحارث بن مِسْكِيْنٍ، وَالحَسَنِ بنِ الصَّبَّاحِ البَزَّارِ، وَحُمَيْدِ بنِ مَسْعَدَةَ، وَزِيَادِ بنِ أَيُّوْبَ، وَزِيَادِ بنِ يَحْيَى الحَسَّانِيّ، وَسَوَّارِ بنِ عَبْدِ اللهِ العَنْبَرِيِّ، وَالعَبَّاسِ بنِ عَبْدِ العَظِيْمِ العَنْبَرِيِّ، وَأَبِي حُصَيْن عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ اليَرْبُوْعِيِّ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ وَاصِلٍ، وَعَبْدِ الجَبَّارِ بنِ العَلاَءِ العَطَّارِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الحَلَبِيِّ، ابْنِ أَخِي الإِمَامِ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ شُعَيْبٍ بنِ اللَّيْثِ، وَعَبْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارِ، وَأَبِي قُدَامَةَ عُبَيْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ، وَعتبَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ حُجْرِ، وَعَلِيِّ بنِ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ الكِنْدِيِّ، وَعَمَّارِ بنِ خَالِدٍ الوَاسِطِيِّ، وَعِمْرَانَ بنِ مُوْسَى القَزَّازِ، وَعَمْرو بنِ زُرَارَةَ الكِلاَبِيِّ، وَعَمْرو بنِ عُثْمَانَ الحِمْصِيِّ، وَعَمْرو بنِ عَلِيٍّ الفَلاَّسِ، وَعِيْسَى بنِ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيِّ، وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ الرَّمْلِيِّ، وَكَثِيْرِ بنِ عُبَيْدٍ، ومحمد ابن أَبَانٍ البَلْخِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ آدَمَ المَصِّيْصِيِّ، وَمُحَمَّدِ بن إسماعيل ابن عُلَيَّةَ قَاضِي دِمَشْقَ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ زُنْبُوْرٍ المَكِّيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ لُوَيْن، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رِزْمَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عبد المَلِكِ بنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ المُحَارِبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ العَلاَءِ الهَمْدَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ المَصِّيْصِيِّ الجَوْهَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُثَنَّى، وَمُحَمَّدِ بنِ مُصَفَّى، وَمُحَمَّدِ بنِ مَعْمِرِ القَيْسِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الحَرَشِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ هَاشِمٍ البَعْلَبَكِّيِّ، وَأَبِي المُعَافَى مُحَمَّدِ بنِ وَهْبٍ، وَمجَاهِدِ بنِ مُوْسَى، وَمَحْمُوْدِ بنِ غَيْلاَنَ، وَمَخْلَدِ بنِ حَسَنِ الحَرَّانِيِّ، وَنَصْرِ بنِ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيِّ، وَهَارُوْنَ بنِ عَبْدِ اللهِ الحَمَّالِ، وَهَنَّادِ بنِ السَّرِيِّ، وَالهَيْثَمِ بنِ أَيُّوْبَ الطَّالْقَانِيّ، وَوَاصِلِ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَوَهْبِ بنِ بيَان، وَيَحْيَى بنِ دُرُسْت البَصْرِيِّ، ويحيى بن موسى

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 131"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 29"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 719"، والعبر "2/ 123"، وتهذيب التهذيب "1/ 36"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 188"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 239".

خَتِّ، وَيَعْقُوْبَ الدَّوْرَقِيِّ، وَيَعْقُوْبَ بنِ مَاهَانِ البَنَّاءِ، ويوسف بن حماد المَعْنِي، ويوسف بن عيسى الزُّهْرِيِّ، وَيُوْسُفَ بنِ وَاضِحٍ المُؤَدِّبِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، وَإِلَى أَنْ يَرْوِي عَنْ رُفَقَائِهِ. وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، مَعَ الفَهْمِ، وَالإِتْقَانِ، وَالبَصَرِ، وَنَقْدِ الرِّجَالِ، وَحُسْنِ التَّأْلِيْفِ. جَالَ فِي طَلَبِ العِلْمِ فِي خُرَاسَانَ، وَالحِجَازِ، وَمِصْرَ، وَالعِرَاقِ، وَالجَزِيْرَةِ، وَالشَّامِ، وَالثُّغُوْرِ، ثُمَّ اسْتَوْطَنَ مِصْرَ، وَرَحَلَ الحُفَّاظُ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَبْقَ لَهُ نَظِيْرٌ فِي هَذَا الشَّأْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الطحاوي، وأبو علي النيسابوري، وحمزة ابن مُحَمَّدٍ الكِنَانِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ النَّحَّاس النَّحْوِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَدَّادِ الشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ الخَضِرِ الأُسْيُوْطِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السِّنِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ الأَحْمَرِ الأَنْدَلُسِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن حَيُّوْيَه النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى المَأْمُوْنِيُّ، وَأَبْيَضُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبْيَضَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ شَيْخاً مَهِيْباً مَلِيْحَ الوَجْهِ ظَاهِرَ الدَّمِ حَسَنَ الشَّيْبَةِ. قَالَ: قَاضِي مِصْرَ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي العَوَّامِ السَّعْدِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَعْيَنَ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ المُبَارَكِ: إِنَّ فلاَنَا يَقُوْلُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} [طه: 14] مَخْلُوْقٌ فَهُوَ كَافِرٌ. فَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: صَدَقَ، قَالَ النَّسَائِيُّ: بِهَذَا أَقُوْلُ. وَعَنِ النَّسَائِيِّ، قَالَ: أَقَمْتُ عِنْدَ قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ سَنَةً وَشَهْرَيْنِ. وَكَانَ النَّسَائِيُّ يَسْكُنُ بِزُقَاقِ القَنَادِيْلِ بِمِصْرَ. وَكَانَ نَضِرَ الوَجْهِ مَعَ كِبَرِ السِّنِّ، يُؤْثِرُ لِبَاسَ البُرُوْدِ النَّوْبِيَّةِ وَالخُضْرِ، وَيُكْثِرُ الاسْتِمَتَاعَ، لَهُ أَرْبَعُ زَوْجَاتٍ، فَكَانَ يَقْسِمُ لَهُنَّ، وَلاَ يَخْلُو مَعَ ذَلِكَ مِنْ سُرِّية، وَكَانَ يُكْثِرُ أَكْلَ الدُّيُوْكِ تُشْترَى لَهُ وَتُسَمَّن وَتُخْصَى. قَالَ مَرَّةً بَعْضُ الطَّلَبَةِ: مَا أَظُنُّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إلَّا أَنَّهُ يَشْرَبُ النَّبِيْذَ لِلنُّضْرَةِ الَّتِي فِي وَجْهِهِ. وَقَالَ آخَرُ: لَيْتَ شِعْرِي مَا يَرَى فِي إِتيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ؟ قَالَ: فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: النَّبِيْذُ حَرَامٌ، وَلاَ يَصِحُّ فِي الدُبُرِ شَيْءٌ. لَكِنْ حَدَّثَ مُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "اسقِ حَرْثَكَ حَيْثُ شِئْتَ". فَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يَتَجَاوَزَ قَوْلُهُ.

قُلْتُ: قَدْ تَيَقَنَّا بِطُرُقٍ لاَ مَحِيْدَ عَنْهَا نَهَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أَدْبَارِ النِّسَاءِ، وَجَزَمْنَا بِتَحْرِيْمِهِ، وَلِيَ فِي ذَلِكَ مصنف كبير. وَقَالَ الوَزِيْرُ ابْنُ حِنْزَابَةُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مُوْسَى المأَمونِيَّ -صَاحِبُ النَّسَائِيّ قَالَ: سَمِعْتُ قَوْماً يُنْكِرُوْنَ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ كِتَاب "الخَصَائِص" لِعَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَتَرْكَهُ تَصْنِيْفَ فَضَائِلَ الشَّيْخَيْنِ، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: دَخَلتُ دِمَشْقَ وَالمُنْحَرِفُ بِهَا عَنْ عَلِيٍّ كَثِيْر، فَصَنَّفْتُ كِتَابَ "الخَصَائِصِ" رَجَوْتُ أَنْ يَهْدِيَهُمُ الله تَعَالَى. ثُمَّ إِنَّهُ صَنَّفَ بَعْدَ ذَلِكَ فَضَائِلَ الصَّحَابَةِ، فَقِيْلَ لَهُ: وَأَنَا أَسْمَعُ أَلاَ تُخْرِجُ فَضَائِلَ مُعَاوِيَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أُخْرِجُ؟ حَدِيْثَ: "اللَّهُمَّ لاَ تُشْبِعْ بَطْنَهُ" فَسَكَتَ السائل. قُلْتُ: لَعَلَّ أَنْ يُقَالْ هَذِهِ مَنْقَبَةٌ لِمُعَاوِيَةَ لِقَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ مَنْ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجعَلْ ذَلِكَ لَهُ زَكَاةً وَرَحْمَةً". قَالَ مَأْمُوْن المِصْرِيُّ، المُحَدِّثُ: خَرَجْنَا إِلَى طَرَسُوْسَ مَعَ النَّسَائِيّ سَنَةَ الفِدَاءِ، فَاجتَمَعَ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ مُرَبَّعٌ، وَأَبُو الآذَانِ، وَكِيْلَجَةُ، فَتَشَاوَرُوا: مَنْ يَنْتَقِي لَهُمْ عَلَى الشُّيُوْخِ؟ فَأَجْمَعُوا عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ، وَكَتَبُوا كُلُّهُم بَانتِخَابِهِ. قَالَ الحَاكِمُ: كَلاَمُ النَّسَائِيِّ عَلَى فَقْهِ الحَدِيْثِ كَثِيْرٌ، وَمَنْ نَظَرَ فِي "سُنَنِهِ" تَحَيَّرَ فِي حُسْنِ كَلاَمِهِ. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ فِي أَوَّلِ "جَامِعِ الأُصُوْلِ": كَانَ شَافِعِيّاً لَهُ مَنَاسِكٌ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَكَانَ وَرِعاً مُتَحَرّياً قِيْلَ: إِنَّهُ أَتَى الحَارِثَ بنَ مِسْكِيْنٍ فِي زِيٍّ أَنْكَرَهُ، عَلَيْهِ قَلَنْسُوَةٌ وَقَبَاءٌ، وَكَانَ الحَارِثُ خَائِفاً مِنْ أُمُورٍ تَتَعَلَّقُ بِالسُّلْطَانِ، فَخَافَ أَنْ يَكُوْنَ عَيناً عَلَيْهِ، فَمَنَعَهُ، فَكَانَ يَجِيْءُ فَيَقْعُدُ خَلْفَ البَابِ وَيَسْمَعُ، وَلذَلِكَ مَا قَالَ: حَدَّثَنَا الحَارِثُ وَإِنَّمَا يَقُوْلُ: قَالَ الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ قراءة عليه وأنا أسمع. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: وَسَأَل أَمِيْرٌ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ "سُنُنِهِ": أَصَحِيْحٌ كُلَّهُ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: فَاكتُبْ لَنَا مِنْهُ الصَّحِيْحَ. فَجَرَّدَ المُجْتَنَى. قُلْتُ: هَذَا لَمْ يَصِحَّ، بَلِ المُجْتَنَى اخْتِيَارُ ابْنُ السُّنِّيّ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ فِي الحَدِيْثِ بِلاَ مُدَافَعَةٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ.

وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الحَافِظُ: مَنْ يَصْبُرُ عَلَى مَا يَصْبِرُ عَلَيْهِ النَّسَائِيّ؟! عنده حديث ابن لهيعة ترجمة تَرْجَمَةً -يَعْنِي: عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ لُهِيْعَةَ- قَالَ: فَمَا حَدَّثَ بِهَا. قَالَ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُقَدَّمٌ عَلَى كُلِّ مَنْ يُذْكَرُ بِهَذَا العِلْمِ مِنْ أَهْلِ عَصْرِهِ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ طَاهِرٍ: سَأَلْتُ سَعْدَ بنَ عَلِيٍّ الزِّنْجَانِيَّ عَنْ رَجُلٍ، فَوَثَّقَهُ. فَقُلْتُ: قَدْ ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! إِنَّ لأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَرْطاً فِي الرِّجَالِ أَشَدَّ مِنْ شَرْطِ البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ. قُلْتُ: صَدَقَ فَإِنَّهُ لَيَّنَ جَمَاعَةً مِنْ رِجَالِ صَحِيْحَي البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ الحَافِظُ: سَمِعْتُ مَشَايخَنَا بِمِصْرَ يَصِفُونَ اجتِهَادَ النَّسَائِيّ فِي العِبَادَةِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَّهُ خَرَجَ إِلَى الفِدَاءِ مَعَ أَمِيْرِ مِصْرِ فوصف مِنْ شَهَامَتِهِ وَإِقَامَتِهِ السُّنَنِ المَأْثُورَةِ فِي فَدَاءِ المُسْلِمِينَ، وَاحْتِرَازِهِ عَنْ مَجَالِسِ السُّلْطَانِ الَّذِي خَرَجَ مَعَهُ، وَالاَنبسَاطِ فِي المَأْكَلِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبهُ إِلَى أَنِ اسْتُشْهِدَ بِدِمَشْقَ مِنْ جِهَةِ الخَوَارِجِ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ بنُ الحَدَّادِ الشَّافِعِيُّ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ وَلَمْ يُحَدِّثْ عَنْ غَيْرِ النَّسَائِيِّ، وَقَالَ: رَضِيْتُ بِهِ حُجَّةً بَيْنِي وَبَيْنَ اللهِ تَعَالَى. قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ": حَدَّثَنَا أَبُو عَبِدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ القَاضِي بِمِصْرَ. فَذَكَرَ حَدِيْثاً. وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ فِي "صَحِيْحِهِ": حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ قَاضِي حِمْصَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ قُدَامَةَ. فَذَكَرَ حَدِيْثاً. رَوَى أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، عَنْ حَمْزَةَ العَقْبِيِّ المِصْرِيِّ وَغَيْرِهِ، أَنَّ النَّسَائِيَّ خَرَجَ مِنْ مِصْرَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ إِلَى دِمَشْقَ فَسُئِلَ بِهَا عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَمَا جَاءَ فِي فَضَائِلِهِ. فَقَالَ: لاَ يَرْضَى رَأْساً برَأْسٍ حَتَّى يُفَضَّلَ؟ قَالَ: فَمَا زَالُوا يَدْفَعُوْنَ فِي حِضْنَيْهِ حَتَّى أُخْرِجَ مِنَ المَسْجَدِ، ثُمَّ حُمِلَ إِلَى مَكَّةَ فَتُوُفِّيَ بِهَا. كَذَا قَالَ، وَصَوَابهُ: إِلَى الرَّمْلَةِ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: خَرَجَ حَاجّاً فَامتُحِنَ بِدِمَشْقَ، وأدرك الشهادة فقال: احمِلُونِي إِلَى مَكَّةَ. فَحُمِلَ وَتُوُفِّيَ بِهَا، وَهُوَ مَدْفُونٌ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ: وَكَانَ أَفْقَهَ مَشَايِخِ مِصْرَ فِي عَصْرِهِ، وَأَعْلَمَهُم بِالحَدِيْثِ والرجال.

قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ إِمَاماً حَافِظاً ثَبْتاً، خَرَجَ مِنْ مِصْرَ فِي شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ بفِلَسْطِيْنَ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ لِثَلاَثِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ صَفَرِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ. قُلْتُ: هَذَا أَصحُّ، فَإِنَّ ابْنَ يُوْنُسَ حَافِظٌ يَقِظٌ وَقَدْ أَخَذَ عَنِ النَّسَائِيِّ، وَهُوَ بِهِ عَارِفٌ. وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي رَأْسِ الثَّلاَثِ مائَةٍ أَحْفَظ مِنَ النَّسَائِيِّ، هُوَ أَحْذَقُ بِالحَدِيْثِ وَعِلَلِهِ وَرِجَالِهِ مِنْ مُسْلِمٍ، وَمِنْ أَبِي دَاوُدَ، وَمِنْ أَبِي عِيْسَى، وَهُوَ جَارٍ فِي مِضْمَارِ البُخَارِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ إلَّا أَنَّ فِيْهِ قَلِيْلَ تَشَيُّعٍ وَانحِرَافٍ عَنْ خُصُومِ الإِمَامِ عَلِيٍّ، كمُعَاوِيَةَ وَعَمْرو، وَاللهِ يُسَامِحُهُ. وَقَدْ صَنَّفَ "مُسْنَدَ عَلِيٍّ" وَكِتَاباً حَافِلاً فِي الكُنَى، وَأَمَّا كِتَاب: "خَصَائِص عَلِيٍّ" فَهُوَ دَاخِلٌ فِي "سُنَنِهِ الكَبِيْرِ" وَكَذَلِكَ كِتَاب "عَمَل يَوْمٍ وَليْلَةٍ" وَهُوَ مُجَلَّدٌ، هُوَ مِن جُمْلَةِ "السُّنَنِ الكَبِيْرِ" فِي بَعْضِ النُّسَخِ، وَلَهُ كِتَابِ "التَّفْسِيْرِ" فِي مُجَلَّدٍ، وَكِتَابِ "الضُّعَفَاءِ" وَأَشيَاء، وَالَّذِي وَقَعَ لَنَا مِنْ "سُنَنِهِ" هُوَ الكِتَابُ "المُجْتَنَى" مِنْهُ، انتِخَابِ أَبِي بَكْرٍ بنِ السُّنِّيّ، سَمِعْتُهُ مَلَفَّقاً مِنْ جَمَاعَةٍ سَمِعُوهُ مِنِ ابْنِ بَاقَا بِرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيِّ، سَمَاعاً لِمُعْظَمِهِ، وَإِجَازَةً لِفَوْتِ لَهُ مُحَدَّدٍ فِي الأَصْلِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمَدٍ الدُّونِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا القَاضِي أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ الكَسَّارِ، حَدَّثَنَا ابْنُ السُّنِّيّ عَنْهُ. وَمِمَّا يُرْوَى اليَوْمَ فِي عَامِ أَرْبَعَةٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسَبْعِ مائَةٍ مِنَ السُّنَنِ عَالِياً جُزْآنِ الثَّانِي مِنَ الطَّهَارَةِ وَالجُمُعَةِ، تَفَرَّدَ البُوصِيرِيُّ بِعُلُوِّهِمَا فِي وَقْتِهِ، وَقَدْ أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ بِهِمَا، عَنِ البُوصِيْرِيِّ فَبَيْنِي وَبَيْنَ النَّسَائِيِّ فِيْهِمَا خَمْسَة رِجَالٍ. وعِنْدِي جُزْءٌ مِنْ حَدِيْثِ الطَّبَرَانِيِّ، عَنِ النَّسَائِيِّ، وَقَعَ لَنَا بِعُلُوٍّ أَيْضاً. وَوَقَعَ لَنَا جُزْءٌ كَبِيْرٌ انتَخَبَهُ السِّلَفِيُّ مِنَ "السُّنَنِ"، سَمِعْنَاهُ مِنَ الشَّيْخِ أَبِي المَعَالِي بنِ المُنَجَّا التَّنُوْخِيّ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا الدُّوْنِيُّ، وَبَدْرُ بنُ دُلَفٍ الفَركِيُّ بِسَمَاعِهِمَا مِنَ الكَسَّارِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ السُّنِّيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ نَهَى عَنِ البَوْلِ فِي المَاءِ الرَّاكِدِ". أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبِيْدَة بن حُمَيْد، عَنْ يُوْسُفَ بنِ صُهَيْبٍ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لَمْ يَأْخُذْ شَارِبَهُ فلَيْسَ مِنَّا".

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ سَأَلْتُ النَّسَائِيَّ مَا تَقُولُ فِي بَقِيَّةَ؟ فَقَالَ: إِنْ قَالَ: حَدَّثَنَا، وَأَخْبَرَنَا، فَهُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المراغي: سمعت النسائي يقول: محمد بن حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ كَذَّابٌ. قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، وَشُهْدَةَ العَامِرِيَّةِ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ بِهَمَذَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ لي أبو عبد الله ابن مَنْدَةَ: الَّذِيْنَ أَخْرَجُوا الصَّحِيْحَ وَمِيَّزُوا الثَّابِتَ مِنَ المعلول، والخطأ من الصواب أربعة: البخاري، ومسلم، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ. وَمِمَّنْ مَاتَ مَعَهُ: المُحَدِّثُ، أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِسْحَاقَ الصُّوْفِيُّ الصَّغِيْرُ بِبَغْدَادَ. وَالمُفَسِّرُ، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ فَرَحٍ البَغْدَادِيُّ الضَّرِيْرُ، المُقْرِئُ. وَالمُفَسِّرُ، أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الأَنْمَاطِيُّ، الحَافِظُ. وَالمُسْنِدُ، أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الجَوْزِيُّ. وَالمُحَدِّثُ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ البُشْتِيُّ. وَالحَافِظُ جَعْفَرُ بنُ أحمد ابن نَصْرٍ الحَصِيْرِيّ. وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ الحَافِظُ. وَالمُحَدِّثُ، أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ السِّمْنَانِيُّ. وَالمُحَدِّثُ، عُمَرُ بنُ أَيُّوْبَ السَّقَطِيُّ بِبَغْدَادَ. ورَأْسُ المُعْتَزِلَةِ أَبُو عَلِيٍّ الجُبَائِيُّ. وَالحَافِظُ، مُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ الهَرَوِيُّ شَكَّرُ.

ابن مجاشع

2587- ابن مُجَاشع 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحُجَّةُ الحَافِظُ، أَبُو إِسْحَاقَ عِمْرَانُ بنُ مُوْسَى بنِ مُجَاشِعٍ الجُرْجَانِيُّ، السَّخْتِيَانِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ مِنْ: هُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ، وَشَيْبَانَ بنِ فَرُّوْخٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ المُنْذِرِ الحِزَامِيِّ، وَابْنَي أَبِي شَيْبَةَ، وَسُوَيْدَ بنِ سَعِيْدٍ، وَأَبِي الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيِّ، وَطَبَقَتهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: رَفِيْقُهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ الهِسِنْجَانِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ نُجَيْدٍ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو حَامِدٍ الغِطْرِيْفِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَحَدَّثَ بِنَيْسَابُوْرَ قَدِيْماً، فَأَخَذَ عَنْهُ أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَالكِبَارُ. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ مُحَدِّثٌ ثَبْتٌ مَقْبُوْلٌ، كَثِيْرُ التَّصْنِيْفِ وَالرِّحْلَةِ، رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ الدَّامغَانِيّ، وَالهِسِنْجَانِيّ، وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ. سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ عِمْرَان بنَ مُوْسَى الجُرْجَانِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ سُوَيْد بن سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مَالِكاً، وَشَرِيْكاً، وَحَمَّادَ بنَ زَيْدٍ، وَابْنَ عُيَيْنَةَ، وَالفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ، وَمُسْلِمَ بنَ خَالِدٍ، وَابْنَ إِدْرِيْسَ، وَجَمِيْعَ مَنْ حَمَلْتُ عَنْهُ العِلْمَ يَقُوْلُوْنَ: الإِيْمَانُ قَوْلٌ وَعملٌ يَزِيْدُ وَيَنْقُصُ. وَالقُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ مِنْ صِفَةِ ذَاتِهِ، غَيْرَ مَخْلُوْقٍ، مَنْ قَالَ: إِنَّهُ مَخْلُوْقٌ، فَهُوَ كَافِرٌ. قَالَ عِمْرَانُ: بِهَذَا أَدِيْنُ وَمَا رَأَيْتُ مُحَدِّثاً إلَّا وَهُوَ يَقُوْلُهُ. قُلْتُ: مَاتَ بجُرْجَانَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَهُوَ فِي عَشْرِ المائَةِ. أَخْبَرْنَا ابْنُ عَسَاكِر، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بنُ مُوْسَى، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ، أَخْبَرَنَا مَعْن، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فلَيْسَ مِنَّا". قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: كَانَ قَدْ صَنَّفَ المُسْنَدَ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ، وَحَدَّثَنِي الإِسْمَاعِيْلِيُّ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ عِمْرَانُ بنُ مُوْسَى جُرْجَانِيٌّ صَدُوْقٌ، مُحَدِّثُ البَلَدِ في زمانه.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "322-323"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 763"، والعبر "2/ 129".

محمد بن علي بن مخلد ومحمد بن نصير والوكيعي والبسامي

محمد بن علي بن مخلد ومحمد بن نصير والوكيعي والبسامي: 2588- محمد بن علي بن مخلد 1: ابن فرقد، الشيخ المعمر الصدوق، أبو جعفر الأصبهاني، الدَّارَكِيُّ. خَاتِمَةُ أَصْحَابِ إِسْمَاعِيْلَ بنَ عَمْرٍو البَجَلِيَّ، وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُوْنِيِّ، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْساً. حَدَّثَ عَنْهُ: الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخِ بنُ حَيَّانَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَجَمَاعَةٌ. مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمَاتَ قبله بعامين. 2589- محمد بن نصير: ابن أَبَانٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ المَدِيْنِيُّ. يَرْوِي أَيْضاً عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَمْرٍو، وَالشَّاذَكُوْنِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخِ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ المُقْرِئِ أَيْضاً. وَثَّقَهُ أبو نعيم الحافظ. 2590- الوكيعي: الإِمَامُ المُعَمَّرُ الثِّقَةُ، أَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي جَمِيْلَةَ الذُّهْلِيُّ، الوكيعي، الكوفي، نزيل مصر. وُلِدَ سَنَةَ: أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ، وَسَمِعَ: عَاصِمَ بنَ علي، ومحمد بن الصباح الدولابي، وأحمد ابن حنبل، وعلي بن الجعد، وعلي ابن المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ، وَعِدَّةً. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَدِيٍّ، وَحَمْزَةُ الكِنَانِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَالحَسَنُ الأُسْيُوْطِيُّ، وَابْنُ حَيُّوْيَه النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَابْنُ يُوْنُسَ، وَالحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ بنُ شَعْبَانَ المَالِكِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، تُوُفِّيَ: فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَلاَثِ مائَةٍ. 2591- البَسَّامِيُّ: أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بن أحمد بن منصور بن نَصْرِ بنِ بِسَّامٍ الشَّاعِرُ. مِنْ كِبَارِ الشُّعرَاءِ، بَارِعٌ فِي الثَّنَاءِ وَالهِجَاءِ، عَاشَ نَيِّفاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَمَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَلهُ تَصَانِيْفُ أَدَبِيَّةٌ، أَوْرَدَ لَهُ ابْنُ خلكان مقطعات.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 241"، والعبر "2/ 135"، وشذرات الذهب "2/ 251".

البشتي وإسحاق بن إبراهيم البستي والمنجنيقي

البشتي وإسحاق بن إبراهيم البستي والمنجنيقي: 2592- البشتي: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ الرَّحَّالُ، أَبُو يَعْقُوْبَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرٍ البُشْتِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، مِنْ رستاق بشت. سَمِعَ مِنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَقُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ، وَأَبِي كُرَيْبٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عِمْرَانَ العَابِدِيّ، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُصَفَّى، وَحُمَيْدِ بنِ مَسْعَدَةَ، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَصَنَّفَ المُسْنَدَ وَغَيْرَ ذَلِكَ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بن هَانِئ، وَأَبُو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي، ومحمد ابن أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى، وَآخَرُوْنَ. وَحَدَّثَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. لَمْ أَقَعْ بِوَفَاتِهِ. سَمِيُّهُ: المُحَدِّثُ: 2593- إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُسْتِيُّ: بِمُهْمَلَةٍ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ الصَّبَّاحِ البَزَّارَ وَطَبَقَتَهُ، وَهُوَ مَنْسُوْبٌ إِلَى مَدِيْنَةِ بُسْتَ مِنْ إِقلِيِمِ سِجِسْتَان وَرَاءَ نَاحِيَةِ هَرَاةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ البُسْتِيُّ وَغَيْرُهُ. عَاشَ إِلَى نَحْوِ الثَّلاَثِ مائة. 2594- المنجنيقي: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ، أَبُو يَعْقُوْبَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْنُسَ البَغْدَادِيُّ، الوَرَّاقُ، نَزِيْلُ مِصْرَ، وَعُرِفَ بِالمِنْجَنِيْقيِّ لِكَوْنِهِ كَانَ يَجْلِسُ بقُرْبِ مِنْجَنِيْقٍ كَانَ بِجَامِعِ مِصْرَ. مَوْلِدُهُ بَعْدَ سَنَةِ عشر ومائتين.

حدث عن: محمد بن بكار بن الريان، وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ حَمَّادِ النَّرْسِيِّ، وَدَاوُدَ بنِ رُشَيْد، وَأَبِي إِبْرَاهِيْمَ التَّرْجَمَانِيّ، وَسُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وكثير ابن عُبَيْدٍ، وَعَمْرِو بنِ عُثْمَانَ، وَأَحْمَدَ بنِ مَنِيْعٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُطِيْعِ، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيُّ، وَجَعْفَرُ الخُلْدِيّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ التِّنِّيْسِيُّ النَّقَّاشُ، وَابْنُ عَدِيٍّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ، وَالحَسَنُ بنُ خضْرٍ السُّيوطِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخيَاشُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا: أَنَّ النَّسَائِيَّ انتَقَى عَلَى أَبِي يَعْقُوْبَ المِنْجَنِيْقيّ مُسْنَدَهُ، فَكَانَ يَمْنَعُ النَّسَائِيَّ أَنْ يَجِيْءَ إِلَيْهِ، وَكَانَ يَذْهَبُ إِلَى مَنْزِلِ النَّسَائِيِّ حَتَّى سَمِعَ مِنْهُ النَّسَائِيُّ مَا انتَقَاهُ حُسْبَةً فِي ذَلِكَ. وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً، قَالَ لَهُ النَّسَائِيُّ يَوْماً: يَا أَبَا يَعْقُوْبَ! لاَ تحدث عن: سفيان بن وكيع. فَقَالَ: اختَرْ لِنَفْسِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا شِئْتَ، وَأَنَا فُكُلُّ مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ فَإِنِّي أُحَدِّثُ عَنْهُ. قَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ثِقَةٌ، كَانَ فِي جَامِعِ مِصْرَ مِنْجَنِيْقٌ يوَقِدُ فِيْهِ القُوَّامُ ثُرَيَّا، وَكَانَ هَذَا يَجْلِسُ قَرِيْباً مِنْهُ فَنُسِبَ إِلَيْهِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: صَدُوْقٌ، رَجُلٌ صَالِحٌ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ فِي جمادى الآخرة.

ابن متويه

2595- ابن متويه 1: الإِمَامُ المَأْمُوْنُ القُدْوَةُ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ مَتُّوَيْه الأَصْبَهَانِيُّ، إِمَامُ جَامِعِ أَصْبَهَان، كَانَ مِنَ العُبَّادِ وَالسَّادَةِ، يَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَكَانَ حَافِظاً، حُجَّةً، مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ، وَيُعْرَفُ أَيْضاً بِأَبَّهْ، وَبِابنِ فِيُرَّةَ الطَّيَّانِ. سَمِعَ بِالشَّامِ، وَالعِرَاقِ، وَالحَرَمِ، وَمِصْرَ، سَمِعَ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشّوَاربِ، وَبِشْرَ بنَ مُعَاذٍ، وَأَحْمَدَ بن مَنِيْعٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ هَاشِمٍ البَعْلَبَكِّيَّ، وَعَبْدَ الجَبَّارِ بنَ العَلاَءِ العَطَّارِ، وَهِشَامَ بن خالد الأزرق وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، وَهَنَّادَ بنَ السَّرِيِّ، وَأَبَا هَمَّامٍ الوَلِيْدَ بنَ شُجَاعٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَطَبَقَتهُم، فَأَكْثَرَ وَجَوَّدَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخِ بنُ حَيَّانَ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو أَحْمَدَ العَسَّالُ، وَأَحْمَدُ بنُ بُنْدَارٍ الشَّعَّارُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ وَقَالَ: هُوَ أَوَّلُ شَيْخٍ كَتَبْتُ عَنْهُ الحَدِيْثَ. وَقَالَ أَبُو الشَّيْخِ: كَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ مِنَ العُبَّادِ الفُضَلاَءِ، مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: نيف على الثمانين، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 739"، والعبر "2/ 122"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 125"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 238".

ابن زنجويه والرسعني

ابن زنجويه والرسعني: 2596- ابن زنجويه 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ زَنْجَوَيْه بنِ الهَيْثَمِ القُشَيْرِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ. سَمِعَ: أَبَا مُصْعَبٍ الزهري، وعبد العزيز بنَ يَحْيَى، وَابْنَ رَاهْوَيْه، وَعَمْرَو بنَ زُرَارَةَ، وَأَبَا مَرْوَانَ العُثْمَانِيَّ، وَأَبَا كُرَيْبٍ، وَيَحْيَى بنَ أَكْثَم، وَطَبَقَتهُم. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ حَمْشَاذٍ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانِ، وَالشُّيُوْخَ. وَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْساً. قَالَ الحَاكِمُ: تُوُفِّيَ سنة اثنتين وثلاث مائة. 2597- الرسعني: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الحُجَّةُ المُجَوِّدُ، الرَّحَّالُ، أَبُو صَالِحٍ القَاسِمُ بنُ اللَّيْثِ بنِ مَسْرُوْرٍ العتَّابِيُّ، الرَّسْعَنِيُّ، نَزِيْلُ مَدِيْنَةِ تِنِّيْسٍ. سَمِعَ: المُعَافَى بنَ سُلَيْمَانَ، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيَّ، وَابْنَ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَعَمْرَو بنَ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيَّ، وَبِشْرَ بنَ هِلاَلٍ، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيُّ فِي كِتَابِ "الكُنَى"، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شُعَيْبٍ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المِصْرِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ المَوْصِلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ الحَافِظُ، وَابْنُ عَدِيٍّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَارِثِ بنِ أَبْيَضَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَيَّويَه النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ، فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ بِتَنِّيْسٍ، فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، ثقة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 123"، وشذرات الذهب "2/ 239".

ابن الأخرم وعلى بن سعيد

ابن الأخرم وعلى بن سعيد: 2598- ابن الأخرم: الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الحَافِظُ الأَثَرِيُّ، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بن العباس بن أيوب بنِ الأَخْرَمِ الأَصْبَهَانِيُّ، الفَقِيْهُ. ارْتَحَلَ، وَأَخَذَ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، وَالمُفَضَّلِ بنِ غَسَّانَ الغَلاَبِيِّ، وَزِيَادِ بنِ يَحْيَى الحَسَّانِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ حَرْبٍ، وَعَمَّارِ بنِ خَالِدٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ العَسَّالُ، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَفْرِجَة، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ، وَآخَرُوْنَ. وَله وَصِيَّةٌ أَكْثَرُهَا عَلَى قَوَاعِدِ السَّلَفِ، يَقُوْلُ فِيْهَا: مَنْ زَعَمَ أَنَّ لَفْظَهُ بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ فَهُوَ كَافِرٌ. فَكَأَنَّهُ عَنَى بِاللَّفْظِ: المَلْفُوْظَ لاَ التَّلَفُّظَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2599- عَلِيُّ بن سعيد: ابن بشير بن مهران، الحَافِظُ البَارِعُ، أَبُو الحَسَنِ الرَّازِيُّ، عَلِيَّك، نَزِيْلِ مِصْرَ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ النَّرْسِيِّ، وَجُبَارَةَ بنِ المُغَلِّسِ، وَبشْرِ بنِ مُعَاذٍ العَقَدِيِّ، وَنُوْحِ بنِ عَمْرٍو السَّكْسَكِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ هاشم البعلي، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خَالِدِ بنِ نَجِيْحِ، وَنَصْرِ بنِ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيِّ، وَالهَيْثَمِ بنِ مَرْوَانَ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عُتْبَةَ الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ الوَرْدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَرُوْفٍ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ رَشِيْقِ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ الأَبِيْوَرْدِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ بذَاكَ فِي حَدِيْثِهِ، سَمِعْتُ بِمِصْرَ أَنَّهُ كَانَ وَالِيَ قَرْيَةٍ، وَكَانَ يُطَالِبُهُمْ بِالخَرَاجِ، فَمَا كَانُوا يُعْطُوْنَهُ. قَالَ: فَجَمَعَ الخَنَازِيْرَ فِي المَسْجَدِ، قُلْتُ: فَكَيْفَ هُوَ فِي الحَدِيْثِ؟ قَالَ: حَدَّثَ بِأَحَادِيْثَ لَمْ يتابع عليها، وتكلم فيها أَصْحَابُنَا بِمِصْرَ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ يَفْهَمُ وَيَحْفَظُ، مَاتَ بِمِصْرَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: الكَافُ فِي عَلِيَّكَ هِيَ علاَمَةُ التَّصْغِيْرِ فِي عَلِيٍّ بِالفَارِسِيَّةِ. أَمَا عَلِيُّ بنُ سَعِيْدٍ العَسْكَرِيُّ -مُؤلِّفُ كِتَابِ "السَّرَائِر" فآخَرٌ، مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

الفرهياني

2600- الفرهياني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سيار الفَرْهَاذَانِيّ، وَيُقَالُ: فِيْهِ الفَرْهَيَانِيّ. سَمِعَ: هِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَقُتَيْبَةَ بنَ سَعِيْدٍ، وَأَبَا كُرَيْبٍ، وَدُحَيْماً، وَمُحَمَّدَ بنَ وَزِيْرٍ، وَحَرْمَلَةَ بنَ يَحْيَى، وَعَبْدَ المَلِكِ بنَ شُعَيْبٍ، وَطَبَقَتهُم. وَكَانَ ذَا رِحْلَةٍ وَاسِعَةٍ، وَعُلُوْمٍ نَافِعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ النَّقَّاشُ المُفَسِّرُ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَبِشْرُ بنُ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ رَفِيْقَ النَّسَائِيِّ، وَكَانَ ذَا بَصَرٍ بِالرِّجَالِ، وَكَانَ مِنَ الأَثْبَاتِ؛ سَأَلْتُهُ أَنْ يُمْلِيَ عَلَيَّ عَنْ حَرْمَلَةَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! وَمَا تَصْنَعُ بِحَرْمَلَةَ؟! إِنَّهُ ضَعِيْفٌ. ثُمَّ أَمْلَى عَلَيَّ عَنْهُ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ لَمْ يَزِدْنِي. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ ابن طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَيَّارٍ الفَرْهَاذَانِيّ، أَخْبَرَنَا هَارُوْنُ بنُ زَيْدِ بنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عَنِ أَبِيْه، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رِضَى اللهِ فِي رِضَى الوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الوَالِدِ". لَمْ أَظْفَرْ لِهَذَا الحَافِظِ بِوَفَاةٍ، توفي سنة نيف وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "2/ 427"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 729"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 235".

الوشاء وأبو معشر الدارمي والمطرز

الوشاء وأبو معشر الدارمي والمطرز: 2601- الوشاء 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ العَالِمُ، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الجَعْدِ الوَشَّاءُ، البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ مِنْ: سُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ "مُوَطَّأَ مَالِكٍ"، وَمِنْ: مُحَمَّدِ بنِ بَكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، وعبد الأعلى ابن حَمَّادِ، وَأَبِي مَعْمَرٍ الهُذَلِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّافِ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ غَرِيْبٍ البَزَّازُ، وَآخَرُوْنَ. سَمِعْنَا "المُوَطَّأُ" مِنْ طَرِيْقِهِ. وَقَدْ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ. 2602- أبو معشر الدارمي 2: المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو مَعْشَرٍ، الحَسَنُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ نَافِعٍ الدَّارِمِيُّ، شَيْخٌ بَصْرِيُّ مُعَمَّرٌ. سَكَنَ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيِّ، وَهُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ، وَطَبَقَتِهِمَا. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ قَانِعٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ الطَّسْتِيُّ، وَمَخْلَدُ بنُ جَعْفَرٍ البَاقَرْحِيُّ، وعلي بن لؤلؤ الوراق. وثقه الدارقطني. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائة. 2603- المطرز 3: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو بَكْرٍ القَاسِمُ بنُ زَكَرِيَّا بنِ يَحْيَى البَغْدَادِيُّ، المَعْرُوْفُ: بِالمُطَرِّزِ. مَوْلِدُهُ فِي حُدُوْدِ العِشْرِيْنَ وَالمائَتَيْنِ، أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ. تَلاَ عَلَى أَبِي حَمْدُوْنَ الطَّيِّبِ، وَعَلَى أَبِي عُمَرَ الدُّوْرِيِّ. وَحَدَّثَ عَنْ: سُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ الجَرْجَرَائِيّ، وَإِسْحَاقَ بنِ مُوْسَى الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي هَمَّامِ الوَلِيْدِ بنِ شُجَاعٍ، وَأَبِي كُرَيْبٍ، وَعَبَّادِ بنِ يَعْقُوْبَ الرَّوَاجِنِي، وَطَبَقَتهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الجِعَابِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرٍ الخَرْقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَأَبُو حَفْصٍ الزَّيَّاتِ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَصَنَّفَ المُسْنَدَ وَالأَبْوَابَ، وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ. وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً، أَثْنَى عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرهُ، وَذَكَرَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الغَضَائِرِيُّ -شَيْخٌ لأَبِي عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ- أَنَّهُ تَلاَ عليه: ختمة بالإدغام الكبير وَالإِبدَالِ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةِ، فَافتُضِحَ فِي دَعْوَاهُ لأَنَّ المُطَرِّز -رَحِمَهُ اللهُ- تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وهو في عشر التسعين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 65"، والعبر "2/ 118"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 55"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 184"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 237". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 327"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 125". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 441"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 146"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 730"، والعبر "2/ 130"، وتهذيب التهذيب "8/ 314"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 246".

طريف وحمزة بن محمد

طريف وحمزة بن محمد: 2604- طريف 1: الشَّيْخُ أَبُو الوَلِيْدِ، طَرِيْفُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المَوْصِلِيُّ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ. رَحَلَ وَرَوَى عَنْ: عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ، وَيَحْيَى بنِ بِشْرٍ الحَرِيْرِيِّ، وَيَحْيَى الحِمَّانِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الجِعَابِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ بُرَيْدَةَ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَآخَرُوْنَ. ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وثلاث مائة. 2605- حمزة بن محمد 2: ابن عيسى، الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَلِيٍّ الجُرْجَانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الكَاتِبُ، لَمْ يَكُنْ مُحَدِّثاً، وَإِنَّمَا حُبِسَ فِي شأن التصرف فصادف في الحَبْسِ الحَافِظَ نُعَيْمَ بنَ حَمَّادٍ، فَأَملَى عَلَيْهِ جُزْءاً وَاحِداً وَهُوَ جُزْءٌ عَالٍ طَبْرَزَدِيُّ، يُعْرَفُ بِنُسْخَةِ نُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الجعَابِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّاتِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ لُؤْلُؤٍ وَغَيْرهُم. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ. تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائة، وقد نيف على التسعين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 364"، وميزان الاعتدال "2/ 336"، ولسان الميزان "3/ 208". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 180"، والعبر "2/ 122"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 238".

عباد بن علي والصوفي

عباد بن علي والصوفي: 2606- عباد بن علي 1: ابن مرزوق، المُعَمَّرُ الكَبِيْرُ، أَبُو يَحْيَى السِّيْرِيْنِيُّ مَوْلاَهُمُ، البَصْرِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. فِيْهِ ضَعْفٌ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ، وَحَدَّثَ عَنْ: بَكَّارِ بنِ مُحَمَّدٍ السِّيْرِيْنِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ المَدَائِنِيِّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ بنُ البَخْتَرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو حفص بن الزيات، وعلي ابن عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ الأَزْدِيُّ، وَضَعَّفَهُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ مائَةٌ وَخَمْسُ سِنِيْنَ، وَلَوْلاَ تَأَخُّرِ وَفَاتِهِ لَذُكِرَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ بن أبي عاصم ونظرائه. 2607- الصوفي 2: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ رَاشِدٍ البَغْدَادِيُّ، الصُّوْفِيُّ الكَبِيْرُ، احتِرَازاً مِنْ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ الصُّوْفِيِّ الصَّغِيْرِ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ عَشْرٍ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ: فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ مِنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ، وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وَالهَيْثَمِ بنِ خَارِجَةَ، وَأَبِي نَصْرٍ التمار، وأحمد بن جناب، وسويد ابن سَعِيْدٍ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخِ بنُ حَيَّانَ، وَأَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وأبو أحمد ابن عَدِيٍّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزَّبِيْبِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّاتِ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَعَلِيُّ ابن عمر الحربي السكري.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 109"، وميزان الاعتدال "2/ 370"، ولسان الميزان "3/ 233". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 82"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 149"، والعبر "2/ 131" وميزان الاعتدال "1/ 91"، ولسان الميزان "1/ 151"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 247".

مَاتَ فِي عشْرِ المائَةِ، فِي شَهْرِ رَجَبَ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِبَغْدَادَ. وَثَّقَهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَإِتْقَانٍ. رَوَى عَنْ: يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ نُسْخَةً وَقَعَتْ لَنَا بِعُلُوٍّ بَاهِرٍ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ القَرَافِيِّ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بِبَغْدَادَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عمر الحربي سنة خمس وثمانين ثلاث مائَةٍ فِي ذِي القَعْدَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ المُثَنَّى بنِ أَنَسٍ، حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ: عَنْ أَنَسٍ: "أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إِذَا تَكَلَّمَ بِالكَلِمَةِ رَدَّدَهَا ثَلاَثاً، وَإِذَا أَتَى قَوْماً فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِم ثَلاَثاً" 1. هَذَا مِنْ غَرَائِبِ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" رَوَاهُ عَنْ ثِقَةٍ، عن عبد الصمد بن عبد الوارث.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "94".

الصوفي الصغير

2608- الصوفي الصغير 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُحَدِّثُ، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِسْحَاقَ البَغْدَادِيُّ، الصُّوْفِيُّ الصَّغِيْرُ. سَمِعَ: بِشْرَ بنَ الوَلِيْدِ، وَالرَّبِيْعَ بنَ ثَعْلَبِ العَابِدِ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنَ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مُوْسَى الفَزَارِيَّ، وَأَبَا إِبْرَاهِيْمَ التَرْجمَانِيَّ، وَسُوَيْدَ بنَ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ حُمَيْدٍ، وَأَبَا كُرَيْبٍ وَمُوْسَى بنَ إِسْحَاقَ الخَطْمِيَّ، وَدَاوُدَ بن رشيد، وعبد الأعلى ابن حَمَّادٍ، وَعِدَّةً. وَلَهُ رِحْلَةٌ وَمَعْرِفَةٌ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيَّاتِ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَطَائِفَةٌ سواهم. وَثَّقَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ وَغَيْرُهُ، وَبَعْضُهُمْ لَيَّنَهُ. تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ. رَوَى ابْنُ بَوْشٍ جُزْءاً مِنْ حَدِيْثِهِ. وقيل: توفي سنة ثلاث.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 98"، والعبر "2/ 125"، وميزان الاعتدال "1/ 92"، ولسان الميزان "1/ 155"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 241".

صاحب خراسان

2609- صاحب خراسان 1: الأمير أبو إبراهيم، إسماعيل بن الملك أحمد بن أَسَدِ بنِ سَامَانَ بنِ نُوْحٍ. كَانَ مَلِكاً فَاضِلاً، عَالِماً، فَارِساً، شُجَاعاً، مَيْمُوْنَ النَّقِيْبَةِ، مُعَظِّماً لِلْعُلَمَاءِ، يُلَقَّبُ بِالأَمِيْر المَاضِي. سَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَمِنْ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيِّ عَامَّةَ تَصَانِيْفِهِ. أَخَذَ عَنْهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَغَيْرُهُ. قَالَ ابْنُ قَانِعٍ: سَمِعْتُ عِيْسَى بنَ مُحَمَّدٍ الطَّهْمَانِيّ: سَمِعْتُ الأَمِيْرَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: جَاءَنَا أَبُوْنَا بِمُؤَدِّبٍ، فَعَلَّمَنَا الرَّفْضَ، فَنِمْتُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. فَقَالَ لِي: لِمَ تَسُبُّ صَاحِبَيَّ؟ فَوَقَفْتُ، فَقَالَ لِي بِيَدِهِ، فَنَفَضَهَا فِي وَجْهِي، فَانتَبَهْتُ فزعًا أَرْتَعِدُ مِنَ الحُمَّى، فَكُنْتُ عَلَى الفِرَاشِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ، وَسَقَطَ شَعْرِي، فَدَخَلَ أَخِي فَقَالَ: أَيْش قِصَّتُكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: اعتَذِرْ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَاعْتَذَرْتُ وَتُبْتُ، فَمَا مَرَّ لِي إلَّا جُمُعَةً حَتَّى نَبَتَ شَعْرِي. قُلْتُ: كَانَ هُوَ وَآبَاؤُهُ مُلُوْكَ بُخَارَى وَسَمَرْقَنْدَ، وَلَهُ غَزَوَاتٌ فِي التُّرْكِ، وَهُوَ الَّذِي ظَفَرَ بِعَمْرِو بنِ اللَّيْثِ وَأَسَرَهُ، فَجَاءهُ مِنَ المُعْتَضِدِ التَّقْلِيْدُ بِوِلاَيَةِ خُرَاسَانَ وَمَا يَلِيْهَا، وَكَانَتْ سَلْطَنَتُهُ مُدَّةَ سَبْعِ سِنِيْنَ. تُوُفِّيَ بِبُخَارَى فِي صَفَرٍ، سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ أَحْمَدُ. وَمَاتَ ابْنُهُ السُّلْطَانُ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاث مائة، قَتَلَهُ مَمَالِيْكُهُ، ثُمَّ مَلَّكُوا وَلَدَهُ نَصْراً، فَدَامَ ثلاثين عامًا، فأحسن السيرة، وعظمت هيبته.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 77"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 161"، والعبر "2/ 102"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 163"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 219".

صاحب الأندلس والحسن بن سفيان

صاحب الأندلس والحسن بن سفيان: 2610-صاحب الأندلس 1: وَابْنُ مُلُوْكِهَا، الأَمِيْرُ أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَكَمِ بنِ هِشَامِ ابْنِ الدَّاخِلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ معاوية بن الخليفة هشام بن عَبْدِ المَلِكِ المَرْوَانِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ. تَمَلَّكَ بَعْدَ أَخِيْهِ المُنْذِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ، وَامتَدَّتْ دَوْلَتُهُ، وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ العَدْلِ، مُثَابِراً عَلَى الجِهَادِ، مُلاَزِماً لِلصَّلَوَاتِ فِي الجَامِعِ، لَهُ مَوَاقِفُ مَشْهُوْدَةٌ، مِنْهَا: مَلْحَمَةُ بلِي: كَانَ ابْنُ حَفْصُوْنَ قَدْ حَاصَرَ حِصْنَ "بلِي" وَمَعَهُ ثَلاَثُوْنَ أَلْفاً، فَسَارَ عَبْدُ اللهِ فِي أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفاً، فَالتَقَوا، فَانهَزَمَ ابْنُ حَفْصُوْنَ، وَاسْتَحَرَّ بِجَمْعِهِ القَتْلُ، فَقَلَّ مَنْ نَجَا، وَكَانُوا عَلَى رَأْيِ الخَوَارِجِ. وَكَانَ عَبْدُ اللهِ ذَا فِقْهٍ وَأَدَبٍ. وَنَقَلَ ابْنُ حَزْمٍ أَنَّ الأَمِيْرَ عَبْدَ اللهِ اسْتفتَى بَقِيَّ بنَ مَخْلَدِ فِي الزِّنْدِيْقِ، فَأَفتَى أَنَّهُ لاَ يُقْتَلُ حتى يستاب، وَذَكَرَ حَدِيْثاً فِي ذَلِكَ. مَاتَ فِي أَوَّلِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ ثَلاَثِ مائَةٍ، ثُمَّ قَامَ بَعْدَهُ ابْنُ ابْنِهِ النَّاصِرُ لِدِيْنِ اللهِ، فَدَامَ خَمْسِيْنَ سَنَةً، وَتَلَقَّبَ بِإِمرَةِ المُؤْمِنِيْنَ، وَهَذَا وَآبَاؤُهُ ذَكَرْتُهُمْ مُجْتَمِعِيْن فِي المائَةِ الثَّانِيَةِ فِي عَصْرِ هشيم. 2611- الحسن بن سفيان 2: ابن عامر بن عبد العزيز بن النُّعْمَانِ بنِ عَطَاءٍ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو العَبَّاسِ الشَّيْبَانِيُّ، الخُرَاسَانِيُّ، النَّسَوِيُّ، صَاحِبُ "المُسْنَدِ". وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ أَسَنُّ مِنْ بَلَدِيِّهِ الإِمَامُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ، وَمَاتَا مَعاً فِي عَامٍ. ارْتَحَلَ إِلَى الآفَاقِ، وَرَوَى عَنْ: أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ البَلْخِيِّ، وَقُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وشيبان ابن فَرُّوْخٍ، وَهُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أسماء،

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 114"، والنجوم الزاهرة "3/ 181"، وشذرات الذهب "2/ 233". 2 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 60"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 132"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 724"، والعبر "2/ 124"، وميزان الاعتدال "1/ 492"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 32"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 189"، وشذرات الذهب "2/ 241".

وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَلاَّمٍ الجُمَحِيِّ، وَسَهْلِ بنِ عُثْمَانَ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَسَعْدِ بنِ يَزِيْدَ الفَرَّاءِ، وَحِبَّانَ بنِ مُوْسَى، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَصَفْوَان بنِ صَالِحٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ هِشَامِ بنِ يَحْيَى الغَسَّانِيِّ، وَعِيْسَى بنِ حَمَّادٍ، ومحمد ابن رُمْحٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الحَجَّاجِ السَّامِي، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ غِيَاثٍ، وَأَبِي كَامِلٍ الجَحْدَرِيِّ، وَسُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُعَاذٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَهُوَ مِنْ أَقرَانِ أَبِي يَعْلَى، وَلَكِنْ أَبُو يَعْلَى أعلى إسنادا منه وأقدم لقاء، فإنه سمع من علي ابن الجَعْدِ. وَقَدْ سَمِعَ الحَسَنُ تَصَانِيْفَ الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ مِنْهُ، وَسَمِعَ: "السُّنَنَ" مِنْ أَبِي ثَوْرٍ الفَقِيْهِ، وَتَفَقَّهَ بِهِ، وَلاَزَمَهُ، وَبَرَعَ، وَكَانَ يُفْتِي بِمَذْهَبِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَيَحْيَى بنُ مَنْصُوْرٍ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ الأَخْرَمِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ النَّقَاشُ المُقْرِئُ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو حاتم بن حِبَّانَ، وَحَفِيْدُهُ إِسْحَاقُ بنُ سَعْدٍ النَّسَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الهَاشِمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمُ، رَحَلُوا إِلَيْهِ وَتَكَاثرُوا عَلَيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ البُسْتِيُّ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: لَوْلاَ اشتِغَالِي بِحِبَّانَ بنِ مُوْسَى لَجِئْتُكُم بِأَبِي الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بنِ حَرْبٍ. يَعْنِي: أَنَّهُ تَعَوَّقَ بِإِكْبَابِهِ عَلَى تَصَانِيْفِ ابْنِ المُبَارَكِ عِنْدَ حِبَّانَ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ سُفْيَان يَقُوْلُ: إِنَّمَا فَاتَنِي يَحْيَى بنُ يَحْيَى بِالوَالدَةِ: لَمْ تَدَعْنِي أَخْرُجُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَعَوَّضَنِي اللهُ بِأَبِي خَالِدٍ الفَرَّاءِ، وَكَانَ أَسْنَدَ مِنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ -مُحَدِّثُ خُرَاسَانَ فِي عَصْرِهِ- مُقَدَّماً فِي الثَّبْتِ، وَالكَثْرَةِ، وَالفَهْمِ، وَالفِقْهِ، وَالأَدَبِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ: كَانَ الحَسَنُ مِمَّنْ رَحَلَ، وَصَنَّفَ، وَحَدَّثَ، عَلَى تَيَقُّظٍ مَعَ صِحَّةِ الدِّيَانَةِ، وَالصَّلاَبَةِ فِي السُّنَّةِ. وَقَالَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ: لَيْسَ لِلْحَسَنِ فِي الدُّنْيَا نَظِيْرٌ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ دَاوُدَ بنِ سُلَيْمَانَ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ، فَدَخَلَ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، وَهُمْ مُتَوَجِّهُوْنَ إِلَى فُرَاوَةَ. فَقَالَ الرَّازِيُّ: كَتَبْتُ هَذَا الطَّبَقَ مِنْ حَدِيْثِكَ. قَالَ: هَاتِ. فَقَرَأَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَدْخَلَ إِسْنَاداً فِي إِسْنَادٍ، فَرَدَّهُ الحَسَنُ، ثُمَّ بَعْدَ قَلِيْلٍ فَعَلَ ذَلِكَ، فَرَدَّهُ الحَسَنُ، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ قَالَ لَهُ الحَسَنُ: مَا

هَذَا؟! قَدِ احتَمَلْتُكَ مَرَّتَيْنِ وَأَنَا ابْنُ تِسْعِيْنَ سَنَةً، فَاتَّقِ اللهَ فِي المشَايِخِ، فَرُبَّمَا اسْتُجِيْبَتْ فِيْكَ دَعْوَةٌ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ: مَهْ! لاَ تُؤْذِ الشَّيْخَ. قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ أَبَا العَبَّاسِ يَعْرِفُ حَدِيْثُهُ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ سَمِعَ حِبَّانَ بنَ مُوْسَى، وَقُتَيْبَةَ، وَابْنَ أَبِي شَيْبَةَ، كَتَبَ إِلَيَّ وَهُوَ صَدُوْقٌ. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ: كَانَ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ أَدِيْباً فَقِيْهاً، أَخَذَ الأَدَبَ عَنْ أَصْحَابِ النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ، وَالفِقْهَ عَنْ أَبِي ثَوْرٍ، وَكَانَ يُفْتِي بِمَذْهَبِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: سَمِعَ الحَسَنُ مِنِ ابْنِ رَاهْوَيْه أَكْثَرَ "مُسْنَدِهِ" وَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيِّ "تَفْسِيْرَهُ". قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حَضَرْتُ دَفْنَهُ فِي شَهْرِ رمضان سنة ثلاث وثلاث مائة، مَاتَ بِقَرْيَتِهِ بَالُوْزَ، وَهِيَ عَلَى ثَلاَثَةِ فَرَاسِخَ مِنْ مَدِيْنَةِ نَسَا، رَحِمَهُ اللهَ تَعَالَى. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بن تَاجِ الأُمَنَاءِ بِأَرْبَعِيْنَ الحَسَنِ سَمَاعاً، عَنِ المُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيِّ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَسَنِ الشَّعْرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الخَيْرِ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بنِ زَعْبَل سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الحَسَنُ بن سفيان الحافظ، حدثنا قتيبة ابن سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمْهُ وَلاَ يُسْلِمْهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيْهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ"1. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ فَوَافَقْنَاهُم يعلو. وَبِهِ: إِلَى الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بيَان السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ، فَلاَ صَلاَةَ لَهُ إلَّا مِنْ عُذْرٍ"2. أَخْرَجَهُ: ابْنُ مَاجَه، عَنْ عَبْدِ الحَمِيْدِ، فَوَافَقْنَاهُ بعلو.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6951"، ومسلم "2580"، وأبو داود "4893"، والترمذي "1426". 2 صحيح: أخرجه ابن ماجه "793"، حدثنا عبد الحميد بن بيان الواسطي، به.

رَوَى بِشْروَيْه بنُ مُحَمَّدٍ المُغْفِلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحَسَنِ الصَّفَّارُ الفَقِيْهُ، قَالَ: كُنَّا عِنْد الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ، وَقَدِ اجتَمَعَ إِلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ، ارتَحَلُوا إِلَيْهِ، فَخَرَجَ يَوْماً، فَقَالَ: اسْمَعُوْا مَا أَقُولُ لَكُمْ قَبْلَ الإِملاَءِ: قَدْ عَلِمْنَا أَنَّكُم مِنْ أَبْنَاءِ النِّعَمِ، هَجَرْتُمُ الوَطَنَ، فَلاَ يَخْطُرَنَّ بِبَالِكُمْ أَنَّكُمْ رَضِيْتُم بِهَذَا التَّجَشُّمِ لِلْعِلْمِ حَقاً، فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ بِبَعْضِ مَا تَحَمَّلْتُهُ فِي طَلَبِ العِلْمِ: ارتَحَلْتُ مِنَ وَطَنِي، فَاتَّفَقَ حُصُوْلِي بِمِصْرَ فِي تِسْعَةٍ مِنْ أَصْحَابِي طَلَبَةِ العِلْمِ، وَكُنَّا نَخْتَلِفُ إِلَى شَيْخٍ أَرْفَعِ أَهْلِ عَصْرِهِ فِي العِلْمِ مَنْزِلَةً، فَكَانَ يُمْلِي عَلَيْنَا كُلَّ يَوْمٍ قَلِيْلاً، حَتَّى خَفَّتِ النَّفَقَةُ، وَبِعْنَا أَثَاثنَا، فَطَوَيْنَا ثَلاَثاً، وَأَصْبَحْنَا لاَ حِرَاكَ بِنَا، فَأَحْوَجَتِ الضَّرُوْرَةُ إِلَى كَشْفِ قِنَاعِ الحِشْمَةِ وَبَذَلِ الوَجْهِ، فَلَمْ تَسْمَحْ أَنْفُسُنَا فَوَقَعَ الاخْتِيَارُ عَلَى قُرْعَةٍ، فَوَقَعَتْ عَلَيَّ، فَتَحَيَّرْتُ وَعَدَلْتُ، فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَدَعَوْتُ، فَلَمْ أَفْرغْ حَتَّى دَخَلَ المَسْجَدَ شَابٌّ مَعَهُ خَادِمٌ، فَقَالَ: مَنْ مِنْكُمُ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ؟ قُلْتُ: أَنَا. قَالَ: إِنَّ الأَمِيْرَ طُولُوْنَ يَقْرِئُكُمُ السَّلاَمَ وَيَعْتَذِرُ مِنَ الغَفْلَةِ عَنْ تَفَقُّدِ أَحْوَالِكُمُ، وَقَدْ بَعَثَ بِهَذَا وَهُوَ زَائِركُمْ غَداً. وَوَضَعَ بَيْنَ يَدَي كُلِّ وَاحِدٍ مائَةِ دِيْنَارٍ، فَتَعَجَّبْنَا وَقُلْنَا: مَا القِصَّةُ؟ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ بُكْرَةً، فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ أَخْلُوَ اليَوْمَ فَانصَرَفْنَا، فَبَعْدَ سَاعَةٍ طَلَبَنِي، فَأَتَيْتُهُ، فَإِذَا بِهِ يده على خاصرته لوجع ممض اعتَرَاهُ، فَقَالَ لِي: تَعْرِفُ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ وَأَصْحَابَهُ؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ: اقصُدِ المَسْجَدَ الفلاَنِيَّ، وَاحمِلْ هَذِهِ الصُّرَرَ إِلَيْهِم، فَإِنَّهُم مُنْذُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ جِيَاعٌ، وَمَهِّدْ عُذْرِي لَدَيْهِم. فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: انفَرَدْتُ فَنِمْتُ، فَرَأَيْتُ فَارِساً فِي الهَوَاءِ، فِي يَدِهِ رُمْحٌ فَنَزَلَ إِلَى بَابِ هَذَا البَيْتِ، وَوَضَعَ سَافِلَةَ رُمْحِهِ عَلَى خَاصِرتِي وَقَالَ: قُمْ فَأَدْرِكِ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ وَأَصْحَابَهُ، قُمْ فَأَدْرِكْهُمُ، فَإِنَّهُمْ مُنْذُ ثَلاَثٍ جِيَاعٌ فِي المَسْجَدِ الفُلاَنِيّ. فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا رُضْوَانُ صَاحِبُ الجَنَّة. فَمُنْذُ أَصَابَ رُمْحَهُ خَاصِرَتِي أَصَابنِي وَجَعٌ شَدِيدٌ فَعَجِّلْ إِيْصَالَ هَذَا المَالِ إِلَيْهِم لِيَزُوْلَ هَذَا الوَجَعُ عَنِّي. قَالَ الحَسَنُ: فَعَجِبْنَا وَشَكَرْنَا اللهَ، وَخَرَجْنَا تِلْكَ اللَّيْلَة مِنْ مِصْرَ لِئَلاَّ نَشْتَهِرَ، وَأَصْبَحَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا وَاحِدَ عَصْرِهِ، وَقَرِيْعَ دَهْرِهِ فِي العِلْمِ وَالفَضْلِ. قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحَ الأَمِيْرُ طولُوْنَ فَأَحَسَّ بِخُرُوْجِنَا، أَمَرَ بَابْتِيَاعِ تِلْكَ المَحَلَّةِ، وَوَقَفَهَا عَلَى المَسْجَدِ وَعَلَى مَنْ يَنْزِلُ بِهِ مِنَ الغُرَبَاءِ وَأَهْلِ الفَضْلِ، نَفَقَةً لَهُم، لِئَلاَّ تَخْتَلَّ أُمُوْرُهُمْ، وَذَلِكَ كُلُّهُ مِنْ قُوَّةِ الدِّيْنِ وَصَفَاءِ العَقِيْدَةِ. رَوَاهَا الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ فِي الرَّابِعِ مِنَ الحِكَايَاتِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ إِذْناً، عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ، عَنْ بِشْرُوَيْه، فَاللهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهَا. وَلَمْ يل طولون مصر، وأما ابنه أحمد ابن طُوْلُوْنَ فَيَصْغُرُ عَنِ الحِكَايَةِ، وَلاَ أَعْرِفُ نَاقِلَهَا، وذلك ممكن.

ابن رسته وابن فرح وابن ناجية

ابن رسته وابن فرح وابن ناجية: 2612- ابن رسته 1: الحَافِظُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رُسْتَه بنِ الحَسَنِ بنِ عُمَرَ بنِ زَيْدٍ الضَّبِّيُّ، المَدِيْنِيُّ، مِنْ كُبَرَاءِ أَصْبَهَانَ. حَدَّثَ عَنْ: شَيْبَانَ بنِ فَرُّوْخٍ، وَهُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ القَيْسِيِّ، وَأَبِي مَعْمَرٍ الهُذَلِيِّ، وَسُلَيْمَانَ الشَّاذَكُوْنِيِّ -وَفِي دَارِهِم نَزَلَ الشَّاذَكُوْنِيُّ لَمَّا قَدِمَ، وَمُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المَرْزُبَانِ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ، أَرَّخَهُ أَبُو القاسم ابن مندة. 2613- ابن فرح 2: العَلاَّمَةُ الإِمَامُ، المُقْرِئُ، المُفَسِّرُ، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ فَرَحِ بنِ جِبْرِيْلَ العَسْكَرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الضَّرِيْرُ. تَلاَ عَلَى: البَزِّي، وَالدُّوْرِيِّ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ سَمْعَانَ، وَأَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الخُتُّلِيُّ. وَتَلاَ عَلَيْهِ خَلْقٌ مِنْهُمُ: زَيْدُ بنُ أَبِي بِلاَلٍ، وَعُمَرُ بنُ بَيَانٍ، وَأَبُو بكر النَّقَاشُ، وَابْنُ أَبِي هَاشِمٍ. وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، ذَا فنُوْنٍ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2614- ابن ناجية 3: الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّادِقُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَاجِيَةَ بنِ نَجَبَةَ البَرْبَرِيُّ، ثم البغدادي.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 225". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 345"، والعبر "2/ 125"، وشذرات الذهب "2/ 241". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 104"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 125"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة رقم 717"، والعبر "2/ 119"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 235".

سَمِعَ: سُوَيْدَ بنَ سَعِيْدٍ، وَأَبَا مَعْمَرٍ الهُذَلِيَّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ غِيَاثٍ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حماد النرسي، وأبا بكر بن أبي شيبة، وَبَنْدَاراً، وَطَبَقَتهُم. وَصَنَّفَ وَجَمَعَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الجِعَابِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ ابْنُ النَّخَّاسِ المُقْرِئُ، وَإِسْحَاقُ النِّعَالِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ الحَافِظُ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّاتِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ إِمَاماً، حُجَّةً، بَصِيْراً بِهَذَا الشَّأْنِ، لَهُ "مُسْنَدٌ" كَبِيْرٌ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: نَاوَلَنِي خَلَفُ بنُ القَاسِمِ "مُسْنَدَ ابْنِ نَاجِيَّةِ"، وَهُوَ فِي مائَةِ جُزْءٍ وَاثنَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ جُزْءاً، بِرِوَايَتِهِ عَنْ سَلمِ بن الفضل عنه. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً. تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الفَضْلِ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا زَيْنُ الأُمَنَاءِ حَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ العَلاَّفِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَاجِيَةَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بنُ بَقِيَّةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الوَاسِطِيُّ، عَنْ مُطَرِّفُ بنُ طَرِيْفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالقُرْآنِ قَبْلَ العِشَاءِ وَبَعْدَهَا، يُغَلِّطُ أَصْحَابَهُ فِي الصَّلاَةِ، وَالقَوْمُ يُصَلُّوْنَ". هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ، فِيْهِ النَّهْيُ عَنْ قِرَاءةِ الأَسْبَاعِ التِي فِي المَسَاجِدِ وَقْتَ صَلوَاتِ النَّاسِ فِيْهَا، فَفِي ذَلِكَ تَشْوِيْشٌ بَيِّنٌ عَلَى المُصَلِّيْنَ، هَذَا إِذَا قَرَؤُوا قِرَاءةً جَائِزَةً مُرَتَّلَةً، فَإِنْ كَانَتْ قِرَاءتُهُم دَمْجاً وهذرمة وبلعًا لِلْكَلِمَاتِ، فَهَذَا حَرَامٌ مُكَرَّرٌ، فَقَدْ -وَاللهِ- عَمَّ الفَسَادُ، وَظَهَرَتِ البِدَعُ، وَخَفِيَتِ السُّنَنُ، وَقَلَّ القَوَّالُ بِالْحَقِّ، بَلْ لَوْ نَطَقَ العَالِمُ بَصِدْقٍ وَإِخْلاصٍ لَعَارَضَهُ عِدَّةٌ مِنْ عُلَمَاءِ الوَقْتِ، وَلَمَقَتُوهُ وَجَهَلُوْهُ -فَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ.

ابن شيرويه

2615- ابن شيرويه: الإِمَامُ الحَافِظُ الفَقِيْهُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ شِيْرَوَيْه أَسَدٍ القُرَشِيُّ، المَطْلَبِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ: سنة بضع عشرة ومائتين. وسمع: إسحاق بن رَاهْوَيْه، وَعَمْرَو بنَ زُرَارَة، وَعَبْدَ اللهِ بنَ معاوية الجمحي، وأحمد ابن مَنِيْعٍ، وَأَبَا كُرَيْبٍ، وَهَنَّادَ بنَ السَّرِيِّ، وَابْنَ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيَّ، وَخَالِدَ بنَ يُوْسُفَ السَّمْتِيَّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجَّ، وَطَبَقَتهُم. وَسَمِعَ "المُسْنَدَ" كُلَّهُ مِنْ إِسْحَاقَ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: ابْنُ شِيْرَوَيْه الفَقِيْهُ أَحَدُ كُبَرَاءِ نَيْسَابُوْرَ، لَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيْرَةٌ تَدُلُّ عَلَى عَدَالَتِهِ وَاسْتِقَامَتِهِ، رَوَى عَنْهُ حُفَّاظُ بَلَدِنَا، ثُمَّ سَمَّى جَمَاعَةً، وَقَالَ: وَاحتَجُّوا بِهِ. سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ حَامِدٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ العَبْدَوِيَّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ شِيْرَوَيْه يَقُوْلُ: قَالَ لِي بُنْدَارُ: يَا ابْنَ شِيْرَوَيْه، اعرِضْ عَلَيَّ مَا كَتَبْتَهُ عَنِّي، فَقَدْ أَكْثَرْتَ عَنِّي. قَالَ: فَجَمَعْتُ مَا كَتَبْتُهُ عنه في أَسْفَاطٍ، وَحَمَلْتُهَا إِلَيْهِ عَلَى ظَهْرِ حَمَّالٍ، فَنَظَرَ فِيْهَا، وَقَالَ: أَفْلَسْتَنِي وَأَفْلَسَكَ الوَرَّاقُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ الخَضِرِ الشَّافِعِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَرَى عَبْدَ اللهِ بنَ شِيْرَوَيْه يُنَاظِرُ وَأَنَا صَبِيُّ، فَكُنْتُ أَقُولُ: تُرَى! أَتَعَلَّمُ مِثْلَ مَا تَعَلَّمَ ابْنُ شِيْرَوَيْه قَطُّ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعَ ابْنُ شِيْرَوَيْه بِالحِجَازِ كِتَابَ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ مِنَ العَدَنِيِّ. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: كَانَ إِسْحَاقُ لاَيُعِيْدُ لأَحَدٍ، وَأَنَا أَتَعَجَّبُ كَيْفَ لَمْ يَفُتْهُ -يَعْنِي: ابْنَ شِيْرَوَيْه- شَيْءٌ مِنَ "المُسْنَدِ"؟! ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ لَهُ مَنْزِلَةً عِنْدَ إِسْحَاقَ لِمَكَانِ أَبِيْهِ. قُلْتُ: جَدُّهُمْ شِيْرَوَيْه هُوَ: ابْنُ أَسَدِ بنِ أَعْيَنَ بنِ يَزِيْدَ بنِ رُكَانَةَ بن عَبْدِ يَزِيْدَ بنِ هَاشِمِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ ابن كِلاَبٍ المُطَّلِبِيُّ. وَرُكَانَةُ: صَحَابِيٌ مَشْهُوْرٌ، مُفْرِطُ القِوَى، صَارَعَهُ فَصَرَعَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ شِيْرَوَيْه، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا ابنُ إِدْرِيْسَ، عَنِ ابن إسحاق وَمَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا" 1. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ: أَخْبَرَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ شِيْرَوَيْه، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ، وَالمُحَارِبِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانِ بنِ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: عَرَضْتُ القُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلاَثَ عَرْضَاتٍ، أَقِفُهُ عَلَى كُلِّ آيَةٍ أَسْأَلُهُ: فِيْمَ نَزَلَتْ، وَكَيْفَ كَانَتْ؟ مَاتَ ابْنُ شِيْرَوَيْه سنة خمس وثلاث مائة.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 62"، ومسلم "1421"، وأبو داود "2098"، والترمذي "1108"، والنسائي "6/ 84".

عبدان

2616- عَبْدَانُ 1: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بن زياد، الحافظ، الحجة، العلامة، أبو مُحَمَّدٍ الأَهْوَازِيُّ، الجَوَالِيقِيُّ، عَبْدَانُ صَاحِبُ المُصَنَّفَاتِ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ بَكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، وَشَيْبَانَ بنَ فَرُّوْخٍ، وَطَالُوْتَ بنَ عَبْدَانَ، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ السُّلَمِيَّ، وَسَهْلَ بنَ عُثْمَانَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبَا كَامِلٍ الجَحْدَرِيَّ، وَخَلِيْفَةَ بنَ خَيَّاطٍ، وَعُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَزَيْدَ بنَ الحَرِيْشِ، وَمَسْرُوْقَ بنَ المَرْزُبَانِ، وَيَعْقُوْبَ الدَّوْرَقِيَّ، وَعُبَيْدَ بنَ يَعِيْشَ، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَحْشَلَ، وَحُمَيْدَ بنَ مَسْعَدَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، وَأَبَا الطَّاهِرِ بنَ السَّرْحِ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُصَفَّى، وَابْنَ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيَّ، وَعِيْسَى بنَ زُغْبَةَ، وَأَبَا كُرَيْبٍ، وَوَهْبَ بنَ بيَانٍ، وَبَنْدَاراً، وَخَلْقاً سِوَاهُم بِالحِجَازِ، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ، وَالعِرَاقِ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ قَانِعٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَحَمْزَةُ الكِنَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مِيكَالَ، وَآخَرُوْنَ. وَارْتَحَلَ إِلَيْهِ الحُفَّاظُ إِلَى عَسْكَرِ مُكْرَمِ، وَهِيَ قَرِيْبَةٌ مِنَ البَصْرَةِ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ أَرْبَعَةً: إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي طَالِبٍ -يَعْنِي: رَفِيْقَ مُسْلِمٍ- وَابْنَ خُزَيْمَةَ بِنَيْسَابُوْرَ، وَالنَّسَائِيَّ بِمِصْرَ، وَعَبْدَانَ بِالأَهْوَازِ. قَالَ: فَأَمَّا عَبْدَان فَكَانَ يَحْفَظُ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ، مَا رَأَيْتُ فِي المَشَايِخِ أَحْفَظَ مِنْهُ! وَقَالَ حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الكِنَانِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَان يَقُوْلُ: دَخَلتُ البَصْرَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ مَرَّةً مِنْ أَجْلِ حَدِيْثِ أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَجَمَعْتُ مَا يَجْمَعُهُ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ -يَعْنِي: مِنْ حَدِيْثِ الكِبَارِ- قَالَ: إلَّا حَدِيْثَ مَالِكٍ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي "المُوَطَّأُ" بِعُلُوٍّ وَإِلاَّ حَدِيْثَ أَبِي حُصَيْنٍ. قَالَ حَمْزَةُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: جَمَعْتُ لِبِشْرِ بنِ المُفَضَّلِ سِتَّ مائَةِ حَدِيْثٍ، مَنْ شَاءَ يَزِيْدُ عَلَيَّ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيِّ لاَ يُسَامِحُ فِي المُذَاكَرَةِ بَلْ يُوَاجِهُ بِالرَّدِّ فِي المَلأِ فَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدَانَ لِذَلِكَ، فَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ يَقُوْلُ: أَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَبْدَان، فَقُلْتُ

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 378"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 150"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 709"، والعبر "2/ 133"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 195"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 249".

لَهُ: اللهَ اللهَ! تَحْتَالُ لِي فِي حَدِيْثِ سَهْلِ بنِ عُثْمَانَ العَسْكَرِيِّ، عَنْ جُنَادَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ. فَقَالَ: قَدْ حَلَفَ الشَّيْخُ أَنْ لاَ يُحَدِّثَ بِهَذَا الحَدِيْث وَأَنْتَ بِالأَهْوَازِ. قَالَ: فَأَصْلَحْتُ شأنِي لِلسَّفَرِ، وَوَدَّعْتُ الشَّيْخَ، وَشَيَّعَنِي أَصْحَابُنَا، ثُمَّ اختَفَيْتُ إِلَى يَوْمِ المَجْلِسِ، ثُمَّ حَضَرْتُ مُتَنَكِّراً لاَ يَعْرِفُنِي أَحَدٌ، فَأَملَى عَبْدَان الحَدِيْثَ، وَأَمْلَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا كَانَ قَدِ امتَنَعَ عَلَيَّ مِنْهَا. ثُمَّ بَلَغَهُ بَعْدُ أَنِّي كُنْتُ فِي المَجْلِسِ فَتَعَجَّبَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ: أَخْبَرَنَا عَبْدَان بِعَسْكَرِ مُكْرَمٍ، وَكَانَ عَسِراً نَكِداً. وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدَان، فَقَالَ: مَنْ دُعِيَ فَلَمْ يَجِبْ فَقَدْ عَصَى اللهَ -بِفَتْحِ اليَاءِ- فَقَالَ لَهُ ابْنُ سُرَيْج: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَقُولُ: يُجِبْ. فَأَبَى، وَعَجِبَ مِنْ صَوَابِ ابْنِ سُرَيْجٍ، كَمَا عَجِبَ ابْنُ سُرَيْجٍ مِنْ خَطَئِهِ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: عَبْدَان كَبِيْرُ الاسْمِ، قَالَ لِي: جَاءَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي غَالِبٍ، فَذَهَبَ إِلَى شَاذَانَ الفَارِسِيِّ فَلَمْ يَلْحَقْهُ، فَعَطَفَ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ بِأَصْبَهَانَ، ثُمَّ جَاءَنِي فَقَالَ: فَاتَنِي شَاذَانُ، وَذَهَبْتُ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ فَلَمْ أَرَهُ مَلِيْئاً بِحَدِيْثِ البَصْرَةِ، وَجِئْتُكُ لأكتب حديثهم عنك لأنك مليء بِهِم. فَأَخْرَجْتُ إِلَيْهِ حَدِيْثهُمْ، وَقَاطَعْتُهُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى مائَةِ حَدِيْثٍ. ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا عَبْدَان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ... ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. كَذَا قَالَ، وَإِنَّمَا هُوَ عَمْرو بن سَوَّادٍ، كَانَ عَبْدَان يُخطِئُ فِيْهِ فَيَقُوْلُ: مَرَّة كَمَا ذكرنَا، وَمرَّة يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو. وَإِنَّمَا هُوَ عَمْرو بن سَوَّادٍ، وَكَانَتْ هيبَةُ عَبْدَان تَمْنَعُنَا أَن نَقُوْل لَهُ. وَحَدَّثَنَا بِحَدِيْثٍ فِيْهِ أَشْرَسُ، فَقَالَ: رشرس. فتوقفتُ فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ يَقُوْلُ: ورد العَسْكَرَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ سُرَيْج وَأَنَا بِهَا، فَقصدتُهُ، فَقَالَ لِي: سَلْ إِذَا حضَرتَ عَبْدَان. قَالَ: فَدَخَلَ فَسَأَلتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَنْ حَدِيْث، فَقَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ القُطَعِيُّ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ بَكْرٍ البُرْسَانِي، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِم، عَنْ أَبِيْهِ: فِي رَفعِ اليَدَيْنِ فِي الصَّلاَةِ إِذَا رَكَعَ وَرَفَعَ. قَالَ الحَاكِمُ: فَقُلْتُ لأَبِي عَلِيٍّ: مَا عِلَّة هَذَا؟ قَالَ: لاَ أَدْرِي. قُلْتُ: لَعَلَّهُ ابْنُ جُرَيْج بَدلَ ابْن عَوْنٍ. قَالَ: لَيْسَ ذَا عِنْد البُرْسَانِي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. ثُمَّ قَالَ: وَعَبْدَانُ ثَبْتٌ، وَحَدَّثَنَا بِهِ مِنْ أصل كتابه. قيل: وسرقه الحَسَنُ بنُ عُثْمَانَ التُّسْتَرِيّ، فَرَوَاهُ عَنِ القُطَعِيّ. قُلْتُ: عَبْدَانُ حَافِظٌ صَدُوْقٌ، وَمَنِ الَّذِي يَسْلَمُ مِنَ الوَهمِ؟! عَاشَ تِسْعِيْنَ عَاماً وَأَشهراً، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقع إِلَيَّ ثَلاَثَةُ أَجزَاءٍ مِنْ حَدِيْثِهِ بِعُلُوّ.

وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَام: فَقِيْهُ العَصْر أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ سُرَيْج بِبَغْدَادَ، وَمسندُ العِرَاقِ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ الحسن ابن عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيّ، وَالمُسْنِدُ عَلِيُّ بنُ إِسْحَاقَ بنِ زَاطِيَا، وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ وَكِيْعٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدٍ الأَسَدِيُّ -مُحَدِّثُ قَزْوينَ، وَشَيْخُ الطَّرِيْقِ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ الجلاَّء. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَسَاكِرَ بِقِرَاءتِي، عَنْ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى، حَدَّثَنَا طَالُوْتُ -هُوَ ابْنُ عَبَّاد- حَدَّثَنَا حَرْبُ بنُ سُرَيْج، حَدَّثَنَا أَبُو المهزِّم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "أَوْصَانِي خَلِيْلِي أَبُو القَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِثَلاَث: الغُسْلِ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَة، وَالوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ" 1. متنُهُ مَحْفُوْظ، وَأَبُو المهزِّمِ يَزِيْدُ بنُ سُفْيَانَ، مُتَّفَقٌ عَلَى ضَعْفِهِ، وَالعجبُ أَنَّ شُعبَةَ يَرْوِي عَنْهُ، مَا أَظُنُّه تبين له حاله، والله أعلم.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "760"، ومسلم "721"، وأبو داود "1432"، والترمذي "760".

ابن الصقر وابن الصقر

ابن الصقر وابن الصقر: 2617- ابن الصقر 1: الإِمَامُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ، أَبُو سَعِيْدٍ، أَحْمَدُ بنُ الصَّقْرِ بنِ ثَوْبَانَ الطَّرَسُوْسِيّ، ثُمَّ البَصْرِيُّ، المُسْتَمْلِي. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي كَامِل الجَحْدَرِي، وَمُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الحَرَشِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَشَّارٍ، وَكَانَ مُسْتَملِي ابْنِ بَشَّار. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ الأَزْدِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ، وَغَيْرهُم. وَثَّقَهُ الخَطِيْب. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2618- ابن الصقر 1: هُوَ الإِمَامُ الثِّقَةُ، أَبُو العَبَّاسِ، عَبْدُ اللهِ بنُ الصَّقْرِ بنِ نَصْرٍ البَغْدَادِيّ، السُّكَّرِيُّ. سَمِعَ! إِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيَّ، وَعَبْدَ الأَعْلَى النَّرْسِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ المُنْذِرِ. وَعَنْهُ: الخُلْدِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ القطيعي، وأبو حفص بن الزيات، وجماعة. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى، سنة اثنتين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 206". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 482".

أبو يعلي

2619- أبو يعلى 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُثَنَّى بنِ يَحْيَى بنِ عِيْسَى بنِ هِلاَلٍ التَّمِيْمِيُّ، المَوْصِلِيُّ، مُحَدِّثُ المَوْصِلِ، وَصَاحِبُ "المُسْنَدِ" وَ"المُعْجَم". وُلِدَ فِي ثَالثِ شَوَّالٍ، سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَتَيْنِ، فَهُوَ أَكْبَرُ مِنَ النَّسَائِيِّ بِخَمْسِ سِنِيْنَ، وَأَعْلَى إِسْنَاداً مِنْهُ. لقِي الكِبَارَ، وَارْتَحَلَ فِي حَدَاثَتِهِ إِلَى الأَمصَارِ بِاعتنَاء أَبِيْهِ وَخَالِهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي المُثَنَّى، ثُمَّ بِهِمَّتِهِ العَالِيَةِ. وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ حَاتِم الطَّوِيْلِ، وَأَحْمَدَ بنِ جَمِيلٍ، وَأَحْمَدَ بنِ عِيْسَى التُّسْتَرِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المَوْصِلِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مَنِيْعٍ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الحَجَّاجِ السَّامِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الحَجَّاجِ النِّيلِيِّ صَاحِبِ سَلاَّمِ بنِ أَبِي مُطِيعٍ، وإبراهيم بن محمد ابن عَرْعَرَةَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيِّ، وإِبْرَاهِيْمَ بنِ زِيَادٍ سَبَلاَنَ، وَإِسْحَاقَ بنِ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَإِسْحَاقَ بنِ مُوْسَى الخَطْمِيِّ، وَإِسْحَاقَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الطَّالْقَانِيِّ، وَأَبِي مَعْمرٍ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الهُذَلِيِّ، وأبي إِبْرَاهِيْمَ إِسْمَاعِيْلَ التَّرْجُمَانِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدٍ القُرَشِيِّ، وأَيُّوْبَ بنِ يُوْنُسَ البَصْرِيِّ: عَنْ وُهَيْبٍ، وَالأَزْرَقِ بنِ عَلِيٍّ أَبِي الجَهْمِ، وأمية ابن بِسْطَامَ. وَبِشْرِ بنِ الوَلِيْدِ الكِنْدِيِّ، وَبِشْرِ بنِ هِلاَلٍ، وَبَسَّامِ بنِ يَزِيْدَ النقَّالِ. وَجَعْفَرِ بنِ مِهْرَانَ السَّبَّاكِ، وَجُبارَةَ بنِ المُغَلِّسِ، وَجَعْفَرِ بنِ حُمَيْدٍ الكُوْفِيِّ. وحَوْثَرَةَ بنِ أَشْرَسَ العَدَوِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ، وَالحَكَمِ بنِ مُوْسَى، وَالحَارِثِ بنِ مِسْكِيْنٍ، وَالحَارِثِ بنِ سُرَيْجٍ، وَحَفْصِ بنِ عَبْدِ اللهِ الحُلْوَانِيِّ، وَحَجَّاجِ بنِ الشَّاعِرِ. وخَلَفِ بنِ هِشَامٍ البَزَّارِ، وَخَالِدِ بنِ مِرْدَاسٍ، وخليفة بن خياط.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 726"، والعبر "2/ 134"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 241"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 197".

وَدَاوُدَ بنِ عَمْرٍو الضَّبِّيِّ، وَدَاوُدَ بنِ رُشَيْدٍ. وَرَوحِ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ المُقْرِئِ، وَالرَّبِيْعِ بنِ ثَعْلَبٍ. وَأَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بنِ حَرْبٍ، وَزَكَرِيَّا بن يحيى زحمويه، وزكريا بن يحيى الرقاشي، وَزَكَرِيَّا بنِ يَحْيَى الكِسَائِيِّ الكُوْفِيِّ، وَأَبِي الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيِّ. وَأَبِي الرَّبِيْعِ سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ الخُتُّلِيِّ، وَأَبِي أَيُّوْبَ سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ الشَّاذَكُوْنِيِّ، وَسُلَيْمَانَ ابن محمد المباركي، وسعيد ابن عَبْدِ الجَبَّارِ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي الرَّبِيْعِ السَّمَّانِ، وَسَعِيْدِ بنِ مُطَرّفٍ البَاهِلِيِّ، وَسُرَيْجِ بنِ يُوْنُسَ، وَسَهلِ بنِ زَنْجَلَةَ الرَّازِيِّ. وَشَيْبَانَ بنِ فَرُّوخٍ. وَالصَّلْتِ بنِ مَسْعُوْدٍ الجَحْدَرِيِّ، وَصَالِحِ بنِ مَالِكٍ الخُوَارِزْمِيِّ. وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاءَ، وَعَبْدُ اللهِ بنِ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ سَلَمَةَ البَصْرِيِّ، عَنْ أَشعَثَ بنِ بَرَازٍ الهُجَيْمِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَوْنٍ الخَرَّازِ، وَأَبِي بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ بَكَّارٍ البَصْرِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ مُشْكُدَانَةَ، وَعُبيدِ اللهِ بنِ عُمَرَ القَوَارِيْرِيِّ، وَعُبَيدِ اللهِ بنِ مُعَاذٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَلاَّمٍ الجُمَحِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ صَالِحٍ الأَزْدِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ التَّمَّارُ، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ غِيَاثٍ، وَعَبْدِ الغَفَّارِ بنِ عَبْدِ الله ابن الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ النَّرْسِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ الجَعْدِ، وَعَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ المِعْوَلِيِّ، وَعَلِيِّ ابن المَدِيْنِيِّ، وَعَمْرٍو النَّاقِدِ، وَعَمْرِو بنِ الحُصَيْنِ، وَعَمْرِو بنِ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيْلِ، وَعِيْسَى بنِ سَالِمٍ، وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ. وَغَسَّانَ بنِ الرَّبِيْعِ. وَالفَضْلِ بنِ الصَّبَّاحِ. وقَطَنِ بنِ نُسَيْرٍ. وكَامِلِ بنِ طَلْحَةَ. وَمُصعبِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَمَنْصُوْرِ بنِ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَمُعَلَّى بنِ مَهْدِيٍّ، وَمَسْرُوْقِ بنِ المَرْزُبَانِ، وَالمُنتجعِ بنِ مُصْعَبٍ -بَصرِيٍّ- وَمُوْسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَيَّانَ، وَمُحَمَّدِ بنِ مِنْهَالٍ الضَّرِيْرِ، وَمُحَمَّدِ بنِ مِنْهَالٍ الأَنْمَاطِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ سعيد القطان، ومحمد بن جامع العَطَّارِ -وَضَعَّفَهُ- وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَكَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَكَّارٍ البَصْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبَّادٍ المَكِّيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ

المُسَيِّبِيِّ، وَأَبِي كُرَيْبٍ مُحَمَّدِ بنِ العَلاَءِ، وَمُحَمَّدِ بنِ خَالِدٍ الطَّحَّانِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ المَوْصِلِيُّ. وَنُعَيْمِ بنِ الهَيْصَمِ. وهُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ، وَهَارُوْنَ بنِ مَعْرُوْفٍ، وَهَاشِمِ بنِ الحَارِثِ، وَالهُذَيْلِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الجُمَّانِيِّ. ووَهْبِ بنِ بَقِيَّةَ. وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ المَقَابِرِيِّ، وَيَحْيَى الحِمَّانِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ سِوَاهُم، مَذْكُوْرينَ فِي "مُعْجَمِهِ". قَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ الأَبَرْقُوْهِيُّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ: أَنَّ وَالدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَةَ رَحَلَ إِلَى أَبِي يَعْلَى، وَقَالَ: لَهُ إِنَّمَا رَحَلتُ إِلَيْكَ لإجمَاعِ أَهْلِ العَصْرِ عَلَى ثِقَتِكَ وَإِتْقَانِكَ. وَقَالَ السُّلَمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْ أَبِي يَعْلَى، فَقَالَ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ فِي "الكُنَى"، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ المُثَنَّى، نِسبَة إِلَى جَدِّه، وَالحَافِظُ أَبُو زَكَرِيَّا يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ حِبَّانُ، وَأَبُو الفَتْحِ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَحَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الكِنَانِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ، وَابْنُ السُّنِّيِّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ الحِيْرِيُّ، وَأَبُوْهُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُقْرِئُ، وَالقَاضِي يوسف القَاسِمِ المَيَانَجِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ النَّخَّاسُ -بِمُعْجَمةٍ- وَنَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الخَلِيْلِ المَرْجِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ فِي "تَارِيْخِ المَوْصِلِ": وَمِنْهُم أَبُو يَعْلَى التَّمِيْمِيُّ. فَذَكَرَ نَسَبَهُ وَكِبارَ شُيوخِهِ، وَقَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ وَالأَمَانَةِ، وَالدِّينِ وَالحِلمِ، رَوَى عَنْ: غَسَّان بنِ الرَّبِيْعِ، وَمُعَلَّى بنِ مَهْدِيٍّ، وَغَيرِهِمَا مِنَ المَوَاصِلَةِ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ، صَنّفَ "المُسْنَدَ" وَكُتُباً فِي الزُّهْدِ وَالرقَائِقِ، وَخَرَّجَ الفَوَائِدَ، وَكَانَ عَاقِلاً، حَلِيماً صَبُوْراً، حَسنَ الأَدبِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ ابْنَ قُدَامَةَ: سَمِعْتُ سُفْيَان يَقُوْلُ: مَا تمتَّعَ مُتمتِّعٌ بِمثلِ ذِكْرِ اللهِ، قَالَ دَاوُدُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مَا أَحْلَى ذكرَ اللهِ فِي أَفْوَاهُ المتعبِّدينَ. وَحَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ زَنْجُوَيْه: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُوْلُ: الرَّافِضيُّ عِنْدِي كَافِر. وَقَدْ بَلَغَنَا عَنْ أَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَانَ: أَنَّهُ كَانَ يُفضِّلُ أَبَا يَعْلَى المَوْصِلِيَّ عَلَى الحَسَنِ بنِ

سُفْيَانَ، فَقِيْلَ لَهُ: كَيْفَ تُفَضِّلُهُ وَ"مُسنَدُ الحَسَنِ" أَكْبَرُ، وَشُيُوخُهُ أَعْلَى؟ قَالَ: لأَنَّ أَبَا يعلى كان يحدث احتسابًا، والحسن ابن سُفْيَانَ كَانَ يُحَدِّثُ اكتسَاباً. وَقَدْ وَثَّقَ أَبَا يَعْلَى أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ، وَغَيْرُهُ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ مِنَ المُتْقِنِيْنَ المُوَاظِبينَ عَلَى رِعَايَةِ الدِّينِ وَأَسبَابِ الطَّاعَةِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا سَمِعْتُ مُسنَداً عَلَى الوَجْهِ "إلَّا مُسنَدَ أَبِي يَعْلَى"؛ لأَنَّه كَانَ يُحَدِّثُ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ ابْنُ المُقْرِئِ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ بنَ حَمْزَةَ يُثْنِي عَلَى "مُسنَدِ أَبِي يَعْلَى"، وَيَقُوْلُ: مَنْ كَتَبَهُ قَلَّ مَا يَفوتُهُ مِنَ الحَدِيْثِ. قَالَ ابْنُ المُقْرِئِ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَى يَقُوْلُ: عَامَّةُ سَمَاعِي بِالبَصْرَةِ مَعَ أَبِي زُرْعَةَ. وَقَالَ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ الأَزْدِيُّ: أَبُو يَعْلَى أَحَدُ الثِّقَاتِ الأَثبَاتِ، كَانَ عَلَى رَأْي أَبِي حَنِيْفَةَ. قُلْتُ: نَعَم، لأَنَّه أَخَذَ الفِقْهَ عَنْ أَصْحَابِ أَبِي يُوْسُفَ. قَالَ ابْنُ مَنْدَةَ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُثَنَّى بنِ عِيْسَى بنِ هِلاَلِ بنِ دِيْنَارٍ التَّمِيْمِيُّ أَبُو يَعْلَى أَحَدُ الثِّقَات، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فِي "كَامِلِهِ" فِي ذِكرِ مُحَمَّدٍ الطُّفَاوِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَى يَقُوْلُ: عِنْدِي عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ "المُسْنَدُ" وَ"التَّفْسِيْرُ"، وَالمَوْقُوَفَاتُ، حَدِيْثُهُ كُلُّه. وَقَدْ وَصف أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ أَبَا يَعْلَى بِالإِتْقَانِ وَالدِّينِ، ثُمَّ قَالَ: وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثَةٌ أَنفُس. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: كُنْت أَرَى أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظَ مُعْجَباً بِأَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيّ، وَحفظِهِ وَإِتقَانِهِ، وَحفظِهِ لحديثِهِ، حَتَّى كَانَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ إلَّا اليَسِيْر. ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ: لَوْ لَمْ يَشتغلْ أَبُو يَعْلَى بكُتُبِ أَبِي يُوْسُفَ عَلَى بِشْر بن الوَلِيْدِ الكِنْدِيِّ لأَدركَ بِالبَصْرَةِ سُلَيْمَانَ بن حَرْبٍ، وَأَبَا الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيَّ. قُلْتُ: قَنِعَ برفيقهِمَا الحَافِظِ علي بن الجعد. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل التَّيْمِيِّ الحَافِظ يَقُوْلُ:

قَرَأْتُ المسَانيدَ كـ"مسنَدِ العَدَنِيّ"، وَ"مسندِ أَحْمَدَ بنِ مَنِيْع"، وَهِيَ كَالأَنهَار، وَ"مسنَد أَبِي يَعْلَى" كَالبَحْر يَكُوْنُ مجتَمع الأَنهَار. قُلْتُ: صَدَقَ، وَلاَ سِيَّمَا "مُسنده" الَّذِي عِنْد أَهْلِ أَصْبَهَان مِنْ طريقِ ابْنِ المُقْرِئِ عَنْهُ، فَإِنَّهُ كَبِيْرٌ جِدّاً، بِخلاَفِ "المُسْنَدِ" الَّذِي روينَاهُ مِنْ طريقِ أَبِي عَمْرٍو بنِ حَمدَانَ عَنْهُ، فَإِنَّهُ مُخْتَصَرٌ. وَيَقَعُ حَدِيْثُهُ عَالِياً بِالاتِّصَال لِلشَّيْخِ فَخرِ الدِّيْنِ بنِ البُخَارِيّ فِي "أَمَالِي الجَوْهَرِيِّ"، وَيَقَعُ حَدِيْثُهُ بِالإِجَازَةِ العَالِيَةِ لأَوْلاَدِنَا فِي أَثْنَاء "جُزء مَأْمُوْنٍ"، وَقَدْ قَرَأْتُ سَمَاعه فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِبَغْدَادَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ حَاتِم الطَّوِيْلِ -صَاحِب مَالِكٍ- وَأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ حَيٌّ بِالبَصْرَةِ إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَعَاشَ أَبُو يَعْلَى إِلَى أَثْنَاءِ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فَقيَّده أَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُنَادِي فِي رَابِعَ عَشَرَ جُمَادَى الأُولَى. قُلْتُ: وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلوُّ الإِسْنَاد، وَازدحَمَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الحَدِيْث، وَعَاشَ سَبْعاً وَتسعين سَنَةً. وَمَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ سبعٍ، عِدَّةٌ مِنَ الكِبَارِ: كَالحَافِظ زَكَرِيَّا السَّاجِيِّ، وَأَبِي عمران موسى ابن سَهْل الجَوْنِيِّ، شَيْخَي الحَدِيْث بِالبَصْرَةِ، وَالحَافِظُ مُحَمَّد بن هَارُوْنَ الرُّويَانِيُّ، وَشَيْخا بَلَدِ وَاسِطَ: جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سِنَانٍ، وَمَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَدِّثُ دِمَشْقَ جَعْفَرُ بنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَمسنِدُ بَغْدَادَ الحَسَنُ بنُ الطيِّب الشّجَاعِيُّ البَلْخِيُّ، وَمُسنِدُ أَصْبَهَان المُعَمَّرُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَخْلدِ بنِ فَرْقَدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، وَشَيْخُ القُرَّاءِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ الأُشْنَانِي، وَالحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ الجَارُوْدِ النَّيْسَابُوْرِيّ بِمَكَّةَ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُوْرِيُّ -صَاحِب قُتَيْبَة بِمِصْرَ- وَالحَافِظُ جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري الأعرج بِحَلَبَ، وَيُقَالُ لَهُ: جَعْفَرَكَ، وَمُقْرِئ مِصْر أَبُو بَكْرٍ بنُ مَالِكِ بنِ سَيْفٍ التُّجِيْبِيّ، وَشَيْخُ بَغْدَاد أَبُو مُحَمَّدٍ الهَيْثَمُ بنُ خَلَفٍ الدُّوْرِيّ. ورفيقُهُ مُحَمَّدُ بنُ صَالِح بن ذَرِيْح العُكْبَرِيُّ، رَحِمَهُمُ اللهَ تَعَالَى. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ قِرَاءةً عَلَيْهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ البَزَّازِ: أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ الجُرْجَانِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرُوذيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أحمد ابن حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ بِهَا سَنَة ست وثلاث مائة، حدثنا عبد الله ابن بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، عَنِ الهِرْمَاسِ بنِ زِيَادٍ، قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ العِيْدِ الأَضْحَى يَخْطُبُ عَلَى بَعِيْرٍ". هَذَا حَدِيْثٌ حسنٌ، عَالٍ جِدّاً، تساعي لنا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ: سَمِعْتُ جَابِرَ بنَ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ عُمَر لسَعد: قَدْ شَكَوْكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي الصَّلاَةِ. قَالَ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أَمُدُّ فِي الأُوْلَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ، وَمَا آلُو مَا اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلاَة رَسُوْل اللهِ. قال: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ، أَوْ كذَاكَ ظَنِّي بِك. قَالَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ: أَنْشَدَنَا عُمَر بن شَبَّةَ، عَنْ أَبِي غزيَة: لاَ يُزْهِدَنَّكَ فِي أَخٍ ... لَكَ أَنْ تَرَاهُ زَل زلَّه وَالمَرْءُ يَطْرَحُهُ الَّذ ... ينَ يَلونَهُ فِي شَرِّ إِلَّه وَيَخُونُهُ مَنْ كَانَ مِنْ ... أَهْلِ البِطَانَةِ وَالدَّخِلَّه وَالموتُ أَعْظَمُ حَادِثٍ ... مِمَّا يَمُرُّ عَلَى الجِبِلَّه

أحمد بن إبراهيم

2620- أحمد بن إبراهيم: ابن عبد الله، الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الصَّدْرُ الأَنبَل، أَبُو مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ، أَحَدُ الكُبَرَاءِ وَالزُّعَمَاءِ ببلَده. سَمِعَ مِنْ: جدِّه لأُمِّهِ؛ القَاضِي نَصْرِ بنِ زِيَادٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه -وَقرأَ عَلَيْهِ "مُسنَدَهُ"- وَعَمْرِو بنِ زُرَارَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُقَاتل، وَمَحْمُوْدِ بنِ غَيْلاَنَ، وَمُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيِّ المَكِّيّ، وَسَلَمَةَ بنِ شَبِيْب، وَطَائِفَة. وَعَنْهُ: مُؤَمَّلُ بنُ الحَسَنِ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الحِيْرِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ، وَأَبُو عَمْرٍو بن حمدان، وآخرون. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ جَدِّي لأُمِّي أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ مِن وُجُوهِ نَيْسَابُوْر وَزُعَمَائِهَا، وَمِنَ المقبولين في الحديث والرواية.

الجبائي

2621- الجبائي 1: شَيْخُ المُعْتَزِلَةِ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ البَصْرِيُّ. مَاتَ بِالبَصْرَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخَذَ عَنْ: أَبِي يَعْقُوْبَ الشَّحَّامِ. وَعَاشَ: ثَمَانِياً وَسِتِّيْنَ سَنَةً. وَمَاتَ، فَخلَفَهُ ابْنُه؛ العَلاَّمَةُ أَبُو هَاشِمٍ الجُبَائِيُّ. وَأَخَذَ عَنْهُ فَنَّ الكَلاَمِ أَيْضاً: أَبُو الحَسَنِ الأَشْعَرِيُّ، ثُمَّ خَالفَهُ، وَنَابَذَهُ، وَتَسَنَّنَ. وَكَانَ أَبُو عَلِيٍّ -عَلَى بِدعتِه- مُتوسِّعاً فِي العِلْمِ، سَيَّالَّ الذِّهنِ، وَهُوَ الَّذِي ذَلَّلَ الكَلاَمَ، وَسهَّلَه، وَيسَّرَ مَا صَعُبَ مِنْهُ. وَكَانَ يَقِفُ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعَلِيٍّ: أيهما أفضل؟ وَلهُ كِتَابُ: "الأُصُوْلِ"، وَكِتَابُ: "النَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ"، وَكِتَابُ: "التَّعديلِ وَالتَّجويزِ"، وَكِتَابُ "الاجْتِهَادِ"، وَكِتَابُ "الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ"، وَكِتَابُ "التَّفْسِيْرِ الكَبِيْرِ"، وَكِتَابُ "النَّقضُ عَلَى ابْنِ الرَّاوَنْدِيِّ"، كِتَابُ "الرَّدِّ عَلَى ابْنِ كُلاَّبٍ"، كِتَابُ "الرَّدِ عَلَى المنَجِّمِينَ"، وَكِتَابُ "مَنْ يَكفرُ وَمَنْ لاَ يكفرُ"، وَكِتَابُ "شَرحُ الحَدِيْثِ"، وَأَشيَاءٌ كَثِيْرَةٌ. قِيْلَ: سَأَلَ الأَشْعَرِيُّ أَبَا عَلِيٍّ: ثَلاَثَةُ إِخوَةٍ، أَحَدُهُم تَقِيٌّ، وَالثَّانِي كَافِرٌ، وَالثَّالِثُ مَاتَ صَبِيّاً؟ فَقَالَ: أَمَّا الأَوَّلُ فَفِي الجَنَّةِ، وَالثَّانِي فَفِي النَّارِ، وَالصَّبِيُّ فَمِنْ أَهْلِ السَّلاَمَةِ. قَالَ: فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يَصعدَ إِلَى أَخِيْهِ؟ قَالَ: لاَ؛ لأَنَّه يُقَالُ "لَهُ": إِنَّ أَخَاكَ إِنَّمَا وَصلَ إِلَى هُنَاكَ بِعملِه. قَالَ: فَإِنْ قَالَ الصَّغِيْرُ: مَا التَّقْصِيرُ مِنِّي، فَإِنَّكَ مَا أَبْقَيْتَنِي، وَلاَ أَقْدَرْتَنِي عَلَى الطَّاعَةِ. قَالَ: يَقُوْلُ اللهُ لَهُ: كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّكَ لَوْ بَقِيْتَ لَعَصَيْتَ، وَلاستحقَّيْتَ العَذَابَ، فَرَاعَيْتُ مَصْلَحَتَكَ. قَالَ: فَلَو قَالَ الأَخُ الأَكْبَرُ: يَا ربِّ كَمَا علمتَ حَالَه، فَقَدْ عَلمتَ حَالِي، فَلِمَ رَاعِيتَ مَصلحتَهُ دُونِي؟ فانقطع الجبائي.

_ 1 ترجمته في مقالات الإسلاميين للأشعري "1/ 236"، والفرق بين الفرق للبغدادي "167-169" ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 607"، والعبر "2/ 125"، ولسان الميزان "5/ 271"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 189"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 241".

أبو قصي

2622- أبو قصي: المُحَدِّثُ العَالِمُ، أَبُو قُصَيٍّ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن إِسْمَاعِيْلَ بنِ مَسْرُوْقٍ العُذْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَمِّه، عَبْدِ اللهِ. وَعَنْ: سليمان بن بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، وَزُهَيْرِ بنِ عَبَّادٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النيسابوري، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ عَدِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ فَضَالَةَ، وَآخَرُوْنَ. قِيْلَ: كَانَ أَصَمَّ. مَاتَ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وثلاث مائة، بدمشق.

ابن قيراط وابن أبي غيلان

ابن قيراط وابن أبي غيلان: 2623- ابن قيراط: الشَّيْخُ العَالِمُ المُحَدِّثُ، أَبُو عَلِيٍّ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ قِيْرَاطٍ العُذْرِيُّ، الدمشقي. حدث عن: سليمان بن بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، وَحَرْمَلَةَ بنِ يَحْيَى، وَصَفْوَانَ بنِ صَالِحٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ المُنْذِرِ، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَطَبَقَتِهِم. وَكَانَ صَاحِبَ رِحلَةٍ وَمَعْرِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ جَوْصَاءَ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَخَيْثَمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي العَقِبِ، وَابْنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ فَضَالَةَ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَخَاتِمَتُهُم: أَبُو أَحْمَدَ بنُ النَّاصِحِ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. 2624- ابن أبي غيلان: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ المُتْقِنُ، أَبُو حَفْصٍ، عُمَرُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي غَيْلاَنَ الثَّقَفِيُّ، البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ الجَعْدِ، وَدَاوُدَ بنَ عَمْرٍو الضَّبِّيَّ، وأبا إبراهيم الترجماني، وطائفة. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ النِّعَالِيُّ، وَابْنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّاتِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاقُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: مَاتَ فِي عَشْرِ المائَةِ. يَقَعُ حَدِيْثُهُ عَالِياً لَنَا بِإِجَازَةٍ، وَلِشَيخِنَا أَبِي الحَجَّاجِ اللُّغَوِيِّ بالسماع المتصل.

الصفار وابن مندة

الصفار وابن مندة: 2625- الصفار: الشَّيْخُ المُسْنِدُ العَالِمُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، خَالِدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدِ بنِ كُوْلَخْشَ الخُتُّلِيُّ، الصَّفَّارُ. سَمِعَ: بِشْرَ بنَ الوَلِيْدِ، وَيَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ، وَأَبَا إِبْرَاهِيْم التَّرْجُمَانِي، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُفِيْد، وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ الوَرَّاق، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، وَغَيْرُهُم. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: صَالِحٌ. وَقَدْ ذكر المُفِيْدُ -وَهُوَ تَالف- أَنَّهُ سمع من هذا الشيخ تفسير حديث سَمِعَهُ مِنْ أَبِي عُبَيْدٍ القَاسِمِ بنِ سَلاَّمٍ. مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَاشَ بِضْعاً وتسعين سنة. 2626- ابن مندة 1: الإِمَامُ الكَبِيْرُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ، وَاسم مَنْدَةَ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ سندَة بنِ بُطَّة بنِ أَستُنْدَار بنِ جَهَارْ بُخت العَبْدِيُّ مَوْلاَهُمُ الأَصْبَهَانِيّ، جدُّ صَاحِبِ التَّصَانِيْفِ الحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّد. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ العِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ فِي حَيَاة جَدِّهم مَنْدَة. سَمِعَ: إِسْمَاعِيْل بنَ مُوْسَى السُّدِّيّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ لُوَيْن، وَأَبَا كُرَيْبٍ مُحَمَّدَ بنَ العَلاَءِ، وَهَنَّادَ بن السَّرِيِّ، وَمُحَمَّدَ بنَ بَشَّارٍ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجّ، وَأَحْمَدَ بنَ الفُرَاتِ، وَطَبَقَتهُم بِالكُوْفَةِ وَالبَصْرَة وَأَصْبَهَان، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْهُ: القَاضِي أَبُو أَحْمَدَ العَسَّالُ، وَأَبُو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ، وَأَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ وَوَلَدُهُ إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم مِنْ شُيُوْخِ أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظ، الذين لقيهم بأصبهان. وَكَانَ يُنَازعُ الحَافِظَ أَحْمَدَ بنَ الفُرَاتِ، وَيذَاكِرُه، وَيُرَادِدُهُ وَهُوَ شَابّ. قَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي "تَارِيْخِهِ": هُوَ أُسْتَاذُ شُيُوْخِنَا وَإِمَامُهُم، أَدرَك سَهْلَ بن عثمان.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 222"، والإكمال لابن ماكولا "1/ 331"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 620"، والعبر "2/ 120"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 184"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 234".

قُلْتُ: سهلٌ مِنْ شُيُوْخِ مُسْلِم، مَاتَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ أَبُو الشَّيْخ: وَمَاتَ ابْنُ مَنْدَة فِي رَجَبٍ سَنَة إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ المُقْرِئ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ ظَافر، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن عَبْدِ الوَهَّابِ ابْنِ الحَافِظِ مُحَمَّد بنِ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَة، أَخْبَرَنَا أَبِي وَعَمَّاي قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبونَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَنْبَسَة، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيْرٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ أَكل البَصَل، فَقَالَتْ: آخِرُ طَعَامٍ أَكَلَهُ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيْهِ بَصَل. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ، صَالِح الإِسْنَاد، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فِي "مُسْنَدِهِ" عَنْ حيوة ابن شُرَيْحٍ، عَنْ بَقِيَّة. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي بَكْرٍ: أَخْبَرَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مَنْدَة، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر، حَدَّثَنَا أَبُو عقيل الثَّقَفِيّ، حَدَّثَنَا مُجَالد، حَدَّثَنَا عون بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: "مَا مَاتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى قرأَ وَكَتَبَ"1. قُلْتُ: لَمْ يَرِدْ أَنَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَتَبَ شَيْئاً، إلَّا مَا فِي "صَحِيْح البُخَارِيِّ" مِنْ أَنَّهُ يَوْمَ صُلْحِ الحُدَيْبِيَة كَتَبَ اسْمَهُ "مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ" 2. وَاحتجَّ بِذَلِكَ القَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِي، وَقَامَ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ فُقَهَاء الأَنْدَلُس بِالإِنْكَار، وبَدَّعوه حَتَّى كَفَّره بَعْضهُم. وَالخَطْبُ يَسِيْر، فَمَا خَرَجَ عَنْ كَونه أُمِّياً بِكِتَابَةِ اسْمه الكَرِيْم، فجَمَاعَةٌ مِنَ المُلُوك مَا عَلِمُوا مِنَ الكِتَابَة سِوَى مُجَرَّد العلاَمَة، وَمَا عدَّهُمُ النَّاسُ بِذَلِكَ كَاتِبِين، بَلْ هُم أُمِّيُّون، فَلاَ عِبْرَةَ بِالنَادرِ، وَإِنَّمَا الحكمُ للغَالِب، وَاللهُ تَعَالَى فَمَنْ حِكْمَتِهِ لَمْ يُلْهِم نَبِيَّه تَعَلُّمَ الكِتَابَة، وَلاَ قِرَاءة الكُتُبِ حَسْماً لمَادَةِ المُبْطِلِيْن، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُون} [الْعَنْكَبُوت: 48] ، وَمَعَ هَذَا فَقَدِ افتَرَوْا وَقَالُوا: {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْه} [الفرقَان: 5] ، فَانْظُرْ إِلَى قِحَةِ المعَانِدِ، فَمَنِ الَّذِي كَانَ بِمَكَّةَ وَقتَ المَبْعثَ يَدْرِي أَخْبَارَ الرُّسْلِ وَالأُمم الخَاليَة؟ مَا كَانَ بِمَكَّةَ أَحَدٌ بِهَذِهِ الصِّفَةِ أَصلاً. ثُمَّ مَا المَانعُ مِنْ تعلُّم النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كِتَابَةَ اسْمِهِ وَاسمِ أَبِيْهِ مَعَ فرط ذكَائِه، وَقوَةِ فَهمِه، وَدوَام مُجَالسته لِمَنْ يَكْتُبُ بَيْنَ يَدَيْهِ الوحي والكتب إلى

_ 1 ضعيف: في إسناده مجالد، وهو ابن سعيد، أجمعوا على ضعفه. 2 صحيح: أخرجه البخاري "2698"، ومسلم "1783" من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.

مُلُوْك الطوَائِف، ثُمَّ هَذَا خَاتمُهُ فِي يَده، وَنَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ1، فَلاَ يَظنُّ عَاقلٌ أَنَّهُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مَا تعقَّلَ ذَلِكَ، فَهَذَا كُلُّه يَقْتَضِي أَنَّهُ عرف كِتَابَة اسْمِه وَاسمِ أَبِيْهِ، وَقَدْ أَخبر اللهُ بِأَنَّهُ -صلوَات الله عَلَيْهِ- مَا كَانَ يَدْرِي مَا الكِتَاب؟ ثُمَّ عَلَّمَهُ الله تَعَالَى مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَم. ثُمَّ الكِتَابَةُ صِفَةُ مَدْحٍ، قَالَ تَعَالَى: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [الْعلق: 4، 5] فَلَمَّا بلَّغَ الرِّسَالَة، وَدَخَلَ النَّاسُ فِي دين الله أَفواجاً، شَاءَ اللهُ لنبيِّه أَنْ يَتَعَلَّم الكِتَابَة النَّادرَة الَّتِي لاَ يَخْرُج بِمثلِهَا عَنْ أَنْ يَكُوْنَ أُمِياً، ثُمَّ هُوَ القَائِلُ: "إِنَّا أُمَّةٌ أُمَيَّةٌ لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ" 2. فصدقَ إِخبارُهُ بِذَلِكَ، إِذِ الحُكم للغَالِب، فنفَى عَنْهُ وَعَنْ أُمته الكِتَابَة وَالحِسَاب لِندُور ذَلِكَ فِيهِم وَقِلَّته، وَإِلاَّ فَقَدْ كَانَ فِيهِم كُتَّابُ الوَحِي وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَكَانَ فِيهِم مَنْ يَحسُب، وَقَالَ تَعَالَى: {وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} [الإِسرَاء: 12] . وَمِنْ عِلمهُم الفَرَائِضُ، وَهِيَ تَحتَاجُ إِلَى حِسَاب وَعَوْل، وَهُوَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فنفَى عَنِ الأُمَّةِ الحِسَاب، فعَلمنَا أَنَّ المنفيَّ كمَالُ علم ذَلِكَ وَدقَائِقه الَّتِي يَقُوْم بِهَا القِبْطُ وَالأَوَائِل، فَإِنَّ ذَلِكَ مَا لَمْ يَحْتَجْ إِلَيْهِ دين الإِسْلاَم وَلله الْحَمد، فَإِنَّ القِبْطَ عَمَّقُوا فِي الحسَاب والجبر، وأشياء تضيع الزمان. وأرباب الهَيْئَة تكلَّمُوا فِي سَير النُّجُوْم وَالشَّمْس وَالقَمَر، وَالكسوف وَالقِرَان بِأُمُور طَوِيْلَة لَمْ يَأْتِ الشَّرْعُ بها، فلما ذكر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الشُّهُور وَمعرفَتَهَا، بَيَّنَ أَنَّ معرفَتَهَا لَيْسَتْ بِالطُّرق الَّتِي يَفْعَلهَا المنَجِّم وَأَصْحَابُ التَّقْوِيم، وَأَنَّ ذَلِكَ لاَ نعبأُ بِهِ فِي ديننَا، وَلاَ نحسُبُ الشهرَ بِذَلِكَ أَبَداً. ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ الشهرَ بِالرُّؤْيَة فَقط، فَيَكُوْن تِسْعاً وَعِشْرِيْنَ، أَوْ بتكملَة ثَلاَثِيْنَ، فَلاَ نَحتَاجُ مَعَ الثَّلاَثِيْنَ إِلَى تكلُّف رُؤْيَة. وَأَمَّا الشِّعْرُ فنزَّهَهُ الله تَعَالَى عَنِ الشِّعرِ، قَالَ تَعَالَى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} [يس: 69] ، فَمَا قَالَ الشِّعر مَعَ كَثْرَتِهِ وَجُوْدَتِهِ فِي قُرَيْش، وَجَرَيَان قرَائِحِهِم بِهِ، وَقَدْ يقعُ شَيْءٌ نَادرٌ فِي كَلاَمهِ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مَوزُوناً، فَمَا صار بذلك شاعرًا قط، كقوله:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5875"، ومسلم "2092" "56" من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: لما أراد النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَكْتُبَ إلى الروم قيل له: إنهم لن يقرءوا كتابك إذا لم يكن مختوما، فاتخذ خاتما من فضة ونقشه: محمد رسول الله، فكأني أنظر إلى بياضه في يده". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1913"، ومسلم "1080" "15" من طريق شعبة، عن الأسود بن قيس قال: سمعت سعيد بن عمرو بن سعيد أنه سمع ابن عمر يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّا أُمَّةٌ أُمَيَّةٌ لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ الشهر هكذا وهكذا وهكذا. وعقد الإبهام في الثالثة: "والشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني تمام الثلاثين".

أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ ... أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ1 وَقَوْله: هَلْ أَنْتِ إلَّا إِصْبَعٌ دَمِيْتِ ... وَفِي سَبِيْلِ الله ما لقيت2 وَمِثلُ هَذَا يقعُ فِي كتب الفِقْه وَالطِّبِّ وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا يَقَع اتِّفَاقاً، وَلاَ يقصِدُهُ المُؤلِّف وَلاَ يشعرُ بِهِ، أَفَيَقُوْلُ مُسْلِمٌ قَطُّ: إِنَّ قَوْلَه تعالى: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَات} [سبأ: 13] ، هُوَ بَيْت؟! مَعَاذَ اللهِ! وَإِنَّمَا صَادَفَ وَزناً فِي الجُمْلَةِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4315" و"4316" و"4317"، ومسلم "1776" من حديث البراء بن عازب. 2 صحيح: أخرجه البخاري "2802"، ومسلم "1796" من حديث جندب بن سفيان، به.

الأنماطي

2627- الأنماطي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المحقِّقُ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ يُوْسُفَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الأَنمَاطِيُّ، صَاحِبُ "التَّفْسِيْر" الكَبِيْر. سَمِعَ إِسْحَاق بنَ رَاهْوَيْه، وَعَبْدَ اللهِ بن عمر الرَّمَّاح، وَمُحَمَّدَ بنَ رَافِع، وَعِدَّةً بِبَلَدِهِ، وَمُحَمَّدَ بنَ حُمَيْدٍ، وَطَائِفَةً بِالرَّيِّ، وَعَمْرو بنَ عَلِيٍّ، وَحميد بن مَسْعَدَةَ، وَجَمَاعَةً بِالبَصْرَةِ، وَعُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبَا كُرَيْبٍ بِالكُوْفَةِ، وَمُحَمَّدَ بنَ يحيى العدني، وعبد الله ابن عِمْرَان العَابديَّ بِمَكَّةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ لُوَيْناً، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيَّ بِبَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ الأَخْرَم، وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَعَاشَ نَيِّفاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. مَاتَ: فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاء الأَثَر رحمه الله. مَا عرفتُ أَنَّهُ وَقَعَ لِي حَدِيْثُهُ عَالِياً بعد.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 125"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 242".

المهلبي والسمناني

المهلبي والسمناني: 2628- المهلبي 1: شَيْخُ الشَّافِعِيَّة بجُرْجَان، العَلاَّمَةُ الفَقِيْهُ القُدْوَةُ، أَبُو عِمْرَانَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ هَانِئ بن خَالِدٍ المُهَلَّبِيُّ، الجُرْجَانِيُّ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيّ، وَطَائِفَة. وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى السَّهْمِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَتَفَقَّهَ بِهِ الإِسْمَاعِيْلِيُّ وَأَهْلُ البَلَد. مَاتَ سنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2629- السِّمْنَانِيُّ 2: الإِمَامُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ الصَّادِقُ، أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ السِّمْنَانِيُّ. سَمِعَ: إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَعِيْسَى بنُ زُغْبَة، وَمُحَمَّدَ بنَ حُمَيْد الرَّازِيّ، وَأَبَا كُرَيْبٍ، وَبركَة الحَلَبِيّ، وَعَمْرو بنَ عَلِيٍّ الفَلاَّس، وَمُحَمَّدَ بنَ هَاشِمٍ البَعْلَبَكِّيّ، وَطَبَقَتهُم. وَكَانَ وَاسِع الرِّحلَة، غزيرَ الفضيلَة، حسنَ التَّصْنِيف. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ حمشَاذ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ مَطَر، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِح بن هَانِئ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: بَلَغَنِي عَنْ صَالِحِ بنِ مُحَمَّدٍ جَزَرَةَ: أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى حَلقَة أَبِي الحُسَيْنِ السِّمْنَانِي وَهُوَ يَرْوِي عَنْ بَرَكَة بنِ مُحَمَّدٍ الحَلَبِيّ -يَعْنِي: مَنَاكِير- فَقَالَ صَالِحٌ: يَا أَبَا الحُسَيْنِ! لَيْسَ ذَا بَرَكَة، ذَا نِقْمَة. قَالَ أَبُو النَّضْر مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ: أَنشدنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ السِّمْنَانِي لِنَفْسِهِ: تَرَى المَرْءَ يَهْوَى أَنْ تَطُوْلَ حَيَاتُهُ ... وَطُولُ البَقَا مَا لَيْسَ يَشْفِي لَهُ صَدْرَا وَلَوْ كَانَ فِي طُول البَقَاءِ صَلاَحُنَا ... إِذاً لَمْ يكن إبليس أطولنا عمرًا

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "91-92"، واللباب لابن الأثير "3/ 276". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 731"، والعبر "2/ 126"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 242".

مَاتَ أَبُو الحُسَيْنِ الحَنْظَلِيُّ السِّمْنَانِيُّ: فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بن حمدان، حدثنا عبد الله ابن مُحَمَّدٍ السِّمْنَانِي، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي يُوْنُسُ بنُ يَزِيْدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلاَةِ الجُمُعَةِ أَوْ غَيْرِهَا -يَعْنِي: رَكْعَةً- فقد أدرك الصلاة" 1. صحيح غريب.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن ماجه "1123" حدثنا عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدِ بنِ كَثِيْرِ بن دينار الحمصي، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا يونس بن يزيد الأيلي، به

ابن الجرجرائي والمخرمي

ابن الجرجرائي والمخرمي: 2630- ابن الجرجرائي 1: المُحَدِّثُ الحجَّةُ، أَبُو الفَضْلِ، جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ الجَرْجَرَائِيّ. حدَّث بِبَغْدَادَ عَنْ: جَدِّهِ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ، وَعَنْ: بِشْرِ بنِ مُعَاذٍ العَقَدِيِّ، وَأَبِي مُصْعَبٍ الزُّهْرِيِّ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّات، وَمُحَمَّدُ بنُ الشِّخِّير، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ قارب التسعين. 2631- المخرمي 2: المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ ابْنُ المُحَدِّثِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْب المُخَرِّمِيُّ، البَغْدَادِيّ. حَدَّثَ عَنْ: عُبيدِ اللهِ بنِ عُمَرَ القواريري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وطبقتهما. رَوَى عَنْهُ: الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَأَبُو حَفْصٍ الزَّيَّات، وَعبيدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ: صَدُوْقٌ. وَأَمَّا الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ، حَدَّثَ عَنْ: ثِقَات بِأَحَادِيْثَ باطلَة. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْهَا. وَفِيْهَا مَاتَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَنْجَنِيْقِي. وصَاحِبُ المَغْرِبِ زِيَادَةُ الله بنُ الأَغلبِ بِالرَّملَة فَاراً مِنَ المَهْدِيِّ. وطريفُ بنُ عبيدِ اللهِ المَوْصِلِيّ. وَالقَاسِمُ بنُ اللَّيْثِ الرَّسْعَنِي. ويموتُ بنُ المُزَرِّعِ الأَخْبَارِي. وَيُوْسُفُ بنُ الحُسَيْنِ الرازي الزاهد.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 205"، والمنتظم "6/ 160". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 124"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 139"، والعبر "2/ 127"، وميزان الاعتدال "1/ 41"، ولسان الميزان "1/ 72"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 243".

الساجي

2632- الساجي 1: الإِمَامُ الثَّبْتُ الحَافِظُ، مُحَدِّثُ البَصْرَةِ وَشَيْخُهَا وَمُفْتيهَا، أبو يحيى زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بَحْر بنِ عَدِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبيضَ بنِ الدَّيْلَم بن باسِل بن ضَبَّةَ الضَّبِّيُّ، البَصْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ. سَمِعَ: طَالُوْتَ بنَ عَبَّاد، وَأَبَا الرَّبِيْع الزَّهْرَانِيّ، وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ مُعَاذٍ العنبري، وعبد الواحد ابن غِيَاث، وَعَبْدَ الأَعْلَى بن حَمَّادٍ النَّرْسِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَأَبَا كَامِلٍ الجَحْدَرِي، وَمُوْسَى بن عُمَرَ الجَارِي، وَسُلَيْمَانَ بنَ دَاوُدَ المَهْرِي، وَهُدْبَةَ بنَ خَالِدٍ القَيْسِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُوْسَى الحَرَشِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ بَشَّارٍ، وَوَالدَهُ يَحْيَى السَّاجِيّ، وَخَلْقاً بِالبَصْرَةِ. وَلَمْ يَرْحَلْ فِيْمَا أَحسِب. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّقَّاء الوَاسِطِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المُتَكَلِّم، ويوسف ابن يَعْقُوْبَ البَخْتَرِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَالقَاضِي يُوْسُف المَيَانَجِي وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ الوَرَّاق، وَأَبُو الشَّيْخ بن حَيَّانَ، وَخَلْقٌ سواهم. وكان من أئمة الحديث.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2717"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 727"، والعبر "2/ 134"، وميزان الاعتدال "2/ 79"، ولسان الميزان "2/ 488"، وتهذيب التهذيب "3/ 334"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 250".

أَخَذَ عَنْهُ أَبُو الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ مَقَالَة السَّلَف فِي الصِّفَات، وَاعتمد عَلَيْهَا أَبُو الحَسَنِ فِي عِدَّة تآلِيف. وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي "طبقَات الشَّافِعِيَّة": وَمِنْهُم زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى السَّاجِيّ، أَخَذَ عَنِ الرَّبِيْعِ وَالمُزَنِيِّ، وَلَهُ كِتَاب "اخْتِلاَف العلماء"، وَكِتَاب "علل الحَدِيْث". قُلْتُ: وَلِلسَّاجِي مصَنَّفٌ جليلٌ فِي علل الحَدِيْث يدلُّ عَلَى تبحُّره وَحِفْظِهِ، وَلَمْ تبلُغْنَا أَخْبَارُهُ كَمَا فِي النّفس، وَقَدْ هَمَّ بِمَنْ أَدخلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ الخَلِيْلِيّ: سَمِعْتُ عبدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَحْمَدَ الشيرَازيَّ الحَافِظ يَقُوْلُ: سَأَلْتُ ابْنَ عَدِيٍّ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَة، فَقَالَ: كُنَّا بِالبَصْرَةِ عِنْد زَكَرِيَّا السَّاجِيّ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيْمُ حَدِيْثَيْنِ عن أحمد بن عبد الرحمن ابن وَهْبٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ مَالِكٍ، فَقُلْتُ: هُمَا عَنْ يُوْنُس، فَأَخَذَ السَّاجِيُّ كِتَابَهُ، فتَأَمَّل وَقَالَ لِي: هُوَ كَمَا قُلْتَ. وَقَالَ لإِبْرَاهِيْم: مِمَّنْ أَخذتَ هَذَا؟ فَأَحَال عَلَى بَعْضِ أَهْلِ البَصْرَةِ. قَالَ: عَلَيَّ بصَاحِب الشُّرْطَة حَتَّى أُسَوِّدَ وَجه هَذَا. فَكلَّمُوهُ حَتَّى عفَا عَنْهُ، وَمزَّقَ الكِتَاب. مَاتَ بِالبَصْرَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الفَضْلِ بنِ عَسَاكِرَ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ الصُّوْفِيّ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكنجروذي، أخبرنا أبو عمرو بنُ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى السَّاجِيّ -وَمَا كَتَبْتُ عَنْهُ إلَّا هَذَا الحَدِيْث الوَاحِد- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بنُ حَيَّان، عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلاَ يَدَعَنَّ أَحَداً يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنْ أَبَى فَلْيَدْفَعْهُ، فَإِنَّ مَعَهُ شَيْطَاناً" 1. صَحِيْح غَرِيْب، تَفَرَّد بِهِ حُمَيْد بن هِلاَلٍ. أخرجه الشيخان من طريق يُوْنُس بن عُبَيْدٍ، وَسُلَيْمَان بن المُغِيْرَةِ، عَنْ حُمَيْدٍ بِهِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَخْبَرْنَا ابْنُ قُدَامَةَ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ السُّلَمِيّ، أَخْبَرَنَا البَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح بن شَاتيل، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَعْقُوْبَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّقَّاء، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الحَرَشِيّ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بنُ يسَافَ اليَمَامِيّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْر، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أبا هريرة! ألَّا أُخْبِرُكَ بِأَمرٍ هُوَ حقٌ، مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ بَعْدَ المَوْتِ فَقَدْ نَجَا"؟ فَذَكَرَ حَدِيْثاً منكرًا، وعامر ضعيف الحديث.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "509"، ومسلم "505".

ابن سريج

2633- ابن سريج 1: الإِمَامُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، فَقِيْهُ العِرَاقَين، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بن سُرَيْج البَغْدَادِيّ، القَاضِي الشَّافِعِيّ، صَاحِبُ المُصَنَّفَات. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَسَمِعَ فِي الحدَاثَةِ، وَلَحِقَ أَصْحَابَ سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ، وَوَكِيْع. فسَمِعَ مِنَ: الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيّ -تِلْمِيْذِ الشَّافِعِيّ- وَمِنْ: عَلِيِّ بن إِشكَاب، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيّ، وَعَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيِّ، وَأَبِي يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ غَالِبٍ العَطَّارُ، وَعَبَّاسِ بنِ عَبْدِ اللهِ التُّرْقُفِيِّ، وَأَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيّ، وَالحَسَنِ بنِ مُكرم، وَحَمْدَان بنِ عَلِيٍّ الوَرَّاق، وَمُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ الصَّائِغ، وَأَبِي عَوْفٍ البُزُورِيّ، وَعُبَيْدِ بنِ شَرِيْك البَزَّار، وَطَبَقَتِهِم. وَتفقَّه بِأَبِي القَاسِمِ عُثْمَانَ بنِ بَشَّار الأَنْمَاطِيّ الشَّافِعِيّ، صَاحِب المُزَنِيّ، وَبِهِ انْتَشَر مَذْهَب الشَّافِعِيِّ، بِبَغْدَادَ، وَتخرَّج بِهِ الأَصْحَاب. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ الغِطْرِيْف الجُرْجَانِيّ، وَغَيْرهُم. يَقَع لِي مِنْ عَالِي رِوَايَتِه فِي جُزْء الغِطْرِيْفِيّ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ: أَنْبَأَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي "طبقَات الفُقَهَاء" قَالَ: كَانَ يُقَالُ لاِبْنِ سُرَيْج: البَاز الأَشهب. وَلِيَ القَضَاءَ بشِيرَاز، وَكَانَ يُفضَّل عَلَى جَمِيْع أَصْحَاب الشَّافِعِيّ، حَتَّى عَلَى المُزَنِيّ. وَإِنَّ فِهْرستَ كُتُبه كَانَ يشْتَمل عَلَى أَرْبَع مائَة مصَنَّف، وَكَانَ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ يَقُوْلُ: نَحْنُ نجرِي مَعَ أَبِي العَبَّاسِ فِي ظوَاهر الفِقْه دُوْنَ دقَائِقه. تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي القَاسِمِ الأَنْمَاطِيّ، وَأَخَذَ عَنْهُ خَلق، وَمِنْهُ انْتَشَرَ المَذْهَب. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ خَيْرَان: سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ بن سُرَيْج يَقُوْلُ: رَأَيْتُ كَأَنَّمَا مُطِرْنَا كِبْريتاً أَحمر، فملأَتُ أَكمَامِي وَحِجْرِي، فَعُبِّرَ لِي: أَنْ أُرزقَ عِلْماً عَزِيْزاً كَعِزَّة الكِبْريت الأَحْمَر. وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ الفَقِيْه: سَمِعْتُ ابْنَ سُرَيْج يَقُوْلُ: قَلَّ مَا رَأَيْتُ مِنَ المتفقِّهَة مَنِ اشْتَغَلَ بِالكَلاَم فَأَفلح، يفوتُهُ الفِقْهُ وَلاَ يصل إلى معرفة الكلام.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 287"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 149"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 21"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 798"، والعبر "2/ 132"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 194"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 247".

وَقَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ حَسَّانَ بنَ مُحَمَّد يَقُوْلُ: كُنَّا فِي مَجْلِس ابْن سُرَيْج سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ فَقَالَ: أَبْشِرْ أَيُّهَا القَاضِي، فَإِنَّ اللهَ يبعثُ عَلَى رَأْسِ كُلّ مائَة سَنَةٍ مَنْ يجدِّد -يَعْنِي: لِلأُمَّة- أَمر دِينهَا، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى بعثَ عَلَى رَأْس المائَة عُمَرَ بنَ عبد العزيز، وبعث عَلَى رَأْس المائَتَيْنِ مُحَمَّد بن إِدْرِيْسَ الشَّافِعِيّ، وَبعثَكَ عَلَى رَأْس الثَّلاَث مائَة، ثُمَّ أَنشَأَ يَقُوْلُ: اثْنَانِ قَدْ ذَهَبَا فَبُورِكَ فِيْهِمَا ... عُمَرُ الخَلِيْفَةُ ثُمَّ حلفُ السُّؤْدُدِ الشَّافِعِيّ الأَلْمَعِيُّ مُحَمَّدٌ ... إِرْثُ النُّبُوَّةِ وَابْنُ عَمِّ مُحَمَّدِ أَبْشِرْ أَبَا العَبَّاسِ إِنَّكَ ثَالثٌ ... مِنْ بَعْدِهِمْ سُقْياً لتُرْبَةِ أَحْمَدِ قَالَ: فصَاح أَبُو العَبَّاسِ، وَبَكَى، وَقَالَ: لَقَدْ نعَى إِلَيَّ نَفْسِي. قَالَ حَسَّانُ الفَقِيْه: فَمَاتَ القَاضِي أَبُو العَبَّاسِ تِلْكَ السّنَة. قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ عَلَى رَأْس الأَربع مائَة الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ الإسْفَرَايينِيّ، وَعَلَى رَأْسِ الْخمس مائَة أَبُو حَامِدٍ الغزَالِيّ، وَعَلَى رَأْس الَسْتِّ مائَة الحَافِظُ عَبْدُ الغنِيّ، وَعَلَى رَأْس السَّبعِ مائَة شَيْخنَا أَبُو الفَتْحِ ابْنُ دَقيق العِيْد. وَإِن جعلتَ "مَنْ يُجَدِّد" لفظاً يَصْدُقُ عَلَى جَمَاعَة -وَهُوَ أَقوَى- فَيَكُوْنُ عَلَى رَأْس المائَة: عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْز خَلِيْفَةُ الوَقْت، وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَالحَسَنُ البَصْرِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِيْرِينُ، وَأَبُو قِلاَبَةَ، وطائفةٌ. وَعَلَى رَأْس المائَتَيْنِ مَعَ الشَّافِعِيِّ: يزيد ابن هَارُوْنَ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَشهبُ الفَقِيْه، وَعِدَّةٌ. وَعَلَى رَأْس الثَّلاَث مائَة مَعَ ابْنِ سُرَيْج: أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائِيّ، وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَطَائِفَةٌ. وَمِمَّنْ مَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ مُسْنِدُ بَغْدَادَ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيُّ، وَشَيْخُ الصُّوْفِيَّة أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ الجلاَّء أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بِالشَّامِ، وَالمُحَدِّثُ حَاجِبُ بنُ أَركين الفَرْغَانِيّ، وَالحَافِظُ عَبْدَان بنُ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى الأَهْوَازِيّ، وَالمُحَدِّث علي ابن إِسْحَاقَ بنِ زَاطِيَا المُخَرِّمِيّ، وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ وَكِيْع الأَخْبَارِيّ، وَمُحَدِّثُ قَزْوين أَبُو عَبْدِ الله محمد بن مسعود بن الحارث الأسدي، وَمُفْتِي الشَّافِعِيَّة بِمِصْرَ أَبُو الحَسَنِ مَنْصُوْرُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الضَّرِيْر. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي عُمَرَ إِذْناً: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي قَالاَ: أَخْبَرَنَا طَاهِرُ ابن عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ أحمد،

حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ بنُ سُرَيْج، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ إِشكَاب، حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ ذرّ، حَدَّثَنَا أَبُو الرُّصَافَة البَاهِلِيُّ مِنْ أَهْلِ الشَّام: أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ حَدَّثَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ، قَالَ: "مَا مِنِ امرِئٍ تَحْضُرُهُ صَلاَةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيَتَوَضَّأُ عِنْدَهَا، فَيُحْسِنُ الوُضُوءَ، ثُمَّ يُصَلِّي فَيُحْسِنُ الصَّلاَةَ إلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ بِهَا مَا كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصَّلاَةِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا مِنْ ذُنُوبِه"1. وَبِهِ: حَدَّثَنَا ابْنُ سُرَيْج: حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيّ، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ رَبِيْعَةَ الرَّأْي، عَنْ يَزِيْدَ مَوْلَى المُنْبَعث، عَنْ زَيْدِ بنِ خَالِدٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ اللُّقَطَةِ؟ فَقَالَ: "عَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا وَإِلاَّ فاستنفقها" 2.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "5/ 260" حدثنا روح، حدثنا عمر بن ذر، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته أبو الرصافة الباهلي، فإنه مجهول، لكن للحديث شاهد عن عثمان قال: والله لأحدثكم حديثا والله لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه إني سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة التي تليها". أخرجه البخاري "160"، ومسلم "227" "6" من طريق صالح بن كيسان عن ابن شهاب: ولكن عروة يحدث عن حمران أنه قال: فلما توضأ عثمان قال: فذكره. وقال عروة: الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ} [البقرة: 159] ، واللفظ لمسلم. 2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "2/ 757"، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي "2/ 137"، والبخاري "2372" و"2429"، ومسلم "1722"، وأبو داود "1705"، والطحاوي "4/ 134" وابن الجارود "666"، والطبراني في "الكبير" "5250"، والبيهقي "6/ 185 و186 و192"، والبغوي "2207" عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فسأله عن اللقطة؟ فقال: اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة فإن جاء صاحبها، وإلا فشأنك بها" قال: فضالة الغنم؟ قال: لك أو لأخيك أو للذئب. قال: فضالة الإبل؟ قال: مالك ولها؟ معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها" واللفظ لمسلم. وأخرجه عبد الرزاق "18602"، والحميدي "816"، وابن أبي شيبة "6/ 456"، وأحمد "4/ 117"، والبخاري "91" و"2427"، "2428"، و"2436" و"2438" و"6112"، ومسلم "1722"، وأبو داود "1704"، والترمذي "1372"، والطحاوي "4/ 134"، وابن الجارود "667"، والطبراني "5249" و"5252" و"5253" و"5257"، والدارقطني "4/ 235 و236"، والبيهقي "6/ 185 و189 و192 و197"، والبغوي "2208" من طرق عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، به. وقوله: اعرف عفاصها: العفاص: هو الوعاء الذي يكون فيه النفقة، إن كان من جلد أو من خرقة أو غير ذلك. والوكاء: يعني الخيط الذي تشد به.

ابن مقبل وابن الحداد

ابن مقبل وابن الحداد: 2634- ابن مقبل 1: الحَافِظُ الإِمَامُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، بَكْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُقبل الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُمُ البَصْرِيّ. يَرْوِي عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيِّ، وَأَبِي حَفْصٍ الفَلاَّس، وَبُنْدَار، وَعَبْد المَلِكِ بن هَوْذَةَ بنِ خَلِيْفَةَ، وَطَبَقَتهِم. وَعَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ فِي رَمَضَانَ. 2635- ابن الحداد 2: الإِمَامُ، شَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو عُثْمَانَ، سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَبِيْح بن الحَدَّاد المَغْرِبِيّ، صَاحِب سَحْنُوْن، وَهُوَ أَحَد الْمُجْتَهدين، وَكَانَ بَحْراً فِي الفُرُوْع، وَرَأْساً فِي لِسَان العَرَب، بَصِيْراً بِالسُّنَنِ. وَكَانَ يذُمُّ التَّقليد وَيَقُوْلُ: هُوَ مِنْ نقص العُقول، أَوْ دنَاءة الهِمَم. ويَقُوْلُ: مَا لِلْعَالِم وَملاَءَمَة المَضَاجع. وَكَانَ يَقُوْلُ: دليلُ الضَّبْطِ الإِقلاَل، وَدليلُ التَّقْصِير الإِكثَار. وَكَانَ مِنْ رُؤُوْس السُّنَّة. قَالَ ابْنُ حَارِث: لَهُ مَقَامَاتٌ كَرِيْمَة، وَموَاقفُ مَحْمُودَة فِي الدَّفع عَنِ الإِسْلاَم، وَالذَّبِّ عَنِ السُّنَّة، نَاظرَ فِيْهَا أَبَا العَبَّاسِ المعجوقِيّ أَخَا أَبِي عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيِّ الدَّاعِي إِلَى دَوْلَة عُبَيْد اللهِ، فَتَكَلَّم ابْنُ الحَدَّاد وَلَمْ يَخَفْ سَطْوَة سُلطَانهم، حَتَّى قَالَ لَهُ: وَلدُه أَبُو مُحَمَّدٍ: يَا أَبَة! اتَّقِ الله فِي نَفْسِك وَلاَ تبَالغ. قَالَ: حَسْبِي مَنْ لَهُ غَضِبتُ، وَعَنْ دِينه ذَبَبْت. وَله مَعَ شَيْخ المُعْتَزِلَة الفَرَّاء مُنَاظَرَاتٌ بِالقَيْرَوَان، رَجَعَ بِهَا عددٌ مِنَ المُبتدِعَة. وَقِيْلَ: إِنَّهُ صَنَّف فِي الرَّدِّ عَلَى "المدَوَّنَة" وَأَلَّف أَشيَاء. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ اللَّبَّاد: بَيْنَا سَعِيْدُ بنُ الحَدَّاد جَالسٌ أَتَاهُ رَسُوْلُ عُبَيْد اللهِ -يَعْنِي: المَهْدِيّ - قَالَ: فَأَتَيْتُهُ وَأَبُو جَعْفَرٍ البَغْدَادِيُّ وَاقف، فَتَكَلَّمتُ بِمَا حَضَرنِي، فقال: اجلس. فجلست،

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 118"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 234". 2 ترجمته في العبر "2/ 122"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "15/ 179 و256"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 238".

فإذا بكتاب لطيف، فقال لأبي جَعْفَر: اعرضِ الكِتَابَ عَلَى الشَّيْخ. فَإِذَا حَدِيْثُ غَدِير خُمّ1. قُلْتُ: وَهُوَ صَحِيْح، وَقَدْ رَوَيْنَاهُ. فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: فَمَا لِلنَّاسِ لاَ يكُونُوْنَ عَبِيْدنَا؟ قُلْتُ: أَعزَّ اللهُ السَّيِّد، لَمْ يُرِدْ وَلاَيَةَ الرِّق، بَلْ وَلاَيَة الدِّين. قَالَ: هَلْ مِنْ شَاهد؟ قُلْتُ قَالَ الله تَعَالَى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّه} [آل عِمْرَانَ: 79] ، فَمَا لَمْ يَكُنْ لِنبِيّ الله لَمْ يَكُنْ لِغَيْره. قَالَ: انْصَرَفْ لاَ ينَالُكَ الحرّ. فَتَبِعَنِي البَغْدَادِيُّ، فَقَالَ: اكتُمْ هَذَا المَجْلِس. وَقَالَ مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَطَّان: لَوْ سَمِعْتُم سَعِيْدَ بنَ الحَدَّاد فِي تِلْكَ المحَافل -يَعْنِي: مُنَاظرته لِلشِّيعِيِّ- وَقَدِ اجْتَمَعَ لَهُ جَهَارَةُ الصَّوت، وَفخَامَةُ المَنْطِقِ، وَفَصَاحَةُ اللِّسَان، وَصوَابُ المَعَانِي، لتَمَنَّيْتُم أَنْ لاَ يَسْكُت. وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ الحَدَّاد تَحوَّل شَافِعِيّاً مِنْ غَيْر تَقْلِيد، وَلاَ يَعْتَقِدُ مَسْأَلَةً إلَّا بِحجَّة. وَكَانَ حَسَنَ البِزَّة، لكنَّه كَانَ يتقوَّتُ بِاليَسِيْر، وَلَمْ يَحُجّ، وَكَانَ كَثِيْر الردِّ عَلَى الكُوْفِيِّين. وَقِيْلَ: إِنَّهُ سَارَ لتلقِّي أَبِي عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيّ، فَقَالَ لَهُ: يَا شَيْخ! بِمَ كُنْت تقضِي؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْنُسَ: بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. قَالَ: فَمَا السُّنَّة؟ قَالَ: السُّنَّة السُّنَّة. قَالَ ابْنُ الحَدَّاد: فَقُلْتُ لِلشِّيعِي: المَجْلِسُ مشتَرَك أُمْ خَاصّ؟ قَالَ: مشترَك. فَقُلْتُ: أَصلُ السُّنَّة فِي كَلاَم العَرَب المثَال، قَالَ الشَّاعِر: تُرِيْكَ سَنَّةَ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْرِفَةٍ ... مَلْسَاءَ لَيْسَ بِهَا خَالٌ وَلاَ نَدَبُ أَي صُورَة وَجه وَمثَاله. وَالسُّنَّة محصورَةٌ فِي ثَلاَث: الاَئِتمَار بِمَا أَمرَ بِهِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالاَنتهَاء عَمَّا نَهَى عَنْهُ، وَالاَئِتسَاء بِمَا فعل. فَقَالَ الشِّيْعِيّ: فَإِنِ اختلفَ عَلَيْكَ النّقل، وَجَاءتِ السُّنَّةُ مِنْ طُرق؟ قُلْتُ: أَنظرُ إِلَى أَصحِّ الخَبَرَيْن، كشُهُوْدٍ عدولٍ اختلفُوا فِي شهَادَة. قَالَ: فَلَو اسْتَوَوْا فِي الثَّبَات؟ قُلْتُ: يَكُوْنُ أَحَدهُمَا نَاسخاً لِلآخر. قَالَ: فمِنْ أَيْنَ قلتُم بِالقِيَاس؟ قُلْتُ مِنْ كِتَاب الله: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُم} [المَائِدَة: 95] ، فَالصَّيْدُ معلومَةٌ عينُه، فَالجزَاءُ أُمرنَا أَنْ نمثِّلَهُ بِشَيْءٍ مِنَ النَّعَم، وَمثلُه فِي تَثْبِيت القِيَاس: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَه} [النِّسَاء: 83] ، وَالاستنباط غَيْر مَنْصُوص. ثُمَّ عَطَفَ عَلَى مُوْسَى القَطَّان فَقَالَ: أين وجدتم

_ 1 وهو حديث: "من كنت مولاه فعلي مولاه"، وهو حديث صحيح أخرجه أحمد "2/ 372" بإسناده عن زيد بن أرقم، به. وقد سبق تخريجنا له في ترجمة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

حدَّ الخَمْر فِي كِتَاب الله، تَقُولُ: اضرِبُوْهُ بِالأَرديَة وَبَالأَيْدِي ثُمَّ بِالجَرِيد؟ 1 فَقُلْتُ أَنَا: إِنَّمَا حُدَّ قِيَاساً عَلَى حدِّ القَاذف، لأَنَّه إِذَا شرِبَ سَكِر، وَإِذَا سَكِرَ هَذَى، وَإِذَا هَذَى افترى، فَأَوجبَ عَلَيْهِ مَا يَؤُولُ إِلَيْهِ أَمرُه. قَالَ: أَوَلَمْ يقلْ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَأَقْضَاكُمْ عَليّ.." فَسَاقَ لَهُ مُوْسَى تمَامَه وَهُوَ: "وَأَعْلَمُكُمْ بِالحَلاَلِ وَالحَرَام مُعَاذ، وَأَرْأَفُكُمْ أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّكُمْ فِي دِيْنِ اللهِ عُمَر" 2. قَالَ: كَيْفَ يَكُوْنُ أَشدَّهُم وَقَدْ هَرَبَ بِالرَّايَة يَوْم خَيْبَر؟ قَالَ: مُوْسَى: مَا سَمِعْنَا بِهَذَا. فَقُلْتُ: إنما تحيز إلى فئة فليس بفار. وَقَالَ فِي: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التَّوبَة: 40] ، إِنَّمَا نَهَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ حُزْنِه لأَنَّه كَانَ مسخوطاً. قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ قَوْلُه إلَّا تَبْشِيْراً بِأَنَّهُ آمنٌ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ وَعَلَى نَفْسه، فَقَالَ أَيْنَ نَظِيْرُ مَا قُلْتَ؟ قُلْتُ: قَوْلُهُ لِمُوْسَى وَهَارُوْن: {لاَ تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] ، فَلَمْ يَكُنْ خَوْفُهُمَا مِنْ فِرْعَوْن خَوْفاً بِسخط الله. ثُمَّ قَالَ: يَا أَهْل البلدَة: إِنَّكُم تبغضُون عَلِيّاً؟ قُلْتُ: عَلَى مُبْغِضِهِ لعنَةُ الله. فَقَالَ: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ. قُلْتُ: نَعَمْ، وَرفعتُ صَوْتِي: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَنَّ الصَّلاَةَ فِي خطَاب العَرَب الرَّحْمَةُ وَالدُّعَاء، قَالَ: أَلَمْ يقل رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُوْنَ مِنْ مُوْسَى"؟ قُلْتُ: نَعَمْ، إلَّا أَنَّهُ، قَالَ: "إلَّا أَنَّهُ لاَ نبي بعدي" 3. وهارون كان حجة في

_ 1 ورد ذلك من حديث أَنَسُ بنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ضرب في الخمر بالجريد والنعال، وجلد أبو بكر أربعين" أخرجه البخاري "6773"، ومسلم "1706" "36" من طريق هشام، عن قتادة عن أنس، به واللفظ للبخاري. 2 ورد عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهَا فِي دِيْنِ اللهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهَا حياء عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤها لكتاب الله أبي، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عبيدة ابن الجراح". أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 8"، وابن سعد "3/ 499 و586" و"7/ 388"، وأحمد "3/ 184"، والترمذي "3791"، والنسائي في "الكبرى" "8287" وابن ماجه "154، 155"، وابن حبان "2218" و"2219"، والحاكم "3/ 422"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "1/ 351"، وأبو نعيم "3/ 122"، وابن أبي عاصم، "1281" و"1282"، والبيهقي "6/ 210"، والبغوي "3930"، والضياء في "المختارة" "2241" من طريق خَالِدٌ الحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ عَنْ أَنَسٍ، به. وأخرجه الترمذي "3790"، وابن أبي عاصم "1252" و"1283" من طريق قتادة، عن أنس، به. وهو حديث صحيح على شرط الشيخين. 3 صحيح: أخرجه من طرق عن سعد بن أبي وقاص: أحمد "1/ 173 و175 و184 و185" والبخاري "3706"، ومسلم "2404"، والترمذي "3724"، وابن ماجه "115" و"121"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1335" و"1336" و"1338" و"1342" و"1343"، والحاكم "3/ 108-109".

حَيَاة مُوْسَى، وَعلِيٌّ لَمْ يَكُنْ حجَّةً فِي حَيَاةِ النَّبِيّ، وَهَارُوْنُ فَكَانَ شَرِيْكاً، أَفَكَانَ عليٌّ شريكاً لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النُّبُوَّة؟! وَإِنَّمَا أَرَادَ التَّقْرِيْب وَالوِزَارَة وَالوِلاَيَة. قَالَ: أَولَيْسَ هُوَ أَفضل؟ قُلْتُ: أَلَيْسَ الحَقُّ مُتَّفِقاً عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: قَدْ ملكتَ مدَائِن قَبْلَ مدينتنَا، وَهِيَ أَعْظَمُ مَدِيْنَة، وَاسْتفَاضَ عَنْكَ أَنَّك لَمْ تُكْرِهْ أَحَداً عَلَى مذهَبِكَ، فَاسلُكْ بِنَا مسلَكَ غيرِنَا وَنَهَضْنَا. قَالَ ابْنُ الحَدَّاد: وَدخلتُ يَوْماً عَلَى أَبِي العَبَّاسِ، فَأَجلسَنِي مَعَهُ فِي مَكَانِهِ وَهُوَ يَقُوْلُ لِرَجُلٍ: أَلَيْسَ المتعلِّم محتاجًا إلى المعلم أبدًا؟ فعرفت أنه يُرِيْدُ الطَّعن عَلَى الصِّدِّيق فِي سُؤَاله عَنْ فرض الجَدَّة، فَبدرتُ وَقُلْتُ: المتعلِّم قَدْ يَكُوْنُ أَعْلَمَ مِنَ المُعَلِّم وَأَفقَهَ وَأَفْضَلَ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: "رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ... " 1. ثُمَّ مُعَلِّمُ الصِّغَار القُرْآن يَكبرُ أَحَدُهُم ثُمَّ يَصير أَعْلَمَ مِنَ المُعَلِّم. قَالَ: فَاذكر مِنْ عَامِّ القُرْآنِ وَخَاصِّه شَيْئاً؟ قُلْتُ: قَالَ: تَعَالَى: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَات} [البَقَرَة: 221] ، فَاحتمل المرَادُ بِهَا العَامّ، فَقَالَ تَعَالَى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُم} [المَائِدَة: 5] ، فعَلمنَا أَنَّ مُرَاده بِالآيَة الأُولَى خَاصٌّ، أَرَادَ: وَلاَ تَنْكِحُوا المُشْركَاتِ غَيْرَ الكتَابيَّات مِنْ قَبْلِكُم حَتَّى يُؤمِنّ. قَالَ: وَمَنْ هنَّ المحصَنَات؟ قُلْتُ: العفَائِف. قَالَ: بَلِ المتزوِّجَات. قُلْتُ: الإِحصَانُ فِي اللُّغَة: الإِحرَاز، فَمَنْ أَحرزَ شَيْئاً فَقَدْ أَحصَنَهُ، وَالعِتْقُ يُحَصِّنُ المَمْلُوْكَ لأَنَّه يحرزُهُ عَنْ أَنْ يجرِيَ عَلَيْهِ مَا عَلَى المَمَالِيْك، وَالتّزويجُ يحصِنُ الفرجَ لأَنَّهُ أَحرزَهُ عَنْ أَنْ يَكُوْنَ مبَاحاً، وَالعفَافُ إِحْصَانٌ لِلْفَرْج. قَالَ: مَا عِنْدِي الإِحصَان إلَّا التَّزْوِيج. قُلْتُ لَهُ: مُنْزِلُ القُرْآنِ يَأْبَى ذَلِكَ، قال: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} [التّحريم: 12] ، أَي: أَعَفَّتْه، وَقَالَ {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَات} [النِّسَاء: 25] ، عفَائِف. قَالَ: فَقَدْ قَالَ فِي الإِمَاء: {فَإِذَا أُحْصِنَّ} [النِّسَاء: 25] ، وَهنَّ عِنْدَكَ قَدْ يكنَّ عفَائِف. قُلْتُ: سَمَّاهُنَّ بِمتقدِّم إِحصَانِهِنَّ قَبْل زِنَاهُنَّ، قَالَ تَعَالَى: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُم} [النِّسَاء: 12] ، وَقَدِ انْقَطَعتِ العصمة بالموت، يريد اللاتي كن

_ 1 صحيح: أخرجه الشافعي "1/ 14"، والترمذي "2658"، من حديث ابن مسعود مرفوعا "نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه". وهو حديث متواتر. وورد عن زيد بن ثابت: عند أحمد "5/ 183"، وأبي داود "3660"، والترمذي "2656"، وابن ماجه "230"، والدارمي "1/ 75". وورد عن جبير بن مطعم: عند أحمد "4/ 80"، وابن ماجه "231"، والدارمي "1/ 74 و75". وورد عن أبي الدرداء: عند الدارمي "1/ 75-76". وورد عن أنس بن مالك: عند أحمد "3/ 225"، وابن ماجه "236".

أَزواجَكُم. قَالَ: يَا شَيْخ! أَنْتَ تَلُوذ. قُلْتُ: لَسْتُ أَلوذ، أَنَا المُجِيْب لَكَ، وَأَنْت الَّذِي تلوذُ بِمسأَلَة أُخْرَى، وَصِحْتُ أَلاَ أَحَدٌ يَكْتُبُ مَا أَقُولُ وَتَقُولُ. قَالَ: فوقَى الله شرَّه. وَقَالَ: كَأَنَّك تَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاس. قُلْتُ: أَمَّا بِدينِي فَنَعم. قَالَ: فَمَا تحتَاجُ إِلَى زِيَادَةٍ فِيْهِ؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ: فَأَنْتَ إِذاً أَعْلَمُ مِنْ مُوْسَى إِذْ يَقُوْلُ: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ} [الْكَهْف: 66] ، قَالَ: هَذَا طعنٌ عَلَى نُبُوَّة مُوْسَى، مُوْسَى مَا كَانَ محتَاجاً إِلَيْهِ فِي دِيْنِهِ، كلاَّ، إِنَّمَا كَانَ العِلْم الَّذِي عِنْد الخَضِرِ دُنْيَاويّاً: سَفِيْنَةً خَرَقَهَا، وَغُلاَماً قَتَلَهُ، وَجِدَاراً أَقَامَهُ، وَذَلِكَ كُلُّه لاَ يَزِيْدُ فِي دِين مُوْسَى. قَالَ: فَأَنَا أَسأَلُكَ. قُلْتُ: أَوْرِدْ وَعلِيَّ الإِصدَارُ بِالْحَقِّ بِلاَ مَثْنَوِيَّة. قَالَ: مَا تَفْسِيْرُ الله؟ قُلْتُ: ذُو الإِلهيَّة. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: الرُّبوبيَّة. قَالَ: وَمَا الرُّبوبيَّة؟ قُلْتُ: المَالِكُ الأَشيَاء كلها. قَالَ: فَقُرَيْشٌ فِي جَاهِليَّتهَا كَانَتْ تَعْرِفُ الله؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ: فَقَدْ أَخبر الله تَعَالَى عَنْهُم أَنَّهُم قَالُوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّه} [الزمر: 3] ، قُلْتُ: لَمَّا أَشركُوا مَعَهُ غَيْرَه قَالُوا: وَإِنَّمَا يَعْرِفُ اللهَ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ. وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [الكَافرُوْنَ: 1-2] ، فَلَو كَانُوا يعبدُوْنَهُ مَا قَالَ: {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} . إِلَى أَنْ قَالَ: فَقُلْتُ: المشركُونَ عَبَدَة الأَصْنَامِ الَّذِيْنَ بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- إِلَيْهِم عَلِيّاً ليقرأَ عَلَيْهِم سُوْرَة برَاءة. قَالَ: وَمَا الأَصْنَام؟ قُلْتُ: الحجَارَة. قَالَ: وَالحجَارَةُ أَتُعْبَد؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَالعُزَّى كَانَتْ تُعْبَد وَهِيَ شَجَرَة، وَالشِّعرَى كَانَتْ تُعبد وَهِيَ نجم، قَالَ: فَالله يَقُوْلُ: {أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى} [يُوْنُس: 35] ، فَكَيْفَ تَقُولُ: إِنَّهَا الحجَارَة؟ وَالحجَارَةُ لاَ تهتدِي إِذَا هُديت، لأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ ذوَاتِ العُقُوْل. قُلْتُ: أَخْبَرَنَا اللهُ أَنَّ الجُلُودَ تَنْطِقُ وَلَيْسَتْ بذوَاتِ عُقُوْل، قَالَ: نسبَ إِلَيْهَا النُّطْقَ مَجَازاً. قُلْتُ: مُنْزِلُ القُرْآنِ يَأْبَى ذَلِكَ، فَقَالَ: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِم} [يس: 65] ، إِلَى أَنْ قَالَ: {قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} [فصلت: 21] ، وما الفرق بَيْنَ جِسمِنَا وَالحجَارَة؟ وَلَوْ لَمْ يُعقِّلْنَا لَمْ نَعْقِل، وَكَذَا الحجَارَةُ إِذَا شَاءَ أَنْ تَعقلَ عَقَلت. وَقِيْلَ: لَمْ يُرَ أَغزر دَمْعَةً مِن سَعِيْدِ بن الحَدَّاد، وَكَانَ قَدْ صَحِبَ النُّسَّاك، وَكَانَ مُقِلاً حَتَّى مَاتَ أَخٌ لَهُ بِصِقِلِّيَّة، فورِثَ مِنْهُ أَرْبَع مائَة دِيْنَارٍ، فَبنَى مِنْهَا دَارَهُ بِمَائتَيْ دِيْنَار، وَاكتسَى بخَمْسِيْنَ دِيْنَاراً. وَكَانَ كَرِيْماً حليماً. رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ شَيْخُ ابْن أَبِي زَيْدٍ. وَكَانَ يَقُوْلُ: القُرْبُ مِنَ السُّلْطَان فِي غَيْرِ هَذَا الوَقْت حتفٌ مِنَ الحُتوف، فَكَيْفَ اليَوْم؟

وَقَالَ: مَنْ طَالَتْ صُحْبتُهُ لِلدُّنْيَا وَلِلنَّاسِ فَقَدْ ثَقُل ظهرُه. خَاب السَّالُوْنَ عَنِ اللهِ، المتنعِّمُوْنَ بِالدُّنْيَا. من تَحَبَّبَ إِلَى العِبَاد بِالمَعَاصِي بَغَّضَهُ اللهُ إِلَيْهِم. وَقَالَ: لاَ تعدِلَنَّ بِالوَحدَةِ شَيْئاً، فَقَدْ صَارَ النَّاسُ ذئاباً. وَقَالَ: مَا صَدَّ عَنِ اللهِ مِثْلُ طلب المَحَامِد، وَطلب الرِّفعَة. وَله: بَعْدَ سَبْعِيْنَ حِجَّة وَثَمَانِ ... قَدْ تَوَفَّيْتُهَا مِنَ الأَزْمَانِ يَا خَلِيْلِيَّ قَدْ دَنَا المَوْتُ مِنِّي ... فَابْكِيَانِي -هُدِيْتُمَا- وَانْعِيَانِي قَالَ القَاضِي عِيَاض: مَاتَ أَبُو عُثْمَانَ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ.

حماس وابن البردون

حماس وابن البردون: 2636- حماس: العَلاَّمَةُ المُفْتِي القَاضِي، أَبُو القَاسِمِ، حِمَاسُ بنُ مَرْوَانَ بنِ سِمَاك الهَمْدَانِيّ المَغْرِبِيّ. اختلفَ فِي صِغره إِلَى سَحْنُوْن، وَكَانَ عَادلاً فِي حُكمه، بَصِيْراً بِالفِقْه، عَلاَّمَة، وَكَانَ الإِمَامُ يَحْيَى بنُ عُمَرَ يُثْنِي عَلَى حِمَاس وَيُطْرِيه. وَقَالَ ابْنُ حَارِث: كَانَ مَعْدُوْداً فِي العبَّاد، صَاحِبَ تهجُّد وَصِيَام، وَلبس صوف، مَعَ الفِقْه البَارِع. وَقَالَ أَبُو العَرَبِ: سَمِعَ مِنْ سَحْنُوْن، وَابْن عَبْدوس وَغَيْرِهِمَا. قِيْلَ: إِنَّهُ قَامَ مِنَ اللَّيْل، فَوَجَد وَلَدَيْهِ وَالعَجُوزَ وَالخَادِمَ يتهجَّدُوْنَ، فَسُرَّ بِذَلِكَ. ويُؤثر عَنْهُ حكَايَاتٌ فِي زُهْده وَقنوعه. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ أَيْضاً، بِإِفْرِيْقِيَةَ. 2637- ابْنُ البَرْدُوْنِ: الإِمَامُ الشَّهِيْدُ المُفْتِي، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ البَرْدُوْنِ الضَّبِّيّ مَوْلاَهُمُ، الإِفْرِيْقِيّ، المَالِكِيّ، تِلْمِيْذُ أَبِي عُثْمَانَ بن الحَدَّاد. قَالَ القَاضِي عِيَاض: كَانَ يَقُوْلُ إِنِّيْ أَتكلَّم فِي تِسْعَة أعشار قياس العلم.

وَكَانَ منَاقضاً لِلْعرَاقيِّيْن، فَدَارت عَلَيْهِ دوَائِر فِي أَيَّامِ عُبَيْد اللهِ، وضُرِبَ بِالسِّيَاط، ثُمَّ سَعَوا بِهِ عِنْد دُخُوْل الشِّيْعِيِّ إِلَى القَيْرَوَان، وَكَانَتِ الشِّيْعَةُ تمِيلُ إِلَى العِرَاقيِّين لموَافقتِهِم لَهُم فِي مَسْأَلَةِ التفْضِيْل وَرخصَة مَذْهَبهم، فرفَعُوا إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيّ: أَنَّ ابْنَ البَرْدُوْنَ وَأَبَا بكر ابن هُذَيل يطعنَان فِي دولتِهِم، وَلاَ يفضِّلاَن عَلِيّاً. فَحَبَسَهُمَا، ثُمَّ أَمرَ مُتَوَلِّي القَيْرَوَان أَنْ يضربَ ابْنَ هُذيل خَمْسَ مائَةِ سَوْط، وَيضربَ عُنُق ابْنِ البردُوْنَ، فَغَلِطَ المُتولِّي فَقتلَ ابْنَ هُذيل، وضربَ ابْنَ البردُوْنَ، ثُمَّ قتلَه مِنَ الغَدِ. وَقِيْلَ لاِبْنِ البردُوْنَ لَمَّا جرِّد لِلْقتل: أَترجعُ عَنْ مَذْهَبِك؟ قَالَ: أَعنِ الإِسْلاَم أَرجِع؟ ثُمَّ صُلِبا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَأَمر الشِّيْعِيُّ الخَبِيْثُ أَنْ لاَ يفتَى بِمَذْهَبِ مَالِكٍ، وَلاَ يُفتَى إلَّا بِمَذْهَب أَهْل البَيْت، وَيَرَوْنَ إِسقَاط طلاَق البتَّة، فَبَقِيَ مَنْ يتفقَّه لِمَالِكٍ إِنَّمَا يتفقَّهُ خِفيَة. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ سَعِيْدٍ الخرَّاط: كَانَ ابْنُ البَرْدُوْنَ بَارِعاً فِي العِلْمِ، يَذْهَبُ مَذْهَبَ النَّظَر، لَمْ يَكُنْ فِي شَبَاب عصره أَقوَى عَلَى الجَدَل وَإِقَامَة الحجَّة مِنْهُ. سَمِعَ مِنْ عِيْسَى بنِ مِسْكِيْن، وَيَحْيَى بن عُمَرَ، وَجَمَاعَة. وَلَمَّا أُتِيَ بِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي خِنْزِير، وَقَفَ، فَقَالَ لَهُ: يَا خِنْزِير. فَقَالَ ابْنُ البَرْدُوْنَ: الخنَازيرُ مَعْرُوْفَةٌ بِأَنيَابهَا. فَغَضِبَ وَضَرَبَ عُنُقَهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ خُرَاسَان: لَمَّا وَصلَ عبيدُ اللهِ إِلَى رَقَّادَة، طلبَ مِنَ القَيْرَوَان ابْنَ البَردُوْنَ، وَابْنَ هُذَيْل، فَأَتيَاهُ وَهُوَ عَلَى السَّرِيْر، وَعَنْ يمِينِهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيّ، وَأَخُوْهُ أَبُو العَبَّاسِ عَنْ يسَاره، فَقَالَ: أتشهدان أن هذا رَسُوْلُ اللهِ؟ فَقَالاَ بلفظٍ وَاحِد: وَاللهِ لَوْ جَاءَنَا هَذَا وَالشَّمْسُ عَنْ يمِينِهِ وَالقَمَرُ عَنْ يسَاره يَقُوْلاَنِ: إِنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ، مَا قُلْنَا ذلك. فأمر بذبحهما.

ابن خيرون

2638- ابن خيرون: الإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ خَيْرُوْنَ المَعَافِرِيُّ مَوْلاَهُمُ القُرْطُبِيّ. قَالَ بَعْضُهُمْ: كُنْتُ جَالِساً عِنْد ابْن أَبِي خِنْزِير فَدَخَلَ شَيْخٌ ذُو هَيْئَة وَخشوع، فَبَكَى ابْن أَبِي خِنْزِير وَقَالَ: السُّلْطَان -يَعْنِي: عُبَيْد اللهِ- وَجَّه إِلَيَّ يَأْمرنِي بِدَوْس هَذَا حَتَّى يَمُوت. ثُمَّ بَطَحَهُ، وَقَفَزَ عَلَيْهِ السُّودَانُ حَتَّى مَاتَ، لِجِهَادِهِ وَبُغْضِهِ لِعُبَيْدِ اللهِ وَجُنْدِهِ. وَكَانَ سَعَى بِهِ المَرُّوْذِيّ اللَّعين، وَلَمَّا رَأَى ابْنُ أَبِي خِنْزِير كَثْرَةَ أَذَاهُ لِلْعُلَمَاء، تحيَّل وَسعَى بِهِ، حَتَّى قَتَلَهُ عُبَيْدُ الله سَنَةَ ثَلاَثِ مائَة، أَوْ بَعْدهَا، فَيَا مَا لَقِيَ الإِسْلاَم وَأَهلُهُ مِنْ عبيدِ اللهِ المَهْدِيِّ الزنديق!

الحصيري

2639- الحصيري 1: الحَافِظُ، الحجَّةُ القُدْوَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْر النَّيْسَابُوْرِيُّ المَعْرُوْف بِالحَصيرِيّ، أَحَدُ الأَعلاَم. سَمِعَ مِنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَأَبِي مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُوْسَى السُّدِّيِّ، وَأَبِي مَرْوَان العُثْمَانِيِّ، وَأَبِي كُرَيْبٍ، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ رَافِعٍ، وَالذُّهْلِيّ، وَخَلاَئِق. رَوَى عَنْهُ الحُفَّاظ: أَبُو عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشرقي، وأحمد بن الخضر، وإسماعيل ابن نُجَيْد، وَآخَرُوْنَ خَاتِمَتُهُم أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ. قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ المُسْتَمْلِي، وَتَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَدِيْبُ، أَخْبَرَنَا محمد ابن أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَة، حَدَّثَنِي وَرْقَاء، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ تَقُوْمُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُوْنَ كَذَّابُوْنَ، قَرِيْبٌ مِنْ ثَلاَثِيْنَ، كُلُّهُم يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُوْل اللهِ" 2. قَالَ الحَاكِمُ فِي "تَارِيْخِهِ": الحَصِيْرِيُّ ركنٌ مِنْ أَركَانَ الحَدِيْث فِي الحِفْظِ، وَالإِتْقَانِ، وَالوَرَع، سَمِعَ مِنْهُ أَخِي مُحَمَّدٌ الكَثِيْرَ، وَهُوَ جَدُّه. وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ الْخضر الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: لَمَّا وَرَدَ أَبُو عَلِيٍّ عَبْد الله بن مُحَمَّد البَلْخِيّ، عجزَ النَّاسُ عَنْ مُذَاكَرَتِهِ لحِفْظِهِ، فَذَاكَرَ جَعْفَرَ بنَ أَحْمَدَ بِأَحَادِيْثِ التَّمتُّع وَالحَجِّ، وَالإِفرَاد، وَالقِرَان، فَكَانَ يسرُد، فَقَالَ لَهُ جَعْفَر: تَحْفَظُ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَبَّى بِحجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعاً" 3؟ قَالَ: فَبقِي "وَاقفاً" وَجَعَلَ يَقُوْلُ: التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَسٍ ... فَقَالَ جَعْفَرُ: حدَّثْنَاهُ يَحْيَى بنُ حَبِيْبٍ بنِ عربِيّ: حَدَّثَنَا مُعْتمر، عَنْ أَبِيْهِ. قَالَ الحَاكِمُ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ السُّكَّرِيُّ -سِبْطُ جَعْفَر: كَانَ جَدِّي قَدْ جزأ الليل

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 723"، والعبر "2/ 126"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 188"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 242". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3609"، ومسلم "157" "74"، وأبو داود "4333"، والترمذي "2218". 3 صحيح: أخرجه مسلم "1251"، وأبو داود "1795".

ثَلاَثَة أَجزَاء: ثُلُثاً يُصَلِّي، وَثُلُثاً يصَنّف، وَثُلُثاً ينَام، وَكَانَ مرضُهُ ثَلاَثَة أَيَّام، لاَ يفتُرُ عَنْ قِرَاءة القُرْآن. وَسَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ الشَّافِعِيِّ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو عَمْرٍو الخَفَّاف حِفظُهُ أَكْثَرُ مِنْ فَهْمِهِ، وَكَانَ لاَ يَقْبَلُ مِمَّنْ يرُدُّ عَلَيْهِ غَيْر جَعْفَر الحَافِظ، فَإِنَّهُ كَانَ يَرْجِعُ إِلَى قَوْله. وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ الْخضر: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: كُنَّا فِي مَجْلِس مُحَمَّدِ بنِ رَافِعٍ تَحْتَ شَجَرَة يَقْرَأُ عَلَيْنَا، وَكَانَ إِذَا رفع أَحَدٌ صَوْته، أَوْ تَبَسَّمَ قَامَ وَلاَ يُرَاجَعُ، فَوَقَعَ ذرقُ طَير عَلَى يدِي وَكتَابِي، فَضَحِكَ خَادمٌ لأَوْلاَد طَاهِر بنِ عَبْدِ اللهِ الأَمِيْر، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ رَافِع، فَوَضَع الكِتَاب، فَانْتَهَى الخَبَرُ إِلَى السُّلْطَانِ، فجَاءنِي الخَادِمُ وَمَعَهُ حَمَّالٌ عَلَى ظَهره نبت سَامَان، فَقَالَ: وَاللهِ مَا أَملكُ إلَّا هَذَا، وَهُوَ هديَّةٌ لَكَ، فَإِن سُئِلت عَنِّي فَقُلْ: لاَ أَدْرِي مَنْ تبسَّم. فَقُلْتُ: أَفعل. فَلَمَّا كَانَ الْغَد حُمِلتُ إِلَى بَابِ السُّلْطَان. فَبرَّأْتُ الخَادِم، ثُمَّ بِعْتُ السَّامَان بِثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً، وَاسْتعنتُ بِذَلِكَ على الخُرُوج إِلَى العِرَاقِ، فَلُقِّبْتُ بِالحُصرِيّ، وَمَا بِعْتُ حُصْراً وَلاَ آبَائِي. قَالَ الحَاكِمُ: تُوُفِّيَ الحَصِيرِيّ سنة ثلاث وثلاث مائة.

الخياط

2640- الخياط 1: شَيْخُ المُعْتَزِلَةِ البَغْدَادِيِّيْنَ، لَهُ الذّكَاء المُفرط، وَالتَّصَانِيْفُ المهذَّبَة، وَكَانَ قَدْ طلب الحَدِيْث، وَكَتَبَ عَنْ يُوْسُفَ بنِ مُوْسَى القَطَّان وَطَبَقَته. وَهُوَ أَبُو الحُسَيْنِ، عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ. وَكَانَ مِنْ بحورِ العِلْم، لَهُ جلاَلَةٌ عَجِيْبَةٌ عِنْد المُعْتَزِلَة، وَهُوَ مِنْ نُظَرَاء الجُبَّائِي. صَنّفَ كِتَاب "الاسْتدلاَل" وَنقض كِتَاب ابْن الرَّاوندِي فِي فضَائِح المُعْتَزِلَة، وَكِتَاب "نقض نعت الحِكْمَة" وَكِتَاب "الرَّد عَلَى مَنْ قَالَ بِالأَسبَاب" وَغَيْر ذَلِكَ. لا أعرف وفاته.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 87"، ولسان الميزان "4/ 8-9".

محمدد بن محمد بن عقبة بن شكر

محمدد بن محمد بن عقبة بن شكر: 2641- محمد بن محمد بن عقبة 1: ابن الوليد، الإِمَامُ الأَوْحَد، أَبُو جَعْفَرٍ الشَّيْبَانِيُّ الكُوْفِيُّ. سَمِعَ: أَبَا كُرَيْبٍ، وَالحَسَن بن عَلِيٍّ الحُلْوَانِيّ، وَطَبَقَتْهُمَا. وَعَنْهُ: الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَابْنُ المُقْرِئُ، وَالمَيَانَجِي، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ كَبِيرَ الشَّأْنِ، ثِقَة، نَافذَ الكَلِمَة، كَثِيْرَ النَّفع، انتَاب النَّاسُ قَبْرهُ نَحْو السَّنَّة، وَعَاشَ تِسْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ سنة تسع وثلاث مائة. 2642- شكر 2: الإِمَامُ العَالِم، الحَافِظُ المُتْقِنُ، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ بنِ سَعِيْدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ رَجَاءٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الصَّحَابِيِّ العَبَّاس بن مِرْدَاس السُّلَمِيُّ الهَرَوِيُّ، شَكَّر الحَافِظ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ رَافِع القُشَيْرِيّ، وَعَلِيَّ بنَ خَشْرَم، وَعُمَرَ بنَ شَبَّةَ، وَعَلِيَّ بنَ حَرْبٍ، وَأَحْمَدَ بنَ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ عِيْسَى المِصْرِيّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. وَكَانَ وَاسِعَ الرِّوَايَة، جَيِّد التَّصْنيف. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مَطَر، وَيَحْيَى بنُ مَنْصُوْر، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: حدَّثَ شَكَّر بِمَرْو، وطوس، وسرخس، ومرو الروذ، وَبُخَارَى وَنَيْسَابُوْر حدَّث بِهَا فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمَاتَ شكَّر فِي أَحَد الرَّبيعَين سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقِيْلَ: بَلْ مَاتَ: فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَأَظُنُّهُ يُسَافرُ في التجارة أيضًا.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "1/ 99". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 749"، والعبر "2/ 2/ 126"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 67"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 242".

السراج والمهلبي

السراج والمهلبي: 2643- السراج 1: الإِمَامُ الثِّقَةُ المُسْنِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبَانِ بنِ مَيْمُوْنٍ البَغْدَادِيُّ السَّرَّاج. سَمِعَ: يَحْيَى الحِمَّانِيّ، وَالحَكَم بنَ مُوْسَى، وَعُبَيْدَ اللهِ القَوَارِيْرِيّ، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ، وَأَبُو حَفْصٍ الزَّيَّات، وَمُحَمَّدُ بنُ زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وقيل: سنة خمس. 2644- المهلبي 2: الإِمَامُ الحَافِظُ المُفِيْدُ الثَّبْت، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَالِدٍ المُهَلَّبِيّ الأَزْدِيّ الجُرْجَانِيّ، عَالِم جُرْجَان. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ زُنْبور المَكِّيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ حُمَيْد الرَّازِيّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بن مُوْسَى الوَزْدُوْلِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْزِي، وَخَلْقاً كَثِيْراً فِي الرِّحلَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ أَبِي عِمْرَانُ، وَأَبُو الحَسَنِ القَصْرِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الغِطْرِيْفِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَالجُرْجَانيُّون. وَكَانَ خَالِدٌ -جدُّه- مِنْ كِبَارِ الأُمَرَاء وَالأَعيَان، وَهُوَ خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ عبد الله بن المهلب ابن عُيَيْنَةَ بنِ الأَمِيْر المُهَلَّب بنِ أَبِي صُفْرَةَ. أَثْنَى عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِي وَغَيْرُهُ، وَكَانَ مُقَدَّماً فِي العِلْمِ وَالعمل. وَقَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: كَانَ ثِقَةً، يَعْرِفُ الحَدِيْث. ثُمَّ قَالَ: تُوُفِّيَ فِي سَلَخ المُحَرَّم سَنَة تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: لَعَلَّهُ تُوُفِّيَ فِي عشرِ التسعين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 401"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 146"، والعبر "2/ 130"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 246". 2 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "213-214"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 758"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 258".

تكين والقزويني

تكين والقزويني: 2645- تِكِيْنُ 1: الأَمِيْرُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ التُّرْكِيُّ الخَزَرِيُّ -بِخَاءٍ ثُمَّ زَايٍ مُعْجَمَتَيْنِ. وَلِيَ إِمرَة دِيَار مِصْر لِلْمُقْتَدِر بَعْد عِيْسَى النُّوشَرِي، وَكَانَ ملكاً سَائِساً مَهِيْباً، كَبِيرَ الشَّأْنِ، قَدِمَ عَلَى مِصْرَ فِي شوال سنة سبع وتسعين ومائتين، وتهيأ لأَمر المَغْرِب وَظُهُوْر دُعَاة الشِّيْعَة هُنَاكَ، وَاهتمَّ لِذَلِكَ، وَعقد لأَبِي النَّمِر عَلَى بَرْقَة فِي جَيْش كَثِيف، ثُمَّ عَزَلَهُ بِالأَمِيْر خَيْر، فَالتَقَوا فَانهزم المِصْرِيُّون، ثُمَّ كتب تِكين إِلَى عَامل إِفْرِيْقِيَةَ يدعُوهُ إِلَى الطَّاعَة سَنَةَ ثَلاَثِ مائَة. ثمَّ أَقبل حَبَاسَة فِي مائَةِ أَلْفٍ، فَأَخَذَ الإِسْكَنْدَرِيَّة سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَأَقبلَ مِنَ العِرَاقِ القَاسِمُ بنُ سِيْمَاء مَدَداً لتِكين، وَقَدِمَ أَحْمَدُ بنُ كَيَغْلَغ وَأُمَرَاء، ثُمَّ التُّقَى الجمعَان، وَاسْتَحَرَّ الْقَتْل بِالمغَاربَة، وَانهزم حَبَاسَة، وَكَانَ المَصَافُّ بِالجِيزَة، ثُمَّ خَرَجَ كمِين لحبَاسَة، وَمَالُوا عَلَى المِصْرِيّين، فَقتل نَحْو عَشْرَة آلاَف، ثُمَّ أَصبحُوا عَلَى المَصَافِّ وَالسَّيْفُ يعْمل، وَقَاتلتِ العَوَام قتَالَ الْحَرِيم وَكَانَتْ وَقعَة مشهودَة. ثمَّ أَقبل مُؤنس الخَادِم فِي جيوشِه مِنْ بَغْدَادَ إِلَى مِصْرَ، فعُزل تِكِين فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ. ثمَّ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَلِيَ إِمرَة مِصْر ذِه الرُّوْمِيُّ الأَعور، وَرجعتِ المغَاربَةُ إِلَى إِفْرِيْقِيَة. ثمَّ عَادَ تِكين إِلَى وَلاَيَة مِصْر سنَة سبعٍ، ثُمَّ عُزل سَنَة تسع ثم أعيد مَرَّات، وَقلَّ أَن سُمِعَ بِمثل هَذَا. ثمَّ بَقِيَ تكين عَلَى إِمرَة مِصْر أَعْوَاماً إِلَى أَنْ مَاتَ فِي رَبِيْعِ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. 2646- القزويني: الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُتْقِن، عَالِم قَزْوين، أَبُو عَبْدِ الله محمد بن مسعود ابن الحَارِثِ الأَسَدِيُّ القَزْوِيْنِيّ. سَمِعَ: عَمْرو بن رَافِعٍ، وَيُوْسُفَ بنَ حَمْدَان، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ تَوْبَة، وَسهلَ بنَ زَنْجَلَةَ، وَابْنَ حُمَيْدٍ، وَالحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عِمْرَان العَابدِي، وَهَارُوْنَ بنَ هزَارِي، وَعَبْدَ السَلامِ بنَ عَاصِم، وَعِدَّة. وَله رِحلَةٌ وَمَعْرِفَة، لقيَ بِالكُوْفَةِ إِسْمَاعِيْلَ سِبْطَ السُّدِّيّ، وَبِالمَدِيْنَة أَبَا مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وَجمعَ فَأَوعَى. كتب عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ مِهْرَوَيْهِ، وَابْنُ سَلَمَةَ القَطَّان، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الصَّيْدَنَانِي، وَعَبْدُ العَزِيْزِ ابن مَاك، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ. وَكَانَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ إِسْحَاقَ عَنْهُ سِتَّةُ أَحَادِيْث. وَثَّقَهُ الخَلِيْلِيّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: لعلة من أبناء التسعين.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 62"، والعبر "2/ 186"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 171".

ابن حبيب والأشناني

ابن حبيب والأشناني: 2647- ابن حبيب: شَيْخُ المَالِكِيَّة بِإِفْرِيْقِيَّةَ، العَلاَّمَةُ قَاضِي أُطرَابُلس الْغرب، أَبُو الأَسْوَد، مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَبِيْب الإِفْرِيْقِيُّ القَطَّانُ المَالِكِيّ. أَخَذَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ سَحْنُوْن، وَشجرَة بن عِيْسَى، وَغَيْرهُمَا. رَوَى عَنْهُ: تَمِيْمُ بنُ أَبِي العَرَب، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ مَسْرُور، وَجَمَاعَة. تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العلم والفقه. 2648- الأشناني 1: الإِمَامُ، شَيْخُ القُرَّاءِ بِبَغْدَادَ، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ سَهْلِ بنِ الفَيْرُزان الأُشْنَانِيّ، صَاحِب عُبَيْد بن الصَّبَّاحِ. تَلاَ عَلَى: عبيد، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ تَلاَمِذَةِ عَمْرو بن الصَّبَّاحِ، وَبَرَعَ فِي عِلْمِ الأَدَاء، وَعُمِّرَ دَهْراً. وحدث عن: بشر ابن الوَلِيْدِ الكِنْدِيّ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بن حَمَّادٍ النَّرْسِيّ، وَطَائِفَة. تَلاَ عَلَيْهِ خلقٌ، مِنْهُم: أَبُو بَكْرٍ بنُ مِقْسَم، وَعَبْدُ الوَاحِد بنُ أَبِي هَاشِم، وعلي بن محمد ابن صَالِحٍ الهَاشِمِيّ، وَابْنُ زِيَادٍ النَّقَّاش، وَالحَسَنُ بنُ سَعِيْدٍ المُطَّوِّعِيّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ الخِرَقِي. وَمِمَّنْ زَعَمَ أَنَّهُ تَلاَ عَلَى الأُشْنَانِيّ: أَبُو أَحْمَدَ السامري، وعلي بن الحُسَيْن الغَضَائِرِيّ، وَعَبْدُ القُدُّوسِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُوَيْدٍ المُعَلِّم، وَثَلاَثَتُهُمُ انْفَرد بِذِكْرِهِم أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، فَاللهُ أَعْلَم. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ الخِرَقِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سُوَيْدٍ. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. قَالَ ابْنُ أَبِي هَاشِم: قَرَأْتُ القُرْآن كُلَّهُ عَلَى الأُشنَانِي، وَكَانَ خَيِّراً، فَاضِلاً، ضَابطاً، وَقَالَ لِي: قَرَأْتُ عَلَى عُبَيْد بن الصَّبَّاحِ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِي: قطع الأُشْنَانِيُّ الإِقْرَاءَ قَبْل مَوْتِهِ بعَشْرِ سِنِيْنَ. هَكَذَا قَالَ الأَهْوَازِيّ: فَإِن صَحَّ ذَلِكَ فَأَيْنَ قَوْلُ أَبِي أَحْمَدَ وَالغَضَائِرِيّ: إِنَّهُم قرأَوا عَلَيْهِ؟! فَقبح اللهُ الكذبَ وَذَوِيْه. مَاتَ الأُشْنَانِيُّ في المحرم، سنة سبع وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 185"، والعبر "2/ 133"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 407"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 250".

ابن أبي الدميك

2649- ابن أبي الدميك 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّادِقُ، أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرِ بنِ خَالِدِ بنِ أَبِي الدُّمَيْكِ البَغْدَادِيّ. سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، وَعُبَيْدَ اللهِ العَيْشِيّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ زِيَاد سَبَلاَن. حَدَّثَ عَنْهُ: جَعْفَرٌ الخُلْدِيّ، وَمخلدُ بنُ جَعْفَرٍ البَاقَرْحِي، وَمُحَمَّدُ بنُ المظفر. وَثَّقَهُ الخَطِيْب وَقَالَ: مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. فِيْهَا مَاتَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُوْرِيّ، سِبْطُ القَاضِي نَصْر بن زِيَادٍ، قرأَ "المُسْنَد" عَلَى ابْنِ رَاهْوَيْه. وَشَيْخُ النَّحْو أَبُو مُوْسَى سُلَيْمَان بنُ مُحَمَّدٍ الحَامض. وَالمُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ البُخَارِيُّ البَغْدَادِيّ. وَالحَافِظُ عَلِيُّ بنُ سَعِيْدٍ العَسْكرِي. وَمُقْرِئ بَغْدَاد عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْر الكَاغَدِي. وَمُحَدِّثُ جُرْجَان أَبُو إِسْحَاقَ عِمْرَانُ بنُ مُوْسَى بنِ مُجَاشِعٍ السِّخْتِيَانِيّ. وَمسندُ الْعَصْر أَبُو خَلِيْفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ الجُمَحِيّ. وَالمُقْرِئُ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ القَاسِمُ بنُ زَكَرِيَّا المَطَرِّز. وَالعَلاَّمَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَشَّار وَالدُ أَبِي بَكْرٍ بنِ الأَنْبَارِيِّ. وَالمُحَدِّثُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبَانٍ البَغْدَادِيُّ بنُ السَّرَّاج. وَالمُحَدِّثُ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَبِيْب الأَصْبَهَانِيّ. وَمسندُ أَصْبَهَان مُحَمَّدُ بنُ نُصَيْر بنِ أَبَانٍ المَدِيْنِيّ. وعَالِمُ الحَنَفِيَّة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُوْسَى القمي، لحق محمد بن حميد الرازي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 377"، واللباب لابن الأثير "1/ 509".

العمري والفزاري

العمري والفزاري: 2650- العمري 1: المُحَدِّثُ الحجَّة، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ العُمَرِيّ المَوْصِلِيّ. سَمِعَ: مُعَلَّى بن مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ، وَهَذِهِ الطَّبَقَة. وَأَكْثَر عَنْ أَصْحَابِ ابْن عُيَيْنَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ بنُ أَبِي هَاشِم المُقْرِئُ، وَأَبُو بَكْرِ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَادِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَالخَطِيْب. قدمَ بَغْدَاد، وَحَدَّثَ بِهَا. تُوُفِّيَ سَنَةَ ست وثلاث مائة. 2651- الفزاري: الحَافِظُ المُجَوِّدُ النَّاقِدُ، أَبُو الفَضْلِ العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَزَارِيّ مَوْلاَهُمُ المِصْرِيّ. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ رُمْح، وَزَكَرِيَّا كَاتِب العُمَرِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ صالح، وطبقتهم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ الطَّبَرَانِيّ، وَلَحِقَهُ، الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَابْنُ عَدِيٍّ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: أَكْثَرتُ عَنْهُ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِالبَصْرِيّ، مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ أَثبت مِنْهُ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 132"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 150".

ابن عبد الصمد وابن فياض وأبو زرعة القاضي

ابن عبد الصمد وابن فياض وأبو زرعة القاضي: 2652- ابن عبد الصمد: القَاضِي الإِمَامُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ القرشي الدمشقي، ابن أخي المحدث يزيد ابن مُحَمَّدٍ. سَمِعَ: هِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَإِسْحَاقَ بنَ مُوْسَى الخَطْمِيّ، وَنُوْح بنَ حَبِيْب، وَعَبْدَ الرَّحْمَن دُحَيْماً، وَطَبَقَتهُم. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ فَضَالَة، وَجُمَح بنُ القَاسِمِ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّبعِي، وَالفَضْلُ بنُ جَعْفَر. تُوُفِّيَ سنة ست وثلاث مائة. 2653- ابن فياض: المُحَدِّثُ الزَّاهِدُ العَابِد، أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ بنِ فَيَّاض العُثْمَانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. عَنْ صَفْوَانَ بنِ صَالِحٍ، وَعِيْسَى بنِ حَمَّادٍ، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَخَلْق. وَعَنْهُ: ابْنُ عَدِيٍّ، وَابْن السُّنِّي، وَحَمْزَةُ الكِنَانِيّ، وَابْنُ المُقْرِئُ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2654- أَبُو زرعة القاضي 1: الإِمَامُ الكَبِيْرُ القَاضِي، أَبُو زُرْعَةَ، مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ زُرْعَة الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُمُ الدِّمَشْقِيُّ، وَكَانَتْ دَارُه بِنَاحيَة بَاب البَرِيْد، وَكَانَ جَدُّهُ يَهُودِيّاً فَأَسْلَمَ. قلَّ مَا رَوَى، أَخَذَ عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ الحَصَائِرِيُّ وَغَيْرهُ. ذكرَهُ ابْنُ عساكر.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 123"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "4/ 82"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 183"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 399" و"2/ 145"، وشذرات الذهب لابن تغري بردي "2/ 239".

وَكَانَ حَسَنَ المَذْهَب، عَفِيْفاً، مُتثبتاً. وَلِي قَضَاء الدِّيَار المِصْرِيَّة سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ شَافِعِيّاً، وَوَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْق. وَقَدْ كَانَ قَامَ مَعَ الملكِ أَحْمَدَ بنِ طُولُوْنَ، وَخلعَ مِنَ الْعَهْد أَبَا أَحْمَدَ المُوَفَّق لِكَوْنِهِ نَافسَ المعتمدَ أَخَاهُ، فَقَامَ أَبُو زُرْعَةَ عِنْد المِنْبَر بِدِمَشْقَ قَبْل الجُمعَة، وَقَالَ: أَيُّهَا النَّاس! أُشْهِدكُم أَنِّي قد خلعت أبا أحمق كَمَا يُخلعُ الخَاتمُ مِنَ الأُصبع، فَالْعَنُوهُ. ثمَّ تمَّت ملحمَةٌ بِالرَّملَة، بَيْنَ الْملك خُمَارَوَيْه بنِ أَحْمَدَ بنِ طُولُوْنَ، وَبَيْنَ ابْن المُوَفَّق، فَانتصرَ فِيْهَا أَحْمَدُ بنُ المُوَفَّق الَّذِي وَلِيَ الخِلاَفَة، وَلقِّبَ بِالمُعتضِد، فَلَمَّا انتصرَ دَخَلَ دِمَشْق، وَأَخَذَ هَذَا، وَيَزِيْدَ بنَ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَأَبَا زُرْعَةَ النَّصرِيَّ الحَافِظ فِي الْقُيُود، ثُمَّ اسْتحضَرَهُم فِي الطَّرِيْق وَقَالَ: أَيُّكُم القَائِل: قَدْ نزعتُ أَبَا أَحمق؟ قَالَ: فَرَبَتْ أَلسِنَتُنَا، وَأَيِسْنَا مِنَ الحَيَاة. قَالَ الحَافِظُ: فَأُبْلِسْت، وَأَمَّا يَزِيْدُ فَخرِسَ وَكَانَ تَمْتَاماً. وَكَانَ ابْنُ عُثْمَانَ أَصْغَرنَا، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْر. فَقَالَ كَاتِبهُ: قِفْ حَتَّى يَتَكَلَّم أَكْبَرُ مِنْكَ. فَقُلْتُ: أَصلحكَ الله وَهُوَ يَتَكَلَّم عَنَّا. قَالَ: قل. فَقَالَ: وَاللهِ مَا فِيْنَا هَاشِمِيٌّ صَرِيح، وَلاَ قُرَشِيٌّ صَحِيْح، وَلاَ عربِيٌّ فَصيح، وَلكنَّا قَوْمٌ مُلِكنَا -أَي قُهِرْنَا. وَرَوَى أحاديث في "السمع و" الطاعة، وَأَحَادِيْثَ فِي العَفْو وَالإِحسَان. وَهُوَ كَانَ المُتَكَلِّمَ بِتِيْكَ اللَّفْظَة. وَقَالَ: وَإِنِّيْ أُشهدُ الأَمِيْرَ أَنَّ نِسَائِي طوَالق، وَعَبِيْدِي أَحرَار، وَمَالِي حرَامٌ إِنْ كان في هؤلاء القوم أحد قال هذه الكَلِمَة، فورَاءَنَا حُرَمٌ وَعِيَال، وَقَدْ تسَامعَ الخَلقُ بهلاكنا، وقد قدرت، وإنما العفو بعد المقدرة. فَقَالَ لكَاتِبه: أَطْلِقْهُم، لاَ كثَّر اللهُ مِنْهُم. قَالَ: فَاشْتَغَلتُ أَنَا وَيَزِيْدُ فِي نُزَهِ أَنطَاكيَة عِنْد عُثْمَان بنِ خُرَّزَاذ، وَسبقَ هُوَ إِلَى حِمْصَ. قَالَ ابْنُ زُوْلاَق فِي "تَارِيْخ قضَاة مِصْر": وَلِيَ أَبُو زُرْعَةَ، وَكَانَ يُوَالِي عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِيِّ وَيصَانعُ عَلَيْهِ، وَكَانَ عَفِيْفاً، شَدِيد التَّوقُّف فِي إِنفَاذ الأَحْكَام، وَلَهُ مَالٌ كَثِيْر، وضيَاعٌ كِبَارٌ بِالشَّامِ، وَاختلف فِي أَمره، فَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ فِي عهد الْملك هَارُوْنَ بن خُمَارَوَيْه -مُتَوَلِّي مِصْر: إِنَّ القَضَاءَ إِلَى أَبِي زُرْعَة، فولاَهُ القَضَاء. وَقِيْلَ: إِنَّ المُعْتَضِدَ نفذ لَهُ عهداً. قَالَ: وَكَانَ أَبُو زُرْعَةَ يَرقِي مِنْ وَجع الضِّرس، وَيُعْطِي الموجوعَ حَشِيْشَةً توضَع عَلَيْهِ فَيَسْكُن. وَكَانَ يُوفِي عَنِ الغُرَمَاء الضَّعفَى. وَسَمِعْتُ الفَقِيْهَ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ الحَدَّاد يَقُوْلُ سَمِعْتُ مَنْصُوْراً الفَقِيْه يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ القَاضِي أَبِي زُرْعَةَ، فَذَكَرَ الخُلَفَاء، فَقُلْتُ: أَيجوزُ أَنْ يَكُوْنَ السَّفيهُ وَكيلاً؟ قَالَ: لاَ. قُلْتُ: فولِيّاً لاَمرأَة؟ قَالَ: لاَ. قُلْتُ: فَخَلِيْفَة؟ قَالَ: يَا أَبَا الحَسَنِ! هَذِهِ مِنْ مَسَائِل الخَوَارِج. وَكَانَ أَبُو زُرْعَةَ شرَطَ لِمَنْ حفظ "مُخْتَصَر المُزَنِيّ" مائَة دِيْنَارٍ. وَهُوَ الَّذِي أَدخل مَذْهَب الشَّافِعِيِّ دِمَشْق، وَكَانَ الغَالِبَ عَلَيْهِ قَوْلُ الأَوْزَاعِيّ. وَكَانَ مِنَ الأُكَلَة، يَأْكُل سَلَّ مِشْمِشٍ وَسلَّ تِيْنٍ. بقِي عَلَى قَضَاء مِصْر ثَمَانَ سِنِيْنَ. فَصُرِفَ، وَرُدَّ إِلَى القَضَاء مُحَمَّد بن عَبْدَةَ. قُلْتُ مَاتَ بِدِمَشْقَ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

أبو الخيار والجوزي

أبو الخيار والجوزي: 2655- أبو الخيار: وَمَاتَ بِالأَنْدَلُسِ العَلاَّمَةُ أَبُو الخيَار، هَارُوْنُ بنُ نَصْرٍ الأَنْدَلُسِيُّ الفَقِيْهُ الشَّافِعِيّ، تِلْمِيْذُ الإِمَامُ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ، صَحِبَهُ زمَاناً، وَأَكْثَر عَنْهُ، ثُمَّ مال إِلَى تَصَانِيْف الشَّافِعِيِّ فَحَفِظَهَا، وَكَانَ إِمَاماً مُنَاظراً. تُوُفِّيَ أَبُو الخيَار الشَّافِعِيُّ فِي عَام اثْنَتَيْنِ وثلاث مائة، رحمه الله. 2656- الجوزي1 الإِمَامُ الحُجَّةُ المُحَدِّثُ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى التَّوَّزيُّ الجَوْزِيّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. سَمِعَ: بِشْرَ بنَ الوَلِيْدِ، وَعَبْدَ الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ، وَعَبْدَ الرَّحِيْم الدَّيْبُلِيَّ وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّاف، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّات، وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ الوَرَّاق، وَآخَرُوْنَ. وَانتخب عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ البَاغَنْدِي. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَهُوَ من الثقات.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 187"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 140"، واللباب لابن الأثير "1/ 309".

رويم والقمي

رويم والقمي: 2657- رويم 1: الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُقْرِئُ، الزَّاهِدُ العَابِدُ، أَبُو الحَسَنِ رويم بن أحمد، وقيل: رويم بن محمد ابن يَزِيْدَ بنِ رُوَيْم بن يَزِيْدَ البَغْدَادِيّ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّة، وَمِنَ الفُقَهَاء الظَّاهِريَّة، تَفَقَّهَ بدَاوُد. وَهُوَ رُوَيْم الصَّغِيْر، وَجدُّه هُوَ رُوَيْم الكَبِيْر، كَانَ فِي أَيَّامِ المَأْمُوْن. وَقَدِ امتُحِنَ صَاحِب التَّرْجَمَة فِي نَوْبَة غُلاَم خَلِيل، وَقَالَ عَنْهُ: أَنَا سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ الله حِجَاب. فَفَرَّ إِلَى الشَّامِ وَاخْتَفَى زمَاناً. وَأَمَّا الحجَابُ: فَقولٌ يسوغُ بَاعتبَار أَنَّ اللهَ لاَ يحجُبُهُ شَيْءٌ قَطُّ عَنْ رُؤْيَة خَلْقه، وَأَمَّا نَحْنُ فمحجوبُوْنَ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا، وَأَمَّا الكفَّار فمحجوبُوْنَ عَنْهُ فِي الدَّارَيْن. أَمَا إِطلاَق الحجبِ، فَقَدْ صَحَّ: "أَنَّ حجَابَهُ النُّوْر" 2 فنؤمنُ بِذَلِكَ، وَلاَ نجَادلُ، بَلْ نَقف. وَمِنْ جَيِّد قَوْله: السُّكُونُ إِلَى الأَحْوَال اغترَار. وَقَالَ: الصَّبْرُ تركُ الشَّكوَى، وَالرِّضَى اسْتِلذَاذُ البَلْوَى. مَاتَ رُوَيْم بِبَغْدَادَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ خَفِيْف: مَا رأيت في المعارف كرويم. 2658- القمي 3: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الحَنَفِيَّة بِخُرَاسَانَ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُوْسَى بنِ يَزِيْدَ القُمِّيّ النَّيْسَابُوْرِيّ، كَانَ عَالِمَ أَهْل الرَّأْيِ فِي عصره بِلاَ مدَافعَة، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، مِنْهَا: كِتَاب "أَحْكَام القُرْآن" كتاب نفيس.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 574"، وتاريخ بغداد "8/ 430"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 136" النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 189". 2 صحيح: أخرجه مسلم "179"، وابن ماجه "195" و"196"، وأحمد "4/ 401 و405" من طرق عن أبي عبيدة، عن أبي موسى قال: قَامَ فِيْنَا رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِخَمْسٍ كلمات فقال: إن الله -عز وجل- لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل الليل حجابه النور، لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" وهذا لفظ مسلم. ووقع في رواية أبي بكر بن أبي شيبة: "حجابة النار". 3 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 56".

تصدَّر بِنَيْسَابُوْرَ لِلإِفَادَة، وَتخرَّج بِهِ الكِبَار، وَبعُدَ صِيْتُه، وَطَالَ عُمُرُهُ، وَأَملَى الحَدِيْث، وَكَانَ صَاحِبَ رِحلَةٍ وَمَعْرِفَة. سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ الرَّازِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُعَاوِيَةَ بن مَالج، وَتفقَّه بِمُحَمَّدِ بنِ شُجَاع الثَّلْجِي. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ سَعْدِ بنِ نصر، وَأَحْمَدُ بنُ أَحْيَد الكَاغَديُّ، وَآخَرُوْنَ. ذكره الحَاكِمُ، فعظَّمَهُ وَفخَّمَهُ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. فهَذَا، وَأَبُو سَعِيْدٍ المَذْكُوْر كَانَا عَالِمَي خُرَاسَان فِي مَذْهَب أَبِي حَنِيْفَةَ، تخرَّج بِهِمَا جَمَاعَةٌ مِنَ الكِبَارِ، وَكَانَ مَعَهُمَا فِي البَلَد مِنْ أَئِمَّةِ الأَثَر مِثْلُ ابْن خُزَيْمَةَ، وَأَبِي العَبَّاسِ السَّرَّاج، وَعِدَّة، فَكَانَ المُحَدِّثُونَ إِذْ ذَاكَ أَئِمَّةً عَالِمِيْنَ بِالفِقْه أَيْضاً، وَكَانَ أَهْلُ الرَّأْي بُصَرَاء بِالحَدِيْثِ، قَدْ رَحَلُوا فِي طَلَبِهِ، وَتَقَدَّمُوا فِي مَعْرفَته. وَأَمَّا اليَوْم، فَالمُحَدِّثُ قَدْ قَنِعَ بِالسِّكَّة وَالخُطْبَة، فَلاَ يَفْقَهُ وَلاَ يحفَظ، كَمَا أَنَّ الفَقِيْهَ قَدْ تَشَبَّثَ بِفِقْه لاَ يُجِيْد مَعْرفَته، وَلاَ يَدْرِي مَا هُوَ الحَدِيْثُ، بَلِ المَوْضُوْعُ وَالثَّابتُ عِنْدَهُ سوَاء، بَلْ قَدْ يعَارضُ مَا في الصَّحِيْح بِأَحَادِيْث سَاقِطَة، وَيُكَابرُ بِأَنَّهَا أَصحُّ وَأَقوَى، نسأل الله العافية.

وكيع

2659- وكيع 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الأَخْبَارِيُّ القَاضِي، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ بنِ حَيَّانَ بنِ صَدَقَةَ الضَّبِّيُّ البَغْدَادِيّ، المُلَقَّب بِوَكِيْع، صَاحِبُ التآلِيف المُفيدَة. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي حُذَافَة السَّهْمِيّ، وَالزُّبَيْر بن بَكَّار، وَالحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ، وَطَبَقَتهم، فَأَكْثَر. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّاف، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الجِعَابِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَأَبُو الفَرَجِ صَاحِبُ "الأَغَانِي"، وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ المتيَّم، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُنَادِي: أَقَلُّوا عَنْهُ لِلينٍ شهر به. وقال الدراقطني: كَانَ نَبِيْلاً، فَصِيْحاً، فَاضِلاً، مِنْ أَهْلِ القُرْآن وَالفِقْه وَالنَّحْو، لَهُ تَصَانِيْف كَثِيْرَة. قُلْتُ: وَلِي قَضَاءَ كورِ الأَهْوَاز كُلِّهَا، وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأول سنة ست وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 236"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 152"، والعبر "2/ 133"، وميزان الاعتدال "5/ 538"، ولسان الميزان "5/ 156"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 195" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 249".

منصور بن إسماعيل والجارودي

منصور بن إسماعيل والجارودي: 2660- منصور بن إسماعيل 1: العَلاَّمَةُ، فَقِيْهُ مِصْر، أَبُو الحَسَنِ التَّمِيْمِيُّ الشَّافِعِيُّ الضَّرِيْرُ الشَّاعِر. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: لَهُ مُصَنَّفَاتٌ فِي المَذْهَب، وَشعرٌ سَائِر، وَهَذَا لَهُ: لِي حِيْلَةٌ فِيْمَنْ يَنُمُّ ... وَلَيْسَ فِي الكَذَّابِ حِيْلَة مَنْ كَانَ يَخْلُقُ مَا يَقُو ... لُ فَحِيْلَتِي فِيْهِ طَوِيْلَة قَالَ القُضَاعِي: أَصلُه مِنْ رَأْس عَيْن، وَكَانَ متصرِّفاً فِي كُلِّ عِلم، شَاعِراً مُجَوِّداً، لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مثلُه، تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ فَهِماً، حَاذِقاً، صَنَّفَ مُخْتَصَرَاتٍ فِي الفِقْه، وَكَانَ شَاعِراً خَبِيْثَ الهَجْو، يتشيَّع، وَكَانَ جُنْدِيّاً، ثُمَّ عَمِي. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: لَهُ مُصَنَّفَاتٌ فِي المَذْهَب، أَخَذَ عَنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيّ، وَأَصْحَابِ أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ: مَاتَ قَبْلَ العِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: بَلْ سَنَة سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ كما قدمنا. 2661- الجارودي 2: الحَافِظُ المُتْقِنُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بن علي بن محمد بن الجارود الأصبهاني. لَهُ رحلَةٌ وَهمَّة، وَمَعْرِفَةٌ تَامَّة. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي سَعِيْدٍ الأَشَجِّ، وَعُمَر بن شَبَّةَ، وَهَارُوْن بن إِسْحَاقَ، وَأَحْمَد بن الفُرَاتِ، وَطَبَقَتهم. وَعَنْهُ: أبو إسحاق حَمْزَة، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سِيَاهُ، وَأَهْلُ أَصْبَهَان. تُوُفِّيَ سَنَةَ تسع وتسعين ومائتين. وقيل: قبلها بعام.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 152"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "19/ 185"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 741"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 249"، وحسن المحاضرة للسيوطي "2/ 249". 2 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 117"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 753"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 215".

ابن الجارود

2662- ابن الجارود 1: صَاحِبُ كِتَاب: "المُنْتَقَى فِي السُّنَن" مُجَلَّد وَاحِد فِي الأَحْكَام، لاَ ينزلُ فِيْهِ عَنْ رُتْبَة الحَسَن أَبَداً، إلَّا فِي النَّادر فِي أَحَادِيْث يَخْتلفُ فِيْهَا اجْتِهَادُ النُّقَّاد. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَاسمُه: الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ الجارود النيسابوري، الحَافِظُ المُجَاوِرُ بِمَكَّةَ. كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الأَثَر. سَمِعَ مِنْ: أَبِي سَعِيْدٍ الأَشَجِّ، وَالحَسَنِ بنِ محمد الزعفراني، وعلي بن خشرم، ومحمود ابن آدَمَ، وَإِسْحَاقَ الكَوْسَج، وَزِيَادِ بنِ أَيُّوْبَ، وَيَعْقُوْبَ الدَّوْرَقِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ الطُّوْسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهر، وَأَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ المُقْرِئ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرِ بنِ الحَكَمِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَبحرِ بنِ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ كرَامَة، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، إِلَى أَنْ ينزلَ إِلَى إِمَام الأَئِمَّة ابْنِ خُزَيْمَةَ. فَأَمَّا قَوْلُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم فِيْهِ: سَمِعَ مِنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَعَلِيِّ بنِ حُجْر، وَأَحْمَدَ ابن مَنِيْع: فَلَمْ أَجِدْ لَهُ شَيْئاً عَنْهُم، وَلاَ أَرَاهُ لحِقَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ بن الشَّرْقِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَافِعٍ الخُزَاعِيُّ، المَكِّيُّ، وَدَعْلَجُ بنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جِبْرِيْل العجيفيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَيَحْيَى بنُ مَنْصُوْرٍ القَاضِي. أَثْنَى عَلَيْهِ الحَاكِمُ وَالنَّاس. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَعَ لِي مِنْ حَدِيْثه: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الدَّائِم، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ الكَاتِبَةُ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ الجَارُوْدِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيْع، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: $"لاَ يَبِيْعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ"2 مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، فَوَقَعَ لنا عاليًا.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 786"، وإيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون لإسماعيل باشا البغدادي "2/ 570". 2 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "6/ 239"، وأحمد "2/ 153"، والبخاري "2159" من حديث ابن عمر، به.

أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَأَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيّ: أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ الجوزدانية، أخبرنا محمد ابن عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ الجَارودِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَفْص، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ طهمان، عن سماك، عن عبد الله بن عَمِيرَة، عَنِ الأَحْنَفِ بنِ قَيْس، عَنِ العَبَّاس قَالَ: مرَّتْ سَحَابَةٌ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "هَلْ تَدْرُوْنَ مَا هَذَا؟ " قُلْنَا: السّحَاب. قَالَ: "وَالمُزْنُ"، قَالُوا: وَالمُزْنُ. قَالَ: "أَوِ العنَان". قُلْنَا: أَوِ العنَان. فَقَالَ: "هَلْ تَدرُوْنَ بُعْدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ؟ " قُلْنَا: لاَ. قَالَ: "إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ، أَوْ ثِنْتَيْن، أو ثلاث وسبعين سنة ... " الحديث1.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 206"، وابن طهمان في "مشيخته" "18"، وأبو داود "4724" و"4725"، والترمذي "3320"، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش" "10"، وأبو يعلى "6713"، والحاكم "2/ 501"، وابن أبي عاصم في "السنة" "577"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص101-102"، واللالكائي في "شرح أصول الأعتقاد" "3/ 389-390"، والآجري في "الشريعة" "ص292-293"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص399"، والجوزقاني في "الأباطيل المناكير" "1/ 77-78" من طريق سماك بن حرب؛ عن عبد الله بن عَمِيرَة، عَنِ الأَحْنَفِ بنِ قَيْس، عَنِ العَبَّاس بن عبد المطلب به، وتمامه: "قال هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: بينهما مسيرة خمس مائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمس مائة سنة، وكثف كل سماء خمس مائة سنة، وفوق السماء السابعة بحر، بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال، بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك العرش، بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله -تبارك وتعالى- فوق ذلك، وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء". قلت: إسناده ضعيف؛ فيه عبد الله بن عميرة، فيه جهالة. وقال البخاري: لا يعرف له سماع من الأحنف بن قيس. وتتمة متنه حيث ذكر الأوعال، فيه نكارة حيث شبه الملائكة بالتيوس كما أنه عند أكثر من أخرجه ذكر الأظلاف والركبة مؤنثة، وهذا منكر في حق الملائكة. وقد خرجت هذا الحديث في كتابنا "بغية المستفيد في تحقيق وتخريج تيسير العزيز الحميد" ط. عالم الكتب البيروتية "ص636"، وهو مطبوع بهامش "تيسير العزيز الحميد" تقبله الله بأسمائه وصفاته وسائر أعمالنا وأكثر بها النفع إلى يوم الدين إنه سميع مجيب.

محمود بن محمد بن منويه

2663- محمود بن محمد بن منويه 1: الحَافِظُ المُفِيْدُ العَالِمُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الوَاسِطِيّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ أَبَان الوَاسِطِيّ، وَوَهْبَ بنَ بَقِيَّة، وَالعَبَّاسَ بنَ عَبْدِ العَظِيْمِ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: الطَّبَرَانِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ زَنْجَوَيْه القَزْوِيْنِيّ، وَابْنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو الشَّيْخ وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ أُسْكتَ قَبْلَ مَوْته بعَامَيْن. وَرَوَى أَيْضاً عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ الجِعَابِيّ. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ. وَقَدِ انْقَلَب اسْمُه عَلَى عَبْد الغَنِيِّ بن سَعِيْدٍ الحَافِظ، فَقَالَ: مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ مَنُّويه، نَسَبُه لَنَا أَبُو الطَّاهِرِ الذُّهْلِيّ. وَقَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: هُوَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنُّويه أَبُو عَبْدِ اللهِ، يَرْوِي عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ أَبَانٍ الوَاسِطِيّ، وَمُحَمَّد بن الصَّبَّاحِ الجَرْجَرَائِيّ، وَقَدْ نَبَّهَ ابْنُ نُقْطَة عَلَى وَهْمِهِمَا فِي اسْمِهِ، لَكِنِ اعْتذر عَنْ عَبْدِ الغَنِيِّ وَقَالَ: كَانَ لمَحْمُوْدٍ ابْنَان: أَحْمَدُ وَمُحَمَّدُ، كِلاَهُمَا قَدْ حدَّث. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كتبت عَنْ أَبِي الحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْد الوَاسِطِيّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ الحَافِظُ مَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سنة سبع وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ بَقَايَا الحُفَّاظِ بِبَلَده، مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ، بَلْ أَزْيَد. وَمَنُّويه: بِنُوْنٍ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 94-95"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 207".

عبد الله بن صالح والأعرج

عبد الله بن صالح والأعرج: 2664- عبد الله بن صالح 1: ابن عبد الله بن الضحاك، الإِمَامُ الصَّدُوْقُ، أَبُو مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيّ، وَيُلَقَّبُ بِالبُخَارِيّ. سَمِعَ: لُوَيْناً، وَعُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقَ بنَ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللهِ الزَّبِيْبِي، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَابْنُ الزَّيَّات، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2665- الأَعْرَجُ 2: يحيى بن زكريا بن يحيى، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو زَكَرِيَّا النَّيْسَابُوْرِيُّ الأَعْرَج. سَمِعَ: قُتَيْبَةَ بنَ سَعِيْدٍ، وَإِسْحَاقَ بنَ راهويه، وعلي بن حجر، وَأَقرَانَهُم. وَسَمِعَ مِنْ: يَحْيَى بنِ مُوْسَى خَتّ، وَارْتَحَلَ فِي الشَّيْخُوخَة نَاشراً لِعِلْمه. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ أَخِيْهِ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ زَكَرِيَّا بنِ حيُّويه النَّيْسَابُوْرِيّ نَزِيْل مِصْر، وَمكِيُّ بنُ عَبْدَانُ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَة، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ يطلبُ الحَدِيْثَ بِمِصْرَ عَلَى كِبَر السِّنّ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَيُشْبِهُهُ مِنْ وَجه نَزِيْلُ حَلَب جعفَرَك النَّيْسَابُوْرِيّ الأَعْرَج، الَّذِي عَاشَ إِلَى بَعْدِ سَنَةِ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَسوف يأتي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 481". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 156"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 743"، والعبر "2/ 135" وتهذيب التهذيب "11/ 210"، وتقريب التهذيب "2/ 347"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 251".

أبو شيبة والسقطي

أبو شيبة والسقطي: 2666- أبو شيبة 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ العَالِمُ الصَّدُوْقُ، أَبُو شَيْبَة دَاوُدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ دَاوُدَ بنِ يَزِيْدَ بنِ رُوزبَةَ البَغْدَادِيُّ، نَزِيْلُ مِصْرَ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ بكار بن الريان، وعبد الأعلى بن حماد، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد ابن حُمَيْد الرَّازِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَجَعْفَرُ بنُ الفَضْلِ المُؤَذِّن، وأحمد بن محمد بن المهندس، وآخرون. قال الدراقطني: صَالِحٌ. قُلْتُ: مَاتَ بِمِصْرَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. يَقَعُ حَدِيْثُهُ مَعَ نُسْخَة أَبِي مُسْهِرٍ، وغير ذلك. 2667- السقطي 2: الإِمَامُ المُتْقِنُ، أَبُو حَفْصٍ، عُمَرُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البَغْدَادِيّ السَّقَطِيّ، الرَّجُلُ الصَّالِحُ. سَمِعَ: بِشْرَ بنَ الوَلِيْدِ، وَمُحَمَّدَ بنَ بَكَّار بن الرَّيَّانِ، وَسُرَيْجَ بنَ يُوْنُسَ، وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّاف، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الخِرَقِي، وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ، وَمُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ جيَّان -بِجِيم- وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. مَاتَ سنة ثلاث وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 378"، والعبر "2/ 145"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 206"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 259". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 129"، والعبر "2/ 126"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 242".

ابن الدرفس وابن زنجويه

ابن الدرفس وابن زنجويه: 2668- ابن الدرفس 1: الإِمَامُ الصَّالِحُ الصَّادِقُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مُحَمَّدُ بن العباس بن الوَلِيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ الدِّرَفْسِ الغَسَّانِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَدُحَيْم، وَهِشَامِ بنِ خَالِدٍ الأَزْرَق، وَيُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَخَلْق. وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ بنُ أَبِي دُجَانَة، وَأَخُوْهُ أَبُو بَكْرٍ، وَجُمَحُ بنُ القَاسِمِ، وَالفَضْلُ بنُ جَعْفَرٍ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ فَضَالَة، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَآخَرُوْنَ. وَالدَّرَفْس -بِمُهْمَلَةٍ- مِنْ أَسْمَاءِ الأَسَدِ. 2669- ابن زنجويه 2: المُحَدِّثُ المُتْقِنُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ زَنْجَوَيْه بنِ مُوْسَى، وَقِيْلَ: أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ زنجويه ابن مُوْسَى المُخَرِّمِيّ القَطَّان. وَفرَّقَ الخَطِيْب بينَهُمَا، وَهُمَا وَاحِد. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ بَكَّار، وَبِشْرَ بنَ الوَلِيْدِ، وَلُوَيْناً، وَدَاوُدَ بن رُشَيْدٍ، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ المُنْذِرِ الحِزَامِيّ، وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ، وَابْنُ المُظَفَّر، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزَّبِيْبِي، وَالطَّبَرَانِيّ، وَالآجُرِّيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَعِدَّة. وَكَانَ موثَّقاً مَعْرُوْفاً. تُوُفِّيَ سنة أربع وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 126"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 242". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 164".

العامري ويموت بن المزرع

العامري ويموت بن المزرع: 2670- العامري 1: المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ السَّكنِ القُرَشِيّ العَامِرِيّ، أَحَدُ الحُفَّاظ عَلَى لِيْنٍ فِيْهِ. يَرْوِي عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيّ، وَإِسْحَاقَ بنِ مُوْسَى الخَطْمِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَهْم، وَطَبَقَتهم. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دُجَانَة، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي العَقب، وَأَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبُو الشَّيْخ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدَان الشِّيْرَازِي، وَقَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلاَ أُحَدِّث عَنْهُ، كَانَ لَيِّناً. 2671- يَمُوْتُ بنُ المزرع 2: ابن يموت بن عيسى، العَلاَّمَةُ، الأَخْبَارِيُّ، أَبُو بَكْرٍ العَبْدِيُّ البَصْرِيُّ، الأَدِيْبُ، واسمه محمد. سَكَنَ طَبَريَّة مُدَّة. وَحَدَّثَ عَنْ: خَاله الجَاحظ، وَأَبِي حَفْصٍ الفَلاَّس، وَمُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ، وَأَبِي حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيّ، وَنَصْرِ بنِ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيّ، وَالعَبَّاس الرِّيَاشِيّ، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَرَائِطِيّ، وَسَهْلُ بنُ أَحْمَدَ الدِّيْبَاجِي، وَالحَسَنُ بنُ رَشِيق، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مُجَاهِد، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ يَرْوِي القِرَاءة عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ القصبِي -صَاحِب عَبْد الوَارِث- وَعَنِ السِّجِسْتَانِيّ. وَكَانَ لاَ يعُود مَرِيْضاً كَيْلاَ يَقَعَ فِي التَّطَيُّر باسْمِهِ. وَله تآلِيف. وَمَا أَعْلَمُ بِهِ بَأْساً. مَاتَ سَنَةَ أربع وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 425"، وميزان الاعتدال "1/ 138"، ولسان الميزان "1/ 266". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 358"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 143"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "20/ 57"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "7/ ترجمة 834"، والعبر "2/ 182"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 191"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 243".

يوسف بن الحسين

2672- يوسف بن الحسين 1: الرازي، الإِمَامُ العَارفُ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّة، أَبُو يَعْقُوْبَ. أَكْثَر التَّرحَال، وَأَخَذَ عَنْ ذِي النُّوْن المِصْرِيّ، وَقَاسِم الجوعي، وأحمد بن حنبل، وأحمد ابن أَبِي الحَوَارِيِّ، وَدُحَيْم، وَأَبِي تُرَابٍ عَسْكَر النَّخْشَبِيّ. وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَاذَانَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السُّلَمِيُّ: كَانَ إِمَامَ وَقته، لَمْ يَكُنْ فِي المَشَايِخ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَته فِي تَذْلِيل النَّفْس وَإِسقَاط الجَاهُ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ: كَانَ نسيجَ وَحْدِهِ فِي إِسْقَاط التَّصَنُّع. يُقَال: كَتَبَ إِلَى الجُنَيْد: لاَ أَذَاقَكَ اللهُ طعم نَفْسك، فَإِنْ ذُقْتَهَا لاَ تُفْلِح. وَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَ المُرِيدَ يشتغلُ بِالرُّخَص فَاعلمْ أَنَّهُ لاَ يَجِيْء مِنْهُ شَيْء. وَقِيْلَ: كَانَ يَسْمَعُ الأَبيَاتَ وَيَبْكِي. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَدْ سَمِعَ قَوَّالاً يُنشد: رَأَيْتُكَ تَبْنِي دَائِماً فِي قَطِيْعَتِي ... وَلَوْ كُنْتَ ذَا حَزْمٍ لَهَدَّمْتَ مَا تَبْنِي كَأَنِّيْ بِكُمْ وَاللَّيْتُ أَفْضَلُ قَوْلِكُم ... أَلاَ لَيْتَنَا كُنَّا إِذَا اللَّيْتُ لاَ تُغْنِي فَبَكَى كَثِيْراً وَقَالَ لِلْمنشد: يَا أَخِي! لاَ تَلُم أَهْلَ الرَّيّ أَنْ يُسَمُّونِي زِنْدِيْقاً، أَنَا مِنْ بكرَةٍ أَقرأُ فِي المُصْحَفِ مَا خَرَجَتْ مِنْ عَيْنِي دَمْعَة، وَوقَعَ مِنِّي إِذْ غَنَّيْتَ مَا رَأَيْتَ. قَالَ السُّلَمِيُّ: كَانَ -مَعَ عِلْمه وَتمَامِ حَاله- هَجَرَهُ أَهْلُ الرَّيّ، وَتكلَّمُوا فِيْهِ بِالقبَائِح، خُصُوْصاً الزُّهَّاد، وَأَفْشَوْا أُمُوراً، حَتَّى بَلَغَنِي أَنَّ شَيْخاً رَأَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّ برَاءةً نزلتْ مِنَ السَّمَاء، فِيْهَا مَكْتُوْب: هَذِهِ برَاءةٌ ليُوْسُفَ بنِ الحُسَيْنِ مِمَّا قِيْلَ فِيْهِ. فَسَكَتُوا. قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ. قُلْتُ: هُوَ صَاحِبُ حِكَايَة الفَأْرَة مَعَ ذِي النُّوْنِ لَمَّا سأله الاسم الأعظم. وقد عمر دهرًا.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 567"، وتاريخ بغداد "14/ 314"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 141" والعبر "2/ 128"، والنجوم لابن تغري بردي "3/ 191"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 245".

وَعَنْهُ قَالَ: بِالأَدب تَتَفَهَّم العِلْم، وَبَالعِلْمِ يصحُّ لَكَ العَمَل، وَبَالعَمَلِ تنَالُ الحِكْمَة، وَبَالحِكْمَة تفهَمُ الزُّهْد، وَبَالزُّهْدِ تتركُ الدُّنْيَا، وَترغبُ فِي الآخِرَةِ، وبذلك تنال رضا الله تَعَالَى. قَالَ السُّلَمِيُّ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ رَحِمَهُ اللهُ. طَوَّل ابْنُ عَسَاكِرَ تَرْجَمَته. قَالَ الخُلْدِيّ: كتبَ الجُنَيْد إِلَى يُوْسُفَ بن الحُسَيْنِ: أُوْصِيْكَ بِتَرْكِ الاَلتفَاتِ إِلَى كُلِّ حَالٍ مَضَتْ، فَإِنَّ الاَلتفَاتَ إِلَى مَا مَضَى شغلٌ عَنِ الأولَى، وَأُوصِيْكَ بِتَرْكِ ملاَحظَةِ الحَالِ الكَائِنَة، اعملْ عَلَى تخليصِ هَمِّكَ مِنْ هَمِّكَ لِهَمِّكَ، وَاعملْ عَلَى محقِ شَاهِدِكَ مِنْ شَاهدك حَتَّى يَكُوْنَ الشَّاهدُ عَلَيْكَ شَاهداً لَكَ وَبِكَ وَمنكَ ... فِي كَلاَم طَوِيْل. وَليُوْسُف رسَالَة إِلَى الجنيد منها: كَيْفَ السَّبِيْلُ إِلَى مَرْضَاةِ مَنْ غَضِبَا ... مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ وَلَمْ أَعْرِفْ لَهُ سَبَبَا قَالَ وَالد تمَام: سَمِعْتُ يُوْسُفَ بنَ الحُسَيْنِ يَقُوْلُ: قيلَ لِي: ذُو النُّوْنِ يَعْرِفُ الاسْمَ الأَعْظَم. فَسِرْتُ إِلَيْهِ، فَبَصُرَ بِي وَأَنَا طَوِيْلُ اللِّحْيَة، وَمعِي ركوَة طَوِيْلَة، فَاسْتَشْنَعَ مَنْظرِي. قَالَ وَالد تمَام: يُقَال: كَانَ يُوْسُفُ أَعْلَمَ أَهْلِ زَمَانِهِ بِالكَلاَم وَبعلم الصُّوْفِيَّة. قَالَ: فَجَاءَ مَتَكَلِّمٌ، فَنَاظَر ذَا النُّوْنِ، فَلَمْ يَقم لَهُ بِحجَّة. قَالَ: فَاجْتَذَبْتُهُ إِلَيَّ، وَنَاظرْتُه فَقَطَعْتُهُ، فَعَرَف ذُو النُّوْنِ مَكَانِي، وَعَانَقَنِي، وَجَلَسَ بَيْنَ يَديَّ، وَقَالَ: اعذُرْنِي. قال: فخدمته سنة.

ابن الجلاء

2673- ابن الجلاء 1: القُدْوَةُ العَارفُ، شَيْخُ الشَّام، أَبُو عَبْدِ اللهِ بن الجلاء، أحمد بن يحيى، وقيل: محمد ابن يَحْيَى. يُقَالُ: أَصلُه بَغْدَادِيّ، صحبَ وَالدَه، وَأَبَا تُرَابٍ النَّخْشَبِيّ، وَذَا النُّوْنِ المِصْرِيَّ وَحَكَى عَنْهُ. أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الدُّقِّي، وَمُحَمَّدُ بنُ سليمان اللباد، ومحمد بن الحسن اليقطيني. أَقَامَ بِالرَّملَة وَبِدِمَشْقَ. وَكَانَ يُقَالُ: الجُنَيْدُ بِبَغْدَادَ، وَابْنُ الجلاَّء بِالشَّامِ، وَأَبُو عُثْمَانَ الحِيْرِيُّ بِنَيْسَابُوْرَ، يَعْنِي: لاَ نَظِيْرَ لَهُم. قَالَ الدُّقِّي: مَا رَأَيْتُ شَيْخاً أَهيَبَ مِنِ ابْنِ الجلاَّء مَعَ أَنِّي لقيتُ ثَلاَثَ مائَةِ شَيْخ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا جلاَ أَبِي شَيْئاً قَطُّ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَعِظُ، فيقعُ كَلاَمُه فِي القُلُوْبِ، فسُمِّيَ جَلاَّءَ القُلُوْب. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الجُلندى: سُئِلَ ابْنُ الجلاَّء عَنِ المحبَّة، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا لِي وَلِلْمحبَّة؟ أَنَا أُرِيْدُ أَنْ أَتعلَّم التَّوبَة. قَالَ أَبُو عُمَرَ الدِّمَشْقِيّ: سَمِعْتُ ابْنَ الجلاَّء يَقُوْلُ: قُلْتُ لأَبوِيَّ: أُحِبُّ أَنْ تَهَبَانِي للهِ. قَالاَ: قَدْ فَعَلْنَا. فَغِبْتُ عَنْهُم مُدَّة، ثُمَّ جِئْتُ فدققتُ البَاب، فَقَالَ أَبِي: مِنْ ذَا؟ قُلْتُ: وَلدُك. قَالَ: قَدْ كَانَ لِي وَلدٌ وَهبنَاهُ للهِ. وَمَا فتحَ لِي. وَعَنِ ابْنِ الجلاَّء، قَالَ: آلَةُ الْفَقِير صِيَانَةُ فَقْره، وَحِفْظُ سِرِّه، وَأَدَاءُ فَرْضِه. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ست وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 585"، وتاريخ بغداد "5/ 213"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 148" والعبر "2/ 132"، والوافي بالوفيات "8/ 239"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 170".

ابن مطر وابن زاطيا

ابن مطر وابن زاطيا: 2674- ابن مطر 1: الإِمَامُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَطَرٍ البَغْدَادِيُّ السُّكَّرِيُّ. سَمِعَ: دَاوُدَ بنَ رُشَيْد، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُعَاوِيَةَ، وطبقتهم. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزَّبِيْبِي، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرٍ الخِرَقِي، وَيُوْسُف المَيَانَجِي، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2675- ابن زاطيا 2: المُحَدِّثُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ إِسْحَاقَ بنِ عِيْسَى بنَ زَاطِيَا المُخَرِّمِيُّ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ بَكَّار بن الرَّيَّانِ، وَدَاوُدَ بنَ رُشَيْد، وَعُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَجَمَاعَة. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّات، وَابْنُ بُخَيْت الدَّقَّاق، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ السُّنِّي وَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: كُفَّ بَصَرُهُ بِأَخَرَةٍ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى، سنة ست وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 137". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 349"، وميزان الاعتدال "3/ 114"، ولسان الميزان "4/ 205".

ابن حمدويه وأبو حفص والدويري

ابن حمدويه وأبو حفص والدويري: 2676- ابن حمدويه 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو رَجَاءَ، مُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوَيْه بنِ مُوْسَى بنِ طَرِيْفٍ السِّنْجِيّ المَرْوَزِيُّ الهُوْرْقَانِي. سَمِعَ: سُوَيْدَ بنَ نَصْرٍ، وَعتبَةَ بنَ عَبْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْز بن أَبِي رزمة، وعلي ابن حُجْر، وَمُحَمَّدَ بنَ حُمَيْد. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الصِّدِّيق، وَأَبُو عِصْمَةَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبَّادٍ، وَأَهْلُ مَرْو. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ. ذكره ابْنُ مَاكُوْلاَ. 2677- أبو حفص 2: القَاضِي المُحَدِّثُ، أَبُو حَفْصٍ، عُمَرُ بنُ الحَسَنِ بنِ نَصْر بنِ طَرْخَان الحَلَبِيّ، قَاضِي دِمَشْق. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ أَبِي سَمِيْنَة، وَزُهَيْرِ بن حَرْبٍ، وَلُوَيْن، وَعُقْبَة بن مُكْرَمٍ، وَمُحَمَّد ابن قُدَامَةَ المَصِّيْصِيّ، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ آدم، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَرْوَانَ، وَأَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَالإِسْمَاعِيْلِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاق، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّات، وَعَلِيُّ بنُ عمر الحربي. قال الدراقطني: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ. قُلْتُ: سَمَاعُ الوَرَّاق مِنْهُ فِي سنة سبع. 2678- الدويري: المُحَدِّثُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن يوسف بن خرشيد النَّيْسَابُوْرِيُّ الدَّوِيْرِيُّ، وَدوير: عَلَى فَرْسَخٍ مِنْ نَيْسَابُوْر. سَمِعَ: قُتَيْبَة، وَإِسْحَاقَ، وَيَحْيَى خَتّ. وَعَنْهُ: ابنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَيَحْيَى بن زَكَرِيَّا الدَّوِيرِي، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وآخرون. توفي سنة سبع وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 395". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 221".

ابن عطاء

2679- ابن عطاء 1: الزَّاهِدُ العَابِدُ المتَأَلِّه، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلٍ بن عَطَاءٍ الأَدَمِيُّ البَغْدَادِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: يُوْسُفَ بنِ مُوْسَى القَطَّان. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُبيش، وَقَالَ: كَانَ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَتمَة، وَفِي رَمَضَانَ تِسْعُوْنَ خَتمَة، وَبَقِيَ فِي خَتمَة مُفردَةٍ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً يتفهَّمُ وَيتدبَّر. وَقَالَ حُسَيْنُ بنُ خاقان: كان ينام في اليوم واللية سَاعَتَيْن، مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ: وَثَلاَثِ مائَةٍ، فِي ذِي القَعْدَةِ. قُلْتُ: لكنَّه رَاجَ عَلَيْهِ حال الحلاج، وصححه، فقال السلمي: امتُحِنَ بِسَبِب الحَلاَّج، وَطَلَبه حَامِدُ الوَزِيْر وَقَالَ: مَا الَّذِي تَقُولُ فِي الحَلاَّج؟ فَقَالَ: مَالَك وَلذَاكَ؟ عَلَيْكَ بِمَا نُدِبْتَ لَهُ مِنْ أَخذ الأَمْوَال، وَسفكِ الدِّمَاء. فَأَمَرَ بِهِ فَفُكَّتْ أَسنَانُه، فصَاح: قطعَ اللهُ يَديكَ وَرِجْلَيْك. وَمَاتَ بَعْدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْماً، وَلَكِنْ أُجيبَ دُعَاؤُه، فَقُطِعَتْ أَرْبَعَةُ حَامِد. قَالَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بنَ حَمْدَان يذكر هَذَا. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَطَاء يَنْتمِي إِلَى المَارِسْتَانِيّ إِبْرَاهِيْم. وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ عَطَاء فَقَدَ عقلَهُ ثَمَانيَةَ عَشَرَ عَاماً، ثُمَّ ثَاب إِلَيْهِ عقلُهُ. ثَبَّتَ اللهُ عَلَيْنَا عُقُوْلَنَا وَإِيْمَانَنَا، فَمَنْ تسبَّبَ فِي زوَالِ عَقْلِهِ بِجُوع، وَرِيَاضَةٍ صَعْبَة، وَخَلْوَة، فَقَدْ عَصَى وَأَثِمَ، وَضَاهَى مِنْ أَزَال عقلِهِ بَعْضَ يَوْمٍ بسُكر. فما أحسن التقيد بمتابعة السنن والعلم.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 575"، وتاريخ بغداد "5/ 26"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 160"، والعبر "2/ 144"، والوافي بالوفيات "8/ 24"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 257".

الوشاء وابن البرتي

الوشاء وابن البرتي: 2680- الوشاء 1: الشَّيْخُ الرَّاوِي، أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَنْبر بن شَاكِر البَغْدَادِيُّ الوَشَّاء. سَمِعَ: عَلِيَّ بن الجَعْد، وَمَنْصُوْرَ بنَ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَعَلِيَّ بن المَدِيْنِيِّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عَوْن الخَرَّاز، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ النَّخَّاسِ، وَابْنُ الشِّخِّير، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، وآخرون. ضعفه عبد الباقي بن قانع. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تَكَلَّمُوا فِيْهِ مِنْ جهَةِ سَمَاعِهِ. وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ البُرْقَانِيّ فَوَثَّقَهُ. مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِبَغْدَادَ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: أَبُو خُبَيْبٍ بنُ البِرْتِي، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُفْيَانَ الفَقِيْه، وَالمُفَضَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَنَدِي، وشعيب بن محمد الذارع، ومحمد ابن الحَسَنِ بنِ بِدينَا، وَعَبْدُ الكَرِيْم بنُ إِبْرَاهِيْمَ بن حبان المصري. 2681- ابن البرتي 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو خُبَيْبٍ، العَبَّاسُ ابنُ القَاضِي العَلاَّمَةِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى البِرتِيُّ. سَمِعَ: عَبْدَ الأَعْلَى بنَ حَمَّادٍ النَّرْسِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَسَوَّار بنَ عَبْدِ اللهِ العَنْبَرِيّ، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي صَابر، وَأَبُو حفص ابن شَاهِيْنٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ. أَثْنَى عَلَيْهِ بَعْضُ الحُفَّاظ. وَمَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. عَنْ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً أَوْ أكثر.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 414"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 157"، وميزان الاعتدال "1/ 520" ولسان الميزان "2/ 250". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 152"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 158".

الجندي والفرغاني

الجندي والفرغاني: 2682- الجندي 1: المُقْرِئُ المُحَدِّثُ الإِمَامُ، أَبُو سَعِيْدٍ المُفَضَّلُ بنُ محمد بن إبراهيم بنِ مفضَّلِ بنِ سَعِيْدِ ابْنِ الإِمَامِ عَامِر بن شرَاحيل الشَّعْبِيُّ الكُوْفِيُّ، ثُمَّ الجَنَدِي. حَدَّثَ عَنِ: الصَّامِتِ بنِ مُعَاذٍ الجندِي، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيِّ، وَأَبِي حُمَة مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، وَسَلَمَةَ بنِ شَبِيْبٍ. وَقَدْ رَوَى القرَاءاتِ عَنْ طَائِفَةٍ كَالبَزِّي وَغَيْرِهِ. أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ مُجَاهد، وَعَبْدُ الوَاحِد بنُ أَبِي هَاشِم، وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ العُقَيْلِيُّ: قَدَمتُ مَكَّةَ وَلأَبِي سَعِيْدٍ الجَنَدِي حَلْقَةٌ بِالمَسْجَد الحَرَام. وَقَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ: هُوَ ثِقَةٌ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2683- الفرغاني 2: المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو العَبَّاسِ، حَاجِبُ بنُ مَالِكِ بنِ أَرْكين الضَّرِيْر الفَرْغَانِيُّ التُّركِيّ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ. حَدَّثَ عَنْ: الفَلاَّس، وَمُحَمَّدِ بنِ المُثَنَّى، وَأَبِي سعيد الأشج، وأبي عمر الدوري، وعلي ابن حَرْبٍ، وَابْنِ عَبْد الحَكَم، وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ فضَالَة، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّبعِي، وَالمَيَانَجِي، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخ، وَخَلْقٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ. وَثَّقَهُ الخَطِيْب. وقال الدراقطني: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 137"، ولسان الميزان "6/ 81"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 253". 2 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 302"، وتاريخ بغداد "8/ 271"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 150"، والعبر "2/ 132"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 249".

ابن ذريح والحسن بن الطيب

ابن ذريح والحسن بن الطيب: 2684- ابن ذريح 1: الإِمَامُ المُتْقِنُ الثِّقَةُ، أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ ذَرِيْح البَغْدَادِيُّ العُكْبَرِيُّ. سَمِعَ: جُبارَة بنَ المغلِّس، وَعُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبَا مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وَأَبَا ثَوْرٍ الكَلْبِيّ، وَطَبَقَتهُم، وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَرحلَة. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ النِّعَالِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّات، وَابْنُ بُخَيْت الدَّقَّاق، وَأَبُو بكر ابن المقرئ، وآخرون. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَقِيْلَ: سَنَةَ سِتٍّ، فَالله أَعْلَم. وثقوه، واحتجوا به. 2685- الحسن بن الطيب 2: ابن حمزة، المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ، أَبُو عَلِيٍّ الشُّجَاعِيُّ، البَلْخِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ، ابْن أَخِي الحَافِظ الحَسَن بنِ شُجَاع. حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: قُتَيْبَة بنِ سَعِيْدٍ، وَهُدْبَة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْرٍ، وَأَبِي كَامِل الجَحْدرِي، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ الخُطَبِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاق، وَطَائِفَةٌ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لاَ يُسَاوِي شَيْئاً، لأَنَّه حدَّثَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ. وَكَذَا تَكَلَّمَ فِيْهِ ابْن عُقْدَةَ. وَقَالَ البَرْقَانِيُّ: ذَاهبُ الحَدِيْث. وَأَمَّا الإِسْمَاعِيْلِيُّ فَكَانَ حَسَنَ الرَّأْي فِيْهِ. وَقَالَ مُطَيَّنٌ: كَذَّاب. مَاتَ: فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 361"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 152"، والعبر "2/ 134"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 151". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 333"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 154"، وميزان الاعتدال "1/ 501"، ولسان الميزان "2/ 215".

الجوني والهيثم بن خلف

الجوني والهيثم بن خلف: 2686- الجوني 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ الرَّحَّال، أَبُو عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ سَهْلِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ الجَوْنِيُّ، البَصْرِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. سَمِعَ: طَالُوْتَ بنَ عَبَّاد، وَعَبْدَ الوَاحِدِ بنَ غِيَاث، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَعِيْسَى بنَ حَمَّادٍ زُغْبَة، وَمُحَمَّدَ بنَ رُمْح، وَأَبَا همَّام السَّكُوْنِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُصَفَّى، وَطَبَقَتهُم بِالشَّامِ، وَمِصْر، وَالعِرَاق. وعُمِّر دَهْراً، وَكَانَ مِنَ الحُفَّاظِ. حَدَّثَ عَنْهُ: دَعْلَج السِّجْزِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزَّبِيْبِي، وَمُحَمَّدُ بنُ المظَفَّر، وَأَبُو بَكْرٍ ابن المُقْرِئِ، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَبَقِيَ إِلَى هَذَا العَام بِمِصْرَ مَنْ يَرْوِي عَنْ يَحْيَى بنِ بُكير وَهُوَ الحُسَيْن بن سَعِيْدِ بنِ كَامِلٍ، كتب عَنْهُ ابْن يونس. 2687- الهيثم بن خلف 2: ابن محمد بن عبد الرحمن بن مجاهد، المتقن الثقة، أبو محمد الدُّوْرِيُّ، البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: عبدَ الأَعْلَى بنَ حَمَّادٍ النَّرْسِيّ، وَعُبَيْدَ اللهِ القَوَارِيْرِيّ، وَعُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقَ بنَ مُوْسَى الخَطْمِيّ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرٍ الخِرَقِي، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَابْن لُؤْلُؤ الوَرَّاق، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، وَمِنْ أَهْلِ التَّحَرِّي وَالضَّبْط. مَاتَ فِي أَوَائِل سَنَة سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ، وَمَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيّ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سِنَان، وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِح بنِ ذَرِيْح، وَأَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيّ، وَالحَسَنُ بنُ الطَّيِّب الشُّجَاعِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الفَرْقَدِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ الجارود، وأسامة بن أحمد التجيبي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 56"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 764"، والعبر "2/ 135"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 251". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 63"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 156"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 766"، والعبر "2/ 135"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 251".

الشطوي ومحمد بن شادل

الشطوي ومحمد بن شادل: 2688- الشطوي 1: الإِمَامُ الفَاضِلُ، أَبُو أَحْمَدَ، هَارُوْنُ بنُ يُوْسُفَ الشَّطَوِيّ، وَيُعرف قَدِيْماً: بِابْنِ مِقرَاض. سَمِعَ: ابْن أَبِي عُمَرَ العَدَنِيّ، وَأَبَا مَرْوَان مُحَمَّدَ بنَ عُثْمَانَ العُثْمَانِيّ، وَالحَسَنَ بنَ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ، وَطَائِفَةً. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الجِعَابِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ العَسْكرِي، وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ، وَعُمَرُ بنُ الزَّيَّات، وَالإِسْمَاعِيْلِيّ وَوَثَّقَهُ. تُوُفِّيَ فِي ذِي الحجة سنة ثلاث وثلاث مائة. 2689- محمد بن شادل 2: ابن علي، الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُقْرِئُ المُعَمَّرُ، أَبُو العَبَّاسِ الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُم النَّيْسَابُوْرِيُّ. سَمِعَ: أَبَا مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وَإِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، وَمُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ لُوَيْناً، وَعَمْرَو بن زرارة، وهناد بن السري، والحسين ابن الضَّحَّاك، وَأَحْمَدَ بنَ حَرْبٍ، وَأَبَا مَرْوَان العُثْمَانِيّ، وَحَرْمَلَةَ بنَ يَحْيَى -لَعَلَّهُ لَقِيَهُ بِمَكَّةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَرْحَلْ إِلَى مِصْرَ. قَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زِيَاد: سأَلْنَا ابْنَ شَادَل عَنْ نَسَبه، فَقَالَ: مُحَمَّدُ بنُ شَادَل بنِ عَلِيِّ بنِ برد بنِ سَوَّارِ بنِ جَعْفَرِ بنِ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ الهَاشِمِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ عِيْسَى، وَأَحْمَدُ بنُ الخَضِر الشَّافِعِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ الحَافِظ، وَأَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ الأَنْصَارِيّ، وَالقَاضِي يُوْسُفُ المَيَانَجِي، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ طَاهِرَ بنَ أَحْمَدَ الوَرَّاق يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ شَادَل، وَكَانَ يختمُ القُرْآنَ كُلَّ يَوْم، وَذهبَ بصرُه قَبْل مَوْته بعِشْرِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي يَوْم الأَحَد الثَّانِي عشر مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدِ المُؤَذِّن يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ في صفر سنة تسع. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: كَانَ صَحِيْح الأُصُوْل، سَمِعَ ابْنَ رَاهْوَيْه، وَمُحَمَّدَ بنَ عُثْمَانَ العُثْمَانِيّ. سأَلنَا أَبَا العَبَّاسِ المَاسَرْجِسِيَّ عَنْهُ، فثَّبت سُمَاعَهُ من إسحاق.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 29". 2 ترجمته في العبر "2/ 150"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 263".

ابن المرزبان وجعفرك

ابن المرزبان وجعفرك: 2690- ابن المرزبان 1: الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الأَخْبَارِي، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ بنِ بَسَّامٍ المُحَوَّلِيُّ البَغْدَادِيُّ الآجُرِّيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. حَدَّثَ عَنْ: الزُّبَيْرِ بنِ بكَّار، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي السَّرِيّ الأَزْدِيّ لاَ العَسْقلاَنِي، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الدُّنْيَا، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ الأَنْبَارِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ المُتَوَكِّل، وَأَبُو عُمَرَ ابْن حَيُّويَه، وَآخَرُوْنَ. وَقَعَ لِي قطعَةٌ مِنْ تآلِيفه، وَلَهُ كِتَاب: "الحَاوِي فِي عُلُوْم القُرْآن"، وَكِتَاب فِي "الحمَاسَة"، وَكِتَاب "المتيَّمِين" وَكِتَاب "أَخْبَار الشُّعَرَاء" وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَكَانَ صَدُوْقاً. مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ، أَوْ جَاوزهَا. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: حَامِدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْب، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُكرم، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُوْسَى الحَاسِب، وَالحَلاَّجُ -قتل- وَعُمَرُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي غَيْلاَنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَاشِدِ بن معدان، وأبو العباس بن عطاء الصوفي، وجعفر بن أحمد ابن مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ الجَرْجَرَائِي، وَعَبَّادُ بنُ عَلِيٍّ ثقَّاب اللُؤْلُؤ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المُؤْمِن المُهَلَّبِيّ -مُحَدِّثُ جُرْجَان- وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عقبة أبو جعفر الشبلي. 2691- جعفرك 2: الإِمَامُ الحَافِظُ الرَّحَّالُ، أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى النَّيْسَابُوْرِيُّ الأَعْرَجُ، نَزِيْلُ حَلَب، وَيُقَالُ لَهُ: جَعْفَرَكْ. حَدَّثَ عَنْ: الحَسَنِ بنِ عَرفَة، وَعَبْدِ اللهِ بنِ هَاشِمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيّ، وَعَلِيِّ بنِ حَرْبٍ الطَّائِيّ، وَإِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللهِ الخُشْك، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَافِظَانِ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ غَيْر وَاحِدٍ، وَنَعَتوهُ بِالحِفْظ وَالمَعرفَة، وَلَقِيَهُ ابْن المُقْرِئ بِالمَوْصِل. تُوُفِّيَ سَنَةَ نيِّف عشرة وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 237"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 165"، والعبر "2/ 144"، وميزان الاعتدال "3/ 538"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 44"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 203" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 285". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 203"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 154"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 752".

ابن جميل والعثماني

ابن جميل والعثماني: 2692- ابن جميل 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ، أَبُو يَعْقُوْبَ، إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ جَمِيْل الأَصْبَهَانِيّ. رَوَى عَنْ: أَحْمَدَ بنِ مَنِيع "مسنَدَه". حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَحَفِيْدُه عبيدُ اللهِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ إِسْحَاقَ. قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْه: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ يَقُوْلُ: عَاشَ جَدِّي مائَةً وَسَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: إِن صَحَّ هَذَا فِي مَوْلِده، فَمَا سَمِعَ الحَدِيْث إلَّا فِي الكُهُوْلَة. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائة. 2693- العثماني 2: المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ المُعَمَّرُ، أَبُو عُمَرَ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ الأُمَوِيُّ العُثْمَانِيُّ البَغْدَادِيُّ، مَنْعُوْتٌ بِالصِّدْق. سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، وَعَبْدَ الأَعْلَى بنَ حَمَّادٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّويَه، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ مِنْ بَقَايَا الْمُسْندين بِبَغْدَادَ، بَقِيَ إِلَى سَنَة عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلاَ أَعْلَم فِيْهِ جَرْحاً. وَفِيْهَا مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ، وَأَبُو شيبة داود بن إبراهيم، وأبو بشر الدُّوْلاَبِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ زُهَيْر التُّسْتَرِيّ، وَالوَلِيْدُ بنُ أَبَان، وَعَلِيُّ بنُ العَبَّاسِ المقَانِعِي، وَفَقِيْهُ بَغْدَاد أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ جَابِرٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَمِيْل، وَخَالِدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ كُولَخْش الصَّفَّار، وَمُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ بنِ المَرْزُبَانِ، وَالحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ الصَّوَّاف، وَالعَبَّاسُ بن الفضل الرازي.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 218"، والعبر "2/ 145"، وشذرات الذهب "2/ 259". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 347"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 197".

محمد بن جرير

2694- محمد بن جرير 1: ابن يزيد بن كثير، الإِمَامُ العَلَمُ المجتهدُ، عَالِمُ العَصر، أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ البَدِيْعَة، مِنْ أَهْلِ آمُل طَبَرِسْتَان. مَوْلِدُه سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَطَلَبَ العِلْمَ بَعْد الأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَأَكْثَرَ التَّرحَال، وَلقِي نُبَلاَء الرِّجَال، وَكَانَ مِنْ أَفرَاد الدَّهْر عِلْماً، وَذكَاءً، وَكَثْرَةَ تَصَانِيْف، قلَّ أَنْ تَرَى العُيُونُ مثلَه. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ الهروي، أخبرنا زاهر المُسْتَمْلِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الفَقِيْه، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنِيْع، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لِضُبَاعَة: "حُجِّي وَاشْتَرِطِي أَنَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي" 2، حَدِيْثٌ حَسَنٌ غَرِيْبٌ مِنْ أَعْلَى مَا عِنْدِي عَنِ ابْنِ جَرِيْرٍ. سَمِعَ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشّوَاربِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مُوْسَى السُّدِّيّ، وَإِسْحَاقَ بنَ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَبِي مَعْشَر -حَدَّثَهُ بِالمَغَازِي عَنْ أَبِيْهِ- وَمُحَمَّدَ بنَ حُمَيْد الرَّازِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ مَنِيْع، وأبا كريب محمد بن العلاء، وهناد بن السَّرِيّ، وَأَبَا هَمَّام السَّكُوْنِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، وَبُنْدَاراً، وَمُحَمَّدَ بنَ المُثَنَّى، وَسُفْيَانَ بنَ وَكِيْع، وَالفَضْلَ بنَ الصَّبَّاحِ، وَعَبْدَةَ بنَ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّار، وَسَلْمَ بنَ جُنَادَةَ، وَيُوْنُسَ بنَ عَبْدِ الأَعْلَى، وَيَعْقُوْبَ الدَّوْرَقِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ المِقْدَامِ العِجْلِيّ، وَبِشْرَ بنَ مُعَاذٍ العَقَدِيّ، وَسَوَّار بنَ عَبْدِ اللهِ العَنْبَرِيّ، وَعَمْرو بنَ عَلِيٍّ الفَلاَّس، وَمُجَاهِدَ بنَ مُوْسَى، وَتَمِيْمَ بنَ المُنْتَصِر، والحسن بن عرفة، ومهنى

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 162-169"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 170"، ووفيات الأعيان "4/ 570"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 728"، والعبر "2/ 146"، وميزان الاعتدال "3/ 498"، ولسان الميزان "5/ 100"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 205"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 260". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1208"، وأبو داود "1776"، والترمذي "941"، والنسائي "5/ 167".

ابن يَحْيَى، وَعَلِيَّ بنَ سَهْل الرَّمْلِيّ، وَهَارُوْنَ بنَ إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيّ، وَالعَبَّاسَ بنَ الوَلِيْدِ العُذْرِيّ، وَسَعِيْدَ بنَ عَمْرٍو السَّكُوْنِيّ، وَأَحْمَدَ ابْنَ أَخِي ابْنِ وهب، وَمُحَمَّدَ بنَ مَعْمَر القَيْسِيّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيّ، وَنَصْرَ بنَ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ بَزِيع، وَصَالِحَ بنَ مِسْمَار المَرْوَزِيّ، وَسَعِيْدَ بنَ يَحْيَى الأُمَوِيّ، وَنَصْرَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَوْدِيّ، وَعَبْدَ الحمِيدِ بنَ بيَان السُّكَّرِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي سُرَيْج الرَّازِيّ، وَالحَسَنَ بنَ الصَّبَّاحِ البَزَّار، وَأَبَا عَمَّارٍ الحُسَيْنَ بنَ حُرَيْث، وَأُمَماً سِوَاهُم. وَاستقرَّ فِي أَوَاخِرِ أَمره بِبَغْدَادَ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ أَئِمَّةِ الاجْتِهَاد. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الحَرَّانِيُّ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَمخلدُ بنُ جَعْفَرٍ البَاقَرْحِي، وَالقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زَبْرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ الخَشَّاب، وَأَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الكَاتِب، وَعَبْدُ الغَفَّار بنُ عَبيدِ اللهِ الحُضَيْنِي، وَأَبُو المُفَضَّل مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّيْبَانِيّ، وَالمُعَلَّى بنُ سَعِيْدٍ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أبو أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ مِنْ أَهْلِ آمُل، كتبَ بِمِصْرَ، وَرَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ، وَصَنَّفَ تَصَانِيْف حسنَةً تَدُلُّ عَلَى سَعَة عِلْمِهِ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ بنِ يَزِيْدَ بنِ كَثِيْرِ بنِ غَالِب: كَانَ أَحَدُ أَئِمَّةِ العُلَمَاء يُحكم بِقَوله، وَيُرجع إِلَى رأَيهِ لِمَعْرِفَتِهِ وَفَضْله، وَكَانَ قَدْ جَمَعَ مِنَ الْعُلُوم مَا لَمْ يُشَارِكْهُ فِيْهِ أَحَد مِنْ أَهْلِ عَصْره، فَكَانَ حَافِظاً لكتَاب الله، عَارِفاً بِالقِرَاءات، بَصِيْراً بِالمَعَانِي، فَقِيْهاً فِي أَحْكَام القُرْآن، عَالِماً بِالسُّنَنِ وَطُرُقِهَا، صَحيحِهَا وَسَقيمِهَا، وَنَاسِخِهَا وَمَنْسوخِهَا، عَارِفاً بِأَقوَال الصَّحَابَة وَالتَّابِعِيْنَ، عَارِفاً بِأَيَّام النَّاس وَأَخْبَارهم، وله الكتاب المشهور في "أَخْبَار الأُمَم وَتَارِيْخهِم" وَلَهُ كِتَاب "التَّفْسِيْر" لَمْ يصَنّف مثلُه، وَكِتَاب سَمَّاهُ "تَهْذِيْب الآثَار" لَمْ أَرَ سِوَاهُ فِي مَعْنَاهُ، لَكِن لَمْ يُتِمَّه، وَلَهُ فِي أُصُوْل الفِقْه وَفُرُوْعه كتبٌ كَثِيْرَةٌ مِنْ أَقَاويل الفُقَهَاء، وَتَفَرَّدَ بِمَسَائِلَ حُفِظَت عَنْهُ. قُلْتُ: كَانَ ثِقَةً، صَادِقاً، حَافِظاً، رَأْساً فِي التَّفْسِيْر، إِمَاماً فِي الفِقْه، وَالإِجْمَاع وَالاخْتِلاَف، عَلاَّمَةٌ فِي التَّارِيْخ وَأَيَّام النَّاس، عَارِفاً بِالقِرَاءات وَبَاللُّغَة، وَغَيْر ذَلِكَ. قَرَأَ القُرْآنَ بِبَيْرُوْت عَلَى العَبَّاسِ بنِ الوَلِيْدِ. ذَكَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الفرغَانِيّ: أَنَّ مَوْلِدُهُ بآمل.

وَقِيْلَ: إِنَّ المُكْتَفِي أَرَادَ أَنْ يحبِّسَ وَقفاً تجتمعُ عَلَيْهِ أَقَاويلُ العُلَمَاء، فَأَحضر لَهُ ابْن جَرِيْرٍ، فَأَملَى عَلَيْهِم كِتَاباً لِذَلِكَ، فَأُخْرَجت لَهُ جَائِزَة، فَامْتَنَعَ مِنْ قَبُولهَا، فَقِيْلَ لَهُ: لاَ بُدَّ مِنْ قَضَاء حَاجَة، قَالَ: أسأَلُ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ أَنْ يمْنَع السُّؤال يَوْم الجُمُعَة، فَفَعَل ذَلِكَ. وَكَذَا التمسَ مِنْهُ الوَزِيْرُ أَنْ يعملَ لَهُ كِتَاباً فِي الفِقْه، فَأَلَّف لَهُ كِتَاب "الخَفِيْف" فَوجَّه إِلَيْهِ بِأَلفِ دِيْنَار، فَرَدَّهَا. الخَطِيْب: حَدَّثَنِي أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ عبيدِ اللهِ الشِّيرَازيُّ الخَرْجُوشِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مَنْصُوْر الشِّيرَازِي، سمعت محمد ابن أَحْمَدَ الصحَّاف السِّجِسْتَانِيّ، سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ البَكْرِيَّ يَقُوْلُ: جَمعتِ الرِّحلَةُ بَيْنَ ابْنِ جَرِيْرٍ، وَابْن خُزَيْمَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الرُّويَانِي بِمِصْرَ، فَأَرملُوا وَلَمْ يَبْقَ عِنْدَهُم مَا يقُوتُهُم، وَأَضَرَّ بِهِم الْجُوع، فَاجْتَمَعُوا لَيْلَةً فِي مَنْزِلٍ كَانُوا يَأْوونَ إِلَيْهِ، فَاتَّفَقَ رأَيُهُم عَلَى أَنْ يَسْتَهمُوا وَيضربُوا القُرْعَة، فَمَنْ خَرجتْ عَلَيْهِ القُرعَةُ سَأَلَ لأَصْحَابِهِ الطَّعَام، فَخَرَجت القرعَة عَلَى ابْنِ خُزَيْمَة، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: أَمْهِلونِي حَتَّى أُصَلِّي صَلاَة الخِيرَة، قَالَ: فَاندفعَ فِي الصَّلاَةِ، فَإِذَا هُم بِالشُّموع وَخَصِيٍّ مِنْ قَبْل وَالِي مِصْر يَدَقُّ البَاب، فَفَتَحُوا، فَقَالَ: أَيُّكُم مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ؟ فَقِيْلَ: هُوَ ذَا، فَأَخْرَجَ صرَّةً فِيْهَا خَمْسُوْنَ دِيْنَاراً، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: وَأَيُّكُم مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ؟ فَأَعطَاهُ خَمْسِيْنَ دِيْنَاراً، وَكَذَلِكَ للرُّويَانِي، وَابْن خُزَيْمَةَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الأَمِيْرَ كَانَ قَائِلاً بِالأَمس، فَرَأَى فِي المَنَامِ أَنَّ المَحَامِدَ جِيَاعٌ قَدْ طَوَوْا كَشْحَهُم، فَأَنفذَ إِلَيْكُم هَذِهِ الصُّرَرَ، وَأَقسَمَ عَلَيْكُم: إِذَا نفذت، فَابْعَثُوا إِلَيَّ أَحَدَكُم. وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الفرغَانِيُّ فِي "ذيل تَارِيْخه" عَلَى "تَارِيْخ الطَّبَرِي"، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ هَارُوْنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ لَمَّا دَخَلَ بَغْدَاد، وَكَانَتْ مَعَهُ بِضَاعَةٌ يتقوَّتُ مِنْهَا، فَسرقت فَأَفضَى بِهِ الحَالُ إِلَى بيعِ ثِيَابِهِ وَكُمَّي قَمِيصِهِ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصدقَائِه: تنشَطُ لتَأَدِيْب بَعْضِ وَلد الوَزِيْر أَبِي الحَسَنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ خَاقَان؟ قَالَ: نَعَمْ، فَمَضَى الرَّجُل، فَأَحكَمَ لَهُ أَمره، وَعَاد فَأَوصَلَه إِلَى الوَزِيْرِ بَعْدَ أَنْ أَعَاره مَا يلبَسُهُ، فَقرَّبه الوَزِيْر وَرفعَ مَجْلِسه، وَأَجرَى عَلَيْهِ عَشْرَة دَنَانِيْر فِي الشَّهْرِ، فَاشترطَ عَلَيْهِ أَوقَاتَ طلبه لِلْعِلم وَالصَّلوَات وَالرَّاحَة، وَسأَل إِسلافَهُ رِزْقَ شَهْر، فَفَعَل، وَأدخل فِي حُجْرَة التَّأَدِيْب، وَخَرَجَ إِلَيْهِ الصَّبيّ -وَهُوَ أَبُو يَحْيَى- فَلَمَّا كتَّبه أَخَذَ الخَادِمُ اللَّوْحَ، وَدخلُوا مُسْتَبْشِرين، فَلَمْ تبقَ جَارِيَةٌ إلَّا أَهدتْ إِلَيْهِ صينيةٌ فِيْهَا درَاهُمُ وَدنَانير، فردَّ الجَمِيْع وَقَالَ: قَدْ شُورطتُ عَلَى شَيْءٍ، فَلاَ آخُذُ سِوَاهُ، فَدَرَى الوَزِيْر ذَلِكَ، فَأدخلته إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ، فَقَالَ: هَؤُلاَءِ عبيدٌ وَهُم لاَ يملكُون فعظُم ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ. وَكَانَ رُبَّمَا أَهدَى إِلَيْهِ بَعْضُ أَصدقَائِه الشَّيْءَ فيَقْبله، وَيكَافِئُهُ أَضعَافاً لِعِظَمِ مُروءته.

قَالَ الفَرغَانِي: وَكَتَبَ إِلَيَّ المرَاغِي يَذْكُرُ أَنَّ المُكْتَفِي قَالَ لِلْوَزِيْرِ: أُرِيْدُ أَنْ أَقفَ وَقفاً، فَذَكَرَ القِصَّةَ وَزَاد: فردَّ الأَلفَ عَلَى الوَزِيْرِ وَلَمْ يَقْبَلْهَا، فَقِيْلَ لَهُ: تصدَّق بِهَا، فَلَمْ يَفْعَلْ، وَقَالَ: أَنْتُم أَوْلَى بِأَمْوَالكُم وَأَعرَفُ بِمَنْ تصدَّقُوْنَ عَلَيْهِ. قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عبيدِ اللهِ اللُّغَوِيَّ يَحْكِي: أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ جَرِيْر مكثَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً يَكْتُبُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا أَرْبَعِيْنَ وَرقَة. قَالَ الخَطِيْبُ: وَبلغَنِي عَنْ أَبِي حَامِد أَحْمَدَ بنِ أَبِي طَاهِرٍ الإِسْفَرَايينِيُّ الفَقِيْه أَنَّهُ، قَالَ: لَوْ سَافرَ رَجُلٌ إِلَى الصِّينِ حَتَّى يحصِّلَ تَفْسِيْرَ مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ لَمْ يَكُنْ كَثِيْراً. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ حُسَيْنَك بنَ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: أَوَّل مَا سَأَلَنِي ابْنُ خُزَيْمَةَ فَقَالَ لِي: كتبتَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ الطَّبرِيّ؟ قُلْتُ: لاَ، قَالَ: وَلِمَ؟ قُلْتُ: لأَنَّه كَانَ لاَ يَظهر، وَكَانَتِ الحَنَابِلَةُ تمنعُ مِنَ الدُّخول عَلَيْهِ، قَالَ: بِئس مَا فَعَلْتَ، ليتَكَ لمْ تَكْتُبْ عَنْ كُلِّ مَنْ كتبتَ عَنْهُم وَسَمِعْتَ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ. قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ بَالُويه يَقُوْلُ: قَالَ لِي: أَبُو بَكْرٍ بنُ خُزَيْمَة: بَلَغَنِي أَنَّك كتبتَ التَّفْسِيْرَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ؟ قُلْتُ: بَلَى، كتبتُه عَنْهُ إِمْلاَءً، قَالَ: كُلّه؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فِي أَي سَنَة؟ قُلْتُ: مِنْ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ إِلَى سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، قَالَ: فَاسْتعَارَهُ مِنِّي أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ رَدَّهُ بَعْد سِنِيْنَ، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ نظرتُ فِيْهِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِره، وَمَا أَعْلَمُ عَلَى أَديمِ الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ، وَلَقَدْ ظَلَمَتْهُ الحَنَابِلَة. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الفَرْغَانِي: تَمَّ مِنْ كُتُبِ مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ كِتَاب "التَّفْسِيْر" الَّذِي لَوِ ادَّعَى عَالِمٌ أَنْ يصَنِّف مِنْهُ عَشْرَة كُتُبْ، كُلُّ كِتَابٍ مِنْهَا يَحْتوِي عَلَى عِلْمٍ مفرَد مستقصَىً لفعل. وَتَمَّ مِنْ كُتُبِهِ كِتَاب "التَّارِيْخ" إِلَى عصره، وَتمَّ أَيْضاً كِتَاب "تَارِيْخ الرِّجَال" مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ، وَإِلَى شُيُوْخه الَّذِيْنَ لَقِيَهُم، وَتمَّ لَهُ كِتَاب "لطيف القَوْل فِي أَحْكَام شرَائِع الإِسْلاَم" وَهُوَ مَذْهَبُهُ الَّذِي اختَاره، وَجَوَّدَهُ، وَاحتجَّ لَهُ، وَهُوَ ثَلاَثَةٌ وَثَمَانُوْنَ كِتَاباً، وَتمَّ لَهُ كِتَاب "القرَاءات وَالتنَزِيْل وَالعدد"، وَتمَّ لَهُ كِتَاب "اخْتِلاَف عُلَمَاء الأَمصَار"، وَتم لَهُ كِتَاب "الخَفِيْف فِي أَحْكَام شرَائِع الإِسْلاَم" وَهُوَ مُخْتَصَر لطيف، وَتمَّ لَهُ كِتَاب "التبصير" وَهُوَ رسَالَةٌ إِلَى أَهْل طَبَرِسْتَان، يشرحُ فِيْهَا مَا تقلَّده مِنْ أُصُوْل الدِّيْنِ، وَابتدأَ بِتَصْنِيف كِتَاب "تَهْذِيْب الآثَار" وَهُوَ مِنْ عجَائِب كتبه، ابْتِدَاء بِمَا أَسنده الصِّدِّيقُ مِمَّا صَحَّ عِنْدَهُ سَنَدُهُ، وَتكلَّم عَلَى كُلِّ حَدِيْثٍ مِنْهُ بِعِلَلِهِ وَطُرُقه، ثُمَّ فِقْهه، وَاخْتِلاَف العُلَمَاء وَحججهُم، وَمَا فِيْهِ مِنَ المَعَانِي وَالغَريب، وَالرَّدّ عَلَى المُلْحِدين، فَتَمَّ مِنْهُ مسندُ العشرَةِ وَأَهْل البَيْت وَالموَالِي، وَبَعْض "مُسْند ابْن عَبَّاسٍ"، فَمَاتَ قبل تمامه.

قُلْتُ: هَذَا لَوْ تمَّ لكَانَ يَجِيْءُ فِي مائَة مُجَلَّد. قَالَ: وَابتدأَ بِكِتَابه "البَسيط" فَخَرَجَ مِنْهُ كِتَاب "الطهَارَة" فَجَاءَ فِي نَحْوٍ مِنْ أَلفٍ وَخَمْسِ مائَة وَرقَة، لأَنَّه ذكرَ فِي كُلِّ بَابٍ مِنْهُ اخْتِلاَفَ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِيْنَ، وَحجَّة كُلِّ قَوْل، وَخَرَجَ مِنْهُ أَيْضاً أَكْثَر كِتَاب الصَّلاَة، وَخَرَجَ مِنْهُ آدَاب الْحُكَّام، وَكِتَاب "المحَاضِر وَالسجلاَت"، وَكِتَاب "تَرْتِيْب العُلَمَاء" وَهُوَ مِنْ كتبه النفيسَة، ابتدأَه بآدَاب النُّفُوْسِ وَأَقوَال الصُّوْفِيَّة، وَلَمْ يُتِمَّه، وَكِتَاب "المنَاسك"، وَكِتَاب "شَرْح السُّنَّة" وَهُوَ لطيف، بَيَّنَ فِيْهِ مذهَبَه وَاعْتِقَادَه، وَكِتَابه "المُسْنَد" المخرَّج، يَأْتِي فِيْهِ عَلَى جَمِيْعِ مَا رَوَاهُ الصَّحَابِيُّ مِنْ صَحِيْحٍ وَسقيمٍ، وَلَمْ يُتِمَّه، وَلَمَّا بلغه أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي دَاوُدَ تَكَلَّمَ فِي حَدِيْث غَدِيْر خُمّ1، عَمل كِتَاب "الفَضَائِل" فَبدأَ بِفضل أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَر، وَتكلَّم عَلَى تَصْحِيْحِ حَدِيْث غَدِير خُمّ، وَاحتجَّ لِتَصْحِيْحِهِ، وَلَمْ يتمَّ الكِتَاب. وَكَانَ مِمَّنْ لاَ تَأْخُذُه فِي اللهِ لومَةُ لاَئِم مَعَ عَظِيْم مَا يلحَقُه مِنَ الأَذَى وَالشَّنَاعَات، مِنْ جَاهِل، وَحَاسد، وَمُلحد، فَأَمَّا أَهْلُ الدِّين وَالعِلْم، فغيرُ منكرينَ علمَه، وَزهدَه فِي الدُّنْيَا، وَرفضَهُ لَهَا، وَقنَاعته -رَحِمَهُ اللهُ- بِمَا كَانَ يردُ عَلَيْهِ مِنْ حصَّةٍ مِنْ ضَيعَةٍ خلَّفهَا لَهُ أَبُوْهُ بطَبَرِسْتَان يَسِيْرَة. وَحَدَّثَنِي هَارُوْنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: اسْتخرتُ اللهَ وَسأَلتهُ العُوْنَ عَلَى مَا نويتُهُ مِنْ تصنيفِ التَّفْسِيْر قَبْلَ أَنْ أَعْمَلَهُ ثَلاَث سِنِيْنَ، فَأَعَاننِي. القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ القُضَاعِي: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ نَصْرٍ بن الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ عبيدُ الله بن أحمد السمسار، وأبو القاسم ابن عَقِيْلٍ الوَرَّاق: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الطَّبرِيَّ قَالَ لأَصْحَابِهِ: هَلْ تَنْشَطُوْنَ لتَارِيْخِ العَالَمْ مِنْ آدم إِلَى وَقْتِنَا؟ قَالُوا: كم قدرُه؟ فَذكر نَحْو ثَلاَثِيْنَ أَلفِ وَرقَة فَقَالُوا: هَذَا مِمَّا تَفْنَى الأَعْمَارُ قَبْل تمَامِه! فَقَالَ: إِنَّا للهِ! مَاتَتِ الهِمَم، فَاختصرَ ذَلِكَ فِي نَحْوِ ثَلاَثَةِ آلاَفِ وَرقَة، وَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يُمْلِي التَّفْسِيْرَ قَالَ لَهُم نَحْواً مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ أَملاَهُ عَلَى نَحْوٍ مِنْ قدر "التَّارِيْخ". قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: أَرْبَعَةٌ كُنْتُ أُحِبُّ بَقَاءهُم: أَبُو جَعْفَرٍ بنُ جَرِيْرٍ، وَالبَرْبَرِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَالمَعْمَرِيُّ، فَمَا رَأَيْتُ أفهم منهم ولا أحفظ.

_ 1 وهو حديث: "من كنت مولاه فعلي مولاه"، وهو حديث صحيح أخرجه أحمد "2/ 372"، بإسناده عن زيد بن أرقم: وسبق تخريجنا له في هذا الجزء بتعليق رقم "123"، وسبق تخريجنا له بإسهاب في ترجمة علي بن أبي طالب.

قَالَ الفَرغَانِي: وَحَدَّثَنِي هَارُوْنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْز: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيّ: أَظهرتُ مَذْهَبَ الشَّافِعِيّ، وَاقتديتُ بِهِ بِبَغْدَادَ عشرَ سِنِيْنَ، وَتلقَّاهُ مني ابن بشار الأحول أستاذ بن سُرَيْج. قَالَ هَارُوْنُ: فَلَمَّا اتَّسَعَ علمُه أَدَّاهُ اجْتِهَادُه وَبحثُه إِلَى مَا اختَارَهُ فِي كُتُبِهِ. قَالَ الفرغَانِي: وَكَتَبَ إِلَيَّ المرَاغِي، قَالَ: لَمَّا تقلَّد الخَاقَانِيُّ الوِزَارَةَ وَجَّهَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَرِي بِمَالٍ كَثِيْرٍ، فَامْتَنَعَ مِنْ قَبُوله، فَعَرض عَلَيْهِ القَضَاء فَامْتَنَعَ، فَعَرض عَلَيْهِ المَظَالِم فَأَبَى، فَعَاتبه أَصْحَابه وَقَالُوا: لَكَ فِي هَذَا ثَوَاب، وَتُحْيِي سُنَّةً قَدْ دَرَسَتْ. وَطمعُوا فِي قَبُوله المَظَالِم، فَبَاكروهُ لِيَرْكَبَ مَعَهُم لقبُول ذَلِكَ، فَانتَهَرَهُم وَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي لَوْ رغبتُ فِي ذَلِكَ لَنَهَيْتُمُونِي عَنْهُ. قَالَ: فَانْصَرَفْنَا خَجِلين. أَبُو الفَتْح بنُ أَبِي الفَوَارِس: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَهْلِ ابْنِ الإِمَامِ -صَاحِبِ مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ جَرِيْر وَهُوَ يُكَلِّم ابْنَ صَالِحٍ الأَعْلَم، وَجرَى ذكر عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ثُمَّ قَالَ: مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ: مَنْ قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعمر ليسَا بِإِمَامِي هدَىً، أَيش هُوَ؟ قَالَ: مبتَدع. فَقَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ إِنكَاراً عَلَيْهِ: مُبْتَدِعٌ مُبْتَدِعٌ! هَذَا يُقْتَل. وَقَالَ مخلدُ البَاقَرحِي: أَنشدنَا مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ لِنَفْسِهِ: إِذَا أَعْسَرْتُ لَمْ يعلم رفيقي ... أستغني فَيَسْتَغْنِي صَدِيْقِي حَيَائِي حَافِظٌ لِي مَاءَ وَجْهِي ... وَرِفْقِي فِي مُطَالَبَتِي رَفِيْقِي وَلَوْ أَنِّي سَمَحْتُ بماء وجهي ... لكنت إلى العلا سَهْلَ الطَّرِيْقِ وَله: خُلْقَانِ لاَ أَرْضَى فَعَالَهُمَا ... بَطَرُ الغِنَى وَمَذَلَّةُ الفَقْرِ فَإِذَا غَنِيْتَ فَلاَ تَكُنْ بَطِراً ... وَإِذَا افْتَقَرْتَ فَتِهْ عَلَى الدَّهْرِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الفَرْغَانِي: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الدِّيْنَوَرِيّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ وَقتُ صَلاَة الظُّهر مَنْ يَوْم الاثْنَيْنِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيْهِ -فِي آخِره- ابْنُ جَرِيْرٍ طلبَ مَاءً لِيُجَدِّدَ وُضوءهُ، فَقِيْلَ لَهُ: تُؤخِّر الظُّهر تجمع بينهَا وَبَيْنَ العَصْر. فَأَبَى وَصَلَّى الظُّهر مفردَة، وَالعصرَ فِي وَقتهَا أَتمَّ صَلاَة وَأَحسَنَهَا. وحضرَ وَقتَ مَوْتِه جَمَاعَةٌ مِنْهُم: أَبُو بَكْرٍ بنُ كَامِلٍ فَقِيْلَ لَهُ قَبْلَ خُرُوْج روحه: يَا أَبَا جَعْفَرٍ! أَنْتَ الحجَّة فِيْمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الله فِيْمَا نَدِينُ بِهِ، فَهَلْ مِنْ شَيْءٍ توصينَا بِهِ مِنْ أَمر دِيْنِنَا، وَبيِّنَةٍ لَنَا نَرْجُو بِهَا السَّلاَمَة فِي مَعَادِنَا؟ فَقَالَ: الَّذِي أَدينُ اللهَ بِهِ وَأَوصِيْكُم هُوَ مَا ثَبَّتُّ فِي

كُتُبِي، فَاعمَلُوا بِهِ وَعَلَيْهِ. وَكَلاَماً هَذَا مَعْنَاهُ، وَأَكْثَرَ مِنَ التشهّد وَذَكَرَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- وَمسحَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِهِ، وَغَمَّضَ بصَرَهُ بِيَدِهِ، وَبَسَطَهَا وَقَدْ فَارقَتْ روحُهُ الدُّنْيَا. وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَرَحَلَ مِنْ آمُل لمَّا تَرَعْرَعَ وَحفِظَ القُرْآن، وَسمحَ لَهُ أَبُوْهُ فِي أَسفَاره، وَكَانَ طول حيَاتِهِ يمدُّه بِالشَّيْءِ بعد الشَّيْءِ إِلَى البلدَان، فيقتَات بِهِ، وَيَقُوْلُ فِيْمَا سَمِعْتُه: أَبطأَتْ عَنِّي نفقَةُ وَالدِي، وَاضطُرِرْتُ إِلَى أَنْ فتقتُ كُمَّيْ قَمِيصي فَبِعْتُهُمَا. قُلْتُ: جمع طرق حَدِيْث: غَدِيْر خُمّ، فِي أَرْبَعَةِ أَجزَاء، رَأَيْتُ شَطْرَهُ، فَبهَرَنِي سَعَةُ رِوَايَاته، وَجزمتُ بِوُقُوع ذَلِكَ. قيل لاِبْنِ جَرِيْرٍ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي دَاوُدَ يُمْلِي فِي مَنَاقِب عليّ. فَقَالَ: تكبيرَة مِنْ حَارس. وَقَدْ وَقَعَ بَيْنَ ابْنِ جَرِيْرٍ وَبَيْنَ ابْن أَبِي دَاوُدَ. وَكَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا لاَ يُنْصِفُ الآخر. وَكَانَتِ الحَنَابِلَةُ حزبَ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي دَاوُدَ. فكَثُرُوا وَشَغَّبُوا عَلَى ابْنِ جَرِيْرٍ. وَنَاله أَذَىً، وَلَزِمَ بيتَه، نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الهوَى. وَكَانَ ابْنُ جَرِيْرٍ مِنْ رِجَال الكَمَال، وَشُنِّعَ عَلَيْهِ بِيَسِيْر تشيُّع، وَمَا رأَينَا إلَّا الخَيْر، وَبَعْضُهُم ينْقل عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُجِيز مسحَ الرِّجْلَيْن فِي الْوضُوء، وَلَمْ نَرَ ذَلِكَ فِي كُتُبِه. وَلأَبِي جَعْفَرٍ فِي تآلِيفه عبارَةٌ وَبلاغَة، فَمِمَّا قَاله فِي كِتَاب "الآدَاب النفيسَة وَالأَخلاَق الحمِيدَة": القَوْلُ فِي البيَان عَنِ الحَال الَّذِي يَجِبُ عَلَى العَبْد مرَاعَاةُ حَاله فِيْمَا يَصْدُرُ مِنْ عَمَله للهِ عَنْ نَفْسِه، قَالَ: إِنَّهُ لاَ حَالَةَ مِنْ أَحْوَال المُؤْمِن يَغْفُلُ عدُوُّهُ المُوكلُ بِهِ عَنْ دُعَائِه إِلَى سَبِيلهُ، وَالقُعُود لَهُ رَصَداً بِطرق رَبِّهِ المُسْتقيمَة، صَادّاً لَهُ عَنْهَا، كَمَا قَالَ لربِّه -عزَّ ذِكْرُهُ- إِذْ جَعَلَهُ مِنَ المُنْظَرين: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِم} [الأَعرَاف: 16-17] طَمَعاً مِنْهُ فِي تَصْدِيْقِ ظَنَّهِ عَلَيْهِ إِذْ قَالَ: لربه: {لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} [الإِسرَاء: 62] ، فَحَقٌ عَلَى كُلِّ ذِي حِجَىً أَنْ يُجْهِدَ نَفْسَهُ فِي تَكْذِيب ظَنَّهِ، وَتَخْييْبِهِ مِنْهُ أَمَلَهُ وَسَعْيِهِ فِيْمَا أَرْغَمَهُ، وَلاَ شَيْءَ مِنْ فِعل العَبْد أَبلغُ فِي مكروهِهِ مِنْ طَاعته رَبّهُ، وَعِصْيَانِهِ أَمرَه، وَلاَ شَيْءَ أَسَرُّ إِلَيْهِ مِنْ عِصْيَانِهِ رَبّهُ، وَاتِّبَاعِه أَمرَه. فَكلامُ أَبِي جَعْفَرٍ مِنْ هَذَا النَّمط، وَهُوَ كَثِيْرٌ مُفِيْد. وَقَدْ حَكَى أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوْخِيّ فِي "النشوَار" لَهُ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ منجو القَائِد قَالَ: حَدَّثَنِي غُلاَمٌ لاِبْنِ المزوّق، قَالَ: اشْتَرَى مَوْلاَيَ جَارِيَة، فَزَوَّجَنِيْهَا فَأَحْبَبْتُهَا وَأَبْغَضَتْنِي حَتَّى ضَجِرْتُ، فَقُلْتُ لَهَا: أَنْتِ طَالِقُ ثَلاَثاً، لاَ تُخَاطِبِيْنِي بِشَيْءٍ إلَّا قُلْتُ لَكِ مثلَه، فَكَم أَحتملُكِ؟ فَقَالَتْ فِي الحَال: أَنْتَ طَالِقٌ ثَلاَثاً فَأُبْلِسْتُ، فَدُلِلْتُ

عَلَى مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ، فَقَالَ لِي: أَقِمْ مَعَهَا بَعْدَ أَنْ تَقُولُ لَهَا: أَنْتِ طَالِقٌ ثلاثًا إن طلقتك. فاستحسن هذا الجواب. وذكر شَيْخُ الحَنَابِلَة ابْنُ عَقِيْلٍ، وَقَالَ: وَلَهُ جَوَابٌ آخر: أن يقولها كَقَوْلِها سوَاء: أَنْتَ طَالِقٌ ثَلاَثاً -بِفَتْح التَّاء- فلا يحنث. وقال أبو الفرج بن الجَوْزِيِّ: وَمَا كَانَ يلزمُهُ أَنْ يَقُوْلَ لَهَا ذَاكَ عَلَى الْفَوْر، فَلَهُ التَّمَادِي إِلَى قَبْلِ المَوْت. قُلْتُ: وَلَوْ قَالَ: أَنْتِ طَالِقٌ ثَلاَثاً، وَقَصَدَ الاسْتفهَام أَوْ عَنَى أَنَّهَا طَالِقٌ مِنْ وَثَاق، أَوْ عَنَى الطَّلْقَ لَمْ يَقَعْ طلاَقٌ فِي بَاطِن الأَمْر. وَله جَوَابٌ آخر عَلَى قَاعدَة مُرَاعَاة سَبَب اليَمِين وَنيَّة الحَالف، فَمَا كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَقُوْلَ لَهَا مَا قَالَتْهُ، إِذْ مِنَ المَعْلُوْم بِقَرِيْنَةِ الحَال اسْتثنَاءُ ذَلِكَ قطعاً، لأَنَّه مَا قَصَدَ إلَّا أَنَّهَا إِذَا قَالَتْ لَهُ مَا يُؤذيه أَنْ يُؤذيهَا بِمِثْلِهِ، وَلَوْ جَاوبهَا بِالطَّلاَقِ لَسُرَّتْ هِيَ، وَلتَأَذَّى هُوَ، كَمَا اسْتُثْنِي مِنْ عُموم قَوْله تَعَالَى: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْء} [النَّمْل: 23] ، بقرينَة الحَال أَنَّهَا لم تؤت لحية ولا إِحليلاً. وَمِنَ المَعْلُوْم اسْتثنَاؤُهُ بِالضَّرورَة الَّتِي لَمْ يَقْصِدْهَا الحَالفُ قَطُّ لَوْ حلف: لاَ تقولِي لِي شَيْئاً إلَّا قُلْتُ لَكِ مثلَه، أَنَّهَا لَوْ كَفَرَتْ وَسَبَّتِ الأَنْبِيَاءَ فَلَمْ يُجَاوِبْهَا بِمثلِ ذَلِكَ لأَحسنَ. ثمَّ يَقُوْلُ طَائِفَةٌ مِنَ الفُقَهَاء: إِنَّهُ لَمْ يَحْنَثْ إلَّا أَنْ يَكُوْنَ -وَالعيَاذُ بِاللهِ- قَصَدَ دُخُوْلَ ذَلِكَ فِي يمِينِهِ. وَأَمَّا عَلَى مَذْهَب دَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ، وَابْنِ حَزْمٍ، وَالشِّيْعَة، وَغَيْرهم، فَلاَ شَيْء عَلَيْهِ، وَرأَوا الحلفَ وَالأَيْمَان بِالطَّلاَق مِنْ أَيْمَان اللَّغْوِ، وَأَنَّ اليَمِين لاَ تنعقدُ إلَّا بِاللهِ. وذهبَ إِمَامٌ فِي زَمَانِنَا إِلَى أَنَّ مَنْ حَلَفَ عَلَى حضٍّ أَوْ مَنْعٍ بِالطَّلاَق، أَوِ العِتَاق، أَوِ الحَجِّ وَنحو ذَلِكَ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يمِين، وَلاَ طلاَقَ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ فِي كِتَاب "التبصير فِي معَالِم الدِّيْنِ": القَوْل فِيْمَا أُدْرِكَ علمُهُ مِنَ الصِّفَات خَبراً، وَذَلِكَ نَحْو إِخبارِهِ تَعَالَى أَنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيْرٌ، وَأَنَّ لَهُ يَدَيْنِ بِقَوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان} [المَائِدَة: 64] ، وَأَنَّ لَهُ وَجْهاً بِقَوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّك} [الرَّحْمَن: 27] ، وَأَنَّهُ يَضْحَكُ بِقَوله فِي الحَدِيْثِ: "لَقِيَ اللهَ وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْهِ"، وَ "أَنَّهُ يَنْزِلُ إِلَى سمَاء الدُّنْيَا" لخبر رسوله بذلك، وقال عَلَيْهِ السَّلاَمُ: "مَا مِنْ قَلْبٍ إلَّا وَهُوَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَن" 1 ... إِلَى أَنْ قَالَ: فَإِنَّ هَذِهِ المَعَانِي الَّتِي وُصفت وَنظَائِرهَا مِمَّا وَصَفَ اللهُ نَفْسهُ وَرَسُوْلُه مَا لاَ يَثْبُتُ حَقِيْقَةُ عِلْمِهِ بِالفِكر وَالرَّويَّة، لاَ نُكَفِّرُ بِالجَهْل بِهَا أَحَداً إلَّا بَعْد انتهَائِهَا إِلَيْهِ.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2654" مِنْ حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاص، به. وأخرجه أحمد "4/ 182"، وابن ماجه "199" من حديث النواس بن سمعان، به.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ: أَخْبَرَنَا زَيْنُ الأُمنَاء الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الأَسَدِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الدِّيْنَوَرِيُّ مُسْتَمْلِي ابْنِ جَرِيْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ بِعَقِيدَتِهِ، فَمِنْ ذَلِكَ: وَحَسْبُ امرِئٍ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ رَبّهُ هُوَ الَّذِي عَلَى الْعَرْش اسْتوَى، فَمَنْ تجَاوَزَ ذَلِكَ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ. وَهَذَا "تَفْسِيْر" هَذَا الإِمَام مشحونٌ فِي آيَات الصِّفَاتِ بِأَقوَالِ السَّلَفِ عَلَى الإِثْبَات لَهَا، لاَ عَلَى النَّفِي وَالتَّأْوِيْل، وَأَنَّهَا لاَ تُشْبِهُ صِفَاتِ المَخْلُوْقينَ أَبَداً. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا المُسْلِمُ بنُ أَحْمَدَ المَازِنِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظُ بِبَعْلَبَكَّ سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَة، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحُسَيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَافِظ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الحَسَنِ هِبَةِ اللهِ بنِ الحَسَنِ الأَدِيْب لاِبْنِ دُرَيْد. قُلْتُ: يَرْثِي ابْنَ جَرِيْر: لَنْ تَسْتَطِيْعَ لأَمْرِ اللهِ تَعْقِيْبَا ... فَاسْتَنْجِدِ الصَّبْرَ أَوْ فَاسْتَشْعِرِ الحُوْبَا وَافْزَعْ إِلَى كَنَفِ التَّسْلِيم وَارْضَ بِمَا ... قَضَى المُهَيْمِنُ مَكْرُوْهَا وَمَحْبُوبَا إِنَّ الرزية لا وفر تزعزعه ... أيدي الحوادث تشتيتًا وتشذيبا وَلاَ تفرُّق أُلاَّفٍ يَفُوْتُ بِهِم ... بَيْنٌ يُغَادِرُ حَبْلَ الوَصْلِ مَقْضُوبَا لَكِنَّ فِقْدَانَ مَنْ أَضحَى بِمَصْرَعِهِ ... نُوْرُ الهُدَى وَبهَاءُ العِلْمِ مَسْلُوْبَا إِنَّ المنيَّةَ لَمْ تُتْلِفْ بِهِ رَجُلاً ... بَلْ أَتْلَفَتْ عَلَماً لِلدِّيْنِ مَنْصُوبَا أَهْدَى الرَّدَى للثَّرَى إِذْ نَالَ مُهْجَتَهُ ... نَجْماً عَلَى مَنْ يُعَادِي الحَقَّ مَصْبُوبَا كَانَ الزَّمَانُ بِهِ تَصْفُو مَشَارِبُهُ ... فَالآنَ أَصْبَحَ بِالتَّكْدِيْرِ مَقْطُوبَا كَلاَّ وَأَيَّامُهُ الغُرُّ الَّتِي جَعَلَتْ ... لِلْعِلْمِ نُوْراً وَلِلتَّقْوَى مَحَارِيْبَا لاَ يَنْسَرِي الدَّهْرُ عَنْ شِبْهٍ لَهُ أَبَداً ... مَا اسْتَوْقَفَ الحَجُّ بِالأَنصَابِ أُرْكُوبَا إِذَا انتَضَى الرَّأْي فِي إِيضَاحِ مُشْكِلَةٍ ... أَعَادَ مَنْهَجَهَا المَطْمُوْسَ مَلْحُوبَا لاَ يُوْلِجُ اللَّغْو وَالعَوْرَاء مَسْمَعَهُ ... وَلاَ يُقَارِفُ مَا يُغْشِيْهِ تَأْنِيْبَا تَجْلُو مَوَاعِظُهُ رَيْنَ القُلُوبِ كَمَا ... يَجْلُو ضِيَاءَ سَنَا الصُّبْحِ الغَيَاهِيْبَا لاَ يَأْمَنُ العَجْزَ وَالتَّقْصِيْرَ مَادِحُهُ ... وَلاَ يَخَافُ عَلَى الإِطنَابِ تكذيبا

وَدَّتْ بِقَاعُ بِلاَدِ اللهِ لَوْ جُعِلَتْ ... قَبْراً لَهُ لَحَبَاهَا جِسْمُهُ طِيْبَا كَانَتْ حَيَاتُكَ لِلدُّنْيَا وَسَاكِنِهَا ... نُوْراً فَأَصْبَحَ عَنْهَا النُّوْرُ مَحْجُوْبَا لَوْ تَعْلَمُ الأَرْضُ مَنْ وَارَتْ لَقَدْ خَشَعَتْ ... أَقْطَارُهَا لَكَ إِجلاَلاً وَتَرْحِيْبَا إِنْ يَنْدِبُوْكَ فَقَدْ ثُلَّتْ عُرُوْشُهُمُ ... وَأَصْبَحَ العِلْمُ مَرْثِياً وَمَنْدُوبَا وَمِنْ أَعَاجِيْبِ مَا جَاءَ الزَّمَانُ بِهِ ... وَقَدْ يُبِيْنُ لَنَا الدهر الأعاجيبا أَنْ قَدْ طَوَتْكَ غُمُوْضُ الأَرْضِ فِي لِحفٍ ... وَكُنْتَ تَمْلأُ مِنْهَا السَّهْلَ وَاللُّوبَا قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: تُوُفِّيَ ابْنُ جَرِيْرٍ عَشِيَّة الأَحَدِ لِيَوْمَيْنِ بَقِيَا مِنْ شَوَّال سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَدُفِنَ فِي دَارهِ بِرَحْبَةِ يَعْقُوْب -يَعْنِي: بِبَغْدَادَ. قَالَ: وَلَمْ يُغَيِّر شَيْبَه، وَكَانَ السَّوَادُ فِيْهِ كَثِيْراً، وَكَانَ أَسمر إِلَى الأُدْمَةِ، أَعْيَنَ، نَحِيْفَ الجِسْمِ، طَوِيْلاً، فَصِيْحاً، وَشَيَّعَهُ مَنْ لاَ يُحْصِيْهُم إلَّا اللهُ تَعَالَى، وصلَّى عَلَى قَبْره عِدَّة شهورٍ ليلاً وَنهَاراً إِلَى أَنْ قَالَ: وَرثَاهُ خلقٌ مِنَ الأَدباء وَأَهْل الدِّين، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْل أَبِي سَعِيْدٍ بن الأَعْرَابِيّ: حَدَثٌ مُفْظِعٌ وَخَطْبٌ جَلِيْلٌ ... دَقَّ عَنْ مِثْلِهِ اصْطِبَارُ الصَّبُورِ قَامَ نَاعِي العُلُومِ أَجْمَعِ لمَّا ... قَامَ نَاعِي مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ

محمد بن جرير بن رستم وعلى بن سراج

محمد بن جرير بن رستم وعلى بن سراج: 2695- مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرِ بنِ رُسْتُمَ 1: أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِيّ: هُوَ مِنَ الرَّوَافض، صَنّف كتباً كَثِيْرَة فِي ضلاَلتهِم، لَهُ كِتَاب: "الرُّوَاة عَنْ أَهْلِ البَيْت"، وَكِتَاب: "الْمُسْتَرْشِد في الإمامة". نقلته من خط الصائن. 2696- علي بن سراج 2: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ، أَبُو الحَسَنِ بنُ أَبِي الأَزْهَر الحَرَشِيّ مَوْلاَهُمُ المِصْرِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، جَال وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازل. وَأَخَذَ عَنْ أَبِي عُمَيْر عِيْسَى بن النَّحَّاسِ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي زيدُوْنَ القَيْسَرَانِيّ، وَيُوْسُف بن بَحْر، وَسَعِيْد بن عَمْرٍو السَّكُوْنِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الأَشْعَث، وَفهد بن سُلَيْمَانَ، وَأَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَنَزَلَ بَغْدَادَ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبُو بَكْرٍ الجِعَابِيّ، وَأَبُو عَمْرٍو بن حمدان، وعلي ابن عمر السكري، وآخرون. قال الدراقطني: كَانَ يَحْفَظ الحَدِيْث. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ عَارِفاً بِأَيَّام النَّاس وَأَحْوَالِهم، حَافِظاً. وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ ثمان وثلاث مائة في ربيع الأول. إِلاَ أَنَّ الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ: كَانَ يشربُ وَيَسكر. كتب إِلَيْنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ المُعَلِّم، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ القَاضِي، أَخْبَرَنَا محمد بن علي العباسي، أخبرنا علي ابن عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ سِرَاج الحَافِظ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْر الرَّمْلِيّ، حَدَّثَنَا روَّاد بن الجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ بَشِيْر، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! رَآنِي رَجُلٌ وَأَنَا أُصَلِّي فِي السِّرِّ، فسرَّنِي ذَلِكَ. قَالَ: "لَكَ أَجرَان: أجر السر، وأجر العلانية".

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "3/ 499"، ولسان الميزان "5/ 103". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 431"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 757"، وميزان الاعتدال "3/ 131" ولسان الميزان "4/ 230"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 252".

عبد الرحمن بن الحسين

2697- عبد الرحمن بن الحسين: ابن خالد، القَاضِي العَلاَّمَة، شَيْخُ أَهْلِ الرَّأْي بِخُرَاسَانَ، أَبُو سَعِيْدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ، الحَنَفِيُّ. سَمِعَ: الحَسَنَ بنَ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ، وَمُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ، وَعَلِيَّ بنَ سلمَة اللَّبَقِيّ، وَسَعْدَانَ بن نَصْرٍ، وَأَقرَانَه بِبَغْدَادَ، وَأَبَا زُرْعَةَ، وَأَبَا حَاتِم بِالرَّيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ القَاضِي عَبْدُ الحَمِيْدِ، وَأَحْمَد بن هَارُوْنَ الفَقِيْه، وَطَائِفَة. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: كَانَ إِمَام أَهْل الرَّأْي فِي عصرِهِ بِلاَ مدَافعَة. قُلْتُ: مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِنَيْسَابُوْرَ عَنْ نَيِّف وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْن خُزَيْمَةَ وَاقع، بِحَيْثُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ صنعَ تِلْكَ المأْدُبَة -الَّتِي مَا سُمِعَ لشيْخ بِمثلهَا، وَشهدهَا أَلوف مِنَ التُّجَّار وَالفُقَهَاء- إِثر وَفَاة هَذَا القَاضِي. رَحِمَ اللهُ الجميع.

ابن جابر وابن مكرم والقطان

ابن جابر وابن مكرم والقطان: 2698- ابن جابر 1: الإِمَامُ المجتهدُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ جَابِرٍ البَغْدَادِيُّ الفَقِيْهُ، الثَّبْتُ. يروِي فِي "الخلاَفيَّات" عَنِ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي الرَّبِيْع، وَالرَّمَادِيّ. وَعَنْهُ: الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ الزُّهْرِيّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ عشر وثلاث مائة. 2699- ابن مكرم 2: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ الحجَّةُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنُِ مُكرم البَغْدَادِيّ، نَزِيْلُ البَصْرَةِ. سَمِعَ: بِشْرَ بنَ الوَلِيْدِ الكِنْدِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ بَكَّارٍ بنِ الرَّيَّانِ، وَعُبَيْدَ اللهِ القَوَارِيْرِيّ، وَمَنْصُوْرَ بنَ أَبِي مزَاحِم، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَد العَطَّار، وَابْنُ عَدِيٍّ، وَالطَّبَرَانِيّ، وَالحَسَنُ بن علي القطان، وأهل البصرة. قال الدراقطني: ثِقَة. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ فَهْد: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ بَغْدَادَ أَحَدٌ أَعْلَم بِالحَدِيْثِ مِنِ ابْنِ مُكرم. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ بِضْعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. أَكْثَر عَنْهُ الطبراني. 2700- القطان: الحَافِظُ المُسْنِدُ الثِّقَةُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ بنِ الأَزْرَق الرَّقِّيّ المَالِكِيُّ القَطَّان الجَصَّاص، رحَّال مُصَنِّف. سَمِعَ: هِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ هِشَام الغَسَّانِيّ، وَالوَلِيْدَ بن عتبة، وَإِسْحَاقَ بنَ مُوْسَى الخَطْمِيّ، وَمخلدَ بنَ مَالِك، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: جَعْفَر الخُلْدِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ السُّنِّيّ، وَأَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عدَيّ، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ وَخَلْق. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. تُوُفِّيَ فِي حدود سنة عشر وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 53". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 233"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 165"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 736"، والعبر "2/ 144"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 258".

الطوسي

2701- الطوسي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ نَصْر بن مَنْصُوْرٍ الطُّوْسِيّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى، وَأَحْمَدَ بن حَفْص بن عَبْدِ اللهِ، وَأَحْمَدَ بن الأَزْهَرِ، وَالفَضْل بن عَبْدِ اللهِ بنِ خرَّم الهَرَوِيّ، وَبُندَاراً، وَابْنَ مُثَنَّى، وَإِسْحَاقَ بنَ شَاهِيْن، وَابْنَ عَرَفَةَ، وَالزَّعْفَرَانِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَمْرِو بنِ أَبِي مَذْعُوْر، وَأَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجّ، وَابْنَ المُقْرِئ، وَطَبَقَتهُم. وَحَدَّثَ بِقَزْوِين كرَّتين. رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَيْسَانِيّ، وَابْنُ سَلَمَةَ القَطَّان، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ يَزِيْدَ الفَامِيّ، وَعِدَّة. وَكَتَبَ عَنْهُ شَيْخه أَبُو حاتم. قَالَ الخَلِيْلِيّ: ثِقَة، عَالِم بِهَذَا الشَّأْن. سُئِلَ عَنْهُ ابْن أَبِي حَاتِمٍ، فَقَالَ: ثِقَةٌ معتمدٌ عَلَيْهِ. قَالَ الخَلِيْلِيّ: أَدْرَكْت مِنْ أَصْحَابه نَحْو عَشْرَة. وَلَهُ تَصَانِيْف حِسَان. وَقَالَ الحَاكِمُ: يُعْرَفُ بِكردَوْش. وَقَالَ أَبُو النَّضْر الفَامِيّ: يُعرفُ بِمُكردش. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَهْلٍ الصُّعْلُوْكِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْس. تُوُفِّيَ عَلَى مَا قَاله الحَاكِم: بِطُوْسَ، سنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ الخَلِيْلِيّ: مَاتَ فِي طَرِيْق الغَزْو سنة ثمان وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "143-144"، وتاريخ أصبهان "1/ 262"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 780"، وميزان الاعتدال "1/ 509"، ولسان الميزان "2/ 232"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 264".

الوليد بن أبان والخزاعي

الوليد بن أبان والخزاعي: 2702- الوليد بن أبان 1: ابن بونة، الحَافِظُ المُجَوِّدُ العَلاَّمَةُ، أَبُو العَبَّاسِ الأَصْبَهَانِيّ، صَاحِبُ "المُسْنَدِ الكَبِيْر" وَ"التَّفْسِيْر". حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ الفُرَاتِ، وَعَبَّاس الدُّوْرِيّ، وَأُسِيْد بن عَاصِمٍ، وَيَحْيَى بنِ عَبْدك القَزْوِيْنِيّ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخ، وَالطَّبَرَانِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مَخْلَدٍ، وَأَحْمَد بن عُبَيْد اللهِ بن مَحْمُوْدٍ، وَالأَصْبَهَانيُّون. مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ بِضْع وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو الشَّيْخ كَثِيْراً فِي تآلِيفه، وَكَانَ بَصِيْراً بِهَذَا الشَّأْن، لاَ يقعُ لَنَا حَدِيْثه إلَّا بِنُزول. 2703- الخُزَاعِيُّ 2: الإِمَامُ المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بن نَافِعٍ الخُزَاعِيُّ المَكِّيُّ، شَيْخ الحَرَمِ، جوَّد القُرْآن عَلَى البَزِّي، وَعَبْدِ الوَهَّابِ بن فُلَيْحٍ. وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيّ بِـ"مسنَده"، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ زُنْبور، وَأَبِي الوَلِيْدِ الأَزرقِيّ. وَكَانَ مُتْقِناً، ثِقَةً، ذكر أَنَّهُ تَلاَ عَلَى ابْنِ فُلَيْحٍ مائَةً وَعِشْرِيْنَ خَتمَة. وَلَهُ مصنَّفَات فِي القرَاءات. قرأَ عَلَيْهِ: ابْن شَنَبُوذ، وَالمُطَّوِّعِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الزَّيْنَبِيّ، وَعِدَّة. وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُقْرِئُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الأَنطَاكِيُّ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ بِمَكَّةَ فِي ثَامن رَمَضَان، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 334"، والإكمال لابن ماكولا "1/ 371"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة رقم 776"، والعبر "2/ 147"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 206"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 261". 2 ترجمته في العبر "2/ 136"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 403"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 252".

المنبجي والبلخي

المنبجي والبلخي: 2704- المنبجي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، القُدْوَةُ العَابِدُ، أَبُو بَكْرٍ، عُمَرُ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعْدِ بنِ سِنَان الطَّائِيّ المَنْبِجِيّ. سَمِعَ: أَبَا مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَدُحَيْماً، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي شُعَيْب الحَرَّانِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ قُدَامَةَ، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ، وَعَبْدَان بنُ حُمَيْدٍ المَنْبِجِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ المَنْبِجِيّ، وَأَبُو الأَسد مُحَمَّد بن إِليَاس البَالِسِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ قَدْ صَام النَّهَار وَقَامَ اللَّيْل ثَمَانِيْنَ سَنَةً، غَازياً مرَابطاً -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- لم أَظفر لَهُ بوَفَاة. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصَّالِحيّ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ الأَسَدِيّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَبِي العَلاَءِ الفَقِيْه، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الوَلِيْدِ بِمَنْبِج، حَدَّثَنَا أَبُو الأَسد مُحَمَّدُ بنُ إِليَاس، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ سَعِيْدٍ المَنْبِجِيّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ دُحَيْم، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ المُنْذِر، سَمِعَ القَاسِمَ بن مُحَمَّد يُحَدِّثُ عَنْ: مُعَاوِيَةَ: أَنَّهُ أَرَاهُم وضوءَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمَّا بَلَغَ مَسْحَ الرَّأْسِ وَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى مُقَدَّم رَأْسِه، ثُمَّ مرَّ بِهِمَا حَتَّى بَلَغَ القَفَا، ثُمَّ رَدَّهُمَا حَتَّى بَلَغَ المَكَان الَّذِي مِنْهُ بدأَ. غَرِيْب، وَالقَاسِم هَذَا: ثَقَفِيٌّ من أهل دمشق. رَوَى عَنْهُ أَيْضاً: قَيْسُ بنُ الأَحْنَف. 2705- البَلْخِيُّ 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثَّبْتُ، أَبُو العَبَّاسِ، حَامِدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْبِ بنِ زُهَيْرٍ البَلْخِيّ ثُمَّ البَغْدَادِيّ، المُؤَدِّب. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ بَكَّار بن الرَّيَّانِ، وَعُبَيْد اللهِ القَوَارِيْرِيّ، وَسُرَيْج بن يُوْنُسَ، وَطَبَقَتهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الجِعَابِيّ، وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ الوَرَّاق، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاق، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرهُ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ من بقايا المسندين.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 259". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 169"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 164"، والعبر "2/ 144".

ابن ميسر والحاسب وابن قتيبة

ابن ميسر والحاسب وابن قتيبة: 2706- ابن ميسر 1: شَيْخُ المَالِكِيَّةِ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدِ بنِ مُيَسَّر، الفَقِيْهُ الإِسْكَنْدَرَانِيّ، صَاحِبُ ابْن الموَّاز، وَرَاوِي كِتَابه. صَنّف التَّصَانِيْف، وَانتهتْ إِلَيْهِ رِئاسَةُ المَذْهَب بِمِصْرَ. تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ حَدَّثَ عن يزيد بن سعيد الإسكندراني. 2707- الحاسب 2: الثِّقَةُ المُتْقِنُ، أَبُو أَحْمَدَ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُوْسَى البَغْدَادِيُّ الحَاسِب. سَمِعَ: بِشْر بن الوَلِيْدِ، وَجُبارَة بن المغَلِّس، وَالقَوَارِيْرِيّ. وَعَنْهُ: ابْنُ المُظَفَّر، وَأَبُو بَكْرٍ الوَرَّاق. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2708- ابن قتيبة 3: الإِمَامُ الثِّقَةُ، المُحَدِّثُ الكَبِيْرُ، أَبُو العَبَّاسِ، مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَة بن زِيَادَة اللَّخْمِيُّ العسقلاني. سَمِعَ: صَفْوَانَ بنَ صَالِحٍ، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ هِشَام الغَسَّانِيّ، وَيَزِيْد بن عَبْدِ الله بن موهب الرملي، ومحمد ابن رُمْح، وَعِيْسَى بن حَمَّادٍ، وَحَرْمَلَة بن يَحْيَى، ومحمد بن يحيى الزماني، وعدة.

_ 1 ترجمته في حسن المحاضرة للسيوطي "1/ 449". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 296"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 160". 3 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 765"، والعبر "2/ 147"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 260".

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو هَاشِمٍ المُؤَدِّب، وَالقَاضِي يُوْسُفُ بن القاسم الميانجي، وأبو بكر ابن المُقْرِئِ، وَآخَرُوْنَ. أَكْثَر عَنْهُ ابْنُ المُقْرِئُ، وَكَانَ مسنِدَ أَهْل فِلَسْطِيْن، ذَا مَعْرِفَة وَصِدق. فَارقه ابْنُ المُقْرِئُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فَلَعَلَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ عشر، أَوْ نحوهَا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ، وَسُلَيْمَانُ بنُ أَبِي عُمَرَ، وَغيرُهُمَا قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّحْوِيّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ قُتَيْبَة، وَأَبُو عَرُوْبَةَ، وَابْن جَوْصَاء قَالُوا: حَدَّثَنَا كَثِيْر بن عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "دَخَلَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا أَلعبُ بِالبَنَاتِ" 1. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلت الدَّارَقُطْنِيّ عَنِ ابْنِ قُتَيْبَة اللخمي فقال: ثقة.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6130"، ومسلم "2440"، وأبو داود "4931"، وابن ماجه "1982".

عبد الله بن عروة

2709- عبد الله بن عروة 1: الحَافِظُ الإِمَامُ البَارِعُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الهَرَوِيّ، مُصَنِّف كِتَاب: "الأَقضيَة". سَمِعَ: أَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجَّ، وَالزَّعْفَرَانِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الوَلِيْدِ البُسْرِيّ، وَالحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الأَزْهَرِيّ اللُّغَوِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السَّيَّارِيّ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ البَزَّار، وَأَهْل هَرَاة. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الخَلاَّلِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ خُميرَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الأَزْهَر إِمْلاَءً، أخبرنا عبد الله ابن عُرْوَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ، عَنْ غُنْدَر، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الحَكَم، عَنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، عَنْ مَرْوَانَ بن الحَكَمِ، قَالَ: "شهدتُ عُثْمَانَ وَعَلِيّاً بِمَكَّةَ وَالمَدِيْنَةَ، وَعُثْمَانُ ينَهَى عَنِ المُتْعَةِ وَأَن يَجْمَعَ بينهُمَا، فَلَمَّا رَأَى عليّ ذَلِكَ أَهْلَّ بِهِمَا فَقَالَ: لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَة. فَقَالَ عُثْمَانُ: ترَانِي أَنَهَى النَّاس وَأَنْت تَفْعَلُهُ! قَالَ: لَمْ أَكُنْ لأَدَعَ سُنَّةِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَوْلِ أَحَدٍ مِنَ الناس"2.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 779"، والعبر "2/ 148"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 262". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1563".

ابن النفاح والسجزي

ابن النفاح والسجزي: 2710- ابن النَّفَّاح 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثَّبْتُ، المُجَوِّدُ الزَّاهِدُ القُدْوَةُ، أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ النَّفَّاحِ بنِ بَدْرٍ البَاهِلِيُّ البَغْدَادِيُّ، نَزِيْلُ مِصْر وَمُحَدِّثُهَا. سَمِعَ: إِسْحَاقَ بنَ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَأَحْمَدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيّ، وَحَفْصَ بنَ عُمَرَ الدُّوْرِيّ المُقْرِئ، وَأَخَذَ عَنْهُ الحُرُوْف، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، وَعُبَيْدُ الله بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ البَزَّاز، وَأَبُو الطَّيِّبِ العَبَّاسُ بنُ أَحْمَدَ الهَاشِمِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُهَنْدِس، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، صَاحِب حَدِيْثٍ، متقلِّلاً مِنَ الدُّنْيَا. وَقَالَ الحَافِظُ حَمْزَةُ الكِنَانِيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدٍ البَاهِلِيّ يَقُوْلُ: بضَاعَتِي قَلِيْلَة، وَاللهُ يجعلُ فِيْهَا البَرَكَة. قُلْتُ: وَقَدْ سَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ مَحْمُوْد بنِ خَالِدٍ، وَجوَّد القُرْآن عَلَى أَبِي عُمَرَ الدُّوْرِيّ، وَعَاشَ بِضْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. 2711- السجزي: الإِمَامُ الحَافِظُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَزْهَر بن حُرَيْثٍ السِّجْزِيّ. عَنْ: سَعِيْدِ بنِ يَعْقُوْبَ الطَّالْقَانِيّ، وَعَلِيِّ بنِ حُجْر، وَأَبِي حَفْصٍ الفَلاَّس، وَمُحَمَّدِ بنِ رَافِعٍ، وَالكَوْسَجِ. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَطَائِفَة. لكنَّه وَاهٍ، ذكرتُهُ فِي "المِيزَان". تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَتعجَّب مِنْ حِفْظِهِ وَمذَاكرته، وَاتَّهَمَهُ. فَأَمَّا الثِّقَة أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل السِّجِسْتَانِيّ نَزِيْلُ دِمَشْقَ، فَيَرْوِي عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ المُقْرِئ، وَعَلِيِّ بنِ خَشْرَمَ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الدَّرِامِيّ، وَطَبَقَتهِم. وَعَنْهُ: جُمَحُ، وَالرَّبَعِيّ، وَابْنُ حِبَّان، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَالقَاضِي الأَبْهَرِيّ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 214"، والمنتظم "6/ 204"، والعبر "2/ 159"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "1/ 99"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 216"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 269".

الخلال

2712- الخلال 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ الفَقِيْهُ، شَيْخُ الحَنَابِلَةِ وَعَالِمُهُم، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ بن يَزِيْدَ البَغْدَادِيُّ الخَلاَّل. وُلِدَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، أَوْ فِي الَّتِي تلِيهَا، فيجوزُ أَنْ يَكُوْنَ رَأَى الإِمَام أَحْمَد، وَلَكِنَّهُ أَخذ الفِقْه عَنْ خلقٍ كَثِيْرٍ مِنْ أَصْحَابه، وَتلمذ لأَبِي بَكْرٍ المَرُّوْذِيّ. وَسَمِعَ مِنَ: الحَسَن بن عَرَفَةَ، وَسَعْدَان بن نَصْرٍ، وَيَحْيَى بن أَبِي طَالِبٍ، وَحَرْبِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الكَرْمَانِيّ، وَيَعْقُوْبَ بنَ سُفْيَان الفَسَوِيّ -لقِيه بفَارس- وَأَحْمَدَ بنِ مُلاعِب، وَالعَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيِّ، وَأَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيّ، وَعَلِيِّ بنِ سَهْلِ بنِ المُغِيْرَةِ البَزَّاز، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيِّ، وَأَبِي يَحْيَى زَكَرِيَّا بن يَحْيَى النَّاقِد، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عبيد الله بن المُنَادِي، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَالحَسَنِ بنِ ثوَاب المُخَرِّمِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ المَيْمُوْنِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن إِسْحَاقَ الحَرْبِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَوْفٍ الطَّائِيّ، وَإِسْحَاقَ بنِ سَيَّارٍ النَّصِيْبِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الصَّاغَانِيّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَرَحَلَ إِلَى فَارس، وَإِلَى الشَّامِ، وَالجَزِيْرَة يتطلَّب فِقْهَ الإِمَام أَحْمَد وَفتَاويَه وَأَجوبته، وَكَتَبَ عَنِ الكِبَار وَالصِّغَار، حَتَّى كتب عَنْ تَلاَمِذَتِهِ، وَجمع فَأَوعَى، ثُمَّ إِنَّهُ صَنَّف كتاب

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 112"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 174"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 778"، والعبر "2/ 148"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 99"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 209"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 261".

"الجَامِع فِي الفِقْه" مِنْ كَلاَم الإِمَام، بِأَخْبَرَنَا وحدثنا، يَكُوْن عِشْرِيْنَ مُجَلَّداً، وَصَنَّفَ كِتَاب "الْعِلَل" عَنْ أحمد فِي ثَلاَث مُجَلَّدَات، وَأَلف كِتَاب "السُّنَّة، وَأَلْفَاظ أَحْمَد، وَالدليل عَلَى ذَلِكَ مِنَ الأَحَادِيْث" فِي ثَلاَث مُجَلَّدَات، تَدُلُّ عَلَى إِمَامته وَسَعَة عِلْمِهِ، وَلَمْ يَكُنْ قبلَه لِلإِمَام مَذْهَبٌ مستقلٌ، حَتَّى تتبَّع هُوَ نُصُوص أَحْمَد، وَدوَّنهَا، وَبَرْهَنَهَا بَعْد الثَّلاَث مائَة، فَرَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ شَهْرَيَار: كُلُّنَا تبعٌ لأَبِي بَكْرٍ الخَلاَّل، لَمْ يسبِقْهُ إِلَى جمع علم الإِمَام أَحْمَد أَحَد. قُلْتُ: الرِّوَايَةُ عَزيزَةٌ عَنْهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَر -غُلاَم الخَلاَّل- وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَطَائِفَة. قَالَ الخَطِيْبُ فِي "تَارِيْخِهِ": جَمَعَ الخَلاَّل عُلُوْمَ أَحْمَدَ وَتَطَلَّبَهَا، وَسَافَرَ لأَجلهَا، وَكَتَبَهَا، وَصَنَّفَهَا كتباً، لَمْ يَكُنْ -فِيْمَنْ يَنْتحل مَذْهَب أَحْمَد- أَحَد أَجمعَ لِذَلِكَ مِنْهُ. قَالَ: لِي أَبُو يَعْلَى بنُ الفَرَّاء: دُفن أَبُو بَكْرٍ الخَلاَّل إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ المَرُّوْذِيّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ سبعٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً، وَيُقَالُ: بَلْ نَيَّفَ عَلَى الثَّمَانِيْنَ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ يُوْنُسَ، وَعِيْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ محمد الحافظ، أخبرنا المبارك ابن عَبْدِ الجَبَّارِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا المَرُّوْذِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ سُفْيَان بنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: فِكْرُكَ فِي رِزْقِ غَدٍ يَكْتُبُ عَلَيْكَ خطيئة.

أبو جعفر بن حمدان

2713- أبو جعفر بن حمدان 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الزَّاهِدُ القُدْوَةُ، المجَابُ الدَّعوَة، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ حَمْدَانَ بنِ عَلِيِّ بنِ سِنَان الحِيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَالدُ الشَّيْخَيْن: أبي العباس محمد، وأبي عمرو محمد.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 115"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 176"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 762"، والعبر "2/ 147"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 360"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 261".

مَوْلِدُهُ فِي حُدُوْدِ الأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، أَوْ قَبْل ذَلِكَ. وَسَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ الأَزْهَر، وَعَبْدَ اللهِ بنَ هَاشِمٍ الطُّوْسِيّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ بِشْر، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيّ، فَمَنْ بَعْدهُم بِبَلَدِهِ، وَارْتَحَلَ وَحَجّ. وَأَخَذَ عَنْ: أَبِي يَحْيَى بن أَبِي مَيْسَرَة، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ أَبِي غرَزَة الغِفَارِيّ، وَإِسْمَاعِيْل القَاضِي، وَعُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيّ، وَالحَسَن بنِ عَلِيِّ بنِ زِيَادٍ، وَمُعَاذ بن نجدَة، وَأَمثَالِهِم. وَارْتَحَلَ بِوَلَدِهِ أَبِي العَبَّاسِ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ البَجَلِيِّ وَغَيْرهُ، ثُمَّ ارْتَحَلَ بِابْنه أَبِي عَمْرٍو إِلَى الحَسَنِ بنِ سُفْيَان وَأَقرَانِه، وَصَنَّفَ "الصَّحِيْحَ" المستخرجَ عَلَى "صَحِيْح مُسْلِم" وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الحِيْرِيُّ الزَّاهِدُ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَةَ، وَابْنَاهُ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بنَ حَمْدَان يَقُوْلُ: لما بلغ أبي من كتَاب مُسْلِم إِلَى حَدِيْث مُحَمَّد بن عَبَّاد، عَنْ سُفْيَانَ: "يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا" 1 لَمْ يجدْه عِنْد أَحَد عَنِ ابْنِ عَبَّادٍ، فَقِيْلَ لَهُ: هُوَ عِنْدَ أَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيّ، عَنِ ابْنِ عَبَّادٍ: فَرَحَلَ إِلَيْهِ قَاصداً مِنْ نَيْسَابُوْر لسَمَاع هَذَا الحَدِيْث. قُلْتُ: وَرَحَلَ لأَجل وَلَدَيْهِ، قَالَ: وَخَرَجَ أَبِي -عَلَى كِبَرِ السِّنّ- إِلَى جُرْجَان ليسمعَ مِنْ عِمْرَان بن مُوْسَى بن مجَاشِع حَدِيْثَ سُوَيْد بن سَعِيْد، عَنْ حَفْص بن مَيْسَرَةَ، "عَنْ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ"، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ إِذْ أَتَاهُم آتٍ...." وَذَكَرَ الحَدِيْثَ2، وَسَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كُلّ مَا قَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ لِي فُلاَن، فَهُوَ مُنَاولَةٌ وَعَرْض. وَسَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو يَقُوْلُ: كَانَ أَبِي يُحْيي الليل.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1733" "7". 2 صحيح: أخرجه مالك "1/ 195"، والبخاري "403"، ومسلم "526"، من طريق عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال: بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة".

الحَاكِم: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ الشُّعَيْبِيّ، سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بن حَمْدَان يَقُوْلُ: عرضتُ هَذَا الحَدِيْث -يَعْنِي: الحَدِيْث الَّذِي أَسنده بَعْد- عَلَى ابْنِ عُقْدَة، فَقَالَ: حَدَّثْنَاهُ شَيْخٌ طُوَالٌ يُقَال لَهُ: ابْن سِنَانٍ، فَقُلْتُ: ذَاكَ أَبِي. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ: أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيّ، حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الأَزْهَر بن مَنِيْعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: طَلَّقْتُ امرأَتِي وَهِيَ حَائِض، فسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ عُمَرُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيْضَ حَيْضَةً أُخْرَى ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ يُطَلِّقهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا إِنْ شَاءَ أَوْ يُمْسِكهَا، فَإِنَّ تِلْكَ العِدَّة الَّتِي أَمَرَ اللهُ أَنْ تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاء" 1. رَوَاهُ الحَاكِم، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الحِيْرِيّ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوّ. وَبِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَبُو جَعْفَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ. وَبِهِ: قَالَ: وأَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ النَّرْسِيّ، حَدَّثَنَا القَطَّانُ، عَنْ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَيَّرَ اسْمَ عَاصِيَةَ، وَقَالَ: "أَنْتِ جَمِيْلَة". وَبِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ الأَنْمَاطِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى القَطَّان بِهَذَا. خَرَّجَهُ مُسْلِم عَنْ أَبِي قُدَامَةَ السَّرَخْسِيّ. قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ: صحبَ الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ أَبَا حَفْص النَّيْسَابُوْرِيّ، وَالشَّاهَ بنَ شُجَاع، وَكَانَ الجُنَيْد يُكَاتِبهُ، وَكَانَ أَبُو عُثْمَانَ الحِيْرِيّ يَقُوْلُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى سُبل الخَائِفين فليَنْظُرْ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ أَبِي في سنة إحدى عشرة وَثَلاَثِ مائَةٍ، قَبْل ابْن خُزَيْمَةَ بِأَيَّام، وَكَانَ أَبِي يَخْتلف مَعَ أَبِي عُثْمَانَ إِلَى أَبِي حَفْصٍ النَّيْسَابُوْرِيّ مُدَّة. قُلْتُ: مَاتَ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي ثَانِي ذِي القَعْدَةِ مِنْ سَنَة إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ كَانَ الإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ ذِكرُهُ يَملأُ الْفَم. خلَّفَ وَلدين مَشْهُورَيْن: أَبَا العَبَّاسِ بنَ حَمْدَان -شَيْخَ خُوَارزم- وَمسنِدَ نيسابور أبا عمرو بن حمدان.

_ 1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "5251"، وَمُسْلِمٌ "1471"، وَأَبُو دَاوُدَ "2179-2185"، وَالتِّرْمِذِيُّ "1175"، وَالنَّسَائِيُّ "6/ 137-141"، وأحمد "2/ 26 و 43 و51 و54 و58".

ابن الأشقر وأبو قريش

ابن الأشقر وأبو قريش: 2714- ابن الأشقر 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّدُوْقُ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الخَلِيْل بن الأَشْقَر، رَاوِي "التَّارِيْخ الصَّغِيْر" لِلْبُخَارِيِّ عَنْ مُؤلِّفه، كَانَ مُحَدِّثاً، معمَّراً، إِمَاماً، مُفْتِياً. سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ لُوَيْن، وَالحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ، وَيُوْسُفَ بن مُوْسَى القَطَّان، وَالحُسَيْن بن مَهْدِيٍّ، وَرَجَاء بن مُرَجَّى، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَجِبْرِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَمَذَانِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّويَه، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شاهين، ومحمد بن جعفر ابن يُوْسُفَ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ زَنْبيل، وَجَمَاعَة. وَوَلِيَ قَضَاءَ كَرْخَ بَغْدَاد. وَقَدْ حدَّث بهمذَان وَبِأَصْبَهَانَ، وَرِوَايَاتُهُ فِي أَهْل تِلْكَ النَّوَاحِي. تُوُفِّيَ سنة بضع عشرة وثلاث مائة. 2715- أبو قريش 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ، أَبُو قُرَيْش، مُحَمَّدُ بنُ جُمعَة بن خَلَفٍ القُهُسْتَانِيُّ الأَصَمُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ: أَبَا مُسْلِمٍ القُهُستَانِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ حُمَيْد الرَّازِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ مَنِيْع، وَأَبَا كُرَيْبٍ مُحَمَّد بن العلاء، ويحيى بن سليمان ابن نَضْلَة، وَمُحَمَّدَ بن زُنْبور، وَعَبْد الجَبَّارِ بن العَلاَءِ العَطَّار، وَسَعِيْد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَخْزُوْمِيّ، وَيَحْيَى بن حَكِيْمٍ، وَأَحْمَد بن المِقْدَامِ العِجْلِيّ، وَمُحَمَّد بن المُثَنَّى، وَسَلْم بن جُنَادَةَ، وَمُحَمَّد بن سَهْلِ بنِ عَسْكَرٍ، وَسَلَمَة بن شَبِيْبٍ، وَطَبَقَتهُم بِالرَّيِّ، وَالكُوْفَة، وَالبَصْرَة، وَالحِجَاز. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ يَعْقُوْبَ الأَخْرَم، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَلِيٍّ

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 27"، وتاريخ بغداد "10/ 117". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 169"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 767"، والعبر "2/ 158"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 309"، والنجوم الزاهرة "3/ 215"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 268".

الرَّازِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ يَعْقُوْبَ الحَجَّاجِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو سَهْلٍ الصُّعْلوكِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بالُويه، وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ أَبُو قُرَيْش مِنَ الحُفَّاظِ المُتْقِنِيْنَ، كَثِيْرَ السَّمَاع وَالرِّحلَة، جمع المسنَدَين عَلَى الرِّجَال وَعَلَى الأَبْوَاب، وَصَنَّفَ حَدِيْث الشُّيُوْخ الأَئِمَّة: مَالِك، وَالثَّوْرِيّ، وَشُعْبَة، ويحيى بن سعيد، وغيرهم، وَكَانَ يُذَاكر بحديثهِم، وَيغلبُ كَثِيْراً مِنَ الحُفَّاظِ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَسَمِعَ بِوَاسِط مُحَمَّدَ بنَ حَسَّانٍ الأَزْرَق، وَإِسْحَاقَ بن حَاتِمٍ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ضَابطاً، حَافِظاً، مُتْقِناً، كَثِيْرَ السَّمَاعِ وَالرِّحلَة، يُذَاكر الحُفَّاظ فيغلبهُم. وَقَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا أَبُو قُرَيْش الحَافِظُ، الثِّقَةُ الأَمِيْنُ. وَقَالَ الحَاكِمُ: تُوُفِّيَ أَبُو قُرَيْش بقُهُسْتَان سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: فِيْهَا مَاتَ: أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاج -صَاحِب المُسْنَدِ. وَمُحَدِّثُ الكُوْفَة عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدَان البَجَلِيّ. وَمُحَدِّثُ سَرَخْس أَبُو لبيد مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ السَّامِي. وَمُحَدِّثُ حَلَب أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الغَضَائِرِيّ. وَمُحَدِّثُ نَسَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي عَوْن النَّسَوِيّ. وَمُحَدِّثُ دِمَشْق جُمَاهَر بن مُحَمَّدٍ الأَزْدِيّ الزَّمْلَكَانِيّ. وَالمُسْنِدُ مُحَدِّث نَيْسَابُوْر أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ المَاسَرْجِسِيّ. وَالمُسْنِدُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَابُوْرَ الدَّقَّاق. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَالوييّ، حَدَّثَنَا أَبُو قُرَيْش مُحَمَّد بن جمعَة، حَدَّثَنَا عبدَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّار، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ حُمرَان، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حدثنا بيان بن بشر: سَمِعْتُ حُمرَان يُحَدِّث عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من عَلِمَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ" 1. غَرِيْبٌ تَفَرَّد بِهِ ابْن حُمرَان. وَلاَ يَعْلَم العَبْدُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إلَّا الله حَتَّى يَبْرَأَ مِنْ كُلِّ دينٍ غَيْر الإِسْلاَم، وَحَتَّى يَتَلَفَّظَ بِلاَ إِلَهَ إلَّا الله موقناً بِهَا، فَلَو عَلِمَ وَأَبَى أَنْ يَتَلَفَّظَ مَعَ القدرة يعد كافرًا

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "26"، وأحمد "1/ 65".

المقدسي وابن أخي الإمام

المقدسي وابن أخي الإمام: 2716- المقدسي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ العَابِدُ الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلْم بن حَبِيْب الفِرْيَابِيُّ الأَصل المَقْدِسِيّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ رمح، وَحَرْمَلَة بن يَحْيَى، وَجَمَاعَة بِمِصْرَ، وَهِشَام بن عَمَّارٍ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن إِبْرَاهِيْمَ دُحَيْماً، وَعَبْدَ اللهِ بنَ ذَكْوَانَ بِدِمَشْقَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ وَوَثَّقَهُ، وَالحَسَنُ بنُ رَشيق، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر بن المُقْرِئِ، وَآخَرُوْنَ. وصفَهُ ابْن المُقْرِئ بِالصَّلاَحِ وَالدِّين. مات سنة نيف عشرة وثلاث مائة. 2717- ابن أخي الإمام: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بن الفَضْلِ الهَاشِمِيُّ الحَلَبِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ أَخِي الإِمَام. سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عبيدِ اللهِ الأَسَدِيِّ الحَلَبِيِّ ابْن أَخِي الإِمَام -وَهُوَ سمِيُّه- وَمُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ المَصِّيْصِيّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيّ، وَبركَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَلَبِيّ، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّبَعِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَالقَاضِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الحَلَبِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَقِيْلَ: يُكْنَى أَبَا القَاسِم أَيْضاً. مَاتَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. فَأَمَّا سمِيُّه المُحَدِّث: أَبُو محمد.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 246".

عبد الرحمن بن عبيد الله وجعفر بن أحمد بن سنان

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ وجعفر بن أحمد بن سنان: 2718- عبد الرحمن بن عبيد الله: ابن أَحْمَدَ الأَسَدِيُّ الحَلَبِيّ المُعَدِّل. حَدَّثَ عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ المَصِّيْصِيّ، وَأَحْمَد بن حَرْب الطَّائِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المظَفَّر، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بن سُلَيْمَانَ بن أَحْمَدَ بنِ ذَكْوَان، وآخرون. وَيعرف هَذَا أَيْضاً -فِيْمَا قِيْلَ- بِابْنِ أَخِي الإِمَام، فصَارُوا ثَلاَثَة، فَهَذَانِ المُتَعَاصِرَانِ يشتبهَان، بِخلاَف الكَبِيْر الَّذِي هُوَ شَيْخ أَبِي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ. 2719- جعفر بن أحمد بن سنان: ابن أَسَدٍ الوَاسِطِيُّ القَطَّانُ الحَافِظُ، أَبُو مُحَمَّدٍ. سَمِعَ: أَبَاهُ الحَافِظَ أَبَا جَعْفَرٍ القَطَّانَ، وَتَمِيْمَ بنَ المُنْتَصِر، وَأَبَا كُرَيْبٍ، وَهَنَّاد بن السَّرِيِّ، وَسُلَيْمَان بنَ عُبَيْد اللهِ، وَمُحَمَّدَ بن بَشَّار بُنْدَاراً، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَدِيّ، وَالقَاضِي يُوْسُف المَيَانَجِيّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ؛ أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ المُسْتَمْلِي، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الطّيّب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحِيْرِيّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ بِوَاسِط، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ المُنْتَصِر، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ سُفْيَانَ، وَشَريك، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يقبضه بقبض العلماء ... " الحديث1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "100"، ومسلم "2673"، والترمذي "2654" من طرق عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عبد الله بن عمرو بن العاص، وتمامه: "إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ حتى إذا لم يترك عالما، اتخذ الناس رءوسا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا".

الدولابي

2720- الدولابي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ، أَبُو بِشْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادِ بنِ سَعِيْدِ بن مُسْلِمٍ الأَنْصَارِيُّ، الدُّوْلاَبِيُّ، الرَّازِيُّ، الوَرَّاقُ. سَمِعَهُ الحَسَنُ بنُ رَشِيق يَقُوْلُ: وُلِدْتُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّد بن المُثَنَّى، وَأَحْمَد بن أَبِي سُرَيْج الرَّازِيّ، وَزِيَاد بن أَيُّوْبَ، وَمُحَمَّد بن مَنْصُوْرٍ الجَوَّاز، وَهَارُوْن ابن سَعِيْدٍ الأَيْلِيّ، وَمُوْسَى بن عَامِرٍ المُرِّيّ، وَأَبَا غسان زنيج، ومحمد بن إسماعيل بن عُلَيَّةَ، وَأَبَا إِسْحَاقَ الجُوْزَجَانِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجُعْفِيّ، وَيَزِيْدَ بنَ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَوْفٍ الحِمْصِيّ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ حَيُّويَه، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُهَنْدِس، وَأَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ، وَهِشَام بن مُحَمَّدِ بنِ قرة الرعيني، وآخرون. قال الدراقطني: يَتَكَلَّمُوْنَ فِيْهِ، وَمَا يُتَبَيَّنُ مِنْ أَمره إلَّا خَيْر. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مُتَّهَم فِيْمَا يَقُوْله فِي نُعَيْم بن حَمَّادٍ لصلاَبتِهِ فِي أَهْل الرَّأْي. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ أَبُو بِشْرٍ مِنْ أَهْلِ الصَّنْعَة، وَكَانَ يُضعَّف، قَالَ: وَمَاتَ بِالعرج -بَيْنَ مَكَّة وَالمَدِيْنَة- فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عميرَة قَالاَ: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ صَبَّاحٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ القَاضِي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن بُهزَاد الفَارِسِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا قَبِيْصَة، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَابِر قَالَ: قَالَ: النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّه} [البقرة: 158] " 2. أَخْبَرْنَا ابْنُ طَارِق، أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا المُؤَيَّدُ بنُ الْأُخوة، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن محمود، ومنصور ابن الحُسَيْنِ قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 169"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 646"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 760"، والعبر "2/ 145"، وميزان الاعتدال "3/ 459"، وشذرات الذهب "2/ 260". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1218"، وأبو داود "1905".

إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ مُحَمَّد بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو أَبُو غَسَّان، حَدَّثَنَا حَكَّامُ بنُ سَلْم، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ زَائِدَة، عَنِ الزُّبَيْر بن عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "قُبِضَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ، وَعمرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ". أَخْرَجَهُ مُسْلِم1، عَنْ أَبِي غَسَّانَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: فتحُ دَال الدَّوْلاَبِيّ أَصحَّ، وَدولاَب: مِنْ قرى الري.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2348".

المروزي وابن سفيان

المروزي وابن سفيان: 2721- المروزي: الحَافِظُ المُجَوِّدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المَرْوَزِيُّ. رَحَلَ وَحَمَلَ عَنْ بُنْدَار، وَعَلِيّ بن خَشْرَمٍ، وَخَلْق. وَعَنْهُ: ابْنُ عقدَة، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَارم، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2722- ابْنُ سفيان 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ الفَقِيْهُ، العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُفْيَان النَّيْسَابُوْرِيُّ، مِنْ تَلاَمِذَة أَيُّوْب بنِ الحَسَنِ الزَّاهِد الحَنَفِيّ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ. سَمِعَ" الصَّحِيْح" مِنْ مُسْلِم بِفَوْت، رَوَاهُ وِجَادَة وَهُوَ فِي الحَجّ، وفي الوصَايَا، وَفِي الإِمَارَة، وَذَلِكَ محرَّر مقيَّد فِي النّسخ، يَكُوْن مَجْمُوْعه سَبْعاً وَثَلاَثينَ قَائِمَة. وَسَمِعَ مِنْ: سُفْيَان بنِ وَكِيْع، وَعَمْرو بن عَبْدِ اللهِ الأَوْدِيّ، وَعِدَّة بِالعِرَاقِ، وَمِنْ مُحَمَّدِ بنِ مُقَاتِلٍ الرَّازِيِّ، وَمُوْسَى بنِ نَصْرٍ بِالرَّيِّ، وَمِنْ مُحَمَّد بن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ المُقْرِئ، وَأَقرَانه بِمَكَّةَ، وَمِنْ مُحَمَّد بن رَافِعٍ، وَمُحَمَّد بن أَسْلَم الطُّوْسِيّ بِبَلَدِهِ، وَلاَزم مسلماً مُدَّة، وَبَرَعَ فِي عِلْمِ الأَثر. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ هَارُوْنَ الفَقِيْه، وَالقَاضِي عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شُعَيْب، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَمُحَمَّد بن عِيْسَى بنِ عمروَيه الجُلُوديُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ شُعَيْب: مَا كَانَ فِي مَشَايِخنَا أَزهدُ وَلاَ أَعْبَدُ من ابن سفيان.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 136"، وشذرات الذهب "2/ 252".

وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ الْعدْل: كَانَ ابْنُ سُفْيَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ. وَقَالَ الحَاكِمُ: كَانَ مِنَ العُبَّاد الْمُجْتَهدين الملاَزمِين لمُسْلِم، قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ شُعَيْب يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ ابْنُ سُفْيَانَ عَشِيَّة الاثْنَيْن، وَدُفِنَ يَوْمَئِذٍ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ عَسَاكِر، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِر، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الأَدِيْب، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الفَقِيْه، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُفْيَان، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي غَنِيَّةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً" 1. غَرِيْبٌ فردٌ دَار عَلَى الأشج، وقد حدث به عنه أبو زرعة الرازي.

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "2844"، من طريق أبي سعيد الأشج، به. وأخرجه البخاري "6415"، وأبو داود "5010"، من حديث أبي بن كعب، به.

الكعبي

2723- الكعبي 1: العَلاَّمَةُ، شَيْخُ المُعْتَزِلَة، أَبُو القَاسِمِ عَبْد اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُوْد البَلْخِيُّ، المَعْرُوْف: بِالكَعْبِيِّ، مِنْ نُظَرَاء أَبِي عَلِيٍّ الجُبَائِيّ، وَكَانَ يَكْتُبُ الإِنشَاء لبَعْض الأُمَرَاء وَهُوَ أَحْمَد بن سَهْل مُتَوَلِّي نَيْسَابُوْر، فثَار أَحْمَد، وَرَام الْملك، فَلَمْ يتمَّ لَهُ، وَأُخذَ الكَعْبِيّ، وَسُجن مُدَّة، ثُمَّ خلصه وزير بغداد علي ابن عِيْسَى، فَقَدم بَغْدَاد، وَنَاظر بِهَا. وَله مِنَ التَّصَانِيْف كِتَاب "المقَالاَت"، وَكِتَاب "الغُرَر"، وَكِتَاب "الاسْتدلاَل بِالشَّاهد عَلَى الغَائِب"، وَكِتَاب "الجَدَل"، وَكِتَاب "السُّنَّة وَالجَمَاعَة"، وَكِتَاب "التَّفْسِيْر الكَبِيْر"، وَكِتَاب فِي الرَّد عَلَى متنبِئٍ بِخُرَاسَانَ، وَكِتَاب فِي النَّقض عَلَى الرَّازِيّ فِي الفَلْسَفَة الإِلهيَّة، وَأَشيَاء سِوَى ذَلِكَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيْم: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ شَعْبَان سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. كَذَا قال: وصوابه: سنة تسع وعشرين، وسيعاد.

_ 1 ترجمته في الفصل في الملل والنحل "4/ 203"، وتاريخ بغداد "4/ 389"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 238"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 330"، والعبر "2/ 176"، ولسان الميزان "3/ 255"، وشذرات الذهب "2/ 281".

الحلاج

2724- الحلاج 1: هُوَ الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْرِ بن مَحْمِيٍّ، أَبُو عبد الله، ويقال: أبو مغيث -الفَارِسِيُّ، البيضَاوِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وَالبَيْضَاء: مَدِيْنَة ببلاَد فَارس. كان جَدُّهُ مَحْمِيٌّ مَجُوْسِيّاً. نشَأَ الحُسَيْن بِتُسْتَر، فَصَحِب سَهْلَ بنَ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيّ، وَصَحِبَ بِبَغْدَادَ الجُنَيْد، وَأَبَا الحُسَيْنِ النُّوْرِيّ، وَصَحِبَ عَمْرو بنَ عُثْمَانَ المَكِّيّ، وَأَكْثَر التَّرحَال وَالأَسفَار وَالمُجَاهَدَة. وَكَانَ يصحِّح حَالَه أَبُو العَبَّاسِ بنُ عَطَاءٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ خَفِيْف، وَإِبْرَاهِيْمُ أَبُو القَاسِمِ النَّصْر آباذِيّ. وَتبرَّأَ مِنْهُ سَائِرُ الصُّوْفِيَّة وَالمَشَايِخ وَالعُلَمَاء لِمَا سترَى مِنْ سوء سِيرتِهِ وَمُروقه، وَمِنْهُم مِنْ نَسَبَهُ إِلَى الحُلول، وَمِنْهُم مَنْ نَسَبَهُ إِلَى الزَّنْدَقَةِ، وَإِلَى الشَّعْبَذَةِ وَالزَّوكرَة، وَقَدْ تَسْتَّر بِهِ طَائِفَةٌ مِنْ ذوِي الضَّلال وَالانحلاَل، وَانتحلُوهُ وَروَّجُوا بِهِ عَلَى الجُهَّال. نَسْأَلُ اللهَ العِصْمَة فِي الدِّين. أَنْبَأَنِي ابْنُ عَلاَّنَ وَغَيْرهُ: أَنَّ أَبَا اليُمْن الكِنْدِيّ أَخْبَرَهُم قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، حَدَّثَنِي مَسْعُوْدُ بن ناصر السِّجْزِيّ، حَدَّثَنَا ابْنُ بَاكُويه، أَخْبَرَنِي حمدُ بنُ الحَلاَّج قَالَ: مَوْلِدُ أَبِي بِطُور البَيْضَاء، وَمنشؤُهُ تُسْتَر، وَتلمذ لسَهل سَنَتَين، ثُمَّ صعد إِلَى بَغْدَادَ. كَانَ يَلْبس المُسوح، وَوقتاً يَلْبس الدُّرَّاعَة وَالعِمَامَة وَالقَبَاء، وَوقتاً يَمْشِي بِخِرْقَتين، فَأَوَّل مَا سَافر مِنْ تُسْتَر إِلَى البَصْرَةِ كَانَ لَهُ ثَمَان عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى عَمْرو المَكِّيّ، فَأَقَامَ مَعَهُ ثَمَانيَةَ عشرَ شَهْراً، ثُمَّ إِلَى الجُنَيْد، ثُمَّ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُنَيْد لأَجل مَسْأَلَة، وَنسبه الجُنَيْد إِلَى أَنَّهُ مُدَّعٍ، فَاسْتوحَشَ وَأَخَذَ وَالدتِي، وَرَجَعَ إِلَى تُسْتَر، فَأَقَامَ سنَة، وَوَقَعَ لَهُ القَبول التَّامّ، وَلَمْ يَزَلْ عَمْرُو بن عُثْمَانَ يَكْتُبُ الكُتُب فِيْهِ بِالعظَائِم حَتَّى حرِد أَبِي وَرَمَى بثِيَاب الصُّوْفِيَّة، وَلبس قَباءٌ، وَأَخَذَ فِي صُحْبَة أَبْنَاء الدُّنْيَا. ثمَّ إِنَّهُ خَرَجَ وَغَاب عَنَّا خَمْسَ سِنِيْنَ، بلغَ إِلَى مَا وَرَاء النَّهر، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى فارس، وأخذ

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 112"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 160"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 189"، والعبر "2/ 138"، وميزان الاعتدال "1/ 548"، ولسان الميزان "2/ 314"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 182 و202"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 253".

يَتَكَلَّم عَلَى النَّاسِ، وَيعملُ المَجْلِس وَيدعُو إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَصَنَّفَ لَهُم تَصَانِيْف، وَكَانَ يَتَكَلَّم عَلَى مَا فِي قُلُوْب النَّاس، فسُمِّيَ بِذَلِكَ حلاَّج الأَسرَار، وَلُقب بِهِ. ثمَّ قَدِمَ الأَهْوَاز وَطلبنِي، فحُملت إِلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى البَصْرَةِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ وَلبس المرقَّعَة، وَخَرَجَ مَعَهُ خلق، وَحسَدَهُ أَبُو يَعْقُوْبَ النَّهْرَجُورِيّ، وَتكلّم فِيْهِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى الأَهْوَاز، وَحمل أُمِّي وَجَمَاعَة مِنْ كِبَار أَهْل الأَهْوَاز إِلَى بَغْدَادَ، فَأَقَامَ بِهَا سنَة، ثُمَّ قصد إِلَى الهِنْد وَمَا وَرَاء النَّهر ثَانياً، وَدَعَا إِلَى اللهِ، وَأَلَّف لَهُم كتباً، ثُمَّ رَجَعَ، فَكَانُوا يكَاتِبونه مِنَ الهِنْد بِالمُغِيْث، وَمِنْ بلاَد مَاصين وَتُرْكستَان بِالمُقيت، وَمِنْ خُرَاسَان بِأَبِي عَبْدِ اللهِ الزَّاهِد، ومن خوزستان بالشيخ حلاج الأسرار. وَكَانَ بِبَغْدَادَ قَوْم يُسَمُّونه المُصْطَلم، وَبِالبَصْرَة المُحيّر، ثُمَّ كثرتِ الأَقَاويلُ عَلَيْهِ بَعْد رُجُوعه مِنْ هَذِهِ السَّفرَة، فَقَامَ وَحَجّ ثَالِثاً، وَجَاور سَنَتَيْنِ، ثُمَّ رَجَعَ وَتَغَيَّر عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ فِي الأَوَّل، وَاقتنَى العَقَار بِبَغْدَادَ، وَبنَى دَاراً، وَدَعَا النَّاس إِلَى مَعْنَى لَمْ أَقف عَلَيْهِ، إلَّا عَلَى شطر مِنْهُ، ثُمَّ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشِّبلِيِّ وَغَيْره مِنْ مَشَايِخ الصُّوْفِيَّة، فَقِيْلَ: هُوَ سَاحر. وَقِيْلَ: هُوَ مَجْنُوْنَ، وَقِيْلَ: هُوَ ذُو كَرَامَات، حَتَّى أَخذه السُّلْطَان، انْتَهَى كَلاَم وَلده. وَقَالَ السُّلَمِيُّ: إِنَّمَا قِيْلَ لَهُ: الحَلاَّج لأَنَّه دَخَلَ وَاسطاً إِلَى حلاَّج، وَبعثَه فِي شُغل، فَقَالَ: أَنَا مَشْغُوْل بِصَنْعَتِي، فَقَالَ: اذهبْ أَنْتَ حَتَّى أُعينك، فَلَمَّا رَجَعَ وَجد كُلَّ قُطْنٍ عِنْدَهُ محلوجاً. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُمَرَ بنِ حَنْظَلَة الوَاسِطِيُّ السَّمَّاك، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: دَخَلَ الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْرٍ وَاسطاً، فَاسْتقبله قَطَّان، فَكلَّفه الحُسَيْنُ إِصْلاَح شغله وَالرَّجُلُ يتثَاقل فِيْهِ، فَقَالَ: اذهبْ فَإِنِّي أُعينك، فَذَهَبَ، فَلَمَّا رَجَعَ، رَأَى كُلَّ قُطْن عِنْدَهُ محلوجاً مندوَفاً، وَكَانَ أَرْبَعَةً وَعِشْرِيْنَ أَلْفَ رَطْل. وَقِيْلَ: بَلْ لتكلُّمه عَلَى الأَسرَار. وَقِيْلَ: كَانَ أَبُوْهُ حلاَّجاً. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ السَّرَّاج: صَحِبَ الحَلاَّجُ عَمْرو بنَ عُثْمَانَ، وَسرقَ مِنْهُ كتباً فِيْهَا شَيْءٌ مِنْ علم التصوُّف، فَدَعَا عَلَيْهِ عَمْرو: اللَّهُمَّ اقطَعْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. قَالَ ابْنُ الوَلِيْدِ: كَانَ المَشَايِخُ يَسْتَثقلُوْنَ كلامَه، وَينَالُوْنَ مِنْهُ لأَنَّه كَانَ يَأْخذ نَفْسَه بِأَشيَاء تُخَالف الشَّريعَة، وَطَرِيْقَة الزُّهَّاد، وَكَانَ يدَّعِي المحبَّة للهِ، وَيظهر مِنْهُ مَا يخَالف دعوَاهُ. قُلْتُ: وَلاَ ريبَ أنَّ اتِّبَاع الرَّسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَمٌ لمحبَّة الله لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم} [آل عِمْرَان: 31] .

أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَضْرَمِيّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْد الجُنَيْد، إِذْ وَرد شَابٌّ عَلَيْهِ خِرْقَتَانِ، فَسَلَّمَ وَجَلَسَ سَاعَة، فَأَقبل عَلَيْهِ الجُنَيْد، فَقَالَ لَهُ: سَلْ مَا تُرِيْد أَنْ تسأَل، فَقَالَ لَهُ: مَا الَّذِي بَايَنَ الخَلِيْفَة عَنْ رُسُوم الطَّبْع؟ فَقَالَ الجُنَيْد لَهُ: أَرَى فِي كَلاَمك فُضُولاً، لِمَ لاَ تسأَل عَنْ مَا فِي ضمِيرك مِنَ الخُرُوج وَالتَّقَدُّم عَلَى أَبْنَاء جِنْسِكَ؟ فَأَقبلَ الجُنَيْد يَتَكَلَّم، وَأَخَذَ هُوَ يُعَارِضُهُ إِلَى أَنْ قَالَ لَهُ الجُنَيْد: أَيّ خَشَبَةٍ تُفْسِدُهَا؟ يُرِيْد أَنَّهُ يُصْلب. قَالَ السُّلَمِيُّ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الهَمَذَانِيَّ يَقُوْلُ: سأَلت إِبْرَاهِيْمَ بنَ شَيْبَان عَنِ الحَلاَّج، فَقَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُر إِلَى ثمرَات الدَّعَاوِي الفَاسِدَة فليَنْظُرْ إِلَى الحَلاَّج وَمَا صَارَ إِلَيْهِ. أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ بَاكويه: حَدَّثَنَا أَبُو الفَوَارِسِ الجَوْزَقَانِيّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ شَيْبَان قَالَ: سلَّم أُسْتَاذِي أَبُو عَبْدِ اللهِ المَغْرِبِيُّ عَلَى عَمْرو بنِ عُثْمَانَ، فجَارَاهُ فِي مَسْأَلَة، فجرَى فِي عُرض الكَلاَم أَنْ قَالَ: هاهنا شَابٌّ عَلَى جَبَل أَبِي قُبَيْس، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْد عَمْرو صعِدنَا إِلَيْهِ، وَكَانَ وَقت الهَاجرَة، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ جَالسٌ فِي صحْن الدَّار عَلَى صخرَةٍ فِي الشَّمْس، وَالعَرَقُ يسيلُ مِنْهُ عَلَى الصَّخْرَة، فَلَمَّا نظر إِلَيْهِ المَغْرِبِيُّ رَجَعَ وَأَشَار بِيَدِهِ: ارْجِع، فنزلنَا المَسْجَد، فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ: إِن عشتَ ترَ مَا يَلقَى هَذَا، قَدْ قَعَدَ بِحمقِهِ يتصبَّر مَعَ الله، فَسَأَلنَا عَنْهُ فَإِذَا هُوَ الحَلاَّج. قَالَ السُّلَمِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ شَاذَانَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الكتَّانِيَّ يَقُوْلُ: دَخَلَ الحَلاَّج مَكَّة، فجهِدْنَا حَتَّى أَخَذْنَا مرقَّعته، فَأَخَذْنَا مِنْهَا قَمْلَة، فوزنَّاهَا فَإِذَا فيها نصف دانق من شدة مجاهدته. قُلْتُ: ابْن شَاذَانَ مُتَّهَم، وَقَدْ سَمِعْنَا بِكَثْرَة الْقمل، أَمَا كبرُ الْقمل، فَمَا وَقَعَ، وَلَوْ كَانَ يَقَع، لتدَاوله النَّاس. قَالَ عَلِيُّ بنُ المُحَسِّنِ التَّنُوْخِيّ: أَخْبَرَنَا أَبِي: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، قَالَ: حَمَلنِي خَالِي مَعَهُ إِلَى الحَلاَّج، فَقَالَ لِخَالِي: قَدْ عَملتُ عَلَى الخُرُوج مِنَ البَصْرَةِ، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: قَدْ صيَّرَنِي أَهلُهَا حَدِيْثاً، حَتَّى إِنَّ رَجُلاً حمل إِلَيَّ درَاهم وَقَالَ: اصرِفْهَا إِلَى الفُقَرَاء، فَلَمْ يَكُنْ بِحَضْرتِي أَحَد، فجعلتُهَا تَحْتَ بارِيَّة1، فَلَمَّا كَانَ مِنْ غدٍ احتفَّ بِي قَوْم مِنَ الفُقَرَاء، فَشُلْتُ البَارِيَّةَ وَأَعطَيْتُهُم تِلْكَ الدَّرَاهِم، فشَنَّعُوا وَقَالُوا: إِنِّيْ أَضرب بيدِي إِلَى التُّرَاب فَيصير درَاهم، وَأَخَذَ يعدِّدُ مِثْل هَذَا، فَقَامَ خَالِي وَقَالَ: هذا متنمس.

_ 1 بارية: الحصير المنسوج.

قال النَّدِيْم: قَرَأْتُ بخَطِّ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي طَاهِرٍ: كَانَ الحَلاَّج مشعبذاً محتَالاً، يتعَاطَى التصرُّف، وَيدَّعِي كُلَّ علم، وَكَانَ صِفْراً مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ يَعْرِف فِي الكيمِيَاء، وَكَانَ مِقْدَاماً جسوراً عَلَى السَّلاَطين، مرتكباً لِلْعظَائِم، يروم إِقلاَب الدُّول، وَيدَّعِي عِنْد أَصْحَابه الإِلهيَّة، وَيَقُوْلُ بالحُلول، وَيُظهر التَّشَيُّع لِلْمُلُوْك، وَمَذَاهِبَ الصُّوْفِيَّة لِلْعَامَّة، وَفِي تضَاعِيف ذَلِكَ يَدَّعِي أَنَّ الإِلهيَّة حلَّت فِيْهِ، تَعَالَى الله وَتَقَدَّسَ عَمَّا يَقُوْلُ. وَقَالَ ابْنُ بَاكويه: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ بنَ أَبِي توبة يقول: سمعت علي بن أَحْمَد الحَاسِبَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ وَالدِي يَقُوْلُ: وَجَّهنِي المُعْتَضِدُ إِلَى الهِنْد لأُمُورٍ أَتعرَّفُهَا لَهُ، فَكَانَ مَعِي فِي السَّفِيْنَة رَجُلٌ يُعْرَفُ بِالحُسَيْن بنِ مَنْصُوْرٍ، وَكَانَ حَسَنَ العِشْرَة، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْمركب قُلْتُ: لِمَ جِئْت؟ قَالَ: لأَتَعَلَّمَ السِّحرَ وَأَدْعُو الْخلق إِلَى اللهِ. وَكَانَ عَلَى سطح كوخ فِيْهِ شَيْخ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ عِنْدَكُم مَنْ يَعْرِف شَيْئاً مِنَ السّحر؟ قَالَ: فَأَخْرَجَ الشَّيْخ كُبَّةً مِنْ غزل، وَنَاول طرَفهَا الحُسَيْن، ثُمَّ رمَى الكُبَّةَ فِي الهوَاء، فصَارت طَاقَة وَاحِدَة، ثُمَّ صعد عَلَيْهَا وَنَزَلَ، وَقَالَ لِلْحُسَيْنِ: مِثْل هَذَا تُرِيْد؟. وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ يُوْسُفَ الأَزْرَق: حَدَّثَنِي غَيْر وَاحِدٍ مِنَ الثِّقَات: أَنَّ الحَلاَّج كَانَ قَدْ أَنْفَذَ أَحَدَ أَصْحَابِهِ إِلَى بلاَد الْجَبَل، وَوَافقه عَلَى حِيْلَةٍ يعملهَا، فسَافر، وَأَقَامَ عِنْدَهُم سِنِيْنَ يظْهر النُّسُكَ وَالعِبَادَة، وَإِقرَاء القُرْآن وَالصَّوْم، حَتَّى إِذَا علم أَنَّهُ قَدْ تَمَكَّنَ أَظهر أَنَّهُ قَدْ عَمِيَ، فَكَانَ يُقَاد إِلَى مَسْجِد، وَيتعَامَى شهوراً، ثُمَّ أَظهر أَنَّهُ قَدْ زَمِنَ، فَكَانَ يُحْمَلَ إِلَى المَسْجَد، حَتَّى مَضَتْ سَنَةٌ عَلَى ذَلِكَ، وَتقرَّر فِي النُّفُوْس زَمَانَتُهُ وَعَمَاهُ، فَقَالَ لَهُم بَعْدَ ذَلِكَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ لِي: إِنَّهُ يَطْرُقُ هَذَا البلدَ عَبْدٌ مُجَابُ الدَّعْوَةِ، تُعَافَى عَلَى يَده، فَاطلبُوا لِي كُلَّ مَنْ يجتَاز مِنَ الفُقَرَاء، فلَعَلَّ الله أَنْ أُعَافَى. فَتَعَلَّقَتِ النُّفُوْس بِذَلِكَ العَبْد، وَمَضَى الأَجلُ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الحَلاَّج، فَقَدِمَ البلدَ، وَلبس الصُّوف، وَعكَفَ فِي الجَامِع، فتنبَّهُوا لَهُ، وَأَخبَرُوا الأَعمَى، فَقَالَ: احمِلونِي إِلَيْهِ، فَلَمَّا حصل عِنْدَهُ وَعلم أَنَّهُ الحَلاَّج قَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ: إِنِّيْ رَأَيْت منَاماً، وَقصَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ أَنَا وَمَا مَحَلِّي؟ ثُمَّ أَخذ يَدْعُو لَهُ، وَمسح يده عليه، فقام المتزَامن صَحِيْحاً بَصِيْراً، فَانقلَبَ البَلَد، وَازْدَحَمُوا عَلَى الحَلاَّج، فتركهُم وَسَافَرَ، وَأَقَامَ المُعَافَى شهوراً، ثُمَّ قَالَ لَهُم: إِنَّ مِنْ حقِّ الله عِنْدِي، وَردِّهِ جَوَارحِي "عليّ" أَنْ أَنفردَ بِالعِبَادَة، وَأَنَّ أُقيمَ فِي الثَّغْرِ، وَأَنَا أَستودِعُكُم الله، فَأَعطَاهُ هَذَا أَلفَ دِرْهَمٍ وَقَالَ: اغزُ بِهَا عَنِّي، وَأَعطَاهُ هَذَا مائَة دِيْنَارٍ وَقَالَ: اخرجْ بِهَا فِي غَزْوَة، وَأَعطَاهُ هَذَا مَالاً، وَهَذَا مَالاً، حَتَّى اجْتَمَعَ لَهُ أَلوف دَنَانِيْر وَدرَاهم، فَلحق بِالحَلاَّج، وَقَاسَمَهُ عَلَيْهَا.

قَالَ التَّنُوْخِيّ: أَخْبَرَنَا أَبِي، قَالَ: مِنْ مخَاريق الحَلاَّج أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَراً وَمَعَهُ مَنْ يَتَنَمَّس عَلَيْهِ وَيَهُوسُهُ، قَدِمَ قَبْل ذَلِكَ مِنْ أَصْحَابه الَّذِيْنَ يَكْشِفُ لَهُم الأَمْر، ثُمَّ يمضِي إِلَى الصَّحرَاء، فَيُدْفَن فِيْهَا كَعْكاً، وَسُكَّراً، وَسَوِيقاً، وَفَاكهَةً يَابسَة، وَيعلِّم عَلَى مَوَاضِعهَا بِحجر، فَإِذَا خَرَجَ القَوْم وَتَعِبُوا قَالَ أَصْحَابُهُ: نريدُ السَّاعَة كَذَا وَكَذَا، فينفردُ وَيُرِي أَنَّهُ يدعُو، ثُمَّ يَجِيْءُ إِلَى المَوْضِعِ فَيُخْرِجُ الدَّفين الْمَطْلُوب مِنْهُ، أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ الجَمُّ الغَفير، وَأَخبرُونِي قَالُوا: رُبَّمَا خَرَجَ إِلَى بِسَاتينِ البَلَد، فيقدِّم مَنْ يَدْفِنُ الفَالوذَجَ الحَارَّ فِي الرُّقَاق، وَالسَّمك السُّخن فِي الرُّقَاق، فَإِذَا خَرَجَ طلبَ مِنْهُ الرَّجُل -فِي الحَال- الَّذِي دَفنه، فيُخْرِجه هُوَ. ابْنُ بَاكويه: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ خَفِيْف: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوْب النَّهرجورِيَّ يَقُوْلُ: دَخَلَ الحَلاَّج مَكَّة وَمَعَهُ أَرْبَعُ مائَة رَجُل، فَأَخَذَ كُلُّ شَيْخ مِنْ شُيُوْخ الصُّوْفِيَّةِ جَمَاعَة، فَلَمَّا كَانَ وَقت المَغْرِب جِئْت إِلَيْهِ، قُلْتُ: قُمْ نُفْطِرْ، فَقَالَ: نَأْكل عَلَى رَأْس أَبِي قُبَيْس، فصعدنَا فَلَمَّا أَكَلْنَا قَالَ الحُسَيْنُ: لَمْ نَأْكل شَيْئاً حُلُواً! قُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ أَكلنَا التَّمْر؟ فَقَالَ: أُرِيْد شَيْئاً مسته النار، فهام وأخذ ركوَة، وَغَاب سَاعَة، ثُمَّ رَجَعَ وَمَعَهُ جَامُ حلوَاء، فَوَضَعه بَيْنَ أَيدينَا وَقَالَ: بِسْمِ اللهِ، فَأَخَذَ القَوْم يَأْكلُوْنَ وَأَنَا أَقُول: قَدْ أَخذ فِي الصَّنعَة الَّتِي نسبهَا إِلَيْهِ عَمْرو بن عُثْمَانَ، فَأَخذتُ قطعَة، وَنزلتُ الوَادِي، وَدُرْتُ عَلَى الحلاَوييِّن أُريهُم تِلْكَ الحلوَاء، وَأَسأَلهُم، حَتَّى قَالَتْ لِي طبَّاخَة: لاَ يعْمل هَذَا إلَّا بِزَبيْد، إلَّا أَنَّهُ لاَ يُمكن حملُه، فَلاَ أَدْرِي كَيْفَ حُمل؟ فَرَجَعَ رَجُلٌ مِنْ زَبيْد إِلَى زَبِيْد، فتعرَّف الْخبز بزَبيْد: هَلْ ضَاع لأَحَدٍ مِنَ الحلاَوييِّن جَامٌ علاَمتُهُ كَذَا وَكَذَا، وَإِذَا بِهِ قَدْ حُمل مِنْ دكَانَ إِنْسَانٍ حلاَوِيّ، فصحَّ عِنْدِي أَنَّ الرَّجُل مَخْدُومِ. قَالَ أَبُو علي ابن البَنَّاءِ -فِيْمَا رَوَاهُ عَنْهُ ابْن نَاصر بِالإِجَازَةِ: حرَّك الحَلاَّج يَده يَوْماً، فَنثرَ عَلَى مَنْ عِنْدَهُ درَاهِم، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذِهِ درَاهم مَعْرُوْفَة، وَلَكِنْ أُؤمِنُ بِكَ إِذَا أَعطيتَنِي دِرْهَماً عَلَيْهِ اسْمُك وَاسمُ أَبيك، فَقَالَ: وَكَيْفَ وَهَذَا لَمْ يُصنع؟ قَالَ: مَنْ أَحضرَ مَنْ لَيْسَ بحَاضِرٍ صَنَعَ مَا لَمْ يُصنع، فَهَذِهِ حِكَايَة منقطعَة. وَقَالَ التَّنُوْخِيّ: أَخْبَرَنَا أَبِي: أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زنجِيّ الكَاتِب، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: حضَرتُ مَجْلِسَ حَامِد الوَزِيْر وَقَدْ أَحضر السِّمَّرِيّ -صَاحِب الحَلاَّج- وَسَأَلَهُ عَنْ أَشيَاء مِنْ أَمر الحَلاَّج، وَقَالَ لَهُ: حَدِّثْنِي بِمَا شَاهدت مِنْهُ، فَقَالَ: إِنْ رَأَى الوَزِيْر أَنْ يُعْفِيَنِي، فَعَلَ، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَعْلَم أَنِّي إِن حَدَّثْتُكُ كَذَّبْتَنِي، وَلَمْ آمن عقوبَة، فَأَمَّنَهُ، فَقَالَ: كُنْتُ مَعَهُ بفَارس فَخَرَجْنَا إِلَى إِصْطَخر في الشتاء، فاشتهيت عليه خِيَاراً، فَقَالَ لِي: فِي مِثْلِ هَذَا المَكَان وَالزَّمَان؟ قُلْتُ: هُوَ شَيْءٌ عَرَضَ لِي، فَلَمَّا كَانَ بَعْد سَاعَة قَالَ: أَنْتَ عَلَى شَهْوَتك؟ قُلْتُ: نَعَم، فسرنَا إِلَى جبل ثَلج، فَأَدخل يَده فِيْهِ، وَأَخرج إِلَيَّ خيَارَةً خَضْرَاء، فَأَكَلتُهَا، فقال

حَامِد: كذبتَ يَا ابْنَ مائَة أَلْف زَانيَة، أَوجِعُوا فَكَّهُ، فَأَسرع إِلَيْهِ الغلمَانُ، وَهُوَ يَصِيْح: أَلَيْسَ مِنْ هَذَا خِفْنَا؟ وَأُخرج فَأَقبل حَامِد الوَزِيْر يتحدَّثُ عَنْ: قَوْمٍ مِنْ أَصْحَابِ النِّيرنجَات أَنَّهُم كَانُوا يغدُوْنَ بِإِخرَاج التِّين وَمَا يجرِي مجرَاهُ مِنَ الْفَوَاكِه، فَإِذَا حصل فِي يَد الإِنْسَان وَأَرَادَ أَنْ يَأْكله صَارَ بَعْراً. قُلْتُ: صدق حَامِد، هَذَا هُوَ شغل أَربَاب السِّحْرِ وَالسيمِيَاء، وَلَكِن قَدْ يقوَى فعلُهُم بِحَيْثُ يَأْكُلُ الرَّجُل البعرَ وَلاَ يشعُرُ بِطعْمِهِ. قَالَ ابْنُ بَاكويه: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مُفْلِح، حَدَّثَنَا طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيُّ، قَالَ: تعجَّبت مِنْ أَمر الحَلاَّج، فَلَمْ أَزل أَتتبَّعُ وَأَطلبُ الحِيَلَ، وَأَتعلم النَّارنجيات لأَقف عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ، فَدَخَلتُ عَلَيْهِ يَوْماً مِنَ الأَيَّام، وَسلَّمتُ وَجلَسْتُ سَاعَة، فَقَالَ لِي: يَا طَاهِر! لاَ تتعنَّ، فَإِنَّ الَّذِي ترَاهُ وَتسمعه مِنْ فعل الأَشخَاص لاَ مِنْ فِعلِي، لاَ تَظُنَّ أن كرَامَةٌ أَوْ شَعْوَذَة، فعل الأَشخَاص: يَعْنِي بِهِ الجِنّ. وَقَالَ التَّنُوْخِيّ: أَخْبَرَنَا أَبِي، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ يُوْسُفَ الأَزْرَق: أَنَّ الحَلاَّج لَمَّا قَدِمَ بَغْدَادَ اسْتغوَى خلقاً مِنَ النَّاس وَالرُّؤسَاء، وَكَانَ طمعُهُ فِي الرَّافِضَة أَقوَى لدُخُوْله فِي طَرِيقهمْ، فراسل أبا سهل بن نوبخت يَسْتَغويه، وَكَانَ أَبُو سَهْلٍ فَطِناً، فَقَالَ لرَسُوْله: هَذِهِ المعجزَاتُ الَّتِي يُظهرهَا يُمكن فِيْهَا الحِيل، وَلَكِنِّي رَجُلٌ غزِل، وَلاَ لذَّةَ لِي أَكْبَر مِنَ النِّسَاء، وَأَنَا مبتلَى بِالصَّلَع، فَإِن جَعَلَ لِي شَعراً وَردَّ لحيتِي سَوْدَاء، آمنتُ بِمَا يَدْعُونِي إِلَيْهِ وَقُلْتُ: إِنَّهُ بَابُ الإِمَامُ، وَإِن شَاءَ قُلْتُ: إِنَّهُ الإِمَامُ، وَإِن شَاءَ قُلْتُ: إِنَّهُ النَّبِيّ، وَإِن شَاءَ قُلْتُ: إِنَّهُ الله، فَأَيِسَ الحَلاَّج مِنْهُ وَكفَّ. قَالَ الأَزْرَق: وَكَانَ يدعُو كُلَّ قَوْمٍ إِلَى شَيْءٍ "مِنْ هَذِهِ الأَشيَاء" حسب مَا يَسْتَبله طَائِفَة، طَائِفَة، أَخْبَرَنِي جَمَاعَة مِنْ أَصْحَابه: أَنَّهُ لَمَّا افتُتِنَ بِهِ النَّاس بِالأَهْوَاز وَكُورِهَا بِمَا يُخْرِجُ لَهُم مِنَ الأَطعمَة وَالأَشربَة فِي غَيْر حينهَا، وَالدَّرَاهم الَّتِي سمَّاهَا درَاهم القُدرَة، فَحَدَّث أَبُو عَلِيٍّ الجبَائِيّ بِذَلِكَ، فَقَالَ: هَذِهِ الأَشيَاء يُمكن الحِيَل فِيْهَا فِي منَازل، لَكِن أَدخلُوهُ بيتاً مِنْ بُيُوْتكُم وَكلِّفُوهُ أَنْ يُخرج مِنْهُ جرزتين شوكاً، فَبلغَ الحَلاَّج قَوْلُه، وَأَنَّ قَوْماً عَملُوا عَلَى ذَلِكَ، فسَافر. وفِي "النشوَار" لِلتَّنُوخِيّ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُنَجِّمٌ مَاهرٌ قَالَ: بَلَغَنِي خبر الحَلاَّج، فجئتُهُ كَالمسترشد، فَخَاطَبَنِي وَخَاطبته ثُمَّ قَالَ: تَشَهَّ السَّاعَة مَا شِئْت حَتَّى أَجيئَكَ بِهِ. وَكُنَّا فِي بَعْضِ بلدَان الْجَبَل الَّتِي لاَ يَكُوْن فِيْهَا الأَنهَار، فَقُلْتُ: أُرِيْدُ سَمَكاً طَرِيّاً حَيّاً، فَقَامَ، فَدَخَلَ البَيْت، وَأَغلق بَابَه، وَأَبطأَ سَاعَة، ثُمَّ جَاءنِي وقد

خَاض وَحلاً إِلَى ركبته، وَمَعَهُ سمَكَةٌ تَضْطَرِب، وَقَالَ: دعوتُ الله، فَأَمرنِي أَنْ أَقصِدَ البطَائِح، فَجئْت بِهَذِهِ، قَالَ: فعلمتُ أَنَّ هَذَا حِيْلَة، فَقُلْتُ لَهُ: فَدَعنِي أَدخل البَيْت، فَإِنْ لَمْ تَنْكَشِف لِي حِيْلَةٌ آمنتُ بِكَ؟ قَالَ: شأَنك، فَدَخَلت البَيْت وَغَلَّقْتُ عَلَى نَفْسِي، فَلَمْ أَجِدْ طريقًا ولا حيلة، ثُمَّ قلعت مِنَ التَّأزير، وَدخلتُ إِلَى دَارٍ كَبِيْرَة فِيْهَا بستَانٌ عَظِيْم، فِيْهِ صُنُوف الأَشجَار، وَالثِّمَار، وَالرَّيْحَان، الَّتِي هُوَ وَقتهَا، وَمَا لَيْسَ وَقتهَا "مِمَّا" قَدْ غُطِّيَ وَعُتِّقَ وَاحتيل فِي بقَائِه، وَإِذَا الخزَائِن مُفَتَّحَةٌ، فِيْهَا أَنْوَاع الأَطعمَة وَغَيْر ذَلِكَ، وَإِذَا بِرْكَةٌ كَبِيْرَة، فَخضتُهَا، فَإِذَا رجلِي قَدْ صَارت بِالوحلِ كَرِجْلَيه، فَقُلْتُ: الآنَ إِن خَرَجتُ وَمعِي سمَكةً قتلنِي، فَصِدْتُ سمَكَة، فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى بَابِ البَيْت أَقبلتُ أَقُولُ: آمنتُ وَصَدَّقْتُ، مَا ثَمَّ حِيْلَة، وَلَيْسَ إلَّا التَّصْدِيق بِك، قَالَ: فَخَرَجَ، وَخَرَجتُ وَعدوتُ، فَرَأَى السّمَكَة مَعِي، فَعدَا خَلْفِي، فلحقنِي، فضربتُ بِالسَّمَكَةِ فِي وَجْهِهِ وَقُلْتُ لَهُ: أَتعبْتَنِي حَتَّى مَضَيْت إِلَى البَحْر فَاسْتَخرجت هَذِهِ، فَاشْتَغَل بِمَا لَحِقَهُ مِنَ السَّمَكَة، فَلَمَّا صرت فِي الطَّرِيْق رميت بنفسِي "لِمَا لحقنِي مِنَ الْجزع وَالفزع"، فَجَاءَ إِلَيَّ، وَضَاحكنِي وَقَالَ: ادْخل، فَقُلْتُ: هَيْهَاتَ، فَقَالَ: اسْمع، وَاللهِ لَئِنْ شِئْتُ قتلتُك عَلَى فِرَاشك، وَلَكِن إِن سَمِعْتُ بِهَذِهِ الحِكَايَة لأَقتلنَّك، فَمَا حكيتهَا حَتَّى قتل. قُلْتُ: هَذَا المنجِّم مَجْهُوْل، أَنَا أَستَبْعِدُ صِدْقَهُ. ابْنُ بَاكويه: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ الحُسَيْنِ الفَارِسِيَّ بِالمَوْصِل، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ سعدَان يَقُوْلُ: قَالَ: لِي الحَلاَّج: تُؤمن بِي حَتَّى أَبعثَ إِلَيْك بعُصفورٍ أَطرحُ مِنْ ذَرْقهَا وَزن حَبَّةٍ عَلَى كَذَا مَنّاً نُحَاساً فَيَصِيْرُ ذَهباً؟ فَقُلْتُ لَهُ: بَلْ أَنْتَ تُؤمن بِي حَتَّى أَبعثَ إِلَيْكَ بفيلٍ يَسْتَلقِي فتصيرُ قَوَائِمُهُ فِي السَّمَاء، فَإِذَا أَردتَ أَنْ تُخفيهُ أخفتيه فِي إِحْدَى عَيْنَيْك، قَالَ: فَبُهِتَ وَسَكَتَ. وَيُرْوَى أَنَّ رَجُلاً قَالَ: لِلْحلاَّج: أُرِيْد تُفَّاحَة، وَلَمْ يكن وقته، فأومأ بيده إِلَى الهوَاء، فَأَعطَاهُم تُفَّاحَةً وَقَالَ: هَذِهِ مِنَ الجَنَّة، فَقِيْلَ لَهُ: فَاكهَة الجَنَّة غَيْرُ متغيِّرَة، وَهَذِهِ فِيْهَا دودَة، فَقَالَ: لأَنَّهَا خَرَجت مِنْ دَار البَقَاء إِلَى دَار الفنَاء، فحلَّ بِهَا جُزْءٌ مِنَ البلاَءِ. فَانظر إِلَى ترَامِي هَذَا لمسكين عَلَى الكَرَامَاتِ وَالخوَارق، فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الخِذلاَن، فَعَنْ عُمَر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ خُشُوْعِ النِّفَاق. قَالَ ابْنُ بَاكويه: حَدَّثَنَا حمدُ بنُ الحَلاَّج قَالَ: ثُمَّ قَدِمَ أَبِي بَغْدَاد، وَبنَى دَاراً، وَدَعَا النَّاس إِلَى مَعْنَىً لَمْ أَقف إلَّا عَلَى شطرٍ مِنْهُ، حتى خرج عليه محمد ابن دَاوُدَ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ العُلَمَاءِ، وَقبَّحُوا صورَتَه، وَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشِّبْلِيّ.

قَالَ ابْنُ بَاكويه: سَمِعْتُ عِيْسَى بنَ بَزُولٌ القَزْوِيْنِيّ يَقُوْلُ: إِنَّهُ سَأَلَ ابْنَ خَفِيْف عَنْ مَعْنَى هَذِهِ الأَبيَات: سُبْحَانَ مَنْ أَظْهَرَ نَاسُوْتُهُ ... سِرَّ سَنَا لاَهُوتِه الثَّاقِبِ ثُمَّ بدَا فِي خَلْقِهِ ظَاهِراً ... فِي صُوْرَةِ الآكِلِ وَالشَّارِبِ حَتَّى لَقَدْ عَايَنَهُ خَلْقُهُ ... كَلَحْظَةِ الحَاجِبِ بِالحَاجِبِ فَقَالَ ابْنُ خَفِيْف: عَلَى قَائِل ذَا لعنَةُ الله، قَالَ: هَذَا شِعر الحُسَيْن الحَلاَّج، قَالَ: إِنْ كَانَ هَذَا اعْتِقَادَهُ فَهُوَ كَافِر فَرُبَّمَا يَكُوْن مَقُولاً عَلَيْهِ. السُّلَمِيّ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِد بنُ بَكْرٍ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ فَارس، سَمِعْتُ الحَلاَّج يَقُوْلُ: حجبَهُم الاسْم فَعَاشوا، وَلَوْ أَبَرَز لَهُم علوم القدرة لطاشوا. وَقَالَ: أَسْمَاءُ اللهِ مِنْ حَيْثُ الإِدرَاكُ رسم، وَمِنْ حَيْثُ الحَقُّ حَقِيْقَة. وَقَالَ: إِذَا تخلَّص العَبْدُ إِلَى مقَام المَعْرِفَة، أُوحيَ إِلَيْهِ بخَاطرَة. و"قال": مَنَ التمسَ الحَقَّ بِنُورِ الإِيْمَان، كَانَ كَمَنْ طَلَبَ الشَّمْس بِنُوْرِ الْكَوَاكِب. وَقَالَ: مَا انفصَلَتِ البشريَّةُ عَنْهُ، وَلاَ اتَّصلت بِهِ. وَمِمَّا رُوِيَ لِلْحلاج: أَنْتَ بَيْنَ الشَّغَافِ وَالقَلْبِ تَجْرِي ... مِثْلَ جَرْيِ الدُّمُوعِ مِنْ أَجْفَانِي وَتَحِلُّ الضَّمِيْرَ جَوْفَ فُؤَادِي ... كَحُلُوْلِ الأَروَاحِ فِي الأَبْدَانِ يَا هِلاَلاً بَدَا لأَرْبَع عَشْرٍ ... لِثَمَانٍ وَأَرْبَعٍ وَاثْنَتَان وَله: مُزِجَتْ رُوْحِي فِي رِوحِكْ كَمَا ... تُمْزَجُ الخَمْرَةُ بِالمَاءِ الزُّلاَلِ فَإِذَا مَسَّكَ شَيْءٌ مَسَّنِي ... فَإِذَا أَنْتَ أَنَا فِي كُلِّ حَال وَعَنِ القَناد قَالَ: لقيتُ يَوْماً الحَلاَّج فِي حَالَةٍ رَثَّةٍ، فقلت له: كيف حالك؟ فأنشأ يقول: لَئِنْ أَمْسَيْتُ فِي ثَوْبَي عَدِيْمٍ ... لَقَدْ بَليَا عَلَى حُرٍّ كَرِيْمِ فَلاَ يَحْزُنْكَ أَنْ أَبْصَرْتَ حَالاً ... مُغَيَّرَةً عَنِ الحَالِ القَدِيْم فَلِي نَفْسٌ سَتَذْهَبُ أَوْ سَتَرْقَى ... لَعَمْرُكَ بِي إِلَى أَمْرٍ جسيم

وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ أُدخل الحَلاَّج بَغْدَاد مَشْهُوْراً عَلَى جَمل، قبض عَلَيْهِ بِالسُّوس، وَحُمِلَ إِلَى الرَّائِشِيّ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى بَغْدَادَ، فَصُلِبَ حَيّاً، وَنُودِي عَلَيْهِ: هَذَا أَحَدُ دُعَاة القرَامِطَة فَاعْرِفُوهُ. وَقَالَ الفَقِيْه أَبُو عَلِيٍّ بنُ البَنَّاءِ: كَانَ الحَلاَّجُ قَدِ ادَّعَى أَنَّهُ إِله، وَأَنَّهُ يَقُوْلُ بِحُلُول اللاَّهُوتِ فِي النَّاسُوت، فَأَحْضَرَهُ الوَزِيْرُ عَلِيُّ بنُ عِيْسَى فَلَمْ يجده -إِذْ سأَله- يُحْسِنُ القُرْآن وَالفِقْه وَلاَ الحَدِيْثَ، فَقَالَ: تعلُّمُكَ الفرضَ وَالطَّهور أَجدَى عَلَيْكَ مِنْ رسَائِل لاَ تَدْرِي مَا تَقُولُ فِيْهَا، كَمْ تَكْتُبُ -وَيْلَك- إِلَى النَّاس: تبَاركَ ذُو النُّوْرِ الشَّعْشَعَانِيّ؟! مَا أَحْوَجَكَ إِلَى أَدب! وَأَمَرَ بِهِ فصُلب فِي الجَانب الشَّرْقِيّ، ثُمَّ فِي الغربِيّ، وَوُجد فِي كُتُبِه: إِنِّيْ مُغْرِقُ قَوْم نوح، وَمُهْلِك عَادَ وَثمود. وَكَانَ يَقُوْلُ لِلْوَاحِد مِنْ أَصْحَابه: أَنْتَ نُوح، وَلآخر: أَنْتَ مُوْسَى، وَلآخر: أَنْتَ مُحَمَّد. وَقَالَ: مَنْ رَسَتْ قَدَمُهُ فِي مَكَان المنَاجَاة، وَكُوْشِفَ بِالمُبَاشرَة، وَلُوْطِفَ بِالمُجَاوَرَة، وَتلذَّذ بِالقُرْبِ، وَتزيَّن بِالأُنْس، وَترَشَّحَ بِمرَأَى الْمَلَكُوت، وَتوشَّح بِمَحَاسِن الجَبَروت، وَترقَّى بَعْدَ أَنْ توقَّى، وَتَحَقَّقَ بَعْدَ أَنْ تمَزَّق، وَتَمَزَّقَ بَعْدَ أَنْ تزندَق، وَتصرَّف بَعْدَ أَنْ تعرَّف، وَخَاطبَ وَمَا رَاقبَ، وَتدلَّلَ بَعْدَ أَنْ تَذَلَّل، وَدَخَلَ وَمَا اسْتَأَذنَ، وَقُرِّبَ لَمَّا خُرِّب، وَكُلِّمَ لَمَّا كُرِّم، مَا قتلُوهُ وما صلبوه. ابْنُ بَاكويه: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مُحَمَّدٍ المذَارِيّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوْب النَّهْرَجُورِيّ يَقُوْلُ: دَخَلَ الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْر مَكَّة، فَجَلَسَ فِي صحْن المَسْجَد لاَ يَبْرَحُ مِنْ مَوْضِعه إلَّا لِلطَّهَارَة أَوِ الطَّوَاف، لاَ يُبَالِي بِالشَّمْس وَلاَ بِالمَطَر، فَكَانَ يُحمل إِلَيْهِ كُلَّ عَشِيَّةٍ كُوْزٌ وَقُرص، فيعَضُّ مِنْ جَوَانبه أَرْبَعَ عَضَّاتٍ وَيَشْرَبُ. أَخْبَرَنَا المسلمُ بنُ مُحَمَّدٍ القَيْسِيّ كِتَابة، أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ زُرَيْق، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الحَسَنِ السَّاحلِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ الحَافِظ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدٍ الوَاعِظ يَقُوْل: قَالَ أَبُو القَاسِمِ الرَّازِيّ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ مُمْشَاذ: حضَر عِنْدنَا بِالدِّيْنَور رَجُلٌ مَعَهُ مِخلاَة، فَفَتَّشوهَا، فَوَجَدُوا فِيْهَا كِتَاباً لِلْحلاَّج عنوَانُهُ: مِنَ الرَّحْمَن الرَّحِيْم إِلَى فُلاَن بن فُلاَن، فَوجه إِلَى بَغْدَادَ فَأُحضرَ وَعُرض عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَذَا خَطِّي وَأَنَا كَتَبْتُهُ، فَقَالُوا: كُنْتَ تَدَّعِي النُّبُوَّة، صِرْتَ تَدَّعِي الرُّبوبيَّة؟! قَالَ:

لاَ، وَلَكِن هَذَا عينُ الجَمْعِ عِنْدنَا، هَلِ الكَاتِب إلَّا الله وَأَنَا؟ فَاليد فِيْهِ آلَة، فَقِيْلَ: هَلْ مَعَكَ أَحَد؟ قَالَ: نَعَمْ، ابْنُ عَطَاء، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَرِيْرِيّ، وَالشِّبلِيّ، فَأُحضر الجَرِيْرِيّ، وَسُئِلَ، فَقَالَ: هَذَا كَافِر، يُقْتَل مَنْ يَقُوْلُ هَذَا، وَسُئِلَ الشِّبلِيّ فَقَالَ: مَنْ يَقُوْلُ هَذَا يُمنع، وَسُئِلَ ابْنُ عَطَاء، فَوَافق الحَلاَّج، فَكَانَ سَبَب قَتله. قُلْتُ: أَمَّا أَبُو العَبَّاسِ بنُ عَطَاءٍ فَلَمْ يُقتل، وَكلَّم الوَزِيْر بكَلاَم غليظٍ لَمَّا سأَله، وَقَالَ: مَا أَنْتَ وَهَذَا، اشْتَغَلت بظُلْم النَّاس، فعزَّره، وَقَالَ السُّلَمِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ شَاذَانَ قَالَ: كَانَ الوَزِيْرَ حِيْنَ أُحضر الحَلاَّجُ لِلْقتل حَامِدُ بنُ العَبَّاسِ، فَأَمره أَنْ يَكْتُبَ اعْتِقَاده، فَكَتَبَ اعْتِقَاده، فَعَرضه الوَزِيْر عَلَى الفُقَهَاء بِبَغْدَادَ، فَأَنكروهُ، فَقِيْلَ لحَامِد: إِنَّ ابْنَ عَطَاء يُصَوِّب قَوْله، فَأَمر بِهِ، فَعُرض عَلَى ابْنِ عَطَاءٍ، فَقَالَ: هَذَا اعْتِقَادٌ صَحِيْح، وَمَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ هَذَا فَهُوَ بِلاَ اعْتِقَاد، فَأُحضر إِلَى الوَزِيْرِ، فَجَاءَ، وَتصدَّر فِي المَجْلِسِ، فغَاظ الوَزِيْر ذَلِكَ، ثُمَّ أُخرج ذَلِكَ الخطّ فَقَالَ: أَتصوِّبُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، مالك وَلِهَذَا؟ عَلَيْك بِمَا نُصِبْتَ لَهُ مِنَ المُصَادرَة والظلم، مالك وَلِلْكَلاَمِ فِي هَؤُلاَءِ السَّادَة؟ فَقَالَ الوَزِيْر: فَكَّيْهِ. فَضُرِبَ فَكَّاهُ، فَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ سَلَّطْتَ هَذَا عليَّ عُقوبَةً لدُخُوْلِي عَلَيْهِ، فَقَالَ الوَزِيْر: خُفَّه يَا غُلاَم، فَنزع خُفَّه، فَقَالَ: دمَاغَه، فَمَا زَالَ يضْرب دمَاغه حَتَّى سَالَ الدَّم مِنْ مَنْخِرَيه، ثُمَّ قَالَ: الحَبْس، فَقِيْلَ: أَيُّهَا الوَزِيْر؟ يتشوَّش العَامَّة، فَحُمِلَ إِلَى مَنْزِلِهِ. وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: حضَرتُ بَيْنَ يدِي أَبِي الحَسَنِ بنِ بَشَّارٍ، وَعِنْدَهُ أَبُو العَبَّاسِ الأَصْبَهَانِيّ، فَذَاكره بقصَّة الحَلاَّج، وَأَنَّهُ لَمَّا قُتل كتب ابْنُ عَطَاء إِلَى ابْنِ الحَلاَّج كِتَاباً يعزِّيه عَنْ أَبِيْهِ، وَقَالَ: رَحِمَ اللهُ أَبَاك، وَنسخَ رُوحه فِي أَطيبِ الأَجسَاد، فدلَّ هَذَا عَلَى أَنَّهُ يَقُوْلُ بالتَّنَاسخ، فَوَقَعَ الكِتَابُ فِي يَد حَامِد، فَأَحضر أَبَا العَبَّاسِ بنَ عَطَاء وَقَالَ: هَذَا خَطَّكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِقرَارُك أَعْظَم، قَالَ: فَشَيْخٌ يكذب؟! فَأَمر بِهِ، فَصُفِعَ، فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ بَشَّار: إِنِّيْ لأَرْجُو أَنْ يُدْخِلَ اللهُ حَامِد بن العَبَّاسِ الجَنَّة بِذَلِكَ الصَّفْع. قَالَ السُّلَمِيُّ: أَكْثَر المَشَايِخ ردُّوا الحَلاَّج وَنَفَوهُ، وَأَبَوْا أَنْ يَكُوْنَ لَهُ قَدَمٌ فِي التَّصَوُّف، وَقبله ابْنُ عَطَاء، وَابْنُ خَفِيْف، وَالنَّصْر آباذِيّ. قُلْتُ: قَدْ مرَّ أَنَّ ابْنَ خَفِيْف عُرِض عَلَيْهِ شَيْء مِنْ كَلاَم الحَلاَّج، فَتبرَّأَ مِنْهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الرَّازِيّ: سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عُثْمَانَ يلعنُ الحَلاَّج وَيَقُوْلُ: لَوْ قدرت عَلَيْهِ لقتلتُهُ بيدِي، فَقُلْتُ: أَيش وَجد الشَّيْخ عَلَيْهِ؟ قَالَ: قَرَأْتُ آيَةً مِنْ كِتَاب اللهِ فَقَالَ: يُمْكنُنِي أَنْ أُؤلِّف مثلَه.

وَقَالَ أَبُو يَعْقُوْبَ الأَقطع: زوَّجتُ ابْنتِي مِنَ الحُسَيْنِ بنِ مَنْصُوْر لِمَا رَأَيْت مِنْ حُسنِ طَرِيقَته وَاجْتِهَاده، فَبَانَ لِي بَعْد مُدَّة يَسِيْرَة أَنَّهُ سَاحرٌ، محتَالٌ كَافِرٌ. وَقَالَ أَبُو يَعْقُوْبَ النُّعْمَانِيّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ دَاوُدَ الفَقِيْه يَقُوْلُ إِنْ كَانَ مَا أَنزل اللهُ عَلَى نَبِيّه حقاً، فَمَا يَقُوْلُ الحَلاَّج بَاطِل، وَكَانَ شَدِيْداً عَلَيْهِ. السُّلَمِيّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ سَعِيْدٍ الوَاسِطِيَّ بِالكُوْفَةِ يَقُوْلُ: مَا تجرَّد أَحَدٌ عَلَى الحَلاَّج وَحَمَلَ السُّلْطَانَ عَلَى قَتله كَمَا تجرَّد لَهُ ابْن دَاوُدَ، وَبلغَنِي أَنَّهُ لَمَّا أُخرج إِلَى الْقَتْل تغيَّر وَجهُ حَامِدِ بنِ العَبَّاسِ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الفُقَهَاء: لاَ تَشُكَّنَّ أَيُّهَا الوَزِيْر، إِنْ كَانَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ حقّاً، فَمَا يَقُوْلُ هَذَا بَاطِل. السُّلَمِيّ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ يَحْيَى، سَمِعْتُ جَعْفَراً الخُلْدِيّ وَسُئِلَ عَنِ الحَلاَّج فَقَالَ: أَعرفُه وَهُوَ حَدَث، كَانَ هُوَ وَالفُوَطِيّ يصحَبَان عَمْراً المَكِّيَّ، وَهُوَ يِحلِج. السُّلَمِيّ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي سعدَان يَقُوْلُ: الحَلاَّجُ مُمَوِّهٌ مُمَخْرِق. قَالَ السُّلَمِيُّ: وَبلغنِي أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى الجُنَيْد، فَقَالَ: أَنَا الحَقّ، قَالَ: بَلْ أَنْتَ بِالْحَقِّ، أَيَّ خشبَةٍ تُفسد. السُّلَمِيّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ غَالِب يَقُوْلُ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصحَابنَا يَقُوْلُ: لَمَّا أَرَادُوا قتلَ الحَلاَّج، أُحضر لِذَلِكَ الفُقَهَاء، فَسَأَلُوهُ: مَا البُرهَان؟ قَالَ: شوَاهد يُلْبِسُهَا الحَقُّ لأَهْل الإِخْلاَص، يجذبُ فِي النُّفُوْس إِلَيْهَا جَاذب الْقبُول، فَقَالُوا بِأَجمعهم: هَذَا كَلاَم أَهْل الزَّنْدَقَة. فنَقُوْل: بَلْ مَنْ وَزَنَ نَفْسَه وَزمَّهَا بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَهُوَ صَاحِبُ برهَان وَحجَّة، فَمَا أَخيَبَ سَهْمَ مَنْ فَاته ذَلِكَ! قَالَ: ابْنُ الجَوْزِيِّ فِيْمَا أَنبأُونِي عَنْهُ: إِنَّ شَيْخَه أَبَا بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ أَنبأَه قَالَ: شهدتُ أَنَا، وَجَمَاعَة عَلَى أَبِي الوَفَاء بن عَقِيْل قَالَ: كُنْتُ قَدِ اعتقدتُ فِي الحَلاَّج وَنصرته فِي جُزْء، وَأَنَا تَائِبٌ إِلَى اللهِ مِنْهُ، وَقَدْ قُتل بِإِجمَاع فُقَهَاء عصره، فَأَصَابُوا وَأَخْطَأَ هُوَ وَحده. السُّلَمِيّ: سَمِعْتُ مَنْصُوْر بنَ عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ الشِّبلِيَّ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَنَا وَالحَلاَّج شَيْئاً وَاحِداً، إلَّا أَنَّهُ أَظهرَ وَكتمتُ، وَسَمِعْتُ مَنْصُوْراً يَقُوْلُ: وَقَفَ الشِّبلِيُّ عَلَيْهِ وَهُوَ مَصْلُوب، فَنَظَر إِلَيْهِ وَقَالَ: أَلم ننهَكَ عَنِ العَالمِين؟!

أَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ: أَخْبَرَنَا أَبِي: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بنُ عَبَّاسٍ عَمَّنْ حضَر مَجْلِس حَامِد وَجَاؤُوهُ بدَفَاتِر الحَلاَّج، فِيْهَا: إِنَّ الإِنْسَانَ إِذَا أَرَادَ الحَجَّ فَإِنَّهُ يَسْتَغنِي عَنْهُ بِأَنَّ يعمدَ إِلَى بَيْتٍ فِي دَاره، فَيعْمل فِيْهَا مِحرَاباً، وَيغتسل وَيُحرم، وَيَقُوْلُ: كَذَا وَكَذَا، وَيُصَلِّي كَذَا وَكَذَا، وَيطوفُ بِذَلِكَ البَيْت، فَإِذَا فرَغ فَقَدْ سَقَط عَنْهُ الحَجّ إِلَى الكَعْبَة، فَأَقرَّ بِهِ الحَلاَّج وَقَالَ: هَذَا شَيْءٌ رويتُهُ كَمَا سمِعتهُ، فتعلّق بِذَلِكَ عَلَيْهِ الوَزِيْر، وَاسْتفتَى القَاضِيَيْن: أَبَا جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنَ البُهْلُول، وَأَبَا عُمَرَ مُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ، فَقَالَ أَبُو عُمَرَ: هَذِهِ زَنْدَقَةٌ يَجِبُ بِهَا الْقَتْل، وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: لاَ يَجِبُ بِهَذَا قتلٌ إلَّا أَنْ يُقِرَّ أَنَّهُ يَعْتَقِدُه، لأن الناس قد يرْوونَ الكُفْرَ وَلاَ يَعْتَقِدُوْنَهُ، وَإِنْ أَخبر أَنَّهُ يَعْتَقِده اسْتُتِيبَ مِنْهُ، فَإِنْ تَاب فَلاَ شَيْء عَلَيْهِ، وَإِلاَّ قُتِلَ، فعمِلَ الوَزِيْرُ عَلَى فتوَى أَبِي عُمَرَ عَلَى مَا شَاع وَذَاع مِنْ أَمره، وَظهرَ مِنْ إِلحَاده وَكُفره، فَاسْتُؤذِنَ المُقْتَدِرُ فِي قَتْلِهِ، وَكَانَ قَدِ اسْتغوَى نصراً القُشُورِيَّ مِنْ طَرِيْقِ الصَّلاَح وَالدِّين، لاَ بِمَا كَانَ يدعُو إِلَيْهِ، فَخوَّفَ نصرٌ السَّيِّدَة أُمَّ المُقْتَدِر مِنْ قَتله، وَقَالَ: لاَ آمَنُ أَنْ يلْحق ابْنَكِ عقوبَةُ هَذَا الصَّالِح، فمَنَعَتِ المُقْتَدِرَ مِنْ قَتْلِهِ، فَلَمْ يَقْبَلْ، وَأَمر حَامِداً بِقَتْلِهِ، فَحُمَّ المُقْتَدِرُ يَوْمهُ ذَلِكَ، فَازدَادَ نصرٌ وَأَمُّ المُقْتَدِر افتتَاناً، وَتشكَّكَ المُقْتَدِر، فَأَنفذ إِلَى حَامِد يمنعهُ مِنْ قَتْلِهِ، فَأَخَّر ذَلِكَ أَيَّاماً إِلَى أَنْ عُوفِي المُقْتَدِر، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ حَامِد وَقَالَ: يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ! هَذَا إِن بَقِيَ قلبَ الشَّريعَة، وارتد خلق على يديه، وَأَدَّى ذَلِكَ إِلَى زوَال سلطَانك، فدعنِي أَقتلْه، وَإِنْ أَصَابَك شَيْءٌ فَاقتُلنِي، فَأَذن لَهُ فِي قَتْلِهِ، فَقَتَلَهُ مِنْ يَوْمه، فَلَمَّا قُتل قَالَ أَصْحَابُه: مَا قُتل وَإِنَّمَا قتل بِرْذَوْنٌ كَانَ لفُلاَن الكَاتِب، نَفَقَ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ يعُود إِلَيْنَا بَعْد مُدَّة، فصَارت هَذِهِ الجَهَالَةُ مَقَالَة طَائِفَة، قَالَ: وَكَانَ أَكْثَر مخَاريق الحَلاَّج أَنَّهُ يظهرهَا كَالمعجزَات، يَسْتَغوِي بِهَا ضَعَفَة النَّاس. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوْخِيّ: أَخْبَرَنِي أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ التَّنُوْخِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَمَاعَة أَنَّ أَهْل مَقَالَة الحَلاَّج يَعْتَقِدُوْنَ أَنَّ اللاَّهوتَ الَّذِي كَانَ فِيْهِ حَالٌّ فِي ابْنٍ لَهُ بتُسْتَر، وَأَنَّ رَجُلاً فِيْهَا هَاشِم يُقَال لَهُ: أَبُو عُمَارَة مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ قَدْ حلَّت فِيْهِ روح مُحَمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يُخَاطب فِيهِم بسيِّدنَا. قَالَ التَّنوخِيُّ الأَزْرَق: فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ مَنِ اسْتدَعَاهُ مِنَ الحَلاَّجيَّة إِلَى أَبِي عمَارَة هَذَا إِلَى مَجْلِس، فَتَكَلَّم فِيْهِ عَلَى مَذْهَب الحَلاَّج وَيدعُو إِلَيْهِ، قَالَ: فَدَخَلتُ وَظنُّوا أَنِّي مُسترشِد، فَتَكَلَّم بِحَضْرتِي وَالرَّجُلُ أَحْوَل، فَكَانَ يقلب عَيْنَيْهِ إِلَيَّ فيجيشُ خَاطرُهُ بِالهَوَس، فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ: لِي الرَّجُلُ: آمنتَ؟ فَقُلْتُ: أَشدّ مَا كُنْتُ تكذيباً لِقَولكُم الآنَ، هَذَا عندكُم بِمَنْزِلَة النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!؟ لِمَ لاَ يَجْعَل نَفْسه غَيْر أَحْوَل؟ فَقَالَ: يَا أَبْلَه! وَكَأَنَّهُ أَحْوَل، إِنَّمَا يقلِّب عَيْنَيْهِ فِي الملكوت.

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوْخِيّ: أَخْبَرَنِي أَبُو العَبَّاسِ المتطبِّبُ أَحَدُ مسلمِي الطِّبّ الَّذِيْنَ شَاهدتُهُم: إِنَّ حَيَّ نور بن الحَلاَّج بتُسْتَر، وَإِنَّهُ يَلْتَقِط درَاهم مِنَ الهوَاء وَيَجْمَعُهَا وَيسمِّيهَا درَاهم القُدرَة، فَأَحضرُوا مِنْهَا إِلَى مجمع كَانَ لَهُم، فَوَضَعُوهَا وَاتخذُوا أَولئك يَشْهَدُوْنَ لَهُ أَنَّهُ الْتَقَطهَا مِنَ الجَوّ، يُغرُوْنَ بِهَا قَوْماً غُرَبَاء، يَسْتَدعونهُم بِذَلِكَ، وَيَرَوْنَ أَنَّ قدرَ حَيّ نور أَجلُّ مِنْ أَنْ يُمتحن كُلَّ وَقت، فَلَمَّا وضعت الدَّرَاهِم فِي منْدِيل قلَّبتهَا فَإِذَا فِيْهَا دِرْهَمٌ زَائِف، فَقُلْتُ: أَهذه درَاهُم القُدرَة كُلّهَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَأَريتُهُم الدِّرْهَم الزَّيْف، فتفرقتِ الجَمَاعَةُ وَقُمنَا، وَكَانَ حَيّ نور قَدِ اسْتغوَى قَائِداً دَيْلَمِيّاً عَلَى تُسْتَر، ثُمَّ زَادَ عَلَيْهِ فِي المخرقَة البَاردَة، فَانهتك لَهُ، فَقَتَلَهُ، فَمِنْ بَارِد مخَاريقه: أَنَّهُ أَحضر جِرَاباً وَقَالَ لَهُ: إِذَا حَزَبكَ أَمرٌ أَخرجتُ لَكَ مِنْ هَذَا الجرَاب أَلف تُركِيٍّ بسلاَحهِم وَنَفَقَتِهِم، فَسقط مِنْ عينه وَاطَّرَحَهُ، فَجَاءَ إِلَيْهِ بَعْد مُدَّة وَقَالَ: أَنَا أَرُدُّ يَد الْملك أَحْمَد بن بُويه المقطوعَةَ صَحِيْحَة، فَأَدخِلْنِي إِلَيْهِ، فصَاح عَلَيْهِ وَقَالَ: أُرِيْد أَنْ أَقْطَعَ يدك؛ فَإِن رددتهَا حملتُك إِلَيْهِ، فَاضطَرَبَ مِنْ ذَلِكَ، فرمَاهُ بِشَيْءٍ كَانَتْ فِيْهِ منيَّتُه، فَبعثَه سِرّاً فغرَّقه. قَالَ عَلِيُّ بنُ مَحْمُوْدٍ الزَّوْزنِيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ ثوَابَة يَقُوْلُ: حَكَى لِي زيد القَصْرِيُّ، قَالَ: كُنْتُ بِالقُدْس، إِذْ دَخَلَ الحَلاَّج، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ يُشْعَلُ فِيْهِ قنديل بدُهن البَلَسَان، فَقَامَ الفُقَرَاء إِلَيْهِ يطلُبُونَ مِنْهُ شَيْئاً، فَدَخَلَ بِهِم إِلَى القُمَامَة، فَجَلَسَ بَيْنَ الشَّمَامِسَة، وَكَانَ عَلَيْهِ السَّوَاد، فَظنُّوهُ مِنْهُم، فَقَالَ لَهُم: مَتَى يُشعل الْقنْدِيل؟ قَالُوا: إِلَى أَرْبَع سَاعَات فَقَالَ: كَثِيْر. فَأَومأَ بِأُصبعه، فَقَالَ: الله. فَخَرَجت نَارٌ مَنْ يَده، فَأَشعلتِ الْقنْدِيل، وَاشتعلت أَلفُ قِنديل حوَاليه، ثُمَّ رُدَّت النَّارُ إِلَى أُصْبُعه، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا حنيفيّ، أَقلُّ الحنيفيين، تُحِبُّون أَنْ أُقيم أَوْ أَخرج؟ فَقَالُوا: مَا شِئْت، فَقَالَ: أَعطُوا هَؤُلاَءِ شَيْئاً، فَأَخرجُوا بَدْرَةً فِيْهَا عَشْرَة آلاَف دِرْهَم لِلْفُقَرَاء. فَهَذِهِ الحِكَايَةُ وَأَمثَالهُا مَا صَحَّ مِنْهَا فحكمُهُ أَنَّهُ مخدومٌ مِنَ الجِنّ. قَالَ التَّنُوْخِيّ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ الأَزْرَق قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الحَلاَّج كَانَ لاَ يَأْكُل شَيْئاً شَهْراً، فَهَالنِي هَذَا، وَكَانَ بَيْنَ أَبِي الفَرَجِ وَبَيْنَ روحَان الصُّوْفِيَّ مودَّة، وَكَانَ مُحَدِّثاً صَالِحاً وَكَانَ القَصْرِيُّ -غُلاَم الحَلاَّج- زوج أُخْته، فَسَأَلته عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَمَّا مَا كَانَ الحَلاَّج يَفْعَلُه فَلاَ أَعْلَمُ كَيْفَ كَانَ يتمُّ لَهُ، وَلَكِنَّ صِهرِيَ القَصْرِيَّ قَدْ أَخذ نَفْسَه، وَدرَّجهَا، حَتَّى صَارَ يصبِر عَنِ الأَكل خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً، أَقلّ أَوْ أَكْثَر، وَكَانَ يَتمُّ لَهُ ذَلِكَ بِحِيْلَةٍ تَخفَى عَلَيَّ، فَلَمَّا حُبِسَ فِي جُمْلَةِ الحَلاَّجِيَّةِ، كَشَفَهَا لِي، وَقَالَ لِي: إِنَّ الرَّصدَ إِذَا وَقَعَ بِالإِنْسَانِ، وَطَالَ فَلَمْ تَنكَشِفْ مَعَهُ حِيْلَةٌ، ضَعُفَ عَنْهُ الرَّصدُ، ثُمَّ لاَ يَزَالُ يَضعُفُ كُلَّمَا لَمْ تَنكَشِفْ حِيلَتُه، حَتَّى يَبطُلَ أَصلاً،

فَيَتَمَكَّنُ حِيْنَئِذٍ مِنْ فِعلِ مَا يُرِيْدُ، وَقَدْ رَصَدَنِي هَؤُلاَءِ مُنْذُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً، فَمَا رَأَوْنِي آكُلُ شَيْئاً بَتَّةَ، وَهَذَا نِهَايَة صَبْرِي، فَخُذْ رطْلاً مِنَ الزَّبِيبِ وَرِطْلاً مِنَ اللَّوزِ، فَدُقَّهُمَا، وَاجعَلْهُمَا مِثْلَ الكُسبِ، وَابسُطْهُ كَالوَرَقَةِ، وَاجعَلْهَا بَيْنَ وَرَقَتَينِ كَدَفْتَرٍ، وَخُذِ الدَّفتَرَ فِي يَدِكَ مَكشُوَفاً مَطوِيّاً لِيَخفَى، وَأَحضِرْهُ لِي خُفْيَةً لآكُلَ مِنْهُ وَأَشرَبَ المَاءَ فِي المَضمَضَةِ، فَيَكفِينِي ذَلِكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً أُخْرَى، فكُنْت أَعمَلُ ذَلِكَ لَهُ طُولَ حَبْسِهِ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ الخُطَبِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": وَظَهَرَ رَجُلٌ يُعرَفُ بِالحَلاَّجِ، وَكَانَ فِي حَبسِ السُّلْطَانِ بِسعَايَةٍ وَقَعَتْ بِهِ فِي وِزَارَةِ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى، وَذُكِرَ عَنْهُ ضُرُوبٌ مِنَ الزَّنْدَقَةِ، وَوَضَعَ الحِيَلَ عَلَى تَضلِيلِ النَّاسِ مِنْ جِهَاتٍ تُشبِهُ الشَّعوَذَةَ وَالسِّحرَ وَادِّعَاءَ النُّبُوَّةِ، فَكَشَفَهُ الوَزِيْرُ، وَأَنَهَى خَبَرَهُ إِلَى المُقْتَدِرِ، فَلَمْ يُقِرَّ بِمَا رُمِيَ بِهِ، وَعَاقَبَه، وَصَلَبَهُ حَيّاً أَيَّاماً، وَنُودِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ حُبِسَ سِنِيْنَ، يُنقَلُ مِنْ حَبسٍ إِلَى حَبسٍ، حَتَّى حُبِسَ بِأَخَرَةٍ فِي دَارِ السُّلْطَانِ، فَاسْتَغوَى جَمَاعَةً مِنَ الغِلمَانِ، وَمَوَّهُ عَلَيْهِم، وَاسْتَمَالَهُم بِحِيْلَةٍ، حَتَّى صَارُوا يَحْمُونَه، وَيَدفَعُوْنَ عَنْهُ، ثُمَّ رَاسَلَ جَمَاعَةً مِنَ الكِبَارِ، فَاسْتَجَابُوا لَهُ، وَتَرَامَى بِهِ الأَمْرُ حَتَّى ذُكِرَ عَنْهُ أَنَّهُ ادَّعَى الرُّبُوبِيَّةَ، فَسُعِيَ بِجَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِه فَقُبِضَ عَلَيْهِم، وَوُجِدَ عِنْدَ بَعْضِهِم كُتُبٌ لَهُ تَدُلُّ عَلَى مَا قِيْلَ عَنْهُ، وَانتَشَرَ خَبَرُه، وَتَكَلَّمَ النَّاسُ فِي قَتْلِهِ، فَسَلَّمَه الخَلِيْفَةُ إِلَى الوَزِيْرِ حَامِدٍ، وَأَمَرَ أَنْ يَكشِفَهُ بِحَضْرَةِ القُضَاةِ، وَيَجْمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَجَرَتْ فِي ذَلِكَ خُطُوبٌ، ثُمَّ تَيَقَّنَ السُّلْطَانُ أَمرَه، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ وَإِحرَاقِهِ لِسَبْعٍ بَقِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فَضُرِبَ بِالسِّيَاطِ نَحْواً مِنْ ألف، وقطعت يداه ورجلاه، وضربت عُنُقُه، وَأُحرِقَ بَدَنُه، وَنُصِبَ رَأْسُه لِلنَّاسِ، وَعُلِّقَتْ يَدَاهُ وَرِجْلاَهُ إِلَى جَانِبِ رَأْسِهِ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوْخِيُّ: أَخْبَرَنِي أَبُو الحُسَيْنِ بنُ عَيَّاشٍ القَاضِي، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ بِحَضْرَةِ حَامِدِ بنِ العَبَّاسِ لَمَّا قُبِضَ عَلَى الحَلاَّجِ، وَقَدْ جِيْءَ بِكُتُبٍ وُجِدَتْ فِي دَارِهِ مِنْ دُعَاتِهِ فِي الأَطرَافِ يَقُوْلُوْنَ فِيْهَا: وَقَدْ بَذَرْنَا لَكَ فِي كُلِّ أَرْضٍ مَا يَزكُو فِيْهَا، وَأَجَابَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّكَ البَابُ -يَعْنِي: الإِمَامَ- وَآخَرُوْنَ يَعنُوْنَ أَنَّكَ صَاحِبُ الزَّمَانِ -يَعنُوْنَ: الإِمَامَ الَّذِي تَنْتَظِرُهُ الإِمَامِيَّةُ- وَقَوْمٌ إِلَى أَنَّكَ صَاحِبُ النَّامُوسِ الأَكْبَرِ -يَعنُوْنَ: النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَوْمٌ يَعنُوْنَ أَنَّكَ هُوَ هُوَ -يَعْنِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: فَسُئِلَ الحَلاَّجُ عَنْ تَفْسِيْرِ هَذِهِ الكُتُبِ، فَأَخَذَ يَدفَعُهُ وَيَقُوْلُ: هَذِهِ الكُتُبُ لاَ أَعرِفُهَا، هَذِهِ مَدسُوسَةٌ عَلَيَّ، وَلاَ أَعلَمُ مَا فِيْهَا، وَلاَ مَعنَى هَذَا الكَلاَمِ، وَجَاؤُوا بِدَفَاتِرَ لِلْحَلاَّجِ فِيْهَا: أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا أَرَادَ الحَجَّ، فَإِنَّهُ يَكفِيهِ أَنْ يَعمَدَ إِلَى بَيْتٍ ... وذكر القصة.

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ البَنَّاءِ الحَنْبَلِيُّ: كَانَ عِنْدَنَا بِسُوقِ السِّلاَحِ رَجُلٌ يَقُوْلُ: القُرْآنُ حِجَابٌ، وَالرَّسُولُ حِجَابٌ، وَلَيْسَ إلَّا عَبْدٌ وَرَبٌّ، فَافْتُتِنَ بِهِ جَمَاعَةٌ، وَتَرَكُوا العِبَادَاتِ، ثُمَّ اخْتَفَى مَخَافَةَ القَتْلِ. وَقَالَ الخَطِيْبُ فِي "تَارِيْخِهِ": ثُمَّ انْتَهَى إِلَى حَامِدٍ أَنَّ الحَلاَّجَ قَدْ موَّه عَلَى الحَشَمِ والحُجَّاب بِالدَّارِ بِأَنَّهُ يُحْيِي المَوْتَى، وَأَنَّ الجِنَّ يَخدِمُونَهُ، وَأَظهَرَ أَنَّهُ قَدْ أَحيَى عِدَّةً مِنَ الطَّيرِ، وَقِيْلَ: إِنَّ القُنَّائي الكَاتِبَ يَعْبُدُ الحَلاَّجَ وَيَدعُو إِلَيْهِ، فَكُبِسَ بَيتُه، وَأَحضَرُوا مِنْ دَارِهِ دَفَاتِرَ وَرِقَاعاً بِخَطِّ الحَلاَّجِ، فَنَهَضَ حَامِدٌ، فَدَفَعَه المُقْتَدِرُ إِلَى حَامِدٍ، فَاحْتَفَظَ بِهِ، وَكَانَ يخرجه كل يوم إِلَى مَجْلِسِه لِيَظفَرَ لَهُ بِسَقْطِه، فَكَانَ لاَ يَزِيْدُ عَلَى إِظهَارِ الشَّهَادَتَينِ وَالتَّوحِيدِ وَالشَّرَائِعِ، وَقَبَضَ حَامِدٌ عَلَى جَمَاعَةٍ يَعْتَقِدُوْنَ إِلَهِيَّةَ الحَلاَّجِ، فَاعْتَرَفُوا أَنَّهُم دُعَاةُ الحَلاَّجِ، وَذَكَرُوا لِحَامِدٍ أَنَّهُ قَدْ صَحَّ عِنْدَهُم أَنَّهُ إِلَهٌ، وَأَنَّهُ يُحيِي المَوْتَى، وَكَاشَفُوا بِذَلِكَ الحَلاَّجَ، فَجَحَدَ، وَكَذَّبَهُم، وَقَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَدَّعِيَ النُّبُوَّةَ وَالرُّبُوبِيَّةَ، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ أَعْبُدُ اللهَ، وَأُكْثِرُ الصَّلاَةَ وَالصَّوْمَ وَفِعلَ الخَيْرِ، وَلاَ أَعرِفُ غَيْرَ ذَلِكَ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَنْجِيٍّ: أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَا انْكَشَفَ مِنْ أَمرِ الحَلاَّجِ لِحَامِدٍ أَنَّ شَيْخاً يُعْرَفُ بِالدَّبَّاسِ كَانَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لَهُ، ثُمَّ تَبَيَّنَ مَخْرَقَتَه، فَفَارَقَهُ، وَاجْتَمَعَ مَعَهُ عَلَى هَذِهِ الحَالِ أَبُو عَلِيٍّ الأوَارجِيُّ الكَاتِبُ، وَكَانَ قَدْ عَمِلَ كِتَاباً ذَكَرَ فِيْهِ مَخَارِيقَ الحَلاَّجِ وَالحِيَلَ فِيْهَا، وَالحَلاَّجُ حِيْنَئِذٍ مُقِيْمٌ عِنْدَ نَصْرٍ القُشُوْرِيِّ فِي بَعْضِ حُجَرِهِ، مُوسعٌ عَلَيْهِ، مَأْذُوْنٌ لِمَنْ يَدْخُلُ إِلَيْهِ، وَكَانَ قَدِ اسْتَغوَى القُشُوْرِيَّ، فَكَانَ يُعَظِّمُه، وَيُحَدِّثُ أَنَّ عِلَّةً عَرَضَتْ لِلْمُقْتَدِرِ فِي جَوفِه، فَأُدخِلَ إِلَيْهِ الحَلاَّجُ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا، فَعُوْفِيَ، فَقَامَ بِذَلِكَ لِلْحَلاَّجِ سُوقٌ فِي الدَّارِ وَعِنْدَ أُمِّ المُقْتَدِرِ، وَلَمَّا انْتَشَرَ كَلاَمُ الدَّبَّاسِ وَالأَوَارجِيِّ فِي الحَلاَّجِ، أُحضِرَ إِلَى الوَزِيْرِ، ابْنِ عِيْسَى، فَأَغلَظَ لَهُ، فَحُكِيَ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ أَنَّهُ تَقَدَّمَ إِلَى الوَزِيْرِ، وَقَالَ لَهُ سِرّاً: قِفْ حَيْثُ انْتَهَيْتَ وَلاَ تَزِدْ، وَإِلاَّ قَلَبتُ الأَرْضَ عَلَيْكَ، فَتَهَيَّبَهُ الوَزِيْرُ، فَنُقِلَ حِيْنَئِذٍ إِلَى حَامِدِ بنِ العَبَّاسِ. وكَانَتْ بِنْتُ السِّمَّرِيِّ -صَاحِبِ الحَلاَّجِ- قَدْ أُدخِلَتْ إِلَيْهِ، وَأَقَامَتْ عِنْدَهُ فِي دَارِ الخِلاَفَةِ، وَبَعَثَ بِهَا إلى حامد ليسألها عما رَأَتْ، فَدَخَلَتْ إِلَى حَامِدٍ، وَكَانَتْ عَذْبَةَ العِبَارَةِ، فَسَأَلَهَا، فَحَكَتْ أَنَّهَا حَمَلَهَا أَبُوْهَا إِلَى الحَلاَّجِ، وَأَنَّهَا لَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ، وَهَبَ لَهَا أَشيَاءً مُثمنَةً، مِنْهَا رَيْطَةٌ خَضْرَاءُ، وَقَالَ لَهَا: زَوَّجتُكِ ابْنِي سُلَيْمَانَ، وَهُوَ أَعَزُّ وَلَدِي عَلَيَّ، وَهُوَ مُقِيْمٌ بِنَيْسَابُوْرَ، لَيْسَ يَخْلُو أَنْ يَقَعَ بَيْنَ المَرْأَةِ وَزَوجِهَا خِلاَفٌ، أَوْ تُنْكِرَ مِنْهُ حَالاً، وَقَدْ أَوصَيتُه بِكِ، فَمَتَى جَرَى عَلَيْكِ شَيْءٌ، فَصُومِي يَوْمَكِ، وَاصعَدِي إِلَى السَّطحِ، وَقُومِي عَلَى الرَّمَادِ، وَاجعَلِي فِطْرَكِ عَلَيْهِ مَعَ مِلْحٍ، وَاسْتَقبِلِي نَاحِيَتِي، وَاذْكُرِي مَا أَنكَرتِيْهِ، فَإِنِّي أَسْمَعُ وَأَرَى.

قَالَتْ: وَكُنْتُ لَيْلَةً نَائِمَةً، فَمَا أَحسَستُ بِهِ إلَّا وَقَدْ غَشِيَنِي، فَانتَبَهتُ مَذْعُوْرَةً مُنكِرَةً لِذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا جِئْتُ لأُوقِظَكِ لِلصَّلاَةِ، وَلَمَّا أَصبَحنَا وَمَعِي بِنْتُه، نَزَلَ فَقَالَتْ بِنْتُهُ: اسجُدِي لَهُ، فَقُلْتُ: أَوَ يُسْجَدُ لِغَيْرِ اللهِ؟! فَسَمِعَ كَلاَمِي، فَقَالَ: نَعَمْ، إِلَهٌ فِي السَّمَاءِ، وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ. قَالَتْ: وَدَعَانِي إِلَيْهِ، وَأَدخَلَ يَدَه فِي كُمِّهِ، وَأَخرَجَهَا مَمْلُوْءةً مِسْكاً، فَدَفَعَه إِلَيَّ، وَقَالَ: هَذَا تُرَابٌ، اجعَلِيهِ فِي طِيْبِكِ. وَقَالَ مَرَّةً: ارفَعِي الحَصِيرَ، وَخُذِي مَا تُرِيدِيْنِ، فَرَفَعتُهَا فَوَجَدْتُ الدَّنَانِيْرَ تَحْتهَا مَفْرُوْشَةً مِلْءَ البَيْتِ، فَبَهَرنِي مَا رَأَيْتُ. وَلَمَّا حَصَلَ الحَلاَّجُ فِي يَدِ حَامِدٍ، جَدَّ فِي تَتَبُّعِ أَصْحَابِهِ، فَأَخَذَ مِنْهُم: حَيْدَرَةَ، وَالسِّمَّرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ القُنَّائِيَّ، وَأَبَا المُغِيْثِ الهَاشِمِيَّ، وَابْنَ حَمَّادٍ، وَكَبَسَ بَيتَهُ، وَأُخِذَتْ مِنْهُ دَفَاتِرُ كَثِيْرَةٌ، وَبَعْضُهَا مَكْتُوْبٌ بِالذَّهَبِ، مُبَطَّنَةٌ بِالحَرِيْرِ، فَقَالَ لَهُ حَامِدٌ: أَمَا قَبَضتُ عَلَيْكَ بِوَاسِطَ، فَذَكَرْتَ لِي دفعَةً أَنَّكَ المَهْدِيُّ، وَذَكَرتَ مَرَّةً أَنَّكَ تَدْعُو إِلَى عِبَادَةِ اللهِ، فَكَيْفَ ادَّعَيتَ بَعْدِي الإِلَهِيَّةَ؟. وَكَانَ فِي الكُتُبِ عَجَائِبُ مِنْ مكاتباته إلى أصحابه النافذين إلى النواحي، يوصيهم بما يدعون الناس إليه، و"ما" يَأْمُرُهُم بِهِ مِنْ نَقلِهِم مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ، وَرُتبَةٍ إِلَى رُتْبَةٍ، وَأَنْ يُخَاطِبُوا كُلَّ قَوْمٍ عَلَى حَسبِ عُقُوْلِهِم، وَقَدْرِ اسْتِجَابَتِهِم وَانْقِيَادِهِم، وَأَجَابَ بِأَلْفَاظٍ مَرمُوزَةٍ، لاَ يَعْرِفُهَا غَيْرُ مَنْ كَتَبَهَا وَكُتِبَتْ إِلَيْهِ، وَفِي بَعْضِهَا صُوْرَةٌ فِيْهَا اسْمُ اللهِ عَلَى تَعوِيجٍ، وَفِي دَاخِلِ ذَلِكَ التَّعوِيجِ مَكْتُوْبٌ: عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَحَضَرتُ مَجْلِسَ حَامِدٍ وَقَدْ أُحْضِرَ سَفَطٌ مِنْ دَارِ القُنَّائِيِّ، فَإِذَا فِيْهِ قِدْرٌ جَافَّةٌ، وَقَوَارِيرُ فِيْهَا شَيْءٌ كَالزِّئبَقِ، وَكِسَرٌ جَافَّةٌ، فَعَجِبَ الوَزِيْرُ مِنْ تِلْكَ القِدَرِ، وَجَعَلهَا فِي سَفَطٍ مَخْتُوْمٍ، فَسُئِلَ السِّمَّرِيُّ، فَدَافَعَ، فَأَلَحُّوا عَلَيْهِ، فَذَكَرَ أَنَّهَا رَجِيعُ الحَلاَّجِ، وَأَنَّهُ يَشْفِي، وَأَنَّ الَّذِي فِي القَوَارِيرِ بَوْلُهُ، فَقَالَ السِّمَّرِيُّ لِي: فُكُلْ مِنْ هَذِهِ الكِسَرِ، ثُمَّ انظُرْ كَيْفَ يَكُوْنُ قَلْبُكَ لِلْحَلاَّجِ، ثُمَّ أَحضَرَ حَامِدٌ الحَلاَّجَ، وَقَالَ: أَيْشٍ فِي هَذَا السَّفطِ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي، وَجَاءَ غُلاَمُ حَامِدٍ الَّذِي كَانَ يَخدُمُ الحَلاَّجَ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ دَخَلَ بِطَبَقٍ. قَالَ: فَوَجَدَه مِلءَ البَيْتِ مِنْ سَقْفِهِ إِلَى أَرضِهِ، فَهَالَهُ مَا رَأَى، وَرَمَى بِالطَّبَقِ مِنْ يَدِهِ وَحُمَّ. قَالَ ابْنُ زَنْجِيٍّ: وَحُمِلَتْ دَفَاتِرُ مِنْ دُورِ أَصْحَابِ الحَلاَّجِ، فَأَمَرَنِي حَامِدٌ أَنْ أَقرَأَهَا وَالقَاضِي أَبُو عمر حاضر، والقاضي أبو حسين بنُ الأَشْنَانِيِّ، فَمِنْ ذَلِكَ: أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا أَرَادَ الحَجَّ، أَفرَدَ فِي دَارِه بَيتاً، وَطَافَ بِهِ أَيَّامَ المَوْسِمِ، ثُمَّ جَمَعَ ثَلاَثِيْنَ يَتِيماً، وكساهم قميصًا

قَمِيصاً، وَعَمِلَ لَهُم طَعَاماً طَيِّباً، فَأَطعَمَهُم، وَخَدَمَهُم، وَكَسَاهُم، وَأَعطَى لِكُلِّ وَاحِدٍ سَبْعَةَ دَرَاهِمَ، أَوْ ثَلاَثَةً، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ، قَامَ لَهُ ذَلِكَ مَقَامَ الحَجِّ. فَلَمَّا قَرَأَ ذَلِكَ الفَصلَ، الْتَفَتَ القَاضِي أَبُو عُمَرَ إِلَى الحَلاَّجِ، وَقَالَ لَهُ: من أين لك هذا؟ قال: من كِتَابِ "الإِخْلاَصِ" لِلْحَسَنِ البَصْرِيِّ. قَالَ: كَذَبتَ يَا حَلاَلَ الدَّمِ! قَدْ سَمِعْنَا كِتَابَ "الإِخْلاَصِ"، وَمَا فِيْهِ هَذَا. فَلَمَّا قَالَ "أَبُو عُمَرَ": كَذَبتَ يَا حَلاَلَ الدَّمِ، قَالَ لَهُ حَامِدٌ: اكْتُبْ بِهَذَا. فَتَشَاغَلَ أَبُو عُمَرَ بِخِطَابِ الحَلاَّجِ، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ حَامِدٌ، وَقَدَّمَ لَهُ الدَّوَاةَ، فَكَتَبَ بِإِحلاَلِ دَمِهِ، وَكَتَبَ بَعْدَهُ مَنْ حَضَرَ المَجْلِسَ. فَقَالَ الحَلاَّجُ: ظَهرِي حِمَىً، وَدَمِي حَرَامٌ، وَمَا يَحِلُّ لَكُم أَنْ تَتَأَوَّلُوا عَلَيَّ، وَاعْتِقَادِي الإِسْلاَمُ، وَمَذْهَبِي السُّنَّةُ، فَاللهَ اللهَ فِي دَمِي. وَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُ هَذَا القَوْلَ وَهُم يَكْتُبُوْنَ خُطُوطَهُم، ثُمَّ نَهَضُوا، وَرُدَّ الحَلاَّجُ إِلَى الحَبْسِ، وَكُتِبَ إِلَى المُقْتَدِرِ بِخَبَرِ المَجْلِسِ، فَأَبطَأَ الجَوَابَ يَوْمَيْنِ، فَغلظَ ذَلِكَ عَلَى حَامِدٍ، وَنَدِمَ وَتَخَوَّفَ، فَكَتَبَ رُقعَةً إِلَى المُقْتَدِرِ فِي ذَلِكَ، وَيَقُوْلُ: إِنَّ مَا جَرَى فِي المَجْلِسِ قَدْ شَاعَ، وَمَتَى لَمْ تُتبِعْهُ قَتْلَ هَذَا، افْتُتِنَ بِهِ النَّاسُ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ اثْنَانِ. فَعَادَ الجَوَابُ مِنَ الغَدِ مِنْ جِهَةِ مُفْلِحٍ: إِذَا كَانَ القُضَاةُ قَدْ أَبَاحُوا دَمَهُ، فَلْيَحْضُرْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ صَاحِبُ الشُّرطَةِ، وَيَتَقَدَّمْ بِتَسلِيمِهِ وَضَربِهِ أَلفَ سَوْطٍ، فَإِنْ هَلَكَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقُه. فَسُرَّ حَامِدٌ، وَأَحضَرَ صَاحِبَ الشُّرطَةِ، وَأَقرَأَه ذَلِكَ، وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ بِتَسْلِيمِ الحَلاَّجِ، فَامْتَنَعَ وَذَكَرَ أَنَّهُ يَتَخَوَّفُ أَنْ يُنْتَزَعَ مِنْهُ. فَبَعَثَ مَعَهُ غِلمَانَهُ حَتَّى يُصَيِّرُوهُ إِلَى مَجْلِسِه، وَوَقَعَ الاتِّفَاقُ عَلَى أَنْ يُحْضَرَ بَعْدَ عِشَاءِ الآخِرَةِ، وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِه، وَقَوْمٌ عَلَى بِغَالٍ مُوكفَةٍ مَعَ سُيَّاسٍ، فَيُحمَلَ عَلَى وَاحِدٍ مِنْهَا، وَيُدخَلَ فِي غِمَارِ القَوْمِ. وَقَالَ حَامِدٌ لَهُ: إِنْ "قَالَ لَكَ:" أُجرِي لَكَ الفُرَاتَ ذَهَباً، فَلاَ تَرفَعْ عَنْهُ الضَّربَ. فلَمَّا كَانَ بَعْدَ العِشَاءِ، أَتَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ إِلَى حَامِدٍ، وَمَعَهُ الرِّجَالُ وَالبِغَالُ، فَتَقَدَّمَ إِلَى غِلمَانِهِ بِالرُّكوبِ مَعَهُ إِلَى دَارِه، وَأَخرجَ لَهُ الحَلاَّجَ، فَحكَى الغُلاَمُ: أَنَّهُ لَمَّا فَتَحَ البَابَ عَنْهُ وَأَمرَه بِالخُرُوجِ، قَالَ: مَنْ عِنْدَ الوَزِيْرِ؟ قَالَ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ. قَالَ: ذَهبنَا وَاللهِ. وَأُخرجَ، فَأُركبَ بَغلاً، وَاختلطَ بحملة السَّاسَةِ، وَركبَ غِلمَانُ حَامِدٍ حَوْلَهُ حَتَّى أَوْصَلُوهُ، فَبَاتَ عِنْدَ ابْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَرِجَالُه حولَ المَجْلِسِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ، أُخرجَ الحَلاَّجُ إِلَى رَحْبَةِ المَجْلِسِ، وَأَمرَ الجلاَّدَ بِضَرْبِه، وَاجْتَمَعَ خَلاَئِقُ، فَضُرِبَ تَمَامَ أَلفِ سوطٍ، وَمَا تَأَوَّهَ، بَلَى لَمَّا بَلغَ سِتَّ مائَةِ سَوْطٍ، قَالَ: لاِبْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ: ادْعُ بِي إِلَيْكَ، فَإِنَّ عِنْدِي نَصيحَةً تَعدِلُ فتحَ قُسْطَنْطِيْنِيَّةَ. فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: قَدْ قِيْلَ لَي: إِنَّك سَتَقُولُ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْ هَذَا، وَلَيْسَ إِلَى رَفعِ الضَّربِ سَبِيْلٌ.

ثمَّ قُطِعَتْ يَدُه، ثُمَّ رِجلُه، ثُمَّ حُزَّ رَأْسُه، وَأُحرِقَتْ جُثَّتُه. وَحَضَرتُ فِي هَذَا الوَقْتِ رَاكِباً وَالجُثَّةُ تُقلَّبُ عَلَى الجمرِ، وَنُصبَ الرَّأْسُ يَوْمِيْنِ بِبَغْدَادَ، ثُمَّ حُمِلَ إِلَى خُرَاسَانَ، وَطيفَ بِهِ. وَأَقبلَ أَصْحَابُه يَعِدُوْنَ أَنفسَهُم برُجُوعِه بَعْدَ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً. وَاتَّفَقَ زِيَادَةُ دِجْلَةَ تِلْكَ السَّنَّةَ زِيَادَةً فِيْهَا فضلٌ، فَادَّعَى أَصْحَابُه أَنَّ ذَلِكَ بِسَبِبِهِ، لأَنَّ رَمَادَهُ خَالطَ المَاءَ. وَزعمَ بَعْضُهُم: أَنَّ المَقْتُولَ عدوٌّ لِلْحلاَّجِ أُلقيَ عَلَيْهِ شبهُه. وَادَّعَى بَعْضُهُم أَنَّهُ -فِي ذَلِكَ اليَوْمِ بَعْدَ قَتلِهِ- رَآهُ رَاكباً حِمَاراً فِي طَرِيْقِ النَّهْرَوَانِ، وَقَالَ: لَعلَّكُم مِثْلَ هَؤُلاَءِ البقرِ الَّذِيْنَ ظنُّوا أَنِّي أَنَا المضروبُ المَقْتُولُ. وَزعمَ بَعْضُهُم أَنَّ دَابَّةً حُوِّلَتْ فِي صُورتِه. وَأُحضرَ جَمَاعَةٌ مِنَ الورَّاقينَ، فَأُحلِفُوا أَنْ لاَ يَبيعُوا مِنْ كُتبِ الحلاج شيئًا ولا يشتروها. عَنْ فَارِسٍ البَغْدَادِيِّ، قَالَ: قُطعتْ أَعضَاءُ الحَلاَّجِ وَمَا تَغيَّرَ لَونُه. وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ العَطُوفِيِّ، قَالَ: قُطعتْ يَدَا الحَلاَّجِ وَرِجْلاَهُ، وَمَا نَطَقَ. السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ شَاذَانَ: سَمِعْتُ محمد بن علي الكتاني يقول: سُئِلَ الحَلاَّجُ عَنِ الصَّبرِ، فَقَالَ: أَنْ تُقطعَ يَدَا الرَّجُلِ وَرجلاَهُ، وَيُسمَّرَ وَيُصلَبَ عَلَى هَذَا الجِسْرِ. قَالَ: فَفُعِلَ بِهِ كُلُّ ذَلِكَ. وَعَنْ أَبِي العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ -رَجُلٍ مَجْهُوْلٍ- قَالَ: كُنْتُ أَقربَ النَّاسِ مِنَ الحَلاَّجِ حِيْنَ ضُربَ، فَكَانَ يَقُوْلُ مَعَ كُلِّ سَوطٍ: أَحَدٌ أَحَدٌ. السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَلِيٍّ سَمِعْتُ عِيْسَى القَصَّارَ يَقُوْلُ: آخرُ كلمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْرٍ عِنْد قَتلِه: حَسبُ الوَاحِدِ إِفرَادُ الوَاحِدِ لَهُ. فَمَا سَمِعَ بِهَذِهِ الكَلِمَةِ فَقِيْرٌ إلَّا رَقَّ لَهُ، وَاسْتَحْسَنَهَا مِنْهُ. قَالَ السُّلَمِيُّ: وَحُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ رُؤيَ وَاقفاً فِي الموقفِ، وَالنَّاسُ فِي الدُّعَاءِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: أُنزِّهك عَمَّا قَرَفَكَ بِهِ عبَادُك، وَأَبرأُ إِلَيْكَ مِمَّا وَحَّدكَ بِهِ الموحِّدُوْنَ. قُلْتُ: هَذَا عينُ الزَّنْدَقَةِ، فَإِنَّهُ تَبَرَّأَ مِمَّا وَحَّدَ اللهَ بِهِ الموحِّدُوْنَ الَّذِيْنَ هُمُ الصَّحَابَةُ وَالتَّابعُوْنَ وَسَائِرُ الأُمَّةِ، فَهَلْ وَحَّدُوهُ تَعَالَى إلَّا بِكلمَةِ الإِخْلاَصِ التِي قَالَ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَالَهَا مِنْ قَلْبِهِ، فَقَدْ حَرُمَ مَالُهُ ودمه". وَهِيَ: شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ. فَإِذَا برِئَ الصُّوْفِيُّ مِنْهَا، فَهُوَ ملعُوْنٌ زِنْدِيْقٌ، وَهُوَ صُوفِيُّ الزَّيِّ وَالظَّاهِرِ، مُتستِّرٌ بِالنَّسَبِ إِلَى

العَارفينَ، وَفِي البَاطنِ فَهُوَ مِنْ صُوفيَّةِ الفَلاَسِفَةِ أَعدَاءِ الرُّسُلِ، كَمَا كَانَ جَمَاعَةٌ فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منتسبُوْنَ إِلَى صُحْبَتِهِ وَإِلَى ملَّتِهِ، وَهُم فِي البَاطنِ مِنْ مَرَدَةِ المُنَافقينَ، قَدْ لاَ يَعْرِفُهُم نَبِيُّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلاَ يَعْلَمُ بِهِم. قَالَ: الله -تَعَالَى: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْن} [التَّوبَةُ: 101] ، فَإِذَا جَازَ عَلَى سَيِّدِ البشرِ أَنْ لاَ يَعْلَمَ ببَعْضِ المُنَافِقينَ وَهُم مَعَهُ فِي المَدِيْنَةِ سنوَاتٍ، فَبِالأَوْلَى أَنْ يَخفَى حَالُ جَمَاعَةٍ مِنَ المُنَافِقينَ الفَارغينَ عَنْ دينِ الإِسْلاَمِ بَعْدَهُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- عَلَى العُلَمَاءِ مِنْ أُمَّتِه، فَمَا يَنْبَغِي لَكَ يَا فَقِيْهُ أَنْ تُبَادرَ إِلَى تكفيرِ المُسْلِمِ إلَّا ببُرْهَانٍ قَطعِيٍّ، كَمَا لاَ يسوَغُ لَكَ أَنْ تعتقدَ العِرفَانَ وَالوِلاَيَةَ فِيْمَنْ قَدْ تَبرهنَ زَغَلُهُ، وَانْهَتَكَ بَاطنُهُ وَزَنْدَقَتُه، فَلاَ هَذَا وَلاَ هَذَا، بَلِ العَدلُ أَنَّ مَنْ رَآهُ المُسْلِمُوْنَ صَالِحاً مُحسِناً، فَهُوَ كَذَلِكَ، لأَنَّهُم شهدَاءُ اللهِ فِي أَرضِهِ، إِذِ الأُمَّةُ لا تجتمع على ضَلاَلَةٍ، وَأَنَّ مَنْ رَآهُ المُسْلِمُوْنَ فَاجراً أَوْ مُنَافقاً أَوْ مُبْطِلاً، فَهُوَ كَذَلِكَ، وَأَنَّ مَنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنَ الأُمَّةِ تُضَلِّلُه، وَطَائِفَةٌ مِنَ الأُمَّةِ تُثْنِي عَلَيْهِ وَتبجِّلُهُ، وَطَائِفَةٌ ثَالثَةٌ تقِفُ فِيْهِ وَتتورَّعُ مِنَ الحطِّ عَلَيْهِ، فَهُوَ مِمَّنْ يَنْبَغِي أَنْ يُعْرَضَ عَنْهُ، وَأَنْ يفوَّضَ أَمرُه إِلَى اللهِ، وَأَنَّ يُسْتَغْفَرَ لَهُ فِي الجُمْلَةِ؛ لأَنَّ إِسْلاَمَهُ أَصْليٌّ بيقينٍ، وضلالُه مشكوكٌ فِيْهِ، فَبِهَذَا تَسْتريحُ، وَيصفُو قَلْبُكَ مِنَ الغِلِّ لِلْمُؤْمِنينَ. ثمَّ اعْلمْ أَنَّ أَهْلَ القِبْلَةِ كلَّهُم، مُؤْمِنَهُم وَفَاسقَهُم، وَسُنِّيَهُم وَمُبْتَدِعَهُم -سِوَى الصَّحَابَةِ- لَمْ يُجمعُوا عَلَى مُسْلِمٍ بِأَنَّهُ سَعِيْدٌ نَاجٍ، وَلَمْ يُجمعُوا عَلَى مُسْلِمٍ بِأَنَّهُ شقيٌّ هَالكٌ، فَهَذَا الصِّدِّيقُ فردُ الأُمَّةِ، قَدْ علمتَ تَفَرُّقَهُم فِيْهِ، وَكَذَلِكَ عُمَرُ، وَكَذَلِكَ عُثْمَانُ، وَكَذَلِكَ عَلِيٌّ، وَكَذَلِكَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَكَذَلِكَ الحجَّاجُ، وَكَذَلِكَ المَأْمُوْنُ، وَكَذَلِكَ بشرٌ المَرِيسِيُّ، وَكَذَلِكَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَالشَّافِعِيُّ، وَالبُخَارِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَهَلُمَّ جَرّاً مِنَ الأَعيَانِ فِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ إِلَى يَوْمكَ هَذَا، فَمَا مِنْ إِمَامٍ كَامِلٍ فِي الخَيْرِ، إلَّا وَثَمَّ أُنَاسٌ مِنْ جهلَةِ المُسْلِمِيْنَ وَمُبْتَدِعِيهِم يذمُّونَه، وَيحطُّونَ عَلَيْهِ، وَمَا من رأس في البدعَةِ وَالتَّجَهُّمِ وَالرَّفضِ إلَّا وَلَهُ أُنَاسٌ يَنْتصرُوْنَ لَهُ، وَيَذُبُّونَ عَنْهُ، وَيدينُوْنَ بِقَولِه بِهوَىً وَجهلٍ، وَإِنَّمَا العِبْرَةُ بِقَولِ جُمْهُوْرِ الأُمَّةِ الخَالينَ مِنَ الهوَى وَالجَهْلِ، المتَّصِفِينَ بِالوَرَعِ وَالعِلْمِ، فَتَدبّرْ -يَا عَبْدَ اللهِ- نحْلَةَ الحَلاَّجِ الَّذِي هُوَ مِنْ رُؤُوْسِ القرَامِطَةِ، وَدعَاةِ الزَّنْدَقَةِ، وَأَنِصْفْ، وَتَوَرَّعْ، وَاتَّقِ ذَلِكَ، وَحَاسِبْ نَفْسكَ، فَإِنْ تبرهَنَ لَكَ أَنَّ شَمَائِلَ هَذَا المَرْءِ شَمَائِلُ عدوٍّ لِلإِسْلاَمِ، مُحبٍّ للرِّئاسَةِ، حريصٍ عَلَى الظُهُوْرِ بباطلٍ وَبحقٍّ، فَتبرَّأْ مِنْ نِحْلتِه، وَإِنْ تبرهنَ لَكَ -وَالعيَاذُ بِاللهِ- أَنَّهُ كَانَ -وَالحَالَةِ هَذِهِ- مُحقّاً هَادِياً مهدِيّاً، فَجِدِّدْ إِسْلاَمَكَ، وَاسْتغثْ بربِّكَ أَنْ يُوَفِّقَكَ لِلْحقِّ، وَأَنْ يُثَبِّتَ قَلْبَكَ عَلَى دِيْنِهِ، فَإِنَّمَا الهُدَى نُورٌ يقذِفُهُ اللهُ فِي قلبِ عبدِه المُسْلِمِ، وَلاَ قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ، وَإِن شككتَ وَلَمْ تَعْرِفْ حَقِيقَتَهُ، وَتبرَّأَتَ مِمَّا رُمِي بِهِ، أَرحتَ نَفْسكَ، وَلَمْ يَسْأَلْكَ اللهُ عَنْهُ أَصلاً.

السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الوَرَّاقَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ القلاَنسِيَّ الرَّازِيَّ يَقُوْلُ: لَمَّا صُلبَ الحَلاَّجُ -يَعْنِي: فِي النَّوبَةِ الأُوْلَى- وَقفتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِلَهِي! أَصبحتُ فِي دَارِ الرَّغَائِبِ أَنظرُ إِلَى العَجَائِبِ، إِلَهِي! إِنَّك تَتَوَدَّدُ إِلَى مَنْ يُؤذيكَ، فَكَيْفَ لاَ تَتَوَدَّدُ إِلَى مَنْ يُؤذَى فِيكَ. السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ الرَّازِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ أَخِي خَادِماً لِلْحلاَّجِ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ التِي يُقتلُ فِيْهَا مِنَ الغَدِ، قُلْتُ: أَوصِنِي يَا سَيِّدِي. فَقَالَ: عَلَيْكَ نَفْسَكَ، إِنْ لَمْ تَشغلْهَا شَغَلَتْكَ. فَلَمَّا أخرج، كان يتبختر في قيده، ويقول: نديمي غير منسوب ... إلى شيء من الخيف سَقَانِي مِثْلَ مَا يَشْرَ ... بُ فِعْلَ الضَّيْفِ بِالضَّيْفِ فَلَمَّا دَارَتِ الكَأْسُ ... دَعَا بِالنِّطْعِ وَالسَّيْفِ كَذَا مَنْ يَشْرَبُ الكَأْسَ ... مَعَ التِّنِّينِ فِي الصَّيْفِ ثُمَّ قَالَ: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَق} [الشُّوْرَى: 18] ، ثُمَّ مَا نطقَ بَعْدُ. وَلهُ أَيْضاً: يَا نَسِيمَ الرِّيْحِ قُوْلِي للرَّشَا ... لَمْ يَزِدْنِي الوَرْدُ إلَّا عَطَشَا رُوحُهُ رُوحِي وَرُوحِي فَلَهُ ... إِنْ يَشَا شِئْتُ وَإِنْ شِئْتُ يَشَا وَقَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّوْيَه: لَمَّا أُخرجَ الحَلاَّج لِيُقتلَ، مَضَيتُ وَزَاحمتُ حَتَّى رَأَيْتهُ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: لاَ يُهْولنَّكُم، فَإِنِّي عَائِدٌ إِلَيْكُم بَعْدَ ثَلاَثِيْنَ يَوْماً. فَهَذِهِ حِكَايَةٌ صَحِيْحَةٌ تُوضِّحُ لَكَ أَنَّ الحَلاَّجَ مُمَخْرِقٌ كَذَّابٌ، حَتَّى عِنْدَ قتلِه. وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمَّا أُخرجَ لِلْقتلِ، أَنْشَدَ: طَلَبْتُ المُسْتَقَرَّ بِكُلِّ أَرْضِ ... فَلَمْ أَرَ لِي بِأَرْضٍ مُسْتَقَرَّا أَطَعْتُ مَطَامِعِي فَاسْتَعْبَدَتَنِي ... وَلَوْ أَنِّي قنعت لكنت حرًا قال أبو الفرج بن الجوزي: جمعت كتابًا سميته: "القاطع بمحال المُحَاج بِحَالِ الحَلاَّجِ". وَبلغَ مِنْ أَمرِه أَنَّهُم قَالُوا: إِنَّهُ إِلهٌ، وَإِنَّهُ يُحْيَي المَوْتَى.

قَالَ الصُّوْلِيُّ: أَوَّلُ مَنْ أَوقعَ بِالحَلاَّجِ الأَمِيْرُ أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الرَّاسِبِيُّ، وَأَدخلَه بَغْدَادَ وَغُلاَماً لَهُ عَلَى جَمَلَينِ قَدْ شَهَرَهُمَا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَتَبَ مَعَهُمَا كِتَاباً: إِنَّ البيِّنَةَ قَامتْ عِنْدِي أَنَّ الحَلاَّجَ يَدَّعِي الرُّبوبيَّةَ وَيَقُوْلُ بالحلولِ، فَحُبسَ مُدَّةً. قَالَ الصُّوْلِيُّ: قِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ فِي أَوَّلِ أَمرِهِ يدعُو إِلَى الرِّضَى مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ يُرِي الجَاهِلَ أَشيَاءً مِنْ شَعْبَذَتِهِ، فَإِذَا وَثقَ مِنْهُ، دَعَاهُ إِلَى أَنَّهُ إِلهٌ. وَقِيْلَ: إِنَّ الوَزِيْرَ حَامِداً وَجدَ فِي كُتُبِه: إِذَا صَامَ الإِنْسَانُ وَوَاصلَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَأَفطرَ فِي رَابعِ يَوْمٍ عَلَى وَرقَاتِ هِنْدَبا، أَغنَاهُ عَنْ صومِ رمضان، وإذا صلى لي لَيْلَةٍ رَكْعَتَيْنِ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى الغدَاةِ، أَغنتْه عَنِ الصَّلاَةِ بَعْدَ ذَلِكَ، وَإِذَا تَصدَّقَ بكذَا وَكَذَا، أَغنَاهُ عَنِ الزَّكَاةِ. ذَكرَ ابْنُ حَوقلٍ، قَالَ: ظَهرَ مِنْ فَارس الحَلاَّج يَنْتحلُ النُّسكَ وَالتَّصَوُّفَ، فَمَا زَالَ يترقَّى طَبقاً عَنْ طَبَقٍ حَتَّى آلَ بِهِ الحَالُ إِلَى أَنْ زَعَمَ: أَنَّهُ مَنْ هَذَّبَ فِي الطَّاعَةِ جِسمَه، وَشغلَ بِالأَعمَالِ قلبَه، وَصبرَ عَنِ اللَّذَّاتِ، وَامْتَنَعَ مِنَ الشَّهَوَاتِ، يَتَرَقَّ فِي درجِ المصَافَاةِ، حَتَّى يصفُوَ عَنِ البشريَةِ طَبعُه، فَإِذَا صَفَا، حَلَّ فِيْهِ روحُ اللهِ الَّذِي كَانَ مِنْهُ إِلَى عِيْسَى، فَيَصِيْرُ مُطَاعاً، يَقُوْلُ لِلشَّيءِ: كُنْ، فَيَكُوْنُ. فَكَانَ الحَلاَّجُ يتعَاطَى ذَلِكَ، وَيدعُو إِلَى نَفْسِهِ، حَتَّى اسْتمَال جَمَاعَةً مِنَ الأُمَرَاءِ وَالوُزَرَاءِ وَمُلُوْكِ الجَزِيْرَة وَالجِبَالِ وَالعَامَّةِ، وَيُقَالُ: إِنَّ يَدهُ لَمَّا قُطعتْ، كَتبَ الدَّمُ عَلَى الأَرْضِ: الله الله. قُلْتُ: مَا صَحَّ هَذَا، وَيُمكنُ أَنْ يَكُوْنَ هَذَا مِنْ فِعلِه بِحركَةِ زَنْدِه. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيُّ، الحَافِظُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ البَزَّازَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ اليَاقوتِيَّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ الحَلاَّجَ عِنْد الجِسْرِ عَلَى بقرَةٍ، وَوجهُهُ إِلَى ذَنَبِهَا، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا أَنَا الحَلاَّجُ، أَلقَى الحَلاَّجُ شَبَهَهُ عَلَيَّ وَغَابَ. فَلَمَّا أُدنِيَ مِنَ الخشبَةِ التِي يُصلَبُ عَلَيْهَا، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: يَا مُعِيْنَ الضَّنَّا عَلَيَّ أَعنِي عَلَى الضَّنَّا قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ سَالِمٍ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سَهْلِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَبِيَدِهِ محبرَةٌ وَكِتَابٌ، فَقَالَ لسهلٍ: أَحْبَبْتُ أَنْ أَكتبَ شَيْئاً ينفعُنِي اللهُ بِهِ. فَقَالَ: اكتبْ: إِنِ اسْتطعتَ أَنْ تلقَى اللهَ وَبيدكَ المحبرَةُ، فَافعلْ. فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! فَائِدَةٌ. فَقَالَ: الدُّنْيَا كُلُّهَا جهلٌ، إلَّا مَا كَانَ عِلْماً، وَالعِلْمُ كُلُّه حُجَّةٌ، إلَّا مَا كَانَ عَمَلاً، وَالعَملُ مَوْقُوْفٌ، إلَّا مَا كَانَ عَلَى السُّنَّةِ، وَتقومُ السُّنَّةُ علَى التَّقْوَى.

وَعَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ المُرْتَعِشِ، قَالَ: مَنْ رَأَيْتهُ يَدَّعِي حَالاً مَعَ اللهِ باطنَةً، لاَ يَدُلُّ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْهَدُ لَهَا حِفظٌ ظَاهِرٌ، فَاتَّهِمْهُ عَلَى دِيْنِهِ. قِيْلَ: إِنَّ الحَلاَّجَ كَتَبَ مَرَّةً إِلَى أَبِي العَبَّاسِ بنِ عَطَاءٍ: كَتَبْتُ وَلَمْ أَكْتُبْ إِلَيْكَ وَإِنَّمَا ... كَتَبْتُ إِلَى رُوْحِي بِغَيْرِ كِتَابِ وَذَاكَ لأَنَّ الرُّوحَ لاَ فَرْقَ بَيْنَهَا ... وَبَيْنَ مُحبِّيهَا بِفصلِ خِطَابِ فُكُلُّ كِتَابٍ صَادرٍ مِنْكَ وَاردٍ ... إِلَيْكَ بِلاَ رَدِّ الجَوَابِ جَوَابِي وَقَدْ ذَكَرَ الحَلاَّجَ أَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ فِي "طَبَقَاتِ الصُّوْفِيَّةِ" لَهُ، فَقَالَ: مِنْهُم مَنْ نَسَبَه إِلَى الزَّنْدَقَةِ، وَمِنْهُم مِنْ نَسَبهُ إِلَى السِّحرِ والشعوذة. وَقفتُ عَلَى تَأْلِيْفِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ بَاكويه الشيرَازيِّ فِي حَالِ الحَلاَّجِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي حَمدُ بنُ الحَلاَّجِ: أَنَّ نَصراً القُشُورِيَّ لَمَّا اعتُقِلَ أَبِي، اسْتَأَذنَ المُقْتَدِر أَنْ يَبنِيَ لَهُ بَيْتاً فِي الحَبْسِ، فَبنَى لَهُ دَاراً صَغِيْرَةً بجنبِ الحَبْسِ، وَسدُّوا بَابَ الدَّارِ، وَعملُوا حوَالِيه سُوراً، وَفَتحُوا بَابَه إِلَى الحَبْسِ، وَكَانَ النَّاسُ يَدْخُلُوْنَ عَلَيْهِ سنَةً، ثُمَّ مُنعُوا، فَبقيَ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ لاَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ إلَّا مرَّةً رَأَيْتُ أَبَا العَبَّاسِ بنَ عَطَاءٍ دَخَلَ عَلَيْهِ بِالحِيْلَةِ، وَرَأَيْتُ مرَّةً أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ خَفيفٍ وَأَنَا بَرّاً عِنْد وَالدِي، ثُمَّ حَبَسُونِي مَعَهُ شَهْرَيْنِ، وَلِي يَوْمَئِذٍ ثَمَانيَةَ عَشَرَ عَاماً، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ التِي أُخرجَ مِنْ صَبِيْحَتهَا، قَامَ، فَصَلَّى ركعَاتٍ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُوْلُ: مَكْرٌ مَكْرٌ، إِلَى أَنْ مَضَى أَكْثَرُ اللَّيْلِ. ثُمَّ سَكتَ طَوِيْلاً، ثُمَّ قَالَ: حَقٌّ حَقٌّ، ثُمَّ قَامَ قَائِماً وَتَغَطَّى بِإِزَارٍ، وَاتَّزرَ بِمئزرٍ، وَمدَّ يَدَيْهِ نَحْوَ القِبْلَةِ، وَأَخَذَ فِي المنَاجَاةِ يَقُوْلُ: نَحْنُ شوَاهدُك نَلُوذُ بِسَنَا عِزَّتك، لِتبديَ مَا شِئْت مِنْ مَشِيئتِكَ، أَنْتَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلهٌ، يَا مُدهِّرَ الدُّهورِ، وَمُصوِّرَ الصُّوَرِ، يَا مَنْ ذَلَّت لَهُ الجَوَاهِرُ، وَسَجَدتْ لَهُ الأَعْرَاضُ، وَانعقدَتْ بِأَمرِه الأَجسَامُ، وَتَصَوَّرتْ عِنْدَهُ الأَحْكَامُ، يَا مَنْ تَجَلَّى لِمَا شَاءَ، كَمَا شَاءَ، كَيْفَ شَاءَ، مِثْلَ التَجَلِّي فِي المَشِيْئَةِ لأَحسن الصُّورَةِ. وَفِي نُسْخَةٍ: مِثْلُ تَجَلِّيكَ فِي مَشيئتكَ كَأَحسنِ الصُّورَةِ. وَالصُّورَةُ هِيَ الرُّوحُ النَّاطقَةُ الَّتِي أَفردتْهُ بِالعِلْمِ وَالبيَانِ وَالقُدرَةِ. ثُمَّ أَوعزتَ إِلَيَّ شَاهدَكَ لأَنِي فِي ذَاتِكَ الهُوِيِّ لَمَّا أَردتَ بدَايتِي، وَأَبديتَ حَقَائِقَ عُلُوْمِي وَمُعجزَاتِي، صَاعِداً فِي مَعَارجِي إِلَى عروشِ أَوليَائِي عِنْد القَوْلِ مِنْ بريَاتِي. إِنِّيْ أَحتضِرُ وَأُقتَلُ وَأُصلَبُ وَأُحرقُ، وَأُحملُ عَلَى السَّافيَاتِ الذَّاريَاتِ، وَإِنَّ الذَّرَةَ مَنْ يَنْجُوْجَ مظَانَّ هَيكلِ مُتَجَلِّيَاتِي لأَعْظَم مِنَ الرَّاسيَاتِ. ثُمَّ أَنشَأَ يَقُوْلُ: أَنعَى إِلَيْكَ نُفُوساً طَاحَ شَاهِدُهَا ... فِيْمَا وَرَا الغَيْبِ أَوْ فِي شَاهِدِ القِدَمِ

أَنعَى إِلَيْكَ عُلُوماً طَالَمَا هَطَلَتْ ... سَحَائِبُ الوَحْيِ فِيْهَا أَبْحُرَ الحِكَمِ أَنْعَى إِلَيْكَ لِسَانَ الحَقِّ مُذْ زَمَنٍ ... أَودَى وَتَذْكَارُهُ كَالوَهمِ فِي العَدَمِ أَنعَى إِلَيْكَ بَيَاناً تَسْتَسِرُّ لَهُ ... أَقوَالُ كُلِّ فَصِيْحٍ مِقْوَلٍ فَهِمِ أَنعَى إِلَيْكَ إِشَارَاتِ العُقُوْلِ مَعاً ... لَمْ يَبْقَ مِنْهُنَّ إلَّا دَارِسُ العَلَمِ أَنعَى وَحَقِّكَ أَحْلاماً لِطَائِفَةٍ ... كَانَتْ مَطَايَاهُمُ مِنْ مَكْمَدِ الكِظَمِ مَضَى الجَمِيْعُ فَلاَ عَيْنٌ وَلاَ أَثَرُ ... مُضِيَّ عَادٍ وَفِقْدَانَ الأُولَى إِرَمِ وَخَلَّفُوا مَعْشَراً يَجْدُوْنَ لِبسَتَهُم ... أَعمَى مِنَ البَهمِ بَلْ أَعمَى مِنَ النَّعَمِ ثُمَّ سَكتَ، فَقَالَ لَهُ خَادمُه أَحْمَدُ بنُ فَاتِكٍ: أَوصِنِي. قَالَ: هِيَ نَفْسُكَ إِنْ لَمْ تَشغَلْهَا، شَغَلَتْكَ. ثُمَّ أُخرجَ، وَقُطعتْ يَدَاهُ وَرِجلاَهُ بَعْدَ أَنْ ضُربَ خَمْسَ مائَةِ سَوطٍ، ثُمَّ صُلبَ، فسَمِعْتُهُ وَهُوَ عَلَى الجذعِ يُنَاجِي، وَيَقُوْلُ: أَصبحتُ فِي دَارِ الرَّغَائِبِ أَنظرُ إِلَى العَجَائِبِ. فَهَكَذَا هَذَا السِّيَاقُ أَنَّهُ صُلبَ قَبْلَ قَطعِ رَأْسِه. فَلَعَلَّ ذَلِكَ فُعلَ بَعْضَ نَهَارٍ. قَالَ: ثُمَّ رَأَيْتُ الشِّبلِيَّ وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْتَ الجِذعِ، صَاحَ بِأَعْلَى صَوتِه يَقُوْلُ: أَوْ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ العَالَمِينَ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا التَّصَوُّفُ؟ قَالَ: أَهوَنُ مِرقَاةٍ فِيْهِ مَا تَرَى. قَالَ: فَمَا أَعلاَهُ؟ قَالَ: لَيْسَ لَكَ إِلَيْهِ سَبِيْلٌ، وَلَكِنْ سَترَى غَداً مَا يَجرِي، فَإِنَّ فِي الغيبِ مَا شَهِدتَه وَغَابَ عَنْكَ. فَلَمَّا كَانَ العَشِيُّ جَاءَ الإِذنُ مِنَ الخَلِيْفَةِ أَنْ تُضربَ رَقبَتُه، فَقَالُوا: قَدْ أَمسَيْنَا وَيُؤخَّرُ إِلَى الغدَاةِ. فَلَمَّا أَصبَحنَا أُنزِلَ، وَقُدِّمَ لِتُضرَبَ عُنُقُه، فَسمِعتُه يَصيحُ بِأَعْلَى صَوتِه: حَسْبُ الوَاحِدِ إِفرَادُ الوَاحِدِ لَهُ. ثُمَّ تَلاَ: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا} [الشُّوْرَى: 18] ، فَهَذَا آخِرُ كَلاَمِهِ. ثُمَّ ضُرِبَتْ رَقبتُه، وَلُفَّ فِي بارِيَّةٍ، وَصُبَّ عَلَيْهِ النَّفْطُ، وَأُحرقَ، وحمل رماده إلى رأس منارة لِتَسفِيْهِ الرِّيَاحُ. فَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ فَاتكٍ -تِلْمِيْذِ وَالدِي- يَقُوْلُ بَعْدَ ثَلاَثٍ، قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّيْ وَاقفٌ بَيْنَ يَدِيْ رَبِّ العزَّةِ، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ مَا فعلَ الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْرٍ؟ فَقَالَ: كَاشَفْتُهُ بِمَعْنَىً، فَدَعَا الخَلْقَ إِلَى نَفْسِهِ، فَأَنْزَلْتُ بِهِ مَا رَأَيْتَ. قَالَ ابْنُ بَاكوَيْه: سَمِعْتُ ابْنَ خَفِيْفٍ يَسْأَلُ: مَا تَعْتَقِدُ فِي الحَلاَّجِ؟ قَالَ: أَعْتَقِدُ أَنَّهُ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِيْنَ فَقَطْ. فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ كَفَّرهُ المَشَايِخُ وَأَكْثَرُ المُسْلِمِيْنَ. فَقَالَ: إِنْ كَانَ الَّذِي رَأَيْتُهُ مِنْهُ فِي الحَبْسِ لَمْ يَكُنْ تَوْحِيداً، فَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا تَوحِيدٌ. قُلْتُ: هَذَا غَلَطٌ مِنِ ابْنِ خَفِيْفٍ، فَإِنَّ الحَلاَّجَ عِنْدَ قَتلِه مَا زَالَ يُوَحِّدُ الله وَيَصِيْحُ: اللهَ اللهَ فِي دَمِي، فَأَنَا عَلَى الإِسْلاَمِ. وَتَبَرَّأَ مِمَّا سِوَى الإِسْلاَمِ، وَالزِّنْدِيقُ فَيُوَحِّدُ اللهَ عَلاَنيَةً، وَلَكِنَّ

الزَّندقَةَ فِي سِرِّهِ. وَالمُنَافِقُوْنَ فَقَدْ كَانُوا يُوَحِّدُوْنَ، وَيصومُوْنَ، وَيُصلُّوْنَ علاَنيَةً، وَالنِّفَاقُ فِي قُلُوْبِهُم، وَالحَلاَّجُ فَمَا كَانَ حِمَاراً حَتَّى يُظهرَ الزَّندقَةَ بِإِزَاءِ ابْنِ خَفِيْفٍ وَأَمثَالِه، بَلْ كَانَ يَبوحُ بِذَلِكَ لِمَنِ اسْتوثقَ مِنْ رِبَاطه، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُوْنَ تزَنْدَقَ فِي وَقتٍ، وَمَرَقَ، وَادَّعَى الإِلهيَّةَ، وَعملَ السِّحرَ وَالمخَاريقَ البَاطلَةَ مُدَّةً، ثُمَّ لَمَّا نَزَلَ بِهِ البلاَءُ وَرَأَى المَوْتَ الأَحْمَرَ، أَسلمَ، وَرَجَعَ إِلَى الحَقِّ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِسِرِّهِ، وَلَكِنَّ مَقَالَتَهُ نبرأ إلى الله منها، فإنها محض كفر -نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ وَالعَافيَةَ- فَإِنَّهُ يَعْتَقِدُ حُلُولَ البَارِئِ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي بَعْضِ الأَشرَافِ، تَعَالَى الله عَنْ ذَلِكَ. كَانَ مَقْتَلُ الحَلاَّجِ: فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، لِسِتٍّ بَقِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ. قَرَأْتُ بِخَطِّ العَلاَّمَةِ تَاجِ الدِّيْنِ الفَزَارِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ كِتَاباً فِيْهِ قِصَّةُ الحَلاَّجِ، مِنْهُ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ الحُلْوَانِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الحُسَيْنِ بنِ مَنْصُوْرٍ بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعَتَمَةِ، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فَجَلَسْتُ كَأَنَّهُ لَمْ يَحِسَّ بِي، فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ سُوْرَةَ البَقَرَةِ، فَلَمَّا خَتَمَهَا رَكَعَ، وَقَامَ فِي الرُّكُوْعِ طَوِيْلاً، ثُمَّ قَامَ إِلَى الثَّانِيَةِ، قَرَأَ الفَاتِحَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَلَمَّا سَلَّمَ، تَكَلَّمَ بِأَشْيَاءَ لَمْ أَسْمَعْهَا، ثُمَّ أَخَذَ فِي الدُّعَاءِ، وَرَفَعَ صَوْتَهُ كَأَنَّهُ مَأْخُوْذٌ مِنْ نَفْسِهِ، وَقَالَ: يَا إِلَهَ الآلِهَةِ! وَرَبَّ الأَرْبَابِ! وَيَا مَنْ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ! رُدَّ إِلَيَّ نَفْسِي، لِئَلاَّ يُفْتَتَنَ بِي عِبَادُكَ، يَا مَنْ هُوَ أَنَا وَأَنَا هُوَ! وَلاَ فَرْقَ بَيْنَ إِنِّيَّتِي وَهُوِّيَتِكَ إلَّا الحَدَثَ وَالقِدَمَ. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، وَنَظَرَ إِلَيَّ، وَضَحِكَ فِي وَجْهِي ضَحِكَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: لِي: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! أَمَا تَرَى إِلَى رَبِّي ضَرَبَ قِدَمَهُ فِي حَدَثِي حَتَّى اسْتَهْلَكَ حَدَثِي فِي قِدَمِهِ، فَلَمْ تَبْقَ لِي صِفَةٌ إلَّا صِفَةُ القِدَمِ، وَنُطْقِي مِنْ تِلْكَ الصِّفَةِ، فَالخَلْقُ كُلُّهُم أَحْدَاثٌ، يَنْطِقُوْنَ عَنْ حَدَثٍ، ثُمَّ إِذَا نَطَقْتُ عَنِ القِدَمِ، يُنْكِرُوْنَ عَلَيَّ، وَيَشْهَدُوْنَ بِكُفْرِي، وَسَيَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي، وَهُمْ فِي ذَلِكَ مَعْذُوْرُوْنَ، وَبِكُلِّ مَا يَفْعَلُوْنَ مَأْجُوْرُوْنَ. وَعَنْ عُثْمَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ -قَيِّمِ جَامِعِ الدِّيْنَوَرِ- قَالَ: بَاتَ الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْرٍ فِي هَذَا الجَامِعِ وَمَعهُ جَمَاعَةٌ، فَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُم، فَقَالَ: يَا شَيْخُ! مَا تَقُوْلُ فِيْمَا قَالَ فِرْعَوْنُ؟ قَالَ: كَلِمَةَ حَقٍّ. قَالَ: فَمَا تَقُوْلُ فِيْمَا قَالَ مُوْسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ؟ قَالَ: كَلِمَةُ حَقٍّ؛ لأَنَّهُمَا كَلِمَتَانِ جَرَتَا فِي الأَبَدِ كَمَا أُجْرِيَتَا فِي الأَزَلِ. وَعَنِ الحُسَيْنِ، قَالَ: الكُفْرُ وَالإِيْمَانُ يَفْتَرِقَانِ مِنْ حَيْثُ الاسْمُ، فَأَمَّا مِنْ حَيْثُ الحَقِيْقَةُ، فَلاَ فَرْقَ بَيْنَهُمَا. عَنْ جُنْدُبِ بنِ زَاذَانَ -تِلْمِيْذِ الحُسَيْنِ- قَالَ: كَتَبَ الحُسَيْنُ إِلَيَّ: بِسْمِ اللهِ المتجلِّي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ لِمَنْ يشَاءُ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَلدِي، سَتَرَ اللهُ عَنْكَ ظَاهِرَ الشَّرِيعَةِ، وَكَشَفَ لَكَ حَقِيْقَةَ

الكُفْرِ، فَإِنَّ ظَاهِرَ الشَّريعَةِ كُفْرٌ، وَحَقِيْقَةَ الكُفْرِ مَعْرِفَةٌ جَلِيَّةٌ، وَإِنِّيْ أُوصِيكَ أَنْ لاَ تَغتَرَّ بِاللهِ، وَلاَ تَأْيَسْ مِنْهُ، وَلاَ تَرْغَبْ فِي مَحَبَّتِه، وَلاَ تَرضَى أَنْ تَكُونَ غَيْرَ مُحِبٍّ، وَلاَ تَقُلْ بِإِثبَاتِه، وَلاَ تَمِلْ إِلَى نَفيِهِ، وَإِيَّاكَ وَالتَّوحِيدَ، وَالسَّلاَمَ. وَعَنْهُ، قَالَ: مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الإِيْمَانِ وَالكُفْرِ، فَقَدْ كَفَرَ، وَمَنْ لَمْ يُفرِّقْ بَيْنَ المُؤْمِنِ وَالكَافِرِ، فَقَدْ كَفَرَ. وَعَنْهُ قَالَ: مَا وَحَّدَ اللهَ غَيْرُ اللهِ. آخِرُ مَا نَقَلتُه مِنْ خطِّ الشَّيْخِ تَاجِ الدِّيْنِ. ذَكَرَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيمُ الحُسَيْنَ الحَلاَّجَ، وَحَطَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ سَرَدَ أَسْمَاءَ كُتُبِه: كِتَابُ "طَاسِين الأَوَّلُ"، كِتَابُ "الأَحرفِ المُحْدَثَةِ وَالأَزليَّةِ"، كِتَابُ "ظلٌّ مَمْدُوْدٌ"، كِتَابُ "حَملُ النُّوْرِ وَالحَيَاةِ وَالأَروَاحِ"، كِتَابُ "الصُّهورِ"، كِتَابُ "تَفْسِيْرُ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ"، كِتَابُ "الأَبدُ وَالمأْبودُ"، كِتَابُ "خَلقُ الإِنْسَانِ وَالبيَانِ"، كِتَابُ "كَيدُ الشَّيْطَانِ"، كِتَابُ "سِرُّ العَالِمِ وَالمَبْعُوثِ"، كِتَابُ "العَدلُ وَالتَّوحيدُ"، كِتَابُ "السِّيَاسَةُ"، كِتَابُ "عِلمُ الفَنَاءِ وَالبَقَاءِ"، كِتَابُ "شَخص الظُّلمَاتِ"، كِتَابُ "نُور النُّوْرِ"، كِتَابُ "الهَيَاكل وَالعَالَم"، كِتَابُ "المَثَل الأَعْلَى"، كِتَابُ "النُّقطَة وَبَدوّ الخَلقِ"، كِتَابُ "القِيَامَات"، كِتَابُ "الكِبر وَالعَظمَة"، كِتَابُ "خَزَائِن الخيرَاتِ"، كِتَابُ "مَوَائِد العَارفينَ"، كِتَابُ "خَلق خَلاَئِقِ القُرْآنِ"، كِتَابُ "الصِّدْق وَالإِخْلاَص"، كِتَابُ "التَّوحيد"، كِتَابُ "النَّجم إِذَا هَوَى"، كِتَابُ: "الذَّاريَات ذَرُواً"، كِتَابُ "هُوَ هُوَ"، كِتَابُ "كَيْفَ كَانَ وَكَيْفَ يَكُوْنُ"، كِتَابُ: "الوُجُود الأَوَّلِ"، كِتَابُ "لاَ كَيْفَ"، كِتَابُ "الكِبريت الأَحْمَرِ"، كتاب "الوُجُود الثَّانِي"، كِتَابُ "الكَيفيَّةُ وَالحَقِيْقَةُ"، وَأَشيَاء غَيْرُ ذلك.

محمد بن زكريا

2725- محمد بن زكريا 1: الأُسْتَاذُ الفَيْلَسُوْفُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا الرَّازِيُّ الطَّبِيْبُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، مِنْ أَذْكِيَاءِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَكَانَ كَثِيْرَ الأَسفَارِ، وَافِرَ الحُرمَةِ، صَاحِبَ مُرُوْءةٍ وَإِيثَارٍ وَرَأْفَةٍ بِالمَرْضَى، وَكَانَ وَاسِعَ المَعْرِفَةِ، مُكبّاً عَلَى الاشْتِغَالِ، مَليحَ التَّأْلِيْفِ، وَكَانَ فِي بَصرِه رُطُوْبَةٌ؛ لِكَثْرَةِ أَكلِه البَاقِلَّى، ثُمَّ عَمِيَ. أَخَذَ عَنِ: البَلْخِيِّ الفَيْلَسُوْفِ، وَكَانَ إِلَيْهِ تَدْبِيْرٌ بِيْمَارِسْتَانِ الرَّيِّ، ثُمَّ كَانَ عَلَى بِيْمَارِسْتَانِ بَغْدَادَ فِي دَوْلَةِ المُكْتَفِي، بَلَغَ الغَايَةَ فِي عُلُوْمِ الأَوَائِلِ، نَسْأَلُ اللهَ العَافيَةَ. وَلَهُ كِتَابُ: "الحَاوِي" ثَلاَثُوْنَ مُجَلَّداً فِي الطِّبِّ، وَكِتَابُ "الجَامِعِ"، وَكِتَابُ "الأَعْصَابِ"، وَكِتَابُ "المَنْصُوْرِيِّ"، صَنَّفَهُ لِلْمَلكِ مَنْصُوْرِ بنِ نُوْحٍ السَّامَانِيِّ. وَقِيْلَ: إِنَّ أَوَّلَ اشْتِغَالِه كَانَ بَعْدَ مُضيِّ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً مِنْ عُمُرِهِ، ثُمَّ اشْتَغَلَ عَلَى الطَّبِيْبِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ ربَّن الطَّبَرِيِّ الَّذِي كَانَ مَسِيْحِياً، فَأَسْلَمَ، وَصَنَّفَ. وَكَانَ لاِبْنِ زَكَرِيَّا عِدَّةُ تَلاَمِذَة، وَمِنْ تَآلِيفِه كِتَابُ: "الطِّبِّ الرُّوحَانِيِّ"، وَكِتَابُ "إِنَّ لِلْعبدِ خَالِقاً"، وَكِتَابُ "الْمدْخل إِلَى المنطقِ"، وَكِتَابُ "هَيْئَةِ العَالِمِ"، وَمَقَالَةٌ فِي اللَّذَةِ، وَكِتَابُ "طَبقَاتِ الأَبصَارِ"، وَكِتَابُ "الكيمِيَاءِ وَأَنَّهَا إِلَى الصِّحَّةِ أَقربُ"، وَأَشيَاءُ كَثِيْرَةٌ. وَقَدْ كَانَ فِي صِباهُ مُغنِّياً، يُجِيْدُ ضَربَ العُودِ. تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ، سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 707"، والعبر "2/ 150"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 209"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 263".

ابن المغلوب وحامد بن العباس

ابن المغلوب وحامد بن العباس: 2726- ابن المغلوب: القَاضِي المُعَمَّرُ، أَبُو عُمَرَ، مَيْمُوْنُ بنُ عُمَرَ بنِ المَغْلُوْبِ المَغْرِبِيُّ، الإِفْرِيْقِيُّ، خَاتِمَةُ تَلاَمِذَةِ سَحْنُوْنَ، وَقَدْ حَجَّ، وَسَمِعَ "المُوَطَّأَ" مِنْ أَبِي مُصْعَبٍ الزُّهْرِيِّ. ذَكرَه القَاضِي عِيَاضٌ فِي المَالِكِيَّةِ. قَالَ ابْنُ حَارِثٍ: أَدرَكتُهُ شَيْخاً كَبِيْراً مُقْعَداً، وَلِيَ قَضَاءَ القَيْرَوَانِ، وَقضَاءَ صِقِلِّيَّة. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المَالِكِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ صَالِحاً، دَيِّناً، فَاضِلاً، مَعْدُوْداً فِي أَصْحَابِ سَحْنُوْنَ. وَلِيَ مَظَالِمَ القَيْرَوَانِ، ثُمَّ قَضَاءَ صِقِلِّيَّةَ، فَأَتَاهَا بِفَرْوَةٍ وَجُبَّةٍ وَخُرْجٍ فِيْهِ كُتُبُه، وَسَودَاءَ تَخدمُهُ، فَكَانَتْ تَغزلُ وَتُنْفِقُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ خَرَجَ من صقلية كما دخل إليها. تُوُفِّيَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ أَسنَدَ شيخ بالمغرب. 2727- حامد بن العباس 1: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو الفَضْلِ الخُرَاسَانِيُّ ثُمَّ العِرَاقِيُّ، كَانَ مِنْ رِجَالِ العَالَمِ، ذَا شَجَاعَةٍ وَإِقدَامٍ، ونقض وإبرام.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 180"، والعبر "2/ 151"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 208"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 263".

قَالَ الصُّوْلِيُّ: تَقلَّدَ أَعمَالاً جَلِيلَةً مِنْ طَسَاسِيجِ السَّوَادِ، ثُمَّ ضَمنِ خَرَاجَ البَصْرَةِ وَكُورَ دِجْلَةَ، مَعَ إِشرَافِ كَسْكَرَ مُدَّةً فِي دَوْلَةِ ابْنِ الفُرَاتِ، فَكَانَ يَعمرُ وَيُحْسِنُ إِلَى الأَكَّارينَ، وَيَرفعُ المُؤنَ حَتَّى صَارَ لَهُم كَالأَبِ، وَكَثرتْ صَدقَاتُه، ثُمَّ وَزَرَ وَقَدْ شَاخَ. قُلْتُ: وَكَانَ قَبْلُ عَلَى نَظَرِ فَارِسٍ، وَكَانَ كَثِيْرَ الأَمْوَالِ وَالحَشَمِ، بِحيثُ صَارَ لَهُ أَرْبَعُ مائَةِ مَمْلُوْكٍ فِي السلاح، تأمر منهم جماعة، فعزل المقتدر بن الفُرَاتِ بِحَامِدٍ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فَقَدِمَ فِي أُبَّهَةٍ عَظِيْمَةٍ، وَدَبَّرَ الأُمُورَ، فَظَهَرَ مِنْهُ نَقصٌ فِي قَوَانِيْنِ الوِزَارَةِ وَحِدَّةٌ، فَضَمُّوا إِلَيْهِ عَلِيَّ بنَ عِيْسَى الوَزِيْرَ، فَمَشَى الحَالُ. وَلِحَامِدٍ أَثرٌ صَالِحٌ فِي إِهلاَكِ حُسَيْنٍ الحَلاَّجِ يَدلُّ عَلَى إِسْلاَمٍ وَخَيْرٍ. يُقَالُ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ، وَسَمِعَ مِنْ عُثْمَانَ بنِ أبي شيبة، وما حدث. وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ ضَمِنَ حَامِدٌ سَائِرَ السَّوَادِ، وَعَسَفَ، وَغَلَتِ الأَسعَارُ، فَثَارتِ الغَوْغَاءُ، وَهَمُّوا بِهِ، فَشَدَّ عَلَيْهِم مَمَالِيْكُهُ، فَثَبَتُوا لَهُم، وَعَظُمَ الخَطْبُ، وَقُتِلَ جَمَاعَةٌ، فَاسْتَضَرَّتِ الغَوْغَاءُ، وَأَحرقُوا الجِسْرَ، وَرَجَمُوا حَامِداً فِي الطيَّارِ. وَكَانَ مَعَ جَبَروتِه جَوَاداً مِعطَاءاً. قَالَ هَاشِمِيٌّ: كَانَ مِنْ أَوسعِ مَنْ رَأَينَاهُ نَفْساً، وَأَحسَنِهِم مُرُوْءةً، وَأَكْثَرِهِم نِعمَةً، يَنْصِبُ فِي دَارِه عِدَّةَ مَوَائِدَ، وَيُطعمُ حَتَّى العَامَّةَ وَالخَدَمَ، يَكُوْنُ نَحْو أَرْبَعِيْنَ مَائِدَةً. رَأَى فِي دِهْلِيْزه قِشرَ بَاقِلَّى، فَقَالَ لِوَكِيْلِه: مَا هَذَا؟ قَالَ: فِعلُ البوَّابينَ. فَسُئِلُوا، فَقَالُوا: لَنَا جِرَايَةٌ وَلَحْمٌ نُؤَدِّيهِ إِلَى بُيُوْتِنَا؟ فَرَتَّبَ لَهُم، ثُمَّ رَأَى بَعْدُ قُشُوراً، فَشَاطَ، وَكَانَ يَسفُه، ثُمَّ رَتَّبَ لَهُم مَائِدَةً، وَقَالَ: لَئِنْ رَأَيْتُ بَعْدَهَا قِشراً، لأَضربنَّكَ بِالمقَارعِ. وَقِيْلَ: وُجدَ فِي مِرحَاضٍ لَهُ أَكيَاسٌ فِيْهَا أَرْبَعُ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ. كَانَ يَدْخُلُ لِلْحَاجَةِ فِي كُمِّهِ كِيْسٌ فَيُلْقِيْهِ، فَأُخِذُوا فِي نَكْبَتِهِ. وَلَمَّا عُزلَ حَامِدٌ وَابْنُ عِيْسَى وَأُعيدَ ابْنُ الفُرَاتِ، عَذَّبَ حَامِداً. قَالَ المَسْعُوْدِيُّ: كَانَ فِي حَامِدٍ طَيشٌ، كَلَّمهُ إِنْسَانٌ، فَقلبَ حَامِدٌ ثِيَابَه عَلَى كَتِفِهِ، وَصَاحَ: وَيْلَكُم! عَلَيَّ بِهِ. قَالَ: وَدَخلتْ عَلَيْهِ أُمُّ مُوْسَى القَهْرمَانَةُ، وَكَانَتْ عَظِيْمَةَ المحلِّ، فَخَاطَبتْه فِي طَلبِ المَالِ، فَقَالَ: اضرِطِي وَالتَقِطِي، وَاحسُبِي لاَ تَغْلَطِي. فَخَجَّلهَا، وَسَمِعَ المُقْتَدِرُ، فَضَحِكَ، وَأَمرَ قِيَانَه، فَغَنَّيْنَ بِذَلِكَ. وَلَقَدْ تَجلَّدَ حَامِدٌ عَلَى العَذَابِ، ثُمَّ نفّذَ إِلَى وَاسِطَ، فَسُمَّ فِي بَيضٍ، فَتلِفَ بالإسهال.

وَقِيْلَ: تَكَلَّمَ الملأُ بِمَا فِيْهِ مِنَ الحدةِ وَقِلَّةِ الخبرَةِ، فَعَاتبَ المُقْتَدِرُ أَبَا القَاسِمِ الحُوَّاريَّ، وَكَانَ أَشَارَ بِهِ. وَقِيْلَ: أَقبلَ حَامِدٌ عَلَى مُصَادرَةِ ابْنِ الفُرَاتِ، وَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شَرِيكِه ابْنِ عِيْسَى مُشَاجَرَاتٌ فِي الأَمْوَالِ حَتَّى قِيْلَ: أَعْجَبَ مِنْ مَا ترَاهُ ... أَنَّ وَزِيْرَيْنِ فِي بِلاَدِ هَذَا سَوَادٌ بِلاَ وَزِيْرٍ ... وَذَا وَزِيْرٌ بِلاَ سِوَادِ ثمَّ عذَّبَ حَامِدٌ المحسِّنَ -وَلَدَ ابْنِ الفُرَاتِ، وَأَخَذَ مِنْهُ أَلفَ أَلفِ دِيْنَارٍ، ثُمَّ صَارَ أَعباءُ الوِزَارَةِ إِلَى ابْنِ عِيْسَى، وَبَقِيَ حَامِدٌ كَالبطَّالِ إلَّا مِنَ الاسمِ وَرُكُوْبِ الموكب، وبان للمقتدر ذلك، فأفرد ابن عيس بِالأَمْرِ، وَاسْتَأذنَ حَامِدٌ فِي ضَمَانِ أَصبهَانَ وَغيرِهَا، فَأَذنَ لَهُ، وَقِيْلَ: صَارَ الوَزِيْرُ عَامِلاً لِكَاتِبِه ... يَأْمُلُ أَنْ يَرْفُقَ فِي مَطَالِبِه لِيَسْتَدِرَّ النَّفْعَ مِنْ مَكَاسِبِه قَالَ التَّنُوْخِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ التَّاجِرُ، قَالَ: رَكِبَ حَامِدٌ بِوَاسِطَ إِلَى بُستَانِهِ، فَرَأَى شَيْخاً يُوَلْوِلُ وَحَوْلَهُ عَائِلَةٌ، قَدِ احْتَرَقَ بَيْتُه، فَرَقَّ لَهُ، وَقَالَ لِوَكِيْلِهِ: أُرِيدُ مِنْكَ أَنْ لاَ أَرجِعَ العَشِيَّةَ إلَّا وَدَارُهُ جَدِيْدَةٌ بِآلاَتِهَا، وَقمَاشِهَا، فَبَادَرَ، وَطَلَبَ الصنَاعَ، وَصبَّ الدَّرَاهِمَ، فَفَرغتِ العصرَ، فردَّ العَتَمَةَ، فَوَجَدهَا مفروَغَةً، وَضجُّوا لَهُ بِالدُّعَاءِ، وَزَادَ رَأْسَ مَالِ صَاحِبهَا خَمْسَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ. وَقِيْلَ: إِنَّ تَاجِراً أَخذَ خُبزاً بِدِرْهَمٍ لِيتصَدَّقَ بِهِ بِوَاسِطَ، فَمَا رَأَى فَقِيْراً يُعْطِيهِ، فَقَالَ لَهُ الخَبَّازُ: لاَ تَجِدُ أَحَداً؛ لأَنَّ جَمِيْعَ الضُّعَفَاءِ فِي جِرَايَةِ حَامِدٍ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: وَكَانَ كَثِيْرَ المُزَاحِ، سَخِيّاً، وَكَانَ لاَ يرغبُ فِي اسْتمَاعِ الشِّعرِ، وَكَانَ إِذَا خُولِفَ فِي أَمرٍ، يَصيحُ، وَيَحْرَدُ، فَمَنْ دَارَاهُ، انْتَفَعَ بِهِ. قَالَ نِفْطَوَيْه: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: قِيْلَ لِبَعْضِ المَجَانِيْنِ: فِي كَمْ يَتَجَنَّنُ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: ذَاكَ إِلَى صِبيَانِ المحلَّةِ. وَكَانَ ثَالثَ يَوْمٍ مِنْ وِزَارَتِهِ قَدْ نَاظَرَ ابْنَ الفُرَاتِ، وَجَبَهَهُ، وَأَفحشَ لَهُ، وَجَذَبَ بِلِحيَتِه، وَعَذَّبَ أَصْحَابَه، فَلَمَّا انعكَسَ الدَّسْتُ، وَعُزِلَ بِابْنِ الفُرَاتِ، تَنمَّرَ لَهُ ابْن الفُرَاتِ، وَوبَّخَه عَلَى فِعَالِه، فَقَالَ: إِنْ كَانَ مَا اسْتَعمَلتُهُ فِيْكُم أَثْمَرَ لِي خَيراً، فَزِيدُوا مِنْهُ، وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً وَصَيَّرنِي إِلَى التَّحكُّمِ فِيَّ، فَالسَّعِيْدُ مَن وُعِظَ بِغَيْرِهِ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: فَسُلِّمَ حَامِدٌ إِلَى المحسّنِ، فَعذَّبَه بِأَلوَانِ العَذَابِ، وَكَانَ إِذَا شَرِبَ، أَخرجَهُ، وَأَلبَسَهُ جِلدَ قِردٍ، وَيُرَقَّصُ، فَيُصفَعُ، وَفُعِلَ بِهِ مَا يُسْتَحْيَى مِنْ ذِكرِه، ثُمَّ أُحدِرَ إِلَى وَاسِطَ، فَسُقيَ، وَصَلَّى النَّاسُ عَلَى قَبْرِهِ أَيَّاماً. قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: تُوُفِّيَ بِوَاسِطَ، ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامِ ابْنِ الفُرَاتِ نُقلَ، فَدُفِنَ بِبَغْدَادَ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدتُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ، وَأَبِي مِنَ الشهَاردَةِ. قُلْتُ: مَوْتُهُ كَانَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

الزجاج

2728- الزجاج 1: الإِمَامُ، نَحْوِيُّ زَمَانِه، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ، البَغْدَادِيُّ، مُصَنِّفُ كِتَابِ "مَعَانِي القُرْآنِ"، وَلَهُ تآلِيفُ جَمَّةٌ. لزمَ المُبَرِّدَ، فَكَانَ يُعْطِيه مِنْ عَملِ الزُّجَاجِ كُلَّ يَوْمٍ دِرْهَماً، فَنَصَحَه وَعلَّمَه، ثُمَّ أَدَّبَ القَاسِمَ بنَ عُبَيْد اللهِ الوَزِيْرَ، فَكَانَ سَبَبَ غِنَاهُ، ثُمَّ كَانَ مِنْ نُدَمَاءِ المُعْتَضِدِ. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: مَاتَ فِي تَاسِعَ عَشَرَ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ عَشْرَة. وَلهُ كِتَابُ: "الإِنْسَانِ وَأَعضَائِه"، وَكِتَابُ "الفرسِ"، وَكِتَابُ "العَرُوضِ"، وَكِتَابُ "الاشتِقَاقِ"، وَكِتَابُ "النَّوَادِرِ"، وَكِتَابُ "فَعلت وَأَفعلت". وَكَانَ عَزِيْزاً عَلَى المُعْتَضِدِ، لَهُ رِزْقٌ فِي الفُقَهَاءِ، وَرِزقٌ فِي العُلَمَاءِ، وَرِزقٌ فِي النُّدمَاءِ، نَحْو ثَلاَثِ مائَةِ دِيْنَارٍ. وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ. أَخَذَ عَنْهُ العَرَبِيَّةَ أَبُو عَلِيٍّ الفَارِسِيُّ، وجماعة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 89"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 176"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "1/ 130"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 13"، والعبر "2/ 148"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 208"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 259".

ابن اليزيدي والضبي وأبو طالب المفضل بن سلمة

ابن اليزيدي والضبي وأبو طالب المفضل بن سلمة: 2729- ابن اليزيدي 1: العَلاَّمَةُ، شَيْخ العَرَبِيَّة، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنِ المُبَارَكِ اليَزيديُّ البَغْدَادِيُّ. كَانَ رَأْساً فِي نَقلِ النَّوَادرِ وَكَلاَمِ العَرَبِ، إِمَاماً فِي النَّحْوِ. لَهُ كِتَابُ "الخَيلِ"، وَكِتَابُ "مَنَاقِبِ بَنِي العَبَّاسِ"، وَكِتَابُ "أَخْبَارِ اليَزِيْدِيِّيْنَ"، وَمُصَنَّفٌ فِي النَّحْوِ. أَدَّبَ أَوْلاَدِ المُقْتَدِرِ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ سنة وثلاثة أشهر. 2730- الضبي 2: العَلاَّمَةُ، أَبُو الطَّيِّبِ، مُحَمَّدُ بنُ المُفَضَّلِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَاصِمٍ الضَّبِّيُّ البَغْدَادِيُّ، الشَّافِعِيُّ، أَكْبَرُ تَلاَمِذَةِ ابْنِ سُرَيْجٍ، لَهُ ذِهْنٌ وَقَّادٌ، وَمَاتَ شَابّاً. صَنّفَ الكُتُبَ، وَلَهُ وُجُوهٌ فِي المَذْهَبِ، مِنْهَا: أَنَّهُ كَفَّرَ تَارِكَ الصَّلاَةِ، وَمِنْهَا: أَنَّ الوَلِيَّ إِذَا أَذِنَ لِلسَّفِيْهِ فِي أَنْ يَتَزَوَّجَ، لم يجز كالصبي. وَكَانَ ابْنُ سُرَيْجٍ يَعتَنِي بِإِقرَائِه. تُوُفِّيَ: فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ أَبُوْهُ: 2731- أَبُو طَالِبٍ المُفَضَّلُ بنُ سَلَمَةَ 3: لُغَوِيّاً، أَدِيْباً، عَلاَّمَةً، لَهُ تَصَانِيْفُ فِي مَعَانِي القُرْآنِ وَالآدَابِ. أَخَذَ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، وَغَيْرِهِ مِنْ مَشَاهِيْرِ العُلَمَاءِ. أَخَذَ عَنْهُ الصُّوْلِيُّ، وَغَيْرُهُ. وَمَاتَ بَعْدَ التِّسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَأَبُوْهُ -سَلَمَةُ بنُ عَاصِمٍ النَّحْوِيُّ- هُوَ رَاويَةُ الفَرَّاءِ. وَفِي القُدَمَاءِ: المُفَضَّلُ بنُ محمد الضبي، المقرئ -صاحب عاصم.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 113"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 640". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 308"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 579"، والعبر "2/ 137". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 124"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "19/ 163"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 205".

التستري

2732- التستري 1: الإِمَامُ الحُجَّةُ المُحَدِّثُ البَارِعُ، عَلَمُ الحُفَّاظِ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيَّ، الزاهد. سَمِعَ: أَبَا كُرَيْبٍ مُحَمَّدَ بنَ العَلاَءِ، وَمُحَمَّدَ بنَ حَرْبٍ النَّشَائِيَّ، وَالحُسَيْنَ بنَ أَبِي زَيْدٍ الدَّبَّاغَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَمَّارٍ الرَّازِيَّ، وَعَمْرَو بنَ عِيْسَى الضُّبَعِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَقِيْلٍ، وَخَلْقاً كَثِيْراً مِنْ أَصْحَابِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ. وَكَانَتْ رِحْلَتُهُ قَبْلَ الخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. جَمعَ، وَصَنَّفَ، وَعلَّلَ، وَصَارَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الحِفْظِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ، وَسُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ أَحْمَدَ المَرَاغِيَّ يَقُوْلُ: أَنكرَ عَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ حَدِيْثاً مِمَّا عُرضَ عَلَيْهِ لأَبِي جَعْفَرٍ بنِ زُهَيْرٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: هَذَا أَصْلِي، وَلَكِن مِنْ أَيْنَ لَكَ أَنْتَ: ابْن عَوْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ؟ فَذَكَرَ حَدِيْثاً. فَمَا زَالَ عَبْدَانُ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ، وَيَقُوْلُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ، إِنَّمَا اسْتَغرَبْتُ الحَدِيْثَ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ: مَا رَأَيْتُ فِي الدُّنْيَا أَحْفَظَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ بنِ حَمْزَةَ!، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ فِي الدُّنْيَا أَحْفَظَ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ بنِ زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيِّ!. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ! وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ: حَدَّثَنَا تَاجُ المُحَدِّثِيْنَ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ زُهَيْرٍ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. تُوُفِّيَ أَبُو جَعْفَرٍ: فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ. قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ: عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ البَزَّازِ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، وَرَجُلٌ آخَرُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحِيْرِيُّ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بن عقيل، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ نُعَيْمِ بن أبي هند، عن

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 759"، والعبر "2/ 145"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 205"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 258".

أَبِي المُسْهِرِ، عَنْ حُذَيْفَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $"مَنْ صَامَ يَوْماً قَبْلَ مَوْتِهِ يُرِيْدُ وَجْهَ اللهِ، دَخَلَ الجَنَّةَ". هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ، وَلاَ أَعرِفُ هَذَا التَّابِعِيَّ، وَلاَ ذَكَرَهُ أَبُو أَحْمَدَ فِي "الكُنَى". وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ: مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ. وَمُقْرِئُ بَغْدَادَ؛ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ الصَّوَّافُ -صَاحِبُ أَبِي حَمْدُوْنَ. وَأَبُو مُحَمَّدٍ خَالِدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدٍ الصَّفَّارُ -صَاحِبُ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ. وَمُسْنِدُ مِصْرَ؛ أَبُو شَيْبَةَ دَاوُدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَغْدَادِيُّ. وَالعَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ بنِ شَاذَانَ -مُقْرِئُ الرَّيِّ. وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ بِسْطَامَ الزَّعْفَرَانِيُّ. وَعَلِيُّ بنُ العَبَّاسِ البَجَلِيُّ المَقَانِعِيُّ. وَالحَافِظُ أَبُو بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيُّ. وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ بنِ فَيَّاضٍ الدِّمَشْقِيُّ. وَالمُحَدِّثُ أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَة العسقلاني. وَمُقْرِئُ الرَّقَّةِ؛ أَبُو مرَانَ مُوْسَى بنُ جَرِيْرٍ النَّحْوِيُّ. وَالحَافِظُ أَبُو العَبَّاسِ الوَلِيْدُ بنُ أَبَانٍ الأصبهاني.

ابن خزيمة

2733- ابْنُ خُزَيْمَةَ 1: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ بن صالح بن بكر. الحَافِظُ، الحُجَّةُ، الفَقِيْهُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، إِمَامُ الأَئِمَّةِ، أَبُو بَكْرٍ السُّلَمِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَعُنِيَ فِي حَدَاثتِه بِالحَدِيْثِ وَالفِقْهِ، حَتَّى صَارَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي سَعَةِ العِلْمِ وَالإِتْقَانِ. سَمِعَ مِنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَمُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ، وَلَمْ يحدث عنهما؛ لكونه كتب عنهما

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1103"، وتاريخ جرجان للسهمي "413"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 184"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 734"، والعبر "2/ 149"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 209"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 262".

فِي صِغَرِه، وَقَبلَ فَهمِهِ، وَتَبَصُّرِه. وَسَمِعَ مِنْ: مَحْمُوْدِ بنِ غَيْلاَنَ، وَعتبَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ حُجْرٍ، وَأَحْمَدَ بنِ مَنِيْعٍ، وَبِشْرِ بنِ مُعَاذٍ، وَأَبِي كُرَيْبٍ، وَعَبْدِ الجَبَّارِ بنِ العَلاَءِ، وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيِّ، وَأَخِيْهِ؛ يَعْقُوْبَ، وَإِسْحَاقَ بنِ شَاهِيْنٍ، وَعَمْرِو بنِ عَلِيٍّ، وَزِيَادِ بنِ أَيُّوْبَ، وَمُحَمَّدِ بنِ مِهْرَانَ الجَمَّالِ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الأَشَجِّ، وَيُوْسُفَ بنِ وَاضِحٍ الهَاشِمِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُثَنَّى، وَالحُسَيْنِ بنِ حُرَيْثٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدَةَ الضَّبِّيِّ، ونصر بن علي، وَمُحَمَّدِ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَيُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَهْبِيِّ، وَيُوْسُفَ بنِ مُوْسَى، وَمُحَمَّدِ بنِ رَافِعٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى القُطَعِيِّ، وَسَلْمِ بنِ جُنَادَةَ، وَيَحْيَى بنِ حَكِيْمٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ بِشْرِ بنِ مَنْصُوْرٍ السَّلَيْمِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيِّ، وَهَارُوْنَ بنِ إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيِّ، وَأُمَمٍ سِوَاهُم. وَمِنْهُم: إِسْحَاقُ بنُ مُوْسَى الخَطْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبَانٍ البَلْخِيُّ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ فِي غَيْرِ "الصَّحِيْحَيْنِ"، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ -أَحَدُ شُيُوْخِهِ- وَأَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ المُسْتَمْلِي، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عدَيّ، وأبو عمرو بن حَمْدَانَ، وَإِسْحَاقُ بنُ سَعْدٍ النَّسَوِيُّ، وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَالُوَيْه، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مِهْرَانَ المُقْرِئُ، وَحَفِيْدُهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خُزَيْمَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ نُصَيْرٍ المُعَدَّلُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيُّ، وَأَبُو سَهْلٍ الصُّعْلُوْكِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ التَّمِيْمِيُّ حُسَيْنَكَ، وَبِشْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن يَاسِيْنَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ، وَالخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ القَاضِي، وَأَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ الكَرَابِيْسِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَرَابِيْسِيُّ الحَاكِمُ، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ المَرْوَانِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الصُّنْدُوْقِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الآبُرِيُّ، وأبو الوفاء أحمد بن محمد بن حَمُّوَيْه المُزَكِّي، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ -فِيْمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ- عَنْ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ القَصَّارُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ: أَنَّ حَبِيْباً أَخْبَرَهُ، عَنْ زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ: أَنَّهُ أَتَى صَفْوَانَ بنَ عَسَّالٍ -وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ- فَقَالَ لَهُ: مَا جَاءَ بِكُم؟ قَالُوا: خَرَجْنَا مِنْ بُيُوْتِنَا لابتِغَاءِ العِلْمِ. قَالَ: إِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لابتِغَاءِ العلم،

فَإِنَّ المَلاَئِكَةَ تَضَعُ أَجنِحَتَهَا لِمُبتَغِي العِلْمِ. فَسَأَلَهُ عَنِ المَسحِ عَلَى الخُفَّيْنِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَ لِلْمُسَافِرِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيْهِنَّ، وَلِلْمُقِيْمِ يَوْماً وَلَيلَةً، لاَ أَقُولُ مِنْ جَنَابَةٍ، وَلَكِنْ مِنْ غَائِطٍ، أَوْ بَوْلٍ، أَوْ نَوْمٍ. قَالَ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ: غَرِيْبٌ مِنْ حَدِيْثِ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ. لاَ أَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ غَيْرُ أَبِي أُمَيَّةَ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أَبِي المُخَارِقِ. وَاسْمُ أَبِيْهِ: قَيْسٌ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكنجروذي، حدثنا بشر ابن مُحَمَّدٍ الحَاكِمُ، أَخْبَرْنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ المُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ البَصْرِيُّ مَحْبُوْبٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ سَلِمَةَ، قَالَ: كَانَتِ الرُّكبَانُ تَأْتِينَا مِنْ عِنْد رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَتَلَقَّى مِنْهُمُ الآيَةَ وَالآيَتَيْنِ، فكانوا يخبرونا: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لِيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآناً"، وَكُنْتُ أَؤُمُّ قَومِي وَأَنَا صَغِيْرُ السِّنِّ1. وَبِهِ إِلَى ابْنِ خُزَيْمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَصِيْنٍ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا عَبْثَرُ بنُ القَاسِمِ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنِ الشعبي، عن محمد ابن صَيْفيٍّ، قَالَ: قَالَ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ عَاشُورَاءَ: "أَمِنْكُمْ أَحَدٌ أَكَلَ اليَوْمَ"؟. قَالُوا: مِنَّا مَنْ صَامَ، وَمِنَّا مِنْ لَمْ يَصُمْ. قَالَ: "فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُم، وَابْعَثُوا إِلَى أَهْلِ العَرُوْضِ، فَلْيُتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِم". هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، غَرِيْبٌ. أَخْرَجَهُ: النَّسَائِيُّ2، عَنْ أَبِي حَصِيْنٍ، فَوَافَقْنَاهُ. قَالَ الحَاكِمُ فِي "تَارِيْخِهِ": أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ وَاصِلٍ الجُعْفِيُّ بِبِيْكَنْدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنِي مَهْدِيٌّ -وَالِدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ- قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَكُوْنُ عِنْدَ سُفْيَانَ عَشْرَةَ أَيَّامٍ أَوْ أَكْثَرَ، لاَ يَجِيْءُ إِلَى البَيْتِ، فَإِذَا جَاءنَا سَاعَةً، جَاءَ رَسُوْلُ سُفْيَانَ، فَيَذْهَبُ وَيَتْرُكُنَا. وَقَالَ الحَاكِمُ: مُحَمَّدٌ: هُوَ ابْنُ إِسْحَاقَ بنِ خزيمة بلا شك، فقد حدثنا أبو أَحْمَدَ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ بِالحِكَايَةِ. قَالَ الحَاكِمُ: قَرَأْتُ بِخَطِّ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ -صَاحِبُنَا، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن ربيعة بحديث في الاستسقاء.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 9-10"، وابن خزيمة "1512"، وأبو داود "585" من طريق أيوب، عن عمرو بن سلمة، به. وأخرجه البخاري "4302"، وأبو داود "586"، والنسائي "2/ 80-81". 2 صحيح: أخرجه النسائي "4/ 193"، وابن خزيمة "2091".

قَالَ الحَاكِمُ: كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ مِنْ مِصْرَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ الرَّبِيْعِ الجِيْزِيَّ حَدَّثَهُم، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ خَاقَانَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ البَطِيْنِ، عَنْ سَعِيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَخرَجُوا نَبِيَّهُم، قَالَ: أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَلِمتُ أَنَّهُ سَيَكُوْنُ قِتَالٌ. قَالَ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الحِيْرِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَرَدتُ أَنْ أُصَنِّفَ الشَّيْءَ، أَدخُلُ فِي الصَّلاَةِ مُسْتَخِيراً حَتَّى يُفْتحَ لِي، ثُمَّ أَبتَدِئُ التَّصنِيفَ. ثُمَّ قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: إِنَّ اللهَ لَيَدفَعُ البَلاَءَ عَنْ أَهْلِ هَذِهِ المَدِيْنَةِ لِمَكَانِ أبي بكر محمد بن إسحاق. الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ وَسُئِلَ: مِنْ أَيْنَ أُوتِيتَ العِلْمَ؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ" 1، وَإِنِّيْ لَمَّا شَرِبتُ، سَأَلْتُ اللهَ عِلْماً نَافِعاً. الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ بِالُوَيْه، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ إِسْحَاقَ وَقِيْلَ لَهُ: لَوْ حَلَقتَ شَعْركَ فِي الحَمَّامِ؟ فَقَالَ لَمْ يَثبُتْ عندي أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ حَمَّاماً قَطُّ، وَلاَ حَلَقَ شَعرَه، إِنَّمَا تَأْخُذُ شَعرِي جَارِيَةٌ لِي بِالمِقْرَاضِ. قَالَ الحَاكِمُ: وَسَأَلتُ مُحَمَّدَ بنَ الفَضْلِ بنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ؟ فَذَكَر أَنَّهُ لاَ يَدَّخِرُ شَيْئاً جُهدَه، بَلْ يُنفِقُهُ عَلَى أَهْلِ العِلْمِ، وَكَانَ لاَ يَعْرِفُ سَنْجَةَ الوَزْنِ، وَلاَ يُمَيِّزُ بَيْنَ العَشرَةِ وَالعِشْرِيْنَ، رُبَّمَا أَخَذْنَا مِنْهُ العَشرَةَ، فَيَتَوَهَّمُ أَنَّهَا خمسة.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 357 و372"، وابن ماجه "3062"، والعقيلي في "الضعفاء" "2/ 303"، والبيهقي "5/ 148"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "3/ 179"، والأزرقي في "أخبار مكة" "291"، من طرق عن عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد الله بن المؤمل، فإنه ضعيف بالاتفاق. وأخرجه البيهقي "5/ 202" من طريق أبي محمد أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي بهراة، أنا معاذ بن نجدة حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا إبراهيم بن طهمان، حدثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، به. قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجاله رجال الصحيح خلا معاذ بن نجدة، فإنه صالح الحال، وقد تكلم فيه كما قال الذهبي، وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "10/ 116" من طريق سويد بن سعيد، عن عبد الله بن المبارك، عَنِ ابْنِ أبي الموال، حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه سويد بن سعيد، قال الحافظ في "التقريب": صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، وأفحش فيه المعين القول"، وابن أبي الموال، ثقة.

الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ القَفَّالَ يَقُوْلُ: كَتَبَ ابن صاعد إلى ابن خزيمة يَسْتَجِيْزُهُ كِتَابَ الجِهَادِ، فَأَجَازَهُ لَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَهْلٍ الطُّوْسِيُّ: سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ بنَ سُلَيْمَانَ، وَقَالَ لَنَا: هَلْ تَعْرِفُونَ ابْنَ خُزَيْمَةَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: اسْتَفَدنَا مِنْهُ أَكْثَرَ مَا اسْتَفَادَ مِنَّا. مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ السُّكَّرِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: حَضَرتُ مَجْلِسَ المُزَنِيِّ، فَسُئِلَ عَنْ شِبه العَمْدِ، فَقَالَ لَهُ السَّائِل: إِنَّ اللهَ وَصفَ فِي كِتَابِهِ القَتلَ صِنْفَينِ: عَمداً وَخَطَأً، فَلِمَ قُلتُم: إِنَّهُ عَلَى ثَلاَثَةِ أَقسَامٍ، وَتَحتَجَّ بِعَلِيِّ بنِ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ؟ فَسَكَتَ المُزَنِيُّ، فَقُلْتُ لِمُنَاظِرِه: قَدْ رَوَى الحَدِيْثَ أَيْضاً أَيُّوْبُ وَخَالِدٌ الحَذَّاءُ. فَقَالَ لِي: فَمَنْ عُقْبَةُ بنُ أَوْسٍ؟ قُلْتُ: شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، قَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ سِيْرِيْنَ مَعَ جَلاَلَتِه. فَقَالَ لِلْمُزَنِيِّ: أَنْتَ تُنَاظِرُ أَوْ هَذَا؟ قَالَ: إِذَا جَاءَ الحَدِيْثُ، فَهُوَ يُنَاظِرُ؛ لأَنَّهُ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، ثُمَّ أَتَكَلَّمُ أَنَا. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ جَدِّي يَقُوْلُ: استَأْذَنْتُ أَبِي فِي الخُرُوْجِ إِلَى قُتَيْبَةَ، فَقَالَ: اقْرَأِ القُرْآنَ أَوَّلاً حَتَّى آذَنَ لَكَ. فَاسْتَظْهَرْتُ القُرْآنَ، فَقَالَ لِي: امكُثْ حَتَّى تُصَلِّيَ بِالخَتمَةِ، فَفَعلتُ، فَلَمَّا عَيَّدنَا، أذن لي، فخرجت إلى مرو، وسمعت بمروالروذ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ هِشَامٍ -صَاحِبِ هُشَيْمٍ- فَنُعِيَ إِلَيْنَا قُتَيْبَةُ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ: لَمْ أَرَ أَحَداً مِثْلَ ابْنِ خُزَيْمَةَ. قُلْتُ: يَقُوْلُ مِثْلَ هَذَا وَقَدْ رَأَى النَّسَائِيَّ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ حُسَيْنَك: سَمِعْتُ إِمَامَ الأَئِمَّةِ أَبَا بَكْرٍ يَحْكِي عَنْ عَلِيِّ بنِ خَشْرَمٍ، عَنِ ابْنِ رَاهْوَيْه، أَنَّهُ قَالَ: أَحْفَظُ سَبْعِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ. فَقُلْتُ لاِبْنِ خُزَيْمَةَ: كَمْ يَحْفَظُ الشَّيْخُ؟ فَضَرَبَنِي عَلَى رَأْسِي، وَقَالَ: مَا أَكْثَرَ فُضُولَكَ! ثُمَّ قَالَ: يَا بُنِيَّ! مَا كَتبتُ سَوْدَاءَ فِي بَيَاضٍ إلَّا وَأَنَا أَعرِفُه. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ: كَانَ ابْنُ خُزَيْمَةَ يَحْفَظُ الفِقْهِيَّاتِ مِنْ حَدِيْثِه كَمَا يَحْفَظُ القَارِئُ السُّورَةَ. أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَخْبَرَنَا شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ عَلَى وَجهِ الأَرْضِ مَنْ يَحْفَظُ صِنَاعَةَ السُّنَنِ، وَيَحْفَظُ أَلفَاظَهَا الصِّحَاحَ وَزِيَادَاتِهَا حَتَّى كَأنَّ السُّنَنَ كُلّهَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، إلَّا محمد بن إسحاق ابن خزيمة فقط.

قَالَ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ ابْنُ خُزَيْمَةَ إِمَاماً، ثَبْتاً، مَعْدُوْمَ النَّظِيرِ. حَكَى أَبُو بِشْرٍ القَطَّانُ، قَالَ: رَأَى جَارٌ لاِبْنِ خُزَيْمَةَ -مِنْ أهل العلم- كأن لوحًا عَلَيْهِ صُوْرَةُ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَابْنُ خُزَيْمَةَ يَصقُلُه. فَقَالَ المُعَبِّرُ: هَذَا رَجُلٌ يُحْيي سُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الإِمَامُ أَبُو العَبَّاسِ بنُ سُرَيْجٍ -وَذُكِرَ لَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ- فَقَالَ: يَسْتَخرِجُ النُّكتَ مِنْ حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ بِالمِنقَاشِ. وَقَدْ كَانَ هَذَا الإِمَامُ جِهْبِذاً، بَصِيْراً بِالرِّجَالِ، فَقَالَ -فِيْمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ- شيخ الحاكم: لست أحتج بشهر ابن حَوْشَبٍ، وَلاَ بِحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ لِمَذْهَبِهِ، وَلاَ بِعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَلاَ بِبَقِيَّةَ، وَلاَ بِمُقَاتِلِ بنِ حَيَّانَ، وَلاَ بِأَشْعَثَ بنِ سَوَّارٍ، وَلاَ بِعَلِيِّ بنِ جُدْعَانَ لِسُوْءِ حِفظِه، وَلاَ بِعَاصِمِ بنِ عُبَيْد اللهِ، وَلاَ بِابْنِ عَقِيْلٍ، وَلاَ بِيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، وَلاَ بِمُجَالِدٍ، وَلاَ بِحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ إِذَا قَالَ: عَنْ، وَلاَ بِأَبِي حُذَيْفَةَ النَّهْدِيِّ، وَلاَ بِجَعْفَرِ بنِ بُرْقَانَ، وَلاَ بِأَبِي مَعْشَرٍ نَجِيْحٍ، وَلاَ بِعُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَلاَ بِقَابُوْسِ بنِ أَبِي ظِبْيَانَ ... ثُمَّ سَمَّى خَلقاً دُوْنَ هَؤُلاَءِ فِي العَدَالَةِ، فَإِنَّ المَذْكُوْرِينَ احتَجَّ بِهِم غَيْرُ وَاحِدٍ. وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: لَيْسَ لأَحَدٍ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَوْلٌ إِذَا صَحَّ الخَبَرُ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ صَالِحِ بنِ هَانِئ، سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: مَنْ لَمْ يُقِرَّ بِأَنَّ اللهَ عَلَى عَرشِه قَدِ اسْتوَى فَوْقَ سَبعِ سَمَاوَاتِه، فَهُوَ كَافِرٌ حَلاَلُ الدَّمِ، وَكَانَ مَالُهُ فَيْئاً. قُلْتُ: مَنْ أَقَرَّ بِذَلِكَ تَصْدِيْقاً لِكِتَابِ اللهِ، وَلأَحَادِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَآمَنَ بِهِ مُفَوِّضاً مَعْنَاهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ، وَلَمْ يَخُضْ فِي التَّأْوِيْلِ وَلاَ عَمَّقَ، فَهُوَ المُسْلِمُ المُتَّبِعُ، وَمَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ، فَلَمْ يَدْرِ بِثُبُوْتِ ذلك في الكتاب والسنة، فهو مُقَصِّرٌ وَاللهِ يَعْفُو عَنْهُ، إِذْ لَمْ يُوجِبِ اللهُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حِفظَ مَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ، وَمَنْ أَنكَرَ ذَلِكَ بَعْدَ العِلْمِ، وَقَفَا غَيْرَ سَبِيْلِ السَّلَفِ الصَّالِحِ، وَتَمَعقَلَ عَلَى النَّصِّ، فَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الضَّلاَلِ وَالهَوَى. وَكَلاَمُ ابْنِ خُزَيْمَةَ هَذَا -وَإِنْ كَانَ حَقّاً- فَهُوَ فَجٌّ، لاَ تَحْتَمِلُهُ نُفُوْسُ كَثِيْرٍ مِنْ مُتَأَخِّرِي العُلَمَاءِ. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ: سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ -تَعَالَى- وَمَنْ قَالَ: إِنَّهُ مَخْلُوْقٌ، فَهُوَ كَافِرٌ، يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ وَإِلاَّ قُتِلَ، وَلاَ يُدفَنُ فِي مَقَابِرِ المُسْلِمِيْنَ.

وَلابْنِ خُزَيْمَةَ عَظَمَةٌ فِي النُّفُوْسِ، وَجَلاَلَةٌ فِي القُلُوْبِ؛ لِعِلمِهِ وَدِينِهِ وَاتِّبَاعِهِ السُّنَّةَ. وَكِتَابُه فِي "التَّوحيدِ" مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ، وَقَدْ تَأَوَّلَ فِي ذَلِكَ حديث الصورة1. فَلْيَعْذُر مَنْ تَأَوَّلَ بَعْضَ الصِّفَاتِ، وَأَمَّا السَّلَفُ، فَمَا خَاضُوا فِي التَّأْوِيْلِ، بَلْ آمَنُوا وَكَفُّوا، وَفَوَّضُوا عِلمَ ذَلِكَ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِه، وَلَوْ أَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ فِي اجْتِهَادِهِ -مَعَ صِحَّةِ إِيْمَانِهِ، وَتَوَخِّيْهِ لاتِّبَاعِ الحَقِّ- أَهْدَرْنَاهُ، وَبَدَّعنَاهُ، لَقَلَّ مَنْ يَسلَمُ مِنَ الأَئِمَّةِ مَعَنَا، رَحِمَ اللهُ الجَمِيْعَ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ. قَالَ الحَاكِمُ: فَضَائِلُ إِمَامِ الأَئِمَّةِ ابْنِ خُزَيْمَةَ عِنْدِي مَجْمُوْعَةٌ فِي أَورَاقٍ كَثِيْرَةٍ، وَمُصَنَّفَاتُه تَزيدُ عَلَى مائَةٍ وَأَرْبَعِيْنَ كِتَاباً سِوَى المَسَائِلِ، وَالمَسَائِلُ المصنَّفَةُ أَكْثَرُ مِنْ مائَةِ جُزْءٍ. قَالَ: وَلَهُ فِقْهُ حَدِيْثِ بَرِيْرَةَ2 فِي ثَلاَثَةِ أَجزَاءٍ. قَالَ حَمْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُعَدَّلُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ خَالِدٍ الأَصْبَهَانِيَّ يَقُوْلُ: سُئِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ خُزَيْمَةَ، فقَالَ: ويحكم! هو يُسْأَلُ عَنَّا، وَلاَ نُسأَلُ عَنْهُ! هُوَ إِمَامٌ يُقتَدَى بِهِ. قَالَ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الشَّاشِيُّ: حَضَرتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ، المُقْرِئُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ لَمَّا وَقَعَ بَيْنَ المُزَنِيِّ وَابْنِ عَبْدِ الحَكَمِ، قِيْلَ لِلْمُزَنِيِّ: إِنَّهُ يَرُدُّ عَلَى الشَّافِعِيِّ. فَقَالَ المُزَنِيُّ: لاَ يُمكِنُه إلَّا بِمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ النيسابوري. فقال أبو بكر: كذا كان.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6227"، ومسلم "2841" من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا به أبو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: خلق الله -عز وجل- آدم على صورته طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يجيبونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال: فذهب فقال: السلام عليكم فقالوا: السلام عليك ورحمة الله. قال: فزادوه: ورحمة الله. قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم. وطوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن" واللفظ لمسلم. 2 صحيح: أخرجه البخاري "2168" من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: جاءتني بريرة فقالت: كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية، فأعينيني. فقلت: إن أحب أهلك أن أعدها لهم، يكون ولاؤك لي فعلت. فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم، فأبو ذلك عليها، فجاءت من عندهم ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس فقالت: إني قد عرضت ذلك عليهم، فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم. فسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرت عائشة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: خذيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق. ففعلت عائشة ثم قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله، ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط، قضاء الله أحق، وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق" وأخرجه مسلم "1504"، وأبو داود "3929"، "3930"، والترمذي "1256"، والنسائي "7/ 300"، وابن ماجه "2521".

وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المضَاربِ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: جَزَاكَ اللهُ عَنِ الإِسْلاَمِ خَيْراً. فَقَالَ: كَذَا قَالَ لِي جِبْرِيْلُ فِي السَّمَاءِ. قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوْنَ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ مَشَايِخِنَا -إلَّا أَنَّ ابْنَ حَمْدُوْنَ كَانَ مِنْ أَعْرَفِهِم بِهَذِهِ الوَاقِعَةِ- قَالَ: لَمَّا بَلغَ أَبُو بَكْرٍ بنُ خُزَيْمَةَ مِنَ السِّنِّ وَالرِّئاسَةِ وَالتَفَرُّدِ بِهِمَا مَا بَلغَ، كَانَ لَهُ أَصْحَابٌ صَارُوا فِي حَيَاتِه أَنْجُمَ الدُّنْيَا، مِثْلُ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ حَمَلَ عُلُوْمَ الشَّافِعِيِّ، وَدَقَائِقَ ابْنِ سُرَيْجٍ إِلَى خُرَاسَانَ، وَمِثْلُ أَبِي بَكْرٍ أحمد بن إسحاق -يعني: الضبعي- خَلِيْفَةِ ابْنِ خُزَيْمَةَ فِي الفَتوَى، وَأَحسنِ الجَمَاعَةِ تَصْنِيْفاً، وَأَحسَنِهِم سِيَاسَةٌ فِي مَجَالِسِ السَّلاَطينِ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عُثْمَانَ، وَهُوَ آدَبُهُم، وَأَكْثَرُهُم جَمعاً لِلْعلومِ، وَأَكْثَرُهُم رِحلَةً، وَشَيخِ المطَّوِّعَةِ وَالمُجَاهِدِيْنَ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنِ مَنْصُوْرٍ، وَكَانَ مِنْ أَكَابرِ البُيُوْتَاتِ، وَأَعرَفِهِم بِمَذْهَبِ ابْنِ خُزَيْمَةَ وَأَصلَحِهِم لِلْقضَاءِ. قَالَ: فَلَمَّا وَردَ مَنْصُوْرُ بنُ يَحْيَى الطُّوْسِيُّ نَيْسَابُوْرَ، وَكَانَ يُكْثِرُ الاخْتِلاَفَ إِلَى ابْنِ خُزَيْمَةَ لِلسَّمَاعِ مِنْهُ -وَهُوَ مُعْتَزِلِيٌّ- وَعَاينَ مَا عَاينَ مِنَ الأَرْبَعَةِ الَّذِيْنَ سَمَّينَاهُم، حَسَدَهُم، وَاجْتَمَعَ مَعَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَاعِظِ القَدَرِيِّ بِبَابِ مُعَمَّرٍ فِي أُمُورِهِم غَيْرَ مَرَّةٍ، فَقَالاَ: هَذَا إِمَامٌ لاَ يُسْرِعُ فِي الكَلاَمِ، وَيَنْهَى أَصْحَابَه عَنِ التَّنَازعِ فِي الكَلاَمِ وَتَعليمِه، وَقَدْ نَبغَ لَهُ أَصْحَابٌ يُخَالفُونَه وَهُوَ لاَ يَدْرِي، فَإِنَّهُم عَلَى مَذْهَبِ الكُلاَّبيَّةِ، فَاسْتَحكَمَ طَمعُهُمَا فِي إِيقَاعِ الوَحشَةِ بَيْنَ هَؤُلاَءِ الأَئِمَّةِ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الإِمَامَ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بنَ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: كَانَ مِنْ قَضَاءِ الله -تَعَالَى- أَنَّ الحَاكِمَ أَبَا سَعِيْدٍ لَمَّا تُوُفِّيَ، أَظهَرَ ابْنُ خُزَيْمَةَ الشَّمَاتَةَ بِوَفَاتِه، هُوَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِه -جَهلاً مِنْهُم- فَسأَلُوهُ أَنْ يتَّخذَ ضِيَافَةً، وَكَانَ لاِبْنِ خُزَيْمَة بِسَاتينُ نَزِهَةٌ. قَالَ: فَأُكرهتُ أَنَا مِنْ بَيْنِ الجَمَاعَةِ عَلَى الخُرُوجِ فِي الجُمْلَةِ إِلَيْهَا. وَحَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ التَّمِيْمِيُّ: أَنَّ الضِّيَافَةَ كَانَتْ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَتْ لَمْ يُعهدْ مِثلُهَا، عَمِلهَا ابْنُ خُزَيْمَةَ، فَأَحضرَ جُمْلَةً مِنَ الأَغنَامِ وَالحِملاَنِ، وَأَعدَالِ السَّكرِ، وَالفرشِ، وَالآلاَتِ، وَالطبَّاخينَ، ثُمَّ إِنَّهُ تَقدَّمَ إِلَى جَمَاعَةِ المُحَدِّثِيْنَ مِنَ الشُّيُوْخِ وَالشَّبَابِ، فَاجْتَمَعُوا بَجَنْزَرُوْذَ1 وَرَكِبُوا مِنْهَا، وَتَقَدَّمهُم أَبُو بَكْرٍ يَخْتَرِقُ الأَسوَاقَ سُوقاً سُوقاً، يَسْأَلهُمُ أَنْ يُجِيبوهُ، وَيَقُوْلُ لَهُم: سَأَلتُ مَنْ يَرجعُ إِلَى الفُتوَّةِ وَالمَحَبَّةِ لِي أَنْ يَلزمَ جَمَاعَتنَا اليَوْمَ. فَكَانُوا يَجِيْئونَ فَوجاً فَوجاً حَتَّى لَمْ يَبْقَ كَبِيْرُ أَحَدٍ فِي البَلَدِ -يَعْنِي: نَيْسَابُوْرَ- وَالطَّبَّاخُونَ يَطْبُخُونَ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الخبَّازِينَ يَخبِزُونَ، حَتَّى حُملَ أيضًا

_ 1 هي: قرية من قرى نيسابور.

جَمِيْعُ مَا وَجَدُوا فِي البَلَدِ مِنَ الخُبزِ وَالشِّوَاءِ عَلَى الجِمَال وَالبِغَالِ وَالحمِيرِ، وَالإِمَامُ -رَحِمَهُ اللهُ- قَائِمٌ يُجرِي أُمُورَ الضِّيَافَةِ عَلَى أَحسنِ مَا يَكُوْنُ، حَتَّى شَهِدَ مَنْ حَضَرَ أَنَّهُ لَمْ يَشْهَدْ مِثلهَا. فَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى المُتَكَلِّمُ، قَالَ: لَمَّا انصَرفْنَا مِنَ الضِّيَافَةِ، اجتَمَعنَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ، وَجَرَى ذِكرُ كَلاَمِ اللهِ: أَقَدِيْمٌ هُوَ لَمْ يَزَلْ، أَوْ نَثْبُتُ عِنْد إِخبَارِه تَعَالَى أَنَّهُ مُتَكَلِّمٌ بِهِ؟ فَوَقَعَ بَيْنَنَا فِي ذَلِكَ خَوضٌ، قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَّا: كَلاَمُ البَارِئِ قَدِيْمٌ لَمْ يَزَلْ. وَقَالَ جَمَاعَةٌ: كَلاَمُهُ قَدِيْمٌ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يثبتُ إلَّا بِإِخبارِه وَبِكَلاَمِه. فَبَكَرتُ إِلَى أَبِي عَلِيٍّ الثَّقَفِيِّ، وَأَخْبَرتُهُ بِمَا جَرَى، فَقَالَ: مَنْ أَنكرَ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ، فَقَدِ اعتقَدَ أَنَّهُ مُحدَثٌ. وَانْتَشَرتْ هَذِهِ المَسْأَلَةُ فِي البَلَدِ، وَذَهَبَ مَنْصُوْرٌ الطُّوْسِيُّ فِي جَمَاعَةٍ إِلَى ابْنِ خُزَيْمَةَ، وَأَخبَرُوهُ بِذَلِكَ، حَتَّى قَالَ مَنْصُوْرٌ: أَلَمْ أَقُلْ لِلشَّيْخِ: إِنَّ هَؤُلاَءِ يَعْتَقِدُوْنَ مَذْهَبَ الكلاَّبيَّةِ؟ وَهَذَا مَذْهَبُهُم. قَالَ: فَجَمَعَ ابْنُ خُزَيْمَةَ أَصْحَابَه، وَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكُم غَيْرَ مَرَّةٍ عَنِ الخوضِ فِي الكَلاَمِ؟ وَلَمْ يَزِدْهُم عَلَى هَذَا ذَلِكَ اليَوْمُ. قَالَ الحَاكِمُ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ الأَنْمَاطِيُّ المُتَكَلِّمُ، قَالَ: لَمْ يَزَلِ الطُّوْسِيُّ بِأَبِي بَكْرٍ بنِ خُزَيْمَةَ حَتَّى جرَّأَهُ عَلَى أَصْحَابِه، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عُثْمَانَ يرُدَّانِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مَا يُملِيه، وَيَحضُرَانِ مَجْلِسَ أَبِي عَلِيٍّ الثَّقَفِيِّ، فَيَقْرَؤُونَ ذَلِكَ عَلَى الملأِ، حَتَّى اسْتَحكَمَتِ الوَحشَةُ. سَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَحْمَدَ المُقْرِئَ، سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: القُرْآن كَلاَمُ اللهِ، وَوحيُهُ، وَتنَزِيْلُه، غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَمَنْ قَالَ: شَيْءٌ مِنْهُ مَخْلُوْقٌ، أَوْ يَقُوْلُ: إِنَّ القُرْآنَ مُحدَثٌ، فَهُوَ جَهْمِيٌّ، وَمَنْ نَظَرَ فِي كُتُبِي، بَانَ لَهُ أَنَّ الكلاَّبيَّةَ -لَعَنَهُمُ اللهُ- كَذَبَةٌ فِيْمَا يَحكُونَ عَنِّي بِمَا هُوَ خِلاَفُ أَصْلِي وَدِيَانَتِي، قَدْ عَرَفَ أَهْلُ الشَّرقِ وَالغربِ أَنَّهُ لَمْ يُصَنِّفْ أَحَدٌ فِي التَّوحيدِ وَالقَدَرِ وَأُصُوْلِ العِلْمِ مِثْلَ تَصنِيفِي، وَقَدْ صَحَّ عِنْدِي أَنَّ هَؤُلاَءِ -الثَّقَفِيَّ، وَالصِّبَغِيَّ، وَيَحْيَى بنَ مَنْصُوْرٍ- كَذَبَةٌ، قَدْ كَذبُوا عَلَيَّ فِي حَيَاتِي، فَمُحَرَّمٌ عَلَى كُلِّ مُقتَبِسِ عِلمٍ أَنْ يَقبلَ مِنْهُم شَيْئاً يَحكُونَه عَنِّي، وَابْنُ أَبِي عُثْمَانَ أَكْذَبُهُم عِنْدِي، وَأَقْوَلهُم عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْه. قُلْتُ: مَا هَؤُلاَءِ بِكَذَبَةٍ، بَلْ أَئِمَّةٌ أَثبَاتٌ، وَإِنَّمَا الشَّيْخُ تَكَلَّمَ عَلَى حَسبِ مَا نُقِلْ لَهُ عَنْهُم. فَقبَّحَ اللهُ مَنْ يَنقُلُ البُهتَانَ، وَمَنْ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ. قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ بَالُوَيْه، سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: مِنْ زَعْمِ بَعْضِ هَؤُلاَءِ الجَهَلَةِ: أَنَّ اللهَ لاَ يُكرِّرُ الكَلاَمَ، فَلاَ هُم يَفهَمُوْنَ كِتَابَ اللهِ، إِنَّ اللهَ قَدْ أَخبرَ فِي مَوَاضِعَ أَنَّهُ خَلَقَ آدمَ، وَكرَّرَ ذِكرَ مُوْسَى، وَحَمَدَ نَفْسَهُ فِي مَوَاضِعَ، وَكرَّرَ: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان} [الرَّحْمَنِ: 13] ، وَلَمْ أَتَوَهَّم أَنَّ مُسْلِماً يَتَوَهَّمُ أَنَّ اللهَ لاَ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ مرَّتينِ،

وَهَذَا قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ كَلاَمَ اللهِ مَخْلُوْقٌ، وَيَتَوَهَّمُ أَنَّهُ لاَ يَجُوْزُ أَنْ يَقُوْلُ: خَلَقَ اللهُ شَيْئاً وَاحِداً مَرَّتينِ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بنَ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: لَمَّا وَقَعَ مِنْ أَمرِنَا مَا وَقَعَ، وَجَدَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ وَمَنْصُوْرٌ الطُّوْسِيُّ الفُرصَةَ فِي تَقْرِيْرِ مَذْهَبِهِم، وَاغتَنَمَ أَبُو القَاسِمِ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَلِيٍّ وَالبَرْدَعِيُّ السَّعِيَ فِي فَسَادِ الحَالِ، انتصَبَ أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ لِلتَّوسُّطِ فِيْمَا بَيْنَ الجَمَاعَةِ، وَقرَّرَ لأَبِي بَكْرٍ بنِ خُزَيْمَةَ اعترَافَنَا لَهُ بِالتقدُّمِ، وَبَيَّنَ لَهُ غرضَ المُخَالفينَ فِي فَسَادِ الحَالِ، إِلَى أَنْ وَافقَه عَلَى أَن نَجتَمِعَ عِنْدَهُ، فَدَخَلتُ أَنَا، وَأَبُو عَلِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ: مَا الَّذِي أَنكرتَ أَيُّهَا الأُسْتَاذُ مِنْ مَذَاهِبِنَا حَتَّى نَرجِعَ عَنْهُ؟ قَالَ: مَيلُكُم إِلَى مَذْهَبِ الكلاَّبيَّةِ، فَقَدْ كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدِ بنِ كلاَّبٍ، وَعَلَى أَصْحَابِهِ مِثْلِ الحَارِثِ وَغَيْرِهِ ... ، حَتَّى طَالُ الخَطابُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي عَلِيٍّ فِي هَذَا البَابِ. فَقُلْتُ: قَدْ جَمَعتُ أَنَا أُصُوْلَ مَذَاهِبِنَا فِي طَبَقٍ، فَأَخْرَجتُ إِلَيْهِ الطَّبَقَ، فَأَخَذَهُ، وَمَا زَالَ يتَأَمَّلُه وَينظُرُ فيه، ثم قال: لست أرى هاهنا شيئًا لا أَقُولُ بِهِ. فَسَأَلتُهُ أَنْ يَكتُبَ عَلَيْهِ خَطَّهُ أَنَّ ذَلِكَ مَذْهَبَه، فَكَتَبَ آخِرَ تِلْكَ الأَحرفِ. فَقُلْتُ لأَبِي عَمْرٍو الحِيْرِيِّ: احْتَفِظْ أَنْتَ بِهَذَا الخَطِّ حَتَّى يَنْقَطِعَ الكَلاَمُ، وَلاَ يُتَّهَمَ وَاحِدٌ مِنَّا بِالزِّيَادَةِ فِيْهِ. ثُمَّ تَفَرَّقنَا، فَمَا كَانَ بِأَسرعَ مِنْ أَنْ قَصَدهُ أَبُو فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ، وَقَالاَ: إِنَّ الأُسْتَاذَ لَمْ يَتَأَمَّلْ مَا كَتَبَ فِي ذَلِكَ الخَطِّ، وَقَدْ غَدَرُوا بِكَ، وَغَيَّرُوا صُوْرَةَ الحَالِ. فَقبِلَ مِنْهُم، فَبَعَثَ إِلَى أَبِي عَمْرٍو الحِيْرِيِّ لاِستِرجَاعِ خَطِّهِ مِنْهُ، فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرٍو، وَلَمْ يَردَّه حَتَّى مَاتَ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَقَدْ أَوصَيْتُ أَنْ يُدفَنَ مَعِي، فَأُحَاجَّه بَيْنَ يَدِيِ اللهِ -تَعَالَى- فِيْهِ، وَهُوَ القُرْآنُ؛ كَلاَمُ اللهِ -تَعَالَى- وَصِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ، لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِهِ مَخْلُوْقٌ، وَلاَ مَفْعُوْلٌ، وَلاَ مُحْدَثٌ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ شَيْئاً مِنْهُ مَخْلُوْقٌ أَوْ مُحْدَثٌ، أَوْ زَعَمَ أَنَّ الكَلاَمَ مِنْ صِفَةِ الفِعْلِ، فَهُوَ جَهْمِيٌّ ضَالٌّ مُبتَدِعٌ، وَأَقُولُ: لَمْ يَزَلِ اللهُ مُتَكَلِّماً، وَالكَلاَمُ لَهُ صِفَةُ ذَاتٍ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَتَكَلَّمْ إلَّا مرَّةً، وَلَمْ يَتَكَلَّمْ إلَّا مَا يتكلم بِهِ، ثُمَّ انقَضَى كَلاَمُه، كَفَرَ بِاللهِ، وَأَنَّهُ يَنْزِلُ تَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُوْلُ: "هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيْبَهُ". فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ عِلمَه تَنَزُّلُ أَوَامِرِه، ضَلَّ، وَيُكَلِّمُ عِبَادَهُ بِلاَ كَيْفٍ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ، لاَ كَمَا قَالَتِ الجَهْمِيَّةُ: إِنَّهُ عَلَى المُلْكِ احتَوَى، وَلاَ اسْتَوْلَى. وَإِنَّ اللهَ يُخَاطبُ عبَادَه عَوْداً وَبَدْءاً، وَيُعيدُ عَلَيْهِم قَصَصَه وَأَمرَه وَنَهْيَه، وَمَنْ زَعَمَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَهُوَ ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ. وَسَاقَ سَائِرَ الاعْتِقَادِ. قُلْتُ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّبْغِيُّ هَذَا عالم وقته، وكبير الشافعية بِنَيْسَابُوْرَ، حَمَلَ عَنْهُ الحَاكِمُ عِلْماً كَثِيْراً.

وَلابنِ خُزَيْمَةَ تَرْجَمَةٌ طَوِيْلَةٌ فِي "تَارِيْخِ نَيْسَابُوْرَ"، تَكُونُ بِضْعاً وَعِشْرِيْنَ وَرقَةً، مِنْ ذَلِكَ وَصيَّتُهُ، وَقَصِيدَتَانِ رُثِيَ بِهِمَا. وَضَبَطُ وَفَاته: فِي ثَانِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَاشَ تِسْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَقَدْ سَمِعْنَا "مُخْتَصَرَ المُخْتَصَرِ"، لَهُ عَالِياً بِفَوْتٍ لِي. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو جَعْفَرٍ بنُ حَمْدَانَ الحِيْرِيُّ -صَاحِبُ "الصَّحِيْحِ"- وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو الإِلْبِيْرِيُّ -حَافِظُ أَهْلِ الأَنْدَلُسِ- وَشَيْخُ الحَنَابِلَةِ أَبُو بَكْرٍ الخَلاَّلُ، وَشَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ بِالعِرَاقِ أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَرَيْرِيُّ -وَقِيْلَ: اسْمُه حَسَنٌ- وَشَيْخُ العَرَبِيَّةِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ البَغْدَادِيُّ، وَصَدرُ الوُزَرَاءِ حَامِدُ بنُ العَبَّاسِ، وَحَمَّادُ بنُ شَاكِرٍ النَّسَفِيُّ -صَاحِبُ البُخَارِيِّ- وَمُسْنِدُ بَغْدَادَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ المَدَائِنِيُّ الأَنْمَاطِيُّ، وَحَافِظُ هَرَاةَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عُرْوَةَ، وَحَافِظُ مَرْوَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَحْمُوْدٍ، وَمُحَدِّثُ أَنْطَاكِيَةَ أَبُو طَاهِرٍ بنُ فِيْلٍ الهَمْدَانِيُّ، وَشَيْخُ الطِّبِّ مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا الرَّازِيُّ الفَيْلَسُوْفُ، وَمُسْنِدُ نَيْسَابُوْرَ أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ شَادَلَ بنِ عَلِيٍّ -مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ المُسْتَمْلِي، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خُزَيْمَةَ، أَخْبَرَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ نَسِيَ صَلاَةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يصليها إذا ذكرها" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "597"، ومسلم "684"، وأبو داود "442"، وابن خزيمة "993".

الباغندي

2734- البَاغَنْدِيُّ 1: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ الحَارِثِ، الإِمَامُ، الحَافِظُ الكَبِيْرُ، مُحَدِّثُ العِرَاقِ أَبُو بَكْرٍ ابْنُ المُحَدِّثِ أَبِي بَكْرٍ الأَزْدِيُّ، الوَاسِطِيُّ، البَاغَنْدِيُّ، أَحَد أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ بِبَغْدَادَ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَة وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ أَوَّلَ سَمَاعِهِ بِوَاسِطَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، وَشَيْبَانَ بنَ فَرُّوْخٍ، وَأَبَا بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَسُوَيْدَ بنَ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ الصَّبَّاحِ الجَرْجَرَائِيَّ، وَالصَّلْتَ بنَ مَسْعُوْدٍ الجَحْدرِيَّ، وَأَبَا نُعَيْمٍ عُبَيْدَ بنَ هِشَامٍ الحَلَبِيَّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عُبَيْدِ الله الحلبي، ومحمد بن سليمان لوين،

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 209"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 193"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 737"، والعبر "2/ 153"، وميزان الاعتدال "4/ 26"، ولسان الميزان "5/ 360"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 212"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 265".

وَدُحَيْماً، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَعُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدَ الملكِ بنَ شُعَيْبٍ بنِ الليث، والحارث بن مسكين، ومحمد ابن زُنْبوْرٍ المَكِّيَّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَمَحْمُوْدُ بنَ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيَّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. وجمع، وصنف، وعمر، وتفرد. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عُقْدَةَ، وَالقَاضِي المَحَامِلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، وَدَعْلَج السِّجْزِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، والطبراني، وأبو علي ابن الصَّوَّافِ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّويَه، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدَانُ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: رَحَلَ فِي الحَدِيْثِ إِلَى الأَمصَارِ البعيدَةِ، وَعُنِيَ بِهِ العنَايَةَ العَظِيْمَةَ، وَأَخَذَ عَنِ الحُفَّاظِ وَالأَئِمَّةِ، وَكَانَ حَافِظاً فَهِماً عَارِفاً، فَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عَلِيٍّ البَادَا مُذَاكَرَةً يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الأَبْهَرِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ البَاغَنْدِيَّ يَقُوْلُ: أَنَا أُجيبُ فِي ثَلاَثِ مائَةٍ أَلْفِ مَسْأَلَةٍ مِنْ حَدِيْثِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأُخْبِرْتُ ابْنَ المُظَفَّرِ بِقَولِ الأَبْهَرِيِّ، فَقَالَ: صَدَقَ، سَمِعْتُه مِنْهُ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَسَمِعْتُ هِبَةَ اللهِ اللاَّلَكَائِيَّ يَقُوْلُ: إِنَّ البَاغَنْدِيَّ كَانَ يَسْرُدُ الحَدِيْثَ مِنْ حِفْظِهِ، وَيَهُذُّهُ مِثْلَ تِلاَوَةِ القُرْآنِ السَّرِيعِ القِرَاءةِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا فُلاَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلاَنٌ، وَحَدَّثَنَا فُلاَنٌ. وَهُوَ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ حَتَّى تَسقُطَ عِمَامَتُهُ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ طَلاَّبٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُجَاعٍ بِالأَهْوَازِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى الجَوْزِيِّ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ عِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ البَاغَنْدِيُّ يَنْتقِي عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيْمُ: هُوذَا تَضَجَّرَنِي، أَنْتَ أَكْثَرُ حَدِيْثاً مِنِّي، وَأَحفَظُ، وَأَعرَفُ. فَقَالَ لَهُ: لَقَدْ حُبِّبَ إِلَيَّ هَذَا الحَدِيْثُ، حَسبُكَ أَنِّي رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في النَّوْمِ، فَلَمْ أَقُلْ لَهُ: ادْعُ لِي، وَقُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَيُّمَا أَثْبَتُ فِي الحَدِيْثِ: مَنْصُوْرٌ أَوِ الأَعْمَشُ؟ فَقَالَ: مَنْصُوْرٌ، مَنْصُوْرٌ. وَقَالَ العَتِيْقِيُّ: سَمِعْتُ عُمَرَ بنَ شَاهِيْنٍ يَقُوْلُ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ البَاغَنْدِيُّ لِيُصَلِّيَ، فَكَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، فَسَبَّحْنَا بِهِ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ، الحَمْدُ للهِ رب العالمين.

قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلْنَا الوَزِيْرَ جَعْفَرَ بنَ الفَضْلِ بِمِصْرَ عَنِ البَاغَنْدِيِّ، فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ، وَلَحِقْتُه، وَكَانَ لِلْوَزِيْرِ المَاضِي حُجْرتَانِ، إِحدَاهُمَا لِلْبَاغَنْدِيِّ، يَجِيْئُهُ، وَيَقرَأُ لَهُ، "وَالأُخْرَى لِلْيَزِيْدِيِّ"، ثُمَّ قَالَ: جَعْفَرٌ: فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كُنْتُ يَوْماً مَعَ البَاغَنْدِيِّ فِي الحُجْرَةِ يَقرَأُ لِي كُتُبَ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، فَقَامَ إِلَى الطَّهَارَةِ، فَأَخَذَ جُزْءاً "مِنْ حَدِيْثِ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، فَإِذَا" عَلَى ظَهرِهِ مَكْتُوْبٌ: مُرَبَّعٌ، وَالبَاقِي مَحْكُوْكٌ، فَرَجَعَ، فَرَأَى فِي يَدِي الجُزْءَ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَقُلْتُ: أَيْشٍ هَذَا مُرَبَّعٌ؟ فَغَيَّرَ ذَلِكَ، وَلَمْ أَفطنْ "لَهُ؛ لأَنِّي أَوَّلُ مَا كُنْتُ دَخَلْتُ فِي كُتُبِ الحَدِيْثِ"، ثُمَّ سألت عنه، فَإِذَا الكِتَابُ لِمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ مُرَبَّعٌ، فَحَكَّهُ، وَتَرَكَ مُرَبَّع، فَبَردَ عِنْدِي، وَلَمْ أُخَرِّجْ عَنْهُ شَيْئاً. قَالَ عُمَرُ بنُ حَسَنٍ الأُشْنَانِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ أَبِي خَيْثَمَةَ -وَذُكِرَ عِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ البَاغَنْدِيُّ- فَقَالَ: ثِقَةٌ، كَثِيْرُ الحَدِيْثِ، لَوْ كَانَ بِالمَوْصِلِ، لَخَرَجتُم إِلَيْهِ، وَلَكِنَّهُ يتطرح عليكم، ولا تريدونه. قال الدراقطني فِي كِتَابِ "المُصَحِّفِيْنَ": حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ البَاغَنْدِيَّ أَملَى عَلَيْهِم فِي الجَامِعِ فِي حَدِيْثٍ ذَكَرَهَ: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ} "هُوِيّاً" بِاليَاءِ وَضَمِّ الهَاءِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي "الضُّعَفَاءِ": البَاغَنْدِيُّ مُدَلِّسٌ مُخَلِّطٌ، يَسْمَعُ مِنْ بَعْضِ رِفَاقِهِ، ثُمَّ يُسْقِطُ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شَيْخِهِ، وَرُبَّمَا كَانُوا اثْنَيْنِ وَثَلاَثَةً، وَهُوَ كَثِيْرُ الخَطَأِ. قَالَ البُرْقَانِيُّ: سَأَلتُ أَبَا بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيَّ عَنِ ابْنِ البَاغَنْدِيِّ، فَقَالَ: لاَ أَتَّهِمُهُ فِي قَصدِ الكَذِبِ، وَلَكِنَّهُ خَبِيْثُ التَّدلِيسِ، وَمُصَحِّفٌ أَيْضاً، كَأَنَّهُ تَعَلَّمَ مِنْ سُويدِ التَّدْلِيْسِ. وَقَالَ حمزة السهمي: سألت أبا بكر بن عبدان عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيِّ: "هَلْ يَدْخُلُ فِي الصَّحِيْحِ"؟، فَقَالَ: لَوْ خَرَّجتُ "الصَّحِيْحَ"، لَمْ أُدخِلْهُ فِيْهِ، كَانَ يُخَلِّطُ وَيُدَلِّسُ، وَلَيْسَ مِمَّن كَتَبْتُ عَنْهُ آثرُ عِنْدِي وَلاَ أَكْثَرُ حَدِيْثاً مِنْهُ، إلَّا أَنَّهُ شَرِهٌ، وَهُوَ أَحْفَظُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي دَاوُدَ. وَسَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ، فَقَالَ: كَثِيْرُ التَّدْلِيْسِ، يُحَدِّثُ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ، وَرُبَّمَا سَرَقَ. قَالَ الخَطِيْبُ: لَمْ يَثْبُتْ مِنْ أَمْرِ البَاغَنْدِيِّ مَا يُعَابُ بِهِ سِوَى التَّدْلِيْسِ، وَرَأَيْتُ كَافَّة شُيُوْخِنَا يَحْتَجُّوْنَ بِهِ، وَيُخَرِّجُونَهُ فِي الصَّحِيْحِ. قُلْتُ: يَقَعُ حَدِيْثُهُ عَالِياً لِلْفَخْرِ بنِ البُخَارِيِّ، وَطَبَقَتِهِ.

قَالَ ابْنُ شَاهِيْنٍ: مَاتَ فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ، فِي عِشْرِيْنَ شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ، سنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بن عَسَاكِرَ، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ الهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ المُسْتَمْلِي، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ البَحِيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَتَيْتُ -لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي- عَلَى مُوْسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- عِنْدَ الكَثِيْبِ الأَحْمَرِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ" أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1 عَنْ شَيْبَانَ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ البَاغَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بنُ فروخ، حدثنا البَرَاءُ بنُ عَبْدِ اللهِ الغَنَوِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إلَّا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِ هَذِهِ الأُمَّةِ؟ هُمُ الثَّرْثَارُوْنَ المُتَفَيْهِقُوْنَ، إلَّا أُنْبِئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً". تَفَرَّدَ بِهِ: البَرَاءُ. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، فِي كِتَابِ "الأَدَبِ"2 لَهُ. وَفِيْهَا مَاتَ الحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو الإِلْبِيْرِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَزْهَرِ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ نَصْرٍ الطُّوْسِيُّ، وَالوَزِيْرُ أبو الحسن بن الفُرَاتِ، وَعَبْدُوْسُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبَّادٍ الهَمَذَانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ قُدَيْدٍ بِمِصْرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ فَارِسٍ الدَّلاَّلُ، وَأَبُو بَكْرٍ محمد بن هارون بن المجدر، وشيخ الطريق أبو محمد الجريري.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2375". 2 صحيح: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" "1308"، وأحمد "2/ 369"، وآفته البراء بن عبد الله الغنوي، فإنه ضعيف. وله شاهد من حديث جابر: أخرجه الترمذي "2018". وشاهد آخر: عند أحمد "4/ 193-194" من حديث أبي ثعلبة الخشني. وقوله: المتفيهق: أي المتكبر.

السراج

2735- السَّرَّاجُ 1: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مِهْرَانَ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، مُحَدِّثُ خراسان، أبو العباس الثقفي مولاهم، الخراساني، النَّيْسَابُوْرِيُّ، صَاحِب "المُسْنَدِ الكَبِيْر" عَلَى الأَبْوَابِ وَالتَّارِيْخِ وغير ذلك، وأخو إبراهيم المحدث وإسماعيل.

_ 1 ترجمته في الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1105"، وتاريخ بغداد "1/ 248"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 199"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 735"، والعبر "2/ 157"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 187"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 214"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 157".

مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. رَأَى يَحْيَى بنَ يَحْيَى التَّمِيْمِيّ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ، وَسَمِعَ مِنْ: إِسْحَاقَ، وَقُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، وَبِشْرِ بنِ الوَلِيْدِ الكِنْدِيِّ، وَأَبِي مُعَمَّرٍ القَطِيْعِيِّ، وَدَاوُدَ بنِ رُشَيْدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ الرَّازِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ الجَرْجرَائِيِّ، وَعَمْرِو بنِ زُرَارَةَ، وَأَبِي هَمَّامٍ السَّكُوْنِيِّ، وَهَنَّادِ بنِ السَّرِيِّ، وَأَبِي كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبَانٍ البَلْخِيِّ، وَالحَسَنُ بنُ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو زُنَيْجٍ، وَأَحْمَدَ بنِ المِقْدَامِ، وَمُحَمَّدِ بنِ رَافِعٍ، وَمُجَاهِدِ بنِ مُوْسَى، وَأَحْمَدَ بنِ مَنِيْعٍ، وَزِيَادِ بنِ أَيُّوْبَ، وَيَعْقُوْبَ الدَّوْرَقِيِّ، وَسَوَّارِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَهَارُوْنَ الحَمَّالِ، وَعُقْبَةَ بنِ مُكْرَمٍ العَمِّيِّ، وَابْنِ كَرَامَةَ، وَعَبْدِ الجَبَّارِ بنِ العَلاَءِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الأَشَجِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الجَرَّاحِ، وَأَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيِّ، وَعَبَّادِ بنِ الوَلِيْدِ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم، وَيَنْزِلُ إِلَى: أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البِرتِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ سَلاَمٍ. وسَكَنَ بَغْدَادَ مُدَّةً طَوِيْلَةً، وَحَدَّثَ بِهَا، ثُمَّ رُدَّ إِلَى وَطَنِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ بِشَيْءٍ يَسِيْرٍ خَارِجَ الصَّحِيْحَيْنِ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ -أَحَدُ شُيُوْخِهِ- وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَعُثْمَانُ بنُ السَّمَّاكِ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عدَيّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَامِيُّ، وَحُسَيْنَك بنُ عَلِيٍّ التَّمِيْمِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ المَخْلَدِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَانِئٍ البَزَّازُ، وَالخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ القَاضِي، وَالقَاضِي يُوْسُفُ بنُ القَاسِمِ المَيَانَجِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ، وَسَهْلُ بنُ شَاذَوَيْه البُخَارِيُّ -وَمَاتَ قَبْلَهُ- وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَةَ، وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عُثْمَانَ، وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مِهْرَانَ المُقْرِئُ، وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَالُوَيْه، وَأَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْفُوْظٍ العَابِدُ، وبشر بن محمد بن محمد بن ياسين البَاهِلِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ -وَالِدُ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الحِيْرِيِّ- وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ المَاسَرْجِسِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ الحِيْرِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الحَجَّاجِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَمْعَانَ الوَاعِظُ، وَيَحْيَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ المُزَكِّي -عُرِفَ بِالحَرْبِيِّ- وَخَلْقٌ، آخِرُهُم مَوْتاً: الشَّيْخُ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَفَّافُ القَنْطَرِيُّ -رَاوِي بَعْضِ مُسْنَدِهِ عَنْهُ.

قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ مِنَ الثِّقَاتِ الأَثبَاتِ، عُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَصَنَّفَ كُتُباً كَثِيْرَةً، وَهِيَ مَعْرُوْفَةٌ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بنِ أحمد بن عَسَاكِرَ قِرَاءةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا المُفْتِي أَبُو بَكْرٍ القَاسِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ النَّيْسَابُوْرِيُّ ابْنُ الصَّفَّارِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ وَجِيْهُ بنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ هَوَازِنَ القُشَيْرِيُّ، وَيَعْقُوْبُ بنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَفَّافُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا دَاوْدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَلْقَمَةَ: هَلْ كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ شَهِدَ مَعَ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةَ الجِنِّ؟ فَقَالَ: لاَ، وَكُنَّا مَعَهُ لَيْلَةً، فَفَقَدنَاهُ، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا، إِذَا هُوَ جَاءٍ مِنْ حِرَاءَ، فَقَالَ: "إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِيُ الجِنِّ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ القُرْآنَ". فَانْطَلَقَ بِنَا حَتَّى أَرَانَا آثَارَهُم وَنِيْرَانَهُم، فَسَأَلُوْهُ عَنِ الزَّادِ، فَقَالَ: "لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، يَقَعُ فِي يَدِ أَحَدِكُمْ أَوْفَرُ مَا يَكُوْنُ لَحْماً، وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ". فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تَسْتَنْجُوا بِهِمَا، فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُم مِنَ الجِنِّ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، عَالٍ. أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو عِيْسَى، وَالنَّسَائِيُّ، مِنْ حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَجَمَاعَةٌ سَمِعُوهُ مِنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ. وَفِي رِوَايَتِنَا اخْتِصَارٌ، وَصَوَابُهُ: فَقَالَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ: كُنَّا مَعَهُ. وَيَقَعُ حَدِيْثُ السَّرَّاجِ عَالِياً بِالاتِّصَالِ لاِبْنِ البُخَارِيِّ. أَنْبَأَنَا المُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ، وَالمُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ خَالِدٍ المَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا أَخِي إِبْرَاهِيْمُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ حَازِمِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَتَى الجمعة، فليغتسل" 2. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ جَعْفَرٍ المُزَكِّي: سَمِعْتُ السَّرَّاجَ يَقُوْلُ: نَظَرَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ فِي "التَّارِيْخِ" لِي، وَكَتَبَ مِنْهُ بِخَطِّه أَطبَاقاً، وقرأتها عليه.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "450"، والترمذي "3258"، وأبو داود "85". 2 صحيح: أخرجه البخاري "877"، ومسلم "844"، وأبو داود "342"، والترمذي "492".

وَرُوِيَ عَنْ أَبِي العَبَّاسِ السَّرَّاجِ: أَنَّهُ أَشَارَ إِلَى كُتُبٍ لَهُ، فَقَالَ: هَذِهِ سَبْعُوْنَ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ لِمَالِكٍ، مَا نَفَضتُ عَنْهَا الغُبَارَ مُذْ كَتَبْتُهَا. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ: دَخَلَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ عَلَى أَبِي عَمْرٍو الخَفَّافِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا العَبَّاسِ! مِنْ أَيْنَ جَمَعتَ هَذَا المَالَ؟ قَالَ: بِغَيبَةٍ دَهرٍ أَنَا وَأَخَوَايَ إِبْرَاهِيْمُ وَإِسْمَاعِيْلُ، غَابَ أَخِي إِبْرَاهِيْمُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَغَابَ أَخِي إِسْمَاعِيْلُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَغِبتُ أَنَا مُقِيماً بِبَغْدَادَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، أَكَلْنَا الجَشِبَ1، وَلَبِسْنَا الخَشِنَ، فَاجْتَمَعَ هَذَا المَالُ، لَكِنْ أَنْتَ يَا أَبَا عَمْرٍو! مِنْ أَيْنَ جَمَعتَ هَذَا المَالَ؟ -وَكَانَ لأَبِي عَمْرٍو مَالٌ عَظِيْمٌ- ثُمَّ قَالَ: مُتَمَثِّلاً: أَتَذْكُرُ إِذْ لِحَافُكَ جِلْدُ شَاةٍ ... وَإِذْ نَعْلاَكَ مِنْ جِلْدِ البَعِيْرِ فَسُبْحَانَ الَّذِي أَعْطَاكَ مُلْكاً ... وَعَلَّمَكَ الجُلُوسَ عَلَى السَّرِيْرِ قَالَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ حَمْدَانَ شَيْخُ خُوَارِزْمَ: سمعت السراج يقول: رَأَيْتُ فِي المَنَامِ كَأَنِّيْ أَرقَى فِي سُلَّمٍ طَوِيْلٍ، فَصَعِدْتُ تِسْعاً وَتِسْعِيْنَ دَرَجَةً، فُكُلُّ مَنْ أَقُصُّهَا عَلَيْهِ يَقُوْلُ: تَعِيشُ تِسْعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ: ابْنُ حَمْدَانَ: فَكَانَ كَذَلِكَ. قُلْتُ: بَلْ بَلَغَ سَبْعاً، أَوْ خَمْساً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، فَقَدْ قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي عَنْهُ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، وَخَتَمتُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اثْنَيْ عَشَرَ أَلفَ خَتْمَةٍ، وَضَحَّيْتُ عَنْهُ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ أُضْحِيَةٍ. قُلْتُ: دَلِيلُه حَدِيْثُ شَرِيْكٍ، عَنْ أَبِي الحَسْنَاءِ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ حَنَشٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: أَوْصَانِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أُضَحِّيَ عَنْهُ. زَادَ التِّرْمِذِيُّ: وَاحِدٌ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَوَاحِدٌ عَنْ نَفْسِهِ. أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ، وَالمُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ كِتَابَةً، قَالاَ: أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا رِضْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ بِالدِّيْنَوَرِ، أَخْبَرَنَا حَمْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ بنُ أَحْمَدَ الأَرْدَسْتَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سَعِيْدٍ الدارمي يَقُوْلُ: عَادَنِي مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ الصَّنْعَانِيُّ، فَقَالَ: أَقَالَكَ اللهُ عَثْرتَكَ، وَرَفَعَ جنَّتكَ، وَفَرَّغَكَ لِعِبَادَة رَبِّكَ. بَلَغَنَا أَنَّهُ قِيْلَ لأَبِي العَبَّاسِ السَّرَّاجِ، وَهُوَ يَكْتُبُ فِي كُهُوْلَتِهِ عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي طَالِبٍ: إِلَى كَمْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَمَا علمت أن صاحب الحديث لا يصبر؟!

_ 1 الجشب: هو الغليظ الخشن، وقيل غير المأدوم. وكل بشع الطعم جشب.

قَالَ: عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي حَاتِمٍ: أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ صَدُوْقٌ، ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي: كَانَ السَّرَّاجُ مُجَابَ الدَّعْوَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ: رَأَيْتُ السَّرَّاجَ يُضَحِّي كُلَّ أُسْبُوْعٍ أَوْ أُسْبُوْعَيْنِ أُضْحِيَةً عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ يَصِيْحُ بِأَصْحَابِ الحَدِيْث، فَيَأْكُلُوْنَ. وَكَانَ أَبُو سَهْلٍ الصُعْلُوْكِيُّ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ الأَوْحَدُ فِي فَنِّهِ، الأَكْمَلُ فِي وَزنِهِ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ بنُ الأَخْرَمِ الشَّيْبَانِيُّ: اسْتَعَانَ بِيَ السَّرَّاجُ فِي التَّخْرِيْجِ عَلَى "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ"، فَكُنْتُ أَتَحَيَّرُ مِنْ كَثْرَةِ الحَدِيْثِ الَّذِي عِنْدَهُ، وَحُسْنَ أُصُوْلِهِ، وَكَانَ إِذَا وَجَدَ حَدِيْثاً عَالِياً، يَقُوْلُ: لاَ بُدَّ أَنْ تَكْتُبَه. فَأَقُولُ: لَيْسَ مِنْ شَرطِ صَاحِبِنَا. فَيَقُوْلُ: فَشَفِّعْنِي فِي هَذَا الحَدِيْثِ الوَاحِدِ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ نُجَيْدٍ: رَأَيْتُ أَبَا العَبَّاسِ السَّرَّاجَ يَرْكَبُ حِمَارَه، وَعَبَّاسٌ المُسْتَمْلِي بَيْنَ يَدَيْهِ يَأْمُرُ بِالمَعْرُوْفِ وَيَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ، يَقُوْلُ: يَا عَبَّاسُ! غَيِّرْ كَذَا، اكْسِرْ كَذَا. قَالَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: لَمَّا وَرَدَ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَأَظْهَرَ خَلْقَ القُرْآنِ، سَمِعْتُ السَّرَّاجَ يَقُوْلُ: الْعَنُوا الزَّعْفَرَانِيَّ. فَيِضَجُّ النَّاسُ بِلَعْنَتِهِ، فَنَزَحَ إِلَى بُخَارَى. قَالَ الصُّعْلُوْكِيُّ: كُنَّا نَقُوْلُ: السَّرَّاجُ كَالسِّرَاجِ. قَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بنُ أَبِي الحَسَنِ: أَرْسَلَنِي ابْنُ خُزَيْمَةَ إِلَى السَّرَّاجِ، فَقَالَ: قُلْ لَهُ: أَمسِكْ عَنْ ذِكْرِ أَبِي خَلِيْفَةَ وَأَصْحَابِهِ، فَإِنَّ أَهْلَ البَلَدِ قَدْ شَوَّشُوا. فَأَدَّيْتُ الرِّسَالَةَ، فَزَبَرَنِي. قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ بنَ أَبِي بَكْرٍ يَقُوْلُ: لَمَّا وَقَعَ مِنْ أَمرِ الكُلاَّبِيَّةِ مَا وَقَعَ بِنَيْسَابُوْرَ، كَانَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ يَمْتَحِنُ أَوْلاَدَ النَّاسِ، فَلاَ يُحَدِّثُ أَوْلاَدَ الكُلاَّبِيَّةِ، فَأَقَامَنِي فِي المَجْلِسِ مَرَّةً، فَقَالَ: قُلْ: أَنَا أَبْرَأُ إِلَى اللهِ -تَعَالَى- مِنَ الكُلاَّبِيَّةِ. فَقُلْتُ: إِنْ قُلْتُ هَذَا، لاَ يُطْعِمُنِي أَبِي الخُبْزَ. فَضَحِكَ، وَقَالَ: دَعُوا هَذَا. أَبُو زَكَرِيَّا العَنْبَرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الخَفَّافَ يَقُوْلُ لأَبِي العَبَّاسِ السَّرَّاجِ: لَوْ دَخَلتَ عَلَى الأَمِيْرِ، وَنَصَحْتَهُ. قَالَ: فَجَاءَ وَعِنْدَهُ أَبُو عَمْرٍو، فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: هَذَا شَيْخُنَا وَأَكبَرُنَا، وَقَدْ حَضَرَ يَنْتَفِعُ الأَمِيْرُ بِكَلاَمِهِ. فَقَالَ السَّرَّاجُ: أَيُّهَا الأَمِيْرُ! إِنَّ الإِقَامَةَ كَانَتْ فُرَادَى، وَهِيَ كَذَلِكَ بِالحَرَمَيْنِ، وَهِيَ فِي جَامِعِنَا مَثْنَى مَثْنَى، وَإِنَّ الدِّيْنِ خَرَجَ مِنَ الحَرَمَيْنِ. قَالَ: فَخَجِلَ الأَمِيْرُ

وَأَبُو عَمْرٍو وَالجَمَاعَةُ، إِذْ كَانُوا قُصِدُوا فِي أَمرِ البَلَدِ، فَلَمَّا خَرَجَ، عَاتَبُوهُ، فَقَالَ: اسْتَحْيَيْتُ مِنَ اللهِ أَنْ أَسأَلَ أَمرَ الدُّنْيَا وَأَدعَ أَمرَ الدِّينِ. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ السَّرَّاجَ يَقُوْلُ: وَاأَسَفِي عَلَى بَغْدَادَ! فَقِيْلَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى فِرَاقِهَا؟ قَالَ: أَقَامَ بِهَا أَخِي إِسْمَاعِيْلُ خَمْسِيْنَ سَنَةً، فَلَمَّا تُوُفِّيَ وَرُفِعَتْ جِنَازَتُهُ، سَمِعْتُ رَجُلاً على باب الدَّربِ يَقُوْلُ لآخَرَ: مَنْ هَذَا المَيتُ؟ قَالَ: غريب كان هاهنا. فَقُلْتُ: إِنَّا للهِ، بَعْدَ طُولِ مُقَامِ أَخِي بِهَا، وَاشتِهَارِه بِالعِلْمِ وَالتِّجَارَةِ، يُقَالُ لَهُ: غَرِيْبٌ كَانَ هُنَا. فَحَمَلَتْنِي هَذِهِ الكَلِمَةُ عَلَى الانْصِرَافِ إِلَى الوَطَنِ. قُلْتُ: كَانَ أَخُوْهُ إِسْمَاعِيْلُ السَّرَّاجُ ثِقَةً، عَالِماً، مُخْتَصّاً بِأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، يَرْوِي عَنْ: يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ الخُطَبِيُّ، وَابْنُ قَانِعٍ، وَطَائِفَةٌ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ تَمِيْمٍ اللَّبْلِيُّ ببَعْلَبَكَّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رَوْحٍ بِهَرَاةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ المَلِيْحِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَفَّافُ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ إِمْلاَءً، قَالَ: مَنْ لَمْ يُقِرَّ بِأَنَّ اللهَ -تَعَالَى- يَعْجَبُ، وَيَضْحَكُ، وَيَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُوْلُ: "مَنْ يَسْأَلُنِي، فَأُعْطِيَهُ"، فَهُوَ زِنْدِيْقٌ كَافِرٌ يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقه، وَلاَ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَلاَ يُدْفَنُ فِي مَقَابِرِ المُسْلِمِيْنَ. قُلْتُ: لاَ يُكفَّرُ إِلَّا إِنْ عَلِمَ أَنَّ الرَّسُولَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَهُ، فَإِنْ جَحَدَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَهَذَا مُعَانِدٌ -نَسْأَلُ اللهَ الهُدَى- وَإِنِ اعْتَرَفَ إِنَّ هَذَا حَقٌّ، وَلَكِنْ لاَ أَخُوضُ فِي مَعَانِيهِ، فَقَدْ أَحسَنَ، وَإِنْ آمن، وأول ذلك كله، أو تأول بَعْضَهُ، فَهُوَ طَرِيْقَةٌ مَعْرُوْفَةٌ. وَقَدْ كَانَ السَّرَّاجُ ذَا ثَروَةٍ وَتِجَارَةٍ، وَبِرٍّ وَمَعْرُوْفٍ، وَلَهُ تَعَبُّدٌ وَتَهَجُّدٌ، إلَّا أَنَّهُ كَانَ مُنَافِراً لِلْفُقَهَاءِ أَصْحَابِ الرَّأْيِ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ المُقْرِئَ، سَمِعْتُ السَّرَّاجَ يَقُوْلُ عِنْدَ حَرَكَاتِه إِذَا قَامَ أَوْ قَعَدَ: يَا بَغْدَادُ! وَاأَسَفَى عَلَيْكِ، مَتَى يُقضَى لِيَ الرُّجُوعُ إِلَيْكِ. نَقَلَ الحَاكِمُ، وَغَيْرُهُ: أَنَّ أَبَا العَبَّاسِ السَّرَّاجَ مَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، بِنَيْسَابُوْرَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ قِرَاءةً، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ البَزَّازِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفُضَيْلِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ

العَيَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: "قَضَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي جَنِيْنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ سَقَطَ مَيْتاً بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ، ثُمَّ إِنَّ المَرْأَةَ التِي قَضَى عَلَيْهَا بِالغُرَّةِ تُوُفِّيَتْ، فَقَضَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأن ميراثها لبينها وَزَوْجِهَا، وَأَنَّ العَقْلَ عَلَى عَصَبَتِهَا" 1. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ. وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ فِي "إِرْشَادِهِ": مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مِهْرَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ: ثِقَةٌ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ شَرطِ "الصَّحِيْحِ"، سَمِعَ حَتَّى كَتَبَ عَنِ الأَقرَانِ وَمَنْ هُوَ أَصغَرُ مِنْهُ سِنّاً، لِعِلمِهِ وَتَبَحُّرِهِ، سَمِعْتُ أَنَّهُ كَتَبَ عَنْ أَلفٍ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَزِيَادَةٍ. سَمِعَ مِنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ. وَمَاتَ مَعَ السَّرَّاجِ: الثِّقَةُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَابُوْرَ الدَّقَّاقُ، وَمُسْنِدُ نَيْسَابُوْرَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ المَاسَرْجِسِيُّ، وَالعَلاَّمَةُ أَبُو القَاسِمِ ثَابِتُ بنُ حَزْمِ بنِ مُطَرِّفٍ السَّرَقُسْطِيُّ اللُّغَوِيُّ، وَمُحَدِّثُ الكُوْفَةِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدَانَ بنِ بُرَيْدٍ البَجَلِيُّ العَابِدُ، وَأَبُو عُمَرَ عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ العُثْمَانِيُّ -صَاحِبُ ابْنِ المَدِيْنِيِّ- وَالفَقِيْهُ أَبُو الحسن علي ابن مُحَمَّدِ بنِ بَشَّارٍ البَغْدَادِيُّ الزَّاهِدُ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو جعفر محمد بن أحمد بن أبي عون النسوي، وأبو عبد الله محمد ابن إِبْرَاهِيْمَ بنِ زِيَادٍ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو لَبِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ إِيَاسٍ السَّامِيُّ السَّرَخْسِيُّ، وَالحَافِظُ أَبُو قُرَيْشٍ مُحَمَّدُ بنُ جُمُعَةَ القُهُسْتَانِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو عُبَيْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَةَ بنِ حَرْبٍ -وَلَيْسَ بِثِقَةٍ- وَإِمَامُ جَامِعِ وَاسِطَ يُوْسُفُ بن يعقوب الواسطي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6904"، ومسلم "1681".

السعدي

2736- السعدي: الشَّيْخُ العَالِمُ الحَافِظُ، مُحَدِّثُ مَرْوَ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، المَرْوَزِيُّ. سَمِعَ: حِبَّانَ بنَ مُوْسَى، وَعَلِيَّ بنَ حُجْرٍ، وَعُتْبَةَ بنَ عَبْدِ اللهِ، وَمَحْمُوْدَ بنَ غَيْلاَنَ، وَعُمَرَ بنَ شَبَّةَ، وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مَنْصُوْرٍ الأَزْهَرِيُّ، وَالفَقِيْهُ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ المعدَانِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحَدَّادِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ إِمَامُ الأَئِمَّةِ؛ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَمَاتَا فِي عَامٍ، سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ الخَلِيْلِيُّ: حَافِظٌ، عَالِمٌ بِهَذَا الشَّأْنِ، كَانَ أَبُوْهُ قَدْ سَمِعَ مِنْ سُفْيَانَ بن عيينة. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الفَضْلِ بنِ عَسَاكِرَ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ الهَرَوِيِّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ، وَأَبُو النَّضْر الفَامِيُّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الكُتبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ بَكْرٍ الخَلاَّلُ المَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحدَّادِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مَحْمُوْدٍ، حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ مُوْسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نِعْمَتَانِ مَغْبُوْنٌ فِيْهِمَا كَثِيْرٌ من الناس: الصحة والفراغ" 1. وَقَعَ هَذَا لَنَا فِي الصَّحِيْحِ عَالِياً، مِنْ رواية مكي بن إبراهيم.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6412"، وأحمد "1/ 258".

ابن وهب

2737- ابن وهب 1: العَالِمُ الحَافِظُ البَارِعُ الرَّحَّالُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ وَهْبٍ الدِّيْنَوَرِيُّ. سَمِعَ: أَبَا عُمَيْرٍ بنَ النَّحَّاسِ الرَّمْلِيَّ، وَيَعْقُوْبَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيَّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الوَلِيْدِ البُسْرِيَّ، وَأَحْمَدَ ابْنَ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَطَبَقَتَهُم بِمِصْرَ، وَالشَّامِ، وَالعِرَاقِ، وَالحِجَازِ. وَصَنَّفَ، وَخَرَّجَ. حَدَّثَ عَنْهُ: جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَالقَاضِي يُوْسُفُ المَيَانَجِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ، وَعُمَرُ بنُ سَهْلٍ الدِّيْنَوَرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ البُرُوْجِرْدِيُّ -وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ كَانَ يَعجِزُ عَنْ مُذَاكَرَةِ ابن وهب الدينوري. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: كَانَ ابْنُ وَهْبٍ يَحْفَظُ، وَسَمِعْتُ عُمَرَ بنَ سَهْلٍ يَرمِيهِ بِالكَذِبِ، وَسَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ بنَ عُقْدَةَ يَقُوْلُ: كَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ وَهْبٍ الدِّيْنَوَرِيُّ جُزأَينِ مِنْ غَرَائِبِه عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَلَمْ أَعرِفْ مِنْهُمَا إلَّا حديثين، وكنت أتهمه.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 756"، والعبر "2/ 137"، وميزان الاعتدال "2/ 494" ولسان الميزان "3/ 344"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 252".

وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكُ الحَدِيْثِ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ الدِّيْنَوَرِيَّ يَقُوْلُ حَضَرتُ أَبَا زُرْعَةَ وَخُرَاسَانِيٌّ يُلقِي عَلَيْهِ المَوْضُوْعَاتِ، وَهُوَ يقول: باطل، والرجل يضحك، ويقول: كل مالا تَحْفَظُهُ تَقُولُ: بَاطِلٌ. فَقُلْتُ: يَا هَذَا! مَا مَذْهَبُكَ؟ قَالَ: حَنَفِيٌّ. قُلْتُ: مَا أَسنَدَ أَبُو حَنِيْفَةَ عَنْ حَمَّادٍ؟ فَوَقَفَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا زُرْعَةَ! مَا تَحْفَظُ لأَبِي حَنِيْفَةَ عَنْ حَمَّادٍ؟ فَسَرَدَ لَهُ أَحَادِيْثَ، فَقُلْتُ لِلْعِلْجِ: أَلاَ تَسْتَحِي، تَقْصِدُ إِمَامَ المُسْلِمِيْنَ بِالمَوْضُوْعَاتِ، وَأَنْتَ لاَ تَحْفَظُ حَدِيْثاً لإِمَامِكَ؟! قَالَ: فَأَعجَبَ ذَلِكَ أَبَا زُرْعَةَ، وَقَبَّلَنِي. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ: وَقَدْ قَبِلَ قَوْمٌ ابْنَ وَهْبٍ الدِّيْنَوَرِيَّ، وَصَدَّقُوهُ. وَقَالَ الحَاكِمُ: سألت أبا علي الحفاظ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ الدِّيْنَوَرِيِّ، فَقَالَ: كَانَ حَافِظاً. وَقَالَ السُّلَمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيْثَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ، وَالبُرْقَانِيُّ، عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ: مَتْرُوْكٌ. قُلْتُ: هُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ حَمْدَانَ بنِ وَهْبٍ، وَمَا عَرَفتُ لَهُ مَتْناً يُتَّهَمُ بِهِ، فَأَذْكُرَهُ، أَمَّا فِي تَرْكِيْبِ الإِسْنَادِ، فَلَعَلَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ كَرْمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَزِيْدَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ حَمْدَانَ بنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدٍ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا حَجَّاجَ بنَ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ بنِ سَعْدٍ: أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فِيْمَا بَيْنَ صَلاَةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ إِلَى طُلُوْعِ الفَجْرِ إِحْدَى عشرة ركعة، يسلم بين كل ركعتين، ويوتر بركعة واحدة" 1. غريب.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "736".

ابن بجير

2738- ابن بجير 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الثَّبْتُ الجَوَّالُ، مُصَنِّفُ "المُسْنَدِ"، أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُجَيْرٍ الهَمْدَانِيُّ، السَّمَرْقَنْدِيُّ، مُحَدِّثُ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ، وَمُصَنِّفُ "التَّفْسِيْرِ" أَيْضاً، وَ"الصَّحِيْحِ"، وَغَيْرِ ذَلِكَ. كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وكان أبوه صَاحِبَ حَدِيْثٍ، وَمِنْ أَصْحَابِ عَارِمٍ وَطَبَقَتِهِ، فَرَحَلَ بِابْنِهِ عُمَرَ إِلَى الأَقَالِيْمِ. حَدَّثَ عَنْ: عِيْسَى بنِ حَمَّادٍ زُغْبَةَ، وَبِشْرِ بنِ مُعَاذٍ العَقَدِيِّ، وَعَمْرِو بنِ عَلِيٍّ الفَلاَّسِ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُعَاوِيَةَ، خَالِ الدَّارِمِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدَةَ الضَّبِّيِّ، وَأَبِي الأَشْعَثِ أَحْمَدَ بنِ المِقْدَامِ، وَبُنْدَارَ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَابِرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَكْرٍ الدَّهْقَانُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِمْرَانَ الشَّاشِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المُؤَدِّبُ، وَمُعَمَّرُ بنُ جِبْرِيْلَ الكَرْمِيْنِيُّ، وَأَعْيَنُ بنُ جَعْفَرٍ السَّمَرْقِنْدِيُّ، وَعِيْسَى بنُ مُوْسَى الكِسَائِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَلَمَّا أَنْ وَصَلَ إِلَى مِصْرَ، صَادَفَتْه جَنَازَةُ الحَافِظِ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ، فَشَيَّعَهَا، وَتَأَلَّمَ لِفَوَاتِهِ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيُّ: كَانَ فَاضِلاً، خَيِّراً، ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ، لَهُ الغَايَةُ فِي طَلَبِ الآثَارِ وَالرِّحلَةِ. قُلْتُ: لَمْ يَقَعْ لِي حَدِيْثُهُ عَالِياً، وَهُوَ تَفَرَّدَ -مَعَ صِدقِهِ- بِحَدِيْثٍ غَرِيْبٍ صَالِحِ الإِسْنَادِ، فَقَالَ: أَخْبَرَنَا العَبَّاسِ بنِ الوَلِيْدِ الخَلاَّلِ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ سَلاَّمٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ: عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ مَرْفُوْعاً، قَالَ: "إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلاَةً إِلَى صَلاَتِكُمْ هِيَ خَيْرٌ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ، أَلاَ وَهِيَ الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ صلاة الفجر". تُوُفِّيَ ابْنُ بُجَيْرٍ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرحيم بن أبي سعيد، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خِذَامٍ الوَاعِظُ، حَدَّثَنَا جَدِّي؛ القَاضِي أَبُو عَلِيٍّ النَّسَفِيُّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بُجَيْرٍ، أَخْبَرَنَا جَدِّي؛ أَبُو حَفْصٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلاَلِ بن علي، عن عطاء بنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ أُمَّتِي تَدْخُلُ الجَنَّةَ إلَّا مَنْ أَبَى". قَالُوا: وَمَنْ يَأْبَى يَا رَسُوْلَ اللهِ؟ قَالَ: "مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، ومن عصاني فقد أبى" 2.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 733"، والعبر "2/ 149"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 209"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 262". 2 صحيح: أخرجه البخاري "7280".

ابن معدان والماسرجسي

ابن معدان والماسرجسي: 2739- ابن معدان 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُصَنِّفُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَاشِدِ بنِ مَعْدَانَ الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُمُ، الأصبهاني. سَمِعَ: سَلْمَ بنَ جُنَادَةَ، وَمُوْسَى بنَ عَامِرٍ الدِّمَشْقِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيَّ، وَالرَّبِيْعَ المُرَادِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ الفُرَاتِ، وَعِدَّةً. وَعَنْهُ: أَبُو الشَّيْخِ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَهْلُ بَلَدِهِ. قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: هُوَ مُحَدِّثٌ ابْنُ مُحَدِّثٍ، كَثِيْرُ التَّصَانِيْفِ، تُوُفِّيَ بِكَرْمَانَ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائة. 2740- الماسرجسي 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، العَالِمُ الثِّقَةُ، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عِيْسَى المَاسَرْجِسِيُّ، سِبْطُ الحَسَنِ بنِ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ النَّيْسَابُوْرِيِّ. سَمِعَ: جَدَّه، وَإِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، وَشَيْبَانَ بنَ فَرُّوْخٍ، وَالرَّبِيْعَ بنَ ثَعْلَبٍ، وَوَهْبَ بنَ بَقِيَّةَ، وَعَمْرَو بنَ زُرَارَةَ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَأَبُو سَهْلٍ الصُّعْلُوْكِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ المائَةِ، وَكَانَ مِنْ وُجُوهِ أَهْل بَلَدِهِ وَعُلَمَائِهِم، رَحِمَهُ اللهَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ بِقِرَاءتِي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرُوذيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ المَاسَرْجِسِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَشْرَكَ بِاللهِ، فَلَيْسَ بِمُحْصَنٍ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ: لاَ أَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ غَيْر إِسْحَاقَ، عَنِ الدراوردي.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 243"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 800"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 68"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 203"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 258". 2 ترجمته في العبر "2/ 155"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 215"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 266".

جماهر بن محمد والغازي

جماهر بن محمد والغازي: 2741- جماهر بن محمد: ابن أحمد بن حمزة، الشَّيْخُ، الثِّقَةُ، المُحَدِّثُ، أَبُو الأَزْهَرِ الغَسَّانِيُّ، الزَّمْلَكَانِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ دُحَيْمٍ، وَمَحْمُوْدِ بنِ خَالِدٍ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو بَكْرٍ؛ ابْنَا أَبِي دُجَانَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ السُّنِّيِّ، وَحَمْزَةُ الكِنَانِيُّ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْرٍ، وَجُمَحُ بنُ القَاسِمِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّبَعِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ حَمْزَةُ الكِنَانِيُّ. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ، سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة. 2742- الغازي 1: الإِمَامُ الثِّقَةُ الحَافِظُ، أَبُو الحُسَيْنِ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شُعَيْبٍ الجُرْجَانِيُّ، الغَازِيُّ. سَمِعَ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشّوَاربِ، وَعَمْرَو بنَ عَلِيٍّ الفَلاَّسَ، وَمُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ الرَّازِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الملك ابن زَنْجَوَيْه، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ، وَالبُخَارِيَّ، وَأَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ. وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَجَمَاعَةٌ. لَمْ أَقَعْ بِتَارِيْخِ وَفَاتِهِ، وَهِيَ سَنَةُ نَيِّفَ عَشْرَةَ. قَرَأْنَا عَلَى ابْنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ المُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الغَازِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ -هُوَ ابْنُ حُمَيْدٍ- حَدَّثَنَا الحَكَمُ بنُ بَشِيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ قَيْسٍ المُلاَئِيِّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا كَانَ رَمَضَانُ، تُفْتَحُ أَبْوَابُ الجَنَّةِ جَمِيْعاً، وَتُغْلَقُ أَبْوَابُ النَّارِ كُلُّهَا، وتغل مردة الشياطين" 2.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 761"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 262". 2 صحيح: وهذا إسناد ضعيف؛ آفته محمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب". وأخرجه أحمد "2/ 357"، والبخاري "1898"، ومسلم "1079"، والنسائي "4/ 126 و126-127"، والدارمي "2/ 62"، وابن خزيمة "1882"، والبيهقي "4/ 202"، والبغوي "1703" من طريق نافع بن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين" واللفظ لمسلم.

ابن عبدة

2743- ابن عبدة 1: قَاضِي القُضَاةِ، أَبُو عُبَيْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَةَ بنِ حَرْبٍ العَبَّادَانِيُّ، البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، وَهُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ، وَعَبْد الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ، وَكَامِل بنِ طَلْحَةَ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرٍ الخِرَقِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤٍ الوَرَّاق، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّات، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَهُوَ وَاهٍ. قَالَ الحَسَنُ بنُ زُوْلاَقَ: أَقَامَتْ مِصْرُ بَعْدَ بَكَّارِ بنِ قُتَيْبَةَ بِغَيْرِ قَاضٍ ثَلاَثَةَ أَعْوَامٍ، ثُمَّ وَلَّى خُمَارَوَيْه -يَعْنِي: صَاحِبَ مِصْرَ- أَبَا عُبَيْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدَةَ المَظَالِمَ بِمِصْرَ، فَنَظَرَ بَيْنَ النَّاسِ إِلَى آخِرِ سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، ثُمَّ وَلاَّهُ القَضَاءَ، فَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الرَّبِيْعِ، قَالَ: ثُمَّ وَلِيَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَةَ، فَأَظهَرَ كِتَابهُ مِنْ قِبَلِ المُعْتَمِدِ، وَكَانَ جَبَّاراً مُتَمَلِّكاً، جَوَاداً مُفْضِلاً. وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ مائَةُ مَمْلُوْكٍ مَا بَيْنَ خَصَيٍّ وَفَحْلٍ، وَكَانَ يَذْهَبُ إِلَى قَوْلِ أَبِي حَنِيْفَةَ، وَكَانَ عَارِفاً بِالحَدِيْثِ، اسْتَكْتَبَ أَبَا جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيَّ وَاسْتَخْلَفَهُ، وَأَغنَاهُ، وَكَانَ الشُّهُودُ يَرْهَبُونَ أَبَا عُبَيْدِ اللهِ وَيَخَافُونَه، وَأَنْشَأَ دَاراً، قِيْلَ: أَنفَقَ عَلَيْهَا مائَةَ أَلْفِ دِيْنَارٍ، سِوَى ثَمَنِ مَكَانِهَا، وَكَانَ يَقُوْلُ: السَّعِيْدُ مَنْ قَضَى لِي حَاجَةً. وَكَانَ خُمَارَوَيْه يُعَظِّمُهُ وَيُجِلُّه، وَيُجرِي عَلَيْهِ فِي الشَّهْرِ ثلاثة آلاف دينار. وَكَانَ يَنْظُرُ فِي القَضَاءِ، وَالمَظَالِمِ، وَالمَوَارِيْثِ، وَالحِسْبَةِ، وَالأَوقَافِ. وَكَانَ لَهُ مَجْلِسٌ فِي الفِقْهِ، وَمَجْلِسٌ للحديث.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 379"، وميزان الاعتدال "3/ 643"، ولسان الميزان "5/ 272".

وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ المُعَدَّلُ: أَنَّ أَبَا عُبَيْدِ اللهِ وَهَبَ رَجُلاً اخْتَلَّتْ حَالُهُ -لاَ يَعْرِفُهُ- فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ مَا مَبْلَغُهُ أَلفُ دِيْنَارٍ. وَكَانَ يُطعِمُ النَّاسَ فِي دَارِهِ فِي العِيْدِ، فَقَلَّ مَنْ يَتَأَخَّرُ عَنْهُ مِنَ الكِبَارِ. وَتَأَخَّرَ شَاهِدٌ عَنْ مَجْلِسِهِ، فَأَمَرَ بِحَبْسِهِ. وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ يَكْتُبُ لَهُ، وَيَقُوْلُ بِحَضْرَتِه لِلْخُصُوْمِ: مِنْ مَذْهَبِ القَاضِي -أَيَّدَهُ الله- كَذَا وَكَذَا، وَمِنْ مَذْهَبِهِ كَذَا وَكَذَا، حَامِلاً عَنْهُ المُؤْنَةَ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَحَسَّ أَبُو عُبَيْدِ اللهِ تِيهاً مِنَ الطَّحَاوِيِّ، فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي أَنْتَ فِيْهِ؟! وَقَدْ حَدَّثَ بِمِصْرَ وَبِبَغْدَادَ، وَكَانَتْ لَهُ بِبَغْدَادَ لَوثَةٌ مَعَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ. وَكَانَ قَوِيَّ القَلْبِ وَاللِّسَانِ، رَأَى مِنْ خُمَارَوَيْه انكِسَاراً، فَقَالَ: مَا الخَبَرُ؟ قَالَ: ضِيْقُ مَالٍ، وَاسْتِئثَارُ القُوَّادِ بِالضِّيَاعِ. فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ القَاضِي، وَكَلَّمَهُم فِي مَكَانٍ مِنَ الدَّارِ -لِبَدْرٍ وَفَائِقٍ وَصَافِي وَجَمَاعَةٍ- وَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي يَلقَاهُ الأَمِيْرُ!؟ وَاللهِ أَشُدُّ السَّيْفَ وَالمِنْطقَةَ، وَأَحْمِلُ عَنْهُ. ثُمَّ وَافَقَهُم عَلَى أُمُورٍ رَضِيَهَا خُمَارَوَيْه، وَشَكَرَهُ عَلَيْهَا. وَلَمْ يَزَلْ أَمرُ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ يَقوَى إِلَى أَنْ زَالَتْ أَيَّامُه، وَانْحَرَفَ أَهْلُ البَلَدِ عَنْ أَصْحَابِه، وَشَنَؤُوهُم بِالطَّهْمَانِيِّ. وَلَمْ يَزَلْ عَلَى حَالِهِ حَتَّى قُتِلَ خُمَارَوَيْه بِدِمَشْقَ، وَوَصَلَ تَابُوتُه، فَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو عُبَيْدِ اللهِ. ثُمَّ جَرَت أُمُورٌ، وَاخْتَفَى القَاضِي فِي دَارِه مُدَّةَ سَنَتَيْنِ، فَكَانَتْ مُدَّةُ وِلاَيَتِه سَبْعَ سِنِيْنَ سِوَى أَشْهُرٍ. ثُمَّ ظَهَرَ، وَتَغَيَّرَتِ الدَّوْلَةُ، وَوَلِيَ قَضَاءَ مِصْرَ ثَانِياً فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ، فَحَكَمَ شَهْرَيْنِ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى بَغْدَادَ. قُلْتُ رَمَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ بِالكَذِبِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ البُرْقَانِيُّ: هُوَ مِنَ المَتْرُوكِيْنَ. وَحَدَّثَ أَيْضاً بِالمَوْصِلِ، وَعُمِّرَ، وَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَعَاشَ: نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَبَقِيَ بَطَّالاً عِشْرِيْنَ سَنَةً. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُعَدَّلِ: قَالَ: ابْنُ عَبْدَةَ لِلطَّحَاوِيِّ: مَا هَذَا؟ وَاللهِ لَئِنْ أَرْسَلتُ بِقَصَبَةٍ، فَنُصِبَتْ فِي حَارَتِكَ، لَتَرَيَنَّ النَّاسَ يَقُوْلُوْنَ: قَصَبَةُ القَاضِي -يَعْنِي: يُعَظِّمُونَهَا- قُلْتُ: إِلَى صَرَامَتِه المُنْتَهَى، وَهُوَ فِي بَابِ الرِّوَايَة تَالِفٌ، مُتَّهَمٌ.

ابن عبيدة وابن سلم

ابن عبيدة وابن سلم: 2744- ابن عبيدة 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الرَّحَّالُ الثِّقَةُ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدَةَ بنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّعْرَانِيُّ، المُسْتَمْلِي. سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ خَشْرَمٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ، وَعُمَرَ بنَ شَبَّةَ، وَيُوْنُسَ بنَ عَبْدِ الأَعْلَى، وَطَبَقَتَهُم. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ الأَخْرَمِ، وَيَحْيَى العَنْبَرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّبْغِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ هَانِئٍ، وَالجعَابِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بن إبراهيم الزبيبي، وَعِدَّةٌ مِنَ البَغْدَادِيِّيْنَ وَالنَّيْسَابُوْريِّيْنَ. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ، وَمَا ذكر له وفاة. 2745- ابن سلم 2: الحَافِظُ العَالِمُ الثَّبْتُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ سَلْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ الأَزْهَرِ، وَمُحَمَّدَ بنَ الوَلِيْدِ البُسْرِيَّ، وَيَحْيَى بنَ حَكِيْمٍ المُقَوِّمَ، وَأَحْمَدَ بنَ الفُرَاتِ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَاصِمٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ يَزِيْدَ بنِ القَطَّانِ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: القَاضِي أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الحَاكِمُ: تُوُفِّيَ بِالرَّيِّ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَرَأْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ أَحْمَدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ النَّسِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ القَاضِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ سَلْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ بِالرَّيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي كُرَيْبٍ، عن جابر: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيْبِ مِنَ النَّارِ" 3. قَالَ: الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ: خَرَجتُ إِلَى الرَّيِّ، وَبِهَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ سَلْمٍ، وَكَانَ مِنْ أَحْفَظِ مَشَايِخِنَا، فَأَفَادَنِي عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ الهسنجاني، وغيره.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 55". 2 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 9"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 789". 3 صحيح: أخرجه ابن ماجه "454"، وأحمد "3/ 316 و369" من حديث جابر بن عبد الله، به. وأخرجه البخاري "165"، ومسلم "242"، والترمذي "41"، من حديث أبي هريرة، به. وأخرجه مِنْ حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاص: البخاري "60"، ومسلم "241"، وأبو داود "97"، والنسائي "1/ 78"، وابن ماجة "450"، وأحمد "2/ 193 و201 و205". وأخرجه من حديث عائشة -رضي الله عنها: أحمد "6/ 40 و81 و84"، وابن أبي شيبة "1/ 26"، والحميدي "1/ 87"، ومسلم "240" والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 38"، والطبري "11508" و"11509".

ابن حيون

2746- ابن حَيُّون 1: الإمام البَارِعُ المُتْقِنُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَيُّوْنَ الأَنْدَلُسِيُّ، الحِجَارِيُّ -بِالرَّاءِ- نِسبَةً إِلَى مَدِيْنَةِ وَادِي الحِجَارَةِ. كَانَ مِنَ الحُفَّاظِ النُّقَّادِ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ وَضَّاحٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ السَّلاَمِ الخُشَنِيَّ، وَإِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الدَّبَرِيَّ اليَمَنِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيَّ، وَعَبْدَ الله بن أحمد بن حنبل، وطبقتهم. فَأَكْثَرَ وَجَوَّدَ. وَفِيْهِ تَشَيُّعٌ بِلاَ غُلُوٍّ. حَدَّثَ عَنْهُ: قَاسِمُ بنُ أَصْبَغَ، وَوَهْبُ بنُ مَسَرَّةَ، وَأَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَزْمٍ الصَّدَفِيُّ، وَخَالِدُ بنُ سَعْدٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ خَالِدُ بنُ سَعْدٍ: لَوْ كَانَ الصِّدْقُ إِنْسَاناً، لَكَانَ ابْنَ حَيُّوْنَ. وَقَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ فِي "تَارِيْخِهِ": لَمْ يَكُنْ بِالأَنْدَلُسِ قَبلَه أَبصَرُ بِالحَدِيْثِ مِنْهُ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ قَبْلَه مِثْلُ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ، وَابْنِ وَضَّاحٍ، وَمَا قَالَ: ابْنُ الفَرَضِيِّ هَذَا القَوْلَ، إلَّا وَابْنُ حَيُّوْنَ رَأْسٌ فِي الحِفْظِ. مَاتَ فِي آخِرِ الكُهُوْلَةِ، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَهُوَ مِنْ أَقرَانِ الطَّبَرَانِيِّ، وَإِنَّمَا قَدَّمَهُ إِلَى هُنَا كَوْنُه مَاتَ قَبْلَ أَوَانِ الرِّوَايَةِ، وَلَقَدْ كَانَ مِنْ فُرْسَانِ الحَدِيْثِ، رَحِمَهُ اللهُ. وَأَمَّا الطَّبَرَانِيُّ، فَقَدْ عَاشَ إِلَى سَنَةِ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَصَارَ شَيْخَ الإِسْلاَمِ.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 774"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 246".

السنجي

2447- السنجي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بنُ محمد بن مصعب بن رُزَيْقٍ المَرْوَزِيُّ، السِّنْجِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بنِ خَشْرَمٍ، وَيَحْيَى بنِ حَكِيْمٍ المُقَوِّمِ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الأَشَجِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الوَلِيْدِ البُسْرِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَالرَّبِيْعِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قُهْزَاذَ، وَطَبَقَتِهِم، فَأَكْثَرَ حَتَّى قِيْلَ: مَا كَانَ بِخُرَاسَانَ أَحَدٌ أَكْثَرُ حَدِيْثاً مِنْهُ. قَالَهُ: ابْنُ مَاكُوْلاَ. وَكُفَّ بَصَرُهُ بِأَخَرَةٍ. وَكَانَ لاَ يَكَادُ يُحَدِّثُ أَهْلَ الرَّأْيِ؛ لأَنَّهُم يَسْمَعُوْنَ الحَدِيْثَ وَيَعْدِلُوْنَ عَنْهُ إِلَى القِيَاسِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ فِي كُتُبِهِ، وَزَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ، وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ النُّعَيْمِيُّ، وَطَائِفَةٌ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عبد المُعَزِّ بنُ مُحَمَّدٍ "ح". وَأَخْبَرْنَا ابْنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُعَزِّ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرْنَا أبو علي الحسين بن محمد بن مصعب بِسِنْجَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زرارة ابن أَوفَى، عَنْ سَعْدِ بنِ هِشَامٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا عَمِلَ عَمَلاً، أَثْبَتَهُ، وَكَانَ إذا نام من الليل أَوْ مَرِضَ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، وَمَا رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ قَامَ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَاحِ، وَلاَ صَامَ شَهْراً مُتَتَابِعاً إلَّا رَمَضَانَ" مُسْلِمٌ2 عَنْ عَلِيِّ بنِ خَشْرَمٍ. وَقِيْلَ: مَاتَ ابْنُ مُصْعَبٍ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سِتَّ عشرة وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "4/ 53"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 791". 2 صحيح: أخرجه مسلم "746"، وأبو داود "342".

محمد بن عقيل وابن أسيد

محمد بن عقيل وابن أسيد: 2748- محمد بن عقيل 1: ابن الأزهر بن عقيل، الحَافِظُ الإِمَامُ، الثِّقَةُ الأَوحَدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَلْخِيُّ، مُحَدِّثُ بَلْخَ، وَصَاحِبُ "المُسْنَدِ الكَبِيْرِ"، وَ"التَّارِيْخ"، وَ"الأَبْوَابِ". سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ خَشْرَمٍ، وَحَمَّ بنَ نُوْحٍ، وَعَبَّادَ بنَ الوَلِيْدِ الغُبَرِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ إِشْكَابٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ الفَضْلِ، وَطَبَقَتَهُم بِخُرَاسَانَ، وَالعِرَاقِ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهِنْدُوَانِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الدِّيَارِ. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الحَدِيْثِ. لَمْ تَتَّصِلْ بِنَا أَخْبَارُهُ كَمَا ينبغي. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ، سنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ. وَمِنْ حَدِيْثِه: أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّحْوِيُّ، وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بنُ عَلِيٍّ العُلَبِيُّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَتْنَا بِيْبَى بِنْتُ عَبْدِ الصَّمَدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَقِيْلٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ إِشْكَابٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوْقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "قِتَالُ المُسْلِمِ كُفْرٌ، وَسِبَابُهُ فُسُوْقٌ" 2. 2749- ابْنُ أَسِيْدٍ 3: الإِمَامُ المُجَوِّدُ الحَافِظُ الرَّحَّالُ، صَاحِبُ "المُسْنَدِ الكَبِيْرِ"، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَسِيْدٍ الأَصْبَهَانِيُّ. سَمِعَ: نَصْرَ بنَ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيَّ، وَسَلْمَ بنَ جُنَادَةَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عُمَرَ رسته، وابن الفرات. وَعَنْهُ: الطَّسْتِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ السَّمَّاكِ، وَأَحْمَدُ بنُ بُنْدَارٍ، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَأَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، وَآخَرُوْنَ. توفي سنة عشر وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 783"، والعبر "2/ 165"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 222"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 274". 2 صحيح: أخرجه البخاري "6044"، ومسلم "64"، والترمذي "2636" من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا بلفظ: "سبابُ المسلم فسوق وقتاله كفر". 3 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 65"، وتاريخ بغداد "9/ 380".

أبو عوانة

2750- أبو عوانة 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ الجَوَّالُ، أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزِيْدَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الأَصْلِ، الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، صَاحِبُ "المُسْنَدِ الصَّحِيْحِ"؛ الَّذِي خَرَّجَهُ عَلَى "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ"، وَزَادَ أَحَادِيْثَ قَلِيْلَةً فِي أَوَاخِرِ الأَبْوَابِ. مَوْلِدُهُ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَسَمِعَ بِالحَرَمَيْنِ، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ، وَاليَمَنِ، وَالثُّغُوْرِ، وَالعِرَاقِ، وَالجَزِيْرَةِ، وَخُرَاسَانَ، وَفَارِسٍ، وَأَصْبَهَانَ. وَأَكْثَرَ التَّرحَالَ، وَبَرَعَ فِي هذا الشأن، وبذ الأقران. سَمِعَ: يُوْنُسَ بنَ عَبْدِ الأَعْلَى، وَعَلِيَّ بنَ حَرْبٍ الطَّائِيَّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبٍ، وَشُعَيْبَ بنَ حَرْبٍ الضُّبَعِيَّ، وَزَكَرِيَّا بنَ يَحْيَى بنِ أَسَدٍ المَرْوَزِيَّ، وَسَعْدَ بنَ مَسْعُوْدٍ المَرْوَزِيَّ، وَسَعْدَانَ بنَ نَصْرٍ، وَعُمَرَ بنَ شَبَّةَ، وَعِيْسَى بنَ أَحْمَدَ البَلْخِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ إِشْكَابٍ، وَعَبْدَ السَّلاَمِ بنَ أَبِي فَرْوَةَ النَّصِيْبِيَّ -صَاحِباً لاِبْنِ عُيَيْنَةَ- وَعَطِيَّةَ بنَ بَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ، وَأَبَا ثَوْرٍ عَمْرَو بنَ سَعْدِ بنِ عَمْرٍو الشَّعْبَانِيَّ -صَاحِباً لاِبْنِ وهب- ومحمد بن سليمان بن بِنْتِ مَطَرٍ، وَأَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ، وَأَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُنَادِي، وَمُحَمَّدَ بنَ عَقِيْلٍ النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الأَحْمَسِيَّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَيْمُوْنٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، وَمُوْسَى بنَ نَصْرٍ الرَّازِيَّ، وَأَبَا سَلَمَةَ المُسَلَّمَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ المُسَلَّمِ بنِ عَفَّانَ الصَّنْعَانِيَّ الفَقِيْهَ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَارِيِّ، وَمَوْهَبِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيِّ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، وأحمد بن محمد ابن أَبِي رَجَاءَ المَصِّيْصِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ. وَأَخْطَلَ بنَ الحَكَمِ: عَنْ بَقِيَّةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبَّادٍ الأَرْسُوْفِيِّ، عَنْ ضَمْرَةَ، وَأَحْمَدَ بنَ مُلاَعِبٍ، وَأَحْمَدَ بنَ الجَبَّارِ العُطَارِدِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ حَسَنِ بنِ عَبْدِ القَاسِمِ رسول نفسه -من

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "448"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 826"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 772"، والعبر "2/ 165"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 222"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 274".

أَصْحَابِ ابْنِ عُيَيْنَةَ- وَبَحْرَ بنَ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيَّ، وَالرَّبِيْعَ المُرَادِيَّ، وَبِشْرَ بنَ مَطَرٍ، وَالحَسَنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيَّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ يَرْوِيَ عَنْ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ، وَعَبْدَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ الحَافِظُ، وَأَبُو علي النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَافِظُ، وَيَحْيَى بنُ مَنْصُوْرٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَحُسَيْنَكَ بنُ عَلِيٍّ التَّمِيْمِيُّ، وَوَلَدُهُ؛ أَبُو مُصْعَبٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَوَانَةَ، وَأَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغِطْرِيْفِيُّ، وَجَمَاعَةٌ، خَاتِمَتُهُم: ابْنُ ابْنِ أُخْتِهِ أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ. وَقَدْ دَخَلَ دِمَشْقَ مَرَّاتٍ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: أَبُو عَوَانَةَ مِنْ عُلَمَاءِ الحَدِيْثِ وَأَثْبَاتِهِم، سَمِعْتُ ابْنَهُ مُحَمَّداً يَقُوْلُ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ أُخْتِ أَبِي عَوَانَةَ؛ المُحَدِّثُ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ: تُوُفِّيَ أَبُو عَوَانَةَ فِي سَلْخِ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: بُنِي عَلَى قَبْرِ أَبِي عَوَانَةَ مَشْهَدٌ بإسفرايين يزار، وهو فِي دَاخلِ المَدِيْنَةِ، وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- أَوَّلَ مَنْ أَدخَلَ إِسْفَرَايِيْنَ مَذْهَبَ الشَّافِعِيِّ وَكُتُبَه، حَمَلَهَا عَلَى الرَّبِيْعِ المُرَادِيِّ، وَالمُزَنِيِّ. وَمِنْ عِبَارَةِ الحَاكِمِ فِي "تَارِيْخِهِ": أَبُو عَوَانَةَ سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى، وَمُسْلِمَ بنَ الحَجَّاجِ، وَأَحْمَدَ بنَ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيَّ، وَأَبَا زُرْعَةَ، وَأَبَا حَاتِمٍ، وَابْنَ وَارَةَ، وَيَعْقُوْبَ بنَ سُفْيَانَ، وَسَعْدَانَ، وَابْنَ عَبْدِ الحَكَمِ، وَالمُزَنِيَّ، وَصَالِحَ بنَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَعَمْرَو بنَ عَبْدِ اللهِ الأَوْدِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ المُقْرِئ، وَأَحْمَدَ بنَ سِنَانٍ، وَأَسِيْدَ بنَ عَاصِمٍ، وَهَارُوْنَ بنَ سُلَيْمَانَ. وَسَمَّى جَمَاعَةً ثُمَّ أَثْنَى عَلَيْهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ قِرَاءةً عَلَيْهِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ أبي سعيد الصَّفَّارِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البحيْرِيُّ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي المُظَفَّرِ بنِ السَّمْعَانِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّاعِدِيُّ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَحْمِيُّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مَطَرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ كَانَ مَلَكَ مائَةَ سَهْمٍ مِنْ خَيْبَرَ اشْتَرَاهَا حَتَّى اسْتَجْمَعَهَا، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ أَصَبْتُ مَالاً

لَمْ أُصِبْ مِثلَهُ قَطُّ، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَتَقَرَّبَ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: "فَاحْبِسِ الأَصْلَ، وَسَبِّلِ الثمر" 1. وَبِهِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ وَسُهَيْلٌ، سَمِعَا النُّعْمَان بنَ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ: عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيْلِ اللهِ، بَاعَدَهُ اللهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِيْنَ خَرِيْفاً". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ2 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَبِهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، أَخْبَرَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبِيْدَةُ بنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَنْصُوْرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ. وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَكَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لإربه" 3. أخرجه النسائي، عن الزعفراني. وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، وَقَدْ مَرَّ مَعَ وَالِدِهِ. وزَاهدُ مِصْرَ؛ أَبُو الحَسَنِ بُنَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ الحَمَّالُ. وَصَالِحُ بنُ أَبِي مُقَاتِلٍ أَحْمَدَ القِيْرَاطِيُّ بِبَغْدَادَ. وَمُحَدِّثُ دِمَشْقَ؛ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خُرَيْمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ العُقَيْلِيُّ. وَشَيْخُ العَرَبِيَّةِ؛ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ السَّرِيِّ البَغْدَادِيُّ السَّرَّاجُ. وحَافِظُ بَلْخَ؛ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَقِيْلِ بنِ الأَزْهَرِ البَلْخِيُّ. وَمُسْنِدُ هَرَاةَ؛ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُعَاذٍ المَالِيْنَيُّ.

_ 1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "2772"، وَمُسْلِمٌ "1632"، وَأَبُو دَاوُدَ "2878"، وَالتِّرْمِذِيُّ "1375"، وَالنَّسَائِيُّ "6/ 230-231". 2 صحيح: أخرجه البخاري "2840"، ومسلم "1153"، والترمذي "1622"، والنسائي "4/ 173". 3 صحيح: أخرجه البخاري "1927"، ومسلم "1106"، وأبو داود "2382" و"2384".

الأرغياني

2751- الأرغياني 1: محمد بن المسيب بن إسحاق بن عَبْدِ اللهِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِدْرِيْسَ، الحَافِظُ، الإِمَامُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، ثُمَّ الأَرْغِيَانِيُّ، الإِسْفَنْجِيُّ، العَابِدُ. قَالَ وَلَدُهُ المُسَيَّبُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ ومائتين. سَمِعَ: إِسْحَاقَ بنَ شَاهِيْنٍ، وَعَبْدَ الجَبَّارِ بنَ العَلاَءِ، وَمُحَمَّدَ بنَ هَاشِمٍ البَعْلَبَكِّيَّ، وَالهَيْثَمَ بنَ مَرْوَانَ العَنْسِيَّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ بَشَّارٍ، وَزَيْدَ بنَ أَخْزَمَ، وَسَهْلَ بنَ صَالِحٍ الأَنْطَاكِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ المُثَنَّى الزَّمِنَ، وَمُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ، وَإِسْحَاقَ الكَوْسَجَ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيَّ، وَيُوْنُسَ بنَ عبد الأعلى، وأحمد بن عبد الرحمن الوهبي، وَسَعِيْدَ بنَ رَحْمَةَ المَصِّيْصِيَّ، وَالحُسَيْنَ بنَ سَيَّارٍ الحَرَّانِيَّ -صَاحِبَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ- وَأُمَماً سِوَاهُم بِخُرَاسَانَ، وَالعِرَاقِ، وَالحِجَازِ، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ، وَالجَزِيْرَةِ. وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ الكِبَارَ، وَكَانَ مِمَّن بَرَّزَ فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِمَامُ الأَئِمَّةِ؛ أَبُو بَكْرٍ بنُ خُزَيْمَةَ -مَعَ سِنِّهِ وَفَضْلِهِ- وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ الأَخْرَمِ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَحُسَيْنَكَ بنُ عَلِيٍّ التَّمِيْمِيُّ، وَزَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ الحَجَّاجِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البالوبي، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: كَانَ مِنَ الجَوَّالِينَ فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ عَلَى الصِّدْقِ وَالوَرَعِ، وَكَانَ مِنَ العُبَّادِ المُجْتَهِدِيْنَ. سَمِعْتُ أَبَا الحُسَيْنِ بنَ يَعْقُوْبَ الحَافِظَ يَقُوْلُ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ المُسَيَّبِ يَقْرَأُ عَلَيْنَا، فَإِذَا قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بَكَى حَتَّى نَرْحَمَهُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الكِلاَبِيَّ يَقُوْلُ: بَكَى مُحَمَّدُ بنُ المُسَيَّبِ الأَرْغِيَانِيُّ حَتَّى عَمِيَ. وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ المُزَكِّي، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ المُسَيَّبِ، سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ بِوَاسِطَ، وَهُوَ مِنْ أَحسَنِ النَّاسِ عَيْنَيْنِ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ بِعَيْنٍ، وَاحِدَةٍ ثُمَّ رَأَيْتُهُ وَقَدْ عَمِيَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا خَالِدٍ! مَا فَعَلَتِ العَيْنَانِ الجَمِيْلتَانِ؟ قَالَ: ذَهَبَ بِهِمَا بُكَاءُ الأَسحَارُ. سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ المُسَيَّبِ الأَرْغِيَانِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الضَّرِيْرَ يَقُوْلُ: قُلْتُ: لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: كَمْ يَكْفِي الرَّجُلَ مِنَ الحَدِيْثِ لِلْفَتْوَى؟ مائَةُ أَلْفٍ؟ قَالَ: لاَ. قُلْتُ: مائَتَا أَلفٍ؟ قَالَ: لاَ قُلْتُ: ثَلاَثُ مائَةِ أَلْفٍ؟ قَالَ: لاَ. قُلْتُ: أَرْبَعُ مائَةِ أَلْفٍِ؟ قَالَ: لاَ. قُلْتُ: خَمْسُ مائَةِ أَلْفٍ؟ قَالَ: أَرْجُو. وَسَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الحَافِظَ بِطُوْسَ، وَحَدَّثَنِي بِهِ عَنْهُ عَلِيُّ بنُ حَمْشَاد فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، ثُمَّ حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُسَيَّبِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ الجَرَّاحِ الأَذنِيُّ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ زِيَادٍ، قَالَ: أَخَذَ الفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ بِيَدِي، فَقَالَ: يَا حَسَنُ، يَنْزِلُ اللهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُوْلُ: كَذَبَ مَنِ ادَّعَى مَحَبَّتِي، فَإِذَا جنه الليل، نام عني.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 782"، والعبر "2/ 162"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 30"، والنجوم الزاهرة "3/ 219"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 271".

سَمِعْتُ المُزَكِّي: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ المُسَيَّبِ، سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ عَبْدِ الأَعْلَى يَقُوْلُ: كتب الخَلِيْفَةُ إِلَى ابْنِ وَهْبٍ فِي قَضَاءِ مِصْرَ يَلِيْهِ، فَجَنَّنَ نَفْسَهُ، وَلَزِمَ البَيْتَ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ رِشْدِيْنُ بنُ سَعْدٍ مِنَ السَّطْحِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إلَّا تَخْرُجُ إِلَى النَّاسِ فَتَحْكُمَ بَيْنَهُم كَمَا أَمَرَ اللهُ وَرَسُوْلُه؟ قَدْ جنَّنْتَ نَفْسَكَ ولزمت البيت! قال: إلى هاهنا انْتَهَى عَقْلُكَ؟ أَلَمْ تَعَلَمْ أَنَّ القُضَاةَ يُحشَرُوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ مَعَ السَّلاَطِيْنِ، وَيُحشَرُ العُلَمَاءُ مَعَ الأَنْبِيَاءِ؟! قَالَ: الحَاكِمُ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ مشايخنا يذكرون عن الأرغياني أَنَّهُ قَالَ: مَا أَعْلَم مِنْبَراً مِنْ مَنَابِرِ الإِسْلاَمِ بَقِيَ عَلَيَّ لَمْ أَدخُلْهُ لِسَمَاعِ الحَدِيْثِ. أَقُولُ: هَذَا يَقُوْلُهُ الرَّجُلُ عَلَى وَجْهِ المُبَالَغَةِ، وَإِلاَّ فَهُوَ لَمْ يَدْخُلِ الأَنْدَلُسَ وَلاَ المَغْرِبَ، وَلاَ أَظُنُّ أَنَّهُ عَنَى إلَّا المَنَابِرَ الَّتِي بِحَضْرتِهَا رِوَايَةُ الحَدِيْثِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ المُزَكِّي، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ المُسَيَّبِ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَمْشِي بِمِصْرَ، وَفِي كُمِّي مائَةُ جُزْءٍ، فِي كُلِّ جُزْءٍ أَلفُ حَدِيْثٍ. قُلْتُ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى دِقَّةِ خَطِّه، وَإِلاَّ فَأَلفُ حَدِيْثٍ بِخَطٍّ مُفَسَّرٍ تَكُونُ فِي مُجَلَّدٍ، وَالكُمُّ إِذَا حُمِلَ فِيْهِ أَرْبَعُ مُجَلَّدَاتٍ فَبِالجَهْدِ. قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظَ يَقُوْلُ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ المُسَيَّبِ يَمْشِي بِمِصْرَ وَفِي كُمِّهِ مائَةُ أَلْفِ حَدِيْثٍ، كَانَتْ أَجزَاؤُهُ صِغَاراً بِخَطٍّ دَقِيقٍ، فِي الجُزْءِ أَلفُ حَدِيْثٍ مَعْدُوْدَةٌ، وَصَارَ هَذَا كَالمَشْهُوْرِ مِنْ شَأْنِهِ. وَسَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ المُسَيَّبَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ أَبِي يَوْم السَّبتِ، النِّصْفَ مِنْ جُمَادَى الأُولَى، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: مَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ: مُحَدِّثُ دِمَشْقَ؛ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ الغَسَّانِيُّ عَنْ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَمُحَدِّثُ الكُوْفَةِ؛ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الخَثْعَمِيُّ الأُشْنَانِيُّ. وَالأَخْفَشُ الصَّغِيْرُ؛ عَلِيُّ بنُ سُلَيْمَانَ النَّحْوِيُّ البَغْدَادِيُّ. وَالمُحَدِّثُ القَاضِي أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ القَزْوِيْنِيُّ. وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُفَيْرٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْد المُعِزّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ

المُسْتَمْلِي، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البَالوييُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن المسيب، حدثنا إبراهيم ابن سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ رَحْمَةَ أُمَّةٍ مِنْ عِبَادِهِ، قَبَضَ نَبِيَّهَا قَبْلَهَا، فَجَعَلَهُ لَهَا فَرْطاً وَسَلَفاً بَيْنَ يَدَيْهَا، وَإِذَا أَرَادَ هَلَكَةَ أُمَّةٍ، عَذَّبَهَا وَنَبِيُّهَا حَيٌّ، فَأَقَرَّ عَيْنَهُ بِهَلَكَتِهَا حِيْنَ كَذَّبُوهُ وَعَصَوْا أَمْرَهُ" 1. وبَالإِسْنَادِ، قَالَ: ابْنُ المُسَيَّب: كَتَبَ عَنِّي هَذَا الحَدِيْثَ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَيُقَالُ: إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ الجَوْهَرِيَّ تَفَرَّدَ بِهِ.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2288".

السجستاني ومحمد بن الفيض

السجستاني ومحمد بن الفيض: 2752- السجستاني 1: المُحَدِّثُ الإِمَامُ، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل السِّجِسْتَانِيُّ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ. حَدَّثَ عَنْ نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُثَنَّى، وَمُحَمَّدِ بن المُقْرِئِ، وَعَبْدِ اللهِ الدَّارِمِيِّ، وَالبُخَارِيِّ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: جُمَحُ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو بَكْرٍ الرَّبَعِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَابْنُ حِبَّانُ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ أَرْبَعَ عشرة وثلاث مائة. 2753- محمد بن الفيض 2: ابن محمد بن الفياض، المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ، المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ الغَسَّانِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَحَدَّثَ عَنْ: صَفْوَانَ بنِ صَالِحٍ المُؤَذِّنِ، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ هِشَامِ بنِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى الغساني، ودحيم، ومحمد ابن يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، وَالوَلِيْدِ بنِ عُتْبَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَجَدِّهِ؛ مُحَمَّدِ بنِ فَيَّاضٍ، وَأَحْمَدَ بنِ عَاصِمٍ الأَنْطَاكِيِّ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُوْسَى بنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ -مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَأَبُو عمر بن فضالة، وجمح بن

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "1/ 149"، ولسان الميزان "1/ 289". 2 ترجمته في العبر "2/ 162"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 219"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 271".

القَاسِمِ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّبَعِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ صَدُوْقٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ- مَا عَلِمتُ فِيْهِ جَرْحاً. مَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَمَعْرِفَةٍ، وَجَدُّه لَيْسَ بِمَشْهُوْرٍ، يحدث عن أبي مسهر فقط. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَاكِمُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ الغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ -يَعْنِي: ابْنَ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: أَنَّ هِشَامَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ قَضَى عَنِ الزُّهْرِيِّ سَبْعَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ، وَقَالَ: لاَ تَعُدْ لِمِثْلِهَا تَدَّانُ. قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! حَدَّثَنِي سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ يُلْسَعُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ" 1 غَرِيْبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: الوليد.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" "1278" عن عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث، قال حدثني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة أَخْبِرْهُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين". وأخرجه مسلم "2998"، من طريق ليث، عن عقيل، عن الزهري، به مرفوعا ولفظه: "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين" وأخرجه مسلم "2998" من طريق يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، عن ابن المسيب، به. وأخرجه ابن حبان "663"، وأبو الشيخ في "الأمثال" "9"، وأبو نعيم في "الحلية" "6/ 127"، من طرق عن هشام بن خالد الأزرق، عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، به. ورواه أحمد "2/ 379"، والبخاري "6133"، ومسلم "2998"، وأبو داود "4862"، والبيهقي في "السنن" "10/ 129"، وفي "الأداب" "447"، والبغوي في "شرح السنة" "3507"، من طريق قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث بنِ سَعْدٍ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، به.

محمد بن خريم

2754- محمد بن خريم 1: ابن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ دِمَشْقَ، أَبُو بَكْرٍ العُقَيْلِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ دُحَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيِّ، وَهِشَامُ بنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ، وَمَحْمُوْدُ بنُ خَالِدٍ، وَمُؤَمَّلِ بنِ يِهَابٍ، وَعِدَّةٍ.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 165"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 222"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 273".

حَدَّثَ عَنْهُ: حُمَيْدُ بنُ الحَسَنِ الوَرَّاقُ، وَأَحْمَدُ بنُ عُتْبَةَ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْرٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى السِّمْسَارُ، وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَبْهَرِيُّ، وَالفَضْلُ بنُ جَعْفَرٍ المُؤَذِّنُ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الأَنْطَاكِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الكِلاَبِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَقَدْ كَانَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ يَغْلَطُ فِي نَسَبِهِ، وَيَنْسِبُه إِلَى جَدِّ جَدِّهِ. مَاتَ لِسِتٍّ بَقِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَهُوَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ المُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَرْوَانَ البَزَّازُ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بنُ حَسَّان، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: "خَدَمْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَشْرَ سنين، فلم يقل لشيء فعلته: مالك فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا، أَوْ لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ: لِمَ لَمْ تَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا" 1. غَرِيْبٌ، لَمْ يَرْوِهِ عَنْ هِشَامٍ غَيْرُ أَبِي نَوْفَلٍ عَلِيِّ بن سليمان الكيساني.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6038"، ومسلم "2309"، وأبو داود "4774"، والترمذي "2015".

المقانعي

2755- المقانعي 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ العَبَّاسِ بنِ الوَلِيْدِ البَجَلِيُّ، المَقَانِعِيُّ، الكُوْفِيُّ. سَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ بنَ مُوْسَى السُّدِّيَّ، وَعَبَّادَ بنَ يَعْقُوْبَ الرَّوَاجِنِيَّ، وَيَحْيَى بنَ حَسَّانِ بنِ سُهَيْلٍ -مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عُيَيْنَةَ- وَأَبَا كُرَيْبٍ، وَهِشَامَ بنَ يُوْنُسَ، وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مَعْمَرٍ القَيْسِيَّ، وَأَبَا مُوْسَى الزَّمِنَ، وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ المُفَسِّرُ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ التَّيْمُلِيُّ، وَأَبُو بكر محمد بن إبراهيم ابن المُقْرِئِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادٍ الحَافِظُ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَنْبَأَنِي عَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ البَرْبَرِيُّ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّدُ بن إبراهيم الخلاطي، أخبرنا محمد ابن إِبْرَاهِيْمَ الإِرْبِلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَقِّ اليُوْسُفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العَلَوِيُّ، وَمُحَمَّدٌ وَمُحَمَّدٌ؛ ابْنَا مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الحَذَّاءِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ التَّيْمُلِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ العَبَّاسِ البَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ حَسَّان، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ قَعْنَبٍ عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: بَارَزَ الزُّبَيْرُ رَجُلاً وَهُمَا على جبل، فاعتنقا، فتهدهدها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أَيُّهُمَا يَعْلُو صَاحِبَهُ، فَهُوَ الَّذِي ... ". فَعَلاَ الزُّبَيْرُ، فَقَتَلَهُ، فَلَمَّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "فداك عمي وخالي" 2. غريب.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 145"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 206"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 259". 2 ضعيف: لجهالة الرجل شيخ قعنب.

ابن صاحب

2756- ابن صاحب 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الجَوَّالُ، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ صَاحِبِ بنِ حُمَيْدٍ الشَّاشِيُّ. سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ خَشْرَمٍ، وَأَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ، وَابْنَ وَارَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَوْفٍ الطَّائِيَّ، وَإِسْحَاقَ الدَّبَرِيَّ، وَيُوْنُسَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ العَدَنِيَّ، وَطَبَقَتَهُم بِخُرَاسَانَ، وَالعِرَاقِ، وَالشَّامِ، وَالحَرَمَيْنِ، وَاليَمَنِ، وَمِصْرَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ القَفَّالُ الشَّاشِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الجِعَابِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُظَفَّرِ، وَآخَرُوْنَ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ القَفَّالُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ صَاحِبٍ الشَّاشِيُّ، أَخْبَرَنَا يُوْنُسُ بنُ إبراهيم بِعَدَنَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ الحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَيْلَمَانِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَعَلَّمُوا الشِّعْرَ، فَإِنَّ فِيْهِ حكمًا وأمثالًا" 2. هذا حديث واهي الإسناد.

_

الغضائري والأستراباذي

الغضائري والأستراباذي: 2757- الغضائري 1: الإِمَامُ الثِّقَةُ العَابِدُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عبد الحميد بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ الغَضَائِرِيُّ، مُحَدِّثُ حَلَبَ، وَمُسْنِدُ الشَّامِ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ النَّرْسِيِّ، وَبِشْرِ بنِ الوَلِيْدِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيِّ، وَأَبِي إِبْرَاهِيْمَ التَّرْجُمَانِيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ القَوَارِيْرِيِّ، وَبُنْدَارٍ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَالقَاضِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الحَلَبِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ. وَقَدْ وَرَدَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: حَجَجتُ عَلَى رِجلِي ذَاهِباً مِنْ حَلَبَ وَرَاجِعاً أَرْبَعِيْنَ حَجَّةً. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائة. وقع لي من عواليه. 2758- الأستراباذي 2: المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ حَمَّادٍ الأَسْتَرَابَاذِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ، وَطَبَقَتِهِم. وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ بنُ عَدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ حَمُّوَيْه، وَغَيْرُهُمَا. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: مَاتَ بِجُرْجَانَ، فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ: وَكَانَ عِنْدَهُ كُتُبُ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْهُ. قُلْتُ: وَفِيْهَا أَرَّخَهُ أَيْضاً أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَةَ، وَأَظُنُّهُ بلغ المائة، أو جاوزها.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 29"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 198"، والعبر "2/ 156"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 213"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 266". 2 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "351-366"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 244".

الرياني

2759- الرَّيَّاني 1: الحَافِظُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أحمد بن أبي عون النَّسَوِيُّ، الرَّيَانِيُّ -بِالتَّخَفِيْفِ- وَقَيَّدَهُ الأَمِيْرُ أَبُو نَصْرٍ بِالتَّثقِيلِ. وَقِيْلَ: الرَّذَانِيُّ -وَهُوَ أَصَحُّ. وَرَذَانُ -بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ: قَريَةٌ مِنْ أَعمَالِ نَسَا. سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ حُجْرٍ، وَأَحْمَدَ بن إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيَّ، وَحَمِيْدَ بنَ زَنْجُوْيَةَ، وَطَبَقَتَهُم. وَقِيْلَ: إِنَّهُ سَمِعَ: مِنْ أَبِي مُصْعَبٍ. وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ زَنْجُوْيَه بِكِتَابِ "التَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ". حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ مَنْصُوْرٍ القَاضِي، وَعَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَسُلَيْمَانُ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الغِطْرِيْفُ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَمْعَانَ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ. وَقَالَ الحَاكِمُ: سَأَلْتُ ابْنَ ابْنِهِ -وَنَحْنُ بِالرَّذَانِ- عَنْ وَفَاةِ جَدِّهِ، فَقَالَ: فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَوْلُنَا: إِنَّ الطَّبَرَانِيَّ رَوَى عَنْهُ، ذَكَرَهُ الخَطِيْبُ، وَأَنَا فَلَمْ أَجِدْهُ. وَقَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَ غَيْرَ مَرَّةٍ بِنَيْسَابُوْرَ بِكِتَابِ "التَّرْغِيْبِ". قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا المُسْلِمُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظُ فِي سَنَةِ 551 بِبَعْلَبَكَّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ الهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بنُ زَنْجُوْيَه، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيْلٍ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ قَالَ: "الصِّيَامُ وَالقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِصَاحِبِهِمَا يَوْمَ القِيَامَةِ.."2 وَذَكَرَ الحَدِيْثَ. قِيْلَ: إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ هَذَا، هُوَ صَاحِبُ التَّرْجَمَةِ، وَإِنَّ جَدَّهُ هُوَ أَبُو عَوْنٍ عَبْدُ الجَبَّارِ. وَقِيْلَ: بَلْ هُوَ آخَرُ. فَإِنْ صَحَّ مَوتُ صَاحِبِ التَّرْجَمَةِ -كَمَا ذَكَرْنَا- فَمَا أَظُنُّهُ إلَّا آخَرَ؛ لأَنَّ سَمَاعَاتِ ابْنِ أَبِي شُرَيْحٍ بَعْدَ ذَلِكَ، وَاللهُ أعلم.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "372"، وتاريخ بغداد "1/ 311"، والعبر "1/ 157". 2 ضعيف: أخرجه أحمد "2/ 174"، حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن حُيَيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو مرفوعا وتمامه: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فيشفعان". قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: عبد الله بن لهيعة، ضعيف لسوء حفظه. والعلة الثانية: حيي بن عبد الله، وهو ابن شريح المعافري، قال أحمد بن حنبل: أحاديثه مناكير. وَقَالَ البُخَارِيُّ: فِيْهِ نَظَرٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بالقوى. وأخرجه الحاكم "1/ 554"، والبيهقي في "شعب الإيمان" "1994" من طريق عبد الله بن وهب أخبرني حيي بن عبد الله، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. قلت: إني له الصحة، وفي الإسناد حيي بن عبد الله، وقد علمت كلام العلماء فيه، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" "8/ 161" من طريق رشدين، عن حيي، به.

ابن قديد وابن المجدر

ابن قديد وابن المجدر: 2760- ابنُ قُدَيْد 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المُسْنِدُ، أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ خَلَفِ بنِ قُدَيْدٍ المِصْرِيُّ. سمع: محمد بن رمح، وحرملة بن يحيى، وطبقتهما. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَابْنُ عَدِيٍّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وله ثلاث وثمانون سنة. 2761- ابن المجدر 2: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ حُمَيْدٍ البَغْدَادِيُّ، ابْنُ المُجَدَّرِ. سَمِعَ: بِشْرَ بنَ الوَلِيْدِ، وَعَبْدَ الأَعْلَى بنَ حَمَّادٍ، وَأَبَا الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيَّ، وَدَاوُدَ بنَ رُشَيْدٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيَّ، وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّويَه، وَأَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ. وَقِيْلَ: كَانَ فِيْهِ انْحِرَافٌ بَيِّنٌ عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ، يَنْقِمُ أُمُوراً. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 153"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 367"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 265". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 357"، والعبر "2/ 154"، وميزان الاعتدال "4/ 57"، ولسان الميزان "5/ 410"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 213"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 265".

عبد الله بن زيدان والمدائني

عبد الله بن زيدان والمدائني: 2762- عبد الله بن زيدان 1: ابن بُرَيْدِ بنِ رَزِيْنِ بنِ رَبِيْعِ بنِ قطنٍ، الإمام، الثقة، القدوة، العابد، أبو مُحَمَّدٍ البَجَلِيُّ، الكُوْفِيُّ. سَمِعَ: أَبَا كُرَيْبٍ، وَهَنَّادَ بنَ السَّرِيِّ، وَمُحَمَّدَ بنَ طَرِيْفٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدٍ المُحَارِبِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ يُوْسُفَ الصَّيْرَفِيَّ، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَيُوْسُفُ المَيَانَجِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادٍ: تُوُفِّيَ ابْنُ زَيْدَانَ فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ، وَقْتَ الزَّوَالِ، لِثَلاَثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ إِحْدَى وَتِسْعُوْنَ سَنَةً، حَضَرتُهُ وَحَضَرَه مِنَ النَّاسِ أَمرٌ عَظِيْمٌ، وَكَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، كَثِيْرَ الصَّمتِ، وَكَانَ أَكْثَرَ كَلاَمِهِ مُنْذُ يَقْعُدُ إِلَى أَنْ يَقُوْمَ: يَا مُقَلِّبُ القُلُوْبِ! ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى طَاعَتِكَ. لَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَهُ. وَوُلِدَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ: وَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ مَكَثَ سِتِّيْنَ سَنَةً -أَوْ نَحْوَهَا- لَمْ يَضَعْ جَنْبَهَ عَلَى مُضَرَّبَةٍ2، صَاحِبَ صَلاَةٍ بِاللَّيْلِ، وَكَانَ حَسَنَ المَذْهَبِ، صَاحِبَ جَمَاعَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ. 2763- المدائني 3: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المَدَائِنِيُّ، الأَنْمَاطِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ بَكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، وَالصَّلْتَ بنَ مَسْعُوْدٍ، وَعُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وأبا كامل الجحدري، وطبقتهم. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الجِعَابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَمُحَمَّدُ بنُ الشِّخِّيْرِ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّوْيَه، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاقُ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 156"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 215"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 266". 2 هو البساط إذا كان مخيطا قاله ابن منظور في "لسان العرب". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 413"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 184"، والعبر "2/ 148"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 209"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 262".

عبدوس

2764- عبدوس 1: ابن أحمد بن عباد، الإِمَامُ الحَافِظُ الأَوْحَدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، الهَمَذَانِيُّ. وَاسْمُهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، مُحَدِّثُ هَمَذَانَ. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ الأَسَدِيِّ، وَيَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيِّ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الأَشَجِّ، وَزِيَادِ بنِ أَيُّوْبَ، وحميد ابن الرَّبِيْعِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُمَرَ رُسْتَه، وَمَحْمُوْدِ بنِ خِدَاشٍ وَالعَبَّاسِ بنِ يَزِيْدَ البَحرَانِيِّ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ الأَسَدِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَيُّوْيَه الكَرجِيُّ، وَالقَاسِمُ بنُ حَسَنٍ الفَلَكِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الرَّبِيْعِ، وَجِبْرِيْلُ العَدْلُ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ الغِطْرِيْفِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": رَوَى عَنْهُ عَامَّةُ أَهْلِ الحَدِيْثِ بِبَلَدِنَا، وَكَانَ ثِقَةً، مُتْقِناً، يُحسِنُ هَذَا الشَّأْنَ. وَقَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ: سمعت أبي يقول: كان عبدوس ميزان بَلَدِنَا فِي الحَدِيْثِ، ثِقَةً، يُحسِنُ هَذَا الشَّأْنَ. مَاتَ عَبْدُوْسٌ: فِي صَفَرٍ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَدَارُهُ فِي مَدِيْنَةِ: السَّاجِيِّ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُوْسُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ الهَمَذَانِيُّ، حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إنما الأعمال بالنية، وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" 2. الحَدِيْث، حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ جِدّاً. تَفَرَّدَ بِهِ: مُحَمَّدُ بنُ عبيد، وهو صدوق.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 769"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 265". 2 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "1"، وَمُسْلِمٌ "1907"، وَأَبُو دَاوُدَ "2201"، وَالتِّرْمِذِيُّ "1647" وَالنَّسَائِيُّ "1/ 58"، وابن ماجة "4427"، من طرق عن يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بن وقاص الليثي، عن عمر بن الخطاب، به مرفوعا.

ابن سيف والبغوي

ابن سيف والبغوي: 2765- ابن سيف 1: الإِمَامُ المُقْرِئُ الكَبِيْرُ، أَبُو بَكْرٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مَالِكِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَيْفٍ التُّجِيْبِيُّ، صَاحِبُ أَبِي يَعْقُوْبَ الأَزْرَقِ، وَكَانَ خَاتِمَةَ مَنْ تَلاَ عَلَيْهِ. وَحَدَّثَ أَيْضاً عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ رُمْحٍ، وَغَيْرِهِ. قَرَأَ عَلَيْهِ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَرْوَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الظَّهْرَاوِيُّ، وَأَبُو عَدِيٍّ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيِّ بنِ الإِمَامِ، وَشَيْخٌ لِلأَهْوَازِيِّ اسْمُهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ الخِرقِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَسَمَّاهُ طَاهِرُ بنُ غَلْبُوْنَ: مُحَمَّداً. تُوُفِّيَ بِمِصْرَ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَعَتْ لَنَا رِوَايتُهُ بِحَرفِ وَرْشٍ، بِإِسْنَادٍ عَالٍ. 2766- البَغَوِيُّ 2: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَرْزُبَانِ بنِ سَابُوْرَ بن شَاهِنْشَاه، الحَافِظُ، الإِمَامُ، الحُجَّةُ، المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ العَصْرِ، أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ الأَصلِ، البَغْدَادِيُّ الدَّارِ وَالمَولِدِ. مَنسُوبٌ إِلَى مَدِيْنَةَ بَغْشُوْرَ مِنْ مَدَائِنِ إِقلِيمِ خُرَاسَانَ، وَهِيَ عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ مِنْ هَرَاةَ. كَانَ أَبُوْهُ وَعَمُّه الحَافِظُ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْز البَغَوِيُّ مِنْهَا. وَهُوَ أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنِيْعٍ نِسبَةً إِلَى جَدِّه لأُمِّهِ الحَافِظِ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ مَنِيْعٍ البَغَوِيِّ الأَصَمِّ، صَاحِب "المُسْنَدِ"، وَنَزِيْل بَغْدَادَ، وَمَنْ حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُمَا. وُلِدَ أَبُو القَاسِمِ: يَوْمَ الاثْنَيْنِ، أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. هَكَذَا أَملاَهُ أَبُو القَاسِمِ عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حبَابَةَ البَزَّازِ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَآهُ بِخَطِّ جَدِّهِ -يَعْنِي: أَحْمَدَ بنَ مَنِيْعٍ. حَرصَ عَلَيْهِ جَدُّه، وَأَسْمَعَه فِي الصِّغَرِ، بِحَيثُ إِنَّهُ كَتَبَ بِخَطِّه إِمْلاَءً، في ربيع الأول،

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 134"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 251". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 111-117"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 227-230"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 738"، والعبر "2/ 170"، وميزان الاعتدال "2/ 492"، ولسان الميزان "3/ 338"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 226"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 275".

سنة خمس وعشرين ومائتين، فكان سنه يومائذ عَشْرَ سِنِيْنَ وَنِصْفاً، وَلاَ نَعْلَمُ أَحَداً فِي ذَلِكَ العَصْرِ طَلَبَ الحَدِيْثَ وَكَتَبَهُ أَصغَرَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ، فَأَدرَكَ الأَسَانِيدَ العَالِيَةَ، وَحَدَّثهُ جَمَاعَةٌ عَنْ صِغَارِ التَّابِعِيْنَ. سَمِعَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَعَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ الجَعْدِ، وَأَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ، وَخَلَفِ بنِ هِشَامٍ البَزَّارِ، وَهُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ، وَشَيْبَانَ بنِ فَرُّوْخٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاهِبِ الحَارِثِيِّ، وَيَحْيَى بنِ عَبْدِ الحميد الحماني، وبشر ابن الوَلِيْدِ الكِنْدِيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ العَيْشِيِّ، وَحَاجِبِ بنِ الوَلِيْدِ، وَأَبِي الأَحْوَصِ مُحَمَّدِ بنِ حَيَّانَ البَغَوِيِّ، وَمُحْرِزِ بنِ عَوْنٍ، وَسُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَدَاوُدُ بنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَدَاوُدَ بنِ رُشَيْدٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ حَسَّانٍ السَّمْتِيِّ، وَأَبِي الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ القَوَارِيْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الوَرْكَانِيِّ، وَهَارُوْنَ بنِ مَعْرُوْفٍ، وَسُرَيْجِ بنِ يُوْنُسَ، وَأَبِي خَيْثَمَةَ، وَعَبْدِ الجَبَّارِ بنِ عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي سَمِيْنَةَ، وَجَدِّهِ، أَحْمَدَ بنِ مَنِيْعٍ، وَمُصْعَبِ بنِ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الحَجَّاجِ السَّامِيِّ، وَعَمْرِو بنِ مُحَمَّدٍ النَّاقِدِ، وَالعَلاَءِ بنِ مُوْسَى البَاهِلِيِّ، وَطَالُوْتَ بنِ عَبَّادٍ الصَّيْرَفِيِّ، وَنُعَيْمِ بنِ الهَيْصَمِ، وَقَطَنِ بنِ نُسَير الغُبَرِيِّ، وَكَامِلِ بنِ طَلْحَةَ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُعَاذٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ أَبِي إِسْرَائِيْلَ المَرْوَزِيِّ، وَعَمَّارِ بنِ نَصْرٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَتَّى إِنَّهُ كَتَبَ عَنْ أَقرَانِهِ، وَصَنَّفَ كِتَابَ مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ، وَجَوَّدَه، وَكِتَابَ "الجَعْديَّاتِ" وَأَتْقَنَهُ. وَكَانَ عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ أَكْبَرَ شَيْخٍ لَهُ، وَهُوَ ثَبْتٌ فِيْهِ، مُكْثِرٌ عَنْهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَابْنُ قَانِعٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَدعْلَجٌ السِّجْزِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الجِعَابِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ السَّكَنِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ السُّنِّيِّ، وَأَبُو أَحْمَدَ حُسَيْنَكُ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّات، وَأَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّوْيَه، وَأَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ حبَابَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُهَنْدِسِ المِصْرِيُّ -لَقِيَهُ بِمَكَّةَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ- وَأَبُو الفَتْحِ القَوَّاسُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ بَطَّةَ، وَزَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن محمد الطرازي، وأبو القَاسِمِ عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ الوَزِيْرُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ الكَتَّانِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إسماعيل الوراق، وأبو سليمان بن زَبْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ -مُحَدِّثُ الأَهْوَازِ- وَالمُعَافَى بنُ زَكَرِيَّا الجَرِيْرِيُّ، وَأَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الكَاتِبُ بِمِصْرَ -خَاتِمَةُ أصحابه-

وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ إِلَى الغَايَةِ. وَبَقِيَ حَدِيْثُهُ عَالِياً بِالاتِّصَالِ إِلَى سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ عِنْد أَبِي المُنَجَّا بنِ اللَّتِّيِّ، وَبَعْدَ ذَلِكَ بِالإِجَازَةِ العَالِيَةِ عِنْدَ أَبِي الحَسَنِ بنِ المُقَيَّرِ، ثُمَّ كَانَ فِي الدَّورِ الآخرِ المُعَمَّرُ شِهَابُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الحَجَّارُ، فَكَانَ خَاتِمَةَ مَنْ رَوَى حَدِيْثَه عَالِياً بِالسَّمَاعِ، بَلْ وَبِالإِجَازَةِ، كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ أَرْبَعَةُ أَنْفُسٍ، نَعَمْ وَبَعْدَهُ يُمْكِنُ اليَوْمَ أَنْ يُسمَعَ حَدِيْثُه بِعُلُوٍّ بِثَلاَثِ إِجَازَاتٍ مُتَوَالِيَاتٍ، لاَ بَلْ بِإِجَازَتَيْنِ، فَإِنَّ عَجِيْبَةَ البَاقدَارِيَّةَ لَهَا إِجَازَةُ هِبَةِ اللهِ بنِ الشِّبْلِيِّ وَاللهُ أَعْلَمُ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكَاتِبُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي شَرِيْكٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّقُّوْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ الوَزِيْرُ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ -هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ- عَنْ سِمَاكٍ، وَزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وَحُصَيْنٍ، كُلُّهُم عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَكُوْنُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيْراً". ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ أَفهَمْهُ، فَسَأَلْتُ أَبِي -وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي حَدِيْثِهِ: فَسَأَلْتُ القَوْمَ، فَقَالُوا: قَالَ: "كُلُّهُم مِنْ قُرَيْشٍ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، مِنَ العَوَالِي لَنَا وَلِصَاحِبِ التَّرْجَمَةِ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ بِقِرَاءتِي، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ البُسْرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ القَوَارِيْرِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ! إِنِّي شَيْخٌ كَبِيْرٌ، شَقَّ عَلَيَّ القِيَامُ، فَمُرْنِي بِلَيْلَةٍ، لَعَلَّ اللهَ يُوَفِّقُنِي فِيْهَا لِلَيْلَةِ القَدْرِ. فَقَالَ: "عَلَيْكَ بِالسَّابِعَةِ" 2. قَالَ البَغَوِيُّ: لَفظُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَلاَ أَعْلَمُه رَوَى هَذَا الحَدِيْثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرُ مُعَاذٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المُحْسِنِ العَلَوِيِّ بِالثَّغْرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ المُؤَرِّخُ، أَخْبَرَنَا أبو بكر محمد ابن عُبَيْدِ اللهِ بنِ الزَّاغُوْنِيِّ "ح". وَأَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا شَيْخُنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ السُّهْرَوَرْدِيُّ،

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "7222"، ومسلم "1821"، وأبو داود "4279"، والترمذي "2224"، وأحمد "5/ 87 و90 و92 و95 و97". 2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 240".

أَخْبَرَنَا أَبُو المُظَفَّرِ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ القَصَّارُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرحمن الذهبي. وقال الشَّيْخُ رَشِيْدُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ مَسْلَمَةَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّيِّ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، أَخْبَرَنَا الذَّهَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَمْرَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ القَيْسِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَهُم بِالإِيْمَانِ بِاللهِ، وقال: "تَدرُوْنَ مَا الإِيْمَانُ بِاللهِ"؟. قَالُوا: اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ، وَإِيْتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا الخُمس مِنَ المَغْنَمِ" 1. مُتَّفَقٌ عَلَى ثُبُوْتِهِ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ اليُوْنِيْنِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَلَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّحْوِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ قُدَامَةَ الحَاكِمُ، وَأَخُوْهُ؛ دَاوُدُ، وَعَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ، وَعِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ أَحْمَدَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ صَدَقَةَ، وَعِيْسَى بنُ حَمدٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ "ح". وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بنُ حَسَّانٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الفَضْلِ بِيْبَى بِنْتُ عَبْدِ الصَّمَدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد الأنصاري، أخبرنا عبد الله مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ" 2. أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُسَيْنِيُّ، وأحمد بن مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو المُنْجَا عَبْدُ الله ابن عُمَرَ الحَرِيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ البُوْشَنْجِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَا وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ مِنْ أَبَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ خَمْسَ مائَةِ حَدِيْثٍ -أَوْ ذَكَرَ أَكْثَرَ- فَأَخْبَرَنِي حَمْزَةُ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ، فَعَرَضتُهَا عَلَيْهِ، فَمَا عَرَفَ مِنْهَا إلَّا اليَسِيْرَ، خَمْسَةً أَوْ سِتَّةَ أَحَادِيْثَ، فَتَرَكتُ الحَدِيْثَ عَنْهُ3. أَخْرَجَهَا مُسْلِمٌ فِي مُقَدِّمَةِ "صَحِيْحِهِ"، عَنْ سويد، فوافقناه بعلو.

_ 1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "53"، وَمُسْلِمٌ "17"، وَأَبُو دَاوُدَ "3692"، وَالتِّرْمِذِيُّ "4677"، وَالنَّسَائِيُّ "8/ 323"، وأحمد "1/ 328". 2 صحيح: أخرجه البخاري "2169"، ومسلم "1504" "5"، وأبو داود "3929" و"3930". 3 صحيح: أخرجه مسلم "1/ 25" في المقدمة.

أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ بَقَاءٍ، وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ، وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ بَيَانٍ الدَّيْرَمقرِّيُّ، وَخَلْقٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ عَسْكَرَ، وَنَفِيْسُ بنُ كَرمٍ، وَحَسَنُ بنُ أَبِي بَكْرٍ اليَمَنِيُّ، قَالُوا جَمِيْعاً: أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مَسْعُوْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا العَلاَءُ بنُ مُوْسَى البَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الخَيْلُ مَعْقُوْدٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَإِسنَادُهُ كَالشَّمْسِ وُضُوْحاً. قَالَ الحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيْرَازِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ يَعْقُوْبَ الأُمَوِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ ابْنَ مَنِيْعٍ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ أَبَا عُبَيْدٍ القَاسِمَ بنَ سَلاَّمٍ، إلَّا أَنِّي لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئاً، وَشَهِدتُ جِنَازَتَهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: الأُمَوِيُّ كَذَّبَهُ أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ: سَمِعْتُ البَغَوِيَّ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَقَالَ ابْنُ شَاهِيْنٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلدتُ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَابْنُ شَاهِيْنٍ أَتقَنُ. قَالَ ابْنُ شَاهِيْنٍ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَوَّلُ مَا كَتَبْتُ الحَدِيْثَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الطَّالْقَانِيِّ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ: لاَ يُعرَفُ فِي الإِسْلاَمِ مُحَدِّثٌ وَازَى البَغَوِيَّ فِي قِدَمِ السَّمَاعِ. قُلْتُ: أَمَّا إِلَى وَقتِهِ فَنَعَم، وَأَمَّا بَعْدَهُ، فَاتَّفَقَ ذَلِكَ لِطَائِفَةٍ مِنْهُم: عَبْدُ الوَاحِد الزُّبَيْرِيُّ -مُسِْنُدُ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ- وَلأَبِي عَلِيٍّ الحَدَّادِ، وَبَالأَمسِ لأَبِي العَبَّاسِ بنِ الشُّحْنَةِ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: قَالَ لِي البَغَوِيُّ: مَا خَبَرُ شَيْخِكُم ذَاكَ؟ قُلْتُ: عَنْ أَيِّ الشَّيْخَيْنِ تَسْأَلُ؟ قَالَ: الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْ قُتَيْبَةَ -يَعْنِي: أَبَا العَبَّاسِ السَّرَّاجَ- قُلْتُ: خَلَّفتُه حَيّاً. قَالَ: كَمْ عِنْدَهُ عَنْ قتيبة؟ قلت: جُمْلَةٌ. قَالَ: كَمْ عِنْدَهُ عَنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه؟ قُلْتُ: كَثِيْرٌ. قَالَ: عَمَّنْ كَتَبَ مِنْ مَشَايِخِنَا؟ فَفَكَّرتُ، قُلْتُ: إِنْ ذَكَرتُ لَهُ شَيْخاً، كَتَبَ عَنْهُ يُزْرِي بِهِ. قُلْتُ: كَتَبَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ المُسَيَّبِيِّ، وَمَحْفُوْظِ بنِ أَبِي توبة، وعيسى بن مساور الجوهري.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2849"، ومسلم "1871"، والنسائي "6/ 221-222".

قَالَ: أَيَّ سَنَةٍ دَخَلَ بَغْدَادَ؟ قُلْتُ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ -أَظُنُّ. فَاهْتَزَّ لِذَاكَ، وَقَالَ: أَمَرْتُ أَنْ يُثْبِتَ لِي أَسْمَاء مَشَايِخِي الَّذِيْنَ لاَ يُحَدِّثُ عَنْهُم غَيْرِي اليَوْمَ، فَبَلَغُوا سَبْعَةً وَثَمَانِيْنَ شَيْخاً. قَالَ الحَاكِمُ: وَكَانَ إِذْ ذَاكَ بِبَغْدَادَ البَاغَنْدِيُّ، وَأَبُو اللَّيْثِ الفَرَائِضِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُفَيْرٍ، وَعَلِيُّ بنُ المُبَارَكِ المَسْرُوْرِيُّ، وَغَيْرُهُم. قُلْتُ: عَاشَ البَغَوِيُّ بَعْدَ قَوْلِهِ سِتَّةَ أَعْوَامٍ، وَتَفَرَّدَ عَنْ خَلْقٍ سِوَى مَنْ ذكرَ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمْ يَرْوِ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ غَيْرَ قَوْلِهِ: لَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، فَقُلْنَا: مَا تَقُوْلُ فِي الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: الثِّقَةُ وَابْنُ الثِّقَةِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدَانَ الحَافِظُ: سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ يَقُوْلُ: كُنْتُ يَوْماً ضَيِّقَ الصَّدْرِ، فَخَرَجتُ إِلَى الشَّطِّ، وَقَعَدتُ وَفِي يَدِي جُزْءٌ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ أَنْظُرُ فِيْهِ، فَإِذَا بِمُوْسَى بنِ هَارُوْنَ، فَقَالَ لِي: أَيْشٍ مَعَكَ؟ قُلْتُ: جُزْءٌ عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ. فَأَخَذَهُ مِنْ يَدِي، فَرَمَاهُ فِي دِجْلَةَ، وَقَالَ: تُرِيْدُ أَنْ تَجمَعَ بَيْنَ أَحْمَدَ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ. قُلْتُ: بِئْسَ مَا صَنَعَ مُوْسَى! عَفَا اللهُ عَنْهُ. وَرَوَيْنَا عَنِ البَغَوِيِّ، قَالَ: حَضَرتُ مَعَ عَمِّي مَجْلِسَ عَاصِمِ بنِ عَلِيٍّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الغَنَائِمِ القَيْسِيُّ، وَمُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَيُوْسُفُ الشَّيْبَانِيُّ إِجَازَةً، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشيباني، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ أَبِي عَلِيٍّ المُعَدَّلُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ جَعْفَرٍ البَزَّازُ، حَدَّثَنِي البَغَوِيُّ، قَالَ: كُنْتُ أُوَرِّقُ، فَسَأَلتُ جَدِّي أَحْمَدَ بنَ مَنِيْعٍ أَنْ يَمْضِيَ مَعِي إِلَى سَعِيْدِ بنِ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأُمَوِيِّ، يَسْأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي الجُزْءَ الأَوَّلَ مِنَ المَغَازِي، عَنْ أَبِيْهِ، حَتَّى أُوَرِّقَهُ عَلَيْهِ، فَجَاءَ مَعِي، وَسَأَلَهُ، فَأَعطَانِي، فَأَخَذتُهُ، وَطُفْتُ بِهِ، فَأَوَّلُ مَا بَدَأْتُ بِأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُغَلِّسٍ، أَرَيتُه الكِتَابَ، وَأَعْلَمتُهُ أَنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقرَأَ المَغَازِي عَلَى الأُمَوِيِّ، فَدَفَعَ إِلَيَّ عِشْرِيْنَ دِيْنَاراً، وَقَالَ: اكتُبْ لِي مِنْهُ نُسْخَةً. ثُمَّ طُفتُ بَعْدَهُ بَقِيَّةَ يَوْمِي، فَلَمْ أَزَلْ آخُذُ مِنْ عِشْرِيْنَ دِيْنَاراً وَإِلَى عَشْرَةِ دَنَانِيْرَ وَأَكْثَرَ وَأَقلَّ، إِلَى أَنْ حَصَلَ مَعِي فِي ذَلِكَ اليَوْمِ مائَتَا دِيْنَارٍ، فَكَتَبتُ نُسَخاً لأَصحَابِهَا بِشَيْءٍ يَسِيْرٍ، وَقَرَأْتُهَا لَهُم، وَاسْتَفْضَلْتُ البَاقِي. وَبِهِ: إِلَى الحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ: حَدَّثَنِي أَبُو الوَلِيْدِ الدَّرَبندِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَانَ بنَ أَحْمَدَ الخَطِيْبَ -سِبْطَ أَحْمَدَ بنِ عَبْدَانَ الشِّيْرَازِيِّ- سَمِعْتُ جَدِّي يَقُوْلُ: اجتَازَ أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ بِنَهْرِ طَابَقٍ عَلَى بَابِ مَسْجِدٍ، فَسَمِعَ صَوْتَ مُسْتَمْلٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: ابْنُ صَاعِدٍ. قَالَ: ذَاكَ الصَّبِيُّ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: وَاللهِ لاَ أَبرَحُ حَتَّى أُملِيَ هاهنا. فَصَعَدَ دَكَّةً، وَجَلَسَ،

وَرَآهُ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ، فَقَامُوا، وَتَرَكُوا ابْنَ صَاعِدٍ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ المُحَدِّثُونَ، وَحَدَّثَنَا طَالُوْتُ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ المُحَدِّثُونَ، وَحَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ. فَأَملَى سِتَّةَ عَشَرَ حَدِيْثاً عَنْ سِتَّةَ عَشَرَ شَيْخاً، ما بقي من يروي عنهم سواه. وَبِهِ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ القَصْرِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ الحُسَيْنَ بنَ الحُسَيْنِ بنِ عَامِرٍ الكُوْفِيَّ يَقُوْلُ: قَدِمَ البَغَوِيُّ إِلَى الكُوْفَةِ، فَاجتَمَعنَا مَعَ ابْنِ عُقْدَةَ إِلَيْهِ لِنَسْمَعَ مِنْهُ، فَسَأَلنَا عَنْهُ، فَقَالَتِ الجَارِيَةُ: قَدْ أَكَلَ سَمَكاً، وَشَرِبَ فُقَّاعاً، وَنَامَ، فَعَجِبَ ابْنُ عُقْدَةَ مِنْ ذَلِكَ لِكِبَرِ سِنِّهِ، ثُمَّ أَذِنَ لَنَا، فَدَخَلْنَا. فَقَالَ: يَا أَبَا العَبَّاسِ! حَدَّثَتْنِي أُخْتِي أَنَّهَا كَانَتْ نَازِلَةً فِي بَنِي حِمَّانَ، وَكَانَ فِي المَوْضِعِ طَحَّانٌ، فَكَانَ يَقُوْلُ لِغُلاَمِه: اصمِدْ أَبَا بَكْرٍ. فَيَصمِدُ البَغلُ إِلَى أَنْ يَذْهَبَ بَعْضُ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُوْلُ: اصْمِدْ عُمَرُ. فَيَصْمِدُ الآخَرُ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُقْدَةَ: يَا أَبَا القَاسِمِ، لاَ تَحْمِلكَ عَصَبِيَّتُك لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ أَنْ تَقُولَ فِي أَهْلِ الكُوْفَةِ مَا لَيْسَ فِيْهِم، مَا رَوَى: "خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ" 1 عَنْ عَلِيٍّ إلَّا أَهْلُ الكُوْفَةِ، وَلَكِنَّ أَهْلَ المَدِيْنَةِ رَوَوُا: أَنَّ عَلِيّاً لَمْ يُبَايِعْ أَبَا بَكْرٍ إلَّا بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ. فَقَالَ لَهُ أَبُو القَاسِمِ: يَا أَبَا العَبَّاسِ! لاَ تَحْمِلكَ عَصَبِيَّتُك لأَهْلِ الكُوْفَةِ عَلَى أَنْ تَتَقَوَّلُ عَلَى أَهْلِ المَدِيْنَةِ. ثُمَّ بعد ذلك أخرج الكتب، وانبسط، وحدثنا. وَبِهِ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بنَ يُوْسُفَ، سَمِعْتُ أَبَا الحُسَيْنِ يَعْقُوْبَ الأَرْدَبِيْلِيَّ يَقُوْلُ: سَأَلتُ أَحْمَدَ بنَ طَاهِرٍ، قُلْتُ: أَيشٍ كَانَ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ يَقُوْلُ فِي ابْنِ بِنْتِ مَنِيْعٍ؟ فَقَالَ: أَيشٍ كَانَ يَقُوْلُ ابْنُ بِنْتِ مَنِيْعٍ فِي مُوْسَى بنِ هَارُوْنَ؟ قُلْتُ: كَيْفَ هَذَا؟ قَالَ: لأَنَّه كَانَ يَرْضَى مِنْهُ رَأْساً بِرَأْسٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: المَحْفُوْظُ عَنْ مُوْسَى تَوثِيقُ البَغَوِيّ، وَثَنَاؤُه عَلَيْهِ، وَمَدحُهُ لَهُ. قَالَ: عُمَرُ بنُ الحَسَنِ الأُشْنَانِيُّ: سَأَلتُ مُوْسَى بنَ هَارُوْنَ عَنِ البَغَوِيِّ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ، لَوْ جَازَ لإِنْسَانٍ أَنْ يُقَالَ لَهُ: فَوْقَ الثِّقَةِ، لَقِيلَ لَهُ. قُلْتُ: يَا أَبَا عِمْرَانَ! إِنَّ هَؤُلاَءِ يَتَكَلَّمُوْنَ فِيْهِ؟ فَقَالَ: يَحسُدُوْنَهُ، سَمِعَ مِنِ ابْنِ عَائِشَةَ وَلَمْ نَسْمَعْ، ابْنُ مَنِيْعٍ لاَ يَقُوْلُ إلَّا الحَقَّ. وَبِهِ: إِلَى أَبِي بَكْرٍ: حَدَّثَنِي العَلاَءُ بنُ أَبِي المُغِيْرَةِ الأَنْدَلُسِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ بَقَاءٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَنِيِّ بنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: سَأَلتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ النَّقَّاشَ: تَحْفَظُ شَيْئاً مِمَّا أُخِذَ عَلَى ابْنِ بِنْتِ مَنِيْعٍ؟ فَقَالَ: غَلِطَ فِي حَدِيْثٍ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاهِبِ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. حَدَّثَ بِهِ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الوَاهِب، وَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ هَانِئ، عَنْهُ، فَأَخَذَهُ عَبْدُ الحَمِيْدِ الوَرَّاقُ بِلِسَانِهِ، ودار على أصحاب الحديث، فبلغ

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3671"، وأبو داود "4629".

ذَلِكَ أَبَا القَاسِمِ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا يَوْماً، فَعَرَّفَنَا أَنَّهُ غَلِطَ فِيْهِ، وَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبُ: حدثنا إبراهيم بن هانئ، فمرت يده. قُلْتُ: هَذِهِ الحِكَايَةُ تَدُلُّ عَلَى تَثَبُّتِ أَبِي القَاسِمِ وَوَرَعِهِ، وَإِلاَّ فَلَوْ كَاشَرَ -وَرَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاهِبِ- شَيْخه عَلَى سَبِيْلِ التَّدْلِيْسِ مَنْ كَانَ يَمنَعُهُ؟! ثُمَّ قَالَ النَّقَّاشُ: وَرَأَيْتُ فِيْهِ الانْكِسَارَ وَالغَمَّ، وَكَانَ ثِقَةً. قُلْتُ: مَتْنُ الحَدِيْثِ: "نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُوْنَ الثَّالِثِ إِذَا كَانُوا جَمِيْعاً" 1. وَرَوَاهُ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ هَانِئٍ. فَذَكَرَهُ. وَقَالَ الأَرْدَبِيْلِيُّ: سُئِلَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ: أَيَدخُلُ فِي الصَّحِيْحِ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَقَالَ حمزة السهمي: سألت أبا بكر بن عبدان عَنِ البَغَوِيِّ، فَقَالَ: لاَ شَكَّ أَنَّهُ يَدْخُلُ فِي الصَّحِيْحِ. وَبِهِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقُ: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنِيْعٍ قَلَّ مَا يَتَكَلَّمُ عَلَى الحَدِيْثِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ، كَانَ كَلاَمُهُ كَالمِسمَارِ فِي السَّاجِ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنِ البَغَوِيِّ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، جَبَلٌ، إِمَامٌ، مِنَ الأَئِمَّةِ، ثَبْتٌ، أَقَلُّ المَشَايِخِ خطأ، وكلامه في الحَدِيْثِ أَحسَنُ مِنْ كَلاَمِ ابْنِ صَاعِدٍ. ابْنُ الطُّيُوْرِيِّ: سَمِعْتُ ابْنَ المُذْهِبِ، سَمِعْتُ ابْنَ شَاهِيْنٍ، سَمِعْتُ البَغَوِيَّ، وَقَالَ لَهُ مُسْتَمْلِيْهِ: أَرْجُو أَنْ أَسْتَمْلِيَ عَلَيْكَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ قَالَ: قَدْ ضَيَّقتَ عَلَيَّ عُمُرِي أَنَا رَأَيْتُ رَجُلاً فِي الحَرَمِ لَهُ مائَةٌ وَسِتٌّ وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً يَقُوْلُ: رَأَيْتُ الحَسَنَ وَابْنَ سِيْرِيْنَ، أَوْ كَمَا قال. قلت: كان يسر البغوي أو لَوْ قَالَ لَهُ مُسْتَمْلِيْهِ: أَرْجُو أَنْ أَسْتَمْلِيَ عَلَيْكَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فِي "الكَامِلِ" لَهُ: كَانَ أَبُو القَاسِمِ صَاحِبَ حَدِيْثٍ، وَكَانَ وَرَّاقاً مِنِ ابْتِدَاءِ أَمرِهِ، يُوَرِّقُ عَلَى جَدِّهِ وَعَمِّهِ وَغَيْرِهِمَا، وَكَانَ يَبِيعَ أَصلَ نَفْسِه كُلَّ وَقتٍ. وَوَافَيتُ

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6288"، ومسلم "2183"، وأبو داود "4852".

العِرَاقَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَأَهْلُ العِلْمِ وَالمَشَايِخُ مِنْهُم مُجْتَمِعُوْنَ عَلَى ضَعفِهِ، وَكَانُوا زَاهِدِينَ فِي حُضُوْرِ مَجْلِسِهِ، وَمَا رَأَيْتُ فِي مَجْلِسِهِ قَطُّ -فِي ذَلِكَ الوَقْتِ- إلَّا دُوْنَ العَشرَةِ غُرَباءَ، بَعْدَ أَنْ يَسْأَلَ بَنُوهُ الغُرَباءَ مَرَّةً بَعْدَ مرَّةٍ حُضُوْرَ مَجْلِسِ أَبِيْهِم، فَيَقرَأُ عَلَيْهِم لَفظاً. قَالَ: وَكَانَ مُجَّانُهُم يَقُوْلُوْنَ: فِي دَارِ ابْنِ مَنِيْعٍ سَحَرَةٌ تَحمِلُ دَاوُدَ بنَ عُمَرَ الضَّبِّيَّ مِنْ كَثْرَةِ مَا يَرْوِي عَنْهُ، وَمَا عَلِمتُ أَحَداً حَدَّثَ عَنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ أَكْثَرَ مِمَّا حَدَّثَ هُوَ. قَالَ: وَسَمِعَهُ قَاسِمٌ المَطَرِّزُ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ العَيْشِيُّ، فَقَالَ: فِي حِرِ أُمِّ مَنْ يَكذِبُ. وَتَكَلَّمَ فِيْهِ قَوْمٌ، وَنَسَبُوهُ إِلَى الكَذِبِ عِنْدَ عَبْدِ الحَمِيْدِ الوَرَّاقِ، فَقَالَ: هُوَ أَنعَشُ مِنْ أَنْ يَكذِبَ -يَعْنِي: مَا يُحْسِنُ- قَالَ: وَكَانَ بَذِيْءَ اللِّسَانِ، يَتَكَلَّمُ فِي الثِّقَاتِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ يَوْمَ مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى المَرْوَزِيُّ: أَنَا قَدْ ذَهَبَ بي عَمِّي إِلَى أَبِي عُبَيْدٍ، وَعَاصِمِ بنِ عَلِيٍّ، وَسَمِعْتُ مِنْهُمَا. قَالَ: وَلَمَّا مَاتَ أَصْحَابُهُ، احْتَمَلَهُ النَّاسُ، وَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ، وَنَفَقَ عِنْدَهُم، وَمَعَ نِفَاقه وَإِسنَادِه كَانَ مَجْلِسُ ابْنِ صَاعِدٍ أَضعَافَ مَجْلِسِهِ. قُلْتُ: قَدْ أَسرَفَ ابْنُ عَدِيٍّ، وَبَالَغَ، وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُخَرِّجَ حَدِيْثاً غَلِطَ فِيْهِ، سِوَى حَدِيْثَيْنِ، وَهَذَا مِمَّا يَقضِي لَهُ بِالحِفْظِ وَالإِتْقَانِ؛ لأَنَّه رَوَى أَزيَدَ مِنْ مائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ لَمْ يَهِمْ فِي شَيْءٍ مِنْهَا، ثُمَّ عَطَفَ وَأَنْصَفَ، وَقَالَ: وَأَبُو القَاسِمِ كَانَ مَعَهُ طَرَفٌ مِنْ مَعْرِفَةِ الحَدِيْثِ، وَمِنْ مَعْرِفَةِ التَّصَانِيْفِ، وَطَالَ عُمُرُهُ، وَاحتَاجُوا إِلَيْهِ، وَقَبِلَهُ النَّاسُ، وَلَوْلاَ أَنِّي شَرَطتُ أَنَّ كُلَّ مَنْ تَكَلَّمَ فِيْهِ مُتَكَلِّمٌ ذَكَرْتُهُ -يَعْنِي: فِي "الكَامِلِ"- وَإِلاَّ كُنْتُ لاَ أَذكُرُهُ. قَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ: أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ مِنَ العُلَمَاءِ المُعَمَّرِيْنَ، سَمِعَ دَاوُدَ بنَ رُشَيْدٍ، وَالحَكَمَ بنَ مُوْسَى، وَطَالُوْتَ بنَ عَبَّادٍ، وَابْنَيْ أَبِي شَيْبَةَ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَعِنْدَهُ مائَةُ شَيْخٍ لَمْ يُشَارِكْهُ أَحَدٌ فِيهِم، فِي آخِرِ عُمُرِهِ لَمْ يَنْزِلْ إِلَى الشُّيُوْخِ. قَالَ: وَهُوَ حَافِظٌ، عَارِفٌ، صَنَّفَ مُسْنَدَ عَمِّهِ؛ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَقَدْ حَسَدُوهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، فَتَكَلَّمُوا فِيْهِ بِشَيْءٍ لاَ يَقْدَحُ فِيْهِ، وَقَدْ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الحَاكِمَ، سَمِعْتُ البَغَوِيُّ يَقُوْلُ: وَرَّقتُ لأَلْفِ شَيْخٍ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ السُّلَيْمَانِيُّ، الحَافِظُ: البَغَوِيُّ يُتَّهَمُ بِسَرِقَةِ الحَدِيْثِ. قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ مَرْدُوْدٌ، وَمَا يَتَّهِمُ أَبُو القَاسِمِ أَحَدٌ يَدْرِي مَا يَقُوْلُ، بَلْ هُوَ ثِقَةٌ مُطلَقاً. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ الخُطَبِيُّ: مَاتَ أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ الوَرَّاقُ لَيْلَةَ الفِطْرِ، مِنْ سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَدُفِنَ يَوْم الفِطْرِ، وَقَدِ اسْتَكمَلَ مائَةَ سَنَةٍ وَثَلاَثَ سِنِيْنَ وَشَهْراً وَاحِداً. قَالَ الخَطِيْبُ: وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ بَابِ التِّبْنِ، رَحِمَهُ اللهُ.

قُلْتُ: قَدْ سَمِعُوا عَلَيْهِ يَوْم وَفَاتِهِ، فَذَكَرَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ -فِي غَالِبِ ظَنِّي- قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ: عَلَى البَغَوِيِّ، وَرَأْسُهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ، فَرَفَعَ رَأْسه، وَقَالَ: كَأَنِّيْ بِهِم يَقُوْلُوْنَ: مَاتَ أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَلاَ يَقُوْلُوْنَ: مَاتَ مُسْنِدُ الدُّنْيَا. ثُمَّ مَاتَ عَقِيبَ ذَلِكَ، أَوْ يَوْمَئِذٍ، رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: وَهُوَ مِنَ الَّذِيْنَ جَاوَزُوا المائَةَ -بِيَقِينٍ- كَالطَّبَرَانِيِّ، وَالسِّلَفِيِّ، وَقَدْ أَفرَدْتُهُم فِي جُزْءٍ خَتَمْتُهُ بِالشَّيْخِ شِهَابِ الدِّيْنِ الحَجَّارِ. وَمَاتَ مَعَ البَغَوِيِّ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ: أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الأَشْعَرِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، وَشَيْخُ الحَنَفِيَّةِ؛ أَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ البَرْذَعِيُّ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَفْصٍ الحِيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَحَرمِيُّ بنُ أَبِي العَلاَءِ المَكِّيُّ بِبَغْدَادَ، وَالقَاضِي أَبُو القَاسِمِ بَدْرُ الدِّيْنِ بنُ الهَيْثَمِ بنِ خَلَفٍ الكُوْفِيُّ، وَمُسْنِدُ أَصْبَهَانَ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ محمد بن دكة الفرضي، وشيخ الشافعية؛ والزبير بنُ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ البَصْرِيُّ الزُّبَيْرِيُّ، وَمُحَدِّثُ مِصْرَ؛ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ الصَّيْقَلِ عَلاَّنُ، وَالثِّقَةُ أَبُو العَبَّاسِ الفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الزُّبَيْدِيُّ -صَاحِبُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ- وَالحَافِظُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ الطُّوْسِيُّ، وَالحَافِظُ الشَّهِيْدُ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارٍ الهَرَوِيُّ بِمَكَّةَ، وَمُسْنِدُ مصر؛ أبو بكر محمد بن زَبَّانَ بنِ حَبِيْبٍ الحَضْرَمِيُّ، وَالزَّاهِدُ الوَاعِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ البَلْخِيُّ -خَاتِمَةُ أصحاب قتيبة بن سعيد.

أبو صخرة

2767- أبو صخرة 1: المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، أَبُو صَخْرَةَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هِلاَلٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ السَّامِيُّ، القُرَشِيُّ. وَلَقَبُهُ: أَبُو صَخْرَةَ الكَاتِبُ، مِنَ المُعَمَّرِينَ بِبَغْدَادَ. سَمِعَ مِنْ: عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٍ، وَيَحْيَى بنِ أَكْثَمَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ المُظَفَّرِ، وَأَبُو بَكْرٍ الوَرَّاقُ، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ. وَقَدْ كَتَبَ عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ: يَحْيَى بنُ صَاعِدٍ. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ. تُوُفِّيَ في شوال، سنة عشر وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 285"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 169".

عيسى

2768- عيسى 1: المُحَدِّثُ عِيْسَى بنُ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ القُرَشِيُّ، وَرَّاقُ دَاوُدَ بنِ رُشَيْدٍ. يروِي عَنْهُ، وَعَنْ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المَوْصِلِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مَنِيْعٍ. وَعَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ النَّخَّاسِ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الشِّخِّيْرِ. وَكَانَ ثِقَةً. مَاتَ في شعبان، سنة عشر وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 174"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 169".

الطيالسي

2769- الطيالسي 1: المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ زِيَادٍ الرَّازِيُّ، الطَّيَالِسِيُّ، نَزِيْلُ قرمِيسِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ: يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى الفَرَّاءِ، وَأَبِي مُصْعَبٍ، وَالقَوَارِيْرِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ حَكِيْمٍ الأَوْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ، وَأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَهَارُوْنَ الحَمَّالِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الجِعَابِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَمَذَانِيُّ المُقْرِئُ، وَجَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الحَلَبِيُّ -وَالِدُ عَلِيٍّ- وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَقَالَ: هُوَ ضَعِيْفٌ لَوِ اقتَصَرَ عَلَى سَمَاعِه. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عُبَيْدٍ يَقُوْلُ: تَكَلَّمُوا فِيْهِ، وَكَانَ فَهِماً مُسِنّاً. قلت: عاش إلى سنة ثلاث عشرة. أَنْبَأَنَا ابْنُ البُخَارِيِّ: أَخْبَرْنَا ابْنُ الحَرَسْتَانِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ حَمْزَةَ، أَخْبَرَنَا الكَتَّانِيُّ، حَدَّثَنَا تَمَّامٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ زِيَادٍ بِحَلَبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، إِنَّ لِي مَمْلُوكَيْنَ يخونوني

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 404"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 203"، والعبر "2/ 157"، وميزان الاعتدال "3/ 448"، ولسان الميزان "5/ 22"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 268".

وَيَضْرِبُونَنِي وَيُكَذِّبُونَنِي، فَأَسُبُّهُمْ وَأَضْرِبُهُم، فَأَيْنَ أَنَا مِنْهُم؟ قَالَ: "يُنْظَرُ فِي عِقَابِكَ وَذُنُوْبِهِم، فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ دُوْنَ ذُنُوْبِهِم، كَانَ لَكَ الفَضْلُ عَلَيْهِم، وَإِلاَّ اقْتُصَّ مِنْكَ". فَبَكَى، فَقَالَ: "أَمَا تَقْرَأُ: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ} [الأَنْبِيَاءُ: 47] . هَذَا مُنْكَرٌ جِدّاً. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ: أَنْبَأَتْنَا زَيْنَبُ الشَّعْرِيَّةُ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ حمزة، حدثنا الدراوردي، عَنْ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَتَى وَهُوَ بِالعَقِيْقِ فَقِيْلَ: "إِنَّك بِوَادٍ مبارك" 1.

_ 1 صحيح: وهذا إسناد ضعيف، لضعف محمد بن إبراهيم بن زياد، فقد ضعفه أبو أحمد الحاكم. ونقله الذهبي في "الميزان". وأخرجه البخاري "1535"، ومسلم "1346"، وأحمد "2/ 90".

الطبقة الثامنة عشر

الطبقة الثامنة عشر: 2770- الذهبي 1: الحَافِظُ العَالِمُ الجَوَّالُ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنٍ بنِ أَبِي حَمْزَةَ البَلْخِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي حَفْصٍ الفَلاَّسِ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَشَّارٍ، وَحَجَّاجِ بنِ الشَّاعِرِ، وَسَلْمِ بنِ جُنَادَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيِّ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ البُسْتِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ القَزَّازُ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ الغِطْرِيْفِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ المَخْلَدِيُّ، وَآخَرُوْنَ. لَكِنَّهُ مَطْعُوْنٌ فِيْهِ. قَالَ: الإِسْمَاعِيْلِيُّ: كَانَ مُسْتَهْتَراً بِالشُّربِ. وَقَالَ الحَاكِمُ: وَقَعَ إِلَيَّ مِنْ كُتُبِهِ وَفِيْهَا عَجَائِبُ. وَكَانَ أَبُو عَلِيٍّ سَيِّئَ الرأي فيه. قَالَ الحَاكِمُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنِ المُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيِّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ المَسَاجِدِيُّ "ح". وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، عَنِ القَاسِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا وَجِيهُ بنُ طَاهِرٍ، وَأَخْبَرَنَا عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ: أَنَّ مُحَمَّد بنَ مَنْصُوْرٍ الحُرْضِيَّ أَخْبَرَهَا وَوَجِيْهاً أَيْضاً، قَالُوا: أَخْبَرَنَا يَعْقُوْبُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أحمد المخلدي، أخبرنا أحمد ابن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي حَمْزَةَ البَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ الحَكَمِ الشَّطَوِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، عَنْ طَلْحَةَ بنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَتْ: أَدْرَكَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي جَنَازَةِ صَبِيٍّ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: طُوبَى لَهُ، عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيْرِ الجَنَّةِ. قَالَ: "وَمَا يُدْرِيْكِ يَا عَائِشَةُ! إِنَّ اللهَ خَلَقَ الجَنَّةَ وخلق لها أهلا، وهم في أصلاب آبائهم، وَخَلَقَ النَّارَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلاً، وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبَائِهِم" 2. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ طَلْحَةَ، وَهُوَ مِمَّا يُنْكَرُ مِنْ حَدِيْثِهِ، لَكِنْ أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَه.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "36"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 790"، وميزان الاعتدال "1/ 134"، ولسان الميزان "1/ 260". 2 صحيح: أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ "2662" "31"، وَأَبُو دَاوُدَ "4713"، وَالنَّسَائِيُّ "4/ 57"، وَابْنُ مَاجَهْ "82".

ابن سابور والعسكري

ابن سابور والعسكري: 2771- ابن سابور 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَابُوْرَ البَغْدَادِيُّ، الدَّقَّاقُ. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبَا نُعَيْمٍ عُبَيْدَ اللهِ بنَ هِشَامٍ الحَلَبِيَّ، وَنَصْرَ بن علي الجهضمي، وعدة. حدث عنه: أبو عمر بن حيويه، والقاضي أبو بكر الأبهري، وأبو بكر بن المقرئ، وَآخَرُوْنَ. نَقَلَ الخَطِيْبُ تَوثِيقَه، وَأَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: عَاشَ نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. 2772- العسكري 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ العَسْكَرِيُّ، نَزِيْلُ الرَّيِّ. حَدَّثَ عَنْ: عَمْرِو بنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُثَنَّى، وَيَعْقُوْبَ الدَّوْرَقِيِّ، وَالزُّبَيْرِ بنِ بَكَّارٍ، وَطَبَقَتِهِم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخِ، وَأَبُو بَكْرٍ القَبَّابُ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ مَطَرٍ، وَآخَرُوْنَ. وَمِنْ تَآلِيْفِهِ كِتَابُ "السَّرَائِرِ"، وَغَيْرُ ذَلِكَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، بِالرَّيِّ. وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ وَفَاةً: مَأْمُوْنٌ الرَّازِيُّ. قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْه فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ العسكري من الثقات، يحفظ ويصنف. وَقَالَ الشِّيْرَازِيُّ فِي "الأَلْقَابِ": كَانَ العَسْكَرِيُّ يُقَالُ لَهُ: شُقَيْرٌ الحَافِظُ. وَقَالَ الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ: كَانَ أَحَدَ الجَوَّالِينَ، كَثِيْرَ التَّصنِيفِ، أَقَامَ بِنَيْسَابُوْرَ عَلَى تِجَارَةٍ لَهُ مُدَّةً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ سَعِيْدٍ العَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ حَمَّادٍ، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي بَانَةُ بِنْتُ بَهْزِ بنِ حَكِيْمٍ، عَنْ أَبِيْهَا، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ سَبَّحَ عِنْدَ غُرُوْبِ الشَّمْسِ سَبْعِيْنَ تَسْبِيْحَةً، غَفَرَ اللهُ لَهُ سَائِرَ عَمَلِهِ". حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ. وَبَانَةُ: مَجْهُوْلَةٌ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 225"، والعبر "2/ 155"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 266". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 750"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 246".

أبو لبيد

2773- أبو لبيد 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ الصَّادِقُ، أَبُو لَبِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ إِيَاسٍ السَّامِيُّ، السَّرَخْسِيُّ. سَمِعَ: سُوَيْدَ بنَ سَعِيْدٍ، وَأَبَا مُصْعَبٍ الزُّهْرِيَّ، وَإِسْحَاقَ بنَ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَهَنَّادَ بنَ السَّرِيِّ، وَمَحْمُوْدَ بنَ غَيْلاَنَ، وَأَبَا كُرَيْبٍ، وَطَبَقَتَهُم. وَعُمِّرَ دهراُ، وَرَحَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِمَامُ الأَئِمَّةِ؛ ابن خزيمة، وأحمد بن سلمة الحافظ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ الوَرَّاقُ، وَزَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ الكَرَابِيْسِيُّ البَصْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ، أخبرنا زاهر، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ التَّمِيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو لَبِيْدٍ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَنْبَسَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ فِي المَوْتِ، فَحَدَّثَنِي، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَبِيْبَةَ: أَنَّهَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنْ صَلَّى مِنَ النَّهَار ثِنْتَيْ عَشْرَة رَكْعَةً تَطَوُّعاً، بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ". قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا تَرَكتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ عَنْبَسَةُ: وَأَنَا -وَاللهِ- مَا تَرَكْتُهُنَّ. وَقَالَ عَمْرٌو مِثْلَ ذَلِكَ. وَقَالَ النُّعْمَانُ مِثْلَ ذَلِكَ2. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عن داود بن أبي هند.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 157"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 181"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 215". 2 صحيح: أخرجه مسلم "728"، وأبو داود "1250"، والترمذي "415"، والنسائي "3/ 261"، وابن ماجة "1141".

الفرائضي وأحمد بن القاسم

الفرائضي وأحمد بن القاسم: 2774- الفرائضي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ المُقْرِئُ، أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بن القاسم بن نَصْرٍ البَغْدَادِيُّ، الفَقِيْهُ، الفرَائِضِيُّ. سَمِعَ: عَبْدَ الأَعْلَى بنَ حَمَّادٍ النَّرْسِيَّ، وَسُرَيْجَ بنَ يُوْنُسَ، وَعُبَيْدَ اللهِ القَوَارِيْرِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَعِدَّةً. وَكَانَ بَصِيْراً بِحَرفِ أَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ، إِمَاماً فِي الفِقْهِ، كَبِيرَ الشَّأْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ بنُ البَوَّابِ، وَأَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَقَدْ وُثِّقَ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخُوْهُ: المُحَدِّثُ الثِّقَةُ: أَبُو بَكْرٍ: 2775- أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ 2: أَخُو أَبِي اللَّيْثِ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ لُوَيْناً، وَإِسْحَاقَ بنَ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَأَبَا هَمَّامٍ، وَالحَسَنَ بنَ حَمَّادٍ سَجَّادَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ، وَأَبُو حَفْصٍ الكَتَّانِيُّ. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ. وَعَاشَ ثَمَانِياً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. مَاتَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فِي ذي الحجة. وَمَاتَ مَعَ أَبِي اللَّيْثِ: الحَسَنُ بنُ دَكَّةَ الأَصْبَهَانِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو ذرٍّ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ البُخَارِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الخَلِيْلِ الجَلاَّبُ، وَمَحْمُوْدُ بنُ عَنْبَرٍ النَّسفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَشْعَثِ الكُوْفِيُّ بِمِصْرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ الأَنْدَلُسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ محمد البلخي الذهبي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 295"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 204"، والعبر "2/ 160"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 216"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 269". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 352"، والعبر "2/ 181"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 285".

الجريري والبهراني

الجريري والبهراني: 2776- الجريري 1: شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الجُرَيْرِيُّ الزَّاهِدُ. قِيْلَ: اسْمُهُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنٍ وَقِيْلَ: عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى. وَقِيْلَ: حَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ. لَقِيَ السَّرِيَّ السَّقَطِيَّ وَالكِبَارَ، وَرَافَقَ الجُنَيْدَ، وَكَانَ الجُنَيْدُ يَتَأَدَّبُ مَعَهُ، وَإِذَا تَكَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنَ الحَقَائِقِ، قَالَ: هَذَا مِنْ بَابَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ الجُنَيْدُ، أَجلَسُوهُ مَكَانَهُ، وَأَخَذُوا عَنْهُ آدَابَ القَوْمِ. حَجَّ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ، فَقُتِلَ فِي رُجُوعِه يَوْمَ وَقعَةِ الهبِيْرِ، وَطِئَتْهُ الجِمَالُ النَّافِرَةُ، فَمَاتَ شَهِيْداً، وَذَلِكَ فِي أَوَائِلِ المُحَرَّمِ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَهُوَ في عشر التسعين. 2777- البَهْرَانِيُّ 2: مُحَمَّدُ بنُ تَمَّامِ بنِ صَالِحٍ، المُحَدِّثُ، العَالِمُ، أَبُو بَكْرٍ البَهْرَانِيُّ، الحِمْصِيُّ. سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ مُصَفَّى، وَالمُسَيَّبِ بنِ وَاضِحٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ المَصِّيْصِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ خُبَيْقٍ الأَنْطَاكِيِّ، وَطَبَقَتِهِم، وَمُحَمَّدِ بنِ آدَمَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَالحَسَنُ بنُ مُنَيْرٍ، وَالفَضْلُ بنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الرَّبعِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ: حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ آدَمَ المَصِّيْصِيِّ بِمَنَاكِيْرَ. قُلْتُ: لاَ أَظُنُّ بِهِ بَأْساً. مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَيُكشَفُ هَلْ خَرَّجَ لَهُ ابْنُ حِبَّانَ في "صحيحه"؟

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 617"، وتاريخ بغداد "4/ 430"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 174". 2 ترجمته في ميزان الاعتدال "3/ 494"، ولسان الميزان "5/ 97".

الشعراني وابن الجصاص

الشعراني وابن الجصاص: 2778- الشعراني: الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ حَفْصِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الشَّعْرَانِيُّ، الجُوَيْنِيُّ الأَصْلِ، أَحَدُ الأَثبَاتِ. سَمِعَ: إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، وأبا كريب، وعبد الجبار بن العلاء، وَمُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ، وَأَمثَالَهُم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، وَزَاهِرٌ السَّرَخْسِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: هُوَ شَيْخٌ، ثِقَةٌ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ فِي "الأَنْسَابِ": هُوَ مُحَمَّدُ بنُ حَفْصٍ الآزَاذْوَارِيُّ. وَآزَاذْوَارُ: قَريَةٌ مِنْ قُرَى جُوَيْنَ. قُلْتُ: هُوَ مشهور بالشعراني. 2779- ابن الجصاص 1: الصَّدْرُ الرَّئِيسُ، ذُو الأَمْوَالِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجَصَّاصِ البَغْدَادِيُّ، الجَوْهَرِيُّ، التَّاجِرُ، الصَّفَّارُ. قَالَ ابْنُ طُوْلُوْنَ: لاَ يُبَاعُ لَنَا شَيْءٌ إلَّا عَلَى يَدِ ابْنِ الجَصَّاصِ. وَعَنْهُ قَالَ: كُنْتُ يَوْماً فِي الدِّهْلِيزِ، فَخَرَجَتْ قَهْرَمَانَةٌ مَعَهَا مائَةُ حَبَّةِ جَوْهَرٍ، تُسَاوِي الحبة ألف دينار، فقالت: نريد أن نخرط هَذَا الحَبَّ حَتَّى يَصْغُرَ، فَأَخَذْتُهُ مِنْهَا مُسْرِعاً، وَجَمَعتُ سَائِرَ نَهَارِي مِنَ الحَبِّ بِمائَةِ أَلفِ دِرْهَمٍ، الوَاحِدَةُ بِأَلفٍ، وَأَتَيتُ بِهِ القَهْرَمَانَةَ، وَقُلْتُ: قد خرطنا هذا. يَعْنِي: فَربحَ فِيْهِ -فِي يَوْمٍ- بَضْعَةً وَتِسْعِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ. وَلَمَّا تَزَوَّجَ المُعتَضِدُ بِاللهِ بِقَطْرِ النَّدَى بِنْتِ خُمَارَوَيْه صَاحِبِ مِصْرَ، نَفَّذَهَا أَبُوْهَا مَعَ ابْنِ الجَصَّاصِ فِي جِهَازٍ عَظِيْمٍ وَتُحَفٍ وَجَوَاهرَ تَتجَاوزُ الوَصْفَ، فَنَصَحَهَا ابْنُ الجَصَّاصِ، وَقَالَ: هَذَا شَيْءٌُ كَثِيْرٌ، وَالأَوقَاتُ تَتَغيَّرُ، فَلَو أَودَعتِ مِنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ يَا عمِّ. وَأَودَعَتْهُ نفَائِسَ ثَمِينَةً، فَاتَّفَقَ أَنَّهَا أُدخِلَتْ عَلَى المُعْتَضِد، وَكَرُمَتْ عَلَيْهِ، وَحَمَلَتْ مِنْهُ، ثُمَّ مَاتَتْ فِي النفاس بغتة، وزادت أموال ابن

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 211"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 77"، والعبر "2/ 121"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 185"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 238".

الجَصَّاصِ إِلَى الغَايَةِ، وَنَظَرَتْ إِلَيْهِ الأَعْيُنُ، فَلَمَّا كَانَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ، قَبَضَ عَلَيْهِ المُقْتَدِرُ، وَكُبِسَتْ دَارُهُ، وَأَخَذُوا لَهُ مِنَ الذَّهَبِ وَالجَوهَرِ مَا قُوِّمَ بِأَرْبَعَةَ آلاَفِ أَلفِ دِيْنَارٍ. وَقَالَ أَبُو الفَرَجِ فِي "المُنْتَظَمِ": أَخَذُوا مِنْهُ مَا مِقْدَارُهُ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفَ أَلْفِ دِيْنَارٍ عَيناً، وَوَرِقاً، وَخَيْلاً، وَقُمَاشاً، فَقِيْلَ: كَانَ جُلُّ مَالِهِ مِنْ بِنْتِ خُمَارَوَيْه. وحكَى بَعْضُهُم، قَالَ: دَخَلتُ دَارَ ابْنِ الجَصَّاصِ وَالقَبَّانِيُّ بَيْنَ يَدَيْهِ يُقَبِّنُ سَبَائِكَ الذَّهَبِ. قَالَ التَّنُوْخِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو الحُسَيْنِ بنُ عَيَّاشٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَمَاعَةً مِنْ ثِقَاتِ الكُتَّابِ يَقُولُوْنَ: إِنَّهُم حَضَرُوا مُصَادَرَةَ ابْنِ الجَصَّاصِ، فَكَانَتْ سِتَّةَ آلاَفِ أَلفِ دِيْنَارٍ، هذا سوى ما أخذ من داره وبعدما بَقِيَ لَهُ. قَالَ التَّنُوْخِيُّ: لَمَّا صُودِرَ، كَانَ فِي دَارِهِ سَبْعُ مائَةِ مُزَمَّلَةِ خَيْزُرَانَ. وَيُحَكَى عَنْهُ بَلَهٌ وَتَغْفِيلٌ، مَرَّ بِهِ صَدِيْقٌ، فَقَالَ له: كيف أنت؟ فقال ابْنُ الجَصَّاصِ: الدُّنْيَا كُلُّهَا مَحمُوْمَةٌ. وَكَانَ قَدْ حُمَّ. وَنَظَرَ مَرَّةً فِي المِرآةِ، فَقَالَ لِصَاحِبِهِ: تَرَى لِحْيَتِي طَالَتْ؟ فَقَالَ: المِرْآةُ فِي يَدِكَ. قَالَ: الشَّاهِدُ يَرَى مَا لاَ يَرَى الغَائِبُ. وَدَخَلَ يَوْماً عَلَى الوَزِيْرِ ابْنِ الفُرَاتِ، فَقَالَ: عِنْدَنَا كِلاَبٌ يَحرِمُوننَا نَنَامَ. فَقَالَ الوَزِيْرُ: لَعَلَّهُم جِرَاءٌ؟ قَالَ: بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ فِي قَدِّي وَقَدِّكَ. وَدَعَا، فَقَالَ: حَسْبِي اللهُ وَأَنبيَاؤُه وَمَلاَئِكتُه، اللَّهُمَّ أَعِدْ مِنْ بَرَكَةِ دُعَائِنَا عَلَى أَهْلِ القُصُورِ فِي قُصُورِهِم، وَعَلَى أَهْلِ الكنَائِسِ فِي كنَائِسِهِم. وَفَرَغَ مِنَ الأَكْلِ، فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي لاَ يُحلَفُ بِأَعظَمَ مِنْهُ. وَكَانَ مَعَ الخَاقَانِيِّ فِي مَرْكِبٍ وَبِيَدِهِ كُرَةُ كَافُوْرٍ، فَبَصَقَ فِي وَجْهِ الوَزِيْرِ، وَأَلْقَى الكَافُوْرَةَ فِي دِجْلَةَ، ثُمَّ أَفَاقَ وَاعْتَذَرَ، وَقَالَ: إِنَّمَا أَرَدتُ أَنْ أَبْصُقَ فِي وَجْهِكَ وَأُلْقِيَهَا فِي المَاءِ، فَغَلِطْتُ فَقَالَ: كَانَ كَذَلِكَ يَا جَاهِلُ. قَالَ التَّنُوْخِيُّ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ وَرْقَاءَ الأَمِيْرُ، قَالَ: اجتَزتُ بِابْنِ الجَصَّاصِ وَكَانَ مُصَاهرِي، فَرَأَيْتُهُ عَلَى حُوْشِ دَارِهِ حَافِياً حَاسِراً، يَعْدُو كَالمَجْنُوْنِ، فَلَمَّا رَآنِي، استحيى، فقلت: مالك؟ قَالَ: يَحُقُّ لِي، أَخَذُوا مِنِّي أَمراً عَظِيْماً. فَسَلَّمْتُهُ، وَقُلْتُ: مَا بَقِيَ يَكْفِي، وَإِنَّمَا يَقْلَقُ هَذَا القَلَقَ مَنْ يَخَافُ الحَاجَةَ، فَاصْبِرْ حَتَّى أُبيِّنَ لَكَ غِنَاكَ. قَالَ: هَاتِ. قُلْتُ: أَلَيْسَ دَارُكَ هَذِهِ بِآلَتِهَا وَفُرُشِهَا لَكَ؟ وَعَِقَارُكَ بِالكَرْخِ وَضِيَاعُكَ؟ قَالَ: بَلَى. فَمَا زِلْتُ أُحَاسِبُه حَتَّى

بَلَغَ قِيمَةَ سَبْعِ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ، ثُمَّ قُلْتُ: وَاصْدُقْنِي عَمَّا سَلِمَ لَكَ. فَحَسبْنَاهُ، فَإِذَا هُوَ بِثَلاَثِ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ، قُلْتُ: فَمَنْ له ألف أَلفِ دِيْنَارٍ بِبَغْدَادَ؟! هَذَا وَجَاهُكَ قَائِمٌ، فَلِمَ تَغْتَمُّ؟ فَسَجَدَ للهِ، وَحَمِدَهُ، وَبَكَى، وَقَالَ: أَنْقَذَنِي اللهُ بِكَ، مَا عَزَّانِي أَحَدٌ بِأَنفَعَ مِنْ تَعْزِيَتِكَ، مَا أَكَلتُ شَيْئاً مُنْذُ ثَلاَثٍ، فَأَقِمْ عِنْدِي لِنَأْكُلَ وَنَتَحَدَّثَ. فَأَقَمتُ عِنْدَهُ يَوْمِيْنِ. قَالَ التَّنُوْخِيُّ: اجتَمَعتُ بِأَبِي عَلِيٍّ -وَلَدِ ابْنِ الجَصَّاصِ- فَسَأَلْتُهُ عَمَّا يُحْكَى عَنْ أَبِيْهِ مِنْ أَنَّ الإمام قرأ: {وَلا ضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، فَقَالَ: إِيْ لَعَمْرِي، "بَدَلاً مِنْ آمِيْنَ". وَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُقَبِّلَ رَأْسَ الوَزِيْرِ، فَقَالَ: إِنَّ فِيْهِ دُهْناً. فَقَالَ: أُقَبِّلْهُ وَلَوْ كَانَ فِيْهِ خَرَا. وَأَنَّهُ وَصفَ مُصْحَفاً عَتِيْقاً، فَقَالَ: كِسْرَوِيٌّ؟ فَقَالَ: غَالِبُهُ كَذِبٌ، وَمَا كَانَتْ فِيْهِ سَلاَمَةٌ تُخْرِجُهُ إِلَى هَذَا، كَانَ مِنْ أَدهَى النَّاسِ، وَلَكِنْ كَانَ يَفْعَلُ بِحَضْرَةِ الوَزِيْرِ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُصَوِّرَ نَفْسَهُ بِبَلَهٍ لِيَأْمَنَهُ الوُزَرَاءُ لِكَثْرَةِ خَلْوَتِهِ بِالخُلَفَاءِ. فَأَنَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيْثٍ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ ابْنَ الفُرَاتِ لَمَّا وَزَرَ، قَصَدَنِي قَصْداً قَبِيحاً كَانَ فِي نَفْسِهِ عَلَيَّ، وَبَالَغَ، وَكَانَ عِنْدِي ذَلِكَ الوَقْتَ سَبْعَةُ آلاَفِ أَلفِ دِيْنَارٍ، عَيْناً وَجَوْهَراً، فَفَكَّرتُ، فَوَقَعَ لِيَ الرَّأْيُ فِي السَّحَرِ، فَمَضَيْتُ إِلَى دَارِهِ، فَدَقَقْتُ، فَقَالَ البَوَّابُوْنَ: مَاذَا وَقْتُ وُصُولٍ إِلَيْهِ؟ فَقُلْتُ: عَرِّفُوا الحُجَّابَ أَنِّي جِئْتُ لِمُهِمٍّ. فَعَرَّفُوهُم، فَخَرَجَ إِلَيَّ حَاجِبٌ، فَقَالَ: إِلَى سَاعَةٍ. فَقُلْتُ: الأَمْرُ أَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ فَنَبَّهَ الوَزِيْرَ، وَدَخَلتُ وَحَولَ سَرِيْرِهِ خمسون نفسًا حفظة وهو مرتاع، فرفعني، وَقَالَ: مَا الأَمْرُ؟ قُلْتُ: خَيْرٌ، هُوَ أَمرٌ يَخُصُّنِي. فَسَكَنَ، وَصَرَفَ مَنْ حَوْلَهُ، فَقُلْتُ: إِنَّك قَصَدتَنِي، وَشَرَعتَ يَا هَذَا تُؤْذِينِي، وَتَتَفَرَّغُ لِي، وَتَعْمَلُ فِي هَلاَكِي، وَلَعَمرِي لَقَدْ أَسَأْتُ فِي خِدْمَتِكَ، وَلَقَدْ جَهِدتُ فِي اسْتِصْلاَحِكَ، فَلَمْ يُغْنِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَضعَفَ مِنَ الهِرِّ، وَإِذَا عَاثَ فِي دُكَانَ الفَامِي، فَظَفِرَ بِهِ، وَلَزَّهُ، وَثَبَ وَخَمَشَ، فَإِنْ صَلُحتَ لِي وَإِلاَّ -وَاللهِ- لأَقصُدَنَّ الخَلِيْفَةَ، وَأَحْمِلَ إِلَيْهِ أَلفَيْ أَلفِ دِيْنَارٍ، وَأَقُولَ: سَلِّمِ ابْنَ الفُرَاتِ إِلَى فُلاَنٍ وَأَعطِهِ الوِزَارَةَ، فَيَفْعَلَ، وَيُعَذِّبَكَ، وَيَأْخُذَ مِنْكَ فِي قَدْرِهَا، وَيُعظِمَ قَدرِي بِعَزْلِي وَزِيْراً وَإِقَامَتِي وَزِيْراً. فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللهِ! وَتَستَحِلُّ هَذَا؟ قُلْتُ: أَنْتَ أَحْوَجْتَنِي، وَإِلاَّ فَاحْلِفْ لِيَ السَّاعَةَ عَلَى إِنصَافِي. فَقَالَ: وَتَحلِفُ أَنْتَ كَذَلِكَ: وَعَلَيَّ حُسْنُ الطَّاعَةِ وَالمُؤَازَرَةِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: لَعَنَكَ اللهُ يَا إِبْلِيْسُ، لَقَدْ سَحَرْتَنِي. وَأَخَذَ دَوَاةً، وَعَمِلنَا نُسْخَةَ اليَمِيْنِ، وَحَلَّفْتُه أَوَّلاً، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! لَقَدْ عَظُمتَ فِي نَفْسِي، مَا كَانَ المُقْتَدِرُ عِنْدَهُ فَرقٌ بَيْنَ كَفَاءتِي وَبَيْنَ أَصغَرِ كُتَّابِي مَعَ الذَّهَبِ، فَاكتُمْ مَا جَرَى. فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ! ثُمَّ قَالَ: تَعَالَ غَداً، فَسَتَرَى مَا أُعَامِلُكَ بِهِ. فَعُدْتُ إِلَى دَارِي، وَمَا طَلَعَ الفَجْرُ. فَقَالَ: ابْنُهُ أَفَهَذَا فِعْلُ مَنْ يُحَكَى عَنْهُ تِلْكَ الحِكَايَاتِ؟ قُلْتُ: لاَ. قُلْتُ: لَعَلَّ بِهَذِهِ الحَرَكَةِ أَضْمَرَ لَهُ الوَزِيْرُ الشَّرَّ، فَنَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ. تُوُفِّيَ ابْنُ الجَصَّاصِ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ أسن.

ابن خاقان وابن الفرات

ابن خاقان وابن الفرات: 2780- ابن خاقان 1: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ، ابْنُ الوَزِيْرِ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدٍ ابْنِ الوَزِيْر أَبِي الحَسَنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ خَاقَانَ الخَاقَانِيُّ. من بَيْتِ وِزَارَةٍ. وَكَانَ ذَا لَسَنٍ، وَبَلاَغَةٍ، وَآدَابٍ، وَحُسنِ كِتَابَةٍ، وَجُودٍ وَإِفضَالٍ، وَثَروَةٍ وَأَمْوَالٍ. وَلِيَ الوِزَارَةَ لِلْمُقْتَدِرِ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، بِإِشَارَةِ مُؤْنِسٍ الخَادِمِ، وَكَانَ سَائِساً مُمَارِساً، خَبِيْراً بِالأُمُورِ، ثُمَّ قُبِضَ عَلَيْهِ بَعْدَ ثَمَانيَةَ عَشَرَ شَهْراً، وَرُسِمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ تَعَلَّلَ، وَمَاتَ فِي شَهْر رَجَبٍ، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2781- ابْنُ الفُرَاتِ 2: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بنِ الحَسَنِ بنِ الفُرَاتِ العَاقُوْلِيُّ، الكَاتِبُ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: ابتَاعَ جَدُّهُم ضِيَاعاً بِالعَاقُوْلِ، وَانْتَقَلَ إِلَيْهَا، فَنُسِبُوا إِلَى العَاقُوْلِ. كَانَ ابْنُ الفُرَاتِ يَتَوَلَّى أَمرَ الدَّوَاوِيْنِ زَمَنَ المُكْتَفِي، فَلَمَّا وَلِيَ المُقْتَدِرُ، وَوَزَرَ لَهُ العَبَّاسُ بنُ الحَسَنِ، بَقِيَ ابْنُ الفُرَاتِ عَلَى وِلاَيَتِهِ، فجرت فِتْنَةُ ابْنِ المُعْتَزِّ، وَقُتِلَ العَبَّاسُ الوَزِيْرُ، فَوَزَرَ ابْنُ الفُرَاتِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ، وَتَمَكَّنَ، فَأَحسَنَ وَعَدَلَ، وَكَانَ سَمحاً مِفضَالاً مُحْتَشِماً، رَأْساً فِي حِسَابِ الدِّيْوَانِ، لَهُ ثَلاَثَةُ بَنِيْنَ؛ المُحَسَّنُ وَالفَضْلُ وَالحُسَيْنُ، ثُمَّ عُزِلَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ، ثُمَّ وَزَرَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ إِثرَ عَزلِ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى، ثُمَّ عُزِلَ بَعْدَ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْراً بِحَامِدِ بنِ العَبَّاسِ، ثُمَّ وَلِيَهَا سَنَةَ "311"، وَوَلَّى وَلَدَهُ المُحَسّنَ الدَّوَاوِيْنَ، فَعَسَفَ وَصَادَرَ وَعَذَّبَ، وَظَلَمَ أَبُوْهُ أَيْضاً، وَاسْتَأْصَلَ جَمَاعَةً، فَعُزِلَ بَعْدَ سَنَةٍ إلَّا أَيَّاماً. وَقِيْلَ: إِنَّهُ وَصَلَ المُحَدِّثِيْنَ بِعِشْرِيْنَ أَلْفَ درهم.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 195"، والعبر "2/ 151"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 264". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 190"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 487"، والعبر "2/ 152"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 213".

وَذَكَرَ جَمَاعَةٌ: أَنَّ صَاحِبَ خَبَرِ ابْنِ الفُرَاتِ رُفِعَ إِلَيْهِ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَربَابِ الحَوَائِجِ اشْتَرَى خُبزاً وَجُبْناً، فَأَكَلَهُ فِي الدِّهلِيزِ، فَأَقْلَقَهُ هَذَا، وَأَمرَ بِنَصْبِ مَطْبَخٍ لِمَنْ يَحضُرُ مِنْ أَربَابِ الحَوَائِجِ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ طُوْلَ أَيَّامِه. قَالَ ابْنُ فَارِسٍ اللُّغَوِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو الحَسَنِ البَصْرِيُّ: قَالَ لِي رَجُلٌ: كُنْتُ أَخدُمُ الوَزِيْرَ ابْنَ الفُرَاتِ، فَحُبِسَ وَلَهُ عِنْدِي خَمْسُ مائَةِ دِيْنَارٍ، فَتَلَطَّفْتُ بِالسَّجَّانِ حَتَّى أُدخِلْتُ، فَلَمَّا رَآنِي، تَعَجَّبَ، وَقَالَ: أَلَكَ حَاجَةٌ؟ فَأَخْرَجتُ الذَّهَبَ، وَقُلْتُ: تَنْتَفِعُ بِهَذَا. فَأَخَذَهُ مِنِّي، ثُمَّ رَدَّهُ، وَقَالَ: يَكُوْن عِنْدَك وَدِيعَةً. فَرَجَعتُ، ثُمَّ أُفْرِجَ عَنْهُ بَعْدَ مُدَّةٍ، وَعَادَ إِلَى دَسْتِهِ، فَأَتَيْتُه، فَطَأَطَأَ رأْسَهُ، وَلَمْ يَمْلأْ عَيْنَيْهِ مِنِّي، وَطَال إِعْرَاضُهُ، حَتَّى أَنفَقتُ الذَّهَبَ، وَسَاءتْ حَالِي إِلَى يَوْمٍ، فَقَالَ لِي: وَرَدَتْ سُفُنٌ مِنَ الهِنْدِ، ففسرهَا وَاقْبِضْ حَقَّ بَيْتِ المَالِ، وَخُذْ رَسْمَنَا. فَعُدتُ إِلَى بَيْتِي، فَأَعطَتْنِي المَرْأَةُ خِمَاراً وَقُرْطَتَيْنِ، فَبِعتُ ذَلِكَ، وَتَجَهَّزتُ بِهِ، وَانحَدَرْتُ، وَفَسَّرْتُ السُّفنَ، وَقَبَضْتُ الحَقَّ وَرَسَمَ الوَزِيْرِ، وَأَتَيْتُ بَغْدَادَ، فَقَالَ الوَزِيْرُ: سَلِّمْ حَقَّ بَيْتِ المَالِ، وَاقبِضِ الرَّسْمَ إِلَى بَيْتِكَ. قُلْتُ: هُوَ خَمْسَةٌ وَعِشْرُوْنَ أَلفَ دِيْنَارٍ. قَالَ: فَحَفِظتُهَا، وَطَالَتِ المُدَّةُ، وَرَأَى فِي وَجْهِي ضُرّاً، فَقَالَ: ادْنُ مِنِّي، مَا لِي أَرَاكَ متغير اللون، سيء الحَالِ. فَحَدَّثْتُهُ بِقِصَّتِي، قَالَ: وَيْحَكَ! وَأَنْت مِمَّنْ يُنفِقُ فِي مُدَّةٍ يَسِيْرَةٍ خَمْسَةً وَعِشْرِيْنَ أَلْفاً؟! قُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ لِي ذَلِكَ؟ قَالَ: يَا جَاهِلُ! مَا قُلْتُ لَكَ احْمِلْهَا إِلَى مَنْزِلِكَ، أَتُرَانِي لَمْ أَجِدْ مَنْ أُوْدِعُهُ غَيْرَكَ؟ وَيْحَكَ! أَمَا رَأَيْتَ إِعرَاضِي عَنْكَ؟ إِنَّمَا كَانَ حَيَاءً مِنْكَ، وَتَذَكَّرتُ جَمِيْلَ صُنْعِكَ وَأَنَا مَحْبُوْسٌ، فَصِرْ إِلَى مَنْزِلِكَ، وَاتَّسِعْ فِي النَّفَقَةِ، وَأَنَا أُفَكِّرُ لَكَ فِي غَيْرِ ذَلِكَ. ذَكَرَ ابْنُ مُقْلَةَ أَنَّهُ حَضَرَ مَجْلِسَ ابْنِ الفُرَاتِ فِي أَوَّلِ وَزَارَتِهِ، فَأُدخِلَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ فِي مِحَفَّةٍ، فَدَفَعَ الوَزِيْرُ إِلَيْهِ عَشْرَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ سِرّاً، فَأَنْشَدَ: أَيَادِيكَ عِنْدِي مُعَظَّمَاتٌ جَلاَئِلُ ... طَوَالَ المدَى شُكْرِي لَهُنَّ قَصِيْرُ فَإِنْ كُنْتَ عَنْ شُكْرِي غَنِيّاً فَإِنَّنِي ... إِلَى شُكْرِ مَا أَوْلَيْتَنِي لَفَقِيْرُ قِيْلَ: كَانَ ابْنُ الفُرَاتِ يَلتَذُّ بِقَضَاءِ حَوَائِجِ الرَّعِيَّةِ، وَمَا رَدَّ أَحَداً قَطُّ عَنْ حَاجَةٍ رَدَّ آيِسٍ، بَلْ يَقُوْلُ: تُعَاوِدُنِي أَوْ يَقُوْلُ: أُعَوِّضُك مِنْ هَذَا. سَمِعَ: الصُّوْلِيُّ عُبَيْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ يَقُوْلُ: حِيْنَ وَزَرَ ابْنُ الفُرَاتِ، مَا افْتَقَرَتِ الوِزَارَةُ إِلَى أَحَدٍ قَطُّ افْتِقَارَهَا إِلَيْهِ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: لَمَّا قُبِضَ عَلَى ابْنِ الفُرَاتِ، نَظَرنَا، فَإِذَا هُوَ يُجرِي عَلَى خَمْسَةِ آلاَفِ نَفْسٍ،

أَقَلُّ جَارِي أَحَدِهِم فِي الشَّهْرِ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ وَنِصْفُ قفيز دَقِيْقٍِ، وَأَعلاَهُم مائَةُ دِيْنَارٍ وَعَشْرَةُ أَقْفِزَةٍ. الصُّوْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ العَبَّاسِ النَّوْفَلِيُّ: أَنَّهُم كَانُوا يُجَالسُوْنَ ابْنَ الفُرَاتِ قَبْلَ الوِزَارَةِ، وَجَلَسَ مَعَهُم لَيْلَةً لَمَّا وَزَرَ، فَلَمْ يَجِئِ الفَرَّاشُونَ بِالتُّكَأِ، فَغَضِبَ عَلَيْهِم، وَقَالَ: إِنَّمَا رَفَعَنِي اللهُ لأَضَعَ مِن جُلَسَائِي؟! وَاللهِ! لاَ جَالَسُونِي إلَّا بِتُكَاءينِ. فَكُنَّا كَذَلِكَ لَيَالِي حَتَّى اسْتَعفَينَا، فَقَالَ: وَاللهِ مَا أُرِيدُ الدُّنْيَا إلَّا لِخَيْرٍ أُقَدِّمُه، أَوْ صَدِيْقٍ أَنْفَعُه، وَلَوْلاَ أَنَّ النُّزَولَ عَنِ الصَّدْرِ سُخْفٌ لاَ يَصْلُحُ لِمِثْلِ حَالِي، لَسَاوَيْتُكُم فِي المَجْلِسِ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: لَمْ أَسْمَعْهُ قَطُّ دَعَا أَحَداً مِنْ كُتَّابِهِ بِغَيْرِ كُنْيَتِهِ، وَمَرِضَ مَرَّةً، فَقَالَ: مَا غَمِّي بِعِلَّتِي بِأَشَدَّ مِنْ غَمِّي بِتَأَخُّرِ حَوَائِجِ النَّاسِ وَفِيْهِمُ المُضْطَّرُ. وَكَانَ يَمنَعُ النَّاسَ مِنَ المَشْيِ بَيْنَ يَدَيْهِ. وَمِنْ شِعْرِهِ -وَيُقَالُ: مَا عَمِلَ غَيْرَهُمَا: مُعَذِّبَتِي هَلْ لِي إِلَى الوَصْلِ حِيلَةٌ ... وَهَل إِلَى اسْتَعطَافِ قَلْبكِ مِنْ وَجْهِ فَلاَ خَيْرَ فِي الدُّنْيَا وَأَنْتِ بَخِيْلَةٌ ... وَلاَ خَيْرَ فِي وَصْلٍ يَجِيْءُ عَلَى كُرْهِ وَبَلَغَنَا أَن ابْن الفُرَاتِ كَانَ يَسْتَغِلُّ مِنْ أَملاَكه إِلَى أَنْ أُعيد إِلَى الوزرَاة سَبْعَة آلاَف أَلف دِيْنَار، لأَنَّه -فِيْمَا قِيْلَ: كَانَ يُحَصِّلُ مِنْ ضيَاعه فِي العَام أَلفِي أَلف دِيْنَار. وَقِيْلَ عَنْهُ: إِنَّهُ كَاتَبَ العَرَبَ أَنْ يَكْبِسُوا بَغْدَادَ. فَاللهُ أَعْلَمُ. وَلَمَّا وَزَرَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ، خُلِعَ عَلَيْهِ سَبْعُ خِلَعٍ، وَسُقِيَ يَوْمَئِذٍ فِي دَارِهِ أَرْبَعُوْنَ أَلْفَ رِطْلِ ثَلْجٍ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: مَدَحتُهُ، فَوَصَلَنِي بِسِتِّ مائَةِ دِيْنَارٍ. قَالَ عَلِيُّ بنُ هِشَامٍ الكَاتِبُ: دَخَلتُ عَلَى ابْنِ الفُرَاتِ فِي وِزَارَتِهِ الثَّالِثَةِ وَقَدْ غَلَبَ ابْنُهُ المُحَسّنُ عَلَيْهِ فِي أَكْثَرِ أُمُوْرِه، فَقِيْلَ لَهُ: هُوَ ذَا يُسرِفُ أَبُو أَحْمَدَ المُحَسّنُ فِي مَكَارِهِ النَّاسِ بِلاَ فائدة، ويضرب من يؤذي بِغَيْرِ ضَرْبٍ. فَقَالَ: لَوْ لَمْ يَفْعَلْ هَذَا بِأَعدَائِهِ وَمَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ، لَمَا كَانَ مِنْ أَوْلاَدِ الأَحرَارِ، وَلَكَانَ مَيِّتاً، وَقَدْ أَحسَنتُ إِلَى النَّاسِ دفعَتَيْنِ، فَمَا شَكَرُونِي، وَاللهِ لأُسِيْئَنَّ. فَمَا مضت إلَّا أَيَّامٌ يَسِيْرَةٌ حَتَّى قُبِضَ عَلَيْهِ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: لَمَّا وَزَرَ ابْنُ الفُرَاتِ ثَالِثاً، خَرَجَ مُتَغَيِّظاً عَلَى النَّاسِ لِمَا كَانَ فَعَلَه حَامِدٌ الوزير

بِابْنِهِ المُحَسَّنِ، فَأَطلَقَ يَدَ ابْنِه عَلَى النَّاسِ، فَقَتَلَ حَامِداً بِالعَذَابِ، وَأَبارَ العَالَمَ، وَكَانَ مَشْؤُوْماً عَلَى أَهْلِهِ، مَاحِياً لِمَنَاقِبِهِم. قَالَ المُعْتَضِدُ لِعَبْدِ اللهِ وَزِيْرِه: أُرِيْدُ أَعْرِفَ ارْتِفَاعَ الدُّنْيَا. فَطَلَبَ الوَزِيْرُ ذَلِكَ مِنْ جَمَاعَةٍ، فَاسْتَمْهَلُوهُ شَهْراً، وَكَانَ ابْنُ الفُرَاتِ وَأَخُوْهُ أَبُو العَبَّاسِ مَحْبُوْسَيْنِ، فَأُعْلِما بِذَلِكَ، فَعَمِلاَهُ فِي يَوْمَيْنِ، وَأَنفَذَاهُ، فَأُخرِجَا، وَعُفِيَ عَنْهُمَا. وَكَانَ أَخُوْهُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ أَكتَبَ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَأَوفَرَهُم أَدَباً، امْتَدَحَهُ البُحْتُرِيُّ، وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَأَخُوْهُمَا جَعْفَرٌ عُرِضَتْ عَلَيْهِ الوِزَارَةُ، فَأَبَاهَا. قَالَ الصُّوْلِيُّ: قَبَضَ المُقْتَدِرُ عَلَى ابْنِ الفُرَاتِ، وَهَرَبَ ابْنُهُ، فَاشْتَدَّ السُّلْطَانُ وَجَمِيْعُ الأَوْلِيَاءِ فِي طَلَبِهِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ، وَقَدْ حَلَقَ لِحْيَتَه، وَتَشَبَّهَ بِامْرَأَةٍ فِي خُفٍّ وَإِزَارٍ، ثُمَّ طُولِبَ هُوَ وَأَبُوْهُ بِالأَمْوَالِ، وَسُلِّمَا إلى الوزير عبيد اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، فَعَلمَا أَنَّهُمَا لاَ يفلتَانِ، فَمَا أَذعَنَا بِشَيْءٍ، ثُمَّ قَتَلَهُمَا نَازُوْكُ، وَبَعَثَ بِرَأْسَيْهِمَا إِلَى المُقْتَدِرِ فِي سَفَطٍ، وَغَرَّقَ جَسَدَيْهِمَا. وقال القَاضِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ البُهْلُوْلِ بَعْدَ أَنْ عُزِلَ ابْنُ الفُرَاتِ مِنْ وِزَارَتِهِ الثَّالِثَةِ: قُلْ لِهَذَا الوَزِيْرِ قَوْلَ مُحِقٍّ ... بَثَّهُ النَّصْحُ أيما إبثاث قد تقلدتها ثَلاَثاً ... وَطَلاَقُ البَتَاتِ عِنْدَ الثَّلاَثِ ضُرِبَتْ عُنُقُ المُحَسَّنِ بَعْدَ أَنْوَاعِ العَذَابِ فِي ثَالِثَ عَشَرَ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَأُلقِيَ رَأْسُهُ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيْهِ، فَارْتَاعَ، ثُمَّ قُتِلَ، ثُمَّ أُلقِيَ الرَّأْسَانِ فِي الفُرَاتِ، وَكَانَ لِلْوَزِيْرِ إِحْدَى وَسَبْعُوْنَ سَنَةً وَشُهُوْرٌ، وَلِلْمُحَسَّنِ ثَلاَثٌ وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً. ابْنُ أَخِيْهِ: الوَزِيْرُ الأَكْمَلُ:

أبو الفتح الفضل بن جعفر

2782- أبو الفتح الفضل بن جعفر 1: ابن مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بنِ الحَسَنِ بنِ الفُرَاتِ، ويُعْرَفُ: بِابْنِ حِنْزَابَةَ؛ وَهِيَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، رُوْمِيَّةٌ. كَانَ كَاتِباً بَارِعاً، دَيِّناً، خَيِّراً، اسْتَوزَرَهُ المُقْتَدِرُ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ عِشْرِيْنَ، إِلَى أَنْ قُتِلَ المُقْتَدِرُ، وَاسْتُخلِفَ القَاهرُ، فَوَلاَّهُ الدَّوَاوِيْنَ، فَلَمَّا وَلِيَ الرَّاضِي، وَلاَّهُ الشَّامَ، ثُمَّ إِنَّ الرَّاضِي قَلَّدَهُ الوِزَارَةَ سَنَةَ "325"، وَهُوَ مُقِيْمٌ بِحَلَبَ، فَوَصَلَ إِلَى بَغْدَادَ، وَوَزَرَ مُدَيدَةً، ثُمَّ رَأَى اضْطِرَابَ الأُمُورِ، وَاسْتِيلاَء ابْنِ رَائِقٍ، فَأَطمَعَ ابْنَ رَائِقٍ فِي أَنْ يَحْمِلَ إِلَيْهِ الأَمْوَالَ مِنْ مصر والشام، وَاسْتَخلَفَ بِالحَضْرَةِ أَبَا بَكْرٍ النّفرِيَّ، وَسَارَ فَأَدرَكَهُ أَجَلُهُ بِالرَّمْلَةِ، فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ سَبْعٌ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً. وَهُوَ وَالِدُ المُحَدِّثِ وَزِيْرِ مِصْرَ: أَبِي الفَضْلِ جعفر بن حنزابة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 208"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 424"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 309".

الصيمري والأخفش

الصيمري والأخفش: 2783- الصيمري: شَيْخُ المُعْتَزِلَةِ، العَلاَّمَةُ، صَاحِبُ المُصَنَّفَاتِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الصَّيْمَرِيُّ. عِدَادُه فِي مُعْتَزِلَةِ البَصْرِيِّيْنَ. أَخَذَ عَنْ: أَبِي عَلِيٍّ الجُبَّائِيِّ، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ الكَلاَمِ بَعْدَ الجُبَّائِيِّ، وَكَانَ شَيْخاً مُسِنّاً ذَكِيّاً. لَهُ: كِتَابٌ كَبِيْرٌ فِي الرَّدِّ عَلَى ابْنِ الرِّيْوَنْدِيِّ، وَكِتَابُ "المَسَائِلِ"، وَغَيْرُ ذلك. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيْمُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خمس عشرة وثلاث مائة. 2784- الأخفش 1: العَلاَّمَةُ النَّحْوِيُّ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ الفَضْلِ البَغْدَادِيُّ. وَالأَخْفَشُ: هُوَ الضَّعِيْفُ البَصَرِ، مع صغر العين. لازم ثعلبًا والمبرد، وبرع في العربية، روما أَظُنُّهُ صَنَّفَ شَيْئاً، وَهَذَا هُوَ الأَخْفَشُ الصَّغِيْرُ. رَوَى عَنْهُ: المُعَافَى الجَرِيْرِيُّ، وَالمَرْزُبَانِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. وَكَانَ مُوَثَّقاً. وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِ الرُّوْمِيِّ وَحشَةٌ، فَلاِبْنِ الرُّوْمِيِّ فِيْهِ هَجوٌ فِي مَوَاضِعَ مِنْ دِيْوَانِهِ، وَكَانَ هُوَ يَعْبَثُ بِابْنِ الرُّوْمِيِّ، وَيَمُرُّ بِبَابِهِ، فَيَقُوْلُ كَلاَماً يَتَطَيَّرُ مِنْهُ ابْنُ الرُّوْمِيِّ، وَلاَ يَخْرُجُ يَوْمَئِذٍ. وَقَدْ سَارَ الأَخْفَشُ إِلَى مِصْرَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَأَقَامَ إِلَى سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدِمَ إِلَى حَلَبَ، وغيره أوسع في الآداب منه.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 214"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "13/ 246"، ووفيات الأعيان "3/ ترجمة 437"، والعبر "2/ 162"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 219"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 270".

قَالَ ثَابِتُ بنُ سِنَانٍ: كَانَ يُوَاصِلُ المَقَامَ عِنْدَ ابْنِ مُقْلَةَ قَبْلَ الوِزَارَةِ، فَشَفَعَ لَهُ عِنْدَ ابْنِ عِيْسَى الوَزِيْرِ فِي تَقْرِيْرِ رِزْقٍ، فَانتَهَرَه الوَزِيْرُ انتِهَاراً شَدِيْداً، فَتَأَلَّمَ ابْنُ مُقْلَةَ، ثُمَّ آلَ الحَالُ بِالأَخْفَشِ إِلَى أَنْ أَكَلَ السَّلْجَمَ نِيْئاً. مَاتَ: فَجْأَةً، فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ. وَكَانَ بِدِمَشْقَ -قَبْلَ الثَّلاَثِ مائَةٍ- الأَخْفَشُ، المقرئ؛ صاحب ابن ذكوان. وَكَانَ فِي أَيَّامِ المَأْمُوْنِ الأَخْفَشُ الأَوْسَطُ؛ شَيْخُ العَرَبِيَّةِ، وَهُوَ أَبُو الحَسَنِ سَعِيْدُ بنُ مَسْعَدَةَ؛ صَاحِبِ سِيْبَوَيْه. وَكَانَ الأَخْفَشُ الكَبِيْرُ فِي دَوْلَةِ الرَّشِيْدِ، أَخَذَ عَنْهُ: سِيْبَوَيْه، وَأَبُو عُبَيْدَةَ، وَهُوَ: أَبُو الخَطَّابِ عَبْد الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ الهجري اللغوي.

ابن وقدان وابن بهلول

ابن وقدان وابن بهلول: 2785- ابن وَقْدان 1: المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ المُعَمَّرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ بنِ كَثِيْرِ بنِ وَقْدَانَ الطُّوْسِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. رَوَى عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُبَيْدِ بنِ أَبِي كَرِيْمَةَ، وَالوَلِيْدِ بنِ شُجَاعٍ، وَلُوَيْنٍ، وَسَوَّارِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: أَبُو الفَضْلِ الزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاق، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْن، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وثلاث مائة. 2786- ابن بهلول 2: العَلاَّمَةُ البَارِعُ، أَبُو سَعْدٍ، دَاوُدُ بنُ الهَيْثَمِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ بُهْلُوْلِ بنِ حَسَّانٍ التَّنُوخِيُّ، الأَنْبَارِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ مِنْ: جَدِّه؛ إِسْحَاقَ بنِ بُهْلُوْلٍ، وَعُمَرَ بنِ شَبَّةَ، وَزِيَادِ بنِ يَحْيَى الحَسَّانِيِّ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: طَلْحَةُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ المُظَفَّرِ، وَأَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الأَزْرَقُ. وَأَخَذَ الأَدَبَ: عَنْ ثَعْلَبٍ. وَسَمِعَ المُتَوَكِّلُ بِقِرَاءتِه مِنْ جَدِّهِ كِتَابَ "فَضَائِلِ العَبَّاسِ"، وَكَانَ نَحْوِيّاً، لُغَوِيّاً، مُفَوَّهاً. لَهُ تَصَانِيْفُ، وَبَلاَغَةٌ، وَبَصَرٌ بِاسْتِخرَاجِ المُعَمَّى. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتَّ عشرة وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 62"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 214". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 379"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 217"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "11/ 98"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 221".

ابن السراج

2787- ابن السراج 1: إِمَامُ النَّحْوِ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ السَّرِيِّ البغدادي، النحوي، ابن السَّرَّاجِ، صَاحِبُ المُبَرِّدِ، انْتَهَى إِلَيْهِ عِلمُ اللِّسَانِ. أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عِيْسَى الرُّمَّانِيُّ، وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ. وَلَهُ كِتَابُ: "أُصُوْلِ العَرَبِيَّةِ" وَمَا أَحسَنَهُ! وَكِتَابُ "شَرْحِ سِيْبَوَيْه"، وَكِتَابُ "احتِجَاجِ القُرَّاءِ"، وَكِتَابُ "الهَوَاءِ وَالنَّارِ"، وَكِتَابُ "الجُمَلِ"، وَكِتَابُ "المُوْجَزِ"، وَكِتَابُ "الاشتِقَاقِ"، وَكِتَابُ "الشِّعْرِ وَالشُّعَرَاءِ". وَكَانَ يَقُوْلُ الرَّاءَ غَيْناً. وَكَانَ لَهُ شِعرٌ رَائِقٌ، وَكَانَ مُكِبّاً عَلَى الغِنَاءِ وَاللَّذَّةِ، هَوِيَ ابْنَ يَأْنَسَ المُطْرِبَ، وَلَهُ أَخْبَارٌ، سَامَحَهُ اللهُ. مَاتَ فِي الكُهُوْلَةِ، فِي شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 319"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 220"، ومعجم الأدباء لياقوت "18/ 197"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 641"، والعبر "2/ 165"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 222"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 273".

الماليني وحرمي بن أبي العلاء والداركي

الماليني وحرمي بن أبي العلاء والداركي: 2788- الماليني: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ مُعَاذِ بن فره -وقيل: فرح- الهروي، الماليني. حدَّث عَنِ: الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ المَرْوَزِيِّ، وَالفَقِيْهِ مُحَمَّدِ بنِ مُقَاتِلٍ، وَأَحْمَدَ بنِ حَكِيْمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ حَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ، وَأَبِي دَاوُدَ السِّنْجِيِّ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ بِشْرٍ المُزَنِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ المُفِيْدُ، وَزَاهِرٌ السَّرَخْسِيُّ، وَالخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ التَّاجِرُ. مَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. 2789- حرميُّ بنُ أَبِي العَلاَءِ 1: المَكِّيُّ، هُوَ المُحَدِّثُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ أَبِي خَمِيْصَةَ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَخْزُوْمِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ الجَوَّازِ، وَيَحْيَى بنِ الرَّبِيْعِ، وَالزُّبَيْرِ بنِ بَكَّارٍ، وَطَائِفَةٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُزَيْزٍ الأَيْلِيِّ. وَحَدَّثَ بِكِتَابِ "النَّسَبِ" عَنِ الزُّبَيْرِ. حدث عنه: أبو عُمَرَ بنُ حَيُّويَه، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ حَبَابَةَ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ كَاتِبَ الحَكَمِ لِلْقَاضِي أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ. وَثَّقَهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَغَيْرُهُ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سَبْعَ عشرة وثلاث مائة. وَقَعَ لَنَا بِالإِجَازَةِ جُزءٌ لَهُ. وَجَدُّه أَبُو خميصة من الكنى المفردة -يتصحف بخميضة- وحرمي: لقب له. 2790- الداركي 2: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الثِّقَةُ المُتْقِنُ، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ الأَصْبَهَانِيُّ، الدَّارَكِيُّ. سَمِعَ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رِزْمَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ حُمَيْدٍ الرَّازِيَّ، وَأَبَا عَمَّارٍ الحُسَيْنَ بنَ حُرَيْثٍ، وَصَالِحَ بنَ مِسْمَارٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيَّ. حَدَّثَ عَنْهُ: القَاضِي أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جِشْنِسَ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَهُوَ جَدُّ الدَّاركِيِّ؛ شَيْخِ الشَّافِعِيَّةِ. لَعَلَّهُ عَاشَ نَيِّفاً وتسعين سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 390"، والعبر "2/ 169"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 275". 2 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 368"، والعبر "2/ 170"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 275".

إبراهيم بن خزيم وعيسى بن عمر

إبراهيم بن خزيم وعيسى بن عمر: 2791- إبراهيم بن خزيم 1: ابن قمير بن خاقان، المُحَدِّثُ الصَّدُوْق، أَبُو إِسْحَاقَ الشَّاشِيُّ، المَرْوَزِيُّ الأَصْلِ. سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ بنِ حُمَيْدٍ "تَفْسِيْرَهُ"، وَ"مسنده" في سنة تسع وأربعين وَمائَتَيْنِ، وَحَدَّثَ بِهِمَا، وَطَالَ عُمُرُهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمُّوَيْه السَّرَخْسِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. وَسَمَاعُ ابْنِ حَمُّوَيْه مِنْهُ بِالشَّاشِ -مَدِيْنَةٍ مِنْ مَدَائِنِ التُّرْكِ- وَكَانَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فِي شَعْبَانَ، وَلَمْ تَبلُغْنَا وَفَاةُ ابْنِ خُزَيْمٍ، وَلاَ شَيْءٌ مِنْ سِيرَتِهِ. وَهُوَ فِي عِدَادِ الثِّقَاتِ، وَمِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ. 2792- عيسى بن عمر: ابن العَبَّاسِ بنِ حَمْزَةَ بنِ عَمْرِو بنِ أَعْيَنَ، المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ، أَبُو عِمْرَانَ السَّمَرْقِنْديُّ، صَاحِبُ أَبِي مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيِّ، وَرَاوِي "مُسْنَدِهِ" عَنْهُ، شَيْخٌ مَقْبُوْلٌ، لاَ نَعْلَمُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكَاغَدِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمُّوَيْه السَّرَخْسِيُّ، وَلاَ أَعْلَمُ مَتَى تُوُفِّيَ، إلَّا أَنَّهُ كَانَ حَيّاً فِي قُرْبِ سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، بِسَمَرْقَنْدَ، فَهُوَ وَالشَّاشِيُّ إِنَّمَا عُرِفَا وَشُهِرَا بِالكِتَابَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمِعْنَاهُمَا، وَكَانَا مُتَعَاصِرَينِ بِمَا وَرَاءَ النَّهرِ، فَهُما مِنْ طَبَقَةِ الفِرَبْرِيِّ، وَوَفِيَّاتُهُم مُتَقَارِبَةٌ، وَاللهُ أعلم.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "1/ 134".

بنان الحمال

2793- بُنَانُ الحَمَّال 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الزَّاهِدُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو الحَسَنِ بُنَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ بنِ سَعِيْدٍ الوَاسِطِيُّ، نَزِيْلُ مِصْرَ، وَمَنْ يُضْرَبُ بِعِبَادَتِهِ المَثَلُ. حَدَّثَ عَنْ: الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ، وَحُمَيْدِ بنِ الرَّبِيْعِ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ يُوْنُسَ، وَالحَسَنُ بنُ رُشَيْقٍ، وَالزُّبَيْرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الأَسْدَابَاذِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ المُقْرِئُ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ. صَحِبَ الجُنَيْدَ، وَغَيْرَهُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ هُوَ أُسْتَاذُ الحُسَيْنِ أَبِي النُّوْرِيِّ، وَهُوَ رَفِيقُهُ، وَمِنْ أَقرَانِهِ. وَكَانَ كَبِيْرَ القَدْرِ، لاَ يَقْبَلُ مِنَ الدَّوْلَةِ شَيْئاً، وله جلالة عجيبة عند الخاص والعام. وَقَدِ امتُحِنَ فِي ذَاتِ اللهِ، فَصَبَرَ، وَارْتَفَعَ شَأْنُه، فَنَقَلَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ فِي "مِحَنِ الصُّوْفِيَّةِ": أَنَّ بُنَاناً الحَمَّالَ قَامَ إِلَى وَزِيْرِ خُمَارَوَيْه -صَاحِبِ مِصْرَ- وَكَانَ نَصْرَانِيّاً، فَأَنزَلَهُ عن مركوبه، وقال: تَركَبِ الخَيْلَ وَعيِّر، كَمَا هُوَ مَأْخُوْذٌ عَلَيْكُم فِي الذِّمَّةِ. فَأَمَرَ خُمَارَوَيْه بِأَنْ يُؤخَذَ، وَيُوضَعَ بَيْنَ يَدَيْ سَبُعٍ، فَطُرِحَ، فَبَقِيَ لَيْلَةً، ثُمَّ جَاؤُوا وَالسَّبُعُ يَلحَسُهُ، وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ القِبْلَةِ، فَأَطلَقَهُ خُمَارَوَيْه، وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الرُّوْذَبَارِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ سَبَبُ دُخُوْلِي مِصْرَ حِكَايَةَ بُنَانَ الحَمَّالَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ أَمَرَ ابْنَ طُوْلُوْنَ بِالمَعْرُوْفِ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُلقَى بَيْنَ يَدَيْ سَبُعٍ، فَجَعَلَ السَّبُعُ يَشُمُّهُ وَلاَ يَضُرُّه، فَلَمَّا أُخرِجَ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ السَّبُعِ، قِيْلَ لَهُ: مَا الَّذِي كَانَ فِي قَلْبِكَ حَيْثُ شَمَّكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَتَفَكَّرُ فِي سُؤرِ السِّبَاعِ وَلُعَابِهَا. قَالَ: ثُمَّ ضُرِبَ سَبْعَ دِرَرٍ، فَقَالَ لَهُ -يَعْنِي: لِلْمَلِكِ- حَبَسَكَ اللهُ بِكُلِّ دِرَّةٍ سَنَةً. فَحُبِسَ ابْنُ طُوْلُوْنَ سَبْعَ سِنِيْنَ -كَذَا قَالَ. وَمَا عَلِمتُ خُمَارَوَيْه وَلاَ أَبَاهُ حُبِسَا. وَذَكَرَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ القَاضِي أَبَا عُبَيْدِ اللهِ احتَالَ عَلَى بُنَانَ حَتَّى ضَرَبَه سَبْعَ دِرَرٍ، فَقَالَ: حَبَسَكَ اللهُ بِكُلِّ دِرَّةٍ سَنَةً. فَحَبَسَهُ ابْنُ طولون سبع سنين.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 594"، وتاريخ بغداد "7/ 100"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 217"، والعبر "2/ 163"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 220"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 271".

قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ: سَمِعْتُ بُنَاناً يَقُوْلُ: الحُرُّ عَبْدٌ مَا طَمِعَ، وَالعَبْدُ حُرٌّ مَا قَنِعَ. وَمِنْ كَلاَمِ بُنَانَ: مَتَى يُفْلِحُ مَنْ يَسُرُّهُ مَا يَضُرُّه؟! وَقَالَ: رُؤْيَةُ الأَسبَابِ عَلَى الدَّوَامِ قَاطِعَةٌ عَنْ مُشَاهَدَةِ المُسَبِّبِ، وَالإِعرَاضُ عَنِ الأَسبَابِ جُمْلَةً يُؤَدِّي بِصَاحِبِهِ إِلَى رُكُوْبِ البَاطِلِ. يُرْوَى أَنَّهُ كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى آخَرَ دَيْنٌ مائَةُ دِيْنَارٍ، فَطَلَبَ الرَّجُلُ الوَثِيقَةَ، فَلَمْ يَجِدْهَا، فَجَاءَ إِلَى بُنَانَ لِيَدعُو لَهُ، فَقَالَ: أَنَا رَجُلٌ قَدْ كَبِرْتُ، وَأُحِبُّ الحَلْوَاءَ، اذْهَبِ اشْتَرِ لِي مِنْ عِنْدِ دَارِ فَرَجٍ رِطْلَ حُلْوَاءَ حَتَّى أَدْعُوَ لَكَ. فَفَعَل الرَّجُلُ، وَجَاءَ، فَقَالَ بُنَانُ: افتَحْ وَرقَةَ الحُلوَاءِ. فَفَتَحَ، فَإِذَا هِيَ الوَثِيقَةُ، فَقَالَ: هِيَ وَثِيْقَتِي. قَالَ: خُذهَا، وَأَطعِمِ الحُلوَاءَ صِبْيَانَك. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ بُنَانُ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَخَرَجَ فِي جِنَازَتِه أَكْثَرُ أَهْلِ مِصْرَ، وَكَانَ شَيْئاً عَجَباً مِنِ ازدِحَامِ الخَلاَئِقِ.

ابن المنذر

2794- ابن المنذر 1: الإِمَامُ الحَافِظُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ المُنْذِرِ النَّيْسَابُوْرِيُّ الفَقِيْهُ، نَزِيْلُ مَكَّةَ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ كَـ"الإِشْرَافِ فِي اخْتِلاَفِ العُلَمَاءِ"، وَكِتَابِ "الإِجْمَاعِ"، وَكِتَابِ "المَبْسُوْطِ"، وَغَيْرِ ذَلِكَ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ مَوتِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ. وَرَوَى عَنِ: الرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، ومحمد بنِ إِسْمَاعِيْلَ الصَّائِغِ، وَمُحَمَّدِ بنِ مَيْمُوْنٍ، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ مَذْكُوْرِينَ فِي كُتُبِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، ومحمد بن يحيى بن عمار الدِّمْيَاطِيُّ، وَالحُسَيْنُ وَالحَسَنُ؛ ابْنَا عَلِيِّ بنِ شَعْبَانَ. وَلَمْ يَذْكُرْهُ الحَاكِمُ فِي "تَارِيْخِهِ" نَسِيَه، وَلاَ هُوَ فِي "تَارِيْخِ بَغْدَادَ"، وَلاَ "تَارِيْخِ دِمَشْقَ"، فَإِنَّهُ مَا دَخَلَهَا. وعِدَادُهُ فِي الفُقَهَاءِ الشَّافِعِيَّةِ. قَالَ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّيْنِ النَّوَاوِيُّ: لَهُ مِنَ التَّحْقِيْقِ فِي كُتُبِه مَا لاَ يُقَارِبُهُ فِيْهِ أحد، وهو في

_ 1 ترجمته في تهذيب الأسماء واللغات للنووي "2/ 196"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 580"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 775"، وميزان الاعتدال "3/ 450"، ولسان الميزان "5/ 27"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 280".

نِهَايَةٍ مِنَ التَّمكُّنِ مِنْ مَعْرِفَة الحَدِيْثِ، وَلَهُ اخْتِيَارٌ فَلاَ يَتَقيَّدُ فِي الاخْتِيَارِ بِمَذْهَبٍ بِعَيْنِهِ، بَلْ يَدُورُ مَعَ ظُهُوْر الدَّلِيْلِ. قُلْتُ: مَا يَتَقَيَّدُ بِمَذْهَبٍ وَاحِدٍ إلَّا مَنْ هُوَ قَاصِرٌ فِي التَّمَكُّنِ مِنَ العِلْمِ، كَأَكْثَرِ عُلَمَاءِ زَمَانِنَا، أَوْ مَنْ هُوَ مُتَعَصِّبٌ، وَهَذَا الإِمَامُ فَهُوَ مِنْ حَمَلَةِ الحُجَّةِ، جَارٍ فِي مِضْمَارِ ابْنِ جَرِيْرٍ، وَابْنِ سُرَيْجٍ، وَتِلْكَ الحَلَبَةِ، رَحِمَهُمُ اللهُ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّ مائَةٍ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، حَدَّثَنَا الإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي كِتَابِ "الطَّبَقَاتِ"، قَالَ: وَمِنْهُم أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ المُنْذِرِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، مَاتَ بِمَكَّةَ، سنَةَ تِسْعٍ -أَوْ عَشْرٍ- وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَصَنَّفَ فِي اخْتِلاَفِ العُلَمَاءِ كُتُباً لَمْ يُصَنِّفْ أَحَدٌ مِثلَهَا، وَاحْتَاجَ إِلَى كُتُبِهِ المُوَافِقُ وَالمُخَالِفُ، وَلاَ أَعْلَمُ عَمَّنْ أَخَذَ الفِقْهَ. قُلْتُ: قَدْ أَخَذَ عَنْ أَصْحَابِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ، وَمَا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ مِنْ وَفَاتِه، فَهُوَ عَلَى التَّوَهُّمِ، وَإِلاَّ فَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ عَمَّارٍ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَأَرَّخَ الإِمَامُ أَبُو الحَسَنِ بنُ قَطَّانَ الفَاسِيُّ وَفَاتَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ. أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ إِذْناً، عَنْ عَائِشَةَ بِنْت مَعْمَرٍ "ح". وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَلاَّنِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا المُؤَيَّدُ بنُ الأخوةِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدٍ، وَمَنْصُوْرُ بنُ الحُسَيْنِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ المُنْذِرِ -فَقِيْهُ مَكَّةَ- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْنٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى البُرُلُّسِيُّ، عَنْ حَيْوَةَ بنِ شُرَيْحٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ جَرَّ لِنَفْسِهِ شَيْئاً لِيَقْتُلَهَا، فَإِنَّمَا يَجْعَلُهَا فِي النَّارِ، وَمَنْ طَعَنَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ، فَإِنَّمَا يَطْعَنُهَا فِي النَّارِ، وَمِنِ اقْتَحَمَ، فَإِنَّمَا يَقْتَحِمُ فِي النَّارِ" 1. غَرِيْبٌ. وَلاِبْنِ المُنْذِرِ "تَفْسِيْرٌ" كَبِيْرٌ فِي بِضْعَةَ عَشَرَ مُجَلَّداً، يَقضِي لَهُ بِالإِمَامَةِ فِي علم التأويل أيضًا.

_ 1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "5778"، وَمُسْلِمٌ "109"، وَأَبُو دَاوُدَ "3872"، وَالتِّرْمِذِيُّ "2043"، وَالنَّسَائِيُّ "4/ 66-67" من طرق عن الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم مخلدا فيها أبدا ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردي من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا" واللفظ لمسلم.

أبو عمرو الحيري والطوسي

أبو عمرو الحيري والطوسي: 2795- أبو عمرو الحيري 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ العَدْلُ الرَّئِيْسُ، أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ مُسْلِمِ بنِ يَزِيْدَ النيسابوري، الحيري، سبط الإمام أحمد ابن عَمْرٍو الحَرَشِيِّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ، وَإِسْحَاقَ بنَ مَنْصُوْرٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ هَاشِمٍ، وَعِيْسَى بنَ أَحْمَدَ العَسْقَلاَنِيَّ، وَبَحْرَ بنَ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيَّ -لَقِيَهُ بِمَكَّةَ- وَأَحْمَدَ بنَ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيَّ، وَأَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ، وَابْنَ وَارَةَ، وَخَلْقاً سِوَاهُم. سَمِعَ مِنْهُ: شَيْخُهُ؛ أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ المُسْتَمْلِي، وَدَعْلَجٌ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَفَّافُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدُوْسٍ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ صَدْراً مُعَظَّماً، وَعَالِماً مُحْتَشِماً. تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ. فَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الحِيْرِيُّ -شَيْخُ البَيْهَقِيِّ- هُوَ حَفِيْدُهُ. 2796- الطُّوْسِيُّ 2: الإِمَامُ الحَافِظُ المُحَدِّثُ المُصَنِّفُ، أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرِ بنِ طَهْمَانَ القَيْسِيُّ، الطُّوْسِيُّ. سَمِعَ: عَبْدَ اللهِ بنَ هَاشِمٍ الطُّوْسِيَّ، وَإِسْحَاقَ بنَ مَنْصُوْرٍ الكَوْسَجَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ بشر، ومحمد بن يحيى الذهلي، وطبقتهم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الحَافِظُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَزَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ بِنُوْقَانَ، فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى الثَّمَانِيْنَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ بِطُوْسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا بَهْزُ بنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، فذكر حديث: أرب ما له؟.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "83"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 225". 2 ترجمته في العبر "2/ 171"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 276".

ابن لبابة وعلان

ابن لبابة وعلان: 2797- ابن لبابة 1: شَيْخُ المَالِكِيَّةِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ القُرْطُبِيُّ، مَوْلَى آلِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ الأَعْلَى بنِ وَهْبٍ، وَأَبَانِ بنِ عِيْسَى، وَأَصْبَغَ بنِ خَلِيْلٍ، وَالعُتْبِيِّ، وَابْنِ صَبَّاحٍ. وَسَمِعَ "المُوَطَّأَ" مِنْ يَحْيَى بنِ مُزَيْنٍ -صَاحِبِ مُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللهِ. انْتَهَتْ إِلَيْهِ الإِمَامَةُ فِي المَذْهَبِ. قَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: وَكَانَ حَافِظاً لأَخْبَارِ الأَنْدَلُسِ، لَهُ حَظٌّ مِنَ النَّحْوِ وَالشِّعرِ، وَلِيَ الصَّلاَةَ بِقُرْطُبَةَ. وَرَوَى عَنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عِلمٌ بِالحَدِيْثِ، بَلْ يَنْقُلُ بِالمَعْنَى. مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ تِسْعُوْنَ سَنَةً. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الله بن محمد الباجي. 2798- علان 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ العَدْلُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ الصَّيْقَلِ عَلاَّنُ المِصْرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَتَبَ وَهُوَ مُرَاهِقٌ فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ رُمْحٍ، وَعَمْرِو بنِ سَوَّادٍ، وَسَلَمَةَ بنِ شَبِيْبٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ هِشَامِ بنِ أَبِي خِيْرَةَ، وَخَلْقٍ مِنْ أَقْرَانِهِم. وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ. قَالَهُ: ابْنُ يُوْنُسَ. قَالَ: وَكَانَ أَحَدَ كُبَرَاءِ العُدُولِ، وَفِي خُلُقِهِ زَعَارَةٌ3. مَاتَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ يُوْنُسَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي غَالِبٍ البَزَّارُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الإخميمي، وآخرون. عاش: تسعين سنة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 159"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 269". 2 ترجمته في العبر "2/ 170"، وشذرات الذهب "2/ 276". 3 زعارة: شراسة وسوء خلق.

وصيف بن عبد الله وابن البهلول

وصيف بن عبد الله وابن البهلول: 2799- وصيف بن عبد الله: الحَافِظُ الإِمَامُ الثِّقَةُ، أَبُو عَلِيٍّ الرُّوْمِيُّ، الأَنطَاكِيُّ، الأشروسني، رحال، جوال. حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ حَرْبٍ الطَّائِيِّ، وَحَاجِبِ بنِ سُلَيْمَانَ المَنْبِجِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ سِرَاجٍ، وَسُلَيْمَانَ بنِ سَيْفٍ الحَرَّانِيِّ، وَطَبَقَتِهِم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو زرعة وأبو بكر؛ ابنا أبي دجانة، وأبو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَحَمْزَةُ الكِنَانِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ اليَقْطِيْنِيُّ. حَدَّثَ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2800- ابن البهلول 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُتَفَنِّنُ القَاضِي الكَبِيْرُ، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ بُهْلُوْلِ بنِ حَسَّانٍ التَّنُوخِيُّ، الأَنْبَارِيُّ، الفَقِيْهُ، الحَنَفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ: أَبَا كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ زُنْبُوْرٍ المَكِّيَّ، وَيَعْقُوْبَ الدَّوْرَقِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ المُثَنَّى، وَأَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجَّ، وَأَبَاهُ إِسْحَاقَ بنَ بُهْلُوْلٍ الحَافِظَ، وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاقُ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ، وَأَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنْ رِجَالِ الكَمَالِ، إِمَاماً، ثِقَةً، عَظِيْمَ الخَطَرِ، وَاسِعَ الأَدَبِ، تَامَّ المُرُوْءةِ، بَارِعاً فِي العَرَبِيَّةِ. وَلِيَ قَضَاءَ مَدِيْنَةِ المَنْصُوْرِ عشرين سنة، وَعُزِلَ قَبْلَ مَوْتِه بِعَامٍ. وَكَانَ لَهُ مُصَنَّفٌ فِي نَحْوِ الكُوْفِيِّينَ، وَكَانَ أَدِيْباً، بَلِيْغاً، مُفَوَّهاً شَاعِراً. قَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ: مَا رَأَيْتُ صَاحِبَ طيلسان أنحى منه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 30"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 231"، ومعجم الأدباء لياقوت "2/ 138"، والعبر "2/ 171"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 276".

مات في سنة ثمان عشرة وثلاث مائة. وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ كِبَارِ الحُفَّاظِ، لقيَ ابْنَ عُيَيْنَةَ وَطَبَقَتَه، وَهُم مِنْ بَيْتِ العِلْمِ وَالجَلاَلَةِ. وَكَانَ أَخُوْهُ؛ بُهْلُوْلُ بنُ إِسْحَاقَ ثِقَةً، مُسْنِداً، يَرْوِي عَنْ سَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، وَطَبَقَتِهِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، وَكَانَ ثِقَةً. وَقَالَ طَلْحَةُ بنُ مُحَمَّدٍ: كَانَ عَظِيْم القَدْرِ، وَاسِعَ الأَدَبِ، تَامَّ المُرُوْءةِ، حَسَنَ الفَصَاحَةِ وَالمَعْرِفَةِ بِمَذْهَب أَهْلِ العِرَاقِ، وَلَكِنَّهُ غَلَبَ عَلَيْهِ الأَدَبُ، وَكَانَ لأَبِيْهِ "مُسْنَدٌ" كَبِيْرٌ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ دَاوُدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ إِسْحَاقَ أَسَنَّ مِنْ عَمِّهِ أَحْمَدَ، دَامَ أَحْمَدُ عَلَى قَضَاءِ المَدِيْنَةِ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، جَيِّدَ الضَّبْطِ، مُتَفَنِّناً فِي عُلُوْمٍ شَتَّى، مِنْهَا الفِقْهُ لأَبِي حَنِيْفَةَ، وَرُبَّمَا خَالَفَه، وكان تام اللغة، حسن القيام بِنَحْوِ الكُوْفِيِّينَ، صَنَّفَ فِيْهِ، وَكَانَ وَاسِعَ الحِفْظِ لِلأَخْبَارِ وَالسِّيَرِ وَالتَّفْسِيْرِ وَالشِّعرِ، وَكَانَ خَطِيْباً مُفَوَّهاً، شَاعِراً لَسِناً، ذَا حَظٍّ مِنَ التَّرسُّلِ وَالبَلاَغَةِ، وَرِعاً مُتَخَشِّناً فِي الحُكْمِ، وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ هِيْتَ وَالأَنْبَارِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ، ثُمَّ قَضَاءَ بَعْضِ الجَبَلِ. قَالَ القَاضِي أَبُو نَصْرٍ يُوْسُفُ بنُ عُمَرَ: كُنْتُ أَحضُرُ دَارَ المُقْتَدِرِ مَعَ أَبِي وَهُوَ يَنُوْبُ عَنْ وَالِدِهِ أَبِي عُمَرَ القَاضِي، فَكُنْتُ أَرَى أَبَا جَعْفَرٍ القَاضِي يَأْتِيْهِ أَبِي فَيَجلِسُ عِنْدَهُ، فَيَتَذَاكَرَانِ حَتَّى يَجْتَمِعَ عَلَيْهِمَا عَدَدٌ مِنَ الخَدَمِ، فَسَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يَقُوْلُ: أَحْفَظُ لِنَفْسِي مِنْ شِعْرِي خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ بَيْتٍ، وَأَحْفَظُ لِلنَّاسِ أَضعَافَ ذَلِكَ. وَقَالَ القَاضِي أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ القَاضِي أَبِي جَعْفَرٍ: كُنْتُ مَعَ أَبِي فِي جَنَازَةٍ، وَإِلَى جَانِبِه أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ، فَأَخَذَ أَبِي يَعِظُ صَاحِبَ المُصِيْبَةِ وَيُسَلِّيهِ، فَدَاخَلَهُ الطَّبَرِيُّ فِي ذَلِكَ، وَذنَّبَ مَعَهُ، ثُمَّ اتَّسَعَ الأَمْرُ بَينَهُمَا، وَخَرَجَا إِلَى فُنُوْنٍ أَعجَبَتْ مَنْ حَضَرَ، وَتَعَالَى النَّهَارُ، فَلَمَّا قُمْنَا، قَالَ لِي: يَا بُنَيَّ! مَنْ هَذَا الشَّيْخُ؟ قُلْتُ: هَذَا مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ. فَقَالَ: إِنَّا للهِ! مَا أَحْسَنْتَ عِشْرَتِي، إلَّا قُلْتَ لِي. فَكُنْتُ أُذَاكِرُه غَيْرَ تِلْكَ المذاكرة؟ هَذَا رَجُلٌ مَشْهُوْرٌ بِالحِفْظِ وَالاتِّسَاعِ. فَمَضَتْ مُدَّةٌ ثُمَّ حَضَرنَا فِي حَقِّ رَجُلٍ آخَرَ، وَجَلَسنَا، وَجَاءَ الطَّبَرِيُّ، فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ أَبِي، وَتَجَارَيَا فَكُلَّمَا جَاءَ إِلَى قَصِيْدَةٍ، ذَكَرَ الطَّبَرِيُّ بَعْضَهَا، وَيُنْشِدُهَا أَبِي، وَكُلَّمَا ذَكَرَ شَيْئاً مِنَ السِّيَرِ، فَكَذَلِكَ، فَرُبَّمَا تَلَعْثَمَ وَأَبِي يَمُرُّ فِي جَمِيْعِهِ، فَمَا سَكَتَ إِلَى الظُّهْرِ. أَرَّخ مَوْتَهُ: ابْنُ قَانِع، وَيُوْسُفُ القَوَّاسُ، كَمَا مَرَّ. وَقِيْلَ: مَاتَ سنة سبع عشرة، وهو وهم.

الطرميسي وابن صاعد

الطرميسي وابن صاعد: 2801- الطَّرميسي: المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ، أَبُو سَعِيْدٍ، الحَسَنُ بنُ يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُمُ، الطِّرْمِيْسِيُّ، وَلاَؤُه لِلْحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الغَفَّارِ بنِ ذَكْوَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ السِّمطِ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الكِلاَبِيُّ. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: لَهُ خَبَرٌ مُنكَرٌ، رَوَاهُ ابْنُ ذَكْوَانَ المَذْكُوْرُ، عَنْهُ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا بَحِيْرٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، عَنِ المِقْدَامِ بنِ مَعْدِي كَرِبٍ: رَأَيْت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقُوْلُ: "مَنْ بَاتَ كَالاًّ مِنْ عَمَلِهِ، بَاتَ مَغْفُوْراً لَهُ". 2802- ابْنُ صَاعِدٍ 1: يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدِ بنِ كَاتِبٍ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، مُحَدِّثُ العِرَاقِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ، البَغْدَادِيُّ، مَوْلَى الخَلِيْفَةِ أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُوْرِ، رَحَّالٌ، جَوَّالٌ، عَالِمٌ بِالعِلَلِ وَالرِّجَالِ. قَالَ: وُلِدْتُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَتَبتُ الحَدِيْثَ عَنِ ابْنِ مَاسَرْجِسَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ. قُلْتُ: سَمِعَ: يَحْيَى بنَ سُلَيْمَانَ بنِ نَضْلَةَ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عِمْرَانَ العَابِدِيَّ، وَمُحَمَّد بنَ سُلَيْمَانَ لُوَيْناً، وَأَحْمَد بنَ مَنِيْعٍ، وَسَوَّارَ بنَ عَبْدِ اللهِ القَاضِي، وَالحَسَنَ بنَ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ، وَيَعْقُوْبَ الدَّوْرَقِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ بَشَّارٍ، وَعَبْدَ الجَبَّارِ بنَ العَلاَءِ العَطَّارَ، وَعَمْرَو بنَ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيَّ، وَجَمِيْلَ بنَ الحَسَنِ الجَهْضَمِيَّ، وَالحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ، وَمُؤَمَّلَ بنَ هِشَامٍ اليَشْكُرِيَّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَفْصٍ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبَا هِشَامٍ الرِّفَاعِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ هِشَامٍ المَرْوَزِيَّ، وَسُفْيَانَ بنَ وَكِيْعٍ، وَالقَاسِمَ بنَ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيَّ، وَعُمَرَ بنَ شَبَّةَ، وَمُحَمَّدَ ابن يَحْيَى بنِ أَبِي حَزْمٍ القُطَعِيَّ، وَأَزْهَرَ بنَ جميل، وأبا عبيد الله سعيد بن

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 331"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 235"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 771"، والعبر "2/ 173"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 228"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 280".

عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَخْزُوْمِيَّ المَكِّيَّ، وَعَلِيَّ بنَ الحُسَيْنِ الدِّرْهَمِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَمْرِو بنِ سُلَيْمَانَ، وَأَبَا همام الوليد ابن شُجَاعٍ، وَسَعِيْدَ بنَ يَحْيَى الأُمَوِيَّ، وَإِسْحَاقَ بنَ شَاهِيْن، وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ يُوْسُفَ الجُبَيْرِيَّ، وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ المُرَادِيُّ، وَبَحْرُ بنُ نَصْرٍ الجُوْلاَنِيَّ، وَبَكَّارَ بنَ قُتَيْبَةَ، وَأَبَا مُسْلِمٍ الحَسَنَ بنَ أَحْمَدَ بنِ أَبِي شُعَيْبٍ الحَرَّانِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ شَبِيْبٍ الرَّبَعِيَّ، وَيَحْيَى بنَ المُغِيْرَةِ المَخْزُوْمِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ المُقْرِئَ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجَّ، وَأَحْمَدَ بنَ المِقْدَامِ العِجْلِيَّ، وَحُمَيْدَ بنَ الرَّبِيْعِ، وَزَيْدَ بنَ أَخْزَمَ، وَعَبَّادَ بنَ الوَلِيْدِ الغُبَرِيَّ، وَعَبْدَ الوَهَّابِ بنَ فُلَيْحٍ المُقْرِئَ، وَمُحَمَّدَ بنَ مَيْمُوْنٍ الخَيَّاطَ المَكِّيَّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الجَوَّازَ، وَالحُسَيْنَ بنَ الحَسَنِ المَرْوَزِيَّ، وَالزُّبَيْرَ بنَ بَكَّارٍ، وَسَلَمَةَ بنَ شبيب، ومحمد بن زنبور المكي، ومحمد ابن إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ هِشَامٍ بنِ ملاَسٍ الدِّمَشْقِيَّ، وَسَعِيْدَ بنَ مُحَمَّدٍ البَيْرُوْتِيَّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً، وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ، وَأَملَى. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَالجِعَابِيُّ، وَالشَّافِعِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ عَدِيٍّ، وَالإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْرٍ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّوْيَه، وَأَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، وَعِيْسَى بنُ الوَزِيْرِ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الكَاتِبُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ. قَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ: كَانَ يُقَالُ: أَئِمَّةٌ ثَلاَثَةٌ فِي زَمَانٍ وَاحِدٍ: ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ. قَالَ الخَلِيْلِيُّ: وَرَابِعُهُم: أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ صَاعِدٍ، ثِقَةٌ، إِمَامٌ، يَفُوقُ فِي الحِفْظِ أَهْلَ زَمَانِهِ، ارْتَحَلَ إِلَى مِصْرَ وَالشَّامِ وَالحِجَازِ وَالعِرَاقِ، مِنْهُم مَنْ يُقَدِّمُه فِي الحِفْظِ عَلَى أَقرَانِهِ، مِنْهُم: أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ. قُلْتُ: وَيَقَعُ لَنَا -بَلْ لأَوْلاَدِنَا وَلِمَنْ سَمِعَ مِنَّا- جُمْلَةٌ مِنْ عَوَالِي حَدِيْثِه. كَتَبَ إِلَيْنَا المُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَسَاكِرَ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ البقشَلاَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ الأبنُوْسِيِّ، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا يحيى بن محمد ابن صَاعِدٍ -ثِقَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا- حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ مُدْرِكٍ الطَّحَّانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ حَمَّادٍ، عَنْ أبي عوانة، عن داود ابن عَبْدِ اللهِ الأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أُسَيْرٍ -رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يَأْتِيْكَ مِنَ الحَيَاءِ إلَّا خَيْرٌ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لاِبْنِ صَاعِدٍ أَخَوَانِ: يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ يَرْوِي عَنْ خَلاَّدِ بنِ يَحْيَى وَغَيْرِهِ، وَأَحْمَدُ الأَوْسَطُ حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَلَهُم عَمٌّ اسْمُهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ صاعد.

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، حَافِظٌ، وَعَمُّهُم يُحَدِّثُ عَنْ: سُفْيَانَ بن عُيَيْنَةَ فِي التَّصَوُّفِ وَالزُّهْدِ. وَقَالَ حَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ السَّهْمِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بنَ عَبْدَانَ، فَقُلْتُ: ابْنُ صَاعِدٍ أَكْثَرُ حَدِيْثاً أو الباغندي؟ فقال: ابن صاعد أكثر حَدِيْثاً، وَلاَ يَتَقَدَّمُه أَحَدٌ فِي الدِّرَايَةِ، وَالبَاغَنْدِيُّ أَعْلَى إِسْنَاداً مِنْهُ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظَ يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ بِالعِرَاقِ فِي أَقرَانِ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ صَاعِدٍ أَحَدٌ فِي فَهْمِهِ، وَالفَهْمُ عِنْدَنَا أَجَلُّ مِنَ الحِفْظِ. قَالَ الحاكم: وسمعت أبا أحمد الحافظ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو عَرُوْبَةَ لَحِقَهُ وَصَدَّقَهُ، فَقَالَ لِي: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ بنَ صَاعِدٍ حَدَّثَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى القُطَعِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مَرْفُوْعاً: "لاَ طَلاَقَ قَبْلَ نِكَاحٍ". فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا بِهِ مِنْ أَصْلِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ مَسْأَلَةٌ مُختَلَفٌ فِيْهَا مِنْ لَدُنِ التَّابِعِيْنَ، لَوْ كَانَ ثُمَّ أَيُّوْبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، لَكَانَ عِلمُ النُّظَّارِ فِي الشُّهرَةِ، وَلَما كَانُوا يَحْتَجُّوْنَ ضَرُوْرَةً لِحُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جده. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ مِنْ أَصْلِهِ بِحَدِيْثِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى القُطَعِيِّ فِي: "لاَ طَلاَقَ قَبْلَ نِكَاحٍ". قَالَ: فَارْتَجَّتْ بَغْدَادُ، وَتَكَلَّمَ النَّاسُ بِمَا تَكَلَّمُوا بِهِ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الصَّفَّارِ نَكْتُبُ مِنْ أُصُوْلِهِ، إِذْ وَقَعَ بِيَدي جُزْءٌ مِنْ حَدِيْثِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى القُطَعِيِّ، فَنَظَرتُ، فَوَجَدْتُ الحَدِيْثَ فِي الجُزْءِ، فَلَمْ أُخبِرْ أَصحَابِي، وَعَدَوتُ إِلَى بَابِ ابْنِ صَاعِدٍ، فَسَلَّمتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: البِشَارَةُ. فَأَخَذَ الجُزْءَ، وَرَمَى بِهِ، ثُمَّ أَسْمَعَنِي، فَقَالَ: يَا فَاعِلُ! حَدِيْثٌ أُحَدِّثُ بِهِ أَنَا، أَحْتَاجُ أَنْ يُتَابِعَنِي عَلَيْهِ علي بن الحسين الصفار. قَالَ البَرْقَانِيُّ: قَالَ لِي الفَقِيْهُ أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ: كُنْتُ عِنْد ابْنِ صَاعِدٍ، فَجَاءتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ لَهُ: أَيُّهَا الشَّيْخُ! مَا تَقُولُ فِي بِئْرٍ سَقَطَتْ فِيْهِ دَجَاجَةٌ فَمَاتَتْ، هَذَا المَاءُ طَاهِرٌ أَوْ نَجِسٌ؟ فَقَالَ يَحْيَى: وَيْحَكِ! كَيْفَ سَقَطَتِ الدَّجَاجَةُ، أَلاَ غَطَّيْتِيْهِ؟ قَالَ: الأَبْهَرِيُّ: فَقُلْتُ لَهَا: إِنْ لَمْ يَكُنِ المَاءُ تَغَيَّرَ، فَهُوَ طَاهِرٌ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ يَحْيَى مِنَ الفِقْهِ مَا يُجِيْبُ المَرْأَةَ. قَالَ الخَطِيْبُ: قَدْ كَانَ ابْنُ صَاعِدٍ ذَا مَحَلٍّ مِنَ العِلْمِ عَظِيْمٍ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ فِي السُّنَنِ وَتَرْتِيْبِهَا عَلَى الأَحْكَامِ، وَلَعَلَّهُ لَمْ يُجِبِ المَرْأَةَ وَرِعاً، فَإِنَّ المَسْأَلَةَ فِيْهَا خِلاَفٌ. قَالَ ابْنُ شَاهِيْن وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ ابْنُ صَاعِدٍ بِالكُوْفَةِ، فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ تِسْعِيْنَ سَنَةً وأشهر.

وَقَدْ ذَكَرنَا مُخَاصَمَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ، وَحَطَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى الآخَرِ فِي تَرْجَمَةِ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ، وَنَحْنُ لاَ نَقْبَلُ كَلاَمَ الأَقرَانِ بَعْضِهِم فِي بَعْضِ، وَهُمَا -بِحَمْدِ اللهِ- ثِقَتَانِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ العَلَوِيُّ بِالثَّغْرِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ شَاهِيْنٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم- قَالَ: "إِنَّمَا الرِّبَا في النساء" 1. وَبِهِ: عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: "مَا احْتَذَى النِّعَالَ وَلاَ رَكِبَ المَطَايَا، وَلاَ رَكِبَ الكُورَ رَجُلٌ أَفْضَلُ مِنْ جَعْفَرٍ" 2. هَذَا ثَابِتٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يَزْعُمَ زَاعِمٌ أَنَّ مَذْهَبَهُ: أن جعفر أَفْضَلُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. فَإِنَّ هَذَا الإِطلاَقَ لَيْسَ هُوَ عَلَى عُمُوْمِهِ، بَلْ يَخْرُجُ مِنْهُ الأَنْبِيَاءُ وَالمُرْسَلُوْنَ، فَالظَّاهِرُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَمْ يَقْصدْ أَنْ يُدخِلَ أَبَا بَكْرٍ وَلاَ عُمَرَ، -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم. وَمَاتَ مَعَ ابْنِ صَاعِدٍ أَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ الحَافِظُ، وَالقَاضِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ بُهْلُوْلٍ التَّنُوْخِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُغَلّسِ البَغْدَادِيُّ -صَاحِبُ لُوَيْنٍ- وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ دَاوُدَ بنِ وَرْدَانَ المِصْرِيُّ -صَاحِبُ ابْنِ رُمْحٍ- وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ بَشَّارٍ البَغْدَادِيُّ العَلاَّفُ المُقْرِئُ، وَالمُسْنِدُ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الحَلَبِيُّ، وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَيْرُوْزَ الأَنْمَاطِيُّ، وَشَيْخُ الفُقَهَاءِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ المُنْذِرِ بِمَكَّةَ. وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ حَمَّادٍ الأَسْتَرَابَاذِيُّ -رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ الكُتُبَ- وَزَنْجُوَيْه بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ اللَّبَّادُ، وَأَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ زهير الأبلي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2178" و"2179"، ومسلم "1596"، والنسائي "7/ 281"، وابن ماجه "2257". 2 صحيح: أخرجه الترمذي "3768".

الروياني

2803- الروياني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الرُّوْيَانِيُّ، صَاحِبُ "المُسْنَدِ" المَشْهُوْرِ. قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الذَّهَبِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَرَكَاتٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا محمد ابن إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدُوَيْه، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الرُّويَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بنُ حَسَنٍ البَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بنُ مِهْرَانَ، عَنْ سَعْدِ بنِ أَوْسٍ، عَنْ زِيَادِ بنِ كُسَيْبٍ العَدَوِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرٍ إِلَى الجُمُعَةِ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ رِقَاقٌ، وَأَبُو بِلاَلٍ تَحْتَ المِنْبَرِ، فَقَالَ أَبُو بِلاَلٍ: انْظُرُوا إِلَى أَمِيْرِكُم يَلْبِسُ لِبَاسَ الفُسَّاقِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ وَهُوَ تَحْتَ المِنْبَرِ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللهِ فِي الأَرْضِ، أهانه الله" 1. أَبُو بِلاَلٍ هَذَا هُوَ مِرْدَاسُ بنُ أُدَيَّةَ خَارِجِيٌّ، وَمِنْ جَهْلِهِ عَدَّ ثِيَابَ الرِّجَالِ الرِّقَاقَ لِبَاسَ الفُسَّاقِ. أَخْرَجَهُ: الرُّويَانِيُّ فِي "مُسْنَدِهِ". وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيِّ، وَإِسْحَاقَ بنِ شَاهِيْن، وَأَبِي كُرَيْبٍ مُحَمَّدِ بنِ العَلاَءِ، وَمُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ الرَّازِيِّ، وَعَمْرِو بنِ عَلِيٍّ الفَلاَّسِ، وَيَحْيَى بنِ حَكِيْمٍ المُقَوِّمِ، وَأَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ، وَابْنِ وَارَةَ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَلَهُ الرِّحلَةُ الوَاسِعَةُ، وَالمَعْرِفَةُ التَّامَةُ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ القِرْمِيْسِينِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ فَنَّاكِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ، وَذَكَرَ أَنَّ لَهُ تَصَانِيْفَ فِي الفِقْهِ، وَأَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وحكَى الحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الشِّيرَازيُّ أَنَّهُ سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ الصَّحَّافَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ البَكْرِيَّ يَقُوْلُ: جَمعتِ الرِّحلَةُ بِمِصْرَ بَيْنَ مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ، وَابْنِ خُزَيْمَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الرُّويَانِيِّ، فَأَرْمَلُوا، وَلَمْ يَبْقَ عِنْدَهُم قُوْتٌ، وَجَاعُوا، فَاجْتَمَعُوا فِي بَيْتٍ، وَاقْتَرَعُوا عَلَى أَنَّ مَنْ خَرَجَتْ عَلَيْهِ القُرعَةُ يَسْأَلُ لَهُم، قَالَ: فَخَرَجَتْ عَلَى ابْنِ خُزَيْمَةَ. فَقَالَ: أَمْهِلُوْنِي حَتَّى أُصَلِّيَ. وَقَامَ، فَإِذَا هُمْ بِشَمْعَةٍ وَخَصِيٍّ مِنْ قِبَلِ أَمِيْرِ مِصْرَ، فَفَتَحُوا لَهُ، فَقَالَ: أَيُّكُم مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ؟ فَقِيْلَ: هذا. فأخرج صرة فيها خمسون دينارًا،

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 755"، والعبر "2/ 135"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 251". 2 صحيح: أخرجه الروياني في "مسنده" "3/ 294"، وأحمد "5/ 42 و49"، والترمذي "2224".

فَدَفَعهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُم مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ؟ قَالُوا: هَذَا. فَأَعطَاهُ مِثلَهَا، ثُمَّ أَعطَى كَذَلِكَ لاِبْنِ خُزَيْمَةَ وَالرُّويَانِيِّ، ثُمَّ حَدَّثهُم إِنَّ الأَمِيْرَ كَانَ قَائِلاً بِالأَمس، فَرَأَى فِي نَومِهِ أَنَّ المَحَامِدَ جِيَاعٌ قَدْ طَوَوْا، فَأَنفذَ إِلَيْكُم هَذِهِ الصُّرَر، وَأَقسمَ عَلَيْكُم: إِذَا نَفَدَتْ أَنْ تُعَرِّفُونِي. أَخْبَرَنَا قَاضِي القُضَاةِ تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بنُ حَمْزَةَ غَيْرَ مَرَّةٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الرُّويَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ: أَنَّ وَلِيدَةً فِي عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَمَلَتْ مِنَ الزِّنَى، فَسُئِلَتْ: مَنْ أَحْبَلَكِ؟ قَالَتْ: أَحبَلَنِي المُقعدُ. فَسُئِلَ، فَاعْتَرَفَ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهُ لَضَعِيفٌ عَنِ الجَلدِ". فَأَمَرَ بِمائَةِ عُثْكُوْلٍ، فَضُرِبَ بِهَا ضَربَةً وَاحِدَةً. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ، صَالِحُ الإسناد. أخرجه: النسائي، من طريق أبي حَازِمٍ، وَيَحْتَجُّ بِهِ مَنْ يُسَوِّغُ الحِيَلَ.

أبو عروبة

2804- أبو عروبة 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُعَمَّرُ الصَّادِقُ، أَبُو عَرُوْبَةَ، الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَعْشَرٍ مَوْدُوْد السُّلَمِيُّ الجَزَرِيُّ الحَرَّانِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ بَعْدَ العِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَأَوَّلُ سَمَاعِهِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ: مَخْلَدَ بنَ مَالِكٍ السَّلَمسِينِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحَارِثِ الرَّافقِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ وَهْبِ بنِ أَبِي كَرِيْمَةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مُوْسَى الفَزَارِيَّ، وَعَبْدَ الجَبَّارِ بنَ العَلاَءِ، وَالمُسَيَّبَ بنَ وَاضِحٍ، وَأَحْمَدَ بنَ بَكَّارِ بنِ أَبِي مَيْمُوْنَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ سَعِيْدِ بنِ حَمَّادٍ الأَنْصَارِيَّ، وَأَبَا يُوْسُفَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ زُنْبُوْرٍ المَكِّيَّ، وأيوب بن محمد الوزان، وعمرو ابن عُثْمَانَ الحِمْصِيَّ، وَكَثِيْرَ بنَ عُبَيْدٍ، وَأَبَا نُعَيْمٍ عُبَيْدَ بنَ هِشَامٍ الحَلَبِيَّ، وَمُعَلّلَ بنَ نُفَيْلٍ النَّهْدِيَّ -صَاحِبَ زُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ بَشَّارٍ، وَعَبْدَ الوَهَّابِ بنَ الضَّحَّاكِ، وَمُحَمَّدَ بنَ مصفى الحمصي، وخلقًا سواهم بِالجَزِيْرَةِ؛ وَالشَّامِ. وَالحِجَازِ، وَالعِرَاقِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ، وَعُمَرُ بنُ عَلِيٍّ القَطَّانُ، وَأَبُو أحمد الحاكم، وأبو مسلم عبد

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 770"، والعبر "2/ 172"، وشذرات الذهب "2/ 279".

الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مِهْرَانَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجَرَّاحِ المِصْرِيُّ -ابْنُ النَّحَّاسِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلاَّنَ الحَرَّانِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ سَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ السَّكَنِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن محمد ابن السُّنِّيِّ، وَأَبُو الشَّيْخِ بنُ حَيَّانَ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الآبُرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ البَغْدَادِيُّ -غُنْدَرٌ الوَرَّاقُ، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ بُرِيْدَةَ الأَزْدِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَلَهُ كِتَابُ: "الطَّبَقَاتِ"، وَكِتَابُ: "تَارِيْخُ الجَزِيْرَةِ"، سَمِعْنَاهُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ عَارِفاً بِالرِّجَالِ وَبِالحَدِيْثِ، وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ مُفْتِي أَهْلِ حَرَّانَ، شَفَانِي حِيْنَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْمٍ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ فِي "الكُنَى": أَبُو عَرُوْبَةَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَوْدُوْدِ بنِ حَمَّادٍ السُّلَمِيُّ، سَمِعَ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَمْرٍو البَجَلِيَّ، وَأَبَا وَهْبٍ بنَ مُسَرَّحٍ، وَكَانَ مِنْ أَثْبَتِ مَنْ أَدْرَكْنَاهُ، وَأَحْسَنِهِم حِفْظاً، يَرْجِعُ إِلَى حُسْنِ المَعْرِفَةِ بِالحَدِيْثِ، وَالفِقْهِ، وَالكَلاَمِ. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو القَاسِمِ بن عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: كَانَ أَبُو عَرُوْبَةَ غَالِياً فِي التَّشَيُّعِ، شَدِيْدَ المَيْلِ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ. قُلْتُ: كُلُّ مَنْ أَحَبَّ الشَّيْخَيْنِ فَلَيْسَ بِغَالٍ، بَلْ مَنْ تَعَرَّضَ لَهُمَا بِشَيْءٍ مِنْ تَنَقُّصٍ، فَإِنَّهُ رَافِضِيٌّ غَالٍ، فَإِنْ سَبَّ، فَهُوَ مِنْ شِرَارِ الرَّافِضَةِ، فَإِنْ كَفَّرَ، فَقَدْ بَاءَ بِالكُفْرِ، وَاسْتَحَقَّ الخِزْيَ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ فَمِنْ أَيْنَ يَجِيْئُهُ الغُلُوُّ وَهُوَ صَاحِبُ حَدِيْثٍ وَحَرَّانِيٌّ؟ بَلَى لَعَلَّهُ يَنَالُ مِنَ المَرْوَانِيَّةِ فَيُعذَرُ. قَالَ القَرَّابُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَة وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ الهَرَوِيِّ: أَخْبَرَنَا زَاهِرٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَلاَءِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو المهاجر، عن ميمون ابن مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثا ثلاثا".

ابن طلاب وسعيد بن عبد العزيز

ابن طلاب وسعيد بن عبد العزيز: 2805- ابن طلاب 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، الخَطِيْبُ الصَّدُوْقُ، أَبُو الجَهْمِ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ طَلاَّبٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثُمَّ المشغرَانِيُّ، خَطِيْبُ مشغرَا. أَصْلُهُ مِنْ قَرْيَةِ بَيْتِ لِهْيَا، وَكَانَ يُؤَدِّبُ بِهَا، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى مشغرَا. وَكَانَ يَقْدُمُ دِمَشْقَ وَيُحَدِّثُ عَنْ: هِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَهِشَامِ بنِ خَالِدٍ الأَزْرَقِ، وَعَلِيِّ بنِ سَهْلٍ الرملي، وعدة. حدث عنه: أبو الحسين الرازي -والد تمام- وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْرٍ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الكِلاَبِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ: أَصْلُهُ مِنْ بَيْتِ لِهْيَا، كَانَ يُعَلِّمُ بِهَا، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى مَشْغَرَا؛ قَريَةٍ عَلَى سَفحِ جَبَلِ لُبْنَانَ، فَصَارَ خَطِيْبهَا، وَكَانَ كَثِيْراً مَا يَأْتِي إِلَى دِمَشْقَ، فَمَاتَ بِهَا فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَذَكَرَ ابْنُ زَبْرٍ أَنَّ ابْنَ طَلاَّبٍ سَقَطَ مِنْ دَابَّتِهِ، فَمَاتَ لِوَقْتِهِ. قُلْتُ: وَجَدُّهُم هُوَ طَلاَّبُ بنُ كَثِيْرٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ سُفْيَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ، وَالفَضْلُ بنُ الخَصِيْبِ بنِ نَصْرٍ، وَوَالِدُ أَبِي الشَّيْخِ، وَالمُؤَمَّلُ بنُ الحَسَنِ المَاسَرْجِسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ العَنْزِيُّ -صَاحِبُ عَلِيِّ بنِ حُجْرٍ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مَعْدَانَ الفَسَوِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو المُنْكَدِرِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ بنُ حَربُوَيْه القَاضِي، وَأَسْلَمُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الأَنْدَلُسِيُّ. 2806- سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العزيز 2: ابن مروان، المُحَدِّثُ الصَّادِقُ الزَّاهِدُ القُدْوَةُ، أَبُو عُثْمَانَ الحَلَبِيُّ، نزيل دمشق. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَأَبَا نُعَيْمٍ عُبَيْدَ اللهِ بنُ هِشَامٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحَلَبِيَّ، وَالقَاسِمَ بنَ عُثْمَانَ الجُوْعِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُصَفَّى، وَالسَّرِيَّ السَّقَطِيَّ، وَبَرَكَةَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَلَبِيَّ، وَعِدَّةً. وَصَحِبَ سَرِيّاً السَّقَطِيَّ، وَهُوَ مِنْ جِلَّةِ مَشَايِخِ الشَّامِ وَعُلَمَائِهِم. قَالَهُ: السُّلَمِيُّ.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 175"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 232"، وشذرات الذهب "2/ 281". 2 ترجمته في العبر "2/ 173"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 227"، وشذرات الذهب "2/ 279".

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الرَّبَعِيُّ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْرٍ، وَالقَاضِي عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الأَذنِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ الكِنْدِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، والقاضي أبو بكر الأبهري، وأبو بكر بن السُّنِّيِّ، وَخَلْقٌ خَاتِمَتُهُم عَبْدُ الوَهَّابِ الكِلاَبِيُّ، أَخُو تَبُوْكٍ. قَالَ الحَاكِمُ فِي "الكُنَى": كَانَ مِنْ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِيْنَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: تَخَرَّجَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَعْلاَمِ كإِبْرَاهِيْمَ بنِ المُوَلَّدِ، وَكَانَ مُلاَزِماً لِلشَّرْعِ مُتَّبِعاً لَهُ. قُلْتُ: يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ سَلِيماً مِنْ تَخبِيطَاتِ الصُّوْفِيَّةِ وَبِدَعِهِم. قَالَ ابْنُ زَبْرٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ أَبُو الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ. قُلْتُ: عَاشَ نَيِّفاً وتسعين سنة.

العلاف

2807- العلاف 1: الإِمَامُ المُقْرِئُ الأَدِيْبُ، أَبُو بَكْرٍ، الحَسَنُ بنُ علي بن أحمد بن بَشَّارٍ النَّهْرَوَانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الضَّرِيْرُ، نَدِيْمُ المُعْتَضِدِ. تَلاَ عَلَى أَبِي عُمَرَ الدُّوْرِيِّ. وَأَقْرَأَ، فَتَلاَ عَلَيْهِ: أَبُو بَكْرٍ الشَّذَائِيُّ، وَأَبُو الفَرَجِ الشَّنَبُوذِيُّ، وَطَائِفَةٌ. وَحَدَّثَ عَنِ: الدُّوْرِيِّ، وَنَصْرِ بنِ عَلِيٍّ، وَحُمَيْدِ بنِ مَسْعَدَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الحَسَّانِيِّ. فَرَوَى عَنْهُ: ابْنُ حَيُّوْيَه، وَعُمَرُ بنُ شَاهِيْن، وَعَبْدُ اللهِ بنُ النَّخَّاسِ، وَأَبُو الحَسَنِ الجَرَّاحِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَعُمِّرَ دَهْراً، وَأَضَرَّ. وَكَانَ لَهُ قِطٌّ يُحِبُّهُ وَيَأْنَسُ بِهِ، فَدَخَلَ بُرْجَ حَمَامٍ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَأَكَلَ الفِرَاخ، فَاصْطَادُوهُ وَذَبَحُوهُ، فَرَثَاهُ بِقَصِيْدَةٍ طَنَّانَةٍ. وَيُقَالُ: بَلْ رَثَى بِهَا ابْنَ المُعْتَزِّ، وورى بالهر، وكان ودودًا له.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 379"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 237"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 172"، والعبر "2/ 172"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 230"، وشذرات الذهب "2/ 277".

وَعَنِ ابْنِهِ؛ أَبِي الحَسَنِ بنِ العَلاَّفِ، قَالَ: إِنَّمَا كَنَى أَبِي بِالهِرِّ عَنِ ابْنِ الفُرَاتِ المُحَسّنِ وَلَدِ الوَزِيْرِ. وَعَنْ آخَرَ قَالَ: هَوِيَتْ جَارِيَةٌ لِلْوَزِيْرِ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى غُلاَماً لاِبْنِ العَلاَّفِ الضَّرِيْرِ، فَعَلِمَ بِهِمَا الوَزِيْرُ، فَقَتَلَهُمَا، وَسَلَخَهُمَا وَحَشَاهُمَا تِبْناً، فَرَثَاهُ أُسْتَاذُهُ ابْنُ العَلاَّفِ، وَكَنَى عَنْهُ بِالهِرِّ -فَاللهُ أَعْلَمُ- فَقَالَ: يَا هِرُّ فَارَقْتَنَا وَلَمْ تَعُدِ ... وَكُنْتَ عِنْدِي بِمنْزِلِ الوَلَدِ وَكَيْفَ نَنْفَكُّ عَنْ هَوَاكَ وَقَدْ ... كُنْتَ لَنَا عُدَّةً مِنَ العُدَدِ وَتُخْرِجُ الفَأْرَ مِنْ مَكَامِنِهَا ... مَا بَيْنَ مَفْتُوْحِهَا إِلَى السُّدَدِ يَلقَاكَ فِي البَيْتِ مِنْهُمُ مَدَدٌ ... وَأَنْتَ تَلْقَاهُمُ بِلاَ مَدَدِ حَتَّى اعتَقَدْتَ الأَذَى لِجِيْرَتِنَا ... وَلَمْ تَكُنْ لِلأَذَى بِمُعْتَقِدِ وَحُمْتَ حَوْلَ الرَّدَى بِظُلْمِهِمُ ... وَمَنْ يَحُمْ حَوْلَ حَوْضِهِ يَرِدِ وَكَانَ قَلْبِي عَلَيْكَ مُرْتَعِداً ... وَأَنْتَ تَنْسَابُ غَيْرَ مُرْتَعِدِ تَدْخُلُ بُرْجَ الحَمَامِ مُتَّئِداً ... وَتَبْلَعُ الفَرْخَ غَيْرَ مُتَّئِدِ وَتَطْرَحُ الرِّيْشَ فِي الطَّرِيْقِ لَهُم ... وَتَبْلَعُ اللَّحْمَ بَلْعَ مُزْدَرِدِ أطعمك الغي لحمها فرأى ... فتلك أَصحَابُهَا مِنَ الرَّشَدِ كَادُوكَ دَهْراً فَمَا وَقَعْتَ وَكَمْ ... أُفْلِتَّ مِنْ كَيْدِهِم وَلَمْ تَكِدِ فَحِيْنَ أَخْفَرْتَ وَانْهَمَكْتَ وَكَا ... شَفْتَ وَأَشْرَفْتَ غَيْرَ مُقْتَصِدِ صَادُوْكَ غَيْظاً عَلَيْكَ وَانتَقَمُوا ... مِنْكَ وَزَادُوا وَمَنْ يَصِدْ يُصَدِ ثُمَّ شَفَوا بِالحَدِيدِ أَنْفُسَهُم مِنْكَ ... وَلَمْ يَرْعَوُوا عَلَى أَحَدِ وَلَمْ تَزَلْ لِلْحَمَامِ مُرْتَصِداً ... حَتَّى سُقِيْتَ الحِمَامَ بِالرَّصَدِ لَمْ يَرْحَمُوا صَوْتَكَ الضَّعِيفَ كَمَا ... لَمْ تَرْثِ يَوْماً لِصَوتِهَا الغَرِدِ أَذَاقَكَ المَوْتَ رَبُّهُنَّ كَمَا ... أَذَقْتَ أَفرَاخَهُ يدًا بيد

كَأَنَّ حَبْلاً حَوَى بِجَوْدَتِهِ ... جِيْدَكَ لِلْخَنْقِ كَانَ مِنْ مَسَدِ كَأَنَّ عَيْنِيَ تَرَاكَ مُضْطَرِباً ... فِيْهِ وفي فيك رغوة الزبد وَقَدْ طَلَبْتَ الخَلاَصَ مِنْهُ فَلَمْ ... تَقْدِرْ عَلَى حِيْلَةٍ وَلَمْ تَجِدِ فَجُدْتَ بِالنَّفْسِ وَالبَخِيْلَ بِهَا ... كُنْتَ وَمَنْ لَمْ يَجُدْ بِهَا يَجِدِ فَمَا سَمِعْنَا بِمِثْلِ مَوْتِكَ إِذْ ... مُتَّ وَلاَ مِثْلِ حَالِكَ النَّكِدِ عِشْتَ حَرِيْصاً يَقُودُهُ طَمَعٌ ... وَمُتَّ ذَا قَاتِلٍ بِلاَ قَوَدِ يَا مَنْ لَذِيْذُ الفِرَاخِ أَوْقَعَهُ ... وَيْحَكَ! هَلاَّ قَنِعْتَ بِالغُدَدِ أَلمْ تَخَفْ وَثْبَةَ الزَّمَانِ وَقَدْ ... وَثَبْتَ فِي البُرْجِ وَثْبَةَ الأَسَدِ عَاقِبَةُ البَغْيِ لاَ تَنَامُ وَإِنْ ... تَأَخَّرَتْ مُدَّةً مِنَ المُدَدِ أَرَدْتَ أَنْ تَأَكُلَ الفِرَاخَ وَلاَ ... يَأْكُلُكَ الدَّهْرُ أَكْلَ مُضْطَهِدِ هَذَا بَعِيدٌ مِنَ القِيَاسِ وَمَا ... أَعَزَّهُ فِي الدُّنُوِّ وَالبُعُدِ لاَ بَارَكَ اللهُ فِي الطَّعَامِ إِذَا ... كَانَ هَلاَكُ النُّفُوْسِ فِي المِعَدِ كَمْ دَخَلَتْ لُقْمَةٌ حَشَا شَرِهٍ ... فَأَخْرَجَتْ رُوْحَهُ مِنَ الجَسَدِ مَا كَانَ أَغْنَاكَ عَنْ تَسَلُّقِكَ الـ ... ـبُرْجَ وَلَوْ كَانَ جَنَّةَ الخُلْدِ قَدْ كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ وَفِي دعةٍ ... مِنَ العَزِيْزِ المُهَيْمِنِ الصَّمَدِ تَأْكُلُ مِنْ فَأْرِ دَارِنَا رَغَداً ... أَكْلَ جُزَافٍ نَامٍ بِلاَ عَدَدِ وَكُنْتَ بَدَّدْتَ شَمْلَهُم زَمَناً ... فَاجْتَمَعُوا بَعْدَ ذَلِكَ البَدَدِ وَلَمْ يُبْقُوا لَنَا عَلَى سبدٍ ... فِي جَوْفِ أَبْيَاتِنَا وَلاَ لَبِدِ وَفَرَّغُوا قَعْرَهَا وَمَا تَرَكُوا ... مَا عَلَّقَتْهُ يَدٌ عَلَى وَتِدِ وَفَتَّتُوا الخُبْزَ فِي السِّلاَلِ فَكَمْ ... تَفَتَّتْ لِلْعِيَالِ مِنْ كَبِدِ وَمَزَّقُوا مِنْ ثِيَابِنَا جددًا ... فكلنا في مصائب جدد وَهِيَ خَمْسَةٌ وَسِتُّوْنَ بَيْتاً. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ مائَةُ عَامٍ. وَالنَّهْرَوَانُ: بالفتح، ووهم السمعاني فضم راءه.

البتاني ومحمد بن زبان

البتاني ومحمد بن زبان: 2808- البتاني 1: صَاحِبُ الزِّيجِ المَشْهُوْرِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ جَابِرِ بنِ سِنَانٍ الحَرَّانِيُّ، البِتَّانِيُّ، الحَاسِبُ، المُنَجِّمُ، لَهُ أَعمَالٌ وَأَرصَادٌ وَبَرَاعَةٌ فِي فَنِّهِ، وَكَانَ صَابِئاً، ضَالاًّ، فَكَأَنَّهُ أَسلَمَ وَتَسَمَّى بِمُحَمَّدٍ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ فِي عِلْمِ الهَيْئَةِ. وبَتَّانُ -بِمُثَنَّاةٍ مُثَقَّلَةٍ: قَريَةٌ مِنْ نَوَاحِي حَرَّانَ، مَاتَ رَاجِعاً مِنْ بَغْدَادَ بِقَصْرِ الحَضْرِ؛ وَهِيَ بُلَيدَةٌ بِقُرْبِ تَكْرِيْتَ، وَفِي ذَلِكَ يَقُوْلُ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ: وَأَخُو الحَضْرِ إِذْ بَنَاهُ وَإِذْ دِجْـ ... ـلَةُ تُجْبَى إِلَيْهِ وَالخَابُوْرُ وَهُوَ المَلِكُ ضَيْزَنُ، وَيُلَقَّبُ بِالسَّاطرُوْنِ، لَفْظَةٍ سِرْيَانِيَّةٍ، مَعْنَاهُ المَلِكُ، وَكَانَ هَذَا مِنْ مُلُوْكِ الطَّوَائِفِ، أَقَامَ أَزْدَشِيْرُ يُحَاصِرُهُ أَرْبَعَ سِنِيْنَ وَلاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ. وَكَانَ لِضَيْزَنَ بِنْتٌ فائقة الجمال، فلمحت من الحصن أَزْدَشِيْرَ، فَأَعجَبَهَا وَهَوِيَتْهُ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ يَتَزَوَّجهَا، وَتَفْتَح لَهُ الحِصْنَ، فَقِيْلَ: كَانَ عَلَيْهِ طِلَّسْمٌ، فَلاَ يُفتَحُ حَتَّى تُؤخَذَ حَمَامَةٌ، تُخْضَبُ رِجْلاَهَا بِحَيضِ بِكْرٍ زَرْقَاءَ، ثُمَّ تُسَيَّبُ الحَمَامَةُ، فَتَحُطُّ عَلَى السُّوْرِ، فَيَقَعُ الطَّلَّسْمُ. فَفُعِلُ ذَلِكَ، وَأُخِذَ الحِصْنُ، ثُمَّ لَمَّا رَآهَا أَزْدَشِيْرُ قَدْ أَسلَمَتْ أَبَاهَا مَعَ فَرْطِ كَرَامَتِهَا عَلَيْهِ، قَالَ: أَنْتِ أَسْرَعُ إِلَيَّ بِالغَدْرِ. فَرَبَطَ ضَفَائِرَهَا بِذَنَبِ فَرَسٍ، وَرَكَضَهُ فَهَلَكَتْ. تُوُفِّيَ البِتَّانِيُّ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائة. 2809- محمد بن زبان 2: ابن حبيب، الإِمَامُ القُدْوَةُ الحُجَّةُ، أَبُو بَكْرٍ الحَضْرَمِيُّ، مُحَدِّث مِصْرَ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَمُحَمَّدَ بنَ رُمْحٍ، وَأَبَا الطَّاهِرِ بنَ السَّرْحِ، وَزَكَرِيَّا بنَ يَحْيَى كَاتِبَ العُمَرِيِّ، وَالحَارِثَ بنَ مِسْكِيْنٍ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، وَطَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ الخَلاَّلُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ رَئِيْسُ المُؤَذِّنِيْنَ، وَأَبُو عَدِيٍّ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الإِمَامِ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارٍ الدِّمْيَاطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ العَبَّاسِ الإِخْمِيْمِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: قَالَ لِي: ولدت في سنة خمس وعشرين ومائتين. وَكَانَ رَجُلاً صَالِحاً، مُتَقَلِّلاً، فَقِيْراً، لاَ يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً، وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 709"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 276". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "4/ 115"، والعبر "2/ 171"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 230"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 276".

ابن معدان وابن المغلس

ابن معدان وابن المغلس: 2810- ابن معدان: الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مَعْدَانَ الفَارِسِيُّ، الفَسَوِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَأَبِي عَمَّارٍ الحُسَيْنِ بنِ حُرَيْثٍ. وَعَنْهُ: شَيْخُ النَّحْوِ؛ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ الفَارِسِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ السِّمْسَارُ، وَمُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ بِشْرٍ الفَارِسِيُّ، شَيْخٌ لاِبْنِ بَاكُوَيْه. أَرَّخَ مَوْتَهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَةَ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ. مَا عَلِمتُ فيه ضعفًا بعد. 2811- ابن المغلس 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُغَلِّسِ البَغْدَادِيُّ، البَزَّازُ، أَخُو جَعْفَرٍ. سَمِعَ: مِنْ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٍ، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأبي هَمَّامٍ الوَلِيْدِ بنِ شُجَاعٍ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الفَتْحِ يُوْسُفُ القَوَّاسُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْن، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنَ المُكْثِرِينَ عَنْ لُوَيْنٍ. مَاتَ فِي عَشْرِ المائَةِ، فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وثلاث مائة. أخوه:

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 104"، والعبر "2/ 172"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 276".

جعفر بن محمد بن المغلس وابن وردان وزنجويه

جعفر بن محمد بن المغلس وابن وردان وزنجويه: 2812- جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُغَلِّسِ 1: وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. سَمِعَ: حَوْثرَةَ بنَ مُحَمَّدٍ المِنْقَرِيَّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجَّ، وَأَحْمَدَ بنَ سِنَانٍ القَطَّانَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ شَاهِيْن، وَأَبُو حَفْصٍ الكِتَّانِيُّ. مَاتَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ، وَكَانَ أَصغَرَ مِنْ أَخِيْهِ. وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ -فَقِيْهُ الظَّاهِرِيَّةِ- سَيَأْتِي. 2813- ابن وردان 2: الشَّيْخُ العَالِمُ المُسْنِدُ، أَبُو العَبَّاسِ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ دَاوُدَ بنِ وَرْدَانَ المِصْرِيُّ، البَزَّازُ. سَمِعَ: عِيْسَى بنَ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ رُمْحٍ، وَزَكَرِيَّا كَاتِبَ العُمَرِيِّ، وَغَيْرَهَم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الإِخْمِيْمِيُّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سنة ثمان عشرة وثلاث مائة. 2814- زنجويه: الشَّيْخُ القُدْوَةُ، الزَّاهِدُ العَابِدُ، الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ زَنْجَوَيْه بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، اللَّبَّادُ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَسْلَمَ الطُّوْسِيَّ، وَحُسَيْنَ بنَ عِيْسَى البِسْطَامِيَّ، وَحُمَيْدَ بنَ الربيع، وأحمد ابن مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيَّ، وَكَانَ صَاحِبَ رِحْلَةٍ وَمَعْرِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ المَخْلَدِيُّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ سنة ثمان عشرة وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 211"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 237". 2 ترجمته في العبر "2/ 172"، وشذرات الذهب "2/ 277".

عبد الحكم والباشاني واعظ بلخ

عبد الحكم والباشاني واعظ بلخ: 2815- عبد الحكم: ابن أحمد بن محمد بن سلام، الشَّيْخُ، الصَّدُوْقُ، أَبُو عُثْمَانَ الصَّدَفِيُّ مَوْلاَهُمُ المِصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عِيْسَى بنِ حَمَّادٍ زُغْبَةَ، وَأَبِي الطَّاهِرِ بنِ السَّرْحِ، وَذِي النُّوْنِ المِصْرِيِّ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ يُوْنُسَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ صَدُوْقاً، إلَّا أَنَّهُ انْقَطَعَ مِنْ أَوَائِلِ أُصُوْلِهِ شَيْءٌ، وَلَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يُمَيِّزُ، فَرَوَى مَا لَمْ يَسْمَعْ، فَثَبَّتْنَاهُ، فَرَجَعَ. وَكَانَ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، قَالَ: لِي إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2816- الباشاني 1: المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو عَلِيٍّ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ رَزِيْنٍ البَاشَانِيُّ، الهَرَوِيُّ. سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ خَشْرَمٍ، وَسُفْيَانَ بنَ وَكِيْعٍ، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الفِرْيَانَانِيَّ، وَغَيْرَهُم. وَعَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي ذُهْلٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ القَرَّابُ، وَزَاهِرٌ السَّرَخْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ المَالِيْنِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ وُثِّقَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2817- واعظ بلخ 2: الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الزَّاهِدُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ البَلْخِيُّ، الوَاعِظُ، نَزِيْلُ سَمَرْقَنْدَ وَتِلْكَ الدِّيَارِ. صَحِبَ أَحْمَدَ بنَ خَضْرَوَيْه البَلْخِيَّ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ فِي الدنيا عن قتيبة بن سعيد.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 186"، وشذرات الذهب "2/ 288". 2 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 563"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 239"، والعبر "2/ 176"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 231"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 282".

قَالَ السُّلَمِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ القَاسِمِ الخَطَّابِيُّ الوَاعِظُ بِمَرْوَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ البَلْخِيُّ الصُّوْفِيُّ بِسَمَرْقَنْدَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ. فَذَكَرَ حَدِيْثاً. قَالَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الحِيْرِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الحِيْرِيَّ يَقُوْلُ: لَوْ وَجَدْتُ مِنْ نَفْسِي قُوَّةً، لَرَحَلتُ إِلَى أَخِي مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ، فَأَسْتَرْوِحَ بِرُؤْيَتِهِ. وَقَدْ رَوَى عَنْ هَذَا الشَّيْخِ البَلْخِيِّ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيُّ. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ فِي "مُعْجَمِهِ" بِالإِجَازَةِ. وَمِنْ مَشَايِخِهِ: أَبُو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَهْدِيٍّ -صَاحِبُ ابْنِ السَّمَّاكِ الوَاعِظِ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: إِسْمَاعِيْلُ بنُ نُجَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ بن عمروَيْه، وَمُحَمَّدُ بنُ مَكِّيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلاَنِيُّ البَلْخِيُّ، شَيْخٌ لَقِيَهُ أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: سَمِعَ الكَثِيْرَ مِنْ قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيَّ بِنَسَا أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُوْلُ: ذَهَابُ الإِسْلاَمِ مِنْ أَرْبَعَةٍ لاَ يَعْملُوْنَ بِمَا يَعْلَمُوْنَ، وَيَعْمَلُوْنَ بِمَا لاَ يَعْلَمُوْنَ، ولا يتعلمون مالا يَعلَمُوْنَ، وَيَمنَعُوْنَ النَّاسَ مِنَ العِلْمِ. قُلْتُ: هَذِهِ نُعُوتُ رُؤُوْسِ العَرَبِ وَالتُّركِ وَخَلْقٍ مِنْ جَهَلَةِ العَامَّةِ، فَلَو عَمِلُوا بِيَسِيْرِ مَا عَرَفُوا، لأَفلَحُوا، وَلَوْ وَقَفُوا عَنِ العَمَلِ بِالبِدَعِ، لَوُفِّقُوا، وَلَوْ فَتَّشُوا عَنْ دِيْنِهِم وَسَأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ -لاَ أَهْلَ الحِيَلِ وَالمَكْرِ- لَسَعِدُوا، بَلْ يُعرِضُونَ عَنِ التَّعَلُّمِ تِيْهاً وَكَسَلاً، فَوَاحِدَةٌ مِن هَذِهِ الخِلاَلِ مُرْدِيَةٌ، فَكَيْفَ بِهَا إِذَا اجْتَمَعَتْ؟! فَمَا ظَنُّكَ إِذَا انْضَمَّ إِلَيْهَا كِبْرٌ، وَفُجُورٌ، وَإِجرَامٌ، وَتَجَهْرُمٌ عَلَى اللهِ؟! نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ. قَالَ السُّلَمِيُّ فِي "مِحَنِ الصُّوْفِيَّةِ": لَمَّا تَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بِبَلْخَ فِي فَهْمِ القُرْآنِ وَأَحْوَالِ الأَئِمَّةِ، أَنكَرَ عَلَيْهِ فُقَهَاءُ بَلْخَ، وَقَالُوا: مُبْتَدِعٌ. وَإِنَّمَا ذَاكَ بِسَبِبِ اعْتِقَادِه مَذْهَبَ أَهْلِ الحَدِيْثِ، فَقَالَ: لاَ أَخرُجُ حَتَّى تُخرِجُونِي، وَتَطُوفُوا بِي فِي الأَسوَاقِ. فَفَعلُوا بِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ: نَزَعَ اللهُ مِنْ قُلُوْبِكُم مَحَبَّتَهُ وَمَعْرِفَتَه. فَقِيْلَ: لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا صُوْفِيٌّ مِنْ أَهْلِهَا. فَأَتَى سَمَرْقَنْدَ، فَبَالَغُوا فِي إِكرَامِهِ، وَقِيْلَ: إِنَّهُ وَعَظَ يَوْماً، فَمَاتَ فِي المَجْلِسِ أَرْبَعَةُ أَنْفُسٍ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَرَّخَهُ السُّلَمِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مَنْدَةَ، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ: سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ.

ابن فيل

2818- ابن فيل: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ، أَبُو طَاهِرٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِيْلٍ البَالِسِيُّ، الإِمَامُ بِمَدِيْنَةِ أَنْطَاكِيَّةَ. ارْتَحَلَ بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ: أَبَا كُرَيْبٍ مُحَمَّدَ بنَ العَلاَءِ، وَمُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ لُوَيْناً، وَمَالِكَ بنَ سُلَيْمَانَ الحِمْصِيَّ، وَسُفْيَانَ بنَ وَكِيْعٍ، وَعَبْدَ الجَبَّارِ بنَ العَلاَءِ المَكِّيَّ، وَعُقْبَةَ بنَ مُكْرمٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُصَفَّى، وَكَثِيْرَ بنَ عُبَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيَّ، وَمُؤَمَّلَ بنَ إِهَابٍ، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ اللهِ البَزِّيَّ، وَالحُسَيْنَ بنَ الحَسَنِ المَرْوَزِيِّ، وَإِسْحَاقَ بنِ مُوْسَى الخَطْمِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ المَصِّيْصِيَّ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَشَاكِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ المَصِّيْصِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَقَاضِي أَذَنَةَ؛ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ بُنْدَارٍ، وَآخَرُوْنَ. وَمَا عَلِمتُ فِيْهِ جَرْحاً، وَلَهُ جُزْءٌ مَشْهُوْرٌ، فِيْهِ غَرَائِبُ. مَاتَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِيْنَ. وَكَانَ أَبُوْهُ صَاحِبَ حَدِيْثٍ أَيْضاً. يَرْوِي عَنْ: أَبِي جَعْفَرٍ النفيلي، وأحمد بن يونس اليربوعي، وأبي تَوْبَةَ الحَلَبِيِّ، وَالمُعَافَى بنِ سُلَيْمَانَ الرَّسْعَنِيِّ، وَسُلَيْمَانَ ابْنَ بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، وَخَلْقٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيّ، وَأَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِي، وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَعِدَّةٌ. مَاتَ أَحْمَدُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. ثمَّ وَجَدْتُ فِي فَوَائِدِ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ العَتَكِيِّ الأَنطَاكِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ بنُ فِيْلٍ فِي سَنَةِ ثَلاَثِ مائَةٍ -وَكَانَ إِمَامَ جَامِعِنَا، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ- ثُمَّ رَوَى العَتَكِيُّ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فِيْلٍ، حَدَّثَنَا جَدِّي، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ كَثِيْرٍ الصُّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بُرْدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ هَاشِمٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ خَلْدُوْنَ بنِ مَرْثَدٍ البَالِسِيُّ. وَقَدْ رَوَى العَتَكِيُّ أَيْضاً، عَنْ عَمِّ ابْنِ فِيْلٍ، فَقَالَ: أخبرنا الحسين ابن إِبْرَاهِيْمَ بِأَنْطَاكِيَةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. فَرَوَى عن جماعة.

أحمد بن خطيب دمشق وابن ذيال والخثعمي

أحمد بن خطيب دمشق وابن ذيال والخثعمي: 2819- أحمد بن خَطِيْبِ دِمَشْقَ: وَعَالِمِهَا أَبِي الوَلِيْدِ هِشَامِ بنِ عَمَّارِ بنِ نُصَيْرٍ، الإِمَامُ، المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. كَانَ آخِرَ مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى وَالِدِهِ وَفَاةً، وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً. رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو هَاشِمٍ عَبْدُ الجَبَّارِ المُؤَدِّبُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَحُمَيْدُ بنُ الحَسَنِ الوَرَّاقُ، وَغَيْرُهُم. تُوُفِّيَ هُوَ وأبو بكر -محمد بن خزيم المحدث- في يوم واحد، يوم الخَمِيْسِ، مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ. وَمَا عَلِمتُ أَبَا أَحْمَدَ الحَاكِمَ رَوَى عَنْهُ شَيْئاً. 2820- ابن ذيال 1: هُوَ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، بَقِيَّةُ المَشَايِخِ، أَبُو العَبَّاسِ الفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ ذيَّالٍ الزُّبَيْدِيُّ، البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، وَعَبْدَ الأَعْلَى بنَ حَمَّادٍ النَّرْسِيَّ، وَغَيْرَهُمَا. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفَتْحِ القَوَّاسُ، وَابْنُ مَعْرُوْفٍِ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ النَّجَّارُ، وَأَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ. وَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ. قُلْتُ: العَجَبُ أَنَّهُم مَا أَرَّخوا وَفَاتَه. قَالَ يُوْسُفُ بنُ عُمَرَ القَوَّاسُ: حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ إِمْلاَءً سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ بِحَدِيْث أَبِي العشراء الدارمي ... ، فذكره. 2821- الخثعمي 2: الإِمَامُ الحُجَّةُ المُحَدِّثُ، أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ الحسين بن حفص الخثعمي، الكوفي، الأشناني.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 377"، واللباب لابن الأثير "1/ 537". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 234"، والعبر "2/ 162"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 219".

قَدِمَ بَغْدَادَ وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي كُرَيْبٍ، وَعَبَّادِ بنِ يَعْقُوْبَ الرَّوَاجنِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ المُحَارِبِيِّ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الجِعَابِيُّ، وَأَبُو الحسين بن البَوَّابِ، وَمُحَمَّدُ بنُ المظَفَّر، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، ومحمد بن جعفر ابن النَّجَّارِ الكُوْفِيُّ؛ الَّذِي عَاشَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَبُو جَعْفَرٍ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ. قُلْتُ: وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُفَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُسَيِّبِ الأَرغيَانِيُّ.

ابن عليل وبدر بن الهيثم

ابن عليل وبدر بن الهيثم: 2822- ابن عليل: الإِمَامُ المُعَمَّرُ، إِمَامُ جَامِعِ دِمَشْقَ، أَبُو هَاشِمٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ مولاهم، الدمشقي. عرف: بابن عليل. حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَقَاسِمِ بنِ عُثْمَانَ الجُوْعِيِّ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ إِبْرَاهِيْمُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ ذَكْوَانَ، وَأَبُو هَاشِمٍ عَبْدُ الجَبَّارِ المُؤَدِّبُ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الكِلاَبِيُّ، وَغَيْرُهُم. قِيْلَ: كَانَ يَخْضِبُ بِالحُمرَةِ. وَقَعَ لَنَا مِنْ حَدِيْثِه. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قاله: أبو سليمان بن زبر. 2823- بدر بن الهيثم 1: ابن خلف، القَاضِي الفَقِيْهُ الصَّدُوْقُ المُعَمَّرُ، أَبُو القَاسِمِ اللَّخْمِيُّ، الكُوْفِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. وُلِدَ بِالكُوْفَةِ، سَنَةَ مائَتَيْنِ أَوْ بَعْدَهَا بِعَامٍ، وَلَوْ سَمِعَ: كَمَا يَنْبَغِي، لأَخَذَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى، وَأَبِي نُعَيْمٍ، وَالكِبَارِ، وَلَكِنَّهُ سَمِعَ فِي الكُهُوْلَةِ مِنْ: أَبِي كُرَيْبٍ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الأَشَجِّ، وَهَارُوْنَ بنِ إِسْحَاقَ، وَهِشَامِ بنِ يُوْنُسَ، وَعَمْرِو بنِ عَبْدِ الله الأودي، وغير واحد.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 107"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 226"، والعبر "2/ 169".

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَمْرٍو بنُ حَيُّوْيَه، وَعُمَرُ بنُ شَاهِيْن، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَعِيْسَى بنُ الوَزِيْرِ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: بَلَغَ مائَةً وَسَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، نَبِيْلاً، أَدرَكَ أَبَا نُعَيْمٍ. قَالَ: وَدَخَلَ عَلَى الوَزِيْرِ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى، فَقَالَ لَهُ: كَمْ سِنُّ القَاضِي؟ قَالَ: مَا أَدْرِي، لَكِنْ ظَهَرَ بِالكُوْفَةِ أُعجُوْبَةٌ، فَرَكِبْتُ مَعَ أَبِي سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. رَوَاهَا بَعْضُهُم، فَزَادَ: وَرَكِبْتُ مَعَ أَبِي إِلَى عَامِلِ المَأْمُوْنِ، وَرَكِبْتُ الآنَ إِلَى حَضْرَةِ الوَزِيْرِ، وَبَيْنَ الرُّكْبَتَيْنِ مائَةَ سَنَةٍ. وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْن: بَلَغَ مائَةً وَسِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ: أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي شَرِيْكٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ الوَزِيْرِ، أَخْبَرَنَا بَدْرُ بنُ الهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ الكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا المُغِيْرَةُ بنُ جَمِيْلٍ الكِنْدِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي؛ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الوَلاَءُ لَيْسَ بِمُتَحَوِّلٍ وَلاَ بِمُنْتَقِلٍ". قَالَ العُقَيْلِيُّ: المُغِيْرَةُ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. ثُمَّ سَاق لَهُ هَذَا عَنْ شيخ، عن الأشج.

الميرماهاني

2824- المِيْرمَاهَاني: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، العَالِمُ. سَمِعَ مِنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه "تَفْسِيْرَهُ"، وَمِنْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رِزْمَةَ، وَعَلِيَّ بنِ حُجْرٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ حميد الرازي، ومحمد بن رَافِعٍ، وَمَحْمُوْدِ بنِ غَيْلاَن، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ هَانِئِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحَدَّادِيُّ، المَرْوَزِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَحَدَّثَ بِنَيْسَابُوْرَ وَبِمَرْوَ. وَتُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَاسْمُهُ: أَبُو يَزِيْدَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مَتَّى الخَالديُّ، المَرْوَزِيُّ، المِيْرمَاهَانِيُّ. قِيْلَ: إِنَّهُ عَاشَ سِتّاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. يَقَعُ حَدِيْثُه فِي تَآلِيْفِ مُحْيِيِ السُّنَّةِ البَغَوِيِّ. سَمِيُّهُ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ خَالِدِ بنِ مِهْرَانَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، هُوَ: ابْنُ أُخْتِ سَلَمَةَ بنِ شَبِيْبٍ. يَرْوِي عَنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَمُحَمَّدِ بنِ رَافِعٍ أَيْضاً. حَدَّثَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

المنكدري والكتاني

المنكدري والكتاني: 2825- المنكدري 1: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بن عبد الرَّحْمَنِ بنِ عُمَرَ ابْنِ الإِمَامِ القُدْوَةِ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، المَدَنِيُّ، المُنْكَدِرِيُّ، نَزِيْلُ خُرَاسَانَ. سَمِعَ: عَبْدَ الجَبَّارِ بنَ العَلاَءِ -وَهُوَ أَقدَمُ شَيْخٍ عِنْدَهُ- وَيُوْنُسَ بنَ عَبْدِ الأَعْلَى، وَهَارُوْنَ بنَ إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ حَرْبٍ، وَأَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً مِنْ طَبَقَتِهِم مِنْ أَصْحَابِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيْعٍ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ هَانِئٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ المُطَّوِّعِيُّ البُخَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَأْمُوْنٍ المَرْوَزِيُّ، الحَافِظُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَابْنُهُ عَبْدُ الوَاحِدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ شَاه. وَلَهُ رِحْلَةٌ وَاسِعَةٌ وَجَوَلاَنُ فِي شَبَابِهِ وَشَيْخُوخَتِهِ. قَالَ الحَاكِمُ: لَهُ أَفْرَادٌ وَعَجَائِبُ. قُلْتُ: وَهُوَ فِي "تَارِيْخِ دِمَشْقَ"؛ لأَنَّهُ سَمِعَ فِي بَيْرُوْتَ مِنَ العَبَّاسِ بنِ الوَلِيْدِ، وَقَدْ سَمِعَ في شيراز من: إسحاق ابن شَاذَانَ. وَسَكَنَ البَصْرَةَ مُدَّةً، ثُمَّ أَصْبَهَانَ، ثُمَّ الرَّيَّ، ثُمَّ نَيْسَابُوْرَ. وَمَاتَ بِمَرْوَ، فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ سنة. 2826- الكتاني 2: القُدْوَةُ العَارِفُ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن علي بن جعفر البغدادي، الكتاني. حَكَى عَنْ: أَبِي سَعِيْدٍ الخَرَّازِ، وَإِبْرَاهِيْمَ الخَوَّاصِ.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 115"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 785"، والعبر "2/ 159"، وميزان الاعتدال "1/ 147"، ولسان الميزان "1/ 287"، والنجوم الزاهرة "3/ 216"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 268". 2 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 631"، وتاريخ بغداد "3/ 74"، والعبر "2/ 194"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 248"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 269".

حَكَى عَنْهُ: جَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ التَّكْرِيْتِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ البَصْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَمَاتَ مُجَاوِراً بِمَكَّةَ. وَمِنْ كَلاَمِهِ، قَالَ: مَنْ يَدْخُلْ فِي هَذِهِ المفَازَةِ يَحْتَاجَ إِلَى أربعٍ: حالٍ تَحْمِيْهِ، وعلمٍ يَسُوْسُهُ، وورعٍ يَحْجُزُهُ، وذكرٍ يُؤنِسُهُ. وَقَالَ: التَّصَوُّفُ خُلقٌ، فَمَنْ زَادَ عَلَيْكَ فِي الخُلقِ، زَادَ عَلَيْكَ فِي التَّصَوُّفِ. وَعَنْهُ، قَالَ: مِنْ حُكمِ المُرِيدِ أَنْ يَكُوْنَ نَومُهُ غَلَبَةً، وَأَكْلُهُ فَاقَةً، وَكَلاَمُهُ ضَرُوْرَةً. قُلْتُ: نَعَمْ لِلصَّادِقِ أَنْ يُقِلَّ مِنَ الكَلاَمِ وَالأَكلِ وَالنَّومِ وَالمُخَالَطَةِ، وَأَنَّ يُكثِرَ مِنَ الأَورَادِ وَالتَّوَاضُعِ، وَذِكْرَ المَوْتِ، وَقَوْلِ لا حول ولا قوة إلَّا بالله. يُقَالُ: خَتَمَ الكَتَّانِيُّ فِي الطَّوَافِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ خَتْمَةٍ، وَكَانَ مِنَ الأَوْلِيَاءِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وعشرين وثلاث مائة.

أبو علي الروذباري

2827- أبو علي الروذباري 1: شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ. قِيْلَ: اسْمُهُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ مَنْصُوْرٍ. وَقِيْلَ: اسْمُهُ حَسَنُ بنُ هَارُوْنَ. سَكَنَ مِصْرَ، صَحِبَ: الجُنَيْدَ، وَأَبَا الحُسَيْنِ النُّوْرِيَّ، وَأَبَا حَمْزَةَ البَغْدَادِيَّ، وَابْنَ الجَلاَّءِ. وَحَدَّثَ عَنْ: مَسْعُوْدٍ الرَّمْلِيِّ، وَغَيْرِهِ. وَقَالَ: أُسْتَاذِي فِي الفِقْهِ: ابْنُ سُرَيْجٍ، وَفِي الأَدَبِ: ثَعْلَبٌ، وَفِي الحَدِيْثِ: إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ. وَعَنِ الجِعَابِيِّ قَالَ: رَحَلَتُ إِلَى عَبْدَانَ، فَأَتَيتُ مَسْجِدَه، فَوَجَدْتُ شَيْخاً، فَكَلَّمتُهُ، فَذَاكَرَنِي بِأَكْثَرَ مِنْ مائَتَي حَدِيْثٍ فِي الأبواب، وكنت قد سُلِبْتُ فِي الطَّرِيْقِ، فَأَعطَانِي مَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَبْدَانُ المَسْجَدَ، اعْتَنَقَهُ، وَبَشَّ بِهِ، فَقُلْتُ لَهُم: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا أَبُو عَلِيٍّ الروذباري.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 630"، وتاريخ بغداد "1/ 329"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 272"، والعبر "2/ 195"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 247"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 296".

قِيْلَ: سُئِلَ أَبُو عَلِيٍّ عَمَّنْ يَسْمَعُ المَلاَهِي وَيَقُوْلُ: هِيَ حَلاَلٌ لِي؛ لأَنِّي قَدْ وَصَلتُ إِلَى رُتْبَةٍ لاَ يُؤَثِّرُ فِيْهِ اخْتِلاَفُ الأَحْوَالِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَدْ وَصَلَ، وَلَكِنْ إِلَى سَقَرَ. وَقَالَ: أَنْفَعُ اليَقِيْنِ مَا عَظَّمَ الحَقَّ فِي عَيْنِكَ، وَصَغَّرَ مَا دُوْنَهُ عِنْدَكَ، وَثَبَّتَ الرَّجَاءَ وَالخَوْفَ فِي قَلْبِكَ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الكَاتِبُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَجْمَعَ لِعِلْمِ الشَّرِيعَةِ وَالحَقِيْقَةِ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَطَاءٍ الرُّوْذبَارِيُّ: كَانَ خَالِي أَبُو عَلِيٍّ يُفْتِي بِالحَدِيْثِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخَذَ عَنْهُ: ابْنُ أُخْتِهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الوَجِيْهِيُّ، وَمَعْرُوْفٌ الزنجاني، وآخرون.

ابن حربويه

2828- ابن حربويه 1: القَاضِي العَلاَّمَةُ، المُحَدِّثُ، الثَّبْتُ، قَاضِي القُضَاة، أَبُو عبيد عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ حَرْبِ بنِ عِيْسَى البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ المِقْدَامِ، وَالحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ، وَزَيْدَ بنَ أَخْزَمَ، وَيُوْسُفَ بنَ مُوْسَى القَطَّانَ، وَالحَسَنَ بنَ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيَّ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّوْيَه، وَأَبُو بَكْرٍ بن المقرئ، وأبو حفص بن شَاهِيْن، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ: ذَكَرتُ ابْنَ حَرْبُوَيْه لِلدَّارَقُطْنِيِّ، فَذَكَرَ مِنْ جَلاَلَتِهِ وَفَضْلِهِ، وَقَالَ: حَدَّثَ عَنْهُ النَّسَائِيُّ فِي الصَّحِيْحِ، ثُمَّ قَالَ: لَمْ يَحْصَلْ لِي عَنْهُ حَرْفٌ وَاحِدٌ، وَقَدْ مَاتَ بَعْدَ أَنْ كَتَبتُ الحَدِيْثَ بِخَمْسِ سِنِيْنَ. قُلْتُ: وَلِيَ قَضَاءَ مِصْرَ، فَقَدِمَهَا سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ. قَالَ ابْنُ زُوْلاَقَ: كَانَ عَالِماً بِالاخْتِلاَفِ، وَالمَعَانِي، وَالقِيَاسِ، عَارِفاً بِعِلْمِ القُرْآنِ وَالحَدِيْثِ، فَصِيْحاً، عَاقِلاً، عَفِيْفاً، قَوَّالاً بِالْحَقِّ، سَمْحاً، مُتَعَصِّباً، كَانَ أَمِيْرُ مِصْرَ تكِيْنُ يَأْتِي مَجْلِسَه، وَلاَ يَدَعُهُ أَنْ يَقُوْمَ لَهُ، فَإِذَا جَاءَ هُوَ إِلَى مَجْلِسِ تِكِيْنُ، مَشَى لَهُ وَتَلَقَّاهُ. وَلَمْ يكن في

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 395"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 238"، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي "2/ 258"، والعبر "2/ 176"، وتهذيب التهذيب "7/ 303"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 231"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 281".

زِيِّهِ وَلاَ مَنْظَرِه بِذَاكَ، وَكَانَ بِوَجْهِهِ جُدَرِيٌّ، وَلَكِنَّهُ كَانَ مِنْ فُحُوْلِ العُلَمَاءِ. قَالَ: الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ بنُ الحَدَّادِ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ القَاضِي يَقُوْلُ: مَا لِيَ وَلِلْقَضَاءِ! لَوِ اقتَصَرتُ عَلَى الوِرَاقَةِ، مَا كَانَ خَطِّي بِالرَّدِيْءِ. وَكَانَ رِزقُهُ فِي الشَّهْرِ مائَةًَ وَعِشْرِيْنَ دِيْنَاراً. قَالَ ابْنُ زُوْلاَقَ: قَالَ: أَبُو عُبَيْدٍ القَاضِي: مَا يقلد إلَّا عصبي أو غَبِيٌّ. قَالَ: فَجَمَعَ أَحْكَامَه بِمِصْرَ بِمَا اختَارَه، وَكَانَ أَوَّلاً يَذْهَبُ إِلَى قَوْلِ أَبِي ثَوْرٍ. وَكَانَ يُوَرِّثُ ذَوِي الأَرْحَامِ، وَوَلِيَ قَضَاءَ وَاسِطَ أَوَّلاً ... ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَبُو عُبَيْدٍ آخِرُ قَاضٍ، رَكِبَ إِلَيْهِ الأُمَرَاءُ بِمِصْرَ، وَقَدْ تَسَرَّى بِمِصْرَ بِجَارِيَةٍ، فَتَجَنَّتْ عَلَيْهِ، وَطَلَبَتِ البَيْعَ، وَكَانَ بِهِ فَتْقٌ. ثُمَّ ذَكَرَ ابْنُ زُوْلاَقَ عِدَّةَ حِكَايَاتٍ تَدُلُّ عَلَى وَقَارِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَرَزَانَتِهِ، وَوَرَعِهِ التَّامِّ، وَسَعَةِ عِلْمِهِ. قَالَ: وَحَدَّثَ عَنْهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثِ مائَةٍ النَّسَائِيُّ. قَالَ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّيْنِ النَّوَاوِيُّ: كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الوُجُوْهِ، تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي "المُهَذَّبِ"، وَ"الرَّوْضَةِ". وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: هُوَ قَاضِي مِصْرَ، أَقَامَ بِهَا طَوِيْلاً، كَانَ شَيْئاً عَجَباً، مَا رَأَينَا مِثلَهُ، لاَ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ، وَكَانَ يَتَفَقَّهُ لأَبِي ثَوْرٍ، وَعُزِلَ عَنِ القَضَاءِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ؛ لأَنَّه كَتَبَ يَسْتَعفِي مِنَ القَضَاءِ، وَوَجَّهَ رَسُوْلاً إِلَى بَغْدَادَ يَسْأَلُ فِي عَزْلِهِ، وَأَغْلَقَ بَابَهُ، وَامْتَنَعَ مِنَ الحُكْمِ، فَأُعفِيَ، فَحَدَّثَ حِيْنَ جَاءَ عَزْلُه، وَأَملَى مَجَالِسَ، وَرَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ. وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً. حَدَّثَ عَنْ: زَيْدِ بنِ أَخْزَمَ، وَأَحْمَدَ بنِ المِقْدَامِ، وَطَبَقَتِهِمَا. قَالَ الخَطِيْبُ: تُوُفِّيَ ابْنُ حَرْبُوَيْه فِي صَفَرٍ، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو سعيد الاصطخري.

الشهيد

2829- الشهيد 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، النَّاقِدُ المُجَوِّدُ، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَازِمِ بنِ المُعَلَّى بنِ الجَارُوْدِ الجَارُوْدِيُّ، الهَرَوِيُّ، الشَّهِيْدُ. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ نَجْدَةَ بنِ العُرْيَانِ، وَالحُسَيْنَ بنَ إِدْرِيْسَ، ومعاذ بن المثنى، وأحمد بن إبراهيم بن ملحان، ومحمد ابن عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَنْصَارِيَّ، وَأَقرَانَهُم بِخُرَاسَانَ وبالعراق.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 815"، والعبر "2/ 169"، وشذرات الذهب "2/ 275".

وَهُوَ مِنْ أَقرَانِ الطَّبَرَانِيِّ، وَابْنِ عَدِيٍّ، وَإِنَّمَا كُتِبَ هُنَا لِقِدَمِ وَفَاتِهِ، فَافْهَمْ ذَلِكَ، وَلَوْ أَنَّنِي أَخَّرْتُهُ إِلَى عَصْرِ أَقرَانِهِ، لَسَاغَ أَيْضاً. وَقَدْ سَمِعَ بِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي العَبَّاسِ الثَّقَفِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَأَبُو الحُسَيْنِ الحَجَّاجِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ -حُفَّاظُ نَيْسَابُوْرَ- وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادٍ الكُوْفِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُظَفَّرِ، وَغَيْرُهُم. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ بُكَيْرَ بنَ أَحْمَدَ الحَدَّادَ بِمَكَّةَ يَقُوْلُ: كَأَنِّيْ أَنظُرُ إِلَى الحَافِظِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الحُسَيْنِ وَقَدْ أَخَذَتْهُ السُّيُوفُ، وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِيَدَيْهِ جَمِيْعاً بِحَلْقَتِي البَابِ، حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهُ عَلَى عَتَبَةِ الكَعْبَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. هَكَذَا قَالَ، فَوَهِمَ، إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فِي ذِي الحِجَّةِ، عَامَ اقتُلِعَ الحَجَرُ الأَسْوَدُ، وَرُدِمَ بِئرُ زَمْزَمَ بِالقَتْلَى عَلَى يَدِ القَرَامِطَةِ. وَقُتِلَ مَعَهُ أَخُوْهُ؛ المُحَدِّثُ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ، وَقَدْ سَمِعا مِنْ جَدِّهِمَا لِلأُمِّ؛ أَبِي سَعْدٍ يَحْيَى بنِ مَنْصُوْرٍ الزَّاهِدِ الهروي. وَقَدْ خَرَّجَ الحَافِظُ أَبُو الفَضْلِ "صَحِيْحاً" عَلَى رَسْمِ "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ"، وَرَأَيْت لَهُ جُزءاً مُفِيْداً، فِيْهِ بِضْعَةٌ وَثَلاَثُوْنَ حَدِيْثاً مِنَ الأَحَادِيْثِ الَّتِي بَيَّنَ عِلَلَهَا فِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ". وَأَقدَمُ شَيْخٍ لَقِيَهُ: عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ الحَافِظُ. وَلَعَلَّهُ لَمْ يَبْلُغْ خَمْسِيْنَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللهُ- وَلِهَذَا لَمْ يَشْتَهِرْ حَدِيْثُه. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ الفَقِيْهُ فِي "كِتَابِهِ"، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُصِيَّةَ، وَزَكَرِيَّا العُلَبِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ صيلاَءَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ إسحاق، أخبرنا محمد ابن عُمَرَ بنِ حَفْصوَيْه، حَدَّثَنَا أَبُو الفَضْلِ الشَّهِيْدُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ الوَكِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ اللاَّحِقِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "ذروني ما تركتكم" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "7288"، ومسلم "1337".

الجوهري وأبو نعيم بن عدي

الجوهري وأبو نعيم بن عدي: 2830- الجوهري 1: القَاضِي العَلاَّمَةُ، أَبُو عَلِيٍّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَعْمَرِ بنِ حَبِيْبٍ السَّامَرِّيُّ، الجَوْهَرِيُّ. "رَوَى" عَنْ: عَلِيِّ بنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَالرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ. وَثَّقَهُ ابْنُ يُوْنُسَ. رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ المُقْرِئِ، وَجَمَاعَةٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، مِنْ أَبْنَاءِ السَّبْعِيْنَ. نَابَ فِي القَضَاءِ بِمِصْرَ، بَلِ اسْتَقَلَّ بِهِ، وَكَانَ الَّذِي اسْتَنَابَهُ مُقِيماً بِبَغْدَادَ، وَهُوَ هَارُوْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَمَّادٍ. قَالَ ابْنُ زُولاَقَ: كَانَ فَقِيْهاً، حَاسِباً، خَبِيْراً، عَاقِلاً، لَهُ حَلْقَةٌ، وَكَانَ يَتَأَدَّبُ مَعَ الطَّحَاوِيُّ، وَيَقُوْلُ: هُوَ أَسَنُّ مِنِّي، وَالقَضَاءُ أَقَلُّ مِنْ أَنْ أَفْخَرَ بِهِ. ثُمَّ عُزِلَ بَعْدَ سَنَةٍ وَشَهْرَيْنِ. حَدَّثَ عَنْ: عَلِيٍّ بِخَمْسِيْنَ جُزْءاً، وَعَنِ الرَّبِيْعِ بِأَكْثَرِ كُتُبِ الشَّافِعِيِّ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ مِنَ العَامِ. 2831- أَبُو نعيم بن عدي 2: الإِمَامُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ الثِّقَةُ، أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَدِيٍّ الجُرْجَانِيُّ، الأَسْتَرَابَاذِيُّ، الفَقِيْهُ، الشَّافِعِيُّ. قَالَ حَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ: وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ: وَكَانَ مُقَدَّماً فِي الفِقْهِ وَالحَدِيْثِ، وَكَانَتِ الرِّحلَةُ إِلَيْهِ. قُلْتُ: سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ حَرْبٍ الطَّائِيَّ، وَالحَسَنَ بنَ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيَّ، وَعُمَرَ بنَ شَبَّةَ النُّمَيْرِيَّ، وَالرَّبِيْعَ المُرَادِيَّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، والعباس بن الوليد البَيْرُوْتِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عِيْسَى الدَّامَغَانِيَّ، وَأَبَا عُتْبَةَ أَحْمَدَ بنَ الفَرَجِ الحجازي،

_ 1 ترجمته في حسن المحاضرة للسيوطي "2/ 145". 2 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "235-236"، وتاريخ بغداد "10/ 428"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 245"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 803"، والعبر "2/ 198"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 251"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 299".

وَأَحْمَدَ بنَ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيَّ، وَسُلَيْمَانَ بنَ سَيْفٍ، وَيَزِيْدَ بنَ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَيُوْسُفَ بنَ مُسْلِمٍ، وَإِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الطَّلَقِيَّ، وَعَمَّارَ بنَ رَجَاءَ، وَخَلْقاً كَثِيْراً بِخُرَاسَانَ، وَالعِرَاقِ، وَالحِجَازِ، وَالشَّامِ، وَالجَزِيْرَةِ. وَلَقِيَ بِمَكَّةَ: أَبَا يَحْيَى بنَ أَبِي مَسَرَّةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ صَاعِدٍ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَأَبُو بَكْرٍ الجَوْزَقِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ المَخْلَدِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مِهْرَانَ المُقْرِئُ، وَعِدَّةٌ. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ الفَقِيْهُ الحَافِظُ لِلْمَسَانِيْدِ وَالفِقْهِيَّاتِ عَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ أَحَدَ أَئِمَّةِ المسلمين، ومن الحفاظ لشرائع الدِّيْنِ، مَعَ صِدقٍ وَتَوَرُّعٍ، وَضَبْطٍ وَتَيَقُّظٍ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الأُسْتَاذَ أَبَا الوَلِيْدِ يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ فِي عَصْرِنَا أَحَدٌ مِنَ الفُقَهَاءِ أَحفَظَ لِلْفِقْهِيَّاتِ وَأَقَاوِيلِ الصَّحَابَةِ بِخُرَاسَانَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ الجُرْجَانِيِّ، وَبَالعِرَاقِ مِنْ أَبِي زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيِّ. الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظَ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ الجُرْجَانِيُّ أَحَدَ الأَئِمَّةِ، مَا رَأَيْتُ بِخُرَاسَانَ بَعْدَ ابْنِ خُزَيْمَةَ مِثْلَهُ -أَوَ قَالَ: أَفْضَلَ مِنْهُ- كَانَ يَحْفَظُ المَوقُوَفَاتِ وَالمَرَاسِيلَ كَمَا نَحفَظُ نَحْنُ المَسَانِيدَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الجُرْجَانِيُّ: قَدْ تَوَاتَرَتِ الأَخْبَارُ فِي عَدَدِ التَّكبِيْرِ عَلَى الجَنَائِزِ أَرْبَعاً، وَأَشهَرُهَا وَأَصحُّهَا: حَدِيْثُ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ1، إلَّا أَنَّهُ فِي التكبير على الغائب. وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الطَّلَقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوْسُفَ القَاضِي، عَنْ عَطَاءِ بنِ عَجْلاَنَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ: "أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَبَّرَ عَلَى ابْنِهِ أَرْبَعاً" 2.

_ 1 أخرجه البخاري "1333" ومسلم "921"، وأبو داود "3204"، وابن ماجه "1534"، وأحمد "2/ 241 و280". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1382"، من حديث البراء، به. وأخرجه ابن ماجه "1511"، من حديث ابن عباس.

قَالَ: وَتَوَاتَرَتِ الأَخْبَارُ عَلَى شِدَّةِ حُزْنِهِ عَلَيْهِ -يَعْنِي: ابْنَهُ- وَأَنَّهُ مَشَى خَلفَ جَنَازَتِهِ حَافِياً، وَأَنَّهُ أَخَذَ عَنْ جِبْرِيْلَ، عَنِ اللهِ -تَعَالَى: "أَنَّ لَهُ فِي الجَنَّةِ مُرْضِعاً تُتِمُّ رَضَاعَهُ" 1. وَحَدَّثَنَا أَبُو مَعِيْنٍ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَذْكُرُوْنَ أَحَادِيْثَ لاَ يَأْخُذُ بِهَا أَهْلُ المَدِيْنَةِ، فَقَالَ مَالِكٌ: مَاذَا عِنْدَ النَّاسِ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيْثِ؟ ثُمَّ قَالَ مَالِكٌ: وودت بِأَنِّي أُضربُ بِكُلِّ حَدِيْثٍ حَدَّثتُ بِهِ -مِمَّا لاَ يُؤْخَذُ بِهِ- سَوْطاً، وَأَنِّي لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: تُوُفِّيَ أَبُو نُعَيْمٍ بِأَسْتَرَابَاذَ، فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْبٍ الأَسْتَرَابَاذِيَّ يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ أَبُو نُعَيْمٍ بَعْدَ مُنصَرَفِهِ مِنْ بُخَارَى، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَحْمَدَ الجُرْجَانِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ، سَمِعْتُ عَمَّارَ بنَ رَجَاءَ، سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ -وَسُئِلَ عَنْ حَدِيْثٍ- فَقَالَ: إِنَّا وَاسِطِيُّونَ. يَعْنِي: تَغَافَلْ كَأَنَّكَ وَاسِطِيٌّ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: وَمِنْهُم: أَبُو نُعَيْمٍ الأَسْتَرَابَاذِيُّ صَاحِبُ الرَّبِيْعِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ المُسْتَمْلِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَدِيْبُ، أَخْبَرَنَا الأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ بنُ مِهْرَانَ المُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ غَالِبٍ العَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خلاَسِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَوْ يَعْلَمُوْنَ مَا فِي الصَّفِّ المُقَدَّمِ، كَانَتْ قُرْعَةً". غَرِيْبٌ، تَفَرَّد بِهِ أَبُو قَطَنٍ عَمْرُو بنُ الهَيْثَمِ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ2 عَنِ ابْنِ حَرْبٍ النَّشَائِيِّ، عَنْهُ. وَاسْمُ أَبِي رَافِعٍ: نُفَيْعٌ الصَّائِغُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعَزِّ، أَخْبَرَنَا زَاهِرٌ، أخبرنا أبو سعد الكنجروذي،

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1382"، وأحمد "4/ 284 و288 و297 و300" من حديث البراء مرفوعا بلفظ: "إن له مرضعا في الجنة". 2 صحيح: أخرجه مسلم "439".

أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الحِمْصِيُّ، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ القُرَشِيُّ، عَنْ زُهَيْرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ يَقُوْلَنَّ أَحَدُكُم لِلْمَسْجِدِ: مُسَيْجِدٌ، فَإِنَّهُ بَيْتُ اللهِ، يُذْكَرُ اللهُ فِيْهِ، وَلاَ يَقُوْلَنَّ أَحَدُكُم: مُصَيْحِفٌ، فَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُصَغَّرُ، وَلاَ يَقُوْلَنَّ أَحَدَكُم: عَبْدِي وَأَمَتِي، كُلُّكُم عِبَادٌ وَإِمَاءٌ، وَلاَ يَقُوْلَنَّ لِلرَّجُلِ: رُوَيْجِلٌ، وَلاَ لِلْمَرْأَةِ مُرَيَّةٌ". هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ، شِبْهُ مَوْضُوْعٍ، لاَ يَحْتَمِلُهُ زُهَيْرٌ التَّمِيْمِيُّ، وَإِنْ كَانَ كَثِيْرَ المَنَاكِيْرِ، بَلْ آفَتُهُ عِيْسَى، فَإِنَّهُ غَيْرُ ثقة. وفِي سَنَةِ ثَلاَثٍ: مَاتَ الحَافِظُ المُتَّهَمُ؛ أَبُو بِشْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو الكِنْدِيُّ، المُصْعَبِيُّ، المَرْوَزِيُّ. وحَافِظُ بَغْدَادَ؛ أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ نَصْرِ بنِ طَالِبٍ. وَشَيْخُ النَّحْوِ؛ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرَفَةَ العَتَكِيُّ نِفْطَوَيْه. وَالمُحَدِّثُ؛ أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ العَبَّاسِ الوَرَّاقُ بِبَغْدَادَ. وَالفَقِيْهُ؛ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الحِمْيَرِيُّ، الكُوْفِيُّ، صَاحِبُ أَبِي كُرَيْبٍ. وَأَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَحَامِلِيُّ. وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِمَارَةَ الدِّمَشْقِيُّ. وَالمُحَدِّثُ؛ أَبُو عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ العَبَّاسِ الجُوَيْنِيُّ. وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، البَغْدَادِيُّ.

الإسفراييني

2832- الإسفراييني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ المُتْقِنُ الأَوْحَدُ، أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، أَحَد الرَّحَّالِيْنَ. وَيُقَالُ لَهُ: الجُوْرْبَذِيُّ؛ مِنْ قَريَةِ جوربذ. سَمِعَ: يُوْنُسَ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى، وَأَبَا زُرْعَةَ، وَالعَبَّاسَ بنَ الوَلِيْدِ البَيْرُوْتِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ الصَّغَانِيَّ، وطبقتهم.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "1/ 306"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 784"، والعبر "2/ 173"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 228"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 279".

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مِهْرَانَ المُقْرِئُ، وَآخَرُوْنَ. وَلَقِيَ بِمَنْبِجَ حَاجِبَ بنَ سُلَيْمَانَ. وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَرَّخَهُ الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَقَالَ: هُوَ خَتَنُ بُدَيْلٍ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ، مِنَ الأَثبَاتِ المُجَوِّدِينَ فِي أَقطَارِ الأَرْضِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ تَاجِ الأُمَنَاءِ، أَنْبَأَنَا أبو روح عبد المعز بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الأديب، أخبرنا أبو بكر بن مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ تَمِيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءَ عَبْدُ اللهِ بن وَاقِدٍ الهَرَوِيُّ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا مِنْ يَوْمٍ إلَّا وَللهِ فِيْهِ عُتَقَاءُ يَعْتقُهُم مِنَ النَّارِ، إلَّا يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ مَا فِيْهِ سَاعَةٌ إلَّا وَللهِ عُتَقَاءُ يَعْتقُهُم مِنَ النَّارِ". تَفَرَّد بِهِ: أَبُو رَجَاءَ، وهو لين الحديث.

أسلم

2833- أسلم 1: ابن عبد العزيز بن هاشم بن خالد، العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، قَاضِي القُضَاة بِالأَنْدَلُسِ، أَبُو الجَعْدِ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمُ، الأَنْدَلُسِيُّ، القُرْطُبِيُّ، الفَقِيْهُ، المَالِكِيُّ، أَحَدُ الأَعلاَمِ، مِنْ ذُرِّيَّةِ أَبَانٍ مَوْلَى عُثْمَانَ، -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ارْتَحَلَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَأَخَذَ عَنْ: يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَأَبِي إِبْرَاهِيْم المُزَنِيِّ، وَالرَّبِيْعِ المُرَادِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَرَجَعَ بِإِسْنَادٍ عَالٍ، وَعِلْمٍ جَمٍّ، وَلاَزَمَ بَقِيَّ بنَ مَخْلَدٍ مُدَّةً طَوِيْلَةً. وَكَانَ إِمَاماً فَقِيْهاً، مُحَدِّثاً، رَئِيْساً، نَبِيْلاً، مُعَظَّماً، بَعِيدَ الصِّيتِ. وَلِيَ قَضَاءَ الجَمَاعَةِ لِلنَّاصِرِ لِدِيْنِ اللهِ، وَكَانَ حَمِيْدَ السِّيرَةِ، شَدِيْداً عَلَى الشُّهُودِ المُرِيبِيْنَ، وَهُوَ أَخُو هَاشِمِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. حَدَّثَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: مَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 237"، والعبر "2/ 175"، وشذرات الذهب "2/ 281".

ابن عمروس والمروزي

ابن عمروس والمروزي: 2834- ابن عمروس: الإِمَامُ، مُحَدِّثُ هَمَذَانَ، أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عمْرُوْسِ بنِ مُحَمَّدٍ الفُسْطَاطِيُّ، الفَقِيْهُ. رَوَى عَنْ: أَبِي عَمَّارٍ المَرْوَزِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بِشْرٍ، وَالعَبَّاسِ بنِ يَزِيْدَ البَحْرَانِيِّ، وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ عِصَامٍ، وَأَحْمَدَ بنِ بُدَيْلٍ، وَحَمِيْدِ بنِ زَنْجُوْيَه، وَالبُخَارِيِّ، وَخَلْقٍ. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ التَّمِيْمِيُّ: سَمِعْتُ مِنْهُ مَعَ أَبِي، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ فَوَائِدِهِ، وَهُوَ صَدُوْقٌ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وعشرين وثلاث مائة. 2835- المروزي: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُسْنِدُ الصَّدُوْقُ، أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المَرْوَزِيُّ، خَاتِمَةُ أَصْحَابِ عَلِيِّ بنِ حُجْرٍ. حَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بنِ حُجْرٍ، وَعَلِيِّ بنِ خَشْرَمٍ، وَالحَسَنِ بنِ أَبِي الرَّبِيْعِ، وَسَلَمَةَ بنِ شَبِيْبٍ -لَقِيَهُ بمكة- والربيع ابن سُلَيْمَانَ المُرَادِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَعُبَيْدِ الله بن جرير، ابن جبلة، وعباس الدوري، وطائفة في رحلته. وَقَدِمَ نَيْسَابُوْرَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فَأَملَى بِهَا، وَلَمْ أَرَ الحَاكِمَ ذَكَرَهُ فِي "تَارِيْخِهِ". رَوَى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَكِّيٍّ الجُرْجَانِيُّ، وَطَاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بن سهلويه، وأبو محمد بن الحسن ابن أَحْمَدَ المَخْلَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ العَلَوِيُّ -شَيْخُ البَيْهَقِيِّ. وَالعَلَوِيُّ خَاتِمَةُ مَنْ رَوَى عَنْهُ، فَحَدِيْثُهُ أَعْلَى شَيْءٍ وَقَعَ لِلْحَافِظِ البَيْهَقِيِّ. وَلَمْ أَظْفَرْ لَهُ بِوَفَاةٍ. كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الخَطِيْبُ، وَجَمَاعَةٌ: أَنْبَأَهُمُ القَاسِمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا وَجِيْهُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ الأَزْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ المَخْلدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِسْحَاقَ المَرْوَزِيُّ إِمْلاَءً بِنَيْسَابُوْرَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمَّارٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ شيئًا، ما أعطى كافرًا منها شيئًا" 1.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه الترمذي "2320" وابن ماجه "4110"، وأبو نعيم في "الحلية" "3/ 253" من طريق عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، به مرفوعا. قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد الحميد هذا، فإنه ضعيف، قال ابن معين: ليس بشيء. وله شاهد عن ابن عمر: عند الخطيب في "تاريخه" "4/ 92"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "1439". وله شاهد آخر عن أبي هريرة: عند القضاعي في "مسند الشهاب" "1440". وشاهد ثالث عن ابن عباس: عند أبي نعيم في الحلية "3/ 403" و"8/ 290".

الفضل بن الخصيب

2836- الفضل بن الخَصيب 1: ابن العباس بن نصر، المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ، الرَّحَّالُ، أَبُو العَبَّاسِ الأَصْبَهَانِيُّ، الزَّعْفَرَانِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي يَحْيَى بنِ المُقْرِئِ، وَأَحْمَدَ البَزِّيِّ، وَسَلَمَةَ بنِ شَبِيْبٍ، وَحُمَيْدِ بنِ مَسْعَدَةَ، وَالحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ المُسْتَوْرِدِ، وَأَحْمَدَ بنِ الفُرَاتِ، وَمُحَمَّدِ ابن وَزِيْرٍ الوَاسِطِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ الخَلِيْلِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيِّ، وَهَارُوْنَ بنِ مُوْسَى الفَرْوِيِّ، وَالنَّضْرِ بنِ سَلَمَةَ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ -وَالِدُ أَبِي نُعَيْمٍ- وَالقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ العَسَّالُ، وَالحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ البَغْدَادِيِّ، وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ مِنْ مَشَاهِيْرِ الأَصْبَهَانِيِّيْنَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ القُرْطُبِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ البَغْدَادِيِّ، أَخْبَرَنَا مَحْمُوْدُ بنُ جَعْفَرٍ الكَوْسَجُ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ البَغْدَادِيِّ، حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ الخَصِيْبِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الوَزِيْرِ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَدِيِّ بنِ عَدِيٍّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: "لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْظُرَ: فَمَنْ أَتَى لَهُ أَرْبَعُوْنَ سَنَةً فَلَمْ يَحُجَّ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عهد، إلَّا ضربت عليه الجزية"2. غريب.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 154". 2 ضعيف: فيه ليث، وهو ابن أبي سليم، وهو ضعيف بالاتفاق. ثم هو منقطع بين عدي بن عدي وعمر بن الخطاب؛ فإنه لم يدركه.

الأعمشي

2837- الأعمشي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الثَّبْتُ المُصَنِّفُ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ حَمدُوْنَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عِمَارَةَ بنِ رُسْتُمَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الأَعْمَشِيُّ، لُقِّبَ بِبَغْدَادَ بِالأَعْمَشِيِّ لِحِفْظِهِ حَدِيْثَ الأَعْمَشِ، وَاعْتِنَائِه بِهِ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ، وَإِسْحَاقَ بنَ مَنْصُوْرٍ، وَعَلِيَّ بن خَشْرَمٍ، وَالزَّعْفَرَانِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عُثْمَانَ بنِ كَرَامَةَ، وَأَبَا سعيد الأشج، ويحيى بن حكيم، وزيادة بنَ يَحْيَى الحَسَّانِيَّ، وَأَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ المُهَلَّبِ السَّرَخْسِيَّ، وَطَبَقَتَهُم. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الحُفَّاظِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الوَلِيْدِ الفَقِيْهُ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَأَبُو سَهْلٍ الصُّعْلُوْكِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَيَحْيَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ الحَرَّانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظَ يَقُوْلُ: حدثنا أَحْمَدُ بنُ حَمْدُوْنَ -إِنْ حَلَّتِ الرِّوَايَة عَنْهُ، قُلْتُ: وَكَانَ يُلَقَّبُ أَبَا تُرَابٍ- قَالَ: الحَاكِمُ فَقُلْتُ لأَبِي عَلِيٍّ: أَهَذَا الَّذِي تَذْكُرُهُ مِنْ جِهَةِ المُجُوْنِ وَالسُّخْفِ الَّذِي كَانَ، أَوْ لِشَيْءٍ أَنْكَرْتَه مِنْهُ فِي الحَدِيْثِ؟ قَالَ: بَلْ مِنْ جِهَةِ الحَدِيْثِ. قُلْتُ: فَمَا أَنكَرتَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: حَدِيْثَ عُبَيْدَ الله بنَ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الفَضْلِ. قُلْتُ: قَدْ حَدَّثَ بِهِ غيره، فأخذ يذكر أحاديث حَدَّثَ بِهَا غَيْرُهُ. فَقُلْتُ: أَبُو تُرَابٍ مَظْلُوْمٌ فِي كُلِّ مَا ذَكَرْتَهُ. ثُمَّ حَدَّثْتُ أَبَا الحُسَيْنِ الحَجَّاجِيَّ بِهَذَا، فَرَضِيَ كَلاَمِي فِيْهِ، وَقَالَ: القَوْلُ مَا قُلْتَهُ. ثُمَّ تَأَمَّلتُ أَجزَاءَ كَثِيْرَةً بِخَطِّهِ، فَلَمْ أَجِدْ فِيْهَا حَدِيْثاً يَكُوْنُ الحَمْلُ فِيْهِ عَلَيْهِ، وَأَحَادِيْثُهُ كُلُّهَا مُسْتَقِيْمَةٌ. وَسَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الحَافِظَ يَقُوْلُ: حَضَرْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَسْأَلُ أَبَا حَامِدٍ الأَعْمَشِيَّ: كَمْ رَوَى الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ؟ فَأَخَذَ أَبُو حَامِدٍ يَسْرُدُ التَّرْجَمَةَ، حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، وَأَبُو بَكْرٍ يَتَعَجَّبُ مِنْهُ. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ حَامِدٍ البَزَّازَ يَقُوْلُ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي حَامِدٍ الأَعْمَشِيِّ، وَهُوَ عَلِيْلٌ، فَقُلْتُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَنَا بِخَيْرٍ، لَوْلاَ هَذَا الجَارُ -يَعْنِي: أَبَا حَامِدٍ الجُلُوْدِيَّ؛ رَاوِيَةَ أَحْمَدَ بنِ حَفْصٍ- ثُمَّ قَالَ: يَدَّعِي أَنَّهُ عَالِمٌ، وَلاَ يَحْفَظُ إلَّا ثَلاَثَةَ كُتُبٍ: كِتَابَ "عَمَى القَلْبِ"، وَكِتَابَ "النِّسْيَانِ"، وَكِتَابَ "الجَهْلِ". دَخَلَ عَلَيَّ أَمسِ وَقَدِ اشْتَدَّتْ بِيَ العلة، فقال: يا أبا

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 795"، والعبر "2/ 185"، وميزان الاعتدال "1/ 94"، ولسان الميزان "1/ 164"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 241"، وشذرات الذهب "2/ 288".

حَامِدٍ! عَلِمتَ أَنَّ زَنْجُوْيَه مَاتَ؟ فَقُلْتُ: رَحِمَهُ اللهُ. فَقَالَ: دَخَلتُ اليَوْمَ عَلَى المُؤَمَّلِ بنِ الحَسَنِ وَهُوَ فِي النَّزْعِ. ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا حَامِدٍ! كَمْ لَكَ؟ قُلْتُ: أَنَا فِي السَّادِسِ وَالثَّمَانِيْنَ. فَقَالَ: إِذاً أَنْتَ أَكْبَرُ مِنْ أَبِيْكَ يَوْمَ مَاتَ. فَقُلْتُ: أَنَا -بِحَمْدِ اللهِ- فِي عَافِيَةٍ، جَامَعتُ البَارِحَةَ مَرَّتَيْنِ، وَاليَومَ فَعَلتُ كَذَا. فَخَجِلَ، وَقَامَ. قُلْتُ: قِيْلَ: إِنَّ صَاحِبَ التَّرْجَمَةِ هُوَ وَلَدُ الزَّاهِدِ حَمدُوْنَ القَصَّارِ؛ أَحَدِ مَشَايِخِ الطَّرِيْقِ. مَاتَ أَبُو حَامِدٍ فِي رَبِيْعِ الأَوَّلِ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِيْنَ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ بَقَاءٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَازِمٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمٍ، أَخْبَرَتْنَا الكَاتِبَةُ شُهْدَةُ، أَخْبَرَنَا ظَرِيْفُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البَحِيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ المَحْفُوْظِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ حَمْدُوْنَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَيَعْقُوْبُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَالصَّغَانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبَانِ بنِ تَغْلِبَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ فَاعِلِهِ". رَوَاهُ مسلم1 من وجه آخر، عن الأعمش.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1893"، وأبو داود "5129"، والترمذي "2675".

أبو عمر القاضي

2838- أبو عمر القاضي 1: الإِمَامُ الكَبِيْرُ، قَاضِي القُضَاةِ، أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل ابن عَالِمِ البَصْرَةِ حَمَّادِ بنِ زَيْدِ بنِ دِرْهَمٍ الأَزْدِيُّ مَوْلاَهُمُ، البَصْرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، المَالِكِيُّ. سَمِعَ: أَبَاهُ الحَافِظَ يُوْسُفَ القَاضِي -صَاحِبَ السُّنَنِ- وَمُحَمَّدَ بنَ الوَلِيْدِ البُسْرِيَّ، وَالحَسَنَ بنَ أَبِي الرَّبِيْعِ الجرجاني، وزيد بن أخزم، وطبقتهم. حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ حَبَابَةَ، وَعِيْسَى بنُ الوَزِيْرِ، وَعِدَّةٌ. مَوْلِدُهُ بِالبَصْرَةِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَوَلِيَ قَضَاءَ مَدِيْنَةِ المَنْصُوْرِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ، وَكَانَ عَدِيْمَ النَّظِيْرِ عَقلاً وَحِلْماً وَذَكَاءً، بِحَيْثُ إِنَّ الرجل كان إذا بالغ في وصف

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 401"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 246"، والعبر "2/ 183"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 235"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 286".

شَخصٍ، قَالَ: كَأَنَّهُ أَبُو عُمَرَ القَاضِي. ثُمَّ قَلَّدَه المُقْتَدِرُ بِاللهِ قَضَاءَ الجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، وَعِدَّة نَوَاحٍ، ثُمَّ قَلَّدَه قَضَاءَ القُضَاةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. حَمَلَ النَّاسُ عَنْهُ عِلْماً وَاسِعاً مِنَ الحَدِيْثِ وَالفِقْهِ، وَلَمْ يُرَ أَجَلُّ مِنْ مَجْلِسِه لِلْحَدِيْثِ: البَغَوِيُّ عَنْ يَمِينِه، وَابْنُ صَاعِدٍ عَنْ شِمَالِهِ، وَابْنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَغَيْرُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ. وَكَانَ يَذْكُرُ أَنَّ جَدَّهُ لَقَّنَه حَدِيْثاً، فَحَفِظَه وَلَهُ أَرْبَعُ سِنِيْنَ، عَنْ وَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ الحَسَنِ، قَالَ: لاَ بَأْسَ بِالكُحْلِ لِلصَّائِمِ. قَالَ الخَطِيْبُ: هُوَ مِمَّنْ لاَ نَظِيْرَ لَهُ فِي الأَحْكَامِ عَقْلاً، وَذَكَاءً، وَاسْتِيفَاءً لِلْمَعَانِي الكَثِيْرَةِ بِالأَلْفَاظِ اليَسِيْرَةِ. وَقِيْلَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا امتَلأَ غَيظاً، يَقُوْلُ: لَوْ أَنِّي أَبُو عُمَرَ القَاضِي مَا صَبَرتُ. استُخْلِفَ وَلَدُهُ عَلَى قَضَاءِ الجَانِبِ الشَّرْقِيِّ. وَقَدْ كَتَبَ الفِقْهَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي، سِوَى قِطعَةٍ مِنَ التفسير، وَعَمِلَ "مُسْنَداً" كَبِيْراً، قَرَأَ أَكثَرَهُ عَلَى النَّاسِ. وَمَاتَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ الوَزِيْرِ: قُرِئَ عَلَى القَاضِي أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ -وَأَنَا أَسْمَعُ- قِيْلَ لَهُ: حدثكم الحسن ابن أَبِي الرَّبِيْعِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُوْنَ العَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: فُرِضَتِ الصَّلاَة عَلَى النَّبِيِّ -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّم- لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ خَمْسِيْنَ صَلاَةً، ثُمَّ نُقِصَتْ حَتَّى جُعِلَتْ خَمْساً، فَقَالَ الله -عَزَّ وَجَلَّ: "إِنَّ لَكَ بِالخَمْسِ خَمْسِيْنَ، الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا". أَصلُ الحَدِيْثِ فِي الصِّحَاحِ لأَنَسِ بنِ مَالِك1 وَغَيْرِهِ، وَهَذَا إِسْنَادٌ لَيِّنٌ من جهة أبي هارون.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3207" من حديث أنس بن مالك، به.

الدغولي

2839- الدَّغُولي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ المُجَوِّدُ، شَيْخُ خُرَاسَانَ، أَبُو العباس مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ السَّرَخْسِيُّ، الدَّغُوْلِيُّ. قَالَ الحَاكِمُ فِي كِتَابِ "مُزَكِّي الأَخْبَارِ": كَانَ أَبُو العَبَّاسِ أَحَدَ أَئِمَّةِ عَصْرِهِ بِخُرَاسَانَ فِي اللُّغَةِ، وَالفِقْهِ، وَالرِّوَايَةِ، أَقَامَ بِنَيْسَابُوْرَ مُسْتَفِيْداً عَلَى مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بِشْرٍ وَأَقرَانِهِمَا سِنِيْنَ، وَكَتَبَ بِالعِرَاقِ وَالحِجَازِ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الأَحْمَسِيِّ، وَأَقرَانِهِ. قُلْتُ: رَوَى عَنِ الزَّعْفَرَانِيِّ، وَسَعْدَانَ بنِ نَصْرٍ، وَأَحْمَدَ بنِ المِقْدَامِ العِجْلِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ سَيَّارٍ، وَأَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ، وَمُسْلِمِ بنِ الحَجَّاجِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قُهْزَاذَ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُشْكَانَ، وَأَحْمَدَ بنِ حَفْصِ بنِ عبد الله، ومحمد بن الكَرِيْمِ العَبْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الصَّائِغِ، وَمُحَمَّدِ بنِ الجَهْمِ، وَأَبِي قِلاَبَةَ، وَالحَسَنِ بنِ أَبِي رَبِيْعٍ، وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي عِيْسَى، وَأَبِي يَحْيَى بن أَبِي مَسَرَّةَ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي غَرَزَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُهَلَّبِ السَّرَخْسِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ هَاشِمٍ الطُّوْسِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ، وَطَبَقَتِهِم. وَصَنَّفَ، وَجَمَعَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الفَقِيْهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الكَرَابِيْسِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عَمْرٍو البُسْتِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي ذُهْلٍ، وَأَبُو بَكْرٍ الجَوْزَقِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَلَهُ كِتَابُ: "الآدَابِ"، وَكِتَابُ: "فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ"، وَأَشيَاءٌ. الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الأُسْتَاذَ أَبَا الوَلِيْدِ يَقُوْلُ: قِيْلَ لأَبِي العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيِّ: لِمَ لاَ تَقْنُتُ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ؟ فَقَالَ: لِرَاحَةِ الجَسَدِ، وَسُنَّةِ أَهْلِ البَلَدِ، وَمُدَارَاةِ الأَهْلِ وَالوَلَدِ. الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ الكَرَابِيْسِيَّ بِسَرْخَسَ يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ سَرْخَسَ مُتَوَجِّهاً إِلَى بُخَارَى، فَلَمَّا انصَرَفَ إِلَيْنَا، قِيْلَ لَهُ: مَا رَأَينَا بِهَذِهِ الدِّيَارِ مِثْلَ أَبِي العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيِّ، فَقَالَ: أَيشٍ هَذَا؟ مَا رَأَيْتُ أَنَا طُوْلَ رِحْلَتِي مِثْلَ أبي العباس.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 807"، والعبر "2/ 205"، وشذرات الذهب "2/ 307".

وقال أبو بكر بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الحَافِظُ: خَرَجْنَا مَعَ الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ بنِ خُزَيْمَةَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ لِتَهْنِئَةِ الأَمِيْرِ الشَّهِيْدِ، وَالتَّعزِيَةِ عَنِ الأَمِيْرِ أَبِي إبراهيم الماضي، فلما انصرفنا، قلت لأبي خُزَيْمَةَ: مَا رَأَينَا فِي سَفَرِنَا مِثْلَ أَبِي العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيِّ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا رَأَيْتُ أَنَا مِثْلَ أَبِي العَبَّاسِ. قُلْتُ: مَا أَطلَقَ ابْنُ خُزَيْمَةَ هَذَا القَوْلَ إلَّا عَنْ أَمرٍ كَبِيْرٍ مِنْ سَعَةِ عِلْمِ أَبِي العَبَّاسِ، رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ عَمْرٍو البُسْتِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيَّ يَقُوْلُ لأَبِي حُسَيْنٍ الحَجَّاجِيَّ: أَيْشٍ حَالُ أَبِي عَلِيٍّ الحَافِظِ؟ وَمَا الَّذِي يُصَنِّفُهُ الآنَ؟ قَالَ: هُوَ ذَا يَرُدُّ عَلَى مُسْلِمِ بنِ الحَجَّاجِ. فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: يُقَضَّى لِلْحُطَيئَةِ أَلْفُ بيتٍ ... كَذَاكَ الحَيُّ يَغلِبُ كُلَّ مَيتِ كَذَلِكَ دِعْبِلٌ يَرْجُو سَفَاهاً ... وَحُمْقاً أَنْ يَنَالَ مَدَى الكُمَيْتِ إِذَا مَا الحِيُّ نَاقَضَ حَشْوَ قبرٍ ... فَذَلِكُمُ ابْنُ زَانِيَةٍ بِزَيْتِ قَالَ ابْنُ أَبِي ذُهْلٍ: سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيَّ يَقُوْلُ: أَرْبَعُ مُجَلَّدَاتٍ لاَ تُفَارِقُنِي فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ، وَإِذَا خَرَجتُ مِنَ البَلَدِ: كِتَابُ "المُزَنِيِّ"، وَكِتَابُ "العَيْنِ"، وَ"تَارِيْخُ البُخَارِيِّ"، وَكِتَابُ "كَلِيْلَةَ وَدِمْنَةَ". الحَاكِمُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى الوُحَاظِيُّ، حَدَّثَتْنَا أُمُّ هَاشِمٍ مَوْلاَةُ عَبْدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ، قَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا أُوَضِّئُ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ خَرَّ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ -تَعْنِي: مَاتَ فَجْأَةً. قَالَ الحَاكِمُ: قَالَ الدَّغُوْلِيُّ: فِي العُلَمَاءِ جَمَاعَةٌ فُقِدُوا فَجْأَةً، فَلَمْ يُوْجَدُوا، مِنْهُم: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى، فُقِدَ يَوْمَ الجَمَاجِمِ، وَمِنْهُم: مَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ وَلَمْ تُعْرَفْ لَهُ تُرْبَةٌ قَطُّ، وَبَدَلُ بنُ المُحَبِّرِ افْتُقِدَ وَلاَ يُدْرَى أَيْنَ ذَهَبَ. ثُمَّ سَمَّى جَمَاعَةٌ مَاتُوا فَجْأَةً: كَالشَّعْبِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَالأَوْزَاعِيِّ. قَالَ الحَاكِمُ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الدَّغُوْلِيِّ عَنْ وَفَاةِ جَدِّهِ، فَقَالَ: فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَرَأْتُ عَلَى شَرَفِ الدِّيْنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحُسَيْنِ الدِّمَشْقِيِّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ الهروي، أخبرنا أبو القاسم الشّحَامِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ،

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُوْنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الجَوْزَقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيُّ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَمكِيُّ بنُ عَبْدَانَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا بَهْز، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن عثمان بن عبد الله بن موهب، وَأَبُوْهُ أَنَّهُمَا سَمِعا مُوْسَى بنَ طَلْحَةَ يُخْبِرُ عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه: أن رجلا قال: يا رسول الله! أخبرني بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ. فَقَالَ القَوْمُ: مَا لَهُ، مَا لَهُ؟ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرَبٌ مَالَهُ". وَقَالَ: "تَعْبُدُ اللهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَتُقِيْمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، ذَرْهَا" كَأَنَّهُ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ1. لَفْظُ الشَّرْقِيِّ. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيْعاً، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً لَهُمَا بِعُلُوٍّ. أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الفَضْلِ زَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ بنِ كِنْدِيٍّ ببَعْلَبَكَّ، عَنْ أُمِّ المُؤَيَّدِ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي القَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو المُظَفَّرِ عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَشَّابُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ زَكَرِيَّا الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيُّ، وَمَكِّيُّ بنُ عَبْدَانَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللهَ -تَعَالَى ذِكْرُهُ- لَيَعْجَبُ مِنَ الرَّجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، فَيَدْخُلاَنِ الجَنَّةَ". زَادَ الدَّغُوْلِيُّ فِي حَدِيْثِهِ: "فَقَالَ سُفْيَانُ: يَكُوْنُ هَذَا كَافِراً، وَهَذَا مُسْلِماً، فَيَقْتُلُ الكافر المسلم، ثم يَرْزُقُ اللهُ الكَافِرَ التَّوبَةَ فَيُسْلِمُ، فَيُقْتَلُ، فَيَدْخُلُ الجَنَّةَ" 2. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَمَا اتَّصَلَ عُلُوُّهُ لِي إلَّا من هذا الوجه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1396"، ومسلم "13". 2 صحيح: أخرجه البخاري "2826"، ومسلم "1890"، والنسائي "6/ 38-39".

ثابت بن حزم

2840- ثابت بن حزم 1: ابن عبد الرحمن بن مطرف، العَلاَّمَةُ الإِمَامُ الحَافِظُ، أَبُو القَاسِمِ السَّرَقُسْطِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، اللُّغَوِيُّ، صَاحِب كِتَابِ "الدَّلاَئِلِ". أَخَذَ عَنْ: مُحَمَّدِ بن وضاح، محمد بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الخُشَنِيِّ، وَفِي الرِّحلَةِ عَنِ النسائي، وأبي بكر البزار، ومحمد ابن عَلِيٍّ الجَوْهَرِيِّ الصَّائِغِ، وَعِدَّةٍ. قَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: كَانَ عَالِماً، مُفْتِياً، بَصِيْراً بِالحَدِيْثِ، وَالنَّحْوِ، وَاللُّغَةِ، والغريب،

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 203"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 839"، والعبر "2/ 155"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 266".

وَالشِّعرِ. إِلَى أَنْ قَالَ: تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ مفيدة. وقد ولي قضاء سرقسطة. وَكَانَ وَلَدُه مِنَ الأَذْكِيَاءِ المَعْدُوْدِيْنَ، مَاتَ بَعْدَ الثَّلاَثِ مائَةِ شَابّاً، وَهُوَ: قَاسِمُ بنُ ثَابِتٍ. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: مَاتَ ثَابِتٌ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ أَبُو الرَّبِيْعِ بنُ سَالِمٍ: وَمِنْ تَآلِيْفِ بِلاَدِنَا كِتَابُ "الدَّلاَئِلِ" فِي الغَرِيْبِ، مِمَّا لَمْ يَذكُرْهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَلاَ ابْنُ قُتَيْبَةَ لقاسم ابن ثَابِتٍ السَّرَقُسْطِيِّ، احْتَفَلَ فِي تَأْلِيْفِه، وَمَاتَ قَبْلَ إِكمَالِه، فَأَكمَلَه أَبُوْهُ. وَكَانَ سَمَاعُهُمَا وَاحِداً، وَرِحْلَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، سَمِعْتُهُ مِنِ ابْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَكِّيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ سِرَاجٍ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ اللهِ القَاضِي، عَنِ العَبَّاسِ بنِ عُمَرَ الصِّقِلِّيِّ، عَنْ ثَابِتِ بنِ قَاسِمِ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ جَدِّهِ قِرَاءةً، وَعَنِ ابْنِه إِجَازَةً، وَهَذَا عَكسُ المَعْهُوْدِ. وَمَاتَ أَبُوْهُ نَحْوَ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَذَكَرُوا أَنَّهُ عُرِضَ قَضَاءُ بَلَدِهِ عَلَيْهِ، فَأَبَاهُ، فَأَرَادَ أَبُوْهُ الحَمْلَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ، فَسَأَلَهُ إِنظَارَهُ ثَلاَثاً، فَتُوُفِّيَ فِيْهَا، فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ دَعَا عَلَى نَفْسِهِ بِالمَوْتِ، وَكَانَ مَعْرُوْفاً بِإِجَابَةِ الدَّعوَةِ، وَكَتَبَ أَبُو عَلِيٍّ القَالِيُّ هَذَا الكِتَابَ، وَكَانَ يَقُوْلُ: لَمْ يُوضَعْ بِالأَنْدَلُسِ مِثْلُه.

عبد الله بن مظاهر والقاضي الخياط

عبد الله بن مظاهر والقاضي الخياط: 2841- عبد الله بن مظاهر 1: الحَافِظُ البَارِعُ، أَحَدُ الأَذْكِيَاءِ الأَفرَادِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ. بَلَغَنَا أَنَّهُ حَفِظَ "المُسْنَدَ" جَمِيْعَه، ثُمَّ شرع في حفظ أقوال الصحابة. أَخَذَ عَنْ: يُوْسُفَ القَاضِي، وَمُطَيَّنٍ، وَأَبِي خَلِيْفَةَ، وَأَقرَانِهِم، وَمَاتَ شَابّاً. حَدَّثَ عَنْهُ: رَفِيقُهُ؛ أَبُو الشَّيْخِ وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ، وَإِنَّمَا تَقَدَّمَ مَوْتُهُ، فَإِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2842- القَاضِي الخياط: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ، القَاضِي، الوَرِعُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ، أَحَدُ السَّادَاتِ والأولياء.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 72"، وتاريخ بغداد "10/ 179"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 855"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 243".

عُرِفَ بِالخَيَّاطِ؛ لأَنَّه كَانَ يَخِيطُ عَلَى الأَيْتَامِ وَالمَسَاكِيْنِ حُسبَةً. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ: عَلِيَّ بنَ خَشْرَمٍ، وَمَحْمُوْدَ بنَ آدَمَ، وَأَحْمَدَ بنَ سَيَّارٍ الحَافِظَ، وَخَلْقاً سِوَاهُم. ثُمَّ سُئِلَ الرِّوَايَةَ، فَمَا كَانَ يُحَدِّثُ إلَّا بِاليَسِيْرِ فِي المُذَاكَرَةِ. وَلِيَ قَضَاءَ القُضَاةِ بِنَيْسَابُوْرَ، فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، إِلَى أَنِ اسْتَعفَى سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ، وَرَدَّ خريطَةَ الحُكْمِ إِلَى الرَّئِيْسِ أَبِي الفَضْلِ البَلْعَمِيِّ، فَمَا شَرِبَ لأَحَدٍ مَاءً، وَلاَ ظُفِرَ لَهُ بِزَلَّةٍ. وَكَانَ لاَ يدعو سَمَاعَ الحَدِيْثِ أَيَّامَ قَضَائِه، وَيَحضُرُ مَجْلِسَ أَبِي العَبَّاسِ السَّرَّاجِ. بَالَغَ الحَاكِمُ فِي تَعْظِيْمِه، وَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ الفَقِيْهَ يَقُوْلُ: مَرَرْتُ أَنَا وَأَبُو الحَسَنِ الصَّبَّاغُ عَلَى مَسْجِدِ رَجَاءَ، وَالقَاضِي الخياط جَالِسٌ، وَكَاتِبُهُ بِحِذَائِه، فَقُلْنَا: نَحتَسِبُ وَنَتَقَدَّمُ إِلَيْهِ، وَيَدَّعِي أَحَدُنَا عَلَى الآخَرِ. فَادَّعَيتُ أَنِّي سَمِعْتُ فِي كِتَابِ هَذَا وَلَيْسَ يُعِيْرُنِي سَمَاعِي، فَسَكَتَ ساعة، ثم قال: بإذنك السمع فِي كِتَابِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَعِرْهُ سَمَاعَه. وَقَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كَانَ القَاضِي مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ طُولَ أَيَّامِه يَسْكُنُ دَارَ ابْنِ حَمْدُوْنَ بِحِذَاءِ دَارِنَا، وَكُنْتُ أَعرِفُهُ يَخِيطُ بِاللَّيْلِ -وَإِذَا تَفَرَّغَ بِالنَّهَارِ- لِلأَيتَامِ وَالضُّعَفَاءِ، وَيَعُدُّهَا صَدَقَةً. سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدَانَ خَادِمَ الجَامِعِ يَقُوْلُ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الحَاكِمُ يَجِيْءُ فِي كُلِّ أُسْبُوْعٍ لَيْلَةً إِلَى الجَامِعِ، فَيَتَعَبَّدُ إِلَى الصَّبَاحِ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْرِفُ غَيْرِي، فَصَادَفتُهُ لَيْلَةً يَتلُو: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المَائِدَةُ: 44] ، الآيَاتِ، وَكُلَّمَا تَلاَ آيَةً مِنْهَا، ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِه ضَرْبَةً أَسْمَعُ صَوْتَهَا مِنْ شِدَّتِهِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. تُوُفِّيَ: بَعْدَ العِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ بِضْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.

ابن قتيبة

2843- ابن قتيبة 1: قَاضِي القُضَاةِ بِمِصْرَ، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُسْلِمِ بنِ قُتَيْبَةَ البَغْدَادِيُّ، الكاتب. حدث عن: أبيه بكتبه كلها حفظًا.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 133"، وتاريخ بغداد "4/ 229"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "3/ 103"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 43"، والعبر "2/ 193"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 246"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 170".

حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْحَاقَ الزَّجَّاجِيُّ، وَابْنُهُ؛ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ، وَوَلِيَ قَضَاءَ مِصْرَ، فَمَاتَ بِهَا. قَالَ يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ خُرَّزَاذَ: إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ حَدَّثَ بِكُتُبِ أَبِيْهِ كُلِّهَا بِمِصْرَ مِنْ حِفْظِهِ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ كِتَابٌ، وَمَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَبَقِيَ فِي القَضَاءِ شَهْرَيْنِ وَنِصْفَ "شَهْرٍ"، وَعُزِلَ، فَوَثَبَتْ بِهِ الرَّعِيَّةُ، وَشَتَمُوهُ، وَولِيَ بَعْدَهُ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَمَّادٍ. قَالَ المُسَبِّحِيُّ: كَانَ يَحْفَظُ كُتُبَ أَبِيْهِ كُلَّهَا بِالنَّقْطِ وَالشَّكلِ كَمَا يَحْفَظُ القُرْآنَ، وَهِيَ أَحَدٌ وَعِشْرُوْنَ مُصَنَّفاً، فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ أَهْلُ الأَدَبِ وَالعِلْمِ، جَاؤُوهُ، وَجَاءهُ أَوْلاَدُ المُلُوكِ، فَأَخَذُوا عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ زُوْلاَقَ: كَانَ مَالِكِيّاً، شَيْخاً حَادّاً، أَذكُرُ أَنَّ أَبَاهُ حَفَّظَه كُتُبَهُ فِي اللَّوْحِ. وَفِيْهَا مَاتَ صَالِحُ بنُ الحَافِظِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحٍ العِجْلِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو العُقَيْلِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّيْبُلِيُّ.

ابن أبي العزاقر

2844- ابن أبي العزاقر 1: الزِّندِيقُ المُعَثَّرُ، أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الشلمغاني، الرافضي. قَالَ بِالتَّنَاسُخِ، وَبِحُلُولِ الإِلَهِيَّةِ فِيْهِ، وَأَنَّ اللهَ يَحِلُّ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِقَدْرِ مَا يَحْتَمِلُه، وَأَنَّهُ خَلَقَ الشَّيْءَ وَضِدَّهُ، فَحَلَّ فِي آدَمَ وَفِي إِبْلِيْسِهِ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا ضِدٌّ لِلآخَرِ. وَقَالَ: إِنَّ الضِّدَّ أَقرَبُ إِلَى الشَّيْءِ مِنْ شِبْهِهِ، وَإِنَّ اللهَ يَحِلُّ فِي جَسَدِ مَنْ يَأْتِي بِالكَرَامَاتِ لِيَدُلَّ عَلَى أَنَّهُ هُوَ، وَإِنَّ الإِلَهِيَّةَ اجْتَمَعتْ فِي نُوْحٍ وَإِبْلِيْسِهِ، وَفِي صَالِحٍ وَعَاقِرِ النَّاقَةِ، وَفِي إِبْرَاهِيْمَ وَنُمْرُوْذَ، وَعَلِيٍّ وَإِبْلِيْسِه. وَقَالَ: مَنِ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَهُوَ إِلَهٌ. وَسَمَّى مُوْسَى وَمُحَمَّداً الخَائِنَيْنِ؛ لأَنَّ هَارُوْنَ أَرْسَل مُوْسَى، وَعَلِيّاً أَرْسَل مُحَمَّداً، فَخَانَاهُمَا. وَإِنَّ عَلِيّاً أَمهَلَ مُحَمَّداً ثَلاَثَ مائَةِ سَنَةٍ، ثُمَّ تَذْهَبُ شَرِيْعَتُه. وَمِنْ رَأْيِه تَرْكُ الصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ، وَإِبَاحَةُ كُلِّ فَرْجٍ، وَأَنَّهُ لاَ بُدَّ لِلْفَاضِلِ أَنْ يَنِيْكَ المفضول

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "1/ 235"، ووفيات الأعيان لابن خلكان " 2/ 155" والعبر "2/ 190"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 293".

لِيُولِجَ فِيْهِ النُّوْرَ، وَمَنِ امتَنَعَ، مُسِخَ فِي الدَّوْرِ الثَّانِي. فَرَبَطَ الجَهَلَةَ، وَتَخَرَّقَ، وَأَضَلَّ طَائِفَةً، فَأَظهَرَ أَمرَهُ أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ رَوْحٍ -رَأْسُ الشِّيْعَةِ، المُلَقَّبُ بِالبَابِ- إِلَى صَاحِبِ الزَّمَانِ، فَطُلِبَ ابْنُ أَبِي العَزَاقِرِ، فَاخْتَفَى، وَتَسَحَّبَ إِلَى المَوْصِلِ، فَأَقَامَ هُنَاكَ سِنِيْنَ، وَرَجَعَ، فَظَهَرَ عَنْهُ ادِّعَاءُ الرُّبُوبِيَّةِ، وَاتَّبَعَهُ الوَزِيْرُ حُسَيْنُ ابنُ الوَزِيْرِ القَاسِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ -وَزِيْرِ المُقْتَدِرِ فِيْمَا قِيْلَ- وَابْنَا بِسْطَامَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَوْنٍ، فَطُلِبُوا، فَتَغَيَّبُوا. فَلَمَّا كَانَ فِي شوال من سنة اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ، ظَفِرَ الوَزِيْرُ ابْنُ مُقلةَ بِهَذَا، فَسَجَنَهُ، وَكَبَسَ دَارَهُ، فَوَجَدَ فِيْهَا رِقَاعاً وَكُتُباً مِمَّا يُدَّعَى عَلَيْهِ، وَفِيْهَا خِطَابُهُ بِمَا لاَ يخاطب به بشر، فعرضت عليه، فأقرأنها خُطُوطُهُم، وَتَنَصَّلَ مِمَّا يُقَالُ فِيْهَا، وَتَبَرَّأَ مِنْهُم، فَمَدَّ ابْنُ عَبْدُوْسٍ يَدَهُ، فَصَفَعَهُ. وَأَمَّا ابْنُ أَبِي عَوْنٍ، فَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِ، فَارْتَعَدَتْ يَدُهُ، ثُمَّ قَبَّلَ لِحْيَتَهُ وَرَأْسَهُ، وَقَالَ: إِلَهِي، وَرَازِقِي، وَسَيِّدِي! فَقَالَ لَهُ الرَّاضِي بِاللهِ: قَدْ زَعَمتَ أَنَّكَ لاَ تَدَّعِي الإِلَهِيَّةَ فَمَا هَذَا؟ قَالَ: وَمَا عَلَيَّ مِنْ قَوْلِ هَذَا؟ وَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّنِي مَا قُلْتُ لَهُ: إِنَّنِي إِلَهٌ قَطُّ. فَقَالَ ابْنُ عَبْدُوْسٍ: إِنَّهُ لَمْ يَدَّعِ إِلَهِيَّةً، إِنَّمَا ادَّعَى أَنَّهُ البَابُ إِلَى الإِمَامِ المُنْتَظَرِ. ثُمَّ إِنَّهُم أُحضِرُوا مَرَّاتٍ بِمَحْضَرِ الفُقَهَاءِ وَالقُضَاةِ، ثُمَّ فِي آخِرِ الأَمْرِ أَفْتَى العُلَمَاءُ بِإِبَاحَةِ دَمِهِ، فَأُحرِقَ فِي ذِي القَعْدَةِ مِنَ السَّنَةِ، وَضُرِبَ ابْنُ أَبِي عَوْنٍ بِالسِّيَاطِ، ثُمَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ، وَأُحْرِقَ. وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ أَدَبِيَّةٌ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الكُتَّابِ. وَذَكَرنَا فِي الحَوَادِثِ: أَنَّ فِي هَذَا العَامِ ظَهَرَ الشَّلْمَغَانِيُّ. وَشَلْمَغَانُ: قَريَةٌ مِنْ قُرَى وَاسِطَ. فَشَاعَ عَنْهُ ادِّعَاءُ الرُّبُوبِيَّةِ، وَأَنَّهُ يُحْيِي المَوْتَى، فَأَحْضَرَهُ ابْنُ مُقْلَةَ عِنْدَ الرَّاضِي، فَسَمِعَ كَلاَمَهُ، وَأَنْكَرَ مَا قِيْلَ عَنْهُ. وَقَالَ: لَتَنْزِلَنَّ العُقُوبَةُ عَلَى الَّذِي بَاهَلَنِي بَعْدَ ثَلاَثٍ، وَأَكْثَرُه تِسْعَةُ أَيَّامٍ، وَإِلاَّ فَدَمِي حَلاَلٌ. فَضُرِبَ ثَمَانِيْنَ سَوْطاً، ثُمَّ قُتِلَ، وَصُلِبَ. وَقُتِلَ بِسَبِبِهِ وَزِيْرُ المُقْتَدِرِ؛ الحُسَيْنُ، اتُّهِمَ بِالزَّنْدَقَةِ. وَقُتِلَ أَبُو إِسْحَاقَ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ هِلاَلِ بنِ أَبِي عَوْنٍ الأَنْبَارِيُّ الكَاتِبُ. وَقَدْ كَانَ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ -وَيُقَالُ: الجَمَّالُ- وَزَرَ لِلْمُقْتَدِرِ في سنة تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَقَّبُوهُ عَمِيْدَ الدَّوْلَةِ، وَعُزِلَ بَعْدَ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ، وَسُجِنَ، وَعُقِدَ لَهُ مَجْلِسٌ فِي كَائِنَةِ الشَّلْمَغَانِيِّ، وَنُوْظِرَ، فَظَهَرَتْ رِقَاعُهُ يُخَاطِبُ الشَّلْمَغَانِيُّ فِيْهَا بِالإِلَهِيَّةِ، وَأَنَّهُ يُحْيِيْهِ وَيُمِيْتُهُ، وَيَسْأَلُهُ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ذُنُوْبَهُ. فَأُخْرِجَتْ تِلْكَ الرِّقَاعُ، وَشَهِدَ جَمَاعَةٌ أَنَّهُ خَطُّهُ، فَضُرِبَتْ عُنُقُه، وَطِيْفَ بِرَأْسِهِ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَعَاشَ: ثَمَانِياً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.

الإلبيري وحماد بن شاكر

الإلبيري وحماد بن شاكر: 2845- الإلبيري 1: الحَافِظُ الإِمَامُ البَارِعُ، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَمْرِو بنِ مَنْصُوْرٍ الأَنْدَلُسِيُّ، الإِلْبِيْرِيُّ. ارْتَحَلَ، وَحَجَّ، وَسَمِعَ مِنْ: يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَالرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ المُؤَذِّنِ، وَمُحَمَّدِ بنِ سَنْجَرَ، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَجَمَعَ، مصنف، وَكَانَتِ الرِّحْلَةُ إِلَيْهِ بِالأَنْدَلُسِ. وَيُعْرَفُ أَيْضاً بِابْنِ عَمْرِيْلَ، وَكَانَ إِمَاماً فِي عِلَلِ الحَدِيْثِ. ذَكَرَهُ أَبُو الوَلِيْدِ بنُ الفَرَضِيِّ وَعَظَّمَهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ خَطِيْباً بِمَدِيْنَةِ إلبيرة. مات في عشر الثمانين. 2846- حماد بن شاكر 2: ابن سوية، الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، أَبُو مُحَمَّدٍ النَّسَفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عِيْسَى بنِ أَحْمَدَ العَسْقَلاَنِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ، وَأَبِي عِيْسَى التِّرْمِذِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَهُوَ أَحَدُ رُوَاةِ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" عَنْهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: غَيرُ وَاحِدٍ. قَالَ: الحَافِظُ جَعْفَرٌ المُسْتَغْفِرِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ، رَحَلَ إِلَى الشَّامِ، حَدَّثَنِي عَنْهُ بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَامِعٍ "بِصَحِيْحِ البُخَارِيِّ"، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو أَحْمَدَ قَاضِي بُخَارَى. وَقَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى عَشَرَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 799"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 264". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "4/ 394"، وتبصير المنتبه "2/ 701".

الطوسي

2847- الطوسي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ الرَّحَّالُ، أَبو عَلِيٍّ الحسنُ بنُ عَليِّ بنِ نَصْرٍ الطُّوْسِيُّ، المُلَقَّبُ: بِكَرْدُوشٍ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَسْلَمَ، وَإِسْحَاقَ الكَوْسَجَ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ هَاشِمٍ، وَأَحْمَدَ بنَ مَنِيْعٍ، وَبُندَاراً، وزَيْدَ بنَ أَخْزَمَ، وَالزُّبَيْرَ بنَ بَكَّارٍ -سَمِعَ مِنْهُ كِتَابَ "النَّسَبِ"، وَعَدَداً كَثِيْراً سِوَى هَؤُلاءِ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْسٍ، وَأَبُو سَهْلٍ الصُعْلُوْكِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ البُسْتِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: شَيْخُهُ أَبُو حاتم الرازي حكايات، وحدث بهراة، وبقزوين. قَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ: سَمِعْتُ عَلَى عَشْرَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ. قَالَ: وَلَهُ تَصَانِيْفُ تَدُلُّ عَلَى عِلْمِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِهَذَا الشَّأْنِ. قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْهُ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَقَالَ: تَكَلَّمُوا فِي رِوَايَتِهِ لِكِتَابِ "النَّسَبِ" لِلزُّبَيْرِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِيْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْسٍ العَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ نَصْرٍ الطُّوْسِيُّ -بِهَرَاةَ فِي مَجْلِسِ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ- حَدَّثَنَا حَيْدُوْنُ ابن عَبْدِ اللهِ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا صِلَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَشْعَثَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، عَنِ الفَرَزْدَقِ الشَّاعِرِ، قَالَ: رَأَى أَبُو هُرَيْرَةَ قَدَمَيَّ، فَقَالَ: يَا فَرَزْدَقُ، إِنِّيْ أَرَى قَدَمَيْكَ صَغِيْرَتَيْنِ، فَاطلُبْ لَهُمَا مَوْضِعاً فِي الجَنَّةِ. قُلْتُ: إِنَّ لِي ذُنُوباً كَثِيْرَةً. قَالَ: لاَ تَأْسَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "إِنَّ بِالمَغْرِبِ بَاباً مَفْتُوْحاً لِلتَّوْبَةِ، لاَ يُغْلَقُ حتى تطلع الشمس من مغربها" 2. وَلأَبِي عَلِيٍّ مُصَنَّفٌ فِي الأَحْكَامِ. قَالَ صَالِحٌ الهَمَذَانِيُّ: سَمِعَ مِنْهُ عَامَّةُ أَصْحَابنَا كِتَابَهُ الَّذِي فِي الأَحْكَامِ. وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَبِي، وَسَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنْهُ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ بِشَيْءٍ. وَبَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ خُزَيْمَةَ كَانَ يُجْمِلُ القَوْلَ فِيْهِ.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان "143"، وتاريخ أصبهان "1/ 262"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 169"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 780"، وميزان الاعتدال "1/ 509"، ولسان الميزان "2/ 232"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 264". 2 حسن: وهذا إسناد ضعيف جدا، فيه علتان: الأولى: صلة بن سليمان العطار، أبو زيد الواسطي، قال يحيى: ليس بثقة. وقال النسائي: متروك. وقال الدارقطني: يترك حديثه عن ابن جريج وشعبة. وذكر الذهبي أحاديث من مناكيره في ترجمته في "الميزان". العلة الثانية: الفرزدق الشاعر، واسمه غالب بن همام، ضعفه ابن حبان، فقال: كان قذافا للمحصنات فيجب مجانبة روايته. والحديث أخرجه بنحوه الترمذي "3535" و"3536" من طريق عاصم بن النجود، عن زر بن حُبيش عن صفوان بن عسال المرادي، به في حديث طويل. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: إسناده حسن، فيه عاصم بن أبي النجوم، وهو صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

ابن نيروز

2848- ابن نيروز 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الصَّدُوْقُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إبراهيم بن نيروز البغدادي، الأنماطي. سَمِعَ: عَمْرو بنَ عَلِيٍّ الفَلاَّس، وَمُحَمَّد بنَ المُثَنَّى العَنَزِيَّ، وَخَلاَّد بن أَسْلَم، وَمُحَمَّد بنَ عَوْفٍ الطَّائِيَّ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَاقُولِيُّ، وَيُوْسُف القَوَّاس، وَعِيْسَى بن الجَرَّاحِ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ القَوَّاس. مات في سنة ثمان عشرة وثلاث مائة عَنْ بِضْع وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ الكَاتِبُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ الحَاسِبُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عِيْسَى ابن عَلِيّ، قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَيْرُوْزٍ -وَأَنَا أَسْمَعُ- قِيْلَ لَهُ: حدَّثكُم خَلاَّدُ بنُ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّاد، عَنِ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَحَبّ الطَّعَامِ إِلَى اللهِ مَا كثرت عليه الأيدي" 2.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 408"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 239"، والعبر "2/ 173"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 280". 2 حسن لغيره: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "5/ 345"، وأبو يعلى وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" "2/ 96"، من طريق عبد المجيد بن أبي رواد، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه ابن جريج، وأبو الزبير المكي، مدلسان، وقد عنعناه، وابن أبي رواد هو عَبْدُ المَجِيْدِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ، صدوق يخطئ، وكان مرجئا، أفرط ابن حبان فقال: متروك، وكان أعلم الناس بحديث ابن جريج. وللحديث شاهد عن أبي هريرة: رواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" "2/ 81" عن مقدام بن داود المصري، حدثنا النضر بن عبد الجبار، حدثنا ابن لهيعة، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعا. قلت: إسناده ضعيف أيضا، فيه علتان: الأولى: ابن لهيعة، ضعيف لسوء حفظه. والعلة الثانية: المقدام قال الذهبي في "الضعفاء": "صويلح قال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه، قال ابن القطان: قال الدارقطني: ضعيف". وله شاهد عند أبي داود، وابن ماجه، وابن حبان "1345"، والحاكم "2/ 103"، وأحمد "3/ 501" من طريق الوليد ابن مسلم قال: حدثني وحشي بن حرب بن وحشي، عن أبيه، عن جده مرفوعا بلفظ: "اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله تعالى عليه يبارك لكم فيه" فالحديث بمجموع ذلك حسن -إن شاء الله تعالى- والله أعلم.

الديبلي والفربري

الديبلي والفربري: 2849- الديبلي 1: المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الفَضْلِ الدَّيْبَلِيُّ، ثُمَّ المكي. وَدَيْبُل: بَلْدَةٌ مِنْ إِقلِيم الهِنْدِ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ زُنْبُور، وَسَعِيْدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَخْزُوْمِيَّ، والحسين ابن الحَسَنِ المَرْوَزِيَّ، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عَمَّار الدِّمْيَاطِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِرَاس العَبْقَسِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مُسْنِدَ الْحرم فِي وَقْتِهِ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَقَعَ لِي مِنْ طَريقهِ بِعُلُوٍّ نُسْخَةُ إِسْمَاعِيْل بن جَعْفَر. 2850- الفَرَبْرِيُّ 2: المُحَدِّثُ الثِّقَةُ العَالِمُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مَطَرِ بنِ صَالِحِ بنِ بِشْرٍ الفِرَبْرِيُّ، رَاوِي "الجَامِعِ الصَّحِيْحِ" عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ البُخَارِيِّ، سَمِعَهُ مِنْهُ بِفَرَبْرَ مَرَّتينِ. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: عَلِيِّ بنِ خَشْرَمَ لَمَّا قدم فربر مرابطًا. وقد أخطأ من زعم أنه سمع من

_ 1 ترجمته في الأنساب "5/ 393"، والعبر "2/ 194"، وشذرات الذهبي لابن العماد "2/ 295". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "9/ 260"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 621"، والعبر "2/ 183"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 286".

قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، فَمَا رَآهُ. وَقَدْ وُلِدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَمَاتَ قُتَيْبَةُ فِي بلدٍ، آخرَ سنَة أَرْبَعِيْنَ. أَرَّخَ مَوْلِدَهُ أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيُّ فِي "أَمَاليه"، وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً وَرِعاً. قلتُ: قَالَ: سَمِعْتُ "الجَامِع" فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَمَرَّةً أُخْرَى سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الفَقِيْه أَبُو زَيْد المَرْوَزِيُّ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ بنُ السَّكن، وَأَبُو الهَيْثَمِ الكُشْمِيهَنِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَمُّوَيْه السَّرَخْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنُ شَبُّوْيَه، وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ النُّعَيمِيُّ، وَأَبُو إسحاق إبراهيم ابن أَحْمَدَ المُسْتَمْلِي، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ حَاجِب الكُشَانِيُّ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الجُرْجَانِيّ، وَآخَرُوْنَ، وَالكُشَانِيّ آخرهم موتًا. وَقَدْ عَلَّى فِي أَوَائِل "الصَّحِيْح" حَدِيْثِ مُوْسَى وَالخَضِرِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بنُ خَشْرَم، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَهَذَا ثَابِت فِي رِوَايَة ابْن حَمُّوَيْه دُوْنَ غَيْرهِ. وَكَانَ رِحلَة المُسْتَمْلِي إِلى الفِرَبرِي فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَسَمَاع ابْن حَمُّوَيْه مِنْهُ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ. وَقَالَ أَبُو زَيْد المَرْوَزِيّ: رَحَلْتُ إِلَى الفَرَبرِي سنَة ثَمَان عَشْرَةَ. وَقَالَ الكُشْمِيهَنِيّ: سَمِعْتُ مِنْهُ بفَرَبر "الصَّحِيْح" فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ عِشْرِيْنَ. وَيُرْوَى -وَلَمْ يَصِحَّ- أَنَّ الفَرَبْرِيَّ قَالَ: سَمِعَ "الصَّحِيْحَ" مِنَ البُخَارِيّ تِسْعُوْنَ أَلفَ رَجُل، مَا بَقِيَ أَحَدٌ يَرْوِيْهِ غَيْرِي. قُلْتُ: قَدْ رَوَاهُ بَعْد الفَرَبْرِيّ أَبُو طَلْحَةَ مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزْدَوِيُّ النَّسَفِيّ، وَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفَربر: بِكَسْر الفَاء وَبفتحهَا، وَهِيَ مِنْ قرَى بُخَارَى حَكَى الوَجْهين القَاضِي عِيَاض، وَابْن قُرْقُول، وَالحَازِمِيُّ. وَقَالَ: الفَتْحُ أشهر، وأما ابْنُ مَاكُوْلاَ، فَمَا ذَكَرَ غَيْرَ الفَتْحِ. مَاتَ الفَرَبرِي لعشرٍ بَقِيْنَ مِنْ شَوَّالٍ، سنَة عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ أَشرفَ عَلَى التِّسْعِيْنَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّد بن قايماز، وخديجة بنت محمد، وطائفة، قال: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ، وَأَخْبَرَنَا سُنقُر القضَائِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ رُوزْبَه، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَخْبَرَنَا الدَّاوُوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ حَمُّوَيْه، أَخْبَرَنَا الفِرَبْرِيُّ، حَدَّثَنَا

مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِم، عَنْ عُمَرَ بنِ مُحَمَّد، عَنْ سَالِم، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَوْم عَاشُورَاءَ إِنْ شَاءَ صَامَ". أَخْرَجَهُ مُسْلِم1 عَنْ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، فَوَقَعَ لَنَا بدلاً عَالِياً. وَمَاتَ مَعَهُ إِبْرَاهِيْمَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَة، وَعَمُّه عَبْد الرَّحْمَنِ بن يَحْيَى، وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ ابنُ أَخِي أَبِي زُرْعَةَ، وَأَبُو أَسِيد أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ أَسِيدٍ المَدِيْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوْنَ بن خَالِدٍ، وَأَبُو الحسن بن جوصا.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1126" "121".

الحميري والترخمي

الحميري والترخمي: 2851- الحميري 1: الإِمَامُ الفَقِيْه العَلاَّمَة، قَاضِيَ الكُوْفَةِ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الحِمْيَرِيُّ، الكُوْفِيُّ الحافظ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي كُرَيْبَ مُحَمَّد بنِ العَلاَءِ، وَأَبِي سَعِيْدَ الأَشَجِّ، وَهَارُوْنَ بن إِسْحَاقَ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الوَرَّاق -وَأَثْنَى عَلَيْهِ- وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادٍ الحَافِظِ. وَقَالَ: كَانَ يحْفَظُ عَامَّةَ حَدِيْثهِ، وَكَانَ ثِقَةً، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. قُلْتُ: هُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ: أَبِي كُرَيْبٍ. وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الكِنْدِيُّ الطَّحَّانُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الجُعْفِيُّ الهَرَوَانِيُّ خَاتِمَةُ أَصْحَابِهِ، وَقَعَ لِي جُزءٌ مِنْ حَدِيْثهِ. عَاشَ اثنتين وتسعين عامًا. 2852- الترخمي 2: الإِمَامُ الحَافِظُ مُحَدِّثُ حِمْصَ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مُحَمَّدٍ التَّرْخُمِيُّ، الحِمْصِيُّ. وَقِيْلَ: بَلِ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَر بن سَعِيْدٍ، فَنُسِبَ إِلَى جَدِّهِ. وَتَرْخُم: بَطْنٌ مَنْ يَحْصُبَ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَالحَسَنَ بن عَلِيٍّ المُعَانِيّ، وَأَبَا أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيَّ، وَسَعِيْدَ بن عَمْرٍو السَّكُوْنِيَّ، وَمُحَمَّدَ بن عَوْفٍ، وَعِدَّةً. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ المُظَفِّرُ، وَالحَافِظُ أَبُو الخَيْرِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الحِمْصِيّ، وَالوَزِيْرُ جَعْفَرُ بنُ حِنْزَابَةَ، وَأَبُو المُفَضَّل مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّيْبَانِيّ وآخرون.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 68"، والأنساب للسمعاني "4/ 235"، والعبر "2/ 199"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 299". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "1/ 416"، والأنساب للسمعاني "3/ 40".

ابن جوصا

2853- ابن جوصا 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الأَوْحَدُ، مُحَدِّثُ الشَّامِ، أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عُمَيْرِ بنِ يُوْسُفَ بنِ مُوْسَى بنِ جَوْصَا، مَوْلَى بَنِيَّ هَاشِمٍ، وَيُقَالُ: مَوْلَى مُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ الكِلاَبِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ: عَمْروَ بنَ عُثْمَانَ الحِمْصِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ هَاشِمٍ البَعْلَبَكِّيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ وَزِيْر، وَكَثِيْرَ بنَ عُبَيْدٍ، وَأَبَا التَّقِيِّ هِشَامَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ اليَزَنِيّ، وَعِمْرَانَ بنَ بَكَّارٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَيْمُوْنٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، وَمُعَاوِيَةَ بنَ عَمْرٍو الحِمْصِيَّ صَاحِبَ حَرِيزِ بنِ عُثْمَانَ، وَمُوْسَى بن عَامِرٍ المُرِّيّ، وَمُحَمَّد بن عَوْفٍ الطَّائِيّ، وَخَلْقاً سِوَاهُم بِمِصْرَ وَالشَّامَ وَلقي بِدِمَشْقَ شُوَيخاً حَدَّثَهُ، عَنْ مَعْرُوْفِ الخَيَّاطِ. حَدَّثَ عَنْهُ: حَمْزَةُ الكِنَانِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ السُّنِّيّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيّ، وَالزُّبَيْرُ بن عبد الواحد الأسداباذي، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، آخِرُهُم مَوْتاً عَبْد الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ. وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ: ابْن جَوْصَا ثِقَة. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظ: سَمِعْتُ ابْنَ جَوْصَا -وَكَانَ رُكناً مِنْ أَركَانَ الحَدِيْثِ- يَقُوْلُ: إِسْنَادُ خَمْسِيْنَ سنَةً مِنْ مَوْتِ الشَّيْخ، إِسْنَادُ علوّ. قَالَ أَبُو ذَرّ الهَرَوِيّ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُوْد الدِّمَشْقِيّ يَقُوْلُ: جَاءَ رَجُلٌ بغدَادِيُّ يحفَظُ إِلَى ابْنِ جَوْصَا، فَقَالَ لَهُ: ابْن جَوْصَا كلَمَّا أَغربتَ عليَّ حَدِيْثاً مِنْ حَدِيْثِ الشَّامِيّين؛ أَعْطِيْتُكَ دِرْهَماً. فَلَمْ يَزَلِ الرَّجُلُ يلقِي عَلَيْهِ ما شاء الله، ولايغرب عَلَيْهِ، فَاغتمَّ. فَقَالَ لِلرَّجُلِ: لاَ تَجزع، وَأَعطَاهُ لِكُلِّ حَدِيْثٍ ذَاكره بِهِ دِرْهَماً، وَكَانَ ابْنُ جوصا ذا مال كثير.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 242"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 787"، والعبر "2/ 180" وميزان الاعتدال "1/ 125"، ولسان الميزان "1/ 239"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 234"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 285".

قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَكَابرِ الدِّمَشْقِيين. قَالَ الحَافِظُ عَبْد الغنِي بنُ سَعِيْد: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الكَرَجِي، قَالَ: ابْنُ جَوْصَا بِالشَّامِ، كَابْن عقدة في الكوفة. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَجمع أَهْلُ الكُوْفَة عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُرَ مِنْ زَمَانِ ابْن مَسْعُوْدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- إِلَى أَنْ وَجد ابْنُ عُقدَة أَحْفَظُ مِنِ ابْنِ عُقْدَة. قَالَ أَبُو عَمْرٍو النَّيْسَابُوْرِيّ الصَّغِيْرُ: نَزَلْنَا خَاناً بِدِمَشْقَ العصرَ، وَنَحْنُ عَلَى أَن نُبَكِّرَ إِلَى ابْنِ جَوْصَا، فَإِذَا الخَانِيُّ يَصِيْح: أَيْنَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظ؟ فَقُلْتُ: هاهنا، قَالَ: قَدْ حَضَرهُ الشَّيْخ زَائِراً. فَإِذَا بِأَبِي الحَسَنِ بن جَوْصَا عَلَى بغلَةٍ، فَنَزَلَ عَنْهَا، ثُمَّ صَعِدَ إِلى غُرفَتِنَا، وَسلَّم عَلَى أَبِي عَلِيّ، وَرَحَّب بِهِ، وَأَخَذَ فِي المذَاكرَة مَعَهُ إِلَى قُرب العَتَمَة، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عَلِيٍّ، جمعتَ حَدِيْثَ عَبْد اللهِ بن دِيْنَار؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَخْرِجْهُ إِلَيَّ. فَأَخْرجَه، فَأَخَذَهُ الشَّيْخُ فِي كُمِّه وَقَامَ. فَلَمَّا أَصبحنَا جَاءَنَا رَسُوْلُه، وَحملَنَا إِلى مَنْزِلِهِ، فَذَاكَرَه أَبُو عَلِيٍّ، وَانتَخَبَ عَلَيْهِ إِلَى المسَّاء، ثُمَّ انصَرفْنَا إِلَى رَحْلِنَا، وَجَمَاعَة مِنَ الرَّحَّالة يَنْتظِرُوْنَ أَبَا عَلِيٍّ، فسلَّمُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ ذكرُوا شَأْنَ ابْن جَوْصَا، وَمَا نَقَمُوا عَلَيْهِ مِنَ الأَحَادِيْث الَّتِي أَنكروهَا، وَأَبُو عَلِيٍّ يُسَكِّتُهم، وَيَقُوْلُ: لاَ تفعلُوا، هَذَا إِمَام مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَقَدْ جَاز القَنْطَرَة. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنِ ابْنِ جَوْصَا، فَقَالَ: تَفَرَّد بِأَحَادِيْث، وَلَمْ يَكُنْ بِالقَوِيّ. قُلْتُ: هُوَ مِنَ الشُّيُوْخ النَّوَازل عِنْد حَمْزَة بن مُحَمَّدٍ الكِنَانِيّ، وَلِهَذَا يَقُوْلُ: عندي عن ابن جوصا مائتا جُزْء لَيْتَهَا كَانَتْ بيَاضاً، وَترك حَمْزَةُ الرِّوَايَةَ عَنْهُ أَصلاً. وَابْنُ جَوْصَا إِمَام حَافِظ لَهُ غَلَط كَغَيْرِهِ فِي الإِسْنَاد لاَ فِي الْمَتْن، وَمَا يُضعِّفه بِمثلِ ذَلِكَ إلَّا متعَنِّت. قَالَ جَمَاعَة: حَدَّثَنَا ابْنُ جَوْصَا، حَدَّثَنَا أَبُو التَّقِيّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّة، حَدَّثَنَا وَرْقَاء وَابْنُ ثَوْبَان، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ عَطَاء: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ، قَالَ: "إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَلاَ صَلاَةَ إلَّا المَكْتُوبَةُ" 1. أُنْكِرَ عَلَى ابْنِ جَوْصَا ذِكْرُ ابْن ثَوْبَان فِي الإِسْنَاد، وَالخَطْبُ سَهْل، فَلَو كَانَ وَهْماً لَمَا ضرَّ، فَلَعَلَّهُ حَفِظَه.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 331 و455 و517 و531"، ومسلم "710"، وأبو داود "1266"، والترمذي "421"، والنسائي "2/ 116"، وابن ماجة "1151" و "1152"، والدارمي "1/ 337" من حديث أبي هريرة مرفوعا.

قَالَ الطَّبَرَانِيّ: تَفَرَّد بِهِ ابْن جَوْصَا، وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ المُسْلِمِيْنَ وَأَجلِّهُم. قُلْتُ: وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ التَّقِيّ بن أَبِي التَّقِيّ اليَزَنِيّ، حَدَّثَنَا جَدِّي، فذكَرَهُ مُتَابعاً لاِبْنِ جَوْصَا. وَرَوَاهُ ثِقَتَانِ عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَنْبَسَة الحِمْصِيّ، عَنْ أَبِي التَّقِيّ كَذَلِكَ، فتخلَّص الحَافِظ أَبُو الحَسَنِ مِنْهُ. وَأَبُو التّقِيّ فثِقَةٌ حُجّة، ثُمَّ إِنَّ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ عَنْبَسَة. قَالَ: كَانَ هَذَا الحَدِيْثُ عِنْد أَبِي التَّقِيّ فِي مكانين، ففي موضع عَنْ وَرْقَاء، وَفِي مَوْضِعٍ عَنِ ابْنِ ثَوْبَان، فَجَمَعهُمَا. قُلْتُ: رَوَاهُ قَبْل جَمْعِهمَا مَرَّاتٍ عَنْ وَرْقَاء وَجدِّه. قَالَ حَمْزَةُ الكِنَانِيّ: سَمِعْتُ ابْنَ جَوْصَا، يَقُوْلُ: كُنَّا بِبَغْدَادَ، فتذَاكَرُوا حَدِيْثَ أَيُّوْبَ وَأَشْبَاهَه، فَقُلْتُ: أَيش أَسند جُنَادَة عَنْ عُبَادَة؟ فسكَتُوا. ثُمَّ قُلْتُ: مَا أَسند عَمْرو بن عَمْرٍو الأُحموسِيّ؟ فَلَمْ يُجِيْبُوا. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ: إِنَّمَا حدّثونَا عَنْ أَبِي التَّقِيّ برِوَايَة ابْنِ ثَوْبَان، عَنْ عَطَاءِ بن يَسَار، لَيْسَ فِيْهِ عَمْرو بن دِيْنَار. قَالَ الحَاكِمُ: سمعت الزبير الأسداباذي يَقُوْلُ: حَكَمَ الله بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَبِي عَلِيٍّ الحَافِظ، أَتينَاهُ بِدِمَشْقَ وَصوَّرنَا لَهُ حَال ابْنِ جَوْصَا، وَأَقمْنَا فِيْهِ الحُجَجَ وَالبرَاهين فَأَخَذَ عَطَاءهُ. قُلْتُ: للزُّبَير: لَوْ كتبتَ إِلى أَبِي عَلِيٍّ بِهَذَا. فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَعِي، فَقَالَ لِي أَبُو عَلِيّ: لاَ تشتغلْ بذَا، فَإِنَّ الزُّبَيْرَ طبلِيُّ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ فِي "تَارِيْخ دِمَشْقَ": ابْنُ جَوْصَا شَيْخ الشَّام فِي وَقْتِهِ، رَحَلَ وَصَنَّفَ، وذاكر، وحدث عن: محمد ابن وَزِيْر، وَمُوْسَى بن عَامِر، وَشُعَيْب بن شُعَيْبٍ بنِ إِسْحَاقَ، وَأَحْمَد بن عَبْدِ الوَاحِدِ، وَمَحْمُوْد بن سميع، ويزيد ابن عَبْدِ الصَّمَدِ، وَعَمْرو بن عُثْمَانَ الحِمْصِيّ، وَأَخِيْهِ يَحْيَى، وَابْنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَيُوْنُس، وَالرَّبِيْع بن سُلَيْمَانَ، وَالزُّبَيْر بنِ بَكَّار، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. ثُمَّ سمَّى الرُّوَاةُ عَنْهُ. أَخْبَرَنَا المُسَلَّم بنُ عَلاَّنَ فِي كِتَابِهِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الأَكفَانِي، حَدَّثَنَا الكَتَّانِي، حَدَّثَنَا العَلاَءُ بنُ حَزْم، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ بقَاء، حَدَّثَنَا عَبْدُ الغنِي بن سَعِيْد، سَمِعْتُ أَبَا الفَضْل جَعْفَر بنَ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ -يَعْنِي الدَّارَقُطْنِيّ- يَقُوْلُ: أجمع أهل الكوفة على أنه لم يُرَ مِنْ زَمَن ابْنِ مَسْعُوْد إِلَى زَمَان ابْنِ عُقْدَة أَحفَظُ مِنِ ابْنِ عُقْدَة.

قال عبد الغني: وسمعت أبا همام محمد بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: ابْنُ جَوْصَا بِالشَّامِ كَابنِ عُقْدَة بِالكُوْفَةِ. ثُمَّ قَالَ: عَبْدُ الغنِي وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: كهَؤُلاَءِ فِي مَوَاضِعهم. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بنَ عَبْدِ الوَاحِدِ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ لأَبِي عَلِيٍّ الحَافِظ زَلَّةً إلَّا رِوَايته عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ الدِّيْنَوَرِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ جَوْصَا. قلتُ: ابْنُ جَوْصَا خَيْرٌ مِنَ الدِّيْنَوَرِي بكَثِيْر. تُوُفِّيَ ابْنُ جَوْصَا فِي جُمَادَى الأُولَى، سنَةَ عِشْرِيْنَ وَثَلاَث مائَة. وَقَدْ أَخْبَرَنَا بحديِثه المَذْكُوْر فِي "إِذَا أُقيمت الصَّلاَة" أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ بِقِرَاءتِي عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَدِيْب، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الحَافِظ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عُمَيْر بنِ جَوْصَا، حَدَّثَنَا اليَزَنِيّ فَذَكَره. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فِي "كَامِلِهِ": حَدَّثَنَا ابْنُ جَوْصَا، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّحبِيّ، سَمِعْتُ حَرِيز بنَ عُثْمَانَ يَقُوْلُ: سأَلت عَبْد اللهِ بن بسر، عَنِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتهِ شَعْرَاتٌ بيضٌ1. وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الدِّمَشْقِيّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ الوَاسِطِيُّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا البَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَقِّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ مُنْدَة، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَوْصَا، حَدَّثَنَا معاوية بن عمر، وحدثنا حَرِيز بنُ عُثْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لعَبْدِ اللهِ بنِ بسر: هَلْ كَانَ فِي رَأْس رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ شَيْبٍ؟ قَالَ: "كَانَ فِي رَأْسِ رَسُوْل اللهِ شَعْرَاتٌ بِيْضٌ إِذَا دَهَنَ تغيَّر". هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْب بِهَذَا اللَّفْظ. وَمُعَاوِيَةُ شَيْخُ ابْنِ جَوْصَا لاَ يعرف، ولا وجدته في كتب الجرح.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 187-188 و190"، والبخاري "3546"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "1/ 233-234".

المؤمل بن الحسن

2854- المؤمل بن الحسن 1: ابن عيسى بن ماسرجس المولى، الرئيس، الإمام، المحدث المتقن، صَدْرُ خُرَاسَانَ، أَبُو الوَفَاءِ المَاسَرْجِسِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ. كَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي ثروتِه وَسَخَائِه وَشجَاعَتِه، وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ أَحشَم النَّصَارَى، فَأَسْلَمَ عَلَى يَد ابْنِ المُبَارَكِ، وَلَمْ يَلْحَقِ المُؤَمَّلُ الأَخذَ عَنْ وَالِدِه. فسَمِعَ مِنْ إِسْحَاقَ الكَوْسَج، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى، وَالحَسَنِ بن مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيِّ، وَخَلْقٍ مِنْ طبقتِهم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَأَبُو مُحَمَّدٍ المَخْلَدِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّد بنُ عَلِيِّ بنِ سَهْل المَاسَرْجِسِيّ الفَقِيْه، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظ: نظَرْتُ لِلْمُؤمَّل فِي أَلف جُزْء مِنْ أُصُوله، وَخَرَّجتُ لَهُ أَجزَاءَ، فَمَا رَأَيْتُ أَحسنَ أُصولاً مِنْهُ، فَبَعَثَ إِلَيَّ بِأَثوَابٍ وَمائَة دِيْنَارٍ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ المُؤمَّل يَقُوْلُ: حَجَّ جَدِّي، وَقَدْ شَاخَ فَدَعَا اللهَ أَنْ يرزُقَه وَلداً، فَلَمَّا رَجَعَ رُزق أَبِي فَسَمَّاهُ المُؤمَّل لتَحْقِيْق مَا أَمَّلَه، وَكَنَّاهُ أَبَا الوَفَا لِيفيَ للهِ بِالنُّذُور، فوفَى بِهَا. قِيْلَ: إِنَّ أَمِيْرَ خُرَاسَانَ ابْنَ طَاهِر، اقترضَ مِنِ ابْنِ مَاسَرْجِس أَلفَ أَلفِ دِرْهَم. مَاتَ المُؤمَّل -رَحِمَهُ اللهُ- فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائة. وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ، يقَعُ لِي مِنْ عواليه في مجالس المخلدي.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 177"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 231"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 283".

أخو زبير الحافظ

2855- أخو زبير الحافظ 1: الشَّيْخُ المُحَدِّث، أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ البَيِّع، يُعْرَفُ بِأَخِي زبَير الحَافِظِ، شَيْخٌ صَدُوْقٌ. يَرْوِي عَنْ: إِسْحَاقَ بنِ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن يُوْنُسَ السَّرَّاج، وَعُقْبَة بنِ مُكْرَم، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْن، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَيُوْسُف القَوَّاس، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ المَأْمُوْن، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْح. وَثَّقَهُ القَوَّاس. تُوُفِّيَ بَعْدَ العِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائة، سنة إحدى.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 106"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 252".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّحْوِيّ، وَطَائِفَةٌ، قَالُوا: أَخْبَرْنَا ابْنُ اللَّتِّيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَخْبَرَتْنَا بيبى، أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي شُرَيْح، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ الأَدَمِيّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ سُلَيْم، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ، وَعُبَيْد اللهِ بن نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "التَّسبيحُ للرِّجَالِ وَرخَّصَ فِي التَّصْفِيقِ للنساء" 1.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه ابن ماجه "1036" من طريق سويد بن سعيد، عن يحيى بن سليم، به. وله شاهد من حديث أبي هريرة: عند البخاري "1203"، ومسلم "422"، وأبي داود "939"، والترمذي "369"، والنسائي "3/ 11"، وابن ماجة "1034"، وأحمد "2/ 241 و261 و317 و376 و432 و440 و479 و492"، وله شاهد آخر من حديث سهل بن سعد: عند البخاري "1204"، ومسلم "421"، وأبي داود "940"، والنسائي "2/ 79"، وابن ماجه "1035"، وأحمد "5/ 330 و332 و336 و338".

العسال

2856- العسال 1: الإِمَامُ الثِّقَةُ المُحَدِّث، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ بنِ جَرِيْرٍ الأَسْوَانيُّ، المِصْرِيُّ، العَسَّالُ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بن رُمْح، وَعِيْسَى بنَ حَمَّاد زُغْبَة، وَجَمَاعَة، وَهُوَ خَاتمَة مَنْ رَوَى عَنِ: ابْنِ رُمْح. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَضْرَمِيُّ وَالدُ يَحْيَى الطَّحَّان، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ أَبِي جدَار، وَمَيْمُوْنُ بنُ حَمْزَةَ العَلَوِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ مِنْ مَوَالِي عُثْمَان بنِ عَفَّان، -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَثَّقَهُ ابْنُ يُوْنُسَ، وَقَالَ: جَاوز التِّسْعِيْنَ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 47"، والأنساب للسمعاني "1/ 260" و"8/ 446"، والعبر "2/ 185"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 288".

أبو حامد الحضرمي وابن مبشر

أبو حامد الحضرمي وابن مبشر: 2857- أبو حامد الحضرمي 1: المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ الإِمَامُ، أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حُمَيْدٍ الحَضْرَمِيُّ، البَغْدَادِيُّ، مِنْ بَقَايَا المُسْنِدينَ. سَمِعَ: إِسْحَاقَ بن أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَأَبَا همّام السَّكُوْنِيَّ، وَنَصْر بن عَلِيٍّ الجَهْضَمِيّ، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاق، وَالدَّارَقُطْنِيّ وَوَثَّقَهُ، وَيُوْسُف القَوَّاس، وَعُمَر بنُ شَاهِيْن، وَعِيْسَى بنُ الوَزِيْرِ، وَالمُخَلِّصُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ نَيِّف وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ فِي جُزْءِ ابْنِ الطلايه. 2858- ابن مبشر 2: الإِمَامُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبَشِّرٍ الوَاسِطِيُّ. سَمِعَ: عَبْدَ الحَمِيْدِ بن بَيَان، وَأَحْمَدَ بنَ سِنَان القَطَّان، ومحمد بن الْمثنى العَنَزِيّ، وَعَمَّار بن خَالِدٍ التَّمَّار، وَمُحَمَّد بن حَرْب النَّشَائِيّ، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَزَاهِر بن أَحْمَدَ، وَآخَرُوْنَ كَثِيْرُوْنَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ تَاجِ الأُمَنَاءِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ المُسْتَمْلِي، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الْعدْل، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبَشِّرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَيَان، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُهَيْلٍ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إِذَا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ، أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ حُصَاص" 3. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ الحَمِيْد، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلّوّ. مَاتَ ابْنُ مُبَشِّر فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 358"، والعبر "2/ 188"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 291". 2 ترجمته في العبر "2/ 203"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 305". 3 صحيح: أخرجه البخاري "608"، ومسلم "389" "17"، وأبو داود "516"، والنسائي "2/ 21-22"، وأحمد "2/ 313 و460 و483 و503".

الزبير بن محمد والطحاوي

الزبير بن محمد والطحاوي: 2859- الزبير بن محمد 1: ابن أحمد، الحافظ البارع، أبو عبد الله البغدادي. سَمِعَ: عَبَّاساً الدُّوْرِيَّ، وَأَبَا مَيْسَرَة النُّهَاوَنْدِيَّ، وَطبقَتَهُمَا. وَعَنْهُ: عَبْد الصَّمَدِ الطَّسْتِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ شَاهِيْن، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الجَرَّاحِيّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فِي الكُهُوْلَة. وَكَانَ ثِقَةً. 2860- الطحاوي 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ، مُحَدِّثُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ وَفَقِيْهُهَا، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمَةَ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الأَزْدِيُّ، الحَجْرِيُّ، المِصْرِيُّ، الطَّحَاوِيُّ، الحَنَفِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ مِنْ أهل قرية طَحَا مِنْ أَعْمَال مِصْر. مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ: مِنْ عَبْدِ الغَنِيّ بن رِفَاعَةَ، وَهَارُوْن بن سَعِيْدٍ الأَيْلِيِّ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَبَحْرُ بنُ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحكم، وَعِيْسَى بن مَثْرُود، وَإِبْرَاهِيْم بن مُنْقِذ، وَالرَّبِيْع بن سُلَيْمَانَ المُرَادِيِّ، وَخَالِه أَبِي إِبْرَاهِيْم المُزَنِيِّ، وَبَكَّار بنِ قُتَيْبَةَ، وَمِقْدَامِ بنِ دَاوُدَ الرُّعَيْنِيّ، وَأَحْمَد بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَرْقِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَقِيْل الفِرْيَابِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ سِنَان البَصْرِيّ، وَطَبَقَتهم. وبرزَ فِي عِلْمِ الحَدِيْث وَفِي الفِقْه، وَتفقَّه بِالقَاضِي أَحْمَدَ بنِ أَبِي عِمْرَانَ الحَنَفِيّ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْهُ: يُوْسُفُ بنُ القَاسِمِ المَيَانَجيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَكْرِ بنِ مَطَروح، وَأَحْمَد بن القَاسِمِ الخَشَّاب، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَحْمَد بن عَبْدِ الوَارِث الزَّجَّاج، وَعَبْد العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ قَاضِي الصَّعِيد، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ الإِخْمِيمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عُمَرَ التَّنُوْخِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ الحَافِظ وَخَلْقٌ سِوَاهُم مِنَ الدَّمَاشِقَة والمصريين والرحالين في الحديث.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 472"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 218". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 218"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 250"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 25"، وتذكرة الحفاظ "3/ 797"، والعبر "2/ 186"، ولسان الميزان "1/ 274"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 239"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 288".

وَارْتَحَلَ إِلَى الشَّامِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. فلقِي القَاضِي أَبَا خَازم، وَتفقَّه أَيْضاً عَلَيْهِ. ذكره أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، فَقَالَ: عِدَادُه فِي حَجْر الأَزْد، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً فَقِيْهاً عَاقِلاً، لَمْ يخلِّفْ مثلَه. ثُمَّ ذَكَرَ مولدَه وَموتَه. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيّ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي "طبقَات الفُقَهَاء" قَالَ: وَأَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ انتهتْ إِلَيْهِ رِئاسَةُ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيْفَةَ بِمِصْرَ، أَخَذَ العِلْمَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ بن أَبِي عِمْرَانَ، وَأَبِي خَازم وَغيرِهِمَا، وَكَانَ شَافِعِيّاً يَقْرَأُ عَلَى أَبِي إِبْرَاهِيْم المُزَنِيّ، فَقَالَ لَهُ يَوْماً: وَاللهِ لاَ جَاءَ مِنْكَ شَيْء، فَغَضِبَ أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ ذَلِكَ، وَانْتَقَلَ إِلى ابْنِ أَبِي عِمْرَانَ، فَلَمَّا صَنّف مُخْتَصَره، قَالَ: رَحِمَ اللهُ أَبَا إِبْرَاهِيْم لَوْ كَانَ حَيّاً لكفَّرَ عَنْ يمِينه. صَنّف "اخْتِلاَف العُلَمَاء"، و"الشّروط"، و"أَحْكَام القُرْآن" و"مَعَانِي الآثَار". ثُمَّ قَالَ: وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَال: وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَث مائَة. قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ بن زَبْرٍ: قَالَ لِي الطَّحَاوِيّ: أَوَّل مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ الحَدِيْث: المُزَنِيّ، وَأَخذتُ بِقَول الشَّافِعِيّ، فَلَمَّا كَانَ بَعْد سِنِيْنَ، قَدِمَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ قَاضِياً عَلَى مِصْرَ، فصحِبْتُه، وأخذت بقوله. قُلْتُ: مَنْ نَظر فِي توَالِيف هَذَا الإِمَام عَلِمَ محلَّه مِنَ العِلْم، وَسعَة مَعَارِفه. وَقَدْ كَانَ نَابَ فِي القَضَاءِ عَنْ أَبِي عُبَيْد اللهِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدَةَ، قَاضِي مِصْر سنَةَ بِضعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَترقَّى حَاله، فحَكَى أَنَّهُ حَضَرَ رَجُل مُعْتَبر عِنْد القَاضِي ابْنِ عَبْدَةَ فَقَالَ: أَيش رَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَبِيْهِ؟ فَقُلْتُ أَنَا: حَدَّثَنَا بَكَّار بنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى الثَّعْلَبِيّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَبِيْهِ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَال: "إِنَّ اللهَ ليغَارُ لِلْمُؤْمِن فَلْيَغَرْ" 1. وَحَدَّثَنَا بِهِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سُفْيَانَ موقُوَفاً، فَقَالَ لِي الرَّجُل: تَدْرِي مَا تَقُولُ وَمَا تتكلّمُ بِهِ؟ قُلْتُ: مَا الخَبَر؟ قَالَ: رأَيتك العَشِيَّةَ مَعَ الفقُهَاءِ فِي مَيْدَانهِم، وَرأَيتُكَ الآنَ فِي مَيْدَان أَهْلِ الحَدِيْث، وَقلَّ مَنْ يَجْمَعُ ذَلِكَ. فَقُلْتُ: هَذَا مِنْ فضلِ الله وإنعامه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5220"، ومسلم "2760"، من طريق أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ مرفوعا بلفظ: "ليس أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه، وليس أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش".

قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ فِي مُستهل ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ. كَتَبَ إِلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ طبرزد، أخبرنا محمد بن عبد الباقي حدثا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِي، حَدَّثَنَا المُزَنِيّ، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يَصُوْمُ حَتَّى نَقُوْلَ لاَ يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُوْلَ، لاَ يصومُ. وَمَا رَأَيْتهُ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتهُ أَكْثَرَ صِيَاماً مِنْهُ فِي شَعْبَانَ"1. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِير، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ العُثْمَانِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُؤمل، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمَةَ القُضَاعِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بن عُمَرَ التَّنُوْخِيّ سنَة 398، سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ سِنَان، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ بيَان، عَنْ أَبِي الرَّحَّال، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَكرم شَابّ شَيْخاً لسنه إلَّا قيض الله لَهُ عِنْد سنّه مَنْ يكرمه" إسناده واه. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّد، وَأَحْمَد بنُ مُؤْمِن، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ السَّيْد الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ السُّوْسِيُّ، أَخْبَرَنَا سَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسْفَرَايينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِدْرِيسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عُمَرَ النَّاقِدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَد بن سُلَيْمَانَ الحَرِيْرِي قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيّ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّة، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ بَكْر، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، قَالاَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيّ بنُ مَيْمُوْنَ، عَنْ وَاصل الأَحْدَب، عَنِ المَعْرُور بن سُوَيْد، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مسيرٍ لَهُ فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْل تنحَّى فَلَبِثَ طَوِيْلاً، ثُمَّ أَتَانَا، فَقَالَ: "أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ دَخَلَ الجَنَّةَ". قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: "وَإِنْ زَنَى وَإِن سرق" 2. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيْثِ شُعبَة، عَنْ وَاصل. مَاتَ سنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ: الطَّحَاوِيّ، وَمَكْحُوْل البَيْرُوْتِيُّ، وَأَبُو حَامِدٍ الأَعْمَشِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُقْرِئ دِمَشْق ابْن ذَكْوَان، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَارِث العَسَّال، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ رَزِيْن البَاشَانِي الهَرَوِيّ، وَحَاتِم بنُ مَحْبُوْب الهَرَوِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ الأَصْبَهَانِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخُو زبِير الحَافِظ، وَشَيْخ المُعْتَزِلَةِ أَبُو هَاشِمٍ الجُبَّائِي عَبْدُ السَلاَّم بنُ أَبِي عَلِيّ، وَإِمَامُ اللُّغَةِ أَبُو بَكْرٍ بنُ دُرَيْد، وَمُحَمَّدُ بنُ نُوْح الجُنْدَ يْسَابورِي، وَأَبُو حَامِدٍ الحَضْرَمِيُّ، وَيُوْسُف بنُ يَعْقُوْبَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الوَاهِي. رَوَى عن: أبي بكر بن أبي شيبة.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1969"، ومسلم "1156" "174"، وأبو داود "2434". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1237"، ومسلم "94".

مكحول بن الفضل ومكحول

مكحول بن الفضل ومكحول: 2861- مكحول بن الفضل: الحَافِظُ الرَّحَّالُ الفَقِيْه، أَبُو مُطِيع النَّسَفَي، صَاحِب كِتَاب "اللُّؤلئيَاتِ" فِي الزُّهْد وَالآدَابِ. رَوَى عَنْ: دَاوُدَ الظَّاهِرِيِّ، وَأَبِي عِيْسَى التِّرْمِذِيِّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أيوب بن الضُّرَيْس، وَمُطَيَّن، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، شَيْخٌ لجَعْفَر المُسْتَغْفِريِّ. ذكَرَه المُسْتَغْفِريُّ فِي "تَارِيْخ نسف"، وَذَكَرَ أَنَّ اسْمَه مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ، وَمَكْحُوْلٌ لَقُبه، وَأَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَة ثَمَانٍ وَثَلاَث مائَةٍ. قُلْتُ: رَأَيْت لَهُ مُؤلَّفاً مخروماً عِنْد الشَّيْخ عَبْد اللهِ الضَّرِيْر، وَلَهُ نظم حسن. 2862- مكحول 1: الحَافِظُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن أبي أيوب البيروتي، ولقبه مكحول. سَمِعَ: أَبَا عُمِير عِيْسَى بنَ مُحَمَّدٍ النَّحَّاس، وَأَحْمَدَ بنَ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيَّ، وَأَحْمَدَ بن حَرْبٍ الطَّائِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ بن عُلَيَّةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَسُلِيمَان بنَ سَيْف الحَرَّانِيَّ، وَمُحَمَّد بن هَاشِمٍ البَعْلَبَكِّيَّ، وَحَاجِبَ بنَ سُلَيْمَانَ المَنْبِجِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي المَضَاء، وَطَبَقَتهُم. وَعَنْهُ: أَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ الرَّبَعِي، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ ذَكْوَان، وَعَبْد الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الأَذَنِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ ثِقَةً مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْث. مَاتَ فِي أَوَّل جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ إحدى وعشرين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 361"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 801"، والعبر "2/ 187"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 242"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 291".

محمد بن نوح وإبراهيم بن حماد

محمد بن نوح وإبراهيم بن حماد: 2863- محمد بن نوح 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الثَّبْتُ، أَبُو الحَسَنِ الجُنْدَيْسَابورِيُّ الفَارِسِيُّ، نزيل بغداد. سَمِعَ: الحَسَن بن عَرَفَةَ، وَشُعَيْب بنَ أَيُّوْبَ الصِّرِيْفينِيَّ وَهَارُوْن بن إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيَّ، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ، وَأَبُو حفص بن شاهين، وعيسى ابن الوَزِيْر، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: ثِقَةٌ حَافِظٌ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ، مَا رَأَيْتُ كُتُباً أَصحَّ مِنْ كُتُبِهِ، وَلاَ أَحسَن. قُلْتُ: حَدَّث بِدِمَشْقَ، وَمِصْر، وَبَغْدَاد. وَمَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَعَ لِي أَحَادِيْثُ مِنْ عَوَالِيْهِ. 2864- إِبْرَاهِيْمُ بنُ حماد 2: ابن إِسْحَاقَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الإِمَامِ، حَافِظِ وَقتِهِ حَمَّاد بن زيد، الأزدي مَوْلاَهُمُ، البَصْرِيُّ، الإِمَامُ، الثَّبْتُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو إِسْحَاقَ العَابِدُ. سَمِعَ: الحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ، وَعَلِيَّ بنَ مُسْلِمٍ الطُّوْسِيّ، وَعَلِيّ بنَ حَرْبٍ، وَالزَّعْفَرَانِيَّ، وعدة. حدث عنه: الدراقطني، وَابْنُ شَاهِيْنٍ، وَأَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ جَبَل. وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ الجَرَّاحِيّ: مَا جِئْتُهُ إلَّا وَجدتُهُ يَقْرَأ، أَوْ يُصَلِّي. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَاد النَّيْسَابُوْرِيُّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَعْبَدَ مِنْهُ. قُلْتُ: مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَقَدْ وَلِي وَلدهُ هَارُوْنُ قَضَاءَ الدِّيَارِ المِصْرِيَّة فِي حَيَاةِ الوَالد بَعْد أَبِي عُبَيْد بن حَرْبَوَيْه، وَاسْتنَابَ عَلَى إِقلِيم مِصْر أَخَاهُ أَبَا عُثْمَانَ أَحْمَدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، ثم عزل هارون سنة ست عشرة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 324"، والأنساب للسمعاني "3/ 318"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 809". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 61"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 278"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 249".

الإمام أبو الحسن وابن الشرقي

الإمام أبو الحسن وابن الشرقي: 2865- الإِمَامُ أَبُو الحَسَنِ: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ سعد، الهمذاني. رَوَى عَنْ: هَارُوْنَ بنِ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّد بن وَزِيْر، وَرُسْتَة، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْد الهَمَذَانِيّ، وَأَحْمَد بن بُدَيل، وَحَمِيْد بن زَنْجُوْيَةَ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: الحَسَنُ بنُ يَزِيْدُ الدَّقَّاق. وَسَمِعَ مِنْهُ: صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ. وَقَالَ: وَثَّقَهُ أَبِي. وَمَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وروى عنه أيضًا أحمد بن محمد روزبة، وجبريل العدل، وآخرون. 2866- ابن الشرقي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الثِّقَةُ، حَافِظ خُرَاسَان، أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَن النَّيْسَابُوْرِيُّ، ابْنُ الشَّرْقِيِّ، صَاحِبُ "الصَّحِيْحِ"، وَتلمِيذُ مُسْلِمٍ. ذكره أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم فَقَالَ: هُوَ وَاحِدُ عصره حِفْظاً وَإِتقَاناً وَمَعْرِفَةٌ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بِشْرٍ بن الحَكَمِ، وَأَحْمَدَ بنَ الأَزْهَر، وَأَحْمَدَ بنَ يُوْسُفَ السُّلَمِيّ، وأحمد بن حفص بن عبد الله، وَطَبَقَتهُم بِبَلَدِهِ -قُلْتُ: ثُمَّ ارْتَحَلَ فَأَخَذَ بِالرَّيّ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَطَائِفَةٍ، وَبِمَكَّةَ أَبَا يَحْيَى بنَ أَبِي مَسَرَّة، وَبِبَغْدَادَ مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِر، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَطَبَقَتهُم. وَبَالكُوْفَةِ أَبَا حَازِم بن أَبِي غَرَزَة الغِفَارِيَّ، وعدة. وحج غير مرة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 246"، والأنساب للسمعاني "7/ 319"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 289"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 806"، والعبر "2/ 204"، وميزان الاعتدال "1/ 156"، ولسان الميزان "1/ 306"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 261"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 306".

حَدَّثَ عَنْهُ الحُفَّاظ: أَبُو العَبَّاسِ بن عُقْدَة، وَالقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر بن إِسْحَاقَ الصِّبْغِي، وَزَاهِر بن أَحْمَدَ السَّرْخَسِيّ، وَالحَسَن بن أحمد المخلدي، وأبو بكر محمد ابن عَبْدِ اللهِ الجَوْزَقي، وَالسَّيِّد أَبُو الحَسَنِ العَلَوِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حمدُوْنَ الزَّاهِد، وَالرَّئِيْسُ أَبُو عَبْدِ اللهِ ابنُ أَبِي ذُهْل الهَرَوِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَدْل، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَأَبُو الوَفَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَزَّاز، وَأَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ السَّلِيطِي، وَعَدَد كَثِيْر. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الحُسَيْن التَّمِيْمِيَّ، سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَة يَقُوْلُ -وَنَظَرَ إِلَى أَبِي حَامِد بنِ الشَّرْقِيّ- فَقَالَ: حَيَاةُ أَبِي حَامِد تحجُزُ بَيْنَ النَّاس، وَبَيْنَ الكذبِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: يَعْنِي: أَنَّهُ يَعْرِفُ الصَّحِيْحَ وَغَيْرَهُ مِنَ المَوْضُوْع. الحَاكِم: سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا العنبري، سمعت أبا عبد الله البوشنجي يَسْأَلُ أَبَا حَامِد بنَ الشَّرْقِيّ عَنْ شىء مِنَ الحَدِيْثِ. الحَاكِم: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَافِظ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنِي أَحْمَد بنِ مُحَمَّدِ بنِ الشَّرْقِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا الأَعْرَج الحَافِظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُشْكَانَ السَّرْخَسِيّ فَذَكَرَ حَدِيْثاً. أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ أَبِي مُسْلِم الفَارِسِيّ الحَافِظ، سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ بنَ عَدِيّ يَقُوْلُ: لَمْ أرَ أَحْفَظَ وَلاَ أَحْسَنَ سَرْداً مِنْ أَبِي حَامِد بن الشَّرْقِيّ، كتب جَمْعَه لِحَدِيْثِ أَيُّوْب السِّخْتِيَانِيِّ، فَكُنْتُ أَقرأ عَلَيْهِ مِنَ كِتَابِهِ، وَيقرأَ مَعِي حِفْظاً مِنْ أَوَّله إِلَى آخِره. السُّلَمِيّ: سَأَلتُ الدَّارَقُطْنِيّ عَنْ أَبِي حَامِد بنِ الشَّرْقِيّ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ إِمَامٌ. قُلْتُ: لَمْ تَكَلَّمَ فِيْهِ ابْنُ عُقْدَةَ؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ تَرَى يُؤَثِّر فِيْهِ مِثْلُ كَلاَمه، وَلَوْ كَانَ بَدَلَ ابْن عُقْدَةَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. فَقُلْتُ: وَأَبُو عَلِيٍّ؟ قَالَ: وَمَنْ أَبُو عَلِيٍّ حَتَّى يُسْمَعَ كَلاَمُهُ فِيْهِ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: أَبُو حَامِدٍ ثَبْتٌ حَافِظٌ مُتْقِنٌ. وَقَالَ الخَلِيْلِيّ: هُوَ إِمَامُ وَقته بِلاَ مُدَافعَة. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عبدَان، عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ إِذَا نَقَلَ شَيْئاً فِي الجَرْح وَالتعديل: هَلْ يُقْبَل قَوْلهُ؟ قَالَ: لاَ يُقْبَل. قد كَانَ لِلْحَافِظِ ابْنِ حَامِد أَخٌ أَسَنُّ مِنْهُ، وَهُوَ: المحدث المعمر:

أبو محمد عبد الله بن محمد بن الشرقي

2867- أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الشَّرْقِيِّ 1: سَمِعَ: الذُّهْلِيَّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْر، وَأَحْمَدَ بنَ الأَزْهَر، وَأَحْمَدَ بنَ مَنْصُوْر زَاجَ المَرْوَزِيّ، وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَافِظ، وَيَحْيَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ الحَرْبِيّ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ عَبْدوس، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ العَلَوِيّ، وَآخَرُوْنَ. ذَكَرَ الحَاكِم أَنَّهُ رَآهُ وَهُوَ شَيْخ طُوَال أَسمر، وَأَصْحَابُ المحَابر بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ: وَكَانَ أَوْحَد وَقته فِي عِلْم الطِّبّ. قَالَ: وَلَمْ يَدَعِ الشُّرْب إِلَى أَنْ مَاتَ. فَنقمُوا عَلَيْهِ ذَلِكَ وَكَانَ أَخُوْهُ لاَ يرَى لَهُم السَّمَاعَ مِنْهُ لِذَلِكَ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمَاتَ أَبُو حَامِدٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَأَمَّهُم فِي الصَّلاَةِ عَلَيْهِ أَخُوْهُ المَذْكُوْر. وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَام، مُسْنِد بَغْدَادَ الشريف، أبو إسحاق إِبْرَاهِيْمَ بن عَبْدِ الصَّمَدِ الهَاشِمِيُّ صَاحِبُ أَبِي مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وَالثِّقَةُ مُحَدِّث نَيْسَابُوْر مَكِّيّ بنُ عَبْدَان التَّمِيْمِيّ، وَمُقْرِئُ بَغْدَاد أَبُو مزَاحم الخَاقَانِيُّ، وَالمُعَمَّر أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَكيلُ أَبِي صخرَة، وَعِدَّة. أَخْبَرَتْنَا زَيْنَبُ بنْت كندِي ببَعْلَبَكَّ، عَنْ زَيْنَبَ بنْتِ عَبْد الرَّحْمَنِ الشّعرِي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُنْعِم بنُ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَشَّاب، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن زَكَرِيَّا الحَافِظ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الحَافِظ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ، عَنْ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عَنْ سُمَيّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الحَجُّ المبرورُ لَيْسَ لَهُ جزَاءٌ إلَّا الجَنَّة" 2. أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ طريق عبيد الله بن عمر.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 319"، والعبر "2/ 212"، وميزان الاعتدال "2/ 494"، ولسان الميزان "3/ 341"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 313". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1773"، ومسلم "1349" من طريق سمي، به.

ابن أبي الأزهر والمقتدر

ابن أبي الأزهر والمقتدر: 2868- ابن أبي الأزهر 1: المُحَدِّثُ أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ مَزْيَدِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ الخُزَاعِيُّ، البَغْدَادِيُّ، عُرف: بِابْنِ أَبِي الأَزْهَر، شَيْخٌ، معمَّرٌ تَالفٌ. حَدَّثَ عَنْ: لُوَين، وَإِسْحَاقَ بنِ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَالحُسَيْن الاحْتِيَاطِي، وأبي كريب. وَعَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ، وَالمعَافى الجُرَيْرِيُّ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيْفٌ، كَتَبْنَا عَنْهُ مَنَاكِيرَ، وَلَهُ شِعْر كَثِيْر. وَقَالَ أَبُو الفَتْحِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ النَّحْوِيّ: كذَّبوهُ فِي السَّمَاع مِنْ أَبِي كُرَيْبٍ، وَغَيْره. وَقَالَ الخَطِيْبُ: يَضَعُ الحَدِيْثَ عَلَى الثِّقَات. قُلْتُ: وَضَعَ فِي حَدِيْث: "لاَ نَبِيّ بَعْدِي" -وَلَوْ كَانَ لُكَنْتَهُ يَا عليّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وله جزء، عن الزبير بن بكار. 2869- المقتدر 2: الخليفة المقتدر بالله، أبو الفضل جعفر بن المعتضد بالله أحمد بن أبي أحمد طلحة بن المُتَوَكِّل عَلَى اللهِ الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، البَغْدَادِيُّ. بُوْيِعَ بَعْد أَخِيْهِ المكْتَفِي فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَمَا وَلِيَ أَحَدٌ قبله أَصغر مِنْهُ، وَانخرم نظَامُ الإِمَامَةِ فِي أَيَّامه، وَصَغُر منصِب الخِلاَفَة، وَقَدْ خلع في أوائل دولته، وبايعوا ابن المعتر، ثُمَّ لَمْ يتمَّ ذَلِكَ. وَقُتِلَ ابْنُ المُعْتَزّ، وَجَمَاعَةٌ، ثُمَّ إِنَّهُ خُلِع ثَانياً فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ. وَبَذَلَ خَطَّه بعزلِ نَفْسه، وَبَايعُوا أَخَاهُ القَاهرَ، ثُمَّ بَعْد ثَلاَثٍ، أُعيد المُقْتَدِرُ، ثُمَّ فِي المَرَّة الثَّالِثَة قُتل. وَكَانَ رَبْعَةً، مليحَ الوَجْه، أَبيضَ بحمرَة، نَزَلَ الشَّيب بعَارضَيْه، وعاش ثمانيًا وثلاثين سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 288"، وميزان الاعتدال "4/ 35"، ولسان الميزان "5/ 377". 2 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "2/ 501"، وتاريخ بغداد "7/ 213"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 243"، والعبر "2/ 181"، والنجوم الزاهرة "3/ 233"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 284".

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوخي: كَانَ جَيِّد الْعقل، صَحِيْحَ الرَّأْي، وَلَكِنَّهُ كَانَ مُؤْثِراً لِلشَّهَوَاتِ، لَقَدْ سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عِيْسَى الوَزِيْر يَقُوْلُ: مَا هُوَ إلَّا أَنْ يترُكَ هَذَا الرَّجُل -يَعْنِي المُقْتَدِر- النَّبِيذَ خَمْسَةَ أَيَّام، فَكَانَ رُبَّمَا يَكُوْنُ فِي أَصَالَةِ الرَّأْي كَالمَأْمُوْنِ وَالمعتضِد. قُلْتُ: كَانَ منهوماً بِاللَّعِبِ، وَالجَوَارِي، لاَ يلتفتُ إِلَى أَعباءِ الأمور، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الدَّاخل، وَوَهَنَ دَسْتُه، وَفَارقَه مُؤنِسٌ الخَادِم مُغَاضِباً إِلَى المَوْصِل، وَتمَلَّكهَا، وَهَزَمَ عسكَرَهَا فِي صَفَرٍ سَنَةَ عِشْرِيْنَ. وَوصَلَتِ القَرَامِطَةُ إِلَى الكُوْفَةِ، فَهَرَبَ أَهلُهَا. وَدخَلَت الدَّيْلَمُ، فَاسْتبَاحُوا الدِّينَوَر، وَوَصَلَ أَهلُهَا، فَرَفَعُوا المَصَاحِفَ عَلَى القَصَب، وَضَجّوا يَوْمَ الأَضحى مِنْ سنَة تِسْعَ عَشْرَةَ، وَأَقبلَتْ جيوشُ الرُّوْم وَبدَّعُوا وَأَسرُوا. ثُمَّ تَجَهَّزَ نَسِيم الخَادِم فِي عَشْرَة آلاَف فَارس، وَعشرَة آلاَف رَاجل، حَتَّى بلغُوا عَمُّوريَة، فَقتلُوا وَسبوا، وَتَمَّ بِبَغْدَادَ الوبَاءُ الكَبِيْر، وَالقَحط حَتَّى سَوَّدَ الشُّرفَاء وُجُوْههُم، وَصَاحُوا: الجوعَ الجوعَ. وَقَطَعَ الجَلْبَ عَنْهُم مُؤنسٌ وَالقرَامطَة. وَلَمْ يَحُجَّ أَحَدٌ، وَتَسَلَّل الجَيْشُ إِلَى مُؤنس، فتَهَيَّأَ لقصد المقْتَدر، فَبرَزَ المُقْتَدِرُ، وَتخَاذَلَ جُندُه. فَرَكِبَ، وَبِيَدِهِ القَضِيْبُ، وَعَلَيْهِ البُردُ النَّبوِي، وَالمَصَاحِف حَوْلَهُ، وَالقُرَّاء. وَخلفَه الوَزِيْر الفَضْلُ بنُ الفُرَاتِ، فَالتحم القِتَال. وَصَارَ المُقْتَدِرُ فِي الوَسَط، فَانكشَفَ جمعُه، فيرمِيه برْبرِيٌ بحربَةٍ مِنْ خلفِه. فَسقَطَ وَحُزَّ رَأْسُه، وَرُفَع عَلَى قَنَاة، ثُمَّ سُلِب ثُمَّ طُمِر فِي مَوْضِعه، وَعُفِي أَثره كَأَنْ لَمْ يَكُنْ، لثَلاَث بَقِيْنَ مِنْ شَوَّال سنَةَ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ سَمْحاً مِتلاَفاً لِلأَمْوَال، مَحَقَ مَا لاَ يُعدُّ وَلاَ يُحصَى. وَمَاتَ صَافِي، وَتَفَرَّدَ مُؤنس بِأَعباءِ الأُمُورِ. قَالَ: مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ القَاضِي: لمَا تَمَّ أَمر المُقْتَدِر اسْتصباهُ الوَزِيْر العَبَّاس، وَخَاض النَّاسُ فِي صِغَرِهِ، فَعَمِلَ الوَزِيْرُ عَلَى خَلْعِه، وَإِقَامَة أَخِيْهِ مُحَمَّد. ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّداً، وَصَاحِبَ الشُرْطَة، تنَازعَا فِي مَجْلِسِ الوَزِيْر، فَاشتطَّ صَاحِب الشُّرْطَة فَاغتَاظ مُحَمَّد كَثِيْراً، فَفُلِجَ لِوَقْتِهِ، وَمَاتَ بَعْد أَيَّام. ثُمَّ اتَّفَقَ جَمَاعَةٌ عَلَى تَوْليَةِ ابْن المُعْتز، فَأَجَابهُم بِشَرْطِ أَنْ لاَ يسفَكَ دَمٌ. وَكَانَ رَأْسهُم مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ بنِ الجَرَّاحِ، وَأَبُو المُثَنَّى أَحْمَدُ بنُ يَعْقُوْبَ القَاضِي وَالحُسَيْن بنُ حَمْدَانَ، وَاتَّفَقُوا عَلَى الفَتْك بِالمُقْتَدِر، وَوَزِيْرِه، وَفَاتك. فَفِي العِشْرِيْنَ مِنْ ربيع الأَوَّل سنَةَ سِتّ، رَكِبَ الملأُ، فَشَدَّ الحُسَيْنُ عَلَى الوَزِيْر فَقَتَلَهُ. فَأَنْكَرَ فَاتك، فَعَطَفَ عَلَيْهِ الحُسَيْنُ فَقَتَلَهُ، وَسَاقَ إِلَى المُقْتَدِرِ، وَهُوَ يلعبُ بِالصَّوَالِجَة، فسَمِعَ الضَّجَّةَ فَدَخَلَ الدَّارَ، فَرُدَّ ابْنُ حَمْدَانَ إِلَى المُخَرَّم، فَنَزَلَ بِدَارِ سُلَيْمَانَ بن وَهْبٍ، وَأَتَى ابْنُ المُعْتَزّ، وَحضَرَ الأُمَرَاءُ وَالقُضَاةُ سِوَى حَاشيَةِ المُقْتَدِر، وَابْنِ الفُرَاتِ، وَبَايعُوا عَبْدَ اللهِ بنَ المُعْتَزّ، وَلقبوهُ الغَالِبَ بِاللهِ. فوَزَرَ ابْنُ الجَرَّاح، ونفذت الكتب،

وَبعثَوا إِلَى المُقْتَدِرِ، ليتحوَّل مِنْ دَارِ الخِلاَفَة، فَأَجَابَ، وَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ سِوَى غَريبٍ خَالِه، وَمُؤنس الخَازن، وَبَاكِر بنِ حَمْدَانَ وَطَائِفَةٍ، وَأَحَاطُوا بِالدَّار ثُمَّ اقْتَتَلُوا. فَذَهَبَ ابْنُ حَمْدَانَ إِلَى المَوْصِل، وَاسْتظهر خوَاصُّ المُقْتَدِر، وَخَارتْ قوَى ابْن المعتَز، وَأَصْحَابِهِ، وَانهزمُوا نَحْو سَامَرَّا. ثُمَّ نَزَلَ ابْنُ المُعْتَز عَنْ فرسه، وَأَغمد سيفَه، وَاخْتَفَى وَزِيْرُه، وَقَاضيه، وَنُهبتْ دورُهُمَا. وَقَتَلَ المُقْتَدِر جَمَاعَةً مِنَ الأَعيَان، وَوزر لَهُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الفُرَاتِ، وَأُخِذَ ابْنُ المُعْتَزّ، فَقُتِلَ سرّاً، وَصُودِرَ ابْنُ الجَصَّاص. فَقِيْلَ: أُخِذَ مِنْهُ أَزيدَ مِنْ سِتَّة آلاَف أَلف دِيْنَار. وَتَضَعْضَعَ حَاله. وَسَاسَ ابْنُ الفُرَاتِ الأُمُورَ. وَتَمَكَّنَ، وَانصَلَحَ أَمرُ الرَّعيَة، وَالتَّقَى الحُسَيْنُ بنُ حَمْدَانَ وَأَخُوْهُ أَبُو الهيجَاءَ عَبْدُ اللهِ، فَانكسَرَ أَبُو الهيجَاءَ، وَقَدِمَ أَخوهُمَا إِبْرَاهِيْمُ فَأَصلَحَ حَالَ الحُسَيْن، وَكَتَبَ لَهُ المُقْتَدِر أَمَاناً. وَقَدِمَ فَقُلِّدَ قُمَّ وَقَاشَان. وَقَدِمَ صَاحِبُ أَفْرِيْقيَّةَ زِيَادَةُ الله الأَغْلَبِيّ، وَأَخذَهَا مِنْهُ الشِّيْعِيُّ وَبُوْيِع المَهْدِيُّ بِالمَغْرِب، وَظَهَرَ أَمرُهُ وَعَدَل، وَتَحَبَّبَ إِلَى الرَّعيَة أَوَّلاً، وَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ دَاعِييه الأَخوين فَوَقَعَ بينهُمَا القِتَال، وَعظُمَ الخَطْبُ، وقتل خَلْقٌ، حَتَّى ظَفِرَ بِهِمَا وَقتلهُمَا، وَتَمَكَّنَ، وَبنَى المَهْدِيَّة. وَقَدِمَ الحُسَيْن بنُ حَمْدَانَ مِنْ قُمّ فولِي دِيَارَ بكْر. وَفِي سَنَةِ 299: أَمْسكَ الوَزِيْر ابن الفُرَاتِ، وَادَّعَى عَلَيْهِ أَنَّهُ كَاتَبَ الأَعرَابَ أَنْ يكبِسُوا بَغْدَادَ. وَوزر أَبُو عَلِيٍّ الخَاقَانِيُّ وَوَرَدت هدَايَا مِنْ مِصْرَ مِنْهَا: خَمْس مائَة أَلْف دِيْنَار، وضِلَع آدمِي عرضُه شِبر، وَطولُه أَرْبَعَةَ عَشَرَ شِبْراً، وَتَيْسٌ لَهُ بِز يدُرُّ اللَّبن، وَقدِمَتْ هدَايَا صَاحِبِ مَا وَرَاء النَّهر، وَهدَايَا ابْن أَبِي السَّاج مِنْهَا: بِسَاط رُومِيّ، طُوله سَبْعُوْنَ ذِرَاعاً فِي سِتِّيْنَ. نَسَجَه الصُّنَّاع فِي عَشْرِ سِنِيْنَ. وفِي سَنَةِ ثَلاَثِ مائَة: عظُم الوبَاء بِالعِرَاقِ، وَوَزَرَ عَلِيُّ بنُ عِيْسَى بنِ الجَرَّاحِ، وَوَلِيَ القَضَاءَ أَبُو عُمَرَ القَاضِي، وَفِيْهَا ضُرِبَ الحَلاَّج، وَنُوديَ عَلَيْهِ: هَذَا أَحَدُ دُعَاة القرَامطَة، ثُمَّ سجن مُدَّة، وَظَهَرَ عَنْهُ أَنَّهُ حُلولِي. وَقُلِّد جَمِيْعَ المَغْرِب وَلدُ المُقْتَدِر صَغِيْر، له أربع سنين، فاستناب مؤنسًا الخادم. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ: أَقبل ابْنُ المَهْدِيّ صَاحِبُ المَغْرِب فِي أَرْبَعِيْنَ أَلفاً برّاً وَبَحْراً ليملِكَ مِصْر، وَوَقَعَ القِتَال غَيْرَ مَرَّةٍ، وَاسْتَوْلَى العُبَيْديُّ عَلَى الإِسْكَنْدَرِيَّة، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَرْقَة. وَمَاتَ الرَّاسِبِيُّ أَمِيْرُ فَارس، فَخلَّف أَلف فَرَس، وَأَلفَ جمل، وَأَلفَ أَلفِ دِيْنَار. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ: أَقبل العُبَيْديُّ، فَالتقَاهُ جَيْشُ الخَلِيْفَة فَانكسرَ العُبَيْديُّ وَقُتِلَ مُقَدَّم جَيْشه حَبَاسَة، وَغرِمَ الخَلِيْفَةُ عَلَى خِتَان أَوْلاَدِه الخمسَة سِتّ مائَة أَلْف دِيْنَار. وَقلَّد المُقْتَدِرُ الجَزِيْرَة أَبَا الهيجَاءَ بنَ حَمْدَان، وَأَخذتْ طِّيئ رَكْبَ العِرَاق، وَهلكَ الخَلْقُ جُوعاً وَعَطَشاً.

وَفِي سَنَةِ 303: رَاسل الوَزِيْر ابْنُ الجَرَّاح القَرَامطَة، وَأَطلقَ لَهُم، وَتَأَلَّفهُم. وَكَانَ الجَيْشُ مَشْغُولين مَعَ مُؤنس بِحَرب البْربر، فنزَعَ الطَّاعَة الحُسَيْن بنُ حَمْدَانَ، فَسَارَ لِحَرْبِهِ رَائِق، فَكَسرهُ ابْنُ حَمْدَانَ، ثُمَّ أَقبل مُؤنس فَالتَقَى الحُسَيْنَ، فَأَسرَه، وَأُدخِلَ بَغْدَاد عَلَى جمل، ثُمَّ غَزَا مُؤنسٌ بلاَد الروم، وافتتح حصونًا، وعظم شأنه. وفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ: عُزِلَ ابْن الجَرَّاحِ مِنَ الوَزَارَة، وَخَرَجَ بِأَذْرَبِيْجَانَ يُوْسُفُ بنُ أَبِي السَّاج، فَأَسره مُؤنس بَعْد حُرُوب. وَفِي سَنَةِ خَمْس: قدِمَت رُسلُ طَاغيَة الرُّوْم، يطلبُ الُهدنَة، فَزُيِّنَتْ دُورُ الخِلاَفَة، وَعرَضَ المُقْتَدِر جيوشَه مُلْبَسْين فَكَانُوا مائَةً وَسِتِّيْنَ أَلْفاً، وَكَانَ الخدَّام سَبْعَة آلاَف، وَالحُجَّاب سبعَ مائَة، وَالسُّتور ثَمَانيَةً وَثَلاَثِيْنَ أَلف سِتْر، وَمائَة أَسد مُسلسلَة، وَفِي الدِّهَاليز عَشْرَةُ آلاَف جَوْشَن مُذْهَبَة. وَفِي سَنَةِ سِتّ: فُتِحَ مَارَسْتَان أُمِّ المُقْتَدِر، أَنفقَ عَلَيْهِ سبعَ مائَة أَلْف دِيْنَار. وَذُبحَ الحُسَيْنُ بنُ حَمْدَانَ فِي الحَبْسِ، وَأُطلق أَخُوْهُ أَبُو الهيجَاءَ. وَكَانَ قَدْ أُعيد إِلَى الوِزَارَة ابْنُ الفُرَاتِ، فَقُبضَ عَلَيْهِ، وَوزَرَ حَامِدُ بنُ العَبَّاسِ، فقدِمَ مِنْ وَاسِط وَخَلْفَهُ أَرْبَع مائَة مَمْلُوْك فِي السِّلاَح. وَولِيَ نَظَر مِصْر وَالشَّام المَادَرَائِيُّ، وَقُرِّر عَلَيْهِ خَرَاجهُمَا فِي السَّنَة سِوَى رِزق الجُنْد ثَلاَثَة آلاَف أَلف دِيْنَار، وَاسْتقلَّ بِالأَمْرِ وَالنَّهْي السَّيِّدَةُ أُمُّ المُقْتَدِر، وَأَمرتِ القَهْرمَانَةُ ثملَ أَنْ تِجلِس بِدَارِ العَدْل، وَتنظر فِي القِصَص، فَكَانَتْ تجلِس، وَيحضُر القُضَاةُ وَالأَعيَان، وَتوقِّع ثَمِل عَلَى المرَاسم. وفِي سَنَةِ سَبْعٍ: وَلَّى المُقْتَدِر نَازُوك إِمرَة دِمَشْق، ودخلت القرامطة البَصْرَة. فَقتلُوا وَسبَوْا، وَأَخَذَ القَائِمُ العُبَيْديُّ الإِسْكَنْدَرِيَّة ثَانياً. وَمَرِضَ وَوقَع الوبَاء فِي جُنْده. وَتجمَّع فِي سَنَةِ ثَمَانٍ: مِنَ الغوْغَاء ببغدَاد عَشْرَةُ آلاَف، وَفتحُوا السُّجُون، وَقَاتَلُوا الوَزِيْرَ وَولاَة الأُمُور، وَدَامَ القِتَال أَيَّاماً، وَقُتِلَ عِدَّة، وَنُهبتْ أَمْوَال النَّاس، وَاختلَّتْ أَحْوَالُ الخِلاَفَة جِدّاً، وَمُحِقَتْ بُيُوْتُ الأَمْوَال. واشْتَدَّ البلاَء بِالبربر، وَكَادُوا أَنْ يملِكُوا إِقلِيمَ مِصْر، وَضَجَّ الخَلْق بِالبكَاء، ثُمَّ هزَمهُم المُسْلِمُوْنَ، وَسَارَ ثَمِل1 الخَادِم مِنْ طَرَسُوْس فِي البَحْر فَأَخَذَ الإِسْكَنْدَرِيَّة مِنَ البَرْبر. وَفِي سَنَةِ تسع: قتل الحلاج على الزندقة.

_ 1 الثِمال: الغِياث، وثمل الخادم: أي غياثه وملجؤه ومطمه في الشدة.

وَفِي سَنَةِ 311: عُزِل حَامِد وَأُهلِكَ، وَوزَرَ ابْنُ الفُرَاتِ الوِزَارَة الثَّالِثَة. وَأَخذتْ فِي سَنَةِ 312: القرَامطَة رَكْبَ العِرَاق. وَكَانَ فِيْمَنْ أَسرُوا أَبُو الهيجَاءَ بنُ حَمْدَانَ، وَعمُّ السَّيِّدَة وَالِدَة الخَلِيْفَة. ثُمَّ إن المُقْتَدِر سلَّم ابْنَ الفُرَاتِ إِلَى مُؤنس فصَادره، وَأَهلكَه، وَكَانَ جَبَّاراً ظَالماً، وَافتَتَحَ عَسْكَرُ خُرَاسَان فَرْغَانَة. وَفِي سَنَةِ 313: نهَبَ القِرْمِطِي الكُوْفَة، وَعُزل الخَاقَانِيُّ مِنَ الوِزَارَة بِأَحْمَدَ بنِ الخَصِيب. وَفِي سَنَةِ 314: اسْتبَاحَتِ الرُّوْم مَلْطيَة بِالسَّيْف، وَقُبضَ عَلَى أَحْمَدَ بنِ الخَصيب، وَوَزَرَ عَلِيُّ بنُ عِيْسَى، وَأَخذت الرُّوْم سُمَيْسَاط، وَجرت وَقعَةٌ كَبِيْرَة بَيْنَ القَرَامطَة وَالعَسْكَر، وَأَسرت القَرَامطَةُ قَائِد العَسْكَر يُوْسُفَ بن أَبِي السَّاج. ثُمَّ أَقبل أَبُو طَاهِرٍ القِرْمِطِي فِي أَلف فَارس وَسَبْع مائَة رَاجل، وَقَاربَ بَغْدَاد، وَكَادَ أَنْ يملِك وَضَجَّ الخَلْق بِالدُّعَاء، وَقُطِعَتِ الْجسُور مَعَ أَنَّ عَسْكَرَ بَغْدَاد كَانُوا أَرْبَعِيْنَ أَلفاً، وَفيهم مُؤنسٌ، وَأَبُو الهيجَاءَ بنُ حَمْدَانَ، وَإِخوتُه، وَقربَ القِرْمِطِي حَتَّى بَقِيَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ البَلَدِ فَرْسَخَان، ثُمَّ أَقبل، وَحَاذَى العَسْكَر، وَنَزَلَ عَبْدٌ يُجسُّ المخَائِض، فَبقِي كَالقُنْفُد مِنَ النُّشَّاب، وَأَقَامَت القَرَامطَة يَوْمِيْنِ، وَترحَّلُوا نَحْو الأَنْبَار، فَمَا جسر العَسْكَر أَنْ يَتْبَعُوهُم، فَانظْر إِلَى هَذَا الخِذلاَن. قَالَ ثَابِتُ بنُ سِنَانٍ: انهزَم معظُم عَسْكَر المُقْتَدِر إِلَى بَغْدَادَ قَبْل المُعَاينَة لشِدَّة رُعبهم، وَنَازل القِرمطِي هِيت مُدَّة فرد إلى البرية. وَفِي سَنَةِ 316: دَخَلَ أَبُو طَاهِرٍ القِرْمِطِيُّ الرَّحبَة بِالسَّيْف، ثُمَّ قَصَدَ الرَّقَّة، وَبدَّع، عمِلَ العَظَائِم، وَاسْتعفى عَليُّ بنُ عِيْسَى مِنَ الوِزَارَة، فوزَرَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ مُقْلَة، وَبنَى القِرمِطِيُّ دَاراً، سمَاهَا دَار الهِجْرَة، وَكَثُرَ أَتْبَاعه، وَكَاتَبَه المَهْدِيُّ مِنَ المَغْرِب، فَدَعَا إِلَيْهِ، وَتفَاقَم البَلاَء، وَأَقبلَ الدُمستق فِي ثَلاَث مائَة أَلْف مِنَ الرُّوْم، فَقصَدَ أَرْمِينَية، فَقَتَل وَسَبَى، وَاسْتَوْلَى عَلَى خِلاَط. وفَى سنَة 317: جَرَتْ خَبْطَة بِبَغْدَادَ، وَاقتتل الجَيْشُ، وَتَّم مَا لاَ يُوْصَف، وَهمُّوا بعَزْل المُقْتَدِر، وَاتَّفَقَ عَلَى ذَلِكَ مُؤنسٌ، وَأَبُو الهيجَاءَ، وَنَازُوك، وَأَتَوا دَارَ الخِلاَفَة، فَهَرَبَ الحَاجِبُ، وَالوَزِيْر ابْنُ مُقلَة، فَأُخْرِجَ المُقْتَدِرُ وَأُمّه وَخَالته وَحرَمُه إِلَى دَار مُؤنس، فَأَحضرُوا مُحَمَّدَ بنَ المُعْتَضِد مِنَ الْحَرِيم، وَكَانَ مَحْبُوْساً، وَبَايعُوهُ، وَلقَّبوهُ بِالقَاهر. وَأَشهَدَ المُقْتَدِر عَلَى نَفْسه بِالخَلْع. وَجَلَسَ القَاهر فِي دَسْت الخِلاَفَة. وَكَتَبَ إِلَى الأَمصَار، ثُمَّ طَلَب الجَيْش رسمَ البَيْعَة، وَرِزْقَ سنَة، وَارْتَفَعت الضَّجَّة، وَهجمُوا فَقتلُوا نَازوك وَالخَادِم عَجِيْباً، وَصَاحُوا: المُقْتَدِر يَا مَنْصُوْر. فَهَرَبَ الوَزِيْرُ وَالحُجَّابُ. وَصَارَ الجُنْد إِلَى دَار مُؤنس، وَطَلَبُوا المُقْتَدِرَ ليعيدُوهُ. وَأَرَادَ أبو الهيجَاءَ الخُرُوجَ فتعلَّقَ بِهِ القَاهر، وَقَالَ: تسلمنِي؟ فَأَخَذتْهُ الحَمِيِّةُ، وَقَالَ:

لاَ وَاللهِ، وَدخلاَ الفِرْدَوْس، وَخرجَا إِلَى الرَّحبَة. وَذَهَبَ أَبُو الهيجَاءَ عَلَى فَرَسه، فَوَجَد نَازوك قَتِيلاً، وَسُدَّت المسَالكُ عَلَيْهِ وَعَلَى القَاهر، وَأَقبلتْ خوَاصُّ المُقْتَدِر فِي السِّلاَح، فَدَخَلَ أَبُو الهيجَاءَ كَالجَمَل، ثُمَّ صَاح: يَال يخلت أَأُقتل بَيْنَ الحِيْطَان؟ أَيْنَ الكُمَيْت؟ أَيْنَ الدَّهْمَاء؟ فرمُوهُ بِسهم فِي ثَدْيه، وَبآخر فِي تَرْقُوته. فَنَزَع مِنْهُ الأَسْهُم، وقَتَلَ وَاحِداً مِنْهُم، ثُمَّ قَتَلُوهُ. وَجِيْء بِرَأْسِهِ إِلَى المُقْتَدِرِ، فتَأَسَّفَ عَلَيْهِ، وَجِيْء إِلَيْهِ بِالقَاهر فَقبَّله وَقَالَ: يَا أَخِي أَنْتَ وَاللهِ لاَ ذَنْب لَكَ. وَهُوَ يَبْكِي وَيَقُوْلُ: اللهَ فِي دمِي يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، وَطيفَ برَأْس نَازُوك، وَأَبِي الهيجَاءَ. ثُمَّ أَتَى مُؤنسٌ وَالقُوَّاد وَالقُضَاة، وَبَايعُوا المُقْتَدِرَ. وَأَنفقَ فِي الجُنْد مَالاً عَظِيْماً. وَحَجَّ النَّاس فَأَقبل أَبُو طَاهِرٍ القِرمِطِي، وَوَضَعَ السَّيْفَ بِالحرَم فِي الوفْد، وَاقتلعَ الحجرَ الأَسود. وَكَانَ فِي سَبْع مائَة رَاكب فَقتلُوا فِي المَسْجَدِ أَزيد مِنْ أَلف. وَلَمْ يَقِفْ أَحَد بعرَفَة، وَصَاح قِرْمطِيُّ: يَا حَمِير أَنْتُم قُلتُم: "وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمناً" فَأَيْنَ الأَمن؟. وَأَمَّا الرُّوْم فَعَاثُوا فِي الثُّغُوْر، وَفَعَلُوا العَظَائِمَ، وَبَذَلَ لَهُم المُسْلِمُوْنَ الإِتَاوَة. وَوزر فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ: لِلْمُقْتَدِر سُلَيْمَانُ بنُ الحَسَن، ثُمَّ قبض عليه فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَاسْتَوْزَرَ عُبَيْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ الكَلْوَذَانِي. وَظهر مَردَاوِيج فِي الدَّيْلَم، وَملكُوا الجبلَ بِأَسره إِلَى حُلْوَان، وَهَزمُوا العَسَاكر. ثم عزل الكلوداني بِالحُسَيْن بنِ القَاسِمِ بن عُبَيْدِ اللهِ. وَقَلَّت الأَمْوَال عَلَى المُقْتَدِر، وَفسَدَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُؤنس، فَذَهَبَ مغَاضباً إِلَى المَوْصِل. وَقبض الوَزِيْرُ عَلَى أَمْوَاله، وَهَزَمَ مُؤنسٌ بنِي حَمْدَان، وَتَمَلَّك المَوْصِل فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَالتَقَى وَالِي طَرَسُوْس الرُّوْم، فَهَزَمهُم أَوَّلاً، ثُمَّ هَزَمُوهُ. وَفِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ: عُزِلَ الوَزِيْر الحُسَيْنُ بِأَبِي الفَتْح بن الفُرَاتِ، وَلاَطفَ المُقْتَدِر الدَّيْلَم، وَبَعَثَ بولاَيَة أَذْرَبِيْجَان وَأَرْمِيْنِيَةَ وَالعجم إِلَى مَردَاوِيج. وَتسحَّبَ أُمرَاءٌ إِلَى مُؤنسٍ، وَخَافَ المُقْتَدِر، وَتَهَيَّأَ لِلْحَرْب، فَأَقبل مُؤنس فِي جَمْعٍ كَبِيْر. وَقِيْلَ لِلْمُقْتَدِر: إِن جُندكَ لاَ يقَاتِلُوْنَ إلَّا بالمال، وطلب منه مائتا أَلف دِيْنَار، فتَهَيَّأَ لِلْمضيّ إِلَى وَاسِط، فَقِيْلَ لَهُ: اتَّقِ الله، وَلاَ تسلِّمْ بَغْدَاد بِلاَ حَرْبٍ، فَتَجلَّد وَرَكِبَ فِي الأُمَرَاء وَالخَاصَّة وَالقُرَّاء، وَالمَصَاحِفُ منشورَةٌ. فَشَقَّ بَغْدَاد، وَخَرَجَ إِلَى الشَّمَّاسيَّة، وَالخَلْقُ يَدْعُونَ لَهُ. وَأَقبلَ مُؤنسٌ، وَالْتَحَمَ الحَرْب، ووقف المقتدر على تل، فألحوا عَلَيْهِ بِالتقَدُّم لينصَحَ جَمْعَه فِي القِتَال فَاسْتدرَجُوهُ حتى توسط، وَهُوَ فِي طَائِفَةٍ قَلِيْلَة، فَانكشفَ جمعُه، فيرمِيه بربرِيٌ فَسقَطَ فذُبِحَ، وَرُفع رأْسُه عَلَى رمح وَسلَبُوهُ، فَسُترت عورتُه بِحَشِيشٍ، ثُمَّ طُمَّ وَعُفِي أَثره. وَنَقَل الصُّوْلِيُّ أَنَّ قَاتله غُلاَمٌ لبُلَيق، كَانَ مِنَ الأَبطَال. تعجَّبَ النَّاس مِنْهُ مِمَّا عمل يومئذ

مِنْ فنُوْن الْفُرُوسِيَّة، ثُمَّ شَدَّ عَلَى المُقْتَدِر بحربَته، أَنفذهَا فِيْهِ، فصَاح النَّاسُ عَلَيْهِ، فسَاقَ نَحْو دَار الخِلاَفَة ليخرِجَ القَاهرَ فصَادَفَه حِمْل شَوْك، فزحَمَتْه إِلَى قِنَّار لحَّام فعلَّقَه كُلاَّب، وَخَرَجَ مِنْ تَحْته فَرَسُه فِي مِشوَاره، فحطَّه النَّاس وَأَحرقوهُ بِحمْل الشَّوْك. وَقِيْلَ: كَانَ فِي دَارِ المُقْتَدِر أَحَدَ عشرَ أَلف غُلاَم خِصيَان غَيْرُ الصَّقَالبَة وَالرُّوْم. وَكَانَ مُبذِّراً لِلْخزَائِن حَتَّى احْتَاجَ، وَأَعطَى ذَلِكَ لِحظَايَاهُ، وَأَعطَى وَاحِدَةً الدُّرَّةَ اليَتيمَة الَّتِي كَانَ زِنَتُهَا ثَلاَثَة مثَاقيل. وَأَخَذَتْ قَهْرَمَانَة سُبْحَةَ جَوْهر مَا سُمِعَ بِمثلهَا. وَفرَّق سِتِّيْنَ حُبّاً مِنَ الصِّينِي مملوءةٌ غَاليَة. قَالَ الصُّوْلِيُّ: كَانَ المُقْتَدِر يفرِّق يَوْمَ عَرَفَة مِنَ الضَّحَايَا تِسْعِيْنَ أَلفَ رَأْس. وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَتلفَ من المال ثمانين ألف دينار، عثر نفسه بيده. وأولاده: محمد الراضي، وإبراهيم المتقي، وإسحاق، والمطيع فَضْل، وَإِسْمَاعِيْل، وَعِيْسَى، وَعَبَّاس، وَطَلْحَة. وَقَالَ ثَابِت بنُ سِنَان طبيبُه: أَتلفَ المُقْتَدِرُ نَيِّفاً وَسَبْعِيْنَ أَلف أَلف دِيْنَار. وَلَمَّا قُتِلَ قُدِّمَ رَأْسُه إِلَى مُؤنس فَنَدِمَ وَبَكَى، وَقَالَ: وَاللهِ لنُقْتَلنَّ كلُّنَا، وَهمَّ بِإِقَامَة وَلده، ثُمَّ اتفقُوا عَلَى أخيه القاهر.

مؤنس

2870- مُؤْنِسٌ 1: الخَادِمُ الأَكْبَرُ المُلَقَّبُ بِالمُظَفَّرِ المُعْتَضِديِّ، أَحَد الخُدَّام الَّذِيْنَ بَلغُوا رُتْبَة المُلُوك، وَكَانَ خَادِماً أَبيضَ فَارِساً شُجَاعاً سَائِساً دَاهِيَةً. نُدب لِحَرْب المَغَاربَة العُبَيْدِيَّة، وَولِي دِمَشْقَ لِلْمُقْتَدِر، ثُمَّ جَرَتْ لَهُ أُمُورٌ وَحَارَبَ المُقْتَدِرَ، فَقُتِل يَوْمَئِذٍ المُقْتَدِرُ فَسُقِطَ فِي يَد مُؤْنِس، وَقَالَ: كلُّنا نُقتل. وَكَانَ معظمَ جُند مُؤنس يَوْمَئِذٍ البربرُ، فَرَمَى وَاحِدٌ مِنْهُم بِحَرْبَتِهِ الخَلِيْفَةَ، فَمَا أَخطأَه. ثُمَّ نصَبَ مُؤنس فِي الخِلاَفَة القَاهر بِاللهِ. فَلَمَّا تَمَكَّنَ القَاهر، قَتَلَ مُؤنساً وَغَيْرَهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ. وَبَقِيَ مُؤْنِسٌ سِتِّيْنَ سَنَةً أَمِيْراً، وَعَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً، وَخلَّف أَمْوَالاً لاَ تُحصَى.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 188"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 239"، وشذرات الذهب "2/ 291".

الزبير بن أحمد وابن خيران

الزبير بن أحمد وابن خيران: 2871- الزبير بن أحمد 1: ابن سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَاصِم بنِ المنذر بن حَوَارِيُّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الزُّبَيْرِ بن العَوَّامِ، العَلاَّمَة، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيّ الأَسَدِيّ الزُّبَيْرِيّ البَصْرِيّ الشَّافِعِيّ، الضَّرِيْر. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ سِنَان القَزَّاز، وَأَبِي دَاوُدَ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ، وَعُمَر بنُ بِشْرَان، وَعَلِيّ بن لُؤْلُؤ الوَرَّاق، وَابْنُ بُخَيت الدَّقَّاق. وَكَانَ مِنَ الثِّقَات الأَعلاَم. وَقَدْ تَلاَ عَلَى رَوْحِ بنِ قُرَّة، وَرُوَيْس، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى القُطَعِيّ، وَلَمْ يخْتم عَلَى القُطَعِيّ. قرأَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ، وغيره. وَتفقَّه بِهِ طَائِفَةٌ، وَهُوَ صَاحِبُ وَجهٍ فِي المَذْهب. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ: كَانَ أَعمَى، وَلَهُ مُصَنَّفَات كَثِيْرَة مليحَة. مِنْهَا: "الكَافي" وكتَاب "النِّيَّة"، وكتَاب "ستر العورَة"، وكتَاب "الهديَّة"، وكتَاب "الاسْتشَارَة وَالاستخَارَة"، وكتَاب "ريَاضَة المتعلِّم"، وكتَاب "الإِمَارَة". قلت: مات سنة سبع عشر وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَذكرتُه فِي مَوْضِعٍ آخر، أَنَّهُ مَاتَ بِالبَصْرَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَصَلَّى عَلَيْهِ وَلدُه أَبُو عَاصِم. 2872- ابْنُ خيران 2: الإِمَامُ شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ صَالِح بن خَيْرَان البَغْدَادِيُّ الشَّافِعِيُّ. قَالَ القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ خَيْرَان، يُعَاتِب ابْن سُرَيْج عَلَى القَضَاءِ وَيَقُوْلُ: هَذَا الأَمْرُ لَمْ يَكُنْ فِي أَصحَابنَا، إِنَّمَا كَانَ في أصحاب أبي حنيفة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 471"، والأنساب للسمعاني "6/ 251"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 241". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 53"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 244"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 182"، والعبر "2/ 184"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 235"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 287".

قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ: عُرض عَلَى ابْنِ خَيْرَان القَضَاء، فَلَمْ يتقلَّدْه، وَكَانَ بَعْضُ وَزرَاء المُقْتَدِر وَأَظُنُّ أَنَّهُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عِيْسَى وُكِّلَ بِدَاره ليلِيَ القَضَاء، فَلَمْ يتقلَّد. وَخُوطِبَ الوَزِيْر فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّمَا قَصَدْنَا التَّوَكِيْل بدَاره ليُقَال: كَانَ فِي زَمَانِنَا مَنْ وُكِّلَ بدَاره ليتقلَّد القَضَاء فَلَمْ يَفْعَلْ. وَقَالَ ابْنُ زُوْلاَق: شَاهَد أَبُو بَكْرٍ بنُ الحَدَّاد الشَّافِعِيّ بِبَغْدَادَ سَنَة عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ بَاب أَبِي عَلِيّ بن خَيْرَان مسموراً لامتنَاعه مِنَ القَضَاء، وَقَدِ استَتَر. قَالَ: فَكَانَ النَّاسُ يَأْتُوْنَ بِأَولأَدِهِم الصِّغَار، فَيَقُوْلُوْنَ لَهُم: انْظُرُوا حَتَّى تُحدِّثُوا بِهَذَا. قُلْتُ: كَانَ ابْنُ الحَدَّاد قَدْ سَارَ إِلَى بَغْدَادَ يَسْعَى لأَبِي عُبَيْد بن حَرْبُويه فِي أَنْ يُعفَى مِنْ قَضَاء مِصْر. وَلَمْ يبلُغْنِي عَلَى مَن اشتَغَل، وَلاَ مَنْ رَوَى عَنْهُ. تُوُفِّيَ لثَلاَثَ عَشْرَةَ بقِيَتْ مِنْ ذِي الحجة، سنة عشرين وثلاث مائة. وَقِيْلَ: خُتم بَابه بِضْعَةَ عَشَرَ يَوْماً، ثُمَّ أعفي، رحمه الله.

تبوك ومحمد بن حمدون

تبوك ومحمد بن حمدون: 2873- تبوك 1: ابن أحمد بن تبوك بن خالد المُعَمَّر، أَبُو مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. سَمِعَ: هِشَام بنَ عَمَّارٍ، وَوَالدَه. وَعَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ دُرُسْتَوَيْه. قَالَ الرَّازِيّ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2874- مُحَمَّد بنُ حمدون 2: ابن خالد، الحَافِظُ الثَّبْتُ المجوِّد، أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيّ، وَعِيْسَى بنَ أَحْمَدَ العَسْقَلاَنِيّ، وَالرَّبِيْع بنَ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّد بنَ مُسْلِمِ بنِ وَارَةَ، وَأَبَا حَاتِم، وَأَبَا زُرْعَةَ، وَسُلَيْمَان بن سَيْف الحَرَّانِيّ، وَعبَّاساً الدُّوْرِيّ، وَطَبَقَتهُم، فَأَكثَرَ وأتقن، وجمع فأوعى.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 221"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 326". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 796"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 286".

حدث عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ هَانِئٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ المَخْلَديُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مِهرَان المُقْرِئ، وَمُحَمَّد بنُ الفَضْلِ بن خزيمة، وعدد كثير. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ مِنَ الثِّقَاتِ الأَثبَاتِ الجَوَّالِينَ فِي الأقطَارِ. عَاشَ سَبْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ: حَافِظٌ كَبِيْرٌ، سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ حَفْص، وَقطن بن عَبْدِ اللهِ، وَعِدَّةً. وَقَالَ الحَاكِمُ تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سنَةَ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ البزار، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الطَّبِيْبُ، أَخْبَرَنَا شَافع بنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حمدُوْنَ الحَافِظ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَافَة المَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "العلم ثلاثة آية محكمة، وسنة قائمة، وَلاَ أَدْرِي" 1. فهَذَا مِمَّا نُقِمَ عَلَى أَبِي حُذَافَة أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ وَصوَابُهُ موقُوفٌ مِنْ قول ابن عمر.

_ 1 حسن لغيره: ذكره الديلمي في "الفردوس بمأثور الخطاب" "4197". وآفته أحمد بن إسماعيل أبو حذافة السهمي، قال الخطيب وغيره: لم يكن ممن يتعمد الكذب. قال الدارقطني: ضعيف. وأخرجه أبو داود "2885"، وابن ماجة "54" من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زِيَادِ بنِ أَنْعُمَ الإِفْرِيْقِيُّ، عن عبد الرحمن ابن رافع التنوخي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "العلم ثلاثة، وما سوى ذلك فهو فضل: آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة". قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زِيَادِ بنِ أَنْعُمَ الإِفْرِيْقِيُّ، ضعيف في حفظه كما قال الحافظ في "التقريب". الثانية: عبد الرحمن بن رافع التنوخي المصري، قاضي أفريقية، ضعيف أيضا، والحديث يرتقي لمرتبة الحسن لغيره بمجموع طريقيه، والله تعالى أعلم.

ابن مروان

2875- ابن مروان 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ الرَّحَالُ، أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ القُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. سَمِعَ: مُوْسَى بنَ عَامِرٍ المُرِّيَّ، وَشُعَيْبَ بنَ شُعَيْبِ بنِ إِسْحَاقَ، وَيُوْنُسَ بنَ عَبْدِ الأَعْلَى، وَالعَبَّاسَ بنَ الوَلِيْدِ البَيْرُوْتِيَّ، وَالرَّبِيْعَ بنَ سُلَيْمَانَ المُرَادِيَّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَمُحَمَّدَ بنَ سَعِيْدٍ بنِ أبي قفيز، وأحمد ابن إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَلاَّس، وَعِدَّة. فَأَكثَرَ وَجَمَعَ وَأَلَّفَ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ المُحَدِّث أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو الحُسَيْنِ وَالدُ تَمَّام، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بن زبر، وأبو هاشم المؤدب، وحميد ابن الحَسَنِ الوَرَّاق، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَعَبْدُ الوَهَّاب بنِ الحَسَنِ الكِلاَبِيُّ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَقَدْ قارب التسعين.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 794"، والعبر "2/ 175"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 281".

محمد بن إبراهيم وأبو هاشم

محمد بن إبراهيم وأبو هاشم: 2876- محمد بن إبراهيم 1: ابْنه العَدل الرَّئِيْس الأَمِيْن، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الَّذِي انتقَى عَلَيْهِ الحَافِظ ابْنُ مندة تلك الأجزاء. سَمِعَ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، وَزَكَرِيَّا السِّجْزِيّ خَيَّاط السُّنَّة، وَإِسْمَاعِيْل بنَ قيرَاط، وَأَبَا عُلاَثَة المِصْرِيّ، وَأَنَس بن السَّلم، وَأَحْمَد بن إِبْرَاهِيْمَ البُسْرِيَّ، وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَنْدَة، وَتَمَّامٌ الرَّازِيُّ، وَعَبْد الوَهَّابِ المَيْدَانِيُّ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي نَصْرٍ، وَالخصيب بنُ عَبْدِ اللهِ القَاضِي، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ السِّمْسَار، وَآخَرُوْنَ. وَأَملَى بِجَامِعِ دِمَشْق. قَالَ الكَتَّانِيُّ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً جَوَاداً، انتقَى عَلَيْهِ ابْن مَنْدَة ثَلاَثِيْنَ جُزْءاً. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ مِنَ المعمَّرين. 2877- أَبُو هاشم 2: عَبْدُ السَلاَّمِ ابنُ الأُسْتَاذ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ سَلاَمٍ الجبَائِي، المُعْتَزلِي، من كبار الأذكياء. أخذ عن والده. وَلَهُ: كتَاب "الجَامِع الكَبِيْر"، وكتَاب "الْعرض"، وكتَاب "المَسَائِل العسكريَة"، وَأَشيَاء. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وثلاث مائة، وله عدة تلامذة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 311"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 27". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 55"، والأنساب للسمعاني "3/ 176"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 261"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 183"، والعبر "2/ 187"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 289".

ابن عتاب وابن زياد النيسابوري

ابن عتاب وابن زياد النيسابوري: 2878- ابن عتاب 1: المُحَدِّثُ المُتْقِن الثِّقَة، أَبُو العَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَتَّاب بن أَحْمَدَ بنِ كَثِيْرٍ البَصْرِيُّ الأَصلِ، الدِّمَشْقِيُّ، ابْنُ الزِّفْتِيِّ. سَمِعَ: هِشَام بن عَمَّارٍ، وَعِيْسَى بنَ حَمَّاد زُغْبَة، وَهَارُوْن بن سَعِيْدٍ الأَيْلِيَّ، وَدُحيماً، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَطَائِفَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ عَمْرٍو الحَرِيْرِيّ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْرٍ، وَشَافع بن مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايينِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَعَبْد الوَهَّابِ الكِلاَبِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَكَانَ أَسْندَ مَنْ بَقِيَ بِدِمَشْقَ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَافِظ: رأَينَاهُ ثَبْتاً. قُلْتُ: لَهُ مزْرعَةٌ قِبْلِي المُصَلَّى. وَمَاتَ فِي رَجَبٍ، سنَةَ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. 2879- ابن زياد النَّيْسَابُوْرِيُّ 2: الإِمَامُ الحَافِظُ العَلاَّمَةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد بنِ وَاصلِ بن مَيْمُوْنٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، مَوْلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَان بن عَفَّان، الأُمَوِيُّ، الحَافِظُ، الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. تفقَّه: بِالمُزَنِيّ، وَالرَّبِيْع، وَابْنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَسَمِعَ مِنْهُم، وَمِنْ: مُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي، وأحمد بن يوسف السلمي، ويونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن عبد الرحمن بن وَهْبٍ، وَأَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيّ، وَالعَبَّاس بن الوَلِيْدِ العُذْرِيّ، وَمُحَمَّد بن عُزَيز الأَيْلِيِّ، وَابْن وَارَة، وَابْنِ حَاتِم، وَأَحْمَد بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الخنَاجر، وَبَكَّار بنِ قُتَيْبَةَ، وَأَبِي بَكْرٍ الصَّاغَانِيّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ طَبَقَتِهِم. وَبَرَعَ فِي الْعلمين: الحديث والفقه، وفاق الأقران.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 290"، والعبر "2/ 182"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 285". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 120"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 286"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 805"، والعبر "2/ 201"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 259"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 302".

أَخَذَ عَنْهُ: مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ الحَافِظ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، بَلْ مِنْ شُيُوخِهِ، وَرَوَى عَنْهُ: ابْنُ عُقْدَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ بن حَمْزَةَ، وَحَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الكِنَانِيُّ، وَابْنُ المظَفَّر، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَابْنُ شَاهِيْنٍ، وَأَبُو حَفْصٍ الكَتَّانِي، وَعُبَيْد اللهِ بن أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خُرَّشِيذ قَوْله، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: كَانَ إِمَام الشَّافعيين فِي عصرِهِ بالعراق، ومن أَحفَظِ النَّاسِ لِلْفقهيَّات وَاخْتِلاَفِ الصَّحَابَة. سَمِعَ بنَيْسَابُوْرَ، وَالعِرَاق، وَمِصْر، وَالشَّام، وَالحِجَاز. قَالَ البَرْقَانِيّ: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ النَّيْسَابُوْرِيِّ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ النَّيْسَابُوْرِيّ فَقَالَ: لَمْ نَرَ مثلَه فِي مَشَايِخنَا، لَمْ نَرَ أَحفَظَ مِنْهُ لِلأَسَانيد وَالمتُوْنَ، وَكَانَ أَفقه المَشَايِخ، وَجَالس المُزَنِيَّ وَالرَّبِيْعَ، وَكَانَ يَعرِفُ زيَادَاتِ الأَلْفَاظِ فِي المتُوْنِ. وَلَمَّا قَعَدَ لِلتَّحديث، قَالُوا حدِّثْ، قَالَ: بَلْ سَلُوا، فَسُئِلَ عَنْ أَحَادِيْثَ فَأَجَابَ فِيْهَا، وَأَملاَهَا ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ ابتدأَ فَحَدَّثَ. قَالَ أَبُو الفَتْحِ يُوْسُف القَوَّاس: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ النَّيْسَابُوْرِيَّ يَقُوْلُ: تَعْرِف مِنْ أَقَامَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً لَمْ ينمِ اللَّيْلَ، وَيتقَوَّتُ كُلّ يَوْم بِخَمْس حبَّات، وَيُصَلِّي صَلاَة الغدَاة عَلَى طهَارَة عِشَاء الآخِرَة؟ ثُمَّ قَالَ: أَنَا هُوَ، وَهَذَا كُلّه قَبْلَ أَنْ أَعرفَ أُمَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَيشٍ أَقُول لِمَنْ زَوَّجنِي؟ ثُمَّ قَالَ: مَا أَرَادَ إلَّا الخَيْر. قُلْتُ: قَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ مِنَ الحُفَّاظِ المجوِّدين. مَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ عَنْ بضعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ المُؤَيَّد بِمِصْرَ، أَخْبَرَكُم الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا هبة الله ابن الحُسَيْنِ الحَاسِب، وَأَجَاز لَنَا ابْن أَبِي عُمَرَ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بنُ الصَّيْرَفِيّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ التَّاجِر سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتّ مائَة، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ الحَاسِبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّد بن إِشْكَاب، قَالاَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بنُ جَرِيْر، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ الشَّهِيْد، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عُمَر: "عليّ أَقضَانَا، وَأُبَيٌّ أَقرؤنَا". قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَلابنِ زِيَادٍ كتَاب "زيَادَات كِتَاب المُزَنِيّ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كُنَّا نتذَاكرُ فَسَأَلَهُم فَقِيْهٌ: مَنْ رَوَى: "وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُوراً"، فَقَامَ الجَمَاعَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ زِيَاد فَسَأَلُوهُ، فَسَاقَ الحَدِيْثَ في الحال من حفظه.

أبو طالب وعلي بن الفضل

أبو طالب وعلي بن الفضل: 2880- أبو طالب 1: الحَافِظُ المُتْقِن الإِمَام مُحَدِّث بَغْدَاد، أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ نَصْر بنِ طَالب البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: عَبَّاس بن مُحَمَّدِ بنِ الدُّوْرِيّ، وَإِسْحَاقَ الدَّبَرِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن بَرَّة الصَّنْعَانِيَّ، وَيَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صَالِحٍ، وَأَحْمَدُ بنُ ملَاعِب وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ حَيَّوَيْه، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَأَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ الدَّارَقُطْنِيّ يَقُوْلُ: أَبُو طَالِبٍ الحَافِظُ أُسْتَاذِي. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ. مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. مِنْ أَبْنَاءِ السَّبْعِيْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً. رَوَى عَنْهُ مِنَ الكِبَار: عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدَان البَجَلِيّ. وله تاريخ مفيد. 2881- عَلِيُّ بنُ الفَضْلِ 2: البَلْخِيُّ، أَحَد الحُفَّاظ الكِبَار الأَثبَات. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَأَحْمَد بن سَيَّار، وَمُحَمَّد بن الفَضْلِ، وَأَبِي قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيّ، وَطَبَقَتِهِم. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ المُظَفَّر، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَعُمَرُ بنُ شَاهِيْنٍ، وَغَيْرهُم. تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثمائَة. وَهُوَ عَلِيُّ بنُ الفَضْلِ بنِ نَصْر، يُكْنَى أَبَا الحَسَنِ، وَمِمَّنْ حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الفَتْحِ القَوَّاس، وَعَبْد اللهِ بن عُثْمَانَ الصَّفَّار. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً حَافِظاً جَوَّالاً فِي طَلَبِ الحَدِيْث، صَاحِبَ غَرَائِب. قُلْتُ: حَدِيْثه فِي أَفْرَادِ الدَّارَقُطْنِيّ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هو ثقة حافظ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثلاث وعشرين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 182"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 813"، والعبر "2/ 198"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 298". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 47"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 280"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 842".

وكيل أبي صخرة ومكي بن عبدان

وكيل أبي صخرة ومكي بن عبدان: 2882- وكيل أبي صخرة 1: المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ، النَّحَّاسُ، وَكيلُ أَبِي صخرَة. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ: أَبَا حَفْص الفَلاَّس، وَزَيْدَ بنَ أَخْزَم، وَأَحْمَد بن بُدَيل، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ، وَابْنُ شَاهِيْنٍ، وَعُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الكَتَّانِيّ، وَآخَرُوْنَ. وُثِّقَ، وَمَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2883- مَكِّيُّ بنُ عبدان 2: ابن محمد بن بكر بن مسلم، المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، المُتْقِن، أَبُو حَاتِمٍ التَّمِيْمِيّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. سَمِعَ: عَبْدَ اللهِ بنِ هَاشِمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ حَفْص، وَأَحْمَد بن يوسف السلمي، وعمار ابن رَجَاء، وَمُسْلِم صَاحِب "الصَّحِيْح"، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّاف، وَعَلِيّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ الجَوْزَقِيّ، وَيَحْيَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ الحَرْبِيُّ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ مقدَّم عَلَى أَقرَانه مِنَ المَشَايِخ. قُلْتُ: وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ: أَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَة. مَاتَ فِي جمُادَى الآخِرَة سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيّ، وَعَاشَ بضعا وثمانين سنة، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 229"، والعبر "2/ 204"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 306". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 119"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 307".

الهاشمي

2884- الهاشمي 1: الأَمِيْرُ المُسْنِدُ الصَّدُوْقُ، أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ مُوْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، البَغْدَادِيُّ. كَانَ أَبُوْهُ أَمِيْرَ الحَاجِّ مُدَّة. فَأُسمع: هَذَا مِنْ أَبِي مُصْعَب الزُّهْرِيِّ كتَاب "المُوَطَّأ"، وَمِنْ: أَبِي سعيد الأَشَجْ، وَعُبَيْد بنِ أَسْبَاط، وَجَمَاعَةٍ بِالكُوْفَةِ، وَمِنْ: الحُسَيْن بن الحَسَنِ المَرْوَزِيِّ، صَاحِب ابْنُ المُبَارَكِ، وَمِنْ: مُحَمَّد بن الوَلِيْدِ البُسْرِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ الأَزْرَقيِّ، وَخَلاَّد بنِ أَسْلَم، وَسَعِيْد بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَخْزُوْمِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ، وَابْنُ المُقْرِئ، وَزَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْه، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْت المجبِّر، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: سَمِعْتُ القَاضِي مُحَمَّدَ بنَ أُمّ شَيْبَان يَقُوْلُ: رَأَيْتُ عَلَى ظَهر "المُوَطَّأ" المَسْمُوْعِ مِنْ أَبِي مُصْعَب سَمَاعاً قَدِيْماً صَحِيْحاً: سَمِعَ الأَمِيْر عَبْد الصَّمَدِ بن مُوْسَى الهَاشِمِيّ، وَابْنه إِبْرَاهِيْم. وَقَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ بن لُؤْلُؤ، يَقُوْلُ رحَلْتُ إِلَى سَامرَّاء إِلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، لأَسمع "المُوَطَّأ"، فَلَمْ أَرَ لَهُ أَصلاً صَحِيْحاً، فتركتُ، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ. تُوُفِّيَ بِسَامَرَّاء فِي أَوِّلِ المُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ عَنْ بِضْع وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَقَدْ أَملَى عِدَّةَ مَجَالِس فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ، سَمِعَهَا ابْنُ الصَّلْت مِنْهُ. وَمَاتَ مَعَهُ أَبُو مزَاحم الخَاقَانِيُّ المُقْرِئ، وَمَكِّي بن عَبْدَان، وَأَبُو بَكْرٍ وَكيل أَبِي صَخرَة، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيّ، وَأَبُو الغَمْر عبيدون بن محمد الجُهَنِيّ الأَنْدَلُسِيّ -يَرْوِي عَنْ: يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى- وَأَبُو العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيّ، وَعُمَر بن عَلَّك المروزي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 137"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 289"، والعبر "2/ 205"، وميزان الاعتدال "1/ 46"، ولسان الميزان "1/ 77"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 306".

المحاربي والوراق

المحاربي والوراق: 2885- المحاربي 1: الشَّيْخُ المُحَدِّث المُعَمَّر، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِم بنِ زَكَرِيَّا المُحَارِبِيُّ، الكُوْفِيُّ، السُّوْدَانِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِي كُرَيْبٍ مُحَمَّدِ بنِ العَلاَءِ -وَهُوَ آخرُ أَصْحَابه- وَسُفْيَان بن وَكِيْع، وَهِشَام بن يونس، وحسين بن نصر ابن مُزَاحِم، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الجُعْفِيّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ حَمَّاد الحَافِظ: تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَة سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، قَالَ: مَا رُؤي لَهُ أَصلٌ قَطُّ، وَحضرتُ مَجْلِسه، وَكَانَ ابْنُ سَعِيْد يَقْرَأُ عَلَيْهِ كتَاب "النَّهْي"، عَنْ حُسَيْن بنِ نَصْر بن مُزَاحِم، قَالَ: وَكَانَ يُؤمن بِالرَّجعَة. وَمَاتَ مَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حجَّاج الرِّشْدِينِيّ، وَأَبُو ذرٍّ أَحْمَد بن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي. 2886- الوراق 2: المُحَدِّثُ الإِمَامُ الحُجَّةُ، أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ العَبَّاسِ بنِ عُمَرَ بنِ مِهرَانَ البَغْدَادِيُّ، الوَرَّاقُ. سَمِعَ: الحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ، وَالزُّبَيْرَ بنَ بَكَّارٍ، وَعَلِيَّ بنَ حَرْبٍ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدٌ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَعِيْسَى ابْنُ الوَزِيْرِ، وَأَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ. وَتُوُفِّيَ رَاجِعاً مِنَ الحَجّ فِي الطَّرِيْق فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ نيَّفَ عَلَى الثَّمَانِيْنَ. أَخْبَرَنَا الأَبَرْقُوْهِيّ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ النَّقُّوْر، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الوَرَّاق، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي المُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّيْنَ إِلَى السَّبْعِيْنَ، وَأَقلُّهُم مَنْ يجوزُ ذَلِكَ" 3. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنِ ابن عرفة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 207"، وميزان الاعتدال "4/ 14"، ولسان الميزان "5/ 347"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 308". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 300"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 278". 3 حسن: أخرجه الترمذي "3550"، وابن ماجه "4236"، والحاكم "2/ 427"، والبيهقي "3/ 370" والخطيب في "تاريخ بغداد" "6/ 397" من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به. قلت: إسناده حسن، محمد بن عمرو، هو ابن علقمة الليثي، حسن الحديث. وقد تحرف عند الترمذي فقال عبد الرحمن بن محمد بن عمرو، وهو تصحيف. والصواب عبد الرحمن عن محمد بن عمرو.

نفطويه

2887- نفطويه 1: الإِمَامُ الحَافِظُ النَّحْوِيُّ العَلاَّمَةُ الأَخْبَارِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرَفَة بنِ سُلَيْمَانَ العَتَكِيُّ، الأَزْدِيُّ، الوَاسِطِيُّ، المَشْهُورُ بنِفْطَوَيْه، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. سَكَنَ بَغْدَاد، وَحَدَّثَ عَنْ: إِسْحَاقَ بنِ وَهْبٍ العلاَّفِ، وَشُعَيْب بن أَيُّوْبَ الصَّرِيفينِيِّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيِّ، وَأَحْمَد بن عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيِّ، وَدَاوُد بن عَلِيٍّ، وَعِدَّةٍ. وَأَخَذَ العَرَبِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الجَهْم، وَثَعْلَب وَالمُبَرِّد، وَتفقَّه عَلَى دَاوُد. حَدَّثَ عَنْهُ: المُعَافَى بنُ زَكَرِيَّا، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ حَيَّوَيْه، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَآخَرُوْنَ. ولد سنة أربع وأربعين ومائتين. وَكَانَ متضلِّعاً مِنَ الْعُلُوم، يُنكر الاشتقَاق وَيُحيله. وَمِنْ مَحْفُوْظه نقَائِض جَرِيْر وَالفَرَزْدَق، وَشعر ذِي الرُّمَّة. خَلَطَ نَحْو الكُوْفِيّين بِنَحْوِ البَصْرِيّين، وَصَارَ رَأْساً فِي رَأْي أَهْلِ الظَّاهِر. وَكَانَ ذَا سُنَّةٍ وَدينٍ وَفُتُوَّةٍ وَمُرُوءةٍ، وَحُسْنِ خُلُق، وَكَيْسٍ. وَلَهُ نَظْمٌ وَنثر. صَنّف "غَرِيْب القُرْآن"، وكتَاب "الْمقنع" فِي النَّحْوِ، وكتَاب "البَارِع"، و"تَارِيْخ الخُلَفَاء" فِي مُجَلَّدين وَأَشيَاء. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ زَيْدٍ الوَاسِطِيُّ المُتَكَلِّم يُؤذيه، وَهجَاهُ فَقَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ لاَ يَرَى فَاسِقاً ... فَلْيَجْتَنِبْ مِنْ أَنْ يَرَى نِفْطَوَيْه أَحْرقَهُ اللهُ بنِصْفِ اسْمِهِ ... وَصَيَّرَ البَاقِي صُرَاخاً عَلَيْهِ وَقَالَ أَيْضاً: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَنَاهَى فِي الجَهْلِ، فليَعرفِ الكَلاَمَ عَلَى مَذْهَب النَّاشئ، وَالفِقَة عَلَى مَذْهَب داود، والنحو على مذهب سيبَوَيْه. ثُمَّ يَقُوْلُ: وَقَدْ جَمَعَ هَذِهِ المذَاهب نفطويه، فإليه المنتهى.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 159"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 277"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "1/ 254"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 12"، والعبر "2/ 198"، وميزان الاعتدال "1/ 64"، ولسان الميزان "1/ 109"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 249"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 298".

ابن المغلس وابن مرداس

ابن المغلس وابن مرداس: 2888- ابن المغلس 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، فَقِيْه العِرَاقِ، أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ اللهِ ابنُ المُحَدِّثِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ المُغَلِّسِ البَغْدَادِيُّ، الدَّاوُوْدِيُّ، الظَّاهِرِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. حَدَّثَ عَنْ: جَدِّهِ، وَجَعْفَر بنِ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِر، وَأَبِي قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيّ، وَإِسْمَاعِيْل القَاضِي، وَطَبَقَتهِم. وَتفقَّه عَلَى: أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ، وَبَرَعَ وَتَقَدَّم. أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو المُفَضَّل الشَّيْبَانِيُّ وَنَحْوهُ. وَعَنْهُ انْتَشَر مَذْهَب الظَّاهِريَّة فِي البِلاَد، وَكَانَ مِنْ بحور العِلْم، حَمَلَ عَنْهُ تلمِيذُهُ حَيْدَرَة بنُ عمر، والقاضي عبد الله بن محمد ابن أُخْت وَليد قَاضِي مِصْرَ، وَالفَقِيْه عَلِيّ بنُ خَالِدٍ البَصْرِيُّ، وَطَائِفَةٌ. وَله مِنَ التَّصَانِيْف: كتَاب "أَحْكَام القُرْآن"، وكتَاب "المُوَضّح" فِي الفِقْه، وكتَاب "الْمُبْهِج"، وكتَاب "الدَّامغ" فِي الرَّدِّ عَلَى مَنْ خالفه وغير ذلك. مَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ عن نيف وستين سنة. 2889- ابن مرداس: المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مِرْدَاسٍ التَّمِيْمِيُّ، الهَمَذَانِيُّ، ابْنُ أَبِي الحِتِّي. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْد الهَمْدَانِيّ، وَالمَرَّار بن حَمُّوَيْه، وَأَحْمَد بن بُدَيل، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ عِصَام، وَعِدَّةٍ. قَالَ صَالِح: سَمِعْتُ مِنْهُ مَعَ أَبِي، وَهُوَ صدوق. مات في ربيع الأول سنة 322.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 385"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 286"، والعبر "2/ 201"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 259"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 302".

القمودي وابن فطيس

القمودي وابن فطيس: 2890- القمودي: الإِمَامُ زَاهِد المَغْرِب، أَبُو جَعْفَرٍ القَمُّوديُّ السُّوْسِيُّ. كَانَ سَيِّداً عَابداً مُنْقَطِعَ القَرِين، عَبَدَ رَبّهُ حَتَّى صَارَ كَالشَّن البَالِي، وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَل، وَكَانَ مِنْ أَحْلَمِ النَّاس، يدعُو لِمَنْ يُؤذيه. سَكَنَ سُوْسَة وَعُمِّر، وَعَاشَ أَربعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَخَلَّفَ وَلَدَيْنِ، لاَ بَلْ مَاتَا قبلَه. مَاتَ بسُوسَة، فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ. وَله تَرْجَمَةٌ في ورقات في أحواله ومناقبه. 2891- ابن فُطَيس 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ النَّاقِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَدِّثُ الأَنْدَلُسِ، مُحَمَّدُ بنُ فُطَيْسِ بنِ وَاصِل بنِ عَبْدِ اللهِ الغَافِقِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، الإِلْبِيْرِيُّ. مولدُهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ: أَبَان بنَ عِيْسَى، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ العُتْبِيَّ الفَقِيْه، وَابْنَ مُزَين مِنْ عُلَمَاء الأَنْدَلُس. قَالَ ابْنُ الفَرَضِي فِي "تَارِيْخِهِ": ارْتَحَلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. فسَمِعَ مَنْ: يُوْنُس بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَأَخَذَ بِإِفْرِيْقِيَّةَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيِّ الحَافِظ، وَشجرَة بن عِيْسَى، وَيَحْيَى بنِ عَوْنٍ، وَأَكْثَرَ عَنْ أَهْل الْحرم، وَمِصْرَ، وَالقَيْرَوَان، وَتفقَّه بِالمُزَنِيّ، وَأَدخل الأَنْدَلُس عِلْماً غزيراً. وَكَانَ بَصِيْراً بِفقه مَالِك. وَكَانَ يَقُوْلُ لقيتُ فِي رِحْلَتِي مَائَتَي شَيْخ مَا رَأَيْتُ فِيهِم مِثْل ابْن عَبْدِ الحَكَمِ. قَالَ ابْنُ الفَرَضِيّ وَغَيْرهُ: صَارت إِلَيْهِ الرِّحلَة مِنَ البِلاَد، وَعُمِّرَ دَهْراً. وَصَنَّفَ: كتَاب "الرَّوع وَالأَهوَال"، وكتَاب "الدُّعَاء". وَكَانَ ضَابطاً نَبِيْلاً صدوقًا. حَدَّثَنَا عَنْهُ غَيْرُ وَاحِد. وَتُوُفِّيَ: فِي شَوَّالٍ، سنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: عُمِّر تسعين عامًا.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 792"، والعبر "2/ 177"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 283".

محمد بن حمدويه

2892- محمد بن حمدويه 1: ابن سهل، الإِمَامُ، الحَافِظُ المُتْقِنُ، أَبُو نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ الفَازِيُّ -بِالفَاء مِنْ أَهْلِ قريَة فَاز، وَبَعْضُهُم يَقُوْلُ: الغَازِي. يَرْوِي عَنْ: سُلَيْمَانَ بنِ معْبَد السِّنْجِيِّ، وَمَحْمُوْد بن آدَمَ، وَسَعِيْد بن مَسْعُوْدٍ، وَأَبِي الموجَّه مُحَمَّد بن عَمْرٍو، وَعَبْد اللهِ بن عَبْدِ الوَهَّابِ، وَطَبَقَتهِم. حَدَّثَ بِمَرْو، وَبِبَغْدَادَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرٍو بنُ حَيّوَيْه، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَيُوْسُفُ القَوَّاس، وَأَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ السَّلِيْطِيُّ، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ العَلَوِيّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ جَامِع الدَّهَّان، وَآخَرُوْنَ. قَالَ البَرْقَانِيّ: حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوَيْه المَرْوَزِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الفَضْلِ بنِ طَاهِر: ثِقَتَانِ نَبِيْلاَن حَافِظَان. قُلْتُ: يُقَال: مَاتَ أَبُو نَصْرٍ الفَازِي الغَازِي المُطَّوِّعِيّ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَالأَصحُّ وَفَاته عَلَى مَا نَقله الحَافِظ غُنْجَار، أَنَّهُ سَمِعَ عثمان بن مُحَمَّد بن حَمْدُوَيْه المَرْوَزِيَّ يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ أَبِي بِمَرْوَ سَنَة تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ السَّمْعَانِيّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ الصَّفَّار، أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عِمْرَان الصُّوْفِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ العَلَوِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّد ابن حَمْدُوَيْه الغَازِي، حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ آدَمَ المَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِع بن أَبِي رَاشِد، عَنْ أَبِي وَائِل قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ لعَبْدِ اللهِ: عكوَفاً بَيْنَ دَارك، وَدَار أَبِي مُوْسَى، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ اعتكَاف إلَّا فِي المَسَاجِدِ الثَّلاَثَة". فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَعَلَّك نسيتَ وحفظوا، وأخطأت، وأصابوا2 صحيح غريب عال.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 325"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 843"، والعبر "2/ 218"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 323". 2 صحيح: أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" "336" من طريق محمد بن الفرج -وهو صدوق- والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" "2771"، من طريق هشام بن عمار، والبيهقي "4/ 316" من طريق محمود بن آدم "ثلاثتهم" عن سفيان بن عيينة، عَنْ جَامِع بن أَبِي رَاشِد، عَنْ أَبِي وائل، به. قلت: إسناده صحيح. وقول ابن مسعود ليس نصا في تخطئته لحذيفة في روايته للفظ الحديث، بل لعله خطأه في استدلاله به على العكوف الذي أنكره حذيفة؛ لاحتمال أن يكون معنى الحديث عند ابن مسعود: لا اعتكاف كاملا كقوله -صلى الله عليه وسلم: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له"، والله تعالى أعلم.

برداعس

2893- برداعس 1: الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ بَرَكَةَ بنِ الحَكَمِ بنِ إِبْرَاهِيْمٌ اليَحْصبِيُّ، القِنَّسْرِينِيُّ، الحَلَبِيُّ، وَلقبه بِرْدَاعِسُ. حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بن شَيْبَان -صَاحِبِ ابْن عُيَيْنَةَ، وَمُحَمَّد بن عَوْف الحِمْصِيّ، وَيُوْسُفُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مُسَلَّمٍ، وَهِلاَلُ بنُ العَلاَءِ، وَأَمثَالِهم. حَدَّثَ عَنْهُ: عُثْمَان بنُ خُرَّزاذ -أَحَدُ شُيُوْخِهِ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ الرَّبَعِيّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيّ، والمَيَانَجِيّ، وَابْنُ المُقْرِئ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الحَلَبِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي الْحَدِيد، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: كَانَ حَافِظاً. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: رَأَيْتهُ حَسَنَ الحِفْظ. وَرَوَى حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ، عَنِ الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ: هُوَ ضَعِيْفٌ. تُوُفِّيَ برداعس سنة سبع وعشرين وثلاث مائة. أخبرنا جَمَاعَةٌ إِجَازَةً عَنِ المُؤَيَّد بن الأُخوَة، أَخْبَرَنَا سَعْد بن أَبِي الرَّجَاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الثَّقَفِيُّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ الحُسَيْنِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بَرَكَةَ أَبُو بَكْرٍ الحَافِظ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ هَاشِم الأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ نِكَاحَ إلَّا بولي" 2. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ القَاسِمِ الكَوْكَبِيُّ، وَالوَزِيْر أَبُو الفَتْحِ الفَضْل بن جَعْفَرِ بنِ حِنزَابَة، وَالحَافِظ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الخَرَائِطِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي حَاتِمٍ الإِمَام، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوَيْه المَرْوَزِيُّ الفازي.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 810"، والعبر "2/ 208"، وميزان الاعتدال "3/ 489"، ولسان الميزان "5/ 91"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 309". 2 صحيح لغيره: أخرجه الطيالسي "523"، وأبو داود "2085"، والترمذي "1101"، وابن ماجة "1881"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "3/ 9"، والحاكم "2/ 169 و171"، وابن الجارود "701" و"704"، والبيهقي "7/ 107 و108 و109" من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، به مرفوعا. وورد من حديث ابن عباس: عند أحمد "1/ 250"، وابن ماجه "1880"، والدارقطني "3/ 221-222"، والطبراني في "الكبير" "11/ 11298 و11343 و11944"، والبيهقي "7/ 109-110".

أحمد بن بقي وأبو صالح

أحمد بن بقي وأبو صالح: 2894- أحمد بن بقي 1: ابن مَخْلَدٍ، أَبُو عُمَرَ القُرْطُبِيُّ. كَبِيْرُ عُلَمَاءِ الأَنْدَلُسِ، وَقَاضِي قُرطبَةَ. قَالَ القَاضِي عِيَاض: سَمِعَ أَبَاهُ خَاصَّةً. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ وَقُوْراً حليماً كَثِيْرَ التِّلاَوَة ليلاً وَنهَاراً، قويَّ المَعْرِفَة بِاخْتِلاَف العُلَمَاء، وَلِي القَضَاء عَشْرَة أَعْوَام مَا ضَرَبَ فِيْهَا -فِيْمَا قِيْلَ- سِوَى وَاحِدٍ مجمعٍ عَلَى فِسْقِهِ، وَكَانَ يتوقَّفُ وَيتثبَّتُ، وَيَقُوْلُ: التَّأَنِي أَخلصُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا أَشكلَ عَلَيْهِ أَمرُ حَدِيْث حُويّصَة وَمُحَيِّصَة، وَدَى القَتِيلَ مِنْ عِنْدِهِ. وَكَانَ النَّاصرُ لِدِيْنِ اللهِ يحترمُه وَيبجِّلُه. تُوُفِّيَ عَلَى القَضَاءِ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَفِي ذُرِّيَّته أَئِمَّةٌ وَفضلاَء، آخرهُم أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ بَقِيِّ، بَقِيَ إِلَى سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتّ مائة. 2895- أبو صالح 2: هُوَ الزَّاهِد العَابِدُ شَيْخُ الفُقَرَاء بِدِمَشْقَ، أَبُو صَالِحٍ مُفْلحُ، صَاحِبُ المَسْجَدِ الَّذِي بِظَاهِرِ بَابِ شَرْقِي، وَبِهِ يُعرف، وَقَدْ صَارَ ديراً لِلْحَنَابِلَة. صحب أَبَا بَكْرٍ بنَ سَيِّد حَمْدُوَيْه. حكَى عَنْه: موحّد بن إِسْحَاقَ، وَعَلِيّ بن القُجّة، وَمُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ الدُّقِيّ. وَقَدْ سَاحَ بلُبْنَان فِي طَلَبِ العُبَّاد. وَحَكَى: أَنَّهُ رَأَى فِي جبل اللُّكَّام فَقِيْراً عَلَيْهِ مُرَقَّعَة، فَقَالَ: مَا تصنعُ هُنَا؟ قَالَ: أَنظر وَأَرعَى. قُلْتُ: مَا أَرَى بَيْنَ يَديك شَيْئاً؟ قَالَ: فتغيَّر، وَقَالَ أَنظرُ خواطرِي، وَأَرعَى أَوَامر رَبِّي. مَاتَ سنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَهُ ابْنُ زَبْرٍ فِي "الوفيات".

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 283"، والعبر "2/ 200"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 301". 2 ترجمته في العبر "2/ 224"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 275"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 328".

الأشعري

2896- الأشعري 1: العَلاَّمَةُ إِمَامُ المُتَكَلِّمِين، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي بِشْرٍ إِسْحَاقَ بنِ سَالِمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى ابنِ أَمِيْر البَصْرَةِ بِلاَلِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ ابْنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي مُوْسَى عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ بنِ حَضَّارٍ الأَشْعَرِيُّ، اليَمَانِيُّ، البَصْرِيُّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقِيْلَ: بَلْ وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ. وَأَخَذَ عَنْ: أَبِي خَلِيْفَة الجُمَحِيِّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الجُبَّائِيّ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيِّ، وَسَهْلِ بن نُوْح، وَطَبَقَتِهِم، يَرْوِي عَنْهُم بِالإِسْنَاد فِي تَفْسِيْره كَثِيْراً. وَكَانَ عجباً فِي الذَّكَاء، وَقوَة الفهمِ. وَلَمَّا بَرَعَ فِي مَعْرِفَةِ الاعتزَال، كرِهه وَتبرَّأَ مِنْهُ، وَصَعِدَ لِلنَّاسِ، فتَابَ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْهُ، ثُمَّ أَخذ يُردُّ عَلَى المُعْتَزِلَة، وَيهتِك عِوَارَهُم. قَالَ الفَقِيْه أَبُو بَكْرٍ الصَّيْرَفِيُّ: كَانَتِ المُعْتَزِلَةُ قَدْ رفعُوا رُؤُوْسهُم، حَتَّى نشَأَ الأَشْعَرِيُّ فحجرهُم فِي أَقمَاع السِّمْسِم. وَعَنِ ابْنِ البَاقلاَنِيِّ قَالَ: أَفْضَل أَحْوَالِي أَنْ أَفهَمَ كَلاَمَ الأَشْعَرِيّ. قُلْتُ: رَأَيْتُ لأَبِي الحَسَن أَرْبَعَة توَالِيف فِي الأُصُوْل يذكرُ فِيْهَا قوَاعدَ مَذْهَبِ السَّلَف فِي الصِّفَات، وَقَالَ فِيْهَا: تُمَرُّ كَمَا جَاءت. ثُمَّ قَالَ: وَبِذَلِكَ أَقُول، وَبِهِ أَدين، وَلاَ تُؤوَّل. قُلْتُ: مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حطَّ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الحَنَابِلَة وَالعُلَمَاء. وَكُلُّ أَحَدٍ فُيُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ، إلَّا مَنْ عصم الله تعالى اللهم اهدنا، وارحمنا. وَلأَبِي الحَسَنِ ذكَاءٌ مُفْرِط، وَتبحُّر فِي العِلْمِ، وَلَهُ أَشيَاء حسنَة، وَتصَانيف جَمَّة تقضِي لَهُ بسعة العلم.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 346"، والأنساب للسمعاني "1/ 273"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 332"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 429"، والعبر "2/ 202"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 259"، وشذرات الذهب "2/ 303".

أَخَذَ عَنْهُ أَئِمَّةٌ مِنْهُم: أَبُو الحَسَنِ البَاهِلِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ الكِرْمَانِيُّ، وَأَبُو زَيْد المَرْوَزِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مُجَاهِد البَصْرِيّ، وَبُنْدَار بن الحُسَيْنِ الشِّيرَازِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ العِرَاقِيُّ، وَزَاهِر بن أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ، وَأَبُو سَهْلٍ الصُّعْلُوكِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ الكَوَّاز الشِّيرَازِيُّ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ فِي كتَاب "العُمَد فِي الرُّؤْيَة" لَهُ: صَنَّفْتُ "الْفُصُول فِي الرَّدِّ عَلَى الملحدينَ" وَهُوَ اثْنَا عَشرَ كِتَاباً، وكتَاب "الْمُوجز"، وكتَاب "خَلْق الأَعمَال"، وكتَاب "الصِّفَات"، وَهُوَ كَبِيْر، تكلَّمنَا فِيْهِ عَلَى أَصنَافِ المُعْتَزِلَة وَالجَهْمِيَّة، وكتَاب "الرُّؤْيَة بِالأَبصَار"، وكتَاب "الخَاص وَالعَام"، وكتَاب "الرَّدّ عَلَى المجسِّمَة"، وكتَاب "إِيضَاح البرهَان"، وكتَاب "اللُّمَع فِي الرّدِّ عَلَى أَهْلِ البِدَع"، وكتَاب "الشَّرح وَالتَّفصيل"، وكتَاب "النَّقض عَلَى الجُبَائِيّ"، وكتَاب "النَّقْض عَلَى البَلْخِيّ"، وكتَاب "جمل مقَالاَت الْمُلْحِدِينَ"، وَكتَاباً فِي الصِّفَات هُوَ أَكْبَر كتبنَا، نقضنَا فِيْهِ مَا كُنَّا أَلَّفنَاهُ قَدِيْماً فيها على تصحيح مذهب المعتزلة، لَمْ يُؤلَّف لَهُم كِتَاب مثلُه، ثُمَّ أَبَان الله لَنَا الحَقَّ فَرَجَعْنَا. وكتَاباً فِي "الرّدّ عَلَى ابْنِ الرَّاوَنْدِيِّ"، وكتَاب "القَامع فِي الردّ عَلَى الخَالديّ"، وكتَاب "أَدب الجَدَل"، وكتَاب "جَوَاب الخُرَاسَانيَّة"، وكتَاب "جَوَاب السِّيْرَافيين"، و"جَوَاب الجُرْجَانيين"، وكتَاب "المَسَائِل المنثَوْرَة البَغْدَادِيَّة"، وكتَاب "الفنُوْنَ فِي الرّدِّ عَلَى المُلْحدين"، وكتَاب "النَّوَادر فِي دقَائِق الكَلاَم" وكتَاب "تَفْسِيْر القُرْآن". وَسَمَّى كتباً كَثِيْرَةً سِوَى ذَلِكَ. ثُمَّ صَنَّفَ بَعْد "العُمد" كتباً عِدَّةً سمَّاهَا ابْنُ فُورَك هِيَ فِي "تَبْيِين كذب المفترِي". رَأَيْتُ لِلأَشعرِيّ كلمَة أَعجبتَنِي وَهِيَ ثَابِتَة رَوَاهَا البَيْهَقِيّ، سَمِعْتُ أَبَا حَازِم العَبْدَوِيَّ، سَمِعْتُ زَاهِر بن أَحْمَدَ السَّرَخْسِيّ يَقُوْلُ: لَمَّا قَرُبَ حُضُوْرُ أَجل أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيِّ فِي دَارِي بِبَغْدَادَ، دعَانِي فَأَتَيْتُه، فَقَالَ: اشهدْ عليَّ أَنِّي لاَ أَكفِّر أَحَداً مِنْ أَهْلِ القِبْلَة، لأَنَّ الكلَّ يُشيَرَوْنَ إِلَى معبودٍ وَاحِد، وَإِنَّمَا هَذَا كُلُّه اخْتِلاَف العِبَارَات. قُلْتُ: وَبنحو هَذَا أَدين، وَكَذَا كَانَ شَيْخُنَا ابْنُ تيمِيَّة فِي أَوَاخِرِ أَيَّامه يَقُوْلُ: أَنَا لاَ أَكفر أَحَداً مِنَ الأُمَّة، وَيَقُوْلُ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يحافظ عى الْوضُوء إلَّا مُؤْمِنٌ" 1 فَمَنْ لاَزَمَ الصَّلَوَاتِ بوضوءٍ فهو مسلم.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 276 و277 و282"، وابن ماجه "277"، والدارمي "1/ 168"، والحاكم "1/ 130"، من طريق سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان مرفوعا بلفظ: "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن". قلت: إسناده ضعيف، لانقطاعه بين سالم بن أبي الجعد وثوبان فإنه لم يدركه، كما نقل الحافظ العلائي في جامع التحصيل عن الترمذي في "العلل" عن البخاري. وقال أحمد بن حنبل: لم يلق ثوبان بينهما معدان بن أبي طلحة. لكن أخرجه أحمد "5/ 282"، والدارمي "1/ 168"، وابن حبان "164"، من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا ابن ثوبان قال: حدثني حسان بن عطية أن أبا كبشة السلولي حدثه أنه سمع ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سددوا وقاربوا وخير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن"، وإسناده حسن. وله طريق آخر عند أحمد "5/ 208". وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو: عند ابن ماجه "278". وشاهد آخر من حديث أبي أمامة: عند ابن ماجة "279".

وَقَدْ أَلَّف الأهْوَازِيّ جُزْءاً فِي مثَالب ابْنِ أَبِي بِشْر، فِيْهِ أَكَاذيب. وَجَمَعَ أَبُو القَاسِمِ فِي مَنَاقِبه فَوَائِد بَعْضهَا أَيْضاً غَيْرُ صَحِيْحٍ، وَلَهُ المُنَاظَرَةُ المَشْهُوْرَةُ مَعَ الجُبَّائِي فِي قَوْلِهِم: يَجِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يَفْعَل الأَصلحَ، فَقَالَ الأَشْعَرِيُّ: بَلْ يَفْعَلُ مَا يشَاء، فَمَا تَقُولُ فِي ثَلاَثَةٍ صِغَار: مَاتَ أَحَدهُم وَكَبُرَ اثْنَانِ، فَآمن أَحَدُهُم، وَكَفَرَ الآخر، فَمَا العِلَّةُ فِي اخترَام الطِّفْلِ؟ قَال: لأَنَّه تَعَالَى عَلِمَ أَنَّهُ لَوْ بَلَغَ لكَفَر، فَكَانَ اخترَامُه أَصلح لَهُ. قَالَ الأَشْعَرِيُّ: فَقَدْ أَحيَا أَحَدهُمَا فكفَرَ. قَالَ: إِنَّمَا أَحيَاهُ لِيَعْرِضَهُ أَعْلَى المرَاتب. قَالَ الأَشْعَرِيُّ: فَلِمَ لاَ أَحيَا الطِّفْل لِيَعْرِضَهُ لأَعْلَى المرَاتب؟ قَالَ الجُبَّائِي: وَسوست. قَالَ: لاَ وَاللهِ، وَلَكِنْ وَقَفَ حِمَار الشَّيْخ. وَبَلَغَنَا أَنَّ أَبَا الحَسَنِ تَابَ وَصَعِدَ مِنْبَر البَصْرَة، وَقَالَ: إِنِّيْ كُنْتُ أَقُول: بِخَلْقِ القُرْآنِ، وَأَنَّ اللهَ لاَ يُرَى بِالأَبصَار، وَأَنَّ الشَّرَّ فِعْلِي لَيْسَ بقدرٍ، وَإِنِّيْ تَائِبٌ مُعتقدٌ الرّدَّ عَلَى المُعْتَزِلَة. وَكَانَ فِيْهِ دُعَابَة وَمزح كَثِيْر. قَالَهُ ابْنُ خِلِّكَانَ. وَأَلَّف كُتُباً كَثِيْرَةً، وَكَانَ يقنَع بِاليَسِيْر، وَلَهُ بَعْضُ قرية من وقف جدهم الأَمِيْرِ بلاَلِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ. وَيُقَالُ: بَقِيَ إلى سنة ثلاثين وثلاث مائة.

البربهاري

2897- البربهاري 1: شَيْخُ الحَنَابِلَة القُدْوَة الإِمَامُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ البَرْبهَارِيُّ، الفَقِيْه. كَانَ قوَّالاً بِالْحَقِّ، دَاعِيَةً إِلَى الأَثر، لاَ يَخَافُ فِي الله لومَةَ لاَئِم. صَحِبَ المَرُّوْذِيَّ، وَصَحِبَ سَهْل بن عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيَّ. فَقِيْلَ: إِنَّ الأَشْعَرِيَّ لَمَّا قَدِمَ بَغْدَادَ جَاءَ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ البَرْبَهَارِيِّ، فجَعَلَ يَقُوْلُ: رددتُ عَلَى الجُبَّائِيّ، رددْتُ عَلَى المَجُوْس، وَعَلَى النَّصَارَى. فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: لاَ أَدْرِي مَا تَقُولُ، وَلاَ نعرِفُ إلَّا مَا قَالَه الإِمَامُ أَحْمَد. فَخَرَجَ وَصَنَّفَ "الإبانة" فلم يقبل منه. وَمِنْ عبارَة الشَّيْخِ البَرْبَهَارِيِّ، قَالَ: احذرْ صِغَار المُحدَثَاتِ مِنَ الأُمُور، فَإِنَّ صِغَارَ البِدَع، تعُودُ كِباراً، فَالكَلاَمُ فِي الرَّبِّ -عَزَّ وَجَلَّ- مُحدَثٌ وَبِدْعَة وَضَلاَلَة، فَلاَ نتكلَّم فِيْهِ إلَّا بِمَا وَصفَ بِهِ نَفْسَه، وَلاَ نَقُوْلُ فِي صِفَاته: لِمَ؟ وَلاَ كَيْفَ؟ وَالقُرْآن كَلاَمُ اللهِ، وَتنَزِيْلُه وَنورُه لَيْسَ مخلوقاً، وَالمِرَاءُ فِيْهِ كُفْر. قَالَ ابْنُ بَطَّة: سَمِعْتُ البَرْبَهَارِيَّ يَقُوْلُ: المُجَالَسَةُ لِلْمنَاصحَةِ فَتْحُ بَابِ الفَائِدَة، وَالمُجَالَسَةُ لِلْمُنَاظَرِة غَلْقُ بَابِ الفَائِدَة. وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ لَمَّا أَخذ الحُجَّاجُ: يَا قَوْمُ إِنْ كَانَ يحتَاجُ إِلَى مَعُونَة مائَةِ أَلْفِ دِيْنَار، وَمائَةِ أَلْف دِيْنَار، وَمائَةِ أَلْف دِيْنَار -خَمْس مَرَّات- عَاونتُه. ثُمَّ قَالَ ابْنُ بَطَّة: لَوْ أَرَادَهَا لحصَّلَهَا مِنَ النَّاس. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَرَّاءِ: كَانَ لِلْبَرْبَهَارِيِّ مُجَاهِدَاتٌ وَمَقَامَات فِي الدِّين، وَكَانَ المخَالفون يُغلِظُون قلب السُّلْطَان عَلَيْهِ. فَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ أَرَادُوا حَبْسَه، فَاخْتَفَى. وَأُخِذَ كِبَارُ أَصْحَابِهِ، وَحُمِلُوا إِلَى البَصْرَةِ. فَعَاقب الله الوَزِيْر ابْنَ مُقْلَة، وَأَعَاد الله البَرْبَهَارِيَّ إِلَى حشمته، وَزَادت، وَكَثُرَ أَصْحَابُه. فَبَلغنَا أَنَّهُ اجتَازَ بِالجَانب الغربِي، فعَطَس فَشَمَّتَه أَصْحَابُه، فَارْتَفَعَتْ ضجَّتُهم، حَتَّى سَمِعَهَا الخَلِيْفَةُ، فَأُخبر بِالحَال، فَاسْتهولهَا، ثُمَّ لَمْ تزلِ المُبتدعَةُ تُوحِش قلبَ الرَّاضِي، حَتَّى نُوديَ فِي بَغْدَاد: لاَ يَجْتَمِع اثْنَانِ مِنْ أَصْحَابِ البَرْبَهَارِيّ، فَاخْتَفَى، وَتُوُفِّيَ مستتراً فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فَدُفِنَ بِدَار أُخْت توزون فَقِيْلَ: إِنَّهُ لمَّا كُفَّن، وَعِنْدَهُ، الخَادِم، صَلَّى عَلَيْهِ وَحدَهُ، فَنَظَرتْ هِيَ مِنَ الرَّوْشَن، فرأَت البَيْت ملآنَ رجَالاً فِي ثِيَاب بيض، يُصلُّوْنَ عَلَيْهِ، فَخَافتْ وَطلبت الخَادِم، فحلَفَ أَنَّ البَابَ لَمْ يُفتحْ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ ترَكَ مِيرَاثَ أَبِيْهِ توَرُّعاً، وَكَانَ سَبْعِيْنَ أَلْفاً. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن عثمان، وَابْن بَطَّة، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ سَمعُوْنَ فروِيَ عَنِ ابْنِ سمعُوْنَ، أَنَّهُ سَمِعَ البَرْبَهَارِيَّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ بِالشَّامِ رَاهباً فِي صومَعَة حَوْلَهُ رهبَانٌ يتمسَّحُوْنَ بِالصَّوْمعَة، فَقُلْتُ لحدَثٍ مِنْهُم: بِأَيِّ شَيْءٍ أُعْطِيَ هَذَا؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مَتَى رَأَيْتَ اللهَ يُعطِي شَيْئاً عَلَى شَيْءٍ؟ قُلْتُ: هَذَا يحتَاج إِلَى إِيضَاح، فَقَدْ يُعطِي اللهُ عبدَه بِلاَ شَيْء، وَقَدْ يُعْطِيه عَلَى شَيْءٍ، لَكِنَّ الشَّيْءَ الَّذِي يُعْطِيه الله عبدَه، ثُمَّ يثيبُه عَلَيْهِ هُوَ مِنْهُ أَيْضاً. قَالَ -تَعَالَى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: 43] . وفِي "تَارِيْخ مُحَمَّدِ بنِ مَهْدِيّ" أَنَّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ أوقع بِأَصْحَاب البَرْبَهَارِي فَاسْتترَ، وَتُتُبِّع أَصْحَابُه وَنُهبتْ منَازِلهُم، وَعَاشَ سَبْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ قَدْ تَزَوَّجَ بجارية.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 323"، والعبر "2/ 216"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 319".

عبد الله بن أحمد

2898- عبد الله بن أحمد: ابن يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَيَّانَ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، البَارِعُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ، الجَعْفَرِيُّ مَوْلاَهُمُ، الهَمَذَانِيُّ، أَحَدُ الأَعلاَم، إِمَامُ جَامِعِ هَمَذَان. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ عِمْرَان بنِ حَبِيْب، وَإِبْرَاهِيْمَ بن دَيْزِيل، وَأَحْمَد بنِ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيِّ، وَعُبَيْد بن شَرِيْك البَزَّار، وَمُحَمَّد بن إِدْرِيْسَ بنِ الجُنَيْدِ الحَافِظ، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيِّ، وَيَحْيَى بن عَبْدِ اللهِ الكَرَابِيْسِيّ، وَالحُسَيْن بن الحكم الكوفي، وطبقتهم. رَوَى عَنْهُ: القَاسِمُ بنُ أَبِي صَالِحٍ، وَأَبُو عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ سَعِيْدٍ، وَالقُدَمَاء. ذكره صَالِح بنُ أَحْمَدَ فَقَالَ: رَوَى عَنْهُ الكِبَار، وَحضَرْتُ مَجْلِسَه، وَلَمْ أَعتدَّ بِذَلِكَ، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً حَافِظاً فَاضِلاً وَرِعاً، يُحسِن هَذَا الشَّأْن. سَمِعْتُ القَاسِمَ بنَ أَبِي صَالِحٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ زَيْدَ بنَ نَشِيط يَقُوْلُ: مَا أُشْبِّه حفظَ هَذَا الصَّبيّ إلَّا بِحِفْظ المَشَايِخ القُدَمَاء. وَقَالَ أَبُو قطن: كَانَ عَبْدُ اللهِ الذَّهب المصفَّى، لَمْ يَكُنْ ببلدنَا فِي أَيَّامِه أَحفَظ مِنْهُ. قَالَ صَالِح: مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ، رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ قَبْل أَوَان الرِّوَايَة، فَلَمْ يُنشرْ لَهُ كَبِيْرُ شَيْء، رحمه الله.

الخاقاني وتكين

الخاقاني وتكين: 2899- الخاقاني 1: الإمام المقرىء المُحَدِّثُ، أَبُو مُزَاحمٍ مُوْسَى بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ خَاقَانَ الخَاقَانِيُّ، الحَافِظُ البَغْدَادِيُّ، ولد الوزير، وأخو الوزير. سَمِعَ: عَبَّاساً الدُّوْرِيّ، وَأَبَا قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ المَرُّوْذِيّ، وَطَبَقَتَهُم. وَكَانَ حَاذِقاً بحرْف الكِسَائِيّ، تَلاَ بِهِ عَلَى الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ تِلْمِيْذ الدُّوْرِيّ. تَلاَ عَلَيْهِ: أَحْمَد بن نَصْرٍ الشَّذَائِيّ، وَأَبُو الفَرَجِ الشَّنَبُوذِيُّ، وَغيرُهُمَا. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، وَابْنُ أَبِي هَاشِم، وَأَبُو عُمَرَ بنُ حَيَّوَيْه، وَابْنُ شَاهِيْنٍ، وَالمُعَافَى الجَرِيْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَجَمعَ فِي التَّجويد وَغَيْر ذَلِكَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً مِنْ أَهْلِ السُّنَّة. مَاتَ: فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَدْ ذَكَرْتُهُ فِي "طَبَقَات القراء". 2900- تكين 2: الملكُ أَبُو مَنْصُوْرٍ تِكينُ الخَاصَّةِ التُّرْكِيُّ، الخَزَرِيُّ، المعتضدي. وَلِي مِصْر سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَأَقَامَ بِهَا خَمْسَ سِنِيْنَ فِي رفعَة وَارتقَاء. ثُمَّ وَلِي دِمَشْقَ خَمْس سِنِيْنَ أَيْضاً. ثُمَّ أُعيد إِلَى وَلاَيَة دِيَار مِصْر، ثُمَّ عُزِلَ، ثُمَّ أُعيد فولِيهَا لِلْقَاهر بِاللهِ إِلَى أَنْ مَاتَ بِمِصْرَ فِي رَبِيْعِ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ ذَا هيبَةٍ وَشجَاعَة. رَوَى عَنْ: يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ القَاضِي. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ المَادَرَائِيُّ الوَزِيْر، وَنُقِلَ فَدُفِنَ ببيت المقدس.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 59"، والأنساب للسمعاني "5/ 22"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 292"، والعبر "2/ 205"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 261"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 307". 2 ترجمته في العبر "2/ 186"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 171"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 289".

ابن دريد

2901- ابن دريد 1: العَلاَّمَةُ شَيْخُ الأَدب أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ دُرَيْد بنِ عَتَاهِيَة، الأَزْدِيُّ البَصْرِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، تَنَقَّلَ فِي فَارس وَجزَائِرِ البَحْر يطلبُ الآدَابَ وَلسَانَ العَرَبِ، فَفَاقَ أَهْل زَمَانِهِ، ثُمَّ سَكَنَ بَغْدَاد. وَكَانَ أَبُوْهُ رَئِيْساً متموِّلاً. ولأبي بكر شعر جيد. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيِّ، وَأَبِي الفَضْل الرِّيَاشِيِّ، وَابْن أَخِي الأَصْمَعِيِّ، وَتَصَدَّرَ لِلإِفَادَة زمَاناً. أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ السِّيْرَافيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَان، وَأَبُو الفَرَجِ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَبُو عُبَيْد الله المرزباني، وإسماعيل ابن ميكال، وعيسى ابن الوَزِيْرِ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ الأَزْرَق: مَا رَأَيْتُ أَحفَظَ مِنِ ابْنِ دُرَيْد، وَلاَ رَأَيْتُهُ قُرِئَ عَلَيْهِ دِيْوَانٌ قَطُّ إلَّا وَهُوَ يسَابق إِلَى رِوَايته، يَحْفَظ ذَلِكَ. قُلْتُ: كَانَ آيَةً مِنَ الآيَات فِي قوَة الحِفْظ. قَالَ ابْنُ شَاهِيْنٍ: كُنَّا ندخلُ عَلَيْهِ فَنَسْتَحْيِي مِمَّا نَرَى مِنَ العِيدَانِ وَالشَّرَاب، وَقَدْ شَاخَ. وَقَالَ أَبُو مَنْصُوْرٍ الأَزْهَرِيُّ: دَخَلتُ فرَأَيْتُهُ سكرَانَ فَلَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تكلّمُوا فِيْهِ: وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَسَدِيُّ: كَانَ يُقَالُ: ابْنُ دُرَيْد أَعْلَمُ الشُّعرَاء، وَأَشعرُ العُلَمَاء. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ ثمان وتسعون سنة، عفا الله عنه. ورثَاهُ جَحْظَة فَقَالَ: فَقَدْتُ بِابْنِ دُرَيْدٍ كُلَّ فَائِدَةٍ ... لَمَّا غَدَا ثَالثَ الأَحجَارِ وَالتُّرَب وَكُنْتُ أَبكِي لفَقْدِ الجُودِ مُنْفَرِداً ... فَصِرْتُ أَبكِي لِفَقْدِ الجود والأدب

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "2/ 518"، وتاريخ بغداد "2/ 195"، والأنساب "5/ 305"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "18/ 127"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 261"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 637"، والعبر "2/ 187"، وميزان الاعتدال "3/ 520"، ولسان الميزان "5/ 132"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 240"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 289".

القاهر بالله

2902- القاهر بالله 1: الخَلِيْفَةُ أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ ابنُ المُعْتَضدِ بِاللهِ أَحْمَدَ ابنِ المُوَفَّقِ طَلْحَةَ بنِ المُتَوَكِّلِ. استُخْلِفَ سنَة عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَقت مَصْرع أَخِيْهِ المُقْتَدِر. وَكَانَ أَسمَرَ مربوعاً أَصْهبَ الشَّعر، طَوِيْلَ الأَنْفِ، فِيْهِ شرٌ وَجبروت وَطَيْشٌ. وَقَدْ كَانَ المُقْتَدِرُ خُلِعَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائة، فبايعوا القاهر هذا، وَحَكَمَ ثُمَّ تعصَّبَ أَصْحَابُ المُقْتَدِر لَهُ، وَأُعيد بَعْد قتل جَمَاعَة، مِنْهُم: أَبُو الهيجَاءَ بنُ حَمْدَانَ، وَعفَا المُقْتَدِرُ عَنْ أَخِيْهِ، وَحَضَرَ بَيْنَ يَدَيْهِ بَاكياً. فَقَالَ: يَا أَخِي، أَنْتَ لاَ ذنبَ لَكَ، ثُمَّ بايعُوهُ بَعْدَ المُقْتَدِر، فصَادَرَ حَاشيَةَ أَخِيْهِ وَعذَّبهُم، وَضَرَبَ أُمَّ المُقْتَدِرِ بِيَدِهِ، وَهِيَ عَلِيْلَة. ثُمَّ مَاتَتْ مُعلَّقَةً بحبلٍ، وَعذَّب أُمّ مُوْسَى القَهْرَمَانَة، وَبَالَغَ فِي الإِسَاءة، فنَفَرَتْ مِنْهُ القُلُوْبُ، وَطَلَبَ ابْنَ مقلَة مِنَ الأَهْوَاز وَاسْتوزَرَه، وَكَانَ قَدْ نُفِي. وَلَمْ يَكُنِ القَاهر متمكِّناً مِنَ الأُمُور، وَحكَمَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بنُ بُليق الرَّافضِيّ الَّذِي عزَمَ عَلَى سبِّ مُعَاوِيَة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَلَى المنَابِرِ. فَارتجَّتِ العِرَاق، وَقُبِضَ عَلَى شَيْخ الحنَابِلَة البَرْبَهَارِي، ثُمَّ قَويَ القَاهر وَنَهَبَ دُورَ مخَالفيه، وَطَيَّن عَلَى وَلد أَخِيْهِ المكْتَفِي بَيْنَ حَيْطَين، وَضَرَبَ ابْنَ بُلَيق وَسَجَنَهُ، ثُمَّ أَمَرَ بذبْحِهِ، وَبذَبح أَبِيْهِ، وَذَبَحَ بعدَهُمَا مُؤنِساً الكَبِيْرَ وَيُمناً وَابْنَ زيرك. وَبَذَلَ لِلْجُنْدِ العَطَاء، وَعَظُمَ شَأْنُه، وَنَادَى بتحريمِ الغِنَاء وَالخَمْر، وَكَسْر المَلاَهِي، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَشربُ المطبوخَ وَالسُّلاَفَ، وَيسكَر وَيسمعُ القينَات. وَاسْتَوْزَرَ غَيْرَ وَاحِدٍ، وَقَتَلَ أَبَا السَّرَايَا بنَ حَمْدَان، وَإِسْحَاقَ النُّوْبَخْتِي أَلقَاهُمَا فِي بِئْرٍ، وَطُمَّتْ لكونِهِمَا زَايدَاهُ فِي جَارِيَةٍ قَبْل الخِلاَفَة. وَبَقِيَ ابْنُ مُقْلَةَ فِي اختفَائِهِ يُرَاسل الجُنْدَ وَيَشْغَبُهُم عَلَى القَاهر، وَيَخْرُجُ مُتَنَكِّراً فِي زيِّ عجمِيٍّ، وَفِي زيٍّ شحَّاذ، وَأَعْطَى مُنَجِّماً ذَهباً ليَقُوْل لِلْقُوَّاد: عَلَيْكُم قطع مِنَ القَاهر، وَيُعْطِي دَنَانِيْرَ لمعبِّرِي الأَحلاَم، فإذا قص سيمَا منَاماً خَوَّفُوهُ مِنَ القَاهر جِدّاً. وَكَانَ رَأْسَ السَّاجيَّة فَأَضمر الشَّرّ، فَانتدَبَ طَائِفَةً لاغتيَاله وَبكَّرُوا، وَكَانَ نَائِماً بِهِ سُكْرٌ، وَهَرَبَ وَزِيْرُهُ وَحَاجِبُهُ، فَهجمُوا عَلَيْهِ بِالسُّيوفِ، فَهَرَبَ إِلَى سَطْحٍ، فَاسْتَتَرَ، ثُمَّ ظَفِرُوا بِهِ وَبِيَدِهِ سَيْفٌ مَسْلُول، فَقَالُوا: انزلْ، فَامْتَنَعَ فَقَالُوا: نَحْنُ عبيدُك، ثُمَّ فَوَّقَ وَاحِدٌ إِلَيْهِ سَهْماً وَقَالَ: انزلْ وَإِلاَّ قتلتك،

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "2/ 513"، وتاريخ بغداد "1/ 339"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 241"، والعبر "2/ 250"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 303"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 349".

فنزل، مسكوه فِي سَادِسِ جُمَادَى الآخِرَةِ. وَبَايعُوا الرَّاضِي بِاللهِ مُحَمَّدَ بنَ المُقْتَدِر، ثُمَّ خُلِعَ وَأَكحل بِمِسْمَار لسُوء سيرَته وَسَفكِهِ الدِّمَاء. وَكَانَتْ خِلاَفَتُه سنَةً وَنِصْفاً وَأُسبوعاً. قَالَ الصُّوْلِيُّ: كَانَ أَهوجَ، سفَّاكاً لِلدِّمَاء، كَثِيْرَ التَّلُوُّنَ، قَبِيح السِّيرَة، مدمِنَ الخَمْر، وَلَوْلاَ جَودَة حَاجِبه سلاَمَة لأَهلَكَ الحَرْثَ وَالنَّسل. وَكَانَ قَدْ صَنَعَ حَرْبَةً يحمِلهَا فَلاَ يطرحُهَا حَتَّى يقتُلَ إِنْسَاناً. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ: أَحضَرَنِي القَاهرُ يَوْماً وَبِيَدِهِ حَرْبَة، فَقُلْتُ: الأَمَانَ، قَالَ: عَلَى الصِّدْقِ، قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَسأَلك عَنْ خلفَاء بَنِي العَبَّاسِ؟ فَذَكَرْتُ لَهُ مِنْ أَحْوَالِهم، وَهُوَ يَسْأَل عَنْهُم وَاحِداً وَاحِداً فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ قَوْلَكَ، وَكَأَنِّيْ مشَاهدٌ القَوْمَ، وَقَامَ وَبِيَدِهِ الحَرْبَةُ، فَاسْتسلمتُ لِلْقَتْلِ، فَعَطَفَ إِلَى دُور الحُرَم. قَالَ المَسْعُوْدِيُّ: أَخذَ مِنْ مُؤْنِسٍ وَأَصْحَابِهِ أموالًا كثيرة. فلما خلع طُولِبَ بِهَا، فَأَنكَرَ، فَعُذِّبَ بِأَنْوَاع العَذَابِ، فَمَا أَقَرَّ بِشَيْءٍ، فَأَخَذَهُ الرَّاضِي بِاللهِ، فَقرَّبه وَأَدْنَاهُ، وَقَالَ: تَرَى مطَالبَةَ الجُنْدِ لَنَا، وَالَّذِي عِنْدَك لَيْسَ بنَافِعك، فَاعْتَرِفْ بِهِ، قَالَ: أَمَا إِذْ فعلت هَذَا، فَالمَالُ دفنتُهُ فِي البُسْتَانِ. وَكَانَ قَدْ أَنشَأ بُستَاناً فِيْهِ أَصنَافُ الثَّمَرِ، وَالقصر الَّذِي زخرفَه. فَقَالَ: وَفِي أَي مَكَان هُوَ؟ قَالَ: أَنَا مكفوفٌ وَلاَ أَهتدِي إِلَى البُقْعَةِ، فَاحفرِ البُسْتَان تجدْه فَحَفَرُوا البُسْتَانَ وَأَسَاس القصرِ، وَقلَعُوا الشَّجر فَلَمْ يُوجد شَيْء. فَقَالَ: وَأَيْنَ المَال؟ قَالَ: وَهَل عِنْدِي مَال؟! إِنَّمَا كَانَ حسرتِي فِي جُلوسكَ فِي البُسْتَانِ وَتنعُّمك فَفَجعْتُكَ بِهِ. فَأَبعَدَه وَحَبَسَهُ، فَأَقَامَ إِلَى سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ، ثُمَّ أُخرج إِلَى دَار ابْن طَاهِر، فَكَانَ تَارَةً يحبس، وَتَارَةً يُهْمَلُ. فوقَفَ يَوْماً بِالجَامِعِ بَيْنَ الصُّفوف، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ بيضَاء وَقَالَ: تصدَّقُوا عليَّ، فَأَنَا مَنْ قَدْ عرفتُمْ. وَأَرَادَ أَنْ يشنِّع عَلَى الخَلِيْفَة المُسْتَكْفِي، فَقَامَ إِلَيْهِ ابْنُ أَبِي مُوْسَى الهَاشِمِيُّ، فَأَعطَاهُ أَلف دِرْهَم، فمنعُوهُ مِنَ الخُرُوج. ثمَّ مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَخَمْسُوْنَ سنَةً. وَلَهُ مِنَ الأَوْلاَد: عَبْدُ الصَّمَدِ، وَأَبُو القَاسِمِ، وَأَبُو الفَضْلِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ. وَوَزَرَ لَهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ مقلَةَ، ثُمَّ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ، ثُمَّ الخَصيبِيّ. ونَفَّذَ عَلَى إِمْرَة مِصْرَ أَحْمَد بنُ كَيَغْلَغ، إِذْ تُوُفِّيَ أَمِيْرُهَا تِكِين الخاصة. وَمَاتَتْ سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ شغَب أَمُّ المُقْتَدِر. وَقُتِلَ الخَادِم مُؤنِس المُلَقَّب بِالمُظَفَّر، وَكَانَ شَهْماً مَهِيْباً شُجَاعاً دَاهِيَةً، عُمِّرَ تِسْعِيْنَ سنَةً، وَقَادَ الجُيُوش سِتِّيْنَ سَنَةً.

وَفِي سَنَةِ 322: دَخَلَتِ الدَّيْلَمُ أَصْبَهَانَ، وَكَانَ مِنْ قُوَّادِهِم عَلِيُّ بنُ بُوَيه، فَانفرَدَ عَنْ مَردَاوِيج، ثُمَّ حَارب مُحَمَّدَ بنَ يَاقوت، فَهَزَمَ مُحَمَّداً، وَاسْتَوْلَى عَلَى فَارسَ، وَكَانَ أَبُوْهُ فَقِيْراً صَيَّاداً. قَالَ مَحْمُوْد الأَصْبَهَانِيُّ: كَانَ سبَبَ خَلْعِهِم لِلْقَاهر سُوء سيرتِهِ، وَسَفكُهُ الدِّمَاء، فَامْتَنَعَ عَلَيْهِم مِنَ الخَلْع، فَسَملُوهُ حَتَّى سَالتْ عينَاهُ. وفِي أَيَّامه ظَهَرَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي العَزَاقر الشَّلْمَغَانِيُّ، وَادَّعَى الإِلهيَّة بِبَغْدَادَ، وَأَنَّهُ يُحْيي المَوْتَى، وَتعصَّبَ لَهُ ابْن مُقلَة، وَأَنكر مَا قِيْلَ عَنْهُ، ثُمَّ قُتِلَ، وَقُتِلَ بِسَبَبِهِ الحُسَيْنُ بنُ القَاسِمِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَوْن الأَنْبَارِيُّ، مُصَنِّفُ "الأَجوبَة المسْكِتَة"، كَانَا يَعْتَقِدَانِ فِي الشَّلْمَغَانِيِّ. وَللقَاهر مِنَ الأَوْلاَد: أَبُو القَاسِمِ، وَعَبْد الصَّمَدِ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدٌ، وَفَاطِمَةُ، وَعَاتِكَة، وَأُمَامَة. فَصْلٌ: وَلنَذْكُرْ هُنَا جَمَاعَةً مِنْ خُلَفَاءِ الإِسْلاَمِ عَلَى التَّوَالِي -إِنْ شَاءَ اللهُ- لِيتَأَمَّلَ تَرَاجِمَهُمُ الفاضل متصلة مجموعة.

الراضي بالله

2903- الراضي بالله 1: الخَلِيْفَةُ أَبُو إِسْحَاقَ مُحَمَّد، وَقِيْلَ: أَحْمَدُ -ابنُ المُقْتِدرِ بِاللهِ جَعْفَرِ ابنِ المُعْتَضِد بِاللهِ أَحْمَدَ ابن الموفقِ بنِ المُتَوَكِّلِ الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَأُمُّه رومِيَّة. كَانَ أَسمَرَ قصيراً نَحِيْفاً فِي وَجْهِهِ طُولٌ اسْتُخْلِفَ بَعْد عَمِّه القَّاهر عِنْدَمَا سَمَلوا القَاهر سنَة اثْنَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: لَهُ فَضَائِل مِنْهَا: أَنَّهُ آخر خَلِيْفَةٍ خطَبَ يَوْمَ الجُمُعَة، وَآخر خَلِيْفَةٍ جَالسَ النُّدمَاء، وَآخر خَلِيْفَةٍ لَهُ شِعْر مدُوَّنَ، وَآخر خَلِيْفَة انفَرَدَ بتَدْبِيْر الجُيُوش. وَكَانَتْ جَوَائِزُهُ وَأَمُورُه عَلَى تَرْتِيْب المُتَقَدِّمِيْنَ مِنْهُم، وَكَانَ سَمْحاً جَوَاداً أَدِيْباً فَصِيْحاً محبا للعلماء. سمع: من البغوي.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "2/ 519"، وتاريخ بغداد "2/ 142"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 265"، والعبر "2/ 218"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 271"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 324".

قَالَ الصُّوْلِيُّ: سُئِلَ الرَّاضِي أَنْ يخطُبَ يَوْم جُمُعَةٍ، فَارتقَى مِنْبَر سَامَرَّاء، وَحَضَرْتُه، فشنَّف الأَسْمَاعَ وَأَبلغَ، ثُمَّ صَلَّى بنَا. قِيْلَ: إِنَّ الرَّاضِي سُقِي بطنُهُ، وَأَصَابَه ذَرَبٌ، وَأَتلَفَه كَثْرَةُ الجِمَاع. فَتُوُفِّي فِي نِصْفِ ربيعٍ الآخر سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ اثنتَانِ وَثَلاَثُوْنَ سنَةً، سِوَى أَشْهُرٍ. وَله مِنَ الأَوْلاَد: عَبْدُ اللهِ، رُشِّحَ لولاَيَة العَهد، وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ، وَبنتٌ، وَهُم أَوْلاَدُ إِمَاء. وبُوْيِع المتَّقِي للهِ إِبْرَاهِيْمُ أَخُوْهُ. وَكَانَتِ الفِتَنُ وَالحُرُوبُ مُتَوَاتِرَةٌ بالعِرَاق فِي هَذِه السنين، وضعُفَ شَأْن الْخلَافَة، فَللَّه الأمرُ. وَجَرت فتنَةُ ابْنِ رَائق، وفتنَةُ ابْن البَرِيدِيّ، ومَرِجَ أَمر النَّاسِ، وعمَّ الْبلَاء، ومَات أَمِير الأمرَاء محمدُ بنُ يَاقُوت مسجوناً. وفِي أَيَّام الرَّاضِي عظُمَ محمدُ بنُ رَائق، وَلم يبقَ للرَّاضِي مَعَه حلٌّ وَلَا رَبْطٌ، وَله مِنَ الْوَلَد أَبُو الفَضْل عَبْدُ الله، وأَحْمَد، والسّتّ هجعة.

المتقي لله

2904- المتقي لله 1: الخَلِيْفَةُ أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُقْتَدِر بنِ المعتضد العباسي. قَالَ الصُّوْلِيُّ: مَاتَ الرَّاضِي، فَبَعَثَ بُجْكم مِنْ وَاسِط إِلَى كَاتِبه أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الكُوْفِيِّ أَنْ يَجْمَعَ القُضَاةَ وَالأَعيَانَ، وَوَزِيْرَ الرَّاضِي سُلَيْمَانَ بنَ الحَسَنِ، وَيشْتَورُوا فِي إِمَامٍ، فَبَعَثَ حُسَيْنُ بنُ الفَضْلِ بنِ المَأْمُوْن إِلَى الكُوْفِيِّ بِعَشْرَةِ آلاَف دِيْنَار ليشتَرِيه، وَنفَّذ إِلَيْهِ أَيْضاً بِأَرْبَعِيْنَ أَلف دِيْنَار لِيفرّقَهَا فِي الأُمَرَاءِ فَلَمْ يَنفع ذَلِكَ، وبَايَعُوا إِبْرَاهِيْمَ، وَسنُّه أَرْبَعٌ وَثَلاَثُوْنَ سنَةً، وَأُمُّه اسْمُهَا خَلُوب. وَكَانَ حَسَنَ الوَجْه، مُعْتَدِل الخَلْقِ بحمرَةٍ، أَشهلَ، كَثَّ اللِّحْيَة، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَصَعِدَ عَلَى السَّرِيْر، وَلَمْ يغيّرْ شَيْئاً، وَلاَ تسرَّى عَلَى جَاريته. وَكَانَ ذَا صومٍ وَتعبُّدٍ، وَلَمْ يشربْ نبيذاً، وَيَقُوْلُ: لاَ أُرِيْد نَدِيماً غَيْرَ المُصْحَفِ. وَأَقَرَّ فِي الوِزَارَة سُلَيْمَانَ بنَ الحَسَنِ فَكَانَ مقهوراً مَعَ كَاتِب بجْكم، ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ سَقَطَتِ القُبَّة الخَضْرَاء، وَكَانَتْ تَاجَ بَغْدَادَ وَمأْثرَة بَنِي العَبَّاسِ، بنَاهَا المَنْصُوْرُ علوّ ثَمَانِيْنَ ذرَاعاً، تَحْتهَا إِيوَان طولُه عِشْرُوْنَ ذِرَاعاً فِي عَرْضِهَا. فَسقَطَ رَأْسُهَا مِنْ مَطَرٍ ورَعْدٍ شَدِيد، وَكَانَ القَحْطُ بِبَغْدَادَ، ثُمَّ عَزَل المُتَّقِي وزيره بأحمد بن

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "2/ 530"، وتاريخ بغداد "6/ 51"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 316"، و"7/ 43"، والعبر "2/ 307"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 22".

مُحَمَّدِ بنِ مَيْمُوْنٍ. وَأَقبلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ البَريديُّ مِنَ البَصْرَة، يطلُبُ الوِزَارَة فَولِيَها وَمَشَى إِلَيْهِ ابْنُ مَيْمُوْنٍ. فكَانَتْ وِزَارَةُ ابْن مَيْمُوْنٍ شَهْراً، لَكِنْ هَرَبَ البريدِي بَعْد أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِيْنَ يَوْماً لَمَّا شغَبَ الجُنْد بطلَب أَرزَاقِهِم. فَوِزْرُ القراريطي، ثم عزل بعد شهر وَأَيَّام، فولِيَهَا الكَرْخِيّ، وَعُزِلَ بَعْد أَيَّام، وَولَّى المُتَّقِي إِمرَةَ الأُمَرَاء كورتكين الدَّيْلَمِيّ. وَقُتِلَ بجكم، وَكَانَ قَدِ اسْتَوْطنَ وَاسِطاً، وَالتزم بِأَنَّ يحُمِلَ إِلَى الرَّاضِي فِي السَّنَة ثَمَان مائَة أَلْف دِيْنَار. وَعَدَل وَكَانَ إِلَى كَثْرَة أَمْوَاله المُنْتَهَى فَكَانَ يُخْرِجُهَا فِي الصَّنَادِيقِ، وَيُخرِجُ رِجَالاً فِي صنَادِيقِ عَلَى جِمَالٍ إِلَى البَرّ ثُمَّ يَفتحُ عَلَيْهِم فيحفِرُوْنَ، وَيدفن المَالَ، وَيردُّهُم إِلَى الصَّنَادِيقِ فَلاَ يعرِفُون الكَنْزَ، وَيَقُوْلُ: إِنَّمَا أَفعلُ هَذَا خَوَفاً أَنْ يحَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ دَارِي، فَذَهَبَ ذَلِكَ بِموتِهِ، ثُمَّ حَاربَه أَبُو عَبْدِ اللهِ البَرِيديُّ، وَانتصرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَخَرَجَ بُجكم يَتَصَّيد، وَهنَاك أَكرَادٌ، فطَعَنه أَسودٌ برُمْح فَقَتَلَهُ فِي رَجَبٍ سنَةَ 329. وَذهبَ أَصْحَابُه: كورتكينُ وَتوزونُ وَغيرُهُمَا إِلَى الشَّامِ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ رَائِق. وطَلَبَه المتقِي فَسَارَ مِنْ دِمَشْقَ، وَاسْتنَابَ عَلَى الشَّامِ. وَكَانَ قَدْ تغلَّب عَلَيْهَا، فَاسْتنَابَ أَحْمَدَ بنَ مقَاتل. وَجَاءَ فَقَدَّمه المتقِي وَطوَّقَه وَسوَّره. وَخضعَ لَهُ مُحَمَّد بنُ حَمْدَان، وَنفَّذ إِلَيْهِ بِمائَة أَلف دِيْنَار، وَخطَبَ لَهُ بِوَاسِط وَبِالبَصْرَةَ البَريديُّ، وَكتب اسْمَه عَلَى أَعلاَمِهِ، ثُمَّ اخْتلف ابن رائق وكورتكتين وَتحَارَبا أَيَّاماً، وَقَهَرَه ابْنُ رَائِق، ثُمَّ ضعُف وَاخْتَفَى، وَتَمَكَّنَ ابْنُ رَائِق وَأَبَاد جَمَاعَةً، وَأَسر كورتكين فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ، وَأبيع كُرُّ القَمحِ بِأَزيدَ مِنْ مَائَتَي دِيْنَار، وَأَكلُوا الجيَفَ، وَخَرَجتِ الرُّوْمُ، فَعَاثُوا بِأَعمَال حلَبَ. وَفِيْهَا: اسْتوزر المتقِّي أَبَا عَبْدِ اللهِ البَريديَّ برَأْي ابْنِ رَائِق، ثُمَّ عُزِلَ بِالقرَاريطِيّ، فَذَهَبَ مُغَاضِباً، وَجَمَع العَسَاكر. وَفِي جُمَادَى الأُولَى ركِب المُتَّقِّي للهِ وَوَلَدُه أَبُو مَنْصُوْرٍ، وَابْنُ رُائِق، وَالوَزِيْر القَرَاريطِيُّ، وَبَيْنَ أَيديهُم القُرَّاء وَالمَصَاحِف لِحَرْب البَرِيْديِّ، ثُمَّ انْحَدَر مِنَ الشَّمَّاسِيَّة فِي دِجْلَةَ، وَثقُل كُرْسِيُّ الجِسْر، فَانْخَسف بخلْقٍ. وَأَمر ابْنُ رَائِق بلَعْنَة البَريدِيّ عَلَى المنَابرِ، ثُمَّ أَقبل أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ البَريديُّ أَخُو أَبِي عَبْدِ اللهِ، فَهَزَمَ المُتَّقِّي، وَابْن رَائِق، وَكَانَ مَعَهُ خلقٌ مِنَ الدَّيْلَم وَالتُّرْك، وَالقَرَامطَة. وَوقَعَ النَّهبُ بِبَغْدَادَ، وَزَحَفَ ابْنُ البَرِيديّ عَلَى الدَّار، وَعظُم الخَطْبُ. وَقُتِلَ جَمَاعَة بِدَارِ الخِلاَفَة، وَهَرَبَ المُتَّقِّي وَابْنُه، وَابْن رَائِق إِلَى المَوْصِل، وَاخْتَفَى القَرَاريطِيّ الوَزِيْرُ. وَبَعَثَ ابْنُ البَريديّ بكورتكين مقيَّداً إِلَى أَخِيْهِ فَأَتْلَفَه، وَحكَم أَبُو الحُسَيْنِ بِبَغْدَادَ، وَتعثَّرتِ الرَّعيَّة، وَهجُّوا، وَبلَغَ الكُرُّ أَزيد مِنْ ثَلاَث مائَة دِيْنَارٍ، وَغَرِقَتْ بَغْدَادُ. ثُمَّ فَارَقَه توزون وَرَاحَ إِلَى المَوْصِل، فَقويَ قلبُ نَاصر الدَّوْلَة ابْنِ حَمْدَان، وَعَزَمَ أَنْ ينحدِرَ إِلَى بَغْدَادَ بِالمُتَّقِّي. فتَهَّيأَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ البَرِيديّ، وَتردَّدَت الرُّسل بَيْنَ ابْنِ رَائِق وَبَيْنَ ابْن حَمْدَانَ، فتحَالفَا، فَجَاءَ ابْن حَمْدَانَ وَاجْتَمَعَ بِهِ، وَحضر ابْن المتقِّي فَلَمَّا ركب ابْن المتقِّي، قُدِّمَ فَرَس ابْن رَائِق ليركَبَ،

فتعلَّق بِهِ ابْنُ حَمْدَان. وَقَالَ: تقيمُ عِنْدنَا اليَوْمَ نتحدّث. فَقَالَ: كَيْفَ أَتخلَّف عَنْ وَلَدِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ؟ فَأَلَحَّ عَلَيْهِ حَتَّى ارْتَابَ وَجَذَبَ كمه من يَده فَتخرَّق، هَذَا وَرِجْلُه فِي الرِّكَاب، فشبَّ به الفرس فوقع. فصاح ابن حمدان بغلمانه: اقتلُوهُ، فَاعْتَورَتْه السُّيوفُ فَاضطرب أَصْحَابُه خَارجَ المخيَّم. وَدُفِنَ وَعُفِي أَثرُه، وَنُهبَتْ أَمْوَالُه. فَذكر رَجُلٌ أَنَّهُ وَجَد كِيساً فِيْهِ أَلف دِيْنَارٍ، وَخَافَ مِنَ الجُنْدِ. قَالَ: فرمَيْتُه فِي قِدْرِ سِكْبَاج1، وَحمَلْتُهَا عَلَى رَأْسِي فسَلِمْتُ، وَجَاءَ ابْنُ حمَدَان إِلَى المُتَّقِّي وَقَالَ: إِنَّ ابْنَ رَائِق هَمَّ بِقَتْلِي، فَقلَّدَه مَكَانَ ابْنِ رَائِق، وَلقَّبه يَوْمَئِذٍ نَاصر الدَّوْلَة وَلقَّب أَخَاهُ سَيْف الدَّوْلَة وَعَادَ بِهِمْ. فَهَرَبَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ البَريديّ مِنْ بَغْدَادَ، وَسَارَ بَدْر الخَرْشَنِيٌّ فَولِيَ دِمَشْق. ثُمَّ بَعْد شَهْر أُرجفَ بِمجِيْء ابْن البَرْيديّ، فَانْجَفَلَ النَّاسُ، وَخَرَجَ المُتَّقِّي ليَكُوْنَ مَعَ نَاصرِ الدَّوْلَةِ، وَتوجَّه سَيْفُ الدَّوْلَة لمحَاربَةِ ابْنِ البَريديّ، فَكَانَتْ بينهُمَا مَلْحَمَةٌ بقُرْبِ المَدَائِن. فَاقْتَتَلُوا يَوْمَيْنِ، فَانكسرَ سَيْفُ الدَّوْلَة أَوَّلاً، فردَّ نَاصرُ الدَّوْلَة الفلَّ، ثُمَّ كَانَتِ الهَزِيْمَةُ عَلَى ابْنِ البَريدِيّ وَرُدَّ فِي وَيْل إِلَى وَاسِطٍ. وَتَبِعَهُ سَيْفُ الدَّوْلَة فَانهزمَ إِلَى البَصْرَةِ، وَمِنْ ثُمَّ تَزَوَّجَ أَبُو مَنْصُوْرٍ إِسْحَاقُ بنُ المُتَّقِّي ببنتِ نَاصرِ الدَّوْلَة عَلَى مَائَتَي أَلف دِيْنَار، وَتَمَكَّنَ نَاصر الدَّوْلَة، وَأَخَذَ ضِيَاعَ المُتَّقِّي، وَصَادَرَ الدَّوَاوِيْن، وَظَلَمَ. ثُمَّ بلَغَه هُرُوب أَخِيْهِ سَيْفِ الدَّوْلَة مِنْ وَاسِطٍ، فَخَافَ نَاصرُ الدَّوْلَة، وَرُدَّ إِلَى المَوْصِل وَنُهِبَتْ دَارُه، وَاستَوْزَرَ عَلِيَّ بنَ أَبِي عَلِيّ بنِ مُقلَة، وَأَقبلَ تَوزُون مِنْ وَاسِطٍ فَخَلَعَ عَلَيْهِ المُتَّقِّي، وَلقَّبَه أَمِيْرَ الأُمَرَاءِ، وَلَكِنْ مَا تَمَّ الوُدّ. فَعَاد تَوزون إِلَى وَاسِطٍ وَصَادَرَ المُتَّقِّي وَزِيْرَهُ، وَبَعَثَ بخِلَعٍ إِلَى أَحْمَدَ بنِ بُوَيه، وَاسْتَوْزَرَ غَيْرَ وَاحِدٍ، وَيَعْزِلُهُمْ. وَصَغُرَ أَمرُ الوِزَارَة، وَوَهَنَتِ الخِلاَفَةُ العَبَّاسِيَّةُ. وَبَلَغَ ذَلِكَ النَّاصر لِدِيْنِ اللهِ المَرْوَانِيَّ، صَاحِبَ الأَنْدَلُس فَقَالَ: أَنَا أَوْلَى بِإِمرَةِ الْمُؤمنِينَ، فتلقَّبَ بِذَلِكَ. وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ، يُقَال لَهُ: الأَمِيْر، كآبَائِهِ. وَسَارَ المُتَّقِّي للهِ إِلَى تِكْرِيت، وَتَفَلَّل أَصْحَابُه وَقَدِمَ تَوزُون فَاسْتوْلَى عَلَى بَغْدَادَ، فَأَقبل نَاصرُ الدَّوْلَة فِي جَمْع كَبِيْر مِنَ الأَعرَابِ وَالأَكْرَاد، فَالتَقَى توزون بعُكْبَرَا وَاقْتَتَلُوا أَيَّاماً، ثُمَّ انهزمَ بَنو حَمْدَان، وَالمتقِّي إِلَى المَوْصِل، ثُمَّ التَقَوا ثَانياً عَلَى حَربه فَانهزم سَيْف الدولَة وَالخَلِيْفَة إِلَى نَصِيبين وَتبعهُم تَوزون. وَأَمَّا أَحْمَد بن بُوَيه، فَإِنَّهُ أَقبل وَنَزَلَ بِوَاسِط يُرِيْد بَغْدَاد. وَرَغِبَ تَوزون فِي الصُّلح. وَفِي سَنَةِ 332: قَتَل أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البَريدِيّ أَخَاهُ أَبَا يُوْسُفَ. وَمَاتَ بَعْدَهُ بِيَسِيْرٍ. وَكَتَبَ المُتَّقِّي إِلَى صَاحِبِ مِصْر الإِخْشِيد ليحضر إليه، فأقبل إِلَيْهِ فَوَجَدَه بِالرَّقَّةِ. وَبَانَ لِلْمُتَّقِّي مِنْ بَنِي

_ 1 السكباج: لحم يطبخ بخل.

حَمْدَان الضَّجر، فرَاسل تَوْزون، وَاسْتوثَقَ مِنْهُ، فَعَلِمَ بِذَلِكَ الإِخْشِيد، فَقَالَ لِلْمُتَّقِّي: أَنَا عبدُك، وَقَدْ عرفتَ غدْر الأَترَاكِ، فَاللهَ اللهَ فِي نَفْسِك، سِرْ مَعِي إِلَى الشَّامِ وَمِصْرَ، لتَأَمنَ فَلَمْ يُطْعه، فرُدَّ إِلَى بلاَده. وَقُتِلَ بِبَغْدَادَ حَمْدِي اللِّصُّ الَّذِي ضَمِنَ اللُّصُوصِيَّة فِي الشَهْر بخَمْسَةٍ وَعِشْرِيْنَ أَلْف دِيْنَارٍ. فَكَانَ ينزِل عَلَى الدُّور وَالأَسوَاق بِالشَّمْعِ وَالمَشْعَل جِهَاراً. ظَفِرَ بِهِ شِحْنَةُ بَغْدَاد فوسَّطه. وَكَانَ توزون بِبَغْدَادَ وَإِليه الأُمُور فَاعْتَرَاهُ صَرْع. وَهلك أَبُو عَبْدِ اللهِ البَريديُّ، وَخَلَّفَ أَلفَ أَلفِ دِيْنَارٍ، وَبِضْعَةَ عشر أَلف أَلفِ دِرْهَم، وَمِنَ الآلاَت وَالقُمَاشِ مَا قيمتُهُ أَلفُ أَلفِ دِيْنَارٍ. وَتوجَّه المُتَّقِّي مِنَ الرَّقَّة إِلَى بَغْدَادَ، فَأَقَامَ بِهِيْتَ، وَحَلَفَ لَهُ تَوْزون، فَلَمَّا الْتَقَاهُ، ترجَّل لَهُ وَقَبَّلَ الأَرْضَ، وَمَشَى بَيْنَ يَدَيْهِ إِلَى مخيَّمٍ ضَرَبَه لِلْمُتَّقِّي، فَلَمَّا نَزَلَ قَبَضَ توزون عَلَيْهِ وَسَمَله، وَأُدْخِلَ بَغْدَادَ أَعْمَى، فَللَّه الأَمْرُ، وَأَخَذَ مِنْهُ البُردَ وَالقَضِيْبَ وَالخَاتَمَ. وَأَحْضَرَ عَبْدَ اللهِ المستكفِي بِاللهِ بن المكتفي فبايعه بالخلافة. خلع المتقي في العشرين من المحرم سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَقِيْلَ: فِي صَفَرٍ وَلَمْ يُمْهل توزون وَلاَ حَال عَلَيْهِ الحَوْلُ. تُوُفِّيَ المُتَّقِي فِي السِّجن بَعْد كَحْلِهِ بِدَهْرٍ وَذَلِكَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَلَهُ مِنَ الأَوْلاَد: أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّد فَقط.

المستكفي

2905- المستكفي 1: الخَلِيْفَةُ المُسْتكفِي بِاللهِ، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بن المُكْتَفِي عَلِيِّ بنِ المُعْتضد العَبَّاسِيُّ. كَانَ ربْعَ القَامَة مَلِيحاً، معتدلَ البَدَن، أَبيضَ بحمرَة، خَفِيْفَ العَارضين. وَأُمُّه أُمّ وَلد. بُوْيِع وَقت خَلْع المُتَّقِّي للهِ. وَلَهُ يَوْمَئِذٍ إِحْدَى وَأَرْبَعُوْنَ سنَةً. قَامَ ببيعتِهِ توزونُ، فَأَقبلَ أَحْمَدُ بنُ بُويه، وَاسْتَوْلَى عَلَى الأَهْوَاز وَالبَصْرَة وَوَاسط، فَبَرَزَ لمحَاربته جَيْشُ بَغْدَاد مَعَ توزون، فَدَام الحَرْب بينهُمَا أَشهُراً، وَينهزمُ فِيْهَا توزون وَلاَزَمه الصَّرْع، وَضَاق بِأَحْمَدَ الحَالُ وَالقَحطُ، فردَّ إِلَى الأَهْوَاز، وَقَطَعَ توزونُ الجِسْر وَرَاءهُ، وَعَادَ إِلَى بَغْدَادَ مشغولاً بنَفْسِهِ. وَوَزَرَ أَبُو الفَرَجِ السَّامَرِّيُّ، ثُمَّ عَزَلَهُ توزون بَعْد أَرْبَعِيْنَ يَوْماً، وَأَغرمَهُ ثَلاَث مائَة ألف دينار.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "2/ 540"، وتاريخ بغداد "10/ 10"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 339"، والعبر "2/ 245"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 299"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 345".

وَرَدَّ إِلَى الوِزَارَة أَبَا جَعْفَرٍ بنَ شيرزَاد، وَاشْتَدَّ بِالعِرَاقِ القَحط، وَمَاتَ النَّاس جُوعاً، وَهَلَكَ ملك الأُمَرَاءِ توزون فِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ، فَطَمِعَ فِي مَنْصِبِهِ ابْنُ شيرزَاد، وَحلَّفَ العَسَاكِر، وَنَزَلَ بِظَاهِر بَغْدَاد، وَبَعَثَ المستكفِي إِلَيْهِ بِالخِلعَ وَالإِقَامَات، فصَادر التُّجَّارَ وَالكُتَّاب، وَسلَّط جندَه عَلَى العوَامّ. فَهَرَبَ النَّاس، وَانْقَطَع الجَلبُ، وَوَهَن أَمن بَغْدَاد. وَأَمَّا أَحْمَدُ بنُ بُوَيه فَقَصَد بَغْدَاد، وَنَزَلَ بَاجِسْرَاي، وَهَرَبَ الأَترَاكُ إِلَى المَوْصِلِ، وَاسْتتر المُسْتَكْفِي، وَابْنُ شيرزَاد، فَنَزَلَ مُعزُّ الدَّوْلَة أَحْمَد بن بُوَيْه بِالشَّمَّاسيَّةِ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ الخَلِيْفَة التُّحَفَ وَالخِلَعَ، ثُمَّ حَضَرَ وَبَايَعَ، فلقَّبه الخَلِيْفَة بِمعزّ الدَّوْلَة، وَلقَّب أَخَاهُ عَلِيّاً عمَادَ الدَّوْلَة، وَأَخَاهُ الآخِر الحَسَنَ رُكْنَ الدَّوْلَة، وضُرِبَت أَسمَاؤُهُم عَلَى السِّكَّةِ، ثُمَّ ظَهَرَ ابْنُ شيرزَاد، وَقَرَّر مَعَ معزِّ الدَّوْلَة أُمُوراً، مِنْهَا: فِي الشَّهْرِ لِلْخَلِيْفَة مائَةٌ وَخَمْسُوْنَ أَلفَ دِرْهَم لَيْسَ إلَّا، وَكَانَتْ عَلمَ القَهْرمَانَة معظَّمَة عِنْد المُسْتكفِي تَأمر وَتنَهَى فعَمِلَتْ دَعْوَةً لِلأُمرَاء فَاتَّهَمهَا معزُّ الدَّوْلَة وَكَانَ أَصفَبذ قَدْ شَفَعَ إِلَى الخَلِيْفَة فِي شيعِيّ مَغْبِن فَرَدَّهُ فَحَقَدَ. وَقَالَ لمعزِّ الدَّوْلَة: الخَلِيْفَة يراسلني فيك، فتخيل مِنْهُ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى الخَلِيْفَة اثْنَانِ مِنَ الدَّيْلَمِ، فَطَلبَا مِنْهُ الرِّزْقَ، فمدَّ يدَهُ لِلتَّقْبِيل، فجبذَاهُ مِنْ سريرِ الخِلاَفَة، وَجَرَّاهُ بعِمَامَته، وَنُهِبتْ دَارهُ، وَأَمسكُوا القَهْرَمَانَة وَجَمَاعَةً، وسَاقُوا المُسْتَكْفِي مَاشياً إِلَى منزِلِ مُعزِّ الدَّوْلَة، فَخَلَعَ المستكفِي وَسَمَلَه. فَكَانَتْ خِلاَفَتُهُ ستّةَ عشرَ شَهْراً، وَبَايعُوا فِي الحَال الفَضْلَ بنَ المُقْتَدر، وَلقَّبُوهُ المُطِيع للهِ. وَبَقِيَ المستكفِي مسجوناً إِلَى أَنْ مَاتَ: فِي سنة ثمان وثلاثين مائَة، وَلَهُ سِتٌّ وَأَرْبَعُوْنَ سنَةً، وَاسْتقلَّ بِملك العِرَاق معزُّ الدَّوْلَة. وضعُفَ دَسْت الخِلاَفَة جِدّاً، وَظَهَرَ الرَّفض وَالاعتزَالُ ببنِي بُويه، نَسْأَل اللهَ العفوَ. وَكَانَ إِكحَالُ المُسْتَكْفِي بَعْدَ أَنْ خَلَعَ نَفْسه ذليلاً مقهوراً فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فَعَاشَ بَعْد العَزْل وَالكَحْل أَرْبَعَة أعوام.

المطيع لله

2906- المطيع لله 1: الخَلِيْفَةُ أَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ ابنُ المُقْتَدِرِ جَعْفَرِ ابنِ المُعْتضدِ أَحْمَدَ بنِ المُوَفَّقِ العَبَّاسِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ. وبُوْيِعَ بحكمِ خَلْعِ المستكفِي نَفْسه سنَةَ 334، وَأُمُّه اسْمُهَا: مشغلَة أُمُّ ولد. حدث عن: أبي القاسم البغوي.

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "2/ 552"، وتاريخ بغداد "12/ 379"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 343"، و"7/ 79"، والعبر "2/ 334"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 48".

رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفَضْلِ التَّمِيْمِيَّ. وَكَانَ كَالمقهورِ مَعَ نَائِب العِرَاقِ ابْن بُوَيْه، قرَّرَ لَهُ فِي اليَوْمِ مائَةَ دِيْنَارٍ فَقط. وَاشْتَدَّ الغلاَءُ المُفْرِط بِبَغْدَادَ، فَذَكَرَ ابْنُ الجَوْزِيّ أَنَّهُ اشتُرِيَ لمعزِّ الدَّوْلَة كُرُّ دَقِيق بِعِشْرِيْنَ أَلْف دِرْهَم. قُلْتُ: ذَلِكَ سَبْعَةَ عَشَرَ قِنطَاراً بِالدِّمَشْقِيّ، لأَنَّ الكُرَّ أَرْبَعَة وَثَلاَثُوْنَ كَارَة، وَالكَارَة خَمْسُوْنَ رِطلاً. وَاقتتل صَاحِبُ المَوْصِل نَاصرُ الدَّوْلَة، وَمعِزُّ الدَّوْلَة، فَالتَقَوا بعُكْبَرَا، فَانتصرَ نَاصرُ الدَّوْلَة، وَنَزَلَ بِالجَانبِ الشَّرْقِيّ، ثُمَّ تلاشَى أَمرُهُ، وَفَرَّ، فَوَضَعتِ الدَّيْلَم السَّيْفَ وَالنهبَ فِي البَلدِ، وَسُبيتِ النِّسَاء. ثُمَّ تَمَكَّنَ المُطِيعُ قَلِيْلاً ثُمَّ اصطلحَ ابْنُ بُويه، وَصَاحِبُ المَوْصِل، فعزَّ ذَلِكَ عَلَى الأَترَاكِ الَّذِيْنَ قويَ بِهِم صَاحِبُ المَوْصِل، وَهمُّوا بِقَتْلِهِ، فَحَاربَهُم فمزَّقهُم، وَهَرَبَ إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ شيرزَاد، فسمله وَسَجَنَهُ. وَفِيْهَا، أَعنِي سنَةَ 336: خَرَجَ معزُّ الدولة، والمطيع إلى البصرة لِحَرْب أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ البَريديّ، فَاسْتَأمَنَ إِلَيْهِم عَسْكَرُ أَبِي القَاسِمِ، وَهَرَبَ هُوَ إِلَى القَرَامِطَة، وَعظُمَ معزُّ الدَّوْلَة، ثُمَّ جَاءَ أَبُو القَاسِمِ مستَأمناً إِلَى بَغْدَادَ، فَأُقطع قرَىً، ثُمَّ اخْتَلَفَ صَاحِبُ المَوْصِل، وَمعزُّ الدَّوْلَة، وَفَرَّ عَنِ المَوْصِل صَاحِبُهَا، ثُمَّ صَالح عَلَى أَنْ يَحْمِلَ فِي السَّنَة ثَمَانيَةَ آلاَف أَلفِ دِرْهَم. وفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ: مَرِضَ معزُّ الدَّوْلَة بعِلَّة الإِنعَاظ، وَأُرْجِفَ بِموته، فَعَقَدَ إِمرَةَ الأُمَرَاء لابْنِهِ بختيَار، وَاسْتَوْزَرَ أَبَا مُحَمَّدٍ المُهَلَّبِيَّ، وَعظُمَ قَدْرُه. وفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ: اسْتولَى معزُّ الدَّوْلَة عَلَى المَوْصِل، وَسَاقَ وَرَاءَ نَاصرِ الدَّوْلَة إِلَى نَصِيبين فَهَرَبَ إِلَى حَلَبَ فَبالَغَ أَخُوْهُ فِي خِدْمَتِهِ، وَترَاسلاَ فِي أَنْ يَكُوْنَ المَوْصِلُ بِيَدِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ لأَنْ نَاصرَ الدَّوْلَة غَدَرَ وَنَكَثَ غَيْرَ مَرَّةٍ بِابْنِ بُوَيه، وَمَنَعَ الحِمْلَ، ثُمَّ رُدَّ معزُّ الدَّوْلَة إِلَى بَغْدَادَ. وَفِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ: ضمن معز الدولة الشرطة والحسبة ببغداد، وَظَلَمَ، وَأَنشَأَ دَاراً لَمْ يُسْمَعْ: بِمثلِهَا، خَرَّبَ لأَجلهَا دُورَ النَّاسِ، وَغَرِمَ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ مَاتَ سِتّ مائَة أَلْف دِيْنَار. وَاسْتضرتِ الرُّوْمُ عَلَى بلاَد الشَّامِ، وَأَخَذُوا حَلَبَ بِالسَّيْفِ وَغيرَهَا مِنَ المَدَائِن كَسَرُوْج وَالرُّهَا، وَأَوَّل تمكُّنِهُم أَنَّهُم هَزَمُوا سَيْفَ الدَّوْلَة فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ. فَنَجَا بِالجَهْد فِي نَفَر يَسِيْر، وَبَلَغَهُم وَهْنُ الخِلاَفَة، وَعَجْزُ سَيْفِ الدَّوْلَة عَنْهُم بَعْدَ أَنْ هَزَمَهُم غَيْرَ مَرَّةٍ.

وَفِي سَنَةِ 353: قَصَدَ معزُّ الدَّوْلَة المَوْصِل فَفَرّ عَنْهَا نَاصرُ الدَّوْلَةِ، ثُمَّ التَقَوا فَانتصرَ نَاصر الدَّوْلَة، وَأَسَرَ التُّرك، وَاسْتَأمَنَ إِلَيْهِ الدَّيْلَم، وَأَخَذَ ثَقَلَ معزِّ الدَّوْلَة وَخزَائِنَه، ثُمَّ صَالحَه، وَكَانَ يُقَام مأْتم عَاشُورَاء بِبَغْدَادَ، وَيقَع فِتن كِبَارٌ لِذَلِكَ. ثُمَّ مَاتَ الوَزِيْرُ المُهَلَّبِيُّ سنَةَ 351، وَمَاتَ معزُّ الدَّوْلَة، فَقَامَ ابْنُهُ عزُّ الدَّوْلَة بَخْتِيَار سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ، فَجَرَتْ فِتْنَةُ مُحَمَّد بنِ الخَلِيْفَةِ المُسْتَكفِي فَإِنَّهُ لَمَّا كُحِلَ أَبُوْهُ فرَّ هُوَ إِلَى مِصْرَ، وَأَقَامَ عِنْد كَافُور، ثُمَّ قَويَتْ نَفْسُه، وَقَدِمَ بَغْدَادَ سِرّاً، فَعَرَفَ عزُّ الدَّوْلَة، وَبَايَعَهُ فِي البَاطن كُبَرَاء، فَظَفِرَ بِهِ عزُّ الدَّوْلَة فَقَطَعَ أَنفَه وَأُذُنَيْه، وَسَجَنَهُ ثُمَّ هَرَبَ هُوَ وَأَخُوْهُ عليّ مِنَ الدَّارِ يَوْمَ عيد، وَصَارَ إِلَى مَا وَرَاء النَّهْر، وَخَمَلَ أَمرُه. وَفِي سَنَةِ سِتِّيْنَ: فُلِجَ المُطِيعُ، وَبطَلَ نصفه، وتملك بنو عبيد مصر وَالشَّامَ، وَأَذَّنُوا بِدِمَشْقَ "بحِي عَلَى خَيْر الْعَمَل"، وَغَلَتِ البِلاَدُ بِالرَّفْضِ شَرْقاً وَغَرْباً، وَخَفِيَتِ السُّنَّة قليلًا، واستباحت الروم نصيبين وغيرهما، فَلاَ قوَّةَ إلَّا بِاللهِ، وَقُتِلَ بِبَغْدَادَ رَاجلٌ مِنْ أَعوَان الشِّحْنَة، فَبَعَثَ رَئِيْسُ بَغْدَادَ مَن طَرَح َالنَّار فِي أَسوَاقٍ فَاحْتَرَقَتْ بَغْدَادُ حَرِيْقاً مهوّلاً. وَاحترق النِّسَاء وَالأَوْلاَد، فَعِدَّة مَا احْتَرَقَ ثَلاَث مائَة وَعِشْرُوْنَ دَاراً، وَثَلاَثِ مائَةٍ وَسبعَة عشر دُكَّاناً، وَثَلاَثَةٌ وَثَلاَثُوْنَ مَسْجِداً. وَكُثر الدُّعَاء عَلَى الرّئيس، وَهُوَ أَبُو الفَضْلِ الشِّيْرَازيُّ، ثُمَّ سُقي، وَهَلَكَ، وَأُنْشِئَتْ مَدِيْنَةُ القَاهرَة لِلْمعزِّ العُبَيدِيّ. وَوَزَرَ بِبَغْدَادَ أَبُو طَاهِرٍ بنُ بَقِيَّة، فَكَانَ رَاتِبُهُ مِنَ الثَّلج فِي اليَوْمِ أَلف رِطل، وَمِنَ الشَّمع فِي الشَّهْرِ أَلف مَنٍّ، فَوِزْرُ لعزّ الدَّوْلَة أَرْبَع سِنِيْنَ، ثُمَّ صلبَه عضدُ الدَّوْلَة. وَلَمَّا تحكَّم الفَالِج فِي المُطِيع دَعَاهُ سُبُكْتِكِين الحَاجِبُ إِلَى عَزْل نَفْسِهِ، وَتَسْلِيمِ الخِلاَفَة إِلَى ابْنِهِ الطَّايعِ فَفَعَلَ ذَلِكَ فِي ثَالث عشر ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ. وَأَثبتُوا خلعه على أبي الحسن ابْنِ أُمِّ شَيْبَان القَاضِي. ثُمَّ كَانَ بَعْدُ يُدعَى الشَّيْخَ الفَاضِلَ. وَفِيْهَا أُقيمت الدَّعوَة العُبَيْدِيَّة بِالحَرَمَيْنِ لِلْمعزِّ. وَاسْتَفْحَلَ البلاَءُ بِاللُّصوص بِبَغْدَادَ، وَركِبُوا الخيلَ، وَأَخَذُوا الخَفَارَةَ، وَتلقَّبُوا بِالقُوَّاد. ثُمَّ إِنَّ المُطِيعَ خَرَجَ وَوَلَده الخَلِيْفَة الطَّايع للهِ إِلَى وَاسِطَ فَمَاتَ هُنَاكَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بَعْد ثَلاَثَةِ أَشهرٍ مِنْ عَزْلِهِ. وَعمرُهُ ثَلاَثٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللهُ- فَكَانَتْ خِلاَفتُهُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً سِوَى أَشهرٍ. وَفِي أَيَّامه تلقَّب صَاحِبُ الأَنْدَلُس النَّاصر المَرْوَنُّي بِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. وَقَالَ: أَنَا أَحقُّ بِهَذَا اللَّقَب مِنْ خَلِيْفَةٍ مِنْ تَحْتِ يدِ بنِي بُوَيه. وَصَدَقَ النَّاصر، فَإِنَّهُ كَانَ بَطَلاً شُجَاعاً سَائِساً مَهِيْباً، لَهُ غَزَوَاتٌ مشهودَةٌ، وَكَانَ خليقاً لِلْخِلاَفَةِ، وَلَكِنْ كَانَ أَعظَمَ مِنْهُ بكَثِيْر المعزُّ العُبَيْدِيُّ الإِسْمَاعِيْلِيُّ النِّحلَة، وَأَوسعَ ممَالِك، حَكَمَ عَلَى الحَرَمَيْنِ وَمِصْرَ والشام والمغرب.

الطائع لله

2907- الطائع لله 1: الخَلِيْفَةُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الكَرِيْمِ ابنُ المُطِيعِ لله الفضل ابن المقتدر جعفر بن المعتضد العباسي. وأمه أم ولد. نَزَلَ لَهُ أَبُوْهُ لَمَّا فُلِجَ عَنِ الخِلاَفَة فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ. وَكَانَ الحَلُّ وَالعَقْدُ لِلْملكِ عزّ الدَّوْلَةِ، وَابْنِ عَمِّهِ عضُد الدَّوْلَة. وَكَانَ أَشقَرَ مَرْبوعاً كَبِيْرَ الأَنفِ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ رَكِبَ وَعَلَيْهِ البُرْدَةُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ سُبُكْتِكِين الحَاجِبُ وَخَلَعَ مِنَ الغَدِ عَلَى سُبُكْتِكِيْنَ خِلَعَ السَّلْطَنَةِ، وَعَقَدَ لَهُ اللِّوَاءَ، وَلَقَّبَه نصرَ الدَّوْلَةِ. وَلَمَّا كَانَ عيدُ الأَضْحَى رَكِبَ الطَّائِعُ إِلَى المُصَلَّى، وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ وَعِمَامَةٌ، فَخَطَبَ خُطْبَةً خَفِيْفَةً بَعْدَ أَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَتَعَرَّضَ عِزُّ الدَّوْلَةِ لإِقطَاع سُبُكْتِكِين، فَجَمَعَ سُبُكْتِكِينُ الأَترَاك فَالتَقَوا، فَانْتَصَرَ سُبُكْتِكِين، وَقَامَتْ مَعَهُ العَامَّة. وَكَتَبَ عِزُّ الدَّوْلَةِ يَسْتَنجِد بَعْضُدِ الدَّوْلَةِ، فَتَوَانَى، وَصَارَ النَّاسُ حِزْبين، فَكَانَتِ السُّنَّةُ وَالدَّيْلَمُ يُنَادُوْنَ بشعَار سُبُكْتِكِيْن، وَالشِّيْعَةُ يُنَادُوْنَ بشعَارِ عزِّ الدَّوْلَة، وَوَقَعَ القِتَالُ، وَسُفِكَتِ الدِّمَاءُ، وَأُحْرِقَ الكَرْخ. وَكَانَ الطَّائِع قويّاً فِي بدنِهِ، زَعِرَ الأَخلاَق، وَقَدْ قُطعت خُطْبَتُهُ فِي العَامِ الَّذِي تولّى خَمْسِيْنَ يَوْماً مِنْ بَغْدَادَ. فَكَانَتِ الخُطَبَاء لاَ يَدعُونَ لإِمَامٍ حَتَّى أُعيْدَتْ فِي رَجَبٍ، وَقَدِمَ عضُدُ الدَّوْلَة فَأَعجبَه مُلكُ العِرَاقِ، وَاسْتمَالَ الجُنْدَ، فَشَغَّبُوا عَلَى ابْنِ عَمِّهِ عزِّ الدَّوْلَةِ فَأَغْلَقَ عِزُّ الدَّوْلَةِ بَابَه، وَكَتَبَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ عَنِ الطَّائِعِ إِلَى الآفَاقِ بتوليتِهِ، ثُمَّ اضْطَرَب أَمرُهُ، وَلَمْ يَبْقَ بِيَدِهِ غَيْر بَغْدَادَ فَنَفَّذَ إِلَى أَبِيْهِ ركنِ الدَّوْلَةِ، يُعْلِمُهُ أَنَّهُ قَدْ خَاطَرَ بنفسه وجنده. وقد هَذَّب مملكَةَ العِرَاقِ، وَرَدَّ الطَّائِعَ إِلَى دَارِهِ، وَأَنَّ عزَّ الدَّوْلَةِ عَاصٍ، فَغَضِبَ أَبُوْهُ، وَقَالَ لرَسُوْلِه: قُلْ لَهُ: خَرَجْتَ فِي نُصْرَةِ ابْنِ أَخِي، أَوْ فِي أَخْذِ مُلْكِهِ؟، فَأَفْرَجَ حِيْنَئِذٍ عَنْ عزِّ الدَّوْلَةِ، وَذهَبَ إِلَى فَارسَ وَتَزَوَّجَ الطَّائِعُ ببنتِ عِزِّ الدَّوْلَة الَسْتّ شهْنَاز عَلَى مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ، وَعَظُمَ القَحْطُ، حَتَّى أبيع الكُرُّ بِمائَةٍ وَسَبْعِيْنَ دِيْنَاراً. وَفِي هَذَا الوَقْت كَانَتِ الحَرْبُ متصلَةً بَيْنَ جَوْهَر المُعِزِّي، وَبَيْنَ هفتكين بِالشَّامِ، حَتَّى جَرَتْ بينهُمَا اثْنَتَا عَشْرَةَ وَقعَة، وَجَرَتْ وَقعَةٌ بَيْنَ عزِّ الدَّوْلَة، وَعَضُدِ الدَّوْلَةِ، أُسِرَ فِيْهَا مَمْلُوْكٌ أَمْردُ لعزِّ الدَّوْلَة فَجُنَّ عَلَيْهِ، وَأَخَذَ فِي البُكَاءِ، وَتركَ الأَكْلَ، وَتذلَّلَ فِي طَلَبِهِ، فَصَارَ ضُحْكَةً وَبَذَلَ جَاريتين عوادتين في فدائه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 79"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 66"، والعبر "3/ 55"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 143".

وفِي سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ: حَجَّتْ جَميلَة بنْتُ صَاحِبِ المَوْصِل، فَكَانَ مَعَهَا أَرْبَع مائَة جَمَل، وَعِدَّةُ محَامِلَ لاَ يُدْرَى فِي أَيِّهَا هِيَ، واعتقت خمس مائة نَفْس، وَخَلَعَتْ خَمْسِيْنَ أَلفَ ثَوْبٍ، وَقِيْلَ: كَانَ مَعَهَا أَرْبَعُ مائَة مَحْمِلٍ. ثُمَّ فِي الآخر، اسْتولَى عَضُدُ الدَّوْلَة عَلَى أَمْوَالهَا وَقِلاعهَا، وَافْتَقَرَتْ لِكَوْنِهِ خَطَبَهَا فَأَبتْ وَآل بِهَا الحَالُ إِلَى أن هتكها وألزمها أن تختلف مع الخواطىء لِتُحصِّل مَا تُؤدِّيه، فَرَمَتْ بنفسهَا فِي دِجْلَةَ. وفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ: أَقْبَلَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ فِي جيوشِهِ، وَأَخَذَ بَغْدَادَ، وَتلقَّاهُ الطَّائِعُ، وَعُمِلَتْ قِبَابُ الزِّينَة. ثُمَّ خَرَجَ فَعَمل المَصَافَّ مَعَ عزِّ الدَّوْلَة فَأَسرَ عزَّ الدَّوْلَة، ثُمَّ قَتَلَه، وَنَفَّذَ إِلَى الطَّائِعِ أَلفَ أَلفِ دِرْهَم، وَخَمْسِيْنَ أَلف دِيْنَار، وَخَيْلاً وَبِغَالاً، وَمِسْكاً وَعَنْبراً. وَكَانَ الغَرَقُ العَظيمُ بِبَغْدَادَ وَبَلَغَ المَاءُ أَحَداً وَعِشْرِيْنَ ذِرَاعاً، وَغَرِقَ خَلْق. وَتمكَّن عضدُ الدَّوْلَة، وَلقِّب أَيْضاً تَاج المِلَّة، وَضُرِبَتْ لَهُ النَّوْبَةُ فِي ثَلاَثَةِ أَوقَاتٍ، وَعلاَ سُلطَانُه علُوّاً لاَ مزيدَ عَلَيْهِ، وَمَعَ ذَلِكَ الارْتِقَاء فَكَانَ يخضَعُ لِلطَّائِعِ. وَجَاءهُ رَسُوْلُ العَزِيْز صَاحِبِ مِصْر، فرَاسلَه بتودُّدٍ، وَطلبَ مِنَ الطَّائِع أَنْ يَزِيْدَ فِي أَلقَابِهِ، فجلس له الطائع وحوله مائة بالسيوف وَالزِّينَة وَبَيْنَ يَدَيْهِ المُصْحَفُ العُثْمَانِيُّ، وَعَلَى كَتِفِهِ البُرْدَة وَبِيَدِهِ القَضِيْبُ، وَهُوَ متقلِّد السَّيْفَ، وَأُسْبِلَتِ السِّتَارَة، وَدَخَلَ التُّرْكُ وَالدَّيْلَمُ بِلاَ سلاَحٍ. ثُمَّ أَذِنَ لِعَضُدِ الدَّوْلَةِ، وَرُفِعَتْ لَهُ السِّتَارَة، فَقبَّل الأَرْضَ. قَالَ: فَارْتَاعَ زِيَادٌ القَائِدُ، وَقَالَ بِالفَارسيَّة: أَهَذَا هُوَ الله. فَقِيْلَ لَهُ: بَلْ خَلِيْفَةُ الله فِي أَرْضِهِ. وَمَشَى عضُدُ الدَّوْلَةِ، وَقبَّل الأَرْض مَرَّاتٍ سَبْعاً. فَقَالَ الطَّائِع لخَادِمِه: اسْتَدْنِه. فَصَعَدَ، وَقبَّل الأَرْض مرَّتين، فَقَالَ: ادْنُ إِلَيَّ، فَدَنَا حَتَّى قَبَّل رِجْلَه، فثنَى الطَّائِعُ يدَهُ عَلَيْهِ، وَأَمره، فَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيٍّ بَعْد الامْتِنَاعِ، حَتَّى قَالَ: أَقسمتُ لَتَجْلِسَنَّ، ثُمَّ قَالَ: مَا كَانَ أَشوقَنَا إِلَيْك، وَأَتوقنَا إِلَى مُفَاوضَتِكَ فَقَالَ: عُذرِي معلومٌ. قَالَ: نِيَّتُك موثوقٌ بِهَا، فَأَومأَ بِرَأْسِهِ فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَفوّض إِلَيْك مَا وَكَلَهُ الله إِلَيَّ مِنْ أُمُورِ الرَّعيَّة فِي شرْق الأَرْض وَغَرْبهَا سِوَى خَاصَّتِي وَأَسبَابِي، فتولَّى ذَلِكَ مستجيراً بِاللهِ. قَالَ: يُعيننِي اللهُ عَلَى طَاعَة مولاَنَا أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ وَخِدْمَتِهِ، وَأُرِيْدُ كِبار القُوَّادِ أَنْ يَسمعُوا لَفْظك. قَالَ الطَّائِع: هَاتُوا الحُسَيْن بن مُوْسَى، وَابْن مَعْرُوْف، وَابْن أُمّ شَيْبَان، فَقُدِّمُوا، فَأَعَاد الطَّائِع قَوْلَه بِالتَّفويض، ثُمَّ أُلْبسَ الخِلَعَ وَالتَّاجَ، فَأَومأَ ليقبِّل الأَرْضَ فَلَمْ يُطقْ. فَقَالَ الطَّائِع: حَسْبُك. وَعَقَدَ لَهُ لواءين بيده. ثم قال: يقرأ كتابه فقرىء. فَقَالَ الطَّائِع خَار اللهُ لَنَا وَلك وَلِلْمُسْلِمِينَ، آمركَ بِمَا أَمَرَكَ اللهُ بِهِ، وَأَنْهَاكَ عَمَّا نهَاكَ اللهُ عَنْهُ، وَأَبرأُ إِلَى اللهِ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ، انهضْ عَلَى اسْمِ اللهِ. ثُمَّ أَعطَاهُ بِيَدِهِ سَيْفاً ثَانياً غَيْرَ سَيْف الخِلْعَةِ، وَخَرَجَ مِنْ بَابِ الخَاصَّةِ، وَشقّ البلدَ.

وعمل أبو إسحاق الصابئ قصيدته فمنها: يَا عَضدَ الدَّوْلَة الَّذِي عَلِقَتْ ... يدَاهُ مِنْ فَخْرِهِ بأَعْرُقِهِ يفْتَخر النَّعْلُ تَحْتَ أَخْمَصِهِ ... فَكَيْفَ بِالتَّاج فَوْقَ مَفْرِقِهِ؟! وَتَزَوَّجَ الطَّائِع ببنتِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ، وَرُدَّ العضُدُ مِنْ هَمَذَانَ إِلَى بَغْدَادَ، فتلقَّاهُ الخَلِيْفَةُ، وَلَمْ تجرِ بِذَلِكَ عَادَةٌ، وَلَكِنْ بَعَثَ يطلُبُ ذَلِكَ. فَمَا وَسِع الطَّائِع التَّأَخّرُ، كَانَ مُفْرِطَ السَّطْوَة. وَبَعَثَ إِلَيْهِ العَزِيْز كِتَاباً أَوَّلُهُ: مِنْ عَبْدِ اللهِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ إِلَى عَضُدِ الدَّوْلَة أَبِي شجَاع مَوْلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. سلاَمٌ عَلَيْك، مضمُوْنُ الرِّسَالَة الاسْتِمَالَة مَعَ مَا يُشَافِهُهُ بِهِ الرَّسُول، فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَسُوْلاً وَكِتَاباً فِيْهِ مودَّةٌ وَاعتِذَارٌ مُجْمَلٌ. وَأُديرَ المَارَسْتَانُ العضُدِيُّ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، ثُمَّ مَاتَ هُوَ فِي شوَّالِهَا. وَقَامَ وَلده صَمْصَام الدَّوْلَة، وَكُتم مَوْتُهُ أَرْبَعَةَ أَشهرٍ، وَجَاءَ الخَلِيْفَةُ فَعزّى وَلَدَهُ، وَلُطِم عَلَيْهِ فِي الأَسوَاقِ أَيَّاماً. وَفِي سَنَةِ 376: اخْتَلَفَ عَسْكُر العِرَاقِ، وَمَالُوا إِلَى شرفِ الدَّوْلَةِ شِيْرَوَيْه أَخِي صَمْصَامِ الدَّوْلَة، فَذلَّ الصَّمْصَام وَبَادَرَ إِلَى خِدْمَةِ أَخِيْهِ، فَاعتَقَلَهُ ثُمَّ أَمَرَ بكحلِهِ فَمَاتَ شرف الدَّوْلَة وَالمَكْحُوْلُ فِي شهر من سنة 379، وَكَانَ شَرَفُ الدَّوْلَةِ فِيْهِ عَدْلٌ، وَوَزَرَ فِي أَيَّامه أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ، وَمِمَّا قَدِمَ مَعَهُ عِشْرُوْنَ أَلف أَلف دِرْهَم، وَكَانَ ذَا رِفْق وَدِينٍ. وَمِنْ عَدْلِ شرفِ الدَّوْلَة رَدَّهُ عَلَى السَّيد أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ أَملاكَه. وَكَانَ مَغلُّهَا فِي السَّنَة أَزيدَ مِنْ أَلفِ أَلفِ دِيْنَار. وعظُم الغَلاَءُ بِبَغْدَادَ، حتى بيعت كارة الدقيق الخشكار بمائتين وَأَرْبَعِيْنَ دِرْهَماً. وفِي هَذَا الحُدُوْدِ جَاءَ بِالبَصْرَةِ سَمُوم حَارَّةٌ، فَمَاتَ جَمَاعَة فِي الطُّرُق. وَجَاءَ بفَم الصِّلْحِ رِيْح خَرَقَتْ دِجْلَةَ، حَتَّى بَانتْ أَرضُهَا -فِيْمَا قِيْلَ، وَهدَّتْ فِي جَامِعِهَا، وَاحتملَتْ زَوْرَقاً فِيْهِ موَاشِيَ، فَطَرَحَتْهُ بِأَرْضِ جوخى فرأَوهُ بَعْد أَيَّام، نَسْأَل اللهَ العَافيَة. وَلَمَّا مَاتَ شَرَفُ الدَّوْلَةِ، جَاءَ الطَّائِع يُعزِي أَخَاهُ بهَاءَ الدَّوْلَةِ أَبَا نَصْرٍ. فَقبَّل أَبُو نَصْرٍ الأَرْض مرات، وسلطنه الطائع بِالطَّوْق وَالسِّوَارين وَالخِلَع السَّبْع، فَأَقَرَّ فِي وَزَارَتِهِ أبا منصور المذكور، ويعرف بابن صَالحَان. وَكَانَ بَهَاءُ الدَّوْلَةِ ذَا هَيْبَةٍ وَوَقَار وَحَزْم، وَحَارَبَه ابْنُ صَمْصَام الدَّوْلَةِ الَّذِي كُحِلَ. وَخُرِّبَت البَصْرَةُ وَالأَهْوَازُ، وَعَظُمَت الفِتَنُ، وَتوَاتَر أَخذُ العَمَلاَت بِبَغْدَادَ، وَتحَارَبَتِ الشِّيْعَةُ وَالسُّنَّة مُدَّةً، ثُمَّ وَثبُوا عَلَى الطَّائِع للهِ فِي دَارِه فِي تَاسِعَ عَشَرَ شَعْبَان

سنَة 381، وَسَبَبُه أَن شَيْخَ الشِّيْعَة ابْنَ المُعَلِّم كَانَ مِنْ خوَاصّ بهَاءِ الدَّوْلَة فَحُبِسَ، فَجَاءَ بهَاءُ الدَّوْلَةِ، وَقَدْ جَلَس الطَّائِع فِي الرِّوَاق متقلِّدَ السَّيْف، فَقبَّل الأَرْضَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيٍّ، فَتَقَدَّم جَمَاعَةٌ مِنْ أَعوَانه، فجذَبُوا الطَّائِعَ بحمَائِل سيْفِهِ، وَلفُّوهُ فِي كِسَاءٍ، وَأُصْعِدَ فِي سَفِينَته إِلَى دَار المملكَةِ، وَمَاجَ النَّاسُ وَظنَّ الجُنْدُ أَنَّ القَبْضَ عَلَى بهَاءِ الدَّوْلَةِ، فَوَقَعَ النَّهْبُ، وَقُبض عَلَى الرَّئيس عَلِيِّ بنِ حَاجِب النُّعْمِيّ وَجَمَاعَةٍ، وصُودرُوا وَاحتيط عَلَى الخَزَائِنِ وَالخَدَمِ أَيْضاً. فَكَانَ الطَّائِع هَمَّ بِالقَبْضِ عَلَى ابْنِ عَمِّه القَادِرِ بِاللهِ وَهُوَ أَمِيْرٌ، فَهَرَبَ إِلَى البطَائِح، وَانضمَّ إِلَى مهذِّبِ الدَّوْلَةِ، وَبَقِيَ مَعَهُ عَامِين، فأظهر بهَاءُ الدَّوْلَةِ أَمْرَ القَادِرِ وَأَنَّهُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ. وَنُوديَ بِذَلِكَ، وَأُشهد عَلَى الطَّائِعِ بِخَلْعِ نَفْسِهِ، وَأَنَّهُ سَلَّمَ الخِلاَفَة إِلَى القَادِرِ بِاللهِ، وَشَهِدَ الكُبَرَاءُ بِذَلِكَ، ثُمَّ طُلبَ القَادِرُ، وَاسْتحثُّوهُ عَلَى القدومِ، وَاسْتبُيحتْ دَارُ الخِلاَفَة حَتَّى نُقِضَ خشبُهَا. وَكَتَبَ القَادِرُ: مِنْ عَبْدِ اللهِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ القَادِرِ بِاللهِ إِلَى بَهَاءِ الدَّوْلَةِ، وضيَاءِ المِلَّةِ أَبِي نَصْر بنِ عضُدِ الدَّوْلَةِ. سلاَمٌ عَلَيْك. أَمَّا بَعْدُ: أَطَالَ اللهُ بقَاءَك وَأَدَام عِزَّك، وَرَد كِتَابُك بِخَلْعِ العَاصي المتلقِّب بِالطَّائِع لبوَائِقهِ وَسُوءِ نيَّتِهِ. فَقَدْ أَصبحت سَيْفَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ المُبِير. ثُمَّ فِي السَّنَة الآتيَةِ سُلِّمَ الطَّائِعُ المخلوعُ إِلَى القَادِرِ فَأَنزله فِي حُجْرَةٍ موكّلاً بِهِ، وَأَحسنَ صيَانَتَه، وَكَانَ المخلوعُ يُطلب مِنْهُ أُمُوراً ضخمَةً، وَقدِّمت بَيْنَ يَدَيْهِ شَمْعَة قَدِ اسْتُعملتْ فَأَنكرَ ذَلِكَ، فَأَتْوهُ بجَدِيْدَةٍ، وَبَقِيَ مُكَّرماً إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ. وَمَا اتَّفَقَ هَذَا الإِكرَامُ لخَلِيْفَةٍ مخلوعٍ مثلِهِ. وكَانَتْ دولتُهُ ثَمَانِي عَشْرَة سَنَةً. وَبَقِيَ بَعْد عَزْله أَعْوَاماً إِلَى أَنْ مَاتَ لَيْلَةَ عيدِ الفِطْرِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ القَادِر وَكَبَّرَ خمساً، وَرثَاهُ الشَّرِيْفُ الرَّضِيّ بقَصِيْدَةٍ. وَعَاشَ ثَلاَثاً وَسَبْعِيْنَ سنة، رحمه الله.

القادر بالله

2908- القادر بالله 1: الخَلِيْفَةُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ ابنُ الأَمِيْرِ إِسْحَاقَ بن المقتدِرِ جَعْفَرِ بنِ المُعْتَضِدِ العَبَّاسِيُّ، البَغْدَادِيُّ. وَأُمُّه اسْمُهَا: تمني. مولده سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمَاتَتْ أمه فِي دَوْلته، وَقَدْ عَجزَتْ سنة تسع وتسعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "374"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 160" و"8/ 60"، والعبر "3/ 148"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 159"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 221".

وَكَانَ أَبْيَضَ كثَّ اللِّحْيَة يَخْضِبُ ديِّناً عَالِماً متعبِّداً وَقُوْراً مِنْ جِلَّة الخُلَفَاءِ وَأَمثلِهِمْ. عَدَّه ابْنُ الصَّلاَح فِي الشَّافِعِيَّة. تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي بشر أحمد بن محمد الهروي. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ مِنَ الدِّين، وَإِدَامَةِ التهجُّدِ، وَكَثْرَةِ الصَّدقَاتِ عَلَى صفَةٍ اشتُهِرَتْ عَنْهُ. وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي الأُصُوْلِ، ذَكَرَ فِيْهِ فضل الصَّحَابَةِ، وَإِكفَارَ مَنْ قَالَ: بِخَلْقِ القُرْآنِ. وَكَانَ ذَلِكَ الكِتَاب يُقرأُ فِي كُلِّ جُمُعَة فِي حَلْقَةِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، وَيحضُرُه النَّاسُ مُدَّة خِلاَفته، وَهِيَ إِحْدَى وَأَرْبَعُوْنَ سنَةً وَثَلاَثَة أَشهر. قُلْتُ: قَامَ بِخِلاَفته بهَاءُ الدَّوْلَةِ كَمَا تقدَّم فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ، وَاسْتقدمُوهُ مِنَ البَطَائحِ فَجَهَّزَهُ أَمِيْرُهَا مهذِّبُ الدَّوْلَةِ عَلِيُّ بنُ نَصْرٍ، وَحمَّله مِنَ الآلاَتِ وَالرخت بِمَا أَمكن، وَأَعطَاهُ طَيَّاراً فَلَمَّا قَدِمَ وَاسِطَ، أَتَاهُ الأَجْنَادُ، وَطَلَبُوا رسمَ البَيْعَة، وَهَاشُوا، فوعدهُم بِالجَمِيْلِ، فرضُوا، فَكَانَ مُقَامُه بِالبَطيحَة أَزيدَ مِنْ سَنَتَيْنِ، فَقَدِمَ، وَاسْتَكْتب أَبَا الفَضْل مُحَمَّد بن أَحْمَدَ عَارض الدَّيْلَم، وَجَعَلَ أُسْتَاذَ دَارِه عَبْد الوَاحِدِ الشِّيْرَازِيَّ وَحلفَ هُوَ وَبهَاء الدَّوْلَة كُلّ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ ثُمَّ سَلْطنه. وَذكر مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيُّ، أَنَّ القَادِرَ كَانَ يَلْبَسُ زيَّ العَامَّةِ، وَيَقْصِدُ الأَمَاكنَ المُبَارَكَةَ. وطلب من أبي الحسن بن القزويني أَنْ ينفّذ لَهُ مِنْ طعَامه، فَنفَّذ باذِنجَاناً مقلُواً بخلٍّ وَبَاقِلَّى وَدِبْساً، فَأَكل مِنْهُ وَفَرَّق، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِمَائتَيْ دِيْنَار فَقبِلَها. ثُمَّ طلبَ مِنْهُ بَعْدُ طعَاماً، فَبَعَثَ إِلَيْهِ زبَادِي فرَاريج وَدجَاج وَفَالوذج، فتعجَّب الخَلِيْفَةُ وَسَأَلَهُ، فَقَالَ: لم أَتكلَّفْ، وَلَمَّا وَسِّع عَلِيّ وَسعتُ عَلَى نَفْسِي فَأَعجبه، وَكَانَ يَتَفَقَّدهُ. وعَمِلَت الرَّافِضَة عيدَ الْغدير، يَعْنِي: يَوْم المُؤَاخَاة، فثَارتِ السُّنَّةُ، وَقووا، وَخَرَّقُوا عَلَمَ السُّلْطَانِ. وَقُتِلَ جَمَاعَةٌ، وَصُلِبَ آخرُوْنَ، فكفّوا. وفِي هَذَا القُرب طَلَبَ أَمِيْرُ مَكَّة أَبُو الفُتُوْحِ العَلَوِيُّ الخِلاَفَةَ، وَتَسَمَّى بِالرَّاشد بِاللهِ، وَلَحِقَ بِآل جَرَّاح الطَّائِيّ بِالشَّامِ، وَمَعَهُ أَقَاربه، وَنحوٌ مِنْ أَلفِ عَبْدٍ، وَحَكَمَ بِالرَّمْلَةِ، فَانزعج العَزِيْزُ بِمِصْرَ، وَتلطَّف بِالطَّائِيين، وَبَذَلَ لَهُم الأَمْوَالَ، وَكَتَبَ بِإِمَارَةِ الحَرَمَيْنِ لاِبْنِ عَمِ الرَّاشدِ، فَوهَنَ أمْرُ الرَّاشدِ، فَأَجَارَه أَبُو حَسَّانَ الطَّائِيّ، وَتلطَّف لَهُ حَتَّى عَادَ إِلَى إِمرَة مَكَّة. وَفِيْهَا اسْتولَى بزال على دمشق، وهزم متوليها منيرًا. وَنقَصَ التَّشَيُّع مِنْ بَغْدَادَ، وَاسْتضرَت الأُمَرَاءُ عَلَى بهَاءِ الدَّوْلَة، وَقهروهُ حَتَّى سَلَّم إِلَيْهِم أَبَا الحَسَنِ ابْنَ المُعَلِّم الكوكَبِي، فَخُنق، وَعَظُمَ القَحْطُ ببغداد.

وَفِي سَنَةِ 383: تَزَوَّجَ القَادِر بِاللهِ سُكَيْنَة بنْت الْملك بهَاءِ الدَّوْلَة، وَاسْتفحل البلاَءُ بِالعَيَّارين بِبَغْدَادَ، وَلَمْ يَحجَّ أَحَدٌ مِنَ العِرَاقِ. وَمَاتَ فِي سَنَةِ 87: فَخرُ الدَّوْلَة عَلِيُّ بنُ ركنِ الدَّوْلَةِ بنِ بُوَيه بِالرَّيّ، وَوزَرَ لَهُ ابْنُ عَبَّاد. وَكَانَ شَهْماً شُجَاعاً، كَانَ الطَّائِع قَدْ لَقبه ملك الأُمَّة عَاشَ ستاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وَكَانَتْ دَوْلَته أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَترك أَلفِي أَلف دِيْنَار وَثَمَان مائَةِ أَلْف دِيْنَار، وَمِنَ الجَوَاهِرِ مَا قيمتُهُ ثَلاَثَة آلاَف أَلف، وَمِنْ آنيَة الذَّهبِ مَا وَزنُهُ أَلفُ أَلفٍ، وَمِنْ آنيَة الفِضَّةِ مَا وَزنه ثَلاَثَة آلاَفِ أَلفٍ، وَمِنْ فَاخر الثِّيَابِ ثَلاَثَة آلاَفِ حِمْل. وَكَانَتْ خَزَائِنهُ عَلَى ثَلاَثَة آلاَف وَخَمْسِ مائَة جَمَل. وفِي سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ: هَلَكَ تِسْعَة مُلُوْك: صَاحِبُ مِصْرَ العَزِيْزُ، وَصَاحِب خُرَاسَان، وَفخر الدَّوْلَة المَذْكُوْرُ، وَصَاحِب خُوَارَزْم مَأْمُوْنُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَصَاحِب بُسْت سبكتكين وغيرهم. وَفِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ: ظَهَرَ بسِجِسْتَان معدِنُ الذَّهَب. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ: عَقَدَ القَادِرُ بولاَيَةِ العَهْدِ لابْنِهِ الغَالِبِ بِاللهِ، وَهُوَ فِي تِسْعِ سِنِيْنَ، وَعجَّل بِذَلِكَ، لأَن الخَطِيْبَ الوَاثِق سَارَ إِلَى خُرَاسَانَ، وَافتعل كِتَاباً مِنَ القَادِر بِأَنَّهُ وَلِيُّ عَهْدِهِ. وَاجْتَمَعَ ببَعْضِ المُلُوكِ فَاحْتَرَمَه، وَخطَبَ لَهُ بَعْدَ القَادِر، وَنفَّذ رَسُوْلاً إِلَى القَادِرِ بِمَا فَعَل، فَأَثْبتَ فِسْقِ الوَاثِقِيّ، وَمَاتَ غَرِيْباً. وَكَانَ الرَّفضُ عَلاَنيَةً بِدِمَشْقَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِ مائَة. وَلَقَدْ أَخَذَ نَائِبُهَا تمصُولُت البَرْبَرِيُّ رَجُلاً فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فطيفَ بِهِ عَلَى حمَارٍ: هَذَا جزَاء مَنْ يُحِبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعمرَ، ثُمَّ قُتِل. وفِي هَذَا الْحِين ظَهَرَ أَبُو ركْوةَ الأُمَوِيُّ، وَالتفَّ عَلَيْهِ مِنَ المغَاربَة وَالعَرَب خَلْق، وَحَارَبَ وَلَعَنَ الحَاكِمَ، فَجَهَّزَ الحَاكِمُ لِحَرْبِهِ ستّةَ عشرَ ألفًا، فظفروا به وقتل. وفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ مائَة: عَمِلَ ابْنُ سَهلاَن سوراً مَنِيعاً عَلَى مشهدِ عليٍّ. وَافتَتَح مَحْمُوْدُ بنُ سُبُكْتِكِين فتحاً عَظِيْماً مِنَ الهِنْد. وفِي هَذَا الوَقْتِ انبثَّتْ دُعَاةُ الحَاكِمِ فِي الأَطرَافِ، فَأَمر القَادِرُ بِعَمَل مَحْضرٍ يتضمَّنُ القَدْحَ فِي نَسَبِ العُبَيْدِيَّة، وَأَنَّهُم منسوبُوْنَ إِلَى دَيصَان بن سَعِيْدٍ الخُرَّمِيّ، فَشَهِدُوا جَمِيْعاً أَنَّ النَّاجمَ بِمِصْرَ مَنْصُوْر بن نزَار الحَاكِم حَكَمَ الله عَلَيْهِ بِالبوَارِ، وَأَنَّ جدَّهُم لَمَّا صَارَ إِلَى الغَرْب تسمّى بِالمَهْدِيّ عُبَيْدِ اللهِ، وَهُوَ وَسَلَفُهُ أَرجَاسٌ أَنجَاسٌ خوَارجُ أَدْعيَاء، وَأَنْتُم تعلمُوْنَ أَنَّ أَحَداً من

الطَّالبيين لَمْ يتوقفْ عَنْ إِطلاَقِ القَوْلِ بِأَنَّهُم أَدعيَاء، وَأَنَّ هَذَا النَّاجمَ وَسلفه كفَارٌ زَنَادقَة، وَلِمَذْهَب الثَّنَوِيَّة وَالمَجُوْسِيَّة معتقدُوْنَ، عطَّلُوا الحُدُوْدَ، وَأَباحُوا الفروجَ، وَسفكُوا الدِّمَاء، وَسبُّوا الأَنْبِيَاءَ، وَلعنُوا السَّلَفَ، وَادَّعَوُا الربوبيّة، وَكَتَبَ فِي الْمحْضر الشَّرِيْف الرَّضِيّ، وَالشَّرِيْف المُرْتَضَى، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ، وَابْن الأَزْرَق العَلَويون، وَالقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الأَكفَانِي، وَالقَاسِم أَبُو القَاسِمِ الجَزَرِيّ، وَالشَّيخ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايينِي، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الكَشْفُلِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ القُدورِي، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ حَمَكَان. وَوَرَدَ عَلَى الخَلِيْفَة كِتَابُ مَحْمُوْد أَنَّهُ غَزَا الكُفَّارَ، وَهُم خَلْقٌ مَعَهُم سِتّ مائَة فيل، وَأَنَّهُ نُصر عَلَيْهِم. وفِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ: اسْتُبيحَ وَفْدُ العِرَاقِ، وَقلَّ مَنْ نَجَا، فيُقَال: هلكَ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفاً، وَتُسَمَّى وَقعَة الفرعَاء. فَسَارَ ابْنُ مَزْيَد، وَلحِقهُم بِالبريَّة، فَقَتل مِنْهُم مَقْتَلَةً، وَأَسَر أَرْبَعَةَ عَشَرَ مِنْ كِبَارهُم، فَأُهلكُوا بِبَغْدَادَ. وَبَعَثَ ابْنُ سُبُكْتِكِين إِلَى القَادِرِ بِأَنَّهُ وَردَ إِلَيْهِ الدَّاعِي مِنَ الحَاكِمِ يدعُوهُ إِلَى طَاعته، فَخرَّق كِتَابَهُ، وَبَصَق عَلَيْهِ. وَمَاتَ فِي حُدُوْدِهَا أَيلَك خَانُ صَاحِبُ مَا وَرَاء النهرِ الَّذِي أَخَذ البِلاَدَ مِنْ آلِ سَامَانَ مِنْ بضْع عَشْرَة سَنَةً، وَكَانَ ظَالماً مَهِيْباً، شَدِيدَ الوطْأَة. وَقَدْ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ طُغَانَ ملكِ التُّرْك حُرُوبٌ، فَوَرِثَ أَخُوْهُ طُغَانُ مملكتَه، وَمَالأَه ابْنُ سُبُكْتِكِين، فتحركتْ جيوشُ الصينِ لِحَرْبِ طُغَانَ فِي أزيد من مائة ألف خركاة، فالتقاهم طغان، ونصره الله. وَمَاتَ بهَاءُ الدَّوْلَة أَحْمَد بن عضد الدَّوْلَة، وَتسلطن ابْنه سُلْطَان الدَّوْلَةِ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَجَلَسَ القَادِرُ لِذَلِكَ، وَقبَّل الأَرْضَ فَخر الْملك الوَزِيْر، وَقرأَ ابْنُ حَاجِب النُّعْمَان الْعَهْد، وَعَلَّم عَلَيْهِ القَادِر، وَأُحْضرت الخِلَعُ وَالتَّاجُ وَالطَّوقُ وَالسِّوَارَانِ وَاللوَاءانِ فعقدهُمَا الخَلِيْفَةُ بِيَدِهِ، وَأَعطَى سيفاً لِلْخَادم، فَقَالَ: قَلَّدْه بِهِ فَهُوَ فَخرٌ لَهُ وَلِعَقبه، وَبُعِثَ بِذَلِكَ إِلَى شِيرَاز. وَفِيْهَا أَبطَلَ الحَاكِمُ المنجِّمِين مِنْ ممَالكِهِ، وَأَعتق أَكْثَر مَمَالِيْكه، وَجَعَلَ وَلِيَّ عَهْدِهِ ابْن عَمِّهِ عَبْد الرحيم ين إِليَاس، وَأَمر بِحَبْس النِّسَاءِ فِي البُيوتِ، فَاسْتمرَّ ذَلِكَ خَمْسَة أَعْوَام، وَصلُحت سيرتُه، لاَ أَصلَحَه الله. وَمَنَعَ بِبَغْدَادَ فَخرُ الْملك مِنْ عَمَل عاشوراء.

ووقعَت القُبَّة الَّتِي عَلَى صخرَة بَيْت المَقْدِس، وَافتَتَح ابْنُ سُبُكْتِكِين خُوَارَزم، وَوقَعَ بِبَغْدَادَ بَيْنَ الشِّيْعَةِ وَالسُّنَّة فِتَنٌ عُظْمَى، وَاشْتَدَّ البلاَء، وَاسْتضرت عَلَيْهِم السُّنَّة، وَقُتِلَ جَمَاعَة. وَاستتَابَ القَادُر فُقَهَاءَ المُعْتَزِلَة، فَتبرَّؤَا مِنَ الاعتزَال وَالرَّفضِ، وَأُخذت خُطُوطهُم بذلك. وَتَزَوَّجَ سُلْطَان الدَّوْلَة بِبِنْت صَاحِب المَوْصِلِ قِروَاش. وَقُتِلَ الدُّرْزِيّ الَّذِي ادَّعَى ربوبيَّة الحَاكِم. وَامتَثَل ابْنُ سُبُكْتِكِين أَمرَ القَادِر، فَبَثَّ السُّنَّة بِممَالِكه، وَتهدَّد بِقَتْلِ الرَّافِضَة وَالإِسْمَاعِيْليَّة وَالقرَامطَة، وَالمشبِّهَة وَالجَهْمِيَّة وَالمُعْتَزِلَة. وَلُعنُوا عَلَى المنَابِرِ. وَفِيْهَا: أَعنِي سنَة تِسْعٍ، قَدِمَ سُلْطَان الدَّوْلَةِ بَغْدَادَ. وَافتَتَح ابْنُ سُبُكْتِكِين عِدَّةَ مدَائِن بِالهِنْدِ. وَوَرَدَ كِتَابهُ فَفِيْهِ: صَدَرَ العَبْدُ مِنْ غَزْنَة فِي أَوَّلِ سَنَةِ عَشْرٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَانتُدِبَ لتنفيذِ الأَوَامرِ، فرتَّب فِي غَزْنَة خَمْسَةَ عَشَرَ أَلف فَارس، وَأَنهضَ ابْنه فِي عِشْرِيْنَ أَلْفاً، وَشَحنَ بَلْخ وَطَخَارُسْتَان بِاثْنَيْ عشرَ أَلف فَارس، وَعشرَة آلاَف رَاجل، وَانتَخَبَ ثَلاَثِيْنَ أَلف فَارس، وَعشرَة آلاَف رَاجل لصحبه رَايَة الإِسْلاَم. وَانضمَّ إِلَيْهِ المُطَّوِّعَةُ، فَافْتَتَحَ قِلاعاً وَحُصوناً، وَأَسلم زُهَاء عِشْرِيْنَ أَلْفاً، وَأَدَّوْا نَحْو أَلف أَلف مِنَ الوَرِق، وَثَلاَثِيْنَ فيلاً. وَعِدَّةُ الهَلكَى خَمْسُوْنَ أَلْفاً. وَوَافَى العَبْدُ مَدِيْنَةً لَهُم عَاينَ فِيْهَا نَحْوَ أَلف قَصْر، وَأَلفَ بَيْتٍ لِلأَصْنَام. وَمَبْلَغُ مَا عَلَى الصَّنَم ثَمَانيَةٌ وَتِسْعُوْنَ أَلف دِيْنَار، وَقَلَع أَزيدَ مِنْ أَلفِ صنم. ولهم صنم معظَّم يُؤرخون مُدَّته بجهَالتهم بِثَلاَث مائَة أَلْف سنَة، وَحصَّلنَا مِنَ الغَنَائِم عِشْرِيْنَ أَلْف أَلف دِرْهَم، وَأَفْرَدَ الخُمْس مِنَ الرَّقيق. فَبلغ ثَلاَثَةٌ وَخَمْسِيْنَ أَلْفاً، وَاسْتعرضنَا ثَلاَث مائَة وَسِتَّةً وَخَمْسِيْنَ فِيلاً. وَنفذت مِنَ القَادِر باللهِ خِلَع السَّلْطنَة لقوَام الدَّوْلَة بولاَيَةِ كَرْمَان. ونَاب بِدِمَشْقَ عَبْد الرَّحِيْمِ وَلِيُّ عهْدِ الحَاكِمِ. وَقُتِلَ بِمِصْرَ الحَاكِمُ وأراح الله منه سَنَة إِحدى عَشْرَة. وفِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ: أَقبَلَ الْملك مشرِّف الدَّوْلَة مصعِّداً إِلَى بَغْدَادَ مِنْ نَاحِيَة وَاسِط، وَطَلَب مِنَ القَادِرِ بِاللهِ أَنْ يخرُجَ لتلقِّيه، فتلقَّاهُ فِي الطَّيَّار وَمَا فَعَلَ ذَلِكَ بِملكٍ قَبْلَه، وَجَاءَ مَشرِّفُ الدَّوْلَة، فَصَعَدَ مِنْ زبزبه إِلَى الطَّيَّار، فَقبَّل الأَرْض، وَأُجلس عَلَى كُرْسِيّ، وَكَانَ موت مُشرِّف الدَّوْلَة بن بهَاء الدَّوْلَة فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ، فنُهِبَتْ خَزَائِنه. وَخُطب لجلاَلِ الدَّوْلَةِ، ثُمَّ إِنَّ الأُمَرَاء عَدَلُوا إِلَى الْملك أَبِي كَاليجَار، وَنوَّهوا باسمِهِ، وَكَانَ وَلِيَّ عهد أَبِيْهِ سُلْطَان الدَّوْلَةِ

فَخُطِبَ لِهَذَا بِبَغْدَادَ، وَكَثُرَت العَمْلاَت بِبَغْدَادَ جِدّاً، وَاسْتبَاحَ جلاَلُ الدَّوْلَةِ الأَهْوَازَ فَنَهَبَ مِنْهَا مَا قيمته خَمْسَة آلاَف أَلف دِيْنَار، وَأُحرقت فِي أَمَاكن، وَدثرت. وَمَرِضَ القَادِرُ بِاللهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، ثُمَّ جَلَس لِلنَّاسِ، وَأَظهرَ وَلاَيَة الْعَهْد لوَلَده أَبِي جَعْفَرٍ. وَكَانَ طَاغيَةُ الرُّوْم قَدْ قَصَدَ الشَّام فِي ثَلاَث مائَة أَلْف، وَمَعَهُ المَالُ عَلَى سَبْعِيْنَ جَمَّازَة، فَأَشرَفَ عَلَى عسكرِه مائَةُ فَارس مِنَ الأَعرَابِ، وَأَلفُ رَاجلٍ فَظَنُّوا أَنَّهَا كَبْسَةٌ، فَلَبِسَ ملكُهُم خُفّاً أَسوَد لكِي يختفِي، وَهَرَبَ فنُهِبَ مِنْ حوَاصِله أَرْبَع مائَة بغل بِأَحْمَالهِا. وَقُتِلَ مِنْ جَيْشه خَلْقٌ، وَأَخَذَ البُرْجُميُّ اللِّصُّ وَأَعوَانُه العَمْلاَت وَالمخَازن الكِبَار، وَنهبَوا الأَسوَاق، وَعَمَّ البلاَء، وَخَرَجَ عَلَى جلاَل الدَّوْلَة جندُهُ لِمَنْع الأَرزَاق. وفِي ذِي الحِجَّةِ مِنْ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، مَاتَ القَادِرُ بِاللهِ فِي أَوَّلِ أَيَّام التَّشْريق. وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُه القَائِمُ بِأَمرِ اللهِ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَربعاً. وَدُفِنَ فِي الدَّارِ، ثُمَّ بَعْد عَشْرَة أَشهر نُقل تَابوتُه إِلَى الرُّصَافَة، وَعَاشَ سَبْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً سِوَى شَهْرٍ وَثَمَانيَة أَيَّام وَمَا عَلِمْتُ أَحَداً مِنْ خُلفَاء هَذِهِ الأُمَّة بَلَغَ هَذَا السِّنّ، حَتَّى وَلاَ عُثْمَان، -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

القائم بأمر الله

2909- القائم بأمر الله 1: الخَلِيْفَةُ أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ ابنُ القَادِرِ بِاللهِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ ابنِ المقتدِر جَعْفَرٍ العَبَّاسِيُّ، البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فِي نِصْفِ ذِي القَعْدَةِ، وَأُمُّه بَدْر الدجَى الأَرْمنيَّةُ. وَقِيْلَ: قَطْر النَّدَى بقيت إِلَى أَثْنَاء خِلاَفته. وَكَانَ مَلِيحاً وَسِيْماً أَبيضَ بحُمرَة، قويَّ النَّفْسِ، ديِّناً وَرِعاً متصدِّقاً. لَهُ يدٌ فِي الكِتَابَةِ وَالأَدبِ، وَفِيْهِ عَدْلٌ وَسمَاحَةٌ. بُوْيِعَ يَوْم موتِ أَبِيْهِ بعهدٍ لَهُ مِنْهُ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَأَبُوْهُ هُوَ الَّذِي لقَّبهُ. وَلَمْ يَزَلْ أَمرُهُ مُسْتَقِيْماً إِلَى أَنْ قُبِضَ عَلَيْهِ فِي سَنَةِ خمسين وأربع مائة، لأن أرسلان

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 399"، والعبر "3/ 264"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 326".

التُّركِيَّ البَسَاسِيرِيَّ، عَظُمَ شَأْنُهُ لعدمِ نَظِيْرٍ لَهُ. وَتهيبتْه أُمرَاءُ العَرَب وَالعَجَم، وَدُعِي لَهُ عَلَى المَنَابر. وَظَلَمَ وَخرَّب القُرَى، وَانقهرَ مَعَهُ القَائِمُ، ثُمَّ تحُدِّثَ بِأَنَّهُ يُرِيْدُ نهبَ دَارِ الخِلاَفَةِ، وَعَزْلَ القَائِمِ. فَكَاتَب القَائِم طُغْرُلْبَك مَلِكَ الغُزّ يَسْتَنهضه، وَكَانَ بِالرَّيّ، ثُمَّ أُحْرِقَتْ دَارُ البَسَاسِيرِي، وَهَرَبَ، وَقَدِمَ طُغْرُلبك فِي سَنَةِ 447، وَذَهبَ البَسَاسِيرِيُّ إِلَى الرَّحْبَة وَمَعَهُ عَسْكَر، فَكَاتَبَ المُسْتَنْصِرَ فَأَمدَّه مِنْ مِصْرَ بِالأَمْوَالِ، وَمَضَى طُغْرلْبَك سنَةَ تِسْعٍ إِلَى نِصيبينَ وَمَعَهُ أَخُوْهُ ينَال، فَكَاتِب البَسَاسِيرِيُّ ينَالَ فَأَفسدَه، وَطَمعَ بِمنصِب أَخِيْهِ. فَسَارَ بجيشٍ ضَخم إِلَى الرَّي، فَسَارَ أَخُوْهُ فِي أَثَرِهِ، وَتفرَّقت الكَلِمَة. وَالتُّقَى الأَخوَان بِهَمَذَانَ. وَظَهَر ينَال، وَاضطرب أَمرُ بَغْدَاد، وَوَقَعَ النَّهب، وَفرّتْ زَوْجَةُ طُغْرُلْبَك فِي جَيْشٍ نَحْو هَمَذَان. فَوَصَلَ البَسَاسِيرِيُّ فِي ذِي القَعْدَةِ إِلَى الأَنْبَار. وَبُطِّلتِ الجُمُعَة، وَدَخَلَ شَاليش عَسْكَره، ثُمَّ دَخَلَ هُوَ بَغْدَاد فِي الرَّايَاتِ المِصْرِيَّة، وضرَبَ سُرَادِقَه عَلَى دِجْلَة، وَنصَرَتْه الشِّيْعَة. وَكَانَ قَدْ جَمَعَ العَيَّارين وَالفلاَّحين، وَأَطمَعَهُم فِي النَّهب. وَعظُم القَحْطُ، وَاقْتَتَلُوا فِي السُّفُنِ. ثُمَّ فِي الجُمُعَةِ المقبلَة دُعِيَ لصَاحِبِ مِصْرَ بِجَامِعِ المَنْصُوْرِ، وَأَذَّنُوا: بحيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ. وَخندَقَ الخَلِيْفَةُ حولَ دَارِه، ثُمَّ نهَضَ البَسَاسِيرِيُّ فِي أَهْل الكَرْخ وَغَيْرهم إِلَى حَرْبِ القَائِم، فَاقتلُوا يَوْمِيْنِ، وَكَثُرت القَتْلَى، وَأُحرقت الأَسوَاق، وَدخلُوا الدَّارَ فَانتهبُوهَا، وَتذمِّم القَائِمُ إِلَى الأَمِيْر قُرَيْش العُقَيْلِيِّ. وَكَانَ مِمَّنْ قَامَ مَعَ البَسَاسِيرِيُّ -فَأَذمَّه، وَقبَّل بَيْنَ يَدَيْهِ. فَخَرَجَ القَائِم رَاكباً، بَيْنَ يَدَيْهِ الرَّايَة، وَالأَترَاكُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأُنزل فِي خَيْمَة، ثُمَّ قَبَضَ البَسَاسِيرِيُّ عَلَى الوَزِيْر أَبِي القَاسِمِ عَلِيِّ بن المُسْلمَة، وَالقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّامَغَانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ، فصَلبَ الوَزِيْرَ فَهَلَكَ. وَكَانَ القَائِمُ فِيْهِ خَيْرٌ وَاهتمَام بِالرَّعيَة، وَقضَاءٌ لِلْحَوَائِجِ. وَقِيْلَ: أَنَّهُ لمَا بَقِيَ مُعتقلاً عِنْد العَرَبِ كتبَ قِصَّةً، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى بَيْتِ اللهِ مستَعْدِياً مِمَّن ظَلَمَهُ وَهِيَ: إِلَى اللهِ العَظِيْمِ مِنَ المِسْكِيْنِ عَبده: اللَّهُمَّ إِنَّك العَالِمُ بِالسَّرَائِر، المطَّلِعُ عَلَى الضَّمَائِر. اللَّهُمَّ إِنَّك غَنِيٌ بِعِلْمِكَ وَاطِّلاعِكَ عليَّ عَنْ إِعلاَمِي، هَذَا عبدُكَ قَدْ كَفَر نِعَمَكَ وَمَا شَكَرهَا، أَطْغَاهُ حِلْمُكَ حَتَّى تعدَّى عَلَيْنَا بَغْياً. اللَّهَّم قَلَّ النَّاصِر وَاعتزَّ الظَالِمُ، وَأَنْتَ المطَّلِعُ الحَاكِم، بِكَ نعتز عَلَيْهِ، وَإِليك نهرُب مَنْ يَدَيْهِ، فَقَدْ حَاكَمْنَاهُ إِلَيْكَ، وَتوكلْنَا فِي إِنصَافِنَا مِنْهُ عَلَيْكَ، وَرفَعْنَا ظُلاَمَتَنَا إِلَى حَرَمك، وَوثِقْنَا فِي كَشْفهَا بكَرَمِك. فَاحكمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الحَاكمِين. وَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ طُغْرُلْبَك، فَإِنَّهُ ظَفِرَ بِأَخِيْهِ وَقَتَله. ثُمَّ كَاتِب مُتَوَلِّي عَانَة فِي أَنْ يَرُدَّ القَائِمَ إِلَى مَقرِّ عزّه. وَقِيْلَ: إِنَّ البَسَاسِيرِيَّ عَزَمَ عَلَى ذَلِكَ لَمَّا بَلَغَه السُّلْطَان طُغْرُلْبَك، فَحَصَّلَ القَائِمَ فِي مقرّ دَوْلته فِي الخَامِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ. ثمَّ جهَّز طُغْرُلْبَك عَسْكَراً قَاتلُوا البَسَاسِيرِيَّ فَقُتل وَطيف بِرَأْسِهِ. فكَانَتِ الخُطْبَة لِلْمستنصر بِبَغْدَادَ سنة كاملة. تُوُفِّيَ القَائِمُ فِي ثَالث عشر شَعْبَانَ سَنَةَ سبع وستين وأربع مائة.

المهدي وذريته

2910- المهدي وذريته 1: عبيد الله أبو محمد، أَوَّلُ مَنْ قَامَ مِنَ الخُلَفَاءِ الخَوَارِجِ العُبَيْدِيَّة البَاطنيَّةِ الَّذِيْنَ قَلَبُوا الإِسْلاَمَ، وَأَعْلنُوا بِالرَّفضِ، وَأَبطنُوا مَذْهَبَ الإِسْمَاعِيليَّة، وَبثُّوا الدُّعَاةَ، يَسْتَغوون الجَبَليَّة وَالجَهَلَةَ. وَادَّعَى هَذَا المدْبرُ، أَنَّهُ فَاطمِيٌّ مِنْ ذُرِّيَّة جَعْفَر الصَّادِق فَقَالَ: أَنَا عُبَيْد اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَيْمُوْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّد. وَقِيْلَ: بَلْ قَالَ: أَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ. وَقِيْلَ: لَمْ يَكُنِ اسْمُهُ عُبَيْد اللهِ، بَلْ إِنَّمَا هُوَ سَعِيْدُ بنُ أحمد. وقيل: سعيد بن الحسين. وَقِيْلَ: كَانَ أَبُوْهُ يَهُودِيّاً. وَقِيْلَ: مِنْ أَوْلاَد دَيصَان الَّذِي أَلَّف فِي الزَّنْدَقَةِ. وَقِيْلَ: لمَا رَأَى اليَسَعُ صَاحِبُ سِجِلْمَاسَة الغَلَبَة، دَخَلَ فَذَبَحَ المَهْدِيَّ. فَدَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيُّ، فَرَآهُ قَتِيلاً، وَعِنْدَهُ خَادمٌ لَهُ، فَأَبْرَزَ الخَادِمَ، وَقَالَ لِلنَّاسِ: هَذَا إِمَامكُمْ. وَالمحقِّقوْنَ عَلَى أَنَّهُ دَعِيٌّ بِحَيْثُ إِنَّ المُعزّ مِنْهُم لَمَّا سأَله السَّيِّدُ ابن طَبَاطَبَا عَنْ نسبه، قَالَ: غداً أُخْرِجه لَكَ، ثُمَّ أَصْبَحَ وَقَدْ أَلقَى عَرَمَة مِنَ الذَّهب، ثُمَّ جَذَبَ نِصْف سَيفِهِ مِنْ غِمُّدِهِ. فَقَالَ: هَذَا نسبِي، وَأَمرهُمْ بنهبِ الذَّهب، وَقَالَ: هَذَا حسبي. وَقَدْ صَنَّفَ ابْنُ البَاقِلاَّنِي وَغَيْرُهُ مِنَ الأَئِمَّةِ فِي هَتْكِ مقَالاَتِ العُبَيْدِيَّة، وَبُطلاَنِ نَسَبهم. فَهَذَا نَسَبُهُم، وَهَذِهِ نِحْلَتُهُم. وَقَدْ سُقتُ فِي حَوَادِثِ تَارِيْخنَا مِنْ أَحْوَالِ هَؤُلاَءِ وَأَخْبَارِهِم فِي تفَاريقِ السنين عجائب.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "3/ ترجمة 357"، والعبر "2/ 193"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 246"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 294".

وَكَانَ هَذَا مِنْ أَهْلِ سَلَمِيَّة لَهُ غوْر، وَفِيْهِ دهَاءٌ وَمكرٌ، وَلَهُ هِمَّة عليَّة، فَسَرَى عَلَى أُنموذج عَلِيّ بنِ مُحَمَّدٍ الخَبِيْثِ، صَاحِبِ الزِّنْجِ الَّذِي خَرَّبَ البَصْرَةَ وَغيرَهَا، وَتَمَلَّك بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَأَهلكَ البِلاَدَ وَالعِبَادَ. وَكَانَ بلاَءً عَلَى الأُمَّةِ، فَقُتِلَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. فَرَأَى عُبَيْدُ اللهِ أَنَّ مَا يَرُومه مِنَ المُلْك، لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُوْنَ ظُهُوْره بِالعِرَاقِ وَلاَ بِالشَّامِ، فَبَعَثَ أَوَّلاً لَهُ دَاعِيينِ شيطَانينِ دَاهيتينِ، وَهُمَا الأَخوَانِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيّ، وَأَخُوْهُ أَبُو العَبَّاسِ، فَظَهَرَ أَحَدُهُمَا بِاليَمَنِ، وَالآخر بِأَفْرِيقية، وَأَظْهَرَ كُلٌّ مِنْهُمَا الزُّهْدَ وَالتَأَلُّه، وَأَدَّبَا أَوْلاَدَ الناس، وشوقا إلى الإمام المهدي. وَلهُم البَلاغَاتُ السَّبْعَة: فَالأَوَّل للعوَام وَهُوَ الرَّفض، ثُمَّ البَلاَغ الثَّانِي لِلْخوَاصّ، ثُمَّ البلاغُ الثَّالِث لِمَنْ تَمَكَّنَ، ثُمَّ الرَّابِعُ لِمَنِ اسْتمَّر سَنَتَيْنِ، ثُمَّ الخَامِسُ لِمَنْ ثَبْتَ فِي المَذْهَب ثَلاَثَ سِنِيْنَ، ثُمَّ السَّادِسُ لِمَنْ أَقَامَ أَرْبَعَة أَعْوَامٍ، ثُمَّ الخِطَابُ بِالبلاغ السَّابعِ وَهُوَ النَّاموسُ الأَعْظَمُ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيْم: قرأْتُهُ فرَأَيْتُ فِيْهِ أَمراً عَظِيْماً مِنْ إِباحَةِ المَحْظُورَاتِ، وَالوَضْع مِنَ الشَّرَائِعِ وَأَصحَابهِا، وَكَانَ فِي أَيَّام معزِّ الدَّوْلَةِ ظَاهِراً شَائِعاً، وَالدُّعَاةُ منبَثُّونَ فِي النَّوَاحِي، ثُمَّ تَنَاقَصَ. قُلْتُ: ثُمَّ اسْتَحْكَم أَمْر أَبِي عَبْدِ اللهِ بِالمَغْرِب، وَتَبِعَهُ خلقٌ مِنَ البَرْبَر، ثُمَّ لَحِقَ بِهِ أَخُوْهُ، وَعَظُمَ جمْعُهُ، حَتَّى حَاربَ مُتَوَلِّي المَغْرِبِ وَقَهَرَه، وَجرتْ لَهُ أُمُورٌ طَوِيْلَة فِي أَزيدَ مِنْ عَشْرَة أَعْوَام. فلَمَّا سَمِعَ عُبَيْد اللهِ بظُهُوْر دَاعِيه، سَارَ بِوَلَدِهِ فِي زِيِّ تُجَّار، وَالعُيُونُ عَلَيْهِمَا إِلَى أَنْ ظَفرَ بِهِمَا مُتَوَلِّي الإِسْكَنْدَرِيَّة فسرَّ بِهِمَا، وَكَاشر لَهُمَا التَّشَيُّع فِيْهِ فَدَخَلاَ المَغْرِب. فَظَفِرَ بِهِمَا أَمِيْرُ المَغْرِب فسجَنَهُمَا، وَلَمْ يقرَّا لَهُ بِشَيْءٍ، ثُمَّ التَقَى هُوَ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيّ، فَانتصَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَتَمَلَّك البِلاَد، وَأَخْرَجَ المَهْدِيَّ مِنَ السجنِ، وَقَبَّلَ يَدَهُ وَقَالَ لقُوَّاده: هذا إمامنا، فبايعه الملأ. وَوَقع بَعْدُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ دَاعيَيه لِكَوْنِهِ مَا أَنْصَفَهُمَا، وَلاَ جَعَلَ لَهُمَا كَبِيْرَ مَنْصِب، فَشَكَّكَا فِيْهِ خوَاصَّهُمَا، وَتفرَّقَتْ كلمَةُ الجنودِ، وَوَقَعَ بينهُم مَصَافٌّ. فَانتصر عُبَيْد اللهِ، وَذَبَحَ الأَخوينِ. وَدَانَتْ لَهُ الأَممُ. وَأَنشَأَ مَدِيْنَةَ المَهْدِيّةِ، وَلَمْ يتوجَّه لِحَرْبِهِ جَيْشٌ لبُعْدِ الشُّقَّة وَلوَهْنِ شَأْنِ الخِلاَفَة بِإِمَارَةِ المُقْتَدِرِ. وَجَهَّزَ مِنَ المَغْرِب وَلَدَه ليَأْخذ مِصْرَ، فَلَمْ يتمّ لَهُ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ القَابِسيُّ، صَاحِبُ "الملخَّص": إِنَّ الَّذِيْنَ قَتَلَهُم عُبَيْدُ اللهِ، وَبنوهُ أَرْبَعَة

آلاَفٍ فِي دَارِ النَّحْرِ فِي العَذَابِ مِنْ عَالِمٍ وَعَابِدٍ ليرُدَّهُمْ عَنِ التَّرَضِّي عَنِ الصَّحَابَةِ، فَاختَارُوا المَوْتَ. فَقَالَ: سهل الشَّاعِر: وَأَحَلَّ دَارَ النَّحْرِ فِي أَغْلاَلِهِ ... مَنْ كَانَ ذَا تَقْوَى وَذَا صلوَاتِ وَدُفِنَ سَائرُهُم فِي المُنَسْتِيْر، وَهُوَ بلسَان الفرَنْجِ: المعْبَدُ الكَبِيْرُ. وكَانَتْ دَوْلَةُ هَذَا بِضْعاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. حَكَى الوَزِيْرُ القِفْطِيُّ فِي سيرَةِ بنِي عُبَيْد، قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيُّ أَحَدَ الدَّوَاهِي، وَذَلِكَ أَنَّهُ جَمَعَ مشايخ كتامة ليشككهم في الإمام. فَقَالَ: إِنَّ الإِمَامَ كَانَ بسَلَمِيَّة قَدْ نَزَلَ عِنْد يهودِي عَطَّار يُعْرَف بعُبَيْد، فَقَامَ بِهِ وَكَتَمَ أَمْرَهُ، ثُمَّ مَاتَ عُبَيْد عَنْ وَلَدَيْنِ فأسلما هما وَأُمُّهُمَا عَلَى يَد الإِمَام، وَتَزَوَّجَ بِهَا، وَبَقِيَ مُخْتَفِياً. وَبَقِيَ الأَخوَان فِي دُكَّانِ العِطْر. فَوَلَدَتْ لِلإِمَامِ ابْنينِ، فَعِنْدَ اجتمَاعِي بِهِ سَأَلْتُهُ أَيُّ الاثْنَيْن إِمَامِي بَعْدَك؟ فَقَالَ: مَنْ أَتَاكَ مِنْهُمَا فَهُوَ إِمَامُك. فسيَّرْتُ أَخِي لإِحْضَارهِمَا، فَوَجَدَ أَبَاهُمَا قَدْ مَاتَ هُوَ وَابْنُهُ الوَاحِدُ. فَأَتَى بِهَذَا. وَقَدْ خِفْتُ أَنْ يَكُوْنَ أَحَدَ وَلديّ عُبَيْد. فَقَالُوا: وَمَا أَنكرتَ مِنْهُ؟ قَالَ: إِنَّ الإِمَام يَعْلَمُ الكَائِنَاتِ قَبْلَ وَقوعهَا. وَهَذَا قَدْ دَخَلَ مَعَهُ بِوَلَدَيْنِ. وَنَصَّ الأَمْر فِي الصَّغِيْرِ بَعْدَهُ، وَمَاتَ بَعْد عِشْرِيْنَ يَوْماً -يَعْنِي: الوَلَد. وَلَوْ كَانَ إِمَاماً لَعَلِمَ بِموته. قَالُوا: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: وَالإِمَامُ لاَ يَلْبَسُ الحَرِيرَ وَالذَّهبَ. وَهَذَا قَدْ لَبِسَهُماً. وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَطَأَ إلَّا مَا تحقَّق أَمرَهُ. وَهَذَا قَدْ وَطِئَ نسَاء زِيَادَة الله، يَعْنِي: مُتَوَلِّي المَغْرِبِ. قَالَ: فَشَكَّكَتْ كُتَامَةُ فِي أَمرِهِ. وَقَالُوا: فَمَا تَرَى؟ قَالَ: قبضُه ثُمَّ نُسيِّر مَنْ يكشِفُ لَنَا عَنْ أَوْلاَدِ الإِمَامِ عَلَى الحَقِيْقَة. فَأَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ. وَخَفَّ كَبِيْر كُتَامَة فواجَهَ المَهْدِيَّ، وَقَالَ: قَدْ شَكَكْنَا فِيك، فَائِتِ بآيَةٍ. فَأَجَابَهُ بِأَجوبَةٍ، قَبِلَهَا عَقْلُه. وَقَالَ: إِنَّكُم تيقَّنْتُم، وَاليقينُ لاَ يَزُول إلَّا بيقينٍ لاَ بشكٍ. وَإِنَّ الطِّفْلَ لَمْ يَمُتْ، وَإِنَّهُ إِمَامُك، وَإِنَّمَا الأَئِمَّة يَنْتَقِلُوْنَ، وَقَدِ انْتَقَلَ لإِصْلاَحِ جهَةٍ أُخْرَى. قَالَ: آمنتُ، فَمَا لُبْسَك الحَريرَ؟ قَالَ: أَنَا نَائِب الشَّرْع أَحلِّل لنفسِي مَا أُرِيْد، وَكُلُّ الأَمْوَالِ لِي، وَزِيَادَة الله كَانَ عَاصياً. وَأَمَّا عَبْدُ اللهِ الشِّيْعِيُّ وَأَخُوْهُ، فإنهما أخذا يخببان عليه فقتلهما. وَخَرَجَ عَلَيْهِ خَلْقٌ مِنْ كُتَامَةَ، فَظَفِرَ بحيلَةٍ وَقَتَلَهُم. وَخَرَجَ عَلَيْهِ أَهْلُ طَرَابُلُس، فَجَهَّزَ وَلدَه القَائِمَ، فَافتتحهَا عَنْوَةً، وَافتَتَحَ بَرْقَة، ثُمَّ افتَتَح صَقِلِّيَّة، وَجَهَّزَ القَائِمَ مرَّتين لأَخذ مِصْرَ، وَيَرْجِعُ مهزوماً. وَبنَى المهديَّةَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائة.

وَخَلَّفَ ستَةَ بَنِينَ، وَسَبْعَ بنَاتٍ. وآخرهُم وَفَاةً أَحْمَد، عَاشَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِمِصْرَ. وفِي أَيَّامِ المَهْدِيِّ، عَاثت القَرَامِطَةُ بِالبحرين، وَأَخَذُوا الحجيجَ، وَقتلُوا وَسبَوا، وَاسْتبَاحُوا حَرَمَ الله، وَقلَعُوا الْحجر الأَسودَ. وَكَانَ عُبَيْدُ اللهِ يُكَاتِبهُم، وَيحرِّضُهُم، قَاتَلَه اللهُ. وَقَدْ ذَكَرْتُ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ" أَنَّ فِي سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ ظهرتْ دَعْوَةُ المَهْدِيّ بِاليَمَنِ، وَكَانَ قَدْ سَيَّرَ دَاعِيينِ أَبَا القَاسِمِ بنَ حَوْشَب الكُوْفِيَّ، وَأَبَا الحُسَيْنِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ ابْنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الصَّادِق جَعْفَر بن مُحَمَّد. وَنَقَلَ المُؤَيَّد الحَمَوِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ"، أَنَّ المَهْدِيَّ اسْمُهُ فِيْمَا وَكَانَ قِيْلَ: سَعِيْدُ بنُ الحُسَيْنِ، وَأَنَّ أَبَاهُ الحُسَيْنَ قَدِمَ سَلَمِيَّة. فَوُصِفَتْ لَهُ امْرَأَةُ يهودِي حدَّاد، قَدْ مَاتَ عَنْهَا. فتَزَوَّجَهَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ القَدَّاح هَذَا وَكَانَ لَهَا وَلَدٌ مِنَ اليَهوديِّ، فَأَحَبَّه الحُسَيْنُ وَأَدَّبَه. وَلَمَّا احْتُضِرَ عَهِدَ إِلَيْهِ بِأُمُورٍ، وَعَرَّفَه أَسرَارَ البَاطنيَّة، وَأَعطَاهُ أَمْوَالاً، فَبثَّ لَهُ الدُّعَاة. وَقَدِ اخْتلف المُؤرخون، وَكثر كَلاَمُهُم فِي قِصَّةِ عُبَيْدِ اللهِ القَدَّاحِ بنِ مَيْمُوْنِ بنِ دَيْصَان. فَقَالُوا: إِن دَيْصَان هَذَا هُوَ صَاحِبُ كتَاب "المِيزَان" فِي الزَّنْدَقَة. وَكَانَ يتولَّى أَهْلَ البَيْتِ. وَقَالَ: وَنَشَأَ لمَيْمُوْنَ بنِ دَيْصَان ابْنُه عَبْد اللهِ، فَكَانَ يَقْدَحُ العينَ، وَتعلَّم مِنْ أَبِيْهِ حِيَلاً وَمَكْراً. سَار عَبْدُ اللهِ فِي نَوَاحِي أَصْبَهَانَ، وَإِلَى البَصْرَةِ. ثُمَّ إِلَى سَلَمِيَّة يدعُو إِلَى أَهْلِ البَيْتِ، ثُمَّ مَاتَ، فَقَامَ ابْنُهُ أَحْمَدُ بَعْدَهُ، فَصَحِبَه رُسْتُم بنُ حَوْشَب النَّجَّار الكُوْفِيُّ، فَبَعَثَه أَحْمَدُ إِلَى اليَمَنِ يدعُو لَهُ، فَأَجَابوهُ، فَسَارَ إِلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيُّ مِنْ صَنْعَاء، وَكَانَ بِعَدَنَ، فَصَحِبَه، وَصَارَ مِنْ كُبَرَاء أَصْحَابِهِ، وَكَانَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ هَذَا دَهَاء وَعُلُوْمٌ وَذكَاء، وَبَعَثَ ابْنُ حَوْشَب دُعَاةً إِلَى المَغْرِب، فَأَجَابَتْه كُتَامَةُ، فَنَفَّذَ ابْنُ حَوْشَب إِلَيْهِم أَبَا عَبْدِ اللهِ وَمَعَهُ ذهبٌ كَثِيْرٌ فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. فَصَارَ مِنْ أَمْره مَا صَارَ. فهَذَا قَوْلٌ، وَنرجِعُ إِلَى قَوْلٍ آخر هُوَ أَشهر. فسيَّر -أَعنِي: وَالد المَهْدِيّ- أَبَا عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيَّ، فَأَقَامَ بِاليَمَنِ أَعْوَاماً، ثُمَّ حَجَّ، فصَادَفَ طَائِفَةٌ مِنْ كُتَامَة حُجَّاجاً، فَنَفَقَ عَلَيْهِم، وَأَخذوهُ إِلَى المَغْرِب، فَأَضلَّهُم، وكان يَقُوْلُ: إِنَّ لظوَاهِرِ الآيَاتِ وَالأَحَادِيْثِ بواطنَ، هِيَ كَالّلبِّ، وَالظَّاهِرُ كَالقِشْر، وَقَالَ: لِكُلِّ آيَةٍ ظهرٌ وَبطنٌ. فَمَنْ وَقَفَ عَلَى عِلْمِ البَاطِنِ، فَقَدِ ارْتَقَى عَنْ رُتْبَةِ التَّكَالِيفِ.

وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ذَا مَكْرٍ وَدَهَاءٍ وَحِيَل وَرَبْط. وَلَهُ يدٌ فِي العِلْمِ. فَاشْتَهَرَ بِالقَيْرَوَانِ، وَبَايَعَتْهُ البربرُ، وَتَأَلَّهوهُ لزُهده، فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُتَوَلِّي إِفْرِيْقِيَة يخوِّفُه وَيُهدَّدُه، فَمَا أَلوَى عَلَيْهِ. فَلَمَّا هَمَّ بقبضِهِ، اسْتَنْهَضَ الَّذِيْنَ تَبِعُوهُ، وَحَارَبَ فَانتصَرَ مَرَّاتٍ، وَاسْتفحَلَ أَمرُهُ، فَصَنَعَ صَاحِبُ إِفْرِيْقِيَة صُنْعَ مُحَمَّدِ بنِ يَعفُر صَاحِبِ اليَمَن، فَرَفَضَ الإِمَارَة، وَأَظْهَرَ التَّوْبَةَ، وَلبِسَ الصُّوف، وَردَّ المَظَالِم، وَمَضَى غَازياً نَحْو الرُّوْم، فتملَّك بَعْدَهُ ابْنُهُ أَبُو العَبَّاسِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ، وَوصل الأَبُ إِلَى صَقِلِّيَّة، وَمِنْهَا إِلَى طَبَرْمِين فَافْتَتَحهَا. ثُمَّ مَاتَ مَبْطُوناً فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. كَانَتْ دولتُه ثَمَانِياً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَدُفِنَ بصَقليَة. وشُهِرَ الشِّيْعِيُّ بِالمَشْرقِيِّ، وَكَثُرَتْ جيوشُه، وَزَادَ الطَّلَبُ لعُبَيْدِ اللهِ، فَسَارَ بِابْنِهِ وَهُوَ صَبِيٌّ وَمَعَهُمَا أَبُو العَبَّاسِ أَخُو الدَّاعِي الشِّيْعِيّ فتحيّلُوا حَتَّى وَصلوا إِلَى طَرَابُلُس المَغْرِب، وَتَقَدَّمَهُمَا أَبُو العَبَّاسِ إِلَى القَيْرَوَان، وَبَالَغَ زِيَادَةُ اللهِ الأَغْلَبِيُّ فِي تَطَلُّبِهِمَا، فَوَقَعَ بِأَبِي العَبَّاسِ فَقرَّره، فَأَصرَّ عَلَى الإِنْكَارِ، فَحَبَسَهُ برَقَّادَةَ. وَعَرَفَ بِذَلِكَ المَهْدِيُّ فَعَدَلَ إِلَى سِجِلْمَاسَةَ، وَأَقَامَ بِهَا يتَّجِر، فَعَلِمَ بِهِ زِيَادَةُ الله، وَقَبَضَ مُتَوَلِّي البلد على المهدي وابنه. ثم التقَى زِيَادَةُ اللهِ وَالشِّيْعِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَينتصر الشِّيْعِيُّ، وَانهَزَمَ مِنَ السجنِ أَبُو العَبَّاسِ، ثُمَّ أُمْسِكَ. وَأَمَّا زِيَادَةُ الله فَأَيس مِنَ المَغْرِب، وَلحِقَ بِمِصْرَ. وَأَقبلَ الشِّيْعِيُّ وَأَخُوْهُ فِي جَمْعٍ كَثِيْرٍ. فَقَصَدَا سِجِلْمَاسَةَ، فَبَرَزَ لَهُمَا مُتَوَلِّيهَا اليَسَع، فَانهزمَ جَيْشُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَأَخرج الشِّيْعِيُّ عُبَيْدَ اللهِ وَابْنَه، وَاسْتَوْلَى عَلَى البِلاَد، وَتمهَّدَتْ لَهُ المَغْرِبُ. ثمَّ سَارَ فِي أَرْبَعِيْنَ أَلفاً براً وَبَحْراً يقصِدُ مِصْرَ، فَنَزَلَ لَبْدَة، وَهِيَ عَلَى أَرْبَعَة مرَاحِل مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّة. فَفَجَّرَ تِكْين الخَاصَّة عَلَيْهِم النّيلَ فَحَال المَاءُ بينَهُم وَبَيْنَ مِصْرَ. قَالَ: المُسَبِّحِيّ فَكَانَتْ وَقْعَةُ بَرْقَةَ، فَسَلَّمَهَا المَنْصُوْرُ، وَانهزَمَ إِلَى مِصْرَ. وَفِيْهَا سَارَ حباسَة الكُتَامِيُّ فِي عَسْكَرٍ عَظِيْمٍ طليعَةً بَيْنَ يَدي ابْن المَهْدِيِّ. فَوَصَلَ إِلَى الجِيزَة، فتَاهُ عَلَى المَخَاضَة، وَبَرَزَ إِلَيْهِ عَسْكَرٌ وَمَنَعُوهُ. وَكَانَ النِّيلُ زَائِداً، فَرَجَعَ جَيْشُ المَهْدِيِّ وَعَاثُوا وأفسدوا. ثمَّ قصدُوا مِصْرَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ مَعَ القَائِم، فَأَخَذَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، وَكَثِيْراً مِنَ الصَّعيد. ثُمَّ رَجَعَ، ثُمَّ أَقبلُوا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَملكُوا الجِيزَةَ. وفِي نسَب المَهْدِيِّ أَقوَالٌ: حَاصِلُهَا أَنَّهُ لَيْسَ بهَاشمِيٍّ وَلاَ فَاطمِيِّ.

وَكَانَ مَوْتُهُ قِي نِصْفِ ربيعٍ الأَوَّلِ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَلَهُ اثنتَانِ وَسِتُّوْنَ سَنَةً. وَكَانَتْ دولتُهُ خمساً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً وَأَشهراً. وقَام بَعْدَهُ ابْنُهُ القَائِم. نَقَلَ القَاضِي عِيَاض فِي تَرْجَمَة أَبِي مُحَمَّدٍ الكسترَاتِي، أَنَّهُ سُئِلَ عَمَّنْ أَكْرَهَهُ بَنو عُبَيْد عَلَى الدُّخول فِي دَعْوَتهم أَوْ يُقْتَل؟ فَقَالَ: يختَارُ القَتْلَ وَلاَ يُعذر، وَيَجِبُ الفِرَار، لأَنَّ المُقَامَ فِي مَوْضِعٍ يُطلَب مِنْ أَهلِهِ تعطيلُ الشَّرَائِعِ، لاَ يَجُوْزُ. قَالَ القَاضِي عِيَاض: أَجمع العُلَمَاءُ بِالقَيْرَوَان، أَنَّ حَالَ بَنِي عُبَيْد حَال المرتَدِّينَ وَالزَّنَادِقَةِ. وَقِيْلَ: إِنَّ عُبَيْدَ اللهِ تملَّكَ المَغْرِب، فَلَمْ يَكُنْ يُفْصِحُ بِهَذَا المَذْهب إلَّا لِلْخوَاصِّ. فَلَمَّا تَمَكَّنَ أكثر القتل جدًا، وسبى الحريم، وطمع قي أخذ مصر.

القائم

2911- القائم 1: صاحب المغرب، أَبُو القَاسِمِ مُحَمَّدُ بنُ المَهْدِيّ عُبَيْد اللهِ. مَوْلِدُهُ بسَلَمِيَّةَ، فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَدَخَلَ المَغْرِبَ مَعَ أَبِيْهِ، فَبُوْيِعَ هَذَا عِنْد موت أَبِيْهِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ مَهِيْباً شُجَاعاً، قَلِيْلَ الخَيْر، فَاسِد العقيدَة. خَرَجَ عَلَيْهِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ أَبُو يَزِيْدَ مخْلَد بن كَيْدَاد البَرْبَرِيُّ. وَجَرَتْ بينهُمَا ملاَحمُ، وَحَصَره مَخْلَد بِالمهديَّة، وضيَّق عَلَيْهِ، وَاسْتَوْلَى عَلَى بلاَدِهِ. ثُمَّ وُسْوِسَ القَائِم، وَاخْتَلَطَ وَزَال عَقْلُه، وَكَانَ شيطَاناً مريداً يتزَنْدَق. ذَكَرَ القَاضِي عَبْدُ الجَبَّارِ المُتَكَلِّم، أَنَّ القَائِمَ أَظهر سبَّ الأَنْبِيَاء. وَكَانَ مُنَادِيه يَصيح: العنُوا الغَار وَمَا حَوَى. وَأَبَادَ عِدَّةً مِنَ العُلَمَاءِ. وَكَانَ يُرَاسل قَرَامِطَةَ الْبَحْرين، وَيَأْمرهُمُ بِإِحرَاق المساجد والمصاحف. فتجمعت الإِبَاضِيَّةُ وَالبربر عَلَى مَخْلد، وَأَقْبَلَ، وَكَانَ نَاسِكاً قَصِيْر الدّلق، يَرْكَب حِمَاراً، لَكِنَّهُم خوَارج، وَقَامَ مَعَهُ خَلْق مِنَ السُّنَّةِ وَالصُّلَحَاء، وَكَادَ أَنْ يتملَّك العَالِمَ، وَرُكِزت بُنودُهُم عِنْد جَامِع القَيْرَوَان فِيْهَا: لاَ إِلَهَ إلَّا الله، لاَ حُكْم إلَّا لله. وبندان

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 685"، والعبر "2/ 240"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 287"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 337".

أَصفرَان فِيْهِمَا: نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ. وَبند لمَخْلَد فِيْهِ اللَّهُمَّ انْصُرْ وَليك عَلَى من سب نبيك وخطبهم أحمد ابن أَبِي الوَلِيْد فحضّ عَلَى الجِهَاد ثُمَّ سَارُوا وَنَازلُوا المهديَّة وَلَمَّا التَقَوا وَأَيقن مَخْلَد بِالنَّصْر تَحَرَّكت نَفْسه الخَارجيَة. وَقَالَ لأَصْحَابِهِ: انكشفُوا، عَنْ أَهْل القَيْرَوَان حَتَّى ينَال مِنْهُم عدوهُم فَفَعلُوا ذَلِكَ فَاسْتُشْهِدَ خَمْسَة وَثَمَانُوْنَ نَفْساً مِنَ العُلَمَاءِ وَالزُّهَّاد. وخوَارج المَغْرِب إِباضيَّة منسوبُوْنَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ إِباض الَّذِي خَرَجَ فِي أَيَّام مَرْوَان الحِمَار وَانْتَشَر أَتْبَاعه بِالمَغْرِب يَقُوْلُ: أَفعَالنَا مخلوقَة لَنَا وَيكفر بِالكبَائِر وَيَقُوْلُ: لَيْسَ فِي القُرْآن خُصُوْص وَمِنْ خَالَفَه حَلَّ دمه. نعم وَكَانَ القَائِم يُسَمَّى أَيْضاً نزَاراً، وَلَمَّا أَخذ أَكْثَر بلاَد مِصْر فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ انْتدبَ لِحَرْبِهِ جَيْش المُقْتَدِر عَلَيْهِم مُؤنس فَالتَقَى الجمعَان فَكَانَتْ وَقعَة مَشْهُوْرَة ثُمَّ تقهقر القَائِم إِلَى المَغْرِب وَوَقَعَ فِي جَيْشِهِ الغلاَء وَالوبَاء وَفِي خَيْلهمْ وَتَبِعَهُ أَيَّاماً جَيْش المُقْتَدِر. وَكَانَ موت القَائِم فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ محصوراً بِالمهديَّة لَكِن قَامَ بَعْدَهُ ابْنه المَنْصُوْر. وَقَدْ أَجمع عُلَمَاء المَغْرِب عَلَى محَاربَة آل عبيد لمَا شَهْروهُ مِنَ الكُفْر الصرَاح الَّذِي لاَ حِيْلَة فِيْهِ وَقَدْ رَأَيْت فِي ذَلِكَ توَاريخ عِدَّة يصدق بَعْضهَا بَعْضاً. وَعُوتِبَ بَعْض العُلَمَاء فِي الخُرُوْجِ مَعَ أَبِي يَزِيْد الخَارِجِيّ فَقَالَ: وَكَيْفَ لاَ أَخرج وَقَدْ، سمعت الكفر بأذني خضرت عقداً فِيْهِ جمع مِنْ سنَة وَمشَارقَة وَفيهُم أَبُو قضَاعَة الدَّاعِي فَجَاءَ رَئِيْس فَقَالَ: كَبِيْر مِنْهُم إِلَى هُنَا يَا سيدِي ارْتَفَع إِلَى جَانب رَسُوْل اللهِ يَعْنِي: أَبَا قضَاعَة فَمَا نطق أَحَد. وَوجد بِخَط فَقِيْه قَالَ: فِي رَجَبٍ، سَنَةَ 331 قَامَ المكوكب يقذف الصَّحَابَة وَيطعن عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعلقت رُؤُوْس حمِير وَكباش عَلَى الحوَانيت كتب عَلَيْهَا أنها رؤوس صحابة. وَخَرَجَ أَبُو إِسْحَاقَ الفَقِيْه مَعَ أَبِي يَزِيْد، وَقَالَ: هُم أَهْل القِبْلَة وَأَولئك ليسُوا أَهْل قبلَة وَهُم بَنو عَدُوّ الله فَإِن ظفرنَا بِهِم لَمْ ندْخل تَحْتَ طَاعَة أَبِي يَزِيْد لأَنَّه خَارِجِيّ. قَالَ: أَبُو مَيْسَرَة الضَّرِيْر: أَدخلنِي الله فِي شَفَاعَة أَسود رمَى هَؤُلاَءِ القَوْم بِحجر. وَقَالَ السبَائِي: أَي وَاللهِ نجد فِي قتل الْمُبدل لِلدين. وَتسَارع الفُقَهَاء وَالعبَاد فِي أَهبَة كَامِلَة بِالطبول وَالبنود. وَخطبهُم فِي الجمعَة أَحْمَد بن أَبِي الوَلِيْد وَحرضهُم وَقَالَ: جَاهدُوا مِنْ كفر بِاللهِ وَزعم أَنَّهُ ربّ مِنْ دُوْنَ الله وَغَيّر أَحْكَام الله

وَسب نَبِيّه وَأَصْحَاب نَبِيّه فَبَكَى النَّاس بكَاء شَدِيْداً وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا القرمطِي الكَافِر المَعْرُوْف بِابْنِ عُبَيْدِ اللهِ المدعِي الرُّبُوبِيَّة جَاحد لِنِعْمَتِك كَافِر بِرُبُوبِيَّتِك طَاعن عَلَى رسلك مُكَذب بِمُحَمَّد نَبِيّك سَافك لِلدمَاء فَالعنه لعناً وَبيلاً وَاخزه خزيّاً طَوِيْلاً وَاغضب عَلَيْهِ بكرَة وَأَصيلاً ثُمَّ نزل فَصَلَّى بِهِم الجمعَة. وَركب ربيع القَطَّان فرسه مُلبساً، وَفِي عُنُقه المُصْحَف وَحَوْلَهُ جمع كَبِيْر وَهُوَ يَتْلُو آيَات جِهَاد الكفرَة فَاسْتُشْهِدَ ربيع فِي خلق مِنَ النَّاس يَوْم المَصَافّ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَكَانَ غَرَض هَؤُلاَءِ المَجُوْس بنِي عبيد أَخذه حَيّاً ليُعَذّبوهُ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ القَابسِي: اسْتُشْهِدَ مَعَهُ فضلاَء وَأَئِمَّة وَعبَاد. وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاء فِي بنِي عبيد: المَاكر الغَادر الغَاوِي لشيعته ... شَرّ الزنَادق مِنْ صحب وَتُبَاع العَابدين إِذَا عجلاً يخَاطبهُم ... بِسحر هَاروت مِنْ كفر وَإِبدَاع لوْ قِيْلَ لِلرُّومِ أَنْتُم مثلهُم لبكُوا ... أَوْ لِلْيَهُوْد لسدُوا صمخ أَسْمَاع

المنصور

2912- المَنْصُوْرُ 1: أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْل بن القَائِم بن المَهْدِيِّ، العُبيدِيُّ، البَاطنِيُّ، صَاحِب المَغْرِب. وَلِي بَعْد أَبِيْهِ، وَحَارَبَ رَأْس الإِبَاضِيَّة أَبَا يَزِيْدَ مَخْلَد بن كيدَاد الزَّاهِد، وَالتَقَى الجمعَان مَرَّات وَظهر مَخْلَد عَلَى أَكْثَر المَغْرِب وَلَمْ يَبْقَ لبنِي عبيد سِوَى المهديّة. فَنَهَضَ المَنْصُوْر وَأَخفَى موت أبيه، وصابر الإباضية حتى ترحلوا عَنْهُ وَنَازلُوا مَدِيْنَة سوسَة فَبرز المَنْصُوْر مِنَ المهديَّة وَالتَقَوا فَانكسر جَيْش مَخْلَد عَلَى كَثْرَتهمْ وَأُسر هُوَ فِي سَنَةِ 336، فَمَاتَ بَعْدَ الأَسر بِأَرْبَعَة أَيَّام مِنَ الجرَاح فَسلخَ وَحشِي قطناً وَصلب. وبنُوا مَدِيْنَة المَنْصُوْريَّة مَكَان الوقعَة فنزلهَا المَنْصُوْر. وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً رَابط الجأْش فَصِيْحاً مُفَوَّهاً يرتجل الْخطب وَفِيْهِ إِسْلاَم فِي الجُمْلَةِ وعقل بخلاف أبيه الزنديق.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 257"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 308"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 359".

وَقَدْ جمع فِي قصره مرَّة مِنْ أَوْلاَد جُنْده وَرعيته عَشْرَة آلاَف صَبِيّ وَكسَاهُم كسوَة فَاخرَة وَعمل لَهُم وَليمَة لَمْ يُسْمَعْ: قَطُّ بِمثلهَا وَختنهُم جَمِيْعاً وَكَانَ يهب لِلْوَاحِد مِنْهُم المائَة دِيْنَارٍ وَالخَمْسِيْنَ دِيْنَاراً عَلَى أَقدَارهم. وَمِنْ محَاسنه: أَنَّهُ وَلَّى مُحَمَّد بن أَبِي الْمَنْظُور الأَنْصَارِيّ قَضَاء القَيْرَوَان وَكَانَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَاب الحَدِيْث قَدْ لقِي إِسْمَاعِيْل القَاضِي، وَالحَارِث بن أَبِي أُسَامَةَ فَقَالَ بِشَرْط أَنْ لاَ آخذ رزقاً وَلاَ أَركب دَابَّة فولاَهُ ليتَأَلف الرَّعِيَّة فَأَحضر إِلَيْهِ يهودِي قَدْ سبّ فَبطحه وَضَربه إلى أن مَاتَ تَحْتَ الضَّرب خَاف أَنْ يحكم بِقَتْلِهِ فَتحل عَلَيْهِ الدَّوْلَة. وَأَتَى يَوْماً بَيْته فَوَجَد سُلاَف دَايَة السُّلْطَان تشفع فِي امْرَأَة نَائِحَة فَاسقَة ليطلقهَا مِنْ حَبسه، فَقَالَ مَالِك، قَالَتْ قَضِيب مَحْبُوْبَة المَنْصُوْر تطلب مِنْكَ أَنْ تطلقهَا، فَقَالَ: يَا منتنَة لَوْلاَ شَيْء لَضَرَبْتُك لَعَنَك الله وَلعن مِنْ أَرْسَلك فولولت وَشقت ثيَابهَا ثُمَّ ذكرت أَمرهَا لِلْمَنْصُوْرِ. فَقَالَ: مَا أَصنع بِهِ مَا أَخذ منَا صلَة وَلاَ نقدر عَلَى عَزله نَحْنُ نحب إِصْلاَح البَلَد. خرج فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ إِلَى مَكَان يتَنَزَّه فَأَصَابَه برد وَريح عَظِيْمَة فَأَثر ذَلِكَ فِيْهِ وَمَرِضَ وَمَاتَ عدد كَثِيْر مِمَّنْ مَعَهُ ثُمَّ مَاتَ هُوَ فِي سَلْخِ شَوَّال مِنَ السّنَة وَلَهُ تِسْع وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً. وَقَدْ كَانَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ جهَّز جَيْشه فِي البَحْر إِلَى صَقِلِّيَّة فَهَزمُوا النَّصَارَى وَكَانَتْ ملحمَة عظمَى قتل فِيْهَا مِنَ العَدُوّ ثَلاَثُوْنَ أَلْفاً وَأُسر مِنْهُم أُلوف وَغنم الجُنْد مَا لاَ يعبر عَنْهُ. وَقِيْلَ: أَنَّهُ افتَتَح مَدِيْنَة جنوه ونهب أعمال سردانيه. وحكَمَ عَلَى مملكَة صَقِلِّيَّة، وَافتَتَح لَهُ نَائِبه عَلَيْهَا فُتُوْحَات وَانتصر عَلَى العَدُوّ وَفرح بِذَلِكَ المُسْلِمُوْنَ وَتوطد سلطَانه. وَخلف خَمْسَة بَنِينَ وَست بنَات. وَذَكَرَ المَشَايِخ أَنَّهُم مَا رأَوا فتحاً مثله قَطُّ. وَكَانَ المَنْصُوْر محبباً إِلَى الرَّعِيَّةِ مقتصراً عَلَى إِظهَار التَّشَيُّع وَقَامَ بَعْدَهُ المُعَزِّ ولده.

المعز

2913- المعز 1: هُوَ المُعَزِّ لِدِيْنِ اللهِ، أَبُو تَمِيْم معد بن المَنْصُوْر إِسْمَاعِيْل بن القَائِم العبيدِي المهدوِي المَغْرِبِيّ الَّذِي بنيت القَاهرَة المعزيَّة لَهُ كَانَ صَاحِبَ المَغْرِب وَكَانَ وَلِي عهد أَبِيْهِ. وَلِي سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَسَارَ فِي نَوَاحِي إِفْرِيْقِيَة يُمَهد ملكه فَذَلِّلْ الخَارجين عَلَيْهِ وَاسْتعمل مَمَالِيْكه عَلَى الْمدن وَاسْتخدم الجُنْد وَأَنفق الأَمْوَال وَجَهَّزَ مَمْلُوكه جَوْهَر القَائِد فِي الجُيُوش. فَسَارَ فَافْتَتَحَ سِجِلْمَاسَة، وَسَارَ إِلَى أَنْ وَصل إِلَى البَحْر الأَعْظَم، وَصيد لَهُ مِنْ سمكه، وَافتَتَح مَدِيْنَة فَاس وَأَسر صَاحِبهَا وَصَاحِب سَبْتَة وَبَعَثَ بِهِمَا إِلَى أُسْتَاذه. وَقِيْلَ: لَمْ يقدر عَلَى سبتَة وَكَانَتْ لصَاحِب الأَنْدَلُس المَرْوَانِي. قَالَ القِفْطِيُّ: عَزَمَ المعزُّ عَلَى بعثَ جَيْشه إِلَى مِصْرَ فَسَأَلته أُمّه أَنْ يُؤخّر ذَلِكَ لتَحُجَّ خفيَة فَأَجَابهَا، وَحجت فَأَحس بقدومهَا الأُسْتَاذ كَافُوْر -يَعْنِي صَاحِب مِصْر- فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَخدمهَا وَحمل إِلَيْهَا تُحَفاً وَبَعَثَ فِي خِدْمَتهَا أَجنَاداً فَلَمَّا رجعت منعت ابْنهَا مِنْ قصد مِصْر فَلَمَّا مَاتَ كَافُوْر بعثَ المُعَزِّ جَيْشه فَأَخذُوا مِصْر. قُلْتُ: قَدَّمَ عَلَيْهِم جوهراً فجنَى مَا عَلَى الْبَرْبَر مِنَ الضرَائِب فَكَانَ ذَلِكَ خَمْس مائَة أَلْف دِيْنَار، وَعمد المُعَزِّ إِلَى خزَائِن آبَائِهِ فَبذل مِنْهَا خَمْس مائَة حمل مِنَ المَال وَسَارُوا فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ فِي أُهبَة عَظِيْمَة. وكَانَتْ مِصْر فِي القَحط فَأَخَذَهَا جوهر وأخذ الشام والحجاز ونفذ يُعَرِّف مَوْلاَهُ بَانتظَام الأَمْر. وَضربت السكَة عَلَى الدّينَار بِمِصْرَ وَهِيَ لاَ إِلَهَ إلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ عليّ خَيْر الْوَصِيّين، وَالوَجْه الآخر اسْم المُعَزِّ وَالتَّارِيْخ وَأَعلن الأَذَان بحِي عَلَى خَيْر الْعَمَل وَنُودِي مَنْ مَاتَ، عَنْ بنْت وَأَخ أَوْ أُخْت فَالمَال كُلّه لِلْبنت فَهَذَا رَأْي هَؤُلاَءِ. ثمَّ جهَّز جَوْهَر هَدِيَّة إِلَى المُعَزِّ، وَهِيَ عِشْرُوْنَ كجَاوَة مِنْهَا وَاحِدَة مرصعَة بِالجَوَاهِر وَخَمْسُوْنَ فرساً كَامِلَة العدَة وَخَمْس وَخَمْسُوْنَ نَاقَة مزينَة وَثَلاَثِ مائَةٍ وَخَمْسُوْنَ جملاً بخَاتِي، وَعِدَّة أَحمَال مِنْ نفَائِس المَتَاع وَطيور فِي أَقفَاص سَارَ بِهَا جَعْفَر وَلد جَوْهَر وَمَعَهُ عِدَّة

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 82"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 727"، والعبر "2/ 339"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 69"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 52".

أُمرَاء إِخشيديَة تَحْتَ الحوطَة مكرمِين وَاعتقل أَبْنَاء الْملك عَلِيّ بن الإِخشيد فِي رفَاهيَة وَأَحسن إِلَى الرَّعِيَّةِ وَتصدَّق بِمَال عَظِيْم. وَأَخذت الرملَة بِالسَّيْف وَأسر صَاحِبهَا الحَسَن بن أَخِي الإِخشيد وَأَمرَاؤُه وَبعثَوا إِلَى المَغْرِب. وَأَمر الأَعيَان بِأَنَّ يعولُوا المسَاكين لشِدَّة الغلاَء. فتَهَيَّأَ المُعَزِّ وَاسْتنَاب عَلَى المَغْرِب بلكين الصِنْهَاجِي، وَسَارَ بخزَائِنه وَتوَابيت آبَائِهِ. وَكَانَ دُخُوْله إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّة فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَتلقَاهُ قَاضِي مِصْر الذُّهْلِيّ وَأَعيَانهَا فَأَكرمهُم وَطَال حَدِيْثه مَعَهُم وَعرفهُم أَن قصدهُ الحَقّ وَالجِهَاد، وَأَنَّ يخْتم عُمَره بِالأَعمَال الصَّالِحَة، وَأَنَّ يُقيم أَوَامر جَدَّهُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوعظ وَذَكَّرَ حَتَّى أَعجبهُم وَبَكَى بَعْضهُم ثُمَّ خلع عَلَيْهِم. وَقَالَ لِلْقَاضِي أَبِي الطَّاهِرِ الذُّهْلِيّ: مَنْ رَأَيْتُ مِنَ الخُلَفَاء؟ فَقَالَ: وَاحِداً. قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ مولاَنَا، فَأَعجبه ذَلِكَ. ثمَّ إِنَّهُ سَارَ حَتَّى خيم بالجيزة فأخذ عسكره في التعدية إلى الفُسْطَاط ثُمَّ دَخَلَ القَاهرَة وَقَدْ بنِي لَهُ بِهَا قصر الإِمَارَة وَزينت مِصْر، فَاسْتوَى عَلَى سَرِير ملكه وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ. وَكَانَ عَاقِلاً لبيباً حَازماً ذَا أَدب وَعلم وَمَعْرِفَة وَجلاَلَة وَكرم يَرْجِع فِي الجُمْلَةِ إِلَى عدل وَإِنصَاف وَلَوْلاَ بدعته وَرفضه لكَانَ مِنْ خيَار المُلُوك. قِيْلَ: إِنَّ زَوْجَة صَاحِب مِصْر الإِخشيد لمَا زَالت دولتهُم أَودعت عِنْد يهودِي بغلطَاقاً مِنْ جَوْهَر ثُمَّ إِنَّهَا طلبته مِنْهُ فَأَنْكَرَهُ وَصمم فَبذلت لَهُ كمه فَأَصرّ فَمَا زَالت حَتَّى قَالَتْ: خُذْهُ وَهَاتِ كَمَا مِنْهُ فَمَا فعل فَأَتَتِ الْقصر فَأَذن المُعَزِّ لَهَا فَحَدَّثته بِأَمرهَا فَأَحضر اليَهودِي وَقرره فَلَمْ يقر فَنفذ إِلَى دَاره مِنْ أَخرب حيطَانهَا فَوَجَدُوا جرَّة فِيْهَا البغلطَاق، فَلَمَّا رَآهُ المُعَزِّ ابْتَهَرَ مِنْ حسنه وَقَدْ نَقصه اليَهودِي درتين بَاعهُمَا بِأَلف وَسِتّ مائَة دِيْنَارٍ فَسَلمهُ إِلَيْهَا، فَاجتهدت أَنْ يَأْخذه هديَة منها أو بثمن فأبى، فقالت: يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ! إِنَّمَا كَانَ يصلح لِي إِذْ كُنَّا أَصْحَاب البِلاَد وَأَمَّا اليَوْم فَلاَ ثُمَّ أَخذته وَمضت. قِيْلَ: إِنَّ المنجمِين أَخبرُوا المُعَزِّ أَن عَلَيْك قطعاً فَأَشَارُوا أَنْ يتَّخذ سرباً يتوَارَى فِيْهِ سنَة فَفَعَل فَلَمَّا طَالت الغيبَة ظنّ جُنْده المغَاربَة أَنَّهُ رفع فَكَانَ الفَارس مِنْهُم إِذَا رَأَى غمَامَة ترَجل وَيَقُوْلُ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ! ثُمَّ إِنَّهُ خَرَجَ بَعْدَ سَنَةٍ فَخَرَجَ فَمَا عَاشَ بَعْدهَا إلَّا يَسِيْراً. وَللشعرَاء فِيْهِ مدَائِح.

وَمِنْ شعره: أَطلع الحَسَن مِنْ جَبِينك شمساً ... فَوْقَ وَرد مِنْ وَجنتيك أَطلاَ فَكَانَ الجمَال خَاف عَلَى الْوَرْ ... د ذبولاً فمدَّ بِالشّعر ظلاَّ وَمِنْ شعره: للهِ مَا صنعت بنَا ... تِلْكَ المحَاجر فِي المعَاجر أَمْضَى وَأَقضَى فِي النفو ... س من الخناجر في الحناجر وَلَقَدْ تَعِبت ببينكُم ... تَعب المُهَاجِر فِي الْهَوَاجِر قِيْلَ: إِنَّهُ أُحضر إِلَى المُعَزِّ بِمِصْرَ كِتَاب فِيْهِ شهَادَة جدهمْ عُبَيْد اللهِ بسلمِيَّة وَفِيْهِ وَكَتَبَ عُبَيْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَاهِلِيّ، فَقَالَ: نَعَمْ، هَذِهِ شهَادَة جدنَا وَأَرَادَ بِقَوله البَاهِلِيّ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ المبَاهِلَة لاَ أَنَّهُ مِنْ بَاهِلَة. قُلْتُ: ظَهَرَ هَذَا الوَقْت الرَّفْض وَأَبدَى صَفحَته وَشمخ بِأَنفه فِي مِصْر وَالشَّام وَالحِجَاز وَالغرب بِالدَّوْلَة العُبَيْدِيَّة وَبَالعِرَاق وَالجَزِيْرَة وَالعجم بيني بُويه، وَكَانَ الخَلِيْفَة المُطِيع ضَعِيْف الدست وَالرتبَة مَعَ بَنَي بُوَيْه، ثُمَّ ضَعف بدنه وَأَصَابه فَالِج وَخرس فعزلُوهُ وَأَقَامُوا ابْنه الطَّائِع للهِ وَلَهُ السكَة وَالخطبَة وَقَلِيْل مِنَ الأُمُور فَكَانَتْ مملكَة هَذَا المُعَزِّ أَعْظَم وَأَمكن، وكَذَلِكَ دَوْلَة صَاحِب الأَنْدَلُس الْمُسْتَنْصر بِاللهِ المَرْوَانِي كَانَتْ موطدَة مستقلَة كوَالده النَّاصر لِدِيْنِ اللهِ الَّذِي وَلِي خَمْسِيْنَ عَاماً. وَأَعلن الأَذَان بِالشَّامِ وَمِصْر بحِي عَلَى خَيْر الْعَمَل فَللَّه الأَمْر كُلّه. قِيْلَ: مَا عرف، عَنِ المُعَزِّ غَيْر التَّشَيُّع، وَكَانَ يُطِيل الصَّلاَة وَمَاتَ قَبْلَهُ بِسَنَة ابْنه عَبْد اللهِ وَلِي الْعَهْد، وَصبر وَغلقت مِصْر لعزَائِه ثَلاَثاً وَشيعُوهُ بِلاَ عَمَائِم بَلْ بِمنَادِيل صوف فَأَمَّهُم المُعَزِّ بِأَتم الصَّلاَة وَأَحسنهَا. فِي سنَة سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ: وَجد بِالسُّوق ... قَدْ نسج فِيْهِ "المُعَزِّ -عَزَّ وَجَلَّ"- فَأَحضر النسَاج إِلَى الْجَوْهَر فَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَصلب النسَاج ثُمَّ أَطلق. وَأَخَذَ الْمُحْتَسب مِنَ الطَّحَّانِينَ سَبْع مائَة دِيْنَارٍ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ جَوْهَر وَرد الذَّهَبَ إِلَيْهِم. وَأَبيع تليس الدَّقِيق بتِسْعَةَ عَشرَ دِيْنَاراً ثُمَّ انْحَل السّعر فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَكَانَ الغلاَء أَرْبَع سِنِيْنَ.

وَقبض جَوْهَر عَلَى تِسْع مائَة وَأَرْبَعِيْنَ جندياً وَالإِخشيد فِي وَقت وَاحِد وَقيدُوا. وَثَارَت عَلَيْهِ القرَامطَة وَاسْتولُوا عَلَى كَثِيْر مِنَ الشَّام وَسَارُوا حَتَّى أَتُوا مِصْر فَحَاربهُم جَوْهَر وَجَرَتْ أُمُورٌ مهولَة. وَعزل سنَة 361 مِنَ الوِزَارَة ابْن حنزَابَة وَأَهين. وَوَقع المَصَافّ بَيْنَ جَوْهَر وَالقرَامطَة. وَقُتِلَ خلق وذلك بظاهر القاهرة، وَاسْتمرَّ ذَلِكَ ثَلاَثَة أَيَّام ثُمَّ ترحل الأَعسم القرمطِي مُنْهَزِماً، وَذلُّوا وَاتهم الأَعسم أُمَرَاءهُ بِالمخَامرَة فَقبض عَلَيْهِم. وَصَلَّى بِالنَّاسِ المُعَزِّ يَوْمِي العِيْد صَلاَة طَوِيْلَة بِحَيْثُ إِنَّهُ سبح فِي السُّجُود نَحْو ثَلاَثِيْنَ ثُمَّ خطبهُم فَأَبلغ وَأَحبته الرَّعِيَّة. وَصنع شَمْسِيَّة لِتعْمَل عَلَى الكَعْبَة ثَمَانيَة أَشبار فِي مثلهَا مِنْ حَرِير أَحمر وَفِيْهَا اثْنَا عَشرَ هلاَلاً مِنْ ذَهَب وَفِي الهلاَل ترنجَة قَدْ رصعت بجَوَاهر وَيَاقوت وَزمرد لَمْ يشَاهد أَحَد مثلهَا. وَقَدَّمَ لَهُ جَوْهَر القَائِد تُحَفاً بِنَحْوِ مِنْ أَلف أَلف دِيْنَار فَخلع عَلَيْهِ وَأَعطَاهُ مَا يَلِيق بِهِ. مَاتَ المُعَزِّ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِالقَاهرَة الْمُعِزِّيَّةِ وَكَانَ مَوْلِدُهُ بِالمهديَّة الَّتِي بنَاهَا جدهُم وَعَاشَ ستَا وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وكَانَتْ دَوْلَته أَربعاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. وقَام بَعْدَهُ ابْنه العَزِيْز بالله. وقد جرى على دمشق وغيرها مِنْ عَسَاكِر المغَاربَة كُلّ قَبِيح مِنَ الْقَتْل وَالنهب وَفَعَلُوا مَا لاَ يَفْعَله الْفِرِنْج وَلَوْلاَ خوف الإِطَالَة لسقت مَا يَبْكِي الأَعْيَن.

العزيز بالله

2914- العزيز بالله 1: صَاحِب مِصْر أَبُو مَنْصُوْرٍ نزَار بن المُعِزِّ معد بن إِسْمَاعِيْلَ العبيدِي المهدوِي المَغْرِبِيّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَام بَعْد أَبِيْهِ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ. وَكَانَ كَرِيْماً شُجَاعاً صفوحاً، أَسمر أَصهب الشّعر أعين أشهل بعيد ما بين المنكبين،

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 190"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 759"، والعبر "3/ 34"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 112"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 121".

حسن الأَخلاَق قَرِيْباً مِنَ الرَّعِيَّةِ مغرَى بِالصيد وَيكثر مِنْ صيد السِّبَاع وَلاَ يُؤثر سفك الدِّمَاء وَلَهُ نَظْمٌ وَمَعْرِفَة. تُوُفِّيَ فِي العِيْد وَلدٌ لَهُ فَقَالَ: نَحْنُ بَنو المصطفَى ذَوُو محن ... أولنا مبتلى وخاتمنا عجييَة فِي الأَنَام محنتنَا ... يجرعهَا فِي الحَيَاة كَاظمنَا يفرح هَذَا الورَى بعيدهُم ... طُرّاً وَأَعيَادنَا مآتمنَا قَالَ: أَبُو مَنْصُوْرٍ الثعَالبِي فِي "اليتيمَة"، سَمِعْتُ الشَّيْخ أَبَا الطّيب يَحْكِي أَنَّ الأُمَوِيّ صَاحِب الأَنْدَلُس كتب إِلَيْهِ نزَار صَاحِب مِصْر كِتَاباً سَبه فِيْهِ وَهجَاهُ فَكَتَبَ إِليه الأُمَوِيّ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنك عرفتنَا فَهجوتنَا وَلَوْ عرفنَاك لأَجبنَاك فَاشْتَدَّ هَذَا عَلَى العَزِيْز وَأَفحمه، عَنِ الجَوَاب يُشِير أَنَّك دَعِيٌّ لاَ نَعْرِف قَبِيلَتك. قَالَ أَبُو الفَرَجِ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ العَزِيْز قَدْ وَلَّى عِيْسَى بن نُسْطُورِس النَّصْرَانِيّ أَمر مِصْر، وَاسْتنَاب مُنَشَّا اليَهودِي بِالشَّامِ، فَكتبت إِلَيْهِ امْرَأَة بِالَّذِي أَعزّ اليَهُوْد وَالنَّصَارَى بِمُنَشَّا وَابْن نُسْطُورِس وَأَذلّ المُسْلِمِيْنَ بِك إلَّا مَا نظرت فِي أَمرِي، فَقبض عَلَى الاثْنَيْن، وَأَخَذَ مِنْ عِيْسَى ثَلاَث مائَة أَلْف دِيْنَار. قَالَ ابْنُ خِلِّكَانَ وَغَيْرهُ: أَكْثَر أَهْل العِلْمِ لاَ يصححُوْنَ نسب المَهْدِيّ عُبَيْد اللهِ جد خلفَاء مِصْر، حَتَّى إِنَّ العَزِيْز فِي أَوَّلِ وَلاَيته صعد المِنْبَر يَوْم جُمُعَة فَوَجَد هُنَاكَ رقعَة فِيْهَا: إِذَا سمِعنَا نسباً مُنْكراً ... نبكِي عَلَى المِنْبَر والجامع إِنْ كُنْتَ فِيْمَا تَدَّعِي صَادِقاً ... فَاذْكُرْ أَباً بَعْدَ الأَبِ الرَّابِع وَإِنْ تُرِدْ تَحْقِيْقَ مَا قُلْتَه ... فَانسُبْ لَنَا نَفْسَكَ كَالطَّائِعِ أَوْلا دَع الأَنسَابَ مَسْتورَةً ... وَادْخُلْ بنَا فِي النَّسَبِ الوَاسِعِ فَإِنَّ أَنسَابَ بَنِي هَاشِمٍ ... يَقْصُرُ عَنْهَا طَمَعُ الطَّامع وصَعِدَ مَرَّةً أُخْرَى، فَرَأَى وَرَقَةً فِيْهَا: بِالظُّلمِ وَالجُوْرِ قَدْ رَضِينَا ... وَلَيْسَ بِالكُفْرِ وَالحمَاقه إِنْ كُنْتَ أُعْطِيتَ عِلمَ غَيْبٍ ... فَقُلْ لَنَا كاتب البطاقه

ثُمَّ قَالَ ابْنُ خِلِّكَانَ: وَذَلِكَ لأَنَّهُم ادَّعُوا عِلْمَ المغيَّبَاتِ. وَلهُم فِي ذَلِكَ أَخْبَارٌ مَشْهُوْرَة. وفُتحت للعَزِيْز حلَب وَحمَاهُ وَحِمْص. وَخَطَبَ أَبُو الذَّوَّاد مُحَمَّدُ بنُ المسَّيب بِالمَوْصِل لَهُ، وَرقَم اسْمَه عَلَى الأَعلاَمِ وَالسِّكَّةِ سنَةَ 383، وَخُطِبَ لَهُ أَيْضاً بِاليَمَنِ وَبَالشَّام وَمدَائِنِ المَغْرِب. وكَانَتْ دَوْلَةُ هَذَا الرَّافِضيّ أَعظَمَ بكَثِيْرٍ مِنْ دَوْلَةِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ الطَّائِعِ ابْنِ المُطِيعِ العَبَّاسِيّ. قَالَ المُسَبِّحِيُّ: وَفِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ، أُسِّس جَامِعُ القَاهرَة. وَفِي أَيَّام العَزِيْز بُنِي قصرُ البَحْرِ الَّذِي لَمْ يَكُنْ مثلُه فِي شَرْقٍ وَلاَ غَرْبٍ، وَجَامِعُ القَرَافَة وَقصرُ الذَّهَب. وفِي أَيَّامه أُظهر سبُّ الصَّحَابَةِ جِهَاراً. وفِي سنَة 366: حَجَّت جَمِيْلَةُ بنْتُ نَاصِر الدَّوْلَة، صَاحِبِ المَوْصِل. فممّا كَانَ مَعَهَا أَرْبَع مائَة محمل، فَكَانَتْ لاَ يُدْرَى فِي أَي محمل هِيَ. وَأَعْتقت خَمْس مائَة نَفْسٍ. وَنثَرَتْ عَلَى الكَعْبَة عَشْرَة آلاَفِ مِثقَالٍ. وَسَقَت جَمِيْعَ الوَفد سَوِيْقَ السُّكَّر وَالثَّلْجِ، كَذَا قَالَ الثَّعَالبِي، وَخَلَعَتْ وَكَسَتْ خَمْسِيْنَ أَلْفاً. وَلَقَدْ خَطَبَهَا السُّلْطَان عضُدُ الدَّوْلَة، فَأَبتْ فَحَنِقَ لِذَلِكَ، ثُمَّ تَمَكَّنَ مِنْهَا، فَأَفْقَرهَا وَعذَّبهَا، ثُمَّ أَلزمهَا أَنْ تقعد قي الحَانَة لتحصلَ مِنَ الفَاحشَة مَا تُؤدِّي، فَمَرَّتْ مَعَ الأَعوَانِ، فَقَذَفَتْ نَفْسهَا فِي دِجْلَةَ، فغرِقَتْ، عفَا الله عَنْهَا. وَفِي سَنَةِ 67: جَرَتْ وَقعَات بَيْنَ المِصْرِيّين، وَهِفتكين الأَمِيْر، وَقُتِلَ خَلْقٌ، وضُرِبَ المَثَل بشجَاعَةِ هِفْتكين. وَهَزَمَ الجُيُوشَ، وَفَرَّ مِنْهُ جَوْهَرُ القَائِدُ. فَسَارَ لِحَرْبِهِ صَاحِبُ مِصْر العَزِيْزُ بنَفْسِهِ، فَالتَقَوا بِالرَّمْلَة. وَكَانَ هِفتكين عَلَى فَرَس أَدْهَم يجولُ فِي النَّاس، فَبَعَثَ إِلَيْهِ العَزِيْزُ رَسُوْلاً، يَقُوْلُ: أَزعجتَنِي وَأَحْوَجتَنِي لمبَاشرَة الحَرْب، وَأَنَا طَالبٌ لِلصُّلْح، وَأَهَب لَكَ الشَّامَ كُلَّه. قَالَ: فَنَزَلَ وَبَاسَ الأَرْضَ، وَاعْتَذَرَ وَوقَعَ الحَرْبُ. وَقَالَ: فَاتَ الأَمْرُ، ثُمَّ حَمَل عَلَى المَيْسَرَة، فَهَزَمَهَا، فحمل العزيز بنفسه عليه في الأَبطَال فَاْنَهَزَمَ هِفتكين، وَمَنْ مَعَهُ وَالقَرَامِطَة، وَاسْتَحَرَّ بِهِم القَتْلُ. وَنُودِي: مَنْ أَسَرَ هِفتكين فَلَهُ مائَةُ أَلْفِ دِيْنَارٍ. وَذهَبَ هِفتكين جريحاً فِي ثَلاَثَة، فَظَفِرَ بِهِ مُفْرِج بنُ دَغْفَل. ثُمَّ أَتَى بِهِ العَزِيْزَ، فَلَمْ يُؤْذِهِ بَلْ بَلَّغَه أَعْلَى الرُّتَب مُديدَةً ثُمَّ سقَاهُ ابْنُ كِلِّس الوَزِيْر، فَأَنكَرَ العَزِيْزُ ذَلِكَ. فَدَارَاهُ ابْنُ كِلِّس بِخَمْسِ مائَة أَلْف دِيْنَار. وَفِي سَنَةِ 368: توثَّب عَلَى دِمَشْق قسّام الجُبَيْلِي التَّرَّاب، وَالتفَّ عَلَيْهِ أَحَدَاثُ البَلَد وَشُطَّارُهَا. وَلَمْ يَبْقَ لأَمِيْرهَا مَعَهُ أَمْر. وَجَاءَ رَسُوْلُ العَزِيْز إِلَى أَمِيْرِ الوَقْت عَضُد الدَّوْلَة ليَخْطُبَ لَهُ، فَأَجَابَهُ بتلطُّفٍ وَودٍّ وَإِتحَافٍ، وَلَمْ يتَهَيَّأَ ذَلِكَ.

وَفِيْهَا، أَي سنَة 69: سَلْطَنَ الطَّائِعُ عَضُدَ الدَّوْلَة. وَبَلَّغَهُ أَقصَى الرُّتَب، وَفَوَّضَ إِلَيْهِ أُمُورَ الرَّعيّة شَرْقاً وَغَرْباً، وَعَقَدَ بِيَدِهِ لَهُ لوَاءْين، وَزَادَ فِي أَلقَابه "تَاج الملَة". وَتَزَوَّجَ الطَّائِعُ بِبِنْتِهِ على مائة ألف دينار. وَفِي سَنَةِ سَبْعِيْنَ: رَجَعَ عضُد الدَّوْلَة مِنْ هَمَذَان، فَخَرَجَ الطَّائِع لِتَلَقِّيه، أُكره عَلَى ذَا، وَمَا جَرَتَ عَادَةٌ لخَلِيْفَةٍ بِهَذَا. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى، وَقَعَ حَرِيْق عَظِيْمٌ بِبَغْدَادَ. وَذهبتِ الأَمْوَال. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ: مَاتَ السُّلْطَانُ عَضُدُ الدَّوْلَة، وَالسيِّدَةُ المحُجَّبَة سَارَة أُخْت المُقْتَدِر، وَقَدْ قَاربت التِّسْعِيْنَ. وَلَطمُوا أَيَّاماً فِي الأَسوَاق عَلَى العَضُد، وَتَمَلَّكَ ابْنُهُ صَمصَامُ الدَّوْلَة. وَفِي سَنَةِ 377: تَهَيَّأَ العَزِيْزُ لِغَزْو الرُّوْمِ، فَأُحْرِقَتْ مرَاكبُهُ فَغَضِبَ، وَقَتَلَ مَائَتَي نَفْس اتَّهمهُم. ثُمَّ وَصَلَت رسُل طَاغيَةِ الرُّوْمِ بهديَّةٍ، تطلُبُ الهُدنَة، فَأَجَابَ بِشَرْط أَنْ لاَ يبقَى فِي مَمْلَكَتهمْ أَسيرٌ، وَبأَن يخطبُوا للعَزِيْزِ بِقُسْطَنْطِينِيَّة فِي جَامِعِهَا. وَعُقِدَت سَبْعَة أَعْوَام. وَمَاتَ مُتَوَلِّي إِفْرِيْقِيَة يُوْسُفُ بُلّكِين، وَقَامَ ابْنُهُ المَنْصُوْر، وَبَعَثَ تقَادم إِلَى العَزِيْز قيمتُها أَلف أَلف دِيْنَار. واشْتَدَّ القَحْطُ بِبَغْدَادَ. وَابتيعت كَارَة الدقيق بمائتين وستين درهمًا. وَغلَبَ شَرَفُ الدَّوْلَة عَلَى بَغْدَادَ، وَقَبَضَ عَلَى أَخِيْهِ الصَّمْصَام. وَفِي سَنَةِ 381: عُزِلَ مِنَ الخِلاَفَة الطَّائِعُ، وَوَلِيَ القَادِرُ. وفِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ: فِي رَمَضَانَ مَاتَ العَزِيْز بِبِلْبِيس فِي حمَّام مِنَ القُولَنج، وَعمره اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً وَأَشهر. وقام ابنه الحاكم الزنديق.

الحاكم

2915- الحاكم 1: صَاحِبُ مِصْرَ الحَاكِمُ بِأَمرِ الله، أَبُو عَلِيٍّ مَنْصُوْرُ بنُ العَزيز نزَار بنِ المُعزِّ مَعَدِّ بن المنصور إسماعيل بن القائم محمد ابن المَهْدِيّ، العُبَيْديُّ المِصْرِيُّ الرَّافضيُّ، بَلِ الإِسْمَاعِيْلِيُّ الزِّنديق المدَّعِي الرُّبُوبِيَّة. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 297"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 742"، والعبر "3/ 104"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 176"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 192".

وَأَقَامُوهُ فِي المُلْك بَعْدَ أَبِيْهِ، وَلَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً. فحكَى هُوَ، قَالَ: ضمَّنِي أَبِي وَقَبَّلَنِي وَهُوَ عُرْيَان وَقَالَ: امضِ فَالْعب، فَأَنَا فِي عَافيَة. قَالَ: ثُمَّ تُوُفِّيَ، فَأَتَانِي بَرْجَوَان، وأنا على جميزة في الدار. فَقَالَ: انزلْ وَيْحَكَ، اللهَ اللهَ فِيْنَا، فنزلتُ، فوضَعَ العِمَامَة بِالجَوْهر عَلَى رَأْسِي، وَقبَّل الأَرْضَ ثُمَّ قَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ، وَخَرَجَ بِي إِلَى النَّاس، فَقبَّلُوا الأَرْضَ، وَسلَّمُوا عليَّ بِالخِلاَفَة. قُلْتُ: وَكَانَ شَيطَاناً مَريداً جَبَّاراً عنيداً، كَثِيْر التلُوَّنَ، سفَّاكاً لِلدمَاء، خَبِيْثَ النِّحْلَة، عَظِيْمَ المكْرِ جَوَاداً مُمَدَّحاً، لَهُ شَأْنٌ عَجِيْبٌ، وَنبأٌ غَرِيْبٌ، كَانَ فِرْعَوْن زمَانه، يَخْتَرِع كُلَّ وَقتٍ أَحْكَاماً يُلْزِمُ الرَّعيَة بِهَا، أَمر بِسَبِّ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، وَبكِتَابَةِ ذَلِكَ عَلَى أَبْوَابِ المَسَاجِدِ وَالشوَارع. وَأَمر عُمَّالَه بِالسَّبِّ، وَبِقَتْل الكِلاَبِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَأَبطل الفُقَّاعَ وَالمُلوخيَا، وَحرَّمَ السَّمَكَ الَّذِي لاَ فُلُوسَ عَلَيْهِ، وَوَقَعَ ببَائِعٍ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَقتلهُم. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، حرَّم بيع الرُّطَب، وَجَمَع مِنْهُ شَيْئاً عَظِيْماً، فَأَحْرَقَه، وَمَنَعَ مِنْ بيع العِنَبِ، وَأَبَاد الْكُرُوم. وَأَمَرَ النَّصَارَى بِتَعْلِيق صَليبٍ فِي رِقَابِهِم زِنَتُه رَطْلٌ وَرُبْعٌ بِالدِّمَشْقِيّ. وَأَلزم اليَهُوْدَ أَنْ يعلِّقُوا فِي أَعنَاقهُم قُرمِيَّةً فِي زِنَةِ الصَّليب إِشَارَةً إِلَى رَأْس العِجْل الَّذِي عَبَدُوهُ، وَأَن تكُون عمَائِمُهُم سُوداً، وَأَن يَدْخُلُوا الحَمَّامَ بِالصَّليب وَبَالقُرمِيَّة، ثُمَّ أَفْرَدَ لَهُم حَمَّامَاتٍ. وَأَمر فِي العَامِ بِهَدْمِ كنيسة قمامة، وبهدم كنائس مصر. فَأَسْلَمَ عِدَّة، ثُمَّ إِنَّهُ نَهَى عَنْ تقبيلِ الأَرْضِ، وَعَنِ الدُّعَاءِ لَهُ فِي الخُطَب وَفِي الكُتُبِ، وَجَعَلَ بدله السَّلاَم عَلَيْهِ. وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ بَادِيس أَمِيْرَ المَغْرِب بَعَثَ يَنْقم عَلَيْهِ أُمُوراً. فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَمِيلَه، فَأَظهر التَّفَقُّه، وَحَمَلَ فِي كُمِّه الدَّفَاتَر، وَطَلَبَ إِلَى عِنْدَهُ فَقيهينِ، وَأَمرَهُمَا بتدريسِ فَقهِ مَالِكٍ فِي الجَامِع، ثُمَّ تغيَّرَ فَقتلهُمَا صَبْراً. وَأَذِنَ لِلنَّصَارَى الَّذِيْنَ أَكْرَهَهُم فِي العَوْد إِلَى الكُفْر. وَفِي سَنَةِ 404: نَفَى المنجِّمِينَ مِنْ بلاَدِهِ. وَمَنَعَ النِّسَاء مِنَ الخُرُوج مِنَ البُيوت، فَأَحسنَ وَأَبطَلَ عَمَلَ الخِفَاف لَهُنَّ جُمْلَةً، وَمَا زِلْنَ مِمَّنوعَاتٍ مِنَ الخُرُوج سبعَ سِنِيْنَ وَسبعَةَ أَشْهُرٍ. ثمَّ بَعْد مُدَّة أَمرَ بِإِنشَاء مَا هَدَم مِنَ الكنَائِسِ، وَبتنصُّر مَنْ أَسْلَمَ. وَأَنشَأَ الجَامِعَ بِالقَاهِرَة، وَكَانَ العَزِيْز ابتدأَه.

وَقَدْ خَرَجَ عَلَيْهِ أَبُو رَكْوَة الوَلِيْدُ بنُ هِشَام العُثْمَانِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ بِأَرْضِ بَرْقَة، وَالتفَّ عَلَيْهِ البَرْبَرُ، وَاسْتَفْحل أَمْرُه، فَجَهَّزَ الحَاكِمُ لِحَرْبِهِ جَيْشاً، فَانتصَرَ أَبُو رَكْوَة وَتَمَلَّكَ وَجَرَتْ خُطُوب، ثُمَّ أُسِرَ وَقُتِلَ مِنْ جُنْده نَحْوٌ مِنْ سَبْعِيْنَ أَلْفاً. وَحُمِلَ إِلَى الحَاكِم فِي سَنَةِ 397، فَذَبَحَه صَبْراً. وَقَدْ حُبِّبَ فِي الآخر إِلَى الحَاكِم العُزْلَةُ، وَبَقِيَ يَرْكَبُ وَحْدَهُ فِي الأَسوَاق عَلَى حمَار، وَيقيم الحِسْبَة بنَفْسِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عبدٌ ضخمٌ فَاجرٌ، فَمَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ تَأَدِيْبٌ، أَمرَ العَبْدَ أَنْ يولجَ فِيْهِ، وَالمَفْعُوْل بِهِ يَصِيْح. وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَرَادَ ادِّعَاءَ الإِلهيَّة، وَشَرَعَ فِي ذَلِكَ، فَكلَّمه الكُبَرَاء، وَخوَّفُوهُ مِنْ وَثوبِ النَّاسِ، فَتَوَقَّف. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَقَامَ الدَّعوَة قِرْوَاشُ بنُ مُقَلد بِالمَوْصِل لِلْحَاكِم، فَأَعطَى الخَطِيْب نُسْخَة بِمَا يَقُوْله: الحَمْدُ للهِ الَّذِي انجلتْ بِنُورِهِ غَمَرَاتُِ الغصْبِ وَانقهرتْ بقدرتِهِ أَركَانُ النصْبِ، وَأَطْلَعَ بِأَمره شَمْسَ الحَقِّ مِنَ الغَرْب، ومحا بِعدْلِهِ جُوْرَ الظُّلْمَة، فَعَادَ الحَقُّ إِلَى نِصَابِهِ البَاين بذَاته، المُنْفَرِدِ بِصِفَاتِهِ، لَمْ يُشْبِه الصُوَرَ فتحتويه الأَمكِنَة، وَلَمْ تَرَه العُيُونُ فَتَصِفُهُ. ثمَّ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ عليّ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، وَسَيِّد الْوَصِيّين، وَعمَادِ العِلْمِ، وَعَلَى أَغصَانه البوَاسق. اللَّهُمَّ وَصلِّ عَلَى الإِمَامِ المَهْدِيّ بِك، وَالَّذِي جَاءَ بِأمرِكَ، وَصلِّ عَلَى القَائِم بِأَمرك، وَالمَنْصُوْر بنَصْرِكَ، وَعَلَى المُعِزِّ لدينك، المجَاهِد فِي سَبِيلك، وَصلِّ عَلَى العَزِيْزِ بِكَ، وَاجعل نوَامِي صلوَاتك عَلَى مولاَنَا إِمَام الزمان، وحصن الإِيْمَان، صَاحِب الدَّعوَة العَلَوِيَّة عبدِك وَوليِّك أَبِي عَلِيٍّ الحَاكِمِ بِأَمرك أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. وأُقيمت الدَّعْوَةُ عَلَى يدِ قِرْوَاش بِالكُوْفَةِ وَبَالمَدَائِن. ثمَّ اسْتمَالَ القَادِرُ بِاللهِ قِرْوَاشاً، وَنَفَّذّ إِلَيْهِ تُحَفاً بِثَلاَثِيْنَ أَلفَ دِيْنَارٍ، فَأَعَاد لَهُ الخُطبَة. وَاستحوذَتِ العَرَبُ عَلَى الشَّامِ، وَحَاصرُوا القِلاَع. وَتمَّ القَحْط الشَّدِيدُ بنَيْسَابُوْرَ وَنوَاحيهَا، حَتَّى هَلَكَ مائَة أَلْف أَوْ يَزيدُوْنَ. وَأُكِلت الجِيَف وَلحوم الآدمِيين. وفِي الأَربع مائَة وَبعدَهَا: كَانَتِ الأَنْدَلُسُ تَغْلِي بِالحُرُوبِ وَالقِتَال عَلَى المُلْك. وَأَنشَأَ دَاراً كَبِيْرَةً ملأَهَا قيوداً وَأَغْلاَلاً وَجَعَلَ لَهَا سَبْعَةَ أَبْوَابٍ، وَسمَّاهَا جَهَنَّم، فَكَانَ مِنْ سَخِطَ عَلَيْهِ، أَسْكَنَه فِيْهَا.

وَلَمَّا أَمَرَ بحَرِيْق مِصْر، وَاسْتبَاحَهَا، بَعَثَ خَادمَه ليشَاهدَ الحَال. فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: كَيْفَ رَأَيْتَ؟ قَالَ: لَوِ اسْتبَاحَهَا طَاغيَةُ الرُّوْم مَا زَادَ عَلَى مَا رَأَيْتُ، فَضَرَبَ عُنُقَه. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَةٍ كُتِبَ بِبَغْدَادَ محَضرٌ يتضمَّن القدح في أنساب أَصْحَابِ مِصْر وَعَقَائِدِهم وَأَنَّهُم أَدْعيَاء. وَأَنَّ انتمَاءهُم إِلَى الإِمَامِ عَلِيّ بَاطِلٌ وَزور، وَأَنَّ النَّاجمَ بمصر اليوم وسلفه كفار وفساق زنادقة، وَأَنَّهُم لمَذْهَبِ الثَّنَوِيَّة معتقدُوْنَ، عطَّلُوا الحُدُوْدَ، وَأَباحُوا الفُروج، وَسفكُوا الدِّمَاء، وَسبُّوا الأَنْبِيَاءَ، وَادَّعُو الربوبيَةَ، فَكَتَبَ خَلْقٌ فِي الْمحْضر مِنْهُم الشَّرِيْف الرَّضِي، وَأَخُوْهُ المُرْتَضَى، وَالقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الأَكْفَانِي، والشيخ أبو حامد الإسفراييني، وأبو محمد الكشفلي الفَقِيْه، وَالقُدورِيُّ، وَالصَّيْمَرِيُّ، وَعِدَّةٌ. وَهَرَبَ مِنْ مِصْرَ نَاظرُ الدِّيْوَانِ الوَزِيْرُ أَبُو القَاسِمِ بنُ المَغْرِبِيّ إِذْ قَتَلَ الحَاكِمُ أَبَاهُ وَعَمَّه وَصَارَ إِلباً عَلَيْهِ يَسْعَى فِي زوَالِ مُلْكه، وَحسَّن لمفرج الطَّائِيّ أَمِيْرِ العَرَب الخُرُوجَ عَلَى الحَاكِم. فَفَعَلَ وَقُتِلَ قَائِدُ جَيْشه، وَعَزَمُوا عَلَى مبَايعَة صَاحِب مَكَّة العَلَوِيِّ، وَكَادَ أَنْ يتمَّ ذَلِكَ ثُمَّ تلاشَى. وفِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ: أُخِذَ الوفدُ العِرَاقِيُّ، وَغوِّرت المِيَاهُ، وَهَلَكَ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلف مُسْلِمٍ. ثُمَّ أُخِذَ مِنَ العَرَب ببَعْض الثَّأْر، وَقُتِلَ عِدَّة. وَبَعَثَ المَلِكُ مَحْمُوْدُ بنُ سُبُكْتِكين كِتَاباً إِلَى الخَلِيْفَة بِأَنَّهُ وَرَدَ إِلَيْهِ مِنَ الحَاكِمِ كِتَابٌ يدعُوهُ فِيْهِ إِلَى بيعَته، وَقَدْ خرَّق الكِتَابَ، وَبصَقَ عَلَيْهِ. وفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ جَعَلَ الحَاكمُ وَلِيَّ عَهْدِهِ ابْنَ عَمِّهِ عبد الرحيم بن إِليَاس، وَصَلُحَتْ سِيرتهِ، وَأَعتقَ أَكْثَرَ مَمَالِيْكه. وفِي هَذَا الْقرب تمت مَلْحَمَة عَظِيْمَةٌ بَيْنَ ملكِ التُّرْكِ طُغَان بِالمُسْلِمِيْنَ، وَبَيْنَ عَسَاكِرِ الصين، فَدَامت الحَرْبُ أَيَّاماً، وَقُتِلَ مِنْ كُفَّار الصين نَحْوٌ مِنْ مائَةِ أَلْف. وَفِي سَنَةِ خَمْس ظَفِرَ الحَاكِمُ بنسَاءٍ عَلَى فسَادٍ، فَغَرّقَهُنَّ، وَكَانَتِ الغَاسِلَة لاَ تخرجُ إِلَى امْرَأَةٍ إلَّا مَعَ عَدلين. وَمَرَّ القَاضِي مَالِكُ بنُ سَعِيْدٍ الفَارقِي، فَنَادته صبية مِنْ رَوْزَنَةٍ: أَقْسَمت عَلَيْك بِالحَاكِمِ أَنْ تَقِفَ، فَوَقَفَ فَبكَتْ، وَقَالَتْ: لِي أَخٌ يموتُ، فَبِاللهِ إلَّا مَا حَمَلْتَنِي إِلَيْهِ لأَرَاهُ، فَرَقَّ، وَبَعَثَ مَعَهَا عَدْلَين، فَأَتَتْ بيْتاً، فَدَخَلَتْ، وَالبَيْت لعَاشِقِهَا. فَجَاءَ الزَّوجُ فسَأَلَ الجِيرَان، فَحَدَّثوهُ، فَجَاءَ إِلَى القَاضِي، وَصَاح، وَقَالَ: لاَ أَخَ لَهَا، وَمَا أُفَارقُك حَتَّى تردهَا إِلَيَّ، فَحَار القَاضِي، وَطَلَعَ بِالرَّجُل إِلَى الحَاكِم، وَنَادَى العفْوَ فَأَمَرَه أَنْ يَرْكَبَ مَعَ الشَّاهدَيْن، فَوَجَدُوا المَرْأَةَ وَالشَّابَّ فِي إِزَارٍ وَاحِد عَلَى خُمَار فَحُمِلا عَلَى هيئتِهِمَا. فسأَلهَا الحَاكِمُ فَأَحَالتْ

عَلَى الشَّابِّ، وَقَالَ: بَلْ هَجَمَتْ عَلِيَّ، وَزَعَمَتْ أَنَّهَا بِلاَ زوجٍ. فلُفَّتْ فِي بارِيَّةٍ، وَأُحْرِقَتْ، وضُرِبَ الشَّابُّ أَلفَ سَوط. وولِي دِمَشْقَ لِلْحَاكُم عِدَّةُ أُمرَاء مَا كَانَ يَدَع النَّائِب يَسْتَقر حتى يعزله. وفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ سقَطَتْ قُبَّة الصَّخْرَة. وَفِيْهَا اسْتولَى ابْن سُبُكْتِكين عَلَى خُوَارَزْم. وَفِيْهَا قتل الدُّرْزِيُّ الزِّنديق لادِّعَائِه ربوبيَةَ الحَاكِم. وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ: افتَتَح مَحْمُوْد مَدِينَتَيْنِ مِنَ الهِنْد، وَجَرَتْ لَهُ حُرُوبٌ وَملاَحم عَجِيْبَة. وفِي شَوَّال سنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ عُدِمَ الحَاكِمُ، وَكَانَ الخَلْق فِي ضَنْكٍ مِنَ الْعَيْش مَعَهُ، صَالحهُم وَطَالحهُم، وَكَانُوا يَدسُّوْنَ إِلَيْهِ الرِّقَاع المَخْتُوْمَة بِسبِّه وَالدُّعَاءِ عَلَيْهِ، لأَنَّه كَانَ يَدُور فِي القَاهرَة عَلَى دَابَّةٍ، وَيتزهَّد. وعَمِلُوا هَيْئَةَ امْرَأَةٍ مِنْ كَاغَد بخُفٍّ وَإِزَار فِي يدِهَا قِصَّةٌ، فَأَخَذَهَا فَرَأَى فِيْهَا العظَائِمَ، فَهَمَّ بِالمَرْأَةِ فَإِذَا هِيَ تمثَال، فَطَلبَ العُرفَاء وَالأُمَرَاء فَأَمَرَ بِالمُضِي إِلَى مِصْرَ وَنهبهَا وَإِحرَاقهَا، فَذهبُوا لِذَلِكَ، فَقَاتل أَهْلُهَا، وَدَافَعُوا وَاسْتَمرَّت النَّار، وَالحَرْبُ بَيْنَ الرَّعيَة وَالعَبيد ثَلاَثاً، وَهُوَ يَركب حِمَاره، وَيشَاهدُ الحَرِيْقَ وَالضَّجَّةَ فيتَوَجَّعُ لِلنَّاسِ، وَيَقُوْلُ: لَعَنَ اللهُ مِنْ أَمر بِهَذَا. فَلَمَّا كَانَ ثَالثُ يَوْمٍ اجتَمع الكُبَرَاءُ وَالمَشَايِخ إِلَيْهِ، وَرَفعُوا المَصَاحِفَ وَبكُوا، فَرَحمهُمْ جُنْدُه الأَترَاك، وَانْضَمُّوا إِلَيْهِم، وَقَاتَلُوا مَعَهُم. وَقَالَ هُوَ: مَا أَذِنْتَ لَهُم، وَقَدْ أَذِنْتُ لَكُم فِي الإِيقَاع بِهِم. وَبَعَثَ فِي السرّ إلى العبيد: استمروا، وقواهم بالأسلحة. وفهم ذَلِكَ النَّاسُ فَبعثُوا إِلَيْهِ يَقُوْلُوْنَ: نَحْنُ نَقْصِدُ أَيْضاً القَاهرَة، فَأَمرَ العبيدَ بِالكَفِّ بَعْدَ أَنْ أَحرق مِنْ مِصْرَ ثلثهَا، وَنَهَبَ وَأَسَرَ النِّصْفَ، ثُمَّ اشْتَرَى النَّاس حُرَمَهُم مِنَ العبيدِ بَعْدَ أَنْ فَجَرُوا بِهنَّ، وَكَانَ قَوْمٌ مِنْ جَهَلَةِ الغَوْغَاءِ إِذَا رأَوا الحَاكِم، يَقُوْلُوْنَ: يَا وَاحِدُ، يَا أَحَدْ، يَا مُحْيِي يَا مُمِيت، ثُمَّ أَوْحَش أُخْتَه سِتَّ المُلْك بِمرَاسلاَتٍ قبيحَة أَنَّهَا تزنِي، فَغَضِبَتْ، وَرَاسلت الأَمِيْرَ ابْنَ دَوَّاس، وَكَانَ خَائِفاً مِنَ الحَاكِم، ثُمَّ ذَهَبَتْ إِلَيْه سِرّاً، فَقبَّل قَدَمَهَا، فَقَالَتْ: جِئْتُ فِي أَمرٍ أَحْرُسُ نَفْسِي وَنفْسَك، قَالَ: أَنَا مَمْلُوكك. قَالَتْ: أَنْتَ وَنَحْنُ عَلَى خطرٍ مِنْ هَذَا. وَقَدْ هَتَكَ النَّاموسَ الَّذِي قررَّه آبَاؤنَا، وَزَاد بِهِ جُنونُه، وَعمِلَ مَا لاَ يَصْبر عَلَيْهِ مُسْلِمٌ، وَأَنَا خَائِفَةٌ أَنْ يُقتلَ فَنقْتَل، وَتنقضِي هَذِهِ الدَّوْلَة أَقبح انْقِضَاءٍ. قَالَ: صَدَقْتِ، فَمَا الرَّأْيُّ؟ قَالَتْ: تحلِفْ لِي، وَأَحلِفُ لَكَ عَلَى الكِتْمَان. فتعَاقدَا عَلَى قَتْله، وَإِقَامِة ابْنِه، وَتكُون أَنْتَ أَتَابكَه، فَاخْتَر عبدينِ تعتمدُ عَلَيْهِمَا عَلَى سرِّكَ. فَأَحْضَرَ عَبْدَيْنِ شَهْمِين، أَمِينين، فحلَّفَتْهُمَا، وَأَعْطَتْهُمَا أَلفَ دِيْنَارٍ، وَإِقْطَاعاً. وَقَالَتْ: اكْمُنَا لَهُ فِي الجَبَلِ، فَإِنَّهُ غداً يصعدُ، وَمَا مَعَهُ سِوَى رِكَابِيٍّ وَمَمْلُوْكٍ،

ثُمَّ ينفَرِدُ عَنْهُمَا فَدُونَكُمَاهُ، وَكَانَ الحَاكِم ينظُر فِي النُّجُوْمِ وَعَلَيْهِ قطع حِيْنَئِذٍ مَتَى نَجَا مِنْهُ عَاشَ نَيِّفاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. فَأَعلَم أُمّه، وَأَعطَاهَا مِفتَاح خِزَانَة فِيْهَا ثَلاَث مائَة أَلْف دِيْنَار، وَقَالَ: حوّلِيهَا إِلَى قصرك، فَبكَتْ، وَقَالَتْ: إِذَا كُنْتَ تتصوُّر هَذَا فَلاَ تركب اللَّيْلَةَ. قَالَ: نَعَمْ. وَكَانَ يعُسُّ فِي رِجَالٍ، فَفَعَل ذلك، ونام، فانتبه في الثلث الأَخِيْر وَقَالَ: إِنْ لَمْ أَركبْ وَأَتفرجْ، خرجَتْ نَفْسِي وَكَانَ مُسودَناً، فَرَكِبَ وَصعَّد فِي الجبلِ، ومعه صبي، فشد عليه العبدان فَقَطَعَا يَدَيْهِ، وَشقَّا جَوْفَه، وَحَمَلاَهُ فِي عَبَاءةٍ لَهُ إِلَى ابْنِ دوَّاس، وَقتلاَ الصَّبيَّ، وَأَتَى بِهِ ابْنُ دوَّاس إِلَى أُخْته فَدَفَنَتْهُ فِي مَجْلِسٍ سِرّاً. وَطلبتِ الوَزِيْر وَاسْتكتمَتْه، وَأَنَّ يطلُبَ وَلِيَّ العهدِ عَبْدَ الرَّحِيْم ليُسْرِع، وَكَانَ بِدِمَشْقَ، وَجهّزت أَمِيْراً فِي الطَّرِيْق ليقْبض عَلَى عَبْد الرَّحِيْمِ، وَيدَعه بتنِّيس، وَفُقِدَ الحَاكِم، وَمَاجَ الخَلْق، وَقصدُوا الجبلَ، فَمَا وَقفُوا لَهُ عَلَى أَثَرٍ. وَقِيْلَ: بَلْ وَجَدُوا حمَارَه مُعَرْقَباً، وَجبَّتَه بِالدِّمَاء. وَقِيْلَ: قَالَتْ أُخْته: إِنَّهُ أَعْلَمنِي أَنَّهُ يغيبُ فِي الْجَبَل أُسْبُوْعاً، وَرتبتْ ركَابية يمضُون وَيعُودُوْنَ، فَيَقُوْلُوْنَ: فَارَقْنَاهُ بِمَكَان كَذَا وَكَذَا، وَوعَدَنَا إِلَى يَوْم كَذَا. وَأَقبلت سِتُّ المُلْك تَدْعُو الأُمَرَاء وَتستحلِفُهُم، وَتعطيهُم الذَّهب، ثُمَّ أَلبست عَلِيَّ بن الحَاكِم أَفخَر الثِّيَاب، وَقَالَتْ لاِبْنِ دوَّاس: المعوَّل فِي قيَامِ دَوْلته عَلَيْك، فَقبَّل الأَرْضَ، وَأَبرزت الصَّبيَّ، وَلقبتْه الظَّاهِرَ لإِعزَازِ دينِ الله. وَأَلبستْه تَاجَ جدِّهَا المُعِزِّ، وَأَقَامت النِّيَاحَة عَلَى الحَاكِم ثَلاَثَةَ أَيَّام، وَجَعَلت القَوَاعد كَمَا فِي النَّفْس، وَبَالَغَتْ فِي تعَظِيْم ابْنِ دوَّاس، ثُمَّ رتَّبَتْ لَهُ فِي الدِّهليز مائَةً، فَهبَّروهُ، وَقتلت جَمَاعَةً مِمَّن اطَّلع عَلَى سرِّهَا، فعظُمَت هيبتُهَا، وَمَاتَتْ بَعْد ثَلاَثِ سِنِيْنَ. وَذَكَرْنَا فِي تَرْجَمَتِهِ، أَنَّهُ خَرَجَ مِنَ القَصْر فطَافَ ليلَته، ثُمَّ أَصْبَحَ، فتوجَّه إِلَى شرقِي حُلْوَان مَعَهُ رِكَابيَان، فردَّ أَحَدهُمَا مَعَ تِسْعَةٍ مِنَ العَرَبِ، ثُمَّ أَمر الآخر بالانصراف، فزعَمَ أَنَّهُ فَارقه عِنْد المَقْصَبَة. فَكَانَ آخِرَ العهد بِهِ. وَخَرَجَ النَّاسُ عَلَى رَسمْهم يلتَمِسُوْنَ رَجُوعَه، مَعَهُم الجَنَائِب، فَفَعلُوا ذَلِكَ جُمعَةً. ثُمَّ خَرَجَ فِي ثَانِي ذِي القَعْدَةِ مُظَفَّر صَاحِب المِظَلَّة وَنسيم، وَعِدَّة، فَبلّغُوا دَير القُصَيْر، وَأَمعَنُوا فِي الدُّخول فِي الجَبَل، فَبَصُرُوا بحمَارِهِ الأَشهب المسمَّى بقَمر، وَقَدْ ضُربت يدَاهُ، فَأَثَّر فِيْهِمَا الضَرْب، وَعَلَيْهِ سَرْجه وَلجَامُهُ، فتتبعُوا أَثَر الحِمَار فَإِذَا أَثر رَاجلٍ خَلْفَه، وَرَاجل قُدَّامه، فَقصُّوا الأَثر إِلَى بِرْكَةٍ بشرقِي حُلْوَان، فَنَزَلَ رَجُلٌ إِلَيْهَا، فَيجد فِيْهَا ثيَابه وَهِيَ سَبْع جِبَاب، فَوَجِدَت مُزَرَّرَةً، وَفِيْهَا آثَار السَّكَاكين، فَمَا شكُّوا فِي قَتْلِهِ. وَثَمَّ اليَوْم طَائِفَة مِنْ طَغَام الإِسْمَاعِيْلِيَّة الَّذِيْنَ يحلِفون بغيبَة الحَاكِم، مَا يعتقِدُوْنَ إلَّا أَنَّهُ باقٍ، وَأَنَّهُ سَيظْهر، نَعُوذ بِاللهِ مِنَ الجهل.

وحلوان قرية نَزِهَةٌ عَلَى خَمْسَة أَمِيَالٍ مِنْ مِصْرَ، كَانَ بِهَا قصرُ الأَمِيْر عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَرْوَانَ، فَوُلِدَ لَهُ هُنَاكَ عمَر بن عَبْدِ العَزِيْزِ فيما يقال. وَقَدْ قَتَل الحَاكِمُ جَمَاعَةً مِنَ الأُمَرَاء بِلاَ ذَنْبٍ، وَذبَح قَاضيين لَهُ. وَأَمَّا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ إِليَاس العُبَيْدِي، فَإِنَّ الحَاكِم وَلاَّهُ عَهْدَه، ثُمَّ بَعَثَهَ عَلَى نِيَابَة دِمَشْق سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَأَقبلَ عَلَى المَلاَهِي وَالخُمور، وَاضطرب العَسْكَر عَلَيْهِ، وَوقَع الحَرْب بِدِمَشْقَ وَالنَّهب، وَصَادر هُوَ الرَّعيَة، فَلَمَّا مَاتَ الحَاكِمُ قَبضَ الأُمَرَاءُ عَلَى وَلِيِّ الْعَهْد، وَسجنوهُ وَاغتَالُوهُ. وَقِيْلَ: بَلْ نَحَر نَفْسَه قِي الحَبْس. وسيرَةُ الحَاكِمِ، وَعَسْفُه تحتمل كراريس.

الظاهر

2916- الظاهر 1: صَاحِبُ مِصْرَ الظَّاهِر لإِعزَاز دينِ الله، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَاكِمِ مَنْصُوْر بن العَزِيْز نزَارِ بنِ المُعِزّ، العُبَيْديُّ المِصْرِيُّ. وَلاَ أَسْتَحِلُّ أَنْ أَقُوْلَ العَلَوِيُّ الفَاطِميُّ، لمَا وَقَرَ فِي نَفْسِي مِنْ أَنَّهُ دَعِيٌّ. وَقِيْلَ: يُكْنَى أَبَا هَاشِمٍ. بُوْيِعَ وَهُوَ صَبِيّ لَمَّا قُتِلَ أَبُوْهُ فِي شَوَّالٍ سنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وكَانَتْ دولتُهُ عَلَى مِصْرَ وَالشَّام وَالمَغْرِب. وَلَكِنْ طمع فِي أَطرَاف بلاَده طوَائِفُ، فَتَقَّلبَ حَسَّانُ بنُ مفرِّج الطَّائِيّ صَاحِبُ الرَّمْلَة عَلَى كَثِيْرٍ من الشام. وضعفت الإمارة العبيدية قليلًا. وَوَزَرَ لَهُ نَجِيْبُ الدَّوْلَة عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الجرْجَرَائِيّ وَلولده، وَكَانَ نَبِيْلاً مُحْتَشِماً مِنْ بَيْت وِزَارَةٍ، لكنَّه أَقْطَعُ اليَديْنِ مِنَ المِرْفَقَين. قطَعَهُمَا الحَاكِمُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ لِكَوْنِهِ خَانه، فَكَانَ يُعَلِّم العَلاَّمَة عَنْهُ القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ القُضَاعِيُّ. وَهِيَ "الحَمْدُ للهِ شكراً لِنِعْمَتِهِ". وفِي أَوَّل وَلاَيَة الظَّاهِر أَقْدَمَ مُتَوَلِّي بِتنِّيس مَا تحصَّل عِنْدَهُ، فَكَانَ أَلفَ أَلفِ دِيْنَارٍ، وَأَلفِي أَلف دِرْهَمٍ. قَالَ: المُحَدِّثُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَلَوِيُّ الكُوْفِيُّ: فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ لمَا صَلَّيْتُ الجُمعَة وَالرَّكْبُ بَعْد بِمِنَىً، قَامَ رَجُلٌ فَضَرَبَ الْحجر الأَسودَ بدَبُّوسٍ ثَلاَثاً، وَقَالَ: إِلَى مَتَى يُعَبْد الْحجر فيمنعنِي مُحَمَّدٌ مِمَّا أَفْعَلُه؟ فَإِنِّي اليَوْم أَهْدِم هذا البيت، فاتقاه الناس، وكاد

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 90"، ووفيات الأعيان خلكان "3/ ترجمة 482"، والعبر "3/ 162"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 247"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 231".

يفلَت، وَكَانَ أَشْقَر، أَحمر، جسيماً، تَامَّ القَامَة، وَكَانَ عَلَى بَابِ المَسْجَدِ عَشَرَةَ فُرْسَان عَلَى أَنْ يَنْصُروهُ. فَاحْتَسَب رَجُلٌ، فَوجأَه بخِنْجَر، وَتكَاثَرُوا عَلَيْهِ، فَأُحرِقَ، وَقُتِلَ جَمَاعَة مِنْ أَصْحَابه وَثَارَت الفِتْنَة، فَقتل نَحْو العِشْرِيْنَ، وَنهب المِصْرِيّون. وَقِيْلَ: أُخذ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَقَرُّوا بِأَنَّهُم مائَةٌ تبَايعُوا عَلَى ذَلِكَ، فَضُربت أَعنَاق الأَرْبَعَة، وَتهشَّمَ وجه الحجر. وتساقط منه شظايا. وَخَرَجَ مكْسَرُه أَسمر إِلَى صُفْرَة. وَمَاتَ الظَّاهِر فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَلَمْ يبلُغْنِي كَبِيْرُ شَيْءٍ مِنْ أَخْبَارِهِ. وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنه المُسْتَنْصِر. وَقِيْلَ: كَانَ غَارِقاً فِي اللَّهْو والمسكر والسراري.

المستنصر بالله

2917- المستنصر بالله 1: صَاحِبُ مِصْرَ المستنصرُ بِاللهِ، أَبُو تَمِيْم مَعَدُّ بن الظاهر لإعزاز دين الله علي بن الحاكم أَبِي عَلِيٍّ مَنْصُوْر بنِ العَزِيْز بنِ المُعِزّ، العُبَيْديُّ المِصْرِيُّ. وَلِي الأَمْرَ بَعْد أَبِيْهِ، وَلَهُ سَبْع سِنِيْنَ، وَذَلِكَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ، فَامتَدَّتْ أَيَّامُه سِتِّيْنَ سَنَةً وَأَرْبَعَة أَشهر. وفِي وَسط دَوْلَته خُطبَ لَهُ بِإِمرَة المُؤْمِنِيْنَ عَلَى منَابر العِرَاقِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَالتَجَأَ القَائِمُ بِأَمر الله الخَلِيْفَةُ إِلَى أَمِيْرِ العَرب فَأَجَاره، ثُمَّ بَعْد عَامٍ عَادَ إِلَى خِلاَفتِهِ. وَكَانَ الحَاكِم قَدْ هَدَمَ القُمَامَة الَّتِي بِالقُدْس، فَأَذِنَ المستنصرُ لطَاغيَةِ الرُّوْمِ أَنْ يجدِّدهَا، وَهَادَنه عَلَى إِطلاَق خَمْسَةِ آلاَف أسير مسلمين، وغرم أموالًا على عمارتها. وفِي خِلاَفتِه ظَهَرَ بِمِصْرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ سكين الَّذِي كَانَ يُشْبه الحَاكِم، فَادَّعَى أَنَّهُ هُوَ. وَقَدْ خَرَجَ مِنَ الغَيْبَة، فَتبِعَه خَلْقٌ مِنَ الغَوْغَاءِ مِمَّنْ يَعْتَقِدُوْنَ رجعَةَ الحَاكِم. وَقصدُوا القَصر، فثَارتِ الفِتْنَة، ثُمَّ أُسر هَذَا، وَصُلب هُوَ وَجَمَاعَةٌ بالقَاهرَة. وَفِي سَنَةِ 34: جَهَّز جيشاً لمحَاربَة صَاحِب حَلَب ثِمَال بن مِرْدَاس. وَفِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ: خَلَعَ المُعِزُّ بنُ بَادِيس مُتَوَلِّي القيروان للعبيدية طاعتهم، وأقام الدعوة

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 728"، والعبر "3/ 318"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 1-23"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 382".

لِبَنِي العَبَّاسِ، وَقطَعَ دَعْوَة المُسْتَنْصِر. فَبَعَثَ إِلَيْهِ يتهدَّدُه فَمَا الْتَفَتَ، فَجَهَّزَ لِحَرْبِهِ عَسْكَراً مِنَ العَرَب فَحَاربوهُ، وَهُم بَنو زُغْبَة، وَبَنُو رِيَاح، وَجرت خُطُوب يطول شَرْحُهَا. وفِي هَذَا الوَقْت غَزَت الغُزُّ مَعَ إِبْرَاهِيْمَ يَنَال السَّلْجُوقِّي. وَقِيْلَ: مَا كَانَ مَعَهُم، فَغَزَوا إِلَى قَرِيْب القُسْطَنْطِيْنيَّة، وَغنِمُوا وَسَبَوا أَزيدَ مِنْ مائَة أَلْف. وَقِيْلَ: جُرَّتِ المكَاسب عَلَى عَشْرَة آلاَف عجَلَة، وَكَانَ فتحاً عَظِيْماً. وَفِيْهَا صَرَفَ المُسْتَنْصِرُ عَنْ نِيَابَة دِمَشْق نَاصرَ الدَّوْلَة، وَسيفَها ابْنَ حَمْدَان بطَارِق الصَّقْلَبي، ثُمَّ عزَلَ طَارقاً بَعْد أَشهر، ثُمَّ لم يطول، فعزل بِرِفْق المُسْتَنْصِريِّ، وَوزر مَعَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ المَاشلّي. وَكَانَ الرَّفْض أَيْضاً قويّاً بِالعِرَاقِ. وفِي سَنَة سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ ملكت العَرَب المِصْرِيون مَدِيْنَةَ طرَابُلُس، وَملكُوا مُؤنس بنَ يَحْيَى المِرْدَاسِيَّ، وَحَاصرُوا المَدَائِنَ، وَنهبوا القُرَى، وَحلَّ بِالنَّاسِ أَعْظَمُ بلاَءٍ، فَبرز ابْنُ بَادِيس فِي ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً. وَكَانَتِ العَرَب ثَلاثَة آلاَفٍ فَالتَقَوا، وَثبت الجمعَان، ثُمَّ انْكَسَرَ ابْنُ بَادِيس، وَاسْتَحَرَّ القَتْلُ بِجَيْشِهِ. وَحَازتِ العَرَبُ الخيلَ وَالخيَامَ بِمَا حَوَت. وَإِنَّ ابْنَ بَادِيسٍ لأَفْضَلُ مَالِكٍ ... وَلَكِنْ لعَمْرِي مَا لَدَيْه رِجَالُ ثَلاَثُوْنَ أَلْفاً مِنْهمُ هَزَمَتْهُمُ ... ثَلاَثَةُ أَلفٍ، إِنَّ ذَا لَمُحَالُ ثمَّ قصَدَهُم ابْنُ بَادِيس وَهجَمَ عَلَيْهِ، فَانكسرَ أَيْضاً. وَقُتِلَ عسكرُه، فسَاقَ عَلَى حمِيَّة، وَحَاصرتِ العَرَبُ القَيْرَوَان، وَتحيَّز المُعِزُّ بنُ بَادِيس إِلَى المهديَّة، وَجرت حُرُوب تشيّب النَّوَاصي فِي هَذِهِ الأَعْوَام. وَفِي سَنَةِ 48: كَانَ بِالأَنْدَلُسِ القَحْطُ الَّذِي مَا سُمِعَ بِمِثْلِهِ، وَيُسمونه الجوعَ الكَبِيْر. وَكَانَ بِمِصْرَ القَحط وَالفنَاء. وَفِي سَنَةِ تسع: تسلم نواب المستنصر حلب. وَكَانَ غلاَءٌ مُفْرِط بِبَغْدَادَ وَفنَاءٌ، وَأَمَّا بِمَا وَرَاء النَّهر فَتَجَاوز الوَصْفَ. وَفِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ: جَاءَ مِنْ مِصْرَ نَاصرُ الدَّوْلَة الحَمْدَانِي عَلَى إِمرَة دِمَشْق. وفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ: وَلِي دِمَشْق أَمِيْرُ الجُيُوش بَدْر. وَفِي سَنَةِ سبعٍ: تمت ملحمَة كُبْرى بِالمَغْرِب بَيْنَ تَمِيْمِ بنِ المُعِزّ بن بَادِيس، وَبَيْنَ قرَابته

النَّاصر الَّذِي بَنَى بِجَايَة. وَانْهَزَم النَّاصِر، وَقُتِلَ مِنَ الَبرْبر أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُوْنَ أَلْفاً. وَفِيْهَا: بُنيت بِجَايَة وَبِبَغْدَادَ النِّظَامِيّة. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ: كَانَ حَرِيْقُ جَامِع دِمَشْق، وَدُثِرَتْ محَاسِنُه، وَاحترقت الخَضْرَاءُ مَعَهُ -وَكَانَتْ دَارَ الملكِ- مِن حربٍ وقع بين عسكر العراق، وعسكر مصر. وفي سنة اثنين وَسِتِّيْنَ، قُطِعَتْ مِنْ مَكَّة الدعوةُ المستنصريَّة، وَخُطب لِلْقَائِم بِأَمر الله، وَتُرِكَ الأَذَانُ بحِي عَلَى خَيْرِ العَمَل، وَذَلِكَ لذلَّة المِصْرِيين بِالقَحط الأَكْبر وَفنَائِهِم، وَأَكَلَ بَعْضُهم بَعْضاً، وَتمزَّقُوا فِي البِلاَد مِنَ الْجُوع، وَتمحَّقَتْ خزَائِنُ المُسْتَنْصِر، وَافتقرَ، وَتعثَّر. وفِي هَذِهِ النوبَة نقل صَاحِبُ "الْمرْآة"، أَنَّ امْرَأَة خَرَجَتْ وَبيدهَا مُدُّ لُؤْلُؤ لتشتريَ بِهِ مُدُّ قمحٍ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا أَحَدٌ، فَرَمَتْهُ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ يَلْتَقِطُه. فَكَادَ الخرَابُ أَنْ يَسْتَولِي عَلَى سَائِر الأَقَالِيْم، حَتَّى لأُبيع الكَلْبُ بستةِ دَنَانِيْر وَالقط بِثَلاثَةِ دَنَانِيْر، حَتَّى أُبيع الإِردبّ بِمائَة دِيْنَار. وَفِي سَنَةِ 63: هَزَمَ السُّلْطَان أَلْب أَرْسَلان طَاغيَةَ الرُّوْم وَأَسَرَه، وَقُتِلَ مِنَ العَدُوِّ سِتُّوْنَ أَلْفاً. وَأَقبلَ أَتسز الخوَارزْميُّ، أَحَدُ أُمرَاء أَلب أَرْسَلان، فَاسْتولَى عَلَى الشَّامِ إلَّا قَلِيْلاً، وَعَسَف وَتمرَّد وَعَتا. واشْتَغَل جَيْشُ مِصْر بنفُوسهم. ثُمَّ اختلفُوا، وَاقْتَتَلُوا مُدَّةً، وَصَارُوا فِرْقَتين، فرقَة العبيد وَعرب الصَّعيد، وَفرْقَة التُّرك وَالمغَاربَة، وَرَأْسُهُم ابْنُ حَمْدَانَ، فَالتَقَوا بكَوْم الرِّيش، فهَزَمهُم ابْنُ حَمْدان، وَقُتِلَ وَغَرِقَ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِيْنَ أَلفاً. وَنَفِدَتْ خزَائِنُ المُسْتَنصر عَلَى التُّرك، ثُمَّ اختَلَفُوا، وَدَام الحَرْبُ أَياماً، وَطَمِعُوا فِي الْمُسْتَنْصر، وَطَالبوهُ حَتَّى أُبيعت فُرُش القَصْر، وَأَمتعَتُه بِأَبخسِ ثمنٍ، وَغلبَت العبيدُ عَلَى الصَّعيد، وَقطعُوا الطُّرقَ، وَكَانَ نَقْدُ الأَترَاك فِي الشَّهْرِ أَرْبَع مائَة أَلْف دِيْنَار، وَاشْتَدَّت وَطأَةُ نَاصر الدَّوْلَة، وَصَارَ هُوَ الكلّ، فحسَدَه الأُمَرَاء، وَحَاربوهُ، فَهَزمُوهُ، ثُمَّ جمع وَأَقْبَلَ، فَانتصرَ، وَتعثَّرَتِ الرَّعيّةُ بِالهيْج مَعَ القَحط، وَنهبت الجُنْدُ دورَ العَامَّة. قَالَ ابْنُ الأَثِيْر: اشْتَدَّ الغلاءُ حَتَّى حُكِيَ أَنَّ امْرَأَةً أَكَلتْ رغيفاً بِأَلفِ دِيْنَارٍ، بَاعت عروضاً تسَاوِي أَلفَ دِيْنَار بِثَلاَث مائَة دِيْنَارٍ، فَاشترتْ بِهَا جُوَالِق قَمح، فَانْتَهَبَهُ النَّاسُ، فَنَهَبَتْ هِيَ مِنْهُ فَحَصَلَ لَهَا مَا خُبزَ رَغِيفاً. وَاضمحلَّ أَمْرُ الْمُسْتَنْصر بِالمرّة، وَخَمُل ذِكْرُهُ. وَبَعَثَ ابْنُ حَمْدَانَ يُطَالبه بِالعَطَاء، فَرَآهُ

رَسُوْلُه عَلَى حَصيرٍ، وَمَا حَوْلَه سِوَى ثَلاثَة غِلْمَان. فَقَالَ: أَمَا يَكْفِي نَاصر الدَّوْلَة أنْ أَجلِسَ فِي مِثْل هَذَا الحَال؟ فَبَكَى الرَّسُولُ، وَرقَّ لَهُ نَاصرُ الدَّوْلَة، وَقرَّر لَهُ كُلَّ يَوْم مائَة دِيْنَارٍ. وَكَانَ نَاصرُ الدَّوْلَة، يظْهر التسنُّن، وَيعيب المستنصرَ لِخبث رَفْضِهِ وَعقيدَتِه، وَتفرَّق عَنِ الْمُسْتَنْصر أَولادُه، وَأَهلُه مِنَ الْجُوع، وَتقرَّفُوا في البِلاَدِ وَدَام الجَهْد عَامِين، ثُمَّ انحطَّ السِّعْر فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ. قَالَ ابْنُ الأَثِيْر: بِالغ ابْنُ حَمْدَان فِي إِهَانَة المُسْتَنْصر، وَفرَّق عَنْهُ عَامَّة أَصْحَابه، وَكَانَ غَرَضُه أَنْ يخطُبَ لأَمِيْرِ المُؤْمِنيْنَ القَائِم، وَيزِيلَ دَوْلَة البَاطنيَة، وَمَا زَالَ حَتَّى قَتَلَه الأُمَرَاء، وَقتلُوا أَخوَيْه فَخرَ العَرَب، وَتَاج المعَالِي، وَانقطَعَتْ دولَتُهم. وفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ: وَلِي الأُمُورَ أَمِيْرُ الجُيُوش بدْر، فَقَتَل أَمِيْرَ الأُمَرَاء الدُكز، وَالوَزِيْر ابْن كُدَينَة، وَكَانَ المُسْتَنْصِر قَدْ كَتَبَ إِلَيْهِ سراً ليقدمَ مِنْ عكَّا، فَأَعَاد الجَوَاب أَنَّ الجُنْد بِمِصْرَ قَدْ فسدَ نظَامُهم، فَإِنْ شِئْت أَتيتُ بجندٍ مَعِي، فَأَذِنَ لَهُ أَنْ يَفْعَل مَا أَحَبَّ، فَاسْتَخدم عَسْكَراً وَأَبطَالاً، وَركِبُوا البَحْر فِي الشِّتَاء مُخَاطرَةً. وَبَغَتَ مِصْر وَسَلِم، فَوَلاَّهُ المستنصرُ مَا وَرَاء بَابه، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ بَقِيَ يبعَثُ إلى كل أمير طائفة بصورة رسالة، فيخرُجُ الأَمِيْرُ فيقتلُونه، وَيَأْتُوْنَ بِرَأْسِهِ. فَمَا أَصْبَحَ إلَّا وَقَدْ مهَّد البَلَد، وَاحتَاط عَلَى أَمْوَالِ الجَمِيْع، وَنقَلَهُ إِلَى القَصْر. وَسَارَ إِلَى دِمْيَاط فَهذَّبهَا، وَقَتَلَ الَّذِيْنَ تغلَّبُوا عَلَيْهَا، وَحَاصَرَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَدَخَلَهَا بِالسَّيْف، وَقتلَ عِدَّةً، وَقتَلَ بِالصَّعيد اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً. وَأَخَذَ عِشْرِيْنَ أَلْف امْرَأَة، وَخمسَةَ عشرَ أَلف فَرَس، فَتَجمعُوا لِحَرْبِهِ ثَانياً، فَكَانُوا سِتِّيْنَ أَلْفاً، فسَاقَ، وَبيَّتَهُم فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَقُتِلَ خَلْقٌ، وَغرِقَ خَلْق وَنُهِبَتْ أَثْقَالهُم ثُمَّ عَمِلَ مَعَهُم مَصَافّاً آخر وَقهرَهُم، وَعمَّر البِلاَدَ، وَأَحسنَ إِلَى الرَّعيَة، وَأَطلق لِلنَّاسِ الخَرَاج ثَلاَثَ سِنِيْنَ، حَتَّى تمَاثَلَت البِلاَدُ بَعْد الخرَاب. وَفِيْهَا مَاتَ: القَائِمُ، وَبُوْيِع حَفِيدُه المقتدِي، وَأَعيدت الدَّعوَة بِمَكَّةَ لِلْمُسْتَنْصِر، وَاخْتَلَفَتِ العَرَبُ بِإِفْرِيْقِيَةَ، وَتحَاربُوا مُدَّةً. وفِي سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ: اشْتَدَّ القَحطُ بِالشَّامِ، وَحَاصَرَ أَتْسِز الخُوَارِزْمِيّ دِمَشْق، فَهَرَبَ أَمِيْرُهَا المُعَلَّى بنُ حَيدرَة، وَكَانَ جَبَّاراً عَسُوَفاً، وَولَّى بَعْدَهُ رَزِيْن الدَّوْلَة انتصَار المَصْمُودِيُّ، ثُمَّ أَخَذَ دِمَشْق أَتْسِز، وَأَقَامَ الدَّعوَةَ العَبَّاسِيَّة، خَافهُ المِصْرِيُّون، ثُمَّ قَصَدَهُم فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ، وَحَاصَرَهُمْ وَلَمْ يَبْقَ إلَّا أَنْ يتملَّك، فتضرَّع الخلقُ عِنْد الواعظ الجوهري، فرحَل شِبه منهزِم، وَعصَى عَلَيْهِ أَهْلُ القُدْس مُدَّة، ثُمَّ أَخذَهَا، وَقتلَ وَتمرَّد، وَفعل كُلّ قبيحٍ، وَذبحَ قَاضِي القُدْس وَالشُّهُودَ صَبْراً.

وَتملك فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ دِمَشْق تَاج الدَّوْلَة تُتُش السَّلْجُوقيُّ، وَقتلَ أَتْسِز، وَتحبّب إِلَى الرَّعِيَّةِ. وَتَمَلَّك قصرا وَقُونِيَة وَغَيْر ذَلِكَ الملكُ سُلَيْمَانُ بنُ قتلمش السَّلْجوقيُّ فِي هَذَا الحُدُوْد. ثُمَّ سَارَ فِي جيوشهِ، فَنَازَلَ أَنْطَاكيَة، حَتَّى أَخَذَهَا مِنْ أَيدِي الرُّوْم؛ وَكَانَتْ فِي أَيديهم مِنْ مائَة وَبِضْعَة عشر عَاماً. وَأَمَّا الأَنْدَلُس فجَرَتْ فِيْهَا حُرُوبٌ مزعجَة. وَكَانَتْ وَقعَة الزَّلاَّقَة بَيْنَ الْفِرِنْج، وَبَيْنَ صَاحِبِ الأَنْدَلُس المُعْتَمِد بنِ عَبَّاد، وَنجدَهُ أَمِيْرُ المُسْلِمِيْنَ يُوْسُفُ بنُ تَاشفين بجيوش الْبَرْبَر المُلَثَّمِين. فَكَانَ العَدُو خَمْسِيْنَ أَلْفاً فَيُقَالُ: مَا نَجَا مِنْهُم ثَلاَث مائَة نَفْسٍ. وَافتَتَحَ السُّلْطَان مَلِكْشَاهُ حلبَ وَالجَزِيْرَة. وَرُدَّ إِلَى بغداد، وَعمِلَ عرس بنته عَلَى الخَلِيْفَة. وَفِي سَنَةِ 384: أَقَبَلَ عَسْكَرُ المُسْتَنْصِر فَحَاصرُوا عكَّا وَصور. وَمَاتَ أَمِيْرُ الجُيُوش بَدْر الجمَالِيُّ مُتَوَلِّي مِصْر. وَكَانَ قَدْ بَلَغَ رُتْبَةً عَظِيْمَة، وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنه شَاهَان شَاه أَحْمَد عَلَى قَاعدَة أَبِيْهِ. وَقِيْلَ: إِنَّمَا مَاتَ بُعَيد الْمُسْتَنْصر، وَفِي دَوْلَة الْمُسْتَنْصر المتخلِّف، وَقَعَ القَحْطُ المَذْكُوْر لاَحترَاق النِّيل الَّذِي مَا عُهِدَ مِثْله بِمِصْرَ مِنْ زَمَن يُوْسُفَ -عَلَيْهِ السَّلاَم. وَدَام سنوَاتٍ بِحَيْثُ إِن وَالِدَة المُسْتَنْصِر وَبنَاته سَافَرْنَ مِنْ مِصْرَ خوَفاً مِنَ الْجُوع، وآلَ أَمرُه إِلَى عدم كُلِّ الدَّوَابّ ببلاَد مِصْر، بِحَيْثُ بَقِيَ لَهُ فَرَس يَرْكَبُهَا، وَاحتَاجَ إِلَى دَابَّة يركَبُهَا حَامِلُ الجِتْر يَوْم العيد وراءه، فما وجدوا سوى بغلة ابن هبَة كَاتِب السِّر فوقفتْ عَلَى بَاب القَصْر، فَازْدَحَمَ عَلَيْهَا الحرَافشَة وَذبحوهَا وَأَكلوهَا فِي الحَال، فَأَخذهُم الأَعوَان وَشُنِقُوا، فَأَصبحت عظَامُهُم عَلَى الْجُذُوع قَدْ أُكلُوا تَحْتَ اللَّيْل. مَاتَ الْمُسْتَنْصر: فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وقد قَارب السَّبْعِيْنَ. وَكَانَ سَبُّ الصَّحَابَة فَاشياً فِي أَيَّامه، وَالسُّنَّة غَرِيْبَةٌ مكتومَةٌ، حَتَّى إِنَّهُم منعُوا الحَافِظ أَبَا إِسْحَاقَ الحبَّال مِنْ رِوَايَةِ الحَدِيْث، وَهدَّدُوهُ، فَامْتَنَعَ. ثُمَّ قَامَ بَعْد الْمُسْتَنْصر ابْنهُ أحمد.

المستعلي بالله

2918- المستعلي بالله 1: صَاحِبُ مِصْر أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ المُسْتَنْصِر مَعَدِّ بنِ الظَّاهِر عَلِيِّ بنِ الحَاكِم مَنْصُوْرِ بنِ العَزِيْز بنِ المُعِزِّ، العُبَيْديُّ المَهْدَوِيُّ المِصْرِيُّ. قَام بَعْدَ أَبِيْهِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ، وَلَهُ إِحْدَى وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. وفِي أَيَّامه وَهَت الدَّوْلَةُ العُبَيْدِيَّة، وَاختلَّت قوَاعِدُهَا، وَانقطَعَتِ الدَّعوَة لَهُم مِنْ أَكْثَرِ مدَائِن الشَّام، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا الْفِرِنْج وَغَيْرُهُم مِنَ الغُزِّ. فَأَخذَتِ الْفِرِنْج أَنْطَاكِيَة مِنَ المُسْلِمِيْنَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ، وَكَانَ لَهَا فِي يدِ المُسْلِمِيْنَ نَحْو عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَأَخَذُوا بَيْتَ المَقْدِس، وَاسْتبَاحوهُ، وَأَخَذُوا أَيْضاً المعرَّة فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ، ثُمَّ اسْتولُوْا عَلَى مدَائِنَ وَقلاعٍ. وَمَا كَانَ لِلْمُسْتَعْلِي مَعَ أَمِيْر الجُيُوش حَلٌّ ولا ربط. وَهَرَبَ فِي دَوْلَتِهِ أَخُوْهُ نزَار المنسوبُ إِلَيْهِ الدَّعْوَة النِّزَارِيَّة الإِسْمَاعِيْلِيَّة بِالأَلموت وَبقلاعِ الإِسْمَاعِيْلِيَّة، فَوَصَلَ نِزَارٌ إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، وَقَامَ بِأَمره الأَمِيْر أَفْتِكين، وَقَاضِي البَلَد ابْن عَمَّارٍ، وَبَايعُوهُ، وَأَقَامَ سنَةً، فَأَقبل الأَفضلُ أَمِيْرُ الجُيُوش فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَحَاصَرَهُم، فَبَرَزَ إِلَيْهِ أَفْتِكين، فَبيَّتَهُ وَهَزَمَه. ثُمَّ أَقبل وَنَازَلَهُم ثَانياً، وَافتَتَح البلَدَ عَنْوَةً، فَقَتَلَ القَاضِي وَجَمَاعَةً، وقَبَضَ عَلَى نزَار وَأَفْتِكِين، ثُمَّ ذَبَحَ أَفْتِكين، وَبنَى المُسْتَعلِي عَلَى أَخِيْهِ نزَار حَائِطاً، فَهَلَك. وفِي دَوْلَتِهِ كَثُرَت البَاطِنِيَّةُ الملاَحدَة الَّذِيْنَ هُم الإِسْمَاعِيْليَةُ، وَأَخَذُوا القُفُول، وَتملكُوا قلعَة أَصْبَهَان، وَفتكُوا بعددٍ كَثِيْرٍ مِنَ الكِبَار وَالعُلَمَاءِ، وَشَرَعُوا فِي شُغل السِّكِّين، وَجرت لَهُم خُطُوبٌ وَعجَائِب. وفِي سَابع عشر صفر سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ: مَاتَ المُسْتَعلِي، وَأَقَامُوا وَلَدَه الآمرَ بِأَحْكَامِ الله مَنْصُوْراً، وَلَهُ خَمْسُ سِنِيْنَ، وَأَزِمَّة الملكِ إِلَى الأَفضلِ أَمِيْرِ الجُيُوش. ويقال: إنه سم وقتل سرًا.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 74"، والعبر "3/ 341"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 142"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 402".

الآمر بأحكام الله

2919- الآمر بأحكام الله 1: صَاحِبُ مِصْرَ أَبُو عَلِيٍّ مَنْصُوْرُ بنُ المُسْتَعْلِي أَحْمَدَ بنِ المُسْتَنْصِر مَعَدِّ بنِ الظَّاهِر بن الحاكم، العبيدي المصري الرافضي الظلوم. كان متظاهرًا بالمكر واللهو والجبروت. ولي هو صَغِيْر: فَلَمَّا كَبِرَ قَتَلَ الأَفضَلَ أَمِيْرَ الجُيُوش، وَاصطفَى أَمْوَالَه، وَكَانَتْ تفوتُ الإِحْصَاء، وَيُضْرَبُ بِهَا المَثَل، فَاسْتوزَرَ بَعْدَهُ المَأْمُوْن مُحَمَّد بن مُخْتَار البطَائِحِي، فَعَسَفَ الرَّعيَة، وَتَمَرَّدَ، فَاسْتَأْصَلَه الْآمِر بَعْد أَرْبَعِ سِنِيْنَ، ثُمَّ صَلَبَهُ، وَقَتَلَ مَعَهُ خَمْسَةً مِنْ إِخوته. وفِي دَوْلَتِهِ أَخذت الفِرَنج طَرَابُلُس الشَّام وَصَيْدَا، ثُمَّ قَصَدَ الْملك بردويل الفرنجِي دِيَارَ مِصْر، وَأَخَذَ الفَرَمَا وَهِيَ قَرِيْبَة مِنَ العَريش، فَأَحرَقَ جَامِعَهَا وَمَسَاجِدَهَا. وَقتلَ وَأَسَرَ وَقِيْلَ: بَلْ هِيَ غربِي قَطْيَا، ثُمَّ رَجَعَ فَهَلَكَ فِي سَبخَة بردويل، فَشَقُّوهُ وَرمُوا حُشوته وَصَبَّروه، فَحُشْوَتُهُ تُرْجَمُ هُنَاكَ إِلَى اليَوْمِ، وَدفنوهُ بقُمَامَة. وَكَانَ قَدْ أَخذ الْقُدس وَعكّا وَالحُصُون. وفِي أَيَّامه ظَهَرَ ابْنُ تُوْمَرْت بِالمَغْرِب، وَكَثُرَت أَتْبَاعه، وعسكروا وقاتلوا، وملكوا البلاد. وَبَقِيَ الآمِر فِي المُلْك تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً وَتسعَةَ أَشهر إِلَى أَنْ خَرَجَ يَوْماً إِلَى ظَاهِر القَاهرَة، وَعدَّى عَلَى الجِسْر إِلَى الجِيزَة، فَكَمَنَ لَهُ رِجَالٌ فِي السِّلاَحِ، ثُمَّ نزلُوا عَلَيْهِ بِأَسْيَافهُم، وَكَانَ فِي طَائِفَةٍ لَيْسَتْ بكَثِيْرَةٍ، فرد إلى القصر مثحنًا بِالجرَاح. وَهَلَكَ مِنْ غَيْرِ عَقِبٍ. وَكَانَ العَاشرَ مِنَ الخُلَفَاءِ البَاطنيَّة فَبايعُوا ابْنَ عَمٍّ لَهُ، وهو الحافظ لِدِيْنِ اللهِ. وَكَانَ الآمِر رَبْعَةً، شَدِيدَ الأُدْمَةِ، جَاحظَ الْعين، وَكَانَ حَسَنَ الْحَظ، جَيِّد الْعقل وَالمَعْرِفَة -لَكِنَّه خَبِيْثُ المعتَقَد- سفَّاكاً لِلدِّمَاءِ، متمرّداً جَبَّاراً فَاحشاً فَاسقاً، صَادر الخلقَ. عَاشَ خمساً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. وَانقَلَعَ فِي ذِي القَعْدَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْس مائَة، وَبُوْيِع وَلَهُ خَمْسَة أعوام.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 743"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 170"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 72".

الحافظ لدين الله

2920- الحافظ لدين الله 1: صَاحِبُ مِصْر أَبُو المَيْمُوْنِ عَبْدُ المَجِيْدِ بنُ الأمير محمد بن المستنصر بِاللهِ مَعَدّ بن الظَّاهِر عَلِيّ بن الحَاكِم بن العَزِيْز بن المُعِزّ، العُبَيْديُّ الإِسْمَاعِيْلِيُّ المِصْرِيُّ. بايعُوهُ يَوْمَ مَصْرَعِ ابْنِ عَمِّهِ الآمِر ليدبِّر المملكَةَ إِلَى أَنْ يُولَد حَملٌ لِلآمر إِن وُلِد، وَغَلَبَ عَلَى الأُمُورِ أَمِيْرُ الجُيُوش أَبُو عَلِيٍّ بنُ الأَفْضَل بن بَدْر الجمَالِي. وَكَانَ الآمِرُ قَدْ سَجَنَه عِنْدَمَا قَتَلَ أَبَاهُ، فَأَخْرَجَتِ الأُمَرَاء أَبَا عَلِيٍّ، وَقدَّمُوهُ عَلَيْهِم، فَأَتَى إِلَى القَصْر. وَأَمرَ وَنَهَى، وَبَقِيَ الحَافِظُ مَعَهُ مُنْقَهراً، فَقَامَ أَبُو عَلِيٍّ بِالمُلْكِ أَتمَّ قِيَام، وَعَدَلَ فِي الرَّعيَة، وَرَدَّ أَمْوَالاً كَثِيْرَةً عَلَى المصَادَرين، وَوَقَفَ عِنْد مَذْهَب الشِّيْعَة، وَتَمَسَّكَ بِالإِثنِي عشر، وَتَرَكَ مَا تقولُهُ الإِسْمَاعِيْلِيَّة، وَأَعْرَضَ عَنِ الحَافِظِ وَآلِ بَيْته، وَدَعَا عَلَى منَابِرِ مِصْر لِلْمُنْتَظَر صَاحِبِ السِّرْدَاب عَلَى زَعْمهِم، وَكَتَبَ اسْمَه عَلَى السِّكَّة وَاسْتمرَّ عَلَى ذَلِكَ، وَقَلِقَت الدَّوْلَة إِلَى أَنْ شَدَّ عَلَيْهِ فَارسٌ مِنَ الخَاصَّة، فَقَتَلَهُ بِظَاهِرِ القَاهِرَة فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْس مائَة، وَذَلِكَ بتَدْبِيْرِ الحَافِظِ، فَبَادرتِ الأُمَرَاء إِلَى خدمَة الحَافِظ، وَأَخْرَجُوهُ مِنَ الضِّيق وَالاعتقَالَ، وَجدَّدُوا بَيعَتَهُ، وَاسْتقلَّ بِالمُلْكِ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي الغُرْبَة بِسبَبِ القَحطِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائة بعسقلان. وعِنْدَمَا مَاتَ الْآمِر قبْله، قَالَ الجُهالُ: هَذَا بَيْتٌ لاَ يموتُ إِمَامٌ مِنْهُم حَتَّى يخلِّفَ ابْناً يَنْصُّ عَلَى إِمَامته، فَخلَّف الآمُر حَمْلاً فَكَانَ بنتاً. وَكَانَ الحَافِظ يعترِيه القُولَنْج، فَعَمِلَ لَهُ شيرمَاهُ الدّيْلَمِيُّ طَبْلاً مُرَكَّباً مِنْ سَبْعَة معَادنَ فِي شَرَفِ الْكَوَاكِب السَّبْعَة، فَكَانَ مَنْ ضَرَبَهُ وَبِهِ قُولَنْج، انفشَّ مِنْهُ رِيْح كَثِيْرٌ، فَوجَدَ رَاحَةً فَوَجَده السُّلْطَان صلاحُ الدِّينِ فِي خَزَائِنهُم، فَضَرَبَ بِهِ أَمِيْرٌ كرديٌّ فَضَرَطَ، فَغَضِبَ وَشَقَّه، وَلَمْ يعلَم منفَعَتَه. وَكَانَ الحَافِظُ كلَمَّا أَقَامَ وَزِيْراً تَمَكَّنَ. وَحَكَمَ عَلَيْهِ، فيتَأَلَّمُ وَيتحيَّلُ عَلَيْهِ، وَيَعْمَلُ عَلَى هلاَكِهِ، مِنْهُم، رِضوَان، فسجنَه سبعَ سِنِيْنَ، وَكَانَ قَدْ قَدِمَ الشَّامَ، وَجَمَعَ جُموعاً، وَقَاتَلَ المِصْرِيّين، وَقَاتَلَهُمْ عَلَى بَاب القَاهِرَة، وَانتَصَرَ، ثُمَّ دَخَلَهَا، فَاعتقله الحَافِظُ عِنْدَهُ معزَّزاً فِي الْقصر، ثُمَّ نقب الحَبْس، وَرَاح إِلَى الصَّعيد، وَأَقبلَ بجمعٍ عَظِيْمٍ، وَحَارَبَ، فَكَانَ المُلْتَقَى عند

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 407"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 237"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 138".

جَامِع ابْنِ طولُوْنَ، فَانتصر وَتَمَلَّكَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الحَافِظُ بِعِشْرِيْنَ أَلْفِ دِيْنَارٍ، رسمَ الوِزَارَة، فَمَا رضيَ حَتَّى كمل لَهُ سِتِّيْنَ أَلْفاً، ثُمَّ بعثَ إِلَيْهِ عِدَّةً مِنَ المَمَالِيْك، فَقَاتَلَهُم غِلْمَانُهُ وَهُوَ، فَقُتِلَ، وَبَقِيَ الحَافِظ بِلاَ وَزِيْرٍ عَشْرَ سِنِيْنَ. وَلَمَّا قُتِلَ الأَكمل، أَقَامَ فِي الوَزَارَة يانس مولاه فكبر يانس، وَتعدَّى طَوْرَه فَسقِي. ثمَّ وَزَرَ لَهُ وَلَدُه الحَسَن، فَكَانَ شرَّ وَزِيْرٍ تَمَرَّدَ وَطَغَى، وَقَتَلَ أَرْبَعِيْنَ أَمِيْراً، إلَّا أَنَّهُ كَانَ فِيْهِ تسنُّنٌ، فَخَافه أَبُوْهُ، وَجَهَّزَ لَهُ عَسْكَراً فتحَاربُوا أَيَّاماً، ثُمَّ سَقَاهُ أَبُوْهُ. وَقَدِ امتدَّتْ أَيَّامهُ. وَمَاتَ فِي خَامِس جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْس مائَة، فَكَانَتْ دولَتُه عِشْرِيْنَ سَنَةً سِوَى خَمْسَةِ أَشهر. وَعَاشَ سَبْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، فَمَا بَلَغَ أَحَدٌ هَذَا السنَّ مِنَ العُبَيْدِيَّة، وَقَامَ بعده ولده الظافر.

الظافر بالله

2921- الظافر بالله 1: صَاحِبُ مِصْر الظَافِرُ بِاللهِ أَبُو مَنْصُوْرٍ إِسْمَاعِيْلُ ابنُ الحَافِظِ لدينِ الله عَبْدِ المَجِيْدِ بنِ مُحَمَّدِ ابنِ المُسْتَنْصِر مَعَدِّ ابنِ الظَّاهِر عَلِيّ بنِ الحَاكِم العُبَيْديُّ، المِصْرِيُّ، الإِسْمَاعِيْلِيُّ، مِنَ العُبَيْدِيَّة الخَارجين عَلَى بَنَي العَبَّاسِ. وَلِي الأَمْرَ بَعْد أَبِيْهِ خَمْسَةَ أَعْوَامٍ. وَكَانَ شَابّاً جَمِيْلاً وَسِيماً لعابًا عاكفا على الأغاني والسراري. استَوْزَرَ الأَفضلَ سُلَيْم بنَ مَصَال فَسَاسَ الإِقلِيمَ. وَانْقَطَعتْ دعوتُه وَدعوَةُ أَبِيْهِ مِنْ سَائِرِ الشَّام وَالمَغْرِب وَالحَرَمَيْنِ. وَبَقِيَ لَهُم إِقلِيم مِصْرَ. ثمَّ خَرَجَ عَلَى ابْنِ مصَال العَادلُ بنُ السلاَّر، وَحَاربَه وَظَفِرَ بِهِ، وَاسْتَأْصَلَه، وَاسْتبَدّ بِالأَمْرِ. وَكَانَ ابْنُ مصَالٍ مِنْ أَجلِّ الأُمَرَاء، هَزَمَهُ عَسْكَرُ ابْن السلاّر بِدَلاص، وَأَتُوا بِرَأْسِهِ عَلَى قَنَاةٍ وَكَانَ عَلِيُّ بنُ السَلاّر مِنْ أُمَرَاءِ الأَكرَادِ وَمِنَ الأَبطَالِ المَشْهُوْرينَ، سُنِّياً مُسْلِماً حَسَنَ المعتقَد شَافِعِياً، خَمَدَ بولاَيته نَائِرَة الرَّفض. وَقَدْ وَلِي أَوَّلاً الثَّغْر مُدَّة، وَاحْتَرَم السِّلَفِيّ، وَأَنشَأ لَهُ المَدْرَسَةَ العَادِليَة، إلَّا أَنَّهُ كَانَ ذَا سَطوَة، وَعَسْفٍ، وَأَخَذَ عَلَى التُّهمَةِ، ضَرَبَ مرَّةً دُفّاً وَمِسْمَاراً عَلَى دِمَاغِ المُوَفَّق مُتَوَلِّي الدِّيْوَان لِكَوْنِهِ فِي أَوَائِل أَمْره شكَا إِلَيْهِ غرَامَة لَزِمَتْهُ في ولايته، فقال:

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 99"، والعبر "4/ 136"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 288"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 152".

كَلاَمك مَا يَدْخُلُ فِي أُذُنِي، فَبقِي كُلَّمَا دَخَلَ المِسْمَار فِي أُذُنه يَسْتَغيثُ فَيَقُوْلُ: أَدَخَلَ كَلاَمِي بَعْدُ فِي أُذُنِكَ؟. وَقَدِمَ مِنْ إِفْرِيْقِيَة عَبَّاسُ بنُ أَبِي الفُتُوْح بنِ الْملك يَحْيَى بن تميم بن المُعِزّ بن بَادِيس مَعَ أُمّه صَبِيّاً. فتزوَّج العَادلُ بِهَا قَبْلَ الوَزَارَة، فتزوَّج عَبَّاسٌ، وَوُلِدَ لَهُ نَصْرٌ، فَأَحَبّهُ العَادلُ، ثُمَّ جَهَّز أَبَاهُ لِلْغَزْوِ، فَلَمَّا نزل بِبِلْبِيس، ذَاكره ابْنُ مُنْقِذ، وَكَرِهَا البيكَارَ، فَاتَّفَقَا عَلَى قَتْلِ العَادِلِ، وَأَن يَأْخذَ عَبَّاس مَنصبَه. فَذَبَح نَصْرٌ العَادلَ عَلَى فِرَاشِهِ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ 548، وَتَمَلَّكَ عَبَّاس وَتَمَكَّنَ. وَكَانَ ابْنُهُ نَصْرٌ مِنَ المِلاَح، فَمَالَ إِلَيْهِ الظَّافر وَأَحَبَّهُ، فَاتَّفَقَ هُوَ وَأَبُوْهُ عَبَّاس عَلَى الفَتْكِ بِالظَّافر. فدَعَاهُ نصرٌ إِلَى دَارِهِم ليَأْتِي متخفياً، فَجَاءَ إِلَى الدَّار الَّتِي هِيَ اليَوْم المَدْرَسَة السُّيوفيَة. فشدَّ نَصْرٌ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ وَطَمَرَهُ فِي الدَّار. وَذَلِكَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْس مائَة. فَقِيْلَ: كَانَ فِي نِصْفه، وَعَاشَ الظَّافر اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. ثمَّ رَكِبَ عَبَّاس مِنَ الغَدِ وَأَتَى الْقصر. وَقَالَ: أَيْنَ مولاَنَا؟ فَطَلبوهُ فَفَقدُوهُ. وَخَرَجَ جِبْرِيْلُ وَيُوْسُف أَخوا الظَّافر، فَقَالَ: أَيْنَ مولاَنَا؟ قَالاَ: سل ابْنَكَ، فَغَضِبَ. وَقَالَ: أَنْتُمَا قَتَلْتُمَاهُ، وَضَرَبَ رِقَابَهُمَا فِي الحال.

الفائز بالله

2922- الفائز بالله 1: صاحب مصر أبو القاسم عيسى بن الظافر إسماعيل بن الحافظ عبد المجيد بن محمد بن الْمُسْتَنْصر بِاللهِ العبيديُّ، المِصْرِيُّ. لمَا اغتَال عَبَّاس الوَزِيْر الظَّافرِ، أَظْهَرَ القَلَقَ، وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ أَهْلُ القَصْرِ بِمَقْتَلِهِ. فَطَلَبُوهُ فِي دور الحُرَم فَمَا وَجَدوهُ، وَفتَّشوا عَلَيْهِ وَأَيسُوا مِنْهُ، وَقَالَ عَبَّاسٌ لأَخويه: أَنْتُمَا الَّذِيْنَ قَتَلْتُمَا خَلِيفَتَنَا، فَأَصرَّا عَلَى الإِنْكَار، فَقَتَلَهُمَا نَفْياً لِلتُّهْمَة عَنْهُ. وَاسْتَدعَى فِي الحَالِ عِيْسَى هَذَا، وَهُوَ طفلٌ لَهُ خَمْسُ سِنِيْنَ. وَقِيْلَ: بَلْ سنتَانِ فَحْمله عَلَى كَتِفِهِ، وَوَقَفَ بَاكياً كئيباً، وَأَمر بِأَنْ تَدْخُل الأُمَرَاءُ، فدخلُوا. فَقَالَ: هَذَا وَلَدُ مولاَكُم، وَقَدْ قَتَلَ عَمَّاهُ مولاَكُم، فَقتلتُهُمَا بِهِ كَمَا تَرَوْنَ، وَالواجِبُ إِخْلاَصُ النيَة وَالطَّاعَةِ لِهَذَا الوَلَد، فَقَالُوا كلهم: سمعا وطاعة، وضجوا ضجة قوية

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 514"، والعبر "4/ 156"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 306"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 175".

بِذَلِكَ، فَفَزِعَ الطِّفلُ، وَبَال عَلَى كَتِفِ الملكِ عَبَّاس، وَلقَّبوهُ الفَائِزَ، وَبعثَوهُ إِلَى أُمّه، وَاخْتُلَّ عَقْلُه مِنْ حِيْنَئِذٍ، وَصَارَ يتحرَّكُ وَيُصْرَعُ، وَدَانَتِ الممَالِكُ لعَبَّاسٍ. وَأَمَّا أَهْلُ القَصْرِ، فَاطَّلعُوا عَلَى باطِنِ القَضِيَّة، وَأَقَامُوا المآتمَ عَلَى الثَلاَثَة، وَتحيَّلُوا، وَكَاتَبُوا طلاَئِعَ بنَ رُزِّيك الأَرْمنِي الرَّافضِي، وَالِي المُنْيَةَ، وَكَانَ ذَا شَهَامَةٍ وَإِقْدَامٍ. فسأَلُوهُ الغوثَ، وَقَطَعُوا شعورَ النِّسَاءِ وَالأَوْلاَدِ، وَسيرَّوهَا فِي طَيِّ الكِتَابِ وَسخَّمُوهُ، فَلَمَّا تَأَمَّلَهُ اطَّلَعَ مَنْ حَوْلَهُ مِنَ الجُنْدِ عَلَيْهِ، وَبَكوا، وَلبسَ الحَدَّادَ، وَاسْتمَال عربَ الصَّعيدِ، وَجَمَعَ وَحَشَدَ، وَكَاتَبَ أُمرَاءَ القَاهرَةِ، وَهيَّجَهُمْ عَلَى طَلَبِ الثَّأْرِ، فَأَجَابوهُ. فَسَارَ إِلَى القَاهرَةِ، فَبَادر إِلَى ركَابه جُمْهُوْرُ الجَيْش، وَبَقِيَ عَبَّاسٌ فِي عَسْكَرٍ قَلِيْل. فَخَارتْ قوَاهُ وَهَرَبَ هُوَ وَابْنُهُ نصر وَمَمَالِيْكه وَالأَمِيْرُ ابْنُ مُنْقِذ. وَنَقَلَ ابْنُ الأَثِيْرِ: أَنْ أُسَامَةَ هُوَ الَّذِي حَسَّنَ لعَبَّاس وَابْنِهِ اغتيَالَ الظَّافِرِ وَقتْلَ العَادلِ. وقيل: إن الظافر، أقطع نصر ابن عَبَّاس قليوبَ. فَقَالَ: أُسَامَة: مَا هِيَ فِي مَهْرِك بِكَثِيْرٍ. ثمَّ قَصَدَ عَبَّاسٌ الشَّام عَلَى نَاحِيَة أَيْلَه فِي رَبِيْعِ الأَوَّلِ، فَمَا كَانَتْ أَيَّامُهُ بَعْدَ قَتْلِ الظَّافِرِ إلَّا يَسِيْرَة، وَاسْتَوْلَى الصَّالِحُ طلاَئِع بنُ رُزِّيك عَلَى دِيَارِ مِصْر بِلاَ ضَرْبَةٍ وَلاَ طَعْنَةٍ، فَنَزَلَ إِلَى دَارِ عَبَّاس، وَطَلَبَ الخَادِمَ الصَّغِيْر الَّذِي كَانَ مَعَ الظَّافر، وَسَأَلَهُ عَنِ المَكَان الَّذِي دُفِنَ فِيْهِ أُسْتَاذه، فَأَعْلَمَهُ، فَقَلَعَ بلاَطَه، وَأَخْرَجَ الظَّافَر وَمَنْ مَعَهُ مِنَ القَتْلَى، وَحُمِلُوا وَنَاحُوا عَلَيْهِم، وَتكفَّل طلاَئِعُ بِالفَائِز، وَدبَّر الدَّوْلَة. وجَهَّزَتْ أُخْت الظَّافر رَسُوْلاً إِلَى الْفِرِنْج بِعَسْقَلاَن، وَبَذَلَتْ لَهُم مَالاً عَظِيْماً إِن أَسرُوا لَهَا عباساً وَابْنَه، فَخرجُوا عَلَيْهِ، فَالْتَقَاهُمْ، فَقُتِلَ فِي الوقعَةِ، وَأُخِذَتْ خَزَائِنُهُ، وَأَسرُوا ابْنَه نَصْراً، وَبعثَوهُ إِلَيْهَا فِي قَفَص حَدِيد، فَلَمَّا وَصَلَ، قَبَضَ رَسُوْلهُم المَالَ، وَذَلِكَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ، فَقُطِعَتْ يَدُ نصر، وضُرِبَ بِالمقَارِعِ كَثِيْراً، وَقُصَّ لَحْمه، ثُمَّ صُلِبَ فَمَاتَ، فَبقِي معلَّقاً شهوراً، ثُمَّ أحرِق. وَقِيْلَ: تسلَّمه نسَاءُ الظَّافِر، فَضَرَبْنَه بِالقباقيب، وَأَطْعَمنَه لحمَه. مَاتَ الفَائِزُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْس مائَة. وَلَهُ نَحْو مِنْ عَشْرِ سنين، وبايعوا العاضد.

العاضد

2923- العاضد 1: صَاحِبُ مِصْرَ العَاضدُ لِدِيْنِ اللهِ خَاتَمُ الدَّوْلَةِ العُبَيْدِيَّة أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ ابْنُ الأَمِيْر يُوْسُفَ بن الحَافِظِ لِدينِ اللهِ عَبْدِ المَجِيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُسْتَنْصِر، العُبَيْديُّ الحَاكمِيُّ المِصْرِيُّ الإِسْمَاعِيْلِيُّ المدَّعِي هُوَ وَأَجْدَادُه، أَنَّهُم فَاطمِيون. مولده سنة ست وأربعين وخمس مائة. أَقَامه طلاَئِعُ بنُ رُزِّيك بَعْدَ الفَائِزِ، فَكَانَ مِنْ تَحْتِ حِجره، لاَ حَلَّ لَدَيْهِ وَلاَ رَبْط. وَكَانَ العَاضد سَبَّاباً خَبِيْثاً مُتَخَلِّفاً. قَالَ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ بنُ خَلِّكَانَ: كَانَ إِذَا رَأَى سُنِّياً اسْتَحَلَّ دَمَه، وَسَارَ وَزِيْرُه الملكُ الصَّالِحُ طلاَئِعُ سيرَةً مَذمومَة، وَاحتكر الغَلاَّت، وَقتلَ عِدَّةَ أُمرَاء، وَأَضْعَفَ أَحْوَالَ الدَّوْلَةِ بِقَتْلِ ذوِي الرَّأْي وَالبَأْسِ، وَصَادَرَ وَعَسَف. وفِي أَيَّام العَاضِدِ أَقَبْلَ حُسَيْنُ بنُ نزَارِ بن المُسْتَنْصر بنِ الظَّاهِر، العُبَيْديُّ مِنَ الغَرْبِ فِي جَمْع كَثِيْرٍ، فَلَمَّا قَارَبَ مِصْرَ غَدَرَ بِهِ خوَاصُّه، وَقبضُوا عَلَيْهِ، وَأَتَوْا بِهِ العَاضِدَ، فَذَبحهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ. وَتَزَوَّجَ العَاضِدُ ببنتِ طلاَئِع، وَأَخَذَ طلاَئِعُ فِي قَطْع أَخْبَار العَسْكَرِ وَالأُمَرَاءِ، فَتَعَاقَدُوا بِموَافقَةِ العَاضِدِ لَهُم عَلَى قَتْلِه، فَكَمَنَ لَهُ عِدَّةٌ فِي القَصْر، فَجَرحُوهُ، فَدَخَلَ مَمَالِيْكُه، فَقَتَلُوا أَولئك، وَحَمَلُوهُ، فَمَا أَمْسَى، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ. وَوَلِي مَكَانَه وَلَدُهُ الملكُ العَادلُ رُزِّيك. وَكَانَ مليحَ النَّظْمِ، قويَّ الرَّفْضِ، جَوَاداً شُجَاعاً، يُنَاظُر عَلَى الإِمَامَةِ وَالقدَر، وَعَمِلَ قبل موته بثلاث ليال: نَحْنُ فِي غَفْلَةٍ وَنَوْمٍ وَلِلْمو ... ت عيونٌ يَقْظَانَةٌ لاَ تَنَامُ قَدْ رَحَلْنَا إِلَى الحِمَام سِنيناً ... لَيْتَ شِعرِي مَتَى يَكُوْنُ الحِمَام؟ وَلعُمَارَة اليَمنِي فِيْهِ قصَائِد وَرثَاء، مِنْهَا فِي جِنَازَته: وَكَأَنَّهَا تَابوتُ مُوْسَى أُودِعَتْ ... فِي جَانبيه سَكَينَةٌ وَوَقَارُ وَتغَاير الحَرَمَانِ وَالهَرَمَان فِي ... تَابوتِه وَعَلَى الكَريم يُغَارُ نَعَمْ، وَوَزَرَ للعَاضِد الملكُ أَبُو شجَاع شَاوَرُ السَّعْدِيُّ، وَكَانَ عَلَى نِيَابِةِ الصَّعيد من جهة

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 354"، والعبر "4/ 197"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 334"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 219".

طلاَئِع، فَقَوِي، وَنَدِمَ طلاَئِعٌ عَلَى تَوْليته لِفُرُوسِيَّتِهِ وَشَهَامته، فَأَوْصَى طلاَئِعٌ وَهُوَ يَمُوت إِلَى ابْنِهِ أَنْ لاَ يهيجَ شَاوَرَ. ثمَّ إِن شَاورَ حَشَدَ وَجَمَعَ، وَاخترقَ البَريَّة إِلَى أَنْ خَرَجَ مِنْ عِنْد تَرْوَجَة، وَقَصَدَ القَاهِرَةَ، فدخلَهَا مِنْ غير ممانعة، ثم فتك برزيك وتمكن. ثُمَّ قَدِمَ دِمَشْق جريدَةً إِلَى نورِ الدِّين مستنْجداً بِهِ، فَجَهَّزَ مَعَهُ شِيركُوهُ، بَلْ بَعْدَهُ بِسَنَةٍ، فَاسْتردَّ لَهُ الوَزَارَة، وَتَمَكَّنَ، وَلَمْ يجَازِ شِيركُوهُ بِمَا يليقُ بِهِ، فَأَضمَرَ لَهُ الشَّرَّ، وَاسْتعَانَ شَاور بِالفِرنج، وَتَحصَّن مِنْهُم شِيركوهُ ببلْبِيس، فحصروهُ مُدَّة، حَتَّى مَلُّوا. وَاغْتَنم نورُ الدِّيْنِ خُلوّ السَّاحِلِ مِنْهُم فَعمِلَ المَصَافَّ عَلَى حَارم. وَأَسَرَ ملوكاً فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ. وَرَجَعَ شِيركوهُ بَعْدَ أُمُورٍ طَوِيْلَةِ الشَّرْحِ. ثمَّ سيرَّ العَاضِدُ، يَسْتَنجِدُ بشِيركوهُ عَلَى الْفِرِنْج، فَسَارَ وَهَزَمَ الْفِرِنْج بَعْدَ أَنْ كَادُوا يَأْخذُوْنَ البِلاَدَ، وَهمَّ شَاور باغتيَال شيركوهُ وَكبارِ عَسْكره، فَنَاجَزُوهُ وَقَتَلُوهُ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ قَتَلهُ جُرْديك النُّوْرِي وَصلاَح الدّينِ، فتمَارضَ شيركوهُ فَعَاد شَاور فَشَدَّ عَلَيْهِ صلاَح الدِّيْنِ. وَلعمَارَة فِيْهِ: ضَجِر الحديدُ مِنَ الحَديد وَشَاوَرٌ ... فِي نَصْر دينِ مُحَمَّدٍ لَمْ يَضْجَرِ حَلَفَ الزَّمَانُ ليَأْتينَّ بِمِثْلِهِ ... حَنِثَتْ يمِينُك يَا زَمَانُ فَكَفِّرِ فَاستوزرَ العَاضِدُ شِيركوه، فَلَمْ يُطّول، وَمَاتَ بِالخَانُوق بَعْد شَهْرَيْنِ وَأَيَّامٍ، وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُ أَخِيْهِ صلاَحُ الدِّيْنِ. وَكَانَ يُضْرَبُ بشجَاعَة أَسدِ الدّينِ شِيركوهُ المَثَل، وَيخَافُه الفِرَنج. قَالَ ابْنُ وَاصل: حَدَّثَنَا الأَمِيْر حسَامُ الدِّينِ بنُ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ جَدِّي فِي خِدْمَةِ صلاَحِ الدِّيْنِ ... ، فحكَى وَقعَة السُّودَانِ بِمِصْرَ الَّتِي زَالت دولتُهُم بِهَا وَدولَة العُبَيْدِيَّة. قَالَ: شَرَعَ صلاَحُ الدِّينِ يَطْلُبُ مِنَ العَاضِد أَشيَاءَ مِنَ الخيلِ وَالرَّقيقِ وَالمَالِ ليقويّ بِذَلِكَ ضعفه، فَسَّيّرنِي إِلَى العَاضِد أَطلُبُ مِنْهُ فَرَساً، فَأَتَيْتُه وَهُوَ رَاكبٌ فِي بُستَانه الكَافُوْرِيِّ فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: مَالِي إلَّا هَذَا الفَرَس، وَنَزَلَ عَنْهُ، وَشَقَّ خُفّيه وَرَمَى بِهِمَا، فَأَتيتُ صلاَحَ الدِّيْنِ بِالفَرَس. قُلْتُ: تلاشَى أَمْرُ العَاضدِ مَعَ صلاَحِ الدِّيْنِ إِلَى أَنْ خَلَعَه، وخطب لِبَنِي العَبَّاسِ، وَاسْتَأْصَلَ شَأْفَةَ بنِي عُبَيْد، وَمَحَقَ دَوْلَةَ الرَّفضِ. وَكَانُوا أَرْبَعَةَ عَشَرَ مَتخلِّفاً لاَ خَلِيْفَةً، وَالعَاضِدُ فِي اللُّغَةِ أَيْضاً القَاطعُ، فَكَانَ هَذَا عَاضداً لدولَةِ أَهْل بَيْته.

قَالَ ابْنُ خِلِّكَانَ: أَخْبَرَنِي عَالِمٌ أَنَّ العَاضِدَ رَأَى فِي نَومه كَأَنَّ عقرباً خَرَجَتْ إِلَيْهِ مِنْ مَسْجِد عُرِفَ بِهَا فَلَدَغَتْه، فَلَمَّا اسْتيقظَ طَلب مُعبِّراً فَقَالَ: ينَالُكَ مكروهُ مِنْ رَجُلٍ مُقِيْمٍ بِالمَسْجَد، فسَأَلَ عَنِ المَسْجَدِ، وَقَالَ لِلْوَالِي عَنْهُ، فَأُتِي بفقيرٍ، فَسَأَلَهَ: مِنْ أَيْنَ هُوَ؟ وَفيمَا قَدِمَ؟ فَرَأَى مِنْهُ صِدْقاً وَديناً. فَقَالَ: ادْعُ لَنَا يَا شَيْخ، وَخلَّى سَبِيلَهُ، وَرَجَعَ إِلَى المَسْجَدِ، فَلَمَّا غَلَبَ صلاَحُ الدِّين عَلَى مِصْرَ، عَزَمَ عَلَى خَلْعِ العَاضدِ. فَقَالَ ابْنُ خِلِّكَانَ: اسْتفتَى الفُقَهَاء، فَأَفتُوا بجَوَاز خَلْعِهِ لِمَا هُوَ مِنِ انحلاَلِ العقيدَةِ وَالاستِهْتَارِ، فَكَانَ أَكْثَرهُم مبَالغَةً فِي الفُتْيَا ذَاكَ، وَهُوَ الشَّيْخُ نجم الدِّينِ الخُبُوشَانِيُّ، فَإِنَّهُ عدَّد مسَاوِئ هَؤُلاَءِ، وَسَلَب عَنْهُم الإِيْمَان. قَالَ أَبُو شَامَة: اجْتَمَعتُ بِأَبِي الفُتُوْحِ بنِ العَاضد، وَهُوَ مسجُوْنٌ مقيِّد، فحكَى لِي أَن أَبَاهُ فِي مَرَضِهِ طَلَبَ صلاَحَ الدين، فجاء، وأحضرنا وَنَحْنُ صِغَار، فَأَوْصَاهُ بنَا، فَالتزمَ إِكرَامنَا وَاحترَامَنَا. قَالَ أَبُو شَامَة: كَانَ مِنْهُم ثَلاَثَةٌ بِإِفْرِيْقِيَةَ: المَهْدِيُّ، وَالقَائِمُ، وَالمَنْصُوْرُ، وَأَحَدَ عَشَرَ بِمِصْرَ آخرهُم العَاضد، ثُمَّ قَالَ: يدَّعُون الشَرَفَ وَنِسْبَتُهم إِلَى مجوسِي أَوْ يهودِي، حَتَّى اشْتَهَرَ لَهُم ذَلِكَ. وَقِيْلَ: الدَّوْلَة العَلَوِيَّة، وَالدَّوْلَة الفَاطمِيَة، وَإِنَّمَا هِيَ الدَّوْلَة اليَهودَّيَة أَوِ المَجُوْسِيَّة المُلْحِدَةُ البَاطنيَّةُ. ثُمَّ قَالَ: ذَكَرَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ العُلَمَاءِ الأَكَابِرِ، وَأَنَّ نَسَبَهُمْ غَيْرُ صَحِيْحٍ. بَلِ المَعْرُوْف أَنَّهُمْ بَنو عُبَيْد. وَكَانَ وَالد عُبَيْد مِنْ نسل القَدَّاح المَجُوْسِيّ المُلْحِد. قَالَ: وَقِيْلَ: وَالده يهوديٌّ مِنْ أَهْلِ سَلَمِيَّة، وَعُبَيْد كَانَ اسْمُه سعيداً، فَغيَّره بعُبَيْد اللهِ لَمَّا دَخَلَ إِلَى المَغْرِبِ، وَادَّعَى نَسباً ذكر بُطلاَنه جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ الأَنْسَابِ، ثُمَّ ترقَّى، وَتَمَلَّك، وَبنَى المَهديَّة. قَالَ: وَكَانَ زِنْدِيقاً خَبِيْثاً، وَنشأَتْ ذُرِّيّتهُ عَلَى ذَلِكَ، وَبَقِيَ هَذَا البلاَءُ عَلَى الإِسْلاَم مِنْ أَوَّلِ دولتهِم إِلَى آخرِهَا. قُلْتُ: وَكَانَتْ دولتُهم مَائَتَي سنَةً وَثَمَانِياً وَسِتِّيْنَ سَنَةً، وَقَدْ صَنَّفَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ البَاقِلاَّنِي كتَاب "كَشْفِ أَسرَار البَاطنيَّة" فَافتتحه ببُطْلاَنِ انتسَابهِم إِلَى الإِمَام عَلِيٍّ، وَكَذَلِكَ القَاضِي عَبْدُ الجَبَّارِ المُعْتَزِلِيُّ. هلَكَ العَاضدُ يَوْمَ عَاشُورَاء سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْس مائَة بذَرَب مُفْرِطٍ. وَقِيْلَ: مَاتَ غَمّاً لَمَّا سَمِعَ: بقطع خطبته وإقامة الدعوة للمستضيء. وقيل: سُقيَ. وَقِيْلَ: مصَّ خَاتماً لَهُ مَسْمُوْماً. وَكَانَتِ الدَّعوَةُ المَذْكُوْرَةُ أُقيمت فِي أَوَّلِ جُمعَة مِنَ المُحَرَّم، وَتسلَّمَ صلاَحُ الدِّينِ القصرَ بِمَا حوَى مِنَ النفَائِسِ وَالأَمْوَالِ، وَقَبَضَ أَيْضاً عَلَى أَوْلاَد العَاضدِ وَآله، فسجنَهُم فِي بَيْتٍ مِنَ القَصْرِ، وَقَمَعَ غِلْمَانهم وَأَنصَارَهُم، وَعفَى آثَارهُم.

قَالَ العِمَاد الكَاتِبُ: وَهُمُ الآنَ محصُورُوْنَ محسورُوْنَ لَمْ يَظْهَرُوا، وَقَدْ نَقَصُوا وَتَقَلَّصُوا، وَانتقَى صلاَحُ الدِّيْنِ مَا أَحَبَّ مِنَ الذَّخَائِر، وَأَطلقَ البيعَ بَعْدُ فِي مَا بَقِيَ، فَاسْتمرَّ البيع فِيْهَا مُدَّة عشرِ سِنِيْنَ. وَمِنْ كِتَابٍ مِنْ إِنشَاءِ القَاضِي الفَاضِل إِلَى بَغْدَادَ: وَقَدْ تَوَالَتِ الفُتوحُ غرباً، وَيَمَناً وَشَاماً، وَصَارت البِلاَد بَلِ الدُّنْيَا وَالشهر، بَلْ وَالدَّهْرُ حَرَماً حرَاماً، وَأَضحَى الدِّين وَاحِداً بَعْدَ أَنْ كَانَ أَدْيَاناً، وَالخِلاَفَةُ إِذَا ذُكِّرَ بِهَا أَهْلُ الخِلاَفِ لَمْ يَخُّرُوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمِيَاناً، وَالبِدْعَةُ خَاشِعَة، وَالجُمُعَة جَامِعَة، وَالمَذَلَّةُ فِي شِيَعِ الضَّلاَل شَائِعَة. ذَلِكَ بِأَنَّهُم اتَّخذُوا عبَادَ اللهِ مِنْ دُوْنه أَوْلِيَاءَ، وَسمَّوا أَعدَاءَ الله أَصفيَاءَ، وَتقطَّعُوا أَمرهم بينهُم شِيَعاً، وَفَرَّقُوا أَمرَ الأُمَّةِ وَكَانَ مجتمِعاً، وَقُطع دَابِرُهُم، وَرَغِمَت أنوفهم وَمنَابرُهُم، وَحقَّتْ عَلَيْهِم الكَلِمَةُ تشريداً وَقَتْلاً، وَتمتْ كلمَاتُ رَبِّك صِدْقاً وَعَدْلاً، وَلَيْسَ السَّيْف عَمَّنْ سِوَاهُم مِنْ كفَّار الْفِرِنْج بصَائِم، وَلاَ اللَّيْلُ عَنِ السّير إِلَيْهِم بنَائِمٍ. قُلْتُ: أَعجبنِي سَرْدُ هَؤُلاَءِ المُلُوك العُبَيْدِيَّة عَلَى التَّوَالِي، ليتَأَمَّله النَّاظرُ مجتمعًا. فلنرجعِ الآنَ إِلَى تَرْتِيْبِ الطِّباق فِي حُدُوْدِ العِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَمَا بَعْدَهَا.

مرداويج بن زيار

2924- مَردَاوِيجُ بنُ زيَّار 1: الدّيلمِيُّ مَلِكُ الدَّيْلَمِ عتَا وَتَمَرَّدَ، وَسفَكَ الدِّمَاء، وَحَكَمَ عَلَى مدَائِنِ الجَبَلِ وَغيرِهَا، وَخَافَتْه المُلُوكُ، وَكَانَ بَنو بُوَيه مِنْ أَمرَائِهِ. وَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ المِيلاَدِ مِنْ سنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ أَمرَ بَجَمْعِ أَحطَابٍ عَظِيْمَةٍ، وَخَرَجَ إِلَى ظَاهِرِ أَصْبَهَان، وَجمع أَلفِي غُرَاب، وَعَمِلَ فِي آذَانهَا النِّفْط، وَمَدَّ سِمَاطاً مَا سُمِعَ بِمِثْلِهِ أَصلاً. كَانَ فِيْهِ أَلفُ فَرَس قشلمِيش، وَأَلفَا بقرَة، وَمِن الغَنَم وَالحَلْوَاء أَشيَاء، فَلَمَّا شَاهَد ذَلِكَ اسْتَقَلَّه، وَتَنمَّر عَلَى القُوَّاد، وَكَانَ مسيئاً إِلَى الأَتْرَاك الَّذِيْنَ مَعَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ اجْتَمَعُوا لِلْمَوْكِبِ، وَصَهَلَتِ الْخَيل، فَغَضِبَ، وَأَمَرَ بشَدِّ سُروجِهَا عَلَى ظُهُوْر أَرْبَابهَا. فَكَانَ مَنْظَراً فَظيعاً، فَحَنِقُوا عَلَيْهِ، وَدَخَلَ البَلَد فَأَمَرَ صاحب حَرَسِه أَنْ لاَ يَتْبعه، وَدَخَلَ الحَمَّام، فَهَجَمَت التُّرك عَلَيْهِ، وَقتلُوهُ. وَكَانَ قَدِ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ تَاجاً مرصَّعاً بِالجَوَاهِر كتَاج كِسْرَى. وَتَمَلَّك بَعْدَهُ أَخُوْهُ، وَشْمَكِير، وَتملك أَيْضاً بَنو بُويه -مِنْ تاريخ المؤيد.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 190"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 292".

العزيزي وابن الإخشيد

العزيزي وابن الإخشيد: 2925- العزيري 1: الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُزَير، السِّجِسْتَانِيُّ المفسِّر، مُصَنِّفُ "غَرِيْب القُرْآنِ". كَانَ رجُلاً فَاضِلاً خَيّراً. أَلف "الغَرِيْب" فِي عِدَّةِ سِنِيْنَ وَحَرَّره، وَرَاجَعَ فِيْهِ أَبَا بَكْرٍ بنَ الأَنْبَارِيّ، وَغَيْرَهُ. رَوَاهُ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ بَطَّة، وَعُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَمْعَان، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ السَّامَرِّيُّ المُقْرِئ، وَكَانَ مُقِيْماً بِبَغْدَادَ، لَمْ يذكْر لَهُ ابْنُ النَّجَّار وَفَاةً. قَالَ: وَالصَّحِيْحُ عُزير -بِرَاءٍ، رَأَيْتُهُ بِخَطِ ابْنِ نَاصرٍ الحَافِظ. وَذَكَرَ أَنَّهُ شَاهَدَه بِخَطِّ يدِه، وَبخطِ غَيْر وَاحِدٍ مِنَ الَّذِيْنَ كَتَبُوا كِتَابَهُ عَنْهُ، وكانوا متثبتين. قَالَ: وَذَكَر لِي ابْنُ الأَخضر شَيْخُنَا، أَنَّهُ رَأَى نُسْخَةً "بِالغَرِيْب" بِخَطِ مُؤلِّفه، وَفِي آخِره: وَكَتَبَ مُحَمَّدُ بنُ عُزير -بِالرَّاءِ المهملَة. وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا التِّبْرِيزيُّ: رَأَيْتُ بِخَطِّ ابْنِ عُزير، وَعَلَيْهِ علاَمَةُ الرَّاء غَيْر المعجمَة. وَأَمَّا الدَّارَقُطْنِيّ، وَالحَافِظُ عَبْدُ الغنِي، وَالخَطِيْبُ، وَابْنُ مَاكُوْلاَ، فَقَالُوا: عُزيز بِمعجمتين، مُحَمَّدُ بنُ عُزير صَاحِب "الغَرِيْب". فَبعد هَؤُلاَءِ الأَعلاَمِ مَنْ يَسْلَم مِنَ الوَهْم؟. بقِي ابْنُ عُزير إِلَى حُدُوْدِ الثَّلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. 2926- ابن الإخشيد 2: العَلاَّمَةُ الأُسْتَاذُ، شَيْخُ المُعْتَزِلَة، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ بيغجُور الإِخْشِيد، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. كَانَ يَدْرِي الحَدِيْثَ، وَيَرْوِيْهِ عَنْ أَبِي مُسْلِم الكَجِّيّ وَطَبَقَتِهِ وَيَحتجُّ بِهِ فِي توَالِيفه، وَكَانَ ذَا تعبُّدٍ وَزهَادَةٍ، لَهُ قريَةٌ تقومُ بِأَمره، وَكَانَ يُؤثر الطَّلبَة. وَله مَحَاسِن عَلَى بِدْعتِه، وَلَهُ توَالِيفُ فِي الفِقْهِ، وَفِي النَّحْوِ وَالكَلاَمِ. وَدَارُهُ بِبَغْدَادَ فِي سُوق العَطَش. وَكَانَ لاَ يَفْتُر مِنَ العِلْمِ وَالعِبَادَة. لَهُ كتَاب "نقل القُرْآن"، وكتَاب "الإِجْمَاع"، وكتَاب "اخْتِصَارِ تَفْسِيْر مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْر"، وكتَاب "المعونَة فِي الأُصُوْل" وَأَشيَاء مُفِيْدَةٌ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَان سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "4/ 95". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 309"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 216"، ولسان الميزان "1/ 231".

يوسف بن يعقوب

2927- يوسف بن يعقوب 1: ابن الحسين الإِمَامُ المُجَوِّدُ، مُقْرِئ وَاسِط، أَبُو بَكْرٍ الوَاسِطِيُّ الأَصَمُّ، إِمَامُ الجَامِع. قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى يَحْيَى العُلَيمِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بنِ شُعَيْب، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَعَلِيّ بنِ شُعَيْب بنِ أَيُّوْبَ الصَّرِيْفينِيِّ، وَتصدر دَهْراً، وَرحلُوا إِلَيْهِ. وَسَمِعَ مِنْ محمد بن خالد الطحان. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ. وَتَلاَ عَلَيْهِ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خُلَيع القَلاَنِسِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ سَعِيْدٍ المُطَّوِّعِيّ، وَعُثْمَان بن أَحْمَدَ المَجَاشِيُّ، وَإِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَغْدَادِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عِصَام، وَعَلِيُّ بنُ مَنْصُوْرٍ الشَّعِيرِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ السَّامَرِّيُّ فِيْمَا زَعَمَ. قَالَ ابْنُ خُلَيع: كَانَ شَيْخُنَا حسنَ الأَخذ، قَرَأْت عَلَيْهِ وَلَهُ نَيِّفٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ القَصَّاع: وُلِدَ فِي شَعْبَان سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ يَقُوْلُ: قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بنِ مُحَمَّدٍ العُلَيمِي فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَالتِي تلِيهَا، وَمَاتَ: فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ عَنْ ثَلاَث وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَكَانَ قَدْ ضَعُفَ. قَالَ لِي: قَرَأْتُ عَلَى حَمَّاد بن أَبِي زِيَادٍ شُعَيْب سنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَكَانَ فَاضِلاً جليلًا. تَلاَ عَلَى عَاصِم، وَقَرَأْتُ بَعْدَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاش. قَالَ: القُضَاعِي تُوُفِّيَ يُوْسُفُ الوَاسِطِيُّ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. سَمِيُّه هُوَ المُحَدِّث أَبُو عَمْرٍو:

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 319".

يوسف بن يعقوب وجحظة

يوسف بن يعقوب وجحظة: 2928- يُوْسُف بن يَعْقُوْبَ 1: النَّيْسَابُوْرِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. يَرْوِي عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ بَكَّار بن الرَّيانِ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدَةَ، وَأَبِي حَفْصٍ الفَلاَّس. رَوَى عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ، وَابْنُ شَاهِيْنٍ، وَالمُعَافَى النَّهْرَوَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ، وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ الوَرَّاق. قَالَ عَبْدُ الغنِي بنُ سَعِيْدٍ: وَثَبَ إِلَى الرِّوَايَة عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ. وَقَالَ البَرْقَانِيُّ: لاَ يُسَاوِي شَيْئاً. وَقَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَ عَنْ: كُلّ مَنْ شَاءَ. فَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظ، يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ فِي رِحْلَتِي فِي أَقْطَارِ الأَرْضِ نَيْسَابُوريّاً يكذبُ غير أبي عمرو هذا. قُلْتُ: تُوُفِّيَ بُعيدَ سنَةِ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِيَسِيْرٍ. وَقَعَ لِي مِنْ طَرِيقه "تَارِيْخُ" أَبِي بكر بن أبي شيبة. 2929- جحظة 2: الأَخْبَارِيُّ النَّدِيمُ البَارِعُ، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُوْسَى بنِ الوَزِيْر يَحْيَى بنِ خَالِد بنِ بَرْمَك البَرْمَكِيُّ البَغْدَادِيُّ الشَّاعِر. كَانَ ذَا فنُوْنٍ وَنوَادرَ وَآدَابٍ. وَهُوَ القَائِلُ: أَنَا ابْنُ أُنَاسٍ مَوَّلَ النَّاسَ جُودُهُم ... فَأَضْحَوا حَدِيْثاً لِلنَّوَال المُشهَّرِ فَلَمْ يَخْلُ مِنْ إِحْسَانهم لَفْظُ مُخْبِرٍ ... وَلَمْ يَخْلُ مِنْ تَقْرِيظهم بَطْنُ دَفْتَرِ ومن شعره:

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 320"، وميزان الاعتدال "4/ 475"، ولسان الميزان "6/ 329". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 65"، والأنساب للسمعاني "2/ 170"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 283"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "2/ 241"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 55"، والعبر "2/ 201"، ولسان الميزان "1/ 146"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 250-251".

وَرَقَّ الجَوُّ حَتَّى قِيْلَ هَذَا ... عِتَابٌ بَيْنَ جَحْظَةَ وَالزَّمَانِ وَقِيْلَ: كَانَ مشوَّهاً، فَقَالَ ابْنُ الرُّوْمِيّ: وَارَحْمَتا لِمُنَادمِيه تحمَّلُوا ... أَلَمَ العُيُون للذَّةِ الآذان قَالَ ابْنُ خِلِّكَانَ: جَحْظَة بسكُون الحَاء: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ. وَقَدْ بلغَ الثَّمَانِيْنَ، وَلَمْ يدخُلْ فِي رِوَايَة الحَدِيْث، وَكَانَ رَأْساً فِي التَّنْجيمِ مقدَّماً فِي لَعِب النَّرْد. وَلَهُ مُؤلَّف فِي الطبَائِخِي، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يتقدَّمه فِي صِنَاعَة الغِنَاء. غنَّى المُعْتَمِد، فَأَعطَاهُ خَمْس مائَة دِيْنَارٍ. أَكْثَر عَنْهُ صَاحِبُ "الأَغَانِي"، وَالمُعَافَى النَّهْرَوَانِيُّ، وَأَبُو عمر بن حيويه.

الباب

2930- الباب 1: كَبِيْر الإِمَامِيَة، وَمَنْ كَانَ أَحَدَ الأَبْوَابِ إِلَى صَاحِبِ الزَّمَان الْمُنْتَظر، الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو القَاسِم حُسَيْنُ بنُ رَوْح بن بَحْر القَيْنِي. قَالَ ابْنُ أَبِي طَيّ فِي "تَارِيْخِهِ": نصَّ عَلَيْهِ بالنيابة أبو جعفر محمد ابن عُثْمَانَ العُمَرِيُّ، وَجَعَلَه مِنْ أَوَّلِ مَنْ يدْخُلُ حين جعل الشيعة طبقات. قَالَ: وَقَدْ خَرَجَ عَلَى يَدَيْهِ توَاقيعُ كَثِيْرَةٌ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ صَارَتِ النِّيَابَةُ إِلَى حُسَيْنٍ هَذَا، فَجَلَسَ فِي الدَّارِ، وَحَفَّ بِهِ الشِّيْعَةُ، فَخَرَجَ ذكَاء الخَادِمُ، وَمَعَهُ عكازَة، وَمُدَرَّج وَحُقَّه، وَقَالَ لَهُ: إِن مولاَنَا قَالَ: إِذَا دَفَنَنِي أَبُو القَاسِمِ حُسَيْنٌ، وَجَلَسَ، فَسُلِّمَ إِلَيْهِ هَذَا، وَإِذَا فِي الحُقِّ خَوَاتِيمُ الأَئِمَّة. ثُمَّ قَامَ وَمَعَهُ طَائِفَة فَدَخَلَ دَارَ أَبِي جَعْفَرٍ محمد ابن عَلِيٍّ الشَّلْمَغَانِيِّ، وَكَثُرَتْ غَاشِيَتُهُ حَتَّى كَانَ الأُمَرَاء وَالوزرَاء يَرْكَبُوْنَ إِلَيْهِ وَالأَعيَانُ، وَتوَاصَفَ النَّاسُ عَقْلَهُ وَفَهْمه. فَرَوَى: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الإِيَادِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: شَاهَدْتُهُ يَوْماً، وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو عُمَرَ القَاضِي، فَقَالَ لَهُ أَبُو القَاسِمِ: صوَابُ الرَّأْي عِنْد المُشْفِق عِبْرَةٌ عِنْد المتورِّط، فَلاَ يَفْعَل القَاضِي مَا عَزَمَ عَلَيْهِ، فرَأَيْتُ أَبَا عُمَرَ قَدْ نَظَر إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ فَقَالَ: إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكَ مَا عرفتَه، فمسأَلتِي مِنْ أَيْنَ لَكَ؟ فضولٌ، وَإِنْ كُنْت لَم تَعْرِفْه، فَقَدْ ظفرت بي. قال: فقبض

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 366"، ولسان الميزان "2/ 283".

أَبُو عُمَرَ عَلَى يَدَيْهِ، وَقَالَ: لاَ بَلْ وَاللهِ أُؤخِّرك ليومِي أَوْ لِغَدِي. فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ أَبُو القَاسِمِ: مَا رَأَيْتُ محجوجاً قَطُّ يلقَى البرهَانَ بنفَاقٍ مِثْلَ هَذَا، كَاشَفْتُه بِمَا لك أكَاشفُ بِهِ غَيْرَه. وَلَمْ يَزَلْ أَبُو القَاسِمِ وَافرَ الحُرْمَة إِلَى أَنْ وَزر حَامِدُ بنُ العَبَّاسِ، فجَرَت لَهُ مَعَهُ خُطُوبٌ يطولُ شَرْحُهَا. ثمَّ سَرَدَ ابْن أَبِي طَيّ تَرْجَمَتَه فِي أوراق، وكيف أخذ وسجن خمسة أَعْوَامٍ، وَكَيْفَ أُطْلِقَ وَقْتَ خَلْعِ المُقْتَدِرِ، فَلَمَّا أَعَادُوهُ إِلَى الخِلاَفَةِ، شَاوَروهُ فِيْهِ، فَقَالَ: دعُوهُ فَبخطّيِتهِ أُوذِيْنَا. وَبقيت حُرْمَتُهُ عَلَى مَا كَانَتْ إِلَى أَنْ مَاتَ: فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ كَادَ أَمرُهُ أَنْ يظْهر. قُلْتُ: وَلَكِنْ كفَى اللهُ شرَّه، فَقَدْ كَانَ مُضْمِراً لشَقِّ العَصَا. وَقِيْلَ: كَانَ يُكَاتِبُ القَرَامِطَة ليقْدمُوا بَغْدَادَ وَيحَاصِروهَا. وَكَانَتِ الإِمَامِيَّة تَبْذُل لَهُ الأَمْوَالَ، وَلَهُ تَلَطُّفٌ فِي الذَبِّ عَنْهُ، وَعبارَاتٌ بليغَة، تَدُلُّ عَلَى فَصَاحتِهِ وَكمَال عَقْلِهِ. وَكَانَ مُفْتِي الرَّافِضَة وَقُدوتهَم، وَلَهُ جلاَلَة عَجيبَة. وَهُوَ الَّذِي ردَّ عَلَى الشَّلْمَغَانِيِّ لمَّا عَلِمَ انحلاَله.

ابن مقلة

2931- ابن مقلة 1: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حسن بن مُقْلَة. وُلِدَ بَعْدَ سنَة سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَرَوَى عَنْ: أَبِي العَبَّاسِ ثَعْلَب، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ دُرَيْد. رَوَى عَنْهُ: عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَيْف، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بن الحسن بنِ المَأْمُوْن، وَعَبْد اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى بنِ الجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ ثَابِت. قَالَ الصُّوْلِيُّ: مَا رَأَيْتُ وَزِيْراً مُنْذُ تُوُفِّيَ القَاسِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ أَحسن حَرَكَة، وَلاَ أَظْرَفَ إِشَارَةً، وَلاَ أَمْلَحَ خَطّاً، وَلاَ أَكْثَرَ حِفْظاً، وَلاَ أَسلَطَ قَلَماً، وَلاَ أَقْصَدَ بَلاَغَة، وَلاَ آخذَ بقُلُوْب الخُلَفَاءِ، مِنِ ابْنِ مُقْلَة. وَلَهُ عِلْمٌ بِالإِعْرَابِ، وَحِفْظٌ للغَة، وَتوقيعَاتٌ حسان.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 309"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 698"، والعبر "2/ 211"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 268"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 310".

قَالَ ابْنُ النَّجَّار: أَوَّل تصرُّفه كَانَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ بنِ الجَرَّاحِ، وَعُمره سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وَأُجْرِي لَهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ سِتَّةُ دَنَانِيْر، ثُمَّ انتقَلَ إِلَى ابْنِ الفُرَات، فَلَمَّا وَزَرَ ابْنُ الفُرَاتِ أَحسنَ إِلَيْهِ، وَجَعَلَه يُقدِّم الْقَصَص، فَكَثُرَ مَاله إِلَى أَنْ قَالَ: فَلَمَّا اسْتَعْفَى ابْنُ عِيْسَى مِنَ الوِزَارَة، أُشير عَلَى المُقْتَدِر بِاللهِ بِابْنِ مُقْلَةَ، فَوَلاَّهُ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ 316، ثُمَّ عزل سنَة 318 بَعْد سَنَتَيْنِ وَأَرْبَعَة أَشهر، ثُمَّ لَمَّا قُتِلَ المُقْتَدِر، وَبُوْيِع القَاهِرُ، كَانَ ابْنُ مُقْلَة بشيرَاز مَنْفِياً، فَأَحْضَرَ القَاهرُ وَزِيْرَ المُقْتَدِر أَبَا القَاسِم عُبَيْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدٍ، وَعرَّفه أَنَّهُ قَدِ اسْتوزَرَ أَبَا عَلِيٍّ، فَاسْتَخْلَفَهُ لَهُ إِلَى أَنْ يَقْدَم، فَقَدِمَ أَبُو عَلِيٍّ يَوْم النَّحْر سنَةَ عِشْرِيْنَ، فَدَام إِلَى أَنِ اسْتَوْحَشَ مِنَ القَاهر، فَاسْتتر بَعْد تِسْعَة أَشهر، ثُمَّ إِنَّهُ أَفْسَدَ الجُنْدَ عَلَى القَاهر، وَجَمع كلمتهُم عَلَى خَلْعه وَقتله، فَتَمَّ ذَلِكَ لَهُم. وبُوْيِعَ الرَّاضِي، فَآمن أَبَا عَلِيٍّ، فَظَهَرَ، وَوَزَرَ، ثُمَّ عُزِلَ بَعْد عَامِين، وَاسْتَتَر، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى الرَّاضِي بِاللهِ أَنْ يَسْتَحْجِب بُجْكَم عِوض ابْن رَائِق، وَأَن يعيدَه إِلَى الوِزَارَة، وَضَمِنَ لَهُ مَالاً، وَكَتَبَ إِلَى بُجكم، فَأَطمعه الرَّاضِي حَتَّى حَصَلَ عِنْدَهُ، وَاسْتفْتَى الفُقَهَاء، فَأَفتْوا بقطعِ يَده. فَقطع فِي شَوَّالٍ، سنة سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. ثُمَّ كَانَ يَشِدُّ القَلَمَ عَلَى سَاعِدِه، وَيَكْتُبُ خَطّاً جَيِّداً. وَكَتَبَ أَيْضاً بِاليُسْرَى. وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَاتِب يَطْلُبُ الوَزَارَة. فَلَمَّا قَرُب بُجْكم مِنْ بَغْدَادَ، طَلَبَ أَبَا عَلِيٍّ، فَقَطَعَ لِسَانَهُ وَسُجِنَ مُدَّة، وَلَحِقَه ذرَب. وَكَانَ يَسْتَقِي بِيسَارِه، وَيُمْسِكُ الحَبْلَ بفَمه، وَقَاسَى بلاَءً إِلَى أَنْ مَاتَ. وَدُفِنَ فِي دَارِ السَّلطنَة، ثُمَّ سَأَلَ أَهْلُه فَنُبِشَ، وَسُلِّم إِلَيْهِم، فَدَفَنَه ابْنُه أَبُو الحُسَيْنِ فِي دَاره. قَالَ: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُقْلَة: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ الوَزِيْرُ، يَأْكُل يَوْماً، فَلَمَّا غَسَلَ يَدَه، وَجَدَ نُقْطَةً صَفرَاءَ مِنْ حُلْوٍ عَلَى ثَوْبه فَفَتَح الدَّوَاة، فَاسْتمدَّ مِنْهَا وَطَمَسَهَا بِالقَلَمِ وَقَالَ: ذَاكَ عَيْبٌ. وَهَذَا أَثَر صِنَاعَةٍ. إِنَّمَا الزَّعْفَرَانُ عِطْرُ العَذَارَى ... وَمِدَادُ الدَّواة عِطر الرِّجَالِ قَالَ: أَبُو الفَضْلِ بنُ المَأْمُوْن: أَنشدَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ مُقْلَة لِنَفْسِهِ: إِذَا أَتَى المَوْتُ لمِيْقَاتِهِ ... فَخلِّ عَنْ قَوْلِ الأَطِبَّاءِ وَإِنْ مَضَى مَنْ أَنْتَ صَبٌّ بِهِ ... فَالصَّبْرُ مِنْ فِعْل الأَلِبَّاءِ مَا مَرَّ شَيْءٌ ببنِي آدم ... أَمَرُّ مِن فقد الأحباء أَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّوَيْه: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ النُّوْبَخْتِي، قَالَ: قِيْلَ: إِنَّ أَبَا عَلِيٍّ، قال:

مَا مَلِلْتُ الحَيَاةَ لَكِنْ تَوَثَّقْـ ... ـت بِأَيْمَانهِم فَبَانَتْ يمِينِي لَقَدْ أَحسنتُ مَا اسْتطعتُ بجَهدِي ... حِفْظ أَيمَانهُم فَبَانتْ يَمِينِي بِعْت دينِي لَهُم بدنيَايَ حَتَّى ... حَرَمُونِي دُنْيَاهُم بَعْدَ دينِي لَيْسَ بَعْدَ اليَمِين لذَّةُ عَيْشٍ ... يَا حيَاتِي بَانَتْ يمِينِي فَبينِي قَالَ: أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوْخِيّ: حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ الوَاثِقيُّ، قَالَ: كُنْتُ أَرَى دَائِماً جَعْفَرَ بنَ وَرْقَاء يَعْرِضُ عَلَى ابْنِ مُقْلَةَ فِي وِزَارَتِه الرِّقَاعَ الكَثِيْرَةَ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ فِي مَجَالِس حَفْله، وَفَي خَلْوَته. فرُبَّمَا عَرَضَ فِي اليَوْمِ أَزيدَ مِنْ مائَةِ رُقْعَةٍ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ فِي مَجْلِسٍ خَالٍ شَيْئاً كَثِيْراً، فَضَجِرَ، وَقَالَ: إِلَى كم يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ: عَلَى بَابك الأَرملَة وَالضَّعيف وَابْنُ السَّبِيل، وَالفقيرُ، وَمَنْ لاَ يَصلُ إِلَيْكَ. وَقَالَ: أَيَّد اللهُ الوَزِيْرَ إِنْ كَانَ فِيْهَا شَيْءٌ لِي فَخرِّقْهُ. إِنَّمَا أَنْتَ الدُّنْيَا، وَنَحْنُ طُرُقٌ إِلَيْك، فَإِذَا سأَلونَا سأَلْنَاك، فَإِن صَعُبَ هَذَا أَمَرْتَنَا أَنْ لاَ نعرِضَ شَيْئاً، وَنعرِّف النَّاسَ بضَعْفِ جَاهِنَا عِنْدَكَ ليعذُرونَا. فَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: لَمْ أَذهبْ حَيْثُ ذَهَبْتَ وَإِنَّمَا أَومأَتُ إِلَى أَنْ تكُونَ هَذِهِ الرِّقَاع الكَثِيْرَة فِي مجلِسَيْن، وَلَوْ كَانَتْ كُلّهَا تَخُصُّك لقضيتُهَا، فَقبَّل جَعْفَرٌ يَدَه. قَالَ الوَاثِفِيُّ الحَاجِبُ: كَانَتْ فَاكهَةُ ابْنِ مُقْلَة، لما ولي الوِزَارَة الأَوَّلَة بِخَمْسِ مائَة دِيْنَارٍ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَة، وَكَانَ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يشرب غَبُوقاً بَعْد الجُمُعَة، وَيصطَبِح يَوْم السَّبْت. وَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى الشَّبَكَة عَلَى البُسْتَان مِنَ الإِبْريسَم وَتَحْتهَا صنوفُ الطُّيور مِمَّا يَتَجَاوَزُ الوَصْفَ. وَقِيْلَ: أَنشَأَ دَاراً عَظِيْمَةً، فَقِيْلَ: قُلْ لاِبْنِ مُقْلَةَ مَهْلاً لاَ تَكُنْ عَجِلاً ... وَاصْبِرْ فَإِنَّكَ فِي أَضغَاثِ أَحْلاَمِ تَبْنِي بِأَنْقَاضِ دُورِ النَّاسِ مُجْتَهِداً ... دَاراً ستُهْدَمُ أَيْضاً بَعْدَ أَيَّامِ مَا زِلْتَ تختَارُ سَعْدَ المشترِيّ لَهَا ... فَلَمْ توقَّ بِهِ مِنْ نحس بَهْرَامِ إِنَّ القرَان وَبطليموس مَا اجْتَمَعَا ... فِي حَالِ نَقْضٍ وَلاَ فِي حَالِ إِبْرَامِ أُحرِقَتْ بَعْدَ سِتةِ أَشهر، وَبقيت عِبْرَةً. قَالَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَارِثِيُّ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُقْلَة، قَالَ: كَانَ سَبَبُ قَطْعِ يَد أَخِي كلمَةً، كَانَ قَدِ اسْتَقَام أَمْرُهُ مَعَ الرَّاضِي، وَابْنِ رَائِق، وَأَمرَا بردِّ ضِيَاعِهِ، فَدَافَعَ نَاسٌ فَكَتَبَ أَخِي يَعْتِبُ عَلَيْهِم بكَلاَمٍ غَليظٍ. وَكُنَّا نُشِيرُ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَعْمِل ضدَّ ذَلِكَ، فَيَقُوْلُ: وَاللهِ لاَ

ذللتُ لِهَذَا الْوَضِيع. وَزَارَه صَدِيْقُ ابْن رَائِق، وَمُدبِّرُ دَوْلَتِهِ. فَمَا قَامَ لَهُ، وَتكلَّمَ بفصلٍ طَوِيْلٍ سَاقَه ابْنُ النَّجَّار، يَدُلُّ عَلَى تِيهه وَطَيْشِهِ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ بَعْدَ أَيَّامٍ، وَقُطِعَتْ يَدُه. وَكَانَ إِذَا رَكِبَ يَأْخُذُ لَهُ الطَّالع جَمَاعَةٌ من المنجمين. قَالَ التَّنُوجِيُّ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَسَنِ الدِّينَارِي، سَمِعْتُ الحُسَيْن بنَ أَبِي عَلِيّ بن مُقْلَة، يُحَدِّث أَنَّ الرَّاضِي بِاللهِ، قطع لِسَانَ أَبِيْهِ قَبْل مَوْتِه بِمُدَّة، وَقتَلَهُ بِالجوع. وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الرَّاضِي تندَّم عَلَى قَطْعِ يَدِهِ، وَاسْتدَعَاهُ مِنْ حَبْسِهِ، وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ. وَكَانَ يشَاوره وَيستدعيه فِي خَلْوَتِهِ وَقْتَ الشُّرْبِ، وَأَنِسَ بِهِ. فَقَامَتْ قيَامَةُ ابْنِ رَائِق، وَخَافَ وَدسَّ منْ أَشَارَ عَلَى الخَلِيْفَةِ بِأَنَّ لاَ يُدْنِيه إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ أَبِي يَكْتُبُ بِاليُسْرَى خَطّاً لاَ يَكَادُ أَنْ يَفْرُقَ مِنْ خَطّه بِاليُمْنَى. قَالَ: وَمَا زَالُوا بِالرَّاضِي، حَتَّى تخيِّلَ مِنْهُ وَأَهْلَكَه. وَللصولِي فِيْهِ: لَئِنْ قَطَعُوا يُمْنَى يَدَيْهِ لِخَوْفِهِم ... لأَقلاَمه لاَ لِلسُّيوف الصَّوَارِمِ فَمَا قَطَعُوا رأَياً إِذَا مَا أَجَالَه ... رَأَيْتَ المنَايَا فِي اللِّحَى وَالغَلاَصِمِ مَوْلِدُهُ فِي شَوَّالٍ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمَاتَ فِي حَادِي عشر شَوَّال سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. اختُلِفَ فِيْهِ هَلْ هُوَ صَاحِبُ الخطِّ المنسوبِ أَوْ أَخُوْهُ الحَسَن؟ وَكَانَا بديَعِي الكِتَابَة، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الحَسَنَ هُوَ صَاحِبُ الخطِّ. وَكَانَ أَوَّل مَنْ نَقَلَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ المولَّدَة مِنَ القَلَمِ الكُوْفِيّ. ذكره ابْنُ النَّجَّار، وَكَانَ أَدِيْباً شَاعِراً، وَفَدَ عَلَى مَلِك الشَّامِ سَيْف الدَّوْلَةِ، وَنَسَخَ لَهُ عِدَّة مجلدات. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفَضْلِ بنُ المَأْمُوْن، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ النمرِي. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً. ثُمَّ نُقِلَ تَابوتهُ إِلَى بَغْدَادَ.

المرتعش والمزين

المرتعش والمزين: 2932- المرتعش 1: الزَّاهِدُ الوَلِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الحِيْرِيُّ، تِلْمِيْذُ أَبِي حَفْصٍ النَّيْسَابُوْرِيّ وَصَحِبَ أَبَا عُثْمَانَ الحِيْرِيّ، وَالجُنَيْدَ. وسَكَنَ بَغْدَادَ. وَكَانَ يُقَالُ عجَائِب بَغْدَاد فِي التَّصَوُّف ثَلاَث: نُكَتُ أَبِي مُحَمَّدٍ المُرْتَعش، وَحكَايَاتُ الخُلْدِيّ، وَإِشَارَاتُ الشبلي. وَكَانَ المُرْتَعِشُ منقطعاً بِمسْجِد الشُّونِيْزِيَّة. حَكَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَطَاء الرُّوذبَارِيُّ، وَأَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ جَعْفَر. وَسُئِلَ بِمَاذَا ينَالُ العَبْد المحبَّةَ؟ قَالَ: بِموَالاَة أَوْلِيَاءِ اللهِ، وَمُعَادَاةِ أَعْدَاءِ اللهِ. وَقِيْلَ لَهُ: فُلاَنٌ يَمْشِي عَلَى المَاءِ. قَالَ: عِنْدِي أَنَّ مِنْ مَكَّنَهُ اللهُ مِنْ مخَالفَة هَواهُ فَهُوَ أَعظَمُ مِنَ المشِي عَلَى المَاء. وَسُئِلَ أَيُ العَمَل أَفضلُ؟ قَالَ: رُؤْيَةُ فَضْل الله. وَقَدْ ذَكَرَه الخَطِيْبُ، فَسَمَّاهُ جَعْفَراً، وَقَالَ: كَانَ مِنْ ذَوِي الأَمْوَالِ، فَتَخَلَّى عَنْهَا، وَسَافَرَ الكَثِيْر. وَيُرْوَى عَنْهُ قَالَ: جَعَلْتُ سيَاحتِي أَنْ أَمْشِيَ كُلَّ سَنَةٍ أَلفَ فَرْسَخٍ حَافياً حَاسِراً. تُوُفِّيَ -رَحِمَهُ الله- سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة. 2933- المزين 2: الأُسْتَاذُ العَارِفُ، أَبُو الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُزَيِّن. صَحِبَ سَهْلَ بنَ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيَّ وَالجُنَيْدَ، وَجَاورَ بِمَكَّةَ. وَكَانَ مِنْ أَورع القَوْم، وَأَكملِهِم حَالاً. حَكَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيّ وَغَيْرهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ النَّجَّار، وَهُوَ أَبُو الحَسَنِ المُزَيِّن الصَّغِيْر. فَأَمَّا أَبُو الحَسَنِ المُزَيِّن الكَبِيْرُ البَغْدَادِيُّ، فَآخر جَاوَرَ. فَرَّقهُمَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَمَا يظهَرُ لِي إلَّا أَنَّهُمَا وَاحِد. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 628"، وتاريخ بغداد "7/ 221"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 301"، والعبر "2/ 215"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 317". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 73"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 304"، والعبر "2/ 215"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 316".

النهرجوري وابن أخي أبي زرعة

النهرجوري وابن أخي أبي زرعة: 2934- النهرجوري 1: الأُسْتَاذ العَارِفُ أَبُو يَعْقُوْبَ إِسْحَاقُ بنَ مُحَمَّدٍ الصوفي، النهرجوري. صَحِبَ الجُنَيْد، وَعَمْرَو بن عُثْمَانَ المَكِّيَّ. وَجَاور مُدَّة، وَمَاتَ بِمَكَّةَ. قَالَ أَبُو عُثْمَانَ المَغْرِبِيُّ: مَا رَأَيْتُ فِي مَشَايِخنَا أَنورَ مِنْهُ. السُلَمِيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوْب النَّهْرَجُورِيَّ، يَقُوْلُ: فِي الفنَاءِ وَالبقَاءِ: هُوَ فَنَاءُ رُؤْيَةِ قيَام العَبْدِ للهِ، وَبقَاءُ رُؤْيَةِ قيَامِ الله فِي الأَحْكَامِ. وَعَنْهُ قَالَ: الصِّدْقُ موَافقَةُ الحَقِّ فِي السرِّ وَالعلاَنيَة، وَحَقِيْقَةُ الصِّدْقِ القَوْلُ بِالْحَقِّ فِي موَاطن الهَلَكَة. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ فَاتك: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوْب، يَقُوْلُ: الدُّنْيَا بحرٌ، وَالآخِرَة سَاحِلُ، وَالمركب التَّقْوَى، وَالنَّاس سَفْر. وَعَنْهُ قَالَ: اليَقينُ مُشَاهَدَةُ الإِيْمَان بِالغَيْبِ. وَعَنْهُ: أَفضلُ الأَحْوَالِ مَا قَارنَ العِلْمَ. تُوُفِّيَ النَّهْرَجُورِي سنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2935- ابْنُ أَخِي أبي زرعة 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ؛ أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الكريم بنِ يَزِيْدَ بنِ فَرُّوْخ الرَّازِيُّ، المَخْزُوْمِيّ مَوْلاَهُم.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 629"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 326"، والعبر "2/ 221"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 275"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 325". 2 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 76"، والعبر "2/ 183"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 286".

حَدَّثَ عَنْ: عَمِّه أَبِي زُرْعَةَ الحَافِظِ، وَارْتَحَلَ فَأَخَذَ عَنْ يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَجَمَاعَةٍ بِمِصْرَ وَعَنْ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْر الرَّمَادِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ حَيَّان المَدَائِنِيِّ بِبَغْدَادَ، وَعَنْ يُوْسُفَ بنِ سَعِيْدِ بنِ مُسْلَّمٍ وَغَيْرِه بِالجَزِيْرَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ وَالد الحَافِظِ أَبِي نُعَيْمٍ، وَالحَسَنُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الذَّكْوَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ القَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ: أَبُو نُعَيْمٍ كَانَ ثِقَةً، صَاحِبَ أُصُوْل. وَتُوُفِّيَ عِنْدنَا بِأَصْبَهَانَ سنَةَ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، رحمه الله.

ابن بلبل والجويني

ابن بلبل والجويني: 2936- ابن بلبل 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ الحَافِظُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زِيَاد ابنِ إِمَامِ وَاسِط يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، الزَّعْفَرَانِيُّ الوَاسِطِيُّ ثُمَّ الهَمَذَانِيُّ. يُعرف أَبُوْهُ ببُلْبُل. رَوَى عَنِ: الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ، وَسَعْدَان بنِ نَصْرٍ، وَأَحْمَدَ بنِ بُدَيْل، وَالحَسَنِ بنِ أَبِي الرَّبِيْعِ، وَطَبَقَتِهم. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: كتبنَا عَنْهُ، وَهُوَ ثِقَةٌ وَرِعٌ صَدُوْقٌ. سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: عِنْدِي عَنْ أَبِي زُرْعَةَ نَحْو خمسين ألف حديث. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: روى عنه: أهل همذان. 2937- الجويني 2: الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ العَبَّاسِ الخُرَاسَانِيُّ الجُوَيْنِيُّ، الحَافِظُ، مُؤلِّف "المُسْنَد الصَّحِيْح" الَّذِي خرَّجه كهَيْئَةِ "صَحِيْحِ مُسْلِم". سَمِعَ: عَبْدَ اللهِ بنَ هَاشِم، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي الأَزْهر، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ يُوْسُفَ السُّلَمِيّ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَبَحْرُ بنُ نَصْرٍ، وَأَحْمَدَ بنَ مَنْصُوْرِ الرَّمَادِيَّ، وَطَبَقَتهُم.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 446"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 281". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 385"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 804"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 300".

حَدَّثَ عَنْهُ: الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَهُوَ أَحَدُ شُيُوْخِهِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَأَبُو سَهْلٍ الصُّعْلُوكِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ المَخْلَديُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ: هُوَ حسن الحَدِيْث بِمرَّة، خَرَّجَ عَلَى كِتَابِ "مُسْلِم". وَصَحِبَ أبا زكريا الأعرج بمصر والشام. وَسَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ أَحْمَدَ، يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو عِمْرَانَ الجُوَيْنِيُّ فِي دَارِنَا، وَكَانَ يَقُوْمُ اللَّيْلَ، وَيُصَلِّي، وَيَبْكِي طَوِيْلاً. تُوُفِّيَ أَبُو عِمْرَانَ بجوين سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْر، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ، يَعْنِي: الإِسْفَرَايينِيّ، أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ العَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِم، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَضَ مَوْتِه، قَالَ: "مرُوا أَبَا بَكْرٍ فليصلِّ بِالنَّاسِ" 1. وَمَاتَ مَعَ الجُوَيْنِيِّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ العَبَّاسِ الوَرَّاق، وَأَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَحَامِلِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ بنُ عدِيّ الجُرْجَانِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ نِفْطَوَيْه، وَأُسَامَة بنُ عَلِيِّ بنِ سعيد الرازي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "679"، ومسلم "418"، من طرق عن الأعمش، به.

العقيلي

2938- العقيلي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ، أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ مُوْسَى بنِ حَمَّاد، العُقَيْلِيُّ الحِجَازِيُّ، مصنف كتاب "الضعفاء". سَمِعَ مِنْ: جَدِّه لأُمِّهِ يَزِيْدَ بنِ مُحَمَّدٍ العُقَيْلِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الصَّائِغ، وَإِسْحَاقَ بنِ إبراهيم الدبري، ومحمد ابن إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيِّ، وَعَلِيِّ بن عَبْدِ العَزِيْزِ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى البَلْخِيِّ؛ صَاحِبِ عُبَيْد اللهِ بنِ مُوْسَى، وَأَبِي يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي مَسرَّة، وَبِشْر بنِ مُوْسَى الأَسَدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بن الفَضْلِ القُسْطَانِيِّ لقيَه بِالرَّيّ، وَعَبْدِ اللهِ بنَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صَالِحٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّار، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُطَيَّن، وَعُبَيْد بنِ غَنَّام، وَآدم

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 814"، والعبر "2/ 194".

ابن مُوْسَى صَاحِب البُخَارِيِّ، وَحَاتِم بن مَنْصُوْرٍ الشَّاشِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ دَاوُدَ المَكِّيّ، حَدَّثَهُ بِمِصْرَ، وَمُحَمَّد بن أيوب ابن الضُّرَيْس، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ بنُ نَافِع الخُزَاعِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ المُقْرِئ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الدَّخيل، وَطَائِفَةٌ. قَالَ مَسْلمَةُ بن ُالقَاسِمِ: كَانَ العُقَيْلِيُّ جليلَ القَدْر، عَظِيْمَ الخَطَر، مَا رَأَيْتُ مِثْلَه، وَكَانَ كَثِيْرَ التَّصَانِيْف، فَكَانَ مِنْ أَتَاهُ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ، قَالَ: اقرأْ مِنْ كِتَابكَ، وَلاَ يُخْرِجُ أَصلَه. قَالَ: فَتَكَلَّمْنَا فِي ذَلِكَ. وَقُلْنَا: إِمَّا أَنْ يَكُوْنَ مِنْ أَحْفَظِ النَّاس، وَإِمَّا أَنْ يَكُوْنَ مِنْ أَكذبِ النَّاسِ. فَاجتمَعْنَا فَاتَّفَقْنَا عَلَى أَن نكْتُبَ لَهُ أَحَادِيْثَ مِنْ رِوَايته، وَنَزيدُ فِيْهَا وَننقْص، فَأَتينَاهُ لنمتَحِنَه، فَقَالَ لِي: اقرأْ، فَقرأَتهَا عَلَيْهِ. فَلَمَّا أَتيتُ بِالزِّيَادَة وَالنَّقْص، فَطِنَ لِذَلِكَ، فَأَخَذَ مِنِّي الكِتَاب، وَأَخَذَ القَلَم، فَأَصْلَحَهَا مِنْ حِفْظِهِ، فَانصَرَفْنَا مِنْ عِنْدِهِ، وَقَدْ طَابتْ نُفُوْسُنَا، وَعَلِمْنَا أَنَّهُ مِنْ أَحْفَظِ النَّاسِ. وَقَالَ القَاضِي أَبُو الحَسَنِ بنُ القَطَّانَ الفَاسِيُّ: أَبُو جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ ثِقَةٌ، جليلُ القَدْرِ، عَالِمٌ بِالحَدِيْثِ، مُقَدَّم فِي الحِفْظِ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ بَوْش، عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيِّ، وَسَمِعَهُ قَاضِي القُضَاة مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ الشَّامِيّ الحَمَوِي مِنَ العَتِيْقِيّ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ الدَّخيل، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو العُقَيْلِيّ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بنُ أَبِي مَسرَّة، حَدَّثَنِي سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْر، حَدَّثَنَا ابْنُ السَّمَّاك، قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ، فلقينِي زُرَارَة بن أَعْيَن بِالقَادِسِيَّةِ، فَقَالَ لِي: إِنَّ لِي إِلَيْك حَاجَةً، وَأَرْجُو أَنْ أَبلُغَهَا بِك، وَعَظَّمهَا، فَقُلْتُ مَا هِيَ؟ فَقَالَ: إِذَا لَقِيتَ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ، فَأَقْرِئه مِنِّي السَّلاَم، وَسله أَنْ يخبرنِي مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ أَنَا أَمْ مِنْ أَهْلِ النَّار؟ فَأَنكَرْت عَلَيْهِ. فَقَالَ لِي: إِنَّهُ يعلَمُ ذَلِكَ. فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَجبتُه. فَلَمَّا لَقيتُ جعفر ابن مُحَمَّد، أَخبَرْتُه بِالَّذِي كَانَ مِنْهُ. فَقَالَ: هُوَ مِنْ أَهْلِ النَّار، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِمَّا قَالَ: فَقُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ علمت ذَلِكَ؟ فقال: من ادعى عليَّ أَنِّي أَعْلَم هَذَا، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّار. فَلَمَّا رَجعتُ، لقينِي زُرَارَة، فَأَعْلَمته بِقَوله. فَقَالَ: كَالَ لَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مِنْ جرَاب النُّوْرَة. قُلْتُ: وَمَا جرَابُ النُّوْرَة؟ قَالَ: عَمل مَعَكَ بِالتَّقِيَّة. تُوُفِّيَ مَعَ العُقَيْلِيّ الحَافِظ أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ خَالِد بنِ الجبَّاب القُرْطُبِيّ، وَالعَارف خَيْر النَّسَّاج، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللهِ المَهْدِيُّ، صَاحِبُ المَغْرِب، وَالمُسْنِد أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّيبُلِيُّ، وَالحَافِظُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَرْزُنَانِيُّ، وَشَيْخُ الصُّوْفِيَّة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الكَتَّانِيُّ، وَشَيْخُ الصُّوْفِيَّة بِمِصْرَ أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ بنُ عدِيّ الحَافِظ فِي قَوْل. وَقِيْلَ: بَعْدهَا بعَام.

ابن رشدين وابن الجباب

ابن رشدين وابن الجباب: 2939- ابن رشدين 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّث الثِّقَة الصَّادِق، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَجَّاجِ بنِ رِشدِيْنَ بن سَعْدٍ المَهْدِيُّ المِصْرِيُّ الوَرَّاقُ. حَدَّثَ عَنْ: الحَارِث بن مِسْكِيْن، وَأَبِي الطَّاهِرِ بنِ السَّرْح، وَسَلَمَة بن شَبِيْبٍ، وَيُوْنُس الصَّدَفِيِّ وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَمُحَمَّد بن أحمد الإخميمي، وجماعة. وَكَانَ أَسند منْ بَقِيَ. تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِيْنَ. وَكَانَ أَبُوْهُ وَجدُّه ضعفَاء عُلَمَاءَ. وَمَا عملت فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ جَرْحاً، وَلله الحمدُ. 2940- ابْنُ الجباب 2: الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ، مُحَدِّثُ الأَنْدَلُس، أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ القُرْطُبِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ الجَبَّاب، وَهِيَ نسبَة إِلَى بيع الجِبَاب. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ: بَقِيَّ بن مَخْلَد، وَمُحَمَّدَ بنَ وَضَّاح، وَقَاسِمَ بنَ مُحَمَّدٍ، وَإِسْحَاقَ بن إِبْرَاهِيْمَ الدَّبَرِيَّ، وَعَلِيّ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيّ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ مُحَمَّد، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي دُلَيْم، وَالحَافِظ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ البَاجِيُّ، وَأَهْل قُرْطُبَة. وَكَانَ مِنْ أَفرَاد الأَئِمَّة، عَديمَ النَظِيْر. قَالَ القَاضِي عِيَاض: كَانَ إِمَاماً فِي الفِقْه لمَالِك. وَكَانَ فِي الحَدِيْثِ لاَ يُنَازَع، سمع منه خلق كثير. قَالَ: وَصَنَّفَ "مُسْند مَالِكِ بنِ أَنَسٍ"، وكتَابَ "الصَّلاَةِ"، وكتَابَ "الإِيْمَان"، وكتَابَ "قَصَص الأَنْبِيَاء". وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا أَخرجتِ الأَنْدَلُس حَافِظاً مثل ابن الجباب، وابن عبد البر.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 206"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 308". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 802"، والعبر "2/ 192"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 247"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 293".

أحمد بن بقي وابن أيمن

أحمد بن بقي وابن أيمن: 2941- أحمد بن بقي 1: ابن مخلد قَاضِي الجَمَاعَةِ، العَلاَّمَة أَبُو عُمَرَ القُرْطُبِيُّ، مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّة عِلْماً وَعَقْلاً وَجلاَلَةً. حَمَلَ عَنْ وَالده شَيْئاً كَثِيْراً، وَوَلِيَ القَضَاءَ عشر سِنِيْنَ، وَحُمِدت سيرتُه. تُوُفِّيَ فِي أَثْنَاء سنَة وَأَربع وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بقُرْطُبَة. وَلَهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً، أَوْ أَكْثَر مِنْهَا، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. 2942- ابْنُ أيمن 2: الإِمَامُ الحَافِظُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الأَنْدَلُس، وَمُسنِدُهَا فِي زمانه، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَيْمَن بن فَرَج القُرْطُبِيُّ، رفيقُ قَاسِمِ بنِ أَصْبَغ الحَافِظ فِي الرِّحْلَةِ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ وَضَّاح، وَمُحَمَّد بن الجَهْمِ السِّمَّرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الصَّايغ، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بن إِسْحَاقَ القَاضِي، وَجَعْفَر بنَ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِر، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ويحيى بن هِلاَلٍ، وَأُمماً سِوَاهُم. رَوَى عَنْهُ: عَبَّاسُ بنُ أَصْبَغَ الحِجَارِيُّ، وَوَلَدُه أَحْمَد بنُ مُحَمَّدٍ، وَطَلَبَةُ الأَنْدَلس. اشْتُهِرَ اسْمُهُ، وَولِي الصَّلاَة بِجَامِع قُرْطُبَة. وَكَانَ بَصِيْراً بِالفِقْه، مُفْتِياً بارِعاً، عَارِفاً بِالحَدِيْثِ وَطُرقه، عَالِماً بِهِ، صَنَّف كِتَاباً فِي السُّنَنِ، خرجه على "سنن أبي داود".

_ 1 تقدمت ترجمته في هذا الجزء بتعليقنا رقم "437". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 817"، والعبر "2/ 223"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 327".

تُوُفِّيَ فِي مُنْتَصف شَوَّال سنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُوْنَ مِنْ تُونس، عَنْ أَبِي القَاسِمِ بن بَقِي، عَنْ شُريح بن مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الحَافِظ، حَدَّثَنَا حُمَام بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَيْمَن، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ زهير، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ فُضَيْل بن عَمْرو -أُرَاهُ عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَمَتَّع رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ عُرْوَة: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنِ المُتْعَةِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاس: فَمَا يَقُوْلُ عُريّة؟ قَالَ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنِ المُتْعَةِ. قَالَ: أَرَاهُم سَيَهْلِكُونَ. أَقُول: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ، وَيَقُوْلُوْنَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ1! قُلْتُ: مَا قصد عُرْوَة مُعَارَضَةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهِمَا، بَلْ رَأَى أَنَّهُمَا مَا نهيَا عَنِ المُتْعَة إلَّا وَقَدِ اطّلَعَا على ناسخ.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "1/ 337" من طريق حجاج، به. وآفته شريك، وهو ابن عبد النخعي القاضي، وهو ضعيف لسوء حفظه. وأخرجه أحمد حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة قال: قال عروة لابن عباس حتى متى تضل الناس يا ابن عباس؟ قال: ماذاك يا عرية؟ قال: تأمرنا بالعمرة في أشهر الحج، وقد نهى أبو بكر وعمر "! " فقال ابن عباس: قد فعلها رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عروة: هما كانا أتبع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعلم به منك.

ابن علك

2943- ابن علك 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَة، أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ عَلَّك المَرْوَزِيُّ، الجَوْهَرِيُّ. سَمِعَ: سَعِيْد بن مَسْعُوْدٍ، وَأَحْمَدَ بنَ سَيَّار، وَالعَبَّاس بن مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيَّ، وَأَبَا قِلاَبَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ اللَّيْثِ وَطَبَقَتهُم. وَقَدْ قَدِمَ، وَحَدَّثَ ببغداد. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ المُظَفَّر، وَابْنُ شَاهِيْنٍ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الرَّازِيُّ الفَقِيْه، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الكَيْسَانِيُّ، وَوَلَدهُ الحَافِظُ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ عَلَّك. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 227"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 290"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 826"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 307".

أَخْبَرَنَا إبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيّ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَد بنُ عَلِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ الجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ إِسْحَاقَ الكَاجَغُونِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الكَبِيْر بنُ دِيْنَار الصَّائِغ، عَنْ أَبِي إسحاق الهمداني، عن الأعمش، عن إبراهيم بن عَلْقَمَة، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَخْرَجاً، فَلَمْ نُصِبْ مَاءً نتوضأُ مِنْهُ، وَلاَ نشرَبُه وَمَعَ رَسُوْل اللهِ إِدَاوَة فِيْهَا شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، فصبَّه فِي إِنَاء، وَوَضَعَ كفَّه عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "هَلُمَّ". قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ مَا بين أصابعه تفجر عيونًا. الحديث تفرد به عبد الكبير، وعند الكاجغوني.

ابن أخي رفيع والرازي

ابن أخي رفيع والرازي: 2944- ابن أخي رفيع 1: الحَافِظُ الحُجَّة الإِمَامُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَن الكَلاَعِيُّ مَوْلاَهُمُ، القُرْطُبِيّ، الصَّائِغُ، ابْنُ أَخِي رُفَيْع. لَمْ يَسْمَعْ مُحَمَّدَ بن وَضَّاح، وَالخُشنِيَّ، وَقَدْ أَدركهُمَا. وَسَمِعَ مِنْ عُبَيْد اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى وَطبقتِه. وَكَانَ عَارِفاً بِالرِّجَالِ وَالعِللِ، وَقَدِ اخْتصرَ "مُسند بَقِيّ" وَ"تَفْسِيْرَه". مَاتَ فِي آخر سنَة ثمان عشرة وثلاث مائة. 2945- الرازي 2: الإِمَامُ الحَافِظُ العَلاَّمَةُ النَّاقِدُ، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ شَهْريَارَ الرَّازِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. سَكَنَ وَالِدُه نَيْسَابُوْر، فولد أبو بكر بها. سَمِعَ: أَبَا حَاتِم الرَّازِيّ، وَالسَّرِيَّ بنَ خُزَيْمَةَ، وَأَبَا قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ العَبْسِي، صَاحِبَ وَكِيْع، وَأَبَا يَحْيَى بنَ أَبِي مَسَرَّة، وَالحَسَنَ بنَ سَلاَّم السَّوَّاق، وَعُثْمَان بن سَعِيْدٍ الدَّارِمِيَّ، وَطَبَقَتَهُم. وَلَهُ رِحْلَة طَوِيْلَةٌ، وَمَعْرِفَة جليلة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 859". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 781"، والعبر "2/ 161"، وشذرات الذهب "2/ 270".

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ الشَّيْبَانِيُّ رفيقُه، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكمُ، وَآخَرُوْنَ. وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَةَ: سَمِعْتُ مِنْهُ، وَكَانَ مِنَ الحُفَّاظِ. قُلْتُ: مَاتَ كَهْلاً، عَاشَ بِضْعاً وَخَمْسِيْنَ سنَةً. وَمَاتَ بِالطَّابَرَان سنَة خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَثْنَى عَلَيْهِ الحَاكِمُ، وَبَالَغَ فِي تَعَظِيْمهِ. وَكَانَ أَبُوْهُ علي بن الحسين صاحب حديث أَهْل الرَّيّ، فتحوَّل إِلَى نَيْسَابُوْرَ. وَرَوَى عَنْ: سَهْل بن عُثْمَانَ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن يَحْيَى المَدَنِيّ، وَأَحْمَد بن مَنِيْعٍ، وَخَلْقٍ. ومَات فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَرّخه حَفِيْدُه أَبُو الحَسَنِ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَمُحَمَّد بن دَاوُدَ بن سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ بن الأَخْرَم.

النهاوندي والملحمي

النهاوندي والملحمي: 2946- النهاوندي: الحَافِظُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ سيَامردَ النُّهَاوَنْدِيُّ. عَنْ: يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَمُحَمَّدِ بنِ عَزِيْز الأَيْلِيّ، وَأَبِي عُتبَة الحِمْصِيّ، وَعَلِيّ بن حَرْبٍ، وَأَبِي زُرْعَةَ، وَأَحْمَد بن شَيْبَان، وَعِصَام بن روَّاد، وَخَلْقٍ. حَدَّث بهمَذَان فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ مِنْهُ مَعَ أَبِي وَكَانَ ثِقَةً هيُوباً ذَا سُنَّة، يحفَظُ وَيذَاكرُ، قَدِمَ عَلَيْنَا فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: عبد الرحمن بن الأنماطي. 2947- الملحمي: المُحَدِّثُ العَالِمُ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ الخُزَاعِيُّ، الملحمي، القاضي، من مشيحة بَغْدَادَ. سَمِعَ فِي رِحْلَتِه مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الصُّوْرِيِّ، وَالكُدَيْمِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، وَبَكْرِ بنِ سَهْل، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَابْنُ الشِّخِّير، وَعمر الكَتَّانِيُّ، وَعُبَيْد اللهِ بنُ البَوَّاب، وَأَحْمَد بن عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جِلِّين، وَآخَرُوْنَ. مَا عَلِمتُ بِهِ بَأْساً. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

الجوزجاني والشهرزوري

الجوزجاني والشهرزوري: 2948- الجوزجاني 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الثِّقَة القُدْوَة، أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ العَلاَء الجَوْزَجَانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ المِقْدَامِ العِجْلِيَّ، وَزِيَادَ بنَ أَيُّوْبَ، وَأَبَا عُبَيْدةَ بن أَبِي السَّفَر، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَعُمَر بنُ شَاهِيْنٍ، وَعُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الكَتَّانِي، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً بكَّاء خَاشعاً ثِقَةً. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ بنُ القوَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِي حُضُوْراً، أَخْبَرْنَا ابْنُ المُسَلَّمِ، أخبرنا الحسين ابن طلاَّب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ أَبِي السَّفَر، حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ الحُبَاب، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أفرد الحج. 2949- الشهرزوري 2: الإِمَامُ الحَافِظُ الثَّبْتُ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بن جهينة الشهرزوري. سَمِعَ: الزَّعْفَرَانِيّ، وَعَمْرو بن عَبْدِ اللهِ الأَوْدِيّ، وَطَبَقَتهُمَا بِالعِرَاقِ وَمُحَمَّد بن المُقْرِئ بِمَكَّةَ، وَأَبَا زُرْعَةَ بِالرَّيّ، وَالعَبَّاس بن الوَلِيْدِ ببَيْرُوْت، وَالرَّبِيْع بن سُلَيْمَانَ بِمِصْرَ، وَمُحَمَّد بن عَوْف بحِمْص. وَجمع وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَهْل الرَّيّ وَقزوين: عَلِيّ بن أَحْمَدَ القَزْوِيْنِيّ، وَعُمَر بن أَحْمَدَ بنِ شُجَاع، وَأَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ الرَّازِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ يَحْيَى، وَعِدَّة. وَلاَ أعرف وفاته ولا كثيرًا من سيرته.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 309"، والعبر "2/ 211"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 312". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 824".

الإصطخري

2950- الإصطخري 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ العَلاَّمَة، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ الإِصطخرِيُّ، الشَّافِعِيُّ، فقيه العراق، ورفيق ابن سريج. سَمِعَ: سَعْدان بن نَصْرٍ، وَحَفْص بن عَمْرٍو الرَّبَالِيّ، وَأَحْمَد بن مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيّ، وَعباساً الدُّوْرِيّ، وَحَنْبَل بن إِسْحَاقَ، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: مُحَمَّد بن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين، وأبو الحسن بن الجندِي، وَآخَرُوْنَ. وَتَفَقَّهَ بِهِ أَئِمَّة. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ المَرْوَزِيّ: لَمَّا دَخَلت بَغْدَاد لَمْ يَكُنْ بِهَا مَنْ يَسْتَحق أَنْ يدرس عَلَيْهِ إلَّا ابْن سُرَيْج وَأَبُو سَعِيْدٍ الإِصطخرِي. وَقَالَ الخَطِيْبُ: وَلِي قَضَاء قُمَّر، وَولِي حسبَة بَغْدَاد فَأَحرق مَكَان المَلاَهِي. قَالَ: وَكَانَ وَرِعاً زَاهِداً متقللاً مِنَ الدُّنْيَا لَهُ تَصَانِيْف مُفِيْدَة مِنْهَا كِتَاب "أَدب القَضَاء" لَيْسَ لأَحَد مثله. قُلْتُ: وَهُوَ صَاحِبُ وَجه. وَقِيْلَ: إِنَّ ثَوْبه وَعِمَامَته وَطيلسَانه وسراويله كان من شقة واحدة. وَقَدِ اسْتَقضَاهُ المُقْتَدِر عَلَى سِجِسْتَان. وَاستفتَاهُ القَاهر فِي الصَّابِئين فَأَفتَاهُ بِقَتْلهم لأَنَّهُم يعبدُوْنَ الْكَوَاكِب فَعزم الخَلِيْفَة عَلَى ذَلِكَ فَجَمَعُوا مَالاَ جزيلاً وَقدمُوهُ فَفَتر عَنْهُم. مَاتَ الإِصطخرِي فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَث وَمائَة وَلَهُ نَيِّف وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. تَفَقَّهَ بِأَصْحَاب المُزَنِيّ وَالرَّبِيْع.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 268"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 302"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 158"، والعبر "2/ 212"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 312".

محمد بن يوسف

2951- محمد بن يوسف 1: ابن بِشْرٍ الهَرَوِيُّ الحَافِظُ الصَّادِقُ الرَّحَّالُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، الفَقِيْهُ. سَمِعَ: الرَّبِيْع بن سُلَيْمَانَ المُرَادِيّ، وَالعَبَّاس بن الوَلِيْدِ البَيْرُوْتِيّ، وَالحَسَن بن مُكْرَمٍ، وَمُحَمَّد بن عَوْفٍ الطَّائِيّ، وَمُحَمَّد بن حَمَّاد الطِّهْرَانِيّ، وَطَبَقَتهُم بِمِصْرَ وَالشَّام وَالعِرَاق. حَدَّثَ عَنْهُ: الطَّبَرَانِيّ، وَالزُّبَيْر بن عَبْدِ الوَاحِدِ الأَسدَاباذِي، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيّ، وَعَبْد الوَاحِدِ بن أبي هاشم المقرئ، وطائفة، آخِرُهُم مَوْتاً أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي الْحَدِيد الدِّمَشْقِيّ. وَثَّقَهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَغَيْرهُ. وَإِنَّمَا طلب هَذَا الشَّأْن فِي الكُهُوْلَة وَلَوْ أَنَّهُ سَمِعَ فِي حدَاثته لصَار أَسند أَهْل زَمَانِهِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَتُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ تَاجِ الأُمَنَاءِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَزَيْنَب بنْت أَبِي القَاسِمِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الكَنْجَرُوْذِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الهَرَوِيّ بِدِمَشْقَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَمَّاد، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاق، عَنْ مَعْمَر، عَنْ أَبِي هَارُوْنَ العَبْدِيّ، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بن قرَّة، عَنْ أَبِي الصِّدِّيْقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: "ذكر رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بلاَءً يُصِيب هَذِهِ الأُمَّة حَتَّى لاَ يجد أَحَد ملجأً فَيبْعَث الله مِنْ عترتِي رَجُلاً يملأُ الأَرْض قسطاً وَعدلاً كَمَا مُلئت ظلماً وَجوراً، يَرْضَى عَنْهُ سَاكن السَّمَاء وَسَاكن الأَرْض، لاَ تدع السَّمَاء مِنْ قطرهَا شَيْئاً إلَّا صَبَّتْهُ مدرَاراً، وَلاَ تدع الأَرْض مِنْ نبَاتهَا شَيْئاً إلَّا أَخرجته، حَتَّى يَتَمَنَّى الأَحيَاء الأَموَاتَ، يعِيش فِي ذَلِكَ سَبْع سِنِيْنَ أَوْ ثَمَان أو تسع سنين"، غَرِيْب فَرد وَالوَاو الَّتِي مَعَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ ملحقَة فِي نسختِي فَيُحَرَّر ذَلِكَ وَأَبُو هَارُوْنَ واه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 405"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 818"، والعبر "2/ 223".

محمد بن قاسم والكعبي

محمد بن قاسم والكعبي: 2952- محمد بن قاسم 1: ابن مُحَمَّدِ بنِ قَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَيَّارٍ، الإِمَامُ، الحَافِظُ الكَبِيْرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ البيَّانِيُّ -بتَشْديد وَسط الكَلِمَةِ- الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمُ، الأَنْدَلُسِيُّ، القُرْطُبِيُّ. سَمِعَ: أَبَاهُ وَبَقِيّ بن مَخْلَدٍ، وَمُحَمَّد بن وَضَّاح. وفِي رِحْلَته مِنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيّ، وَأَبِي خَلِيْفَة الجُمَحِيّ، وَمُطَيَّن، وَيُوْسُف بن يَعْقُوْبَ القَاضِي، وَمُحَمَّد بن عُثْمَانَ العَبْسِي، وَطَبَقَتهم. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ البَاجِي: لَمْ أَدرك بقرطبَة مِنَ الشُّيُوْخ أَكْثَر حَدِيْثاً مِنْهُ. قُلْتُ: كَانَ عالمًا ثقة رأسًا في الشروط وعقد الوثائق. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ، وَخَالِد بن سَعْدٍ، وَسُلَيْمَان بن أَيُّوْبَ، وَجَمَاعَة. تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: فِي سَنَةِ ثَمَانٍ، وَقَدْ شَاخَ. 2953- الكَعبِيُّ 2: شَيْخُ المُعْتَزِلَة، الأُسْتَاذُ أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُوْدٍ البَلْخِيُّ، الكعبِيُّ، الخُرَاسَانِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، أَرَّخَهُ المُؤَيَّد وَغَيْرهُ. وَأَمَّا مُحَمَّد بن إِسْحَاقَ النَدِيْم فَأَرَّخَهُ كَمَا قَدَّمنَا سَنَة تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَهَذَا خطأ. فقد ذَكَرَهُ جَعْفَر المستغفرِي فِي تَارِيْخ نسف وَأَنَّهُ دخلهَا. لاَ أَستجِيز أَنْ أَرُوِي عَنْهُ لأَنَّه كَانَ دَاعِيَةً -يعني إلى الاعتزال. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 822"، والعبر "2/ 209"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 309". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 384"، والأنساب للسمعاني "10/ 444"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 238"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 330"، والعبر "2/ 176"، ولسان الميزان "3/ 255"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 281".

محمد بن مخلد

2954- محمد بن مخلد 1: ابن حفص، الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ القُدْوَة، أَبُو عَبْدِ اللهِ الدُّوْرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، العَطَّارُ، الخضيبُ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ: يَعْقُوْب بن إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيّ، وَأَبَا حُذَافَة أَحْمَد بن إِسْمَاعِيْلَ السَّهْمِيّ صَاحِب مَالِك، وَمُحَمَّدَ بنَ الوَلِيْدِ البُسْرِيّ، وَالحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ كَرَامَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ الأَوْدِيّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ يحيى القطان، وَمُسْلِم بن الحَجَّاجِ القُشَيْرِيّ، وَعَبْدُوْس بن بِشْرٍ، وَأَبَا السَّائِب سَلْم بن جُنَادَةَ، وَالحَسَن بن أَبِي الرَّبِيْع، وَمُحَمَّد بن عُمَرَ بنِ أَبِي مَذْعُوْر، وَالزُّبَيْر بن بَكَّار، وَعِيْسَى بن أَبِي حَرْب، وَخَلاَئِق. وَكَتَبَ مَالا يُوْصَف كَثْرَة مَعَ الْفَهم وَالمَعْرِفَة وَحسن التَّصَانِيْف. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الجعَابِي، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَابْن شَاهِيْن، وَابْن الجندِي، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْت الأَهْوَازِيّ، وَأَبُو زُرْعَةَ أحمد بن الحُسَيْن الرَّازِيّ، وَالمُعَافَى الجَرِيْرِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّد بن الفُرَاتِ، وَأَبُو الفَضْلِ نَصْر بنُ أَبِي نَصْرٍ الطُّوْسِيّ العَطَّار، وَأَبُو عُمَرَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ المَهْدِيّ الفَارِسِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالعِلْم وَالصلاَح وَالصِّدْق وَالاجْتِهَاد فِي الطَّلَب، طَالَ عُمُرُهُ وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ الْعُلُوّ مَعَ القَاضِي المَحَامِلِيّ بِبَغْدَادَ. سُئِلَ الدَّارَقُطْنِيّ عَنْهُ. فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَهْر جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثيَة وَثَلاَثِ مائَةٍ وَلَهُ ثَمَان وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَمَاتَ: فِيْهَا الوَاعِظ المُحَدِّث يَعْقُوْب بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجَصَّاص الدَّعَّاء، وَالمُسْنِدُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ ابْنِ الحَافِظِ يَعْقُوْب بن شَيْبَةَ السَّدُوْسِيّ البَغْدَادِيّ، وَمسند الكُوْفَة هَنَّاد بن السَّرِيّ الصَّغِيْر. يَرْوِي عَنْ: أَبِي سَعِيْدٍ الأَشَجِّ، وَمسند البَصْرَة المُعَمَّر أَبُو روقٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَكْرٍ الهِزَّانِيُّ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عِيْسَى إِمْلاَءً قَالَ: قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَد وَأَنَا أَسْمَعُ قِيْلَ لَهُ: حَدَّثَكُم مُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ القَزَّاز، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيْر، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ أَن بَهْزُ بنُ حَكِيْمِ بنِ مُعَاوِيَةَ بن حَيْدَةَ -يَعْنِي حدثهُم- عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مِنْ غيب مَاله، عَنِ الصَّدَقَة فإنا آخذوها وشطر ماله" 2.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 310"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 811"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 334"، والعبر "2/ 227"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 331". 2 حسن: أخرجه أبو داود "1575"، والنسائي "5/ 25"، وأحمد "5/ 2 و4"، من طرق عن نهر بن حكيم، به.

ابن أبي عثمان والمحاملي

ابن أبي عثمان والمحاملي: 2955- ابن أبي عثمان: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ القُدْوَةُ الزَّاهِدُ الأَدِيْبُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ ابنُ الإِمَامِ الزَّاهِدِ أَبِي عُثْمَانَ سَعِيْدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الحِيْرِيُّ. سَمِعَ: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الهِلاَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء، وَتمتَاماً، وَإِسْمَاعِيْل القَاضِي، وَبَكْر بن سَهْلٍ، وَكَانَ وَاسِع الرحلَة عَالِماً. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظ، وَوَلَده أَبُو سَعِيْدٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الغزَاة فِي سَبِيْل الله وَيرَابط بطَرَسُوْس. تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ خمس وعشرين وثلاث مائة. 2956- المحاملي 1: القَاضِي الإِمَام العَلاَّمَة المُحَدِّث الثِّقَة، مُسْند الوَقْت أبو عبد الله الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بن مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ ابن سَعِيْدِ بنِ أبَان الضَّبِّيّ البَغْدَادِيّ المَحَامِلِيّ مصَنّف "السُّنَن". مَوْلِدُهُ فِي أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَأَوَّل سَمَاعه فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. فسَمِعَ مِنْ: أَبِي حُذَافَة أَحْمَد بن إِسْمَاعِيْلَ السَّهْمِيّ صَاحِب مَالِك، وَمِنْ أَبِي الْأَشْعَث أَحْمَد بن المِقْدَامِ العِجْلِيّ صَاحِب حَمَّاد بن زَيْدٍ، وَمِنْ عَمْرو بن عَلِيٍّ الفَلاَّس، وَزِيَاد بن أَيُّوْبَ، وَأَبِي هِشَام الرِّفَاعِيّ، وَيَعْقُوْب بن الدَّوْرَقِيّ، وَمُحَمَّد بن المُثَنَّى العَنَزِيّ، وَعَبْد الأَعْلَى

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 19"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 327"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 808"، والعبر "2/ 222"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 326".

ابن وَاصل، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن يُوْنُسَ الرَّقِّيّ السَّرَّاج، وَالحَسَن بن الصَّبَّاحِ البَزَّار، وَرَجَاء بن مُرَجَّى الحافظ، وسعيد ابن يَحْيَى الأُمَوِيّ، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيّ، وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي شُعَيْبٍ الحَرَّانِيُّ، وَعُمَر بن محمد التل، ومحمود بن خِدَاشٍ، وَإِسْحَاق بن بُهْلُوْل، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيّ، وَأَبِي السَّائِبِ سَلْم ابن جُنَادَةَ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَة، وَالزُّبَيْر بن بَكَّار، وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ كَرَامَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْر زَاج، وَالحَسَن بن عَرَفَةَ، وَإِسْمَاعِيْل بن أَبِي الحَارِث، وَحُمَيْد بن الرَّبِيْعِ، وَالعَبَّاس بن يَزِيْدَ البحرَانِي، وَمُحَمَّد بن جَوَان ابن شُعبَة، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ زَنْجَوَيْه، وَالحَسَنُ بن مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن هَانِئ النيسابوري، وعباس التر قفي، وخلق كثير. وَصَارَ أَسند أَهْل العِرَاقِ مَعَ التَّصَدُّرِ لِلإِفَادَة وَالفُتْيَا سِتِّيْنَ سَنَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: دعِلْج بن أَحْمَدَ، وَالطَّبَرَانِيّ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ جُمَيْع، وَابْن شَاهِيْن، وَإِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ اللهِ بنِ خرشيذ قَوْله، وَابْن الصَّلْت الأَهْوَازِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ البيع، وَأَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ، وَخَلْق. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ فَاضِلاً ديناً، شهد عِنْد القُضَاة وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً، وَوَلِيَ قَضَاءَ الكُوْفَةِ سِتِّيْنَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ جَمِيْع الصيدَاوِي: كَانَ عِنْدَ القَاضِي المَحَامِلِيّ سَبْعُوْنَ نَفْساً مِنْ أَصْحَاب سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الدَّاوُوْدِيّ: كَانَ يحضر مَجْلِس المَحَامِلِيّ عَشْرَة آلاَف رَجُل. وَاستعفَى مِنَ القَضَاء قَبْل سنَة عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ مَحْمُوْداً فِي وَلاَيته. عقد سنَة سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِالكُوْفَةِ فِي دَاره مَجْلِساً لِلْفقه فَلَمْ يَزَلْ أَهْل العِلْمِ وَالنَّظَر يَخْتلفون إِلَيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الإِسكَاف: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ قَائِلاً يَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ ليدْفَع، عَنْ أَهْل بَغْدَادَ البلاَء بِالمَحَامِلِيّ. قَالَ حَمْزَةُ بن مُحَمَّدٍ بن طَاهِر: سَمِعْتُ ابْنَ شَاهِيْن يَقُوْلُ: حضَر مَعَنَا ابْن المُظَفَّر مَجْلِس القَاضِي المَحَامِلِيّ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا حَفْص مَا عدمنَا مِنِ ابْنِ صَاعِدٍ إلَّا عيينه. يُرِيد أَنَّ المَحَامِلِيّ نَظِيْر ابْن صَاعِدٍ فِي الثِّقَة وَالعلو. الصُّوْرِيّ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَمِيْع قَالَ: يَرْوِي المَحَامِلِيّ، عَنْ مُحَمَّد بن عَمْرِو بنِ أَبِي مَذْعُوْر

وَيروِي مُحَمَّد بن مَخْلَدٍ العَطَّار، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ أَبِي مَذْعُوْر وَهُمَا أَبْنَاء عَم لَمْ يَرْوِ المَحَامِلِيّ، عَنْ شَيْخ ابْن مَخْلَدٍ وَلاَ رَوَى ابْنُ مَخْلَد، عَنْ شَيْخ المَحَامِلِيّ. أَملَى المَحَامِلِيّ مَجَالِس عِدَّة، وَأَملَى مَجْلِساً فِي ثَانِي عشر ربيع الآخر سنَة ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، ثُمَّ مرض فَمَاتَ بَعْد أَحَدَ عشرَ يَوْماً. وَفِيْهَا مَاتَ مُحَدِّث أَصْبَهَان أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْص الجورجيرِي، وَمسند نَيْسَابُوْر أَبُو حَامِدٍ أَحْمَد بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ بِلاَل الخشَّاب، وَقَاضِي دِمَشْق المحدث زكريا بن أحمد بن الحَافِظِ يَحْيَى بن مُوْسَى خت البَلْخِيّ، وَمُحَدِّث حِمْص أَبُو هَاشِمٍ عَبْد الغَافر بن سَلاَمَةَ الحِمْصِيّ فِي عَشْرِ المائَة، وَشَيْخ الصُّوْفِيَّة أَبُو يَعْقُوْبَ إِسْحَاق بن مُحَمَّدٍ النهرجورِي، وَشَيْخ الشَّافِعِيَّة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله الصيرفي البغدادي، وَصَاحِب بَقِيَ بن مَخْلَدٍ المُحَدِّث عَبْد اللهِ بن يُوْنُسَ القبرِي، وَالقُدْوَة أَبُو صَالِحٍ الدِّمَشْقِيّ صَاحِب المَسْجَد الَّذِي بِظَاهِر بَاب شَرْقي. وَقَدْ وَقَعَ لَنَا سَبْعَة أَجزَاء مِنْ عَالِي حَدِيْث المَحَامِلِيّ. وَكَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى حَدِيْثه عَالِياً: السِّلَفِيّ، وَشُهْدَة، وَخَطِيْب المَوْصِل. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ المُقْرِئ، أَخْبَرَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ مُحَمَّدُ بنُ اللَّيْثِ وَزَيْد بنُ هِبَةِ اللهِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ بنُ قَفَرْجَلَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيّ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ رَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَنْظَلَةَ بنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ أَنَّهُ سَألَ رَافِعَ بنَ خَدِيْجٍ، عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ، فَقَالَ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ. فَقُلْتُ: أَبِالذَّهَبِ وَالوَرِقِ؟ قَالَ: أَمَّا الذَّهَبُ وَالورق فَلاَ بَأْسَ بِهِ1. وَبِهِ قَالَ المَحَامِلِيّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا هُشَيْم، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ كَعْب بن عجرَة قَالَ: قَمِلت حَتَّى ظَنَنْت أَن كُلّ شعرَة مِنْ رَأْسِي فِيْهَا الْقمل مِنْ أَصلهَا إِلَى فرعهَا فَأَمرنِي النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَيْثُ رَأَى ذلك فقال: "احلق" ونزلت هذه الآية2.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 711"، والبخاري "2346" و"2347"، ومسلم "1548" "115"، وأبو داود "3392". 2 أي قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة: 196] ، أما الحديث فقد ورد عن كعب بن عجرة: عند أحمد "4/ 241 و242 و243"، ومالك "1/ 417" والبخاري "1814" و"1816" و"1817" و"1818" و"4159" و"4190" و"4191" و"4517" و"5665" و"5703"، ومسلم "1201"، وأبو داود "1856" و"1857" و"1858" و"1859" و"1860" و"1861"، والترمذي "953"، والنسائي "5/ 194 و195"، وابن ماجه "3079" و"3080" والبيهقي "5/ 55 و169 و185 و187".

وَبِهِ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ شبيب، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، عَنْ قَزَعَة، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لا تشد الرِّحَال إلَّا إِلَى ثَلاَثَة مَسَاجِد إِلَى المَسْجَد الحَرَام وَإِلَى مَسْجِدِي وَإِلَى مَسْجِد بَيْت المَقْدِس" 1. رَوَاهُ مُسْلِم مِنْ طريقِ شُعبَة، عَنْ عبد الملك.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 234 و238"، والبخاري "1189"، ومسلم "1397"، وأبو داود "2033"، والنسائي "2/ 37"، وابن الجارود في "المنتقي" "512"، وابن حبان في "الإحسان" "1617"، والبيهقي "5/ 244"، و"10/ 82" من طريق الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: فذكره. وأخرجه أحمد "3/ 7 و43"، والبخاري "1197" و"1995"، ومسلم "827"، والترمذي "326" والبيهقي "10/ 82" من طرق عن عبد الملك بن عمير، عن قزعة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقد خرجت هذا الحديث في كتاب "الجواب الباهر في زوار المقابر" لابن تيمية ط. دار الجيل بيروت لبنان "ص33"، خرجته ثمة بإسهاب فارجع إليه إن شئت.

أخو المحاملي وبنت المحاملي

أخو المحاملي وبنت المحاملي: 2957- أخو المحاملي 1: المُحَدِّثُ الثِّقَةُ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الضَّبِّيّ. سَمِعَ: أَبَا حَفْص الفَلاَّس، وَمُحَمَّد بن المُثَنَّى العَنَزِيّ، وَيَعْقُوْب بن إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيّ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَعِيْسَى بن الوَزِيْر، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ. 2958- بنت المحاملي 2: العَالِمَة الفَقِيْهَة المفتيَة، أَمَة الوَاحِد بنْت الحُسَيْنِ بن إسماعيل.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 447"، والعبر "2/ 199"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 300". 2 ترجمتها في تاريخ بغداد "14/ 442"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 138"، والعبر "3/ 4"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 88".

تَفَقَّهت بِأَبيهَا، وَرَوَتْ: عَنْهُ، وَعَنْ إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاق، وَعَبْد الغَافر الحِمْصِيّ، وَحفظت القُرْآن، وَالفِقْه لِلشَافعِي، وَأَتقنت الفَرَائِض، وَمَسَائِل الدّور وَالعَرَبِيَّة وَغَيْر ذَلِكَ. وَاسمهَا سُتَيْتَة. قَالَ البَرْقَانِيّ: كَانَتْ تفتِي مَعَ أَبِي عَلِيّ بن أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَتْ مِنْ أَحْفَظ النَّاس لِلْفقه. وَرَوَى عَنْهَا: الحَسَن بن مُحَمَّدٍ الخَلاَّل. مَاتَتْ سَنَة سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَهِيَ وَالِدَة القَاضِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ المَحَامِلِيّ.

ابن شنبوذ

2959- ابن شنبوذ 1: شَيْخ المقرِئين، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ أَيُّوْبَ بن الصَّلْت بن شَنْبُوذ المُقْرِئ. أكثر الترحال في الطلب. وَتَلاَ عَلَى: هَارُوْنَ بن مُوْسَى الأَخْفَش، وَقنبل المَكِّيّ، وَإِسْحَاق الخُزَاعِيّ، وَإِدْرِيْس الحَدَّاد، وَالحَسَن بن العَبَّاسِ الرَّازِيّ، وَإِسْمَاعِيْل النَّحَاس، وَمُحَمَّد بن شَاذَانَ الجَوْهَرِيّ، وَعَدَد كَثِيْر. قَدْ ذكرتهُم فِي "طبقَاتِ القُرَّاء". وَسَمِعَ الحَدِيْث مِنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ كُرْبَزَان، ومحمد بن الحسين الحنيني، وإسحاق بن إبراهم الدَّبَرِيّ، وَطَائِفَة. وَكَانَ إِمَاماً صَدُوْقاً أَمِيناً متصوناً كَبِيْر الْقدر. تَلاَ عَلَيْهِ: أَحْمَد بن نَصْرٍ الشذَائِي، وَأَبُو الفَرَجِ الشنبوذِي تلمِيذه، وَأَبُو أَحْمَدَ السَّامرِي، وَالمُعَافَى الجُرَيْرِيّ، وَابْن فُوْرَك القبَّاب، وَإِدْرِيْس بن عَلِيٍّ المُؤَدِّب، وَأَبُو العَبَّاسِ المُطَّوِّعِيّ، وَغَزْوَان بن القَاسِمِ، وَخَلْق. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ بن أَبِي هَاشِم، وَأَبُو الشَّيْخ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ وَاعتمده أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَالكِبَار وَثوقاً بِنَقْلِهِ وَإِتقَانه لَكِنَّه كَانَ لَهُ رَأْي فِي القِرَاءةِ بِالشواذ الَّتِي تخَالف رسم الإِمَام فَنقمُوا عَلَيْهِ لِذَلِكَ وَبَالغُوا وَعزروهُ، وَالمَسْأَلَة مُخْتَلف فِيْهَا فِي الجُمْلَةِ وَمَا عَارضوهُ أَصلاً فِيْمَا أَقرأَ بِهِ ليَعْقُوْب وَلاَ لأَبِي جَعْفَرٍ بَلْ فيما خرج عن المصحف العُثْمَانِيِّ. وَقَدْ ذَكَرْتُ ذَلِكَ مَطَّولاً فِي طبقَاتِ القُرَّاء. قَالَ أَبُو شَامَة: كَانَ الرِّفْقُ بِابْنِ شَنَبوذ أَوْلَى، وَكَانَ اعتقَالُه وَإِغلاظُ القَوْلِ لَهُ كَافياً. وَلَيْسَ -كَانَ- بِمصيب فِيْمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ، لَكِن أَخطَاؤُه فِي وَاقعَةٍ لاَ تسْقط حَقَّه مِنْ حُرْمَة أَهْلِ القُرْآنِ وَالعِلْم. قُلْتُ: مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وهو في عشر الثمانين أو جاوزه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 280"، والأنساب "7/ 395"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 307"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "17/ 167"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 628"، والعبر "2/ 195"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 267"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 313".

عبد الصمد بن سعيد

2960- عبد الصمد بن سعيد 1: ابن عبد الله بن سعيد بن يعقوب المُحَدِّثُ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ الكِنْدِيُّ الحِمْصِيُّ قَاضِيِ حِمْص. سَمِعَ: يَزِيْدَ بن عَبْدِ الصَّمَدِ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَوْف، وَسُلَيْمَانَ بنَ عَبْدِ الحَمِيْدِ البَهْرَانِي، وَعِمْرَانَ بنَ بَكَّار، وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الخنَاجر الطَّرَابُلُسِي، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ الحَوْطِيَّ، وَينزِلُ إِلَى أَنْ يَرْوِيَ عَنِ ابْنِ جَوْصَا2 وَنَحْوِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: جُمَح بنُ القَاسِمِ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى السِّمْسَار، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ، وَأَبُو بَكْرُ بنُ المُقْرِئُ، وَالحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ الكِنْدِيُّ، وَالقَاضِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَلَبِيُّ، وآخرون. وجَمَعَ "تَارِيْخاً" لطيفاً فِيْمَنْ نَزَلَ حِمْصَ مِنَ الصَّحَابَةِ سَمِعْنَاهُ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ شَيْخَاهُ أَنَسُ بنُ السَّلْم، وَابْنُ جَوْصَا. قَالَ ابْنُ زَبْرٍ: توفي في سنة أربع وعشرين وثلاث ومائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 202"، وشذرات الذهب "2/ 302". 2 تقدمت ترجمته في هذا الجزء بتعليقنا رقم "388"، وبرقم ترجمة عام "2853". وابن جوصا، هو: أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عُمَيْرِ بنِ يُوْسُفَ بنِ مُوْسَى بنِ جَوْصَا، مَوْلَى بَنِيَّ هَاشِمٍ، وَيُقَالُ: مَوْلَى مُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ الكِلاَبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. راجع ترجمته ثمت.

الخرائطي وابن الباغندي

الخرائطي وابن الباغندي: 2961- الخرائطي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّدُوق المُصَنِّف، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ سَهْل بنِ شَاكِرٍ السَّامَرِّيُّ، الخَرَائِطِيُّ. صَاحِبُ كِتَاب "مَكَارمِ الأَخلاَقِ"، وَكِتَابِ "مسَاوِئِ الأَخلاَق"، وَكِتَاب "اعتلاَل القُلُوبِ"، وَغَيْرِ ذَلِكَ. سَمِعَ: الحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ، وَعَلِيَّ بن حَرْبٍ، وَعُمَرَ بنَ شَبَّةَ، وَسَعْدَانَ بنَ نَصْرٍ، وَسَعْدَان بن يَزِيْدَ، وَحُمَيْد بنَ الرَّبِيْعِ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ بُديل، وَشُعَيْبَ بنَ أَيُّوْبَ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْرٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ مُهنا الدَّرَانِي، وَمُحَمَّدُ وَأَحْمَدُ ابْنَا مُوْسَى السِّمْسَارُ، وَالقَاضِي يُوْسُف المَيَانَجِي، وَعَبْد الوَهَّابِ الكِلاَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي الحَدِيْد، وآخرون. وَحَدَّثَ بِدِمَشْقَ وَبَعَسْقَلاَنَ. قَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: صَنَّفَ الكَثِيْرَ، وَكَانَ مِنَ الأَعيَانِ الثِّقَاتِ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ حَسَنَ الأَخْبَارِ، مَلِيحَ التَّصَانِيْف. قيل: مَاتَ بيَافَا فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وثلاث مائة. 2962- ابن الباغندي 2: الحافظ ابن الحافظ ابن الحَافِظِ، هُوَ المُتْقِنُ الإِمَامُ أَبُو ذَر أَحْمَدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَان بن البَاغَنْدِيِّ. سَمِعَ: عُمَرَ بنَ شَبَّةَ، وَسَعْدَانَ بنَ نَصْرٍ، وَعَلِيّ بنَ الحُسَيْنِ بنِ إِشْكَابَ وَطَبَقَتهُم. وَعَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ، وَالمُعَافَى النَّهْرَوَانِيُّ، وَعُمَرُ بنُ شَاهِيْنٍ، وَيفضِّلونَه عَلَى أَبِيْهِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ست وعشرين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 139"، والأنساب للسمعاني "5/ 71"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "18/ 98"، والعبر "2/ 209"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 265"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 309". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 86"، والعبر "2/ 206"، وشذرات الذهبي لابن العماد "2/ 307".

أبو الدحداح وخير النساج

أبو الدحداح وخير النساج: 2963- أبو الدحداح 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو الدَّحْدَاح أَحْمَدُ بن محمد بن إِسْمَاعِيْلَ بنِ يَحْيَى بنِ يَزِيْدَ، التَّمِيْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَمُوْسَى بنَ عَامِر، وَمَحْمُوْدَ بنَ خَالِدٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ هَاشِمٍ البَعْلَبَكِّيَّ، وَعَبْدَ الوَهَّاب بنَ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الأَشْجَعِيَّ، وَأَبَا إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيَّ، وأبا عتبة الحجازي، ومحمد بن إسماعيل ابن عُلَيَّةَ، وَأَبَا أُمَيَّة الطَّرَسُوْسِيّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. وَكَانَ ذَا عِنَايَة وَإِتْقَانٍ، وَعُمِّرَ دَهْراً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّبَعِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطبَرَانِيُّ، وَالقَاضِي أبو بكر الأبهري، وأبو بكر بن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الْحَدِيد، وَآخَرُوْنَ. كَانَ يَسْكُنُ فِي طَرَفِ العُقَيْبَة. وَإِليه يُنْسَبُ مَرْجُ أَبِي الدَّحْدَاح. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ مليئاً بِحَدِيْثِ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ. رَوَى عَنْ: عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابه. وَقَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ الكِلاَبِيُّ: مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وثلاث مائة. وقيل: مات فِي مُحَرَّمهَا، وَهُوَ مِنْ بَيْت عِلْم وَتقدُّم. 2964- خير النساج 2: الزاهد الكبير، أبو الحسن البغدادي. كَانَتْ لَهُ حَلْقَة يَتَكَلَّم فِيْهَا عَلَى الصُّوْفِيَّة. صَحِبَ: أَبَا حَمْزَةَ البَغْدَادِيَّ، وَالجُنَيْد، وَعُمّر نَحْو المائَة. حَكَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عَطَاء الرُّوذْبَارِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيّ، وَيُقَالُ: لقِي سَرِيّاً السَّقَطِيَّ. وَكَانَ أَسودَ اللَّوْنِ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ حَجَّ، فَأَخَذَهَ رَجُلٌ بِالكُوْفَةِ، وَقَالَ: أَنْتَ عَبْدِي وَاسمُك خَيْر فَمَا نَازَعه، بَلِ انقَادَ مَعَه، فَاسْتعملَه مُدَّة فِي النِّسَاجةِ، وَكَانَ اسْمه مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ، ثُمَّ بَعْدَ زَمَانٍ أَطَلَقَهُ، وَقَالَ: مَا أَنْتَ عَبْدِي. فَيُقَالُ: أُلقِي عَلَيْهِ شبه ذَاكَ العَبْد مُدَّةً. وَله أَحْوَال وَكَرَامَاتٌ. وَكَانَ يحضُرُ السَّمَاع، سَمَاع المَشَايِخ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثنتين وعشرين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 211"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 312". 2 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 579"، وتاريخ بغداد "2/ 48"، و"8/ 345"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 274"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 222"، والعبر "2/ 193"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 294".

الأرزناني والجورجيري

الأرزناني والجورجيري: 2965- الأرزناني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ، أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زِيَاد، الأَرْزُنَانِي. طوَّفَ الشَّام والعراق وأصبهان. سَمِعَ: إِسْمَاعِيْل سَمُّويه، وَمُحَمَّدَ بنَ غَالِب تَمْتَاماً، وَعَلِيَّ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ وَأَقْرَانَهُم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخ، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ الخَشَّاب، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مِهْرَانَ المُقْرِئ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَجَمَاعَةٌ. مَاتَ فِيْمَا وَرَّخَه أَبُو نُعَيْمٍ: سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة. قال الحاكم ابْن البَيِّع: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ العَبَّاسِ الشَّهِيْد، يَقُوْلُ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا هَرَاة أَحَدٌ مِثْل أَبِي جَعْفَرٍ الأَرْزُنَانِي زُهْداً وَوَرَعاً وَحِفْظاً وَإِتْقَاناً، رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: قَارب ثَمَانِيْنَ سنَةً. 2966- الجُورْجِيرِيُّ 2: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ، أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْص، الأَصْبَهَانِيُّ الجُورْجيرِي. سَمِعَ مِنْ: إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ شَاذَان الفَارِسِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيّ، وَمَسْعُوْدِ بنِ يَزِيْدَ القَطَّان، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عبد الله الجمحي، وحجاج بن قتيبة. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَندَة، وَعُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ البُرْجِيُّ شَيْخُ الرَّئيس الثَّقَفِيِّ، وَطَائِفَةٌ. يَقَعُ مِنْ عَوَالِيْهِ فِي "الثَّقَفِيَّات". تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وثلاث مائة، وهو في عشر التسعين.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 629"، والأنساب للسمعاني "1/ 182". 2 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 272"، والأنساب للسمعاني "3/ 356"، والعبر "2/ 223"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 328".

ابن مجاهد

2967- ابن مجاهد 1: الإِمَامُ المُقْرِئُ المُحَدِّثُ النَّحْويُّ، شَيْخُ المقرِئين، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى بنِ العَبَّاسِ بنِ مُجَاهِدٍ البَغْدَادِيُّ. مُصَنِّفُ كِتَابِ "السَّبْعَةِ". وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ مِنْ: سَعْدَان بنِ نَصْرٍ، وَالرَّمَادِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ إسحاق الصاغاني، وعبد الله ابن مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ وَطَبَقَتِهِم. تَلاَ عَلَى قُنْبُل، وَأَبِي الزَّعْرَاء بنِ عَبْدُوس وَأَخَذَ الحُرُوْفَ عَرْضاً عَنْ طَائِفَة، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عِلْم هَذَا الشَّأْنِ وتصدر مدة. وقرأَ عَلَيْهِ خَلْقٌ كَثِيْرٌ: مِنْهُم عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَبِي هَاشِمٍ، وَأَبُو عِيْسَى بَكَّار، وَالحَسَن المُطَّوِّعِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّذَائِي، وَأَبُو الفَرَجِ الشَّنَبُوذِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ السَّامَرِّي، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ حَبَش، وَأَبُو الحُسَيْنِ عُبَيْد اللهِ بن البَوّاب، وَمَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدٍ القَزَّاز. وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ شَاهِيْنٍ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَأَبُو بَكْر بنُ شَاذَانَ، وَأَبُو حَفْصٍ الكَتَّانِيُّ، وَأَبُو مُسْلِم الكَاتِبُ وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: فَاق ابْنُ مُجَاهِد سَائِر نَظَائِرِهِ مَعَ اتسَاعِ علْمه، وَبَرَاعَة فَهمه، وَصِدْق لهْجَته، وَظُهُور نُسكه. تصدَّر فِي حَيَاة مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الكِسَائِيّ. قَالَ ابْنُ أَبِي هَاشِم: قَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ مُجَاهِد: لمَ لاَ تختَار لِنَفْسِك حَرْفاً؟ قَالَ: نَحْنُ إِلَى أَنْ تَعْمَلَ أَنفُسنَا فِي حِفْظِ مَا مَضَى عَلَيْهِ أَئمَّتُنَا، أَحْوَجُ مِنَّا إِلَى اخْتِيَار. وَقِيْلَ: كَانَ ابْنُ مُجَاهِدٍ صَاحِبَ لُطف وَظَرْف يُجِيْدُ مَعْرِفَةَ الموسيقَى. وَكَانَ فِي حَلْقته مِنَ الَّذِيْنَ يَأْخذُوْنَ عَلَى النَّاسِ أَرْبَعَةٌ وَثَمَانُوْنَ مُقْرِئاً. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أربع وعشرين وثلاث مائة. سَمِعْتُ كِتَابَهُ بِإِسْنَادٍ عَالٍ. وَمَاتَ مَعَ ابْنِ مُجَاهِد، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبشِّرٍ الوَاسِطِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الأَشْعَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَافِظ بَقِيِّ بنِ مَخلْدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ الجِيزيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بن محمد بن نصر المديني.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 144"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 282"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "5/ 65"، والعبر "2/ 201"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 258"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 302".

ابن الأنباري

2968- ابن الأنباري 1: الإِمَامُ الحَافِظُ اللُّغَوِيُّ ذُو الفنُوْنِ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ بَشَّارٍ بن الأَنْبَارِيِّ، المُقْرِئُ النَّحْوِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ فِي صِباهُ بَاعتنَاءِ أَبِيْهِ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيِّ، وَإِسْمَاعِيْل القَاضِي، وَأَحْمَدَ بنِ الهَيْثَمِ البَزَّاز، وَأَبِي العَبَّاسِ ثَعْلَبٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَحمل عَنْ وَالدِه، وَأَلَّفَ الدَّوَاوِيْنَ الكِبَارَ مَعَ الصدق والدين، وسعة الحفظ. حدث عنه: أبو عمر بن حيويه، وأحمد بنُ نَصْرٍ الشَّذَائِيُّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَبِي هَاشِمٍ، وَأَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله ابن أَخِي مِيمِي الدَّقَّاقِ، وَأَحْمَد بنُ مُحَمَّدِ بنُ الجَرَّاح، وَأَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الكَاتِبُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ القَالِيُّ: كَانَ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ يَحْفَظُ فِيْمَا قِيْلَ: ثَلاَث مائَة أَلْف بَيْت شَاهدٍ فِي القُرْآن. قُلْتُ: هَذَا يَجِيْءُ فِي أَرْبَعِيْنَ مُجَلَّداً. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ التَّنوُخِيُّ: كَانَ ابْنُ الأَنْبَارِيّ يُمْلِي مِنْ حِفْظِهِ، مَا أَمْلَى مِنْ دَفْتَرٍ قَطُّ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ: مَا رأَينَا أَحَداً أَحْفَظَ مِنِ ابْنِ الأَنْبَارِيِّ، وَلا أَغزرَ مِنْ عِلْمه. وَحدثونِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أَحفظُ ثَلاثَةَ عَشَرَ صُنْدوقاً. وَقِيْلَ: كَانَ يَأْكُل القَليَّة2، وَيَقُوْلُ: أَبقِي عَلَى حِفْظِي. وَقِيْلَ: إِنَّ مِنْ جُمْلَةِ مَحْفُوظه عشرين ومائة تفسير بأسانيدها.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 181"، والأنساب للسمعاني "1/ 355"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 311"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "18/ 306"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 642"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 821"، والعبر "2/ 214"، والنجوم الزاهرة "3/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 315". 2 القلية: مرقة تتخد من لحوم الجزور وأكبادها.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ابْنُ الأَنْبارِي صدوقًا دينًا من أهل السنة. صَنّفَ فِي عُلُوْمِ القُرْآنِ وَالغَريبِ وَالمُشْكِل وَالوَقْفِ وَالاَبتدَاء. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ وَأَفْضَلِهُم فِي نَحْوِ الكُوْفِيّين، وَأَكْثَرِهُم حِفْظاً للُّغَةِ. أَخَذَ عَنْ: ثَعْلبٍ، وَأَخَذَ النَّاسُ عَنْهُ، وَهُوَ شب فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَلاَثٍ مائَة. قَالَ أَبُو الحَسَنِ العَرُوْضِي: كُنْتُ أَنَا وَابْن الأَنْبَارِيّ عِنْد الرَّاضِي بِاللهِ، فَفِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ سأَلَتْه جَارِيَةٌ عَنْ تَفْسِيْرِ شَيْءٍ مِنَ الرُّؤْيَا، فَقَالَ: أَنَا حَاقِنٌ، وَمَضَى. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، عَادَ، وَقَدْ صَارَ مُعبِّراً للرُّؤْيَا. مَضَى مِنْ يَوْمه، فَدَرَسَ كِتَابَ "الكِرْمَانِيّ فِي التعبِير" وَجَاءَ. قُلْتُ: لَهُ كِتَابُ "الوَقْفِ وَالاَبتدَاء"، وَكِتَابُ "المُشْكل"، وَ"غَرِيْب الغَرِيْب النبوِي"، وَ"شَرْح المفضَّلِيَّات"، وَ"شَرْحُ السَّبْعِ الطِّوَال"، وَكِتَاب "الزَّاهر"، وَكِتَاب "الكَافي" فِي النَّحْوِ، وَكِتَابُ "اللاَّمَاتِ"، وَكِتَاب "شَرْحِ الكَافي"، وَكِتَابُ "الهَاءآت"، وَكِتَاب "الأَضْدَادِ"، وَكِتَاب "المذكَّر وَالمُؤنث"، وَكِتَاب "رسَالَة المُشْكِلِ" يَرُدُّ عَلَى ابْنِ قُتَيْبَةَ، وَأَبِي حَاتِمٍ، وَكِتَابُ "الرَّدِّ عَلَى مَنْ خَالف مُصْحَفَ عُثْمَان" بِأَخْبَرَنَا وَحَدَّثَنَا، يقضِي بِأَنَّهُ حَافِظٌ لِلْحَدِيْثِ، وَلَهُ أَمَالِي كَثِيْرَةٌ، وَكَانَ مِنْ أفراد العالم. وَقَالَ حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَاهِر: كَانَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ زَاهِداً مُتَوَاضعاً، حَكَى الدَّارَقُطْنِيّ أَنَّهُ حَضَرَه، فَصحف فِي اسْمٍ، قَالَ: فَأَعْظَمْتُ أَنْ يُحمل عَنْهُ وَهُمٌ وَهِبْتُهُ، فَعَرَّفْتُ مُسْتَمْلِيْهِ. فَلَمَّا حَضَرْتُ الجُمُعَة الأُخْرَى، قَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ لمُسْتَمْلِيْهِ: عَرِّفِ الجَمَاعَةَ أَنَّا صحَّفنَا الاسْمَ الفُلاَنِيَّ، وَنَبَّهنَا عَلَيْهِ ذَلِكَ الشَّابُّ عَلَى الصَّوَاب. وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ الأَنْبَارِيِّ -عَلَى مَا بَلَغَنِي- أَمْلَى "غَرِيْبَ الحَدِيْث" فِي خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِيْنَ أَلف وَرقَة. فَإِنْ صَحَّ هَذَا، فَهَذَا الكتَابُ يَكُوْن أَزيدَ مِنْ مائَةِ مُجَلَّد. وَكِتَاب "شَرْحِ الكَافي" لَهُ ثَلاَثُ مُجَلَّدَات كِبَار. وَلَهُ كِتَاب "الجَاهِليَات" فِي سَبْع مائَة وَرقَة. وَقَدْ كَانَ أَبُوْهُ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ مُحَدِّثاً أَخْبَارِيّاً عَلاَّمَةً مِنْ أَئِمَةِ الأَدَبِ. أَخَذَ عَنْ: سَلَمَة بنِ عَاصِم، وَأَبِي عكرمة الضبي. وَله كِتَاب "خَلْقِ الإِنْسَانِ"، وَكِتَاب "خَلْق الفَرَس"، وَكِتَابُ "الأَمثَالِ"، وَ"المقصورُ وَالمَمْدُوْد"، وَ"غَرِيْب الحَدِيْث" وَأَشيَاء عِدَّة. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمَاتَ ابْنه العَلاَّمَةُ أَبُو بَكْرٍ فِي لَيْلَةِ الأَضْحَى بِبَغْدَادَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ عَنْ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً.

وَفِيْهَا مَاتَ العَلاَّمَةُ أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ رَبِّهِ القُرْطُبِيُّ صَاحِبُ "كِتَابِ العِقْدِ" عَنِ اثنينِ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَكبِيرُ الشَّافِعِيَّة أَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ الإِصْطَخْرِيُّ بِبَغْدَادَ عَنْ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَمُقْرِئ العِرَاقِ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَنَبُوذ، وَشَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ أَبُو مُحَمَّدٍ المُرْتَعِش بِبَغْدَادَ، وَالوَزِيْر أَبُو عَلِيٍّ بنُ مُقْلَةَ. وَمُسْنِدُ نَيْسَابُوْرَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الشَّرْقِيّ، وَمُسْنِدُ دِمَشْقَ أَبُو الدَّحْدَاح أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاعِيلَ التَّمِيْمِيُّ، وَمُسْنِدُ بَغْدَادَ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ العلاء الجَوْزَجَانِيُّ عَنْ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَعَالِمُ نَيْسَابُوْر وَقُدْوَتهُا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الثَّقَفِيّ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ المُطبقِيِّ بِبَغْدَادَ مِنْ شُيُوْخِ ابْن جُمَيْع. أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ العَلاَّنِيُّ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بنِ القَاسِمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ الأَنْبَارِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو عتَّاب الدلال، حدثنا المختار بن نافع، حدثنا أَبُو حَيَّان التَّيْمِيّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَلِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَحِمَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، زوجنِي ابْنَتَه، وَنَقَلَنِي إِلَى دَار الهِجْرَةِ وَأَعْتَقَ بِلالاً، رَحِمَ اللهُ عُمَرَ يَقُوْلُ الحَقَّ وَإِنْ كَانَ مرّاً، تركَه الحَقُّ وَمَا لَهُ مِنْ صَدِيْقٍ، رَحِمَ اللهُ عُثْمَانَ تَسْتحييه المَلاَئِكَةُ، رَحِمَ اللهُ عَلِيّاً، اللَّهُمَّ أَدِر الحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دار"1.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه الترمذي "3714" حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري، حَدَّثَنَا أَبُو عَتَّابٍ سَهْلُ بنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا المختار بن نافع، به. وقال أبو عيسى في إثره: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والمختار بن نافع شيخ بصري كثير الغرائب، وأبو حبان التيمي اسمه يحيى بن سعيد بن حيان التيمي كوفي، وهو ثقة. قلت: إسناده واه بمرة، آفته المختار نافع، قال النسائي وغيره: ليس بثقة. وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا. وقال البخاري: منكر الحديث، كنيته أبو إسحاق.

البزدوي

2969- البزدوي 1: الشَّيْخُ الكَبِيْرُ المُسْنِد، أَبُو طَلْحَةَ، مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بن قَرِيْنَة بن سَوِيَّة البَزْدِيُّ، وَيُقَالُ: البَزْدَوِيُّ النَّسَفِيُّ دِهْقَانُ قريَة بَزْدَة. وَثَّقَهُ الأَمِيْرُ ابْنُ مَاكُوْلا. وَقَالَ: كَانَ آخِرَ مَنْ حدَّث "بِالجَامِعِ الصَّحِيْح" عَنِ البُخَارِيّ. قَالَ الحَافِظُ جَعْفَر المُسْتَغْفِريُّ: يضعِّفون رِوَايَته مِنْ جِهَة صِغَره حِيْنَ سَمِعَ، وَيَقُوْلُونَ: وُجِدَ سَمَاعه بِخَط جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّد مَوْلَى أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ دِهْقَان تُوبَن فَقَرَؤُوا كُلَّ الكِتَابِ مِنْ أَصلِ حَمَّادِ بنِ شَاكِر. وَسَمِعَ مِنْهُ: أَهْلُ بَلَده، وَصَارتْ إليه الرحلة في أيامه. ثُمَّ قَالَ المُسْتَغْفِريُّ: حَدَّثَنَا عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ المُقْرِئ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ. وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: هُوَ آخِر مِنْ حدَّث "بِالصَّحِيْح" عَنِ المؤلف.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 243"، وتبصير المنتبه "1/ 141"، ولسان الميزان "6/ 100".

الكليني وأبو على الثقفي

الكليني وأبو على الثقفي: 2970- الكليني 1: شَيْخُ الشِّيْعَة، وَعَالِمُ الإِمَامِيَّة، صَاحِبُ "التَّصَانِيْفِ"، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ الرَّازِيُّ الكُلِينِي بنُوْن. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الصَّيْمَرِيُّ، وَغَيْرهُ. وَكَانَ بِبَغْدَادَ، وَبِهَا تُوُفِّيَ وَقبرُه مَشْهُوْر. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَهُوَ بضمِّ الكَاف، وَإِمَالَة اللاَّم. قَيده الأَمِيْن. 2971- أَبُو عَلِيٍّ الثقفي 2: الإِمَامُ المُحَدِّث الفَقِيْه العَلاَّمَة الزَّاهِد العَابِدُ، شَيْخُ خراسان، أبو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَبْدِ الرحمن ابن عَبْدِ الوَهَّابِ، الثَّقَفِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّافِعِيُّ الوَاعِظُ، مِنْ وَلَد الحَّجَاج. مَوْلِدُهُ بقُهُسْتَان فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء، وَمُوْسَى بن نَصْرٍ الرَّازِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ ملَاعِب الحَافِظ، وَمُحَمَّد بن الجَهْمِ السِّمَّرِيِّ، وَطَبَقَتِهِم. سَمِعَ فِي كبره. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الصِّبْغِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الفَقِيْه، وَأَبُو عَلِيٍّ النيسابوري، وأبو أحمد الحاكم، وآخرون.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 186"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 226"، ولسان الميزان "5/ 433". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 135"، والعبر "2/ 214"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 267"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 315".

قَالَ الحَاكِمُ: شَهِدْتُ جِنَازَتَه، فَلا أَذكر أَنِّي رَأَيْتُ بنَيْسَابُوْرَ مِثْلَ ذَلِكَ الجَمْعِ، وَحَضَرْتُ مَجْلِسَ وَعْظه، وَأَنَا صَغِيْرٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ فِي دعَائِه: إِنَّك أَنْتَ الوَهَّاب الوَهَّاب الوَهَّاب. قَالَ شَيْخنَا الصِّبْغِيُّ: شمَائِل الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ، أَخَذَهَا مَالِك الإِمَامُ عَنْهُم، وَأَخذهَا عَنْ مَالِكٍ يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ، وَأَخذهَا عَنْ يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ، وَأَخذهَا عَنِ ابْنِ نَصْر أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ. قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ الفَقِيْه، يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ سُرَيْج بِبَغْدَادَ، فَسَأَلنِي: عَلَى مَنْ درستَ فِقْه الشَّافِعِيّ بِخُرَاسَانَ؟ قُلْتُ: عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الثَّقَفِيّ. قَالَ: لَعَلَّك تعنِي: الحَجاجِيّ الأَزْرَق؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: مَا جَاءنَا مِنْ خُرَاسَان أَفقه مِنْهُ. وَسَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ الزَّاهِد، يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ فِي عَصْره حجة الله على خلقه. وَسَمِعْتُ الصِّبغِيّ، يَقُوْلُ: مَا عَرَفْنَا الجَدَلَ وَالنَّظَر حَتَّى وَرَدَ أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ مِنَ العِرَاقِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: لقِي أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيّ أَبَا حَفْص النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَحمدُوْنَ القَصَّار، وَكَانَ إِمَاماً فِي أَكْثَر عُلُوْم الشَّرع، مقدَّماً فِي كُلِّ فنٍّ مِنْهُ. عطَّل أَكْثَر عُلُوْمه، وَاشتغَل بعِلْم الصُّوْفِيَّة، وَقَعَدَ، وَتكلَّم عَلَيْهِم أَحسنَ كَلامٍ فِي عُيُوب النَّفْس، وَآفَاتِ الأَفْعَال: وَمَعَ علمه وَكَمَاله خَالفَ الإِمَام ابْنَ خُزَيْمَةَ فِي مَسَائِل التَّوفيق وَالخذلاَن، وَمسأَلَةِ الإِيْمَان، وَمسأَلة اللَّفْظِ، فَأُلزم البَيْت، وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ إِلَى أَنْ مَاتَ وَأصَابه فِي ذَلِكَ مِحَنٌ. وَمِنْ قَوْله: يَا مَنْ بَاعَ كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ شَيْء، وَاشْتَرَى لاَ شَيْءَ بِكُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ: أُفٍّ مِنْ أَشغَال الدُّنْيَا إِذَا أَقْبَلَتْ، وَأَفٍّ مِنْ حَسَرَاتهَا إِذَا أَدْبَرَتْ، العَاقل لاَ يَرْكَن إِلَى شَيْءٍ إِنْ أَقبل كَانَ شُغلاً، وَإِنْ أَدْبَرَ كان حسرة. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُهُ، يَقُوْلُ: تَرْكُ الرِّيَاء للرِّيَاء أَقبحُ مِنَ الرِّيَاء. وَعَنْهُ قَالَ: هوذَا أَنظرُ إِلَى طَرِيْق نَجَاتِي مِثْل مَا أَنظرُ إِلَى الشَّمْس، وَلَيْسَ أَخطو خَطْوَة. وَكَانَ كَثِيْراً مَا يَتَكَلَّم فِي رُؤْيَة عَيْب الأَفْعَال. مات أبو علي في جمادى الأولى سنة ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

ابن عبد ربه وابن بلال

ابن عبد ربه وابن بلال: 2972- ابن عبد ربه 1: العَلاَّمَةُ الأَدِيْبُ الأَخْبَارِيُّ، صَاحِب كِتَابِ "العَقْدِ"، أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ رَبِّهِ بنِ حَبِيْب بن حُدَيْرٍ المَروَانِيُّ مَوْلَى أَمِيْر الأَنْدَلُس هِشَام بنِ الدَّاخل الأَنْدَلُسِيّ القُرْطُبِيِّ. سَمِعَ: بَقِيَ بن مَخْلَد، وَجَمَاعَة. وَكَانَ موثَّقاً نَبِيْلاً بَلِيْغاً شَاعِراً، عَاشَ اثْنَيْنِ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة. 2973- ابن بلال 2: الشَّيْخُ المُسْنِد الصَّدُوْق، أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ بِلاَل النَّيْسَابُوْرِيُّ المَعْرُوْف بِالخَشَّاب، لِكَوْنِهِ يَسكن بِالخَشَّابين. وُلِدَ فِي حَدِّ سنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بِشْرٍ، وَأَحْمَدَ بن حَفْص، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ، وَأَحْمَدَ بن مَنْصُوْر زَاج، وَطَائِفَةً بِبَلَدِهِ، وَحَجَّ، فسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنَ الحَسَنِ بن مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيّ وَغَيْرِه، وَبَالكُوْفَةِ مِنْ مُوْسَى بن إِسْحَاقَ القَوَّاس الكِنَانِيّ، وَسَمَاعه مِنْهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ، وَبهمذَان مِنْ سَخْتُويَه بن مَازيَار وَغَيْره، وَبِمَكَّةَ مِنْ يَحْيَى بنِ الرَّبِيْع، وَبَحْرِ بنِ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيِّ. وَاشْتُهِرَ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ علوُّ الإِسْنَاد. قَالَ الخَلِيْلِيّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ مَشْهُوْر، سَمِعَ مِنْهُ الكِبَار. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة، وَعَاصِمُ بنُ يَحْيَى الزَّاهِد، وَحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ السُّتُورِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ العَلَوِيُّ، وَحَمْزَةُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الطَّبِيْب، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمِش الزِّيَادِيُّ، وَآخَرُوْنَ. ورآهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَلَمْ يَقَعْ لَهُ عَنْهُ شَيْء. وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ عيدِ الأَضحَى سنَة ثَلاَثِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء "4/ 211"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 46"، والعبر "2/ 211"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 266"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 312". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 120"، والعبر "2/ 221".

وَفِيْهَا مَاتَ المَحَامِلِيُّ، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الصَّيْرَفِيُّ بِبَغْدَادَ مِنْ أَصْحَاب الوُجُوه، وَشَيْخُ الصُّوْفِيَّة أَبُو يَعْقُوْبَ إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّهْرَجُورِيُّ الزَّاهِدُ، وَتَبُوْك بن أَحْمَدَ السلمي صاحب هشام بن عمار، وجعفر ابن عَلِيٍّ الدَّقَّاق الحَافِظ، وَالحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ صدَقَة الفَرَائِضيُّ الأَزْرَق، وَزَكَرِيَّا بنُ أَحْمَدَ البَلْخِيّ قَاضِي دِمَشْق، وَأَبُو هَاشِمٍ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ سَلاَمَةَ الحِمْصِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يُوْنُسَ القَبْرِيُّ صَاحِبُ بَقِيِّ بن مَخْلَد، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ أَحْمَدَ الزَّيَّات أَبُو العَبَّاسِ البَغْدَادِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْد الحَافِظ البَزَّاز، وَمُحَمَّدُ بنُ رَائِق الأَمِيْر، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَيْمَن القُرْطُبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الجُوْرجيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الهَرَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ لُبَابَة القُرْطُبِيّ، وَأَبُو صَالِحٍ الدِّمَشْقِيُّ العَابِدُ، وَاسمه مفلح.

الهزاني

2974- الهزاني 1: مُسْنِدُ البَصْرَة الثِّقَةُ المُعَمَّر، أَبُو روقٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَكْرٍ، الهِزَّانِيُّ البَصْرِيُّ. سَمِعَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَبعدهَا، مِنْ: عَمْرو بن عَلِيٍّ الفَلاَّس، وَمُحَمَّدِ بنِ الوَلِيْدِ البسري، ومحمد ابن النُّعْمَانِ بنِ شِبْل البَاهِلِيِّ -الضَّعيف الَّذِي رَوَى عَنْ مَالِك- وَمَيْمُوْنَ بنِ مِهْرَانَ، وَأَحْمَدَ بنِ رَوْح، وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ أَخِيْهِ أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَكْرٍ الهِزَّانِي، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجُنْدِيّ، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو الحُسَيْن بنُ جُمَيْعَ الصّيْدَاوِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ القَاسِمِ الشَّاهد -شَيْخٌ رحَلَ إِلَيْهِ الخَطِيْبُ- وَغَيْرُهُم، وَقَدْ أَرَّخَ ابْنُ المُقْرِئ أَنَّهُ سَمِعَ: مِنْهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَعَ لِي حَدِيْثُه عَالِياً فِي "مُعْجم" ابْنِ جُمَيْع. وَقَدْ رويتُ ذَلِكَ فِي سيرَة مَالِك. وَبَعْضُ النَّاس أَرَّخ مَوْتَه فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وثلاث مائة، فوهم.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "1/ 132"، والعبر "2/ 225"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 329".

ابن عبيد والحامض

ابن عبيد والحامض: 2975- ابن عبيد 1: الحَافِظُ الإِمَامُ الثِّقَة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حساب البغدادي، البزاز. سمع من: عبادس الدُّوْرِيّ، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيّ، وَيَحْيَى بن أَبِي طَالِبٍ، وَأَحْمَد بن أَبِي عَرْزَة، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ، وَابْنُ جُمَيْع، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُتَيَّم وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً حَافِظاً عَارِفاً. مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَمَان وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ القَوَّاس، أَخْبَرْنَا ابْنُ الحَرَستَانِيُّ، أَخْبَرَنَا جمَالُ الإِسْلاَم، أَخْبَرْنَا ابْنُ طَلاَّبٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا". قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: "هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالفِتَنُ، وَبِهَا -أَوْ قَالَ مِنْهَا- يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ" 2. 2976- الحامض 3: الشَّيْخُ الجَلِيْل الثِّقَة، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ يَزِيْدَ، المَرْوَزِيُّ الأصل، البغدادي، ويعرف بحامض رأسه. سَمِعَ: سَعْدَان بنَ نَصْرٍ، وَالحَسَنَ بنَ أَبِي الرَّبِيْع، وَأَبَا يَحْيَى مُحَمَّدَ بنَ سَعِيْدٍ العَطَّار، وَأَبَا أُمَيَّة الطَّرَسُوْسِيَّ وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عمر بن حيويه، والقاضي أبو بكر الأبهري، وَأَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ، وَعُمَر بنُ شَاهِيْنٍ، وَالمُعَافَى الجُرَيْرِيّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع. وَنقل الخَطِيْبُ أنه ثقة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 73"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 816"، والعبر "2/ 223"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 327". 2 صحيح: أخرجه البخاري "7094"، ومسلم "2905"، والترمذي "3953". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 124"، والأنساب للسمعاني "4/ 30"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 324"، والعبر "2/ 217"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 323".

تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ الطَّائِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الحَرَسْتَانِيِّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ المُسَلَّمِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ طَلاَّبٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَامض بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا عِصْمَة بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنَ الشِّعْر حُكْماً" 1 وَذَكَرَ الحَدِيْثَ. قَالَ الحَافِظُ عُمَر الرَّوَّاسِيّ: سقَطَ شَيْخُ الحَامِض.

_ 1 صحيح: أخرجه الطبراني في "الأوسط" "1475" و"2481"، وأبو نعيم في "الحلية" "7/ 269". وله شاهد من حديث أبي بن كعب: عند البخاري "6145"، وأبي داود "5010"، وابن ماجه "3755". وشاهد آخر من حديث عبد الله بن عباس: عند أبي داود "5011"، والترمذي "2845"، وابن ماجه "3756"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "3/ 443"، وأحمد "1/ 269 و273 و303 و309 و313". وشاهد ثالث من حديث بريدة: عند أبي داود "5012". وشاهد رابع من حديث ابن مسعود: عند الترمذي "2844". وشاهد خامس من حديث أبي هريرة: عند أبي نعيم في "الحلية" "8/ 309". وشاهد سادس من حديث حسان بن ثابت: عند الخطيب في "تاريخه" "3/ 98".

الأزرق

2977- الأزرق 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ، أَبُو بَكْرٍ، يُوْسُفُ بنُ يعقوب بن الحَافِظِ إِسْحَاقَ بنِ بُهْلُوْل، التَّنوخِيُّ الأَنْبَارِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ الكَاتِبُ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ مِنْ: جَدِّه، وَبِشْر بنِ مَطَر، وَالزُّبَيْر بنِ بَكَّار، وَالحَسَن بنِ عَرَفَةَ، وَيَعْقُوْب بنِ شَيْبَةَ الحَافِظ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُظَفَّر، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع، وَأَبُو الحُسَيْنِ بن تميم، وَإِبْرَاهِيْم بن خُرَّشِيذ قُوله وَآخَرُوْنَ، حَتَّى قِيْلَ: إِنَّ الحَافِظ أَبَا يَعْلَى المَوْصِلِيّ رَوَى عَنْهُ، وَهَذَا غَلَطٌ، بَلْ جَاءَ ذِكْرُ أَبِي يَعْلَى زَائِداً فِي إِسْنَاد الحَدِيْث. قَالَ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ الأَزْرَق: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: خَرَجَ عَنْ يدِي إِلَى سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ نَيِّفٌ وَخَمْسُوْنَ أَلف دِيْنَارٍ فِي أَبْوَاب البِرِّ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 321"، والأنساب للسمعاني "1/ 200"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 325"، والعبر "2/ 219"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 324".

قَالَ القَاضِي أَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ: كَانَ يُوْسُفُ الأَزْرَق كَاتِباً جليلاً مُتصرِّفاً، وَكَانَ متخَشِّناً فِي دِيْنِهِ، أَمَّاراً بِالمَعْرُوْف. تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ تسع وعشرين وثلاث مائة. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ البَزَّاز بهَرَاة، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ دَلُّويه الدَّقَّاق، وَعُبَيْدُ اللهِ ابن إِبْرَاهِيْمَ بنِ بَالُوْيَه المُزَكِّيُّ، وَالوَزِيْر أَبُو الفَضْلِ البَلْعمِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَن الجَرَوِيّ، وَمَنْصُوْر بن مُحَمَّدٍ البَزْدَوِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَامضُ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوَيه المَرْوَزِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زَبْرٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ البَطِّيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي مُسْلِم، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مَطَرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ: {لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النِّسَاءُ: 148] ، قَالَ: ذَلِكَ فِي الضِّيَافَة، إِذَا أَتيتَ رَجُلاً، فَلَمْ يُضِفْكَ، فَقَدْ رُخِّصَ لَكَ أَنْ تَقُولَ.

الفرغاني

2978- الفرغاني 1: شَيْخُ الصُّوْفِيَّة، الأُسْتَاذ أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ إسماعيل الفرغاني، أُسْتَاذ أَبِي بَكْرٍ الدُّقِّيِّ، كَانَ مِنَ المجتهدينَ فِي العِبَادَةِ. قَالَ الدُّقِّي: مَا رَأَيْتُ مَنْ يُظهر الغِنَى مثلَه، يَلْبَسُ قمِيصين أَبيضين، وَرِدَاءً وَسرَاويل وَنَعْلاً نظيفاً، وَعِمَامَةً، وَفِي يَدهِ مِفْتَاح، وَلَيْسَ لَهُ بَيْتٌ، بَلْ ينطرحُ فِي المَسَاجِدِ، وَيطوِي الخمسَ ليَالِي وَالسّتّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرُّسْتُمِيّ: كَانَ الفَرْغَانِيُّ نسيجَ وَحْدِه، مَعَهُ كوز، فِيْهِ قَمِيْصٌ رقيقٌ، فَإِذَا أَتَى بَلَداً لَبِسَه، وَمَعَهُ مِفْتَاح منقوشٌ يطرحهُ إِذَا صَلَّى بَيْنَ يَدَيْهِ، يوهِم أَنَّهُ تَاجر. عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ بَكْر: حَدَّثَنَا الدُّقِّيّ، سَمِعْتُ الفَرْغَانِيَّ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ دير طور سِينَاء، فَأَتَانِي مُطرَانهُم بِأَقوَامٍ كَأَنَّهُم نُشرُوا مِنَ القُبُوْر. فَقَالَ: هَؤُلاَءِ يَأْكُلُ أَحَدُهُم فِي الأُسْبُوْع أَكلَة يفخرُوْنَ بِذَلِكَ. فَقُلْتُ: كم صَبْرُ كبيرِكُم هَذَا؟ قَالُوا: ثَلاَثِيْنَ يَوْماً. فَقَعدتُ فِي وَسطِ الدَّير أَرْبَعِيْنَ يَوْماً لَمْ آكل وَلَمْ أَشربْ. فَخَرَجَ إِلَيَّ مُطْرَانهُم وَقَالَ: يَا هَذَا قُمْ، أَفسدتَ قُلُوْبَ هَؤُلاَءِ. فَقُلْتُ: حتى أتم ستين يومًا، فأحلوا فَخَرَجت. تُوُفِّيَ الفَرْغَانِيُّ سَنَة إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 226"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 279"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 329".

البلغمي والخصيبي

البلغمي والخصيبي: 2979- البلعمي 1: الوَزِيْرُ الكَامِلُ الإِمَامُ الفَقِيْه، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رجاء، التَّمِيْمِيّ البَلْعَمِيُّ البُخَارِيُّ مِنْ رِجَال العَالَم. سَمِعَ: أَبَا الموجَّه مُحَمَّدَ بنَ عَمْرٍو، وَالفَقِيْه مُحَمَّدَ بنَ نَصْر، فَأَكْثَرَ عَنْهُ وَلاَزمه مُدَّة. وَكَانَ عَلَى مَذْهَبه. وَبَرَعَ فِي التَّرَسُّل، وَفَاقَ أَهْل زَمَانِهِ، وَنَال مِنَ التقدُّم وَالرِّيَاسَة أَعْلَى الرُّتب. رَوَى عَنْهُ جَمَاعَة. ووزَرَ لصَاحِب مَا وَرَاء النَّهر إِسْمَاعِيْل بنِ أَحْمَدَ. وَكَانَ جَدُّ الوَزِيْر قَدِ اسْتَوْلَى عَلَى بَلَد بَلْعَم، وَهِيَ مِنْ بلاَدِ الرُّوْم حِيْنَ دَخَلَ تِلْكَ الأَرْض الأَمِيْرُ مَسْلمَةُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، فَأَقَامَ بِهَا وَكَثُرَ نسلُه بِهَا. وَللوَزِيْر كِتَاب "تَلْقِيح البلاغَة"، وَلَهُ كِتَاب "المقَالات" وَغَيْرُ ذَلِكَ. مَاتَ فِي صَفَرٍ سنة تسع وعشرين وثلاث مائة. 2980- الخصيبي 2: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ الوزير أحمد بن الخصيب الجرجرائي، الكاتب. مُعْرِقٌ فِي الوِزَارَة، وَزَرَ لِلْمُقْتَدِر، ثُمَّ لِلْقَاهر. وَكَانَ مَهِيْباً شَدِيدَ الوَطْأَة، مَخُوفَ الجَانب، وَكَانَ أَدِيْباً شَاعِراً مترسّلاً فَصِيْحاً، مليحَ الْخط، ذَا عِفَّة. أَهدَى لَهُ أَمِيْرٌ مرَّة مائَة أَلْف دِيْنَار فَرَدَّهَا. وَكَانَ يشرب النَّبِيذ، وَيتنعَّم، ثُمَّ عُزل، وَصُودر وَضَاق ذَات يَده. مَاتَ بِالسَّكْتَة سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة. وقيل: مات سنة ثلاثين.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 278"، والأنساب للسمعاني "2/ 291"، والعبر "2/ 218"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 324". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 137"، والعبر "2/ 211".

البلخي وعبد الغافر بن سلامة

البلخي وعبد الغافر بن سلامة: 2981- البلخي 1: العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ، قَاضِي دِمَشْق، أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بنُ أَحْمَدَ بنِ المُحَدِّثِ يَحْيَى بن مُوْسَى خَتّ البَلْخِيُّ الشَّافِعِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: يَحْيَى بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَابْن أَبِي عَوْف البُزُورِيِّ، وَعَبْد الصَّمَدِ بنِ الفَضْلِ البَلْخِيّ، وَمُحَمَّد بن سَعْدٍ العَوْفِيّ، وَطَبَقَتهِم. وَعَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو بَكْرٍ ابْنَا أَبِي دُجَانَة، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَعَبْدُ الوهاب الكلابي، ومحمد بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي الْحَدِيد، وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ صَاحِبُ وَجْهٍ فِي المَذْهَب، تكرَّر ذِكْرهُ فِي "المُهذّب" وَ"الْوَسِيط". وَمِنْ غرَائِبه أَنَّ القَاضِي إِذَا أَرَادَ نِكَاحَ مَنْ لاَ وَلِيَّ لَهَا، لَهُ أَنْ يتولَّى طرفَي العَقْد، يُقَال: إِنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ لِنَفْسِهِ بِدِمَشْقَ. وَعَنْهُ قَالَ: لَوْ شَرط فِي القِرَاض أَنْ يعملَ ربُّ المَال مَعَ العَامل جَاز. حَكَاهُ عَنْهُ العَبَّادِيُّ فِي كِتَاب "الرّقم". تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 2982- عَبْدُ الغَافرِ بنُ سلامة 2: المُحَدِّثُ الحُجّة أَبُو هَاشِمٍ، الحَضْرَمِيُّ، الحِمْصِيُّ، نَزِيْلُ البَصْرَةِ. حدَّث بِمدَائِن عَنْ: كَثِيْر بنِ عُبَيْد، وَيَحْيَى بن عُثْمَانَ. وَعَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَابْنُ شَاهِيْنٍ، وَابْنُ جَامِع الدَّهَّان، وَابْنُ الصَّلْت الأَهْوَازِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الهَاشِمِيّ، وَابْنُ جُمَيْع. وَثَّقَهُ الخَطِيْب. تُوُفِّيَ سنة ثلاثين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 222"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 326". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 136"، والعبر "2/ 222"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 327".

ابن حجر والدباج والجصاص

ابن حجر والدباج والجصاص: 2983- ابن حجر: المُحَدِّثُ الثِّقَةُ الرَّحَّالُ، أَبُو الطَّيِّبِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ أَيُّوْبَ بنِ حُجْرٍ الرقي، ثم الصوري. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَمُؤَمَّل بنَ إِهَابٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَوْفٍ الطَّائِيّ، وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المَلَطِيُّ، وَأَحْمَد بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ البَرْذَعِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْب القَطَّان، وَأَحْمَدُ بنُ مُزَاحِم الصُّوْرِيّ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَسَاكِر. وَأَرَّخَهُ فِي سَنَةِ بِضْع وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ مُحَمَّدُ بنُ الذهبي في "تاريخه". 2984- الدباج 1: المُحَدِّثُ الحَافِظُ العَالِمُ، أَبُو الفَضْلِ، العَبَّاس بنُ الفَضْلِ بنِ حَبِيْب السَّامرِيِّ، المَعْرُوْف بِالدَّبَّاج. أَكْثَر الرِّحْلَةَ. وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيِّ وَطَبَقَتِهِمَا. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّيْبَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى السِّمْسَار، وَعَبْدُ الوَهَّاب الكِلاَبِيّ وَابْن جُمَيْع الصَّيْدَاوِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ الرَّازِيّ: هُوَ شَيْخٌ حافظ، كتبت عنه بدمشق. 2985- الجصاص 2: الشَّيْخُ العَالِمُ الوَاعِظُ، أَبُو يُوْسُفَ، يَعْقُوْبُ بنُ عبد الرحمن بن أحمد ابن يعقوب البغدادي، الجصاص، الدعاء.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 153". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 294"، والعبر "2/ 227"، وميزان الاعتدال "4/ 453"، ولسان الميزان "6/ 308"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 331".

سَمِعَ: أَبَا حُذَافَة أَحْمَدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ السَّهْمِيَّ، وَحَفْصَ بنَ عَمْرٍو الرَّبَالِيَّ، وَحُمَيْد بن الرَّبِيْعِ، وَعَلِيَّ بن إِشكَاب، وَعَلِيَّ بنَ عَمْرٍو الأَنْصَارِيَّ، وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الحِنَّائِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن زنجِيّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: فِي حَدِيْثِهِ وَهْم كَثِيْرٌ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ بِبَغْدَادَ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَذِير، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ بنُ طَلاَّب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بِصَيْدَا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَاعِظ، حَدَّثَنَا حُمَيْد بن الرَّبِيْعِ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقرأْ عَلَيَّ سُوْرَة النِّسَاء". قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟!! قَالَ: "إِنِّي أَشْتَهِي أَسمعه من غيري". فقرأت حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى قَوْله: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} [النسَاء: 41] . قَالَ: فسَالتْ عينَاهُ، فَسَكَتُّ1. وَمَاتَ فِيْهَا شَيْخُ الصُّوْفِيَّة عَبْد اللهِ بن مُنَازل النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَشَيْخُ الصُّوْفِيَّة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الدِّيْنَوَرِيُّ الصَّائِغ، وَشَيْخُ الصُّوْفِيَّة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفَرْغَانِيّ، وَالمُحَدِّثُ بَكْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَفْصٍ التِّنِّيْسِيّ، وَحَبْشُون بن مُوْسَى الخَلاَّل، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ بن شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَد العَطَّار، وَهَنَّاك بنُ السَّرِيّ الصَّغِيْر، وَصَاحِبُ خُرَاسَانَ نَصُر بنُ أحمد.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5050"، ومسلم "800"، وأبو داود "3668".

الطبقة التاسعة عشرة

الطبقة التاسعة عشرة: 2986- الوزير 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّادِقُ الوَزِيْرُ العَادِلُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى بنِ دَاوُدَ بنِ الجَرَّاحِ البَغْدَادِيُّ الكَاتِبُ. وزر غَيْرَ مَرَّةٍ لِلْمُقْتَدِر، وَلِلْقَاهِرِ، وَكَانَ عَدِيْمَ النَّظير فِي فَنِّهِ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمَائِتين. سَمِعَ: حُمَيْد بنَ الرَّبِيْعِ، وَالحَسَنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ بُديل القَاضِي، وَعُمَر بن شَبَّةَ النُّمَيْرِيَّ، وطائفة. حَدَّثَ عَنْهُ وَلَدُهُ عِيْسَى، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَأَبُو الطَّاهِرِ الذُّهْلِيُّ، وَغَيْرُهُم. كَانَ عَلَى الحَقِيْقَةِ غنيّاً شَاكِراً، ينطوِي عَلَى دينٍ مَتِين وَعِلْم وَفَضْل. وَكَانَ صَبُوْراً عَلَى المِحَنِ. وَلله بِهِ عنَايَة، وَهُوَ القَائِلُ يُعزِّي وَلَدَي القَاضِي عُمَر بنِ أَبِي عُمَرَ القَاضِي فِي أَبِيْهِمَا: مُصيبَةٌ قَدْ وَجَبَ أَجْرُهَا خَيْرٌ مِنْ نِعْمَةٍ لاَ يُؤدَّى شُكْرُهَا. وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- كَثِيْر الصَّدَقَاتِ وَالصَّلَوَاتِ، مَجْلِسهُ موفورٌ بِالعُلَمَاءِ. صَنّفَ كِتَاباً فِي الدُّعَاءِ وَكِتَابَ "مَعَانِي القُرْآنِ" أَعَانَه عَلَيْهِ ابْنُ مُجَاهِد المُقْرِئ، وَآخر. وَلَهُ دِيْوَانُ رسَائِلِه. وَكَانَ مِنْ بُلَغَاءِ زَمَانِهِ، وَزَرَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ أَرْبَعَة أَعْوَام، وَعُزل ثُمَّ وَزر سنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ. قَالَ الصُّوْلِيُّ: لاَ أَعْلَمُ أَنَّهُ وَزَرَ لِبَنِي العَبَّاسِ مثلُه فِي عِفَّتِهِ وَزُهْدِه وَحِفْظِه لِلْقرآنِ، وَعِلْمِهِ بِمعَانيه، وَكَانَ يَصُوْمُ نهَارَه، وَيَقُوْمُ ليلَه، وَمَا رَأَيْتُ أَعرَفَ بِالشِّعْرِ مِنْهُ، وَكَانَ يجلِسُ لِلْمظَالِم، وَيُنصِفُ النَّاس، وَلَمْ يَرَوا أَعفَّ بطناً وَلِسَاناً وَفَرْجاً مِنْهُ، وَلَمَّا عُزِلَ ثَانياً، لَمْ يَقنع ابْنُ الفُرَاتِ حَتَّى أَخرَجَه عَنْ بَغْدَادَ، فجَاوَرَ بِمَكَّةَ. وَله فِي نكبته: وَمَنْ يَكُ عَنِّي سَائِلاً لِشَمَاتَةٍ ... لِمَا نَابَنِي أو شامتًا غير سائل

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 14"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 351"، والعبر "2/ 238"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 288"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 336".

فَقَدْ أَبْرَزَتْ مِنِّي الخُطُوبُ ابْنَ حُرَّةٍ ... صَبُوْراً عَلَى أَحْوَال تِلْكَ الزَّلازِلِ إِذَا سُرَّ لَمْ يَبْطَرْ وَلَيْسَ لِنَكْبَةٍ ... إِذَا نَزَلَتْ بِالخَاشِعِ المُتَضَائِلِ وَقَدْ أَشَارَ عَلَى المقتدِر، فَأَفلَحَ، فَوَقَفَ مَا مغَلُّه فِي العَام تِسْعُوْنَ أَلف دِيْنَار عَلَى الحَرَمَيْنِ وَالثُّغُوْرِ، وَأَفْرَدَ لهَذِهِ الوُقُوْفِ دِيْوَاناً سَمَّاهُ دِيْوَانَ البِرِّ. قَالَ المُحَدِّثُ أَبُو سَهْلٍ القَطَّان: كُنْتُ مَعَهُ لَمَّا نُفِيَ بِمَكَّةَ فَدَخَلْنَا فِي حَرٍّ شَدِيدٍ وَقَدْ كِدْنَا نتلف، فطَافَ يَوْماً، وَجَاءَ فرمَى بنَفْسِهِ، وَقَالَ: أَشتهِي عَلَى اللهِ شربَةَ مَاءٍ مثلوجٍ. قَالَ: فَنَشَأَتْ بَعْد سَاعَةٍ سحَابَةٌ وَرَعَدَتْ، وَجَاءَ بَرَد كَثِيْرٌ جمع مِنْهُ الغِلْمَانُ جِرَاراً. وَكَانَ الوَزِيْرُ صَائِماً، فَلَمَّا كَانَ الإِفْطَارُ جِئْتُه بِأَقدَاحٍ مِنْ أَصنَافِ الأَسْوقَة فَأَقبل يسقَي المجَاورينَ، ثُمَّ شَرِبَ وَحَمِدَ اللهَ وَقَالَ: ليتَنِي تمنَّيْتُ المَغْفِرَة. وَكَانَ الوَزِيْر متوَاضعاً، قَالَ: مَا لَبِسْتُ ثوباً بِأَزيد مِنْ سَبْعَة ِدَنَانِيْر. قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عِيْسَى الوَزِيْر، يَقُوْلُ: كَسَبْتُ سَبْع مائَة أَلْف دِيْنَار، أَخرجت مِنْهَا فِي وُجُوه البِرِّ سِتّ مائَة أَلْف وَثَمَانِيْنَ أَلْفاً. قُلْتُ: وَقَعَ لي من عواليه في أمالي ولده. تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. وله تسعون سنة.

المطيري

2987- المطيري 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ المَطِيرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الصَّيْرَفِيُّ، مِنْ أَهْلِ مَطِيرَةِ سَامَرَّاءَ. نَزَلَ بَغْدَاد، وَحَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ بنِ عَرَفَة، وَعَلِيِّ بنِ حَرْب الطَّائِيّ، وَعَبَّاس الدُّوْرِيّ، وَابْنِ عَفَّان العَامِرِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَابْنُ شَاهِيْن، وَابْن جُمَيْع، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الصَّلْت، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وثلاثين وثلاث مائة، وقد لاطخ التسعين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 145"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 355"، والعبر "2/ 241"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 339".

الصولي

2988- الصولي 1: العَلاَّمَةُ الأَدِيْبُ ذُو الفُنُوْنِ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ صُولٍ الصُّوْلِيُّ، البَغْدَادِيُّ، صَاحِبُ التصانيف. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيِّ، وَثَعْلَبٍ، وَالمُبَرِّدِ، وَأَبِي العَيْنَاء، وَخَلْقٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ حَيُّوْيَه، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الجُنْدِيّ، وَعَلِيُّ بنُ القَاسِمِ، وَابْنُ جُمَيْع، وَأَبُو أَحْمَدَ الفَرَضِيّ، وَالحُسَيْنُ الغَضَائِرِيُّ، وَعِدَّةٌ. وَلَهُ النَّظْمُ وَالنَّثْرُ وَكَثْرَةُ الاطِّلاَعِ. نَادَمَ جَمَاعَةً مِنَ الخُلَفَاءِ، وَكَانَ حُلوَ الإِيرَاد، مَقْبُوْلَ القَوْلِ، حسَنَ الْمُعْتَقد، خَرَجَ عَنْ بَغْدَاد لإِضَاقَة لحِقَتْهُ بِأَخَرَة، وَلَهُ جُزء سمِعنَاهُ، وَكَانَ جدُّهُم صُول مَلِكَ جُرْجَان. تُوُفِّيَ الصُّوْلِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. فَذَكَرَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيْم أَنَّ الصُّوْلِيّ نَادَمَ الرَّاضِي، وَكَانَ أَوَّلاً يُعَلِّمه، وَكَانَ أَلعَبَ أَهْلِ زَمَانِهِ بِالشَّطْرَنجِ، وَيُضْرَبُ بِهِ المَثَل. تُوُفِّيَ بِالبَصْرَةِ مستتراً، لأَنَّه رَوَى خَبَراً فِي حقِّ عليٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَم- فَطَلَبَتْهُ العَامَّة لِتَقْتُلَه. وَالصُّوْلِيُّ الكَبِيْرُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ العَبَّاسِ الأَدِيْبُ هُوَ أَخُو عَبْدِ اللهِ جَدِّ أَبِي بَكْرٍ هَذَا. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ العَبَّاس بنُ القَاصّ شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَر المَطِيرِي، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَحَمْزَةُ بنُ القَاسِمِ الهَاشِمِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ مَهْرويه القَزْوِيْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْص بن السمسار الزاهد.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 427"، والأنساب للسمعاني "8/ 110"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 359"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "19/ 109"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 648"، والعبر "2/ 241"، ولسان الميزان "5/ 427"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 296"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 339".

الأثرم

2989- الأثرم 1: الإِمَامُ المُقْرِئُ المُحَدِّثُ، أَبُو العَبَّاسِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البَغْدَادِيُّ، الأَثْرَمُ، هَكَذَا نَسَبَه جَمَاعَةٌ. سَمِعَ: الحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ، وَحُمَيْدَ بنَ الرَّبِيْعِ، وَبِشْر بنَ مَطَر، وَعَلِيّ بنَ حَرْبٍ، وَالعَبَّاس بنَ عَبْدِ اللهِ التَّرْقُفِيَّ، وَطَائِفَة. وَانتخب عَلَيْهِ عُمَر البَصْرِيُّ الحَافِظ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُظَفَّر، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ الكَتَّانِيُّ، وَابْن جُمَيْع، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ النيسابوري، وعلي ابن القَاسِمِ النَّجَّاد، وَأَبُو عُمَرَ الهَاشِمِيّ، وَطَائِفَةٌ. سكن البَصْرَةَ، وَحملُوا عَنْهُ. مَوْلِدُهُ بِسَامَرَّاء سنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَمَاتَ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَعَ لِي حَدِيْثُه فِي "مُعْجم" الصَّيْدَاوِيّ. أَخْبَرَنَا المُسْلِمُ بنُ مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَةٌ إِذْناً، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الهَاشِمِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الأَثْرَم سنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى السُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِم، عَنْ خَالِدٍ وَهَاشِم، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تلقُوا الجلَب، مَنْ تَلقَّى جلباً، فصَاحِبُه بِالخيَار إِذَا دَخَلَ السُّوق" 2. فِيْهَا مَاتَ المُعَمَّر أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَعْقِل المَيْدَانِيّ النَّيْسَابُوْرِيُّ رَاوِي جُزْء الذُّهْلِيّ عَنْهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَكِيمِيُّ الكَاتِب -لقِي زَكَرِيَّا المَرْوَزِيَّ، وَأَبُو عَمْرٍو زَيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلَف المِصْرِيُّ صَاحِبُ يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَحَاجِبُ بنُ أَحْمَدَ الطُّوْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ أَبُو طَاهِرٍ المُحَمَّد أباذي، وأبو الحسين بن المنادي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 263"، والأنساب للسمعاني "1/ 134"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 359"، والعبر "2/ 243"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 343". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1519" "17"، والنسائي "7/ 252"، وابن ماجة "2178" من طرق عن ابن جريج، حدثني هشام بن حسان القردوسي، عن ابن سيرين، به. وأخرجه أحمد "2/ 284 و403"، والترمذي "1221" من طريق أيوب، عن ابن سيرين، به.

المحمد اباذي والفراء

المحمد اباذي والفراء: 2990- المحمد أباذي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المفسِّرُ، مُسنِد خُرَاسَانَ، أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، المُحَمَّد أباذي، الأديب. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ يُوْسُفَ السُّلَمِيّ، وَعَلِيَّ بنَ الحَسَنِ الهلاَلِيَّ، وَحَامِدَ بن مَحْمُوْد، وَطَائِفَة. وَفِي رِحْلَتِهِ مِنْ: يَحْيَى بنِ جَعْفَرٍ، وَعَبَّاس الدُّوْرِيّ، وَمُحَمَّد بنِ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيِّ، وَكَانَ وَاسِعَ الرِّوَايَة. حدث عنه: أبو بكر بن إسحاق الصبغي، وأبو علي الحافظ، وعبد الله بن سعد، وَابْنُ مَنْدَة، وَابْن مَحْمِش، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: اختلَفْتُ إِلَيْهِ أَكْثَرَ مِنْ سنَةٍ، وَلَمْ أَصلْ إِلَى حرف مِنْ سَمَاعَاتِي مِنْهُ. وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْر. وَسَمِعْتُ أَبَا النَّضْر الفَقِيْه، يَقُوْلُ: كَانَ الإِمَامُ ابْنُ خُزَيْمَةَ إِذَا شَكَّ فِي اللُّغَةِ لاَ يرجِعُ فِيْهَا إلَّا إِلَى أَبِي طَاهِرٍ المُحَمَّد اباذِيِّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ نيَّفَ عَلَى التِّسْعِيْنَ. وَكَانَ مِنْ أَعيَان الثِّقَات العَالِمِينَ بِمَعَانِي التنَزِيْل، وَبَالأَدب. يَقَعُ حَدِيْثُهُ فِي "الثَّقَفِيَّات"، وَغيرِهَا. 2991- الفَرَّاءُ 2: الإِمَامُ، مُفِيْدُ هَمَذَان، أَبُو عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ سعيد بن موسى الهمذاني. رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الصَّائِغ، وَبَشِيْر بنِ مُوْسَى، وَيَحْيَى بنِ عَبْدِ اللهِ الكَرَابيسِيّ، وَابْن الضُّرَيْس، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ الأَشَجِّ وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زُرْعَةَ القَزْوِيْنِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ صَالِح: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ مُتْقِنٌ، يحسِن هَذَا الشَّأْن. وَقَالَ الخَلِيْلِيّ: ثِقَةٌ عَالِمٌ. وَمَا ورخا موته.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 243"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 434". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 59".

ابن ممك واللؤلؤي

ابن ممك واللؤلؤي: 2992- ابن ممك 1: الإِمَامُ العَالِمُ أَبُو عَمْرٍو، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَكِيْمٍ المَدِيْنِيُّ، الأَصْبَهَانِيُّ، وَيُعْرَفُ: بِابْنِ مَمَّكَ، مُحَدِّثٌ، رحَّالٌ، صَدُوْقٌ. سَمِعَ بِالرَّيّ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمِ بنِ وَارَةَ، وَأَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ. وَبِبَغْدَادَ مِنْ: يَحْيَى بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَبِطَرَابُلُس مِنْ: أَحْمَدَ بنِ أَبِي الخنَاجر، وَبحَلَب مِنْ: أَبِي أُسَامَةَ عَبْد اللهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة، وَعَلِيُّ بنُ مِيلَة الفَرَضِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ جُولَة، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى بنِ مَرْدَوَيْه، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ عالمًا أَدِيْباً فَاضِلاً، حسنَ المَعْرِفَة بِالحَدِيْثِ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِأَصْبَهَانَ. وَقَلَّ مَا رُوِيَ عَنْ أَهْل بَلَدِه. 2993- اللؤلؤي 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، أَبُو عَلِيٍّ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَمْرٍو البَصْرِيُّ، اللُّؤْلُؤيُّ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، وَيُوْسُفَ بن يَعْقُوْبَ القلوسِيِّ، وَالحَسَن بن عَلِيِّ بنِ بَحْر، وَالقَاسِمِ بنِ نَصْرٍ، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ القَزْوِيْنِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الجَبَلِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو عُمَرَ القَاسِمُ بنُ جَعْفَرٍ الهَاشِمِيّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ الفَسَوِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جُمَيْع، وَجَمَاعَة. قَالَ أَبُو عُمَرَ الهَاشِمِيّ: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ اللُّؤْلُؤيُّ، قَدْ قرأَ كِتَابَ "السُّنَن" عَلَى أَبِي دَاوُدَ عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ يُدعَى وَرَّاق أَبِي دَاوُدَ. وَالوَرَّاق فِي لُغَةِ أَهْل البَصْرَة: القَارِئ لِلنَّاسِ. قَالَ: وَالزِّيَادَات الَّتِي فِي رِوَايَة ابْن دَاسَة حَذَفَهَا أَبُو دَاوُدَ آخراً لأَمرٍ رَابَه فِي الإِسْنَاد. وبإِسنَادِي المَذْكُوْر إِلَى ابْنِ جُمَيْع، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الهَيْثَمِ بِشْر بن فَافَا، حَدَّثَنَا أبو نعيم، حدثنا شعبة عن مَرْوَان الأَصْغَر. قُلْتُ لأَنَس: أَقَنَتَ عُمر؟ قَالَ: خَيْرٌ مِنْ عُمَر. تُوُفِّيَ اللُّؤْلُؤيُّ: سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ الشَّيْخُ الثِّقَةُ أَبُو عِيْسَى يَعْقُوْب بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الدُّوْرِيُّ، يَرْوِي عَنِ ابْنِ عَرَفَة، وَالخَلِيْفَة المتَّقِي للهِ، وَأَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَكِيْم بِأَصْبَهَانَ، وَأَحْمَدُ بنُ مَسْعُوْد بنِ عَمْرٍو الزَّنْبَرِيُّ بِمِصْرَ، وَأَبُو الطَّيِّبِ أحمد بن إبراهيم بن عبادل الدمشقي.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 122"، والعبر "2/ 229". 2 ترجمته في العبر "4/ 234"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 334".

التنيسي وحفيد دحيم

التنيسي وحفيد دحيم: 2994- التنيسي 1: الإِمَامُ الثِّقَة المُعَمَّر، أَبُو مُحَمَّدٍ، بَكْر بنُ أحمد بن حفص التنيسي، الشعراني. سَمِعَ يُوْنُسَ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، ومحمد بن عوف الطائي، عمران بنَ بَكَّار، وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الحِمْصِيّ المُؤَرِّخ، وَجَمَاعَةً. وَلَهُ رِحْلَةٌ وَمَعْرِفَةٌ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ -وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً، حَسَنَ الحَدِيْثِ- وَالمَيْمُوْنُ بنُ حَمْزَةَ الحُسَيْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى السِّمْسَار، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ السَّكَن، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حُمَيْد، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ رُزَيْق البَغْدَادِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ يقْدَمُ مِنْ تِنِّيس إِلَى مِصْرَ فِي الأَحَايين. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ يَقَعُ حَدِيْثُهُ في الأجزاء. 2995- حفيد دحيم 2: القاضي أبو علي، بن القاسم بن الحَافِظِ دُحَيْمٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الدِّمَشْقِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيِّ، وَالعَبَّاسِ بنِ الوليد البيروتي، وأبي زرعة النصري، وجماعة. وَعَنْهُ: أَبُو المَيْمُوْن بنُ رَاشِد، وَابْنُ المُقْرِئ، وَابْن المُظَفَّر، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى السِّمْسَار، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ أَخْبَارِيّاً، وَافر العِلْم. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فِي عَشْر التسعين، ورخه بن يونس.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 225"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 329". 2 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 203".

ابن هلال واللنباني

ابن هلال واللنباني: 2996- ابن هلال 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، مُسْنِد دِمَشْقَ، أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بن عبد الله بن نصر بن هلال السُّلَمِيُّ، الدِّمَشْقِيّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَمُوْسَى بنَ عَامِرٍ المُرِّيّ، وَمُؤَمَّل بنَ إِهَابٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُلَيَّةَ، وَالحَافِظ أَبَا إِسْحَاقَ الجُوْزَجَانِيّ، وَوُريزَة بن مُحَمَّدٍ الحِمْصِيّ، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ الرَّازِيّ وَالد تَمَّام، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الإِسْفَرَايينِيّ الحَافِظ، وَعِمْرَان بنُ الحَسَنِ، وَعَبْد الوَهَّابِ الكِلابِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الْحَدِيد، وَآخَرُوْنَ. أَرَّخَ الرَّازِيُّ وَفَاتَه فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَاشَ نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. كتبَ إِلَيَّ أَبُو الغَنَائِم القَيْسِيّ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ، أخبرنا نصر بن أَحْمَدَ بنَ مُقَاتِل، أَخْبَرَنَا جَدِّي، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، أَخْبَرَنَا عِمْرَان بنُ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَضْلِ السُّلَمِيّ، حَدَّثَنَا جَعْفَر بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمَّاد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ أَعمَى كَانَ لَهُ قَائِدٌ بَصيرٌ، فَغَفَلَ البصيرُ، فَوَقَعَا فِي بِئرٍ، فَمَاتَ البصيرُ، وَسَلِمَ الأَعمَى. فَجَعَلَ عُمَر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- دِيَتَه عَلَى عَاقِلَة الأَعمَى، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ فِي الحَجِّ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَقِيتُ مُنْكَراً ... هَلْ يَعْقِلُ الأَعمَى الصَّحِيْحَ المبصرَا خرَّا مَعاً كِلاَهُمَا تَكَسَّرَا 2997- اللُّنْبَانِيُّ 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ العَبْدِيُّ، الأَصْبَهَانِيُّ، اللُّنْبَانِيُّ. ارْتَحَلَ، فَسَمِعَ كَثِيْراً مِنِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، وَسَمِعَ "المُسْنَد" كُلَّه مِنِ ابْنِ الإِمَام أَحْمَد. رَوَى عَنْهُ: الحَسَن بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَرْيَوه، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة، وَأَبُو عُمَرَ، وَعَبْد الوَهَّابِ السُّلَمِيّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سنَةَ اثْنَتَيْنِ وثلاثين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 237"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 335". 2 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 137".

ابن شيبة

2998- ابن شيبة 1: المُعَمَّر الصَّدُوْقُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ شَيْبَةَ السَّدُوْسِيُّ، البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ كَثِيْراً مِنْ: جَدِّه يَعْقُوْب الحَافِظ، وَعَلِيِّ بنِ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدِ بن شُجَاعِ بنِ الثَّلْجِيِّ، وَعُبَيْد اللهِ بن جَرِيْر بنِ جَبَلَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيِّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَبِي هَاشِم المُقْرِئ، وَطَلْحَةُ الشَّاهد، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ الخَلاَّل، وَأَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ. وَقَالَ: أَخْبَرَنَا البَرْقَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، قَالَ: سَمِعْتُ "المُسْنَد" مِنْ جَدِّي فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَسنَة إِحْدَى وَسِتِّيْنَ بِسَامَرَّاء. وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَيْنِ وستين فسمع أَبُو مُسْلِم الكَجِّيّ مِنْ جَدِّي، وَفَاتَه شَيْءٌ، فَسَمِعَ ذَلِكَ أَبُو مُسْلِم مِنِّي، وَمَاتَ جَدِّي وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيّ. فَالَّذِي سَمِعْتُ مِنْهُ مُسْند العشرَة، وَمُسْنَدَ العَبَّاسِ وَبَعْض الموَالِي وَلِي دُوْنَ الْعشْر سِنِيْنَ. وُلِدْتُ فِي أَوَّلِ سَنَةٍ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ فِي "الأَنسَاب": قَالَ أَبُو بَكْرٍ السَّدُوْسِيّ: وَلَمَّا وُلِدْتُ، دَخَلَ أَبِي عَلَى أُمِّي، فَقَالَ: إِنَّ المُنَجِّمِينَ قَدْ أَخذُوا مَوْلِدَ هَذَا الصَّبيّ، وَحسبوهُ فَإِذَا هُوَ يعيشُ كَذَا وَكَذَا. وَقَدْ حَسَبتهَا أَيَّاماً، وَقَدْ عَزَمتُ أَنْ أَعدَّ لِكُلِّ يَوْم دِيْنَاراً. فَأَعدَّ لِي حُبّاً وَمَلأَه، ثُمَّ قَالَ: أَعدِّي لِي حُبّاً آخر، فَمَلأه، اسْتِظْهَاراً، ثُمَّ ملأَ ثَالِثاً وَدَفَنَهُمْ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا نَفَعَنِي ذَلِكَ مَعَ حَوَادث الزَّمَان وَقَدِ احتجتُ إِلَى مَا تَرَوْنَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ السَّقَطِيّ: رأَينَاهُ فَقِيْراً يَجِيْئُنَا بِلاَ إِزَار، وَنَسْمَع عَلَيْهِ، وَيُبَرُّ بِالشَّيْء بَعْد الشَّيْء. قُلْتُ: عِنْدِي مِنْ رِوَايته الأَوَّل مَنْ مسنَدِ عَمَّار، -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَمَان وَسَبْعُوْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 373"، والأنساب للسمعاني "7/ 59"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 333"، والعبر "2/ 225"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 329".

العكري وابن زبر

العكري وابن زبر: 2999- العكري 1: المُحَدِّثُ أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ بِشْرِ بنِ بطريقٍ الزُّبَيْرِيُّ، العَكَرِيُّ، المِصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: بَحْرِ بنِ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيِّ، وَالرَّبِيْع المُرَادِيِّ، وَابْنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَبَكَّار بنِ قُتَيْبَةَ، وَأَبِي أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن مَرْزُوق، وَخَلْقٍ. وَأَملَى بِجَامِع الفُسْطَاط. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ المُقْرِئِ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَّاسِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الْحَدِيد، وَالعَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْه، وَآخَرُوْنَ. وَمَوْلِدُهُ بِسَامَرَّاء فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَسَكَنَ مِصْرَ مِنْ صباهُ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: هُوَ مولَى عَتيق بن مَسْلَمَةَ بن عَتِيق بن عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَدْ ضَبَطَه ابْنُ نُقْطَة الزَّنْبَرِيُّ بنُوْنَ سَاكنَة فَوَهِمَ. وَقَدْ قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: قَالَ لِي مَنْ يَعْرِف بطريقَ: طبيبٌ رومِيّ أَسْلَمَ عَلَى يَد عَتيق بن مَسْلَمَةَ. قُلْتُ: قيّده بنُوْن جَمَاعَةٌ، فَلَعَلَّهُ زَنْبرِي بِالحِلْف أَوْ نزل فِيهِم. وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عواليه أحاديث في خامس عشر "الخلعيات". 3000- ابن زبر 2: الإِمَامُ العَالِمُ المُحَدِّثُ الفَقِيْهُ، قَاضِي دِمَشْق، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَبِيْعَةَ بن سُلَيْمَانَ بن زَبْرٍ الرَّبَعِيُّ، البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ الكَثِيْر مِنْ: عَبَّاس الدُّوْرِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ الصَّاغَانِيِّ، وَأَبِي دَاوُدَ السِّجْزِيِّ، وَحَنْبَل بنِ إِسْحَاقَ، وَيُوْسُف بنِ مُسْلَّمٍ، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وطبقتهم، فأكثر، ولكن ما أتقن.

_ 1 ترجمته في لسان الميزان "5/ 93". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 386"، والعبر "2/ 217"، وميزان الاعتدال "2/ 391"، ولسان الميزان "3/ 253"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 323".

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ وَلده، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ القَاضِي المَيَانَجِيُّ، وَعُمَرُ بنُ شَاهِيْن، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي الْحَدِيد، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَكَانَ غَيْر ثِقَةٍ. قَالَ عَبْدُ الغنِيّ: سَمِعَتُ الدَّارَقُطْنِيّ، يَقُوْلُ: دَخَلتُ علَى أَبِي مُحَمَّدِ بنِ زَبْرٍ وَأَنَا حَدَثٌ، فَإِذَا هُوَ يُمْلِي الحَدِيْثَ مِنْ جُزْء، وَالمَتْن مِنْ جُزء آخر، فَظَنَّ أَنِّي لاَ أَنْتَبه عَلَى هَذَا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المُسَبِّحِيّ: تَقَلَّدَ ابْنُ زَبْرٍ -وَكَانَ مِنْ سُكَّانَ دِمَشْق- القَضَاء عَلَى مِصْرَ، وَكَانَ شَيْخاً ضَابطاً مِنَ الدُّهَاة، مُمَشِّياً لأُمُوْره، وَكَانَ عَارِفاً بِالأَخْبَار وَالكُتُب وَالسِّير. صَنّف فِي الحَدِيْثِ كُتُباً، وَعَمِلَ كتَابَ "تَشْرِيف الفَقْر عَلَى الغِنَى". وَوَرَدَ أَنَّ يَحْيَى بنَ مَكِّي المُعَدَّل، قَالَ: لَوْ كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زَبْرٍ عَادلاً مَا عَدَلْتُ بِهِ قَاضِياً. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الكِنْدِيُّ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المِصْرِيّ، أَنَّهُ رَأَى ابْنَ زَبْرٍ مرَّ بِدِمَشْقَ عَلَى الأَسَاكِفَة، فَشَغَبُوا، وَدَقُّوا عَلَى تخوتِهم قَائِلين كَلاَماً قبيحاً، وَهُوَ يُسَلِّم عَلَيْهِم، وَيتطَارَشُ وَيُظهِر أَنَّهُم يَدْعُون لَهُ. قُلْتُ: وَلِي قَضَاءَ مِصْرَ سنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَعُزِلَ بَعْدَ سَنَةِ، ثُمَّ وَلِيهَا سنَةَ عِشْرِيْنَ، ثُمَّ عُزِلَ، وَولِيهَا سَنَة تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ، فَمَاتَ بَعْد شَهْر. مَاتَ فيها في ربيع الأول.

حبشون

3001- حبشون 1: ابن موسى بن أيوب الشَّيْخُ، أَبُو نَصْرٍ البَغْدَادِيُّ، الخَلاَّلُ. سَمِعَ مِنَ: الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ، وَعَلِيّ بنِ إِشْكَاب، وَعَلِيّ بن سعيد الرَّمْلِيِّ، وَحَنْبَل بنِ إِسْحَاقَ وَغَيْرهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ، وَعُمَر بنُ شَاهِيْن، وَأَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الفَرَجِ بنِ الحَجَّاجِ، وَابْنُ جُمَيْع الصَّيْدَاوِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ أَحَدَ الثِّقَاتِ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ سبعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الحَرَسْتَانِيّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ المُسَلَّمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الخَطِيْبُ، أخبرنا محمد ابن أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا حَبْشُون بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَة، عَنِ العَلاَءِ بنِ هَارُوْنَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ حَفْصَةَ بنْتِ سِيرين، عَنْ أُمِّ الرَّبَاب، عَنْ سَلْمَان بن عَامِر: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "صَدَقَتُك عَلَى المِسْكِيْن صَدَقَةٌ، وَصَدَقَتُك على ذي الرحم صدقة وصلة" 2.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 289"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 331"، والعبر "2/ 225"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 329". 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 17 و18 و214"، والحميدي "823"، والترمذي "658"، والنسائي "5/ 92"، وابن ماجه "1844"، وابن خزيمة "2385"، والحاكم "1/ 407"، والطبراني "6206-6212" من طرق عن حفصة بنت سيرين، عن أم الرائح بنت صليع، عن سلمان بن عامر، به. وقال أبو عيسى: حديث سلمان بن عامر حديث حسن، وأم الرائح اسمها الرباب بنت صليع.

حسين بن صالح والقطان

حسين بن صالح والقطان: 3002- حسين بن صالح: ابن حمويه، الإِمَامُ الحَافِظُ، القُدْوَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الهَمَذَانِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَمِّهِ المَرَّار، وَأَبِي سَعِيْدٍ الأَشَجِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُقْرِئ، وَأَحْمَدَ بن بُدَيل، وَأَبِي زُرْعَةَ، وَخَلْقٍ، وَتلمذ لاِبْنِ دَيْزِيل الحَافِظ، وَقَالَ: عِنْدِي عَنْهُ مائَةُ أَلْفِ حَدِيْثٍ. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: كَتَبَ عَنْهُ أَبي الكَثِيْرٍ، وَلحقتُه. وَرَوَى عَنْهُ: الكِبَارُ مِنْ أَهْلِ بَلَدِنَا، وَكَانَ ثِقَةً فَاضِلاً وَرِعاً. قَالَ أَبِي: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا صَبَرْتُ عَلَى شَيْءٍ كصبرِي عَلَى الحَدِيْثِ. قُلْتُ: هُوَ قَدِيْمُ الوَفَاةِ. تُوُفِّيَ قَبْلَ ابْنِ أبي حاتم. 3003- القطان 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّالِحُ، مُسْنِدُ خُرَاسَانَ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ الخَلِيْلِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، القَطَّانُ. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ الأَزْهَر، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى، وَأَحْمَدَ بنَ يُوْسُفَ، وَأَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ مَنْصُوْر زَاج، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بنَ بِشْر بنِ الحَكَمِ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحافظ، وأبو عَبْد اللهِ بن مَنْدَةَ، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ العَلَوِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ بن مَحْمِش، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: أَحضَرُونِي مَجْلِسَه غَيْرَ مَرَّةٍ، وَلَمْ يَصِحَّ لِي عَنْهُ شَيْء. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: أَحسبه جَاور، وسماعه صحيح، كثير في الثقفيات.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 185"، والعبر "2/ 231"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 332".

القطان

3004- القطان 1: الشَّيْخُ المُحَدِّث الثِّقَةُ، مُسْندِ بَغْدَادَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى بنِ عَيَّاش بنِ عِيْسَى المَتُّوثيُّ، البَغْدَادِيُّ، القَطَّان، الأَعْورُ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ: أَحْمَدَ بن المِقْدَامِ العِجْلِيَّ، وَالحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُجَشِّرٍ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ يَحْيَى القَطَّان، وَيَحْيَى بنَ السَّرِيّ، وَحَفْص بن عَمْرٍو الرَّبَالِيّ، وَعَلِيّ بنَ مُسْلمٍ الطُّوْسِيَّ وَالرَّمَادِيَّ وَالتَّرْقُفِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ أَيُّوْبَ المُخَرِّمِيَّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي الحَارِثَ، وَزُهَيْرَ بنَ مُحَمَّدٍ، وَالحَسَنَ بنَ أَبِي الرَّبِيْع، وَعَلِيَّ بنَ إِشْكَاب، وعدة. حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَيُوْسُفُ القَوَّاس، وَابْنُ جُمَيْع، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مَخْلَد، وَهلاَل الحَفَّار، وَأَبُو عُمَرَ الهَاشِمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ القَوَّاس. وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ. مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وجَمِيْعُ جُزء الحَفَّار عَنْهُ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 148"، والعبر "2/ 237"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 335".

القرمطي

3005- القرمطي 1: عَدُوُّ اللهِ مَلكُ البَحْرين، أَبُو طَاهِرٍ، سُلَيْمَانُ بنُ حَسَنٍ القِرْمِطِيُّ، الجَنَّابِيُّ، الأَعْرَابِيُّ، الزِّنديقُ، الَّذِي سَارَ إِلَى مَكَّةَ فِي سَبْع مائَة فَارس، فَاسْتَبَاح الْحَجِيج كلَّهُم فِي الحَرَمِ، وَاقْتَلَعَ الحجَرَ الأَسود، وَرَدَمَ زَمْزَمَ بِالقَتْلَى، وَصَعِد عَلَى عتبَةِ الكعبة، يصيح: أنا بالله وب الله أنا ... يخلق الخلق وأفنيهم أنا فَقتل فِي سِكَكِ مَكَّةَ وَمَا حولهَا زُهَاءَ ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ، وَأَقَامَ بِالحرم سِتَّة أَيَّام. بذَلَ السَّيْف فِي سَابِع ذِي الحِجَّةِ، وَلَمْ يعرِّفْ أَحَدٌ تِلْكَ السَّنَة، فَللَّه الأَمْر. وَقَتَلَ أَمِيْرَ مَكَّة ابْنَ مُحَارِب، وَعَرَّى البَيْتَ، وَأَخَذَ بَابه، وَرَجَعَ إِلَى بلاَد هَجَر. وَقِيْلَ: دَخَلَ قِرْمِطِيُّ سكرَان عَلَى فَرَسٍ، فصَفَّر لَهُ، فَبَالَ عِنْد البَيْتِ، وَضَرَبَ الْحجر بدُبوس هشَّمه ثُمَّ اقتلَعَه، وَأَقَامُوا بِمَكَّةَ أَحَدَ عشرَ يَوْماً. وَبَقِيَ الْحجر الأَسودُ عِنْدَهُم نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. وَيُقَالُ: هلك تَحْته إِلَى هجر أَربعُوْنَ جَمَلاً، فَلَمَّا أُعيد كَانَ عَلَى قَعُودٍ ضَعِيْف، فسَمِنَ. وَكَانَ بُجْكُم التُّرْكِيُّ دَفَعَ لَهُم فِيْهِ خَمْسِيْنَ أَلف دِيْنَارٍ، فَأَبَوا، وَقَالُوا: أَخذنَاهُ بِأَمْرٍ، وَمَا نردُّه إلَّا بِأَمْرٍ. وَقِيْلَ: إِنَّ الَّذِي اقْتَلَعَه صَاحَ: يَا حمِير، أَنْتُم قَلْتُم وَمَنْ دَخَله كان آمِناً فَأَيْنَ الأَمَنُ؟ قَالَ رَجُلٌ: فَاسْتَسْلَمت، وَقُلْتُ: إن الله أراد: ومن دخله فأمنوه، فلوى فَرَسَه وَمَا كلَّمنِي. وَقَدْ وَهِمَ السِّمْنَانِيُّ، فَقَالَ فِي "تَارِيْخِهِ": إِنَّ الَّذِي نَزَعَ الْحجر أَبُو سَعِيْدٍ الجَنَّانِيُّ القِرْمِطِيُّ، وَإِنَّمَا هُوَ ابْنه أَبُو طَاهِرٍ. وَاتَّفَقَ أَنَّ ابْن أَبِي السَّاج الأَمِيْر نَزَلَ بِأَبِي سَعِيْدٍ الجَنَّابِيِّ فَأَكْرَمَه، فَلَمَّا سَارَ لِحَرْبِهِ، بَعَثَ يَقُوْلُ: لَكَ عليَّ حَقٌ، وَأَنْتَ فِي خَمْس مائَة وَأَنَا فِي ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً. فَانْصَرَفَ، فَقَالَ لِلرَّسُوْلِ: كَمْ مَعَ صَاحِبك؟ قَالَ: ثَلاَثُوْنَ أَلفَ رَاكبٍ. قَالَ: وَلاَ ثَلاَثَة، ثُمَّ دَعَا بعبدٍ أَسود، فَقَالَ لَهُ: خَرِّقْ بَطْنَك بِهَذِهِ السِّكين، فَبدَّد مصَارينَه. وَقَالَ لآخر: اغرقْ في النهر، ففعل. وقال لآخر:

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 336"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 148"، والعبر "2/ 167"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 224"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 331".

اصعَدْ عَلَى هَذَا الحَائِطِ، وَانزل عَلَى مُخّكَ، فَهَلَكَ. فَقَالَ لِلرَّسُوْلِ: إِنْ كَانَ مَعَهُ مِثْلُ هَؤُلاَءِ، وَإِلاَّ فَمَا مَعَهُ أَحَد. وَنقل القيْلوِيُّ فِي الْحجر الأَسود لَمَّا قِيْلَ: مَنْ يَعْرِفه؟ فَقَالَ ابْنُ عُليم المُحَدِّث: إِنَّهُ يَشُوف عَلَى المَاء، وَإِنَّ النَّار لاَ تُسخِّنه، فَفُعِل بِهِ ذَلِكَ، فَقبَّله ابْنُ عُليم. وَتعجَّب الجَنَّابِيُّ، وَلَمْ يصح هذا. وقيل: صعد القرمطي لقلع الميزاب، فسقط، فمات. وكان ذلك سنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَكَانَ أَمِيْر العِرَاقين مَنْصُوْر الدَّيْلَمِيّ، وَجَافَتْ مَكَّة بِالقَتْلَى. قَالَ المرَاغِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ محْرم، وَكَانَ رَسُوْلَ المُقْتَدِر إِلَى القِرْمِطيِّ. قَالَ: سأَلْتُهُ بَعْد مُنَاظَرَاتٍ، عَنِ اسْتحلاَله بِمَا فَعَل بِمَكَّةَ، فَأَحْضَرَ الْحجر فِي الدِّيباج، فَلَمَّا أُبرز كبَّرْتُ، وَأَرَيْتُهم مِنْ تعَظِيْمه وَالتَّبرّك بِهِ عَلَى حَالَةٍ كَبِيْرَةٍ، وَافتُتِنَتِ القَرَامِطَةُ بِأَبِي طَاهِرٍ، وَكَانَ أَبُوْهُ قَدْ أَطْلَعَه وَحْدَه عَلَى كُنُوزٍ دَفَنَهَا. فَلَمَّا تَمَلَّك، كَانَ يَقُوْلُ: هُنَا كَنْزٌ فيحفِرُوْنَ، فَإِذَا هُمْ بِالمَالِ. فَيَفْتَتِنُوْنَ بِهِ وَقَالَ مَرَّةً: أُرِيْدُ أَنْ أَحفر هُنَا عَيْناً. قَالُوا: لاَ تَنْبَعُ، فَخَالفهُم، فَنَبَعَ المَاءُ، فَازْدَادَ ضَلاَلُهُم بِهِ، وَقَالُوا: هُوَ إِله. وَقَالَ قَوْم: هُوَ المَسِيْحُ. وَقِيْلَ: نَبِيّ. وَقَدْ هَزَمَ جُيُوش بَغْدَاد غَيْرَ مَرَّةٍ وَعتَا وَتمرَّد. قَالَ: مُحَمَّدُ بنُ رزَام الكُوْفِيّ: حَكَى لِي ابْنُ حَمْدَانَ الطَّبِيْبُ، قَالَ: أَقَمْتُ بِالقَطِيف أُعَالجُ مَرِيْضاً، فَقَالَ لِي رَجُل: إِنَّ اللهَ ظَهَرَ، فَخَرَجْتُ، فَإِذَا النَّاس يُهرَعُوْنَ إِلَى دَارِ أَبِي طَاهِرٍ، فَإِذَا هُوَ ابْنُ عشْرِيْنَ سَنَةً، شَابٌّ مليحٌ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ، وَثوبٌ أَصفرُ عَلَى فَرَسٍ أَشْهَبَ، وَإِخوتُه حَوْلَهُ، فَصَاح: مَنْ عَرَفنِي عَرَفَنِي، وَمِنْ لَمْ يَعْرفْنِي، فَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي سَعِيْد الحَسَنُ، الجَنَّابِيُّ. اعلمُوا أَنَّا كُنَّا وَإِيَّاكُم حَمِيراً، وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا بِهَذَا وَأَشَار إِلَى غُلاَمٍ أَمْرَدَ، فَقَالَ: هَذَا ربُّنَا وَإِلهُنَا، وَكُلُّنَا عِبَادُه. فَأَخَذَ النَّاسُ التُّرَابَ، فَوَضَعُوهُ عَلَى رُؤُوْسهُم. ثُمَّ قَالَ أَبُو طَاهِرٍ: إِنَّ الدِّين قَدْ ظَهَر وَهُوَ دين أَبينَا آدم، وَجَمِيْع مَا أَوصَلتْ إِلَيْكُم الدُّعَاةُ بَاطِلٌ منِ ذِكْرِ مُوْسَى وَعِيْسَى وَمُحَمَّد، هَؤُلاَءِ دَجَّالُوْنَ. وَهَذَا الغُلاَمُ هُوَ أَبُو الفَضْلِ المَجُوْسِيّ، شَرَعَ لَهُم اللّواطَ، وَوطء الأُخت، وَأَمَرَ بِقَتْلِ مَنِ امْتَنَعَ. فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ عِدَّةُ رُؤُوْس، فسجدتُ لَهُ، وَأَبُو طَاهِرٍ وَالكُبَرَاءُ حَوْلَهُ قيَام. فَقَالَ لأَبِي طَاهِرٍ: المُلُوكُ لَمْ تزل تُعِدُّ الرُّؤُوس فِي خزَائِنهَا. فسلُوهُ كَيْفَ بقَاؤهَا؟ فَسُئِلْتُ، فَقُلْتُ: إِلهُنَا أَعْلَم، وَلَكِنِّي أَقُول: فجُمْلَة الإِنْسَانِ إِذَا مَاتَ يحتَاج كَذَا وَكَذَا صبِراً وَكَافُوْراً، وَالرَّأْس جُزْءٌ فيُعطَى بحسَابه. فَقَالَ: مَا أَحسنَ مَا قَالَ. ثُمَّ قَالَ الطَّبِيْبُ: مَا زِلْتُ أَسمَعُهُم تِلْكَ الأَيَّامَ يَلْعنُوْنَ إِبْرَاهِيْمَ وَمُوْسَى ومحمدًا وعليًا. ورأيت مصحفًا مسح بغائظ.

وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ يَوْماً لكَاتِبه: اكْتُبْ إِلَى الخَلِيْفَة، فصلِّ لَهُم عَلَى مُحَمَّد، وَكِلْ مِنْ جِرَاب النُّوْرَة. قَالَ: وَاللهِ مَا تَنْبَسِطُ يدِي لِذَلِكَ، فَافتضَّ أَبُو الفَضْلُ أُختاً لأَبِي طَاهِرٍ الجَنَّابِي، وَذَبَحَ وَلدَهَا فِي حجرهَا، ثُمَّ قَتَل زوجَهَا، وَهَمَّ بِقَتْلِ أَبِي طَاهِرٍ، فَاتَّفَقَ أَبُو طَاهِرٍ مَعَ كَاتِبه ابْن سَنْبَر، وَآخر عَلَيْهِ فَقَالاَ: يَا إِلهنَا، إِن وَالِدَةَ أَبِي طَاهِرٍ قَدْ مَاتَتْ فَاحضر لتحشوَ جَوْفهَا نَاراً. قَالَ: وَكَانَ سَنَّه لَهُ، فَأَتَى، فَقَالَ: أَلاَ تجيبهَا؟ قَالَ: لاَ، فَإِنَّهَا مَاتَتْ كَافرَةً، فَعَاوده، فَارتَاب، وَقَالَ: لاَ تعجلاَ عليَّ، دعَانِي أَخْدِمُ دوَابَّكمَا إِلَى أَنْ يَأْتيَ أَبِي. قَالَ ابْنُ سَنْبَر: وَيْلَك هتَكْتَنَا، وَنَحْنُ نرتِّب هَذِهِ الدّعوَة مِنْ سِتِّيْنَ سَنَةً، فَلَو رَآك أَبُوك لقتَلك اقْتُلْهُ يَا أَبَا طَاهِر. قَالَ: أَخَافُ أَنْ يمسخَنِي، فَضَرَبَ أَخُو أَبِي طَاهِرٍ عُنُقَه، ثُمَّ جمع ابْنُ سَنْبَر النَّاس، وَقَالَ: إِنَّ هَذَا الغُلاَمَ وَرَدَ بكذبٍ سَرَقه مِنْ معْدن حقّ، وَإِنَّا وَجَدنَا فَوْقه مَنْ يَنْكِحُه، وَقَدْ كُنَّا نَسْمَع أَنَّهُ لاَ بُدَّ لِلْمُؤْمِنين مِنْ فِتْنَة يظهرُ بَعْدَهَا حقٌّ، فَأَطفئوا بُيُوْتَ النِّيرَان، وَارجعُوا عَنْ نِكَاح الأُم، وَدعُوا اللِّواط، وَعظِّمُوا الأَنْبِيَاءَ. فضجُّوا وَقَالُوا: كُلُّ وَقت تقولُوْنَ لَنَا قَوْلاً، فَأَنْفَقَ أبو طاهر الذهب حتى سكنوا. قَالَ الطَّبِيْب: فَأَخْرَجَ إِلَيَّ أَبُو طَاهِرٍ الحجَر، وَقَالَ: هَذَا كَانَ يُعبَد. قُلْتُ: كلاّ. قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَم. وَأَخْرَجَهُ فِي ثَوْبٍ دَبيقِي ممسَّك. ثمَّ جَرَتْ لأَبِي طَاهِرٍ مَعَ المُسْلِمِيْنَ حُرُوبٌ أَوهنته. وَقُتِلَ جُنْدُه، وَطلَبَ الأَمَان عَلَى أَنْ يَرُدَّ الْحجر، وَأَنْ يَأْخذ عَنْ كُلّ حَاجّ دِيْنَاراً وَيخفِرَهُم. قُلْتُ: ثُمَّ هَلَكَ بِالجُدَرِيّ -لاَ رَحِمَهُ اللهُ- فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ بهجَر كَهْلاً، وَقَامَ بَعْدَهُ أبو القاسم سعيد.

محمد بن رائق

3006- محمد بن رائق 1: الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ أَبُو بَكْرٍ. كَانَ أَبُوْهُ مِنْ أَجلِّ مَمَالِيْك المُعْتَضِد وَأَدينهم. وَلِي أَبُو بَكْرٍ لِلْمُقْتَدر شُرْطَةَ بَغْدَاد فَطَلَعَ شَهْماً عَالِي الهِمَّة مِقْدَاماً، فولِي وَاسِطَ وَالبَصْرَةَ، فَوَفَدَ عَلَيْهِ بُجْكُم الأَمِيْرُ فَاسْتَخْدَمَه، وَتَرَقَّتْ حَالُهُ، فولاَهُ الرَّاضِي بِاللهِ إِمْرَةَ الأُمَرَاءِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَتَقَدَّم وَرُدَّت أُمُورُ المملكَةِ إِلَيْهِ، وَانحدر مع الخليفة إلى واسط، وجهز بجكم لمحَاربَة البَريديِّ الوَزِيْر، ثُمَّ عَصَى عَلَيْهِ بُجْكُم. فتوجَّه مُحَمَّدٌ إِلَى الشَّامِ، فَدَخَلَ دِمَشْق، وَادَّعَى أَنَّ المتقِي للهِ وَلاَّهُ عَلَيْهَا، وَطرَدَ عَنْهَا بدراً الإِخْشِيدِيَّ، ثُمَّ سَاقَ ليَأْخذ مِصْرَ، فَالتَقَى هُوَ وَصَاحِبُهَا مُحَمَّدُ بنُ طُغج الإِخْشِيذ، فَهَزمه الإِخْشِيذ. وَكَانَتْ مَلْحمَة كَبِيْرَة بِالعريش، فَرُدَّ إِلَى دِمَشْق، وَأَقَامَ بِهَا أَزيدَ مِنْ سنَةٍ، ثُمَّ بلغه مَصرع بُجْكم، فَسَارَ إِلَى بَغْدَادَ، فَخلع عَلَيْهِ المُتَّقِي خِلْعَةَ المُلك بَعْد أُمُورٍ يطول شَرْحهَا، ثُمَّ سَارَ بِالمُتَّقِي إِلَى المَوْصِل، فمدَّ لَهُ نَاصرُ الدَّوْلَة أَمِيْرُهَا سِمَاطاً فَقَتَلَهُ بَعْد السِّمَاط وَكَانَ متَأَدِّباً شَاعِراً بَطَلاً شُجَاعاً، شَدِيدَ الوَطْأَة. وَكَانَ مَصْرَعُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة في رجبها.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 275".

النوبختي والنوبختي وابن مخلد

النوبختي والنوبختي وابن مخلد: 3007- النُّوْبَخْتِيُّ: عَلِيُّ بنُ العَبَّاسِ. شَاعر مُحسِن أَخْبَارِيّ مَشْهُوْرٌ، رَئِيْس، وَلِيَ وَكَالَةَ المقتدِرِ، وَعَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ ابْنُه صَدْراً كَاتِباً كَانَ مدبِّرَ أُمُورِ ملك الأمراء محمد بن رائق. 3008- النوبختي: العَلاَّمَةُ ذُو الفُنُوْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ مُوْسَى النُّوْبَخْتِيُّ، الشِّيْعِيّ، المُتَفَلْسِفُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْف. ذكره مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيْم، وَابْنُ النَّجَّار بِلاَ وَفَاة. وَله كتَابُ "الآرَاء" و"الديَانَات"، وكتَاب "الرَّدِّ عَلَى التَّنَاسخيَّة"، وكتَابُ "التَّوحيد وَحَدَث العَالَم"، وكتاب "الإمامة" وأشياء. 3009- ابن مخلد: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو القَاسِمِ، سُلَيْمَانُ بنُ الحَسَنِ بنِ مَخْلَدِ بنِ الجَرَّاحِ البَغْدَادِيُّ. وَزَرَ لِلْمُقْتَدِر مشَاركاً لعَلِيِّ بنِ عِيْسَى، ثُمَّ عزل، ثُمَّ وَزر للرَّاضِي بِاللهِ سنَة 24 وَكَثُرَتِ المُطَالبَات عَلَيْهِ، فَبَذَل ابْنُ رَائِق القِيَامَ بواجبَات الجَيْش، وَولِي إِمرَةَ الأُمَرَاء. وَسَقَط حُكم دَسْت الوِزَارَة، فَاسْتعفَى سُلَيْمَانُ مِنَ الوِزَارَة بَعْدَ سنَة، ثُمَّ اسْتوزره الراضي بالله سنة ثمان وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَوزر بَعْدَهُ لِلْمتَّقِي للهِ. وَمَضَتْ سيرَتُه عَلَى سَدَاد، وَكَانَ بَصِيْراً بكِتَابَة الدِّيْوَان، خَبِيْراً بِالتصرُّف وَالسِّيَاسَة. وَقِيْلَ: حُفِظَتْ عَلَيْهِ سَقَطَات مِنْهَا: أَنَّهُ قَالَ لعَلِيّ بنِ عِيْسَى: يَا سيدِي لِمَ سُمِيت الدَّيَكْبَرَاك آله؟ قَالَ: لأَنَّهَا تَدَكْبَرك فِي الْخلق! تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فِي رَجَبٍ، وَخلَّف عِدَّة بَنِينَ وَبنَات. وَعَاشَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ سَنَةً.

النوبختي والمحمداباذي

النوبختي والمحمداباذي: 3010- النوبختي: العَلاَّمَةُ أَبُو سَهْلٍ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ نُوْبَخْت، بَغْدَادِيٌّ، مِنْ غلاَةِ الشِّيْعَة، وَكبارِ مصنِّيفهم، وَكَانَ يَقُوْلُ فِي المُنتَظَر: مَاتَ فِي الغَيْبَة وَقَامَ بِالأَمْرِ فِي الغَيبَة ابْنُه، ثُمَّ مَاتَ ابْنُه، وَقَامَ ابْنُ الابْن وَهَذِهِ دَعوَى مُجَرَّدَة. وَكَانَ الشَّلْمَغَانِيّ الزِّنديق قَدْ دَعَا النُّوبَخْتِيَّ إِلَى نَفْسِهِ، فَقَالَ: فِي مقدَّم رَأْسِي صَلَع، فَإِنْ هُوَ أَنبتَ فِي رَأْسِي الشَّعْر، آمنتُ بِهِ، فَأَعرَضَ عَنْهُ. وَلأَبِي سهلٍ كتَابُ "الإِمَامَة"، وكتَابُ "الرَّدِّ عَلَى الغُلاَة"، وكتَاب "نَقْض رِسَالَةِ الشَّافِعِيّ"، وكتَاب "الرَّدّ عَلَى أَصْحَاب الصِّفَات"، وكتَابُ "إِبطَال القياس"، وكتاب "الحكاية والمحكي"، وعدة تواليف. وَهُوَ خَالُ الحَسَنِ بنِ مُوْسَى النُّوْبَخْتِيُّ، وَلَهُ كتَابُ "الرَّدِّ عَلَى اليَهُوْد"، وكتَاب فِي "الرَّدِّ عَلَى أَبِي العَتَاهيَة"، وكتَاب "الخُصُوْص وَالعُمُوْم"، وكتَاب "استحالة الرؤية". 3011- المحمد أباذي: الإِمَامُ النَّحْوِيُّ الحَافِظُ، أَبُو طَاهِرٍ، مُحَمَّدُ بنُ الحسن بن محمد النيسابوري، المحمد أباذي. ومحمد أباذ: مَحَلَّة. سَمِعَ مِنْ: أَحْمَد بن يُوْسُفَ السُّلَمِيّ، وعلي بن الحسن الهلالي، وحامد بن محمود فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ، وَارْتَحَلَ فسَمِعَ مِنْ: عَبَّاس الدُّوْرِيّ، وَأَبِي قِلاَبَةَ، وَجَمَاعَة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظ، وَالكِبَار، وَابْن مَحْمِش. وَقَالَ الحَاكِمُ: اخْتلفت إِلَيْهِ لِلسَّمَاع أَكْثَر مِنْ سنَة، وَلَمْ أَصل إِلَى حَرْفٍ مِنْ سَمَاعِي مِنْهُ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وثلاث مائة.

وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّبْغِيُّ يَرْجِع إِلَى قَوْله فِي اللُّغَة، وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَر، يَقُوْلُ: أَتيتُ أَنَا وَأَبُو بِشّر المتكلم، وأبو سعد الفأفاء إلى محمد أباذ، وَقَدْ فَرَغَ أَبُو طَاهِرٍ مِنَ المَجْلِس، وَكَانَ مَهِيْباً فَقُلْنَا: يَتَفَضَّل الشَّيْخ بِشَيْءٍ نكتُبُه؟ فَإِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ نقرأَه، فَأَخْرَجَ لَنَا ثَلاثَةَ أجزاء: عَنِ الدُّوْرِيّ جُزْء، وَعَنِ الكُدَيْمِيّ جُزْء، وَعَنْ أَبِي قِلاَبَةَ جُزْء، فكتبنَا جُزْءَ الكُدَيْمِيّ، وَمِنْ جُزْء أَبِي قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيّ. فَلَمَّا خَرَجَ، قَالَ: هَاتُوا. فَقُلْنَا: لَمْ نَكْتُبْ مِنْ جُزْء عَبَّاس شَيْئاً. فَقَالَ: إِنَّمَا أَيست مِنْ حمَارِي حِيْنَ سيّبتُه فِي القَتِّ، اشْتَغَل بِالكُرُنْبِ. فَقَرأنَا عَلَيْهِ إِلَى أَنْ مرَّ حَدِيْثٌ لعُرْوَة عَنْ عَائِشَةَ. فَقَالَ أَبُو بِشْرٍ لِلشَّيْخِ: عُرْوَةُ هَذَا مُكْثِر عَنْ عَائِشَةَ، أَفَكَانَ زوجَهَا؟ فَقَامَ أَبُو طَاهِرٍ مُغْضَباً، ثُمَّ حَكَى ذَلِكَ لأَصْحَابِهِ. ثمَّ سَاق لَهُ الحَاكِم أَحَادِيْثَ فِي التَّرْجَمَة، وَقَدْ أَكْثَر عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة وَغَيْرهُ. يَقَع لَنَا حَدِيْثُه عَالِياً.

أيوب بن صالح وابن قوهيار

أيوب بن صالح وابن قوهيار: 3012- أيوب بن صالح: ابن سُلَيْمَانَ بنِ هَاشِمِ بنِ غَرِيْبٍ العَلاَّمَةُ، مُفْتِي الأَنْدَلُس، أَبُو صَالِحٍ المَعَافِرِيُّ، القُرْطُبِيُّ، المَالِكِيُّ. رَوَى عنه: الفَقِيْه العُتْبِيّ، وَأَبِي زَيْدٍ، وَابْن مزين، وَعَبْد اللهِ بن خَالِد. ذكره أَبُو الوَلِيْدِ بنُ الفَرَضِي، فَقَالَ: كَانَ إِمَاماً فِي المَذْهب. دَارت عَلَيْهِ الفَتْوَى فِي وَقْته، وَعَلَى ابْنِ لُبَابَة. قَالَ: وَكَانَ متصرِّفاً فِي عِلْمِ النَّحْو وَالبلاغَة وَالشِّعْر. وَكَانَ مجَانباً لِلدَّوْلَة، لَكِنَّه وَلِي الحِسْبَة فَأَحَسْنَ السِّيْرَةَ. تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثلاثين وثلاث مائة. 3013- ابن قوهيار 1: المُسْنِدُ الجَلِيْلُ، أَبُو الفَضْلِ، العَبَّاس بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُعَاذٍ، وَيُعرف مُعَاذٌ: بِقُوهِيَارَ النَّيْسَابُوْرِيِّ. سَمِعَ: إِسْحَاقَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ رَزِيْن، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء، وَعَلِيَّ بنَ الحَسَنِ الهِلاَلِي، وَانتخب عَلَيْهِ حَافِظُ نَيْسَابُوْر أَبُو عَلِيٍّ. رَوَى عَنْهُ: الحَافِظ مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَأَبُو الحَسَنِ العَلَوِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ بن مَحْمِش، وَخَلْقٌ. توفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ وَلْدَه يذكرُوْنَ أَنَّهُ دَخَلَ الحَمَّام، فحلَق رَأْسه قيِّمٌ سكرَان، فَأَرْسَل المُوْسَى فِي دِمَاغه فشقَّه، فَأَخرجُوهُ، وَمَاتَ، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 157".

ابن أبي حذيفة وابن عبادل

ابن أبي حذيفة وابن عبادل: 3014- ابن أبي حذيفة 1: المُحَدِّثُ أَبُو عَلِيٍّ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أبي حذيفة الفزاري، الدِّمَشْقِيُّ، وَاسم جدِّه قَاسِم بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ هِشَام بنِ مَلاَّس، وَبَكَّار بن قُتَيْبَةَ، وَأَبَا أُمَيَّة الطَّرَسُوْسِيّ، وَالوَلِيْد بن مَرْوَانَ، وَرَبِيْعَة بن حَارِثِ الحِمْصِيّ، وَغَيْرَهُم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ بنُ سمِعُوْنَ، وَابْنُ شَاهِيْنٍ، وَعَبْدُ الوَهَّاب الكِلاَبِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الْحَدِيد، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وثلاث مائة. 3015- ابن عبادل 2: المُحَدِّثُ أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الشَّيْبَانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، عُرِفَ بِابْنِ عَبَادل. سَمِعَ: بَحر بنَ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مُنْقِذ، وَالعَبَّاس بن الوَلِيْدِ العُذْرِيَّ، وَأَبَا أُمَيَّة الطَّرَسُوْسِيّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. وَعَنْهُ: الطَّبَرَانِيّ، وَأَبُو هَاشِمٍ المُؤَدِّب، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الْحَدِيد، وَعَبْد الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْر التِّسْعِيْنَ.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 231"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 332". 2 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 212".

ابن حكيم والزنبري وابن زوزان

ابن حكيم والزنبري وابن زوزان: 3016- ابن حكيم 1: المُحَدِّثُ الإِمَامُ المُفِيْد أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَكِيْم المَدِيْنِيُّ، وَيُعْرَفُ: بابن ممك، صاحب رحلة ونباهة. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ مُسْلِمِ بنِ وَارَةَ، وَيَحْيَى بنَ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبَا حَاتِم الرَّازِيَّ، وَأَحْمَد بنَ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الخنَاجر الطَّرَابُلُسِي، وَأَبَا أُمَيَّة الحَلَبِيّ، وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: أَبُو الشَّيْخ، وَأَبُو عبد الله بن مندة، وأبو بكر بن مَرْدُوَيْه، وَعَلِيّ بن مَيْله الفَرضِي، وَعَبْد اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ جُولَة، وَآخَرُوْنَ. بلغنَا أَنَّهُ كَانَ أَدِيْباً فَاضِلاً حسنَ المَعْرِفَة بِالحَدِيْثِ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. عندي من عواليه. 3017- الزنبري 2: المُحَدِّثُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ عَمْرِو بنِ إِدْرِيْسَ الزَّنْبَرِيُّ، المِصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: بَحْر بن نَصْرَ الخَوْلاَنِيّ، وَالرَّبِيْع بنَ عَبْدِ الحَكَمِ، وَجَمَاعَة. وَعَنْهُ: ابْنُ المُقْرِئ، وَابْنُ يُوْنُسَ، وَعُمَرُ بنُ شَاهِيْنٍ، وَآخَرُوْنَ. وَمَا ذكر ابْنُ مَاكُوْلاَ فِي الزَّنبرِي بنُوْنَ سِوَاهُ، لَهُ رِحْلَة وَفَهُم. مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وثلاث مائة. وَلنَا سَعِيْد بنُ دَاوُدَ بنِ أَبِي زَنْبَر الزنبري، صاحب مالك. 3018- ابن زوزان 3: الحَافِظُ العَالِمُ الرَّحَّالُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ زُوزَانَ الأَنْطَاكِيُّ، قيد جدَّه ابْنُ مَاكُوْلاَ بِمعجمتين. ثم قال:

_ 1 تقدمت ترجمته في هذا الجزء بتعليقنا رقم "544". برقم ترجمة عام "2992". 2 تقدمت ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "4/ 242". 3 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "4/ 192".

رَوَى عَنْ: أَبِي الوَلِيْد بن بُرْد، وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ كَثِيْر الصُّوْرِيّ، وَأَبِي يَزِيْد القَرَاطِيْسِيِّ، وَأَبِي عُلاَثَة مُحَمَّد بن عَمْرٍو، وَبِشْر بن مُوْسَى، وَأَحْمَد بن يَحْيَى الرَّقِّيّ. قُلْتُ: وَزَكَرِيَّا خَيَّاط السُّنَّة وَطَبَقَتهُم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّد بنُ عَبْدِ اللهِ الدَّهَّان، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ ذَكْوَان، وَفرج بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّصِيْبِيّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع، وَعِدَّة. قَالَ الأَمِيْر: لَهُ رِحْلَةٌ فِي الحَدِيْثِ إِلَى الشَّامِ وَالعِرَاق وَمِصْرَ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

المادرائي وأبو على القشيري

المادرائي وأبو على القشيري: 3019- المادرائي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحجَّةُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِسْحَاقَ بنِ البَخْتَرِيِّ، البَصْرِيُّ، المَادَرَائِيُّ. رَوَى عَنْ: عَلِيِّ بنِ حَرب، وَأَبِي قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيِّ، وَيُوْسُف بن صاعد وخلق. وَعَنْهُ: ابْنُ جُمَيْع الغَسَّانِيّ، وَأَبُو عُمَرَ القَاسِمُ بنُ جَعْفَرٍ الهَاشِمِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ السُّلَيمَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدِ ارْتَحَلَ إِلَيْهِ ابْنُ مَنْدَه فَبلَغَه فِي الطَّرِيْق مَوْتُه، فَتَأَلَّمَ وَردَّ، وَلَمْ يَدْخُلِ البصرة. توفي سنة 334. 3020- أبو علي القشيري 2: الإِمَامُ الحَافِظُ المُفِيْدُ، أَبُو عَلِيٍّ، مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عِيْسَى بنِ مَرْزُوقٍ القُشَيْرِيُّ، الحَرَّانِيُّ، مُحَدِّث الرَّقَّةِ وَمُؤرِّخُهَا. سَمِعَ: سُلَيْمَانَ بنَ سَيْف الحَرَّانِيّ، وَمُحَمَّد بنَ عَلِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ العَطَّار، وَالفَقِيْه أَبَا الحَسَنِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ المَيْمُوْنِيُّ، وَهلاَلَ بنَ العَلاَءِ، وَعَبْدَ الحَمِيْدِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ المُسْتَام، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَامِع الدَّهَّان، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَر غُنْدَر البَغْدَادِيُّ، وَأَبُو مُسْلم محمد ابن أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الكَاتِب، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جميع، وطائفة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 238". 2 ترجمته في الأنساب "6/ 153"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 825"، والعبر "2/ 239"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 337".

لاَ أَعلَمُ وَفَاتَه إلَّا أَنَّهُ حَدَّث فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ جَاوز الثَّمَانِيْنَ. وَفِيْهَا مَاتَ مُسنِدُ دِمَشْقَ أَبُو الفَضْلِ، أحمد بن عبد الله بن نصر بن هِلاَل السُّلَمِيّ فِي عَشْر المائَة، وَشَاعر الوَقْت أبو بكر أحمد بن محمد بن الحَسَن الصَّنَوْبَرِيُّ الحَلَبِيُّ، وَمُؤرخ هَرَاة المُحَدِّثُ أَبُو إسحاق أحمد بن محمد ابن يَاسين الحَدَّاد، وَمُسنِدُ بَغْدَاد الثِّقَة أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى بنِ عَيَّاش القَطَّان عَنْ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَالمُحَدِّث أَبُو الحُسَيْنِ عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ علاَّن الذَّهَبِيُّ البَغْدَادِيُّ، وَمسنِد البَصْرَة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِسْحَاقَ المَادَرَائِيُّ، وَالوَزِيْر العَادل أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ عِيْسَى بنِ دَاوُدَ بنِ الجَرَّاحِ البَغْدَادِيُّ عَنْ تِسْعِيْنَ عَاماً. وَشَيْخُ الحَنَابِلَة أَبُو القَاسِمِ عُمَر بنُ الحُسَيْنِ الخِرَقيُّ البَغْدَادِيُّ بِدِمَشْقَ، وَصَاحِب مِصْر أبو بكر محمد بن طغج بن جف التُركِي الإِخْشيد، وَصَاحِبُ المَغْرِب القَائِم بِأَمر الله أَبُو القَاسِمِ مُحَمَّدُ بنُ المَهْدِيّ عُبَيْد اللهِ البَاطنِيُّ، وَشَيْخُ بَغْدَاد أَبُو بَكْرٍ الشِّبْلِي الزَّاهِد. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ طَلاَّبٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْد بِالرَّقَّةِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ، حَدَّثَنِي مَالِك، حَدَّثَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَفْرَدَ الحَجَّ. عَبْد اللهِ هَذَا بَغْدَادِيٌّ لاَ أَعرفه.

حاجب بن أحمد

3021- حاجب بن أحمد 1: ابن يرحم بن سفيان، مسند نيسابور، أبو محمد الطوسي. رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ رَافِع وَالذُّهْلِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ حَمَّاد الأَبيوَرْدِي، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن مُنيب المَرْوَزِيِّ، وَعَبْد اللهِ بنِ هَاشِمٍ الطُّوْسِيّ، وَجَمَاعَةٍ. وَادَّعَى أَنَّهُ ابْنُ مائَةٍ وَثَمَانِي سِنِيْنَ. وَكَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ البَلاَذُرِيُّ يَشْهَدُ لَهُ بِلُقِيِّ هَؤُلاَءِ. حدث عنه: منصور بن عبد الله الخالدي، وَابْنُ مَنْدَة، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الْبَصِير، وَعَلِيُّ بن إبراهيم المزكي، ومحمد ابن إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ بنُ مَحْمِش، وَسَمِعَ: مِنْهُ الحَاكِمُ ثَلاَثَةَ أَجزَاء، فَعُدِمَت. وَثَّقَهُ ابْنُ مَنْدَة، وَاتَّهَمه الحَاكِمُ، وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْ شَيْئاً، وَهَذِهِ كُتُبُ عَمِّه. مات سنة ست وثلاثين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب "8/ 265"، والعبر "2/ 243"، وميزان الاعتدال "1/ 429"، ولسان الميزان "2/ 146".

عمر بن سهل

3022- عمر بن سهل 1: ابن إسماعيل الحَافِظُ الحُجَّةُ أَبُو حَفْصٍ، وَأَبُو بَكْرٍ الدِّيْنَوَرِيُّ، القرميسيني، أحد أئمة الحديث. يَرْوِي عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي العَنْبَس الكُوْفِيّ، وَالحَسَنِ بنِ سَلاَّم السوَّاق، وَعُبَيْد بن عَبْدِ الوَاحِدِ البَزَّار، وَأَبِي قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيّ، وَأَمثَالِهم. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظ أَبُو القَاسِمِ بنُ ثَابِت، وَصَالِح بن أَحْمَدَ الهَمَذَانِيّ، وَأَحْمَد بنُ تُرْكَانَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ بُخَيْت، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيّ، وَالهَمَذَانيون. قَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ فِي "إِرْشَاده": هُوَ ثِقَةٌ إِمَامٌ عَالِم مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. سَمِعَ: شُيُوْخَ بَغْدَاد وَالكُوْفَة وَالجَبَل وَالبَصْرَة، وَكَانَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ، وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّة وَعِبَادَة، سَمِعْتُ عِيْسَى بنَ أَحْمَدَ الدِّيْنَوَرِيَّ، يَقُوْلُ: خَرَجَ عُمَرُ بنُ سَهْل الحَافِظ، وَبِيَدِهِ قصَّة فَقَالَ لِي: أُرِيْد أَنْ أَصْعَدَ إِلَى تَلِّ التَّوبَة، وَأَرفعهَا إِلَى اللهِ مِنْ جهَة جُهَّال الدِّيْنَوَر، فَفَعَل ذَلِكَ، وَانْتَقَل إِلَى قِرْمِيسينَ. قَالَ الخَلِيْلِيّ: وَسَمِعْتُ أَبَا القَاسِم بنَ ثَابِت، يَقُوْلُ: لَمْ أَرَ مِثْل عُمَر بن سَهْل الحَافِظ فِي الدّيَانَة. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ. وَمَا هُوَ بِالمَشْهُوْر لأَنَّه كَانَ بزَاويَةٍ مِنَ البِلاَد، رَحِمَهُ اللهُ. أَنْبَأَنَا ابْنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ طَارِقٍ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ الطُّيُوْرِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ البَرْمَكِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ بُخَيْت، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ سَهْل بنِ مُجَاهِد إِسْمَاعِيْل الدِّيْنَوَرِيُّ الحَافِظ، حدثنا محمد ابن إِبْرَاهِيْمَ بنِ الرَّمَاح إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "أَقمْنَا مَعَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر تسع عشرة ليلة نقصر الصلاة" 2.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 110"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 848". 2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 223"، والبخاري "1080" و"4298" و"4299"، والترمذي "549"، وابن ماجه "1075"، والبيهقي "3/ 150" من طريق عن عاصم الأحول، به.

ابن ياسين

3023- ابن ياسين 1: الشَّيْخُ الحَافِظُ المُحَدِّث المُؤَرِّخ، أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَاسين الهَرَوِيُّ، الحَدَّادُ، صَاحِبُ "تَارِيْخِ هَرَاةَ". سَمِعَ: عُثْمَان بن سَعِيْدٍ الدَّارِمِيَّ، وَمُوْسَى بن أَحْمَدَ الفِرْيَابِيَّ، وَعُبَيْد بن مُحَمَّدٍ الوَرَّاق الحَافِظ، وَمُعَاذ بن المُثَنَّى، وَالفَضْلَ بنَ عَبْدِ اللهِ اليَشْكُرِيّ، وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي ذُهْل، وَمَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَالِدِي، وَالخَلِيْل بنُ أَحْمَدَ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ البَاشَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَلَيْسَ بعُمدَة. قَالَ الخَلِيْلِيّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ، يَرْوِي نُسخاً لاَ يتَابعُ عَلَيْهَا. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوْك. وَرَوَى السُّلَمِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيّ، قَالَ: هُوَ شَرٌّ من أبي بشر المروزي، وكذبهما. قُلْتُ: تُوُفِّيَ ابْنُ يَاسين الحَدَّاد فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الحُسَيْنِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ المَالِيْنِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَارُودِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ البَاشَانِي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بنُ يَاسين إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ صبَّاح، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو العُمَيْسِ، حَدَّثَنَا قَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَجُلاً مِنَ اليَهُوْد قَالَ لَهُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ آيَة فِي كِتَابكُم تَقْرَؤُونهَا، لَوْ عَلَيْنَا -مَعْشَرَ يَهُوْد- نَزَلَتْ لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ اليَوْم عيداً، قَالَ: أَيّ آيَة؟ قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] ، الآيَة. قَالَ عُمر: قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيْهِ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ قَائِمٌ بعَرَفَة، يَوْمَ جُمُعَةٍ2. أَخْرَجَهُ البُخَارِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ صَبَّاح البزار.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 846"، وميزان الاعتدال "1/ 149"، ولسان الميزان "1/ 291". 2 صحيح: أخرجه البخاري "45" و"4407"، ومسلم "3017".

ابن عقدة

3024- ابْنُ عُقْدَةَ 1: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ زِيَاد بن عَبْدِ اللهِ بنِ عَجْلاَنَ، مَوْلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن سعيد بن قيس الهمداني، وحفيد عجلاَن، هُوَ عَتيق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الأَمِيْر عِيْسَى بنِ مُوْسَى الهَاشِمِيّ، أَبُو العَبَّاسِ الكُوْفِيّ الحَافِظ العَلاَّمَة، أَحَد أَعلاَم الحَدِيْث، وَنَادرَةُ الزَّمَان، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ عَلَى ضعْفٍ فِيْهِ، وَهُوَ المَعْرُوْف بالحافظ ابن عُقْدَةَ. وعُقْدَةُ لقب لأَبِيْهِ النَّحْوِيِّ البَارِعِ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ، ولقِّب بِذَلِكَ لتعقيده فِي التَّصْريف، وَهُوَ مِنَ العُلَمَاءِ العَاملين. كَانَ قَبْل الثَّلاَث مائَة. وَوُلِد أَبُو العَبَّاسِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِالكُوْفَةِ. وَطلب الحَدِيْثَ سنَة بِضْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَتَبَ مِنْهُ مَا لاَ يُحدُّ وَلاَ يوصَفُ عَنْ خَلْق كَثِيْر بِالكُوْفَةِ وَبَغْدَاد، وَمَكَّة. فسَمِعَ مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُنَادِي، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحَارِثِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ، وَالحَسَن بن مُكْرَم، وَعَلِيّ بن دَاوُدَ القَنْطَرِيِّ، وَيَحْيَى بن أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي يَحْيَى بن أَبِي مسرَّة المَكِّيِّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أُسَامَةَ الكَلْبِيّ، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيّ، وَأَحْمَد بن أَبِي خَيْثَمَةَ، وَعَبْد اللهِ بن رَوْح المَدَائِنِيّ، وَإِسْحَاقَ بن إِبْرَاهِيْمَ العُقَيْلِيّ، وَأَحْمَد بن يَحْيَى الصُّوْفِيّ، وَيَعْقُوْب بن يُوْسُفَ بنِ زِيَاد، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ الرَّاشِدِي، وَعَبْد المَلِكِ بن مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ اللهِ القَصَّار، وَأَبِي مُسْلِم الكَجِّيّ، وَأَبِي الأَحْوَصِ العُكْبَرِيِّ، وَمُحَمَّد بن سَعِيْدٍ العَوْفِيّ، ومحمود ابن أَبِي المضَاء الحَلَبِيّ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ القَطَوَانِيُّ، وَالحَسَن بن عُتْبَةَ الكِنْدِيّ، وَعَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ المُسْتَوْرِد، وَالحَسَن بن جَعْفَر بن مِدْرَار، وَعَبْد العَزِيْزِ بن مُحَمَّدِ بنِ زَبَالَة المَدِيْنِيّ، وَأُمَمٍ سِوَاهِم. وجَمَعَ التَّرَاجم وَالأَبْوَابَ وَالمَشْيَخَة، وَانْتَشَر حَدِيْثُه، وَبعُدَ صِيْتُهُ، وَكَتَبَ عَمَّنْ دبَّ وَدَرَجَ مِنَ الكِبَار وَالصِّغَار وَالمَجَاهِيْل، وجمع الغث إلى السمين، والخرز إلى الدار الثَّمِين. رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ عَدِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ الجِعَابِيُّ، وَابْنُ المُظَفَّر، وَأَبُو عَلِيٍّ

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 14"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 336"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة رقم 820"، والعبر "2/ 230"، وميزان الاعتدال "1/ 136"، ولسان الميزان "1/ 263"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 281"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 332".

النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَابْنُ المُقْرِئ، وَابْنُ شَاهِيْنٍ، وَعُمَر بنُ إِبْرَاهِيْمَ الكَتَّانِي، وَأَبُو عُبَيْدٍ اللهِ المَرْزُبَانِيُّ، وَابْن جُمَيْع الغَسَّانِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ خُرَّشيذ قُوله، وَأَبُو عُمَرَ بنُ مهدي، وأبو الحسين أحمد ابن المتيَّم، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيّ، وَخَلاَئِق. ووَقَعَ لِي حَدِيْثُهُ بِعُلُوّ. فقَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ الدِّمَشْقِيِّ، أَخبركم عَبْدُ الصَّمَد بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَضْل الأَنْصَارِيُّ القَاضِي سَنَة تِسْعٍ وَسِت مائَة وَأَنْت فِي الرَّابِعَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جمَال الإِسْلاَم أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّم السُّلَمِيّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْس مائَة، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ طلاب الخطيب، أخبرنا محمد بن أحمد الغساني، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ الحَافِظ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا بنِ شَيْبَان، حَدَّثَنَا علي بن سيف ابن عَمِيرَة، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي العَبَّاس بنُ الحَسَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ ثَعْلَبَةَ أَبِي بَحر، عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: اسْتَضْحَكَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "عَجِبْتُ لأَمرِ المُؤْمِن، إِنَّ اللهَ لاَ يقضِي لَهُ قَضَاءً إلَّا كَانَ خَيراً له" 1. أَخْبَرَنَا أَبُو الغَنَائِمِ المُسْلِمُ بنُ مُحَمَّدٍ القَيْسِيُّ، وَالمُؤَمَّل بن مُحَمَّدٍ البَالِسِيّ -كِتَابَةً- قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بنِ هَارُوْنَ بنِ الصَّلْت الأَهْوَازِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ، عَنْ أَبِي الوَلِيْد، عَنِ الشَّعْبِيّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا عِنْدَهُ، وَأَقبلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ: "يَا عليُّ هَذَانِ سَيِّدَا كُهُوْلِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرين، إلَّا النبيين والمرسلين" 2.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 24"، من طريق عاصم الاحول، عن ثعلبة بن عاصم، عن أنس، به. وله شاهد من حديث صهيب: عند مسلم "2999"، وأحمد "4/ 332" و"6/ 15 و16". 2 صحيح بشواهده: أخرجه الترمذي "3664"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1420"، والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" "129"، من طرق عن محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن قتادة، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: "هَذَانِ سَيِّدَا كُهُوْلِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِيْنَ والآخرين إلا النبيين والمرسلين". وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. قلت: بل إسناده ضعيف، محمد بن كثير المصيصي، أبو يوسف الصنعاني، وهو الشامي، الثقفي، اختلف فيه فضعفه أحمد. وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيْهِ: ضعيف جدا.=

وَبِهِ إِلَى الحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمَّاد الوَاعِظ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَة إِمْلاَءً فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ الأَشْقَر قَالَ: سَمِعْتُ عَثَّام بنَ عَلِيٍّ العَامِرِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَان، وَهُوَ يَقُوْلُ: لاَ يَجْتَمِعُ حُبُّ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ إلَّا فِي قُلُوْبِ نُبَلاَءِ الرِّجَال. قُلْتُ: قَدْ رُمِي ابْنُ عُقْدَةَ بالتشيع، ولكن روايته لهذا ونحوه، يدل عَلَى عَدَم غلِّوهُ فِي تشيُّعه، وَمِنْ بَلَغَ فِي الحِفْظِ وَالآثَار مَبْلَغَ ابْنِ عُقْدَةَ، ثُمَّ يَكُوْنُ فِي قَلْبِهِ غِلٌّ لِلسَّابقين الأَولين، فَهُوَ مُعَانِد أَوْ زِنْدِيْق وَاللهُ أَعْلَمُ. وَبِهِ إِلَى الحَافِظ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: وَإِنَّمَا لُقِّبَ وَالدُ أَبِي العَبَّاسِ بعُقْدَةَ لِعِلْمِهِ بِالتَّصريف وَالنَّحْو. وَكَانَ يورِّق بِالكُوْفَةِ، وَيعلِّم القُرْآنَ وَالأَدبَ، فَأَخْبَرَنِي القَاضِي أَبُو العَلاَء، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ النَّجَّار، قَالَ: حَكَى لَنَا أَبُو عَلِيٍّ النَّقَّار، قَالَ: سَقَطَت مِنْ عُقْدَةَ دَنَانِيْرَ، فَجَاءَ بنخَّالٍ ليطلُبَهَا. قَالَ عُقْدَةُ: فَوَجَدتُهَا ثُمَّ فَكَّرتُ فَقُلْتُ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا غَيْر دنَانيرك؟ فَقُلْتُ لِلنَّخَّال: هِيَ فِي ذِمَّتِكَ، وَذَهَبْتُ وَتَرَكْتُه. قَالَ: وَكَانَ يُؤدِّب ابْن هِشَامٍ الخَزَّاز، فَلَمَّا حَذَقَ الصَّبيُّ وَتعَلَّمَ، وَجَّه إِلَيْهِ أَبُوْهُ بدنَانير صَالِحَة، فَرَدَّهَا فَظَنَّ ابْنُ هِشَام أَنَّهَا اسْتُقِلَّت، فَأَضْعَفَهَا لَهُ، فقال: ما رددتها استقلالًا، ولكن

_ =وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا طلع أبو بكر وعمر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "هَذَانِ سَيِّدَا كُهُوْلِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِيْنَ والآخرين إلا النبيين والمرسلين، يا علي لا تخبرهما". أخرجه الترمذي "3665" من طريق الوليد بن محمد الموقري، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن علي ابن أبي طالب، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. قلت: إسناده ضعيف، الوليد بن محمد الموقري، ضعيف في الحديث. وفي إسناده انقطاع علي بن الحسين لم يسمع من علي بن أبي طالب. ورواه الترمذي "3666"، وابن ماجه "95"، والقطيعي في "فضائل الصحابة" "632 و633 و666" من طرق عن الشعبي، عَنِ الحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أبو بكر وعمر سَيِّدَا كُهُوْلِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ، ما خلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي". قلت: إسناده ضعيف، آفته الحارث، وهو ابن عبد الله الأعور، فإنه ضعيف. وورد من حديث أبي سعيد الخدري: عند البزار "2492". وفي إسناده ثلاثة ضعفاء علي بن عابس، وكثير بن إسماعيل، بياع النوى، وعطية العوفي. وقد خرجت هذا الحديث في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقص كلام الشيعة والقدرية" لابن تيمية "7/ تعليق رقم 176".

سَأَلَنِي الصَّبيُّ أَنْ أُعَلِّمَهُ القُرْآن، فَاخْتَلَطَ تعلِيمُ النَّحْوِ بتعلِيمِ القُرْآن، وَلاَ أَستَحِلّ أَنْ آخذ مِنْهُ شَيْئاً، وَلَوْ دَفَعَ إِلَيَّ الدُّنْيَا. ثُمَّ قَالَ ابْنُ النَّجَّار: وَكَانَ عُقْدَةُ زيديّاً، وَكَانَ وَرِعاً نَاسِكاً، سُمِّيَ عُقْدَةَ لأَجلِ تَعْقِيدِهِ فِي التَّصْرِيفِ، وَكَانَ وَرَّاقاً جَيِّدَ الخَطِّ، وَكَانَ ابْنُهُ أَحفظَ مَنْ كَانَ فِي عَصْرنَا لِلْحَدِيْثِ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: قَالَ لِي ابْنُ عُقْدَةَ: دخل البرديجي الكوفة، فَزَعَمَ أَنَّهُ أَحفَظُ مِنِّي. فَقُلْتُ: لاَ تطول نَتَقَدَّمُ إِلَى دُكَّانَ وَرَّاق، وَنَضَعُ القَبَّان، وَنَزِنُ مِنَ الكُتُب مَا شِئْتَ، ثُمَّ يُلقَى عَلَيْنَا، فَنذكرُهُ قَالَ: فَبقِي. الحَاكِم: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظ، يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظَ لِحَدِيْثِ الكُوْفِيّين مِنْ أَبِي العَبَّاسِ بنِ عُقْدَة. وَبِهِ إِلَى الخَطِيْب أَبِي بَكْرٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الصُّوْرِيِّ، سَمِعْتُ عَبْدَ الغَنِيِّ بنَ سَعِيْد، سَمِعْتُ أَبَا الفَضْل الوَزِيْر، يَقُوْلُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عُمَرَ -وَهُوَ الدَّارَقُطْنِيّ- يَقُوْلُ: أَجْمَعَ أَهْلُ الكُوْفَة أَنَّهُ لَمْ يُرَ مِنْ زَمَنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْد إِلَى زَمَنِ أَبِي العَبَّاسِ بنِ عُقْدَةَ أَحفظُ مِنْهُ. وَأَنْبَأَنَا ابْنُ عَلاَّن، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بن الأَكفَانِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا العَلاَءُ بنُ حَزْم، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ بقَاء، حَدَّثَنَا عَبْدُ الغنِي فَذَكَرَهَا، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الغنِي: وَسَمِعْتُ أَبَا همام محمد بن إبراهيم، يقول: ابن جوصا بالشام كَابنِ عُقْدَةَ بِالكُوْفَةِ. قُلْتُ: يُمكن أَنْ يُقَال: لَمْ يُوجدْ أَحفظُ مِنْهُ وَإِلَى يَوْمنَا وَإِلَى قيَامِ السَّاعَة بِالكُوْفَةِ، فَأَمَّا أَنْ يَكُوْنَ أَحَدٌ نَظِيْراً لَهُ فِي الحِفْظِ، فَنَعَم، فَقَدْ كَانَ بِهَا بَعْدَ ابْن مَسْعُوْدٍ وَعلِي، عَلْقَمَة، وَمَسْرُوْق، وَعَبيدَة، ثُمَّ أَئِمَّة حُفَّاظ كإِبْرَاهِيْم النَّخَعِيِّ، وَمَنْصُوْر، وَالأَعْمَش، وَمِسْعَر، وَالثَّوْرِيّ، وَشريك، وَوَكِيْع، وَأَبِي نُعَيْمٍ، وأبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد ابن عبد الله بن نمير، وَأَبِي كُرَيْبٍ، ثُمَّ هَؤُلاَءِ يمتَازونَ عَلَيْهِ بِالإِتْقَان وَالعَدَالَة التَّامَّة، وَلَكِنَّهُ أَوسعُ دَائِرَةً فِي الحَدِيْثِ مِنْهُم. قَالَ أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ هَرْثَمَة: كُنَّا بِحَضْرَة أَبِي العَبَّاسِ بن عُقْدَةَ نكتُبُ عَنْهُ وَفِي المَجْلِسِ رَجُلٌ هَاشِمِيّ إِلَى جَانِبِه، فجرَى حَدِيْثُ حُفَّاظ الحَدِيْث، فَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ: أَنَا أُجيب فِي ثَلاَث مائَة أَلْفِ حَدِيْث مِنْ حَدِيْثِ أَهْلِ بَيْت هَذَا سِوَى غَيْرِهِم، وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى الهَاشِمِيّ.

وَبِهِ إِلَى الخَطِيْب: حَدَّثَنَا الصُّوْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الغنِي، سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ -يَعْنِي: الدَّارَقُطْنِيّ- سَمِعْتُ ابْنَ عُقْدَةَ يَقُوْلُ: أَنَا أُجيب فِي ثَلاَث مائَة أَلْفِ حَدِيْث مِنْ حَدِيْثِ أَهْل البَيْت خَاصَّة. قَالَ أَبُو الحَسَنِ: وَكَانَ أَبُوْهُ عُقْدَة أَنحَى النَّاس. وَبِهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ النَّيْسَابُوْرِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَافِظ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي دَارِم الحَافِظ، يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْد، يَقُوْلُ: أَحفظُ لأَهْل البَيْت ثَلاَث مائَة أَلْف حَدِيْث. وَبِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو العَلاَء مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَعْقُوْبَ -غَيْرَ مَرَّةٍ- سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ مُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ بن يَحْيَى العَلَوِيَّ، يَقُوْلُ: حَضَرَ ابْن عُقْدَة عِنْد أَبِي، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا العَبَّاسِ قَدْ أَكثَرَ النَّاس فِي حِفْظِك لِلْحَدِيْثِ، فَأحبُّ أَنْ تخبَرنِي بِقدر مَا تَحْفَظ. فَامْتَنَعَ، وَأَظْهَرَ كرَاهيَةٌ لذلك، فأعاد أبي المسألة وَقَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْك إلَّا أَخبرتَنِي. فَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ: أَحفظُ مائَة أَلْفِ حَدِيْث بِالإِسْنَاد وَالمَتْن، وَأُذَاكر بِثَلاَث مائَة أَلْف حَدِيْث. قَالَ أَبُو العَلاَء: وَسَمِعْتُ جَمَاعَةً يذكرُوْنَ، عَنْ أَبِي العَبَّاسِ مِثْل ذَلِكَ. وَبِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ -مِنْ حِفْظِهِ- سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ مُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ العَلَوِيّ، يَقُوْلُ: كَانَتِ الرِّيَاسَةُ بِالكُوْفَةِ فِي بنِي الغدَان قبلَنَا، ثُمَّ فَشَتْ رِئَاسَةُ بنِي عُبَيْد اللهِ، فَعَزَمَ أَبِي عَلَى قِتَالِهِم، وَجمع الجموعَ، فَدَخَلَ إِلَيْهِ أَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَة، وَقَدْ جمع جُزْءاً فِيْهِ سِتٌ وَثَلاَثُوْنَ وَرقَةً، وَفِيْهَا حَدِيْثٌ كَثِيْر فِي صِلَةِ الرَّحِم، فَاسْتَعْظَمَ أَبِي ذَلِكَ، وَاسْتكثَرَه، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا العَبَّاسِ، بَلَغَنِي مِنْ حِفْظِكَ لِلْحَدِيْثِ مَا اسْتكْثَرْتُه، فَكَم تَحْفَظ؟ قَالَ: أَحفظُ بِالأَسَانيد وَالمتُوْنَ خَمْسِيْنَ وَمَائتَيْ أَلف حَدِيْث، وَأُذَاكر بِالأَسَانيد وَبَعْضِ المتُوْنَ وَالمرَاسيل وَالمقَاطِيع بِسِت مائَة أَلْفِ حَدِيْث. وَبِهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَخْلَد الوَرَّاق -بِحَضْرَة البَرْقَانِيّ- سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ الفَارِسِيّ -وَعرفه البَرْقَانِيّ- يَقُوْلُ أَقمْت مَعَ إِخوتِي بِالكُوْفَةِ عِدَّة سِنِيْنَ نكتُبُ عَنِ ابْنِ عُقْدَة، فَلَمَّا أَرَدْنَا الانْصِرَافَ، وَدَّعناه، فَقَالَ: قَدِ اكتفيتُم بِمَا سَمِعْتُمْ مِنِّي!! أَقَلُّ شَيْخٍ سَمِعْتُ مِنْهُ، عِنْدِي عَنْهُ مائَة أَلْفِ حَدِيْث. فَقُلْتُ: أَيُّهَا الشَّيْخ نَحْنُ أَرْبَعَةُ إِخْوَة، قَدْ كَتَبَ كُلُّ وَاحِدٍ منَا عنك مائة ألف حديث. وَبِهِ: أَخْبَرَنَا الصُّوْرِيُّ، قَالَ لِي عَبْدُ الغنِي: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيّ يَقُوْلُ: ابْنُ عُقْدَة، يعلَمُ مَا عِنْد النَّاس، وَلاَ يَعْلَمُ النَّاس مَا عِنْدَهُ.

قَالَ الصُّوْرِيّ: وَقَالَ لِي أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ: أَرَادَ ابْنُ عُقْدَة أَنْ يَنْتقلَ، فَاسْتَأْجَرَ مَنْ يَحْمِلُ كُتُبَه، وَشَارط الَحمَّالين أَنْ يَدْفَعَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ دَانِقاً. قَالَ: فَوَزَن لَهُم أَجورَهُم مائَةَ دِرْهَم. وَكَانَتْ كتبه سِتّ مائَة حمْلَة. وَبِهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى الهَمَذَانِيُّ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الزَّعْفَرَانِيُّ يَقُوْلُ: رَوَى ابْنُ صَاعِدٍ بِبَغْدَادَ حَدِيْثاً أَخْطَأَ فِي إِسنَاده، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ ابْنُ عُقْدَة فَخَرَجَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ ابْن صَاعِدٍ، وَارْتَفَعُوا إِلَى الوَزِيْرِ عَلِيّ بن عِيْسَى وَحبسَ ابْن عقدَة. فَقَالَ الوَزِيْر: مَنْ نسأَل وَنرجع إِلَيْهِ؟ فَقَالُوا: ابْن أَبِي حَاتِمٍ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ الوَزِيْر يَسْأَله، فَنَظَرَ وَتَأَمَّل، فَإِذَا الحَدِيْث عَلَى مَا قَالَ ابْنُ عُقْدَة، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِذَلِكَ، فَأَطلقَ ابْنَ عُقْدَة، وَارْتَفَع شَأْنُه. وَبِهِ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاق، سَمِعْتُ جَمَاعَةً يذكرُوْنَ أَنَّ ابْنَ صَاعِد كَانَ يُمْلِي مِنْ حِفْظِهِ، فَأَملَى يَوْماً عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ حَفْص بن غِيَاث، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، فَعَرض عَلَى أَبِي العَبَّاسِ بن عقدَة، فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا عِنْد أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، وَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ أَبِي سَعِيْدٍ الأَشَجِّ، فَاتَّصل هَذَا القَوْل بِابْنِ صَاعِدٍ، فَنَظَرَ فِي أَصلِهِ، فَوجَدَهُ كَمَا قَالَ. فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاس قَالَ: كُنَّا حدثنَاكُم، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ بحديث كذا، ووهمنا فِيْهِ. إِنَّمَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو سَعِيْدٍ وَقَدْ رَجعْنَا عَنِ الرِّوَايَة الأوَّلة. قُلْتُ لحَمْزَة: ابْن عقدَة هُوَ الَّذِي نبَّه يَحْيَى؟ فَتوقف، ثُمَّ قَالَ: ابْنُ عُقْدَة أَوْ غَيْرُه. وَبِهِ: حَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّيْمَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَرِيُّ، سَمِعْتُ ابْنَ الِجعَابِيَّ يَقُوْلُ: دَخَلَ ابْنُ عُقْدَة بَغْدَاد ثَلاَث دفعَات، سَمِعَ فِي الأَولى مِنْ إِسْمَاعِيْل القَاضِي وَنَحْوِه، وَدَخَلَ الثَّانِيَة فِي حَيَاة ابْنِ مَنِيْع، فَطَلَبَ مِنِّي شَيْئاً مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ صَاعِدٍ لينظُرَ فِيْهِ، فجِئْتُ إِلَى ابْنِ صَاعِدٍ، فَسَأَلتُهُ، فَدَفَعَ إِلَيَّ مُسند عليّ، فتعجَّبْتُ مِنْ ذَلِكَ، وَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَيْفَ دَفَعَ إِلَيَّ هَذَا وَابْنُ عُقْدَة أَعرفُ النَّاسِ بِهِ! مَعَ اتِّسَاعه فِي حَدِيْث الكُوْفِيّين، وَحملتُهُ إِلَى ابْنِ عُقْدَة، فنَظَرَ فِيْهِ، ثُمَّ رَدَّهُ عليّ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا الشَّيْخ، هَلْ فِيْهِ شَيْءٌ يُسْتَغرب؟ فَقَالَ: نَعَمْ؛ فِيْهِ حَدِيْث خطأ. فَقُلْتُ: أَخْبَرَنِي بِهِ. فَقَالَ: لاَ وَاللهِ لاَ عَرَّفتك ذَلِكَ حَتَّى أَجَاوِز قنطرَة اليَاسريَّة، وَكَانَ يخَافُ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ صَاعِدٍ، فطَالت عليّ الأَيَّام انتظَاراً لِوَعْدِه، فَلَمَّا خَرَجَ إِلَى الكُوْفَةِ، سِرْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا أَردتُ مفَارَقَتَه، قُلْتُ: وَعدك؟ قَالَ: نَعَمُ، الحَدِيْثُ عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الأَشَجِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا بن أَبِي زَائِدَةَ، وَمتَى سَمِعَ مِنْهُ؟ وَإِنَّمَا وَلِدَ أَبُو سَعِيْدٍ فِي اللَّيْلَة الَّتِي مَاتَ فِيْهَا يَحْيَى بن زَكَرِيَّا. فودَّعْتُه، وَجِئْتُ إِلَى ابْنِ صَاعِدٍ، فَأَعْلَمتُهُ بِذَلِكَ، فقال:

لأَجعَلَنَّ عَلَى كُلِّ شَجَرَة مِنْ لَحْمه قِطْعَة -يَعْنِي: ابْن عُقْدَة- ثُمَّ رَجَعَ يَحْيَى إِلَى الأُصُوْل، فَوجَدَ عِنْدَهُ الحَدِيْثَ عَنْ شَيْخٍ غَيْر الأَشَجِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، فَجَعَلَه عَلَى الصواب. قُلْتُ: كَذَا أَورد الخَطِيْبُ هَذِهِ الِحِكَايَة، وَخلاَّهَا، وَذَهَبَ غَيْر متعرِّض لنكَارتهَا. فَأَمَّا يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا أَحَدُ حُفَّاظ الكُوْفَة، فَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَهَنَّاد، وَعَلِي بنُ مُسْلِمٍ الطُّوْسِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، مِنْ آخرهُم يَعْقُوْب الدَّوْرَقِيِّ. وَيُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ. وَكَانَ إِذْ ذَاكَ أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ شَابّاً مدركاً بَلْ ملتحياً. وَقَدِ ارْتَحَلَ وَسَمِعَ مِنْ هُشَيْمٍ. وَموته بَعْدَ يَحْيَى بِأَشهرٍ، فَمَا يبعد سَمَاعُهُ مِنْ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا. قَالَ الحَاكِمُ: قُلْتُ لأَبِي عَلِيٍّ الحَافِظ: إِن بَعْضَ النَّاس يَقُوْلُ فِي أَبِي العَبَّاسِ، قَالَ: فِي مَاذَا؟ قُلْتُ: فِي تَفَرُّدِهِ بِهَذِهِ المقحمَات عَنْ هَؤُلاَءِ المَجْهُوْلين. فَقالَ: لاَ تشتغلْ بِمثلِ هَذَا، أَبُو العَبَّاسِ إِمَامٌ حَافِظٌ محلُّه محلُّ مَنْ يَسْأَل عَنِ التَّابِعِيْنَ وَأَتْبَاعِهِم. وَبِهِ قَالَ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ نعيم البَصْرِيُّ -لفظاً- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَدِيِّ بنِ زحر، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ الفَتْح القَلاَنِسِيُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، يَقُوْلُ: مُنْذُ نشَأَ هَذَا الغُلاَم أَفْسَدَ حَدِيْثَ الكُوْفَة- يَعْنِي: ابْنَ عُقْدَة. أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ عَلِيٍّ الوَاسِطِيّ المُقْرِئ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ سَمِعْتُ عبدَان الأَهْوَازِيَّ يَقُوْلُ: ابْنُ عُقْدَة قَدْ خَرَجَ عَنْ مَعَانِي أَصْحَاب الحَدِيْث، وَلا يُذكر حَدِيْثُه مَعَهُم -يَعْنِي: لِمَا كَانَ يُظْهِر مِنَ الكَثْرَة وَالنُّسَخ. وَتكلَّم فِيْهِ مُطَيَّن بِأَخَرَةٍ لما حبس كتبه عنه. وَبِهِ: حَدَّثَنِي الصُّوْرِيُّ، قَالَ لِي زَيْد بنُ جَعْفَرٍ العَلَوِيّ، قَالَ لَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّار، قَالَ لَنَا أَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَة: كَانَ قُدَّامِي كِتَابٌ فِيْهِ نَحْو خَمْس مائَة حَدِيْثٍ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ الأَسَدِيّ لاَ أَعرفُ لَهُ طريقاً. قَالَ التَّمَّار: فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ مِنَ الأَيَّام، قَالَ لبَعْض وَرَّاقيه: قُمْ بنَا إِلَى بَجِيلَة مَوْضِعِ المغنِّيات. فَقَالَ: أَيش نعْمل؟ قَالَ: بَلَى، تعَال فَإِنَّهَا فَائِدَةٌ لَكَ، فَامتَنَعْتُ فَغَلَبنِي عَلَى المجِيْء، فجئنَا جَمِيْعاً إِلَى المَوْضِعِ. فَقَالَ لِي: سلْ عَنْ قُصيعَة المخنَّث. فَقُلْتُ: اللهَ اللهَ يَا سيدِي، ذَا فضيحَة. قَالَ: فَحْمَلَنِي الغيظُ، فَدَخَلْتُ، فَسَأَلت عَنْ قُصيعَة، فَخَرَجَ إِلَيَّ رَجُلٌ فِي عُنُقِهِ طَبْلٌ مخضَّب بِالحِنَّاء، فَجئْت بِهِ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا هَذَا امضِ، فَاطْرح مَا عَلَيْك، وَالْبس قمِيصَك، وَعَاود فَمَضَى، وَلَبِسَ قمِيصَه، وَعَاد، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: قصيعَة. فَقَالَ: مَا اسْمُكَ عَلَى الحقيقة؟ قال: محمد ابن عَلِيّ. قَالَ: صَدَقْتَ، ابْنُ مَنْ؟ قَالَ:

ابْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: ابْنُ مَنْ؟ قَالَ: لاَ أَدْرِي وَاللهِ يَا أُسْتَاذِي. قَالَ: ابْنُ حَمْزَةَ بنِ فُلاَن بنِ فُلاَن بنِ حَبِيْب بن أَبِي ثَابِتٍ الأَسَدِيّ، فَأَخْرَجَ مِنْ كُمّه الجُزْء، فَدَفَعه إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَمسكْ هَذَا، فَأَخَذَهُ، فَقَالَ: ادْفَعْه إِلَيَّ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: قُمْ فَانْصَرِفْ. ثُمَّ جعل أَبُو العَبَّاسِ يَقُوْلُ: دَفَعَ إِلَيَّ فُلاَن بنُ فُلاَن كِتَاب جَدِّه، فَكَانَ فِيْهِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ مَنْ يذكر أَنَّ الحُفَّاظ كَانُوا إِذَا أَخذُوا فِي المذَاكرَة، شَرَطُوا أَنْ يعدِلُوا، عَنْ حَدِيْث ابْنِ عُقْدَةَ لاتساعه، وكونه مما لا ينضبط. وَبِهِ حَدَّثَنِي الصُّوْرِيُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ الغنِي يَقُوْلُ: لَمَّا قَدِمَ الدَّارَقُطْنِيّ مِصْر أَدْرَكَ حَمْزَةَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الكِنَانِيّ الحَافِظ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، فَاجتمَعَ مَعَهُ، وَأَخذَا يتذَاكرَانِ، فَلَمْ يزَالاَ كَذَلِكَ حَتَّى ذكر حَمْزَةُ عَنِ ابْنِ عُقْدَة حَدِيْثاً. فقال له أبو الحسن: أنت هاهنا؟ ثُمَّ فَتح دِيْوَانَ أَبِي العَبَّاسِ، وَلَمْ يَزَلْ يَذْكُرُ مِنْ حَدِيْثه مَا أَبهَرَ حَمْزَةَ، أَوْ كَمَا قَالَ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوْسِيُّ فِي "تَارِيْخه": كَانَ ابْنُ عُقْدَة زيديّاً جَاروديّاً، عَلَى ذَلِكَ مَاتَ، وَإِنَّمَا ذكرتُهُ فِي جُمْلَة أَصحَابنَا لكَثْرَةِ رِوَايَاته عَنْهُم. وَلَهُ تَارِيْخٌ كَبِيْر فِي ذِكْرِ مَنْ رَوَى الحَدِيْثَ مِنَ النَّاسِ كلّهم وَأَخْبَارِهِم، وَلَمْ يكمل، وكتَابُ "السُّنَن" وَهُوَ عَظِيْم، قِيْلَ: إِنَّهُ حِمْل بهيمَة، وَلَهُ كتَاب "مَنْ رَوَى عَنْ عَلِيّ"، وكتَاب "الجَهْر بِالبَسْمَلَة"، وكتَاب "أَخْبَار أَبِي حَنِيْفَةَ"، وكتَاب "الشُّوْرَى"، وَذَكَرَ أَشيَاء كَثِيْرَة. ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي غَالِب يَقُوْلُ: ابْن عُقْدَة لاَ يتديَّن بِالحَدِيْثِ، لأَنَّه كَانَ يَحْمِلُ شُيُوْخاً بِالكُوْفَةِ عَلَى الْكَذِب، يُسوّي لَهُم نُسخاً، وَيَأْمرُهُم أَنْ يَرْووهَا. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ البَاغَنْدِيَّ يَحْكِي فِيْهِ نحو ذلك، وقال: كتب إِلَيْنَا أَنَّهُ خَرَجَ بِالكُوْفَةِ شَيْخٌ عِنْدَهُ نُسَخ، فَقَدِمْنَا عَلَيْهِ، وَقَصَدْنَا الشَّيْخَ، فطَالَبْنَاهُ بِأُصولِ مَا يَرْوِيْهِ، فَقَالَ: لَيْسَ عِنْدِي أَصلٌ، وَإِنَّمَا جَاءنِي ابْنُ عُقْدَة بِهَذِهِ النُّسخَ. فَقَالَ: اروهُ يكنْ لَكَ فِيْهِ ذِكْرٌ، وَيرحل إِلَيْك أَهْلُ بَغْدَادَ. حَمْزَة السَّهْمِيُّ: سَأَلتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ سُفْيَان الحَافِظ بِالكُوْفَةِ عَنِ ابْنِ عُقْدَة، فَقَالَ: دَخَلتُ إِلَى دِهْلِيْزه، وَفِيْهِ رَجُلٌ يُقَال لَهُ: أَبُو بَكْرٍ البُسْتِيُّ، وَهُوَ يَكْتُبُ مِنْ أَصلٍ عَتيق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ السّودَانِي، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، فَقُلْتُ لَهُ: أَرنِي. فَقَالَ: أَخَذَ عليَّ ابْنُ سَعِيْدٍ أَنْ لاَ يَرَاهُ مَعِي أَحَدٌ، فَرفقتُ بِهِ حَتَّى أَخذتُه، فَإِذَا أَصل كِتَاب الأُشْنَانِي الأَوَّل مَنْ مُسنَد جَابِر وَفِيْهِ سَمَاعِي. وَخَرَجَ ابْنُ سَعِيْدٍ وَهُوَ فِي يدِي، فَحرِدَ عَلَى البُسْتِيّ، وَخَاصَمَه، ثُمَّ التفتَ إِلِيَّ، فَقَالَ: هَذَا عَارضنَا بِهِ الأَصْل، فَأَمسكتُ عَنْهُ. قَالَ ابْنُ سُفْيَانَ: وَهُوَ ذَا الكِتَابُ عِنْدِي، قَالَ حَمْزَةُ: وَسَمِعْتُ ابْنَ سُفْيَان، يَقُوْلُ: كَانَ أَمره أَبينَ مِنْ هَذَا.

وَبِهِ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ القَصْرِي، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَد بن سُفْيَانَ الحَافِظ، يَقُوْلُ: وُجِّه إِلَى ابْنِ عُقْدَة بِمَالٍ مِنْ خُرَاسَان، وَأُمر أَنْ يُعْطِيه بَعْضَ الضُّعَفَاء، وَكَانَ عَلَى بَابه صخرَةٌ عَظِيْمَة، فَقَالَ لابْنِهِ: ارفَعْهَا، فَلَمْ يَسْتَطعْ، فَقَالَ: أَرَاكَ ضَعِيْفاً، فَخذْ هَذَا المَال، وَدفعه إِلَيْهِ. وَبِهِ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَاهِر قَالَ: سُئِلَ الدارقطني -وأنا أَسْمَعُ- عَنِ ابْنِ عُقْدَة، فَقَالَ: كَانَ رَجُل سوء. وَبِهِ: أَخْبَرَنَا البَرْقَانِيّ، سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ عَنِ ابْنِ عُقْدَة: مَا أَكْثَرَ مَا فِي نَفْسِك عَلَيْهِ؟ قَالَ: الإِكْثَار بِالمَنَاكِير. وَبِهِ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْر، سَمِعْتُ حَمْزَة بنَ يُوْسُفَ، سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ بن حَيُّوَيَه يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ عُقْدَة فِي جَامِع برَاثَا يُمْلِي مثَالبَ الصَّحَابَة، أَوْ قَالَ الشَّيْخَيْن، فَلاَ أُحَدِّث عَنْهُ بِشَيْءٍ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيّ: هُوَ صَاحِبُ مَعْرِفَةٍ وَحِفْظ وَتقدُّم فِي الصَّنْعَة، رَأَيْت مَشَايِخ بَغْدَاد يُسِيئُونَ الثَّنَاء عَلَيْهِ، ثُمَّ إِنَّ ابْنَ عَدِيّ قوَّى أَمرَه، وَمشَّاهُ، وَقَالَ: لَوْلاَ أَنِّي شَرطْتُ أَنْ أَذكُر كُلَّ مَنْ تُكَلِّمَ فِيْهِ -يَعْنِي: وَلاَ أُحَابِي- لَمْ أَذكره، لمَا فِيْهِ مِنَ الفَضْل وَالمَعْرِفَة. ثمَّ إِنَّ ابْنَ عَدِيّ وَالخَطِيْبَ لَمْ يسوقَا لَهُ شَيْئاً مُنْكراً. وَذَكَرَ ابْنُ عَدِيّ فِي تَرْجَمَة أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُقْدَة سَمِعَ، مِنْهُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُ: لضَعْفه عِنْدَهُ. وَقِيْلَ: إِنَّ الدَّارَقُطْنِيّ كذَّب مَنْ يَتَّهِمهُ بِالوَضْع، وَإِنَّمَا بلاؤُه مِنْ رِوَايته بِالوجَادَات، وَمِن التشيع. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَأَيْتُ فِيْهِ مِنَ المجَازفَات، حَتَّى إِنَّهُ يَقُوْلُ: حدَّثتَنِي فُلاَنَة، قَالَتْ: هَذَا كِتَاب فُلاَن، قَرَأْت فِيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلاَن. قَالَ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سُفْيَان الحَافِظ: مَاتَ ابْنُ عُقْدَة لسبعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ قَالَ لِي قَدِيْماً، وَكَتَبَ لِي إِجَازَةً، كتب فِيْهَا يَقُوْلُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ الهَمْدَانِيّ مَوْلَى سَعِيْدِ بنِ قَيْس، ثُمَّ ترك ذَلِكَ آخر أَيَّامه. وَكَتَبَ مَوْلَى عَبْد الوَهَّابِ بن مُوْسَى الهَاشِمِيّ، ثُمَّ تَرَك ذلك.

وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. فَيُقَالُ: وُلِدَ فِي نِصْفِ مُحَرَّمهَا. مَاتَ مَعَ ابْنِ عُقْدَة فِي العَام المَذْكُوْر صَاحِب ابْن أَبِي الدُّنْيَا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ اللُنْبَانِي الأَصْبَهَانِيّ، وَشَيْخُ العَرَبِيَّة أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ وَلاَّد التَّمِيْمِيّ المصري، وشيخ المالكية بقرطبة أيوب ابن صَالِح بنِ سُلَيْمَانَ المَعَافِرِيّ، وَالعَبَّاس بنُ مُحَمَّدِ بنِ قُوهِيَار النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ المِصْرِيّ الجَوْهَرِيّ، وَأَبُو بكر محمد بن بشر بن بطريق الزبيري العَسكَرِي المِصْرِيّ، وَمُسنِدُ نَيْسَابُوْر أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ ابن الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ القَطَّان، وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي حُذَيْفَةَ الدِّمَشْقِيّ، وَأَبُو رَوْق الهِزَّانِي، وَأَبُو الفَضْلِ يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ الفَقِيْه، وَأَبُو عُمَرَ أَحْمَد بن عُبَادَةَ الرُّعَيْنِيُّ بالأندلس.

ابن عبيد

3025- ابن عبيد 1: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حِسَابٍ البَغْدَادِيُّ، البَزَّازُ. رَوَى عَنْ: عَبَّاس الدُّوْرِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيِّ، وَأَبِي حَازِمٍ بن أَبِي غَرَزَةَ، وَيَحْيَى بن أَبِي طَالِبٍ، وَطَبَقَتِهم. حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ، وَابْنُ جُمَيْع الصَّيدَاوِي، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُتَيَّم، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً حَافِظاً عَارِفاً، عَاشَ ثَمَانِياً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. مَاتَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ، وَثَلاَثِ مائَةٍ. قرأَنَا عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ الطَّائِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيُّ فِي سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَأَنَا حَاضِرٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسْلَّم الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطِيْب، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَيْله وَسَلَّمَ، قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللهم بارك لنا في يَمَنِنَا". وَقَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: "هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالفِتَنُ وَبِهَا -أو قال- منها يطلع قرن الشَّيْطَان" 2. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحُ الإِسْنَادِ غَرِيْبٌ.

_ 1 تقدمت ترجمته في هذا الجزء بتعليقنا رقم "524"، وبترجمة عامة رقم "2975". 2 صحيح: تقدم تخريجنا له برقم "525"، وهو عند البخاري "7094"، ومسلم "2905".

ابن أبي مطر ونافلة علي بن حرب

ابن أبي مطر ونافلة علي بن حرب: 3026- ابن أبي مط ر1: الإِمَامُ الفَقِيْه المُعَمَّر، قَاضِي الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَمُسندُهَا، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ بنِ أَبِي مَطَرٍ المَعَافِرِيُّ، الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، المَالِكِيُّ. تَفَرَّد بِالرِّوَايَة: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَيْمُوْنٍ صَاحِبِ الوَلِيْدِ بن مُسْلِمٍ، وَعَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُويه صَاحِبِ سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ. وَتفقَّه بِابْنِ المَوَّاز، وَرَحَلَ الطَّلبَةُ إِلَيْهِ. سَمِعَ مِنْهُ: القَاضِي أَبُو الحَسَنِ البِليَانِي، وَدَارِسُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَمُنير بنُ أَحْمَدَ الخَشَّاب، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ. لَمْ يقعْ مِنْ حَدِيْثه شَيْءٌ فِي "الخِلَعيَّات". تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَعَاشَ مائَة عَام، رحمه الله. 3027- نافلة علي بن حرب 2: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُعَمَّر، أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عُمَرَ ابنِ المُحَدِّث عَلِيِّ بن حرب الطائي الموصلي. قَدِمَ بَغْدَادَ، فَرَوَى بِهَا عَنْ جد أَبِيْهِ، وَعَنْ جَدِّهِ عُمَر، وَأَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ الخَشَّاب. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَنْدَة، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه، وَعُمَرُ بنُ أَحْمَدَ العُكْبَرِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الفَضْلِ القَطَّان، وَجَمَاعَةٌ. وَقَعَ لَنَا مِنْ طَرِيقه جُزْءان مَا أَعلاَهُمَا لِسْبط السِّلَفِيّ. حسَّن البَرْقَانِيُّ أَمره. وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ العَبْدَوِيُّ: لاَ أَعْلَمه إلَّا ثِقَة. قُلْتُ: تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 250"، وميزان الاعتدال "3/ 142"، ولسان الميزان "4/ 237". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 432"، والعبر "2/ 255"، ولسان الميزان "5/ 428"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 357".

ابن أيوب والشاشي

ابن أيوب والشاشي: 3028- ابن أيوب 1: الإِمَامُ الحَافِظُ النَّحْوِيُّ الثَّبْتُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَيُّوْب الطُّوْسِيُّ، الأَدِيْبُ، مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ. ارْتَحَلَ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ وَلاَزمه مُدَّة. وَسَمِعَ: بِمَكَّةَ كَثِيْراً مِنْ أَبِي يَحْيَى بنِ أَبِي مَسَرَّة الحَافِظ، وَكَتَبَ عَنْهُ "مُسنَدَه"، وَأَخَذَ كُتُبَ أَبِي عُبَيْد، عَنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيِّ. حدث عنه: الحافظ أبو علي النيسابوري، وأبو إِسْحَاقَ المُزَكِّيُّ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو الحُسَيْنِ الحَجَّاجِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَأَبُو عَلِيٍّ الرُّوْذْبَارِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ أَيُّوْبَ الطُّوْسِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مَسَرَّة، يَقُوْلُ. أَنَا أَفتِي بِمَكَّةَ مُنْذُ سبعينَ سَنَة. قُلْتُ: وَمِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ: ابْنُ مَنْدَة الحَافِظ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ قارب التسعين. 3029- الشاشي 2: الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ الرَّحَّالُ، أَبُو سَعِيْدٍ، الهَيْثَمُ بنُ كُلَيْب بنِ سُرَيْج بنِ مَعْقِل الشَّاشِيُّ التُّركِيُّ صَاحِبُ "المُسْنَد الكَبِيْر". سَمِعَ: عِيْسَى بنَ أَحْمَدَ العَسْقَلانِي، وَأَبَا عِيْسَى مُحَمَّدَ بنَ عِيْسَى التِّرْمِذِيَّ، وَزَكَرِيَّا بن يَحْيَى المَرْوَزِيَّ، وَأَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُنَادِيَّ، وَحَمدَان بنَ عَلِيٍّ الوَرَّاق، وَأَحْمَدَ بنَ مُلاعب، وَمُحَمَّد بنَ عِيْسَى المَدَائِنِيّ، وَأَبَا البَخْتَرِيِّ بنَ شَاكِر، وَعَلِيّ بنَ سَهْلٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ القَصَّار، وَعَبَّاس بن مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيّ، وَيَحْيَى بن أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِي، وَطَبَقَتهُم. حدث عنه: أبو عبد الله بن مندة، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الخُزَاعِيّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ نَصْرٍ الكاغدي، وآخرون. وَأَصله مِنْ مَرْو. تُوُفِّيَ بِسَمَرْقَنْدَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ شَيْخ الشَّافِعِيَّة ابْنُ القَاصّ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ أَبِي أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ صَاحِب ابْن سُرَيْج، وَالإِمَامُ أَبُو عُمَرَ حَمْزَة بن القَاسِمِ الهَاشِمِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَهْرويه القَزْوِيْنِيُّ، وَالمُعَمَّر أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الصَّيْرَفِيّ المَطِيرِيُّ بِبَغْدَادَ، وَالعَلاَّمَة أَبُو بَكْرٍ محمد بن يحيى الصولي البغدادي.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 253"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 356". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 246"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 827"، والعبر "2/ 242"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 342".

ابن اللباد وابن المنادي

ابن اللباد وابن المنادي: 3030- ابن اللباد: العَلاَّمَةُ مُفْتِي المَغْرِب، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ وِشَاح اللَّخْمِيُّ مَوْلاَهُم، الأَفْرِيقيُّ عُرِفَ بِابْنِ اللَّبَّاد. تلمِيذ يَحْيَى بن عُمَرَ، وَعَلَيْهِ عَوَّل، وَكَانَ مِنْ بحور العِلْم. صَنَّف "عِصْمَة الأَنْبِيَاء"، وكتَاب "الطَّهَارَة"، و"مَنَاقِبَ مَالِك" وَتخرَّج بِهِ أَئِمَّة. وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، عَظِيْمَ الخَطَر. وَعَلِيهِ تَفَقَّهَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي زَيْدٍ. مَنعه بَنو عُبَيْد مِنَ الإِقْرَاء وَالفُتْيَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وثلاث مائة. 3031- ابن المنادي 1: الإِمَامُ المُقْرِئ الحَافِظُ، أَبُو الحُسَيْنِ، أَحْمَدُ بنُ جعفر ابن المُحَدِّث أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي دَاوُدَ بنِ المُنَادِي، البَغْدَادِيُّ، صَاحِب التَّوَالِيف. سَمِعَ مِنْ: جَدِّه، وَمِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِي، وَأَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ اليَزيْديِّ، وَعِدَّة. وَأَكْبَر شَيْخٍ لَهُ زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى المَرْوَزِيّ صَاحِبُ سُفْيَان بنِ عُيَيْنَةَ. حدث عنه: أبو عمر بن حيويه، وأحمد بنُ نَصْرٍ الشَّذَائِيُّ المُقْرِئ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَيْخٌ لعَبْدِ البَاقِي بن السَّقَّاء، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَبِي هَاشِم، وَمُحَمَّدُ بنُ فَارس الغوري، وجماعة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 69"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 357"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 828"، والعبر "2/ 242"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 295"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 343".

قَالَ الدَّانِيُّ: أَخَذَ القِرَاءةَ عَرْضاً، وَرَوَى الحُرُوْفَ سَمَاعاً عَنِ الحَسَنِ بنِ العَبَّاسِ، وَأَبِي أَيُّوْبَ الضَّبِّيّ، وَإِدْرِيْس بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ، وَالفَضْلِ بن مَخْلَد الدَّقَّاق، وَسَمَّى جَمَاعَةً سِوَاهُم. ثُمَّ قَالَ: مُقْرِئ جليلٌ غَايَةٌ فِي الإِتْقَانِ، فَصيح اللِّسَان، عَالِمٌ بِالآثَار، نهَايَة فِي عِلْم العَرَبِيَّة، صَاحِب سنة، ثقة مأمون. قرأَ عَلَيْهِ: الشَّذَائِيُّ، وَابْنُ أَبِي هَاشِم، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ صُلْبَ الدِّين، شرسَ الأَخْلاَق، فلذَلِكَ لَمْ تَنْتَشرْ عَنْهُ الرِّوَايَة. وَقَدْ صَنَّفَ أَشيَاء، وَجَمَعَ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ تَقْرِيْباً. وَتُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَمَرْقَنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المنيَابِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُجَبِّر، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ المُنَادِي، حَدَّثَنَا الصَّاغَانِي، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنِي عُبَيْد اللهِ بن زَحْر، عَنْ لَيْث، عَنْ شَهْر بنِ حَوْشَب، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَبَا سَعِيْدٍ، فنسأَله، وَكَانَ يَقُوْلُ لَنَا: مَرْحَباً بوصيَةِ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "سيَأْتيكُم أُنَاسٌ يتفقَّهون فَفَقِّهُوهُمْ وَأَحْسِنُوا تَعْلِيْمَهُمْ" 1. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي عُمَرَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَر السَّرَّاج، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الْمُحسن، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَر بن المُنَادِي، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي أَخِي أَبُو جَعْفَرٍ، وَعمِي إِبْرَاهِيْم، قَالاَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ المُبَارَكِ العَدَوِيّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَة قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأ: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4] ، بغير ألف. غريب منكر، وإسناده نظيف.

_ 1 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف، فيه ثلاث علل: الأولى: عبيد الله بن زحر، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن المديني: منكر الحديث. الثانية: ليث، وهو ابن أبي سليم، ضعيف. الثالث: شهر بن حوشب، ضعيف أيضا. وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري أنه قال: "مَرْحَباً بوصيَةِ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوصينا بكم -يعني طلبة الحديث". أخرجه الحاكم "1/ 88"، والرامهرمزي في "الفاصل بين الراوي والواعي" من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، حدثنا عباد بن العوام عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وهما كما قالا.

الخرقي والكرماني

الخرقي والكرماني: 3032- الخرقي 1: العَلاَّمَةُ شَيْخُ الحَنَابِلَة، أَبُو القَاسِمِ عُمَر بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ الخِرَقيُّ الحَنْبَلِيُّ، صَاحِبُ "المُخْتَصَر" المَشْهُوْر فِي مَذْهَب الإِمَام أَحْمَد. كَانَ منِ كِبَارِ العُلَمَاء تَفَقَّهَ بِوَالِدِهِ الحُسَيْن صَاحِب المَرُّوْذِيّ وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ. قَالَ القَاضِي أَبُو يَعْلَى: كَانَتْ لأَبِي القَاسِمِ مُصَنَّفَات كَثِيْرَةٌ لَمْ تظهرْ، لأَنَّه خَرَجَ مِنْ بَغْدَادَ لَمَّا ظَهَرَ بِهَا سبُّ الصَّحَابَة، فَأَودع كُتُبه فِي دَارٍ فَاحترقَتِ الدَّار. قُلْتُ: وَقَدِمَ دِمَشْق، وَبِهَا تُوُفِّيَ، وَقبرُهُ ظَاهِر يزَارُ بِمَقْبَرَة بَابِ الصَّغِيْر. قَالَ أبو بكر الخطيب: زرت قبره. وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: لَمْ يَقَعْ لَنَا حَدِيْثٌ مِنْ طَرِيقه. وَقَدْ حَكَى عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ الصَّفَّار. وَظهر فِي هَذَا الوَقْت الرّفضُ وَالاعتزَال بِالعِرَاقِ ببنِي بُوَيه. 3033- الكِرْمَانِيُّ 2: عَبْدُ اللهِ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ إِسْحَاقَ، الكِرْمَانِيُّ. رَوَى عَنْ: يَحْيَى بنِ بَحر الكِرْمَانِيّ، صَاحِبِ حَمَّاد بنِ زَيْدٍ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي يَعْقُوْبَ الكِرْمَانِيّ وَلَمْ يُدْرِكْهُ. وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة، وَابْن مَحْمِش. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ فِي أَيَّامِي، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ. قيل: ولد سنة خمسين ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 243"، والأنساب للسمعاني "5/ 92"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 346"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 492"، والعبر "2/ 238"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 336". 2 ترجمته في ميزان الاعتدال "2/ 527"، ولسان الميزان "3/ 279".

البصري والإخشيذ

البصري والإخشيذ: 3034- البصري: الإِمَامُ القُدْوَةُ الزَّاهِد الصَّالِح، أَبُو عُثْمَانَ عَمْرو بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ دِرْهَم النَّيْسَابُوْرِيّ المُطَّوِّعِيّ الغَازِي، المَعْرُوْف بِالبَصْرِيّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء، وَأَحْمَدَ بنَ مُعَاذ، وَغيَرهُمَا. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظ أَبُو عَلِيٍّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وأبو عبد الله بن مَنْدَة، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُؤمَّل، وَأَبُو طَاهِرٍ بن مَحْمِش، وَالعَلَوِيّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَدْ نيَّف عَلَى ثَمَانِيْنَ سَنَةً. قَالَ الحَاكِمُ: لَمْ أُرزقِ السَّمَاع مِنْهُ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يحضُر منزلنَا، وَأَنبسطُ إِلَيْهِ. قَالَ لِي أَبِي: صحبته إِلَى رِبَاط فرَاوَة. وَمَا رَأَيْتُ مِثْل اجْتهَادِه حضرًا وسفرًا. 3035- الإخشيذ 1: صَاحِبُ مِصْرَ الْملك، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ طُغْج بنُ جُفّ بن خَاقَان، الفَرْغَانِيُّ التُّرْكِيُّ. رَوَى عَنْ عَمِّهِ بدر. وولِي مِصْر سنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، ثُمَّ دِمَشْق مُضَافاً إِلَى مِصْرَ من قبل الراضي. وَالإِخْشِيذُ بِالتُركِي ملك المُلُوك. وَتُوُفِّيَ جدُّه سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. ثمَّ صَارَ طُغْج مِنْ كِبَار قوَّاد خُمَارَوَيْه، ثُمَّ سَارَ إِلَى بَغْدَادَ فعظَّمُوهُ، فَبدَا مِنْهُ كِبْر وَتيه فِي حَقِّ الوَزِيْر، فسُجنَ هُوَ وَابْنه هَذَا، فَمَاتَ فِي السِّجن، ثُمَّ أَطْلِق مُحَمَّدٌ، وَجَرَتْ لَهُ أُمُورٌ طَوِيْلَة إِلَى أَنْ تملَّك. وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً حَازِمَا يَقِظاً مَهِيْباً سعيداً فِي حُرُوبه مكرِّماً لأَجنَاده شَدِيد الأَيْد لاَ يَكَاد أَنْ يجُرَّ أَحَدٌ قَوْسه. بلغ عِدَّةُ مَمَالِيْكه ثَمَانيَة آلاَف. وَقِيْلَ: بلغَ عَدَدُ جَيْشه أَرْبَع مائَة أَلْف رَاكب. وَهَذَا بعيد، وَلَهُ جَمَاعَة أَوْلاَد تملَّكُوا بَعْدَهُ. تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ فِي ذِيِ الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ عَنْ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ سَنَةً. ثُمَّ نُقِلَ، فَدُفِنَ بِبَيْت المَقْدِس، غفر الله لَهُ. وَقَدْ حَاربه ابْنُ رَائِق فَهَزَمه الإِخْشِيذُ، ثُمَّ سَارَ أَخُو الإِخشِيذ، فَالتَقَى ابْنَ رَائِقٍ فَقُتِلَ. فَنَدِمَ ابْنُ رَائِق، وَبَعَثَ ابْنَه مزَاحماً إِلَى الإِخْشِيذ ليقتُلَه بِأَخِيْهِ، فعَفَا، وَخلعَ على مزاحم، ورده إلى أبيه.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 347"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 689"، والعبر "2/ 239"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 235"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 337".

الشبلي

3036- الشبلي 1: شَيْخُ الطَّائِفَةِ، أَبُو بَكْرٍ، الشِّبلِيُّ البَغْدَادِيُّ. قِيْلَ: اسْمه دُلَف بنُ جَحْدر. وَقِيْلَ: جَعْفَر بن يُوْنُسَ. وَقِيْلَ: جَعْفَر بن دُلَف. أَصلُه مِنَ الشِّبْليَّة -قريَة. وَمَوْلِدُهُ بِسَامَرَّاء. وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ كِبار حُجَّاب الخِلاَفَة. وَولِي هُوَ حجَابَة أَبِي أَحْمَدَ الْمُوفق، ثُمَّ لَمَّا عُزلَ أَبُو أَحْمَدَ مِنْ وَلاَيَة، حضَرَ الشِّبْلِي مَجْلِسَ بَعْض الصَّالِحِيْنَ. فتَاب ثُمَّ صَحِبَ الجُنَيْدَ وَغَيْرَهُ، وَصَارَ مِنْ شَأْنه مَا صَارَ. وَكَانَ فَقِيْهاً عَارِفاً بِمَذْهَب مَالِك، وَكَتَبَ الحَدِيْثَ عَنْ طَائِفَةٍ. وَقَالَ الشِّعْرَ، وَلَهُ أَلْفَاظٌ وَحِكَم وَحَال وَتَمَكُّن، لكنَّه كَانَ يحصُل لَهُ جفَافُ دِمَاغ وَسُكْرٍ. فَيَقُوْلُ: أَشيَاء يُعتَذرُ عَنْهُ، فِيْهَا بأوٌ لاَ تكُون قدوَة. حكى عنه: محمد بن عبد الله الرازي، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيّ الخَالدِي، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَابْن جُمَيْع الغَسَّانِيّ، وَآخَرُوْنَ. قِيْلَ إِنَّهُ مَرَّة قَالَ: آهِ. فَقِيْلَ لَهُ: مِنْ أَيِّ شَيْء؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ مُجَاهد قَالَ لَهُ: أَيْنَ فِي العِلْمِ إِفسَاد مَا ينفع؟ قَالَ: قَوْله {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص: 33] . وَلَكِن يَا مُقْرِئ أَيْنَ مَعَكَ أَنَّ المحبَّ لاَ يُعَذّب حَبيبه؟ فَسَكَتَ ابْنُ مُجَاهِد. قَالَ: قَوْله {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ} [المائدة: 18] .

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 466"، وتاريخ بغداد "14/ 389"، والأنساب للسمعاني "7/ 282"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 347"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 229"، والعبر "2/ 240"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 289"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 338".

وَعَنْهُ: قَالَ: مَا قُلْتُ: الله إلَّا وَاسْتغفرتُ اللهَ مِنْ قَوْلِي: الله. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَطَاء الرُّوذَبارِيُّ: سَمِعْتُ الشِّبْلِي يَقُوْلُ: كتبتُ الحَدِيْث عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَجَالَسْتُ الفُقَهَاءَ عِشْرِيْنَ سَنَةً. وَكَانَ لَهُ يَوْم الجُمُعَةِ صيحَةٌ، فصَاح يَوْماً، فَتشوَّش الخَلْقُ، فَحرِدَ أَبُو عِمْرَانَ الأَشيب وَالفُقَهَاء فَجَاءَ إِلَيْهِم الشِّبْلِي، فَقَالُوا: يَا أَبَا بَكْرٍ إِذَا اشْتَبَه عَلَيْهَا دَمُ الْحيض بِالاسْتحَاضَة مَا تصنع؟ فَأَجَابَ بثَمَانيَةَ عشرَ جَوَاباً. فَقَامَ أَبُو عِمْرَانَ، فقبل رأسه. وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- لَهجاً بِالشِّعر الغَزِل وَالمحبَّة. وَلَهُ ذَوْقٌ فِي ذَلِكَ، وَلَهُ مُجَاهَدَاتٌ عَجِيْبَةٌ انْحَرَفَ مِنْهَا مِزَاجه. قَالَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ، سَمِعْتُ الشبلِي يَقُوْلُ: أَعرفُ مَنْ لَمْ يَدْخُلْ فِي هَذَا الشَّأْن حَتَّى أَنفقَ جَمِيْعَ ملكه، وَغرَّق سَبْعِيْنَ قِمطراً بِخَطِّه فِي دجلَة الَّتِي تَرَوْنَ وَحَفِظَ "المُوَطَّأ"، وَتلاَ بكذَا وَكَذَا قِرَاءة -يَعْنِي: نَفْسه. وَسُئِلَ: مَا علاَمَة العَارف؟ قَالَ: صَدْرُه مشروحٌ، وَقَلْبه مَجْرُوح، وَجسمه مَطْروح. تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. عن نيف وثمانين سنة.

الزيدي

3037- الزيدي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِد المُجَوِّدُ، أَبُو أَحْمَدَ، حَامِدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ المَرْوَزِيُّ، المَشْهُورُ بِالزَّيْديِّ؛ لِكَوْنِهِ اعتنَى بِجمع أَحَادِيْث زَيْد بنِ أَبِي أُنَيْسَة. سكن طَرَسُوْس مُرَابطاً. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ نَصْر بن شَيْبَةَ، وَأَبِي رَجَاء مُحَمَّدِ بن حَمْدُوَيه، وَأَحْمَدَ بنِ سُوْرَة المرَاوزَة، وَعَلِيِّ بن الحَسَنِ بنِ سَلْم الأصبهاني، ومحمد بن العباس الدمشقي. حدث عنه: محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ، وَابْنُ الثَّلاَّج، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع، وَآخَرُوْنَ. وَله انتخَاب عَلَى خَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسِي. مَاتَ فِي الكُهُوْلَة. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً، موصوفًا بالحفظ، مذكورا بالفهم.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 171"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 876".

قَالَ طَلْحَة الشَّاهد: مَاتَ الحَافِظ أَبُو أَحْمَدَ الزَّيْدِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَذَا وَرَّخه مُحَمَّدُ بنُ الفَيَّاض وَزَادَ: فِي رَمَضَانَ. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ يحفَظُ وَيفهَمُ، تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ بِبَغْدَادَ. قَالَ الخَطِيْبُ: الأَوَّل أَصحُّ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: لَوْلاَ قَدِمُ وَفَاته لذكرتُهُ مَعَ ابْنِ عَدِيٍّ وَالإِسْمَاعِيْلِيّ. وبإِسنَادِي إِلى ابْنِ جُمَيْع، حَدَّثَنَا حَامِدُ بنُ مُحَمَّدِ أَبُو أَحْمَدَ الحَافِظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى القَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ عَقَّار، عَنْ عَزْرَة بنِ ثَابِتٍ، عَنْ مَطَر الوَرَّاق، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيْلِي رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِثَلاَثِ: "الوِتْر قَبْل النَّوْم، وَصيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّام مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالغُسْل يَوْمَ الجمعة"1 هذا حديث غريب. ثم الجُزْءُ الحَادِي عَشَرَ وَيَلِيْهِ: الجُزْءُ الثَّانِي عَشَرَ، وأوله: ابن القاص.

_ 1 ضعيف بهذا اللفظ: وهذا إسناد ضعيف، آفته مطر الوراق، فإنه ضعيف. لكن ورد عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي بثلاث: "بصيام ثلاث أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام". أخرجه البخاري "1178"، ومسلم "721"، وأبو داود "1432".

فهرس موضوعات الجزء الحادي عشر فهرس الموضوعات: الصفحة الموضوع 5/ 2520/ ثعلب، أحمد بن يحيى بن يزيد. 6/ 2521/ أبو خليفة الجمحي. 8/ 2522/ عبدوس النيسابوري. 9/ 2523/ صباح بن عبد الرحمن بن الفضل. 9/ 2524/ عبدان بن محمد بن عيسى. 11/ 2525/ جعفر بن أحمد الشاماتي. 11/ 2526/ علي بن الحسين بن الجنيد. 12/ 2527/ هارون بن خمارويه. 13/ 2528/ القَاسِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ الحَارِثِيُّ. 14/ 2529/ قاتل قتيبة، عبد الصمد بن هارون. 14/ 2530/ محمد بن عثمان بن أبي شيبة. 16/ 2531/ صالح بن محمد بن عمرو بن أبي الأشرس. 23/ 2532/ محمد بن نصر بن الحجاج المروزي. 27/ 2533/ الناشي الكبير، عبد الله بن محمد بن شرشير. 28/ 2534/ مطين، محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. 29/ 2535/ عبد الله بن المعتز بالله. 30/ 2536/ إدريس بن عبد الكريم الحداد. 30/ 2537/ يحيى بن عبد الباقي بن يحيى الأذني. 31/ 2538/ النوشري، عيسى بن محمد. 31/ 2539/ جعفر بن محمد بن الحسين الترك. 32/ 2540/ المروزي، محمد بن يحيى بن سليمان. 33/ 2541/ ابن أبي سويد، محمد بن عثمان الذراع. 33/ 2542/ حامد بن سهل أبو محمد البخاري. 34/ 2543/ يوسف بن موسى المرو الروذي.

34/ 2544/ العباس بن الحسن بن أيوب الجرجرائي. 37/ 2545/ الغزى، الحسن بن الفرح. 37/ 2546/ محمد بن يزيد أبو الحسن الهاشمي. 38/ 2547/ الحسين بن إسحاق التستري الدقيق. 38/ 2548/ عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بنِ كُرَبِ بنِ غُصَصٍ. 39/ 2549/ الشِّيْعِيُّ، الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ. 39/ 2550/ الريوندي، أحمد بن يحيى بن إسحاق. 41/ 2551/ ابن طاهر، عبيد الله بن عبد الله الخزاعي. 41/ 2552/ أبو عثمان الحيري، سعيد بن إسماعيل. 43/ 2553/ الجنيد بن محمد بن الجنيد النهاوندي. 46/ 2554/ النوري أحمد بن محمد الخراساني. 50/ 2555/ البرذعي، سعيد بن عمرو بن عمار الأزدي. 50/ 2556/ الوليد بن حماد بن جابر الرملي. 51/ 2557/ إبراهيم بن محمود بن حمزة النيسابوري. 51/ 2558/ الأَصْبَهَانِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ. 52/ 2559/ المرى، أحمد بن محمد بن الوليد. 52/ 2560/ أبو الآذان، عمر بن إبراهيم البغدادي. 53/ 2561/ قرطمة، محمد بن علي البغدادي. 53/ 2562/ ابن صدقة، أحمد بن محمد بن عبد الله. 54/ 2563/ قنبل، محمد بن عبد الرحمن المخزومي. 54/ 2564/ يوسف القاضي بن يعقوب بن إسماعيل. 56/ 2565/ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَاهِرٍ، أَحْمَدَ بنِ الصَّبَّاحِ القزويني. 56/ 2566/ الخَفَّافُ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ السلام. 57/ 2567/ ابن الصفار، محمد بن غالب القرطبي. 57/ 2568/ عبيد العجل، الحسين بن محمد بن حاتم. 58/ 2569/ البربري، محمد بن موسى بن حماد. 58/ 2570/ البراثي، أحمد بن محمد بن خالد. 59/ 2571/ محمد بن حبان بن الأزهر العبدي.

59/ 2572/ محمد بن حبان بن بكر بن عمرو. الطبقة السابعة عشرة 61/ 2573/ الفريابي، جعفر بن محمد بن الحسن. 70/ 2574/ ابْنُ سَيِّدِ حَمْدُوَيْه، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الهَاشِمِيُّ. 71/ 2575/ ابْنُ بَسَّامٍ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ البغدادي. 71/ 2576/ الحسين بن إدريس بن مبارك الأنصاري. 72/ 2577/ السامي، محمد بن عبد الرحمن الهروي. 73/ 2578/ الهسنجاني إبراهيم بن يوسف بن خالد. 74/ 2579/ الإسماعيلي، محمد بن إسماعيل بن مهران. 74/ 2580/ إبراهيم بن أسباط بن السكن. 75/ 2581/ حماد بن مدرك أبو الفضل الفسنجاني. 75/ 2582/ مسدد بن قطن بن إبراهيم المزكي. 76/ 2583/ إبراهيم بن شريك بن الفضل الأسدي. 76/ 2584/ النخعي، الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُصْعَبٍ. 77/ 2585/ البرديجي، أحمد بن هارون بن روح. 79/ 2586/ النسائي، أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبِ بنِ عَلِيِّ بنِ سِنَانَ. 85/ 2587/ ابن مجاشع عمران بن موسى الجرجاني. 86/ 2588/ محمد بن علي بن مخلد بن فرقد. 86/ 2589/ محمد بن نصير بن أبان المديني. 86/ 2590/ الوكيعي، محمد بن أحمد بن جعفر. 86/ 2591/ البسامي، علي بن أحمد بن منصور. 87/ 2592/ البشتي، إسحاق بن إبراهيم بن نصر. 87/ 2593/ إسحاق بن إبراهيم البستي. 87/ 2594/ المنجنيقي، إسحاق بن إبراهيم بن يونس. 88/ 2595/ ابن متويه، إبراهيم بن محمد بن الحسن. 89/ 2596/ ابْنُ زَنْجَوَيْه، مُحَمَّدُ بنُ زَنْجَوَيْه بنِ الهَيْثَمِ. 89/ 2597/ الرسعني، القاسم بن الليث بن مسرور. 90/ 2598/ ابْنُ الأَخْرَمِ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ أَيُّوْبَ. 90/ 2599/ عَلِيُّ بنُ سَعِيْدِ بنِ بَشِيْرِ بنِ مِهْرَانَ.

91/ 2600/ الفرهياني، عبد الله بن محمد بن سيار. 92/ 2601/ الوشاء، أحمد بن محمد بن عبد العزيز. 92/ 2602/ أبو معشر الدارمي، الحسن بن سليمان. 92/ 2603/ المطرز، القاسم بن زكريا بن يحيى. 93/ 2604/ طريف بن عبيد الله الموصلي. 93/ 2605/ حمزة بن محمد بن عيسى الجرجاني. 94/ 2606/ عباد بن علي بن مرزوق. 94/ 2607/ الصُّوْفِيُّ، أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ. 95/ 2608/ الصُّوْفِيُّ الصَّغِيْرُ، أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِسْحَاقَ. 96/ 2609/ صاحب خراسان، إسماعيل بن الملك أحمد. 97/ 2610/ صَاحِبُ الأَنْدَلُسِ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 97/ 2611/ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ بنِ عَامِرِ بنِ عَبْدِ العزيز. 101/ 2612/ ابن رسته، محمد بن عبد الله بن رسته. 101/ 2613/ ابْنُ فَرَحٍ، أَحْمَدُ بنُ فَرَحِ بنِ جِبْرِيْلَ. 101/ 2614/ ابن ناجية، عبد الله بن محمد بن ناجية. 102/ 2615/ ابن شيرويه، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 104/ 2616/ عَبْدَانُ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى. 106/ 2617/ ابْنُ الصَّقْرِ، أَحْمَدُ بنُ الصَّقْرِ بنِ ثَوْبَانَ. 106/ 2618/ ابْنُ الصَّقْرِ، عَبْدُ اللهِ بنُ الصَّقْرِ بنِ نصر. 107/ 2619/ أَبُو يَعْلَى، أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُثَنَّى. 112/ 2620/ أحمد بن إبراهيم بن عبد الله النيسابوري. 113/ 2621/ الجبائي، محمد بن عبد الوهاب البصري. 113/ 2622/ أَبُو قُصَيٍّ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ. 114/ 2623/ ابن قيراط، إسماعيل بن محمد بن عبيد الله. 114/ 2624/ ابْنُ أَبِي غَيْلاَنَ، عُمَرُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الثَّقَفِيُّ. 115/ 2625/ الصفار، خَالِدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدِ بنِ كُوْلَخْشَ. 115/ 2626/ ابن مندة، محمد بن يحيى بن مندة. 118/ 2627/ الأنماطي، إبراهيم بن إسحاق بن يوسف. 119/ 2628/ المهلبي، إبراهيم بن هاني بن خالد الجرجاني.

119/ 2629/ السِّمْنَانِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ. 120/ 2630/ ابْنُ الجَرْجَرَائِيِّ، جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ. 120/ 2631/ المخرمي، إبراهيم ابن المحدث، عبد الله محمد. 121/ 2632/ السَّاجِيُّ، زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 123/ 2633/ ابن سريج، أحمد بن عمر بن سريج. 126/ 2634/ ابن مقبل، بكر بن أحمد بن مقبل. 126/ 2635/ ابْنُ الحَدَّادِ، سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَبِيْحٍ. 131/ 2636/ حماس بن مروان بن سماك الهمداني. 132/ 2637/ ابن البردون، إبراهيم بن محمد الضبي. 132/ 2638/ ابن خيرون، محمد بن خيرون المعافري. 133/ 2639/ الحصيري، جعفر بن أحمد بن نصر. 134/ 2640/ الخَيَّاطُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ. 135/ 2641/ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُقْبَةَ بنِ الوَلِيْدِ. 135/ 2642/ شكر محمد بن المنذر بن سعيد. 136/ 2643/ السراج، محمد بن إبراهيم بن أبان. 136/ 2644/ المهلبي، عبد الرحمن بن عبد المؤمن الأزدي. 137/ 2645/ تكين، أبو منصور التركي الخزري. 137/ 2646/ القزويني، محمد بن مسعود بن الحارث. 138/ 2647/ ابْنُ حَبِيْبٍ، مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِفْرِيْقِيُّ. 138/ 2648/ الأشناني، أحمد بن سهل بن الفيرزان. 139/ 2649/ ابن أبي الدميك، محمد بن طاهر بن خالد. 140/ 2650/ العمري، إبراهيم بن علي بن إبراهيم. 140/ 2651/ الفزاري، العباس بن محمد الفزاري. 141/ 2652/ ابْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الله بن محمد. 141/ 2653/ ابْنُ فَيَّاضٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدٍ العثماني. 141/ 2654/ أبو زرعة القاضي محمد بن عثمان بن إبراهيم. 143/ 2655/ أبو الخيار، هارون بن نصر الأندلسي. 143/ 2656/ الجوزي، إبراهيم بن موسى التوزي.

144/ 2657/ رُويم بن أحمد أبو الحسن. 144/ 2658/ القمي، علي بن موسى بن يزيد النيسابوري. 145/ 2659/ وكيع مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ بنِ حَيَّانَ بنِ صَدَقَةَ. 146/ 2660/ منصور بن إسماعيل التميمي. 146/ 2661/ الجارودي، أحمد بن علي بن محمد الأصبهاني. 147/ 2662/ ابن الجارود، عبد الله بن علي بن الجارود. 148/ 2663/ محمود بن محمد بن منويه الواسطي. 149/ 2664/ عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِح بنِ عَبْدِ اللهِ بن الضحاك. 149/ 2665/ الأعرج يحيى بن زكريا بن يحيى. 150/ 2666/ أَبُو شَيْبَة، دَاوُدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ دَاوُدَ. 150/ 2667/ السقطي، عمر بن أيوب. 151/ 2668/ ابن الدرفس، محمد بن العباس. 151/ 2669/ ابْنُ زَنْجَوَيْه، أَحْمَدُ بنُ زَنْجَوَيْه بنِ مُوْسَى. 152/ 2670/ العامري، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ السَّكنِ. 152/ 2671/ يموت بن المزرّع. 153/ 2672/ يوسف بن الحسين الرازي. 154/ 2673/ ابن الجلاء، أحمد بن يحيى. 155/ 2674/ ابن مطر، علي بن إبراهيم السكري. 155/ 2675/ ابْنُ زَاطِيَا، عَلِيُّ بنُ إِسْحَاقَ بنِ عِيْسَى. 156/ 2676/ ابْن حَمْدُوَيْه، مُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوَيْه بنِ مُوْسَى. 156/ 2677/ أبو حفص، عمر بن الحسن بن نصر. 156/ 2678/ الدَّوِيْرِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ. 157/ 2679/ ابْنُ عَطَاءٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلٍ. 158/ 2680/ الوشاء الحسن بن محمد بن عنبر. 158/ 2681/ ابن البرتي، العباس بن القاضي. 159/ 2682/ الجندي، المفضل بن محمد بن إبراهيم. 159/ 2683/ الفرغاني، حاجب بن مالك. 160/ 2684/ ابن ذريح، محمد بن صالح. 160/ 2685/ الحسن بن الطيب بن حمزة الشجاعي. 161/ 2686/ الجوني، موسى بن سهل. 161/ 2687/ الهَيْثَمُ بنُ خَلَفِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحمن.

162/ 2688/ الشطوي هارون بن يوسف. 162/ 2689/ محمد بن شادل بن علي الهاشمي. 163/ 2690/ ابن المرزبان، محمد بن خلف. 163/ 2691/ جعفرك، جعفر بن محمد. 164/ 2692/ ابْنُ جَمِيْلٍ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ. 164/ 2693/ العثماني، عبيد الله بن عثمان الأموي. 165/ 2694/ محمد بن جرير بن يزيد بن كثير. 174/ 2695/ محمد بن جرير بن رستم الطبري. 174/ 2696/ علي بن سراج الحرشي. 175/ 2697/ عبد الرحمن بن الحسين بن خالد. 176/ 2698/ ابن جابر، إبراهيم بن جابر. 176/ 2699/ ابن مكرم، محمد بن الحسين. 176/ 2700/ القطان، الحسين بن عبد الله. 177/ 2701/ الطوسي، الحسن بن علي بن نصر. 178/ 2702/ الوليد بن أبان بن بونة. 178/ 2703/ الخزاعي، إسحاق بن أحمد بن إسحاق. 179/ 2704/ المنبجي، عمر بن سعيد. 179/ 2705/ البلخي، حامد بن محمد بن شعيب. 180/ 2706/ ابن ميسر، أحمد بن محمد بن خالد. 180/ 2707/ الحاسب، إسماعيل بن موسى البغدادي. 180/ 2708/ ابن قتيبة، محمد بن الحسن. 181/ 2709/ عبد الله بن عروة الهروي. 182/ 2710/ ابْنُ النَّفَّاحِ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله. 182/ 2711/ السجزي، أحمد بن محمد بن الأزهر. 183/ 2712/ الخلال، أحمد بن محمد بن هارون. 184/ 2713/ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ حَمْدَانَ، أَحْمَدُ بنُ حَمْدَانَ. 187/ 2714/ ابن الأشقر، عبد الله بن محمد. 187/ 2715/ أبو قريش، محمد بن جمعة. 189/ 2716/ المقدسي، عبد الله بن محمد. 189/ 2717/ ابْن أَخِي الإِمَامِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ الله. 190/ 2718/ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ. 190/ 2719/ جعفر بن أحمد بن سنان. 191/ 2720/ الدولابي، محمد بن أحمد بن حماد.

192/ 2721/ المروزي، محمد بن علي بن إبراهيم. 192/ 2722/ ابن سفيان، إبراهيم بن محمد. 193/ 2723/ الكعبي، عبد الله بن أحمد. 194/ 2724/ الحلاج، الحسين بن منصور. 218/ 2725/ محمد بن زكريا الرازي. 219/ 2726/ ابن المغلوب، ميمون بن عمر. 219/ 2727/ حامد بن العباس الخراساني. 222/ 2728/ الزجاج، إبراهيم بن محمد السري. 223/ 2729/ ابن اليزيدي، محمد بن العباس. 223/ 2730/ الضبي، محمد بن المفضل. 223/ 2731/ أبو طالب، المفضل بن سلمة. 224/ 2732/ التستري، أحمد بن يحيى. 225/ 2733/ ابن خزيمة، محمد بن إسحاق. 235/ 2734/ الباغندي، محمد بن محمد بن سليمان. 238/ 2735/ السراج، محمد بن إسحاق. 244/ 2736/ السعدي، عبد الله بن محمود. 245/ 2737/ ابن وهب، عبد الله بن محمد. 246/ 2738/ ابن بجير، عمر بن محمد بن بحير. 248/ 2739/ ابن معدان، محمد بن أحمد. 248/ 2740/ الماسرجسي، أحمد بن محمد. 249/ 2741/ جماهر بن محمد بن أحمد. 249/ 2742/ الغازي محمد بن إبراهيم. 250/ 2743/ ابن عبدة، محمد بن عبدة. 252/ 2744/ ابن عبيدة، أحمد بن محمد. 252/ 2745/ ابن سلم، علي بن الحسن. 253/ 2746/ ابن حيون، محمد بن إبراهيم. 254/ 2747/ السنجي، الحسين بن محمد. 255/ 2748/ محمد بن عقيل بن الأزهر. 255/ 2749/ ابن أسيد، عبد الله بن أحمد. 256/ 2750/ أبو عوانة، يعقوب بن إسحاق. 258/ 2751/ الأرغياني، محمد بن المسيب. 261/ 2752/ السجستاني، أحمد بن محمد. 261/ 2753/ محمد بن الفيض. 262/ 2754/ محمد بن خريم بن محمد. 263/ 2755/ المقانعي، علي بن العباس. 264/ 2756/ ابن الصاحب، الحسن بن صاحب. 265/ 2757/ الغضائري، علي بن عبد الحميد.

265/ 2758/ الأستراباذي، محمد بن يوسف. 266/ 2759/ الرياني، محمد بن أحمد بن أبي عون. 267/ 2760/ ابن قديد، علي بن الحسن. 267/ 2761/ ابن المجدر، محمد بن هارون. 268/ 2762/ عبد الله بن زيدان بن بريد. 268/ 2763/ المدائني، عبد الله بن إسحاق. 269/ 2764/ عبدوس بن أحمد بن عباد. 270/ 2765/ ابن سيف، عبد الله بن مالك. 270/ 2766/ البغوي، عبد الله بن محمد. 279/ 2767/ أبو صخرة، عبد الرحمن بن محمد. 280/ 2768/ عيسى بن سليمان القرشي. 280/ 2769/ الطيالسي، محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي. الطبقة الثامنة عشرة 282/ 2770/ الذهبي، أحمد بن محمد بن حسن البلخي. 283/ 2771/ ابن سابور، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَابُوْرَ البَغْدَادِيُّ. 283/ 2772/ العسكري، عَلِيُّ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ العَسْكَرِيُّ. 284/ 2773/ أبو لبيد، محمد بن إدريس السامي. 285/ 2774/ الفرائضي، نصر بن القاسم بن نصر البغدادي. 286/ 2775/ أحمد بن القاسم. 287/ 2776/ الجريري، أحمد بن محمد بن حسين. 286/ 2777/ البهراني، محمد بن تمام بن صالح. 287/ 2778/ الشعراني، محمد بن حفص النيسابوري. 287/ 2779/ ابن الجصاص، الحسين بن عبد الله بن الجصاص. 290/ 2780/ ابْنُ خَاقَانَ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الخَاقَانِيُّ. 290/ 2781/ ابن الفرات، علي بن أبي جعفر العاقولي. 293/ 2782/ أبو الفتح، الفضل بن جعفر. 294/ 2783/ الصيمري، محمد بن عمر الصيمري. 294/ 2784/ الأخفش، علي بن سليمان البغدادي. 295/ 2785/ ابن وقدان، سليمان بن داود الطوسي. 295/ 2786/ ابن بهلول، داود بن الهيثم. 296/ 2787/ ابن السراج، محمد بن السرى البغدادي. 297/ 2788/ الماليني، محمد بن معاذ الهروي.

297/ 2789/ حرمي بن أبي العلاء المكي. 297/ 2790/ الداركي، الحسن بن محمد الأصبهاني. 298/ 2791/ إبراهيم بن خزيم بن قمير. 298/ 2792/ عيسى بن عمر السمرقندي. 299/ 2793/ بنان بن محمد بن حمدان الحمال. 300/ 2794/ ابن المنذر، محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري. 302/ 2795/ أبو عمرو الحيري، أحمد بن محمد النيسابوري. 302/ 2796/ الطوسي، محمد بن أحمد بن زهير. 303/ 2797/ ابْنُ لُبَابَةَ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عُمَرَ القرطبي. 303/ 2798/ علان، علي بن أحمد بن سليمان. 304/ 2799/ وصيف بن عبد الله الأنطاكي. 304/ 2800/ ابن البهلول، أحمد بن إسحاق التنوخي. 306/ 2801/ الطرميسي، الحسن بن يوسف. 306/ 2802/ ابن صاعد، يحيى بن محمد. 310/ 2803/ الروياني، محمد بن هارون. 311/ 2804/ أبو عروبة، الحسين بن محمد. 313/ 2805/ ابن طلاب، أحمد بن الحسين. 313/ 2806/ سعيد بن عبد العزيز الحلبي. 314/ 2807/ العلاف، الحسن بن علي النهرواني. 317/ 2808/ البتاني، محمد بن جابر. 317/ 2809/ محمد بن زبان بن حبيب. 318/ 2810/ ابن معدن، علي بن الحسين. 318/ 2811/ ابن المغلس، أحمد بن محمد. 319/ 2812/ جعفر بن محمد بن المغلس. 319/ 2813/ ابن وردان، إسماعيل بن داود المصري. 319/ 2814/ زنجويه بن محمد بن الحسن اللباد. 320/ 2815/ عبد الحكم بن أحمد بن محمد الصدفي. 320/ 2816/ الباشاني، أحمد بن محمد بن علي الهروي. 320/ 2817/ وَاعِظُ بَلْخَ، مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ البلخي. 322/ 2818/ ابْنُ فِيْلٍ، الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البالسي. 323/ 2819/ هشام بن عمار الدمشقي. 323/ 2820/ ابْنُ ذَيَّالٍ، الفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ.

323/ 2821/ الخثعمي، محمد بن الحسين بن حفص الأشناني. 324/ 2822/ ابْنُ عُلَيْلٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى الأَنْصَارِيُّ. 324/ 2823/ بدر بن الهيثم بن خلف اللخمي. 325/ 2824/ الميرماهاني، محمد بن يحيى بن خالد. 326/ 2825/ المنكدري، أحمد بن محمد بن عمر. 326/ 2826/ الكتاني، محمد بن علي بن جعفر. 327/ 2827/ أبو علي الروذباري. 328/ 2828/ ابن حربويه، علي بن الحسين. 329/ 2829/ الشهيد، محمد بن أحمد. 331/ 2830/ الجوهري، عبد الرحمن بن إسحاق. 331/ 2831/ أَبُو نُعَيْمٍ بنُ عَدِيٍّ، عَبْدُ المَلِكِ بنُ محمد. 334/ 2832/ الإسفراييني، عبد الله بن محمد. 335/ 2833/ أسلم بن عبد العزيز بن هاشم. 336/ 2834/ ابن عمروس، إبراهيم الفسطاطي. 336/ 2835/ المروزي، مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ. 337/ 2836/ الفضل بن الخصيب. 338/ 2837/ الأعمشي، أحمد بن حمدون. 339/ 2838/ أبو عمر القاضي محمد بن يوسف. 341/ 2839/ الدغولي، محمد بن عبد الرحمن. 343/ 2840/ ثابت بن حزم بن عبد الرحمن. 344/ 2841/ عبد الله بن مظاهر. 344/ 2842/ القاضي الخياط، محمد بن علي المروزي. 345/ 2843/ ابن قتيبة، أحمد بن عبد الله البغدادي. 346/ 2844/ ابن أبي العزاقر، محمد بن علي. 348/ 2845/ الإلبيري، أحمد بن عمرو. 348/ 2846/ حماد بن شاكر. 349/ 2847/ الطوسي، الحسن بن علي. 350/ 2848/ ابن نيروز، محمد بن إبراهيم. 351/ 2849/ الديبلي، محمد بن إبراهيم. 351/ 2850/ الفربري، محمد بن يوسف. 353/ 2851/ الحميري، علي بن محمد. 353/ 2852/ الترخمي، محمد بن سعيد. 354/ 2853/ ابن جوصا، أحمد بن عمير. 357/ 2854/ المؤمل بن الحسن.

358/ 2855/ أخو زبير الحافظ، سعيد بن محمد. 359/ 2856/ العسال، أحمد بن عبد الوارث. 360/ 2857/ أبو حامد الحضرمي، محمد بن هارون. 360/ 2858/ ابن مبشر، علي بن عبد الله. 361/ 2859/ الزبير بن محمد بن أحمد. 361/ 2860/ الطحاوي، أحمد بن محمد بن سلامة. 364/ 2861/ مكحول بن الفضل. 364/ 2862/ مكحول، محمد بن عبد الله. 365/ 2863/ محمد بن نوح. 365/ 2864/ إبراهيم بن حماد. 366/ 2865/ الإمام أبو الحسن، علي بن الحسن. 366/ 2866/ ابن الشرقى، أحمد بن محمد. 368/ 2867/ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الشرقي. 369/ 2868/ ابن أبي الأزهر، محمد بن مزيد. 369/ 2869/ المقتدر، جعفر بن أحمد. 375/ 2870/ مؤنس الخادم. 376/ 2871/ الزبير بن أحمد بن سليمان. 376/ 2872/ ابن خيران، الحسين بن صالح. 377/ 2873/ تبوك بن أحمد. 377/ 2874/ محمد بن حمدون. 378/ 2875/ ابن مروان، إبراهيم بن عبد الرحمن. 379/ 2876/ محمد بن إبراهيم. 379/ 2877/ أبو هاشم، علي بن محمد. 380/ 2878/ ابن عتاب، عبد الله. 380/ 2879/ ابن زياد النيسابوري، عبد الله. 382/ 2880/ أبو طالب، أحمد بن نصر. 382/ 2881/ علي بن الفضل البلخي. 383/ 2882/ وكيل بن أبي صخرة. 383/ 2883/ مكي بن عبدان. 384/ 2884/ الهاشمي، إبراهيم بن عبد الصمد. 385/ 2885/ المحاربي، محمد بن القاسم. 385/ 2886/ الوراق، إسماعيل بن العباس. 386/ 2887/ نفطويه، إبراهيم بن محمد. 387/ 2888/ ابن المغلس، عبد الله بن أحمد. 387/ 2889/ ابن مرداس، الحسن بن علي. 388/ 2890/ القمودي، أبو جعفر. 388/ 2891/ ابن فطيس، محمد بن فطيس. 389/ 2892/ محمد بن حمدويه.

390/ 2893/ برداعس، محمد بن بركة. 391/ 2894/ أحمد بن بقى. 391/ 2895/ أبو صالح، مفلح. 392/ 2896/ الأشعري، علي بن إسماعيل. 394/ 2897/ البربهاري، الحسن بن علي. 396/ 2898/ عبد الله بن أحمد. 397/ 2899/ الخاقاني، موسى بن عبيد الله. 397/ 2900/ تكين التركي. 398/ 2901/ ابن دريد، محمد بن الحسن. 399/ 2902/ القاهر بالله، محمد بن المعتضد. 401/ 2903/ الراضي بالله، محمد بن المقتدر. 402/ 2904/ المتقي لله، إبراهيم بن المقتدر. 405/ 2905/ المستكفي، عبد الله بن المكتفي. 406/ 2906/ المطيع لله، الفضل بن المقتدر. 409/ 2907/ الطائع لله، عبد الكريم. 412/ 2908/ القادر بالله، أحمد بن إسحاق. 417/ 2909/ القائم بأمر الله، عبد الله بن أحمد. 419/ 2910/ المهدي، عبيد الله. 424/ 2911/ القائم، محمد بن المهدي. 426/ 2912/ المنصور، إسماعيل بن القائم. 428/ 2913/ المعز لدين لله، معد بن المنصور. 431/ 2914/ العزيز بالله، نزار بن المعز. 434/ 2915/ الحاكم، منصور بن العزيز نزار. 440/ 2916/ الظاهر، علي بن منصور. 441/ 2917/ المستنصر بالله، معد بن علي. 446/ 2918/ المستعلي بالله، أحمد بن علي. 447/ 2919/ الآمر بأحكام الله، منصور بن أحمد. 448/ 2920/ الحافظ لدين الله، عبد المجيد بن محمد. 449/ 2921/ الظافر بالله، إسماعيل بن عبد المجيد. 450/ 2922/ الفائر بالله، عيسى بن إسماعيل. 452/ 2923/ العاضد، عبد الله بن يوسف. 455/ 2924/ مرداويج بن زيار. 456/ 2925/ العزيري، محمد بن عزيز. 456/ 2926/ ابن الأخشيد، أحمد بن علي. 457/ 2927/ يوسف بن يعقوب الواسطي. 458/ 2928/ يوسف بن يعقوب النيسابوري. 458/ 2929/ جحظة، أحمد بن جعفر بن موسى.

459/ 2930/ الباب، حسين بن روح. 460/ 2931/ ابن مقلة، محمد بن علي. 464/ 2932/ المرتعش، عبد الله بن محمد. 464/ 2933/ المزين، علي بن محمد. 465/ 2934/ النهرجوري، إسحاق بن محمد. 465/ 2935/ ابْنُ أَخِي أَبِي زُرْعَةَ، عَبْدُ اللهِ بنُ محمد. 466/ 2936/ ابن بلبل، محمد بن عبد الله. 466/ 2937/ الجويني، موسى بن العباس. 467/ 2938/ العقيلي، محمد بن عمرو. 469/ 2939/ ابن الرشيد، عبد الرحمن بن أحمد. 469/ 2940/ ابن الجباب، أحمد بن خالد. 470/ 2941/ أحمد بن بقى "مكرر". 470/ 2942/ ابن أيمن، محمد بن عبد الملك. 471/ 2943/ ابن علك، عمر بن أحمد. 472/ 2944/ ابْنُ أَخِي رُفَيْعٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ. 472/ 2945/ الرازي، أحمد بن علي. 473/ 2946/ النهاوندي، عبد الله بن إسحاق. 473/ 2947/ الملحمي، أحمد بن إسحاق. 474/ 2948/ الجوزجاني، أحمد بن علي. 474/ 2949/ الشهرزوري، إبراهيم بن محمد. 475/ 2950/ الأصطخري، الحسن بن أحمد. 476/ 2951/ محمد بن يوسف. 477/ 2952/ محمد بن قاسم. 477/ 2953/ الكعبي، عبد الله بن أحمد. 478/ 2954/ محمد بن مخلد العطار. 479/ 2955/ ابن أبي عثمان، محمد بن سعيد الحيري. 479/ 2956/ المحاملي، الحسين بن إسماعيل. 482/ 2957/ أخو المحاملي، القاسم بن إسماعيل. 482/ 2958/ بنت المحاملي، أمة الواحد بنت الحسين. 483/ 2959/ ابْنُ شَنْبُوْذَ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَيُّوْبَ. 484/ 2960/ عبد الصمد بن سعيد الكندي. 485/ 2961/ الخرائطي، محمد بن جعفر. 485/ 2962/ ابن الباغندي، أحمد بن محمد. 486/ 2963/ أبو الدحداح، أحمد بن محمد التميمي. 486/ 2964/ خير النساج. 487/ 2965/ الأرزناني، محمد بن عبد الرحمن.

487/ 2966/ الجورجيري، محمد بن عمر. 488/ 2967/ ابن مجاهد، أحمد بن موسى. 489/ 2968/ ابن الأنباري، محمد بن القاسم. 491/ 2969/ البزدوي، منصور بن محمد. 492/ 2970/ الكليني، محمد بن يعقوب الرازي. 492/ 2971/ أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ. 494/ 2972/ ابن عبد ربه، أحمد بن محمد. 494/ 2973/ ابن بلال، أحمد بن محمد. 495/ 2974/ الهزاني، أحمد بن محمد. 496/ 2975/ ابن عبيد، علي بن محمد. 496/ 2976/ الحامض، عبد الله بن محمد. 497/ 2977/ الأزرق، يوسف بن يعقوب. 498/ 2978/ الفرغاني، محمد بن إسماعيل. 499/ 2979/ البلعمي، محمد بن عبيد الله. 499/ 2980/ الخصيبي، أحمد بن عبيد الله. 500/ 2981/ البلخي، زكريا بن أحمد. 500/ 2982/ عبد الغافر بن سلامة. 501/ 2983/ ابن حجر، علي بن محمد. 501/ 2984/ الدباج، العباس بن الفضل. 501/ 2985/ الجصاص، يعقوب بن عبد الرحمن. الطبقة التاسعة عشر 503/ 2986/ الوزير، علي بن عيسى. 504/ 2987/ المطيري، محمد بن جعفر. 505/ 2988/ الصولي، محمد بن يحيى. 506/ 2989/ الأثرم، محمد بن أحمد. 507/ 2990/ المحمدأباذي، محمد بن الحسن. 507/ 2991/ الفراء، موسى بن سعيد. 508/ 2992/ ابن ممك، أحمد بن محمد. 508/ 2993/ اللؤلؤي، محمد بن أحمد. 509/ 2994/ التنيسي، بكر بن أحمد. 509/ 2995/ حفيد دحيم، الحسن بن القاسم. 510/ 2996/ ابن هلال، أحمد بن عبد الله. 510/ 2997/ اللنباني، أحمد بن محمد. 511/ 2998/ ابْنُ شَيْبَةَ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ. 512/ 2999/ العكري، محمد بن بشر. 512/ 3000/ ابن زبر، عبد الله بن أحمد. 513/ 3001/ حبشون بن موسى. 514/ 3002/ حسين بن صالح. 514/ 3003/ القطان، محمد بن الحسين النيسابوري.

515/ 3004/ القطان، الحسين بن يحيى. 516/ 3005/ القرمطي، سليمان بن حسن. 518/ 3006/ محمد بن رائق. 519/ 3007/ النوبختي، علي بن العباس. 519/ 3008/ النوبختي، الحسن بن موسى. 519/ 3009/ ابن مخلد، سليمان بن الحسن. 520/ 3010/ النو بختي، إسماعيل بن علي. 520/ 3011/ المحمدأباذي، محمد بن الحسن. 521/ 3012/ أيوب بن صالح. 521/ 3013/ ابن قوهيار العباس بن محمد. 522/ 3014/ ابن أبي حذيفة، محمد بن محمد. 522/ 3015/ ابن عبادل، أحمد بن إبراهيم. 523/ 3016/ ابن حكيم، أحمد بن محمد. 523/ 3017/ الزنبري، أحمد بن مسعود. 523/ 3018/ ابن زوزان، محمد بن إبراهيم. 524/ 3019/ المادرائي، علي بن إسحاق. 524/ 3020/ أبو علي القشيري، محمد بن سعيد. 525/ 3021/ حاجب بن أحمد. 526/ 3022/ عمر بن سهل. 527/ 3023/ ابن ياسين، أحمد بن محمد. 528/ 3024/ ابن عقدة، أحمد بن محمد. 537/ 3025/ ابن عبيد، علي بن محمد "مكرر". 538/ 3026/ ابْنُ أَبِي مَطَرٍ، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ. 538/ 3027/ نَافِلَةُ عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى. 539/ 3028/ ابن أيوب، الحسين بن الحسن. 539/ 3029/ الشاشي، الهيثم بن كليب. 540/ 3030/ ابن اللباد، محمد بن محمد. 540/ 3031/ ابن المنادى، أحمد بن جعفر. 542/ 3032/ الخرقي، عمر بن الحسين. 542/ 3033/ الكرماني، عبد الله بن يعقوب. 543/ 3034/ البصري، عمرو بن عبد الله. 543/ 3035/ الإخشيذ، محمد بن طغج. 544/ 3036/ الشبلي، دلف بن جحدر. 545/ 3037/ الزيدي، حامد بن أحمد. 547/ فهرس الموضوعات. 565/ فهرس التراجم.

فهرس التراجم على حروف المعجم الجزء الحادي عشر: الصفحة التراجم 447/ 2919/ الآمر بأحكام الله، منصور بن أحمد. 74/ 2580/ إبراهيم بن أسباط بن السكن. إبراهيم بن إسحاق بن يوسف = الأنماطي. 365/ 2864/ إبراهيم بن حماد. 298/ 2791/ إبراهيم بن خزيم بن قمير. 76/ 2583/ إبراهيم بن شريك بن الفضل. 120/ 2631/ إبراهيم بن عبد الله بن محمد = المخرمي. إبراهيم بن علي بن إبراهيم = العمري. إبراهيم بن عمروس بن محمد = ابن عمروس. إبراهيم بن محمد بن البردون = ابن البردون. إبراهيم بن محمد بن الحسن = ابن متويه. إبراهيم بن محمد بن السري = الزجاج. 51/ 2557/ إبراهيم بن محمود بن حمزة. إبراهيم بن موسى التوزي = الجوزي. 119/ 2628/ إبراهيم بن هانئ بن خالد = المهلبي. 73/ 2578/ إبراهيم بن يوسف بن خالد = الهسنجاني. 506/ 2989/ الأثرم، محمد بن أحمد. 112/ 2620/ أحمد بن إبراهيم بن عبد الله. 391/ 2894/ أحمد بن بقى. 470/ 2941/ أحمد بن بقى. أحمد بن حسان بن بهلول = ابن البهلول أحمد. أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ = الصُّوْفِيُّ. أحمد بن الحسين بن أحمد = ابن طلاب.

أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِسْحَاقَ = الصُّوْفِيُّ الصَّغِيْرُ. أحمد بن حمدان بن علي = أبو جعفر بن حمدان. 232/ 2819/ أحمد بن حمدون بن أحمد = الأعمش. أحمد بن خطيب دمشق. أحمد بن سهل بن الفيرزان = الأشناني. أحمد بن شعيب بن علي بن بحر = النسائي. أحمد بن الصباح = علي بن أبي طاهر. 106/ 2617/ أحمد بن الصقر بن ثوبان = ابن الصقر. أحمد بن عبد الله = ابن سابور. أحمد بن عبد الله بن مسلم = ابن قتيبة. أحمد بن عمر = ابن سريج. أحمد بن عمر بن منصور = الإلبيري. أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُثَنَّى بنِ يَحْيَى = أبو يعلى. 146/ أحمد بن علي بن محمد = الجارودي. أحمد بن فرج جبريل العسكري = ابن الفرح. 285/ 2775/ أحمد بن القاسم. 494/ 2972/ أحمد بن محمد = ابْنُ عَبْدِ رَبِّهِ. أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ = أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ. أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَزْهَر بن حُرَيْثٍ = السجزي. 282/ أحمد بن محمد بن إسحاق = حرفي بن أبي العلاء. 2770/ أحمد بن محمد بن حسن = الذهبي. أحمد بن محمد بن حسن = العامري. أحمد بن محمد بن حسين = الجريري. أحمد بن محمد بن الحسين = الماسرجسي. أحمد بن محمد بن خالد = ابن ميسر. أحمد بن محمد بن الخراساني البغوي = الثوري. أحمد بن محمد بن سهل = ابن عطاء. أحمد بن محمد بن عبد الله = ابن صدقة. أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ = الوَشَّاءُ. أحمد بن محمد بن عبيدة = ابن عبيدة. أحمد بن محمد بن علي = الباشاني. أحمد بن محمد بن عمر = المنكدري. أحمد بن محمد بن عيسى = ابن البرني.

أحمد بن محمد الفضل = السجستاني. أحمد بن محمد بن القاسم = أبو علي الروذباري. أحمد بن محمد = ابن المغلس. أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ بن يَزِيْدَ = الخلال. أحمد بن بن محمد بن الوليد = المري. أحمد بن محمود بن خالد = البراثي. أحمد بن هارون بن روح = البرديجي. أحمد بن يحيى بن إسحاق = الريوندي. أحمد بن يحيى = ابن الجلاء. أحمد بن يحيى بن زهير = التستري. أحمد بن يحيى بن يزيد = ثعلب. 90/ 2598/ ابن الأخرم. 456/ 2926/ ابن الأخشيد، أحمد بن علي. 543/ 3035/ الإخشيذ، محمد بن طعج. 294/ 2784/ الأخفش. 30/ 2536/ إدريس بن عبد الكريم الحداد. 52/ 2560/ أبو الآذان. 487/ 2965/ الأرزناني، محمد بن عبد الرحمن الأرغياني. 497/ 2977/ الأزرق، يوسف بن يعقوب. ابن أبي الأزهر الحرشي = علي بن سراج. 369/ 2868/ ابن أبي الأزهر، محمد بن مزيد. 265/ 2758/ الأستراباذي. 87/ 2593/ إسحاق بن إبراهيم النبستي. إسحاق بن إبراهيم بن محمد = ابن جميل. إسحاق بن إبراهيم بن نصر = البشتي. إسحاق بن إبراهيم بن يونس = المنجنيقي. 178/ 2703/ إسحاق بن أحمد بن إسحاق = الخزاعي. 334/ 2832/ الإسفراييني. 335/ 2833/ أسلم بن عبد العزيز بن هاشم. 74/ 2579/ الإسماعيلي. 96/ 2609/ إسماعيل بن أحمد بن أسد = صاحب خراسان. إسماعيل بن داود المصري = ابن وردان. إسماعيل بن محمد بن إسحاق = أبو قصى. 114/ 2623/ إسماعيل بن محمد بن عبيد الله = ابن قيراط. إسماعيل بن موسى البغدادي = الحاسب. ابن أبي الأشرس = صالح بن محمد. 392/ 2896/ الأشعري، علي بن إسماعيل.

187/ 2714/ ابن الأشقر. 138/ 2648/ الأشناني. 51/ 2558/ الأصبهاني. 475/ 2950/ الأصطخري، الحسن بن أحمد. 149/ 2665/ الأعرج. 338/ 2837/ الأعمشي. 348/ 2845/ الإلبيري. ابن أخي الإمام. 489/ 2968/ ابن الأنباري، محمد بن القاسم. 118/ 2627/ الأنماطي. 470/ 2942/ ابن أيمن، محمد بن عبد الملك. 539/ 3028/ ابن أيوب، الحسين بن الحسن. 521/ 3012/ أيوب بن صالح. 459/ 2930/ الباب، حسين بن روح. 320/ 2816/ الباشاني. 235/ 2734/ الباغندي. 485/ 2962/ ابن الباغندي، أحمد بن محمد. 317/ 2808/ البتاني. 246/ 2738/ ابن بجير. 324/ 2823/ بدر بن الهيثم بن خلف. 58/ 2570/ البراثي. 394/ 2897/ البربهاري، الحسن بن علي. 390/ 2893/ برداعس، محمد بن بركة. 131/ 2637/ ابن البردون. 77/ 2585/ البرديجي. 50/ 2555/ البرذعي. 58/ 2569/ البربري. 158/ 2681/ ابن البرتي. 491/ 2969/ البزدوي، منصور بن محمد. 71/ 2575/ ابن بسام. 86/ 2591/ البسامي. 87/ 2592/ البشتي. 543/ 3034/ البصري - عمرو بن عبد الله. بكر بن أحمد بن مقبل = ابن مقبل. 466/ 2936/ ابن بلبل، محمد بن عبد الله. 494/ 2973/ ابن بلال، أحمد بن محمد. البلخي. 500/ 2981/ البلخي، زكريا بن أحمد. 499/ 2979/ البلعمي. بنان الحمال. 299/ 2793/ بنان بن محمد بن حمدان = بنان الحمال. 304/ 2800/ ابن البهلول، أحمد. 295/ 2786/ ابن بهلول، داود. 377/ 2873/ تبوك بن أحمد. 353/ 2852/ الترخمي، محمد بن سعيد. 224/ 2732/ التستري. 137/ 2645/ تكين. 397/ 2900/ تكين التركي.

509/ 2994/ التنيسي، بكر بن أحمد. 343/ 2840/ ثابت بن حزم بن عبد الرحمن. 50/ 2520/ ثعلب. 176/ 2698/ ابن جابر. 147/ 2662/ ابن الجارود. 113/ 2621/ الجبائي. 469/ 2940/ ابن الجباب، أحمد بن خالد. 458/ 2929/ جحظة، أحمد بن جعفر بن موسى. 120/ 2630/ ابن الجرجرائي. 286/ 2776/ الجريري. 287/ 2779/ ابن الجصاص. 501/ 2985/ الجصاص، يعقوب بن عبد الرحمن. 11/ 2525/ جعفر بن أحمد الشاماني. 190/ 2719/ جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي. جعفر بن أحمد بن محمد = ابن الجرجرائي. 133/ 2639/ جعفر بن أحمد بن نصر = الحصيري. 184/ 2712/ أبو جعفر بن حمدان. جعفر بن محمد بن الحسن = الفريابي. 31/ 2539/ جعفر بن محمد بن الحسين الترك. 319/ 2812/ جعفر بن محمد بن المغلس. جعفر بن محمد بن موسى = جعفرك. 163/ 2691/ جعفرك. 154/ 2673/ ابن الجلاء. 249/ 2741/ جماهر بن محمد بن أحمد. 164/ 2692/ ابن جميل. 159/ 2682/ الجندي. 43/ 2553/ الجنيد بن محمد بن الجنيد. 487/ 2966/ الجورجيري، محمد بن عمر. 474/ 2948/ الجوزجاني، أحمد بن علي. 143/ 2656/ الجوزي. 354/ 2853/ ابن جوصا، أحمد بن عمير. 161/ 2686/ الجوني. 331/ 2830/ الجوهري. 466/ 2937/ الجويني، موسى بن العباس. 525/ 3021/ حاجب بن أحمد. 159/ 2683/ حاجب بن مالك بن أركين = الفرغاني. 180/ 2707/ الحاسب. 448/ 2920/ الحافظ لدين الله، عبد المجيد بن محمد. 434/ 2915/ الحاكم، منصور بن العزيز نزار. 360/ 2857/ أبو حامد الحضرمي، محمد بن هارون. 33/ 2542/ حامد بن سهل. 219/ 2727/ حامد بن العباس الخراساني. 179/ 2705/ حَامِدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْبِ بنِ زُهَيْرٍ = البلخي.

496/ 2976/ الحامض، عبد الله بن محمد. 513/ 3001/ حبشون بن موسى. 138/ 2647/ ابن حبيب. 501/ 2983/ ابن حجر، علي بن محمد. 126/ 2635/ ابن الحداد. 522/ 3014/ ابن أبي حذيفة، محمد بن محمد. 328/ 2828/ ابن حربويه. 297/ 2789/ حرمي بن أبي العلاء. الحسن بن أحمد بن إبراهيم = ابن فيل. 97/ 2611/ الحسن بن سفيان بن عامر. 160/ 2685/ الحسن بن الطيب بن حمزة. الحسن بن علي بن أحمد = العلاف. الحسن بن علي بن نصر = الطوسي. الحسن بن سليمان بن نافع = أبو معشر الدارمي. الحسن بن صاحب بن حميد = ابن صاحب. الحسن بن الفرج = الغزي. 509/ 2995/ حفيد دحيم، الحسن بن القاسم. الحسن بن محمد بن الحسن = الداركي. الحسن بن محمد بن عنبر = الداركي. الحسن بن محمد بن عنبر = الوشاء. الحسن بن يوسف بن يعقوب = الطرميسي. 39/ 2549/ الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا = الصنعاني. 71/ 2576/ الحسين بن إدريس بن مبارك. 38/ 2547/ الحسين بن إسحاق بن إبراهيم = التستري. 514/ 3002/ حسين بن صالح. الحسين بن عبد الله = ابن الجصاص. الحسين بن عبد الله بن يزيد = القطان. الحسين بن علي بن محمد = النخعي. الحسين بن محمد بن حاتم = عبيد العجل. الحسين بن محمد بن مصعب = السنجي. الحسين بن محمد بن أبي معشر = أبو عروبة. 194/ 2724/ الحسين بن منصور بن محمي = الحلاج. 156/ 2677/ أبو حفص. 523/ 3016/ ابن حكيم، أحمد بن محمد. 194/ 2724/ الحلاج. 348/ 2846/ حماد بن شاكر. 75/ 2581/ حماد بن مدرك. 131/ 2636/ حماس بن مروان بن سماك. 156/ 2676/ ابن حمدويه. 93/ 2605/ حمزة بن محمد بن عيسى.

353/ 2851/ الحميري، علي بن محمد. 253/ 2746/ ابن حيون. 290/ 2780/ ابن خاقان. 97/ 2899/ الخاقاني، موسى بن عبيد الله. خالد بن محمد بن خالد = الصقار. 323/ 2821/ الخثعمي. 485/ 2961/ الخرائطي، محمد بن جعفر. 542/ 3032/ الخرقي، عمر بن الحسين. 499/ 2980/ الخصيبي، أحمد بن عبيد الله. 56/ 2566/ الخفاف. 183/ 2712/ الخلال. 6/ 2521/ أبو خليفة الجمحي. 143/ 2655/ أبو الخيار. 134/ 2640/ الخياط. 486/ 2964/ خير النساج. 376/ 2872/ ابن خيران، الحسين بن صالح. 132/ 2638/ ابن خيرون. 297/ 2790/ الداركي. داود بن إبراهيم بن داود = أبو شيبة. داود بن الهيثم بن إسحاق = ابن بهلول. 2984/ الدباج، العباس بن الفضل. 486/ 2963/ أبو الدحداح، أحمد بن محمد التميمي. 151/ 2668/ ابن الدرفس. 398/ 2901/ ابن دريد، محمد بن الحسن. 341/ 2839/ الدغولي. 139/ 2649/ ابن أبي الدميك. الدولابي. 156/ 2678/ الدويري. 351/ 2849/ الديبلي، محمد بن إبراهيم. 323/ 2820/ ابن ذيال. 472/ 2945/ الرازي، أحمد بن علي. 401/ 2903/ الراضي بالله، محمد بن المقتدر. 101/ 2612/ ابن رسته. 89/ 2597/ الرسغني. 469/ 2939/ ابن الرشيد، عبد الرحمن بن أحمد. 472/ 2944/ ابْنُ أَخِي رُفَيْعٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ. 310/ 2803/ الروياني. 144/ 2657/ رويم بن أحمد. 226/ 2759/ الرياني. 39/ 2550/ الريوندي. 155/ 2675/ ابن زاطيا. 512/ 3000/ ابن زبر، عبد الله بن أحمد. 358/ 2855/ أخو زبير الحافظ، سعيد بن محمد. 376/ 2871/ الزبير بن أحمد بن سليمان. 361/ 2859/ الزبير بن محمد بن أحمد. 222/ 2728/ الزجاج. 141/ 2654/ أبو زرعة القاضي.

465/ 2935/ ابْنُ أَخِي أَبِي زُرْعَةَ، عَبْدُ اللهِ بنُ محمد. زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن = الساجي. 523/ 3017/ الزنبري، أحمد بن مسعود. 151/ 2669/ ابن زنجويه أحمد. 89/ 2596/ ابن زنجويه محمد. 319/ 2814/ زنجويه بن محمد بن الحسن اللباد. 523/ 3018/ ابن زوزان محمد بن إبراهيم. 380/ 2879/ ابن زياد النيسابوري، عبد الله. 545/ 3037/ الزيدي، حامد بن أحمد. 283/ 2771/ ابن سابور. 121/ 2632/ الساجي. 72/ 2577/ السامي. 182/ 2711/ السجزي. 261/ 2752/ السجستاني. 296/ 2787/ ابن السراج. 136/ 2643/ السراج البغدادي. 238/ 2735/ السراج، محمد بن إسحاق. 123/ 2633/ ابن سريج. 244/ 2736/ السعدي. سعيد بن إسماعيل بن سعيد = أبو عثمان الحيري. 313/ 2806/ سعيد بن عبد العزيز بن الحلبي. سعيد بن عمرو بن عمار = البرذعي. سعيد بن محمد بن صبيح = ابن الحداد. 192/ 2722/ ابن سفيان. 150/ 2667/ السقطي. 252/ 2745/ ابن سلم. سليمان بن داود بن كثير = ابن وقدان. 119/ 2629/ السمناني. 254/ 2747/ السنجي. 33/ 2541/ ابن أبي سويد الذراع. 70/ 2574/ ابن سيد حمدويه. 270/ 2765/ ابن سيف. 539/ 3029/ الشاشي، الهيثم بن كليب. 544/ 3036/ الشبلي، دلف بن جحدر. 366/ 2866/ ابن الشرقي، أحمد بن محمد. 162/ 2688/ الشطوي. 287/ 2778/ الشعراني. 483/ 2959/ ابْنُ شَنْبُوْذَ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَيُّوْبَ. 474/ 2949/ الشهرزوري، إبراهيم بن محمد. 329/ 2829/ الشهيد. 511/ 2998/ ابْنُ شَيْبَةَ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ. ابن أبي شيبة = محمد بن عثمان. 150/ 2666/ أبو شيبة. 102/ 2615/ ابن شيرويه.

97/ 2610/ صاحب الأندلس. صاحب خراسان. 306/ 2802/ ابن صاعد. 16/ 2531/ صالح بن محمد بن عمرو. 391/ 2895/ أبو صالح مفلح. 9/ 2533/ صباح بن عبد الرحمن بن الفضل. 279/ 2767/ أبو صخرة. 53/ 2562/ ابن صدقة. 115/ 2625/ الصفار. 57/ 2567/ ابن الصفار. 95/ 2608/ الصوفي الصغير. 505/ 2988/ الصولي، محمد بن يحيى. 294/ 2783/ الصيمري. 223/ 2730/ الضبي. 382/ 2880/ أبو طالب، أحمد بن نصر. 223/ 2731/ أبو طالب المفضل بن سلمة. 41/ 2551/ ابن طاهر. 409/ 2907/ الطائع لله، عبد الكريم. 361/ 2860/ الطحاوي، أحمد بن محمد بن سلامة. 306/ 2801/ الطرميسي. 93/ 2604/ طريف بن عبيد الله الموصلي. 313/ 2805/ ابن طلاب. 177/ 2701/ الطوسي، الحسن بن علي بن نصر. 349/ 2847/ الطوسي، الحسن بن علي. 302/ 2796/ الطوسي، محمد بن أحمد. 280/ 2769/ الطيالسي. 449/ 2921/ الظافر بالله إسماعيل بن عبد المجيد. 440/ 2916/ الظاهر، علي بن منصور. 452/ 2923/ العاضد، عبد الله بن يوسف. 152/ 2670/ العامري. 94/ 2606/ عباد بن علي بن مرزوق. 522/ 3015/ ابن عبادل، أحمد بن إبراهيم. 34/ 2544/ العباس بن الحسن بن أيوب الجرجرائي. العباس بن محمد = الفزاري. 2898/ عبد الله بن أحمد. 255/ 2749/ عبد الله بن أحمد بن أسيد = ابن أسيد. عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ = الخفَّافِ. عبد الله بن أحمد بن محمود = الكعبي. 104/ 2616/ عبد الله بن أحمد بن موسى = عبد الله. 396/ 2898/ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ بنِ حبان. عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ = المَدَائِنِيُّ. 268/ 2762/ عبد الله بن زيدان.

149/ 2664/ عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِح بنِ عَبْدِ اللهِ بن الضحاك. عبد الله بن الصقر بن نصر = ابن الصقر. 181/ 2709/ عبد الله بن عروة. عَبْدُ اللهِ بنُ مَالِكِ بنِ عَبْدِ اللهِ = ابن سيف. عبد الله بن محمد = ابْنُ وَهْبٍ. عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مسلم بن حبيب = المقدسي. عبد الله بن بن محمد بن سيار = الفرهياني. عبد الله بن محمد بن شرشير = الناشي الكبير. عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ = السِّمْنَانِيُّ. عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ = ابْنُ الأَشْقَرِ. عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ = ابن شيرويه. عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ = صَاحِبُ الأَنْدَلُسِ. 270/ 2766/ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ = البغوي. عبد الله بن محمد بن مالك = عبدوس. عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ = الإِسْفَرَايِيْنِيُّ. عبد الله بن محمد بن ناجية = ابن ناجية. عبد الله بن محمود = السعدي. 344/ 2841/ عبد الله بن مظاهر. 29/ 2535/ عبد الله بن المعتز بالله. 494/ 2972/ ابن عبد ربه، أحمد بن محمد. 320/ 2815/ عبد الحكم بن أحمد بن محمد الصدفي. عبد الرحمن بن إسحاق بن محمد = الجوهري. 175/ 2697/ عبد الرحمن بن الحسين بن خالد. عبد الرحمن بن عبد المؤمن = المهلبي. 190/ 2718/ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الأسدي. 189/ 2717/ عبد الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ = ابْنُ أَخِي الإِمَامِ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ = أبو صخرة. عبد الرحيم بن محمد بن عثمان = الخياط. 141/ 2652/ ابن عبد الصمد. 484/ 2960/ عبد الصمد بن سعيد الكندي. عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ = ابْنِ عَبْدِ الصمد. عبد الصمد بن هارون القيسي = قاتل قتيبة.

500/ 2982/ عبد الغافر بن سلامة. عبد الملك بن محمد = أبو نعيم بن عدى. 9/ 2524/ عبدان بن محمد بن عيسى. 250/ 2743/ ابن عبدة. 8/ 2522/ عبدوس النيسابوري. 269/ 2764/ عبدوس. عبيد الله بن عبد الله = ابن طاهر الخزاعي. عبيد الله بن عثمان الأموي = العثماني. 496/ 2975/ ابن عبيد، علي بن محمد. 537/ 3025/ ابن عبيد، علي بن محمد. 57/ 2568/ عبيد العجل. 252/ 2744/ ابن عبيدة. 380/ 2878/ ابن عتاب، عبد الله. 479/ 2955/ ابن أبي عثمان، محمد سعيد الحيري. 164/ 2693/ العثماني. 311/ 2804/ أبو عروبة. 346/ 2844/ ابن أبي العزاقر. 431/ 2914/ العزيز بالله، نزار بن معد. 456/ 2925/ العزيزي محمد بن عزير. 359/ 2856/ العسال، أحمد بن عبد الوارث. 157/ 2679/ ابن عطاء. 528/ 3024/ ابن عقدة، أحمد بن محمد. 467/ 2938/ العقيلي، محمد بن عمرو. 512/ 2999/ العكري، محمد بن بشر. 314/ 2807/ العلاف. 303/ 2798/ علان. 471/ 2943/ ابن علك، عمر بن أحمد. علي بن إبراهيم بن مطر = ابن مطر. علي بن أحمد بن سليمان = علان. علي بن أحمد بن منصور = البسامي. علي بن إسحاق بن عيسى = ابن زاطيا. 492/ 2971/ أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ. علي بن الحسن = ابن سلم. علي بن الحسن بن خلف = ابن قديد. علي بن الحسن بن حرب بن عيسى = ابن حربويه. 11/ 2526/ علي بن الحسين بن الجنيد. علي بن الحسين بن الفارسي = ابن معدان. 327/ 2827/ أبو علي الروذباري. 174/ 2696/ علي بن سراج. 90/ 2599/ عَلِيُّ بنُ سَعِيْدِ بنِ بَشِيْرِ بنِ مِهْرَانَ. 283/ 2772/ عَلِيُّ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ = العَسْكَرِيُّ. علي بن سليمان بن الفضل = الأخفش. 56/ 2565/ علي بن أبي طاهر. 263/ 2755/ علي بن العباس بن الوليد = المقانعي.

عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ = الحصائري. 382/ 2881/ علي بن الفضل البلخي. 524/ 3020/ أبو علي القشيري، محمد بن سعيد. علي بن محمد بن موسى = ابن الفرات. علي بن محمد بن نصر = ابن بسام. علي بن محمد بن يزيد القمي = القمي. 324/ 2822/ ابن عُليل. عمر بن إبراهيم البغدادي = أبو الآذان. عمر بن إسماعيل = ابن أبي غيلان. عمر بن أيوب بن إسماعيل = السقطي. عمر بن الحسن بن نصر = أبو حفص. عمر بن سعيد بن أحمد = المنبجي. 526/ 3022/ عمر بن سهل. 339/ 2838/ أبو عمر القاضي. عمر بن محمد = ابن بجير. عمران بن موسى = ابن مجاشع. 38/ 2548/ عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بنِ كُرَبِ بنِ غُصَصٍ. 302/ 2795/ أبو عمرو الحيري. 336/ 2834/ ابن عمروس. 140/ 2650/ العمري. 256/ 2750/ أبو عوانة. 280/ 2768/ عِيْسَى بنُ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ القُرَشِيُّ. 298/ 2792/ عِيْسَى بنُ عُمَرَ بنِ العَبَّاسِ بنِ حَمْزَةَ. عيسى بن محمد = النوشري. 249/ 2742/ الغازي. 37/ 2545/ الغزي. 265/ 2757/ الغضائري. 114/ 2624/ ابن أبي غيلان. 450/ 2922/ الفائز بالله، عيسى بن إسماعيل. 293/ 2782/ أبو الفتح، الفضل بن جعفر. 507/ 2991/ الفراء، موسى بن سعيد. 285/ 2774/ الفرائضي. 290/ 2781/ ابن الفرات. 351/ 2850/ الفربري، محمد بن يوسف. 101/ 2613/ ابن فرح. 498/ 2978/ الفرغاني، محمد بن إسماعيل. 91/ 2600/ الفرهياني. 61/ 2573/ الفريابي. 140/ 2651/ الفزاري. الفضل بن أحمد بن منصور = ابن ذيال. الفضل بن جعفر بن محمد = أبو الفتح. الفضل بن الحباب = أبو خليفة الجمحي.

337/ 2836/ الفضل بن الحصيب بن العباس بن نصر. 388/ 2891/ ابن فطيس، محمد بن فطيس. 141/ 2653/ ابن فياض. 322/ 2818/ ابن فيل. 14/ 2529/ قاتل قتيبة. 412/ 2908/ القادر بالله، أحمد بن إسحاق. القاسم بن زكريا بن يحيى = المطرز. 13/ 2528/ القاسم بن عبيد الله بن سليمان. القاسم بن الليث بن مسرور = الرسغني. 344/ 2842/ القاضي الخياط. 399/ 2902/ القاهر بالله، محمد بن المعتضد. 417/ 2909/ القائم بأمر الله، عبد الله بن أحمد. 424/ 2911/ القائم محمد بن المهدي. 345/ 2843/ ابن قتيبة البغدادي. 180/ 2708/ ابن قتيبة اللخمي. 267/ 2760/ ابن قديد. 53/ 2561/ قرطمة. 516/ 3005/ القرمطي، سليمان بن حسن. 187/ 2715/ أبو قريش. 137/ 2646/ القزويني. 113/ 2622/ أبو قصى. 176/ 2700/ القطان. 515/ 3004/ القطان، الحسين بن يحيى. 514/ 3003/ القطان، محمد بن الحسين النيسابوري. 388/ 2890/ القمودي، أبو جعفر. 144/ 2658/ القمي. 521/ 3013/ ابن قوهيار العباس بن محمد. ابن قيراط. 326/ 2826/ الكتاني. 542/ 3033/ الكرماني، عبد الله بن يعقوب. 193/ 2723/ الكعبي. 477/ 2953/ الكعبي، عبد الله بن أحمد. 492/ 2970/ الكليني، محمد بن يعقوب الرازي. 303/ 2797/ ابن لبابة. 540/ 3030/ ابن اللباد، محمد بن أحمد. 510/ 2997/ اللبناني، أحمد بن محمد. 508/ 2993/ اللؤلؤي، محمد بن أحمد. 357/ 2854/ المؤمل بن الحسن. 375/ 2870/ مؤنس الخادم. 360/ 2858/ ابن مبشر، علي بن عبد الله. 402/ 2904/ المتقي لله، إبراهيم بن المقتدر. 488/ 2967/ ابن مجاهد، أحمد بن موسى.

385/ 2885/ المحاربي، محمد بن القاسم. 379/ 2876/ محمد بن إبراهيم. محمد بن إبراهيم = ابن حيون. محمد بن إبراهيم بن أبان = السراج. محمد بن إبراهيم بن زياد = الطيالسي. محمد بن إبراهيم بن شعيب = الغازي. محمد بن إبراهيم بن المنذر = ابن المنذر. محمد بن أحمد = ابن سيد حمدويه. محمد بن أحمد بن جعفر = الوكيعي. مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادِ بنِ سَعِيْدِ = الدولابي. 248/ 2739/ محمد بن أحمد بن راشد = ابن معدان. محمد بن أحمد بن زهير = الطوسي. محمد بن أحمد بن عبيد = ابن فياض. محمد بن أحمد بن أبي عون = الرياني. محمد بن أحمد بن محمد = الشهيد. 284/ 2773/ محمد بن إدريس بن إياس = أبو لبيد. 225/ 2733/ محمد بن إسحاق = ابن خزيمة. محمد بن إسحاق بن إبراهيم = السراج. محمد بن إسماعيل بن مهران = الإسماعيلي. محمد البجلي = عبد الله بن زيدان. 286/ 2777/ محمد بن تمام بن صالح = البهراني. محمد بن جابر بن سنان = البتاني. محمد بن جمعة بن خلف = أبو قريش. محمد بن الحسن = ابن قتيبة. محمد بن الحسين بن حفص = الخثعمي. محمد بن الحسين = ابن مكرم. محمد بن حفص بن محمد = الشعراني. 377/ 2874/ محمد بن حمدون. 389/ 2892/ محمد بن حمدويه. محمد بن حمدويه بن موسى = ابن حمدويه. 59/ 2571/ محمد بن حبان بن الأزهر. 59/ 2572/ محمد بن حبان بن بكر الباهلي. 262/ 2754/ محمد بن خريم بن محمد. محمد بن خلف بن حبان = وكيع. محمد بن خلف = ابن المرزبان. محمد بن خيرون المعافري = ابن خيرون. 518/ 3006/ محمد رائق. 317/ 2809/ محمد بن زبان بن حبيب.

218/ 2725/ محمد بن زكريا الرازي الطبيب. محمد بن زنجويه = ابن زنجويه. 162/ 2689/ محمد بن شادل بن علي. 160/ 2684/ محمد بن صالح = ابن ذريح. 368/ 2867/ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الشرقي. محمد بن طاهر بن خالد = ابن أبي الدميك. 524/ 3019/ المادرائي، علي بن إسحاق. 248/ 2740/ الماسرجسي. 297/ 2788/ الماليني. 88/ 2595/ ابن متويه. 85/ 2587/ ابن مجاشع. 479/ 2956/ المحاملي، الحسين بن إسماعيل. 482/ 2958/ بنت المحاملي، أمة الواحد بنت الحسين. 482/ 2957/ أخو المحاملي، القاسم بن إسماعيل. محمد بن العباس بن أيوب = ابن الأخرم. محمد بن العباس بن محمد = ابن اليزيدي. محمد بن العباس بن الوليد = ابن الدرفس. محمد بن عبد الأعلى بن محمد = ابن عليل. محمد بن عبد الله بن رسته = ابن رسته. محمد بن عبد الله بن سليمان = مطين. محمد بن عبد الله بن علي = ابن الجارود. محمد بن عبد الله بن يوسف = الدويري. محمد بن عبد الرحمن بن محمد = الدغولي. 54/ 2563/ محمد بن عبد الرحمن المخزومي = قنبل. محمد بن عبد الرحمن الهروي = السامي. محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم = الأصبهاني. محمد بن عبدة بن حرب = ابن عبده. محمد بن عبد الوهاب البصري = الجبائي. 368/ 2867/ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الشرقي. محمد بن عبد الله بن يحيى = ابن خاقان. محمد بن عثمان = ابن أبي سويد الذراع. محمد بن عثمان بن إبراهيم = أبو زرعة القاضي. 14/ 2530/ محمد بن عثمان بن أبي شيبة.

255/ 2748/ محمد بن عقيل بن الأزهر. محمد بن علي بن إبراهيم = المروزي. محمد بن علي البغدادي = قرطمة. محمد بن علي الشلمغاني = ابن أبي العزاقر. 86/ 2588/ محمد بن علي بن مخلد. محمد بن علي المروزي = القاضي الخياط. محمد بن عمر = الصيمري. محمد بن غالب القرطبي = ابن الصفار. محمد بن الفضل بن سلمة = الضبي. محمد بن الفضل بن العباس = واعظ بلخ. 261/ 2753/ محمد بن الفيض بن محمد. 477/ 2952/ محمد بن قاسم. محمد بن محمد بن سليمان = الباغندي. محمد بن محمد بن عبد الله = ابن التفاح. 135/ 2641/ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُقْبَةَ بنِ الوَلِيْدِ. 478/ 2954/ محمد بن مخلد العطار. محمد بن مسعود بن الحارث = القزويني. 258/ 2751/ محمد بن المسيب بن إسحاق = الأرغياني. محمد بن معاذ بن فره = الماليني. 135/ 2642/ محمد بن المنذر بن سعيد = شكر. محمد بن موسى بن حماد = البربري. 23/ 2532/ محمد بن نصر بن الحجاج المروزي. 86/ 2589/ محمد بن نصير بن أبان. 365/ 2863/ محمد بن نوح. محمد بن هارون = الروياني. 267/ 2761/ محمد بن هارون بن حميد = ابن المجدر. محمد بن يحيى بن خالد = الميرماهاني. محمد بن يحيى بن سليمان = المروزي. محمد بن يحيى بن عمر = ابن لبابة. محمد بن يحيى بن مندة = ابن مندة. 37/ 2546/ محمد بن يزيد أبو الحسن الهاشمي. مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الصمد. 476/ 2951/ محمد بن يوسف. محمد بن يوسف بن حماد = الأستراباذي. محمد بن يوسف بن يعقوب = أبو عمر القاضي. 507/ 2990/ المحمدأباذي، محمد بن الحسن. 520/ 3011/ المحمدأباذي، محمد بن الحسن.

148/ 2663/ محمود بن محمد بن متويه. المخرمي. 519/ 3009/ ابن مخلد، سليمان بن الحسن. 268/ 2763/ المدائني. 464/ 2932/ المرتعش، عبد الله بن محمد. 387/ 2889/ ابن مرداس، الحسن بن علي. 455/ 2924/ مرداويج بن زيار. 378/ 2875/ ابن مروان، إبراهيم بن عبد الرحمن. 192/ 2721/ المروزي، محمد بن علي. 32/ 2540/ المروزي، محمد بن يحيى بن سليمان. 52/ 2559/ المرى. 464/ 2933/ المزين، علي بن محمد. 446/ 2918/ المستعلي بالله، أحمد بن علي. 405/ 2905/ المستكفي، عبد الله بن المكتفي. 441/ 2917/ المستنصر بالله، معد بن معد. 75/ 2582/ مسدد بن قطن. 155/ 2674/ ابن مطر. 538/ 3026/ ابْنُ أَبِي مَطَرٍ، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ. 92/ 2603/ المطرز. 504/ 2987/ المطيري، محمد بن جعفر. 406/ 2906/ المطيع لله، الفضل بن المقتدر. 28/ 2534/ مطين. 318/ 2810/ ابن معدان، علي بن الحسين بن معدان، محمد بن أحمد. 428/ 2913/ المعز لدين الله، معد بن منصور. 92/ 2602/ أبو معشر الدارمي. 318/ 2811/ ابن المغلس. 387/ 2888/ ابن المغلس، عبد الله بن أحمد. المفضل بن محمد بن إبراهيم = الجندي. 126/ 2634/ ابن مقبل. 369/ 2869/ المقتدر، جعفر بن أحمد، المقدسي. 460/ 2931/ ابن مقلة، محمد بن علي بن مكرم. 364/ 2861/ مكحول بن الفضل. 364/ 2862/ مكحول، محمد بن عبد الله. 383/ 2883/ مكي بن عبدان. 473/ 2947/ الملحمي، أحمد بن إسحاق. 508/ 2992/ ابن ممك، أحمد بن محمد. 540/ 3031/ ابن المنادي، أحمد بن جعفر. 87/ 2594/ المنجنيقي.

115/ 2626/ ابن مندة. 300/ 2794/ ابن المنذر. 146/ 2660/ منصور بن إسماعيل. 426/ 2912/ المنصور، إسماعيل بن القائم. أبو منصور التركي الخزري = تكين. 326/ 2825/ المنكدري. 419/ 2910/ المهدي، عبيد الله. 136/ 2644/ المهلبي، عبد الرحمن بن عبد المؤمن. مُوْسَى بنُ سَهْلِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ = الجَوْنِيُّ. موسى بن عبد الرحمن = ابن حبيب. 325/ 2824/ الميرماهاني. ابن ميسر. 219/ 2726/ ميمون بن عمر = ابن المغلوب. 101/ 2614/ ابن ناجية. 27/ 2533/ الناشي الكبير. 538/ 3027/ نَافِلَةُ عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى. 76/ 2584/ النخعي. 89/ 2586/ النسائي. نصر بن قاسم بن نصر البغدادي = الفرائضي. 331/ 2831/ أبو نعيم بن عدي. ابن النفاح. 386/ 2887/ نفطويه، إبراهيم بن محمد. 473/ 2946/ النهاوندي، عبد الله بن إسحاق. 465/ 2934/ النهرجوري، إسحاق بن محمد. 520/ 3010/ النوبختي، إسماعيل بن علي. 519/ 3008/ النوبختي، الحسن بن موسى. 519/ 3007/ النوبختي، علي بن العباس. 46/ 2554/ النوري. 31/ 2538/ النوشري. 350/ 2848/ ابن نيروز، محمد بن إبراهيم. هارون بن نصر الأندلسي = أبو الخيار. هارون بن يوسف = الشطوي. 379/ 2877/ أبو هاشم، علي بن محمد. 384/ 2884/ الهاشمي، إبراهيم بن عبد الصمد. 495/ 2974/ الهزاني، أحمد بن محمد. 323/ 2819/ هشام بن عمار بن نصر = أحمد بن خطيب دمشق. 510/ 2996/ ابن هلال، أحمد بن عبد الله. 161/ 2687/ الهيثم بن خلف بن محمد. 320/ 2817/ واعظ بلخ. 385/ 2886/ الوراق، إسماعيل بن العباس.

319/ 2813/ ابن وردان. 503/ 2986/ الوزير، علي بن عيسى. 158/ 2680/ الوشاء، الحسن بن محمد. 92/ 2601/ الوشاء، أحمد بن محمد. 304/ 2799/ وصيف بن عبد الله الرومي الأنطاكي. 295/ 2785/ ابن وقدان. 145/ 2659/ وكيع. 86/ 2590/ الوكيعي. 2882/ وكيل أبي صخرة. 50/ 2556/ الوليد بن حماد بن جابر الحافظ. 245/ 2737/ ابن وهب. 527/ 3023/ ابن ياسين، أحمد بن محمد. يحيى بن زكريا بن يحيى = الأعرج. 30/ 2537/ يحيى بن عبد الباقي بن يحيى الأذني. يحيى بن محمد = ابن صاعد. 223/ 2729/ ابن اليزيدي. يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - أبو عوانة. 107/ 2619/ أبو يعلى. 152/ 2671/ يَمُوْتُ بنُ المُزَرَّعِ بنِ يَمُوْتَ بنِ عِيْسَى. 153/ 2672/ يوسف بن الحسين. 34/ 2543/ يوسف بن موسى المرو الروذي. 54/ 2564/ يوسف بن يعقوب بن إسماعيل = يوسف القاضي. 458/ 2928/ يوسف بن يعقوب النيسابوري. 457/ 2927/ يوسف بن يعقوب الواسطي.

ابن القاص

المجلد الثاني عشر تابع الطبقة التاسعة عشرة بسم الله الرحمن الرحيم 3038- ابن القاصّ 1: الإِمَامُ الفَقِيْه, شَيْخُ الشَّافِعِيَّة, أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ أَبِي أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ, ثُمَّ البَغْدَادِيُّ الشَّافِعِيُّ, ابْنُ القَاصّ تِلْمِيْذُ أَبِي العَبَّاسِ بن سُرَيج. حدَّث عَنْ أَبِي خَلِيْفَة الجُمَحي, وَغَيْره. رَأَيْتُ له شرح حديث أبي عمير2. وتفقَّه بِهِ أَهْلُ طَبَرِسْتَان. صنَّف فِي المَذْهَب كتَاب المُفتَاح، وكتَاب أَدب القَاضِي، وكتَاب الموَاقيت، وَلَهُ كتَاب التَّلْخِيص الَّذِي شَرَحَه أَبُو عَبْدِ اللهِ الخَتَنُ, خَتَنُ الإِسْمَاعِيْلِيّ. وتوفِّي مُرَابطاً بِطَرَسُوْس. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ: كَانَ ابْنُ القَاصِّ مِنْ أَئِمَّة أَصحَابنَا, صنَّف المُصَنَّفَات. مَاتَ بَطَرَسُوْس سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 24"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 22"، والعبر "2/ 241"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 294"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 339". 2 حديث أبي عمير: ورد عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له أبو عمير. قال: أحسبه قال: كان فطيمًا. قال: فكان إذا جَاءَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فرآه قال: "يا أبا عمير, ما فعل النغير"؟، قال: فكان يلعب به. أخرجه البخاري "6203"، ومسلم "2150" واللفظ له، وأبو داود "4969"، والترمذي "333" من حديث أنس به, والنغير: تصغير النغر, وهو طائر صغير.

الممسي

3039- المَمْسِيّ: الإِمَامُ المُفْتِي أَبُو الفَضْلِ العَبَّاس بنُ عِيْسَى الممسِيّ, المَالِكِيّ, العَابِد. أَخَذَ عَنْ مُوْسَى القطَّان القيرواني وغيره. وَكَانَ مُنَاظراً صَاحِبَ حُجَّة. حجَّ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ, وردَّ عَلَى الطَّحَاوِيّ فِي مَسْأَلَة النَّبِيذ, ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الغَرْبِ، وَأَقبَلَ عَلَى شَأْنه, ذكرهُ عيَاض القَاضِي. فلمَّا قَامَ أَبُو يَزِيْدَ مَخْلَد بنَ كنْدَاد الأَعْرَج رَأْسُ الخَوَارِج عَلَى بنِي عُبَيْد, خَرَجَ هَذَا الممسِي مَعَهُ فِي عددٍ مِنْ عُلَمَاء القَيْرَوَان؛ لَفَرْط مَا عمَّهم مِنَ البلاَء, فَإِنَّ العُبَيْدِي كَشَفَ أَمرَه، وَأَظْهَرَ مَا يُبْطنُهُ, حَتَّى نصبُوا حَسَنَ الضَّرِيْر السَبَّاب فِي الطُرُق بِأَسجَاع لقَّنوه يَقُوْلُ: العنُوا الغَار وَمَا حوَى, وَالكِسَاء وَمَا وَعَىَ، وَغَيْر ذَلِكَ, فَمَنْ أَنكر ضُرِبَتْ عُنُقُه، وَذَلِكَ فِي أَوَّلِ دَوْلَةِ الثَّالِث إِسْمَاعِيْل, فَخَرَجَ مَخْلَد الزَّنَاتِي المَذْكُوْر صَاحِبُ الِحمَارَة، وَكَانَ زَاهِداً, فتحرَّك لقيَامِهِ كُلُّ أَحَد, فَفَتَحَ البِلادَ، وَأَخَذَ مَدِيْنَة القَيْرَوَان, لَكِنْ عَمِلَت الخَوَارِجُ كُلّ قبيحٍ حَتَّى أَتَى العُلَمَاء أَبَا يَزِيْدَ يَعيبُوْنَ عَلَيْهِ, فَقَالَ: نُهْبُكم حلاَلٌ لَنَا, فلاَطفُوهُ حَتَّى أَمرَهُم بالكَفِّ, وتحصَّن العُبَيْديُّ بِالمهديَّةِ. وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا يَزِيْدَ لَمَّا أَيقن بِالظُّهور غَلَبَتْ عَلَيْهِ نَفْسه الخَارجيَّة، وَقَالَ لأَمرَائِه: إِذَا لقِيتُم العُبَيْدِيَّة فَانهزمُوا عَنِ القَيْرَوَانيين حتى ينال منهم عدوهم, ففعلوا ذلك, فاستُشْهِد خَلْق، وَذَلِكَ سنَة نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. فَالخَوَارِجُ أَعدَاءُ المُسْلِمِيْنَ، وَأَمَّا العُبَيْدِيَّة البَاطنيَة فَأَعدَاءُ الله ورسوله.

الحبلي

3040- الحُبُلي: الإِمَامُ الشَّهِيْد, قَاضِي مَدِيْنَةَ بَرْقَةَ, مُحَمَّدُ بنُ الحُبُلي. أَتَاهُ أَمِيْرُ بَرْقَة فَقَالَ: غداً العِيْد, قَالَ: حَتَّى نرَى الهِلاَل، وَلاَ أفطِّر النَّاس وَأَتقلَّد إِثمَهُم, فَقَالَ: بِهَذَا جَاءَ كِتَاب المَنْصُوْر، وَكَانَ هَذَا مِنْ رَأْي العُبَيْدِيَّة يفطِّرون بِالِحسَاب وَلاَ يعتبرُوْنَ رُؤْيَة, فَلَمْ يُرَ هِلاَل, فَأَصبح الأَمِيْرُ بِالطُّبولِ وَالبُنُودِ وَأُهبَةِ العِيْد, فَقَالَ القَاضِي: لاَ أَخرج وَلاَ أُصَلِّي, فَأَمر الأَمِيْرُ رَجُلاً خَطَبَ, وَكَتَبَ بِمَا جرَى إِلَى المَنْصُوْر, فَطَلَبَ القَاضِي إِلَيْهِ فَأُحضِر, فَقَالَ لَهُ: تنصَّل وَأَعفو عَنْكَ, فَامْتَنَعَ, فَأَمر فعلِّق فِي الشَّمْس إِلَى أَنْ مَاتَ، وَكَانَ يَسْتَغيث العطشَ فَلَمْ يسقَ, ثُمَّ صَلَبُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ, فلعنَةُ اللهِ على الظالمين.

حمزة بن القاسم، والجوجيري، والسمسار

حمزة بن القاسم، والجوجيري، والسمسار: 3041- حمزة بن القاسم 1: ابن عبد العزيز, الإِمَامُ القُدْوَةُ, إِمَامُ جَامِع المَنْصُوْر, أَبُو عُمَرَ الهَاشِمِيُّ البَغْدَادِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ مِنْ سَعْدَان بنِ نَصْرٍ, وَعِيْسَى بنِ أَبِي حَرْب, وَعَبَّاس التَّرْقُفِيّ, وعبَّاس الدُّوريّ. رَوَى عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُتَيَّم، وَإِبْرَاهِيْم بنُ مَخْلَد البَاقَرحِي وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً مَشْهُوْراً بِالصَّلاَحِ, اسْتَسْقَى لِلنَّاسِ فَقَالَ: اللهمَّ إنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ اسْتَسْقَى بشيبَةِ العَبَّاسِ فَسُقِيَ وَهْوَ أَبِي، وَأَنَا أَستَسْقِي بِهِ, قَالَ: فَأَخَذَ يحول رِدَاءهُ فَجَاءَ المَطَرُ وَهُوَ عَلَى المِنْبَر. توفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. 3042- الجُورِجيري 2: المحدِّث أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْص الأَصْبَهَانِيُّ الجُورِجيري. سَمِعَ إِسْحَاق بنَ الفَيْض، وَإِسْحَاق شَاذَان, وَمُحَمَّدَ بنَ عَاصِمٍ الثَّقَفِيَّ، وَمَسْعُوْدَ بنَ يَزِيْدَ القَطَّان، وحجَّاج بنَ يُوْسُفَ بنِ قُتَيْبَةَ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ الجُمَحي. حدَّث عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ الحَافِظ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مندة، وعثمان بن أحمد بن البُرجِي, وَآخَرُوْنَ. يَقَعُ مِنْ عَوَالِيْهِ فِي الثَّقَفِيَّات. توفِّي فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. 3043- السِّمْسَار: الإِمَامُ الزَّاهِدُ المُعَمَّر أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْص النَّيْسَابُوْرِيُّ السِّمْسَار العَابِد. سَمِعَ إِسْحَاقَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ رَزِيْن, وَسَهْل بن عمار, وغيرهما. وعنه: أبو الحسين الحَجَّاجيّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بن مَنْدَةَ, وَأَبُو طَاهِرٍ بن مَحْمِش. كَانَ فِي مَكْسَب عَظِيْمٍ فَتَرَكَه وَاشتَغَلَ بِالصَّلاَة وَالتِّلاوَة وَحضُور الجَنَائِز. أَثْنَى عَلَيْهِ الحَاكِم وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ اثْنَتَانِ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً, قَالَ: وَشيَّعه خلْقٌ مثل جمع يوم العيد.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 181"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 350". 2 تقدَّمت ترجمته في الجزء السابق بتعليقنا رقم "514"، ورقم ترجمة عام "2966".

المدائني، وأبو زرعة، وأحمد بن محمد

المدائني، وأبو زرعة، وأحمد بن محمد: 3044- المدائني: المحدِّث أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ المَدَائِنِيّ. حدَّث عَنْ يَزِيْدَ بنِ سِنَان القَزَّاز، وَزَكَرِيَّا بنِ يَحْيَى بنِ خلَّاد السَّاجِيّ صَاحِب الأَصْمَعِيّ، وَنَصْر بن مَرْزُوق, وَجَمَاعَة. وَعَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة, وَأَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ. ذكره ابْنُ النَّجَّار. 3045- أبو زُرْعَة: هُوَ الإِمَامُ المُحَدِّث, أَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَرَج بن مَتُّويه القَزْوِيْنِيّ. ذكره الخَلِيْلِيّ فَقَالَ: ثِقَةٌ عَارف بِهَذَا الشَّأْن. سَمِعَ بقَزْوينَ: مُحَمَّدَ بنَ مَسْعُوْد الأَسَدِيّ، وَيُوْسُفَ بنَ حَمْدَان، وَبَالعِرَاق: أَبَا خَلِيْفَة، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيّ, ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى الشَّامِ سَنَة ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ، وَكَتَبَ الكَثِيْر, فَمَاتَ عِنْد رُجُوعه بقُرْبِ قِرمِيسين سنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَهُوَ كَهْل. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ لاَل الهَمَذَانِيّ، وَغَيْرهُ, وحدَّثنا عَنْهُ ابْنه عَبْد اللهِ بِحَدِيثَيْن. وَأَبُوْهُ الحَافِظُ أبو بكر. 3046- أحمد بن محمد: ابن مَتُّويه. سَمِعَ يَحْيَى بنَ عَبْدَك, وَكَثِيْرَ بنَ شِهَاب، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الصَّائِغ، وَعِدَّة مِنَ القَزْوينيين وَالعِرَاقيين وَالحِجَازيين, قَدِيْمُ المَوْتِ, سَمِعُوا مِنْهُ بالعراق لحفظه. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ القَطَّان, وَأَبُو دَاوُدَ الفَامِي. ثُمَّ قَالَ الخَلِيْلِيّ: وَلَمْ نُدْرِك مِمَّن رَوَى عَنْهُ إلَّا عَلِيّ بنَ أَحْمَدَ بنِ صالح.

ابن زبان

3047- ابن زَبَّان 1: المُقْرِئ العَابِد المُعَمَّر, أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ زَبَّان الكِنْدِيّ الدِّمَشْقِيّ الضَّرِيْر، ويُعرف أَيْضاً بِابْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ. ادَّعى أَنَّهُ قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ الحُلْوَانِيّ، وَأَنَّهُ سَمِعَ مِنْ هِشَامِ بنِ عَمَّارٍ, وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَإِبْرَاهِيْم بن أَيُّوْبَ الحَوْرَانيّ. تَلاَ عَلَيْهِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ زُرَيق, وحدَّث عَنْهُ: ابْنُ شمعُوْنَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ، وَابْنُ شَاهِيْنٍ وَجَمَاعَةٌ. وَرَوَى عَنْهُ: أَوَّلاً تَمَّام, وَالعَفِيْفُ بنُ أَبِي نَصْرٍ, ثُمَّ تركَا الرِّوَايَة عَنْهُ لضَعْفه. وَكَانَ يَقُوْلُ: وُلِدْت سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ عَبْدُ الغنِي الأَزْدِيّ: كَانَ غَيْرَ ثِقَةٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الإكمال "4/ 120"، والعبر "2/ 246"، وميزان الاعتدال "1/ 102"، ولسان الميزان "1/ 181"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 345".

ابن حيكويه

3048- ابن حيكويه: القَاضِي الإِمَام المُحَدِّث, أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا الرَّازِيّ الشَّافِعِيّ. ذَكَرَه الخَلِيْلِيّ فَقَالَ: عَالِمٌ كَبِيْرٌ, سَمِعْتُ ابْنَ ثَابِت -يَعْنِي: عَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ- يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ بقَزْوِين مَنْ يَعرف هَذَا الشَّأْن غَيْرَه. سَمِعَ سَهْل بنَ سَعْدٍ, وَعَلِيَّ بنَ أَبِي طَاهِرٍ، وَارْتَحَلَ فسَمِعَ أَبَا شُعَيْب الحَرَّانِيّ، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى المَرْوَزِيَّ، وَمطيَّناً, وَأَبَا خَلِيْفَةَ, وَأَبَا يَعْلَى, وَهُوَ مِنَ المُكْثِرينَ فِي الحَدِيْثِ وَفِي الفِقْه. لاَزم ابْنَ سُرَيْج إِلَى أَنْ مَاتَ. وَله تَصَانِيْف فِي الأُصُوْل وَالفِقْه. وَلِي القَضَاء بقَزْوين أَرْبَعَ سِنِيْنَ, إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَبنَى المقصورَة، وَأَمر بَاتخَاذ المِنْبَر, واستُقْضِيَ أَيْضاً بهَمَذَان، وَكَانَ متعصِّبا للسنَّة, نَاصِراً لأَهلِهَا. وَأَبُوْهُ هُوَ حيّكُويه المعدَّل, ثِقَةٌ مُعْتَمد. سَمِعَ يَحْيَى بنَ عَبْدك, وَكَثِيْرَ بنَ شِهَاب, أَدْرَكْتُ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابه, مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَاستُشْهِدَ القَاضِي أَبُو الحَسَنِ فِي سَنَةِ ثمان وثلاثين وثلاث مائة.

أحمد بن عبيد، ومحمد بن حاتم، والمصري

أحمد بن عبيد، ومحمد بن حاتم، والمصري: 3049- أحمد بن عبيد 1: ابن إبراهيم, الإِمَامُ المحدِّث الحُجَّة النَّاقِدُ, أَبُو جَعْفَرٍ الأَسَدِيُّ الهَمَذَانِيُّ. حدَّث عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنَ دَيْزيل، وَمُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ الأَشَجِّ، وَإِبْرَاهِيْم الحَرْبِيِّ, وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ السُّرِّيّ، وَيُوْسُف بن عَبْدِ اللهِ الدِّيْنَوَرِيّ, وَمُحَمَّد بن الضُّرَيْس, وَعِدَّة. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: كَتَبْنَا عَنْهُ، وَهُوَ صَدُوْقٌ بصيرٌ بِالأَنسَاب وَالرِّجَال. وَقَالَ الخَلِيْلِيّ: كَانَ ثِقَةً, هُوَ آخرُ مَنْ رَوَى عَنِ ابْنِ دَيْزيل، وادَّعى ابْنُ عَمِّهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَسَنِ الرِّوَايَةَ عَنِ ابْنِ دَيْزيل فَأُنكر عَلَيْهِ, فلمَّا مَاتَ أَحْمَدُ رَوَى كتب ابْن دِيزِيلَ فضعَّفُوهُ, تُوُفِّيَ أَحْمَد. 3050- محمد بن حاتم 2: ابن خُزَيْمَة الكشي. قدم نيسابور. وحدَّث عَنْ عَبْد بن حُمَيْدٍ، وَعَنِ الفَتْح بن عَمْرٍو الكَشِّي صَاحِبُ ابْن أَبِي فُدَيْك, واتُّهِمَ فِي ذَلِكَ. رَوَى عَنْهُ: الحَاكِمُ وكذَّبه, وَقَالَ: حَدَّثَنَا إِمْلاَءً مِنْ كِتَابِهِ, وَذَكَرَ أَنَّهُ ابْنُ مائَةٍ وَثَمَانِ سِنِيْنَ, كتب عَنْهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3051- المِصْرِيُّ 3: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الرحَّال, أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ, الوَاعِظُ المشهور بالمصري؛ لإقامته مدَّة بمصر.

_ 1 ترجمته في العِبَر "2/ 259"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 361". 2 ترجمته في ميزان الاعتدال "3/ 503"، ولسان الميزان "5/ 110". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 75".

سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ عُبَيْد أَبَا عَصِيدَة, وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيَّ، وَابْن أَبِي العَوَّامِ الرِّيَاحِي، وَطَبَقَتَهم, وَبِمِصْر مِنْ: رَوْح بن الفَرَجِ القَطَّان, وأبي يزيد القراطيسي, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَطَبَقَتهم, وَجَمَعَ وصنَّف. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُظَفَّرِ، وَالدَّارَقُطْنِيّ, وَابْنُ شَاهِيْنٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ فَارس الغُورِي، وَهلاَل الحَفَّار, وَأَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ, وَطَائِفَة. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً عَارِفاً, جَمَعَ حَدِيْث اللَّيْث، وَحَدِيْثَ ابْنِ لَهِيْعَةَ, وصنَّف فِي الزُّهْد كُتُباً كَثِيْرَة، وَكَانَ لَهُ مَجْلِسُ وَعظٍ. حَدَّثَنِي الأَزْهرِيُّ أَنَّهُ يحضُرُ مَجْلِسَه رِجَالٌ وَنسَاءٌ, فَكَانَ يجعَلُ عَلَى وَجهِهِ بُرْقُعاً خوَفاً أَنْ يَفتَتِن بِهِ النَّاس مِنْ حُسن وَجْهه. ثُمَّ قَالَ الأَزْهَرِيُّ: فَحُدّثت أنَّ أَبَا بَكْرٍ النَّقَّاش المُقْرِئ حَضَرَ مَجْلِسَه مختفياً, فلمَّا سَمِعَ كَلاَمَه قَامَ قَائِماً وَشهر نَفْسه وَقَالَ: أَيُّهَا الشَّيْخ, القَصَصُ بعدَك حرَام. قُلْتُ: عِنْد السِّبْطِ جزءٌ عَالٍ مِنْ حَدِيْثه سَمِعْنَاهُ. قَالَ الخَطِيْبُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ وَلَهُ نَيِّف وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

ابن دينار

3052- ابن دينار 1: الإِمَامُ الفَقِيْه المَأْمُوْنُ الزَّاهِدُ العَابِد, أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَار النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَنَفِيُّ. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ أَشْرَس, وَالسَّرِيَّ بنَ خُزَيْمَةَ، وَالحُسَيْن بنَ الفَضْلِ المفسِّر, وَأَحْمَدَ بنَ سَلَمَةَ, وعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: عُمَرُ بنُ شَاهِيْنٍ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم, وَغيرُ وَاحِد. عظَّمه الحَاكِمُ وبجَّله وَقَالَ: كَانَ يَصُوْمُ النَّهَار, وَيَقُوْمُ اللَّيْل, وَيصبِرُ عَلَى الفَقْرِ, مَا رَأَيْتُ فِي مَشَايِخِ أَصْحَابِ الرَّأْي أَعبدَ مِنْهُ. وَكَانَ يَحُجُّ وَيغزو, وَكَانَ عَارِفاً بِالمَذْهَب, سَارَ ليحجَّ فتوفِّي غَرِيْباً بِبَغْدَادَ -رَحِمَهُ اللهُ ورَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: ثِقَةٌ, توفِّي فِي غُرَّةِ صَفَر سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ قَدْ رَغِبَ عَنِ الفَتْوَى لاشْتِغَالِهِ بِالعِبَادَة مَعَ صَبْرٍ عَلَى الفَقْرِ, وَكَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمل يدِهِ، ويتصدَّق, وَيُؤثِر, ويَحُجّ فِي كُلِّ عشر سِنِيْنَ، وَيغزو كُلّ ثَلاَث سِنِيْنَ, وَكَانَ كَثِيْر الرِّوَايَة. قَالَ مرَّة: ابْنِي يحبُّ الدُّنْيَا وَاللهِ يبغضُهَا، وَلاَ أُحَبّ مَنْ يحبُّ مَا يبغضُه الله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 451"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 365"، والعِبَر "2/ 248"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 300"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 348".

الحصائري

3053- الحَصَائِريّ 1: الإِمَامُ مُفْتِي دِمَشْق وَمقرِئهَا وَمُسنِدُهَا, أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ حَبِيْب بنِ عَبْدِ المَلِكِ الدِّمَشْقِيُّ الحَصَائِريّ الشافعي. مولده سنة اثنتين وأربعين ومائتي، وَارْتَحَلَ إِلَى مِصْرَ, فَأَخَذَ عَنِ الرَّبِيْع المُرَادِيّ كتَاب الأُم, وَعَنْ بكَّار بنِ قُتَيْبَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ, والعباس بنِ الوَلِيْدِ البَيْرُوْتِيّ، وَصَالِح بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَأَبِي أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيّ, وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الصَّائِغ, وَعِدَّة. وَتَلاَ عَلَى هَارُوْنَ الأَخْفَش. حدَّث عَنْهُ: عُمَرُ بنُ شَاهِيْنٍ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ, وَعَبْد المُنْعِمِ بن غَلْبُوْنَ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع, وتَمَّام الرَّازِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الْحَدِيد, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بن نَصْرٍ، وَخَلْقٌ خَاتِمَتُهُم: عَبْد الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيُّ. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ نَبِيْلٌ حَافِظٌ لمَذْهَب الشَّافِعِيّ، وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر: كَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ بَاب الجَابِيَة, وحدَّث بكتَاب الأَمّ. قَالَ الكَتَّاني: مَاتَ فِي ذِي القعدة سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 247"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 300"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 346".

الأنطاكي

3054- الأنطاكي 1: الإِمَامُ مُقْرِئ الشَّام, أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عبد الرزاق بن حسن الأنطاكي. رَوَى عَنْ أَبِي أَمِيَّة الطَّرَسوسي، وَيَزِيْدَ بن عَبْدِ الصَّمَدِ, وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَتَلاَ عَلَى: هَارُوْنَ الأَخْفش, وَقُنْبُلٍ، وَعُثْمَانَ بنِ خُرَّزاذ, وَإِسْحَاق الخُزَاعِيّ, وَعِدَّة. وَتلاَ شَيْخُه عُثْمَان عَلَى قَالُوْنَ، وَله مصنَّف فِي القرَاءات الثَّمَان. تَلاَ عَلَيْهِ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ وَعَلِيُّ بنُ بِشْرٍ الأَنْطَاكيَّان، وَعَبْدُ المُنْعِم بنُ غَلْبُون، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ حَبَش, وَعِدَّة. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ الدهَّان، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع, وَطَائِفَة. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: هُوَ مُقْرِئٌ ضَابِط ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ بِشْرٍ: مَاتَ شَيْخُنَا فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 246"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 346".

ابن البختري

3055- ابن البَخْتَرِيّ 1: مسندُ العِرَاق الثِّقَة المُحَدِّث الإِمَامُ, أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ البَخْتَرِيِّ بنِ مُدْرِك البغدادي الرزاز. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَسَمِعَ سَعْدَان بن نصر, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُنَادِيَّ, وَعباساً الدُّوْرِيّ, وَيَحْيَى بنَ أَبِي طَالِبٍ، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي خَيْثَمَةَ, وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيّ وَطَبَقَتَهم. حدَّث عَنْهُ: ابْنُ مَنْدَة, وَابْنُ رَزْقُوَيْه، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ حَسنُوْنَ النَّرْسِيّ، وَهِلاَل الحَفَّار, وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدٍ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً. قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا جُمْلَةٌ صَالِحَةٌ مِنْ حَدِيْثه. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرْنَا ابْنُ الفرَّاء, أَخْبَرْنَا ابْنُ قُدَامَةَ, أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ الدَّقَّاق, أَخْبَرْنَا ابْنُ زكرِي, أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ, أَخْبَرْنَا ابْنُ البَخْتَرِيِّ, حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ, حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ, حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ, عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنُ مَيْسَرَةَ, عَنِ النَزَّالِ بنِ سَبْرَة, عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: أُخْبِرْتُ أنَّ فرعون كان أثرم.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 132"، والأنساب للسمعاني "6/ 107"، والعبر "2/ 251"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 350".

الأزدي

3056- الأزدي 1: الحَافِظُ الإِمَامُ الفَقِيْه القَاضِي, أَبُو زَكَرِيَّا يَزِيْدُ بن محمد بن إياس، الأَزْدِيُّ المَوْصِلِيُّ, مُؤلف "تَارِيْخ المَوْصِل" وَقَاضيهَا. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ أَبِي المثنَّى, وَعُبَيْد بن غَنَّام, وَإِسْحَاق بنَ الحَسَنِ الحَرْبِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ مُطَّيناً, وَطَبَقَتَهم. ويُعْرَفُ بِابْنِ زكرَة. حَدَّثَ عَنْهُ: مظفَّر بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع, وَنَصْر بنُ أَبِي نَصْرٍ العَطَّار, وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ قَرِيْباً مِنْ سنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَعَ لِي مِنْ حديثه في "معجم ابن جُمَيع".

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 862".

الشعراني، وابن أوس، وابن أبي صالح

الشعراني، وابن أوس، وابن أبي صالح: 3057- الشعراني 1: المُحَدِّثُ العَالِمُ الجَوَّال, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُعَاذ بن فَهد النُّهَاوَنْدِيُّ, ثُمَّ الهَمَذَانِيُّ الشَّعْرَانِيُّ, مُؤلف طُرُق "من كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّداً". يَرْوِي عَنِ: الكُدَيْمِي, وَإِبْرَاهِيْم بنِ دَيْزيل، وَتَمْتَام, وَأَحْمَدَ الحَمَّار، والكَجِّي, وَحَمْدَان بن المُغِيْرَةِ الهَمَذَانِيّ, وَمُطَيَّن, وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ, وَالفِرْيَابِيّ, وَخَلْق. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ لاَل, وَمَنْصُوْرُ بنُ جَعْفَرٍ النهاوندي, وغيرهما، وهو واهٍ وله أوهام. حدَّث في سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة, وقيل: توفي فيها. 3058- ابن أوس: الإِمَامُ المُقْرِئ, أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَوْس الهَمَذَانِيّ. رَوَى عَنْ أَحْمَدَ بنِ بُدَيْل، وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ عِصَام, وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ التُّبَّعِيّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ يعِيش, وَأَحْمَد بنِ مَنْصُوْر زَاج, وَعِدَّة. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: كَتَبْتُ عَنْهُ, وَكَانَ رَأْسُ مَاله فِي القُرْآن, فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ القُرْآن بوُجُوه، وكان له محل جليل في القرآن, وَهُوَ صَدُوْقٌ فِي الرِّوَايَة. توفِّي فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: قَدْ نيَّف على التسعين. 3059- ابن أبي صالح 2: الإِمَامُ الحَافِظُ محدِّث هَمَذَان, أَبُو أَحْمَدَ القَاسِمُ بنُ أَبِي صَالِحٍ بُنْدار بن إِسْحَاقَ الهَمَذَانِيّ الرَّواد. حدَّث عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِي، وَإِبْرَاهِيْم بنِ دَيْزِيل, وَالحَسَنِ بن عَلِيِّ بنِ زِيَاد السُّرِّيّ, وَيُوْسُفَ بنِ عبد الله الدينوري, وعدة. وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الدَّقَّاق، وَإِبْرَاهِيْمُ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ مَمّوس, وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ, وَطَائِفَةٌ. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ مِنْهُ قَدِيْماً، وَكَانَ صَدُوْقاً مُتْقِناً, سَمِعنَا عامَّة مَا كَانَ عِنْدَهُ، وَكَانَ يُتقِنُ حَدِيْثَه, وَكُتُبه صِحَاح بِخَطِّه, وَذهبَ عامَّتها فِي الفِتْنَة, ثُمَّ كُفَّ بَصَرهُ. توفي سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "4/ 44"، ولسان الميزان "5/ 384". 2 ترجمته في لسان الميزان "4/ 460".

إبراهيم بن محمد

3060- إبراهيم بن محمد: ابن يعقوب, الإِمَامُ الحَافِظُ الجَوَّال, أَبُو إِسْحَاقَ الهَمَذَاني التُرَابِي مَمّوس, أَحَدُ الأَعلاَم. رَوَى عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي قِلاَبَةَ, وَيَحْيَى بن عَبْدِ اللهِ الكَرَابيسِي، وَابْن دَيْزيل, وَمُحَمَّدِ بنِ الفَرَجِ الأَزْرَق، وَابْن أَبِي الدُّنْيَا, وَهِلاَل بنِ العَلاَءِ، وَعُثْمَانَ بن خُرَّزاذ, وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الصُّوْرِيّ، وَأَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيّ, وَأَبِي الزنبَاع, وَأَبِي يَزِيْدَ القَرَاطِيْسِيّ، وَإِسْحَاق الدَّبَرِي, وَالحَسَنِ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى البَوسِي, وَخَلاَئِق. ذكره صَالِح الحَافِظ وَقَالَ: رَوَى عَنْهُ: الحَسَنُ بنُ يَزِيْدَ الدَّقَّاق، وَأَبُو عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى, وَالفَضْل بنُ الفَضْلِ, وَأَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الكرجي بن القَصَّاب, وَالكِبَارُ وَالحُفَّاظ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ مَعَ أَبِي, وَكَانَ ثِقَةً مُفِيْداً, سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أبا حاتم البستي يَقُوْلُ عِنْد أَبِي إِسْحَاقَ: مائتَا حَدِيْث مِمَّا لَيْسَ مخرجُه إلَّا مِنْ عِنْدِهِ. وَسَمِعْتُ علاَّن الكرجِي يَحْكِي عَنْ أَبِي حَاتِمٍ فَقَالَ: خَمْس مائَة حَدِيْث. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ القَصَّاب: مَا رَأَيْتُ مِثْل ابْنِ يَعْقُوْبَ, رَأَيْت عِنْدَهُ مَا لَمْ أَر عِنْد أَحَدٍ لاَ بِبَغْدَادَ وَلاَ بِأَصْبَهَانَ. وطوَّل صَالِحٌ تَرْجَمَتَه, وَأَنَّهُ امْتنع مِنَ الرِّوَايَة عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْر؛ لكُون بَعْض النَّاس قَال فِيْهِ شَيْئاً. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ الخَلِيْلِيّ: حدَّثنا عَنْهُ جَدِّي، وَمُحَمَّد بن إِسْحَاقَ الكَيْسَانِي عدَّلُوهُ، قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ فرَاس العَبْقَسِي, وَصَالِحُ بن أحمد, وكان ثقة.

الميداني، والصعلوكي، والقرميسيني

الميداني، والصعلوكي، والقرميسيني: 3061- الميداني 1: الشَّيْخ الصَّدُوْق, أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَعْقل النَّيْسَابُوْرِيُّ المَيْدَانِيُّ, مِنْ أَهْلِ محلَّة تُعْرَفُ بِمَيْدَان ابْنِ زِيَاد. سَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بن يَحْيَى الذُّهْلِيّ جُزْءاً وَاحِداً, وَهُوَ الَّذِي عِنْد سِبْط السِّلَفِيّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ أَبِي بَكْرٍ، وَأَبُو عَبْدِ الله بن مندة، وأبو طاهر بن محمش, وأبو بكر الحيري, وغيرهم. مَاتَ فجأَة فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ عَنْ سنٍّ عَالِيَة. وَقَدْ رَوَى الحَاكِمُ فِي تَارِيْخه حَدِيْثَيْنِ عَنِ القَاضِي أَبِي بكر الحيري, عن المَيْدَانِيّ. 3062- الصُّعْلُوكِيُّ 2: الإِمَامُ الحَافِظُ الفَقِيْه اللُّغَوِيّ, أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَان, الحَنَفِيُّ الصُّعْلُوكِيُّ. سَمِعَ أَبَا الطَّيِّب يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيّ، وَعَلِيَّ بنَ الحَسَنِ الدَّارَابْجِرْدِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء، وَفِي الرِّحلَة مِنْ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بِالرَّيّ، وَعَبْدِ اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَطبقتِهِ بِبَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَهْلٍ الصُّعْلوكِي, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الأَخْرَم. قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ مِنْهُ حَدِيْثاً وَاحِداً فِي المذَاكرَة، وَكَانَ إِمَاماً مقدَّمًا فِي الفِقْه وَاللُّغَة، وصنَّف فِي الحَدِيْثِ, وَأَمسكَ عَنِ الرِّوَايَة بَعْد أَنْ عَمَّر, أَوْ قَالَ: عَمِي, وكنَّا نرَاهُ حَسْرَة, رَحِمَهُ اللهُ. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. 3063- القِرْمِيسينيّ 3: شَيْخُ الصُّوْفِيَّة, أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ شَيْبَان القِرْمِيْسِينِيُّ, زَاهدُ الجَبَل. صَحِبَ إِبْرَاهِيْم الخَوَّاص، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ المَغْرِبِيّ. وحدَّث عَنْ عَلِيِّ بنِ الحَسَن بنِ أَبِي العَنْبَر. رَوَى عَنْهُ: الفَقِيْه أَبُو زَيْد المَرْوَزِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيّ, وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ثَوَابَة, وَغَيْرهُم، وَسَاح بِالشَّامِ وَغَيْرهَا. سُئِلَ عَبْدُ اللهِ بنُ منَازل الزَّاهِد عَنْهُ فَقَالَ: هُوَ حُجَّةٌ الله عَلَى الفُقَرَاء وَأَهْلِ المعَاملاَت وَالآدَاب. وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يتعطَّل وَيتبطَّل فليلزمِ الرُّخَص.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 243"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 343". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 65". 3 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 639"، والأنساب للسمعاني "10/ 110"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 390"، والعبر "2/ 244"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 344".

وَقَالَ: عِلْمُ الفَنَاء وَالبَقَاء يَدُور عَلَى إِخْلاَص الوَحْدَانيَّة وَصحَّةِ العبوديَّة، وَمَا كَانَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ مِنَ المُغَالطَة وَالزَّنْدقَة. قُلْتُ: صَدَقتَ وَاللهِ, فَإِنَّ الفَنَاء وَالبَقَاء مِنْ تُرَّهات الصُّوْفِيَّة أَطْلَقَهُ بَعْضهُم, فَدَخَلَ مِنْ بَابه كُلُّ زِنْدِيْق، وَقَالُوا: مَا سِوَى الله بَاطِلٌ فانٍ, وَاللهِ تَعَالَى هُوَ البَاقِي، وَهُوَ هَذِهِ الكَائِنَات, وَمَا ثَمَّ شَيْء غَيْره. ويَقُوْلُ شَاعرهُم: وَمَا أَنْتَ غَيْرَ الكُون ... بَلْ أَنْتَ عَيْنُه ويَقُوْلُ الآخر: وَمَا ثَمَّ إلَّا اللهُ لَيْسَ سِوَاهُ فَانظر إِلَى هَذَا الْمُرُوق وَالضَّلاَل, بَلْ كُلُّ مَا سِوَى الله محدَثٌ مَوْجُود, قَالَ الله تَعَالَى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّام} . [الفرقان: 59] . وَإِنَّمَا أَرَادَ قُدَمَاء الصُّوْفِيَّةِ بِالفَنَاء نسيَانَ المخلوقَات وَتركَهَا, وَفنَاء النَّفس عَنِ التَّشَاغُل بِمَا سِوَى الله، وَلاَ يُسَلَّمُ إِلَيْهِم هَذَا أَيْضاً, بَلْ أَمرنَا اللهُ وَرَسُوْلُه بِالتَّشَاغل بِالمخلوقَات وَرؤيتهَا وَالإِقبال عَلَيْهَا, وَتعَظِيْمِ خَالِقهَا, وَقَالَ تَعَالَى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْء} وَقَالَ: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض} . وقال -صلى الله عليه وسلم: "حُبِّبَ إليَّ النِّسَاء وَالطِّيب" 1. وَقَالَ: "كَأَنَّك علمتَ حُبَّنَا لِلْحم". وَكَانَ يحِبُّ عَائِشَة, وَيحبُّ أَباهَا، وَيحبُّ أُسَامَة، وَيحبُّ سِبْطَيْه، وَيحبّ الحَلْوَاء وَالعَسَل، وَيحبّ جَبَل أُحُد, وَيحبُّ وَطَنه, وَيحبُّ الأَنْصَار, إِلَى أَشيَاء لاَ تحصَى مِمَّا لاَ يغنِي المُؤْمِن عَنْهَا قَطُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 حسن: أخرجه النسائي "7/ 61"، وأحمد "3/ 128" من طريق سلام أبي المنذر، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "حبب إلي من الدنيا النساء والطيب, وجعل قرة عيني في الصلاة". وهذا إسناد حسن، سلام أبو المنذر صدوق -كما قال الحافظ في "التقريب".

أبو العرب

3064- أبو العرب 1: العَلاَّمَةُ المُفْتِي ذُو الفُنُوْنِ أَبُو العَرَبِ, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ تَمِيْمٍ بن تَمَّام, المَغْرِبِيُّ الإِفْرِيْقِيُّ. كَانَ جدُّه مِنْ أُمَرَاءِ أَفْريقيَة، سَمِعَ أَبُو العَرَبِ مِنْ خَلْقٍ كَثِيْرٍ, أَصْحَاب سَحْنُوْن وَغَيْرِهِ, وصنَّف التَّصَانِيْف. وَرَوَى عَنْ عِيْسَى بنِ مسكين، وأبي عثمان بن الحداد. وَكَانَ فِيْمَا قَالَ القَاضِي عِيَاض: حَافِظاً لِلْمَذْهَب مُفْتِياً, غَلَبَ عَلَيْهِ عِلْمُ الحَدِيْث وَالرِّجَال, وصنَّف طبقَات أَهْل إِفْرِيْقِيَة, وكتَاب المِحَنَ، وكتَاب فَضَائِل مَالِك، وكتَاب مَنَاقِب سَحْنُوْن، وكتَاب التَّارِيْخ فِي أَحَدَ عشرَ جزءاً. وَقِيْلَ: إِنَّهُ كتَبَ بِيَدِهِ ثَلاَثَةَ آلاَف كِتَاب. وَأَوَّل طلبه للعِلْم كَانَ بزِيّ أَوْلاَد العَرَب. وَكَانَ أَحَدَ مَنْ عقد الخُرُوجَ عَلَى بنِي عبيد فِي ثَوْرَة أَبِي يَزِيْدَ عَلَيْهِم، وَلَمَّا حَاصرَوا المهديَّة سَمِعَ النَّاس عَلَى أَبِي العَرَب هُنَاكَ كتَابِي الإِمَامَة لِمُحَمَّدِ بنِ سَحْنُوْن, فَقَالَ أَبُو العَرَبِ: كتبتُ بيدِي ثَلاَثَة آلاَف وَخَمْس مائَة كِتَاب, فَوَاللهِ لقرَاءةُ هذَيْن الكتَابَيْن هُنَا أَفضلُ عِنْدِي مِنْ جَمِيْع مَا كتَبْتُ. مَاتَ لثمانٍ بَقِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَصَلَّى عليه ابنه.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 856".

أبو ميسرة

3065- أبو ميسرة: فَقِيْه المَغْرِب, أَبُو مَيْسرَة أَحْمَدُ بنُ نزَار القَيْرَوَانِيُّ المَالِكِيُّ, مِنَ العُلَمَاءِ العَاملين. أَخَذَ عَنْهُ أبو محمد بن أبي زيد. أَرَادَ المَنْصُوْرُ إِسْمَاعِيْل أَنْ يولِّيَه قَضَاءَ القَيْرَوَان فَأَبَى. وَكَانَ يختِمُ كُلَّ لَيْلَة فِي مَسْجِده, فَرَأَى لَيْلَة نوراً قَدْ خَرَجَ مِنَ الحَائِط، وَقَالَ: تمَلاَّ مِنْ وَجْهِي, فَأَنَا رَبُّك, فَبَصَقَ فِي وَجْهِهِ وَقَالَ: اذهبْ يَا ملعُوْنَ, فطُفِئَ النُّوْر. وَقع فِي ذِهن المَنْصُوْر أنَّ أَبَا مَيْسَرَة لاَ يرَى الخُرُوجَ عَلَيْهِ, فَأَرَادَه لِيُوَلِّيَهُ القَضَاء فَقَالَ: كَيْفَ يلِي القَضَاءَ رَجُلٌ أَعمَى يَبُولُ تَحْته, فَمَا عَلِم أَحَدٌ بِضَرَرِهِ إلَّا يُؤمئذٍ, فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّك تعلَم أَنِّي انقطَعْتُ إِلَيْك وَأَنَا شَابٌّ, فَلاَ تمكِّنهم مِنِّي, فَمَا جَاءت العَصْر إلَّا وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الآخِرَة, فَوجَّه إِلَيْهِ المَنْصُوْرُ بكَفَن وَطِيب. وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ -رَحِمَهُ اللهُ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَخِي, فَائِدَة الاجتمَاع الدُّعَاء, فَادْعُ لِي إِذَا ذكرتَنِي، وَأَدْعُو لَكَ إِذَا ذكرتُك, فنكُون كأنَّا التقينَا وَإِنْ لم نلتق.

ابن مهرويه

3066- ابن مهْرويه 1: المحدِّث الإِمَامُ الرحَّال الصَّدُوْق, أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مِهْرويه القَزْوِيْنِيُّ المُعَمَّر, ذَكَرَهُ الخليلي في "إرشاده". سَمِعَ يَحْيَى بنَ عَبْدك، وَمُحَمَّدَ بنَ سَهْلِ بنِ زَنْجَلَةَ، وَهَارُوْن بن أَبِي هَزَارِي، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيّ، وَعَمْرو بنَ سَلَمَةَ, فَمَنْ بعدَهُم, وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ عَبَّاسَا الدُّوْرِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ الصَّغَانِيّ, وَأَحْمَد بن أَبِي خَيْثَمَةَ، وَبَالكُوْفَةِ: الحَسَن بن عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ, وَأَخَاهُ مُحَمَّداً، وَابْنَ أَبِي العَنْبَس, وَبِمَكَّةَ: عَلِيَّ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَأَقرَانه, وَبصَنْعَاء: إِبْرَاهِيْم بن بَرَّة, وَالدَّبَرِي، وَالحَسَن بن عَبْدِ الأَعْلَى. وَله إِلَى العِرَاقِ رِحْلتَان, وَكَتَبَ مَا لاَ يُعدُّ عَالِياً وَنَازلاً. انْتخب عَلَيْهِ ابْنُ عُقْدَة ثَلاَثَةَ أَجزَاء، وَلَمْ يرْزق ذكراً، وَكَانَتْ لَهُ بَنَات. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: حدَّث عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ جَدُّ الخَلِيْلِيّ، وَالزُّبَيْر بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ، وَالحَافِظ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زُرْعَةَ مُحَمَّد بنِ أحمد ابن مَتُّويه، وَإِسْمَاعِيْل بن أَحْمَدَ بنِ مَاك النَّسَّاج, وَأَبُو طَاهِرٍ عُبَيْدُ اللهِ بن خُسرمَاهُ الحَنَفِيّ, وَأَهْل قَزْوين وَالرَّيّ. وَقَالَ الخَلِيْلِيّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الوَاحِد بنَ مُحَمَّدِ بنِ مَاك, سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ مَهْرويه, سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي خَيْثَمَةَ يَقُوْلُ: سأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ مَكِّيّ بن إِبْرَاهِيْمَ فَقَالَ: صَالِحٌ ثِقَةٌ. قُلْتُ: سمِعنَا مِنْ طَرِيقه فَضَائِلَ القُرْآن لأَبِي عُبَيْد عاليًا.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "261"، وتاريخ بغداد "12/ 69"، والأنساب للسمعاني "10/ 138"، ولسان الميزان "4/ 257".

الجوزي

3067- الجَوْزِيّ 1: المحدِّث الثِّقَةُ, أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ حمويه, الجوزي البغدادي. حدَّث عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيّ، وَمُحَمَّد بن عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُنَادِي، وَأَبِي بَكْرٍ ابْن أَبِي الدُّنْيَا, وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَرِي, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، وَثَّقَهُ الخَطِيْب. وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 407"، والأنساب للسمعاني "3/ 367".

علي بن حمشاذ

3068- عليّ بن حمشاذ 1: ابن سَخْتَويه بن نصر, العَدْل الثِّقَة الحَافِظُ الإِمَامُ شَيْخ نَيْسَابُوْر, أَبُو الحَسَنِ النَّيْسَابُوْرِيّ, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. ذكره الحَاكِمُ فَقَالَ: وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ الحُسَيْن بنُ الفَضْلِ المُفَسِّر، وَالفَضْل بن مُحَمَّدٍ الشَّعرَانِي، وحجَّ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ فسَمِعَ بِالرَّيّ مِنْ مُحَمَّد بن مَنْدَةَ, وَبهمذَان إِبْرَاهِيْم بن دَيْزِيل, وَبِبَغْدَادَ الحَارِثَ بنَ أَبِي أُسَامَةَ وَطبقَته، وَبِمَكَّةَ يَحْيَى بن أَيُّوْبَ العَلاَّف, وَعَلِيَّ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَأَكْثَر عَنْهُ, وَعَنْ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي، وَسَمِعَ بطُوس المُسْنَد مِنْ تَمِيْم بنِ مُحَمَّدٍ الحافظ, وأقران هؤلاء. إِلَى أَنْ قَالَ الحَاكِمُ: وَجَمَعَ المُسْنَد فِي أَرْبَع مائَة جُزْء، وَكَتَبَه بِخَطِّه, وَعَمِلَ الأَبْوَاب مائتين وستين جزءًا, وتفسير القُرْآن فِي مائَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ جُزْءاً. قرأَ عَلَيْنَا بُكرَة الجُمعَة نِصْفَ جُزء, ثُمَّ قُمْنَا نتأهَّب لِلصِّلاَة, فلمَّا صلَّيْنَا قَعَدت سَاعَةً, فَسَمِعْتُ المُنَادِي يَصِيْح بجِنَازَته, فصحْتُ وَقُلْتُ: هَذَا كَذِبٌ، وَإِذَا هُوَ قَدْ دَخَلَ الحَمَّام فَمَاتَ فِيْهِ, فلمَّا صلَّينَا عَلَيْهِ قَالَ أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمّ: كُنْت أَقُول: إِذَا مُتُّ إِنَّمَا يَكُوْنُ الشَّرَف فِي التَّحديث لعَلِيّ بن حَمْشَاذ, وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ سنة ثمان وثلاثين.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 364"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 832"، والعبر "2/ 248"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 348".

وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: صحبْتُ عَلِيَّ بن حَمْشَاذ فِي الحَضَر وَالسَّفَر, فَمَا أَعْلَمُ أَنَّ المَلاَئِكَةَ كَتَبتْ عَلَيْهِ خَطِيئَةً. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الحَافِظ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ فِي مَشَايِخنَا أَثبتَ فِي الرِّوَايَة وَالتَّصْنيفِ مِنْ عَلِيِّ بنِ حَمْشَاذ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ وَلَدَه يَقُوْلُ: مَا أَعلَم أنَّ أَبِي تَرَكَ قيَامَ اللَّيْل. ثمَّ رَوَى الحَاكِم فِي تَرْجَمَتِهِ مِنْ تَارِيْخ نَيْسَابُوْر عِشْرِيْنَ حَدِيْثاً. وحدَّث عَنْهُ: هُوَ وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بن منده، وَأَبُو الحَسَنِ العَلَوِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمِش, وَآخَرُوْنَ. وَمَاتَ مَعَهُ المعمَّر أبو بكر أحمد بن سليمان بن زبان الدِّمَشْقِيّ, الَّذِي زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ هِشَام بن عَمَّارٍ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْف أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن النَّحَّاسِ المِصْرِيّ النَّحْوِيّ، وَمُقْرِئُ الشَّام أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الأَنْطَاكِيّ، وَمسندُ دِمَشْق أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي ثَابِتٍ السَّامَرِّي، وَمُفْتِي دِمَشْق وَمُحَدِّثُهَا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ حَبِيْب الحَصَائِرِي الشَّافِعِيّ فِي عَشْر المائَة، وَالمُحَدِّث الوَاعِظ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ المِصْرِيّ بِبَغْدَادَ، وَالفَقِيْه الزَّاهِد أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَار النَّيْسَابُوْرِيّ العَدْل. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ بِمنزله عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّة, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ جَامِع الكَاتِب, أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ اللهِ الدَّشتِي, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الزِّيَادِيّ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ حَمْشَاذ الْعدْل, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, أنَّ عَبْدَ المَلِكِ بنَ صَالِح حَدَّثهُم, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُوْسَى الرِّضَا, حَدَّثَنِي أَبِي, عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "الإِيْمَان مَعْرِفَةٌ بِالقَلْب, وَإِقرَارٌ بِاللِّسَان, وَعَمَلٌ بِالأَركَانَ"1. كذَا فِي الإِسْنَاد عَبْد المَلِكِ بن صَالِحٍ، وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ السَّلاَمِ واهٍ, وَهُوَ مِمَّا عِيْبَ عَلَى ابْنِ مَاجه إِخرَاج حَدِيْثه هَذَا, فرواه عن رجل عنه.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن ماجه "65"، وآفته أبو الصلت الهروي، عبد السلام بن صالح, قال الحافظ في "التقريب": صدوق له مناكير، وكان يتشيع، وأفرط العقيلي فقال: كذّاب.

ابن النحاس

3069- ابن النَّحاس 1: العَلاَّمَةُ إِمَامُ العَرَبِيَّة, أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ المِصْرِيُّ النَّحْوِيُّ, صَاحِبُ التَّصَانِيْف, ارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، وَأَخَذَ عَنِ الزجَّاج، وَكَانَ يُنظَّر فِي زَمَانِهِ بِابْنِ الأَنْبَارِيِّ وَبنِفْطَوَيْه لِلْمِصْريين, حدَّث عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَر بن أَعْيَن، وَبَكْر بن سَهْل الدِّمْيَاطِي، وَالحَسَنِ بن غُلَيْب, وَالحَافِظ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ، وَجَعْفَر الفِرْيَابِيّ, وَمُحَمَّد بن الحَسَنِ بنِ سَمَاعَة، وَعُمَرَ بن أَبِي غَيْلاَن, وَطَبَقَتهم، ووَهِمَ ابْنُ النَّجَّار فِي قَوْله: إنَّه سَمِعَ مِنَ المُبَرِّد, فَمَا أَدركَه. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الأُدْفُوِي توَالِيفَه، وَوصفَهُ أَبُو سَعِيْدٍ بن يُوْنُسَ بِمَعْرِفَة النَّحْو. وَمِنْ كتبه: "إِعرَابُ القُرْآن", "اشتِقَاق الأَسْمَاء الحُسْنَى", "تفسيرُ أَبيَات سِيْبَوَيْه", كتَابُ "المَعَانِي", "الكَافي" فِي النَّحْوِ, "النَّاسخ وَالمَنْسوخ". وَرَوَى كَثِيْراً عَنْ عَلِيِّ بنِ سُلَيْمَان الصَّغِيْر، وَكَانَ مِنْ أذكياء العالم. وَقِيْلَ: كَانَ مقتِّرًا عَلَى نَفْسه, يهبُونه العِمَامَة فيقطَعهَا ثَلاَث عَمَائِم، وَيُقَالُ: إِنَّهُ جَلَس عَلَى درج المِقْيَاس يقطِّع عرُوض شِعْر, فسَمِعَهُ جَاهِلٌ فَقَالَ: هَذَا يسحَرُ النِّيل حَتَّى ينقُصَ, فرَفَسه أَلقَاهُ فِي النِّيل, فَغِرقَ فِي ذِي الحِجَّةِ سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 364"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 224"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 40"، والعبر "2/ 246"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 300", وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 346".

عماد الدولة

3070- عِمَادُ الدَّوْلَة 1: السُّلْطَان الكَبِيْرُ عمَادُ الدَّوْلَة, أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ بُوَيْه بن فَنَّاخِسْرُو الدَّيْلَمِي. صَاحِبُ ممَالِكِ فَارس, وَأَخُو الْملكَيْنِ معزّ الدَّوْلَة أَحْمَدَ، وَركن الدَّوْلَة الحَسَن, فَكَانَ عمَادُ الدَّوْلَة أَوَّلَ مَنْ تملَّك البِلاَد بَعْدَ أَنْ كَانَ قَائِداً كَبِيْراً مِنْ قوَّاد الدَّيْلم. وَكَانَ أَبوهُم بُوَيه يصطَاد السَّمَك, ثُمَّ آل بِأَوْلاَده الأَمْر إِلَى مُلْك البِلاَد, ثُمَّ تملَّك مِنْ بَعْد العمَاد وَلَدُ أخيه عضد الدولة بن ركن الدولة. وكَانَتْ دَوْلَةُ العمَاد سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَعَاشَ بِضْعاً وَخَمْسِيْنَ سنَةً، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى, وَقِيْلَ: سَنَةَ تِسْعٍ. وَلَمَّا تملَّك شيرَاز, طَالَبَه قُوَّاده بِالأَمْوَال، وَثَارُوا عَلَيْهِ, فاغْتَمَّ لذلك, واستقلى فَرَأَى حَيَّة فِي السَّقْف فَفَزِعَ، وَدَعَا الفرَّاشين فنصبُوا سُلَّماً, فَوَجَدُوا غُرْفَةً يُدخل إِلَيْهَا, فَأَمرهُم بفتحهَا فَفُتِحت, فَوَجَدُوا فِيْهَا صنَادِيقَ فِيْهَا قدر خَمْس مائَة أَلْف دِيْنَار, فَأُنْزلت, فَفَرِح, وَأَنفق فِي الجَيْش. ثمَّ إِنَّهُ طلب خَيَّاطاً ليفصِّل لَهُ، وَكَانَ أُطْروشاً, فَفَزِعَ وَجَاوَبَه عمَّا لَمْ يُسأَلْ عَنْهُ، وَحَلَف أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهُ سِوَى اثْنَيْ عَشَرَ صُنْدُوقاً وَديعَةً, فتعجَّب عمَادُ الدَّوْلَة، وَأُحضرت إِلَيْهِ, فَإِذَا فِيْهَا أَمْوَال وَثِيَاب دِيْبَاج, فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ سعَادته المقبلَة، وَلاَ عَقِبَ له.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 365"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 480"، والعبر "2/ 247"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 299"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 346".

الكراني

3071- الكَرَّاني 1: الحَافِظُ الإِمَامُ المُجَوِّدُ, أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَد بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ الأَصْبَهَانِيّ الكَرَّانِي, وكَرَّان محلَّة. سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ، وَعِمْرَان بنَ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي عَاصِمٍ, وَطَبَقَتهُم. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ، وَابْنُ المُقْرِئ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدُوَيْه, وعلي بن ميلة, وآخرون، وَكَانَ يفهَمُ وَيذَاكر وَيُؤلِّف. قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْه: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ مُكْثِر، مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 103"، والأنساب للسمعاني "10/ 378".

السوسي

3072- السُّوسيّ: المحدِّث الحُجَّة, أَبُو عَلِيٍّ, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فَضَالَة بن غَيْلاَنَ, الهَمْدَانِيُّ الحِمْصِيُّ الصَّفَّار المَشْهُورُ بِالسُّوسِي. سَمِعَ أَبَا زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيَّ، وَالرَّبِيْع بنَ سُلَيْمَانَ المُرَادِيَّ، وَبَكَّار بنَ قُتَيْبَةَ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَوْفٍ الطَّائِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ, وَبَحْر بن نَصْرٍ الخَوْلاَنِيّ, وَطَبَقَتَهُم بِمِصْرَ وَالشَّام. حدَّث عَنْهُ: شُجَاع بنُ مُحَمَّدٍ العَسْكَرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الْحَدِيد, وَتَمَّام الرَّازِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَّاسِ, قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: كَانَ ثِقَةً, وَكَانَتْ كتُبُه جِيَاداً, قَدِمَ مِصْر، وتوفِّي فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وثلاث مائة.

الرياش

3073- الرَّيَّاش: الشَّيْخُ المُسْنِدُ, أَبُو الطَّيِّبِ الحَسَنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَرْمَكِيُّ المِصْرِيُّ الرَّيَّاشُ. حدَّث عَنْهُ: عَبْدُ المَلِكِ بنِ شُعَيْب بنِ اللِّيْثِ، وَهُوَ خَاتمَة أَصْحَابه، وَعَنْ يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى, وَبَحْر بن نَصْرٍ, وَالرَّبِيْع, وَابْن عَبْدِ الحَكَمِ, وَأَبِي أميَّة الطَّرَسُوسي. سَمِعَ مِنْهُ: عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال: لَمْ يَكُنْ عِنْد ابْن النَّحَّاسِ مِنْ حَدِيْثِ عَبْد المَلِكِ بن شُعَيْبٍ بعلوٍّ سِوَى حَدِيْث وَاحِدٍ, هُوَ موَافقَةٌ عَالِيَةٌ لِمُسْلِم. قُلْتُ: سَمِعَهُ ابْنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيُّ مِنَ الحبَّال عَنْهُ. أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القُرَشِيّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ, أَخْبَرَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ البَزَّاز إِمْلاَءً مِنْ لفظهِ, حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ البَرْمَكِيّ, حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى, حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَة, حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ أَبِي ذرَّة, عَنْ جَعْفَرِ بنِ عَمْرِو بنِ أُمَيَّةَ, عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ مُعَمَّر يعمَّر فِي الإِسْلاَمِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً إلَّا صرَفَ اللهُ عَنْهُ ثَلاَثَةَ أَنْوَاعِ مِنَ البلاَء؛ الجنُوْنَ وَالجُذَام وَالبَرَص, فَإِذَا بَلَغَ الخَمْسِيْنَ ليِّن اللهُ عَلَيْهِ الحِسَاب". وسَاق الحَدِيْثَ وَهُوَ خَبَرٌ مُنْكَرٌ, وَيُوْسُف هَذَا ضَعِيْفٌ.

الفامي

3074- الفامي: المحدِّث الصَّدُوْقُ, أَبُو دَاوُدَ, سُلَيْمَانُ بنُ يَزِيْدَ القَزْوِيْنِيّ الفَامِي, رفيقُ أَبِي الحَسَنِ القَطَّان فِي الرحلة. سَمِعَ أَبَا حَاتِم الرَّازِيّ, والمُنْسَجِر بنَ الصَّلْت، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَة، وَإِسْحَاق بنَ إِبْرَاهِيْمَ الدَّبَرِي, وَطَبَقَتَهُم. رَوَى عَنْهُ: سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ النَّسَّاج، وَأَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ فَارس اللُّغَوِيّ، وَالحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَشَيْخٌ لِلْخليلِي, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ طَلْحَةَ الزُّبَيْرِيّ القَزْوِيْنِيّ, وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ بِهَذَا الشَّأْن، تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

الأشناني

3075- الأُشْنَانِيّ 1: القَاضِي أَبُو الحُسَيْنِ, عُمَرُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَالِكٍ الشَّيْبَانِيُّ البَغْدَادِيُّ الأُشْنَانِيُّ, لَهُ مَجْلِس, سمِعنَاهُ رَوَى عَنْ أَبِيْهِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى المَدَائِنِيّ، وَمُوْسَى بن سَهْل الوَشَّاء، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الدُّنْيَا، وَمُحَمَّد بن شَدَّاد المِسْمَعِي, وَعِدَّة. وَعَنْهُ: ابْنُ عُقْدَة وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَابْن المظفَّر, وَالمُعَافَى النَّهْرُوَانِي, وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ مَخْلَد. وَرَوَى حَرْفَ عَاصِم, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الجَهْم السِّمَّرِيّ, أَخَذَه عَنْهُ ابْنُ أَبِي هَاشِم, وَأَبُو بَكْرٍ الشَّذَائِي. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كذَّاب ثُمَّ حَكَى حِكَايَةً تَدُلُّ عَلَى وَهْنه، وَقَالَ السُّلميّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيّ: ضَعِيْف. وَقَدْ وَلِي القَضَاءَ بِأَمَاكن بِالشَّامِ, وَوَلِيَ القَضَاءَ ثَلاَثَة أَيَّامٍ بِبَغْدَادَ, وعُزِلَ. وَقَدْ حدَّث وَهُوَ شَابٌّ فِي أَيَّام الحَرْبِيّ, وَعَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. توفِّي فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وثلاث مائة -سامحه الله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 236"، والأنساب للسمعاني "1/ 281"، والعبر "2/ 250"، وميزان الاعتدال "2/ 185"، ولسان الميزان "4/ 290"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 349".

ابن الأعرابي

3076- ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادِ بن بشر بن درهم, الإِمَامُ المُحَدِّثُ القُدْوَة الصَّدُوْق الحَافِظ, شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ البَصْرِيّ الصُّوْفِيّ, نَزِيْلُ مكة, وشيخ الحرم. وَمَا هُوَ بِابْنِ مُحَمَّد بن زِيَادٍ الأَعْرَابِيّ اللُّغَوِيّ, ذَاكَ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يُولَد هَذَا بِأَعْوَامٍ عِدَّة. وُلِدَ سَنَةَ نيفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ الحَسَنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيّ, وَعَبْدَ اللهِ بن أَيُّوْبَ المُخَرِّمِيّ, وَسَعْدَان بنَ نَصْرٍ, وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيّ, وَأَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ المُنَادِي, وَعباساً التَّرْقُفِيّ, وَعَبَّاس بن مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيّ, وَإِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ اللهِ العَبْسِي, وَأَمماً سِوَاهُم. خَرَّج عَنْهُم معجماً كَبِيْراً, وَرَحَلَ إِلَى الأَقَالِيْم, وَجَمَعَ وصنَّف, صَحِبَ المَشَايِخ وتعبَّد وتألَّه, وألَّف مَنَاقِب الصُّوْفِيَّة, وَحمل السُّنَن عَنْ أَبِي دَاوُدَ, وَلَهُ فِي غُضُون الكِتَاب زيَادَاتٌ فِي المَتْن وَالسَّنَد. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ خَفِيْف, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة, وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مُفَرِّجٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جُمَيْع الصَّيْدَاوِي, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيّ القَطَّان, وَصَدَقَة بنُ الدّلم, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ وَعَبْد الوَهَّابِ بن مُنِيْر المِصْرِيّان, وَمُحَمَّد بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ ضَيْفُون, شَيْخُ أَبِي عُمَر بن عَبْدِ البَرِّ, وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الطَّرَسُوْسِيّ, وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ مِنَ الحُجَّاج وَالمجَاورين. وَكَانَ كَبِيرَ الشأن, بعيد الصيت, عالي الإسناد، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ الخشَّاب, سَمِعْتُ ابْنَ الأَعْرَابِيّ يَقُوْلُ: المَعْرِفَةُ كُلُّهَا الاعترَافُ بِالجَهْل, وَالتَّصوفُ كُلُّه تَرْك الفُضُول, وَالزُّهْد كُلُّه أَخْذُ مَا لاَ بُدَّ

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 647"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 371"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 830"، والعبر "2/ 252"، ولسان الميزان "1/ 308"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 306"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 354".

مِنْهُ، وَالمعَاملَةُ كُلُّهَا اسْتَعمَالُ الأَوْلََى فالأَوْلَى, وَالرِّضَى كُلُّه تَرْك الاعترَاض، وَالعَافيَة كُلُّهَا سقوطُ التَّكلُّف بِلاَ تكَلُّف. وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- قَدْ صَحِبَ الجُنَيْد, وَأَبَا أَحْمَدَ القَلاَنِسِيَّ. وعَمِل تَارِيْخاً لِلْبَصْرَة لَمْ أَره, أمَّا كِتَابهُ فِي طَبَقَات النُّسَّاك فَنقَلْتُ مِنْهُ. وَمِنْ كَلاَمه فِي تَرْجَمَة أَبِي الحُسَيْنِ النُّوْرِي قَالَ: مَاتَ وَهُم يتكلَّمون عِنْدَهُ فِي شَيْءٍ, سكوتهُم عَنْهُ أَوْلَى؛ لأَنَّه شَيْءٌ يتكهَّنون فِيْهِ، ويتعسَّفون بظُنونهم, فَإِذَا كَانَ أَولئك كَذَلِكَ, فَكَيْفَ بِمَنْ حدَّث بعدَهُم? قَالَ أَيْضاً: إِنَّمَا كَانُوا يَقُوْلُوْنَ: جمع, وَصورَةُ الْجمع عِنْد كُلِّ أَحَدٍ بِخِلاَفهَا عِنْد الآخر, وَكَذَلِكَ صُوْرَةُ الفَنَاء، وَكَانُوا يتَّفِقُوْنَ فِي الأَسْمَاء، وَيَخْتلِفُونَ فِي معنَاهَا؛ لأَن مَا تَحْتَ الاسْم غَيْر مَحْصُور؛ لأَنَّهَا مِنَ المَعَارف. قَالَ: وَكَذَلِكَ عِلْمُ المعْرفَة غَيْرُ محصورٍ, لاَ نهَايَة لَهُ وَلاَ لوُجُوده وَلاَ لِذَوْقِهِ, إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَقَدْ أَحسن فِي المَقَال, فَإِذَا سَمِعْتُ الرَّجُل يَسْأَل عَنِ الجَمْع أَوِ الفَنَاء، أَوْ يُجِيْب فِيْهِمَا, فَاعلمْ أَنَّهُ فَارغٌ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ؛ إِذْ أَهلُهمَا لاَ يَسْأَلُوْنَ عَنْهُ؛ لِعْلمهم أَنَّهُ لاَ يدْرك بِالوَصْف. قُلْتُ: إِي وَاللهِ, دقَّقوا وعمَّقوا وخاضوا في أسرار عظيمة, ما مَعَهُم عَلَى دَعْوَاهُم فِيْهَا سِوَى ظنٍّ وَخيَالٍ, وَلاَ وَجودَ لتِلْك الأَحْوَال مِنَ الفَنَاء وَالمحو وَالصَّحو وَالسُّكر إلَّا مُجَرَّد خَطَرَات وَوسَاوس, مَا تفُوَّه بعبارَاتهم صِدِّيْق وَلاَ صَاحِبٌ وَلاَ إِمَامٌ مِنَ التَّابِعِيْنَ, فَان طَالبتَهم بدعَاويهم مقَتُوك وَقَالُوا: مَحْجُوب, وَإِن سَلَّمت لَهُم قِيَادك تخبَّط مَا مَعَكَ مِنَ الإِيْمَان, وَهبَطَ بِك الحَال عَلَى الحَيْرَة وَالمُحَال, وَرَمَقْت العُبَّاد بِعَين المَقْت، وَأَهْل القُرْآن وَالحَدِيْثِ بِعَين البُعْد, وَقُلْتَ: مسَاكين محجوبُوْنَ. فلاَ حَوْلَ وَلاَ قوَّة إلَّا بِاللهِ. فَإِنَّمَا التَّصَوُّف وَالتَأَلُّه وَالسُّلوك وَالسَّيْر وَالمَحَبَّة مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ مِنَ الرِّضَا عَنِ اللهِ, وَلزوم تَقْوَى الله, وَالجِهَادِ فِي سَبِيْل الله، وَالتَأَدُّب بآدَاب الشَّريعَة مِنَ التِّلاَوَة بترتيلٍ وَتدبُّرٍ، وَالقِيَامِ بخَشْيَةٍ وَخشوعٍ, وَصَوْمِ وَقتٍ وَإِفطَار وَقت, وَبَذْلَ المَعْرُوْف، وَكَثْرَة الإِيثَار, وَتَعْلِيم العَوَام, وَالتَّوَاضع لِلْمُؤْمِنين, وَالتعزُّز عَلَى الكَافرين، وَمَعَ هَذَا, فَالله يَهْدِي مَنْ يَشَاء إِلَى صرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ. وَالعَالِمُ إِذَا عَرِيَ مِنَ التَّصوف وَالتَألُّه فَهُوَ فَارغ, كَمَا أنَّ الصُّوْفِيّ إِذَا عَرِيَ مِنْ عِلْمِ السُّنَّة زلَّ عَنْ سواء السبيل.

وَقَدْ كَانَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ مِنْ عُلَمَاء الصُّوْفِيَّة, فترَاهُ لاَ يَقْبَلُ شَيْئاً مِنِ اصطلاَحَات القَوْم إلَّا بحجَّة. تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ فِي شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ سنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ أَربعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةَ وَأَشهر. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ العَلَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القُرَشِيُّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ القَاضِي, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد, أَخْبَرَنَا سَعْدَان بنُ نَصْرٍ, حدَّثنا سُفْيَانُ, عَنْ عَمْرو بنِ يَحْيَى بنِ عمَارَة, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْس فِيْمَا دُوْنَ خَمْسَة أَوَاقٍ صَدقَة, وَلَيْسَ فِيْمَا دُوْنَ خَمْس ذودٍ صَدَقَة" 1. وَبِهِ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بِمَكَّةَ, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ عَمْرو, عَنْ سَالِم بنِ أَبِي الجَعْد, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ عَلَى ثَقَل النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ يُقَال لَهُ: كركرَة, فَمَاتَ, فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هُوَ فِي النَّار" فَذَهَبُوا ينْظُرُوْنَ إِلَيْهِ فَوجَدُوا عَلَيْهِ عَبَاءةً قَدْ غَلَّها2. قُلْتُ: الجمَّال حَتَّى فِي الصَّحَابَة لَيْسَ بِشَيْءٍ كمَا تَرَى. وَفِيْهَا: مَاتَ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَيُّوْبَ الطُّوْسِيّ، وَالحَسَنُ بنُ يُوْسُفَ بنِ فُلَيْح الطَّرَائِفِيّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَرْب، وَقَاسِم بن أَصْبَغ -مُحَدِّث الأَنْدَلُس، وَالحُسَيْنُ بنُ صَفْوَانَ البَرْذَعِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الأُسْتَاذ بِبُخَارَى، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْحَاقَ الزَّجَّاجِيّ صَاحِب الجُمَل, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بَالُوْيَه بنَيْسَابُوْرَ, وَشَيْخُ الحَنَفِيَّة أَبُو الحَسَنِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ الكَرْخِيّ، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو إِسْحَاقَ إبراهيم بن أحمد المروزي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1447"، ومسلم "971"، وأبو داود "558". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3074"، وابن ماجه "2849"، وأحمد "2/ 160".

خيثمة

3077- خَيْثَمة 1: الإِمَامُ الثِّقَة المُعَمَّر, مُحَدِّث الشَّام, أَبُو الحَسَنِ خَيْثَمَة بنُ سُلَيْمَانَ بنِ حَيْدَرَة بنِ سُلَيْمَانَ القُرَشِيّ الشَّامِيّ الأَطْرَابُلُسِي, مُصَنِّف "فَضَائِل الصَّحَابَة". كَانَ رحَّالًا جَوَّالاً صَاحِب حَدِيْثٍ. ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي كَامِل الأَطْرَابُلُسِي, أنَّ خَيْثَمَةَ وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: سَمِعَ أَبَا عُتبَة أَحْمَدَ بنَ الفَرَجِ الحِجَازِيّ صَاحِب بَقِيَّة، وَمُحَمَّدَ بنَ عِيْسَى بنِ حَيَّان المَدَائِنِيّ صَاحِب ابْنِ عُيَيْنَةَ, وَإِبْرَاهِيْم بنَ عَبْدِ اللهِ القَصَّار, وَالحُسَيْنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَعْشَر السِّنْدِيّ صَاحِبَيْ وَكِيْع, وَالحَافِظَ مُحَمَّدَ بنَ عَوْفٍ الطَّائِيّ، وَالعَبَّاس بن الوَلِيْدِ البَيْرُوْتِيّ، وَيَحْيَى بنَ أَبِي طَالِبٍ, وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي غَرزَة الكُوْفِيّ، وَأَحْمَد بن مُلاعب، وَأَبَا عُبَيْدَة السَّرِيَّ بن يَحْيَى، وَهِلاَل بنَ العَلاَءِ البَاهِلِيَّ، وَإِسْحَاقَ بنَ سَيَّار النَّصِيْبِيَّ, وَأَبَا يَحْيَى بن أَبِي مَسَرَّةَ المَكِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ العَوْفِيُّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيّ, وَإِسْحَاق بنَ إِبْرَاهِيْمَ الدَّبَرِيَّ، وَعُبَيْد بن مُحَمَّدٍ الكِشْوَرِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الوَاسِطِيّ، وَأَحْمَدَ بن أبي خيثمة, والحسين بن الحكم الحِبَري، وَعَبْدَ المَلِكِ بن مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيّ، وَأَبَا إِسْمَاعِيْل التِّرْمِذِيّ، وَأَبَا العَبَّاسِ الكُدَيْمِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَوَّامِ, وَصَالِحَ بنَ عَلِيٍّ النَّوْفَلِيّ، وَالحَسَن بن مُكْرَم، وَعَبْد الكَرِيْمِ بن الهَيْثَمِ الدِّيرعاقولي، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الخَنَاجر, وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن مَرْزُوق البُزُورِيَّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الحَكَمِ الرَّمْلِيَّ, وَخَلْقاً سِوَاهُم بِالشَّامِ وَالحَرَمَيْنِ وَالعِرَاق وَالجَزِيْرَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ مَعْرُوْف, وَعَبْد الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي عُثْمَانَ بن أَبِي الْحَدِيد, وَابْنُ جُمَيْع الغَسَّانِيّ, وتَمَّام الرَّازِيّ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي كَامِل, وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيّ, وَأَبُو نَصْرٍ بنُ هَارُونَ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مفرّج القُرْطُبِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الرَّقِّيّ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وعُمِّر وَرُحِلَ إِلَيْهِ مِنَ الآفَاق، وَقَدِمَ إِلَى دِمَشْق فِي آخِرِ عُمُرِهِ فحدَّث بِهَا، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ آخرَ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ وَفَاةً, وَآخرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ فِي الدُّنْيَا بِالإِجَازَة أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ. وَقَالَ عُبَيْدُ بنُ أَحْمَدَ بن فُطَيْس: سَأَلت خَيْثَمَة عَنْ مَوْلده فَقَالَ: فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ, كَذَا هَذِهِ الرِّوَايَة, وَالأَصَحُّ مَا تقدَّم. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ خَيْثَمَةُ ثِقَة ثِقَة قَدْ جَمَعَ فَضَائِل الصَّحَابَة. قَالَ ابْنُ أَبِي كَامِل: سَمِعْتُ خَيْثَمَة بنَ سُلَيْمَانَ يَقُوْلُ: رَكِبْتُ البَحْرَ، وَقَصَدْتُ جَبَلَة لأَسمع مَنْ يُوْسُف بنِ بَحْر, ثُمَّ خَرَجت إِلَى أَنْطَاكيَة, فَلقِينَا مَرْكبٌ -يَعْنِي: لِلْعَدو, قَالَ: فَقَاتلنَاهُم, ثُمَّ سَلَّم مَرْكَبَنَا قَوْمٌ مِنْ مقدَّمه, قال: فأخذوني ثم ضربوني، وكتبوا أسماءنا

_ 1 ترجمته في تذكة الحفاظ "3/ ترجمة 834"، والعبر "2/ 262"، ولسان الميزان "2/ 411"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 312"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 365".

فَقَالُوا: مَا اسْمُكَ? قُلْتُ: خَيْثَمَة, فَقَالُوا: اكتبْ حمَار بن حمَار, وَلَمَّا ضُرِبْتُ سَكِرْتُ وَنِمْتُ, فرَأَيْتُ كَأَنِّيْ أَنظرُ إِلَى الجَنَّة، وَعَلَى بَابهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الحُور الْعين, فَقَالَتْ إِحدَاهنَّ: يَا شقِي, أَيشٍ فَاتَك? فَقَالَتْ أُخْرَى: أَيشٍ فَاته? قَالَتْ: لَوْ قُتِلَ لكَانَ فِي الجَنَّةِ مَعَ الْحور, قَالَتْ لَهَا: لأنْ يَرزُقه اللهُ الشَّهَادَة فِي عِزٍّ مِنَ الإِسْلاَمِ وذلٍّ مِنَ الشِّرْكِ خَيْرٌ لَهُ، ثُمَّ انتبهتُ, قَالَ: وَرَأَيْتُ كأنَّ مَنْ يَقُوْلُ لِي اقرأْ برَاءة, فَقَرَأْت إِلَى {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُر} [التَّوبَة] قَالَ: فَعَددت مِنْ لَيْلَة الرُّؤيَا أَرْبَعَة أَشهر, ففكَّ اللهُ أَسرِي. قَالَ ابْنُ أَبِي كَامِل، وَسَمِعْتُ خَيْثَمَة يَقُوْلُ: رَوَيْتُ بِدِمَشْقَ حَدِيْثَ الثَّوْرِيّ, عَنْ طَلْحَة بنِ عَمْرو, عَنْ عَطَاءٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اطْلبُوا الخَيْرَ عِنْد حِسَان الوُجُوه" فَأَنْكَرَ القَاضِي زَكَرِيَّا البَلْخِيّ هَذَا، وَبَعَثَ فيجاً إِلَى الكُوْفَةِ يَسْأَلُ ابْنُ عُقْدَة عَنْهُ, فَكَتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ كَانَ السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى حدَّث بِهِ فِي تَارِيْخ كَذَا, قَالَ: فَطَلبَ البَلْخِيُّ منِّي الأَصْل, فَوَجَد تَارِيْخَه موَافقاً, قَالَ: فَاسْتحلَّنِي البَلْخِيّ فَلَمْ أُحلّه. قُلْتُ: رَوَاهُ السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى, حَدَّثَنَا قَبِيْصَة, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, وَكَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يْحَالل البَلْخِيّ, فَإِنَّهُ تثبَّت فِي الحَدِيْثِ بِطرِيقِهِ, فَلَمَّا تبيِّن عدَالَةَ خَيْثَمَة تحلَّل مِنْهُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة: كتبتُ عَنْ خَيْثَمَة بِأَطْرَابُلُس أَلفَ جُزْء. وَقِيْلَ: كَانَ خَيْثَمَةُ كَبِيْرَ الأُذنُيْن, كَبِيْرَ الأَنف, رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. قَالَ عُبَيْدُ بنُ فُطَيْس: تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ, أَخْبَرَنَا أَبُو البَرَكَاتِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِت مائَة, أَخْبَرَنَا أَبُو العشَائِر مُحَمَّدُ بنُ خَلِيْل حُضُوْراً فِي الخَامِسَة, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ المِصِّيْصِيّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُثْمَانَ, أَخْبَرَنَا خَيْثَمَة بنُ سُلَيْمَان, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُلاعب, حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ النُّعْمَان, حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ أَبِي المُسَاوِر, عَنْ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَاطِب, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَيْريز, عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَم قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ "اذهبْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَإِنَّك تجدُه فِي دَاره محتبياً, فَقُلْ لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقرئك السلام, ويقول: أبشر بالجنة, ثم انْطَلِقْ إِلَى عُمَرَ, فَإِنَّكَ تجدُه بِالبنيّة عَلَى حمَاره, تبرُقُ صَلْعتهُ, فَقُلْ لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ وَيَقُوْلُ: أَبشرْ بِالجَنَّة, ثُمَّ انْطَلِقْ إِلَى عُثْمَانَ, فَإِنك تَجدهُ فِي السُّوق يبيعُ وَيَبْتَاع, فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ، وَيَقُوْلُ: أَبشرْ بِالجَنَّة بَعْد بلاَءٍ شَدِيد". قَالَ: فَانْطَلَقتُ فَأَبلغتهُم وَوجدتهُم -كَمَا قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ عُثْمَانُ: أَيْنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ? قُلْتُ: فِي مَكَان كَذَا وَكَذَا, فَأَخَذَ بيدِي حَتَّى أَتينَاهُ,

فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, إِن زَيْداً جَاءنِي فَقَالَ كَذَا وَكَذَا, فَأَيُّ بلاَءٍ يُصيبنِي, فوَالَّذِي بعثك بالحق ما تمنيت ولا تعنيت". هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ تفرَّد بِهِ عَبْدُ الأَعْلَى، وَهُوَ واهٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَحْمَدُ بنُ مُؤْمِن, وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ فَضْلٍ, وَأَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الهَمَذَانِيّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ السَّيِّد الصَّفَّار بِالمِزَّة, أَخْبَرَنَا الفَقِيْه أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيُّ، وَهِبَة اللهِ بنُ طَاوس قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ, أَخْبَرْنَا ابْنُ أَبِي نَصْرٍ, أَخْبَرَنَا خَيْثَمَة, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البِرْتِي, حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, أَخْبَرَنَا يَزِيْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, أَخْبَرَنَا الحَسَنُ قَالَ: كَانُوا يَسْتَحيون أَنْ لاَ يذكُروا الله تَعَالَى إلَّا عَلَى طَهَارَة. وَمَاتَ مَعَهُ: علي بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيّ, وَعَلِيُّ بنُ الفَضْلِ السُّتُورِي بسامرَّاء, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عتَّاب, وَصَاحِبُ خُرَاسَان نُوْح بنُ نَصْرٍ, وَأَبُو بَكْرٍ مكرم بن أَحْمَدَ البَزَّاز, وَأَحْمَدُ بن زكريا بن الشامة الأندلسي.

الفارابي

3078- الفارابي 1: شَيْخُ الفَلْسَفَةِ الحَكِيْمُ, أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَرْخَان بن أوْزَلَغ التُّركِي الفَارَابِي المنطقي, أحد الأذكياء. لَهُ تَصَانِيْفُ مَشْهُوْرَةٌ, مِنِ ابْتَغَى الهُدَى مِنْهَا ضلَّ وَحَارَ, مِنْهَا تخرَّج ابْنُ سينَا, نَسْأَل اللهَ التَّوفيق. وَقَدْ أَحكَم أَبُو نَصْرٍ العَرَبيةَ بِالعِرَاقِ، وَلقِي متَّى بنَ يُوْنُسَ صَاحِبَ الْمنطق فَأَخَذَ عَنْهُ, وَسَارَ إِلَى حرَّان فَلِزمَ بِهَا يوحنَّا بن جيْلاَن النَّصْرَانِيّ, وَسَارَ إِلَى مِصْرَ وَسَكَنَ دِمَشْق. فَقِيْلَ: إِنَّهُ دَخَلَ عَلَى الْملك سَيْفِ الدَّوْلَة بنِ حَمْدَان، وَهْوَ بزِيِّ التُّرك، وَكَانَ فِيْمَا يُقَال: يَعرفُ سَبْعِيْنَ لِسَاناً، وَكَانَ وَالِدُهُ مِنْ أُمَرَاءِ الأَتْرَاك, فَجَلَسَ فِي صَدْر المَجْلِس, وَأَخَذَ يُنَاظر العُلَمَاءَ فِي فنُوْنٍ, فعلا كَلاَمُه وَبَان فَضْلُه، وَأَنصتُوا لَهُ, ثُمَّ إِذَا هُوَ أَبرعُ مَنْ يضرِبُ بِالعُود, فَأَخْرَجَ عُوداً مِنْ خَريطَة وَشدَّه وَلَعِبَ بِهِ, فَفَرِحَ كُلُّ أَهْلِ المَجْلِس وضحكُوا مِنَ الطَّرب, ثُمَّ غيِّر الضَّرْب فَنَامَ كُلُّ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى البَّوَاب فيما قيل, فقام وذهب.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 706"، والعبر "2/ 251"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 350".

وَيُقَالُ: إِنَّهُ هُوَ أَوَّلُ مَنِ اخْتَرَعَ القَانُوْنَ. وَكَانَ يحبّ الوَحدَةَ, وَيصَنِّف فِي المَوَاضِع النَّزِهَة، وقلَّ ما يبيّض منها، وَكَانَ يتزهَّد زُهْد الفَلاسفَة، وَلاَ يحتفِل بَملْبَس وَلاَ منزل, أَجرَى عَلَيْهِ ابْنُ حَمْدَانَ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَرْبَعَة درَاهُم. وَيُقَالُ: إِنَّهُم سأَلُوهُ: أَأَنت أَعْلَم أَوْ أَرسطو؟ فَقَالَ: لَوْ أَدركْتُه لكُنْتُ أَكْبَرَ تلاَمِذته. وَلأَبِي نَصْرٍ نَظْمٌ جَيِّد, وَأَدعيَةٌ مليحَةٌ عَلَى اصطلاَح الحكمَاء. ذكره أَبُو العَبَّاسِ بنُ أَبِي أُصَيْبِعَة، وَسرَدَ أَسَامِي مصنَّفَاته وَهِيَ كَثِيْرَةٌ، منهَا: مَقَالَة فِي إِثْبَاتِ الكيمِيَاء, وَسَائِرُ تَوَالِيفه فِي الرِّيَاضِي وَالإِلهِي. وبِدِمَشْقَ كَانَ مَوْتُه فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ نحوٍ مِنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً, وَصَلَّى عَلَيْهِ الملكُ سَيْفُ الدُّوْلَة بنُ حَمْدَان, وَقَبْره بباب الصغير.

ابن مليح، وابن بالويه، وابن حيكان

ابن مليح، وابن بالويه، وابن حيكان: 3079- ابن مُلَيْح 1: السيِّد المُسْنِد, أَبُو عَلِيٍّ, الحَسَنُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مُلَيْح الطَّرَائِفِيّ المِصْرِيّ. سمِعَ بَحر بنَ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيّ, وَيَزِيْدَ بنَ سِنَان البَصْرِيّ, وَجَمَاعَة. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو عَبْدِ الله بن مندة، وَعبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ, وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ في الخلعيات. 3080- ابن بالُوَيه: الإِمَامُ المُفِيْد الرَّئِيْسُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بَالُوْيَه الجَلاَّب النَّيْسَابُوْرِيّ, مِنْ كُبَرَاء بَلَده. ارْتَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ فَسَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ غَالِب تَمْتَام, وَمُحَمَّدِ بن رِبْح البَزَّاز, وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيُّ، وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى, وَمُوْسَى بنِ الحَسَنِ الجُلاجلي. وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَابْنُ مَنْدَة, وَالحَاكِمُ, وَعِدَّة. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: قَالَ لِي ابْنُ خُزَيْمَةَ: بَلَغَنِي أَنَّك كتبتَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْر الطَّبَرِيِّ تَفْسِيْره, قُلْتُ: نَعَم, كتبتُه كُلَّه إِمْلاَءً, فَاسْتعَاره منِّي. قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كتبت عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَل ثَلاَث مائَة جُزْء. قَالَ الحَاكِمُ: تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سنة أربعين وثلاث مائة. 3081- ابن حَيْكَان: العَدْلُ الثِّقَة أَبُو عَلِيٍّ, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدِ بنِ حَيْكَان النَّيْسَابُوْرِيّ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بنِ الأَزْهر، وزوَّجه مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيّ بِبِنْت ابْنه. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. من أَكْبَر شَيْخٍ لِلْحَاكِم.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 226"، ولسان الميزان "2/ 260".

ابن داود

3082- ابن داود 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الرَّبَّانِيُّ العَابِدُ شَيْخُ الصُّوْفِيَّة, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ بنِ سُلَيْمَانَ النَّيْسَابُوْرِيّ الزَّاهِد. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ عَمْرو قَشْمَرْد، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيّ, وَعِدَّة, بِبَلَدِهِ، وَأَبَا خَلِيْفَة الجمحي بالبصرة، وجعفر الفِرْيَابِيّ بِبَغْدَادَ, وَمُحَمَّد بن أَيُّوْبَ البَجَلِيّ بِالرَّيّ، وَالحُسَيْن بنَ إِدْرِيْسَ بهَرَاة، وَابْن مجَاشع بجُرْجَان, وَعَبْدَان بِالأَهْوَاز، وَالحَسَن بنَ سُفْيَان بنَسَا, وَمُحَمَّدَ بنَ جَعْفَرٍ القَتَّات بِالكُوْفَةِ، وَأَبَا يَعْلَى بِالمَوْصِل, وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيّ بِمِصْرَ, وَالفَضْل الأَنْطَاكِي بالشام, والمفضل الجندي بمكة. وَجمع فَأَوعَى وصنَّف الأَبْوَاب وَالشُّيُوْخ، وَعَقَدَ مَجْلِسَ الإِملاَء, وَكَانَ كَبِيرَ الشَّأْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ, وَابْنُ صَاعِدٍ، وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ, وَابْنُ عُقْدَة، وَالحَاكمَان, وَابْن مَنْدَة, وَابْن جُمَيْع, وَيَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكّي, وَغَيْرُهُم. وَكَانَ صَدُوْقاً حسَنَ المَعْرِفَة, مِنْ أَوْعِيَة العِلْم, وكان في التألّه صنفًا آخر.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 265"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 375"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 868"، والعبر "2/ 261"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 365".

قَالَ أَبُو الفَتْحِ القَوَّاس: سَمِعْتُ مِنْهُ، وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ مِنَ الأَوْلِيَاء. وَسُئِلَ الدَّارَقُطْنِيّ عَنْهُ فَقَالَ: فَاضِلٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ المزكِّي: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ دَاوُدَ الزَّاهِد يَقُوْلُ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ أَيَّامَ القَحْط, فَلم آكلْ فِي أَرْبَعِيْنَ يَوْماً إلَّا رغيفاً وَاحِداً, كُنْت إِذَا جُعتُ قَرَأْت "يس" عَلَى نِيَّة الشِّبَع, فكفَانِي اللهُ الْجُوع. تُوُفِّيَ ابْنُ دَاوُدَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, يَوْم الجُمُعَة لعشرٍ بَقَيْن مِنْه. أرَّخه الحَاكِم وَقَالَ: هُوَ شَيْخُ عَصْره فِي التَّصَوُّف, خَرَجَ عَنْ نَيْسَابُوْر سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَأَتَاهَا سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَكَانَ مِنَ المَقْبُولين, وَجَمَعَ أَخْبَار الصُّوْفِيَّة. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً فَهماً. وَقَالَ الخَلِيْلِيّ: مَعْرُوْف بِالحِفْظ, بَيَّن حِفْظَه وَعِلْمَه فِي فَوائِدَ أَملاَهَا. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي حُضُوْراً, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ, أَخْبَرْنَا ابْنُ طَلاَّبٍ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغَسَّانِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ بِبَغْدَادَ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ النَّضْرِ وَمُوْسَى بن مُحَمَّدٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى, حَدَّثَنَا عَبَّاد بن كَثِيْر, عَنْ سُفْيَانَ, عَنْ مَنْصُوْرٍ, عَنْ عَلْقَمَةَ, عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ طَلَبَ كَسْبِ الحلاَلِ فَرِيْضَةٌ بَعْد الفَرِيْضَةِ". تفرَّد بِهِ عَبَّاد, وَهُوَ ضَعِيْفٌ.

السمرقندي

3083- السَّمَرْقَنْدِيّ 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُحَدِّث, أَبُو عَمْرٍو, عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ بن وَرْدَان السَّمَرْقَنْدِي, ثُمَّ المِصْرِيّ الحَذَّاء. مَوْلِدُهُ سنة خمسين ومائتين. سَمِعَ أَحْمَدَ بن شَيْبَان الرَّمْلِيّ، وَأَبَا أُمَيَّة الطَّرَسُوْسِيّ, وَمُحَمَّدَ بنَ حمَّاد الطِّهْرَانِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الحَكَمِ القِطْرِي, وَجَمَاعَةً. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة، وَابْن جُمَيْع، وَالحَافِظ عَبْد الغنِي الأَزْدِيُّ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بن النَّحَّاسِ, وَالخصيب بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّد, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَاج الإِشْبيلِي, وَسِبْطُهُ مُحَمَّدُ بنُ ذَكْوَان التِّنِّيْسِيّ -شَيْخٌ لِلْحَبَّال, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: ثِقَةٌ, لَهُ سَمَاعَاتٌ صِحَاح فِي كُتُب أَبِيْهِ. توفِّي فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ خَمْسٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. انْتَهَى إِلَيْهِ علُّو الإِسْنَاد بِمِصْرَ, وَهُوَ أَعْلَى شَيْخٍ لعَبْد الغنِي. وَقَدْ رَوَى بِالإِجَازَة أَيْضاً عَنْ أَحْمَدَ بنِ شَيْبَان. وَبَعْض النَّاس يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ, ينْسبهُ إِلَى جَدِّه. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ, أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ القَاضِي حُضُوْراً, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ, أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ طَلاَّبٍ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ, حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ شَيْبَان, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ نَافِعٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سرية قِبَل نَجْدٍ, فَبلغت سُهْمَانهُم اثْنَيْ عَشَرَ بعيراً, فَنَفَلَنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعِيراً بعيرًا2.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 267"، وشذرات الذهب "2/ 370". 2 صحيح: أخرجه البخاري "4338"، ومسلم "1749"، وأبو داود "2741"، "2742"، "2744"، "2745"، "2746".

الأستاذ

3084- الأستاذ 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْه العلَّامة المُحَدِّث, عَالِمُ مَا وَرَاء النَّهْر, أَبُو مُحَمَّدٍ الأُسْتَاذ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ الحَارِثِ بنِ خَلِيْلٍ الحَارِثِيُّ البُخَارِيُّ الكَلاَبَاذِيُّ الحَنَفِيُّ, المَشْهُورُ بِعَبْدِ اللهِ الأُسْتَاذِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. حدَّث عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ وَاصل, وَعَبْد الصَّمَدِ بنِ الفَضْلِ، وَحمْدَانَ بنِ ذِي النُّوْنَ، وَأَبِي مَعْشَر حَمْدُوَيْه بنِ خَطَّاب, وَمُحَمَّدِ بنِ اللَّيْثِ السَّرَخْسِيّ, وَعِمْرَان بن فرينَام, وَأَبِي الموجَّه مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو المَرْوَزِيِّ، وَالفَضْل بن مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الصَّائِغ, وَأَبِي همَّام مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ النَّسَفِيِّ, وَمُوْسَى بنِ هارون الحمّال, وأحمد بن الضوء, وجماعة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 126"، والأنساب للسمعاني "1/ 212"، وميزان الاعتدال "2/ 496"، ولسان الميزان "3/ 348"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 357".

وعنه: أبو الطيّب عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مَنْصُوْر النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الفَارِسِيُّ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة، وَآخَرُوْنَ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ المَشَايِخ: أَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَة، وَكَانَ ابْنُ مَنْدَة يحسن القَوْلَ فِيْهِ. وَقَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلتُ عَنْهُ أَبَا زرعة أحمد بن الحسين فقال: ضعيف. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: هُوَ صَاحِبُ عجَائِب عَنِ الثِّقَاتِ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. قُلْتُ: قَدْ ألَّف مُسْنَداً لأَبِي حَنِيْفَةَ الإِمَام، وَتَعِبَ عَلَيْهِ, وَلَكِنْ فِيْهِ أَوَابدُ مَا تفوَّه بِهَا الإِمَام, رَاجَتْ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ. وَله كتَاب "وَهُم الطَّبَقَة الظَّلَمَة أَبَا حَنِيْفَةَ" ما رأيته. وكان شيخ المذهب بما رواء النَّهْرِ. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُوَ الفَضْلِ بن قُدَامَةَ, أَنْبَأَنَا مَحْمُوْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, أَخْبَرَنَا أَبُو الخَيْر البَاغْبَان, أخبرنا أبو عمرو بن مندة, أَخْبَرَنَا أَبِي, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ حمَّاد, حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ, أَخْبَرَنِي بَكْر بن مُضَر, حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ جُبَيْر, عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بن سَهْل, عَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرُ, أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طلَّق حَفْصَة بنت عمر تطليقةً ثم ارتجعها.

_ 1 صحيح: وهذا إسناد مرسل ضعيف، لكنَّه قد ورد من حديث عمر بن الخطاب عند أبي داود "2283", وابن ماجه "2016" من طريق ابن عباس, عن عمر بن الخطاب، به. وورد من حديث أنس عند الحاكم "3/ 15".

الكرخي

3085- الكَرْخِيّ 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ, مُفْتِي العِرَاق, شَيْخُ الخنفيَّة, أَبُو الحَسَنِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ دَلَّال البَغْدَادِيُّ الكَرْخِيّ, الفَقِيْهُ. سَمِعَ إِسْمَاعِيْلَ بنَ إِسْحَاقَ القَاضِي، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الحَضْرَمِيَّ, وَطَائِفَةً. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ حيَّويه, وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ, وَالقَاضِي عَبْدُ اللهِ بنُ الأَكْفَانِي، وَالعَلاَّمَة أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيّ الحَنَفِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ التَّنُوْخِيُّ, وَآخَرُوْنَ. انْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئاسَةُ المَذْهَب, وَانْتَشَرت تلاَمِذَتُهُ فِي البِلاَد, وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ وبَعُدَ صيتُه، وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العُبَّاد, ذَا تهجُّد وَأَورَاد وَتَأَلُّه, وَصَبْرٍ عَلَى الفَقْرِ وَالحَاجَة, وَزُهدٍ تَامٍّ, ووَقْعٍ فِي النُّفُوْس, وَمِنْ كِبَار تَلاَمِذته: أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيّ المَذْكُوْر، وَعَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. كَتَبَ إليَّ المسلَّم بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ, أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ قَالَ: حَدَّثَنِي الصَّيْمَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو القَاسِمِ بنُ عَلَّان الوَاسِطِيُّ قَالَ: لَمَّا أَصَابَ أَبَا الحَسَنِ الكَرْخِيّ الفَالِج فِي آخِرِ عُمُرِهِ, حَضَرْتُهُ وَحَضَرَ أَصْحَابُه أَبُو بَكْرٍ الدَّامَغَانِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الشَّاشِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ البَصْرِيّ, فَقَالُوا: هَذَا مَرَضٌ يحتَاجُ إِلَى نَفَقَة وَعِلاج, وَالشَّيْخ مُقِلٌّ, وَلاَ يَنْبَغِي أَن نَبذُلَه لِلنَّاسِ, فَكَتَبُوا إِلَى سَيْفِ الدَّوْلَة بنِ حَمْدَان, فأحسَّ الشَّيْخُ بِمَا هُمْ فِيْهِ فَبَكَى, وَقَالَ: اللهمَّ لاَ تجعلْ رِزْقِي إلَّا مِنْ حَيْثُ عوَّدتني, فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُحْمَل إِلَيْهِ شَيْءٌ, ثُمَّ جَاءَ مِنْ سَيْف الدَّوْلَة عَشْرَة آلاَف دِرْهَم, فتصدِّق بِهَا عَنْهُ. تُوُفِّيَ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ رَأْساً في الاعتزال -الله يسامحه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 353"، والأنساب للسمعاني "5/ 386"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 369"، والعبر "2/ 255"، ولسان الميزان "4/ 98"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 358".

الدينوري

3086- الدِّينوَري: الفَقِيْهُ العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ, أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ الدِّيْنَوَرِيُّ المَالِكِيُّ, مُصَنِّفُ كِتَابِ المُجَالَسَةِ الَّذِي يَرْوِيْهِ البُوصِيرِيُّ وَغَيْرُهُ. سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي الدُّنْيَا، وَأَبَا قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيَّ, وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ قُتَيْبَةَ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَمُحَمَّدَ بنَ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيّ, وَالعَبَّاس بنَ مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ دَيْزيل, وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن مَرْزُوق البُزُورِي, وَالبَصْرِيَّ عَبْد اللهِ الحُلْوَانِيّ، وَالمُحَدِّثَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيّ, وَعَدَداً كَثِيْراً. حدَّث عَنْهُ: القَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيّ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ التَّمَّار المِصْرِيّ، وَالحَسَن بن إِسْمَاعِيْلَ الضَّرَّاب وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ بَصِيْراً بِمَذْهَب مَالِك, ألَّف كِتَاباً فِي الرَّد على الشافعي، وكتابًا في مناقب مالك. ضعَّفه أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ. قَالَ ابْنُ زُوْلاَق: قَدِمَ مِصْر وحدَّث بكُتُب ابْنِ قُتَيْبَةَ وَغيرِهَا, ثُمَّ سَافر إِلَى أُسْوَان عَلَى قَضَائِهَا, فَأَقَامَ بِهَا سِنِيْنَ كَثِيْرَة. قَالَ: فحدَّثني أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ قَالَ: وَلِيَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بن قُتَيْبَةَ قَضَاءَ مِصْر, فجَاءنِي كِتَابُ أَبِي الذّكر مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى المَالِكِيّ يَقُوْلُ فِيْهِ: خَاطبتُ القَاضِي فِي أَمرك, فَوَعَدَنِي بِإِنفَاذِ العَهْد إِلَيْك, فَلَمَّا ذكرتُ لَهُ أَنَّك تروِي كتبَ أَبِيْهِ, وَقَفَ وَبَدَا لَهُ, وَقَالَ: أَنَا أَعرِفُ كُلَّ مِنْ سَمِعَ مِنْ أَبِي, وَمَا أَعرفُ هَذَا الرَّجُل, فَإِنْ كَانَ عِنْدَك علاَمَة فَاكْتبْ إِلَيَّ بِهَا. قَالَ: فكتبتُ إِلَيْهِ بعلاماتٍ يَعْرِفُهَا, فَكَتَبَ إليَّ يعْتَذِر, وَبَعَثَ بِعَهْدِي. قُلْتُ: لَمْ أَظْفَر بوَفَاة الدِّيْنَوَرِيّ، وَأَرَاهَا بَعْد الثَّلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَرَكَات, أَخْبَرَنَا الصَّائِن هِبَة اللهِ، وَعلِيُّ الحَافِظ قَالاَ: أَخْبَرَنَا النَّسيب, أَخْبَرَنَا رَشَأ بنُ نَظِيف, أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, حَدَّثَنَا الدِّيْنَوَرِيّ, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ, عَنْ هُشَيْم, عَنْ مُجَالد, عَنِ الشَّعْبِيّ قَالَ: كَانَ فِدَاءُ أَسَارَى بَدْرٍ أَرْبَعَة آلاَفٍ وَدُوْنهَا, فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ أمر أن يعلّم صبيان الأنصار الكتابة.

أبو إسحاق المروزي

3087- أبو إسحاق المَرْوَزِيّ 1: الإِمَامُ الكَبِيْر, شَيْخ الشَّافِعِيَّة وَفَقِيْه بَغْدَادَ, أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ المَرْوَزِيُّ, صَاحِبُ أَبِي العَبَّاسِ بنِ سُرَيْجٍ, وَأَكْبَرُ تَلاَمِذتِهِ. اشْتَغَل بِبَغْدَادَ دَهْراً, وصنَّف التَّصَانِيْفَ, وتخرَّج بِهِ أَئِمَّةٌ كَأَبِي زَيْدٍ المَرْوَزِيّ, وَالقَاضِي أَبِي حَامِد أَحْمَدَ بنِ بِشْرٍ المَرْوَرّوذِي مُفْتِي البَصْرَة, وَعِدَّة. شَرَحَ المَذْهَب ولخَّصه, وَانتهتْ إِلَيْهِ رِئاسَةُ المَذْهَبِ. ثُمَّ إنَّه فِي أَوَاخِرِ عُمُره تحوَّل إِلَى مِصْرَ, فَتُوُفِّيَ بِهَا فِي رَجَبٍ فِي تَاسعه، وَقِيْلَ: فِي حَادِي عَشره, سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَدُفِنَ عِنْد ضَرِيح الإِمَامِ الشَّافِعِيّ، وَلَعَلَّهُ قَاربَ سبعينَ سَنَةً. وَإِليه يُنسب بِبَغْدَادَ درب المَرْوَزِيّ الَّذِي فِي قطيعَةَِ الرَّبِيْع. وَذَكَرَ ابْن خلِّكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ: إنَّ أَبَا بَكْرٍ بنَ الحَدَّاد صَاحِب الْفُرُوع مِنْ تَلاَمِذَة أَبِي إِسْحَاقَ المَرْوَزِيِّ, فَلَعَلَّهُ جَالَسَه وَنَاظَرَه, وَإِلاَّ فَابْنُ الحَدَّادِ أَسنُّ مِنْهُ، وَلَكِنَّهُ عَاشَ بَعْد المَرْوَزِيّ قَلِيْلاً. صنَّف المَرْوَزِيّ كِتَاباً فِي السُّنَّة, وَقرأَه بِجَامِعِ مِصْر، وَحَضَرَه آلاف, فَجَرَت فِتْنَة, فَطَلَبَهُ كَافُوْرٌ فَاخْتَفَى, ثُمَّ أُدخل إِلَى كَافُوْر فَقَالَ: أَمَا أَرْسَلتُ إِلَيْكَ أَنْ لاَ تُشْهِر هَذَا الكِتَاب فَلاَ تظهِرهُ، وَكَانَ فيه ذكر الاستواء, فأنكرته المعتزلة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 11"، ووفيات الأعيان "1/ ترجمة 3"، والعبر "2/ 252"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 355".

ابن أبي هريرة

3088- ابن أبي هريرة 1: الإِمَامُ شَيْخُ الشَّافِعِيَّة, أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ البَغْدَادِيُّ القَاضِي, مِنْ أَصْحَابِ الوُجُوهِ. انْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئاسَةُ المَذْهب. تفقَّه بِابْنِ سُرَيْج, ثُمَّ بِأَبِي إِسْحَاقَ المَرْوَزِيِّ، وصنَّف شرحًا لمختصر المُزَنِيّ. أَخَذَ عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ الطَّبَرِي وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَغَيْرهُمَا, واشتُهِرَ فِي الآفَاق. توفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وأربعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 298"، ووفيات الأعيان "2/ ترجمة 159"، والعبر "2/ 267"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 370".

الخامي

3089- الخامِيُّ 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّث الصَّدُوْق المُعَمَّر, أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو المَدِيْنِيُّ, ثُمَّ المِصْرِيُّ الخَامِيُّ. سَمِعَ يونس بنُ عَبْدِ الأَعْلَى, وَبَحْرُ بنُ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيُّ, وَجَمَاعَةً. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَّاسِ، وَمنير بنُ أَحْمَدَ الخَشَّاب, وَآخَرُوْنَ. وَحَدِيْثُه مِنْ عَوَالِي الخِلَعيَّات. وَكَانَ قَدْ عدَّلَه القَاضِي عَبْدُ اللهِ بنُ وَليد الظَاهِرِي, فلمَّا عُزِلَ ابْنُ وَليد أَسقَطَه القَاضِي الجَدِيْدُ فِي جَمَاعَةٍ, فتجمَّعوا وَدَخَلُوا عَلَى كَافُوْر نَائِبِ مِصْر, وَفيهم أَبُو الطَّاهِرِ, فَقَالَ: أَيُّهَا الأُسْتَاذ, حَدَّثَنَا يُوْنُسُ, حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَقَاطَعُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ الله إِخوَاناً، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ" 2. وهَؤُلاَءِ القَوْم قَاطَعُوناً وَهَاجَرُونَا, وَصَارُوا بِمخَالفَةِ الحَدِيْثِ عُصَاة غَيْرَ مَقْبُوْلين, فُلاَنَ لَهُم كَافُوْرُ وَوَعَدَ بِخَيْر. توفِّي أَبُو الطَّاهِرِ المَدِيْنِيّ فِي ذِي الحِجَّةِ سنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَعَاشَ ثَلاَثاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عبد الرحمن قَالاَ: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ يَحْيَى, أَخْبَرْنَا ابْنُ رِفَاعَةَ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ القَاضِي, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ, أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّاهِرِ المَدِيْنِيّ, حَدَّثَنَا يُوْنُسُ, حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ, أَخْبَرَنِي أَفْلَحُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْم, عَنْ سُلَيْمَان الأَغَرِّ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا كَأَلْفِ صَلاَةٍ فِيْمَا سِوَاهُ إلَّا المَسْجَدَ الحَرَامَ، وَصَلاَةُ الجَمَاعَةِ خَمْسٌ وَعِشْرُوْنَ دَرَجَةً على صلاة الفذ" 3.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 256"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 358". 2 صحيح: أخرجه البخاري "6076"، ومسلم "2559"، وأبو داود "4910". 3 صحيح: أخرجه بهذا اللفظ أحمد "2/ 485" من طريق عبد الملك، حدثنا أفلح بن حميد، به. وورد مجزءًا. فأخرجه البخاري "1190"، ومسلم "1394"، والنسائي "2/ 35"، وابن ماجه "1404"، وأحمد "2/ 239، 256، 386، 466، 468". وأما الشطر الثاني فهو عند البخاري "647"، ومسلم "649"، وأبو داود "559".

الحوراني

3090- الحَوْرَانِيّ 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ, أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ الكِلاَبِيُّ الحَوْرَانِيُّ ثُمَّ السَّامَرِّيُّ المولدِ, شَيْخٌ معمَّر مَشْهُوْر. حدَّث عَنْ عبَّاد بن الوَلِيْدِ الغُبَرِيِّ، وَعَبَّاس التُّرْقُفِيّ, وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيّ، وَأَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ, وَإِسْحَاق بن سَيَّار, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الدُّنْيَا, وعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: تَمَّام الرَّازِيّ, وَيُوْسُف المَيَانَجِي, وَعَبْد الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ, وَأَبُو سُلَيْمَانَ بن زَبْرٍ, وَآخَرُوْنَ. وَله جُزءٌ يَرْوِيْهِ ابْنُ عبد الدائم. توفِّي بِدِمَشْقَ -فِيْمَا أَحسب- فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4 268"، والعبر "2/ 257"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 361".

البخاري

3091- البُخَارِيّ 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ النَّبِيْلُ, أَبُو الفَضْلِ الحَسَنُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ يُوْسُفَ البُخَارِيُّ, ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء, وَأَبَا حَاتِم الرَّازِيّ, وَإِبْرَاهِيْم بنَ عَبْدِ اللهِ القَصَّار, وَأَبَا يَحْيَى بن أَبِي مسرَّة, وَيَحْيَى بنَ أَبِي طَالِبٍ, وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ, وَأَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم, وَابْن مَنْدَة, وَيَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ أَبُو الفَضْلِ العَدْل, كَانَ هُوَ وَأَبُوْهُ مِنْ ذوِي اليَسَار وَالثروَة, لَهُ خطَّة وَمَسْجِدٌ وَبسَاتين, فَأَنفق هَذِهِ الأَمْوَال عَلَى العُلَمَاء وَالصُّلَحَاء, وَبَقِيَ يَأْوِي إِلَى مَسْجِد. توفِّي سَنَةَ اثنتين وأربعين وثلاث مائة -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 259"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 362".

الأردبيلي

3092- الأَرْدُبِيْلِيّ 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُفِيْدُ, أَبُو القَاسِمِ حَفْصُ بنُ عمر الأردبيلي. سَمِعَ أَبَا حَاتِم الرَّازِيّ وَطبقَته بِالرَّيّ, وَيَحْيَى بنَ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبَا قِلاَبَةَ عَبْد المَلِكِ بنَ مُحَمَّدٍ، وَأَقْرَانهَمَا بِبَغْدَادَ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ دَيْزِيل بهَمذَان. وَكَانَ ثِقَةً مجوِّداً عَارِفاً فَهماً مصنِّفًا مَشْهُوْراً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ لاَل، وَأَحْمَدُ بنُ طَاهِرٍ بنِ النَّجم المَيَانَجِي, وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقَدْ نيَّف عَلَى الثَّمَانِيْنَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الرَّبِيْع سُلَيْمَانُ بنُ قُدَامَةَ الحَاكِم, أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ محمد بن الحَافِظِ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الزَّنْجَانَي الفَقِيْه, أَخْبَرَنَا القَاضِي عَبْد اللهِ بن عَلِيٍّ السُّفنِي بأرْدُبيل, حدَّثنا يحيى بن محمد الجعدودي, حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ عُمَرَ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ, حَدَّثَنَا ثَابِت بن مُحَمَّدٍ الزَّاهِد, حدَّثنا الحَارِث بن النُّعْمَانِ, عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكيناً, وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ المَسَاكين" , فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟ قَالَ: "لأَنَّهُم يدخُلُوْنَ الجَنَّةَ قَبْل الأَغْنيَاء بِأَرْبَعِيْنَ خريفًا". وذكر الحديث. تفرَّد به ثابت مُحَمَّدٍ الزَّاهِد شَيْخُ البُخَارِيِّ. وَالحَارِثُ بنُ النُّعْمَانِ هَذَا, قَالَ البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. قُلْتُ: رَوَى ابن ماجه والترمذي في كتابيهما له.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 829"، والعبر "2/ 249"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 349".

الحسن بن سعد

3093- الحسن بن سعد 1: ابن إدريس, الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ, أَبُو عَلِيٍّ الكُتَّامي القُرْطُبِيُّ, عَالِمُ قُرْطُبَة. سَمِعَ مِنْ بقيِّ بنِ مَخْلَدٍ فَأَكْثَر، وَبِمَكَّةَ مِنْ عَلِيّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَبَاليَمَن مِنْ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الدَّبَرِي، وعُبَيْد الكشْوَري, وَبِمِصْرَ مَنْ يُوْسُف بن يَزِيْدَ القَرَاطِيْسِيّ وَبَابته, وَبِالبَصْرَة مِنْ أَبِي مُسْلِم الكَجِّيّ، وَجَال شَرْقاً وَغَرْباً, وَكَانَ يجْتَهد وَلاَ يقلِّد, وَيمِيل إِلَى مَذْهب الشَّافِعِيّ. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ بنِ الفَرَضِي: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ يَحْضُر الشُّوْرَى, فلمَّا رَأَى الفتوَى دَائِرَةً عَلَى المَالِكِيَّة تَرَك شُهُوْدَ الشُّوْرَى, سَمِعَ مِنْهُ النَّاسُ شَيْئاً كَثِيْراً، وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً, وَلَمْ يَكُنْ بِالضَّابطِ جِدّاً, مَوْلِدُهُ بقُرْطُبَة فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, إِلَى أَنْ قَالَ: وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الجُمُعَة, يَوْم عَرَفَة سنة إحدى وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بقُرْطُبَة, وَلَهُ ثَلاَثٌ وَثَمَانُوْنَ سنة وأشهر -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 351"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 840"، والعبر "2/ 225"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 329".

الختلي

3094- الخُتُّلِيّ 1: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ, ابْنُ الخُتُّلِي. سَمِعَ أَبَاهُ, وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي الدُّنْيَا، وَأَبَا إِسْمَاعِيْل التِّرْمِذِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ إِسْحَاقَ القَاضِي, وَهَذِهِ الطَّبَقَة. حدَّث عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ الثَّلاَّج, وَأَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ، وَالقَاضِي أَبُو عُمَرَ الهَاشِمِيّ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ يُذَاكر ويصنِّف وَيتعَاطَى الحِفْظ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ يحفَظُ خَمْسِيْنَ أَلفَ حَدِيْث، وَيُمْلِي مِنْ حِفْظِهِ, وَكَانَ فَهِمًا عَارِفاً ثِقَةً حَافِظاً, سَكَنَ البَصْرَة. قَالَ أَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: دَخَلَ إِلَيْنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الخُتُّلِي إِلَى البَصْرَةِ، وَهُوَ صَاحِبُ حَدِيْث جَلْدٍ مَشْهُوْرٍ بِالحِفْظ, فَجَاءَ وَلَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ مِنْ كُتُبه, فحدَّث شُهوراً, إِلَى أَنْ لحِقَتْه كتُبُه, فسمعته يقول: حدَّثتُ بخَمْسِيْنَ أَلفَ حَدِيْث مِنْ حِفْظِي, إِلَى أَنْ لحقَتْنِي كُتُبِي. قُلْتُ: لَمْ أَرَ أَحَداً أرَّخ وَفَاتَه، وَكَأَنَّهَا فِي سَنَةِ بِضْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وثلاث مائة, وعاش نيفًا وسبعين سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 290"، والإكمال لابن ماكولا "3/ 220"، والأنساب للسمعاني "5/ 45"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 351"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 841".

الصفار

3095- الصَّفَّار 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المحدِّث القُدْوَة, أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ الصفَّار, الزَّاهِد. سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ عِصَام، وَأَسِيْدَ بن عاصم, وأحمد بن مهدي، وعبيد الغزَّال، وَعِدَّة, بِأَصْبَهَانَ بَعْد السِّتيْنَ، وَمائَتَيْنِ, وَسَمِعَ بفَارس مِنْ أَحْمَدَ بنِ مِهْرَانَ بنِ خَالِدٍ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ الفَرَجِ الأَزْرَق، وَأَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيّ, وَابْنِ أَبِي أُسَامَةَ, وَسَمِعَ التَّصَانِيْف مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الدُّنْيَا, وَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ عَلِيّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَجمع وصنَّف فِي الزُّهْرِيَّات، وقَدِمَ نَيْسَابُوْر بَعْد الثَّلاَث مائَة فسكنهَا، وَسَمِعَ المُسْنَد الكَبِيْر من عبد الله بن أحمد بن حنبل, وَكَتَبَ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي تَصَانِيْفَه, وَصَحِبَ الأَوْليَاء وَالعُبَّاد, وَارْتَحَلَ إِلَى الحَسَنِ بنِ سُفْيَان فحَمَل "المُسْنَد", وَكُتُبَ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْهُ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَأَبُو الحُسَيْنِ الحجَّاجي، وَابْنُ مَنْدَة, وَأَبُو سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيّ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ مُحَدِّثُ عَصْره, كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ, لَمْ يرفَعْ رأْسَه إِلَى السَّمَاء -كَمَا بلغَنَا- نَيِّفاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وَكَانَ ورَّاقه أَبُو العَبَّاسِ المِصْرِيّ خَانَه وَاختزلَ عُيون كُتُبه، وَأَكْثَر مِنْ خَمْس مائَة جُزْء مِنْ أُصُوْله, فَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ يُجَامله جَاهِداً فِي اسْترجَاعهَا, فَلَمْ ينجَع فِيْهِ, فَذَهَبَ علمُه بدُعَاءِ الشَّيْخِ عَلَيْهِ. تُوُفِّيَ الشَّيْخُ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ ثَمَان وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَمَاتَ مَعَهُ مُسْنِد بَغْدَادَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ البَخْتَرِيِّ، وَمسنِدُ الثَّغْر عَلِيُّ بنُ أَبِي مَطَر الإِسْكَنْدَرَانِيُّ عَنْ مائَة عَام، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَاصِم الكَرَّاني، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فَضَالَة الحِمْصِيّ بِمِصْرَ، وَالقَاهِرُ بِاللهِ, وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَرْخَان الفَارَابِي المُتَفَلْسِفُ, وَالقَاضِي عُمَرُ بنُ الحَسَنِ الأشناني.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 271"، والأنساب للسمعاني "8/ 47"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 368"، والعبر "2/ 250"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 304"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 349".

الصفار

3096- الصفار 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ, أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عبيد بن إسماعيل البَصْرِيُّ الصَّفَّار, ابْن زَوْجَةَ الكُدَيْمِيُّ, ومُؤلِّف كتَاب السُّنُنِ عَلَى المُسْنَد, الَّذِي يُكثر أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ مِنْ تَخْرِيْجه فِي توَالِيفه. سَمِعَ مُحَمَّدَ بن يونس الكديمي، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ الأَزْرَقُ, وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ غَالِب تَمْتَام, وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيّ, وَأَبَا مُسْلِم الكَجِّيَّ, وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي الدُّنْيَا, وَعَلِيَّ بنَ الحَسَنِ بنِ بَيَان، وَابْنَ أَبِي قمَاش, وَالعَبَّاسَ بنَ الفَضْلِ الأَسْفَاطِي, وَمُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِي، وَخلْقاً مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَة فَأَعْلَى مَا عِنْدَهُ أَصْحَاب يَزِيْد بن هَارُوْنَ, وَنَحْوه. حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ, وَالقَاضِي أَبُو عُمَرَ الهَاشِمِيّ، وَعَلِيُّ بنُ القَاسِمِ النَّجَّاد، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع, وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدَان, وَطَائِفَة. قَالَ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً, صنَّف المُسْنَد وجوَّدَه. قُلْتُ: سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ عَبْدَان فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَتُوُفِّيَ بَعْدَهَا بِقَلِيْلٍ. قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ, أَخْبَرَكُم عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي سَنَة تِسْعٍ وَسِت مائَة حُضُوْراً, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ, أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ طلاَّب, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّار بِبَغْدَادَ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ, حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ يُوْنُس, عَنِ الحَسَنِ, عَنْ أَبِي السَّفَر, عَنْ أُبَيّ بن كَعْب, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إن الله جعل مطعم بن آدم مثلًا للدنيا" 2.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 261"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 845". 2 صحيح: أخرجه الطبراني "531"، والبيهقي في "الزهد الكبير"، "414"، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"، "5/ 136"، وأبو نعيم في "الحلية"، "1/ 254" من طريق أبي حذيفة، به. قلت: أبو حذيفة اسمه: موسى بن مسعود النهدي، وهو وإن كان من شيوخ البخاري إلّا أنه سيء الحفظ، لكنه قد توبع من إسماعيل ابن علية وغيره, عند ابن أبي الدنيا في "الجوع"، "8/ 2/ 9"، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"، "493"، "494"، "495" من طرق عن يونس بن عبيد، عن الحسن، به. وله شاهد عن الضحاك بن سفيان الكلابي عند أحمد "3/ 452"، وإسناده ضعيف، آفته علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. وله شاهد آخر من حديث سلمان عند ابن المبارك في "الزهد"، "491"، والطبراني "6119"، وابن أبي الدنيا في "الجوع" من طريق سفيان، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ, عَنْ سلمان، به. قلت: وهذا إسناد صحيح. والحديث قد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"، "10/ 288"، وقال: "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح".

الصفار

3097- الصفار 1: الإِمَامُ النَّحْوِيُّ الأَدِيْبُ, مُسنِدُ العِرَاقِ, أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن صَالِحٍ البَغْدَادِيُّ الصَّفَّارُ المُلَحِيّ, نسْبَةً إِلَى المُلَح والنَّوَادِر. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَسَمِعَ مِنَ الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ أَرْبَعَة وَتِسْعِيْنَ حَدِيْثاً، وَمِنْ زَكَرِيَّا بن يَحْيَى بنِ أَسَد، وَسَعْدَان بنِ نَصْرٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُنَادِي، وَأَحْمَدُ بنِ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن محمد كربزان, وَعِدَّة, وصَحِبَ أَبَا العبَّاس المُبَرِّد, وَأَكثَرَ عَنْهُ. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن المُظَفَّر وَابْن مَنْدَة، وَأَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ, وَعُبَيْد اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ السَّقَطِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، وَمُحَمَّدُ بنِ الحُسَيْنِ بنِ

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 302"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 371"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "7/ 33"، والعبر "2/ 256"، ولسان الميزان "1/ 432"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 358".

الفَضْلِ القَطَّان، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ مَخْلَد، وخلق سواهم. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ ثِقَةً مُتعصباً لِلسُّنَّة. قُلْتُ: انْتَهَى إِلَيْهِ علوُّ الإِسْنَاد، وَقَدْ رَوَى الحَاكِمُ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ, وَلَهُ شِعْرٌ وَفَضَائِل، وَكَانَ مقدَّمًا فِي العَرَبِيَّة. توفِّي بِبَغْدَادَ فِي رَابِعَ عَشَرَ المُحَرَّم سنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَنْبَأَنَا جَمَاعَةٌ أَجَازَ لَهُم ابْنُ كُلَيْب قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ بَيَانٍ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّاز, أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ "بِجُزْء ابْنِ عَرَفَةَ". وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو المَدِيْنِيّ الخَامِي, وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ بن الصَّمُوت الرَّقِّيُّ، وَالمَنْصُوْرُ العُبَيْدِي, وَأَبُو الطيِّبِ مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْد الحَوْرَانِي الكِلاَبِيُّ، وَأَبُو حَاتِم مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى الوسفندِي، وَإِسْحَاق بنُ مُحَمَّدِ بنُ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بن شَوْذَب بِوَاسِط, وَأَبُو الحَسَنِ شُعبَةُ بنُ الفَضْلِ البَغْدَادِيُّ.

أحمد بن عبيد الصفار

أمَّا: 3098- أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّار 1: المحدِّث, أَبُو بَكْرٍ الحِمْصِيُّ الرُعَيْنِيُّ, فَيَرْوِي عَنْ: أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ المَرْوَزيِّ، وَمُحَمَّدِ بن عُبَيْد الكَلاَعِيِّ, وَطبقتِهمَا. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ مَنْدَة، وَأبُو العَبَّاسِ بنُ الحَاج, وَعَبْد الغنِي بنُ سَعيْدٍ الأزْدِيّ, وَآخَرُونَ. مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. ذَكَرْتُهُ لِلتَّمْيِيْزِ, وَاسم جَدّه أَحْمَد.

_ 1 ستأتي ترجمته في هذا المجلد برقم ترجمة عام "3459".

ابن صفوان

3099- ابن صفوان 1: الشَّيْخ المحدِّث الثِّقَة, أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ صَفْوَانَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البَرْذَعِيُّ. صَاحبُ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الدُّنْيَا, وَرَاوِي كُتُبه. وحدَّث أَيْضاً عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ شَدَّاد المِسْمَعِي صَاحبِ يَحْيَى القَطَّان، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ الفَرَج الأَزْرَق، وَالقَاضِي أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البِرْتِي, وَطَائِفَةٍ. حدث عنه: منصور بن عبد الله الخالدي، ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ دُوسْت, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً. توفِّي فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِبَغْدَادَ. وَالبَرْذَعِيّ نسبَة إِلَى عَمَلِ البَرْذَعَة. أمَّا النِّسبَة إِلَى بلد برذعَة, فَقَدْ قِيْلَ: بدَالِ مهملة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 54"، والعبر "2/ 253"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 356".

الستوري

3100- السُّتُوري 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ الصَّدُوْقُ, أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الفضل بن إدريس السامري الستوري. لَهُ نُسْخَة عَنِ الحَسَنِ بنِ عَرَفَة عَالِيَة, تفرَّد فِي زَمَانِهِ بِهَا, مَا عَلِمْتُه رَوَى سِوَاهَا. حدَّث عَنْهُ: يُوْسُف القَوَّاس، وَابْن حَسنُوْنَ النَّرْسِيّ, وَالحُسَيْنُ بنُ بَرْهَان، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الروزبهَان, وَالحَاكِم. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ العَتِيْقِيّ يوثِّقه، وَقَالَ: مَا سَمِعْتُ شُيُوْخنَا يذكرُونَهُ إلَّا بجَمِيْل. قُلْتُ: توفِّي سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, ولعلَّه قَارب المائَة. رَوَى جُزءهُ النَّفِيس ابْنُ البنُّ عَنْ جَدِّه, عَنِ القَاسِمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ, عَنِ ابْنِ الروزبهَان عَنْهُ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 48"، والأنساب للسمعاني "7/ 41"، والعبر "2/ 262"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 365".

ابن عقبة

3101- ابن عُقْبَة 1: الإِمَامُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ, أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ عُقْبَةَ بنِ هَمَّامٍ الشَّيْبَانِيُّ الكُوْفِيُّ. قَدمَ بَغْدَاد فَرَوَى عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي العَنْبَس، وَالخَضِر بنِ أَبَانٍ, وَسُلَيْمَان بن الرَّبِيْعِ النَّهْدِيّ, وَمُطَيَّن. وَعَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ, وَابْنُ جُمَيْع الغسَّاني، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً أَمِيناً. كَانَ يَقُوْلُ: شهدتُ عِنْد القَاضِي إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي العَنْبَس فِي سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ حمَّاد الحَافِظ: كَانَ شَيْخَ الكُوْفَة، وَمختَار السُّلْطَان وَالقُضَاة, صَاحب جَمَاعَة وَفقهٍ وَتِلاوَةٍ. توفِّي فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ ابْنُ عقدة يحضر عنده كثيرًا.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 79"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 376"، والعبر "2/ 262"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 365".

ابن السماك

3102- ابن السماك 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُكثِرُ الصَّادِق, مُسنِدُ العِرَاقِ, أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ البَغْدَادِيُّ الدَّقَّاقُ, ابْنُ السمَّاك. سَمِعَ باعتناءٍ وَالده مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّد بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُنَادِي، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيِّ، وَحَنْبَل بنِ إِسْحَاقَ, وَالحُسَيْن بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَعْشَر، وَمُحَمَّد بنِ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيّ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْر الحَارِثِيّ كُرْبَزَان, وَيَحْيَى بن أَبِي طَالِبٍ، والحسن بن مكرم, وخلق كثير. وجَمَعَ فَأَوْعَى، وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازل, وَالسمِين وَالهزيل. حدَّث عنه: الدارقطني, وابن شاهين, وابن مندة، وَالحَاكِم, وَأَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ، وَابْن رَزْقُوَيْه, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَضْلِ, وَأَبُو عَلِيٍّ شَاذَان, وعِدَّة. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: شَيْخُنَا أَبُو عَمْرٍو كَتَبَ عَنِ العُطَارِدِيّ ومَنْ بَعْدَهُ, وَكَتَبَ المصنَّفات الطِّوَال بخطِّه, وَكَانَ مِنَ الثِّقَات. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ابْنُ السَّمَّاك ثِقَةً ثَبْتاً, سَمِعْتُ ابْنَ رَزْقُوَيْه يَقُوْلُ: حدَّثنا البَاز الأَبيض أَبُو عَمْرٍو بنُ السمَّاك السُّلَمِيّ, أَخْبَرَنَا الدَّارَقُطْنِيّ, سَمِعْتُ ابْنَ السمَّاك يَقُوْلُ: وُجَّه إليَّ الحُسَيْنُ النُّوبَخّتِي وَقَدْ كُنْتُ قضيتُ لَهُ حَاجَة: ابعثَ إِلَى القَاضِي أَبِي الحُسَيْنِ بنِ أَبِي عُمَرَ ليقبل شَهَادَتك, فَقُلْتُ: لاَ أَنشَطُ لِذَلِكَ, أَنَا أَشْهَدُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَحْدِي, فتقبَّل شهَادتِي, لاَ أُحِبُّ أَنْ أَشهدَ عَلَى العَامَّة وَمعِي آخر. توفِّي فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وشيِّعَه نَحْو خَمْسِيْنَ أَلْفاً, وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ مُحَمَّد. وَقَدْ عمَّر مُحَمَّدٌ هَذَا, وحدَّث عن البغوي وغيره.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 302"، والأنساب للسمعاني "7/ 127"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 378"، والعبر "2/ 264"، وميزان الاعتدال "3/ 31"، ولسان الميزان "4/ 131"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 366".

ابن الحداد

3103- ابن الحَدَّاد 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الثَّبْتُ, شَيْخُ الإِسْلاَم, عَالِمُ العَصْر, أبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الكِنَانِيُّ المِصْرِيُّ الشَّافِعِيُّ, ابْنُ الحَدَّادِ. صَاحبُ كتَابِ الْفُرُوع فِي المَذْهب. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ أَبَا الزِّنْباع رَوْح بنَ الفَرَجِ, وَأَبَا يَزِيْدَ يُوْسُف بن يَزِيْدَ القَرَاطِيْسِيّ، وَمُحَمَّد بن عَقِيْل الفِرْيَابِيّ، وَمُحَمَّد بن جَعْفَرِ بنِ الإِمَام, وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيّ، وَأَبَا يَعْقُوْب المَنْجَنِيْقيَّ, وَخلقاً سِوَاهُم. وَلاَزمَ النَّسَائِيّ كَثِيْراً وتخرَّج بِهِ، وعَوّل عَلَيْهِ, وَاكتفَى بِهِ, وَقَالَ: جعلتُه حُجَّة فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ الله تَعَالَى. وَكَانَ فَى العِلْم بَحْراً لاَ تكدِّره الدِّلاَء, وَلَهُ لَسَنٌ وَبلاغَة وَبَصَرٌ بِالحَدِيْثِ وَرِجَاله, وَعربيَّة مُتقَنَةٌ، وَبَاعٌ مَدِيد فِي الفِقْه لاَ يُجَارَى فِيْهِ, مَعَ التَأَلُّه وَالعِبَادَة وَالنَّوَافل, وبُعْد الصِّيت, وَالعَظَمَة فِي النُّفُوْس. ذكره ابْن زُوْلاَق، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابه فَقَالَ: كَانَ تَقِيّاً متعبِّداً, يحسن عُلوماً كَثِيْرَة, عِلْم القُرْآن وَعِلْم الحَدِيْث وَالرِّجَال وَالكُنَى وَاختلاَفِ العُلَمَاء، وَالنَّحْو وَاللُّغَة وَالشِّعْر, وَأَيَّام النَّاس, وَيختِمُ القُرْآن فِي كُلِّ يَوْم، وَيَصُوْم يَوْماً وَيُفْطِر يَوْماً, كَانَ مِنْ مَحَاسِنِ مِصْر إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ طَوِيْل اللِّسَان, حسن الثِّيَاب وَالمركوب, غَيْرَ مَطْعُوْنَ عَلَيْهِ فِي لَفْظٍ ولا فعل, وكان

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 71"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 379"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 573"، وتذكرة الحافظ "3/ ترجمة 866"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 313"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 367".

حَاذِقاً بِالقَضَاء. صنَّف كتَاب "أَدب القَاضِي" فِي أَرْبَعِيْنَ جُزْءاً، وكتَاب "الفَرَائِض" فِي نَحْو مِنْ مائَة جُزْء. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الأَمِيْن, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ النسَّابة, أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي بنُ صِابر, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الموَازينِي, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ سعْدَان, أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ القَاسِمِ القَاضِي, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَدَّاد, سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيّ, سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بنَ فَضَالَة, سَمِعْتُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه يَقُوْلُ: الشَّافِعِيّ إِمَامٌ. نقُلْتُ فِي "تَاريخ الإِسْلاَم" أنَّ مولد ابْن الحَدَّاد يَوْم مَوْت المُزَنِيّ, وَأَنَّهُ جَالَس أَبَا إِسْحَاقَ المَرْوَزِيَّ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِم وَنَاظرَه. وكتَابُه فِي الفُروع مختصرٌ, دقَّق مَسَائِلَه, شَرحه القفَّال وَالقَاضِي أَبُو الطيِّبِ، وَأَبُو عَلِيٍّ السِّنْجِيّ, وَهُوَ صَاحِبُ وَجْه فِي المَذْهب. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيّ, سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْم بنَ مُحَمَّدٍ النَّسْوِي المُعَدَّل بِمِصْرَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ الحَدَّاد يَقُوْلُ: أَخَذْتُ نَفْسِي بِمَا رَوَاهُ الرَّبِيْع, عَنِ الشَّافِعِيّ, أَنَّهُ كَانَ يختِم فِي رَمَضَانَ سِتِّيْنَ خَتْمَة سِوَى مَا يقرأُ فِي الصَّلاَةِ, فَأَكْثَرُ مَا قَدَرْتُ عَلَيْهِ تسعاً وَخَمْسِيْنَ خَتْمَة, وَأَتَيْت فِي غَيْر رَمَضَان بِثَلاَثِيْنَ خَتْمَة. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ ابْنُ الحَدَّاد كَثِيْر الحَدِيْثِ, لَمْ يحدِّث عَنْ غَيْرِ النَّسَائِيِّ، وَقَالَ: رَضِيْتُ بِهِ حُجَّة بَيْنِي وَبَيْنَ الله. وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ ابْنُ الحَدَّاد يُحسن النَّحْو وَالفَرَائِض, وَيدخُل عَلَى السَّلاَطين، وَكَانَ حَافِظاً للفِقّه عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِيّ, وَكَانَ كَثِيْر الصَّلاَة متعبِّداً, وَلِي القَضَاء بِمِصْرَ نِيَابَةً لابْنِ هروَان الرَّمْلِيّ. وَقَالَ المسبِّحيّ: كَانَ فَقِيْهاً عَالِماً كَثِيْر الصَّلاَة وَالصِّيَام, يَصُوْم يَوْماً وَيُفْطِر يَوْماً, وَيختِم القُرْآن فِي كُلِّ يَوْمٍ وَليلَةٍ, قَائِماً مُصَلِّياً. قَالَ: وَمَاتَ وصلِّيَ عَلَيْهِ يَوْم الأَرْبعَاء, وَدُفِنَ بِسَفْحِ المقطَّم عِنْد قَبْر وَالدَتِه، وَحضر جِنَازَتَه الملكُ أَبُو القَاسِمِ بن الإِخْشِيذ, وَأَبُو المِسْك كَافور, وَالأَعيَانُ, وَكَانَ نسيجَ وَحدِه فِي حِفْظ القُرْآن وَاللُّغَة وَالتَّوسُّع فِي عِلْم الفِقْه، وَكَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ مِنْ سِنِيْنَ كَثِيْرَة يغَشْاهَا المُسْلِمُوْنَ، وَكَانَ جِداً كُلّه, رَحِمَهُ اللهُ, فَمَا خلّف بِمِصْرَ بَعْدَهُ مثله. قَالَ: وَكَانَ عَالِماً أَيْضاً بِالحَدِيْثِ وَالأَسْمَاء وَالرِّجَال وَالتَّارِيْخ. وَقَالَ ابْنُ زُوْلاَق فِي "قُضَاة مِصْر" فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ: سلَّم الإِخْشِيذ قَضَاءَ مِصْر إِلَى

ابْنِ الحَدَّاد، وَكَانَ أَيْضاً ينظُر فِي المَظَالم, وَيوقِّع فِيْهَا, فنَظَر فِي الحكم خِلاَفَةً عَنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيّ, وَكَانَ يجلِسُ فِي الجَامع، وَفِي دَاره, وَكَانَ فَقِيْهاً متعبِّداً, يُحسن علوماً كَثِيْرَةً, مِنْهَا: عِلْم القُرْآن, وَقولُ الشَّافِعِيّ, وَعِلْم الحَدِيْث, وَالأَسْمَاء وَالكُنَى, وَالنَّحْو وَاللُّغه, وَاختلاَف العُلَمَاء، وَأَيَّامُ النَّاس, وَسِير الجَاهِليَة, وَالنَّسب، وَالشِّعْر, وَيحفَظُ شِعراً كَثِيْراً, وَيجيد الشعر, ويختم في كل يوم وَليلَةٍ, وَيَصُوْم يَوْماً وَيُفْطِر يَوْماً, وَيختم يَوْم الجُمُعَة خَتْمَة أُخْرَى فِي رَكْعَتَيْنِ فِي الجَامع قَبْلَ صَلاَة الجُمُعَة, سِوَى الَّتِي يختمهَا كُلّ يَوْم, حسنَ الثِّيَاب رفيعهَا, حسنَ الْمَرْكُوب, فَصِيْحاً غَيْر مَطْعُوْنَ عَلَيْهِ فِي لفظٍ، وَلاَ فَضْل, ثِقَةً فِي اليَد وَالفَرْج وَاللِّسَان, مجموعاً عَلَى صِيَانته وَطَهَارته, حَاذِقاً بعِلْم القَضَاء, أَخذَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ القَاضِي. وَأَخَذَ عِلْم الحَدِيْث عَنِ النَّسَائِيّ, وَالفِقْه عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْل الفِرْيَابِيّ, وَعَنْ بِشْر بن نَصْرٍ, وَعَنْ مَنْصُوْر بن إِسْمَاعِيْلَ، وَابْن بَحْر, وَأَخَذَ العَرَبِيَّة عَنِ ابْنِ وَلاَّد, وَكَانَ لحبِّه الحَدِيْث لاَ يدعُ المذَاكرَة, وَكَانَ يلزَمَهُ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ البَاوردِي الحَافِظُ, فَأَكْثَرَ عَنْهُ مِنْ مصنَّفَاته, فذَاكره يَوْماً بِأَحَادِيْثَ فَاسْتحسنهَا ابْنُ الحَدَّاد وَقَالَ: اكتُبْهَا لِي, فكتَبَهَا لَهُ, فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَسَمِعَهَا مِنْهُ, وَقَالَ: هَكَذَا يُؤخذ العِلْم, فَاسْتحسن النَّاسُ ذَلِكَ مِنْهُ, وَكَانَ تتبَّع أَلفَاظه، وَتُجْمَع أَحْكَامه, وَلَهُ كتَابُ البَاهر فِي الفِقْه نَحْو مائَة جُزْء، وكتَاب الجَامع. وفِي ابْن الحَدَّاد يَقُوْلُ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الكَحَّال: الشَّافِعِيّ تفقهاً وَالأَصْمَعِيّ ... تفنُناً وَالتَّابِعِيْنَ تزهدَا قَالَ ابْنُ زولاَق: حدَّثنا ابْنُ الحَدَّاد بكتَاب خصَائِص عليّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, عَنِ النَّسَائِيّ, فَبَلَغَه عَنْ بَعْضهم شَيْءٌ فِي عَلِيّ فَقَالَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَملِي الكِتَابَ في الجامع. قَالَ ابْنُ زولاَق: وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ حسن قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الحَدَّاد يَقُوْلُ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ ابْنِ الإِخْشِيذ -يَعْنِي: مَلِكَ مِصْر, فلمَّا قُمْنَا أَمسكنِي وَحْدِي فَقَالَ: أَيُّمَا أَفْضَل, أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ أَوْ عليّ؟ فَقُلْتُ: اثْنَيْنِ حِذَاء وَاحد, قَالَ: فَأَيُّمَا أَفْضَل, أَبُو بَكْرٍ أَوْ عليّ؟ قُلْتُ: إِنْ كَانَ عِنْدَك فعلِيّ, وَإِنْ كَانَ برّاً فَأَبُو بَكْرٍ, فَضَحِكَ. قَالَ: وَهَذَا يُشبه مَا بَلَغَنِي عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ, أَنَّهُ سأَله رَجُلٌ: أَيُّمَا أَفْضَل, أَبُو بَكْرٍ أَوْ عَلِيُّ? فَقَالَ: عُدْ إليَّ بَعْد ثَلاَث, فَجَاءهُ فَقَالَ: تقدَّمْنِي إِلَى مُؤخَّر الجَامع, فتقدَّمه, فَنَهَضَ إِلَيْهِ وَاسْتعفَاهُ فَأَبَى, فَقَالَ: عَلِيٌّ, وَتَالله, لَئِنْ أَخَبْرتَ بِهَذَا أَحداً عنِّي لأقولنَّ للأَمِيْرِ أَحْمَدَ بن طُولُوْنَ, فيضربك بالسياط.

وَقَدْ وَلِيَ القَضَاءَ مِنْ قِبَلِ ابْن الإِخْشِيذ, ثُمَّ بَعْد سِتَّة أَشهر وَرد العَهدُ بِالقَضَاء من قاضي العراق ابن أبي الشوارب ابن أَبِي زُرْعَةَ, فَرَكِبَ بِالسَّوَاد، وَلَمْ يَزَلِ ابْنُ الحَدَّاد يَخلفه إِلَى آخر أَيَّامه. وَكَانَ ابْنُ أَبِي زُرْعَةَ يتأدَّب مَعَهُ وَيُعظِّمُه, وَلاَ يخَالفُه فِي شَيْءٍ, ثُمَّ عُزِل عَنْ بَغْدَاد ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ بِأَبِي نَصْرٍ يُوْسُف بنِ عُمَرَ, فَبَعَثَ بِالعهد إِلَى ابْنِ أَبِي زُرْعَةَ. قَالَ ابْنُ خِلِّكَانَ: صنَّف أَبُو بَكْرٍ بنُ الحَدَّاد كتَابَ "الفُروع" فِي المَذْهَب، وَهُوَ صَغِيْرُ الْحَجْم, دقَّقَ مَسَائِلَه، وَشرَحه جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّة؛ منهُم: القفَّال المَرْوَزِيُّ, وَالقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ، وَأَبُو عَلِيٍّ السنجي, إلى أن قَالَ: أَخَذَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ المَرْوَزِيِّ. وَمولده يَوْمَ مَاتَ المُزَنِيّ، وَكَانَ غَوَّاصاً عَلَى المعَانِي محقِّقاً. توفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقِيْلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ. قُلْتُ: حَجَّ وَمَرِضَ فِي رُجُوعه, فَأَدْركه الأَجل عِنْد البِئر وَالجُمَّيْزَة, يَوْم الثّلاَثَاء لأربَع بَقَيْنَ مِنَ المحرَّم سَنَةَ أَرْبَعٍ, وَهُوَ يَوْم دُخُول الرَّكْب إِلَى مِصْرَ، وَعَاشَ تسعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً وَأَشهراً, وَدُفِن يَوْم الأَرْبعَاء عند قبر أمه, أرَّخَه المسبَّحي.

المادرائي

3104- المادَرَائي 1: الوَزِيْرُ المُعظَّمُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ رُسْتُمَ البَغْدَادِيُّ المادَرَائي. وَزَرَ لصَاحب مِصْر خُمَارَوَيْه، وَكَانَ أَبُوْهُ نَاظر خَرَاج مصر. وُلِدَ أَبُو بَكْرٍ سَنَة سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ. واحترقتْ كتُبُه فسلِمَ مِنْهَا جُزْءان, سمِعهُمَا مِنَ العُطَاردِيّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُسْلِم الكَاتِب وَغَيْرهُ. وَكَانَ رَئِيْساً نبيلاً كَثِيْرَ الأَمْوَال جِدّاً, لاَ يلْحق فِي برِّه، وَكَانَ القُضَاةُ وَالكُبَرَاء يتردَّدون إِلَى بَابه, حجَّ عِشْرِيْنَ حجَّةً، وَكَانَ كَثِيْر الصِّيَام, ملاَزِماً للجَمَاعَة، وَقَدْ نُكب مرَّةً عَلَى يَد الوَزِيْر ابْن حِنْزَابة, فوزَنَ أَلف أَلف دِيْنَار، وَحُبِس مُدَّة بِالرَّمْلَة, ثُمَّ أَطْلَقَهُ الإِخشيذ, وَبَالَغَ فِي إِكرَامه. قَالَ المسبِّحيّ: يُقَال: إِن ديوَانَه اشتملَ عَلَى سِتِّيْنَ أَلْفاً مِمَّنْ يمُونهُم، وَكَانَ يتصدَّق فِي الشَّهْرِ بِمائَة أَلف رَطْل دَقِيق، وَقِيْلَ: أَعتقَ فِي عُمره مائَةَ أَلْف نَسمَة، وَكَانَ ذكياً جيِّد البَدِيْهَة, وَكَانَ لَهُ خَتْمَة فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ, وَبَلَغَ ارتفَاعُ أَملاَكه فِي العَامِ أَرْبَع مائَة أَلْف دِيْنَار، وَقَدْ وَرَدَ أَنَّهُ أَنفقَ فِي بَعْض حجَّاتِه مائةَ أَلْف دِيْنَار, نَقله المسبِّحي. توفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وثلاث مائة -رحمه الله.

_ 1 ترجمة في تاريخ بغداد "3/ 79"، والعبر "2/ 268"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 383"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 371".

الأصم

3105- الأصم 1: محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الإمام المحدِّث, مسند العصر, رحلة الوقت, أبو العباس الأموي, مولاه السِّنَانِيُّ المَعْقِلِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الأَصَمُّ, وَلَدُ المُحَدِّث الحَافِظِ أَبِي الفَضْل الورَّاق. كَانَ أَبُوْهُ مِنْ أَصْحَاب إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه, وَعَلِيِّ بن حُجْر، وَكَانَ كَمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: الحَاكِمُ من أَحسن النَّاس خَطّاً, رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَد الدُّوْرِيّ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ العَتَكِيُّ، وَابنُه أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ, وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَدِ ارْتَحَلَ بَابنِه أَبِي العَبَّاس إِلَى الآفَاق، وسمَّعَه الكُتُبَ الكِبَارَ. فسَمِعَ مِنْ: أَحْمَد بن يُوْسُفَ السُّلَمِيّ، وَأَحْمَدَ بن الأَزهَر, وَكَانَ خَاتمَةَ أَصحَابهمَا بِهَا, لكنَّه عُدِمَ سَمَاعه مِنْهُمَا, وَسَمِعَ بِأَصْبَهَانَ مِنْ هَارُوْنَ بن سُلَيْمَانَ، وَأَسِيْد بن عَاصِم, وَبِبَغْدَادَ مِنْ زَكَرِيَّا بن يَحْيَى أَسد المَرْوَزِيّ, صَاحب سُفْيَان بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبَّاس الدُّوْرِيّ, وَمُحَمَّد بن إِسْحَاقَ الصَّغَانِيِّ، وَيَحْيَى بن أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُنَادِي، وَعِدَّة, وَبِمصر مِنْ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ المُرَادِيُّ، وَبَحْرُ بنُ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيّ وَأَقرَانِهم, وَبِدِمَشْقَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ هِشَام بن ملاَّس النُّمَيْرِي, وَيَزِيْدَ بن عَبْدِ الصَّمَدِ، وَأَبِي زُرْعَةَ النَّصْرِي, وَببَيْرُوْت مِنْ: العَبَّاس بن الوَلِيْدِ العُذْرِيّ، وَبَالكُوْفَةِ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيِّ, وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحَارِثِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ العَامِرِيِّ. وحدَّث بكتَاب الأُم للشَافعِي عَنِ الرَّبِيْع, وطال عمره, وبَعُدَ صيته, وتزاحم عليه

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 294"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 386"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 835"، والعِبَر "2/ 273"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 317"، وشذرات الذهب "2/ 373".

الطَّلبَة, وَجمِيع مَا حدَّث بِهِ إِنَّمَا رَوَاهُ مِنْ لَفْظه, فَإِنَّ الصَّممَ لحِقَه وَهُوَ شَابٌّ, لَهُ بِضْع وَعِشْرُوْنَ سَنَةً, بَعْد رُجُوعه مِنَ الرِّحْلَة, ثُمَّ تَزَايد بِهِ، وَاسْتحكَم بِحَيْثُ إِنَّهُ لَا يسمع نهيقَ الحِمَار، وَقَدْ حدَّث فِي الإِسْلاَمِ ستّاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. حدَّث عَنْهُ: الحُسَيْن بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد القَبَّانِيُّ، وَأَبُو حَامِد الأَعْمَشِيُّ, وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ، وحسَّان بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْه، وَأَبُو أَحْمَد بن عَدِيّ, وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَان، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَالإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِي، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَبُو طَاهِر بن مَحْمِش, وَيَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاج، وَأَبُو صَادِق مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الفوَارس العَطَّار, وَالفَقِيْه أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الشِّيْرَازِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رَجَاءٍ الأَدِيْبُ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّاذْياخي، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ شَبِيْب الفَامِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْم بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُعَاوِيَةَ العَطَّار، وَإِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ السُّوسِيُّ، وَالحَسَن بن مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْب المُفَسِّر، وَسَعِيْد بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ عَبْدَان, وَأَبُو الطيب سهل بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَانَ الصُّعْلُوكيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَن المِهْرَجَانِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَامِد أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المُقْرِئ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بَالُوْيَه المُزَكِّي، وَعُبَيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ مَهْدِيّ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ الإِسْفَرَايينِي المُقْرِئ، وَأَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السُّبعِي, وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الطَّهْمَانِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ مَنْصُوْرُ بنُ الحُسَيْنِ المُقْرِئُ، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الحَرَشِيّ الحِيْرِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَيْدٍ، وَأَبُو سَعِيْد مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الصَّيْرَفِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ البَغْدَادِيّ الطِّرَازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَعْفَرٍ الجُرْجَانِيُّ, وَأُمَمٌ سِوَاهُم وَآخَرُوْنَ. رَوَى عَنْهُ: فِي الدُّنْيَا بِالإِجَازَة أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ يكرَه أَنْ يُقَالَ لَهُ الأَصَمُّ, فَكَانَ أَمَامُنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِي يَقُوْلُ المعقلِي: قَالَ: وَإِنَّمَا حدَث بِهِ الصَّممُ بَعْد انصرَافِه مِنَ الرِّحْلَة, وَكَانَ محدِّث عَصْره، وَلَمْ يَخْتلفْ أَحدٌ فِي صِدْقه وَصحَّة سَماعَاته، وضبْط أَبِيهِ يَعْقُوْب الوَرَّاق لَهَا, وَكَانَ يَرْجِع إِلَى حُسْن مَذْهب وَتديُّن, وَبَلَغَنِي أَنَّهُ أَذَّن سبعينَ سَنَةً فِي مسجِدِه, قَالَ: وَكَانَ حَسَن الخُلُق, سخيَّ النَّفْس, وَرُبَّمَا كَانَ يحتَاجُ إِلَى الشَّيْء لِمَعَاشه فيُورق وَيَأْكُل مِنْ كسب يَده, وَهَذَا الَّذِي يُعَاب بِهِ مِنْ أَنَّهُ كَانَ يَأْخذُ عَلَى الحَدِيْث, إِنَّمَا كَانَ يَعِيْبُه بِهِ مَنْ لاَ يَعْرِفُهُ, فَإِنَّهُ كَانَ يكره

ذَلِكَ أَشدَّ الكرَاهَة, وَلاَ ينَاقش أَحداً فِيْهِ, إِنَّمَا كَانَ ورَّاقه وَابنُه يطلُبَان النَّاس بِذَلِكَ, فَيكْرَه هُوَ ذَلِكَ، وَلاَ يقدِرُ عَلَى مخَالِفتهمَا. سَمِعَ مِنْهُ الآباءُ وَالأَبنَاءُ وَالأَحْفَاد, وَكفَاهُ شَرَفاً أَنْ يحدِّث طول تِلْكَ السِّنين، وَلاَ يجدُ أَحدُ فِيْهِ مَغْمزاً بحُجَّةٍ، وَمَا رأَينَا الرِّحْلَة فِي بلاَدٍ مِنْ بلاَد الإِسْلاَم أَكْثَرَ مِنْهَا إِلَيْهِ, فَقَدْ رَأَيْت جَمَاعَةً مِنْ أَهْلِ الأَنْدَلُس, وَجَمَاعَةً مِنْ أَهْلِ طرَاز وَإِسْبيجَاب عَلَى بَابه، وَكَذَا جَمَاعَة مِنْ أَهْلِ فَارس، وَجَمَاعَة مِنْ أَهْلِ الشَّرْق. سمِعته غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَرَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ عَلَى طَرِيْق أَصْبَهَان فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ فسَمِعَ بِهَا، وَلَمْ يَسْمَعْ بِالأَهْواز وَلاَ البَصْرَة حَرْفاً, ثُمَّ حَجَّ، وَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ أَحْمَدَ بن شَيْبَان الرَّمْلِيِّ صَاحبِ ابْنِ عُيَيْنَه, سَمِعَ بِهَا مِنْهُ فَقَطْ, وَسَمِعَ بِمِصْرَ، وَعَسْقلاَن, وَبَيْرُوْتَ, وَدِمْيَاط, وَطَرَسُوْس, سَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيِّ، وَسَمِعَ بحِمْص مِنْ مُحَمَّد بن عَوْف، وَأَبِي عُتْبَة أَحْمَد بنِ الفَرَجِ، وَبَالجَزِيْرَة مِنْ مُحَمَّد بنِ عَلِيِّ بنِ مَيْمُوْن الرَّقِّيِّ، وَسَمِعَ المغازي من لفظ العطاردي، وَسَمِعَ مصنَّفَات عَبْد الوَهَّابِ بنِ عَطَاء مِنْ يَحْيَى بنِ أَبِي طَالِبٍ, وَسَمِعَ مُصنَّفَات زَائِدَة، والسنن لأَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيّ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصَّاغَانِي، وَسَمِعَ العِللَ لعَلِيِّ بن المَدِيْنِيِّ مِنْ حَنْبَل، وَسَمِعَ معَانِي القُرْآن مِنْ مُحَمَّد بن الجَهْمِ السِّمَّرِيّ، وَسَمِعَ التَّارِيْخ مِنْ عَبَّاس الدُّوْرِيّ, ثُمَّ انْصَرف إِلَى خُرَاسَانَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً. سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: حدَّثت بكتَاب معَانِي القُرْآن فِي سَنَةِ نَيِّف وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو حَامِد الأَعْمَشِيُّ: كتَبْنَا عَنْ أَبِي العَبَّاس بنِ يَعْقُوْبَ الورَّاق فِي مَجْلِسِ مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. الحَاكِم: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ الفَضْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن خُزَيْمَةَ, سَمِعْتُ جَدِّي, وسُئِل عَنْ سَمَاع كتَاب المَبْسوط مِنْ أَبِي العَبَّاس الأَصَمِّ فَقَالَ: اسمعُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ ثِقَةٌ, قَدْ رَأَيْتُهُ يسمعُ مَعَ أَبِيهِ بِمِصْرَ, وَأَبُوْهُ يضبِطُ سَمَاعَه. الحَاكِم: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَنْصُوْر القَاضِي, سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْم بنَ عَدِيّ, وَاجتَمَعَ جَمَاعَةٌ يسأَلونه المُقَام بِنَيْسَابُوْرَ لقرَاءةِ المَبْسوط فَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللهِ, عندكُم رَاوِي هَذَا الكِتَاب الثِّقَة المَأْمُوْنُ أبو العباس الأَصَمِّ, وَأَنْتُم تريدُوْنَ أَنْ تسمعُوهُ مِنْ غَيْره. أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِم: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ يَقُوْلُ: مَا بَقِيَ لكتَاب المَبْسوط راوٍ غَيْرَ أَبِي العَبَّاس الورَّاق, وَبَلَغَنَا أَنَّهُ ثِقَةٌ صَدُوْقٌ.

أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم: حَضَرْتُ أَبَا العَبَّاسِ يَوْماً فِي مَسْجده, فَخَرَجَ ليؤذِّن لصَلاَة العَصْر, فوقَفَ مَوْضِع المئْذَنِة ثُمَّ قَالَ بصوتٍ عالٍ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيْع بنُ سُلَيْمَانَ, أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيّ, ثُمَّ ضَحِكَ وَضَحِكَ النَّاسُ, ثُمَّ أذَّن. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الأَصَمّ وَقَدْ خَرَجَ وَنَحْنُ فِي مسجدِه, وَقَدِ امتلأَتِ السِّكَّةُ مِنَ النَّاسِ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ يُمْلِي عَشِيَّة كُلِّ يَوْمِ اثْنَيْنِ مِنْ أُصُولِهِ, فلمَّا نَظَرَ إِلَى كَثْرَة النَّاس وَالغُرباءِ وَقَدْ قَامُوا يُطرقُوْنَ لَهُ, وَيحملونه عَلَى عواتِقِهِم مِنْ بَاب دَاره إِلَى مَسْجده, فَجَلَسَ عَلَى جِدَار المَسْجَد وَبَكَى طَوِيْلاً, ثُمَّ نَظَرَ إِلَى المُسْتَمْلِي فَقَالَ: أُكْتبْ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الأَشَجَّ, سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ إِدْرِيْس يَقُوْلُ: أَتيتُ يَوْماً بَاب الأَعْمَش بَعْد مَوْتِهِ, فَدَقَقْت البَاب فَأَجَابتَنِي جَارِيَةٌ عرَّفتني: هَاي هَاي تَبْكِي: يَا عَبْدَ اللهِ مَا فعلَ جمَاهيرُ العَرَب الَّتِي كَانَتْ تَأَتِي هَذَا البَابَ, ثُمَّ بَكَى الْكثير, ثُمَّ قَالَ: كأنِّي بِهَذِهِ السكة لا يدخلها أحد مِنْكُم, فَإِنِّي لاَ أَسمعُ, وَقَدْ ضَعُفَ البَصَر, وَحَان الرَّحيل, وَانقضَى الأَجَلُ, فَمَا كَانَ إلَّا بَعْد شَهْرٍ أَوْ أَقلّ مِنْهُ حَتَّى كُفَّ بَصَره, وَانقطعت الرِّحلَة, وَانْصَرَفَ الغُرباء, فَرَجَعَ أَمره إِلَى أنَّه كَانَ ينَاول قَلمًا فَيَعْلَمُ أَنَّهُم يطلُبُونَ الرِّوَايَة فَيَقُوْلُ: حدَّثنا الرَّبِيْع, وَكَانَ يحفَظُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً, وَسَبْع حكَايَاتٍ, فيرويهَا, وَصَارَ بِأَسوَأَ حالٍ حَتَّى تُوُفِّيَ. وقَرَأْت بخطِّ أَبِي عَلِيٍّ الحَافِظ يحثُّ أَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ عَلَى الرُّجُوع عَنْ أَحَادِيْثَ أَدخلوهَا عَلَيْهِ, حَدِيْثِ الصَّغَانِيّ عَنْ عَلِيِّ بنِ حَكِيْم, عَنْ حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ, حَدِيْث "قَبْض العِلْم"1, وَحَدِيْث أَحْمَدَ بنِ شَيْبَان, عَنِ ابْنِ عُيَيْنَة, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ سَالِمٍ, عَنْ أَبِيهِ, بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سرية2 ... قَالَ: فَوَقَّعَ أَبُو العَبَّاسِ: كُلُّ مَنْ رَوَى عَنِّي هَذَا فَهُوَ كذَّاب، وَلَيْسَ هَذَا فِي كتَابِي. توفِّي أَبُو العَبَّاسِ فِي الثَّالِثِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ربيعٍ الآخر سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمَاتَ أَبُوْهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِنَيْسَابُوْرَ فِي أَوَّلهَا عَنْ نَحْو سِتِّيْنَ سَنَةً، وَكَانَ ذَا مَعْرِفَة وَفَهْم. حدَّث عَنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَمُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ وعِدَّة. وَعَنْهُ: ابْنُهُ, وَابْن أَبِي حَاتِمٍ، وَمُحَمَّد بن مَخْلَد, وكان بديع الخط.

_ 1 ورد عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: $"إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ, حتى إذا لم يترك عالمًا, اتَّخذ الناس رءوسا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا". رواه البخاري "100"، ومسلم "2673" من طرق عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عبد الله بن عمرو، به. 2 ورد عن عبد الله بن عُمَرَ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سرية وأنا فيهم، قِبَلَ نجد, فغنموا إبلا كثيرة، فكانت سهمانهم اثنا عشر بعيرا, أو أحد عشر بعيرا، ونفلوا بعيرًا بعيرًا". أخرجه مالك "2/ 450"، ومن طريق أحمد "2/ 62"، والبخاري "3134"، ومسلم "1749" واللفظ له عن نافع، عن ابن عمر، به.

ابن أبي ثابت

3106- ابن أبي ثابت 1: القَاضِي الإِمَامُ المصدَّقُ المُعَمَّرُ, أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي ثَابِتٍ العَبْسِيُّ العِرَاقِيُّ السَّامَرِّيُّ, نَزِيْلُ دِمَشْقَ, وَنَائِبُ الحكم بِهَا، وَصَاحبُ ذَاكَ الْجُزْء العَالِي عِنْد كَرِيْمَة. سَمِعَ الحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ، وَسَعْدَان بنَ نَصْرٍ, وزكريا المروزي, وَالرَّبِيْع بنَ سُلَيْمَانَ, وَإِبْرَاهِيْمَ بن مَرْزُوْقٍ، وَمُحَمَّد بنَ عَوْفٍ الطَّائِيّ وَعِدَّة. حدَّث عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيّ القَاضِي، وَعَبْد الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ, وَابْن جُمَيْع, وَأَبُو مُسْلِم الكَاتِب، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عمر بن نصر, وعبد الرحمن ابن أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيّ, وَآخَرُوْنَ. وثَّقه الخَطِيْب. وَكَانَ تَاجراً نبيلاً, كَثِيْرَ الفَضَائِل, عَالِي الرِّوَايَة. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة, عن نيف وتسعين عامًا.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 165"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 364"، والعبر "2/ 247"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 364".

الطحان

3107- الطَّحَّان 1: الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ, أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَمْرِو بنِ جَابِرٍ الطَّحَّانُ, محدِّث الرَّمْلَةِ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ مُحَمَّد بنَ عَوْفٍ الطَّائِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ القَصَّار, وَسُلَيْمَانَ بنِ سَيْفٍ الحرَّاني والعبَّاس بنِ الوَلِيْدِ بن مزيد البيروتي، وبكّار ابن قُتَيْبَةَ، وَالحَارِثَ بن أَبِي أُسَامَةَ, وَأَبَا زُرْعَةَ الدمشقيّ, وطبقتهم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْر، وَمُحَمَّدُ بنُ المظفَّر, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ, وَعُمَر بنُ عَلِيٍّ الأَنْطَاكِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي الْحَدِيد, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغَسَّانِيّ، وَآخَرُوْنَ كَثِيْرُوْنَ. مَاتَ فِي سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة. وفيها توفِّي محدِّث دِمَشْق أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبَّاد الشَّيباني، ومحدِّث أَصْبَهَان أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حكم المَدِيْنِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مَسْعُوْد الزَّنْبَرِي المِصْرِيّ، وَالمُحَدِّث عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ, ومؤرِّخ المَغْرِب المُفْتِي أَبُو العَرَبِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ تَمِيْمٍ الإِفْرِيْقِيّ, وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَمْرٍو اللُؤْلُؤيُّ صَاحبُ أَبِي دَاوُدَ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ القَوَّاس, أَخْبَرْنَا ابْنُ الحَرَسْتاني, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ, أَخْبَرْنَا ابْنُ طَلاَّبٍ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جُمَيْعٍ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو الحَافِظ إِمْلاَءً مِنْ حِفْظِهِ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيّ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاق, عَنْ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ, أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَارَ البَيْت يَوْمَ النَّحْرِ وصلَّى الظَّهرَ بِمِنَى. وَمِمَّا رَوَاهُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ, حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: كَانَ لسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ جليسٌ هُوَ هِشَامُ بنُ يَحْيَى الغسَّاني فَقَالَ: كَانَ عِنْدنَا عَبْدَةُ بنُ رِيَاح صَاحبُ الشُّرْطَة, فَأَتَتْه امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: ابْنِي يعُقُّني, فَبَعَثَ مَعَهَا أَعوَاناً فَقَالُوا: إِنْ أَخَذَ ابْنَك قتَلَه, قالت: كذا? قَالُوا: نَعَمْ, فمَرَّت فرأَتْ شمَّاسًا فَقَالَتْ: هَذَا ابْنِي, فَأَتوهُ بِهِ فَقَالَ: تَعُقُّ أُمَّك? قَالَ: مَا هِيَ أُمِّي, قَالَ: وَتجحدُهَا? اضربوهُ ثُمَّ أَركبَهَا عَلَى عُنُقه, وَنُوديَ عَلَيْهِ: هَذَا جَزَاءُ مَنْ يَعُقُّ أُمّه, فَرَآهُ صَاحبٌ لَهُ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: مِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أُمٌّ فليَذْهَبْ إِلَى عَبْدَة يجعلْ لَهُ أَمّاً.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 823"، والعبر "2/ 229"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 334". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1308" من طريق محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، به.

القطان

3108- القَطَّان 1: الإِمَامُ الحَافِظُ القُدْوَةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ, أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَلَمَةَ بنِ بَحْرٍ القَزْوِيْنِيُّ القطَّان, عَالِمُ قَزْوينَ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَه سُنَنَه، وَمن مُحَمَّدِ بنِ الفَرَجِ الأَزْرَق، وَأَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بن دَيْزِيل, وَالحَارِثِ بنِ أَبِي أُسَامَةَ, وَالقَاسِم بن مُحَمَّدٍ الدَّلَّال، وَيَحْيَى بن عَبْدك القَزْوِيْنِيِّ, وَإِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الدَّبَرِي وَالحَسَنَ بن عَبْدِ الأَعْلَى البَوْسِي -لَقِيَهُمَا بِاليَمَنِ- وَهَذِهِ الطَّبَقَة. وَجمع وصنَّف وتفنَّن فِي العُلُومِ, وثَابر عَلَى الْقرب. حدَّث عَنْهُ: الزُّبَيْر بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَافِظ، وَأَبُو الحَسَنِ النَّحْوِيُّ, وَأَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ فَارس اللُّغَوِيُّ، وَأَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ لاَل, وَأَبُو سَعِيْد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ القَزْوِيْنِيُّ، وَالقَاسِمُ بن أبي المنذر الخطيب، وأحمد بنُ نَصْرٍ الشَّذَائي المُقْرِئ, تَلاَ عَلَيْهِ عَنْ تلاَوتِهِ عَلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الأَزْرَقِ بحَرْف الكِسَائِيِّ. قَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ: أَبُو الحَسَنِ القَطَّان شَيْخٌ عَالِم بجمِيعِ الْعُلُوم وَالتَّفْسِيْر وَالفِقْهِ وَالنَّحْوِ وَاللُّغَة, كَانَ لَهُ بنُوْنَ: مُحَمَّدٌ وَحسنٌ وَحُسَيْنٌ, مَاتُوا شَبَاباً. سَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنْ شُيُوْخ قَزْوين يَقُوْلُوْنَ: لَمْ يرَ أَبُو الحَسَنِ -رَحِمَهُ اللهُ- مِثْلَ نَفْسه فِي الفَضْلِ وَالزُّهْد, أَدَامَ الصِّيَام ثَلاَثِيْنَ سَنَةً, وَكَانَ يُفْطِر عَلَى الخُبزِ وَالمِلْح, وَفَضَائِلُهُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُعَدّ. وَقَالَ ابْنُ فَارس فِي بَعْضِ أَمَاليه: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ القَطَّان بَعْدمَا عَلَت سِنُّه يَقُوْلُ: كُنْتُ حِيْنَ رَحَلْتُ أَحفَظُ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ، وَأَنَا اليَوْمَ لاَ أَقومُ عَلَى حِفْظ مائَة حَدِيْث. وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أُصِبْتُ ببصرِي، وَأَظُنُّ أَنِّي عُوِقْبتُ بكَثْرَةِ كَلاَمِي أَيَّامَ الرِّحْلَة. قُلْتُ: صَدَقَ وَاللهِ, فَقَدْ كَانُوا مَعَ حُسْن القَصْدِ، وَصحَّةِ النِّيَّة, غالبًا يخافون من الكلام

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 218"، وتذكرة الحفَّاظ "3/ ترجمة 833"، والعبر "2/ 267"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 315"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 370".

وَإِظهَار المَعْرِفَة وَالفَضيلَة، وَاليوم يكثرُوْنَ الكَلاَم مَعَ نَقْصِ العِلْمِ وَسوء القَصْد, ثُمَّ إِنَّ اللهَ يفضَحهُم، وَيلوح جهلُهُم وَهوَاهُم وَاضطرَابُهُم فِيمَا عَلِمُوهُ, فنسأَلُ اللهَ التَّوفيقَ وَالإِخلاص. توفِّي هَذَا الإِمَامُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: مسنِدُ وَقتِهِ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَيُّوْبَ العَبَّادَانِيُّ، والمحدِّث أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَعْقُوْبَ بن الجِرَاب البَغْدَادِيُّ بِمِصْرَ, عَنْ بِضْع وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، ومحدِّث مَرْو أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَان الصَّيْرَفِيُّ الدُّخَمْسيني، وَشيخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ البَغْدَادِيُّ، وَمسنِد مِصْر أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ, والعلَّامة أَبُو عُمَرَ الزَّاهِد غُلاَمُ ثَعْلَب, وَالمُحَدِّث أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ نَجِيْح, وَالوَزِيْرُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ رُسْتُم المَادَرَائِيُّ, بِمِصْرَ عَنْ ثمانٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً, وَالمُحَدِّث مُكْرم بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُكْرم القَاضِي بِبَغْدَادَ, وَصَاحبُ مُروج الذّهب أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ المَسْعُوْدِيُّ. أَخْبَرَنَا القَاضِي تَاجِ الدِّيْنِ عَبْدِ الخَالِقِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ ببَعْلَبَكَّ, أَخْبَرَنَا الإِمَامُ عَبْد اللهِ بنُ أَحْمَدَ "ح", أَخْبَرَنَا سُنْقُر بنُ عَبْدِ اللهِ الحَلَبِيُّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ اللُّغَوِيّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ بنُ طَاهِرٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْر مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ, أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ أَبِي المُنْذِر, أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَاجَه, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنيع, حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بنُ شُجَاع, حَدَّثَنَا سَالِم الأَفْطَس, عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَه قَالَ: "الشِّفَاءُ فِي ثَلاَث؛ شُرْبَة عَسَل, وَشَرْطَة مِحْجَم, وَكَيَّةُ نَار, وَأَنَهَى أُمَّتِي عَنِ الكَيِّ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ غَرِيْبٌ, أَخرجه البُخَارِيّ نَازلاً عَنِ الحُسَيْنِ, عَنْ أَحْمَدَ بنِ منيع, فَوَقَعَ لَنَا بدلاً عَالِياً، وَالحُسَيْنُ هُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ القَبَّانِي تِلْمِيْذُ البُخَارِيّ، وراوية مسند أحمد بن منيع عنه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5680"، وابن ماجه "3491"، وأحمد "1/ 245، 246".

ابن شوذب

3109- ابن شوذب 1: المُقْرِئُ المحدِّث أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ شَوْذَبٍ الوَاسِطِيُّ. سَمِعَ: شُعَيْب بنَ أَيُّوْبَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيَّ، وَصَالِحَ بنَ الهَيْثَمِ، وَجَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيَّيْن. وَعَنْهُ: مَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ لاَل، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة, وَابْنُ جُمَيْع الصَّيْدَاوِي، وَأَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، وَعِدَّة. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بنِ بيرِي: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَقرأَ لكتَابِ الله مِنْهُ. وَقَالَ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ في ربيع الآخر.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 259"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 362".

ابن الأخرم

3110- ابن الأخرم 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُتْقِنُ الحُجَّةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ يُوْسُفَ الشَّيْبَانِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ بن الأخرم، ويعرف قديمًا بابن الكرماني. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. شهد جَنَازَة الإِمَام مُحَمَّد بن يَحْيَى الذُّهْلِيّ وصلَّى عَلَيْهِ. وَسَمِعَ مِنْ وَلده يَحْيَى بنِ مُحَمَّد حَيْكان، وَعَلِيّ بنِ الحَسَنِ الهِلاَلِي الدَّرَابَجِردي -وَدَرَابِجِرْد محلَّةٌ مِنْ حَوَاضِرِ نَيْسَابُوْر المتطرِّقَة عَلَى الصَّحرَاء, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء، وخُشْنَام بن الصِّدِّيق, وَإِسْحَاقَ بنِ عِمْرَان الإِسْفَرَايينِي الفَقِيْه, وَالحُسَيْنِ بنِ الفَضْلِ البَجَلِيّ المفسِّر، وَمُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيّ الإِمَام، وَجَعْفَر بنِ مُحَمَّدٍ التُّرك, وَالحُسَيْن بنِ مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد القَبَّانِي, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وجَمع فَأَوعَى, وَمَعَ حفظه وَسَعَةِ عِلْمِهِ لَمْ يَرْحَلْ فِي الحَدِيْثِ, بَلْ قنع بِحَدِيْث بَلَده. حدَّث عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِي, وَحَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْه، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَيَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ, والمزكِّي، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ صدرَ أَهْلِ الحَدِيْث ببلدنَا بَعْد ابْنِ الشَّرْقِيّ, يحفظُ وَيَفْهَم، وصنَّف كتابَ الْمُسْتَخْرج عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ, وصنَّف المُسْنَد الكَبِيْر, وَسَأَلَهُ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاج أَنْ يخرِّج لَهُ كتابًا على صحيح مسلم ففعل.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 836"، والعبر "2/ 265"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 313"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 368".

وَالآنَ قَدْ رويته عَنْ عَلِيٍّ, عَنِ ابْن جَهْضَم, قَالَ: كِلاَهُمَا عِنْدِي, وَقَدْ حَدَّثْتُ بِهِمَا, قَالَ: فَأَخْرجَ إِلَيْنَا حديثَكَ عَنْ عَلِيِّ بنِ الحَسَن. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ بنِ الأَخْرَم يَقُوْلُ: هَذَا جَزَاءُ مَنْ لَمْ يَمُتْ مَعَ أَقْرَانه، وَكُنْتُ أَرَى أَبَا عليّ بَعْدُ نَادماً عَلَى مَا قَالَ ذَلِكَ اليَوْم. قَالَ الحَاكِمُ: مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: فِيْهَا مَاتَ مقرئ بَغْدَاد أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنُ بُويَان, صَاحب حَرْفِ نَافِع، ومحدِّث دِمَشْق أَبُو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأَذْرَعِيُّ، وَمُسْنِد بَغْدَاد أَبُو عَمْرٍو عُثْمَان بنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ بنُ السِّمَّاكِ، وَشيخُ الشَّافِعِيَّة العَلاَّمَة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَدَّاد الكِنَانِيّ بِمِصْرَ، وَمُسْنِد حَلَبَ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى التَّمِيْمِيّ البَغْدَادِيّ العَلاَّف، وَالإِمَامُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن محمد العنبري النيسابوري المفسّر.

والده

3111- والده: وَكَانَ وَالدُ ابْنِ الأَخْرَمِ, الإِمَامُ الفَقِيْهُ, أَبُو يُوْسُفَ الشَّافِعِيُّ, الملقَّب بِالأخْرَم, ذَا حِشْمَةٍ وَمَالٍ. تفقَّه بِمِصْرَ, وَسَمِعَ فِي رِحْلاَتِهِ مِنْ قُتَيْبَة، وَهِشَام بنِ عَمَّارٍ، وَسُوَيْد بنِ سَعِيْدٍ، وَكَتَبَ عَنْهُ مُسْلِم. وحدَّث عَنْهُ: ابْنُهُ, وَابْنُ الشَّرْقِيّ، وَيَحْيَى العَنْبَرِيّ, وَجَمَاعَة. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الرَّجُل الصَّالِح, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ, أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الصَّيْرَفِيّ, أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ سنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ, أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَوْن قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: طيَّبْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لإِحْرَامه حِيْنَ أَحْرَمَ, وطيبته بمِنَى قبل أن يزور البيت1.

_ 1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "1539"، وَمُسْلِمٌ "1189"، وَأَبُو دَاوُدَ "1745"، وَالنَّسَائِيُّ "5/ 137" مِنْ طرق عن عبد الرحمن بن القاسم، به.

البحري

3112- البَحْرِيّ 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الثَّبْتُ, مُحدِّثُ جُرْجَان فِي وَقْتِه, أَبُو يَعْقُوْبَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ الجُرْجَانِيُّ البَحْرِيُّ. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ بِسَّام, وَأَبَا يَحْيَى بن أَبِي مَسَرَّة المَكِّيَّ، وَأَبَا قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيّ، وَهِلاَل بن العَلاَءِ الرَّقِّيَّ، وَالحَارِثَ بن أَبِي أُسَامَةَ, وَإِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الدَّبَرِي، وَبِشْر بنَ مُوْسَى, وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَدِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِي، وَالنُّعْمَان بنُ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ، وَحُسَيْن بنُ جَعْفَر، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ الإِسْمَاعِيْلِيّ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَلِيْلِيّ: هُوَ حَافِظٌ ثِقَةٌ مَذْكُوْرٌ, حَدَّثَنِي عَنْهُ أَرْبَعَة نفر مِنْ أَهْلِ جُرْجَان. وَقَالَ الحَاكِمُ ابْنُ البَيِّع: كَتَبَ إليَّ إِجَازَةً مِنْ جُرْجَان هِيَ عِنْدِي. قُلْتُ: تُوُفِّيَ أَبُو يَعْقُوْبَ البَحْرِيُّ الحَافِظُ سَنَة سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بنِ الخلَّال, أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ, أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَاك, أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ المُغِيْرَةِ وَالحُسَيْن بنُ جَعْفَرٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظ, حَدَّثَنَا هِلاَل بنُ العَلاَءِ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ, حَدَّثَنَا المُغِيْرَةُ بنُ سُلَيْمَانَ, عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ, عَنْ هِشَامٍ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ قُرَيْش وَمَنْ يُقَابِلُهُم يَقُوْلُوْنَ: نخن قُطَّان البَيْت لاَ نفِيض إلَّا مِنْ مِنَى, فَأَنزل الله تعالى {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس} [البقرة: 199] 2 غريب.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهميّ "122"، والأنساب للسمعاني "2/ 96"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة رقم 847"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 245". 2 [البقرة: 199] . والحديث أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "1665"، وَمُسْلِمٌ "1219"، وَأَبُو دَاوُدَ "1910"، وَالتِّرْمِذِيُّ "884"، وَالنَّسَائِيُّ "5/ 255"، وابن ماجه "318"، والبيهقي "5/ 113"، من طرق عن هشام بن عروة، به.

قاسم بن أصبغ

3113- قاسم بن أصبغ 1: ابن مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ نَاصِحٍ, وَقِيْلَ: وَاضِحٌ بدل ناصح, فيحرر هَذَا الإِمَامُ الحَافِظُ العَلاَّمَةُ مُحدَّثُ الأَنْدَلُسِ, أَبُو مُحَمَّدٍ القُرْطُبِيُّ, مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ. سَمِعَ بَقِيَّ بن مَخْلَد, وَمُحَمَّدَ بنَ وَضَّاح, وَأَصْبَغ بنَ خَلِيْلِ، وَمُحَمَّدَ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الخُشَنِيّ، وَطَائِفَةً بِالأَنْدَلُسِ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الصَّائِغ، وَطبقَته بِمَكَّةَ, وَمُحَمَّدَ بنَ الجَهْمِ السِّمَّرِيَّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ قُتَيْبَةَ, وَجَعْفَر بنَ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِر، وَأَبَا بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا, وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ القَاضِي, وَأَكْثَرَ عَنْهُ جِدّاً، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي خَيْثَمَةَ, وَحمل عَنْهُ تَاريخَه، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ القَصَّار, صَاحبَ وَكِيْع بِالكُوْفَةِ, وَخلْقاً سِوَاهُم, وفَاتَه السَّمَاع مِنْ أَبِي دَاوُدَ, فصنَّف سُنَناً على وضع سننه, وصحيح مُسْلِم فَاتَه أَيْضاً فخرَّج صَحِيْحاً عَلَى هَيْئَتِهِ، وألَّف كِتَاب "برِّ الوَالدّينِ" وكتَابُ "مُسنَدِ مَالِكِ" وكتَابَ "المُنْتَقَى فِي الآثَارِ"، وكتَابُ "الأَنسَابِ" بَدِيْع الحُسَن, وَغَيْر ذَلِكَ. حدَّث عَنْهُ: حفيدُه قَاسم بنُ مُحَمَّدِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَاجِي, وَعَبْدُ اللهِ بنُ نَصْرٍ، وَعَبْدُ الوَارِثِ بنُ سُفْيَان، وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنُ مُفرج، وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ نَصْرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ التَّاهَرْتِي، وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَسلُوْنَ, وَأَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ الجَسور, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوّ الإِسْنَاد بِالأَنْدَلُسِ مَعَ الحِفْظ وَالإِتْقَان، وَبرَاعَةِ العَرَبِيَّة, وَالتقدُّم فِي الفتوَى, وَالحُرْمَة التَّامَّة وَالجَلاَلَةِ. أَثْنَى عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحد, وَتوَالِيفُ ابْنِ حَزْم, وَابنِ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبِي الوَلِيْدِ الباجي, طافحةً بروايات قاسم بن أصبغ. مَاتَ بقُرْطُبَةَ فِي جُمَادَى الأُولَى سنَةَ أَرْبَعِيْنَ وثلاث مائة, وكان من أبناء التسعين.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "16/ 236"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 831"، والعبر "2/ 254"، ولسان الميزان "4/ 458"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 357".

البغدادي

3114- البغدادي: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البَغْدَادِيُّ. ارْتَحَلَ وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَيُوْسُفَ بنِ يَزِيْدَ القَرَاطِيْسِيّ وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ خَالِد, وَأَبِي حَارِثَة أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الغسَّاني، وَمِقدَام بن دَاوُدَ الرُّعَيْنِيّ, وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: القَاضِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الحَلَبيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة, وَمنيرُ بنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَّاسِ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الدِّمْيَاطي، وَأَبُوْهُ, وَآخَرُوْنَ. أَخْبَرَنَا الثِّقَةُ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ, أَخْبَرَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ, أَخْبَرَنَا الخِلَعِي, أَخْبَرَنَا منيرُ بنُ أَحْمَدَ الشَّاهد سنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ سَنَة تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة, حدثنا مقدام بن داود عِيْسَى بنِ تَلِيْد سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, حَدَّثَنَا أَسَدُ بنُ مُوْسَى, حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنْ أَبِي جَمْرَة, سَمِعْتُ زَهْدَم بنُ مُضَرِّب, سَمِعْتُ عِمْرَان بنَ حُصَيْن يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُكُم قَرْنِي, ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم, ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم, ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلونَهُمْ" فَقَالَ عِمْرَانُ: لاَ أَدْرِي أَذكر بَعْدَ قرنه قَرْنَين أَوْ ثَلاَثَة? ثُمَّ قَالَ: "إِن بَعْدَكُم قَوْماً يخَونُوْنَ وَلاَ يُؤتمنُوْنَ, وَلاَ يَشهدُوْنَ وَلاَ يُسْتَشهدُوْنَ, وَينذُرُوْنَ وَلاَ يَفُون, وَيظهَرُ فِيهِم السِّمَن" 1 مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. حدَّث البَغْدَادِيُّ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَتُوُفِّيَ بَعْدَ ذَلِكَ بِمِصْرَ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3651"، ومسلم "2535"، وأبو داود "4657".

الزجاجي، والجلاب، والأسواري

الزجاجي، والجلاب، والأسواري: 3115- الزجَّاجيّ 1: شَيْخُ العَرَبِيَّةِ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْحَاقَ البَغْدَادِيُّ النَّحْوِيُّ. صَاحِب "الجُمَل" وَالتَّصَانِيْف، وَتِلمِيذ العلَّامة أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ السَّرِيّ الزجَّاج، وهو منسوب إليه, له "أمالي" أدبية. وقرأَ أَيْضاً عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ بنِ رُسْتُم الطَّبَرِي غُلاَمِ المَازِنِيّ. وَرَوَى عَنِ ابْنِ دُرَيْد وَنِفْطَوَيْه، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ السَّرِيّ السَّرَّاج، وَأَبِي الحَسَنِ الأَخْفش, وَعِدَّة, وتصدَّر بِدِمَشْقَ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الحبَّال، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرٍ, وَالعَفِيْفُ بنُ أَبِي نَصْرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَرَّام النَّحْوِيُّ, وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ السِّقليّ. وَيُقَالُ: أُخْرِجَ مِنْ دِمَشْقَ لتَشَيُّعه، وَكَانَ حَسَنَ السَّمْت, مليح الشَّارَة، وَكَانَ فِي الدَّمَاشِقَة بقَايَا نَصْب، وَلَهُ كتَاب "الإِيضَاح", و"شرح خطبَة أَدبِ الكَاتِب"، وكتَاب "اللاَّمَات" كَبِيْر، و"الْمُخْتَرع فِي القوَافي" وَأَشيَاء. وَقِيْلَ: إِنَّهُ مَا بَيِّضَ مَسْأَلَةً فِي الجُمَل إلَّا وَهُوَ عَلَى وضوء, فلذَلِكَ بُورك فِيْهِ. قَالَ الكتَّاني: مَاتَ الزَّجَّاجِيّ بَطَبريَّة فِي رَمَضَانَ سنة أربعين وثلاث مائة. 3116- الجلَّاب 2: الإِمَامُ المحدِّث القُدْوَةُ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدَانَ بنِ المَرْزُبَانِ الهَمَذَانِيُّ الجلَّاب الجزَّارُ, أَحدُ أَركَانِ السُّنَّةِ بِهَمَذَانَ. سَمِعَ أَبَا حَاتِم الرَّازِيّ, وَإِبْرَاهِيْم بنَ دَيْزِيل, وَهِلاَل بنَ العَلاَءِ, وَمُحَمَّدَ بنَ غَالِب التَّمْتَام, وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي الدُّنْيَا, وَإِبْرَاهِيْم بن نَصْرٍ, وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ, وَعَبْد الرَّحْمَنِ الأَنْمَاطي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَالقَاضِي عَبْد الجَبَّارِ بنُ أَحْمَدَ, وَأَبُو الحَسَنِ بنُ جَهْضَم، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ فَارس, وَآخَرُوْنَ. فَال شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِي: كَانَ صَدُوْقاً قُدْوَة لَهُ أَتْبَاع. توفِّي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: سَمَاع القُدَمَاء مِنْهُ أَصحُّ, ذهب عامَّة كتُبه فِي المِحْنَة, وكُفَّ بصره. 3117- الأسْوَارِيّ 3: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّادِقُ, أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ سَابُورَ الأَسْوَارِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ, مِنْ أَهْلِ قريَة سوَارَى؛ مِنْ أَعمَال أَصْبَهَانَ, ثِقَة رَحَّال. سَمِعَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ القَصَّار، وَأَبَا يَحْيَى بن أَبِي مَسَرَّة، وَأَبَا حَاتِم الرَّازِيّ، وَالفَضْلَ بنَ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِي، وَأَبَا إِسْمَاعِيْل التِّرْمِذِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ غَالِب التَّمْتَام، وَطَبَقَتَهُم. حدَّث عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخ, وَأَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدُوَيْه، وَابْنُ المُقْرِئ, وَعَلِيُّ بنُ مَيْلَة, وَعِدَّة. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. حديثهُ عالٍ فِي الثقفيَّات.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 256"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 367"، والنجوم الزاهرة "3/ 302"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 357". 2 ترجمته في العبر "2/ 360"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 362". 3 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 279"، والأنساب للسمعاني "1/ 257"، والعبر "2/ 261"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 365".

الأذرعي

3118- الأذْرَعِيّ 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الربَّاني القُدْوَةُ, أَبُو يَعْقُوْبَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ هَاشِمٍ النَّهْدِيُّ الأَذْرَعِيُّ, شَيْخُ دِمَشْقَ. ارْتَحَلَ وَسَمِعَ بِمِصْرَ مِنْ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ، وَمِقْدَام بنِ دَاوُدَ, وَأَبِي يَزِيْد القَرَاطِيْسِيّ، وَالنَّسَائِيّ, وَسَمِعَ بحِمْص مِنْ مُوْسَى بنِ عِيْسَى بنِ المُنْذِرِ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ النَّصْرِي. حدَّث عَنْهُ: ابْنُ جُمَيْع, وَابْنُ مَنْدَة, وَتَمَّام الرَّازِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي كَامِل، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرٍ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي نَصْرٍ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ: كَانَ مِنْ جُلَّة أَهْلِ دِمَشْق وعُبَّادها وَعلمَائِهَا. وَقَالَ عَبْدُ القَاهر بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الصَّائِغ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوْب الأَذْرَعِيَّ يَقُوْلُ: سأَلت اللهَ أَنْ يَقْبِضَ بَصرِي فعَمِيْتُ, فتضرَّرْت فِي الطَّهَارَة, فسأَلت اللهَ إعَادَة بَصَرِي, فَأَعَاده تفضُّلاً مِنْهُ. تُوُفِّيَ أَبُو يَعْقُوْبَ يَوْمَ النَّحْرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ القَوَّاسِ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي حُضُوْراً, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ, أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ طلاَّب, حَدَّثَنَا ابْنُ جُمَيْع, حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الأَذْرَعِي, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيّ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ, حَدَّثَنَا زُهَيْر بن عبَّاد, حَدَّثَنَا مَنْصُوْرُ بنُ عمَّار قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ -عَلَيْهِ السَّلاَم: إِنَّ الغَالِبَ لهوَاهُ أَشدُّ مِنَ الَّذِي يَفْتَح المَدِيْنَةَ وحده.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 263"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 366".

العباداني

3119- العَبَّادَانِيّ 1: المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ, أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَيُّوْبَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ عَبْدَةَ العَبَّاداني. حدَّث بِبَغْدَادَ عَنِ: الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيّ، وَعَلِيِّ بنِ حَرْبٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيِّ، وَعَبَّاس التُّرْقُفِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيّ، وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ رَزْقُوَيْه، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، وَالحُسَيْنُ بنُ عُمَرَ بنِ برهَان, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: رَأَيْتُ أَصحَابَنَا يَغْمِزونه بِلاَ حُجَّة, فَإِنَّ أَحَادِيْثَه كُلَّهَا مستقيمَةٌ, خَلاَ حَدِيْثٍ خلَّط فِي إِسنَاده، وَسَمَاعه مِنْ عَلِيّ بن حَرْب بِسَامرَّاء. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ: حملونِي إِلَى الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ فَقَالَ: حَدَّثَنَا المُحَارِبِيُّ, وَنسيتُ البَاقِي. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ القَطَّان: هُوَ صَدُوْقٌ, غَيْر أَنَّهُ سَمِعَ وَهُوَ صَغِيْر. قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 178"، والأنساب للسمعاني "8/ 335"، والعبر "2/ 266"، وميزان الاعتدال "1/ 101"، ولسان الميزان "1/ 182"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 369".

عبد المؤمن بن خلف

3120- عبد المؤمن بن خلف 1: ابن طفيل بن زيد بن طفيل, الإِمَامُ الحَافِظُ القُدْوَةُ, أَبُو يَعْلَى التَّمِيْمِيُّ, النَّسَفيّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ مِنْ جَدِّه الطُّفَيْل بنِ زَيْدٍ وَأَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَأَبِي يَحْيَى بن أَبِي مسرَّة المَكِّيّ، وَإِسْحَاقَ بن إِبْرَاهِيْمَ الدَّبَرِي، وَأَبِي الزِّنْبَاع رَوْح بنِ الفَرَجِ، وَيُوْسُفَ بنِ يَزِيْدَ القَرَاطِيْسِيّ، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيّ وَطَبَقَتِهِم. وَكَانَ مِنَ الفُقَهَاء القَائِلين بِالظَّاهِر بِفقه مُحَمَّد بنِ دَاوُدَ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ مُنَافِراً لأَهْلِ القِيَاس, ثَرِيّاً مُتَّبِعاً نَاسِكاً, كَثِيْر العِلْم. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ المَيْدَانِيُّ، وَأَحْمَد بنُ عمَّار بنِ عصمَة, وَيَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ، وَأَهْلُ نَسَف، وَأَبُو عَلِيٍّ مَنْصُوْر بن عَبْدِ اللهِ الذُّهْلِيّ, وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَلاَبَاذِيُّ, وَعِدَّة. وَبَلَغَنَا أنَّ شَيْخَ المُعْتَزِلَة أَبَا القَاسِم الكَعْبِي, شَيْخَ أَهْلِ الكَلاَم, لَمَّا قَدِمَ نَسَف أَكرمُوهُ، وَلَمْ يَأْتِ إِلَيْهِ أَبُو يَعْلَى, فَقَالَ الكَعْبِي: نَحْنُ نَأْتِي الشَّيْخَ, فلمَّا دَخَلَ لَمْ يَقُمْ لَهُ وَلاَ التَفَتَ مِنْ مِحْرَابه, فكسَّر الكَعْبِيُّ خَجَلَه وَقَالَ: بِاللهِ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّيْخ, لاَ تَقُمْ, وَدَعَا لَهُ وأثْنَى قَائِماً وَانْصَرَفَ. قَالَ جَعْفَرٌ المُسْتَغْفِرِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّد بنُ عَلِيٍّ النَّسَفِي قَالَ: شهدتُ جَنَازَة الشَّيْخ أَبِي يَعْلَى بِالمُصَلَّى, فغشيتنا أصوات طبول مِثْل مَا يَكُون مِنَ العَسَاكر, حَتَّى ظنَّ جمعُنَا أَنَّ جَيْشاً قَدْ قَدِمَ, فكنَّا نَقُوْل: ليتنا صلينا على الشيح قَبْلَ أَنْ يَغْشَانَا هَذَا, فَلَمَّا اجتمعَ النَّاسُ وَقَامُوا للصَّلاَة وَأَنصتُوا هدأَ الصَّوت كَأَنْ لَمْ يَكُنْ, ثُمّ إِنِّيْ رَأَيْت فِي النَّوْمِ كأنَّ إِنسَاناً وَاقفاً عَلَى رَأْس درب أَبِي يَعْلَى وَهُوَ يَقُوْلُ: أَيُّهَا النَّاس, مَنْ أَرَادَ مِنْكُم الطَّرِيْق المُسْتَقِيْم فَعَلَيهِ بِأَبِي يَعْلَى. أَوْ نَحْو هَذَا. تُوُفِّيَ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بنَسَف، وَهِيَ الَّتِي يُقَال لَهَا أَيْضاً نَخْشَب. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَبِي سَعْدٍ التَّمِيْمِيّ, أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ عَلِيٍّ البِيْكَنْدِيُّ, أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ النَّسَفَي, أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُسْتَغْفِرِيُّ, أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ قُدَامَةَ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُؤْمِن بنُ خَلَف, حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ المُغِيْرَة أَبُو عُثْمَانَ, حَدَّثَنَا الفَزَارِيّ, أَخْبَرَنَا يَزِيْدُ بنُ السِّمْط, عَنِ الحَكَمِ بنِ عُبَيْد الأَيْلِيّ, عَنِ القَاسِمِ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَرأَ فِي لَيْلَةٍ تنَزِيْل السَّجْدَة، وَاقْتَرَبَتْ, وَتبَارك, كنَّ لَهُ نُوْراً أَوْ حِرْزاً مِنَ الشَّيْطَانِ, وَرُفع فِي الدَّرَجَاتِ"2. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْب. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الآنمِي، وَإِسْحَاق الأَسَدِيّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَة, أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ بِمَكَّةَ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ الحاكم بطوس,

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 837"، والعبر "2/ 272"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 373". 2 موضوع: آفته الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي، وأبو عبد الله، قال أحمد: أحاديثه كلها موضوعة. وقال السعدي وأبو حاتم: كذاب. وقال النسائي والدارقطني وجماعة: متروك الحديث. وقال البخاري في "الضعفاء": تركوه.

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَخْرس, أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِم غَالِبُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ النَّسَفِي, أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُؤْمِن بنُ خَلَف, أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ المستفَاد, أَخْبَرَنَا وَهْب بنُ جَعْفَرٍ, أَخْبَرَنَا جُنَادَة بن مَرْوَانَ الحِمْصِيُّ, أَخْبَرَنَا الحَارِثُ بنُ النُّعْمَانِ, سَمِعْتُ أَنَس بنَ مَالِك يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن من عِبَادِي مَنْ لَوْ سَأَلَنِي الجَنَّة بحذَافيرهَا لأَعْطيتُهُ، وَلَوْ سَأَلَنِي عِلاَقَةَ سَوْط لَمْ أُعْطِه, أُريد أَنْ أَدَّخِرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ"1. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْب مُنكر, وَفِي إِسنَاده مَنْ لاَ يُعرَف.

_ 1 منكر: فيه جنادة بن مروان الحمصي، اتهمه أبو حاتم. وقال البخاري: منكر الحديث.

الصبغي

3121- الصِّبْغِيّ 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُفْتِي المُحَدِّثُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ, أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ أَيُّوْبَ بنِ يَزِيْدَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّافِعِيُّ, المَعْرُوفُ بِالصِّبْغِيِّ. مَوْلِدُهُ فِي سنة ثمان وخمسين ومائتين. رَأَى يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ الذُّهلي, وَأَبَا حَاتِم الرَّازِيّ. وَسَمِعَ الفَضْل بنَ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِي, وَإِسْمَاعِيْل بنَ قُتَيْبَةَ, وَيُوْسُفَ بنَ يَعْقُوْبَ القَزْوِيْنِيّ، وَالحَارِثَ بنَ أَبِي أُسَامَةَ، وَهِشَام بنَ عَلِيٍّ السِّيْرَافِي، وَعَلِيَّ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ القَاضِي, وَمُحَمَّدَ بنَ أَيُّوْبَ البَجَلِيّ، وَطَبَقَتهُم بِنَيْسَابُوْرَ وَالحِجَاز وَالبَصْرَة وَبغدَاد وَالرَّيّ. وَجمع وصنَّف، وَبَرَعَ فِي الفِقْه, وتميِّزَ فِي عِلْم الحَدِيْث. حَجَّ فِي سَنَةِ 283, فَقَرَأَ لَهُ أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ عَلَى عَمِّه "مُنْتَقَى المُسْنَد". حدَّث عَنْهُ: حَمْزَة بن مُحَمَّدٍ الزَّيْدِيُّ, وَأَبُو عَلِيٍّ الحَافِظ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِم, وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ، وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لمَّا تَرَعْرَعْتُ اشتغَلْتُ بتعلُّم الفُروسيَّة, وَلَمْ أَسْمَعْ حَرْفاً, وحُمِلْتُ إِلَى الرَّيّ وَأَبُو حَاتِمٍ حَيّ, وَسأَلتُه عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي مِيرَاث أَبِي, ثُمَّ رجَعْنَا إِلَى نَيْسَابُوْرَ فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ, فَبَيْنَا أَنَا عَلَى بَاب دَارِنَا وَأَبُو حَامِد بنُ الشَّرْقِيّ, وَأَبُو حامد بن

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 33"، والعبر "2/ 258"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 310"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 361".

حَسْنُويه جَالسَيْن, فَقَالاَ لِي: اشتغلْ بسَمَاع الحَدِيْث, قُلْتُ: مَمَّن؟ قَالاَ: مِنْ إِسْمَاعِيْل بنِ قُتَيْبَةَ, فَذَهَبتُ إِلَيْهِ، وَسَمِعْتُ, فرغِبْتُ فِي الحَدِيْثِ, ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى العِرَاقِ بَعْدُ بِسَنَةٍ. قَالَ الحَاكِمُ: بَقِيَ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ يُفْتِي بِنَيْسَابُوْرَ نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً, وَلَمْ يُؤْخذ عَلَيْهِ فِي فَتَاويه مَسْأَلَة وَهِمَ فِيْهَا, وَلَهُ الكُتُب المبسوطَة مِثْل الطهارة والصلاة والزكاة, ثُمَّ إِلَى آخر كتَاب الْمَبْسُوط. سَمِعْتُ أَبَا الفَضْل بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ يخلُفُ إِمَامَ الأَئِمَة ابْنَ خُزَيْمَةَ فِي الفَتْوَى بِضْع عَشْرَة سَنَةً فِي الجَامع وَغَيْرِه. ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا بَكْرٍ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ فِي مَنَامِي كأنِّي فِي دَارٍ فِيْهَا عُمَر, وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ يسأَلونه المَسَائِل, فَأَشَار إليَّ أَنْ أُجِيبَهُم, فَمَا زِلْت أُسأَل وَأُجيب, وَهُوَ يَقُوْلُ لِي: أَصَبْتَ, إِمضِ, أَصبتَ, إِمضِ, فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, مَا النَّجَاةَ مِنَ الدُّنْيَا أَوِ الْمخْرج مِنْهَا? فَقَالَ لِي بِإِصْبَعه: الدُّعَاء, فَأَعدت عَلَيْهِ السُّؤَال, فجمَعَ نَفْسَه كأنَّه سَاجِدٌ لخضوعه, ثُمَّ قَالَ: الدُّعَاء. قَالَ الحَاكِمُ: وَمن تَصَانِيْفه كتَابُ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَات، وكتَابُ الإِيْمَان, وكتَاب القَدر, وكتَاب الخُلَفَاء الأَرْبَعَة, وكتَاب الرُّؤْيَة, وكتَاب الأَحْكَام، وَحُمِلَ إِلَى بَغْدَادَ, فكَثُرَ الثَّنَاء عَلَيْهِ -يَعْنِي: هَذَا التَأْلِيْف، وكتَاب الإِمَامَة. وَقَدْ سمِعْتُه يخَاطب كَهْلاً مِنْ أَهْلِ فَقَالَ: حدّثونَا عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ حَرْب فَقَالَ لَهُ: دَعْنَا مِنْ حَدَّثَنَا إِلَى مَتَى حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا? فَقَالَ: يَا هَذَا, لَسْت أَشمُّ مِنْ كَلاَمك رَائِحَةَ الإِيْمَان، وَلاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَدْخُل هَذِهِ الدَّار, ثُمَّ هَجَره حَتَّى مَاتَ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ حَمْدُوْنَ يَقُوْلُ: صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ إِسْحَاقَ سِنِيْنَ, فَمَا رَأَيْتهُ قَطُّ تَرَكَ قيَام اللَّيْل, لاَ في سفر ولا حضر. رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ غَيْرَ مَرَّةٍ عقِيب الأَذَان يدعُو وَيَبْكِي، وَرُبَّمَا كَانَ يَضْرب بِرَأْسِهِ الحَائِط, حَتَّى خَشِيْتُ يَوْماً أَنْ يدمَى رَأْسه, وَمَا رَأَيْتُ فِي جَمَاعَةِ مَشَايِخنَا أَحسن صَلاَةً مِنْهُ، وَكَانَ لاَ يَدَع أَحداً يغتَاب فِي مَجْلِسه. وسمِعته غَيْرَ مَرَّةٍ إِذَا أَنشد بيتاً يُفْسِده ويغيِّره حَتَّى يُذْهِبَ الوَزْن، وَكَانَ يُضْرَب المَثَل بعَقْله وَرأَيه. وسُئِلَ عَمَّن يُدرك الرُّكُوْع وَلَمْ يقرأَ الفَاتحَة, فَقَالَ: يعيدُ الرَّكْعَة.

ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ, حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ القَزْوِيْنِيّ, حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ يَحْيَى الأَصْبَهَانِيّ, حَدَّثَنَا سُعَيْر بنُ الخِمْس, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ, عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَنْ أحبَّ أَنْ يلقَى اللهَ غَداً مُسْلِماً فليحَافِظ عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوات الخَمْس حَيْثُ ينادَى بِهن1. قَالَ الحَاكِمُ: كتب عَنِّي الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا وَقَالَ: مَا كتبتُه عَنْ أَحدٍ قَطُّ. وَرَوَاهُ الخَلِيْلِيّ عَنِ الحَاكِم، وَقَالَ الخَلِيْلِيّ: وَرَوَاهُ ابْنُ مَنْدَة عَنِ الصِّبْغِي. وَقَالَ ابْنُ مَنْدَة: كتبه عَنِّي أَبُو الشَّيْخ الحَافِظ. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الهَجَرِيِّ، وَمَا جَاءَ عَنْ سُعَير إلَّا مِنْ هَذَا الوَجْه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَهُوَ إِبْرَاهِيْم الهَجَرِيُّ2 لاَ السَّبِيْعِيّ, ثم بالغ الخليلي في تعظيمه. قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: خَرَجْنَا مِنْ مَجْلِسِ إِبْرَاهِيْم الحَرْبِيّ، وَمَعَنَا رَجُل كَثِيْرُ المجُوْنَ, فَرَأَى أَمردَ فتقدَّم فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ، وَصَافحهُ وقَبَّل عَيْنَيْهِ وخدَّه, ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّبَرِي بصَنْعَاء بِإِسنَاده قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إذا أحبَّ أَحدُكُم أَخَاهُ فليُعْلِمه" 3 فَقُلْتُ: لَهُ: ألَا تَسْتحِي, تلُوْطُ وَتكذِب فِي الحَدِيْثِ؟ يَعْنِي: أَنَّهُ رَكَّب إِسْنَاداً للمَتْن. توفِّي الصِّبْغِي فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ مُسنِد هَمَذَان أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ الأَسَدِيّ، وَشيخ الصُّوْفِيَّة إِبْرَاهِيْمُ بنُ الْمولد, وَالمُسْنِدُ أَبُو الفَضْلِ الحَسَنُ بنُ يَعْقُوْبَ البُخَارِيّ، وَالمُسْنِدُ عَبْد الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدَان الجَلاَّب بهمذَان، وَالقَاضِي العلامة أبو القاسم علي بن محمد بن أَبِي الفَهْمِ التُّنُوخِي، وَشيخُ مَرْو الإِمَامُ أَبُو العَبَّاسِ القَاسِمُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَهْدِيّ السَّيَّارِي, سبط أحمد بن سيار الحَافِظ، وَالمُسْنِد أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ الأَسْوَارِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ, وَشيخُ المُحَدِّثِيْنَ والزهَّاد بِنَيْسَابُوْرَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ داود بن سليمان النيسابوري.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "654" "257"، والنسائي "2/ 108" من طريق علي بن الاقمر، عن أبي الاحوص عن عبد الله بن مسعود، به. 2 هو إبراهيم بن مسلم العبدي، أبو إسحاق الهجري، ليِّن الحديث -كما قال الحافظ في "التقريب": رفع موقوفات من الطبقة الخامسة، روى له ابن ماجه. 3 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 130"، والبخاري في "الأدب المفرد" "542"، وأبو داود "5124"، والترمذي "2393"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" "206"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" "196"، والحاكم "4/ 171"، وأبو نعيم في "الحلية" "6/ 99" من طرق عن يحيى القطان قال: حدثنا ثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ عُبَيْدٍ، عن المقدام بن معدي كرب، به مرفوعًا.

قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المعَالِي أَحْمَد بنِ المُؤَيَّد, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ المأْمونِي, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَعْفَرٍ اليَزْدِيُّ إِمْلاَءً, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ أَيُّوْبَ الصِّبْغِي, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ غَالِب بن حَرْب, حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الجَعْفَرِيُّ, حَدَّثَنَا مَالِكٌ, عَنْ نَافِعٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرُ, أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَرْفَع يَدَيْهِ إِذَا كَبَّر وَإِذَا رَفَعَ1. وَبِهِ: أَخْبَرَنَا الصِّبْغِي, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بن أَبِي مُسَاوِر, حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمر إِسْمَاعِيْل بنُ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: أَملَى عليّ بنُ وَهْب مِنْ حِفْظه, عَنْ يُوْنُس, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ أَنَسٍ, أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَيْسَ عَلَى مُنتَهِب وَلاَ مُختلس ولا خائن قطع" 2. غَرِيْبٌ جِدّاً مَعَ عدَالَة رُوَاته, فَلاَ تَنْبَغِي الرِّوَايَة إلَّا مِنْ كِتَاب, فَإِنِّي أَرَى ابْنَ وَهْبٍ مَعَ حِفْظه وَهِمَ فِيْهِ, وَللمَتْن إِسْنَادٌ غير هذا.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "735"، ومسلم "390"، وأبو داود "721". 2 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "18845"، "18859"، وأبو داود "4391"، والترمذي "1448"، والنسائي "8/ 88-89، 89"، وابن ماجه "2591"، والدارمي "2/ 175"، والطحاوي "3/ 171"، والدارقطني "3/ 187"، والبيهقي "8/ 279" من طرق عن أبي الزبير، عن جابر، به. قلت: وقد صرَّح أبو الزبير بالتحديث من جابر عند عبد الرزاق, فأمِنَّا شر تدليسه.

3122- أَخُوْهُ المعمَّر 1: أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيُّ. سَمِعَ يَحْيَى بنَ الذُّهْلِيِّ, وَسَهْلَ بنَ عَمَّارٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيّ. قَالَ: لَزِمَ الفُتوَّة إِلَى آخر عُمرُه، وَكَانَ أَخُوْهُ ينَهَاهُ عَنِ السَّمَاع لَمَّا كَانَ يتعَاطَاهُ. عَاشَ مائَة سَنَةٍ وَأَربع سِنِيْنَ, وَأَملَى مَجَالِس. مَاتَ سنة أربع وخمسين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 34".

الطبقة العشرون

الطبقة العشرون: 3123- أبو النضر الطُّوسيّ 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الفَقِيْه العَلاَّمَة القُدْوَة شَيْخُ الإِسْلاَم, أَبُو النَّضْر مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الطُّوْسِيّ الشَّافِعِيُّ, شَيْخُ المَذْهَب بِخُرَاسَانَ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ الخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ عُثْمَانَ بنَ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيَّ، وَالحَارِثَ بنَ أَبِي أُسَامَةَ, وَإِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيُّ، وَالفَضْل بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ خُرَّم اليَشْكُرِيّ الهَرَوِيّ، وَأَحْمَدَ بن مُوْسَى الكُوْفِيّ الحَمَّارَ، وَمُحَمَّد بنَ عَمْرو قشمرد الحَرَشيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَيُّوْبَ بن الضُّرَيس، وَأَحْمَد بنَ سَلَمَةَ الحَافِظ، وَالحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ القَبَّانِي, وَتَمِيْم بن مُحَمَّدٍ الحَافِظ، وَمُحَمَّد بنَ نَصْرٍ المَرْوَزِيَّ الفَقِيْه, وَلاَزمه مُدَّة, وَأَكْثَرَ عَنْهُ. وجمعَ وصنَّف، وَعَمِل مُستخرجاً عَلَى صَحِيْح مُسْلِم، وكان من أئمة خراسان بلا مدافعة. قَالَ الحَاكِمُ: رحَلْتُ إِلَيْهِ إِلَى طُوْس مَرَّتين, وَسأَلْتُه مَتَى تتفرَّغ للتَّصْنيف مَعَ هَذِهِ الفتَاوَى الكثيرَة, فَقَالَ: جَزَّأتُ اللَّيْل أَثلاَثاً؛ فثُلُثٌ أصنِّف، وثُلُث أَنَام, وثُلُث أَقْرَأُ القُرْآنَ. قَالَ: وَكَانَ إِمَاماً عَابداً بارعَ الأَدَب, مَا رَأَيْتُ فِي مَشَايِخِي أَحسنَ صَلاَةً مِنْهُ، وَكَانَ يَصُوْمُ الدَّهْر, وَيقومُ ويتصدَّق بِمَا فَضَل مِنْ قُوته، وَكَانَ يَأْمر بِالمَعْرُوف وَيَنْهَى عَنِ المُنْكَر. سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مَنْصُوْر الحَافِظ يَقُوْلُ: أَبُو النَّضْر يُفْتِي النَّاس مِنْ سبعينَ سَنَةً أَوْ نحوِهَا, مَا أُخِذَ عَلَيْهِ فِي فَتْوَى قَطُّ. ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: دَخَلْتُ طُوْس وَأَبُو أَحْمَدَ الحَافِظ عَلَى قَضَائِهَا, فَقَالَ لِي: مَا رَأَيْتُ قَطُّ فِي بلدٍ مِنْ بلاَد الإِسْلاَم مِثْل أَبِي النَّضْرِ -رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ الحَاكمَان، وَلَمْ يقعْ لِي مِنْ حَدِيْثه بِالاتصَال فِيمَا أَعلم. قَالَ الحَاكِمُ: مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وأربعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 264"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 379"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة رقم 861"، والعبر "2/ 264"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 313"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 368".

قُلْتُ: جَاوزَ التِّسْعِيْنَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ الدِّمَشْقِيّ, أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ أَبِي سَعْدٍ فِي كِتَابِهِ, أَخْبَرَنَا جدِّي عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَف, أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا أَبُو النضر الفقيه, حدثنا عثمان بن سَعِيْد, حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ, حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ يَسَار, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ فِي دعَائِه: "اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَعوذُ بِك مِنَ الفَقْرِ وَالقِلَّة وَالذِّلَّة, وَأَعوذُ بِك مِنْ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ" 1. إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ, أَخْرَجَه الحَاكِمُ فِي المُسْتَدْرك. وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ مُوْسَى عَلَى المُوَافقَة, وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ نَازلاً عَنْ حمَّاد، وَلَهُ عِلَّة مِنْ أَجلهَا لَمْ يُخرِجه مُسْلِم, رَوَاهُ النَّسَائِيّ مِنْ وجوهٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ, عَنْ إِسْحَاقَ المَذْكُوْر, فَقَالَ: عَنْ جَعْفَرِ بنِ عيَاض, عَنْ أَبِي هريرة.

_ 1 صحيح: أخرجه الحاكم "1/ 540-541" أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْر الفَقِيْه، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ سعيد الدارمي، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي, وأخرجه أحمد "2/ 305، 325"، وأبو داود "1544، والنسائي "8/ 261"، والبيهقي "7/ 12".

أبو الوليد الفقيه

3124- أبو الوليد الفقيه 1: الإِمَامُ الأَوْحدُ الحَافِظُ المُفْتِي شَيْخُ خُرَاسَان, أَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ هارون النيسابوري الشافعي العابد. وُلِدَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيّ، وَابنِ خُزَيْمَةَ, وَعِدَّة بِبَلَدِهِ, وَالحَسَنِ بنِ سُفْيَان بِنَسَا، وَأَحْمَد بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيّ بِبَغْدَادَ، وَهَذِهِ الطَّبَقَة, وتفقَّه بِأَبِي العَبَّاس بن سُرَيْج، وَهُوَ صَاحِبُ وَجه فِي المَذْهب، وَمن أَغرب مَا أَتَى بِهِ أَنَّهُ قَالَ: مَن كَرَّرَ الفَاتحَة مرَّتين بطَلَتْ صلاَتُه. وَهَذَا خِلاَفُ نَصّ الإمام.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 396"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 863"، والعبر "2/ 281"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 380".

وَقَالَ: الحِجَامَةُ تُفطِّر الحَاجمَ وَالمَحْجُوم. وَالتزم أَنَّهُ هُوَ المَذْهَب لصحَّة الأَحَادِيْث فِيْهِ، وَهَذَا فِيْهِ نَظر؛ لأَنَّ الإِمَامَ مَا ضعَّف الأَحَادِيْث, بل ادَّعى نَسْخَها. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَابنُ مَنْدَة, وَأَبُو طَاهِر بن مَحْمِش، وَالقَاضِي أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الحِيْرِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّهْلِي الصَّفَّار, وَعِدَّة. قَالَ الحَاكِمُ: صنَّف أَبُو الوَلِيْدِ المُسْتَخْرَجَ عَلَى صَحِيْح مُسْلِم. وصنَّف الأَحْكَام عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِيّ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ الأَدِيْب: سَأَلت أَبَا عليّ الثَّقَفِيَّ فَقُلْتُ: مَنْ نسأَل بَعْدَك؟ قَالَ: أَبَا الوَلِيْدِ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الأُسْتَاذَ أَبَا الوَلِيْدِ يَقُوْلُ: قَالَ لِي أَبِي: أَيَّ شَيْء تَجْمعُ? قُلْتُ: أُخرِّج عَلَى كتَاب البُخَارِيِّ, فَقَالَ: عَلَيْكَ بكتَابِ مُسْلِم, فَإِنَّهُ أَكْثَرُ بَرَكَةً, فَإِنَّ البُخَارِيّ كَانَ يُنْسَب إِلَى اللَّفْظ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الذُّهْلِيّ: وَمُسْلِم أَيْضاً نُسِبَ إِلَى اللَّفْظ, ألَا تَرَاهُ كَيْفَ قَامَ مِنْ مَجْلِس الذُّهْلِيّ عَلَى رَأْس الملأِ لَمَّا قَالَ: ألَا مَنْ كَانَ يَقُوْلُ بقولِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ فَلاَ يَقْرَبَنَّا? فَهَذِهِ مَسْأَلَة مُشْكِلَةٌ, وَقَدْ كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ لاَ يَرَوْنَ الخوضَ فِي هَذِهِ المَسْأَلَة, مَعَ أنَّ البُخَارِيَّ -رَحِمَهُ اللهُ- مَا صرَّح بِذَلِكَ, وَلاَ قَالَ: أَلفَاظُنَا بِالقُرْآن مَخْلُوْقَة, بَلْ قَالَ: أَفعَالُنَا مَخْلوقَة، وَالمقروء الْمَلْفُوظ هُوَ كَلاَمُ الله تَعَالَى, وَلَيْسَ بِمَخْلُوْقٍ, فَالسُّكوت عن توسّع العبارات أسلم للإنسان. وَلقد كَانَ أَبُو الوَلِيْدِ هَذَا مِنْ أَركَانَ الدِّين، وَلَمَّا توفِّي رثَاهُ أَبُو طَاهِر بن مَحْمِش الفَقِيْه, أَحدُ تَلاَمِذته بقصيدَة سِتِّيْنَ بيتاً. قَالَ الحَاكِمُ: أَرَانَا أَبُو الوَلِيْدِ نَقْشَ خَاتمه: اللهُ ثِقَةُ حَسَّانِ بن مُحَمَّدٍ, وَقَالَ: أَرَانَا عَبْد المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَدِيّ نَقْش خَاتمه: اللهُ ثِقَة عَبْد المَلِكِ بن مُحَمَّدٍ, وَقَالَ: أَرَانَا الرَّبِيْع نَقْش خَاتمه: اللهُ ثِقَة الرَّبِيْع بن سُلَيْمَانَ, وَقَالَ: كَانَ نقش خَاتم الشَّافِعِيّ: الله ثِقَة مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ, هَذَا إِسْنَاد ثَابِت. مَاتَ أَبُو الوَلِيْدِ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ أَبُو الوَلِيْدِ القُرَشِيّ الأُمَوِيّ الشَّافِعِيّ, إِمَامُ أَهْلِ الحَدِيْث بِخُرَاسَانَ، وَأَزْهَد مَنْ رَأَيْتُ مِنَ العُلَمَاءِ وَأَعبَدُهُم, تفقَّه بِبَغْدَادَ عَلَى ابْنِ سُرَيْج.

قُلْتُ: مَاتَ مَعَهُ عَالِمُ أَصْبَهَان القَاضِي أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَحَافِظُ خُرَاسَان أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ زَيْد النَّيْسَابُوْرِيّ, وَمُسْنِد الْعَصْر بِمِصْرَ أَبُو الفَوَارِسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ السِّنْدِيُّ الصَّابُونِي، وَمُسْنِدُ بَغْدَاد أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ العَطَشِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الخُرَاسَانِيّ، وَمسنِدُ دِمَشْق أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَالِح سِنَان المَخْزُوْمِيّ، وَشيخ القُرَّاء أَبُو طَاهِر عَبْدُ الواحد بن أبي هاشم، والمعمر أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمرويه بن عَلَم الصَّفَّار, وَأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ نِيخَاب الطِّيبي بِبَغْدَادَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ, أَنْبَأَنَا القَاسِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّار, أَخْبَرَتْنَا عَائِشَة بِنْتُ أَحْمَد, أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ البُسْتيّ, أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ المزكِّي, حَدَّثَنَا الزَّاهِد إِمَام عَصْره أَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ, حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيّ, حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ بُكَيْر, حَدَّثَنِي اللَّيْث, عَنِ ابْنِ الهَادِ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يدعُو فِي صلاَتِه: "اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَعوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ, وَأَعوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيْحِ الدَّجَّالِ, وَأَعوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المحيَا وَالمَمَاتِ, اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَعوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ والمغرم" 1 الحديث.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "832"، ومسلم "589".

ابن طباطبا

3125- ابن طَبَاطَبَا 1: الشَّرِيْفُ الكَبِيْرُ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي بن حسن بن الشَّرِيْف طَبَاطَبَا، وَاسمه: إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إبراهيم بن حسن ابن السَّيِّد الإِمَام عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ العَلَوِيّ الحَسَنِي المَدَنِيّ ثُمَّ المِصْرِيّ. كَانَ مُحْتَشِماً ذَا أَمْوَالٍ وَعَقَار وَعَبيد وضِيَاع وَدَائِرَةٍ وَاسِعَة, بِحَيْثُ قِيْلَ: كَانَ فِي دَهْليز دَاره رَجُلٌ يكسرُ اللَّوْز دَائِماً لعمل الحَلْوَاء، وَكَانَ يَصْلُح لِلْخِلاَفَةِ، وَكَانَ يُهدِي إِلى الأُسْتَاذ كَافور، وَإِلى الكُبَرَاء وَلَهُ جَلاَلَة عَجِيْبَة. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَيُقَالُ: بَقِيَ حَتَّى قَدِمَ المُعِزُّ، وَطلب مِنْهُ نَسبَه, وَالظَّاهِر أَنَّ ذَلِكَ يَكُون وَلد هَذَا الشَّرِيْف، وَقِيْلَ: بَلِ الَّذِي كلَّم المعز الشريف أبو إسماعيل الرَّسِّي.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 342".

ابن الجراب

3126- ابن الجراب 1: الشَّيْخُ المُحَدِّث الأَمِيْن, أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى بنِ الجِرَاب البَغْدَادِيُّ البَزَّاز. وُلِدَ بِسَامَرَّاء سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ مُوْسَى بن سَهْل الوَشَّاء، وَأَبَا بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ البِرْتِي، وَعَبْدَ اللهِ بنَ رَوْح المَدَائِنِيّ، وَجَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِر، وَإِسْمَاعِيْل القَاضِي, وَطَبَقَتَهُم. حدَّث عَنْهُ: ابْن جُمَيْع الغَسَّانِيّ، وَالحَافِظ عَبْدُ الغنِي, وَأَخُوْهُ عَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ، وَالحُسَيْنُ بنُ مَيْمُوْنٍ الصَّفَّار، وَالحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بنِ رُزَيْق المَخْزُوْمِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ, وَآخَرُوْنَ. وثَّقه الخَطِيْب. توفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. قَرَأْتُ عَنْ يَحْيَى بنُ أَحْمَدَ الجُذَامِيُّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عمَاد, أَخْبَرْنَا ابْنُ رِفَاعَةَ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ القَاضِي, أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ المَخْزُوْمِيّ الكُوْفِيّ بِمِصْرَ, أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَعْقُوْبَ إِمْلاَءً, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ غَالِب بنِ حَرْب, حَدَّثَنَا عمَّار بنُ زَرْبَى, حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مَنْصُوْر السَّلِيْمِيُّ, عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ, عَنْ وَهْبِ بنِ مُنَبّه قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الكُتُب الَّتِي أُنزلت: إنَّ اللهَ قَالَ لمُوْسَى: أَتَدْرِي لأَيِّ شَيْء كلمتُكَ؟ قَالَ: لأَي شَيْء؟ قَالَ: لأَنِي اطَّلعت فِي قُلُوْب العِبَاد فَلَمْ أَرَ قَلْباً أشدَّ حُبّاً لِي من قلبك.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 304"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 380"، وشذرات لابن العماد الحنبلي "2/ 369".

ابن عبد البر، والتنوخي، والسياري

ابن عبد البر، والتنوخي، والسياري: 3127- ابن عبد البر: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ البر التُّجيبي, الأندلسي القرطبي. سَمِعَ مِنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَأَسلمَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بن لُبَابَة، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ النَّفَّاحِ البَاهِلِيّ, وَطبقَته بِمِصْرَ, وَسَعِيْد بنِ هَاشِمٍ الطَّبَرَانِيّ، وَغَيْرِه بِالشَّامِ, وَرَجَعَ ثُمَّ ارْتَحَلَ فِي الشَّيْخُوخَة. فتوفِّي بِالشَّامِ بِطَرَابُلُس, فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. رَوَى عَنْهُ: عُمَرُ بنُ نُمَارَة الأَنْدَلُسِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عمر النحاس. 3128- التنوخي 1: القَاضِي العَلاَّمَةُ, أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَهْمِ التَّنُوخِيُّ الحَنَفِيُّ. مَوْلِدُهُ بِأَنْطَاكِيَةَ سنَة 278. سَمِعَ أَحْمَد بن خُلَيْد الحَلَبِيّ، وَالحَسَن بن أَحْمَدَ بنِ حَبِيْبٍ صَاحبَ مُسَدَّدٍ، وَعُمَر بنَ أَبِي غَيْلاَن. وَكَانَ معتزليّاً منَاظِراً منجّماً شاعرًا أديبًا, ولي قضاء الأهواز. حدَّث عَنْهُ: ابْنُهُ المُحسِّنُ، وَأَبُو حَفْصٍ الآجُرِّيُّ، وَأَبو القَاسِمِ بن الثلَّاج. وَكَانَ أَحد الأَذكيَاء, حَفِظَ سِت مائَة بَيْتٍ فِي يَوْمٍ وَليلَةٍ, وَلَهُ تَصَانِيْفُ. وَكَانَ المُطِيعُ قَدْ هَمَّ بِتَوْلِيَتِهِ قَضَاءَ القُضَاة. وَلَمَّا تُوُفِّيَ بِالبَصْرَةِ وفَّى عَنْهُ المُهَلَّبِيّ خَمْسِيْنَ أَلفَ دِرْهَمٍ دَيناً. وَقَالَ ابْنُهُ: كَانَ يحفظ للطَّائِيين سِتَّ مائَة قصيدَة، وَيحفَظُ مِنَ النَّحْو وَاللُّغَة شَيْئاً عَظِيْماً, وَمن العَقْلِيَّاتِ، وَيُجيب فِي أَزيدَ مِنْ عِشْرِيْنَ أَلْف حَدِيْث. مَاتَ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3129- السَّيَّاريّ 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الزَّاهِد شَيْخُ مَرْوَ, أَبُو العَبَّاسِ القاسم بن القاسم بن مَهْدِيٍّ السَّيَّارِيُّ المَرْوَزِيُّ, سِبْطُ الحَافِظِ أَحْمَدَ بنِ سَيَّارٍ. سَمِعَ أَبَا المُوَجَّهِ, وَأَحْمَدَ بنَ عبَّاد, وَصَحِبَ مُحَمَّدَ بنَ مُوْسَى الفَرْغَانِيَّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيٍّ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَغيرُهُمَا. وَمن قَوْلِهِ: الخَطْرَةُ لِلنَّبِيِّ, وَالوَسْوَسَة للولِيِّ، وَالفِكْرَةُ للعَامِّي, وَالعَزْم للفَتِيّ. مَاتَ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وأربعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 77"، والأنساب للسمعاني "3/ 93"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 372"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "14/ 162"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 465"، وميزان الاعتدال "3/ 153"، ولسان الميزان "4/ 256"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 310"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 362". 2 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 654"، والأنساب للسمعاني "7/ 212"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 374"، والعبر "2/ 260"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 309"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 364".

ابن الخضر، وابن ماهيان، والنجاد

ابن الخضر، وابن ماهيان، والنجاد: 3130- ابن الخَضِر: الحَافِظُ المُجَوِّدُ الفَقِيْه, أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ الخَضِر بنِ أَحْمَدَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّافِعِيُّ مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ. سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ النَّضْر، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَلِيٍّ الذُّهْلِيّ, وَأَبَا عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيّ. وَعَنْهُ: رفيقُه أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظ, وَأَبُو الوَلِيْدِ حسَّان بنُ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ أربع وأربعين وثلاث مائة. 3131- ابن ماهِيَان 1: المحدِّث الرحَّال الصَّدُوْقُ, أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ حُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَاهِيَانِ الجُرْجَانِيُّ. حدَّث بِنَيْسَابُوْرَ عَنِ الدَّبَرِي، وَإِسْمَاعِيْل القَاضِي، وَتَمْتَام, وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَاكِم، وَكَانَ متكلّماً أَديباً عَالِماً. مَاتَ بِبُخَارَى فِي سنة أربع وأربعين وثلاث مائة. 3132- النجَّاد 2: الإِمَامُ المحدِّث الحَافِظ الفَقِيْه المُفْتِي شَيْخُ العِرَاق, أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ سَلْمَان بنِ الحَسَنِ بنِ إِسْرَائِيْل البَغْدَادِيّ الحَنْبَلِيُّ النجَّاد. وُلِدَ سَنَةَ ثلاث وخمسين ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهميّ "402". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 189"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 390"، وتذكرة الحفَّاظ "3/ ترجمة 838"، وميزان الاعتدال "1/ 101"، ولسان الميزان "1/ 180".

سَمِعَ أَبَا دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيَّ ارْتَحَلَ إِلَيْهِ، وَهُوَ خاتمة أصحابه, وأحمد بنَ مُلاعب، وَيَحْيَى بنَ أَبِي طَالِبٍ, وَالحَسَنَ بنَ مُكْرم, وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ البِرْتِي، وَهِلاَل بنَ العَلاَءِ الرَّقِّيّ, وَارْتَحَلَ إِلَيْهِ، وَإِسْمَاعِيْل القَاضِي, وَيَزِيْد بنَ جَهْور, وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي الدُّنْيَا القُرَشِيَّ صَاحب الكُتُب, وَإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيّ، وَالحَارِثَ بنَ أَبِي أُسَامَةَ, وَالكُدَيْمِيَّ، وَعَبْدَ المَلِكِ بن مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيّ, وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيّ, وَجَعْفَرَ بنَ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيّ، وَمُعَاذَ بنَ المثنَّى, وَبِشْرَ بنَ مُوْسَى, وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ مُطَيَّناً, وَخلْقاً كَثِيْراً. وصنَّف ديوَاناً كَبِيْراً فِي السُّنَنِ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو بكرٍ القَطِيْعِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ العَزِيْزِ الفَقِيْه، وَابْنُ شَاهِيْنٍ, وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَابْنُ مَنْدَة, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الرَّقِّيُّ, وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الفُرَاتِ, وَأَبُو سُلَيْمَانَ الخَطَّابِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم, وَابْن رَزْقُوَيْه، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ, وَأَبُو القَاسِمِ الخِرَقيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدُوَيْه، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَابْنُ عَقِيْل البَاوَرْدِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ بن بِشْرَان, وَعَدَدٌ كَثِيْر. وَكَانَ أَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه يَقُوْلُ: النَّجَّاد ابْنُ صَاعِدنَا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَرِي: كَانَ النَّجَّاد يَصُوْمُ الدَّهْر، وَيُفْطِر كُلَّ لَيْلَة عَلَى رَغِيفٍ, فيترُك مِنْهُ لُقْمَةً, فَإِذَا كَانَ لَيْلَة الجُمُعَة تصدَّق برغيفه، وَاكتفَى بتلك اللقم. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ النَّجَّاد صَدُوْقاً عَارِفاً, صنَّف السُّنن، وَكَانَ لَهُ بِجَامع المَنْصُوْر حَلْقَةٌ قَبْل الجمعَة للفَتْوَى, وَحَلْقَة بَعْد الجُمُعَة للإِمْلاَء. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: حدَّث النَّجَّاد مِنْ كِتَاب غَيْرِه بِمَا لَمْ يَكُنْ فِي أُصوله. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ قَدْ أضرَّ, فلَعَلَّ بَعْضَهُم قَرأَ عَلَيْهِ ذَلِكَ. مَاتَ النجَّاد -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ شَيْخُ الصُّوْفِيَّة المحدِّث جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نُصَيْر الخُلْدِيّ بِبَغْدَادَ، وَقَاضِي مِصْر أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحسن بن الخصيب, ومسند الكوفة أبوالحسن عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الزُّبَيْرِ القُرَشِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَارِثِ بنُ أَبيَضَ. أَخْبَرَنَا الفَقِيْه أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الحَلِيْمِ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُختَار العَابِدِيُّ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثيثي, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّجَّاد قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بنِ الأشعث

وأنا أسمع, حَدَّثَنَا رَجَاء بن مرجَّى, حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الدلَّال, حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ السَّائِبِ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عيَاض, عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمرَه أَنْ يَجْعَلَ مَسْجِدَ الطَّائِف حَيْثُ كَانَتْ طَوَاغِيتُهُم. وَقَعَ لِي مِنْ رِوَايَةِ النَّجَّاد "كتَابُ النَّاسخِ" لأَبِي دَاوُدَ, و"جُزْء الترَاجمِ"، وَالثَّانِي مِنْ "فوائِد الحَاج"، وَخَمسَةُ مَجَالِس, وَمَجْلِس مُفْرَد, وَجُزْء سُقت مِنْهُ الخَبَرَ المَذْكُوْر، وَفِي الأَمَالِي البِشْرَانيَة, وَفِي أَمَالِي أَبِي المُطِيعِ، وَفِي مُستَخرجِ أَبِي عَلِيّ بن شَاذَانَ, وَفِي الأَوَّل وَالثَّانِي لأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَانَ، وَفيهِمَا انتقَاءُ اللاَّلْكَائِيُّ، وَفِي عَشْرَة مَجَالِسِ الحُرْفِي. وفِي الثَّقَفِيَّات، وَأَجزَاء يَحْيَى المُزَكِّي, وَفِي البُلْفسة, وَأَمَاكن.

ابن الحجام

3133- ابن الحَجَّام: شَيْخُ المَالِكِيَّة بِالقَيْرَوَانِ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي هَاشِمٍ مَسرُورٍ التُّجيبي, مَوْلاَهُمُ الإِفْرِيْقِيُّ, عُرِفَ بِابنِ الحجَّام, إِمَامٌ كَبِيْرٌ شَهِير. أَخَذَ عَنْ جَمَاعَةٍ, وَسَمِعَ مِنْ عِيْسَى بنِ مِسْكِيْنٍ, وَابْن أَبِي سُلَيْمَانَ وَطَائِفَة. حَمَلَ عَنْهُ أَبُو محمد بن أبي زيد وجماعة. وَكَانَ عَلَى مَجْلِسه مَهَابَة وَسَكَيْنَة, كَأَنَّمَا عَلَى رءوسهم الطَّير, وَكَانَ يُشبَّه بيَحْيَى بنِ عُمَرَ, وَبحمديس القَطَّان. شَاخ وعمَّر, فَقِيْلَ: إِنَّهُ تدفَّأ بنَارٍ فَاحترق لَمَّا نَعِسَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ ثَلاَثٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً, وَلَهُ عِدَّةُ تَصَانِيْف فِي فنُوْنَ العِلْم, وَكَتَبَ بِخطِّه المُتْقِنِ كَثِيْراً. قَالَ أَبُو الحَسَنِ القَابِسِيُّ: تَرَكَ سَبْعَة قنَاطير كُتُب, كُلُّهَا بخطِّ يَده. فَقِيْلَ: أَخَذَهَا السُّلْطَان العُبَيْدِي, وَمَنَعَ النَّاس مِنْهَا كيداً للإِسْلاَم، وَقِيْلَ: سَلِمَ ثُلُثُهَا, كَانَ قَدْ أَودَعه عِنْد ابْنِ أَبِي زَيْدٍ. نَقَلْتُ حَالَه مِنْ تَاريخِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ المَالِكِيِّ، وَذَكَرَه عياض أيضًا.

أبو وهب

3134- أَبُو وَهْب: زَاهدُ الأَنْدَلُسِ, جَمَع ابْنُ بَشْكُوَالٍ أخباره في جزء مفرد. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ عَوْن الله: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لاَ عَانَق الأَبكَار فِي جنَات النَّعيم، وَالنَّاسُ غداً فِي الحِسَابِ إلَّا مَنْ عَانق الذُّلَّ, وضَاجع الصَّبْر, وَخَرَجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلَ فِيْهَا, مَا رُزِقَ امرؤٌ مِثْل عَافيَة، وَلاَ تصدَّق بِمثل مَوْعِظَة، وَلاَ سَأَلَ مِثْل مَغْفرَة. وَعَنْ خَالِدِ بنِ سَعِيْدٍ قَالَ: قِيْلَ: إنَّ أَبَا وَهب عَبَّاسِي, وَكَانَ لاَ يَنْتَسِبُ، وَكَانَ صَاحِبَ عُزْلَة, بَاعَ مَاعُونَه قَبْل مَوْته, فَقِيْلَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: أُريد سفَراً, فَمَاتَ بَعْدَ أَيَّامٍ يَسِيْرَة. وَعَنِ ابْنِ حَفْصُوْنَ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي وَهْب: تعلم أَنِّي كَبِيْرُ الدَّار, فَاسكنْ مَعِي, وَأَخدِمُك وَأُشَارِكُك فِي الحُلْوِ والمرِّ, قَالَ: لاَ أَفعل, إِنِّيْ طَلَّقْتُ الدُّنْيَا بِالأَمس, أَفَأُرَاجعهَا اليَوْم, فَالمطلِّق إِنَّمَا يطلِّق المرأَة بَعْدَ سُوء خُلُقِهَا وَقِلَّةِ خَيْرهَا, وَلَيْسَ فِي العقلِ الرُّجُوعُ إِلَى مَكروهٍ, وَفِي الحَدِيْثِ "لاَ يُلْدَغُ مُؤْمِنٌ مِنْ جُحْرٍ مرَّتين". وَقَالَ فَقير: فَقَدْ قُلْتُ لَيْلَةً لأَبِي وَهْبٍ: قُمْ بِنَا لزيَارَةِ فُلاَن. قَالَ: وَأَيْنَ العِلْمُ؟ وليُّ الأَمْرِ لَهُ طَاعَة، وَقَدْ منعَ مِنَ المشِي ليلاً. قَالَ يُوْنُس بنُ مُغِيْث: طرأَ أَبُو وَهْب إِلَى قُرْطُبَة، وَكَانَ جليلاً فِي الخَيْر وَالزُّهْد, يُقَال: إِنَّهُ مِنْ وَلد العَبَّاس، وَكَانَ يقصِدُهُ الزُّهَّاد وَيَأْلفُونه, وَإِذَا جَاءهُ مَنْ يُنكر مِنَ النَّاس تَبَالَهَ وَتَوَلَّه, وَإِذَا قِيْلَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ? قال: أنا ابْنُ آدم، وَلاَ يَزِيْد, وَأَخْبَرَنِي مَن صَحِبَه أَنَّهُ يُفْضي مِنْهُ جليسهُ إِلَى عِلْمٍ وَحِلْم، وَيقين فِي الفِقْه وَالحَدِيْث، وَقِيْلَ: كَانَ رُبَّمَا جلَبَ مِنَ النَّبَات مَا يقُوته. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقَبْره يُزَار.

أبو عمر الزاهد

3135- أبو عمر الزَّاهد 1: الإِمَامُ الأَوْحدُ العَلاَّمَةُ اللُّغَوِيُّ المُحَدِّثُ, أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي هَاشِمٍ البَغْدَادِيُّ الزَّاهِدُ, المَعْرُوف بِغُلاَمِ ثَعْلَبٍ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ مِنْ مُوْسَى بنِ سَهْل الوَشَّاء, وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيّ, وَالحَارِثِ بنِ أَبِي أُسَامَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ زِيَاد بنِ مِهْرَانَ السِّمْسَار، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الهَيْثَمِ البَلَدِيِّ, وَإِبْرَاهِيْم الحَرْبِيّ, وَبِشْر بنِ مُوْسَى الأَسَدِيّ, وَأَحْمَد بن سَعِيْدٍ الجَمَّال, وَمُحَمَّدِ بنِ هِشَام بن البَخْتَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ العَبْسِي. وَلاَزم ثَعْلباً فِي العَرَبِيَّة, فَأَكْثَرَ عَنْهُ إِلَى الغَايَة, وَهُوَ فِي عِدَاد الشُّيُوْخ فِي الحَدِيْثِ لاَ الحُفَّاظ, وَإِنَّمَا ذكرتُهُ لِسَعَة حفظه للسان العرب، وصدقه, وعلوّ إسناده.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 356"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 380"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 638"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 844".

حدث عنه: أبو الحسن بن رزقويه, وابن مَنْدَة، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَالقَاضِي أَبُو القاسم بن المُنْذِرِ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ, وَالقَاضِي مُحَمَّد بنُ أَحْمَدَ ابْن المَحَامِلِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الرَّزَّاز, وَأَبُو الحَسَنِ الحَمَّامِي، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَقَعَ لِي أَرْبَعَة أَجزَاءٍ مِنْ حَدِيْثه. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ الزَّاهِد, أَنْبَأَنَا ظفر بنُ سَالِم بِبَغْدَادَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ, أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الشِّبْلِي سنَة 557, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي عُثْمَانَ, أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ, حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ غُلاَمُ ثَعْلب, حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ سَهْل الوَشَّاء, حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر, حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ ثَابِت بن ثَوْبَان, حَدَّثَنَا حَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ, عَنْ أَبِي مُنيب الجُرَشِيّ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بُعِثْتُ بَيْنَ يدِي السَّاعَة بِالسَّيْف حَتَّى يُعَبْدَ اللهُ وَحدَه لاَ شَرِيْكَ لَهُ، وَجَعَلَ رِزْقي تَحْتَ ظلِّ رُمحِي، وَجُعِلَ الذُّلُّ وَالصَّغَار عَلَى مِنْ خَالف أَمرِي, وَمن تشبَّه بقومٍ فَهُوَ مِنْهُم" 1. إِسْنَادُهُ صالح. قَالَ أَبُو الحَسَنِ ابنُ المَرْزُبَان: كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ مَاسِي مِنْ دَار كعْب, يُنفِذُ إِلَى أَبِي عُمَرَ غُلاَم ثَعْلَب، وَقتاً بَعْد وَقت, كفَايته مَا يُنْفِقُ عَلَى نَفْسِهِ, فَقطع ذَلِكَ عَنْهُ مُدَّة؛ لعُذرٍ, ثُمَّ أَنفذَ إِلَيْهِ جُمْلَةَ مَا كَانَ فِي رَسْمه، وَكَتَبَ إِلَيْهِ يعتذرُ فردَّه, وَأَمر أَنْ يُكْتَبَ عَلَى ظهر رُقْعته: أَكْرَمْتَنَا فملكْتَنَا, ثُمَّ أَعْرضْتَ عَنَّا فَأَرَحْتَنَا. قُلْتُ: هُوَ كَمَا قَالَ أَبُو عُمَرَ, لكنِّه لَمْ يُجْمِل فِي الردِّ, فَإِنْ كَانَ قَدْ مَلَكَه بِإِحسَانِه القَدِيْمِ, فَالتملُّكُ بحَاله وَجُبر التَأخير بِمجيئه جُمْلَةً وَبَاعتذَارِه، وَلَوْ أنَّه قَالَ: وَتركتنَا فَأَعَتَقْتَنَا لكَانَ أَليَق. قَالَ الخَطِيْبُ أَبُو بَكْرٍ فِي تَرْجَمَة أَبِي عُمَرَ الزَّاهِد: ابْنُ مَاسِي لاَ أَشُكُّ أَنَّهُ إِبْرَاهِيْم بنُ أَيُّوْبَ وَالد أبي محمد عبد الله.

_ 1 جيد: أخرجه أحمد "2/ 50، 92"، وابن أبي شيبة "5/ 313"، وأبو داود "4031" جزءًا منه -من طريق عبد الرحمن بن ثابت، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي مُنيب الجرشي, عن ابن عمر، به. قلت: إسناده حسن، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ ثَابِتِ بنِ ثَوْبَانَ العَنْسِيُّ، صدوق -كما قال الحافظ في "التقريب"، ورواه ابن أبي شيبة "5/ 322"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "390" من طريق الأوزاعي، عن سعيد ابن جبلة عن طاوس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا.

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عبَّاس بنُ عُمَرَ, سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ الزَّاهِد يَقُوْلُ: تَرْكُ قَضَاء حُقُوق الإِخْوَانِ مَذَلّة، وَفِي قَضَاء حُقُوقهُم رِفْعَة. قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحدٍ يحكِي عَنْ أَبِي عُمَرَ أنَّ الأَشرَافَ وَالكُتَّاب كَانُوا يحضُرُوْنَ عِنْدَهُ ليسمعُوا مِنْهُ كُتب ثَعْلَب وَغيَرهَا، وَلَهُ جُزْء قَدْ جَمَع فِيْهِ فَضَائِل مُعَاوِيَة, فَكَانَ لاَ يتْرك وَاحِداً مِنْهُم يقرأُ عَلَيْهِ شَيْئاً حَتَّى يبتدِئَ بقرَاءة ذَلِكَ الجُزْء. وَكَانَ جَمَاعَة مِنْ أَهْلِ الأَدب لاَ يوثِّقون أَبَا عُمَرَ فِي عِلْم اللغة, حتى قال لِي عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي الفَتْحِ يُقَال: إنَّ أَبَا عُمَرَ كَانَ لَوْ طَارَ طَائِرٌ لقَالَ: حَدَّثَنَا ثَعْلَب, عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ, ثُمَّ يذكر شَيْئاً فِي معنَى ذَلِكَ. فأمَّا الحَدِيْث فرَأَيْتُ جمِيعَ شُيُوْخِنَا يوثِّقونَه فِيْهِ، وحدَّثنا عَلِيُّ بنُ أَبِي عَلِيٍّ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَمن الرُّوَاة الَّذِيْنَ لَمْ يُرَ قَطُّ أَحْفَظ مِنْهُم أَبُو عُمَرَ غُلاَمُ ثَعْلَب, أَمْلَى مِنْ حِفْظِهِ ثَلاَثِيْنَ أَلفَ وَرقَة لغَةً فِيمَا بَلَغَنِي، وَجمِيعُ كُتُبه إِنَّمَا أَملاَهَا بِغَيْر تَصْنِيف, وَلِسَعَةَ حِفْظه اتُّهِمَ، وَكَانَ يُسْأَل عَنِ الشَّيْءِ الَّذِي يُقدّر أَنَّ السَّائِل وَضعه, فيجيبُ عَنْهُ, ثُمَّ يَسأَله غَيْرُه بَعْد سنَةٍ, فَيُجِيب بجَوَابِه. أُخبرت أَنَّهُ سُئِلَ عن قنطرة فَقِيْلَ: مَا هِيَ؟ فَقَالَ: كَذَا وَكَذَا, قَالَ: فتضَاحكنَا، وَلَمَّا كَانَ بَعْد شُهُور هَيَّأْنَا مَنْ سأَله عَنْهَا فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ سُئِلْتُ عَنْ هَذِهِ مُنْذُ شُهُور وَأَجَبْتُ. قَالَ ابْنَ خَلِّكَانَ: اسْتدْرَك عَلَى "الفَصِيْح" لثَعْلب كرَّاسًا سمَّاه: فَائِت الفَصِيْح، وَلَهُ كتَاب "اليَاقُوتَة"، وكتَاب "المُوَضّح", وكتَاب "السَّاعَاتِ"، وكتَاب "يَوْم وَليلَة"، وكتَاب "الْمُسْتَحْسن", وكتَاب "الشُّوْرَى", وكتَاب "الْبيُوع", وكتَاب "تَفْسِيْر أَسْمَاء الشّعرَاء", وكتَاب "القبَائِل", وكتَاب "المكنُوْنَ وَالمكتوم", وكتَاب "التُّفَاحَة"، وكتاب "المَدَاخل" وكتَاب "فَائِت الجمهرَة"، وكتَاب "فَائِت العينِ" وَأَشيَاء. قَالَ الخَطِيْبُ: حَكَى لِي رَئِيْسُ الرُّؤسَاءِ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ, عَمَّن حَدَّثَهُ, أنَّ أَبَا عُمَرَ الزَّاهِد كَانَ يؤدِّب وَلد أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ القَاضِي, فَأَملَى يَوْماً عَلَى الغُلاَم ثَلاَثِيْنَ مَسْأَلَة فِي اللُّغَة، وَختمَهَا بِبَيْتَيْنِ قَالَ: فَحَضَرَ ابْنُ دُرَيْد وَابْنُ الأَنْبَارِيّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مِقْسَم عِنْد القَاضِي, فَعَرض عَلَيْهِم المَسَائِل فَمَا عرفُوا مِنْهَا شَيْئاً، وَأَنكرُوا الشّعر, فَقَالَ لَهُم القَاضِي: مَا تقولُوْنَ فِيْهَا? فَقَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيّ: أَنَا مَشْغُول بِتَصْنِيف مُشكل القُرْآن, وَقَالَ ابْنُ مِقْسَم: وَذكر اشتغَاله بِالقِرَاءات, وَقَالَ ابْنُ دُرَيْد: هِيَ مِنْ وَضْع أَبِي عُمَرَ، وَلاَ أَصل لِشَيْءٍ مِنْهَا فِي اللُّغَة, فَبَلَغَ أَبَا عُمَرَ, فسَأَلَ مِنَ القَاضِي إِحضَارَ دَواوين جَمَاعَة عيَّنهُم لَهُ, فَفَتَحَ خَزَائِنه,

وَأَخْرَجَ تِلْكَ الدَّواوين, فَلَمْ يَزَلْ أَبُو عُمَرَ يعمِدُ إِلَى كُلِّ مَسْأَلَة وَيخرجُ لَهَا شَاهداً، وَيعرِضُهُ عَلَى القَاضِي حَتَّى تمَّمهَا, ثُمَّ قَالَ: وَالبيتَان أَنْشَدَنَاهُمَا ثَعْلب بحضرَةِ القَاضِي، وَكَتَبَهُمَا القَاضِي عَلَى ظَهْر الكِتَاب الفُلاَنِي, فَأَحضر القَاضِي الكِتَابَ فَوجَدهُمَا, وَانْتَهَى الخَبَرُ إِلَى ابْنِ دُرَيْد, فَمَا ذكر أَبَا عُمَرَ الزَّاهِد بلفظَةٍ حَتَّى مَاتَ. ثُمَّ قَالَ رَئِيْسُ الرُّؤسَاء: وَقَدْ رَأَيْتُ أَشيَاء كَثِيْرَةً مِمَّا اسْتُنكر عَلَى أَبِي عُمَرَ، وَاتُّهِم فِيْهَا مدوَّنَةً فِي كتُب أَئِمَّة العِلْمِ، وَخَاصَّةً فِي غَرِيْب المصَنَّف لأَبِي عُبَيْد، أَوْ كَمَا قَالَ. قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الوَاحِد بن بَرهْان يَقُوْلُ: لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي عِلْم اللُّغَة أَحدٌ مِنَ الأَوَّلين وَالآخرين أَحسنَ كَلاَماً مِنْ كَلاَمِ أَبِي عُمَرَ الزَّاهِد, قَالَ: وَلَهُ كتَاب غَرِيْبِ الحَدِيْثِ, ألَّفه عَلَى مُسْنَد أَحْمَدَ بن حَنْبَل، وَلليَشْكُرِي فِي أَبِي عُمَرَ قصيدَةٌ مِنْهَا: فَلَو أَننِي أَقْسَمْتُ مَا كُنْتُ كَاذِباً ... بِأَنْ لَمْ يَرَ الرَّاؤون حِبْراً يُعَادِلُهْ إِذَا قُلْتَ شَارَفْنَا أَواخِر عِلْمه ... تفجَّر حَتَّى قُلْتَ هَذَا أَوائِلُهْ مَاتَ أَبُو عُمَرَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

ابن نجيح

3136- ابنُ نَجيح 1: المُحَدِّثُ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ نَجِيح البَغْدَادِيُّ البَزَّاز. وُلِدَ سَنَةَ 263. سَمِعَ يَحْيَى بنَ جَعْفَر, وَأَبَا قِلاَبَةَ، وَمُحَمَّد بنَ الفرج الأزرق، وأبا العيناء, وعدة. وَعَنْهُ: ابْنُ رَزْقُوَيْه, وَابْنُ الفَضْلِ القَطَّان، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَالحَاكِم, وَجَمَاعَةٌ. وَصفه ابْن رَزْقُوَيْه بِالحِفْظِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ خمس وأربعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 118"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 370".

ابن حذلم

3137- ابن حَذْلَم 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ مُفْتِي دِمَشْق, وَبَقِيَّة الفُقَهَاءِ الأَوْزَاعِيَّةِ, القاضي أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أَيُّوْبَ بنِ دَاوُدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَذْلم الأَسَدِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الأَوْزَاعِيُّ. حدَّث عَنْ أَبِيهِ, وَبَكَّار بنِ قُتَيْبَةَ القَاضِي، وَيَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ, وَسَعْدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَيْرُوْتِيّ، وَأَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، وَالحَسَنِ بنِ جَرِيْر الصُّوْرِيّ, وَجَمَاعَةٍ. حدَّث عَنْهُ: تمَام الرَّازِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة, وَالحُسَيْنُ بنُ مُعَاذ الدَّارَانِي، وَأَبُو عَبْدِ الله بن أبي كامل, وعبد الرحمن بن أَبِي نَصْرٍ, وَآخَرُوْنَ. وتصدَّر للاشتغَال، وَنَاب فِي قَضَاء دِمَشْق عَنِ الحُسَيْن بن هَرْوَان، وَعَنْ أبي الطاهر الذهلي. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ الرَّازِيّ: كَانَتْ لَهُ حَلْقَة فِي جَامع دِمَشْق يُدَرِّسُ فِيْهَا مَذْهَب الأَوْزَاعِيّ. أَنْبَأَنَا ابْنُ عَلاَّن, عَنِ القَاسِمِ بنِ عَسَاكِر, أَخْبَرَنَا أَبِي, أَخْبَرْنَا ابْنُ الأَكْفَانِي, أَخْبَرَنَا الكَتَّانِي, أَخْبَرَنَا تمَّام قَالَ: كَانَ القَاضِي أَبُو الحَسَنِ بنُ حَذْلم لَهُ مَجْلِس فِي الجُمُعَة, يُمْلِي فِيْهِ فِي دَارِه, فَحَضَرْنَا فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ, وَعَنْ يمِينه أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَعَنْ يسَاره عُثْمَان وَعلِي, فِي دَارِي, فجئتُ فَجلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ, فَقَالَ لِي: يَا أَبَا الحَسَنِ, قَدِ اشْتَقْنَا إِلَيْك, فَمَا اشتقْتَ إِلَيْنَا. قَالَ تَمَّام: فَلَمْ يمضِ جُمُعَة حَتَّى تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ الكَتَّانِي: وَكَانَ قَاضِي دِمَشْقَ, وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً نبيلاً. وَقَالَ ابْنُ زَبْرٍ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ, وَلَهُ تسع وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: كَانَ جدّهم حَذْلم من النصارى فأسلم.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 320"، وشذرات الذَّهب لابن العماد "2/ 374".

ابن خزيمة، والعقبي، والأمين

ابن خزيمة، والعقبي، والأمين: 3138- ابن خُزَيْمَة 1: الشَّيْخُ المُحَدِّث الثِّقَة, أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ بنِ خُزَيْمَةَ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ أَبَا قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيَّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوْحٍ المَدَائِنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ السُّلَمِيّ, وَأَحْمَدَ بنَ سعيد الجمال, وطبقتهم ببغداد, ولم يرحل. حدَّث عنه: الدارقطني والحاكم، وابن رزقويه, وأبو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، وَأَخُوْهُ عَبْد المَلِكِ, وَآخَرُوْنَ. وقال أبو الفتح بنُ أَبِي الفَوَارس: هُوَ أَوَّل شَيْخٍ سَمِعْتُ مِنْهُ. قُلْتُ: وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ, وتوفِّي فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَعَ لِي الجُزْء الثَّالِث مِنْ حَدِيْثه، وَهُوَ أَقدمُ شَيْخٍ لعَبْدِ المَلِكِ بنِ بِشْرَان. 3139- العَقَبِيّ 2: الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّدُوْق, أَبُو أَحْمَدَ حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ البَغْدَادِيُّ العَقَبِيُّ الدِّهْقَانُ, يَسْكُنُ بِالعَقَبَةِ الَّتِي بِقُرْبِ دِجْلَةَ. سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الجَبَّارِ، وَمُحَمَّدَ بنَ عِيْسَى بنِ حَيَّان, وَالعَبَّاس بنَ مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي الدُّنْيَا، وَعَبْد الكَرِيْم الدَّيرعَاقُولِي، وَطَائِفَةً. حدَّث عَنْهُ: الحَاكِمُ وَابْنُ رَزْقُوَيْه, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، وَأَبُو القَاسِمِ الحُرْفِي, وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ بِشْرَان, وَغَيْرهُم. وَكَانَ موثَّقًا. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. 3140- الأمين: هُوَ شَيْخُ الحنفيِّة العَلاَّمَة, أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِشَام البُخَارِيّ, ويلقَّب بِالأَمِيْن. سَمِعَ أَبَا الموجَّه مُحَمَّدَ بنَ عَمْرٍو, وَسَهْل بن شَاذَوَيْه, وَصَالِحَ بنَ مُحَمَّد جَزَرَة. وحجَّ وحدَّث فِي طَرِيقه. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ حيُّويه, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ الدَّقَّاق. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ فَقِيْه أَهْلِ النَّظَر فِي عصره, كَتَبْنَا عَنْهُ. قُلْتُ: أرَّخ وَفَاتَه غُنْجَار في سنة ست وأربعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 374"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 374". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 183"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 375".

مكرم بن أحمد

3141- مُكْرَم بن أحمد 1: ابن محمد بن مُكْرَم, القَاضِي المُحَدِّثُ, أَبُو بَكْرٍ البَغْدَادِيُّ البَزَّازُ. سَمِعَ يَحْيَى بنَ أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ عِيْسَى المَدَائِنِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيّ، وَعَبْدَ الكَرِيْم بنَ الهَيْثَمِ الدَّيرعَاقولِي، وَمُحَمَّدَ بنَ غَالِب, وَطَائِفَة. حدَّث عَنْهُ: ابْنُ مَنْدَة، وَالحَاكِمُ, وَأَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه، وَابْن الفَضْلِ القَطَّان, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَآخَرُوْنَ. وثَّقه الخَطِيْب. توفِّي فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. يقع لي حديثه في أماكن.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 221"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 371".

أحمد بن بهزاد

3142- أحمد بن بهزاد 1: ابن مهران الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْق, أَبُو الحَسَنِ الفَارِسِيُّ السِّيرَافِيُّ, ثُمَّ المِصْرِيُّ. سَمِعَ الرَّبِيْع المُرَادِيَّ, وَبَحْر بن نَصْرٍ الخَوْلاَنِيّ, وَبَكَّار بنَ قُتَيْبَةَ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ فَهد, وَطَائِفَةً. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنِ مُفرج القُرْطُبِيّ, وَابْنُ مَنْدَة, وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَّاسِ, وَالمِصْرِيّون, وَسَمِعَ مِنْهُ أَحْمَدُ بنُ عَوْن الله القُرْطُبِيّ, وَتَرَكَه؛ لأَنَّه قَرَص لَهُ عُثْمَان -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, ثُمَّ أَملَى حَدِيْثاً يتضمَّن مخَالفَةَ الجَمَاعَة, فَقَالَ: أَجيفُوا البَاب, مَا أَمليتُهُ مُنْذُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً, فَاسْتشعر القَوْمُ, وَلَوْ سكت لمدَّ عَلَيْهِم فَقَامُوا عَلَيْهِ, وَمُنِعَ مِنَ التحديث, فكان يَجْلِس مُنفرداً, ثُمَّ تعصَّب لَهُ قَوْمٌ مِنَ الفُرْس. وحدَّث وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: مَا علمنَا إلَّا خَيراً. توفِّي فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وأربعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 318"، وشذرات الذهب "2/ 372".

السمسار

3142- السِّمْسَار 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ, أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَعْبدٍ الأَصْبَهَانِيُّ السِّمْسَار. سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ مَهْدِيٍّ، وَأَحْمَدَ بنَ عِصَام، وَعُبَيْد بنَ الحَسَنِ الغَزَّال، وَقُدمَاء الأَصْبَهَانِيين. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدُوَيْه، وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَهُوَ مِنْ قُدمَاءِ مَشَايِخه. وَكَانَ شيخَ صِدْقٍ. تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ نَيِّف وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. يَقَعُ مِنْ عَوَالِيْهِ لابْنِ خَلِيْل.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 149"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 372".

الطرائفي

3144- الطَّرَائِفِيّ 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الأَمِيْنُ, أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ بنِ سَلَمَةَ العَنْزِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الطرائفي. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ أَشْرَس، وَالسَّرِيَّ بنَ خُزَيْمَةَ، وَارْتَحَلَ إِلَى عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيِّ, فَأَكْثَرَ عَنْهُ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظ، وَأَبُو الحُسَيْنِ الحَجَّاجِي, وَالحَاكِمُ، وَابْن مَحْمِش, وَالسُّلَمِيّ، وَيَحْيَى بنُ المُزَكِّي, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ صَدُوْقاً, قَالَ لِي: أَقمتُ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ، ومئتين عَلَى التِّجَارَة, فَلَمْ أَسْمَعْ بِهَا شَيْئاً. قَالَ: وتوفِّي فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة, وصلَّى عليه أبو الوليد الفقيه.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 226"، وشذرات الذهب "2/ 372".

العلاف

3145- العَلَّاف 1: الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ حَسَنٍ التَّمِيْمِيُّ البَغْدَادِيُّ العَلَّاف. حدَّث بِحَلَب عَنْ: أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيّ، وَالكُدَيْمِيّ, وَالحَارِث بن مُحَمَّدٍ, وَالبَاغَنْدِيِّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الغنِي بنُ سَعِيْدٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَّاسِ، وَعَبْد الرحمن بن الطُّبَيز السراج. مَاتَ بِمِصْرَ فجأةً فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ أربع وأربعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 405"، والأنساب للسمعاني "9/ 97"، وميزان الاعتدال "3/ 680"، ولسان الميزان "5/ 336".

أبو سهل القطان

3146- أبو سهل القَطَّان 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ مُسنِد العِرَاقِ, أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ زِيَادِ بنِ عَبَّادٍ القطَّان البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيَّ، وَأَبَا جَعْفَر مُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُنَادِي، وَمُحَمَّدَ بنَ عِيْسَى المَدَائِنِيّ، وَيَحْيَى بنَ أَبِي طَالِبٍ, وَمُحَمَّدَ بنَ الجَهْمِ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ الحنَيْنِيَّ، وَإِسْمَاعِيْل القَاضِي, وَعِدَّة, وَرَوَى الْكثير, وتفرَّد فِي زَمَانِهِ. حدَّث عنه: الدارقطني، وابن مندة, والحاكم, وابن رَزْقُوَيْه، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، وَأَبُو الحَسَنِ الحَمَّامِي, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، وَقَوْمٌ آخرهُم أَبُو القَاسِمِ بنُ بِشْرَان. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً أَديباً شَاعِراً, رَاويَةً للأَدب عَنْ ثَعْلَب وَالمُبَرِّد, وَكَانَ يمِيل إِلَى التَّشَيُّع. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ بِشْر القَطَّان: مَا رَأَيْتُ أَحسنَ انتِزَاعاً لِما أَرَادَ مِنْ آي القُرْآن مِنْ أَبِي سَهْل بنِ زِيَادٍ، وَكَانَ جَارَنَا, وَكَانَ يُديم صَلاَة اللَّيْل وَالتِّلاوَة, فَلِكَثْرَة دَرْسه صار القرآن كأنه بين عينيه. قَالَ الخَطِيْبُ: وَكَانَ فِي أَبِي سَهْل مُزَاحٌ ودُعَابة, سَمِعْتُ البَرْقَانِيَّ يَقُوْلُ: كرهوهُ لمزاحٍ فِيْهِ وَهُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ نَصْر بِمِصْرَ يَقُوْلُ: كنَّا يَوْماً بَيْنَ يدِي أَبِي سَهْل بنِ زِيَاد, فَأَخَذَ شخصٌ سكِّينَا كَانَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ, فَجَعَلَ ينظُرُ فِيْهَا فَقَالَ: مَا لَك وَلَهَا؟ أَتُريدُ أَنْ تسرقَهَا كَمَا سَرَقتُهَا أَنَا؟ هَذِهِ سكين البَغَوِيّ سرقتهَا مِنْهُ. تُوُفِّيَ أَبُو سَهْلٍ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقع لَنَا حديثه في مواضع.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 45"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 328"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 2-3".

الخطبي

3147- الخُطَبِيّ 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الخَطِيْبُ الأَدِيْبُ المُحَدِّث الأَخْبَارِيُّ, أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ يَحْيَى, البَغْدَادِيُّ الخُطَبِيُّ المُؤَرِّخُ. سَمِعَ الحَارِثَ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيُّ, وَبِشْرَ بنَ مُوْسَى, وَجَمَاعَة. حدَّث عَنْهُ: أَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْن، وَالدَّارَقُطْنِيّ, وَابْنُ مَنْدَة، وَابْنُ رَزْقُوَيْه, وأبو الحسن الحمَّامي، وأبو علي بن شاذان, وآخرون. وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ الخَطِيْبُ فِي تَرْجَمَتِهِ: كَانَ فَاضِلاً عَارِفاً بِأَيَّامِ النَّاسِ وَأَخْبَارِهِم، وَخلفَائِهِم, صنَّف تَاريخاً كَبِيْراً عَلَى السِّنين، وَقَدْ وثَّقه الدَّارَقُطْنِيّ. رَوَى ابْنُ رَزْقُوَيْه, عَنْ إِسْمَاعِيْلَ الخُطَبِيِّ قَالَ: وَجَّه إِليَّ الرَّاضي بِاللهِ لَيْلَةَ الفِطْرِ, فحُمِلْتُ إِلَيْهِ رَاكباً, فَدَخَلتُ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالس فِي الشُّموع, فَقَالَ لِي: يَا إِسْمَاعِيْل, إِنِّيْ قَدْ عَزمتُ فِي غدٍ عَلَى الصَّلاَةِ بِالنَّاسِ, فَمَا الَّذِي أَقُول إِذَا انتهيتُ إِلَى الدُّعَاء لنفسِي, فَأَطرقتُ سَاعَةً ثُمَّ قُلْتُ: يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ قل: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ} [الأحقاف: 15] فَقَالَ لِي: حَسْبُكَ, فَقُمْتُ وَتَبِعَنِي خَادمٌ فَأَعطَانِي أَرْبَع مائَة دِيْنَارٍ. قُلْتُ: كَانَ مجموعَ الفَضَائِل, يرتَجِلُ الخُطَب. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ الفُرَات: كَانَ رَكِيناً عَاقِلاً مقدَّمًا مِنْ أَهْلِ الثِّقَة وَالأَدب, وَأَيَّام النَّاس, قَلَّ مَنْ رَأَيْتُ مِثْلَه. قُلْتُ: توفِّي فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ خمسين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 304"، والأنساب للسمعاني "5/ 147"، وشذرات الذهب "3/ 3".

ابن خنب

3148- ابن خَنْب 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُحَدِّث الصَّدُوْق المُسْنِد, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَنْب البُخَارِيُّ, ثُمَّ البَغْدَادِيُّ, الدِّهْقَانُ, نَزِيْلُ بُخَارَى وَمُسْندهَا. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ فِي حدَاثته مِنْ يَحْيَى بنِ أَبِي طَالِبٍ, وَالحَسَنِ بن مُكْرَم، وَمُوْسَى بنِ سَهْل الوَشَّاء، وَجَعْفَر الصَّائِغ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الدُّنْيَا، وَأَبِي قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيّ, وَطَبَقَتِهِم. حدَّث عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِم، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ الحُسَيْنِ الزَّاهِد، وَعَلِيُّ بنُ القَاسِمِ الرَّازِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ الوَلِيْدِ الزَّوْزَنيَّ شَيْخٌ للبَيْهَقِي, وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البُخَارِيُّ، وَالحَافِظُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ غُنْجَار, وَأَهْل مَا وَرَاء النَّهر. وَكَانَ وَالِدُهُ بُخَاريّاً فَقَدِمَ بَغْدَادَ، وتأهَّل فوُلِدَ لَهُ بِهَا أَبُو بَكْرٍ، وَنَشَأَ بِهَا, ثُمَّ رَجَعَ مَحْتِدَه، وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَة، وَكَانَ فَقِيْهاً شَافعِيَّ المَذْهَب, محدِّثاً فَهماً, لاَ بَأْسَ بِهِ. قَالَ أَبُو كَامِلٍ البَصْرِيّ: سَمِعْتُ بَعْضَ مَشَايِخِي يَقُوْلُ: كُنَّا فِي مَجْلِس ابْنِ خَنْب, فَأَملَى فِي فَضَائِل عليّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بَعْدَ أَنْ كَانَ أَمْلَى فَضَائِلَ الثَّلاَثَة؛ إِذْ قَامَ أَبُو الفَضْلِ السُّلَيْمَانِيُّ، وَصَاح: أَيُّهَا النَّاس, هَذَا دَجَّال فَلاَ تكتُبُوا، وَخَرَجَ مِنَ المَجْلِس؛ لأَنَّه مَا سَمِعَ بفَضَائِل الثَّلاَثَة. قُلْتُ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى زَعَارَّة السُّلَيمَانِي وَغِلْظَتِهِ -الله يسَامحه. تُوُفِّيَ ابْنُ خَنْب فِي غُرَّة رَجَب سنَة خَمْسِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 296"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 7".

الهجيمي

3149- الهجيمي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ المُعَمَّرُ مُسنِدُ الوَقْتِ, أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ الهُجَيْمِيُّ البَصْرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ مِنَ: الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَعْشَر, وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِر، وَأَبِي قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيّ، وَعَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ دَنُوقا, وَمُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيّ، وَعُبَيْد بنِ عَبْدِ الواحد البزاز, وَطَبَقَتهِم. حدَّث عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ البَابَسِيرِي، وَطَلْحَة بن يُوْسُفَ المُؤَذِّن، وَأَبُو سَعِيْد مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّقَّاش, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الرَّازِيّ فِي المَشْيَخَة: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحِيْم بنَ أَحْمَدَ البُخَارِيّ يَقُوْلُ: رَأَى أَبُو إِسْحَاقَ الهُجَيْمِيّ أَنَّهُ تعمَّم فدوَّر عَلَى رَأْسه مائَةً وَثَلاَثَ دورَات, فعُبِّرت لَهُ بحيَاةِ مائَة وَثَلاَثِ سِنِيْنَ, فَمَا حدَّث حَتَّى بلغَ المائَة, ثُمَّ حدَّث, فَقَرَأَ عَلَيْهِ القَارِئُ، وَأَرَادَ أَنْ يختَبِرَ عَقْلَه فَقَالَ: إِنَّ الجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِه ... كَالكَلْبِ يحمِي جلده بروقه2 فردَّ عَلَيْهِ الهُجَيْمِيُّ فَقَالَ: كَالثَّوْر, فَإِنَّ الكلبَ لاَ روْق لَهُ, قَالَ: فَفَرِحُوا بصحَةِ ذِهْنه. توفِّي الهُجَيْمِيُّ فِي آخر سنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: اسْم جدِّه عَبْدُ الأَعْلَى. وَفِيْهَا مَاتَ يَحْيَى بنُ مَنْصُوْرٍ القَاضِي، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي المَوْت المَكِّيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ الْورْد, وَشيخُ الحَنَفِيَّة قَاضِي الحَرَمَيْنِ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَامع المِصْرِيّ، وَمَيْمُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ الهَاشِمِيّ. وحدَّث فِيْهَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ دُحَيْم الكُوْفِيُّ، وَأَبُو بكر بن زياد النقاش.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 23"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 8". 2 الروق: القرن.

ابن قانع

3150- ابن قانع 1: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ الصَّدُوْقُ -إِنْ شَاءَ اللهُ, القَاضِي أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعِ بنِ مَرْزُوقِ بنِ وَاثقٍ الأُمَوِيُّ, مَوْلاَهُم البَغْدَادِيُّ, صَاحبُ كتَابِ مُعجَمِ الصَّحَابَةِ الَّذِي سَمِعْنَاهُ. وُلِدَ سنة خمس وستين ومائتين. سمع الحارث بن أبي أسامة, وإبراهيم بن الهَيْثَمِ البَلَدِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ إِسْحَاقَ الحَرْبِيّ, وَمُحَمَّدَ بنَ مَسْلَمَةَ الوَاسِطِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن الفَضْلِ البَلْخِيّ، وَبِشْر بنَ مُوْسَى، وَأَحْمَدَ بنَ مُوْسَى الحمَّار، وَعُبَيْد بن شَرِيْك البَزَّار، وَأَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الوَزَّانُ, وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيّ، وَأَبَا مُسْلِم الكَجِّي, وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الشَّوَارِبِ, وَعُبَيْد بن غَنَّام, وَمُطَيّناً, وَمُعَاذَ بنَ المثنَّى، وَأَحْمَدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بن ملحَان. وَكَانَ وَاسِع الرِّحْلَة, كَثِيْرَ الحَدِيْثِ, بَصِيْراً بِهِ. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَضْلِ القطَّان، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ البَادِيُّ, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَأَبُو الحَسَنِ الحمَّامي، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بِشْرَان, وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الفُرَاتِ, وَعَدَدٌ كَثِيْر. قَالَ البَرْقَانِيّ: البَغْدَادِيّون يوثِّقونه, وَهُوَ عِنْدِي ضَعِيْف. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ يَحْفَظُ, وَلَكِنَّهُ يُخْطِئ وَيُصرُّ. وَرَوَى الخَطِيْبُ عَنِ الأَزْهَرِيِّ, عَنْ أَبِي الحَسَنِ بن الفُرَاتِ قَالَ: كَانَ ابْنُ قَانِعٍ قَدْ حَدَّثَ بِهِ اختِلاَطٌ قَبْل مَوْته بنحوٍ مِنْ سنتَيْن, فتركْنَا السَّمَاع مِنْهُ، وَسَمِعَ مِنْهُ قَوْمٌ فِي اختلاَطه. قَالَ الخَطِيْبُ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 88"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 14"، وتذكرة الحفّاظ "3/ ترجمة 851".

ابن شعيب

3151- ابن شُعَيْب 1: الإِمَامُ المحدِّث الرحَّال, أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ شُعَيْبِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَيُقَالُ: شُعَيْب بن عَلْقَمَة, وَيُقَالُ: ابْن ثُمَامَة, مِنْ وَلد أَنَسِ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيّ، وَقِيْلَ: لاَ, الدِّمَشْقِيّ مِنْ أَهْلِ قريَة قَيْنِنَة غربِي المصلَّى. سَمِعَ بِالشَّامِ وَمِصْر وَالعِرَاق وَأَصْبَهَان، وصنَّف وَجَمَعَ, وَلَيْسَ بالمتقِن. سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي حَاتِمٍ المُرَادِيَّ, وَأَبَا عُلاَثَة مُحَمَّدَ بنَ عَمْرٍو, وَبَكْر بن سَهْل الدِّمْيَاطِي، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ, وَمُطَيَّناً، وَأَبَا خَلِيْفَة. وَعَنْهُ: ابْنُ المُقْرِئ, وَابْنُ مَنْدَة, وتَمَّام، وَالعَفِيْفُ بنُ أَبِي نَصْرٍ, وَعَبْد الوَهَّابِ المَيْدَانِي. قَالَ الكتَّاني: كَانَ يُتَّهُم. توفِّي سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ سبع وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَقَعَ لَنَا جُزْء مِنْ حَدِيْثه عند مُكْرَم بن أبي الصقر.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "4/ 57"، ولسان الميزان "5/ 411"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 13".

العتكي، والسكري، وابن نيخاب

العتكي، والسكري، وابن نيخاب: 3152- العَتَكِيّ: المحدّث الإمام أبو منصور مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ قَاسمِ بنِ مَنْصُوْرٍ العَتَكِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. سَمِعَ مِنَ السَّرِيِّ بنِ خُزَيْمَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَشْرَسَ, وَالحُسَيْنِ بنِ الفَضْلِ، وَإِسْمَاعِيْل بن قُتَيْبَةَ, وَأَحْمَدَ بنِ سَلَمَةَ, وَطَبَقَتِهِم. أَكثَرَ عَنْهُ الحَاكِم، وأثنَى عَلَيْهِ, وَقَالَ: كَانَ شَيْخاً مُتَيقِّظاً فَهماً صَدُوْقاً, جَيِّد القِرَاءة, صَحِيْحَ الأُصُوْل. تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: مَاتَ وَهُوَ فِي عَشْر التِّسْعِيْنَ، وَيعرف أَيْضاً بِالصِّبْغِي نسبَةً إلى بيع الصبغ. 3152- السُّكَّرِيّ: الإِمَامُ الحُجَّةُ, أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَامعٍ المِصْرِيّ السُّكَّرِيُّ المُقْرِئُ. سمع: مقدام بن داود الرعيني, وروح بن الفَرَجِ القَطَّان، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الرِّشْدِينِي. وحدَّث بحَرْف نَافِع, عَنْ بَكْر بنِ سَهْل, عَنْ أَبِي الأَزْهر, عن ورش عنه. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الجِيْزيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَضْرَمِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَاج, وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الأُدْفُوِيُّ, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ النَّحَّاس, وَآخَرُوْنَ. وثَّقه أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، وَقَالَ: توفِّي فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3154- ابْنُ نِيخَاب 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْق, أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ نِيخَابَ الطِّيبِيُّ. حدَّث بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ دَيْزيل، وَمُحَمَّد بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَوَّامِ، وَبِشْرِ بنِ مُوْسَى, وَأَبِي مُسْلم الكَجّي، وَمُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ, وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه، وَأَبُو الحُسَينِ بنُ بِشْرَانَ, وَأَخُوْهُ أَبُو القَاسِمِ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: لَمْ نَسْمَعْ فِيْهِ إلَّا خَيْراً.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 35"، والأنساب للسمعاني "8/ 281".

الكعبي

3155- الكَعْبِيّ 1: المُحَدِّثُ العَالِمُ الصَّادِقُ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بنِ كَعْبٍ الكَعْبِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. سَمِعَ الفَضْل بنَ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِي، وَاليَسَعَ بنَ زَيْدٍ المَكِّيَّ صَاحبَ سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ قُتَيْبَةَ، وَعَلِيَّ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ, وتمتامًا, وعدة. رَوَى عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَأَبُو نَصْرٍ بنُ قَتَادَة، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي صَادِق نَزِيْل مِصْر, وَآخَرُوْنَ. ذكره الحكم فَقَالَ: محدِّث كَثِيْر الرَّحْلَة وَالسَّمَاع, صَحِيْحُ السَّمَاع. توفي سنة تسع وأربعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 444".

ابن درستويه

3156- ابن دَرَسْتَوَيْه 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ, شَيْخُ النَّحْوِ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ دَرَسْتَوَيْه بنِ المَرْزُبَانِ الفَارِسِيُّ النَّحْوِيُّ, تِلْمِيْذُ المُبَرِّدِ. سَمِعَ يَعْقُوْبَ الفَسَوِيَّ فأكثر, له عنه تاريخه، ومشيخته, وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ عَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيِّ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي طَالِبٍ, وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ قُتَيْبَةَ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ كُرْبَزَان, وَمُحَمَّد بنِ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيّ. قدم مِنْ مدينَة فَسَا فِي صباهُ إِلَى بَغْدَادَ, وَاسْتوطنهَا, وَبَرَعَ فِي العَرَبِيَّة، وصنَّف التَّصَانِيْفَ, وَرُزِق الإِسْنَاد العَالِي, وَكَانَ ثِقَةً. مولده سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَكَانَ وَالِدُهُ رَحَلَ بِهِ. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ، وَابْنُ شَاهِيْن, وَابْن مَنْدَة، وَابْن رَزْقُوَيْه, وَابْن الفَضْلِ القطان، وأبو علي بن شاذان, وآخرون. وَله كتَاب الإِرشَاد فِي النَّحْوِ, وَشرح كتَاب "الجَرْمِيّ"، وكتَاب "الهجَاء", و"شرح الفَصِيْح"، و"غَرِيْبُ الحَدِيْث"، و"أَدب الكَاتِب", و"المذكَّر وَالمُؤنَّث"، و"الْمَقْصُور وَالمَمْدُوْد", و"المعَانِي فِي القرَاءات" وَأَشيَاء, وَكَانَ نَاصراً لنَحْو البَصْرِيّين, تخرَّج بِهِ أَئِمَّة. وثَّقه ابْن مَنْدَة, وَغَيْرُهُ. وضعَّفه اللاَّلْكَائِيّ هِبَةُ اللهِ, وَقَالَ: بَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ قِيْلَ لَهُ: حدِّث عَنْ عَبَّاسٍ الدُّوْرِيّ حَدِيْثاً وَنُعطيكَ دِرْهَماً فَفَعَل، وَلَمْ يَكُنْ سَمِعَ مِنْهُ. قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ هَذَا, وَهَذِهِ الحِكَايَة بَاطلَة, ابْنُ درَسْتَوَيْه كَانَ أَرفع قَدْراً مِنْ أَنْ يكذب، وحدَّثنا ابْنُ رَزْقُوَيْه عَنْهُ بِأَمَالِي فِيْهَا أَحَادِيْثه عَنْ عَبَّاس، وَسَأَلت البُرْقَانِيّ عَنْهُ فَقَالَ: ضعَّفوه بروَايته تَاريخَ يَعْقُوْبَ عَنْهُ, وَقَالُوا: إِنَّمَا حدَّث بِهِ يَعْقُوْبُ قَدِيْماً, فمتَى سَمِعَهُ مِنْهُ؟ قَالَ الخَطِيْبُ: فِي هَذَا نَظَر, فإنَّ جَعْفَر بنَ دَرَسْتَوَيْه مِنْ كِبَارِ المُحَدِّثِيْنَ, سَمِعَ مِنْ عَلِيّ بنِ المَدِيْنِيِّ، وَطبقَتِه, فَلاَ يُسْتَنكر أَنْ يَكُوْنَ بكَّر بَابنه فِي السَّمَاع, مَعَ أنَّ أَبَا القَاسِم الأَزْهرِي حَدَّثَنِي قَالَ: رَأَيْتُ أَصلَ كِتَابِ ابْنَ دَرَسْتَوَيْه بتَاريخِ يَعْقُوْب بنِ سُفْيَان, وَوجدتُ سَمَاعَه فِيْهِ صَحِيْحاً. قِلْتُ: تُوُفِّيَ في صفر سنة سبع وأربعين وثلاث مائة, أخذ عن ثعلب، والمبرد, وتصانيفه كثيرة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 428"، وميزان الاعتدال "2/ 400"، ولسان الميزان "3/ 267".

أبو الميمون

3157- أبو الميمون 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الأَدِيْبُ الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ, أَبُو المَيْمُوْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ رَاشِدٍ البَجَلِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. سَمِعَ بَكَّار بنَ قُتَيْبَةَ، وَيَزِيْدَ بنَ عَبْدِ الصَّمَدِ, وَأَبَا زُرْعَةَ, وَخلقاً كَثِيْراً. حدَّث عَنْهُ: ابْنُ مَنْدَة, وتَمَّام, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ مُهَنَّا, وَعَبْد الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيّ. وَكَانَ أَحد الشُّعرَاء بَلَغَ خمساً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا توفِّي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ دُرُسْتَوَيْه النَّحْوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ الأَدَمِيّ بِبَغْدَادَ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَامع السُّكَّرِيّ, وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَعْرُوف، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بن حَذْلَم القاضي.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "2/ 375".

العنبري

3158- العَنْبَرِيّ 1: الإِمَامُ الثِّقَة المفسِّر المحدِّث الأَدِيْب العَلاَّمَة, أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَنْبَرِ بنِ عَطَاءٍ السُّلَمِيُّ, مَوْلاَهُمُ العَنْبَرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ المُعَدَّلُ. سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنَ عَمْرٍو قَشْمَردَ، وَالحُسَيْنَ بنَ مُحَمَّدٍ القبَّاني, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي طَالِبٍ, وَابنَ خُزَيْمَةَ، وَخلقاً كَثِيْراً. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ عبدش, وَأَبُو عَلِيٍّ الحَافِظ -وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ, وَأَبُو الحُسَيْنِ الحَجَّاجِي، وَالحَاكِم, وَابْن مَنْدَة, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظ: أَبُو زَكَرِيَّا يحفَظ مِنَ الْعُلُوم مَا لَوْ كلِّفْنَا حفْظَ شَيْء مِنْهَا لَعَجَزْنَا عَنْهُ, وَمَا أَعلم أَنِّي رَأَيْتُ مِثْلَه. ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: اعْتَزل أَبُو زَكَرِيَّا النَّاس, وَقَعَدَ عَنْ حُضُور المَحَافل بِضْع عَشْرَة سَنَة. سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: العَالِم المُخْتَار أَنْ يَرْجع إِلَى حُسْنِ حَال, فَيَأْكُل الطَّيِّب وَالحَلاَل, وَلاَ يكْسب بعِلْمِهِ المَال، وَيَكُونُ عِلْمُهُ لَهُ جَمَال، وَمَالُه مِنَ الله منٌّ عَلَيْهِ وَإِفْضَال. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وله ست وسبعون سنة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "9/ 74"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "20/ 34"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 369".

ابن سنان

3159- ابن سِنَان: الشَّيْخُ الإِمَامُ الصَّدُوْق, إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحِ بنِ سِنَانِ بنِ الأَرْكُونِ القُرَشِيُّ, مَوْلاَهُمُ الدِّمَشْقِيُّ، وَإِلَى جدِّهم سِنَانٍ تُنْسَبُ قَنْطَرَةُ سِنَانٍ بباب توما. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَان بن بِنْت مَطَر، وَأَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ, وَحَمْزَةَ بن عَبْدِ اللهِ الكَفْربَطْنانِي، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ, وَعَبْدُ الوَهَّاب الكِلاَبِيّ، وَابْنُ مَنْدَة, وتَمَّام، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَاسِر, وَعِدَّة. قَالَ الكَتَّانِي: كَانَ ثِقَةً نيَّف عَلَى الثَّمَانِيْنَ. وَقَالَ المَيْدَانِي: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخرِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وثلاث مائة.

الإسفراييني

3160- الإسفراييني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ, أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَزْهَرِيُّ الإِسْفَرَايينِيُّ. رَحل بِهِ خَالُه الحَافِظُ أَبُو عَوَانَةَ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ رَجَاء، وَمُحَمَّد بن أَيُّوْبَ بن الضُّرَيْس، وَأَبِي مُسْلِم الكَجِّيّ، وَأَحْمَدَ بنِ سَهْلٍ، وَأَبِي خَلِيْفَة الجُمَحِيّ, وَيُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ القَاضِي، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَأَقرَانهم. رَوَى عَنْهُ الحَاكِم فَقَالَ: كَانَ محدِّث عَصْره, وَمن أَجود النَّاس أُصولاً، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ بَالُوْيَه، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بن علي الإِسْفَرَايينِي، وَوَلَده أَبُو نُعَيْمٍ عَبْد المَلِكِ الأَزْهرِي, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: توفِّي سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: حَدِيْثُه كَثِيْرٌ فِي توَالِيف البَيْهَقِيّ مِنْ جهَةِ عَلِيّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي المقرئ عنه.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 205".

أحمد بن منصور

3161- أحمد بن منصور 1: ابن عيسى, الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ, أَبُو حَامِدٍ الطُّوْسِيُّ الأَدِيْبُ. بالَغَ الحَاكِم فِي تعَظِيْمه، وَقَالَ: وَرَد نَيْسَابُوْر مَرَّاتٍ, وقَلَّ مَنْ رَأَيْتُ فِي المَشَايِخ أَجمعَ مِنْهُ. سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شِيْرُوَيْه, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْحَاقَ الأَنْمَاطيِّ، وَهَذِهِ الطَّبَقَة مِنْ أَصْحَاب قُتَيْبَة وَإِسْحَاق. قَالَ: وَرَدْتُ طُوْسَ وَقَاضيهَا أَبُو أَحْمَدَ الحَافِظ, فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأتبجَّح بِأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْر أَنْ يَكُوْنَ رُجُوعِي فِي السُّؤَال عَنِ المَشَايِخ إِلَيْهِ. قَالَ الحَاكِمُ: وتوفِّي فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 874".

المحبوبي

3162- المحبوبيّ 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ مُفِيْد مَرْوَ, أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَحبُوبِ بنِ فُضَيْلٍ المَحْبوبِيُّ المَرْوَزِيُّ, رَاوِي "جَامِعِ أَبِي عِيْسَى" عَنْهُ. وَسَمِعَ مِنْ سَعِيْدِ بنِ مَسْعُوْد صَاحب النَّضْر بن شُمَيْل, وَمن الفَضْل بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ البَاهِلِيّ، وَأَبِي الموجّه, وَعِدَّة. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحاكم, وَعَبْد الجَبَّارِ بن الجَرَّاح، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ يَنَال المَحْبُوبِيُّ مَوْلاَهُ, وَجَمَاعَة. وَكَانَتِ الرِّحْلَةُ إِلَيْهِ فِي سَمَاع الجَامع. وَكَانَ شَيْخ البَلَد ثروَةً وَإِفضَالاً, وَسَمَاعُه مضبوطٌ بخطّ خَالهِ أَبِي بَكْرٍ الأَحْوَل، وَكَانَتْ رِحْلته إِلَى تِرْمِذ للُقي أَبِي عِيْسَى فِي خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْنُ سِتّ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ الحَاكِمُ: سَمَاعُه صَحِيْحٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَآخر أَصْحَابهِ موتاً مَوْلاَهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَنَال, الَّذِي أَجَاز لأَبِي الفَتْح الحَدَّاد مروياته.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 272"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 373".

بكر بن محمد

3136- بكر بن محمد 1: ابن العلَّاء العلامة, أبو الفضل القشيري البصري المالكي. سَمِعَ المُوَطَّأ مِنْ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى السَّامِي، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي مُسْلِم الكَجّي، وَحَكَى عَنْ سهل التُّسْتَرِيِّ. وصنَّف التَّصَانِيْفَ فِي المَذْهب، وَسَكَنَ مِصْر. ومؤلَّفه فِي الأَحكَام نَفِيس, وألَّف فِي الردِّ عَلَى الشَّافِعِيّ، وَعَلَى المُزَنِيّ, وَالطَّحَاوِيّ, وَعَلَى أَهْلِ القَدَر. حدَّث عَنْهُ: الحَسَنُ بنُ رَشِيق, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسَد القُرْطُبِيّ، وَعبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحَاسِ, وَآخرُوْنَ. توفِّي فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وثلاث مائة بمصر.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 263"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "10/ 217".

ابن داسة

3164- ابن دَاسة 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ العَالِمُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ بَكْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ داسة البصري التمار, رواي السُّنَنِ. سَمِعَ أَبَا دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيّ، وَأَبَا جَعْفَر مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ بنِ يُوْنُس الشِّيْرَازِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ فَهد السَّاجِيّ, وَغَيْرَهُم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو سُلَيْمَانَ حَمْد الخطَّابي، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ لاَل، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع, وَأَبُو عَلِيٍّ حُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الروذَبَاري، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ القُرْطُبِيّ شَيْخُ ابْنِ عَبْدِ البَرِّ, وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ آخر مِنْ حدَّث بالسُّنَن كَامِلاً, عَنْ أَبِي داود, وقد عاش بعده أبو بكر النَّجَّاد عَامِين، وَعِنْدَهُ عَنْ أَبِي دَاوُدَ أَحَادِيْث مِنَ السُّنَن, وَجُزْء "النَّاسخ وَالمنسوخ". وَآخر مَنْ رَوَى عَنِ ابْنِ دَاسَة بِالإِجَازَة الحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ. توفِّي سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ غَدِير, أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الأَنْصَارِيّ, أَخْبَرَنَا جمَالُ الإِسْلاَم عليّ, أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الخَطِيْب, أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ الغَسَّانِيّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ بَكْر بِالبَصْرَةِ, حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ مَالِك, حَدَّثَنَا مُبَارَك بن فَضَالَة, عَنْ عُبَيْدُ اللهِ, عَنْ نَافِعٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ القزع2.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 273"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 373". 2 صحيح: أخرجه البخاري "5921"، ومسلم "2120"، وأبو داود "4193"، وبالنسبة "8/ 130-131", وابن ماجه "3637"، "3638".

ابن الوزان

3165- ابن الوزَّان 1: إِمَامُ النَّحْو, فَريدُ العَصْرِ, أَبُو القَاسِمِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ القَيْرَوَانِيُّ. كَانَ فِيمَا قَالَ القِفْطيُّ: يحفظ كتاب "العين", و"المصنف" لأبي عبيد، و"إِصْلاَح الْمنطق", وكتَاب "سِيبَوَيْهٍ"، وَأَشيَاء, وَبَعْضُهُم يفضِّله عَلَى ثَعْلَب وَالمُبَرِّد. تُوُفِّيَ سَنَةَ ست وأربعين وثلاث مائة بالمغرب.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 271"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 372".

ابن الخصيب

3166- ابن الخصيب: الإِمَامُ الكَبِيْرُ المحدِّث قَاضِي القُضَاةِ, أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحسن بن الخَصِيبِ بنِ الصَّقرِ, الأَصْبَهَانِيُّ الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ, مصنِّف "المَسَائِلِ المَجَالِسيّةِ" فِي الفِقْهِ. سَمِعَ أَبَا شُعَيْبٍ الحَرَّانِيَّ, وَبُهْلول بنَ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عُثْمَانَ العَبْسِي، وَيُوْسُفَ القَاضِي، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى المَرْوَزِيَّ, وَأَحْمَدَ بنَ الحُسَيْنِ الطَّيَالِسِيَّ، وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: ابْنُهُ الخَصِيب, وَمُنير بنُ أَحْمَدَ الخَلاَّل، وَالحَافِظُ عَبْد الغنِي، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن النَّحَّاسِ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بن نَصْرٍ الدِّمَشْقِيّ، وَعِدَّة. وَلِي قَضَاءَ دِمَشْق فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, ثُمَّ وَلِي قَضَاء مِصْر, ثُمَّ وَلِي قَضَاءَ دِمَشْق بَعْد الأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, مِنْ جهَة الخَلِيْفَة المُطِيع، وَوَلِيَ قَضَاءَ مِصْر فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ مِنْ قِبَلِ ابْنِ أُمّ شَيْبَان قَاضِي بَغْدَاد, فَرَكِبَ بِالسَّوَاد إِلَى دَار الإخشيد, وَكَانَ أَبَى أَنْ يتولَّى مِنْ قِبَلِ ابْنِ أم شَيْبَان, فَقِيْلَ لَهُ: يلِي وَلدك مُحَمَّدٌ وَأَنْت النَّاظر, فنَظَرَ فِي أُمُور مِصْر, وَبَعَثَ نوَّاب النَّوَاحِي، وَولِي نظرَ الأَوْقَاف، وَتصلّب وَجمُدَ, ثُمَّ قَدِمَ أَبُو الطَّاهِرِ الذُّهْلِيّ القَاضِي, فَرَكِبَ ابْنُ الخَصيب وَابنُه إِلَيْهِ, فَمَا وَجدَاهُ, وَعلِمَ فَلَمْ يُكَافئهُمَا, فصَارت عَدَاوَة, ثُمَّ حجَّ الذُّهْلِيّ، وَعَاد إِلَى دِمَشْق, وَكَانَ قَاضيهَا, ثُمَّ وَقَعَ بَيْنَ ابْنِ الخَصِيب وَبَيْنَ ابْنه وَعَانَدَ أَبَاهُ, ثُمَّ اسْتَقلَّ الأَب، وَلَهُ تَأْلِيْف يَرُدُّ فِيْهِ عَلَى ابْنِ جَرِيْر. توفِّي فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وأربعين وثلاث مائة, وهو في عشر الثمانين. يقع لنا حديثه في "الخلعيات".

السندي

3167- السِّنْدِي 1: الشَّيْخُ الكَبِيْرُ, مُسنِد وَقتِه, أَبُو الفَوَارِسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ السِّنْدِيِّ المِصْرِيُّ الصَّابُوْنِيُّ. قَالَ: وُلِدت فِي أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ يُوْنُسَ بنَ عَبْدِ الأَعْلَى, وَالرَّبِيْع بنَ سُلَيْمَانَ, وَأَبَا إِبْرَاهِيْم المُزَنِيّ, وَبَحْرَ بنَ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مَرْزُوْقٍ, وَفهدَ بنَ سُلَيْمَانَ, وَجَمَاعَة. حدَّث عَنْهُ: الخَطِيْبُ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ التَّمِيْمِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَاج الإِشْبيْلِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ النَّحَّاس, ومحمد بن نظيف الفراء, وآخرون. يَقع حَدِيْثُه عَالِياً فِي "الثَّقَفيَّات"، و"الخِلَعِيَّات". وعِنْدِي جُزْء مِنْ حَدِيْثه, أَخْبَرْنَاهُ العِزُّ بنُ الفَرَّاءِ, أَخْبَرْنَا ابْنُ البُنّ, أَخْبَرَنَا جَدِّي, أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ, أَخْبَرَنَا ابْنُ نَظِيف عَنْهُ. وَفِيه قَالَ لَنَا أَبُو الفَوَارِسِ: ولدت في محرَّم سنَة 245, وَسَمِعْتُ وَلِي عشر سِنِيْنَ. قُلْتُ: قَدْ عَاشَ بَعْدَ أَنْ سَمِعَ أَربعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِمِصْرَ, عَنْ مائَة وَخمسَةِ أَعْوَام, وَهُوَ صَدُوْقٌ فِي نَفْسِهِ, وَلَيْسَ بحجَّة, وَقَدْ أُدْخل عَلَيْهِ حَدِيْث بَاطِل فَرَوَاهُ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مَرْدَك بِالرَّيّ, أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ السمَّان, أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ بنُ الحَاج، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ مَهْدِيّ الرَّازِيّ قَالاَ: أخبرنا أبو الفوارس ابن السِّنْدِيّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حمَّاد الطِّهْرَانِيّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عَنْ مَعْمَرٍ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ, عَنْ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "النَّظَرُ إِلَى وَجْه عليٍّ عبادة"2. فهذا أدخل على أبي الفوارس. وَفِيْهَا مَاتَ: الحَافِظ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ حَسَّان بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْه, وَالقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال, وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَد بنِ سَعْدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ الخُرَاسَانِيّ بِبَغْدَادَ, وَأَبُو بَكْرٍ بن علم الصفَّار.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 281"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 380". 2 موضوع: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "7/ 218"، وأبو نعيم في "الحلية" "5/ 58" عن ابن مسعود, وأخرجه ابن عدي في "الكامل" "7/ 197"، عن ثوبان. وأخرجه ابن عدي "2/ 339" من حديث أبي هريرة.

الخراساني

3168- الخراساني 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ المُسْنِدُ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الخُرَاسَانِيُّ البَغَوِيُّ, ثُمَّ البَغْدَادِيُّ, وجَدُّه هُوَ أَخُو محدِّث مَكَّة عَلِيّ بن عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعم أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيّ. سَمِعَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْر كُرْبَزَان, وَيَحْيَى بنِ أَبِي طَالِبٍ, وَعَبْد المَلِكِ بن مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيّ, وَأَحْمَدَ بنِ ملَاعِب, وَأَحْمَدَ بنِ عُبَيْد بن نَاصِح, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَرَوَى الْكثير, وَلَهُ أَجزَاء مَشْهُوْرَة تُرْوَى. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ, وَابْن مَنْدَة, وَالحَاكِم, وَابْن رَزْقُوَيْه, وَيَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي, وَعُثْمَان بنُ دُوسْت، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ فَقَالَ فِيْهِ: ليِّن. قُلْتُ: توفِّي فِي شَهْر رجب سنة تسع وأربعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 414", وميزان الاعتدال "2/ 392"، ولسان الميزان "3/ 258".

ابن علم

3169- ابن علم 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ, أَبُو بَكْرٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرُويَه البَغْدَادِيُّ الصفَّار, المَعْرُوف بِابنِ عَلَمٍ. لَهُ جُزْء مَشْهُوْر سمِعنَاهُ. رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيّ، وأحمد بن أبي خيثمة, وعبد الله بن أَحْمَدَ, وَمُحَمَّدِ بنِ نَصْر. رَوَى عَنْهُ: هِلاَل الحَفَّار, وَابْنُ رَزْقُوَيْه، وَابْنُ الفَضْلِ القَطَّان, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ. قَالَ الخَطِيْبُ: لَمْ أَسْمَعْ أَحداً يَقُوْلُ فِيْهِ إلَّا خَيراً، وَجمِيع مَا عِنْدَهُ جُزْء, مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. ثُمَّ قَالَ: يُقَال: أَتَى عَلَيْهِ مائَةُ سَنَةٍ وَسنَة. قُلْتُ: حكَايتُه عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ فِي قَوْل أَبِيهِ لا تُعَدُّ مُنْكَرَة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 454"، والعِبر "2/ 283".

ابن كامل

3170- ابن كامل 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ القَاضِي, أَبُو بَكْرٍ أحمد بن كامل بن خَلَفِ بنِ شَجَرَةَ البَغْدَادِيُّ, تِلْمِيْذُ مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيِّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. حدَّث عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ الجَهْم السِّمَّرِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ العَوْفِيِّ, وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ سَلاَّم السَّوَّاقِ, وَمُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ الوَاسِطِيّ, وَطَبَقَتهم. حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيّ, وَالحَاكِمُ، وَابنُ رَزْقُوَيْه, وَأَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الوَرَّاق، وَيَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ المْزَكِّيُّ, وَأَبُو الحَسَنِ الحمَّامي، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه: لَمْ تَرَ عينَايَ مِثْلَه, وَسمِعتُهُ يذكر مَوْلدَه. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ بِالأَحْكَامِ وَعُلُوْمِ القُرْآنِ, وَالنَّحْوِ وَالشِّعْر وَالتَّوَاريخِ، وَلَهُ فِي ذَلِكَ مصنَّفَات, وَلِيَ قَضَاءَ الكُوْفَةِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ مُتَسَاهِلاً, رُبَّمَا حدَّث مِنْ حِفْظِهِ بِمَا لَيْسَ فِي كِتَابِهِ، وَأَهْلكه العُجْب, كَانَ يختَارُ لِنَفْسِهِ وَلاَ يُقَلِّد أَحداً. توفِّي ابْنُ شَجَرَة فِي المحرَّم سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائة, وله تسعون سنة. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَيْضاً: كَانَ لاَ يَعُدُّ لأَحدٍ مِنَ الفُقَهَاء وَزْناً, أَملَى كِتَاباً فِي السُّنَن, وَتكلَّمَ عَلَى الأَخْبَار. قَالَ ابْنُ الذَّهَبِي: وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ، وَكَانَ مِنْ بحورِ العِلْم, فَأَخْملَهُ العُجْب. وَقَدْ صنَّف كِتَاباً فِي القرَاءاتِ, وَلَهُ مؤلَّف فِي غَرِيْبِ القُرْآنِ، وكتَاب "مُوجز التَّأوِيْل عَنْ مُعْجز التَّنْزيل", وكتَاب "التَّارِيْخِ", وكتَاب "الشُّروط". وَفِيْهَا مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ المُؤمَّل الماسَرْجِسي، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَسنُويه المُقْرِئ، وَأَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الكِنْدِيُّ, وَأَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ بُرَيه، وَأَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَاد, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ الخُطَبِيُّ, ومحمد بن أحمد بن خنب.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 357"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 102"، وميزان الاعتدال "1/ 129"، ولسان الميزان "1/ 249".

القنطري

3171- القَنْطَرِيّ: الحَافِظُ الإِمَامُ, أَبُو بَكْرٍ القَاسِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى القَنْطَرِيُّ, السامَرِّي. رَوَى عَنِ: الكُدَيْمِيّ، وَخَلَف بنِ عُمْروٍ العُكْبَرِيّ، وَمِقْدَام بن داود, وَأَنَس بن سَلْم، وَأَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيّ, وَمُحَمَّد بن عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ, وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الخَلاَّل, وَخَلْقٍ. وَالغَالِبُ عَلَى حَدِيْثِهِ المَنَاكِير وَالمَوْضُوْعَات. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ بَطَّة، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه, وَأَبُو سَهْلٍ مَحْمُوْدُ بنُ عَمْرٍو العُكْبَري, وَآخَرُوْنَ. حدَّث فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: مَا عَلِمْتُ أنَّ أَحداً ضَعَّفه، وَالكَلاَمُ المَذْكُوْر فِيْهِ هُوَ عبارَة ابْنِ النَّجَّار, فلَعَلَّ الضَّعْفَ فِي تِلْكَ الروايات من غيره.

الجمال

3172- الجَمَّال 1: الشَّيْخُ المُسْنِد الثِّقَة, محدِّث سَمَرْقَنْدَ, أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْزَةَ بنِ جَمِيْلٍ البَغْدَادِيُّ, المَشْهُورُ بالجَمَّال. اسْتَوْطَنَ سَمَرْقَنْدَ, وَرَوَى بِهَا الكثيرَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الدُّنْيَا, وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ النَّرْسِيِّ، وَجَعْفَر بنِ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِر, وَعَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ الهَيْثَمِ، وَطَبَقَتِهِم بِبَلَدِهِ, ثُمَّ ارْتَحَلَ -وَكَانَ يُسَافر فِي التِّجَارَة, فَسَمِعَ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ النَّصْرِيِّ وَغَيْرِهِ بِدِمَشْقَ, وَمن أَبِي عُلاَثَة مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو, وَيَحْيَى بنِ عُثْمَانَ بنِ صَالِح، وَخيْرِ بنِ عَرَفَةَ بِمِصْرَ, وَمن عُبيد الكشوري والدبري باليمن, وحَصَّل الأصول. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ مَنْدَة, وَالحَاكِم, وَأَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيُّ، وَخَلْقٌ, وَانتخب عَلَيْهِ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. وحدَّث قي تجَارتِه بِأَمَاكن. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ محدِّث عَصْره بِخُرَاسَانَ, وَأَكْثَرُ مَشَايِخِنَا رِحْلَة، وَأَثبتهُم أُصولاً, اتَّجر إِلَى الرَّيّ، وَسكنهَا مُدَّة, فَقِيْلَ لَهُ: الرَّازِيّ, وَكَانَ صَاحَبَ جمَال, فَقِيْلَ لَهُ: الجَمَّال, انتقَى عليه أبو عليّ أربعين جزءًا. وتوفِّي سمرقند فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 217"، والأنساب للسمعاني "3/ 294"، والعبر "2/ 273".

ابن حسنويه

3173- ابن حَسنويه 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ الشَّهيرُ, أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ النَّيْسَابُوْرِيُّ, التَّاجِرُ السفَّار, ابْنُ حَسنُويه. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعَ مِنْ أَبِي عِيْسَى التِّرْمِذِيّ جُمْلَةً مِنْ مصنَّفاته, وَأَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَالسَّرِيّ ابْن خُزَيْمَة, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء, وَالحَارِث بنِ أَبِي أُسَامَةَ، وَكَانَ مِنَ المُجْتَهدين فِي العِبَادَةِ اللَّيْلَّ وَالنَّهَارَ. قَالَ: وَلَوِ اقْتصر عَلَى سَمَاعه الصَّحِيْح لكَانَ أًوْلَى بِهِ, لَكِنَّه حدَّث عَنْ جَمَاعَةٍ أَشهدُ بِاللهِ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُم. وَقَدْ سأَلْتُه عَنْ سنِّه سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فقال: لي ست وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَأُدخلتُ الشَّام سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَأَنَا ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَأَخْرَجْتُ مَنِ اسْمُه أَحْمَد مِنْ شُيُوْخِي, فَخَرَّجَ مائَةً وَعِشْرِيْنَ, ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ فَقَالَ: قَدْ حَلَفْت أَنْ لاَ أحدِّث, ثُمَّ بَعْدَ سَاعَةٍ قَالَ: حدَّثنا فُلاَن, فَذكر حِكَايَةً بِإِسْنَادٍ، وَلاَ أَعلمه وضعَ حَدِيْثاً أَوْ ركَّب سَنَداً, وَإِنَّمَا المُنْكَر مِنْ حَاله روَايتُه عمَّن تقدَّم موتهُم. قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: رَوَى عَنْ أَحْمَدَ بنِ شَيْبَان, وَأَحْمَدَ بنِ الأَزْهر، وَعِيْسَى بنِ أَحْمَدَ البَلْخِيّ, وَمُسْلِم بن الحَجَّاجِ, وَإِسْحَاق الدَّبَرِي. حدَّث عَنْهُ: ابْنُ مَنْدَة, وَالحَاكِمُ, وَأَبُو أَحْمَد بنُ عَدِيّ, وَمَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَالدِي, وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ, وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ السَّرَّاج, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطِّرَازِيُّ. قَالَ الحَاكِمُ: قَالَ لِي يَوْماً: ألَا ترَاقبُوْنَ الله؟ أَمَا لَكُم حيَاءٌ يحجُزُكُم عَنْ تَحْقِير المَشَايِخ؟ جَاءنِي أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظ, وَأَنكرَ روَايتِي عن أحمد بن أَبِي رَجَاء المِصِّيْصِيّ، وَهَذَا كتَابِي وَسَمَاعِي مِنْهُ, وَهَذَا حفيدِي كَهْلٌ. وَقَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سُئِلَ ابْنُ مَنْدَة بحضرتِي عَنِ ابْنِ حَسنُويه المُقْرِئ فَقَالَ: كَانَ شَيْخاً أَتَى عَلَيْهِ مائَة وَعشر سِنِيْنَ. قُلْتُ: غَلِطَ ابْنُ مَنْدَة, مَا وَصل إِلَى المائَة أَصْلاً. قَالَ حَمْزَةُ: وَسَأَلتُ أَبَا زُرْعَةَ مُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ عَنْهُ فَقَالَ: كَذَّاب بحضرتي.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "1/ 121"، ولسان الميزان "1/ 223".

وَقَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَعجبَ مِنْ هَذَا الأَصَمّ, كَانَ يَخْتلف مَعَنَا إِلَى الرَّبِيْع بن سُلَيْمَانَ، وَمَا سَمِعَ مَنْ يَاسين القِتْبَانِي، وَكَانَ جَارَ الرَّبِيْع, فكتبتُ قَولَه, وَأَريته الأَصَمّ, فصَاح وَقَالَ: وَاللهِ مَا عرفتُه إلَّا بَعْد رُجُوعِي مِنْ مِصْرَ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ بن مَنْدَة: توفِّي فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: عَلَى مَا زَعَمَ مِنْ سنِّه يَكُون عَاشَ ثَمَانِياً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً إِنْ صَدَق. قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: ابْن حَسنُويه المُقْرِئ التَّاجِر النَّيْسَابُوْرِيّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ صَالِح بن هَانِئ: كَانَ ابْنُ حَسْنَوَيْهِ يُديم الاختلاَف مَعَنَا إِلَى السِّرِيّ بنِ خُزَيْمَةَ, وَشيَّعْنَاهُ يَوْمَ خُرُوْجه إلى أبي حاتم. قَالَ الحَاكِمُ: وَرَحَلَ إِلَى التِّرْمِذِيِّ.

ميمون بن إسحاق

3174- ميمون بن إسحاق 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُعَمَّرُ, أَبُو مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ الصَّوَّافُ, من موالي محمد بن الحَنَفِيَّةِ. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيَّ، وَغُلاَمَ خَلِيل, وَالحَسَنَ بنَ السَّمْح، وَأَحْمَدَ بنَ هَارُوْنَ البَرْديجِي الحَافِظ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه، وَابْن الفَضْلِ القَطَّان, وَأَبُو الحَسَنِ الحمَّامي، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَغَيْرُهُم. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً, وُلِدَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ, وتوفِّي سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: لَهُ جُزْءٌ مرويٌّ سَمِعْنَاهُ مِنْ أَصْحَابِ البَهَاء عبد الرحمن.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 211".

ابن بريه

3175- ابن بُرَيه 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الشَّرِيْفُ المُعَمَّرُ, شَيْخُ بَنِي هَاشِمٍ, أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ ابنِ الأَمِيْر عِيْسَى ابنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ المَنْصُوْرِ أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ الهاشمي البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي الدُّنْيَا, وَجَمَاعَةً. حدَّث عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه، وَأَبُو القَاسِمِ بن المُنْذِرِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ البَادِي, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَجَمَاعَة. وَكَانَ خطيب جَامعِ بَغْدَاد, فَكَانَ يَقُوْلُ: رَقَى هَذَا المِنْبَر الوَاثقُ، وَأَنَا, وَكلاَنَا فِي درجَة فِي النَّسَبِ إِلَى المَنْصُوْر. قُلْتُ: وَقَدْ عَاشَ بَعْد الوَاثِقِ نَحْواً مِنْ مائَةٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. وثَّقه الخَطِيْبُ. وتوِّفي فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ سبعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ السُّلَيْمِيّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الفَقِيْه، وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَيِّاط, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَزَّاز, وَأَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بنُ جَعْفَرٍ المُؤَذِّن, وَبِيْبَرْس المَجْدِي, قَالُوا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي السُّعُوْدِ البَزَّاز قَالَ: أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ الكَاتِبَةُ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ البَاقلاَنِي, أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ بَكْرٍ البَزَّاز, أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الهَاشِمِيّ، وَحَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الدِّهْقَان، وَأَبُو سَهْلٍ القَطَّان, وَابْنُ السَّمَّاكِ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ, حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ, عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ, عَنْ قَيْسٍ, عَنْ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرين عَلَى الدِّين عزيزَةً إلى يوم القيامة" 2.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 410"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 5"، والعبر "2/ 286". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1925".

ابن فارس

3176- ابن فارس 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّالِحُ, مُسنِدُ أَصْبَهَانَ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ ابْنُ المحدِّث جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فَارِسٍ الأَصْبَهَانِيُّ. سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّد بنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيّ، وَيُوْنُس بنِ حَبِيْب, وَأَحْمَد بن يُوْنُسَ الضَّبِّيّ، وَهَارُوْن بن سُلَيْمَانَ, وَأَحْمَدَ بنَ عِصَام, وَإِسْمَاعِيْل سَمُّويه، وَيَحْيَى بن حَاتِمٍ, وَحُذَيْفَة بن غِيَاث, وَالكِبَار, وتفرَّدَ بِالرِّوَايَة عَنْهُم. وقَارب المائَة، وَكَانَ مِنَ الثِّقَات العبَّاد. حدَّث عنه: أبو عبد الله بن مندة، وأبو ذَر بن الطَّبَرَانِيّ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِي، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ فُورك, وَابْن مَرْدُويه, وَالحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجَمَّال، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُصْعب، وَغُلاَم محسن أَحْمَدُ بنُ يزدَاد, وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوّ الإسناد. مولده في سنة ثمان وأربعين. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ: رَأَيْتهُ يحدِّث بِمَكَّةَ فِي أَيَّام المُفَضَّل بن مُحَمَّدٍ الجَنَدِي. وَقَالَ ابْنُ مَنْدَة: كَانَ شُيُوْخ الدُّنْيَا خَمْسَة: ابْنُ فَارس بِأَصْبَهَانَ, وَالأَصَمّ بِنَيْسَابُوْرَ، وَابْنُ الأعرَابِي بِمَكَّةَ, وَخَيْثَمَة بِأَطْرَابُلُس, وَإِسْمَاعِيْل الصفَّار بِبَغْدَادَ. قَالَ ابْنُ مَرْدُوَيْه، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ السُّوْذَرْجَانِيّ فِي تَاريخهُمَا: كَانَ ثِقَةً. وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ: حَكَى أَبُو جَعْفَرٍ الخَيَّاط لَنَا قَالَ: حَضَرْتُ موتَ عَبْدِ الله بنِ جَعْفَر، وكنَّا جُلوساً عِنْدَهُ, فَقَالَ: هَذَا مَلَكُ المَوْت قَدْ جَاءَ، وَقَالَ بِالفَارِسِيَّة: اقْبِضْ روحِي كَمَا تَقْبِضُ رُوحَ رَجُلٍ يَقُوْلُ تسعين سنَة: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ, وَأَشْهَدُ أن محمد عبدُه وَرَسُوْلُه. قَالَ أَبُو الشَّيْخ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بن جَعْفَرٍ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَر لِي وَأَنزلنِي منَازل الأَنْبِيَاء. قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ست وأربعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 80"، والعبر "2/ 272".

الدخمسيني

3177- الدُّخَمْسِيني 1: المحدِّث الرحَّال الإِمَامُ, أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بنُ محمد بن حمدان المَرْوَزِيُّ الصَّيْرَفِيُّ, كَانَ يَقُوْلُ: زِدْ خَمْسِيْنَ, فَبَنَوْا لَهُ لَقَباً مِنْ ذَلِكَ. سَمِعَ أَبَا قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ, وَأَبَا الموجَّه مُحَمَّد بن عَمْرٍو, وَعَبْدَ الصَّمَدِ بن الفَضْلِ، وَأَبَا حَاتِم الرَّازِيّ, لَكِنْ عُدم سَمَاعُه مِنْ أَبِي حَاتِمٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَدِيّ, وَالحَاكِمُ, وَابْنُ مَنْدَة, وَغُنْجَار, وَمَنْصُوْر الكَاغَدِي، وَحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ الماسَرْجسي. سَار إِلَى سَمَرْقَنْد لميراثٍ لَهُ مِنْ غُلاَمه, فَمَاتَ بِبُخَارَى سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ -كَذَا أرَّخه الحَاكِم. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ وَغَيْرُهُ: بَلْ توفِّي سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمَا علمتُ أَنَا بِهِ بَأْساً.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 289"، والعبر "2/ 267"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 369".

الطستي

3178- الطَّسْتِيّ 1: المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المُسْنِدُ, أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُكْرمٍ, البَغْدَادِيُّ الطَّسْتِيُّ الوَكِيْلُ. سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي الدُّنْيَا, وَدُبَيْس بن سَلاَّمٍ القَصبَانِي، وَحَامِد بن سَهْلٍ, وَإِبْرَاهِيْم الحربي, وطبقتهم. وَله جُزْءان مرويَان لِلسِّلَفِيِّ, وَقَعَ لَنَا أَحدُهُمَا بِالاتصَال. حدَّث عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، وَعَلِيُّ بنُ دَاوُدَ الرَّزَّاز, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَعَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. توفِّي فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 41"، والأنساب للسمعاني "8/ 124"، وشذرات الذهب "2/ 373".

وهب بن مسرة

3179- وهب بن مَسَرَّة 1: ابن مُفَرّجِ بنِ بَكْرٍ, أَبُو الحَزْمِ التَّمِيْمِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ الحِجَارِيُّ المَالِكِيُّ الحَافِظُ, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ السِّتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ بقُرْطُبَة مِنْ مُحَمَّد بن وضَّاح الحَافِظ، وَمن عُبَيْد اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَأَحْمَد بن الرَّاضي, وَأَبِي عُثْمَانَ الأَعْنَاقِيّ, وَقَدْ سَمِعَ بوَادِي الحِجَارَة -مدينَة صَارت لِلْعَدو- مِنْ مُحَمَّد بنِ عَزْرَة, وَأَبِي وَهْب بن أَبِي نُخَيلة. وَقَدْ حدَّث بِمسند ابْن أَبِي شَيْبَةَ عَنِ ابْنِ وَضَّاح. وَكَانَ رَأْساً فِي الفِقْه, بَصِيْراً بِالحَدِيْثِ وَرجَاله, مَعَ ورعٍِ وَتَقْوَى, دَارت الفُتْيَا عَلَيْهِ ببلدِه وَلَهُ توَالِيفُ وَأَوضَاع, أَحضروهُ إِلَى قُرْطُبَة، وَأُخْرِجَتْ إِلَيْهِ أُصُوْل ابْنِ وضَّاح الَّتِي سَمِعَهَا مِنْهُ, فَسُمِعَت عَلَيْهِ، وَسَمِعَ مِنْهُ عَالِم عَظِيْمٌ, وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ. أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ القَلَعي، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحِيْمِ أَحْمَدُ بنُ العَجُوز, وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الشَّيْخ, وَأَبُو عُمَرَ أَحْمَد بن الجَسُور, وَأَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ التَّاهَرْتِي، وَحمل الحَافِظَان ابْنُ عَبْدِ البَرِّ وَابْنُ حَزْم عَنْ أَصْحَابه، وَقَدْ كَانَ مِنْهُ هَفْوَة فِي القَوْل بالقَدَر -نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ. وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ بنُ الفَرَضي: تُرِكَ؛ لأَنَّه كَانَ يدعُو إِلَى بِدْعَة وَهْب بن مَسَرَّة. وَمِمَّا نُقِل عَنِ ابْنِ مَسَرَّة أَنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: لَيْسَتِ الجَنَّةُ الَّتِي أُخرج مِنْهَا أَبونَا آدم بجنَة الخُلْد, بَلْ جنَةٌ في الأرض. فهذا تنطُّع وتعمّق مرذول. قَالَ الطَّلَمَنْكي فِي ردِّه عَلَى البَاطنيَّة: ابْنُ مَسَرَّة ادَّعى النُّبُوَّة، وَزَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ الكَلاَم, فَثَبت فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ مِنْ عِنْد الله. قُلْتُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ قبيل ادِّعَاء النُّبُوَّة, بَلْ مِنْ قبيل الغَلَط وَالجَهْل. توفِّي بِبَلَدِهِ بَعْدَ رُجُوعه مِنْ قُرْطُبَة فِي نِصْفِ شَعْبَان سنة ست وأربعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 857"، ولسان الميزان "6/ 231"، وشذرات الذهب "2/ 374".

الخلدي

3180- الخُلْدِيّ 1: الشَّيْخُ الإِمَام القُدْوَة المحدِّث شَيْخ الصُّوْفِيَّة, أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نُصَيْر بنِ قاسم البغدادي كان يسكن محلة الخلد. سَمِعَ الحَارِث بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وَأَبَا مُسْلِم الكَجِّيّ، وَعُمَر بن حَفْص السَّدُوْسِيّ، وَأَبَا العَبَّاسِ بن مَسْرُوْق. وصَحِب أَبَا الحُسَيْن النُّورِي, وَالجُنَيْد, وَأَبَا مُحَمَّد الجَرَيْرِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: يُوْسُف القَوَّاس, وَالحَاكِمُ, وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الصَّلْت, وَعَبْد العَزِيْزِ السّتُورِي, وَالحُسَيْن الغَضَائِرِي, وَابْن رَزْقُوَيْه, وَابْن الفَضْلِ القَطَّان، وَأَبُو الحَسَنِ الحمَّامي, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: ثِقَةٌ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِي: سَمِعْتُ الخُلْدِيّ يَقُوْل: مضيتُ إِلَى عَبَّاس الدُّوْرِيّ وَأَنَا حَدَث, فكتبتُ عَنْهُ مَجْلِساً, وَخَرَجْتُ فلقينِي صُوفيٌ فَقَالَ: أَيشٍ هَذَا؟ فَأَريتُه فَقَالَ: وَيْحَك, تَدَعُ عِلْمَ الخِرَق وَتَأَخذُ عِلْم الوَرَق, ثُمَّ خرَّق الأَورَاق, فَدَخَلَ كَلاَمُه فِي قلبِي, فَلم أَعدْ إِلَى عبَّاس, وَوقفتُ بعرَفَة ستاً وَخَمْسِيْنَ وَقفَة. قُلْتُ: مَاذَا إلَّا صُوفيٌّ جَاهِلٌ يمزِّق الأَحَادِيْثَ النَّبويَة، وَيحُضُّ عَلَى أَمرٍ مَجْهُول, فَمَا أَحْوَجَه إِلَى العِلْم. قيل: عجَائِب بَغْدَاد؛ نُكَتُ المرتعش، وإشارات الشبلي, وحكايات الخلدي. قَالَ القَوَّاس: سَمِعْتُ الخُلْدِيّ يَقُوْلُ: لاَ تُوجد لذَّة المُعَاملَة مَعَ لذَّة النَّفْس. وَعَنِ الخُلْدِيّ قَالَ: عِنْدِي مائَةٌ وثَلاَثُوْنَ دِيوَاناً مِنْ دَوَاوين القَوْم. قُلْتُ: توفِّي سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فِي رَمَضَانَ, وَلَهُ خَمْسٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً, وعندي مجالس من "أماليه".

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 655"، والأنساب للسمعاني "5/ 161"، وتاريخ بغداد "7/ 226"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 378".

الصرفندي

3181- الصَّرَفَنْدِيّ 1: المحدِّث الإِمَامُ, أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ الأَنْصَارِيُّ الصَّرَفَنْدِيُّ الشَّامِيُّ، وَصرفَنْدَةُ حِصنٌ بِالسَّاحِل دُثِرَ. سَمِعَ: بكَّار بن قُتَيْبَةَ, وَأَبَا أُمَيَّة الطَّرَسُوْسِيَّ، وَمُعَاوِيَة بنَ صَالِحٍ, وَيَزِيْدَ بنَ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَالرَّبِيْع بنَ مُحَمَّدٍ اللاّذِقي, وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي العَجَائِز، وَشِهَابُ بنُ مُحَمَّدٍ الصُّوْرِيُّ, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع, وَغَيْرُهُم. هَذَا الَّذِي عِنْدِي مِنْ حَاله -رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ حُضُوْراً, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ, أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ طَلاَّبٍ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد الغَسَّانِيّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّرَفَنْدِيُّ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ قَالَ لَنَا سَعِيْد بنُ سَلاَّم, حَدَّثَنَا المسيّب أَبُو زُهَيْر, سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَر المَنْصُوْر يحدِّث عَنْ أَبِيهِ, عَنْ جدِّه, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "العبَّاس عمِّي ووصيِّي وَوَارِثِي". هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ، وَجَعْفَر ليس بثقة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 56".

ابن الجزار

3182- ابن الجزَّار: الفيلسوفُ البَاهرُ, شَيْخُ الطِّبّ, أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي خَالِدٍ القَيْرَوَانِيُّ, تِلْمِيْذُ إِسْحَاق بن سُلَيْمَانَ الإِسْرَائِيْلِيّ. اتَّصل بِالدَّوْلَة العُبَيْدِيَّة, وَكَثُرَتْ أَمْوَالهُ وَحشمَتُه. وصنَّف الْكثير, مِنْ ذَلِكَ كتَاب "زَادِ المُسَافِر" فِي الطِّبِّ، و"الأَدويَة المُفْرَدَة", و"رسَالَة فِي النَّفْس" طَوِيْلَة, وكتَاب "ذَمِّ إِخرَاج الدَّم", وكتَاب "أَسبَاب وَبَاء مِصْر وَالحيلَة فِي دَفْعه", وكتَاب "دَوْلَة المَهْدِيِّ وَظهورهِ بِالغربِ". وَكَانَ حَيّاً فِي دَوْلَة المُعِزِّ بِاللهِ. وَله كتَاب "طِبّ الفُقَرَاء" وَأَشيَاء, وَطَالَ عُمُرُهُ.

صاحب الأندلس

3183- صاحب الأندلس 1: المَلِكُ الملقَّب بِأَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ؛ النَّاصرُ لِدِيْنِ اللهِ, أَبُو المُطَرِّفِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابنُ الأَمِيْرِ مُحَمَّدِ ابنِ صَاحبِ الأَنْدَلُسِ عَبْدِ اللهِ ابنِ صَاحبِ الأَنْدَلُسِ مُحَمَّدِ ابنِ صَاحبِ الأَنْدَلُسِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابنِ صَاحبِهَا الحَكَمِ ابنِ صَاحِبِهَا هِشَامِ ابنِ الأَمِيْر الدَّاخِلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُعَاوِيَةَ ابنِ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ المَرْوَانِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ. بَانِي مدينَة الزَّهْرَاء, وَالَّذِي دَامتْ دولتُه خَمْسِيْنَ سنَةً، وَصَاحبَ الفُتُوْحَاتِ الكثيرَة، وَالغَزَوَات المَشْهُوْرَة, وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ تلقَّب بِأَلقَاب الخِلاَفَة, وَذَلِكَ لَمَّا بَلَغَه قَتْلُ المُقْتَدر، وَوَهْنُ الخِلاَفَة العَبَّاسِيَّة, فَقَالَ: أَنَا أَوْلَى بِالاسْم وَالنَّعْت. قُتِلَ أَبُو هَذَا شَابّاً, وَلِهَذَا عِشْرُوْنَ يَوْماً, فكَفَلَه جدُّه, فلمَّا مَاتَ جَدُّه بُوْيِع هَذَا سَنَةَ ثَلاَثٍ مائَة, مَعَ وَجودِ الأَكَابِر مِنْ أَعمَامه وَأَعمَام أَبِيهِ, فولِي وَعمره اثْنَتَانِ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً, فضَبط الممَالِك, وَخَافَتْه الأَعدَاءُ, وَعمل الزّهْرَاء عَلَى بَرِيد مِنْ قُرْطُبَة, فشيَّدهَا وَزخرفَهَا, وَأَنفقَ عليها قناطير من الذهب، وَكَانَ لاَ يَمَلّ مِنَ الغَزْو, فِيْهِ سُؤْدُدٌ وَحَزْم وَإِقْدَام, وَسجَايَا حمِيدَة, أَصَابَهُم قَحْطٌ, فَجَاءَ رَسُوْلُ قَاضيه مُنْذر البَلُّوطي يحرّكُه للخُرُوْج, فلَبِس ثوْباً خَشِناً، وَبَكَى وَاسْتغفر وَتذلَّل لربِّه, وَقَالَ: نَاصيتِي بِيَدِك, لاَ تعذِّب الرَّعيَة بِي, لَنْ يَفُوتك مِنِّي شَيْءٌ, فَبلغَ القَاضِي فتهلَّل وَجهه، وَقَالَ: إِذَا خَشَعَ جبَّارُ الأَرْض يرحم جَبَّار السماء, فاستسقوا ورحموا.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 330".

وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- يَنْطوِي عَلَى دين وَحُسْنِ خُلُقٍ، وَمُزَاحٍ, وَكَانَ دَسْتُه فِي وَقْتِهِ فَوْقَ دَسْتِ مُلُوْكِ الإِسْلاَم, وَوَزَرَ لَهُ أَبُو مَرْوَان بنُ شُهيد، وَغَيْرُهُ. وَنقل بَعْضُهُم أنَّ وَزيراً لَهُ قَدَّم لَهُ هَدِيَة سَنِيَّة مِنْهَا: خَمْس مائَة أَلْفِ دِيْنَار، وَأَرْبَعِ مائَةٍ رَطْل تبراً, وَأَلفَا أَلفِ دِرْهَم, وَمائَةٌ وَثَمَانُوْنَ رطْلاً مِنَ العُود، وَمائَةُ أُوقيَّة مِنَ المِسْك, وَخَمْس مائَة أَوقيَّة عَنْبر, وَثَلاَثِ مائَةٍ أُوقيَّة كَافور, وثَلاَثُوْنَ ثوباً خَاماً, وَستُّ سُرَادِقَات, وَعشرَةُ قنَاطير سمُّور, وَأَرْبَعَة آلاَف رطْل حَرِير, وَأَلف تُرْس، وثمَان مائَةِ تِجفَاف, وَخمسَةَ عشرَ حِصَاناً, وَعِشْرُوْنَ بَغْلاً, وأربعون مملوكًا, ومائة فرس, وعشرون سُرِّيَّة، وضَيْعَتانِ, وَأَلفُ جِسْر؛ كُلُّ جِسْر قيمتُهُ أَلف دِرْهَم, فلقَّبه ذَا الوزَارتين, وَرفع قَدْره. وَقَدْ تُوُفِّيَ النَّاصر قَبْل تتمَةِ زخرفَةِ مدينَةِ الزَّهْرَاء, فَأَتمهَا ابْنُهُ الْمُسْتَنْصر، وَبِهَا جَامعٌ عَدِيْم المِثَل, وَكَذَا مَنَارته. قَالَ ابْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: لِي أَرْجُوزَة ذكرتُ فِيْهَا غَزَوَاته. افتَتَح سَبْعِيْنَ حِصْناً مِنْ أَعْظَم الحُصُون, وَقَدْ مَدَحَتْه الشُّعرَاء. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سنَةَ خَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسَبْعُوْنَ عَاماً -رَحِمَهُ اللهُ. وَقَدْ كُنْتُ ذكرتُ تَرْجَمَتَه مَعَ جدِّهُم, فَأَعدتُهَا بزوائِدَ وَفوائِد، وَإِذَا كَانَ الرَّأْس عَالِيَ الهِمَّة فِي الجِهَادِ احتُملت لَهُ هَنَات, وَحسَابه عَلَى اللهِ, أَمَا إِذَا أَمَاتَ الجِهَاد، وَظلمَ العِبَاد، وَللخزَائِن أَبَاد, فَإِنَّ رَبَّك لبالمرصَاد.

ابن الأخرم

3184- ابن الأخْرَم 1: مُقْرِئُ دِمَشْقَ, العَلاَّمَةُ أَبُو الحَسَنِ, مُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ بنُ مُرٍّ بنِ الحُرِّ الرَّبَعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ بن الأخرم, تلميذ هارون الأخفش الدمشقي, كانت له حلقة عظيمة بجامع دمشق, يقرءون عَلَيْهِ مِنْ بَعْد الفَجْر إِلَى الظُّهر. قَالَ الدَّانِي: رَوَى عَنْهُ القِرَاءة عَرْضاً: أَحْمَدُ بنُ بُدْهن، وَأَحْمَد بنُ نَصْرٍ الشَّذَائِي، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الشَّنَبُوذِي، وَمُحَمَّدُ بنُ الخَلِيْلِ، وَصَالِحُ بنُ إِدْرِيْسَ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بِشر الأَنْطَاكِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَطِيَّةَ, وَمظَفَّر بنُ بَرهَام, وَعَلِيُّ بنُ دَاوُدَ الدَّارَانِي, وَمُحَمَّدُ بنُ حُجْر, وَجَمَاعَةٌ لاَ يُحصَى عَدَدُهُم. قُلْتُ: مِنْهُم مُحَمَّد بن أَحْمَدَ الجُبنِي، وَسلاَمَةُ المُطَرِّز, وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مِهْرَانَ. وَقَدْ ذكرهُ عَبْدُ البَاقِي بنُ الحَسَنِ فَغَلِطَ وَسمَّاهُ: عَلِيَّ بنَ حسن بن مُرّ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ دَاوُدَ الدَّارَانِيُّ: قَدِمَ ابْنُ الأَخْرَم بَغْدَادَ, فَأَمر ابْنُ مُجَاهِد تَلاَمِذَتَه أَنْ يَخْتلفُوا إِلَى ابْنِ الأَخْرَم. وَقَالَ الشَّنَبُوذِيُّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ, فَمَا رَأَيْتُ أَحسنَ مَعْرِفَةً مِنْهُ بِالقُرْآن، وَلاَ أَحفظَ, وَكَانَ يحفَظُ تفسيراً كَثِيْراً وَمعَانِي, حدَّثني أَنَّ الأَخْفَش حفَّظَه القُرْآن. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ: قُمْتُ لَيْلَةً سحراً لآخذ النَّوْبَة عَلَى ابْنِ الأَخْرَمِ, فَوَجَدْتُ قَدْ سبقنِي ثَلاَثُوْنَ قارئًَا, وَقَالَ: لم تدركْنِي النوبة إلى العصر. توفِّي ابْنُ الأَخْرَم فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وثلاث مائة, وعاش إحدى وثمانين سنة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 257"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 361".

ابن عمار

3185- ابن عَمَّار: عَالِم الشِّيْعَة بِالكُوْفَةِ, أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارٍ. لَهُ توَالِيفُ؛ مِنْهَا: أَخْبَار آبَاء النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وإِيْمَانُ أَبِي طَالِبٍ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ دَاوُدَ, وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

ابن ماتي

3186- ابن مَاتَى 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُعَمَّر, أَبُو الحُسَيْنِ, عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عِيْسَى بن زَيْدِ بنِ ماتَى -بِالفَتْح, الكُوْفِيّ الكَاتِب, مَوْلَى آلِ زَيْد بنِ عَلِيٍّ العَلَوِيّ. حدَّث بِبَغْدَادَ عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ العَبْسِي, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي العَنْبَسِ, وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي غرزَة, وَالحُسَيْن بنِ الحَكَمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ رَزْقُوَيْه, وَأَبُو الحَسَنِ الحَمَّامِي، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّان، وَأَبُو عَلِيٍّ بن شاذان, وجماعة. وثَّقه الخَطِيْبُ وَقَالَ: توفِّي فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ ثمانٍ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَقع لَنَا مِنْ طَرِيقه نُسْخَة وَكِيْع، وَالطَّلَبَةُ يَقُوْلُوْنَ: ابْنُ مَاتِي -بِالكسر, فَكَأَنَّهُ يسوغ أيضًا.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 32"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 199"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 389".

ابن الزبير

3187- ابن الزُّبَير 1: الإِمَامُ الثِّقَة المُتْقِن, أَبُو الحَسَنِ, عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الزُّبَيْرِ, القُرَشِيّ الكُوْفِيّ الأَدِيْب. حدَّث بِبَغْدَادَ عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي العَنْبَس القَاضِي, وَالحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ، وَأَخِيْهِ مُحَمَّد, وَمُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ القَصَّار. حدَّث عَنْهُ: ابْنُ رَزْقُوَيْه, وَأَبُو نَصْرٍ بنُ حَسْنُوْنَ، وَأَحْمَد بن كَثِيْر البَيِّع, وَعَلِيُّ بنُ دَاوُدَ الرَّزَّاز, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ أَديباً عَالِماً, مليحَ الكِتَابَة, بَدِيْع الوِرَاقَة, نسخَ الْكثير، وَكَانَ مِنْ جِلَّة تَلاَمِذَة ثَعْلب. وثَّقه أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ. وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وثلاث مائة, عن أربع وتسعين سنة. وَقع لابْنِ الشَّحْنة مِنْ طَرِيقه الأَمَالِي وَالقِرَاءة جزء.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 81"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 391"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 379".

العطشي

3188- العَطَشِيّ 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُسْنِد, أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ يَحْيَى بنِ عَمْرٍو, البَغْدَادِيُّ العَطَشِيّ الأدَمِيّ. مولده سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ أَحْمَد بن عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيّ، وَعَبَّاس بن مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيّ, وَمُحَمَّد بن مَاهَان زَنْبقَة، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيّ. حدَّث عَنْهُ: ابْن رَزْقُوَيْه, وَهلاَلُ الحَفَّار, وَالحَاكِمُ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَطَلْحَة بن الصَّقر, وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ البُرْقَانِيّ يوثِّقه. قَالَ الخَطِيْبُ: تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَكَانَ ثِقَةً.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 299"، والعبر "2/ 280" وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 379".

القصار، والمسعودي، وابن بنت عدبس

القصار، والمسعودي، وابن بنت عدبس 3189- القَصَّار 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يحيى القصار, الأصبهاني. سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ مَهْدِيٍّ, وَأَحْمَدَ بنَ عِصَام، وَصَالِحَ بنَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَأَسِيْد بنَ عَاصِمٍ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِيُّ, وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَجَمَاعَة. مَا علمتُ بِهِ بَأْساً. توفِّي سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ سبع وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. 3190- المسْعُودي 2: صَاحبُ "مُروجِ الذَّهبِ" وَغَيْرِهِ مِنَ التَّوَاريخِ, أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيّ, مِنْ ذُرِيَّة ابْنِ مَسْعُوْد, عِدَادُه فِي البَغَادِدَة, وَنَزَلَ مِصْر مُدَّة. وَكَانَ أَخْبَارِيّاً, صَاحبَ مُلَحٍ وَغَرَائِبَ وَعجَائِبَ وَفنُوْن, وَكَانَ مُعْتَزِليّاً. أَخَذَ عَنْ أَبِي خَلِيْفَة الجُمَحِيّ وَنِفْطَوَيْه, وَعِدَّة. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3191- ابْنُ بنت عَدَبَّس 3: الإِمَامُ المُحَدِّثُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَر بنِ هِشَام الكِنْدِيّ الدِّمَشْقِيّ, ابْن بِنْت عَدَبَّس. حدَّث عَنْ: يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ, وَأَبِي زُرْعة، وَأَحْمَدَ بن فيْل البَالِسِيّ، وَعَبْد البَارِي الجِسْرينِي, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حدَّث عنه: أبو عبد الله بن مندة، وتمام الرَّازِيّ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُعَاذ الدَّارَانِي, وَعَبْدُ الرَّحْمَنَ بنُ أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيّ. قَالَ الكتَّاني: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. توفِّي فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 151". 2 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "13/ 90"، والعبر "2/ 269"، ولسان الميزان "4/ 224" وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 371". 3 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "6/ 151".

الأسداباذي

3192- الأسداباذيّ 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ القُدْوَة العَابِدُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْر بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا الأَسَدَاباذِيُّ الهَمَذَانِيُّ, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَقِيْلَ: أحمد في جده محمد, رحَّال جوَّال. سَمِعَ أَبَا خَلِيْفَة الجُمَحِيّ, وَمُحَمَّدَ بنَ نُصَيْر الأَصْبَهَانِيّ, وَالحَسَنَ بنَ سُفْيَان، وَعبدَان الجَوَالِيقي، وَعَبْدَ اللهِ بنَ نَاجيَة, وَأَبَا يَعْلَى, وَابنَ قُتَيْبَةَ العَسْقَلاَنِي, وَمُحَمَّدَ بنَ خُزَيْم، وَابْن جَوْصَا, وَأَبَا العَبَّاسِ السَّرَّاج, وَخلقاً كَثِيْراً. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مَخْلد العَطَّار -أَحَد شُيُوْخِهِ, وَابْنُ شَاهِيْن، وَابْنُ مَنْدَة, وَأَبُو بَكْرٍ الجَوْزَقي, وَالدَّارَقُطْنِيّ, وَالحَاكِمُ, وَالقَاضِي عَبْد الجَبَّارِ المُعْتَزِلِي، وَيَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي, وَعِدَّة. قَالَ الحَاكِمُ: قَدِمَ نَيْسَابُوْر سَنَةَ ثَلاَثٍ, فسَمِعَ المُسْند مِنِ ابْنِ شِيْرَوَيْه, فَأَقَامَ سنتَيْن، وأمَّا رِحْلَتُه إِلَى الآفَاق فمَشْهُوْرَة, وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِيْنَ المَذْكُوْرين، والحفَّاظ, صَنّف الشُّيُوْخ وَالأَبْوَاب. تُوُفِّيَ بِأَسد اباذ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ حَافِظاً مُتْقِناً مُكْثراً. أَخْبَرَنَا المسَلَّم بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ, أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَافِظ, أَخْبَرَنِي الأَزْهرِي, أَخْبَرَنَا الدَّارَقُطْنِيّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَد العَطَّار, حَدَّثَنَا الزُّبَيْر بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ, حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ بشر, وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا هَاشِم بنُ مَرْثَد, سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: الشَّافِعِيُّ صَدُوْقٌ لَيْسَ بِهِ بأس.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 472"، والأنساب للسمعاني "1/ 224"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة رقم 867".

أبو الفضل بن إبراهيم

3193- أبو الفضل بن إبراهيم: الإِمَامُ السَّيِّدُ, أَبُو الفَضْلِ, مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الفَضْلِ الهَاشِمِيّ, النَّيْسَابُوْرِيّ, المُزَكِيِّ, أَحدُ أَصْحَاب الحَدِيْث. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ عَمْرو قشمرد, وَمُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَيُّوْبَ الرَّازِيّ، وَأَبَا مُسْلِم الكَجِّيّ وَمُطيَّناً, وَالحُسَيْنَ بنَ مُحَمَّدٍ القَبَّانِي, وَخَلْقاً سِوَاهُم. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ -وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَيَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة, وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سبع وأربعين وثلاث مائة.

ابن معروف

3194- ابن معروف 1: الشَّيْخُ المحدِّث, أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَعْرُوْفٍ بنِ أَبَانٍ التَّمِيْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ عَلِيٍّ المَرْوَزِيّ، وَأَبَا عُمَرَ مُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ بنِ القَاسِم، وَزَكَرِيَّا بنَ أَحْمَدَ البَلْخِيّ, وَأَبَا حَامِدٍ مُحَمَّدَ بنَ هَارُوْنَ, وَعِدَّة. وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نصر, وعبد الغني بن سعيد الحَافِظ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ النَّحَّاسِ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الورَّاق, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الكَتانِي: حدَّث عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَلِيّ بِأَكْثَر كُتُبِهِ, واتُّهِمَ فِي ذَلِكَ, وَقِيْلَ: إِنَّ أَكْثَرهَا إِجَازَة. وَكَانَ يحِبُّ الحَدِيْثَ وَأَهلَه, وَيكرمُهُم, وَلَهُ دُنْيَا وَتوَالِيفُ. قَالَ عُبَيْد بنُ فُطَيس: حدَّثني أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ, وَسَمِعَ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ الكتَّاني: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقَالَ غَيْرُهُ: سَنَةَ تسعٍ. وَمَاتَ أَخُوْهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَكَانَ مسنًّا, سمع من أبي زُرْعة الدمشقي.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 277"، وميزان الاعتدال "4/ 14"، ولسان الميزان "5/ 347".

النقاش

3195- النقَّاش 1: العلَّامة المفسِّر, شَيْخُ القُرَّاءِ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ المَوْصِلِيُّ, ثم البغدادي النَّقاش. وُلِد سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وحدَّث عَنْ: إِسْحَاقَ بنِ سُنِيْنَ، وَأَبِي مُسْلِم الكَجِّيّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ زُهَيْر، وَمُطَيَّن, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهَرَوِيّ, وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, وَابْنُ خُزَيْمَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصَّائِغ، وَخَلْق. وَتلاَ عَلَى هَارُوْنَ الأَخْفشِ، وَأَحْمَدَ بنِ أَنَس بِدِمَشْقَ, وَعَلَى الحَسَنِ بنِ الحُبَاب وَغَيْرِهِ بِبَغْدَادَ, وَعَلَى الحَسَنِ بنِ أَبِي مِهرَان بِالرَّيّ, وَعَلَى أَبِي رَبِيْعَةَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ, وَعِدَّة. قرأَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ بنُ مهرَان, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرِ الفَارِسِيّ, وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الحَمَّامِي، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ الطَّبرِي, وَأَبُو الفَرَجِ الشَّنَبُوذِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ العَلاَّف, وَعَلِيُّ بنُ جَعْفَرٍ السَّعِيدِي، وَأَبُو الفَرَجِ النَّهْروَانِي, وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ بَشَّار, وَخَلْق آخِرُهُم مَوْتاً أَبُو القَاسِمِ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الزَّيْدِي الحَرَّانِيّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ مُجَاهِد، وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَابْنُ شَاهِيْن, وَأَبُو أَحْمَدَ الفَرَضَيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَأَبُو القَاسِمِ الحُرْفِي. وَهُوَ مُؤلف "شِفَاءِ الصُّدورِ" فِي التَّفْسِيْر. وَكَانَ وَاسِعَ الرِّحْلَة, قَدِيْمَ اللِّقَاءِ، وَهُوَ فِي القرَاءاتِ أَقوَى مِنْهُ فِي الرِّوَايَات. وَله كِتَابَ "الإِشَارَة فِي غَرِيْبِ القُرْآن"، وكتَاب "المنَاسك", و"دلائل النبوة"، والمعاجم الثَّلاَثَة أَوسط، وَأَكْبَر وَأَصغر, فَالأَكْبَرُ فِي مَعْرِفَةِ المقرِئين, وَلَهُ كِتَاب كَبِيْر فِي التَّفْسِيْرِ نَحْو مِنْ أَرْبَعِيْنَ مجلداً, وكتَاب "القرَاءاتِ بعِلَلِهَا", وكتَاب "السبعة", وكتاب "ضد العقل" وكتاب "أَخْبَارِ القُصَّاص", وَأَشيَاء، وَلَوْ تَثَّبت فِي النَّقْلِ لصَارَ شَيْخَ الإِسْلاَمِ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: هُوَ مَقْبول الشَّهَادَةِ, حَدَّثَنَا فَارسٌ, سَمِعْتُ عَبْدَ الله بن الحسين

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 201"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 14"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "18/ 146"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 627"، وميزان الاعتدال "3/ 520"، ولسان الميزان "5/ 132"، وشذرات الذهب "3/ 8-9".

سَمِعْتُ ابْنَ شَنَبُوذ يَقُوْلُ: خَرَجْتُ مِنْ دِمَشْقَ, فَإِذَا بَقَافِلَة فِيْهَا النَّقَّاش، وَبِيَدِهِ رَغِيف, فَقَالَ لِي: مَا فَعَل الأَخفش؟ قُلْتُ: تُوُفِّيَ, قَالَ ثُمَّ انصرفَ النَّقَّاشُ وَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الأَخفش. وَقَالَ طَلْحَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّاهد: كَانَ النَّقَّاش يَكْذِبُ فِي الحَدِيْثِ, وَالغَالِبُ عَلَيْهِ القَصَصُ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ: كُلُّ حَدِيْث النَّقَّاشِ مُنكر. وَقَالَ الحَافِظُ هِبَة اللهِ اللاَّلْكَائِيّ: تَفْسِيْر النَّقَّاش إِشْفَى الصُّدور لاَ شفَاء الصُّدورِ. وَقَالَ الخَطِيْبُ فِي حَدِيْثِهِ: مَنَاكِيرُ بِأَسَانيدَ مَشْهُوْرَة. رَوَى أَبُو بَكْرٍ, عَنْ أَبِي غَالِب, عَنْ جدِّهِ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمْرٍو, عَنْ زَائِدَةَ, عَنْ لَيْث, عَنْ مُجَاهد, عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ لاَ يقبل دعاء حبيب على حبيبه". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: فَرَجَعَ عَنْهُ حِيْنَ قُلْتُ لَهُ: هُوَ مَوْضُوْع. قَالَ الخَطِيْبُ: قَدْ رَوَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الكَوْكَبِي, عَنْ أَبِي غَالِب. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: قال النقاش: كسرى أنو شِرْوَان جَعلهَا كُنْيَةً, وَكَانَ يدعُو: لاَ رَجَعَتْ يَدٌ قَصدَتْكَ صفرَاءَ مِنْ عَطَائِك, وَإِنَّمَا هِيَ صِفْرًا. قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ ابْنَ الفَضْل القَطَّان يَقُوْلُ: حضَرتُ النَّقَّاش وَهُوَ يَجُود بِنَفْسِهِ فِي ثَالثِ شَوَّال سنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فَنَادَى بِأَعْلَى صَوته: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصافَّات: 61] يُرَدِّدُهَا ثَلاَثاً, ثُمَ خَرَجَتْ نَفْسُه -رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: قَدِ اعْتمد الدَّانِي فِي التَّيْسِير عَلَى رِوَايَاته للقرَاءات, فَاللهُ أَعلم, فإنَّ قلبِي لاَ يَسْكُن إِلَيْهِ، وَهُوَ عِنْدِي متَّهم, عفَا الله عنه.

ابن أبي دارم

3196- ابن أبي دارم 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الفَاضِلُ, أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ محمد السري بن يحيى بن السَّرِيِّ بنِ أَبِي دَارمٍ, التَّمِيْمِيُّ الكُوْفِيّ الشِّيْعِيّ, محدِّث الكُوْفَة. سَمِعَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ العَبْسِي القصَّار، وَأَحْمَدَ بنَ مُوْسَى الحمَّار، وَمُوْسَى بنَ هَارُوْنَ, وَمُحَمَّد بنَ عَبْدِ اللهِ مُطيَّناً, وَمُحَمَّدَ بنَ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ, وَعِدَّة. حدَّث عنه: الحاكم, وأبو بكر بن مردويه, وَيَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الحمَّامي, وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ, وَآخَرُوْنَ. كَانَ مَوْصُوَفاً بِالحِفْظِ وَالمعرفَةِ, إلَّا أَنَّهُ يترفَّض, قَدْ ألَّف فِي الحطِّ عَلَى بَعْض الصَّحَابَة، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ لَيْسَ بِثِقَةٍ فِي النَّقْل, وَمن عَالِي مَا وَقَعَ لِي مِنْهُ: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِير, أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ, أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ, أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا المُزَكِّي, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَارم بِالكُوْفَةِ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى بنِ إِسْحَاقَ, حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, عَنْ زكريَّا, عَنِ الشَّعْبِيّ, سَمِعْتُ النُّعْمَان بنَ بَشِيْر يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الحلاَلُ بَيِّنٌ, وَالحَرَامُ بَيِّنٌ, وَبَيْنَ ذَلِكَ مُشْتبهَات لاَ يَعْلَمهَا كَثِيْرٌ مِنَ النَّاس, مَنْ تَرَك الشُّبُهَات اسْتبرأَ لدينِهِ وَعِرْضِه, وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامَ, كَالرَّاعِي إِلَى جَنْبِ الحِمَى, يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَه". الحَدِيْث مُتَّفَقٌ عليه1. مَاتَ أَبُو بَكْرٍ فِي المحرَّم سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقِيْلَ: سَنَةَ إِحْدَى. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ رافضيٌّ غَيْرُ ثِقَةٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ حمَّاد الحَافِظ: كَانَ مُسْتَقِيْمَ الأَمْر عامَّة دَهْره, ثُمَّ فِي آخر أَيَّامه كَانَ أَكْثَرَ مَا يُقْرَأ عَلَيْهِ المَثَالب, حَضَرْتُه وَرَجُل يَقْرأُ عَلَيْهِ أنَّ عُمر رَفَسَ فَاطِمَة حَتَّى أَسقطتْ محسّناً. وفِي خبرٍ آخر قَوْله تَعَالَى: {وَجَاءَ فِرْعَوْن} عمر {وَمَنْ قَبْلَه} أبو بكر {وَالْمُؤْتَفِكَاتُ} عَائِشَة وَحَفْصَة, فَوَافقتُه وَتركتُ حَدِيْثه. قُلْتُ: شَيْخٌ ضالّ مُعَثَّر.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 852"، وميزان الاعتدال "1/ 139"، ولسان الميزان "1/ 268".

ابن يونس

3197- ابن يونس 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُتْقِنُ, أَبُو سَعِيْد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ ابنِ الإِمَام يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدفِيُّ المِصْرِيُّ صَاحبُ "تَارِيخِ عُلَمَاءِ مِصْرَ". وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ أَبَاهُ, وَأَحْمَدَ بنَ حمَّاد زُغْبَة, وَعَلِيَّ بنَ سَعِيْدٍ الرَّازِيّ, وَعَبْدَ المَلِكِ بنَ يَحْيَى بنِ بُكَيْر, وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيّ، وَعَبْد السَلاَّم بن سَهْل البَغْدَادِيّ، وَأَبَا يَعْقُوْب المِنْجَنِيْقي، وَعَلِيَّ بن قُدَيْد, وَعَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ عَلَّان, وَخَلْقاً كَثِيْراً. مَا ارْتَحَلَ وَلاَ سَمِعَ بِغَيْر مِصْر، ولكنَّه إِمَامٌ بَصِير بِالرِّجَال, فَهِمٌ مُتَيَقِّظٌ. حدَّث عَنْهُ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسْرُور البَلْخِيّ، وأبو عبد الله بن مندة, وَعبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحاس, وَآخَرُوْنَ. وَقَدِ اختصرتُ تَاريخَه, وَعلقتُ مِنْهُ غَرَائِب. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ سِتَّة وَسِتِّيْنَ عَاماً. وَفِيْهَا مَاتَ: عَالِمُ دِمَشْقَ وَمُسنِدهَا؛ القَاضِي أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بن حَذْلَم الأَسَدِيّ، وَمسنِد الكُوْفَةِ؛ أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ ماتَى, وَنَحْوِيُّ العِرَاق؛ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ دَرَسْتَوَيه الفَارِسِيّ, ومحدِّث دِمَشْق؛ أَبُو المَيْمُوْن رَاشِد البَجَلِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ بنِ خُزَيْمَة بِبَغْدَادَ، وَأَبُو الفَضْلِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَافِظِ الفَضْل بنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِي النَّيْسَابُوْرِيّ، وَحَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ العَقَبِي البَغْدَادِيّ الدهقان.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 45"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 568"، والعبر "2/ 276".

القزويني

3198- القَزْوينيّ 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ, أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ القَزْوِيْنِيُّ, نَزِيْلُ دِمَشْقَ بِبَيْت لِهْيَا. سَمِعَ بِبَلَدِهِ مِنْ يُوْسُف بنِ يَعْقُوْبَ القَزْوِيْنِيّ، وَبَالرَّيّ مُحَمَّد بنَ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْس، وَعَلِيَّ بنَ الجُنَيْد المَالِكِيّ, وَبِبَغْدَادَ إِدْرِيْس بنَ جَعْفَر وَأَقرَانهِ، وَبمِصْر أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيّ, وَبِالبَصْرَة مِنَ السَّاجِيّ وَغَيْرِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: تَمَّام الرَّازِيّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ النَّحَّاس المِصْرِيّ، وَمنير بن أَحْمَدَ, وَآخَرُوْنَ. توفِّي قَبْل الخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وثَّقه تَمَّام. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَحْمَدَ الجُذَامِيُّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عمَاد، وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ, أَخْبَرَنَا أَبُو صَادِق بنُ صباح قَالاَ: أَخْبَرْنَا ابْنُ رِفَاعَةَ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الشَّافِعِيّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى القَزْوِيْنِيّ, حَدَّثَنَا بُهْلُولُ بنُ إِسْحَاقَ, حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ, حَدَّثَنَا مُغِيْرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَن, عَنْ أَبِي الزِّنَادِ, عَنِ الأَعْرَجِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "الصيام جُنَّة" 2. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ كِتَابَةً, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ حَمْزَةَ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا تَمَّام الحَافِظ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى الحَافِظ, حَدَّثَنَا إِدْرِيْسُ بنُ جَعْفَرٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَدْرٍ, عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُم بِالسِّوَاكِ عِنْد كل صلاة" 3.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 858". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1904"، ومسلم "1151"، وأبو داود "2363". 3 صحيح: أخرجه البخاري "887"، ومسلم "252"، وأبو داود "46"، والدارمي "1/ 174"، وأحمد "2/ 399، 429".

ابن سعد

3199- ابن سعد 1: الإِمَامُ الحَافِظُ العَلاَّمَةُ, أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَعْدٍ, النَّيْسَابُورِيُّ الحَاجِّيُّ البَزَّازُ. رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ، وَقَالَ: سَمِعَ أَبَا عَبدِ اللهِ مُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيَّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي طَالِبٍ، وَأَحْمَدَ بنَ النَّضْرِ, وَأَبا العَبَّاسِ السرَّاج، وَطَبَقَتَهُم, ثُمَّ كَتَبَ عَنْ أَرْبَعِ طَبَقَاتٍ بَعْدَهُم، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ, وَجَمَعَ الشُّيُوْخَ وَالأَبْوَابَ وَالمُلَحَ, وَلَمْ يَرْحَلْ, وَقَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شِيْرَوَيْه فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ -إِلَى أَنْ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو مُحَمَّدٍ فَجْأَةً فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ. أَخْبَرَنَا الشَّرَفُ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ, أَنْبَأَنَا عَبْد المُعِزّ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ المُسْتَمْلِي, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ, حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ سعد الحَافِظُ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ كرَامَةَ, حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ, عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ, أَخْبَرَنِي شَرِيكٌ, عَنْ عَطَاءٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إِنَّ اللهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَدْ بَارَزَنِي بِالحَرْبِ" وَذَكَرَ الحَدِيْثَ. غَرِيبٌ جِدّاً, مَدَارُهُ عَلَى ابْنِ كرَامَةَ, قَدْ رَوَاهُ البُخَارِيُّ1 عَنْهُ, ويُرْوَى شَبَهُهُ مِنْ طَرِيْقِ عَبْدِ الوَاحِدِ, عن مولاه عروة, عن عائشة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 871"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 381".

العسال

3200- العسَّال 1: محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد القاضي, أبو أحمد الأَصْبَهَانِيُّ, الحَافِظُ المَعْرُوفُ بالعسَّال, صَاحِبُ المصنَّفات. رَأَيْتُ لَهُ تَرْجَمَةً مُفْرَدَةً فِي جُزْءٍ لِلْحَافِظِ أَبِي مُوْسَى, قَدْ سَمِعَهُ مِنْهُ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ المَقْدِسِيُّ. سَمِعَ مِنْ وَالِدِهِ, وَهُوَ مِنْ قُدمَاءِ شُيُوْخِهِ, فَإِنَّ وَالِدَهُ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَسَمِعَ مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ الكَجِّيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْسِ الرَّازِيِّ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَسَدٍ المَدِيْنِيِّ صَاحِبِ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ السُّرِّيِّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ زُهَيْرٍ الحُلْوَانِيِّ، وَمُطَيَّنٍ, وَأَبِي شُعَيْبٍ الحَرَّانِيِّ, وَبَكْرِ بنِ سَهْلٍ الدِّمْيَاطيِّ, وَأَمْثَالِهِم. وَقَرَأَ القُرْآنَ لِنَافِعٍ عَلَى الأُسْتَاذِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَمْرِو بنِ سَهْلٍ الأَصْبَهَانِيِّ الصُّوْفِيِّ, عَنْ قِراءتِهِ عَلَى الفَضْلِ بنِ شَاذَانَ الرَّازِيِّ. تَلاَ عَلَيْهِ وَلَدُهُ أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الوَهَّابِ, وَكَانَ مِنْ كُبَرَاءِ أَهْلِ أَصْبَهَانَ وَمُتَمَوِّلِيْهِم, طَالَعْتُ كِتَابَ المَعْرِفَةِ لَهُ فِي السُّنَّة, يُنَبِّئُ عَنْ حِفْظِهِ وَإِمَامَتِهِ, وَأَكْبَرُ شَيْخٍ لِوَالِدِهِ هُوَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمْرٍو البَجَلِيُّ صَاحبُ مِسْعَرٍ. حَدَّثَ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ أَولاَدُهُ؛ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ, وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ، وَأَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الوَهَّابِ، وَأَبُو الفَضْلِ العَبَّاسُ, وَأَبُو الحُسَيْنِ عَامِرٌ, وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ، وَكَانَ أَرْبَعَةٌ مِنْهُم معدلين محدثين, وهم أَحْمَدُ وَإِبْرَاهِيْمُ وَعَامِرٌ وَأَبُو بَكْرٍ. وحدَّث عَنْهُ أَيْضاً: أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بن مندة، وأبو بكر بن مردويه, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله الرباطي، وأحمد بن

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 283"، وتاريخ بغداد "1/ 270"، والأنساب للسمعاني "8/ 447"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 854"، والعبر "2/ 282"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 325"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 380".

إِبْرَاهِيْمَ القَصَّارُ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَةَ المؤدِّب، وَأَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُصْعَبٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ. قَالَ البَاطِرقَانِيُّ: أَخْبَرْنَا ابْنُ مَنْدَةَ قَالَ: كَانَ أَبُو أَحْمَدَ العسَّال يَخْلُفُ الطَّبَرِيَّ وَابْنَهُ, وَكَانَ أَحَدَ الأَئِمَّةِ فِي عِلْمِ الحَدِيْثِ. وَقَالَ الحَاكِمُ: كَانَ أَحَدَ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْه: كَانَ أَبُو أَحْمَدَ العَسَّالُ المعدَّل يَتَوَلَّى القَضَاءَ خَلِيْفَةً لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ الطَّبرِيِّ, هُوَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ فِي الحَدِيْثِ, فَهمًا وَإِتْقَاناً وَأَمَانَةً. وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ العَسَّالُ: وَلَمْ نَرَ مِثْلَهُ فِي الإِتْقَانِ وَالحِفْظِ. قُلْتُ: وَقدْ رَأَى النَّقَّاش الحَاكِمَيْنِ، وَالدَّارَقُطْنِيَّ, وَأَبَا بكرٍ الجِعَابِيّ, وَأَبا إِسْحَاقَ بنَ حَمْزَةَ, وَأَخَذَ عَنْهُم وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَقُوْلُ هَذَا القَوْلَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِيُّ القَاضِي: أَبُو أَحْمَدَ العسَّال الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ الكَبِيْرُ فِي الحِفْظِ وَالإِتْقَانِ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: أَبُو أَحْمَدَ مِنْ كِبَارِ النَّاسِ فِي المَعْرِفَةِ وَالإِتْقَانِ وَالحِفْظِ, صنَّف الشُّيُوْخَ وَالتَّفْسِيْرَ وَعَامَّةَ المُسْنَدِ, وَلِيَ القَضَاءَ بِأَصْبَهَانَ, مَقْبُولُ القَوْلِ. وَقَالَ الخَلِيْلِيُّ فِي الإِرْشَادِ: وَمِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ أَبُو أَحْمَدَ العَسَّالُ, حَافظٌ مُتْقِنٌ, عَالِمٌ بِهَذَا الشَّأْنِ, كَانَ عَلَى قَضَاءِ أَصْبَهَانَ مِنْ شَرْطِ الصِّحَاحِ, لَقِيْتُ ابْنَهُ أَحْمَدَ بِالرَّيِّ فحدَّثني عَنْ أَبِيهِ. قُلْتُ: وَقَدْ حَدَّثَ العَسَّالُ بِبَغْدَادَ، وَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ فِي تَارِيْخِهِ، وَقَالَ: أَخْبَرَنَا المَالِيْنِيُّ, أَخْبَرْنَا ابْنُ عَدِيٍّ, حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ العَسَّالُ بِبَغْدَادَ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَمْرو بنِ أَبِي عَاصِمٍ, فَذَكَرَ حَدِيْثاً, قَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: ذَكَرَ أَبُو غَالِبٍ بنُ هَارُوْنَ الأَدِيْبُ قَالَ: كَانَ يُكْرَه عَلَى تَقَلُّدِ القَضَاءِ, فَكَانَ يَمْتَنِعُ مِنْهُ، وَكَانَ يُلحُّ عَلَيْهِ حَتَّى أَجَابَ خِلاَفَةً وَنيَابَةً, اسْتَخَلَفَهُ الطَّبرِيُّ وَهُوَ مُقِيْمٌ بِحَضْرَةِ رُكْنِ الدِّينِ حَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ بُوَيْه سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فلمَّا اسْتَخْلَفَ الطَبَرِيُّ وَلدَهُ عُتْبَةَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ, وَولِيَ عُتْبَةُ القَضَاءَ بِرَأْسِهِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ, فَاسْتَخْلَفَ أَبَا أَحْمَدَ, وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ لاَ يُغْلِقُ بَابَهُ عَنْ أَحَدٍ، وَكَانَ إِذَا توجَّه عَلَى الخَصْمِ يَمِينٌ لاَ يُحَلِّفُهُ مَا أَمْكَنَهُ, بَلْ يغرمُ عَنْهُ مَا لَمْ يَبْلُغْ مائَةَ دِيْنَارٍ, فَإِذَا بَلَغَ المائَةَ أَوْ جَاوَزَهَا كَانَ يَتَثَبَّتُ

وَيُدَافِعُ وَيُمْهِلُ إِلَى المَجْلِسِ الثَّانِي, وَيُحذِّرُ المدَّعى عَلَيْهِ وَبَالَ اليَمِينِ, وَيُخَوِّفُهُ يَوْمَ الدِّين, وَيُذَكِّرُهُ الوُقُوْفَ بَيْنَ يَدَي رَبِّ العَالَمِينَ, ثُمَّ يُحَلِّفُهُ عَلَى كُرْهٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ يَقُوْلُ: أَحْفَظُ فِي القُرْآنِ خمسين ألف حديث. قَالَ أَبُو مُوْسَى: ذَكَرَ أَبُو غَالِبٍ هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ بِخَطِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ أَنَّ مُحَدِّثاً حَضَرَ القَاضِيَ أَبَا أَحْمَدَ قَالَ: إِنِّيْ حَلَفْتُ أَنَّكَ تَحْفَظُ سَبْعِيْنَ أَلفَ حَدِيْثٍ, فَهَلْ أَنَا بَارٌّ؟ قَالَ: برَّت يَمِينُكَ, إِنِّيْ أَحْفَظُ فِي القُرْآنِ سَبْعِيْنَ أَلفَ حَدِيْثٍ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَمْلَى تَفْسِيراً كَثِيْراً مِنْ حِفْظِهِ, وَقِيْلَ: أَمْلَى أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ بِأَرْدِسْتَانَ, فَلَمَّا رَجعَ إِلَى أَصْبَهَانَ قَابَلَ ذَلِكَ, فَكَانَ كَمَا أَمْلاَهُ. أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ كِتَابَةً, أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ, أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ, أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ, حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ، وَكَانَ دَيِّناً ثِقَةً قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ مَنْدَةَ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ أَلفِ شَيْخٍ, لَمْ أَرَ فِيهِم أَتْقَنَ مِنْ أَبِي أَحْمَدَ العَسَّالِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَةَ: سَمِعْتُ عمِّي يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ أَلفٍ وَسَبْعِ مائَةِ شَيْخٍ, فَلَمْ أَجِدْ فِيهِم مِثْلَ أَبِي أَحْمَدَ العَسَّالِ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ. وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الفَقِيْهُ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: أَلفٌ وَسَبْعُ مائَةٍ. وَعَنِ ابْنِ مَنْدَةَ قَالَ: طُفْتُ الدُّنْيَا مَرَّتَيْن, فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ العَسَّالِ. ذَكَرَ أَبُو غَالِبٍ أَيْضاً قَالَ: يُحْكَى أَنَّهُ مَا كَانَ يَجْلِسُ لإِملاَءِ الحَدِيْثِ وَلاَ يَمَسُّ جُزْءاً إلَّا عَلَى طَهَارَةٍ, وَأَنَّهُ كَانَ مَرَّةً مَعَ صِهْرهِ فَدَخَلَ مَسْجِداً, وَشَرَعَ فِي الصَّلاَةِ, فَخَتَمَ القُرْآنَ فِي رَكْعَة, قَالَ أَبُو غَالِبٍ: وَسَمِعْتُ جَدِّي يَقُوْلُ: سَمِعْتُ والدي أبا إسحاق إبراهيم بن القَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العَسَّالَ يَقُوْلُ: لَمَّا مَاتَ القَاضِي وَجَلَسَ بَنُوهُ للتَّعْزِيَةِ, فَدَخَلَ رَجُلاَنِ فِي لباس سواد, وأخذا يولولان ويقولان: واسلاماه, فسُئِلَا عَنْ حَالِهِمَا فَقَالاَ: إِنَّا وَرَدْنَا مِنْ أَغْمَاتَ1 مِنَ المَغْرِبِ, لَنَا سَنَةٌ وَنِصْفٌ فِي الطَّرِيْقِ, فِي الرِّحْلَةِ إِلَى هَذَا الإِمَامِ؛ لنَسْمَعَ منه, فوافق ورودنا وفاته.

_ 1 أغمات: ناحية من بلاد المغرب قرب مراكش، وهي كثيرة الخيرات, قاله ياقوت الحموي في "معجم البلدان" "1/ 266".

تَصَانِيْفَهُ: "تَفْسِيْرُ القُرْآنِ", كِتَابُ "التَّارِيْخِ", كِتَابُ "تَارِيخِ النِّسَاءِ", كِتَابُ "مُعْجَمِهِ", كِتَابُ "السُّنَّةِ", كِتَابُ "الأَمْثَالِ", كِتَابُ "الرُّؤْيَةِ", كِتَابُ "العَظَمَةِ", كِتَابُ "الجِزيَةِ", كِتَابُ "الرَّقَائِقِ", كِتَابُ "مُسْنَدِ الأَبْوَابِ", كِتَابُ "الأَبْوَابِ" عَلَى غَرِيْبِ الحَدِيْثِ, كِتَابُ "حُرُوفِ القِرَاءاتِ", كِتَابُ "الآيَاتِ وَكرَامَاتِ الأَولِيَاءِ", كِتَابُ "مَنْ يُجْمَعُ حَدِيْثُهُ مِنَ المُقِلِّيْنَ", "طُرُقِ غُسْلِ يَوْمِ الجُمُعَةِ", "أَحَادِيثُ مَالِكٍ", كِتَابُ "الفَوَائِدِ", "أَحَادِيثُ مَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ وَمُحَمَّدِ بنِ جَحَادَةٍ، وَقُرَّةَ بنِ خَالِدٍ", وَأَشيَاءُ سِوَى ذَلِك. كَانَ أَبُوْهُ أَحْمَدُ مِنْ كِبَارِ التُّجَّارِ المتمولِّين, وَقَفَ أَمْلاَكَهُ عَلَى أَولاَدِهِ, وَهِيَ بَسَاتِيْنٌ وَدورٌ وَحوَانيتُ, سَمِعَ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَمْرٍو, وَسَهْلِ بنِ عُثْمَانَ، وَعَمْرِو بنِ عَلِيٍّ الفَلاَّسِ. توفِّي في شوال سنة اثنتين وثمانين مائتين. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ فِي "تَارِيخِ أَصْبَهَانَ": مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ مَوْلَى العَلاَءِ بنِ كَسِيْبٍ العَنْبَرِيِّ, أَبُو أَحْمَدَ العَسَّالُ: مَقْبُولُ القَوْلِ, مِنْ كِبَارِ النَّاسِ فِي المعرفَةِ وَالحِفْظِ, صنف الشيوخ والتاريخ والتفسير وعامَّة المسند. أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ, أَخْبَرَنَا مَنْصُوْرُ بنُ سَنَدٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى الأَصْبَهَانِيُّ, أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَيْثَمِ الوَاعِظُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَربَعِ مائَةٍ, حَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ العَسَّالُ, حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنِ يُوْنُسَ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ, عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نُعْم, عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: اسْتَيْقَظَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ, فَإِذَا الفَأرَةُ قَدْ أَخَذَتِ الفَتِيْلَةَ, وَصَعَدَتْ إِلَى السَّقْفِ لِتُحْرِقَ عَلَيْهِ البَيْتَ, قَالَ: فَلَعَنَهَا، وأحلَّ قَتْلَهَا للمُحْرِمِ1 هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ, مِنَ الأَفرَادِ الحِسَانِ2.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 79-80"، وأبو يعلى "1170" من طريق جرير بن عبد الحميد الضبي، وابن ماجة "3089"، من طريق محمد بن فضيل، والبخاري في "الأدب المفرد" "1223"، واللفظ له من طريق أبي بكر بن عياش "ثلاثتهم" عن يزيد بن أبي زياد، به. قلت: إسناده ضعيف, آفته يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي، فإنه ضعيف. 2 لعلَّ المؤلف يريد بالحسن هنا ما ورد في جواز قتل الفأرة للمحرم، وهو حديث عائشة زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "أربع كلهنّ فاسق يقتلن في الحل والحرم: الحداة، والغراب، والفأرة والكلب العقور" أخرجه مسلم "1198" من طريق القاسم بن محمد عنها، به.

قَالَ أَبُو مَنْصُوْرٍ مَعْمَرُ بنُ أَحْمَدَ الزَّاهِدُ: لَقَدْ مَاتَ مَنْ يَرْعَى الأَنَامَ بِعِلْمِهِ ... وَكَانَ لَهُ ذِكْرٌ وَصِيْتٌ فَيَنْفَعُ وَقَدْ مَاتَ حُفَّاظُ الحَدِيْثِ وَأَهْلُهُ ... وَمِمَّنْ رَأَيْنَا وَهُوَ فِي النَّاسِ مقنع أَبُو أَحْمَدَ القَاضِي وَقَدْ كَانَ حَافِظاً ... وَلَمْ يَكُ مِنْ أَهْلِ الضَّلاَلَةِ يتْبَعُ وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ ممّنْ شهرتُهُ ... يدرِّس أَخْبَارَ الرَّسُولِ ويوسِعُ وثَالِثُهُمْ قطبُ الزَّمَانِ وَعَصْرهُ ... أَبُو القَاسِمِ الَّلخْمِيُّ قَدْ كَانَ يُبْدِعُ وَرَابِعُهُمْ كَانَ ابنَ حَيَّانَ آخراً ... وَمَاتَ فَكَيْفَ الآنَ فِي العِلْمِ يُطْمَعُ فَأَبُو إِسْحَاقَ هُوَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ الأَصْبَهَانِيُّ الحَافِظُ, تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَالَّلخْمِيُّ هُوَ سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ الحَافِظُ, مَاتَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ مائَةِ سَنَةٍ. وَابنُ حَيَّانَ هُوَ الحَافِظُ أَبُو الشَّيْخِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَيَّانَ الأَصْبَهَانِيُّ, ذُو التَّصَانِيْفِ, تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ بِضْعٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةٍ. قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْه الحَافِظُ فِي تَارِيْخِهِ: توفِّي القَاضِي أَبُو أَحْمَدَ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَأَنَا بِبَغْدَادَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ: مَاتَ فِي تَاسعِ رَمَضَانَ -رَحِمَهُ الله تعالى. قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْه: وَكَانَ مَوْلِدُهُ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: عَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً, وَرَوَى فِي مُعْجَمِهِ عَنْ أَرْبَعِ مائَةِ شَيْخٍ. سَمِعَ بِأَصْبَهَانَ وَهَمَذَانَ وَبَغْدَادَ وَالكُوْفَةِ وَالبَصْرَةِ وَالحَرَمَيْنِ وَوَاسِطَ وَالرَّيِّ وَخوزستَانَ. وَلهُ ثَلاَثَةُ إِخْوَةٍ: إِبْرَاهِيْمُ وَالحَسَنُ وَالحُسَيْنُ, وَلِكُلٍ مِنْهُم نَسْلٌ وَعَقِبٌ. أَمَا أَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ فَرَوَى عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ وَأَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ الضَّبِّيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ أَخِيْهِ سَعِيْدُ بنُ أَبِي أَحْمَدَ. وَلِلْحَسَنِ وَلَدٌ حدَّث أَيْضاً, فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه فِي تَارِيْخِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ, حَدَّثَنَا عَبْدَانُ, حَدَّثَنَا ابْنُ سَابُورَ الرَّقِّيُّ, فَذَكَرَ حَدِيْثاً. وأمَّا سَعِيْدُ بنُ أَبِي أَحْمَدَ العسَّالُ: فَهُوَ أَبُو مُحَمَّدٍ, مَشْهُوْرٌ, رَوَى عَنْ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رُسْتُمٍ، وَأَبِي الحَسَنِ اللُّنْبَانِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ علي بن الجارود, وطائفة. رَوَى عَنْهُ ابْنُ مَرْدَوَيْه وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُمَا, مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وأمَّا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ أَبِي أَحْمَدَ: فَرَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن نَصْرٍ, وجماعة. ومات ابنه أبو عامر سنة سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَةٍ, يَرْوِي عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الجَابِرِيِّ المَوْصِلِيِّ, وَاللهُ أَعْلَمُ.

ابن عبيد

3201- ابْنُ عُبَيد 1: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ الأَسَدِيُّ الهَمَذَانِيُّ. رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ دَيْزِيلَ، وَمُحَمَّدِ بنِ الضُّرَيْسِ, وَعَلَيِّ بنِ الجُنَيْدِ. وَعَنْهُ: ابْنُ مَنْدَةَ، وَالحَاكِمُ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه, وَأَبُو الحَسَنِ الحمَامِيُّ, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ شُبَانَةَ, وَعِدَّةٌ. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ: ضَعِيْفٌ, ادَّعى الرِّوَايَةَ عَن ابْنِ دَيْزِيْلَ, فَذَهَبَ عِلْمُهُ، وَكتبت عَنْهُ أَيَّامَ السَّلاَمَةِ أَحَادِيثُ, وَلَمْ يدَّع عَنْ إِبْرَاهِيْمَ, ثُمَّ ادَّعى, وَرَوَى أَحَادِيثَ معروفَةً, كَانَ إِبْرَاهِيْمُ يَسْأَلُ عَنْهَا، وَيَسْتَغْرِبُ, فَجَوَّزْنَا أَنْ أَبَاهُ سَمَّعَهُ تِلْكَ, فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ ابْنُ عَمِّهِ أَبُو جَعْفَرٍ، وَالقَاسِمُ بنُ أَبِي صالح, فسكت حتى ماتوا, ثم ادَّعى المصنَّفات وَالتفَاسيرَ, مِمَّا بَلَغَنَا أنَّ إِبْرَاهِيْمَ قَرَأَهُ قَبْلَ سَنَةِ سَبْعِيْنَ, وَهُوَ فَقَالَ لِي: إِنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ سَبْعِيْنَ, وَسَمِعْتُ القَاسِمَ يُكَذِّبُهُ, هَذَا مع دخوله في أعمال الظلمة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 292"، وميزان الاعتدال "2/ 556"، ولسان الميزان "3/ 411".

الرفاء

3202- الرَّفَّاء 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّادِقُ الوَاعِظُ الكَبِيْرُ, أَبُو عَلِيٍّ حَامِدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ مُعَاذٍ الهَرَوِيُّ الرَّفَّاء. سَمِعَ مِنْ: عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيِّ, وَالفَضْلِ بنِ عَبْدِ اللهِ اليَشْكُرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُغِيْرَةِ الهَمَذَانِيِّ السُّكَّرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ الأَشَجِّ, وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيِّ, وَإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيِّ، وَبِشْرِ بنِ مُوْسَى, وَمُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ البَجَلِيِّ, وَدَاوُدَ بنِ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. واشْتَهَرَ اسْمُهُ وَانْتَشَرَ حَدِيْثُهُ، وَكَانَ ذَا مَعْرِفَةٍ وَفهْمٍ وَسَعَةِ علمٍ, وَغَيْرُهُ أَحْفَظُ مِنْهُ، وَأَحْذَقُ بِالفَنِّ, وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوّ الإِسْنَادِ بهَرَاةَ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَالقَاضِي أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَارُوْدِيُّ, وَيَحْيَى بنُ عمَّار الوَاعِظُ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّبَّاسُ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ العَبَّاسِ القُرَشِيُّ، وَآخَرُوْنَ. انتخبَ عَلَيْهِ أَبُو الحَسَنِ الدارقطني ببغداد, ووثَّقه الخطيب وغيره. قَالَ الحَافِظُ أَبُو بِشْرٍ الهَرَوِيُّ: ثِقَةٌ صَالِحٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ بهَرَاةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَأَظُنُّهُ مَاتَ عَنْ نَيِّفٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَمَاتَ مَعَهُ مُقْرِئُ مِصْرَ أَحْمَدُ بنُ أُسَامَةَ أَبُو جَعْفَرٍ التُّجِيبيّ، وَالسُّلْطَانُ معزُّ الدَّوْلَةِ أَحْمَدُ بنُ بُوَيْه الدَّيْلَمِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَد بنُ عَبْدِ اللهِ المُغَفَّلِي, وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي دُجَانَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الجَارُوْدِ الرَّقِّيُّ, أَحَدُ التَّلْفَي, وَأَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ القَاسِمِ القَالِيُّ اللُّغَوِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَبِي رُوْبَا, وَعُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّقَطِيُّ سَنَقَة, وَصَاحِبُ الأَغَانِي، وَسَيْفُ الدَّوْلَةِ بنُ حَمدَانَ, وَكَافُوْرٌ الإِخْشِيْدِيُّ, وَعُمَرُ بنُ جَعْفَرِ بنِ سَلْمٍ, وَقَاضِي القُضَاةِ أَبُو نصر يوسف عمر بن القاضي أبي عمر ببغداد.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 172"، والأنساب للسمعاني "6/ 141"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 39"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 19".

3203- والد تَمَّام 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ المُفِيْدُ, أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنَيْدِ الرَّازِيُّ، وَكَانَ يُعْرَفُ قَدِيماً بِابْنِ الرُّسْتَاقِيِّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْس, وَمُحَمَّدَ بنَ حَفْصٍ المِهْرِقَانِيَّ، وَعَلَيَّ بنَ الجُنَيْدِ المَالِكِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ يُوْسُفَ الهَسْنَجَانِيَّ, وَسَمِعَ بِنَسَا مِنَ الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ، وَبَالكُوْفَةِ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ القَتَّات، وَبِبَغْدَادَ الفِرْيَابِيَّ, وَابنَ ناجية, وإبراهيم بن عبد الله الخرمي, وَبِدِمَشْقَ مُحَمَّدَ بنَ خُرَيْمٍ، وَابن جَوْصَا, وَعِدَّة. وجَمَعَ وصنَّف وأرَّخ، وَأَفَادَ الرِّفَاقَ, وَأَفْنَى عُمُرَهُ فِي الطَّلَبِ. حدَّث عَنْهُ: وَلَدُهُ تمَّام، وَعُقَيْلُ بنُ عَبْدَانَ, وَأَبُو الحَسَنِ بنُ جَهْضَمَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ البرَامِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرٍ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّاني: كَانَ ثِقَةً نَبِيْلاً مُصَنِّفاً, حدَّثني ابنُهُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَنْبَأَنَا الفَخْرُ عَلِيٌّ, أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الحَرَسْتَانِيُّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ حَمْزَةَ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا تَمَّام بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا أَبِي, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الوشَّاء, حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ القَطِيْعِيُّ, حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيْسَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ سِمَاكِ بنِ حَرْبٍ, عَنْ عِيَاضٍ الأَشْعَرِيِّ, عَنْ أَبِي موسى قال: قرأت عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه} [المَائِدَةُ: 54] قَالَ: "هم قومك أهل اليمن" 2.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 864"، والعبر "2/ 277"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 321"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 376". 2 حسن: أخرجه ابن سعد "4/ 107"، والحاكم "2/ 313" من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، به. قلت: إسناده حسن، سماك صدوق -كما قال الحافظ في "التقريب".

خالد بن سعد

3204- خالد بن سعد 1: الحَافِظُ الإِمَامُ النَّاقِدُ المُجَوِّدُ, أَبُو القَاسِمِ الأَنْدَلُسِيُّ القرطبي. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ فُطَيْسٍ، وَسُلَيْمَانَ بنَ قُرَيْشٍ, وَسَعِيْدَ بنَ عُثْمَانَ الأَعْنَاقِيَّ، وَطَاهرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَطَبَقَتَهُم. وَلَمْ يَطُلْ عُمُرَهُ. صنَّف كِتَابَ "رِجَالِ الأَنْدَلُسِ", وَكَانَ حُجَّة مُحَقِّقاً مقدَّمًا عَلَى حفَّاظ قُرْطُبَةَ, يتوقَّد ذَكَاءً, حَفِظَ فِي مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ أَحَداً وَعِشْرِيْنَ حَدِيْثاً، وَوَرَدَ عَنْ صَاحِبِ الأَنْدَلُسِ المُسْتَنْصِرِ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا فَاخَرَنَا أَهْلُ المَشْرِقِ بيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ, فَاخَرْنَاهُم بخَالِدِ بنِ سَعْدٍ، وَقِيْلَ: إِنَّ خَالِداً هَذَا كَانَ بَذِيءَ اللِّسَانِ, يَنَالُ مِنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ -سَامَحَهُ اللهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَنْبَأَنِي جَمَاعَةٌ, عَنْ آخَرين أَجَازَ لَهُم أَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّيّ, قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ فِي كِتَابِهِ, أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ سَعْدٍ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ, حَدَّثَنَا ابْنُ سنجرٍ, حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ, فَذَكَرَ حَدِيْثاً عَنِ الكَلْبِيِّ, عَنْ حُمَيْضَةَ بِنْتِ الشَّمَرْدَل, عَنِ الحارث بن قيس قال: "أَسْلَمْتُ وَعِنْدِي ثَمَانِ نِسْوَةٍ, فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَأَمَرَنِي أَنْ أَخْتَارَ منهنَّ أَرْبَعاً"2. وَفِيْهَا مَاتَ أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدٍ الشَّمعِيُّ بِمِصْرَ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ الخُزَاعِيُّ، وَالوَزِيْرُ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ المُهَلَّبِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي قَيْسٍ الرَّفَّاء، وَعَلِيُّ بنُ هَارُوْنَ المُنَجِّمُ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن مالك الإسكافي.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 877"، والعبر "2/ 295"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 11". 2 صحيح: أخرجه البيهقي "7/ 183" من طريق هشيم, أخبرني الكلبي، عن حميضة بن الشمردل, به. وللحديث شاهد من حديث ابن عمر: أنَّ غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اختر منهنَّ أربعة" الحديث. أخرجه ابن أبي شيبة "4/ 317"، والشافعي "2/ 16"، وأحمد "2/ 14، 44، 83"، والترمذي "1128"، وابن ماجه "1953"، والحاكم "2/ 192"، والدارقطني "3/ 270"، والبيهقي "7/ 149، 181"، من طريق مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، به. وأخرجه الطبراني "13221" من طريق النعمان بن المنذر، عن سالم، عن أبيه، به.

ابن علان

3205- ابن عَلَّان 1: الإِمَامُ الحَافِظُ, محدِّث حَرَّانَ, أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ علَّان الحَرَّانِيُّ, صَاحِبُ "تَارِيْخِ الجَزِيْرَةِ". سَمِعَ أَبَا يَعْلَى المَوْصِلِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ جَرِيْرٍ, وَعَبْدَ اللهِ بنُ زَيْدَانَ البَجَلِيَّ، وَسَعِيْدَ بنَ هَاشِمٍ الطَّبَرَانِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيَّ, وَطَبَقَتَهُم, وَجَمَعَ فَأَوْعَى. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، وتَمَّام الرَّازِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَاجِّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الطُّبَيْزِ، وَأَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ السِّمْسَارِ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّاني: كَانَ ثِقَةً حَافِظاً نَبِيْلاًَ, تُوُفِّيَ يَوْمَ النَّحر سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: رَوَيْتُ لَهُ فِي طبقات الحفَّاظ حديثًا.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 880"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 13"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 17".

ابن أبي هاشم

3206- ابن أبي هاشم 1: إِمَامُ المُقْرِئِيْنَ؛ أَبُو طَاهِرٍ, عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي هَاشِمٍ البَغْدَادِيُّ, صَاحِبُ "جَامِعِ البَيَانِ". رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ القتَّات, وَأَحْمَدَ بنِ فَرَحٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ أَحْمَدَ الخُزَاعِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الصَّقْرِ السُّكَّرِيِّ, وَالحَسَنِ بنِ الحُبَابِ, وَأَحْمَدَ بنِ سَهْلٍ الأُشْنَانِيِّ, وَتَلاَ عَلَيْهِ، وَعَلَى سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الضَّرِيْرِ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ مُجَاهِدٍ. قرأَ عَلَيْهِ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرٍ الفَارِسِيُّ، وعليّ بن أَحْمَدَ بنِ الحَمَامِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ, وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ العَلاَّفِ الكَبِيْرِ، وَعُبَيْدُ اللهِ المَصَاحِفِيُّ, وَأَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السُّوسَنْجِردِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ طوَّل أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ تَرْجَمَتَهُ وعظَّمه، وَقَالَ: لَمْ يَكُنْ بَعْدَ ابْنِ مُجَاهِدٍ مِثْلُ ابْنِ أَبِي هَاشِمٍ فِي عِلْمِهِ وَفَهْمِهِ, مَعَ صِدْقِ لَهْجَتِهِ, وَاسْتقَامَةِ طَرِيْقَتِهِ، وَكَانَ يَنْتَحِلُ مَذْهَبَ الكُوْفِيّيْنَ, وَلَمَّا تُوُفِّيَ ابْنُ مُجَاهِدٍ أَجْمَعُوا عَلَى تَقْدِيْمِ أَبِي طَاهِرٍ, وَأَنْ يُقْرِئَ مَوْضعَهُ, فَقَصَدَهُ الأَكَابِرُ وتحلَّقوا عِنْدَهُ, وَكَانَ قَدْ خَالَفَ جَمِيْعَ أَصْحَابِهِ فِي إِمَالَةِ النَّاسِ لأَبِي عَمْرٍو, وَكَانَ القُرَّاءُ يُنْكِرُوْنَ ذَلِكَ عَلَيْهِ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَمَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وأربعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 7"، والعبر "2/ 282"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 325"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 380".

أبو الخير التيناتي

3207- أَبُو الخَيْرِ التِّينَاتي 1: الأَقْطَعُ العَابِدُ, صَاحِبُ الأَحْوَالِ وَالكَرَامَاتِ، وَهُوَ مَغْرِبِيٌّ أَسْوَدُ, سَكَنَ تِيْنَاتَ مِنْ أَعْمَالِ حَلَبَ, يُقَالُ اسْمُهُ: حَمَّادٌ. صَحِبَ أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ الجلَّاء, وَسَكَنَ جَبَلَ لُبْنَانَ مدةً. حَكَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ, وَمَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ. قَالَ السُّلَمِيُّ: كَانَ يَنْسُجُ الخُوْصَ بِيَدِهِ الصَّحِيْحَةِ, لاَ يُدْرَى كَيْفَ يَنْسُجُهُ، وَلَهُ آيَاتٌ وَكَرَامَاتٌ, تَأْوِي السِّبَاعُ إِلَيْهِ, وَتَأَنَسُ بِهِ. وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ: كَانَ كَبِيرَ الشَّأْنِ, لَهُ كَرَامَاتٌ وَفِرَاسَةٌ حادَّة. وَيُقَالُ: إِنَّ سَبَبَ قَطْعِ يَدِهِ فِي تُهْمَةٍ ظَهَرَتْ بَرَاءتُهُ مِنْهَا, أنَّه اشْتَهَى زُعْرُوْراً فَقَطَعَ غُصْناً، وَكَانَ عَاهَدَ اللهَ أَنْ لاَ يَتَنَاوَلَ لِنَفْسِهِ شَهْوَةً, قَالَ: فَذَكَرَ عَهْدَهُ, فَرَمَى بالغُصْنِ, ثُمَّ كَانَ يَقُوْلُ: يَدٌ قَطَعَتْ عُضْواً فَقُطِعَتْ. توفِّي سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقِيْلَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ وطوَّل أَمْرَهُ. وَرَوَى أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ عَنْ عِيْسَى بنِ أَبِي الخَيْرِ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبِي مَمْلُوكاً فأُعْتِقَ, وَكَانَ يَحْتَطِبُ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِيَدِهِ, ثُمَّ سَكَنَ ثَغْرَ طَرَسُوْسَ, فَكَانَ يُجَاهِدُ بِسَيْفٍ وَحَجَفَةٍ, ثُمَّ أُخِذَ مَعَ لُصُوْصٍ بات معهم في غار فقُطِعَ.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 651"، والأنساب للسمعاني "3/ 121"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 376".

الماسرجسي

3208- الماسَرْجِسي: الإِمَامُ, رَئيسُ نَيْسَابُوْرَ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ المُؤَمَّلُ بنُ الحَسَنِ بنِ عِيْسَى بنِ مَاسِرْجِسَ النَّيْسَابُوْرِيُّ, أَحَدُ البُلَغَاءِ وَالفُصَحَاءِ. سَمِعَ الفَضْلَ بنَ مُحَمَّدٍ الشّعرَانِيَّ، وَالحُسَيْنَ بنَ الفَضْلِ, وعِدّة. وبنَى دارًا للمحدثين، وأدرَّ عليهم الأرزاق. كان أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ يقرأُ عَلَيْهِ تَارِيخَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ السُّلَمي, وَالحَاكِمُ, وَسَعِيْدِ بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدَان. مَاتَ لَيْلَةَ عِيْدِ الفِطْرِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ تِسْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.

ابن جامع، وابن أبي الموت، وقاضي الحرمين

ابن جامع، وابن أبي الموت، وقاضي الحرمين: 3209- ابن جامع 1: الشَّيْخُ, أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَامِعٍ السُّكَّرِيُّ المِصْرِيُّ. سَمِعَ: مَقْدَامَ بنَ دَاوُدَ الرُّعَيْنِيَّ, وَيَحْيَى بنَ عُثْمَانَ بنِ صَالِحٍ, وَعَلِيَّ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيَّ, وَطَبَقَتَهُم, وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ مَنْدَةَ, وَابنُ النَّحَّاسِ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَاجِّ الإِشْبِيْلِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ غَالِبٍ التمَّار, وَحُسَيْنُ بنُ مَيْمُوْنَ الصفَّار, وَآخَرُوْنَ. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وثلاث مائة. 3210- ابن أبي الموت 2: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ, أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي المَوْتِ المكِّيُّ. سَمِعَ يُوْسُفَ بنَ يَزِيْدَ القَرَاطِيْسِيَّ, وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصَّائِغَ, وَأَحْمَدَ بنَ زُغْبَةَ, وَالقَاسِمَ بنَ اللَّيْثِ الرَّسْعَنِيَّ. حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَاسِ, وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ الحَاجِّ, وَمُحَمَّدُ بنُ نَظِيْفٍ الفَرَّاءُ, وَآخَرُوْنَ. توفِّي بِمِصْرَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ تسعُوْنَ سَنَةً. 3211- قَاضِي الحرمين 3: العَلاَّمَةُ أَبُو الحُسَيْنِ, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَنَفِيُّ, شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ. وَلِي قَضَاءِ الحَرَمَيْنِ نَيِّفَ عَشْرَةَ سَنَةً, ثُمَّ قَدِمَ نَيْسَابُوْرَ، وَولِيَ قَضَاءهَا. سَمِعَ أَبَا خَلِيْفَةَ الجُمَحِيَّ، والحسن بن سفيان, وجماعة. وتفَقَّه بِأَبِي الحَسَنِ الكَرْخِيِّ، وَأَبِي طَاهِرِ بنِ الدبَّاس، وَولِيَ أَيْضاً قَضَاءَ المَوْصِلِ وَالرَّمْلَةِ. رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ، وقَرَّظَه. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي "طَبَقَاتِ الفُقَهَاءِ": بِهِ, وَبأَبِي سَهْلٍ الزُّجَاجِيِّ تفَقَّه علماء نيسابور. وقال الحاكم: سمعت أبا أبكر الأَبْهَرِيَّ شَيْخَ الفُقَهَاءِ يَقُوْلُ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا من الخراسانين أَفْقَهُ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيِّ. توفِّي سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 290"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 7". 2 ترجمته في العبر "2/290"، وميزان الاعتدال "1/ 152"، ولسان الميزان "1/ 296". 3 ترجمته في العِبَر "2/ 290"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 7".

ابن بدر، وسلم بن الفضل، وفقيه قرطبة

ابن بدر، وسلم بن الفضل، وفقيه قرطبة: 3212- ابن بدر: المُعَمَّرُ الأَدِيْبُ, أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ بَدْرٍ القُرْطُبِيُّ. سَمِعَ مِنْ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ, وَهُوَ خَاتمَةُ أَصْحَابِهِ، وَمِنْ مُحَمَّدِ بنِ وضَّاح, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الخشنِيِّ، وَمُطَرِّفِ بنِ قَيْسٍ, وَكَانَ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ. سَمِعَ مِنْهُ بَعْضُ النَّاسِ وترخَّصوا, وَقَدْ وَلِي الحِسْبَةَ فَحُمِدَ. مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, ذَكَرَهُ ابْنُ الفرضيّ. 3213- سَلْمُ بن الفضل: ابن سهل, المُحَدِّثُ العَالِمُ, أَبُو قُتَيْبَةَ البَغْدَادِيُّ الأَدَمِيُّ, نَزِيْلُ مِصْرَ. عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيِّ، وَالحَسَنِ بن عَلِيٍّ المَعْمَرِيِّ, وَمُوْسَى بنِ هَارُوْنَ, وَجَعْفَرٍ الفِرْيَابِيِّ، وَابنِ نَاجِيَةَ, وَخَلْقٍ. عَنهُ: أَبُو مُحَمَّدِ بنُ النَّحَاسِ, وَعَبْدُ الغَنِيِّ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بن نظيف, وابن منده, وآخرون. محله الصدق. توفِّي سَنَةَ خَمْسِيْنَ, وَقِيْلَ: سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وثلاث مائة. 3214- فقيه قرطبة: شَيْخُ المَالِكِيَّةِ, عَالِمُ العَصْرِ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤيُّ. قَالَ ابْنُ عَفِيْفٍ: كَانَ أَفْقَهَ أَهْلِ عَصْرهِ وَأَبْصَرَهُم بِالفُتْيَا, وَعَلَيْهِ مَدَارُ العِلْمِ، وَبِهِ تفقَّه ابْنُ زَرْبٍ, وَكَانَ أَخْفَشَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

يحيى بن منصور

3215- يحيى بن منصور 1: ابن يَحْيَى بنِ عَبْدِ المَلِكِ, قَاضِي نَيْسَابُوْرَ, أَبُو مُحَمَّدٍ. حدَّث عَنْ عليَّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيِّ، وَأَبِي مُسْلِمٍ الكَجِّيِّ, وَأَحْمَدَ بنِ سَلَمَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو قَشْمَرْدَ, وعدَّة. وَكَانَ غَزِيْرَ الحَدِيْثِ. رَوَى عَنْهُ: الحَاكِمُ، وَيَحْيَى المُزَكِّي, وَأَبُو سَعْدٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، وَسِبْطهُ عَنْبرُ بنُ الطَّيبِ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: وَلِي القَضَاءَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً, ثُمَّ عُزِلَ بِأَبِي أَحْمَدَ الحَنَفِيِّ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ, وَكَانَ مُحَدِّثَ نَيْسَابُوْرَ فِي وَقْتِهِ, وحُمِدَ فِي القَضَاءِ، وَكَانَ يَحْضُرُ مَجْلِسَهُ الحفَّاظ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ, وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ. مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمَاتَ فِيْهَا خَلْقٌ مِنَ الكِبَارِ, وَخَرَجَتِ الرُّوْمُ، وَأَخَذُوا حَلَبَ وَعَيْنَ زَرْبَةَ, وَعِدَّةَ مَدَائِنَ، وَعَجِزَ عَنْهُم سَيْفُ الدَّوْلَةِ, وَقُتِلَ خَلْقٌ عَظِيْمٌ.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 293"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 9".

ابن أفرجه

3216- ابن أَفْرَجَه 1: الإِمَامُ المحدِّث, أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بن يوسف بن يزيد بن بُنْدَارَ بنِ أَفْرَجَه التَّيْمِيُّ, مَوْلاَهُمُ الأَصْبَهَانِيُّ. سَمِعَ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيَّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ فَهدٍ السَّاجِيَّ، وَعِمْرَانَ بنَ عَبْدِ الرَّحِيْمِ, وَسَهْلَ بنَ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيَّ الزَّاهِدَ, وَطَائِفَةً. رَوَى عَنْهُ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسْنَوَيْه، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدُكَوَيْه, وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 150".

ابن الحيري، وابن الحكم، ودعلج

ابن الحيري، وابن الحكم، ودعلج: 3217- ابن الحِيرِيّ 1: الحَافِظُ المُجَوِّدُ, أَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ أَبِي بكر بن أبي مُحَمَّدِ ابْنِ القُدُوَةِ الكَبِيْرِ أَبِي عُثْمَانَ سَعِيْدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الحِيْرِيُّ, النَّيْسَابُوْرِيُّ, الشَّهِيْدُ, أَحَدُ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ. سَمِعَ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ، وَالهَيْثَمَ بنَ خلف, وحامد بن شعيب, وأبا عمر الخَفَّافَ، وَعَبْدَ اللهِ شِيْرَوَيْه, وَقَاسِمَ بنَ الفَضْلِ الرَّازِيَّ, وَابنَ خُزَيْمَةَ, وَخلقاً كَثِيْراً. وصنَّف التَّفْسِيْرَ الكبير، والمستخرج على صحيح مسلم, والأبواب, وَغَيْرَ ذَلِكَ, وَلَمَّا سَارَ إِلَى بَغْدَادَ قَالَ الحَاكِمُ: خَرَجَ بِعَسْكَرٍ كثيرٍ وَأَمْوَالٍ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ خلقٌ كَثِيْرٌ, قَالَ: وَاسْتُشْهِدَ بِطَرَسُوسَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ خَمْسٌ وستون سنة. روى عنه الحاكم وغيره. 3218- ابْنُ الحَكَم 2: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَكَمِ الوَاسِطِيُّ المُؤَدِّبُ. سَمِعَ الكُدَيْمِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِيَّ، وَإِدْرِيْسَ العَطَّارَ, وَبِشْرَ بنَ مُوْسَى, وَعِدَّةً. رَوَى عَنْهُ ابْنُ رَزْقُوَيْه، وَطَلْحَةُ الكتَّاني, وأبو علي بن شاذان, وآخرون. وثَّقه الخطيب. توفي سنة ثلاث وخمسين. 3219- دَعْلَج 3: دَعْلَجُ بنُ أَحْمَدَ بنِ دَعْلَجِ بنِ عَبْدِ الرحمن, المحدِّث الحُجَّةُ, الفَقِيْهُ الإِمَامُ, أَبُو مُحَمَّدٍ السِّجِسْتَانِيُّ, ثُمَّ البَغْدَادِيُّ, التَّاجِرُ ذُو الأَمْوَالِ العَظِيْمَةِ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، أَوْ قَبْلَهَا بِقَلِيْلٍ, وَسَمِعَ بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ مَا لاَ يُوْصَفُ كَثْرَةً بِالحَرَمَيْنِ، وَالعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ, وَالنَّوَاحِيَ حَالَ جَوَلاَنِهِ فِي التجارة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 23"، والعبر "2/ 296"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 878". 2 ترجمته في العبر "2/ 297"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 12". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 387"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 10"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 228"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 850"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 333".

وحدَّث عَنْ: عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَمُحَمَّدِ بنِ غَالِبٍ تَمْتَامٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو قَشْمَرْدَ النَّيْسَابُوْرِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُعَاوِيَةَ القُرَشِيِّ, وَهِشَامِ بنِ عَلِيٍّ السِّيْرَافِيِّ, وَبِشْرِ بنِ مُوْسَى، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ البَجَلِيِّ, وَالعَبَّاسِ بنِ الفَضْلِ الأَسْفَاطِيِّ, وَأَبِي مُسْلِمٍ الكَجِّيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ رِبْحٍ البَزَّازِ, وَعُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيِّ، وَإِمَامِ الأَئِمَّةِ ابْنِ خُزَيْمَةَ, وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَابنُ جُمَيْعٍ الغَسَّانِيُّ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَابنُ رَزْقَوَيْه، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بِشْرَانَ, وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البَادِيُّ, وَأَبُو عَلِيِّ بنُ شَاذَانَ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ الهَرَوِيُّ, وَالأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم, وَلَقِيَ بِدِمَشْقَ أَبا الحَسَنِ بنَ جَوْصَا, وَطَبَقَتَهُ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: حدَّث بِمِصْرَ وَكَانَ ثِقَةً. وَقَالَ الحَاكِمُ: دَعْلَجٌ الفَقِيْهُ, شَيْخُ أَهْلِ الحَدِيْثِ فِي عَصْرِهِ, لَهُ صَدَقَاتٌ جَارِيَةٌ عَلَى أَهْلِ الحَدِيْثِ بِمَكَّةَ وَبِبَغْدَادَ وَسَجِسْتَانَ, أَوَّلُ ارْتِحَالِهِ كَانَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ, فَأَخَذَ مُصَنَّفَاتِ ابْنِ خُزَيْمَةَ, وَكَانَ يُفْتِي عَلَى مَذْهَبِهِ, سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ ذَلِكَ، وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ مُدَّةً. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ دَعْلَجَ مِنْ ذَوِي اليَسَارِ, لَهُ وُقُوفٌ عَلَى أَهْلِ الحَدِيْثِ, وحدَّث عَنْ عُثْمَانَ الدَّارِمِيِّ, وَابنِ رِبْحٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ زُهَيْرٍ الحُلْوَانِيِّ, وَإِسْحَاقَ الحَرْبِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ شَاذَانَ الجَوْهَرِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِيَّ, وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى القَزَّازِ, وَأَحْمَدَ بنِ مُوْسَى الحَمَّارِ، وَسَرَدَ جَمَاعَةً, ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْهُ: فسمَّى جَمَاعَةً, قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً, جُمِعَ لَهُ المُسْنِدُ، وَحَدِيْثُ شُعبَةَ, وَحَدِيْثُ مَالِكٍ, قَالَ: وَبَلَغَنِي أنَّه كَانَ يَبْعَثُ بِمُسْنَدِهِ إِلَى ابْنِ عُقْدَةَ لِيَنْظُرَ فِيْهِ, فَجَعَلَ بَيْنَ كُلِّ وَرَقَتَيْنِ دِيْنَاراً, وَكَانَ الدَّارَقُطْنِيُّ هُوَ المُصَنِّفُ لَهُ كُتُبَهُ, فحدَّثني أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ قَالَ: صنَّفت لِدَعْلَجٍ المُسْنَدَ الكَبِيْرَ, فَكَانَ إِذَا شكَّ فِي حَدِيْثٍ ضَرَبَ عَلَيْهِ, وَلَمْ أَرَ فِي مَشَايِخِنَا أَثْبَتَ مِنْهُ. قَالَ أَبُو العَلاَءِ: وَقَالَ عُمَرُ البَصْرِيُّ: مَا رَأَيْتُ بِبَغْدَادَ مِمَّن انْتَخَبْتُ عَلَيْهِ أصحَّ كُتُباً مِنْ دَعْلَج. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ فِي مَشَايِخِنَا أَثْبَتَ مِنْ دَعْلَجٍ. قَالَ أَبُو ذَرٍّ الهَرَوي: سَمِعْتُ أنَّ مُعِزَّ الدَّوْلَةِ أوَّل مَا أَخَذَ مِنَ المَوَارِيْثِ مَالَ دَعْلَجٍ, خلَّف ثَلاَثَ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ.

قَالَ الخَطِيْبُ: حَكَى لِي أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ أنَّ دَعْلَجاً سُئِلَ عَنْ مُفَارَقَتِهِ مَكَّةَ, فَقَالَ: خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ المَسْجَدِ فتقدَّم ثَلاَثَةٌ مِنَ الأَعرَابِ فَقَالُوا: أَخٌ لَكَ مِنْ خُرَاسَانَ قَتل أَخَانَا, فَنَحْنُ نَقْتُلُكَ بِهِ, فَقُلْتُ: اتَّقُوا اللهَ, فَإِنَّ خُرَاسَانَ لَيْسَتْ بِمَدِيْنَةٍ وَاحِدَةٍ, وَلَمْ أَزَلْ بِهِم إِلَى أَن اجْتَمَعَ النَّاسُ وَخَلُّوا عنِّي, فَهَذَا كَانَ سَبَبَ انْتِقَالِي إِلَى بَغْدَادَ. وَكَانَ يَقُوْلُ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُ دَارِي, وَذَلِكَ لأنه ليس في الدنيا مثل بَغْدَادَ, وَلاَ بِبَغْدَادَ مِثْلُ مَحلَّةِ القَطِيْعَةِ, وَلاَ في القطيعة مثل درب أبي خلف, ولي فِي الدَّرْبِ مِثْلُ دَارِي. وَنَقَلَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ حِكَايَة مُقْتَضَاهَا أنَّ رَجُلاً صلَّى الجُمُعَةَ فَرَأَى رَجُلاً متنسِّكًا لَمْ يُصَلِّ, فكلَّمه فَقَالَ: اسْتُرْ عليَّ, لِدَعْلَجٍ عليَّ خَمْسَةُ آلاَفٍ, فلمَّا رَأَيْتُهُ أَحْدَثْتُ, فَبَلَغَ ذَلِكَ دَعْلَجاً, فَطَلبَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ وَحَلَّلَهُ مِنَ المَالِ, وَوَصَلَهُ بِمِثْلِهَا لِكَوْنِهِ رَوَّعَه. قَالَ الخَطِيْبُ: حدَّثنا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ العُكْبَرِيُّ, حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ الوَاعِظُ, قَالَ: أُوْدِعَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي مُوْسَى الهَاشِمِيُّ عَشْرَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ لِيَتِيْمٍ, فَضَاقَتْ يَدُهُ فَأَنْفَقَهَا, وكَبُر الصَّبِيُّ, وَأُذِنَ لَهُ فِي قَبْضِ مَالِهِ, قَالَ ابْنُ أَبِي مُوْسَى: فَضَاقَتْ عليَّ الأَرْضُ وتحيِّرت, فَبَكَّرْتُ عَلَى بَغْلَتِي وَقَصَدتُ الكَرْخَ, فَانْتَهَتْ بِي البَغْلَةُ إِلَى دَرْبِ السَّلُولِيِّ, وَوَقَفَتْ بِي عَلَى بَابِ مَسْجِدِ دَعْلَجٍ, فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ الفَجْرَ, فلمَّا انْفَتَلَ رحَّب بِي, وَقُمْنَا فَدَخَلْنَا دَارَهُ, فقُدِّمَت لَنَا هَرِيْسَةً, فَأَكَلْتُ وَقَصَرْتُ, فَقَالَ: أَرَاكَ مُنْقَبِضاً, فَأَخْبَرْتُهُ, فَقَالَ: كُلْ فإنَّ حَاجَتَكَ تُقْضَى, فلمَّا فَرَغْنَا اسْتَدْعَى بِالذَّهَبِ وَالمِيزَانِ, فَوَزَنَ لِي عَشْرَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ, وَقُمْتُ أَطِيْرُ فَرَحاً, فَوَضَعْتُ المَالَ عَلَى القَرَبُوْسِ وَغَطَّيْتُهُ بِطَيْلَسَانِي, ثُمَّ سَلَّمْتُ المَالَ إِلَى الصَّبِيِّ بِحَضْرَةِ قَاضِي القُضَاةِ, وَعَظمَ الثَّنَاءَ عَلَيَّ, فَلَمَّا عُدْتُ إِلَى مَنْزِلِي اسْتَدْعَانِي أَمِيْرٌ مِنْ أَوْلاَدِ الخليفة, فقال: قد رغبت في معاملتك وَتَضْمِيْنِكَ أَمْلاَكِي, فَضَمِنْتُهَا فَرَبِحْتُ فِي سَنَتِي رِبحاً عَظِيْماً, وَكَسِبْتُ فِي ثَلاَثِ سِنِيْنَ ثَلاَثِيْنَ أَلفَ دِيْنَارٍ, وَحَمَلْتُ لِدَعْلَجٍ المَالَ, فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ, وَاللهِ مَا نَوَيْتُ أَخْذَهَا, حَلِّ بِهَا الصِّبْيَانَ, فَقُلْتُ: أَيُّهَا الشَّيْخُ, أَيْش أَصْلُ هَذَا المَالُ حَتَّى تَهَبَ لِي عَشْرَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ؟ فَقَالَ: نَشَأَتُ وَحَفِظْتُ القُرْآنَ وَطَلَبْتُ الحَدِيْثَ, وَكُنْتُ أَتَبَزَّزُ, فَوَافَانِي تَاجِرٌ مِنَ البَحْرِ, فَقَالَ: أَنْتَ دَعْلَج؟ قُلْتُ: نعم, قَالَ: قَدْ رَغِبْتُ فِي تَسْلِيمِ مَالِي إِلَيْكَ مُضَاربَةً, فسلَّم إِليَّ بَرْنَامجَاتٍ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ, وَقَالَ لِي: ابْسُطْ يَدَكَ فِيْهِ وَلاَ تَعْلَمْ مَكَاناً يُنْفَقُ فِيْهِ المَتَاعُ إلَّا حَمَلْتَهُ إِلَيْهِ, وَلَمْ يَزَلْ يَتَرَدَّدُ إليَّ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ, يَحْمِلُ إليَّ مِثْلَ هَذَا, وَالبِضَاعَةُ تَنْمِي, ثُمَّ قَالَ: أَنَا كَثِيْرُ الأَسْفَارِ فِي البَحْرِ, فَإِنْ هَلَكْتُ فَهَذَا المَالُ لَكَ, عَلَى أَنْ تَصَدَّقَ مِنْهُ وَتَبْنِيَ المَسَاجِدَ, فَأَنَا أَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا, وَقَدْ ثَمَّر اللهُ المَالَ فِي يَدِي, فَاكْتُمْ عليَّ مَا عِشْتُ.

قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ السُّلْطَانُ لاَ يتعرَّض لِتَرِكَةٍ, ثُمَّ لَمْ يَصْبِرْ عَنْ أَمْوَالِ دَعْلَجٍ. وَقِيْلَ: لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا أَيْسَرَ مِنْهُ مِنَ التُّجَّارِ, وَترَكُوا أَوْقَافَهُ -رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ الحَاكِمُ: اشْتَرَى دَعْلَج بمكَّة دَارَ العبَّاسية بِثَلاَثِيْنَ أَلفَ دِيْنَارٍ. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّوْيَه: أَدْخَلَنِي دَعْلَجُ بنُ أَحْمَدَ دَارَهُ, وَأَرَانِي بِدْراً مِنَ المَالِ معبَّأة, فَقَالَ لِي: خُذْ مِنْهَا مَا شِئْتَ, فَشَكَرْتُهُ وَقُلْتُ: أَنَا فِي كِفَايَةٍ. قَالَ أَبُو عَلِيِّ بنُ شَاذَانَ, وَابنُ الفَضْلِ القَطَّانُ, وابن أبي الفَوَارِسِ, وَغَيْرهُم: مَاتَ لِعَشْرٍ بَقَيْن مِنْ جُمَادَى الآخِرَةَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَغَلِطَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم فَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: الصَّحِيْحُ سَنَةَ إِحْدَى. وَفِيْهَا كَانَ مَوْتُ أَبِي إِسْحَاقَ الهُجَيْمِيِّ, وَقَدْ نيِّف عَلَى المائَةِ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ الوَرْدِ رَاوِي السِّيْرَةِ بِمِصْرَ, وَشَيْخُ القُرَّاءِ وَالمُفَسِّرِيْنَ أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ بِبَغْدَادَ, وَمُحَدَّثُ الكُوْفَةِ أَبُو جَعْفَرِ بنُ دُحَيم, وَمُسْنِدُ بَغْدَادَ مَيْمُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ صَاحبُ العُطَارِدِيِّ. أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا البَهَاءُ عَبْدُ الرحمن, وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُقَيَّرِ وَجَمَاعَةٌ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي السُّعُوْدِ قَالاَ: أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ, أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, أَخْبَرَنَا دَعْلَجٌ, حدَّثنا بِشْرُ بنُ مُوْسَى, حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ حَكَّامٍ, حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ, عَنْ عبَّاد بن تميم, عن عبد الله بن زيد الأَنْصَارِيِّ "أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إذا استسقى قلب رداءه".

البلاذري، وابن دحيم، وشجاع

البلاذري، وابن دحيم، وشجاع: 3220- البَلَاذُرِيّ 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُفِيْدُ الوَاعِظُ, شَيْخُ الجَمَاعَةِ, أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الطُّوْسِيُّ البَلاَذُرِيُّ. سَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْسِ، وَتَمِيمِ بنِ مُحَمَّدٍ الحَافِظِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شِيْرَوَيْه, وَطَبَقَتِهِم. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: كَانَ أَوحَدَ عَصْرِهِ فِي الحِفْظِ وَالوَعْظِ, وَكَانَ شَيْخُنَا الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ وَمشَايخُنَا يَحْضروْنَ مَجْلِسَهُ, وَيَفْرَحُونَ بِمَا يَذْكُرُهُ عَلَى رءوس الملأِ مِنَ الأَسَانيدِ, وَلَمْ أَرَهُم قَطُّ غَمَزُوهُ فِي إِسْنَادٍ أَوِ اسْمٍ أَوْ حَدِيْثٍ. سَمِعَ جمَاعةً كَثِيْرَةً بِالعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ, وَخَرَّجَ صَحِيْحاً عَلَى وَضْعِ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ, إِلَى أَنْ قَالَ: وَاسْتُشْهِدَ بِالطَّابَرَان، وَهِيَ مُرتَحَلُهُ مِنْ نَيْسَابُوْرَ, سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: كَانَ قَد انتخبَ عَلَى حَاجِبٍ الطُّوْسِيِّ وَغَيْرِهِ. وَهَذَا هُوَ البَلاَذُرِيُّ الصَّغِيْرُ, فأمَّا البَلاَذُرِيُّ الكَبِيْرُ فَهُوَ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى, صَاحبُ "التَّارِيْخِ الكَبِيْرِ", حَافظٌ أَخبارِيٌّ عَلاَّمَةٌ, أَدْرَكَ عفَّان بنَ مُسْلِمٍ ومَنْ بَعْدَهُ, يُعَدُّ مِنْ طَبَقَةِ أَبِي دَاوُدَ صَاحبِ السُّنَنِ. 3221- ابْنُ دُحَيْم 2: الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُسْنِدُ الفَاضِلُ, محدِّث الكُوْفَةِ, أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ دُحَيْم, الشَّيْبَانِيُّ الكُوْفِيُّ. سَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ العَبْسِيِّ القَصَّارِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي العَنْبَسِ القَاضِي، وَأَبِي عَمْرٍو أَحْمَدَ بنِ غَرْزَةَ الغِفَارِيِّ وَجَمَاعَةٍ. حدَّث عَنْهُ الحَاكِمُ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه, وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خُشَيْشٍ التَّمِيْمِيُّ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ الظَّفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ العَلَوِيُّ, وَزَيْدُ بنُ أَبِي هَاشِمٍ العَلَوِيُّ، وَالقَاضِي جَنَاحُ بنُ نَذِيْرٍ المُحَارِبِيُّ, وَعِدَّةٌ. وَحَدِيْثُهُ يَقَعُ فِي تَصَانِيْفِ البَيْهَقِيِّ, وَفِي الثَّقَفِيَّاتِ, وَكَانَ أَحَدَ الثِّقَاتِ. عَاشَ إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَمَا وَجَدْتُ وَفَاتَهُ بَعْدُ, ثُمَّ وَجَدْتُ ابنَ حَمَّادٍ الكُوْفِيَّ ورَّخَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ أَنَّهُ حدَّث فِي آخِرِهَا, وَقَالَ: كَانَ صَالِحاً صَدُوْقاً, قَلِيْلَ المَعْرِفَةِ, وَسمَاعُهُ فِي كُتُبِ أَبِيهِ. 3222- شُجَاع 3: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ العَالِمُ الوَاعِظُ, مُسْنِدُ بَغْدَادَ فِي وَقْتِهِ, أَبُو الفَوَارِسِ شُجَاعُ بنُ جَعْفَرٍ البَغْدَادِيُّ, الورَّاق. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُنَادِيَّ, وَعباساً الدُّوْرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيَّ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ شَبِيْبٍ الرَّبَعِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ مُلاَعِبٍ, وَكَانَ آخِرَ مَنْ حدَّث مِنْ مَشَايِخِهِ. حدَّث عَنْهُ أَبُو حَفْصٍ الكتَّانِيُّ، وَهلاَلٌ الحفَّار, وَعَلِيُّ بنُ داود, وأبو علي شَاذَانَ. وعمَّر دَهْراً طَوِيْلاً. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وآخِرَ مَنْ رَوَى حَدِيْثَهُ عاليًا الشهاب الحجّار في جزء النجاد.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 350"، واللباب لابن الأثير "1/ 193"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 860"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 349". 2 ترجمته في العبر "2/ 293"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 334". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 253"، والعبر "2/ 298"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 22".

ابن أبي العقب

3223- ابن أبي العَقَب 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ, محدِّث دِمَشْقَ, أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَاكِرِ بنِ زَامِلٍ الهَمْدَانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ, عُرِفَ بِابْنِ أَبِي العَقَب. سَمِعَ أَبَا زُرْعَةَ النَّصْرِيَّ, وَالقَاسِمَ بنَ مُوْسَى بنِ الأَشْيَبِ، وَأَحْمَدَ بنَ المعلَّى, وَأَنَسَ بنَ السّلْمِ, وَالحَسَنَ بنَ جَرِيْرٍ الصُّوْرِيَّ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, لَقِيَهُ فِي الحَجِّ. وَتَلاَ لِعَاصِمٍ عَلَى أَحْمَدَ بنِ نَصْرِ بنِ شَاكِرٍ. قَرَأَ عَلَيْهِ مُظَفَّرُ بنُ أَحْمَدَ الدِّيْنَوَرِيُّ. وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ مَنْدَةَ, وَتَمَّامٌ الرَّازِيُّ, وَأَبُو نَصْرٍ بنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مَشْمَاشَ، وَعبدَ الرَّحْمَن بن يَاسِر الجَوْبَرِي, وَعبدَ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ, وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ الحَاجِّ, وَخَلْقٌ آخِرُهُم مَوْتاً أَبُو الحَسَنِ بنُ السِّمْسَارِ. وَلهُ نَظْمٌ وَفَضِيْلَةٌ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنِ اثنتين وتسعين سنة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 298"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 339".

ابن الورد

3224- ابن الورد 1: الثَّقَةُ, أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الوَرْدِ بنِ زَنْجَوَيْه البَغْدَادِيُّ, ثم المصري, رواي السِّيْرَةِ. حدَّث عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ البَرْقِيِّ, وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ العلَّاف, وَيُوْسُفَ بنِ يَزِيْدَ القَرَاطِيْسِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ خَالِدٍ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ مَنْدَةَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَّاسِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي زَيْدٍ الفَقِيْهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ نَظِيْفٍ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ الغَازِي, وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي ثَامِنِ رَمَضَانَ سَنَةَ إحدى وخمسين وثلاث مائة, قاله يحيى ابن الطحان.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 292"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 8".

الشافعي

3225- الشَّافِعِيُّ 1: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عبدويه, الإمام المحدِّث المتقِن الحجَّة الفَقِيْهُ, مُسْنِدُ العِرَاقِ, أَبُو بَكْرٍ البَغْدَادِيُّ الشَّافِعِيُّ البَزَّازُ, السفَّار, صَاحِبُ الأَجزَاءِ الغَيْلاَنِيَّاتِ العَالِيَةِ. مَوْلِدُهُ بجبُّل فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ عَامَ مَوْلِدِ الطَّبَرَانِيِّ. وأوَّل سَمَاعِهِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, فسَمِعَ مِنْ مُوْسَى بنُ سَهْلٍ الوشَّاء, صَاحِبُ ابْنِ عُلَيَّةَ، وَمِنْ مُحَمَّدِ بنِ شَدَّادٍ المِسْمَعِيِّ صَاحِبِ يَحْيَى القَطَّانِ, وَمِنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَوَّامِ, وَأَبِي قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيِّ، وَمن مُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ الوَاسِطِيِّ, وَالحَارِثِ بنِ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيْمِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ السُّلَمِيِّ التِّرْمِذِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْحَاقَ الحَرْبِيِّ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ إِسْحَاقَ القَاضِي، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الدُّنْيَا, وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوْحٍ المَدَائِنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ رِبْحٍ البَزَّازِ, وَعَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدُوَيْه الخَزَّازِ, وَأَبِي الأحوص بنِ الهَيْثَمِ القَاضِي, وَمُحَمَّدِ بنِ غَالِبٍ تَمْتَامٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ الفَرَجِ الأَزْرَقِ, وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البِرْتِيِّ القَاضِي, وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ الصَّائِغِ، وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ كزَالَ، وَالحَسَنِ بنِ سلَام السَّوَّاقِ, وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ الجعفي، وأبى مسلم إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ الكَجِّيِّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ دَنُوقَا, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الهَيْثَمِ البَلَدِيِّ, وَأَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الجمَّالِ, وَإِسْحَاقَ بنِ الحَسَنِ الحَرْبِيِّ, سَمِعَ مِنْهُ "المُوَطَّأ", وَبِشْرِ بنِ مُوْسَى الأَسَدِيِّ, وَعِيْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ زَغَاث, وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ بُرْدٍ الأَنْطَاكِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ الجَهْمِ السِّمَّرِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِيِّ, وَمُوْسَى بنِ الحَسَنِ الجُلاَجِلِيِّ, وَمُضَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيِّ، وَمُوْسَى بنِ هَارُوْنَ الحمَّال, وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ المَعْمَرِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ عثمان العبسي, وخلق كثير.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 456"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 32"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 849"، والعبر "2/ 301".

وكَتَبَ كُتبَ الشَّافِعِيِّ الجَدِيدَةَ عَنِ الفَقِيْه أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ جَوْن الفَرْغَانِيِّ صَاحِبِ الرَّبِيْعِ. وَقَدْ رتَّب شَيْخُنَا أَبُو الحجَّاجِ شُيُوْخَ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ عَلَى الحُرُوْفِ, لَكِنَّهُ اقْتَصَرَ عَلَى مَنْ لَهُ عَنْهُ رِوَايَةٌ فِي الغَيْلاَنِيَّاتِ, فَذَكَرْتُ هُنَا كِبَارَهُم. وآخِرُ مَنْ رَوَى حَدِيْثَهُ عَالِياً أَبُو حَفْصِ بنُ طَبَرْزَدَ, بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ رَجُلاَنِ؛ أَبُو القَاسِمِ بنُ الحُصَيْنِ, عَنْ أَبِي طَالِبِ بنِ غَيْلاَنَ, عَنْهُ. وَمن فَاتَتْهُ "الغَيْلاَنِيَّاتُ" وَ"القَطِيْعِيَّاتُ"، وَجُزْءُ الأَنْصَارِيِّ, نَزَلَ حَدِيْثُهُ دَرَجَةً, ثُمَّ لَمْ يَجِدْ شَيْئاً أَعْلَى مِنْ حَدِيْثِ البَغَوِيِّ, ثُمَّ ابْنِ صَاعِدٍ, وَمَنْ فَاتَهُ حَدِيْثُ هَذَيْنِ نَزَلَ إِلَى حَدِيْثِ المَحَامِلِيِّ وَالأَصَمِّ وَإِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّارِ رَاوِي جُزْءَ ابْنِ عَرَفَةَ. طَالَ عُمُرُ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ, وتفرَّد بِالرِّوَايَةِ عَنْ جَمَاعَةٍ، وَتَزَاحَمَ عَلَيْهِ الطَّلَبَةُ؛ لإِتْقَانِهِ وَعُلُوِّ إِسْنَادِهِ. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ, وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ، وَأَبُو عَبْدِ الله بن مندة, وأبو بكر بن مردويه، وَأَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ, وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ النَّرْسِيُّ, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بِشْرَانَ, وَالأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ, وَالفَضْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ شَهْرَيَارَ التَّاجِرُ، وَطَلْحَةُ بنُ الصَّقْرِ الكَتَّانِيُّ, وَمكِّيّ بنُ عَلِيٍّ الحَرِيْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحُرَفِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النِّمْطِ, وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ بطْحَاءَ, وَعَبْدُ الغَفَّارِ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، وَعُثْمَانُ بنُ دُوسْتَ العَلاَّفُ, وَالحَسَنُ بنُ دُوْمَا النِّعَالِيُّ, وَعَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدٍ الطَّحَّانُ، وَأَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ غَيْلاَنَ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ يتردَّد إِلَى البِلاَدِ فِي التِّجَارَةِ. وَسَمِعَ بِمِصْرَ وَالشَّامِ وَالجَزِيْرَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً, كَثِيْرَ الحَدِيْثِ, حَسَنَ التَّصْنِيْفِ, جَمَعَ شُيوخاً وَأَبْواباً, حَدَّثَنِي أَبُو الحَسَنِ بنُ مَخْلَدٍ أَنَّهُ رَأَى مَجْلِساً أَملاَهُ أَبُو بَكْرٍ فِي حَيَاةِ أَبِي مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سُئِلَ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ فَقَالَ: ثِقَةٌ جَبَل, مَا كَانَ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ أَحَدٌ أَوْثَقُ مِنْهُ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ الَّذِي لَمْ يُغْمَزْ بِحَالٍ. قُلْتُ: قَدِ انْتَقَى عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيُّ رُبَاعِيَّاتِهِ فِي جُزْءٍ كَبِيْرٍ سَمِعنَاهُ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وثلاث مائَةٍ, وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ وَقَعَ ذِكْرُهُ

فِي "تَارِيْخِ مِصْرَ" لِلحَافِظِ الإِمَامِ قطبِ الدِّيْنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مُنيرٍ الحَلَبِيِّ -فسَّح اللهُ فِي مُدَّتِهِ- ابْتَدَأَهُ بِمَن اسْمُهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ تَبَرُّكاً بِاسْمِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ قُدَامَةَ, أَخْبَرَكُمُ الإِمَامُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ قُدَامَةَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي, أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ النَّرْسِيُّ سَنَةَ 426, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ, حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ صادق, حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ, سَمِعْتُ أَبا حَصِيْنٍ قَالَ: قَالَ أَبُو وَائِلٍ: لَمَّا قَدِم سَهْلُ بنُ حُنَيْفٍ مِنْ صِفِّيْنَ أَتَيْنَاهُ نَسْتَخْبِرُهُ, فَقَالَ: اتَّهِمُوا الرَّأْيَ, لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ, وَلَوْ أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَرُدَّ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمْرَهُ لَرَدَدْتُ, وَاللهُ وَرَسُوْلهُ أَعْلَم, مَا وَضَعْنَا أَسْيَافَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا فِي أَمْرٍ يفظعنَا إلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ قَبْلَ هَذَا الأَمْرِ, مَا نسدُّ مِنْهُ خِضَمّاً إلَّا انْفَجَرَ عَلَيْنَا خِضَمٌّ مَا نَدْرِي كَيْفَ نَأْتِي لَهُ. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ, عَنِ الحَسَنِ بنِ إِسْحَاقَ المَرْوَزِيِّ, عَنِ ابْنِ سَابِقٍ, فوقع بدلًا عاليًا. وَمَاتَ مَعَهُ أَبُو الحَسَنِ نُعَيْمُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَدِيٍّ الإِسْتِرَابَاذِيِّ, وَمُقْرِئُ العِرَاقِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ مقسمٍ البَغْدَادِيُّ, وَالحَافِظُ أَبُو حَاتِمِ بنُ حِبَّانَ, وَأَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ أَيُّوْبَ الصِّبْغِيُّ أَخُو أَبِي بَكْرٍ, وَشَاعِرُ العصر أبو الطيب أحمد ابن حُسَيْنٍ الكُوْفِيُّ المُتَنَبِّيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَطِيَّةَ بنِ الحَدَّادِ, توفي بتنِّيس.

ابن بندار

3226- ابن بُنْدار 1: المحدِّث الصَّادِقُ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ بُنْدار بنِ نَاجِيَةَ بنِ سَدُوسٍ المَدِيْنِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ. سَمِعَ أسِيْدَ بنَ عَاصِمٍ الثَّقَفِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ مَهْدِيٍّ, وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الصَّائِغَ, لَقِيَهُ بِمَكَّةَ. حدَّث عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدُكَوَيْه, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عليٍّ الذَّكوَانِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَآخَرُوْنَ. مات سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 86"، والعبر "2/ 298".

الفاكهي، والرافقي، والقالي

الفاكهي، والرافقي، والقالي: 3227- الفاكهي 1: الامام أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العباس المكي, الفاكهيّ. سَمِعَ أَبا يَحْيَى بنَ أَبِي مَسَرَّةَ, فَكَانَ آخِرَ مَنْ حدَّث عَنْهُ. رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ البَزَّازُ, شَيْخٌ لِلْبَيْهَقِيِّ, وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بِشْرَانَ, وَآخَرُوْنَ. وَلَهُ تَصَانِيْفُ فِي أَخْبَارِ مَكَّةَ. توفِّي سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ أيضًا. 3228- الرافقي 2: المُحَدِّثُ أَبُو الفَضْلِ, العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرِ بنِ السَّرِيِّ الرَّافِقِيُّ, نَزِيْلُ مِصْرَ. سَمِعَ هِلاَلَ بنَ العَلاَءِ, وَحَفْصَ بنَ عُمَرَ سِنْجَةَ, وَمُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدٍ الجُذُوعِيَّ, وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَّاسِ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَظِيْفٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَاجِّ الإِشْبِيْلِيُّ, وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ يَحْيَى بنُ عَلِيٍّ الطَّحَّانُ: تَكَلَّمُوا فِيْهِ. 3229- القَالِيُّ 3: العَلَّامة اللُّغَوِيُّ, أَبُو عَلِيٍّ, إِسْمَاعِيْلُ بنُ القَاسِمِ بن هارون بن عَيْذُوْنَ البَغْدَادِيُّ القَالِيُّ, صَاحِبُ كِتَابِ "الأَمَالِي فِي الأَدَبِ". وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَأَخَذَ العَرَبِيَّةَ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ الأَنْبَارِيِّ, وَابنِ دَرَسْتَوَيْه, وَنِفْطَوَيْه, وَطَائِفَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي يَعْلَى بِالمَوْصِلِ, وَمن أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ, وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ, وعلي بن سليمان الأخفش.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 298"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 13". 2 ترجمته في العبر "2/ 304"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 19". 3 ترجمته في العبر "2/ 304"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 18".

وَتلاَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ مُجَاهدٍ لأَبِي عَمْرٍو, ثُمَّ تحوَّل إِلَى الأَنْدَلُسِ, وَنشَرَ بِهَا علمَهُ, دخلَهَا فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فَفَرحَ بِهِ صَاحبُهَا النَّاصرُ الأُمَوِيُّ, وصنَّف لَهُ وَلولدِهِ المستنصرِ تَصَانِيْفَ, وَكَانَ يَدْرِي كِتَابَ سِيْبَوَيْه, قَدْ بَحَثَهُ عَلَى ابْنِ دَرَسْتَوَيْه, وَأَملَى كِتَابَ "النَّوَادرِ". وَله كِتَابُ "المَقْصُوْرِ وَالمُدُوْدِ", وَكِتَابُ "الإِبلِ", وكتاب "الخيل", و"البارع فِي اللُّغةِ" فِي بِضْعَةَ عشرَ مجلّداً, لكنَّهُ مَا تَمَّمَه. وَولاؤُهُ لبنِي مَرْوَانَ, وَلِهَذَا هَاجرَ إِلَى المروَانيَّةِ, وَعَظُمَ عِنْدَهُم, وَتوَالِيْفُهُ مهذَّبةٌ. أَخَذَ عنه اللهِ بنُ الرَّبِيْعِ التَّمِيْمِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الزُّبَيْدِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبَانَ بنِ سعيد, وطائفة. توفِّي بقُرطبةَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَالقَالِيُّ نسبَةً إِلَى قريَةِ "قَاليقلاَ" مِنْ أَعمَالِ مَنَازكردَ, مِنْ إِقلِيمِ أَرمِينيةَ, رَافَقَ نَاساً مِنْ تِلْكَ القريَةِ, فَعُرِفَ بِذَلِكَ تلقيبًا, وشُهِرَ به.

أبو السائب

3230- أبو السائب 1: قَاضِي القُضَاةِ أَبُو السَّائِبِ, عُتْبَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى بنِ عُبَيْدِ اللهِ, الهَمَذَانِيُّ الشَّافِعِيُّ الصُّوْفِيُّ. كَانَ أَبُوْهُ تَاجراً بِهَمَذَانَ, وَإِمَامَ مَسْجِدٍ, فَاشتغلَ هُوَ وَتصوَّفَ أَوَّلاً, وتزهِّد, وَسَافَرَ وَصَحِبَ الجُنَيْدَ وَالعُلَمَاءَ. وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حَاتِمٍ, وَغَيْرِهِ, وَعُنِيَ بفهمِ القُرْآنِ، وَكَتَبَ الحَدِيْثَ, وَالفِقْهَ, ثُمَّ ذهبَ إِلَى مَرَاغَةَ، واتَّصل بِابْنِ أَبِي السَّاجِ الأَمِيْرِ, فولِيَ القَضَاءَ لَهُ, ثُمَّ بَعُدَ صِيْتُهُ, وقُلّد قَضَاءَ ممَالِكَ أَذَرْبِيْجَانَ, ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ هَمَذَانَ, ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ, وَتوصَّلَ, وَازدَادَتْ عظمَتُهُ, وقُلِّدَ قَضَاءَ العِرَاقِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ, فَهُوَ أَوَّلُ شَافعِيٍّ وَلِيَ قَضَاءَ بَغْدَادَ, وَعَاشَ ستاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 320" والمنتظم لابن الجوزي "7/ 5"، والعبر "2/ 287".

الحبيبي، وابن قاج، وأبو عمرو الصغير

الحبيبي، وابن قاج، وأبو عمرو الصغير: 3231- الحبيبي 1: المحدِّث المُعَمَّرُ, أَبُو أَحْمَدَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ الحَبِيْبِيُّ المَرْوَزيّ. حدَّث عَنْ سَعِيْدِ بنِ مَسْعُوْدٍ، وعمَّار بنِ رَجَاءَ, وَسَهْلِ بنِ المُتَوَكِّلِ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ حَاتمٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ مَنْدَةَ, وَالحَاكِمُ، وَمَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الذُّهلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ غُنْجَارٌ. قَالَ الحَاكِمُ: يكذبُ مِثْلَ السّكرِ, الحَسْنَوِيُّ أَحسنُ حَالاً مِنْهُ. قُلْتُ: مَاتَ فِي رَجَبٍ سنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ في عشرة المائة. 3232- ابن قاج 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ, أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ قَاجِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ الوَرَّاقُ. لاَ يُوصفُ مَا سَمِعَهُ كَثْرَةً. سَمِعَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ هَاشِمٍ البَغَوِيَّ, وَالبَاغَنْدِيَّ, وَابنَ جَرِيْرٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيَّ. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ, وَابنُ رَزْقَوَيْه, وأبو طالب بن غيلان, وآخرون. وَكَانَ ثِقَةً مُتْقِناً, ذكرَ الخَطِيْبُ أَنَّهُ وَرِثَ سبعَ مائَةِ دِيْنَارٍ, فَاشترَى بِمجموعِهَا كَاغداً فِي صفقَةٍ، وَمكثَ دَهْراً يكتبُ فِيْهِ الحَدِيْثَ -رَحِمَهُ اللهُ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3233- أبو عمرو الصغير 3: هُوَ الحَافِظُ الإِمَامُ الرحَّال, أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ النَّيْسَابُوْرِيُّ النحوي, ويعرف بالصغير.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 53"، واللباب لابن الأثير "1/ 339"، وميزان الاعتدال "3/ 155"، ولسان الميزان "4/ 258". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 355". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 277".

قَالَ الخَلِيْلِيُّ: هُوَ نَيْسَابُوْرِيٌّ حَافظٌ, سَمِعَ أَبا يَعْلَى المَوْصِلِيَّ، وَحَامِدَ بنَ شُعَيْبٍ, وَابنَ قُتَيْبَةَ العَسْقِلاَّنِيَّ. قُلْتُ: وَأَبا القَاسِمِ البَغَوِيَّ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ شِيْرَوَيْه, صَاحبَ إِسْحَاقَ، وَإمَامَ الأَئِمَّةِ ابنَ خُزَيْمَةَ, وَأَبَا عَرُوْبُةَ الحَرَّانِيَّ, وَابنَ أَبِي دَاوُدَ, وَطَبَقَتَهُم. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَذَكَرَهُ الحَاكِمُ، وَقَالَ: لَقَدْ كَانَ كَثِيْراً فِي العلومِ وَالعَدَالَةِ؛ لأَنَّهُمَا كَانَا أَبوي عَمْرٍو، وَلاَ يُزَايلاَنِ مَجْلِسَ ابْنِ خُزَيْمَةَ, وَهَذَا الأَصغرُ, فَكَانَ ابْنُ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: أَبُو عَمْرٍو الصَّغِيْرُ, فَبقيَ عَلَيْهِ. رَحَلَ بِهِ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ إِلَى العِرَاقِ، وَالجَزِيْرَةِ وَالشَّامِ, إِلَى أَنْ قَالَ: وتوفِّي سَنَةَ اثنتين وخمسين وثلاث مائة. قُلْتُ: هُوَ مِنْ شُيُوْخِ الحَاكِمِ, قَالَ الخَلِيْلِيُّ: سَمِعْتُ الحَاكِمَ يَقُوْلُ: كَانَ فَقِيْهاً أَديباً وَرِعاً, صَاحِبَ حَدِيْثٍ, وَهُوَ كَبِيْر كبِير, فَإِنِّي سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ, سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: قُلْتُ لأَبِي: وَسَأَلتُهُ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى الرَّازِيِّ الصَّغِيْرِ, فَقَالَ: يَا بُنَيَّ, لاَ تَقُلْ صغيرٌ, هُوَ كَبِيْرٌ هُوَ كَبِيْرٌ هُوَ كَبِيْرٌ. ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: هَذَا مَثَلٌ ضَربتُهُ لأَبِي عَمْرٍو. ثُمَّ قَالَ الخَلِيْلِيُّ: مَاتَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قلت: بل الصحيح ما تقدَّم.

الإسفراييني

3234- الإسفراييني 1: المحدِّث الثِّقَةُ الرَّحَّالُ, أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بن مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ أَزْهَرَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ, وَالدُ أَبِي نُعَيْم. رَحَلَ بِهِ خَالُهُ أَبُو عَوَانَةَ الحَافِظُ, وَسَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرِ بنِ رَجَاءَ, وَالكَجِّيِّ وَابنِ الضُّرَيْسِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ, وَيُوْسُفَ القَاضِي, وَأَبِي خَلِيْفَةَ, وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ الحَاكِمُ, وَقَالَ: كَانَ محدِّث عَصْرِهِ, وَمِنْ أَجودِ النَّاسِ أُصُولاً. قُلْتُ: حدَّث عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَالُوَيْه، وَجَمَاعَةٌ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ست وأربعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 271"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 372".

ابن فحلون

3235- ابن فحلون 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ الإِمَامُ, أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ فحلون الأندلسي, الإلبيري, رواي كِتَابِ "الوَاضحَةِ" لِعَبْدِ المَلِكِ بنِ حَبِيْبٍ, عَنْ يُوْسُفَ المُغَامِيِّ عَنْهُ، وَسَمِعَ مِنْ بَقِيِّ بنِ مخلدٍ, وَابنِ وضَّاح، وَمُطَرِّفِ بنِ قَيْسٍ, وحجَّ فَأَخَذَ عَنِ النَّسَائِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رِشْدِيْنَ. حدَّث عَنْهُ خلقٌ, مِنْهُم: يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيْسَى اللَّيْثِيُّ، وَالمُعَمَّرُ حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ البجَّانِيُّ, وَكَانَ صَدُوْقاً زَعِرَ الخُلقِ. توفِّي فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وثلاث مائة, وله أربع وتسعون سنة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 318".

أبو علي النيسابوري

3236- أبو عليّ النيسابوري 1: الحَافِظُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الثَّبْتُ, أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَزِيْدَ بنِ دَاودَ النَّيْسَابُوْرِيُّ, أَحدُ النُّقَادِ. وُلِدَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وأوَّل شَيْءٍ سَمِعَهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وتسعين. رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي طَالِبٍ, وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ شِيْرَوَيْه، وَجَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ الحَافِظِ, وَابنِ خُزَيْمَةَ, وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ المَاسِرْجِسِيِّ, وَطَبَقَتِهِم بِنَيْسَابُوْرَ، وَعَنِ الحُسَيْنِ بنِ إِدْرِيْسَ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيَّ بهَرَاةَ, وَأَبِي خَلِيْفَةَ الجُمَحِيِّ, وَزَكَرِيَّا السَّاجِيِّ بِالبَصْرَةِ, وَمُحَمَّدِ بنِ نُصَيْرٍ، وَطَبَقَتِهِ بِأَصْبَهَانَ, وَمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ القتَّاتِ, وَعِدَّةٍ بِالكُوْفَةِ, وَعَبْدَانَ الجوَالِيقِيِّ بِالأَهْوَازِ, وَالحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ بنَسَا، وَالحَسَنِ بنِ الفَرَجِ الغَزِّيِّ بغَزَّةَ، وَعِمْرَانَ بنِ مُوْسَى بنِ مُجَاشْعٍ بجُرْجَانَ, وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ, وَأَبِي يَعْقُوْبَ المَنْجَنِيْقِيِّ بِمِصْرَ، وَأَبِي يَعْلَى بنِ المثنَّى بِالمَوْصِلِ, وَمُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي سُوَيْدٍ، وَهُوَ أَقدمُ شَيْخٍ لَهُ, وَأَحْمَدَ بنِ يَحْيَى الحُلْوَانِيِّ بحُلوَانَ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ نَاجيَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ حُبَّانَ بِبَغْدَادَ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ بِمدَائِنَ خُرَاسَانَ, وَبَالحَرَمَيْنِ, وَمِصْرَ, والشام, والعراق, والجزيرة, والجبال.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 71"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 396"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 869"، والعبر "2/ 281"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 324"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 380".

وَكَانَ فِي أَيَّامِ الحدَاثَةِ يتعلَّم فِي الصَّاغَةِ, فنصَحَهُ بَعْضُ العُلَمَاءِ لَمَّا شَاهدَ فرطَ ذكَائِهِ، وَأَشَارَ عَلَيْهِ بطلبِ العِلْمِ, فهشَّ لِذَلِكَ, وَأَقبلَ عَلَى الطَّلَبِ. حدَّث عَنْهُ: ابْنُ مَنْدَةَ، وَالحَاكِمُ, وَأَبُو طَاهِرٍ بنُ مَحْمِشٍ, وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ, وَعِدَّةٌ. وَقَدْ حدَّث عَنْهُ الإِمَامَانِ أَبُو بَكْرٍ الصِّبْغِيُّ, وَأَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَهُمَا أَكبرُ مِنْهُ. وَتلمذَ لَهُ: الحَاكِمُ, وَتخَرَّجَ بِهِ, وَقَالَ: هُوَ وَاحدُ عَصْرِهِ فِي الحِفْظِ وَالإِتْقَانِ، وَالوَرَعِ, وَالمذَاكرَةِ وَالتَّصْنِيْفِ, سَمِعَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي طَالِبٍ, ثُمَّ سَرَدَ شُيُوخَهُ. وَعَنْ أَبِي الحَافِظِ قَالَ: رحلتُ إِلَى هَرَاةَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ, وَحضرتُ أَبا خَلِيْفَةَ الجُمَحِيَّ، وَهُوَ يهدِّدُ وَكيلاً وَيَقُوْلُ: تعُودُ يَا لُكَعٌ, فَقَالَ: لاَ أَصلحَكَ اللهُ, فَقَالَ: بَلْ أَنْتَ لاَ أَصلحَكَ اللهُ, قُمْ عَنِّي. قَالَ الحَاكِمُ: كُنْت أَرَى أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظَ مُعْجَباً بِأَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيِّ وَبإِتقَانِهِ, وَقَالَ: كَانَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ حَدِيْثِهِ إلَّا اليَسِيْرَ, وَلَوْلاَ اشتغَالِهِ بسمَاعِ كُتُبِ القَاضِي أَبِي يُوْسُفَ مِنْ بِشْرِ بنِ الوَلِيْدِ الكِنْدِيِّ؛ لأَدركَ بِالبَصْرَةِ أَبا الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيَّ, وَسُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ باقعَةً فِي الحِفْظِ لاَ تُطَاقُ مذكراته, ولا يفي بمذكراته أحد من حفَّاطنا، وَقَدْ خَرَجَ إِلَى بَغْدَادَ ثَانِيَ مرَّةٍ فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقَدْ صنَّف وَجَمَعَ, فَأَقَامَ بِبَغْدَادَ, وَمَا بِهَا أَحدٌ أَحفظُ مِنْهُ إلَّا أَنْ يَكُوْنَ الجِعَابِيَّ, فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا علِيٍّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ بِبَغْدَادَ أَحفظَ مِنَ الجِعَابِيِّ, وَسَمِعْتُ أَبَا علِيٍّ يَقُوْلُ: كَتبَ عَنِّي أَبُو مُحَمَّدِ بنُ صَاعدٍ غَيْرَ حَدِيْثٍ فِي المذَاكرَةِ, وَكَتَبَ عَنِّي ابْنُ جَوْصَا بِدِمَشْقَ جُمْلَةً. قَالَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَارمٍ: مَا رَأَيْتُ ابنَ عُقْدَةَ يتواضعُ لأَحدٍ مِنَ الحفَّاظ كَمَا يتواضعُ لأَبِي عَليٍّ النَّيْسَابُوْرِيِّ. قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ يَقُوْلُ: اجتمعتُ بِبَغْدَادَ مَعَ أَبِي أَحْمَدَ العسَّالِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ بنِ حَمْزَةَ، وَأَبِي طَالِبٍ بنِ نَصْرٍ, وَأَبِي بَكْرٍ الجِعَابِيِّ, وَأَبِي أَحْمَدَ الزَّيْدِيِّ, فَقَالُوا لِي: أملَّ مِنْ حَدِيْثِ نَيْسَابُوْرَ مَجْلِساً, فَامتنعتُ, فَمَا زَالُوا بِي حَتَّى أَمْلَيتُ عَلَيْهِم ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً, فَمَا أجاب وَاحدٌ مِنْهُم فِي حَدِيْثٍ مِنْهَا سِوَى ابْنِ حَمْزَةَ فِي حَدِيْثٍ وَاحدٍ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عِنْدَ أَبِي عليٍّ النَّيْسَابُوْرِيِّ, فَقَالَ: إِمَامٌ مهذَّب.

قَالَ الخَلِيْلِيُّ: سَمِعْتُ الحَاكِمَ يَقُوْلُ: لَسْتُ أَقُولُ تعصُّباً؛ لأَنَّه أُستَاذِي -يَعْنِي: أَبَا عَلِيٍّ، وَلَكِنْ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَطُّ. وَقَالَ الخَلِيْلِيُّ: قَالَ ابْنُ المُقْرِئِ الأَصْبَهَانِيُّ: إِنِّيْ لأَدْعُو لَهُ فِي أَدبارِ الصَّلواتِ, كُنْتُ أَتَّبعهُ فِي شُيُوْخِ مِصْرَ وَالشَّامِ. ثُمَّ قَالَ الخَلِيْلِيُّ: سَمِعْتُ مَنْ يحكِي عَنْ أَبِي عليٍّ قَالَ: دَقَقْتُ عَلَى ابْنِ عُقْدَةَ بَابَهُ فَقَالَ: مَنْ قُلْتُ: أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَافِظُ, قَالَ: فلمَّا ذَاكَرَنِي قَالَ: أَنْتَ الحَافِظُ, قُلْتُ: نَعَمْ, قَالَ: لَعَلَّكَ تَحْفَظُ ثيَابكَ, فلمَّا رَجعتُ مِنَ الشَّامِ لَقِيْتُهُ فذَاكرتُهُ, فَقَالَ: أَنْتَ وَاللهِ اليَوْمَ الحَافِظُ, قَدْ غَلَبْتَنِي. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَختلفُ إِلَى الصَّاغةِ، وَفِي جِوَارنَا فَقِيْهٌ كَرَّامِيٌّ يُعْرَف بِالوَلِيِّ, أَخذتُ عَنْهُ مسَائِلَ, فَقَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ الشَّافِعِيُّ: لاَ تُضَيِّعْ أَيَّامَكَ, فَقُلْتُ: إِلَى مَنْ أَختلفُ, قَالَ: إِلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي طَالِبٍ, فَأَتَيْتُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ, فلمَّا رَأَيْتُ شمَائِلَهُ وَسَمْتَهُ وَحُسْنَ مُذَاكَرَتِهِ لِلْحَدِيْثِ حَلاَ فِي قَلْبِي, فحدَّث يَوْماً عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى, عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ, فَقَالَ لِي رَجُلٌ: اخرجْ إلى هَرَاةَ, فإنَّ بِهَا مَنْ يحدِّث عَنْ إِسْمَاعِيْلَ, فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي قَلْبِي, فَخَرَجتُ إِلَى هَرَاةَ سَنَةَ 95. قُلْتُ: رَحلَ أَيْضاً ثَانياً إِلَى العِرَاقِ وحجَّ مرَّتينِ. أَنْبَأَنِي مُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ, عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا أَبِي, أَخْبَرَنَا أَخِي أَبُو الحُسَيْنِ, سَمِعْتُ أَبا طَاهرٍ السُّلَمِيَّ, سَمِعْتُ غَانِمَ بنَ أَحْمَدَ, سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ الفَضْلِ البَاطِرقَانِيَّ, سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ مَنْدَةَ, سَمِعْتُ أَبَا علِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَمَا رَأَيْتُ أَحفظَ مِنْهُ يَقُوْلُ: مَا تَحْتَ أَديمِ السَّمَاءِ أَصحُّ مِنْ كِتَابِ مُسْلِمٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَنْدَةَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ فِي اختلاَفِ الحَدِيْثِ وَالإِتْقَانِ أَحفظُ مِنْ أَبِي عليٍّ النَّيْسَابُوْرِيِّ. وَقَالَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنِ أَبِي دَاوُدَ يَقُوْلُ لأَبِي عليٍّ النَّيْسَابُوْرِيِّ: مَنْ إِبْرَاهِيْمُ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ, فَقَالَ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَامِرٍ البَجَلِيِّ, عَنْ إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ, فَقَالَ: أَحسنتَ يَا أَبَا علِيٍّ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ فِي أَصحَابِنَا مِثْلَ أَبِي بَكْرٍ الجِعَابِيِّ, حيَّرني حفظُهُ, فَحَكَيتُ هذا للجعابي, فقال: يقول أَبُو عَلِيٍّ هَذَا, وَهُوَ أُستَاذِي عَلَى الحقيقَةِ?!

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: قَدِمْتُ بَغْدَادَ فَدَخَلْتُ عَلَى الفِرْيَابِيِّ, وَقَدْ قَطَعَ الرِّوَايَةَ, فَبكيتُ بَيْنَ يَدَيْهِ, فَمَا حَدَّثَنِي, وَرَأَيْتُهُ حَسْرَةً. قَالَ الحَاكِمُ: مَاتَ أَبُو عَلِيٍّ فِي جُمَادَى الأُولى سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعينَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: عَاشَ ثِنتينِ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً, وَلَمْ يُخلفْ بِخُرَاسَانَ مِثْلَهُ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: استَأْذَنْتُ ابنَ خُزَيْمَةَ فِي الخُرُوْجِ إِلَى العِرَاقِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثلاثِ مائَةٍ, فَقَالَ: تُوحِشُنَا مُفَارقَتُكَ يَا أَبَا عَلِيٍّ, فَقَدْ رَحَلْتَ وَأَدْرَكْتَ العوَالِيَ, وتقدَّمت فِي الحِفْظِ, وَلنَا فيكَ فَائِدَةٌ, فَمَا زِلْتُ بِهِ حَتَّى أَذِنَ لِي, وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: قَالَ لِي ابْنُ خُزيمةَ: لَقَدْ أَصبتَ فِي خُرُوْجِكَ, فإنَّ الزِّيَادَةَ عَلَى حفظِكَ ظَاهِرَةٌ, ثُمَّ إِنَّ أَبَا عَلِيٍّ صنَّف وَجمعَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَازِمٍ المَقْدِسِيُّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن غسان, وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ, أَخْبَرَنَا زينُ الأُمَنَاءِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَأَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا مُكْرَمُ بنُ مُحَمَّدٍ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ سَهْلٍ الفلكِيُّ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ المُؤَذِّنُ, أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ, أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ الرَّقِّيُّ, حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ, حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ, حَدَّثَنَا رَوْحُ بنُ القَاسِمِ, عَنِ العَلاَءِ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلهَ إلَّا الله, وَيُؤْمِنُوا بِي وَبِمَا جِئْتُ بِهِ, فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهُم وَأَمْوَالَهُم إلَّا بِحَقِّهَا, وَحِسَابُهُم عَلَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ ". قَالَ الحَاكِمُ: سَأَلْتُ أَبَا عليٍّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الفرجِ الغَزِّيَّ فَقَالَ: مَا كَانَ إلَّا صَدُوْقاً. قُلْتُ: إِنَّ أَهْلَ الحِجَازِ يَذكرُوْنَ أنَّه سَمِعَ بَعْضَ المُوَطَّأِ, فحدَّث بِالكُلِّ فَقَالَ: مَا رَأَينَا إلَّا الخَيْرَ, قَرَأَ عَلَيْنَا المُوَطَّأَ مِنْ أَصلِ كِتَابِهِ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الصَّغِيْرَ يَقُوْلُ: نَزَلْنَا الخَانَ بِدِمَشْقَ, فَأَتَى ابْنُ جَوْصَا زَائِراً لأَبِي عليٍّ الحَافِظِ, فَنَزَلَ عَنِ البغلةِ, وَأَظهرَ الفرح, وذاكره أبا علي, وأخذ منه جمعه "كتاب

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "2441"، وابن أبي شيبة "10/ 122، 124"، وأحمد "2/ 314، 377، 423، 439، 475، 482، 502، 528"، ومسلم "21" "34، 35"، وأبو داود "2640"، والترمذي "2606"، والنسائي "6/ 6-7"، "7/ 77، 78، 79"، وابن ماجه "3927"، والدارقطني "1/ 231-232"، "2/ 89"، وابن منده "23"، "26"، "27"، "28"، 199"، "200"، وابن الجارود "1032"، والبغوي "31"، "32" والبيهقي "1/ 196"، "3/ 92"، "8/ 19، 196"، "9/ 182" من طرق عن أبي هريرة به.

عبد الله بن دينار, ثم حملناه إِلَى مَنْزِلِهِ, ثُمَّ اجتمعَ جمَاعةٌ مِنَ الرَّحَّالَةِ؛ مِنْهُم: الزُّبَيْرُ الأَسدَابَاذِيُّ، وَنقمُوا عَلَى ابْنِ جَوْصَا أَحَادِيثَ, فَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: لاَ تَفعلُوا, هَذَا إمام قد جاز القنطرة, فبلغ ذلك ابن الجوصا, فَمَا بَالَى بِهِم, بَلْ كَانَ يَهَابُ أَبَا عَلِيٍّ, فَبَعَثَ بِوكيلِهِ إِلَى أَبِي عليٍّ بعِشْرِيْنَ دينارا, فقال: يا أبا علي, ينبغي أن تُسَافِرَ, فإنَّ السُّلْطَانَ قَدْ طلبَكَ, فَخَرَجَ وَخرجنَا مَعَهُ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: رَاسلَهُ ابْنُ جَوْصَا بأنَّه قَد أُنْهِيَ إِلَى السُّلْطَانِ أنَّك اسْتصحبْتَ غُلاَماً حدثاً, وَإِنَّ أَبَاهُ قَدْ خَرَجَ فِي طلَبِهِ, يَعْنِي: أَبَا عَمْرٍو الصَّغِيْرَ. أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، وَسُنْقُرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزَّينِيُّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مَحْمُوْدٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ بن سلفة, أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ, حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ إِمْلاَءً, أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سَعِيْدٍ الحِمْصِيُّ, حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ خَالِدٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ, عَنْ مَالِكٌ, عَنْ نَافِعٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لاَ يَغْلَقُ الرَّهْنُ". أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ, أَخْبَرَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ, أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ المَرْوَزِيُّ -ثِقَةٌ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ قُهْزَاذَ, حدثنا الجُدّي, حدثنا شعبة عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ, حَدَّثَنِي يَزِيْدُ بنُ جُعْدُبَةَ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مِخْرَاقٍ, عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللهَ خَلَقَ رِيْحاً فِي الجَنَّةِ بَعْدَ الرِّيْحِ بِسَبْعِ سِنِيْنَ, بينكم وبينها باب, الَّذِي يُصِيْبُكُم مِنَ الرِّيْحِ, مَا يَخْرُجُ مِنْ خِلَلِ ذَلِكَ البَابِ, وَلَوْ فُتِحَ لأَذَرَّتْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ, اسْمُهَا عِنْدَ اللهِ الأَرنبُ, وَهِيَ عِنْدَكُمُ الجَنُوبَ"1 غريبٌ, وَيقعُ لَنَا عَالِياً بدرجتين من حديث المحاملي.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "6/ 232" من طريق خالد بن سعيد الطائي ابن أخت ابن عوف، حدثنا محمد بن زياد الأسدي، به. وقال ابن عدي في إثره: "وهذا حديث منكر بهذا الإسناد، وإنما يروي مالك هذا الحديث في "الموطأ" عن الزهري، عن سعيد، عن النبي مرسلًا. وقد روي عن مالك, عن الزهري, عن أنس, وهذا باطل". قلت: إسناد ابن عدي واهٍ بمرة، آفته محمد بن زياد الأسدي, منكر الحديث عن الثقات -كما قال ابن عديّ, وللحديث شاهد عن أبي هريرة: أخرجه ابن ماجه "2441" حدثنا محمد بن حميد، حدثنا إبراهيم بن المختار، عن إسحاق بن راشد، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أبي هريرة، به. قلت: إسناده واهٍ، آفته محمد بن حميد، وهو الرازي الحافظ، قال البخاري: فيه نظر. وكذَّبه أبو زرعة. وقال الكوسج: أشهد أنه كذَّاب. وقال ابن خراش: كان والله يكذب. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال صالح جزرة: ما رأيت أحذق بالكذب من ابن حميد, ومن ابن الشاذكوني. 2 منكر: في إسناده يزيد بن جُعْدُبَة، وعبد الرحمن بن مخراق، مجهولان؛ لذا فقد ذكرهما ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكر فيهما جرحًا ولا تعديلًا. ومتن الحديث ظاهر النكارة لكل من له نظر واطلاع في دواوين السنة المشَرَّفة.

ابن مروان

3237- ابن مروان 1: المحدِّث الرَّئِيْسُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ, مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عبد الرحمن بن عبد الملك بن مران القُرَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ, الَّذِي انتخَبَ عَلَيْهِ ابْنُ مَنْدَةَ ثَلاَثِيْنَ جُزءاً. سَمِعَ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ, وَأَبَا عُلاَثَةَ المِصْرِيَّ, وَأَحْمَدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ البُسْرِيَّ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ قِيْرَاط, وَخَيَّاطَ السُّنَّةِ, وَأَنَسَ بنَ السَّلمِ, وَعِدَّةً. وَعَنْهُ: ابْنُ مَنْدَةَ, وتَمَّام, وَحُوَيُّ بنُ عَلِيٍّ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ المَيْدَانِيُّ, وَأَبُو الحَسَنِ بنُ السِّمْسَارِ, وَآخَرُوْنَ, وأَمْلَى مَجَالِسَ. قَالَ الكتَانِيُّ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً جَوَاداً, مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَأَبُوْهُ أَبُو إِسْحَاقَ مِنْ أَصْحَابِ الحديث.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 311"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 27".

النضري

3238- النَّضْرِيّ 1: الإِمَامُ الصَّادق المُعَمَّرُ القَاضِي, أَبُو العَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ بنِ حَكِيْمٍ النَّضْرِيُّ المَرْوَزِيُّ, قَاضِي مَرْو وَمُسْنِدُهَا. قَدِمَ بَغْدَادَ, وَسَمِعَ مِنَ: الحَارِثِ بن أبي أسامة، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وَجَمَاعَةٍ، وَكَانَ أَبُوْهُ قَدْ سَمِعَ مِنْ عَبَّاس الدُّوْرِيِّ, وَأَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ حدَّث عَنْ أَبِي العَبَّاسِ الحَاكِمُ، وَأَبُو غَانِمٍ الكُرَاعِيُّ المَرْوَزِيُّ وَجَمَاعَةٌ. عمَّر طَوِيْلاً, وَعَاشَ سَبْعاً وَتسعينَ سنَةً, تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ عُتْبَةَ الرَّازِيُّ بِمِصْرَ, وَأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ كَثِيْرِ بنِ الرَّيَّانِ اللُّكِّيُّ، وَالحَافِظُ أَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رُمَيْحٍ النَّسَوِيُّ، وَالمُتَّقِي للهِ, وَنَاصِرُ الدَّوْلَةِ بنُ حَمْدَانَ، وَحَمْزَةُ الكِنَانِيُّ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ العَبَّاسِ، وَالدُ المخَلِّص، وَعُمَرُ البَصْرِيُّ المُحَدِّثُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ محرَّمٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ آدمَ الفَزَارِيُّ, وَأَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بنُ الحسين الحراني.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 308"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 20"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 24".

ابن محرم

3239- ابن مُحرم 1: الإِمَامُ المُفْتِي المُعَمَّرُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ مَخْلَدٍ البغدادي الجوهري, عُرفَ بِابْنِ مُحرمٍ, مِنْ أَعِيَانِ تَلاَمذَةِ ابْنِ جَرِيْرٍ. سَمِعَ الحَارِثَ بنَ أَبِي أُسَامَةَ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ الهَيْثَمِ البلديَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ بنِ الطَّبَاعِ, وَالكُدَيْمِيَّ, وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: ابْنُ رَزْقَوَيْه, وَابنُ دَاوُدَ الرَّزَّازُ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ: لَمْ يَكُنْ بذَاكَ. قُلْتُ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَلَى ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 320"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 45"، والعبر "2/ 309"، وميزان الاعتدال "3/ 462"، ولسان الميزان "5/ 51"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 20"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 26".

الشعار

3240- الشَّعَّار 1: الإِمَامُ الفَقِيْهُ البَارعُ المحدِّث, مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ, أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ بُنْدَارَ بنِ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ الشَّعَّار الظَّاهِرِيُّ. سَمِعَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ سعْدَانَ، وَعُبَيْدَ بنَ الحَسَنِ الغزَّال، وَمُحَمَّدَ بنَ زَكَرِيَّا, وَعُمَيْرَ بنَ مِرْدَاسَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي عَاصِمٍ, وَطَائِفَةً. حدَّث عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ مردويه، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدُكَوَيْه، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي علي, وأبو سعيد النقاس، وأبو نعيم الحافظ أبو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الصفَّار, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: درسَ المَذْهَبَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَاصِمٍ، وَسَمِعَ كُتُبَهُ، وَكَانَ ثِقَةً, ظَاهِرِيَّ المَذْهَبِ, تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ نَيِّفٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُعَلِّمِ, أَخْبَرَنَا بن خَلِيْلٍ, أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدٍ الجَمَّالِ, أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ, أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ بُنْدَار, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا, حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ كرانَ, حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ صهبَانَ, عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ, عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اطْلُبُوا الخَيْرَ عند حسان الوجوه" إسناده ليِّن2.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 151"، والعبر "2/ 313"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 28". 2 بل موضوع: ورد عن أبي هريرة: عند ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"، والدارقطني في "الأفراد" من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن عمران بن أبي أنس، عنه مرفوعًا به. قلت: إسنده تالف، فيه علتان؛ الأولى: الانقطاع بين عمران وأبي هريرة، فبَيْنَ وفاتَيْهِمَا نحو ثمان وخمسين سنة, والثانية: النوفلي -ضعيف، قال الذهبي في "الضعفاء والمتروكين": ضَعَّفُوه. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" "2/ 321" من طريق محمد بن الأزهر البلخي, قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، عَنِ العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أبي هريرة به مرفوعًا. قلت: إسناده تالف أيضًا، آفته عبد الرحمن بن إبراهيم، وهو القاصّ البصري، ضعَّفه الدارقطني. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ النسائي: ليس بالقويّ. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" "6117"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" "2/ 246"، من طريق طلحة بن عمرو قال: سمعت عطاء، عن أبي هريرة، به مرفوعًا. قلت: إسناده واهٍ بمرة، آفته عطاء بن عمرو، فإنه متروك.

أبو علي الطبري

3241- أبو عليٍّ الطَّبَرِيّ 1: الإِمَامُ شَيْخُ الشَّافِعِيَةِ, الحَسَنُ بنُ القَاسِمِ, علَّقَ التعليقة عن أبي عَلِيٍّ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ, وصنَّف "المُحَرَّرَ فِي النَّظَرِ", وَهُوَ أوَّل كِتَابٍ صُنِّفَ فِي الخلافِ المجرَّد, وصنَّف "الإِفصَاحَ فِي المَذْهَبِ" وألَّف فِي الجَدَلِ, ودرَّس فِي بَغْدَادَ بَعْدَ شَيْخِهِ أَبِي عَلِيٍّ, وَمَاتَ كَهْلاً فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 87"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 5"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 160"، والعبر "2/ 286"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 328".

الأنباري

3242- الأنباري 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ, مُسْنِدُ بَغْدَادَ, أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي أَحْمَدَ البُنْدَارِ، وَاسمُهُ: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الهَيْثَمِ بنِ عِمْرَانَ الأَنْبَارِيُّ. وقعَ لابنِ خَلِيْلٍ جُزءانِ مَشْهُوْرَانِ مِنْ عَوَالِيْهِ. مَوْلِدُهُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ فِي حَدَاثَتِهِ من أَحْمَدَ بنِ الخَلِيْلِ البُرْجُلاني, وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العوَّام الرَّيَاحِيِّ، وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ الصَّائِغِ, وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيِّ، وَجَمَاعَةٍ, فَكَانَ آخِرَ مَنْ حدَّث عَنْهُم. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ سُمَيكَةَ وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, وَابنُ دَاوُدَ الرَّزَّازُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ المزكِّي, وبُشْرَى بنُ مَسِيسٍ الفَاتنِيُّ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: سَأَلْتُ البَرْقَانِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: كَانَ سمَاعُهُ صحيحاً بخطِّ أَبِيهِ, وَقَالَ ابن أبي الفوارس: انتقى عليه عمر البَصْرِيُّ, وَكَانَ قريبَ الأَمْرِ فِيْهِ بَعْضَ الشَّيْءِ، وَكَانَ لَهُ أُصُوْلٌ جيَادٌ بخطِّ أَبِيهِ. توفِّي فجأَةً يَوْمَ عَاشُورَاءَ سنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 150"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 55"، والعبر "2/ 316"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 62"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 31".

البروجردي

3243- البُرُوجردي 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ الخَطِيْبُ, أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ. نزلَ بَغْدَادَ, ورَوَى جُزءاً عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ دَيْزيلَ, فكانَ خَاتِمَةَ أَصْحَابِهِ. رَوَى عَنْهُ: هِلاَلُ الحفَّار، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ بُكَيْرٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّوَّاقُ. بقيَ إِلَى شَوَّالٍ سنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 38"، والأنساب للسمعاني "2/ 175".

الطوماري

3224- الطُّومَارِيّ 1: الشَّيْخُ المحدِّث المعمَّر, مُسْنِدُ العِرَاقِ, أَبُو عَلِيٍّ عيسى بن محمد بن أحمد الجريجي الطوماري البَغْدَادِيُّ, مِنْ ذُرِّيَّةِ فَقِيْهِ مَكَّةَ ابْنِ جُرَيْجٍ, وَكَانَ هُوَ قَدْ شُهِرَ بِصحبَةِ ابْنِ طُومَارَ الهَاشِمِيِّ فنُسِبَ إِلَيْهِ, مَوْلِدُهُ فِي أَوَّلِ سنَةِ اثنتين وستين ومائتين. طلبَ الحَدِيْثَ وَأَكثرَ، وحدَّث عَن الحَارِثِ بنِ أَبِي أُسَامَةَ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيِّ, وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى, وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ الكُدَيْمي، وَجَعْفَرِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ البَرَاءِ، وَكَانَ يُذكرُ أنَّ عِنْدَهُ عَنْ أَحْمَدَ بنِ أَبِي خَيْثَمَة "تَارِيخه". حدَّث عَنْهُ: ابْنُ رَزْقَوَيْه، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ العِيْسَوِيُّ, وَابنُ دَاوُدَ الرَّزَّازُ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ الفُرَاتِ الحَافِظُ: لَمْ يَكُنْ بذَاكَ, حدَّث مِنْ غَيْرِ أُصُوْلٍ فِي آخِرِ أَمرِهِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ: كَانَ يُذكرُ أنَّ عِنْدَهُ تَاريخَ ابنِ أَبِي خَيْثَمَةَ, وَكُتُبَ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ أُصُوْلٌ, وَكَانَ يحفظُ حكَايَاتٍ, وَقِيْلَ: إِنَّهُ قُرِئَ عَلَيْهِ "الكَاملُ" للمُبَرِّدِ من غَيْرِ كِتَابِهِ, مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: عَاشَ ثَمَانِياً وتسعين سنة وأيامًا.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 176"، والأنساب للسمعاني "8/ 267"، واللباب لابن الأثير "2/ 289"، والعِبَر "2/ 316"، وميزان الاعتدال "3/ 322"، ولسان الميزان "4/ 404"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 61"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 30".

الرازي

3245- الرازي: العَارِفُ كَبِيْرُ الطَّائِفَةِ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الحِيْرِيُّ, المَشْهُوْرُ بِالرَّازِيِّ, تِلْمِيْذُ الزَّاهِدِ أَبِي عُثْمَانَ الحِيْرِيِّ. رَحَلَ وَرَوَى عَنْ أَحْمَدَ بن نجدة, ويوسف القاضي، وأبى عبد اللهِ البُوْشَنْجِيِّ, وَعِدَّةٍ, وَصَحِبَ الجُنَيْدَ، وَالكِبَارَ, وطوَّف وتجرَّد وتقدَّم, وَكَانَ ثِقَةً. رَوَى عَنْهُ: الحَاكِمُ, والسُّلَمِي, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ حُمْشَاد. قَالَ السُّلَمِيُّ: هُوَ أَجَلُّ شَيْخٍ رأَينَاهُ مِنَ القَوْمِ وَأَقدمُهُم, قَدْ صَحِبَ الحَكِيْمَ التِّرْمِذِيَّ, وَكَانَ يَرجعُ إِلَى فُنُوْنٍ مِنَ العِلْمِ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

محمد بن الحسن

3246- محمد بن الحسن 1: ابن الحسين بن منصور, الحَافِظُ المفيدُ, الإِمَامُ الحجَّةُ, أَبُو الحَسَنِ النَّيْسَابُوْرِيُّ, التَّاجِرُ, أَحدُ الأَعلامِ كَأَبِيهِ وَعَمِّهِ عَبْدُوْسَ بنِ الحُسَيْنِ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ أَيُّوْبَ الرَّازِيَّ، وَأَبَا عبد البُوْشَنْجِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ عَمْرٍو قَشْمَرْدَ، وَأَبَا عُمَرَ القَتَّات, وَيُوْسُفَ القَاضِي, وَطَبَقَتَهُم بِخُرَاسَانَ, وَالجِبَالِ, وَالعِرَاقِ. وجمعَ وصنَّف, وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالصِّدْقِ وَالضَّبطِ وَالبذلِ للطَّلبَةِ, صنَّف كِتَاباً عَلَى رسمِ إِمَامِ الأَئِمَّةِ ابْنِ خُزَيْمَةَ. ذكرهُ الحَاكِمُ وعظَّمه, وَقَالَ: سمعتُهُ يَقُوْلُ: عِنْدِي عَن ابْنِ نَاجيَةَ, وَالقَاسِمِ المطرِّزِ, أَلفَ جُزءٍ وَزيَادَةً، وَسرْتُ إِلَى بُخَارَى سنَةَ خَمْسَ عشرةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكتبُوا عنِّي, وحدَّث عنِّي أبي وعمي. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ الحَافِظُ: كتبتُ عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ مَنْصُوْرٍ أَكثرَ مِنْ أَلفِ حَدِيْثٍ اسْتَفَدْتُهَا مِنْهُ. قَالَ الحَاكِمُ: وَقَدِ انتخبَ عَلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ مَعَ تقدُّمه مِائَتي جُزءٍ، وَرَأَيْتُ مشَايخنَا يتعجَّبون مِنْ حُسنِ قِرَاءةِ أَبِي الحَسَنِ لِلْحَدِيْثِ. كُفَّ بَصَرُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وتوفِّي فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ -رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ, عَنْ القَاسِمِ بنِ الصفَّار, أَخْبَرَنَا جدِّي عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلَفٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, أَخْبَرَنِي أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ, حدَّثنا ابْنُ نَاجيَةَ, حدَّثنا نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الحَرَشِيُّ قَالاَ: حدَّثنا حمَّاد بنُ عِيْسَى, حدَّثنا حَنْظَلَةُ, سَمِعْتُ سَالماً, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عُمَرُ: "إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا مَدَّ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ لاَ يَرُدُّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ"2. أَخرجَهُ الحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ فَلَمْ يُصبْ, حمَّاد ضعيف.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 853"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 17". 2 ضعيف: فيه حَمَّاد بن عيسى الجهنِّي، ضعَّفه أبو داود، وأبو حاتم، والدارقطني، والحديث عند الحاكم "1/ 536"، والترمذي "3383", وابن ماجه "3866".

ابن الأحمر

3247- ابن الأَحْمَر 1: محدِّث الأَنْدَلُسِ، وَمُسندُهَا الثِّقَةُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُعَاوِيَةَ بن إسحاق بنِ إِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُعَاوِيَةَ ابْنِ الخَلِيْفَةِ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ المَرْوَانِيُّ القُرْطُبِيُّ, المَعْرُوفُ بِابْنِ الأَحْمَرِ, مِنْ بَيْتِ الإِمْرَةِ وَالحِشْمَةِ. سَمِعَ مِنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَغَيْرِهِ, وَارْتَحَلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ, فسَمِعَ مِنْ أَبِي خَلِيْفَةَ الجُمَحِيِّ بِالبَصْرَةِ، وَمِنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَرِيكٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى المَرْوَزِيِّ، وَجَعْفَرٍ الفِرْيَابِيِّ بِبَغْدَادَ, وَمِنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ، وَأَبِي يَعْقُوْبَ المَنْجَنِيْقِيِّ بِمِصْرَ. وَجَالَ وَوصلَ إِلَى الهِنْدِ تَاجراً, وَكَانَ يَقُوْلُ: رجعتُ مِنَ الهِنْدِ وَأَنَا أَقدرُ عَلَى ثَلاَثِيْنَ أَلفِ دِيْنَارٍ, ثُمَّ غَرِقْتُ وَمَا نَجَوْتُ إلَّا سباحَةً لاَ شَيْءَ مَعِي. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الأَنْدَلُسِ, وَجلبَ إِلَيْهَا "السُّنَنَ الكَبِيْرَ" للنَّسَائِيِّ, وَحملَ النَّاسُ عَنْهُ. وَكَانَ شَيْخاً نبيلاً ثِقَةً معمَّراً. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حكمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعِيْدٍ, وَجَمَاعَةٌ, آخِرُهُم مَوْتاً عَبْدُ اللهِ بنُ رَبِيْعٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغِيْثٍ. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وقد قارب التسعين -رحمه الله. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ كُوذكَ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَرْوَانَ القُرَشِيُّ, كِلاَهُمَا بِدِمَشْقَ, وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ كَيْسَانَ النَّحْوِيُّ بِبَغْدَادَ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي بِلاَلٍ المُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بن عدي الصابوني بسجستان.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 312"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 28"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 27".

ابن خلاد

3248- ابن خَلَّاد 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُحَدِّثُ, مُسْنِدُ العِرَاقِ, أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ خَلَّاد بنِ مَنْصُوْرٍ النَّصِيْبِيُّ, ثُمَّ البَغْدَادِيُّ العطَّار. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنُ الفَرَجِ الأَزْرَقُ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ وَأَكثَرَ عَنْهُ, وَمُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ الكُدَيْمِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ غَالِبٍ التَّمْتَامَ, وَإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيَّ, وَعِدَّةً, وتَفَرَّد عَنْ سَائِرِهِم. رَوَى عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ, وَابنُ رَزْقَوَيْه, وَهلاَلٌ الحفَّار، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ رزمَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ لاَ يعرفُ شَيْئاً مِنَ العِلْمِ, غَيْرَ أَنَّ سمَاعَهُ صَحِيْحٌ، وَقَدْ سَأَلَ أَبا الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيَّ فَقَالَ: أَيُّمَا أَكبرُ؛ الصَّاع أَوِ المُدّ؟ فَقَالَ للطَّلبَةِ: انظرُوا إِلَى شيخِكُمْ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ ثِقَةً. وَكَذَا وثَّقه أَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ، وَقَالَ: لم يكن يعرف من الحديث شيئًا. قُلْتُ: فَمِنْ هَذَا الوَقْتِ, بَلْ وَقَبلَهُ, صَارَ الحفَّاظ يطلقُوْنَ هَذِهِ اللَّفْظَةَ عَلَى الشَّيْخِ الَّذِي سمَاعُهُ صَحِيْحٌ بقرَاءةِ مُتْقِنٍ وَإِثْبَاتِ عدلٍ وترخَّصوا فِي تسمِيته بِالثِّقَةِ, وَإِنَّمَا الثِّقَةُ فِي عُرفِ أَئِمَّةِ النَّقد كَانَتْ تقعُ عَلَى العَدْلِ فِي نَفْسِهِ, المُتْقِنُ لِمَا حَمَلَهُ, الضَابطُ لِمَا نقلَ, وَلَهُ فَهْمٌ وَمَعْرِفَةٌ بِالفنِّ, فتوسَّع المتَأَخِّرُوْنَ. مَاتَ ابْنُ خَلاَّدٍ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 220"، والعبر "313"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 28".

الخيام

3249- الخيام 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الكَبِيْرُ, أَبُو صَالِحٍ, خَلَفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرٍ البُخَارِيُّ الخيَّامُ, كَانَ بُنْدَار الحَدِيْثِ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ. حدَّث عَنْ صَالِحِ بنِ مُحَمَّدٍ جَزَرَة، وَنَصْرِ بنِ أَحْمَدَ الكِنْدِيِّ، وَحَامِدِ بنِ سَهْلٍ وَمُوْسَى بنِ أَفلحَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُثْمَانَ, وَعُمَرَ بنِ هنَّادٍ, وَفرحِ بنِ أَيُّوْبَ، وَمشَايخِ بلدهِ, وَلَمْ يَرْحَلْ. رَوَى عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَابنُ مَنْدَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ غُنْجَار, وَأَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الإِدْرِيْسِيِّ، وغَمَزَه ولَيِّنَه وَمَا تَرَكَهُ. عَاشَ سِتاً وثمَانِينَ سنَةً, تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولى سنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 226"، واللباب لابن الأثير "1/ 475"، وميزان الاعتدال "1/ 662"، ولسان الميزان "2/ 404"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 64"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 39".

ابن عمارة، والوضاحي، والطرازي

ابن عمارة، والوضاحي، والطرازي: 3250- ابن عُمَارة 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ؛ أَبُو الحَارِثِ, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَةَ بن أحمد اللَّيْثِيُّ الكِنَانِيُّ, مَوْلاَهُم الدِّمَشْقِيُّ. سَمِعَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ, وزكريا السِّجْزي خَيَّاطَ السُّنَّةِ, وَمُحَمَّدَ بنَ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الصَّمدِ، وَأَحْمَدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ البُسْرِي, وَطَبَقَتَهُم، وَكَانَ وَاسِعَ الرِّوَايَةِ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع، وتَمَّام الرَّازِيُّ, وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ الحَاجُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ المَيْدَانِيُّ, وَآخَرُوْنَ. مَا عَلِمْتُ فِيْهِ قَدْحاً. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وثلاث مائة, وقد قارب التسعين. 3251- الوَضَّاحِيّ 2: شَاعِرُ وَقتِهِ, أَبُو عَبْدِ اللهِ, مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ يَحْيَى بنِ حَسَّان بنِ الوَضَّاح الأَنْبَارِيُّ الوضَّاحي التَّاجِرُ, نزيلُ نَيْسَابُوْرَ. سَمِعَ مِنَ: القَاضِي المَحَامِلِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مَخْلدٍ. أَخَذَ عَنْهُ: الحَاكِمُ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ بِبُخَارَى فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, لَهُ نَظْمٌ فِي الذروة, مات في الكهولة. 3252- الطَّرَازي 3: الإِمَامُ المُحَدِّثُ العَالِمُ, أَبُو عَمْرٍو سَعِيْدُ بنُ القَاسِمِ بنِ العَلاَءِ البَرْذَعِيُّ, ثُمَّ الطَّرَازِيُّ. سَكنَ طَرَازَ مِنْ بلادِ تُرْكستَانَ, ثُمَّ حَجَّ بِأَخَرَةٍ. وحدَّث عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ حُبَّانَ بنِ أَزْهَرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ, وَعَبْدُ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ الشَّامَاتِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الكَرَابِيْسِيِّ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ فَضَالَةَ الرَّازِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيْرَازِيُّ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ: كَانَ أَحدَ الحفَّاظ, حدَّثنا عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الورَّاق بِبَغْدَادَ. وَقَالَ الحَاكِمُ: جَاءَ نَعيُّهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: سقتُ لَهُ حَدِيْثاً فِي التَّذكرَةِ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو بحرٍ البَرْبَهَارِيّ, وَشيخُ الحَنَفِيَّةِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ البَلْخِيُّ الهِنْدَاونِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ فضَالَةَ، وَشَاعِرُ الأَنْدَلُسِ مُحَمَّدُ بنُ هَانِئ المَارِقُ, وَأَبُو الحَسَنِ ثَابِتُ بنُ سِنَان الصَّابِئُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ المُزَكَّي, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مِيْكَالَ الأَمِيْرُ.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 327"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 40". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 241"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 35"، واللباب لابن الأثير "3/ 369"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 13". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 110"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 62"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 889"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 41".

الرامهرمزي

3253- الرَّامَهُرْمُزَّي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارعُ, محدِّث العَجَمِ, أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خَلاَّدٍ الفَارِسِيُّ الرَّامَهُرْمُزِيُّ القَاضِي, مصنِّف كِتَابِ "المحدِّث الفَاصلِ بينَ الرَّاوِي وَالوَاعِي" فِي عُلومِ الحَدِيْثِ، وَمَا أَحسنَهُ مِنْ كِتَابٍ! قِيْلَ: إِنَّ السِّلَفِيَّ كَانَ لاَ يكَادُ يفَارقُ كمَّه, يَعْنِي: فِي بَعْضِ عُمرِهِ. سَمِعَ أَبَاهُ, وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ مُطَيَّناً الحَضْرَمِيَّ، وَأَبا حَصِيْنٍ الوَادِعِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ حَيَّان المَازِنِيَّ، وَأَبَا خَلِيْفَةَ الفَضْلَ بنَ الحُبَابِ الجُمَحِيَّ, وَأَبا شُعَيْبٍ الحَرَّانِيَّ, وَالحَسَنَ بنَ المثنَّى العَنْبَرِيَّ، وَعُبَيْدَ بنَ غَنَّامٍ, وَيُوْسُفَ بنَ يَعْقُوْبَ القَاضِي, وَزَكَرِيَّا السَّاجِيَّ, وَجَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيَّ, وَمُوْسَى بنَ هَارُوْنَ، وَعُمَرَ بنَ أَبِي غيلاَنَ, وَمُحَمَّدَ بنَ عُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ, وَعَبْدَانَ الأَهْوَازِيَّ, وَأَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ, فَمَنْ بَعْدَهُم، وأوَّل طلبِهِ لِهَذَا الشَّأْنِ فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَهُوَ حَدَث, فَكَتَبَ وَجَمَعَ وصنَّف, وَسَادَ أَصْحَابَ الحَدِيْثِ, وكتابه المذكور ينبئ بإمامته. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الصيداوي في معجمه, والحسن بن الليث

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 52"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "9/ 5"، واللباب لابن الأثير "2/ 10"، والعبر "2/ 321"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 870"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 30".

الشِّيْرَازِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ مَرْدَوَيْه، وَالقَاضِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ النُّهَاوَنْدِيُّ, وَآخَرُوْنَ. لَمْ أَظفَرْ بتَرْجَمَتِهِ كَمَا يَنْبَغِي، وَأَظُنُّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ الخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ أَحدَ الأَثْبَاتِ, أَخباريّاً شَاعِراً, لَهُ كِتَابُ "رَبِيْعِ المُتَيَّمِ فِي أَخْبَارِ العُشَّاق"، وَكِتَابُ "الأَمثَالِ" سمِعنَاهُ, وَكِتَابُ "النَّوَادِرِ", وَكِتَابُ "رِسَالَةِ السَّفَرِ", وَكِتَابُ "الرُّقَا والتَّعَازِي", وَكِتَابُ "أَدَبِ النَّاطِقِ" وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَةَ فِي "الوفيَّاتِ" لَهُ, أَنَّهُ عَاشَ إِلَى قَرِيْبِ السِّتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِمدينةِ رامَهُرْمز. سمِعنَا كِتَابَهُ "المُحَدِّثَ الفَاصِلَ" مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ, عَنْ جَعْفَرِ بنِ عَلِيٍّ, عَنِ السِّلَفِيِّ, عَنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ الطُّيُورِيِّ, عَنْ أَبِي الحَسَنِ الفَالِيِّ, عَنِ القَاضِي أَبِي عَبْدِ اللهِ النُّهَاوَنْدِيِّ عَنْهُ، وَيقعُ لَنَا حَدِيْثُهُ أَعْلَى مِنْ هَذَا. فَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ عُمَرَ غَيْرَ مَرَّةٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي فِي سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَأَنَا حَاضِرٌ, أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ جمَالُ الإِسْلاَمِ عَلِيُّ بنُ المسلَّم, أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ طَلاَّبٍ الخطيب, أخبرنا محمد بن أحمد الغساني, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالرَّامَهُرْمُزِ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَمَّادِ بنِ سُفْيَانَ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ حَفْصٍ البرَّادُ, حدَّثنا يَحْيَى بنُ مَيْمُوْنَ, حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهبِ العُطَارِدِيُّ, عَنِ الحَسَنِ, عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا أَيُّوْبَ, ألَا أَدُلُّكَ عَلَى عَمَلٍ يَرْضَاهُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ؟ أَصْلِحْ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا, وحبب بينهم إذا تباغضوا". يَحْيَى بنُ مَيْمُوْنٍ بَصْرِيٌّ سَكَنَ بَغْدَادَ, تَرَكَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مَعَ أنَّ أَبَا دَاوُدَ خرَّج لَهُ في سننه. مات قبل وكيع.

الأسيوطي

3254- الأسيوطي 1: المحدّث الإمام, أبو علي, الحسين بنُ الخَضِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأُسْيُوْطِيُّ. يَرْوِي عَنِ النَّسَائِيِّ سُنَنَهُ، وَعَنْ أَبِي يَعْقُوْبَ المَنْجَنِيْقيِّ, وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ نظيفٍ، وَيَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ الطَّحَّان, وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بِشْرَانَ, وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وستين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 263"، واللباب لابن الأثير "1/ 61"، والعبر "2/ 324"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 64"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 39".

السليطي

3255- السَّلِيطي 1: الشَّيْخُ المحدِّث الصَّدُوْقُ, أَبُو الحَسَنِ, مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدَةَ التَّمِيْمِيُّ السَّلِيْطِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. ذكرَهُ الحَاكِمُ فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ بَيْتِ ثروَةٍ, كَثِيْرُ السَّمَاعِ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيَّ، وَجَعْفَرَ بنَ أَحْمَدَ التُّركَ, وَخَشنَامَ بنَ بِشْرٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَلِيٍّ الذُّهلِيَّ, وحجَّ عَلَى كِبَرِ السِّنِّ, وَأَكثرَ عَنْهُ العِرَاقِيُّونَ. توفِّي فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ اثنتَانِ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ، وَأَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَارُوْدِيُّ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ الخلَّال, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ اللَّتِّيِّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ المَالِيْنِيُّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ إِمْلاَءً, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السَّلِيطِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا شَيْبَانُ, حَدَّثَنَا قَتَادَةُ, حَدَّثَنَا أَنَسٌ, أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ, كَيْفَ يُحْشَرُ الكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ؟ قَالَ: "إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى رِجْلَيْهِ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ" 2. وَقَعَ هَذَا لَنَا عَالِياً فِي مُسْنَدِ عَبْدِ بنِ حُمَيْدٍ, عَنْ يُوْنُسَ بِهَذَا.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 459"، والأنساب للسمعاني "7/ 120"، والعبر "2/ 334"، وميزان الاعتدال "3/ 613"، ولسان الميزان "5/ 238"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 109"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 49".

جمح

3256- جُمَح 1: ابْنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ, المُحَدِّثُ الثِّقَةُ, أَبُو العَبَّاسِ الجُمَحي الدِّمَشْقِيُّ, المؤذِّن, ابنُ أَبِي الحَوَاجِبِ. حدَّث عَنْ: عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ الروَّاس, وَأَبِي قُصيٍّ إِسْمَاعِيْلَ العُذْرِيِّ, وَأَحْمَدَ بنِ بِشْرٍ الصُّوْرِيِّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ دُحَيْمٍ, وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ مَنْدَةَ, وَتَمَّامٌ الرَّازِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ الحبَّانَ, وَمكِّيُّ بنُ الغَمْرِ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ المَيْدَانِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ سعْدَانَ, وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ المُزَنِيُّ: سأَلتُهُ عَنْ مولدِهِ فَقَالَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ الكتَّاني: كَانَ ثِقَةً نبيلاً, انتقَى عَلَيْهِ ابْنُ مَنْدَةَ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 230"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 45".

أبو نصر القاضي

3257- أبو نصر القاضي 1: هُوَ قَاضِي القُضَاةِ, أَبُو نَصْرٍ يُوْسُفُ ابْنُ قَاضِي القُضَاةِ عُمَرَ ابْنِ قَاضِي القضَاةِ أَبِي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب بن إِسْمَاعِيْلَ, ابْنِ حَافظِ البَصْرَةِ حَمَّاد بنِ زَيْدٍ الأَزْدِيُّ المَالِكِيُّ, ثُمَّ الدَّاوُودِيُّ البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَلِي بَعْد أَبِيهِ، وَكَانَ مِنْ أَجود القُضَاة, وَرِعًا, حَاذِقاً بِالأَحكَامِ, تَامَّ الهيئَةِ, متفنِّنًا, بارعَ الأَدبِ, ثُمَّ عُزِلَ بَعْدَ موتِ الرَّاضي بِاللهِ. قَالَ ابْنُ حزمٍ: تحوَّل إِلَى مَذْهَبِ دَاوُدَ وصنَّف فِيْهِ، وَكَانَ مِنَ الفُصَحَاءِ البُلَغَاءِ, وَلِي القَضَاء وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً, وَكَتَبَ بِالقَضَاءِ إِلَى نوَّابه بِمِصْرَ وَالشَّامِ، وَدَامَ أَرْبَعَ سِنِيْنَ, ثُمَّ صُرِفَ بِأَخِيْهِ الحُسَيْنِ, وَهُوَ القَائِلُ: يَا مِحْنَةَ اللهِ كُفِّي ... إِنْ لَمْ تَكُفِّي فَخِفِّي ذَهَبْتُ أَطْلُبُ بَخْتِي ... وَجَدْتُهُ قَدْ تُوُفِّيَ وَهُوَ القَائِلُ فِي رسَالَةٍ: وَلَسْنَا نجعلُ مَنْ تصديرُهُ فِي كتبِهِ وَمسَائِلِهِ: يَقُوْلُ ابْنُ المُسَيِّبِ وَالزُّهْرِيُّ، وَرَبِيْعَةُ, كَمَنْ تصديرُهُ فِي كتبِهِ: يَقُوْلُ اللهُ وَرَسُوْلُهُ, وَالإِجْمَاعُ, هَيْهَاتَ! توفِّي سَنَةَ ست وخمسين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 322"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 42".

ابن شعبان

3258- ابن شعبان 1: العَلاَّمَةُ أَبُو إِسْحَاقَ, شَيْخُ المَالِكِيَّةِ، وَاسمُهُ: مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ شَعْبَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رَبِيْعَةَ العمَّارِيُّ المِصْرِيُّ, من وَلدِ عمَّار بنِ يَاسِرٍ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ القُرْطي نسبَةً إِلَى بيعِ القُرْط. لَهُ التَّصَانِيْفُ البَدِيْعَةُ, مِنْهَا: كِتَابُ "الزَّاهِي" فِي الفِقْهِ، وَهُوَ مَشْهُوْرٌ, وَكِتَابُ "أَحكَامِ القُرْآنِ"، وَ"منَاقبُ مَالِكٍ" كَبِيْرٌ, وَكِتَابُ "المَنْسَكِ" وَأَشيَاءٌ. وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّة واتِّبَاع, وباعٌ مديدٌ فِي الفِقْهِ, مَعَ بصرٍِ بِالأَخبارِ وَأَيَّامِ النَّاسِ, مَعَ الوَرَعِ وَالتَّقْوَى وَسَعَةِ الرِّوَايَةِ. رَأَيْتُ لَهُ تَأَلِيفاً فِي تسمِيَةِ الرُّوَاةِ عَنْ مَالِكٍ, أَوَّلُهُ: الحَمْدُ للهِ الحمِيدِ, ذِي الرُّشدِ وَالتَّسْديدِ, وَالحَمْدُ للهِ أَحقُّ مَا بُدِي, وأَوْلَى مَنْ شُكِر, الوَاحدُ الصَّمدُ, جلَّ عَنِ المثَل, فَلاَ شَبَهٍ لَهُ وَلاَ عدلٍ, عَالٍ عَلَى عرشِهِ, فَهُوَ دَانٍ بعلمِهِ, وَذكرَ باقِيَ الخطبَةِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عملٌ طَائِلٌ فِي الرِّوَايَةِ. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الحَضْرَمِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خلاصٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ شَعْبَانَ, حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ, فَذَكَرَ حَدِيْثاً وَاهياً, ثُمَّ قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: ابْنُ شَعْبَانَ فِي المَالِكِيَّةِ نظيرُ عَبْدِ البَاقِي بنِ قَانعٍ فِي الحَنَفِيَّةِ, فإمَّا تغيَّرَ حفظُهُمَا, وإمَّا اختلطتْ كُتُبُهُمَا. وَقَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: كَانَ ابْنُ شَعْبَانَ رَأْسَ المَالِكِيَّةِ بِمِصْرَ, وَأَحفظَهُم للمَذْهَبِ, مَعَ التَّفَنُّن, لَكِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بصرٌ بِالنَّحْوِ. قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ خَلَفُ بنُ القَاسِمِ بنِ سهلُوْنَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَحْيَى العَطَّارُ, وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي جمَادَى الأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 100"، واللباب لابن الأثير "3/ 26"، وميزان الاعتدال "4/ 14"، ولسان الميزان "5/ 348".

التجيبي

3259- التُّجِيبِي 1: العلَّامة شَيْخُ المَالِكِيَّةِ بقُرْطُبَةَ, أَبُو إِبْرَاهِيْمَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مسرَّةَ التُّجِيبي, مَوْلاَهُم الكَتَّاني الطليطلي, نزيل قرطبة, فقيه قدوة, ورع صَالِحٌ, لَهُ حَانوتٌ فِي الكتَّانِ, أقرأَ الفِقْهَ. وَرَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بنِ لُبَابَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ خَالِدٍ الحَافِظِ, صنَّف كِتَابَ "النصَائِحِ" المَشْهُوْرِ. قَالَ ابْنُ عَفِيْفٍ: كَانَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالفَهْمِ وَالعقلِ وَالدِّينِ المتينِ وَالزُّهْدِ وَالبُعْدِ مِنَ السُّلْطَانِ, لاَ تَأَخذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ. وَقَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: كَانَ أَبُو إِبْرَاهِيْمَ حَافِظاً للفِقْهِ, صدراً فِي الفُتْيَا, وَقُوْراً مَهِيْباً, لَمْ يَكُنْ لَهُ بِالحَدِيْثِ كَبِيْرُ علمٍ، وَلَهُ كِتَابُ "معَالِمِ الطَّهَارَةِ"، وَكَانَ الحَكَمُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ معظِّمًا لَهُ، وَإِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ مَدَّ رجلَيْهِ, وَيعتذرُ بِشَيَخِهِ, فَيَقُوْلُ: اقعُدْ كَيْفَ شِئْتَ, وَكَانَ صليباً قَلِيْلَ الهيبَةِ للمُلُوْكِ, اغتَابَ الحَكَم رَجُلاً فَسَكَتَ أَبُو إِبْرَاهِيْمَ ونكَّس بِرَأْسِهِ, فَأَقصرَ الحَكَم وَفَهِمَ, وَقَدْ رَاودَهُ عَلَى أَنْ يَأْتيهِ بولدِهِ أَحْمَدَ وَهُوَ صَبِيٌّ, فَقَالَ: لاَ يصلُحُ الآنَ لِذَلِكَ. توفِّي أَبُو إِبْرَاهِيْمَ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وسيعاد.

_ 1 ترجمته في الديباج المذهب لابن فرحون المالكي "1/ 296".

ابن الحداد

3260- ابن الحدَّاد 1: المحدِّث الحجَّة, أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عطيَّةَ بنِ الحَدَّادِ الأَسَدِيُّ الزُّبَيْرِيُّ, مَوْلاَهُم البَغْدَادِيُّ, نزيلُ تِنِّيس. سَمِعَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الرَّوَّاسِ, وَأَنَسَ بنَ السَّلمِ، وَبَكْرَ بنَ سَهْلٍ, وَيُوْسُفَ القَاضِي. وَعَنْهُ: ابْنُ جَهْضَمَ, وَعَبْدُ الغنِيِّ الأَزْدِيُّ، وَابنُ النَّحَّاسِ, وابن نظيفٍ الفرَّاء, وَآخَرُوْنَ. وثَّقه الخَطِيْبُ. توفِّي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 17"، والعبر "2/ 299".

ابن أبي روبا، وسنقة، وابن سلم

ابن أبي روبا، وسنقة، وابن سلم: 3261- ابن أبي روبا 1: المحدِّث, أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ الخَالِقِ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرِ بن أَبِي رُوبَا البَغْدَادِيُّ السَّقَطِيُّ المُعَدّلُ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ غَالِبٍ التَّمتَامَ، وَمُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِيَّ, وَإِسْحَاقَ بنَ الحَسَنِ الحَرْبِيَّ، وَأَبا شُعَيْبٍ الحرَّاني. حدَّث عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقَوَيْه، وَعَلِيُّ بنُ دَاوُدَ الرَّزَّازُ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، وَطَلْحَةُ الكتَّاني, وَمُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ, وَأَبُو عَلِيٍّ بن شاذان. وثَّقه أبو بكر البركاني. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3263- سَنَقَة 2: المحدث, أبو عمرو, عثمان بن محمد بن بشر البغدادي السَّقَطِي سَنَقَة. سَمِعَ الكُدَيْمي, وَإِسْمَاعِيْلَ القَاضِي، وَإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ عَلِيٍّ البَرْبَهَاري, وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ, وَابنُ أَبِي الفَوَارِسِ، وَابنُ رَزْقَوَيْه, وَعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، وَطَلْحَةُ بنُ الصَّقرِ, وَمُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ. كتبَ النَّاس عَنْهُ بَانتخَابِ الدَّارَقُطْنِيِّ، ووثَّقه البَرْقَانِيُّ وأثْنَى عَلَيْهِ. توفِّي فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ سبع وثمانين سنة. 3263- ابن سَلْم 3: الرَّجُلُ الصَّالِحُ, أَبُو الفَتْحِ, عُمَرُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْم الخَتْلِيّ, ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ الحَارِثَ بنَ أَبِي أُسَامَةَ والكُدَيْمي، وَإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيَّ, وَبِشْرَ بنَ مُوْسَى, وَمُعَاذَ بنَ المثنَّى. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ رَزْقَوَيْه, وَأَبُو نَصْرٍ بنُ حَسْنُون، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ، وَطَلْحَةُ الكَتَّاني, وَعَبْدُ العَزِيْزِ السُّتوري, وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً صَالِحاً. مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وتوفِّي سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 124"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 40"، والعبر "2/ 305". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 304"، والأنساب "7/ 92"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 40". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 243"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 40"، والعبر "2/ 307".

أخوه الحجة، وأخوهما محمد الأوسط، وأبو إسحاق بن حمزة

أخوه الحجة، وأخوهما محمد الأوسط، وأبو إسحاق بن حمزة: 3264- أخوه الحُجَّة 1: أبو بكر أحمد بن محمد بن سَلْم, وُلِدَ نَحْوَ سنَةِ ثَمَانِيْنَ. وَسَمِعَ أَبا مُسْلِمٍ الكَجِّي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارَ, وَإِدْرِيْسَ الحدَّاد, وَطَائِفَةً. وَعَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَابنُ أَبِي الفَوَارِسِ, وَالبَرْقَانِيُّ, وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ أَحدَ عُلمَاءِ بَغْدَادَ, كتبَ مِنَ القرَاءاتِ وَالتفَاسيرِ أَمراً كَثِيْراً. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَالِحاً ثِقَةً ثَبْتاً. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. توفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3265- وَأَخُوْهُمَا محمد الأوسط 2: حدَّث عَنْ جَمَاعَةٍ. ذكرَهُ الخَطِيْبُ, وَاللهُ أَعْلَمُ. 3266- أبو إسحاق بن حمزة 3: الحَافِظُ الإِمَامُ الحجَّةُ البَارعُ, محدِّث أَصْبَهَانَ, إِبْرَاهِيْمُ ابن المحدِّث مُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ بنِ عمَّارة الأَصْبَهَانِيُّ. وُلِدَ سنة بضع وسبعين ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 71"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 81"، والعِبَر "2/ 335". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 146". 3 ترجمته في أخبار أصبهان "1/ 199"، وتذكرة الحفَّاظ "3/ ترجمة 873"، والعبر "2/ 296"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 337"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 12".

وَسَمِعَ: أَبا خَلِيْفَةَ الفَضْلَ بنَ الحُبَاب، وَطبقَتَهُ بِالبَصْرَةِ، وَمُحَمَّدَ بنَ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الحَضْرَمِيَّ، وَعِدَّةً بِالكُوْفَةِ, وَيُوْسُفَ بنَ يَعْقُوْبَ القَاضِي، وَأَبا شُعَيْبٍ الحرَّاني, وابن ناحية, وَالفِرْيَابِيَّ، وَطَبَقَتهُم بِبَغْدَادَ, وَأَحْمَدَ بنَ يَحْيَى بنِ زُهَيْرٍ التُّسْتَرِي, وَخلقاً كَثِيْراً. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، وَأَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ, وَعَلِيُّ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدُكَوَيْه, وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ أَوحدَ زمَانِهِ فِي الحِفْظِ, لَمْ يُرَ بَعْدَ ابْنِ مُظَاهِرٍ فِي الحِفْظِ مِثْلُهُ, جمعَ الشُّيُوْخَ وَالمُسْنَدَ, قَالَ: وَجَدُّهُم عمَارَةَ هُوَ ابْنُ حَمْزَةَ بنِ يَسَارِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَفْصٍ، وَحَفْصٌ هَذَا هُوَ أَخُو أَبِي مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيُّ صَاحبُ الدَّعوَةِ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ مَنْدَةَ: لَمْ أَرَ أَحداً أَحفظَ من أَبِي إِسْحَاقَ بنِ حَمْزَةَ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ أَبِي السَّري: سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ بنَ عُقْدَةَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مِثْل ابْنِ حَمْزَةَ فِي الحِفْظِ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: كَانَ فِي عصرنَا جَمَاعَةٌ قَدْ بلغَ المُسْنَدُ المُصَنَّفُ عَلَى التَّرَاجِمِ لِكُلِّ وَاحدٍ مِنْهُم أَلفَ جزءٍ, مِنْهُم: أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الماسَرْجِسي. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ فِي سَابعِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: عَاشَ ثَمَانِيْنَ سنَةً أَوْ نَحْواً مِنْهَا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الآنمِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ, أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ, أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ, وَأَجَازَ لَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ, عَنْ مَسْعُوْدٍ, أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ, أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ, سَمِعْتُ أَبا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدٍ, سَمِعْتُ أَبا خَلِيْفَةَ, سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنِ بَكْرِ بنِ الرَّبِيْعِ بنِ مُسْلِمٍ, سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ زِيَادٍ, سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ, سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "ليخرجنَّ رِجَالٌ مِنَ المَدِيْنَةِ رَغْبَةً عَنْهَا, وَالمَدِيْنَةُ خَيْرٌ لَهُم لَوْ كانوا يعلمون".

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 302، 464" من طريق محمد بن زياد، به. وأخرجه مسلم "1381" حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ "يعني: الدَّرَاوَرْدِيُّ" عَنِ العَلاَءِ، عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه. هَلُمَّ إلى الرخاء هَلُمَّ إلى الرخاء, والمدينة خير لهم لو كانوا يعملون. والذي نفسي بيده, لا يخرج أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه, ألَا إنَّ المدينة كالكير تخرج الخبيث. لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد".

وَبِهِ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ بنِ حَمْزَةَ, حدَّثنا أَبُو جَعْفَرٍ الحَضْرَمِيُّ, حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بنُ زِيَادٍ, حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ أَبِي يَعْفُورٍ, عَنْ أَبِيهِ, سَمِعْتُ ابنَ عُمَرَ, سَمِعْتُ عُمَرَ, سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ القِيَامَةِ إلَّا سَبَبِي ونسبي". أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ سُنْقُرُ الحَلَبِيُّ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مَحْمُوْدٍ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغفَّارِ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَبِي حَامِدٍ الخَرْجَاني, حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدَانَ, حَدَّثَنَا عبَّاد بنُ يَعْقُوْبَ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ فُرَاتٍ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنِ الحَارِثِ, عَنْ عَلِيٍّ, أَنَّهُ صعَدَ المِنْبَرَ فسلَّم ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ خَيْرُ هَذِهِ الأمَّة بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ, وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الثَّالِثَ لسميته".

_ 1 صحيح: أخرجه ابن سعد "8/ 463" من طريق أنس بن عياض الليثي، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ, أنَّ عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم, فذكره في حديث طويل، وهو إسناد ضعيف؛ لإعضاله بين محمد بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالب، وعمر بن الخطاب. وأخرجه الحاكم "3/ 142" من طريق معلَّى بن راشد، حدثنا وهيب بن خالد، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ علي بن الحسين, أن عمر خطب إلى علي -رضي الله عنه- أم كلثوم, فذكره في حديث طويل, وإسناده ضعيف؛ لإعضاله بين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وعمر بن الخطاب. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "6/ 182" من طريق الليث بن سعد القيسي، عن موسى بن علي بن رباح اللخمي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر الجهني، عن عمر، به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" "2/ 34" من طريق جعفر بن سليمان النوفلي، حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عمر، به. 2 صحيح لغيره: وهذا إسناد واهٍ بمرة، فيه ثلاث علل؛ الأولى: محمد بن الفرات، أبو علي التميمي كذَّبه أحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وقال أبو داود: روى عن محارب بن دثار أحاديث موضوعة. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال النسائي: متروك, والعلة الثانية: الحارث هو ابن عبد الله الأعور الهمداني، ضعيف. والعلة الثالثة: أبو إسحاق، وهو عمر بن عبد الله الهمداني السبيعي، مدلّس, مشهور بالتدليس، وقد عنعنه. وقد أخرجه بنحوه البخاري "3671" حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، حدثنا جامع بن أبي راشد، حدثنا أبو يعلى، عن محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: "أيّ الناس خير بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم مَنْ؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول عثمان. قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلّا رجل من المسلمين".

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ فِي كِتَابِ "مَعْرِفَةِ مُزَكِّي الأَخْبَارِ": كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ يَفِي بِمذَاكرَةِ مَسَانِيْدِ الصَّحَابَةِ تَرْجَمَةً تَرْجَمَةً, اعترفَ لَهُ بِالتَفَرُّدِ بحفظِ المُسْنَدِ أَبُو بَكْرٍ الجِعَابي, وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ, وَمشَايخنَا، وَسَأَلت أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ مَنْدَةَ عَنْ وَفَاتِهِ فَقَالَ: سنة تسع وخمسين وثلاث مائة. قُلْتُ: الأَصحُّ سَنَةَ ثَلاَثٍ -كَمَا تقدَّم. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ الدَّارَكِيَّ الفَقِيْهَ يَقُوْلُ: جمعَ الصَّاحبُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عبَّاد حُفَّاظَ بلدِنَا بِأَصْبَهَانَ: العَسَّالَ أَبا أَحْمَدٍ, وَأَبا القَاسِمِ الطَّبَرَانِيَّ، وَأَبا إِسْحَاقَ بنَ حَمْزَةَ, وَغَيْرَهُم, وَحضرتُ، وَكَانَ قَدْ قَدِمَ عَلَيْهِ ابنَ الجِعَابي, فَأَخذُوا فِي مذَاكرَةِ الأَبْوَابِ, ثُمَّ ثنُّوا بذكرِ ترَاجمِ الشُّيُوْخِ, فَظَهَرَ العجزُ فِي كُلٍّ مِنْهُم عَنْ حفظِ أَبِي إِسْحَاقَ بنِ حَمْزَةَ وَمذَاكرتِهِ. قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا عليٍّ الحَافِظَ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو عُبَيْدٍ بنُ حَرْبَوَيْه انصرفَ من قَضَاءِ مِصْرَ فقَدِمَ بَغْدَادَ، وَكَانَ يَرْوِي عَنْ أَبِي الأَشعثِ, وَعُمَرَ بنِ شَبَّةَ، وَنَحْوهمَا, ثُمَّ إِنَّهُ ارتقَى إِلَى الرِّوَايَةِ عَنْ بُنْدَار, وَمُحَمَّدِ بنِ المُثَنَّى, فلمَّا قَدِمَ حدَّث عَنْ أَبِي الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيِّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الحَجَّاجِ السَّامِيِّ، وَكَانَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ الأَصْبَهَانِيُّ مختصّاً بِهِ, فَقَالَ لِي إِبْرَاهِيْمُ: إِنَّ أَبَا عُبيدٍ قَالَ: عزمتُ عَلَى أَنْ أحدِّث عَنْ أَبِي الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيِّ، وَالحَوْضِيِّ قَالَ: فَقُلْتُ: اللهَ اللهَ أَيُّهَا القَاضِي, فَإِنَّا نُرجمُ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ ابْنُ حَرْبَوَيْه هَذَا جَرِيئاً عَلَى الكذبِ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ بنِ أفرجة الأصبهابي، وَمُقْرِئُ بَغْدَادَ؛ بكَّارُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بَكَّارٍ؛ أَبُو عِيْسَى البَغْدَادِيُّ, وَمسنِدُ بَغْدَادَ أَبُو الفَوَارِسِ شُجَاعُ بنُ جَعْفَرٍ الوَاعِظُ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ الفَاكهِيُّ المكِّيّ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خروفٍ بِمِصْرَ، وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ شُعَيْبٍ الأَنْصَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ أَبِي العَقَبِ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَكَمِ الوَاسِطِيُّ.

الجعابي

3267- الجِعَابي 1: الحَافِظُ البَارعُ العَلاَّمَةُ, قَاضِي المَوْصِلِ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ التَّمِيْمِيُّ البَغْدَادِيُّ الجِعَابي. مولدُهُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى المَرْوَزِيِّ, وَيُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ القَاضِي، وَيَحْيَى بنِ مُحَمَّدٍ الحنائِيِّ, وَأَبِي خَلِيْفَةَ الفَضْلِ بنِ الحُبَاب, وَمُحَمَّدِ بنِ حِبَّان بنِ الأَزْهَرِ, وَمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ سَماعة، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ البَلْخِيّ, وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ نَاجِيَةَ، وَأَبِي بَكْرٍ البَاغَنْدِيِّ, وَقَاسِمِ المطرِّزِ, وَطَبَقَتهم، وتخرَّج بِالحَافِظِ ابنَ عُقْدَةَ, وَبَرَعَ فِي الحِفْظِ, وَبلغَ فِيْهِ المُنْتَهَى. حدَّث عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ, وَابنُ رَزْقَوَيْه، وَابنُ مَنْدَةَ, وَالحَاكِمُ, وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الفَضْلِ القَطَّانُّ, وَالقَاضِي أَبُو عُمَرَ الهَاشِمِيُّ البَصْرِيُّ، وَخَلْقٌ؛ آخرُهُمْ موتاً: أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, أَخذَ عَنْهُ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِم أَصْبَهَانَ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ: مَا رَأَيْتُ فِي المشَايخِ أَحفظَ من عَبْدَانَ، وَلاَ رَأَيْتُ فِي أَصْحَابِنَا أَحفظَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ الجِعَابي, وَذَاكَ أَنِّي حَسِبتُهُ مِنَ البَغْدَادِيِّيْنَ الَّذِيْنَ يحفظونَ شَيْخاً وَاحِداً أَوْ تَرْجَمَةً وَاحِدَةً، أَوْ بَاباً وَاحِداً, فَقَالَ لِي أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ يَوْماً: يَا أَبَا علِيٍّ, لاَ تغلطْ, ابْنُ الجِعَابِيِّ يحفظُ حَدِيْثاً كَثِيْراً, قَالَ: فَخَرَجْنَا يَوْماً من عِنْد ابْنِ صَاعِدٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بكرٍ, إِيش أَسنَدَ سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُوْرٍ؟ فمَرَّ فِي التَّرْجَمَةِ فَمَا زِلْتُ أجُرُّه مِنْ حَدِيْثِ مِصْرَ إِلَى حَدِيْثِ الشَّامِ إِلَى العِرَاقِ إِلَى أفراد الخراسانيين, وهو بجيب, إِلَى أَنْ قُلْتُ: فَأَيشٍ رَوَى الأَعْمَشُ, عَنْ أَبِي صَالِحٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيْدٍ بِالشّركَةِ؟ فذكرَ بَضْعَةَ عشرَ حَدِيْثاً فحيَّرَنِي حفظُهُ. قَالَ ابْنُ الفَضْلِ القَطَّانُّ: سَمِعْتُ ابنَ الجِعَابِيّ يَقُوْلُ: دَخَلتُ الرَّقَّةَ، وَكَانَ لِي ثَمَّ قَمِطْران كُتُبٍ, فَجَاءَ غُلاَمِي مغموماً وَقَدْ ضَاعتِ الكُتُبُ, فَقُلْتُ: يَا بنِي, لاَ تَغْتَمَّ, فَإِنَّ فِيْهَا مائتِي أَلفِ حَدِيْثٍ, لاَ يُشْكِلُ عليَّ حَدِيْثٌ مِنْهَا, لاَ إِسنَادُهُ وَلاَ مَتْنُهُ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوْخِيُّ: مَا شَاهدنَا أَحداً أَحفظَ مِنْ أبي بكر بن الجِعَابي, وسمعت من

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 26"، والأنساب للسمعاني "3/ 263"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 36" والعبر "2/ 302"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 881"، وميزان الاعتدال "3/ 670"، ولسان الميزان "5/ 322"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 12"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 17".

يَقُوْلُ: إِنَّهُ يحفظُ مِائَتي أَلفَ حَدِيْثٍ، وَيُجيبُ فِي مِثلهَا, إلَّا أَنَّهُ كَانَ يفضُلُ الحفَّاظ بَأَنَّهُ كَانَ يَسُوقُ المتُوْنَ بِأَلفَاظهَا, وَأَكثرُ الحفَّاظ يتسمَّحون فِي ذَلِكَ، وَكَانَ إِمَاماً فِي مَعْرِفَةِ العللِ وَالرِّجَالِ وَتوَاريخهم, وَمَا يُطْعَنُ عَلَى الوَاحدِ مِنْهُم, لَمْ يَبْقَ فِي زَمَانِهِ مَنْ يَتَقَدَّمُهُ. أَنْبَأَنِي المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو اليَمَنِ الكِنْدِيُّ, أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ, حَدَّثَنِي الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَشقرُ, سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ القَاسِمَ بنَ جَعْفَرٍ الهَاشِمِيَّ, سَمِعْتُ ابنَ الجِعَابِيّ يَقُوْلُ: أَحفظُ أَرْبَعَ مائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ, وَأُذَاكرُ بِسِتِّ مائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ: تقلَّد ابْنُ الجِعَابِيِّ قَضَاءَ المَوْصِلِ, فَلَمْ يُحْمَدْ فِي وَلاَيتِهِ. وَنقَلَ الخَطِيْبُ عَنِ أَشيَاخِهِ أنَّ ابنَ الجِعَابِيِّ كَانَ يشربُ فِي مَجْلِسِ ابْنِ العَمِيْدِ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنِ ابْنِ الجِعَابِيَّ فَقَالَ: خلَّطَ، وَذكرَ مَذْهَبهَ فِي التَّشَيُّعِ, وَكَذَا نقلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ قَالَ: وحدَّثني ثِقَةٌ أَنَّهُ خَلَّى ابنَ الجِعَابِيِّ نَائِماً، وَكَتَبَ عَلَى رجلِهِ, قَالَ: فكُنْتُ أَرَاهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَمْ يمسَّهُ المَاءُ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: إِنَّ ابنَ الجِعَابِيِّ لَمَّا مَاتَ أَوْصَى بَأَنْ تُحرقَ كتُبُهُ فَأُحرقتْ, فَكَانَ فِيْهَا كتبٌ لِلنَّاسِ, فَحَدَّثَنِي أَبُو الحُسَيْنِ أَنَّهُ كَانَ لَهُ عِنْدَهُ مائَةٌ وخمسون جزءًا, فدهبت فِي جُمْلَةِ مَا أُحرقَ. وَقَالَ مَسْعُوْدُ السِّجْزي: حَدَّثَنَا الحَاكِمُ, سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ يَقُوْلُ: أُخبرتُ بِعِلَّةِ الجِعَابِيِّ, فَقُمْتُ إِلَيْهِ, فرَأَيْتُهُ يحرقُ كتُبَهُ, فَأَقمتُ عِنْدَهُ حَتَّى مَا بقيَ مِنْهُ سِينهُ, وَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ. أَبُو ذرٍّ الحَافِظُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عَبْدَانَ الحَافِظَ يَقُوْلُ: وقعَ إليَّ جزءٌ مِنْ حَدِيْثِ الجِعَابِيِّ, فحفظتُ مِنْهُ خَمْسَةَ أَحَادِيثٍ, فَأَجَابنِي فِيْهَا, ثُمَّ قَالَ: مِنْ أينَ لَكَ هَذَا؟ قُلْتُ: مِنْ جُزئكَ, قَالَ: إِنْ شِئْتَ أَلقِ عليَّ المتنَ وَأَجيبُكَ فِي إِسنَادِهِ, أَو أَلقِ عليَّ الإِسنَادَ وَأُجيبكَ فِي المَتْنِ. قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ ابنَ رَزْقَوَيْه يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ الجِعَابِيِّ يمتلئُ مَجْلِسَهُ، وَتمتلئُ السِّكَّةَ الَّتِي يُمْلِي فِيْهَا, وَالطَّرِيْقَ, وَيحضرُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَابنُ المظفَّرِ, وَيُمْلِي مِنْ حِفْظِهِ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ: قُلْتُ لابنِ الجِعَابِيِّ: قَدْ وَصلتَ إِلَى الدِّيْنَورَ, فَلاَ أَتيتَ نَيْسَابُوْر, قَالَ: هَمَمْتُ بِهِ, ثُمَّ قُلْتُ: أَذهبُ إِلَى قَوْمٍ عجمٍ لاَ أَفهمُ عَنْهُم وَلاَ يفهمُوْنَ عَنِّي?! قَالَ الحَاكِمُ: قُلْتُ للدَّارقُطْنِيِّ: يبلغُنِي عَنِ الجِعَابِيِّ أَنَّهُ تغيِّر عمَّا عَهِدْنَاهُ, قَالَ: وَأَيُّ تغيَّرٍ? قُلْتُ: بِاللهِ هَل اتَّهَمْتَهُ? قَالَ: إِي وَاللهِ, ثُمَّ ذكرَ أَشيَاءً, فَقُلْتُ: وضحَ لَكَ أَنَّهُ خلطَ فِي الحَدِيْثِ. قَالَ: إِي وَاللهِ. قُلْتُ: هَل اتَّهَمْتَهُ حَتَّى خفتَ المَذْهَبَ? قَالَ: تركَ الصَّلاَةَ وَالدّينَ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عبيدِ اللهِ المُسَبِّحِيُّ: كَانَ ابْنُ الجِعَابِيِّ المُحَدِّثُ قَدْ صحبَ قَوْماً مِنَ المتكلمين, فسقط عند كثير من أصحاب الحَدِيْثِ, وَصلَ إِلَى مِصْرَ, وَدَخَلَ إِلَى الإِخشيذَ, ثُمَّ مَضَى إِلَى دِمَشْقَ, فوقفُوا عَلَى مَذْهَبِهِ, فشردُوهُ, فَخَرَجَ هَارباً. قَالَ ابْنُ شَاهِيْنٍ: دَخَلتُ أَنَا وَابنُ المظفَّرِ وَالدَّارَقُطْنِيُّ عَلَى ابْنِ الجِعَابِيِّ وَهُوَ مريضٌ, فَقُلْتُ لَهُ: من أَنَا؟ قَالَ: سبحان الله, ألستم فلانًا وفلانًا؛ سمانا فَدَعَوْنَا, وَخَرَجْنَا فمشينَا خُطُواتٍ, فسمِعنَا الصَّائِحَ بِموتِهِ, وَرأَينَا كتُبهُ تَلَّ رمَادٍ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: كَانَتْ سُكَيْنَةُ نَائِحَةُ الرَّافِضَةِ تنوحُ فِي جِنَازَتِهِ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَدِمَ الجِعَابِيُّ أَصْبَهَانَ, وحدَّث بِهَا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعينَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ, أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ, أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ سَلْمٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ النُّعْمَانَ, حَدَّثَنَا هُدْبَةُ, حَدَّثَنَا حَزْمُ بنُ أَبِي حَزْمٍ, سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ: "بِئسَ الرَّفيقُ الدّينَارُ وَالدِرْهَمُ, لاَ ينفعَانِكَ حَتَّى يفَارِقَاكَ". قُلْتُ: مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

ابن حبان

3268- ابن حِبَّان 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ, شَيْخُ خُرَاسَانَ, أَبُو حَاتِمٍ, مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ حِبَّانَ بنِ مُعَاذِ بنِ معبدِ بنِ سَهِيدِ بن هدية بنِ مُرَّةَ بنِ سَعْدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُرَّةَ بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ دَارمِ بنِ حَنْظَلَةَ بنِ مَالِكِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ, التَّمِيْمِيُّ الدَّارِمِيُّ البُسْتِيُّ, صَاحبُ الكُتُبِ المَشْهُوْرَةِ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وأَكبرُ شَيْخٍ لقيَهُ أَبُو خَلِيْفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ الجُمَحي, سَمِعَ مِنْهُ بِالبَصْرَةِ، وَمن زَكَرِيَّا السَّاجِيِّ, وَسَمِعَ بِمِصْرَ مِنْ أَبِي عبدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ, وَإِسْحَاقَ بنِ يُوْنُسَ المِنْجَنِيْقيّ، وَعِدَّةٍ, وَبَالمَوْصِلِ مِنْ أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ, وَبنَسَا مِنْ الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ, وَبجُرْجَانَ مِنْ عِمْرَانَ بنِ مُوْسَى بنِ مُجَاشِعٍ السَّخْتِيَانِيِّ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 209"، واللباب لابن الأثير "1/ 151"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 879"، وميزان الاعتدال "3/ 506"، ولسان الميزان "5/ 112"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 342"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 16".

الصُّوْفِيِّ وَطبقَتِهِ, وَبِدِمَشْقَ مِنْ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدِ بنِ خُرَيْم، وَخَلْقٍ, وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ ابنِ خُزَيْمَةَ, وَالسَّرَّاجِ, وَالمَاسَرْجسِيِّ, وَبعَسْقلاَنَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ، وَببيتِ المَقْدِسِ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ، وَبطبرِيَّةَ مِنْ سَعِيْدِ بنِ هَاشِمٍ, وَبِهَرَاةَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيِّ, وَالحُسَيْنِ بنِ إِدْرِيْسَ، وبتُسْتَر مِنْ أَحْمَدَ بنَ يَحْيَى بنِ زُهَيْرٍ, وَبمَنْبِجَ مِنْ عُمَرَ بنِ سَعِيْدٍ, وَبَالأُبُلَّةَ مِنْ أَبِي يَعْلَى بنِ زُهَيْرٍ، وَبحرَّانَ مِنْ أَبِي عَرُوْبَةَ, وَبِمَكَّةَ مِنْ المُفَضَّلِ الجَنَديِّ, وَبِأَنْطَاكيةَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الدَّارِمِيِّ, وَبِبُخَارَى مِنْ عُمَرَ بن محمد بن بجير. حدَّث عنه أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَمَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَالِدِيُّ، وَأَبُو مُعَاذٍ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رزقِ اللهِ السِّجِسْتَانِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ الزَّوْزَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ النُّوقَاتِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيُّ: كَانَ عَلَى قَضَاءِ سَمَرْقَنْدَ زمَاناً، وَكَانَ مِنْ فُقَهَاءِ الدِّينِ، وحفَّاظ الآثَارِ, عَالِماً بِالطّبِّ وَبَالنُّجُوْمِ, وَفُنُوْنِ العِلْمِ, صنَّف المُسْنَدَ الصَّحِيْحَ -يَعْنِي: بِهِ كِتَابَ "الأَنواعِ وَالتقَاسيمِ", وَكِتَابَ "التَّاريخِ", وَكِتَابَ "الضُّعَفَاءِ" وفَقَّه النَّاسَ بِسَمَرْقَنْدَ. وَقَالَ الحَاكِمُ: كَانَ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ أَوعيةِ العِلْمِ فِي الفِقْهِ, وَاللُّغةِ, وَالحَدِيْثِ، وَالوعظِ, وَمِنْ عقلاَءِ الرِّجَالِ, قَدِمَ نَيْسَابُوْرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فَسَارَ إِلَى قَضَاءِ نَسَا, ثُمَّ انصرفَ إِلَيْنَا فِي سَنَةِ سبعٍ فَأَقَامَ عِنْدنَا بِنَيْسَابُوْرَ, وَبنَى الخَانقَاهَ, وَقُرِئَ عَلَيْهِ جُمْلَةٌ مِنْ مصنَّفَاتِهِ, ثُمَّ خَرَجَ مِنْ نَيْسَابُوْرَ إِلَى وَطنِهِ سِجِسْتَانَ, عَامَ أَرْبَعِيْنَ, وَكَانَتِ الرحلَةُ إِلَيْهِ لسمَاعِ كتُبِهِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ابْنُ حِبَّانَ ثِقَةً نبيلاًَ فَهِماً. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصلاَحِ فِي "طبقَاتِ الشَّافِعِيَةِ": غلطَ ابْنُ حِبَّانَ الغلطَ الفَاحشَ فِي تصرُّفَاتِهِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي أَثنَاءِ كِتَابِ "الأَنواعِ": لعلَّنَا قَدْ كَتَبْنَا عَنْ أَكثرَ مِنْ أَلفَي شَيْخٍ. قُلْتُ: كَذَا فلتكنِ الهممُ, هَذَا مَعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الفِقْهِ وَالعَرَبِيَّةِ وَالفضَائِلِ البَاهرَةِ، وَكَثْرَةِ التَّصَانِيْفِ. قَالَ الخَطِيْبُ: ذكرَ مَسْعُوْدُ بنُ نَاصِرٍ السِّجْزِيُّ تَصَانِيْفَ ابْنِ حِبَّانَ فَقَالَ: "تَاريخُ الثِّقَاتِ", "عِلَلُ أَوهَامِ المُؤرخينَ" مجلدٌ, "عِلَلُ منَاقبِ الزُّهْرِيِّ" عِشْرُوْنَ جزءاً, "عِلَلُ

حَدِيْثِ مَالِكٍ" عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ, "عِلَلُ مَا أَسندَ أَبُو حَنِيْفَةَ" عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ, "مَا خَالفَ فِيْهِ سُفْيَانُ شُعبَةَ" ثَلاَثَةُ أَجْزَاءٍ, "مَا خَالفَ فِيْهِ شُعبَةُ سُفْيَانَ" جُزْءَانِ, "مَا انفردَ بِهِ أَهْلُ المدينةِ مِنَ السُّنَنِ" مجلدٌ, "مَا انفردَ بِهِ المكيُّونَ" مجيليدٌ, "مَا انفردَ بِهِ أَهْلُ العِرَاقِ" مجلدٌ, "مَا انفردَ بِهِ أَهْلُ خُرَاسَانَ" مجيليدٌ, "مَا انفردَ بِهِ ابْنُ عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ، أَوْ شُعبَةُ عَنْ قَتَادَةَ" مجيليدٌ, "غَرَائِبُ الأَخبارِ" مجلدٌ, "غَرَائِبُ الكُوْفِيِّينَ" عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ, "غَرَائِبُ أَهْلِ البَصْرَةِ" ثمَانيَةُ أَجْزَاءٍ, "الكِنَى" مجيليدٌ, "الفصلُ وَالوصلُ" مجلدٌ, "الفصلُ بَيْنَ حَدِيْثِ أَشعثَ بنِ عَبْدِ الملكِ وَأَشعثَ بنِ سَوَّارٍ" جُزْءَانِ, كِتَابُ "موقُوفِ مَا رُفعَ" عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ, "منَاقبُ مَالِكٍ", "منَاقبُ الشَّافِعِيِّ", كِتَابُ "المُعْجَمِ عَلَى المدنِ" عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ, "الأَبْوَابُ المتفرِّقةُ" ثَلاَثَةُ مجلدَاتٍ, "أَنواعُ العلومِ وَأَوصَافِهَا" ثَلاَثَةُ مجلدَاتٍ, "الهدَايَةُ إِلَى علمِ السُّنَنِ" مجلدٌ, "قُبولُ الأَخبارِ" وَأَشيَاءٌ. قَالَ مَسْعُوْدُ بنُ نَاصِرٍ: وَهَذِهِ التَّوَالِيفُ إِنَّمَا يُوجدُ مِنْهَا النَّزْرُ اليَسِيْرُ، وَكَانَ قَدْ وَقَفَ كتُبَهُ فِي دَارٍ, فَكَانَ السَّبَبُ فِي ذهَابِهَا مَعَ تطَاولِ الزَّمَانِ ضعفُ أَمرِ السُّلْطَانِ، وَاسْتيلاَءُ المفسدينَ. قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ, مُؤَلّفُ كِتَابِ "ذم الكَلاَمِ": سَمِعْتُ عبدَ الصَّمدِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ, سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: أَنكرُوا عَلَى أَبِي حَاتِمٍ بنِ حِبَّانَ قولَهُ: النُّبُوَّةُ العِلْمُ وَالعملُ. فحكمُوا عَلَيْهِ بِالزَّنْدَقَةِ, هُجِرَ، وكُتِبَ فِيْهِ إِلَى الخَلِيْفَةِ, فَكَتَبَ بِقَتْلِهِ. قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ غريبَةٌ, وابن حبان مِنْ كبارِ الأَئِمَةِ, وَلَسْنَا ندَّعي فِيْهِ العِصْمَةَ مِنَ الخَطَأِ, لَكِنَّ هَذِهِ الكَلِمَةَ الَّتِي أَطلقَهَا قَدْ يُطلقُهَا المُسْلِمُ, وَيُطلقُهَا الزِّنديقُ الفيلسوفُ, فَإِطلاَقُ المُسْلِمِ لَهَا لاَ يَنْبَغِي, لَكِنْ يُعتذرُ عَنْهُ, فَنَقُوْل: لَمْ يُردْ حصرَ المبتدأِ فِي الخَبَرِ, وَنظيرُ ذَلِكَ قولُهُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: $"الحَجُّ عَرَفَةٌ"1، وَمعلومٌ أنَّ الحاجَّ لاَ يصيرُ بِمُجَرَّدِ الوُقُوْفِ بِعَرَفَةِ حَاجّاً, بَلْ بَقِيَ عَلَيْهِ فروضٌ وَواجبَاتٌ, وَإِنَّمَا ذكرَ مُهمَّ الحَجِّ، وَكَذَا هَذَا, ذكرَ مُهمَّ النُّبُوَّةِ؛ إِذْ مِنْ أَكملِ صفَاتِ النَّبِيِّ كمَالُ العِلْمِ وَالعملِ, فَلاَ يَكُون أَحدٌ نَبِيّاً إلَّا بوجودهما,

_ 1 صحيح: أخرجه الحميدي "899"، وأحمد "4/ 309-310، 335"، وأبو داود "1949"، والترمذي "889"، "890"، والنسائي في "المجتبى" "5/ 256، 264-265"، وفي الكبرى "4011"، "4012"، "4050"، وابن خزيمة "2822"، من طرق عن سفيان الثوري، عن بكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلمي قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو بعرفة, جاء ناس، أو نفر من أهل نجد, فأمروا رجلا فنادى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ الحج؟ فامر رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلاً فنادى: "الحجُّ الحجُّ يوم عرفة, من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع فتَمَّ حجُّه، أيام منى ثلاثة، فمن تعجَّل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخَّر فلا إثم عليه"، واللفظ لأبي داود.

وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ برَّزَ فِيْهِمَا نَبِيّاً؛ لأَنَّ النُّبُوَّةَ مَوْهِبَةٌ مِنَ الحَقِّ تَعَالَى, لاَ حِيْلَةَ للعبدِ فِي اكتسَابِهَا, بَلْ بِهَا يتولَّدُ العِلْمُ اللدنِّي، وَالعملُ الصَّالِحُ. وأمَّا الفيلسوفُ فَيَقُوْلُ: النُّبُوَّةُ مكتسبة ينتجها العلم والعمل, فهذا كفرٌ, وَلاَ يريدُهُ أَبُو حَاتِمٍ أَصلاًَ، وَحَاشَاهُ, وَإِنْ كَانَ فِي تقَاسيمِهِ مِنَ الأَقوَالِ وَالتَّأَويلاَتِ البعيدَةِ, وَالأَحَادِيثِ المنكرَةِ عجَائِبٌ، وَقَدِ اعترفَ أنَّ صحيحَهُ لاَ يقدرُ عَلَى الكشفِ مِنْهُ إلَّا مَنْ حِفْظَهُ, كمنْ عِنْدَهُ مصحفٌ لاَ يقدرُ عَلَى مَوْضِعِ آيَةٍ يريدُهَا مِنْهُ إلَّا مَنْ يحفظُهُ. وَقَالَ فِي صَحِيْحِهِ: شرطُنَا فِي نقلِهِ مَا أَودعنَاهُ فِي كتَابِنَا, ألَّا نحتجَّ إلَّا بِأَنْ يَكُونَ فِي كُلِّ شَيْخٍ فِيْهِ خَمْسَةُ أَشيَاءَ: العدَالةُ فِي الدِّينِ بِالسَتْرِ الجمِيلِ, الثَّانِي: الصِّدْقُ فِي الحَدِيْثِ بِالشُّهرَةِ فِيْهِ, الثَّالِثُ: العقلُ بِمَا يُحَدِّثُ مِنَ الحَدِيْثِ, الرَّابِعُ: العِلْمُ بِمَا يحيلُ المعنَى مِنْ معَانِي مَا رَوَى, الخَامِسُ: تَعرِّي خبرَهُ مِنَ التَّدْلِيسِ, فَمَنْ جمعَ الخِصَالَ الخمسَ احتجَجْنَا بِهِ. وَقَالَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ عمَّار الوَاعِظَ، وَقَدْ سأَلتُهُ عَنِ ابْنِ حبَّانَ فَقَالَ: نَحْنُ أَخرجنَاهُ مِنْ سِجِسْتَانَ, كَانَ لَهُ علمٌ كَثِيْرٌ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كَبِيْرُ دينٍ, قَدِمَ عَلَيْنَا فَأَنكرَ الحدَّ للهِ, فَأَخرجنَاهُ. قُلْتُ: إِنكَارُكُم عَلَيْهِ بدعَةٌ أَيْضاً، وَالخوضُ فِي ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يَأْذنْ بِهِ اللهُ، وَلاَ أَتَى نصٌّ بِإِثْبَاتِ ذَلِكَ وَلاَ بِنَفْيِهِ, وَ "مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيْهِ" 1. وَتَعَالَى اللهُ أَنْ يحدَّ أَوْ يُوصفَ إلَّا بِمَا وَصفَ بِهِ نَفْسَهُ, أو علمه رُسلَهُ بِالمعنَى الَّذِي أَرَادَ, بِلاَ مِثْل وَلاَ كَيْف, {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير} [الشُّوْرَى: 11]

_ 1 حسن لغيره: أخرجه الترمذي "2317"، وابن ماجه "3976"، والقضاعي في مسند الشهاب "192" من طريق الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- إلّا من هذا الوجه. قلت: إسناده ضعيف؛ لضعف قرة بن عبد الرحمن، وأخرجه مرسلًا مالك "2/ 903"، ومن طريقه وكيع في "الزهد" "364"، وهناد في "الزهد" "1117"، والترمذي "2318"، والقضاعي "193" عن الزهري، عن علي بن حسين قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم, فذكره. وأخرجه مرسلًا عبد الرزاق "20617"، والبيهقي في شعب الإيمان "4986" من طريق معمر، عن الزهري، به. وأخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 249" من طريق الثوري، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ علي بن حسين مرسلًا، وأخرجه مرسلًا أحمد "1/ 201"، والطبراني في الكبير "2886" من طريق موسى بن داود، حدثنا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنٍ، عن أبيه -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره.

قَرَأْتُ بخطِّ الحَافِظِ الضِّيَاءِ فِي جُزءٍ علَّقَه مآخِذَ عَلَى كِتَابِ ابْنِ حِبَّانَ فَقَالَ: فِي حَدِيْثِ أَنَسٍ فِي الوصَالِ1 فِيْهِ دليلٌ عَلَى أنَّ الأَخبارَ الَّتِي فِيْهَا وضعُ الحَجَرِ عَلَى بطنِهِ مِنَ الجوعِ كُلُّهَا بَوَاطِيْلٌ, وَإِنَّمَا معنَاهَا الحُجَز، وَهُوَ طرفُ الرِّدَاءِ؛ إِذ اللهُ يُطعمُ رسولَهُ, وَمَا يُغنِي الحَجرُ مِنَ الجوعِ2. قُلْتُ: فَقَدْ سَاقَ فِي كِتَابِهِ حَدِيْثَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي خُرُوْجِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنَ الجوعِ, فلقِيَا النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ: "أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا" فدلَّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يُطعَمُ وَيُسقَى فِي الوصَالِ خَاصَّةً. وَقَالَ فِي حَدِيْثِ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِرَجُلٍ: "أَصُمْتَ مِنْ سررِ شَعْبَانَ شَيْئاً"؟ قَالَ: لاَ قَالَ: "إِذَا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمِينِ" 3. فَهَذِهِ لفظَةُ اسْتخبارٍ, يريد الإعلام بنفي جواز ذلك؛ كالمنكر عَلَيْهِ لَوْ فعلَهُ؛ كقولِهِ لعَائِشَةٍ: "تَسْتُرينَ الجُدُرَ" 4، وَأَمْرُهُ بصومِ يَوْمَينِ مِنْ شَوَّالٍ, أَرَادَ بِهِ انتهَاءَ السّرَارِ، وَذَلِكَ فِي الشّهرِ الكَاملِ, وَالسّرَارُ في الشهر الناقص يوم واحد.

_ 1 وهو ما ورد عن أنس -رضي الله عنه- قال: واصل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أول شهر رمضان, فواصل ناس من المسلمين, فبلغه ذلك فقال: "لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالا، يدع المتعمقون تعمقهم، إنكم لستم مثلي" أو قال: "إني لست مثلكم، إني أظل يطعمني ربي ويسقيني". أخرجه أحمد "3/ 124، 193، 218، 235، 247، 253، 289"، وابن أبي شيبة "3/ 82"، والبخاري "7241"، ومسلم "1104"، والترمذي "778"، وأبو يعلى "2874"، "3099"، "3282"، وابن خزيمة "2070"، والبيهقي "4/ 282"، والبغوي "1739" من طرق عن ثابت، عن أنس، به. 2 قد ثبت وضع النبي -صلى الله عليه وسلم- الحجر على بطنه من الجوع: فيما رواه البخاري "4101"، وأحمد "3/ 300" من حديث جابر بن عبد الله قال: "إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة، فجاءوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق, قال: "أنا نازل" ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقًا، فأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- المعْوَل فضرب في الكدية، فعاد كثيبًا أهيل أو أهيم" الحديث, وقوله "فعرضت كدية": قيل: هي القطعة الشديدة الصلبة من الأرض. 3 صحيح: أخرجه البخاري "1983"، ومسلم "1161" من حديث عمران بن حصين، به. والسرر -بفتح السين المهملة ويجوز كسرها وضمها- جمع سرة، ويقال أيضًا: سرار -بفتح أوله وكسره- وهو من الاستسرار، قال أبو عبيد والجمهور: المراد بالسرر هنا آخر الشهر، سميت بذلك لاستسرار القمر فيها. وهي ليلة ثمان وعشرين, وتسع وعشرين, وثلاثين, ووقع في رواية مسلم: "يا فلان, أصمت من سرة هذا الشهر"؟ وقوله: "سرة هذا الشهر" سرته: وسطه؛ لأن السرة وسط قامة الإنسان. 4 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 247"، ومسلم "2107".

قُلْنَا: لَوْ كَانَ مُنْكراً عَلَيْهِ لمَا أَمرَهُ بِالقَضَاءِ. وَقَالَ: فِي حَدِيْثِ "مَرَرْتُ بِمُوْسَى وَهُوَ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ" أَحيَا اللهُ مُوْسَى فِي قَبْرِهِ"1 حَتَّى مَرَّ عَلَيْهِ المُصْطَفَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ, وَقبْرُهُ بمَدْيَن بَيْنَ المدينةِ وَبَيْنَ بَيْتِ المَقْدِسِ. وَحديثُ: "كَانَ يَطُوْفُ علَى نِسَائِهِ فِي اللَّيْلَةِ الوَاحِدَةِ وَلَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ". وَفِي رِوَايَةِ الدَّسْتُوَائِيِّ عن قتادة: "وهي إحدى عشرة2. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فحكَى أَنَسٌ ذَلِكَ الفِعْلَ مِنْهُ أَوَّلَ قُدومِهِ المدينَةَ؛ حَيْثُ كَانَتْ تَحْتَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، وَالخَبَرُ الأوَّل إِنَّمَا حَكَاهُ أَنَسٌ فِي آخِرِ قُدومِهِ المدينَةَ؛ حَيْثُ كَانَتْ تَحْتَهُ تِسْعٌ؛ لأَنَّ هَذَا الفِعْلَ كَانَ مِنْهُ مَرَّاتٌ. قُلْنَا: أوَّل قُدومِهِ, فَمَا كَانَ لَهُ سِوَى امْرَأَةً وَهِيَ سَوْدَة, ثُمَّ إِلَى السّنَةِ الرَّابِعةِ مِنَ الهِجْرَةِ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ أَكثرُ مِنْ أَرْبَعِ نسوَةٍ, فَإِنَّهُ بَنَى بِحَفْصَةَ وَبأُمِّ سَلَمَةَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ، وَقبلَهَا سَوْدَة وَعَائِشَة, وَلاَ نعلمُ أَنَّهُ اجتمعَ عِنْدَهُ فِي آنٍ إِحْدَى عَشْرَةَ زوجةً. وَقَالَ: ذكرَ الخَبَرَ المدحضَ قولَ مَنْ زَعَمَ أنَّ بَيْنَ إِسْمَاعِيْلَ وَدَاوُدَ ألف سنَةٍ, فَرَوَى خبرَ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, كَمْ بَيْنَ المَسْجَدِ الحَرَامِ والمسجد الأقصى قال: "أربعون سنة".

_ 1 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "14/ 307-308"، وأحمد "3/ 148، 248", ومسلم "2375"، والنسائي "3/ 215"، وابن حبان "50" من طريق حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مررت على موسى ليلة أسري بي عِنْدَ الكَثِيْبِ الأَحْمَرِ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قبره". 2 صحيح: أخرجه البخاري "284" حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة, أن أنس بن مالك حدَّثهم, أنَّ نَبِيَّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَطُوْفُ عَلَى نسائه" الحديث. 3 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "1578"، والطيالسي "462"، والحميدي "134"، وابن أبي شيبة "2/ 402"، وأحمد "5/ 150، 156، 157، 160، 166، 167", والبخاري "3366"، "3425"، ومسلم "520"، والنسائي "2/ 32"، وابن ماجه "753"، وأبو عوانة "1/ 391، 392"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "1/ 32"، والبيهقي "2/ 433"، وفي "دلائل النبوة" "2/ 43"، وابن خزيمة "1290" من طرق عن الأعمش، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي ذر، به مرفوعًا. قال ابن القيّم في "زاد المعاد" "1/ 49": "وقد أشكل هذا الحديث على من لم يعرف المراد به، فقال: معلوم أنَّ سليمان بن داود هو الذي بنى المسجد الأقصى، وبينه وبين إبراهيم أكثر من ألف عام، وهذا جهل من هذا القائل، فإن سليمان إنما كان له من المسجد الأقصى تجديده لا تأسيسه، والذي أسسه يعقوب ابن إسحاق -صلى الله عليهما وآلهما وسلم, بعد بناء إبراهيم الكعبة بهذا المقدار".

حَدِيْثِ ابْنِ عُمَرَ أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ1 قَالَ: فِيْهِ البيَانُ بَأَنَّ الحَبْرَ الفَاضِلَ قَدْ يَنْسَى, قَالَ: لأَنَّ المُصطفَى مَا اعتمرَ إلَّا أَرْبَعاً, أُوْلاَهَا عُمرَةُ القَضَاءِ عَامَ القَابلِ مِنْ عَامِ الحُدَيْبِيَّةِ, قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ فِي رَمَضَانَ, ثُمَّ الثَّانِيَةُ حِيْنَ فتحَ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ, وَلَمَّا رَجعَ مِنْ هَوَازِنَ اعتمرَ مِنَ الجِعْرانَةِ, وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ، وَالرَّابِعَةُ مَعَ حَجَّتِهِ, فوِهَم أَبُو حَاتِمٍ كما ترى في أشياء. فَفِي الصَّحِيْحَيْنِ لأَنسٍ اعتمرَ نَبِيُّ اللهِ أَرْبَعَ عُمَرٍ كُلُّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ إلَّا الَّتِي مِنْ حجَّتِهِ عُمرةُ الحُدَيْبِيَّةِ، وَعُمرتُهُ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ وَعُمرتُهُ مِن الجِعْرانَةِ2. وَقَالَ: ذكرَ مَا كَانَ يقرأُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي جلوسِهِ بَيْنَ الخطبتينِ فَمَا ذكرَ شَيْئاً. توفِّي ابْنُ حِبَّانَ بِسِجِسْتَانَ, بِمدينَةِ بُسْت فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ فِي عشرِ الثَّمَانِيْنَ, وما ظفرت بشئ مِنْ حَدِيْثهِ عَالِياً. كَتَبَ إليَّ المسلَّم بنُ مُحَمَّدٍ العلاَّنِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاذٍ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ, قَدِمَ للحجِّ, أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ التَّمِيْمِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيْفَةَ, حَدَّثَنَا القَعْنَبِيُّ, عَنْ شُعْبَةَ, عَنْ مَنْصُوْرٍ, عَنْ ربْعِيٍّ, عَنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ, أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُوْلَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ" 3. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ, أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ النُّوقَانِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ, حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ صَرْمَا، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ, أَخْبَرَنَا ابْنُ النَّقُّوْرِ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ, حدَّثنا الصُّوْفِيُّ, حدَّثنا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, حدَّثنا عَبدَةُ, عَنْ هِشَامِ بن

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1776"، ومسلم "1255". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1778"، ومسلم "1253"، وأبو داود "1994"، والترمذي "815". 3 صحيح: أخرجه الطيالسي "621"، وأحمد "4/ 121، 122"، "5/ 273"، والبخاري "3483"، "3484"، وفي "الأدب المفرد" "597"، "1316"، وأبو داود "4797"، وابن ماجه "4183"، وأبو نعيم في "الحلية" "4/ 370"، "8/ 124"، والبيهقي في "السنن" "10/ 192"، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" "83"، والقضاعي "1153"، "1156"، والبغوي في "شرح السنة" "3597" من طرق عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ ربْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ، به مرفوعًا.

عُرْوَةَ, عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو الأَوْدِي, عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ كُلُّ هيِّن لَيِّن قَرِيْبٍ سَهْلٍ" 1. أَخرجهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيْثِ عَبدَةَ بنِ سُلَيْمَانَ وحسَّنه. قَرَأْتُ عَلَى سُلَيْمَانَ بنِ حَمْزَةَ القاضي, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا عبدُ المعزِّ بنُ مُحَمَّدٍ, أنَّ تمِيماً الجُرْجَانِيَّ أَخبرهُمْ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ البَحَّاثي, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الزَّوْزَنِيُّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ صَالِحٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبَانَ الوَاسِطِيُّ قَالاَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ, سَمِعْتُ أَبا رَجَاءَ العُطَارِدِيَّ, سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ عَلَى المِنْبَرِ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يزال أَمرُ هَذِهِ الأَمَّةِ موَائِماً أَوْ مقَارباً, مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا فِي الولدَانِ وَالقدرِ" 2. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ, وَلَمْ يخرَّج فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. أَنبَانَا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ, أَخْبَرَنَا عبدُ القَادرِ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ الحَسَنِ, أَخْبَرَنَا أَبُو عمروٍ بنُ مَنْدَةَ, أَخْبَرَنَا أَبِي, أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّان, حدَّثنا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُجَيْرٍ, حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ, حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ, حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ مُضَرٍ, عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِقَومٍ شَرّاً أَلزَمَهُمُ الجَدَلَ, وَمَنَعَهُمُ العَمَلَ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرْنَا ابْنُ اللَّتِّيِّ, أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ, أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ, أَخْبَرَنَا أَبِي, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ, سَمِعْتُ أُسَامَةَ بنَ أَحْمَدَ بِمِصْرَ, سَمِعْتُ ابنَ السَّرْحِ, سَمِعْتُ عبدَ الرَّحْمَنِ بنَ القَاسِمِ, سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: "مَا أحدٌ مِمَّنْ تَعَلَّمْتُ مِنْهُ العِلْمَ إلَّا صَارَ إليَّ حَتَّى سَأَلَنِي عَنِ أَمرِ دينه".

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "1/ 415"، والترمذي "2488"، وابن حبان "1096"، والطبراني "10562"، والبغوي في "شرح السنة" "3505" من طريق مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عمرو الأودي، عن ابن مسعود، به مرفوعًا. قلت: إسناده ضعيف؛ لجهالة عبد الله بن عمرو الأودي، فإنه لم يرو عنه خلا موسى بن عقبة. وذكره ابن حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل والمجروحين. لكن للحديث شواهد يصح بمجموعها: منها: عن معيقيب عند الخرائطي "23"، والطبراني في "الكبير" "20/ 352"، وإسناده ضعيف, آفته أبو أمية بن يعلى الثقفي، وهو ضعيف. ومنها: عن أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"، والعقيلي في "الضعفاء"، وفي إسناده مجاهيل. ومنها: عن أنس عند الطبراني في "الأوسط"، وفي سنده الحارث بن عبيدة، وهو ضعيف. وله شاهد من حديث العرباض بن سارية عند أحمد "4/ 126"، وابن ماجه "43"، والحاكم "1/ 96"، وإسناده حسن. 2 صحيح: أخرجه البزار "2180"، وابن حبان "1824"، موارد، والحاكم "1/ 33"، والطبراني في "الكبير" "12764" من طريق جرير بن حازم، به.

أبو عمر بن حزم

3269- أبو عمر بن حَزْم 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ المؤرِّخ, أَبُو عُمَرَ أحمد بن سعيد بن حزم يُوْنُسَ الصَّدَفِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ, مُؤَلّفُ "التَّارِيْخِ الكَبِيْرِ فِي أَسمَاءِ الرِّجَالِ" فِي عِدَّةِ مُجَلَّدَاتٍ. كَانَ أَحدَ أئمة الحديث, له عناية تامَّة بالآثار. سَمِعَ مِنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَسَعِيْد الأعنَاقِيِّ, وَسَعِيْدِ بنِ الزَّرادِ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي الوَلِيْدِ الأَعْرَجِ, وَمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ, وَارْتَحَلَ سنَةَ إِحْدَى عشرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فسَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ زَبَّانَ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ النَّفَّاحِ، وَعِدَّةٍ بِمِصْرَ, وَأَبا جَعْفَرٍ الدَّيبُلِيَّ, وَابنَ المُنْذِرِ بِمَكَّةَ, وَمُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الَّلبَّادِ, وَأَحْمَدَ بنَ نَصْرٍ بِالقَيْرَوَانَ، وَرجعَ إِلَى الأَنْدَلُسِ بعلمٍ جَمٍّ. أَخَذَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ, وَلَمْ يَزَلْ يُحَدِّثُ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خمسين وثلاث مائة بقرطبَةَ. فأمَّا سَمِيُّهُ الوَزِيْرُ الإِمَامُ, أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَزْمِ بنِ غَالِبٍ الأُموِيُّ, مَوْلاَهُم الأَنْدَلُسِيُّ, وَالدُ الفَقِيْهِ أَبِي مُحَمَّدِ بنِ حَزْمٍ, فَهُوَ أَصغرُ مِنْهُ. كَانَ بَعْدَ العشرِ وَأَرْبَعِ مائة -رحمهما الله.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "3/ 50".

ابن مقسم

3270- ابن مقسم 1: العلَّامة المُقْرِئُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ الحَسَنِ بنِ مِقْسَمٍ البَغْدَادِيُّ العطار, شيخ القراء. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَسَمِعَ أَبا مُسْلِمٍ الكَجِّيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِيَّ, لقيَهُ في سنة ثمان وسبعين، وجعفر الفِرْيَابِيَّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ, وَمُوْسَى بنَ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى المَرْوَزِيَّ, وَعِدَّةً، وَتلاَ عَلَى إِدْرِيْسٍ الحدَّاد صَاحبِ خلفٍ، وَعَلَى دَاوُدَ بنِ سُلَيْمَانَ تِلْمِيْذِ نُصَيْرٍ, وَعَلَى أَبِي قَبِيْصَةَ حَاتمٍ المَوْصِلِيِّ، وَطَائِفَةٍ, وَأَخذَ العَرَبِيَّةَ عَنْ ثعلبٍ. وتصدَّر للإِقرَاءِ, فتَلاَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ الطَّبرِيُّ، وَأَبُو الفَرَجِ النَّهرَاونِيُّ, وَأَبُو الحَسَنِ الحمامِيُّ, وَابنُ دَاوُدَ الرَّزَّازُ, وَالفرجُ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي, وَآخَرُوْنَ. وحدَّث عَنْهُ ابْنُ رَزْقَوَيْه، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: ثِقَةٌ, مِنْ أَحفظِ النَّاسِ لنحوِ الكُوْفِيِّينَ، وَأَعرفهُم بِالقرَاءات, صنَّف فِي التَّفْسِيْرِ وَالمعَانِي, قَالَ: وطُعِنَ عَلَيْهِ بأَنْ عَمَدَ إِلَى حروفٍ تخَالفُ الإِجمَاعَ فَأَقرأَ بِهَا, فَأَنكرَ عَلَيْهِ, وَاسْتتَابَهُ السُّلْطَانُ فِي الدَّوْلَةِ بحضرَةِ الفُقَهَاءِ وَالقرَّاءِ, وَكتبُوا محضراً بتَوْبَتِهِ, وَقِيْلَ: لَمْ يَنْزَعْ فِيمَا بَعْدُ, بَلْ كَانَ يُقرِئُ بِهَا. قَالَ ابْنُ أَبِي هَاشِمٍ: نبغَ فِي عصرنَا مَنْ زَعَمَ أنَّ كُلَّ مَا صحَّ لَهُ وَجهٌ فِي العَرَبِيَّةِ لحرفٍ يُوَافقُ خطَّ المُصْحَفِ, فَقرَاءتُهُ جَائِزَةٌ فِي الصَّلاَةِ وَغيِرهَا. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الفَرَضيُّ: رَأَيْتُ ابنَ مِقْسَمٍ كأنه يصلي مستدبر القبلة. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ربيعِ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقِيْلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ. وله في التَّصَانِيْفِ: كِتَابُ "الأَنوَارِ فِي علمِ القُرْآنِ", وَ"المدخلُ إِلَى علمِ الشّعرِ", وَ"كِتَابٌ فِي النَّحْوِ" كَبِيْرٌ، وَكِتَابُ "المَصَاحِفِ", وَكِتَابُ "الوَقْفِ وَالابتدَاءِ"، و"كتاب اختياره في القراءات" وأشياء.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 206"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 30"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "18/ 150"، والعبر "2/ 301"، وميزان الاعتدال "3/ 519"، ولسان الميزان "5/ 130"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 16".

إسحاق بن إبراهيم

3271- إسحاق بن إبراهيم 1: ابن مسرة أبو إبراهيم الطُّلَيْطِلِيُّ الزَّاهِدُ, أَحدُ الأَعلاَمِ بقُرطُبَةَ, كَانَ يتَّجر بِهَا فِي الكتَّانِ, وَكَانَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالعملِ, وَمِمَّنْ لاَ تَأَخذُهُ فِي اللهِ ملاَمةٌ. وَكَانَ فَقِيْهاً مشَاوراً مُنْقَبِضاً عَنِ النَّاسِ مَهِيْباً. وَكَانَ المستنصرُ بِاللهِ الحكمُ يتأدَّب مَعَهُ, وَيحترمُهُ جِدّاً, وَقَدْ كتبَ إِلَيْهِ الحكمُ وَرقةً فِيْهَا: حفظَكَ اللهُ، وَتَوَلاَّكَ وَسَدَّدَكَ وَرعَاكَ, لمَا امتحنَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ سيِّدي أَبقَاهُ اللهُ للأَوْلِيَاءِ الَّذِيْنَ يَسْتَعدُّ بِهِم, مُتقدّماً فِي الولاَيَةِ, متَأَخراً عَنِ الصِّلَةِ, عَلَى أَنَّهُ قَدْ أَنذرَكَ خصوصاً للمشَاركَةِ فِي السُّرُورِ الَّذِي كَانَ عِنْدَهُ, ثُمَّ أنْذرت مِنْ قِبَلِي إِبلاغاً فِي التَّكرمةِ, فَكَانَ مِنْكَ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ مِنَ التخلُّفِ مَا ضَاقتْ عَلَيْكَ فِيْهِ المَعْذرَةَ، وَاسْتبلغَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي إِنكَارِهِ، وَمعَاتبتِكَ, فَمَا الَّذِي أَوجبَ توقُّفَكَ عَنِ إِجَابَةِ دعوتِهِ لأعرفَهُ? فَأَجَابَ أَبُو إِبْرَاهِيْمَ: سلاَمٌ عَلَى الأَمِيْرِ سيِّدي وَرَحْمَةُ اللهِ, لَمْ يَكُنْ توقُّفي لنفسِي, إِنَّمَا كَانَ لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ, وَذكرَ كلمات قَبِلَ بها عذره. وَمِنْ خوَاصِّ تلاَمذَتِهِ: القَاسِمُ بنُ أَحْمَدَ, المَعْرُوف بِابْنِ أَرفعَ رَأْسِهِ. وَقَدْ ذُكرَ فِي تَاريخِ أَعِيَانِ الموَالِي بِالأَنْدَلُسِ، وأنَّه مَوْلَى بنِي هِلاَلٍ التُّجيبيين, وَأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَحفظِ العُلَمَاءِ للمسَائِلِ, وَلهُ ديوَانٌ شريفٌ سَمَّاهُ "كِتَابَ النصَائِحِ". تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقبرُهُ يُزَارُ بِالأَنْدَلُسِ, وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ قَبْل ذَلِكَ. أمَّا الزَّاهِدُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مسرَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ, الَّذِي ألَّف فِي التَّصوفِ, فتوفِّي سَنَةَ تِسْعَ عشرة وثلاث مائة. رُمِيَ بالقدر.

_ 1 سبق لنا ترجمته في هذا الجزء بتعليقنا رقم "234"، وترجمة برقم عام "3259".

بندار بن الحسين

3272- بُنْدَار بن الحُسَين 1: الشيرازي القُدْوَةُ, شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ, أَبُو الحُسَيْنِ, نزيلُ أرَّجان. صحبَ الشَّبليّ، وحدَّث عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنَ عبدِ الصمد الهاشمي بحديثٍ واحد. وَكَانَ ذَا أَمْوَالٍ فَأَنفقهَا وتزهَّد، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِالكَلاَمِ وَالنَّظَرِ. قَالَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الوَاحِدِ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ بُنْدَارَ بنَ الحُسَيْنِ يَقُوْلُ: دَخَلتُ عَلَى الشِّبلِيِّ، وَمعِي تجَارَةٌ بِأَرْبَعِيْنَ أَلفِ دِيْنَارٍ, فنظرَ فِي المرآةِ فَقَالَ: المرآةَ تقول: إنَّ ثَمَّ سببًا, قُلْتُ: صَدَقَتْ قَالَ السُّلَمِيُّ: كَانَ بُنَْدار عَالِماً بِالأُصولِ، وَلَهُ ردٌّ عَلَى ابْنِ خَفِيفٍ فِي مَسْأَلَةِ الإِغَانَةِ وَغيرهَا، وَمِمَّا قِيْلَ: إِنَّ بُنْدَاراً أَنشدَهُ: نوَائِبُ الدَّهْرِ أَدَّبَتْنِي ... وَإِنَّمَا يُوعَظُ الأَدِيبُ قَدْ ذُقْتُ حلُواً وَذُقْتُ مُرّاً ... كَذَاكَ عيشُ الفَتَى ضُروبُ مَا مَرَّ بُؤْسٌ وَلاَ نَعِيمٌ ... إلَّا وَلِي فِيْهِمَا نَصِيْبُ وَمِنْ كلاَمِهِ: لاَ تُخَاصِمْ لِنَفْسِكَ, فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ, دَعْهَا لِمَالِكِهَا, يفعلُ بِهَا مَا يُرِيْدُ. وَقَالَ: صُحْبَةُ أَهْلِ البِدَعِ تورِّث الإِعرَاضَ عَنِ الحَقِّ. قِيْلَ: تُوُفِّيَ بُنْدَار سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في حلبة الأولياء "10/ ترجمة 659"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 338".

علي بن بندار

فأما: 3273- علي بن بُنْدار 1: ابن الحُسَيْنِ الصُّوْفِيُّ العَابِدُ, فمعَاصرٌ لصَاحبِ التَّرْجَمَةِ، وَمَا هو بابن لَهُ, بل عليٌّ أَكبرُ, فَإِنَّهُ لقِيَ الجُنَيْدَ، وسمع محمد بن إبراهيم البوشنجي, وأباخليفة، وَكَانَ يُعْرَف بِالصَّيْرَفِيِّ. أَملَى مُدَّةً. رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ ووثَّقه. غرقَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 52".

مسلمة بن القاسم

3274- مَسْلَمَة بن القاسِم 1: ابن إبراهيم, المحدِّث الرحَّال, أَبُو القَاسِمِ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ, وَأَحْمَدَ بنَ خالد الجياب، وَبالقَيْرَوَانِ مِنْ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى التمَّار، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ فطيسٍ, وَبَأَطرَابلسَ مِنْ صَالِحِ ابْنِ الحَافِظِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيِّ، وَبمصرَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ أَبَانَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيِّ, وَبِمَكَّةَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الدَّيْبُلِيِّ, وَبِوَاسِطَ مِنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بن مبشر، وببغداد من أبي بكر زِيَادٍ, وَبِالبَصْرَةِ وَاليَمَنِ وَالشَّامِ, وَرجعَ إِلَى بلدِهِ بعلمٍ كَثِيْرٍ، وَلَمْ يَكُنْ بثقةٍ. قَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: سَمِعْتُ مَنْ ينسبُهُ إِلَى الكذبِ، وَقَالَ لِي مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى بنِ مفرجٍ: لَمْ يَكُنْ كذَّابًا, بَلْ كَانَ ضَعِيْفَ العقلِ, قَالَ: وَحُفظَ عَلَيْهِ كَلاَمُ سَوءٍ فِي التَّشْبِيهِ. وَقَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: أُرَاهُ كَانَ مِنْ أبناء الستين.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "4/ 122"، ولسان الميزان "6/ 35".

أبو بشر، والزاهي، والقراريطي

أبو بشر، والزاهي، والقراريطي: 3275- أبو بشر 1: قَاضِي القُضَاةِ, أَبُو بِشْرٍ عُمَرُ بنُ أَكْثَمَ بنِ أَحْمَدَ ابْنِ القَاضِي حَيَّانَ بنِ بِشْرٍ الأَسَدِيُّ الشَّافِعِيُّ. قَالَ الخَطِيْبُ: لَمْ يلِ القَضَاءَ بِبَغْدَادَ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ قبلَهُ غَيْرُ القَاضِي أَبِي السائب. توفي سنة سبع وخميسن وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ مِنْ بَيْتِ قَضَاءٍ وَعلمٍ. مَاتَ وَهُوَ فِي عشرِ الثَّمَانِيْنَ، وَوَلِيَ القَضَاءَ بعده ابن معروف. 3276- الزَّاهي 2: الشَّاعِرُ المُحسنُ المُجَوِّدُ, أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ إِسْحَاقَ بنِ خَلَفٍ البَغْدَادِيُّ, مَاتَ شَابّاً فِي جمادى الآخر سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. مدحَ الوَزِيْرَ المهلَّبي وَسيفَ الدَّوْلَةِ, وَهُوَ القَائِلُ: سَفَرْنَ بُدوراً وَانْتَقَبْنَ أَهِلَّةً ... وَمِسْنَ غُصوناً وَالتَفَتْنَ جَآذِرَا وَأَطلعنَ في الأجياد بالدر أنجمًا ... جعلن لحياة القلوب ضرائرا 3277- القراريطي 3: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ, أَبُو إِسْحَاقَ, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن عبد المؤمن الإِسكَافِيُّ, الكَاتِبُ المَعْرُوفُ بِالقَرَارِيْطيِّ. كَاتبُ مُحَمَّدِ بنِ رَائِقٍ. وَزَرَ للمتَّقي للهِ بَعْدَ الوَزِيْرِ ابْنِ البريديِّ, ثُمَّ عُزلَ بَعْدَ تسعَةٍ وَثَلاَثِيْنَ يَوْماً, وَغُرِّمَ مِائَتي أَلفِ دِيْنَارٍ وَزيَادَةً, ثُمَّ وَزَرَ بَعْدَ أَشهرٍ, وَقُبضَ عَلَيْهِ بَعْدَ ثمَانيَةِ أَشهرٍ, فنزحَ إِلَى الشَّامِ, وَكَتَبَ لصَاحبِهَا سَيْفِ الدَّوْلَةِ, ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ فِي وِزَارَةِ المُهَلَّبِيِّ, فَأَكرمَهُ وَوَصَلَهُ. رَوَى عَنِ الأَخفشِ الصَّغِيْرِ وَغَيْرِهِ. حدَّث عَنْهُ: المفيدُ، وَأَبُو الحَسَنِ الجَرَّاحِيُّ, وَكَانَ ظَلُوماً عَسُوَفاً. عَاشَ ستّاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً, وَمَاتَ فِي المحرَّم سنة سبع وخمسين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 249"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 17". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 350"، والأنساب للسمعاني "6/ 231"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 59"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 467"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 63". 3 ترجمته في العبر "2/ 309"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 41"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 26".

الطبسي

3278- الطَّبَسي 1: شَيْخُ الشَّافِعِيَّة, أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلٍ الطَّبَسِيُّ, تِلْمِيْذُ الإِمَامِ أَبِي إِسْحَاقَ المَرْوَزِيِّ. رَوَى عَنِ ابنِ خُزَيْمَةَ، وَيَحْيَى بنِ صَاعدٍ, وَغيِرهِمَا. وَلهُ تعليقةٌ عظيمَةٌ فِي المَذْهَبِ فِي نَحْوِ أَلفِ جُزءٍ. رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ، وأرَّخ مَوْتَهُ فِي سَنَةِ ثمان وخمسين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "2/ 274".

ابن عتبة

3279- ابن عُتْبَة 1: المحدِّث الصَّادِقُ, أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ عُتْبَةَ الرَّازِيُّ, ثُمَّ المِصْرِيُّ. سمع: مقدام بن داود الرُّعيني، وروح بن الفَرَجِ القَطَّانَ, وَيَحْيَى بنَ عُثْمَانَ، وَيَحْيَى بنَ أَيُّوْبَ العلاَّفِ, وَطَبَقَتَهُم. حدَّث عَنْهُ: عَبْدُ الغَنِيِّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَاسِ, وَشُعَيْبُ بنُ المِنْهَالِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ نظيفٍ, وَآخَرُوْنَ. مولدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَسَمِعَ سنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِمِصْرَ فِي جمَادَى الآخرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 307"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 20"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 22".

اللكي، ووالد المخلص، والمتقي لله

اللكي، ووالد المخلص، والمتقي لله: 3280- اللُّكِّي 1: المُعَمَّرُ, أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ كَثِيْرِ بنِ صدقَةَ بنِ الرَّيَّانِ المِصْرِيُّ اللُّكِّيُّ, نَزِيْلُ البَصْرَةِ. حدَّث فِي سَنَةِ سبعٍ عَنْ إِسْحَاقَ الدَّبَرِيِّ, وَالحَارِثِ التَّمِيْمِيِّ، وَالقَاضِي البرتِيِّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ, وَالكُدَيْمِيِّ, وَتَمْتَامٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ عَبْدُكَوَيْه، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَغَيْرُهُم. ضعَّفه الدَّارَقُطْنِيُّ, وَابنُ مَاكُولاَ. وَله جُزءٌ سمِعنَاهُ, فِيْهِ مَا ينكر. 3281- وَالِدُ المُخَلِّص 2: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَكَرِيَّا البَغْدَادِيُّ, الأَطْرُوْشُ, وَيُعْرَفُ بِابْنِ الفَامِيِّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيَّ، وَإِسْحَاقَ بنَ سُنَيْنَ الخُتُّلِيَّ, وَأَبا شُعَيْبٍ الحَرَّانِيَّ, وَسَمِعَ وَلَدَهُ أَبا طَاهرٍ المخلِّص كَثِيْراً. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقَوَيْه، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الحمَامِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ حمديَّةَ, وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ. وثَّقه ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3282- المتَّقِي للهِ 3: مَاتَ فِي السِّجنِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سبعٍ وَخَمْسِيْنَ, وَبَقِيَ في السجن أربعًا وخمسين سنة.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "4/ 112"، والعبر "2/ 319"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 35". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 295"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 44"، والعبر "2/ 309"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 25". 3 هو أبو إسحاق, إبراهيم بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد بالله أحمد بن الموفق العباسي, المخلوع, ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 51"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 43"، والعبر "2/ 307"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 22".

ابن الداعي

3283- ابن الدّاعي: الكَبِيْرُ, الرَّئيسُ المعظَّم الشَّرِيْفُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ بنِ الحَسَنِ العَلَوِيُّ الدَّيْلَمي المولدِ. وُلدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وحجَّ فِي سَنَةِ بضعٍ وَثَلاَثِيْنَ. بَرَعَ فِي الرَّأْيِ عَلَى الإِمَامِ أَبِي الحَسَنِ الكَرْخِيِّ، وَأَخذَ علمَ الكَلاَمِ عَنْ حُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ البَصْرِيِّ، وَأَفتَى ودرَّس, وولي نقابة الطالبين فِي دَوْلَةِ بنِي بُوَيْه, فعَدَلَ وحُمِدَ، وَكَانَ معزُّ الدَّوْلَةِ يُبالغُ فِي تعظيمِهِ وَتقبيلِ يدِهِ؛ لعبَادَتِهِ وَهَيْبَتِهِ, وَكَانَ فِيْهِ تشيُّعٌ بِلاَ غُلُوّ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوْخِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ الأَزرقِ قَالَ: كُنْتُ بحضرَةِ الإِمَام أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الدَّاعِيِّ, فَسَأَلَهُ أَبُو الحَسَنِ المُعْتَزلِيُّ عمَّا يقولُهُ فِي طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ, فَقَالَ: أَعتقدُ أَنَّهُمَا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ, قَالَ: مَا الحجَّةُ؟ قَالَ: قَدْ رويت تَوْبَتهُمَا، وَالَّذِي هُوَ عُمدتِي أنَّ اللهَ بشَّرَهُمَا بِالجَنَّةِ, قَالَ: فَمَا تنكر على من زعم أنه -عليه السلام- قَالَ: إِنَّهُمَا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمقَالَتُهُ: "فَلَو مَاتَا لكَانَا فِي الجَنَّةِ" فلمَّا أَحدثَا زَالَ ذَلِكَ, قَالَ: هَذَا لاَ يلزمُ، وَذَلِكَ أنَّ نقلَ المُسْلِمِينَ أنَّ بِشَارَةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سبقتْ لَهُمَا, فَوجبَ أَنْ تكُونَ موَافَاتُهُمَا القِيَامَة علَى عملٍ يوجبُ لَهُمَا الجَنَّةَ، وَإِلاَّ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بِشَارَةً, فدعَا لهُ المُعْتَزلِيُّ وَاسْتحسنَ ذَلِكَ, ثُمَّ قَالَ: وَمحَالٌ أَنْ يُعتقدَ هَذَا فِيْهِمَا، وَلاَ يُعتقد مثلُهُ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعمرَ؛ إِذ البشَارَةُ للعَشَرَةِ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوْخِيُّ: رَأَيْتُ فِي مَجْلِسِ أَبِي عَبْدِ اللهِ وَقَدْ جَاءهُ رَجُلٌ بفتوَى فيمَنْ حلفَ فطَّلق امرأَتَهُ ثَلاَثاً مَعاً, فَقَالَ لَهُ: تريد أن أفتيك بما عِنْدِي، وَعِنْدَ أَهْلِ البَيْتِ, أَوْ بِمَا يَحْكيهِ غيرُنَا عَنْ أَهْلِ البَيْتِ, فَقَالَ: أُريدُ الجمِيعَ, قَالَ: أمَّا عِنْدِي وَعِنْدَهُمْ فَقَدْ بَانَتْ، وَلاَ تحلُّ لَكَ حَتَّى تنكحَ زوجاً غيرَكَ. قَالَ التَّنُوْخِيُّ: وَلَمْ يَزَلْ أَبُو عَبْدِ اللهِ بِبَغْدَادَ، وَبَايَعَهُ جَمَاعَةٌ عَلَى الإِمَامَةِ, فَلَمْ يقدرْ عَلَى الخُرُوجِ, فلمَّا كَانَ فِي سَنَةِ 353 سَارَ معزُّ الدَّوْلَةِ إِلَى المَوْصِلِ لِحَرْبِ ابْنِ حمدَانَ, فَوَجَدَ أَبُو عَبْدِ اللهِ فرصةً, فَرَكِبَ يَوْماً إِلَى عزِّ الدَّوْلَةِ, فَخوطبَ فِي مَجْلِسِهِ بِسببِ خلاَفٍ بَيْنَ شريفينِ خطَاباً ظَاهِراً اسْتَقصَاءً لفعلِهِ, فتألَّم وَخَرَجَ مغضباً, ثُمَّ أَصلحَ أَمرَهُ, وَرتَّبَ قَوْماً بخيلٍ خَارجَ بَغْدَادَ, وَأَظهرَ أَنَّهُ عليلٌ, وَحُجبَ عَنْهُ النَّاسُ, ثُمَّ تسَحَّبَ خِفيَةً بَابنِهِ الكَبِيْرِ، وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صوفٍ, وَفِي صَدْرِهِ مصحفٌ وَسَيْفٌ, فلحقَ بِهَوْسَمَ1 مِنْ بلاَدِ الدَّيْلَمِ, فَأَطَاعَتْهُ الدَّيْلَمُ, وَكَانَ أَعجمِيَّ اللِّسَانِ, وَأُمُّهُ مِنْهُم, وتلقَّب بِالمَهْدِيِّ, وَكَانَتْ أَعلاَمُهُ مِنْ حريرٍ أَبيضَ, فِيْهَا: لاَ إِلَهَ إلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ, وَأَذنَابُهَا خُضرٌ, فَأَقَامَ العدلَ، وتقشَّف، وَقنِعَ بِالقُوْتِ, وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ لقوَّادِهِ: إِنَّا عَلَى مَا تَرَوْنَ, فمتَى غيِّرت أَوِ ادَّخرت دِرْهَماً, فَأَنْتُم فِي حِلٍّ مِنْ بيعتِي، وَكَانَ يَعِظُ وَيعلِّمُهُم, وَيحثُّ عَلَى الجِهَادِ, وَيكْتُبُ إِلَى الأَطرَافِ ليُبَايعُوهُ، وَكَاتَبَ رُكنَ الدَّوْلَةِ وَمعزَّ الدَّوْلَةِ فِي ذَلِكَ, فَأَجَابَهُ رُكنُ الدَّوْلَةِ بِالإِمَامَةِ، وَاعْتَذَرَ مِنْ تركِ نُصرتِهِ, وَلَمْ يَتَلَقَّبْ بِإِمرَةِ المُؤْمِنِيْنَ, بَلْ بِالإِمَامِ المَهْدِيِّ. قُلْتُ: كَانَ يمتنعُ مِنَ التَّرحُّمِ عَلَى مُعَاوِيَةَ -رضي الله عنه, ولا يشتم الصحابة.

_ 1 هي من نواحي بلاد الجبل خلف طبرستان والديلم. قاله ياقوت الحموي في "معجم البلدان" "5/ 420".

ابن السكن

3284- ابن السَّكَن 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ الكَبِيْرُ, أَبُو عَلِيٍّ سَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدِ بنِ السَّكَنِ المِصْرِيُّ البَزَّازُ, وَأَصلُهُ بغدَادِيٌّ. نزلَ مِصْرَ بَعْدَ أَنْ أَكثرَ التِّرْحَال مَا بَيْنَ النَّهرينِ؛ نهرَ جَيْحُونَ وَنهرَ النِّيلِ, مولدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَابنِ أَبِي دَاوُدَ، وَطبقتِهمَا, وَبحرَّانَ مِنْ: الحَافِظِ أَبِي عَرُوْبَةَ, وَطَائِفَةٍ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ عُمَيْرِ بنِ جَوْصَا، وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الحَلَبِيِّ, وَأَقرَانِهِمَا, وَبِخُرَاسَانَ صَحِيْحَ البُخَارِيِّ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفرَبْرِيِّ, فَكَانَ أوَّل مَنْ جَلَبَ الصَّحِيْحَ إِلَى مِصْرَ وحدَّث بِهِ، وَقَدْ لحقَ بِمِصْرَ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ بَدْرٍ البَاهِلِيَّ, وَعَليَّ بنَ أَحْمَدَ علاَّنَ, وَأَبا جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيَّ, وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ أَيْضاً مِنْ مُحَمَّدِ بنِ خُرَيْمٍ, وَجَمَاعَةٍ مِنْ بَقَايَا أَصْحَابِ هِشَامِ بنِ عمَّار, وَسَمِعَ بِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي حَامِدِ بنِ الشَّرْقِيِّ, وَمكِّيّ بنِ عَبْدَانَ, وَأَعَانَهُ عَلَى سَعَةِ الرِّحلَةِ التكسُّب بِالتجَارَةِ. جمعَ وصنَّف، وجرَّح وعدَّل, وصحَّح وعلَّل, وَلَمْ نَرَ توَالِيفَهُ, هِيَ عِنْدَ المغَاربةِ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْر, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، وَعَبْدُ الغَنِيِّ الأَزْدِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقُ, وَعبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بن النحاس, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسَد القُرْطُبِيّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ عَوْنِ اللهِ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مفرَّجٍ. كَانَ ابْنُ حَزْمٍ يُثنِي عَلَى صحيحِهِ المُنتقَى, وفيه غرائب.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 890"، والعبر "2/ 297"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 338"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 12".

تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَحَدِيْثُهُ يعزُّ وَقوعُهُ لَنَا وَيعسُرُ إلَّا بنزولٍ. كتبَ إليَّ أَحْمَدُ بنُ سلاَمةٍ المُقْرِئُ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ حمْدٍ, عَنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ المَوْصِلِيِّ, أَنْبَأَنَا عبدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ المَالِكِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ سَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عِيْسَى, حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ, حَدَّثَنَا حَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمِ بنِ هرمزٍ, عَنْ سَعِيْدٍ وَمُحَمَّدٍ ابْني عُبيدٍ, عَنْ أَبِي حَاتِمٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا جَاءكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِيْنَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ, إِنْ لاَ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيْضٌ" 1. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: أَبوْ حَاتمٍ هَذَا صحَابِيٌّ, مَا رَوَى شَيْئاً سِوَى هَذَا الحَدِيْثِ. وَمِمَّنْ مَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ: مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ؛ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ بنِ أَفْرَجَه, وَحَافظُ الوَقْتِ؛ أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ المَذْكُورُ، وَمُقْرِئُ بَغْدَادَ؛ أَبُو عِيْسَى بكَّارُ بنُ أَحْمَدَ، وَالمُسْنِدُ؛ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيُّ المُؤَدِّبُ، وَمُسْنِدُ العصرِ؛ أَبُو الفَوَارِسِ شُجَاعُ بنُ جَعْفَرٍ البَغْدَادِيُّ الوَرَّاقُ فِي عشرِ المائَةِ, وَمُسْنِدُ العجمِ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارَ المَدِيْنِيُّ شَيْخُ أَبِي نُعَيْمٍ, وَمُسْنِدُ دِمَشْقَ؛ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ أَبِي العَقَبِ الهَمْدَانِيُّ, وَمحدِّثُ دِمَشْقَ؛ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بن شعيب الأنصاري.

_ 1 حسن: ورد من حديث أبي حاتم المزني، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم. أمَّا حديث أبي حاتم المزني -رضي الله عنه: فأخرجه الترمذي "1085"، والبيهقي "7/ 82"، والدولابي في "الكُنَى" "1/ 25" من طريق عَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمِ بنِ هرمزٍ، عَنْ محمد وسعيد ابني عبيد، عن أبي حاتم المزني، به. وقال الترمذي: "حديث حسن غريب، وأبو حاتم المزني له صحبة، ولا نعرف لَهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غير هذا الحديث". قلت: بل إسناده ضعيف، وليس حسنًا؛ لجهالة ابني عبيد، وهما محمد وسعيد, كما أنَّ الراوي عنهما وهو ابن هرمز ضعيف -كما قال الحافظ في "التقريب". فهذه ثلاث علل في الإسناد، فليس الحديث حسنًا كما قال الترمذي الذي عرف بالتساهل عند علماء الحديث، لكن الحديث حسن باعتبار شاهد أبي هريرة خاصَّة، وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه الترمذي "1084"، وابن ماجه "1967"، والحاكم "2/ 165" من طريق عبد الحميد بن سليمان الأنصاري أخي فليح, عن محمد بن عجلان، عن ابن وثيمة البصري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, إلّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيْضٌ"، وقال الترمذي: "قد خولف عبد الحميد بن سليمان، فرواه الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- مرسلًا -أي: منقطعًا. قال محمد -يعني: البخاري: وحديث الليث أشبه، ولم يعد حديث عبد الحميد محفوظًا. قلت: مع مخالفته لليث بن سعد الثقة الثبت، فهو ضعيف -كما في "التقريب"، ولهذا قال الحاكم في إثر الحديث: صحيح الإسناد. وتعقَّبه الذهبي في "التلخيص" بقوله: "قلت: عبد الحميد، قال أبو داود: كان غير ثقة، ووثيمة لا يعرف". قلت: كذا وقع في مستدرك الحاكم "وثيمة" وإنما هو "ابن وثيمة" كما وقع عند سائر من أخرجوه. وهو معروف، فإنه زفر بن وثيمة بن مالك بن أوس بن الحدثان النصري "بالنون" الدمشقي، وقد روى عنه أيضًا محمد بن عبد الله بن المهاجر, وقال ابن القطان: مجهول الحال، تفرَّد عنه محمد بن عبد الله الشعبي. قال الذهبي متعقبًا عليه: "قلت: قد وثَّقه ابن معين ودحيم". وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة. قلت: ومع أن الراجح أنَّ رواية الليث بن سعد منقطعة بين ابن عجلان وأبي هريرة، فهو شاهد لا بأس به -إن شاء الله؛ لحديث أبي حاتم المزني، يصير به الحديث حسنًا -كما قال الترمذي، والله أعلم. وأما حديث ابن عمر: فقد أخرجه ابن عدي في "الكامل"، والدولابيّ في "الكنى" "2/ 27" من طريق عمار بن مطر، حدثنا مالك بن أنس, عن نافع، عنه، به مرفوعًا. وقال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا كذب. قلت: يعني على مالك. وقال ابن عدي: "هذا لحديث بهذا الإسناد باطل, ليس بمحفوظ عن مالك، وعمَّار بن مطر، الضعف على رواياته بَيِّنٌ".

الطبراني

3285- الطبراني 1: هُوَ الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ الرحَّال الجوَّال, محدِّث الإِسلاَمِ, علمُ المعمَّرينَ, أَبُو القَاسِمِ سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَيُّوْبَ بنِ مُطَيّرٍ اللَّخْمِيُّ الشَّامِيُّ الطَّبَرَانِيُّ, صَاحبُ المَعَاجِمِ الثَّلاَثَةِ. مَوْلِدُهُ بِمدينَةِ عكَّا فِي شَهْرِ صَفَرٍ سنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَكَانَتْ أُمُّهُ عكَّاويِّة. وأوَّل سمَاعِهِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ، وَارْتَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ, وَحَرَصَ عَلَيْهِ, فَإِنَّهُ كَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ مِنْ أَصْحَابِ دُحَيْمٍ, فَأَوَّلُ ارتحَالِهِ كَانَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ, فَبقِي فِي الارتحَالِ, وَلقِيِّ الرِّجَالِ ستَّةَ عشرَ عَاماً، وَكَتَبَ عمَّن أَقبلَ وَأَدبرَ, وَبَرَعَ فِي هَذَا الشأن, وجمع وصنَّف، وعمَّر دهرًا طويلًا, وَازدحَمَ عَلَيْهِ المحدِّثُونَ, وَرحلُوا إِلَيْهِ مِنَ الأَقطَارِ.

_ 1 ترجمته في أخبار أصبهان "1/ 335"، والأنساب للسمعاني "8/ 199"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 54"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 274"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 875"، وميزان الاعتدال "2/ 195"، ولسان الميزان "3/ 73"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 59"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 30".

لقيَ أَصْحَابَ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَرَوْحِ بنِ عُبَادَةَ, وَأَبِي عَاصِمٍ، وحجَّاج بنِ مُحَمَّدٍ, وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَلَمْ يَزَلْ يكتبُ حَتَّى كتبَ عَنْ أَقرَانِهِ. سَمِعَ مِنْ هَاشِمِ بنِ مَرْثَدٍ الطَّبَرَانِيِّ, وَأَحْمَدَ بنِ مَسْعُوْدٍ الخَيَّاطِ حدَّثه ببيتِ المَقْدِسِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ, عَنْ عَمْرِو بنِ أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيْسِيِّ، وَسَمِعَ بطبريَّةَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ اللِّحيَانِيَّ صَاحبِ آدمَ، وَبقيسَارِيَّةَ مِنْ عَمْرِو بن ثَوْرٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي سفيان صاحبي الفريابي، وسمع نَحْوِ أَلفِ شَيْخٍ أَوْ يزيدُوْنَ. وَرَوَى عَنْ أبي زرع الدِّمَشْقِيِّ، وَإِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الدَّبرِيِّ, وَإِدْرِيْسَ بنِ جَعْفَرٍ العَطَّارِ، وَبِشْرِ بنِ مُوْسَى, وَحَفْصِ بنِ عُمَرَ سنجَةَ, وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيِّ المجَاورِ، وَمِقدَامِ بنِ دَاوُدَ الرُّعَيْنِيِّ، وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ العلاَّفِ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ, وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الحَوْطِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فيلٍ البَالِسِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البُسْرِيِّ, وَأَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نُبَيْطٍ الأَشجعِيِّ صَاحبِ تِلْكَ النّسخةِ الموضوعةِ، وَأَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ الخشَّاب, وَأَحْمَدَ بنِ دَاوُدَ البَصْرِيِّ, ثُمَّ المكِّيّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ البتلهِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ خليدٍ الحَلَبِيِّ, لقيَهُ بِهَا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَمِنْ أَحْمَدَ بنِ زِيَادٍ الرَّقِّيِّ الحذَّاء صَاحبِ حجَّاجِ الأَعورِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سُوَيْدٍ الشّبامِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بزَّةَ الصَّنْعَانِيِّ وَالحَسَنِ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى البَوْسِي أَصْحَاب عَبْد الرَّزَّاقِ، وَبَكْرِ بنِ سَهْلٍ الدِّمياطيِّ, وَحَبُّوشِ بنِ رزقِ اللهِ المِصْرِيِّ, وَأَبِي الزِّنْبَاعِ رَوْحِ بنِ الفَرَجِ القَطَّانِ, وَالعَبَّاسِ بنِ الفَضْلِ الأَسفَاطيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ المَصِّيْصِيِّ, وَعبدِ الرَّحِيْمِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَرْقِيِّ, سَمِعَ مِنْهُ السِّيرَةَ, لكنَّهُ وَهِم وسمَّاه أَحْمَدَ باسمِ أَخِيْهِ, وَعَلِيِّ بن عبد الصمد ماغمَّه, وَأَبِي مُسْلِمٍ الكَجِّيِّ, وَإِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المِصْرِيِّ القَطَّانِ، وَإِدْرِيْسَ بنِ عبدِ الكَرِيْمِ الحَدَّادِ, وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيِّ القلاَنسِيِّ, وَالحَسَنِ بنِ سَهْلٍ المُجَوِّزِ, وَزَكَرِيَّا بنِ حَمْدَوَيْه الصفَّار، وَعُثْمَانَ بنِ عُمَرَ الضَّبِّيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ التمَّار, وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ المُنْذِرِ القَزَّازِ, صَاحبِ سَعِيْدِ بنِ عَامِرٍ الضُّبَعِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا الغَلاَبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الصَّائِغِ, وَأَبِي علاَثةَ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ خَالِدٍ الحرَّاني, وَمُحَمَّدِ بنِ أَسَدِ بنِ يَزِيْدَ الأَصْبَهَانِيِّ, حدَّثه عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُعَاذٍ دُرَّان, وَأَبِي عبدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ, وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ رُمَاحِس, وَهَارُوْنَ بنِ ملُّولٍ، وَسَمِعَ بِالحَرَمَيْنِ وَاليَمَنِ وَمدَائِنَ الشَّامِ وَمِصْرَ وَبغدَادَ وَالكُوْفَةِ وَالبَصْرَةِ وَأَصْبَهَانَ وَخوزستَانَ, وَغَيْرِ ذَلِكَ, ثُمَّ اسْتوطنَ أَصْبَهَانَ، وَأَقَامَ بِهَا نَحْواً مِنْ سِتِّيْنَ سَنَةً, ينشُرُ العِلْمَ وَيُؤَلِّفهُ, وَإِنَّمَا وَصلَ إِلَى

العِرَاقِ بَعْدَ فرَاغِهِ مِنْ مِصْرَ وَالشَّامِ وَالحِجَازِ وَاليَمَنِ, وَإِلاَّ فَلَو قصدَ العِرَاقَ أَوَّلاً لأَدركَ إِسْنَاداً عظيماً. حدَّث عَنْهُ: أَبُو خَلِيْفَةَ الجُمَحِيُّ، وَالحَافِظُ ابْنُ عُقْدَةَ, وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الصحَّاف, وَابنُ مَنْدَةَ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه, وَأَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ البسطَامِيُّ, وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَارُوْدِيُّ, وَأَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكوَانِيُّ، وَأَحْمدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيُّ, وَالحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ المَرْزُبانِ, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ فَاذَشَاهُ, وَأَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الصفَّار, وَمَعْمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ زِيَادٍ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرِّبَاطِيُّ, وَالفَضْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ شهريَارَ، وَعبدُ الواحدِ بنُ أَحْمَدَ البَاطِرقَانِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَصْبَهَانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدُكَوَيْه, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ شمةَ, وَبِشْرُ بنُ مُحَمَّدٍ الميهنيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ؛ آخِرُهُم مَوْتاً أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رِيذَةَ التَّاجِرُ, ثُمَّ عَاشَ بَعْدَهُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بكرٍ الذَّكوَانِيُّ, يَرْوِي عَنِ الطَّبَرَانِيِّ بِالإِجَازَةِ, فَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعينَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَمَاتَ ابْنُ رِيذَةَ عَامَ أَرْبَعينَ. وَمِنْ توَالِيفِهِ: "المُعْجَمُ الصَّغِيْرُ" فِي مُجَلَّدٍ, عَنْ كُلِّ شَيْخٍ حَدِيْثٌ, وَ "المُعْجَمُ الكَبِيْرُ" وَهُوَ مُعْجَمُ أَسمَاءِ الصَّحَابةِ وَترَاجمِهِم, وَمَا رَوَوْهُ, لَكنْ لَيْسَ فِيْهِ مُسْندُ أَبِي هُرَيْرَةَ, وَلاَ اسْتوعبَ حَدِيْثَ الصَّحَابَةِ المُكثرينَ, فِي ثَمَانِ مُجَلَّدَاتٍ, وَ"المُعْجَمُ الأَوسطُ" عَلَى مشَايِخِهِ المُكثرينَ, وَغَرَائِبُ مَا عِنْدَهُ عَنْ كُلِّ وَاحدٍ, يَكُونُ خَمْسَ مجلدَاتٍ, وَكَانَ الطَّبَرَانِيُّ فِيمَا بلغنَا يَقُوْلُ عَنِ الأَوسطِ: هَذَا الكِتَابُ رُوحي. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ: سَأَلَ أَبِي أَبا القَاسِمِ عَنْ كَثْرَةِ حَدِيْثِهِ فَقَالَ: كُنْتُ أَنَامُ عَلَى البوَارِي1 ثَلاَثِيْنَ سَنَةً. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَدِمَ الطَّبَرَانِيُّ أَصْبَهَانَ سنَةَ تِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, ثُمَّ خَرَجَ, ثُمَّ قدمَهَا, فَأَقَامَ بِهَا محدِّثًا سِتِّيْنَ سَنَةً. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظُ: قَالَ أَبُو أَحْمَدَ العسَّالُ القَاضِي: إِذَا سَمِعْتُ مِنَ الطَّبَرَانِيِّ عِشْرِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ، وَسَمِعَ مِنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ ثَلاَثِيْنَ أَلفاً، وَسَمِعَ مِنْهُ أَبُو الشيخ أربعين ألفًا, كملنا.

_ 1 البواري: جمع بارية، وهي الحصير المنسوج.

قُلْتُ: هَؤُلاَءِ كَانُوا شُيُوْخَ أَصْبَهَانَ مَعَ الطَّبَرَانِيِّ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ بُنْدَارَ يَقُوْلُ: دَخَلتُ العَسْكَرَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ, فحضرتُ مَجْلِسَ عَبْدَانَ، وَخَرَجَ ليُمْلِي, فَجَعَلَ المُسْتَمْلِي يَقُوْلُ لَهُ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُملِي فَيَقُوْلُ: حَتَّى يحضرَ الطَّبَرَانِيُّ, قَالَ: فَأَقبلَ أَبُو القَاسِمِ بَعْدَ سَاعَةٍ متَّزِراً بِإِزَارٍ, مُرتدياً بآخرَ، وَمَعَهُ أَجْزَاءٌ, وَقَدْ تبعَهُ نَحْو مِنْ عِشْرِيْنَ نَفْساً مِنَ الغرباءِ مِنْ بلدَانٍ شتَّى, حَتَّى يُفيدهُم الحَدِيْث. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه فِي تَارِيْخِهِ: لَمَّا قَدِمَ الطَّبَرَانِيُّ قَدْمَته الثَّانيةَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ إِلَى أَصْبَهَانَ, قَبَّله أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رُسْتُمَ العالم، وضمَّه إِلَيْهِ, وَأَنزلَهُ المدينَةَ وَأَحسنَ معونَتَهُ, وَجَعَلَ لَهُ معلوماً مِنْ دَارِ الخَرَاجِ, فَكَانَ يَقْبِضُهُ إِلَى أَنْ مَاتَ, وَقَدْ كنَّى وَلدَهُ مُحَمَّداً أَبا ذرٍّ, وَهِيَ كنيَةُ وَالدِهِ أَحْمَدَ. قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ مَنْدَةَ: سَمِعْتُ مشَايخنَا مِمَّنْ يُعْتَمَد عَلَيْهِم يَقُوْلُوْنَ: أَملَى أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ حَدِيْثَ عِكرمةَ فِي الرُّؤْيَةِ, فَأَنكرَ عَلَيْهِ ابن طباطبا العلوي, ورماه بدَواة كَانَتْ بَيْنَ يَديهِ, فلمَّا رَأَى الطَّبَرَانِيُّ ذَلِكَ وَاجَهَهُ بكلامٍ اختصرْتُهُ, وَقَالَ فِي أَثنَاءِ كلاَمِهِ: مَا تسكتُوْنَ وَتشتغلُوْنَ بِمَا أَنْتُم فِيْهِ حَتَّى لاَ يُذْكَرَ مَا جَرَى يَوْمَ الحَرَّةِ, فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ ابْنُ طَباطبا قَامَ وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ, وَنَدِمَ, ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَنْدَةَ: وَبلغنِي أنَّ الطَّبَرَانِيَّ كَانَ حَسَنَ المشَاهدَةِ, طيِّبَ المُحَاضَرَةِ, قرأَ عَلَيْهِ يَوْماً أَبُو طَاهِرٍ بنُ لُوقَا حَدِيْثَ: كَانَ يغسلُ حَصَى جِمَارِهِ فصحَّفه وَقَالَ: خُصِي حمَارِهِ, فَقَالَ: مَا أَرَادَ بِذَلِكَ يَا أَبا طَاهرٍ؟ قَالَ: التَّواضعَ, وَكَانَ هَذَا كَالمُغَفَّلِ, قَالَ له الطبراني يومًا: أنت ولدي, قال: وَإِيَّاكَ يَا أَبا القَاسِمِ, يَعْنِي: وَأَنْتَ. قَالَ ابْنُ مَنْدَةَ: وَوجدتُ عَنْ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الفَقِيْهِ, أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ السُّلَمِيُّ, قَالَ: سَمِعْتُ الطَّبَرَانِيَّ يَقُوْلُ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ رُسْتُمَ بنِ فَارِسَ دَخَلتُ عَلَيْهِ, فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَعْضُ الكُتَّابِ فصبَّ عَلَى رجلِهِ خَمْسَ مائَةِ دِرْهَمٍ, فلمَّا خَرَجَ الكَاتِبُ أَعطَانِيْهَا, فلمَّا دَخَلتْ بنتُهُ أُمُّ عدنَانَ صبَّتْ عَلَى رجلِهِ خَمْسَ مائَةٍ, فَقُمْتُ فَقَالَ: إِلَى أَينَ؟ قُلْتُ: قُمْتُ لئلَّا يقولَ: جلَسْتُ لِهَذَا, فَقَالَ: ارفَعْ هَذِهِ أَيْضاً, فلمَّا كَانَ آخرُ أَمرِهِ تكلَّم فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ -رضيَ اللهُ عَنْهُمَا- بِبَعضِ الشَّيْءِ, فَخَرَجتُ وَلَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ بَعْدُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الفَقِيْهُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ حمْدَانَ, وَأَبا الحَسَنِ المَدِيْنِيَّ, وَغيرَهُمَا يَقُوْلُوْنَ: سمِعنَا الطَّبَرَانِيَّ يَقُوْلُ: هَذَا الكِتَابُ رُوحي -يَعْنِي: المُعْجَمَ الأَوسطَ. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ فَارِسَ اللُّغَوِيُّ: سَمِعْتُ الأُسْتَاذَ ابنَ العَمِيْدِ يَقُوْلُ: مَا كُنْتُ أَظنُّ

أنَّ فِي الدُّنْيَا حَلاَوَةً أَلذَّ مِنَ الرِّئاسَةِ وَالوزَارَةِ الَّتِي أَنَا فِيْهَا, حَتَّى شَاهدتُ مذَاكرَةَ أَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الجِعَابِيِّ بحضرتِي, فَكَانَ الطَّبَرَانِيُّ يغلِبُ أَبَا بَكْرٍ بكَثْرَةِ حِفْظِهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يغلبُ بِفطنَتِهِ وَذكَائِهِ, حَتَّى ارتفعت أصواتها، وَلاَ يكَادُ أَحدُهُمَا يغلبُ صَاحبَهُ, فَقَالَ الجِعَابِيُّ: عِنْدِي حَدِيْثٌ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا إلَّا عِنْدِي, فَقَالَ: هَاتِ, فَقَالَ: حدَّثنا أَبُو خَلِيْفَةَ الجُمَحِيُّ, حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ, وحدَّث بِحَدِيْثٍ, فَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ, وَمِنِّي سَمِعَهُ أَبُو خَلِيْفَةَ, فَاسمعْ منِّي حَتَّى يَعلُو فِيْهِ إِسنَادُكَ, فَخجلَ الجِعَابِيُّ, فَوَدِدْت أَنَّ الوزَارَةَ لَمْ تكن, وكنت أنا الطبران, وفرحت كفرحه، أو كما قال. أنبئونا عن أبي المكارم, عَنْ غَانِمٍ البُرجِيِّ, أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الهَيْثَمِ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبا جَعْفَرٍ بنَ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: لقيتُ ابنَ عُقدَةَ بِالكُوْفَةِ, فسأَلته يَوْماً أَنْ يُعيدَ لِي فَوْتاً, فَامْتَنَعَ, فشدَّدتُ عَلَيْهِ, فَقَالَ: مِنْ أَيِّ بلدٍ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَصْبَهَانَ. فَقَالَ: نَاصِبَةٌ يَنْصِبُوْنَ العدَاوَةَ لأَهلِ البَيْتِ, فَقُلْتُ: لاَ تَقُلْ هَذَا, فإنَّ فِيهِم متفقِّهَةً وَفضلاَءَ وَمتشيِّعَةً, فَقَالَ: شيعَةُ مُعَاوِيَةَ, قُلْتُ: لاَ وَاللهِ, بَلْ شيعَةُ عَلِيٍّ, وَمَا فِيهِم أَحدٌ إلَّا وَعلِيٌّ أَعزُّ عَلَيْهِ مِنْ عينِهِ وَأَهلِهِ, فَأَعَادَ عليَّ مَا فَاتَنِي, ثُمَّ قَالَ لِي: سَمِعْتَ مِنْ سُلَيْمَانَ بنِ أَحْمَدَ اللَّخمِيِّ, فَقُلْتُ: لاَ لاَ أَعرفهُ, فَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللهِ, أَبُو القَاسِمِ ببلدِكُم، وَأَنْتَ لاَ تسمع مِنْهُ, وَتُؤذِينِي هَذَا الأَذَى بالكُوْفَةِ, مَا أَعرفُ لأَبِي القَاسِمِ نظيراً, قَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ, وَسَمِعَ مِنِّي, ثُمَّ قَالَ: أَسمعتَ مُسْنَدَ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ؟ فَقُلْتُ: لاَ, قَالَ: ضيَّعْتَ الحزمَ؛ لأَنَّ منبعَهُ مِنْ أَصْبَهَانَ, وَقَالَ: أَتعرفُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: نعم, قَالَ: قلَّ مَا رَأَيْتُ مثلَهُ فِي الحِفْظِ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ: أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ أَحدُ الحفَّاظ المذكورينَ, حدَّث عَنْ أَحْمَدَ بنِ عبدِ الرَّحِيْمِ البَرْقِيِّ، وَلَمْ يحتملْ سنُّهُ لُقِيَّهُ, تُوُفِّيَ أَحْمَدُ بِمِصْرَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ, قُلْتُ: قَدْ مَرَّ أَنَّ الطَّبَرَانِيَّ وَهِمَ فِي اسْمِ شَيْخِهِ عبدِ الرَّحِيْمِ, فَسَمَّاهُ: أَحْمَدَ, واستمرَّ وَقَد أرَّخ الحَافِظُ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ وَفَاةَ أَحْمَدَ بنِ البَرْقِيِّ هَكَذَا فِي مَوْضِعٍ, وَأَرَّخَهَا فِي مَوْضِعٍ آخرَ سنَةَ سَبْعِيْنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْهَا, وَعَلَى الحَالين فَمَا لقيَهُ, وَلاَ قَاربَ, وَإِنَّمَا وَهِمَ فِي الاسْمِ, وَحملَ عَنْهُ السِّيرَةَ النَّبويَةَ بسمَاعِهِ مِنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ هِشَامٍ السَّدُوْسِيِّ, وَقَدْ كَانَ أَحْمَدُ بنُ البَرْقِيِّ يَرْوِي عَنْ عَمْرِو بن أبي سلمة التِّنِّيْسِيِّ, وَالكِبَارِ الَّذِيْنَ لَمْ يُدْرِكْهُم أَخُوْهُ عبدُ الرحيم, ثم أننا رأينا االطبراني لَمْ يذكرْ عبدَ الرَّحِيْمِ باسمِهِ هَذَا فِي مُعْجَمِهِ, بَلْ تمَادَى عَلَى الوَهْمِ وسمَّاه بِأَحْمَدَ, فِي حرفِ الأَلِفِ, وَلهذينِ أَخٌ ثَالثٌ؛ وَهُوَ مُحَمَّدُ بنُ البَرْقِيِّ الحَافِظُ, لَهُ مؤلَّف فِي الضُّعَفَاءِ, وَهُوَ أَسنُّ الثَّلاَثَةِ, تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعينَ وَمائَتَيْنِ, وَمَاتَ عبدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَرْقِيِّ الَّذِي لقيَهُ الطَّبَرَانِيُّ وزَلَّ فِي تسمِيَتِهِ بِأَحْمَدَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ

وَمائَتَيْنِ, وَقَدْ سمِعنَا السِّيرَةَ مِنْ طريقِهِ، وَقَدْ سُئِل الحَافِظُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الشِّيْرَازِيُّ عَنِ الطَّبَرَانِيِّ فَقَالَ: كَتَبْتُ عَنْهُ ثَلاَثَ مائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ, ثُمَّ قَالَ: وَهُوَ ثِقَةٌ, إلَّا أَنَّهُ كتبَ عَنْ شَيْخٍ بِمِصْرَ، وَكَانَا أَخوينِ, وَغلطَ فِي اسْمِهِ -يَعْنِي: ابْني البَرْقِيِّ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: وَجدتُ أَبَا علِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيَّ الحَافِظَ سَيِّءَ الرَّأْيِ فِي أَبِي القَاسِمِ اللَّخمِيِّ, فسأَلتُهُ عَنِ السَّبَبِ فَقَالَ: اجتمعْنَا عَلَى بَابِ أَبِي خَلِيْفَةَ, فَذَكَرْتُ لَهُ طُرقَ حَدِيْثِ: "أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعضَاءَ" 1 فَقُلْتُ لَهُ: يحفظُ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَيْسَرَةَ, عَنِ طاوس, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَلَى رَوَاهُ غُنْدَرٌ، وَابنُ أَبِي عَدِيٍّ, قُلْتُ: مَنْ عَنْهُمَا؟ قَالَ: حدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, عَنِ أَبيهِ, عنهما, فاتهمه إِذْ ذَاكَ فَإِنَّهُ مَا حدَّث بِهِ غَيْرُ عُثْمَانَ بنِ عُمَرَ, عَنْ شُعْبَةَ, قُلْتُ: هَذَا تعنَّت عَلَى حَافظٍ حجَّةٍ. قَالَ الحَافِظُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ المَقْدِسِيُّ: هَذَا وَهِمَ فِيْهِ الطَّبَرَانِيُّ فِي المذَاكرَةِ, فأمَّا فِي جمعِهِ حَدِيْثَ شُعبَةَ, فَلَمْ يَرْوِهِ إلَّا مِنْ حَدِيْثِ عُثْمَانَ بنِ عُمَرَ, وَلَوْ كَانَ كُلُّ مَنْ وَهِمَ فِي حَدِيْثٍ وَاحدٍ اتُّهِمَ؛ لكَانَ هَذَا لاَ يسلمُ مِنْهُ أَحدٌ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه: دَخَلتُ بَغْدَادَ وَتَطَلَّبْتُ حَدِيْثَ إِدْرِيْسَ بنِ جَعْفَرٍ العَطَّارِ, عَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ, وَرَوْحٍ, فلمْ أَجدْ إلَّا أَحَادِيثَ معدودَةً، وَقَدْ رَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَنِ إِدْرِيْسَ, عَنْ يَزِيْدَ, كَثِيْراً, قُلْتُ: هَذَا لاَ يدلُّ عَلَى شَيْءٍ, فَإِنَّ البغَاددَةَ كَاثرُوا عَنْ إِدْرِيْسَ لِلِيْنِهِ، وَظفرَ بِهِ الطَّبَرَانِيُّ فَاغتنمَ عُلُوّ إِسنَادِهِ, وَأَكثرَ عَنْهُ, وَاعتنَى بِأَمرِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ البَاطِرقَانِيُّ: دَخَلَ ابْنُ مَرْدَوَيْه بَيْتَ الطَّبَرَانِيِّ, وَأَنَا مَعَهُ, وَذَلِكَ بَعْدَ وَفَاةِ ابنِهِ أَبِي ذَرٍّ؛ لبيعِ كتبِ الطَّبَرَانِيِّ, فَرَأَى أَجزَاءَ الأَوَائِلِ بِهَا, فاغتمَّ لِذَلِكَ, وسبَّ الطَّبَرَانِيَّ، وَكَانَ سَيِّءَ الرَّأْيِ فِيْهِ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظُ: كَانَ ابْنُ مَرْدَويه فِي قلبِهِ شَيْءٌ عَلَى الطَّبَرَانِيِّ, فتلفَّظَ بكلاَمٍ, فَقَالَ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ: كمْ كتبتَ يَا أَبَا بكرٍ عَنْهُ, فَأَشَارَ إِلَى حُزَمٍ, فَقَالَ: وَمَنْ رَأَيْتَ مثلَهُ, فَلَمْ يقلْ شَيْئاً. قَالَ الحَافِظُ الضِّيَاءُ: ذكرَ ابْنُ مَرْدَوَيْه فِي تَأْريخهِ لأَصْبَهَانَ جَمَاعَةً وضعَّفهم, وَذَكَرَ الطَّبَرَانِيَّ فَلم يُضعِّفهُ, فَلَو كَانَ عِنْدَهُ ضَعِيْفاً لضعَّفه. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ المُعَدَّلُ: الطَّبَرَانِيُّ أَشهرُ مِنْ أَنْ يدلَّ عَلَى فضله وعلمه, كان

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "809"، ومسلم "490"، وأبو داود "889".

وَاسِعَ العِلْمِ, كَثِيْرَ التَّصَانِيْفِ, وَقِيْلَ: ذَهَبتْ عينَاهُ فِي آخرِ أَيَّامِهِ, فَكَانَ يَقُوْلُ: الزنَادقَةُ سحرتْنِي. فَقَالَ لَهُ يَوْماً حسنٌ العَطَّارُ -تلمِيذُهُ- يمتحنُ بصرَهُ: كمْ عددُ الجذوعِ الَّتِي فِي السَّقْفِ؟ فَقَالَ: لاَ أَدْرِي, لَكِنْ نقشُ خَاتمِي سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ. قُلْتُ: هَذَا قَالَهُ عَلَى سَبِيْلِ الدُّعَابَةِ, قَالَ: وَقَالَ لَهُ مرَّةً: مَنْ هَذَا الآتِي؟ يَعْنِي ابنَهُ, فَقَالَ: أَبُو ذرٍّ -وَلَيْسَ بِالغِفَارِيِّ. وَلأَبِي القَاسِمِ مِنَ التَّصَانِيْفِ: كِتَابُ "السُّنَّةِ" مُجَلَّدٌ, كِتَابُ "الدُّعَاءِ" مُجَلَّدٌ, كِتَابُ "الطوالاَتِ" مجيليدٌ, كِتَابُ "مُسندِ شعبةَ" كَبِيْرٌ, "مُسْنَدُ سُفْيَانَ", كِتَابُ "مَسَانِيْدِ الشَّامِيِّينَ", كِتَابُ "التَّفْسِيْرِ" كَبِيْرٌ جِدّاً, كِتَابُ "الأَوَائِلِ", كِتَابُ "الرَّمْيِ", كِتَابُ "المنَاسِكِ", كِتَابُ "النَّوَادرِ", كِتَابُ "دلاَئِلِ النُّبُوَّةِ" مُجَلَّدٌ, كِتَابُ "عِشْرَةِ النِّسَاءِ", وَأَشيَاءُ سِوَى ذَلِكَ لمْ نقفْ عَلَيْهَا, مِنْهَا: "مُسْنَدُ عَائِشَةَ", "مُسْندُ أَبِي هُرَيْرَةَ", "مُسْندُ أَبِي ذَرٍّ", "مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ", "العِلْمُ", "الرُّؤْيَةُ", "فضلُ العَربِ", "الجُودُ", "الفَرَائِضُ", "منَاقبُ أَحْمَدَ", كِتَابُ "الأَشربَةِ", كِتَابُ "الأَلويَةِ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ" وَغَيْرُ ذَلِكَ, وَقَدْ سمَّاها عَلَى الولاَءِ الحَافِظُ يَحْيَى بنُ مَنْدَةَ, وَأَكثرُهَا مَسَانِيْدُ حفَّاظ وَأَعِيَانٍ وَلَمْ نَرَهَا. وَلَمْ يَزَلْ حَدِيْثُ الطَّبَرَانِيِّ رَائِجاً نَافقاً مرغوباً فِيْهِ, وَلاَ سيَّمَا فِي زَمَانِ صَاحِبِهِ ابْنِ رِيذَةَ, فَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ خَلاَئِقُ، وَكَتَبَ السِّلَفِيُّ عَنْ نَحْوِ مائَةِ نَفْسٍ مِنْهُم, وَمِنْ أَصْحَابِ ابْنِ فَاذشَاه، وَكَتَبَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانِيُّ, عَنْ عِدَّةٍ مِنْ بقَايَاهُم, وَازدحمَ الخلقُ عَلَى خَاتِمَتِهِم فَاطِمَةَ الجُوزدَانيَّةِ, المَيْتَةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَارْتَحَلَ ابْنُ خَلِيْلٍ وَالضِّيَاءُ, وَأَولاَدُ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ, وَعِدَّةٌ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ فِي طلبِ حَدِيْثِ الطَّبَرَانِيِّ، وَاسْتجَازُوا مِنْ بَقَايَا المَشْيَخَةِ لأَقَاربِهِم وَصغَارِهِم, وَجلبُوهُ إِلَى الشَّامِ وَرووهُ وَنشرُوهُ, ثُمَّ سَمِعَهُ بِالإِجَازَةِ العَالِيَةِ ابْنُ جعوَانَ، وَالحَارِثِيُّ, وَالمزِّيُّ, وَابنُ سَامَةَ, وَالبرزَالِيُّ، وَأَقرَانُهُم, وَرووهُ فِي هَذَا العصرِ, وَأَعْلَى مَا بَقِيَ مِنْ ذَلِكَ بِالاتصَالِ مُعْجَمه الصَّغِيْر, فَلاَ تفوتُوهُ -رحمكُم اللهُ. وَقَدْ عَاشَ الطَّبَرَانِيُّ مائَةَ عَامٍ وَعشرَةَ أَشهرٍ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: تُوُفِّيَ الطَّبَرَانِيُّ لليلَتينِ بقيتَا مِنْ ذِي القَعْدَةِ سنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بأَصْبَهَانَ, وَمَاتَ ابنُهُ أَبوْ ذرٍّ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الملكِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَطَّارُ, أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ سَعِيْدِ بنِ فَاذشَاهَ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي زيدٍ قَالاَ: أخبرنا محمود ابن إِسْمَاعِيْلَ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ

بنِ فَاذشَاهَ، حدَّثنا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ, حدَّثنا أَبُو مُسْلِمٍ الكشِّيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ, عَنِ ابْنُ عَجْلاَنَ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مسيرَةٍ وَمَعَهُ رَجُلٌ؛ إِذ لعنَ نَاقَتَهُ, فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَينَ اللاَّعِنُ نَاقَتَهُ" قَالَ: هَا أَنذَا. قَالَ: "أخِّرها فَقَدْ أُجِبْتَ فِيْهَا" 1. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ, أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ, أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ, أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ مِهْرَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ, أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ الطَّبَرَانِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَيَّانَ المَازِنِيُّ، وَأَبُو خَلِيْفَةَ قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيْدِ, حدَّثنا شُعْبَةُ, عَنْ عَلِيِّ بنِ بَذِيْمَةَ, عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ, عَنِ أَبيِهِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: "مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فِي أقلِّ مِنْ ثَلاَثٍ فهو راجز"2. قَرَأْتُ عَلَى سُلَيْمَانَ بنِ قُدَامَةَ القَاضِي, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ, أَخبرتنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ, أَخْبَرْنَا ابْنُ رِيْذَةَ, أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ, حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ, حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ, عَنْ أَبِيْهِ, أَنَّ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ فَقَدَ قُلُنْسُوَةً لَهُ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ, فَقَالَ: اطْلُبُوْهَا, فَلَمْ يَجِدُوْهَا, فقال: اطلبوها, فوجدها, فَإِذَا هِيَ قُلُنْسُوَةٌ خَلِقَة, فَقَالَ خَالِدٌ: "اعْتَمَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَحَلَقَ رَأْسَهُ, فَابْتدرَ النَّاسُ جَوَانبَ شعْرِهِ, فَسَبَقْتُهُم إِلَى ناصيته, فجعلها فِي هَذِهِ القُلُنْسُوَةِ, فَلَمْ أَشْهَدْ قِتَالاً وَهِيَ مَعِي إلَّا رُزِقْتُ النَّصْرَ". وَمَاتَ فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ الآجُرِّيُّ, وَسيَأْتِي, وَالمُعَمَّرُ أَبُو عَلِيٍّ عِيْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الجُرَيجِيُّ الطومَارِيُّ, عَنْ تسعٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً, وَإِمَامُ جَامعِ هَمَذَانَ أَبُو العَبَّاسِ الفَضْلُ بنُ الفَضْلِ الكِنْدِيُّ، وَمُسْنِدُ بَغْدَادَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ الهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ, وَالبُنْدَارُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ كِنَانَةَ المُؤَدِّبُ، وَالمُحَدِّثُ القُدْوَةُ أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مطرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَالوَزِيْرُ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ العَمِيْدِ صَاحبُ "الترسُّلِ الفَائِقِ", والمعمِّر أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ ذَكْوَانَ البَعْلَبَكِّيُّ المُقْرِئُ، وَشيخُ الزهَّاد أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ الدَّقّيُّ الدِّيْنَوَرِيُّ, وَالَّذِي تملَّك دِمَشْقَ أَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي يَعْلَى الهَاشِمِيُّ, ثُمَّ أُسِرَ وبُعِثَ إلى مصر.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "2/ 428"، فيه محمد بن عجلان، وهو صدوق -كما قال الحافظ في "التقريب". 2 ضعيف بهذا اللفظ: لانقطاعه بين أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ وأبيه, فإنه لم يسمع منه, لكن قد ورد النهي عن قراءته في أقلّ من ثلاث. فيما رواه سعيد بن منصور عن ابن مسعود: "اقرءوا القرآن في سبع، ولا تقرؤه في أقلّ من ثلاث.... " ذكره الحافظ في "الفتح" "9/ 83"، وقال: إسناده صحيح. وَقَدْ نَهَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدِ اللهِ بنِ عمرو بن العاص عن قراءته في أقلّ من ثلاث. وهو في صحيح مسلم.

البلخي

3286- البَلْخِيّ 1: شيخ الحنفية, أبو جعفر بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ البَلْخِيُّ, مَنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ، ويلقَّب بِأَبِي حَنِيْفَةَ الصَّغِيْرِ. حدَّث عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ البَلْخِيِّ، وتفقَّه بِأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ. أَخذَ عَنْهُ أَئِمَّةٌ. ويُعْرَف أَيْضاً بِالهِنْدوَانِيِّ, مِنْ أَهْلِ محلَّةِ بَابِ هِنْدوَانَ. مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وستين وثلاث مائة في عشر السبعين.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 394"، والعبر "2/ 328"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 69"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 41".

ابن هاني

3287-ابن هاني 1: شَاعِرُ العصْرِ, أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ هَانِي الأَزْدِيُّ المُهَلَّبِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ, يُقَالُ: أَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّةِ المهلَّبِ، وَكَانَ أَبُوْهُ شَاعِراً أَيْضاً, ويكنَّى مُحَمَّدٌ أبا القاسم أيضًا. مَوْلِدُهُ بِإِشْبِيْلِيَّةَ، وَكَانَ ذَا حُظوَةٍ عِنْدَ صَاحبِ إِشْبِيْلِيَّةَ, وَنَظْمُهُ بَدِيْعٌ فِي الذُّروَةِ، وَكَانَ حَافِظاً لأَشعَارِ العَرَبِ وَأَيَّامِهَا, لكنَّهُ فَاسقٌ خمِّير, يُتَّهَم بدينِ الفلاسفَةِ, فَهَرَبَ لَمَّا همُّوا بِهِ إِلَى العُدْوَةِ, فَاتَّصلَ بِالمعزِّ العُبيديِّ فَأَنعمَ عَلَيْهِ، وَشربَ عِنْدَ قَوْمٍ, فَخُنقَ فِي رَجَبٍ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ فِي عشرِ الخَمْسِيْنَ. وَديوَانُهُ كَبِيْرٌ, وَفِيْهِ مدَائِحُ تُفضِي بِهِ إِلَى الكُفْرِ، وَهُوَ مِنْ نُظَرَاءِ المتنبِّي, وَقِيْلَ: بَلْ عاش ستًا وثلاثين سنة.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "19/ 92"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 668"، والعبر "2/ 328"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 67"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 41".

الصوناخي، والفرغاني، والجابري

الصُّونَاخي، والفرغاني، والجابري: 3288- الصوناخي 1: الإِمَامُ المحدِّث, أَبُو الفَضْلِ, صدِّيق بنُ سَعِيْدٍ التُّرْكِيُّ الصُّوْنَاخِيُّ، وَصُونَاخُ: قريَةٌ مِنْ عملِ إِسبيجَابَ. قَدِمَ مِنْ بلاَدِهِ, فَأَخَذَ بِبُخَارَى عَنْ سَهْلِ بنِ شَاذَوَيْه, وَعَنْ حَامِدِ بنِ سَهْلٍ, وَصَالِحِ بنِ مُحَمَّدٍ الحَافِظِ، وَأَخذَ بِسَمَرْقَنْدَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيِّ الفَقِيْهِ تَصَانِيْفَهُ. مَاتَ بِفِرْيَابَ سنَةَ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, قَالَهُ ابْنُ السمعاني في الأنساب. 3289- الفَرْغَاني 2: الأَمِيْرُ العَالِمُ, أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ جعفر بن خذيان التُّرْكِيُّ الفَرْغَانِيُّ, صَاحبُ التَّارِيْخِ المذيِّل عَلَى تَاريخِ مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيِّ. حدَّث بِدِمَشْقَ عَنِ ابْنِ جَرِيْرٍ، وَعَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ سُلَيْمَانَ, وَغيِرهِمَا. رَوَى عَنْهُ أَبُو الفَتْح بنُ مسرورٍ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْرٍ, وَالدَّارَقُطْنِيُّ, وَعَبْدُ الغنِيِّ, وتَمَّام الرَّازِيُّ. وثَّقه ابْنُ مسرورٍ, قَالَ يَحْيَى بنُ الطَّحَّانِ: مَاتَ فِي جُمَادَى الأُولَى سنَةَ اثنتين وستين وثلاث مائة. 3290- الجابري 3: صَاحبُ الجُزْءِ المَشْهُوْرِ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ عَلِيِّ بنِ جَابِرٍ الجَابِرِيُّ المَوْصِلِيُّ, الَّذِي لقيَهُ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ بِالبَصْرَةِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. مَا عَرَفتُ مِنْ حَالِهِ شَيْئاً. تفرَّد بِالرِّوَايَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي المثنَّى الموصلي صاحب جعفر بن عون.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 112"، واللباب لابن الأثير "2/ 251"، وميزان الاعتدال "2/ 314"، ولسان الميزان "3/ 189". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 389"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 402". 3 ترجمته في اللباب لابن الأثير "1/ 247"، والعبر "2/ 322"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 37".

الآجري

3291- الآجُريّ 1: الإِمَامُ المحدِّث القُدْوَةُ, شَيْخُ الحَرَمِ الشَّرِيْفِ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ الآجُرِّيُّ, صَاحبُ التَّوَالِيفِ, مِنْهَا: كِتَابُ "الشَّريعَةِ فِي السُّنَّةِ" كَبِيْرٌ، وَكِتَابُ "الرُّؤْيَةِ"، وَكِتَابُ "الغُرباءِ", وَكِتَابُ "الأَرْبَعينَ"، وَكِتَابُ "الثَّمَانِيْنَ", وَكِتَابُ "آدَابِ العُلَمَاءِ", وَكِتَابُ "مَسْأَلَةِ الطَّائِفينَ"، وَكِتَابُ "التَّهَجُّدِ", وَغَيْرُ ذَلِكَ. سَمِعَ أَبا مُسْلِمٍ الكجِّي، وَهُوَ أَكبرُ شَيْخٍ عِنْدَهُ، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى المَرْوَزِيَّ، وَأَبا شُعَيْبٍ الحَرَّانِيَّ, وَأَحْمَدَ بنَ يَحْيَى الحُلْوَانِيَّ، وَالحَسَنَ بنَ عَلِيِّ بنِ عُلْوِيَّهُ القَطَّانَ، وَجَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيَّ، وَمُوْسَى بنَ هَارُوْنَ, وَخَلَفَ بنَ عَمْرٍو العُكْبَرِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ نَاجيَةَ, وَمُحَمَّدَ بنَ صَالِحٍ العُكْبَرِيَّ، وَجَعْفَرَ بنَ أَحْمَدَ بنِ عَاصِمٍ الدِّمَشْقِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ العَبَّاسِ الطَّيَالِسِيَّ، وَحَامِدَ بنَ شُعَيْبٍ البَلْخِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ سَهْلٍ الأُشْنَانِيَّ المُقْرِئَ، وَأَحْمَدَ بنَ مُوْسَى بنِ زَنْجَوَيْه القَطَّانَ، وَعِيْسَى بنَ سُلَيْمَانَ ورَّاق دَاوُدَ بنِ رُشَيْدٍ, وَأَبَا علِيٍّ الحَسَنَ بنَ الحُبَابِ المُقْرِئَ، وَأَبا القَاسِمِ البَغَوِيَّ, وَابنَ أَبِي دَاوُدَ, وَخلقاً سوَاهُم. وَكَانَ صَدُوْقاً خيِّرًا عَابداً, صَاحبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ دَيِّنًا ثِقَةً, لَهُ تَصَانِيْف. قُلْتُ: حدَّث عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحَاسِ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ, وَأَخُوْهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ بِشْرَانَ, وَالمقرَئُ أَبُو الحَسَنِ الحمَامِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، وَخَلْقٌ مِنَ الحُجَّاجِ وَالمجَاورينَ. مَاتَ بِمَكَّةَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ أَبنَاءِ الثَّمَانِيْنَ -رَحِمَهُ اللهُ وَرضي عَنْهُ. أَخبرتنَا سِتُّ الأَهلِ بِنْتُ علوَانَ سنَةَ سبعِ مائَةٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَقِّ اليوسفي، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ الأَسَدِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ, أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ مَحْمُوْدٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بن العلّاف, أخبرنا عبد الملك ابن مُحَمَّدٍ الوَاعِظُ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ, حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ عَمْرٍو العُكْبَرِيُّ, حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ, حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ, عَنْ العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أبي

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 243"، والأنساب للسمعاني "1/ 94"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 55" ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 623"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 888"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 60"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 35".

هُرَيْرَةَ: أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلَّا مِنْ ثَلاَثٍ: وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ, وَصَدَقَةٍ جَارِيَةٍ, وَعِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسنَادِ عَلَى شرطِ مُسْلِمٍ, لاَ البُخَارِيّ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا زينُ الأُمنَاءِ أَبُو البَرَكَاتِ بنُ عَسَاكِر, أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ عَلِيٍّ البَزَّازُ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ اللَّيْثِ الجَوْهَرِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ المُحَارِبِيُّ, حَدَّثَنَا قَبِيْصَةُ بنُ اللَّيْثِ, عَنْ مُطَرِّفُ بنُ طَرِيْفٍ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنِ الحَارِثِ, عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: "نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالقِرَاءةِ قَبْلَ العَتَمَةِ أَوْ بَعْدَهَا"2. غريبٌ, من الأفراد.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 372"، ومسلم "1631"، والبخاري في "الأدب المفرد" "38"، وأبو داود "3880"، والترمذي "1376"، والنسائي "6/ 251"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "246"، والبيهقي "6/ 278"، والبغوي "139" من طريق العلاء بن عبد الرحمن، به. 2 منكر: آفته الحارث؛ وهو ابن عبد الله الأعور، وهو ضعيف، ومتن الحديث ظاهر النَّكارة لكل من أترع قلبه بعشق السنة المشرّفة، وأنعم النظر في دواوينها الصحيحة بَلْه الضعيفة.

ابن كيسان

3292- ابن كِيسَان 1: المُعَمَّرُ الثِّقَةُ النَّحْوِيُّ, أَبُو مُحَمَّدٍ, الحَسَنُ بنُ محمد بن أحمد بن كسيان الحَرْبِيُّ. سَمِعَ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي, وَإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيَّ, وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ. توفِّي فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وثلاث مائة. وثَّقه بعض الأئمة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 422"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 49"، والعبر "2/ 311"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 28"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 27".

القرميسيني، وابن العميد، والدقي

القرميسيني، وابن العميد، والدقي: 3293- القِرْمِيسيني 1: المحدِّث الصَّادِقُ الصَّالِحُ, أَبُو إِسْحَاقَ, إِبْرَاهِيْمُ بنُ أحمد بن حسن القرميسيني الجوَّال الرحَّال. سَمِعَ الكُدَيْمي, وَبِشْرَ بنَ مُوْسَى, وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيَّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ القَاسِمِ الروَّاس, وَطَبَقَتَهُم. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ, وَالحَسَنُ بنُ الحَسَنِ بنِ المُنْذِرِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الحمَامِيِّ, وَآخَرُوْنَ. توفِّي بِالمَوْصِلِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً صَالِحاً. 3294- ابْنُ العَمِيد 2: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ, أَبُو الفَضْلِ, مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ, وَزِيْرُ الملكِ, رُكنِ الدَّوْلَةِ الحَسَنِ بنِ بُوَيْه الدَّيْلَمي. كَانَ عجباً فِي التَّرَسُّل وَالإِنشَاءِ وَالبلاغَةِ, يُضْرَب بِهِ المَثَلُ, وَيُقَالُ لَهُ: الجَاحظُ الثَّانِي، وَقِيْلَ: بُدِئَتِ الكتَابَةُ بِعَبْدِ الحَمِيْدِ, وَخُتِمتْ بِابْنِ العَمِيْدِ. وَقَدْ مدحَهُ المتنبِّي فأجازه بثلاثة آلاف دينار. وكان مع سمعة فنونِهِ لاَ يَدْرِي مَا الشَّرع, وَكَانَ متفلسِفًا متَّهَمًا بمذهب الأوائل. وكان إذا تكلَّم فيه بحضرتِهِ شقَّ عَلَيْهِ وَيَسكُتُ, ثُمَّ يَأْخذُ فِي شَيْءٍ آخَرٍ. وَكَانَ ابْنُ عبَّاد يصحبُهُ وَيلزَمُهُ, وَمِنْ ثَمَّ لُقِّب بِالصَّاحبِ. مَاتَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فوَزَرَ بَعْدَهُ ابنُهُ أَبُو الفَتْحِ عَلِيٌّ، وَعمرُهُ اثنتَانِ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً, وَكَانَ ذكيّاً غزيرَ الأَدَبِ, تيَّاهاً, ولقِّبَ ذَا الكفَايتينِ, وَلَهُ نَظْمٌ رَائِقٌ ثُمَّ عُذِّبَ، وقُتِلَ فِي ربيعٍ الآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, بَعْدَ أَنْ سَمَلَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ عينَهُ الوَاحِدَةَ، وَقطعَ أنفه, وله نظم جيد. 3295- الدُّقِّي 3: شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ والزُّهَّاد, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ داود الدينوري الدقي, شيخ الشاميين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 14". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 697"، والعبر "2/ 317"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 60"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 31". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 266"، والأنساب للسمعاني "5/ 327"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 56"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 63".

قرأَ القرَآنَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ مُجَاهدٍ، وحدَّث عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الحَلَبِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الخرَائِطيِّ، وَحكَى عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الجُرَيْرِيِّ, وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الجلاَّءِ، وَأَبِي بَكْرٍ الدَّقَّاقِ. حكَى عَنْهُ عَبْدُ الوَهَّابِ المَيْدَانِيُّ، وبكير بن محمد, وأبو الحَسَنِ بنُ جَهْضَمَ، وَعَبدَانُ المنبجِيُّ, وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ بَكْرٍ, وَآخرُوْنَ. قَالَ السُّلَمِيُّ: عمَّر فَوْقَ مائَةِ سَنَةٍ، وَكَانَ مِنْ أَجَلِّ مشَايخِ وَقْتِهِ, وَأَحسَنِهِم حَالاً. قَالَ أَبُو نَصْرٍ السَّرَّاج: حَكَى أَبُو بَكْرٍ الدُّقِّي قَالَ: كُنْتُ بِالبَادِيَةِ, فَوَافيتُ قَبيلَةً, فَأَضَافَنِي رَجُلٌ, فرَأَيتُ غُلاَماً أَسْوَدَ مقيَّداً, وَرَأَيْتُ جمَالاً سِتَّةً, فَقَالَ الغُلاَمُ: اشفَعْ لِي. قُلْتُ: لاَ آكُلُ حَتَّى تحلَّهُ. قَالَ: إِنَّهُ أَفقرنِي. قُلْتُ: مَا فعلَ؟ قَالَ: لَهُ صوتٌ طيِّبٌ, فَحَدَا لهذهِ الجمَالِ وَهِيَ مثقلةٌ حَتَّى قطعتْ مسيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي يَوْمٍ, فلمَّا حطَّ عَنْهَا مَاتَتْ كُلُّهَا، وَلَكِن قَدْ وَهبتُهُ لَكَ. فلمَّا أَصبحتُ أَحببتُ أَنْ أَسمَعَ صوتَهُ, فسأَلتُهُ، وَكَانَ هُنَاكَ جملٌ يُسْتَقَى عَلَيْهِ, فَحَدَا, فَهَامَ الجملُ عَلَى وَجهِهِ، وَقطعَ حبالَهُ, وَلَمْ أَظنَّ أنِّي سَمِعْتُ أَطيبَ مِنْ صَوْتِهِ, وَوقعتُ لوَجْهِي. مَاتَ الدُّقِّيُّ فِي سَابعِ جُمَادَى الأُولَى سنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

ابن أبي يعلى

3296- ابن أبي يعلى 1: الشريف المعظّم, أبو القاسم بن أَبِي يَعْلَى الهَاشِمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. ثَارَ بِدِمَشْقَ, والتفَّ عَلَيْهِ الأَحدَاثُ والشطَّار, وتملَّك بِدِمَشْقَ, وَقطعَ دَعْوَةَ المعزِّ, وَدَعَا إِلَى الخَلِيْفَةِ المُطِيعِ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, اسْتفحلَ أَمرُهُ, فَأَقبلَ جَيْشُ المعزِّ فَالتَقَوا, فَهَرَبَ الشَّرِيْفُ، وَطلبَ العِرَاقَ, فَأَسرَهُ عِنْدَ تَدْمُر الأَمِيْرُ ابْنُ عليانَ العدوي, فَأَعَطَاهُ جعفرُ بنُ فلاَحٍ المُعزِّي مائَةَ أَلْفٍ, وشُهِرَ الشَّرِيْفُ عَلَى جملٍ فِي هيئَةٍ مسخرَةٍ, ثُمَّ لانَ لَهُ, وَعنَّفَ مَنْ أَسَرَهُ, وَكَانَ الخلقُ يدعُونَ لَهُ, فبُعِثَ إِلَى المعزِّ وَاخْتَفَى خبره.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 319"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 35".

الفرائضي، وفاروق، والنقوي

الفرائضي، وفاروق، والنقوي: 3297- الفرائِضِيّ: المحدِّث الإِمَامُ, أَبُو عَلِيٍّ, الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَابِرِ بنِ أَبِي الزّمْزَامِ الدِّمَشْقِيُّ الفَرَائِضيُّ الشَّاهدُ. سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الروَّاس, وَمُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ, وَمُحَمَّدُ بنَ المعافى الصَّيْدَاوِيَّ, وَطَبَقَتَهُم فَأَكثرَ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ المُزَنِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ بُشرَى, وَمكِّيّ بنُ الغَمْرِ، وَمكِّيّ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، وثريَّا بنُ أَحْمَدَ الأَلْهَانِيُّ, وَآخرُوْنَ. وثَّقه الكتَّاني وَقَالَ: مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ -رحمه الله. 3298- فاروق 1: ابن عبد الكبير بن عمر, المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ, مُسْنِدُ البَصْرَةِ, أَبُو حَفْصٍ الخطَّابي البَصْرِيُّ. سَمِعَ هِشَامَ بنَ عَلِيٍّ السِّيرَافيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي قُرَيْشٍ, وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى بنِ المُنْذِرِ القَزَّازِ، وَأَبا مُسْلِمٍ الكَجِّيَّ, وَطَائِفَةً, وتفرَّد في وقته, ورُحِلَ إليه. حدَّث عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكوَانِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّقرِ البَغْدَادِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدُكَوَيْه, وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَآخرُوْنَ. وَمَا بِهِ بأْسٌ. بَقِيَ إِلَى سَنَةِ إحدى وستين وثلاث مائة. 3299- والنَّقَويّ 2: عَاشَ أَيْضاً إِلَى هَذَا الوَقْتِ، وَهُوَ المُعَمَّرُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيُّ, صَاحبُ إِسْحَاقَ الدَّبَرِيِّ, أَكثرَ عَنْهُ, وَسَمِعَ جَامعَ عَبْدَ الرَّزَّاقِ. حدَّث عَنْهُ بِمَكَّةَ بَعْدَ العِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الصَّنْعَانِيُّ. وَقِيْلَ: عَاشَ إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ وستين.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 357"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 74". 2 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 323"، والعبر "2/ 358"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 57".

3300- البَربَهَاريّ 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ المُسْنِدُ الرَّحلَةُ, أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ كَوْثَرٍ البَرْبَهَارِيُّ, ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ مُحَمَّدَ بن يونس الكديمي, ومحمد بن الفرج الأزرق، وَإِسْمَاعِيْلَ القَاضِي, وَمُحَمَّدَ بنَ غَالِبِ تمتَاماً, وَمُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِيَّ, وَعَلِيَّ بنَ الفَضْلِ, وَجَمَاعَةً. وَانتخبَ عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيُّ جُزْئَيْنِ. حدَّث عَنْهُ: ابْنُ رَزْقَوَيْه، وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنُ شَاهِيْنٍ, وَطَائِفَةً. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ يَقُوْلُ لَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ: اقتَصِرُوا مِنْ حَدِيْثِ أَبِي بَحْرٍ عَلَى مَا انتخبته حسب. وقال ابن الفَوَارِسِ: فِيْهِ نظرٌ. وَقَالَ البَرْقَانِيُّ: حضَرتُ عِنْدَ أَبِي بَحْرٍ, فَقَالَ لَنَا ابْنُ السَّرَخْسِيِّ: سأُرِيكُم أنَّ الشَّيْخَ كذَّاب, فَقَالَ لَهُ: فُلاَنُ بنُ فُلاَنٍ ينزلُ المَكَانَ الفُلاَنِيَّ, أَسمعتَ مِنْهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ البَرْقَانِيُّ: وَلَمْ يَكُنْ لذَاكَ وَجودٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ: توفِّي لأَرْبَعٍ بَقَيْن مِنْ جُمَادَى الأُولَى سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ: وَكَانَ مخلِّطاً, وَلَهُ أُصولٌ جيَادٌ, وله شيء رديء. قلت: الجزآن يَرْوِيهِمَا ابْنُ خَلِيْلٍ وَاليلْدَانِيُّ بِعُلُوٍّ, وَاللهُ أَعْلَمُ. وَفِيْهَا مَاتَ مُفْتِي البَصْرَةِ, أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ بِشْرٍ المَرْورُّوْذِيُّ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ المزكِّي، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مِيْكَال, وَسَعِيْدُ بنُ القَاسِمِ البَرْذَعِيُّ المرَابطُ, وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ بنِ السَّقَطِيِّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ فضَالَةَ, وَفقيهُ بَلْخٍ أَبُو جعفر محمد بن عبد الله الهنداوي الحَنَفِيُّ, وَشَاعِرُ الأَنْدَلُسِ مُحَمَّدُ بنُ هَانِي الأَزْدِيُّ الفاسق.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 209"، والأنساب للسمعاني "2/ 125"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 63"، وميزان الاعتدال "3/ 519"، ولسان الميزان "5/ 131"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 41".

غلام الخلال

3301- غلام الخَلَّال 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ, شَيْخُ الحنَابلَةِ, أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يزْدَادَ البَغْدَادِيُّ الفَقِيْهُ, تِلْمِيْذُ أَبِي بَكْرٍ الخلَّال. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ فِي صِباهُ مِنْ مُحَمَّدِ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ, وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ, وَالفَضْلِ بنِ الحُبَابِ الجُمَحِيِّ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجَعْدِ الوشَّاءِ، وَالحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ الخِرَقِيِّ الفَقِيْهِ, وَجَمَاعَةٍ، وَقِيْلَ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَلَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ. حدَّث عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ الجُنَيْدِ الخُطَبِيُّ, وَبشرَى بنُ عَبْدِ اللهِ الفَاتنِيُّ, وَغيرُهُمَا. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ أَبُو إِسْحَاقَ البَرْمكِيُّ. وتفقَّه بِهِ ابْنُ بطَّةَ, وَأَبُو إِسْحَاقَ بنُ شَاقلاَ، وَأَبُو حَفْصٍ العُكْبَري، وَأَبُو الحَسَنِ التَّمِيْمِيُّ, وَأَبُو حَفْصٍ البرمكي, وأبو عبد الله بن حامد. وَكَانَ كَبِيرَ الشَّأْنِ, مِنْ بحورِ العِلْمِ, لَهُ البَاعُ الأَطولُ فِي الفِقْهِ، وَمَنْ نَظَرَ فِي كتابه الشافعيّ عرفَ محلَّهُ مِنَ العِلْمِ, لَوْلاَ مَا بشَّعَهُ بغض بَعْضِ الأَئِمَّةِ, مَعَ أَنَّهُ ثِقَةٌ فِيمَا ينقُلُهُ. قَالَ أَبُو حَفْصٍ البَرْمكِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: سَمِعَ منِّي شيخُنَا أَبُو بَكْرٍ الخلَّال نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ مسأَلةٍ, وَأَثبتَهَا فِي كُتُبِهِ. قَالَ القَاضِي أَبُو يَعْلَى: كَانَ لأَبِي بكرٍ عَبْدِ العَزِيْزِ مصنَّفات حسَنَةٌ, مِنْهَا: كِتَابُ "المقنعِ"، وَهُوَ نَحْوُ مائَةِ جزءٍ, وَكِتَابُ "الشَّافِي" نَحْوَ ثَمَانِيْنَ جزءاً, وَكِتَابُ "زَادِ المُسَافِرِ", وَكتَابُ "الخلاَفِ مَعَ الشَّافِعِيِّ", وَكِتَابُ "مختصرِ السُّنَّةِ", وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ فِي مرضِهِ: أَنَا عِنْدَكُم إِلَى يَوْمِ الجُمُعَةِ. فَمَاتَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيُذكَرُ عَنْهُ عبَادَةٌ وَتَأَلُّهٌ وَزُهدٌ وَقُنوعٌ. وَذَكَرَ أَبُو يَعْلَى أَنَّهُ كَانَ معظَّماً فِي النُّفُوْسِ, متقدِّماً عِنْدَ الدَّوْلَةِ, بارعاً فِي مَذْهَب الإِمَامِ أَحْمَدَ. قُلْتُ: مَا جَاءَ بَعْدَ أَصْحَابِ أَحْمَدَ مِثْلُ الخلَّال، وَلاَ جَاءَ بَعْدَ الخلَّال مِثْلُ عَبْدِ العَزِيْزِ, إلَّا أن يكون أبا القاسم الخرقي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 459"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 71"، والعبر "2/ 230"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 105"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 45".

قَالَ ابْنُ الفَرَّاءِ: توفِّي فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَمَانٍ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً, فِي سنِّ شَيْخِهِ الخلَّال, وَسنِّ شَيْخِ شَيْخِهِ أَبِي بَكْرٍ المَرْوَذِيِّ، وسنِّ شَيْخِ المَرْوَذِيِّ الإِمَامِ أَحْمَدَ. وَفِيْهَا مَاتَ: جُمَح بنُ القَاسِمِ المُؤَذِّنُ بِدِمَشْقَ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الرَّمْلِيِّ ابْنِ النَّابلسِيِّ الشَّهِيْدِ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الآبرِيُّ, وَالحَافِظُ أَبُو العباس محمد بن موسى السمسار، ومظفر ابن حَاجبٍ الفَرْغَانِيُّ بِدِمَشْقَ, وَأَبُو حَنِيْفَةَ النُّعْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ قَاضِي العُبَيْدِيَّةِ, صنَّف كَثِيْراً فِي الزَّندقَةِ, وَنِحلَةِ البَاطنيَّةِ. أَخْبَرَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ البَالِسِيُّ وَغَيْرُهُ إِذْناً قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ, أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الجُنَيْدِ الخُطَبِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرٍ, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ طيفورٍ, حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِسْحَاقَ, عَنِ النُّعْمَانِ بنِ سعد, عَنْ عَلِيٍّ, قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خيركم من تَعَلَّم القرآن وعلَّمه" 1.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه ابن أبي شيبة "10/ 503"، وأحمد "1/ 153"، والترمذي "2909"، والبزار "698"، وابن الضُرِّيس في "فضائل القرآن" "137"، وابن عدي في "الكامل" "4/ 305"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "10/ 459" من طرق, عن عبد الواحد بن زياد، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، به. قلت: إسناده ضعيف؛ لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، وهو أبو شيبة الواسطي، وفيه النعمان بن سعد، مجهول. لكن للحديث شاهد عن عثمان قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أفضلكم من تعلم القرآن وعلَّمه" أخرجه عبد الرزاق "5995"، وأحمد "1/ 58"، والبخاري "5028"، والترمذي "2908"، وابن ماجه "212"، والنسائي في "الكبرى" "8038"، وابن الضريس في "فضائل القرآن" "136"، "139" من طريق إلى عبد الرحمن السلمي، عن عثمان، به. قلت: إسناده صحيح، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، اسمه: عبد الله بن حبيب بن ربيعة السلمي القارئ.

الشمشاطي

3302- الشَّمْشَاطي: الخَطِيْبُ المُقْرِئُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ الشِّمْشَاطِيُّ, نزيلُ وَاسِطَ. قرأَ عَلَى عَمْرِو بنِ عِيْسَى الأَدَمِيِّ, صَاحبِ خَلَفٍ البَزَّارِ. تَلاَ عَلَيْهِ مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدٍ السِّنْدِيُّ بِوَاسِطَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وحدَّث عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ الحرَّاني, وَالفِرْيَابِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ, وَيُوْسُفَ القَاضِي, وَعِدَّةٍ. حدَّث عَنْهُ: الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ التُّبَانِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُمنَانَ المُؤَدِّبُ, تقعُ روَايتُهُ فِي مَجْلِسِ التُّبَانِيِّ، وثًَّقه خمِيسٌ الحوزِيُّ.

ابن نجيد

3303- ابن نُجَيْد 1: الشيخ الإمام القدوة المحدّث الباني, شَيْخُ نَيْسَابُوْرَ, أَبُو عَمْرٍو إِسْمَاعِيْلُ بنُ نُجَيْد ابْنِ الحَافِظِ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ بنِ خَالِدٍ السلمي النيسابوري الصوفِّي, كبير الطائفة, ومسند خرسان. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ أَبا مُسْلِمٍ الكَجِّيَّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ البَجَلِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيَّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي طَالِبٍ, وَعَلِيَّ بنَ الجُنَيْدِ الرَّازِيَّ، وَجَعْفَرَ بنَ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ, وَجَمَاعَةً, وَلَهُ جُزءٌ مِنْ أَعْلَى مَا سَمِعْنَاهُ. حدَّث عَنْهُ: سبطُهُ؛ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَأَبو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصفَّار، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حمدَانَ النَّصروِيُّ, وَعبدُ القَاهِرِ بنُ طَاهِرٍ الأُصولِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بنُ قَتَادَةَ, وَأَبو العَلاَءِ صَاعدُ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي, وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَشٍ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مسرورٍ, وَآخرُوْنَ. وَمِنْ محَاسِنِهِ أنَّ شَيْخَهُ الزَّاهِدَ أَبَا عُثْمَانَ الحِيْرِيَّ طلبَ فِي مَجْلِسِهِ مالًا لبعض الثغور, فتأخَّر, فتألَّم وبكى على رءوس النَّاسِ, فَجَاءهُ ابْنُ نُجَيْدٍ بِأَلفَيْ دِرْهَمٍ, فَدَعَا لَهُ, ثُمَّ إِنَّهُ نوَّه بِهِ, وَقَالَ: قَدْ رجوتُ لأَبِي عَمْرٍو بِمَا فعلَ, فإِنَّهُ قَدْ نَابَ عَنِ الجَمَاعَةِ, وَحملَ كَذَا وَكَذَا, فَقَامَ ابْنُ نُجَيْدٍ وَقَالَ: لَكِنْ إِنَّمَا حملتُ مِنْ مَالِ أُمِّي، وَهِيَ كَارِهِةٌ, فَيَنْبَغِي أَنْ تردَّه لِتَرضَى, فَأَمرَ أَبُو عُثْمَانَ بِالكِيسِ فرُدَّ إِلَيْهِ, فلمَّا جنَّ اللَّيْلُ جَاءَ بِالكيسِ، وَالتمسَ مِنَ الشَّيْخِ سترَ ذَلِكَ, فَبَكَى، وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُوْلُ: أَنَا أَخْشَى مِنْ همَّةِ أَبِي عَمْرٍو. وَقَالَ الحَاكِمُ: وَرِثَ أَبُو عَمْرٍو مِنْ آبَائِهِ أَمْوَالاً كَثِيْرَةً, فَأَنفقَ سَائِرَهَا عَلَى العُلَمَاءِ وَالزُّهَّادِ, وَصَحِبَ أَبَا عُثْمَانَ الحِيْرِيَّ وَالجُنَيْدَ، وَسَمِعَ مِنَ الكَجِّيِّ وَغَيْرِهِ. قَالَ أَبُو عبدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: جدِّي لَهُ طريقَةٌ ينفردُ بِهَا مِنْ صوْنِ الحَالِ وَتلبيسِهِ, سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُلُّ حَالٍ لاَ يَكُونُ عَنْ نتيجَةِ علمٍ وَإِنْ جَلَّ, فَإِنَّ ضرره على صاحبه أكبر من نفعه.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 84"، والعبر "2/ 336"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 127"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 50".

وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لاَ يَصْفُو لأَحدٍ قَدمٌ فِي العبوديَّةِ حَتَّى تكُونَ أَفعَالُهُ عِنْدَهُ كُلُّهَا ريَاءً، وَأَحوَالُهُ كُلُّهَا عِنْدَهُ دعَاوَى. وَقَالَ جدِّي: مَنْ قدرَ عَلَى إِسقَاطِ جَاهِهِ عِنْدَ الخَلْقِ سَهُلَ عَلَيْهِ الإِعرَاضُ عَنِ الدُّنْيَا وَأَهلِهَا. وَسَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بنَ مَطَرٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الحِيْرِيَّ، وَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ ابْنُ نُجَيْدٍ يَقُوْلُ: يلومُنِي النَّاسُ فِي هَذَا الفَتَى، وَأَنَا لاَ أعرف على طريقته سواه، وربما هو خلفي من بعدي. وَقَالَ بَعْضُ المشَايخِ لِي: جدُّكَ مِنَ الأَوتَادِ. توفَّي ابْنُ نُجَيْدٍ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَمَاتَ مَعَهُ ابْنُ عَدِيٍّ, وَأَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الخُتُّلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الذَّارعُ الوَاهِي، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُنِيْرٍ الدِّمَشْقِيُّ, وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ المَاسَرْجِسِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ القَفَّالُ الشَّاشِيُّ, وَالمعزُّ صَاحبُ القَاهرةِ، وَمَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الساماني صاحب ما وراء النهر.

الشهيد

3304- الشهيد 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ الشَّهِيْدُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، ويُعْرَف بِابْنِ النَّابُلسِيِّ. حدَّث عَنْ سَعِيْدِ بنِ هَاشِمٍ الطَّبَرَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ, وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ شَيْبَانَ الرَّمْلِيِّ. رَوَى عَنْهُ تَمَّام الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ المَيْدَانِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَلَبِيُّ. قَالَ أَبُو ذَر الحَافِظُ: سَجَنَهُ بَنُو عُبَيْدٍ وَصلَبُوهُ عَلَى السُّنَّةِ, سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ يذكُرُهُ وَيَبْكِي وَيَقُوْلُ: كَانَ يَقُوْلُ وَهُوَ يُسْلَخُ {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الإِسرَاء: 58] قَالَ أَبُو الفَرَجِ بنُ الجَوْزِيِّ: أَقَامَ جَوهرُ القَائِدُ لأَبِي تَمِيمٍ صَاحبِ مِصْرَ, أَبَا بَكْرٍ النَّابُلسِيَّ, وَكَانَ ينزلُ الأكواخ, فقال له: بلغنا أنك قلت: إِذَا كَانَ مَعَ الرَّجُلِ عَشْرَةُ أسهمٍِ وَجبَ أَنْ يَرْمِيَ فِي الرُّوْمِ سَهْماً, وَفينَا تِسْعَةً. قَالَ: مَا قُلْتُ هَذَا, بَلْ قُلْتُ: إِذَا كان معه عشرة أسهم

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 330"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 46".

وَجبَ أَنْ يرمِيَكُمْ بِتِسعَةً، وَأَنْ يَرمِيَ العَاشرَ فِيْكُمْ أَيْضاً, فَإِنَّكُم غَيِّرْتم الملَّةَ, وَقَتَلْتُم الصَّالِحِيْنَ، وادَّعَيْتم نورَ الإِلهيَّةِ, فشهرَهُ ثُمَّ ضَرَبَهُ, ثُمَّ أَمرَ يَهُودِيّاً فَسَلَخَهُ. قَالَ ابْنُ الأَكفَانِيِّ: توفِّي العَبْدُ الصَّالِحُ الزَّاهِدُ أَبُو بَكْرٍ بنُ النَّابُلسِيِّ, كَانَ يَرَى قِتَالَ المغَاربَةِ, هَرَبَ مِنَ الرَّملَةِ إِلَى دِمَشْقَ, فَأَخَذَهُ مُتَوَلِّيهَا أَبُو محمودٍ الكُتَامِيُّ، وَجعَلَهُ فِي قفصِ خشبٍ، وَأَرسَلَهُ إِلَى مِصْرَ, فَلَمَّا وَصلَ قَالُوا: أَنْتَ القَائِلُ: لَوْ أنَّ مَعِيَ عَشْرَةَ أَسهُمٍ, وَذَكَرَ القِصَّةَ فسُلِخَ، وحُشِيَ تِبْناً وصُلِبَ. قَالَ مَعْمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ زِيَادٍ الصُّوْفِيُّ: أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ, أَنَّ أَبَا بَكْرٍ سُلِخَ مِنْ مفرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى بُلِغَ الوَجْهُ, فَكَانَ يذكُرُ اللهَ وَيَصْبرُ, حَتَّى بلغَ الصَّدْرَ, فَرَحمَهُ السَّلاخ, فوكزَهُ بِالسِّكِّينِ مَوْضِعَ قلبِهِ, فَقضَى عَلَيْهِ. وَأَخْبَرَنِي الثِّقَةُ أَنَّهُ كَانَ إِمَاماً فِي الحَدِيْثِ وَالفِقْهِ, صَائِمَ الدَّهْرِ, كَبِيْرَ الصَّوْلَةِ عِنْدَ العامَّة والخاصَّة, وَلَمَّا سُلِخَ كَانَ يُسمعُ مِنْ جَسَدِهِ قِرَاءةُ القُرْآنِ, فغَلبَ المَغْرِبِيُّ بِالشَّامِ, وَأَظهرَ المذهب الردئ، وَأَبطَلَ التَّرَاويحَ وَالضُّحَى, وَأَمرَ بِالقُنُوتِ فِي الظُّهْرِ، وَقُتِلَ النَّابُلُسِيُّ سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَكَانَ نبيلاً رَئِيْسَ الرَّمْلَةِ, فَهَرَبَ, فَأُخَذَ مِنْ دِمَشْقَ. وَقِيْلَ: قَالَ شريفٌ مِمَّنْ يعَاندُهُ لَمَّا قَدِمَ مِصْرَ: الحَمْدُ للهِ عَلَى سَلاَمَتِكَ. قَالَ: الحَمْدُ للهِ عَلَى سلاَمَةِ دِينِي وَسلاَمَةِ دُنْيَاكَ. قُلْتُ: لاَ يُوصَف مَا قلبَ هَؤُلاَءِ العُبَيْدِيَّةِ الدِّين ظهراً لِبَطْنٍ, وَاسْتَوْلَوْا عَلَى المَغْرِبِ, ثُمَّ عَلَى مِصْرَ وَالشَّامِ, وَسَبُّوا الصَّحَابَةَ. حكَى ابْنُ السَّعسَاعِ المِصْرِيُّ, أَنَّهُ رَأَى فِي النَّوْمِ أَبَا بَكْرٍ بنُ النَّابُلُسِيِّ بَعْدَمَا صُلبَ، وَهُوَ فِي أَحسنِ هيئَةٍ فَقَالَ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ فَقَالَ: حبَانِي مَالِكِي بِدَوامِ عزٍّ ... وَوَاعَدَنِي بقُرْبِ الانتصَارِ وقرَّبني وَأَدْنَانِي إِلَيْهِ ... وَقَالَ انْعَمْ بعَيْشٍ فِي جِوَارِي

النعمان

3305- النُّعْمَان 1: العلَّامة المَارِقُ, قَاضِي الدَّوْلَةِ العُبَيْدِيَّةِ, أَبُو حَنِيْفَةَ النُّعْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيُّ. كَانَ مَالِكيّاً فارتدَّ إِلَى مَذْهَبِ البَاطِنيَّةِ، وصنَّف لَهُ "أُسُّ الدَّعوَةِ" وَنبذَ الدِّين وَرَاءَ ظهرِهِ, وألَّف فِي المنَاقبِ وَالمثَالبِ, ورَدَّ عَلَى أَئِمَّةِ الدِّينِ، وَانسلَخَ مِنَ الإِسلاَمِ, فَسُحْقاً لَهُ وَبُعْداً. ونَافقَ الدَّوْلَةَ, لاَ بَلْ وَافَقَهُم. وَكَانَ مُلاَزِماً للمعزِّ أَبِي تَمِيمٍ مُنشِئ القَاهرَةِ. وَله يَدٌ طُولَى فِي فُنُوْنِ العُلومِ وَالفِقْهِ وَالاختلاَفِ, وَنَفَسٌ طَوِيْلٌ فِي البحثِ, فَكَانَ علمُهُ وَبَالاً عَلَيْهِ. وصنَّف فِي الردَِّ عَلَى أَبِي حَنِيْفَةَ فِي الفِقْهِ، وعلى مالك وَالشَّافِعِيِّ, وَانتصرَ لِفِقْهِ أَهْلِ البَيْتِ، وَلَهُ كِتَابٌ فِي اختلاَفِ العُلَمَاءِ, وكُتُبه كبارٌ مطوَّلة. وَكَانَ وَافِرَ الحِشْمَةِ, عَظيمَ الحُرمَةِ, فِي أَولاَدِهِ قضَاةٌ وَكُبَرَاءٌ. وَانتقلَ إِلَى غَيْرِ رِضوَانِ اللهِ بِالقَاهرَةِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, ثُمَّ وَلِيَ ابنُهُ عليٌّ قَضَاءَ الممَالِكِ. ومَاتَ مُحَمَّدٌ وَالدُ أَبِي حَنِيْفَةَ سنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِالقَيْرَوَانِ, عَنْ مائَةٍ وَأَرْبَعِ سِنِيْنَ, ويعد من الأذكياء.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 766"، والعبر "2/ 331"، ولسان الميزان "6/ 167"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 47".

ابن الخشاب

3306- ابن الخشَّاب 1: الحَافِظُ الأَوحدُ, أَبُو الفَرَجِ أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مَهْدِيِّ البَغْدَادِيِّ بنِ الخَشَّابِ, نزيلُ ثَغْرِ طَرَسُوسَ. حدَّث بِدِمَشْقَ وَغيرِهَا عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ البَاغَنْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ إِسْحَاقَ المَدَائِنِيِّ, وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَأَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الرَّبِيْعِ الجِيزيِّ, وَطَبَقَتِهِم. حدَّث عَنْهُ تَمَّام الرَّازِيُّ, وَبقَاءُ الخَوْلاَنِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ المَيْدَانِيُّ, وَمكِّيّ بنُ الغَمْرِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ المُزَنِيُّ, وَآخرُوْنَ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ الوزير. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 353"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 48".

الأبزاري

3307- الأبزاري 1: المحدِّث الإِمَامُ, أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رَجَاءَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الورَّاق الأَبْزَارِيُّ. سَمِعَ مِنْ مُسَدَّدِ بنِ قَطَنٍ, وَالحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الحَلَبِيِّ, وَسَعِيْدِ بنِ هَاشِمٍ الطَّبَرَانِيِّ، وَأَقرَانِهِم, وَأَكثَرَ وجوَّد وجَمَّع. رَوَى عَنْهُ ابْنُ مَنْدَةَ, وَالحَاكِمُ, وَأَبُو عبدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ مِمَّنْ سَلِمَ المُسْلِمُوْنَ مِنْ لسَانِهِ وَيَدِهِ, طلبَ الحَدِيْثَ عَلَى كِبَرِ السِّنِّ, وَرَحَلَ فِيْهِ, سَمِعْتُ أَبَا علِيٍّ الحَافِظَ يُمَازِحُهُ يَقُوْلُ: أَنْتَ بَهْزُ بنُ أَسدٍ, يُرِيْدُ بِثَبْتِهِ وَإِتقَانِهُ, وَيَقُوْلُ: هَذَا الشَّيْخُ مَا اغتسلَ مِنْ حلاَلٍ قَطّ, فَنَقُوْل: يَا أَبَا عَلِيٍّ, وَلاَ مِنْ حَرَامٍ. مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَكَانَ صَادقاً حدَّث بمرويَّاته عَلَى القبولِ. أَبزَارُ من قرى نيسابور.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 120"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 48".

عبد الجبار

3308- عبد الجَبَّار 1: ابن عبد الصمد بن إسماعيل, المحدِّث المقرئ, أبو هاشم السلمي الدِّمَشْقِيُّ المُؤَدِّبُ. تلاَ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ أَحْمَدَ عَبْدِ اللهِ بنِ ذَكْوَانَ، وَسَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ خُريمٍ، وَأَبِي شَيْبَةَ دَاوُدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ, وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ علاَّنَ, وَجَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَاصِمٍ, وَالقَاسِمِ بنِ عِيْسَى العصَّارِ، وَمُحَمَّدِ بن المعافى الصَّيْدَاوِيِّ, وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ بِالشَّامِ وَالحِجَازِ وَمِصْرَ. حدَّث عَنْهُ تَمَّام الرَّازِيُّ, وَأَبُو الحَسَنِ بنُ جَهْضَمَ, وَعَلِيُّ بنُ بُشرَى العَطَّارُ، وَمكِّيّ بنُ الغَمْرِ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ المَيْدَانِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وتوفِّي فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أرَّخَه الكتَّاني وَقَالَ: جمعَ مِنَ المصنَّفَاتِ شَيْئاً كَثِيْراً، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً, انتَقَى عَلَيْهِ أَحْمَدُ بنُ قَاسِمِ بنِ الخَشَّابِ.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 333"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 109"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 48".

القهندزي، وابن عدي

القُهُنْدُزي، وابن عدي: 3309- القُهُنْدُزي: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ, أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ بنِ كَامِلٍ القُهُنْدُزِيُّ, مُسْنِدُ هَرَاةَ. سَمِعَ: عُثْمَانَ بنَ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيَّ، وَأَبا مُسْلِمٍ الكَجِّيَّ, وَيُوْسُفَ القَاضِي. رَوَى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ المُعَلِّمُ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ الدِّيباجِيُّ, وَعِدَّةٌ. قَالَ أبو النصر الفَامِيُّ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3310- ابن عَدِيّ 1: هُوَ الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ الجوَّال, أَبُو أَحْمَدَ, عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُبَاركِ بنِ القَطَّانِ الجُرْجَانِيُّ, صَاحبُ كِتَابِ "الكَاملِ فِي الجرحِ وَالتَّعديلِ" وَهُوَ خَمْسَةُ أَسفَارٍ كبارٍ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وأوَّل سمَاعِهِ كَانَ فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ, وَارتحَالُهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ. فسَمِعَ: بُلول بنَ إِسْحَاقَ التَّنُوْخِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عُثْمَانَ بنِ أَبِي سُوَيْدٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى المَرْوَزِيَّ, وَأَنَسَ بنَ السَّلْمِ, وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ القَاسِمِ بنِ الرَّوَّاسَ الدَّمَشْقِيَّينِ، وَأَبا خلِيفةَ الجُمَحِيَّ, وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيَّ، وَعِمْرَانَ بنَ مُوْسَى بنِ مجَاشعٍ, وَالحَسَنَ بنَ مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيَّ, وَالحَسَنَ بنَ الفَرَجِ الغَزِّيَّ صَاحبَي يَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ، وَجَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيَّ، وَأَبا يَعْلَى المَوْصِلِيَّ, وَالحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ النَّسَوِيَّ, وَعبدَانَ الأَهْوَازِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ خُزَيْمَةَ, وَالبَغَوِيَّ، وَأَبَا عَرُوْبَةَ, وَخلقاً كَثِيْراً فِي الحَرَمَيْنِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ وَالعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ وَالجِبَالِ، وَطَالَ عُمُرُهُ, وَعلاَ إِسنَادُهُ, وجرَّح وعدَّل, وصحَّح وعلَّل, وَتقدَّمَ فِي هَذِهِ الصِّنَاعَةِ عَلَى لحنٍ فِيْهِ يظْهَرُ فِي تَأَلِيفِهِ. حدَّث عَنْهُ: شَيْخُهُ أَبُو العباس بن عقدة، وأبو سعد الماليني، وَالحَسَنُ بنُ رَامِينَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدكَوَيْه, وَحَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ السَّهْمِيُّ، وَأَبُو الحسين أحمد بن العالي, وآخرون.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "225"، والأنساب للسمعاني "3/ 221"، واللباب لابن الأثير "1/ 270"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 893"، والعبر "2/ 337"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 111"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 51".

قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ ثِقَةً عَلَى لحنٍ فِيْهِ. وَقَالَ حَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ: سَأَلتُ الدَّارَقُطْنِيَّ أَنْ يصنِّف كِتَاباً فِي الضُّعَفَاءِ, فَقَالَ: أَليَسَ عِنْدَكَ كِتَابُ ابْنِ عَدِيٍّ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فِيْهِ كفَايَةٌ لاَ يُزَادُ عَلَيْهِ. بلَغَنِي أَنَّ ابنَ عَدِيٍّ صنَّف كِتَاباً سَمَّاهُ "الانتصَارَ" عَلَى أَبْوَابِ المخْتَصَرِ للمُزنِيِّ. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: كَانَ ابْنُ عَدِيٍّ حَافِظاً مُتْقِناً, لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ أَحدٌ مثلُهُ, تَفَرَّدَ برِوَايَةِ أَحَادِيثٍ وَهَبَ مِنْهَا لاَبنَيْهِ عَدِيٍّ وَأَبِي زُرْعَةَ فتفرَّدَا بِهَا عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الخَليلِيُّ: كَانَ أَبُو أَحْمَدَ عديمَ النَّظِيْرِ حِفْظاً وَجَلاَلَةً, سَأَلتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدٍ الحَافِظَ فَقَالَ: زرُّ قَمِيْصِ ابْنِ عَدِيٍّ أَحفظُ مِنْ عَبْدِ البَاقِي بنِ قَانِعٍ. قَالَ الخليلِيُّ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ أَبِي مُسْلِمٍ الحَافِظَ يَقُوْلُ: لَمْ أَرَ أَحداً مِثْلَ أَبِي أَحْمَدَ بنِ عَدِيٍّ فَكَيْفَ فوقَهُ فِي الحِفْظِ؟ وَكَانَ أَحْمَدُ هَذَا لَقِيَ الطَّبَرَانِيَّ وَأَبا أَحْمَدَ الحَاكِمَ, وَقَالَ لِي: كَانَ حِفْظُ هَؤُلاَءِ تكلُّفاً, وَحِفْظُ ابْنِ عَدِيٍّ طبعاً, زَادَ مُعْجَمُهُ عَلَى أَلفِ شَيْخٍ. وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: ابْنُ عَدِيٍّ حَافظٌ لاَ بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: يذكُرُ فِي الكَاملِ كُلَّ مَنْ تُكُلِّمَ فيه بأدنى شيء لوكان مِنْ رِجَالِ الصَّحِيْحَيْنِ، وَلَكِنَّهُ يَنْتصرُ لَهُ إِذَا أمكن, ويروي في الترجمة حديثًا أَوِ أَحَادِيثَ مِمَّا اسْتُنْكِرَ لِلرَّجُلِ، وَهُوَ مُنْصِفٌ فِي الرِّجَالِ بِحَسبِ اجتهَادِهِ. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القُرَشِيُّ بِمِصْرَ، وَيَحْيَى بنُ أَحْمَدَ الجُذَامِيُّ بِالثَّغْرِ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ, أَخْبَرَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ, أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الفَرَجِ, حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ, حَدَّثَنَا مَالِكٌ, عَنْ نَافِعٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ "أَنَّ رَجُلاً لاَعَنَ امْرَأَتَهُ فِي زَمَانِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا, ففرَّق رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُمَا, وألحق الولد بالمرأة"1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5315"، ومسلم "1494"، وأبو داود "2259".

ابن ميكال

3311- ابن مِيْكَال 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الأَدِيبُ, رَئِيْسُ خُرَاسَانَ, أَبُو العَبَّاسِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن مِيْكَالَ, مِنْ ذُرِّيَّةِ كِسْرَى يَزْدَجِرْدَ بنِ بَهْرَامَ جُور الفَارِسِيِّ, اسْتَعملَ المقتدرُ أَباهُ عَبْدَ اللهِ عَلَى مملكَةِ الأَهْوَازِ. سَمِعَ مِنْ عَبدَانَ الأَهْوَازِيِّ كِتَاباً خصَّه بِهِ, وَسَمِعَ مِنْ أَبِي العَبَّاسِ السَّرَّاجِ، وَابنِ خُزَيْمَةَ, وَعَلِيِّ بنِ سَعِيْدٍ العَسْكَرِيِّ طَائِفَةٍ, وَأَملَى مَجَالِسَ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحافظ، وهو أكبر منه, وَأَبُو الحُسَيْنِ الحجَّاجِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَعبدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ. طَلَبَ الأَمِيْرُ عَبْدَ اللهِ أَبَا بَكْرٍ بنَ دُرَيْدٍ لتَأْدِيْبِ وَلَدِهِ هَذَا، وَفِيْهِ يَقُوْلُ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي المقصورَةِ: إِنَّ ابنَ مِيْكَالَ الأَمِيْرَ انتَاشَنِي ... مِنْ بَعْدِ مَا قَدْ كُنْتُ كَالشَّيْءِ اللَّقى وَمَدَّ ضبعَيَّ أَبُو العَبَّاسِ مِن ... بَعْدِ انْقِبَاضِ الذَّرْعِ وَالبَاعِ الوَزى نَفْسِي الفِدَاءُ لأَمِيْريَّ وَمَنْ ... تَحْتَ السَّمَاءِ لأَمِيْريَّ الفِدَا قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الوضَّاحي يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبا العَبَّاسِ يذكُرُ صلَةَ ابنِهِ لابنِ دُرَيْدٍ لمَّا عَمِلَ المقصورةَ, فَقُلْتُ: مَا وَصلَ إِلَيْهِ مِنْكَ؟ قَالَ: لَمْ تَصِلْ يَدي إِذْ ذَاكَ إلَّا إِلَى ثَلاَثِ مائَةِ دِيْنَارٍ, وضَعْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ الحَاكِمُ: عُرِضَت عَلَيْهِ وِلاَيَاتٌ جَلِيلةٌ فَامْتَنَعَ, وَتُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ اثنتَانِ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: سمَاعُهُ مِنْ عَبْدَانَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ ومائتين. وقع لنا جزءان عاليان في طريقه

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 283"، والعبر "2/ 327"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 41".

ابن فضالة

3312- ابن فَضَالة 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ المُحَدِّثُ, أَبُو عُمَرَ, مُحَمَّدُ بنُ موسى بن فضالة بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ فَضَالَةَ بنِ كَثِيْرٍ الأُمَوِيُّ القُرَشِيُّ, مَوْلَى الخَلِيْفَةِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. دِمَشْقِيٌّ مَعْرُوفٌ, لَهُ جُزءٌ سَمِعْنَاهُ. سَمِعَ أَبا قُصيٍّ إِسْمَاعِيْلَ العُذْرِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ أَنَسٍ, وَالحُسَيْنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ جمعَةَ، وَعبدَ الرَّحْمَنِ بنَ القَاسِمِ الهَاشِمِيَّ, وَالحَسَنَ بنَ الفَرَجِ الغَزِّيَّ, وَأَبا القَاسِمِ البَغَوِيَّ حَدَّثَهُ بِمَكَّةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ يَزِيْدَ بنِ عبدِ الصَّمَدِ, وَطَائِفَةً. حدَّث عَنْهُ: تَمَّامٌ الرَّازِيُّ, وَعبدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ الجُنْدِيِّ, وَمكِّيّ بنُ الغَمْرِ، وَمُحَمَّدُ بنُ رزقِ اللهِ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ سَعْدَانَ. أرَّخ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِيُّ وَفَاتَهُ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقَالَ: تكلَّمُوا فِيْهِ. قَرَأْتُ عَلَى خَدِيْجَةَ بِنْتِ يُوْسُفَ, أَخبَرَكُم مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ, أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَسَنِ الحصنِيُّ، وَالخَضِرُ بنُ شِبلٍ الحارثي, وَقَرَأْتُ عَلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ, أَخبَرَكَ جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن الحسين الحنائي، وعلي بن الحسن الموَازِينِيِّ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ سَعْدَانَ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ فَضَالَةَ, حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ جمعَةَ, حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ بِمَكَّةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ, حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ زَكَرِيَّا, عَنِ الحَجَّاجِ بنِ دينار, عن الحكيم, عَنْ حُجيَّةَ بنِ عَدِيٍّ, عَنْ عَلِيٍّ "أَنَّ العَبَّاسَ سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي تَعْجِيْلِ صَدَقَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ فرخَّص لَهُ فِي ذَلِكَ"2. وعِنْدَ زَينِ الأُمَنَاءِ جُزءٌ لابنِ فَضَالَةَ غَيْرُ الَّذِي عِنْدَ الشِّيْرَازِيِّ، وَالجُزءُ الأول من أمالي ابن فضالة عن الحَافِظِ قَاسِمِ بنِ عَسَاكِرٍ. وَمِنْ شُيوخِهِ: أَبُوْهُ مُوْسَى, يَرْوِي عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ بِنْتِ شُرَحْبِيْلٍ.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 328"، وميزان الاعتدال "4/ 51"، ولسان الميزان "5/ 400"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 69"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 41". 2 حسن: أخرجه أحمد "1/ 104"، وابن سعد "4/ 26"، وأبو داود "1624"، والترمذي "678"، وابن ماجة "1795"، والدارمي "1/ 385"، وابن خزيمة "2331"، والدارقطني "2/ 123"، والحاكم "3/ 332"، والبيهقي "4/ 111"، والبغوي "1577"، من طرق عن سعيد بن منصور، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وحسَّنه البغوي. وقال أبو داود: روى هذا الحديث هشيم عن منصور بن زاذان، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم "مرسلا"، وحديث هشيم أصحّ. يعني من حديث الباب، وقال مثل ما قال أبو داود الدارقطني في "السنن" "2/ 124"، وفي "العلل" "3/ 189"، والبيهقي "4/ 111". وللحديث شواهد يتقوَّى بها عند الدارقطني "2/ 123-125". قال البغوي: واختلف أهل العلم في تعجيل الزكاة قبل تمام الحول، فذهب أكثرهم إلى جوازه، وهو قول الزهري والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق، وأصحاب الرأي، وقال الثوري: أحب أن لا تعجل. وذهب قوم إلى أنه لا يجوز التعجيل، ويعيد لو عجَّل، وهو قول الحسن، ومذهب مالك، واتفقوا على أنه لا يجوز إخراجها قبل كمال النصاب، ولا يجوز تعجيل صدقة عامين عند الأكثرين.

ابن القطان

3313- ابن القَطَّان 1: مِنْ كُبَرَاءِ الشَّافِعِيَةِ, أَبُو الحُسَيْنِ, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ. قَالَ الخَطِيْبُ: لَهُ مصنَّفَاتٌ فِي أُصُولِ الفِقْهِ وَفُرُوعِهِ, مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. ذكَرَهُ مُخْتَصَراً. تفقَّه بِابْنِ سُرَيْج, ثُمَّ بِأَبِي إِسْحَاقَ المَرْوَزِيِّ، وتصدَّر للإِفَادَةِ, وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ، وَذكَرَهُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي الطبقات.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 365"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 24"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 28".

ابن حيويه

3314- ابن حَيُّويه 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُعَمَّرُ الفَقِيْهُ الفَرَضِيُّ القَاضِي, أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ زَكَرِيَّا بنِ حَيُّوْيَه النَّيْسَابُوْرِيُّ, ثُمَّ المِصْرِيُّ الشَّافِعِيُّ. قَدِمَ مِصْرَ صَغِيراً، وَسَمَّعَهُ عَمُّهُ الحَافِظُ يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا الأَعْرَجُ مِنْ بَكْرِ بنِ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيِّ، وَالإِمَامِ أَبِي عبدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ, وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَمْرٍو البَزَّارِ، وَعَبْد اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الخفَّافِ, وَجَمَاعَةٍ, وَأَخذَ عَنْ عَمِّهِ. حدَّث عَنْهُ عَبْدُ الغَنِيِّ الحَافِظُ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخُرَاسَانِيُّ القيَّاسُ, وَهَارُوْنُ بنُ يَحْيَى الطَّحَّانُ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَبِي الذِّكرِ, وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الطَّفَّالُ, وَآخَرُوْنَ. وثَّقه ابْنُ مَاكُولاَ فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً نبيلاً, ذَكَرَ أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر أَيْضاً: رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَعينَ، وَجَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عاصم، وأبي يعقوب المنجنيقي. وأخذ عنه الدراقطني وَقَالَ: كَانَ لاَ يتركُ أَحَداً يتحدَّثُ فِي مَجْلِسِهِ. وَقَالَ: جِئْتُ إِلَى شَيْخٍ عِنْدَهُ المُوَطَّأ, فَكَانَ يُقرأُ عَلَيْهِ وَهُوَ يتحدَّثُ, فلمَّا فَرَغَ قُلْتُ: أَيُّهَا الشَّيْخُ, يُقرأُ عَلَيْكَ وَأَنْتَ تتحدَّثُ?! فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَسمعُ. قَالَ: فَلَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ. قُلْتُ: كَذَا شُيُوْخُ الحَدِيْثِ اليَوْمِ, إِنْ لَمْ ينعسُوا تحدَّثُوا، وَإِنْ عُوتِبُوا قَالُوا: قَدْ كنَّا نَسْمَعُ, وَهَذِهِ مُكَابرَةٌ. تُوُفِّيَ ابْنُ حَيُّوْيَه فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 360"، والعبر "2/ 342"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 128"، وشذرات الذهب "3/ 57".

السراج

3315- السَّرَّاج 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ القُدْوَةُ, شَيْخُ الإِسلاَمِ, أَبُو الحَسَنِ, مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ النَّيْسَابُوْرِيُّ المُقْرِئُ. ارْتَحَلَ وَسَمِعَ مِنْ أَبِي شُعَيْبٍ الحرَّاني، وَالحَسَنِ بنِ المثنَّى العَنْبَرِيِّ, وَمُوْسَى بنَ هَارُوْنَ, وَمُحَمَّد بنَ عَبْدِ اللهِ مُطَيَّنٍ, وَيُوْسُفَ القَاضِي، وَهَذِهِ الطَّبَقَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَاكِمُ، وَأَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ العَالِي, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الفَارِسِيُّ المشَّاطُ, وَمُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ المَاوَرْدِيُّ القُلُوسِي، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الجُورِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ الحَاكِمُ: قلَّ مَا رَأَيْتُ أَكثرَ اجتِهَاداً وَعِبَادَةً مِنْهُ, وَكَانَ يُعَلِّمُ القُرْآنَ، وَمَا أُشَبِّهُ حَالَهُ إلَّا بِحَالِ أَبِي يُوْنُسَ القويِّ الزَّاهِدِ, صَلَّى حتى أُقعِدَ، وَبَكَى حَتَّى عَمِيَ. حدَّث أَبُو الحَسَنِ -رَحِمَهُ اللهُ- مِنْ أُصولٍ صحيحَةٍ, سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ, فَتَبِعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ, فَوَقَفَ عَلَى قَبْرِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى وتقدَّم وصفَّ خَلْفَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ, وَصَلَّى عَلَيْهِ, ثُمَّ التَفَتَ فَقَالَ: هَذَا القَبْرُ أَمَانٌ لأَهْلِ هَذِهِ المَدِيْنَةِ. قَالَ الحَاكِمُ: تُوُفِّيَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: هُوَ مِنْ أَبنَاءِ التِّسْعِيْنَ. وَفِيْهَا مَاتَ ابْنُ حَيُّوْيَه النَّيْسَابُوْرِيُّ بِمِصْرَ, وَالمُحَدِّثُ أَبُو الفَضْلِ الشَّرْمَقاني، وَصَاحبُ دِمَشْقَ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ الجنَّابِيُّ القِرْمِطِيُّ، وَركنُ الدَّوْلَةِ الحَسَنُ بنُ بُوَيْه ملكُ العجمِ, وَالمستنصرُ بِاللهِ حكمٌ صَاحبُ الأَنْدَلُسِ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ زِيَادٍ المُعَدَّلُ بِنَيْسَابُوْرَ.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 86"، والعبر "2/ 342"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 128"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 57".

ابن مطر

3316- ابن مَطَر 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ القُدْوَهُ العَامِلُ المُحَدِّثُ, أَبُو عَمْرٍو, مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَطَرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ المُزَكِّي, شَيْخُ العدَالَةِ. سَمِعَ: أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ المُسْتَمْلِي, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَلِيٍّ الذُّهلِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ أَيُّوْبَ البَجَلِيَّ, وَأَبا خَلِيْفَةَ الجُمَحِيَّ، وَمُحَمَّدَ بن جعفر الكوفي القَتَّاتَ، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى المَرْوَزِيَّ وَطَبَقَتَهُم، وَكَانَ ذَا حِفْظٍ وَإِتْقَانٍ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَأَبُو الحُسَيْنِ الحجَّاجِيُّ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الفَارِسِيُّ, وَأَبُو نَصْرٍ بنُ قَتَادَةَ, وَآخَرُوْنَ، وحدَّث عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ: أَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَة. قَالَ الحَاكِمُ: وَأَعجبُ مِنْ ذَلِكَ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ صَالِح بنِ هَانِئٍ, حَدَّثَنَا أَبُو الحَسَنِ الشَّافِعِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ مَطَرٍ -وَقَدْ مَاتَا قَبْلَهُ بِدَهْرٍ- قَالَ: وَهُوَ الَّذِي انْتَقَى الفَوائِدَ عَلَى أَبِي العَبَّاسِ الأَصمِّ, فَأَحْيَا اللهُ عِلْمَ الأَصمِّ بِتِلْكَ الفَوائِدِ, فَإِنَّ الأَصمَّ أَفسدَ أُصُولَهُ, وَاعتَمَدَ عَلَى كِتَابِ ابْنِ مَطَرٍ ... إِلَى أَنْ قَالَ الحَاكِمُ: وقلَّ مَا رَأَيْتُ أَصبرَ عَلَى الفَقْرِ مِنْ أَبِي عَمْرٍو, وَكَانَ يتجمَّل بِدِستِ ثِيَابٍ للجُمُعَاتِ وَحضورِ المَجْلِسِ, وَيَلبسُ فِي بيتِهِ فَرْوَةً ضعيفَةً, وَيَأْكُلُ رغيفاً وَبصلَةً أَوْ جزرَةً, وَبلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ وَيَأْمرُ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ, وَيَضْرِبُ اللَّبِنَ لقبورِ الفُقَرَاءِ, لَمْ أَرَ فِي مشَايخِنَا لَهُ فِي الاجتهَادِ نظيراً -رَحِمَهُ اللهُ. توفِّي فِي جُمَادَى الآخرَةِ سنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ سنة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 56"، والعبر "2/ 316"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 62"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 31".

المزكي

3317- المزَكِّي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ القُدْوَةُ, أَبُو إِسْحَاقَ, إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ سَخْتُويه النَّيْسَابُوْرِيُّ المُزَكِّي, شَيْخُ بلدِهِ وَمحدِّثُهُ. سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ المَاسَرْجِسِيَّ، وَأَبا العَبَّاسِ الثَّقَفِيَّ, وَإِمَامَ الأَئِمَّةِ ابنَ خُزَيْمَةَ، وَمُوْسَى بنَ العَبَّاسِ الجُوَيْنِيَّ, وَأَبا حَامِدٍ الأَعْمَشِيَّ، وَزَنْجَوَيْه اللبَّاد, وَأَبَا نُعَيْمٍ بنُ عَدِيٍّ, وَمُحَمَّدُ بنُ المُسَيّبِ الأَرْغِيَانِيُّ, وَأَبا العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيَّ، وَأَبَا حَامِدٍ مُحَمَّدَ بنَ هَارُوْنَ الحَضْرَمِيَّ, وَعبدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي حَاتِمٍ، وَخلقاً سوَاهُم. قَالَ الحَاكِمُ: أَمْلَى عِدَّةَ سِنِيْنَ، وكنَّا نعدُّ فِي مَجْلِسِهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مُحَدِّثاً؛ مِنْهُم: أَبُو العَبَّاسِ الأَصمُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ الأَخرمِ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ, وَابنُ رَزْقَوَيْه، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ, وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَابنُهُ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي, وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَبُو طَالِبٍ بنُ غَيْلاَنَ, وَآخرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً مُكْثِراً, مُوَاصلاً للحجِّ, انتخبَ عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَكَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ عِلْماً كَثِيْراً, مِثْلَ: "تَاريخِ السَّرَّاجِ", "تَاريخِ البُخَارِيِّ", وَعِدَّةِ كتبٍ لمُسْلِمٍ, وَكَانَ عِنْدَ البَرْقَانِيِّ عَنْهُ سَفَطُ أَجزَاءٍ وَكُتُب, لَكِنْ مَا رَوَى عَنْهُ فِي صَحِيْحِهِ, قَالَ: فِي نَفْسِي مِنْهُ لكَثْرَةِ مَا يُغْرِبُ, ثُمَّ إِنَّهُ قوَّاهُ, وَقَالَ: عِنْدِي عَنْهُ أَحَادِيث عَالِيَةٌ, كُنْتُ أَخرجتُهَا نَازلاً, إلَّا أَنِّي لاَ أَقدرُ عَلَى إِخرَاجِهَا لِكِبَرِ السِّنِّ. قَالَ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ شيطَا, سَمِعْتُ المُزَكِّي يَقُوْلُ: أَنفقتُ عَلَى الحَدِيْثِ بِدَرًا مِنَ الدَّنَانِيْرِ، وقَدِمْتُ بَغْدَادَ وَمعِي تجَارَةٌ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ سبعٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً, وَلَهُ مِنَ الأَولاَدِ: عَلِيٌّ، وَأَحْمَدُ وَيَحْيَى, وَعبدُ الرَّحْمَنِ, وَمُحَمَّدٌ, عاشوا ورووا الحديث.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 168"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 61"، والعبر "2/ 327"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 69"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 40".

ابن برزة

3318- ابن بَرْزَة 1: المُعَمَّرُ المُسْنِدُ, أَبُو جَعْفَرٍ, مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بَرْزَةَ الرُّوذَرَاوري الدَّاوُودِيُّ. حدَّث بِهَمَذَانَ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي، وَمُحَمَّدِ بنِ غَالِبٍ تَمْتَامٍ, وَعُبَيْدِ بنِ شَرِيكٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ ديزِيلٍ, وَغَيْرِهم. قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ: لَمْ يثبتْ فِي ابْنِ ديزِيلٍ، وَهُوَ شَيْخٌ حضَرتُهُ, وَلَمْ أَحْمَدْ أَمرَهُ. قُلْتُ: حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ لاَل، وَأَبُو طَاهِرٍ بنُ سَلَمَةَ, وَابنُ فنجويه عليّ بنُ جَهْضَمٍ الصُّوْفِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الإِمَامُ, وَعبدُ الرَّحْمَنِ بنُ شُبَانَةَ، وَآخرُوْنَ, حدَّث فِي سنة سبع وخمسين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 323"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 38".

ابن حارث

3319- ابن حارث 1: الحَافِظُ الإِمَامُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ, مُحَمَّدُ بنُ حارث بن أسد الخشني القَيْرَوَانِيُّ, صَاحبُ التَّوَالِيفِ. رَوَى عَنْ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ، وَأَحْمَدَ بنُ زِيَادٍ, وَقَاسِمُ بنُ أَصْبَغَ, وَأَحْمَدُ بنُ عُبَادَةَ، وَاسْتوطنَ قُرْطُبَةَ, وتمكَّن مِنْ صَاحِبِهَا المُسْتَنْصِرِ المَرْوَانِيِّ. لَهُ كِتَابُ "الاَتِّفَاقِ وَالاختلاَفِ" فِي مَذْهَبِ مَالِكٍ، وَكِتَابُ "الفُتْيَا", وَ"تَاريخُ الأَنْدَلُسِ", وَ"تَاريخُ الإِفْرِيقيِّينَ"، وَكِتَابُ "النسبِ", حَتَّى قِيْلَ إنَّه صنَّف للمُسْتَنْصِرِ مائَةَ دِيوَانٍ. وَكَانَ مِنْ أَعِيَانِ الشُّعرَاءِ، وَكَانَ يتعَاطَى الكيمِيَاءَ, وَاحتَاجَ بَعْدَ موتِ مخدومِهِ إِلَى القعُودِ فِي حَانوتٍ يبيعُ الأَدْهَانَ. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ حَوْبيل. توفِّي سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "3/ 261"، والأنساب للسمعاني "5/ 130"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "8/ 111"، والعبر "2/ 324"، وتذكرة الحفَّاظ "3/ ترجمة 934"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 64"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 39".

المروروذي، وابن عمارة، والسقطي

المرُّوروذِيّ، وابن عمارة، والسقطي: 3320- المرُّوروذِيّ 1: العلَّامة شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ, أَبُو حَامِدٍ, أَحْمَدُ بنُ بِشْرِ بنِ عَامِرٍ المَرْوَرُّوْذِيُّ, مُفْتِي البَصْرَةِ، وَصَاحِبُ التصانيف. تفقَّه بِأَبِي إِسْحَاقَ المَرْوَزِيِّ، وصنَّف "الجَامعَ" فِي المذهب, وألف شرحًا لمختصر المُزَنِيِّ، وألَّف فِي الأُصولِ, وَكَانَ إِمَاماً لاَ يُشقُّ غُبارُهُ. وَعَنْهُ أَخذَ فُقَهَاءُ البَصْرَةِ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3321- ابْنُ عمارة 2: المحدِّث الجَلِيْلُ, أَبُو الحَارِثِ, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عمَارَةَ بنِ أَحْمَدَ اللَّيْثِيُّ الكِنَانِيُّ, مَوْلاَهُمْ الدِّمَشْقِيُّ. حدَّث عَنْ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ, وأظنَّه آخِرَ مَنْ رَوَى عَنْهُ، وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البُسْرِيِّ، وَزَكَرِيَّا خَيَّاطَ السُّنَّةِ, وَمُحَمَّدَ بنَ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الصَّمدِ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ دُحَيْمٍ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: تَمَّامٌ الرَّازِيُّ, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْعٍ, وَعبدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَاجِّ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ المَيْدَانِيُّ, وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقَدْ قارب التسعين. 3322- السَّقَطِي 3: المحدِّث, أَبُو عَمْرٍو, عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ بنِ يُوْسُفَ السَّقَطِيُّ المُعَدِّلُ بِبَغْدَادَ. انتخبَ عَلَيْهِ الدارقطني. سَمِعَ الكَجِّي, وَأَحْمَدَ بنَ يَحْيَى الحُلْوَانِيَّ، وَيُوْسُفَ القَاضِي. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَسدٍ شَيْخُ الكتَابَةِ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَأَبُو نُعَيْمٍ. مَاتَ سنة اثنتين وستين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 23"، والعبر "2/ 326"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 40". 2 تقدمت ترجمتنا له بتعليق رقم "224"، وبرقم ترجمة عام "3250"، في هذا الجزء. 3 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 430"، والأنساب للسمعاني "7/ 92"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 63".

ابن علك

3323- ابن عَلَّكَ 1: الحَافِظُ المُجَوِّدُ, مُحَدِّثُ مَرْوَ, أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَبْدُ اللهِ ابْنُ الحَافِظِ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلَّكَ الجَوْهَرِيُّ المَرْوَزِيُّ. سَمِعَ أَباهُ, وَمُحَمَّدَ بنَ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْسِ, وَالفَضْلَ بنَ مُحَمَّدٍ الشَّعرَانِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَأَبَا عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيَّ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ نَاجيَةَ, وَطَبَقَتَهُم, وَرَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيْرَازِيّ فِي الأَلقَابِ، وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الخليلِيّ: مَاتَ بَعْدَ سنَةِ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, ثُمَّ قَالَ: هُوَ حَافظٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ, أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ البَطِّيِّ, أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، وَأَخْبَرَنَا ابْنُ الفَرَّاءِ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ الفَقِيْهُ، وَأَخْبَرَنَا التَّاج عَبْد الخَالِق, أَخْبَرَنَا البَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ, قَالاَ: أَخْبَرَتْنَا فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَةٌ، وأخبرنا محمد بن عبد السلام قَالاَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلَّكَ, حدَّثَكُمْ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, حدَّثنا عَبَّادُ بنُ مُوْسَى, حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ, أَخْبَرَنِي أَبِي, عَنِ الأَعْرَجِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كَانَ يقرأ له الفجر يوم الجمعة {الم، تَنْزِيلُ} ، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَان} أخرجه مسلم2.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 882"، والعبر "2/ 322"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 37". 2 صحيح: أخرجه مسلم "880".

ابن رميح

3324- ابن رُمَيْح 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الجَوَّالُ, أَبُو سَعِيْدٍ, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رُمَيْحٍ بنِ عصمَةَ النَّخَعِيُّ النَّسَوِيُّ, ثُمَّ المَرْوَزِيُّ, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. سَمِعَ: أَبا خَلِيْفَةَ الجُمَحِيَّ, وَعُمَرَ بنَ أَبِي غَيْلاَنَ, وَابنَ زَيْدَانَ البَجَلِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مَحْمُوْدٍ المَرْوَزِيَّ، وَأَبا العَبَّاسِ السَّرَّاجَ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ شِيْرَوَيْه, وَمُحَمَّدَ بنَ الفَضْلِ السَّمَرْقَنْدِيَّ الوَاعِظَ، وَعُمَرَ بنَ بُجَيْرٍ, وَمُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ, وطبقَتَهُمْ. قَالَ الحَاكِمُ: قَدِمَ نَيْسَابُورَ, فَعقدتُ لَهُ مَجْلِسَ الإِملاَءِ, وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ صَحِيْحَ البُخَارِيِّ، وَقَدْ أَقَامَ بِصَعْدَةَ مِنَ اليَمَنِ زمَاناً, ثُمَّ قَدِمَ, وَأَكرمُوهُ، وَأَكثَرُوا عَنْهُ بِبَغْدَادَ, وَمَا المَثَلُ فِيْهِ إلَّا كَمَا قال يحيى بن معين: لَوِ ارتدَّ عَبْدُ الرزَّاق مَا تَرَكْنَا حَدِيْثَهُ، وَقَدْ سأَلتُهُ المقَامَ بِنَيْسَابُورَ, فَقَالَ: عَلَى مَنْ أقيم؟ فوالله لَوْ قَدِرْتُ لَمْ أُفَارقْ سُدَّتَكَ, مَا النَّاسُ اليَوْمَ بِخُرَاسَانَ إلَّا كَمَا قِيْلَ: كَفَى حَزَناً أنَّ المُروءَةَ عُطِّلت ... وأنَّ ذَوِي الأَلبَابِ فِي النَّاسِ ضُيِّعُ وأنَّ مُلوكاً لَيْسَ يَحْظَى لَدَيْهمُ ... مِنَ النَّاسِ إلَّا مَنْ يُغَنِّي وَيُصفَعُ قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيُّ, وَالحَاكِمُ، وَابنُ رَزْقَوَيْه, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ دُومَا, وَأَبُو القَاسِمِ السَّرَّاجُ, وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَقَدْ طَلَبَهُ أَمِيْرُ صَعْدَةَ مِنْ بَغْدَادَ, فَأَدركَهُ المَوْتُ بِالجُحْفَةِ. وثَّقه الحَاكِمُ, وَأَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ, وضعَّفه أَبُو زُرْعَةَ الكشِّيُّ, وَأَبُو نُعَيْمٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: الأَمْرُ عِنْدنَا بِخِلاَفِ ذَلِكَ, وَهُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ, لَمْ يَخْتلفْ شيوخُنَا الَّذِيْنَ لَقَوْه فِي ذَلِكَ. توفِّي سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ, وَبِلاَلٌ الوَالِي, قَالاَ: أَخْبَرْنَا ابْنُ رَوَاجٍ, وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ بنُ ممِيلَ, وَسُنْقرُ الزيني قالا: أخبرنا علي بن محمود, قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ, أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ, حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ إِمْلاَءً, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رُمَيْحٍ, حَدَّثَنَا عمر بن سَعِيْدِ بنِ حَاتمٍ, حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مخْلَدٍ, حَدَّثَنَا عُبيدُ بنُ يَعِيْشَ, حَدَّثَنِي مَنْصُوْرُ بنُ وَرْدَانَ, عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ, عَنْ عِكْرِمَةَ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَسْجِد الخَيْفِ فقال: "نَضَّرَ الله امرأً سمع منَّا حديثًا"، وذكر الحديث2.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 6"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 884"، والعبر "2/ 307"، وميزان الاعتدال "1/ 135"، ولسان الميزان "1/ 261"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 20"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 22". 2 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف، آفته أبو حمزة الثمالي، واسمه: ثابت بن أبي صفية. وتَمَام الحديث: "نَضَّرَ الله امرأ سمع منّا حديثًا فبلَّغه غيره، فرُبَّ حامل فِقْهٍ إلى من هو أفقه منه، ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيه".

ابن النجم

3325- ابن النجم 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ طَاهِرِ بنِ النَّجْمِ المَيَانَجِيُّ, رحَّال جَوَّالٌ. سَمِعَ أَبَا مُسْلِمٍ الكجِّي، وَعَبْدَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَيَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ الحنَّائِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ هَارُوْنَ البَرْدِيْجِيَّ، وَطَبَقَتَهُم, وَتَمَهَّرَ بِسَعِيْدِ بنِ عَمْرٍو البَرْدَعِيِّ صَاحبِ أَبِي زُرْعَةَ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زُرْعَةَ القَزْوِيْنِيَّ، وَيَعْقُوْبُ بنُ يُوْسُفَ الأرْدُبِيلي، وَأَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ التَّرَاسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ فَارِسَ اللُّغَوِيُّ, وَآخرُوْنَ. وَكَانَ ابْنُ فَارِس يَقُوْلُ: مَا رَأَى ابْنُ النَّجْمِ مثل نفسه، ولا رأيت مثله, حَكَى ذَلِكَ سَعْدُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظُ. وَقَالَ الخَلِيْلِيُّ: توفِّي بَعْدَ الخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ المحتَسِبُ, أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ جرْوٍ, أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ, أَخْبَرَنَا سَعْدُ بنُ عَلِيٍّ المِصْرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ التَّرَاسِيُّ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ طَاهِرٍ المَيَانَجِيُّ, أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ الحنَّائِيُّ, حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُعَاذٍ, حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ, قَالَ: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا أَنَسُ بنُ مَالِكٍ أنَّ رَجُلَيْنِ عَطسا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَسَمَّتَ -أَوْ فَشَمَّتَ- أَحَدَهُمَا، وَتَرَكَ الآخَرَ, فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, تَرَكْتَ الآخَرَ. قَالَ: "لأنَّ هَذَا حَمِدَ اللهَ, وَأَنَّ هَذَا لَمْ يحمد الله" 2 أو كما قال.

_ = وقد ورد عن زيد بن ثابت: أخرجه أحمد في "الزهد" "ص42"، وابن أبي عاصم في "السنة" "94"، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" "2/ 71"، وفي "شرف أصحاب الحديث" "24"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "2/ 232"، والطبراني في "الكبير" "4891" من طرق عن شعبة، عن عمر بن سليمان، عن عبد الرحمن بن أبان، عن أبيه، عن زيد بن ثابت، به مرفوعًا. وورد عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا بلفظ: "نَضَّرَ الله امرأً سمع منَّا حديثًا فبلَّغه كما سمعه، فرُبَّ مبلَّغ أوْعَى من سامع" أخرجه الشافعي في "المسند" "1/ 14"، والحميدي "88"، وأحمد "1/ 437"، والترمذي "2657"، "2658"، وابن ماجه "232"، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" "ص322"، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" "1/ 15"، والخطيب في "الكفاية" "ص29"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" "1/ 45"، والبغويّ في "شرح السنة" "112" من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، عن عبد الله بن مسعود، به، وأخرجه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" "26"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" "ص45، 46" من طريق الحارث العكلي، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود، به، وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" "2/ 90" من طريق محمد بن طلحة، عن زبيد, عن مرة، عن ابن مسعود، به. 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 885"، والعبر "2/ 320"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 36". 2 صحيح: أخرجه البخاري "6221"، ومسلم "2991"، وأبو داود "5039".

عمر البصري

332- عُمَرُ البَصْرِيّ 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ, مُفِيْدُ بَغْدَادَ, أَبُو حَفْصٍ, عُمَرُ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي السَّرِيِّ البَصْرِيُّ الوَرَّاقُ. حَمَلَ النَّاسَ بَانتخَابِهِ عَلَى الشيوخ كثيرًا. وحدَّث عَنْ أَبِي خَلِيْفَةَ، وَالحَسَنِ بنِ المثنَّى، وَعَبْدَانَ, وَمُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ, وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ, وَابنُ رَزْقَوَيْه، وَعَلِيُّ بنُ دَاوُدَ الرَّزَّازُ, وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ الدَّارَقُطْنِيُّ يتَّبعُ خُطَاهُ فِي انْتِخَابِهِ عَلَى الشَّافِعِيِّ، وَعَمِلَ فِي ذَلِكَ رسَالَةً فِي خَمْسِ كَرَارِيْسَ، وبَيِّنَ أَغَاليطَهُ فِي أَشيَاءَ عديدةٍ يخَالفُ فِيْهَا أُصولَ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ, فتأمَّلتها, فرَأَيْتُ فعلَهُ فعلَ تغفُّل لاَ يَعِي مَا يَنْتَخِبُ فيصحِّف، وَيُسْقِطُ مِنَ الإِسنَادِ، وَبدُوْنِ ذَلِكَ يضعِّف المُحَدِّثَ. وَكَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ السَّبِيْعِيُّ يُكَذِّبُهُ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ: كَانَتْ كُتُبُهُ رَدِيئَةً. وحكَى الحَاكِمُ عَنْ عُمَرَ قَالَ: ذَاكرتُ ابنَ عُقْدَةَ, فَأَغربتُ عَلَيْهِ حَدِيْثاً. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وثلاث مائة, ومولده سنة ثمانين ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 244"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 44"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 887"، والعبر "2/ 309"، وميزان الاعتدال "3/ 184"، ولسان الميزان "4/ 287"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 26".

منذر بن سعيد البلوطي

مُنْذِر بنُ سَعِيْدٍ البَلُّوطِيّ 1: أَبُو الحَكَمِ الأَنْدَلُسِيُّ, قاضي الجماعة, يُنسَبُ إِلَى قبيلَةٍ يُقَال لَهَا: كُزْنَة, وَهُوَ مِنْ مَوْضِعٍ قريبٍ مِنْ قُرْطُبَةَ يُقَال لَهُ: فحص البلوط. كَانَ فَقِيْهاً محقِّقًا, وَخطيباً بَلِيْغاً مفوَّهًا، لَهُ اليَوْمُ المَشْهُوْرُ الَّذِي ملأَ فِيْهِ الآذَانَ، وَبَهَرَ العُقولَ, وَذَلِكَ أَنَّ المُسْتَنصرَ بِاللهِ كَانَ مشغُوفاً بَأَبِي عليٍّ القَالِيِّ, يُؤَهِّلُهُ لِكُلِّ مُهِمٍّ, فَلَمَّا وَرَدَ رَسُوْلُ الرُّوْمِ أَمَرَهُ أَنْ يقومَ خَطِيْباً عَلَى العَادَةِ الجَارِيَةِ, فَلَمَّا شَاهدَ أَبُو عَلِيٍّ الجمعَ العظيمَ جَبُنَ فَلَمْ تَحْمِلْهُ رِجْلاَهُ, وَلاَ سَاعَدَهُ لسَانُهُ, وَفطِنَ لَهُ مُنذرُ بنُ سَعِيْدٍ, فَوَثَبَ فِي الحَالِ، وَقَامَ مقَامَهُ, وَارتَجَلَ خطبَةً بَدِيْعَةً, فَأَبهَتَ الخَلْقَ، وَأَنشدَ فِي آخِرِهَا لِنَفْسِهِ: هَذَا المَقَالُ الَّذِي مَا عَابَهُ فَنَدُ ... لكنَّ صَاحِبَهُ أَزْرَى بِهِ البَلَدُ لَوْ كُنْتُ فِيهِمْ غَرِيباً كُنْتُ مُطّرفًا ... لكنَّني مِنْهُمُ فَاغتَالَنِي النَّكد لَوْلاَ الخِلاَفَةُ أَبقَى اللهُ بَهَجْتَهَا ... مَا كُنْتُ أَبقَى بِأَرضٍ مَا بِهَا أَحَدُ فَاستَحْسَنُوا ذَلِكَ, وصلَّب الرَّسُولُ، وَقَالَ: هَذَا كبشُ رِجَالِ الدَّوْلَةِ. وَمِنْ تَصَانِيْفِهِ: كِتَابُ "الإِنْبَاهِ عَنِ الأَحْكَامِ مِنْ كِتَابِ اللهِ"، وَكِتَابُ "الإِباَنَةِ عَنْ حَقَائِقِ أُصولِ الدِّيَانَةِ". قَالَ ابْنُ بشكوَالٍ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ: مُنذرُ بنُ سَعِيْدٍ خطيبٌ بَلِيْغٌ مصقَع2, لَمْ يَكُنْ بِالأَنْدَلُسِ أَخطبَ مِنْهُ, مَعَ العِلْمِ البَارعِ, وَالمعرفَةِ الكَامِلَةِ, وَاليَقِينِ فِي العلومِ وَالدِّينِ, وَالوَرَعِ, وَكَثْرَةِ الصِّيَامِ، وَالتَّهجُّدِ, وَالصَّدْعِ بِالْحَقِّ, كَانَ لاَ تَأَخُذُهُ فِي اللهِ لومَةُ لاَئِمٍ, وَقَدِ اسْتَسْقَى غَيْرَ مَرَّةٍ فسُقِيَ. ذَكَرَ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ الحَكَمَ فقال: كان فقيهًا فصيحًا خطيبًا, لم يُسمعْ بِالأَنْدَلُسِ أَخطبُ مِنْهُ، وَكَانَ أَعلمَ النَّاسِ بِاخْتِلاَفِ العُلَمَاءِ, شَاعِراً لبيباً أَدِيباً, لَهُ تَصَانِيْف حسَانٌ جِدّاً، وَكَانَ مَذهَبُهُ النَّظَرَ وَالجَدَلَ, يَمِيلُ إِلَى مَذْهَبِ دَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ. وَذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بنُ حَارثٍ القَرَوِيِّ فَقَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّفَاذِ وَالتَّحْصِيْلِ, مُتدرِّباً للمنَاظرَةِ, مُتخلِّقاً بِالإِنصَافِ, جَيِّدَ الفَهْمِ, طَوِيْلَ العِلْمِ, بَلِيْغاً مُوجزاً, يَمِيْلُ إِلَى طُرُقِ الفضَائِلِ وَيُوَالِي أَهلَهَا، وَيلهَجُ بِأَخْبَارِ الصَّالِحِيْنَ. حَجَّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فَأَقَامَ فِي رِحْلَتِهِ أَرْبَعينَ شهراً، وَانْصَرَفَ, فَأَدْخَلَ الأَنْدَلُسَ مِنْ عِلمِ النَّظَرِ، وَمِنْ عِلمِ اللُّغَةِ كُتُباً كَثِيْرَةً, وَامتَحَنَهُ النَّاصرُ بِغَيْرِ مَا أَمَانَةٍ، وَأَخرجَهُ رسولاً إلى

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "19/ 174"، واللباب لابن الأثير "1/ 176"، والعبر "2/ 302"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 17". 2 الخطيب المصقع: هو البليغ الماهر في خطبته. وهو مِفْعَلٌ من الصقع, رفع الصوت ومتابعته، ومفعل من أبنية المبالغة.

غَيْرِ مَا وَجْهٍ, فَخَلُصَ محموداً، وَأَقَامَ بِمَا حَمَلَ مشكوراً, ثُمَّ ولَّاه قَضَاءَ كورَةَ مارِدَة1, ثُمَّ ولَّاه قَضَاءَ الثُّغُوْرِ الشَّرْقِيَّةِ كُلِّهَا, ثُمَّ نَقَلَهُ إِلَى قَضَاءِ القُضَاةِ، وَالصَّلاَةِ بِجَامعِ الزَّهرَاءِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ: أَخْبَرَنِي حَكَمُ بنُ مُنذرِ بنِ سَعِيْدٍ, أَخْبَرَنِي أَبِي أنَّه حجَّ رَاجِلاً مَعَ قَوْمٍ رجَّالة, فَانقَطَعُوا وَأَعوَزَهُمُ المَاءُ فِي الحِجَازِ وَتَاهُوا, قَالَ: فَأَوَيْنَا إِلَى غارٍ نَنْتَظِرُ المَوْتَ, فَوَضَعْتُ رَأْسِي مُلْصَقاً بِالجَبَلِ, فَإِذَا حجرٌ كَانَ فِي قُبَالَتِهِ, فَعَالَجْتُهُ, فَنَزَعْتُهُ, فَانبَعَثَ المَاءُ فَشَرِبْنَا وتزوَّدنا. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: حُدِّثْتُ أنَّ رَجُلاً وَجَدَ القَاضِي مُنْذِرَ بنَ سَعِيْدٍ فِي بَعْضِ الأَسحَارِ عَلَى دكَّانِ المسجد, فعرفه, فجلس إليه وقال: يا سيِّدَي, إِنَّكَ لتغرِّرُ بِخُروجِكَ، وَأَنْتَ أَعْظَمُ الحكَّامِ, وَفِي النَّاسِ المحكومُ عَلَيْهِ، وَالرَّقيقُ الدَّيِّن, فَقَالَ: يَا أَخِي, وأنَّى لِي بِمِثْلِ هَذِهِ المنزلَةِ؟ وأنَّى لِي بِالشَّهَادَةِ؟ مَا أَخرجُ تعرُّضاً للتَّغرُّرِ, بَلْ أَخرجُ مُتَوَكِّلاً عَلَى اللهِ؛ إِذْ أَنَا فِي ذِمَّتِهِ, فَاعلَمْ أنَّ قَدَرَهُ لاَ محيدَ عَنْهُ، وَلاَ وَزَرَ دُوْنَهُ. قَالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ: قَحطَ النَّاسُ فِي بَعْضِ السِّنينَ آخِرَ مُدَّةِ النَّاصِرِ, فَأَمرَ القَاضِيَ منذرَ بنَ سَعِيْدٍ بِالبُرُوزِ إِلَى الاسْتِسْقَاءِ بِالنَّاسِ, فصَامَ أَيَّاماً وتأهَّب, وَاجتمعَ الخلقُ فِي مصلَّى الرَّبَضِ، وَصعِدَ النَّاصِرُ فِي أَعْلَى قَصرِهِ لِيشَاهِدَ الجمعَ, فَأَبطأَ مُنذرٌ, ثُمَّ خَرَجَ رَاجِلاً متخَشِّعًا، وَقَامَ لِيَخْطُبَ, فلمَّا رَأَى الحَالَ بَكَى وَنَشَجَ, وَافتَتَحَ خُطْبَتَهُ بِأَنْ قَالَ: سلاَمٌ عليكُمٌ, ثُمَّ سَكَتَ شبهَ الحَسِيرِ, وَلَمْ يَكُنْ مِنْ عَادَتِهِ, فَنَظَرَ النَّاسُ بعضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ, لاَ يَدْرُوْنَ مَا عَرَاهُ, ثُمَّ انْدَفَعَ فَقَالَ: {سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأَنْعَام: 54] اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، وتقرَّبوا بِالأَعمَالِ الصَّالِحَةِ لَدَيْهِ, فضجَّ النَّاسُ بِالبُكَاءِ, وَجَأَرُوا بِالدُّعَاءِ وَالتَّضرُّعِ, وَخَطَبَ فَأَبْلَغَ, فَلَمْ يَنْفَضّ القَوْمُ حَتَّى نَزَلَ غَيثٌ عَظِيْمٌ. واسْتَسْقَى مرةًَ, فَقَالَ يَهْتِفُ بِالخلقِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّه} [فَاطِر: 15] فهيِّج الخلقَ عَلَى البُكَاءِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَذكُرُ أَنَّ رَسُوْلَ النَّاصِرِ جَاءهُ للاسْتِسْقَاءِ, فَقَالَ لِلرَّسُوْلِ: هَا أَنَا سَائِرٌ, فَلَيْتَ شِعْرِي مَا الَّذِي يَصْنَعُهُ الخَلِيْفَةُ فِي يَوْمنَا هَذَا, فَقَالَ: مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ أَخْشَعَ مِنْهُ فِي يَوْمِهِ هَذَا, إِنَّهُ مُنفردٌ بِنَفْسِهِ, لاَبسٌ أَخشنَ الثِّيَابِ, مُفترشٌ التُّرَابَ, قَدْ عَلاَ نَحِيْبُهُ وَاعْتَرَافُهُ بذنوبه,

_ 1 هي كورة واسعة من نواحي الأندلس، من أعمال قرطبة، وهي إحدى القواعد التى تخيرتها الملوك للسكن من القياصرة والروم، وهي مدينة رائقة، كثيرة الرخام، عالية البنيان، فيها آثار قديمة حسنة، تقصد للفرجة والتعجّب. قاله ياقوت الحموي في "معجم البلدان" "5/ 38 - 39".

يَقُوْلُ: ربِّ هَذِهِ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ, أَتُرَاكَ تُعذِّبُ الرَّعِيَّةَ وَأَنْتَ أَحكمُ الحَاكمِينَ وَأَعدلُهُمْ, أَنْ يَفُوتَكَ مِنِّي شَيْءٌ, فَتَهَلَّلَ مُنذرُ بنُ سَعِيْدٍ وَقَالَ: يَا غُلاَمُ, احملِ المِمْطَرَةَ مَعَكَ, إِذَا خَشَعَ جَبَّارُ الأَرضِ رَحِمَ جَبَّارُ السَّمَاءِ. قَالَ ابْنُ عَفِيْفٍ: مِنْ أَخبارِهِ المحفوظَةِ, أنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ عَمِلَ فِي بَعْضِ سُطُوحِ الزَّهْرَاءِ قُبَّة بِالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ, وَجَلَسَ فِيْهَا, وَدَخَلَ الأَعْيَانُ, فَجَاءَ مُنذرُ بنُ سَعِيْدٍ فَقَالَ لَهُ الخَلِيْفَةُ كَمَا قَالَ لِمَنْ قَبْلَهُ: هَلْ رَأَيْتَ أَوْ سَمِعْتَ أنَّ أَحَداً مِنَ الخُلَفَاءِ قَبْلِي فَعَلَ مِثْلَ هَذَا, فَأَقْبَلَتْ دُمُوعُ القَاضِي تتحدَّر, ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ مَا ظَنَنْتُ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ أنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنْكَ هَذَا المَبْلَغَ, أَنْ أَنْزَلَكَ منازِل الكُفَّارِ, قَالَ: لِمَ؟ فَقَالَ: قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّة} إِلَى قَوْلِهِ: {وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزُّخْرُف: 33, 34] , فنكَّس النَّاصِرُ رَأْسَهُ طَوِيْلاً, ثُمَّ قَالَ: جَزَاكَ اللهُ عنَّا خَيراً وَعَنِ المُسْلِمِينَ, الَّذِي قُلْتَ هُوَ الحَقُّ, وَأَمَرَ بِنَقْضِ سَقْفِ القُبَّةِ. وَخَطَبَ يَوْماً فَأَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ, فَقَالَ: حَتَّى مَتَى أَعِظُ وَلاَ اتَّعظ, وَأَزجُرُ وَلاَ أَزدَجِرُ, أَدُلُّ عَلَى الطَّرِيْقِ المُسْتَدِلِّيْنَ، وَأَبقَى مُقيماً مَعَ الحَائِرِينَ, كلاَّ, إِنَّ هَذَا لَهُوَ البَلاَءُ المُبِيْنُ, اللَّهُمَّ فرغِّبْنِي لِمَا خَلَقْتَنِي لَهُ, وَلاَ تَشْغَلْنِي بِمَا تكفَّلْت لِي بِهِ. وَقَدِ اسْتغرقَ مرَّةً فِي خطْبَتِهِ بِجَامعِ الزَّهرَاءِ, فَأَدْخَلَ فِيْهَا: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ، وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ، وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} [الشُّعرَاء] فتخيِّر النَّاصِرُ لخطَابَةِ الزَّهْرَاءِ أَحْمَدَ بنَ مطرِّفٍ إِذَا حَضَرَ الناصر. توفِّي مُنذرُ فِي انسلاخِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقَدْ سَمِعَ مِنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَأَخَذَ عَنِ ابْنِ المُنْذِرِ كِتَابَ "الإِشرَافِ". وَمِنْ خطبَتِهِ؛ إِذْ أُرتِجَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ القَالِيِّ: أَمَّا بَعْدُ, فانَّ لِكُلِّ حَادثَةٍ مَقَاماً، وَلِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالاً، وَلَيْسَ بَعْدَ الحَقِّ إلَّا الضَّلاَل, وَإِنِّي قَدْ قُمْتُ فِي مَقَامٍ كَرِيمٍ, بَيْنَ يَدَيْ مَلكٍ عَظيمٍ, فَأَصغُوا إليَّ مَعْشَرِ الملأِ بِأَسْمَاعكُمْ, إنَّ مِنَ الحَقِّ أَنْ يُقَالَ للمُحِقِّ صَدَقْتَ, وَللمُبْطِلِ كَذبتَ، وإنَّ الجَلِيْلَ تَعَالَى فِي سَمَائِهِ، وَتَقَدَّسَ بِأَسمَائِهِ, أَمرَ كَلِيْمَهُ مُوْسَى أَنْ يُذَكِّرَ قومَهُ بِنِعَمِ اللهِ عِنْدَهُمْ, وَأَنَا أذَكِّركم نِعَمَ الله عليكم, وتلافيه لَكُمْ بِوِلاَيَةِ أَمِيْرِكُم, الَّتِي آمَنَتْ سِرْبَكُمْ، وَرَفَعَتْ خَوفَكُمْ, وَكُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ, وَمُسْتَضْعَفِينَ فقوَّاكم, وَمُستَذلِّينَ فَنَصَرَكُمْ, وَلاَّهُ اللهُ أَيَّاماً ضَرَبَتِ الفِتْنَةُ سُرَادقَهَا عَلَى الآفَاقِ، وَأَحَاطَتْ بِكُمْ شُعَلُ النِّفَاقِ, حَتَّى صِرتُمْ مِثْلَ حَدَقَةِ البَعيرِ, مَعَ ضِيقِ الحَالِ وَالتَّغييرِ, فَاسْتُبْدِلْتُمْ بِخِلاَفَتِهِ مِنَ الشِدَّةِ بِالرَّخَاءِ, ... إِلَى أَنْ قَالَ: فَنَاشدتُكُمُ اللهَ, أَلَمْ تَكُنِ الدِّمَاءُ مسفوكَةً فَحَقَنَهَا، وَالسُّبُلُ مخوفَةً فأمَّنها، وَالأَمْوَالُ منتَهَبَةً فَأَحْرَزَهَا, وَالبِلاَدُ خرَاباً فعمَّرها, وَالثُّغُوْرُ مُهتضمَةً فَحَمَاهَا وَنَصَرَهَا, فَاذْكُرُوا آلاَءَ اللهِ عَلَيْكُمْ, وَذَكَرَ بَاقِي الخطْبَةِ. وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ مَولِدَهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ, فَيَكُونُ عمُرُهُ تِسْعِيْنَ سنَةً كَاملَةً -رحمه الله تعالى.

حمزة بن محمد

3328- حَمْزَةُ بن مُحَمَّد 1: ابن علي بن العباس, الإمَامُ الحَافِظُ القُدْوَةُ, مُحَدِّثُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ, أَبُو القَاسِمِ الكِنَانِيُّ المِصْرِيُّ, صَاحبُ مَجْلِسِ البطَاقَةِ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ عِمْرَانَ بنَ موسى الطيب، وَمُحَمَّدَ بنَ سَعِيْدٍ السَّرَّاجَ, وَأَبَا عبدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيَّ، وَالحَسَنَ بنَ أَحْمَدَ بنِ الصَّيْقَلِ, وَسَعِيْدَ بنَ عُثْمَانَ الحرَّاني, وَأَبا يَعْقُوْبَ المَنْجَنِيْقِيَّ، وَدَاوُدَ بنَ شَيْبَةَ, وَعَبْدَانَ الأَهْوَازِيَّ، وَأَبا يَعْلَى المَوْصِلِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ المُعَافَا الصَّيدَاوِيَّ، وَجُمَاهرَ بنَ مُحَمَّدٍ الزَّمْلَكَانِيَّ, وَأَبا خَلِيْفَةَ الجُمَحِيَّ, لحقَهُ بِالبَصْرَةِ. وَجمعَ وصنَّف، وَكَانَ مُتْقِناً مجوِّداً, ذَا تَأَلُّهٍ وتعبُّد. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ, وَابنُ مَنْدَةَ، وَعَبْدُ الغَنِيِّ بنُ سَعِيْدٍ, وَتَمَّامُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، وَشُعَيْبُ بنُ المِنْهَالِ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرٍ, وَعَلِيُّ بنُ حِمِّصَةَ الحرَّاني, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُمَرَ بنِ النَّحَاسِ، وَأَحْمَدُ بنُ فتحٍ القُرْطُبِيُّ ابْنُ الرَّسَّانِ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُشْكَيَالِيُّ الطُّلَيْطِلِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ القَابِسِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: حَمْزَةُ المِصْرِيُّ هُوَ عَلَى تَقَدُّمِهِ فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْثِ أَحدُ مَنْ يُذكرُ بِالزُّهْدِ وَالوَرَعِ وَالعِبَادَةِ, سَمِعَ النَّسَائِيَّ وأبا خليفة وأقرانهما بالحجاز والعراقَيْنِ. وقال مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الصُّوْرِيِّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الغَنِيِّ الحَافِظَ يَقُوْلُ: وَجَرَى ذِكْرُ حَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: كُلُّ شَيْءٍ لَهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ, وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ, وَأَوَّلُ سمَاعِهِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ, وَرَحَلَ إِلَى العِرَاقِ سَنَةَ خمس وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 886"، والعبر "2/ 308"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 20"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 23".

قَالَ الصُّوْرِيُّ: كَانَ حَمْزَةُ حَافِظاً ثَبْتاً. قَالَ ابْنُ زُولاَقَ: حدَّثني الحَافِظُ قَالَ: رَحَلْتُ سنَةَ خَمْسٍ, فَدَخَلتُ حلبَ وَقَاضِيَهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَبْدَةَ, فَكتبتُ عَنْهُ, فَكَانَ يَقُوْلُ لِي: لَوْ عرفتُكَ بِمِصْرَ لملأْتُ ركَائِبَكَ ذهباً, فَيُقَالُ: أَعطَاهُ مِائَتي دِيْنَارٍ ترَّحل بهَا إِلَى العِرَاقِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ أَسَدٍ, سَمِعْتُ حَمْزَةَ الكِنَانِيَّ يَقُوْلُ: خرَّجت حَدِيْثاً وَاحِداً عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ نَحْوِ مِائَتي طَرِيْقٍ, فَدَاخَلَنِي لِذَلِكَ مِنَ الفَرحِ غَيْرُ قَلِيْلٍ، وَأُعْجِبْتُ بِذَلِكَ, فرَأَيْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ فِي المَنَامِ, فَقُلْتُ: يَا أَبا زَكَرِيَّا, خرَّجت حَدِيْثاً مِنْ مائتَي طَرِيْقٍ, فَسَكَتَ عنِّي سَاعَةً, ثُمَّ قَالَ: أَخْشَى أَنْ تَدْخُلَ هَذِهِ تَحْتَ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُر} [التَّكَاثر: 1] . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَافِظَ يقول: كنت أكتب الحديث فلا أكتب: وسلَّم بَعْدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ, فرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ, فَقَالَ لِي: أَمَا تَخْتِمُ الصَّلاَةَ عليَّ فِي كِتَابِكَ?! أَنْبَأَنَا الخَضِرُ بنُ حَمَّوَيْه, عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ, حدَّثنا أَبِي, أَخْبَرْنَا ابْنُ الأَكفَانِيِّ, أَخْبَرَنَا سَهْلُ بنُ بِشْرٍ, سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عُمَرَ الحَرَّانِيَّ, سَمِعْتُ حَمْزَةَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَافِظَ، وَجَاءهُ غريبٌ فَقَالَ: إِنَّ عَسْكَرَ أَبِي تَمِيمٍ -يَعْنِي المغَاربَةَ- قَدْ وَصَلُوا إِلَى الإِسكندريَّةِ, فَقَالَ: اللهمَّ لاَ تُحْيِنِي حَتَّى تُريَنِي الرَّايَاتِ الصُّفرِ, فَمَاتَ حَمْزَةُ، وَدَخَلَ عسكَرُهُمْ بَعْدَ مَوْتِهِ بثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. قُلْتُ: هَؤُلاَءِ عَسْكَرُ المعزِّ العُبَيْدِيِّ الإِسمَاعِيليَّةُ, تملَّكوا مِصْرَ فِي هَذَا الوَقْتِ، وَبَنُوا فِي الحَالِ مدينَةَ القَاهرَةِ المعزِّيَّةِ, فَأَمَاتُوا السنَّة، وَأَظهَرُوا الرَّفْضَ, وَدَامَتْ دولَتُهُمْ أَزيدَ مِنْ مِائَتي عَامٍ, حَتَّى أَبَادَهُمُ السُّلْطَانُ صلاَحُ الدِّينِ, وَنسبُهُمْ إِلَى عليٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- غَيْرُ صَحِيْحٍ. مَاتَ حَمْزَةُ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ بضعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً, قَالَهُ المُحَدِّثُ يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ الطَّحَّانِ. وَفِيْهَا: مَاتَ الحَافِظُ أَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رُمَيْحٍ النَّسَوِيُّ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ النَّضْرِيُّ المَرْوِيُّ, وَعبدُ الرَّحْمَنِ بنُ العَبَّاسِ المُخَلِّصُ، وَعُمَرُ بنُ جَعْفَرٍ البَصْرِيُّ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مُحْرِم. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ قَالاَ: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ صَبَّاحٍ, أَخْبَرَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ, أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلعِيُّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ, حدَّثنا حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ, سَمِعْتُ الصَّيْدَلاَنِيَّ عبَّاساً الدُّوْرِيَّ, سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يخرجُ مِنْ مَنْزِلِهِ بِلاَ مِحْبَرَةٍ وَلاَ قلمٍ يطلبُ الحَدِيْثَ, فَقَدْ عَزَمَ على الكذبة.

المغفلي

3329- المغفَّلي 1: الإِمَامُ العَالِمُ القُدْوَةُ الحَافِظُ, ذُو الفُنُوْنِ, أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بِشْرِ بنِ مغفَّل بنِ حَسَّانٍ ابْنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ المُزَنِيُّ المُغَفَّلِيُّ الهَرَوِيُّ, الملقَّب بِالبَازِ الأَبيضِ, وُلِدَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ أَحْمَدَ بنَ نَجْدَةَ، وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ الجَكَّانِيَّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي طَالِبٍ الحَافِظَ، وَعِمْرَانَ بنَ مُوْسَى بنَ مُجَاشعٍ، وَأَبَا خَلِيْفَةَ الجُمَحِيَّ، وَيُوْسُفَ القَاضِي, وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الحَضْرَمِيَّ، وَعُبَيْدَ بنَ غنَّام, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ يُوْسُفَ الهِسِنْجَانِيَّ، وَالحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ, وَعَبْدَانَ الأَهْوَازِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ علاَّنَ المِصْرِيَّ، وَطَبَقَتَهُم بِمِصْرَ وَالحَرَمَيْنِ, وَالشَّامِ وَالعِرَاقِ, وَالعجمِ. وَجمعَ وصنَّف، وتقدَّم فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْثِ وَالعُلومِ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَةَ شَيْخُهُ, وَعَمْرُو بنُ الرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ شَيْخُهُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيُّ، وَالحَاكِمُ, وَأَبُو بَكْرٍ القفَّال, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الخَازنُ، وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُم. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ إِمَامُ أَهْلِ خُرَاسَانَ بِلاَ مُدَافعَةٍ، وَقَدْ حجَّ بِالنَّاسِ, وَخطبَ بِمَكَّةَ، وَقدمَ إِلَيْهِ المقَامُ وَهُوَ قَاعدٌ فِي جوفِ الكَعْبَةِ، وَلَقَدْ سمِعتُهُمْ بِمَكَّةَ يَذْكُرُوْنَ أَنَّ هَذِهِ الولاَيَةَ لَمْ تَكُنْ قَطُّ لِغيرِهِ, وَمِنْ عَظَمَتِهِ أَنْ كَانَ فَوْقَ الوزرَاءِ، وَأَنَّهُمْ كَانُوا يَصْدُرُوْنَ عَنْ رَأَيِهِ, وَجَاوَرَ مرَّةً بِمَكَّةَ، وَكُنْتُ بِبُخَارَى أَسْتَمْلِي لَهُ, فَذَكَرَ أَنَّهُ حصلَ وَجْدٌ وَشيءٌ مِنْ غَشْيٍ بِسَبَبِ إِملاَءِ حِكَايَةٍ وَأَبيَاتٍ, وَتُوُفِّيَ بَعْدَ جُمُعَةٍ, فَسَمِعْتُ ابنَهُ بِشْراً يَقُوْلُ: آخِرُ كلمَةٍ تكلَّم بِهَا, أَنْ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ, وَرَفَعَ يَدَهُ اليُمْنَى إلى السماء, وقال: ارحم شيبة شيخ جاءك بتوفيقك على الفطرة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "3/ 18".

قَالَ أَبُو النَّضْرِ الفَامِيُّ فِي "تَاريخِ هَرَاةَ": أَبُو مُحَمَّدٍ المُغَفَّلِيُّ، كَانَ إِمَامَ عَصرِهِ بِلاَ مُدَافعةٍ فِي أَنواعِ العُلومِ, مَعَ رُتْبَةِ الوزَارَةِ, وَعُلُوِّ القَدْرِ عِنْدَ السُّلْطَانِ. وَمِنْ شِعرِهِ: نَزَلْنَا مُكْرَهين بِهَا فَلَمَّا ... أَلِفْنَاهَا خَرَجْنَا كَارِهِيْنَا وَمَا حبُّ الدِّيَارِ بِنَا وَلَكِنْ ... أَمرُّ العَيْشِ فرقَةُ مَنْ هَوِيْنَا قَالَ الحَاكِمُ: توفِّي فِي سَابعَ عشرَ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَرَأَيْتُ الوَزِيْرَ أَبَا علِيٍّ البَلْعَمِيَّ وَقَدْ حُمِلَ فِي تَابُوتِهِ, وَأُحضِرَ إِلَى بَابِ السُّلْطَانِ -يَعْنِي: بِبُخَارَى- لِلصَّلاَةِ عَلَيْهِ, ثُمَّ حُمِلَ تَابُوتُهُ إِلَى هَرَاةَ فَدُفِنَ بِهَا. قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا الفَضْلِ السُّلَيْمَانِيَّ وَكَانَ صَالِحاً يَقُوْلُ: رَأَيْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ المُزَنِيَّ فِي المَنَامِ بَعْدَ وَفَاتِهِ بِلَيْلَتَيْنِ، وَهُوَ يَتَبَخْتَرُ فِي مِشْيَتِهِ, وَيَقُوْلُ بِصَوتٍ عَالٍ: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الْقَصَص: 60] . قَالَ الحَاكِمُ: وَردَ كِتَابٌ مِنْ مِصْرَ بِأَنْ يَحجَّ أَبُو مُحَمَّدٍ المُغَفَّلِيُّ بِالنَّاسِ، وَيخطُبُ بِعَرَفَةَ وَمِنَى, فصلَّى بِعَرَفَةَ, وأَتَمَّ الصَّلاَةَ, فَعَجَّ النَّاسُ, فَصَعِدَ المِنْبَرَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ, أَنَا مُقيمٌ، وَأَنْتُم عَلَى سفرٍ, فَلِذَلِكَ أَتمَمْتُ. وتوفِّي فِي عَامِ سِتَّةٍ مُقْرِئُ مِصْرَ, أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ أُسَامَةَ بنِ أَحْمَدَ التُّجيْبِيُّ, أرَّخه يَحْيَى الطَّحَّانُ، وَصَاحبُ العِرَاقِ معزُّ الدَّوْلَةِ أَحْمَدُ بنُ بُوَيْه الدَّيْلَمِيُّ، والمحدِّث التَّالِفُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجَارُوْدِ الرَّقِّيُّ، والعلَّامة أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ القَاسِمِ القَالِيُّ بِالأَنْدَلُسِ, وَمُسْنِدُ هَرَاةَ أَبُو عَلِيٍّ حَامِدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الرَّفَّاءُ الوَاعِظُ, والمحدِّث أَبُو الفَضْلِ العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ الرَّافِقِيُّ، وَالشَّيْخُ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي روبَا السَّقَطِيُّ, وَأَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بِشْرٍ سَنَقَةُ السَّقَطِيُّ البَغْدَادِيُّ، وَالعَلاَّمَةُ أَبُو الفَرَجِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الأُمَوِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ, ثُمَّ البَغْدَادِيُّ صَاحِبُ الأَغَانِي, وَأَبُو الفَتْحِ عَمْرُو بنُ جَعْفَرٍ الخُتُّلِيُّ, وَصَاحِبُ مِصْرَ الطَّوَاشِيُّ أَبُو المِسْكِ كَافورُ الإِخْشِيدِيُّ، وَصَاحبُ الشَّامِ سَيْفُ الدَّوْلَةِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْدَانَ التَّغْلِبِيُّ.

أبو حامد، وابن الصواف

أبو حامد، وابن الصواف: 3330- أبو حامد 1: القَاضِي العَلاَّمَةُ, أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ بِشْرِ بنِ عَامِرٍ المَرْوَرُّوْذِيُّ, تِلْمِيْذُ أَبِي إِسْحَاقَ المَرْوَزِيُّ, لَهُ "الجَامعُ فِي المَذْهَبِ", وَ"شَرْحُ المُزَنِيُّ". وَكَانَ إِمَاماً لاَ يُشَقُّ غبارُهُ, أَخذَ عَنْهُ فُقَهَاءُ البَصْرَةِ. توفِّي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائة. 3331- ابن الصَّوَّاف 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ المحدِّث الثِّقَةُ الحجَّةُ, أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بن إسحاق البغدادي, ابن الصواف. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ إِسمَاعِيلَ اَلتِّرْمِذِيَّ، وَإِسْحَاقَ بنَ الحَسَنِ الحَرْبِيَّ، وَبِشْرِ بنِ مُوْسَى، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ الأَزْدِيَّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ, وَالحَسَنِ بنَ عَلِيِّ بنِ الوَلِيْدِ الفَارِسِيَّ صَاحِبَ أَبِي عُمَرَ الحَوْضِيِّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ هَاشِمٍ البَغَوِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ يَحْيَى الحُلْوَانِيَّ، وَعَلِيَّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشّوَاربِ، وَحَمْزَةَ بنَ مُحَمَّدٍ الكَاتِبَ, وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الجَعْدِ الوَشَّاءَ، وَأَحْمَدَ بنَ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ مرزوق، وأبا جعفر بنَ نَصْرٍ, وَإِدْرِيْسَ بنَ عبدِ الكَرِيْمِ المُقْرِئَ, وَجَعْفَراً الفِرْيَابِيَّ, وعِدَّة. حدَّث عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه, وَأَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، وَأَخُو عَبْدِ الملكِ الوَاعِظُ, وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ, وعِدَّة. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَا رأَتْ عينَايَ مِثْلَ أَبِي عَلِيٍّ بنِ الصوَّاف, وَفُلاَنٍ بِمِصْرَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ ثِقَةً مَأْمُوْناً, مَا رَأَيْتُ مثلَهُ فِي التَّحَرُّزِ. توفِّي فِي شَعْبَانَ سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ تسعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. أَنْبَأَنَا جَمَاعَةٌ, عَنْ عفيفة بنت محمد الفاروقانية، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي المُطَهَّرِ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الصنَّاع, أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّافِ, حدَّثنا عبد الله ابن أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ, حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ, عَنْ أَبِي هَاشِمٍ, عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ, قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لعمَّار: "تقتلك الفئة الباغية" 3.

_ 1 تقدمت ترجمته في هذا الجزء بتعليقنا رقم "319"، وبرقم ترجمة عام "3320". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 289"، والأنساب للسمعاني "8/ 99"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 52" والعبر "2/ 314"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 28". 3 صحيح: أخرجه مسلم "2915" "70"، وأحمد "5/ 306-307" من حديث أبي سعيد الخدري قال: أخبرني من هو خير منِّي, أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لعمار, حين جعل يحفر الخندق، وجعل يمسح رأسه ويقول: "بؤس ابن سمية، تقتلك فئة باغية". وأخرجه أحمد "3/ 90-91"، والبخاري "447"، "2812" من طريق خالد الحذَّاء، عن عكرمة, قال لي ابن عباس ولابنه علي: انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه, فانطلقنا, فإذا هو في حائط يصلحه, فأخذ رداء فاحتبى، ثم أنشأ يحدثنا, حتى أتى على ذكر بناء المسجد, فقال: كنَّا نحمل لبنة لبنة, وعمَّار لبنتين لبنتين، فرآه النبي -صلى الله عليه وسلم, فينفض التراب عنه ويقول: "ويح عمَّار, تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ, يَدْعُوْهُم إِلَى الجَنَّةِ, وَيدْعُوْنَهُ إلى النار". قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفِتَن. وأخرجه أحمد "3/ 5"، والطيالسي "2618" من طريق داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد. وأخرجه أحمد "3/ 28"، وابن سعد "3/ 252" من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، عن هشام، عن أبي سعيد مرفوعًا بلفظ: "وَيْحَ ابْنِ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ, يَدْعُوْهُم إلى الجنة, ويدعونه إلى النار".

ناصر الدولة

3332- ناصر الدولة 1: صَاحِبُ المَوْصِلِ, المَلِكُ نَاصِرُ الدَّوْلَةِ, الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْدَانَ بنِ حَمْدُوْنَ بنِ الحَارِثِ بنِ لُقْمَانَ التَّغْلِبِيُّ, أَخُو الملكِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ, ابْنَا الأَمِيْرِ أَبِي الهَيْجَاءِ. وَكَانَ أَكبرَ مِنْ أَخِيْهِ سِنّاً وَقَدْراً, وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ مُحَمَّدَ بنَ رَائِقٍ الَّذِي تملَّكَ, وَلَمَّا مَاتَ أَخُوْهُ تأسَّف عَلَيْهِ، وَسَاءَ مزَاجُهُ وَتَسَوْدَنَ, فَحَجَرَ عَلَيْهِ بَنُوهُ، وَتملَّكَ ابنُهُ أَبُو تَغْلِبٍ الغَضَنْفَرُ، وَجَعَلَهُ فِي قَلْعَةٍ مرَفَّهًا معزَّزًا، وَلَهُ حُرُوبٌ ومواقف مشهودة. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ, وأَمَّا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الشِّمشَاطيُّ فَقَالَ: مَاتَ يَوْمَ الجُمُعَةِ ثَانِيَ عشرَ ربيعٍ الأَوَّلِ سنَةَ سَبعٍ, مَاتَ بِالقُولَنْجِ ثُمَّ بِذَرَبٍ، وَكَانَ أَخُوْهُ يتأدَّب مَعَهُ, فَكَتَبَ إِلَيْهِ: رَضِيْتُ لَكَ العَلْيَا وَقَدْ كُنْتَ أَهْلَهَا ... وَقُلْتُ لَهُمْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَخِي فَرْقُ وَلَمْ يَكُ بِي عَنْهَا نُكُولٌ وَإِنَّمَا ... تَجَافَيْتُ عَنْ حَقِّي فتمَّ لَكَ الحَقُّ وَلاَ بُدَّ لِي مِنْ أَنْ أَكُونَ مُصَلِّياً ... وَإِذَا كُنْتُ أَرْضَى أَنْ يَكُوْنَ لَكَ السَّبْقُ وكَانَتْ دَوْلَةُ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ بضعاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً, وَكَانَ يُدَارِي بَنِي بُوَيْه. وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ التَقَى الغَضَنْفَرُ وَعسكرُ المِصْرِيِّينَ بِالرَّمْلَةِ, فانكسر جمعه وأُسِرَ وذُبِحَ صبرًا.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "2/ ترجمة 175"، والعبر "2/ 311"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 27"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 27".

سيف الدولة

3333- سَيْفُ الدَّوْلَةِ 1: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْدَانَ, صَاحِبُ حَلَبَ, مقصدُ الوفودِ، وَكعبَةُ الجُودِ, وَفَارسُ الإِسْلاَمِ، وَحَاملُ لوَاءِ الجِهَادِ. كان أديبًا مليح النظم, فيه تشيع. وَيُقَالُ: مَا اجتمَعَ بِبَابِ ملكٍ مِنَ الشُّعَرَاء مَا اجتمَعَ ببَابِهِ. وَكَانَ يَقُوْلُ: عَطَاءُ الشُّعَرَاءِ مِنْ فَرَائِضِ الأُمَرَاءِ. وَقَدْ جُمِعَ لَهُ مِنَ المدَائِحِ مجلَّدَان. أَخَذَ حَلَبَ مِنَ الكِلاَبِيِّ نَائِبَ الإِخشيذِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَقَبْلَهَا أَخَذَ وَاسِطَ، وتنقَّلت بِهِ الأَحوَالُ, وتملَّك دِمَشْقَ مُدَّةً, ثُمَّ عَادَتْ إِلَى الإِخشيذيَّةِ، وَهَزَمَ العَدُوَّ مَرَّاتٍ كَثِيْرَةٍ. يُقَالُ: تَمَّ لَهُ مِنَ الرُّوْمِ أَرْبَعُوْنَ وَقعَةً, أَكثرُهَا يَنْصُرُهُ اللهُ عَلَيْهِمْ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ فِي عِيْدٍ نَفَّذَ إِلَى النَّاسِ ضَحَايَا لاَ تُعَدُّ كَثْرَةً, فَبَعَثَ إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ أَلفَ إِنسَانٍ, فَكَانَ أَكثرَ مَا يبعثُ إِلَى الكثيرِ مِنْهُمْ مائَةَ رَأْسٍ. وَتُوُفِّيَتْ أُخْتُهُ فخلَّفت لَهُ خَمْسَ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ, فافتكَّ بجمِيعِهَا أَسْرَى. التَقَاهُ كَافورٌ, فَنُصِرَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ بِظَاهِرِ حِمْصَ، وَنَازَلَ دِمَشْقَ, ثُمَّ التَقَاهُ الإِخْشِيْذُ, فَهَزَمَ سَيْفَ الدَّوْلَةِ, وَأَدركَ الإِخْشِيْذَ الأَجلُ بِدِمَشْقَ, فَوَثَبَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ عَلَيْهَا، وَلَمْ يُنْصِفْ أَهْلَهَا, وَاسْتَوْلَى عَلَى بَعْضِ أَرْضِهِمْ, فَكَاتَبَ العَقِيْقيُّ وَالكُبَرَاءُ بَعْدَ سنَةٍ صاحب مصر, فجاء إليهم كافور.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 41"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 481"، والعبر "2/ 305"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 16"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 20".

مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ غَزْوٌ مَا اتَّفَقَ لملكٍ غَيْرِهِ, وَكَانَ يُضْرَبُ بِشَجَاعَتِهِ المثَل، وَلَهُ وَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ, فَاللهُ يَرْحَمُهُ. مَاتَ بِالفَالِجِ، وَقِيْلَ: بِعسرِ البَوْلِ, فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ, وَلَمَّا احتُضِرَ أَخذَ عَلَى الأُمَرَاءِ العهدَ لابْنِهِ أَبِي المَعَالِي. مَاتَ يَوْمَ جُمُعَةٍ قَبْلَ الصَّلاَةِ, وغُسِّلَ, ثُمَّ عملَ بِصَبرٍ، وَمُرٍّ, وَمَنوينِ كَافورٍ, وَمائَةِ مثقَالِ غَاليَةٍ, وكفِّنَ فِي أثوابٍ قيمَتُهَا أَلفُ دِيْنَارٍ، وكَبَّر عَلَيْهِ القَاضِي العَلَوِيُّ خمساً، وَلَمَّا بلغَ معزَّ الدَّوْلَةِ بِالعِرَاقِ مَوْتُهُ جزِعَ عَلَيْهِ, وَقَالَ: أَيَّامِي لاَ تَطُولُ بَعْدَهُ، وَكَذَا وَقَعَ. ثُمَّ نقلُوهُ إِلَى مَيَّافارقين فدُفِنَ عِنْدَ أَمِّهِ، وَكَانَ قَدْ جَمَعَ مِنَ الغُبَارِ الَّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ وَقتَ المَصَافَّاتِ مَا جُبِلَ فِي قَدْرِ الكَفِّ, وَأَوصَى أَنْ يُوضَعَ عَلَى خَدِّهِ. وكَانَتْ دولتُهُ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً, وَبَقِيَ بَعْدَهُ ابنُهُ سَعْدُ الدَّوْلَةِ فِي وَلاَيَةِ حَلَبَ خمساً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَقَدِ أُسِرَ ابْنُ عَمِّهِم الأَمِيْرُ, شَاعِرُ زمَانِهِ, أَبُو فِرَاسٍ الحَارِثُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَمْدَانَ, فَبَقِيَ فِي قُسْطَنْطِيْنِيَّةَ سَنَوَاتٍ, ثُمَّ فَدَاهُ سَيْفُ الدَّوْلَةِ، وَكَانَ بَدِيْعَ الحُسْنِ, وَكَانَ صَاحِبَ مَنْبِجٍ, ثُمَّ تملَّك حِمْصَ, فَقُتِلَ عَنْ سبعٍ وَثَلاَثِيْنَ سنَةً, سنة سبع وخمسين.

معز الدولة

3334- معز الدولة 1: السُّلْطَانُ أَبُو الحُسَيْنِ, أَحْمَدُ بنُ بُوَيْه بنِ فَنَّا خُسْرُو بنِ تَمَّامِ بنِ كُوْهِي الدَّيْلَمِيُّ الفَارِسِيُّ, قَدْ سَاقَ نسبَهُ ابْنُ خَلِّكَانَ إِلَى كِسْرَى بَهْرَامَ جُور, فَاللهُ أَعلمُ. كَانَ أَبُوْهُ سمَّاكًا, وَهَذَا رُبَّمَا احتَطَبَ. تملَّك العِرَاقَ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً, وَكَانَ الخَلِيْفَةَ مقهوراً مَعَهُ، وَمَاتَ مبطونًا, فعهد إلى ابنه عز الدولة بَخْتِيَارَ وَكَانَ يَتَشَيَّعُ, فَقِيْلَ: تَابَ فِي مَرَضِهِ وترضَّى عَنِ الصَّحَابَةِ, وتصدَّق، وَأَعْتَقَ, وَأَرَاقَ الخُمُورَ, وَنَدِمَ عَلَى مَا ظَلَمَ, ورَدَّ الموَاريثَ إِلَى ذَوِي الأَرحَامِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الأَقطعُ, طَارَتْ يَسَارُهُ فِي حَرْبٍ، وَطَارَتْ بَعْضُ اليُمْنَى, وَسَقَطَ بَيْنَ القَتْلَى ثُمَّ نَجَا, وتملَّك بَغْدَادَ بِلاَ كلفَةٍ، وَدَانَتْ لَهُ الأُمَمُ, وَكَانَ فِي الاِبْتِدَاءِ تبعاً لأَخِيهِ الملكِ عمَادِ الدَّوْلَةِ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ ثَلاَثٌ وَخمسُوْنَ سَنَةً. وَقَدْ أَنشَأَ دَاراً غَرِمَ عَلَيْهَا أَرْبَعينَ أَلفَ أَلفِ دِرْهَمٍ, فَبَقِيَتْ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِ مائَةٍ وَنُقِضَتْ, فَاشتَرَوا جَردَ مَا فِي سُقُوفِهَا مِنَ الذَّهَبِ بِثَمَانيَةِ آلاَفِ دينار.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزيّ "7/ 38"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 72"، والعبر "2/ 303"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 14"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 18".

كافور

3335- كافور 1: صَاحِبُ مِصْرَ, الخَادِمُ الأُسْتَاذُ, أَبُو المِسْكِ, كَافُوْرٌ الإِخْشِيْذِيُّ, الأَسْوَدُ. تقدَّم عِنْدَ مَوْلاَهُ الإِخْشِيْذُ, وَسَادَ لرأْيِهِ وَحَزْمِهِ وَشَجَاعتِهِ, فصيِّره مِنْ كِبَارِ قوَّاده, ثُمَّ حَارَبَ سَيْفَ الدَّوْلَةِ, ثُمَّ صَارَ أَتَابِكَ أَنُوجُورَ ابنَ أُسْتَاذِهِ, وتمكَّن. قَالَ وَكيلُهُ: خدمْتُ كَافُوْراً وَرَاتِبُهُ فِي اليَوْمِ ثلاَثَ عَشْرَةَ جرَايَةً، وَقَدْ بَلَغَتْ عَلَى يَدِي ثَلاَثَةَ عَشَرَ أَلفَ جراية. مَاتَ المَلِكُ أَنوجُورُ شَابّاً فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعينَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فَأَقَامَ كَافُوْرٌ أَخَاهُ عَلِيّاً فِي السَّلْطَنَةِ, فَبَقِيَ سِتَّ سِنِيْنَ, وأزمَّة الأُمورِ إلى كافور، وبعد تَسَلْطَنَ وَرَكِبَ الأَسْوَدُ بالخلْعة السَّوْدَاءِ الخلِيفتيَّةِ, فَأَشَارَ عَلَيْهِ الكِبَارُ بِنَصْبِ ابنٍ لعلِيٍّ صورَةً فِي اسْمِ الملكِ, فاعتلَّ بِصِغَرِهِ، وَمَا التَفَتَ عَلَى أَحَدٍ, وَأَظهرَ أَنَّ التَّقليدَ وَالأُهْبَةَ جَاءتْهُ مِنَ المُطِيعِ، وَذَلِكَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ، وَلَمْ يَنْتَطِحْ فِيْهَا عَنْزَانِ. وَكَانَ مَهِيْباً سَائِساً حليماً جَوَاداً وَقُوْراً, لاَ يُشبِهُ عقلُهُ عقولَ الخدَّامِ، وَفِيْهِ يَقُوْلُ المُتَنَبِّي: قَوَاصِدُ كَافُوْرٍ تَوَارِكُ غَيْرِهِ ... وَمَنْ قَصَدَ البَحْرَ استقلَّ السَّواقِيَا فَجَاءتْ بِنَا إِنسَانَ عَيْنِ زَمَانِهِ ... وَخَلَّتْ بَيَاضاً خَلْفَهَا وَمَآقِيَا فَأَقَامَ عِنْدَهُ أَرْبَعَ سِنِيْنَ, وَنَالَهُ مَالٌ جزيلٌ, ثُمَّ هجَاهُ لآمَةً وَكُفْراً لِنِعْمَتِهِ, وَهَرَبَ عَلَى البَريَّةِ يَقُوْلُ: مَنْ عَلَّمَ الأَسْوَدَ المخصيَّ مَكْرُمَةً ... أَقْوَامُهُ البِيْضُ أَمْ آبَاؤُهُ الصِّيْدُ وَذَاكَ أنَّ الفُحولَ البِيْضَ عَاجِزَةٌ ... عَنِ الجَمِيلِ فَكَيْفَ الخِصْيَةُ السُّودُ ودُعِيَ لكَافُوْرٍ عَلَى منَابرِ الشَّامِ ومصر والحرمين والثغور.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 50"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 545"، والعبر "2/ 306"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 1-10"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 21".

وَقِيْلَ: كَانَ شَدِيدَ اليَدِ, وَلاَ يكَادُ أَحدٌ يمدُّ قوسَهُ فيُعْطِي الفَارِسَ قوسَهُ, فَإِنْ عجَزَ ضحك واستخدمه, وإن مدَّه قطب. وَكَانَ مُلاَزِماً لمصَالِحِ الرَّعيَّةِ. وَكَانَ يتعبَّد ويتهجَّد ويمرِّغ وَجْهَهُ، وَيَقُوْلُ: اللَّهُمَّ لاَ تسلِّط عليَّ مَخْلُوْقاً. وَكَانَ يُقرأُ عِنْدَهُ السَّيرُ وَالدُّولُ. وَلَهُ نُدمَاءُ وَجَوَارٍ مغنِّيَاتٍ, وَمِنَ المَمَالِيْكِ أُلوفٌ مؤلَّفة، وَكَانَ فَطِناً يَقِظاً ذَكِيّاً, يُهَادِي المعزَّ إِلَى الغَرْبِ، وَيُدَارِي وَيخضعُ للمُطِيعِ, وَيخدعُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ. وَلَهُ نَظرٌ فِي الفِقْهِ وَالنَّحْوِ. تُوُفِّيَ فِي جمَادَى الآخرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَمَاتَ فِي عشرِ السَّبْعِيْنَ. وَقِيْلَ: مُشترَاهُ عَلَى الإِخْشِيْذِ ثمَانيَةَ عشرَ دِيْنَاراً. وَقَدْ سُقتُ مِنْ أَخبارِهِ فِي التَّارِيْخِ نُكتاً. وَللمتنبِّي يهجُوهُ وَيَهْجُو ابنَ حِنْزَابَةَ الوَزِيْرَ: وَمَاذَا بِمِصْرَ مِنَ المُضْحِكَاتِ ... وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَا بِهَا نبطيٌّ مِنَ اهْلِ السَّوَادِ ... يدرِّس أَنسَابَ أَهْلِ الفَلاَ وَأَسْوَدُ مِشْفَرُهُ نصفُهُ ... يُقَالُ لَهُ أَنْتَ بَدْرُ الدُّجَا وشِعِر مَدَحْتُ بِهِ الكرْكَدَنَّ ... بَيْنَ القَرِيْضِ وَبَيْنَ الرُّقَا فَمَا كَانَ ذَلِكَ مَدْحاً لَهُ ... وَلَكِنَّهُ كَانَ هَجْوَ الوَرَى وَقَدْ كَانَ فِي كَافورٍ حلمٌ زائد، وكفّ عن الدماء, وجودة تدبير. وَفِي آخِرِ أَيَّامِهِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ كَانَ القَحْطُ, فَنَقَصَ النِّيلُ, فَوَقَفَ عَلَى أَقلَّ مِنْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ ذرَاعاً بِأَصَابعٍ، وَذَلِكَ نقصٌ مفرِط، وَبِيعَ الخبزُ كلُّ رِطْلَيْنِ بِدِرْهَمٍ. وَقِيْلَ: كَانَ فِي كَافُوْرٍ ظلمٌ وَمصَادرَةٌ, فصَبَرَ زَمَنَ القَحْطِ, كفَّن خَلاَئِقَ مِنَ الموتَى, كَانَ يُصْبِحُ فِي السِّقَايَةِ نَحْوَ خَمْسِ مائَةِ مَيتٍ. وَلِكَافورٍ أَخبارٌ فِي الدُّوَلِ المُنْقَطِعَةِ، وَغيرِ مَوْضِعٍ.

ابن حمدان

3336- ابْنُ حَمْدَان 1: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ بن عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سِنَانٍ, الإمَامُ الحَافِظُ, أَبُو العبَّاس, أَخُو الزَّاهِدِ أَبِي عُمَرَ, ابنَا الحَافِظِ أَبِي جَعْفَرٍ الحِيْرِيِّ النَّيْسَابُوْرِيِّ محدِّث خُوَارِزْمَ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنُ أَيُّوْبَ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَمْرٍو قَشْمَردَ، وَمُحَمَّدَ بنَ نُعَيْمٍ, وَالحَسَنَ بنَ عَلِيِّ بنِ زِيَادٍ السُّرِّيَّ, وَمُوْسَى بنَ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيَّ، وَالقَاضِي عَبْدَ اللهِ بنَ أُبَيٍّ الخوَارزمِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَلِيٍّ الذُّهلِيَّ، وَتَمِيمَ بنَ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيَّ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ القَبَّانِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ بنِ سَلَمَةَ الجَارودِيَّ، وَأَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بنَ نَصْرٍ الخفَّافَ, وَعِمْرَانَ بنَ مُوْسَى بنِ مُجَاشِعٍ, وَأَبَا الفَضْلِ أَحْمَدَ بنَ سَلَمَةَ النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْدِ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ, وَابْنُ خُزَيْمَةَ، والسرَّاج, وخلقًا سواهم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ قَطَن، وَأَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الكرَابيسِيُّ الحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ, وَغَيْرُهُمْ. طوَّل تَرْجَمَتهُ ابْنُ أَرسلاَنَ محدِّث خُوَارِزْمَ فِي تَارِيْخِهِ, فَقَالَ: سَكَنَ خُوَارِزْمَ, فسُمِّيَ بِهَا أَبَا العَبَّاسِ الزَّاهِدِ مِنْ وَرَعِه وَاجْتِهَادِهِ. رَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ إِلَى الرَّيِّ للسَّمَاعِ مِنِ ابْنِ الضُّرَيْسِ, وَإِلَى طُوْسَ إِلَى تَمِيمٍ. حدَّث وَهُوَ حَدَث فِي مَجْلِسِ ابْنِ الضُّرَيْسِ, فَقَرَأْتُ بخطِّ أَبِي سَعِيْدٍ الكرَابِيسِيِّ, فَقَالَ: حدَّثنا أَبُو العَبَّاسِ, حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ, حدَّثنا سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ, قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَحْمَدَ بنُ حَنْبَلٍ فِي مسجدِهِ وَهُوَ يقرَأُ عَلَيْهِ كِتَابَ "الأَشْرِبَةِ"؛ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فسلَّم, ثُمَّ قَالَ: مَنْ فِيْكُمْ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ؟ فَقَالَ: أَنَا أَحْمَدُ. فَقَالَ: أَتيتُكَ مِنْ أَرْبَعِ مائَةِ فَرسخٍ برّاً وَبَحْراً, كُنْتُ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ؛ إِذْ أَتَانِي آتٍ فَقَالَ: إِنِّيْ أَنَا الخَضِرُ, فَرُحْ إِلَى بَغْدَادَ, وَسَلْ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَقُلْ لَهُ: إِنَّ سَاكنَ العرشِ وَالملاَئِكَةَ الَّذِيْنَ حولَ العرشِ رَاضُونَ عَنْكَ بِمَا صبَرْتَ بِهِ نَفْسَكَ, فَقَامَ أَحْمَدُ وَذهبَ إِلَى مَنْزِلِهِ, فَقَالَ لِلرَّجُلِ: أَلَكَ حَاجَةٌ؟ قَالَ: لاَ, إِنَّمَا جئتك لهذا, فودَّعه وانصرف.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 322"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 38".

دَخَلَ أَبُو العَبَّاسِ خُوَارِزْمَ للتِّجَارَةِ سنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, فحكَى أنَّ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ رَئِيْسَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ بِخُوَارِزْمَ, جَاءَ إِلَيْهِ إِلَى الخَانِ زَائِراً, ثُمَّ جِئْتُ مَجْلِسَهُ, فَسَأَلَنِي عَنِ أَحَادِيثَ, فَذَكَرْتُهَا عَلَى وَجْهِهَا, فعظَّمني. وحجَّ مِنْ خُوَارِزْمَ مَرَّتينِ، وَبُورِكَ لَهُ فِي التِّجَارَةِ، وَأَدْرَكَ سَنَةً مِنْ حَيَاةِ عَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيّ فَلاَزَمَهُ. قَالَ: وَكَانَ مُؤتمناً عِنْدَ الأُمَرَاءِ وَالكُبَرَاءِ, يقومُ بِالأُمُورِ الخطيرَةِ، وَكَانَتِ الأَمتعَةُ النَّفِيسَةُ تَأْتِيهِ مِنْ كُلِّ جَانبٍ، وَكَانَ ورِعًا فِي معَاملاَتِهِ, كَبِيْرَ القدرِ, جُعِلَ نَاظراً للجَامِعِ فَعَمَّرَه. وَكَانَ حَافِظاً للقُرَآنِ, عَارِفاً بِالحَدِيْثِ وَالتَّارِيْخِ وَالرِّجَالِ وَالفِقْهِ, كَافّاً عَنِ الفَتْوَى, حضَرَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: حَلَفْتُ إِنْ تَزَوَّجْتُ فلانَةً فَهِيَ طَالِقٌ ثَلاَثاً, فَقَالَ: قولُ مَالِكٍ وَأَبِي حَنِيْفَةَ تطلُقُ, وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: لاَ تطلُقُ, فَقَالَ السَّائِلُ: فَمَا تَقُولُ أَنْتَ؟ فَقَالَ: هَذَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ الفُرَاتِيِّ, وَلَمْ يُفْتِهِ. وَقَدْ سَمِعَ بِمَنْصُوْرَةَ -وَهِيَ أَمُّ بلاَدِ خُوَارِزْمَ- بَعْضَ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" مِنَ الفِرَبْرِي, فَوجَدَهُ نَازِلاً, فصنَّف عَلَى مِثَالِهِ مُستخرجاً لَهُ, وصنَّف كِتَاباً فِي الأَحَادِيثِ الَّتِي فِي مُخْتَصَرِ المُزَنِيِّ. وَكَانَ إِذَا صحَّ عِنْدَهُ حَدِيْثٌ عملَ بِهِ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى مَذْهَبٍ. وَكَانَ يحفظُ حَدِيْثَهُ وَيَدْرِيهِ. وَكَانَ محبَّباً إِلَى النَّاسِ متبرَّكًا بِهِ, نَافِذَ الكَلِمَةِ, قدَّموه للاسْتِسْقَاءِ بِهِمْ. وَكَانَ لَهُ مَجْلِسٌ للإِملاَءِ فِي كُلِّ اثنينِ وَخمِيسٍ, فَكَانَ يحضُرُهُ الأَئِمَّةُ، وَالكُبَرَاءُ, وَكَانَ يَرَى الجَهْرَ بِالبَسْمَلَةِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُعَدَّلُ, أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ, أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّيِّ, أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البُرْقَانِيُّ, قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي العَبَّاسِ بنِ حَمْدَانَ -وَأَنَا أَسمعُ- فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, حدَّثكم مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ, أَخْبَرَنَا أَبُو الوَلِيْدِ, حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ سَعِيْدٍ, حَدَّثَنِي أَبِي, عَنِ أَبِيهِ, قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, فَدَعَا بِطَهورٍ, فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ الصَّلاَةُ المَكْتُوبَةُ, فَيُحْسِنُ وُضُوءهَا وَخُشُوعَهَا

وَرُكُوعَهَا, إلَّا كَانَتْ كفَّارة لِمَا فِيْهَا -أَوْ قَالَ: قَبْلَهَا- مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يَأْتِ كَبِيْرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ" 1. أَخرجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدٍ وَابنِ الشَّاعِرِ, عَنْ أَبِي الوَلِيْدِ. قَالَ ابْنُ أَرسلاَنَ فِي تَارِيْخِهِ: قَرَأْتُ بخطِّ الحَافِظِ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ أَبُو العَبَّاسِ مرضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيْهِ, اغتمَّ المُسْلِمُوْنَ, فَرَأَى صهرُهُ أَبُو العَبَّاسِ الأَزْهَرِيُّ فِي المَنَامِ, أنَّ أَبَا العَبَّاسِ لاَحقٌ بِنَا، وَمَن اسْتغفرَ لَهُ غُفِرَ لَهُ, فَشَاعَ الخَبَرُ فِي البلدِ, فَحَضَرَهُ أَهْلُ البلدِ أَفواجاً, فَكَانَ يَسْتَغفرُ لَهُمْ. وَمَرِضَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً, ثُمَّ اعتقلَ لساَنُهُ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ إلَّا مِنَ الهَمْسِ بِقَولِ: لاَ إِلهَ إلَّا اللهَ, وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ السَّبتِ حَادِيَ عشرَ صفرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فَعَظُمتِ المُصيبَةُ, وَاجتمعَ الكلُّ لجِنَازَتِهِ، وَأَقَامُوا رَسْمَ التَّعزِيَةِ سِتَّةَ أَيَّامٍ تعزيَةً عَامرَةً بِالفُقَهَاءِ وَالأَكَابِرِ وَوُجُوهِ الدَّهَاقِين2, وَحضرَ خُوَارِزْمَ شَاهَ أَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عرَاقٍ تعزيتَهُ مَعَ أُمرَائِهِ, وَكثُرتْ فِيْهِ المرَاثي، وَمَاتَ عَنْ ثَلاَثَةِ بنينَ -رحمه الله تعالى.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "228". 2 الدهاقين: جمع دقهان. والدِّهقان والدُّهقان: التاجر، فارسيّ معرَّب.

أبو فراس

3337- أبو فراس 1: الأَمِيْرُ أَبُو فِرَاسٍ, الحَارِثُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حمدان التغلبي الشاعر المُفْلِقُ, وَكَانَ رَأْساً فِي الفُروسيَّةِ وَالجُودِ, وَبرَاعَةِ الأَدبِ. كَانَ الصَّاحِبُ ابْنُ عبَّاد يَقُوْلُ: بُدئَ الشِّعرُ بِمَلكٍ وَهُوَ امرُؤُ القَيْسِ, وَخُتِمَ بِمَلكٍ وَهُوَ أَبُو فِرَاسٍ. أسَرَتْهُ الرُّوْمُ جريحاً, فَبقيَ بِقُسْطَنْطِيْنِيَّةَ أَعواماً, ثُمَّ فَدَاهُ سَيْفُ الدَّوْلَةِ مِنْهُمْ بِأَمْوَالٍ, وَأَعطَاهُ أَمْوَالاً جَزِيْلَةً وَخيلاً وَمَمَالِيْكَ. وكَانَتْ لَهُ مَنْبج, ثُمَّ تملَّك حِمْصَ, ثُمَّ قُتِلَ بناحية تدمر, وكان سار ليتملَّك حلب. وديوانه مَشْهُوْرٌ. قُتِلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وكل عمره سبع وثلاثون سنة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 68"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 153"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 19"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 24".

المهلبي

3338- المهلَّبي 1: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ, أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ هَارُوْنَ الأَزْدِيُّ, مِنْ وَلدِ المُهَلَّبِ بِنِ أَبِي صُفْرَةَ. وَزَرَ لمعزِّ الدَّوْلَةِ، وَكَانَ سَرِيّاً جَوَاداً, مُمَدَّحاً, كَاملَ السُّؤْدُدِ, مقرِّباَّ للعُلمَاءِ, أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ فِي شَبِيْبَتِهِ، وتغرَّب, واشتهى مرة بدرهمٍ لحمًا, فَاشترَى رفيقُهُ لِهُ بِدِرْهَمٍ, ثُمَّ تنقَّلت بِهِ الأحوال, ووَزَرَ, فتعرَّض له ذلك الرَّجُلُ, فَخَلَعَ عَلَيْهِ، وَوَلاَّهُ عملاً. وَكَانَ الوَزِيْرُ أَدِيباً مترسِّلاً, بَلِيْغاً شَاعِراً, سَائِساً, لَهُ أَخبارٌ فِي الكرمِ وَالمُروءةِ. نَالَ أَوَّلاً فِي الوزَارَةِ, عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْمَرِيِّ, فَمَاتَ الصَّيْمَرِيُّ, فولاَّهُ مكَانَهُ معزُّ الدَّوْلَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ, ثُمَّ وَزَرَ للمُطِيعِ, وَلقَّبُوهُ ذَا الوَزَارَتَيْنِ، وَقَدِ اسْتَوفَى ابْنُ النَّجَّارِ أَخبارَهُ. قَالَ هِلاَلُ بنُ المحُسنِ: كَانَ المهلَّبي نِهَايَةً فِي سَعَةِ الصَّدْرِ، وبُعْد الهمَّة, وَكمَالِ المُرُوءةِ، وَالإِقبالِ عَلَى أَهْلِ الأَدبِ, وَلَهُ نَظْمٌ مَليحٌ, وَكَانَ يَملأُ العُيُونَ منَظرُهُ، وَالمسَامعَ منطقُهُ, وَالصُّدورَ هَيْبَتُهُ, وَتقبلُ النُّفُوْسُ تفصيلَهُ وَجملتَهُ. وَمِنْ نظمِهِ: أَرَانِي اللهُ وَجْهَكَ كُلَّ يَوْمٍ ... صَبَاحاً للتيمُّن وَالسُّرُورِ وَأَمتعَ ناظريَّ بِصَفْحَتَيْهِ ... لأَقرَا الحُسْنَ مِنْ تِلْكَ السُّطُورِ عَاشَ المُهَلَّبِيُّ نَيِّفاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً, وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثنتين وخمسين وثلاث مائة ببغداد.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 9"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "9/ 118"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 178"، والعبر "2/ 294"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 333"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 9-11".

المهلبي

3339- المهَلَّبي 1: شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ, العَلاَّمَةُ الأَوحَدُ, مُفْتِي مَا وَرَاءَ النهر, أَبُو مَنْصُوْرٍ. نَصْرُ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَلِيٍّ الأَزْدِيُّ المُهَلَّبِيُّ السَّمَرْقَنْدِيُّ. انتهَتْ إِلَيْهِ الإِمَامَةُ فِي المَذْهبِ. رَوَى عَنْ: أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى, وَفَارِسِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَأَحْمَدَ بنِ حَمٍّ, وَأَهْلِ بَلْخٍ. رَوَى عَنْهُ الفَقِيْهُ عبدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدٍ, وَغَيْرُهُ. قَالَ شِهَابُ الدِّينِ ابْنُ قَاضِي الحِصْنِ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 276".

المتنبي

3340- المتنبِّي 1: شَاعِرُ الزَّمَانِ, أَبُو الطَّيِّبِ, أَحْمَدُ بنُ حُسَيْنِ بنِ حَسَنِ الجُعْفِيّ الكُوْفِيُّ, الأَدِيبُ الشهيرُ بِالمُتَنَبِّي. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وثَلاَثِ مائَةٍ, وَأَقَامَ بِالبَادِيَةِ يَقتبِسُ اللُّغَةَ وَالأَخبارَ, وَكَانَ مِنْ أَذكيَاءِ عَصْرِهِ. بَلَغَ الذُّروَةَ فِي النَّظمِ، وَأَربَى عَلَى المُتَقَدِّمِيْنَ, وَسَارَ ديواَنُهُ فِي الآفَاقِ، وَمَدَحَ سَيْفَ الدَّوْلَةِ ملك الشام، والخادم كافورًا صاحب مصر، وَعَضُدَ الدَّوْلَةِ ملكَ فَارِسَ وَالعِرَاقِ. وَكَانَ يركبُ الخيلَ بِزِيِّ العَرَبِ، وَلَهُ شَارَةٌ وَغلمَانٌ وَهَيْئَةٌ. وَكَانَ أَبُوْهُ سقَّاء بِالكُوْفَةِ, يُعْرَف بِعَبْدَانَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المَحَامِلِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَيُّوْبَ القمِّي، وَأَبُو عبدِ اللهِ بنُ بَاكَوَيْه، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ حُبَيْشٍ, وَكَاملُ العزَائِمِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ العَلَوِيُّ مِنْ نَظْمِهِ. قيل: إِنَّهُ جَلَسَ عِنْد كتبيَّ, فطوَّل المطَالعَةَ فِي كِتَابٍ للأَصْمَعِيِّ, فَقَالَ صَاحبُهُ: يَا هَذَا, أَتريدُ أَنْ تحفظَهُ? فَقَالَ: فَإِنْ كُنْتُ قَدْ حفظتُهُ, قَالَ: أَهَبُهُ لَكَ, قَالَ: فَأَخَذَ يَقْرَؤُهُ حَتَّى فرغَهُ، وَكَانَ ثَلاَثِيْنَ وَرقَةً. قَالَ التَّنُوْخِيُّ: خَرَجَ المُتَنَبِّي إِلَى بنِي كَلبٍ، وَأَقَامَ فِيهِمْ, وَزعَمَ أَنَّهُ علوِيٌّ, ثُمَّ تنبَّأ فَافتُضحَ، وحُبِسَ دَهْراً, وَأَشرفَ عَلَى القتلِ, ثُمَّ تَابَ. وَقِيْلَ: تنبَّأ ببَادِيَةِ السَّمَاوَةِ, فَأَسَرَهُ لُؤْلُؤٌ أَمِيْرُ حِمْصَ بَعْدَ أَنْ حَاربَ. وَقَدْ نَالَ بِالشِّعرِ مَالاً جليلاً, يُقَالُ: وَصلَ إِلَيْهِ مِنِ ابْنِ العَمِيْدِ ثلاَثُونَ أَلفَ دِيْنَارٍ، وَنَالَهُ مِنْ عَضُدِ الدَّوْلَةِ مثلها.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 102"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 24"، ووفيَّات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 50"، والعبر "2/ 300"، ولسان الميزان "1/ 159"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 340"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 13".

أُخذَ عِنْدَ النُّعْمَانيَّةِ, فَقَاتلَ, فقُتِلَ هُوَ وَوَلَدُهُ محسَّد. وفاته في رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ يُبَخَّلُ. وَقَدْ طوَّلْتُ أَمْرَهُ فِي "تَاريخِ الإِسلاَمِ". وَهُوَ القَائِلُ: لَوْلاَ المشقَّة سَادَ النَّاسُ كلُّهُم ... الجُودُ يُفْقِرُ وَالإِقْدَامُ قَتَّال وَلَهُ هَكَذَا عِدَّةُ أَبيَاتٍ فَائِقَة يُضْرَبُ بِهَا المَثَلُ. وَكَانَ مُعْجَباً بِنَفْسِهِ, كَثِيْرَ البَأْوِ وَالتِّيْهِ, فمُقِتَ لِذَلِكَ.

صاحب الأغاني

3341- صاحب الأغاني 1: العلَّامة الأَخْبَارِيُّ, أَبُو الفَرَجِ, عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ القُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ الكَاتِبُ, مصنِّف كِتَابِ "الأَغَانِي", يُذكرُ أَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّةِ الخَلِيْفَةِ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ. قَالَهُ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّديمُ, بَلِ الصوَّاب أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ مروان الحمَّار. كَانَ بَحْراً فِي نَقْلِ الآدَابِ. سَمِعَ مُطيَّناً، وَمُحَمَّدَ بنَ جَعْفَرٍ القتَّات, وَعَلِيَّ بنَ العَبَّاسِ البَجَلِيَّ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ أَبِي الأَحْوَصِ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ دُرَيْدٍ, وَجَحْظَةَ, وَنِفْطَوَيْه، وَخَلاَئِقَ. وَجَدُّهُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الهَيْثَمِ بنِ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَرْوَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الخَلِيْفَةِ مَرْوَانَ الحِمَارِ. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ الطَّبرِيُّ, وَأَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ, وَآخرُوْنَ. وَكَانَ بَصِيْراً بِالأَنسَابِ وَأَيَّامِ العَرَبِ, جَيِّدَ الشعر.

_ 1 ترجمته في أخبار أصبهان "2/ 22"، وتاريخ بغداد "11/ 398"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 40"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "13/ 94"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 440"، والعبر "2/ 305"، وميزان الاعتدال "3/ 123"، ولسان الميزان "4/ 221"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 15"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 19".

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوْخِيُّ: كَانَ أَبُو الفَرَجِ يحفظُ مِنَ الشِّعرِ وَالأَخْبَارِ وَالأَغَانِي وَالمسندَاتِ وَالنَّسبِ مَا لَمْ أَرَ قطُّ مَنْ يحفظُ مثلَهُ, وَيحفظُ اللُّغَةَ وَالنَّحْوَ وَالمَغَازِيَ، وَلَهُ تَصَانِيْف عديدَةٌ, بعثَهَا إِلَى صَاحِبِ الأَنْدَلُسِ الأُمَوِيِّ سرّاً، وَجَاءهُ الإِنعَامُ, وَلَهُ: "نَسبُ عَبْدِ شَمْسٍ"، وَ"نَسبُ بني شيبان"، و"نسب آل الملهب"، جمعه للوزير الملَّهبِيّ، وكان ملازمه، وله "مقاتل الطالبين"، وَكِتَابُ "أَيَّامِ العَرَبِ" فِي خَمْسَةِ أَسفَارٍ. وَالعجبُ أَنَّهُ أُمَوِيٌّ شِيْعِيٌّ. قَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ: خلَّطَ قَبْلَ مَوْتِهِ. قُلْتُ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وكان وَسِخًا زَرِيًّا يتَّقُون هِجَاءهُ. وَلَهُ حِكَايَةٌ مَعَ الجُهَنِيّ المُحتسبِ: كَانَ يُجَازفُ, فَقَالَ مَرَّةً: بِالبلدِ الفلاَنِيِّ نعنعٌ يطولُ حَتَّى يُعملَ مِنْهُ سَلاَلِمٌ, فَبدَرَ أَبُو الفَرَجِ وَقَالَ: عجَائِبُ الدُّنْيَا أَلوَانٌ, وَالقُدرةُ صَالحَةٌ, فعِنْدَنَا مَا هُوَ أَعجبُ مِنْ ذَا, زوجُ حمَامٍ يَبيضُ بَيْضَتَيْنِ, فنأخذُهُمَا وَنضعُ بَدَلَهُمَا سنجتينِ نحَاساً, فتفقسُ عَنْ طسْتٍ وَمسينِهِ, فتضَاحَكُوا، وخَجِلَ الجُهَنِيّ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, ولَهُ اثنتَانِ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً.

ركن الدولة، والخيام، والذهلي

ركن الدولة، والخيام، والذهلي: 3342- رُكْنُ الدولة 1: السُّلْطَانُ رُكْنُ الدَّوْلَةِ, أَبُو عَلِيٍّ, الحَسَنُ بنُ بُوَيْه الدَّيْلَمِيُّ, صَاحِبُ أَصْبَهَانَ وَبلاَدِ العَجَمِ, وَوَالدُ السُّلْطَانِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ, وَهُوَ أَحدُ الإِخوةِ الثَّلاَثَةِ الَّذِيْنَ ملَكُوا البِلاَدَ بَعْدَ الفَقْرِ. وَكَانَ هَذَا ملِكاً سَعيداً, قسمَ ممَالِكَهُ عَلَى أَولاَدِهِ, فَقَامُوا بِهَا أَمثلَ قيَامٍ, وَامتدَّتْ أَيَّامُهُ، وَخضعَتْ لَهُ الرَّعِيَّةُ, وَولِي خمساً وَأَرْبَعينَ سَنَةً. وَوَزَرَ لَهُ الوَزِيْرُ الأَوحدُ, لِسَانُ البُلَغَاءِ, أَبُوَ الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ العَمِيْدِ, ثُمَّ ابنُهُ أَبُو الفَتْحِ بنُ العَمِيْدِ، وَوَزَرَ لِوَلَدَيْهِ مؤيِّد الدَّوْلَةِ, وَفَخْرُ الدَّوْلَةِ الصَّاحِبُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عبَّاد. مَاتَ فِي المحرَّم بِالقُولَنجِ, سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ ثمانون سنة, وكان لا بأس بدولته. وَمَاتَ قَبْلَهُ بزمانٍ أَخُوْهُ عِمَادُ الدَّوْلَةِ. 3343- الخَيَّام 2: المحدِّث المكثِر, مُسْنِدُ بُخَارَى, أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ الخَيمِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: صَالِحٍ جَزَرَةَ، وَمُوْسَى بنِ أَفلحَ, وَنَصْرِ بنِ أَحْمَدَ الكِنْدِيِّ، وَعُمَرَ بنِ هنَّادٍ, وَفَرَجِ بنِ أَيُّوْبَ, وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ غُنْجَار، وَأَبو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيُّ, ولَيِّنَه أَبُو سَعْدٍ. قَالَ الخَلِيلِيُّ: كَانَ لَهُ حفظٌ وَمَعْرِفَةٌ, وَهُوَ ضَعِيْفٌ جِدّاً, رَوَى مُتوناً لاَ تُعرفُ, سَمِعْتُ الحَاكِمَ وَابنَ أَبِي زُرْعَةَ يَقُوْلاَنِ: كَتَبْنَا عَنْهُ الكثيرَ، وَنبرأُ مِنْ عهدَتِهِ. قُلْتُ: عَاشَ سِتاً وثمَانِينَ سنَةً, تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا توفِّي الحَسَنُ بنُ الخَضِرِ الأُسْيوطِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ عُمَرَ بن خفيف الدراج. 3344- الذُّهْلي 3: الإِمَامُ العَالِمُ المُسْنِدُ المحدِّث, قَاضِي القُضَاةِ, أَبُو الطَّاهِرِ, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نَصْرِ بنِ بُجَيْرٍ الذُّهْلِيُّ البَغْدَادِيُّ المَالِكِيُّ, قَاضِي الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَسَمِعَ وَهُوَ ابْنُ تسعِ سِنِيْنَ. حدَّث عَنْ بِشْرِ بنِ مُوْسَى الأَسَدِيِّ، وَأَبِي مُسْلِمٍ الكَجِّيِّ، وَأَبِي شُعَيْبٍ الحَرَّانِيِّ, وَيُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ القَاضِي, وَعُمَرَ بنِ حَفْصٍ السَّدُوْسِيِّ، وَأَبِي خَلِيْفَةَ الفَضْلِ بنِ الحُبَابِ الجُمَحِيِّ، وَخَلَفِ بنِ عَمْرٍو العُكْبَرِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ, وَمُوْسَى بنِ هَارُوْنَ الحمَّال، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى المَرْوَزِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدوسِ بنِ كَامِلٍ، وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيِّ, وَالحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الوَلِيْدِ الفَسَوِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي عَوْفٍ البزورِيِّ, وَأَحْمَدَ بنِ عَمْرٍو القَطِرَاني، وَمُوْسَى بنِ زَكَرِيَّا, وَأَبِي العَبَّاسِ ثَعْلبٍ, وَأَمثَالِهِمْ. وَكَانَ ثِقَةً فِي الحديث.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 85"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 176"، والعبر "2/ 341", والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 127"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 55". 2 تقدمت: ترجمتنا له بتعليقنا رقم "223" في هذا الجزء. وبرقم ترجمة عام "3249". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 313"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 90"، والعبر "2/ 344"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 130"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 60".

انتقَى عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيُّ نَحْواً مِنْ مائَةِ جُزءٍ, وحدَّث عَنْهُ: هُوَ، وتَمَّام الرَّازِيُّ, وَعَبْدُ الغَنِيِّ بنُ سَعِيْدٍ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ الحَاجِّ الإِشْبيلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ نظيفٍ، وَأَبُو الحَسَنِ القَابسِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الطفَّال، وَعَلِيُّ بنُ مُنِيْرٍ الخلَّال, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وثَّقه أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ. قَالَ ابْنُ مَاكُولاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ مَيْمُوْنٍ الصدفَيّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغنِيِّ الحَافِظُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى القَاضِي أَبِي الطَّاهِرِ كتاب "العلم" ليوسف القَاضِي, فلمَّا فَرَغَ قُلْتُ: كَمَا قُرِئَ عَلَيْكَ? قَالَ: نَعَمْ, إلَّا اللَّحنَةَ بَعْدَ اللَّحنَةِ, قُلْتُ: أَيُّهَا القَاضِي, فسمِعتَهُ مُعْرَباً? قَالَ: لاَ, فَقُلْتُ: هَذِهِ بِهَذِهِ, وَقُمْتُ مِنْ ليلَتِي فجلَسْتُ عِنْدَ اليَتِيمِ النَّحْوِيِّ. قَالَ طَلْحَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ: اسْتَقضَى المتَّقِي للهِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ أَبَا الطَّاهِرِ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ الذُّهْلِيَّ, وَلَهُ أُبُوَّةٌ فِي القَضَاءِ, سَدِيْدُ المَذْهَبِ, مُتوسِّطُ الفِقْهِ, عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ، وَكَانَ لَهُ مَجْلِسٌ يجتمعُ إِلَيْهِ المخَالِفُونَ, وَينَاظرُوْنَ بِحَضْرَتِهِ, وَكَانَ يتوسَّط بَيْنَهُم، ويتكَلّم بكلاَمٍ سَدِيْدٍ, ثُمَّ صُرِفَ بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَشهرٍ, ثُمَّ استُقْضِيَ عَلَى الشَّرْقِيَّةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ, وعُزِلَ بَعْدَ أَشهرٍ. قَالَ عَبْدُ الغَنِيِّ: سَأَلتُ أَبَا الطَّاهِرِ عَنْ أَوَّلِ وَلاَيتِهِ القَضَاءَ فَقَالَ: سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ كَانَ وَلِيَ البَصْرَةَ, وَقَالَ لِي: كتبتُ العِلْمَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ عَبْدُ الغَنِيِّ: وَقَدْ قَرَأَ القُرَآنَ وَهُوَ ابْنُ ثمَانِ سِنِيْنَ، وَكَانَ مفوَّهًا, حَسنَ البَديهَةِ, شَاعِراً علَّامة, حَاضرَ الحُجَّةِ, عَارِفاً بِأَيَّامِ النَّاسِ, غَزيرَ المحفوظِ, لاَ يَملُّهُ جليسُهُ مِنْ حُسنِ حَدِيْثِهِ، وَكَانَ سمحاً كَرِيْماً، وَلِيَ قَضَاءَ مِصْرَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَأَقَامَ عَلَى قضَائِهَا ثمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ عَبْدُ الغنِيِّ: وَسَمِعْتُ الوَزِيْرَ أَبَا الفَرَجِ يَعْقُوْبَ بنَ يُوْسُفَ يَقُوْلُ: قَالَ لِي الأُسْتَاذُ كَافُوْرٌ: اجتمِعْ بِالقَاضِي أَبِي الطَّاهِرِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ, وَقُلْ لَهُ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَنْبَسِطُ مَعَ جُلسَائِكَ، وَهَذَا الانبسَاطُ يقلُّ هَيْبَةَ الحُكمِ, فَأَعلمتُهُ بِذَلِكَ, فَقَالَ: قُلْ لِلأُستَاذِ: لَسْتُ ذَا مَالٍ أَفيضُ بِهِ عَلَى جلسائي, فلا أقلَّ مِنْ خُلُقِي, فَأَخبرْتُ الأُسْتَاذَ فَقَالَ: لاَ تعَاوِدْهُ, فَقَدْ وَضَعَ القصعَةَ. قَالَ عَبْدُ الغَنِيِّ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ سعْرةَ, أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ بنَ مُقَاتلٍ يَقُوْلُ: أَنفقَ القَاضِي أبا الطَّاهِرِ بَيْتَ مَالٍ خلَّفه لَهُ أَبُوْهُ.

قَالَ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ: لَمَّا تلقَّى أَبُو الطَّاهِرِ المعزَّ أَبَا تَمِيمٍ بِالإِسكندريَّةِ سَاءلَهُ المعزُّ, فَقَالَ: يَا قَاضِي, كَمْ رَأَيْتَ مِنْ خَلِيْفَةٍ? قَالَ: وَاحدٌ. قَالَ: مَنْ هُوَ? قَالَ: أَنْتَ, وَالبَاقُوْنَ مُلُوْكٌ. فَأَعجَبَهُ ذَلِكَ, ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَحَجَجْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَسَلَّمْتَ عَلَى الشيخَينِ? قَالَ: شَغَلنِي عَنْهُمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, كَمَا شَغَلنِي أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَنْ وَلِيِّ عَهْدِهِ, فَازدَادَ بِهِ المعِزُّ إِعجَاباً, وتَخَلَّصَ مِنْ ولي العهد؛ إِذْ لَمْ يسلِّمْ عَلَيْهِ بِحضرَةِ المعزِّ, فَأَجَازَهُ المعزُّ يَوْمَئِذٍ بِعَشْرَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ. وحدَّثني زَيْدُ بنُ عَلِيٍّ الكَاتِبُ: أنَّ القَاضِي أَبَا الطَّاهِرِ السَّدُوْسِيَّ أَنشدَهُ لِنَفْسِهِ: إِنِّيْ وَإِنْ كُنْتُ بِأَمرِ الهوَى ... غِرًّا فسِتْري غَيْرُ مَهْتُوكِ أكنَّى عَنِ الحِبِّ وَيَبْكِي دَماً ... قَلْبِي وَدَمْعِي غَيْرُ مَسْفُوكِ فَظَاهِرِي ظَاهِرُ مُستملِكٍ ... وَبَاطنِي باطِنُ مَمْلُوْكِ وأَخبَرَنِي خُمار بنُ عَلِيٍّ بِصُورٍ قَالَ: أَتيتُ القَاضِي أَبَا الطَّاهِرِ بِأَبيَاتٍ لَهُ فِي وَلدِهِ, فَأَنشَدَ فِيْهَا وَبَكَى: يَا طَالباً بَعْدَ قَتْلِي ... الحَجَّ للهِ نُسْكَا تَرَكْتَنِي فيكَ صَبّاً ... أَبْكِي عَلَيْكَ وَأُبْكَى وَكَيْفَ أَسْلُوكَ قُلْ لِي ... أَمْ كَيْفَ أَصْبِرُ عَنْكَا رُوحِي فِدَاؤُكَ هَذَا ... جزَاءُ عَبْدِكَ مِنْكَا وحدَّثني مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ, حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ نُوْحٍ قَالَ: كنَّا فِي دَارِ القَاضِي أَبِي الطَّاهِرِ نَسْمَعُ عَلَيْهِ, فلمَّا قُمْنَا صَاحَ بِي بَعْضُ مَنْ حضَرَ: يَا قَاضِي -وَكُنْتُ ألقَّب بِذَلِكَ, فسَمِعَ القَاضِي أَبُو الطَّاهِرِ, فَبَعَثَ إِلَيْنَا حَاجبَهُ فَقَالَ: مَنِ القَاضِي فِيْكُمْ? فَأَشَارُوا إليَّ, فلمَّا دَخَلتُ عَلَيْهِ قَالَ لِي: أَنْتَ القَاضِي? فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ لِي: فَأَنَا مَاذَا? فسكَتُّ, ثُمَّ قُلْتُ: هُوَ لقبٌ لِي, فتَبَسَّم وَقَالَ لِي: تحفظُ القُرْآنَ? قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: تَبِيْتُ عِنْدنَا اللَّيْلَة أَنْتَ وَأَرْبَعَةُ أَنفسٍ مَعَكَ, وَتواعدُهُم, مِمَّنْ تعلَمُهُ يحفظُ القُرْآنَ وَالأَدبَ. قَالَ: فَفَعلتُ ذَلِكَ, وَأَتينَا المَغْرِبَ, فقُدِّمَ إِلَيْنَا أَلوَانٌ وَحَلْوَاءٌ, وَلَمْ يَحْضُرِ القَاضِي, فلمَّا قَارَبنَا الفرَاغَ خَرَجَ إِلَيْنَا يزحفُ مِنْ تَحْتِ سترٍ, وَمَنَعَنَا مِنَ القِيَامِ وَقَالَ: كُلُوا مَعِي, فلمْ آكلْ بَعْدُ، وَلاَ يَجُوْزُ أَنْ تدعُونِي آكلُ وَحدِي, فَعَرَفْنَا أَنَّ الَّذِي دَعَاهُ إِلَى مَبِيْتِنَا عِنْدَهُ غَمَّه عَلَى وَلدِهِ أَبِي العَبَّاسِ, وَكَانَ غَائِباً بِمَكَّةَ, ثُمَّ أَمرَ مَنْ يَقرأُ منَّا, ثُمَّ اسْتحضَرَ ابنَ المقَارعِيِّ وَأَمرَهُ بأن يقول

-أَي: يُغنِّي, فَقَامَ جَمَاعَةٌ منَّا وَتواجَدُوا بَيْنَ يَدَيْهِ, ثُمَّ قَالَ شِعْراً فِي وَقْتِهِ, أَلقَاهُ عليَّ ابْنِ المقَارعِيِّ, فغنَّى بِهِ وَهُوَ: يَا طَالِباً بَعْدَ قَتْلِي ... الحَجَّ للهِ نُسْكاً فَبَكَى القَاضِي بكَاءً شدِيداً، وَقَدِمَ ابنُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ يَسِيْرَةٍ. نقلَ هَذِهِ الفوائِدَ أَمِينُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شهيدٍ, مِنْ خطِّ عَبْدِ الغَنِيّ بنِ سَعِيْدٍ، وَمِنْ خطِّه نُقِلَتُ. قَالَ ابْنُ زُولاَقٍ فِي قُضَاةِ مِصْرَ: وُلِدَ الذُّهْلِيُّ بِبَغْدَادَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ، وَكَانَ أَبُوْهُ يَلِي قَضَاءَ وَاسِطَ, فَعُزِلَ بِابنِهِ أَبِي طَاهِرٍ عَنْهَا, وَأَخْبَرَنِي أَبُو طَاهِرٍ أَنَّهُ كَانَ يخلُفُ أَبَاهُ عَلَى البَصْرَةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَوَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ مِنْ قِبَلِ الخَلِيْفَةِ المُطِيعِ, فَأَقَامَ بِهَا سبعَ سِنِيْنَ, ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ زَائِراً لكَافُوْرٍ سنَةَ أَرْبَعِيْنَ, ثُمَّ ثَارَ بِهِ أَهْلُ دِمَشْقَ وآذوه, وعُمِلَت عله محَاضرٌ فعُزلَ، وَأَقَامَ بِمِصْرَ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ ابْنِ الخصيبِ وَوَلَدِهِ, فَسَعَى ابْنُ وَلِيْدٍ فِي القَضَاءِ, وَبَذَلَ ثَلاَثَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ, وَحملَهَا عَلَى يدِ فنَكَ الخَادِمِ, فمدَحَ الشُّهُودُ أَبَا طَاهرٍ، وَقَامُوا مَعَهُ! فولَّاه كَافورٌ، وَطلبَ لَهُ العَهْدَ مِنِ ابْنِ أُمِّ شَيْبَانَ القَاضِي, فولاَّهُ القَضَاءَ وحمد. وقد اختصر تفسير الجُبَّائيّ, وتفسير البَلْخِيِّ, ثُمَّ إنَّ ابنَ وَلِيْدٍ وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ، وَكَانَ أَبُو الطَّاهِرِ قَدْ عُنِيَ بِهِ أَبُوْهُ, فسمَّعه, فَأَدرَكَ الكِبَارَ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، وَإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيَّ, وَمَا رَوَى عَنْهُ شَيْئاً لِصِغَرِهِ. حصلَ لِلنَّاسِ عَنْهُ إِمْلاَءٌ وَقرَاءةٌ نَحْوَ مِائَتي جُزءٍ. وحدَّث بِكِتَابِ "طبقَاتِ الشُّعَرَاءِ" لِمُحَمَّدِ بنِ سلَّام, رَوَاهُ عَنْ أَبِي خَلِيْفَةَ عَنْهُ. قَالَ: وَلَمْ يَزَلْ أَمرُهُ مستقيماً إِلَى أَن لَحِقَتْهُ عِلَّةٌ عطَّلت شقَّهُ فِي سَنَةِ 366, فقلَّد العزيزُ صَاحبُ مِصْرَ القَضَاءَ حِيْنَئِذٍ عَلِيَّ بنَ النُّعْمَانِ, وَكَانَتْ وَلاَيَةُ أَبِي الطَّاهِرِ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وَعشرَةَ أَشهرٍ, وَأَقَامَ عَليلاً, وَأَصحَابُ الحَدِيْثِ منقطعُوْنَ إِلَيْهِ. مَاتَ فِي آخر يوم سبعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقِيْلَ: مَاتَ فِي سَلْخِ ذِي القَعْدَةِ مِنْهَا، وَقِيْلَ: استُعْفِيَ مِنَ القَضَاءِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَسِيْرٍ. وَمِنْ شعرِهِ فِي ولده:

يَعِزُّ عليَّ بُعْدُكَ يَا عليُّ ... فَلِي أرَقٌ إِذَا رَقَدَ الخَلِيّ وَمَا لِي فِي اصْطِبَارِي عنك عذر ... وعذرك في مقارقتي جَلِيُّ وَمَنْ يَكُ مُفْلِساً مِنْ فَرْطِ وَجْدٍ ... فإني من صباباتي مَلِيّ وما لي حِيْلَةٌ تُدْنِيْكَ فَاذْهَبْ ... لَكَ الرَّحْمَنُ مِنْ دُونِي وَلِيّ وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو القَاسِمِ النَّصرَابَاذِيُّ شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ، وَالمَلِكُ عِزُّ الدَّوْلَةِ بختيَارُ بنُ معزِّ الدَّوْلَةِ، وَأَبُو عِيْسَى يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ اللَّيْثِيُّ القُرْطُبِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ القوطيَّةِ اللُّغَوِيُّ، وَالوَزِيْرُ المَصْلُوبُ نَصيرُ الدَّوْلَةِ ابْنُ بَقِيَّةَ. وَمَاتَ وَالدُ القَاضِي الذُّهْلِيُّ، وَهُوَ القَاضِي الإِمَامُ أَبُو العَبَّاسِ, قَاضِي وَاسِطَ, فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ بِضْع وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. يَرْوِي عَنْ يَعْقُوْبَ الدَّوْرَقِيّ، وَمَحْمُوْدِ بنِ خِدَاشٍ, وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَالمُخَلِّصُ, وابن المقرئ. ثقة نبيل.

القطيعي

3345- القَطِيعيّ 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المحدِّث, مُسْنِدُ الوَقْتِ, أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ بنِ مَالِكِ بنِ شبيبٍ البَغْدَادِيُّ القَطِيْعِيُّ الحَنْبَلِيُّ, رَاوِي "مُسندِ الإمام أَحْمَدَ"، وَ"الزُّهْدِ"، وَ"الفَضَائِلِ" لَهُ. وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيّ، وَبِشْرُ بنُ مُوْسَى, وَإِسْحَاقُ بنُ الحَسَنِ الحَرْبِيُّ، وَأَبَا مُسْلِمٍ الكَجِّيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيَّ, وَأَحْمَدَ بنَ عَلِيٍّ الأَبَّارَ, وَإِدْرِيْسَ بنَ عَبْدِ الكَرِيْمِ الحَدَّادَ، وَأَبَا خَلِيْفَةَ الجُمَحِيَّ، وَأَبَا شُعَيْبٍ الحَرَّانِيَّ، وَالحُسَيْنَ بنَ عُمَرَ الثَّقَفِيَّ, وَمُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ شَرِيكٍ, وَجَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الفريابي, وأحمد بن

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 73"، والأنساب للسمعاني "10/ 203"، واللباب لابن الأثير "3/ 48"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 92"، والعبر "2/ 346"، وميزان الاعتدال "1/ 87"، ولسان الميزان "1/ 145"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 132"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 65".

مُحَمَّدِ بنِ قَيْسٍ المِنْقَرِيَّ وَأَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ الصُّوْفِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ العَبَّاسِ الطَّيَالِسِيَّ، وَالحَسَنَ بنَ الطيِّبِ البَلْخِيَّ, وَخلقاً سِوَاهُم. وَرَحَلَ وَكَتَبَ وخرَّج, وَلَهُ أُنْسٌ بِعِلْمِ الحَدِيْثِ. حدَّث عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيُّ, وَابنُ شَاهِيْنٍ, وَالحَاكِمُ، وَابنُ رَزْقَوَيْه, وَأَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ، وَخَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الطيِّبِ البَاقِلاَّنِيُّ, وَأَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ البسطَامِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ بُكَيْرٍ, وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بِشْرَانَ, وَالمُحَدِّثُ عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الأَسدَابَاذِيّ، وَالحَسَنُ بنُ شِهَابٍ العُكْبَرِيُّ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ بَاكَوَيْه, وَبُشرَى الفَاتَنِيُّ, وَأَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُؤمَّلِ الوَرَّاقُ، وَأَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الأَزْهرِيُّ, وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ شَاهِيْنٍ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ العلاَّفِ الوَاعِظُ, وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُذْهِبِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الجَوْهَرِيُّ, خَاتمَةُ أَصحَابِهِ. قَالَ ابْنُ بُكيرٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ يجيئُنَا فَيَقرأُ عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الخصَّاصِ عمُّ أُمِّي, فَيُقعِدُنِي فِي حِجْرِهِ, حَتَّى يُقَال لَهُ: يُؤلِمُكَ? فَيَقُوْلُ: إِنِّيْ أُحبُّهُ. وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ الفُرَاتِ: هُوَ كَثِيْرُ السَّمَاعِ, إلَّا أَنَّهُ خَلَط فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وكُفَّ بَصَرُهُ وَخَرَّفَ, حَتَّى كَانَ لاَ يَعْرِفُ شَيْئاً مِمَّا يُقرأُ عَلَيْهِ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ الفَقِيْهَ أَحْمَدَ بنَ أَحْمَدَ القَصْرِيَّ يَقُوْلُ: قَالَ لِي ابْنُ اللَّبَّانِ الفَرَضِيُّ: لاَ تذهَبُوا إِلَى القَطِيْعِيِّ, قَدْ ضَعُفَ واختلَّ, وَقَدْ منعتُ ابنِي مِنَ السَّمَاعِ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ: لَمْ يَكُنْ بذَاكَ لَهُ فِي بَعْضِ المُسْنَدِ أُصولٌ فِيْهَا نظرٌ, ذكرَ أَنَّهُ كَتَبَهَا بَعْدَ الغرقِ، وَكَانَ مستوراً صَاحِبَ سُنَّةٍ. وَقَالَ السُّلَمِيُّ: سَأَلتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ, فَقَالَ: ثِقَةٌ زَاهدٌ قديمٌ, سَمِعْتُ أَنَّهُ مُجَابُ الدَّعْوَةِ. وَقَالَ البَرْقَانِيُّ: كَانَ صَالِحاً, وَلأَبِيهِ اتصَالٌ بِالدَّوْلَةِ, فَقرئَ لابنِ ذَلِكَ السُّلْطَانِ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ المُسْنَدَ, فَحَضرَ القَطِيْعِيُّ, ثُمَّ غرقَتْ قطعَةٌ مِنْ كُتُبِهِ بَعْدَ ذَلِكَ, فَنَسَخَهَا مِنْ كِتَابٍ ذَكَرُوا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيْهِ سمَاعُهُ فَغَمَزُوهُ، وَثَبَتَ عِنْدِي أَنَّهُ صَدُوْقٌ, وَإِنَّمَا كَانَ فِيْهِ بَلَهٌ, وَقَدْ ليِّنْتُه عِنْدَ الحَاكِمِ, فَأَنكرَ عَلِيَّ, وَحَسَّنَ حَالَهُ, وَقَالَ: كَانَ شَيْخِي. مَاتَ لسبعٍ بَقِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ، وَلَهُ خَمْسٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً.

القصاب

3346- القَصَّاب 1: الإِمَامُ العَالِمُ الحَافِظُ, أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الكَرَجِيُّ الغَازِي المُجَاهدُ. وعُرِفَ بالقَصَّاب لكَثْرَةِ مَا قَتَل فِي مَغَازِيهِ. وَكَانَ وَالِدُهُ مِنْ أَصْحَابِ عليِّ بنِ حَرْبٍ الطَّائِيِّ. حدَّث عَنْ أَبِيهِ, وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ الأَخرمِ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الطَّيَالِسِيِّ، وَعبدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ, وَجَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فَارِسَ, وَالحَسَنِ بنِ يَزِيْدَ الدقَّاق, وَطَبَقَتِهِم. وصنَّف كِتَابَ "ثوَابِ الأَعمَالِ"، وَكِتَابَ "عقَابِ الأَعمَالِ"، وَكِتَابَ "السُّنَّةِ"، وَكِتَابَ "تَأَديبِ الأَئِمَّةِ"، وَأَشيَاءَ. حدَّث عَنْهُ: ابنَاهُ؛ عَلِيٌّ وَأَبُو الفَرَجِ عمَّار, وَأَبُو المَنْصُوْرِ مظفَّر بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ البُرُوْجِرْدِيُّ, وَطَائِفَةٌ. وَعَاشَ إِلَى حُدُودِ السِّتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَهُوَ القَائِلُ: كُلُّ صِفَةٍ وَصَفَ اللهُ بِهَا نفسه, أو وصفه بها رسوله, فلَيْسَتْ صِفَةَ مَجَازٍ, وَلَوْ كَانَتْ صِفَةُ مَجَازٍ لتحتَّم تَأَويلُهَا, وَلقيلَ: مَعْنَى البَصَرِ كَذَا, وَمعنَى السَّمْعِ كَذَا، ولفُسِّرَت بغيرِ السَّابقِ إِلَى الأَفهَامِ, فلمَّا كَانَ مَذْهَبُ السَّلَفِ إِقرَارَهَا بِلاَ تَأَويلٍ, عُلِمَ أَنَّهَا غَيْرُ محمولَةٍ عَلَى المَجَازِ, وَإِنَّمَا هِيَ حقٌّ بَيِّنٌ. وَفِي قصيدَةِ أَبِي الحَسَنِ: وَفِي الكَرَجِ الغَرَّاءِ أَوحدُ عَصْرِهِ ... أَبُو أَحْمَدَ القَصَّاب غَيْرُ مغَالَبِ تَصَانِيْفُهُ تُبْدِي فُنُوْنَ عُلُومِهِ ... فلست ترى علمًا له غير شارب

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفَّاظ "3/ ترجمة 891"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "4/ 114".

غندر

3347- غُنْدر 1: قَدْ مَرَّ الحَافِظُ المُجَوِّدُ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ2 صَاحبُ شُعبَةَ، وَهُوَ الكَبِيْرُ. غُنْدَرٌ الإِمَامُ الحَافِظُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ الحُسَيْنِ البَغْدَادِيُّ الورَّاق. سَمِعَ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ المَعْمرِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ البَاغَنْدِيَّ, وَأَبَا عَرُوبَةَ، وَأَبَا الجَهْمِ المشغرَانِيَّ, وَالطَّحَاوِيَّ, وَخلقاً. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْعٍ, وَأَبُو عبدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَعُمَرُ بنُ أَبِي سَعْدٍ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَعِدَّةٌ. قَالَ الحَاكِمُ: أَقَامَ سِنِيْنَ عِنْدنَا يُفيدُنَا، وخرَّج لِي أَفرَادَ الخُرَاسَانيِّينَ مِنْ حَدِيْثِي, ثُمَّ دَخَلَ إِلَى أَرْضِ التُّركِ، وَكَتَبَ مَا لاَ يوصف كثرة, ثم اسْتُدْعِيَ مِنْ مَرْوَ إِلَى الحضْرَةِ بِبُخَارَى ليحدِّث بِهَا, فَأَدركَهُ الأَجَلُ فِي المفَازَةِ سنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَنْبَأَنَا المُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ, أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّازُ, أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ, أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حُسَيْنٍ غُنْدَرٌ, حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ بِالرَّقَّةِ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَيْشُونَ, حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَبِي دَاوُدَ, حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ الزِّبْرِقَانِ, عَنْ مَطَرٍ الوَرَّاقِ, عَنْ هَارُوْنَ بنِ عَنْترَةَ, عن عبد الله بن السائب, عن زاذان, عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ذَهَابُ البَصَرِ مَغْفِرَةٌ لِلْذُّنُوبِ, وَذَهَابُ السَّمْعِ مَغْفِرَةٌ لِلْذُّنُوبِ, وَمَا نَقَصَ مِنَ الجسد فعلى قدر ذلك"3 غريب جدًّا.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 152"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 107"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 904"، والعبر "2/ 357"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 139"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 73". 2 مرت ترجمتنا له بتعليقنا رقم "667"، وبرقم ترجمة عام "1346" في الجزء الخامس. 3 موضوع: أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "2/ 152"، وفي الإسناد علتان: الأولى: داود بن الزبرقان الرقاشي البصري, قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: متروك. وقال أبو داود: ضعيف تُرِكَ حديثه. وقال الجوزجاني: كذّاب. وقال ابن عدي: عامَّة ما يرويه لا يتابع عليه. والعلة الثانية: مطر بن طهمان الورَّاق، ضعيف، مجمَع على ضعفه.

غندر، وغندر، وغندر

غندر، وغندر، وغندر: 3348- غُنْدَر 1: المحدِّث الزَّاهد الصُّوْفِيُّ الجَوَّالُ, أَبُو الطَّيِّبِ, مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ دُرَّان البَغْدَادِيُّ غُنْدُر, نزيلُ مِصْرَ. سَمِعَ أَبَا خَلِيْفَةَ الجُمَحِيَّ, وَأَبَا يَعْلَى, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيَّ. وَعَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ, وَأَبُو حَفْصٍ الكَتَّانِيُّ، وَعبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بن النحاس, وآخرون. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عبد الرحمن, أخبرنا الحسن بن صَبَّاحٍ, أَخْبَرْنَا ابْنُ رِفَاعَةَ, أَخْبَرَنَا الخِلَعِيُّ, أَخْبَرْنَا أبو محمد بن النَّحَّاسِ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ دُرَّان, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الطيِّبِ, حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ, حَدَّثَنَا مُعَلَّى بنُ هِلاَلٍ, عَنِ الأَعْمَشِ, عَنْ أَبِي سُفْيَانَ, عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوْعاً: "لاَ يُبْغِضُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مُؤْمِنٌ, وَلاَ يُحِبُّهُمَا مُنَافِقٌ" مُعلَّى تُرِكَ، وَمَتْنُ الحَدِيْثِ حقٌّ, لكنَّه مَا صحَّ مرفوعًا. 3349- غُنْدَر 2: الشَّيْخُ المُقْرِئُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ العَبَّاسِ النَّجَّارُ. سَمِعَ ابنَ المجدَّرِ، وَأَبَا حَامِدٍ الحَضْرَمِيَّ, وَابنَ صَاعِدٍ. رَوَى عَنْهُ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخلَّال. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِبَغْدَادَ. 3350- غُنْدَر 3: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ, أَبُو بَكْرٍ البَغْدَادِيُّ, مَوْلَى فَاتِنٍ. سَمِعَ: أَبَا شَاكرٍ مَسرَّةَ بنَ عَبْدِ اللهِ. سَمِعَ مِنْهُ: بُشرَى الفَاتِنِيُّ فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 150"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 46". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 157"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 96". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 150".

غندر، والغزال، والرفاء

غندر، والغزال، والرفاء: 3351- غُنْدَر: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ, أَبُو الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ. حدَّث بِطَبَرِسْتَانَ عَنْ: أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الضُرِّيس. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَمَّوَيْه, لَقِيَهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. يقعُ لَنَا حَدِيْثُهُ فِي كِتَابِ "الأَلقَابِ" للشِّيْرَازيِّ. وَسَابعُهُمْ شَيْخٌ لابنِ جُمَيْعٍ، وَعِنْدِي أنَّه هُوَ الثاني المذكور, والله أعلم. 3352- الغَزَّال 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُقْرِئُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَهْلِ بنِ مَخْلَدٍ الأَصْبَهَانِيُّ, شَيْخُ القُرَّاءِ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الفَرْقَدِيَّ، وَعَبْدَانَ الأَهْوَازِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ زَبَّانَ, وَعَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ علاَّنَ، وَالقَاسِمَ بنَ العصَّارِ الدِّمَشْقِيَّ, وَعِدَّةً. وَعَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ الأَدِيبُ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بنِ فَاذَوَيْه. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: هُوَ أَحدُ مَنْ يُرْجِعُ إِلَى حِفْظٍ وَمَعْرِفَةٍ، وَلَهُ مصنَّفات, تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائة. قلت: له كتاب الوقف والابتداء. 3353- الرَّفَّاء 2: الشَّاعِرُ المُحْسِنُ, أَبُو الحَسَنِ السَّرِيُّ بنُ أَحْمَدَ الكِنْدِيُّ المَوْصِلِيُّ, مَدَحَ سَيْفَ الدَّوْلَةِ, وَبِبَغْدَادَ المهلَّبي.

_ 1 ترجمته في أخبار أصبهان "2/ 294"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 905"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 47". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 194"، والأنساب للسمعاني "6/ 141"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 62" ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "11/ 182"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 257"، والعبر "2/ 357"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 67"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 73".

وديوانه مَشْهُوْرٌ. وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الخالديَّيْن هجَاءٌ وَشرٌّ, فآذيَاهُ, حَتَّى احْتَاجَ إِلَى النَّسخ, فَبقيَ يَنْسَخُ ديواَنَهُ وَيَبِيْعُهُ. مَاتَ سنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِبَغْدَادَ. وَهُوَ القَائِلُ: وَكَانَتِ الإِبْرَةُ فِيمَا مَضَى ... صَائِنَةً وَجْهِي وَأَشْعَارِي فَأَصْبَحَ الرِّزْقُ بِهَا ضَيِّقاً ... كَأَنَّهُ مِنْ خُرْمِهَا جَارِي وَله: يَلْقَى النَّدَى بِرَقِيْقِ وَجْهٍ مُسْفِرٍ ... فَإِذَا التَقَى الجَمْعَانِ عَادَ صَفِيْقَا رَحْبُ المنَازِلِ مَا أَقَامَ فَإِنْ سرى ... في جحفل ترك الفضاء مضيقًا

المصيصي

3354- المِصِّيصِيّ 1: الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ, عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ المَصِّيْصِيُّ. حدَّث بِبَغْدَادَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ مُعَاذِ دُرَّانَ، وَأَحْمَدَ بنِ خُلَيْدٍ الحَلَبِيِّ, وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ بُكَيْرٍ, وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَآخرُوْنَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ -وَكَانَ فِيْهِ تَسَاهُلٌ- فِي جُمَادَى الآخرة سنة أربع وستين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 324"، والعبر "2/ 334"، وميزان الاعتدال "3/ 112"، ولسان الميزان "4/ 195"، وشذات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 48".

ابن القوطية

3355- ابن القُوطيَّة 1: علَّامة الأَدَبِ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ النَّحْوِيُّ, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. سَمِعَ مِنْ: أَسلمَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَسَعِيْدِ بنِ جَابِرٍ, وَطَاهرِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزبيدي, وعدة. أَخذَ عَنْهُ ابْنُ الفَرَضِيِّ، وَالنَّاسُ. وعمَّر دَهْراً. والقوطيَّة: هِيَ سَارَةُ بِنْتُ المُنْذِرِ بنِ جَطْسيَّة, من بنات ملوك القوط، والقوط: أمَّة كانو بِإِقلِيمِ الأَنْدَلُسِ, مِنْ ذُرِّيَّةِ قُوْطِ بنِ حَامِ بنِ نُوْحٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ, هِيَ جدَّة لجدِّه، وَقَدْ كَانَتْ سَارَتْ إِلَى الشَّامِ متظلِّمة مِنْ عمِّها أَرطَيَاسَ, فتَزَوَّجَهَا بِالشَّامِ عِيْسَى بنُ مُزَاحِمٍ مَوْلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, ثُمَّ سَافرَ مَعَهَا إِلَى الأَنْدَلُسِ، وَهُوَ جدُّ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عِيْسَى. نَعَمْ, وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَأْساً فِي اللُّغَةِ وَالنَّحْوِ, حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ, أَخْبَارِيّاً بَاهِراً, وَلَمْ يَكُنْ بِالبَارِعِ فِي الفُرُوعِ. ألَّف تَصَارِيْفَ الأَفعَالِ فجوَّده, وَفِي المقصورِ وَالمَمْدُوْدِ. وَكَانَ ذَا عِبَادَةٍ وَنُسُكٍ وَزُهْدٍ. وَكَانَ لَهُ نَظْمٌ رَقِيقٌ فَتَركَهُ تورُّعًا. وَكَانَ أَبُو عَلِيٍّ القَالِيُّ يُبَالِغُ فِي تَوقِيْرِهِ. وَقَدْ صنَّف تَاريخاً فِي أَخبارِ أَهْلِ الأَنْدَلُسِ, فَكَانَ يُمْلِيْهِ مِنْ صَدْرِهِ غَالباً. توفِّي فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سبع وستين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "8/ 272"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 650"، والعبر "2/ 345"، ولسان الميزان "5/ 324"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 62".

ابن بقية

3356- ابن بَقِيَّة 1: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ, نصيرُ الدَّوْلَةِ, أَبُو الطَّاهِرِ, مُحَمَّدُ بن محمد بن بقية بن عليٍّ العِرَاقِيُّ الأَوَانِيُّ, أَحدُ الأَجْوَادِ, تقلَّب بِهِ الدَّهْرُ أَلوَاناً, فَإِنَّ أَبَاهُ كَانَ فلَّاحًا, وَآلَ أَمرُ أَبِي الطَّاهِرِ إِلَى وِزَارَةِ عِزّ الدَّوْلَةِ بُخْتِيَارَ بنِ معزِّ الدَّوْلَةِ, بَعْدَ السِّتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقَدِ اسْتَوْزَرَهُ المُطِيعُ أَيْضاً, فلقبُه النَّاصحُ. وَكَانَ قَلِيْلَ النَّحْوِ, فغطَّى ذَلِكَ السَّعْدُ. وَلَهُ أَخبارٌ فِي الإِفْضَالِ وَالبذلِ والتنعُّم, ثُمَّ قَبَضَ عَلَيْهِ عِزُّ الدَّوْلَةِ بِوَاسِطَ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ, وَسُمِلَتْ عينَاهُ, فلمَّا تملَّك عَضُدُ الدَّوْلَةِ أَهلكَهُ؛ لِكَوْنِهِ كَانَ يحرِّض مخْدُومَهُ عَلَيْهِ, أَلقَاهُ تَحْتَ قَوَائِمِ الفِيلِ, وَصُلِبَ عِنْدَ البيمَارِسْتَانِ العَضُدِيِّ, فِي شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ سبعٍ. يُقَالُ: إِنَّهُ خَلَعَ فِي وَزَارَتِهِ فِي عِشْرِيْنَ يَوْماً عِشْرِيْنَ أَلْفَ خِلْعَةٍ. وَعَاشَ نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. وَرَثَاهُ شَاعِرٌ بِأَبيَاتٍ وَاخْتَفَى, فَقَالَ: علوٌّ فِي الحَيَاةِ وَفِي المَمَاتِ ... لحقٌّ أَنْتَ إِحْدَى المُعْجِزَاتِ وَهِيَ قطعَةٌ بارعَةٌ فِي معنَاهَا, ثُمَّ ظَفرَ بِهِ عَضُدُ الدَّوْلَةِ، وَعَفَا عَنْهُ, وَأَعطَاهُ فَرَساً, وَعشرَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ, ثُمَّ أَهلَكَهُ. ذَكَرْنَاهُ فِي الكبير.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 699"، والعبر "2/ 346"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 130"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 63".

الناشئ الصغير

3357- الناشِئ الصغير 1: من فحول الشعراء، ورءوس الشِّيْعَةِ, أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن وَصيفٍ الحلَّاء. أَخذَ الكَلاَمَ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ نوبختَ وَغَيْرِهِ, وصنَّف التَّصَانِيْفَ، وَالحلاَّءُ: صَانعُ حليَةِ النُّحَاسِ. وَهُوَ القَائِلُ: إِذَا أَنَا عَاتَبْتُ المُلُوكَ فَإِنَّمَا ... أَخُطُّ بِأَقلاَمِي عَلَى المَاءِ أَحْرفَا وَهَبْهُ ارْعَوَى بَعْدَ العِتَابِ أَلم ... تَكُنْ مَوَدَّتُهُ طَبْعاً فَصَارَتْ تَكَلُّفَا وَقَدْ رَوَى بِالكُوْفَةِ ديواَنَهُ, وَأَخَذَ عَنْهُ المُتَنَبِّي, ثُمَّ طَالَ عُمْرُهُ، وَمَدحَ سَيْفَ الدَّوْلَةِ وَالكِبَارَ، وَعَاشَ أَزيدَ مِنْ تِسْعِيْنَ سَنَةً. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء "13/ 280"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 466"، ولسان الميزان "4/ 238".

الشيرازي

3358- الشيرازي 1: الوَزِيْرُ أَبُو الفَضْلِ, العَبَّاسُ بنُ الحُسَيْنِ الشِّيْرَازِيُّ, كَاتبُ معزِّ الدَّوْلَةِ, نَابَ فِي الوزَارَةِ عَنِ المُهَلَّبِيِّ، وَتَزَوَّجَ بَابنتِهِ, ثُمَّ كتبَ لعزِّ الدَّوْلَةِ, ثُمَّ وَزَرَ لَهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ, ثُمَّ عمل وزارة المطيع, فبقي على وزارتهما ثَلاَثَةَ أَشْهرٍ, ثُمَّ أَمسكَ, ثُمَّ أُعِيدِ إِلَى الوزَارَةِ سنَةَ سِتِّيْنَ, وَعُزِلَ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, ثُمَّ نُكِبَ وَحُمِلَ إِلَى الكُوْفَةِ, فَمَاتَ بِرَمْيِ الدَّمِ بَعْدَ مُدَيْدَةٍ, وَمَاتَتْ زَوجتُهُ ابنَةُ المُهَلَّبِيِّ فِي الاعتِقَالِ. وَكَانَ ظَالِماً عسُوَفاً مُجَاهراً بِالقبَائِحِ. وَكَانَ جوَّادًا مِعْطَاءً. عَاشَ سِتِّيْنَ سَنَةً. وَكَانَ كَثِيْرَ التجمُّل شَدِيدَ الوطأَةِ {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الْكَهْف:49] وَقِيْلَ: سُكْرُ الوِلاَيَةِ طَيِّبٌ ... وَخُمَارُهُ مَالٌ وروح

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 73"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 68".

ابن الإخشيذ

3359- ابن الإخشيذ 1: المَلِكُ أَبُو مُحَمَّدٍ, الحَسَنُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ طُغجَ بنِ جف التُّرْكِيّ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ أَمِيْراً فِي دَوْلَة عَمِّه الإِخْشِيْذِ مُحَمَّدِ بنِ طُغجَ، وَكَذَا فِي أَيَّامِ كَافُوْرٍ, فَمَاتَ كَافُوْرٌ, فَأَقَامَ الأُمَرَاءُ في الدست أبا الفوارس أحمد بن الملكِ عَلِيِّ بنِ الإِخْشِيْذِ صبيّاً لَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً, وَجَعَلُوا أَتَابكَهُ الحَسَنَ هَذَا, وَكَانَ صاحب الرَّملة، وقد مدحه المتنبي بقوله: أيا لائمي أن كنت وقت اللوائم ... عملت بِحَالِي بَيْنَ تِلْكَ المَعَالِمِ وَهِيَ بَدِيْعَةٌ, ثُمَّ تمكَّن الحَسَنُ وتزوَّج بِبِنتِ عَمِّهِ فَاطِمَةَ، ودُعِيَ لَهُ عَلَى المنَابرِ بَعْدَ أَبِي الفَوَارِسِ إِلَى نِصْفِ شَعْبَانَ سنَةَ 358, فَوَصَلتْ جُيُوشُ المغَاربَةِ مَعَ جَوْهَرٍ، وتملَّكوا, وَزَالَتِ الدَّوْلَةُ الإِخشيذيَّةُ, وَكَانَتْ خمساً وَثَلاَثِيْنَ سنَةً. وَكَانَ الحَسَنُ قَدْ فَرَّ مِنَ القرَامِطَةِ, وَأَخَذُوا مِنْهُ الرَّمْلَةَ، وتمكَّن بِمِصْرَ, وَقبضَ عَلَى الوَزِيْر بنِ حِنْزَابة, ثُمَّ انحَازَ إِلَى الشَّامِ, ثُمَّ حَاربَ المغَاربَةَ مَعَ جَعْفَرِ بنِ فلاَحٍ, فَأَسرَهُ جَعْفَرٌ، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى مِصْرَ, فسُجِنَ مُدَّةً وَلَمْ يُؤذُوهُ, وَلَمْ يَبْلغْنِي هَلْ بَقِيَ مَسجوناً زمَاناً أَوْ عُفِيَ عَنْهُ, إلَّا أَنَّهُ مَاتَ فِي رَجَبٍ سنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِمِصْرَ, وصلَّى عَلَيْهِ العزيزُ بِاللهِ فِي القصرِ. وأمَّا الصَّبِيُّ أَبُو الفَوَارِسِ, فإِنَّهُ عَاشَ إِلَى ربيعٍ الأوَّل سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ, وتوفّي.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 73"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 68". 2 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 97"، والنجوم الزاهرة "4/ 73".

الجعل

3360- الجُعَل 1: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ البَصْرِيُّ, الفَقِيْهُ المُتَكَلِّمُ, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ, مِنْ بُحُورِ العِلْمِ, لكنَّه مُعْتَزِلِيٌّ دَاعِيَةٌ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَنَفِيَّةِ. قَالَ الخَطِيْبُ: لَهُ تَصَانِيْفٌ كَثِيْرَةٌ فِي الاعتزال. قال لي الصيمري: كَانَ مقدَّمًا فِي الفِقْهِ وَالكَلاَمِ, مَعَ كَثْرَةِ أَمَالِيهِ فِيْهِمَا, وَتَدْرِيْسِهِ لَهُمَا. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيمُ: الجُعَلُ يُعرفُ بِالكَاغدِيِّ، وَأُسْتَاذُهُ هُوَ أَبُو القَاسِمِ بنُ سَهْلَوَيْه, انتهَتْ إِلَيْهِ رِئاسَةُ أَصْحَابِهِ فِي عَصْرِهِ,.... إِلَى أَنْ قَالَ: وتفقَّه عَلَى أَبِي الحَسَنِ الكَرْخِيِّ، وَلَهُ كِتَابُ "نقضِ كَلاَمِ ابْنِ الرِّيوَندِيّ" فِي أنَّ الجسمَ لاَ يَجُوْزُ أَنْ يَكُونَ مُخترعاً لاَ مِنْ مَادَةٍ، وَكِتَابُ "الكَلاَمِ" أنَّ اللهَ لَمْ يَزَلْ موجوداً وحدَهُ إِلَى أَنْ خلقَ الخلقَ، وَكِتَابُ "الإِيمَانِ", وكتاب "الإِقرَارِ", وَتصَانِيْفُ سِوَى ذَلِكَ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيّ فِي "طبقَات الفُقَهَاء": هُوَ رَأْسُ المعتزلَةِ, مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وصلَّى عَلَيْهِ شَيْخُ النَّحْوِ أَبُو عَلِيٍّ الفَارِسِيُّ. قُلْتُ: قَاربَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَقِيْلَ: بل عاش إحدى وستين سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 73"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 101"، والعبر "2/ 351"، ولسان الميزان "2/ 303"، والنجوم الزاهرة "4/ 135"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 68".

ابن أخت وليد

3361- ابن أخت وليد 1: العلَّامة القَاضِي, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَاشِدِ بنِ شُعَيْبٍ البَغْدَادِيُّ الظَّاهِرِيُّ, ابن أخت وليد. حدَّث عن أبي قُتَيْبَةَ العَسْقِلاَّنِي وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بنُ مُنِيْرٍ، وَابنُ نظيفٍ الفرَّاء، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أبي الذكر, وغيرهم. كَانَ أَوَّلاً خيَّاطاً, ثُمَّ اشتَغَلَ وَوَلِيَ قَضَاءَ مِصْرَ سَنَةً, ثُمَّ عُزِلَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: لَهُ مصنَّفات كَثِيْرَةٌ, أَخذَ عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ المغلسِ. قُلْتُ: لَمْ يُحْمَدْ فِي القَضَاءِ, وَبَذَلَ فِيْهِ ذهباً، وَقِيْلَ: كَانَ سَخِيْفاً خَلِيْعاً يَرْتَشِي. قَالَ ابْنُ زُولاَقَ: تكبَّر وَاسْتهَانَ بالنَّاس، وَكَانَ يَهْزِلُ فِي مَجْلِسِهِ, وَلَهُ أَمْوَالٌ وَمُتَاجرَةٌ، وَكَانَ يَقُوْلُ لِحَاجِبِهِ: أَينَ اليَهُوْدُ؟ يَعْنِي: الشُّهُودَ, وَأَينَ الكُمَنَا? يَعْنِي: الأُمنَاءَ. وَقَالَتِ امْرَأَةٌ: خُذْ بِيَدِي, قَالَ: وَبِرِجْلِكِ، وَكَانَ الذُّهْلِيُّ لاَ يُنْفِذُ لَهُ حُكماً. مَاتَ سنة تسع وستين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "2/ 390"، ولسان الميزان "3/ 215".

ابن أم شيبان

3362- ابن أمِّ شَيْبَان 1: قَاضِي القُضَاةِ, أَبُو الحَسَنِ, مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى بنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ, ابْنِ الأَمِيْرِ وَلِيِّ العهدِ عِيْسَى بنُ مُوْسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ, ابْنِ حَبْرِ الأمَّة عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ الكُوْفِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عُقْبَةَ, وَعَبْدَ الله بن زيدان البجلي، وتلا عَلَى ابْنِ مُجَاهدٍ, وَصَاهَرَ أَبَا عُمَرَ القَاضِي. رَوَى عَنْهُ البَرْقَانِيُّ وَغَيْرُهُ. وَكَانَ كَبِيْرَ القَدْرِ إِمَاماً. قَالَ طَلْحَةُ بنُ جَعْفَرٍ: هُوَ عَظِيْمُ القَدْرِ, وَاسِعُ العِلْمِ, كَثِيْرُ الطَّلَبِ, حَسَنُ التَّصنِيْفِ, ينظرُ فِي فُنُوْنِ العِلْمِ وَالآدَابِ, متوسطٌ فِي مَذْهبِ مَالِكٍ, لاَ أَعلمُ هَاشمِيّاً وَلِيَ قَضَاءَ بَغْدَادَ غَيْرَهُ, وَجُمِعَ لَهُ مَعَهَا قَضَاءُ مِصْرَ، وَبَعْضِ الشَّامِ -يَعْنِي: فَبَعَثَ نوَّابه إِلَيْهَا, وَقَدْ صُرِفَ لِحكومَةٍ صمَّمَ فِيْهَا للهِ, وَلَمْ يَأْخُذْ رِزْقاً عَلَى القَضَاءِ، وَلاَ لَبِسَ خِلْعَةً, وَطَلَبَ لِكَاتبِ حُكمِهِ وَلِحَاجِبِهِ معلوماً, وَكذَلِكَ للأُمنَاءِ وَالأَعْوَانِ, فقرَّرَ لِلْكُلِّ فِي الشَّهْرِ أَلفُ دِرْهَمٍ وَمائَةٌ وَخمسُوْنَ دِرْهَماً. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ: كَانَ نَبِيْلاً فَاضِلاً, مَا رَأَينَا فِي مَعْنَاهُ مثلَهُ، وَفِي الصِّدْقِ نهَايَةً. مَاتَ فَجْأَةً فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ ست وسبعون سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 363"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 102"، والعبر "2/ 352"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 137"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 70".

الروذباري

3363- الرُّوذْبَاري 1: العَارِفُ الزَّاهِدُ, شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ, أَبُو عَبْدِ اللهِ أحمد بن عطاء الرُّوْذْبَارِيُّ, نَزِيْلُ صُورٍ. حدَّث عَنْ: البَغَوِيِّ, وَابنِ أَبِي دَاوُدَ, وَالمَحَامِلِيِّ. وَعَنْهُ: السَّكَنُ بنُ جُمَيْعٍ، وَأَبُوْهُ, وَابنُ بَاكَوَيْه, وَعَلِيُّ بنُ عِيَاضٍ الصُّوْرِيُّ، وَعِدَّةٌ, وَهُوَ ابْنُ أُختِ أَبِي عَلِيٍّ الرُّوذْبَاري. قَالَ القُشَيْرِيُّ: كَانَ شَيْخَ الشَّامِ فِي وَقتِهِ, مَاتَ بِصُورٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ. وَقَالَ السُّلَمِيُّ: كَانَ يَرْجِعُ إِلَى أَنواعٍ مِنَ العُلُومِ؛ كَالقِرَاءاتِ وَالفِقْهِ وَعلمِ الحقيقَةِ, وَإِلَى أَخْلاَقٍ فِي التَّجْرِيدِ يَختصُّ بِهَا, يُرْبي عَلَى أَقرَانِهِ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَسَاكِر: رَوَى أَحَادِيثَ غَلِطَ فِيْهَا غلطًا فاحشًا.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 658"، وتاريخ بغداد "4/ 336"، والمنتظم لابن الجوزي العماد "3/ 68".

الإسفراييني

3364- الإسفراييني 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ الجَوَّالُ, مُسْنِدُ وَقتِهِ, أَبُو سَهْلٍ بِشْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بِشْرِ بنِ مَحْمُوْدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ الدِّهقَانُ, كَبِيْرُ إِسْفَرَايِيْنَ, وَأَحدُ المَوصُوفِينَ بِالشَّهَامَةِ وَالشَّجَاعَةِ. سَمِعَ: إِبْرَاهِيْمَ بنَ عَلِيٍّ الذُّهْلِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ رَجَاءَ، وَجَعْفَرَ بنَ أَحْمَدَ الشَّامَاتِيَّ, وَأَحْمَدَ بنَ سَهْلٍ, وَالحَسَنَ بنَ سَهْلٍ, وَقرأَ عَلَيْهِ مُسنَدَهُ, وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى المَرْوَزِيَّ ثُمَّ البَغْدَادِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ نَاجِيَةَ, وجعفر بن محمد الفريابي، وأبا يعلى الموصلي, سمع منه المسند. وعُمِّر وَأَمْلَى مُدَّةً. حدَّث عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَالعَلاَءُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ حُمَيمٍ الفَقِيْهُ, وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي المَعْرُوفِ, وَشَرِيْكُ بنُ عَبْدِ الملكِ المِهْرَجَانِيُّ, وهُمْ مِنْ شُيُوْخِ البَيْهَقِيِّ، وآخِر مَنْ حدَّث عَنْهُ عُمَرُ بنُ مَسْرُوْرٍ الزَّاهد. قَالَ الحَاكِمُ: انتخبْتُ عَلَيْهِ, وَأَمْلَى زمَاناً مِنْ أُصُوْلٍ صَحِيْحَةٍ، وتوفِّي فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: عَاشَ نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ, عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ, أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القَاسِمِ القَارِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا بِشْرُ بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ, حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَابِرٍ, عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا اجْتَمَعَ عِيْدَانِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ أَجْزَأَهُمُ الأوّل" 2 هكذا عندي, وسقط أبو صالح.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 355"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 139"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 71". 2 صحيح: أخرجه أبو داود "1073"، وابن ماجة "1311"، من طريق عبد العزيز بن رفيع، به.

المستنصر

3365- المُسْتَنْصِرُ 1: الملقَّب بِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ, المُسْتَنْصِرُ بِاللهِ, أَبُو العَاصِ الحَكَمُ ابْنُ النَّاصِرِ لِدِينِ اللهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الأُمَوِيُّ المَرْاونِيُّ, صَاحبُ الأَنْدَلُسِ وَابنُ مُلُوكِهَا. وكَانَتْ دُولَتُهُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً, وَعَاشَ ثَلاَثاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً. وَكَانَ جَيِّدَ السِّيرَةِ, وَافرَ الفَضِيلَةِ, مُكْرِمًا لِلْوَافِدِينَ عَلَيْهِ, ذَا غَرَامٍ بِالمُطَالَعَةِ وَتَحصِيلِ الكُتُبِ النَّفِيسَةِ الكثيرَةِ؛ حقَّهَا وَبَاطِلَهَا؛ بِحيثُ إِنَّهَا قَارَبَتْ نَحْواً مِنْ مائتَي أَلفِ سِفْرٍ، وَكَانَ يَنْطَوِي عَلَى دِيْنٍ وَخَيْرٍ. سَمِعَ مِنْ قاسم بن أصبغ, وأحمد دُحَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الخُشَنِيُّ، وَزَكَرِيَّا بنِ خطَّابٍ, وَطَائِفَةٍ. وَأَجَازَ لَهُ ثَابِتُ بنُ قَاسِمٍ السَّرقُسْطيُّ. وَكَانَ بَاذِلاً للذَّهب فِي اسْتَجلاَبِ الكُتُبِ، وَيُعْطِي مَنْ يتَّجر فِيْهَا مَا شَاءَ, حَتَّى ضَاقَتْ بِهَا خَزَائِنُهُ, لاَ لذة له في غير ذلك. وَكَانَ عَالِماً أَخْباريّاً وَقُوْراً, نَسِيْجَ وَحْدِهِ. وَكَانَ عَلَى نَمَطِهِ أَخُوْهُ عَبْدُ اللهِ -الملقَّب بِالوَلَدِ- فِي محبَّة العِلْمِ, فقُتَل فِي أَيَّامِ أَبِيْهِ. وَكَانَ الحكمُ موثَّقاً فِي نَقْلِهِ, قلَّ أَنْ تَجِدَ لَهُ كتَاَباً إلَّا وَلَهُ فِيْهِ نظرٌ وَفَائِدَةٌ، وَيَكتبُ اسْمَ مُؤلِّفِهِ وَنَسَبَهُ وَمولِدَهُ, وَيُغربُ وَيُفيدُ. وَمِنْ مَحَاسِنِهِ أنَّه شدَّد فِي الخَمْرِ فِي مَمَالِكِهِ، وَأَبْطَلَهُ بِالكُلِّيَّةِ, وَأَعْدَمَهُ. وَكَانَ يتأدَّب مَعَ العُلَمَاءِ والعبَّاد, التَمَسَ مِنْ زَاهِدِ الأَنْدَلُسِ أَبِي بَكْرٍ يَحْيَى بنِ مُجَاهدٍ الفَزَارِيِّ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ فَامْتَنَعَ, فمَرَّ فِي مَوْكِبِهِ بيَحْيَى وسلَّم عَلَيْهِ, فرَدَّ عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ، وَأَقْبَلَ عَلَى تِلاَوتِهِ, ومَرَّ بِحَلَقَةِ شَيْخِ القُرَّاءِ أَبِي الحَسَنِ الأَنْطَاكِيِّ فَجَلَسَ, وَمَنَعَهُمْ مِنَ القِيَامِ لَهُ, فَمَا تحرَّك أَحدٌ. مَاتَ بِقَصْرِ قُرْطُبَةَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وبُوْيِعَ ابنُهُ هِشَامٌ وَلَهُ تِسْعُ سِنِيْنَ أَو أَكثرُ، ولقِّبَ بِالمُؤَيَّدِ بِاللهِ, فَكَانَ ذَلِكَ سَبَباً لِتَلاَشِي دَوْلَةِ المَرْوَانِيَّةِ، وَلَكِنْ سَدَّدَ أَمرَ المملكَةِ الحَاجِبُ الملقَّب بِالمَنْصُوْرِ أَبِي عَامِرٍ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عَامِرٍ القَحْطَانِيّ، وَإِلَيْهِ كَانَ العَقْدُ وَالحلُّ, فَسَاسَ أتمَّ سِيَاسَةٍ. وَقَدْ تقدَّمَ المستنصر2 مع جدهم الداخل أيضًا.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 341"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 127"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 55". 2 تقدمت ترجمته بتعليقنا رقم "382"، في الجزء الخامس، وبرقم ترجمة عام "1233".

عز الدولة، والصكوكي، وابن حرارة

عز الدولة، والصكوكي، وابن حرارة: 3366- عزّ الدَّوْلَة 1: صَاحِبُ العِرَاقِ, المَلِكُ أَبُو مَنْصُوْرٍ بُخْتِيَارُ, ابْنُ الملك معز الدولة أَحْمَدَ بنِ بُوَيْه بنِ فَنَّا خسْرُو الدَّيْلَمِيُّ. تَزَوَّجَ الطَّائِعُ للهِ بِبِنْتِهِ شَهْنَازَ عَلَى مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ. وَكَانَ شَدِيدَ البَأْسِ, يُمْسِكُ ثَوْراً بِقَرنَيْهِ فَيَصرَعهُ. وَكَانَ مُسْرِفاً مبذِّرًا. تَسَلطَنَ بَعْدَ أَبِيهِ, وَقَدْ خَرَجَ عَلَيْهِ ابْنُ عمِّه عَضُدُ الدَّوْلَةِ، وَجَرَتْ بَيْنَهُمَا حُرُوبٌ، وَأُسرَ مَمْلُوْكٌ بَدِيْعُ الجَمَالِ لعزِّ الدَّوْلَةِ, فتجنَّن عَلَيْهِ, وَتركَ الأَكْلَ وَبَكَى, وافتُضِحَ, وَكَتَبَ إِلَى عَضُدِ الدَّوْلَةِ, وَخَضَعَ وَبَذَلَ فِي فِدَائِهِ عوديَّتين؛ ثمنُ إِحدَاهُمَا مائَةُ أَلْفٍ, وَقَالَ: رَضِيْتُ بردِّه, وَأَدَعُ المُلكَ, فَرَدَّهُ. وَقِيْلَ: كَانَ رَاتِبُهُ مِنَ الشَّمعِ فِي الشَهْرِ عِدَّةُ قنَاطيرٍ. التَقَى هُوَ وَعَضُدُ الدَّوْلَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فَقُتِلَ فِي المَصَافِّ, فَنَدِمَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ، وَبَكَى لَمَّا جِيْءَ بِرَأْسِهِ. عَاشَ سِتّاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. وَضَاعَ أَمرُ الإِسلاَمِ بِدولَةِ بَنِي بُوَيْه، وَبَنِي عُبَيْدٍ الرافضة, وتركو الجِهَادَ, وَهَاجَتْ نَصَارَى الرُّوْمِ، وَأَخَذُوا المَدَائِنَ, وَقَتَلُوا وسبوا. 3367- الصُّكوكي 2: الإِمَامُ الحَافِظُ المُتْقِنُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا بنِ حُسَيْنٍ النَّسَفِيُّ الصُّكوكي. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيِّ، وَصَالِحِ بنِ مُحَمَّدٍ جَزَرَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيِّ, وَطَبَقَتِهِم. ذكرَهُ جَعْفَرُ المُسْتَغْفِرِيُّ فِي "تَاريخِ نَسَفٍ" فَقَالَ: كَانَ حَافِظاً مُؤَلِّفاً لِلأَبْوَابِ, عَارِفاً بِحَدِيْثِ أَهْلِ بلدِهِ, تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: مَا وَقَعَ لِي حَدِيْثُهُ, ولا أكاد أعرفه. 3368- ابن حرارة 3: الإِمَامُ الحَافِظُ الرحَّال, أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَسَدٍ, الأَسَدِيُّ البَرْدَعِيّ. ارْتَحَلَ إِلَى العِرَاقِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ, سَمِعَ حَامِدَ بنَ شُعَيْبٍ، وَأَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ وَهْبٍ الدِّيْنَوَرِيَّ، وَابنَ جَوْصَا, وَعِدَّةً. حدَّث عَنْهُ: حسنُ بنُ جَعْفَرٍ الطَّيِّبِيُّ شيخٌ لِلْخَلِيْلِيِّ. قَالَ الخليلِيّ: يُعْرَف أَبُوْهُ بِحَرَارَةَ, قَالَ: وَقَدْ رَوَى مِنْ حِفْظِهِ زيَادَةً عَلَى ثَلاَثِيْنَ أَلفَ حَدِيْثٍ بِقَزْوِينَ وَالرَّيِّ, وَمَا كَانَ مَعَهُ وَرقَةً, وفي أماليه غَرَائِب وَكلاَمٌ يُسْتَفَادُ, حدَّث عَنْهُ شُيُوخُنَا, تُوُفِّيَ بقزوين سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 89-90"، والعبر "2/ 343"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 129"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 59". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 883"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 369". 3 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 911"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 379".

التنيسي

3369- التِّنِّيسيّ 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَسَنٍ المِصْرِيُّ النَّقَّاشُ, مُحَدِّثُ تِنِّيْسَ، وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائتَينِ. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ جَعْفَرٍ الإِمَامَ, نَزيلَ دِمْيَاطٍ, وَأَبَا عبدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ جَرِيْرٍ الطَّبرِيَّ, وَأَبَا يَعْقُوْب المَنْجَنِيْقيَّ، وَعُمَرَ بنَ أَبِي غَيْلاَنَ, وَعَبْدَانَ الجَوَالِيقِيَّ, وَأَبَا يَعْلَى المَوْصِلِيَّ, وَالقَاسِمَ بنَ اللَّيْثِ الرَّسْعَنِيَّ، وَجُمَاهرَ بنَ مُحَمَّدٍ الزَّمْلَكَانِيَّ, وَطَبَقَتَهُم. ارْتَحَلَ إِلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَكَانَ مُنْزَوِياً بِتِنِّيْسَ, فَلَمْ يَنْتَشِرْ حَدِيْثُهُ. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضاً الحُسَيْنُ بنُ جَعْفَرٍ الكِللِيُّ, وَيَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ الطَّحَّانِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ الغَازِي, وَالحَسَنُ بنُ عُمَرَ بنِ جَمَاعَةَ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، وَالقَاضِي عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ جَابِرٍ التِّنِّيْسِيُّ, وَجَمَاعَةٌ. وَهُوَ رَاوِي نُسخةِ فُلَيْح الَّتِي رَوَيْنَاهَا عَنِ أَصْحَابِ أَبِي الحَسَنِ السَّخَاوِيِّ. نَعَمْ, وَمِنْ كِبَارِ شُيُوخِهِ: الحَسَنُ بنُ الفَرَجِ الغَزِّيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ الوَكِيْعِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ المَدَائِنِيُّ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مظفَّرٍ السقطي, أخبرنا السخاوي, أخبرنا السلفي, أَخْبَرَنَا الخَلِيْلُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ القَاضِي, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ, حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ اللَّيْثِ, حَدَّثَنَا المُعَافَى بنُ سُلَيْمَانَ, حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ, عَنْ نَافِعٍ, قَالَ: "كَانَ عَبْدُ اللهِ يُكْثِرُ الإِهْلاَلَ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِهِ, وَيَقُوْلُ: إِنَّ مِنْ إِكْمَالِ الحَجِّ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالإِهْلاَلِ". تُوُفِّيَ فِي رَابعِ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وستين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 353"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 902"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 137"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 70".

الصعلوكي

3370- الصُّعْلُوكِيّ 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ ذُو الفُنُوْنِ, أَبُو سَهْلٍ, مُحَمَّدُ بن سليمان بن محمد بن سليمان بن هارون الحنفي العجلي الصعلوكي النيسابوري, الفقيه الشَّافِعِيُّ, المُتَكَلِّمُ النَّحْوِيُّ, المفسِّرُ اللُّغَوِيُّ, الصُّوْفِيُّ, شَيْخُ خُرَاسَانَ. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ حَبْرُ زَمَانِهِ, وَبَقِيَّةُ أَقْرَانِهِ, وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَأَوَّلُ سمَاعِهِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَاختلَفَ إِلَى ابْنِ خُزَيْمَةَ, ثُمَّ اختلَفَ إِلَى أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، وناظَرَ وَبَرَعَ, ثُمَّ اسْتُدْعِيَ إِلَى أَصْبَهَانَ, فلمَّا بَلَغَهُ نَعْيَّ عَمِّهِ أَبِي الطَّيِّبِ الصُّعْلُوْكِيِّ خَرَجَ فِي الخِفْيَةِ حَتَّى قَدِمَ نَيْسَابُوْرَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ, ثُمَّ نَقَلَ أَهْلَهُ مِنْ أَصْبَهَانَ. أَفْتَى ودرَّس بِنَيْسَابُوْرَ نَيِّفاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. سَمِعَ إِمَامَ الأَئِمَّةِ ابنَ خُزَيْمَةَ, وَأَبَا العَبَّاسِ السرَّاج، وَأَحْمَدَ بنَ المَاسَرْجِسِيَّ, وَأَبَا قُرَيْشٍ مُحَمَّدَ بنَ جُمْعَةَ, وَأَحْمَدَ بنَ عُمَرَ المُحَمَّدَابَاذِي, وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي حَاتِمٍ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ من إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الصَّمدِ الهَاشِمِيِّ، وَابنِ الأَنْبَارِيِّ, وَالمَحَامِلِيِّ, وَكَانَ يمتنعُ عَنِ التَحْدِيْثِ كَثِيْراً إِلَى سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ, فَأَجَابَ إِلَى الإِمْلاَءِ، وَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّبْغِيَّ غَيْرَ مَرَّةٍ يعوِّذُ الأُسْتَاذَ أَبَا سَهْلٍ, وَيَقُوْلُ: بَارَكَ اللهُ فِيْكَ, لاَ أَصَابَكَ العَيْنَ. وَقِيْلَ: سُئِلَ أَبُو الوَلِيْدِ حسَّان الفَقِيْهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ القفَّال، وَأَبِي سَهْلٍ الصُّعْلُوْكِيِّ, أَيُّهُمَا أَرجحُ؟ فَقَالَ: وَمَنْ يقدرُ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ أَبِي سَهْلٍ. وَقَالَ الفَقِيْهُ أَبُو بَكْرٍ الصَّيْرَفِيُّ: لَمْ يَرَ أَهْلُ خُرَاسَانَ مِثْلَ أَبِي سَهْلٍ. قَالَ الصَّاحِبُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عبَّاد: مَا رَأَينَا مِثْلَ أَبِي سَهْلٍ, وَلاَ رَأَى مِثْلَ نَفْسِهِ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: أَبُو سَهْلٍ مُفْتِي البلدَةِ وَفَقِيْهُهَا، وَأَجدلُ مَنْ رَأَينَا مِنَ الشَّافِعِيَّةِ بِخُرَاسَانَ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ أَديبٌ شَاعِرٌ نَحْوِيٌّ كَاتبٌ عَرُوضِيٌّ, صَحِب الفُقَرَاءَ. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي "الطَّبَقَاتِ": الصُّعْلُوْكِيُّ مِنْ بني حنيفة، وهو صاحب أبي

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 63"، واللباب لابن الأثير "2/ 242" ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 578"، والعبر "2/ 352"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 136"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 69".

إِسْحَاقَ المَرْوَزِيِّ، مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ فَقِيْهاً أَديباً متكلِّماً مُفَسِّراً صوفيّاً كَاتِباً, عَنْهُ أَخذَ ابنُهُ أَبُو الطَّيِّبِ وَفُقَهَاءُ نَيْسَابُوْرَ. قُلْتُ: هُوَ صَاحِبُ وَجْهٍ, وَمِنْ غَرَائِبِهِ وَجوبُ النِّيَّةِ لإِزَالَةِ النَّجَاسَةِ. وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ النَّسَوِيُّ: كَانَ أَبُو سَهْلٍ الصُّعْلُوْكِيُّ مقدَّمًا فِي عِلْمِ التَّصَوفِ, صَحِبَ الشِّبلِيَّ, وَأَبَا علِيٍّ الثَّقَفِيَّ, وَالمرتعشَ, وَلَهُ كَلاَمٌ حسنٌ فِي التَّصَوفِ. قُلْتُ: منَاقبُ هَذَا الإِمَامِ جَمَّة. قَالَ أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ فُوركَ يَقُوْلُ: سُئِلَ الأُسْتَاذُ أَبُو سَهْلٍ عَنْ جَوَازِ رُؤْيَةِ اللهِ بِالعقلِ فَقَالَ: الدَّلِيْلُ عَلَيْهِ شوقُ المُؤْمِنِيْنَ إِلَى لقَائِهِ, وَالشوقُ إِرَادَةٌ مُفرِطَةٌ، وَالإِرَادَةُ لاَ تتعلَّقُ بِمُحَالٍ. وَقَالَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا سَهْلٍ يَقُوْلُ: مَا عَقدْتُ عَلَى شَيْءٍ قَطُّ، وَمَا كَانَ لِي قُفلٌ وَلاَ مفتَاحٌ, وَلاَ صَررْتُ عَلَى فِضَّةٍ وَلاَ ذهبٍ قَطُّ, وَسمِعتُهُ يُسأَلُ عَنِ التَّصَوفِ فَقَالَ: الإِعْرَاضُ عَنِ الاعترَاضِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَنْ قَالَ لِشَيْخِهِ: لِم? لا يفلح أبدًا. وَقَدْ حَضَرَ أَبُو القَاسِمِ النَّصرَابَاذِي وَجَمَاعَةٌ، وَتكلَّمَ قوَّالٌ فَقَالَ: جعلتُ تنزُّهِي نَظَرِي إِلَيْكَا فَقَالَ النَّصرَابَاذِي: قُلْ: جعلتَ. فَقَالَ أَبُو سَهْلٍ: بَلْ جعلتُ, فَرَأَينَا النَّصرَابَاذِي أَلطَفُ قَوْلاً مِنْهُ فِي ذَلِكَ, فَقَالَ: مَا لَنَا وَلِلتَّفرِقَةِ?! أَلَيْسَ عينُ الجمعِ أَحقُّ? فَسَكَتَ النَّصرَابَاذِي، وَمَنْ حَضَرَ. قُلْتُ: يُشيرُ إِلَى الوحدَةِ وَهِيَ الجمعُ، وَهَذَا الجمعُ مقيَّد بِنَاظرٍ وَمَنظورٍ، وَهُوَ يَرْجِعُ إِلَى القَدَرِ, فَمَا جُعلَ نظرُهُ حَتَّى جَعلَهُ اللهُ, قَالَ تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الْإِنْسَان: 30] يَعْنِي: إِذَا قُلْتَهَا بِالضمِ أَوْ بِالفتحِ فَهُمَا مُتلاَزمَانِ. قَالَ السُّلَمِيُّ: قَالَ لِي أَبُو سَهْلٍ: أَقمتُ بِبَغْدَادَ سَبْعَةَ أَعوامٍ مَا مَرَّت بِي جُمُعَةٌ إلَّا وَلِي عَلَى الشِّبلِيِّ وَقفَةٌ، أَوْ سُؤَالٌ, وَدَخَلَ الشِّبلِيُّ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ المَرْوَزِيِّ فَرَآنِي عِنْدَهُ, فَقَالَ: ذَا المَجْنُوْنَ مِنْ أَصحَابِكَ, لاَ بَلْ مِنْ أَصحَابِنَا. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الحَافِظُ, أخبرتنا زينب بنت أبي القاسم، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ عَنْ زَيْنَبٍ قَالَتْ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القَاسِمِ, أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مَسْرُوْرٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الحَنَفِيُّ إِمْلاَءً, حَدَّثَنَا أَبُو قُرَيْشٍ

الحَافِظُ, حدَّثنا يَحْيَى بنُ سُلَيْمَانَ بنِ نَضْلَةَ, حَدَّثَنَا مَالِكٌ, عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "المُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي معىٍّ وَاحِدٍ، وَالكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سبعة أمعاء" 1. وَبِهِ أَنشدَنَا أَبُو سَهْلٍ الحَنَفِيُّ لِنَفْسِهِ: أَنَامُ عَلَى سَهْوٍ وَتَبْكِي الحَمَائِمُ ... وَلَيْسَ لَهَا جُرْمٌ وَمِنِّي الجَرَائِمُ كذبتُ وَبيْتِ اللهِ لَوْ كُنْتَ عَاقِلاً ... لَمَّا سَبَقَتْنِي بِالبُكَاءِ الحَمَائِمُ قَالَ الحَاكِمُ: توفِّي أَبُو سَهْلٍ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَفِيْهَا مَاتَ شَيْخُ العَارِفِيْنَ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ عَطَاءٍ الرُّوْذْبَارِيُّ بِصُورٍ، وَقَدْ رَوَى عَنِ البَغَوِيِّ, وَشيخُ الحنَابلَةِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَاقِلاَ البَزَّازُ بِبَغْدَادَ كَهْلاً، وَالحَافِظُ أَبُو سَعِيْدٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ بأَصْبَهَانَ, وَشيخُ التَّعْبِيرِ رُحَيْم بنُ سَعِيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ الضَّريرُ, خَاتِمَةُ مَنْ حدَّث عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيِّ عَنْ مائَةٍ وَسَبْعِ سِنِيْنَ, وَمُسْنِدُ بَغْدَادَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ مَاسِي البَزَّازُ، وَقَاضِي دِمَشْق أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ راشد ابن أُخْتِ وَلِيْدٍ البَغْدَادِيُّ, وَالحَافِظُ أَبُو الشَّيْخِ بِأَصْبَهَانَ, وَقَاضِي القُضَاةِ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ عَلِيِّ ابْنِ أُمِّ شَيْبَانَ العَبَّاسِيُّ بِبَغْدَادَ، وَالحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَهْلٍ الغزَّالُ بأَصْبَهَانَ، وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ بِتِنِّيْسَ, وَأَبُو علي مخلد بن جعفر الباقرجي, سمعنا مشيخته.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5396"، ومسلم "2063".

الحجاجي

3371- الحَجَّاجي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ المُقْرِئُ المُجَوِّدُ, شَيْخُ خُرَاسَانَ, أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الحجَّاج الحجَّاجي النَّيْسَابُوْرِيُّ, صَدْرُ المقرِئينَ وَالمُحَدِّثِيْنَ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ عُمَرَ بنِ أَبِي غَيْلاَنَ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ, وَالبَاغَنْدِيِّ, وَالبَغَوِيِّ، وَطَبَقَتِهِم, وَبِنَيْسَابُوْرَ أَبَا بَكْرٍ بنَ خُزَيْمَةَ, وَأَبَا العَبَّاسِ الثَّقَفِيَّ, وَأَقْرَانَهُمَا, وَبَالرَّيِّ أَحْمَدَ بنَ جَعْفَرٍ وَطَبقَتَهُ، وَبِمِصْرَ علاَّنَ بنَ الصَّيْقَلِ, وَنَحْوَهُ، وَبَالشَّامِ أَبَا الجَهْمِ بنَ طَلاَّبٍ، وَأَبَا الحَسَنِ بنِ جَوْصَا، وَمُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ الهَرَوِيَّ, وَبَالجَزِيْرَةِ أَبَا عَرُوبَةَ الحرَّاني، وبالكوفة علي بن العباس المقانعي، وَالموجودينَ. وَجَمَعَ وصنَّف وصحَّح وعلَّل، وبَعُدَ صِيْتُهُ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَهُمَا أَكبرُ مِنْهُ قليلاً، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدَوِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ أَبُو الحُسَيْنِ الحجَّاجي, ذَكَرْتُ فِي "تَاريخِ النَّيْسَابوريِّينَ" منَاقِبَ جَدِّهِمْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الحَجَّاجِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ إِسْحَاقَ الحَنْظَلِيِّ, وَذكرتُ منَاقبَ يَعْقُوْبَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ, وَاسمُ جدّهم الحجاج بن الجراح. قَالَ: فأمَّا أَبُو الحُسَيْنِ فَإِنَّهُ كَانَ مِنَ الصَّالِحِيْنَ المُجتهدينَ بِالعِبَادَةِ, قرأَ القرَآنَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ مُجَاهدٍ, ثُمَّ سَرَدَ شُيُوخَهُ, ثُمَّ قال: صنَّف العلل والشيوخ والأبواب، وَكَانَ يمتنعُ وَهُوَ كهلٌ عَنِ الرِّوَايَةِ, فلمَّا بَلَغَ الثَّمَانِيْنَ لاَزَمَهُ أَصحَابُنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ, حَتَّى سَمِعُوا كِتَابَ "العِلَلِ"، وَهُوَ نَيِّفٌ وَثَمَانُوْنَ جُزءاً, وَ"الشُّيُوْخِ"، وَسَائِرِ المصنَّفات, صَحِبْتُهُ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ, فَمَا أَعْلَمُ أنَّ المَلَكَ كَتَبَ عَلَيْهِ خَطِيْئَةً، وَكُنْتُ أَسمعُ أَبَا علِيٍّ الحَافِظَ غَيْرَ مرَّةٍ يَقُوْلُ: لَمْ يَجِئْ عفَّان, وَقُلْتُ: لعفَّان، وَقَالَ لِي عفَّان, يُرِيْد بِهِ أَبَا الحُسَيْنِ, يُلَقِّبُهُ بِذَلِكَ لِحِفظِهِ وَإِتْقَانه وَفَهْمِهِ, وَلَعَمْرِي إِنَّهُ عفَّان, فَإِنَّ فَهمَهُ كَانَ يَزِيْدُ عَلَى حِفْظِهِ. وحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ فِي مَجْلِسِ إِملاَئِهِ قَالَ: حدَّثني أَبُو الحُسَيْنِ بنُ يَعْقُوْبَ، وَهُوَ أَثْبَتُ مَنْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْهُ اليَوْمَ, أَخْبَرَنَا الأَصبغُ بنُ خَالِدٍ القَرْقَسَانِيُّ, أَنَّ عُثْمَانَ بنَ يَحْيَى القَرْقَسَانِيَّ حَدَّثَهُم, حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ, حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ يَزِيْدَ, أَخْبَرَنَا عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ, عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ جَدِّهِ قَالَ: مَا غَبَطْتُ نَفْسِي بمجلسٍ سَاعَةٍ كمَجْلِسٍ جَلَسْتُهُ إِلَى حُجْرَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أَنْتَظِرُ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ، وَرهطٌ بِنَاحيَةٍ يَمْتَرُوْنَ فِي القُرَآنِ, حَتَّى عَلَتْ أَصواتُهُمْ, فَخَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُغْضَباً فَقَالَ فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ عَلَى وَجْهِهِ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ, إِنَّمَا هَلَكَتِ الأُمَمُ قَبْلَكُمْ عَلَى مِثْلِ هَذَا, وإِنَّمَا نَزَلَ الكِتَابُ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَلَمْ يَنْزِلْ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً, فَمَا اسْتَنَصَّ لَكُمْ مِنْهُ فَاعْرِفُوهُ، وَمَا اشْتَبَهَ عَلَيْكُمْ فردوا علمه إلى الله -عزّ وجلّ ".

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 223"، والأنساب للسمعاني "4/ 58"، واللباب لابن الأثير "1/ 341"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 895"، والعبر "2/ 349"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 134"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 67". 2 حسن: أخرجه عبد الرزاق "20367"، وأحمد "2/ 181، 195, 196"، وابن ماجة "85"، من طرق عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جده، به.

قَالَ الحَاكِمُ: ثُمَّ سَأَلتُ أَبَا الحُسَيْنِ عَنْهُ, فحدَّثني بِهِ, وَقَالَ الحَاكِمُ أَيْضاً فِي تَارِيْخِهِ: أَبُو الحُسَيْنِ الحجَّاجي العَبْدُ الصَّالِحُ الصَّدُوْقُ الثَّبْتُ, كَانَ يَمْتَنِعُ عَنِ الرِّوَايَةِ وَهُوَ كَهْلٌ. وَسَمِعْتُ أَبَا علِيٍّ الحَافِظَ يَقُوْلُ: مَا فِي أَصْحَابِنَا أَفْهَمُ وَلاَ أَثْبَتُ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ. قَالَ الحَاكِمُ: توفِّي فِي خَامِسِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ اللُّتِّي, أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ, أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَجَّاجِيُّ, أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ هَاشِمٍ, حدَّثنا دُحَيْمٌ, حدَّثنا عَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ, حدَّثنا صَدَقَة, عَنِ الأَوْزَاعِيِّ, عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ, وَجَعَلَ رِزْقي تَحْتَ ظلِّ رُمحِي, وَجُعِلَ الذُّلُّ والصَّغَار عَلَى مَنْ خَالف أَمرِي, وَمن تشبَّه بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ" 1. أَخْبَرَنَا بِلاَلٌ المُغِيْثِيُّ بِمِصْرَ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ روَاجٍ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ إِمْلاَءً, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الحافظ, حدثنا أيوب بنُ سُلَيْمَانَ البَزَّازُ, حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ نُوْحٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ الطَبَّاعِ, حَدَّثَنَا عَبْثَرُ بنُ القَاسِمِ, عَنِ العَلاَءِ بنِ ثَعْلَبَةَ, عن طاوس, عَنْ وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ" 2. هَذَا حَدِيْثٌ غريبٌ تفرَّد بِهِ العَلاَءُ هَذَا، وَهُوَ مَجْهُولٌ. وَمِمَّنْ مَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ: مُسْنِدُ الوَقْتِ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ القَطِيْعِيُّ بِبَغْدَادَ، وَشيخُ النَّحْوِ أَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المَرْزُبَانِ السِّيْرَافِيُّ, وَمُسْنِدُ دِمَشْقَ, أَبُو عَلِيٍّ, الحُسَيْنُ بنُ أَبِي الزَّمْزَامِ الفَرَضِيُّ, وَالحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ الجُرْجَانِيُّ, الآبَنْدوني, وَمُقْرِئُ بَغْدَادَ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ النَّخَّاسِ -بِمُعْجَمةٍ, وَالقَاضِي عِيْسَى بنُ حَامِدٍ الرخَّجِيُّ بِبَغْدَادَ، والمعمَّر مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدُوْنَ الأَنْدَلُسِيُّ, آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بنِ وَضَّاحٍ, وَرَاوِي صَحِيْحِ مُسْلِمٍ أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَمْرَوَيْه الجُلُوديُّ بِنَيْسَابُوْرَ, وَالمُسْنِدُ أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ إِسْحَاقَ الهروي، وصاحب الموصل أبو تغلب الغضنفر ابن ناصر الدولة بن حمدان التغلبي.

_ 1 جيد: تقدَّم تخريجنا له في ترجمة أبي عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي هاشم في المجلد العاشر، وبتعليقنا رقم "105"، وهو عند أحمد "2/ 50، 92"، وابن أبي شيبة "5/ 313"، وأبي داود "4031"، عن ابن عمر، به. ورواه ابن أبي شيبة "5/ 322"، والقضاعي في "الشهاب" "390" عن طاوس مرسلًَا. راجع تخريجنا له ثمت. 2 صحيح: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة العلاء بن ثعلبة, لكنَّ الحديث له شاهد عن الحسن بن علي: أخرجه عبد الرزاق "4984"، والطيالسي "1178"، وأحمد "1/ 200"، والترمذي "2518"، والنسائي "8/ 327"، والدارمي "2/ 245"، والحاكم "2/ 13"، "4/ 99"، والطبراني في "الكبير" "2708"، "2711"، وأبو نعيم في "الحلية" "8/ 264"، والبغوي في "شرح السنة" "2032" من طريق بُرَيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الحَوْرَاءِ السعدي، عن الحسن بن علي، به مرفوعًا.

ابن السليم

3372- ابن السَّليم 1: العلَّامة الرَّبَّانِيُّ قَاضِي الأَنْدَلُسِ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن إسحاق بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ السَّلِيْمِ الأُمَوِيُّ, مَوْلاَهُم المَالِكِيُّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ أَيمنَ, وَأَحْمَدَ بنَ خَالِدِ بنِ الجبَّاب، وَعِدَّةً, وحجَّ فسَمِعَ مِنِ ابنِ الأَعْرَابِي، وَأَبِي جَعْفَرٍ بنِ النَّحَّاسِ النَّحْوِيِّ. وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلينَ, ذَا زُهدٍ وَتَأَلُّهٍ، وَبَاعٍ طَوِيْلٍ فِي الفِقْهِ, وَاختلاَفِ العُلَمَاءِ, رَأْساً فِي الآدَابِ وَالبلاغَةِ وَالنَّحْوِ, روضَةَ معَارِفٍ, تخرَّج بِهِ أَئِمَّةٌ. وتوفِّي فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقَدِ أسَنَّ. حَكَى يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغِيْثٍ أنَّ رَجُلاً مَشرقيّاً يُعرفُ بِالشَّيْبَانِيِّ سَكَنَ الأَنْدَلُسَ, فَرَكِبَ ابْنُ السَّلِيْمِ لِحَاجَةٍ, فَأَلجَأَهُ مَطَرٌ غزيرٌ إِلَى أَنْ دَخَلَ دِهْلِيْزَ الشَّيْبَانِيِّ, فرحَّب بِهِ, وَعَزَمَ عَلَيْهِ, فَنَزَلَ, فَفَاوَضَهُ, وَقَالَ: أَيُّهَا القَاضِي, عِنْدِي جَارِيَةٌ لَمْ يُسْمَعْ أَطيبُ مِنْ صَوتِهَا, فَإِنْ أَذِنْتَ أَسْمَعَتْكَ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، وَأَبيَاتاً, قَالَ: افْعَلْ. فَقَرَأَتْ وغنَّت حَتَّى كَادَ عَقْلُ القَاضِي يَذْهَبُ سُرُوْراً, وَأَخْرَجَ عِشْرِيْنَ دِيْنَاراً لِلْجَارِيَةِ هبَةً وَقَامَ.

_ 1 ترجمته في العِبَر "2/ 338"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 60".

يحيى بن مجاهد

3373- يحيى بن مُجَاهِد 1: ابن عَوَانَةَ, أَبُو بَكْرٍ الفَزَارِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ, الإِلْبِيْرِيُّ, الزَّاهِدُ. ذَكَرَهُ ابْنُ بشكُوَالٍ فِي غَيْرِ الصِّلَةِ فَقَالَ: زاهد عصره, وناسك مِصْرِهِ, الَّذِي بِهِ يتبرَّكون، وَإِلَى دُعَائِهِ يَفْزَعُوْنَ. كَانَ مُنْقَطِعَ القَرِينِ, مُجَابَ الدَّعوة, جُرِّبَتْ دَعْوَتُهُ فِي أَشيَاءَ ظَهَرَتْ, حجَّ وعُنِيَ بِالقرَاءاتِ وَالتَّفْسِيْرِ, وَلَهُ حَظٌّ مِنَ الفِقْهِ, لَكِنْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ العِبَادَةُ. وَقَدْ جَمَعَ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ كِتَاباً فِي فَضَائِلِهِ. وَذَكَرَهُ عُمَرُ بنُ عَفِيْفٍ فَقَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالزُّهْدِ والتقشُّف وَالعِبَادَةِ وَجمِيلِ المَذْهَبِ, لَمْ تَرَ عَيْنِيَّ مِثْلَهُ فِي الزُّهْدِ وَالعِبَادَةِ, يَلْبَسُ الصُّوفَ، وَيمشِي حَافياً مرَّةً, وَينتعلُ مرَّةً, فحدَّثني مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ, عَنْ أَبِيْهِ, أَنَّ الحكمَ المُسْتَنْصِرَ بِاللهِ أحبَّ أَنْ يجتمعَ بيَحْيَى بنِ مُجَاهدٍ الزَّاهِدِ, فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ, ووجَّه إِلَيْهِ مَنْ يَتلطف بِهِ وَيَستَعْطِفُهُ, فَقَالَ: مَا لِي إِلَيْهِ حَاجَة، وَإِنَّمَا يدخلُ عَلَى السُّلْطَانِ الوزَارءُ وَأَهْلُ الهيئَةِ, وَأَيشٍ يعملُ بأَصحَابِ الأَطمَارِ الرثَّة, فوجَّه إِلَيْهِ الحكمُ جُبَّةَ صُوفٍ، وَغفَّارَةً, وَقمِيصاً مِنْ وَسطِ الثِّيَابِ, وَدنَانيرَ, فلمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا قَالَ: مَا لِي وَلِهَذِهِ?! ردُّوهَا عَلَى صَاحِبِهَا، وَلَئِنْ لَمْ يَتْرُكُونِي سَافَرْتُ, فَيَئِسَ مِنْ لِقَائِهِ وَتَرَكَهُ، وَكَانَ يَجْلسُ إِلَى مؤدِّب بِالجَامعِ يَأْنَسُ بِهِ. قَالَ ابْنُ حَيَّان: أَخْبَرَنِي أَبِي خَلَفٍ قَالَ: كُنْتُ يَوْماً فِي حلقَةِ الأُسْتَاذِ أَبِي الحَسَنِ الأَنْطَاكِيِّ فِي الجَامعِ، وَإِذَا بِحِسٍّ فِي المقصورَةِ, فَخَرَجَ مِنْهَا فَتَىً وَبِيَدِهِ كُرْسِيُّ جلدٍ, فَجَاءَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى الشَّيْخِ, وَوَضَعَ الكُرْسِيَّ عَلَى مُقْرُبَةٍ مِنْهُ, وَقَالَ: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ يخرجُ السَّاعَةَ, وَيَقُوْلُ لَكَ: لاَ تَقُمْ، وَلاَ تتغيِّر إِكرَاماً لِمَجْلِسِكَ, وإعظامًا لما أنت عليه, فلم يلبثو إلَّا يَسِيْراً, وَإِذَا برجَّة فِي المقصورَةِ, فَإِذَا الفتيَانُ وَالعبيدُ قَدْ خَرَجُوا، وَالحكمُ مَعَهُمْ, فَجَاءَ وسلَّم, فردَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ، وَبَقِيَ القَارِئُ يَقْرَأُ عَلَى حَالَتِهِ الَّتِي كَانَتْ, وَلَمْ يتجرَّأ أَحدٌ يَتَغَيَّرْ عَنْ مَكَانِهِ، وَإِذَا السَفَرَةُ مِنَ العَبيدِ وَالفتيَانِ مِنْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ إِلَى البَابِ، وَمِنَ البَابِ إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ, فَقَامَ وسلَّم وَخَرَجَ. قَالَ ابْنُ حَيَّانَ: فَاتَّبَعْتُهُ, فَرَكِبَ فرساً، وَكبارُ القوَّاد حَوْلَهُ, فَجَاءَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى ابْنِ مُجَاهِدٍ وَهُوَ يَقرأُ فِي المُصْحَفِ, فسلَّم عَلَيْهِ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ, فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ. فَقَالَ: عليكُم السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبركَاتُهُ, وَدَعَا لَهُ دعواتٍ يَسِيْرَةٍ, ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى مُصحفِهِ, وَرجعَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ إِلَى مَنْزِلِهِ. توفِّي ابْنُ مُجَاهِدٍ فِي جُمَادِى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ ابْنُ سَبْعِيْنَ سَنَةً أو نحوها.

_ 1 ترجمته في طبقات المفسرين للداوودي "2/ 375".

شيخ الشافعية، والجرجاني، والسيرافي

شيخ الشافعية، والجرجاني، والسيرافي: 3374- شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ 1: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ المَرْزُبَانِ البَغْدَادِيُّ الزَّاهِدُ. تفقَّه بِأَبِي الحُسَيْنِ بنِ القَطَّانِ، وَهُوَ مِنْ مشَايخِ الشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ. وَهُوَ صَاحِبُ وَجْهٍ. درَّس بِبَغْدَادَ. وتوفِّي فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وهو من أساطين المذهب. 3375- الجُرْجَاني 2: الإِمَامُ أَبُو الحَسَنِ, عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الجُرْجَانِيُّ, المُحْتَسِبُ, رَاوِي الصَّحِيْحِ عَنِ الفِرَبْرِيِّ. وَسَمِعَ مِنْ عُمَرَ بنِ بُجَيْرٍ, وَطَائِفَةٍ. أَخذَ عَنْهُ الحَاكِمُ وَغَيْرُهُ. توفِّي فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ أَيْضاً. فأمَّا القَاضِي عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الجُرْجَانِيُّ الأَدِيبُ فسيَأْتِي. 3376- السِّيْرَافِيّ 3: العلَّامة, إِمَامُ النَّحْوِ, أَبُو سَعِيْدٍ, الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المَرْزُبَانِ السِّيْرَافِيُّ, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ, وَنَحْوِيُّ بَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ دُرَيْدٍ, وَابنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي الأزهر.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 325"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 427"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 56". 2 ترجمته في تاريخ جُرْجَان للسهمي "276"، وميزان الاعتدال "3/ 112"، ولسان الميزان "4/ 194". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 341"، والأنساب للسمعاني "7/ 218"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 95"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "8/ 145"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 162"، والعبر "2/ 347"، ولسان الميزان "2/ 218"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 133"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 65".

حدَّث عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ أَيُّوْبَ القُمِّي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ رِزْمة, وَطَائِفَةٌ. وَكَانَ أَبُوْهُ مَجُوْسِيّاً فَأَسْلَمَ. وَكَانَ أَبُو سَعِيْدٍ صَاحبَ فُنُوْنٍ, مِنْ أَعِيَانِ الحَنَفِيَّةِ, رَأْساً فِي نَحْوِ البَصْرِيِّينَ, تصدَّر لإِقْرَاءِ القرَاءاتِ، وَاللُّغَةِ, وَالفِقْهِ, وَالفَرَائِضِ, وَالعَرَبِيَّةِ, وَالعروضِ، وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى ابْنِ مُجَاهِدٍ, وَأَخذَ اللُّغَةَ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ, وَالنَّحْوَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ السَّرَّاجِ، وَكَانَ ديِّنًا متورِّعًا, لاَ يَأْكُلُ إلَّا مِنْ كَسْبِ يَدِهِ، وَوَلِيَ القَضَاءَ بِبَعْضِ بَغْدَادَ, وَكَانَ يَنْسَخُ كُلَّ يَوْمٍ كُرَّاساً أُجرتُهُ عَشْرَةُ درَاهم لِحُسْنِ خَطِّهِ. قَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ: كَانَ يُذكرُ عَنْهُ الاعتزَالُ وَلَمْ يظهرْ مِنْهُ. وَقَدْ جوَّد شَرْحَ "كِتَابِ سِيْبَوَيْه", وَلَهُ "أَلفَاتُ القطعِ وَالوصلِ" وَكِتَابُ "الإِقنَاعِ" فِي النَّحْوِ الَّذِي كمَّله وَلدُهُ يُوْسُفُ, وَلَهُ جُزءٌ مَرْوِيٌ فِي "أَخْبَارِ النُّحَاةِ", وَسمِعنَا مِنْ طَرِيْقِهِ جُزْءاً مِنْ أَخبارِ الزُّبَيْرِ بنِ بكَّارٍ, وَكَانَ وَافِرَ الجَلاَلَةِ, كَثِيْرَ التَّلاَمِذَةِ. عَاشَ أَرْبَعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً, وَمَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمَاتَ ابنُهُ يُوْسُفُ سَنَةَ خمس وثمانين كهلًا. وَكَانَ إِمَاماً فِي العَرَبِيَّةِ, صَاحبَ تَصَانِيْفٍ, فِيْهِ دين وورع.

عضد الدولة

3377- عَضُدُ الدَّوْلَة 1: السُّلْطَانُ عَضُدُ الدَّوْلَةِ, أَبُو شُجَاعٍ, فَنَّاخِسْرُو, صَاحبُ العِرَاقِ وَفَارِسَ, ابْنُ السُّلْطَانِ رُكْنِ الدَّوْلَةِ حسنِ بنِ بُوَيْه الدَّيْلَمِيّ. تملَّك بِفَارِسَ بَعْدَ عمِّه عِمَادُ الدَّوْلَةِ, ثُمَّ كَثُرَثْ بلاَدُهُ, وَاتسعَتْ ممَالِكُهُ, وَسَارَ إِلَيْهِ المُتَنَبِّي وَمدحَهُ, وَأَخَذَ صِلاَتِهِ. قصدَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ العِرَاقَ، وَالتَقَى ابنَ عَمِّهِ عزَّ الدَّوْلَةِ وَقَتَلَهُ, وتملَّك, وَدَانَتْ لَهُ الأُمَمُ. وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً مَهِيْباً, نَحْوِيّاً أَديباً عَالِماً, جبَّارًا عَسُوْفاً, شَدِيدَ الوطأَةِ. وَله صنَّف أَبُو عَلِيٍّ الفارسي كتابي "الإيضاح", و"التكملة".

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 113"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 532"، والعبر "2/ 361"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 142"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 78".

وَمدَحَهُ فُحولُ الشُّعَرَاءِ، وَفِيْهِ يَقُوْلُ أَبُو الحَسَنِ السلامي, وأجاد: إليك طوى عرض البسيطة جاعل ... قُصَارى المنايا أَنْ يلوحَ بِهَا القَصْرُ فكُنْتُ وَعَزْمِي وَالظلاَمُ وصارمي ... ثلاثة أشياء كما اجتمع النسر وبشرت آمالي بملك هو الورى ... ودار هي الدنيا وَيومٍ هُوَ الدَّهْرُ وَكَانَ يَقُوْلُ الشِّعرَ, فَقَالَ أَبيَاتاً كُفْرِيَّة: ليسَ شربُ الرَّاحِ إلَّا فِي المَطَر ... وَغِنَاءٌ مِنْ جَوَارٍ فِي السَّحَر مبرزَات الكَأسِ مِنْ مَطْلِعِهَا ... سَاقيَاتِ الرَّاحِ مَنْ فَاقَ البشَر عَضُدُ الدَّوْلَةِ وَابنُ رُكْنِهَا ... ملكُ الأَمْلاَكِ غَلاَّبُ القَدَر نُقلَ أَنَّهُ لَمَّا احتُضرَ مَا انطلقَ لساَنُهُ إلَّا بِقَولِهِ تَعَالَى: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} [الحَاقَّة: 28 - 29] وَمَاتَ بعِلَّة الصَّرَع، وَكَانَ شِيْعِيّاً جَلِداً, أظهرَ بِالنَّجفِ قَبْراً زَعَمَ أَنَّهُ قَبْرُ الإِمَامِ عَلِيٍّ، وَبنَى عَلَيْهِ المَشْهَدَ, وَأَقَامَ شعَارَ الرَّفْضِ, وَمأْتمَ عَاشُورَاءَ, وَالاعتزَالَ، وَأَنشَأَ بِبَغْدَادَ البيمَارِستَانَ العَضُدِيَّ, وَهُوَ كَاملٌ فِي مَعْنَاهُ, لكنَّهُ تَلاَشَى الآنَ. تملَّك العِرَاقَ خَمْسَةَ أَعوامٍ وَنصفاً، وَمَا تلَّقى خَلِيْفَةٌ ملكاً مِنْ قُدومِهِ قَبْلَهُ, قَدِمَ بَغْدَادَ وَقَدْ تَضَعْضَعَتْ، وَخربتِ القُرَى, وَقَويَتِ الزُّعار, فَأَوقعَ جُنْدَهُ بِآلِ شَيْبَانَ الحَرَامِيَّةِ, وَأَسرُوا مِنْهُم ثَمَانِ مائَةٍ, وَأَحكَمَ البثوقَ, وَغرسَ الزَّاهرَ, غَرِم عَلَى تمهيدِ أَرضِهِ ألف ألف درهم, وَغرسَ التَّاجِيَّ، وَمسَاحتُهُ أَلفٌ وَسَبْعُ مائَةِ جَرِيْبٍ, وعمَّر القنَاطرَ وَالجسورَ. وَكَانَ يقظاً زعراً شهماً, لَهُ عيونٌ وقصَّاد, شُغِلَ وَشُغِفَ بسُرِّيَّةٍ فَأَمرَ بتغريقِهَا, وَأَخذَ مَمْلُوكاً غصباً مِنْ صَاحبِهِ, ثُمَّ وسَّطه, وَوَجَدَ لَهُ فِي تذكرَةٍ: إِذَا فرغْنَا مِنْ حلِّ إقليدسَ تَصَدَّقتُ بعِشْرِيْنَ أَلفاً، وَإِذَا فرغْنَا مِنْ كِتَابِ أَبِي عَلِيٍّ النَّحْوِيِّ تَصَدَّقتُ بخَمْسِيْنَ أَلفاً, وَإِن وُلدَ لِي ابنٌ تَصَدَّقتُ بكذَا وَكَذَا. وَكَانَ يطلبُ حسَابَ ممَالِكِهِ فِي العَامِ, فَإِذَا هُوَ أَزْيَد مِنْ ثَلاَثِ مائَةِ أَلْفِ أَلفِ دِرْهَمٍ, فَقَالَ: أُريدُ أَنْ أَبلغَ بِهِ حَتَّى يتُمَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَلفَ أَلفٍ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ كَانَ يرتفعُ لَهُ فِي العَامِ اثْنَانِ وثلاَثُونَ أَلفِ أَلفِ دِيْنَارٍ, كَانَ لَهُ كِرْمَانَ وَفَارِسَ وَخوزستَانَ وَالعِرَاقَ وَالجَزِيْرَةَ وَديَارَ بَكْرٍ وَمنبج وَعُمَانَ، وَكَانَ ينَافسُ حَتَّى فِي قيرَاطٍ جَدّد مَظَالِمَ وَمكوساً, وَكَانَ صَائِبَ الفرَاسَةِ.

مَاتَ فِي شَوَّالٍ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِبَغْدَادَ, وَعُملَ فِي تَابوتٍ، وَنُقلَ فَدُفِنَ بِمشهدِ النَّجفِ, وَعَاشَ ثَمَانِياً وَأَرْبَعينَ سَنَةً, وَقَامَ بَعْدَهُ ابنُهُ صَمْصَامُ الدَّوْلَةِ، وَحلفُوا لَهُ, وقَلَّدَه الطَّائِعُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ بنَ أَبِي زيدٍ يسأَلُ ابنَ سعدى لَمَّا جَاءَ مِنَ الشرقِ: أَحَضَرتَ مَجَالِسَ الكَلاَمِ? قال: مرتين ولم أعد, فَأَوَّلُ مَجْلِسٍ جمعُوا الفِرقَ مِنَ السُّنَّةِ، وَالمبتدعَةِ وَاليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى وَالمَجُوْسِ وَالدَّهريَّةِ، وَلِكُلِّ فرقَةٍ رَئِيْسٌ يَتَكَلَّمُ وَينصرُ مَذْهَبَهِ, فَإِذَا جَاءَ رَئِيْسٌ قَامَ الكلُّ لَهُ, فَيَقُوْلُ وَاحدٌ: تنَاظرُوا وَلاَ يحْتَجُّ أَحدٌ بكتَابِهِ وَلاَ بنبِيِّهِ, فَإِنَّا لاَ نصدِّقُ بِذَلِكَ, وَلاَ نُقِرُّ بِهِ, بَلْ هَاتُوا العَقْلَ وَالقيَاسَ, فَلَمَّا سَمِعْتُ هَذَا لَمْ أَعُدْ ثُمَّ قيل لي: ههنا مَجْلِسٌ آخرُ لِلْكَلاَمِ, فَذَهَبتُ فَوَجَدْتُهُم عَلَى مِثْلِ سيرَةِ أَصحَابِهِمْ سوَاءً, فَجَعَلَ ابْنُ أَبِي زيدٍ يتعجَّبُ، وَقَالَ: ذَهَبتِ العُلَمَاءُ, وَذهبتْ حُرمَةُ الدِّينِ. قُلْتُ: فنحمَدُ اللهَ عَلَى العَافيَةِ, فَلَقَدْ جَرَى عَلَى الإسلاَمِ فِي المائَةِ الرَّابِعَةِ بلاَءٌ شَدِيدٌ بِالدَّوْلَةِ العُبَيْدِيَّةِ بِالمَغْرِبِ، وَبَالدَّوْلَةِ البُويْهِيَّةِ بِالمَشْرِقِ، وَبَالأَعرَابِ القرامطة, فالأمر لله تعالى.

ابن ماسي

3378- ابن مَاسِي 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المُتْقِنُ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَيُّوْبَ بنِ مَاسِي البَغْدَادِيُّ البزَّازُ. سَمِعَ أَبَا مُسْلِمٍ الكجِّي، وَأَبَا شُعَيْبٍ الحَرَّانِيَّ وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي عَوْفٍ البُزورِيَّ، وَخَلَفَ بنَ عَمْرٍو العُكْبَرِيَّ, وَمُوْسَى بنَ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيَّ, وَأَبَا بَرْزَةَ الفَضْلَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَاسبَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَلِيِّ بنِ شُعَيْبٍ السِّمْسَارَ، وَالحَسَنَ بنَ عَلَّوَيْه القَطَّانَ, وَيَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ الحنَّائِيَّ, وَجَعْفَرَ بنَ أَحْمَدَ بنِ عَاصِمٍ الدِّمَشْقِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ عَلِيٍّ الخَزَّازَ، وَقَالَ: سَمِعْتُ مِنْهُ فِي سنة ست وثمانين ومائتين, وَيُوْسُف بنَ يَعْقُوْبَ القَاضِي، وَمُحَمَّد بنَ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ, وَإِسْحَاقَ بنَ خَالَوَيْه البَابسيرِي لقِيَهُ بِوَاسِطَ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مُوْسَى, وَالحُسَيْنَ بنَ عُمَرَ بنِ أَبِي الأَحْوَصِ, وَأَبا معشرٍ الدَّارِمِيَّ, وَأَحْمَدَ بنَ يُوْسُفَ بنِ هَاشِمٍ البُسْتِيَّ, وَالحُسَيْنَ بنَ الكميتِ, وَالصُّوْفِيَّ الكَبِيْرَ, وَأَبا زَيْدَانَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدُوْسَ, وَغَيْرَهُم. حدَّث عَنْهُ: ابْنُ رزْقَوَيْه, وَأَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ، وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَأَبُو إِسْحَاقَ البَرْمكِيُّ, وَآخرُوْنَ. وَمَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً. سَأَلتُ البَرْقَانِيَّ: أَيُّمَا أَحبُّ إِليَكَ هُوَ أَوِ القَطِيْعِيُّ? قَالَ: لَيْسَ هَذَا مِمَّا يُسأَلُ عَنْهُ؛ ابْنُ مَاسِي ثِقَةٌ ثَبْتٌ لَمْ يُتَكَلَّمْ فِيْهِ. قُلْتُ: توفِّي ابْنُ مَاسِي فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ عَطَاءٍ الرُّوذباري بصُورٍ، وَشيخُ الحنَابلَةِ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن شاقلا كَهْلاً, وَمُحَدِّثُ أَصْبَهَانَ أَبُو سَعِيْدٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ الحَافِظُ، وَقَاضِي دِمَشْق أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ ابْنِ أُختِ وَلِيْدٍ الظَّاهِرِيُّ, وَالعَلاَّمَةُ أَبُو سَهْلٍ الصُّعْلُوْكِيُّ، وقاضي القضاة أبو الحسن ابن أُمِّ شَيْبَانَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنِ سَهْلٍ الغَزَّالُ بِأَصْبَهَانَ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ مُحَدِّثُ تِنِّيسَ، وَأَبُو عَلِيٍّ مخْلدُ بن جعفر الباقرحي, وأبو الشيخ الحافظ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 408"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 102"، والعبر "2/ 351"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 137"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 68".

الباقرحي

3379- الباقرحي 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُعَمَّرُ, أَبُو عَلِيٍّ, مَخْلَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مَخْلَدِ بنِ سَهْلٍ الفَارِسِيُّ البَاقَرْحِيُّ الدَّقَّاقُ. سَمِعَ يُوْسُفَ القَاضِي، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى المَرْوَزِيَّ, وَالحَسَنَ بنَ عَلَّوَيْه القطَّان، وَأَحْمَدَ بنَ يَحْيَى الحُلْوَانِيَّ, وَأَبَا العَبَّاسِ بنَ مَسْرُوْقٍ, وَيَحْيَى بنَ مُحَمَّدِ بنِ البَخْتَرِيِّ الحنَّائِيَّ، وَلَهُ مشيخَةٌ مرويَّةٌ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ, وَأَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الوَاسِطِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ بُكَيْرٍ, وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العلاَّفُ, وَآخرُوْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ البَادِيُّ: كَانَ ثِقَةً صَحِيْحَ السَّمَاعِ, غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَعْرفُ شَيْئاً مِنَ الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ: كَانَ لَهُ أصولٌ كَثِيْرَةٌ, عَنْ يُوْسُفَ القَاضِي، وَجَعْفَرٍ الفِرْيَابِيِّ جيَادٌ بخطِّهِ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: بَلَغَنَا أنَّه خلَّطَ بَعْدَ سَفَرِي. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ الفُرَاتِ: كَانَ مخْلدٌ أصولُهُ صحيحَةٌ, ثُمَّ إنَّ ابنَهُ حَمَلَهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ عَلَى ادِّعَاءِ أَشيَاءَ؛ مِنْهَا: المَغَازِي عن المروزي, والمبتدأ عن ابن علويه, وتاريخ الطبري الكبير, فشرهت نَفْسُهُ، وَقَبِلَ مِنْهُ, وَاشتَرَى هَذِهِ الكُتُبَ فحدَّث بِهَا, فانْهَتَكَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ: حدَّث بالتاريخ, والمبتدأ مِنْ كتابٍ لَيْسَ لَهُ فِيْهِ سمَاعٌ، وكأنَّه ظنَّ أنَّ هَذَا يجوزُ, وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الحجة سنة تسع وستين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 176"، والأنساب للسمعاني "2/ 50"، والعبر "2/ 354"، وميزان الاعتدال "4/ 82"، ولسان الميزان "5/ 7-8"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 137"، وشذران الذهب لابن العماد "3/ 70".

ابن السني

3380- ابن السُّنِّي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ الرحَّال, أَبُو بَكْرٍ, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَسْبَاطَ الهَاشِمِيُّ الجَعْفَرِيُّ, مَوْلاَهُم الدِّيْنَوَرِيُّ, المَشْهُوْرُ بِابْنِ السُّنِّيّ. وُلِدَ فِي حُدُودِ سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَارْتَحَلَ فسَمِعَ مِنْ أَبِي خَلِيْفَةَ الجُمَحِيِّ, وَهُوَ أَكبرُ مشَايخِهِ، وَمِنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ، وَأَكثرَ عَنْهُ، وَأَبِي يَعْقُوْبَ إِسْحَاقَ المَنْجَنِيْقيِّ, وَعُمَرَ بن أبي غيلان البغدادي, ومحمد بنِ البَاغَنْدِيِّ, وَزَكَرِيَّا السَّاجِيِّ, وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدَانَ البَجَلِيِّ, وَأَبِي عَرُوْبَةَ الحرَّاني, وجُماهر بنِ مُحَمَّدٍ الزَّمْلَكَانِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَمُحَمَّدِ بنِ خُرَيْمٍ, وَأَحْمَد بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَجمعَ وصنَّف كِتَابَ "يَوْم وَليَلة"، وَهُوَ مِنَ المرويَّاتِ الجيِّدَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العَلَوِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الأسدَاباذِيُّ, وَالقَاضِي أَبُو نَصْرٍ الكسَّار, وَعِدَّةٌ. قَالَ الحَافِظُ عَبْدُ الغنِيِّ الأَزْدِيُّ: كَانَ حَمْزَةُ الكِنَاني يرفعُ بِابْنِ السُّنِّيّ. قَالَ يَحْيَى بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مَنْدَةَ: حدَّثنا عمِّي أَبُو القَاسِمِ, سَمِعْتُ القَاضِيَ رَوْحَ بنَ مُحَمَّدٍ الرَّازِيَّ سِبْطَ أَبِي بَكْرٍ بنِ السُّنِّيّ, سَمِعْتُ عمِّي عَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: كَانَ أَبِي -رَحِمَهُ اللهُ- يكتُبُ الأَحَادِيثَ, فوضعَ القلمَ في أنبوبة المحبرة, ورفع يديه

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "4/ 501"، والأنساب للسمعاني "7/ 176"، واللباب لابن الأثير "2/ 150"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة ترجمة 892"، والعبر "2/ 332".

يدعُو اللهَ -عزَّ وجلَّ, فَمَاتَ, وسُئِلَ عَنْ وَفَاتِهِ فَقَالَ: فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: هُوَ الَّذِي اختصرَ "سُنَنَ النَّسَائِيِّ", وَاقتصرَ عَلَى رِوَايَةِ المختصرِ، وَسمَّاهُ: "المُجتنَى", سمِعنَاهُ عَالِياً مِنْ طريقِهِ. وَمَاتَ مَعَهُ: الحَافِظ أَبُو الفَرَجِ أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ الخَشَّابُ البَغْدَادِيُّ بِطَرَسُوسَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رَجَاءَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الأَبْزَارِيُّ الوَرَّاقُ, وَأَبُو هَاشِمٍ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ الصَّمدِ السُّلَمِيُّ المُؤَدِّبُ بِدِمَشْقَ، وَالمُسْنِدُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ المَصِّيْصِيُّ، وَأَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ الطَّائِعُ لله الفضل بن المقتدرِ جَعْفَرٍ العَبَّاسِيُّ، وَالأَمِيْرُ مُحَمَّدُ بنُ بَدْرٍ الحَمَامِيُّ, وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ السليطي. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ طَارِقٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنِ رَوَاحَةَ, أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَرْدَوَيْه, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الأَسدَاباذِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ السُّنِّي, أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الضحَّاك, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سنجرَ, حَدَّثَنَا أَسدُ بنُ مُوْسَى, حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ خُنَيْس, عَنْ ضِرَارِ بنِ عَمْرٍو, عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، أَوْ غَيْرِهِ, عَنِ الأَحنفَ بنَ قَيْسٍ, سَمِعَ عُمرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُوْلُ لحَفْصَةَ:" أَنْشُدُكِ بِاللهِ, هَلْ تعلمِينَ أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَضَعُ ثِيَابَهُ لِيغتسلَ, فَيَأْتيْهِ بلاَلٌ فيُؤذنَهُ لِلصَّلاَةِ, فَمَا يجدُ ثوباً يخرجُ فِيْهِ إِلَى الصَّلاَةِ حَتَّى يلبسَ ثَوْبهُ, فيخرجُ فِيْهِ إِلَى الصَّلاَةِ?" إِسنَادُهُ واهٍ. أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ العَلَوِيُّ, أَخْبَرْنَا ابْنُ باقَا, أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعةَ, أَخْبَرْنَا ابْنُ حَمَدٍ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ السُّنِّيّ, حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ بنِ مُسَاوِرٍ, أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ, عَنْ ثَابِتٍ, عَنِ أَنَسٍ قَالَ: خطبَ أَبُو طَلْحَةَ أمَّ سُلَيمٍ فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا مثلُكَ يَا أَبَا طَلحَةَ يُرَدّ, ولكنَّك كَافِرٌ وَأَنَا مُسْلمَةٌ, وَلاَ يَحِلُّ لِي أنْ أَتزوَّجَكَ, فَإِن تُسلمْ فذَاكَ مَهْرِي، وَلاَ أَسأَلُكَ غَيْرَهُ, فَأَسْلَمَ, فَكَانَ ذَلِكَ مَهْرهَا, قَالَ ثَابِتٌ: فَمَا سَمِعْتُ بامرأَةٍ قط كان أكرمَ مَهْراً مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ الإِسلاَمَ, فَدَخَلَ بها, فولدت له1.

_ 1 صحيح: تقدم تخريجنا له في الجزء الثالث بتعليقنا رقم "1204"، وهو عند ابن سعد "8/ 426-427" فراجعه ثَمَّتَ.

القباب

3381- القَبَّاب 1: الإِمَامُ الكَبِيْرُ المُقْرِئُ, مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ, أَبُو بَكْرٍ, عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ فُورَكَ بنِ عَطَاءٍ الأَصْبَهَانِيُّ القَبَّاب، وَهُوَ الَّذِي يعملُ القُبَّة -يَعْنِي: المَحَارَةَ. عَاشَ نَحْواً مِنْ مائَةِ عَامٍ, فَإِنَّهُ سَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الجَيْرَانِيِّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَسَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَّمٍ. وقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ شَنَبُوذَ, وتصدَّر للأَدَاءِ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، وَالفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ الخَيَّاطُ, وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مِهْرَانَ الصحَّاف، وَأَبُو إِسْحَاقَ البَرْمكِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ المُعَدّلُ، وَوَلَدُهُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الكَاتِبُ, وَآخرُوْنَ. وَتَلاَ عَلَيْهِ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المَرْزُبَانِ, وغيره. توفِّي في ذي العقدة سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَمَا أَعلمُ بِهِ بأسًا.

_ 1 ترجمته في أخبار أصبهان "2/ 90"، والأنساب للسمعاني "10/ 38"، واللباب لابن الأثير "3/ 10" والعبر "2/ 356"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 139"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 72".

الزبيبي

3382- الزَّبِيبِي 1: الشيخ أبو الحسين, عبد الله إبراهيم بن جعفر بن بيان البَغْدَادِيُّ الزَّبِيْبِيُّ, نسبَةً إِلَى الزَّبيبِ البَزَّازُ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. حدَّث عَنْ: الحَسَنِ بنِ عَلّويه، وَالحُسَيْنِ بنِ أَبِي الأَحْوَصِ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي عَوْفٍ, وَابنِ نَاجيَةَ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: البرقاني, ومحمد بن طلحة, وعبد العزيز الأزجي، وأَبُو القاسِمِ التَّنُوْخيُّ, وَآخرُوْنَ. وثَّقه الخَطِيْبُ وَقَالَ: توفِّي فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ 371.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 409"، والإكمال لابن ماكولا "4/ 204"، والأنساب للسمعاني "6/ 246"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 109"، والعبر "2/ 359"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 76".

النجيرمي

3383- النجيرمي 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ, مُحَدِّثُ البَصْرَةِ, أَبُو يَعْقُوْبَ, يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ النَّجِيْرَمِيُّ البَصْرِيُّ. سَمِعَ أَبَا مُسْلِمٍ الكَجّي, وَالحَسَنَ بنَ المثنَّى العَنْبَرِيَّ، وَأَبَا خَلِيْفَةَ الجُمَحِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ حَيَّان المَازِنِيَّ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيَّ, وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بَاكَوَيْه الشِّيْرَازِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَلْحَةَ بنِ غَسَّانَ, وَأَبُو الحَسَنِ بنُ صخرٍ الأَزْدِيُّ, وَآخرُوْنَ. حدَّث فِي سَنَةِ خَمْسٍ وستين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 358"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 75".

المطوعي

3384- المطَّوَّعِي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ, شَيْخُ القُرَّاءِ, مُسْنِدُ العَصْرِ, أَبُو العباس, الحسن بن سعيد بن جعفر العباداني المطوَّعي, نزِيل إِصْطَخْرَ. وُلِدَ نَحْوَ السَّبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ أَبَا مُسْلِمٍ الكَجِّيَّ, وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيَّ، وَإِدْرِيْسَ بنَ عَبْدِ الكَرِيْمِ المُقْرِئَ، وَزعمَ أَنَّهُ تَلاَ عَلَيْهِ وَعَلَى عِدَّةٍ مِنَ الكِبَارِ, وَسَمِعَ أَيْضاً مِنَ الحَسَنِ بنِ المثنَّى، وَجَعْفَرٍ الفِرْيَابِيِّ, وَأَبِي خَلِيْفَةَ, وَخَلْقٍ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَدِمَ أَصْبَهَانَ، وَكَانَ رَأْساً فِي القُرْآنِ وَحفظِهِ, فِي روَايتِهِ لينٌ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيدِ اللهِ الشِّيْرَازِيُّ، وَتَلاَ عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الكَارَزِينِيُّ, وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ أَبُوْهُ وَاعِظاً محدِّثًا. وَقَالَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ: لِي ثَمَانٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَله تَرْجَمَةٌ في طبقات القراء. توفِّي سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في أخبار أصبهان "1/ 271"، وميزان الاعتدال "1/ 492"، والعبر "2/ 359"، ولسان الميزان "2/ 210"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 141"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 75".

الميمذي

3385- الميمذي 1: القَاضِي المُحَدِّثُ الرحَّال, أَبُو إِسْحَاقَ, إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ الأَنْصَارِيُّ المِيْمَذِيُّ. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ حَيّان المَازِنِيَّ، وَأَبَا خَلِيْفَةَ الجُمَحِيَّ بِالبَصْرَةِ, وَعَبْدَانَ بِالأَهْوَازِ، وَأَبَا يَعْلَى بِالمَوْصِلِ, وَأَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ الصُّوْفِيَّ بِبَغْدَادَ وَبإِفْرِيْقِيَّةَ، وَأَردبيلَ وَدِمَشْقَ وَالرَّمْلَةِ. حدَّث عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ الآمديُّ شَيْخٌ لِنصرٍ المَقْدِسِيِّ، وَالواعظُ يَحْيَى بنُ عمَّار, وَغيرُهُمَا. وَكَانَ وَاسِعَ الرِّحلَةِ, إلَّا أَنَّ الخَطِيْبَ قَالَ: كَانَ غَيْرَ ثِقَةٍ. قُلْتُ: حدَّث فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ عُمَرَ بنِ جَعْفَرٍ الكُوْفِيِّ, لقيَهُ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ ومائتين.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 284"، وميزان الاعتدال "1/ 17"، ولسان الميزان "1/ 29".

الآبندوني

3386- الآَبَنْدُوني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ القُدْوَةُ الرَّبَّانِيُّ, أَبُو القَاسِمِ, عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ الجُرْجَانِيُّ الآبَنْدُونِيُّ، وآبَنْدُوْنُ قريَةٌ مِنْ أَعمَالِ جُرْجَانَ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَرَافَقَ ابنَ عَدِيٍّ فِي الرحلة. حَدَّثَ عَنْ أَبِي خَلِيْفَةَ الجُمَحِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ, وَأَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيِّ، وَأَبِي العَبَّاسِ السرَّاج، وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَالقَاسِمِ المَطرِّزِ, وَمُحَمَّدِ بنِ الحسن قُتَيْبَةَ العَسْقَلاَنِيِّ، وَعُمَرَ بنِ سِنَانٍ المَنْبِجِيِّ, وَطَبَقَتِهِم. قَالَ الخَطِيْبُ: كانَ ثِقَةً ثَبْتاً, لَهُ تَصَانِيْف, حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ, وَسَكَنَ بَغْدَادَ. وَقَالَ الحَاكِمُ: كَانَ أَحدَ أَركَانِ الحَدِيْثِ. وَقَالَ البَرْقَانِيُّ: كَانَ مُحَدِّثاً زَاهِداً متقلِّلاً مِنَ الدُّنْيَا, لَمْ يَكُنْ يُحَدِّث غَيْرَ إنسَانٍ وَاحدٍ, فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ, فَقَالَ: أَصْحَابُ الحَدِيْثِ فِيهِم سوءُ أَدبٍ، وَإِذَا اجتمعُوا للسَّمَاعِ تحدَّثُوا وَأَنَا لاَ أصبرُ عَلَى ذَلِكَ, ثُمَّ أَخَذَ البَرْقَانِيُّ يصفُ أُمُوراً مِنْ زُهدِهِ وَتقلُّلِهِ, وَأَنَّهُ أَعطَاهُ كسراً, فَقَالَ: دَعِ البَاقلاَّنِيّ يطرحُ عَلَيْهَا مَاءَ باقلاَّءٍ, قَالَ: فوقعَتْ عَلَى الكسرَةِ باقلاَّءتَانِ فرفعهُمَا، وَقَالَ: هَذَا الشَّيْخُ يُعْطِينِي كُلَّ شهرٍ دَانِقاً حَتَّى أبُلَّ لَهُ الكِسَرَ. قُلْتُ: وحدَّث عَنْهُ: رفيقُهُ أَبُو بَكْرٍ الإِسمَاعِيلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ شَاهٍ المَرْوَزِيُّ, وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ. قَالَ الحَاكِمُ: خرَّج الآبَنْدُونِيّ إِلَى بَغْدَادَ سنة خمسين وثلاث مائة. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ خَمْسٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 407"، والأنساب للسمعاني "1/ 91"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 95-96"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 894"، والعبر "2/ 347"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 133"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 66".

ابن بهتة

3387- ابن بَهْتَةَ 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ, أَبُو حَفْصٍ, عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَهْتَةَ البَغْدَادِيُّ المنَاشرُ. رَوَى عَنْ: أَبِي مُسْلِمٍ الكَجِّيِّ حَدِيْثاً وَاحِداً، وَعَنْ جَعْفَرٍ الفِرْيَابِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ الصَّائِغِ, وَلَهُ جُزءٌ مَعْرُوفٌ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ بُكَيْرٍ النَجَّارُ, وَغَيْرُهُ. عَاشَ مائَةَ سَنَةٍ وَسنتينِ, وَتُوُفِّيَ سنة سبع وستين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 257"، والإكمال لابن ماكولا "1/ 378".

النصراباذي

3388- النصراباذي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ القُدْوَةُ الوَاعِظُ, شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ, أَبُو القاسم, إبراهيم بن محمد بن مَحْمَوَيْه الخراساني النصراباذي النيسابوري الزاهد, ونصرآباذ: محلَّةٌ مِنْ نَيْسابُورَ. سَمِعَ أَبَا العَبَّاسِ السَّرَّاجَ, وَابنَ خُزَيْمَةَ، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الوَارثِ العسَّالَ، ويحيى بن صاعد, ومكحولًا البيروتي, وابن جَوْصَا, وَعدداً كَثِيْراً بِخُرَاسَانَ وَالشَّامِ، وَالعِرَاقِ وَالحِجَازِ وَمِصْرَ. حدَّث عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَالسُّلَمِيُّ, وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدَوِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الوَاسِطِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: كَانَ شَيْخَ الصُّوْفِيَّةِ بِنَيسَابُورَ, لَهُ لِسَانُ الإِشَارَةِ مقروناً بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ, وَكَانَ يرجعُ إِلَى فنونٍ مِنْهَا حفظُ الحَدِيْثِ وَفهْمُهُ, وَعلمُ التَّارِيْخِ, وَعُلُوْمُ المعَاملاَتِ، وَالإِشَارَةِ, لَقِيَ الشِّبْلِيَّ, وَأَبَا علِيٍّ الرُّوْذَبارِيُّ, قَالَ: وَمَعَ عِظَم محلِّهِ كمْ مِنْ مرَّةٍ قَدْ ضُربَ وَأُهينَ، وَكم حُبسَ, فَقِيْلَ لَهُ: إِنَّك تَقُولُ: الرُّوحُ غَيْرُ مَخْلوقَةٍ, فَقَالَ: لاَ أَقُولُ ذَا, وَلاَ أَقُول إِنَّهَا مخلوقَةٌ, بَلْ أَقُولُ: الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي, فَجَهِدُوا بِهِ, فَقَالَ: مَا أَقُولُ إلَّا مَا قَالَ اللهُ. قُلْتُ: هَذِهِ هَفْوَةٌ, بَلْ لاَ رَيْبَ فِي خَلْقِهَا, وَلَمْ يَكُنْ سُؤَالُ اليَهُوْدِ لِنَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ خَلْقِهَا وَلاَ قِدَمهَا, وَإِنَّمَا سَأَلُوا عَنْ مَاهيَّتِهَا وَكيْفِيَّتِهَا, قَالَ اللهُ تَعَالَى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْء} [الزُّمُر: 62] . فَهُوَ مُبدعُ الأَشيَاءِ, وَموجدُ كُلِّ فصيحٍ وَأَعجمٍ, ذَاتهِ وَحيَاتهِ وَروحهِ وَجسدِهِ, وَهُوَ الَّذِي خلَقَ المَوْتَ وَالحَيَاةَ وَالنُّفُوْسَ, سُبْحَانَهُ. ثُمَّ قَالَ السلمي: وقيل له: إنك ذهبت إلى الناوس وَطُفتَ بِهِ, وَقُلْتُ: هَذَا طَوَافي فتنقَّصت بِهَذَا الكَعْبَة!! قَالَ: لاَ, وَلكنَّهُمَا مخلوقَانِ, لَكِنْ بِهَا فضلٌ لَيْسَ هُنَا، وَهَذَا كَمَنْ يُكرِّمُ كلباً؛ لأَنَّهُ خَلْقُ اللهِ, فعوتِبَ فِي ذَلِكَ سِنِيْنَ. قُلْتُ: وَهَذِهِ وَرْطَةٌ أُخرَى, أَفتكُونُ قِبْلَةُ الإِسْلاَمِ كَقَبْرٍ وَيُطَافُ بِهِ, فَقَدْ لَعَنَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنِ اتَّخَذَ قَبْراً مَسْجِداً2. قَالَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ جَدِّي يَقُوْلُ: مُنْذُ عرفتُ النَّصْرَابَاذِي مَا عرفتُ لَهُ جَاهليَّةً. وَقَالَ الحَاكِمُ: هُوَ لِسَانُ أَهْلِ الحقَائِقِ فِي عَصْرِهِ, وَصَاحبُ الأَحوَالِ الصحيحَةِ, كَانَ جَمَّاعَةً للرِّوَايَاتِ مِنَ الرَّحالين فِي الحَدِيْثِ, وَكَانَ يورِّق قديماً, ثُمَّ غَابَ عَنْ نَيْسَابُوْرَ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ يعظُ وَيذكِّرُ, وَجَاورَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ, وتعبَّد حَتَّى دُفِنَ بِمَكَّةَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، ودُفِنَ عِنْدَ الفُضَيْلِ, وَبِيعَتْ كُتُبُهُ, فكشفَتْ تِلْكَ الكُتُبِ عَنْ أحوالٍ وَاللهُ أَعْلَمُ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وعوتِب فِي الرُّوحِ فَقَالَ: إِنْ كَانَ بَعْد الصِّدِّيقينَ موحِّدٌ فَهُوَ الحلاَّجُ. قُلْتُ: وَهَذِهِ وَرْطَةٌ أُخرَى, بَلْ قُتِلَ الحلَّاج بسيفِ الشَّرعِ عَلَى الزَّنْدَقَةِ. وَقَدْ جَمعتُ بلاَيَاهُ فِي جُزءينِ، وَقَدْ كَانَ النَّصْرَابَاذِي صَحِبَ الشِّبلِيَّ، وَمَشَى عَلَى حَذْوِهِ, فَوَاغَوثَاهُ بِاللهِ.

_ 1 ترجمته في تاريخ "6/ 196"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 89"، واللباب لابن الأثير "3/ 310"، والعبر "2/ 343"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 129"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 58". 2 صحيح: ورد من حديث أبي هريرة عند البخاري "437"، ومسلم "530"، وورد من حديث عائشة وابن عباس: عند البخاري "435"، "436"، ومسلم "531"، والنسائي "2/ 40-41".

وَمِنْ كلاَمِهِ: نهَايَاتُ الأَوْلِيَاءِ بدَايَاتُ الأَنْبِيَاءِ. وَقَالَ: إِذَا أَعطَاكُمْ حَبَاكُمْ، وَإِذَا منعَ حَمَاكُمْ, فَإِذَا حَبَاكَ شَغَلَكَ, وَإِذَا حَمَاكَ حَمَلَكَ. وَقَالَ: أَصلُ التصوف ملازمة الكتاب والسنة, وترك الأهواء والبدع, وَرؤيَةُ أَعذَارِ الخلقِ، وَالمدَاومَةُ عَلَى الأَورَادِ, وَتركُ الرخَّص. قَالَ السُّلَمي: كَانَ أَبُو القَاسِمِ يحملُ الدَّواةَ وَالوَرَقَ, فكُلَّمَا دَخَلنَا بَلَداً قَالَ لِي: قُمْ حَتَّى نَسْمَعَ, وَدخَلنَا بَغْدَادَ, فَأَتينَا القَطِيْعِيَّ, وَكَانَ لَهُ ورَّاق فَأَخْطَأَ غَيْرَ مَرَّةٍ, وَأَبُو القَاسِمِ يردُّ, فَلَمَّا ردَّ عَلَيْهِ الثَّالِثَةَ قَالَ: يَا رَجُلُ, إِنْ كُنْتَ تُحسنُ تقرأُ فدونَكَ, فَقَامَ وَأَخذَ الجُزءَ, فَقَرَأَ قِرَاءةً تحيِّر مِنْهَا القَطِيْعِيُّ وَمَنْ حَوْلَهُ. قَالَ: فسأَلَنِي الورَّاق: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: الأُسْتَاذُ أَبُو القَاسِمِ النَّصْرَابَاذِي, فَقَامَ، وَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ, هَذَا شَيْخُ خُرَاسَانَ. قَالَ السُّلَمِيُّ: وَخَرَجَ بِنَا نَسْتَسْقِي مرَّةً, فَعملَ طعَاماً كَثِيْراً، وَأَطعمَ الفُقَرَاءَ, فَجَاءَ المَطَرُ كَأَفوَاهِ القِرَبِ، وَبقيتُ أَنَا وَهُوَ لاَ نقدرُ عَلَى المضيِّ, فَأَوينَا إِلَى مَسْجِدٍ, فَكَانَ يكِفُ، وكنَّا صيَاماً, فَقَالَ: تُرِيْدُ أَنْ أَطلبَ لَكَ مِنَ الأَبْوَابِ كسرَةً. قُلْتُ: مَعَاذَ اللهِ، وَكَانَ يترنَّم وَيَقُوْلُ: خَرَجُوا لِيَسْتَسْقُوا فَقُلْتُ لَهُم قِفُوا ... دَمْعِي يَنُوبُ لَكُمْ عَنِ الأَنْوَاءِ قَالُوا صَدَقْتَ فَفِي دُمُوعِكَ مَقْنَعٌ ... لكنَّها ممْزُوجَةٌ بِدِمَاءِ أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ عَسَاكِرٍ سَمَاعاً عَنِ المُؤَيَّدِ الطُّوْسِيِّ, أَخْبَرَنَا أَبُو الأَسَعْدِ بنُ القُشَيْرِيِّ قَالَ: أَلْبَسَنِي الخرقَةَ جَدي أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَلَبِسَهَا مِنَ الأُسْتَاذِ أَبِي عَلِيٍّ الدَّقَّاقِ, عَنْ أَبِي القَاسِمِ النَّصرَابَاذِي, عَنْ أَبِي بَكْرٍ الشِّبْلِيِّ, عَنِ الجُنَيْدِ, عَنْ سرِيٍّ السَّقَطِيِّ, عَنْ مَعْرُوفٍ الكَرْخِيِّ -رحمهُمُ اللهُ تعالَى. قُلْتُ: وَمَا بَعْدَ مَعْرُوفٍ فمُنْقَطِعٌ, زَعَمُوا أنه أخذ عن داود الطَّائِيِّ, وَصَحِبَ حبيباً العَجَمِيِّ، وَصَحِبَ الحَسَنَ البَصْرِيِّ, وَصَحِبَ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, وَصَحِبَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

عمران بن شاهين

3389- عِمْران بنُ شَاهِيْن: مَلِكُ البطَائِحِ, كَانَ عَلَيْهِ دمَاءٌ فَهَرَبَ إِلَى البَطِيحَةِ, وَاحتمَى بِالآجَامِ, يتصيَّدُ السَّمكَ وَالطَّيرَ, فرَافقَهُ صيَّادُوْنَ, ثُمَّ التفَّ عَلَيْهِ لصوصٌ, ثُمَّ اسْتفحَلَ أَمرُهُ, وَكثُرَ جمعُهُ, فَأَنشَأَ معَاقِلَ وتمكَّن, وَعجزَتْ عَنْهُ الدَّوْلَةُ، وَقَاتلُوهُ فَمَا قَدرُوا عَلَيْهِ, وَحَارَبَهُ عِزُّ الدَّوْلَةِ غَيْرَ مَرَّةٍ, وَلَمْ يَظْفَرُوا بِهِ إِلَى أَن مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَامتَدتْ دولتُهُ أَرْبَعينَ سَنَةً، وَقَامَ بَعْدَهُ ابنُهُ الحَسَنُ مُدَّةً, لكِنَّهُ التَزَمَ بِمَالٍ فِي السَّنةِ لعَضُدِ الدولة.

الليثي

3390- اللَّيْثِيّ 1: الإِمَامُ الجَلِيْلُ المَأْمُوْنُ, مُسْنِدُ الأَنْدَلُسِ, أَبُو عِيْسَى, يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى ابْنِ فَقِيْهِ الأَنْدَلُسِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى بنِ وِسْلاس اللَّيْثي القُرْطُبِيُّ المَالِكِيُّ, رَاوِي المُوَطَّأ عَنْ عَمِّ أَبيهِ عُبيدِ اللهِ بنِ يَحْيَى. سَمِعَ أَيْضاً مِنْ مُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ، وَأَحْمَدَ بنَ خَالِدٍ الجبَّابَ، وَأَسلمَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَوَالِدِهِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى, وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ البجَّانِيَّ، وَجَمَاعَةً. وَوَلِيَ قَضَاءَ مدينَةَ بِجَّانَةَ وَإِلبيْرَةَ مِنْ جهَةِ أَخيْهِ قَاضِي الجَمَاعَةِ, ثُمَّ وَلاَّهُ أَحكَامَ الردِّ. طَالَ عُمُرُهُ وبَعُدَ صيتُهُ، وتفرَّد بعلوِّ "الموطَّأ", وَرحلُوا إِلَيْهِ. وَرَوَى عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى أَيْضاً كِتَابَ "اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ"، و"سماع بن القَاسِمِ" وَ"عشرَةَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى" وَ"تفسيرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلمَ"، وَنتَفاً مِنْ حَدِيْثِ الشُّيُوْخ. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ بنُ الفَرَضِي: اختلفْتُ إِلَيْهِ فِي سمَاعِ "المُوَطَّأِ" سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَكَانَ المِيعَادُ أَيَّامَ الجُمَع, فتَمَّ لِي سمَاعُهُ, وَلَمْ أشهَدْ بقُرطبَةَ مَجْلِساً أَكثَرَ بشراً مِنْ مَجْلِسِهِ فِي "المُوَطَّأِ", إلَّا مَا كَانَ مِنْ بَعْضِ مَجَالِسِ يَحْيَى بنِ مَالِكٍ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ المُؤَيَّدُ بِاللهِ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو عمر الطَّلَمَنْكي، والحافظ محمد بن عمر بن الفخَّارِ, وَخَلَفُ بنُ عِيْسَى الوَشْقيُّ, وَعُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ القيشطَالِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ الحذَّاء، وَيُوْنُسُ بنُ مُغِيْثٍ, وَآخرُوْنَ. توفِّي فِي ثَامنِ رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ عَنْ سن عالية.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 346"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 65".

عمر بن بشران

3391- عُمَر بن بِشْران 1: ابن محمد بن بشر بن مهران, الإمَامُ الحَافِظُ الثَّبْتُ, أَبُو حَفْصٍ البَغْدَادِيُّ السُّكَّرِيُّ. سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ الصُّوْفِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ زَيْدَانَ البَجَلِيَّ، وَأَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ, وَأقرَانَهُمْ، وَهُوَ أَخُو جدِّ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْران المُعَدِّلِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنَا عَنْهُ البَرْقَانِيُّ, وَسأَلتُهُ عَنْهُ فَقَالَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ, كَانَ حَافِظاً عَارِفاً, كَثِيْرَ الحَدِيْثِ, بَقِيَ إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: يقعُ لَنَا حديثه في المصافَحَة للبرقاني.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 256"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 907"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 60".

المفيد

3392- المفيد 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المحدِّث الضَّعِيْفُ, أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الجَرْجَرائي المُفِيْدُ. يَرْوِي عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيِّ -مَجهولٌ, عَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَرَوَى "المُوَطَّأَ" عَنِ الحَسَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ -لاَ يدرى من ذا, عن القَعْنَبِيِّ, وَرَوَى عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ الحَرَّانِيِّ، وَمُوْسَى بنِ هَارُوْنَ, وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى المَرْوَزِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الشَّوَاربِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَقَدْ تجَاسرَ البَرْقَاني وخرَّج عَنْهُ فِي صَحِيْحِهِ فَلَمْ يُصبْ، وَاعْتَذَرَ بِالعلوِّ, وَقَالَ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ. وَقَالَ: كَتَبْتُ عَنْهُ "المُوَطَّأَ", فَلَمَّا رجعْتُ قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي سَعْدٍ: أَخْلَفَ اللهُ نفقتَكَ, فَدَفَعْتُ النُّسْخَةَ إِلَى رَجُلٍ عامِّيّ أَعطَانِي بَدَلهَا بيَاضاً. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: أَبُو بَكْرٍ المُفِيْدُ أُنكِرَتْ عَلَيْهِ أَسَانيدُ ادَّعاها. وَقَالَ المُحَدِّثُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الرُّويَانِيّ: لَمْ أَرَ أَحداً أَحفظَ مِنَ المُفِيْدِ. وَوَصفَهُ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ بِالحِفْظِ، وَارْتَحَلَ إِلَيْهِ إِلَى جَرْجرَايَا من أعمال العراق.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 346"، والعبر "3/ 8"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 915"، وميزان الاعتدال "3/ 460"، ولسان الميزان "5/ 45"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 92".

وَقَالَ الخَطِيْبُ: حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ, عَنِ المُفِيْدِ قَالَ: مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ هُوَ سَمَّاني المُفِيْدَ. وَقَالَ المَالِيْنِيُّ: كَانَ المُفِيْدُ رَجُلاً صَالِحاً. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ ضيَاءٍ الخَطِيْبِ, أَخْبَرَكُم عتيقُ السَّلمَانِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ عَسَاكِرٍ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ, وَيَحْيَى ابنَا البنَّا, قَالاَ: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ غَالِبٍ المُقْرِئُ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُفِيْدُ إِمْلاَءً بِجَرْجرَايَا, حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ خطَّابٍ, سَمِعْتُ عَلِيّاً -رضي الله عنه, سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّداً فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". هَذَا حَدِيْثٌ غَيْرُ صَحِيْحٍ بِهَذَا السَّندِ1، وَعُثْمَانُ هُوَ أَبُو الدُّنْيَا الأَشجُّ كَذَّابٌ، وَهُوَ ثمانيٌّ لَنَا. تُوُفِّيَ المُفِيْدُ سَنَةَ ثَمَانٍ وسبعين وثلاث مائة.

_ 1 صحيح متواتر: وقد ورد عن علي بن أبي طالب: عند البخاري "106"، ومسلم "1"، والترمذي "2662".

بصلة

3393- بصلة 1: هُوَ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحُجَّةُ, أَبُو الحُسَيْنِ, مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الجُرْجَانِيُّ. سَمِعَ عِمْرَانَ بنَ مُوْسَى بنِ مُجَاشعٍ, والسَّرَّاج، وَابنَ خُزَيْمَةَ, وَابنَ جَوْصَا, وعِدَّة. رَوَى عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، وَغَيْرُهُ, عِدَادُهُ فِي الحفَّاظ. تُوُفِّيَ بعد الستين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 919"، تبصير المنتبه "4/ 1422".

ظالم بن مرهوب

3394- ظَالِمُ بنُ مَرْهُوب 1: العُقَيْلِيّ, أَمِيْرُ العَرَبِ, قَصَدَ دِمَشْقَ غَيْرَ مَرَّةٍ, ثُمَّ غَلبَ عَلَيْهَا, وَوليهَا لِلِقرمِطيِّ, وَاسْتنَابَ أَخَاهُ ثُمَّ توجَّه إِلَى الحَسَنِ القِرمطيِّ فَقبضَ عَلَيْهِ, ثُمَّ خلصَ وَهَرَبَ إِلَى حصنٍ لَهُ بِالفُرَاتِ, ثُمَّ اسْتمَالَهُ المعزُّ لكِي يسوسَ بِهِ عَلَى القِرْمِطِيِّ, فَلَمَّا وَصلَ إِلَى بَعْلَبَكَّ بلغَهُ هزيمةُ القِرْمِطِيِّ, فَاسْتولَى عَلَى دِمَشْقَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَأَقَامَ بِهَا دَعْوَةَ المعزِّ شَهْرَيْنِ، وَجَاءَ عَلَى دِمَشْقَ الكتامي, فجرت بينهما فتنة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 58".

ابن سالم

3395- ابن سالم 1: أبو عبد الله محمد بن أَبِي الحَسَنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَالِمٍ البَصْرِيُّ الزَّاهِدُ, شَيْخُ الصُّوفيَّةِ السَّالمِيَّةِ، وَابنُ شيخِهِمْ. عمَّر دَهْراً، وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ تلاَمذَةِ سَهْلِ بنِ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيِّ. وَلحقَ هُوَ -وَهُوَ حدثٌ- سهْلاً, وَحفِظَ عَنْهُ. أَدركَهُ أَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاش، وَرآهُ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَمَا كتبَ عَنْهُ شَيْئاً. وَرَوَى عَنْهُ أَبُو طَالِبٍ صَاحبُ القُوْتِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ الرَّازِيُّ، وَأَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَوْفٍ البُرْجِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ, وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ الطُّوْسِيُّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الصُّوْفِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ السُّلَمِيُّ فِي "تَاريخِ الصُّوْفِيَّةِ": مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَالِمٍ, أَبُو عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ، وَلَدُ أَبِي الحَسَنِ بنِ سَالِمٍ, رَوَى كَلاَمَ سهل, وهو من كبارِ أَصْحَابِهِ, وَلَهُ أَصْحَابٌ يُسَمَّوْنَ السَّالمِيَّة, هجرهُمُ النَّاسُ لأَلْفَاظٍ هُجنَةٍ أَطلقُوهَا وَذكرُوهَا. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الحليةِ: وَمِنْهُم: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَالِمٍ البَصْرِيُّ, صَاحبُ سَهْلٍ التُّسْتَرِيِّ، وَحَافظُ كلاَمِهِ, أَدركنَاهُ، وَلَهُ أَصْحَابٌ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ ابنَ سَالِمٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بنَ عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: لاَ يَسْتَقيمُ قلبُ عبدٍ حَتَّى يقطعَ كُلَّ حِيْلَةٍ وَكُلَّ سَببٍ غَيْرَ اللهِ. وَقَالَ: قَالَ سَهْلٌ: مَا اطَّلَع اللهُ عَلَى قلبٍ فَرَأَى فِيْهِ هَمّ الدُّنْيَا إلَّا مَقَتَهُ، وَالمقتُ أنْ يتركَهُ وَنفسَهُ. قَالَ أَبُو نَصْرٍ الطُّوْسِيُّ: سَأَلْتُ ابنَ سَالِمٍ عَنِ الوَجَلِ فَقَالَ: انتصَابُ القَلْبِ بَيْنَ يَديِّ اللهِ. فسأَلتُهُ عَنِ العُجْبِ فَقَالَ: أَنْ تَسْتَحسِنَ عَمَلَكَ، وَترَى طَاعَتَك. فَقُلْتُ: يتَهَيَّأَ أنْ لاَ يَسْتَحسِنَ صلاَتَهُ وَصَوْمَهُ. قَالَ: إِذَا علمَ تَقْصيرَهُ فِيْهَا, وَالآفَاتِ الَّتِي تَدْخُلُهَا. قُلْتُ: للسَّالمِيَّة بدعَةٌ لاَ أَتذكَّرُهَا السَّاعَةَ, قَدْ تُفضِي إِلَى حلولٍ خَاصٍّ, وَذَلِكَ فِي "القُوْتِ". وَمَاتَ ابْنُ سَالِمٍ، وَقَدْ قَاربَ التِّسْعِيْنَ, سَنَةَ بضعٍ وخمسين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 652"، والأنساب للسمعاني "7/ 12"، واللباب لابن الأثير "2/ 93".

ابن شارك

3396- ابن شَارَك 1: العلَّامة الحَافِظُ, أَبُو حَامِدٍ, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بن شارك الهروي الشَّافِعِيُّ المفسِّر, مُفْتِي هَرَاةَ وَشيخُهَا. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ عبدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيَّ، وَالحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ شِيْرَوَيْه، وَأَبَا يَعْلَى المَوْصِلِيَّ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ زَيْدَانَ البَجَلِيَّ, وَأَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ الصُّوْفِيَّ, وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ, وَأَبُو إِبْرَاهِيْمَ النَّصْرَابَاذِيّ، وَطَائِفَةٌ مِنْ مشيخَةِ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيِّ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ حَسَنَ الحَدِيْثِ. وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ الفَامِيُّ: توفِّي فِي ربيعٍ الآخرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ الحَاكِمُ: مَاتَ بهراة سنة خمس وخمسين.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 321"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 36".

القرمطي

3397- القِرْمِطيّ 1: الملك أبو علي, الحسن بن أحمد بن أَبِي سَعِيْدٍ حسنِ بنِ بَهْرَامَ, مِنْ أَبنَاءِ الفرسِ الجَنَّابِيُّ القِرْمِطِيُّ, الملقَّب بِالأَعصمِ. مَوْلِدُهُ بِالأَحسَاءِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وتنقَّلت بِهِ الأَحوَالُ, وَأَصلُهُ مِنَ الفرسِ. استولَى عَلَى الشَّامِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَاسْتنَابَ عَلَى دِمَشْقَ وشاحاً السُّلَمِيَّ, ثُمَّ ردَّ إِلَى الأحساء, ثم جاء إلى الشام سنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَعظمتْ جموعُهُ، وَالتَقَى جَعْفَرَ بنَ فلاَحٍ مُقدّمَ جَيْشِ المعزِّ العبيديِّ, فَهَزمَهُ وَظفرَ بِجَعْفَرٍ فذبَحَهُ، وَكَانَ هَذَا قَد أَخذَ دِمَشْقَ وَافتتحَهَا للمعزِّ, ثُمَّ ترقَتْ همَّةُ الأَعصمِ, وَسَارَ بجيوشِهِ إِلَى مِصْرَ, ثُمَّ حَاصرَ مِصْرَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ أَشهراً, وَاسْتعمل عَلَى إِمرَةِ دِمَشْقَ ظَالِمَ بنَ مَرْهوبٍ العُقَيْلِيَّ, ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّامِ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِالرَّمْلَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ يُظهرُ طاعة الطائع العباسي. وله نظم يروق.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 340"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 128"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 55".

قَالَ حُسَيْنُ بنُ عُثْمَانَ الفَارقيُّ: كُنْتُ بِالرَّمْلَةِ, وَقَدْ قدمَهَا أَبُو عَلِيٍّ القِرْمِطِيُّ القَصِيْرُ الثِّيَابِ, فَقرَّبَنِي إِلَى خدمَتِهِ, فكُنْتُ لَيْلَةً عِنْدَهُ، وَأُحضرتِ الشُّموعُ, فَقَالَ لكَاتبِهِ أَبِي نَصْرٍ كَشَاجِمٍ: مَا يحضُرُكَ فِي صفَةِ هَذَا الشَّمعِ؟ فَقَالَ: إِنمَا نحضرُ مَجْلِسَ سيِّدنَا, نَسْمَعُ مِنْ كلاَمِهِ, فَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ بديهاً: وَمَجْدُولَةٍ مِثْلِ صَدْرِ القَنَاةِ ... تعرَّت وَبَاطِنُهَا مُكْتَسِي لَهَا مُقْلَةٌ هِيَ رُوحٌ لَهَا ... وَتَاجٌ عَلَى هَيْئَةِ البُرْنُسِ إِذَا غَازَلَتْهَا الصَّبَا حَرَّكَتْ ... لِسَاناً مِنَ الذَّهَبِ الأَمْلسِ فَنَحْنُ مِنَ النُّوْرِ فِي أَسْعُدٍ ... وَتِلْكَ مِنَ النَّارِ فِي أَنحُسِ فَأَجَاز أَبُو نَصْرٍ, فَقَالَ بَعْدَ أَن قَبَّل الأَرضَ: وَلَيْلَتُنَا هَذِهِ لَيْلَةٌ ... تشَاكلُ أَوضَاعَ إِقْلِيدسِ فيارَبَّة العُودِ حُثِّي الغِنَا ... وَيَا حامل الكاس لا تنعس وَمِمَّا كتبَ الأعصمُ إِلَى جَعْفَرِ بنِ فلاَحٍ يتهدَّدُهُ: الكُتْبُ مَعْذرَةٌ وَالرُّسْلُ مخبرَةٌ ... وَالجُودُ متَّبَع وَالخَيْرُ موجُودُ وَالحَرْبُ سَاكِنَةٌ وَالخَيْلُ صَافِنَةٌ ... وَالسِّلمُ مُبتذلٌ وَالظِّلُّ مَمْدُوْدُ فَإِنْ أَنَبْتُمْ فَمَقْبُولٌ إِنَابَتُكُمْ ... وَإِنْ أَبَيْتُم فَهَذَا الكورُ مَشْدودُ عَلَى ظُهورِ المَطَايَا أَوْ تَرِدْنَ بِنَا ... دِمَشْقَ وَالبَابُ مَهْدومٌ وَمَرْدُودُ إِنِّي امرؤٌ لَيْسَ مِنْ شَأَنِي وَلاَ أرَبَى ... طَبْلٌ يَرِنُّ وَلاَ نَايٌ وَلاَ عُودُ وَلاَ أَبيتُ بطينَ البَطْنِ مِنْ شِبَعٍ ... وَلِي رَفِيقٌ خمِيصُ البَطْنِ مَجْهُودُ وَلاَ تسَامَتْ بِي الدُّنْيَا إِلَى طَمَعٍ ... يَوْماً وَلاَ غرَّني فِيْهَا المَوَاعِيدُ وَهُوَ القَائِلُ: لَهَا مُقْلَةٌ صحَّت وَلَكِنْ جُفُونُهَا ... بِهَا مَرَضٌ يَسْبِي القُلُوبَ وَيُتْلِفُ وَخَدٌّ كَوَرْدِ الرَّوضِ يُجْنَى بِأَعْيُنٍ ... وَقَدْ عزَّ حَتَّى إِنَّهُ لَيْسَ يُقْطَفُ وَعَطفَةُ صُدْغٍ لَوْ تعلَّمَ عطفهَا ... لكَانَتْ عَلَى عشَّاقِهَا تتعطَّفُ

أبو الشيخ

3398- أبو الشيخ 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّادِقُ, محدِّث أَصْبَهَانَ, أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جعفر بن حيان, المعروف بأبي الشيخ, صاحب التصانيف, وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وطلبَ الحَدِيْثَ مِنَ الصِّغَر, اعتنَى بِهِ الجَدُّ, فسَمِعَ مِنْ: جدِّه محمودِ بنِ الفَرَجِ الزَّاهِدِ، وَمِنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدَانَ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بنِ حَفْصٍ الهَمْدَانِيِّ رَئِيْسِ أَصْبَهَانَ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَسَدٍ المَدِيْنِيِّ صَاحِبِ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَاصِمٍ, وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الخُزَاعِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ رُسْتَه, وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَمْرٍو البَزَّارِ صَاحِبِ المُسْندِ، وَإِسْحَاقَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الرَّمْلِيِّ, سَمِعَ مِنْهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ فِي ارتحَالِهِ مِنْ خلقٍ: كَأَبِي خَلِيْفَةَ الجُمَحِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى المَرْوَزِيِّ, وَعَبْدَانَ, وَقَاسِمِ المطرِّزِ، وَأَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيِّ, وَجَعْفَرِ الفِرْيَابِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ يَحْيَى بنِ زُهَيْرٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ بَحْرٍ، وَأَحْمَدَ بنِ رُسْتَه الأَصْبَهَانِيِّ, وَأَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ عُرْوَةَ الصَّفَّارِ, وَالمُفَضَّلِ بنُ مُحَمَّدٍ الجَنَديِّ، وَأَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الصُّوْفِيِّ, وَأَبِي عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَبِيْبٍ, وَمَحْمُوْدِ بنِ مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيِّ, وَعَلِيِّ بنِ سَعِيْدٍ الرَّازِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيٍّ العُمَرِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَأَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الجمَّال، وَالوَلِيْدِ بنِ أَبَانَ, وَأُممٍ سوَاهُم. وَعَنْهُ: ابْنُ مَنْدَةَ, وَابنُ مَرْدَوَيْه, وَأَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ, وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيْرَازِيُّ، وَسُفْيَانُ بنُ حَسنكَوَيْه, وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَمَّوَيْه, وَالفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ القَاشَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بهرُوزمَرْدَ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ الصَّالِحَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّفَّارُ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الكِسَائِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَيّويه المُؤَدِّبُ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ التَّبَّانُ، وَأَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَاهٍ المَهْرجَانِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ أَبِي الشَّيْخِ, وَهُوَ حفيدُهُ, وَأَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الصَّالِحَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ اليَزديُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزْدةَ المِلَنجِيُّ المُقْرِئُ, وأبو القاسم عبد الله

_ 1 ترجمته في أخبار أصبهان "2/ 90"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 896"، والعبر "2/ 351"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 136"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 69".

بنُ مُحَمَّدٍ العطَّار المُقْرِئُ, وَعبدُ الكَرِيْمِ بنُ عَبْدِ الواحدِ الصُّوْفِيُّ، وَالفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ القصَّارُ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الكَاتِبُ، وَآخرُوْنَ. قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْه: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ, صنَّف التَّفْسِيْرَ وَالكُتُبَ الكثيرَةَ فِي الأَحْكَامِ, وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ أَبُو الشَّيْخ حَافِظاً ثَبْتاً مُتْقِناً. وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ السُّوذَرْجاني: هُوَ أَحدُ عبَّاد اللهِ الصَّالِحِيْنَ, ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. وَقَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: مَعَ مَا ذُكِرَ مِنْ عبَادتِهِ كَانَ يكتُبُ كُلَّ يَوْمٍ دستجَةَ كَاغَدٍ؛ لأَنَّهُ كَانَ يورِّق ويصنِّف, وَعرضَ كِتَابُهُ "ثوَابُ الأَعمَالِ" عَلَى الطَّبَرَانِيِّ فَاسْتحْسَنَهُ، وَيُرْوَى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: مَا عملتُ فِيْهِ حَدِيْثاً إلَّا بَعْدَ أَن اسْتَعْمَلْتُهُ. وَعَنْ بَعْضِ الطَّلبَةِ قَالَ: مَا دَخَلتُ عَلَى أَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيِّ إلَّا وَهُوَ يمزحُ أَوْ يَضْحَكُ، وَمَا دَخَلتُ عَلَى أَبِي الشَّيْخِ إلَّا وَهُوَ يُصَلِّي. قُلْتُ: لأَبِي الشَّيْخ كِتَابُ "السُّنَّةِ" مُجَلَّدٌ, كِتَابُ "العظمَةِ" مُجَلَّدٌ, كِتَابُ "السُّنَنِ" فِي عِدَّةِ مُجَلَّدَاتٍ، وَقَعَ لَنَا مِنْهُ كِتَابُ "الأَذَانِ", وَكِتَابُ "الفَرَائِضِ", وَغَيْرُ ذَلِكَ. وَلَهُ كِتَابُ "ثوَابِ الأَعمَالِ" فِي خَمْسِ مُجَلَّدَاتٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ أَحَدَ الأَعلاَمِ, صنَّف الأَحْكَامَ وَالتَّفْسِيْرَ, وَكَانَ يُفيدُ عَنِ الشُّيُوْخِ، ويصنِّف لَهُمْ سِتِّيْنَ سَنَةً. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً. وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ, عَنْ أَبِي الشَّيْخِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ القَصِيْرُ, أَنْبَأَنِي عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ شيخُنَا: أَنَّهُ سَمِعَ يُوْسُفَ بنَ خَلِيْلٍ الحَافِظَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كأنِّي دَخَلتُ مَسْجِدَ الكُوْفَةِ, فرَأَيْتُ شَيْخاً طُوَالاً لَمْ أَرَ شَيْخاً أَحسنَ مِنْهُ, فَقِيْلَ لِي: هَذَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَيَّانَ فَتَبِعْتُهُ، وَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَيَّانَ. قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَليَسَ قدْ مِتَّ؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: فَبِاللهِ مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ قَالَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْض} [الزمر: 74] . فَقُلْتُ: أَنَا يُوْسُفُ, جِئْتُ لأَسمعَ حديثَكَ, وَأُحصِّلَ كُتُبَكَ. فَقَالَ: سلَّمَكَ اللهُ، وَفَّقَكَ اللهُ, ثُمَّ صَافحتُهُ, فَلَمْ أَرَ شَيْئاً قَطُّ أَلينَ مِنْ كفِّهِ, فقَبَّلْتُها وَوضعتُهَا عَلَى عَيْنِي. قُلْتُ: قَدْ كَانَ أَبُو الشَّيْخِ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلينَ, صَاحبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ, لَوْلاَ مَا يملأُ تَصَانِيْفَهُ بِالوَاهيَاتِ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ فِي سَلخِ المحرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

وَمَاتَ مَعَهُ فِي السَّنةِ: مُسْنِدُ بَغْدَادَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ مَاسِي، وَمَخْلَدُ بنُ جَعْفَرٍ البَاقَرْحِيُّ، وَالإمَامُ أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الصُّعْلُوْكِيُّ, وَآخرُوْنَ، وَقَاضِي القُضَاةِ ابْنُ أُمِّ شَيْبَانَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ, أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ, أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدٍ الجَمَّالِ, أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مِهْرَانَ الصَّالِحَانِيُّ, حدَّثنا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَيَّانَ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا, حَدَّثَنَا القَعْنَبِيُّ, حَدَّثَنَا سَلمةُ بنُ وَرْدَانَ, سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ, عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "آيَةُ الكُرْسِيِّ رُبْعُ القُرْآنِ"1. وَأَجَازَهُ لنا أحمد بن سلامة عن الجمَّال.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 221"، وآفته سلمة بن وردان الليثي، فإنه ضعيف -كما قال الحافظ في "التقريب".

الحسن بن رشيق

3399- الحسن بن رشيق 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّادِقُ, مُسْنِدُ مِصْرَ, أَبُو مُحَمَّدٍ العَسْكَرِيُّ المِصْرِيُّ, منسوبٌ إِلَى عَسْكَرِ مِصْرَ, المُعَدَّلُ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ حَمَّادٍ زُغْبَةَ, وَمُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ السَّرَّاجِ، وَمُحَمَّدِ بنِ رُزَيْقِ بنِ جَامعٍ المَدِيْنِيِّ، وَأَبِي الرَّقْرَاقِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ المُعَلِّمِ, وَأَبِي عبدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ, فَأَكثرَ, وَعَلِيِّ بنِ سَعِيْدِ بنِ بَشِيْرٍ الرَّازِيِّ، وَأَبِي دُجَانَةَ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المَعَافِرِيِّ, وَالمُفَضَّلِ بنِ مُحَمَّدٍ الجندي, وعبد السَّلاَمِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُهَيْلٍ، وَأَحْمَدَ بنِ محمد بن يحيى الأنماطي، ويموت ابن المُزَرَّعِ, وأَممٍ سوَاهُم, وَسَمِعَ وَهُوَ مُرَاهِقٌ, وَطَالَ عُمُرُهُ, وَعلاَ إِسنَادُهُ، وَكَانَ ذَا فَهْمٍ وَمَعْرِفَةٍ. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ, وَعَبْدُ الغنِيِّ بنُ سَعِيْدٍ، وَعبدُ الرَّحْمَنِ بنُ النَّحَّاسِ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمْرٍو الحَدَّادُ، وَيَحْيَى بنُ عَلِيٍّ الطَّحَّانُ, وَمُحَمَّدُ بنُ المغلَّسِ الدَّاوُودِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَبِي الذِّكرِ، وَعَلِيُّ بنُ رَبِيْعَةَ التَّمِيْمِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الطَّفَّالُ, وَخَلْقٌ مِنَ المَغَاربَةِ. وَكَانَ مُحَدِّثُ مِصْرَ فِي زَمَانِهِ. قَالَ يَحْيَى بنُ الطَّحَّانِ: رَوَى عَنْ خلقٍ لاَ أَسْتطيعُ ذكرَهُمْ, مَا رَأَيْتُ عَالِماً أَكثرَ حَدِيْثاً مِنْهُ قَالَ لِي: وُلِدت فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وتوفِّي فِي جُمَادِى الآخرَةِ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "2/ 340"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 903"، والعبر "2/ 355"، وميزان الاعتدال "1/ 490"، ولسان الميزان "2/ 207"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 139"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 71".

والد أبي نعيم

3400- والد أبي نُعَيْم 1: الحَافِظُ الإِمَامُ, أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ, سِبْطُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ البنَّا الزَّاهِدِ، وَولاؤُهُ لآلِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ. رَوَى عَنْ أَبِي خَلِيْفَةَ، وَابنِ نَاجيَةَ, وَعَبْدَانَ الأَهْوَازِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ, وَطَبَقَتِهِم. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِيُّ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائة, وله أربع وثمانون سنة. وَكَانَ صَدُوْقاً عَالِماً, بكَّر بِوَلدِهِ وسَمَّعَه مِنَ الكِبَارِ, وَأخذَ لَهُ إِجَازَةَ الأَصمِّ, وَابنِ دَاسَةَ.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 337"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 50".

ابن الناصح

3401- ابن الناصح 1: الإِمَامُ المُسْنِدُ المُفْتِي, أَبُو أَحْمَدَ, عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ النَّاصِحِ الدِّمَشْقِيُّ الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ المفسِّرِ, نزيلُ مِصْرَ. سَمِعَ أَبَا بكرٍ أَحْمَدَ بنَ عَلِيٍّ المَرْوَزِيَّ، وَعبدَ الرَّحْمَنِ بنَ القَاسِمِ الرَّوَّاسَ، وَعَلِيَّ بنَ غَالِبٍ السَّكْسَكِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه, وَالحَافِظَ عَبْد اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ البَلْخِيّ، وَالجُنَيْدَ بنَ خَلَفٍ السَّمَرْقَنْديَّ, وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ لَقِيَهُم فِي الحَجِّ. انتخبَ عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيُّ, وحدَّث عَنْهُ ابْنُ مَنْدَةَ، وَعَبْدُ الغَنِيِّ بنُ سَعِيْدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي العَوَّامِ، وَأَبُو النُّعْمَانِ تُرَابُ بنُ عُبَيْدٍ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ النَّحَاسِ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ الغَازِي، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ, وَآخرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَكَانَ مِنْ أبنَاءِ التِّسْعِيْنَ. قَرَأْتُ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ عبدِ الرَّحْمَنِ, أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ البُنّ الأَسَدِيُّ, أَخْبَرَنَا جَدِّي, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيُّ, أَخْبَرَنَا تُرَابُ بنُ عُمَرَ, أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بن الناصح, أخبرنا عليّ بنُ غَالِبٍ ببيتِ لهْيَا, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ, حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ قَالَ: "سُئِلَ الحَسَنُ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ, عَنِ الرَّجُلِ يَقُوْلُ: يَا وَلَدَ البَغْلِ. قَالَ: أصرَّح؟ لَيْسَ عليه حد".

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 338"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 51".

القفال الشاشي

3402- القفَّال الشاشي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الفَقِيْهُ الأُصولِيُّ اللُّغَوِيُّ, عَالِمُ خُرَاسَانَ, أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الشَّاشِيُّ الشَّافِعِيُّ القَفَّالُ الكَبِيْرُ, إِمَامُ وَقْتِهِ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ أَعلمَ أَهْلِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ بِالأُصولِ، وَأَكثرَهُم رحلَةً فِي طلبِ الحَدِيْثِ. سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ بنَ خُزَيْمَةَ, وَابنَ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيَّ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ إِسْحَاقَ المَدَائِنِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيَّ، وَأَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ, وَأَبَا عَرُوبَةَ الحَرَّانِيَّ, وَطَبَقَتَهُم. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي الطَّبَقَاتِ: تُوُفِّيَ سنة ست وثلاثين. فهَذَا وَهْمٌ بَيِّنٌ, وَقَدْ أرَّخ وَفَاتَهُ الحَاكِمُ فِي آخِرِ سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِالشَّاشِ. وَكَذَا ورَّخه أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ, وَزَاد أنه وُلِدَ في سنة إحدى وتسعين ومائتين. وَذَكَرَ أَبُو إِسْحَاقَ أَنَّهُ تفقَّه عَلَى ابْنِ سُرَيْجٍ، وَهَذَا وَهْمٌ آخرٌ. مَاتَ ابْنُ سُرَيْجٍ قَبْلَ قدومِ القفَّال بثلاَثِ سِنِيْنَ. قَالَ: وَلَهُ مصنَّفات كَثِيْرَةٌ, لَيْسَ لأَحدٍ مثلُهَا، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ صنَّف الجَدَلَ الحَسَنَ مِنَ الفُقَهَاءِ, وَلَهُ كِتَابٌ فِي أُصولِ الفِقْهِ, وَلَهُ شَرْحُ الرِّسَالةِ, وَعَنْهُ انتشرَ فَقهُ الشَّافِعِيِّ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ. قُلْتُ: مِنْ غَرَائِبِ وَجوهِهِ فِي "الرَّوضَةِ": أنَّ للمريضِ الجمعَ بَيْنَ الصَّلاَتينِ، وَمِنْهَا: أَنَّهُ استحبَّ للكبِيرِ أَن يعقَّ عَنْ نَفْسِهِ, وَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ: لاَ يُعَقُّ عَنْ كَبِيْرٍ. وحدَّث عَنْهُ: ابْنُ مَنْدَةَ, وَالحَاكِمُ, وَالسُّلَمِيُّ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَليمِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ قَتَادَةَ, وَابنُهُ القَاسِمُ الَّذِي صنَّف "التَّقريبَ", وَهُوَ كِتَابٌ مفيدٌ قَلِيْلُ الوقوعِ, ينقلُ مِنْهُ صَاحبُ "النّهَايَةِ" إِمَامُ الحَرَمَيْنِ, وَصَاحبُ "الوسيطِ" فِي كِتَابِ "الرَّهنِ" فوهِمَ وَسمَّاهُ أَبَا القَاسِمِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: وصنَّف أَبُو بَكْرٍ كِتَابَ "دلاَئِلِ النُّبُوَّةِ"، وَكِتَابَ "مَحَاسِنِ الشريعَةِ". وَقَالَ الحَليمِيُّ: كَانَ شيخُنَا القَفَّالُ أَعلمَ مَنْ لَقِيْتُهُ من علماء عصره.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 244"، واللباب لابن الأثير "2/ 174"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 575"، والعبر "2/ 338"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 111"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 51".

قَالَ الشَّيْخُ مُحِي الدِّينِ النَّوَاوِيُّ: إِذَا ذُكرَ القفَّال الشَّاشِيُّ, فَالمرَادُ هُوَ، وَإِذَا قِيْلَ: القفَّال المَرْوَزِيُّ فَهُوَ القَفَّالُ الصَّغِيْرُ الَّذِي كَانَ بَعْدَ الأَرْبَعِ مائَةٍ, قَالَ: ثُمَّ إنَّ الشَّاشِيَّ يتكرَّر ذكرُهُ فِي التَّفْسِيْرِ وَالحَدِيْثِ وَالأُصولِ وَالكَلاَمِ، وَأَمَّا المَرْوَزِيُّ فيتكرَّر فِي الفِقْهيَّاتِ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ الصَّفَّارُ: سَمِعْتُ أَبا سَهْلٍ الصُّعْلُوْكِيُّ، وَسُئِلَ عَنْ تَفْسِيْرِ أَبِي بَكْرٍ القفَّال فَقَالَ: قدَّسَه مِنْ وجهٍ ودَنّسَه مِنْ وَجْهٍ, أَي: دَنَّسه مِنْ جهَةِ نَصْرِهِ للاعتزَالِ. قُلْتُ: قَدْ مَرَّ مَوْتُهُ, والكمال عزيز, وإنما يمدح العالم بكثرة ما له مِنَ الفضَائِلِ, فَلاَ تُدفنُ المَحَاسِنُ لورطَةٍ، ولعلَّه رَجعَ عَنْهَا, وَقَدْ يُغفرُ لَهُ بِاسْتفرَاغِهِ الوسْعَ فِي طلبِ الحَقِّ, وَلاَ قوَّةَ إلَّا بِاللهِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ فِي "شُعبِ الإِيمَانِ": أَنشدَنَا أَبُو نَصْرٍ بنُ قَتَادَةَ, أَنشدنَا أَبُو بَكْرٍ القفَّال: أُوسِّعُ رَحْلِي عَلَى مَنْ نَزَلْ ... وَزَادِي مُبَاحٌ عَلَى مَنْ أَكَلْ نُقَدِّمُ حَاضِرَ مَا عِنْدَنَا ... وَإنْ لَمْ يَكُنْ غَيْر خُبْزٍ وَخَلّ فَأَمَّا الكَرِيْمُ فَيَرْضَى بِهِ ... وَأَمَّا اللَّئيمُ فمن لم أبل

كشاجم

3403- كشاجم 1: شَاعِرُ زَمَانِهِ, يُذكرُ مَعَ المُتَنَبِّي, وَهُوَ أَبُو نصر محمود بن حسين, له ذكرٌ فِي تَارِيْخِ دِمَشْقَ. رَوَى عَنْهُ الحُسَيْنُ بنُ عُثْمَانَ الخِرَقيُّ وَغَيْرُهُ. ديوَانُهُ مَشْهُوْرٌ. وَكَانَ شَاعِراً كَاتِباً منجِّماً, فعُملَ مِنْ حروفِ ذَلِكَ لَهُ اللَّقبُ. وَلَهُ: مُستملحٌ مِنْ كُلِّ أَطْرَافِهِ ... مُسْتَحْسَنُ الإِقْبالِ وَالمُلْتَفَتْ لَوْ بِيْعَتِ الدُّنْيَا وَلَذَّاتُهُا ... بِسَاعَةٍ مِنْ وَصْلِهِ مَا وَفَتْ سُلِّطَتِ الأَلحَاظُ مِنْهُ عَلَى ... جِسْمِي فَلَوْ أَوْدَتْ بِهِ مَا اكْتَفَتْ وَاسْتَعْذَبَتْ رُوحِي هَوَاهُ فَمَا ... تَصْحُو وَلاَ تسلو ولو أتلفت

_ 1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "4/ 336"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 37".

الشرمقاني

3404- الشَّرْمَقاني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الرحَّال الأَدِيبُ الفَقِيْهُ, أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوْنَ بنِ بُنْدَارَ الخُرَاسَانِيُّ الشَّرْمَقَانِيُّ، وَشَرْمَقَانُ: بُلَيْدَةٌ مِنْ عملِ نَسَا. سَمِعَ مِنَ: الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ, وَمُسَدَّدِ بنِ قَطَنٍ, وَابنِ خُزَيْمَةَ، وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَأَبِي عَرُوْبَةَ الحرَّاني، وَأقرَانِهِمْ, وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ جَوْصَا، وَطَائِفَةٍ. حدَّث عَنْهُ الحَاكِمُ، وَأَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ, وَجمَاعةٌ. وَعِنْدِي أَجْزَاءٌ مِنْ فوائده. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ مِنْ أَعِيَانِ مشَايخِ خُرَاسَانَ فِي الفِقْهِ وَالأَدبِ, وَكَثْرَةِ الطَّلَبِ. توفِّي الشَّرْمقَانِيُّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بنُ أَبِي العزِّ البَزَّازُ بِطَرَابُلسَ, أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ يَحْيَى المَخْزُوْمِيُّ, أَخْبَرَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ, أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلعِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الشَّرْمَقَانِيُّ التَّانِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا شُجَاعُ بنُ مخلدٍ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ, وَأَبُو خَيْثَمَةَ قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيِّةَ, عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ, حَدَّثَنِي الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ, عَنْ حُمرَانَ, عَنْ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مِنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أنَّه لاَ إِلهَ إلَّا اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ" 2. قُلْتُ: يدخلُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ مِنْ خَيْرٍ وَشرٍّ، وَعَلَى مَا يتُمُّ عَلَيْهِ مِنْ تعذيبٍ أَوْ عفوٍ.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 326". 2 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 65، 69"، ومسلم "26".

الماسرجسي

3405- الماسَرْجسي 1: الحَافِظُ الكَبِيْرُ الثَّبْتُ الجَوَّالُ الإِمَامُ, أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجسَ النَّيْسَابُوْرِيُّ. وجدُّهُ هُوَ سِبْطُ الحَسَنُ بنُ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ, مَوْلَى ابْنِ المبارك. وأبوه هو أَحْمَدَ, مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ, حدَّثَ بكتَابِ "جُلُودِ السِّبَاعِ" فِي خَمْسَةِ أَجْزَاءٍ, تَأَلِيفِ مُسْلِمٍ عَنْهُ، وَهُوَ كِتَابٌ نفيسٌ بِالمرَّةِ. وتوفِّي عَامَ خَمْسَةَ عَشَرَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَهُوَ بَيْتُ العِلْمِ وَالرِّوَايَةِ وَالحِفْظِ وَالدِّرَايَةِ. ولِدَ أَبُو عَلِيٍّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ مِنْ جدِّه أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ المَاسَرْجِسِيِّ، وَإِمَامِ الأَئِمَّةِ أَبِي بَكْرٍ بنِ خُزَيْمَةَ، وَأَبِي العَبَّاسِ السَّرَّاجِ, وَأَبِي حَامِدٍ بنِ الشَّرْقِيِّ, وَوَالدِهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ. وَارْتَحَلَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ فَأَخَذَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيِّ, وَابنَي المَحَامِلِيِّ, وَخَلْقٍ بِالعِرَاقِ. وَلحقَ بِالشَّامِ بقَايَا أَصْحَابِ هِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَبمِصْرَ أَصْحَابَ يُوْنُسَ بنَ عبدِ الأَعْلَى, وَالمُزَنِيَّ، وَكَتَبَ العَالِيَ وَالنَّازلَ, وَأَطَالَ المكثَ بِمِصْرَ, وَكَتَبَ الفِقْهَ وَالحَدِيْثَ بِهَا، وخرَّج عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ مُستخرجاً حَافلاً, وَعملَ المُسْنَدَ الكَبِيْرَ فِي نَحْوٍ مِنْ وَقْرِ بعيرٍ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ فِي تَارِيْخِهِ: صنَّف المُسْنَدَ الكَبِيْرَ فِي أَلفِ جُزءٍ، وَثَلاَثِ مائَةِ جُزءٍ, يَعْنِي: مهذَّبًا معلَّلًا, قَالَ: وَجمعَ حَدِيْثَ الزُّهْرِيَّ جمعاً لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهِ أَحدٌ, فَكَانَ يحفظُهُ مِثْلَ المَاءِ، وصنَّف المَغَازِيَ وَالقبَائِلَ وَالمشَايخَ وَالأَبْوَابَ, وخرَّج عَلَى صَحِيْحِ البُخَارِيِّ كِتَاباً، وَعَلَى صَحِيْحِ مُسْلِمٍ, وَأَدْرَكَتْهُ المنيَّةُ قَبْلَ الحَاجَةِ إِلَى إِسنَادِهِ، ودُفِنَ عِلمٌ كَثِيْرٌ بِموتِهِ, وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بنَ الحجاج يَقُوْلُ: صنَّفت هَذَا المُسْنَدَ -يَعْنِي: صَحِيحَهُ- مِنْ ثَلاَثِ مائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ مَسْمُوعَةٍ. وَقَالَ الحَاكِمُ فِي مَوْضِعٍ آخَر: صنَّف أَبُو عَلِيٍّ حَدِيْثَ الزُّهْرِيِّ, فَزَادَ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ. قُلْتُ: أَحسبُهُ ظفَرَ بِحَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ لأَحمدَ بنِ صَالِحٍ المِصْرِيِّ. قَالَ الحَاكِمُ: وَعَلَى التَّخمِينِ يَكُونُ مُسندُهُ بِخَطِّ الورَّاقين فِي أكثرَ مِنْ ثَلاَثَةِ آلاف جزء. قلت: يجيء فِي مائَةٍ وَخَمْسِيْنَ مُجَلَّداً. قَالَ: فَعِنْدِي أنَّه لَمْ يصنَّف فِي الإِسلاَمِ مُسندٌ أَكبرُ مِنْهُ، وَعَقَدَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زِيَادٍ مَجْلِساً عَلَيْهِ لقرَاءتِهِ, قَالَ: وَكَانَ مُسْنَدُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بخطِّه فِي بضعةَ عشرَ جُزءاً بعلَلِهِ وَشوَاهِدِهِ, فكتبَهُ النُّسَّاخُ فِي نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ جُزءاً. تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُ أَخيَهِ الإِمَامُ أَبُو الحَسَنِ المَاسَرْجِسِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: هَذَا ممَّنْ لَمْ يقعْ لِي شَيْءٌ مِنْ حَدِيْثِهِ, فلَعَلَّ أنْ يَكُونَ فِي توَالِيفِ البَيْهَقِيِّ شَيْءٌ مِنْهُ.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 81"، والعبر "2/ 336"، وتذكرة الحفاظ "ترجمة 900"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 111"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 50".

الرازي، وعبد الصمد بن محمد

الرازي، وعبد الصمد بن محمد: 3406- الرَّازي: شَيْخُ الشِّيْعَةِ وَمُصنِّفُهُمْ, أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ بُكَيْرٍ الرَّازِيُّ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوْسِيُّ فِي تَاريخِ مصنِّفِي أَصحَابِهِمْ: خرج توقيع من أَبِي مُحَمَّدٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فِيْهِ ذكرُ الرَّازِيِّ, ثُمَّ قَالَ: وصنَّف كتُباً مِنْهَا "التَّارِيْخُ" وَلَمْ يُتِمَّهُ، وَكِتَابُ "المنَاسكِ". أَخذَ عَنْهُ ابْنُ النُّعْمَانِ, يَعْنِي: الشَّيْخَ المُفِيْدَ، وَالحُسَيْنُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ الفَحَّامِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائة. 3407- عبد الصمد بن محمد 1: ابن عبد الله بن حَيُّويه, الإمَامُ الحَافِظُ الرحَّال النَّحْوِيُّ الأَوحَدُ, أَبُو مُحَمَّدٍ, وَأَبُو القَاسِمِ البُخَارِيُّ. حدَّث بِدِمَشْقَ، وَأَمَاكنَ عَنْ سَهْلِ بنِ حَسَنٍ البُخَارِيِّ الحَافِظِ, وَمَكْحُوْلٍ البَيْرُوْتِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَاتمٍ السِّجِسْتَانِيِّ, وَطَبَقَتِهِم. رَوَى عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَتَمَّامٌ الرَّازِيُّ, وَعَبْدُ الغنِيِّ الأَزْدِيُّ، وَغنجَارُ البُخَارِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ بُكَيْرٍ المُقْرِئُ، وَعَلِيُّ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ أَبِي العَقَبِ أَحَدُ شُيُوْخِهِ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ حَرْبٍ الفَقِيْهَ -شَيْخُ أَهْلِ الرَّأْي ببلدِنَا- يَقُوْلُ: كَثِيْراً مَا أَرَى أَصحَابَنَا فِي مَدينَتِنَا هَذِهِ مِنَ الفُقَهَاءِ يَظْلِمُوْنَ المُحَدِّثِيْنَ, كُنْتُ عِنْدَ حَاتمٍ العَتَكِيِّ, فَدَخَلَ عَلَيْهِ شَيْخٌ مِنْ أَصحَابِنَا مِنْ أَهْلِ الرَّأْي, فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَرْوِي أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَّرَ بقرَاءةِ الفَاتِحَةِ خلفَ الإِمَامِ, فقال: قد صَحَّ قوله -عليه السلام, يعني: "لا صلاة إلَّا بفَاتِحَةِ الكِتَابِ" 2 قَالَ: كذبْتَ, إِنَّ الفَاتحَةَ لَمْ تكن في عهد النبي, إِنَّمَا نَزَلَتْ فِي عَهْدِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَيُّويه الحَافِظُ الأَدِيبُ, مِنْ أَعِيَانِ الرحَّالة, قَدِمَ عَليْنَا نَيْسَابُورَ، وَأَقَامَ سَنَواتٍ, ثُمَّ دَخَلَ العِرَاقَ وَمِصْرَ وَالشَّامَ. اسْتخرجَ عَلَى صَحِيْحِ البُخَارِيِّ وجوَّده, اجتمعتُ بِهِ بِبَغْدَادَ وَبُخَارَى. وَقَالَ غنجَارٌ: توفِّي بِالدِّينَوَرِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 42". 2 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "756"، وَمُسْلِمٌ "394"، وَأَبُو دَاوُدَ "822"، وَالتِّرْمِذِيُّ "247"، وَالنَّسَائِيُّ "2/ 137-138" من حديث عبادة بن الصامت، به. وأخرجه مالك "1/ 84-85"، ومسلم "395"، وأبو داود "819"، "820"، "821"، والترمذي "2954"، "2955"، والنسائي "2/ 135-136" من حديث أبي هريرة، به.

ابن حسنويه، وابن شاقلا، والإسماعيلي

ابن حسنويه، وابن شاقلا، والإسماعيلي: 3408- ابن حسنويه: العدلُ المُحَدِّثُ, أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسْنَوَيْه بنِ يُوْنُسَ الهَرَوِيُّ. سَمِعَ الحُسَيْنَ بنَ إِدْرِيْسَ وَطبقَتَهُ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو يَعْقُوْبَ القرَّاب, وَالبَرْقَانِيُّ، وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدوِيُّ, وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ العَبَّاسِ القُرَشِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وثَّقه أَبوَ النَّضْرِ الفَامِيُّ. توفِّي فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3409- ابْنُ شَاقلاَ 1: شَيْخُ الحَنَابلَةِ, أَبُو إِسْحَاقَ, إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ حَمْدَانَ بنِ شَاقلاَ البَغْدَادِيُّ البَزَّازُ. كَانَ رَأْساً فِي الأُصولِ وَالفُروعِ. سَمِعَ مِنْ: دَعْلَجٍ السِّجْزِيِّ, وَأَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، وتفقَّه بِأَبِي بَكْرٍ غُلاَمِ الخلَّال, وتخرَّج بِهِ أَئِمَّةٌ. ماتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائة, وله أربع وخمسون سنة. 3410- الإسماعيلي 2: الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّة الفَقِيْهُ, شَيْخُ الإِسلاَمِ, أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن العَبَّاسِ الجُرْجَانِيُّ الإِسمَاعِيلِيُّ الشَّافِعِيُّ, صَاحبُ "الصَّحِيْحِ", وَشيخُ الشافعية.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 17"، والعبر "2/ 351"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 68". 2 ترجمته في تاريخ جرجان "69-77"، والأنساب للسمعاني "1/ 249"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 108"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 140"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 72"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 897".

مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَتَبَ الحَدِيْثَ بخطِّه وَهُوَ صَبِيٌّ ممِيِّزٌ، وَطَلَبَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَبَعْدَهَا. رَوَى عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ زُهَيْرٍ الحُلْوَانِيِّ، وَحَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الكَاتِبِ، وَيُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ القَاضِي مصنِّف "السُّنَن", وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَسْرُوْقٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى المَرْوَزِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ عُلْوِيَّهُ القَطَّانَ, وَجَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيَّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ مُطَيَّنٌ, وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ شَرِيكٍ, وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ اللَّيْثِ البَصْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ حَيَّانَ بنِ أَزْهَرَ, وَمُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي سُوَيْدٍ, وَعِمْرَانَ بنِ مُوْسَى السَّخْتِيَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ سَمَاعَةَ، وَالفَضْلِ بنِ الحُبَابِ الجُمَحِيِّ, وَبُهلولِ بنِ إِسْحَاقَ خَطِيْبِ الأَنْبَارِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ نَاجيَةَ، وَالحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ, وَأَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيِّ، وَابنِ خُزَيْمَةَ, والسرَّاج, وَالبَغَوِيِّ, وَطَبَقَتِهِم بِخُرَاسَانَ وَالحِجَازِ وَالعِرَاقِ وَالجِبَالِ. وصنَّف تَصَانِيْفَ تَشْهدُ لَهُ بِالإِمَامَةِ فِي الفِقْهِ، وَالحَدِيْثِ عملَ مُسندَ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- في مجلدتين والمستخرج على الصحيح أربع مجلدات، وغير ذلك ومعجمه في مجيليد يكون عن نحو ثلاث مئة شَيْخٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, وَحَمْزَةُ السَّهْمِيُّ, وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدوِيُّ, وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاشَانِيُّ, وَأَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ, وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الطَّبرِيُّ، وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ محمد بن إدريس الجراجرائي، وَعبدُ الصَّمدِ بنُ مُنِيْرٍ العَدْلُ, وَأَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ سبطُهُ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ حَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ يَقُوْلُ: قَدْ كُنْتُ عَزَمْتُ غَيْرَ مَرَّةٍ أَنْ أَرحلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسمَاعِيلِيِّ فلَمْ أُرزَقْ. قُلْتُ: إِنَّمَا كَانَ يُرحلُ إِلَيْهِ لعِلْمِهِ لاَ لعلوٍّ بِالنسبَةِ إِلَى أَبِي الحَسَنِ. قَالَ حَمْزَةُ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ الحَافِظَ بِالبَصْرَةِ يَقُوْلُ: كَانَ الوَاجبُ للشَّيخِ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يصنِّف لِنَفْسِهِ سُنَناً، وَيختَارَ وَيجتهدَ, فَإِنَّهُ كَانَ يقدِرُ عَلَيْهِ لكَثْرَةِ مَا كَتَبَ، وَلغَزَارَةِ عِلْمِهِ وَفَهْمِهِ وَجَلاَلَتِهِ, وَمَا كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يتقيِّد بكتَابِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ, فَإِنَّهُ كَانَ أجَلّ مِنْ أنْ يتَّبِعَ غَيْرَهُ, أَوْ كَمَا قَالَ. قُلْتُ: مِنْ جَلاَلَةِ الإِسمَاعِيلِيِّ أَنْ عَرفَ قَدْرَ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ وَتقيَّدَ بِهِ.

قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ الإِسمَاعِيلِيُّ وَاحدَ عَصْرِهِ, وَشيخَ المُحَدِّثِيْنَ وَالفُقَهَاءَ، وَأَجلَّهُمْ فِي الرَّئَاسَةِ وَالمُروءةِ وَالسَّخَاءِ, وَلاَ خِلاَفَ بَيْنَ العُلَمَاءِ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ وَعقلاَئِهِمْ فِي أَبِي بَكْرٍ. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلَنِي الوَزِيْرُ أَبُو الفَضْلِ جَعْفَرُ بنُ الفَضْلِ بنِ الفُرَاتِ بِمِصْرَ عَنِ الإِسمَاعِيلِيِّ وَسيرَتِهِ وَتَصَانِيْفِهِ, فكُنْتُ أُخْبِرُهُ بِمَا صنَّف مِنَ الكُتُبِ، وَبِمَا جَمَعَ مِنَ المَسَانِيْدِ وَالمقلِّينَ, وَتخريجُهُ عَلَى صَحِيْحِ البُخَارِيِّ، وَجمِيعِ سيرتِهِ, فتعَجَّبَ مِنْ ذَلِكَ وَقَالَ: لَقَدْ كَانَ رزق مِنَ العِلْمِ وَالجَاهِ وَالصِّيتِ الحَسَنِ. قَالَ حَمْزَةُ: وَسَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنْهُم: الحَافِظُ ابْنُ المظفَّرِ يحكُونَ جودَةَ قِرَاءةِ أَبِي بَكْرٍ, وَقَالُوا: كَانَ مقدَّمًا فِي جمِيعِ المجَالِسِ, كَانَ إِذَا حضَرَ مَجْلِساً لاَ يَقرأُ غَيْرُهُ. قَالَ الإِسمَاعِيلِيُّ فِي مُعْجَمِهِ: كتبْتُ فِي صِغَرِي الإِملاَءَ بخطِّي فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَلِي يَوْمَئِذٍ سِتُّ سِنِيْنَ, فَهَذَا يدلُّكَ عَلَى أنَّ أَبَا بَكْرٍ حَرصَ عَلَيْهِ أهلُهُ فِي الصِّغرِ. وَقَدْ حَمَلَ عَنْهُ الفِقْهَ وَلدُهُ أَبُو سَعْدٍ, وَعُلمَاءُ جُرْجَانَ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الفَرَّاءِ, أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ, أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ, أَخْبَرَنَا صَاعِدُ بنُ سَيَّارٍ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيُّ, أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسمَاعِيلِيُّ قَالَ: اعْلَمُوا -رحِمَكُمُ اللهُ- أنَّ مَذَاهبَ أَهْلِ الحَدِيْثِ الإِقرَارُ بِاللهِ وَملاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ, وَقبولُ مَا نَطَقَ بِهِ كِتَابُ اللهِ، وَمَا صحَّت بِهِ الرِّوَايَةُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, لاَ مَعْدِلَ عَنْ ذَلِكَ. وَيعتقِدُوْنَ بأنَّ اللهَ مدعوٌّ بِأَسمَائِهِ الحُسْنَى, وَموصوفٌ بِصفَاتِهِ الَّتِي وُصِفَ بِهَا نَفْسَهُ, وَوَصَفَهُ بِهَا نَبِيُّهُ, خَلَقَ آدَمَ بيَدَيْهِ, وَيدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ بِلاَ اعْتِقَادِ كَيْفٍ, وَاسْتوَى عَلَى العِرشِ بِلاَ كَيْفٍ, وَذكرَ سَائِرَ الاعْتِقَادِ. قَالَ القَاضِي أَبوَ الطِّيِّبِ الطَّبَرِيُّ: دَخَلْتُ جُرْجَانَ قَاصداً إِلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ وَهُوَ حَيٌّ, فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ أَلقَاهُ. قَالَ حَمْزَةُ: وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيَّ يَقُوْلُ: لما ورد نعي محمد بنِ أَيُّوْبَ الرَّازِيِّ بكيْتُ وَصرخْتُ وَمزَّقتُ القمِيصَ, وَوضعْتُ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِي, فَاجتمَعَ عليَّ أَهْلِي وَقَالُوا: مَا أَصَابَك؟ قُلْتُ: نُعِيَ إِليَّ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ, مَنَعْتُمُونِي الارتحَالَ إِلَيْهِ, فَسَلَّوْنِي وَأَذِنُوا لِي فِي الخُرُوْجِ إِلَى نَسَا إِلَى الحَسَنِ بن سفيان، ولم يكن ههنا شعرةٌ, وَأشَارَ إِلَى وَجْهِهِ. قُلْتُ: مَاتَ ابْنُ أَيُّوْبَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ، وَلَيْسَ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ فِي طبقَتِهِ فِي العلوِّ. قَالَ: وَخَرَجتُ إِلَى العِرَاقِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ فِي صُحْبَةِ أَقْرِبَائِي. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَمِعْتُ الإِسمَاعِيلِيَّ يَقُوْلُ: كتبتُ بخطِّي عَنْ أَحْمَدَ بنِ خَالِدٍ الدَّامغَانِي إِملاَءً فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ, وَلاَ أَذْكُرُ صُورَتَهُ. قَالَ حَمْزَةُ: مَاتَ أَبُو بَكْرٍ فِي غُرَّة رَجَبٍ سنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة, عن أربع وتسعين سنة.

السبيعي

3411- السبيعي 1: الشَّيْخُ الحَافِظُ البَارعُ المُسْنِدُ, أَبُو مُحَمَّدٍ, الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ الهَمْدَانِيُّ السَّبِيْعِيُّ الحَلَبِيُّ، وَإِلَيْهِ يُنْسبُ دربُ السَّبِيْعِيِّ بِحَلَبَ. ارْتَحَلَ وَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ حُبَّان، وَعَبْدِ اللهِ بنِ ناجية, والقاسم بنِ زَكَرِيَّا المطَرَّز، وَعُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ الكَاغَديِّ, وَعُمَرَ بنِ أَيُّوْبَ السَّقَطِيِّ, وَأَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ البَرْدِيْجِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيِّ, وَهذهِ الطَّبَقَةِ. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَعَبْدُ الغَنِيِّ الأَزْدِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ، وَأَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ بُكَيْرٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ, وَالمُفِيْدُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ الشِّيْعِيُّ، وَالقَاضِي أَبوَ العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ, وَآخرُوْنَ. وَكَانَ زعراً عَسِراً فِي الرِّوَايَةِ, إلَّا أَنَّهُ مِنْ أَئِمَّةِ النَّقلِ عَلَى تَشيُّعٍ فِيْهِ. وثَّقه ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ. قَالَ ابْنُ أُسَامَةَ الحَلَبِيُّ: لَو لَمْ يَكُنْ للحَلبيِّينَ مِنَ الفَضِيلَةِ إلَّا الحَسَنُ السَّبِيْعِيُّ لكَفَاهُمْ. كَانَ وَجْهاً عِنْدَ الملكِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ, وَكَانَ يُعَظِّمُهُ وَيَزُورُهُ فِي دَارِهِ. قَالَ: وصنَّف لَهُ كِتَابَ "التَّبْصرَةِ فِي فَضْلِ العِتْرَةِ المَطَهَّرَةِ"، وَكَانَ لَهُ بَيْنَ العامَّة سُوقٌ. قَالَ: وَهُوَ الَّذِي وَقَفَ حمَّامَ السَّبِيْعِيِّ عَلَى العَلَوِيِّينَ. قَالَ الحَاكِمُ: سَأَلْتُ السَّبِيْعِيَّ عَنْ حَدِيْثِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ رَجَاءَ فَقَالَ: لَهُ قصَّةٌ, قرأَ عَلَيْنَا ابْنُ نَاجيَةَ مُسندَ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ, فَدَخَلْتُ عَلَى البَاغَنْدِيِّ فَأَخبرتُهُ, فَقَالَ: أَقرأُ عليكُمْ حَدِيْثَ إِسْمَاعِيْلَ بنِ رَجَاءَ عَنِ الشَّعْبِيِّ؟ فنظَرْتُ فِي الجُزءِ فلَمْ أَجِدْهُ, فَقَالَ: اكتُبْ: ذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ, فَقُلْتُ: عَمَّن؟ وَمنعْتُهُ مِنَ التَّدْليسِ فَقَالَ: حدَّثني محمد بن عبيدة الحافظ, حدثنا

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 272"، والعبر "2/ 355"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 898"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 139"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 71".

مُحَمَّدُ بنُ المعلَّى الأَثرمُ، حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ, حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بِشرٍ العَبْدِيُّ, عَنْ مَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ, عَنِ ابْنِ رَجَاءَ, عَنِ الشَّعْبِيِّ, عَنْ فَاطمةَ قصَّةَ الطَّلاَقِ وَالسُّكنَى, ثُمَّ انصرفْتُ إلى حلب, وعندنا بغدادي, فذاكرته فخرج إلى الكوفة، وذاكر بن عُقْدَةَ, فَكَتَبَ عَنْهُ هَذَا الحَدِيْثَ عَنِّي, عَنِ البَاغَنْدِيِّ, ثُمَّ اجتمعْتُ مَعَ فُلاَنٍ -يَعْنِي: الجِعَابِيَّ, فذَاكرتُهُ بِهَذَا, فَلَمْ يعرفْهُ بَعْدَ, ثمَّ سِنِيْنَ اسْتَعَادَنِي بِدِمَشْقَ إِسنَادَهُ بَعْدَ, ثمَّ اجتمعْنَا بِبَغْدَادَ فتذَاكَرنَاهُ فَقَالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَثرمُ, حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ, فذكرْتُ قصَّتي لفُلاَنٍ المُفِيْدُ، وَأَتَى عَلَيْهِ سنُوْنَ, فحدَّث بِالحَدِيْثِ عَنِ البَاغَنْدِيِّ. فَالمذَاكَرَةُ تكشِفُ عُوَارَ مَنْ لاَ يَصْدُقُ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ السَّبِيْعِيُّ ثِقَةً حَافِظاً مُكْثِراً عَسِراً, وَلَمَّا شَاخَ عَزَمَ على التحديث والإملاء, وتهيَّأ فمات. وحدَّث عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ السَّبِيْعِيَّ يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا الوَزِيْرُ ابْنُ حِنْزَابة, فتلقَّوه, فكُنْتُ فِيْمَنْ تلقَّاه, فَعَرفَ إنِّي مُحَدِّثٌ, فَقَالَ لِي: تَعرفُ إِسْنَاداً فِيْهِ أَرْبَعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ, كُلّ وَاحدٍ مِنْهُم عَنْ صَاحِبِهِ, فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيْثَ العُمَالَة الَّذِي عَنْ عُمَرَ, فَعَرفَ لِي ذَلِكَ, وَصَارتْ لِي بِهِ عِنْدَهُ منزلَةً. وَرَوَاهَا الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ. مَاتَ الحَافِظُ السَّبِيْعِيُّ فِي سَابعَ عَشْرَ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ مِنْ أَبنَاءِ التِّسْعِيْنَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ فِي كِتَابِهِ عَنِ الخَلِيْلِ بنِ بَدْرٍ، وَأَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ, أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ, أَخْبَرَنَا ابْنُ بَدْرٍ, أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ, أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ السَّبِيْعِيُّ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الصَّقرِ بنِ ثَوْبَانَ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الحَرَشِيُّ, حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ سِنَانَ, حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ, عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ, عَنِ أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّهَا كَانَتْ تُغَسِّلُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ مُعْتَكَف, يُصْغِي رأْسِهُ إِلَيْهَا فِي حُجْرَتِهَا, وهِي حَائِضٌ". وَفِيْهَا توفِّي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جُمَيْعٍ الغَسَّانِيُّ وَالِدُ أَبِي الحُسَيْنِ بِصَيْدَا، وَبِشْرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُزَنِيُّ بهَرَاةَ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزَّبِيْبِيُّ البَزَّازُ، وَشيخُ المَالِكِيَّةِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ التَّبَّانِ، وَأَبُو زَيْدٍ المَرْوَزِيُّ فَقِيْهُ الزُّهَّادِ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ، والزَّاهد مُحَمَّدُ بنُ خَفِيفٍ شَيْخُ شِيرَازَ، وَمُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ جيَّانَ، وشيخ الحنابلة أبو الحسن التميمي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2031"، ومسلم "297"، وأبو داود "2467".

الآبري

3412- الآبُري 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ, محدِّث سِجِسْتَانَ بَعْدَ ابْنِ حبان, أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَاصِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ الآبُرِّيُّ -بِالمدِّ ثُمَّ الضَّمِّ, مُصَنِّفُ كِتَابِ "منَاقبِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ", منسوبٌ إِلَى قريَةِ آبُر مِنْ عملِ سِجِسْتَاَن. ارْتَحَلَ وَسَمِعَ إِمَامَ الأَئِمَّةِ ابنَ خُزَيْمَةَ، وَأَبَا العَبَّاسِ الثَّقَفِيَّ, وَأَبَا عَرُوبَةَ الحرَّاني، وَمَكْحُوْلاً البَيْرُوْتِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ الهَرَوِيَّ, وَأَبَا نُعَيْمٍ بنَ عَدِيٍّ الجُرْجَانِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الرَّبِيْعِ الجِيْزِيَّ، وَزَكَرِيَّا بنَ أَحْمَدَ البَلْخِيَّ القَاضِي. حدَّث عَنْهُ: يَحْيَى بنُ عَمَّار الوَاعِظُ، وعليَّ بنُ بُشرَى اللَّيْثِيُّ, وَطَائِفَةٌ. مَاتَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَأَحسبُهُ مِنْ أَبنَاءِ الثَّمَانِيْنَ. قَالَ الآبُرِّيُّ: حدَّثنا أَبُو عَرُوبَةَ, حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ زَيْدٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ, حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ, حَدَّثَنِي العَلاَءُ بنُ الحَارِثِ, عَنْ مَكْحُوْلٍ, عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لاَ أَلومُ أَحداً يَنْتَمِي عِنْد خَصْلَتَيْنِ: عِنْدَ سِبَاقِهِ, وَعِنْدَ قِتَالِهِ، وَذَلِكَ أنِّي رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَجْرَى فَرَساً, فَسَبَقَ فَقَالَ: إِنَّهُ لَبَحْرٌ, وَرَأَيتُهُ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ وَقَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ العَوَاتِكِ, انْتَمَى إِلَى جدَّاتِهِ. أَخْبَرَنَا ابْنُ عَسَاكِر, أَنْبَأَنَا أَبُو المظفَّر السَّمْعَانِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو الأَسعدِ, أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ نَاصِرٍ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ بُشْرَى, حدثنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ, حدثنَا عَبْدُ الملكِ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا عمَّار بنُ رَجَاءَ, حَدَّثَنَا الحَفَرِيُّ, عَنْ سُفْيَانَ, عَنِ الأسود بن قيس, عن ثعلبة بن عباد, عَنْ سَمُرَةَ: "أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطَبَ حَتَّى انكَسَفَتِ الشَّمْسُ, فَقَالَ: أَمَّا بعد".

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 89"، واللباب لابن الأثير "1/ 17"، والعبر "2/ 330"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 899"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 46".

الجلودي

3413- الجُلُودي 1: الإِمَامُ الزَّاهِدُ القُدْوَةُ الصَّادِقُ, أَبُو أَحْمَدَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الجُلُودِيُّ, رَاوِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُفْيَانَ الفَقِيْهِ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الله بن شيرويه بن سفيان، وأحمد بن إبراهيم بنِ عَبْدِ اللهِ, وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ, وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ زَنْجَوَيْه القُشَيْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُسَيَّبِ الأَرْغِيَانِيّ، وَأَبِي العبَّاس السَّرَّاجِ, وَعِدَّةٍ, وَلَمْ يَرْحَلْ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارٍ, وَأَبُو سَعِيْدٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ يُوْسُفَ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ فِي تَارِيْخِهِ: مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزَّاهد أَبُو أَحْمَدَ الجُلُودِيُّ -كَذَا سَمَّى أَبَاهُ وَجَدَّهُ, وَقَالَ: هُوَ مِنْ كبارِ عبَّاد الصُّوفيَّةِ. صَحبَ أَصْحَابَ الشَّيْخِ أَبِي حَفْصٍ النَّيْسَابُوْرِيِّ، وَكَانَ يُورِّقُ بِالأُجرَةِ, وَيَأْكُلُ مِنْ كَسْبِ يَدِهِ, وَكَانَ يَنْتحلُ مَذْهَبَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ, وَيَعْرِفُهُ. وَقَالَ الحَاكِمُ أَيْضاً, وسُئِلَ عَنِ الجُلُودِيِّ فقال: كان من أعيان الفقراء الزهاد، وَمِنْ أَصْحَابِ المُعَاملاَتِ فِي التَّصوُّفِ, ضَاعتْ سمَاعَاتُهُ مِنِ ابْنِ سُفْيَانَ, فَنَسخَ البعضَ مِنْ نُسْخةٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِيْهَا سمَاعٌ. قَالَ أَيْضاً: خُتمَ بوَفَاتِهِ سمَاعُ كِتَابِ مُسْلِمٍ, فَإِنَّ كلَّ مَنْ حَدَّث بِهِ بَعْدَهُ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سُفْيَانَ فَإِنَّهُ غَيْرُ ثِقَةٍ. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: رَأَيْتُ نَسَبَه بخطِّ غَيْرِ وَاحدٍ مِنَ الحُفَّاظِ: مُحَمَّدَ بنَ عِيْسَى بنِ عَمْرَوَيْه بنِ مَنْصُوْرٍ. قَالَ الحَاكِمُ: مَاتَ الجُلُوديُّ فِي الرَّابِعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيْنَ. وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ الحِيْرَةِ. قَالَ ابْنُ دِحْيَةَ: اختُلفَ فِي الجُلُوديِّ, فَقِيْلَ: بفَتحِ الجيمِ التفَاتاً إِلَى مَا ذكرَهُ يَعْقُوْبُ فِي إِصلاَحِ المنطقِ، وَنقلَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي الأَدبِ, وَلَيْسَ ذَا مِنْ ذَاكَ فِي شَيْءٍ. إنَّ الَّذِي ذكرَهُ يَعْقُوْبُ هُوَ رَجُلٌ منسوبٌ إِلَى جَلُود: قريَةٌ مِنْ قُرَى إِفريقيَّةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِ عَمْرَوَيْه هَذَا أَعوامٌ عديدةٌ. وَهَذَا متَأخرٌ كَانَ يُحَدِّثُ فِي الدَّارِ الَّتِي تُبَاعُ فِيْهَا الجُلُودُ للسُّلْطَانِ. وَالصَّوَابُ عِنْد النَّحْوِيِّينَ أَنْ يُقَالُ: الجِلْديُّ؛ لأَنَّكَ إِذَا نسَبْتَ إِلَى الجَمْعِ رَددتَ إِلَى الوَاحدِ؛ كقولِكَ: صَحَفيٌّ وَفَرَضيٌّ. قُلْتُ: وتوفِّي فِي سَنَةِ ثَمَانٍ: القَطِيْعِيُّ, وَالخَطِيْبُ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ البُرُوْجِرْديّ الَّذِي حدَّث بِبَغْدَادَ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ ديْزِيلَ، وَإِمَامُ النَّحْوِ أَبُو سَعِيْدٍ الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي القَاضِي بِبَغْدَادَ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي الزّمزَامِ الدِّمَشْقِيُّ الفَرَضيُّ, وَالحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ الآبَنْدُونِيّ, وَالمُقْرِئُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ النَّخَّاسِ البَغْدَادِيُّ, والقاضي عيسى بن حامد الرُّخَّجي، والمعمَّر بنُ عُبيدُوْنَ القُرْطُبِيُّ خَاتمةُ مَنْ رَوَى عَنِ ابْنِ وضَّاحٍ، وَالحَافِظُ أَبُو الحُسَيْنِ الحجَّاجي، وَالفَقِيْهُ أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ مَحْمُوْدٍ الهَرَوِيُّ، وَالأَمِيْرُ البطلُ الموصوفُ بِالشَّجَاعَةِ هِفْتِكين التركي الشرابي, الذي تملَّك دمشق.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 283"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 97"، والعبر "2/ 348"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 133"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 87".

ابن بابويه

3414- ابن بابويه 1: رَأْسُ الإِمَامِيَّةِ, أَبُو جَعْفَرٍ, مُحَمَّدُ ابْنُ العلَّامة عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُوْسَى بن بَابَوَيْه القُمِّي, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ السَّائِرَةِ بَيْنَ الرَّافِضَةِ. يُضْرَبُ بحفظه المثل. يُقَال: لَهُ ثَلاَثُ مائَةِ مصنَّف؛ مِنْهَا: كِتَابُ "دعَائِمِ الإِسلاَمِ", كِتَابُ "الخواتيمِ", كِتَابُ "الملاَهِي", كِتَابُ "غريبِ حَدِيْثِ الأَئِمَّةِ", كِتَابُ "التَّوحيدِ", كِتَابُ "دينِ الإِمَامِيَّةِ" وَلاَ2..... وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ كِبَارِهِمْ ومصنِّفيهم. حدَّث عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ جَمَاعَةٌ مِنْهُم: ابْنُ النُّعْمَانِ المُفِيْدُ, وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الفحّام، وجعفر حسنكية القمي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 89"، والأنساب للسمعاني "10/ 230". 2 كذا بالمطبوعة.

الباهلي، وابن مجاهد، وابن أبي الزمزام

الباهلي، وابن مجاهد، وابن أبي الزمزام: 3415- الباهلي 1: العلَّامة شَيْخُ المتكلِّمِينَ, أَبُو الحَسَنِ البَاهِلِيُّ البَصْرِيُّ, تِلْمِيْذُ أَبِي الحَسَنِ الأَشْعرِيِّ. برَعَ فِي العَقْلِيَّاتِ، وَكَانَ يَقِظاً فَطِناً لَسِناً صَالِحاً عَابِداً. قَالَ ابْنُ البَاقلاَّنِيِّ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو إِسْحَاقَ الإِسْفرَايينِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ فُورَكَ, مَعاً فِي درسِ أَبِي الحَسَنِ البَاهِلِيِّ, كَانَ يدرِّس لَنَا فِي كُلِّ جمعَةٍ مرَّةً, وَكَانَ يُرْخِي السِّتْرَ بينَنَا وَبَيْنَهُ، وَكَانَ مِنْ شِدَّةِ اشتغَالِهِ بِاللهِ مثلَ مجنُوْنٍ أَوْ وَالِهٍ, وَلَمْ يَكُنْ يَعرفُ مَبْلَغَ درسِنَا حَتَّى نذكِّرهُ، وَكُنَّا نسأَلُهُ عَنْ سبَبِ الحجَابِ, فَأَجَابَ بِأَننَا نَرَى السُّوقَةَ، وَهُمْ أَهْلُ الغَفْلَةِ, فَتَرُونِي بِالعينِ الَّتِي تَرَونَهُمْ. حتِّى إِنَّهُ كَانَ يحتجِبُ مِنْ جَارِيَتِهِ. وَقَالَ الأُسْتَاذُ الإِسفرَايينِي: أَنَا فِي جَانِبِ شيخِنَا أَبِي الحَسَنِ البَاهِلِيِّ كقطرَةٍ فِي بَحرٍ، وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَنَا فِي جنبِ الشَّيْخِ الأَشْعَرِيِّ كقطرَةٍ فِي جنبِ بحر. 3416- ابن مجاهد 2: الأُسْتَاذُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ مُجَاهِدٍ الطَّائِيُّ البَصْرِيُّ, صَاحبُ أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيِّ. قَدِمَ بَغْدَادَ وصنَّف التَّصَانِيْفَ، ودرَّس عِلمَ الكَلاَمِ, اشتغلَ عَلَيْهِ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ الطَّيِّبِ. قَالَ الخَطِيْبُ: ذكرَ لَنَا غَيْرُ وَاحدٍ أنَّه كَانَ ثخينَ السترِ, حَسَنَ التديُّن, جمِيلَ الطريقَةِ -رَحِمَهُ اللهُ. وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ يُثنِي عَلَيْهِ ثنَاءً حسناً, وَقَدْ أَدركَهُ بِبَغْدَادَ فِيمَا أحسبُ. 341- ابْنُ أبي الزَّمزام: الإمَامُ المُحَدِّثُ العدلُ, أَبُو عَلِيٍّ, الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَابِرِ بنِ عَلِيٍّ الدِّمَشْقِيُّ الفَرَائِضيُّ الشَّاهدُ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ أَبِي الزَّمزام. سَمِعَ عبدَ الرَّحْمَنِ بنَ الرَّوَّاسِ, وَأَحْمَدَ بنَ المُعَمَّرِ، وَمُحَمَّدَ بنَ يَزِيْدَ بنِ عبدِ الصَّمدِ، وَجَعْفَرَ بنَ أَحْمَدَ بنِ عَاصِمٍ, وَمُحَمَّدَ بنَ المعَافَى الصَّيْدَاوِيَّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ العَسَّالُ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي عصمَةَ، وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ الصَّنَّامِ, وَمُحَمَّدَ بنَ زبَّانَ المِصْرِيَّ, وَالسَّلمَ بنَ مُعَاذٍ, وَخلقاً. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الوَهَّابِ الدَّارَانِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ بُشرَى, وَمكِّيُّ بنُ الغَمْرِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ، وَمكِّيُّ بنُ مُحَمَّدِ المُؤَدِّبُ، وَآخرُوْنَ. وثَّقه عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّاني. وَقَدْ أَمْلَى بِجَامعِ دِمَشْقَ. وَزمزَامٌ بِمُعْجَمَتَيْنِ. توفِّي فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 312". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 343"، والعبر "2/ 358"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 74".

الغضنفر

3418- الغضنفر 1: المَلِكُ, أَبُو تغلبٍ ابْنُ صَاحِبِ المَوْصِلِ نَاصِرِ الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان التَّغْلِبِيُّ. كَانَ بَطَلاً سَائِساً, قبضَ عَلَى أَبِيهِ لَمَّا تسودَن وحَجَبه، وتملَّك المَوْصِلَ, وَحَارَبَ عَضُدَ الدَّوْلَةِ فَعَجِزَ، وَصَارَ إِلَى الرَّحبَةِ, وَهَرَبَ مِنِ ابْنِ عَمِّهِ سَعْدِ الدَّوْلَةِ صَاحِبِ حلبَ، وَمِنْ بنِي كلاَبٍ, فَإِنَّ عَضُدَ الدَّوْلَةِ جرَّأهم عَلَيْهِ, فَوَصلَ إِلَى طَرَفِ الغُوطَةِ, وَقَصَدَ دِمَشْقَ, وضَايَقَهَا, فَمَانَعَهُ قَسَّامٌ فِي أَعْوَانِهِ, فَبَعَثَ كَاتبَهُ إِلَى صَاحبِ مِصْرَ العزيزِ يَسْتَنْجِدُ بِهِ, ثُمَّ تحوَّل إِلَى حَورَانَ, وَفَارَقَهُ ابْنُ عَمِّهِ أَبُو الغِطْرِيْفِ, وَسَارَ إِلَى خدمَةِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ, فَجَاءَ الخَبَرُ مِنَ العزيزِ يطلبُهُ إِلَيْهِ فتردَّد, ثُمَّ نزلَ بطبرِيَّةَ, وَبَعَثَ العزيزُ عسكراً لأَخذِ دِمَشْقَ فَاجتمَع بِهِمْ أَبُو تغلبٍ, ثُمَّ توحَّش مِنْهُ، وتحيِّز, وكان الأمير مفرِّجُ الطَّائِيُّ قَدِ اسْتولَى عَلَى الرَّمْلَةِ, فَاتَّفَقَ مَعَ العَسْكَرِ عَلَى محَاربَةِ أَبِي تغلبٍ، وتَمَّ المَصَافُّ بِالرَّمْلَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ, فَأَسرَهُ مفرِّجٌ ثُمَّ قتلَهُ صَبْراً, وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إلى مصر.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 117"، والعبر "2/ 344"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 131"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 59".

هفتكين

3419- هِفْتكين 1: وَيُقَالُ: أَفْتَكِيْن التُّرْكِيُّ, أَحدُ الشُّجعَانِ وَالأَبطَالِ, مِنْ أُمَرَاءِ سُبُكْتِكين بِالعِرَاقِ. مَاتَ مَخْدُومُهُ سُبكتكينُ بِوَاسِطَ، وَمعَهُم الخَلِيْفَةُ الطَّائِعُ, فتقدَّم هَفْتَكِيْنُ عَلَى الأَترَاكِ، وَحَاربُوا عزَّ الدَّوْلَةِ بخْتِيَارَ بنَ بُوَيْه أَيَّاماً, وَالظَّفرُ للتُّركِ, فَاسْتنجدَ عِزُّ الدَّوْلَةِ بِابْنِ عَمِّهِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ, فَسَارَ هَفْتَكِيْنُ إِلَى الشَّامِ، وَاسْتَوْلَى عَلَى كَثِيْرٍ مِنْهَا, وَنَزَلَ بِظَاهِرِ حِمْصَ, فَسَارَ إِلَيْهِ الأَمِيْرُ ظَالِمُ العُقَيْلِيُّ ليحَاربَهُ, فَبَادرَ هَفْتَكِيْنُ إِلَى دِمَشْقَ بِمكَاتبَةٍ مِنَ الكُبَرَاءِ، وتملَّك وَخطبَ للطَّائِعِ, وَمحَا ذِكْرَ المعزِّ العُبيديِّ, وَجمعَ العسَاكِرَ, وَسَارَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ فَنَزَلَ عَلَى صَيْدَا، وَحَارَبَ المعزيَّةِ, وَكسَرَهُم, وقُتِلَ خَلْقٌ مِنْهُم, وَأُخذَتْ مرَاكِبُهُمْ, فَبَادرَ لِحَرْبِهِ جَوْهرٌ مقدَّم الجُيُوْشِ, فتحصَّن هَفْتَكِيْنُ بِدِمَشْقَ, فَحَاصَرَهُ جَوْهرٌ سَبْعَةَ أَشهرٍ, ثُمَّ بلغَهُ مجِيْءُ القَرَامِطَةَ مِنَ الأَحسَاءِ فتَرَجَّل, فسَاقَ وَرَاءهُ هَفْتَكِيْنَ وَمَعَهُ القرَامِطَةَ, فَالتَقَى الجَمْعَانِ بِعَسْقَلاَنَ, فيحَاصرُهُ هَفْتَكِيْنُ بِهَا خَمْسَةَ عَشَرَ شهراً, ثُمَّ خَرَجَ بِالأَمَانِ وسلَّمَها, فَأَقبلَ العزيزُ صَاحبُ مِصْرَ فِي سَبْعِيْنَ أَلفاً, فتشجَّع هَفْتَكِيْنُ، وَعملَ مَعَهُم المَصَافَّ, وَثَبَّتَ وَبَيَّنَ, ثُمَّ تَفلَّلَ عسكره. وأسر في أول سنة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ, ومَنَّ عَلَيْهِ العزيزُ وَأَعطَاهُ إِمرَةً كَبِيْرَةً، وَصَارَ لَهُ مَوْكِبٌ حَتَّى خَافَهُ الوَزِيْرُ ابْنُ كِلِّسَ, فتحيَّلَ وسَمَّه, وَيُقَالُ: بَلْ مرضَ وَمَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَإِلَى شَجَاعَتِهِ المُنْتَهَى, وَهُوَ مِنْ مَمَالِيْكِ معزِّ الدَّوْلَةِ بنِ بُوَيْه. وَكَانَ العزيزُ قَدْ بذَلَ مائَةَ أَلْفِ دِيْنَارٍ لِمَنْ أَسرَ هَفْتَكِيْنَ, فتحيَّل عَلَيْهِ الأَمِيْرُ مفرِّجُ الطَّائِيُّ، وَأَنْزَلَهُ, ثُمَّ غَدَرَ بِهِ وَأَسْلَمَهُ. وَكَانَ قَدْ كَتَبَ إِلَى عَضُدِ الدَّوْلَةِ أنَّ الشَّامَ قَدْ صَفَا، وَصَارَ فِي يَدِي, وَزَال عَنْهُ حِكمُ العزيزِ, فإنَّ قوَّيْتَنِي بِالمَالِ وَالرِّجَالِ حَاربتُ القَوْمَ فِي دَارِهِمْ, فَأَجَابَهُ عَضُدُ الدَّوْلَةِ بِهَذِهِ الأَلفَاظِ السَّائِرَةِ: غَرَّكَ عِزُّك, فَصَارَ قصَارُ ذَلِكَ ذَلُّكَ, فاخْشَ فَاحِشَ فِعْلِك, فعلَّك بهذا تُهد, والسلام.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 53"، والعبر "2/ 349"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردى "4/ 133"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 67".

الشيرازي

3420- الشيرازي 1: الوَزِيْرُ الأَكملُ, أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ فَسَانْجِسَ الشِّيْرَازِيُّ الكَاتِبُ, كَاتبُ مُعزِّ الدَّوْلَةِ, قلَّدَهُ ديوَانَهُ, وردَّ إِلَيْهِ ضبطَ المَالِ مَعَ وَزيرهِ المُهَلَّبِيِّ، وَنَابَ فِي الوزَارَةِ, فلمَّا مَاتَ معزُّ الدَّوْلَةِ تلقَّب أَبُو الفَرَجِ بِالوزَارَةِ مِنَ المُطِيعِ للهِ, ثُمَّ وَلِيَ الوزَارَةَ لعزِّ الدَّوْلَةِ بنِ المُعزِّ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, ثُمَّ إِنَّهُ عُزلَ بَعْدَ سنَةٍ وَحُبِسَ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الصَّابِي: كَانَ وَقُوْراً فِي المَجْلِسِ, رَاجحَ الحِلْمِ, ديِّناً, حسَنَ الطَّريقَةِ، وَافرَ الأَمَانةِ. وَلأَحمدَ بنِ عَلِيِّ بنِ المُنَجِّمِ يمدَحُ أَبَا الفرج: قُلْ للوَزِيرِ سَلِيْلِ المَجْدِ وَالكَرَمِ ... وَمَنْ لَهُ قَامَتِ الدُّنْيَا عَلَى قَدَمِ وَمَنْ يَدَاهُ مَعاً تَجْرِي نَدَىً وَردَىً ... يُجْرِيْهِمَا حُكْمُ عَدْلِ السَّيْفِ وَالقَلَمِ وَمَنْ إِذَا همَّ أَنْ يُمْضِيْ عَزَائِمَهُ ... رَأَيْتَ مَا يَفْعَلُ الأَقْدَارُ فِي الأُمَمِ لأَنْتَ أَشْهَرُ فِي رَعِيِ الذِّمَامِ وَفِي ... حُكْمِ المَكَارِمِ مِنْ نَارٍ عَلَى عَلَمِ مَاتَ الوَزِيْرُ أَبُو الفَرَجِ فِي شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وثلاث مائة, وله اثنتان وستون سنة.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 198".

الشيرازي، والبكائي

الشيرازي، والبكائي: 3421- الشيرازي 1: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ, أَبُو الفَضْلِ, الَّذِي غَضِبَ عَلَى أَهْلِ بَغْدَادَ لِقَتْلِهِمْ جندَاراً, فَأَمَرَ بِإِلقَاءِ النَّارِ فِي الأَسْواقِ, فَاحترقَ مِنَ النحَّاسين إِلَى السَّمَّاكِينَ، وَاحترقَ عِدَّةٌ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ, وَرَاحَتِ الأَمْوَالُ, دَخَلَ فِي ذَلِكَ الحريقِ مِنْ بيوتِ اللهِ ثَلاَثَةٌ وثلاَثُونَ مَسْجِداً، وَسِتُّ مائَةِ بَيْتٍ وَدكَّانٍ, وَكَثُرَ الدُّعَاءُ عَلَيْهِ, وَشَتَمُوهُ فِي وَجْهِهِ, ثُمَّ قبضَ عَلَيْهِ عِزُّ الدَّوْلَةِ, وطُرِدَ إِلَى الكُوْفَةِ فسُقِيَ سمَّ الذَّرَارِيحِ, فَهلَكَ سَنَةَ بضعٍ وستين وثلاث مائة. 3422- البكائي 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ, مُسْنِدُ الكُوْفَةِ, أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي السري البكائي الكوفي. سَمِعَ فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَبعدَهَا مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ مُطَيَّنٍ، وَأَبِي حَصِيْنٍ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الوَادعِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ فَرَحٍ المفسِّرِ، وَعَبْدِ اللهِ بن بَحْرٍ وَطَائِفَةٍ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو العَلاَءِ صَاعِدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَلَوِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ فَدَّوَيْه, وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَحْمَدَ بنِ بَيَانَ الدَّهَّانُ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ العِجْلِيُّ الحَذَّاءُ, وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى البَكْرِيُّ، وَأَخُوْهُ أَبُو الحُسَيْنِ محمد بن محمد، وأبو عبد الله ابن بَاكَوَيْه الشِّيْرَازِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خرجَةَ النَّهَاوَنْدِيُّ, وَآخرُوْنَ. وَقَالَ ابْنُ خَرجَةَ: مَاتَ شيخُنَا البَكَّائِيُّ فِي ثَالثَ عشرَ ربيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ تسعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: فِيْهَا توفِّي الحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ هَارُوْنَ البَرْذَعِيُّ, رَوَى بِدِمَشْقَ عَنِ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ, وَالحَافِظُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ الجَرَّاحِ, عَنْ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً, لَقِيَ البَغَوِيَّ، وَالحَافِظُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المُسْتَمْلِي البَلْخِيُّ, وَأَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ جَعْفَرِ بنِ الوضَّاح السِّمْسَارُ الحُرَفي، وَالمُقْرِئُ أَبُو الحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ البوَّاب، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مطرفٍ الجَرَّاحِيُّ القَاضِي, وَأَبُو القَاسِمِ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَبَنْك البَجَلِيُّ، وقسَّام الحَارِثِيُّ الجبلِيُّ الترَّاب الَّذِي حَكَمَ عَلَى دِمَشْقَ، وَأَبُو عمْرٍو بنُ حَمْدَانَ الحِيْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ العبَّاس بنِ يَحْيَى الحَلَبِيُّ الأُمَوِيُّ, مَوْلاَهُمْ بِالأَنْدَلُسِ, يَرْوِي عَنْ أَبِي عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيِّ، وَالواعظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ شَاذَانَ الرَّازِيُّ الصُّوْفِيُّ وَالدُ الحَافِظِ أَبِي مَسْعُوْدٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ, وَشيخُ الصَّوْفِيَّةِ أَبُو العَبَّاسِ الوَلِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الوَلِيْدِ الزَّوْزَنِيُّ حَكِيْمُ زمانه.

_ 1 تقدمت ترجمته بتعليقنا رقم "366" في هذا الجزء، وبرقم ترجمة عام "3358". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 270"، والعبر "3/ 2"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 150"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 87".

ابن خميرويه، والأحدب الكاتب

ابن خميرويه، والأحدب الكاتب: 3423- ابن خَمِيرويه 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ العَدْلُ, مُسْنِدُ هَرَاةَ, أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَمِيْرَوَيْه بنِ سَيَّارٍ الهَرَوِيُّ. سَمِعَ عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ الجَكَّاني، وَأَحْمَدَ بنَ نَجْدَةَ, وَأَحْمَدَ بنَ مَحْمُوْدِ بنِ مُقَاتلٍ, وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ عُمَرُ بنُ أَبِي سَعْدٍ, وَأَبُو ذرٍ عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ البَاشَانِيُّ, وَمَنْصُوْرُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْحَاقَ, وَأَبُو يَعْقُوْبَ القَرَّاب, وَمُحَمَّدُ بنُ الفُضَيْلِ الهَرَوِيُّونَ. وثَّقه أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيُّ. توفِّي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ العبَّاس بنُ الفَضْلِ النَّضْرَوِيُّ -بِمُعْجَمَةِ- هَرَوِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الشَّيْبَانِيُّ بِنَيْسَابُوْرَ، وَعَضُدُ الدَّوْلَةِ بنُ بُوَيْه, وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ زوجُ الحرَّةِ، وَمُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ وَصيفٍ, وَأَبُو بكر بن بخيت الدقاق. 3424- الأَحْدَب الكَاتِبُ: كَانَ بِبَغْدَادَ يُزَوِّرُ عَلَى الخُطُوطِ حَتَّى لاَ يَشُكَّ الشَّخْصُ أَنَّهُ خَطّ نَفْسِهِ. قرَّبه عَضُدُ الدَّوْلَةِ، وَبَقِيَ يُوقِعُ بخطِّهِ بَيْنَ مُلُوْكٍ عَلَى حَسْبِ مَا يشتَهِي. مَاتَ سَنَةَ سبعين، وثلاث مائة ببغداد.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 180"، واللباب لابن الأثير "1/ 462"، والعبر "2/ 363".

الطبقة الحادية والعشرون

الطبقة الحادية والعشرون: 3425- أبو زيد المروزي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُفْتِي القُدْوَةُ الزَّاهِدُ, شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ, أبو زيد محمد ابن أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ, رَاوِي "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" عَنِ الفِرَبْرِي. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ المنكَدِري، وَأَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُوْلِيِّ، وَعُمَرَ بنِ عَلَّّك, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيِّ, وَطَائِفَةٍ. وأَكثرَ التِّرْحَال, وَرَوَى الصَّحِيْحَ فِي أَمَاكنَ. حدَّث عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو الحسن الدَّارَقُطْنِيُّ, وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ المَيْدَانِيُّ, وَالهَيْثَمُ بنُ أَحْمَدَ الدِّمَشْقِيُّ الصَّبَّاغُ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ السِّمْسَارِ, وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المَحَامِلِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الأَصِيْلِيُّ، وَآخرُوْنَ. وَقَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ أَحدَ أَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ، وَمِنْ أَحفظِ النَّاسِ لِلمَذْهَبِ, وَأَحسَنِهِمْ نظراً، وَأَزهَدِهِمْ فِي الدُّنْيَا, سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ البَزَّازَ يَقُوْلُ: عَادَلْتُ الفَقِيْهَ أَبَا زَيْدٍ مِنْ نَيْسَابُوْرَ إِلَى مَكَّةَ, فَمَا أَعْلَمُ أنَّ المَلاَئِكَةَ كَتَبتْ عَلَيْهِ خَطِيئَةً. وَقَالَ الخَطِيْبُ: حدَّث أَبُو زَيْدٍ بِبَغْدَادَ, ثُمَّ جَاوَرَ بِمَكَّةَ، وحدَّث هُنَاكَ بِ "الصَّحِيْحِ", وَهُوَ أَجلُّ مَنْ رَوَاهُ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيُّ: وَمِنْهُم أَبُو زَيْدٍ المَرْوَزِيُّ, صَاحبُ أَبِي إِسْحَاقَ المَرْوَزِيِّ. مَاتَ بِمَرْوَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ حَافِظاً لِلمَذْهَبِ, حسنَ النَّظَرِ, مَشْهُوْراً بِالزُّهْدِ. وَعَنْهُ أَخذَ أَبُو بَكْرٍ القفَّال المَرْوَزِيُّ, وَفُقَهَاءُ مَرْوَ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى, أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ, سَمِعْتُ خَالِدَ بنَ عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيَّ, سَمِعْتُ أَبَا سهلٍ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ المَرْوَزِيَّ, سَمِعْتُ الفَقِيْهَ أَبَا زَيْدٍ المَرْوَزِيَّ يَقُوْلُ:

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 314"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 112"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 581"، والعبر "2/ 360"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 76".

كُنْتُ نَائِماً بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمقَامِ, فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا أَبَا زيدٍ, إِلَى مَتَى تدرسُ كِتَابَ الشَّافِعِيِّ، وَلاَ تدرُسُ كِتَابِي, فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، وَمَا كِتَابُكَ؟ قَالَ: جَامِعُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ -يَعْنِي: البُخَارِيِّ. سُئِلَ أَبُو زَيْدٍ: مَتَى لَقِيْتَ الفِرَبْرِيَّ؟ قَالَ: سَنَةَ ثمَانِيَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ الحَاكِمُ: سَمِعَ أَبُو زَيْدٍ بِمَرْوَ أَصْحَابَ عَلِيِّ بنِ حُجْرٍ, وَأَكثَرَ عَنِ المُنْكَدِريّ. وأرَّخ الحَاكِمُ وَفَاتَهُ كَمَا مَضَى. وَلَهُ وُجُوهٌ تُسْتَغْرَبُ فِي المَذْهَبِ. جَاورَ بِمَكَّةَ سَبْعَةَ أَعوامٍ، وَكَانَ فَقيراً يُقَاسِي البردَ وَيَتَكَتَّمُ وَيقنعُ بِاليسيرِ. أَقبلَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا فِي آخِرِ أَيَّامِهِ, فَسقطَتْ أَسنَانُهُ, فَكَانَ لاَ يتمكَّن مِنَ المَضْغِ, فَقَالَ: لاَ بَارَكَ اللهُ فِي نِعْمَةٍ أَقبلَتْ حَيْثُ لاَ نَابَ، وَلاَ نصَابَ, وَعملَ في ذلك أبياتًا.

الأزهري

3426- الأزهري 1: العلَّامة أَبُو مَنْصُوْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الأزهر بن طلحة الأزهري الهَرَوِيُّ اللُّغَوِيُّ الشَّافِعِيُّ. ارْتَحَلَ فِي طَلَبِ العِلْمِ بَعْد أَنْ سَمِعَ بِبلدِهِ مِنَ الحُسَيْنِ بنِ إِدْرِيْسَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيِّ, وَعِدَّةٍ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَابنِ أَبِي دَاوُدَ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَرَفَةَ, وَابنِ السَّرَّاج، وَأَبِي الفَضْلِ المُنْذِرِيِّ, وَتَرَكَ ابنَ دُرَيْدٍ تورُّعًا, فَإِنَّهُ قَالَ: دَخَلتُ دَارَهُ فَأَلْفَيْتُهُ عَلَى كِبَرِ سنِّه سَكْرَانَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُبَيْدٍ الهَرَوِيُّ, مؤلِّف الغَرِيْبَيْنِ, وَأَبُو يَعْقُوْبَ القَرَّاب، وَأَبُو ذرٍ عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ, وَسَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ القُرَشِيُّ, وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاشَانِيُّ، وَآخرُوْنَ. وَكَانَ رَأْساً فِي اللُّغَةِ وَالفِقْهِ, ثِقَةً ثَبْتاً ديِّنًا. فَعَنْهُ قَالَ: امتُحِنْتُ بِالأَسرِ سَنَةَ عَارضَتِ القرَامِطَةُ الحَاجَّ بِالهَبِيرِ, فكُنْتُ لقومٍ يَتَكَلَّمُوْنَ بِطِبَاعِهِم البَدَوِيَّةِ, وَلاَ يكَادُ يُوجدُ فِي مَنْطِقِهِم لحنٌ أَوْ خطأٌ فَاحشٌ, فَبقيتُ فِي أَسرِهِم دَهْراً طَوِيْلاً, وَكُنَّا نَشْتِي بِالدَّهْنَاءِ، وَنَرتبعُ بالصمَّان, وَاسْتفدْتُ مِنْهُمْ أَلفَاظاً جَمَّة. قُلْتُ: وَقَعَ لِي مِنْ عَالِي حَدِيْثِهِ. وَلَهُ كِتَابُ "تهذيبِ اللُّغَةِ" المَشْهُوْرُ، وَكِتَابُ "التَّفْسِيْرِ"، وَكِتَابُ "تَفْسِيْرِ أَلفَاظِ المُزَنِيِّ", وَ"عِلَلُ القراءات"، وكتاب "الروح", وكتاب "الأَسمَاءِ الحُسْنَى"، وَ"شَرْحُ ديوَانِ أَبِي تَمَّام", وَ"تفسيرُ إِصلاَحِ المنطقِ" وَأَشْيَاء. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ ثمان وثمانين سنة.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "17/ 164"، واللباب لابن الأثير "1/ 48"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 639"، والعبر "2/ 356"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 72".

الخياش، والعسكري

الخياش، والعسكري: 3427- الخَيَّاش: الشَّيْخُ الصَّادِقُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلَمَةَ المِصْرِيُّ الخَيَّاش. سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيَّ، وَأَبَا يَعْقُوْبٍ المَنْجَنِيْقيَّ, وَجَمَاعَةً. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الطفَّال, وَغَيْرُهُ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وتوفِّي سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. سمِعْنَا الجُزءَ الخَامِسَ مِنْ حديثه. 3428- العسكري 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُعَمَّرُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ, الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَخْلَدٍ العَسْكَرِيُّ, ثُمَّ البَغْدَادِيُّ الدقَّاق. حدَّث عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى المَرْوَزِيِّ، وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ مَسْرُوْقٍ, وَحَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الكَاتِبِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ, وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الأَزهَرِيُّ, وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخلَّال، وعبد الوَهَّابِ بنُ بَرهَانَ الغزَّال، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ العَتِيْقِيُّ: كَانَ ثِقَةً أَمِيناً, مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: كان فِيْهِ تَسَاهلٌ. قُلْتُ: وَأَخُوْهُ هُوَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْد العَسْكَرِيُّ, الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ بُشْرَى الفاتني.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 100"، والأنساب للسمعاني "8/ 455"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 85"، والعبر "2/ 369"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 148"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 85".

الفهري، والد ابن جميع، وابن التبان

الفهري، والد ابن جميع، وابن التبان: 3429- الفِهْرِيّ 1: أَبْيَضُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبْيَضَ بنِ أَسْوَدَ بنِ نَافِعٍ, الشَّيْخُ أَبُو العَبَّاسِ, وَأَبُو الفَضْلِ القُرَشِيُّ الفِهْرِيُّ المِصْرِيُّ. آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ النَّسَائِيِّ, كَانَ عِنْدَهُ عَنْهُ مجلِسَانِ فَقَط. رَوَى عَنْهُ: الحَافِظُ عَبْدُ الغنِيِّ الأَزْدِيُّ، وَعَبْدُ الملكِ بنُ مِسْكِيْنٍ الشَّافِعِيُّ, وَيَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ الطحَّان, وَجَمَاعَةٌ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وتوفِّي فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَدْ رَوَى عَنْ وَالِدِهِ مُحَمَّدِ بنِ أَبيضَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَّاسِ. 3430- وَالِدُ ابن جُمَيْع 2: العَبْدُ الصَّالِحُ, أَبُو بَكْرٍ, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَحْيَى بنِ جُمَيْع الغَسَّانِيُّ الصَّيدَاوِيُّ، وَالِدُ المحدِّث الرَّحَّالِ أَبِي الحُسَيْنِ. سَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ المعَافَى الصَّيْدَاوِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدَانَ المكِّيِّ, أَخذَ عَنْهُ "موطأَ أَبِي مُصعبٍ", وَرَوَى عَنْ طَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ, وَحفيدُهُ؛ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَحُسَيْنُ بنُ جعفر الجرجاني, وَآخرُوْنَ. وحكَى حفيدُهُ عَنْ خَادمِ جدِّهِ طَلْحَةَ أنَّ جدَّهُ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يقومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ, فَإِذَا صَلَّى الفَجْرَ نَامَ إِلَى الضُّحَى, وَإِذَا صَلَّى الظُّهرَ يركعُ إِلَى العَصْرِ, إِلَى أن قال: وكانت هذه عادته. وقال مُنَجَّى بنُ سُلَيْمٍ: قَالَ لِي الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ: إِنَّ جدَّه صَامَ وَلَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً, يَعْنِي: وَسَرَدَ الصَّوْمَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ سَنَةَ إحدى وسبعين وثلاث مائة. 3431- ابن التبَّان 3: عَالِمُ القَيْرَوَانِ, وَشيخُ المَالِكِيَّةِ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الله بن إسحاق المغربي, ابن التبَّان. قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: ضُرِبَت إِلَيْهِ أَباطُ الإِبِلِ مِنَ الأَمصَارِ؛ لذَبِّه عَنْ مَذْهَبِ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وكان حافظًا بعيدًا من التصنّع والرياء, فصيحًا, كَبِيْرَ القَدْرِ. توفِّي سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 4"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 88". 2 ترجمته في الأنساب "8/ 116". 3 ترجمته في العبر "2/ 360"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 141".

أبو عثمان المغربي

3432- أبو عثمان المَغْرِبِيّ 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ, شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ, أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ سلَّام المَغْرِبِيُّ القَيْرَوَانِيُّ, نزيلُ نَيْسَابُوْرَ. سَافرَ وحَجَّ وَجَاورَ مُدَّةً, وَلَقِيَ مشَايخَ مِصْرَ وَالشَّامِ, وَكَانَ لاَ يظهرُ أَيَّامَ الحَجِّ. قَالَ الحَاكِمُ: خَرجْتُ مِنْ مَكَّةَ متحسِّرًا عَلَى رُؤيَتِهِ, ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا لِمِحْنَةٍ، وقَدِمَ نَيْسَابُوْرَ, فَاعتزلَ النَّاسَ أَوَّلاً, ثُمَّ كَانَ يَحْضُرُ الجَامعَ. وَقَالَ السُّلَمِيُّ: كَانَ أَوحدَ المشَايِخِ فِي طَريقَتِهِ, لَمْ نَرَ مِثلَهُ فِي علوِّ الحَالِ، وَصَوْنِ الوَقْتِ, امتُحِنَ بِسببِ زُورٍ نُسِبَ إِلَيْهِ, حَتَّى ضُربَ وشُهِرَ عَلَى جملٍ, فَفَارقَ الحرمَ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: وَكَانَ من كبار المشايخ, له أحوال وكرامات. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ وَقَدْ سُئِل: الملاَئِكَةُ أَفضلُ أَمِ الأَنْبِيَاءُ؟ فَقَالَ: القُربَ القُربَ, هُمْ أَقربُ إِلَى الحَقِّ وَأَطهرُ. صَحِبَ أَبُو عُثْمَانَ بِالشَّامِ أَبَا الخَيْرِ التِّينَاتِيّ، وَلَقِيَ أَبَا يَعْقُوْبٍ النَّهْرَجُوري. قَالَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لِيَكُنْ تدبُّرك فِي الخلقِ تَدَبُّرَ عِبْرَةٍ، وتدبُّرك فِي نَفْسِكَ تَدَبُّرَ مَوْعِظَةٍ, وَتَدَبُّرُكَ فِي القُرْآنِ تَدَبُّرَ حقيقَةٍ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن} [النِّسَاء: 82] . جَرَّأَكَ بِهِ عَلَى تلاَوتِهِ, وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَكَلَّتِ الأَلسُنُ, عَنْ تلاَوتِهِ. وَقَالَ: مَنْ أَعطَى الأَمَانِيَ نَفْسَهُ قطعَتْها بِالتَّسويفِ وَبَالتَّوَانِي. وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: عُلومُ الدَّقَائِقِ عُلومُ الشَّيَاطينِ، وَأَسلمُ الطُّرقِ مِنَ الاغترَارِ لزومُ الشَّريعَةِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 112"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 122"، والعبر "2/ 365"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 144"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 81".

ابن نباتة

3433- ابن نُبَاتة 1: الإِمَامُ البَلِيغُ الأَوحدُ, خطيبُ زَمَانِهِ, أَبُو يَحْيَى, عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ نُبَاتَةَ الفَارقيُّ, صَاحبُ الدِّيْوَانِ الفَائِقِ فِي الحمدِ وَالوعظِ، وَكَانَ خَطِيْباً بِحَلَبَ لِلملكِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ. وَقَدِ اجتمعَ بِأَبِي الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي. وَكَانَ فَصِيْحاً مفوَّهًا, بَدِيْعَ المَعَانِي, جَزْلَ العِبَارَةِ, رُزِقَ سَعَادَةً تامَّة فِي خُطَبِهِ. وَكَانَ فِيْهِ خَيْرٌ وَصلاَحٌ, رَأَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي نومِهِ, ثُمَّ اسْتيقَظَ وَعَلَيْهِ أَثرُ نورٍ لَمْ يُعهدْ قَبْلُ فِيْمَا قِيْلَ. وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثمَانيَةَ عشرَ يَوْماً، وتوفَّاه اللهُ, فَذكَرَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَفَل فِي فِيْهِ, وَبَقِيَ تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَسْتَطعِمُ بطعَامٍ وَلاَ يشربُ شَيْئاً. وتوفِّي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بميَّافارقين. وَقِيْلَ: لَمْ يَلِ خطَابةَ حلبَ إلَّا بَعْدَ موتِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ بنِ حَمْدَانَ, وَبَلَغَنَا أنَّ عُمُرَهُ لَمْ يبلغِ الأَرْبَعينَ, بَلْ عَاشَ تسعاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. فَاللهُ أَعلمُ. وَلَمْ يصحَّ ذَلِكَ, فَإِنَّهُ ابتدأَ بِتصنيفِ خُطَبِهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ إِذْ ذَاكَ خطيبٌ ممِيِّزٌ, وَجَالسَ المُتَنَبِّي فلعلَّه عَاشَ خَمْسِيْنَ سَنَةً، أَوِ أَكثرَ. ولأبيه رواية.

_ 1 ترجمته في وفيَّات الأعيان "3/ ترجمة 373"، والعبر "2/ 367"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 146"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 83".

أبو الليث، وابن محمويه، وابن الزيات

أبو الليث، وابن محمويه، وابن الزيات: 3434- أبو اللَّيْث: الإِمَامُ الفَقِيْهُ المحدِّث الزَّاهِدُ, أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ السَّمَرْقَنْدِيُّ الحَنَفِيُّ, صَاحبُ كتاب "تنبيه الغافلين" وله كتاب "الفتاوى". يَرْوِي عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ أُنيفَ البُخَارِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَتَرُوجُ عَلَيْهِ الأَحَادِيثُ الموضُوعَةُ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التِّرْمِذِيُّ, وَغَيْرُهُ. نقلتُ وَفَاتُهُ مِنْ خَطِّ القَاضِي شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الحقِّ -أَيَّدَهُ اللهُ, فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خمس وسبعين وثلاث مائة. 3435- ابن محمُويه: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارعُ, أَبُو بَكْرٍ, عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَحمُوَيْه السَّمَرْقَنْدِيُّ. وَكَانَ أَبُوْهُ بغدَادِيّاً, وَجَدُّهُ مَوْصِلِيّاً. وَسَمِعَ هُوَ مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الجمَّالِ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ العُصْفُرِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ محتَاجٍ, وَابنِ خَنْبٍ, وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ, وَطبقَتِهِ. وَكَانَ حَافِظاً مُتْقِناً, جمعَ الأَبْوَابَ وَالشُّيُوْخَ والمقلِّين, وَأَكثرَ وَجَوَّدَ، وَلَوْ طَالَ عُمُرُهُ لكَانَ لَهُ نبأٌ, بَلْ عَاشَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. توفِّي سَنَةَ سِتٍّ وسبعين وثلاث مائة. 3436- ابن الزيَّات 1: الشَّيْخُ الحَافِظُ الثِّقَةُ, أَبُو حَفْصٍ, عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى البَغْدَادِيُّ, ابْنُ الزيات. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ شَرِيكٍ, وَجَعْفَراً الفِرْيَابِيَّ, وَأَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجبَّار، وَعمرَ بنَ أَبِي غَيْلاَنَ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ نَاجيَةَ, وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: البَرْقَانِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخلَّال، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ, وَخَلْقٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ: كَانَ ثِقَةً مُتقناً أَمِيناً, قَدْ جمعَ أَبُواباً وَشُيوخاً. وَقَالَ العَتِيْقِيُّ: كَانَ ثِقَةً أَمِيناً, صَاحِبَ حَدِيْثٍ يحفظُهُ. توفِّي فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ, أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي, أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ الحُسَيْنِ الخفَّاف, أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيَّاتُ, أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ, حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الثَّقَفِيُّ, عَنْ سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "مَنْ بكَّر يَوْمَ الجُمُعَةِ وَابْتَكَرَ, وغسَّل وَاغْتَسَلَ, وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ, فَدَنَا مِنَ الإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ حَتَّى يُصَلِّيَ الجُمُعَةَ, كَفَاهُ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى وَزِيَادَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ" 2. أَبُو أُمَيَّة هُوَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ يعلى -ضعيف, وله إسناد آخر حسن.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 156"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 130"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 917"، والعبر "2/ 370"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 148"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 58". 2 صحيح: أخرجه مسلم "857"، وأبو داود "1050".

ابن السمسار

3437- ابن السِّمْسَار 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّدُوْقُ, محدِّث دِمَشْقَ, أَبُو العَبَّاسِ, مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ الحُسَيْنِ الدِّمَشْقِيُّ السِّمْسَارُ. حدَّث عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ خُرَيْمٍ, وَأَبِي الحَسَنِ بنِ جَوْصَا, وَأَبِي الجَهْمِ بنِ طَلَّاب, وَالقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيِّ, وَابنِ مَخْلَدٍ, وَابنِ الدَّحْدَاحِ الدِّمَشْقِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ السَّرِيِّ الحِمْصِيِّ الحَافِظِ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. رَوَى عَنْهُ: أَخُوْهُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ المُزَنِيُّ, وتَمَّام الرَّازِيُّ, وَمكِّيُّ بنُ الغَمْرِ, وَآخَرُوْنَ. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّاني: كَانَ ثِقَةً نبيلاً حَافِظاً, كتبَ القَنَاطِيْرَ. وَقَالَ المَيْدَانِيُّ: توفِّي فِي رمضان سنة ثلاث وستين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 918"، والعبر "2/ 331"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 106".

ابن قريعة

3437- ابن قُرَيْعَة 1: القَاضِي أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَغْدَادِيُّ الظَّرِيفُ, قَاضِي السِّنْدِيَّة. كَانَ مزَّاحًا خفيفَ الرُّوحِ, أَدِيباً فَاضِلاً, ذكيّاً سريعَ الجَوَابِ. أَخذَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ الأَنبارِيِّ وَغَيْرِهِ. وقُرَيْعَةُ: بقَافٍ, قَيَّدَه ابْنُ مَاكُولاَ. وَكَانَ مُلاَزِماً لِلوزيرِ المهلَّبي فِي مَجَالِسِ اللَّهوِ, وَلَهُ أَجوبَةٌ بَلِيْغَةٌ مسكنة, كَانَ الوَزِيْرُ يُغرِي بِهِ الرُّؤَسَاءَ فَيُبَاسِطُونَهُ. كتبَ لَهُ رَئِيْسٌ: مَا يَقُوْلُ القَاضِي فِي يهوديٍّ زَنَى بِنَصْرَانيَّةٍ, فَوَلَدَتِ ابناً جِسْمُهُ للبَشَرِ، وَوَجْهُهُ للبَقَرِ, فَأَجَابَ: هَذَا مِنْ أَعدلِ الشُّهُودِ عَلَى الخبثاء اليهود, أشربو العِجْلَ فِي صُدُورِهِم حَتَّى خَرَجَ مِنْ أُيُورِهِم, فليُنَطْ برَأْسِ اليَهوديِّ رَأْسُ العِجْلِ, وَيُصلبْ عَلَى عُنُقِ النَّصْرَانيَّةِ الرَّأْسُ والرِّجْل, وَيُسْحَبَا عَلَى الأَرضِ, وينادى عليهما: ظلمات بعضهما فَوْقَ بَعْضٍ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 317"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 117"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 91"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 655"، والعبر "2/ 345".

ابن لؤلؤ

3439- ابن لُؤْلُؤ 1: الإِمَامُ المحدِّث المُسْنِدُ, أَبُو الحَسَنِ, عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ نُصَيْرِ بنِ عَرَفَةَ بنِ لُؤْلُؤٍ البَغْدَادِيُّ الوَرَّاقُ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. سَمِعَ حَمْزَةَ بنَ مُحَمَّدٍ الكَاتِبَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ شَرِيكٍ, وَالفِرْيَابِيَّ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ نَاجيَةَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ هَاشِمٍ البَغَوِيَّ، وزكريَّا بنَ يَحْيَى السَّاجِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ المُجَدِّرِ, وَعِدَّةً. وَعَنْهُ: البَرْقَانِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخلَّال, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ البَرْقَانِيُّ: كَانَ ابْنُ لُؤْلُؤٍ يَأْخذُ عَلَى التَّحدِيْثِ دَانِقَيْن, قَالَ: وَكَانَتْ حَالُهُ حسنَةً مِنَ الدُّنْيَا، وَهُوَ صَدُوْقٌ غَيْر أنه رديء الكتاب, أي: سيء النَّقل، وَقَدْ صحَّف غَيْرَ مَرَّةٍ: عَنْ عُتَيٍّ, عَنْ أُبَيٍّ, فَقَالَ: عَنْ عَنْ عَنْ أَبِي. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ الأَزْهَرِيُّ: ابْنُ لُؤْلُؤٍ ثِقَةٌ. وَقَالَ العَتِيْقِيُّ: توفِّي فِي مُحَرَّمٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ: وَكَانَ أَكثرَ كتُبِهِ بخطِّهِ، وَكَانَ لاَ يَفْهَمُ الحَدِيْثَ, وَإِنَّمَا يُحملُ أمره على الصدق. قَالَ عَلِيُّ بنُ المحسّنِ: حضَرتُ عِنْدَ ابْنِ لُؤْلُؤٍ مَعَ أَبِي الحُسَيْنِ البَيْضَاوِيّ لنقرأَ عَلَيْهِ، وَكَانَ قَدْ ذُكرَ لَهُ عددُ مَنْ يحضرُ، وَدَفَعْنَا إِلَيْهِ درَاهِمَ, فَرَأَى وَاحِداً زَائِداً, فَأَخرجَهُ, فَجَلَسَ الرَّجُلُ فِي الدِّهليزِ، وَجَعَلَ البَيْضَاوِيّ يرفعُ صَوتَهُ لِيُسْمِعَهُ, فَقَالَ ابْنُ لُؤْلُؤٍ: يَا أَبَا الحُسَيْنِ, أَتَعَاطى عليَّ وَأَنَا بغدَادِيٌّ بَابُ طَاقِي ورَّاق, صَاحِبُ حَدِيْثٍ شيعِيٌّ أَزرقٌ كوسجٌ?! ثُمَّ أَمرَ جَاريتَهُ بِأَنَّ تَدُقَّ فِي الهَاونِ أُشنَاناً حتى لا يصل الصوت إلى الرجل.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 89"، والعبر "3/ 4-5"، وميزان الاعتدال "3/ 154"، ولسان الميزان "4/ 256".

ابن صابر

3440- ابن صابر 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ, أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَابرٍ ابن كَاتبٍ البُخَارِيُّ المُؤَذِّنُ. رَوَى عَنْ: صَالِحِ بنِ مُحَمَّدٍ جَزَرَةَ, وَحَامِدِ بنِ سَهْلٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ حُرَيْثٍ, وَالحُسَيْنِ بنِ الوضَّاح, وَطَائِفَةٍ, وَكَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى عَنْ صَالِحٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ غنجَار, وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيْرَازِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ عَلِيٍّ البُخَارِيُّ السنِّي. أرَّخ أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيُّ وَفَاتَهُ فِي سَنَةِ سبع وسبعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 353"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 70".

ابن ياسين

3441- ابن ياسين 1: القَاضِي الإِمَامُ المُحَدِّثُ, أَبُو القَاسِمِ, بِشْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَاسِيْنَ بنِ النَّضْرِ البَاهِلِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الفَقِيْهُ. ذكرَهُ الحَاكِمُ فَقَالَ: كَانَ كَثِيْرَ الذِّكرِ وَالصَّلاَةِ. سَمِعَ ابنَ خُزَيْمَةَ والسَّرَّاج وَأَبَا العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيَّ، وَأَمْلَى مَجَالِسَ, وَكَانَ مكثِرًا لَكِنْ ضيَّعَ أُصُولَهُ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ, وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَروذي, وَجَمَاعَةٌ. توفِّي فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ اثنتَانِ وثمانون سنة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 6"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 91".

ابن كيسان

3442- ابن كَيْسَان 1: الشَّيْخُ الثِّقَة, أَبُو الحَسَنِ, عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ كَيْسَان الحَرْبِيُّ, الَّذِي رَوَى عن يوسف القاضي جزء الزكاة وجزء التَّسْبِيْحِ, مَا رَوَى سوَاهُمَا. حدَّث عَنْهُ: البَرْقَانِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ جَعْفَرٍ السَّلمَاسِي, وَعَلِيُّ بنُ المحسّنِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: قَالَ لَنَا التَّنُوْخِيُّ: أَرَانَا ابْنُ كَيْسَانَ بخطِّ أَبِيْهِ: وُلِدَ عَلِيٌّ وَمُحَمَّدٌ ابنَايَ فِي بطنٍ وَاحِدَةٍ, لَيْلَةَ الجُمُعَةِ لخمسٍ مَضَيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: ثُمَّ مَاتَ أَبُوْهُمَا قَبْلَ الثَّلاَثِ مائَةٍ, وَكَانَ مِنْ جلَّةِ النحويين. وَكَانَ عليُّ هَذَا عَرِيِّاً مِنَ الفَضِيْلَةِ. قَالَ البَرْقَانِيُّ: كَانَ لاَ يُحسنُ يُحَدِّثُ, سَأَلتُهُ أَنْ يقرأَ لِي شَيْئاً مِنْ حَدِيْثِهِ فَأَخَذَ كِتَابَهُ، وَلَم يَدْرِ مَا يَقُوْلُ. فَقُلْتُ لَهُ: سُبْحَانَ اللهِ, حدَّثَكُمْ يُوْسُفُ القَاضِي, فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ, حَدَّثَكُمْ يُوْسُفُ القَاضِي, ثُمَّ قَالَ: إلَّا أَنَّ سمَاعَهُ كَانَ صَحِيْحاً مَعَ أَخِيْهِ. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: سَمِعْتُ مِنْهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: مَا وَقَعَ الخَطِيْبُ بوَفَاتِهِ. فَأَمَّا أَخُوْهُ الأَكبرُ: الإمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ النحوي: فثِقَةٌ عَالِمٌ. سَمِعَ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي, وَبِشْرِ بنِ مُوْسَى. رَوَى عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ. مَاتَ فِي سَنَةِ ثمان وخمسين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 86"، والعبر "2/ 365"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 81".

محمد بن المؤمل

3443- مُحَمَّدُ بن المُؤَمَّل 1: هُوَ الشَّيْخُ المُسْنِدُ المُعَمَّرُ, أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ حيُّويه بنِ المُؤَمَّلِ بنِ أَبِي رَوْضَةَ الكَرَجِيُّ النَّحْوِيُّ, نزيلُ هَمَذَانَ, وَمُسْنِدُ وَقتِهِ إِنْ صدق, فإنه روى عن طبقة كبرى. رَوَى عَنِ: أَسيدِ بنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ, وَإِسْحَاقَ الدَّبَرِي، وَمُحَمَّدِ بنِ المُغِيْرَةَ السُّكَّرِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ ديزيلَ سِيْفَنَّةَ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرٍ الرَّازِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ الهَمَذَانِيِّ الأشَجّ، وَأَبِي مُسْلِمٍ الكَجِّيِّ, وَعِدَّةٍ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ بُنْدَارَ, وَأَبُو طَاهِرٍ بنُ سَلَمَةَ، وَعُمَرُ بنُ مَعْرُوفٍ الهَمَذَانيَّانِ, وَالحُسَيْنُ بنُ محمد الفلاكي, وآخرون. سأله الصقليّ عَنْ سنِّه, فَذكرَ أَنَّهُ ابْنُ مائَةِ سَنَةٍ، وَاثنَتِي عَشْرَةَ سَنَةً. وَقَالَ شِيْرَوَيْه فِي "طبقَاتِ الهَمَذَانِيِّينَ": توفِّي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قال الخطيب: كان غير موثَّق عندهم.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 223"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "18/ 189 "، والعبر "2/ 366" وميزان الاعتدال "3/ 532"، ولسان الميزان "5/ 151"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 82".

النضروي

3444- النَّضْرُوي 1: الثِّقَةُ المُسْنِدُ, أَبُو مَنْصُوْرٍ, العبَّاس بنُ الفَضْلِ بنِ زَكَرِيَّا بنِ نَضْرُوَيْه -بِمُعْجَمَةٍ, النَّضْرَوِيُّ الهَرَوِيُّ. سمع أحمد بن نجدة, والحسن بنِ إِدْرِيْسَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيَّ. وَعَنْهُ: سبطُهُ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدَوِيُّ, وَالبَرْقَانِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ العَبَّاسِ القُرَشِيُّ، وَأَبُو يَعْقُوْب القَرَّابُ. وثَّقه أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بهراة.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 314"، والعبر "2/ 362"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 79".

الأبهري

3445- الأَبْهَرِيّ 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ القَاضِي المُحَدِّثُ, شَيْخُ المَالِكِيَّةِ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ التَّمِيْمِيُّ الأَبْهَرِيُّ المَالِكِيُّ, نَزِيْلُ بَغْدَادَ وَعَالِمُهَا. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ التِّسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ أبا بكر محمد بن محمد الباغندي، وأبا القاسم البغوي, وعبد الله بن زيدان البجلي، وَأَبَا عَرُوبَةَ الحَرَّانِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ تَمَّام البَهْرَانِيَّ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الحَلَبِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ خُرَيْمٍ العُقَيْلِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ الأُشْنَانِيَّ، وَأَبَا عِلِيٍّ مُحَمَّدَ بنَ سَعِيْدٍ الحَافِظَ, وَطَبَقَتَهُم بِالعِرَاقِ وَالشَّامِ وَالجَزِيْرَةِ. وَجَمَعَ وصنَّف التَّصَانِيْفَ فِي المَذْهبِ, وتفَقَّه بِبَغْدَادَ عَلَى أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ القَاضِي, وَوَلَدِهِ أَبِي الحُسَيْنِ. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ, وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ البَادَا, وعلي بن المحسن التنوخي, وأبو محمد الجوهري, وَآخرُوْنَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ إِمَامُ المَالِكِيَّةِ, إِلَيْهِ الرِّحلَةُ مِنْ أَقْطَارِ الدُّنْيَا. رَأَيْت جمَاعَة من الْأَنْدَلُس وَالْمغْرب عَلَى بَابه, وَرَأَيْته يُذَاكر بِالْأَحَادِيثِ الْفِقْهِيَّات، وَيُذَاكرُ بِحَدِيث مَالك, ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ, زَاهدٌ وَرِع. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيُّ: فِيمَا سَمِعْتُ مِنْ عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ, عَنِ الكِنْدِيِّ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ, أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: جَمَعَ أَبُو بَكْرٍ بَيْنَ القِرَاءاتِ وَعلوِّ الإِسنَادِ وَالفِقْهِ الجيِّدِ, وَشَرَحَ مختصرَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَانتشرَ عَنْهُ مَذْهَبُ مَالِكٍ فِي البِلاَدِ. وَذَكَرَهُ القَاضِي عِيَاضٌ فَقَالَ: لَهُ فِي شرحِ المَذْهَبِ تَصَانِيْفٌ, ورَدَّ عَلَى المخَالفينَ, وحدَّث عَنْهُ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ, وَانتشرَ عَنْهُ المَذْهَبُ فِي البِلاَدِ. وَقَالَ أَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ: كَانَ ثِقَةً, انتهَتْ إِلَيْهِ رئاسَةُ مَذْهَبِ مَالِكٍ. وَقَالَ القَاضِي أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ: كَانَ معظَّمًا عِنْدَ سَائِرِ العُلَمَاءِ, لاَ يَشْهَدُ مَحْضَراً إلَّا كَانَ هُوَ المقدَّم فِيْهِ, سُئِلَ أَنْ يَلِيَ القَضَاءَ فَامْتَنَعَ. قُلْتُ: توفِّي فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ. وَقِيْلَ: فِي ذِي القَعْدَةِ, وَعَاشَ بضعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً -رَضِيَ اللهُ عنه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 462"، والأنساب للسمعاني "1/ 125"، واللباب لابن الأثير "1/ 27"، والعبر "2/ 371"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 131"، وشذرات الذهب "3/ 85".

أَخْبَرَنَا طَائِفَةٌ قَالُوا: أَخبرَتْنَا كَرِيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الوَهَّابِ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مَهْدِي الطَّبِيْبُ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المنعمِ الكُرَيْدِيُّ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَبْهَرِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الخَثْعَمِيُّ, حدثنا أبو كريب, حدثنا أبو خَالِدٍ الأَحمرُ, حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ كَيْسَانَ, عَنْ أَبِي حَازِمٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1 وَابنُ مَاجَه مِنْ حَدِيْثِ أَبِي خَالِدٍ سُلَيْمَانُ بن حيان, تَفَرَّدَ به.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "917"، وابن ماجه "1444".

ابن بخيت

3446- ابن بُخَيْت 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ, أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَلَفِ بنِ بُخَيْت العُكْبَري البَغْدَادِيُّ الدَّقَّاقُ. حدَّث عَنْ: خَلَفِ بنِ عَمْرٍو العُكْبَرِيّ صَاحبِ الحُمَيْدِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرِ الطَّبَرِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ صَالِحِ بنِ ذَرِيْحٍ العُكْبَري، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُوْسَى الحَاسِبِ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي دَاوُدَ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدَانَ البَجَلِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ بنِ كَثِيْرٍ البَاهِلِيِّ، وَخَالِدِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ صَاحبِ ابْنِ مَعِيْنٍ, وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ، وَغَيْرِهِم. وَلَهُ جُزءٌ مَشْهورٌ طَبَرْزَدي. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ بَرهَانَ الغزَّالُ, وأبو إسحاق البرمكي, وجماعة. وثَّقه الخَطِيْبُ وَقَالَ: مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرُهُ إِجَازَةً, قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الحريرِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ البَرْمكِيُّ سَنَةَ 445, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بُخِيْتٍ, حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ العُمَرِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ, حَدَّثَنَا ابنُ إِدْرِيْسَ, عَنْ عُبَيْدُ اللهِ, عَنْ نَافِعٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَلَدَ وغَرَّبَ، وأنَّ أَبَا بَكْرٍ جَلَدَ وغَرَّبَ, وَجَلَدَ عُمَرُ وغَرَّبَ"2.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 461"، والعبر "2/ 363"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 79". 2 صحيح: أخرجه الترمذي "1438"، والحاكم "4/ 369"، والبيهقي "8/ 223"، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

ابن مهران

3447- ابن مِهْران 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الثَّبَتُ القُدْوَةُ, شَيْخُ الإِسْلاَمِ, أَبُو مُسْلِمٍ, عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مِهْران بنِ سَلَمَةَ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ محمد بن محمد الباغندي، وأبا القاسم البغوي, وَابنَ أَبِي دَاوُدَ, وَأَبَا عَرُوبَةَ الحرَّاني، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ صَاعِدٍ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ جَوْصَا, وَأَبَا حَامِدٍ بنَ بِلاَلٍ, وَخلقاً كَثِيْراً بِالعِرَاقِ وَالشَّامِ وَالجَزِيْرَةِ وَخُرَاسَانَ، وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ, وَأَقَامَ بِسَمَرْقَنْدَ نَحْواً مِنْ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً. حدَّث عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَذَّاءُ المُقْرِئُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَأَبُو العلاء الواسطي، وآخرون, وكان ممن برز فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ. قَالَ أَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ: كَانَ ثَبْتاً زَاهِداً, مَا رَأَينَا مِثْلَهُ. وَقَالَ الحَاكِمُ: كَانَ أَوْحَدَ عَصْرِهِ فِي عِلْمِ أَهْلِ الحَقَائِقِ، وَلَهُ قَدَمٌ فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْثِ, وَرَد نَيْسَابُوْرَ وَدَخَلَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ, وَأَقَامَ بِهَا, وَجَمَعَ المُسْنَدَ الكَبِيْرَ عَلَى الرِّجَالِ, ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَجَاوَرَ بِهَا. قَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ: وصنَّف أَبُو مُسْلِمٍ أَشيَاءَ كَثِيْرَةً. وَقَالَ الخَطِيْبُ: جَمَعَ أَحَادِيثَ المشَايخِ وَالأَبْوَاب, وَكَانَ مُتْقِناً حَافِظاً مَعَ وَرِع وَزُهْدٍ وتَدَيُّن. ذَكرَهُ لِي أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ يَوْماً فَأَطْنَبَ فِي وَصْفِهِ، وَقَالَ: كَانَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَالشُّيُوْخُ يُعَظِّمُونَهُ. قَالَ الحَاكِمُ: دَخَلْتُ مَرْوَ وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ فَلَمْ أَظفَرْ بِهِ. وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ فِي الحَجِّ طَلَبْتُهُ فِي القَوَافِلِ فَأَخفَى نَفْسَهُ, فَحَجَجْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَعِنْدِي أَنَّهُ بِمَكَّةَ, فَقَالُوا: هُوَ بِبَغْدَادَ, فَاسْتوحَشْتُ مِنْ ذَلِكَ، وَتَطَلَّبْتُهُ, ثُمَّ قَالَ لِي أَبُو نَصْرٍ المَلاَحِمِيُّ بِبَغْدَادَ: هُنَا شَيْخٌ مِنَ الأَبْدَالِ تَشْتَهِي أن تراه؟ قلت: بلى, فذهب بي, فأدخلي خَانَ الصبَّاغين, فَقَالُوا: خَرَجَ, فَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: تجلسُ فِي هَذَا المَسْجَدِ, فَإِنَّهُ يَجِيءُ, فَقَعَدْنَا، وَأَبُو نَصْرٍ لَمْ يَذكرْ لِي مَنْ هُوَ الشَّيْخُ, فَأَقْبَلَ أَبُو نَصْرٍ وَمَعَهُ شَيْخٌ نحيفٌ ضَعِيْفٌ برِدَاءٍ, فسلَّم عليَّ, فَأُلْهِمْتُ أَنَّهُ أَبُو مُسْلِمٍ الحَافِظُ, فَبَيْنَا نَحْنُ نحدِّثه إِذْ قُلْتُ له: وجد الشيخ ههنا من أقاربه أحدًا, قال: الذين أردت

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 299"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 128"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة رقم 910"، والعبر "2/ 369"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 147".

لقاءهم انقرضوا, فقلت له: هل خلَّف إِبْرَاهِيْمُ وَلداً؟ أَعْنِي: أَخَاهُ الحَافِظُ, قَالَ: وَمِنْ أَينَ عَرَفْتَهُ? فَسَكَتُّ, فَقَالَ لأَبِي نَصْرٍ: مَنْ هَذَا الكَهْلُ? قَالَ: أَبُو فُلاَنٍ, فَقَامَ إليَّ وَقُمْتُ إِلَيْهِ, وَشَكَا شَوْقَهُ, وَشَكَوْتُ مِثْلَهُ, وَاشْتَفَيْنَا مِنَ المُذَاكرَةِ، وَجَالستُهُ مِرَاراً, ثُمَّ وَدَّعْتُهُ يَوْمَ خُرُوْجِي, فَقَالَ: يجمعُنَا المَوْسِمُ, فإنَّ عليَّ أَنْ أُجَاورَ, ثُمَّ حجَّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ, وَجَاورَ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَكَانَ يجتهدُ أَنْ لاَ يَظهرَ لِحَدِيْثٍ وَلاَ لغيرِهِ, وَكَانَ أَخُوْهُ إِبْرَاهِيْمُ مِنَ الحفَّاظ الكِبَارِ. أَخْبَرَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو اليَمَنِ الكِنْدِيُّ, أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ, أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ, أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المُقْرِئُ, أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ بنُ مِهْرَانَ, حَدَّثَنَا عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَلَفٍ, سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ, سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُوْلُ: كتبْتُ عَنْ رَجُلَيْنِ مائتَي أَلفِ حَدِيْثٍ؛ إِبْرَاهِيْمَ الفَرَّاء، وَعَبْد اللهِ بنِ أَبِي شَيْبَةَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَغَيْرُهُ: مَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَفِيْهَا توفِّي محدِّث نَيْسَابُوْرَ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَر البَحِيْرِيُّ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ العَسْكَرِيُّ بِبَغْدَادَ, وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ الدَّارِكِيُّ, وَمُحَدِّثُ بَغْدَادَ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الزَّيَّاتِ, وَشَيْخُ المَالِكِيَّةِ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَبْهَرِيُّ، وَمُحَدِّثُ الشَّامِ أَبُو بَكْرٍ يُوْسُفُ بنُ القَاسِمِ المَيَانَجِيُّ, وَالواعظُ صَاحبُ كِتَابِ "تَنْبِيْهِ الغَافِلِيْنَ" أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ الحَنَفِيُّ، وَالمُسْنِدُ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جعفر الخرقي ببغداد.

الفضل بن جعفر

3448- الفَضْلُ بن جَعْفَر 1: ابن محمد بن أبي عاصم, الشَّيْخُ المُسْنِدُ الصَّادِقُ, أَبُو القَاسِمِ التَّمِيْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الطَّرَائِفِيُّ المُؤَذِّنُ, الرَّجُلُ الصَّالِحُ. سَمِعَ نُسْخَةَ أَبِي مُسْهِرٍ وَالوُحَاظِيِّ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ بنِ الرَّوَّاسِ، وَسَمِعَ مِنْ جُمَاهِرِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّمْلَكَانِيِّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ دُحَيْمٍ, وَإِسْحَاقَ بنِ أَحْمَدَ الخُزَاعِيِّ، وَأَبِي شَيْبَةَ دَاوُدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ, وَعِدَّةٍ, وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: تَمَّامٌ الرَّازِيُّ, وَعَبْدُ الغَنِيِّ الأَزْدِيُّ, وَمكِّيُّ بنُ الغَمْرِ, وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الطَيَّانُ، وَأَبُو أُسَامَةَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الهَرَوِيُّ, وَصَالِحُ بنُ أَحْمَدَ المَيَانَجِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ سلوَانَ المَازِنِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ شواشٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ المُزَنِيُّ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَانِيُّ: كَانَ ثِقَةً نَبِيْلاً, حَدَّثَنَا عَنْهُ عِدَّةٌ, تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: هُوَ آخِرُ أَصْحَابِ ابْنِ الرَّوَّاسِ مَوْتاً. وَفِيْهَا مَاتَ شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَيَّاطُ الزَّاهِدُ بِمِصْرَ، وَأَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ العُكْبَرِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِسْحَاقَ القَصَّارُ بِأَصْبَهَانَ، وبُلُكين بنُ زِيْرِي صَاحبُ المَغْرِبِ, وَأَبُو عُثْمَانَ المَغْرِبِيُّ شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ، وَمُحَمَّدُ بنُ حيُّويه بنِ أَبِي رَوْضَةَ الكَرَجِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ كَيْسَانَ الحَرْبِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ الوَاسِطِيُّ ابن السقا.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 366"، وشذات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 81".

الربعي

3449- الرَّبَعِيّ: الشَّيْخ المُحَدِّث الثِّقَة, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بنُ سُلَيْمَانَ بنِ يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ الرَّبَعِي الدِّمَشْقِيُّ البُنْدَارُ. سَمِعَ جَعْفَرَ بنَ أَحْمَدَ بنِ عَاصِمٍ، وَأَحْمَدَ بنَ عَامِرِ بنِ المُعَمَّرِ, وَجُمَاهِرَ بنَ مُحَمَّدٍ الزَّمْلَكَانِيَّ، وَحَاجبَ بنَ أَركينَ, وَمُحَمَّدَ بنَ الفَيْضِ الغَسَّانِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ تَمَّامٍ البَهْرَانِيَّ, وَخلقاً سِوَاهُم. حدَّث عَنْهُ: تَمَّامٌ الرَّازِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ, وَالمُسَدَّدُ بنُ عَلِيٍّ الأُمْلُوْكِيُّ، وَعَبْدُ الغَنِيِّ بنُ سَعِيْدٍ الحَافِظُ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ سَعْدَانَ. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِيُّ: حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ، وَكَانَ ثِقَةً, توفِّي فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: سمِعْنَا جُزءَ الرَّبَعِيّ مِنْ أَصْحَابِ ابْنَي أَبِي لُقْمَةَ, عَنِ ابْنِ عَبْدَانَ, عَنِ ابْنِ أَبِي العلاء المصيصي, عن ابن سعدان, عنه.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 386"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 84".

هلال بن محمد بن محمد

3450- هلال بن محمد بن محمد 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ, أَبُو بَكْرٍ البَصْرِيُّ, ابْنُ أَخِي هِلاَلٍ الرَّازِيُّ. حدَّث عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الكَجِّيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا الغَلاَبِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ المثنَّى, وَأَبِي خَلِيْفَةَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن اليزدي، وَشَيْخُ المُعْتَزِلَةِ أَبُو الحُسَيْنِ البَصْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ زَاذَانَ القَزْوِيْنِيُّ، وَجَمَاعَةٌ لَمْ أَسمعْ فِيْهِ قَدْحاً. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَنْدَةَ: توفِّي سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: لعلَّه قارب المائة.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "4/ 316"، ولسان الميزان "6/ 202".

أبو بكر الرازي

3451- أبو بكر الرازي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُفْتِي المُجْتَهِدُ, عَلَمُ العِرَاقِ, أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيّ الحَنَفِيّ, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. تفقَّه بِأَبِي الحَسَنِ الكَرْخِيِّ، وكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَرحْلَةٍ, لَقِيَ أَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ وَطبقتَهُ بِنَيْسَابُوْرَ, وَعَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ وَدَعْلَجُ بنُ أَحْمَدَ وَطبقتَهُمَا بِبَغْدَادَ, وَالطَّبَرَانِيَّ, وَعِدَّةً بِأَصْبَهَانَ. وصنَّف وَجَمَعَ، وتخرَّج بِهِ الأَصحَابُ بِبَغْدَادَ, وَإِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي مَعْرِفَةِ المَذْهَبِ. قَدِمَ بَغْدَادَ فِي صِبَاهُ فَاسْتوطَنَهَا. وَكَانَ مَعَ برَاعَتِهِ فِي العِلْمِ ذَا زُهْدٍ وتعبُّد, عُرِضَ عَلَيْهِ قَضَاءُ القُضَاةِ فَامْتَنَعَ مِنْهُ, وَيَحْتَجُّ فِي كُتُبِهِ بِالأَحَادِيثِ المتَّصِلَةِ بأَسَانيدِهِ. قَالَ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنَا أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ قَالَ: امتنع القاضي أبو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ المَالِكِيُّ مِنْ أَنْ يلِيَ القَضَاءَ, قَالُوا لَهُ: فَمَنْ يَصْلُحُ؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيُّ, قَالَ: وَكَانَ الرَّازِيُّ يَزِيْدُ حَالُهُ عَلَى مَنْزِلَةِ الرُّهْبَانِ فِي العِبَادَةِ, فَأُرِيْدَ عَلَى القَضَاءِ فَامْتَنَعَ -رَحِمَهُ اللهُ. وَقِيْلَ: كَانَ يمِيلُ إِلَى الاِعتزَالِ، وَفِي توَالِيفِهِ مَا يَدلُّ عَلَى ذَلِكَ فِي رُؤْيَةِ اللهِ وَغيْرِهَا, نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمةَ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ خَمْسٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ اليَشْكُرِيُّ الدِّيْنَوَرِيُّ, وَمُسْنِدُ خُرَاسَانَ أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر الإِسفرَايينِي المُحَدِّثُ, وَمُحَدِّثُ حَلَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ السَّبِيْعِيُّ الحَافِظُ, وَمُحَدِّثُ مِصْرَ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ العَسْكَرِيُّ، وَشَيْخُ العَرَبِيَّةِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَالَوَيْه، وَمُسْنِدُ أَصْبَهَانَ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ فُوَركَ القَبَّابُ، وَإِمَامُ اللُّغَةِ أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الأَزْهَرِ بنِ طَلْحَةَ الأَزْهَرِيُّ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ البَغْدَادِيُّ غُنْدَر الوَرَّاقُ، وَالمُقْرِئُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الرَّازِيُّ الدَّيْبُلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الصَّائِغُ بِأَصْبَهَانَ, ارْتَحَلَ إلى الفريابي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 314"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 150"، والعبر "2/ 354"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 138"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 71".

ابن وصيف

3452- ابن وَصِيف 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الكَبِيْرُ, أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ وَصِيْفٍ الغَزِّيّ. رَاوِي "المُوَطَّأ" عَنِ الحَسَنِ بنِ الفَرَجِ الغَزِّي, صَاحبِ يَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ، وَقَدْ رَوَى أَيْضاً عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الحسن بن قتيبة العسقلاني وغيره. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ المِيمَاسِيُّ, وَطَائِفَةٌ, وَمَا علمْتُ بِهِ بَأْساً. مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ عن سنٍّ عالية.

_ 1 ترجمته في العبر "2/ 362"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 79".

ابن خفيف

3453- ابن خفيف 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَارِفُ الفَقِيْهُ القُدْوَةُ ذُو الفُنُوْنِ, أَبُو عَبْدِ اللهِ, مُحَمَّدُ بنُ خَفِيْفِ بنِ اسفكشَارَ الضَّبِّيُّ الفَارِسِيُّ الشِّيْرَازِيُّ, شَيْخُ الصُّوفِيَّةِ. وُلِدَ قَبْلَ السَّبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ. وحدَّث عَنْ حمَّاد بنِ مُدْرِكٍ وَهُوَ آخِرُ أَصحَابِهِ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ التَّمَّارِ, وَالحُسَيْنِ المَحَامِلِيِّ, وَجَمَاعَةٍ. وتفَقَّه عَلَى أَبِي العَبَّاسِ بنِ سُرَيْج. حدَّث عَنْهُ: أَبُو الفَضْلِ الخُزَاعِيُّ, وَالحَسَنُ بنُ حَفْصٍ الأَنْدَلُسِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ الخَضِرِ الشَّيَّاحُ, وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ البَاقِلاَّنِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بَاكَوَيْه. قَالَ السُّلَمِيُّ: أَقَامَ بِشِيرَازَ, وَأُمُّهُ نَيْسَابُورِيَّةٌ، وَهُوَ اليَوْمَ شَيْخُ المشَايِخِ, وَتَاريخُ الزَّمَانِ, لَمْ

_ 1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 660"، والأنساب للسمعاني "7/ 451"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 112"، والعبر "2/ 360"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 76".

يَبْقَ لِلقومِ أَقدمُ مِنْهُ, وَلاَ أتَمَّ حَالاً, صحب رُوَيْمَ بنَ أَحْمَدَ, وَابنَ عَطَاءٍ، وَلَقِيَ الحَلاَّجَ, وَهُوَ مِنْ أَعْلَمِ المشَايخِ بِعُلُومِ الظَّاهِرِ, مُتَمسِّكٌ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ, فَقِيْهٌ شَافعِيٌّ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ مِنْ لفظِهِ, أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ كَرْمٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ بَاكَوَيْه, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَفِيْفٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى حَمَّادِ بنِ مُدْرِكٍ، وَأَنَا أَسمعُ, حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ, حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنِ أَبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الصَّامِتِ, عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا صَنَعْتَ قِدْراً فَأَكْثِرْ مِنْ مَرَقِهَا, وَانْظُرْ أَهْلَ بيتٍ مِنْ جِيْرَانِكَ, فَأَصِبْهُم بِمَعْرُوفٍ" 1. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى الشِّيْرَازِيُّ: مَا أَرَى التَّصَوُّفَ إلَّا يُخْتَم بِأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ خَفِيْفٍ، وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مِنْ أَولاَدِ الأُمَرَاءِ فتزهَّدَ, حَتَّى قَالَ: كُنْتُ أَجمعُ الخِرَقَ مِنَ المزَابِلِ، وَأَغسِلُهَا, وَأُصْلِحُ مِنْهُ مَا أَلبسُهُ, وَبِقيْتُ أَرْبَعينَ شهراً أُفطرُ كُلَّ لَيْلَةٍ عَلَى كَفّ بَاقِلاَّءٍ, فَافْتَصدتُ, فَخَرَجَ شبهُ مَاءِ اللَّحْمِ, فَغَشِيَ عليَّ, فَتَحَيَّرَ الفَصَّادُ، وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ جَسَداً بِلاَ دَمٍ إلَّا هَذَا. قَالَ ابْنُ بَاكَوَيْه: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الكَبِيْرَ: سَمِعْتُ ابنَ خَفِيْفٍ يَقُوْلُ: نُهِبْتُ فِي البَادِيَةِ، وَجعتُ حَتَّى سَقَطَتْ لِي ثمَانيَةُ أَسنَانٍ, وَانتثرَ شَعْرِي, ثم وَقعتُ إِلَى فَيْد، وَأَقمتُ بِهَا حَتَّى تمَاثلتُ, وَحججتُ, ثُمَّ مضيتُ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، وَدخلتُ الشَّامَ, فنمتُ إِلَى جَانبِ دُكَّانِ صبَّاغ، وَبَاتَ مَعِي فِي المَسْجَدِ رَجُلٌ بِهِ قيَامٌ, فَكَانَ يخرُجُ وَيدخلُ, فَلَمَّا أَصبَحْنَا صَاحَ النَّاسُ, وَقَالُوا: نُقِبَ دُكَّانُ الصَّبَّاغِ وَسُرِقَتْ, فَدَخَلُوا المَسْجَدَ وَرَأَوْنَا, فَقَالَ المَبْطُونُ: لاَ أَدرِي, غَيْرَ أَنَّ هَذَا كَانَ طُولَ اللَّيْلِ يدخُلُ وَيخرجُ, وَمَا خرجتُ إلَّا مرَّةً تطهَّرت, فَجَرُّونِي وَضَرَبُونِي، وَقَالُوا: تكلَّم, فَاعتقدْتُ التَّسْلِيمَ, فَاغتَاظُوا مِنْ سُكُوتِي, فَحَمَلُونِي إِلَى دُكَّانِ الصبَّاغ, وَكَانَ أَثَرُ رِجْلِ اللِّصِّ فِي الرَّمَادِ, فَقَالُوا: ضَعْ رِجْلَكَ فِيْهِ, فَكَانَ عَلَى قَدْرِ رِجْلِي, فَزَادَهُمْ غيظاً، وَجَاءَ الأَمِيْرُ, وَنُصبتِ القِدْرُ وَفِيْهَا الزَّيْتُ يُغْلَى, وَأُحضرتِ السِّكِّينُ، وَمَنْ يقطعُ, فَرَجَعتُ إِلَى نَفْسِي وَإِذَا هِيَ سَاكنةٌ, فَقُلْتُ: إِنْ أَرَادُوا قطعَ يَدِي سَأَلتُهُمْ أَنْ يَعْفُو عَنْ يَمِيْنِي لأَكتبَ بِهَا، وَبَقِيَ الأَمِيْرُ يهدِّدني وَيصولُ, فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَعَرفتُهُ, كَانَ مَمْلُوكاً لأَبِي, فكلَّمني بِالعَرَبِيَّةِ, وَكَلَّمْتُهُ بِالفَارِسِيَّةِ, فَنَظَرَ إليَّ وَقَالَ: أَبُو الحُسَيْنِ, وَبِهَا كُنْتُ أكنَّى فِي صِبَايَ, فضحكْتُ, فَأَخَذَ يَلطُمُ بِرَأْسِهِ وَوَجْهِهِ, وَاشتَغَلَ النَّاسُ بِهِ, فَإِذَا بضجَّة وأنَّ اللُّصوصَ قَدِ أُخِذُوا, فَذَهَبتُ وَالنَّاسُ وَرَائِي وَأَنَا ملَطَّخ بِالدِّمَاءِ جَائِعٌ, لِي أَيَّامٌ لَمْ آكُلْ, فَرَأَتْنِي عجوزٌ فقيرة, فقالت:

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2625" من طريق شعبة، به.

ادْخُلْ, فَدَخَلتُ, وَلَمْ يَرَنِي النَّاسُ, وَغسلتُ وَجْهِي وَيَدِيَّ, فَإِذَا الأَمِيْرُ قَدِ أَقبلَ يَطلُبُنِي, فَدَخَلَ وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ, وجَرَّ مِنْ منطقتِهِ سكِّيناً, وَحَلَفَ بِاللهِ إِنْ أَمسكَنِي أَحدٌ لأقتلنَّ نَفْسِي، وضربَ بِيَدِهِ رَأْسَهُ وَوَجْهَهُ مائَةَ صفعَةٍ, حَتَّى منعتُهُ أَنَا, ثُمَّ اعتذرَ وَجَهَدَ بِي أَنْ أَقبلَ شَيْئاً, فَأَبيتُ، وَهربتُ لِيَومِي, فحدَّثت بَعْضَ المشَايخِ فَقَالَ: هَذَا عقوبَةُ انفرَادِكَ. فَمَا دَخَلتُ بَلَداً فِيْهِ فُقَرَاءٌ إلَّا قَصَدْتُهُم. قَالَ ابْنُ بَاكَوَيْه: سَمِعْتُ ابنَ خَفِيْفٍ -وَقَدْ سأَلَهُ قَاسِمُ الإِصْطَخْرِيُّ عَنِ الأَشعرِيِّ- فَقَالَ: كُنْتُ مرَّةً بِالبَصْرَةِ جَالِساً مَعَ عَمْرِو بنِ عَلَّوَيْه عَلَى سَاجَةٍ فِي سَفِيْنَةٍ, نتذَاكَرُ فِي شَيْءٍ, فَإِذَا بِأَبِي الحَسَنِ الأَشعرِيِّ قَدْ عَبَر وسَلَّم عَلَيْنَا, وَجَلَسَ فَقَالَ: عَبَرْتُ عليكُمْ أَمسُ فِي الجَامعِ, فرَأَيتُكُمْ تتكلَّمُوْنَ فِي شَيْءٍ, عرفتُ الأَلفَاظَ وَلَمْ أَعرف المَغْزَى, فَأُحبُّ أَنْ تعيدُوهَا عليَّ, قُلْتُ: وَفِي أَيِّ شَيْءٍ كنَّا؟ قَالَ: فِي سُؤَالِ إِبْرَاهِيْمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} [البَقَرَة: 260] وَسؤَالِ مُوْسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْك} [الْأَعْرَاف: 143] . فَقُلْتُ: نَعَمْ. قُلْنَا: إنَّ سُؤَالَ إِبْرَاهِيْمَ هُوَ سُؤَالُ مُوْسَى, إلَّا أَنَّ سُؤَالَ إِبْرَاهِيْمَ سُؤَالُ متمكِّن، وَسؤَالَ مُوْسَى سُؤَالُ صَاحِبِ غَلَبَةٍ وَهَيَجَانٍ, فَكَانَ تصريحاً، وَسؤَالُ إِبْرَاهِيْمَ كَانَ تعريضاً, وَذَلِكَ أَنَّهُ قَالَ: {أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} فَأَرَاهُ كيفيَّةَ المَحْيَى، وَلَمْ يُرِهِ كيفيَّةَ الإِحيَاءِ؛ لأَنَّ الإِحيَاءَ صفتُهُ تَعَالَى, وَالمَحْيَى قُدرَتُهُ, فَأَجَابَهُ إِشَارَةً كَمَا سأَلَهُ إِشَارَةً, إلَّا أَنَّهُ قال في الآخر {وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ} فَالعزيزُ المنيعُ. فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ: هَذَا كَلاَمٌ صَحِيْحٌ, ثُمَّ إِنِّيْ مشيتُ مَعَ أَبِي الحَسَنِ، وَسَمِعْتُ منَاظرتَهُ, وَتعجَّبْتُ مِنْ حُسْنِ منَاظرتِهِ حِيْنَ أَجَابَهُم. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ الفَسَوِيُّ: صنَّف شيخُنَا ابْنُ خَفِيْفٍ مِنَ الكُتُبِ مَا لَمْ يصنِّفْهُ أَحدٌ، وَانتفعَ بِهِ جَمَاعَةٌ صَارُوا أَئِمَّةً يُقْتَدَى بِهِمْ, وعُمِّر حَتَّى عمَّ نفعُهُ البلدَانَ. قَالَ أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ خَادمُ ابْنِ خَفِيْفٍ: سَمِعْتُ الشَّيْخ يَقُوْلُ: سَأَلنَا يومًا أبو العباس ابن سُرَيْجٍ بِشِيرَازَ، وَنَحْنُ نحضرُ مَجْلِسَهُ للفِقْهِ, فَقَالَ: أَمحبَّةُ اللهِ فرضٌ أَوْ لَا؟ فَقُلْنَا: فرضٌ. قَالَ: مَا الدَّلِيْلُ؟ فَمَا فِيْنَا مَنْ أَجَابَ بِشَيْءٍ, فسأَلنَاهُ فَقَالَ: قولُهُ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُم} إِلَى قولِهِ: {أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِه} [التَّوبة: 24] . قَالَ: فَتَوَعَّدَهُم اللهُ عَلَى تفْضِيْلِ محبَّتِهِم لِغيرِهِ عَلَى مَحَبَّتِهِ، وَالوعيدُ لاَ يقعُ إلَّا عَلَى فرضٍ لاَزمٍ. قَالَ ابْنُ بَاكَوَيْه: سَمِعْتُ ابنَ خَفِيْفٍ يَقُوْلُ: كُنْتُ فِي بِدَايَتِي رُبَّمَا أَقرأُ فِي رَكْعَةٍ وَاحدَةٍ عَشْرَةَ آلاَفِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} وَرُبَّمَا كُنْتُ أَقرأُ فِي رَكْعَةٍ القُرَآنَ كُلَّهُ.

ورُوِيَ عَنِ ابْنِ خَفِيْفٍ أَنَّهُ كَانَ بِهِ وَجعُ الخَاصِرَةِ, فَكَانَ إِذَا أَصَابَهُ أَقعَدَهُ عَنِ الحركَةِ, فَكَانَ إِذَا نُودِيَ بِالصَّلاَةِ يُحْمَلُ عَلَى ظَهرِ رَجُلٍ, فَقِيْلَ لَهُ: لَوْ خفَّفْتَ عَلَى نَفْسِكَ, قَالَ: إِذَا سمِعتُمْ حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ وَلَمْ تَرَوْنِي فِي الصَّفِّ فَاطلُبُونِي فِي المَقْبَرَةِ. قَالَ ابْنُ بَاكَوَيْه: سَمِعْتُ ابنَ خَفِيْفٍ يَقُوْلُ: مَا وَجبَتْ عليَّ زَكَاةُ الفِطْرِ أَرْبَعينَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ بَاكَوَيْه: نظرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ خَفِيْفٍ يَوْماً إِلَى ابْنِ مكتومٍ، وَجَمَاعَةٍ يكتبُوْنَ شَيْئاً, فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: نكتُبُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: اشتغِلُوا بتعلُّمِ شَيْءٍ، وَلاَ يغرنَّكم كَلاَمُ الصُّوْفِيَّةِ, فَإِنِّي كُنْتُ أُخبِّئُ مِحْبرَتِي فِي جيبِ مَرقَعِي، وَالورقَ فِي حُجزَةِ سَرَاويلِي، وَأَذهبُ فِي الخِفْيَةِ إِلَى أَهْلِ العِلْمِ, فَإِذَا عَلِمُوا بِي خَاصَمُونِي، وَقَالُوا: لاَ يفلِحُ, ثُمَّ احتَاجُوا إِلِيَّ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ هَذَا الشَّيْخُ قَدْ جمعَ بَيْنَ العِلْمِ وَالعَمَلِ وَعُلوِّ السَّنَد والتمسُّك بالسُّنَن، ومُتِّعَ بِطُولِ العُمُرِ فِي الطَّاعَةِ. يُقَالُ: إِنَّهُ عَاشَ مائَةَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَ سِنِيْنَ, وَانتقلَ إِلَى اللهِ تَعَالَى فِي لَيْلَةِ الثَّالِثِ مِنْ شهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَالأَصحُّ أَنَّهُ عَاشَ خمساً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَازدحَمَ الخلْقُ عَلَى سَرِيْرِهِ، وَكَانَ أَمراً عجيباً، وَقِيْلَ: إِنَّهُمْ صَلَّوا عَلَيْهِ نَحْواً مِنْ مائَةِ مرَّةٍ, وَفِيْهَا مَاتَ بجُرْجَانَ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَالصَّالِحُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جُمَيْعٍ الغَسَّانِيُّ الصَّيْدَاوِيُّ وَالدُ صَاحبِ المُعْجَمِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلَمَةَ المِصْرِيُّ الخيَّاشُ، وَالحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ السَّبِيْعِيُّ بِحَلَبَ، وَالقَاضِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ الميمَذي, الرَّاوِي عَنْ مُحَمَّدِ بنِ حَيَّانَ المَازِنِيِّ, لكنَّهُ تَالِفٌ، وَبِشْرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُزَنِيُّ الهَرَوِيُّ، وَمُقْرِئُ الوَقْتِ أَبُو العَبَّاسِ الحَسَنُ بنُ سَعِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ العبَّادَانِيُّ المطَوِّعِيُّ عَنْ مائَةِ عَامٍ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ البَادُ, الشَّاهدُ لَهُ عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ الحَرَّانِيِّ، وَمُفْتِي المَغْرِبِ أَبُو سَعِيْدٍ, وَأَبُو نَصْرٍ خلف بن عمر القيراوني المَالِكِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ بيَانَ الزَّبيبِيُّ البَزَّازُ عَنْ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً, وَشَيْخُ المَالِكِيَّة بِالقَيْرَوَانِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ التَّبَّانِ, وَرَئِيْسُ الحنبليَّةِ أَبُو الحَسَنِ التَّمِيْمِيُّ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الحَارِثِ, وَالعَلاَّمَةُ أَبُو زَيْدٍ المَرْوَزِيُّ الزَّاهِدُ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ البَغْدَادِيُّ الصَّفَّارُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ جيَّانَ -بِجيمٍ- البَغْدَادِيُّ الخَلاَّلُ أَحَدُ الثِّقَاتِ، وَشَاعِرُ الأَنْدَلُسِ أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بنُ هُذيلٍ المَالِكِيُّ.

أبو الفتح الأزدي

3454- أبو الفتح الأزدي 1: الحَافِظُ البَارعُ, أَبُو الفَتْحِ, مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بن أحمد بن عبد الله بنِ بُرَيْدَةَ الأَزْدِيُّ المَوْصِلِيُّ, صَاحبُ كِتَابِ "الضُّعَفَاءِ"، وَهُوَ مجلَّد كَبِيْرٌ. حدَّث عَنْ: أَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيِّ، وَأَحْمَد بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدَانَ البَجَلِيِّ, وَعَلِيِّ بنِ زَاطيَا، وَعَبْدِ اللهِ بن إِسْحَاقَ المَدَائِنِيِّ، وَطريفِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ صَاحبِ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ، وعبَّاد بنِ عَلِيٍّ السِّيْرِيْنِيِّ, وَإِسْمَاعِيْلَ الحَاسِبِ، وَحَمْدَانَ بنِ عَمْرٍو الوَرَّاقِ المَوْصِلِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ سرَاجٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيِّ، وَالهَيْثَمِ بنِ خَلَفٍ الدُّوْرِيِّ، وَأَبِي عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيِّ, وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَطَبَقَتِهِم. حدَّث عَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَأَبُو إِسْحَاقَ البَرْمكِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الفَتْحِ بنِ فَرْغَانَ, وَآخرُوْنَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ حَافِظاً, صنَّف فِي عُلُومِ الحَدِيْثِ، وَسَأَلتُ البَرْقَانِيَّ عَنْهُ فضعَّفه, وَحَدَّثَنِي أَبُو النَّجِيْبِ عَبْدُ الغفَّارِ الأُرْمَوِيُّ, قَالَ: رَأَيْتُ أَهْلَ المَوْصِلِ يوهِّنون أَبَا الفَتْحِ، وَلاَ يعدُّوْنَهُ شَيْئاً. قَالَ الخَطِيْبُ: فِي حَدِيْثِهِ مَنَاكِيرُ. قُلْتُ: وَعَلَيْهِ فِي كِتَابِهِ فِي "الضُّعَفَاءِ" مُؤَاخذَاتٌ, فَإِنَّهُ ضعَّف جَمَاعَةً بِلاَ دليلٍ, بَلْ قَدْ يَكُونُ غَيْرُهُ قَدْ وثَّقهم. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أربع وسبعين وثلاث مائة. وَفِيْهَا مَاتَ محدِّث دِمَشْقَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ يُوْسُفَ الرَّبَعِيُّ البُنْدَارُ، وَخطيبُ الخُطَبَاءِ أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بن إسماعيل بن نباتة الفارقي صاحب "الديوان" فِي الخُطَبِ، وَالقَاضِي أَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَكا الحَنَفِيُّ بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبُو يعقوب إسحاق بن سعيد ابن الحَافِظِ الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ النَّسوِيُّ. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ, أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ, أخبرنا يحيى بن أسعد, وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ, عَنِ ابْنِ أَسْعَدَ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ القَادرِ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بن عمر

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 243"، والأنساب للسمعاني "1/ 198"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 125"، والعبر "2/ 367"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 908"، وميزان الاعتدال "3/ 523"، ولسان الميزان "5/ 139"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 84".

البَرْمكِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ بُرَيْدَةَ, حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى, حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ, حَدَّثَنَا دُرُسْت بنُ حَمْزَةَ, عَنْ مَطَرِ الوَرَّاقِ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنِ أَنَسٍ, عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا مِنْ عَبْدَيْنِ متحابَّيْن يَسْتَقْبِلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَيُصَافِحَهُ، وَيُصَلِّيَانِ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, إلَّا لَمْ يتفرَّقا حَتَّى يَغُفَرَ لَهُمَا ذُنُوبَهُمَا؛ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تأخَّر". هَذَا حَدِيْثٌ غريبٌ منكرٌ. أَخرجَهُ البُخَارِيُّ فِي كِتَابِ "الضُّعَفَاءِ" عَنْ خَلِيْفَةَ فِي تَرْجَمَةِ دُرُست, وَقَالَ: لاَ يُتَابعُ عَلَيْهِ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيْفٌ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ, أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو سَعْدٍ بنُ أَبِي عَصْرُوْنٍ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ طَوْقٍ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الفَتْحِ بن فَرْغَانَ, أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ بُرَيْدَةَ, فَذَكَرَ أحاديث.

ابن السقاء

3455- ابن السَّقَّاء 1: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارعُ الثِّقَةُ, أَبُو عَلِيٍّ, مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنٍ الإِسْفَرَايينِيّ, تِلْمِيْذُ الحَافِظِ أَبِي عَوَانَةَ, كَانَ ذَا رحلَةٍ وَاسِعَةٍ. حدَّث عَنْ أَبِي عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ صَاعِدٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ زبَّانَ المِصْرِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ جَوْصَا, وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مبشرٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ الإِسْفَرَايينِي, وَطَبَقَتِهِم. وَكَانَ علَّامة صَالِحاً خَيِّراً وَاعِظاً, مِنْ كِبَارِ الفُقَهَاءِ الشَّافِعِيَّةِ. رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ -أَحدُ مشيخَةِ البَيْهَقِيِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَأَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ مِنَ المعروفينَ بكَثْرَةِ الحَدِيْثِ وَالرِّحْلَةِ وَالتَّصنِيْفِ وَصُحبَةِ الصَّالِحِيْنَ, وَمِنَ الحفَّاظ الجوَّالين. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرْنَا ابْنُ روزبَةَ, أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ, أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ ببُوشَنْج, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظُ إِملاَءً بِإِسْفَرَايينَ, حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى المَقْدِسِيُّ, حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُشَيْرِيُّ, حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً نَاوَلَهُ رَجُلٌ رَيْحَانَةً, فردَّها, فَأَخَذَهَا ابْنُ عُمَرَ, فقَبَّله وَوَضَعَهُ عَلَى عَيْنِهِ, ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "إن هَذِهِ الرَّيَاحِيْنَ الطَّيِّبَةَ مِنْ نَبْتِ الجَنَّةِ, فَإِذَا نُووِلَ أَحَدُكُمْ مِنْهَا شَيْئاً فَلاَ يَرُدُّهُ". هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ, وَالقُشَيْرِيُّ تَالِفٌ. سَمِيُّهُ: الإِمَامُ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ البَلْخِيُّ عَالِمٌ رحَّالٌ. يَرْوِي عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ المُعَافى الصَّيْدَاوِيِّ وَطَبَقَتِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَارُودِيُّ. توفِّي الأَوَّلُ وَهُوَ ابْنُ السَّقَّاءِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِإِسْفَرَايينَ -رَحِمَهُ الله تعالى.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 935".

ابن السقاء

3456- ابن السقاء 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ الرحَّال, أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ الوَاسِطِيُّ, ابْنُ السَّقَّاءِ, مُحَدِّثُ وَاسِطَ. سَمِعَ أَبَا خَلِيْفَةَ الفَضْلَ بنَ الحُبَابِ، وَأَبَا يَعْلَى المَوْصِلِيَّ, وَعَبْدَانَ الأَهْوَازِيَّ، وَأَبَا جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيُّ, وَأَبَا عِمْرَانَ مُوْسَى بنَ سَهْلٍ الجَوْنِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ بنِ مُكرمٍ، وَمَحْمُوْدَ بنَ محمد الواسطي, وطبقتهم. حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ, وَيُوْسُفُ أَبُو الفَتْحِ القوَّاسُ، وعلي بن أحمد ابن دَاوُدَ الرَّزَّازُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَالقَاضِي أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ: سَمِعْتُ ابنَ المظفَّرِ، وَالدَّارَقُطْنِيَّ يَقُوْلاَنِ: لَمْ نَرَ مَعَ ابْنِ السَّقَّا كِتَاباً، وَإِنَّمَا حَدَّثَنَا حِفْظاً. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّيِّب الجُلاَّبِيُّ فِي تَاريخِ وَاسِطَ: ابْنُ السَّقَّا مِنْ أَئِمَّةِ الوَاسطيِّينَ الحفَّاظ المتقنين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 130"، والأنساب للسمعاني "7/ 90"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 123"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 906"، والعبر "2/ 365"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 144"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 81".

قَالَ السِّلَفِيُّ: سَأَلتُ خمِيساً الحَوزِيَّ عَنِ ابْنِ السَّقَّاءِ فَقَالَ: هُوَ مِنْ مُزَينَةِ مُضَرَ، وَلَمْ يَكُنْ سقَّاءً, بَلْ هُوَ لَقَبٌ لَهُ, كَانَ مِنْ وُجُوهِ الوَاسِطِيِّينَ، وَذَوِي الثَّروَةِ وَالحِفْظِ, رَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ, وَأَسْمَعَهُ مِنْ أَبِي خَلِيْفَةَ، وَأَبِي يَعْلَى, وَابنِ زَيْدَانَ البَجَلِيِّ, وَالمُفَضَّلِ الجَنَدِيِّ, وَجَمَاعَةٍ, وَبَاركَ اللهُ فِي سنِّه وَعلمِهِ, واتُّفِقَ أَنَّهُ أَمْلَى حَدِيْثَ الطَّائِرِ ,فَلَمْ تحتمِلْهُ أَنفسُهُمْ, فَوَثَبُوا بِهِ وَأَقَامُوهُ، وغسَّلوا مَوْضِعَهُ, فَمَضَى وَلَزِمَ بيتَهُ لاَ يُحَدِّثُ أَحداً مِنَ الوَاسِطِيِّيْنَ، وَلِهَذَا قلَّ حَدِيْثُهُ عِنْدَهُمْ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ, حَدَّثَنِي بِذَلِكَ كُلِّهِ شيخُنَا أَبُو الحَسَنِ المغَازلِيُّ. وأَمَّا الجُلَّابي فَقَالَ: مَاتَ فِي ثَانِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ عَبْدِ الهَادِي قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ عَبْدُ اللهِ بنُ قُدَامةَ فِي سَنَةِ ثمَانِيَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُبَارَكِ بنِ نَغُوبا, أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المظفَّرِ بنِ يزدَادَ العَطَّارُ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيْفَةَ, حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ, حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ, عَنْ زَيْدِ بنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابنَ عُمَرَ قُلْتُ: مِنْ أَينَ يجوزُ لِي أَن اعتمرَ? قَالَ: "فَرَضَهَا رَسُوْلُ اللهِ لأَهْلِ المَدِيْنَةِ ذَا الحُلَيْفَة، وَلأَهْلِ الشَّامِ الجُحْفَةَ, وَلأَهْلِ نَجْدٍ قَرَنَ"1. وَمَاتَ فِي سَنَةِ 73 شَيْخُ القُرَّاءِ, أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الشَّذَائِيُّ بِالبَصْرَةِ، وَنَائِبُ المعزِّ عَلَى المَغْرِبِ الأَمِيْرُ بُلُّكين بنُ زِيْرِي الحِمْيَرِيُّ, وَمُقْرِئُ الدَّيْنُورِ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَبَشٍ، وَشَيْخُ الزهَّاد أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ سَلاَّمٍ المَغْرِبِيُّ بِنَيْسَابُوْرَ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ كَيْسَانَ الحَرْبِيُّ صَاحبُ يُوْسُف القَاضِي، وَالفَضْلُ بنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ المُؤَذِّنُ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَيُّوْيَه بنِ المُؤَمَّلِ الكَرَجِيُّ التَّالفُ، وَأَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ محمد بن يوسف الجرجاني صاحب الفِرَبْرِي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1525"، ومسلم "1182"، وأبو داود "1737"، والنسائي "5/ 122".

الغطريفي

3457- الغِطْرِيفِي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ الرحَّال, مُسْنِدُ وَقْتِهِ, أَبُو أَحْمَدَ, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حُسَيْنِ بنِ القَاسِمِ بنِ السَّرِيِّ بنِ الغِطْرِيْفِ بنِ الجَهْمِ العَبْدِيُّ الغِطْرِيْفِيُّ الجُرْجَانِيُّ الرِّبَاطِيُّ الغَازِي. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَانَ وَالِدُهُ نَيْسَابُورِيّاً, سَكَنَ رباط دهستان، وصار مقدَّم المرابطين, فولد أَبُو أَحْمَدَ, ثُمَّ نَشَأَ بجُرْجَانَ واستقلَّ بِهَا. سَمِعَ أَبَا خَلِيْفَةَ الجُمَحِيَّ فَأَكْثَرَ عَنْهُ, وَالحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ، وَعِمْرَانَ بنَ مُوْسَى بنِ مُجَاشعٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ يُوْسُفَ الهِسِنْجَانِيَّ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ نَاجيَةَ, وَالهَيْثَمَ بنَ خَلَفٍ، وَأَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ الصُّوْفِيَّ، وَأَبَا العَبَّاسِ بنَ سُرَيْجٍ شَيْخَ الشَّافِعِيَّةِ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ خُزَيْمَةَ, وَعَبْدُوْسَ بنَ أَحْمَدَ الهَمَذَانِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ الوَزَّانَ, وَمُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِيَّ، وَعُمَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الكَاغَدِيَّ, وَطَبَقَتَهَم بجُرْجَانَ وَالرَّيِّ وَالبَصْرَةِ وَنَيْسَابُورَ وَبَغْدَادَ وَهَمَذَانَ, وَغيْرهَا. حدَّث عَنْهُ رفيقُهُ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ فِي توَالِيفِهِ أَكْثَرَ مِنْ مائَةِ حَدِيْثٍ, فمرَّةً يَقُوْلُ فِيْهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ العَبْدِيُّ, وَمرَّةً: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَامِدٍ الثَّغْرِيُّ، وَمرَّةً: النَّيْسَابُوْرِيُّ, وَمرَّةً: العَبْقَسِيُّ, يدلِّسه لكونه باقيًا عنده بالبلد. وَكَانَ مَعَ عِلمِهِ، وَحفظِهِ صوَّامًا قوَّامًا متعبِّدًا, صنَّف الصَّحِيْحَ عَلَى المسَانِيْدِ, وعُمِّر دَهْراً. حدَّث عَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَحَمْزَةُ السَّهْمِيُّ, وَرضيُّ بنُ إِسْحَاقَ النَّصْرِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ السَّرِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الإِمَامِ الإِسمَاعِيلِيِّ، وَالقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ, وَآخرُوْنَ. آخِرُ مَنْ رَوَى حَدِيْثَهُ عَالِياً الفخرُ بنُ البُخَارِيِّ. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ البُهْلولِ التَّنُوْخِيُّ النَّحْوِيُّ, سَمِعَ عُمَرَ بنَ أَبِي غَيْلاَنَ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَبْيَضُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبْيَضَ بنِ أَسْوَدَ الفِهْرِيُّ المِصْرِيُّ, خَاتمةُ أَصْحَابِ النَّسَائِيِّ، وَفَقِيْهَةُ العِرَاقِ أَمَةُ الوَاحِدِ بِنْتُ القَاضِي المَحَامِلِيُّ، وَشَيْخُ النَّحْوِ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الغَفَّارِ الفَارِسِيُّ بِبَغْدَادَ، وَمُحَدِّثُ بَغْدَادَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ لُؤْلُؤٍ الورَّاق, لَقِيَ حَمْزَةَ بنَ مُحَمَّدٍ الكَاتِبَ، وَالعَلاَّمَةُ ذُو الفُنُوْنِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الأَنْطَاكِيُّ المُقْرِئُ, نَزِيْلُ الأَنْدَلُسِ, وَالمُقْرِئُ أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَلَطِيُّ، وَالمُسْنِدُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ زَيْدِ بنِ مَرْوَانَ بِالكُوْفَةِ. وَمُسْنِدُ بُخَارَى أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَابرٍ بنِ كَاتِبٍ المُؤَذِّنُ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ إِجَازَةً, أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرْنَا ابْنُ مُلُّوك وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ قَالاَ: أَخْبَرَنَا طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ, أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الغِطْرِيْفِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيْفَةَ, حَدَّثَنَا محمد بن كثير, حدثنا شعبة, عَنْ أَيُّوْبَ, عَنْ أَبِي قِلاَبَة, عَنْ أَنَسٍ: "أُمِرَ بلاَلٌ أَنْ يشفعَ الأَذَانَ، ويوتِر الإِقَامَةَ"1.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "387"، والأنساب للسمعاني "9/ 159"، واللباب لابن الأثير "2/ 385"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 912"، والعبر "3/ 5-6"، ولسان الميزان "5/ 35"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 90". 2 صحيح: أخرجه البخاري "603"، ومسلم "378"، وأبو داود "508"، والنسائي "2/ 3".

أبو عمرو بن حمدان

3458- أبو عمرو بن حمدان 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ النَّحْويُّ البَارِعُ الزَّاهِدُ العَابِدُ, مُسْنِدُ خُرَاسَانَ, أَبُو عَمْرٍو, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ بنِ عَلِيِّ بنِ سِنَان الحِيْرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَارْتَحَلَ بِهِ وَالِدُهُ الحَافِظُ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَى العَجَمِ وَالعِرَاقِ وَالجَزِيْرَةِ وَالنَّوَاحِي, وسمَّعه الْكثير، وَطَلَبَ هُوَ بِنَفْسِهِ، وَكَتَبَ وتميِّزَ وَبَرَعَ فِي العَرَبِيَّةِ، وَمنَاقبُهُ جمَّة -رَحِمَهُ اللهُ. ارْتَحَلَ إِلَى الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ النَّسَوِيِّ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ، وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً أَوِ أَكثرَ, فسَمِعَ مِنْهُ الْكثير, وَإِلَى الأَهْوَازِ فَأَكثرَ عَنْ عَبْدَانَ الجَوَالِيْقِيِّ، وَإِلَى المَوْصِلِ فَأَكثرَ عَنْ أَبِي يَعْلَى، وَإِلَى جُرْجَانَ فَأَكثرَ عَنْ عِمْرَانَ بنِ مُوْسَى بنِ مُجَاشعٍ السَّخْتِيَانِيِّ، وَسَمِعَ بِالبَصْرَةِ مِنْ زَكَرِيَّا السَّاجِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُكْرمٍ، وَإِلَى بَغْدَادَ, فأخذ عن أحمد بنِ الحَسَنِ الصُّوْفِيِّ، وَحَامِدِ بنِ شُعَيْبٍ البَلْخِيِّ, وَالهَيْثَمِ بنِ خَلَفٍ الدُّوْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيِّ, وَرَوَى أَيْضاً عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ الجُرْجَانِيِّ، وَابنِ خُزَيْمَةَ وَالسَّرَّاجِ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ الدَّوِيْرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ السِّمْنَانِي، وَأَبِي عَمْرٍو أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ الخفَّافِ, وَأَبِي قُرَيْشٍ مُحَمَّدِ بنِ جُمُعَةَ، وَيَعْقُوْبَ بنِ حَسَنٍ النَّسَائِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُعَاذٍ النَّسَائِيِّ, وَجَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ الحَافِظِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شِيْرَوَيْه, وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِيِّ, وَعَلِيِّ بنِ حَمْدُوَيْه الطُّوْسِيِّ, وَجَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سِنَانٍ، وَعَلِيِّ بنِ سَعِيْدٍ العَسْكَرِيِّ القَطَّانِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدَانَ البَجَلِيِّ بِالكُوْفَةِ, وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ البَشَّارِيِّ, وَحَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الكُوْفِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ زَنْجَوَيْه بنِ الهَيْثَمِ, وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ الرَّاذانِيِّ بنَسَا، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدَةَ الثَّعَالبِيِّ, وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ عُقْدَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سيَّارٍ الفَرْهَادَانِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ علي العمري، ومحمد بن أحمد بن

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 288"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 134"، والعبر "3/ 3"، وميزان الاعتدال "3/ 457"، ولسان الميزان "5/ 38"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 150"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 87".

نُعَيْمٍ وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي سُفْيَانَ المَوْصِلِيِّ، وأبي بكر بن أَبِي دَاوُدَ, وَالعَبَّاسِ بنِ الفَضْلِ بنِ شَاذَانَ الرَّازِيِّ، وَشُعَيْبِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّارعِ, وَالحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الرَّازِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ المَرْوَزِيِّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ الدُّوْرِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ بنِ حُمَيْدٍ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَشَّارٍ -بَغْدَادِيّ يُعرفُ بِابْنِ أَبِي العَجُوزِ, وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيِّ، وَالحَافِظِ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى بنِ زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيِّ, وَغَيْرِهِم, وتفرَّد بِالرِّوَايَةِ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَأَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ, وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدَوِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ صَاعِدُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ, وَأَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ, وَأَبُو حَفْصٍ بنُ مَسْرُوْرٍ، وَأَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ, وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرُوذِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوْنَ السُّلَمِيُّ, وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ النِّيْلِيُّ الشَّافِعِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: وُلِدَ لَهُ بِنْتٌ وَعُمُرُهُ تِسْعُوْنَ سَنَةً, وتوفِّي وَزَوجتُهُ حُبْلَى, فَبلغَنِي أَنَّهَا قَالَتْ لَهُ عِنْدَ وَفَاتِهِ: قَدْ قَرُبَتْ وِلاَدَتِي, فَقَالَ: سَلَّمتُهُ إلى الله, فقد جاءوا بِبَرَاءتِي مِنَ السَّمَاءِ, وتشهَّد وَمَاتَ فِي الوَقْتِ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو يعدُّ مَا عِنْدَهُ مِنَ المَسَانِيْدِ المَسْمُوعَةِ فَقَالَ: مُسْنَدُ ابْنِ المبارك، ومسند الحسن بن سفيان, ومسند أبي بكر بن أبي شيبة, ومسند أبي يعلى الموصلي، ومسند عبد الله بن شيرويه, ومسند السراج, ومسند هَارُوْنَ بنِ عَبْدِ اللهِ الحَمَّالِ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ المَسْجدُ فِرَاشَهُ نَيِّفاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً, ثُمَّ لَمَّا عَمِيَ وضَعُفَ نُقِلَ إِلَى بَعْضِ أَقَاربِهِ بِالحِيْرَةِ، وَكَانَ مِنَ القُرَّاءِ وَالنَّحْوِيِّينَ, وَسمَاعَاتُهُ صحيحَةٌ, رَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ, وَصَحِبَ الزُّهَّادَ، وَأَدْرَكَ أَبَا عُثْمَانَ وَالمشَايخَ, وَسَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ زَنْجَوَيْه فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, تُوُفِّيَ فِي الثَّامنِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ, أَوْ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً, وصلَّى عَلَيْهِ الحَافِظُ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ. وَقَالَ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيُّ: كَانَ يتشيِّع. قُلْتُ: تشيُّعُهُ خَفِيْفٌ كَالحَاكِمِ. وَقَعَ لِي جُمْلَةً مِنْ عَوَالِيْهِ, وخرَّجت من طريقه كثيرًا.

الصفار

3459- الصَّفَّار 1: الإِمَامُ الثِّقَةُ الرحَّال المُتْقِنُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزِيْدَ بنِ مِهْرَانَ الشَّامِيُّ, ثُمَّ البَغْدَادِيُّ الصفَّار الضَّرِيْرُ. سَمِعَ أَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّفَّاحِ, وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ عصمَةَ الدِّمَشْقِيَّ، وَأَبَا عَرُوبَةَ الحَرَّانِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ المَقْدِسِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ حَمَّادٍ القَاضِي, وَعِدَّةً. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, وَحَمْزَةُ السَّهْمِيُّ, وَأَبُو إِسْحَاقَ البَرْمَكِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ البَرْقَانِيُّ: ثِقَةٌ فَاضِلٌ, أَصلُهُ مِنَ الشَّامِ, قَالَ لِي: إنَّ مَوْلِدَهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. قُلْتُ: لَمْ يُؤرِّخْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ, وآخِرُ مَا سَمِعُوا مِنْهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة, قاله الخطيب.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 260".

ابن جيان

3460- ابن جَيَّان 1: الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُحَدِّثُ المُجَوِّدُ, أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَيَّانَ -بِجِيمٍ- البغدادي الخلَّال المقرئ. سَمِعَ حَامِدَ بنَ شُعَيْبٍ البَلْخِيَّ، وَعُمَرَ بنَ أَيُّوْبَ السَّقَطِيَّ، وَقَاسِماً المطرِّزَ, وَأَحْمَدَ بنَ سَهْلٍ الأُشْنَانِيَّ. حدَّث عَنْهُ: البَرْقَانِيُّ, وَأَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الوَاسِطِيُّ, وَحَمْزَةُ السَّهْمِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ. وثَّقه الخَطِيْبُ وَقَالَ: توفِّي فِي آخِرِ سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ حَمْزَةُ السهمي: كان ثقة جبلًا.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 239"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 112".

الشماخي

3461- الشَّمَّاخِي 1: المحدِّث الحَافِظُ الجَوَّالُ المصنِّف, أَبُو عَبْدِ اللهِ, الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَسَدِ بنِ شَمَّاخٍ الشمَّاخي الهَرَوِيُّ الصفَّار, صَاحِبُ "المُسْتَخرجِ عَلَى صَحِيْحِ مُسْلِمٍ". سَمِعَ أَبَا الجَهْمِ بنَ طَلاَّبٍ المَشْغَرَائِيَّ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ جَوْصَا، وَمُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ الهَرَوِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الوَارِثِ المِصْرِيَّ العَسَّالَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ حَفْصٍ الجُوَيْنِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَيْروزَ الأَنْمَاطِيَّ، وَأَبَا العَبَّاسِ بنَ عُقْدَةَ, وَأَبَا جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيَّ، وَطَبَقَتَهُم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ بنُ عَلَّان الشُّرُوطِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَغَالِبُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ جَهْضَمَ, وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدَوِيُّ, وَالبَرْقَانِيُّ, وَأَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ، وَأَبُو يعقوب القراب. قَالَ البَرْقَانِيُّ: قَدْ كَتَبْتُ عَنْهُ الكثيرَ, ثُمَّ بَانَ لِي أَنَّهُ لَيْسَ بِحُجَّةٍ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي ذُهْلٍ: ضَعِيْفٌ. وَسُئِلَ عَنْهُ الحَاكِمُ فَقَالَ: كَذَّابٌ لاَ يُشْتَغَل بِهِ, قَدِمَ عَلَيْنَا سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وكتبتا عَنْهُ العَجَائِبَ, ثُمَّ اجتمعْتُ بِابْنِ أَبِي ذُهْلٍ فَأَفحشَ القَوْلَ فِيْهِ, وَقَالَ لِي: دَخَلْنَا مَعاً بَغْدَادَ, وَقَدْ مَاتَ البَغَوِيُّ وَهُوَ ذَا يُحَدِّثُ عَنْهُ وَلاَ يَحْتَشِمُنِي, ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: يُحْتَمَلُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ البَغَوِيِّ, وَمَا علمَ ابْنُ أَبِي ذُهلٍ, فَإِنَّهُ قَالَ: دَخَلْنَا وَهُوَ فِي آخِرِ عِلَّتِهِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 8-9"، والأنساب للسمعاني "7/ 380"، واللباب لابن الأثير "2/ 207"، وميزان الاعتدال "1/ 528".

الميانجي

3462- المَيَانَجي 1: القَاضِي الإِمَامُ الحَافِظُ المُحَدِّثُ الكَبِيْرُ, أَبُو بَكْرٍ يُوْسُفُ بنُ القَاسِمِ بنِ يُوْسُفَ بنِ فَارِسِ بنِ سَوَّارٍ المَيَانَجِيُّ الشَّافِعِيُّ, نَائِبُ الحكمِ بِدِمَشْقَ عَنْ قَاضِي الدَّوْلَةِ العُبَيْدِيَّةِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بن القَاضِي أَبِي حَنِيْفَةَ النُّعْمَان المَغْرِبِيِّ. كَانَ المَيَانَجِيُّ مُسْنِدَ الشَّامِ فِي زَمَانِهِ. سَمِعَ أَبَا خَلِيْفَةَ الجُمَحِيَّ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيَّ, وَعَبْدَانَ الأَهْوَازِيَّ, وَأَحْمَدَ بنَ يحيى التستري، ومحمد بن جرير الطبري, وَالقَاسِمَ بنَ زَكَرِيَّا المُطَرِّزَ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ زَيْدَانَ البَجَلِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِيَّ, وَحَامِدَ بنَ شُعَيْبٍ البَلْخِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ المُعَافَى الصَّيْدَاوِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ الزَّنْجَانِيَّ, وَسمَاعُهُ مِنْ هَذَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَأَبَا العَبَّاسِ السرَّاج, وَطَبَقَتَهُم، وَأَبَا يَعْلَى المَوْصِلِيَّ. وَكَانَ ذَا رحْلَةٍ وَفَهْمٍ وَتوَالِيفَ, مَعَ الثِّقَةِ وَالأَمَانَةِ. قَالَ عَبْدُ العزيز بن أحمد الكتاني: حدثنا عن جَمَاعَةٌ فَوْقَ الأَرْبَعينَ، وَكَانَ ثِقَةً نَبِيْلاً. وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: مُحَدِّثٌ مَشْهُوْرٌ لاَ بأْسَ بِهِ. قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: تَمَّام الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ الغنِيِّ بنُ سَعِيْدٍ الحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيْدٍ المَالِيْنِيُّ، وَصَالِحُ بنُ أَحْمَدَ المَيَانَجِيُّ -وَلدُ أَخِيْهِ, وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الطيَّانُ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ، وَأَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ بنِ الكَامِلِ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ المَيْدَانِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نَصْرٍ, وَأَخُوْهُ أَحْمَدُ, وَطَائِفَةٌ. وَقَعَ لِي جَمَاعَةُ أَجْزَاءٍ مِنْ عَوَالِيْهِ. وَمِنْ قُدمَاءِ مشيخَتِهِ: عَبْدُ اللهِ بنُ نَاجِيَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ العَسْقِلاَّنِيُّ, وَابنُ خُزَيْمَةَ. قَرَأْتُ عَلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ نَصْرِ اللهِ, أَخْبَرَكُمَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ النسَّابة, أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي عَبْدُ اللهِ بنُ صِابر, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الموَازينِيُّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ سَعْدَانَ سَنَةَ 440, حَدَّثَنَا يُوْسُفُ القَاضِي, حدثنَا عَبْدُ اللهِ بنُ نَاجيَةَ بِبَغْدَادَ, حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ, حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ, حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ, حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ قُرَّةَ, عَنِ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ المُغِيْرَةُ بنُ شُعبَةَ لصَاحِبِ فَارِسَ: كنا نعبد الحجارة والأوثان, إذا رأينا حجر أَحسنَ مِنْ حَجَرٍ أَلقينَاهُ، وَأَخَذْنَا غَيْرَهُ, لاَ نَعْرِفُ رَبّاً حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِليْنَا نَبِيّاً مِنْ أَنْفُسِنَا, فَدَعَانَا إِلَى الإِسلاَمِ فَأَجَبنَاهُ، وَأَخْبَرَنَا أَنَّ مَنْ قُتِلَ مِنَّا دَخَلَ الجَنَّةَ. توفِّي المَيَانَجِيُّ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة, وقد قارب التسعين أو جاوزها.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 278"، والعبر "2/ 371"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 148"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 86".

قسام

3463- قَسَّام 1: هُوَ قَسَّام الجَبَلِيُّ التَّلْفيتي, سَكَنَ دِمَشْقَ, وَكَانَ تَرَّاباً عَلَى الحَمِيرِ, فِيْهِ قوَّةٌ وَشهَامَةٌ, فَسَمَتْ نَفْسُهُ إِلَى المعَالِي، واتَّصل بِأَحْمَدَ بنِ الجصطرِ أحد الأحداث بدمشق, فكانة مِنْ حِزْبِهِ، وتنقَّلت بِهِ الأَحوَالُ إِلَى أَنْ كثُرَ أَعْوَانُهُ, وَغلبَ عَلَى دِمَشْقَ مُدَّةً, فَلَمْ يَكُنْ لِنوَّابِهَا مَعَهُ أَمرٌ، وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ, فَنَدَبَ له صاحب مصر عسكرًا عليهم الأمير بُلُّكتين مولى هفكتين, فَحَارَبَ قسَّامًا إِلَى أَنْ قويَ عَلَيْهِ، وضَعُفَ أمر قسَّام, فاختفى أيامًا ثم اسْتَأْمَنَ. قَالَ القفطِيُّ: تغلَّبَ عَلَى دِمَشْقَ رَجُلٌ مِنَ العيَّارينَ يُعرفُ بقسَّام، وتحصَّن بِهَا, فَسَارَ لِحَرْبِهِ مِنْ مِصْرَ عَسْكَرٌ عَلَيْهِمْ فضلٌ, فَحَاصَرَ دِمَشْقَ، وضَاقَ بِأَهْلِهَا الحَالُ, فَخَرَجَ قسَّام مُتَنَكِّراً, فأخذه الحرس فَقَالَ: أَنَا رَسُوْلُ قسَّام, فَأَحْضَرُوهُ إِلَى فَضْلٍ, فَقَالَ: بَعَثَنِي إِلَيْكَ لِتَحْلِفَ لَهُ، وَتُعَوِّضَهُ عَنْ دِمَشْقَ بِبَلَدٍ يعيشُ فِيْهِ, فَحَلَفَ لَهُ الفَضْلُ, فلمَّا توثَّق مِنْهُ قَالَ: أَنَا قسَّام, فَأُعجبَ بِهِ, وَزَادَ فِي إِكرَامِهِ, فَرُدَّ إِلَى البَلدِ وَسَلَّمَهُ إِلَيْهِ, ووفَّى لَهُ، وَعَوَّضَهُ موضعاً، وَأَحسنَ العزيزُ صِلَتَهُ, وَذَلِكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقِيْلَ: إِنَّ ذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: بَلْ أُخِذَ إِلَى مِصْرَ مُقَيَّداً, فَعَفَى عَنْهُ العزيزُ. وَلعَبْدِ المحسنِ الصُّوْرِيِّ فِيْهِ قصيدَةٌ, وَقِيْلَ: حُمِلَ إِلَى مِصْرَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ الَّذِي تَزْعُمُ العامَّة أَنَّ دِمَشْقَ تملَّكَهَا قُسيمٌ الزَّبَّالُ, وَكَانَ يركبُ بِقَحْفٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَكَانَ فِي أَوَائِلِ اسْتيلاَئِهِ عَلَى دِمَشْقَ يُلاَطفُ المِصْرِيِّينَ وَيَقُوْلُ: أنا باقٍ على الطاعة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 2-3"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 114".

الرازي

3464- الرَّازي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الوَاعِظُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ شَاذَانَ الرَّازِيُّ الصُّوْفِيُّ, وَالدُ المُحَدِّثِ أَبِي مَسْعُوْدٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البَجَلِيِّ. حَدَّثَ عَنْ: يُوْسُفَ بنِ الحُسَيْنِ الزَّاهِدِ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ الأَنْبَارِيِّ, وَأَبِي يَعْقُوْبَ النَّهْرَجُوري، وَأَبِي بَكْرٍ الشِّبْلِيِّ, وَأَبِي مُحَمَّدٍ البَرْبَهَارِيِّ الحَنْبَلِيِّ, وَخيرٍ النَّسَّاجِ، وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ عَطَاءٍ, وَطَائِفَةٍ. لَهُ اعتنَاءٌ زَائِدٌ بِعِبَارَاتِ القَوْمِ, وَجَمَعَ مِنْهَا الكثيرَ، وَلَقِيَ الكِبَارَ, وَلَهُ جَلاَلَةٌ وافرة بين الصوفية. قَالَ الحَاكِمُ: وَرَدَ نَيْسَابُوْرَ سَنَةَ أَرْبَعينَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَكتبْتُ عَنْهُ، وَرَأَيْتُهُ بِبُخَارَى, فلمَّا قَدِمْتُ الرَّيَّ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ صَادَفْتُهُ وَقَدِ انْتَسَبَ وَأَمْلَى عَلَيْهِمْ أَنَّهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ المُحَدِّثِ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ يَحْيَى ابن الضُّرَّيْسِ, فَخلوتُ بِهِ وَزجرتُهُ فَانزجَرَ، وَتَرَكَ الاَنتسَابَ إِلَيْهِ, وَلَوِ اشْتُهِرَ ذَلِكَ بِالرَّيِّ لآذوهُ, فَإِنَّ مُحَمَّدَ بنَ أَيُّوْبَ لَمْ يُعقبْ ذكراً, ثُمَّ التقينَا سَنَةَ سَبْعِيْنَ, فَأَخَذَ يحدِّثُ عَنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ وَأَقْرَانِهِ, وَمَا كَانَ قَبْلُ يُحَدِّثُ بِالمَسَانِيْدِ, وَاللهُِ يرحمُهُ. قُلْتُ: يَرْوِي عَنْهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمي بَلاَيَا وَحكَايَاتٍ مُنكرَة. وَرَوَى عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ بَاكَوَيْه، وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدُوييُّ, وَآخرُوْنَ. وَمَا هُوَ بمؤتَمَن. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 464"، والعبر "3/ 3"، وميزان الاعتدال "3/ 606"، ولسان الميزان "5/ 230"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 150".

إسحاق بن سعد

3465- إسحاق بن سعد 1: ابن الحافظ الحسن بن سُفْيَانَ بنِ عَامِرٍ النَّسَوِيُّ, أَبُو يَعْقُوْبَ الشَّيْبَانِيُّ. سَمِعَ مِنْ: جَدِّهِ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَيَّار الفَرْهَادَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ المجَدّر، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شيرويه. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ البَرْمَكِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ بَرْهَانَ الغَزَّال, وَآخرُوْنَ. وثَّقه التَّنُوْخِيُّ. وَقَدْ حدَّث بِبَغْدَادَ. مولدُهُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ بنَسَا, وَبِهَا توفِّي فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 401"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 124"، والعبر "2/ 367".

البحيري

3466- البَحِيرِي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الحُسَيْنِ, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَر بنِ نُوْحِ بنِ بَحِيْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ البَحِيْرِيُّ. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الله الحافظ، وإمام الأئمة ابن حزيمة, وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيَّ، وَعِدَّةً. وَلحقَ بِبَغْدَادَ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيَّ, وَالبَغَوِيَّ, وَعِدَّةً. وَعَقدَ مَجْلِسَ الإِمْلاَءِ, فَاسْتَمْلَى عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ. وحدَّث عَنْهُ: هُوَ, وَسِبْطُهُ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ، وَعُمَرُ بنُ مَسْرُوْرٍ, وَآخرُوْنَ. توفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وقع لنا جزء من عواليه. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ البَحِيْرِيُّ, حَدَّثَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مَعْبَدٍ, حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ, حَدَّثَنَا مَالِكٌ, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ سَالِمٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الخُيَلاَءِ لاَ يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ" 2. هَذَا حَدِيْثٌ غريبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ, أَخرجَهُ النَّسَائِيُّ فِي كِتَابِ حَدِيْثِ مَالِكٍ, عَنْ زَكَرِيَّا خَيَّاطِ السُّنَّةِ, عَنْ عَلِيِّ بنِ مَعْبَدٍ, فَوَقَعَ لنا بدلًا عاليًا بدرجتين.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 97"، واللباب لابن الأثير "1/ 124"، والعبر "2/ 368". 2 صحيح: أخرجه البخاري "5791"، ومسلم "2085"، وأبو داود "4085"، والترمذي "1730".

قاضي مصر

3467- قَاضِي مِصْرَ 1: أَبُو الحَسَنِ, عَلِيُّ بنُ النُّعْمَانِ بنِ مُحَمَّدٍ المَغْرِبِيُّ. صدرٌ معظَّم, وقاضٍ متمكِّن, يَقْضِي بِفِقْهِ العُبَيْدية كَأَبِيهِ، وَلَهُ فَهْمٌ وَفضَائِلٌ وَفُنُوْنٌ عديدَةٌ, وَيدٌ فِي الآدَابِ وَالنَّحْوِ وَالشِّعرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ, مَعَ وَقَارٍ وَهَيْبَةٍ وَسَكِيْنَةٍ وَرَزَانَةٍ, وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّدٌ. وَلَمْ يَزَلْ فِي ارتقَاءٍ عِنْدَ العزيزِ بِمِصْرَ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ خمس وأربعون سنة. وولي بعد قَضَاءَ القُضَاةِ أَخُوْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ زوجُ ابنة قائد القواد جوهر.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 417"، والعبر "2/ 367"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 84".

ابن النحاس

3468- ابن النَّحَّاس 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الرحَّال, أَبُو العَبَّاسِ, أَحْمَدُ بنُ محمد بن عيسى ابن الجَّرَّاحِ المِصْرِيُّ, نزيلُ نَيْسَابُوْرَ. سَمِعَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَحَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ عَلاَّنَ، وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ، وَأَبِي عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيِّ, وَأَبِي نُعَيْمٍ عَبْدِ الملكِ بنُ عَدِيٍّ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَبِي حَامِدٍ بنِ الشَّرْقِيِّ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ, لَكِنْ عُدِمَ سمَاعُهُ مِنَ البَغَوِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدَوِيُّ, وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ حَافظٌ يتحرَّى فِي مُذَاكرتِهِ الصِّدْقَ، وحدَّث مِنْ حِفْظِهِ بِأَحَادِيثَ ... إِلَى أَنْ قَالَ: توفِّي فِي آخِر سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَفِيْهَا توفِّي أَبُو إِسْحَاقَ المُسْتَمْلِي رَاوِي الصَّحِيْحِ، والمعمَّر الحَسَنُ بنُ جَعْفَرٍ السِّمْسَارُ، وَأَبُو الحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ البوَّابِ المُقْرِئُ, وَالقَاضِي عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الجَرَّاحِيُّ، وَالمُعَمَّرُ عليُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَكَّائِيُّ، وَالقَاضِي عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَبَنْكَ البَجَلِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو بن حمدان الحيري. لَمْ يَقعْ لِي مِنْ عَوَالِي ابْنِ النَّحَّاسِ شيء.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 926"، وميزان الاعتدال "1/ 148"، ولسان الميزان "1/ 289"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 88".

الحرفي

3469- الحُرْفِي 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ, أَبُو سَعِيْدٍ, الحَسَنُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الوضَّاح الحَرْبِيُّ البَغْدَادِيُّ السِّمْسَارُ, المَعْرُوفُ بِالحُرْفِيِّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي شُعَيْبٍ الحَرَّانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ سَمَاعَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ القَتَّاتِ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى المَرْوَزِيِّ, وَجَعْفَرٍ الفِرْيَابِيِّ, وَطَائِفَةٍ، وتفرَّد فِي زَمَانِهِ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ، وعبد العزيز الأزجي، وأبو القاسم التنوخي, وآخرون. قَالَ العَتِيْقِيُّ: كَانَ فِيْهِ تسَاهلٌ. توفِّي سَنَةَ ست وسبعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 292"، والأنساب للسمعاني "4/ 113"، والعبر "3/ 2-1"، وميزان الاعتدال "1/ 481"، ولسان الميزان "2/ 198"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 150".

ابن البواب

3470- ابن البواب 1: الإِمَامُ المُقْرِئُ المُحَدِّثُ, أَبُو الحُسَيْنِ, عُبَيْدُ اللهِ بن أحمد بن يعقوب البغدادي بن البَوَّابِ. سَمِعَ إِسْمَاعِيْلَ بنَ مُوْسَى الحَاسِبَ, وَمُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيَّ، وَأَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ، وَالحَسَنَ بن الحسين الصوّاف, وطبقتهم. وَتلاَ عَلَى أَحْمَدَ بنِ سَهْلٍ الأُشْنَانِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ مُجَاهِدٍ, وتصدَّر للإِقرَاءِ. حدَّث عَنْهُ: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ. ووثَّقه الأَزْهَرِيُّ. توفِّي فِي رَمَضَانَ سنة ست وسبعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 362"، والأنساب للسمعاني "2/ 320"، واللباب لابن الأثير "1/ 183".

أبو أحمد الحاكم

3471- أبو أحمد الحاكم 1: الإِمَامُ الحَافِظُ العلَّامة الثَّبْتُ, محدِّث خُرَاسَانَ, مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الكَرَابِيْسِيُّ, الحَاكِمُ الكَبِيْرُ, مؤلِّف كِتَابِ "الكُنَى" فِي عِدَّة مُجَلَّدَاتٍ. وُلِدَ فِي حُدُودِ سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ أَوْ قبلَهَا. وطَلَبَ هَذَا الشَّأْنَ وَهُوَ كَبِيْرٌ, لَهُ نَيِّفٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً؛ فسَمِعَ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ المَاسَرْجِسِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ شَادِلَ, وَإِمَامَ الأَئِمَّةِ ابنَ خُزَيْمَةَ, وَأَبَا العَبَّاسِ السَّرَّاجَ، وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنَ زَيْدَانَ البَجَلِيَّ، وَأَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ الخَثْعَمِيَّ، وَأَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ, وَابنَ أَبِي دَاوُدَ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الغَازِي, وَمُحَمَّدَ بنَ الفَيْضِ الغسَّاني، وَمُحَمَّدَ بنَ خُرَيْمٍ, وَأَبَا الطَّيِّبِ الحُسَيْنَ بنَ مُوْسَى الرَّقِّيَّ -نزيلَ أَنْطَاكِيَةَ، وَأَبَا عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيَّ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ ابْنُ أَخِي الإِمَامِ الحَلَبِيِّ, وَأَبَا الجَهْمِ أَحْمَدَ بنَ الحُسَيْنِ بنِ طَلاَّبٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ سَلْمٍ الرَّقِّيّ, وَأَبَا الحَسَنِ أَحْمَدَ بنَ جَوْصَا الحَافِظَ، وَسَعِيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ الحَلَبِيَّ, ثُمَّ الدِّمَشْقِيَّ، وصدَّقه بنَ مَنْصُوْرٍ الكِنْدِيَّ الحَرَّانِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ سُفْيَانَ المَصِّيْصِيَّ الصَّفَّارَ, وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّيْبُلِيَّ، وَالعَبَّاسَ بنَ الفضل بن شاذان

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 146"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 914"، والعبر "3/ 9"، ولسان الميزان "7/ 5-6"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 154".

الرَّازِيَّ المُقْرِئَ, وَمُحَمَّدَ بنَ مَرْوَانَ بنِ عَبْدِ الملكِ البَزَّازَ الدِّمَشْقِيَّ -كَذَا يسمِّيهِ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بنُ خُرَيْمٍ العُقَيْلِيُّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عَتَّابٍ الزِّفْتِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ المُسْتَنِيرِ المَصِّيْصِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ عَبْدِ الحَمِيْدِ الغَضَائِرِيَّ، وَيُوْسُفَ بنَ يَعْقُوْبَ مُقْرِئَ وَاسِطَ, وَمُحَمَّدَ بنَ المسيَّب الأَرْغَيَانِيَّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي حَاتِمٍ, وَخلقاً كَثِيْراً بِالشَّامِ وَالعِرَاقِ وَالجَزِيْرَةِ وَالحِجَازِ وَخُرَاسَانَ وَالجِبَالِ. وَكَانَ مِنْ بُحورِ العِلْمِ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ الجصَّاص، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَارُودِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَنْجَوَيْه، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ سَرورٍ, وَصَاعِدُ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي، وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرُوذِيُّ، وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ, وَآخرُوْنَ. ذَكَرَهُ الحَاكِمُ ابْنُ البيِّع فَقَالَ: هُوَ إِمَامُ عَصْرِهِ فِي هَذِهِ الصَّنْعَةِ, كَثِيْرُ التَّصنيفِ, مقدَّم فِي مَعْرِفَةِ شروطِ الصَّحِيْحِ وَالأَسَامِي وَالكُنَى, طلبَ الحَدِيْثَ وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً, ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَمْ يدخلْ مِصْرَ، وَكَانَ مقدَّمًا فِي العَدَالَةِ أَوَّلاً, ثُمَّ وَلِيَ القَضَاءَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, إِلَى أَنْ قُلِّدَ قَضَاءَ الشَّاشِ, فذهب وحكم أربع سنين وأشهرًا, ثم قُل Results أبو أحمد الحاكم الرَّازِيَّ المُقْرِئَ, وَمُحَمَّدَ بنَ مَرْوَانَ بنِ عَبْدِ الملكِ البَزَّازَ الدِّمَشْقِيَّ -كَذَا يسمِّيهِ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بنُ خُرَيْمٍ العُقَيْلِيُّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عَتَّابٍ الزِّفْتِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ المُسْتَنِيرِ المَصِّيْصِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ عَبْدِ الحَمِيْدِ الغَضَائِرِيَّ، وَيُوْسُفَ بنَ يَعْقُوْبَ مُقْرِئَ وَاسِطَ, وَمُحَمَّدَ بنَ المسيَّب الأَرْغَيَانِيَّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي حَاتِمٍ, وَخلقاً كَثِيْراً بِالشَّامِ وَالعِرَاقِ وَالجَزِيْرَةِ وَالحِجَازِ وَخُرَاسَانَ وَالجِبَالِ. وَكَانَ مِنْ بُحورِ العِلْمِ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ الجصَّاص، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَارُودِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَنْجَوَيْه، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ سَرورٍ, وَصَاعِدُ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي، وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرُوذِيُّ، وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ, وَآخرُوْنَ. ذَكَرَهُ الحَاكِمُ ابْنُ البيِّع فَقَالَ: هُوَ إِمَامُ عَصْرِهِ فِي هَذِهِ الصَّنْعَةِ, كَثِيْرُ التَّصنيفِ, مقدَّم فِي مَعْرِفَةِ شروطِ الصَّحِيْحِ وَالأَسَامِي وَالكُنَى, طلبَ الحَدِيْثَ وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً, ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَمْ يدخلْ مِصْرَ، وَكَانَ مقدَّمًا فِي العَدَالَةِ أَوَّلاً, ثُمَّ وَلِيَ القَضَاءَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, إِلَى أَنْ قُلِّدَ قَضَاءَ الشَّاشِ, فَذَهَبَ وَحَكَمَ أَرْبَعَ سِنِيْنَ وَأَشهراً, ثُمَّ قُلِّدَ قَضَاءَ طُوْسَ, وَكُنْتُ أَدْخُلُ إِلَيْهِ والمصنَّفات بَيْنَ يَدَيْهِ فيحكُمُ, ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى الكُتُبِ, ثُمَّ أَتَى نَيْسَابُوْرَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعينَ, وَلَزِمَ مسجدَهُ وَمَنْزِلَهُ, مفيداً مُقْبِلاً عَلَى العِبَادَةِ وَالتَّصنيفِ, وَأُرِيْدَ غَيْرَ مَرَّةٍ عَلَى القَضَاءِ وَالتَّزْكِيَةِ, فيستَعْفِي. قَالَ: وكُفَّ بَصَرُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ, ثُمَّ تُوُفِّيَ وَأَنَا غَائِبٌ. وَقَالَ الحَاكِمُ أَيْضاً: كَانَ أَبُو أَحْمَدَ مِنَ الصَّالِحِيْنَ الثَّابتينَ عَلَى سَنَنِ السَّلَفِ، وَمِنَ المنصفينَ فِيمَا نعتقدُهُ فِي أَهْلِ البَيْتِ وَالصَّحَابَةِ, قُلِّدَ القَضَاءَ فِي أَمَاكنَ, وَصَنَّفَ عَلَى "كتَابَي الشَّيْخَيْنِ"، وَعَلَى "جَامعِ أَبِي عِيْسَى", قَالَ لِي: سَمِعْتُ عُمَرَ بنَ عَلَّك يَقُوْلُ: مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ وَلَمْ يخلِّفْ بِخُرَاسَانَ مِثْلَ أَبِي عِيْسَى التِّرْمِذِيِّ فِي العِلْمِ وَالزُّهْدِ وَالوَرَعِ, بَكَى حَتَّى عَمِيَ, ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وصنَّف أَبُو أَحْمَدَ كِتَابَ "العِلَلِ وَالمُخَرَّج عَلَى كِتَابِ المُزَنِيِّ"، وَكِتَاباً فِي الشُّروطِ, وصنَّف الشُّيُوْخَ وَالأَبْوابَ ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ حَافظُ عَصْرِهِ بِهَذِهِ الدِّيَارِ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الحَافِظَ يَقُوْلُ: حضَرتُ مَعَ الشُّيُوْخِ عِنْدَ أَمِيْرِ خُرَاسَانَ نُوْحِ بنِ نَصْرٍ فَقَالَ: مَنْ يحفظُ مِنْكُمْ حَدِيْثَ أَبِي بَكْرٍ فِي الصَّدقَاتِ, فَلَمْ يَكُنْ

فِيهِمْ مَنْ يَحْفَظُهُ, وَكَانَ عليَّ خُلقان وَأَنَا فِي آخِرِ النَّاسِ, فَقُلْتُ لوزيرِهِ: أَنَا أَحفَظُهُ, فقال: ههنا فَتَىً مِنْ نَيْسَابُوْرَ يحفَظُهُ, فقُدِّمت فَوْقَهُمْ, وَرَوَيتُ الحَدِيْثَ, فَقَالَ الأَمِيْرُ: مِثْلُ هَذَا لاَ يُضَيَّعُ. فَوَلاَّنِي قَضَاءَ الشَّاشِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البَيِّع: تغيِّر حفظُ أَبِي أَحْمَدَ لمَا كُفَّ، وَلَمْ يختَلِطْ قَطُّ, وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنْتُ بالري وهم يقرءون عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حَاتِمٍ كِتَابَ "الجرحِ وَالتَّعدِيلِ", فَقُلْتُ لابنِ عَبْدُوَيْه الوَرَّاقِ: هَذِهِ ضحكة, أراكم تقرءون كِتَابَ "تَاريخِ البُخَارِيِّ" عَلَى شيخِكُمْ عَلَى الوَجْهِ، وَقَدْ نَسَبْتُمُوهُ إِلَى أَبِي زُرْعَةَ وَأَبِي حَاتِمٍ, فَقَالَ: يَا أَبَا أَحْمَدَ, اعلَمْ أَنَّ أَبَا زُرْعَةَ وَأَبَا حَاتمٍ لَمَّا حُملَ إِليهُمَا "تَاريخُ البُخَارِيِّ" قَالاَ: هَذَا علمٌ لاَ يُسْتَغنَى عَنْهُ، وَلاَ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نذكرَهُ عَنْ غيْرِنَا, فَأَقعدَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فسأَلَهُمَا عَنْ رَجُلٍ بَعْدَ رَجُلٍ, وَزَادَا فِيْهِ ونَقَصَا. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا الحُسَيْنِ الغَازِي يَقُوْلُ: سأَلتُ البُخَارِيَّ عَنْ أَبِي غسَّان فَقَالَ: عَنْ مَا تسأَلُ عَنْهُ؟ قُلْتُ: شَأْنُهُ فِي التَّشَيُّعِ, فَقَالَ: هُوَ عَلَى مَذْهَبِ أَئِمَّةِ أَهْلِ بلدِهِ الكُوْفِيِّينَ، وَلَوْ رَأَيْتُم عُبَيْدَ اللهِ بنَ مُوْسَى, وَأَبَا نُعَيْمٍ، وَجَمَاعَةَ مَشَايِخِنَا الكُوْفِيِّيْنَ لَمَا سَأَلْتُمُوْنَا عَنْ أَبِي غَسَّانَ. قَالَ ابْنُ البَيِّع: وَسَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا الحُسَيْنِ الغَازِي يَقُوْلُ: سَمِعْتُ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ, سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: عجباً مِنْ أَيُّوْبَ السَّخْتِيَانِيِّ, يَدَع ثَابِتاً البنَّاني لاَ يكتبُ عَنْهُ! قِيْلَ: إِنَّ بَعْضَ العُلَمَاءِ نَازعَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البَيِّعِ فِي عُمَرَ بنِ زُرَارَةَ, وَعَمْرِو بنِ زُرَارَةَ النَّيْسَابُوْرِيِّ, وَقَالَ: هُمَا وَاحدٌ, قَالَ: فَقُلْتُ لأَبِي أَحْمَدَ الحَاكِمِ: مَا تَقُولُ فِيْمَنْ جعلَهُمَا وَاحِداً؟ فَقَالَ: مَنْ هَذَا الطَّبْل? قَالَ الحَاكِمُ: أَتَيْنَا أَبَا أَحْمَدَ مَعَ أَبِي عَلِيٍّ الحَافِظِ سَنَةَ أَرْبَعينَ, فَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ: قَدْ غبتُ عَنْكُمْ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً, فَأَفِيْدُونَا بِكُلِّ سَنَةٍ حَدِيْثاً, فَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَدِيْثُ شُعبَةَ, عَنْ حَبِيْبٍ, عَنْ حَفْصِ بنِ عَاصِمٍ, عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ مَرْفُوْعاً: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ" 1 فَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ: حدَّثناه أَحْمَدُ بنُ عُمَيْرٍ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى, حَدَّثَنَا مؤمّل بن إسماعيل, عن شعبة. فقال

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 439"، وابن المبارك في "الزهد" "1342"، والبخاري "660"، "1423"، "6479"، "6806"، ومسلم "1031"، "91"، والترمذي بعد حديث "2391"، والنسائي "8/ 222-223"، والبيهقي "3/ 65-66"، "4/ 190"، "8/ 162"، من طريق عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، به مرفوعًا. وورد عن أبي سعيد الخدري أو عن أبي هريرة: عند مالك "2/ 952"، ومسلم "1031"، والترمذي "2391"، والبغوي "470".

السَّائِلُ: عَنْهُ, عَنْ عَمْرِو بنِ مَرْزُوْقٍ عالٍ, فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا أَحْمَدَ, إِنَّكَ لَمْ تَدْخُلْ مِصْرَ, قَالَ: فَأَنْتُمْ قَدْ دَخَلْتُمُوهَا, اذكُرُوا مَا فَاتَنِي بِمِصْرَ, فَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَدِيْثُ اللَّيْثِ فِي قِصَّةِ الغَارِ1, فَقَالَ: حدَّثناه ابْنُ دَاوُدَ, أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ حَمَّادٍ عَنْهُ. ثُمَّ ذَكَرَ أَبُو عَلِيٍّ أَحَادِيثَ اسْتفَادَهَا, فذكرْتُ أَنَا حَدِيْثَ الجسَّاسَةِ2 مِنْ طريقِ أَبِي العُمَيْسِ, عَنِ الشَّعْبِيِّ, فقال: هذا فاتني. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ قَالاَ: أَخْبَرَتْنَا أَمُّ المُؤَيَّدِ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّعريَّةِ إِذناً, وَزَادَنَا أَحْمَدُ فَقَالَ: وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ المعز بن محمد البزاز قال: أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ المُسْتَمْلِي, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخنْزرودِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ العُثْمَانِيُّ بِبَغْدَادَ, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ, حَدَّثَنِي أَبُو سُهَيْلٍ نَافِعُ بنُ مَالِكٍ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, عَنْ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهِمْ: "هَذَا العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفّاً وَأَوْصَلُهَا". أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ3, عَنْ حَمِيْدِ بنِ زَنْجَوَيْه, عَنْ عَلِيٍّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ, أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ المُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ, أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلٍ السُّدِّيُّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَاكِمُ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ الوَاسِطِيُّ بِبَغْدَادَ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ -يَعْنِي: ابنَ عِمْرَانَ العَابِدِيُّ, حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, عَنْ الأَعْرَجِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "للهِ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُم بِضَالَّتِهِ يَجِدُهَا بِأَرْضِ مهلكة يخاف بها العطش" 4.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3465"، ومسلم "2743"، وأحمد "2/ 116" من حديث ابن عمر، به. 2 صحيح: أخرجه مسلم "2942"، وأبو داود "4325"، وأحمد "6/ 373". 3 حسن: أخرجه أحمد "1/ 185"، والنسائي في "الكبرى" "8174"، والدولابي في "الكنى" "2/ 60" والبزار "1077"، وأبو يعلى "820"، وابن حبان "7052"، والطبراني في "الأوسط" "1947"، والحاكم "3/ 328، 328-329" من طرق عن محمد بن طلحة التيمي، به. وقال الحاكم: صحيح. ووافقه الذهبي. قلت: إسناده حسنن محمد بن طلحة صدوق -كما قال الحافظ في "التقريب". 4 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 316، 500، 524، 534"، ومسلم "2675" "1"، "2"، والترمذي "3238"، وابن ماجة "4247"، من حديث أبي هريرة، به.

قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ, عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ المَاسَرْجِسِيُّ, حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الحَنْظَلِيُّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ, عَنْ نَافِعٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ, عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَشْرَكَ بِاللهِ فلَيْسَ بِمُحصنٍ"1. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: "لاَ أَعْلَمُ حدَّث بِهِ غَيْرُ إِسْحَاقَ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ". قُلْتُ: مَرَّ هَذَا فِي تَرْجَمَةِ المَاسَرْجسِيِّ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ: مَاتَ أَبُو أَحْمَدَ وَأَنَا غَائِبٌ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ ثَلاَثٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: مَاتَ مَعَهُ فِي هَذَا العَامِ: قَاضِي سَمَرْقَنْدَ أَبُو سَعِيْدٍ الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ الحَنَفِيُّ الوَاعِظُ, عَنْ تِسْعِيْنَ سَنَةً إلَّا سَنَةً, وَمُفْتِي مَا وَرَاءَ النَّهْرِ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى البُخَارِيُّ المِيْغِيُّ الحَنَفِيُّ الزَّاهِدُ، وَشَيْخُ المَالِكِيَّةِ صَاحبُ "التَّفْرِيْعِ" أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجَلاَّبِ البَغْدَادِيُّ، وَمُسْنِدُ مِصْرَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ عتيقُ بنُ مُوْسَى الأَزْدِيُّ الحَاتمِيُّ, وَكَانَ عِنْدَهُ "المُوَطَّأُ" عَنْ أَبِي الرَّقرَاقِ, عَنْ يَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ، وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ العَبَّاسِ الوَرَّاقُ صَاحبُ "تلك الأَمَالِي"، وَكبِيرُ هَرَاةَ وَمُحَدِّثُهَا الرَّئِيْسُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي ذهْلٍ الضَّبِّيُّ، وَالقَاضِي أبو القاسم بشر بن محمد بن محمد بن ياسين النيسابوري -صاحب ابن خزيمة.

_ 1 منكر مرفوعًا: أخرجه الدارقطني "3/ 147"، والبيهقي "8/ 216"، من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنبأنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، به. وقال الدارقطني في إثره: "ولم يرفعه غير إسحاق، ويقال: إنه رجع عنه، والصواب موقوف". قلت: الرفع ليس من إسحاق، بل هو تلقاه مرفوعًا تارة، وموقوف تارة أخرى، فرواه كما سمعه، والحديث ذكره الحافظ الزيلعي في "نصب الراية" "3/ 327"، ونقله من مسند إسحاق بن راهويه، وهو ابن إبراهيم الحنظلي، وقال في إثره: قال إسحاق: "رفعه مرة، فقال: عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووقفه مرة". وقال الزيلعي في إثره بعد أن نقل كلام الدارقطني المتقدّم: "وهذا لفظ إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما تراه, وليس فيه رجوع، وإنما أحال التردد على الراوي في رفعه ووقفه". قلت: التردد من شيخ إسحاق بن راهويه، وهو عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فإنه وإن كان ثقة من رجال مسلم، إلّا أنه في حفظه شيء، أشار إليه الحافظ في "التقريب" بقوله فيه: "صدوق كان يحدث من كتب غير فيخطئ. قال النسائي: حديثه عن عبيد الله العمري منكر". قلت: وهذا من روايته عن عبيد الله بن عمر, كما ترى فهو منكر مرفوعًا. والمحفوظ موقوف على ابن عمر, كذلك رواه جمع من الثقات عن نافع. أخرجه الدارقطني "3/ 147"، والبيهقي "8/ 216" من طريق موسى بن عقبة، والبيهقي من طريق جويرية, كلاهما عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا. وقال البيهقي في إثره: هكذا رواه أصحاب نافع، عن نافع.

ابن الباجي

3472- ابن الباجي 1: العلَّامة الحَافِظُ, محدِّث الأَنْدَلُسِ, أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ شَرِيعَةَ اللَّخْمِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ, المَشْهُوْرُ بِابْنِ البَاجِيِّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ القَوْقِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ القَبْرِيِّ، وَالزَّاهِدِ سَيِّدِ أَبِيهِ, وَسَعِيْدِ بنِ جَابِرِ الإِشْبِيْلِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ, وَأَسْلَمَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَمُحَمَّدِ بنِ فُطَيْسٍ, وَطَبَقَتِهِم. قَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: كَانَ حَافِظاً ضَابِطاً, لَمْ أَلقَ مثلَهُ فِي الضَّبْطِ, سَمِعْتُ مِنْهُ الكثيرَ بِقُرْطُبَةَ، وَرحلْتُ إِلَيْهِ إِلَى إِشْبِيْلِيَّةَ مَرَّتينِ, وَرَوَى النَّاسُ عَنْهُ الكثيرَ، وَمَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ أَبُو عُمَرَ، وَحمَامُ بنُ أَحْمَدَ القَاضِي, وَحَدَّثَ عن القبري بمصنَّف ابن أبي شيبة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 19"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 938"، والعبر "3/ 7"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 92".

ابن سبنك

3473- ابن سَبَنْك 1: القَاضِي الإِمَامُ, أَبُو القَاسِمِ, عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدِ بنِ سَبَنْكَ البَجَلِيُّ البَغْدَادِيُّ, مِنْ ذُرِّيَّةِ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ حُبَّان, وَعَبْدَ اللهِ بنَ إِسْحَاقَ المَدَائِنِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيَّ, وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: القَاضِي عَبْدُ الوَهَّابِ المَالِكِيُّ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً, نَابَ فِي الحكمِ بسُوقِ البَاشَا, وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَسَمِعَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِ مائَةٍ, توفِّي سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 261"، والعبر "3/ 2"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 150"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 87".

الأموي، وأبو علي الفارسي

الأموي، وأبو علي الفارسي: 3474- الأمَوِيّ: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ العَالِمُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ, مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ يَحْيَى الأُمَوِيُّ, مَوْلاَهُم الحَلَبِيُّ, نزيلُ الأَنْدَلُسِ وَمُسْنِدُهَا. سَمِعَ مِنْ: أَبِي عَرُوْبَةَ الحَرَّاني, وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ الغَضَائِرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَيْرُوزَ، وَمَكْحُوْلٍ البَيْرُوْتِيِّ, وَأَبِي الجَهْمِ بنِ طَلاَّبٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ التَّرْخُمِيِّ الحِمْصِيِّ، وَوَفَدَ عَلَى الأَمِيْرِ المُسْتَنْصِرِ صَاحِبِ الأَنْدَلُسِ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الزُّبَيْدِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ عَبْدُ اللهِ بنُ الفَرَضِيُّ. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ, وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: هَذَا أَسْنَدُ مَنْ بِالأَنْدَلُسِ فِي زمانه. 3475- أبو عليّ الفارسي 1: إِمَامُ النَّحْوِ, أَبُو عَلِيٍّ, الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الغفَّار الفَارِسِيُّ الفَسَوِيُّ, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. حدَّث بِجُزْءٍ مِنْ حَدِيْثِ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه, سَمِعَهُ مِنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مَعْدَانَ, تفرَّد بِهِ. وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللهِ الأَزْهَرِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ, وَجَمَاعَةٌ. قَدِمَ بَغْدَادَ شَابّاً وتخرَّج بِالزَّجَّاجِ وَبِمَبْرَمَانَ، وَأَبِي بَكْرٍ السَّرَّاجِ, وَسَكَنَ طرَابُلُسَ مُدَّةً, ثُمَّ حَلَبَ، وَاتَّصَلَ بِسيفِ الدَّوْلَةِ. وتخرَّج بِهِ أَئِمَّةٌ. وَكَانَ المَلِكُ عَضُدُ الدَّوْلَةِ يَقُوْلُ: أَنَا غُلاَمُ أَبِي عَلِيٍّ فِي النَّحْوِ، وَغُلاَمُ الرَّازِيِّ فِي النُّجُوْمِ. وَمِنْ تَلاَمِذَتِهِ أَبُو الفَتْحِ بنُ جِنِّي، وَعَلِيُّ بنُ عِيْسَى الرَّبَعِيُّ. وَمصنَّفَاتُهُ كَثِيْرَةٌ نَافعَةٌ، وَكَانَ فِيْهِ اعتزَالٌ. عَاشَ تِسْعاً وثمَانِيْنَ سَنَةً. مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَله كِتَابُ "الحُجَّةِ" فِي عِلَلِ القِرَاءاتِ، وكتابا "الإيضاح", و"التكملة", وأشياء.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 275"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 138"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "7/ 232"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 163"، والعبر "3/ 4"، وميزان الاعتدال "1/ 480"، ولسان الميزان "2/ 195"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 151"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 88".

ابن أبي ذهل

3476- ابن أبي ذُهْل 1: الإمَامُ الحَافِظُ الأَنْبَلُ, رَئِيْسُ خُرَاسَانَ, أَبُو عَبْدِ اللهِ, مُحَمَّدُ ابْنُ أَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّدِ بنِ العباس بن أحمد بن عصم ابن أبي ذُهل العُصَمي الضَّبِّيُّ الهَرَوِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَبَعْدَهَا، وَلَحِقَ البَغَوِيَّ فِي السِّيَاقِ فَلَمْ يسْمَعْ مِنْهُ، وَسَمِعَ يَحْيَى بنَ صَاعِدٍ، وَمُؤَمَّلَ بنَ الحَسَنِ المَاسَرْجِسِيَّ, وَحَاتِمَ بنَ مَحْبُوْبٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُعَاذٍ المَالِيْنِيَّ, وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي حَاتِمٍ, وعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ الحجَّاجِيُّ, وَالدَّارَقُطْنِيُّ -وَهُمَا مِنْ طَبَقَتِهِ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَأَبُو يَعْقُوْبَ القَرَّابُ وَأَهْلُ هَرَاةَ. وَكَانَ إِمَاماً نَبِيْلاً، وَصَدْراً معظَّمًا, كَثِيْرَ الأَمْوَالِ وَالبَذْلِ للمحدِّثين وَالأَخيَارَ. قَالَ الحَاكِمُ: صَحبتُهُ حَضَراً وَسَفَراً, فَمَا رَأَيْتُ أَحسنَ وضُوءاً وَلاَ صَلاَةً مِنْهُ, وَلاَ رَأَيْتُ فِي مشَايِخِنَا أَحسنَ تضرُّعًا وَابتهَالاً مِنْهُ. قيلَ لِي: إِنَّ عُشْرَ غَلَّتِهِ تبلغُ أَلفَ حِمْلٍ. وحدَّثني أَبُو أَحْمَدَ الكَاتِبُ أنَّ النُّسْخَةَ بِأَسَامِي مَنْ يَمُونُهُم تزيدُ عَلَى خَمْسَةِ آلاَفِ بَيْتٍ, وَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيْهِ وَلاَيَاتٌ جَلِيْلَةٌ فَأَبَى. وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ الفَامِيُّ: لابنِ أَبِي ذُهْل صَحِيْحٌ خرَّجه عَلَى "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ"، وتفقَّه بِبَغْدَادَ, وَلَمْ يَجْتَمِعْ لرَئِيْسٍ بهَرَاةَ مَا اجتمعَ لَهُ مِنَ السِّيَادَةِ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً نَبِيْلاً, من ذوي الأقدار العالية. سمعت البَرْقَانِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ ملكُ هَرَاةَ مِنْ تَحْتِ أَمْرِهِ لِقَدْرِهِ وأبوَّته. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ العَلَوِيُّ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ روزبَةَ, أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَالِي, حَدَّثَنَا الرَّئِيْسُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي العَبَّاسِ العُصْمِيُّ إِملاَءً, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ القُرَشِيُّ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مهْرَانَ, حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمْرٍو الكُوْفِيُّ, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنِ الأَجْلَحِ, عَنِ ابْنِ بَرِيْدٍ, عَنْ أَبِيْهِ: "أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ عَلِيّاً فِي سَرِيَّةٍ, وَبَعَثَ مَعَهُ رَجُلاً يَكتُبُ الأَخْبَارَ"2. غَرِيبٌ جِدّاً. قَالَ الحَاكِمُ: استُشْهد ابْنُ أَبِي ذُهْل فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فَأَخْبَرَنِي مَنْ صَحِبَه أنَّه دَخَلَ الحَمَّامَ, فلمَّا خَرَجَ أُلبس قَمِيْصاً مُلَطَّخاً, فَانتفخَ وَمَاتَ -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 119"، والأنساب للسمعاني "8/ 471"، واللباب لابن الأثير "2/ 345" والعبر "3/ 9"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 940"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 92". 2 منكر: في إسناده علتان؛ الأولى: أحمد بن مهران، شيخ همداني, لقبه حمديل، لا يعتمد عليه -كما قال الذهبي في ترجمته في "الميزان", الثانية: إسماعيل بن عمرو، هو ابن نجيح البجلي الكوفي، قال ابن عدي: حدَّث بأحاديث لا يتابع عليها. وقال أبو حاتم والدارقطني: ضعيف. ومتن الحديث منكر ظاهر النكارة لكل من أنعم النظر في دواوين السنة المشرَّفة الصحيحة, بله ما وضعه الوضاعون، وانتحله الأفاكون.

الوكيل، والميغي

الوكيل، والميغي: 3477- الوكيل 1: المحدِّ ث الأَوْحَدُ, أَبُو الحَسَنِ, أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى بنِ عِيْسَى الجُرْجَانِيُّ, الوَكِيْلُ عِنْدَ الحكَّامِ. يَرْوِي عَنْ: عِمْرَانَ بنِ مُوْسَى السَّخْتِيَانِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ الوَزَّانِ، وَأَحْمَدَ بنِ حَفْصٍ السعدي, وعبد الرحمن بن عبد المُؤْمِنِ, وَعِدَّةٍ. ذَكَرَهُ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ فَقَالَ: كَتَبَ الكثيرَ مِنَ المَسَانِيْدِ وَالسُّنَنِ, وَجَمَعَ وصنَّف، وَلَهُ فَهْمٌ وَدِرَايَةٌ, وَلَهُ مَنَاكِيرُ عَنْ شُيُوْخٍ مَجَاهِيل, فَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ. قَالَ: وتوفِّي فِي ذِي القَعْدَةِ سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة. 3478- المِيغي: شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ وَعَالِمُهُم وَزَاهِدُهُمْ, أَبُو الفَضْلِ, عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى البُخَارِيُّ المِيْغِيُّ، وَمِيْغُ مِنْ قُرَى بُخَارَى. أَخَذَ عَنْ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الحَارِثِيُّ الأُسْتَاذِ. وَرَوَى عَنْهُ, وَعَنْ أَبِي القَاسِمِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَنَصْرٍ المُهَلَّبِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ البُخَارِيِّ. كَتَبَ عَنْهُ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيُّ وَغَيْرُهُ, وَلَمْ يَكُنْ أَحدٌ فِي عَصْرِهِ مِثْلَهُ بِسَمَرْقَنْدَ. توفِّي سَنَةَ ثَمَانٍ وسبعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "62"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 920"، وميزان الاعتدال "1/ 159"، ولسان الميزان "1/ 235"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 67".

الجلاب، والسلطان، وابن ياسين

الجلاب، والسلطان، وابن ياسين: 3479- الجَلَّاب: شَيْخُ المَالِكِيَّةِ العَلاَّمَةُ, أَبُو القَاسِمِ بنُ الجَلاَّبِ, صاحب كتاب "التَّفْرِيْعِ", قِيْلَ: اسْمُهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ, وَسَمَّاهُ القَاضِي عِيَاضٌ: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ, ثُمَّ قَالَ: وَيُقَالُ: اسْمُهُ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ. وَسَمَّاهُ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي "طَبَقَاتِ الفُقَهَاءِ": عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عُبَيْدِ اللهِ. تفقَّه بِالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الأَبْهَرِيِّ، وَلَهُ مصنَّف كَبِيْرٌ فِي مسَائِلِ الخِلاَفِ، وَكَانَ أَفقَهَ المَالِكيَّةِ فِي زَمَانِهِ بَعْدَ الأَبْهَرِيِّ، وَمَا خَلفَ بِبَغْدَادَ فِي المَذْهَبِ مثلَهُ. مَاتَ كَهْلاً فِي آخِرِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ رَاجِعاً مِنَ الحَجِّ. 3480- السُّلْطَان 1: صَاحِبُ العِرَاقِ, شَرَفُ الدَّوْلَةِ, شِيْرَوَيْه ابْنُ الملكِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بنِ بُوَيْه الدَّيْلَمِيُّ. تَمَلَّكَ وَظَفِرَ بِأَخِيْهِ صَمْصَامِ الدَّوْلَةِ فَسَجَنَهُ، وَكَانَ فِيْهِ خَيْرٌ, وَأَزَالَ المُصَادرَاتِ. تَعَلَّلَ بِالاِسْتِسْقَاءِ, وَبَقِيَ لاَ يَحْتَمِي, فَمَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, لَمْ يَبْلُغِ الثَّلاَثِيْنَ, وَكَانَتْ أَيَّامُهُ سنتين وثمانية أشهر. وَتملَّكَ بَعْدَهُ أَخُوْهُ بَهَاءُ الدَّوْلَةِ، وَكَانَ أَخُوْهُمَا الصَّمْصَامُ هُوَ الَّذِي تملَّكَ العِرَاقِ بَعْدَ أَبِيْهِمْ عَضُدِ الدَّوْلَةِ ثَلاَثَةَ أَعوامٍ, ثُمَّ أَقْبَلَ شَرَفُ الدَّوْلَةِ لِحَرْبِهِ, فذَلَّ وسلَّم نَفْسَهُ إِلَى أَخِيْهِ, فَغَدَرَ بِهِ وَحَبَسَهُ بِشِيْرَازَ إِلَى أَنْ مَاتَ. 3481- ابن ياسين 2: القَاضِي الجَلِيْلُ, أَبُو القَاسِمِ, بِشْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَاسِيْنَ بنِ النَّضْرِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ سَلْمَانَ بنِ رَبِيْعَةَ البَاهِلِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحنفي, قاضي القضاة ببلده.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 11"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 154"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 94". 2 تقدَّمت ترجمته في هذا الجزء برقم ترجمة عام "3441"، وبتعليقنا رقم "456".

قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ حَسَنَ الوَجْهِ, حَسَنَ الخُلُقِ, طَلْقَ النَّفْسِ, كَثِيْرَ الذِّكْرِ وَالصَّلاَةِ ليلاً وَنهَاراً, شَدِيدَ المَيْلِ إِلَى الصَّالِحِيْنَ وَالمتَصَوِّفَةِ, سَمِعَ بِنَيْسَابُوْرَ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ، وَأَبَا العَبَّاسِ السَّرَّاجَ, وَغيْرَهُمَا، وَأَبَا العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيَّ, وَأَبَا الحَسَنِ بنَ إِسْحَاقَ بنِ مزين، وَأَقرَانَهُمَا بِسَرَخْسَ, وَأَبَا القَاسِمِ بنَ حمٍّ الفَقِيْهَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ طرخَانَ، وَأَقرَانَهُمَا, وَعِدَّةً, وتوفِّي فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وثمَانِيْنَ سَنَةً, وَشَيَّعَهُ الأَمِيْرُ العَادلُ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, فَقَدَّمَ أَبَا القَاسِمِ القَاضِي ابنَ قَاضِي الحَرَمَيْنِ للصَّلاَةِ عَلَيْهِ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَالعَبْدُوِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ, وَغَيْرُهُم. وَقَعَ لِي جُزْءٌ مِنْ عَوَالِيْهِ، وَقَدْ حدَّث عنه بمجلس له أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوْنَ السُّلَمي فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ, حدَّثَ فِيْهِ عَنِ السَّرَّاجِ، وَمُحَمَّدِ بنِ شَادِلَ, وَابنِ خُزَيْمَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ النَّصْرَابَاذِيِّ، وَأَبِي عَمْرٍو أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الحِيْرِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ السَّرَخْسِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الورَّاق، وَعَبَّاسِ بنِ سَهْلٍ وَغَيْرِهِم. وَتَاريخُ إِملاَئِهِ للمَجْلِسِ كَانَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, ليَالِي وَفَاتِهِ -رَحِمَهُ الله.

الخالديان

3482- الخالديَّان 1: الأَخوَانِ الشَّاعِرَانِ المُحْسِنَانِ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدٌ, وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدٌ, ابنَا هَاشِمِ بنِ وَعْكَةَ بنِ عُرَامِ بنِ عُثْمَانَ بنِ بِلاَلٍ, المَوْصِلِيَّانِ الخَالِدِيَّانِ, مِنْ أَهْلِ قريَةِ الخَالِدِيَّةِ. كَانَا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ فِي قوَّةِ الذَّكَاءِ, وَسُرعَةِ النَّظْمِ وَجودَتِهِ, يتَشَاركَانَ فِي القَصِيدَةِ الوَاحِدَةِ، وَمُحَمَّدٌ هُوَ الأَكبرُ. قَدِمَ دمشق في صحبة سيف الدولة بن حَمْدَانَ. وَهُمَا مِنْ خَوَاصِّ شُعَرَائِهِ, اشْتَرَكَا فِي شئ كَثِيْرٍ، وَكَانَ سَرِيٌّ الرفَّاء يَهْجُوهُمَا وَيَهْجُوَاَنِهِ. وَلمُحَمَّدٍ: البَدْرُ مُنْتَقِبٌ بِغَيْمٍ أَبْيَض ... هُوَ فِيْهِ بَيْنَ تخفر وتبرج كَتَنَفُّسِ الحَسْنَاءِ فِي المِرْآةِ إِذْ ... كَمُلَتْ مَحَاسِنُهَا ولم تتزوج ولسعيد:

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "11/ 208"، واللباب لابن الأثير "1/ 414".

أَمَا تَرَى الغَيْمَ يَا مَنْ قَلْبُهُ قَاسِي ... كأنَّه أَنَا مِقْيَاساً بِمِقْيَاسِ قَطْرٌ كَدَمْعِي وَبَرْقٌ مِثْلُ نَارِ أَسَىً ... فِي القَلْبِ مِنِّي وَرِيْحٌ مِثْلُ أَنْفَاسِي ونَظَمَ فِيْهِمَا أَبُو إِسْحَاقَ الصَّابِيُّ: أَرَى الشَّاعِرَيْنِ الخَالِدِيَّيْنِ سيَّرا ... قَصَائِدَ يَفْنَى الدَّهْرُ وَهْيَ تُخَلَّدُ هُمَا لاِجْتِمَاعِ الفَضْلِ رُوْحٌ مُؤَلَّفٌ ... وَمَعْنَاهُمَا مِنْ حَيْثُ مَا شِئْتَ مُفْرَدُ قَالَ النَّدِيْمُ فِي كِتَابِ "الفهْرَسْتِ": كَانَا سَرِيْعَي البَدِيْهَةِ, قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ مِنْهُمَا: إِنِّي أَحْفَظُ أَلْفَ سمَرٍ, كُلُّ سمَرٍ فِي نَحْوِ مائَةِ وَرقَةٍ. قَالَ: وَكَانَا مَعَ ذَلِكَ إِذَا اسْتَحْسَنَا شَيْئاً غَصَبَاهُ صَاحِبَهُ حَيّاً كَانَ أَوْ مَيْتاً, كَذَا كَانَتْ طِبَاعُهُمَا, وَقَدْ رتَّب أَبُو عُثْمَانَ شِعْرَهُ وَشِعْرَ أَخِيْهِ، وَأَحسبُ غُلاَمَهُمَا رَشَأ رتَّب شِعْرَهُمَا, فَجَاءَ نَحْوَ أَلفِ وَرَقَةٍ, ثُمَّ قَالَ: تُوفَّيا وبُيِّضَ فدلَّ عَلَى مَوْتِهِمَا قَبْلَ سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَلَهُمَا مِنَ الكُتُبِ كِتَابُ "أَخْبَارِ المَوْصِلِ"، وَ"أَخْبَارِ أَبِي تَمَّامٍ", وغير ذلك من الأدبيات.

شافع بن محمد

3483- شَافِعُ بنُ مُحَمَّدٍ 1: ابْنِ الحَافِظِ أَبِي عَوَانَةَ يعقوب بن إسحاق الحَافِظُ الإِمَامُ المُفِيْدُ أَبُو النَّضْرِ الإِسْفَرَايينِيُّ. سَمِعَ مِنْ جدِّهِ, وَمِنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مبشّرٍ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ جَوْصَا, وَعَبْدِ اللهِ بنِ الزِّفْتِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَارِثِ العسَّال, وَأَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الدَّيبُلي، وَالقَاضِي المَحَامِلِيِّ, وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ, والسُّلَمي، وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَأَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ, وَأَبُو مَسْعُوْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: خرَّجت عَنْهُ فِي الصَّحِيْحِ. قُلْتُ: توفِّي بِجُرْجَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان "ص189".

الوراق

3484- الورَّاق 1: الإِمَامُ المحدِّث, أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ العَبَّاسِ البَغْدَادِيُّ المُسْتَمْلِي الورَّاق. سَمِعَ أَبَاهُ, وَالحَسَنَ بنَ الطيِّب، وَعُمَرَ بنَ أَبِي غَيْلاَنَ, وَأَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ الصُّوْفِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيَّ, وَالبَغَوِيَّ. وَعَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ, وَالبَرْقَانِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخلَّال, وَأَحْمَدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجوهري, وعِدَّة. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ أَبُو حَفْصٍ بنُ الزيَّات: حضَرتُ عِنْدَ الصُّوْفِيِّ، وَحضرَ إِسْمَاعِيْلُ الورَّاق مَعَ ابنِهِ, فسَمِعَ نُسخةَ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ, فَقَامَ إِسْمَاعِيْلُ وَأَخذَ بِيَدِ ابنِهِ, وَقَالَ للجَمَاعَةِ: اشْهَدُوا أنَّ ابْنِي قَدْ سَمِعَ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ نُسخَةَ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: سَأَلْتُ البَرْقَانِيَّ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ فَقَالَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ: فِيْهِ تسَاهلٌ, ضَاعتْ كُتُبُه, وَاسْتحدَثَ نُسخاً مِنْ كُتُبِ النَّاسِ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ الأَزْهَرِيُّ: حَافظٌ لَيِّن فِي الرِّوَايَةِ, يُحَدِّثُ مِنْ غَيْرِ أَصلٍ. قُلْتُ: التَّحْدِيْثُ مِنْ غَيْرِ أَصلٍ قَدْ عَمَّ اليَوْمَ وطَمَّ, فَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ وَاسِعاً بَانضِمَامِهِ إِلَى الإِجَازَةِ. الخَطِيْبُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي, حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الورَّاق قَالَ: دَقَقْتُ بَابَ ابْن صَاعِدٍ فَقَالَ: مَنْ ذَا؟ فَقُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي علي, أههنا يَحْيَى بنُ صَاعِدٍ؟ فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ لِلْجَارِيَةِ: هَاتِي النَّعل حَتَّى أَخرجَ إِلَى هَذَا الجَاهلِ الَّذِي يكتنِي ويسمِّيني, فأصفعه. قُلْتُ: عِنْدَ أَبِي اليُمن الكِنْدي مِنْ أَمَالِي الورَّاق هَذَا جُزْءٌ سَمِعنَاهُ عَلَى أَبِي حَفْصٍ القوَّاس بالإجازة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 53"، والعبر "3/ 8"، وميزان الاعتدال "3/ 484"، ولسان الميزان "5/ 80"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 92".

ابن عون الله

3485- ابن عون الله: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الإِمَامُ الرَّحَّالُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَوْنِ اللهِ بنِ حُدَيْرِ بنِ يَحْيَى القُرْطُبِيُّ البَزَّازُ. حَجَّ وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعرَابِيِّ، وَخَيْثَمَةَ بنِ سُلَيْمَانَ وَأَحْمَدَ بنِ سَلَمَةَ بنِ الضَّحَّاكِ، وَأَبِي يَعْقُوْبَ الأَذْرَعِيِّ وَخَلْقٍ مِنْ طَبَقَتِهِم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الوَلِيْدِ بنُ الفَرَضِي، وَأَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ صَدُوْقاً صَالِحاً شدِيداً عَلَى المُبْتَدِعَةِ لَهِجاً بِالسُّنَّةِ صَبُوْراً عَلَى الأَذَى. قَالَ ابْنُ الفَرَضِي: كتبَ النَّاسُ عَنْهُ قديماً، وَحديثاً وَكتبتُ عَنْهُ. وَقَالَ لِي: وُلدْتُ سَنَةَ ثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: كَانَ طَوِيْلَ الرُّوحِ عَلَى الطَّلبَةِ, يُسمِّعُهُمْ عامَّة نَهَارِهِ، وَلَهُ قَصصٌ مَعَ أَهْلِ الأَهوَاءِ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

ابن مفرج

3486- ابن مُفَرِّج 1: الإِمَامُ الفَقِيْهُ الحَافِظُ القَاضِي, أَبُو عَبْدِ اللهِ, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مُفَرِّج الأُمَوِيُّ, مَوْلاَهُم القُرْطُبِيُّ، ويكنَّى أَيْضاً أَبَا بَكْرٍ. سَمِعَ أَبَا سَعِيْدٍ بنَ الأَعرَابِيِّ, وَقَاسِمَ بنَ أَصْبَغَ، وَخَيْثَمَةَ بنَ سُلَيْمَانَ، وَأَبَا المَيْمُوْنِ بنَ رَاشِدٍ, وَمُحَمَّدَ بنَ الصَّموت, وَعِدَّةً. وَسَمِعَ بِالحِجَازِ وَالشَّامِ وَاليَمَنِ، وَكَانَ رفيقَ ابْن عَوْنِ اللهِ فِي الرِّحلَةِ. حدَّث عَنْهُ: شَيْخُهُ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، وَأَبُو الوَلِيْدِ بنُ الفَرَضِي, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ شَاكِرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَبيْعٍ التَّمِيْمِيُّ, وَأَبُو عُمَرَ الطَّلََمَنكي, وخلق. وعدة شيوخه مائتان وثلاَثُونَ نَفْساً. قَالَ ابْنُ الفَرَضِي: اتَّصل بِصَاحِبِ الأَنْدَلُسِ, وَكَانَ ذَا مكَانَةٍ عِنْدَهُ, صنَّف لَهُ عِدَّةَ كتبٍ, فولَّاه القَضَاءَ. قَالَ: وَكَانَ حَافِظاً بَصِيْراً بأَسمَاءِ الرِّجَالِ وَأَحوَالِهُمْ, أَكْثَرَ النَّاسُ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَفِيْفٍ: كَانَ ابن مُفَرِّج من أغنى الناس بِالعِلْمِ، وَأَحفَظِهِمْ لِلْحَدِيْثِ. مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ فِي هَذَا الفَنِّ, مِنْ أَوثقِ المُحَدِّثِيْنَ وَأَجْوَدِهِمْ ضَبْطاً. وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: حَافظٌ جليلٌ مصنِّف, لَهُ كتبٌ فِي الفِقْهِ، وَفِي فَقهِ التَّابِعِيْنَ, وألَّف كِتَابَ "فِقْهِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ" فِي سَبْعِ مُجَلَّدَاتٍ, وَ"فِقْهِ الزُّهْرِيِّ" فِي عِدَّةِ أَجْزَاءٍ، وَجمعَ مُسْنَداً مِمَّا حَمَلَهُ عَنْ قَاسِمِ بنِ أَصْبَغَ فِي مُجَلَّدَاتٍ. قَالَ ابْنُ الفَرَضِي: مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ سِتٌّ وَسِتُّوْنَ سنة -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 941"، والعبر "3/ 13"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 158"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 97".

الزهري

3487- الزهري 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ العَابِدُ, مُسْنَدُ العِرَاقِ, أَبُو الفَضْلِ, عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ محمد بن عبيد الله بن سعد بن الحَافِظِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ صَاحِبُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ القُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ العَوْفِيُّ البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَسَمِعَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَبعدَهَا, مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَرِيكٍ الكُوْفِيِّ، وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ إِسْحَاقَ المَدَائِنِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدِ بنِ المُجَدِّرِ، وَالحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شُعْبَةَ, وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَابنِ أَبِي دَاوُدَ, وَجَمَاعَةٍ. وتفرَّد فِي زمانه. حدَّث عَنْهُ: البَرْقَانِيُّ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ الأَزَجِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ, وَالحَسَنُ بنُ غَالِبٍ المُقْرِئُ, وَطَائِفَةٌ, آخِرُهُمْ وَفَاةً: أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً. وَقَالَ العَتِيْقِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا الفَضْلِ الزُّهْرِيَّ يَقُوْلُ: حضَرتُ مَجْلِسَ الفِرْيَابِيِّ وَفِيْهِ عَشْرَةُ آلاَفٍ, لَمْ يَبْقَ مِنْهُم غَيْرَي, وَجَعَلَ يَبْكِي. وَقَالَ الأَزَجِيُّ: هُوَ شَيْخٌ ثِقَةٌ, مُجَابُ الدُّعَاءِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ, صَاحبُ كِتَابٍ، وَآبَاؤُهُ كلهُمْ قد حدَّثوا.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 368"، والعبر "3/ 18"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 161"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 101".

مَاتَ الزُّهْرِيُّ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، وَقِيْلَ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. سمِعنَا مِنْ طِرِيْقِهِ "صِفَةَ المُنَافِقِ" للفِرْيَابِيِّ. وَهُوَ جَدُّ خطيبِ القُدسِ قطبِ الدِّينِ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ يَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيِّ بنِ جَعْفَرِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ ابْنِ صَاحِبِ التَّرْجَمَةِ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ المُقْرِئِ, أَخْبَرَكَ الفتحُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكَاتِبُ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ عشرين وست مائة, وأبو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ صَرْمَا إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعاً، وَاللَّفْظُ لَهُ, قَالاَ: أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الشَّافِعِيُّ, زَادَ الفتحُ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنٍ الطَّرَائِفِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعينَ وَخَمْسِ مائَةٍ, وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المكبِّرُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعينَ, قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ المُعَدِّلُ, أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ, حَدَّثَنَا أَبوْ بَكْرٍ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الفِرْيَابِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ, حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أَنَسٍ, عَنْ أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ, قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّة؛ رِيْحُهَا طَيِّبٌ, وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ؛ لاَ رِيْحَ لَهَا, وَطَعْمُهَا حُلْو، ومَثَل المُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ؛ رِيْحُهَا طَيِّبٌ, وَطَعْمُهَا مُرٌّ, وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ؛ لَيْسَ لَهَا رِيْحٌ وَطَعْمُهَا مُرّ" 1. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ, وَقَدِ أَخرجَهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ, عَنْ قُتَيْبَةَ, فَوَافَقْنَاهُمَا بعلوِّ دَرَجَةٍ مَعَ اتِّصَالِ السَّمَاعِ, وَللهِ الحَمْدُ. وَبِهِ إِلَى الفِرْيَابِيِّ, حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ, حَدَّثَنَا هَمَّامٌ, حَدَّثَنَا قَتَادَةُ, عَنْ أَنَسٍ, عَنْ أَبِي مُوْسَى, أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ كَمَثَل الأُتْرُجَّةِ...... " فَذَكَرَ الحَدِيْثَ, أَخرجَاهُ عن هدبة بتمامه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5020"، ومسلم "797"، وأبو داود "4829"، "4830"، "4831"، والنسائي "8/ 124-125"، وابن ماجة "214".

المرواني، والصندوقي، والنسفي

المرواني، والصندوقي، والنسفي: 3488- المرْوَانِيّ 1: الشَّيْخُ أَبُو نَصْرٍ, أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَرْوَانَ بنِ عُبَيْدِ بنِ أَبِي مَرْوَانَ الضَّبِّيُّ المَرْوَانِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. سَمِعَ ابنَ خُزَيْمَةَ، وَابنَ شَادِلَ, وَالسَّرَّاجَ, وَمُحَمَّدَ بنَ حَمْدُوْنَ, وَطَائِفَةً. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ مَسْرورٍ, وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ, وَآخرُوْنَ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثمانين وثلاث مائة. 3489- الصُّنْدُوقِيّ 2: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ, أَبُو العبَّاس أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الصَّنْدُوقِيُّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ شَادِلَ, وَابنَ خُزَيْمَةَ, وَمُحَمَّدَ بنَ المسيَّبِ، وَأَبَا العَبَّاسِ الثَّقَفِيَّ, وَعِدَّةً, حَتَّى قَالَ الحَاكِمُ: تفرَّد بِالرِّوَايَةِ عَنْ بِضْعَةَ عَشرَ شَيْخاً, وَعَاشَ أَرْبَعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ, وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ, وَجَمَاعَةٌ. توفِّي فِي شَوَّالٍ سنة ثمانين وثلاث مائة. 3490- النَّسَفِيّ: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ, أَبُو عَمْرٍو, بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ رَاهبٍ النَّسَفِيُّ المُؤَذِّنُ. رَاوِي "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" عَنْ حمَّاد بنِ شَاكِرٍ, وَرَوَى أَيْضاً عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ عنبرٍ. رَوَى عَنْهُ جَعْفَر المُسْتَغْفِرِيُّ، وَقَالَ: كَانَ كَثِيْرَ التِّلاَوَةِ, شدِيداً عَلَى المُبْتَدِعَةِ. حَدَّثَنَا بِالكِتَابِ "الجَامعِ" عَنِ ابْنِ شاكر. توفِّي سنة ثمانين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 13"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 96". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 90"، واللباب لابن الأثير "2/ 247"، والعبر "3/ 13"، وشذرات الذهب "3/ 96".

طلحة بن محمد

3491- طلحة بن محمد 1: ابن جعفر الشَّاهدُ, الشَّيْخُ العَالِمُ الأَخْبَارِيُّ المؤرِّخ, أَبُو القَاسِمِ البَغْدَادِيُّ المُقْرِئُ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ مِنْ: عُمَرَ بنِ أَبِي غَيْلاَنَ، وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ، وَأَبِي صَخْرَةَ الكَاتِبِ, وَعِدَّةٍ. وَتلاَ عَلَى ابن مجاهد. تَلاَ عَلَيْهِ أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ, وَغَيْرُهُ. وحدَّث عَنْهُ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخلَّال, وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ, وَآخرُوْنَ. صنَّف كِتَابَ "أَخْبَارِ القُضَاةِ" ضَعَّفَه الأَزْهَرِيُّ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ: كَانَ يدعُو إِلَى الاِعتزَالِ. توفِّي سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وله تسعون سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 351"، والعبر "3/ 13"، وميزان الاعتدال "2/ 342"، ولسان الميزان "3/ 212"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 158"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 97".

محمد بن إبراهيم

3492- محمد بن إبراهيم 1: ابن حمدان, الإمَامُ المُسْنِدُ, أَبُو بَكْرٍ البَغْدَادِيُّ, قَاضِي دَيْرِ عَاقُوْلَ. حدَّث عَنْ جَدِّهِ, وَعَنْ عُمَرَ بنِ أَبِي غَيْلاَنَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدَانَ البَجَلِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الأُشْنَانِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخلَّال، وَعَلِيُّ بنُ المحسَّنُ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ. وَكَانَ جَدُّهُ يَرْوِي عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بنِ حمَّاد النَّرْسِيِّ. توفِّي فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وثلاث مائة. وثَّقه الخلَّال. وَفِيْهَا مَاتَ طَلْحَةُ الشَّاهدُ، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي مَرْوَانَ الضَّبِّيُّ, وَبَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رَاهبٍ النَّسَفي رَاوِي "الصَّحِيْحِ" عَنْ حَمَّادِ بنِ شَاكِرٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مُفَرّج, وَوزيرُ مِصْرَ يَعْقُوْبُ بنُ يُوْسُفَ بن كلس, وآخرون.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 415".

ابن المقرئ

3493- ابن المُقْرِئ 1: الشَّيْخُ الحَافِظُ الجوَّال الصَّدُوْقُ, مُسْنِدُ الوَقْتِ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيِّ بنِ عَاصِمِ بنِ زَاذَانَ الأَصْبَهَانِيُّ, ابْنُ المُقْرِئِ صَاحِبُ "المُعْجَمِ" وَالرِّحلَةِ الوَاسِعَةِ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وأوَّل سمَاعِهِ عَلَى رَأْسِ الثَّلاَثِ مائَةٍ؛ فسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ نُصَيْرِ بنِ أَبَانَ المَدِيْنِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الفَرْقَدِيِّ صَاحِبَيْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَمْرٍو البَجَلِيِّ، وَمِنْ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ مَتُّويه الإِمَامِ, وَقَالَ: هُوَ أوَّل مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ. وَسَمِعَ مِنْ عُمَرَ بن أبي غيلان, وأحمد بن الحسن الصوفي، وَأَبِي بَكْرٍ البَاغَنْدِيِّ, وَحَامِدٍ بنِ شُعَيْبٍ, وَالبَغَوِيِّ, وَطَبَقَتِهِم بِبَغْدَادَ، وَعَبْدَانَ الجَوَالِيْقِيِّ بِالأَهْوَازِ, وَأَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيِّ بِالمَوْصِلِ، وَمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ بعسْقَلاَنَ, وَإِسْحَاقَ بنِ أَحْمَدَ الخُزَاعِيِّ, وَالمُفَضَّلِ بنِ مُحَمَّدٍ الجَنَدِيِّ، وَابنِ المُنْذِرِ بِمَكَّةَ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدَانَ البَجَلِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ عَبَّاسٍ المَقَانِعِيِّ بِالكُوْفَةِ, وَعَبْدِ الله بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ, وعدة ببيت المقدس، وإبراهيم بنِ مَسْرُوْرٍ صَاحِبِ لُوَيْن بِحَلَبَ, وَأَحْمَدَ بنِ يَحْيَى بنِ زُهَيْرٍ الحَافِظِ بِتُسْتَرَ, وَأَحْمَدَ بنِ هِشَامِ بنِ عمَّار، وَمُحَمَّدِ بنِ الفَيْضِ, وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, وَمُحَمَّدِ بنِ خُرَيْمٍ بِدِمَشْقَ, وَمُحَمَّدِ بنِ المُعَافَى بِصَيْدَا, وَمَكْحُوْلٍ ببَيْرُوْتَ, وَمُحَمَّدِ بنِ عُمَيْرٍ بِالرَّمْلَةِ, حدَّثه عَنْ هِشَامِ بنِ عمَّار، وَمأْمُوْنِ بنِ هَارُوْنَ بِعَكَّا, ومَضَاء بنِ عَبْدِ البَاقِي بأَذَنَة, وَجَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سِنَانٍ، وَعِدَّةٍ بِوَاسِطَ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ رَوْحٍ بِعَسْكَرِ مُكْرَم, وَمُحَمَّدِ بنِ تَمَّامٍ البَهْرَانِيِّ وَطَبَقَتِهِ بحِمْصَ, وَالحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ القَطَّانِ بِالرَّقَّةِ، وَمُحَمَّدِ بنِ زَبَّانَ, وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ عَلاَّنَ, وَأَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيِّ, وَخَلْقٍ بِمِصْرَ. فمنهُمْ دَاوُدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ رُوزبة, وَكَهْمَسُ بنُ مَعْمَرٍ صَاحبُ مُحَمَّدِ بنِ رُمْحٍ, وَمِنْ أَبِي عَرُوْبَةَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَعْشَرٍ بحرَّان, وحدَّثه عَنْ هُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بِالأَهْوَازِ, وَانْتَقَى لِنَفْسِهِ فوائِدَ وَغَرَائِبَ, وصنَّف مُسْنَداً للإمَامِ أَبِي حَنِيْفَةَ, وَرَوَى كُتُباً كِبَاراً. حدَّث عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ الحَافِظ, وَأَبُو الشَّيْخِ بنُ حَيَّان -وَهُمَا أَكبرُ مِنْهُ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه, وَابنُ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِيُّ, وَأَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ، وأبو نعيم الحافظ, وحمزة بن

_ 1 ترجمته في أخبار أصبهان "2/ 297"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 913"، والعبر "3/ 18"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 161"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 101".

يُوْسُفَ السَّهْمِيُّ, وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الصوَّاف، وَالإمَامُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الواحدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ شَهْرَيَارَ, وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِرِ بنِ طَبَاطَبَا العَلَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ الهَاشِمِيُّ النَّقِيْبُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ البقَّال, وَمُحَمَّدُ بنُ حُسَيْنٍ البُرْجِيُّ المُؤَدِّبُ, وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ الوَهَّابِ بنِ بَطَّةَ، وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَاشَاذَهَ المقدِّر, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الواحدِ الجَوْهَرِيُّ, وَأَبُو زَيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمَةَ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ الصَّائِغُ، وَأَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ديزِكَةَ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مَنْصُوْرٍ سِبْطُ بَحْرَوَيْه، وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَامُوشةَ, وَدَاوُدُ بنُ سُلَيْمَانَ الوكيلُ, وَأَبُو عَمْرٍو شَيْبَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الجرقوِيُّ, وَطَاهرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْدَةَ، وَأَبُو القَاسِمِ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ العُكْلِيُّ, وَطَلْحَةُ بنُ عَبْدِ الملكِ التَّاجِرُ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الصَّمدِ الدُّلَيْلِيُّ، وَعُمَرُ بنُ حُسَيْنِ بنِ حَمْدَانَ الصَّائِغُ, وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الوزَّان, وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ إِبرَاهِيْمَ الأَرْدَسْتَانِيُّ, وَأَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الرزَّاق بنُ عُمَرَ بنِ شمَّة, وَأَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرزَّاق بنُ أَحْمَدَ البقَّال, وَأَبُو طَاهِرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الكَاتِبُ, وَمَنْصُوْرُ بنُ الحُسَيْنِ التَّانِيُّ. قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْه فِي "تَارِيْخِهِ": ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ, صَاحِبُ أُصولٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: محدِّث كَبِيْرٌ ثِقَةٌ, صَاحبُ مَسَانِيْدَ, سَمِعَ ما لا يحصى كثرة. أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدٍ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ المُقْرِئِ يَقُوْلُ: طِفْتُ الشَّرقَ وَالغربَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ. وَرَوَى رَجُلاَنِ عَنِ ابْنِ المُقْرِئِ قَالَ: مَشَيْتُ بِسببِ نُسخَةِ مُفَضَّل بنِ فَضَالَةَ سَبْعِيْنَ مَرْحَلَةً، وَلَوْ عُرِضَت عَلَى خبَّازٍ بِرَغيفٍ لَمْ يَقْبَلْهَا. قَالَ أَبُو طَاهِرٍ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ ابنَ المُقْرِئِ يَقُوْلُ: دَخَلتُ بَيْتَ المَقْدِسِ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَحَجَجْتُ أَرْبَعَ حِجَّاتٍ, وَأَقمتُ بِمَكَّةَ خَمْسَةً وَعِشْرِيْنَ شَهْراً. ورُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ ابْنُ المُقْرِئِ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَنَا وَالطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو الشَّيْخِ بِالمَدِيْنَةِ, فضَاقَ بِنَا الوَقْتُ, فَوَاصَلْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ, فلمَّا كَانَ وَقتُ العشَاءِ حضَرتُ القَبْرَ, وَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, الجُوْع, فَقَالَ لِي الطَّبَرَانِيُّ: اجلسْ, فإمَّا أَنْ يَكُونَ الرِّزْقُ أَوِ المَوْتُ, فَقُمْتُ أَنَا وَأَبُو الشَّيْخِ, فحضرَ البَابَ عَلَوِيٌّ فَفَتَحْنَا لَهُ, فَإِذَا مَعَهُ غُلاَمَانِ بِقفَّتَيْنِ فِيْهِمَا شَيْءٌ كَثِيْرٌ, وَقَالَ: شَكَوْتُمُونِي إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, رَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ, فَأَمَرَنِي بِحَمْلِ شَيْءٍ إِلَيْكُمْ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بنُ الفَاخِرِ, حَدَّثَنَا عمِّي, سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ بنَ أَبِي الحَسَنِ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ ابنَ سلاَمَةَ يَقُوْلُ: قِيْلَ للصَّاحبِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عبَّاد: أَنْتَ رَجُلٌ

مُعْتَزِلِيٌّ, وَابنُ المُقْرِئِ محدِّث, وَأَنْتَ تُحِبُّهُ, قَالَ: لأَنَّهُ كَانَ صَدِيْقُ وَالِدِي, وَقَدْ قِيْلَ: مودَّة الآباءِ قرَابَةُ الأَبنَاءِ، وَلأَنِّي كُنْتُ نَائِماً فرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ يَقُوْلُ لِي: أَنْتَ نَائِمٌ وَوَلِيٌّ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللهِ عَلَى بَابِكَ?! فَانتبهتُ وَدعوتُ, وَقُلْتُ: مَنْ بِالبَابِ؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَهْدِي: سَمِعْتُ ابنَ المُقْرِئِ يَقُوْلُ: مَذْهَبِي فِي الأُصُولِ مَذْهَبُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَأَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ. وَكَانَ ابْنُ المُقْرِئِ خَازنَ كُتُبِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عبَّاد. وَمَا وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ بِالإِجَازَةِ سِوَى نُسْخَةِ مأْمُوْنٍ الَّتِي انْفَرَدَ بعلوِّها أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المَدِيْنِيُّ. وَقَدْ سَمِعَ ابْنُ المُقْرِئِ الحَدِيْثَ فِي نَحْوٍ مِنْ خَمْسِيْنَ مدينَةٍ، وَانْتَقَيْتُ مِنْ مُعْجَمِهِ أَرْبَعينَ حَدِيْثاً سَمِعْتُهَا بِأَرْبَعِيْنَ بَلَداً، وَكذَلِكَ انْتَقَيْتُ لأَبِي الحُسَيْنِ بنِ جُمَيْع الغَسَّانِيِّ أَرْبَعينَ بلديَّة. قَالَ أَبُو طَاهِرٍ بنُ سلمة: سمعت ابن المقرئ يقول: استلمت الحَجَرَ فِي لَيْلَةٍ مائَةً وَخَمْسِيْنَ مرَّةً. توفِّي ابْنُ المُقْرِئِ فِي شَهْرِ شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ سِتٌّ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ: مُقْرِئُ نَيْسَابُورَ أَبُو بَكْرٍ بنُ مِهْرَانَ مصنِّف "الغَايَةِ"، وَرَاوِي "الصَّحِيْحِ" عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّوَيْه السَّرَخْسِيُّ, وَمُقْرِئُ مِصْرَ أَبُو عَدِيٍّ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ ابْنِ الإِمَامِ، وَقَاضِي العِرَاقِ أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَعْرُوْفٍ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ دوْسَا العلَّاف, وآخرون.

ابن محمويه

3494- ابن مَحْمَويه: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ, أَبُو سَعِيْدٍ, مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُوْسَى بنِ مَحموَيْه النَّيْسَابُوْرِيُّ السِّمسار. سَمِعَ إِمَامَ الأَئِمَّةِ ابنَ خُزَيْمَةَ, وَمُحَمَّدَ بنَ جُمُعَةَ الحَافِظَ. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ، وَعُمَرُ بنُ مَسْرُوْرٍ, وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ. مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وثلاث مائة.

ابن شيرويه، والقطان، والبلوطي

ابن شيرويه، والقطان، والبلوطي: 3495- ابن شيرويه: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ, أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شِيْرَوَيْه النَّيْسَابُوْرِيُّ, نزيلُ فارس بمدينة فَسَا. ثقة صدوق. سَمِعَ: الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ، وَابنَ خُزَيْمَةَ, وَأَبَا العَبَّاسِ الثَّقَفِيَّ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ القَصَّار، ووثَّقه وَقَالَ: قَالَ لِي: وُلِدْتُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ الحَافِظُ أَبُو مَسْعُوْدٍ الدِّمَشْقِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بنَ حَمْدَانَ الحِيْرِيَّ، وَسُئِلَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ شِيْرَوَيْه الَّذِي يُحَدِّثُ بفَسَا فَقَالَ: مَا سمِعنَا مُسْنَدَ الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ إلَّا حِيْنَ قَدِمَ بِهِ وَالِدُهُ, فَوَزَنَ لِلْحَسَنِ مائَةَ دِيْنَارٍ, فَسَمِعنَا مَعَهُ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ وَغَيْرُهُ: توفِّي سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وثلاث مائة, وله تسع وتسعون سنة. قلت: ضيَّعه أَهْلُ تِلْكَ الدِّيَارِ، وَلَمْ يَغْتَنِمُوا إِسْنَادَهُ العالي. 3496- القَطَّان: الحَافِظُ العَالِمُ, محدِّث دِمَشْقَ, أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ حَيَّانَ الدِّمَشْقِيُّ القَطَّانُ. لَهُ رِحْلَةٌ وَاسِعَةٌ إِلَى الحِجَازِ وَالعِرَاقِ وَالجَزِيْرَةِ وَالنَّواحِي. حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْرٍ الخرَائِطيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدٍ العَطَّار وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ عُقْدَةَ، وَيَعْقُوْبَ الجَصَّاصِ, وَأَبِي سَعِيْدٍ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ, وَأَمْثَالِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: تَمَّامٌ الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عطيَّةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ المُزَنِيُّ, وَآخرُوْنَ. لَمْ يذكُرْ لَهُ ابْنُ عساكر وفاة. 3497- البَلُّوطِيّ 1: الإِمَامُ الحَافِظُ, أَبُو الفَرَجِ, مُحَمَّدُ بنُ الطَّيِّبِ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ البَلُّوْطِيُّ. سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي دَاوُدَ، وَأَبَا ذَرٍّ بنَ البَاغَنْدِيّ, وَمُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ النِّعالي. حدَّث بِالأَهْوَازِ وَغيْرِهَا. حدث عنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِيُّ, وَأَبُو نعيم الحافظ, وآخرون.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 378"، والأنساب للسمعاني "2/ 298"، واللباب لابن الأثير "1/ 176".

الداركي

3498- الدَّارَكِيّ 1: الإِمَامُ الكَبِيْرُ, شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ بِالعِرَاقِ, أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الدَّارَكِيُّ الشَّافِعِيُّ, سِبْطُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الدَّارَكِيِّ الأَصْبَهَانِيُّ المحدِّث. وُلِدَ بَعْدَ الثَّلاَثِ مائَةٍ. وَرَوَى عَنْ جدِّه, وَنَزَلَ بَغْدَادَ. وتفقَّه بَأَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ المَرْوَزِيِّ, وتصدر للمذْهَب فتفقَّه بِهِ الأُسْتَاذُ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَانْتَهَى إِلَيْهِ مَعْرِفَةُ المَذْهَبِ, وَلَهُ وُجُوهٌ معروفَةٌ مِنْهَا: أَنَّهُ لاَ يَجُوْزُ السَّلم فِي الدَّقِيْقِ. وَكَانَ أَبُو حَامِدٍ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ يُتَّهم بِالاِعْتِزَالِ، وَكَانَ رُبَّما يَخْتَارُ فِي الفَتْوَى, فيُقَال لَهُ فِي ذَلِكَ, فَيَقُوْلُ: وَيْحَكُم! حدَّث فُلاَنٌ, عَنْ فُلاَنٍ, عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِكَذَا، وَكَذَا, وَالأَخْذُ بِالحَدِيْثِ أَوْلَى مِنَ الأَخْذِ بِقَولِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيْفَةَ. قُلْتُ: هَذَا جَيِّدٌ, لَكِنْ بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ قَدْ قَالَ بِذَلِكَ الحَدِيْثِ إِمَامٌ مِنْ نُظَرَاءِ الإِمَامَيْنِ مِثْلُ مَالِكٍ، أَوْ سُفْيَانَ, أَوِ الأَوْزَاعِيِّ, وَبأَنْ يَكُونَ الحَدِيْثُ ثَابِتاً سَالِماً مِنْ عِلَّةٍ، وَبأَنْ لاَ يَكُونَ حُجَّةُ أَبِي حَنِيْفَةَ، وَالشَّافِعِيِّ حَدِيْثاً صحيحاً معَارضاً للآخَرِ, أمَّا مَنْ أَخَذَ بِحَدِيْثٍ صَحِيْحٍ وَقَدْ تَنَكَّبه سَائِرُ أَئِمَّةِ الاِجتهَادِ فَلاَ, كَخَبَرِ: "فَإِنْ شَرِبَ فِي الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ" 2, وَكَحَدِيْثِ "لَعَنَ الله السارق؛ يسرق البيضة فَتُقْطَعُ يَدُهُ" 3. توفِّي الدَّارَكِيُّ بِبَغْدَادَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ. وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً. وَدَارَكُ: مِنْ أعمال أصبهان.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 463"، والأنساب للسمعاني "5/ 249"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 129"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 358"، والعبر "2/ 370"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 148"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 85". 2 صحيح: وقد تقدَّم تخريجنا له بإسهاب على نحوٍ يرضي جماهير علماء وطلاب علم الحديث ويروي غُلَّتَهم، فلله الحمد على ما حبانا به من علم. 3 صحيح: أخرجه البخاري "6783"، ومسلم "1687"، والنسائي "8/ 65".

ابن مهران

3499- ابن مِهْرَان 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ المُقْرِئُ, شَيْخُ الإِسْلاَمِ, أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مِهْرَان, الأَصْبَهَانِيُّ الأَصْلِ, النَّيْسَابُوْرِيُّ, مصنِّف "الغَايَةِ فِي القِرَاءاتِ". وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ المَاسَرْجَسِيَّ، وَابنَ خُزَيْمَةَ, وَأَبَا العَبَّاسِ السَّرَّاج, وَمَكِّيَّ بن عبدان, وجماعة. وَتلاَ بِالعِرَاقِ عَلَى زَيْدِ بنِ أَبِي بِلاَلٍ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بُويَانَ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّقَّاشِ, وَأَبِي عِيْسَى بَكَّارٍ، وَابنِ مِقْسَم, وَبِدِمَشْقَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ النَّضْرِ الأَخْرَمِ. رَوَى عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَابنُ مَسْرُوْرٍ، وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلّيك، وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُقْرِئُ. وَتَلاَ عَلَيْهِ مَهْدِيُّ بنُ طَرَارَةَ, وَطَائِفَةٌ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ إِمَامَ عَصْرِهِ فِي القِرَاءاتِ, وَكَانَ أَعْبَدَ مَنْ رَأَيْنَا مِنَ القرَّاء، وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ. انْتَقَيْتُ عَلَيْهِ خَمْسَةَ أَجْزَاءٍ، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ بِبُخَارَى كِتَابَ "الشَّامِلِ" لَهُ, فِي القِرَاءاتِ. توفِّي فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وتوفِّي مَعَهُ العَامِرِيُّ2 الفَيْلَسُوفُ, فحدَّثني عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ الزَّاهِدُ, عَنْ ثِقَةٍ رَأَى ابنَ مِهْرَانَ فِي النَّوْمِ لَيْلَةَ دَفْنِهِ, فَقُلْتُ: أَيُّهَا الأُسْتَاذُ, مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: اللهُ أَقَامَ أَبَا الحَسَنِ العَامِرِيَّ بِحِذَائِي، وقال: هذا فداؤك من النار.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "3/ 12"، والعبر "3/ 16"، والنجوم الزاهرة لابن التغري بردي "4/ 160"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 98". 2 هو أبو الحسن، محمد بن يوسف العامري النيسابوري، عالم بالمنطق والفلسفة اليونانية, ترجمته في الأعلام للزركلي "7/ 148".

حسينك

3500- حُسَيْنَك 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الأَنْبَلُ القُدْوَةُ, أَبُو أَحْمَدَ, الحُسَيْنُ بن علي بن مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ حُسَيْنَكُ، وَيُقَالُ لَهُ أَيْضاً: ابْنُ مُنَيْنَةَ. سَمِعَ عُمَرَ بنَ أَبِي غَيْلاَنَ, وَأَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ، وَالبَاغَنْدِيَّ, وَابنَ خُزَيْمَةَ، وَأَبَا العبَّاس الثَّقَفِيَّ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ زَيْدَانَ البَجَلِيَّ, وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ, وَالبَرْقَانِيُّ، وَأَبُو حفص بن مسرور, وأبو سعد الكنجروذي, وآخرون. قَالَ الخَطَيِّبُ: كَانَ ثِقَةً حُجَّةً. وَقَالَ الحَاكِمُ: الغَالِبُ عَلَى سَمَاعَاتِهِ الصِّدْقُ. وَهُوَ شَيْخُ العَرَبِ فِي بَلَدِنَا، وَمَنْ وَرِثَ الثَّرْوَةَ القَدِيمَةَ، وَسَلَفُهُ جِلَّة, صحبْتُهُ حَضَراً وَسَفَراً, فَمَا رَأَيتُهُ تَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ مِنْ نَحْوِ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً, فَكَانَ يَقْرَأُ سُبُعاً كُلَّ لَيْلَةٍ، وَكَانَتْ صَدَقَاتُهُ دَارَّةً سِرّاً وَعَلاَنِيَةً. أَخْرَجَ مَرَّةً عَشْرَةً مِنَ الغُزَاةِ بآلتهم عوضًا عن نفس، وَرَابَطَ غَيْرَ مَرَّةٍ. قَالَ: وَأَوَّلُ سمَاعِهِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ ابْنُ خُزَيْمَةَ يبعثُهُ إِذَا تخلَّف عَنْ مَجْلِسِ السُّلْطَانِ ينوبُ عَنْهُ. وَكَانَ يُعِزُّهُ وَيُقَدِّمُهُ عَلَى أَولاَدِهِ، وَفِي حِجْرِهِ تربَّى, تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: عَاشَ نَيِّفاً وثَمَانِيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا ابْنِ عَسَاكِرَ, عَنْ أَبِي رَوْحٍ, أَخْبَرَنَا زَاهِرٌ, أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا هُدْبَةُ, حَدَّثَنَا حمَّاد, عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَبِي رَافِعٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كَانَتْ شَجَرَةٌ تضرُّ بِالطَّرِيْقِ, فَقَطَعَهَا رَجُلٌ, فَنَحَّاهَا عَنِ الطريق, فغُفِرَ له" رواه مسلم.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 74"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 127"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 909"، والعبر "2/ 368"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 147"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 84". 2 صحيح: أخرجه مسلم في "البر والصلة" "1914" "130" "ج4/ ص202" من طريق بهز، حدثنا حماد بن سلمة، به.

ابن حيويه

3501- ابن حَيّويه 1: الإِمَامُ المحدِّث الثِّقَةُ المُسْنِدُ, أَبُو عُمَرَ, مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا بنِ يَحْيَى البَغْدَادِيُّ الخَزَّازُ, ابْنُ حَيّويه, مِنْ عُلمَاءِ المحدِّثين. سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ إِسْحَاقَ المَدَائِنِيَّ، وَأَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ, وَابنَ أَبِي دَاوُدَ، وَعُبَيْدَ بنَ المؤمَّل, وَعُبَيْدَ اللهِ بنُ عُثْمَانَ العُثْمَانِيُّ صَاحِبُ ابْنِ المَدِيْنِيِّ, وَبَدْرَ بنَ الهَيْثَمِ، وَأَبَا حَامِدٍ الحَضْرَمِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ هَارُوْنَ المُجَدِّرَ, وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, وَأَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ, وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري, وَآخرُوْنَ. وَرَوَى الكُتُبَ المطوَّلة. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً, كَتَبَ طُولَ عُمرِهِ, وَرَوَى المصنَّفات الكِبَار. مَوْلِدُهُ فِي خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. حدَّثني أَبُو القاسم الأزهري قَالَ: كَانَ ابْنُ حَيّويه مكثِرًا، وَكَانَ فِيْهِ تَسَامُحٌ, رُبَّما أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ شَيْئاً وَلاَ يَكُونُ أَصلُهُ قريباً مِنْهُ, فَيَقْرَؤُهُ مِنْ كِتَابِ أَبِي الحَسَنِ بنِ الرزَّاز؛ لِثِقَتِهِ بِذَلِكَ الكِتَابِ, ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ ثِقَةً. قَالَ الخَطِيْبُ: سَأَلْتُ البَرْقَانِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: ثِقَةٌ ثَبْت حُجَّة. قَالَ العَتِيْقِيُّ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ, أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُمَرَ, حَدَّثَنَا ابْنُ حَيّويه, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُعبَةَ, حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ, حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ آدَمَ, حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ, عَنِ الحَكَمِ, عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى, عَنِ البَرَاءِ قَالَ: "كَانَ قِيَامُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقُعُودُهُ وركوعه وسجوده لا يُدْرَى أيّهُ أطول؟ "2.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 121"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 170"، والعبر "3/ 21"، ولسان الميزان "5/ 214"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 163"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 104". 2 صحيح: أخرجه البخاري "792"، "801"، ومسلم "471"، "194"، والترمذي "279"، والنسائي "2/ 197"، من طريق شعبة، عن الحكم، به.

القزويني، وابن يبقى، والنسائي

القزويني، وابن يبقى، والنسائي: 3502- القَزْوِيْني: الإِمَامُ المعمَّر, شَيْخُ القُرَّاءِ, أَبُو الحَسَنِ, عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ صَالِحِ بنِ حَمَّادٍ القَزْوِيْنِيُّ. سَمِعَ مِنْ: يُوْسُفَ بنِ عَاصِمٍ الرَّازِيِّ، وَمُحَمَّدِ بن مسعود الأسدي, ويوسف بن حمدان. وأَخذَ القِرَاءاتِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ الأَزْرَقِ، وَالعَبَّاسِ بنِ الفَضْلِ بنِ شَاذَانَ. وقَدِمَ بَغْدَادَ فجَالَسَ ابنَ مُجَاهِدٍ, وَبَحثَ مَعَهُ, وتصدَّر للإِقْرَاءِ دَهْراً طَوِيْلاً. تَرْجَمَهُ الخَلِيْلِيُّ, وحدَّث عَنْهُ, وَهُوَ مِنْ كِبارِ مَشَايخِهِ. قَالَ: وتوفِّي فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ: وَوُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. 3503- ابن يَبْقَى 1: العلَّامة شَيْخُ المَالِكِيَّةِ, أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ يَبْقَى بنِ زَربِ بنِ يَزِيْدَ القُرْطُبِيُّ الفَقِيْهُ. كَانَ عَجَباً فِي حِفْظِ المَذْهَبِ. سَمِعَ مِنْ: قَاسِمِ بنِ أَصْبَغَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي دُلَيْم. وتفقَّه بِاللُّؤْلُؤيِّ. وَكَانَ ابْنُ السَّلِيْمِ القَاضِي يَقُوْلُ: لَوْ رَآكَ ابْنُ القَاسِمِ لَعَجِبَ مِنْكَ. وَلَهُ مؤلَّف فِي الرَّدِّ عَلَى ابْنِ مَسَرَّة, وَعِدَّةُ تصَانِيفَ. وَكَانَ جَمّ الفَضَائِلِ. مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. 3504- النَّسَائِيّ 2: الفَقِيْهُ المُفْتِي, مُسْنِدُ خُرَاسَانَ, أَبُو القَاسِمِ, عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ النَّسَائِيُّ الشَّافِعِيُّ. خَاتِمَةُ مَنْ سَمِعَ مِنَ الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ مُسْنَدَهِ, ومَنْ سَمِعَ مِن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شِيْرَوَيْه مُسْنَدِ إِسْحَاقَ. وَقَدِ ارْتَحَلَ إِلَى العِرَاقِ, وَسَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيِّ, وَجَمَاعَةٍ. حدَّث عَنْهُ الحَاكِمُ, وَغَيْرُهُ. وَلَمْ يَقعْ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ. وَقَدْ حدَّث بِبَغْدَادَ فِي أَيَّامِ عُثْمَانَ بنِ السَّمَّاك, فسَمِعَ مِنْهُ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الخُتُّلِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ الثَّلاَّجِ, وَعَاشَ إِلَى هَذَا الوَقْتِ. قَالَ الخَطِيْبُ: قَالَ الحَاكِمُ: توفِّي فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بنَسَا. وعِنْدِيَ فِي "تَاريخِ الحَاكِمِ" أَنَّهُ توفِّي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ, فَاللهُ أَعلمُ. قَالَ الحَاكِمُ: وَكَانَ شَيْخَ العدَالَةِ وَالعِلْمِ بنَسَا, وَعَاشَ نَيِّفاً وتسعين سنة -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 19"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 101". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 394"، والعِبَر "3/ 20"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 163"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 103".

السرخسي

3505- السَّرْخَسِيّ 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ, أَبُو القَاسِمِ, عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بن محمد السَّرَخْسِيُّ, التَّاجِرُ, مُسْنِدُ بُخَارَى. حدَّث عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُوْلِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوَيْه المَرْوَزِيِّ، وَالقَاضِي المَحَامِلِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ المَطيْرِيِّ, وَمَنْصُوْرِ بنِ مُحَمَّدٍ البَزْدَوِيِّ صَاحِبِ البُخَارِيِّ. وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي الفَوَارِسِ, وَأَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ،1 وَمُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ النَّعالي. أَثْنَى عَلَيْهِ الحَافِظُ جَعْفَرٌ الإِدْرِيْسِيُّ، ووثَّقه وَوَصَفَهُ بِالصَّلاَحِ. قَالَ: قَدِمَ نَسفَ سَنَةَ 327 لِسمَاعِ الصَّحِيْحِ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ مَنْصُوْرٍ. مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 364".

العسكري

3506- العسكري 1: الإِمَامُ المحدِّث الأَدِيبُ العلَّامة, أَبُو أَحْمَدَ, الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ العَسْكَرِيُّ, صَاحِبُ التصانيف. سمع من: عبدان الأهوازي, وأحمد يَحْيَى التُّسْتَرِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ البَغَوِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي دَاوُدَ, ومحمد بن جرير الطَّبَرِيِّ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ دُرَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَرَفَةَ نِفْطَوَيْه, وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ رَوْحٍ المُؤَدِّبِ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ زِيَادٍ, وَالعَبَّاسِ بنِ الوَلِيْدِ الأَصْبَهَانِيِّ, وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ اليَزدِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أحمد النعيمي, وأبو الحسين محمد بن الحسين الأَهْوَازِيُّ، وَالمُقْرِئُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الوَادِعِيُّ, وَعبدُ الواحدِ بنُ أَحْمَدَ البَاطِرقَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَنْجَوَيْه, وَمُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ حَيْكَان التُّسْتَرِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الإِيْذَجِيُّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ بَحْرٍ التُّسْتَرِيُّ السَّقَطِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفي: كَانَ أَبُو أَحْمَدَ العَسْكَرِيُّ مِنَ الأَئِمَّةِ المَذْكُورِينَ بِالتَّصَرُّفِ فِي أَنواعِ العُلُومِ، والتبحُّر فِي فُنُوْنِ الفُهومِ، وَمِن المَشْهُوْرينَ بِجَوْدَةِ التَّأْلِيفِ وَحُسنِ التَّصْنِيْفِ, ألَّف كِتَابَ "الحِكَمِ وَالأَمثَالِ", وكتاب "التصحيف", وكتاب "راحة الأرواح", وكتاب "الزاوجر وَالمَوَاعِظِ" وَعَاشَ حَتَّى عَلاَ بِهِ السِّنُّ, واشتُهِر فِي الآفَاقِ. انتهَتْ إِلَيْهِ رِئاسَةُ التَّحدُّثِ وَالإِمْلاَءِ للآدَابِ, وَالتَّدْرِيسِ بِقُطرِ خُوزِسْتَانَ، وَكَانَ يُمْلِي بِالعَسْكَرِ وَبِتُسْتَرَ وَمُدُنِ نَاحِيَتِهِ. أَخْبَرَنَا بِنَسبهِ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِيْرٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الطُّيُورِيِّ, أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ السَّقَطِيُّ بِالبَصْرَةِ, حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ بنِ زَيْدِ بنِ حَكِيْمٍ العَسْكَرِيُّ إِملاَءً سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بتُسْتُر, فَذكَرَ مَجَالِسَ مِنْ أَمَالِيهِ. قَالَ السِّلَفي: هِيَ عِنْدِي. وَلَمَّا تُوُفِّيَ رَثَاهُ الصَّاحِبُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عبَّاد فَقَالَ: قَالُوا مَضَى الشَّيْخُ أَبُو أَحْمَدٍ ... وَقَدْ رَثَوْهُ بِضُرُوبِ النُّدَب فَقُلْتُ مَاذَا فَقْدَ شَيْخٍ مَضَى ... لكنَّه فَقْدُ فُنُوْنِ الأَدَبْ أرَّخ أَبُو حَكِيْمٍ أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ فَضْلاَنَ العَسْكَرِيُّ اللُّغَوِيُّ، وَفَاةَ أَبِي أَحْمَدَ فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وثلاث مائة. قلت: أظنّه جاوز التسعين.

_ 1 ترجمته في أخبار أصبهان "1/ 272"، والأنساب للسمعاني "8/ 452"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 191"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "8/ 233"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 164"، والعبر "3/ 20"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 163، 196"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 102".

الحسن بن عبد الله، والكرابيسي، ونقاش الفضة

الحسن بن عبد الله، والكرابيسي، ونقاش الفضة: 3507- الحسن بن عبد الله: سَمِيُّه وعصريُّه, الفَقِيْهُ المُسْنِدُ المُحَدِّثُ, أَبُو عَلِيٍّ الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي الحِمْصِيُّ, نَزِيْلُ بَعْلَبَكَّ. حدَّث عَنْ: سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الحَلَبِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ جَوْصَا. رَوَى عَنْهُ: الحَسَنُ بنُ الأَشْعَثِ المَنْبَجِي، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الرَّبَعِيُّ, وَجَمَاعَةٌ. وَقَعَ لِي جُزءٌ مِنْ حَدِيْثِهِ. لَمْ أَظْفَرْ بِموتِهِ, لَكِنَّهُ حدَّث فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3508- الكَرَابِيْسِيُّ 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ المُسْنِدُ, أَبُو سَعِيْدٍ, مُحَمَّدُ بنُ بشر بن العباس النَّيْسَابُوْرِيُّ, البَصْرِيُّ الأَصْلِ, الكَرَابِيْسِيُّ. سَمِعَ أَبَا لَبِيْدٍ السَّرَخْسِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ خُزَيْمَةَ, وَأَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ، وَجَمَاعَةً, وَكَانَ خَتَنَ الحَافِظِ أَبِي الحُسَيْنِ الحجَّاجي. رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ, وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ, وَجَمَاعَةٌ. توفِّي فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. 3509- نَقَّاش الفِضَّة 2: العلَّامة أَبُو جَعْفَرٍ, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ العَبَّاسِ السُّلَمِيُّ, البَغْدَادِيُّ الجَوْهَرِيُّ الأَشْعَرِيُّ, نَقَّاشُ الفِضَّةِ, وَتِلمِيذُ أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيِّ. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيَّ، وَأَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ, وَالحَسَنَ بنَ مَحمِيٍّ, وَغَيْرَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، وَعُبَيْدُ اللهِ الأَزْهَرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ المُحسَّنِ التَّنُوْخِيُّ, وَآخَرُوْنَ. وثَّقه الأَزْهَرِيُّ وَقَالَ: كَانَ أَحَدَ المُتكلِّمِينَ عَلَى مَذْهَبِ أَبِي الحَسَنِ، وَمِنْهُ تعلَّم ابْنُ شَاذَانَ عِلمَ الكَلاَمِ. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ خَمْسٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: حدَّث مِنْ حِفْظِهِ بِحَدِيْثٍ باطل كأنه أخطأ فيه, سقته في "التاريخ الكبير".

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 8"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 92". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 325"، والعبر "3/ 11"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 94".

الزبيدي

3510- الزُّبَيْدِيّ 1: إِمَامُ النَّحو أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مَذْحِجٍ الزُّبَيْدِيُّ الشَّامِيُّ الحِمْصِيُّ, ثُمَّ الأَنْدَلُسِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. سَمِعَ سَعِيْدَ بنَ فَحلُوْنَ، وَقَاسِمَ بنَ أَصْبَغَ, وَأَبَا عَلِيٍّ القَالِيَّ, وَأَخذَ العَرَبِيَّةَ عَنِ القَالِيِّ، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ الرِّيَاحِيِّ. رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ أَبُو الوَلِيْدِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَفلِيْلِيُّ، وَوَلَدُهُ الآخَرُ؛ أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ الأَدِيبُ قَاضِي إِشْبِيْلِيَّةَ. طَلَبَ المُسْتَنْصِرُ صَاحِبُ الأَنْدَلُسِ أَبَا بَكْرٍ الزُّبَيْدِيَّ مِنْ إِشْبِيْلِيَّةَ إِلَى قُرْطُبَةَ للاسْتِفَادَةِ مِنْهُ, فأدَّب جَمَاعَةً، وَاختَصَرَ كِتَابَ "العَينِ", وَأَلَّفَ "الوَاضِحَ" فِي العَرَبِيَّةِ، وَهُوَ مُؤَدِّبُ المُؤَيَّدِ بِاللهِ هِشَامٍ. توفِّي فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ ثَلاَثٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً. وَعَاشَ وَلَدُهُ أَبُو الوَلِيْدِ إِلَى سَنَةِ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ, فَكَانَ آخِرَ مَنْ حدَّث عَنْ وَالدِهِ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ أَوْحَدَ عَصْرِهِ فِي عِلْمِ النَّحْوِ وَحفظِ اللُّغَةِ، وَكَانَ أَخْبَرَ أَهْلِ زَمَانِهِ بِالإِعْرَابِ وَالمَعَانِي وَالنَّوَادِرِ, إِلَى عِلْمِ السِّيَرِ وَالأَخْبَارِ, لَمْ يَكُنْ بِالأَنْدَلُسِ فِي فَنِّه مِثْلُهُ فِي زَمَانِهِ. وَلَهُ كُتُبٌ تَدُلُّ عَلَى عِلمِهِ مِنْهَا: كِتَابُ "طَبَقَاتِ النُّحَاةِ وَاللُّغَوِيِّيْنَ"، وَلَهُ فِي الردِّ عَلَى ابْنِ مسرة, وأشياء مفيدة, وله نظم بديع.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 249"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "8/ 179"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 651"، والعبر "3/ 12"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 94".

ابن المظفر

3511- ابن المُظَفَّر 1: الشَّيْخُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ, محدِّث العِرَاقِ, أَبُو الحُسَيْنِ, مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ بنِ مُوْسَى بنِ عِيْسَى بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ. قَالَ: أَبِي مِنْ سامَرَّاء, وَوُلِدْتُ أَنَا بِبَغْدَادَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَأَوَّلُ سَمَاعِي فِي سَنَةِ ثَلاَثِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّةِ سَلَمَة بنِ الأَكْوَعِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, فَسُئِلَ عَنْ هَذَا فَقَالَ: لاَ أَعلمُ صِحَّةَ ذَلِكَ. سَمِعَ مِنْ: حَامِدِ بنِ شُعَيْب البَلْخِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ البَاغَنْدِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ، وَالهَيْثَمِ بنِ خَلَفٍ الدُّوْرِيِّ, وَقَاسِمِ بنُ زَكَرِيَّا المطرَّز, وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيِّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ البُخَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ زَبَّانَ المِصْرِيِّ, وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ عَلاَّنَ, وَأَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدَانَ البَجَلِيِّ، وَأَبِي عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيِّ, وَالحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جُمُعَةَ, وَمُحَمَّدِ بنِ خُرَيْمٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الحَمِيدِ الفَرْغَانِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ جَوْصَا, وَطَبَقَتِهِم بِبَغْدَادَ وَواسِطَ وَالكُوْفَةِ, وَالرَّقَّةِ وَحَرَّانَ, وَحِمْصَ وَحَلَبَ وَمِصْرَ, وَأَمَاكنَ. وتقدَّم فِي مَعْرِفَةِ الرِّجَالِ, وَجَمَعَ وصنَّف, وعُمِّر دَهْراً, وبَعُدَ صِيْتُهُ، وَأَكثرَ الحفَّاظ عَنْهُ مَعَ الصِّدْقِ وَالإِتْقَانِ, وَلَهُ شُهرَةٌ ظَاهِرَةٌ, وَإِنْ كَانَ لَيْسَ فِي حِفظِ الدَّارَقُطْنِيِّ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْن, وَالدَّارَقُطْنِيّ, وَالبَرْقَانِيُّ، وَابنُ أَبِي الفَوَارِسِ, وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ, وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَارُوْدِيُّ, وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ, وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ الجَوْهَرِيُّ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ بَرْهَانَ، وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الدَّاوُودِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ابْنُ المظَفَّر فَهِماً حَافِظاً صَادقاً مُكْثِراً. قَالَ أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ: سَمِعْتُ ابنَ أَبِي الفَوَارِسِ يَقُوْلُ: سَأَلْتُ ابنَ المظَفَّر عَنْ حَدِيْثٍ عَنِ البَاغَنْدِيِّ, عَنِ ابْنِ زَيْدٍ المُنَادِي, عَنْ عَمْرٍو بنِ عَاصِمٍ, عَنْ شُعْبَةَ فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ عِنْدِي, قُلْتُ: لعلَّه عِنْدَكَ, قَالَ: لَوْ كَانَ عِنْدِي كُنْتُ أَحْفَظُهُ، وَعِنْدِي عَنِ البَاغَنْدِيِّ مائَةُ أَلْفِ حَدِيْثٍ, لَيْسَ عِنْدِي هَذَا. قال البرقاني: كتب الدارقطني ألوفًا عن أبي المظَفَّر. وَقَالَ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّاوُودِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ يُعَظِّم ابنَ المظَفَّر ويُجِلُّه، وَلاَ يَسْتَندُ بِحَضْرتِهِ, وَرَأَيْتُ مِنْ أُصُولِهِ فِي الوَرَّاقِينَ شَيْئاً كَثِيْراً, فَسأَلتُ عَنْهَا ورَّاقًا فَقَالَ: بَاعَنِي ابْنُ المظَفَّر مِنْهَا ثَمَانِيْنَ رِطْلاً. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ كُلُّهَا عَنِ ابْنِ صَاعِدٍ, كَتَبَهَا عَنْهُ بِخطِّهِ الدَّقِيْقِ, فَجئْتُ إِلَيْهِ فسأَلتُهُ عَنْهَا, فَقَالَ: أَنَا بِعْتُهَا، وَهل أُؤَمِّلُ أَنْ يُكْتَبَ عنِّي حَدِيْثُ ابْنُ صَاعِدٍ. أو كما قال.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 262"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 152"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 916"، والعِبَر "3/ 12"، وميزان الاعتدال "4/ 43"، ولسان الميزان "5/ 383"، والنجوم الزاهرة "4/ 155"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 96".

قَالَ السُّلَمي: سَأَلتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنِ ابْنِ المظَفَّر فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ. قُلْتُ: يُقَالُ: إِنَّهُ يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ, قَالَ: قليلاً بِقَدَرِ مَا لاَ يَضُرُّ -إِنْ شَاءَ اللهُ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: هُوَ حَافظٌ مأْمُوْنٌ. وَقَالَ القَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: ابْنُ المظَفَّر حَافظٌ, فِيْهِ تَشيُّعٌ ظَاهِرٌ. قَالَ أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ: سَمِعْتُ ابنَ حُنَيْفٍ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ المظَفَّر خَرَّج أَورَاقاً فِي مَثَالِبِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ، وَيَهدِيهِ لِبعضِ أَصْحَابِ السُّلْطَانِ المعروفينَ بِالرَّفْضِ, فَوَقَعَ ذَلِكَ الجُزْءُ فِي يَدِي, فَدَخَلتُ أَنَا وَابنُ أَخِي مِيمِي وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفُرَاتِ عَلَيْهِ, فلمَّا رَأَى الجُزْءَ مَعَنَا تغيِّر، وَأَخذَ يعتذرُ, فَلاَطفنَاهُ وَقَرَأْنَاهُ عَلَيْهِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ يَوْمَ الجُمُعَةِ. قَالَهُ العَتِيْقِيُّ. وَفِيْهَا مَاتَ شَيْخُ اللُّغَةِ بِالأَنْدَلُسِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحسن الزَّبِيدي القُرْطُبِيُّ، ومحدِّث دِمَشْقَ الإِمَامُ أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ زَبْرٍ الرَّبَعِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ بنِ النَّحَّاسِ المَوْصِلِيُّ رَاوِي "مُعْجَمِ أَبِي يَعْلَى" عَنْهُ, وَالمُعَمَّرُ أَبُو بَكْرٍ هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَصْرِيُّ ابْنُ أَخِي هِلاَلٍ الرَّأْيِ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنِ الكَجِّيِّ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الرُّعَيْنِيُّ: قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ المظَفَّر مِصْرَ، وَكَانَ أَحولَ أَشجَّ, فَحَضرَ عِنْدَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ القَزْوِينِيُّ, فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَذَا الَّذِي تَمَلّه عَلَيْنَا هُوَ عِنْدَنَا كَثِيْرٌ بِالعِرَاقِ، وَنريدُ حَدِيْثَ مِصْرَ, فَكَانَ ذَلِكَ مَبْدَأَ إِخرَاجِ القَزْوِيْنِيِّ حَدِيْثَ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ, فَكَانَ مِنْهُ الَّذِي كَانَ مِنْ تَكثيرِ النَّاسِ عَلَيْهِ, حَتَّى قَالَ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَضَعَ القَزْوِيْنِيُّ لِعَمْرِو بنِ الحَارِثِ أَكثرَ مِنْ مائَةِ حَدِيْثٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ طَبْرَزَد, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ, أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَيَانٍ, حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ, عَنْ شُعْبَةَ, عَنْ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ فَلاَ صَلاَةَ لَهُ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ غريبٌ, لَمْ يُقَلْ فيه: "إلّا من عذرٍ".

_ 1 صحيح: أخرجه ابن ماجه "793"، والدارقطني "1/ 420"، والحاكم "1/ 245"، والطبراني "12265"، والبيهقي "3/ 57"، والبغوي "795" من طريق شعبة، به. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وأخرجه أبو داود "551"، والدارقطني "1/ 420-421"، والحاكم "1/ 245-246"، والطبراني "12266" من طريق قتيبة بن سعيد، عن جرير، عن أبي جناب، عن مغراء العبدي، عن عدي بن ثابت، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته أبو جناب، واسمه يحيى بن أبي حية الكلبي، ضعَّفوه لكثرة تدليسه.

يحيى بن مالك

3512- يحيى بن مالك 1: ابن عائذ, الإمَامُ المُجَوِّدُ الحَافِظُ المُحَقِّقُ, أَبُو زَكَرِيَّا الأَنْدَلُسِيُّ. سمع أبا عمر عَبْدِ ربِّهِ صَاحِبَ "العِقدِ"، وَعَبْدَ اللهِ بنَ يونس المقرئ, وعِدَّة، وفي المرحلة مِنْ أَبِي سَهْلٍ القطَّان، وَعَبْدَ البَاقِي بنَ قَانِعٍ, وَدَعْلَجاً السِّجْزِيَّ. رَوَى عَنْهُ: الحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ -أَحَدُ شُيُوْخِهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ المَحَامِلِيُّ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ بنُ الفَرَضِيِّ, وَيَحْيَى بنُ عَلِيٍّ الطَّحَّانُ, وَجَمَاعَةٌ. أَمْلَى بِجَامعِ قُرْطُبَةَ. قَالَ التَّنُوْخِيُّ أَبُو عَلِيٍّ فِي "النشوَارِ": حَضَرتُ مَجْلِسَ أَبِي الفَرَجِ صَاحِبِ "الأَغَانِي" فَقَالَ: لَمْ نَسْمَعْ بِمَنْ مَاتَ فُجَاءةً عَلَى المِنْبَرِ, فَقَالَ شَيْخٌ أَنْدَلُسِيٌّ قَدْ لَزمَ أَبَا الفَرَجِ, اسْمُهُ يَحْيَى بنُ عَائِذٍ: إِنَّهُ شَاهدَ فِي جَامعِ بَلدِهِ بِالأَنْدَلُسِ خطِيبَهُم وَقَدْ صَعِدَ يَوْمَ الجُمُعَةِ لِيخطُبَ, فَلَمَّا بَلغَ يَسِيْراً مِنَ الخُطْبَةِ خَرَّ مَيْتاً فَوْقَ المِنْبَرِ, فَأُنْزِلَ، وَطَلَبُوا فِي الحَالِ مَنْ خَطَبَ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الحبَّال: مَاتَ ابْنُ عَائِذٍ بِالأَنْدَلُسِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ست وسبعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 936"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 93".

ابن مسرور

3513- ابن مسرور 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُحَدِّثُ الرحَّال, أَبُو الفَتْحِ, عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَسْرُوْرٍ البلخي, نزيل مصر. رَوَى عَنِ: الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ المطبقيِّ, وَطبقتِهِ بِبَغْدَادَ، وَأَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ زَبَّانَ, وَطبقتِهِ بِدِمَشْقَ، وَأَبِي سَعِيْدٍ بنِ يُوْنُسَ, وَابنِ السِّنْدِيِّ، وَأَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الكِنْدِيِّ, وَخَلْقٍ بِمِصْرَ. حدَّث عَنْهُ: الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ, وَعُمَرُ بنُ الخَضِر الثَّمَانِينِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ قُدَيْدٍ, وَآخرُوْنَ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 939"، والعبر "3/ 7-8"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 92".

ابن شبويه

3514- ابن شَبُّويَه 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ الفَاضِلُ, أَبُو عَلِيٍّ, مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ شبُّويه, الشَّبَوِيُّ المَرْوَزِيُّ. سَمِعَ الصَّحِيْحَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الفِرَبْرِي, وَكَانَ مِنْ كِبَارِ مَشَايخِ الصُّوْفِيَّةِ. حدَّث بِمَرْوَ بـ "الصَّحِيْحِ" فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, رَوَاهُ عَنْهُ سَعِيْدُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّارُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيُّ: لَمَّا تُوُفِّيَ الشَّبوي سَمِعَ النَّاسُ "الصَّحِيْحَ" مِنَ الكُشْمِيهَني. وَقَدْ ذكرَهُ السُّلَمي فِي طَبقَاتِ الصُّوْفِيَّةِ, وَقَالَ: كَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي العَبَّاسِ السَّيَّارِيِّ. لَهُ لِسَانٌ ذَرِبٌ فِي عُلُومِ القَوْمِ, وَكَانَ الأُسْتَاذُ أَبُو عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ يَمِيلُ إِلَيْهِ, وَهُوَ الَّذِي رَأَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ, فَقَالَ: قُلْتَ يا رَسُوْلَ اللهِ: "شَيَّبَتْنِي هُوْدٌ وَأَخَوَاتُهَا" 2 مَا الَّذِي شَيَّبَكَ مِنْهَا? قَالَ قَوْلُهُ: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود: 112] .

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "5/ 107"، والأنساب للسمعاني "7/ 285"، واللباب لابن الأثير "2/ 183". 2 صحيح: أخرجه الترمذي "3297"، وابن سعد "1/ 435"، وابو نعيم في "الحلية" "4/ 350"، والحاكم "2/ 344"، والضياء في "الأحاديث المختارة" "66/ 75/ 1" من طريق شيبان، عن أبي إسحاق، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ ابو بكر -رضي الله عنه: يا رسول الله قد شبت؟ قال: "شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت". وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلّا من هذا الوجه". قلت: قد تابعه أبو الأحوص عن أبي إسحاق الهمداني به. أخرجه الحاكم "2/ 476" وقال: "صحيح على شرط البخاري"، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، وإن كان قد أُعِلَّ بالاختلاف في إسناده، فقد اتفق شيبان وأبو الحوص على وصله من هذا الوجه، وهما ثقتان، فاتفاقهما حُجَّة. وللحديث متابعات وشواهد يضيق المكان عن ذكرها واستيعابها، منها: شاهد عن عمران بن الحصين مرفوعًا, أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد "3/ 145" من طريق محمد بن سيرين عنه، به. وإسناده حسن.

ابن حسكويه، وابن ناقب، وابن كنانة، والشافعي

ابن حسكويه، وابن ناقب، وابن كنانة، والشافعي: 3515- ابن حَسْكَويه: الشَّيْخُ أَبُو نَصْرٍ, أَحْمَدُ بنُ حُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمُّويه بنِ حَسْكَويه النَّيْسَابُوْرِيُّ, الورَّاق, المؤذِّن. سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ المَاسَرْجِسِيَّ، وَابنَ خُزَيْمَةَ, وَالسَّرَّاجَ, وَطَائِفَةً. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ، وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ. توفِّي فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وثلاث مائة. 3516- ابن ناقب 1: الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَمِّ بنِ نَاقِبٍ البُخَارِيُّ الصفَّار. أَحَدُ مَنْ حدَّث بِـ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الفِرَبْرِي. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنَ الحُسَيْنِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيِّ، ومحمد بن سعيد. توفِّي بِسَمَرْقَنْدَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وثمانين وثلاث مائة. 3517- ابن كنانة: المحدِّث المُتْقِنُ, أَبُو عُمَرَ, أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ كِنَانَة اللخْمِيّ القُرْطُبِيُّ، وَيُعرفُ أَيْضاً بِابْنِ العَنَّان. سَمِعَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ خَالِدٍ الحَافِظِ، وَابنِ أَيْمَنَ وَمُحَمَّدِ بنِ قَاسِمٍ، وحجَّ فسَمِعَ مِنْ أَبِي سَعِيْدٍ الأَعْرَابِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مَسْعُوْدٍ الزُّبَيْرِيِّ. ذكرَهُ ابْنُ الفَرَضِيِّ فَقَالَ: سَمِعَ النَّاسُ مِنْهُ كَثِيْراً. وحدَّث عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ السَّلِيمِ القَاضِي فِي حَيَاتِهِ، وَكَانَ ثِقَةً خِيَاراً, وَسِيماً ضَابِطاً, جَيِّدَ التَّقْييدِ, كَانَ مِنْ أَوثقِ مَنْ كَتَبْنَا عَنْهُ. قَالَ لِي: وُلِدْتُ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, تُوُفِّيَ سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة. 3518- الشَّافعي 2: العلَّامة أَبُو عَبْدِ اللهِ, مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ الأَصْبَهَانِيُّ, المَشْهُوْرُ بِالشَّافِعِيِّ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: متكلِّم عَلَى مَذْهَبِ الأَشْعَرِيِّ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. كَثِيْرُ المصنَّفات فِي الفِقْهِ وَالأُصولِ وَالأَحكَامِ. سَمِعَ الكثيرَ بِالعِرَاقِ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ المَالِكِيِّ، وَأَبِي عَلِيٍّ اللؤلؤي, وجماعة. قال: وكان يعرف بالنتيف.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 422". 2 ترجمته في أخبار أصبهان "2/ 300".

السمسار، وابن معقل، وابن معروف

السمسار، وابن معقل، وابن معروف: 3519- السِّمْسَار: محمد بن الحسين بن موسى, أَبُو سَعِيْدٍ السِّمْسَار النَّيْسَابُوْرِيُّ, مِنْ أَولاَدِ المُحَدِّثِيْنَ. سَمِعَ: ابنَ خُزَيْمَةَ, وَأَبَا قُرَيْشٍ. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ, وَجَمَاعَةٌ. توفِّي سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فِي رمضان. 3520- ابن مَعْقِل: الشَّيْخُ الصَّالِحُ العَابِدُ الرَّئِيْسُ المُحْتَشِمُ, أَبُو إِسْحَاقَ, إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَحْفُوظِ بنِ مَعْقِلٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ, أَحدُ المُجْتَهدِينَ فِي العِبَادَةِ. سَمِعَ ابنَ خُزَيْمَةَ، وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ المَاسَرْجِسِيَّ، وَأَبَا العَبَّاسِ الثَّقَفِيَّ. رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ وَقَالَ: رَأَيْتُ أُصُولَهُ صحيحَةً، وَأَكثرُهَا بخطِّه. توفِّي فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3521- ابن معروف 1: قَاضِي القُضَاةِ, شَيْخُ المُعْتَزِلَةِ, أَبُو مُحَمَّدٍ, عُبَيْدُ الله بن أحمد بن مَعْرُوفٍ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ مِنِ: ابنِ صَاعِدٍ, وَابنِ حَامِدٍ الحَضْرَمِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ نُوْحٍ, وَابنِ نَيْرُوزَ الأَنْمَاطِيِّ. وَكَانَ مِنْ أَجْلاَدِ الرِّجَالِ وَأَلبَّاءِ القُضَاةِ, ذَا ذَكَاءٍ وَفِطْنَةٍ، وَعزيمَةٍ مَاضِيَةٍ, وَبلاغَةٍ وَهَيْبَةٍ, إلَّا أَنَّهُ كَانَ مُجرداً فِي الاعتزَالِ بَلِيَّةً. رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ، وَالعَتِيْقِيُّ, وَعَبْدُ الواحد بن شيطا, وأبو جعفر بن المُسْلِمة. ووثَّقه بِجهلٍ الخَطِيْبُ، وَبَالَغَ فِي تَعْظيمِهِ, وَقَالَ: كَانَ يَجمعُ وَسَامةً فِي مَنْظَرَهِ، وَظَرْفاً فِي مَلْبَسِهِ, وَطَلاَقَةً فِي مَجْلِسِهِ, وَبَلاغَةً فِي خِطَابِهِ, قَدْ ضَربَ فِي الأَدبِ بِسهْمٍ, وَأَخذَ مِنَ الكَلاَمِ بِحظٍّ, وَلَهُ نَظْمٌ رَائِقٌ. مَاتَ فِي صفر سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 365"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 166"، والعبر "3/ 18"، وميزان الاعتدال "3/ 3"، ولسان الميزان "4/ 96"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 162"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 101".

الرازي

3522- الرازي 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ الزَّاهِدُ, شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ, مُسْنِدُ الوَقْتِ, أَبُو سَعِيْدٍ, عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ نُصَيْرِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَطَاءِ بنِ وَاصلٍ القُرَشِيُّ الرَّازِيُّ, نَزِيلُ نيسابور. حدَّث عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْسِ, وَيُوْسُفَ بنِ عَاصِمٍ, وَسَمِعَ فِي الرِّحلَةِ بِدِمَشْقَ مِنِ ابنِ جَوْصَا، وَأَبِي هَاشِمٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى, وَبِبَغْدَادَ مِنْ يَحْيَى بنِ صَاعِدٍ، وَبَالرَّيِّ أَيْضاً مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حَاتِمٍ, وعُمِّر دَهْراً. حدَّث عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ المُؤمِّلِ، وَشَيْخُ الإِسلاَمِ إِسْمَاعِيْلَ الصَّابونِيُّ, وَأَخُوْهُ أَبُو يَعْلَى, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ المَرْوَزِيُّ, وَعُمَرُ بنُ مَسْرُوْرٍ، وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ, وَآخرُوْنَ. وَوَصَفَهُ الكَنْجَرُوذِيُّ بالصَّلاح. وَسَاقَ نَسَبَهُ كَمَا مَرَّ. وَقَالَ الحَاكِمُ: جَاور بِمَكَّةَ, وَقصدَ أَبَا علِيٍّ الثَّقَفِيَّ ليصحبَهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقَدْ دَخَلتُ عَلَيْهِ فِي أَوَّلِ سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ لَمَّا بَلَغَنِي خُرُوْجُهُ إِلَى مَرْو, فسأَلتُهُ عَنْ سنِّه, فَذكَرَ أَنَّهُ ابْنُ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَلَمْ يَزَلْ كَالرَّيْحَانَةِ عِنْدَ مَشَايخِ الصُّوْفِيَّةِ بِبلدِنَا. ثُمَّ بَلَغَنِي أَنَّهُ دَخَلَ بُخَارَى وحدَّث بِهَا, وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: حديثُهُ مستقيمٌ, وَلَمْ أَرَ أَحداً تكلَّم فِيْهِ, وَسَمَاعُهُ مِنِ ابْنِ الضُّرَيْسِ يقتَضِي أَنْ يَكُونَ وَلَهُ سِتَّةُ أَعْوَامٍ. قَالَ الخَلِيْلِيّ: ادَّعى بِنَيْسَابُوْرَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سَعِيْدٍ السِّجْزِيُّ, فَرَوَى عَنِ ابْنِ الضُّرَيْسِ وَتَكلَّمُوا فِيْهِ, وَلَمْ يَصِحَّ سَمَاعُهُ مِنْهُ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. قُلْتُ: أَبُو سَعِيْدٍ السِّجْزِيُّ آخَرُ -إِنْ شَاءَ اللهُ, مَا هُوَ صَاحِبُ الترجمة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 21"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 163"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 103".

ابن شاذان

3523- ابن شاذان 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ, المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المُتْقِنُ, أَبُو بَكْرٍ أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بنِ شَاذَانَ بنِ حَرْبِ بنِ مِهْرَانَ البَغْدَادِيُّ البَزَّازُ, وَالدُ أَبِي عَلِيٍّ بنِ شَاذَانَ. سَمِعَ أَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ, وَالحَسَنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ غنبر، وَيَحْيَى بنَ صَاعِدٍ, وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ المُغلِّسِ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ دُرَيْدٍ, وعِدّة, وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ زَبَّانَ الكِنْدِيِّ. رَوَى عَنْهُ: رفيقُهُ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ, وَابنَاهُ؛ أَبُو عَلِيٍّ وَعَبْدُ اللهِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ, وَالتَّنُوْخِيُّ, وَالجَوْهَرِيُّ، وَآخرُوْنَ, وَكَانَ يُجَهِّز البزَّ إِلَى مِصْرَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً, كَثِيْرَ الحَدِيْثِ, وُلِدَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَسَمِعَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ سِنِيْنَ. قَالَ أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ: مَا رَأَيْتُ بِبَغْدَادَ فِي الثِّقَةِ مِثْلَ القَوَّاسِ، وَبَعدَهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ, فَقَالَ لأَبِي ذَرٍّ ورَّاقه: وَلاَ الدَّارَقُطْنِيَّ؟ قَالَ: الدَّارَقُطْنِيُّ إِمَامٌ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ الأَزْهَرِيُّ: سمعت أبا بكر بن شاذان يقول: جاءوني بِجُزءٍ فِي سَمَاعِي مِنْ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيِّ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَمْ يَكُنْ لي به نسخة, فلم أحدِّث به. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: كَانَ حجَّةً ثَبْتاً. قُلْتُ: مَاتَ في شوال سنة ثلاث وثماني وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 18"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 127"، والعبر "3/ 22"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 164"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 104".

الجوري، والفناكي، وابن شاهين

الجوري، والفناكي، وابن شاهين: 3524- الجوري: الشَّيْخُ الفَقِيْهُ المُسْنِدُ, أَبُو سَعِيْدٍ, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَنَفِيُّ, وَيُقَالُ لَهُ: الجُوْرِيُّ. سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ بنَ خُزَيْمَةَ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ سُفْيَانَ, وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الحُسَيْنِ الحَنَفِيَّ. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ, وَعُمَرُ بنُ مَسْرُوْرٍ, وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ, وَآخرُوْنَ. درَّس وأفْتَى مُدَّةً وَعُمِّرَ دَهْراً. توفِّي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ نَيِّفٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَيَرْوِي أَيْضاً عَنِ السَّرَّاجِ, وَأَبِي نُعَيْمٍ بن عدي, وابن شَنَبُوذ. 3525- الفَنَّاكي 1: الشَّيْخُ أَبُو القَاسِمِ, جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ الفَنَّاكي الرَّازِيُّ، رَاوِي "مُسْنَدِ الحَافِظِ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الرُّويَانِي" عَنْهُ, وَقَدْ سَمِعَ أَيْضاً مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حاتم. قَالَ الخَلِيْلِيُّ: هُوَ مَوصُوفٌ بِالعَدَالَةِ وَحُسنِ الدَّيَانَةِ. رَوَى عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ اللاَّلْكَائِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بُنْدَارَ الرَّازِيُّ. توفِّي سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ بنُ شَاذَانَ, وَعَلِيُّ بنُ حَسَّانٍ الجَدَلِيُّ صَاحبُ مُطَيَّنٍ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو الفَضْلِ نَصْر بنُ أَبِي نَصْرٍ الطُّوْسِيّ العَطَّار, وَأَبُو سَعِيْدٍ الجُورِيُّ. 3526- ابن شاهين 2: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ الحَافِظُ العَالِمُ, شَيْخُ العِرَاقِ, وَصَاحبُ التَّفْسِيْرِ الكَبِيْرِ, أَبُو حَفْصٍ, عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ أَزدَاذَ البَغْدَادِيُّ, الوَاعِظُ. مَوْلِدُهُ بخطِّ أَبِيهِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ هُوَ: أَوَّلُ مَا كَتبتُ الحَدِيْثَ بِيَدِي فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. سَمِعَ أَبَا بكر محمد بن محمد الباغندي، وأبا القاسم البَغَوِيَّ, وَأَبَا خُبيبٍ العبَّاس بنَ البِرْتِيِّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي دَاوُدَ, وَشُعَيْبَ بنَ مُحَمَّدٍ الذَّارِعَ, وَأَبَا عَلِيٍّ مُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ المَالِكِيَّ, ويحيى بن صاعد، وأبا حامد الحَضْرَمِيَّ, وَأَبَا بَكْرٍ بنَ زِيَادٍ, وَمُحَمَّدَ بنَ هارون بن

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 23"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 165"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 104". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 265"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 182"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 923"، والعبر "3/ 29"، ولسان الميزان "4/ 283"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 172"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 117".

المُجَدِّرِ, وَالحُسَيْنَ بنَ أَحْمَدَ بنِ بِسطَامَ، وَنَصْرَ بنَ القَاسِمِ الفَرَائِضِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ صَالِحِ بنِ زُغَيْلٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ زُهَيْرٍ الأُبُلِّيَّ. وَارْتَحَلَ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ, فَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ زَبَّانَ, وَأَبِي إِسْحَاقَ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي حُذَيْفَةَ. وَجَمَعَ وصنَّف الكَثيرَ, وَتَفْسِيْرُهُ فِي نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ مجلَّدًا, كُلُّهُ بأَسَانِيدَ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الورَّاق رَفيقُهُ, وَأَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيُّ, وَابنُهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ, وَأَبُو طَالِبٍ العُشَاري، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُهتَدِي بِاللهِ, وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ: ثِقَةٌ مأْمُوْنٌ, صنَّف مَا لَمْ يُصَنِّفْهُ أَحدٌ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً أَمِيناً, يَسكنُ بِالجَانبِ الشَّرْقِيِّ. وَقَالَ الأَمِيْرُ أَبُو نَصْرٍ: هُوَ الثِّقَةُ الأَمِيْنُ, سَمِعَ بِالشَّامِ وَالعِرَاقِ وَفَارِسَ وَالبَصْرَةِ, وَجَمعَ الأَبْوابَ وَالتَّرَاجِمَ, وصنَّف كَثِيْراً. الخَطِيْبُ: أَنْبَأَنَا أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الهَاشِمِيُّ, أنَّ ابنَ شَاهِيْنٍ قَالَ لَهُم: أَوَّلُ مَا كتبتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وصنَّف ثَلاَثَ مائَةِ مُصَنَّفٍ, أَحَدُهَا "التَّفْسِيْرُ" أَلفُ جُزءٍ، وَ"المُسْنَدُ" أَلفٌ وَثَلاَثُ مائَةِ جُزءٍ, وَ"التَّارِيْخُ" مائَةً وَخَمْسِيْنَ جُزءاً, وَ"الزُّهْدُ" مائَةُ جُزءٍ, وأوَّل مَا حَدَّثْتُ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ اثنتين وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ القَاضِي أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ الدَّاوُودِيَّ, سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ بنَ شَاهِيْنٍ يَقُوْلُ: حَسبتُ مَا اشتريتُ بِهِ الحِبْرَ إِلَى هَذَا الوَقْتِ فَكَانَ سبعَ مائَةِ دِرْهَمٍ. قَالَ الدَّاوُودِيُّ: وكنَّا نشترِي الحِبْرَ أَرْبَعَةَ أَرطَالٍ بِدِرْهَمٍ, قَالَ: وَكَتَبَ أَبُو حَفْصٍ بَعْدَ ذَلِكَ زمَاناً. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ يَقُوْلُ: ابْنُ شَاهِيْنٍ يلحُّ عَلَى الخَطَأِ وَهُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ: كَانَ ثِقَةً, عِنْدَهُ عَنِ البَغَوِيِّ سَبعُ مائَةِ جُزءٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ الدَّاوُودِيَّ يَقُوْلُ: ابْنُ شَاهِيْنٍ ثِقَةٌ يُشبهُ الشُّيُوْخَ, إلَّا أَنَّهُ كَانَ لَحَّانًا, وَكَانَ أَيْضاً لاَ يعرفُ مِنَ الفِقْهِ لاَ قَليلاً وَلاَ كَثِيْراً، وَإِذَا ذُكِرَ لَهُ مَذَاهبُ الفُقَهَاءِ

كَالشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِ, يَقُوْلُ: أَنَا مُحَمَّدِيُّ المَذْهَبِ. قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ يَوْماً: مَا أَعْمَى قَلبَ أَبِي حَفْصٍ بنِ شَاهِيْنٍ! حَملَ إليَّ كِتَابَهُ الَّذِي صنَّفه فِي التَّفْسِيْرِ، وَسأَلَنِي أَنْ أُصلحَ مَا فِيْهِ مِنَ الخَطَأِ, فَلقِيتُهُ قَدْ نَقلَ "تَفْسِيْرَ أَبِي الجَارُوْدِ"، وفرَّقه فِي الكِتَابِ, وَجعلَهُ عَنْ أَبِي الجَارُوْدِ, عَنْ زِيَادِ بنِ المُنْذِرِ، وَإِنَّمَا هُوَ اسْمُ أَبِي الجَارُوْدِ, ثُمَّ قَالَ الدَّاوُودِيُّ: وَسَمِعْتُ ابنَ شَاهِيْنٍ يَقُوْلُ: أَنَا أَكتبُ وَلاَ أُعَارضُ. وَكَذَا حَكَى عَنْهُ البَرْقَانِيُّ -يَعْنِي: ثِقَةً بِنَفْسِهِ فِيمَا ينقلُ, قَالَ البَرْقَانِيُّ: فلذلك لم أستكثر منه زهدًا فيه. قلت: وتفسيره موجودٌ بِمدينَةِ وَاسِطَ اليَوْمَ. وَقَالَ الدَّاوُودِيُّ: رَأَيْتُ ابنَ شَاهِيْنٍ اجتمعَ مَعَ الدَّارَقُطْنِيِّ يَوْماً, فَمَا نَطقَ حَرْفاً. قُلْتُ: مَا كَانَ الرَّجُلُ بِالبَارعِ فِي غَوامِضِ الصَّنْعَةِ، وَلَكِنَّهُ رَاويَةُ الإِسلاَمِ -رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ العَتِيْقِيُّ: مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: عَاشَ تِسْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً, وَعَاشَ بَعْدَ الدَّارَقُطْنِيِّ أَيَّاماً يسيرة، ومات قبلها فِي العَامِ؛ الزَّاهِدُ القُدْوَةُ المُحَدِّثُ أَبُو الفَتْحِ يُوْسُفُ بنُ عُمَرَ القوَّاس. وَفِيْهَا مَاتَ: وَزِيْرُ العجمِ الصَّاحبُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبَّادٍ الطَّالقَانِيُّ, وَمُحَدِّثُ مِصْرَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ المُهَنْدِسُ, وَشَاعِرُ وَقتِهِ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سُكَّرَةَ العَبَّاسِيُّ البَغْدَادِيُّ, وَالقَاضِي عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الأَذَنِيُّ صَاحبُ ابْنِ فِيْلٍ. أَنْبَأَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ, أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ العَبَّاسِيُّ لَفْظاً, حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عِمْرَانَ العَابِدِيُّ, حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ, عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُوْلُوا: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ, فَإِذَا قَالُوهَا عصموا مني دمائهم وَأَمْوَالَهُمْ إلَّا بِحَقِّهَا, وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ" 1. هَذَا حسن غريب. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحافِظِ بنُ بَدْرَانَ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ الفرَّاء قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ, أَخْبَرَنَا أَبُو العِزِّ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَوَاهِبَ, أخبرنا أبو الحسن بنُ الطُّيُورِيِّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العُشَارِيُّ, أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ شَاهِيْنٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بن سليمان, حدثنا عباد بن

_ 1 صحيح: مَرَّ تخريجنا له قريبا بتعليقنا رقم "207" في هذا الجزء, فراجعه ثَمَّتَ.

يَعْقُوْبَ, حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ ثَابِتٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ, عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الخَطَايَا، وَيَزِيْدُ بِهِ فِي الحَسَنَاتِ"؟ قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُوْلَ اللهِ. قَالَ: "إِسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المكاره, وكثر الخُطَا إِلَى هَذِهِ المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصلاة" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن حبان "162" موارد، وابن خزيمة "177"، "357"، والحاكم "1/ 191-192" من طريق أبي عاصم النبيل، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن سعيد بن المسيب، به.

الجوهري

3527- الجوهري 1: الإِمَامُ الحَافِظُ, أَبُو القَاسِمِ, عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الغَافِقِيُّ الجَوْهَرِيُّ, مِنْ أَعْيَانِ المِصْرِيِّيْنَ المَالِكِيَّةِ. سَمِعَ أَبَا إِسْحَاقَ بنَ شَعْبَانَ, وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ المكِّيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ بهزَاذَ, وَعَبْدَ اللهِ بنَ الوَرْدِ، وَأَبَا الطَّاهِرِ الخَامِيَّ, وَعَلِيَّ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي مَطَرٍ, وَمُؤَمَّلَ بنَ يَحْيَى، وَأَبَا القَاسِمِ العُثْمَانِيَّ, وعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ فَهدٍ, وَابنُهُ, وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ نفيسٍ المُقْرِئُ. وصنَّف "مُسْنَدَ المُوَطَّأِ" بِعِلَلهِ, وَاختلاَفِ أَلفَاظِهِ, وَإِيضَاحِ لُغَتِهِ، وَتَرَاجِمِ رِجَالِهِ, وَتَسمِيَةِ مَشْيَخَةِ مَالِكٍ, فجوَّدَه, وَكَانَ يَرْوِيْهِ جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ, عَنِ العُثْمَانِيِّ, عَنِ الحَضْرَمِيِّ وَابنِ خَلَفٍ مَعاً, عَنْ أَحْمَدَ بنِ نفيسٍ, عَنْهُ, سَمِعَهُ الشَّيْخُ حسنٌ مِنْ بِنْتِ الوَاسِطِيِّ بِإِجَازتهَا مِنْ جَعْفَرٍ, وألَّف "حَدِيْثَ مَالِكٍ" مِمَّا لَيْسَ فِي المُوَطَّأِ. قَالَ الحبَّالُ وَأَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَةَ: مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: أَظنُّهُ مَاتَ كَهْلاً. سَمِعَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ الخَلاَّلِ "مُسْنَدَ المُوَطَّأِ" مِنْ جَعْفَرٍ الهَمْدَانِيِّ، وَوَقَعَ لِي فِي العُثْمَانيَّاتِ مِنْ حَدِيْثِهِ.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 17"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 101".

الزهري

3528- الزُّهْرِيّ 1: الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ, أَبُو مُحَمَّدٍ, الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَمْرٍو البَصْرِيُّ, المَعْرُوفُ بِابْنِ غُلاَمِ الزُّهْرِي. رَحَلَ وَسَمِعَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وابن صاعد، ومحمد بن الحُسَيْنِ بنِ مُكرمٍ، وَالقَاسِمِ بنِ عبَّاد, وَأَحْمَدَ يَعْقُوْبَ المَتُّوثِي, وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الفَضْلِ, وَخَالِدِ بنِ النَّضْرِ, وَطَائِفَةٍ. سأَلَهُ الحَافِظُ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ عَنِ الرِّجَالِ وَثِقَتِهِم وَلِيْنِهِم. وَلَمْ أَظفَرْ لَهُ بِتَرْجَمَةٍ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ بنُ صَخْر، وَمُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ الخُزَاعِيُّ, وَجَمَاعَةٌ, وَعَاشَ إِلَى سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ عُمَرَ النَّحْوِيِّ, أَخْبَرَكَ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ الزَّاهِدُ, أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ بنِ سِلَفَةَ, أَخْبَرْنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ إِملاَءً بِالبَصْرَةِ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ بنِ المُغِيْرَةِ, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يَعْقُوْبَ المَتُّوثي, حَدَّثَنَا بُنْدَارُ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرُ "إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ بَيْعِ الوَلاَءِ وَعَنْ هِبَتِهِ". أَخرجَهُ البُخَارِيُّ2 عَنْ أَبِي نُعَيْم, عَنِ الثَّوْرِيِّ, فوقع لنا نازلًا بدرجة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ 952"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 97". 2 صحيح: أخرجه البخاري "2535"، ومسلم "1506"، وأبو داود "2919".

الخليل بن أحمد

3529- الخليل بن أحمد 1: ابن محمد بن الخليل ,الإمام القاضي, شيخ الحنفية, أبو سعيد السِّجْزِيُّ الحَنَفِيُّ الوَاعِظُ, قَاضِي سَمَرْقَنْدَ. سَمِعَ أَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ, وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَإِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ, وَأَبَا العَبَّاسِ السَّرَّاجَ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الدَّيْبُلِيَّ المكِّيَّ, وَابنَ جَوْصَا, وَجَمَاعَةً. رَوَى عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَأَبُو يَعْقُوْبَ إِسْحَاقُ القرَّاب، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدٍ الخطَّابي، وَجَعْفَرٌ المُسْتَغْفِرِيُّ, وَأَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ, وَمُحَلَّمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الضَّبِّيُّ الهَرَوِيُّ. وَقَعَ لِي حَدِيْثُهُ عَالِياً، وَكَانَ مِنْ أَحسنِ النَّاسِ وَعْظاً وَتَذْكِيْراً. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَمَاتَ بِفَرْغَانَةَ, فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ شَيْخُ أَهْلِ الرَّأْيِ فِي عَصْرِهِ، وَكَانَ مِنْ أَحسنِ النَّاسِ كَلاَماً فِي الوَعْظِ. وَمِنْ شِعْرِهِ: سَأَجْعَلُ لِيَ النُّعْمَان فِي الفِقْهِ قُدْوَةً ... وَسُفْيَانَ فِي نَقْلِ الأَحَادِيثِ سيِّدَا وَفِي تَرْكِ مَا لَمْ يَعْنِنِي عَنْ عَقِيْدَتِي ... سَأَتْبَعُ يَعْقُوْبَ العُلا وَمُحَمَّدَا وَأَجْعَلُ دَرْسِي مِنْ قِرَاءةِ عَاصِمٍ ... وَحَمْزَةَ بِالتَّحْقِيْقِ دَرْساً مؤكَّدا وَأَجْعَلُ فِي النَّحْوِ الكِسَائِيَّ قُدْوَةً ... وَمِنْ بَعْدِهِ الفَرَّاءَ مَا عِشْتُ سَرْمَدَا وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ العَلَوِيُّ العَقِيْقِيُّ رَئِيْسُ دِمَشْقَ، وَبِشْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاهِلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ تَبُوْكُ بنُ الحَسَنِ الكِلاَبِيُّ, وَأَبُو نَصْرٍ الطُّوْسِيُّ صَاحِبُ "اللُّمعِ"، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ البَاجِيِّ الإِشْبِيْلِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ مَسْرُوْرٍ البَلْخِيُّ, وَشَيْخُ المَالِكِيَّةِ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ الجَلاَّبُ، وَأَبُو بَكْرٍ المُفِيْدُ, وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الورَّاق, ومحمد بن بشر الوَرَّاقُ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَالرَّئِيْسُ أَبُو عَبْدِ اللهِ ابنُ أَبِي ذُهْلٍ العُصمِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ الكَبِيْرُ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ الشخير، والقاسم بن خلف الجبيري الطرسوسي.

_ 1 ترجمته في الأنساب "7/ 45"، ومعجم الأدباء لياقوت "11/ 77"، والعبر "3/ 7"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 153"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 91".

ابن حماد، وابن غريب، وابن زبر

ابن حماد، وابن غريب، وابن زبر: 3530- ابن حَمَّاد 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُفِيْدُ, محدِّث الكُوْفَةِ, أَبُو الحَسَنِ, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّاد بنِ سُفْيَانَ الكُوْفِيُّ. حدَّث عَنْ: عَلِيِّ بنِ العَبَّاسِ المَقَانِعِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدَانَ البَجَلِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الأَنْصَارِيِّ, وَطَبَقَتِهِم. رَوَى عَنْهُ: القَاضِي أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ, وَأَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بِشْرَانَ, وَآخرُوْنَ. توفِّي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ سنٍّ عَالِيَةٍ. وَقَدْ مَرَّ لَنَا سَمِيُّهُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ, أَبُو بِشْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حمَّاد بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ الدُّوْلاَبِيُّ, فِي سَنَةِ عشر وثلاث مائة. 3531- ابن غريب 2: الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ, أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ غَرِيْبِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ, غُلاَمُ ابْنِ مُجَاهِدٍ المُقْرِئِ. سَمِعَ مُوطَّأَ سُويدٍ مِنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجَعْدِ الوشَّاء، وَسَمِعَ مِنْ جَعْفَرٍ الفِرْيَابِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ حمَّاد الخشَّاب. وَعَنْهُ البَرْقَانِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ, وَعُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الفَقِيْهُ. وثَّقه البَرْقَانِيُّ. سَمِعْنَا المُوَطَّأَ مِنْ طَرِيْقِهِ. 3532- ابن زَبْر 3: الشيخ العالم الحافظ, أبو سليمان, محمد بن القَاضِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ زَبْرٍ الرَّبَعِيُّ, محدِّث دِمَشْقَ، وَابنُ قَاضِيْهَا أبي محمد. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ الفَيْضِ الغَسَّانِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَجُمَاهِرِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّمْلَكَانِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ خُرَيْمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ الرَّبِيْعِ الجِيْزِيِّ, وَابنِ أَبِي دَاوُدَ. رَوَى عنه: تَمَّام الرازي, وعبد الغني بن سعيد, وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ الجبَّانِ، وَمُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ ولدَا العَفِيْفِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أبي نصر, وآخرون.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 922"، والعبر "3/ 26"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 110". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 147". 3 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 927"، والعبر "3/ 12"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 95".

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ قَدْ نَظرَ فِي أَشيَاءٍ كَثِيْرَةٍ مِنْ تَصَانِيْفِي، وباتت عنده وتصفَّحها, فأعجتبه, فَقَالَ لِي: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ, أَنْتُمُ الصَّيَادِلَةِ وَنَحْنُ الأَطِبَّاءُ. قَالَ الكَتَّاني: حَدَّثَنَا عَنْهُ عِدَّةٌ، وَكَانَ يُمْلِي بِالجَامِعِ. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً نَبِيْلاً، وتوفِّي فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: لَهُ كِتَابُ "الوَفِيَّاتِ" عَلَى السِّنيْنَ, مَشْهُوْرٌ, قَدْ حَكَى عَنْهُ أَبُو نَصْرٍ بنُ الجَبَّانِ أَنَّهُ رَأَى الحَقَّ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي النَّوْمِ, فذكَرَ أَنَّهُ رَأَى نُوراً. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ بَالُوَيْه، وَالمَلِكُ شَرَفُ الدَّوْلَةِ شِيْرَوَيْه ابْنُ عَضُدِ الدَّوْلَةِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَوْهَرِيُّ المُتَكَلِّمُ نَقَّاشُ السُّكَّةِ، وَشَيْخُ النَّحْوِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الزُّبَيْدِيُّ بِقُرْطُبَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ النَّخَّاسُ المَوْصِلِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ الحَافِظُ، وَهِلاَلُ بنُ مُحَمَّدٍ البَصْرِيُّ صاحب الكجي.

ابن كلس

3533- ابن كلِّس 1: وَزِيْرُ المُعزِّ وَالعَزيزِ, أَبُو الفَرَجِ, يَعْقُوْبُ بنُ يُوْسُفَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ هَارُوْنَ بنِ دَاوُدَ بنِ كِلِّسَ البَغْدَادِيُّ, الَّذِي كَانَ يَهُودِيّاً فَأَسْلَمَ. كَانَ دَاهِيَةً مَاكراً, فَطِناً سَائِساً, مِنْ رِجَالِ العَالَمِ. سَافرَ إِلَى الرَّمْلَةِ, وَتَوكَّلَ للتُّجَارِ, فَانكسرَ عَلَيْهِ جُمْلَة وتعثَّر, فَهَرَبَ إِلَى مِصْرَ, وَجرتْ لَهُ أُمورٌ طَوِيْلَةٌ, فَرَأَى مِنْهُ صَاحبُ مِصْرَ كَافورُ الخَادِمُ فِطنَةً وَخِبرَةً بِالأُمورِ، وَطَمِعَ هُوَ فِي التَّرقِّي فَأَسْلَمَ يَوْمَ جُمُعَةٍ, ثُمَّ فَهِمَ مَقَاصِدَهُ الوَزِيْرُ ابْنُ حِنْزَابَةَ, فَعَمِلَ عَلَيْهِ, ففَرَّ مِنْهُ إِلَى المَغْرِبِ، وتوصَّل بيهودٍ كَانُوا فِي بَابِ المُعزِّ العُبَيْدِيِّ, فَنَفَقَ عَلَى المعزِّ, وَكشفَ لَهُ أُموراً, وَحَسَّنَ لَهُ تَملُّكَ البِلاَدِ, ثُمَّ جَاءَ فِي صُحبَتِهِ إِلَى مِصْرَ وَقَدْ عظُمَ أَمرُهُ. وَلَمَّا وَلِيَ العَزيزُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ اسْتوزَرَهُ, فَاسْتمرَّ فِي رِفْعَةٍ وتمكُّن, إِلَى أَنْ مَاتَ. وَكَانَ عَالِيَ الهِمَّةِ عَظِيمَ الهيبَةِ حَسَنَ المدَارَاةِ. مرضَ فَنَزَلَ إِلَيْهِ العَزيزُ يَعُودُهُ, وَقَالَ: يَا يعقوبَ, وَدِدْتُ أَنَّكَ تُبَاعُ فَأَشترِيكَ مِنَ المَوْتِ بِمُلكِي, فَهَلْ مِنْ حَاجَةٍ? فَبَكَى وقَبَّل يَدَهُ, وَقَالَ: أمَّا لِنَفْسِي فَلاَ، وَلَكِنْ فِيمَا يتعلّق بك,

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 155"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "7/ ترجمة 831"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 97".

سَالِمِ الرُّوْمَ مَا سَالَمُوكَ, وَاقنَعْ مِنْ بَنِي حَمْدَانَ بِالدَّعْوَةِ وَالسّكَّةِ, وَلاَ تُبْقِ عَلَى المفرِّجِ بنِ دَغْفَلٍ مَتَى قَدَرْتَ, ثُمَّ مَاتَ, فدَفَنَهُ العَزيزُ فِي القَصْرِ فِي قبَّةٍ أَنْشَأَهَا العَزيزُ لنفسه، وألحده بيده, وَجَزِعَ لِفَقْدِهِ. وَيُقَالُ: أَنَّهُ كَانَ حَسُنَ إِسلاَمُهُ مَعَ دُخُولِهِ فِي الرَّفْضِ, وَقَرَأَ القُرْآنَ وَالنَّحْوَ, وَكَانَ يحضرُ عِنْدَهُ العُلَمَاءُ، وَتُقْرَأُ عَلَيْهِ توَالِيفُهُ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ, وَلَهُ حُبٌّ زَائِدٌ فِي العُلومِ عَلَى اخْتِلاَفِهَا. وَقَدْ مَدَحَهُ عِدَّةٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ, وَكَانَ جوَّادًا مُمَدَّحاً. وصَّنف كِتَاباً فِي فِقْهِ الشِّيْعَةِ مِمَّا سَمِعَهُ مِنَ المُعزِّ وَمِنَ العَزيزِ, ثُمَّ سَمِعَهُ مِنْ لَفظِهِ خَلقٌ فِي مَجْلِسٍ عَامٍّ, وَجَلَسَ جَمَاعَةٌ مِنَ العُلَمَاءِ يَفْتُوْنَ فِي جَامعِ مِصْرَ بِمَا فِي ذَلِكَ التَّصْنِيْفِ الذِّمِيمِ. وَقَدْ كَانَ العَزيزُ تنمَّر عَلَيْهِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ، وَسَجَنَهُ شُهوراً, ثُمَّ رَضِيَ عَنْهُ, وَاحتَاجَ إِلَيْهِ, فَرَدَّهُ إِلَى المَنْصبِ. وَكَانَ معلومُهُ فِي السَنَةِ مائَتَي أَلفِ دِيْنَارٍ, وَلَمَّا مَاتَ وُجِدَ لَهُ مِنَ المَمَالِيْكِ وَالجُنْدِ وَالخدمِ أَرْبَعَةُ آلاَفِ مَمْلُوْكٍ, وَبَعْضُهُمْ أُمرَاء. وَيُقَالُ: إِنَّهُ كُفِّنَ وحُنِّطَ بِمَا يُسَاوِي عَشْرَةَ آلاَفِ مِثْقَالٍ. وَقَالَ العزيز وهو يبكي: وا طول أَسَفِي عَلَيْكَ يَا وَزِيْرُ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ اثنتَانِ وَسِتُّوْنَ سَنَةً، وخلَّف مِنَ الذَّهَبِ وَالجَوْهَرِ وَالمَتَاعِ مَا لاَ يُوْصُفُ كَثْرَةً, وَلاَ رَيْبَ أنَّ مَلِكَ مِصْرَ فِي ذَاكَ العَصْرِ كَانَ أَعْظَمَ بكثيرٍ مِنْ خُلفَاءِ بَنِي العَبَّاسِ, كَمَا الآنَ صَاحبُ مِصْرَ أَعْلَى مُلُوْكِ الطوائِفِ رُتْبَةً وَمَمْلَكَةً. وَقِيْلَ: مَا بَرِحَ يَعْقُوْبُ فِي صُحْبَةِ كَافورَ حَتَّى مَاتَ. أَسلَمْ يَعْقُوْبُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ, وَلَزِمَ الخَيْرَ وَالصَّلاَةَ ثُمَّ قَبضَ عَلَيْهِ ابْنُ حِنْزَابَةَ, فَبذلَ لَهُ مَالاً فَأَطْلَقَهُ. تَوَلَّى الوزَارَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ, فَكَانَ مِنْ أَنْبَلِ الوُزَرَاءِ وَأَحشمِهِم وَأَكرَمِهِم وَأَحْلَمِهِم. قَالَ العَلَوِيُّ: رَأَيْتُ يَعْقُوْبَ عِنْدَ كَافورَ, فَلَمَّا رَاحَ قَالَ لِي: أي وزير بين جنبيه?!

القلعي

3534- القَلْعِيّ 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ الزَّاهِدُ القُدْوَةُ المُجَاهِدُ, أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ القَلْعِي. سَمِعَ: وَهْبَ بنَ مَسَرَّةَ, وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ الوَرْدِ، وَعَلِيَّ بنَ أَبِي العَقَبِ الدِّمَشْقِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَلِيٍّ الهُجَيْمِيَّ, وَأَبَا جَعْفَرٍ بنَ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيَّ, وَأَبَا بَكْرٍ الشَّافِعِيَّ, وَطَبَقَتَهُم. وَجَمَعَ فَأَوْعَى. قَالَ ابْنُ الفَرْضِيّ: سَمِعْتُ مِنْهُ عِلْماً كَثِيْراً. وَسَمِعَ مِنْهُ: أَحْمَدُ بن عون الله, وابن فرج القاضي، وعباس بن أَصْبَغَ شُيُوخُنَا وَكَانَتِ الرِّحْلَةُ إِلَيْهِ، وَنفعَ اللهُ بِهِ الخَلْقَ, وَكَانَ زَاهِداً شُجَاعاً, ولَّاه المُسْتَنْصِرُ بِاللهِ القَضَاءَ, فَاسْتَعْفَى فَأَعْفَاهُ, وَكَانَ فَقِيْهاً صُلباً فِي الحَقِّ وَرِعاً, كَانُوا يُشَبِّهُونَهُ بسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِي زَمَانِهِ، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً, وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يَقِفُ وَحدَهُ للفِئَةِ مِنَ المُشْرِكِيْنَ. توفِّي بقلعَةِ أَيُّوْبَ مِنَ الأَنْدَلُسِ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. ووُلِدَ سَنَةَ عشرين وثلاث مائة -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 23"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 165"، وشذرات الذهب لابن 11:12 ص 06/ 11/ 1429 العماد الحنبلي "3/ 104".

أحمد بن سهل بن إبراهيم

3535- أحمد بن سهل بن إبراهيم: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ, أَبُو حَامِدٍ الأَنْصَارِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. كَانَ آخِرَ مَنْ حدَّث عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ شَادِلَ، وَأَبِي قُرَيْشٍ الحَافِظِ, وَغيْرِهِمَا. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ، وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ, وَطَائِفَةٌ. قَالَ الحَاكِمُ: أُصُولُهُ صَحِيْحَةٌ, وَكَانَ مِنَ الأُدَبَاءِ المَذْكُورِيْنَ، وأوَّل تَاريخِ سَمَاعِهِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا توفِّي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ غَالِبٍ التَّمَّارُ المِصْرِيُّ صَاحبُ مُحَمَّدِ بنِ الرَّبِيْعِ الجِيْزِيِّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ هِلاَلٍ الحَرَّانِيُّ الصَّابِيُّ المُشركُ الأَدِيبُ صَاحبُ "الرِّسَائِلِ البَدِيْعَةِ"، وعبد الله بن مُحَمَّدٍ الإِصْطَخَرِيُّ صَاحبُ أَبِي خَلِيْفَةَ الجُمَحِيِّ, وَشيخُ العُبَّادِ أَبُو العَبَّاسِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نَافِعٍ البُشْتِي -بُشْت نَيْسَابُوْرَ, وَشيخُ الزُّهَّادِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مَحمُوَيْه النَّيْسَابُوْرِيُّ, وَشيخُ النَّحْوِ عَلِيُّ بنُ عِيْسَى الرُّمَّانِيُّ، وَمُحَدِّثُ الكُوْفَةِ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادٍ، وَمُحَدِّثُ بَغْدَادَ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ الفُرَاتِ, وَشيخُ الشَّافِعِيَّةِ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّد بنُ عَلِيِّ بنِ سَهْل المَاسَرْجِسِيّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَالعَلاَّمَةُ أبو عبيد الله المرزباني.

الماسرجسي

3536- الماسرجسي 1: العَلاَّمَةُ شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ, أَبُو الحَسَنِ, مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَهْلِ بنِ مُصْلِحٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّافِعِيُّ المَاسَرْجِسِيُّ سِبْطُ المُحَدِّثِ الحَسَنِ بنِ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ. سَمِعَ مِنْ: خَالِهِ مؤمَّل بنِ الحَسَنِ، وأبي حامد بن الشرقي, وأبي سعيد بن الأَعرَابِيِّ، وَمكِّيِّ بنِ عَبْدَانَ, وَإِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّارِ, وَابنِ شَوْذَبٍ, وَابنِ دَاسَه, وَأَبِي الطَّاهِرِ المَدِيْنِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ حَذْلَمَ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وتفقَّه بَأَبِي إِسْحَاقَ المَرْوَزِيِّ, وَصَحِبَهُ إِلَى مِصْرَ، وَصَارَ مُعِيدَ أَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ, وَلَحِقَ بِمِصْرَ أَصْحَابَ الرَّبِيْعِ وَالمُزَنِيِّ. وَبِهِ تفقَّه القَاضِي أَبُو الطَيِّبِ الطَّبَرِيُّ, وَجَمَاعَةٌ. وَرَوَى عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَأَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَري، وَأَبُو عُثْمَانَ الصَّابونِيُّ, وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ, وَآخرُوْنَ. وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ الوُجُوهِ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ أَعرفَ الأَصحَابِ بِالمَذْهَبِ وَتَرْتِيْبِهِ, تفقَّه بَأَبِي إِسْحَاقَ وَغَيْرِهِ, وَعَقدَ مَجْلِسَ النَّظَرِ وَمَجْلِسَ الإِمْلاَءِ, فَأَمْلَى زمَاناً, ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ, أَخْبَرَنَا زَاهِرٌ, أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَهْلٍ الإِمَامُ, أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بنُ عَبْدَانَ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ, حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ سعيْرٍ, حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ, عَنْ أَبِي صَالِحٍ, عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَارِبُوا وَسَدِّدُوا, فَإِنَّهُ لَمْ يُنْجِ أَحَداً عملُه". قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟ قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ: "وَلاَ أَنَا, إلَّا أَنْ يتغمَّدني اللهُ بِرَحْمَتِهِ" 2.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 148"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 576"، والعبر "3/ 26". 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 337"، ومسلم "2817"، من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، به.

المرزباني

3537- المرْزَبَاني 1: العَلاَّمَةُ المُتْقِنُ الأَخْبَارِيُّ أَبُو عُبَيْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بن عمران بن موسى بنِ عُبَيْدٍ المَرْزُبَانِيُّ, البَغْدَادِيُّ, الكَاتِبُ, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. حدَّث عَنْ: البَغَوِيِّ، وَأَبِي حَامِدٍ الحَضْرَمِيِّ, وَابنِ دُرَيْدٍ, وَنِفْطَوَيْه, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: التَّنُوْخِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ, وَالعَتِيْقِيُّ, وَطَائِفَةٌ. وَكَانَ رَاوِيَةً جَمَّاعة مُكْثِراً, صنَّف أَخبارَ الشُّعَرَاءِ, لَكِنْ غَالِبُ رِوَايَاتِهِ إِجَازَةٌ, فَيُطلِقُ فِي ذَلِكَ: أَخْبَرَنَا, كَالمُتَأَخِّرينَ مِنَ المغَاربَةِ. قَالَ القَاضِي الصَّيْمَرِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كَانَ فِي دَارِي خَمْسُوْنَ مَا بَيْنَ لِحَافٍ وَدواجٍ معَدَّة لأَهلِ العِلْمِ الَّذِيْنَ يَبِيتُوْنَ عِنْدِي. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: كَانَ المَرْزُبَانِيُّ يَضعُ المحبرَةَ وَقنِّينَةَ النَّبِيذِ, يكتُبُ وَيشربُ, وَكَانَ مُعتزليّاً صَنَّفَ كِتَاباً فِي أَخبارِ المعتزلةِ, وَمَا كَانَ ثِقَةً. قَالَ الخَطِيْبُ: لَيْسَ حَالُهُ عِنْدنَا الكَذِبَ، وَأَكثرُ مَا عِيْبَ عَلَيْهِ مَذْهَبُهُ وَتدليسُهُ للإِجَازَةِ. وَقَالَ العَتِيْقِيُّ: كَانَ مُعتَزِليّاً ثِقَةً. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ جَاحظَ زَمَانِهِ، وَكَانَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ يَتَغَالَى فِيْهِ, وَيَمرُّ بدَارِهِ فَيَقفُ حَتَّى يَخرجَ إليه. وَلهُ "أَخبارُ الشُّعَرَاءِ" خَمْسَةُ آلاَفِ وَرقَةٍ، وآخَرُ فِي الشُّعَرَاءِ ضَخْمٌ جِدّاً, نَحْوَ ثَلاَثِيْنَ مُجَلَّداً. وأعطاه عضد الدولة مرة ألف دينار.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 135"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 177"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "18/ 268"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 647"، والعبر "3/ 27"، وميزان الاعتدال "3/ ترجمة 8013".

الدارقطني

3538- الدارقطني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ, شَيْخُ الإِسلاَمِ, عَلَمُ الجهَابذَةِ, أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَهْدِيِّ بنِ مَسْعُوْدِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ دِيْنَارِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ, المُقْرِئُ المُحَدِّثُ, مِنْ أَهْلِ مَحَلَّةِ دَارِ القُطْنِ بِبَغْدَادَ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ, هُوَ أَخْبَرَ بِذَلِكَ. وَسَمِعَ وَهُوَ صَبِيٌّ مِنْ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَيَحْيَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي دَاوُدَ، وَمُحَمَّدِ بنِ نَيْرُوزَ الأَنْمَاطِيِّ, وَأَبِي حَامِدٍ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الحَضْرَمِيِّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبَشِّرٍ الوَاسِطِيُّ، وَأَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ المَالِكِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ زَكَرِيَّا المُحَارِبِيِّ، وَأَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ القَاضِي، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيِّ, وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ العَدَوِيِّ البَصْرِيِّ, وَيُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ النَّيْسَابُوْرِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الأَدَمِيِّ, وَعُمَرَ بن أحمد بن علي الدَّيْربي, وَإِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدٍ الزيَّات، وَجَعْفَرِ بنِ أَبِي بَكْرٍ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ العَبَّاسِ الورَّاق، وَالحُسَيْنِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ المَحَامِلِيِّ, وَأَخِيْهِ أَبِي عُبَيْدٍ القَاسِمِ، وَأَبِي العباس بن عقدة, ومحمد بن مخلد العطار, وَأَبِي صَالِحٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَعِيْدٍ الأَصْبَهَانِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَفْصٍ, وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الصَّيْدَلِيِّ، وَأَبِي طَالِبٍ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ الحَافِظِ، وَالحُسَيْنِ بنِ يَحْيَى بنِ عَيَّاشٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ سَهْلِ بنِ الفُضَيْلِ, وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَكِيْلُ أَبِي صَخْرَةَ, وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الوَاسِطِيِّ, وَالحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ المُطبِقِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ بنِ البَخْتَرِيِّ, وَإِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّارِ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، وَينْزِلُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ, وَإِلَى ابْنِ المظَفَّر, وَارْتَحَلَ فِي الكُهُوْلَةِ إِلَى الشَّامِ وَمِصْرَ، وَسَمِعَ مِنِ ابنِ حَيُّويه النَّيْسَابُوْرِيِّ, وَأَبِي الطَّاهِرِ الذُّهْلِيِّ، وَأَبِي أَحْمَدَ بنِ النَّاصِحِ, وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَكَانَ مِنْ بُحُورِ العِلْمِ, وَمِنْ أَئِمَّةِ الدُّنْيَا, انْتَهَى إِلَيْهِ الحِفْظُ وَمَعْرِفَةُ عِلَلِ الحَدِيْثِ وَرجَالِهِ, مَعَ التَّقَدُّمِ فِي القِرَاءاتِ وَطُرُقِهَا, وَقوَّةِ المشَاركَةِ فِي الفِقْهِ وَالاخْتِلاَفِ والمغازي وأيام الناس, وغير ذلك.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 34"، والأنساب للسمعاني "5/ 245"، واللباب لابن الأثير "1/ 483"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 183"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 925"، والعبر "3/ 28"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 172"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 116".

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ فِي كِتَابِ "مُزكِّي الأَخبارِ": أَبُو الحَسَنِ صَارَ وَاحدَ عَصْرِهِ فِي الحِفْظِ وَالفَهْمِ وَالوَرَعِ, وَإِمَاماً فِي القُرَّاءِ وَالنَّحْوِيِّيْنَ, أَوَّلَ مَا دخلتُ بَغْدَادَ كَانَ يَحضرُ المجَالسَ وسنُّه دُوْنَ الثَّلاَثِيْنَ, وَكَانَ أَحَدَ الحفَّاظ. قُلْتُ: وَهِمَ الحَاكِمُ, فَإِنَّ الحَاكِمَ إِنَّمَا دَخَلَ بَغْدَادَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعينَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَسنُّ أَبِي الحَسَنِ خَمْسٌ وثلاَثُونَ سَنَةً. صنَّف التَّصَانِيْفَ, وَسَارَ ذِكرُهُ فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ صنَّف القِرَاءاتِ, وَعَقدَ لَهَا أَبْواباً قَبْلَ فرشِ الحُرُوْفِ. تَلاَ عَلَى أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ بُويَانَ, وَأَبِي بَكْرٍ النَّقَّاشِ، وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ الدِّيْبَاجِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ ذُؤَابَةَ القَزَّازِ, وَغَيْرِهِم, وَسَمِعَ حُروفَ السَّبْعَةِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ مُجَاهِدٍ، وتصدَّر فِي آخِرِ أَيَّامِهِ للإِقْرَاءِ, لَكِنْ لَمْ يبلُغْنَا ذِكرُ مَنْ قَرَأَ عَلَيْهِ، وَسَأَفْحصُ عَنْ ذَلِكَ -إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: لَهُ مَذْهَبٌ فِي التَّدْلِيْسِ, يَقُوْلُ فِيمَا لَمْ يَسمعْهُ مِنَ البَغَوِيِّ: قُرِئَ عَلَى أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, حدَّثكم فُلاَنٌ. حدَّث عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَالحَافِظُ عَبْدُ الغنِيِّ، وتَمَّام بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، وَالفَقِيْهُ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايينِيُّ وَأَبُو نَصْرٍ بنُ الجندِيِّ, وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الطيَّانُ, وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو مَسْعُوْدٍ الدِّمَشْقِيُّ, وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, وَأَبُو الحَسَنِ العَتِيْقِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ الأَصْبَهَانِيُّ النَّحْوِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ بِشْرَانَ, وَأَبُو الحَسَنِ بنُ السِّمْسَارِ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو حَازِمٍ بنُ الفَرَّاءِ أَخُو القَاضِي أَبِي يَعْلَى, وَأَبُو النُّعْمَانِ تُرَابُ بنُ عُمَرَ المِصْرِيُّ، وَأَبُو الغنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ المَأْمُوْنِ, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُهْتَدِي بِاللهِ, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ الآبْنُوسي مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسْنون النَّرْسِيُّ, وَحَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ السَّهْمِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ مِنَ البَغَادِدَةِ، وَالدَّمَاشِقَةِ, وَالمِصْرِيِّيْنَ, والرحَّالين. قَالَ الحَاكِمُ: حجَّ شيخنا أبو عبد الله بن أبي ذهل, فكان يصف حفظه وتفرَّده بِالتَّقَدُّمِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ, حَتَّى اسْتَنكَرتُ وَصفَهُ إِلَى أَنْ حَجَجْتُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ, فجئْتُ بَغْدَادَ وَأَقمْتُ بِهَا أَزيَدَ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشهرٍ, وَكَثُرَ اجتِمَاعُنَا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ, فصَادَفْتُهُ فَوْقَ مَا وَصفَهُ ابْنُ أَبِي ذُهْلٍ, وَسأَلتُهُ عَنِ العِلَلِ وَالشُّيُوْخِ, وَلَهُ مُصنَّفَاتٌ يَطولُ ذكرها.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ الدَّارَقُطْنِيُّ فَريدَ عَصْرِهِ, وَقريعَ دَهْرِهِ، وَنَسِيْجَ وَحْدِهِ, وَإِمَامَ وَقْتِهِ, انْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الأَثرِ وَالمعرفَةِ بِعِلَلِ الحَدِيْثِ وَأَسمَاءِ الرِّجَالِ, مَعَ الصِّدْقِ وَالثِّقَةِ، وَصِحَّةِ الاعْتِقَادِ, وَالاضطلاعِ مِنْ عُلُومٍ سِوَى الحَدِيْثِ؛ مِنْهَا القِرَاءاتُ, فَإِنَّهُ لَهُ فِيْهَا كِتَابٌ مُختَصرٌ, جَمعَ الأُصُولَ فِي أَبْوابٍ عَقَدَهَا فِي أَوَّلِ الكِتَابِ, وَسَمِعْتُ بَعْضَ مَنْ يَعْتَنِي بِالقِرَاءاتِ يَقُوْلُ: لَمْ يُسْبَق أَبُو الحَسَنِ إِلَى طريقتِهِ فِي هَذَا. وَصَارَ القُرَّاءُ بَعْدَهُ يسلكُونَ ذَلِكَ, قَالَ: وَمِنْهَا المعرفَةُ بِمذَاهبِ الفُقَهَاءِ, فإنَّ كِتَابَهُ "السُّنَنُ" يدلُّ عَلَى ذَلِكَ, وَبلَغَنِي أَنَّهُ درَّس فِقْهَ الشَّافِعِيِّ عَلَى أَبِي سَعِيْدٍ الإِصْطَخَرِيِّ, وَقِيْلَ: عَلَى غَيْرِهِ, وَمِنْهَا: المَعرفَةُ بِالأَدبِ وَالشِّعرِ, حدَّثني حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَاهِرٍ, أَنَّ الدَّارَقُطْنِيَّ كَانَ يَحفظُ ديوَانَ السَّيِّدِ الحِمْيَرِيِّ, فَنُسِبَ لِذَا إِلَى التَّشَيُّعِ. قَالَ أَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ: كنَّا نَمُرُّ إِلَى البَغَوِيِّ, وَالدَّارَقُطْنِيُّ صَبِيٌّ يَمْشِي خَلْفَنَا بِيَدِهِ رغيف عليه كامخ. قَالَ الخَطِيْبُ: حدَّثنا الأَزْهَرِيُّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الدَّارَقُطْنِيَّ حَضَرَ فِي حدَاثَتِهِ مَجْلِسَ إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّارِ, فَجَعَلَ يَنسخُ جُزءاً كَانَ مَعَهُ, وَإِسْمَاعِيْلُ يُمْلِي, فَقَالَ رَجُلٌ: لاَ يَصحُّ سَمَاعُكَ وَأَنْتَ تنسخُ, فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: فَهْمِي للإِملاَءِ خلاَفُ فَهْمِكَ, كَمْ تحفظُ أَمْلَى الشَّيْخُ؟ فَقَالَ: لاَ أَحفظُ. فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَمْلَى ثَمَانيَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً, الأَوَّلُ: عَنْ فُلاَنٍ, عَنْ فُلاَنٍ, وَمَتنُهُ كَذَا وَكَذَا, وَالحَدِيْثُ الثَّانِي: عَنْ فُلاَنٍ, عَنْ فُلاَنٍ, وَمَتنُهُ كَذَا وَكَذَا, وَمَرَّ فِي ذَلِكَ حَتَّى أَتَى عَلَى الأَحَادِيثِ, فتعجَّب النَّاسُ مِنْهُ، أَوْ كَمَا قَالَ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ: سَمِعْتُ أنَّ الدَّارَقُطْنِيَّ قَرأَ كِتَابَ "النَّسَبِ" عَلَى مُسْلِمٍ العَلَوِيِّ, فَقَالَ لَهُ المُعَيْطِيُّ الأَدِيبُ بَعْدَ القِرَاءةِ: يَا أَبَا الحَسَن, أَنْتَ أَجرَأُ مِنْ خَاصِي الأَسَدِ, تَقْرَأُ مِثْلَ هَذَا الكِتَابَ مَعَ مَا فِيْهِ مِنَ الشِّعرِ وَالأَدَبِ, فَلاَ يُؤخذُ فِيْهِ عَلَيْكَ لَحْنَةٌ, وَتعجَّبَ مِنْهُ, هَذِهِ حكَاهَا الخَطِيْبُ عَنِ الأَزْهَرِيِّ, فَقَالَ مُسْلِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ: وَإِنَّهُ كَانَ يَرْوِي كِتَابَ "النَّسَبِ" عَنِ الخَضِرِ بنِ دَاوُدَ عَنِ الزُّبَيْرِ. قَالَ رَجَاءُ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَدِّلُ: قُلْتُ لِلدَّارَقُطْنِيِّ: رَأَيْتَ مِثْلَ نَفْسِكَ؟ فَقَالَ: قال الله: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُم} فَأَلْحَحْتُ عَلَيْهِ, فَقَالَ: لَمْ أَرَ أَحداً جَمعَ مَا جَمعْتُ, رَوَاهَا أَبُو ذَرٍّ، وَالصُّوْرِيُّ عَنْ رَجَاءَ المِصْرِيِّ, وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِمِ: هَلْ رَأَيْتَ مِثْلَ الدَّارَقُطْنِيَّ؟ فَقَالَ: هُوَ مَا رَأَى مِثْلَ نَفْسِهِ, فَكَيْفَ أَنَا?! وَكَانَ الحَافِظُ عَبْدُ الغنِيِّ الأَزْدِيُّ إِذَا حكى عن الدارقطني يقول: قال أستاذي.

وَقَالَ الصُّوْرِيُّ: سَمِعْتُ الحَافِظَ عَبْدَ الغنِيِّ يَقُوْلُ: أَحسَنُ النَّاسِ كَلاَماً عَلَى حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثَةٌ: ابْنُ المَدِيْنِيِّ فِي وَقتِهِ, وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ -يَعْنِي: ابنَ الحَمَّالِ فِي وَقتِهِ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ فِي وَقتِهِ. وَقَالَ القَاضِي أَبُو الطَيِّبِ الطَّبَرِيُّ: كَانَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: كَانَ الدَّارَقُطْنِيُّ ذَكِيّاً, إِذَا ذُكِرَ شَيْئاً مِنَ العِلْمِ أَيَّ نوعٍ كَانَ, وُجِدَ عِنْدَهُ مِنْهُ نَصِيبٌ وَافرٌ, لَقَدْ حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ أَنَّهُ حضَرَ مَعَ أَبِي الحَسَنِ دَعْوَةً عِنْدَ بَعْضِ النَّاسِ لَيْلَةً, فَجَرَى شَيْءٌ مِنْ ذِكْرِ الأَكلَةِ, فَاندفعَ أَبُو الحَسَنِ يورِد أَخبارَ الأَكلَةِ وَحكَايَاتِهِم وَنوَادِرِهِم, حَتَّى قَطَعَ أَكثرَ ليلتِهِ بِذَلِكَ, قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَرَأَيْتُ ابنَ أَبِي الفَوَارِسِ سَأَلَ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْ عِلَّةِ حَدِيْثٍ, أَوِ اسْمٍ, فَأَجَابَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا الفَتْحِ, لَيْسَ بَيْنَ الشَّرقِ وَالغربِ مَنْ يَعرِفُ هَذَا غَيْرِي. قَالَ القَاضِي أَبُو الطَيِّبِ الطَّبَرِيُّ: حَضَرتُ الدَّارَقُطْنِيَّ، وَقَدْ قُرِئَتِ الأَحَادِيثُ الَّتِي جَمَعَهَا فِي مَسّ الذَّكَرِ عَلَيْهِ, فقال: لو كان أحمد بن حنبل حَاضِراً لاَستفَادَ هَذِهِ الأَحَادِيثَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ: كَانَ الدَّارَقُطْنِيُّ يُمْلِي عَلَيَّ العِلَلَ مِنْ حِفْظِهِ. قُلْتُ: إِنْ كَانَ كِتَابُ "العِلَلِ" الموجودُ قَدْ أَمْلاَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ حِفْظِهِ -كَمَا دلَّتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الحكَايَةُ, فَهَذَا أَمرٌ عظيمٌ يُقْضَى بِهِ للدَّارَقُطْنِيِّ أَنَّهُ أَحفظُ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَإِنْ كَانَ قَدْ أَمْلَى بعضَهُ مِنْ حِفْظِهِ, فَهَذَا مُمْكِنٌ، وَقَدْ جَمعَ قبلَهُ كِتَابَ "العِلَلِ" عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ حَافظُ زَمَانِهِ. قَالَ رَجَاءُ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَدِّلُ: كُنَّا عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيِّ يَوْماً وَالقَارِئُ يَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَهُوَ يتنفَّل, فَمَرَّ حَدِيْثٌ فِيْهِ نُسَيْرُ بنُ ذُعْلُوْقٍ, فَقَالَ القَارِئُ: بَشِيرٌ, فسبَّح الدَّارَقُطْنِيُّ فَقَالَ: بُشَيْرٌ, فَسَبَّحَ, فَقَالَ: يُسَيرٌ. فَتَلاَ الدَّارَقُطْنِيَّ: {نْ وَالْقَلَمِ} [الْقَلَم: 1] . وَقَالَ حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَاهِرٍ: كُنْتُ عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيِّ وَهُوَ قَائِمٌ يتنفَّل, فَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الكَاتِبِ: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ, فَقَالَ: عَمْرُو بنُ سَعِيْدٍ. فسبَّح الدَّارَقُطْنِيُّ, فَأَعَادَ، وَقَالَ: ابْنُ سَعِيْدٍ، وَوقفَ, فَتَلاَ الدَّارَقُطْنِيُّ: {يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُك} [هود: 87] . فقال ابن الكاتب: شعيب. قَالَ أَبُو الحَسَنِ العَتِيْقِيُّ: حضَرتُ أَبَا الحَسَنِ وَجَاءهُ أَبُو الحُسَيْنِ البَيْضَاوِيُّ بِغريبٍ لِيَقْرَأَ لَهُ شَيْئاً فَامْتَنَعَ، وَاعتلَّ ببعضِ العِلَلِ, فَقَالَ: هَذَا غريبٌ، وَسَأَلَهُ أَنْ يُمْلِيَ عَلَيْهِ أَحَادِيثَ, فَأَمْلَى

عَلَيْهِ أَبُو الحَسَنِ مِنْ حِفْظِهِ مَجْلِساً تزيدُ أَحَادِيثُهُ عَلَى العِشْرِيْنَ, مَتْنُ جَمِيعِهَا: "نِعمَ الشَّيْءُ الهديَّةُ أَمَامَ الحَاجَةِ"1. قَالَ: فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ ثُمَّ جَاءهُ بَعْدُ، وَقَدْ أَهْدَى لَهُ شَيْئاً فقرَّبه,. وَأَمْلَى عَلَيْهِ مِنْ حِفْظِهِ سَبْعَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً, مُتُوْنُ جَمِيعِهَا: "إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيْمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ" 2. قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ صَحِيحَةٌ, رَوَاهَا الخَطِيْبُ عَنِ العَتِيْقِيِّ, وَهِيَ دالَّة عَلَى سَعَةِ حِفظِ هَذَا الإِمَامِ، وَعَلَى أَنَّهُ لوَّح بطلبِ شَيْءٍ, وَهَذَا مَذْهَبٌ لِبَعضِ العُلَمَاءِ، ولعلَّ الدَّارَقُطْنِيَّ كَانَ إِذْ ذَاكَ مُحْتَاجاً, وَكَانَ يَقبلُ جَوَائِزَ دَعْلَجٍ السِّجْزِيِّ، وَطَائِفَةٍ, وَكَذَا وَصلَهُ الوَزِيْرُ ابْنُ حِنْزَابَةَ بِجُملَةٍ من الذهب لما خرَّج له المسند. قَالَ الحَاكِمُ: دَخَلَ الدَّارَقُطْنِيُّ الشَّامَ وَمِصْرَ عَلَى كِبَرِ السِّن, وحجَّ وَاسْتفَادَ وَأَفَادَ, وَمصنَّفَاتُهُ يَطُولُ ذكرُهَا. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ فِيمَا نقلَهُ عَنْهُ الحَاكِمُ وَقَالَ: شَهِدْتُ بِاللهِ إِنَّ شيخَنَا الدَّارَقُطْنِيَّ لَمْ يُخَلِّفْ عَلَى أَدِيمِ الأَرضِ مِثلَهُ فِي مَعْرِفَةِ حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَكذَلِكَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ وَأَتْبَاعِهِم, قَالَ: وتوفِّي يَوْمَ الخَمِيْسِ لثمانٍ خَلَوْن مِنْ ذِي القَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَكَذَا أرَّخ الخَطِيْبُ وَفَاتَهُ. وَقَالَ الخَطِيْبُ فِي تَرْجَمَتِهِ: حدَّثني أَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ مَاكُولاَ قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّي أَسأَلُ عَنْ حَالِ الدَّارَقُطْنِيِّ فِي الآخِرَةِ, فَقِيْلَ لِي: ذَاكَ يُدْعَى فِي الجَنَّةِ الإِمَامُ. وصحَّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مَا شَيْءٌ أَبغضُ إِلَيَّ مِنْ عِلمِ الكَلاَمِ. قُلْتُ: لَمْ يَدْخلِ الرَّجُلُ أَبداً فِي علمِ الكَلاَمِ وَلاَ الجِدَالِ، وَلاَ خَاضَ فِي ذَلِكَ, بَلْ كَانَ سلفيّاً, سَمِعَ هَذَا القَوْلَ مِنْهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي.

_ 1 موضوع: أخرجه الطبراني في "الكبير" "2903"، حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، أنبأنا الهيثم بن خارجة، نا يحيى بن سعيد العطار، عن يحيى بن العلاء، عن طلحة بن عبيد الله، عن الحسين بن علي مرفوعًا. قلت: إسناده تالف بمرَّةٍ، كما فيه يحيى بن سعيد، قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الاثبات, لا يجوز الاحتجاج به". وفيه يحيى بن العلاء -كذَّاب يضع الحديث. 2 حديث حسن: ورد عن ابن عمر: عند ابن ماجه "3712"، وفي إسناده سعيد بن مسلمة، وهو ضعيف. وورد من حديث جرير بن عبد الله: عند ابن خزيمة والبزَّار، والبيهقي, ورواه البزار عن أبي هريرة.

وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: اختلفَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ, فَقَالَ قَوْمٌ: عُثْمَانُ أَفضلُ, وَقَالَ قَوْمٌ: عليٌّ أَفضلُ, فَتَحَاكَمُوا إليَّ, فَأَمسكتُ وَقُلْتُ: الإِمْسَاكُ خَيْرٌ, ثُمَّ لَمْ أَرَ لِدِيْنِي السُّكُوتَ، وَقُلْتُ لِلَّذِي اسْتَفْتَانِي: ارْجِعْ إِلَيْهِم، وَقُلْ لَهُم: أَبُو الحَسَنِ يَقُوْلُ: عُثْمَانُ أَفضَلُ مِنْ عَلِيٍّ بِاتِّفَاقِ جَمَاعَةِ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم, هَذَا قَولُ أَهْلِ السُّنَّةَ، وَهُوَ أَوَّلُ عَقْدٍ يُحَلّ فِي الرَّفْضِ. قُلْتُ: لَيْسَ تَفْضِيْلُ عَلِيٍّ بِرَفضٍ وَلاَ هُوَ ببدعَةٌ, بَلْ قَدْ ذَهبَ إِلَيْهِ خَلقٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ, فَكُلٌّ مِنْ عُثْمَانَ وَعلِيٍّ ذُو فضلٍ وَسَابِقَةٍ وَجِهَادٍ, وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ فِي العِلْمِ وَالجَلاَلَة, وَلعلَّهُمَا فِي الآخِرَةِ مُتسَاويَانِ فِي الدَّرَجَةِ, وَهُمَا مِنْ سَادَةِ الشُّهَدَاءِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا, وَلَكِنَّ جُمُهورَ الأُمَّةِ عَلَى تَرَجيْحِ عُثْمَانَ عَلَى الإِمَامِ عَلِيٍّ، وَإِلَيْهِ نَذْهَبُ, وَالخَطْبُ فِي ذَلِكَ يسيرٌ, وَالأَفضَلُ مِنْهُمَا بِلاَ شكٍّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ, مَنْ خَالفَ فِي ذَا, فَهُوَ شِيعِيٌّ جَلدٌ, وَمَنْ أَبغضَ الشَّيْخَيْنِ وَاعتقدَ صِحَّةَ إِمَامَتِهِمَا فَهُوَ رَافضيٌّ مَقِيتٌ, وَمَنْ سَبَّهما وَاعتقدَ أَنَّهُمَا لَيْسَا بِإِمَامَيْ هُدَى فَهُوَ مِنْ غُلاَةِ الرَّافِضَةِ -أَبعدَهُم اللهُ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُقدَّمُ فِي "المُوَطَّأِ" مَعنٌ, وَابنُ وَهْبٍ، وَالقَعْنَبِيُّ, قَالَ: وَأَبُو مصعبٍ ثِقَةٌ فِي "المُوَطَّأِ". قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سُئِلَ أَبُو الحَسَنِ: إِذَا حدَّث النَّسَائِيُّ وَابنُ خُزَيْمَةَ بحديثٍ, أَيُّهُمَا نقدِّم? فَقَالَ: النَّسَائِيُّ, فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثلَهُ, وَلاَ أقدِّم عَلَيْهِ أَحداً. الرِّاوَيَةُ عَنْهُ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ إِجَازَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بنُ أَحْمَدَ الوَكِيْلُ, أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَد بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ, حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بنُ يُوْنُسَ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبْجَرَ, عَنِ أَبِيهِ, عَنْ وَاصِلٍ الأَحدبِ, عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: خَطَبَنَا عمَّار فَأَبلَغَ وَأَوجزَ, فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "إِنَّ طُوْلَ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّة من فقهه, فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة". أخرجه مسلم عن سريج, فوافقناه بعلوّ.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "869".

أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الخَضِرُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيُّ سَنَةَ سَبعِ مائَةٍ, أَخْبَرَنَا المُسَلَّم بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمدِ بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ هَارُوْنَ الإِسكَافُ, حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ شَاهِيْنٍ, حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ, عَنْ يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُتْبَةَ, عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: ذُكر عِنْد رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الصَّدَقَةُ فَقَالَ: "إِنَّ مِنَ الصَّدَقَةِ أَنْ تَفُكَّ الرَّقَبَةَ, وَتَعْتِقَ النَّسَمَةَ". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, أَلَيْسَتَا وَاحِدَةً, فَقَالَ: "لاَ, عَتْقُهَا أَنْ تَعْتِقَهَا، وَفِكَاكُهَا أَنْ تُعِيْنَ فِي ثَمَنِهَا". قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ ذَلِكَ؟ قَالَ: "تُطعِمُ جَائِعاً, وَتَسْقِي ظَمْآناً" قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَجِدْ؟ قَالَ: "تَأْمُرُ بِالمَعْرُوفِ, وَتَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ" قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟ قَالَ: "فكُفَّ إِذاً شَرَّكَ". غريبٌ, تفرَّد بِهِ خَالِدٌ الطَّحَّانُ1. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ القَاضِي، وستُّ الأَهْلِ بِنْتُ عِلْوَانَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الفَقِيْهُ, أخبرنا عبد المغيث بن زُهَيْرٍ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ العُكْبَري, أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الحَرْبِيُّ, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ, حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ, سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ, سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِيْنَ أَلْفاً بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ, مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِيْنَ أَلْفاً وَثَلاَثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي -عَزَّ وَجَلَّ " 2. وحدَّثنا ابْنُ صَاعِدٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ بِوَاسِطَ, حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ نَحوَهُ. وَرَوَى بَقِيَّةُ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ نَحوَهُ, فَإِسْنَادُهُ قَوِيٌّ. قَالَ الخَطِيْبُ: سَأَلْتُ البَرْقَانِيَّ: هَلْ كَانَ أَبُو الحَسَنِ يُمْلِي عَلَيْك العِلَلَ مِنْ حِفْظِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ, أَنَا الَّذِي جَمَعْتُهَا, وَقَرأَهَا النَّاسُ مِنْ نُسْخَتِي. وَلِحَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ طَاهِرٍ فِي الدَّارَقُطْنِيِّ: جَعَلْنَاكَ فِيمَا بَيْنَنَا وَرَسُولِنَا ... وَسِيْطاً فَلَمْ تَظْلِمْ وَلَمْ تَتَحوَّبِ فَأَنْتَ الَّذِي لَولاَكَ لَمْ يَعرِفِ الوَرَى ... وَلَوْ جَهَدُوا مَا صَادِقٌ مِنْ مُكَذِّبِ قُلْتُ: يَقَعُ لِلدَّارَقُطْنِيِّ أَحَادِيثُ رُبَاعِيَّاتٍ مِنْهَا: حدَّثنا البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا طَالُوتُ, حدثنا فضال بن جبير, عن أبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ، وَكَذَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ شُعبَةَ اثْنَانِ, وبينه وبين الثوري كذلك.

_ 1 صحيح لغيره: ويشهد له ما أخرجه أحمد "4/ 299" من حديث البراء بن عازب، وإسناده صحيح. 2 حسن: أخرجه أحمد "5/ 268"، والترمذي "2437"، وابن ماجه "4286"، وابن أبي عاصم في "السنة" "1/ 261"، من طرق عن إسماعيل بن عياش، به.

ابن الثلاج

3539- ابن الثَّلَّاج 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ المُحَدِّثُ, أَبُو القَاسِمِ, عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البَغْدَادِيُّ, ابْنُ الثَّلاَّجِ الشَّاهدُ, أَصلُهُ مِنْ حُلْوَانَ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وحدَّث عَنِ البَغَوِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ, وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَخَلْقٍ بَعْدَهُمْ, وَكَانَ مكثِرًا. رَوَى عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّيْمَرِيُّ, وَأَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الوَاسِطِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ, وَآخرُوْنَ. وَلَيْسَ بِثِقَةٍ. قَالَ التَّنُوْخِيُّ: قَالَ لِي: مَا بَاعَ أَحدٌ مِنْ أَسلاَفِي ثَلْجاً, وَإِنَّمَا كَانَ جَدِّي مُترفاً يَجمعُ لَهُ ثَلْجاً كَثِيْراً, فمَرَّ بَعْضُ الخُلَفَاءِ بِحُلوَانَ فَطَلبَ ثَلْجاً, فَمَا وَجَدَهُ إلَّا عِنْدَ جَدِّي, فَوَقَعَ مِنْهُ بِمَوقعٍ، وَقَالَ: اطلبُوا عَبْدَ اللهِ الثلَّاج, فَعُرِفَ بِهِ. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ الأَزْهَرِيُّ: كَانَ ابْنُ الثّلَّاج يضعُ الحَدِيْثَ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لاَ يشتغلُ بِهِ, يضع الأحاديث والأسانيد. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 135"، والعبر "3/ 43"، وميزان الاعتدال "2/ 497"، ولسان الميزان "3/ 350"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 122".

ابن المهندس

3540- ابن المُهَنْدِس 1: محدِّث مِصْرَ, أَبُو بَكْرٍ, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البنَّاء, ابْنُ المُهَنْدِسِ. سَمِعَ دَاوُدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ, وَمُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ النَّفَّاح، وَأَبَا بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيَّ, وَأَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ لَقِيَهُ بِمَكَّةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ زبَّان, وَعَلِيَّ بنَ قُدَيْدٍ, وَأَبَا عُبَيْدٍ بنَ حَرْبُوَيْه. وَكَانَ مُكْثِراً, وَأَخْطَأَ مَنْ قَالَ: إنَّهُ سَمِعَ مِنَ النَّسَائِيِّ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الغنِيِّ الحَافِظُ, وَيَحْيَى بنُ الحُسَيْنِ العَفَّاصُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مِسْكِيْنٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُظَفَّرٍ الكَحَّالُ, وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَانْتَقَى عَلَيْهِ الحفَّاظ. وَكَانَ ثِقَةً خيِّرًا تَقِيّاً. عَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً. توفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 27"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 113".

ابن زولاق

3541- ابن زولاق 1: الشَّيْخُ العلَّامة المحدِّث المؤرِّخ, أَبُو مُحَمَّدٍ, الحَسَنُ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ زُوْلاَقٍ المِصْرِيُّ, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. مَوْلِدُهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيِّ فَمَنْ بَعْدَهُ، وَقَدِ ارْتَحَلَ إِلَى دِمَشْقَ, وَفَاتَ ابْنُ عَسَاكِرَ أَنْ يذكرَهُ فِي تَارِيْخِهِ, قَدِمَها سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَمْ تَبلُغْنِي سيرتُهُ كَمَا فِي النَّفْسِ. توفِّي فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً, وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ. وَهُوَ حسنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ خَلَفِ بنِ زُوْلاَقٍ اللَّيْثِيُّ, مَوْلاَهُم المِصْرِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ, وَكَانَ جَدّ أَبِيهِ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ. وَقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: مَاتَ أَبُو مُحَمَّدٍ فِي الخَامِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "7/ 225"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 167"، ولسان الميزان "2/ 191".

الريحاني، والكاتب، والأذني

الريحاني، والكاتب، والأذني: 3542- الرَّيْحَاني 1: أَبُو عَبْدِ اللهِ, الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ البَصْرِيُّ الرَّيْحَانِيُّ, نَزِيْلُ بَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْ البَغَوِيِّ, وَابنِ صَاعِدٍ. وَعَنْهُ: الخلَّال، وَالعَتِيْقِيُّ، وَأَبُو طَالِبٍ العُشَاريّ. قَالَ العَتِيْقِيُّ: شيخٌ أميٌّ, أُصولُهُ صِحَاحٌ, توفي سنة 387. 3543- الكَاتِبُ 2: أَبُو عَبْدِ اللهِ, الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ البَغْدَادِيُّ الكَاتِبُ. سَمِعَ البَغَوِيَّ، وَابنَ صَاعِدٍ, وَابنَ زِيَادٍ. وَعَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ، والعُشَاري, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُهْتَدِي بِاللهِ, شَيْخٌ صدوق. لم تؤرَّخ وفاته. 3544- الأذَنِيّ 3: القَاضِي المحدِّث, أَبُو الحَسَنِ, عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ بُنْدَارَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَيْرٍ الأَذَنِيُّ. سَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ خُرَيْمٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ الفَيْضِ الغَسَّانِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَبحلبَ مِنْ: عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ الغَضَائِرِيِّ, وَبحرَّانَ مِنْ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَبِأَنْطَاكِيَةَ مِنَ: الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فِيْلٍ, وَاسْتوطَنَ مِصْرَ. حدَّث عَنْهُ: عَبْدُ الغنِيِّ الحَافِظُ، وَمكِّيُّ بنُ عَلِيٍّ الحَمَّالُ, وَيُوْسُفُ بنُ رَبَاحٍ، وَهِبَةُ اللهِ بن إبراهيم الصواف, وعبد الملك بن المَلِكِ بنُ مِسْكِيْنٍ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ نَفِيْسٍ المُقْرِئُ, وَآخرُوْنَ. وَمَا علمتُ بِهِ بَأْساً. توفِّي فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "4/ 232"، وتاريخ بغداد "8/ 11"، والأنساب للسمعاني "6/ 203". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 101". 3 ترجمته في العبر "3/ 28"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 116".

الكسائي

3545- الكِسَائِيّ 1: الشَّيْخُ النَّحْوِيُّ البَارعُ, أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيُّ الكِسَائِيُّ. تخرَّج بِهِ جَمَاعَةٌ فِي العَرَبِيَّةِ, وَرَوَى "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" عَنِ ابْنِ سُفْيَانَ, رَوَاهُ عَنْهُ: أَبُو مَسْعُوْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَجَلِيُّ، وَذَلِكَ إِسنَادٌ ضَعِيْفٌ. قَالَ الحَاكِمُ: حدَّث بِـ "الصَّحِيْحِ" مِنْ كِتَابٍ جديدٍ بخطِّه, فَأَنكرْتُ فَعَاتَبَنِي, فَقُلْتُ: لَوْ أَخرجْتَ أَصلَكَ، وَأَخْبَرْتَنِي بِالحَدِيْثِ عَلَى وَجْهِهِ, فَقَالَ: أَحضَرَنِي أَبِي مَجْلِسَ ابْنِ سُفْيَانَ الفَقِيْهِ لِسَمَاعِ هَذَا الكِتَابِ، وَلَمْ أَجِدْ سَمَاعِي, فَقَالَ لِي أَبُو أَحْمَدَ الجُلُودِيُّ: قَدْ كُنْتُ أَرَى أَبَاكَ يُقيمُكَ فِي المَجْلِسِ تسمعُ، وَأَنْتَ تنَامُ لِصِغَرِكَ, فَاكتُب الصَّحِيْحَ مِنْ كِتَابِي تَنْتَفعُ بِهِ. توفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وثمانين وثلاث مائة ليلة الأضحى.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 422"، والعبر "3/ 30"، وميزان الاعتدال "3/ 450"، ولسان الميزان "5/ 26"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 117".

الأودني

3546- الأَوْدَنِي 1: العلَّامة شَيْخُ الشَّافِعِيَّة, أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بصير بنِ وَرْقَاءَ الأُوْدَنِيُّ البُخَارِيُّ. وأوْدَن: مِنْ قُرَى بُخَارَى -بِضَمِّ أَوَّلِهِ- قَالَهُ السَّمْعَانِيُّ، وَقَالَ ابْنُ مَاكُولاَ وَغَيْرُهُ: بِالفَتْحِ. سَمِعَ مِنْ: يَعْقُوْبَ بنِ يُوْسُفَ العَاصِمِيِّ، وَالهَيْثَمِ بنِ كُلَيْب الشَّاشِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ صَابِرٍ, وَعَبْدِ المؤمِن بنِ خَلَفٍ. وَعَنْهُ: الحاكم, وأبو عَبْدِ اللهِ الحليمِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ غُنْجَار، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُسْتَغْفِرِيُّ, وَآخرُوْنَ. كَانَ إِمَامَ الشَّافِعِيَّةِ فِي زَمَانِهِ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ الوُجُوهِ, وَهوَ القَائِلُ: الرِّبَا حرَامٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ, فَلاَ يَجُوْزُ بَيْعُ مَالٍ بِجِنْسِهِ إلَّا متسَاوياً. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- مِنْ أَزهدِ الفُقَهَاءِ وَأَعبدِهِمْ وَأَورعِهِمْ, وَأَبكَاهم عَلَى تقصيرِهِ, وَأَشدِّهِمْ إِنَابَةٌ وَتواضعاً. توفِّي بِبُخَارَى في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين وثلاث مائة -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "1/ 320"، والأنساب للسمعاني "1/ 380"، واللباب لابن الأثير "1/ 92"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 582"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 118".

الطرازي

3547- الطِّرازي 1: الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ البَغْدَادِيّ المُقْرِئُ, نزيلُ نَيْسَابُوْرَ. سَمِعَ البَغَوِيَّ, وَابنَ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ القَطَّانَ، وَعِدَّةً, وَتلاَ عَلَى ابنِ مُجَاهِدٍ. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ, وَعُمَرُ بنُ مَسْرُوْرٍ، وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ, وَكَانَ عَارِفاً بِالعَرَبِيَّةِ. قَالَ الحَاكِمُ: حدَّث مِنْ حِفْظِهِ فَأَخْطَأَ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: ذَاهبُ الحَدِيْثِ. توفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائة في ذي الحجة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 225"، والأنساب للسمعاني "8/ 224"، واللباب لابن الأثير "2/ 277" وميزان الاعتدال "4/ 28"، ولسان الميزان "5/ 363".

جوهر

3548- جَوْهَر 1: الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ, قَائِدُ الجُيُوشِ, أَبُو الحَسَنِ جَوْهَرٌ الرُّوْمِيُّ المعزِّي, مِنْ نُجَبَاءِ الموَالِي. قَدِمَ مِنْ جِهَةِ مَوْلاَهُ المعزُّ فِي جَيْشٍ عظيمٍ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فَاسْتَولَى عَلَى إِقلِيمِ مِصْرَ، وَأَكثرَ الشَّامِ, واختطَّ القَاهرَةَ, وَبنَى بِهَا دَارَ الملكِ, وَكَانَ عَالِي الهمَّة, نَافذَ الأَمْرِ، وتهيَّأ لَهُ أَخذُ البِلاَدِ بِمكَاتَبَةٍ مِنْ أُمَرَاءِ مِصْرَ, قلَّت عَلَيْهِم الأَمْوَالُ, وَلَمَّا وَصلتْ كتائب العُبَيدية، وكانوا نَحْواً مِنْ مائَةِ أَلْفٍ, بَعَثَ إِلَى جَوْهَرٍ وُجُوهُ المِصْرِيِّيْنَ يطلبُونَ الأَمَانَ، وَتقريرَ أَملاَكِهِمْ, فَأَجَابَهُمْ, وكتب بذلك عهدًا, واختلفت كلمة الإخشذية, وَوقعَ حربٌ يسيرٌ. وَقِيْلَ: بَلْ قُتِلَ خَلْقٌ مِنَ الإِخشيذيَّةِ وَانهزمَ البَاقُوْنَ, ثُمَّ نفَّذُوا يطلبُونَ أَمَاناً فأمَّنَهم جَوْهَرٌ، وَمنعَ جَيْشَهُ مِنْ نهبِ الرَّعِيَّةِ، وفُتِحَت أَسواقُ مِصْرَ, ثُمَّ دَخَلَ فِي هيئَةِ المُلُوكِ وَعَلَيْهِ قَباءُ ديباجٍ, فَحَفَرَ لِلَيْلَتِهِ أساس قصر الخلافة، وبعث إلى المعز برءوس القَتْلَى, وَقُطعت الخُطبَةُ العبَّاسية, وَأُلبسَ الخطَبَاءُ البيَاضَ, وأذَّنوا بحيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ. وَكَانَ جَوْهَرٌ هذا حسن السيرة في الرعايا, عاقلًا أديبًا, شُجَاعاً مَهِيْباً, لكنَّه عَلَى نِحْلَةِ بنِي عُبَيْدٍ الَّتِي ظَاهِرُهَا الرَّفْضُ, وَبَاطنُهَا الاَنحلاَلُ, وَعمومُ جيوشِهِمْ بَرْبَرٌ، وَأَهْلُ زعَارَةٍ وَشرٍّ لاَ سيَّمَا مَنْ تَزَنْدَقَ مِنْهُم, فَكَانُوا فِي مَعْنَى الكفرَةِ, فَيَا مَا ذَاقَ المُسْلِمُوْنَ مِنْهُمْ مِنَ القتلِ وَالنَّهْبِ وَسبِيِ الحريمِ، وَلاَ سيَّمَا فِي أَوَائِلِ دولتِهِمْ, حَتَّى إنَّ أَهْلَ صورٍ قَامُوا عَلَيْهِمْ, وَقَتَلُوا فِيهِمْ فَهَرَبُوا, حَتَّى إِنَّ أَهْلَ صورٍ اسْتنجَدُوا بنصارى الروم فجاءوا فِي المرَاكبِ، وَكَانَ أَهْلُ صورٍ قَدْ لحقهُمْ مِنَ المغَاربَةِ مِنَ الظُّلمِ والجَوْرِ وأَخْذِ الحريمِ مِنَ الحمَّامات والطُّرق أَمرٌ كَبِيْرٌ. وَقَدْ خَرَجَ عَلَى جَوْهَرٍ هَفْتَكِيْنُ التُّرْكِيُّ, فَالتقَاهُ, فَانْهَزَمَ جَوْهَرٌ وتحصَّن بِعَسْقلاَنَ, فَحَاصرَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ شهراً, ثُمَّ طلبَ الأَمَانَ فأمَّنه, فَذَهَبَ إِلَى مِصْرَ، وَدَخَلَ وبين يديه من أحمال المال ألف ومئتا صندوقٍ. وَلَقَدْ كَانَ المعزُّ فِي زَمَانِهِ أَعْظَمَ بكثيرٍ مِنْ خلفَاءِ بَنِي العَبَّاسِ. مَاتَ فِي سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 145"، والعبر "3/ 16"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 28"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 98".

ابن مزدين

3549- ابن مَزْدِين: الإِمَامُ شَيْخُ الزُّهَّادِ, أَبُو عَلِيٍّ, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَزْدِيْنٍ الصُّوْفِيُّ النُّهَاوَنْدِيُّ القُوْمَسَانِيُّ. حدَّث عَنْ: أَبِي يَعْلَى مُحَمَّدِ بنِ زُهَيْرٍ الأُبُلِّيِّ, وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبَشِّرٍ الوَاسِطِيُّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَامِرٍ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَمْدَانَ الجَلاَّبِ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: ابنَاهُ؛ مُحَمَّدٌ وَعُثْمَانُ, وَرَافِعُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَأَبُو نَصْرٍ شُعَيْبٌ, وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى, وَآخرُوْنَ. قَالَ شِيْرَوَيْه: ثِقَةٌ, شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ وَمقدَّمُهُمْ فِي الجبلِ, لَهُ آيَاتٌ وَكَرَامَاتٌ ظَاهِرَةٌ, وَقبرُهُ بِقَرْيَةِ انبطَ, يُزَارُ. قَالَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيُّ: كَانَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللهِ الَّذِيْنَ يتكلَّمون عَلَى السرِّ, سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ ربَّ العِزَّةِ فِي المَنَامِ أَيَّامَ القَحْطِ, فَقَالَ: يَا أَبَا عَلِيٍّ, لاَ تَشْغَلْ خَاطِرَكَ, فَإِنَّكَ عِيَالِي, وَعيَالُكَ عِيَالِي, وَأَضيَافُكَ عِيَالِي. توفِّي سنة سبع وثمانين وثلاث مائة.

الأسدي، والحدادي، وابن الرومي

الأسدي، والحدادي، وابن الرومي: 3550- الأَسْدِي: المُعَمَّرُ أَبُو إِسْحَاقَ, إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إبراهيم بن أبي حَمَّاد الأَسَدِيُّ الأَبْهَرِيُّ المَالِكِيُّ. سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدٍ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَاكنٍ الزَّنْجَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مَسْعُوْدٍ, وَأَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الجُوْزَجَانِيِّ. رَوَى عَنْهُ خَلْقٌ مِنْ أَهْلِ هَمَذَانَ. قَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ: فَقِيْهٌ عَابِدٌ, كَبِيْرُ المحل. نيف على المائة. 3551- الحَدَّادي 1: شَيْخُ مَرْو, القَاضِي الكَبِيْرُ, أَبُو الفَضْلِ, مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مِهْرَانَ المَرْوَزِيُّ الحَدَّادِيُّ. سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ مَحْمُوْدٍ المَرْوَزِيَّ السَّعْدِيَّ، وَأَبَا يَزِيْدَ صَاحِبَ "تَفْسِيْرِ إِسْحَاقَ"، وحَمَّاد بنَ أَحْمَدَ القَاضِي, وَأَقْرَانَهُمْ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ شَيْخُ أَهْلِ مَرْو فِي الحَدِيْثِ وَالفِقْهِ وَالتَّصَوُّفِ والفُتْيَا, مَاتَ فِي نِصْفِ صَفْرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ نَيْسَابُورَ قَبْلَ الخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ وأهْل مَرْو، وَكَانَ مِنْ أَبنَاءِ التِّسْعِيْنَ -رَحِمَهُ اللهُ. رَوَى مُحْيِي السُّنَّةِ فِي "معَالِمِ التَّنْزِيْلِ" عَنِ أَصْحَابِ الحَاكِمِ أَبِي الفَضْلِ الحَدَّادِيِّ. 3552- ابن الرُّومي 2: الزَّاهِدُ العَابِدُ, أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الرُّوْمِيِّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحِيْرِيُّ, شَيْخُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ العيَّار. وَقَعَ لِي حَدِيْثُهُ عَالِياً. قَالَ الحَاكِمُ فِي تَارِيْخِهِ: كَانَ أَبُوْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الرُّوْمِيُّ محدِّثًا مَذْكُوْراً ثِقَةً, ثُمَّ إنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ كَانَ مِنَ الصَّالِحِيْنَ المُجْتَهِدِيْنَ فِي العِبَادَةِ, إلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى سمَاعَاتِهِ فِي كِتَابِ أَبِيهِ, وَزَادَ فِيْهَا, وَكَانَ سمَاعُهُ مِنْ أَبِي العَبَّاسِ السَّرَّاج, فَارْتَقَى إِلَى ابْنِ خُزَيْمَةَ. توفِّي -رَحِمَهُ اللهُ- يَوْمَ الاثْنَيْنِ السَّادِسَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, ودُفِنَ في مقبرة الحيرة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 73"، واللباب لابن الأثير "1/ 346". 2 ترجمته في ميزان الاعتدال "2/ 498"، ولسان الميزان "3/ 353".

البوزجاني، وأحمد بن منصور

البوزجاني، وأحمد بن منصور: 3553- البُوزجاني 1: الأُسْتَاذُ أَبُو الوَفَاءِ, مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى البُوْزجَانِيُّ الحَاسبُ, حَامِلُ لوَاءِ الهَنْدَسَةِ. وَلَهُ عِدَّةُ تَصَانِيْفٍ مُهَذَّبَةٍ. كَانَ الكمَالُ بنُ يُوْنُسَ يخضع له, ويعتمد كلامه. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ تِسْعٌ وَخمسُوْنَ سَنَةً. وبُوزْجَانَ: بُلَيْدة بقُرْبِ هَرَاةَ. 3554- أحمد بن منصور 2: ابنِ ثَابِتٍ, الإمَامُ الحَافِظُ الجَوَّالُ, أَبُو العَبَّاسِ الشِّيْرَازِيُّ, لَيْسَ بِأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الطُّوْسِيِّ, ذَاكَ تقدَّم آنِفاً. حدَّث عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ فَارِسَ, وَالقَاسِمِ بنِ القَاسِمِ السَّيَّارِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيِّ, وَأَبِي مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيِّ, وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ بنُ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَالحَاكِمُ, وتَمَّام الرَّازِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: جَمَعَ مِنَ الحَدِيْثِ مَا لَمْ يجمعْهُ أَحدٌ، وَصَارَ لَهُ القبولُ بِشِيْرَازَ؛ بِحَيْثُ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَدْخَلَ هَذَا الشِّيْرَازِيُّ بِمِصْرَ عَلَى شُيُوْخٍ أَحَادِيثَ وَأَنَا بِمِصْرَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَةَ: بَلِ الَّذِي صَنَعَ ذَلِكَ آخَرُ اسْمُهُ بِاسْمِ هَذَا. وَعَنْ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الشِّيْرَازِيِّ قَالَ: كتبْتُ عن الطبراني ثلاث مائة ألف حديث. وَقَالَ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ الشِّيْرَازِيُّ: لَمَّا مَاتَ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الحَافِظُ, جَاءَ إِلَى أَبِي رَجُلٌ فَقَالَ: رَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ وَهُوَ فِي المحرَابِ وَاقفٌ بِجَامعِ شِيْرَازَ، وَعَلَيْهِ حُلَّة, وَعَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مكَلّل بِالجَوْهَرِ, فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَر لِي وَأَكْرَمَنِي. قُلْتُ: بِمَاذَا؟ قَالَ: بِكَثْرَةِ صَلاَتِي عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. توفِّي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثمانين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "5/ ترجمة 710". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 942"، وميزان الاعتدال "1/ 158"، ولسان الميزان "1/ 313".

الرقي، والدممي

الرقي، والدممي: 3555- الرّقِّي 1: الحَافِظُ المُحَدِّثُ الجَوَّالُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ الرَّقِّيُّ المُؤَرِّخُ، ويكنَّى أَيْضاً أَبَا عَبْدِ اللهِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ شَوْذَبَ الوَاسِطِيِّ، وَخَيْثَمَةَ الأَطْرَابُلُسِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّارِ, وَابنِ فَارِسَ الأَصْبَهَانِيِّ, وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ جُمَيْعٍ فِي "مُعْجَمِهِ" وَهُوَ أَكبرُ مِنْهُ, وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الطيَّان، وَعَبْدُ الغنِيِّ الحَافِظُ, وَأَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ الأَزَجِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نَصْرٍ الدِّمَشْقِيُّ. اتَّهَمَهُ الخَطِيْبُ فِي حَدِيْثٍ رَوَاهُ المِسْكِيْنُ بِإِسْنَادِ الصِّحَاحِ مَرْفُوْعاً "يَجِيْءُ المُحَدِّثُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِأَيدِيهِم المَحَابِرُ"2 فَالحملُ فيه على هذا الرقي. توفِّي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3556- الدِّمِمي 3: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ, أَبُو الحَسَنِ, عَلِيُّ بنُ حَسَّانَ بنِ القَاسِمِ الجَدَلِيُّ الدِّمِمِّيُّ, آخِرُ مَنْ حدَّث عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ مُطَيَّنٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو خَازِمٍ مُحَمَّدُ بنُ الفَرَّاءِ, وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوخي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الصّيْمري، وَالقَاضِي أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ القُهُسْتَاني شَيْخٌ لأَبِي صَادِقٍ المَدِيْنِيِّ. قَالَ أَبُو خَازِمٍ: تكلَّموا فِيْهِ, تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فَإِنْ صَدَقَ فَقَدْ قَارَبَ مائَةَ عام.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 409"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 944"، وميزان الاعتدال "4/ 72"، ولسان الميزان "5/ 436". 2 موضوع: وتمامه: "يجيء المحدثون يوم القيامة بأيديهم المحابر, فيأمر الله تعالى جبريل أن يأتيهم فيسألهم, وهو أعلم بهم. فيقول: من أنتم؟ فيقولون: نحن أصحاب الحديث. فيقول الله تعالى: "ادخلوا الجنة على ما كان منكم, طالما كنتم تصلون على نبيي في دار الدنيا". أخرجه الخطيب في "تاريخه" "3/ 410"، وقال الخطيب: هذا حديث موضوع، والحمل فيه على الرقي. وقال الذهبي في "الميزان" "4/ 73": قال أبو بكر الخطيب: كذاب. قلت: وضع على الطبراني حديثا باطلا في حشر العلماء بالمحابر. 3 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 422"، والأنساب للسمعاني "5/ 339"، والعبر "3/ 23".

القواس

3557- القَوَّاس 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ الربَّاني, المحدِّث الثِّقَةُ, أَبُو الفَتْحِ يُوْسُفُ بنُ عُمَرَ بنِ مَسْرُوْرٍ البَغْدَادِيُّ القَوَّاسُ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثِ مائَةٍ, وَسَمِعَ أَحْمَدَ بنَ المغلّس، وعبد الله بن محمد البَغَوِيَّ, وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي دَاوُدَ، وَمُحَمَّدَ بنَ هَارُوْنَ الحَضْرَمِيَّ, وَابنَ صَاعِدٍ, وَطَبَقَتَهُم, فَأَكثرَ وجَوَّدَ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الخلَّال, وَأَبُو الحَسَنِ العَتِيْقِيُّ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ، وأبو ذر عبد الله بنُ أَحْمَدَ الهَرَوِيُّ, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُهْتَدِي بِاللهِ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً زَاهِداً صَادقاً, أَوَّلُ سمَاعِهِ فِي سَنَةِ 316. سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ السِّمْسَارَ يَقُوْلُ: مَا أَتيتُ أَبَا الفَتْحِ القَوَّاسَ إلَّا وَجدتُهُ يُصَلِّي, سَمِعْتُ البَرْقَانِيَّ وَالأَزْهَرِيَّ ذكرَا القوَّاس فَقَالاَ: كَانَ مِنَ الأَبدَالِ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ. وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ يَقُوْلُ: كُنَّا نَتَبَرَّك بِأَبِي الفَتْحِ القوَّاس وَهُوَ صَبِيٌّ. وَقَالَ تَمَّام بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ وَغَيْرُهُ: سَمِعْنَا القوَّاس يذكرُ أَنَّهُ وَجدَ فِي كُتُبِهِ جُزءاً من فضَائِلِ مُعَاوِيَةَ قَدْ قرضتْهُ الفَأرَةُ, فَدَعَا عَلَيْهَا, فَسَقَطَتْ فَأرَةٌ مِنَ السَّقْفِ، وَاضطربَتْ حَتَّى مَاتَتْ, وَرُوِيَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ حَضَرَ لَمَّا مَاتَتْ. قَالَ العَتِيْقِيُّ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخَرِ سنة خمس وثمانين وثلاث مائة. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ, مَا رَأَيْتُ فِي مَعْنَاهُ مثلَهُ. أَنْبَأَنِي المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ, أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ, حدَّثني عَبْدُ الغَفَّارِ الأُرْمَوِيُّ, حَدَّثَنِي أَبُو الحَسَنِ بنُ حُمَيْدٍ, سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ الهَرَوِيَّ يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الفَتْحِ بنِ القَوَّاسِ فَأَخْرَجَ جُزْءاً فِيْهِ قرْضُ فَأرٍ, فَدَعَا اللهَ عَلَى الفَأَرَةِ الَّتِي قرضَتْهُ, فَسقطتْ فَأرَةٌ لَمْ تزلْ تضطربُ حَتَّى مَاتَتْ. ذَكَرَ أَبُو الفَتْحِ -رَحِمَهُ اللهُ- أَنَّهُ كَانَ لاَ يكتبُ مِنْ لفظِ المُسْتَمْلِي, بَلْ مِنْ لفظِ الشَّيْخِ, فَقِيْلَ: إِنَّ رَجُلاً قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: مَنْ أَرَادَ السَّمَاعَ كَأَنَّهُ يَسمعُهُ مِنِّي فليَسمَعْهُ كَسَمَاعِ أَبِي الفَتْحِ القَوَّاسِ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 325"، والأنساب للسمعاني "10/ 257"، والعبر "3/ 31".

أَخْبَرَنَا المُسَلَّم بنُ عَلَّان فِي كِتَابِهِ, أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ اليُوسُفِيُّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العَبَّاسِيُّ لفظاً, حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ عُمَرَ القوَّاس إِمْلاَءً قال: قُرِئَ على أبي القاسم ابن بِنْتِ مَنِيْعٍ، وَأَنَا أَسمعُ, حدَّثكم مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ, حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ, عَنْ حَرْمَلَةَ بنِ أَبِي عِمْرَانَ, عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ, عَنْ مَرْثَدِ بنِ عَبْدِ اللهِ, عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "المُؤْمِنُ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي ظِلِّ صدقته" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن المبارك في "الزهد" "645"، وأحمد "4/ 147-148"، وأبو يعلى "1766"، وابن خزيمة "2431"، والطبراني في "الكبير" 17/ 771" من طريق حرملة بن عِمْرَانَ، عَنْ يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عن عقبة بن عامر، به مرفوعًا ولفظه: "كل امرئ في ظلِّ صدقته حتى يُفْصَل بين الناس" أو قال: "يحكم بين الناس". قال يزيد: "وكان أبو الخير لا يخطئه يوم لا تصدق فيه بشيء, ولو كعكة أو بصلة أو كذا". قلت: إسناد صحيح, وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليزني.

زاهر بن أحمد

3558- زاهر بن أحمد 1: ابن محمد بن عيسى, الإمام العلَّامة, فقيه خراسان, شيخ القرَّاء والمحدِّثين, أَبُو عَلِيٍّ السَّرَخْسِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ أَبَا لَبِيْدٍ مُحَمَّدَ بنَ إِدْرِيْسَ السَّامِيَّ، وَأَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ, وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُسَيَّبِ الأَرْغِيَانِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ حَفْصٍ الجُوَيْنِيَّ, وَمُؤَمَّلَ بنَ الحَسَنِ المَاسَرْجَسِيَّ، وَأَبَا يَعْلَى مُحَمَّدَ بنَ زُهَيْرٍ الأُبُلِّيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ العَسْكَرِيَّ الزَّبِيْبِيَّ, وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبَشِّرٍ الوَاسِطِيُّ، وَأَبَا حَامِدٍ مُحَمَّدَ بنَ هَارُوْنَ الحَضْرَمِيَّ، وَأَبَا عَلِيٍّ مُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ المَالِكِيَّ البَصْرِيَّ, وَعِدَّةً. حدَّث عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَأَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ الصَّابونِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ المُزَكِّي، وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ, وَالقَاضِي أَبُو المظَفَّر مَنْصُوْرُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي قُرَّةَ الحَنَفِيُّ، وَكَرِيْمَةُ المروزيَّة المجَاورَةُ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ عِنْدَهُ "المُوَطَّأُ" بِفَوتِ المسَاقَاةِ وَالقرَاضِ عَنِ الأَمِيْرِ إِبْرَاهِيْمَ بن عَبْدِ الصَّمدِ الهَاشِمِيِّ صَاحِبِ أَبِي مصعبٍ الزُّبَيْرِيِّ, وَقَدْ أَخذَ علمَ الجَدَلِ وَالكَلاَمِ عن أبي الحسن الأشعري.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 206"، والعبر "3/ 43"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 200"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 131".

قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ أَبُو عَلِيٍّ السَّرَخْسِيُّ الشَّافِعِيُّ, شَيْخُ عَصْرِهِ بِخُرَاسَانَ, سَمِعْتُ منَاظرتَهُ فِي مَجْلِسِ أَبِي بَكْرٍ بنِ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيِّ, وَكَانَ قَدْ قَرَأَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ مُجَاهِدٍ, وتفقَّه عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ المَرْوَزِيِّ, وَدرسَ الأَدَبَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ الأَنبارِيِّ، وَكَانَتْ كتُبُهُ تَرِدُ عليَّ على الدوام. توفِّي فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ سِتٌّ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ, أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ, أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا هُدْبَةُ, حَدَّثَنَا هَمَّام, حَدَّثَنَا قَتَادَةُ, عَنْ أَنَسٍ, أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَسْقُطُ عَلَى بَعِيْرِهِ قَدْ أضلَّه بِأَرْضٍ فَلاَةٍ" 1. أَخرجَاهُ عَنْ هُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ, فَوَافَقْنَاهُمَا بِعُلُوٍّ. وَبِهِ عَنِ أَنَسٍ, عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيْفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إلَّا مُؤَخَّرَةَ الرَّحْلِ"2 وَذَكَرَ الحَدِيْثَ, أَخْرَجَاهُ فِي صَحِيْحِهِمَا عَنْ هُدْبَةَ أَيْضاً. قَالَ شَيْخُ الإِسلاَمِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ عمَّار, سَمِعْتُ زَاهِرَ بنَ أَحْمَدَ -وَكَانَ لِلمُسْلِمِينَ إِمَاماً- يَقُوْلُ: نَظَرْتُ فِي صِيْرِ بَابٍ, فرَأَيْتُ أَبَا الحَسَنِ الأَشعرِيَّ يَبُولُ فِي البَالوعَةِ, فَدَخَلتُ, فَحَانَت الصَّلاَةُ, فَقَامَ يُصَلِّي وَمَا كَانَ تَمَسَّح وَلاَ تَوَضَّأَ, فَذَكَرْتُ الوضُوءَ, فَقَالَ: لَسْتُ بمحدِث, قلت: لعلَّه نسي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6309"، ومسلم "2747". 2 صحيح: أخرجه البخاري "5967"، "6267"، "6500"، ومسلم "30".

المخلص

3559- المُخَلِّص 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ الصَّدُوْقُ, أَبُو طَاهِرٍ, مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَكَرِيَّا البَغْدَادِيُّ الذَّهَبِيُّ, مُخَلِّصُ الذَّهَبِ مِنَ الغِشِّ. مَوْلِدُهُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ: أَوَّلُ سَمَاعِي فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. سَمِعَ بعنايةِ والدهِ مِن: أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَأَبِي بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ, وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَأَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ الطُّوْسِيِّ, وَرِضوَانَ الصَّيْدَلاَنِيِّ, وَأَبِي حَامِدٍ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الحَضْرَمِيِّ، وَأَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ القَاضِي، وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَيْروز الأَنْمَاطِيِّ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيِّ, وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَيْفٍ السِّجِسْتَانِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ حَمَّاد, وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ المُهْتَدِي, وَأَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ البُهْلُولِ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ العَبَّاسِ, وَالقَاضِي المحََاملي، وَأَخِيْهِ أَبِي عُبَيْدٍ القَاسِمِ, وَعِدَّةٍ. حدَّث عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ اللاَّلَكَائِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ, وَأَبُو سَعْدٍ السَّمَّانُ، وَأَبُو طَالِبٍ المحسَّنُ بنُ شَهْفَيْرُوْزَ الفَقِيْهُ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الشروِيُّ الفَقِيْهُ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ القَطَّانُ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّقُّوْرِ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيُّ, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ البُسْرِيُّ, وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَانْتَقَى عَلَيْهِ الحَافِظَانِ أَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ, وَأَبُو بَكْرٍ البَقَّالُ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً, مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثلاث وتسعين وثلاث مائة. وَفِيْهَا توفِّي أَبُو جَعْفَرٍ الأَبْهَرِيُّ, وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ حَمَّادٍ الجَوْهَرِيُّ صَاحِبُ "الصِّحَاحِ", وَالحَافِظُ خَلَفُ بنُ القَاسِمِ بنِ الدبَّاغ الأَنْدَلُسِيُّ، وَالطَّائِعُ للهِ وَوزيرُ الأَنْدَلُسِ المَلِكُ المَنْصُوْرُ أَبُو عَامِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عَامِرٍ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السَّلاَمِيُّ شَاعِرُ وَقتِهِ, وَالسَّيِّدُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الهَمَذَانِيُّ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ العَلَوِيُّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيُّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيدِ اللهِ المخلّد، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ, أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ الزَّاهِدُ, أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الشِّبلِيُّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ الزَّيْنَبِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المخلِّص قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَاصِمٍ, حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ, عَنْ بَحير بنِ سَعْدٍ, عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ, عَنْ كَثِيْرِ بنِ مُرَّةَ, عَنْ عَمْرِو بنِ عبسةَ, أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسلمَةً كَانَتْ فِدْيَتَهُ مِنْ جَهَنَّمَ, وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيْلِ اللهِ كَانَتْ لَهُ نُوْراً يَوْمَ القِيَامَةِ" 2. رَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ, عَنْ خَالِدِ بنِ الحَارِثِ, عَنْ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ, عَنِ أَسْوَد بنِ العَلاَءِ, عَنْ مَوْلَى لِسُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ, عَنْ رَجُلٍ, عَنِ الصُّنَابِحِيِّ, عَنْ عَمْرِو بنِ عَبسَةَ، وَرَوَى شطرَهُ الثَّانِي التِّرْمِذِيُّ, عَنِ الكَوْسَج, عَنْ حيوة, عن بقية بن الوليد.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 322"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 225"، واللباب لابن الأثير "3/ 181". 2 صحيح: أخرجه النسائي "6/ 26"، وأحمد "4/ 386".

الكشاني

3560- الكُشَانِيّ 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الصَّدُوْقُ, أَبُو عَلِيٍّ, إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَاجبٍ الكُشَاني السَّمَرْقَنْدِيُّ. آخِرُ مَنْ رَوَى "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" عَالِياً, سَمِعَهُ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرَبْرِي فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. رَوَاهُ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ أَخُو الحَسَنِ الحَافِظُ، وَأَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبِيوَرْدِيُّ, وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الشُّجَاعِيُّ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ غُنْجَار، وَعُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَاهِيْنٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ, وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيُّ: توفِّي سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ المؤتَمن السَّاجِيُّ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وتسعين. قلت: كان شيخًا معمّرًا.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 185"، والأنساب للسمعاني "4/ 11"، "10/ 431"، واللباب لابن الأثير "3/ 99"، والعبر "3/ 52".

الخفاف

3561- الخَفَّاف 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ العَابِدُ, مُسْنِدُ خُرَاسَانَ, أَبُو الحُسَيْن, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن عُمَرَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الخَفَّاف القَنْطَرِيُّ, وَلَدُ الشَّيْخِ أَبِي نصر. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ, سمَاعَاتُهُ صحيحَةٌ بخطِّ أَبِيهِ مِنْ أَبِي العَبَّاسِ السَّرَّاج وَأَقرَانهُ, وَبَقِيَ وَاحِدَ عَصْرِهِ فِي عُلُوِّ الإِسْنَادِ. قُلْتُ: حدَّث عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسْكَويه، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْري، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الإِسْمَاعِيْلِيُّ, وَالسَّيِّدُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الحُسَيْنِيُّ، وَأَبُو المظَفَّر مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الشُّجَاعِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ الجريمِينِيُّ القَاضِي, وَالفَضْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المحبِّ, وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ العيَّار، وَعَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ البسطَامِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَقَعَ لَنَا جُمْلَة مِنْ عَوَالِيْهِ. قَالَ الحَاكِمُ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ ثَلاَثٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا توفِّي: أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ دَرَسْتُوَيْه الدِّمَشْقِيُّ, أَحَدُ الثِّقَاتِ, مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بنِ خُرَيْمٍ، والمحدِّث أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ نَصْرٍ القُرْطُبِيُّ، وَالفَقِيْهُ المحدِّث أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسَدٍ الجُهَيْنِيُّ الطُّلَيْطِلي، وَالإمَامُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الوَارِثِ بنُ سُفْيَانَ القُرْطُبِيُّ، وثلاَثَتُهُمْ مِنْ كِبَارِ شُيُوْخِ ابْنِ عَبْدِ البَرِّ، وَالمُسْنِدُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ العَبَّاسِ الإِخمِيمِيُّ بِمِصْرَ, وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ المَلاَحِمِيُّ، وَحَافظُ الوَقْتِ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة، وَأَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ فَارِس الرَّازِيُّ اللُّغَوِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التاهَرْتِي البَزَّازُ بقرطبة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 156-157"، والعبر "3/ 58".

الكتاني

3562- الكَتَّاني 1: الإِمَامُ المُقْرِئُ المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ, أَبُو حَفْصٍ, عُمَرُ بن إبراهيم بن أَحْمَدَ بنِ كَثِيْرٍ البَغْدَادِيُّ الكَتَّاني. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَرَأَ عَلَى ابْنِ مُجَاهِدٍ, وَسَمِعَ مِنْهُ كِتَابَهُ فِي السبعِ. وَسَمِعَ مِنَ: البَغَوِيِّ, وَأَبِي سَعِيْدٍ العَدَوِيِّ, وَأَبِي حَامِدٍ الحَضْرَمِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ صَاعِدٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ زِيَادٍ، وَأَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ القَاضِي, وَأَبِي ذَرٍّ أَحْمَدَ بنِ البَاغَنْدِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ الورَّاق, وَعَبْدِ الوَهَّابِ بنِ أَبِي حَيَّة, وَأَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ البُهلول, وَمُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ الشِّيْعِيِّ, وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المغلّسِ, وَأَبِي عُبَيْدٍ المَحَامِلِيِّ، وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ عُقْدَةَ, وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ, وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوخي، وأبو الحسين ابن المُهْتَدِي بِاللهِ, وَجَابِرُ بنُ يَاسينٍ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ هَزَارمَرْدَ, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ, وَآخرُوْنَ. وَقَدْ تَلاَ أَيْضاً عَلَى زَيْدِ بنِ أَبِي بِلاَلٍ, وَبَكَّارِ بنِ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الحَرْبِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ ذُؤَابَةَ, وتصدَّر لِلإِقرَاءِ بِمسجدِهِ. تَلاَ عَلَيْهِ: أَحْمَدُ بنُ مَسْرُوْرٍ, وَأَبُو عَلِيٍّ الشَّرْمقاني، وَأَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ الكُوْفِيِّ، وَأَبُو الفَوَارِسِ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ الأَوَانِي شَيْخٌ للقَلانِسي. قَالَ الخَطِيْبُ: هُوَ ثِقَةٌ, توفِّي فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة, وله تسعون سَنَةً. قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ فِي سَنَةِ 693, عَنْ زَيْدِ بنِ حَسَنٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العَبَّاسِيُّ, حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ إِمْلاَءً, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ, حَدَّثَنَا زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ, حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ, حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ, عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَر فَقَالَ: "مَنْ أَفْطَرَ فَرُخْصَةً, وَمَنْ صَامَ فَالصَّوْمُ أفضل".

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 269"، والأنساب للسمعاني "10/ 352"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 211"، والعبر "3/ 46".

ابن حنزابة

3563- ابن حِنْزَابَة 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ, الوَزِيْرُ الأَكْمَلُ, أَبُو الفَضْلِ, جَعْفَرُ ابْنُ الوَزِيْرِ أَبِي الفَتْحِ الفَضْلُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بنِ الحَسَنِ بنِ الفُرَاتِ البَغْدَادِيُّ, نزيلُ مِصْرَ. وُلِدَ بِبَغْدَادَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَوَزَرَ أَبُوْهُ للمُقْتَدِرِ عَامَ مصرعِهِ, وَوَزَرَ عمَّ أَبِيهِ الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ للمُقْتَدِرِ غَيْرَ مَرَّةٍ. فقُتِلَ فِي سَنَةِ 332, ووزر أبو الفضل بِمِصْرَ لكَافُوْرٍ. وحدَّث عَنْ: أَبِي حَامِدٍ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الحَضْرَمِيِّ, وَالحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الدَّارِكِيِّ الأَصْبَهَانِيِّ، وَأَبِي يَعْلَى مُحَمَّدِ بنِ زُهَيْرٍ الأُبُلِّيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ بنِ عُمَارَةَ الأَصْبَهَانِيِّ, وَأَبِي بكر محمد بن جعفر الخرائطي، ومحمد بن سَعِيْدٍ الحِمْصِيِّ, وَعِدَّةٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَكَانَ يذكرُ أَنَّهُ سَمِعَ مَجْلِساً مِنْ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَيَقُوْلُ: مَنْ جَاءنِي بِهِ أَغْنَيْتُهُ. وَكَانَ يُمْلِي الحَدِيْثَ بِمِصْرَ, وَبسببِهِ خَرَجَ الدَّارَقُطْنِيُّ إِلَيْهَا, فَإِنَّ ابنَ حِنْزَابة كَانَ يُرِيْدُ أَنْ يصنِّف مُسْنَداً, فَخَرَجَ الدَّارَقُطْنِيُّ إِلَى مِصْرَ, وَأَقَامَ عِنْدَهُ مُدَّةً, وَحصلَ لَهُ مِنْهُ مَالٌ كَثِيْرٌ. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ, وَالحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الغنِيِّ المِصْرِيُّ, وطائفة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 234"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "7/ 163"، ووفيات الأعيان "1/ ترجمة 133"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 953"، والعبر "3/ 49"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 203".

وَيَعسرُ وَقوعُ حَدِيْثِهِ لَنَا, فَإِنَّهُ -حَالَ أَوَانَ الراوية, كَانَ علمُهُ كَاسِداً بِمِصْرَ لمَكَانِ الدَّوْلَةِ الإِسْمَاعِيْلِيَّةِ. وَقِيْلَ: هُوَ الَّذِي كَاتَبَهُمْ وَجَسَّرَهُمْ عَلَى المجِيْءِ لأَخذِ مِصْرَ, ثُمَّ نَدِمَ. قَالَ السِّلَفي: كَانَ ابن حِنْزَابة من الحفَّاظ الثقات المتبجِّحين بِصُحبَةِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ, مَعَ جَلاَلَةٍ وَريَاسَةٍ يَرْوِي وَيُمْلِي بِمِصْرَ فِي حَالِ وَزَارتِهِ, وَلاَ يَختَارُ عَلَى العِلْمِ وَصُحبَةِ أَهلِهِ شَيْئاً، وَعِنْدِي مِنْ أَمَالِيهِ وَمِنْ كلاَمِهِ عَلَى الحَدِيْثِ, وَتصرُّفِهِ الدَّال عَلَى حِدَّةِ فَهْمِهِ, وَوُفُورِ عِلْمِهِ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الكِنَانِيُّ الحَافِظُ مع تقدمه. وَنَقَلَ بَعْضُهُمْ أنَّ ابنَ حِنْزَابَةَ بَعْدَ موتِ كَافور وَزَرَ للملكِ أَبِي الفَوَارِسِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ الإِخْشِيْذِ, فَقَبَضَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ أَربَابِ الدَّوْلَةِ وَصَادَرَهُمْ، وَصَادَرَ يَعْقُوْبَ بنَ كلِّسَ الَّذِي وَزَرَ, فَأَخَذَ مِنْهُ أَرْبَعَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ, فَهَرَبَ إِلَى المَغْرِبِ، وتوصَّل وَعظُمَ قَدْرُهُ, ثُمَّ إِنَّ ابنَ حِنْزَابَةَ لَمْ يَقدرْ عَلَى إِرضَاءِ الإِخْشِيْذِيَّةِ، وَمَاجَت الأُمورُ, فَاخْتَفَى مرَّتين, ونُهِبَت دَارُهُ, ثُمَّ قَدِمَ أَمِيْرُ الرَّمْلة الحَسَنُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ طُغْجَ وتملَّك, وَصَادَرَ ابْنُ حِنْزَابَةَ وعذَّبه, فنزحَ إِلَى الشَّامِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ, ثُمَّ رَجعَ. قَالَ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ السَّبِيْعِيُّ: قَدِمَ عَلَيْنَا الوَزِيْرُ جَعْفَرُ بنُ الفَضْلِ إِلَى حلبَ, فتلقَّاه النَّاسُ, فكُنْتُ فِيهِمْ, فعُرِّفَ أَنِّي محدِّث, فقال لي: تعرف إسنادا فيه أربعة مِنَ الصَّحَابَةِ, قُلْتُ: نَعَمْ. حَدِيْثُ السَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ, عَنْ حُوَيْطِبٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ السَّعْدِيِّ, عَنْ عُمَرَ -رَضِي الله عَنْهُمْ- فِي العُمَالَةِ, فَعَرفَ لِي ذَلِكَ, وَصَارَ لِي عِنْدَهُ منزلة. قيل: كان الوزير عند عِدَّةَ وَرَّاقِيْنَ، وَكَانَ يُسْتَعملُ بِسَمَرْقَنْدَ الكَاغد, وَيُحملُ إِلَيْهِ. قُلْتُ: كَاتبَ ابْنُ حِنْزَابَةَ وَعِدَّةٌ مِنَ الكُبَرَاءِ القَائِدَ جَوْهَراً, يطلُبُونَ الأَمَانَ فأمَّنهم، وَدَخَلَ فِي دست عظيمٌ, فَاسْتَوْزَرَ ابنَ حِنْزَابَةَ مرَّةً. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ المُهَلَّبِيِّ بِمِصْرَ, فَقَالَ: كُنْتُ حَاضراً فِي دَارِ الوَزِيْرِ ابْنِ كلِّسَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو العَبَّاسِ وَلَدُ الوَزِيْرِ أَبِي الفَضْل بنِ حِنْزَابَةَ، وَكَانَ قَدْ زوَّجه بَابنَتِهِ, فَقَالَ لَهُ: يَا سيدي, ما أنا بأجَلّ من أَبِيكَ, وَلاَ بأَفضلَ, أَتَدْرِي مَا أَقعدَهُ خَلْفَ النَّاسِ? شَيْل أَنْفِهِ بِأَبِيهِ, فَلاَ تَشِلْ -يَا أَبَا العَبَّاسِ- أَنْفَكَ بِأَبِيكَ. تَدْرِي مَا الإِقبالُ؟ نشَاطٌ وَتواضعٌ, وَالإِدْبارُ كسلٌ وَترفُّعٌ. قِيْلَ: كَانَ ابْنُ حِنْزَابَةَ مُتَعَبِّداً, ثُمَّ يفطرُ ثُمَّ ينَامُ, ثُمَّ ينهضُ فِي اللَّيْلِ, وَيدخلُ بَيْتَ مُصَلاَّهُ فيصفُّ قَدَمَيْهِ إِلَى الفَجْرِ.

قَالَ المُسَبِّحي: لمَا غُسِّلَ ابْنُ حِنْزَابَةَ جُعلَ فِيْهِ ثَلاَثُ شعرَاتٍ مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, كَانَ أَخَذَهَا بمالٍ عظيمٍ. وحِنْزَابة: جَارِيَةٌ, هِيَ وَالِدَةُ الفَضْلِ الوَزِيْرِ، وَفِي اللُّغَةِ: الحِنْزَابَةُ: هِيَ القَصِيْرَةُ السَّمِيْنَةُ. قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: رَأَيْتُ عِنْدَ الحبَّال كَثِيْراً مِنَ الأَجزَاءِ الَّتِي خُرِّجَت لابنِ حِنْزَابَةَ، وَفِي بَعْضِهَا الجزءُ الموفِي أَلْفاً مِنْ مُسْنَدِ كَذَا, وَالجزءُ الموفِّي خمس مئة مِنْ مُسْنَدِ كَذَا، وَكَذَا سَائِرُ المسندَاتِ. وَلَمْ يَزَلْ يُنفقُ فِي البِرِّ وَالمَعْرُوفِ الأَمْوَالَ، وَأَنفقَ كَثِيْراً عَلَى أَهْلِ الحَرَمَيْنِ, إِلَى أَن اشْتَرَى دَاراً أَقربَ شَيْءٍ إِلَى الحُجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَأَوْصَى أَنْ يُدفنَ فِيْهَا, وَأَرضَى الأَشرَافَ بِالذَّهَبِ, فَلَمَّا حُمِلَ تَابوتُهُ مِنْ مِصْرَ تلَقَّوه، ودُفِنَ فِي تِلْكَ الدَّارِ. توفِّي فِي ثَالثَ عشرَ رَبِيْعٍ الأول سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة. وَلَمْ أَظفرْ بِحَدِيْثٍ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ حِنْزَابَةَ بَعْدُ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ زُرَيْقٍ بِمِصْرَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ وَاضِحٍ الخَشَّاب بِأَصْبَهَانَ, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ حَاجبٍ الكُشَاني، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَجَّاجِ الشَّاعِرُ، وَأَبُو الحَسَنِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ الخَرزِيُّ شَيْخُ الظَاهِريَّةِ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو القَاسِمِ عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ الوَزِيْرُ, وَصَاحِبُ المَوْصِلِ حُسَامُ الدَّوْلَةِ مقلَّدُ بنُ المسيَّبِ العُقَيْلِيُّ, وَالمُؤَمَّلُ بنُ أَحْمَدَ الشَّيْبَانِيُّ.

النعيمي

3564- النُّعَيْمِي 1: الإِمَامُ المُسْنِدُ, أَبُو حَامِدٍ, أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُعَيم بنِ الخَلِيْلِ النُّعَيْمِي السَّرَخْسِيُّ, نزيلُ هَرَاةَ. رَاوِي "الصَّحِيْحِ" عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرَبْرِيِّ، وَسَمِعَ أَيْضاً أَبَا العَبَّاسِ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولي، وَالحُسَيْنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ مُصْعَبٍ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ حَمْدُوَيْه السُّلَمِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ إِسْحَاقَ بنِ مَزِيْزَ السَّرَخْسِيَّ -بِفَتْحِ المِيْمِ, وَجَمَاعَةً. حدَّث عَنْهُ: أَبُو يَعْقُوْبَ القَرَّابُ، وَأَبُو الفتح بن أبي الفوارس, وأبو بكر البرقان، وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدَوِيُّ, وَأَبُو مَنْصُوْرٍ الكَرَابِيْسِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ الملَيْحِيُّ, وَآخرُوْنَ. مَاتَ بِهَرَاةَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ سِتٍّ وثمانين وثلاث مائة، وهو في عشر التسعين.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 318"، والعبر "3/ 31"، والنجوم الزاهرة "4/ 175".

ابن عبدان

3565- ابن عَبْدَان 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُعَمَّرُ الثِّقَةُ, أَبُو بَكْرٍ, أَحْمَدُ بنُ عَبْدَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَرَجِ الشِّيْرَازِيُّ, شَيْخُ الأَهْوَازِ, وَمُسْنِدُ الوَقْتِ. حدَّث عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَابنِ صَاعِدٍ، وَابنِ أَبِي دَاوُدَ, وَبَكْرِ بنِ أَحْمَدَ الزُّهْرِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ السَّكَنِ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الجِيْرُفْتي, وَالقَاضِي عَلِيُّ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الكِسَائِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ بن صخر, وعبد الوهاب الغَنْدَجَاني، وأخذ عَنْهُ "تَارِيْخَ البُخَارِيِّ الكَبِيْرَ". وَكَانَ يُلَقَّب بِالبَازِ الأَبْيَضَ, سأَلَهُ حَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ عَنِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْلِ وَالعِلَلِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ ومائتين. وتوفِّي في صفر سنة ثمان وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. سَكَنَ شِيْرَازَ مُدَّةً, ثُمَّ الأَهْوَازَ ثَلاَثِيْنَ عَاماً، وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالحِفْظِ, ضَيَّعَ نَفْسَهُ بإِقَامَتِهِ فِي جَبَلِ الأهواز.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 924"، والعبر "3/ 38"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 127".

حفيد ابن خزيمة

3566- حفيد ابن خزيمة 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُحَدِّثُ, أَبُو طَاهِرٍ, مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ المُغِيْرَةِ السُّلَمِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. سَمِعَ مِنْ جدِّه إِمَامِ الأَئِمَّةِ فَأَكثرَ، وَمِنْ أَبِي العَبَّاسِ السَّرَّاجِ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ المَاسَرْجَسِيِّ, وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: الحاكم, وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكَنْجَرُوذِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى, وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُقْرِئُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ المُقْرِئُ, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الحَاكِمُ: عَقَدْتُ لَهُ مَجْلِسَ التَّحْدِيْثِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَدَخَلْتُ بَيْتَ كُتُبِ جَدِّهِ، وَأَخْرَجْتُ لَهُ مِنْهَا مائَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ جُزْءاً مِنْ سمَاعَاتِهِ الصَّحيحَةِ, وَانْتَقَيْتُ لَهُ عَشْرَةَ أَجْزَاءٍ، وَقُلْتُ لَهُ: دَعِ الأُصُولَ عِنْدِي صِيَانَةً لَهَا, فَأَبَى وَأَخَذَهَا, وفرَّقها عَلَى النَّاسِ، وَذهبتُ, وَمدَّ يدَهُ إِلَى كُتُبِ غَيْرِهِ فَقَرَأَ مِنْهَا, ثُمَّ إِنَّهُ مَرِضَ وتَغَيّر بِزوَالِ عقلِهِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ, ثُمَّ أَتيتُهُ بَعْدُ للرِّوَايَةِ فَوَجَدتُهُ لاَ يعقِلْ. قَالَ: وتوفِّي فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, ودُفِنَ فِي دَارِ جَدِّهِ. قُلْتُ: مَا أُرَاهُمْ سَمِعُوا مِنْهُ إلَّا فِي حَالِ وَعْيِهِ, فإنَّ مَنْ زَالَ عقلُهُ كَيْفَ يمكنُ السَّمَاعُ مِنْهُ, بِخلاَفِ مَنْ تَغَيِّرَ ونسيَ وانهرم. أَخْبَرَنَا ابْنِ عَسَاكِرَ, عَنْ أَبِي رَوْحٍ, أَخْبَرَنَا زَاهِرٌ, أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ المُقْرِئُ, أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ بنِ خُزَيْمَةَ, أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ حُجْرٍ, حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ, حَدَّثَنَا العَلاَءُ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الصَّلَواتُ الخَمْسُ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ, كفَّارات لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الكَبَائِرُ" 2.

_ 1 ترجته في العبر "3/ 37"، وميزان الاعتدال "4/ 9"، ولسان الميزان "5/ 341". 2 صحيح: أخرجه مسلم "233".

الكشميهني

3567- الكُشْمِيهَني 1: المحدِّث الثِّقَةُ, أَبُو الهَيْثَمِ, مُحَمَّدُ بنُ مكِّيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مكِّيِّ بنِ زرَّاعِ بنِ هَارُوْنَ المَرْوَزِيُّ الكُشْمِيْهَنِيُّ. حدَّث بِـ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" مَرَّاتٍ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الفِرَبْرِيِّ، وحدَّث عَنْ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يزيد المروزي الداعواني، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَاصِمٍ, وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ, وَغَيْرِهِمْ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ, وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ، وَأَبُو الخَيْرِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ الصفَّار, وَأَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَفْصِيُّ، وَكَرِيْمَةُ المروزية المجاورة, وآخرون. وكان صدوقًا. مَاتَ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 437"، واللباب لابن الأثير "3/ 99"، والعبر "3/ 44".

المستملي، وابن حمويه

المستملي، وابن حمويه: 3568- المُسْتَمْلِي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الرَّحَّال الصَّادِقُ, أَبُو إِسْحَاقَ, إِبْرَاهِيْم بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ دَاوُدَ البَلْخِيُّ المُسْتَمْلِي, رَاوِي الصَّحِيْحِ عَنِ الفِرَبْرِي. لَمْ تبلُغْنِي أَخبارُهُ مفصَّلَة. حدَّث عَنْهُ: أَبُو ذَرٍّ عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدٍ الهَمْدَانِيُّ بِالأَنْدَلُسِ، وَالحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ البَلْخِيُّ. وَكَانَ سماعه للصحيح فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ أَبُو ذَرٍّ: كَانَ مِنَ الثِّقَات المُتْقِنِيْنَ بِبَلْخٍ, طوَّفَ وَسَمِعَ الكثيرِ، وخرَّج لِنَفْسِهِ مُعجماً. توفِّي سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3569- ابْنُ حَمُّويه 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ المُسْنِدُ, أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمُّويه بنِ يُوْسُفَ بنِ أَعْيَنَ, خَطِيْبُ سَرَخْسَ. سَمِعَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ الصَّحِيْحَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الفِربري، وَسَمِعَ "المُسْنَدَ الكَبِيْرَ"، وَ"التَّفْسِيْرَ" لعَبْدِ بنِ حُمَيْدٍ مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ خُزَيْمٍ الشَّاشِيِّ, وَسَمِعَ "مُسْنَدَ الدَّارِمِيِّ" مِنْ عِيْسَى بن عمر السمرقندي, عنه. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ, وَالحَافِظُ أَبُو يَعْقُوْبَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ القَرَّابُ، وَمُحَمَّدُ بن عبد الصمد التراب المَرْوَزِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدٍ، وَأَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّاوُودِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ أَبُو ذَرٍّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ, وَهُوَ ثِقَةٌ, صَاحِبُ أُصُولٍ حِسَان. قُلْتُ: لَهُ جُزْءٌ مُفْرَدٌ عَدَّ فِيْهِ أَبْوَابَ الصَّحِيْحِ، وَمَا فِي كُلِّ بَابٍ مِنَ الأَحَادِيثِ, فَأَوْرَدَ ذَلِكَ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّيْنِ النَّوَاوِيُّ فِي أَوَّلِ شَرْحِهِ لِـ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ"، وَقَدْ بَقِيَ حَدِيْثُهُ يُرْوَى عَالِياً فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَسَبْعِ مائَةٍ عِنْدَ أَبِي العَبَّاسِ الحجَّارِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ أَبُو يَعْقُوْبَ القَرَّابُ: تُوُفِّيَ لِلَيلتينِ بَقِيتَا مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 1"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 150"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 86". 2 ترجمته في العبر "3/ 17"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 161".

الجوزقي

3570- الجَوْزَقي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ البارِع, أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا الشَّيْبَانِيُّ الخُرَاسَانِيُّ الجَوْزَقِيُّ المُعَدِّلُ. مُفِيْدُ الجَمَاعَةِ بِنَيْسَابُوْرَ، وصاحب "الصحيح" المخرَّج على كتاب مسلم. حَرِصَ عَلَيْهِ خَالُهُ أَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي, وسمَّعَه مِنْ أَبِي العَبَّاسِ السَّرَّاج أَحَادِيثَ، وَمِنْ أَبِي نُعَيْمٍ بنِ عَدِيٍّ، وَأَبِي العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيِّ, وَمكِّيِّ بنِ عَبْدَانَ، وَأَبِي حَامِدٍ بنِ الشَّرْقِيِّ, وَفِي رِحلِتهِ مِنِ ابْنِ الأَعرَابِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ الصفَّار, وَأَبِي حَاتِمٍ الوَسْقَنْدِي, وَخَلْقٍ. وبَرَعَ فِي هَذَا الشَّأْنِ, وصنَّف التَّصَانِيْفِ. قَالَ الحَاكِمُ: انتقَيْتُ عَلَيْهِ عِشْرِيْنَ جُزْءاً, ثُمَّ ظَهرَ سمَاعُهُ مِنَ السَّرَّاجِ. قُلْتُ: حدَّث عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ، وَأَبُو عُثْمَانَ البَحِيْرِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَشَّابُ، وَسَعِيْدٌ العَيَّارُ, وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيُّ, وَآخرُوْنَ. وَجَوْزَقُ: مِنْ قُرَى نَيْسَابُوْرَ, وَلَهُ كِتَابُ "المتَّفق الكَبِيْرِ" يكون ثلاث مائة جزء, رواه شَيْخُ الإِسلاَمِ أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُونِيُّ. وَكَانَ يَقُوْلُ فِيمَا يُرْوَى عَنْهُ: أَنفقتُ فِي طَلبِ الحَدِيْثِ مائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ, مَا كسبْتُ بِهِ دِرْهَماً. وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ سَمِعْنَاهَا. قَالَ الحَاكِمُ: مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ اثنتَانِ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدَانَ الشِّيْرَازِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بن بكير, وَأَبُو سُلَيْمَانَ الخطَّابي، وَشَافعُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَوَانَةَ, وَأَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَامِيُّ، وَعُمَرُ بنُ عِرَاكٍ المُقْرِئُ, وَأَبُو الفَرَجِ الشَّنُبوذي، وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ المظَفَّر الحَاتمِيُّ اللُّغَوِيُّ الكَاتِبُ, وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحَدَّادِيُّ بمَرْو، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الأُدفوِيُّ المفسِّر، وَأَبُو يَعْقُوْبَ يوسف بن الدخيل بمكة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 365"، واللباب "1/ 309"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 945"، والنجوم الزاهرة "4/ 199".

ابن الفرات، وابن حماد

ابن الفرات، وابن حماد: 3571- ابن الفُرَات 1: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ المُجَوِّدُ, أَبُو الحَسَنِ, مُحَمَّدُ بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفُرَاتِ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ مَخْلَدٍ، وَأَبَا جَعْفَرٍ بنَ البَخْتَري, وَخلقاً كَثِيْراً, وَجَمَعَ فَأَوْعَى. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ البَادِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الواحدِ بنِ رِزْمَة, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عُمَرَ البَرْمَكِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ جَعْفَرٌ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبُ يَقُوْلُ: أَبُو الحَسَنِ بنُ الفُرَاتِ غَايَةٌ فِي ضَبْطِهِ, حجَّةٌ فِي نقلِهِ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ ابْنِ الفُرَاتِ عَنِ الوَاعِظِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ المِصْرِيِّ, وَحْدَهُ أَلفَ جُزْءٍ, وَأَنَّهُ كَتَبَ مائَةَ تَفْسِيْرٍ, وَمائَةَ تَاريخٍ, وحدَّثني الأَزْهَرِيُّ أَنَّ ابنَ الفُرَاتِ خلَّفَ ثمَانيَةَ عشرَ صُنْدُوقاً مملوءًا كتبًا, أَكثرُهَا بخطِّهِ, ثُمَّ قَالَ: وَكِتَابُهُ هُوَ الحُجَّة فِي صِحَّةِ النَّقْلِ وَجَوْدَةِ الضَّبْطِ. وَلَمْ يَزَلْ يَسمعُ إِلَى أَنْ مَاتَ. وَقَالَ لِي العَتِيْقِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ مأْمُوْنٌ, مَا رَأَيْتُ أَحسَنَ قِرَاءةً لِلْحَدِيْثِ مِنْهُ. مَاتَ ابْنُ الفُرَاتِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقَدْ قَارَبَ السبعين. 3572- ابن حَمَّاد 2: الحَافِظُ, محدِّث الكُوْفَةِ, أَبُو الحَسَنِ, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّاد بنِ سُفْيَانَ الكُوْفِيُّ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدَانَ البَجَلِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ العَبَّاسِ المَقَانِعِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ دُلَيلٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ، وَأَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ, وَأَبُو الحَسَنِ العَتِيْقِيُّ, وَعِدَّةٌ ارْتَحَلُوا إِلَيْهِ. توفِّي سنة أربع وثمانين أيضًا.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 122"، واللباب لابن الأثير "2/ 414"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 946"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 168". 2 تقدمت ترجمته برقم عام "3530"، وبتعليقنا رقم "554" في هذا الجزء.

ابن المزكي

3572- ابن المُزَكِّي 1: الإمام القدوة الرباني, أبو حامد, أحمد بن الشَّيْخِ المُزَكِّي, أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَعِشْرِيْنَ وثلاث مائة. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو العَبَّاسِ الدَّغولي الحَافِظُ بخطِّ يدِهِ, قَالَهُ الحَاكِمُ، وَسَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ القَطَّانِ, وحجَّ فسَمِعَ مِنِ ابنِ الأَعرَابِيِّ, وَبِبَغْدَادَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ البَخْتَرِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ الصفَّار. ذكرَهُ الخَطِيْبُ وَقَالَ: سَمِعَ بِالرَّيِّ مِنْ أَبِي حَاتِمٍ الوَسْقَنْدي. مَعْرُوفٌ بِالعِبَادَةِ, اسْتملَى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الورَّاق, وَهُوَ أَكبرُ مِنْهُ. حدَّث عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ، وَالأَزْهَرِيُّ, وَأَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ. قُلْتُ: وَجَعْفَرُ الأَبْهَرِيُّ بِهَمَذَانَ, وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَعْدُوَيْه، وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ. وحدَّث عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ وَالدُهُ, وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ المظَفَّر، وَحضرَ مجَالسَهُ القُضَاةُ وَالأَشرَافُ. قَالَ الحَاكِمُ: خرَّجت لَهُ الفَوائِدَ، وَمَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ. قَالَ: وتوفِّي فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَصحبتُهُ بِبَغْدَادَ وَطريقِ مَكَّةَ, وَعِنْدِي أنَّ الملاَئِكَةَ لَمْ تَكتبْ عَلَيْهِ خطيئَةً, وَكَانَ عَابداً مُجْتَهِداً, صَامَ الدَّهْرَ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. أَخُوْهُ وَهُوَ الأسَنّ العابد الصادق, أبو الحسن:

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 20".

عبد الرحمن بن إبراهيم المزكي، وابن حمشاذ، والحاتمي

عبد الرحمن بن إبراهيم المُزَكِّي، وابن حمشاذ، والحاتمي: 3574- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي 1: سَمِعَ أَبَا حَامِدٍ بنَ الشَّرْقِيِّ, وَأَبَا حَامِدٍ بنُ بِلاَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّانُ, وَإِسْمَاعِيْلَ الصفَّار, وَمُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ بنِ حَفْصٍ, وَالأَصَمَّ, وخرَّجت لَهُ العوالي. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ مِنْ عُقَلاَءِ الرِّجَالِ والعُبَّاد. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً, حَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ, وَعُمَرُ بنُ أَحْمَدَ الجُوْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيُّ. وحدَّث بِبَغْدَادَ. وَرَّخَ الحَاكِمُ مَوْتَهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَيَأْتِي أَخَوَاهُمَا يحيى ومحمد. 3575- ابن حَمْشَّاذ: العلَّامة الزَّاهِدُ, أَبُو مَنْصُوْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْشَاذَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّافِعِيُّ. سَمِعَ أَبَا حَامِدٍ بنَ بِلاَلٍ, وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ بنِ القَطَّانِ، وَارْتَحَلَ فسَمِعَ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ, وَإِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّارِ. وتفقَّه وَبَرَعَ, وَأَتْقَنَ عِلْمَ الجَدَلِ وَالكَلاَمِ وَالنَّظَرِ، وَأَخذَ النَّحْوَ عَنْ أَبِي عُمَرَ الزَّاهِدِ, وَدَخَلَ إِلَى اليَمَنِ، وتخرَّج بِهِ الأَصحَابُ. وَكَانَ عَابِداً مُتَأَلِّهاً وَاعِظاً, مُجَابَ الدَّعْوَةِ, كَثِيْرَ التَّصَانِيْفِ, مُنْقَبِضاً عَنْ أَبنَاءِ الدُّنْيَا. بَالَغَ فِي تَقْرِيْظِهِ الحَاكِمُ وَقَالَ: ظَهَرَ لَهُ مِنْ مصنَّفاته أَكثرُ مِنْ ثَلاَثِ مائَةِ كِتَابٍ مصنَّف, وَظَهَرَ لَنَا فِي غَيْرِ شَيْءٍ أَنَّهُ مجاب الدعوة. تفقَّه عَلَى أَبِي الوَلِيْدِ النَّيْسَابُوْرِيِّ، وَبَالعِرَاقِ عَلَى ابْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَمَاتَ فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عن اثنتين وسبعين سنة. 3576- الحاتِمِيّ 2: إِمَامُ اللُّغَةِ وَالأَدبِ, أَبُو عَلِيٍّ, مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ المظَفَّر البَغْدَادِيُّ الكَاتِبُ. أَخذَ عَنْ أَبِي عُمَرَ الزَّاهِدِ, وَجَمَاعَةٍ. وَلَهُ "الرِّسَالَةُ الحَاتمِيَّةُ" فِيْهَا مَا جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ المُتَنَبِّي مِنْ إظهار سرقاته, وعيوب شعره

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 302". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 214"، والأنساب للسمعاني "4/ 8"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 205"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "18/ 154"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 608"، والعبر "3/ 40"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 129".

وَحُمْقِهِ وَتِيْهِهِ, فذكَرَ أَنَّهُ ذهبَ إِلَيْهِ وَتحَامَقَ عَلَيْهِ, ثُمَّ قَالَ: مَا خبرُكَ؟ فَقُلْتُ: بِخَيْرٍ لَوْلاَ مَا جَنَيتُهُ عَلَى نَفْسِي مِنْ قَصْدِكَ, وَوَسَمْتَ بِهِ قَدْرِي مِنْ مِيسَمِ الذُّلِّ بِزِيَارَتِكَ, يَا هَذَا, أَبِنْ لِي مِمَّ تِيهُكَ وَخَيلاؤُكَ? وما أوجب ذلك? أههنا نسبٌ علقْتَ بِأَذيَالِهِ؟ أَوْ سُلْطَانٌ تسلَّطت بِعِزِّهِ؟ أَوْ عِلْمٌ يُشَارُ إِليَكَ بِهِ? فَلَو قدرتَ نَفْسَكَ بقدْرِهَا لمَا عَدَوْتَ أَنْ تكُونَ شَاعِراً مُكتسِباً, فَامْتَقَعَ لونُهُ, وَلاَنَ فِي الاِعْتِذَارِ، وكرَّر الأَيْمَانَ أَنَّهُ لَمْ يَثبتَنِي, وَلاَ اعْتَمَدَ التَّقْصِيرَ بِي, وَذكَرَ فَصْلاً طَوِيْلاً فِي المعنَى, وَنَاظَرَهُ فِي الشِّعرِ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وحَاتِمٌ كَانَ بَعْضَ جدوده.

الملك سبكتكين

3577- المَلِكُ سُبُكْتِكِين 1: صَاحِبُ بَلْخٍ وَغَزْنَةَ, وَغَيْرُ ذَلِكَ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. كَانَتْ دَوْلَتُهُ نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ فِيْهِ عدلٌ وَشجَاعَةٌ, وَنُبْلٌ مَعَ عَسفٍ، وَكونُهُ كَرَّاميًّا, وَلَمَّا أَخذَ طُوْسَ أَخربَ مَشْهَدَ الرِّضَا, وَقَتَلَ مَنْ يَزورهُ, فلمَّا تملَّك ابنُهُ مَحْمُوْدٌ رَأَى فِي النَّوْمِ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَهُوَ يَقُوْلُ: إِلَى كَمْ هَذَا? فَبنَى المَشْهَدَ ورَدَّ أَوقَافَهُ إِلَيْهِ, عَهِدَ بِالمملكَةِ بَعْدَهُ إِلَى ابْنِهِ إِسْمَاعِيْلَ، وَلَمْ يُقدِّمْ مَحْمُوْداً، وَهُوَ كَانَ الأَسَنَّ, فَتَحَاربَ الأَخوَانِ, وَانهزمَ إِسْمَاعِيْلُ, فتحصَّن بِقَلْعَةِ غَزْنَةَ, ثُمَّ إِنَّهُ نَزَلَ بِالأَمَانِ إِلَى أخيه بعد أشهر فأمَّنه وتمكَّن محمود. وَمَاتَ فِي العَامِ عِدَّةُ مُلُوْكٍ, مِنْهُم: المَلِكُ فخر الدولة علي بن الملكِ ركنِ الدَّوْلَةِ بنِ بُوَيْه صَاحِبُ عِرَاقِ العجمِ, الَّذِي وَزَرَ لَهُ الصَّاحِبُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبَّادٍ، وملَّكوا بَعْدَهُ ابنَهُ مجدَ الدَّوْلَةِ أَبَا طَالبٍ رُسْتُمَ, وَلَهُ أَرْبَعُ سِنِيْنَ. وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ قُتلَ صَمْصَامُ الدَّوْلَةِ المَلِكُ ابْنُ عَضُدِ الدَّوْلَةِ، وَلَهُ سِتٌّ وثلاَثُونَ سَنَةً, تملَّكَ مُدَّةً ثُمَّ زَالَ ملكُهُ, وَأُخِذَ فسُمِلَت عَيْنَاهُ, وَحُبِسَ ثُمَّ أُخْرِجَ بَعْدَ مُدَّةٍ، وَهُوَ أَعْمَى, فملَّكُوهُ بفَارِسَ أَعواماً, ثُمَّ قُتِلَ. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ قُتِلَ صَاحِبُ المَوْصِلِ، وَأَخُو صَاحِبِهَا المَلِكُ حُسَامُ الدَّوْلَةِ مُقَلَّدُ بنُ المسيَّبِ بنِ رَافِعٍ العُقَيْلِيّ, وَكَانَتْ دولتُهُ خَمْسَةَ أَعوامٍ، وتملَّك بَعْدَهُ ابنه قِرْوَاش فتمكَّن وحارب بني بويه.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 76"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 713".

المأموني

3578- المأموني: شَاعِرُ زَمَانِهِ, الأَدِيبُ الأَوحدُ, أَبُو طَالِبٍ, عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ الحُسَيْنِ المَأْمُوْنِيُّ, مِنْ ذُرِّيَّةِ المَأْمُوْنِ الخَلِيْفَةِ. اسْتَوْفَى أَخبارَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فَقَالَ: بَديعُ النظم, مدح الملوك والوزراء, وامتدح الصاحب بن عبَّاد فَأَكْرَمَهُ, فَحَسَدَهُ نُدمَاءُ الصَّاحِبِ وَشُعرَاؤُهُ, فَرَمَوْهُ بِالبَاطِلِ, وَقَالُوا: إِنَّهُ دَعِيٌّ، وَقَالُوا فِيْهِ: نَاصِبِيٌّ, وَرَمَوْهُ بِأَنَّهُ هَجَا الصَّاحِبَ, فذَلِكَ يَقُوْلُ لِيُسَافِرَ: يَا رَبْعُ لَوْ كُنْتُ دَمْعاً فيكَ مُنْسَكِباً ... قَضَيْتُ نَحْبِي وَلَمْ أَقْضِ الَّذِي وَجَبَا لاَ ينكرون رَبْعُكَ البَالِي بِلى جَسَدِي ... فَقَدْ شَرِبْتُ بِكَأْسِ الحُبِّ مَا شَرِبَا عَهْدِي بِرَبْعِكَ للَّذَّاتِ مُرْتَبِعاً ... فَقَدْ غَدَا لِغَوَادِي السُّحْبِ مُنْتَحَبَا ذُوْ بَارِقٍ كَسُيُوْفِ الصَّاحب انْتُضِيَتْ ... وَوَابِلٍ كَعَطَايَاهُ إِذَا وَهَبَا وَعُصْبَةٍ بَاتَ فِيْهَا القَيْظُ مُتَّقِداً ... إِذ شِدْتَ لِي فَوْقَ أَعْنَاقِ العِدَا رُتَبَا إِنِّيْ كيُوْسُفَ وَالأَسْبَاطُ هُمْ وَأَبُو الـ ... أَسْبَاطِ أَنْتَ وَدَعْوَاهُمْ دَماً كَذِبَا قَدْ يَنْبَحُ الكَلْبُ مَا لَمْ يَلْقَ لَيْثَ شَرَى ... حَتَّى إِذَا مَا رَأَى ليثًا مضى هربا قال الثعلبي: فَفَارَقَ الرَّيَّ, وقَدِمَ نَيْسَابُوْرَ، وَمَدَحَ صَاحِبَ الجَيْشِ فَوَصَلَهُ, وقَدِمَ بُخَارَى فأكُرْمِ َبها, عَاشَرْتُ مِنْهُ فَاضِلاً مِلءَ ثَوْبِهِ, وَكَانَ يَسْمُو بِهِمَّتِهِ إِلَى الخِلاَفَةِ، ويمنِّي نَفْسَهُ فِي قَصْدِ بَغْدَادَ فِي جُيُوْشٍ تُنَظَّمُ إِلَيْهِ مِنْ خُرَاسَانَ, فَاقتطعتْهُ المنيَّةُ, وَمَرِضَ بِالاِسْتِسْقَاءِ, وَمَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وثلاث مائة.

ابن الطحان، وجبريل بن محمد، والدمياطي، والعبدويي

ابن الطحان، وجبريل بن محمد، والدمياطي، والعبدويي: 3579- ابن الطَّحَّان: الإِمَامُ الحَافِظُ الفَقِيْهُ المُحَدِّثُ المُجَوِّدُ, أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ القَيْسِيُّ القُرْطُبِيُّ المَالِكِيُّ, ابْنُ الطَّحَّانِ, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. سَمِعَ قَاسِمَ بنَ أَصْبَغ, وَأَحْمَدَ بنَ عُبَادَةَ الرُّعَيْنِيَّ، وَمُحَمَّدَ بن الحافظ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الخُشَنِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ دُحَيْمٍ, وَمُحَمَّدَ بنَ مُعَاوِيَةَ, وَجَمَاعَةً. قَالَ ابْنُ الفَرضي: سَمِعْتُ مِنْهُ, وَانْتَفَعَ بِهِ أَهْلُ الكورَةِ، وَكَانَتْ فُتيَاهُ بِمَا ظَهَرَ لَهُ مِنَ الحَدِيْثِ. وَلَهُ فِي "المُدَوَّنَةِ" أَخبارٌ معروفَةٌ, وَغَلَبَ عَلَيْهِ الحَدِيْثُ. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَطَابَ الثَّنَاءُ عَلَيْهِ, وَشَيَّعَهُ الخَلْقُ. 3580- جبريل بن محمد: ابن إسماعيل بن سَنْدُول, الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ, مُسْنِدُ هَمَذَانَ, أَبُو القَاسِمِ الخِرَقِيُّ العَدْلُ. رَوَى عَنْ: عَبْدُوْس بنِ أَحْمَدَ السَّرَّاجِ، وَعَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ سَعْدٍ، وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدٍ السَّمَرْقَنْدِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ زِيَادٍ الطَّيَالِسِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ المُنْذِرِ الفَقِيْهِ, وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدَانَ الفَقِيْهُ. قَالَ شِيْرَوَيْه: يَدُلُّ حَدِيْثُهُ عَلَى الصِّدْقِ. توفِّي فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وثمانين وثلاث مائة. 3581- الدمياطي: الشَّيْخ المُحَدِّث الثِّقَة, أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّد بنُ يَحْيَى بنِ عَمَّارٍ الدِّمْيَاطِيُّ. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ زَبَّانَ, سَمِعَ مِنْهُ كِتَابَ "اللَّيْثِ"، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ المُنْذِرِ كِتَابَ "الإِشرَافِ"، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي عُبَيْدٍ بنِ حَرْبُوَيْه, وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الدَّيْبُلِيِّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّلَمَنْكِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ الطَّحَّانِ, وَالمِصْرِيُّوْنَ. توفِّي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. 3582- العَبْدُويي 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ, أَبُو الحَسَنِ, أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدُوَيْه بنِ سَدُوْسَ الهُذَلِيُّ العَبْدُويِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ, والد الحافظ أبي حازم عمر.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "6/ 350"، والأنساب للسمعاني "8/ 354".

سَمِعَ أَبَا العَبَّاسِ السَّرَّاج, وَأَبَا بَكْرٍ بنَ خُزَيْمة، وَحَاتِمَ بنَ مَحْبُوْبٍ, وَطَائِفَةً. وَعَنْهُ: ابْنُهُ وَالحَاكِمُ، وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِيُّ, وَغَيْرُهُمْ. توفِّي فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا توفِّي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ ابن المهندس محدِّث مِصْرَ، وَالصَّاحِبُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عبَّاد الوَزِيْرُ, وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ اِليسعَ الأَنْطَاكِيُّ المُقْرِئُ, وَالقَاضِي عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ بُنْدَارَ الأَذَنِيُّ، وَالحَافِظُ الدَّارَقُطْنِيُّ, وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ, وَالأَدِيبُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ سُكَّرَةَ الهَاشِمِيُّ الشَّاعِرُ, وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأُوْدَنِيُّ صَاحِبُ وَجهٍ, وَأَبُو بكر بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الطِّرَازِيُّ، وَشَيْخُ الظَّاهِرِيَّةِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ المثنَّى البَغْدَادِيُّ, وَقَدْ سَمِعَ البَغَوِيَّ وَأَبُو الفتح القواس الزاهد.

ابن سمعون

3583- ابن سَمْعُون 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الوَاعِظُ الكَبِيْرُ المُحَدِّثُ, أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَنْبَسٍ البَغْدَادِيُّ, شَيْخُ زَمَانِهِ بِبَغْدَادَ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمْعُوْنَ: هُوَ لقبُ جدِّهِ إِسْمَاعِيْلَ. سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي دَاوُدَ, وَهُوَ أَعْلَى شَيْخٍ لَهُ، وَمُحَمَّدَ بنَ مَخْلَدٍ العَطَّارَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَمْرِو بنِ البَخْتَرِيَّ, وَأَحْمَدَ بنَ سُلَيْمَانَ بنِ زَبَّانَ الدِّمَشْقِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي حُذَيْفَةَ، وَعِدَّةً, أَمْلَى عَنْهُمْ عِشْرِيْنَ مَجْلِساً, سمعناها عالية. حدث عنه: أبو عبد الرحمن السلمي، وعلي بن طلحة المقرئ, وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ، وَأَبُو طَالِبٍ العُشَارِيُّ, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ الأَبَنُوْسِيُّ, وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ الشَّاهجَانيَّةُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمَّدُوْهُ الحَنْبَلِيُّ, وَآخرُوْنَ. وجدُّ أَبِيهِ عَنْبَسُ -بِنُوْنٍ سَاكِنَةٍ- هُوَ عَنْبَسُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القَزَّازُ, رَوَى عَنْ: شُعَيْبِ بنِ حَرْبٍ, لَحِقَهُ مُحَمَّدُ بنُ مخلد.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 274"، والإكمال لابن ماكولا "4/ 362"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 198"، واللباب لابن الأثير "2/ 140"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 631"، والعبر "3/ 36".

قَالَ السُّلَمِيُّ: هُوَ مِنْ مَشَايِخِ البَغْدَادِيِّيْنَ, لَهُ لِسَانٌ عالٍ فِي هَذِهِ العُلُومِ, لاَ يَنْتَمِي إِلَى أُسْتَاذٍ، وَهُوَ لِسَانُ الوَقْتِ, وَالمرجوعُ إِلَيْهِ فِي آدَابِ المُعَامَلاَتِ, يَرجعُ إِلَى فُنُوْنٍ مِنَ العِلْمِ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ أَوْحَدَ دَهْرِهِ, وَفَرْدَ عَصْرِهِ فِي الكَلاَمِ عَلَى عِلْمِ الخَوَاطِرِ, دوَّنَ النَّاسُ حِكَمَه، وَجمعُوا كلاَمَهُ, وَكَانَ بَعْضُ شيوخِنَا إِذَا حدَّث عَنْهُ قَالَ: حدَّثنا الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُنْطَق بِالحِكْمَةِ. أَنْبَأَنَا ابْنُ عَلاَّن, عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنَا نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ, أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ, أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الزَّعْفَرَانِيُّ, حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ السُّنِّيُّ صَاحِبُ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ سَمْعُوْنَ, قَالَ: كَانَ ابْنُ سَمْعُوْنَ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ ينسخُ بِالأُجْرَةِ, وَيُنْفِقُ عَلَى نَفْسِهِ وَأُمِّهِ, فَقَالَ لَهَا يَوْماً: أُحِبُّ أَنْ أَحجَّ, قَالَتْ: وَكَيْفَ يُمْكِنُكَ? فَغَلَبَ عَلَيْهَا النَّوْمُ فَنَامَتْ, وَانْتَبَهَتْ بَعْدَ سَاعَةٍ وَقَالَتْ: يَا وَلَدِي حِجَّ. رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ يَقُوْلُ: دَعِيْهِ يَحجُّ, فَإِنَّ الخَيْرَ لَهُ فِي حجِّهِ, فَفَرحَ وَبَاعَ دَفَاتِرَهُ، وَدَفَعَ إِلَيْهَا مِنْ ثَمَنِهَا, وَخَرَجَ مَعَ الوَفْدِ, فَأَخَذَت العَرَبُ الوَفْدَ. قَالَ: فَبَقَيْتُ عُريَاناً, فجعلتُ إِذَا غلبَ عليَّ الجوعُ, وَوجدتُ قَوْماً مِنَ الحجَّاجِ يأكلون وَقفتُ, فيدفعُوْنَ إليَّ كسرَةً فَأَقْتَنِعُ بِهَا، وَوجدتُ مَعَ رَجُلٍ عَبَاءةً, فَقُلْتُ: هَبْهَا لِي أَسْتَتِرُ بِهَا, فَأَعْطَانِيْهَا، وَأَحرمتُ فِيْهِ, وَرجعتُ. وَكَانَ الخَلِيْفَةُ قَدْ حَرَّمَ جَارِيَةً وَأَرَادَ إِخْرَاجَهَا مِنَ الدَّارِ. قَالَ السنِّي: فَقَالَ الخَلِيْفَةُ: اطلبُوا رَجُلاً مستوراً يصلحُ أَنْ تُزَوَّجَ هَذِهِ الجَارِيَةُ بِهِ, فَقِيْلَ: قَدْ جَاءَ ابْنُ سَمْعُوْنَ, فَاسْتصوبَ الخَلِيْفَةُ ذَلِكَ, وزوَّجه بِهَا. فَكَانَ يَعِظُ، وَيَقُوْلُ: خَرَجْتُ حَاجّاً, وَيشرحُ حَالَهُ، وَيَقُوْلُ: هَا أَنَا اليَوْمَ عليَّ مِنَ الثِّيَابِ مَا تَرَوْنَ.!! قُلْتُ: كَانَ فَاخِرَ الملبوسِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ: قُلْتُ لَهُ يَوْماً: تَدْعُو النَّاسَ إِلَى الزُّهْدِ، وَتلبسُ أَحسنَ الثِّيَابِ, وَتَأْكلُ أَطْيَبَ الطَّعَامِ, كَيْفَ هَذَا? فَقَالَ: كُلُّ مَا يُصلحُكَ للهِ فَافْعَلْهُ إِذَا صلحَ حَالُكَ مَعَ اللهِ تَعَالَى. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ: قَالَ لِي ابْنُ سَمْعُوْنَ: مَا اسْمُكَ? قُلْتُ: حَسَنٌ. قَالَ: قَدْ أَعطَاكَ اللهُ الاسْمَ فَسَلْهُ المَعْنَى. قَالَ أَبُو النَّجِيْبِ الأُرْمَوِيُّ: سَأَلتُ أَبَا ذَرٍّ عَنِ ابْنِ سَمْعُوْنَ هَل اتَّهَمتَهُ? قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ رَوَى جُزْءاً عَنِ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ عَلَيْهِ, وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ سَمْعُوْنَ، وَكَانَ رَجُلاً سِوَاهُ؛ لأَنَّهُ كَانَ صَبِيّاً مَا كَانُوا يُكنُّونَهُ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ. وَسمَاعُهُ مِنْ غَيْرِهِ صَحِيْحٌ, وَكَانَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَشْعَرِيُّ، وَأَبُو حَامِدٍ يُقَبِّلان يَدَهُ، وَكَانَ القَاضِي يَقُوْلُ: رُبَّمَا خَفِيَ عليَّ مِنْ كلاَمِهِ بَعْضُ الشَّيْءِ لدقته.

السُّلَمي: سَمِعْتُ ابنَ سَمْعُوْنَ يَقُوْلُ فِي {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً} [الأَعْرَاف: 142] : موَاعِيدُ الأَحبَّةِ وَإِن اختلَفَتْ فَإِنَّهَا تُؤْنِسُ. كُنَّا صبيَاناً نَدُورُ عَلَى الشَّطِّ وَنَقُوْلُ: مَاطِلِيْنِي وسوِّفي ... وَعِدِيْنِي وَلاَ تَفِي وَاتْركِيْنِي مُوَلَّهاً ... أَوْ تَجُوْدِي وَتَعْطِفِي الخَطِيْبُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الظَّاهِرِيُّ, سَمِعْتُ ابنَ سَمْعُوْنَ يَذْكُرُ أَنَّهُ أَتَى بَيْتَ المَقْدِسِ، وَمَعَهُ تمرٌ, فطَالبَتْهُ نَفْسُهُ بِرُطَبٍ فَلاَمهَا, فَعَمَدَ إِلَى التَّمْرِ وَقتَ إِفطَارِهِ فَوَجَدَهُ رُطَباً, فَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ, ثُمَّ ثَانِي لَيْلَةٍ وَجَدَهُ تَمْراً. الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عَلِيٍّ البَادِيَّ, سَمِعْتُ أَبَا الفَتْحِ القَوَّاسَ يَقُوْلُ: لَحِقَتْنِي إضافة, فَأَخَذْتُ قوساً وخفَّيْن لأَبِيْعَهُمَا, فَقُلْتُ: أَحضُرُ مَجْلِسَ ابْنِ سَمْعُوْنَ ثُمَّ أَبيعُ, فحضرتُ, فلمَّا فَرَغَ نَادَانِي: يَا أَبَا الفَتْحِ, لاَ تَبِعِ الخفَّيْن وَالقَوسَ, فَإِنَّ اللهَ سيَأْتِيكَ بِرِزْقٍ مِنْ عِنْدِهِ, أَوْ كَمَا قَالَ. الخَطِيْبُ: حدَّثنا شرفُ الوزرَاءِ أَبُو القَاسِمِ, حَدَّثَنِي أَبُو طَاهِرٍ بنُ العَلاَّفِ قَالَ: حضَرتُ ابنَ سَمْعُوْنَ وَهُوَ يَعِظُ, وَأَبُو الفَتْحِ القَوَّاسُ إِلَى جَنْبِ الكُرْسِيِّ فَنَعِسَ, فَأَمْسَكَ أَبُو الحُسَيْنِ عَنِ الكَلاَمِ سَاعَةً حَتَّى اسْتيقظَ أَبُو الفَتْحِ, فَقَالَ لَهُ أَبُو الحُسَيْنِ: رَأَيتَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في نَوْمِكَ? قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: لِذَلِكَ أَمْسَكْتُ خَوْفاً أَنْ تَنْزَعِجَ. الخَطِيْبُ: حدَّثنا الوَزِيْرُ أَبُو القَاسِمِ, حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ أَبِي مُوْسَى الهَاشِمِيُّ قَالَ: حَكَى لِي مَوْلَى الطَّائِعِ أَنَّ الطَّائِعَ أَمرَهُ, فَأَحضرَ ابنَ سَمْعُوْنَ, فرَأَيْتُ الطَّائِعَ غضبَانٌ، وَكَانَ ذَا حِدَّة, فسلَّم ابْنُ سَمْعُوْنَ بِالخِلاَفَةِ, ثُمَّ أَخَذَ فِي وَعْظِهِ فَقَالَ: رُوِيَ عَنْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عليٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- كَذَا, وَوَعَظَ حَتَّى بَكَى الطَّائِعُ, وسُمِعَ شهيقُهُ، وابتلَّ منديلٌ مِنْ دموعِهِ, فَلَمَّا انْصَرَفَ سُئِلَ الطَّائِعُ عَنْ سَبَبِ طَلَبِهِ فَقَالَ: رُفِعَ إِليَّ أَنَّهُ يَنْتَقِصُ عَلِيّاً, فَأَرَدْتُ أُقَابِلَهُ, فَلَمَّا حَضَرَ افتَتَحَ بِذِكْرِهِ وَالصَّلاَةِ عَلَيْهِ, وَأَعَادَ وَأَبْدَى فِي ذِكْرِهِ, فَعَلِمْتُ أَنَّهُ وُفِّقَ, وَلَعَلَّهُ كُوشِفَ بِذَلِكَ. قَاضِي المرستَانِ: أَنْبَأَنَا القُضَاعِيُّ, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ نَصْرٍ, حَدَّثَنَا أَبُو الثَّنَاءِ شُكر العَضُدِيُّ قَالَ: لَمَّا دَخَلَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ بَغْدَادَ وَقَدْ هَلَكَ أَهْلُهَا قَتْلاً وَخَوْفاً وَجُوْعاً لِلفِتنِ الَّتِي اتَّصَلَتْ بَيْنَ السُّنَّةِ وَالشِّيْعَةِ, فَقَالَ: آفَةُ هَؤُلاَءِ القُصَّاصُ, فَمَنَعَهُمْ, وَقَالَ: مَنْ خَالَفَ أَبَاحَ دَمَهُ, فَعَرفَ ابْنُ سَمْعُوْنَ, فَجَلَسَ عَلَى كُرسيِّهِ, فَأَمَرَنِي مَوْلاَيَ, فَأَحضرتُهُ, فَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ نورٌ, قَالَ

شُكر: فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي غَيْرَ مُكترثٍ, فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا الملكَ جَبَّارٌ عظيمٌ, مَا أَوْثِرُ لَكَ مُخَالَفَتَهُ، وَإِنِّي موصلُكَ إِلَيْهِ, فَقبِّل الأَرضَ, وَتلطَّفْ لَهُ, وَاسْتعِنْ بِاللهِ عَلَيْهِ. فَقَالَ: الخلقُ وَالأَمرُ لِلَّهِ. فَمَضَيتُ بِهِ إِلَى حُجْرَةٍ قَدْ جَلَسَ فِيْهَا المَلِكُ وَحدَهُ, فَأَوقفتُهُ, ثُمَّ دَخَلتُ أَسْتَأْذِنُ, فَإِذَا هُوَ إِلَى جَانِبِي، وحوَّل وَجهَهُ إِلَى دَارِ عزِّ الدَّوْلَةِ, ثُمَّ تَلاَ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَة} [هُوْد: 102] . ثُمَّ حوَّل وَجهَهُ وَقرأَ {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُون} [يُوْنُس: 14] . ثُمَّ أَخَذَ فِي وَعظِهِ, فَأَتَى بِالعجبِ, فدمعتْ عينُ الملكِ، وَمَا رَأَيْتُ ذَلِكَ مِنْهُ قَطُّ, وَشركَ كمَّهُ عَلَى وَجهِهِ, فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو الحُسَيْنِ -رَحِمَهُ اللهُ- قَالَ المَلِكُ: اذْهَبْ إِلَيْهِ بثَلاَثَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ, وَعَشْرَةِ أَثوَابٍ مِنَ الخِزَانَةِ, فَإِن امتنعَ فَقُلْ لَهُ: فَرِّقْهَا فِي أَصْحَابِكَ، وَإِنْ قَبِلَهَا فَجِئْنِي بِرَأْسِهِ, فَفَعَلْتُ, فَقَالَ: إِنَّ ثِيَابِي هَذِهِ فُصِّلَتْ مِنْ نَحْوِ أربعين سنة, ألبسها يوم خروجي، وأطويها عِنْدَ رُجُوعِي, وَفِيْهَا متعَةٌ وَبَقِيَّةٌ، وَنَفَقَتِي مِنْ أُجْرَةِ دَارٍ خَلَّفَهَا أَبِي, فَمَا أَصنعُ بِهَذَا؟ قُلْتُ: فَرِّقْهَا عَلَى أَصحَابِكَ, قَالَ: مَا فِي أَصْحَابِي فَقيرٌ, فَعُدْتُ فَأَخبرتُهُ, فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي سلَّمه منَّا وسلَّمنا مِنْهُ. قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ: كَانَ ابْنُ سَمْعُوْنَ يرجعُ إِلَى عِلْمِ القُرَآنِ وَعِلْمِ الظَّاهِرِ, متمسِّكًا بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ, لَقِيْتُهُ وَحضرتُ مَجْلِسَهُ, سمِعتُهُ يُسْأَلُ عَنْ قَوْلِهِ: "أَنَا جَلِيْسُ مَنْ ذَكَرَنِي" قَالَ: أَنَا صَائِنُهُ عن المعصية, أنا معه حيث يذكرني, وأنا مُعِيْنُهُ. السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ ابنَ سَمْعُوْنَ, وسُئِلَ عَنِ التَّصَوُّفِ فَقَالَ: أَمَّا الاسْمُ فَتَرْكُ الدُّنْيَا وَأَهْلِهَا, وَأَمَّا حِقِيْقَتُهُ فَنِسْيَانُ الدُّنْيَا وَنِسْيَانُ أَهْلِهَا. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَحقُّ النَّاسِ بِالخسَارَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ أَهْلُ الدَّعَاوِي وَالإِشَارَةِ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ العَتِيقي: توفِّي ابْنُ سَمْعُوْنَ وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً فِي نِصْفِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: وَنُقِلَ ابْنُ سَمْعُوْنَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ مِنْ دَارِهِ, فَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ حَرْبٍ, وَلَمْ تَكُنْ أَكفَانُهُ بَلِيَتْ فِيْمَا قِيْلَ. قُلْتُ: نَعَمْ. الكفنُ قَدْ يقيمُ نَحْواً مِنْ مائَةِ سَنَةٍ, لأَنَّ الهوَاءَ لاَ يصلُ إِلَيْهِ فَيَسْلَمُ. نَقَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ خرَافَةً لاَ تثبتُ فَقَالَ: وَقَالَ شيخ -يقال له: ابْنُ سَمْعُوْنَ- بِبَغْدَادَ: أَنَّ الاسْمَ الأَعْظَمَ لَيْسَ هُوَ فِي الأَسمَاءِ الحُسْنَى المَعْرُوْفَةِ, قَالَ: وَهُوَ سَبْعَةٌ وثلاَثُونَ حَرْفاً مِنْ غَيْرِ حُروفِ المُعْجَمِ.

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ, عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ, أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ العُشَارِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ سَمْعُوْنَ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ, حدَّثنا حَفْصٌ الرَّبَالِيُّ, حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ زِيَادٍ, حَدَّثَنَا أَيُّوْبَ, عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزَاةٍ, فَأَصَابَهُمْ عَوَزٌ مِنَ الطَّعَامٍ, فَقَالَ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ, أَعِنْدَكَ شَيْءٌ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ, شَيْءٌ مِنْ تَمْرٍ فِي مِزْوَدِي. قَالَ: "جِئْ بِهِ" وَقَالَ: "هَاتِ نِطْعاً" فَجِئْتُ بِالنِّطْعِ فَبَسَطَهُ, فَأَدْخَلَ يَدَهُ وَقَبَضَ مِنَ التَّمْرِ, فَإِذَا هُوَ إِحْدَى عَشْرَةَ تَمْرَةً, ثُمَّ قَالَ: "بِاسمِ اللهِ" فَجَعَلَ يَضَعُ كُلَّ تَمْرَةٍ وَيُسَمِّي, حَتَّى أَتَى عَلَى التَّمْرِ, فَقَالَ بِهِ "هَكَذَا" , فَجَمَعَهُ, فَقَالَ: "ادْعُ فُلاَناً وَأَصْحَابَهُ" فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا وَخَرَجُوا, ثُمَّ قَالَ: "ادْعُ فُلاَناً وَأَصْحَابَهُ" فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا وَخَرَجُوا, وَفَضَلَ تَمْرٌ فَأَكَلَ وَأَكَلْتُ, وَفَضلَ تمرٌ, فَأَدْخَلَهُ فِي المزوَد إِلَى أَنْ قَالَ: فجهَّزت مِنْهُ خَمْسِيْنَ وَسْقاً فِي سبيل الله, فوقع زمن عثمان.

الصاحب

3584- الصَّاحب 1: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ العَلاَّمَةُ, الصَّاحِبُ, أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بن عبَّاد بن عَبَّاسٍ الطَّالقَانِيُّ, الأَدِيبُ الكَاتِبُ, وَزِيْرُ الملكِ مُؤَيّدِ الدولة بويه ابن ركن الدولة. صحب الوزير إلى أَبَا الفَضْلِ بنَ العَمِيْدِ، وَمِنْ ثَمَّ شُهِرَ بِالصَّاحِبِ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ فَارس بِأَصْبَهَانَ، وَمِنْ أَحْمَدَ بنِ كَامِلٍ القَاضِي, وَطَائِفَةٍ بِبَغْدَادَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ حسُّولَ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِيُّ, وَأَبُو الطَيِّبِ الطَّبَرِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ شَيْخُهُ. وَلَهُ تَصَانِيْفٌ مِنْهَا فِي اللُّغَةِ "المحيطُ" سَبْعَةُ أَسفَارٍ، وَ"الكَافِي" فِي التَّرَسُّلِ, وَكِتَابُ "الإِمَامَةِ" وَفِيْهِ منَاقبُ الإِمَامِ عَلِيٍّ, وَيثبتُ فِيْهِ إِمَامَةَ مَنْ تَقَدَّمَهُ. وَكَانَ شِيْعِيّاً مُعْتَزِلِيّاً مُبْتَدِعاً تيَّاهًا صلفاً جبَّاراً, قِيْلَ: إِنَّهُ ذُكرَ لَهُ البُخَارِيُّ فَقَالَ: وَمَن البُخَارِيُّ?!! حَشَوِي لاَ يُعَوَّل عَلَيْهِ. وَقَدْ نُكِبَ ونُفِيَ, ثُمَّ رُدَّ إِلَى الوَزَارَةِ, وَدَامَ فِيْهَا ثمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَافتَتَحَ خَمْسِيْنَ قلعَةً لمخدومه فخر الدولة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 179"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "6/ 168"، ووفيات العيان لابن خلكان "1/ ترجمة 96"، والعبر "3/ 28"، ولسان الميزان "1/ 413".

وَقَدْ طوَّل ابْنُ النَّجَّارِ تَرْجَمَتَهُ. وَكَانَ فَصِيْحاً متقعِّرًا, يَتَعَانَى وَحْشِيَّ الأَلفَاظِ فِي خِطَابِهِ, وَيمقُتُ التيه, وَيَتِيْهُ وَيغضبُ إِذَا نَاظرَ, قَالَ مرَّةً لفَقِيْهٍ: أَنْتَ جَاهلٌ بِالعِلْمِ, وَلذَلِكَ سوَّد اللهُ وَجهَكَ. وله كتاب "الوزراء"، وَكِتَابُ "الكشفِ عَنْ مَسَاوِئِ شعرِ المُتَنَبِّي"، وَكِتَابُ "الأَسمَاءِ الحُسْنَى". وَهُوَ القَائِلُ: رقَّ الزُّجَاجُ وَرَقَّتِ الخَمْرُ ... وَتَشَابَهَا فَتَشَاكَلَ الأَمْرُ فَكَأَنَّمَا خَمْرٌ وَلاَ قَدَحٌ ... وَكَأَنَّمَا قَدَحٌ وَلاَ خَمْرُ قيل: جمعَ الصَّاحِبُ مِنَ الكُتُبِ مَا يحتَاجُ فِي نَقْلِهَا إِلَى أَرْبَعِ مائَةِ جَمَلٍ، وَلَمَّا عَزَمَ عَلَى التَّحْدِيْثِ تَابَ, واتَّخذ لِنَفْسِهِ بَيْتاً سمَّاه بَيْتَ التَّوبَةِ, وَاعتكَفَّ عَلَى الخَيْرِ أُسبوعاً، وَأَخذَ خُطُوطَ جَمَاعَةٍ بصحَّةِ توبَتِهِ, ثُمَّ جَلَسَ للإِمْلاَءِ، وَحضرَهُ الخَلْقُ, وَكَانَ يتفقَّد عُلمَاءَ بَغْدَادَ فِي السَّنَةِ بخمسَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ, وَأُدَبَاءهَا، وَكَانَ يُبْغِضُ مَنْ يَدخلُ فِي الفَلْسَفَةِ. وَمَرِضَ بِالإِسهَالِ, فَكَانَ إِذَا قَامَ عَنِ الطِّسْتِ تَرَكَ إِلَى جَنْبِهِ عَشْرَةَ دَنَانِيْرَ للغُلاَمِ، وَلَمَّا عُوِفَي تصدَّق بخَمْسِيْنَ أَلفِ دِيْنَارٍ. وَقِيْلَ: إِنَّ صَاحِبَ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ نُوْحَ بنَ مَنْصُوْرٍ كتبَ إِلَيْهِ يَسْتَدعِيهِ لِيُوَلِّيَهُ وَزَارتَهُ, فاعتلَّ بَأَنَّهُ يحتَاجُ لِنَقْلِ كُتُبِهِ خَاصَّةً أَرْبَعَ مائَةِ جَمَلٍ, فَمَا الظَّنُّ بِمَا يليقُ بِهِ مِنَ التَّجَمُّلِ. وَكَانَ قَدْ لُقِّبَ كَافِيَ الكُفَاة. مَاتَ بِالرَّيِّ, وَنُقلَ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَلَمَّا أبرز تابوته ضجَّ الخلق بالبكاء. يُقَالُ: إِنَّهُ قَالَ: ثَلاَثَةٌ خَجَّلُونِي: البَنْدَهِيُّ حضَرَ المَجْلِسَ, فَقَدَّمتُ فَوَاكِهَ مِنْهَا مشمشٌ فَائِقٌ, فَأَكلَ وَأَمعنَ, فَقُلْتُ: إِنَّهُ مُلطّخُ المعدَةِ, فَقَالَ: لاَ يعجبني الرئيس إذا تطبّب، والفرندي قال: قد جِئْتُ مِنْ دَارِ السَّلْطَنَةِ وَأَنَا ضَجِرٌ مِنْ أَينَ أَقبلَ مَوْلاَنَا? قُلْتُ: مِنْ لَعْنَةِ اللهِ, قَالَ: رَدَّ اللهُ غُرْبَةَ مَوْلاَنَا. وَالثَّالِثُ: المَافرُّوخيُّ أَيَّامَ حُسنِهِ دَاعبتُهُ, فَقُلْتُ: رأَيتُكَ تَحْتِي, قَالَ: مَعَ ثَلاَثَةٍ مِثْلِي. وَللبُستِيِّ فِي الصَّاحِبِ: يَا من أعاد رميم الملك منشورا ... وضمَّ بالرأي أَمْراً كَانَ مَنْشُوْراً أَنْتَ الوَزِيْرُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتِ مَنْشُوْراً ... وَالمُلْكُ بَعْدَكَ إِنْ لَمْ يُؤْتَمَنْ شُوْرَى مَاتَ الصَّاحِبُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. ووزر أبوه لركن الدولة.

الساماني، والسامري

الساماني، والسامري: 3585- السَّاماني 1: سُلْطَانُ بُخَارَى وَسَمَرْقَنْدَ وَابنُ سَلاَطِيْنِهَا, أَبُو القَاسِمِ نُوْحُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ نُوْحِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ نَصْرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَسَدِ بنِ سَامَانَ. مَاتَ في رجب سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَتْ دولتُهُ اثْنَتَيْنِ وعشرين سنة. وَقَامَ بَعْدَهُ ابنُهُ أَبُو الحَارِثِ مَنْصُوْرٌ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: تَملَّكَ نُوْحٌ خُرَاسَانَ وَغَزْنَةَ وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ, ثُمَّ وَلِيَ بَعْدَهُ ابنُهُ, فَبَقِيَ سَنَةً وَتسعَةَ أَشهرٍ, ثُمَّ قبضَ عَلَيْهِ الأُمَرَاءُ وملَّكوا أَخَاهُ عَبْدَ المَلِكِ, فَقَصَدَهُم السُّلْطَانُ مَحْمُوْدُ بنُ سُبُكْتِكِين, فَالتَقَاهُمْ فَهَزمَهُمْ إِلَى بُخَارَى، وَانقرضتْ دولة السامانية. 3586- السَّامريّ 2: شَيْخُ القُرَّاءِ, أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ حَسنُوْنَ السَّامَرِّيُّ البَغْدَادِيُّ. زَعَمَ أَنَّهُ قَرَأَ لحفصٍ عَلَى الأُشْنَانِيِّ، وَقَرَأَ للسُّوسِيِّ عَلَى مُوْسَى بنِ جَرِيْرٍ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّحْوِيِّ، وَقَرَأَ لِقَالُوْنَ عَلَى ابْنِ شَنَبُوْذَ, وَلِلدُّوْرِيِّ عَلَى ابْنِ مُجَاهِدٍ, فَأَمَّا تِلاَوتُهُ عَلَى هَذَيْنِ فَمعروفَةٌ. وَزَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي العَلاَءِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الوَكِيْعِيِّ، وَالقُدَمَاءِ, فَافتُضِحَ, وَلَكِنْ كَانَ نَافقَ السُّوقِ بَيْنَ القُرَّاءِ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. تَلاَ عَلَيْهِ: أَبُو الفَضْلِ الخُزَاعِيُّ, وَأَبُو الفتح فارس, وعبد الساتر بن الذَّرِبِ اللاَّذِقِيُّ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ الطَّرْسُوْسِيُّ, وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ نَفِيْسٍ, وَآخرُوْنَ. استوعبتُ تَرْجَمَتَهُ فِي طبقَاتِ القُرَّاءِ، وودِّي لَوْ أَنَّهُ ثِقَةٌ, فَإِنِّي قَرَأْتُ من طريقه عاليًا.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 14"، واللباب لابن الأثير "2/ 94"، والعبر "3/ 38". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 442"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 376"، والعبر "3/ 32"، وميزان الاعتدال "2/ 408"، ولسان الميزان "3/ 273"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 175".

قَالَ الصُّوْرِيُّ: قَالَ لِي أَبُو القَاسِمِ العُنَّابِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي أَحْمَدَ المُقْرِئِ, فَحَدَّثَنَا عَنِ الوَكِيْعِيِّ, فَاجتمعتُ بِعَبْدِ الغَنِيِّ فَأَخبرتُهُ, فَاسْتعظمَ ذَلِكَ, وَقَالَ: سَلْه مَتَى سَمِعَ مِنْهُ, فَقَالَ: بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاَثِ مائَةٍ, فَأَخبرتُ عَبْدَ الغنِيِّ فَقَالَ: مَاتَ أَبُو العَلاَءِ عِنْدَنَا فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَلاَثِ مائَةٍ, وَتركَ السَّلاَمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: لاَ أُسلِّمُ عَلَى مَنْ يَكذبُ فِي الحَدِيْثِ. وَفِي كِتَابِ "العنوَانِ": أَنَّ أَبَا أَحْمَدَ قَرَأَ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الكِسَائِيِّ، وَهَذَا وَهْمٌ, قَدْ سَقَطَ مِنِ بَيْنِهِمَا ابْنُ شَنَبُوْذَ أَوِ ابْنُ مُجَاهِدٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ الطَّحَّانِ: ذَكَرَ أَبُو أَحْمَدَ أَنَّهُ يَرْوِي عَنِ ابْنِ المعتزِّ. قُلْتُ: بِدُوْنِ هَذَا يُهدرُ الرَّاوِي. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

ابن مسرور

3587- ابن مسرور 1: الحَافِظُ المحدِّث الرحَّال, أَبُو الفَتْحِ, عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَسْرُوْرٍ البَلْخِيُّ, نَزِيْلُ مِصْرَ. حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ زَبَّانَ، وَالحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ المُطبقِيِّ، وَالحَافِظِ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ يُوْنُسَ وَطَبَقَتِهِم. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الغنِيِّ بنُ سَعِيْدٍ وَأَحْمَدُ بنُ قُدَيْدٍ، وَعُمَرُ بنُ خضرٍ الثَّمَانينِيُّ، وَمُحَمَّدُ عَبْدِ الرَّحْمن الأَزْدِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الحبَّال: توفِّي أَبُو الفَتْحِ فِي سلخِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ: وَكَانَ حَافِظاً مُكْثِراً. قُلْتُ: أَظنُّهُ نَيَّفَ عَلَى السَّبْعِيْنَ. قَرَأْتُ بِخطِّ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الصُّوْرِيِّ, وَأَنْبَأَنِي ابْنُ سَلاَمَةَ, عَنِ ابْنِ بَوْش, عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ, عَنْهُ, قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيُّ, حَدَّثَنَا الفَتْحُ بنُ مَسْرُوْرٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ وُهَيْبٍ الغَزِّيُّ, حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ مَوْهبٍ, حَدَّثَنَا المُفَضَّلُ بنُ فَضَالَةَ, عَنْ عَيَّاشِ بنِ عَبَّاسٍ, عَنْ عِمْرَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيِّ, عَنْ أَبِي خِرَاشٍ الهُذَلِيِّ, سَمِعَ فَضَالَةَ بنَ عُبَيْدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُوْلُ: مَنْ رَدَّتْه الطيرةُ فَقَدْ قَارَف الشِّرْكَ.

_ 1 تقدَّمت ترجمته في هذا الجزء برقم عام "3513"، وبتعليقنا رقم "538".

الزعفراني

3588- الزَّعْفَراني 1: الحَافِظُ الإِمَامُ, أَبُو سَعِيْدٍ, الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بن علي الأصبهاني الزعفراني. سَمِعَ أَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ صَاعِدٍ، وَالحُسَيْنَ بنَ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ, وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ بُنْدار بَلَدِنَا فِي كَثْرَةِ الأُصُولِ وَالحَدِيْثِ, صَاحِبَ مَعْرِفَةٍ وَإِتقَانٍ, صنَّف المُسْنَدَ وَالتَّفْسِيْرَ وَالشُّيُوْخَ وَأَشيَاءَ, وتوفِّي سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا الدَّشْتِيُّ, أَخْبَرَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ, أَخْبَرَنَا مَسْعُودٌ الجمالُ, أَخْبَرْنَا الحَدَّادُ, أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حنَانَ, حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ, عَنْ أَبِي فَرْوَةَ الرُّهَاوِيُّ, عَنْ مَكْحُوْلٍ, عَنْ شَدَّادِ بنِ أَوسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيْلُ أَمَانُ كُلِّ خَائِفٍ" لَمْ يصحَّ هَذَا.

_ 1 ترجمته في أخبار أصبهان "1/ 283"، وتذكرة الحفَّاظ "3/ ترجمة 901".

صالح بن أحمد

3589- صالح بن أحمد 1: ابن محمد بن أحمد بن صَالِحِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسِ بنِ هُذَيْلِ بنِ يَزِيْدَ بنِ العَبَّاسِ بنِ الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ, الإِمَامُ العَالِمُ الحَافِظُ الثَّبْتُ, أَبُو الفَضْلِ بنُ الكُوْمَلاَذِيِّ التَّمِيْمِيُّ الأَحنفِيُّ الهَمَذَانِيُّ السِّمْسَارُ. حدَّث عَنْ أَبِيهِ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَوْسٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ المَرَّار بنِ حَمُّوَيْه، وَعَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ سَعْدٍ البَزَّازِ، وَأَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عِزُونَ, وَقَاسِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نُبَيْلٍ, وَالقَاسِمِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدُ السَّلاَّمِ بنُ عَبْدِيْلٍ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَهْرَوَيْه القَزْوِيْنِيِّ, وَخَلْقٍ. وَجَمعَ وصنَّف. حدَّث عَنْهُ: طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَاهِلَةَ, وَحمْدُ الزَّجَّاجُ، وَأَحْمَدُ بنُ زَنْجَوَيْه العُمَرِيُّ، وَطَاهرُ بنُ أَحْمَدَ الإِمَامُ, وَأَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ، وَأَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ زَنْبِيْلٍ النُّهَاوَنْدِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ الحَافِظُ شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِيُّ: كَانَ رُكناً مِنْ أَركَانِ الحَدِيْثِ, ثِقَةً حَافِظاً ديِّنًا وَرِعًا صَدُوْقاً, لاَ يخَافُ فِي اللهِ لَومةَ لاَئِمٍ، وَلَهُ مصنَّفات غزيرَةٌ, مَوْلدُهُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَمَاتَ لثمانٍ بَقَيْن مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَيُستجَابُ الدُّعَاءُ عِنْدَ قَبْرِهِ, صلَّى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ بنُ لاَلٍ, فَبَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا نترُكُ الذُّنُوبَ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَثُلثَيْ ذَلِكَ حيَاءً مِنْ هذا الشيخ -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 331"، والأنساب للسمعاني "1/ 503"، واللباب لابن الأثير "3/ 120" وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 921"، والعبر "3/ 25"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 110".

أبو الحسين البزاز

3590- أَبُو الحُسَيْنِ البَزَّازُ 1: أمَّا وَالدُهُ الإِمَامُ القُدْوَةُ المُحَدِّثُ: أَبُو الحُسَيْنِ البَزَّازُ, فَارْتَحَلَ وَرَوَى عَنْ حَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الكَاتِبِ، وَمُحَمَّدِ بنِ حُبَّانَ الباهلي, وحامد بن شعيب, وطبقتهم. رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ, وَطَاهرُ بنُ مَاهِلَةَ, وَأَحْمَدُ بنُ تُركَانَ، وَعَلِيُّ بنُ جَهْضَمَ, وَكَانَ ثِقَةً كَبِيْرَ القَدْرِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الصفَّار: كُنَّا نشبِّهُ أَبَا الحُسَيْن بِأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ لسُكُونِهِ وَوَقَارِهِ. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بِمِصْرَ، وَأَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ جَرْوٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ, أَخْبَرَنَا حَمْد بنُ نَصْرٍ الحَافِظُ بِهَمَذَانَ, سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ حُمَيْدٍ الذُّهْلِيَّ, سَمِعْتُ طَاهِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ مَاهِلَةَ الحَافِظَ, سَمِعْتُ حمْدَ بنَ عُمَرَ الزَّجَّاجَ الحَافِظَ, يَقُوْلُ: لَمَّا أَمْلَى صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ التَّمِيْمِيُّ الحَافِظُ بِهَمَذَانَ كَانَتْ لَهُ رَحَىً فَبَاعَهَا بِسَبْعِ مائَةِ دِيْنَارٍ، وَنَثَرَهَا عَلَى مَحَابِرِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ. وَمَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ مَعَهُ, أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ آخِرُ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بنِ شَاذِلَ، وَالأَدِيبُ صَاحِبُ الإِنشَاءِ البَدِيْعِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ هِلاَلِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ هَارُوْنَ الصَّابِئُ الحَرَّانِيُّ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو القَاسِمِ جِبْرِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَنْدُولَ الهَمَذَانِيُّ, رَحَلَ وَلَقِيَ البَغَوِيَّ، وَمُسْنِدُ خُرَاسَانَ الفَقِيْهُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ النَّسَائِيُّ العَدْلُ صَاحِبُ الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ, وَقِيْلَ: بَلْ توفِّي سَنَةَ 382, وَالمُعَمَّرُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ مُحَارِبٍ الأَنْصَارِيُّ الإِصْطَخَرِيُّ -حدَّث عَنْ أَبِي خَلِيْفَةَ الجُمَحِيِّ- وَالفَقِيْهُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الملكِ بنِ دَهْثم الطَّرَسوسيّ نزِيل نَيْسَابُور -واهٍ رَوَى عَنْ أَبِي خَلِيْفَةَ- وَشَيْخُ النَّحْوِ عَلِيُّ بنُ عِيْسَى الرُّمَّانِيُّ المُعْتَزلِيُّ, وَمُسْنِدُ أَصْبَهَانَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جِشْنِسَ, وَالحَافِظُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفُرَاتِ البَغْدَادِيُّ، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّد بنُ عَلِيِّ بنِ سَهْل المَاسَرْجِسِيّ النيسابوري، والعلامة أبو عبيد الله مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ المَرْزُبَانِيُّ البَغْدَادِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.

_ 1 هو: أَبُو الحُسَيْن أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن صالح الكوملاذي, ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 503".

الإشتيخني

3591- الإشْتِيخَنِي 1: الإِمَامُ الفَقِيْهُ, أَبُو بَكْرٍ, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ متٍّ السَّمَرْقَنْدِيُّ الإِشْتِيخَنِيُّ الشَّافِعِيُّ، وَإِشتيخنُ -بِشينٍ معجَمَةٍ- قريَةٌ كَبِيْرَةٌ عَلَى سَبْعَةِ فرَاسخَ مِنْ سمرقند. حدَّث بصحيح البُخَارِيِّ عَنِ الفِرَبْرِي، وَسمَاعُهُ كَانَ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ سختَامَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، وَالفَقِيْهُ أَبُو نَصْرٍ الدَّاوُودِيُّ, وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الفُقَهَاءِ مَعَ الزُّهْدِ وَالعِبَادَةِ. قَالَ أَبُو كَامِلٍ البَصْرِيُّ: سَمِعْتُ الفَقِيْهَ أَبَا نَصْرٍ الدَّاوُودِيَّ يَقُوْلُ: دَخَلتُ عَلَى ابْنِ متٍّ بإِشتيخنَ, فَقَالَ لِي: أَسمعتَ جَامعَ البُخَارِيِّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مِمَّنْ؟ قُلْتُ: مِنْ إِسْمَاعِيْلَ الحَاجبِيِّ. فَقَالَ: اسْمعْهُ مِنِّي, فَإِنِّي أَثبتُ فِيْهِ, فَإِنِّي كُنْتُ أَدرسُ الفِقْهَ، وَكُنْتُ كَبِيْراً حِيْنَ سمِعتُهُ, وَكَانَ إِسْمَاعِيْلُ صغيراً يُحْمَل عَلَى العَاتقِ، وَلاَ يقدرُ عَلَى المَشْيِ, أَفسمَاعِي وَسمَاعُهُ يَسْتَويَانِ? قَالَ: فسمِعتُهُ مِن ابْنِ متّ. قَالَ الإِدْرِيسِيُّ فِي "تَاريخِ سَمَرْقَنْدَ": الإِشْتِيْخَنِيُّ فَقِيْهٌ زَاهِدٌ, مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَمِنْ مشَايخِهِ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ آدمَ الشَّاشِيُّ, وَطَائِفةٌ لا أعرفهم.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 268"، واللباب لابن الأثير "1/ 63"، والعبر "3/ 40".

ابن سكرة، وابن أبي غالب، والصابي

ابن سكرة، وابن أبي غالب، والصابي: 3592- ابن سُكَّرة 1: شَاعِرُ وَقتِهِ بِبَغْدَادَ, أَبُو الحَسَنِ, مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ, مِنْ ذُرِّيَّةِ المَنْصُوْرِ. شَاعِرٌ مَديدُ البَاعِ فِي فُنُوْنِ الإِبدَاعِ, صَاحِبُ مجُوْنٍ وَسخفٍ, وَإِنْ زمَاناً جَادَ بِهِ وَبِابْنِ الحجَّاجِ لكَرِيْمٌ. يشبَّهَانِ بِجَرِيْرٍ وَالفَرَزْدَقِ. وَلابنِ سُكَّرَةَ ديوَانٌ فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ. وَلَهُ البَيْتَانِ: جاء الشتاء وعنـ ... ـدي مِنْ حَوَائِجِهِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ. 3593- ابْنُ أَبِي غَالِبٍ 2: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ, أَبُو القَاسِمِ, عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ بنِ سَهْلِ بنِ أَبِي غَالِبٍ المِصْرِيُّ البَزَّازُ. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ النَّفاح، وَسَعِيْدَ بنَ هَاشِمٍ الطَّبَرَانِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ علاَّنَ، وَأَبَا عُبَيْدٍ بنَ حَرْبَوَيْه, وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ القَزْوِيْنِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ مَرْوَانَ الدِّيْنَوَرِيَّ. وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي الفَتْحِ المِصْرِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّلَمَنْكِيُّ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ مِسْكِيْنَ الزَّجَّاجُ, وَعِدَّةٌ. وَكَانَ مِنْ رُؤسَاءِ مِصْرَ. قَالَ الطَّلَمَنْكِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَقمتُ عَلَى هَذِهِ الدَّارِ أَبنِي فِيْهَا عشر سِنِيْنَ, وَفِيْهَا ثمَانيَةٌ وَأَرْبَعُوْنَ أَلفَ قطعةٍ مِنَ الرُّخَامِ, وَأَنفقتُ عَلَيْهَا عَشْرَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ، وَأَخذَ مِنِّي كَافورٌ الإِخشِيْذِيُّ سَبْعَةً وَثَمَانِيْنَ أَلفَ دِيْنَارٍ، وَلَكِنْ رزقتُ مِنَ التِّجَارَةِ, ربحتُ فِي عسلٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ أَرْبَعَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: توفِّي فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سبع وثمانين وثلاث مائة. 3594- الصابِئ 3: الأَدِيْبُ البَلِيْغُ, صَاحِبُ التَّرَسُّلِ البَدِيْعِ, أَبُو إِسْحَاقَ, إِبْرَاهِيْمُ بنُ هِلاَلٍ الصَّابِئُ الحَرَّانِيُّ المشركُ. حَرَصُوا عَلَيْهِ أَنْ يُسلمَ فَأَبَى، وَكَانَ يَصُوْمُ رَمَضَانَ ويحفظ القرآن، ويحتاج إليه في الإنشاء.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 465"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 186"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 666"، والعبر "3/ 30"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 173". 2 ترجمته في العبر "3/ 35"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 122". 3 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "2/ 20"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 15"، والعبر "3/ 24"، والنجوم الزهرة لابن تغري بردي "4/ 167"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 106".

كَتبَ لعزِّ الدَّوْلَةِ بَخْتيَارَ. وَلَهُ نَظْمٌ رَائِقٌ. وَلَمَّا تملَّكَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ هَمَّ بِقَتْلِهِ وَسَجَنَهُ, ثُمَّ أَطلقَهُ فِي سَنَةِ 317, فَأَلَّفَ لَهُ كِتَابَ "التَّاجِيِّ فِي أَخبارِ بنِي بُوَيْه". مَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وثمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ إِحْدَى وَسَبْعُوْنَ سَنَةً, وَيُقَالُ: قَتَلَهُ؛ لأَنَّهُ أَمرَهُ بعملِ "التَّارِيْخِ التَّاجِيِّ" فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فسَأَلَهُ مَا تُؤَلِّفُ? فَقَالَ: أَبَاطِيْل ألفِّقها، وَأَكَاذيب أُنَمِّقها, فَتَحَرَّكَ عَلَيْهِ عَضُدُ الدَّوْلَةِ وَطردَهُ، وَمَاتَ, فَرَثَاهُ الشَّرِيْفُ الرَّضِيُّ, فَلِيمَ فِي ذَلِكَ, فَقَالَ: إِنَّمَا رثيتُ فضلَهُ, وَهَذَا عذرٌ بَارِدٌ. وَكَانَ مكثِرًا مِنَ الآدَابِ. وكذَلِكَ مَاتَ عَلَى كفرِهِ ابنُهُ المحسّنُ، وَكَانَ مُحْتَشِماً أَدِيباً. ثُمَّ خَلفَهُ ابنُهُ الصَّدْرُ الأَوْحَدُ هِلاَلُ بنُ المحسّنِ الصَّابِئُ, الَّذِي أَسلمَ وعاش كثيرًا, وبقي إلى سنة 448.

التنوخي

3595- التَّنُوخِيّ 1: القَاضِي العَلاَّمَةُ, أَبُو عَلِيٍّ, المُحَسّنُ بنُ عَلِيِّ بن محمد بن أبي الفهم التَّنُوْخِيُّ البَصْرِيُّ الأَدِيبُ, صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ بِالبَصْرَةِ -عَلَى مَا قَالَ- فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَأَوَّلُ سمَاعِهِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ. سَمِعَ أَبَا العَبَّاسِ الأَثرمَ, وَأَبَا بَكْرٍ الصُّوْلِيَّ، وَابنَ دَاسَةَ, وَوَاهبَ بنَ مُحَمَّدٍ صَاحِبَ نَصْرٍ الجَهْضَمِيِّ. رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ أَبُو القَاسِمِ عليٌّ. وَكَانَ إِخباريّاً مُتَفنِّناً شَاعِراً نديماً, وَلِيَ قَضَاءَ رَامَهُرْمُزَ، وَعَسْكَرَ مُكرمٍ, وَغَيْرَ ذَلِكَ. قَالَ الخطيب: كان سماعه صحيح, توفِّي فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, بَعْد أَبِيهِ باثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعينَ سَنَةً، وَأَوَّلُ مَن اسْتَعملَهُ عَلَى القَضَاءِ القَاضِي أَبُو السَّائِبِ عُتْبَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعينَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, لَهُ اثنتَانِ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. وَلَهُ كِتَابُ "الفرجِ بَعْدَ الشِدَّةِ"، وَكِتَابُ "النّشوَارِ" وَغَيْرُ ذَلِكَ. عَاشَ سَبْعاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. وَفِيْهِ لابنِ الحجَّاجِ: إِذَا ذُكِرَ القُضَاةُ وَهُمْ شيوخ ... تخيرت الشباب على الشيوخ وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ أَصْفَعْهُ إِلاَّ ... بِمَجْلِسِ سيدي القاضي التنوخي

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 155"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 178"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "17/ 92"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 557"، والعبر "3/ 27"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 168".

الطبرخزي

3596- الطبرخزي 1: شَاعِرُ وَقتِهِ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ الخُوَارِزْمِيُّ الأَدِيبُ, كَانَتِ أُمُّهُ مِنْ طَبَرِسْتَانَ، وَأَبُوْهُ خُوَارِزْمِيّاً, فَرُكِّبَ لَهُ مِنَ الاسمَيْنِ نسبَة, قَالَهُ السَّمْعَانِيُّ. وَهُوَ ابْنُ أُختِ مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ. سكنَ الشَّامَ، وَأَقَامَ بِحَلَبَ, وَكَانَ مشَاراً إِلَيْهِ فِي عَصْرِهِ. يُقَالُ: إِنَّهُ قصدَ ابنَ عَبَّادٍ, فَقَالَ لِلْحَاجِبِ: إِنْ كَانَ يحْفَظُ عشرينَ أَلف بَيْتٍ فَلْيَدْخُلْ, فَقَالَ: أَمِنْ شِعْرِ الرِّجَالِ أَمْ مِنْ شِعْرِ النِّسَاءِ? فَأَعلمَهُ بِذَلِكَ الحَاجِبُ, فَقَالَ: هَذَا يَكُونُ أَبُو بَكْرٍ الخُوَارِزْمِيُّ, فَأَكرمَهُ وَبَاسطَهُ. وَلَهُ ديوَانُ نظمٍ, وَديوَانُ ترسُّلٍ, ومُلَح وَنوَادر. مَاتَ بِنَيْسَابُوْرَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَيُقَالُ: سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ. وَالطَّبَرْخَزِي: بفتح الخاء ثم بزاي.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 202"، واللباب لابن الأثير "2/ 273"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 664"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 105".

ابن أبي شريح

3597- ابن أبي شُرَيح 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ المُحَدِّثُ المتَّبع, مُسْنِدُ هَرَاةَ وَعَالِمُهَا, أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى بنِ مَخْلَدِ بن عبد الرحمن بن المغيرة بن ثابت الأَنْصَارِيُّ الهَرَوِيُّ, ابْنُ أَبِي شُرَيْحٍ. وُلِدَ بَعْدَ الثَّلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ أَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ بِبَغْدَادَ، وَمِمَّا عِنْدَهُ عَنْهُ كِتَابُ "الجعْدِيَّاتِ"، وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَقِيْلٍ البَلْخِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَيْرُوزَ الأَنْمَاطِيَّ, وَإِسْمَاعِيْل بنَ العَبَّاسِ الوَرَّاقَ، وَأَحْمَدَ بنَ سَعِيْدٍ الطَّبَرِيَّ, وَأَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الهِيْتِيَّ, وَأَبَا عُثْمَانَ سَعِيْدَ بنَ مُحَمَّدٍ أَخِي زُبَيْر الحَافِظِ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ خُشَيْشٍ، وَجَعْفَرَ بنَ عِيْسَى الحُلْوَانِيَّ, وَأَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بنَ مَحْمُوْدٍ البَلْخِيَّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الحَسَنِ الأَسَدِيَّ الهَمَذَانِيَّ, وَعَبْدَ الوَاحِدِ بنَ المُهْتَدِي بِاللهِ, وَخلقاً سوَاهُم. ارْتَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ, وَكَانَ صَدُوْقاً, صَحِيْحَ السَّمَاعِ, صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَعلمٍ وَجلاَلَةٍ. حدَّث عَنْهُ: الفَقِيْهُ نَاصِرٌ العُمَرِيُّ، وَسُفْيَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الشُّرَيْحِيُّ, وَأَبُو عُمَرَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ المَلِيْحِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الغُمَيْرِيُّ, وَأَبُو صَاعِدٍ يَعْلَى بنُ هِبَةِ اللهِ الفُضَيْلِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ الفُضَيْلُ بنُ يَحْيَى الفُضَيْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَسْعُوْدٍ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيُّ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ كَلاَرِي، وَبِيْبَى بِنْتُ عَبْدِ الصَّمَدِ الهرثمِيَّةُ, وَآخرُوْنَ. أَنْبَأَنَا جَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى, أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ, سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ البَلْخِيَّ المُؤَذِّنَ يَقُوْلُ: كُنْتُ مَعَ الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي شُرَيْحٍ فِي طَرِيْقِ غُورٍ, فَأَتَاهُ إِنسَانٌ فِي بَعْضِ تِلْكَ الجِبَالِ, فَقَالَ: إِنَّ امَرَأَتِي وَلَدَتْ لِستَّةِ أَشهرٍ, فَقَالَ: هُوَ وَلدُكَ, قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ" 2 فَعَاوَدَهُ, فردَّ عَلَيْهِ كذَلِكَ, فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا لاَ أَقولُ بِهَذَا, فَقَالَ: هَذَا الغَزْوُ, وَسَلَّ عَلَيْهِ السَّيْفَ, فَأَكببنَا عَلَيْهِ, وَقُلْنَا: جَاهلٌ لاَ يَدْرِي مَا يَقُوْلُ. قُلْتُ: كَانَ سَبِيلهُ أَنْ يوضِّحَ لَهُ, وَيَقُوْلَ: لَكَ أَنْ تَنْتَفيَ مِنْهُ بِاللِّعَانِ, وَلَكِنَّهُ احتمَى للسُّنَّةِ, وَغَضِبَ لَهَا. توفِّي فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ خَمْسٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَقعَ لَنَا مِنْ طريقِهِ أَجْزَاء عَالِيَةٌ كَالمائَةِ، وَجُزْءُ أَبِي الجَهْمِ, وَجُزْءُ بِيْبَى, وَحكَايَاتُ شُعْبَةَ. وآخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ أَصحَابِهِ عَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ أَبِي سَعْدٍ الهَرَوِيُّ, بَقِيَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ, وَرَحَلَ إِلَيْهِ الحَافِظُ عَبْدُ القَادِرِ الرُّهَاوِيُّ, فَهُوَ أَعْلَى شَيْخٍ لَهُ. مَاتَ مَعَهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ حَاجبٍ الكُشانِيُّ, وَالحَسَنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الضرَّاب، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الأَصِيْلِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ عُثْمَانُ بنُ جنِّي النَّحْوِيُّ, وَقَاضِي القُضَاةِ بِالرَّيِّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الجُرْجَانِيُّ الأديب, والحافظ الوليد بن بكر الأندلسي.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 53"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 140". 2 صحيح: ورد عن أبي هريرة: عند البخاري "6818"، ومسلم "1458"، والنسائي "6/ 180"، وورد عن عائشة: عند البخاري "6817"، ومسلم "1457"، وأبو داود "2273"، والنسائي "6/ 180"، وورد عن عبد الله بن عمرو: عند أبي داود "2274".

ابن بطة

3598-ابن بَطَّة 1: الإمام القدوة العابد المُحَدِّثُ, شَيْخُ العِرَاقِ, أَبُو عَبْدِ اللهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ العُكْبَري الحَنْبَلِيُّ, ابْنُ بَطَّةَ, مصنِّف كِتَابِ "الإِبَانةِ الكُبْرَى" فِي ثَلاَثِ مُجَلَّدَاتٍ. رَوَى عَنْ: أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ, وَابنِ صَاعِدٍ, وَأَبِي ذَرٍّ بنِ البَاغَنْدِيِّ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيِّ, وَإِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاقِ, وَالقَاضِي المَحَامِلِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدٍ, وَأَبِي طَالِبٍ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ الحَافِظِ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ ثَابِتٍ العُكْبَري، وَرَحَلَ فِي الكُهُوْلَةِ فسَمِعَ مِنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي العَقَبِ بِدِمَشْقَ, وَمِنْ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدٍ الصَّفَّارِ بحِمْصَ, وَجَمَاعَةٍ. حدَّث عنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس, وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ الأَزْهَرِيُّ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ الأَزَجِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيُّ, وَأَبُو إِسْحَاقَ البَرْمَكِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى السَّعْدِيُّ, وَآخرُوْنَ, وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ البُسْرِيِّ. قَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيٍّ العُكْبَرِيُّ: لَمْ أَرَ فِي شُيُوْخِ الحَدِيْثِ وَلاَ فِي غَيْرِهِمْ أَحسنَ هيئَةً مِنِ ابْنِ بَطَّةَ -رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنِي أَبُو حَامِدٍ الدَّلوِيُّ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ ابْنُ بَطَّةَ من الرِّحْلَةِ لاَزمَ بيتَهُ أَرْبَعينَ سَنَةً, لَمْ يُرَ فِي سُوقٍ, وَلاَ رُؤِيَ مُفْطِراً إلَّا فِي عِيدٍ, وَكَانَ أمَّارًا بِالمَعْرُوفِ, لَمْ يبلغْهُ خبرٌ منكرٌ إلَّا غَيَّرَهُ. وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ: سَمِعْتُ أَخِي الحُسَيْنَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, قَدِ اختلفتْ عليَّ المذَاهبُ فَقَالَ: عَلَيْكَ بِابْنِ بَطَّةَ, فَأَصبحتُ وَلبستُ ثِيَابِي, ثُمَّ أَصعدتُ إِلَى عُكْبَرا, فَدَخَلتُ وَابنُ بَطَّةَ فِي المَسْجَدِ, فلمَّا رَآنِي قَالَ لِي: صَدَقَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, صَدَقَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 371"، والعبر "3/ 35"، وميزان الاعتدال "3/ 15"، ولسان الميزان "4/ 112"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 122".

قَالَ العَتِيْقِيُّ: توفِّي ابْنُ بَطَّةَ -وَكَانَ مُسْتَجَابَ الدعوة- في المحرم سنة سبع وثماني وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ بَطَّةَ: وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَكَانَ لأَبِي بِبَغْدَادَ شُركَاء, فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُمْ: ابعَثْ بَابنِكَ إِلَى بَغْدَادَ ليسمعَ الحَدِيْثَ, قَالَ: هُوَ صغيرٌ. قَالَ: أَنَا أَحملُهُ مَعِي, فَحَمَلَنِي مَعَهُ, فجئتُ فَإِذَا ابْنُ مَنِيْعٍ يُقْرَأ عَلَيْهِ الحَدِيْثُ. فَقَالَ لِي بعضُهُمْ: سلِ الشَّيْخَ أَنْ يُخرِجَ إِليَكَ مُعجَمَهُ, فسأَلتُ ابنَهُ فَقَالَ: نُريدُ درَاهِمَ كَثِيْرَةً, فَقُلْتُ: لأمِّي طَاقٌ ملحمٌ آخُذُهُ مِنْهَا وَأَبيعُهُ. قَالَ: ثُمَّ قَرَأْنَا عَلَيْهِ المعجَمَ فِي نفرٍ خَاصٍّ فِي نَحْوِ عَشْرَةِ أَيَّامٍ، وَذَلِكَ فِي آخِرِ سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ, وَأَوَّلِ سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ, فَأَذكرُهُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الطَّالقَانِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ, فَقَالَ المُسْتَمْلِي: خُذُوا هَذَا قَبْلَ أَنْ يُولدَ كُلُّ مُحَدِّثٍ عَلَى وَجهِ الأَرضِ اليَوْمَ, وَسَمِعْتُ المُسْتَمْلِي -وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مهرَانَ- يَقُوْلُ لَهُ: مَنْ ذَكَرْتَ يَا ثَبْتَ الإِسلاَمِ. قُلْتُ: لابنِ بَطَّةَ مَعَ فضلِهِ أَوهَامٌ وغلط. أَنْبَأَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو اليَمَنِ الكِنْدِيُّ, أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ, حَدَّثَنِي عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيٍّ الأَسَدِيُّ, قَالَ لِي أَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ: رَوَى ابْنُ بَطَّةَ, عَنِ البَغَوِيِّ, عَنْ مُصعبِ بنِ عَبْدِ اللهِ, عَنْ مَالِكٌ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ أَنَسٍ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ" 1. قَالَ الخَطِيْبُ: هَذَا بَاطِلٌ, وَالحمْلُ فِيْهِ عَلَى ابْنِ بَطَّةَ. قُلْتُ: أَفحشَ العبارَةَ, وَحَاشَى الرَّجُلُ مِنَ التَّعَمُّدِ, لكنَّهُ غلطَ وَدَخَلَ عَلَيْهِ إِسْنَادٌ فِي إِسْنَادٍ. وَبِهِ قَالَ الخَطِيْبُ: أَخْبَرَنَا العَتِيْقِيُّ, أَخْبَرْنَا ابْنُ بَطَّةَ, حَدَّثَنَا البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ, عَنْ مَالِكٍ, عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ بِحَدِيْثِ: "إن الله لا يقيض العِلْمَ انْتِزَاعاً" 2. قَالَ الخَطِيْبُ: وَهُوَ بَاطِلٌ بِهَذَا الإِسنَادِ. قَالَ الخَطِيْبُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ علي, قال لي الحسن بن شهاب: سألت ابن بطة

_ 1 صحيح بطرقه: أخرجه الطبراني في "الأوسط" "2008"، "2462". وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الأوسط" "4096"، وشاهد آخر من حديث الحسين بن علي عند الطبراني في "الأوسط" "2030", وله شواهد أخرى كثيرة. 2 صحيح: ومتنه صحيح. أخرجه البخاري "100"، ومسلم "2673".

أَسمعتَ مِنَ البَغَوِيِّ حَدِيْثَ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ? قَالَ: لاَ. قَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ: وَكُنْتُ قَدْ رَأَيْتُ فِي كُتُبِ ابْنِ بَطَّةَ نُسْخَةً بِحَدِيْثِ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ قَدْ حكَّها، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ سمَاعَهُ فِيْهَا, فذكرتُ ذَلِكَ لِلْحَسَنِ بنِ شِهَابٍ, فَعجبَ مِنْهُ. قَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ: وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ, عَنِ النَّجَّادِ, عَنِ العُطَارِدِيِّ, فَأَنكرَ عَلِيُّ بنُ يَنَالَ عَلَيْهِ، وَأَسَاءَ القَوْلَ فِيْهِ, حَتَّى هَمَّتِ العَامَّةُ بِابْنِ ينَالَ, فَاخْتَفَى, ثُمَّ تتبَّع ابْنُ بَطَّةَ مَا خَرَّجَهُ كذَلِكَ, وَضَرَبَ عَلَيْهِ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ الأَزْهَرِيُّ: ابْنُ بَطَّةَ ضَعِيْفٌ، وَعِنْدِي عَنْهُ "مُعْجَمُ البَغَوِيِّ"، وَلاَ أُخرِّجُ عَنْهُ فِي الصَّحِيْحِ شَيْئاً. وَقَالَ حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ: لَمْ يَسْمَع ابْنُ بَطَّةَ الغريبَ مِنِ ابْنِ عزيزٍ, وَقَالَ: ادَّعى سمَاعَهُ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ كتبَ ابْنِ قُتَيْبَةَ, عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ الدِّيْنِوَرِيِّ عَنْهُ، وَلاَ يعرفُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ. وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ فِي "الإِبَانَةِ": حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ, حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ, عَنْ حُمَيْدٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ, عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ, حَدِيْثَ: "كَلَّمَ اللهُ مُوْسَى وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوْفٍ وَنَعْلاَنِ مِنْ جِلْدٍ حِمَارٍ غَيْرِ ذَكِيٍّ, فَقَالَ: مَنْ ذَا العِبْرَانِيُّ الَّذِي يكلمني من الشجرة? قال: أنا اللهُ". فتفرَّد ابْنُ بَطَّةَ بِرَفْعِهِ, وَبِمَا بَعْدَ "غَيْر ذكيٍّ". وَكَذَا غلطَ ابْنُ بَطَّةَ فِي روَايَاتٍ عَنْ حَفْصِ بنِ عُمَرَ الأَرْدَبِيْلِيُّ, أَنْبَأَنَا رَجَاءُ بنُ مرجَّى, فَأَنكرَ الدَّارَقُطْنِيُّ هَذَا، وَقَالَ: حَفْصٌ يصغُرُ عَنْ هَذَا, فَكَتَبُوا إِلَى أَرْدَيِبْلَ يسَألوْنَ ابناً لحَفْصٍ, فَعَادَ جَوَابُهُمْ بأنَّ أَبَاهُ لَمْ يَرَ رَجَاء قَطُّ, فتتبَّعَ ابْنُ بَطَّةَ النُّسَخَ، وَجَعَلَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الرَّاجيَانِ, عَنِ الفَتْحِ بنِ شخرفَ, عَنْ رَجَاء. قُلْتُ: فَبدُوْنِ هَذَا يضعُفُ الشَّيْخُ. ومَرَّ مَوْتُهُ فِي سَنَةِ سبع وثمانين وثلاث مائة. وفيها مات القدرة أبو علي أحمد بن محمد بن علي القُومَسَانِيُّ النُّهَاوَنْدِيُّ صَحِبَ الشِّبلِيَّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ الثَّلاَّجِ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي غَالِبٍ المِصْرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مردكَ, وَصَاحِبُ الرَّيِّ فَخرُ الدَّوْلَة عَلِيُّ بنُ ركنِ الدَّوْلَةِ بنِ بُوَيْه, وَشَيْخُ الحنَابلَةِ أَبُو حَفْصٍ العُكْبَرِيُّ، وَأَبُو ذَرٍّ عَمَّارُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ بِبُخَارَى، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ سَمْعُوْنَ وَحفيدُ أَبِي بَكْرٍ بن خزيمة, وآخرون.

الرماني

3599- الرُّمَّاني 1: العلَّامة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عِيْسَى الرُّمَّانِيُّ النحوي المعتزلي. أَخذَ عَنِ: الزَّجَّاجِ، وَابنِ دُرَيْدٍ, وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ، وَالجَوْهَرِيُّ، وَهلاَلُ بنُ المحسّنِ. وصنَّف فِي التَّفْسِيْرِ وَاللُّغَةِ وَالنَّحْوِ، وَالكَلاَمِ, وَشَرَحَ "سِيْبَوَيْه", وَكِتَابَ "الجملِ"، وَلَهُ فِي الاشتقَاقِ, وَفِي التَّصْرِيْفِ, وَأَشيَاء, وَأَلَّفَ فِي الاعتزَالِ "صنعَةَ الاسْتدلاَلِ" سبعَ مُجَلَّدَاتٍ، وَكِتَابَ "الأَسمَاءِ وَالصِّفَاتِ"، وَكِتَابَ "الأَكوَانِ"، وَكِتَابَ "المَعْلُوْمِ وَالمجهولِ". لَهُ نَحْو مِن مائَةِ مصنَّف. وَكَانَ يتشيِّع وَيَقُوْلُ: عليٌّ أَفضلُ الصَّحَابَةِ. وَكَانَ أَبُو حَيَّانَ التَّوْحِيْدِيُّ يبالغُ فِي تعظيمِ الرُّمَّانِيِّ إِلَى الغَايَةِ، وَيصفُهُ بِالتَّأَلُّهِ وَالتّنَزُّهِ, وَالفصَاحَةِ وَالتَّقْوَى. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. أَصلُهُ مِنْ سُرّ مَنْ رَأى, وَمَاتَ بِبَغْدَادَ، وكان من أوعية العلم على بدعته.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 16"، والأنساب للسمعاني "6/ 160"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 176"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "14/ 73"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 435"، والعبر "3/ 25"، وميزان الاعتدال "3/ 149"، ولسان الميزان "4/ 248"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 168".

ابن جميل، وابن ماهان، وصاحب القوت

ابن جميل، وابن ماهان، وصاحب القوت: 3600- ابن جميل 1: الشَّيْخُ, الثِّقَةُ, أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ يَعْقُوْبَ, ابْنُ المُحَدِّثِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جمِيلٍ الأَصْبَهَانِيُّ. سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ "مُسْنَدَ" أَحْمَدَ بنِ مَنِيْعٍ, وتفرَّد بروَايتِهِ، وَسَمِعَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ مَحمُوَيْه، وَالحَسَنِ بنِ عُثْمَانَ الفَسَوِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه، وَأَبُو بَكْرٍ الذَّكوَانِيُّ, وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَلِيُّ بنُ القَاسِمِ بنِ سِيْبَوَيْه وَأَبُو نَصْرٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الكِسَائِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الخَلاَّلُ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ المُعَلِّمُ, وَآخرُوْنَ. قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْه: مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو حَامِدٍ بنُ المُزَكِّي، وَأَبُو حَامِدٍ النُّعَيْمِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زُوْلاَقَ، وَالحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ أَبِي اللَّيْثِ, وَأَبُو أَحْمَدَ السَّامَرِّيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي زَيْدٍ, وَأَبُو الحَسَنِ الحَرَّانِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الخَتَنُ، وَأَبُو طَالِبٍ المكي العزيز بالله صاحب مصر. 3601- ابن ماهان 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ, أَبُو العَلاَءِ, عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عِيْسَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عِيْسَى بنِ مَاهَانَ الفَارِسِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّارَ, وأبا بكر العباداني، وعثمان بن السماك, وَأَبَا الفَوَارِسِ بنَ السِّنْدِيِّ، وَأَبَا حَامِدٍ أَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ النَّيْسَابُوْرِيَّ, وَأَبَا أَحْمَدَ الجُلُودِيَّ، وَعِدَّةً, وَأَكثرَ الأَسفَارَ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ بُشْرَى اللَّيْثِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ القَاسِمِ الخَيَّاطُ، وَالمطهّرُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ الحَذَّاءِ, وَأَحْمَدُ بنُ فَتْحِ بنِ الرسَّان، وَآخرُوْنَ. وحدَّث بِمِصْرَ بِـ "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ", عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الأَشقرِ الشَّافِعِيِّ, عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ القَلاَنِسِيِّ, عَنْ مُسْلِمٍ, سِوَى ثَلاَثَةِ أَجْزَاء مِنْ آخِرِهِ, فرَوَاهَا عَنِ الجُلُودِيُّ. وثَّقه الدَّارَقُطْنِيُّ. وَقَالَ الحبَّالُ: مَاتَ سَنَةَ سبع وثمانين وثلاث مائة. 3602- صاحب القوت 3: الإِمَامُ الزَّاهِدُ العَارِفُ, شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ, أَبُو طَالِبٍ, مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عطيَّةَ الحَارِثِيُّ المكِّيُّ المنشأ, العجمي الأصل.

_ 1 ترجمته في أخبار أصبهان "2/ 106"، والعبر "3/ 33"، والنجوم الزهرة لابن تغري بردي "4/ 175"، وشذرت الذهب لابن العماد "3/ 120". 2 ترجمته في العبر "3/ 39"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 128". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 89"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 189"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 630"، والعبر "3/ 33"، وميزان الاعتدال "3/ 655"، ولسان الميزان "5/ 300"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 175"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 120".

رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ الآجُريّ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ خَلاَّدٍ النَّصِيْبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ الصَّنْعَاني، وَأَحْمَدَ بنِ ضَحَّاكٍ الزَّاهِدِ, وَعَلِيِّ بنِ أحمد المصيصي، ومحمد بن أحمد المفيد. وَعَنْهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ الأَزَجِيُّ, وَغَيْرُ وَاحدٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: حدَّثني العَتِيْقِيُّ وَالأَزْهَرِيُّ أَنَّهُ كَانَ مُجْتَهِداً فِي العِبَادَةِ، وَقَالَ لِي أَبُو طَاهِرٍ العَلاَّفُ: وَعَظَ أَبُو طَالِبٍ بِبَغْدَادَ, وَخلَّطَ فِي كلاَمِهِ, وَحُفظَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ عَلَى المَخْلُوْقينَ أَضرُّ مِنَ الخَالقِ, فبَدَّعوه وَهَجَرُوهُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ يجوعُ كَثِيْراً، وَلقيَ سَادَةً, وَدَخَلَ البَصْرَةَ بَعْدَ موتِ أَبِي الحَسَنِ بنِ سَالِمٍ, فَانْتَهَى إِلَى مقَالتِهِ. وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ بِشْرَانَ: دَخَلتُ عَلَى شيخِنَا أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: إِذَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَدْ خُتمَ لِي بِخَيْرٍ فَانثُرْ عَلَى جَنَازَتِي سُكَّراً وَلوزاً, وَقلْ: هَذَا الحَاذقُ، وَقَالَ: إِذَا احتُضرتُ فَخذْ بِيَدِي, فَإِذَا قبضتُ عَلَى يَدِكَ فَاعلمْ أَنَّهُ قَدْ خُتِمَ لِي بِخَيْرٍ, فَقعدتُ, فلمَّا كَانَ عِنْدَ مَوْتِهِ قبضَ عَلَى يَدِي قبضاً شدِيداً, فنثرتُ عَلَى جِنَازَتِهِ سُكَّراً وَلوزاً. وَلأَبِي طَالِبٍ ريَاضَاتٌ وَجوعٌ؛ بحيثُ إِنَّهُ تركَ الطَّعَامَ وتقنَّع بِالحشيشِ, حَتَّى اخضرَّ جلدُهُ. رَأَيْتُ لأَبِي طَالِبٍ أَرْبَعينَ حَدِيْثاً بخطِّهِ, قَدْ خرَّج فِيْهَا عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ فَارِس الأَصْبَهَانِيِّ إِجَازَةً، وَفِيْهَا عَنْ أَبِي زَيْدٍ المَرْوَزِيِّ مِنْ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" أَوَّلُهَا: "الحَمْدُ للهِ كنْه حَمْدِهِ بِحَمْدِهِ" وَلَهُ كِتَابُ "قُوت القُلوبِ" مَشْهُوْرٌ. توفِّي فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سنة ست وثمانين وثلاث مائة.

السكري

3603- السُّكَّري 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُعَمَّرُ, مُسْنِدُ العِرَاقِ, أَبُو الحَسَنِ, عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ الحِمْيَرِيُّ البَغْدَادِيُّ الحَرْبِيُّ السُّكَّرِيُّ، وَيعرفُ أَيْضاً بِالصَّيْرَفِيِّ وَبَالكَيَّالِ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيُّ، وَعَبَّادِ بنِ عَلِيٍّ السِّيْرِيْنِيِّ, وَعَلِيِّ بنِ سَرَّاجٍ، وَالهيثمِ بنِ خَلَفٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيِّ, وَعَلِيِّ بنِ إِسْحَاقَ بنِ زَاطيَا، وَالحَسَنِ بنِ الطَيِّبِ البَلْخِيِّ, وَأَبِي خُبَيْبٍ بنِ البِرْتِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ حِبَّانَ, وَعِيْسَى بنِ سُلَيْمَانَ، وَالحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَنْبَرٍ، وَشُعَيْبِ بنِ مُحَمَّدٍ الذَّارعِ، وَأَبِي حفيصٍ قَاضِي حَلَبَ, وَأَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الدِّمَشْقِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدَةَ القَاضِي, وَمُحَمَّدِ بنِ صَالِحِ بنِ ذَرِيْحٍ العُكْبَرِيِّ، وَعِدَّةٍ, وَعُمِّرَ دَهْراً, وتفرَّد بأَشيَاءَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ، وَالقَاضِي أَبُو الطَيِّبِ الطَّبَرِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ, وَالقَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ الفَرَّاءِ، وَأَبُو الغنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الدَّجَاجِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الغَرِيْقِ, وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ المَأْمُوْنِ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ. قَالَ التَّنُوْخِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ، وَأَوَّلُ سَمَاعِي سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ مِنَ الصُّوْفِيِّ. قَالَ الخَطِيْبُ: سَأَلْتُ الأَزْهَرِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: صَدُوْقٌ، وَكَانَ سمَاعُهُ فِي كُتُبِ أَخِيْهِ, لَكِنَّ بَعْضَ المُحَدِّثِيْنَ قَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئاً مِنْهَا لَمْ يَكُنْ فِيْهِ سمَاعُهُ, وَأَلحقَ فِيْهِ السَّمَاعَ, فَجَاءَ آخَرُوْنَ فَحَكُّوا الإِلحَاقَ وَأَنْكَرُوهُ, وَأَمَّا الشَّيْخُ فَكَانَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةً. وَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الأَزَجِيُّ: كَانَ صَحِيْحَ السَّمَاعِ. وَقَالَ العَتِيْقِيُّ: كَانَ ثِقَةً, ذهبَ بصرُهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وتوفِّي فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ البَرْقَانِيُّ: لاَ يُسَاوِي شَيْئاً. قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ نُسْخَةُ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ, وَقَدْ خرَّجتُ منها في أماكن.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 40"، والأنساب للسمعاني "7/ 96"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 188"، والعبر "3/ 33"، وميزان الاعتدال "3/ 148"، ولسان الميزان "4/ 246"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 175"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 120".

المخلدي

3604- المخْلَدِي 1: الإِمَامُ الصَّدُوْقُ المُسْنِدُ, أَبُو مُحَمَّدٍ, الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَخْلَدِ بنِ شَيْبَانَ المخَلْدي النَّيْسَابُوْرِيُّ العَدْلُ شَيْخُ العدَالَةِ، وَبَقِيَّةُ أَهْلِ البيوتَاتِ. سَمِعَ أَبَا العَبَّاسِ السَّرَّاجَ, وَمُؤَمَّلَ بنَ الحَسَنِ، وَأَبَا نُعَيْمٍ بن عدي, وَزَنْجوَيْه بنَ مُحَمَّدٍ اللَّبَّادَ، وَمُوْسَى بنَ العَبَّاسِ الجُوَيْنِيَّ, وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الذَّهَبِيَّ, وَأَبَا حَامِدٍ أَحْمَدَ بنَ حَمْدُوْنَ الأَعْمَشِيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ حَمْدُوْنَ النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ الإِسْفَرَايِيْنِيَّ, وَعَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ بنِ محفوظٍ، وَابنَ الشَّرْقِيِّ, وَمكِّيَّ بنَ عَبْدَانَ, وَجَدَّهُ لأُمِّهِ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرِ بنِ زِيَادٍ, وَالعَبَّاسَ بنَ عِصَامٍ, وَمُحَمَّدَ بن إسماعيل بن إسحاق المروزي صاحب علي بنِ حجرٍ, وَالحَسَنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ جَابِرٍ الوَكِيْلَ, وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ، وَيَعْقُوْبُ بنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ, وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الخَشَّابُ, وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الأَزْهَرِيُّ, وَآخرُوْنَ. وَقعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ صَحِيْحُ السَّمَاعِ وَالكُتُبِ, مُتْقِنٌ فِي الرِّوَايَةِ, صَاحِبُ الإِمْلاَءِ فِي دَارِ السُّنَّةِ, مُحَدِّثُ عَصْرِهِ, توفِّي فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ, أَنْبَأَنَا المُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ المَسَاجِدِيُّ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ, عَنْ زَيْنَبٍ الشَّعْرِيَّةِ, وَالقَاسِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا وَجِيْهُ بنُ طَاهِرٍ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ, عَنْ زَيْنَب, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الحُرْضِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا يَعْقُوْبُ بنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ المَخْلَديُّ إِمْلاَءً, أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ, حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ, عَنْ سُهَيْلٍ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ" 2. هَذَا حَدِيْثٌ حسنٌ قوِيُّ الإِسنَادِ, أَخرجَهُ أَبُو عِيْسَى فِي "جَامِعهِ", عَنْ قُتَيْبَةَ. قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ المَخْلَدِيَّ يَقُوْلُ: شَهِدْتُ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ فَعُدِّلتُ, وَسجَّلَ الحَاكِمُ بِشَهَادَتِي. وَفِيْهَا توفِّي زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ، وَالمُقْرِئُ عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ غَلْبُوْنَ, وَأَبُو القَاسِمِ بنُ حبَابَةَ، وَأَبُو الهَيْثَمِ الكُشْمِيْهَنِيُّ, وَقَاضِي مِصْرَ مُحَمَّدُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاطِنِيُّ.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 180"، والعبر "3/ 43"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 131". 2 صحيح: أخرجه البخاري "165"، ومسلم "242"، والترمذي "41"، والنسائي "1/ 77"، وابن ماجه "453"، وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو: عند البخاري "60"، ومسلم "241"، وأبي داود "97"، والنسائي "1/ 78"، وابن ماجه "450"، وأحمد "2/ 193، 201". وشاهد آخر من حديث عائشة: عند مسلم "240"، وابن ماجه "451"، "452"، وأحمد "6/ 99".

الضراب

3605- الضَّرَّاب 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ, أَبُو مُحَمَّدٍ, الحَسَنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ المِصْرِيُّ, مُصَنِّفُ كِتَابِ "المُرُوْءةِ". سَمِعَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ مَرْوَانَ الدِّيْنَوَرِيِّ المَالِكِيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي الحَدِيْدِ، وَأَحْمَدَ بنِ مَسْعُوْدٍ المَقْدِسِيِّ, وَعُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ الذَّهَبِيِّ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ الوَرْدِ، وَأَحْمَدَ بنِ عُبَيْدٍ الكَلاَعِيِّ الحِمْصِيِّ, وَدَعْلَجِ بنِ أحمد السجزي, وعدة. وَارْتَحَلَ فِي الحَدِيْثِ وتَمَيِّز. حدَّث عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ العَزِيْزِ, وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ هَاشِمٍ المُقْرِئُ، وَرَشَأُ بنُ نظيفٍ الدِّمَشْقِيُّ, وَالدَّارَقُطْنِيُّ, وَهُوَ أَكبرُ مِنْهُ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وثلاث مائة. ومات في ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِمِصْرَ. وَهُوَ رَاوِي كِتَابِ المُجَالَسَةِ للدِّيْنَوَرِيِّ. وَلَمْ تبلُغْنَا أَخبارُهُ كَمَا فِي النَّفْسِ، وَالظَّاهِرُ مِنْ حَالِهِ أَنَّهُ ثِقَةٌ, صَاحِبُ حَدِيْثٍ, وَمَعْرِفَتُهُ مُتَوسِّطَةٌ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الفَضْلِ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ الله, أَخْبَرَنَا أَبُو البَرَكَاتِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحُسَيْنِيُّ, أَخْبَرَنَا رَشَأ بنُ نَظِيف, أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ, حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ أُسَامَةَ, حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى, عَنْ سَهْلِ بنِ حَمَّادٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفُرَاتِ, حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ لُقْمَانَ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "الأَكْلُ فِي السُّوقِ دَنَاءةٌ"2. رُوِيَ فِي ذَلِكَ آثار، ولا يثبت منها شيء.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "5/ 207"، والأنساب للسمعاني "8/ 150"، والعبر "3/ 52"، ولسان الميزان "2/ 197"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 140". 2 ضعيف: أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "3/ 163" من طريق محمد بن الفرات، به. وإسناده موضوع، آفته محمد بن الفرات، كذَّبه أحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة. وَقَالَ البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "10/ 125"، وإسناده ضعيف، آفته الهيثم بن سهل، ضعَّفه الدارقطني. وله طرق أخرى واهية.

الحربي

3606- الحربي 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الأَدِيبُ المُعَمَّرُ, أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا بنِ حَرْبٍ ابْنُ أَخِي الزَّاهِدِ أَحْمَدَ بنِ حَرْبٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ المُزَكِّيُّ الحَرْبِيُّ, نِسبَةً إِلَى الجَدِّ. سَمِعَ أَبَا العَبَّاسِ السَّرَّاجَ، وَمَكِّيَّ بنَ عَبْدَانَ, وَأَحْمَدَ بنَ حَمْدُوْنَ الأَعْمَشِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ الشَّرْقِيِّ, وَعَبْدَ الوَاحِدِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ, وَطَائِفَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَاكِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ الأَرْدِسْتَانِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَمْرٍو شَيْخٌ للخِطِيْبِ، وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الحَاكِمُ, وَأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ, وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيٍّ التَّاجِرُ, وَآخرُوْنَ. وَكَانَ أَدِيباً أَخْبَارِيّاً عَالِماً متفِّننًا رَئِيْساً مُحْتَشِماً, مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ وَالأَمَانَةِ, عَلَى بِدْعَةٍ فِيْهِ, عمِّر دَهْراً وَاحْتِيْجَ إِلَيْهِ. مَاتَ فِي شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ فِي عَشْرِ المائَةِ. وَفِيْهَا مَاتَ مُسْنِدُ الأَنْدَلُسِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ ضَيْفُونَ اللَّخمِيُّ القُرْطُبِيُّ -سَمِعَ ابنَ الأَعرَابِيِّ، وعبد الله بن يونس القَبْرِيَّ، وَالشَّيْخُ أَبُو عُمَرَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ السُّلَمِيُّ الأصبهاني، وأبو جعفر محمد بن محمد جَعْفَرِ بنِ حَسَّانٍ المَالِيْنِيُّ بِهَرَاةَ، وَأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ خَرَّشِيْذَ, قُوْلَهْ بِمِصْرَ: لَقِيَ أَبَا حَامِدٍ الحَضْرَمِيَّ, وَالمُعَمَّرُ أَبُو الفَتْحِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَيْبُخْتَ البَغْدَادِيُّ بِمِصْرَ أدرك البغوي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 238"، والأنساب للسمعاني "4/ 101"، واللباب لابن الأثير "1/ 355"، والعبر "3/ 57"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 145".

المعافى

3607- المُعَافى 1: ابن زكريا بن يحيى بن حميد, العَلاَّمَةُ الفَقِيْهُ, الحَافِظُ القَاضِي المُتَفَنِّنُ, عَالِمُ عَصْرِهِ, أَبُو الفَرَجِ النَّهْرُوَانِيُّ الجَرِيْرِيُّ, نِسبَةً إِلَى رَأْيِ ابْنِ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيِّ, وَيُقَالُ لَهُ: ابْنُ طَرَارَا. سَمِعَ أَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ, وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ صَاعِدٍ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي دَاوُدَ، وَأَبَا سَعِيْدٍ العَدَوِيَّ، وَأَبَا حَامِدٍ الحَضْرَمِيَّ, وَالقَاضِي المَحَامِلِيَّ, وَخَلْقاً كَثِيْراً. وَتَلاَ عَلَى ابنِ شَنَبُوْذَ، وَأَبِي مزاحم الخاقاني. قَرَأَ عَلَيْهِ: القَاضِي أَبُو تَغْلِبٍ المُلْحَمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مَسْرُوْرٍ الخَبَّازُ, وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ النُّهَاوَنْدِيُّ, وَطَائِفَةٌ. وحدَّث عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ الأَزْهَرِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ التَّوَّزِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ رَوْحٍ, وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الجَازِرِيُّ، وَأَبُو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ مِنْ أَعلمِ النَّاسِ فِي وَقتِهِ بِالفِقْهِ وَالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ, وَأَصنَافِ الأَدبِ, وَلِيَ القَضَاءَ بِبَابِ الطَّاقِ، وَكَانَ عَلَى مَذْهَبِ ابْنِ جَرِيْرٍ, وَبَلَغَنَا عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ البَافِيِّ الفَقِيْهِ أَنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: إِذَا حضَرَ القَاضِي أَبُو الفَرَجِ فَقَدْ حَضَرَتِ العُلُومُ كُلُّهَا. قَالَ الخَطِيْبُ: وحدَّثني القَاضِي أَبُو حَامِدٍ الدَّلوي قَالَ: كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ البَافِيُّ يَقُوْلُ: لَوْ أَوْصَى رَجُلٌ بِثُلُثِ مَالِه أَنْ يُدفعَ إِلَى أَعلمِ النَّاسِ, لَوَجَبَ أَنْ يُدفعَ إِلَى المُعَافَى بنِ زَكَرِيَّا. قَالَ الخَطِيْبُ: سَأَلْتُ البَرْقَانِيَّ عَنِ المعَافَى فَقَالَ: كَانَ أَعلمَ النَّاسِ, وَكَانَ ثِقَةً, لَمْ أَسمَعْ مِنْهُ. وَحَكَى أَبُو حَيَّانَ التَّوْحِيْدِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ المُعَافَى بنَ زَكَرِيَّا قَدْ نَامَ مُستدبرَ الشَّمْسِ فِي جَامعِ الرُّصَافَةِ فِي يَوْمٍ شاتٍ, وَبِهِ مِنْ أَثَرِ الضُّرِّ وَالفَقْرِ وَالبُؤْسِ أمر عظيم, مع غزارة علمه. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ الحُمَيْدِيُّ: قَرَأْتُ بخطِّ المُعَافَى بنِ زَكَرِيَّا قَالَ: حَجَجْتُ وَكُنْتُ بِمِنَى, فَسَمِعْتُ مُنَادِياً يُنَادِي: يَا أَبَا الفَرَجِ المُعَافَى, قُلْتُ: مَنْ يُرِيْدُنِي؟ وَهَمَمْتُ أَنْ أُجِيْبَهُ, ثُمَّ نَادَى: يَا أَبَا الفَرَجِ المُعَافَى بنَ زَكَرِيَّا النَّهْرُوَانِيَّ, فَقُلْتُ: هَا أَنَا ذَا, مَا تُرِيْدُ? فَقَالَ: لَعَلَّكَ مِنْ نَهْرُوَانِ العِرَاقِ, قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: نَحْنُ نُرِيْدُ نَهْرُوَانَ الغَرْبِ, قَالَ: فَعَجِبْتُ مِنْ هَذَا الاتِّفَاقِ, وَعلمتُ أَنَّ بِالمَغْرِبِ مَكَاناً يسمَّى النَّهْرُوَانُ. مَاتَ المُعَافَى بِالنَّهْرُوَانِ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَلَهُ خَمْسٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَلَهُ تفسيرٌ كَبِيْرٌ فِي سِتِّ مُجَلَّدَاتٍ جَمُّ الفَوَائِدِ، وَلَهُ كِتَابُ "الجَلِيْسِ وَالأَنيسِ" فِي مُجَلَّدينِ. وَكَانَ من بحور العلم.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 230"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 213"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "19/ 151"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 726"، وتذكرة الحفّاظ "3/ ترجمة 943"، والعبر "3/ 47"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 201"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 143".

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ, أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ النَّرْسِيُّ, أَخْبَرَنَا المُعَافَى, حَدَّثَنَا البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا وَهبٌ, حَدَّثَنَا خَالِدٌ, عَنِ الشَّيْبَانِيِّ, عَنْ عَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ, عَنْ أَخِيْهِ عُبَيْدِ اللهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إن فِي الجُمُعَةِ لَسَاعَةً لاَ يَسْأَلُ اللهَ فِيْهَا عبد مؤمن شيئًا إلَّا استجاب له" 1. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو حَفْصٍ الكَتَّانِيُّ، وَأَمَةُ السَّلاَمِ بِنْتُ القَاضِي أَحْمَدَ بنِ كَامِلٍ, وَنَائِبُ دِمَشْقَ حُبَيْشُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَمْصَامٍ البَرْبَرِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ القُرْطُبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ رُهَيْلٍ, وَأَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الكَشِّيُّ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بن أخي ميمي الدقاق.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "935"، ومسلم "852"، وأبو داود "1046"، من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.

ابن النعمان

3608- ابن النعمان 1: قَاضِي الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ, أَبُو عَبْدِ اللهِ, مُحَمَّدُ بنُ القَاضِي أَبِي حَنِيْفَةَ النُّعْمَانِ بنِ مُحَمَّدٍ المَغْرِبِيُّ. وَلِيَ الأَحْكَامَ بَعْدَ أَخِيْهِ أَبِي الحَسَنِ، وَكَانَ مَجموعَ الفضَائِلِ, لكنَّهُ عَلَى اعْتِقَادِ العُبَيْدِيَّةِ. وَلَهُ شِعْرٌ عَذْبٌ, وَمِنْ ذَلِكَ: أَيَا مُشْبهَ البَدْرِ بَدْرِ السَّمَا ... لِسَبْعٍ وَخَمْسٍ مَضَتْ وَاثْنَتَيْنِ وَيَا كَامِلَ الحُسْنِ فِي نَعْتِهِ ... شَغَلْتَ فُؤَادِي وَأَسْهَرْتَ عَيْنِي فَهَلْ لِي مِنْ مَطْمَعٍ أَرْتَجِيْهِ ... وَإِلاَّ انْصَرَفْتُ بِخُفَّيْ حُنَيْنِ وَيَشْمَتُ بِي شَامِتٌ فِي هَوَاكَ ... وَيُفْصِحُ لِي ظَلتَ صُفرَ اليَدَيْنِ فَإِمَّا مَنَنْتَ وَإِمَّا قَتَلْتَ ... فَأَنْتَ قَدِيْرٌ عَلَى الحَالَتَيْنِ قَالَ ابْنُ زُوْلاَقَ: لَمْ نُشَاهدْ لقاضٍ مِنَ القضاة من الرئاسة ما شاهدناه لِمُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ، وَلاَ بَلغنَا ذَلِكَ عَنْ قاضٍ بِالعِرَاقِ, وَبَالَغَ فِي نَعْتِهِ وَتقريظِهِ، وَوَصَفَهُ بِالهَيْبَةِ وَإِقَامَةِ الحَقِّ, وَكَانَ يخلفُهُ أَولاَدُ أَخِيْهِ. مَاتَ فِي صَفَرٍ, سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, ثُمَّ وَلِيَ القَضَاءَ ابْنُ أَخِيْهِ الحُسَيْنُ بن علي.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 419"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 132".

ابن حبابة

3609- ابن حَبابَة 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ العَالِمُ الثِّقَةُ, أَبُو القَاسِمِ, عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ حَبَابَةَ -بِالتَّخْفِيْفِ- البَغْدَادِيُّ, المَتُّوثِيُّ, البَزَّازُ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ كِتَابَهُ المَعْرُوفَ بِـ "الجَعْدِيَّاتِ", وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي دَاوُدَ، وَابنِ صَاعِدٍ, وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ، وَالأَزَجِيُّ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الصَّريفينِيُّ الخَطِيْبُ, وَآخرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً, مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَصَلَّى عَلَيْهِ الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، وَالمُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ إِذْناً قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بن علي, أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ سَنَةَ 386, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّاد, حَدَّثَنَا حَمَّاد بنُ سَلَمَةَ, عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَصَوْمُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ, صَوْمُ الدَّهْرِ". أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ2 عَنْ زَكَرِيَّا خَيَّاطِ السُّنَّةِ, عَنِ عَبْدِ الأَعْلَى النَّرْسِيِّ, فَوَقَعَ لَنَا بدلًا عاليًا.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغدد "10/ 377"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 372"، والعبر "3/ 44"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 132". 2 صحيح: أخرجه النسائي "4/ 218-219".

ابن الجراح

3610- ابن الجراح 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ العَالِمُ المُسْنِدُ, أَبُو القَاسِمِ, عِيْسَى بنُ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى بنِ دَاوُدَ بنِ الجَرَّاحِ البَغْدَادِيُّ. وَالِدُ الوَزِيْرِ العَادلِ أَبِي الحَسَنِ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ البَغَوِيَّ، وَابنَ أَبِي دَاوُدَ, وَابنَ صَاعِدٍ, وَأَبَا حَامِدٍ الحَضْرَمِيَّ، وَبَدْرَ بنَ الهَيْثَمِ, وَأَبَا بَكْرٍ بنَ دُرَيْدٍ, وَمُحَمَّدَ بنَ نُوْحٍ الجُنْدَيْسابوري, وَأَبَا بَكْرٍ بنَ زِيَادٍ, وَأَبَا جَعْفَرٍ بنَ البُهْلُول، وَأَبَا عُمَرَ مُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ القَاضِي، وَأَبَا بَكْرٍ مجاهد, وعدة. وأمْلَى عِدَّةَ مَجَالِسَ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الأزهري، وأبو محمد الخلال, وعلي بن المحسن التَّنُوْخِيُّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ شِيطَا, وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ، وَأَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّقُّوْرِ, وَآخرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثَبْتَ السماع, صحيح الكتاب. وقال أبو الفتح ابن أَبِي الفَوَارِسِ: كَانَ يُرمَى بِشَيْءٍ مِنْ مَذْهَبِ الفَلاَسِفَةِ, تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ أَوَّلِ ربيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ. وَقِيْلَ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ. وَلَهُ نَظْمٌ حسنٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: أَنْشَدَنِي أَبُو يَعْلَى بنُ الفَرَّاءِ, أَنْشَدَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ لِنَفْسِهِ: رُبَّ مَيْتٍ قَدْ صَارَ بِالعِلْمِ حَيّاً ... ومُبَقَّى قَدْ حَازَ جَهْلاً وَغَيّا فَاقْتَنُوا العِلْمَ كِي تَنَالُوا خُلُوْداً ... لاَ تَعُدُّو الحَيَاةَ فِي الجَهْلِ شَيّا وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيْمُ: كَانَ عِيْسَى أَوْحَدَ زَمَانِهِ فِي عِلمِ المنطقِ، وَالعلومِ القديمَةِ, لَهُ مُؤَلَّفٌ فِي اللُّغَةِ الفَارِسِيَّةِ. قُلْتُ: لَقَدْ شَانَتْهُ هَذِهِ العُلومُ وَمَا زَانَتْهُ, وَلَعَلَّهُ رُحمَ بِالحَدِيْثِ إِنْ شَاءَ اللهُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ, أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الكَاتِبُ, أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ, حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِمْلاَءً قَالَ: قُرِئَ عَلَى بَدرِ بنِ الهَيْثَمِ وَأَنَا أَسمعُ, حَدَّثَكُمْ أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ, حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بنُ خَالِدٍ, حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ, حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ كَعبٍ, عن عبد الله بن جعفر, عن علي قال:

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 179"، والعبر "3/ 50"، وميزان الاعتدال "3/ 319"، ولسان الميزان "4/ 402"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 137".

علَّمني رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَلِمَاتٍ أقولهنَّ عِنْدَ الكَرْبِ: لاَ إِلهَ إلَّا اللهُ الحلِيمُ الكَرِيْمُ, سُبْحَانَ اللهِ ربِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ, وَربِّ العَرْشِ العَظِيْمِ, الحَمْدُ للهِ ربِّ العَالِمِينَ"1. رَوَاهُ غَيْرُهُ بِزيَادَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ شداد بن عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ, وَذَلِكَ فِي سُنَنِ النَّسَائِيِّ, فَرَوَاهُ عَنْ خَيَّاطِ السُّنَّةِ, عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُبَيْدٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سَلَمَةَ, عَنْ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ, عَنْ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ بُخْتٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ, عَنْ محمد بن كعب.

_ 1 حسن: أخرجه أحمد "1/ 91"، والبزار "469"، والنسائي في "الكبرى" "7673"، وفي "اليوم والليلة" "630"، "631"، وابن السنِّي في "اليوم والليلة" أيضًا "341"، والطبراني في "الدعاء" "1011"، "1012"، وابن حبان "865"، والحاكم "1/ 508"، والبيهقي في "شعب الإيمان" "10223" من طرق عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كعب القرظي، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن عبد الله بن جعف، عن علي بن أبي طالب قال: لقَّنَنِي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هؤلاء الكلمات، وأمرني إن نزل بي كرب أو شدَّة أن أقولهن: "لا إله إلا الله الكريم الحليم، سبحانه، وتبارك الله رب العرش العظيم, والحمد لله رب العالمين".

ابن واضح، وابن رزيق

ابن واضح، وابن رزيق: 3611- ابن واضح 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُعَمَّرُ الصَّدُوْقُ, أَبُو بَكْرٍ, أَحْمَدُ بن يوسف بن أحمد بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَيُّوْبَ بنِ عَمْرِو بنِ مُسْلِمِ بنِ وَاضِحٍ الثَّقَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ الخَشَّابُ المُؤَذِّنُ. حدَّث عَنْ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الدَّارِكِيِّ, وَالحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دَكَّةَ، وَعُمَرَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ، وَالفَضْلِ بنِ الخَصِيْبِ, وَجَمَاعَةٍ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ, وَأَبُو نُعَيْمٍ, وَأَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ البَاطِرْقَانِيُّ، وَأَبُو سَهْلٍ حَمْدُ بنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ, وَآخرُوْنَ. توفِّي سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقَدْ قَارب تسعين سنة. 3612- ابن رزيق 2: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ, أَبُو الحَسَنِ, أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حُمَيْدِ بنِ رُزَيْقٍ -أَوَّلُهُ رَاءٌ- شَيْخٌ بغدَادِيٌّ, سَكَنَ مِصْرَ. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ الهَرَوِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ بَكَّارٍ السَّكْسَكِيَّ, وَالقَاضِي المَحَامِلِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مَخْلَدٍ، وَأَبَا عَلِيٍّ مُحَمَّدَ بنَ سَعِيْدٍ الرَّقِّيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ جَعْفَرِ بنِ مَلاَّسٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ المُقْرِئِ المكِّيَّ, وَانْتَقَى عَلَيْهِ خَلَفٌ الحَافِظُ. حَدَّثَ عَنْهُ: سِبْطُهُ أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مكِّيٍّ, وَرَشَأُ بنُ نظيفٍ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ الأَزَجِيُّ, وَيُوْسُفُ بنُ رَبَاحٍ. وثَّقه الصُّوْرِيُّ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في أخبار أصبهان "1/ 164"، والعبر "3/ 49"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 135". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 236"، والإكمال لابن ماكولا "4/ 54"، والعبر "3/ 48"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 135".

الحلبي

3613- الحَلَبي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ القَاضِي الفَقِيْهُ القَاضِي, أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ الحَلَبِيُّ الشَّافِعِيُّ, نزيلُ مِصْرَ. سَمِعَ مِنْ: جَدِّهِ إِسْحَاقَ، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ الغَضَائِرِيِّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ ابْنُ أَخِي الإِمَامِ, وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَيْرُوزَ الأَنْمَاطِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ نُوْحٍ الجُنْدَيْسَابوري, وَمُحَمَّدِ بنِ الرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ الجِيْزِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ زِيَاد النَّيْسَابُوْرِيِّ, وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ, وَرَشَأُ بنُ نظيفٍ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَتِيقٍ التِّنِّيْسِيُّ, وَعَبْدُ الملكِ بنُ عُمَرَ البَغْدَادِيُّ الرَّزَّازُ, وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسْنُوْنَ النَّرْسِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مكِّيٍّ المِصْرِيُّ, وَآخرُوْنَ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِي: رَوَى عَنِ ابنِ مُجَاهِدٍ كِتَابَ "السَّبْعَةِ", هُوَ وَشيخُنَا أَبُو مُسْلِمٍ آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مُجَاهِدٍ. وعُمِّر أَبُو الحَسَنِ عُمراً طَوِيْلاً حَتَّى نَيَّفَ عَلَى عَشْرٍ وَمائَةٍ فِيمَا بَلَغَنِي. وَقِيْلَ: إِنَّ مَوْلِدَهُ كَانَ فِي سنة خمس وتسعين ومئتين، وتوفِّي فِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ, فَعُمُرُهُ مائَةُ سَنَةٍ وَسَنَةٌ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ القَادرِ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمدِ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي, أَخْبَرَنَا طَاهِرُ بنُ سَهْلٍ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مكِّيٍّ الأَزْدِيُّ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ قدامة, حدثنا جرير, عَنْ رُقَيَّةَ, عَنْ جَعْفَرِ بنِ إِيَاسٍ, عَنْ حَبِيْبٍ يَعْنِي ابنَ سَالِمٍ, عَنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ قَالَ: "أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِمِيقَاتِ هَذِهِ الصَّلاَةِ؛ صَلاَةِ العشَاءِ الآخِرَةِ, كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلِّيها لِسُقُوْطِ القَمَرِ لثالثه"2.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 61"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 147". 2 صحيح: أخرجه النسائي "1/ 264" من طريق محمد بن قدامة، به. وأخرجه أبو داود "419"، والترمذي "165"، والنسائي "1/ 164"، والدارمي "1/ 275"، والحاكم "1/ 194-195"، والبيهقي "1/ 448-449"، وأحمد "4/ 274" من طرق عن أبي عوانة، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن بشير بن ثابت، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير، به. وأخرجه أحمد "4/ 270"، والطيالسي "797"، والحاكم "1/ 494" من طريق هشيم، عن أبي بشر، عن حبيب بن سالم، به. ولم يذكر في الإسناد بشير بن ثابت.

ابن زنبور

3614- ابن زنبور 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ خَلَفِ بنِ زُنْبُوْرٍ البَغْدَادِيُّ الورَّاق, بَقِيَّةُ الأَشيَاخِ. حدَّث عَنْ: أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ, وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ, وَعُمَرَ الدَّرْبِيِّ, وَغَيْرِهِمْ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ, وَجَمَاعَةٌ خَاتِمَتُهُمْ: أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ ضَعِيْفٌ فِي روَايتِهِ عَنِ البَغَوِيِّ، وَسمَاعُهُ مِنَ الدربي صحيح. وَقَالَ العَتِيْقِيُّ: فِيْهِ تسَاهلٌ, توفِّي فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ضَعِيْفاً جِدّاً. قُلْتُ: سَمِعْنَا مِنْ طريقِهِ كِتَابَ "البَعْثِ" لابنِ أَبِي دَاوُدَ، وَالثَّانِي مِنْ رِوَايَةِ زُغبَةَ عَنِ اللَّيْثِ، وَالثَّالِثَ مِنْ مُسْنَدِ ابنِ مَسْعُوْدٍ لابنِ صَاعِدٍ، وَهَذِهِ الأَجْزَاء مِنْ أعلى ما عندي مع ضعفه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 35"، والعبر "3/ 62"، وميزان الاعتدال "3/ 671"، ولسان الميزان "5/ 325".

الأبهري

3615- الأبهريّ 1: الأَدِيْبُ المُعَمَّرُ الصَّدُوْقُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المَرْزَبَّانِ الأَبْهَرِيُّ -أَبهر أَصْبَهَانَ, رَاوِي جُزْءَ لُوينَ, عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَزَوَّرِيِّ, سَمِعَهُ مِنْهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ مِنْ فُضلاَءِ الأُدباءِ. حدَّث عَنْهُ: شُجَاعُ بنُ عَلِيٍّ المصْقَلي، وَأَخُوْهُ أَحْمَدُ, وأبو القاسم ابن مَنْدَةَ, وَأَبُو عِيْسَى بنُ زِيَادٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الطَّهْرَانِيُّ, وَالمطهّرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ اليُزاني، وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَوْتاً أَبُو بَكْرٍ بنُ مَاجَه الأَبْهَرِيُّ. توفِّي سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 54"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 142".

ابن الجندي

3616- ابن الجُنْدي 1: الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ, أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عمران بن الجندي النهشلي البغدادي. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ، وَيَحْيَى بنِ صَاعِدٍ وَأَبِي سَعِيْدٍ العَدَوِيِّ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ العَتِيْقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّقُّوْرِ, وَآخرُوْنَ, وعُمِّر دَهْراً. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: لَيْسَ بِشَيْءٍ, حضَرتُهُ وَهُوَ يُقْرَأُ عَلَيْهِ كِتَابُ "ديوَانِ الأَنواعِ" الَّذِي جَمَعَهُ, فَقَالَ لِي ابْنُ الآبَنُوْسِيُّ: لَيْسَ هَذَا سمَاعُهُ, وَإِنَّمَا رَأَى عَلَى نُسخَةٍ عَلَى تَرْجَمَتِهَا اسْمٌ وَافَقَ اسْمَهُ, فادَّعى ذَلِكَ. وَقَالَ العَتِيْقِيُّ: كَانَ يُرْمَى بِالتَّشَيُّعِ، وَكَانَتْ لَهُ أُصُولٌ حِسَانٌ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 77"، وميزان الاعتدال "1/ 147"، ولسان الميزان "1/ 288"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 147".

المؤمل بن أحمد، والكلابي

المؤمل بن أحمد، والكلابي: 3617- المؤمّل بن أحمد 1: ابن محمد, الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ, أَبُو القَاسِمِ الشَّيْبَانِيُّ, البَغْدَادِيُّ البَزَّازُ. سَكَنَ مِصْرَ, وحدَّث عَنْ: أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ, وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ، وَأَبِي حَامِدٍ الحَضْرَمِيِّ, وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: يُوْسُفُ بنُ رَبَاحٍ, وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مكي, وجماعة. وثَّقه الخطيب. وَعَاشَ أَرْبَعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً, توفِّي سَنَةَ إِحْدَى وتسعين وثلاث مائة. 3618- الكِلابي 2: المُحَدِّثُ الصَّادِقُ المُعَمَّرُ, أَبُو الحُسَيْنِ, عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحَسَنِ بنِ الوَلِيْدِ بنِ مُوْسَى الكِلاَبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ, أَخُو تَبُوْك. حدَّث عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ خُرَيْمٍ، وَطَاهرِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الحَلَبِيِّ، وَأَبِي الجَهْمِ بنِ طَلاَّبٍ, وَأَبِي الحَسَنِ بنِ جَوْصَا, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَرْوَانَ, وَأَبِي عُبِيَدةَ بنِ ذَكْوَانَ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَكَّارٍ السَّكْسَكِيِّ, وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ. حدَّث عَنْهُ: تَمَّام الرَّازِيُّ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ المَيْدَانِيُّ, وَرَشَأُ بنُ نَظِيْفٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ الحنَّائِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ بنُ الفُرَاتِ, وَأَبُو القَاسِمِ السُّمَيْسَاطِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسْنُوْنَ النَّرْسِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. مَوْلِدُهُ كَانَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ تِسْعُوْنَ سَنَةً, قَالَهُ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّاني وَقَالَ: كَانَ ثِقةً نَبِيْلاً مَأْمُوْناً. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ البَاجِيِّ الحَافِظُ، وَأَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ بنِ الجُنْدِيِّ, وَالإمَامُ أبو سعد بن الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيِّ إِسْمَاعِيْل، وَعَلِيُّ بنُ جعفر السيروان المعمّر بِمَكَّةَ, وَالقَاضِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَلَبِيُّ, وَالمُحَدِّثُ أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيُّ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَلاَّفِ المُقْرِئُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الدِّيْبَاجِيُّ, وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زنبور الوراق.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 183"، والعبر "3/ 51". 2 ترجمته في العبر "3/ 61"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 214"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 147".

ابن درستويه، وأبو مسلم الكاتب

ابن درستويه، وأبو مسلم الكاتب: 3619- ابن دَرَسْتَويه 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَدْلُ, أَبُو عَلِيٍّ, الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ دَرَسْتُوَيْه الدِّمَشْقِيُّ. رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ خُرَيْمٍ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ جَوْصَا، وَمَكْحُوْلٍ البَيْرُوْتِيِّ, وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: وَلَدُهُ مُحَمَّدٌ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحِنَّائِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ الحِنَّائِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ الخَضِرِ الصَّائِغُ. أرَّخ الكَتَّانِيُّ مَوْتَهُ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً -رَحِمَهُ الله. 3620- أبو مسلم الكاتب 2: الشَّيْخُ العَالِمُ المُقْرِئُ, المُسْنِدُ الرّحلَةُ, أَبُو مُسْلِمٍ, مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ البَغْدَادِيُّ الكَاتِبُ, نزيلُ مِصْرَ. حدَّث عَنْ: أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي دَاوُدَ, وَابنِ صَاعِدٍ، وَيَزِيْدَ بنِ الهَيْثَمِ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ مُجَاهِدٍ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ دُرَيْدٍ, وَأَبِي عِيْسَى بنِ قَطنٍ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ الأَنْبَارِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ مُحَمَّدٍ أَخِي زُبيْرٍ الحَافِظِ، وَأَبِي عليٍّ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ الحَرَّانِيِّ, وَأَبِي عَلِيٍّ الحَضَائِرِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَأَبِي القَاسِمِ زِيَادِ بنِ يُوْنُسَ, لقيَهُ بِالقَيْرَوَانِ فِي حُدُوْدِ الأَرْبَعينَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وتفرَّد فِي الدُّنْيَا، وَكَانَ خَاتمةَ مَنْ حدَّث عَنِ البَغَوِيِّ وَابنِ أَبِي دَاوُدَ عَلَى لِينٍ فِيْهِ. حدَّث عَنْهُ: الحَافِظُ عَبْدُ الغنِيِّ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو الدَّانِي, وَرَشَأُ بنُ نَظِيْفٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ بَابشَاذَ الجَوْهَرِيُّ, وَأَبُو الفَضْلِ بنُ بُنْدَار، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مكِّيٍّ الأَزْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَدِيٍّ السَّمَرْقَنْدِيُّ, وَأَبُو إِبْرَاهِيْمَ أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَيْمُوْنٍ الحُسَيْنِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ بَقَاء الوَرَّاقُ, وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمَةَ القُضَاعِيُّ, وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: قَالَ لِي الصُّوْرِيُّ: بَعْضُ أُصُولِ أَبِي مُسْلِمٍ عَنِ البَغَوِيِّ وَغَيْرِهِ جِيَادٌ. قُلْتُ: فَكَيْفَ حَالُهُ مِنْ حَالِ ابْنِ الجُنْدِيِّ؟ فَقَالَ: قَدِ اطَّلع مِنْهُ عَلَى تخليطٍ، وَهُوَ أَمثلُ مِنِ ابْنِ الجُنْدِيِّ. حدَّثني وَكِيْلُ أَبِي مُسْلِمٍ، وَكَانَ محدِّثًا حَافِظاً, يُقَال لَهُ: أَبُو الحُسَيْنِ العَطَّارُ, قَالَ: مَا رَأَيْتُ فِي أُصُولِ أَبِي مُسْلِمٍ عَنِ البَغَوِيٍّ شَيْئاً صَحِيْحاً غَيْرَ جُزْءٍ وَاحدٍ, كَانَ سمَاعُهُ فِيْهِ صحيحاً، وَمَا عدَاهُ كَانَ مَفْسُوداً. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ كَاتبُ الوَزِيْرِ أَبِي الفَضْلِ بنِ حِنْزَابة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الحبَّال: مَاتَ أَبُو مُسْلِمٍ فِي ذِي القَعْدَةِ سنة تسع وتسعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "3/ 323". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 323"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 245"، والعبر "3/ 71"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 156".

الأصيلي

3621- الأصِيلي 1: الإِمَامُ شَيْخُ المَالِكِيَّةِ, عَالِمُ الأَنْدَلُسِ, أَبُو مُحَمَّدٍ, عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الأَصِيْلِيُّ. نشَأَ بِأَصِيْلاَ مِنْ بلاَدِ العُدوَةِ, وتفقَّه بِقُرْطُبَةَ. سَمِعَ ابنَ المشَّاطِ، وَابنَ السَّلِيْمِ القَاضِي, وَوَهْبَ بنَ مَسَرَّةَ لَقِيَهُ بوَادِي الحجَارَةِ, وَأَبَا الطَّاهِرِ الذُّهلِيَّ, وَابنَ حَيُّوْيَه, وَأَبَا إِسْحَاقَ بنَ شَعْبَانَ, وَعِدَّةً بِمِصْرَ, وَكَتَبَ بِمَكَّةَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الفَقِيْهِ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ"، وَلحقَ أَبَا بَكْرٍ الآجُرِيَّ, وَأَخذَ بِبَغْدَادَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، وَابنِ الصَّوَّافِ, وَالقَاضِي الأَبْهَرِيِّ. وَلَهُ كِتَابُ "الدَّلاَئِلِ" فِي اختلاَفِ مَالِكٍ وَأَبِي حَنِيْفَةَ وَالشَّافِعِيِّ. قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الأَصِيْلِيُّ, وَلَمْ أَرَ مثلَهُ. قَالَ عِيَاضٌ: كَانَ مِنْ حفَّاظ مَذْهَبِ مَالِكٍ, وَمِنَ العَالِمِينَ بِالحَدِيْثِ وَعِلَلِهِ وَرجَالِهِ, يَرَى أَنَّ النَّهْيَ عَنْ إِتيَانِ أَدبارِ النِّسَاءِ عَلَى الكرَاهَةِ, وَينكرُ الغلوَّ فِي الكرَامَاتِ، وَيثبتُ مِنْهَا مَا صحَّ. وَلِيَ قَضَاءَ سَرَقُسْطَةَ. قَالَ: وَكَانَ نظيرَ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ بِالقَيْرَوَانِ, وَعَلَى طريقتِهِ وهديه, وفيه زعارة. حمل الناس عَنْهُ, تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وتسعين وثلاث مائة, وشَيِّعَه أمم.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 954"، والعبر "3/ 52"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 140".

النصيبي

3622- النَّصِيبي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارعُ النَّاقِدُ, أَبُو العَبَّاسِ, أَحْمَدُ بن أَبِي اللَّيْثِ نَصْرِ بنِ مُحَمَّدٍ النَّصِيْبِيُّ المِصْرِيُّ, نزيلُ نَيْسَابُوْرَ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: هُوَ باقعَةٌ فِي الحِفْظِ, شُبِّهَت مذَاكرتُهُ بِالسِّحْرِ، وَكَانَ يتقشَّف, وَيُجَالِسُ الصَّالِحِيْنَ, ثُمَّ ذهبَ إِلَى مَا وَرَاءَ النَّهْرِ, وَأَقْبَلَ عَلَى الأَدبِ وَالشِّعرِ، وَدَخَلَ فِي الأَعمَالِ السُّلْطَانِيَّةِ, ثمَّ اجتمعتُ بهِ هُنَاكَ, وَحفظُهُ كَمَا كَانَ, فكُنْتُ أتعجَّب مِنْهُ. سَمِعَ بِمِصْرَ أَصْحَابَ يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَأَحْمَدَ ابنَ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ, وَبَالشَّامِ أَبَا هَاشِمٍ الكِنَانِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الرَّحِيْمِ القَيْسَرَانِيَّ, وَبَالعِرَاقِ أَبَا عَبْدِ اللهِ الحَكِيْمِيَّ، وَإِسْمَاعِيْلَ الصفَّار, وَبِنَيْسَابُوْرَ أَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ. مَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ وَالقُدَمَاءُ, وَرَأَيْتُ تصنيفاً فِي السُّنَنِ مخروماً أَظنُّهُ لَهُ، وَمَا أَحسبُ أَنَّهُ وَقَعَ لِي شَيْءٌ مِنْ حَدِيْثِهِ إلَّا أَنْ يَكُونَ بإِجَازَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ مَعَهُ: أَبُو حَامِدٍ أحمد بن المزكِّي أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَالمُسْنِدُ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُعَيْمٍ النُّعَيْمِيُّ السَّرَخْسِيُّ، ومؤرِّخ مِصْرَ العلَّامة أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بن زُوْلاَقَ المِصْرِيُّ عَنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً -لَقِيَ الطَّحَاوِيَّ وَنَحْوَهُ- وَشيخُ القُرَّاءِ بِمِصْرَ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ حَسْنُوْنَ السَّامَرِّيُّ فِي المُحَرَّمِ, وَالشَّيْخُ أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ جمِيلٍ الأَصْبَهَانِيُّ رَاوِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ بنِ مَنِيْعٍ, سَمِعَهُ مِنْ جَدِّهِ عَنْهُ، وَمُسْنِدُ العِرَاقِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَرْبِيُّ السُّكَّرِيُّ الصَّيْرَفِيُّ فِي شَوَّالٍ، وَشيخُ الشَّافِعِيَّةِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيُّ المَعْرُوفُ بالخَتَن -يَعْنِي: خَتنَ الإِسْمَاعِيْلِيَّ- وَالقُدْوَةُ الوَاعِظُ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عطيَّةَ المكِّيُّ صَاحِبُ "القُوْتِ", وَصَاحِبُ مِصْرَ العزيزُ بِاللهِ نزَارُ بنُ المعزِّ معدٍّ العُبَيْدِيُّ الرَّافضيُّ, وَعَالِمُ المَغْرِبِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زَيْدٍ القَيْرَوَانِيُّ المالكي.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 947"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 122".

ابن خرشيذ قوله، والختن

ابن خرشيذ قوله، والختن: 3623- ابن خرشيذ قُوله 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ, أَبُو عَلِيٍّ, أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ خُرَّشِيْذَ قُوله الأَصْبَهَانِيُّ التَّاجِرُ, أَحدُ الأَثبَاتِ. كَانَ كَثِيْرَ الترحَال. حدَّث بِمِصْرَ وَمَكَّةَ، وَبِبَغْدَادَ, وَاسْتوطن مِصْرَ. سَمِعَ أَبَا حَامِدٍ الحَضْرَمِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيَّ. وَعَنْهُ: العَتِيْقِيُّ, وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ رَجَاء العَسْقِلاَّنِيُّ, وَرَشَأُ بنُ نَظِيْفٍ, وَخَلْقٌ. وثَّقه الخطيب. وَقَالَ الخَطِيْبُ: مَاتَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: لَعَلَّهُ نَسيبُ أَبِي إِسْحَاقَ بنِ خُرَّشِيْذَ قُوْلَهْ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو مُعَاذٍ شَاهُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ المَالِيْنِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ ضَيْفُونَ القُرْطُبِيُّ, لَقِيَ ابنَ الأَعرَابِيِّ، وَيَحْيَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ الحَرْبِيُّ المزكِّي. 3624- الخَتَن 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ, شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ, أَبُو عَبْدِ اللهِ, مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الإِسْتِرَابَاذِيُّ, ثُمَّ الجُرْجَانِيُّ الشَّافِعِيُّ, المَعْرُوفُ بالخَتَن, كَانَ خَتَنَ الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ الإِسمَاعِيلِيِّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. كَانَ رَأْساً فِي المَذْهَبِ, صَاحِبَ وَجهٍ, مقدَّمًا فِي عِلمٍ الأَدبِ وَفِي القِرَاءاتِ، وَمعَانِي القُرْآنِ, ذَكِيّاً مُنَاظراً, كَبِيرَ الشَّأْنِ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي نُعَيْمٍ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عدي, وطبقته بجرجان، وَمن عَبْد اللهِ بن جَعْفَرِ بنِ فَارس, وَنَحْوِهِ بِأَصْبَهَانَ، وَمِنْ أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَكْثَرَ عَنِ الأَصَمِّ. وَكَانَ مَعْنِيّاً بِالحَدِيْثِ, عَارِفاً بِهِ شَرَحَ "التَّلْخِيْصَ" لأَبِي العَبَّاسِ بنِ القَاصِّ. خَلَّفَ مِنَ الأَولاَدِ أَبَا بِشْرٍ الفَضْلَ, وَأَبَا النَّضْرِ عَبْدَ اللهِ, وَأَبَا الحَسَنِ عَبْدَ الوَاسِعِ. تفقَّه بِهِ جَمَاعَةٌ. وَمَاتَ بجُرْجَانَ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، ودُفِنَ يَوْمَ النَّحْرِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. حدَّث عَنْهُ طَائِفَةٌ, مِنْهُم: الحَافِظُ حمزة بن يوسف السهمي.

_ 1 ترجمته في أخبار أصبهان "2/ 161"، وتاريخ بغداد "4/ 292". 2 ترجمته في تاريخ جرجان "4108-409"، والأنساب للسمعاني "5/ 47"، واللباب لابن الأثير "1/ 422"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 577"، والعبر "3/ 33"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 175"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 120".

ابن أخي ميمي

3625- ابن أخي ميمي 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُسْنِدُ, أَبُو الحُسَيْنِ, مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ هَارُوْنَ البَغْدَادِيُّ الدَّقَّاقُ, أَحَدُ الثِّقَاتِ, وَيُعْرَفُ بِابْنِ أَخِي مِيْمِي. سَمِعَ أَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ, وَأَبَا جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنَ إِسْحَاقَ بنِ بُهْلُوْلٍ, وَأَبَا حَامِدٍ الحَضْرَمِيَّ، وَابنَ صَاعِدٍ, وَإِسْمَاعِيْلَ الورَّاق, وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَالِبٍ العُشَارِيُّ, وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ هَزَارْمَرْدَ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ النقور, وجماعة كثيرة. وَانْتَشَرَ حَدِيْثُهُ. مَاتِ فِي سَلْخِ رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ. وَقَعَ لَنَا باِلإِجَازَةِ أَرْبَعَةُ أَجْزَاءٍ مِنْ حَدِيْثِهِ. أَنْبَأَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ: أنَّ الخضرَ بنَ كَامِلٍ السَّرُوْجِيَّ أَخْبَرَهُمْ, أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ علي السبط, أخبرنا أبو الحسن بنُ النَّقُّوْرِ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الدَّقَّاقُ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ, حَدَّثَتْنَا أُمُّ نَهَارٍ, عَنْ عَمَّتِهَا أُمينةُ, أَنَّهَا لَقِيَتْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا, فَسَأَلَتْهَا, عَنِ الحِنَّاءِ فَقَالَتْ: لاَ بَأْسَ بِهِ, بَقْلة رَطْبَةٌ, وَلاَ تَقْرَبْنَهُ وأنتُنَّ حُيِّض, وَقَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَلْعَنُ القَاشِرَةَ وَالمَقْشُورَةَ, والواَصِلَةَ وَالمَوْصُولَةَ2. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيبٌ فَرْدٌ. وَالمَقْشُورَةَ الَّتِي تَقْشِرُ وَجْهَهَا بالغمرة3.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 465"، والعبر "3/ 47"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 134". 2 ضعيف: أخرجه أحمد "6/ 250" من طريق عبد الصمد، حدثتنا أم نهار، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه أم نهار، وعمتها آمنة مجهولتان. 3 الغمرة: تطلى به العروس, يُتَّخَذ من الورس. وقال أبو سعيد: هو تمر ولبن يطلى به وجه المرأة ويداها حتى ترق بشرتها، وجمعها الغُمَر، والغُمَن. وقال ابن سيده في موضع آخر: والغُمْرة والغُمْرُ: الزعفران، وقيل: الورس. وقيل: الكركم.

صاحب الموصل

3626- صَاحِبُ المَوْصِل 1: حُسَامُ الدَّوْلَةِ، مُقَلِّدُ بنُ المُسَيَّبِ بنِ رَافِعِ بنِ المُقَلِّدِ العُقَيْلِيُّ. تغلَّب أَخُوْهُ أَبُو الزّوَّادِ مُحَمَّدُ بنُ المسَيَّب عَلَى المَوْصِلِ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وزوَّج بِنتَه بِوَلدِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ، فَتَمَلَّكَ مُقَلَّدٌ. وَكَانَ عَاقِلاً سَائِساً خَبِيْراً، اتَّسَعتْ مَمَالِكُهُ، وَأَتَتْه خلع القادر بالله، واستخدم ألوفًا. وَلَهُ شِعرٌ وَأَدبٌ، وَفِيْهِ رَفضٌ. وَثَبَ عَلَيْهِ مَمْلُوْكٌ فِي مَجْلِسِ أُنسِهِ, فَقَتَلَهُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، لِكَوْنِهِ سَمِعَهُ يَقُوْلُ: لَوْلاَ ضَجِيعَاكَ لَزُرْتُكَ. رَثَاهُ الشَّرِيْفُ الرَّضِيُّ, وَجَمَاعَةٌ. وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي تَاريخِ ابْنِ خَلِّكَانَ. وَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ مُعتَمِدُ الدَّوْلَةِ قِرْوَاشٌ، فَدَامتْ دولته نحوًا من خمسين سنة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 735"، والعبر "3/ 51"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 203"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 138".

الطوسي

3627- الطُّوسِي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، أَبُو الفَضْلِ، نَصْرُ بنُ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ، الطوسِي العَطَّارُ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَة عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ أَبَا مُحَمَّدٍ بن الشَّرْقِيّ، وَأَبَا حامد بن بلال، وأبا عبد الله المَحَامِلِيّ، وَابنَ مَخْلَد العَطَّار، وَابنَ عُقْدَة، وَمُحَمَّدَ بن الحُسَيْنِ القَطَّان، وَابنَ الأَعْرَابِيّ، وَمُحَمَّدَ بن وَرْدَان العَامِرِيّ، وَأَحْمَدَ بن زبَّان الكِنْدِيّ، وَابْن حبيب الأنصاري، وَخَيْثَمَة، وَالرَّبِيْعَ بنَ سَلاَمَةَ الرَّمْلِيّ، وَطَبَقَتهُم. وَكَانَ وَاسِع الرّحلَة، حَسنَ التَّصَانِيْف. حدَّث عَنْهُ: الحَاكِمُ، وَالسُّلَمِيّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ أَحدُ أَركَانِ الحَدِيْثِ بِخُرَاسَانَ, مَعَ مَا يَرجِعُ إِلَيْهِ مِنَ الدِّينِ وَالزُّهْدِ وَالسخَاء وَالتَّعصُّبِ لأَهْلِ السُّنَّة، أَوّلُ رحلتِهِ كَانَتْ إِلَى مَرْو، إِلَى اللَّيْثِ بن مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيّ. قَالَ: وَمَا خلَّف يَوْم مَاتَ بِالطَّابَرَان مِثلَه، وَأَمَّا عُلومُ الصُّوْفِيَّة وَأَخْبَارُهُم وَلُقِيُّ مَشَايِخهِم، فَإِنَّهُ مَا خلَّف فِي ذَلِكَ بِخُرَاسَانَ مثله. قُلْتُ: وَقَدْ صَحِبَ أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلي بِبَغْدَادَ. توفِّي فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرْنَا ابْنُ عَسَاكِرَ، عَنْ عَبْدِ المُعَزِّ، أَخْبَرَنَا زَاهِرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الطَّبِيْب، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ مُحَمَّدٍ العَطَّار، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ يَزِيْدَ القَرَاطِيْسِيّ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا مُنَبِّهُ بنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بنِ رُوَيْم، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إن مُؤْمِنِي الجنِّ لَهُم ثَوَابٌ، وَعَلَيْهِم عِقَابٌ". فسأَلنَاهُ عَنْ ثَوَابِهِم وَعَنْ مُؤْمِنيهِم، قَالَ: "عَلَى الأَعْرَافِ وَلَيسُوا فِي الجَنَّةِ" قُلْنَا: وَمَا الأَعْرَافُ? قَالَ: حَائِطُ الجَنَّةِ, تَجرِي فِيْهِ الأَنْهَارُ، وَتَنبُتُ فِيْهِ الأشجار والثمار. هذا حديث منكر جدًّا.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 948"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 166"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 106".

ابن بكير

3628- ابن بكير 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ، مُفِيْدُ بَغْدَادَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بُكَيْرٍ، البَغْدَادِيُّ الصَّيْرَفِيُّ. سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ ابْنَ البَخْتَرِيّ، وَإِسْمَاعِيْل الصفَّار، وَعُثْمَان بن السَّمَّاكِ، والنجاد، وطبقتهم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ شَاهِيْنٍ, وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، وَأَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيّ، وَعُبَيْدُ اللهِ الأَزْهَرِيُّ، وَأَبُو القاسم التنوخي، وأبو الحسين بن المهتدي بالله، وَجَمَاعَة. قَالَ الأَزْهَرِيّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: هَذَا الحَدِيْثُ كَتَبَه عنِّي مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاق، وَالدَّارَقُطْنِيّ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: كُنْت أَحضرُ عِنْدَهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ أَجزَاء، فَأَنظُرُ فِيْهَا، فَيَقُوْلُ: أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ: تَذكرُ لِي مَتْناً حَتَّى أُخبِركَ بِإِسْنَادِهِ، أَوْ تذكرُ إِسْنَاداً حَتَّى أُخبِرَكَ بِمَتنِهِ? فكُنْتُ أَذكرُ لَهُ المُتُوْنَ، فيحدِّثني بِأَسَانيدِهَا كَمَا هِيَ حِفْظاً، فعلتُ هَذَا مَعَهُ مِرَاراً كَثِيْرَةً، وَكَانَ ثِقَةً، لَكِنَّهُم حَسَدُوهُ، وتكلَّموا فِيْهِ. قَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِس: كَانَ يَتسَاهلُ فِي الحَدِيْثِ، وَيُلْحِقُ فِي بَعْضِ أُصُوْلِ الشُّيُوْخِ مَا لَيْسَ مِنْهَا، وَيَصِلُ المَقَاطِيعَ. توفِّي ابْنُ بُكَيْرٍ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَعَاشَ إِحْدَى وستين سنةً -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 13"، والعبر "3/ 38"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 949"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 128".

ابن أبي زيد

3629- ابن أبي زيد 1: الإِمَامُ العلَّامة القُدْوَةُ الفَقِيْهُ، عَالِمُ أَهْلِ المَغْرِبِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زَيْدٍ، القَيْرَوَانِيُّ المَالِكِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ: مَالِكٌ الصَّغِيْرُ. وَكَانَ أَحَدَ مَنْ بَرَّزَ فِي العِلْمِ وَالعملِ. قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: حَازَ رِئاسَةَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَرُحَلَ إِلَيْهِ مِنَ الأَقطَار, وَنَجُبَ أَصْحَابُهُ، وَكَثُر الآخذُوْنَ عَنْهُ، وَهُوَ الَّذِي لخَّص المَذْهَب، وَمَلأَ البِلاَدَ مِنْ تَوَالِيفِهِ، تفقَّه بِفُقَهَاء القَيْرَوَان، وَعوَّلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ اللَّبَّادِ. وَأَخَذَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ مَسرُورٍ الحجَّام، والعسَّال، وحجَّ فَسَمِعَ مِنْ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الفَتْحِ، وَالحَسَنِ بن نَصْرٍ السُّوسِيِّ، ودرَّاس بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَغَيْرهِم. سَمِعَ مِنْهُ خَلقٌ كَثِيْر, مِنْهُم: الفَقِيْه عَبْد الرَّحِيْمِ بن العَجُوز السَّبْتِي، وَالفَقِيْه عَبْد اللهِ بن غَالِب السَّبْتِي، وَعَبْد اللهِ بن الوليد بن سعد الأَنْصَارِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخَوْلاَنِيّ. صنَّف كِتَابَ "النَّوَادرِ وَالزِّيَادَاتِ" فِي نَحْوِ المائَة جُزْء، وَاختصر "المُدَوَّنَةَ", وَعَلَى هَذَينِ الكِتَابَيْنِ المُعَوَّلُ فِي الفُتْيَا بِالمَغْرِب، وصنَّف كِتَاب "العتَبِيَّة" عَلَى الأَبْوَابِ، وَكِتَاب "الاقتدَاءِ بِمَذْهَبِ مَالِكٍ"، وَكِتَابَ "الرِّسَالَةِ" وَكِتَاب "الثِّقَةِ بِاللهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ"، وكتاب "المعرفة

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 43"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 200"، وشذرات لابن العماد الحنبلي "3/ 131".

والتفسير"، وكتاب "إعجاز القرآن"، و"كتاب النَّهْي عَنِ الجِدَالِ"، وَرسَالته فِي الرَّدِّ عَلَى القدرية، ورسالته في التوحيد، وكتاب "مَنْ تحرَّك عِنْدَ القِرَاءةِ". وَقِيْلَ: إِنَّهُ صَنَعَ رِسَالتَه المَشْهُوْرَة وَلَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَكَانَ مَعَ عظمتِهِ فِي العِلْمِ وَالعملِ ذَا برٍّ وَإِيثَارٍ وَإِنفَاقٍ عَلَى الطّلبَةِ وَإِحسَان. وَقِيْلَ: إِنَّهُ نفَّذ إِلَى القَاضِي عَبْدِ الوَهَّابِ بن نَصْرٍ المَالِكِيّ أَلفَ دِيْنَار، وَهَذَا فِيْهِ بُعْد, فَإِنَّ عَبْد الوَهَّابِ لَمْ يشْتَهر إلَّا بَعْدَ زَمَانِ أَبِي مُحَمَّدٍ. نَعم, قَدْ وَصلَ الفَقِيْهَ يَحْيَى بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ العُمَرِيَّ حِيْنَ قَدِمَ القَيْرَوَانَ بِمائَةٍ وَخَمْسِيْنَ دِيْنَاراً، وَجُهّزتْ بِنْتُ الشَّيْخِ أَبِي الحَسَنِ القَابسِي بِأَرْبَع مائَة دِيْنَارٍ مِنْ مَالِ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ. وَقِيْلَ: إِنَّ مُحرِزاً التُّوْنُسِيّ أُتِيَ بِابنَةِ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ وَهِيَ زَمِنَة، فَدَعَا لَهَا، فَقَامَتْ، فَعَجِبُوا، وَسَبَّحُوا اللهَ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا قُلْتُ إِلاَّ: بِحُرْمَةِ وَالدِهَا عِنْدَكَ اكشِفْ مَا بِهَا, فَشفَاهَا اللهُ. قُلْتُ: وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- عَلَى طَريقَةِ السَّلَفِ فِي الأُصُوْلِ، لاَ يَدْرِي الكَلاَمَ، وَلاَ يتَأَوَّلُ، فَنسأَلُ اللهَ التوفيق. وَقَدْ حدَّث عَنْهُ بِالسِّيْرَة النَّبويَةِ "تَهْذِيْبِ ابْنِ هِشَام" عَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ بِسَمَاعِهِ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بن الوردِ، لقِيَهُ بِمِصْرَ. وَلَمَّا توفِّي رَثَاهُ عِدَّةٌ مِنَ الشُّعَرَاء. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الحبَّال: مَاتَ ابْنُ أَبِي زَيْدٍ لِنِصْفِ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَذَا أرَّخَه أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، وأرَّخ مَوْتَه القَاضِي عِيَاض وَغَيْرهُ فِي سَنَةِ ست وثمانين وثلاث مائة.

أبو الهيثم، والصيمري، وابن أبي عامر

أبو الهيثم، والصيمري، وابن أبي عامر: 3630- أبو الهيثم 1: شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ، نُعْمَانُ زَمَانِه، القَاضِي أَبُو الهَيْثَمِ، عتبة بن خيثمة، ابن مُحَمَّدِ بنِ حَاتِمٍ، النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَنَفِيُّ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ, وَجَمَاعَة. وتفقَّه عَلَى أَبِي الحسن النَّيْسَابُوْرِيّ قَاضِي الحَرَمَيْنِ. وَصَارَ أَوحدَ عصرِهِ فِي المَذْهَبِ, حَتَّى قِيْلَ: لَمْ يَبْقَ بِخُرَاسَانَ قاضٍ حنفيٌّ إلَّا وَهُوَ يَنْتمِي إِلَيْهِ. قَالَ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَلِيمِيُّ: لَقَدْ بَارَكَ اللهُ فِي عِلمِ الفَقِيْهِ أَبِي الهَيْثَمِ، فلَيْسَ بِمَا وَرَاء النَّهرِ أَحدٌ يرجعُ إِلَى النَّظَرِ وَالجَدَلِ إلَّا مِنْ أَصْحَابه. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ الحَاكِم في تاريخه حديثًا، وعظَّمه، وأثنى عليه. بَقِيَ إِلَى حُدُوْدِ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3631- الصَّيْمَريّ: شَيْخُ الشَّافِعِيَّة وَعَالِمهُم، القَاضِي أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ الحُسَيْنِ الصَّيْمَريّ، مِنْ أَصْحَابِ الوُجُوهِ. تفقَّه بِأَبِي حَامِدٍ المَرْوَرُّوْذِيِّ، وَبأَبِي الفيَّاض. وَارْتَحَلَ الفُقَهَاءُ إِلَيْهِ إِلَى البَصْرَةِ، وَعَلَيْهِ تفقَّه أَقضَى القُضَاة المَاوردِي. وصنَّف كِتَاب "الإِيضَاحِ فِي المَذْهَب" سَبع مُجَلَّدَات، وَكِتَابَ "القِيَاسِ وَالعللِ"، وَغَيْر ذَلِكَ. وَقَدْ حدَّث ببَعْض كتبه فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ -رَحِمَهُ اللهُ. 3632- ابْنُ أَبِي عامر 1: المَلِكُ المَنْصُوْرُ، حَاجِبُ المَمَالِكِ الأَنْدَلُسِيَّةِ، أَبُو عَامِرٍ، محمد بن عبد الله بن أبي عامر مُحَمَّدِ بن وَلِيْدٍ القحطَانِيُّ المَعَافِرِيُّ القُرْطُبِيُّ، القَائِمُ بِأَعبَاءِ دَوْلَةِ الخَلِيْفَةِ المَرْوَانِيِّ المُؤَيَّدِ بِاللهِ هِشَامِ بنِ الحَكَمِ أَمِيْرِ الأَنْدَلُسِ، فَإِنَّ هَذَا المُؤَيَّدَ استُخْلِف ابْنَ تِسْعِ سِنِيْنَ، وَرُدَّت مَقَالِيدُ الأُمُورِ إِلَى الحَاجِبِ هَذَا، فَيَعمَدُ إِلَى خَزَائِنِ كُتُبِ الحَكَمِ، فَأَبرَزَ مَا فِيْهَا، ثُمَّ أَفردَ مَا فِيْهَا مِنْ كُتُبِ الفَلْسَفَةِ فَأَحرقَهَا بِمَشهَدٍ مِنَ العُلَمَاءِ، وطَمَرَ كَثِيْراً مِنْهَا، وَكَانَتْ كَثِيْرَةً إِلَى الغَايَةِ، فَعَلَهُ تَقبِيحاً لِرَأْي المُستَنْصِرِ الحَكَمِ. وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً، حَازماً سَائِساً، غزَّاءً عَالِماً، جَمَّ المحاسن، كثير الفتوحات، عالي الهمَّة، عديم النظر، وسيأتي من أخباره في ترجمة المؤيد.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 94"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 181". 2 ترجمته في العبر "3/ 56"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصَّفَدي "3/ 312"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 143".

دَام فِي المَملكَة نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَدَانت له الجزيرة, وأمنت بِهِ، وَقَدْ وَزر لَهُ جَمَاعَة. وَكَانَ المُؤَيَّد مَعَهُ صُورَةً بِلاَ معنَى، بَلْ كَانَ مَحجوباً لاَ يجْتَمع بِهِ أَمِيْرٌ وَلاَ كَبِيْر، بَلْ كَانَ أَبُو عَامِرٍ يدخُلُ عَلَيْهِ قصرَهُ، ثُمَّ يَخرجُ فَيَقُوْلُ: رَسمَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ بكذَا وَكَذَا، فَلاَ يُخَالفه أَحدٌ، وَإِذَا كَانَ بَعْد سَنَة أَوْ أَكْثَر، أَركبه فَرساً، وَجَعَلَ عَلَيْهِ بُرْنُساً، وَحَوْلَهُ جَوَارِيه رَاكبَات، فَلاَ يَعْرِفُه أَحد. وَقَدْ غَزَا أَبُو عَامِرٍ فِي مدَّته نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ غَزْوَة، وَكثُر السَّبيُ, حَتَّى لأُبيعت بِنْتُ عَظِيْمٍ ذَاتُ حُسنٍ بعِشْرِيْنَ دِيْنَاراً، وَلَقَدْ جُمِعَ مِنْ غبار غزواته ما عُمِلَت مِنْهُ لَبِنَةٌ، وَأُلحدت عَلَى خَدِّه، أَوْ ذُرَّ ذَلِكَ عَلَى كَفنه. توفِّي بِأَقصَى الثُّغوْرِ بِالبَطَنِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ جَوَاداً مُمَدَّحاً مِعَطَاءً. وَتملَّك بَعْدَهُ ابْنُهُ أَبُو مَرْوَانَ عبد الملك.

المرجي

3633- المرجي 1: الشَّيْخُ المُعَمَّر، أَبُو القَاسِمِ، نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بن محمد بن الخليل المَوْصِلِيُّ المَرْجِيُّ، الرَّاوِي عَنْ أَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيِّ، بَلْ هُوَ خَاتِمَةُ مَنْ رَوَى عَنْهُ. رَوَى عَنْهُ خلقٌ كَثِيْر، مِنْهُم: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الهَمَذَانِيّ الكِسَائِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ الخَبَّازِيُّ الحَافِظ، وَعُبَيْد اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى الرَّقِّيّ، وَقَاضِي المَوْصِل أَبُو جَعفرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ السِّمْنَانِي، وَالمُقْرِئُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بنِ طَوقٍ. وَمَا عَلِمْتُ فِيْهِ جرحاً. وَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَدْ أَجَاز لِجَمَاعَةٍ, آخرهُم القَاسِمُ بنُ البُسْري. توفِّي فِي عَشْرِ المائَةِ -رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 194".

الجرجاني، وعلي بن أحمد بن عبد العزيز الجرجاني

الجرجاني، وعلي بن أحمد بن عبد العزيز الجرجاني: 3635- الجُرْجَاني 1: القَاضِي العَلاَّمَة، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العزيز الجرجاني، الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ الشَّاعِرُ، صَاحِبُ الدِّيْوَانِ المَشْهُوْرِ. وَلِي القَضَاءَ فحُمِدَ فِيْهِ، وَكَانَ صَاحِبَ فُنُوْنٍ وَيدٍ طُوْلَى فِي برَاعَة الخطِّ. ورد نَيْسَابُوْر فِي صِباهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ, وَسَمِعَ الحَدِيْث. وَقَدْ أَبَانَ عَنْ علمٍ غَزِيْرٍ فِي كِتَاب "الوسَاطَة بَيْنَ المُتَنَبِّي وَخُصومه"، وَلِيَ قَضَاء الرَّيِّ مُدَّة. قَالَ الثَّعَالِبِيُّ: هُوَ فردُ الزَّمَان، وَنَادرَةُ الْفلك، وَإِنسَانُ حدقَةِ العِلْم، وقبَّة تَاج الأَدبِ، وَفَارسُ عَسْكَر الشِّعْرِ، يَجمع خطَّ ابْنِ مُقْلَة إِلَى نَثرِ الجَاحظ إِلَى نَظم البُحترِي. قُلْتُ: هُوَ صَاحِبُ تِيكَ الأَبيَات الفَائِقَة: يَقُوْلُوْنَ لِي فيكَ انقباضٌ وَإِنَّمَا ... رأَوا رَجُلاً عَنْ موقفِ الذّلّ أحجما مَاتَ بالريِّ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، ونُقِلَ تَابوتُه إِلَى جُرْجَانَ. وَلَهُ تَفْسِيْرٌ كَبِيْر، وَكِتَاب "تَهْذِيْبِ التَّارِيْخِ". قَالَ الثَّعَالِبِيّ: ترقَّى مَحلُّ أَبِي الحَسَنِ إِلَى قَضَاء القُضَاة، فَلَمْ يعزلْه إلَّا مَوْتُه. وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ الآبِي فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ هَذَا القَاضِي لَمْ يَرَ لِنَفْسِهِ مثلاً وَلاَ مُقَارباً، مَعَ العفَّة وَالنَزَاهَةِ وَالعَدْل وَالصّرَامَة. توفِّي فِي الثَّالِث وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَة 396، وَوَهِمَ ابْنُ خَلِّكَانَ، وصحَّحَ أَنَّهُ توفِّي سَنَةَ 366. وَإِنَّمَا ذَاكَ آخَرُ وَهُوَ: المحدِّث أَبُو الحَسَنِ: 3636- عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الجُرْجَانِيُّ 2: نَزِيْلُ نَيْسَابُوْرَ. حدَّث عَنْ الفَرَبْرِي بِالصَّحِيْح، وَعَنْ أَبِي بِشْر المُصْعَبِيّ. وهَّاه الحَاكِم، وَقَالَ: ظَهرت مِنْهُ المُجَازفَة فتُرك، وحدَّثنا بِالعَجَائِب عن المُصْعَبِيّ.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "277"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 221"، ومعجم الأدباء "14/ 14"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 426"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 205"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 56". 2 ترجمته في ميزان الاعتدال "3/ 112"، ولسان الميزان "4/ 194".

الطبقة الثانية والعشرون

الطبقة الثانية والعشرون: 3637- الخَطَّابي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ اللُّغَوِيُّ، أَبُو سُلَيْمَانَ، حَمْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ خَطَّابٍ البُسْتِيّ الخطَّابي، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيّ بِمَكَّةَ، وَمن إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ الصفَّار وَطبقتِه بِبَغْدَادَ، وَمن أَبِي بَكْرٍ بنِ دَاسَة وغيره بالبصرة، ومن أبي العَبَّاس الأَصَمّ، وَعِدَّة بِنَيْسَابُوْرَ. وعُنِيَ بِهَذَا الشَّأْن مَتْناً وَإِسْنَاداً. وَرَوَى أَيْضاً عَنْ أَبِي عَمْرٍو بنِ السَّمَّاك، ومُكْرَم القَاضِي، وَأَبِي عُمَرَ غُلاَم ثَعْلَب، وَحَمْزَة بنِ مُحَمَّدٍ العَقَبي، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدٍ الخُلْدِي. وَأَخَذَ الفِقْهَ عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِيّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ القفَّال الشَّاشِي، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَنُظَرَائِهِمَا. حدَّث عنه: أبو عبد الله الحاكم, وهو مِنْ أَقْرَانِهِ فِي السنِّ والسَّنَد، وَالإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَأَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّزجاهي، والعلَّامة أَبُو عُبَيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيّ، وَأَبُو مَسْعُوْدٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَرَابِيْسِيّ، وَأَبُو ذَر عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ البَلْخِيّ الغَزْنوِي، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ المَرُّوْذِيّ المُجَاور، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الغزنوِي المُقْرِئ، وَعَلِيُّ بن الحسن السِّجْزِيّ الفَقِيْه، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الفَارِسِيّ الفَسَويّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيّ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَشُهْدَةُ بِنْتُ حسَّانٍ قَالاَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ المَالِكِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفي قَالَ: وَأَمَّا أَبُو سُلَيْمَان الشَّارحُ لِكتَاب أَبِي دَاوُدَ، فَإِذَا وَقَفَ مُنْصِفٌ عَلَى مصنَّفاته، واطَّلَع عَلَى بَدِيْع تَصَرُّفَاتِه فِي مُؤَلَّفَاته، تحقَّق إِمَامتَهَ وَديَانتَه فِيمَا يُورِدُهُ وَأَمَانتَه، وَكَانَ قَدْ رحلَ فِي الحَدِيْثِ وَقرَاءةِ العُلوم، وطوَّف، ثُمَّ ألَّف فِي فُنُوْنٍ مِنَ العِلْم وصنَّف، وَفِي شُيُوْخه كَثْرَةٌ، وَكَذَلِكَ فِي تصانيفه، منها "شرح السنن"، الذي عوَّلنا

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 397"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 246"، واللباب لابن الأثير "1/ 151"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 590"، والعبر "3/ 39"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 199".

عَلَى الشّروع فِي إِملاَئِه وَإِلقَائِه، وَكِتَابه فِي غَرِيْب الحَدِيْثِ، ذَكر فِيْهِ مَا لَمْ يَذكُرْهُ أَبُو عُبَيْدٍ، وَلاَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي كتَابَيْهِمَا، وَهُوَ كِتَابٌ مُمتع مُفِيْد، وَمُحصِّلُه بِنِيَّةٍ موفَّقٌ سَعِيْدٌ، ناوَلَنِيه القَاضِي أَبُو المَحَاسِنِ بِالرَّيّ، وَشَيْخُه فِيْهِ عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيّ, يَرْوِيْهِ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَلَمْ يَقع لِي مِنْ تَوَالِيفه سِوَى هذَيْن الكتَابينِ مَنَاولَةً لاَ سَمَاعاً عِنْد اجتمَاعِي بِأَبِي المَحَاسِن، لِعَارضَةٍ قَدْ بَرَّحت بِي، وَبلغتْ مِنِّي، لولاَهَا لمَا تَوَانيتُ فِي سَمَاعهِمَا، وَقَدْ رَوَى لَنَا الرَّئِيْس أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ كِتَاب "العُزلَة" عَنْ أَبِي عَمْرٍو الرَّزْجَاهِي، عَنْهُ، وَأَنَا أَشكُّ هَلْ سَمِعتُه كَامِلاً أَوْ بَعْضه. إِلَى أَنْ قَالَ السِّلَفي: وحدَّث عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ الهَرَوِيّ فِي كِتَاب"الغَرِيْبين"، فَقَالَ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطَّابِي، وَلَمْ يكنِّه. وَوَافقه عَلَى ذَلِكَ أَبُو مَنْصُوْرٍ الثَّعَالِبِيّ فِي كِتَاب "اليَتيمَةِ"، لكنَّه كَنَّاه، وقال: أبو سُلَيْمَان أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البُسْتِي صَاحب "غَرِيْبِ الحَدِيْثِ"، وَالصَّوَابُ فِي اسْمِهِ: حَمْدٌ، كَمَا قَالَ الجمُّ الغَفِيْرُ، لاَ كَمَا قَالاَهُ، وَقَالَ أَحدُ الأُدَبَاء مِمَّنْ أَخَذَ عَنِ ابْنِ خُرَّزاذ النَّجيرمي: وَهُوَ أَبُو سُلَيْمَانَ حَمْد بن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الخَطَّابِ البُسْتِيّ مِنْ وَلدِ زَيْد بن الخَطَّابِ، وَلَهُ -رَحِمَهُ اللهُ- شِعْرٌ هُوَ سحر. قُلْتُ: وَلَهُ "شَرْحُ الأَسْمَاء الحُسْنَى"، وَكِتَابُ: "الغُنيَة عَنِ الكَلاَم وَأَهلِه" وَغَيْر ذَلِكَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ وَشُهْدَةُ قَالاَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَحَاسِنِ الرُّويَانِي، سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ البَلْخِيّ، سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الخَطَّابِي، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ بن الأَعْرَابِيِّ وَنَحْنُ نَسْمَعُ عَلَيْهِ هَذَا الكِتَاب -يَعْنِي: سُنَن أَبِي دَاوُدَ- يَقُوْلُ: لَوْ أنَّ رَجُلاً لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنَ العِلْمِ إلَّا المُصْحَفُ الَّذِي فِيْهِ كِتَابُ اللهِ، ثُمَّ هَذَا الكِتَاب، لَمْ يَحْتَجْ معهما إلى شيء من العلم بتة. قَالَ أَبُو يَعْقُوْبَ القرَّاب: توفِّي الخَطَّابِي ببُسْتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَفِيْهَا مَاتَ محدِّث إِسْفَرَايِيْن أَبُو النَّضْرِ شَافعُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَوَانَة الإِسْفَرَايِيْنِيّ فِي عَشرِ التِّسْعِيْنَ، وَمُحَدِّث بُرُوجرد؛ القَاضِي أَبُو الحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ البُرُوْجِرْدِيُّ فِي عشر المائَة، يَرْوِي عَنِ ابْنِ جَرِيْر، وَالبَاغَنْدِي. وَمسندُ نَيْسَابُوْر أَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بن مُحَمَّدٍ الفَامِي، وَمُقْرِئُ مِصْر أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عِرَاك الحَضْرَمِيّ، وَمُقْرِئُ العِرَاق أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الشَّنَبُوْذِي، وَشَيْخ الأَدبِ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ المُظَفَّر الحَاتِمِيُّ بِبَغْدَادَ، وَمُسندُ مَرْو أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحَدَّادِيُّ الفَقِيْهُ عَنْ مائَة عَام، وَعَالِمُ مِصْر أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الأُدْفُوِيُّ المُقْرِئ المفسِّر، ومحدِّث مَكَّة أَبُو يَعْقُوْبَ يُوْسُفُ بن أَحْمَدَ بنِ الدَّخِيل.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ كِتَابَةً، عَنْ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ سرُور الحَافِظ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ غَانِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ البَلْخِيّ، حدَّثنا حَمْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا أَبُو داود، حدثنا بنُ حُزابة، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا أسباط، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الإِيْمَانُ قَيَّدَ الفَتْكَ، لاَ يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ" 1. وَهُوَ القَائِلُ: وَمَا غُرْبَةُ الإِنسَانِ فِي شُقَّة النَّوَى ... ولكنَّها وَاللهِ فِي عَدَمِ الشَّكْلِ وَإِنِّيْ غريبٌ بَيْنَ بستٍ وَأَهْلِهَا ... وَإِنْ كَانَ فِيْهَا أُسرتي وَبِهَا أهلي

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه أبو داود "2769"، والبخاري في "التاريخ الكبير" "1/ 1/ 403" من طريق إسحاق بن منصور السلولي، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد الرحمن بن أبي كريمة، والد السدى، فإنه مجهول. وله شاهد من حديث الزبير بن العوام: عند عبد الرزاق "9676"، "9677"، وابن أبي شيبة "15/ 123، 279"، وأحمد "1/ 166" من طريق الحسن -وهو البصري- قال: جاء رجل إلى الزبير بن العوام فقال: ألا أقتل لك عليًّا؟ قال: لا، وكيف تقتله ومعه الجنود؟ قال: ألحق به فأفتك به. قال: لا. أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن الإيمان قَيَّدَ الفتك، لا يفتك مؤمن". قلت: إسناده ضعيف، الحسن البصري رأى الزبير يبايع عليًّا، وهو ابن أربع عشرة سنة، لكنه لم يسمع منه كما قال أحمد بن حنبل, وله شاهد من حديث معاوية: عند أحمد "4/ 92". وإسناده ضعيف، آفته علي بن زيد بن جدعان، فإنه ضعيف، لكنَّه حسن في الشواهد، وجملة القول فالحديث صحيح بشواهده، والله تعالى أعلم. قال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" "4/ 83": والفتك: أن يأتي الرجل الرجل وهو غار غافل، فيشد عليه فيقتله، والغيلة: أن يخدعه ثم يقتله في موضع خفي. و"الإيمان قيد الفتك"، أي: إن الإيمان يمنع من القتل، كما يمنع القيد عن التصرف، فكأنه جعل الفتك مقيدًا، ومنه في صفة الفرس: قيد الأوابد، يريد أن يلحقها بسرعة، فكأنها مقيدة به لا تعدوه.

ابن مندة

3638- ابن مَنْدَه 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الجوَّال، محدِّث الإِسْلاَم، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ ابْنُ المُحَدِّثِ أَبِي يَعْقُوْبَ إِسْحَاقَ بن الحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ، وَاسم مَنْدَةَ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ سندَة بنِ بُطَّة بنِ أَستُنْدَار بنِ جَهَارْ بُخت، وَقِيْلَ: إِنَّ اسْمَ أُسْتَنْدَار هَذَا فَيْرُزَانُ، وَهُوَ الَّذِي أَسلَمَ حِيْنَ افتَتَحَ أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَصْبَهَانَ، وَوَلاَؤُهُ لعبد القيس، وكان مجوسيًّا فأسلم، وناب عن بَعْضِ أَعمَالِ أَصْبَهَانَ, العَبْدِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ الحَافِظُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، أَوْ إِحْدَى عَشْرَةَ. وَأَوّلُ سَمَاعه فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. سَمِعَ مِنْ: أَبِيهِ، وَعمِّ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن يَحْيَى بنِ مَنْدَة، وَمُحَمَّدِ بن القَاسِمِ بنِ كُوْفِيٍّ الكَرَّانِي، وَمُحَمَّدِ بن عُمَرَ بنِ حَفْص، وَعَبْدِ اللهِ بن يَعْقُوْبَ بن إِسْحَاقَ الكَرْمَانِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ النَّضْرِ، وَهُوَ ابْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بن إِبْرَاهِيْمَ المُقْرِئ، وَمُحَمَّدِ بن حَمْزَةَ بن عُمَارَةَ، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ حَكِيْم، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ اللُّنْبَانِيِّ، وَخَلْقٍ بِأَصْبَهَانَ، وَأَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ, وَطَبَقَتِه بِمَكَّةَ، وَجَعْفَرِ بن مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى العَلَوِيِّ بِالمَدِيْنَةِ، وَأَحْمَدَ بن زَكَرِيَّا المَقْدِسِيِّ، وَعِدَّةٍ ببَيْتِ المَقْدِسِ، وَأَبِي حَامِدٍ بنُ بِلاَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّانُ، وَأَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ المَيْدَانِيِّ، وَحَاجِبِ بن أَحْمَدَ، وَأَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الأَخْرَمِ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بنِ عُمَرَ، وَالحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُعَاذٍ قوهيار، وأبي عثمان عمرو بن عبد الله البَصْرِيّ، وَطَبَقَتِهِم بِنَيْسَابُوْرَ، ارْتَحَلَ إِلَيْهَا أَوَّلاً وَعُمرُهُ تِسْعَ عشرَةَ سَنَة، وَسَمِعَ بِهَا نَحْواً مِنْ خَمْسِ مائَةِ أَلْفِ حَدِيْث، وَسَمِعَ بِبُخَارَى مِنَ الهَيْثَم بن كُلَيْب الشَّاشِي، وَطَائِفَة، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ إِسْمَاعِيْل الصَّفَّار، وَأَبِي جَعْفَرٍ بنِ البَخْتَرِيِّ الرَّزَّاز وَطَبَقَتِهِمَا، وَسَمِعَ بِمِصْرَ مِنْ أَبِي الطَّاهِرِ أَحْمَد بن عَمْرٍو المَدِيْنِيّ، وَالحَسَنِ بن يُوْسُفَ الطَّرَائِفِيّ، وَأَحْمَد بن بُهزَادَ الفَارِسِيِّ وَأَقرَانِهم، وَبِسَرخسَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَل، وبمَرْو مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ مَحْبُوْب وَنُظَرَائِهِ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحِ بنِ سِنَانِ القَنْطَرِي، وَجَعْفَرِ بن مُحَمَّدِ بنِ هِشَام، وَابْن أَبِي الْعقب، وَخَلْق، وَبِطَرَابُلُس خَيْثَمَة بن سُلَيْمَانَ القُرَشِيّ، وَبحِمْص الحَسَن بن مَنْصُوْرٍ الإِمَام، وَبِتِنِّيس عُثْمَان بن مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِي، وَبغَزَّةَ عَلِيّ بن العَبَّاسِ الغَزِّي، وَسَمِعَ مِنْ خلقٍ سِوَاهُم بِمدَائِنَ كَثِيْرَة. وَلَمْ أَعلم أَحداً كَانَ أَوسعَ رِحلةً مِنْهُ، وَلاَ أَكْثَر حَدِيْثاً مِنْهُ مَعَ الحِفْظ وَالثِّقَة، فَبَلَغَنَا أَنَّ عِدَّة شُيُوْخه أَلفٌ وَسَبْعُ مائَةِ شَيْخٍ. وَيَرْوِي بِالإِجَازَةِ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ عُقْدَةَ، وَالفَضْلِ بن الحَصِيبِ، وَطَائِفَةٍ أَجَازوا لَهُ بِاعتنَاءِ أَبِيهِ, وَأَهْلِ بَيْته. وَلَمْ يُعمَّر كَثِيْراً، بل عاش أربعًا وثمانين سنة.

_ 1 ترجمته في أخبار أصبهان "2/ 306"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 232"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 959"، وميزان الاعتدال "3/ 479"، ولسان الميزان "5/ 70"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 213"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 146".

وَأَخَذَ عَنْ أَئِمَّة الحُفَّاظِ كَأَبِي أَحْمَدَ العسَّال، وَأَبِي حَاتِمٍ بن حِبَّانَ، وَأَبِي عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ بنِ حَمْزَةَ، وَالطَّبَرَانِيِّ، وَأَمثَالِهِم. حدَّث عَنْهُ: الحافَّظُ أَبُو الشَّيْخ أَحَدُ شُيُوْخهِ، وَأَبُو بكر ابن المُقْرِئِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ غُنْجَار، وَأَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيّ، وَتَمَّامُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، وَحَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ السَّهْمِيّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ البَاطِرْقَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ بُنْدَار الرَّازِيُّ، وَأَبُو المظفَّر عَبْدُ اللهِ بنُ شَبِيْبٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ البَقَّالُ، وَأَبُو طَاهِرٍ عُمَرُ بن مُحَمَّدٍ المُؤَدِّب، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ المُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدٍ البَزَّارُ الزَّاهِد، وَأَبُو الفَتْحِ طَاهِرُ بنُ مَمُّويه، وَأَبُو الحَسَنِ عَدنَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُؤَذِّن، وَأَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الوَرَّاقُ، وَحَمْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ وَلْكيزَ، وَأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ المَرْزُبَانِ المُقْرِئُ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَأَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ التَّاجِرُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُقْبَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسلمٍ الصَّبَّاغُ الأَعْرَجُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ شَاذه الثَّقَفِيُّ الوَاعِظُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ شُجَاعٍ المَصْقَلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ سِبْطُ الصَّالِحَانِي، وَأَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ النّقَّاشُ، وَحَمْدُ بنُ مُحَمَّدٍ العسَّال، وَزِيَادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد البَقَّالُ، وَسُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الحَسْنَاباذِيُّ، وَشَيْبَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ البُرْجِيُّ الوَاعِظ، وَطَلْحَةُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بَهْرَامَ القَصَّار، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زُفَر الدَّلَّال، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ المعلِّم، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بن سَلْهَب، وَأَخُوْهُ عُمَرُ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ القَطَّان، وَالفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ الأَعمَى، وَالفَضْلُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ النَّجَّاد، وَمُحَمَّد بن عُمَرَ البَقَّالُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَسِيدٍ الوَاعِظُ، وَمُحَمَّدُ بن عُمَرَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الطِّهْرَانِيّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ يَنَالَ الشَّاعِر، وَأَبُو طَاهِرٍ مُنتجِعُ بن أَحْمَدَ الأَنْصَارِيّ، والمطَهَّر بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البُزَانِيُّ، وَكَرِيْمَةُ بِنْت أَبِي سَعْدٍ التَّمِيْمِيُّ، وَعَائِشَةُ بِنْتُ الحسن الوركانية من شيوخ الخلّال، وَعَلِيُّ بنُ القَاسِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَبُّوْيَه الخَيَّاطُ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ المَعْدَانِي، وَأَبُو عُثْمَانَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ وَرْقَاءَ، وَشُجَاعٌ المَصْقَلِي، وَخَلْقٌ، وَأَوْلاَدُه؛ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الوَهَّابِ، وَعُبَيْدُ اللهِ، وَإِسْحَاقُ. قَالَ البَاطِرْقَانِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة إِمَامُ الأَئِمَّة فِي الحَدِيْثِ -لقَّاه اللهُ رِضْوَانَه. وَقَالَ الحَاكِمُ: التَقَينَا بِبُخَارَى فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ زَادَ زِيَادَةً ظَاهِرَةً، ثُمَّ جَاءنَا إِلَى نَيْسَابُوْرَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ ذَاهباً إِلَى وَطَنِه، فَقَالَ شَيْخُنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظ: بَنو مَنْدَةَ أَعلاَمُ الحُفَّاظِ فِي الدُّنْيَا قَدِيْماً وَحديثاً، ألَا تَرَوْنَ إِلَى قَريحَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ؟

وَقِيْلَ: إنَّ أَبَا نُعَيْمٍ الحَافِظَ ذُكر لَهُ ابْنُ مَنْدَة، فَقَالَ: كَانَ جبلاً مِنَ الجِبَالِ. فَهَذَا يَقُوْلُه أَبُو نُعَيْمٍ مَعَ الوَحشةِ الشديدَةِ التي بينه وبينه. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي ذُهل: سمعت أبا عبد الله بن مندة يقول: لاَ يُخَرِّج الصَّحِيْحَ إلَّا مَنْ يَنزِلُ فِي الإِسْنَاد أَوْ يَكذب, يَعْنِي: أَنَّ المَشَايِخ المُتَأَخِّرين لاَ يبلغُونَ فِي الإِتْقَان رُتْبَة الصّحَّة، فيقعُ فِي الكذبِ الحَافِظُ إِن خَرَّجَ عَنْهُم وسمَّاه صَحِيْحاً، أَوْ يَرْوِي الحَدِيْثَ بِنزُولِ درجَةٍ وَدرجتينِ. وَقِيْلَ: كَانَ ابْنُ مَنْدَةَ إِذَا قِيْلَ لَهُ: فَاتَكَ سَمَاعُ كَذَا وَكَذَا, يَقُوْلُ: مَا فَاتَنَا مِنَ البَصْرَة أَكْثَرُ. قُلْتُ: مَا دَخَلَ البَصْرَةَ، فَإِنَّهُ ارْتَحَلَ إِلَيْهَا إِلَى مُسنِدِهَا عَلِيِّ بنِ إسحاق المادرائي، فبلغ مَوْتُه قَبْل وُصولِه إِلَيْهَا، فَحزِنَ وَرَجَعَ. وَمن تَصَانِيْفِه: كِتَابُ "الإِيْمَان"، كِتَابُ "التَّوحيد"، كِتَابُ "الصِّفَاتِ"، كِتَابُ "التَّارِيْخِ" كَبِيْر جِدّاً، كِتَابُ "مَعْرِفَة الصَّحَابَةِ"، كِتَابُ "الكُنَى"، وَأَشْيَاءُ كَثِيْرَة. قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ: لابْنِ مَنْدَةَ فِي كِتَاب "مَعْرِفَة الصَّحَابَةِ" أَوهَامٌ كَثِيْرَة. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي "تَاريخِ أَصْبَهَان": ابْنُ مَنْدَة حَافِظٌ مِنْ أولاد المُحَدِّثِيْنَ، اخْتَلَط فِي آخِرِ عُمُرِهِ، فَحَدَّث عَنِ ابْنِ أَسِيد، وَابْن أَخِي أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيّ، وَابنِ الجَارُوْدِ بَعْدَ أَنْ سُمِعَ مِنْهُ أَنَّ لَهُ عَنْهُم إِجَازَةً، وَتَخَبَّط فِي أَمَاليه، وَنسبَ إِلَى جَمَاعَةٍ أَقوَالاً فِي المُعتقدَاتِ لَمْ يُعرفُوا بِهَا، نَسْأَلُ اللهَ السترَ وَالصِّيَانَة. قُلْتُ: لاَ نعبأ بقولك في خصمك للعداوة السَّائِرَة، كَمَا لاَ نَسْمَعُ أَيْضاً قَوْلَه فِيك، فَلَقَدْ رَأَيْتُ لاِبْنِ مَنْدَة حَطّاً مُقذِعاً عَلَى أَبِي نُعَيْمٍ وَتَبْدِيْعاً، وَمَا لاَ أُحِبُّ ذِكرَهُ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا فَصدوقٌ فِي نَفْسِهِ، غَيْرُ متَّهم فِي نَقلِهِ بِحمدِ الله. قَالَ أَحْمَدُ البَاطِرْقَانِي: كتبَ إِمَامُ دَهْره أَبُو أَحْمَدَ العسَّال إِلَى ابْنِ مَنْدَة, وَهُوَ بِنَيْسَابُوْرَ فِي حَدِيْثٍ أَشكَلَ عَلَيْهِ، فَأَجَابَهُ بِإِيضَاحِه، وَبيَان علّته. وَنقل غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بن حَمْزَةَ أَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة. أَنْبَأَنِي عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ وَطَائِفَةٌ، عَنْ زَاهِرِ بن أَحْمَدَ: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ قَالَ: كَتَبَ إليَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ: إنَّ وَالدَه كتب عَنْ أَرْبَعَة مَشَايِخَ أَرْبَعَةَ آلاَفِ جُزءٍ، وَهُم: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ، وَأَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، وَخَيْثَمَةُ الأَطْرَابُلُسِيُّ، وَالهَيْثَم الشَّاشِيُّ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ أَلفٍ وَسَبْعِ مائَةِ نَفْس.

قَالَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُسْتَغْفرِي: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة، سأَلتُه يَوْماً: كم تكُونُ سَمَاعَاتُ الشَّيْخ? فَقَالَ: تَكُون خَمْسَةَ آلاَف مَنٍّ. قُلْتُ: يَكُون المَنُّ نَحْواً مِنْ مُجلَّدينِ أَوْ مُجَلَّداً كَبِيْراً. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الحَافِظ: كتبتُ عَنْ أَزيدَ مِنْ أَلفِ شَيْخٍ، مَا فِيْهِم أَحفظُ مِنِ ابْنِ مَنْدَة. وَقَالَ شَيْخُ هَرَاةَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ سيد أهل زمانه. وأنبئونا عَنْ زَاهِرٍ الثَّقَفيِّ: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ الخلَّال، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَوَارِس العَنْبَرِيّ، سَمِعَ أَبَا الحَسَنِ عَلِيَّ بن الحسن الإِسكَافَ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ مَنْدَةَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ ثَلاَثِيْنَ أَلفَ شَيْخٍ، فَعشرَةُ آلاَفٍ مِمَّنْ أَرْوِي عَنْهُم، وَأَقتدِي بِهِم، وَعشرَةُ آلاَفٍ أَرْوِي عَنْهُم، وَلاَ أَقتدِي بِهِم، وَعشرَةُ آلاَفٍ مِنْ نُظَرَائِي، وَلَيْسَ مِنَ الكُلِّ وَاحِدٌ إلَّا وأحفظ عنه عشرة أحاديث أقلّها. قُلْتُ: قَوْلُه: إِنَّهُ كتب عَنْ أَلفٍ وَسَبْع مائَة شَيْخٍ أَصحُّ، وَهُوَ شَيءٌ يقبله العقلُ، وَنَاهيكَ بِهِ كَثْرَةً، وقلَّ مَنْ يبلُغُ مَا بلغه الطَّبَرَانِيُّ، وَشُيُوْخُه نَحْوٌ مِنْ أَلف، وَكَذَا الحَاكِمُ، وَابْنُ مَرْدَوَيْه، فَالله أَعلم. قَالَ الحَاكِمُ: أَوّلُ خُرُوْج ابْنِ مَنْدَة إِلَى العِرَاقِ مِنْ عِنْدنَا سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فسَمِعَ بِهَا وَبِالشَّامِ، وَأَقَامَ بِمِصْرَ سِنِيْنَ، وصنَّف " التَّارِيْخَ" وَ"الشُّيُوْخ". وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ السُّوْذَرْجَانِيّ: سَمِعْتُ ابنَ مَنْدَةَ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ أَلفِ شَيْخٍ، لَمْ أَرَ فِيْهِم أَتقنَ مِنَ القَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العسَّال. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَظِيْمِ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُفَضَّلِ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا طَاهِر المَقْدِسِيّ، سَمِعْتُ سَعْد بن عَلِيٍّ الحَافِظ بِمَكَّةَ, وَسُئِلَ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، وَابنِ مَنْدَة، وَالحَاكِمِ، وَعَبْدِ الغَنِيِّ، فَقَالَ: أمَّا الدَّارَقُطْنِيُّ فَأَعلمُهُم بِالعِلَل، وَأَمَّا ابْنُ مَنْدَةَ فَأَكْثَرُهُم حَدِيْثاً مَعَ المَعرفَةِ التامَّة، وَأَمَّا الحَاكِمُ فَأَحسنهُم تَصنِيفاً، وَأَمَّا عَبْدُ الغَنِيّ فَأَعرفُهُم بِالأَنسَاب. قُلْتُ: بَقِيَ أَبُو عَبْدِ اللهِ فِي الرّحلَةِ بِضْعاً وَثَلاَثِيْنَ سنَةً، وَأَقَامَ زمَاناً بِمَا وَرَاء النَّهر، وَكَانَ رُبَّمَا عَمل التِّجَارَة، ثُمَّ رجع إلى بلده, وَقَدْ صَارَ فِي عَشر السَّبْعِيْنَ، فوُلد لَهُ أَرْبَعَةُ بَنِينَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْد اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحِيْم، وَعَبْد الوَهَّابِ. قَالَ الحَافِظُ يَحْيَى بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: كُنْتُ مَعَ عمِّي عُبَيْد اللهِ فِي طَرِيْقِ نَيْسَابُوْر، فَلَمَّا بلغْنَا

بئر مَجَنَّة، قال عمي: كنت ههنا مَرَّةً، فَعَرضَ لِي شَيْخٌ جَمَّال، فَقَالَ: كُنْتُ قَافلاً مِنْ خُرَاسَانَ مَعَ أَبِي، فلمَّا وَصلنَا إلى ههنا إِذَا نَحْنُ بِأَرْبَعِيْنَ وِقْراً مِنَ الأَحمَالِ، فَظنَنَّا أَنَّهَا مَنسوجُ الثِّيَابِ، وَإِذَا خَيمَةٌ صَغِيْرَةٌ فِيْهَا شَيْخ، فَإِذَا هُوَ وَالدُكَ، فَسَأَلَهُ بَعْضُنَا عَنْ تِلْكَ الأَحمَالِ، فَقَالَ: هَذَا مَتَاعٌ قَلَّ مَنْ يرغب فِيْهِ فِي هَذَا الزَّمَانِ، هَذَا حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الباطِرْقاني: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: طُفت الشَّرقَ وَالغربَ مرَّتين. وَهَذِه حِكَايَةٌ نكتبهَا للتعجُّبِ: قَالَ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ: حُكِي لِي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الهَمَذَانِيِّ رَئِيْسِ حُجَّاجِ خُرَاسَانَ قَالَ: سَأَلتُ بَعْضَ خَدَمِ تُربَة رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ مائَةٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، قَالَ: رَأَيْتُ يَوْماً رَجُلاً عَلَيْهِ ثِيَابٌ بيضٌ دَخَلَ الحَرَمَ وَقتَ الظّهرِ، فانشقَّ حَائِطُ التُّرْبَة، فَدَخَلَ فِيْهَا وَبِيَدِهِ مِحبرَةٌ وَكَاغَدٌ وَقَلَمٌ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ انشقَّ فَخَرَجَ، فَأَخذتُ بِذَيلِهِ، فَقُلْتُ: بِحقِّ مَعبودِكَ مَنْ أَنْتَ? قَالَ: أَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مَنْدَة، أَشكل عليَّ حَدِيْثٌ، فَجِئتُ فَسَأَلْتُ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَأَجَابَنِي وَأَرجِعُ. إِسْنَادهَا مُنْقَطِع. وَقَدْ رَوَى أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا النَّسَوِيّ فِي "تَاريخِ الصُّوْفِيَّة" عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ مَنْدَة, وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ. قَالَ الباطِرْقاني: وَكُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي توفِّي فِيْهَا، فَفِي آخِرِ نَفَسِه قَالَ وَاحِدٌ منَّا: لاَ إِلَهَ إلَّا الله -يُرِيْدُ تَلْقينه- فَأَشَار بِيَدِهِ إِلَيْهِ دفْعَتَيْنِ ثَلاَثَةً. أَي: اسْكُتْ, يُقَالُ لِي مِثْلُ هَذَا. رَوَى يَحْيَى بنُ مَنْدَة فِي تَارِيْخِهِ، عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّه, أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَا افتصدتُ قَطُّ، وَلاَ شَرِبتُ دوَاءً قَطُّ، وَمَا قَبِلتُ مِنْ أَحدٍ شَيْئاً قَطُّ. قَالَ يَحْيَى: وَذَكَر لِي عَمِّي عُبَيْدُ اللهِ قَالَ: قَفَلْتُ مِنْ خُرَاسَان وَمعِي عِشْرُوْنَ وِقْراً مِنَ الكُتُبِ، فنزلتُ عِنْد هَذَا البِئرِ -يَعْنِي: بِئر مَجَنَّة- فَنزلتُ عِنْدَهُ اقتدَاءً بِالوَالدِ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرهُ: مَاتَ ابْنُ مَنْدَةَ فِي سَلْخِ ذِي القَعْدَةِ سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَدْ أَفردتُ تأليفًا بابن منده وأقاربه. وَمَا علمتُ بَيْتاً فِي الرُّوَاة مِثْلَ بَيْتِ بنِي مَنْدَةَ؛ بَقيتِ الرِّوَايَةُ فِيْهِم مِنْ خِلاَفَةِ المُعْتَصِم وَإِلَى بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ وَسِتّ مائَة، وَقَدْ ذكرنَا أَنَّ وَالدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ الشَّيْخَ أَبَا يَعْقُوْبَ مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، يَرْوِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَاصِمٍ، وَجَمَاعَة.

وآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ وَلَدُه عَبْد الوَهَّابِ، عُمِّر زمَاناً، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ فِي كِتَاب السَّابق: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ حَيَّانَ الأَصْبَهَانِيّ إِجَازَةً، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الجوَّال، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبَ القَزْوِيْنِيّ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ يَحْيَى الأَصْبَهَانِيّ، حَدَّثَنَا سُعَيْر بنُ الخِمْس، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَنْ أَحَبّ أَنْ يلقَى اللهَ غَداً مُسْلِماً فليحَافِظ عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوات الخَمْس حَيْثُ يُنَادَى بهنَّ1. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: وَأَمُّ أَولاَد أَبِي عَبْدِ اللهِ هِيَ: أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي سَعْدٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الشَّيْبَانِيِّ، وَلَهَا بِنتَانِ مِنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ الأَصْبَهَانِيِّ. قُلْتُ: النَّوَاحِي الَّتِي لَمْ يَرْحَلْ إِلَيْهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ: هَرَاة وَسِجِسْتَان وَكرْمَان وَجُرْجَان وَالرَّيُّ وَقَزْوين وَاليَمَن, وَغَيْر ذَلِكَ, وَالبَصْرَة، وَرَحَلَ إِلَى خُرَاسَانَ, وَمَا وَرَاء النَّهر, وَالعِرَاقِ وَالحِجَازِ وَمِصْر وَالشَّام. قَالَ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَنْدَة: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ الجَهْم المُسْتَمْلِي يَقُوْلُ لِجليسٍ لَهُ بِحضرتِي: سَأَلتُ أَبَاهُ حِيْنَ وُلدَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَهَذَا الحَدِيْثُ فِي العَقيقَة صَحِيْح? فَكَأَنَّهُ فَهِمَ المَعْنَى، فَقَالَ: حَتَّى يُولد الآخرُ، فَإِنِّي رَأَيْتُ جَدِّي فِي المَنَامِ، وَأَشَار إِليَّ بِأَرْبَعٍ. أَنْبَأَنَا الثِّقَةُ عَنْ مثلِه، عَنْ يَحْيَى بنِ مَنْدَة قَالَ: سَمِعْتُ عمِّي عبد الرحمن، سمعت محمد بن عبيد اللهِ الطَّبَرَانِيّ يَقُوْلُ: قُمْتُ يَوْماً فِي مَجْلِس وَالدِك -رَحِمَهُ اللهُ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا الشَّيْخُ، فِيْنَا جماعة ممن يدخل على هذا المشئوم -أَعنِي: أَبَا نُعَيْمٍ الأَشْعَرِيَّ- فَقَالَ: أَخرجُوْهُم. فَأَخْرَجْنَا مِنَ المَجْلِسِ فُلاَناً وَفلاَناً، ثُمَّ قَالَ: عَلَى الدَّاخلِ عَلَيْهِم حَرَجٌ أَنْ يَدخُلَ مَجلِسَنَا، أَوْ يَسمعَ منَّا، أَوْ يَرْوِي عنَّا، فَإِنْ فعلَ فلَيْسَ هُوَ منَّا فِي حِلّ. قُلْتُ: رُبَّمَا آل الأَمْرُ بِالمَعْرُوف بصَاحِبه إِلَى الغضبِ والحِدَّة، فيقعُ فِي الهِجْرَان المحرَّم، وَرُبَّمَا أَفضَى إِلَى التكفير2 وَالسَّعْي فِي الدَّمِ، وَقَدْ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ وَافرَ الجَاهِ وَالحُرمَةِ إِلَى الغَايَة بِبَلَدِهِ، وَشَغَّب عَلَى أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ الحَافِظِ، بحيث إن أحمد اختفى.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "654"، والنسائي "2/ 108"، وابن ماجه "777". 2 في الأصل: والتفكير، وهو تصحيف والصواب [التكفير] وهو ما يقتضيه السياق وهو ما أثبتناه.

وَلأَبِي عَبْدِ اللهِ كِتَابٌ كَبِيْرٌ فِي الإِيْمَان فِي مُجَلَّد، وَكِتَابٌ فِي النَّفْس وَالرُّوحِ، وَكِتَابٌ فِي الرَّدِّ عَلَى اللَّفظيَّةِ. وَإِذَا رَوَى الحَدِيْثَ وَسكت أَجَاد، وَإِذَا بوَّب أَوْ تَكَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ انحرفَ، وحَرْفَشَ، بَلَى ذَنْبُه وَذنبُ أَبِي نُعَيْمٍ أَنَّهُمَا يَرويَانِ الأَحَادِيْثَ السَّاقطَة وَالمَوْضُوْعَةَ، وَلاَ يَهتِكَانِهَا، فنسأَلُ اللهَ الْعَفو. وَقَدْ سَمِعْتُ جُمْلَةً مِنْ حَدِيْثِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بِإِجَازَةٍ، وَلَمْ يَقَعْ لِي شَيْءٌ متصلاً، وَكَانَ القَاضِي نَجمُ الدِّيْنِ بنُ حَمْدَانَ آخرَ مَنْ رَوَى حَدِيْثاً عَالِياً. أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الفَقِيْهُ فِي كِتَابِهِ سنة أربع وَسَبْعِيْنَ وَسِتّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ القَادِر بنُ عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ بِحَرَّانَ سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّ مائَة، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ مَنْدَةَ، أَخْبَرَنَا وَالدِي، أَخْبَرَنَا الهَيْثَمُ بنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَيُّوْبَ بنِ هَانِئ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ يَوْماً وَخَرَجتُ مَعَهُ, حَتَّى انتَهَينَا إِلَى المقَابرِ، فَأَمَرَنَا فَجَلَسْنَا، ثُمَّ تخطَّى القُبُوْر حَتَّى انْتَهَى إِلَى قبرٍ مِنْهَا، فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَنَاجَاهُ طَوِيْلاً، ثُمَّ ارتَفَعَ نَحيبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَاكياً، فَبكينَا لبُكَائِه, ثُمَّ أَقبل إِلَيْنَا، فتلقَّاه عُمرُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ الله! مَا الَّذِي أَبكَاكَ? فَقَدْ أَبكَانَا وَأَفزَعَنَا. فَأَخَذَ بِيَدِ عُمرَ، ثُمَّ أَومأَ إِلَيْنَا فَأَتينَاهُ، فَقَالَ: "أَفزعَكُم بُكَائِي?" قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: "إنَّ القَبْرَ الَّذِي رأَيتمونِي عِنْدَهُ إِنَّمَا هُوَ قَبْر آمنَةَ بِنْتِ وَهبٍ، وَإِنِّي اسْتَأَذنتُ رَبِّي فِي الاسْتِغْفَار لَهَا، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَنَزَلَ عَلَيَّ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِين} [التَّوبَة: 113] فَأَخذنِي مَا يَأْخُذُ الوَلَدَ لوَالِدِه مِنَ الرقِّة، فَذَاكَ الَّذِي أَبكَانِي، إِنِّيْ كُنْتُ نَهَيتُكُم عَنْ زِيَارَةِ القُبُوْرِ فَزُورُوهَا، فَإِنَّهُ يُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا وَيُذَكِّرُ الآخِرَةَ". هَذَا مِنْ غَرَائِب الحَدِيْث، أخرجه ابن ماجه عن الثقة، عن ابْنِ وَهْبٍ مُختصراً، وَأَيُّوْبُ هَذَا كُوْفِيٌّ ضعَّفه يحيى بن معين.

_ 1 ضعيف: أخرجه ابن ماجة "1571" حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وهب، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: أيوب بن هانئ, ضعيف كما قال ابن معين. والعلة الثانية: ابن جريج مدلس، وقد عنعنه. والقصة صحيحة دون ذكر الانتهاء إلى قبر أمه، والجلوس إليه، ومناجاته طويلًا؛ فأخرجه مسلم "976" من حديث أبي هريرة قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه، فبكى وأبكى مَنْ حوله، فقال: "استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور، فإنها تذكر الموت".

عبد الله بن أبي زرعة

3639- عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زُرْعَة: مُحَمَّد بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَرَج بنِ مَتُّويه القَزْوِينِي الحَافِظُ. ذَكَرَهُ الخَلِيْلِيُّ فِي "إِرشَادِه" فَقَالَ: حَافِظٌ فَقِيْهٌ عارِف بِالأَنسَابِ وَالتَّوَاريخِ، جَامِعٌ فِي العُلُومِ. سَمِعَ: عَلِيَّ بن مِهْرَوَيْهِ، وَعَلِيّ بن إِبْرَاهِيْمَ القَطَّان، وَأَبَا عَلِيٍّ الصفَّار، وَبِوَاسِط عَبْد اللهِ بن شَوْذَب، وَبِالبَصْرَة مُحَمَّدَ بن جَعْفَرٍ الزِّئبقي، وَابْن دَاسَة، وَرَجَعَ إِلَى قزْوِين، وَارْتَحَلَ ثَانياً إِلَى العراق، وَسَمِعَ بِمَكَّةَ الفَاكهِي، وَولِيَ القَضَاءَ بِخُرَاسَانَ، وَأَقَامَ بِهَا سِتّ سِنِيْنَ، وَكَتَبَ وَنَاظر, وَاشْتُهِرَ فضلُه ثَمَّ. وَكَانَ عَارِفاً بِمخَارج الأَحَادِيْث، لَمْ يُرَ أَجمع مِنْهُ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. وَابنه: أَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ، سَمِعَ بِالعِرَاقِ الدَّارَقُطْنِيّ، وَابنَ شَاهِيْن، وَبَالأَهْوَاز ابْنَ عَبْدَان، قُتِلَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة. وَأَبُوْهُ أَبُو زرعة ذُكِرَ سنة 330.

أبو زرعة الكشي

3640- أبو زُرْعَة الكَشِّي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ، أَبُو زُرْعَةَ، مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجُنَيْدِ الجُرْجَانِيُّ الْكَشِّيُّ، وكَشّ: مِنْ قُرَى جُرْجَان, عَلَى ثَلاَثَة فِرَاسخ مِنْهَا -بشين مُعْجَمَة، فأمَّا كِس الَّتِي بِمَا وَرَاء النَّهر، فمدينَةٌ صَغِيْرَةٌ مِنْهَا عَبْدُ بنُ حُمَيْد، بِكَسْر الكَاف وَبِمُهمَلَةٍ. سَمِعَ أَبَا نُعَيْمٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَدِيٍّ الجُرْجَانِيَّ، وأبا العَبَّاس الدَّغُوْلِيّ، وَابنَ أَبِي حَاتِمٍ، وَمَكِّيَّ بنَ عَبْدَان، وَطَبَقَتهُم بِخُرَاسَانَ وَالعِرَاق وَالحِجَاز. حدَّث عَنْهُ: عَبْدُ الغَنِيّ الحَافِظ، وَأَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الوَاسِطِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الأَزَجِيّ، وَحَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ السَّهْمِيُّ، وَطَائِفَة. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: جمع أَبُو زُرْعَةَ الكَشِّي الأَبْوَابَ وَالمَشَايِخ، وَكَانَ يفهم، أَمْلَى عَلَيْنَا بِالبَصْرَةِ، ثُمَّ إِنَّهُ جَاوَرَ بِمَكَّةَ إِلَى أَنْ توفِّي بِهَا فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ الصَّالِحيّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الحِنَّائِيّ، عَنْ أَبِي الفَضْلِ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ السَّعْدِيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الغَنِيّ بنُ سَعِيْدٍ الحَافِظ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بِمَكَّةَ -بَعْد جُهدٍ وَعنَاء- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُوْلِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُشْكَان، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ أَبِي حِكِيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: غزونَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ الجَرَاد2. هَذَا غَرِيْبٌ، وَإِنَّمَا المَحْفوظُ حَدِيْثُ سُفْيَان عَنْ أَبِي يَعْفُوْرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص412-413"، وتاريخ بغداد "3/ 408"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 186"، والأنساب للسمعاني "10/ 440"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 213"، والعبر "3/ 47"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 928"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 134". 2 صحيح: أخرجه البخاري "5495"، ومسلم "1952"، وأبو داود "3812".

أبو زرعة الرازي

3641- أبو زُرْعَة الرازي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، الرحَّال الصَّدُوْقُّ، أَبُو زُرْعَةَ، أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحَكَمِ، الرَّازِيُّ الصَّغِيْرُ. سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن أَبِي حَاتِمٍ، وَالقَاضِي أَبَا عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيّ، وَابنَ مَخْلَد العَطَّار، وَعَلِيَّ بن أَحْمَدَ الفَارِسِيّ نَزِيْل بَلْخ، وَأَبَا حَامِدٍ بنَ بِلاَلٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ البُخَارِيُّ الأُسْتَاذ، وَأَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ، وَأَبَا الفَوَارِس أَحْمَدَ بن محمد الصابوني المصري، وأبا الحسين الرازي وَالد تَمَّام، وَطَبَقَتهُم. وَكَانَ وَاسِعَ الرّحلَة، جَيِّد المعرفَة. حَدَّث عَنْهُ: تَمَّامٌ الرَّازِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الفلاَّكِي، وَعَبْدُ الغَنِيّ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَارُودِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ رَوْحُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيّ، وَعَلِيّ بن المُحَسِّن التَّنُوْخِيّ، وَخَلْق. وصنَّف التَّصَانِيْفَ. وكَانَتْ رحلتُهُ إِلَى بَغْدَادَ فِيمَا نَقله التَّنُوْخِيّ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَهُوَ حَدَثٌ لَهُ أربع عشرة سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 109"، وتذكرة الحفَّاظ "3/ ترجمة 930"، والعبر "2/ 368"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 147"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 84".

قُلْتُ: قَدْ سأَله حَمْزَة السَّهْمِيُّ عَنِ الجَرح وَالتَّعديل. مَاتَ بطرِيق مَكَّة قَدِيْماً فِي سَنَةِ خمس وسبعين وثلاث مائة. وكنت قد وَقفتُ عَلَى تَأْلِيْفٍ كَبِيْرٍ فِي السُّنَن، وَهُوَ نَاقصٌ، فِيْهِ أَحَادِيْثُ غَرِيْبَة، فَقِيْلَ: إِنَّهُ تصنيفُه. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ اليُونِينِي, أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفي، أَخْبَرَنَا المُعَمَّر بنُ مُحَمَّدٍ الحَبَّال بِالكُوْفَةِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الجَعْفَرِيّ، حدَّثنا أَبُو زُرْعَة أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ، حدَّثنا حَامِدُ بنُ حَمَّاد بِنصيبين، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ سيَّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَضْلِ قَالَ: قَالَ لِي هِشَامُ بن عروة: تشرب النبيذ? قلت: نعم. قَالَ: فَلاَ تشربْهُ، فَإِنَّ أَبِي حدَّثني عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حرَامٌ أَوّلُه وآخِرهُ". أَبُو الفَضْلِ لاَ أَعرفه، وَالخَبَر مُنكر.

أبو زرعة الأستراباذي

3642- أبو زُرْعَة الأسْتَرابَاذي 1: هُوَ الإِمَامُ الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، الجوَّال، أَبُو زُرْعَةَ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بُنْدَارَ، الأَستَرَابَاذيُّ، الملقَّب بِاليَمَنِيِّ؛ لِسُكنَاهُ مُدَّةً بِاليَمَنِ. سَمِعَ أَبَا العَبَّاسِ السرَّاج، وَعَلِيَّ بن الحُسَيْنِ بنِ مَعْدَانَ الفَارِسِيّ، وَأَبَا عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيّ، وَأَبَا القَاسِم البَغَوِيّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بن صَاعِدٍ، وَطَبَقَتهُم. وَلَهُ رحلَةٌ طَوِيْلَةٌ، وَمَعْرِفَةٌ جليلَةٌ، وَجمعٌ وَتَأْلِيْف. حدَّث عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيّ، وَحَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ السَّهْمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اليَزْدِيّ، وَآخَرُوْنَ. بقِي إِلَى حُدُوْد نيفٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة، وإنما أخرته عن طبقته قليلًا لأَجمعَ بَيْنَ آبَاء زُرْعَة -رَحِمَهُمُ الله جُمْلَةً. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّلْم، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ الأوَقْي، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بِإِسْتِرَاباذ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاج قَالَ: قُلْتُ لقُتَيْبَة: أَخبركُم مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: صَلاَةُ الجَمَاعَة تَفْضُلُ عَلَى "صَلاَةِ الفَذِّ بِسبعٍ وعشرين درجة " 2، فأقرَّ به، وقال: نعم.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص495"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 929". 2 صحيح: أخرجه مالك "1/ 129"، والشافعي في "مسند" "1/ 121-122"، وأحمد "2/ 65، 112"، والبخاري "645"، "649"، ومسلم "649" "248"، "650"، والنسائي "2/ 103"، وأبو عوانة "2/ 3"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "2/ 29"، والبيهقي "3/ 59"، والبغوي "784"، "785"، من طريق نافع، عن ابن عمر، به.

أبو زرعة الآستراباذي، وأبو زرعة الدمشقي الصغير

أبو زرعة الآستراباذي، وأبو زرعة الدمشقي الصغير: 3643- أبو زُرْعَة الأسْتَراباذي 1: آخر، هو قاضي إستراباذ، أَبُو زُرْعَة، أَحْمَدُ بنُ بُنْدَارَ بنِ مُحَمَّدِ بن مِهْرَانَ، العَيْشِيُّ الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ، مِنْ كِبَارِ تَلاَمِذَةِ أَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ. يَرْوِي عَنِ الحَافِظ حَفْصِ بن عُمَرَ الأَرْدَبيلِي, وَنَحْوه. قَالَ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيّ: مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وثمانين وثلاث مائة. فهذا أبو زُرْعَة الأستراباذي الصغير. 3644- أبو زرعة الدِّمَشْقي الصغير 2: هُوَ الإِمَامُ المحدِّث، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي دُجَانَةَ عَمْرِو بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ صَفْوَانَ، النَّصْرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ, ابْنُ ابْنِ أَخِي الحَافِظِ أَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيِّ الكَبِيْرِ. حدَّث عَنْ: الحُسَيْن بن مُحَمَّدِ بنِ جُمعَة، وَإِبْرَاهِيْم بن دُحَيْم، وَجَمَاعَة. رَوَى عَنْهُ: تَمَّام الرَّازِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ مهنَّا، وَغيرهُمَا. مَاتَ قَبْل السِّتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَمَا أَبُو زُرْعَة النَّصْري الدِّمَشْقِيّ فمشهور، مات بعد الثمانين ومائتين.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص470"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 933". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 932".

أبو زرعة الرازي

3645- أبو زُرْعَة الرَّازِي 1: ثَلاَثَةٌ: فَالكَبِيْرُ مِنْ أَقْرَانِ البُخَارِيِّ مَرَّ، وَالأَوسَطُ ذَكَرتُهُ الآنَ، وَالأَصغَرُ هُوَ العلَّامة قَاضِي أَصْبَهَانَ، أَبُو زُرْعَةَ رَوْحُ بنُ مُحَمَّدٍ سِبْطِ الحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ بنِ السُّنِّيِّ. سَمِعَ مِنْ: إِسْحَاق بن سَعْدٍ النَّسَوِيّ، وَجَعْفَرِ بن فَنَّاكي، وَأَبِي زُرْعَةَ أَحْمَدَ بن الحُسَيْنِ الرَّازِيّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ فَارس اللُّغَوِيّ، وَعِدَّة. قَالَ الخَطِيْبُ: قَدِمَ عَلَيْنَا فحدَّث بِبَغْدَادَ وَبَالكَرج أَيْضاً، وَكَانَ صَدُوْقاً فَهماً، أَديباً شَاعِراً، وَلِي قَضَاءَ أَصْبَهَان. ثُمَّ قَالَ: وَبلغنِي مَوْتُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بِالكَرج. قُلْتُ: سَمِعَ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ مِنْ أَصْحَاب هَذَا، وَهُوَ مُتَأَخِّرٌ عَنْ هَذِهِ الطَّبَقَة، كتبنَاهُ لِلتَّمْيِيْزِ. قَرَأْتُ عَلَى سُلَيْمَان بن قُدَامَةَ الفَقِيْه: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المصري، أخبرنا القاضي أبو زرعة رَوْحُ بنُ مُحَمَّدٍ السُّنِّي، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الجوَالِيقِي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُدْرِك بن زَنْجَلَةَ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بن حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بن الْورْد، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَة، سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بنَ أَبِي يَزِيْدَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ ليومٍ فَضْلٌ عَلَى يَوْمٍ فِي الصِّيَامِ إلَّا شَهْر رَمَضَان، وَيوم عَاشُورَاء2". هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ فِيْهِ نكَارَة، وَابْنُ الورد صدوق، وهو أخو وهيب الزاهد.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 410"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 70"، وتذكرة الحفَّاظ "3/ ترجمة رقم 931". 2 منكر: أخرجه الطبراني في "الكبير" "11/ 11253"، والطحاوي في "معاني الآثار" "3371"، وابن عدي في "الكامل" "5/ 325" من طريق عبد الأعلى بن حماد، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد الجبار بن الورد، فإنه ضعيف في حفظه، وقد أخطأ في رواية هذا الحديث, فاضطرب في إسناده؛ فمرَّةً رواه كما سبق عن ابن أبي مليكة، ورواه مرَّة عن "عمرو بن دينار" عن عبيد الله بن أبي يزيد، به. ثم إنه قد خولف في متن هذا الحديث, فرواه جماعة من الثقات, عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَزِيْدَ، عَنْ ابن عباس قال: "ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرَّى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر -يعني رمضان "، أخرجه البخاري "4/ 200-201"، ومسلم، وأحمد "رقم 1938، 2856، 3475"، والطحاوي، والطبراني، والبيهقي "4/ 286" من طرق عبيد الله، به. وأحد أسانيده عند أحمد ثلاثي, فهذا هو أصل الحديث، وهو كما ترى من قول ابن عباس, ولفظه بناءً على ما علمه من صيامه -صلى الله عليه وسلم، فجاء عبد الجبار فرواه مرفوعًا من قول النبي -صلى الله عليه وسلم، وشَتَّان ما بين الروايتين, فإن هذه الرواية الضعيفة تتعارض مع الأحاديث الأخرى التي تصرح بأن لبعض أيام أخرى غير يوم عاشوراء فضلًا على سائر الأيام؛ كقوله -صلى الله عليه وسلم: "صوم يوم عرفة يكفِّر السنة الماضية والباقية" رواه مسلم وغيره عن أبي قتادة، فكيف يعقل مع هذا أن يقول عليه السلام ما رواه عنه عبد الجبار هذا؟! أمَّا الرواية الصحيحة لحديث ابن عباس، فإنما فيها إثبات التعارض بين نفي ابن عباس فضل يوم غير عاشوراء، وإثبات غيره كأبي قتادة, وهذا الأمر فيه هين لما تقرَّر في الأصول: "إن المثبت مقدَّم على النافي", وإنما الإشكال الواضح أن ينسب النفي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم, مع أنه قد صرَّح فيما صحَّ عنه بإثبات ما عزي إليه من النفي. ومما تقدَّم تبيِّن أن لا إشكال، وأن نسبة النفي إليه -صلى الله عليه وسلم- وَهْمٌ من بعض الرواة.

الزكي، وجيش بن محمد

الزكي، وجيش بن محمد: 3646- الزَّكي: أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بن يعقوب النيسابوري، الأديب. سَمِعَ: ابْنَ بِلاَلٍ، وَمُحَمَّدَ بن الحُسَيْنِ القَطَّان، وَابْن قُوهيَار، وَعَمْرو بن عَبْدِ اللهِ البَصْرِيّ، وَعَبْد اللهِ بن يَعْقُوْبَ الكَرْمَانِيّ، وَأَبَا طَاهِرٍ المُحَمَّدَابَاذِي، وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الإِسْمَاعِيْلِيّ. توفِّي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ -رَحِمَهُ اللهُ. 3647- جيش بن محمد 1: ابن صَمْصَامة، الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، نَائِبُ دِمَشْقَ، أَبُو الفَتْحِ المَغْرِبِيُّ. وَلِيَ البلدَ مِنْ قِبَلِ خَاله الأَمِيْر أَبِي مَحْمُوْد الكُتَامِي فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، ثُمَّ وَلِيهَا مستقلاً بَعْد مَوْتِ خَاله سَنَة سَبْعِيْنَ، ثُمَّ صرف بَعْد عَامِين، ثُمَّ وَلِيهَا سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ. وَكَانَ ظلوماً مُتجبراً سفَّاكًا للدمَاء، مُصَادِراً، خبيثَ العقيدَة، عَجَّ الخلقُ فِيْهِ إِلَى اللهِ حَتَّى هلك بالجُذَام. وَكَانَ قَدِمَ الشَّامَ فِي جَيْشٍ، فَنَزَلَ الرَّمْلَة، وَبَادَرَ إِلَى خِدْمَته نُوَّابُ الشَّام، فَقبض عَلَى سُلَيْمَان بن فلاَح الأَمِيْر، وَجَهَّزَ طَائِفَةً لمنَازلَة صور لأَنَّهُم عَصَوْا، وَأَمَّرُوا عَلَيْهِم علاَّقَة الملاَح، فَاسْتنجد بالروم، فأمده بسيل الملك بعدَة مرَاكبَ، فَالتَقَوا هُم وَأُسطول جَيْشٍ، فَأُخِذَتْ

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 46"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 133".

مرَاكبُ الرُّوْم، وَهَرَبَ مِنْ نَجَا، ثُمَّ أُخِذَتْ صور، وَأُسِرَ علاَّقَة، وَسُلخ بِمِصْرَ حياً، وَوَلِي عَلَى صور حُسَيْنُ بنُ صَاحِب المَوْصِل نَاصِرِ الدَّوْلَة, وَهَرَبَ مُفَرِّج أَمِيْرُ العَرَب مِنْ جَيْشٍ إِلَى جبال طَيء. وَأَقبلَ جيشٌ طَالباً لجموع الرُّوْم النَّازلين عَلَى فَامِيَة، وَأَقبلَ عَلَى أَحدَاثِ دِمَشْق وَاحْتَرَمهُم، وَخلعَ عَلَى أَعيَانهم، وَسَارَ إِلَى حِمْصَ، وَأَتته الأَمدَادُ وَالمُطَّوِّعَة، فَالتقَاهُ الذُّوفس -لَعنه الله- وَحملت الرُّوْمُ، فَطحنت القَلْبَ، ثُمَّ انْهَزَمت مِيسرَةُ جَيْشٍ وَعَلَيْهَا مِيسورٌ نَائِبُ طَرَابُلُس، وَهَرَبَ جَيْشٌ فِي المِيمنَة، فَرَكبت الرُّوْمُ أَقفيتهُم، وَقتلُوا نَحْو الأَلفين، وَأَخَذُوا الخيَام، فثبتَ بِشَارَةُ الإِخشيدِي فِي خَمْس مائَة فَارس، فضجَّ الخلقُ مِنْ دَاخل فَامِيَة إِلَى اللهِ بِالدُّعَاء، وَكَانَ طَاغيَةُ الرُّوْم الذُّوفس عَلَى رَابيَةٍ بَيْنَ يَدَيْهِ ابْنَاهُ وَعشرَةُ فوَارس، فَقصدهُ أَحْمَدُ بنُ ضحَّاكٍ الكُرْدِي عَلَى جَوَاده، فَظَنَّه مُستَأْمناً، فلمَّا قرب طَعنه أَحْمَد، قَتَلَه، فصَاح أَهْلُ فَامِيَة: ألَا إِنّ عدوَّ الله قُتِل، فانهزمت الملاعين, ثم تراجع المصريون وركبوا أقفية العدو, وألجئوهم إِلَى مضيقِ الْجَبَل، إِلَى جَانب بحيرَة فَامِيَة، وَأُسِرَ وَلد الطَّاغيَة، وَحُمِلَ إِلَى مِصْرَ مِنْ رءوسهم نحو عشرين ألف رأس، وألفا أَسير، وَسَارَ جَيْشٌ إِلَى أَنطَاكيَة فسبَى وَغنم. وقَدِمَ دِمَشْقَ وَقَدْ عَظُمَتْ سَطْوَتُهُ، وَنَزَلَ بِظَاهِرهَا، وَزُينَت دِمَشْقُ، فَأَظهر العَدْل، وَشرع يُلاَطِفُ الأَحدَاثَ حَتَّى طَمَّنَهم، وَأَمر قوَّاده بِالأُهبَة، وهيَّأ رِقَاعاً مختومَةً، وقسَّم البَلَد، وعَيِّن كُلَّ دربٍ لقَائِد، وَأَن يَبْذُلُوا السَّيْفَ، وَهَيَّأ فِي حمَّام دَاره الَّتِي ببَيْت لهيَا مائَتَيْنِ بِالسُّيوف، ومدَّ السِّمَاطَ للأَحدَاثِ، فَلَمَّا قَامُوا لغسلِ الأَيدِي أَغلقَ عَلَيْهِم، وَكَانَ كُلّ مُقَدَّم مِنَ الأَحدَاثِ يركب فِي جمعه بِالسِّلاَح، وَكَانَ الَّذِيْنَ أُغلق عَلَيْهِم اثْنَيْ عَشَرَ مُقَدّماً، فَقُتلُوا، وَمَالت أَعوَانُهُ عَلَى أَصحَابهم قتلًا، ودخل المِصْرِيّون دِمَشْقَ بِالسَّيْف، فَكَانَ يَوْماً عصيباً، نَسْأَلُ اللهَ العَافيَةَ، ثُمَّ جهَّز إِلَى قُرَى الغوطَة وَالمرج نصرُوْنَ القَائِدَ، فَقَتَل نَحْو الأَلْفِ، وَاسْتَغَاثَ أَهْلُ البَلَدِ إِلَى جَيْشٍ: العَفْوَ العَفْوَ, فكفَّ, وطلب الأكابر، فلمَّا اجتمعوا أخرج رءوس الأَحْدَاث قَدْ ضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ، ثُمَّ شَرَعَ فِي المُصَادَرَة وَالعَذَاب، وَوَضَعَ عَلَيْهِم خَمْس مائَة أَلْف دِيْنَار، فَقِيْلَ: عِدَّةُ مِنْ قُتل مِنَ الأَحْدَاث وَالشُّطَّار ثَلاَثَةُ آلاَف نَفْس، فَاسْتَأصَلَهُ اللهُ بَعْد أَشْهُر، فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَلقَدْ لَقِيَ المُسْلِمُوْنَ مِنَ العُبَيْدِيَّة وَالمغَارِبَة أَعْظَمَ البَلاَء فِي النَّفْسِ وَالمَالِ وَالدِّيْنِ، فَالأَمْرُ للهِ، وَابتُلِيَ جَيْشٌ بِمَا لاَ مَزِيْدَ عَلَيْهِ، حَتَّى أَلْقَى مَا فِي بَطْنِهِ، وَكَانَ يَقُوْلُ لأصحابه: اقتلوني، ويلكم! أريحوني من الحياة. ويقال: نفذت فيه دعوة أبي بَكْرٍ بنُ الحرمِي الزَّاهِد، وَأَرَاقَ لَهُ خُمُوراً فما سلطه الله عليه.

ابن ضيفون

3648- ابن ضَيْفُون 1: الشَّيْخُ المُحَدِّث المُعَمَّر، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بن ضَيْفُون اللَّخْمِيّ القرطبي الحَدَّادُ. سَمِعَ عَبْد اللهِ بن يُوْنُسَ القَبْرِي، وَأَحْمَد بن زِيَادٍ، وَقَاسِم بن أَصْبَغَ، ثُمَّ حجَّ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فَشَهِدَ رَدَّ الحَجَرِ الأَسْوَدِ إِلَى مَكَانِهِ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ بن النَّسَائِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بن يَحْيَى بنِ دحمَان المِصِّيصي، لَقِيَهُ بِطَرَابُلُس، وَعَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ مَسْرُور القَيْرَوَانِيّ. وَكَانَ صَالِحاً مُعَدَّلًا، آخرُ أَصْحَابه مَوْتاً أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ بنُ الفَرَضِيّ: علتْ سنُّه، وَاضطرَبَ فِي أَشْيَاء قُرِئَت عَلَيْهِ لَمْ يَسْمَعْهَا، وَلَمْ يَكُنْ ضَابطاً، قَالَ لِي: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وتوفِّي فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: هُوَ آخِر مَنْ حدَّث عَنِ القبرِي، وَابْن الأَعْرَابِيِّ بالأندلس.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "3/ 633"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 144".

ابن برطال

3649- ابن بَرْطَال: القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا بنِ يَحْيَى، التَّمِيْمِيُّ القُرْطُبِيُّ المَالِكِيُّ، ابْنُ بَرْطَالٍ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ خَالِدٍ الجَبَّابِ الحَافِظ، وَمُحَمَّدِ بن عِيْسَى، وَقَاسِمِ بنِ أَصْبَغ، وَإِبْرَاهِيْم بن فِرَاس المَكِّيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن الجِرَاب، وَعُثْمَانَ بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَمُحَمَّدِ بن مُحَمَّدِ بنِ الخَيَّاش، وَعِدَّة. ووَلِي الخطَابَةَ وَقضَاءَ الجَمَاعَة إِلَى أَنْ علت سنُّه، وَتفلّت ذِهْنُه، فَصَرفهُ أَبُو عَامِرٍ الحَاجِبُ عَنِ القَضَاء إِلَى الوزارَة. رَوَى عَنْهُ: الفَرَضِيّ، وَسِرَاج بنُ عَبْدِ اللهِ، وعمَّر دَهْراً. وَكَانَ حجُّه فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وتفرَّد بِأَشْيَاء عَالِيَة. توفِّي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ خمس وتسعين سنة.

ابن عبدوس، وأبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس

ابن عبدوس، وأبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس: 3650- ابن عَبْدُوس: الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبدوس بن أحمد، النيسابوري النحوي الفقيه. سَمِعَ مَكِّيَّ بن عَبْدَانَ، وَأَبَا عَمْرٍو الحِيْرِيّ، وَأَبَا حَامِدٍ بنَ الشَّرْقِيّ، وَعَمَّه إِبْرَاهِيْمَ بن عَبْدُوْس. وَعَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَقَالَ: عقدتُ لَهُ مَجْلِسَ الإِملاَء سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ، وَرَوَى عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى بن الصَّابُوْنِيّ، وَآخَرُوْنَ. توفِّي فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمِنْ طَبَقَتِهِ: الحَافِظُ الرَّحَّال: 3651- أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْسٍ: النَّسَوِيُّ، مُحَدِّثُ مَرْو. حدَّث عَنْ: عَلِيِّ بنِ أَبِي العَقَبِ، وَبُكَيْرِ بنِ الحَسَنِ الحَدَّادِ، وطائفة. حدَّث عنه: الفقيه أبو محمد بن عبد الله بن يوسف الجويني، والحسن ابن القَاسِمِ المَرْوَزِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الفَقِيْه المَرْوَزِيّ. كَانَ بَعْد الأَرْبَع مائَة. وَمِنْ طَبَقَتِهِ: 3652- أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ: الحَاتِمِيُّ النيسابوري، الفقيه الشافعي. سَمِعَ أَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ، وَجَمَاعَةً. وَمَاتَ فِي حَيَاةِ وَالِده سَنَة خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. ومن طبقته شيوخه:

أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس، وابن الحجاج، والرازي

أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ، وابن الحجاج، والرازي: 3653- أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ: العَنَزيّ الطرائفِيّ، صَاحِبُ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيِّ، المتوفَّى سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3654- ابْنُ الحَجَّاج 1: شاعر العصر، وسفيه الأدباء، وأمير الفُحش، وديوانه مَشْهُوْرٌ فِي خَمْسِ مُجَلَّدَاتٍ، وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَجَّاج البَغْدَادِيُّ، المُحتَسِبُ، الكَاتِبُ. وَقَدْ هَجَا المُتَنَبِّي، وَمَدَحَ المُلُوكَ، مثل عضد الدولة وبنيه وَالوُزَرَاء. وَلَهُ بَاعٌ أَطْوَل فِي الغَزَلِ, وَأَمَّا الزَّطاطة وَالتَفَحُّش فَهُوَ حَامِلُ لِوَائهَا، وَالقَائِمُ بِأَعبَائِهَا. وَخدم بِالكِتَابَة فِي جهَات، وَأَخَذَ الجَوَائِز، وَوَلِي حِسْبَةَ بَغْدَاد مُدَّة وعُزِل، وَلَهُ معانٍ مُبْتَكَرَةٌ مَا سُبِقَ إِلَيْهَا. وَكَانَ شِيْعِيّاً رقيعاً، مَاجِناً، مزَّاحًا، هجَّاءً، أُمَةً وَحدَهُ فِي نَظْمِ القَبَائِح، وَخِفَّة الرُّوْحِ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بفُنُوْنٍ مِنَ التَّارِيْخ وَالأَخْبَار وَاللغَات. ورَأَيْتُ لَهُ أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ مَا قُلْتُهُ مِنَ المجُوْن فَاللهُ يَشْهَدُ أَنَّنِي مَا قَصَدْتُ بِهِ إلَّا بَسْطَ النَّفِسِ، وَأَنَا اسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ هَذِهِ العَثْرَة. وَقِيْلَ: إِنَّهُ بَعَثَ دِيْوَانه بِخَطّ مَنْسُوبٍ إِلَى صَاحِبِ مِصْر، فأجازه بألف دينار. مَاتَ بِبَلَدِ النِّيْل فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَة إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَقَدْ شَاخَ. 3655- الرَّازي 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ العَبَّاسِ، الرَّازِيُّ الفَقِيْهُ. رَوَى عَن ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ فَأَكْثَر، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ قَارن بن العَبَّاسِ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُعَاوِيَةَ الكَاغَدِي، وَأَحْمَدَ بنِ خَالِدِ بن مُصْعَبٍ الحَزُّورِي، وَارْتَحَلَ بِأخَرَةٍ، فَحْمل عن النجاد، وابن السماك.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 14"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 216"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "9/ 206"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 192"، والعبر "3/ 50"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 204". 2 ترجمته في العبر "3/ 64"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 149".

أَكْثَر عَنْهُ الخَلِيْلِيّ، وَقَالَ: كَانَ عَالِماً، لَهُ فِي كلِّ عِلْمٍ حَظٌّ، وَكَانَ فِي الفِقْه إِمَاماً بَلَغَ قَرِيْباً مِنْ مائَة سَنَةٍ. وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّد الحَافِظ يَقُوْلُ: لَمْ يَعِش مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيّ أَحَدٌ أَكْثَرَ مِمَّا عَاشَ هَذَا، وَكَانَ عَالِماً بِالفتَاوَى وَالنَّظَر. قُلْتُ: تفرَّد بِالرِّوَايَةِ عَنِ ابْنِ مُصْعَب وَغَيْره، وَبَقِيَ إِلَى حُدُوْد سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرْنَا ابن مَاك، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الفَقِيْه، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: دَخَلتُ قَزْوِين سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَدَاوُد العُقَيْلِيّ -يَعْنِي: ابْن إِبْرَاهِيْمَ- قَاضيهَا، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَدَفَعَ إِلَيْنَا مشرساً فِيْهِ مسندُ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَوَّلُ حَدِيْثٍ فِيْهِ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ المُغِيْرَة بن سُبَيْع، فِي خُرُوْجِ الدَّجَّال مِنْ خُرَاسَان, فَقُلْتُ: لَيْسَ ذَا مِنْ حَدِيْثِ شُعبَة، إِنَّمَا هُوَ سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَقُلْتُ لخَالِي: لاَ أَكْتُبُ عَنْهُ إلَّا أَنْ يَرجِعَ عَنْ هَذَا، فَقَالَ خَالِي: أَسْتَحيي أَنْ أَقُوْلَ لَهُ. قَالَ: فَخَرَجْتُ، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئاً.

العنزي، وابن الوزير

العنزي، وابن الوزير: 3656- العَنَزِي: الإِمَامُ الفَقِيْهُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُهَلَّبِ، العَنَزِيُّ، الجُرْجَانِيُّ، الوَرَّاقُ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. سَمِعَ أَبَا سَعِيْدٍ بنَ الأَعْرَابِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّارَ، وَخَيْثَمَةَ بنَ سُلَيْمَانَ، وَأَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي طلحة الفارسي، وطبقتهم. وَلَهُ رحلَةٌ وَاسِعَةٌ، وَمَعْرِفَةٌ وَفهم. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَحَمْزَةُ السَّهْمِيُّ، وَسُلَيْم الرَّازِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ المُحَسِّن التَّنُوْخِيّ، وَأَبُو مَسْعُوْد، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَجَلِيّ، وَعِدَّة. قَالَ السَّهْمِيُّ: كَانَ سَكَنَ بَغْدَاد سِنِيْنَ كَثِيْرَةً يُوَرِّق، توفِّي فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3657- ابن الوزير: الإِمَامُ الحَافِظُ، أَبُو أَحْمَدَ، حُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الوَزِيْرِ، الدِّمشقي الشَّاهِدُ، رَاوِي كِتَابِ "الأُمِّ" لِلْشَّافِعِيِّ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَضَائِرِيِّ، وحدَّث أَيْضاً عَنْ: أَبِيهِ، وَابنِ ملاس، وَهُوَ كَاتِب القَاضِي المَيَانَجِي. رَوَى عَنْهُ: عليٌّ الحِنَّائي، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ المَيْدَانِيّ. يوصَف بِالحِفْظ. قَالَ الأَهْوَازِيُّ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ, وَلَهُ مائَة سنة وسنة.

ابن وكيع

3658- ابن وكيع 1: العَلاَّمَةُ البَلِيْغُ الشَّاعِرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، الحَسَنُ بنُ علي بن أحمد بن القَاضِي مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ، ابْنُ وَكِيْعٍ الضَّبِّيُّ البَغْدَادِيُّ، ثُمَّ التِّنِّيْسِيُّ، مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ. وَلهُ دِيْوَان، وَكَانَ يلقَّب بِالعَاطس، وَهُوَ القَائِلُ: لَقَدْ شَمِتُّ بِقَلْبِي ... لاَ خَفَّفَ اللهُ عَنْهُ كَمْ لُمْتُه فِي هَوَاهُ ... فَقَالَ: لاَ بُدَّ مِنْهُ توفِّي فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِتِنِّيس، وَبنُوا عَلَى قَبْرِه قُبَّةً.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 171".

الوليد بن بكر

3659- الوليد بن بكر 1: ابن مخلد بن أبي دبار، الحَافِظُ اللُّغَوِيُّ، الإِمَامُ أَبُو العَبَّاسِ، الغَمْرِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ السَّرَقُسْطِيُّ، أَحدُ الرحَّالة فِي الحَدِيْثِ. حدَّث عَنْ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ الخَصِيْبِ بكتَابِ العِجْلِيّ فِي "مَعْرِفَةِ الرِّجَال"، وَعَنِ الحَسَنِ بنِ رَشِيْق، وَيُوْسُف المَيَانَجِي، وَأَبِي بَكْرٍ الرَّبَعِيّ، وَأَحْمَدَ بن جَعْفَرٍ الرَّمْلِيّ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الكُوْفِيّ ابْن عمشليق، وَعَبْدُ الغَنِيّ بنُ سَعِيْدٍ الحَافِظ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ العَتِيْقِيّ، وَأَبُو طَالِبٍ العُشَارِي، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمَّان، وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْر بنِ خَلَفٍ المَغْرِبِيّ، وَالحُسَيْنُ بنُ جَعْفَرٍ السَّلَمَاسِي. قَالَ ابْنُ الفَرَضِيّ: كَانَ إِمَاماً فِي الحَدِيْثِ وَالفِقْهِ، عَالِماً بِاللغة وَالعَرَبِيَّة، كَانَ أَبُو عَلِيٍّ الفَارِسِيُّ النَّحْوِيّ يَرْفَعُهُ ويُثْنِي عَلَيْهِ، ذكر أَنَّهُ لقِي فِي الرّحلَة أَزْيَدَ مِنْ أَلْفِ شَيْخ، كَتَبَ عَنْهُم. وَقَالَ الحَاكِمُ: سَكَنَ نَيْسَابُوْرَ، ثم انصرف إلى العراق، وعاد إلى نَيْسَابُوْر، وَسَمَاعَاتُه فِي أَقْطَار الأَرْضِ كَثِيْرَةٌ، وَهُوَ مقدَّم في الأدب، وشعره فائق.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 450"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 993"، والعبر "3/ 53".

وَقَالَ عَبْدُ الغَنِي فِي نَسَبِه: الغَمْرِي -بِغَيْن معجمة، حدثنا بـ"التاريخ" للعجلِي. وَقَالَ الحَسَنُ بنُ شُرَيْح: هُوَ عُمَرِيّ، وَلَكِن قَدِمَ إِفْرِيْقِيَة، فَنقط العينَ حَتَّى يَسْلَم، وَكَانَ مؤدِّبي، وَقَالَ لِي: إِذَا رَجِعْتُ إِلَى الأَنْدَلُسِ جَعَلْتُ النّقطَةَ ضمَّةً. قُلْتُ: فَعَلَهُ خوَفاً مِنَ الدَّوْلَة العُبَيْدِيَّة. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً أَمِيناً، كَثِيْر السَّمَاع، سَافَرَ الكَثِيْر. قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: أَخْبَرَنَا زَاهِر، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْر، أَخْبَرَنَا الوَلِيْدُ بنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الخَصِيْب بِالمَغْرِب، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الرِّشديني بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا خُشَيش بن أَصرم. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الغَفَّارِ بن شِيْرَوَيْه، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الكَرْمَانِيّ، أَنْشَدَنِي الوَلِيْدُ بنُ بَكْرٍ النَّحْوِيُّ لِنَفْسِهِ: لأَيِّ بَلاَئِكَ لاَ تدَّكِر ... وَمَاذَا يَضُرُّكَ لَوْ تَعْتَبِرْ بكاءٌ هُنَا وبراحٌ هناك ... وميتٌ يساق وقبرٌ حفر وَبَانَ الشَّبَابُ وَحَلَّ المَشِيْبْ ... وَحَانَ الرَّحِيْلُ فَمَا تنتظر كأنّك أعمى عدمت البصر ... كأنّ جَنَابَكَ جلدٌ حَجَرْ وَمَاذَا تُعَايِنُ مِنْ آيةٍ ... لَوْ أَنَّ بِقَلْبِكَ صَحَّ النَّظَرْ وَقَدْ ذكره ابْنُ الدّبَّاغ فِي "طبقَات الحُفَّاظ". أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ العَطَّار، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بنُ بُنْدَارَ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا الوَلِيْد بن بَكْر، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الهَاشِمِيّ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثني دَاوُدُ بنُ يَحْيَى بنِ يَمَانٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: مَا بِالكُوْفَةِ شَابٌّ أَعقَلُ مِنْ أَبِي أُسَامَةَ. توفِّي أَبُو الوَلِيْدِ بِالدِّيْنَوَر فِي رَجَبٍ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

البديع

3660- البديع 1: العلَّامة البَلِيْغُ، أَبُو الفَضْلِ، أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ يَحْيَى الهَمَذَانِيُّ، بَدِيْعُ الزَّمَانِ. صَاحِب كِتَاب "المقامات" التي على منوالها نسج الحريري. وَلَهُ ترسُّل فَائِق، وَنَظْمٌ رَائِق، وَهُوَ القَائِلُ: وَكَاد يَحْكِيْكَ صَوْتُ الغَيْثِ مُنْسَكِباً ... لَوْ كَانَ طَلْقَ المُحَيَّا يُمْطِرُ الذَّهَبَا وَالدَّهْرُ لَوْ لَمْ يَخُنْ وَالشَّمْسُ لَوْ نَطَقَتْ ... وَاللَّيْثُ لَوْ لَمْ يَصُلْ وَالبَحْرُ لَوْ عَذُبَا مَا اللَّيْثُ مُخْتَطِماً مَا السَّيْلُ مُرْتَطِمَا ... مَا البَحْرُ مُلْتَطِماً وَاللَّيْلُ مُقْتَرِبَا أَمْضَى شَبَا مِنْكَ أَدْهَى مِنْكَ صَاعِقَةً ... أَجدَى يمِيناً وَأَدنَى مِنْكَ مُطَّلَبَا مَاتَ بهَرَاة فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة مسمومًا أو مسبوتًا.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "2/ 161"، واللباب لابن الأثير "3/ 392"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 52"، والعبر "3/ 67"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 218"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 150".

البافي

3661- البافي 1: شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ محمد البخاري، المعروف بِالبَافِيِّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ، وَتِلْمِيْذُ أَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ المَرْوَزِيِّ، قَدْ عُمِّرَ دَهْراً. وَكَانَ مِنْ بُحُورِ العِلْم، مَاهراً بِالعَرَبِيَّة، حَاضِرَ البَدِيْهَة، بَدِيْعَ النَّظْم. وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الوجوه، تفقَّه بن جَمَاعَةٌ. رَوَى عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ. وَكَانَ أَحَدَ الفُصَحَاء، وَلَهُ: قَدْ حَضَرْنَا وَلَيْسَ يُقْضَى تلاَقِي ... نَسْأَلُ اللهَ خَيْرَ هَذَا الفِرَاقِ إِنْ تَغِبْ لَمْ أَغِبْ وَإِنْ لَمْ تَغِبْ ... غِبْتُ كَأَنَّ افِتِرَاقَنَا بَاتِّفَاقِ مَاتَ البَافِيّ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 139"، والأنساب للسمعاني "2/ 47"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 240"، والعبر "3/ 68"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 219"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 152".

ابن خرشيذ قوله

3662- ابن خُرَّشِيذ قُوله 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُسْنِدُ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّد بن خُرَّشِيذَ قُوْلَه، الكَرْمَانِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، التَّاجِرُ. سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ بنَ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَالقَاضِي المحَاملي، وَأَبَا العَبَّاسِ بنَ عُقدَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ مَخْلَد، وَالحَسَنَ بنَ أَبِي الرَّبِيْعِ الأَنْمَاطِيَّ، وَجَمَاعَةً، وتفرَّد فِي وَقْتِهِ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو الوَفَاءِ مُحَمَّدُ بنُ بَديع، وَظفرُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، وَأَخُوَه عَبْدُ الوَهَّابِ، وَسُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الحَسْنَاباذي، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ السِّمْسَار، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الطَيَّان، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَكْرُوَيْه الأَصْفَهَانيون. قَالَ المَصْقَلِي: سَمِعْتُ ابْنَ خُرَّشِيذ قوله يقول: ولدت في سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَدَخَلْتُ بَغْدَادَ سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ. قُلْتُ: مَا عَلِمْتُ فِيْهِ بَأْساً، وَسَمِعْنَا مِنْ طَرِيْقِهِ عِدَّة أَجْزَاء. توفِّي فِي شَهْر المُحَرَّم سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ. وخُرَّشِيْذ -بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وثَانِيه- هَكَذَا وَجَدْتُهُ مَضْبُوطاً، وَإِنَّمَا عَلَى أَفْوَاه الطّلبَة بِالضم وَالتثقيل. وَفِيْهَا مَاتَ الحَافِظ أبو جعفر أحمد بن محمد بن محمد بنِ عُبَيْدَةَ الأُمَوِيّ الطُّلَيْطُلِي، صَاحِب أَبِي إِسْحَاقَ بن شِنْظِير الحَافِظ، اللَّذَيْن يُقَالُ لَهُمَا: الصَّاحبَان، وَالحَافِظ أَبُو مَسْعُوْد إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَالشَّرِيْفُ الطَّاهِر أَبُو أَحْمَدَ حُسَيْنُ بنُ مُوْسَى العَلَوي المُوْسَوِيّ وَالد الرَّضِي وَالمُرْتَضَى، وَسُلَيْمَانُ بنُ هِشَامٍ المُقْرِئُ ابْنُ الغمَّاز، وَأَبُو نُعَيْمٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيِّ بنِ غِيَاث: بغدَادِي، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الخُشَنِيّ الطُّلَيْطُلِي، وَمُحَمَّدُ بنُ هِشَام بن عَبْدِ الجَبَّارِ المَهْدِيّ المرواني.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 304"، والعبر "3/ 72"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 158".

أبو نعيم الإسفرايني

3663- أبو نُعَيْم الإسفرايني 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، مُسنِدُ خُرَاسَانَ، أَبُو نُعَيْمٍ، عَبْدُ الملك بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ الأَزْهَرِ, الأَزْهَرِيُّ الإِسْفَرَاينِيُّ. حدَّث عَنْ خَالِ أَبِيهِ الحَافِظ أَبِي عَوَانَة بكتَابه "الصَّحِيْح"، سَمِعَهُ بقرَاءةِ وَالِدهِ الحَافِظ، وَطَالَ عُمُرُهُ، وَتكَاثر عَلَيْهِ المُحَدِّثُونَ. قَالَ الحَافِظُ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ هَذَا رَجُلاً صَالِحاً ثِقَةً، حَضَرَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَلَمْ يعهد بعد ذلك المجلس مثله لقرَاءةِ الحَدِيْث, كَمَا حَدَّثَنَا الثِّقَاتُ، وَعَاد إلِى إِسفرَاين, وَذَلِكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ الكِتَابَ أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَزَوْجَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي عَلِيٍّ الدَّقَّاق، وَلَهَا فَوْتٌ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ وَعَبْدُ اللهِ ابْنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ البَحِيْرِي، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَلِيَّك. وَرَوَى عنه أكثر الكتاب أو كُلَّه عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَحْمِيُّ، وَشَبِيْبُ بنُ أَحْمَدَ البَسْتِيْغِي، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ الجويني، وعليّ بن ماسرجس الخَازن، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الخَشَّاب، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ البسْطَامِي، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حسَّان بنِ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّام، وَخَلْقٌ آخِرُهُم مَوْتاً أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَهْل السَّرَّاج، المتوفَّى فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَدْ أَجَاز أَبُو عَوَانَةَ أَبَا نُعَيْمٍ جَمِيْعَ كُتُبِه فِي كِتَابٍ كَتَبَهُ فِي وَصِيَّتِه لَهُ, وَلجَمَاعَةٍ، فَقَالَ: قَدْ أجزت لهم جميع كتب الَّتِي سَمِعْتُهَا مِنْ جَمِيْعِ المَشَايِخ، مِنْهَا كُتُبُ عَبْد الرَّزَّاقِ، وَكُتُبُ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، وَأَحَادِيْثُ سُفْيَان، وَشُعْبَة، وَمَالِكٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَالتَّفَاسِيْر وَالقِرَاءات، لِيَرْووهَا عنِّي عَلَى سَبِيْل الإِجَازَةِ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَلَمَّا مَاتَ أَبُو عَوَانَةَ كَانَ لأَبِي نُعَيْم سِتّ سِنِيْنَ وَعشرَةُ أَشْهُر، وَكَانَ يَسْمَع مِنْ أَبِي عَوَانَة مَعَ القَوْم وَوحده لَيْلاً وَنَهَاراً، وَيُلاَعِبُهُ أَبُو عَوَانَةَ، ويطعمه الفانيذ. قَالَ الحَاكِمُ: توفِّي أَبُو نُعَيْمٍ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَقَدْ مَاتَ أَبُو عَوَانَةَ سَنَة سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ مَوْلِدُ أَبِي نُعَيْمٍ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ وَالِدُهُ قَدِ ارْتَحَلَ، وَحمل السُّنَن عَنْ يُوْسُف القَاضِي، وَحمل عَنْ أَبِي خَلِيْفَة الجُمَحِيّ وَالكِبَار، وحدَّث، توفِّي الحسن سنة ست وأربعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 236"، والعبر "3/ 73"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 159".

السلامي

3664- السلامي 1: العلَّامة الأَدِيْبُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ، القُرَشِيُّ المَخْزُوْمِيُّ البَغْدَادِيُّ، مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ. سَارَ إِلَى المَوْصِل، وَصَاحَبَ الخَالِدَيَّيْن والبَبَّغا، وَسَارَ إِلَى ابْنِ عَبَّاد، وامتدحه، وامتدح عضد الدولة بقصيدة منها: إليك طوى عرض البسيطة جاعلٌ ... قصارى المنايا أَنْ يَلُوحَ لَهُ القَصْرُ وَكَانَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ يَقُوْلُ: إِذَا رَأَيْتُ السَّلَامي فِي مَجْلِسِي، خِلْتُ أَنَّ عُطَارِد نَزَلَ مِنَ الفَلَك إِليَّ. وَلَهُ فِيْهِ: يُشَبِّهُهُ المُدَّاحُ فِي البَأْس وَالنَّدَى ... بِمَنْ لَوْ رَآهُ كَانَ أَصْغَرَ خَادِمِ فَفِي جَيْشِهِ خَمْسُوْنَ أَلْفاً كعنترٍ ... وَأَمْضَى وَفِي خُزَّانِهِ أَلْفُ حَاتِم وَهُوَ القَائِلُ: لَمَّا أُصيب الخَدُّ مِنْكَ بعارضٍ ... أَضْحَى بِسِلْسِلَةِ العِذَارِ مُقَيَّداً توفِّي سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ عَنْ بِضْع وَخَمْسِيْنَ سنة. ونسبته إلى مدينة السلام.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 335"، والأنساب للسمعاني "7/ 209"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 225"، ووفيَّات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 655"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 209".

ابن الباجي

3665- ابن الباجي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُحَقِّقُ، أَبُو عُمَرَ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بنِ شَرِيعَةَ اللَّخْمِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ، عُرِفَ بِابْنِ البَاجِيِّ. سَمِعَ مِنْ وَالِدِه جَمِيْع مَا عِنْدَهُ، مِنْ ذَلِكَ "مُصَنَّفُ ابْن أَبِي شَيْبَةَ" بروَايته عَنِ القَبرِي، عَنْ بَقِيَ بن مَخْلَدٍ، عَنْهُ. قَالَ الخَوْلاَنِيّ: كَانَ أَبُو عُمَرَ عَارِفاً بِالحَدِيْثِ وَوُجُوهِه، إِمَاماً مَشْهُوْراً، لَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَهُ فِي المُحَدِّثِيْنَ وَقَاراً وَسَمْتاً، رَحل بَابنِه مُحَمَّد، وَلقيَا شُيُوخاً جلَّة، وَولِي أَبُو عُمَرَ قَضَاءَ إِشْبِيْليَة مُدَّةً يَسِيْرَة، وَأَخَذْنَا عَنْهُ كَثِيْراً، توفِّي، فَشَهِدْتُ جِنَازَتَه فِي مَحْفِلٍ عَظِيْم فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ يَحْفَظ غَرِيْبي الحَدِيْث لأَبِي عُبَيْدٍ، وَابنِ قُتَيْبَةَ، وشُوور فِي الأَحْكَام وَلَهُ ثَمَان عَشْرَةَ سَنَةً، وَجَمَعَ لَهُ أَبُوْهُ عُلُوْمَ الأَرْضِ، وَلَمْ يَحْتَج إِلَى أَحَدٍ، رَحل بِأَخَرَةٍ، وَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ المُهَنْدس وَطَائِفَة، وَكَانَ فَقِيْهَ عَصْرِهِ، وَإِمَامَ زَمَانِهِ، لَمْ أَرَ بِالأَنْدَلُسِ مِثْلَه، كمَّلْتُ عَلَيْهِ "مُصَنَّف ابْنِ أَبِي شيبة"، وكان إمامًا في الأصول والفروع.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 18"، واللباب لابن الأثير "1/ 103"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 970"، والعبر "3/ 60"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 147".

ابن لال

366- ابن لال 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ، المحدِّث، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَرَج، بنِ لاَلٍ، الهَمَذَانِيُّ الشَّافِعِيُّ. حدَّث عَنْ: أَبِيهِ، وَالقَاسِمِ بن أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الجَلاَّب، وَعَبْدِ اللهِ بن أَحْمَدَ الزَّعْفَرَانِيّ، وَإِسْمَاعِيْل الصَّفَّار، وَعَلِيِّ بن الفَضْلِ السُّتُوْرِي، وَأَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيّ، وَأَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بن حَمْدُوَيْه المَرْوَزِيّ، وَحَفْصِ بن عُمَرَ الأَرْدَبيلِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ بنِ شَوْذَب، وَخَلْقٍ كَثِيْر. وَلَهُ رحلَةٌ وَحفظٌ وَمَعْرِفَةٌ. حدَّث عَنْهُ: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى الصُّوْفِيّ، وَحُمَيْدُ بنُ المَأْمُوْنِ، وَأَبُو مَسْعُوْد أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَجَلِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عبَّاد، وَأَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ الحَسَنِ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ إِمَاماً مُفَنَّنًا. قَالَ شِيْرَوَيْه: كَانَ ثِقَةً، أَوْحَدَ زمَانِهِ، مُفْتِي البَلَد، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ فِي علومِ الحَدِيْثِ، غَيْر أَنَّهُ كَانَ مَشْهُوْراً بِالفِقْه. قَالَ: وَرَأَيْتُ لَهُ كِتَاب السُّنَن، ومعجم الصَّحَابَة، مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهُ، وَالدُّعَاءُ عِنْد قَبْرِهِ مُسْتَجَابٌ، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَمَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وثلاث مائة. وَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ بُنْدَار الرَّنْجَانِيّ الفَرَضِيّ: مَا رَأَيْتُ قَطُّ مِثْلَ ابْنِ لاَل -رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: وَالدُّعَاءُ مُسْتَجَاب عِنْد قُبُوْر الأَنْبِيَاء وَالأَوْلِيَاء، وَفِي سَائِر البِقَاع، لَكِن سَبَبُ الإِجَابَة حُضُورُ الدَّاعِي، وَخُشُوعُهُ وَابتِهَاله، وَبلاَ رَيْبٍ فِي البقعَةِ المُبَارَكَة، وَفِي المَسْجَدِ، وَفِي السَّحَر، وَنَحْوِ ذَلِكَ، يَتَحَصَّلُ ذَلِكَ للدَاعِي كَثِيْراً، وَكُلُّ مضطر فدعاؤه مجاب.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 318"، والعبر "3/ 67"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 151".

أبو الرقعمق، والوصي

أبو الرقعمق، والوصي: 3667- أَبُو الرَّقَعْمَق 1: أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأنطاكي، الشاعر المشهور بمصر. له شِعْرٌ كَثِيْرٌ، وَهُوَ فِي الشَّامِيّين كَابْن الحَجَّاجِ للعراقيين. مَدَحَ الوَزِيْرَ ابْن كِلّس وَالكُبَرَاء، وَمَدَحَ المُعِزَّ أَيْضاً وَالعَزِيْزَ. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. 3668- الوصِيّ 2: الشَّرِيْفُ السَّيِّدُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي إسماعيل علي بن الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ، العَلَوِيُّ الحَسَنِيُّ الزَّيْدِيُّ، الهَمَذَانِيُّ الملَقَّب بِالوَصِيِّ. وُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيْل الصفَّار، وَخَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسِيّ، وَالأَصَمِّ، وَابنِ الأَعْرَابِيّ، وَأَبِي المَيْمُوْنِ بن رَاشِد، وَعَبْدَان بن يَزِيْدَ الدَّقَّاق، وَعَبْد الرَّحْمَنِ الجَلاَّب، وَأَحْمَدَ بنِ عُبَيْدٍ، وَجَعْفَرٍ الخُلْدِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي اللَّيْث الصفَّار، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عُزَيْز، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرْوَذِيّ، وَعِدَّة. قَالَ شِيْرَوَيْه: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ، صوفِّي وَاعِظ، تفقَّه بِبَغْدَادَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وتزهَّد وَجَاوَر، ثُمَّ رَجَعَ، فَأَقَامَ بِبُخَارَى مُدَّة، وَبِهَا مَاتَ فِي المحرَّم سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: مَاتَ ببَلْخ. وَقَالَ السُّلَمِيُّ: كَانَ أَحَدَ الأَشْرَافِ عِلْماً وَنَسَباً، وَمَحَبَةً لِلفُقَرَاء وَصُحْبَةً لَهُم مَعَ مَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ مِنَ الْعُلُوم، صَحِبَ الخُلْدِيّ، وَدَخَلَ دُويرَة الصُّوْفِيَّة بِالرَّمْلَة، فَكَانَ يَخْدُمُهُم أَيَّاماً، حَتَّى قَدِمَ فَقيرٌ، فقَبَّل رَأْسَه، وَقَالَ: هَذَا شَرِيْفُ الجَبَل. فَقَامَ عَبَّاسٌ، فقَبَّل رِجْلَهُ، فَأَخَذَ الشريف ركوته، وسافر. قَالَ الإِدْرِيْسِيّ: يُحْكَى عَنْهُ أَنَّهُ جَازَفَ فِي آخر عمره في الرواية.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 54"، والعبر "3/ 70"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 155". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 90"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 230"، واللباب لابن الأثير "3/ 368".

التاهرتي، وسعيد بن نصر

التاهرتي، وسعيد بن نصر: 3669- التَّاهَرْتِي 1: لشيخ المحدِّث، مُسْنِدُ الأَنْدَلُسِ، أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو الفَضْلِ، التَّمِيْمِيُّ التَّاهَرْتِيُّ، المَغْرِبِيُّ البَزَّازُ. مَوْلِدُهُ بِتَاهَرْتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وقَدِمَ بِهِ وَالِدَه قُرْطُبَة، فتديَّرها، وَطَلَبَ الحَدِيْثَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فسَمِعَ مِنْ: قَاسِم بن أَصْبَغَ، وَأَبِي عَبْدِ المَلِكِ بن أَبِي دُلَيْم، وَمُحَمَّدِ بن عِيْسَى بنِ رِفَاعَةَ، وَوَهْبِ بن مَسَرَّة، وَمُحَمَّدِ بن مُعَاوِيَةَ الأُمَوِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ الفَضْلِ الدِّيْنَوَرِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الفَرَضِيّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَطَائِفَةٌ. وَكَانَ ذَا زُهْدٍ وتعبُّد وَانقباضٍ مَعَ الثِّقَةِ وَالعِلْم. توفِّي فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وثلاث مائة، وله ست وثمانون سنة. 3670- سعيد بن نصر 2: لإمام المحدِّث، المُتْقِنُ الوَرِعُ، أَبُو عُثْمَانَ، مَوْلَى النَّاصِرِ لِدِيْنِ اللهِ الأُمَوِيِّ صَاحِبِ الأَنْدَلُسِ. حَدَّثَ عَنْ: قَاسِمِ بن أَصْبَغَ، وَأَحْمَدَ بنِ مُطَرِّف، وَمُحَمَّدِ بن معاوية بن الأَحْمَر، وَعِدَّة. وعُنِيَ بِالرِّوَايَةِ وَالضَّبْطِ، وَرَوَى الكَثِيْر. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَجَمَاعَة. وَكَانَ مَوْصوفًا بِالعِلْم وَالعمل. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ أَيْضاً عَنْ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 14"، واللباب لابن الأثير "1/ 205"، والعبر "3/ 58"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 145". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 210"

الجوهري

3671- الجوهري 1: إِمَامُ اللُّغَةِ، أَبُو نَصْرٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ حَمَّاد التركي الأتراري، وأترار: هِيَ مَدِينَةُ فَارَابَ، مُصَنِّفُ كِتَابِ "الصِّحَاحِ"، وَأَحَدُ مَنْ يُضْرَب بِهِ المَثَلُ فِي ضَبطِ اللُّغَةِ، وَفِي الخَطِّ المَنسُوبِ، يُعَدُّ مَعَ ابْنِ مُقْلَةَ وَابنِ البَوَّابِ وَمُهَلْهلٍ وَالبَرِيْدِيِّ. وَكَانَ يُحِبُّ الأَسْفَارَ وَالتَّغَرُّب، دَخَلَ بِلاَد رَبِيْعَةَ وَمُضَر فِي تَطَلُّب لِسَان العَرَب، وَدَارَ الشَّامَ وَالعِرَاقَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى خُرَاسَانَ، فَأَقَامَ بِنَيْسَابُوْرَ يدرِّس ويصنِّف، وَيُعَلِّمُ الكِتَابَة، وَيَنْسَخُ المَصَاحِف. وَانْفَرَدَ أَهْلُ مِصْر برِوَايَة الصِّحَاح عَنِ ابْنِ القَطَّاع، فَيُقَالُ: ركَّب لَهُ إِسْنَاداً. وفِي "الصِّحَاح" أَوهَامٌ قَدْ عُمِلَ عَلَيْهَا حَوَاشٍ. اسْتَوْلَتْ السَّوْدَاءُ عَلَى أَبِي نَصْرٍ حَتَّى شَدَّ له دفين كجناحين، وقال: أُرِيْد أَنْ أَطِيْر. فَضَحِكُوا، ثُمَّ طَفر وَطَار, فتطحَّن. وَقَدْ أَخَذَ العَرَبِيَّةَ عَنْ: أَبِي سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الفَارِسِيّ، وَخَالِه صَاحِب "دِيْوَان الأَدَب" أَبِي إِبْرَاهِيْم الفَارَابِيّ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ بَقِيَ عَلَيْهِ قِطعَةٌ مِنَ "الصِّحَاح" مسوَّدة بَيَّضها بَعْدَهُ تِلْمِيْذُه إِبْرَاهِيْمُ بنُ صَالِحٍ الوَرَّاق، فَغَلِطَ فِي مَوَاضِع, حَتَّى قَالَ: فِي سَقَر: هُوَ بِالأَلِفِ وَاللاَّمِ. وَهَذَا يَدلُّ عَلَى جَهْلِهِ بِسُوْرَةِ المدثِّر. وَقَالَ: الحَرأْضلُ الجبلُ. فصحَّف، وَعَمِلَ الْكَلِمَتَيْنِ كَلِمَةً، وَإِنَّمَا هِيَ: الجَرُّ أَصل الْجَبَل. وَلِلجَوْهَرِيِّ نَظْمٌ حَسَنٌ، وَمُقَدِمَةٌ فِي النَّحْوِ. قَالَ جَمَالُ الدِّيْنِ عَلِيّ بن يُوْسُفَ القِفْطِي: مَاتَ الجَوْهَرِيّ مُتَرَدِّياً مِنْ سَطْحِ دَارِهِ بِنَيْسَابُوْرَ، فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. ثُمَّ قَالَ: وَقِيْلَ: مَاتَ فِي حُدُوْدِ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ -رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "6/ 151"، والعبر "3/ 55"، ولسان الميزان "1/ 400"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 207"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 142".

ابن حمة

3672- ابن حَمَّة 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ، أَبُو الحُسَيْنِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمَّة الخَلاَّلُ، بَغدَادِيٌّ. مُكْثِرٌ عَنْ حَفِيْدِ يَعْقُوْب بن شَيْبَةَ، وَسَمِعَ مِنَ: المَحَامِلِيّ، وَعَبْدِ الغَافِرِ بن سَلاَمَةَ، وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ عُقْدَة. وَعَنْهُ: البَرْقَانِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الأَزَجِيّ، وَعُبَيْدُ اللهِ الأَزْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ المُقْرِئ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ الغَرِيْق. وثَّقَه الخَطِيْب. وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمَاتَ أَبُوْهُ فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمَاتَ سَنَةَ سبعٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي، وَشَيْخُ المَالِكِيَّة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عُمَرَ القصار البغدادي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 301"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 234".

ابن أسد الجهني، وعبد الوارث بن سفيان، والإخميمي

ابن أسد الجهني، وعبد الوارث بن سفيان، والإخميمي: 3673- ابن أسد الجُهَنِيّ: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، عَالِمُ الأَنْدَلُس، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَسَدٍ الجهنِي الطُّلَيْطُلِيُّ المَالِكِيُّ البَزَّازُ. وُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ قَاسِمِ بنِ أَصْبَغَ وَعِدَّةٍ، وَارْتَحَلَ فسَمِعَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الْورْد، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ السَّكن بِمِصْرَ، وَمن أَحْمَد بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي المَوْت بمكة. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، رَأْساً فِي اللُّغَة، فَقِيْهاً مُحَرِّراً، عَالِماً بِالحَدِيْثِ، كَبِيْر القَدْر. أَكْثَر عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو المُطَرِّف بن فُطَيْس، وَالخَوْلاَنِيّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَأَبُو مُصْعَب بن أَبِي الوَلِيْد بن الفَرَضِيّ. وَكَانَ ذَا وَرَعٍ وَإِتْقَانٍ، وَتلاَوَةٍ فِي المُصْحَف. مَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فِي آخِر السّنَة. 3674- عَبْدُ الوَارِثِ بنُ سفيان 1: ابن جبرون -بِضَمِ الجِيْم، المحدِّث الثِّقَةُ، العَالِمُ الزَّاهِدُ، أَبُو القَاسِمِ القُرْطُبِيُّ، الملقَّب بِالحَبِيْبِ. أَكْثَر عَن: قَاسِمِ بن أَصْبَغَ، وَكَانَ مليّاً بِهِ، وَعَنْ وَهْبِ بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أَبِي دُلَيْم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الأَصِيلِي، وَأَبُو عِمْرَانَ الفَاسِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ. قَالَ ابْنُ الحَذَّاء: كَانَ صَالِحاً عَفِيْفاً، يَعِيْشُ مِنْ ضَيعته، ولد سنة سبع عَشْرَة وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَطَلَبَ العِلْمَ فِي الحَدَاثَة. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ تَارِيْخَ ابن أبي خيثمة كله، وموطأ ابْن وَهْبٍ، وَغَيْر ذَلِكَ عَنْ قَاسِم، وَأَجْزَاء. توفِّي لخمسٍ بَقَيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خمس وتسعين وثلاث مائة. 3675- الإِخْمِيمِي 2: الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ العبَّاس المِصْرِيُّ الإِخْمِيْمِيُّ، بَقِيَّةُ الرُّوَاةِ. سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ زَبَّانَ، وَعَلِيَّ بن أَحْمَدَ عَلاَّنَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ المِهرَانِيَّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ وَرْدَانَ، وَأَبَا جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ المُهَنْدَسَ، وَجَمَاعَةً. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيٍّ ثَلاَثَةَ أَجزَاءٍ عَالِيَةٍ عِنْدَ أَبِي القَاسِمِ بنِ الحَرَستاني. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَهُوَ من أهل الطبقة الماضية, تأخَّرَت وفاته.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 59"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 145". 2 ترجمته في العبر "3/ 59"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 145".

السامري، والملاحمي، وابن الإسماعيلي

السامري، والملاحمي، وابن الإسماعيلي: 3676- السَّامَريّ 1: الإِمَامُ القَاضِي، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ السَّامَرِّيُّ, الرَّفَّاء. حدَّث عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الهَاشِمِيِّ، وَحَمْزَةَ بنِ القَاسِمِ، وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ: ابْنُ بنتِه أَبُو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ بُنْدَار الرَّازِيّ، وَجَمَاعَة. وثَّقَه الخَطِيْب، وَقَالَ: قَالَ لِي سبطه ابْنُ حَسْنُوْنَ: مَا رَأَيْتهُ مُفطراً قَطُّ. توفِّي سنة اثنتين وأربع مائة. 3677- الملاحمي 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو نَصْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى البُخَارِيُّ المَلاَحِمِيُّ. حدَّث بنيسابور, وبغداد بكتاب رفع اليدين، والقراءة خلف الإِمَام, عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ إِسْحَاقَ، وَرَوَى عَنْ سَهْلِ بن السَّرِيِّ، وَالهَيْثَمِ بن كُلَيْبٍ، وَعَلِيِّ بن قُرَيْش، وَعَبْدِ اللهِ الأُسْتَاذ. وَعَنْهُ: الحَاكِمُ، وَأَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّرْسِيّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بن المَأْمُوْنِ، وَعِدَّة، وَكَانَ مِنْ جلَة المُحَدِّثِيْنَ. قَالَ أَبُو العَلاَءِ: كَانَ مِنَ الحُفَّاظِ، توفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ زَادَ غَيْره: فِي جُمَادَى الآخِرَةِ, وَلَهُ ثلاث وثمانون سنة. 3678- ابن الإسماعيلي 3: العلَّامة، شيخ الشافعية، أبو سعد، إسماعيل بن الإِمَامِ شَيْخِ الإِسْلاَمِ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ العَبَّاسِ، الإِسْمَاعِيْلِيُّ الجُرْجَانِيُّ الشافعي، صاحب التصانيف.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 327"، والأنساب للسمعاني "7/ 15"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 259"، والعِبَر "3/ 79". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 230"، واللباب لابن الأثير "3/ 277"، والعبر "3/ 59"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 145". 3 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص106"، وتاريخ بغداد "6/ 309"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 231"، والعِبَر "3/ 60".

وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وحدَّث عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَحْمَدَ بنِ كَامِلٍ القَاضِي، وَابْنِ دُحَيْم الشَّيْبَانِيِّ، وَعُمَرَ بنِ حَفْصٍ المَكِّيِّ، وَأَبِي أَحْمَدَ بنِ عَدِيٍّ، وَطَبَقَتِهِم. حدَّث عَنْهُ: بنوهُ؛ المفضَّل وَمَسْعَدة وَسَعْدٌ وَالسَّرِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَحَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ السَّهْمِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ: وَرد أَبُو سَعْدٍ الإِمَامُ بَغْدَادَ، فأقام بها سنةً، ثُمَّ حجَّ، عَقَدَ لَهُ الفُقَهَاء مَجْلِسَيْنِ، تولَّى أَحَدَهُمَا الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَالآخر أَبُو مُحَمَّدٍ البَافِي. وَقَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: كَانَ أَبُو سَعْدٍ إِمَامَ زَمَانِه، مقدَّمًا فِي الفِقْهِ وَأُصُوْلِهِ, وَالعَرَبِيَّةِ وَالكِتَابَةِ, وَالشُرُوْطِ وَالكَلاَمِ، صنَّف فِي أُصُوْلِ الفِقْهِ كِتَاباً كَبِيْراً، وتخرَّج بِهِ جَمَاعَةٌ، مَعَ الوَرَعِ الثَّخِين، وَالمُجَاهَدَة وَالنُّصْحِ لِلإِسْلاَمِ، وَالسَّخَاءِ وَحُسْنِ الخُلُق. وَبَالَغَ السَّهْمِيُّ فِي تَعْظِيْمِهِ. توفِّي فِي نِصْفِ رَبِيْعٍ الآخِرِ لَيْلَةَ جُمُعَة، سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فتوفِّي إِكرَاماً مِنَ اللهِ لَهُ فِي صَلاَةِ المَغْرِبِ, وَهُوَ يَقْرَأُ: "إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعين" فَفَاضَتْ نَفْسُه -رَحِمَهُ اللهُ. أخوه:

أبو نصر محمد بن أبي بكر

3679- أبو نصر محمد بن أبي بكر 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، صَدْرُ الكُبَرَاءِ. ذُو الجَاهِ العَرِيْض، وَالرِئاسَةِ الكَامِلَةِ بِجُرْجَانَ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي يَعْقُوْبَ البَحِيْرِيّ، وَأَبِي العَبَّاسِ الأَصَمّ، وَدَعْلَج، وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مَنْدَة، وَجَمَاعَة. وَأَمْلَى عِدَّةَ مَجَالِس. وَكَانَ ذَا فَهْمٍ وَعِلْمٍ وَقبُولٍ عَظِيْمٍ. وَذَكَرَ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَسَاكِر أَنَّهُ كَانَ أَشْعَرِيّاً. توفِّي فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة. أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ بَيَانٍ البَزَّاز بِطَرَابُلُس، أَنْبَأَنَا مَحْمُوْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو رَشِيْد أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الإِسْمَاعِيْلِيّ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بنُ عَمْرِو بنِ الخَلِيْل الآمُلِي، حدَّثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عَوْنٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَمْرِو بنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا دَخَلَ أَحَدكُم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس" 2.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص409"، والأنساب للسمعاني "1/ 251"، واللباب لابن الأثير "1/ 58". 2 صحيح: أخرجه مالك "1/ 621"، وأحمد "5/ 295، 296، 303، 305، 311"، وعبد الرزاق "1673"، والحميدي "421"، وابن أبي شيبة "1/ 339"، والبخاري "444"، "1163"، ومسلم "714" "69"، وأبو داود "467"، "468"، والترمذي "316"، والنسائي "2/ 53"، وابن ماجه "1013"، والدارمي "1/ 323-324"، وابن خزيمة "1825"، "1826"، "1827"، والبيهقي "3/ 53"، أبو عوانة "1/ 415"، والبغوي "480" من طرق عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، به.

البحيري

3680- البَحِيريّ 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، النَّاقِد الثِّقَة، أَبُو عَمْرٍو، مُحَمَّدُ بن الشَّيْخ أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَر بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَحِيْرِ بن نُوْح، البَحِيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ المُزَكِّي. سَمِعَ أَبَاهُ، وَيَحْيَى بن مَنْصُوْرٍ القَاضِي، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدٍ الكَعْبِي، وَمُحَمَّدَ بن المُؤَمَّل بن الحَسَنِ، وَأَبَا بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَطَبَقَتهُم. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَابنه أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَحِيْرِيّ، وَجَمَاعَة. وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً سمِعنَاهَا، وَأَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً أُخْرَى عِنْدِي لَمْ تَقَعْ لَنَا. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الوَاسِطِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبٍ الرُّويَانِيّ. قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ مِنْ حفَّاظ الحَدِيْثِ المُبرِّزِين فِي المذَاكرَة، توفِّي فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً. وسَيَأْتِي أَبُو عثمان ولده مع أقرانه.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص502"، والأنساب للسمعاني "2/ 98"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 232"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 985".

الببغاء

3681- البَبَّغَاء 1: شَاعِرُ وَقْتِهِ، الأَدِيْبُ أَبُو الفَرَجِ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ نَصْرِ بنِ مُحَمَّدٍ، المَخْزُوْمِيُّ النَّصِيْبِيُّ. لَهُ دِيْوَانٌ وَمدَائِحٌ فِي سَيْفِ الدَّوْلَة. وَتَنَقَّلَ فِي البِلاَدِ، وَمَدَحَ الكِبَار. ولُقِّبَ بِالبَبَّغَاءِ لفَصَاحَتِهِ، وَقِيْلَ: بَلْ لِلَثْغَةٍ فِي لِسَانِهِ. توفِّي فِي شَعْبَانَ سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 11"، والأنساب للسمعاني "2/ 70"، واللباب لابن الأثير "1/ 117"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 241"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 391"، والعبر "3/ 68"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 219"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 152".

صاحب بخاري

3682- صاحب بخارى: المَلِكُ الملقَّب بِالمُنْتَصِرِ، أَبُو إِبْرَاهِيْمَ، إِسْمَاعِيْلُ ابنُ مُلُوْكِ مَا وَرَاء النَّهْر، وَلَدُ المَلِكِ نُوْحِ بن نَصْرِ بن نُوْح بن إِسْمَاعِيْلَ بن أَحْمَدَ بنِ أَسَد بن سَامَانَ, السَّامَانِيُّ البُخَارِيُّ. طوَّل المُلْكُ فِي هَذَا البَيْت، وَقَدْ وَلِي جَدُّهُم إِسْمَاعِيْلُ ممَالِكَ خُرَاسَان للمُعْتَضِد. وَكَانَ قَدْ عُزِلَ مِنَ المُلك مَنْصُوْرُ بنُ نُوْح، وَاعْتُقِلَ بِسَرخس، وملَّكوا أَخَاهُ عَبْدَ المَلِكِ بن نُوْح، فَطَمِعَ فِي البِلاَد أَيلك خَان، وَحَاربَهُم، وَظفر بِعَبْدِ المَلِكِ، وَسَجَنَهُ، وَاسْتَوْلَى عَلَى بُخَارَى، فَمَاتَ فِي السِّجْنِ بَعْدَ قَلِيْلٍ، ثُمَّ قَامَ المُنْتَصِرُ أَخُوْهُمَا، فَسَجَنَهُ أَيْضاً أَيلك خَان وَأَقَارِبَهُ، فَيَهْرُبُ المُنْتَصِرُ فِي هَيْئَةِ امْرَأَةٍ كَانَتْ تَتَرَدَّدُ إِلَى السِّجْنِ، وَاخْتَفَى أَمْرُهُ، فَذَهَبَ إِلَى خُوَارَزْم، فَتَلاَحقَ بِهِ مَنْ بذَّ مِنْ بَقَايَا السَّامَانيَّة، حَتَّى اسْتَقَامَ أَمْرُهُ، وَكثُر جَيْشُهُ، فَأَغَارَ عسكرهُ عَلَى بُخَارَى، وَكبسُوا بَضْعَة عشر أَمِيْراً مِنَ الخَانِيَّة، وأسروهم، وجاءوا بِهِم إِلَى المُنْتَصِر، وَهَرَبَ بقَايَا عَسْكَر أَيلك خَان، وَجَاءَ المُنْتَصِرُ، وَفَرِحَ بِهِ الرَّعِيَّةُ، فجمعَ أَيلك خَان عَسَاكِره، فَعبر المُنْتَصِرُ إِلَى خُرَاسَانَ، ثُمَّ حَارب مُتَوَلِّيَ نَيْسَابُوْر نَصْرَ بنَ سُبُكْتِكِيْن أَخَا السُّلْطَان مَحْمُوْد، وَأَخَذَ مِنْهُ نَيْسَابُوْر، فتنمَّر السلطان، وطوى المفاوز، ووافى نيسابور، ففر مِنْهَا المُنْتَصِر، وَجَالَ فِي أَطرَافِ خُرَاسَان، وَجَبَى الخَرَاج، وَصَادَرَ، وَوزنَ لَهُ شَمْسُ المعَالِي ثَمَانِيْنَ أَلفَ دِيْنَار، وَخَيْلاً وَبِغَالاً مصَانعَةً عَنْ جُرْجَان، ثُمَّ إِنَّهُ عَاود نَيْسَابُوْر، فَهَرَبَ مِنْهَا أَخُو السُّلْطَان، فَدَخَلهَا المُنْتَصِر، وعثَّر أَهلَهَا، ثُمَّ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السُّلْطَان مَحْمُوْد ملحمَةٌ مَشْهُودَة، وَانْهَزَمَ المُنْتَصِرُ إِلَى جُرْجَان، ثُمَّ التقَى هُوَ وَالعَسَاكِر السُّبُكْتكينية عَلَى سَرخس، وقُتِلَ خَلْقٌ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ، وتمزَّق جمعُ المُنْتَصِر، وَقُتِلَ أَبطَالُهُ، فَسَارَ يَعْتسِفُ المهَالكَ حَتَّى وَقَعَ إِلَى محَالِّ التُّرك الغُزِّيّة، وَكَانَ لَهُم ميلٌ إِلَى آل سَامَان، فحرَّكتهُم الحمِيَّةُ لَهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، وَالتَقَوا أَيلك خَان، وَحَاربُوهُ، ثُمَّ إِنَّ المُنْتَصِر تخيَّل مِنْهُم، وَهَرَبَ، ثُمَّ رَاسل السُّلْطَانَ مَحْمُوداً يذكر سَلفه، فعطفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ تمَاثل حَالُه، وَتمَّت له أمور طويلة. وكان بطلًا شطاعًا مقدامًا، وافر الهيبة، ثم التقى أيلك فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، فَانهزم أَيلك، ثُمَّ حشد وَجمع وَأَقبلَ، فَالتَقَوا أَيْضاً، فَانْهَزَم المُنْتَصِر بِمُخَامرَة عسكرِهِ، وفَرَّ إِلَى بِسطَام، وضَاقت عَلَيْهِ المسَالكُ، ثُمَّ بَيَّتُوهُ، وقُتِلَ، وَأُسرت إِخوتُه فِي سنة خمس وتسعين وثلاث مئة حَتَّى مَاتَ بَيْنَ الطعْن وَالضَّربِ مِيتَةً تقومُ مقَامَ النَّصْر؛ إِذْ فَاتَه النَّصْرُ، كَمَا قِيْلَ: وَأَثْبَتَ فِي مُسْتَنْقَعِ المَوْتِ رِجْلَهُ ... وَقَالَ لَهَا: من دون أخمصك الحشر

الكلاباذي

3683- الكَلَابَاذي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الأَوْحَدُ، أَبُو نَصْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ رُسْتُم، البُخَارِيُّ الكَلاَبَاذِيُّ، وَكَلاَباذ: محلَّةٌ مِنْ بُخَارَى. وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ: الهَيْثَم بن كُلَيْب الشَّاشِي، وَعَلِيِّ بن مُحتَاج، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بن مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيّ الجَمَّال، وَعَبْدِ المُؤْمِنِ بن خَلَفٍ النَّسَفِي، وَمُحَمَّدِ بن مَحْمُوْد بن عَنْبَر، وَعَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الحَارِثِيّ، وَطَبَقَتهم. رَوَى عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ فِي كِتَاب "المدَبَّج"، والحاكم، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُسْتَغْفِرِي، وَآخَرُوْنَ. قَالَ المُسْتَغْفِرِي: هُوَ أَحْفَظُ مَنْ بِمَا وَرَاء النَّهر اليَوْم فِيمَا أَعْلَم. وَقَالَ الحَاكِمُ: أَبُو نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيّ الكَاتِبُ مِنَ الحُفَّاظِ، حسنُ الفَهْمِ وَالمعرفَةِ، عَارِفٌ

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 434"، والأنساب للسمعاني "10/ 506"، واللباب لابن الأثير "3/ 122"، ووفيات الأعيان "4/ 210"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 956"، والعبر "3/ 67"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 151".

"بِصَحِيْحِ البُخَارِيّ"، كتب بِمَا وَرَاء النَّهر وَخُرَاسَان وَبَالعِرَاق، وَوجدتُ شَيْخَنَا أَبَا الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ قَدْ رَضِيَ فَهْمَهُ وَمَعْرِفَته، وَهُوَ مُتْقِنٌ ثَبْتٌ، توفِّي فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ: وَلَمْ يُخَلِّف بِمَا وَرَاء النَّهر مثله. قُلْتُ: لَهُ مصنَّف فِي مَعْرِفَة رِجَال "صَحِيْح البُخَارِيِّ". وَقَالَ السِّلَفِيُّ: أَخْبَرَنَا بكتَابِ "الإِرْشَاد فِي مَعْرِفَة رِجَال البُخَارِيّ" خَالِدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ التَّاجِر بِأَصْبَهَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ بنِ سيَاوش الكَازرُونِي عَنْ مُؤلِّفه أَبِي نَصْرٍ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ المالكي، أنبأنا السلفي، أَخْبَرَنَا حَمْدُ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الحَافِظ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ البُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا الحسين بن محمد القُمِّيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ حَبِيْبٍ البَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: لُبْسُ الصُّوفِ فِي السَّفَرِ سُنَّة, وَفِي الحَضَر بِدْعَةٌ. أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ إِذْناً عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ أَحْمَدَ الفَقِيْه البُخَارِيّ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ مَنْصُوْر قَاضِي خَان، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا عمِّي مَحْمُوْد قَالَ: قَاضِي خَان: هُوَ جَدِّي, حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ مَنْصُوْر الحَافِظُ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيُّ الحَافِظ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صَالِح، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا مِسْعَر، حَدَّثَنَا عَطِيَّة، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلَائِكَةُ" الحَدِيْث1. الحَافِظ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَامَا: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ الكَلاَبَاذِيُّ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَعرِفُ حليَةَ الصَّحَابَةِ وَصِفَتَهُم، كَأَنِّيْ أَنْظُرُ إِلَيْهِم، فلمَّا اشتغلت بالكتابة للسلطان ذهب ذلك عني.

_ 1 باطل: أخرجه العقيلي في "الضعفاء" "1/ 77" حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، به. قلت: إسناده واهٍٍ بمرة، فيه علتان: إسماعيل بن إسحاق الأنصاري, قال العقيلي: منكر الحديث، وذكر العقيلي هذا الحديث في ترجمته, وقال: وهذا حديث باطل ليس له أصل، وليس هذا الشيخ ممن يقيم الحديث. العلة الثانية: عطية، وهو ابن سعد العوفي الكوفي، ضعيف بالاتفاق. وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" "1/ 45" من طريق أبي زكريا يحيى بن هاشم، عن مسعر بن كدام، به. قلت: إسناده تالف بمرة، آفته أبو زكريا يحيى بن هاشم السمسار الغسَّاني الكوفي، كذَّبه ابن معين. وقال النسائي وغيره: متروك. وقال ابن عدي: كان ببغداد يضع الحديث ويسرقه. وقال صالح جزرة: رأيت يحيى بن هاشم، وكان يكذب في الحديث.

الضبي

3684- الضَّبِّي 1: القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ هَارُوْنَ بن محمد، الضبي البغدادي. حدَّث عَنْ: القَاضِي المَحَامِلِيّ، وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ عُقْدَة، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الأَدَمِيّ المُقْرِئ، وَمُحَمَّد بن صَالِح بن زِيَادٍ، وَأَحْمَد بن عَلِيٍّ الجُوْزَجَانِيّ، وَأَمْلَى مَجَالِس عِدَّة. رَوَى عَنْهُ: البَرْقَانِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْر، وَجَمَاعَة. وكَانَتْ أُصُوْلهُ قَدْ ذَهَبت إلَّا جزئين مِنْ مَسْمُوعَاتِه، قَاله الخَطِيْبُ، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الكَرِيْم المَحَامِلِيّ، أَخْبَرَنَا الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ: القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الضَّبِّيُّ غَايَةٌ فِي الفَضْلِ وَالدِّيْنِ، عَالِمٌ بِالأَقضيَة، مَاهرٌ بصنَاعَةِ المَحَاضِر والتَّرَسُّل، موفَّق فِي أَحْوَاله كُلّهَا. وَقَالَ البَرْقَانِيّ: حُجَّةٌ فِي الحَدِيْثِ، وَأَي شَيْء كَانَ عِنْدَهُ مِنَ السَّمَاع، جُزْءان، وَالبَاقِي إِجَازَة. مَاتَ الضَّبِّيُّ بِالبَصْرَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ وَلِيَ قَضَاء الْكَرْخِ، ثُمَّ أُضِيفَ إِلَيْهِ قَضَاءُ مدينَة المَنْصُوْر، وَقضَاء الكُوْفَة. وَفِيْهَا مَاتَ البَدِيْعُ الهَمَذَانِيّ صَاحِبُ التَّرسُّل وَالمَقَامَات؛ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ يَحْيَى الأَدِيْب بَدِيْع الزَّمَان، وَالإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ لاَل الهَمَذَانِيّ، وَالحَافِظ أَبُو نصر الكلاباذي، وشيخ الشافعية أبو محمد عبد الله بن محمد البَافِيّ البُخَارِيّ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ آخر تلاَمِذَة أَبِي إِسْحَاقَ المَرْوَزِيّ، وَأَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ نَصْرٍ البَبَّغاء الشَّاعِر، وَعُبَيْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ بن علي الصيدلاني، لحق ابن صاعد.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 146"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 240"، والعبر "3/ 68"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 151".

العلوي، وأبو علي محمد بن الحسين، وابن زنبيل

العلوي، وأبو علي محمد بن الحسين، وابن زنبيل: 3685- العَلَويّ 1: الإِمَامُ السَّيِّدُ، المحدِّث الصَّدُوْقُ، مُسند خُرَاسَان، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ دَاوُدَ بن عَلِيٍّ، العَلَوِيُّ الحسنِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَسيبُ، رَئِيْس السَّادَة. سَمِعَ مُحَمَّدَ بن إِسْمَاعِيْلَ بن إِسْحَاقَ المَرْوَزِيّ صَاحِبَ عَلِيِّ بن حُجْر، وَأَبَا حَامِدٍ بن الشَّرْقِيّ، وَأَخَاهُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّد بن عمر بن جَمِيْل، وَأَبَا نَصْرٍ مُحَمَّدَ بن حَمْدُويَه الغَازِي، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ دلّويَه الدَّقَّاق، وَمُحَمَّدَ بن الحُسَيْنِ القَطَّان، وَعُبَيْد اللهِ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ بَالُوَيْه، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَاكِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَهُوَ أَكْبَر شَيْخٍ لَهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ الصفَّار، وَأَبُو عُبَيْدٍ صَخْرُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ زَاهِر، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّام، وَعُثْمَان بن محمد المحمي، وَعُمَرُ بنُ شَاهُ المُقْرِئ، وَشَبيبُ بنُ أَحْمَدَ البَسْتِيغِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُكْرَم الصَّيْدَلاَنِيّ، وَمُوْسَى بن عِمْرَانَ الأَنْصَارِيّ، وَأَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بن عبد الملك المُؤَذِّن، وَفَاطِمَةُ بِنْت أَبِي عَلِيٍّ الدَّقَّاق، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ ذُو الهمَّة العَالِيَة، وَالعِبَادَة الظَاهِرَة، وَكَانَ يُسأَلُ أَنْ يُحَدِّثَ فَلاَ يُحَدِّث، ثُمَّ فِي الآخر عقدتُ لَهُ مَجْلِس الإِملاَء، وَانتقيتُ لَهُ أَلفَ حَدِيْث، وَكَانَ يُعدُّ فِي مَجْلِسه أَلفُ محبرَة، فحدَّث وَأَمْلَى ثَلاَث سِنِيْنَ، مَاتَ فَجْأَةً فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة. أَخُوْهُ السَّيِّدُ: 3686- أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ: العَلَوِيُّ، هُوَ الأَصغر. سَمِعَ ابْن بِلاَلٍ، وَأَبَا بَكْرٍ القَطَّان. رَوَى عَنْهُ الحَاكِم، وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ آثَارٌ, وَمَعْرُوْفٌ بِنَيْسَابُوْرَ، عَاشَ نَيِّفاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مِنْ سَمَاعَه الصَّحِيْح، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. 3687- ابْن زَنْبِيل: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، المُسْنِدُ الصَّادِقُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ زَنْبِيل النُّهَاوَنْدِيُّ. قدم هَمَذَان فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائة، فحدَّث بالتاريخ الصَّغِيْر لِلْبُخَارِيِّ، عَنْ أَبِي القَاسِمِ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ الأَشقر القَاضِي البَغْدَادِيّ، عَنِ المُصَنِّف. وَقَدِ ارْتَحَلَ فِي الكُهُوْلَة، فسَمِعَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَمُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ المُفِيْد، وَطَبَقَتهم. رَوَى عَنْهُ: حَمْزَةُ بنُ أَحْمَدَ الرُّوذْرَاوَرِي، وَهَنَّاد بن إِبْرَاهِيْمَ النَّسَفِيّ، وَسَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ الجَعْفَرِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّوذْرَاوَرِي، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ النُّهَاوَنْدِيّ، وَآخَرُوْنَ. وثَّقه شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِيّ فِي "تَارِيْخ هَمَذَان"، وَلَمْ يذكر له وفاة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 76"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 162".

ابن النجار

3688- ابن النَّجَّار 1: الإِمَامُ المُقْرِئ، المُعَمَّرُ المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ بنِ فَرْوَةَ، التَّمِيْمِيُّ النَّحْوِيُّ الكُوْفِيُّ، ابْنُ النَّجَّارِ. تلاَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بن عَوْنٍ النَّقار بِحرف عَاصِم، عَنْ تلاَوته عَلَى القَاسِم بن أحمد الخياط تلميذ الشموني. وَسَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ الخَثْعَمِي الأُشْنَانِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بن دُرَيْد، وَإِبْرَاهِيْم نِفْطَوَيْه، وَأَبِي رَوْقٍ الهِزَّانِيّ. وَعَاشَ مائَة عَام. حَدَّث عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيّ، وَجَمَاعَة. وَتَلاَ عَلَيْهِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ غُلاَم الهرَّاس، وَطَائِفَة. قَالَ العَتِيْقِيّ: هُوَ ثِقَةٌ، مَاتَ بِالكُوْفَةِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: كَانَ مَوْلِدُهُ فِي المحرَّم سَنَةَ ثلاث وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 158"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 260"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "8/ 103"، والعبر "3/ 80"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 164".

الهرواني

3689- الهَرَوَانِيّ 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الحَنَفِيَّة، القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ حَاتِمٍ، الجُعْفِيّ الكُوْفِيّ الحَنَفِيّ، المَعْرُوف بالهَرَوَاني. تلاَ لعَاصِم عَلَى أَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّد بن الحَسَنِ بنِ يُوْنُس النَّحْوِيّ. وَسَمِعَ مِنْ مُحَمَّد بن القَاسِمِ المُحَارِبِيّ، وَعَلِيّ بن مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ، وَمُحَمَّدِ بن جَعْفَرِ بنِ رِيَاح الأَشْجَعِيّ. قرأَ عَلَيْهِ أبو علي غُلَام الهراس. وحدَّث عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ العَلَوِيّ الأَقسَاسِي، وَأَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلاَّن، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ المنثَوْر الجُهَنِيّ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ العُكْبَري النَّدِيم، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً، حدَّث بِبَغْدَادَ. قَالَ: وَكَانَ مِنْ عَاصره بِالكُوْفَةِ يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ بِالكُوْفَةِ مِنْ زَمَنِ ابْنِ مَسْعُوْد إِلَى وَقته أَحدٌ أَفقه مِنْهُ، حدَّثني عَنْهُ غَيْر وَاحِد. قُلْتُ: بَلْ كَانَ بِالكُوْفَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْن مَسْعُوْد جَمَاعَةٌ أَفقهُ مِنْهُ؛ كعَلْقَمَة، وَعَبِيْدَة السَّلْمَانِيّ، وَجَمَاعَة، ثُمَّ كَالشَّعْبِيّ وَإِبْرَاهِيْم النَّخَعِيّ، ثُمَّ كحمَّاد وَالحَكَمَ وَمُغيرَة وَعِدَّة، ثُمَّ كَابنِ شُبْرُمَة وَأَبِي حَنِيْفَةَ وَابنِ أَبِي لَيْلَى وحجَّاج بن أَرْطَاةَ، ثُمَّ كَسُفْيَان الثَّوْرِيّ وَمِسْعَرٍ وَالحَسَنِ بن صَالِحٍ وَشَريك، ثُمَّ كوَكِيْعٍ وَحَفْصِ بن غِيَاث, وَابْن إِدْرِيْسَ, وَخَلْق. قَالَ الخَطِيْبُ: وَقَالَ لِي العَتِيْقِيّ: مَا رَأَيْتُ بِالكُوْفَةِ مِثْلَ القَاضِي الهَرَوَانِيّ. وَقَالَ أَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ، بَقِيَ عَلَى قَضَاءِ الكُوْفَةِ سِنِيْنَ، مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة. قلت: عاش سبعًا وتسعين سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 472"، واللباب لابن الأثير "3/ 386"، والعبر "3/ 81"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 165".

ابن فارس

3690- ابن فارس 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، اللُّغَوِيُّ المُحَدِّثُ، أَبُو الحُسَيْنِ، أَحْمَدُ بنُ فَارسِ بنِ زَكَرِيَّا بن مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ القَزْوِيْنِيُّ، المَعْرُوفُ بِالرَّازِيِّ، المَالِكِيُّ، اللُّغَوِيُّ، نَزِيْلُ هَمَذَان، وَصَاحِب كِتَاب "المُجْمَل". حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَلَمَةَ القَطَّانُ، وسليمان بن يَزِيْدَ الفَامِي، وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدِ بنِ مِهْرَويه القَزْوينيين، وَسَعِيْدِ بن مُحَمَّدٍ القَطَّان، وَمُحَمَّدِ بن هَارُوْنَ الثَّقَفِيّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدَانَ الجَلاَّبُ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْد الهَمَذَانيين، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ السنِّي الدينوري، وأبي القاسم الطبراني، وطائفة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 103"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 80"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 49"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 212"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 132".

حدَّث عَنْهُ: أَبُو سَهْلٍ بنُ زيرك، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، وَعَلِيُّ بنُ القَاسِمِ الخَيَّاط المُقْرِئ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ المُحْتَسِب، وَآخَرُوْنَ. مَوْلِدُهُ بقَزْوِين, وَمَرْبَاهُ بهَمَذَان، وَأَكْثَر الإِقَامَةَ بِالرَّيِّ. وَكَانَ رَأْساً فِي الأَدب، بَصِيْراً بفقهِ مَالِك، مُنَاظراً مُتَكَلِماً عَلَى طريقَةِ أَهْلِ الحَقّ، وَمَذْهَبُهُ فِي النَّحْوِ عَلَى طريقَةِ الكُوْفِيِّين، جمع إِتْقَانَ العِلْم إِلَى ظَرْفِ أَهْل الكِتَابَةِ وَالشّعر. وَلَهُ مُصَنَّفَات وَرسَائِلُ، وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّة. وَكَانَ يَتَعَصَّبُ لآل العَمِيْدِ، فَكَانَ الصَّاحِبُ بنُ عَبَّاد يَكْرَهُهُ لذلك، وَقَدْ صنَّف باسمه كِتَاب "الحِجْر"، فَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ قَلِيْلَةٍ. وَكَانَ يَقُوْلُ: مَنْ قَصُرَ عِلْمُهُ فِي اللُّغَةِ وغُولِطَ غَلِطَ. قَالَ سَعْدُ بنُ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيّ: كَانَ أَبُو الحُسَيْنِ مِنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، مُحْتَجّاً بِهِ فِي جَمِيْعِ الجِهَات غَيْرَ مُنَازع، رَحَلَ إِلَى الأَوْحدِ فِي العُلُوم أَبِي الحسَن القَطَّان، وَرَحَلَ إِلَى زَنْجَان، إِلَى صَاحِبِ ثَعْلَب أَحْمَدَ بن الحَسَنِ الخَطِيْب، وَرَحَلَ إِلَى مَيَانَج إِلَى أَحْمَدَ بن طَاهِر بن النَّجم، وَكَانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ. قَالَ سَعْدٌ: وَحُمِلَ أَبُو الحُسَيْنِ إِلَى الرَّيِّ؛ لِيَقْرَأ عَلَيْهِ مجد الدولة ابن فَخر الدَّوْلَة، وَحصَّل بِهَا مَالاً مِنْهُ، وَبرع عَلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو الحُسَيْنِ مِنَ الأَجَوَاد, حَتَّى إِنَّهُ يَهَبُ ثِيَابَهُ وَفَرْشَ بَيْتِهِ، وَكَانَ مِنْ رءوس أَهْلِ السُّنَّة المجرَّدين عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ الحَدِيْثِ. قَالَ: وَمَاتَ بِالرَّيِّ فِي صَفَرٍ سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَفِيْهَا ورَّخه أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَخْبَرَنَا البَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَقِّ اليُوْسُفِيّ، أَخْبَرَنَا هَادِي بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ القاسم، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ فَارس اللُّغَوِيّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ أَبِي خَالِد بقَزْوين، حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَان، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ للهِ مَلاَئِكَةً فِي الأرض سياحين يبلِّغوني عن أمتي السلام" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "3116"، وابن أبي شيبة "2/ 517"، وأحمد "1/ 387، 441، 452" والنسائي "3/ 43"، وفي "عمل اليوم والليلة" "66"، والدارمي "2/ 317"، والبزار "1/ 395"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" "2/ 205"، والطبراني في "الكبير" "10528"، "10529"، "10530"، وإسماعيل القاضي "21"، والبغوي في "شرح السنة" "687" من طريق سفيان الثوري، به.

وَمن نظمِ ابْن فَارس. سَقَى هَمَذَانَ الغَيْثُ لَسْتُ بقائلٍ ... سِوَى ذَا وَفِي الأَحْشَاءِ نارٌ تضرّم وما لي لا أُصغي الدُّعَاءَ لبلدةٍ ... أَفَدْتُ بِهَا نِسْيَانَ مَا كُنْتُ أَعْلَمُ نَسِيْتُ الَّذِي أَحْسَنْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِي ... مدينٌ وَمَا فِي جَوْفِ بَيْتِي دِرْهَمُ وَلَهُ: إِذَا كُنْتَ تُؤذَى بِحَرِّ المَصِيف ... وَيُبْسِ الخَرِيفِ وَبَرْدِ الشِّتَا وَيُلْهِيْكَ حُسْنُ زَمَانِ الرَّبِيْع ... فَأَخْذُكَ لِلْعِلْمِ قل لي متى?

الأكواخي

3691- الأكواخي 1: المحدِّث الحُجَّةُ، أَبُو أَحْمَدَ، عَبْدُ اللهِ بنُ بكر بن محمد، الطَّبَرَانِيُّ الزَّاهِدُ، نَزِيْلُ أَكواج بَانيَاس. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَأَحْمَدَ بن زَكَرِيَّا المَقْدِسِيّ، وَعُثْمَان بن مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَخَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسِيّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. رَوَى عَنْهُ: تَمَّامٌ الرَّازِيّ, وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّبَعِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ روَّاد العَكَّاوِيّ، وأبو علي الأهوازي، ومحمد بن علي الصوري. وَقَالَ الصُّوْرِيّ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً مُكْثِراً، حَكَى عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيّ. وَقَالَ الكتَّانِي: ثِقَةٌ يتشيِّع، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَلَهُ رحلَةٌ إِلَى بَغْدَادَ، وَلَقِيَ أَبَا سَهْل بن زياد وأمثاله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 423".

القصار، والقصار، وابن يونس

القصار، والقصار، وابن يونس: 3692- القَصَّار 1: شَيْخُ المَالِكِيَّةِ، القَاضِي أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ، البَغْدَادِيُّ, ابْنُ القَصَّارِ. حَدَّثَ عن علي بن الفض السُّتُوري, وَغَيْره. رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذَر الحَافِظ، وأبو الحسين بن المهتدي بالله. ووثَّقه الخطيب. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ تَلاَمِذَةِ القَاضِي أَبِي بَكْرٍ الأَبْهَرِيّ، يُذكر مَعَ أَبِي القَاسِمِ الجَلاَّب. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيّ: لَهُ كِتَابٌ فِي مَسَائِل الخلاَف كَبِيْرٌ، لاَ أَعرف لَهُم كِتَاباً فِي الخِلاَفِ أَحسنَ مِنْهُ. قَالَ القَاضِي عِيَاض: كَانَ أُصُوْلِياً نظَّارًا، وَلِي قَضَاءَ بَغْدَاد. وَقَالَ أَبُو ذَر: هُوَ أَفْقَهُ مَنْ لقِيت مِنَ المَالِكيين، وَكَانَ ثِقَةً قَلِيْل الحَدِيْث. قَالَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِس: مَاتَ فِي ثَامن ذِي القَعْدَةِ، سَنَة سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَيُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ ثمان، والأول أصحّ. 3693- القَصَّار 2: الفَقِيْهُ الإِمَامُ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ القَصَّار، مِنْ كِبَارِ الشَّافِعِيَّة. حدَّث عَنْ أَبِي عَلِيِّ بنِ عَاصِم، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ فَارِسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بن خَالِدٍ الزَّاذَانِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ عَبَّاد، وَالقَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العَسَّال. وَكَانَ ثَبْتاً، كَبِيْرَ القَدْر. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، وَأَخُوْهُ عَبْدُ الوَهَّابِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ السِّمسَار، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الصَّفَّار، وَجَمَاعَة. توفِّي سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وثلاث مائة. 3694- ابن يونس 3: المنجِّم الكَبِيْرُ، مُصَنِّف الزِّيْج الحَاكِمِيّ، أَبُو الحَسَنِ علي ابن محدِّث مِصْر أَبِي سَعِيْدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الفقيه أحمد ابن شَيْخ الإِسْلاَمِ يُوْنُس بن عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدَفِيّ المِصْرِيّ. وَأَهْلُ التَّنْجِيْم يَخْضَعُوْنَ لِفَضِيلَة هَذَا التَأْلِيْف. وله نظم رائق. ليس مرَّةً ثِيَابَ النِّسَاء، وضَرَبَ بِالعُودِ، وبخَّر، وَرَقَبَ الزُّهرَة، وَكَانَ يلبس تَحْتَ العمَامَة طُرْطُوراً كَالبدو، وَلَهُ إِصَابَاتٌ عَجِيْبَةٌ تُضِلُّ الجَهَلَة. وَقَدْ عدَّلَهُ القَاضِي مُحَمَّدُ بنُ النُّعْمَانِ وقَبِلَه، فَلاَ حول وَلاَ قوَة إلَّا بِاللهِ. وَلَهُ سَمَاعَاتٌ عَالِيَة. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 41"، والعبر "3/ 64"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 149". 2 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 169". 3 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 488"، وميزان الاعتدال "3/ 123"، ولسان الميزان "4/ 232"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 156".

الجيزي

الجيزي، وابن أبي عمران: 3695- الجِيزي: القَاضِي الإِمَامُ المُقْرِئ الأَوْحَدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّد بنِ عُمَرَ بن مَحفُوظٍ المِصْرِيُّ الجِيْزِيُّ. تلاَ عَلَى أَبِي الفَتْح بن بُدهن. وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ بُهْزَاد السِّيْرَافِيّ، وَأَحْمَدَ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَامع، وَأَحْمَدَ بنِ مَسْعُوْد الزُّبَيْرِيّ، وَالعَلاَّمَة أَبِي جَعْفَرٍ بنِ النَّحَّاسِ. حَدَّثَ عَنْهُ: فَارسُ بنُ أَحْمَدَ الضَّرِيْر، وَأَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَجَمَاعَة. قَالَ الدَّانِي: كتبنَا عَنْهُ شَيْئاً كَثِيْراً مِنَ القِرَاءات وَالحَدِيْثِ، وتوفِّي سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: توفِّي فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ. وَأَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيّ صَاحِبُ يُوْنُس بن عَبْدِ الأَعْلَى. رَوَى عنه المصريون. 3696- ابن أبي عمران 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ الرَّبَّانِيّ، الحَافِظُ الرحَّال، أَبُو الفَضْلِ، أَحْمَدُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ، الهَرَوِيُّ الصَّرَّامُ، المُجَاورُ، شَيْخُ الحرمِ. حدَّث عَنْ خَيْثَمَةَ بنِ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ المَحْبُوْبِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ بُنْدَار، وَدَعْلَجٍ السِّجْزِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيِّ، وَعِدَّةٍِ. وَكَانَ مِنْ أَوعيَةِ الحَدِيْثِ، رَوَى الكَثِيْرَ بِمَكَّةَ. وحدَّث عَنْهُ: أَبُو يَعْقُوْبَ القَرَّاب، وَأَبُو نُعَيْم الأَصْبَهَانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحِنَّائِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وأبو الفضل بن بندار الرازي، وآخرون. وَقَدْ صَحِبَ مُحَمَّدَ بن دَاوُدَ الدُّقِّي وَالكِبَارَ، وَأَخَذَ عَنْهُ خلقٌ مِنَ المغَاربَة والرحَّالة، وَوَصَفَهُ الأَهْوَازِيُّ بِالحِفْظِ. توفِّي سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 165"، والعبر "3/ 69"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 153".

أبو علي البغدادي

3697- أبو علي البغدادي 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ، مُسندُ أَصْبَهَان، أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ البَغْدَادِيِّ، الشِّطْرنْجِيُّ، التَّاجِرُ، نَزِيْلُ أَصْبَهَانَ. حدَّث جَدُّهُم سُلَيْمَانُ عَنْ هِشَامِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الرَّازِيِّ، وحدَّث أَبُوهُمَا الأَقربُ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ عنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ. رَوَى أَبُو عَلِيٍّ عَنْ: أَبِيهِ، وَالفَضْلِ بن الخَصِيْبِ، وَأَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بنِ إِسْحَاقَ الخَطْمِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ ابْنِ أَخِي أَبِي زُرْعَةَ، وَالحَسَنِ بن عَلِيِّ بنِ أَبِي الحِنَّاءِ المِردَاسِيِّ الهَمَذَانِيِّ، وَأَبِي أَسِيدٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَسِيدٍ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ اللُّنْبَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نَبِيلٍ الهَمَذَانِيِّ، وَأَبِي الأَسْوَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الفَيْضِ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الهَمَذَانِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ السُّحَيمِيِّ، وعِدَّة. حدَّث عَنْهُ: مَحْمُوْدُ بنُ جَعْفَرٍ الكَوْسَجُ، وَابْنُ مَنْدَةَ أَبُو القَاسِمِ، وَعِدَّةٌ. وهُمْ بَيْتُ حَدِيْثٍ وَإِسْنَادٍ. توفِّي فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَعَاشَ أَرْبَعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً -رحمه الله. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ -عُرِفَ بِسَلَّةَ, وَالحَسَنُ بنُ عُمَرَ بنِ يُوْنُسَ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ شَكْرُوَيْه.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 274"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1029".

خلف بن القاسم

3698- خلف بن القاسم 1: ابن سهل الحافظ الإمام المتقن أبو القاسم بن الدَّبَّاغِ الأَزْدِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ أَبَا المَيْمُوْنِ بنَ رَاشِدٍ، وَعَلِيَّ بنَ أَبِي العَقَبِ، وَجَمَاعَةً، وَبِمِصْرَ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي المَوْتِ، وَحَمْزَةَ الحَافِظ، وَابنَ النَّاصِح، وَسَلَمَ بنَ الفَضْلِ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ الوردِ, وَعِدَّةً، وَبِمَكَّةَ بُكَيْراً الحَدَّادَ والآجُرِيّ، وَأَبَا الحَسَنِ الخُزَاعِيّ، وَبقُرطبَة مُحَمَّدَ بنَ مُعَاوِيَةَ المَرْوَانِي، وَأَحْمَدَ بنَ الشَّامة. وَكَانَ مِنْ بُحور الرِّوَايَة. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَرَضِيِّ، وَأَبُو عَمْرٍو الدَّانِي، وَابْن عَبْدِ البَرِّ، وَغَيْرهُم. قَالَ الحُمَيْدِيُّ: جَمع ابْنُ الدبَّاغ "مُسنَدَ أَحَادِيْثِ مَالِكٍ"، وَ"مُسنَدَ أَحَادِيْثَ شُعبَةَ"، وَ"الكُنَى الَّتِي للصَّحَابَة"، وَ"أَقضيَة شُرَيْح"، وَكِتَاب "الخَائِفين"، وَ"زُهْدَ بِشْرٍ الحَافِي"، أَكْثَر عَنْهُ شَيْخُنَا أَبُو عُمَرَ، وَكَانَ لاَ يُقَدِّمُ عَلَيْهِ مِنْ شُيُوخِهِ أَحداً، وَبَالَغَ فِي وصفه، وقال: كتب بالمشرق عن نَحْو ثَلاَثِ مائَة شَيْخٍ، وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِرجَالِ الحَدِيْثِ وَأَكتَبِهِم لَهُ، وَهُوَ محدِّث الأَنْدَلُس فِي وَقتِهِ. قَالَ الحُمَيْدِيُّ: وَقَدْ كَتَبَ عَنْهُ أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مَسرورٍ. قُلْتُ: وَقرأَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى جَمَاعَةٍ؛ مِنْهُم: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ تِلْمِيْذُ ابْنِ مُجَاهِدٍ. توفِّي فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ عَطَاءِ اللهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ السِّبطُ، أَنْبَأَنَا خَلَفٌ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الحَافِظِ، أَخْبَرَنَا خَلَفُ بنُ القَاسِمِ، حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى، حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا جَرَّاحُ بنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ عَمْرٍو، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسرٍ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الدُّعَاءُ كُلُّهُ مَحْجُوبٌ حَتَّى يَكُونَ أَوَّلُهُ ثَنَاءً عَلَى اللهِ، وَصَلاَةً عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَدعُوهُ، فيستجاب الدعاء به". إسناده مظلم.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 955"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 211"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 144".

منصور بن عبد الله، وابن تركان

منصور بن عبد الله، وابن تركان: 3699- منصور بن عبد الله 1: ابن خالد بن أحمد بن خَالِدِ بنِ حَمَّاد، الحَافِظُ، العَالِمُ الرَّحَّال، أَبُو عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ الخَالديُّ الهَرَوِيُّ. حدَّث عَنْ: أَبِي سعيد بن الأعرابي، وأبي نصر محمد بن حَمْدُوَيْه المَرْوَزِيِّ، وَعَبْد اللهِ بن أَحْوَصَ الدَّبُوْسِيِّ لَقِيَه بِسَمَرْقَنْدَ، وَالحَسَنِ بن مُحَمَّد بنِ عُثْمَانَ الفَسَوِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن البَخْتَرِيِّ، وَأَبِي حَامِدٍ بنِ بِلاَلٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ شَوْذَبٍ، وَعَبْدِ اللهِ بن يَعْقُوْبَ الكَرْمَانِيِّ، وَإِسْمَاعِيْل الصفَّار، وَأَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَعَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَلَفٍ النَّسَفِيِّ، وَابْن السَّمَّاكِ، وَطَبَقَتهِم. وَكَتَبَ الكَثِيْر وَتَعِبَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو يَعْلَى بنُ الصَّابُوْنِيّ، وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدُونِي الحَافِظ، وَأَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ الرحمن بن محمد المؤدِّب، وَنَجِيْبُ بنُ مَيْمُوْنٍ الوَاسِطِيّ ثُمَّ الهَرَوِيّ، وَعَدَدٌ كَثِيْر، إلَّا أَنَّهُ غَيْرُ ثِقَة. قَالَ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيّ: كذَّاب لاَ يُعْتَمَد عَلَيْهِ. وَذكره جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُسْتَغْفِرِيُّ فَقَالَ: رَوَى عَنْ مَنْصُوْرِ بن مُحَمَّدٍ البَزْدَوِي -يَعْنِي: صَاحِبَ البُخَارِيِّ, ثُمَّ قَالَ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: توفِّي سَنَةَ إِحْدَى وأربع مائة. 3700- ابن تُرْكَان: المحدِّث الصَّالِحُ الصَّدُوْقُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ تُرْكَان، التَّمِيْمِيُّ الهَمَذَانِيُّ, الخَفَّاف. رَوَى عَنْ: أَوسٍ الخَطِيْبِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الجَلاَّبِ، وَأَبِي سَهْلٍ بن زِيَادٍ القَطَّان، وَدَعْلَجٍ السِّجْزِيّ، وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، وَأَبُو الفَرَجِ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الجَرِيْرِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عبَّاد، وَيُوْسُفُ الخَطِيْب، وَآخَرُوْنَ. قَالَ شِيْرَوَيْه: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ، وُلِدَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَمَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وأربع مائة، وقبره يزار، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 84"، واللباب لابن الأثير "1/ 413"، وميزان الاعتدال "4/ 185"، ولسان الميزان "6/ 96"، والعبر "3/ 76"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 162".

ملك سجستان

3701- ملك سِجِسْتَان 1: المَلِكُ المحدِّث، صَاحِبُ سِجِسْتَان، خَلَفُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ اللَّيْث، السِّجِسْتَانِيُّ الفَقِيْهُ، مِنْ جِلَّةِ المُلُوك، لَهُ إِفضَالٌ كَثِيْرٌ عَلَى أَهْلِ العِلْمِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بن عَلِيٍّ المَالِيْنِيّ صَاحِبِ عُثْمَان بن سَعِيْدٍ الدَّارِمِيِّ، وَمن عَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدٍ الفَاكهِي المَكِّيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ الصَّوَّاف، وَعَلِيِّ بن بُنْدَار الصُّوْفِيّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَأَبُو يَعْلَى بن الصابوني، وطائفة. وانتخب عليه الدارقطني. وَامتدت دَوْلَتُه، ثُمَّ حَاصره السُّلْطَان مَحْمُوْدُ بنُ سُبُكْتِكِيْن، فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، وآذَاهُ، وضَيِّقَ عَلَيْهِ، فَنَزَلَ بِالأَمَان إِلَيْهِ، فَبعثَه مُكرماً فِي هَيْئَة جَيِّدَة إِلَى الجُوزجَانِ، ثُمَّ بَعْد أَرْبَع سِنِيْنَ وُصف للسُلْطَان أَنَّهُ يُكَاتِب سُلْطَانَ مَا وَرَاء النَّهر أَيلكَ خَانَ، فضَيِّق عَلَيْهِ. وَكَانَ فِي أَيَّامه مَلِكاً جَوَاداً مَغْشِيَّ الجنَاب، مُفْضِلًا مُحسِناً مُمَدَّحاً، جَمعَ عِدَّةً مِنَ الأَئِمَّة عَلَى تَأْلِيْف تَفْسِيْرٍ عَظِيْمٍ حاوٍ لأَقوَالِ المُفَسِّرين وَالقُرَّاء وَالنُّحَاة وَالمُحَدِّثِيْنَ. فَقَالَ أَبُو النَّضْر فِي كِتَاب "اليَمِينِيِّ": بَلَغَنِي أَنَّهُ أَنفقَ عَلَيْهِم فِي أَسبوعٍ عِشْرِيْنَ أَلْف دِيْنَار. قَالَ: وَالنُّسْخَةُ بِهِ بِنَيْسَابُوْرَ تَسْتغرِقُ عُمُر النَّاسخِ. أَخْبَرَنِي أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ قَالَ: عَملتُ فِي المَلِك خَلَف ثَلاَثَةَ أَبيَاتٍ، لَمْ أُبلغْهَا إِيَّاهُ لكنَّها اشْتَهَرَتْ، فَلَمْ أَشعر إلَّا بِثَلاَث مائَة دِيْنَارٍ بعثَهَا إِليَّ، وَهِيَ هَذِهِ: خَلَفُ بنُ أحمدَ أحمدُ الأَخْلاَفِ ... أَرْبَى بِسُؤْدُدِهِ عَلَى الأَسْلاَفِ خَلَفُ بنُ أَحْمَدَ فِي الحَقِيْقَةِ واحدٌ ... لَكِنَّهُ مربٍ عَلَى الآلاَفِ أَضْحَى لآلِ اللَّيْثِ أَعْلاَمِ الوَرَى ... مِثْلَ النَّبِيِّ لآلِ عَبْدِ مَنَافِ وَقَدِ امتَدَحَه البَدِيْعُ الهَمَذَانِيُّ وَغَيْرهُ، وَفِيْهِ يَقُوْلُ الثَّعَالِبِيُّ: مَنْ ذَا الَّذِي لاَ يُذِلُّ الدَّهْرُ صَعْبَتَهُ ... وَلاَ تُلِينُ لَهُ الأَيَّامُ صَعْدَتَهُ أَمَا تَرَى خَلَفاً شَيْخَ المُلُوكِ غَدَا ... مملوك من فتح العذراء بلدته توفِّي فِي السجْن فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَورثه ابْنُهُ أَبُو حَفْصٍ.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "2/ 105"، والعبر "3/ 70"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 156".

قَالَ الحَاكِمُ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِبُخَارَى انْتِخَابَ الدَّارَقُطْنِيِّ لَهُ، وَمَاتَ شهيداً فِي الحَبْسِ بِبلاَدِ الهِنْد, ثُمَّ سَاق الحَاكِمُ فِي تَرْجَمَتِهِ تِسْعَةَ أَحَادِيْث. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بِقِرَاءتِي، عَنْ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَاعِظُ سنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا الأَمِيْرُ أَبُو أَحْمَدَ خَلَفُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلَف، حدَّثنا خَلَفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا خلف بن محمد كُردوسٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ مُوْسَى بن خَلَفٍ العَمِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي وَلفُلاَن. قَالَ: مَنْ فُلاَن? قَالَ: جَارٌ لِي أَمَرَنِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهُ. قَالَ: غَفَرَ اللهُ لَكَ وَلصَاحِبِكَ, إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَمِعَ رَجُلاً يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي وَلفُلاَن. قَالَ: مَنْ فُلاَن? قَالَ: جَارٌ لِي أَمَرَنِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهُ. قَالَ: غَفَرَ اللهُ لَكَ وله. هذا مسلسل بخمسة خلفين.

أبو حيان التوحيدي

3702- أبو حَيِّان التَّوْحِيدِي 1: الضَّال الموحد، أَبُو حَيَّانَ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ، البَغْدَادِيُّ الصُّوْفِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الأَدبيَة وَالفلسفيَة، وَيُقَالُ: كَانَ مِنْ أَعيَان الشَّافِعِيَّة. قَالَ ابْنُ بَابِي فِي كِتَاب "الخَريدَةِ وَالفَريدَةِ": كَانَ أَبُو حَيَّانَ هَذَا كذَّابًا, قَلِيْلَ الدِّين وَالوَرَعِ عَنِ القَذْفِ وَالمُجَاهرَة بِالبُهْتَان، تعرَّض لأُمُورٍ جِسَامٍ مِنَ القَدْحِ فِي الشَّريعَةِ, وَالقَوْلِ بِالتَّعطيل، وَلَقَدْ وَقَفَ سيدُنَا الوَزِيْرُ الصَّاحبُ كَافِي الكفَاة عَلَى بَعْضِ مَا كَانَ يُدغِلُه وَيُخفيه مِنْ سوء الاعْتِقَادِ، فَطَلَبَهُ لِيَقتُلَهُ، فَهَرَبَ، وَالتَجَأَ إِلَى أَعدَائِه، وَنَفَقَ عَلَيْهِم تزخرفُهُ وَإِفكُه، ثُمَّ عَثَرُوا مِنْهُ عَلَى قَبِيح دِخْلَتِهِ وَسُوءِ عقيدَتِهِ، وَمَا يُبطِنُه مِنَ الإِلْحَاد، وَيرومُهُ فِي الإِسْلاَمِ مِنَ الفسَاد، وَمَا يُلصِقُه بِأَعلاَمِ الصَّحَابَة مِنَ القبَائِح، وَيُضِيفُه إِلَى السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنَ الفضَائِح، فَطَلَبَهُ الوَزِيْرُ المُهَلَّبِيّ، فَاسْتَتَر مِنْهُ، وَمَاتَ فِي الاسْتتَارِ، وَأَرَاح اللهُ، وَلَمْ يُؤْثَر عَنْهُ إلَّا مثلبَةٌ أَوْ مُخزيَة. وَقَالَ أبو الفرج بن الجَوْزِيِّ: زَنَادقَةُ الإِسْلاَمِ ثَلاَثَةٌ: ابْنُ الرَّاوَنْدِي، وَأَبُو حَيَّانَ التَّوْحِيْدِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ المَعَرِيُّ، وَأَشدُّهُم عَلَى الإِسْلاَم أَبُو حَيَّانَ، لأَنَّهُمَا صرَّحا، وَهُوَ مَجْمَجَ ولم يصرِّح.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "15/ 5"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 112"، وميزان الاعتدال "4/ 518"، ولسان الميزان "7/ 38".

قُلْتُ: وَكَانَ مِنْ تَلاَمِذَة عَلِيِّ بن عِيْسَى الرمَّاني، وَرَأَيْتُهُ يُبالغ فِي تَعَظِيْم الرُّمَّانِي فِي كِتَابِهِ الَّذِي أَلّفه فِي تَقْرِيظ الجَاحظ، فَانْظُرْ إِلَى المَادحِ وَالممدوحِ! وَأَجودُ الثَّلاَثَةِ الرُّمَّانِيُّ مَعَ اعتِزَالِهِ وَتَشيُّعِهِ. وأَبُو حَيَّانَ لَهُ مصنَّف كَبِيْر فِي تَصوُّفِ الحُكَمَاءِ، وزهَّاد الفَلاَسِفَة، وَكِتَابٌ سَمَّاهُ "البصائر والذخائر"، وكتاب "الصديق وَالصَّدَاقَة" مُجَلَّد، وَكِتَاب "المقَابسَات"، وَكِتَاب "مَثَالب الوَزِيْرين" يَعْنِي ابْن العَمِيْد وَابْن عَبَّاد, وَغيرُ ذَلِكَ. وَهُوَ الَّذِي نسب نَفْسَه إِلَى التَّوحيد، كَمَا سمَّى ابْنُ تُومرت أَتْبَاعَه بِالمُوحِّدينَ، وَكَمَا يُسَمِّي صُوفيَّةُ الفَلاَسِفَة نُفُوسَهُم بِأَهْل الوحدَة وَبَالاتحَادِيَّة. أنبَانِي أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الطَّرَسُوْسِيّ، عَنِ ابْنِ طَاهِرٍ: سَمِعْتُ أَبَا الفَتْحِ عَبْدَ الوَهَّابِ الشِّيْرَازِيَّ بِالرَّيِّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا حَيَّان التَّوْحِيْدِيّ يَقُوْلُ: أُنَاسٌ مَضَوْا تَحْتَ التَّوَهُم، وَظَنُّوا أَنَّ الحَقَّ مَعَهُم، وَكَانَ الحَقُّ وراءهم. قُلْتُ: أَنْتَ حَامِلُ لِوَائِهِم. قَالَ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّيْنِ فِي "تَهْذِيبِ الأَسْمَاءِ": أَبُو حَيَّانَ مِنْ أَصْحَابِنَا المصنِّفين، فَمِنْ غَرَائِبِهِ أَنَّهُ قَالَ فِي بَعْضِ رَسَائِلِهِ: لاَ رِبَا فِي الزَّعْفَرَانِ. وَوَافَقهُ عَلَيْهِ أَبُو حَامِدٍ المَرُّوْذِيُّ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: له المصنفات الحسنة كـ"البصائر" وَغَيْرِهَا. قَالَ: وَكَانَ فَقيْراً صَابِراً مُتَدَيِّناً، صَحِيْحَ العَقِيْدَةِ. سَمِعَ جَعْفَراً الخُلْدِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ الشَّافِعِيَّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيَّ، وَالقَاضِي أَحْمَدَ بنَ بِشْرٍ العَامِرِيَّ. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ الفَامِي، وَمُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ جِيْكَانَ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّاوُوْدِيُّ، وَنَصْرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فَارِسٍ الشِّيْرَازِيُّوْنَ، وَقَدْ لَقِيَ الصَّاحِبَ بنَ عَبَّادٍ وَأَمثَالَهُ. قُلْتُ: قَدْ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَمَّجَة الأَصْبَهَانِيُّ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِ مائَةٍ، وَهُوَ آخِرُ العَهْدِ بِهِ. وَقَالَ السِّلَفِي: كَانَ نَصْرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ يَنْفَرِدُ عَنْ أَبِي حَيَّانَ بِنُكَتٍ عَجِيْبَةٍ. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ الحَافِظُ فِيْمَا يَأْثُرُوْهُ عَنْهُ جَعْفَر الحَكَّاك: سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ المَالِيْنِيَّ يَقُوْلُ: قَرَأْتُ الرِّسَالَةَ -يَعْنِي: المَنْسُوْبَةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- على أبي حيان، فقال: هذه الرسالة عملتها ردًّا على الرافضة، وَسَبَبُهُ أَنَّهُم كَانُوا يَحْضُرُوْنَ مَجْلِسَ بَعْضِ الوُزَرَاءِ، وَكَانُوا يُغْلُوْنَ فِي حَالِ عليِّ، فَعَمِلْتُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ. قُلْتُ: قَدْ بَاءَ بِالاخْتِلاَفِ عَلَى عَلِيٍّ الصَّفْوَةُ، وَقَدْ رَأَيْتُهَا وَسَائِرُهَا كَذِبٌ بَيِّنٌ.

هشام المؤيد بالله

3703- هشام المؤيَّد بالله: ابن المُسْتَنْصِرِ صَاحِبُ الأَنْدَلُسِ، بَايَعُوْهُ صَبِيّاً، فَقَامَ بِتَشْيِيْدِ الدَّوْلَةِ الحَاجِبُ المَنْصُوْرُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَامِرٍ، فَكَانَ مِنْ رِجَالِ الدَّهْرِ رَأْياً وَحَزْماً، وَدَهَاءً وَشَجَاعَةً وَإِقدَاماً -أَعْنِي الحَاجِبَ, فَعَمَدَ أَوَّلَ تَغَلُّبِهِ إلى خزائن كتب الحكم، فأبرز ما فيها بِمِحْضَرٍ مِنَ العُلَمَاءِ، وَأَمَرَ بِإِفْرَازِ مَا فِيْهَا مِنْ تَصَانِيْفِ الأَوَائِلِ وَالفَلاسِفَةِ، حَاشَا كُتُبِ الطِّبِّ وَالحِسَابِ، وَأَمَرَ بِإِحْرَاقِهَا، فَأُحْرِقَتْ، وَطَمَرَ بَعْضَهَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ تَحَبُّباً إِلَى العَوَامِّ، وَتَقْبِيْحاً لِمَذْهَبِ الحَكَمِ. وَلَمْ يَزَلِ المؤيَّد بِاللهِ هِشَامٌ غَائِباً عَنِ النَّاسِ لاَ يَظْهَرُ وَلاَ يُنَفِّذُ أَمْراً. وَكَانَ ابْنُ أَبِي عَامِرٍ مِمَّنْ طَلَبَ العِلْمَ وَالأَدَبَ، وَرَأَسَ وترقَّى، وَسَاعَدَتْهُ المَقَادِيْرُ، وَاسْتَمَالَ الأُمَرَاءَ وَالجَيْشَ بالأموال، ودانت لهيبته الرجال، وتلقَّب بِالمَنْصُوْرِ، وَاتَّخَذَ الوُزَرَاءَ لِنَفْسِهِ، وَبَقِيَ المؤيَّد مَعَهُ صُوْرَةً بِلاَ مَعْنَى؛ لأَنَّ المؤيَّد كَانَ أَخْرَقَ، ضَعِيْفَ الرَّأْي، وَكَانَ لِلْمَنْصُوْرِ نِكَايَةٌ عَظِيْمَةٌ فِي الفِرَنْجِ، وَلَهُ مَجْلِسٌ فِي الأُسْبُوْعِ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ فِيْهِ الفُضَلاَءُ لِلْمُنَاظَرَةِ، فَيُكْرِمُهُم وَيَحْتَرِمُهُم وَيَصِلُهُمْ، ويجيز الشعراء، افتتح عِدَّةَ أَمَاكِنَ، وَمَلأَ الأَنْدَلُسَ سَبْياً وَغَنَائِمَ، حَتَّى بِيْعَتْ بِنْتُ عَظِيْمٍ مِنْ عُظَمَاءِ الرُّوْمِ ذَاتُ حُسْنٍ وَجَمَالٍ بِعِشْرِيْنَ دِيْنَاراً، وَكَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ قِتَالِ العَدُوِّ نَفَضَ مَا عَلَيْهِ مِنْ غُبَارِ المَصَافِّ، ثُمَّ يَجْمَعُهُ وَيَحْتَفِظُ بِهِ، فلمَّا احْتُضِرَ أَمَرَ بِمَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ بأن يذر على كفته، وَغزَا نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ غَزْوَةً، وتوفِّي مَبطوناً شَهِيْداً وَهُوَ بِأَقصَى الثَّغْر، بقُرْبِ مَدِيْنَةِ سَالِمٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ حَاجِباً للمؤيَّد بِاللهِ، فَكَانَ يَدخُلُ عَلَيْهِ القَصرَ، وَيَخْرُجُ فَيَقُوْلُ: أَمَرَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ بكذَا، وَنَهَى عَنْ كَذَا, فَلاَ يُخَالِفُهُ أَحَدٌ، وَلاَ يَعْتَرِضُ عَلَيْهِ مُعْتَرِضٌ، وَكَانَ يَمْنَعُ المؤيَّد مِنَ الاجْتِمَاعِ بِالنَّاسِ، وَإِذَا كَانَ بَعْد مُدَّةٍ ركّبَه، وَجَعَلَ عَلَيْهِ بُرْنُساً، وَأَلبس جَوَارِيه مثلَه، فَلاَ يُعْرَفُ المؤيَّد مِنْ بَيْنِهِنَّ، فَكَانَ يَخْرُجُ يَتَنَزَّهُ فِي الزَّهْرَاء، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى القصرِ عَلَى هَذِهِ الصِّفَة. وَلَمَّا توفِّي الحَاجِبُ ابْنُ أَبِي عَامِر، قَامَ فِي مَنْصِبِهِ ابْنُهُ الملقَّب بِالمُظَفَّر: أَبُو مَرْوَانَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ. وَجرَى عَلَى مِنْوَالِ وَالِدِه، فَكَانَ ذَا سَعْدٍ عَظِيْمٍ، وَكَانَ فِيْهِ حَيَاءٌ مُفْرِطٌ يُضْرَب بِهِ المَثَلُ، لَكِنَّهُ كَانَ مِنَ الشُّجَعَان المُذْكُورِين، فَدَامَتِ الأَنْدَلُسُ فِي أَيَّامه فِي خَيْرٍ وَخِصْبٍ وَعِزٍّ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. وقَام بتدبِير دَوْلَةِ المؤيَّد بِاللهِ النَّاصرُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَخُو المظفَّر المَذْكُوْر المَعْرُوف بشنشولَ,

فَعتَا وتَمَرَّد، وَفسقَ وتهتَّك، وَلَمْ يَزَلْ بالمؤيَّد بِاللهِ حَتَّى خَلَعَ نَفْسَه مِنَ الخِلاَفَةِ، وفوَّضها إِلَى شَنشولَ هَذَا مُكْرَهاً، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمن قصَة شنشول -وَيُقَالُ: شَنجولُ- وَهُوَ أَصحّ, أنَّ أَبَاهُ المَنْصُوْر غَزَا غَزْوَةَ البررت، وَهُوَ مَكَانٌ مضيقٌ بَيْنَ جَبَلَين, لاَ يمْشِيه إلَّا فَارسٌ بَعْد فَارس، فَالتَقَى الرُّوْمُ هُنَاكَ، ثُمَّ نَزَلَ، وَأَمر برفعِ الخيَامِ, وَبنَاءِ الدُّورِ وَالسُّور، واختطَّ قَصْراً لِنَفْسِهِ، وَكَتَبَ إِلَى ابْنِهِ وَمَوْلاَهُ وَاضِحٍ بِالنِّيَابَةِ عَلَى البِلاَدِ، يَقُوْلُ فِي كِتَابِهِ: وَلَمَّا أَبصرتُ بلاَد أَرغون اسْتَقصرتُ رَأْي الخُلَفَاءِ فِي تَرْكِ هَذِهِ المَمْلَكَة العَظِيْمَة, فلمَّا عَلِمَتِ الرُّوْمُ بِعَزْمِه رَغِبُوا إِلَيْهِ فِي أَدَاء القطِيْعَةِ، فَأَبَى عَلَيْهِم إلَّا أَنْ يهبُوهُ ابْنَةَ مَلِكِهِم الَّذِي مِنْ ذُرِّيَّة هِرقل، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا لَعَارٌ, فَالتقوهُ فِي أُمَمٍ لاَ تُحْصَى فِي وَسَطِ بِلاَدهم، وَهُوَ فِي عِشْرِيْنَ أَلْف فَارس، فَكَانَ للمُسْلِمِيْنَ جَوْلَةٌ، فثبتَ المَنْصُوْرُ وَولدَاهُ، وَكَاتبه ابْنُ برد، وَالقَاضِي ابْنُ ذَكْوَان فِي جَمَاعَةٍ، فَأَمَرَ أَنْ تُضْرَبَ خَيْمَةٌ لَهُ، فَرَآهَا المُسْلِمُوْنَ، فَتَرَاجَعُوا، فَهَزَمَ اللهُ الكَافرينَ، وَنَزَلَ النَّصْرُ، ثُمَّ حَاصَرَ مَدِينَةً لَهُم، فلمَّا همَّ بِالظَّفَر بَذَلُوا لَهُ ابْنَةَ المَلِكِ، وَكَانَتْ فِي غَايَة الجَمَال وَالعَقْلِ، فلمَّا شَيَّعَهَا أَكَابِرُ دَوْلَتهَا سَأَلُوهَا البِرَّ وَالعنَايَةَ بِهِم، فَقَالَتْ: الجَاهُ لاَ يُطْلَبُ بِأَفخَاذِ النِّسَاء, بَلْ بِرِمَاحِ الرِّجَال. فَوَلَدَتْ لِلْمَنْصُوْرِ شنجولَ هَذَا، وَهُوَ لَقَبٌ لِجَدِّه لأُمِّهِ لُقِّب هُوَ بِهِ. وَمن مفَاخر المَنْصُوْر: أَنَّهُ قَدِمَ مِنْ غَزْوَةٍ فتعرَّضت له امرأة عند الْقصر، فَقَالَتْ: يَا مَنْصُوْرُ! يَفْرَحُ النَّاسُ وَأَبكِي? إِنَّ ابْنِي أَسِيْرٌ فِي بِلاَدِ الرُّوْم. فثنَى عِنَانَه وَأَمَرَ النَّاسَ بِغَزْو الجِهَةِ الَّتِي فِيْهَا ابْنُهَا. وَقَدْ عَصَاهُ مرَّةً وَلدٌ لَهُ، فَهَرَبَ وَلجأَ إِلَى مَلِكِ سَمّورَةَ، فَغَزَاهَا المَنْصُوْرُ وَحَاصَرَهَا، وَحَلَفَ ألَّا يَرْحَلَ إلَّا بِابنِهِ، فَسَلَّمُوهُ إِلَيْهِ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَقُتِلَ بِقُرْبِ سَمُّورَةَ. وَمن رُجْلَة المَنْصُوْرِ: أَنَّهُ أُحِيْطَ بِهِ فِي مَدِيْنَةِ فُتَّة، فَرَمَى بِنَفْسِهِ مِنْ أعَلَى جَبَلِهَا، وَصَارَ فِي عَسْكَرِهِ، فَبَقِيَ مُفْدَعَ القَدَمِين لاَ يَرْكَبُ، إِنَّمَا يُصْنَعُ لَهُ مَحْمَلٌ عَلَى بغلٍ يُقَادُ بِهِ فِي سَبْعِ غَزَوَاتٍ, وَهُوَ بَضْعَةُ لَحْمٍ، فَانْظُرْ إِلَى هَذِهِ الهمَّة العليَّة، وَالشَّجَاعَةِ الزَّائِدَة. وَكَانَ مَوْتُه آخِرَ الصَّلاَحِ وَأَوّلَ الفَسَادِ بِالأَنْدَلُسِ؛ لأَنَّ أَفعَالَه كَانَتْ حَسَنَةً فِي الحَالِ، فَاسِدَةً فِي المآلِ، فَكَانَتْ قبله القبَائِلُ، كُلُّ قَبِيْلَةٍ فِي مَكَانٍ، فَإِذَا كَانَ غَزْو وَضعتِ الخُلَفَاءُ عَلَى كُلِّ قَبِيْلَةٍ عَدَداً، فيغزُونَ، فلمَّا اسْتولَى المَنْصُوْرُ أَدخل مِنْ صِنْهَاجَة وَنَفْزنَ عِشْرِيْنَ أَلْفاً إِلَى الأَنْدَلُسِ، وَشَتَّتَ العَرَبَ عَنْ مَوَاضِعِهَا، وَأَخْمَلَهُم، وَأَبقَى عَلَى نَفْسه؛ لِكَوْنِهِ لَيْسَ مِنْ بُيُوتِ المُلْكِ، ثُمَّ قتلَ فِي بَنِي أُمَيَّةَ جَمَاعَةً، وَاحتَاطَ عَلَى المُؤَيَّدِ، وَمَنَعَهُ مِنَ الاجْتِمَاعِ بِأَحَدٍ، وَرُبَّمَا

أَخْرَجَهُ لَهُم فِي يَوْم العِيْدِ لِلهَنَاء، فلمَّا مَاتَ المَنْصُوْرُ وَابنُهُ المُظَفَّر أَبُو مَرْوَانَ، انْخَرَمَ النِّظَامُ، وَشرع الفسَادُ، وَهَلَكَ النَّاسُ، فَقَامَ شنجولُ وَطغى وبَغَى، وَفعل العظَائِمَ، والمؤيَّد بِاللهِ تَحْتَ الاحْتِجَارِ، فدسَّ عَلَى المؤيَّد مِنْ خَوّفه وَهدّده، وأعمله أَنَّهُ عَازِمٌ عَلَى قَتْلِهِ إِنْ لَمْ يُوَلِّه عهدَهُ، ثُمَّ أَمرَ شنجول القُضَاةَ وَالأَعلاَم بِالمُثُولِ إلى القصر الذي بالزهراء، فَأَخْرَجَ لَهُم المُؤَيَّدَ، وَأَخْرَجَ كِتَاباً قُرِئَ بَيْنهُم بِأَنَّ المؤيَّد قَدْ خَلَعَ نَفْسه، وَسَلَّمَ الأَمْرَ إِلَى النَّاصرِ لِدِيْنِ اللهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي عَامِرٍ. فَشَهِدَ مَنْ حَضَرَ بِذَلِكَ علَى المؤيَّد، وَأَخَذَ النَّاصرُ هَذَا فِي التهتُّك وَالفِسْقِ، وَكَانَ زِيُّهُم المكشوفَة، فَأَمَرَ جُنده بِحَلْقِ الشَّعر، وَلبس العَمائِم تَشَبُّهاً ببنِي زِيرِي، فَبقُوا أَوْحَشَ مَا يَكُونُ وَأَسمَجَهُ، لفُّوا العَمَائِم بِلاَ صنعَةٍ، وَبقُوا ضُحْكَةً، ثُمَّ سَارَ غَازياً، فَجَاءهُ الخَبَرُ بِأَنَّ مُحَمَّدَ بنَ هِشَامِ بن عَبْدِ الجَبَّارِ الأُمَوِيّ ابْنَ عَمِّ المُؤَيَّد بِاللهِ قَدْ توثَّب بِقُرْطبَة، وَهدم الزَّهرَاءَ، وَأَقَامَ مَعَهُ القَاضِي ابْنَ ذَكْوَانَ، وَأَنْفَقَ الأَمْوَالَ فِي الشُّطَّار، فَاجْتَمَعَ لَهُ أَرْبَع مائَة رَجُلٍ، وَأَخَذَ يُرتِّبُ أَموره فِي السِّرِّ، ثُمَّ ركب، وَقصدَ دَارَ وَالِي قُرطبَةَ فَقطع رَأْسَهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ الأُسْتَاذُ جُوذَرُ الكَبِيْر، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بنُ هِشَام: أَيْنَ المُؤَيَّد بِاللهِ? أَخْرِجْهُ. فَقَالَ: أذلَّ نَفْسه وَأَذلَّنَا بضَعْفِه. فَخَرَجَ يَطْلُبُ أَمَانَهُ، فَقَالَ: أَنَا إِنَّمَا قُمْتُ لأُزيل الذُّلَّ عَنْكَ، فَإِن خَلعتَ نَفْسَكَ طَائِعاً فلك كُلُّ مَا تُحِبُّ. ثُمَّ طلبَ ابْنَ المكُوي الفَقِيْه، وَابنَ ذَكْوَانَ القَاضِي, وَالوُزَرَاء، فَدَخَلُوا على المؤيَّد، فَشَهِدُوا عَلَيْهِ بِتَفْوِيض الأَمْرِ إِلَى ابْنِ عَمِّه هَذَا، وَضعف أَمرُ شنجول، وَظفر بِهِ مُحَمَّدٌ، فَذَبَحه فِي أَثْنَاء هَذَا العَامِ، وَلَهُ بِضْعٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ أَبِي الفيَاض: كَانَ خِتَان شُنشول فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فَانتهت النَّفقَةُ يَوْمَئِذٍ إِلَى خَمْس مائَة أَلْف دِيْنَار، وَخَتَنُوا مَعَهُ خَمْسَ مائَةٍ وَسبعَةً وَسَبْعِيْنَ صَبِيّاً. وأَمَا مُحَمَّدُ بنُ هِشَام بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بن النَّاصر لِدِيْنِ اللهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فتلقَّب بِالمَهْدِيّ، وَنصبَ الدِّيْوَان، وَاسْتخدمَ، فَلَمْ يَبْقَ زَاهدٌ وَلاَ جَاهِلٌ وَلاَ حجَّامٌ حَتَّى جَاءهُ، فَاجْتَمَعَ لَهُ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِيْنَ أَلْفاً، وَدَانت لَهُ الوُزَرَاءُ وَالصَّقَالِبَةُ، وَبَايعُوهُ، فَأَمر بِنَهْب دُورِ آل المَنْصُوْر أَبِي عَامِر، وَانتهبَ جَمِيْعَ مَا فِي الزَّهْرَاءِ مِنَ الأَمْوَالِ وَالسِّلاَحِ، وَقُلعتِ الأَبْوَابُ. فَقِيْلَ: وَصل مِنْهَا إِلَى خِزَانَة المَهْدِيّ هَذَا خَمْسَةُ آلاَف أَلف دِيْنَار سِوَى الفِضَّة، وصلَّى بِالنَّاسِ الجُمُعَة بقُرطُبَة، وَقُرِئ كِتَابهُ بلعنَة شنشول، ثُمَّ سَارَ إِلَى حَربه، فَكَانَ القَاضِي ابْنُ ذَكْوَان يُحرِّضُ عَلَى قِتَاله، وَيَقُوْلُ: هُوَ كَافِرٌ. وَكَانَ شنشول قَدِ اسْتَعَان بِعَسْكَر الفِرنج؛ لأَنَّ أُمَّه مِنْهُم، وَقَامَ مَعَهُ ابْنُ غومِش، فَجَاءَ إِلَى قُرطبَة، فتسحَّب جُنده، فَقَالَ لَهُ ابْنُ غومش: ارْجِع بِنَا قَبْلَ أَنْ تُؤخذ, فَأبَى، وَمَال إِلَى دير شربش جوعَانَ سَهرَان، فَأَنزل لَهُ رَاهبٌ دجَاجةً وخُبزاً، فَأَكل وَشرب وَسَكِرَ، وَجَاءَ لِحَرْبِهِ ابْنُ عَمِّ المَهْدِيِّ وَحَاجِبُه مُحَمَّدُ بنُ المُغِيْرَةِ الأُمَوِيُّ، فَقبضَ عَلَيْهِ، فَظَهَرَ منه

الجَزَعُ، وقَبَّل قَدَم ابْنِ المُغِيْرَةِ، وَقَالَ: أَنَا فِي طَاعَةِ المَهْدِيّ. ثُمَّ ضُربت عُنُقُه، وَطيف بِرَأْسِهِ: هَذَا شنشول المأَبُوْنُ المَخْذُول. فلمَّا اسْتوثق الأَمْرُ للمَهْدِيّ، أَظهرَ مِنَ الخَلاَعَة وَالفسَادِ أَكْثَرَ مِمَّا عَمِله شنشول. قَالَ الحُمَيْدِيّ: فَقَامَ عَلَى المَهْدِيّ ابْنُ عَمِّهِ هِشَامُ بنُ سُلَيْمَانَ بن النَّاصر لِدِيْنِ اللهِ، فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وتسعين، وقام مع البَرْبَرُ، وَأُسر هِشَام هَذَا، فَقَتَلَهُ المَهْدِيّ. وَقَالَ غَيْرُهُ: زَادَ المَهْدِيُّ فِي الغَيِّ, وَأَخْذِ الْحرم، وَعمد إِلَى نَصْرَانِي يُشبه المُؤَيَّد بِاللهِ، فَفَصَده حَتَّى مَاتَ، وَأَخرجهُ إِلَى النَّاس، وَقَالَ: هَذَا المؤيَّد. فصلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَه، وَقَدِمَ عَلَى المَهْدِيِّ رَسُوْلُ فُلفلِ بنِ سَعِيْدٍ الزَّنَاتِي صَاحِب طَرَابُلُس دَاخلاً فِي طَاعَتِهِ، يلتمسُ إِرسَالَ سِكَّةٍ عَلَى اسْمِه لِيُعينَه عَلَى بَادِيس، فَغلبَ بَادِيسُ عَلَى طَرَابُلُس وَتَمَلَّكَهَا، وَكَتَبَ إِلَى ابْنِ عمِّه حمَّاد ليُغْرِيَ القبَائِل عَلَى المَهْدِيّ لخِذْلاَنه، قَدْ هَمَّ بِالغَدْرِ بِالبَرْبَرِ الَّذِي حَوْلَهُ، ولوَّح بِذَلِكَ، فَهَذَا سَبَبُ خُرُوْجِهِم عَلَيْهِ مَعَ ابْنِ عَمِّه هِشَامِ بن سُلَيْمَانَ، فَقتلُوا أَوَّلاً وَزيرَيه: مُحَمَّدَ بن دُرِّي، وَخَلَفَ بنَ طَرِيْف، وَأَحرقُوا السَّرَّاجين، وَعبرُوا القنطرَةَ، ثُمَّ تَخَاذلُوا عَنْ هِشَامٍ حَتَّى قُتِلَ، وتحيِّز جُلُّهُم إِلَى قَلْعَةِ رَبَاح، فَهَرَبَ مَعَهُم سُلَيْمَانُ بنُ الحَكَمِ بنِ سُلَيْمَانَ بن النَّاصر، وَهُوَ ابْنُ أَخِي هِشَامٍ المَقْتُولِ، فَبَايَعُوهُ، وَسَمَّوهُ: المُسْتَعِيْن بِاللهِ، وَجَمَعُوا لَهُ مَالاً، حَتَّى صَارَ لَهُ نَحْوٌ مِنْ مائَةِ أَلْف دِيْنَار، فتوجَّه بِالبَرْبَرِ إِلَى طُلَيْطُلَة فتملَّكَها، وَقَتَلَ وَالِيَهَا، فَجَزِعَ المهدي، واعتد للحصار، وتجرأت عليه العامَّة، ثُمَّ بعثَ عَسْكَراً فَهَزمهُم سُلَيْمَانُ المُسْتَعِيْن، ثُمَّ سَارَ حَتَّى شَارف قُرْطُبَة، فَبرز لِحَرْبِهِ عَسْكَرُ المَهْدِيِّ، فَنَاجَزَهُم سُلَيْمَانُ، فَكَانَ مَنْ غَرِقَ مِنْهُم فِي الوَادِي أَكْثَرَ مِمَّنْ قُتِلَ، وَكَانَتْ وَقعَة هَائِلَة هَلَكَ فِيْهَا خَلْقٌ مِنَ الأَخْيَار والأئمة والمؤذنين، فَلَمَّا أَصْبَحَ المَهْدِيُّ بِاللهِ أَخرج لِلنَّاسِ الخَلِيْفَةَ المُؤَيَّد بِاللهِ هِشَامَ بنَ الحَكَمِ، الَّذِي كَانَ أَظْهَرَ لَهُم مَوْتَهُ، فَأَجْلَسَهُ لِلنَّاسِ، وَأَقبلَ قَاضِي الجَمَاعَةِ يَقُوْلُ: هَذَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، وَإِنَّمَا مُحَمَّدُ بنُ هِشَام بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ نَائِبُه. فَقَالَ لَهُ البَرْبَرُ: يَا ابْنَ ذَكْوَانِ: بِالأَمْسِ تُصَلِّي عَلَيْهِ، وَاليَوْمَ تُحييه ?! ثُمَّ خَرَجَ أَهْلُ قُرْطُبَة إِلَى المُسْتَعِيْن سُلَيْمَانَ, فَأحسنَ مَلقَاهُم, وَاختفى مُحَمَّد المَهْدِيّ, وَاسْتوثق أَمرُ المُسْتَعِيْن, وَدَخَلَ قصرَ الإِمَارَةِ، وَوَارَى النَّاسُ قَتْلاَهُم، فَكَانُوا نَحْواً مِنِ اثنَيْ عشرَ أَلْفاً، ثُمَّ تسحَّب المَهْدِيُّ إِلَى طُلَيْطُلة، فَقَامُوا مَعَهُ، وَكَتَبَ إِلَى الفِرنجِ وَوعدَهُم بِالأَمْوَال، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ خَلْقٌ عَظِيْم، وَهُوَ أَوّلُ مَالٍ انْتَقَلَ مِنْ بَيْتِ المَالِ بِالأَنْدَلُسِ إِلَى الفِرنج، وَكَانَتِ الثُّغُوْرُ كُلُّهَا بَاقِيَةً عَلَى طَاعَة المَهْدِيِّ، فَقَصَدَ قُرْطُبَة فِي جحفلِ عَظِيْمٍ، فَالتَقَى الجَمْعَان عَلَى عقبَة الْبَقر عَلَى بَرِيْدٍ مِنْ قُرْطُبَةَ، فاقتتلوا أشد قتال، فانهزم سليمان المستمعين، وَاسْتَوْلَى المَهْدِيُّ عَلَى قُرْطُبَة ثَانياً، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ أَيَّامٍ إِلَى قِتَالِ جَمَاهِيْرِ البَرْبَر، فَالتقَاهُم بوَادِي آرُهْ، فَهَزمُوهُ أَقْبَحَ هَزِيْمَةٍ، وَقُتِلَ مِنْ

جُنْدِهِ الفِرَنجِ ثَلاَثَةُ آلاَف، وَغَرِقَ خَلْقٌ، فَجَاءَ إِلَى قُرْطُبَة، ثُمَّ وَثَبَ عَلَيْهِ العَبِيْدُ، فَضُرِبَتْ عُنُقُه، وَقُطِعَتْ أَرْبَعَتُهُ، وَكَفَى الله شَرَّهُ فِي ثَامنِ ذِي الحِجَّةِ عَامَ أَرْبَعِ مائَةٍ، وَعَاشَ أَرْبَعاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. قَالَ الحُمَيْدِيُّ: أُعِيْدَ المؤيَّد بِاللهِ إِلَى الخِلاَفَةِ فِي آخر سَنَةِ أَرْبَع مائَة، فَحَاصَرَتْهُ جُيُوْشُ البَرْبَر مَعَ سُلَيْمَان المُسْتَعِيْن مُدَّةً، وَاتَصَلَ ذَلِكَ إِلَى شَوَّال سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة، فَدَخَلَ البَرْبَرُ قُرْطُبَةَ بِالسَّيْفِ، وقُتِلَ المؤيَّد بِاللهِ. وَقَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي الوَلِيْد بن الحَاج: إنَّ طَائِفَةً وثَبُوا عَلَى المَهْدِيِّ فَقَتَلُوهُ، وَأَخْرَجُوا المُؤَيَّد بِاللهِ، فَطيَّر عَنْبَرٌ رَأْسَ المَهْدِيّ بَيْنَ يدِي المُؤَيَّد، وَسَكَنَ النَّاسُ، وَكَتَبَ المُؤَيَّد إِلَى البَرْبَر ليدخُلُوا فِي الطَّاعَة فَأَبُوا، وَصَارَ يَرْكَبُ وَيَظْهَرُ، فَهَابَه النَّاسُ، وَعَاثت البَرْبَرُ، وَعملت مَا لاَ يعملُه مُسْلِمٌ، وَنَازلُوا قُرْطُبَة سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة، واشتدَّ القَحطُ وَالبلاَءُ، وَفنِي النَّاسُ، وَدَخَلَ البَرْبَرُ بِالسَّيْفِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ، فَقَتَلُوا حَتَّى الولدَانَ، وَهَرَبَ الخَلْقُ، وَهَرَبَ المؤيَّد بِاللهِ إِلَى المَشْرِقِ فحَجَّ، وَلَقَدْ تصرَّف فِي الدُّنْيَا عَزِيْزاً وَذليلاً، وَالعزَةُ للهِ جَمِيْعاً. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَمَا المؤيَّد فَانْقَطَعَ خَبَرُهُ، وَنُسِي ذِكره. وَقَالَ عُزَيْز فِي "تَاريخ القَيروَانِ": إنَّ المؤيَّد بِاللهِ هَرَبَ بِنَفْسِهِ مِنْ قُرْطُبَة، فَلَمْ يَزَلْ فَارّاً وَمُسْتَخْفِياً حَتَّى حَجَّ، وَكَانَ مَعَهُ كِيْسُ جَوْهَرٍ، فَشَعَرَ بِهِ حرَّابَةُ مَكَّةَ، فَأَخَذُوْهُ مِنْهُ، فَمَالَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الحَرَمِ، وَأَقَامَ يَوْمَين لَمْ يَطْعَم طَعَاماً، فَأَتَى المَرْوَةَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: تُحْسِنُ تَجبلُ الطِّيْنَ? قَالَ: نَعَمْ. فَذَهَبَ بِهِ، فَلَمْ يُحْسِنَ الجَبْل، وَشَارط عَلَى دِرْهَمٍ وَرَغِيْفٍ، فَقَالَ: عجِّلِ القرصَ، فَإِنِّي جَائِع. فَأتَاهُ بِهِ، فَأَكلَه، وَعَمِلَ حَتَّى تَعِبَ، وَهَرَبَ، وَخَرَجَ مَعَ الرَّكبِ إِلَى الشَّامِ فِي أَسْوَأِ حَالٍ، فَقَدم القُدْسَ، فَمَشَى، فَرَأَى رَجُلاً يَعْمَلُ الحُصُرَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ? قَالَ غَرِيْبٌ. قَالَ: تُحْسِنُ هَذِهِ الصَّنْعَة? قَالَ: لا. قال: فتكون عندي تناولني الحَلْفَاءَ وَأُعْطِيْكَ أُجْرَةً? قَالَ: نَعَمْ. فَأَقَامَ عِنْدَهُ يُعَاوِنه، وَيَأْكُلُ مَعَهُ، فتعلَّم صَنْعَة الحُصُر، وَأَقَامَ بِالقُدْسِ سِنِيْنَ، وَلَمْ يَدْرِ بِهِ أَحَدٌ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الأَنْدَلُسِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ عُزَيْزٌ: فَهَذَا نَصُّ مَا رواه مشايخ أَهْل الأَنْدَلُس، وَالَّذِي ذكره ابْنُ حَزْم فِي كِتَابِ "نُقط الْعَرُوس" أَنَّهُ قَالَ: أُخلوقهٌ لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا: ظهر رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ خَلَفٌ الحُصْرِي بَعْد اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً مِنْ مَوْت المؤيَّد بِاللهِ هِشَامِ، فَبُوْيِع لَهُ، وَخُطِبَ لَهُ عَلَى مَنَابِرِ الأَنْدَلُسِ فِي أَوْقَاتٍ شتَّى، وادَّعى أَنَّهُ المؤيَّد بِاللهِ هِشَامٌ، وَسُفِكت الدِّمَاءُ، وَتَصَادمتِ الجُيُوشُ فِي أَمره.

قَالَ عُزَيْزٌ: فَأَقَامَ المُدَّعَى أَنَّهُ هِشَامٌ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً, وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ ابْن عبَّاد كَالوَزِيْر بَيْنَ يَدَيْهِ وَالأَمْرُ إِلَيْهِ، فَاسْتقَام بِذَلِكَ لابْنِ عَبَّاد أَكْثَرُ بِلاَدِ الأَنْدَلُسِ، وَدَفَعَ عَنْهُ كَلاَم الحسَّاد إِلَى أَنْ مَاتَ هِشَامٌ. قُلْتُ: هَذِهِ الحِكَايَة شبهُ خُرَافَة، وَمن بَعْد سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة انْقَطع خَبَرُ المؤيَّد بِاللهِ، وَانْتَقَلَ إِلَى اللهِ، وَأَظُنُّهُ قُتِلَ سِرّاً، فَكَانَ لَهُ حِيْنَئِذٍ خَمْسُوْنَ سَنَةَ، وَكَانَ ضَعِيْف الرَّأْي، قَلِيْلَ العَقْلِ، يُصَدِّق بِمَا لاَ يَكُون، وَلَهُ نَهْمَةٌ فِي جمع الْبَقر البُلْق، وَأَعطى مَرَّةً مَالاً عَظِيْماً لِمَنْ جَاءهُ بِحَافِرِ حِمَارٍ، وزعم أنه حافر حمار العزير، وَأَتَاهُ آخرُ بِحَجَرٍ، فَقَالَ: هَذَا مِنَ الصَّخْرَةِ. وَأَتَاهُ آخرُ بشَعْرٍ قَالَ: هَذَا مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقِيْلَ لِهَذَا السَّبَب: كَانَ المَنْصُوْرُ يَمْنَعُ النَّاسَ مِنَ الاجْتِمَاع بِهِ. وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: بَلْ خَنقهُ المَهْدِيُّ، وَأَخرجه مَيتاً كَمَا ذكرنَا، فَاللهُ أَعْلَم، وَبَالجُمْلَة فَالَّذِي جَرَى عَلَى أَهْلِ الأَنْدَلُسِ مِنْ جُنْدها البَرْبَرِ لاَ يُحَدُّ وَلاَ يُوْصَفُ، عَملُوا مَا يَصْنَعهُ كفَّار التُّركِ وَأَبْلَغَ، وَأَحْرَقُوا الزَّهْرَاء وَجَامِعَهَا وَقُصُورَهَا، وَكَانَتْ أَحْسَنَ مَدِيْنَةٍ فِي الدُّنْيَا وَأَطرَاهَا، قَالَ ابْنُ نبيط: ثلاثةٌ مِنْ طَبْعِهَا الفَسَادُ ... الفَأْرُ وَالبَرْبَرُ وَالجَرَادُ وَقَالَ مُحْيِي الدِّينِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيٍّ التَّمِيْمِيُّ المَرَّاكُشِيُّ فِي كِتَابِ "الْمُعْجب": دَخَلتِ البَرْبَرُ قُرْطُبَةَ وَعَلَيْهِم سُلَيْمَانُ المُسْتَعِيْن فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَقَتَلُوا المؤيَّد بِاللهِ، وَقُتِلَ فِي هَذِهِ الكَائِنَة بقُرْطُبَة مِنْ أَهْلِهَا نَيِّفٌ وَعِشْرُوْنَ أَلْفاً.

سليمان المستعين بالله

3704- سليمان المستعين بالله 1: ابن الحكم بن سليمان بن الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد، الأُمَوِيُّ المَرْوَانِي. دَانَتْ لَهُ الأَنْدَلُسُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وأربع مئة كَمَا ذَكَرْنَا، جَال بِالبَرْبَرِ يُفْسِدُ وَيَنْهَبُ البِلاَدَ، وَيَعْمَلُ كُلَّ قَبِيْحٍ، وَلاَ يُبْقِي عَلَى أَحَد، فَكَانَ مِنْ جُمْلَة جُنْدِهِ القَاسِمُ وَعلِيٌّ ابْنَا حَمُّود بن مَيْمُوْنٍ العَلَوِيِّ الإِدْرِيْسِيِّ، فَجَعَلَهُمَا قَائِدَيْن على البَرْبَرِ، وأمَّر عَلِيّاً عَلَى سَبْتَة وَطَنْجَة وَتِلْكَ العُدوَة، وأمَّر القَاسِمَ عَلَى الجَزِيْرَةِ الخَضْرَاءِ. قَالَ الحُمَيْدِيُّ: لَمْ يَزَلِ المُسْتَعِيْنُ يَجُولُ بِالبَرْبَرِ يُفْسِدُ وَيَنْهَبُ، وَيُقفِر المَدَائِنَ وَالقُرَى بِالسَّيْفِ، لاَ يُبقِي مَعَهُ البَرْبَرُ عَلَى صَغِيْرٍ وَلاَ كَبِيْرٍ، إِلَى أَنْ غَلَبَ عَلَى قُرْطُبَة، ثُمَّ إِنَّ عَلِيَّ بنَ حَمُّوْد الإِدْرِيْسِيّ طَمِعَ فِي الخِلاَفَة، وَرَاسَلَ جَمَاعَةً، فَاسْتجَابَ لَهُ خَلْقٌ وَبَايعُوهُ، فعدَّى مِنْ سَبْتَة إِلَى الأَنْدَلُسِ، فَبَايعه مُتَوَلِّي مَالقه، وَاسْتحوذَ عَلَى الكِبَار، وَزحَفَ إِلَى قُرْطُبَة، فَجَهَّزَ المُسْتَعِيْنُ لِحَرْبِهِ وَلدهَ مُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ، فَالتَقَوا، فَانهزم مُحَمَّدٌ، وَهجم ابْنُ حَمُّوْد، فَدَخَلَ قُرْطُبَةَ فِي الحَال، وَظفر بِالمُسْتَعِيْن، فَذَبَحه بِيَدِهِ صَبراً، وَذبح أَبَاهُ الحَكَم وَهُوَ شَيْخٌ فِي عَشر الثَّمَانِيْنَ، وَذَلِكَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَانقضت دَوْلَةُ المَروَانيَة فِي جَمِيْع الأَنْدَلُس. وَكَانَ المُسْتَعِيْن أَدِيْباً شَاعِراً، عَاشَ نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. وَلَهُ تِيكَ الأَبيَاتُ المَشْهُوْرَةُ: عَجَباً يَهَابُ اللَّيْثُ حدّ سناني ... وأهاب لحظ فواتر الأجفان وأُقارع الأَهْوَالَ لاَ مُتَهَيِّباً ... مِنْهَا سِوَى الإِعْرَاضِ وَالهِجْرَانِ وَتَمَلَّكَتْ نَفْسِي ثلاثٌ كالدُّمَى ... زُهْرُ الوُجُوهِ نَوَاعِمُ الأَبْدَانِ كَكَواكِبِ الظَّلْمَاءِ لُحْنَ لناظرٍ ... مِنْ فَوْقِ أغصانٍ عَلَى كُثْبَانِ هَذِي الهِلاَلُ وَتِلْكَ بِنْتُ المُشْتَرِي ... حُسْناً وَهَذِي أُخت غُصْنِ البَانِ حَاكَمْتُ فِيْهِنَّ السُّلُوَّ إِلَى الصَّبَا ... فَقَضَى بسلطانٍ عَلَى سُلْطَانِي وَإِذَا تَجَارَى فِي الهَوَى أَهْلُ الهوى ... عاش الهوى في غبطةٍ وأمان

_ 1 ترجمته في فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "2/ 62"، وتاريخ ابن خلدون "4/ 150"، وسيكرر المؤلف ترجمته في الجزء الثالث عشر برقم ترجمة عام "3800".

علي بن حمود بن ميمون، والقاسم بن حمود بن ميمون، ويحيى بن علي بن حمود المعتلي بالله

علي بن حمود بن ميمون، والقاسم بن حمود بن ميمون، ويحيى بن علي بن حمود المعتلي بالله: 3705- عليّ بن حمود بن ميمون 1: ابن أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ إِدْرِيْسَ بنِ إِدْرِيْسَ بنِ عَبْدِ الله المحض بن الحسن المثنى بن رَيْحَانَةِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحَسَنَ بن عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، النَّاصِرُ لِدِيْنِ اللهِ، الهَاشِمِيُّ، العَلَوِيُّ الإِدْرِيْسِيُّ. اسْتَولَى عَلَى الأَمْر بقُرْطُبَة فِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائة كما قدمنا، وكانت دولته اثنين وَعِشْرِيْنَ شَهْراً، ثُمَّ خَالَفَ عَلَيْهِ الموَالِي الَّذِيْنَ قَامُوا بِنَصْرِه وَبيعَتِه، فَخَرَجُوا عَلَيْهِ، وَقدّمُوا عَلَيْهِ الأمير عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بن النَّاصر لدينِ الله الأُمَوِيّ، وَلقبوهُ بِالمُرْتَضَى، وَزحفُوا إِلَى غِرْناطة، ثُمَّ ندمُوا عَلَى تَقْدِيْمه لمَا رَأَوا مِنْ قُوَّتِه وَصَرَامَتِه وثبَات جَأْشِه، فَخَافُوا مِنْ غَائِلته، فَفَرُّوا عَنْهُ، وَدسَّوا عَلَيْهِ مَنْ قَتَله غيلَة. وأمَّا عَلِيُّ بنُ حَمُّوْد، فَوَثَبَ عَلَيْهِ غلمَانٌ لَهُ صَقَالبَةٌ فِي الحَمَّام، فَقَتَلُوهُ فِي آخِرِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة. وَخلّف مِنَ الأَولاَد يَحْيَى المُعْتَلِي وَإِدْرِيْس، فشَيْخُنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِدْرِيْسِيّ مِنْ ذُرِّيَّته، حَدَّثَنَا بِمِصْرَ عَنِ ابْنِ باقَا. 3706- القَاسِمُ بنُ حَمُّود بنِ مَيْمُوْنٍ 2: الإِدْرِيْسِيُّ، وَالِي إِمرَة الأَنْدَلُس بَعْد مَقْتَل أَخِيْهِ عَلِيّ بن حَمُّود سَنَة ثَمَان. وَكَانَ هَادئاً سَاكناً، أمِنَ النَّاسُ مَعَهُ، وَكَانَ يتشيِّع قَلِيْلاً، فَبَقِيَ فِي المُلك إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ ابْنُ أَخِيْهِ يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ حَمُّوْد المُعْتَلِي، فَهَرَبَ القَاسِمُ مِنْ غَيْر قِتَالٍ إِلَى إِشْبِيْليَة، فَاسْتمَالَ البَرْبَر، وَجمع وَحَشَدَ، وَجَاءَ إِلَى قُرْطُبَة، فَهَرَبَ مِنْهُ المُعْتَلِي، ثُمَّ اضْطربَ أَمرُ القَاسِم بَعْد قَلِيْل، وَخَذَلهُ البَرْبَرُ، وتفرَّقوا فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وتغلَّبت كُلُّ فرقَةٍ عَلَى بَلَدٍ مِنَ الأَنْدَلُس، وَجَرَتْ خُطُوبٌ وَأُمُورٌ يطول شَرحُهَا، فَلحق القَاسِمُ بشَرِيش، فَقصدهُ المُعْتَلِي وَحَاصَرهُ، فَظَفِرَ بِهِ، وَسَجَنَهُ دَهْراً، وأمَّا أَهْلُ إِشْبِيْليَة فَطردُوا عَنْهَا ابْنَي القَاسِم بنِ حَمُّوْد، وأمَّروا عَلَيْهِم ثَلاَثَةً: قَاضِي البَلَد مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ بن عَبَّاد، وَمُحَمَّد بن يَرِيْم الأَلْهَانِيُّ، وَمُحَمَّد بن الحَسَنِ الزُّبَيْدي، فَسَاسوهُم، ثُمَّ تملَّك عَلَيْهِم القَاضِي، وَأَظهر لَهُم ذَلِكَ الحُصْرِيَّ الَّذِي يُقَال: إِنَّهُ المُؤَيَّد كَمَا قدّمنَا، وَتملّك مَالَقَة يَحْيَى المُعْتَلِي, وَالجَزِيْرَةَ الخضرَاء، وَغَلبَ أَخُوْهُ إِدْرِيْسُ بنُ عليٍّ عَلَى طَنْجَة، وَطَال أَسْرُ القَاسِمِ، وَعَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، ثُمَّ خُنقَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 3707- يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بن حَمُّود المعتلي بالله 3: أَبُو زَكَرِيَّا العَلَوِيُّ الحسنِيُّ الإِدْرِيْسِيُّ، وَأُمُّه علويَّةٌ أيضًا.

_ 1 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 152". 2 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 152"، وسيكرر المؤلّف ترجمته في الجزء الثالث عشر برقم ترجمة عام "3969". 3 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 153"، وسيكرر المؤلف ترجمته في الجزء الثالث عشر برقم ترجمة عام "3993".

غلب عَلَى أَكْثَر الأَنْدَلُس، وتسمَّى بِالخِلاَفَة، وَاسْتنَاب عَلَى قُرْطُبَةَ الأَمِيْرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن أَبِي عطَّاف إِلَى سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ، ثُمَّ قُطعت دعوتُه عَنْ قُرْطُبَة, فتردَّد عَلَيْهَا بِالعَسَاكِر إِلَى أَنْ أَطَاعته جَمَاعَة البَرْبَر وَسلَّمُوا إِلَيْهِ الحُصُونَ وَالقِلاع، وعَظُم سلطَانُه، ثُمَّ قَصَدَ إِشْبِيْليَة، فَحَاصَرَهَا، فخرج منها فوارس, وَهُوَ حِيْنَئِذٍ سكرَانُ، فَحْمَلَ عَلَيْهِم, وَكَانُوا قَدْ أَكمنُوا لَهُ، فَقتلُوهُ فِي المحرَّم سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَلَمَّا انْهَزَم البَرْبَرُ مَعَ القاسم بن حَمُّود بن قُرْطُبَة، اتَّفَقَ رَأْيُ أَهلهَا عَلَى ردِّ الأَمْرِ إِلَى بَنِي أُمَيَّةَ، فَاخْتَارُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ هشام بن عبد الجبار بن الناصر لدين اللهِ أَخَا المَهْدِيّ، فَبَايعُوهُ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، ولقَّبوه بِالمُسْتَظْهر بِاللهِ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. ثُمَّ قَامَ عَلَيْهِ نَسِيْبُه مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي طَائِفَة مِنْ سفَلَةِ العوَامِّ، فَقتلُوا المُسْتَظْهِرَ بَعْد شَهْرَيْنِ، وَكَانَ قَدْ وَزر لَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْم الظَاهِرِيُّ، فأثنَى عَلَى المُسْتَظْهرِ، وَقَالَ: كَانَ فِي غَايَةِ الأَدب وَالبلاغَة وَالذَّكَاء، رَحِمَهُ اللهُ. وقَوِيَ أَمرُ محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بنِ النَّاصر الأُمَوِيّ، ولقَّبوه بِالمستكفِي بِاللهِ، فبُويع وَلَهُ ثَمَان وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً، فتملَّك سِتَّةَ أَشهر، وَكَانَ أَحْمَقَ، قَلِيْلَ العَقْل، وَزَرَ لَهُ أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ الحَائِك، ثُمَّ قُتل وَزيرُه، وَخُلعَ هُوَ، وَسجنوهُ ثَلاَثاً لَمْ يُطعمُوهُ فِيْهَا شَيْئاً، ثُمَّ نَفَوْه المُعَثَّر، فَلَحِقَ بِالثُّغُوْر، وَأَضمرته البِلاَدُ، وَقِيْلَ: بَلْ سُمَّ فِي دجَاجَةٍ فَهَلَكَ، وَعَادَ أَمرُ النَّاسِ إِلَى المُعْتَلِي. فَلَمَّا غَابَ المُعْتَلِي، أَجْمَعَ أَهْلُ قُرْطُبَة عَلَى رَدِّ الأَمْر إِلَى بني أمية، ونهض بِذَلِكَ الوَزِيْرُ أَبُو الْحزم جَهْوَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَهْوَر، وَبَايعُوا أَبَا بَكْرٍ هِشَام بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ النَّاصر لِدِيْنِ اللهِ، وَلُقِّب بِالمُعْتَدِّ بِاللهِ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانَي عَشْرَة، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَخَمْسُوْنَ سَنَة، فَبَقِيَ يَنْتَقلُ فِي الثُّغُوْر، وَدَخَلَ قُرْطُبَة فِي آخر سَنَة عِشْرِيْنَ، فَلَمْ يَلْبثْ إلَّا يَسِيْراً حَتَّى قَامَتْ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنَ الجُنْدِ، وَجَرَتْ أُمُورٌ يَطُوْلُ شَرْحُهَا، ثُمَّ خَلَعُوهُ، وَأُخْرِجَ مِنْ قَصْرِهِ وَالنِّسَاءُ مهتكَات حَافيَات، إِلَى أَنْ دَخَلُوا الجَامِعَ فِي هَيْئَة السَّبَايَا، فَبَقُوا هنَالِكَ أَيَّاماً يَتَعَطَّف عَلَيْهِم النَّاس بِالطَّعَامِ, إِلَى أَنْ خَرَجُوا مِنْ قُرْطُبَة، فَلَحِقَ هِشَامٌ هَذَا بِابْنِ هود المُتَغَلِّبِ عَلَى سَرَقُسْطَة وَلاردَة وَطَرْطُوْشَة، فَأَقَامَ عِنْدَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ فِي العَام الَّذِي قُتِلَ فِيْهِ المُعْتَلِي. فهَذَا آخِرُ مُلُوْكِ بَنِي أُمَيَّةَ مُطْلَقاً، وتفرَّقت الكَلِمَةُ، وَصَارَ فِي الأَنْدَلُس عِدَّة مُلُوْك.

جهور بن محمد بن جهور

3708- جهور بن محمد بن جهور 1: الرَّئِيْس أَبُو الْحزم القُرْطُبِيُّ الوَزِيْرُ، مِنْ بَيْتِ رِئاسَةٍ وَوزَارَةٍ، مِنْ دُهَاة الرِّجَالِ وَعُقَلاَئِهِم، دبَّر أَمْرَ قُرْطُبَة، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، لَكِنَّهُ مِنْ عقله لَمْ يتَّسم بِالإِمرَة، ورتَّب البَوَّابِيْن وَالحَشَمَ عَلَى بَابِ القَصْر، وَلَمْ يَنْتَقِل مِنْ بَيْتِهِ، وَأَنْفَقَ فِي الجُنْدِ الأَمْوَالَ، وَأَقَامَ العُمَال، وَفَرَّقَ العُدَدَ عَلَى العَامَة. وَكَانَ عَلَى طَرِيْقَةِ الرُّؤَسَاء الصَّالِحِيْنَ، فاستمرَّ أَمْرُ النَّاسِ مَعَهُ مُسْتَقِيْماً إِلَى أَنْ توفِّي فِي صَفَرٍ، سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. فقَام بَعْدَهُ ابْنُهُ الرَّئِيْس أَبُو الوَلِيْدِ مُحَمَّدُ بنُ جَهْور، فَجَرَى فِي السّيَاسَةِ عَلَى مِنْهَاجِ أَبِيهِ سَوَاء، وَبَقِيَ كَذَلِكَ مُدَّة سِنِيْنَ. وَكَانَ وَالِدُهُ أَبُو الْحزم مِنْ كِبَارِ العُلَمَاء, رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُفَرِّجٍ، وَخَلَف بن القَاسِمِ، وَعَبَّاس بن أَصْبَغَ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عتَّاب، وَغَيْرهُ. وَكَانَ مِنْ صِغَارِ وُزَرَاء دَوْلَةِ ابْنِ أَبِي عَامِر. وَكَانَ يَقُوْلُ: أَنَا مُمْسِكٌ أَمْرَ النَّاسِ إِلَى أَنْ يتَهَيَّأَ لَهُم مَنْ يَصْلُح لِلْخِلاَفَةِ, فَاسْتقلَّ بِالسَّلْطَنَة، وَاسْترَاحَ مِنِ اسْمِهَا، وَكَانَ يَجْعَلُ ارتفَاع الأَمْوَالِ وَدَائِعَ عِنْد التُّجَّار وَمُضَاربَة. وَكَانَ يَعُودُ المَرْضَى، وَيَشْهَدُ الجَنَائِز وَهُوَ بِزِيِّ الصَّالِحِيْنَ، وَلَهُ هَيْبَةٌ عَظِيْمَةٌ، وَأَمْرٌ مُطَاع، عَاشَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ سنة. وأما ابنه:

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 183"، وفي تاريخ ابن خلدون "4/ 159" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 255"، وسيكرر المؤلف ترجمته في الجزء الثالث عشر برقم ترجمة عام "3980".

أبو الوليد

3709- أبو الوليد 1: فَحكم عَلَى قُرْطُبَة ثَمَانِيَةَ أَعْوَام، فَقصدهُ ابْنُ عَبَّاد وَقهره، وَأَخَذَ البَلَدَ، ثُمَّ سَجَنَ أَبَا الوَلِيْدِ فِي حصن. وَكَانَ قَدْ قرأَ عَلَى مَكِّيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي المُطَرِّف القَنَازِعِيّ، وَيُوْنُسَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغِيْث، وَطَائِفَةٍ. وعُنِيَ بِالحَدِيْثِ. فَبَقِيَ فِي سِجنِ ابْنِ عبَّاد إِلَى أَنْ مَاتَ فِي نِصْفِ شَوَّال، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: بَلْ غَلَبَ عَلَى قُرْطُبَة المَأْمُوْنُ بنُ ذِي النُّوْنِ صَاحِبُ طُلَيْطُلَة، وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُ عكَاشة البَرْبَرِيّ، ثُمَّ غلب عَلَيْهَا أَبُو القَاسِمِ بنُ عباد، وصارت تبعًا لإشبيلية.

_ 1 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 159".

إدريس بن علي بن حمود الحسني

3710- إِدْرِيْسُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَمُّود الحَسَنِيُّ 1: الإِدْرِيْسِيُّ، أَخُو المُعْتَلِي بِاللهِ، لَمَّا قُتِلَ أَخُوْهُ بَادَرَ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى بن بَقَنَّة، وَنجَا الصَّقْلَبِيّ الخَادِمُ، فَأَتيَا مَالَقَةَ وَهِيَ دَارُ مُلْكهم، فَأَخبرَا إِدْرِيْسَ بنَ عَلِيّ بِقَتْلِ أَخِيْهِ وكان بسبتة، فدخل الأندلس. بُوْيِع بِمَالَقَة بِالخِلاَفَة، ولقِّب بِالمُتَأَيِّد بِاللهِ، وَجَعَلَ ابْنَ أَخِيْهِ حسنَ بنَ المُعْتَلِي وَالِياً عَلَى سَبْتَة. ثُمَّ إِنَّهُ اسْتَنْجَدَ بِإِدْرِيْسَ مُحَمَّدٌ البَرْبَرِيّ عَلَى حَرْبِ عَسْكَر إِشْبِيْليَة، فأمَدَّه بِجَيْشٍ عَلَيْهِم ابْنُ بَقَنَّة، فَهَزَمُوا عَسْكَر إِشْبِيْليَة، وَكَانَ عَلَيْهِ إِسْمَاعِيْلُ وَلَدُ القَاضِي ابْنِ عبَّاد، وَقُتِلَ إِسْمَاعِيْلُ، وَحُمِلَ رَأْسهُ إِلَى إِدْرِيْسَ بنِ عَلِيٍّ، فَوَافَاهُ وَهُوَ عَلِيْلٌ، فَلَمْ يَعِشْ إلَّا يَوْمَيْن وَمَاتَ، وَخلَّف مِنَ الوَلَدِ مُحَمَّداً الَّذِي لُقِّبَ بِالمَهْدِيِّ، وَالحَسَنَ الَّذِي لُقِّبَ بِالسَّامِي. وَكَانَ المُعْتَلِي بِاللهِ قَدِ اعْتَقَلَ مُحَمَّداً وَحَسَناً ابْنَيْ عَمِّه القَاسِمِ بن حَمُّود بِالجَزِيْرَةِ الخَضْرَاءِ، ووكَّل بِهِمَا رَجُلاً مِنَ المغَاربَةِ، فَحِيْنَ بَلَغَهُ خَبَرُ مَقْتَل المُعْتَلِي جَمَعَ مَنْ كَانَ فِي الجَزِيْرَة مِنَ البَرْبَر وَالسُّودَان، وَأَخرج مُحَمَّداً وَحَسَناً، وَقَالَ: هَذَانِ سَيِّدَاكُم، فَسَارِعُوا إِلَى الطَّاعَةِ لَهُمَا, فَبُوْيِعَ مُحَمَّدٌ، وتملَّك الجَزِيْرَةَ، لَكِنَّهُ لَمْ يَتسمَّ بِالخِلاَفَة، وَأَمَّا أَخُوْهُ الحسن فأقام معه مدةً، ثم تزهَّد وليس الصُّوفَ، وَفرغ عَنِ الدُّنْيَا، وَحَجّ بِأُخْته فَاطِمَةَ. وَلَمَّا بَلَغَ نَجَا الصَّقْلَبي وَهُوَ بِسَبْتَة مَوْتُ إِدْرِيْسَ، عدَّى إِلَى مَالَقَة وَمَعَهُ حَسَنُ بنُ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ، فَخَارت قُوَى ابْنِ بَقَنَّة، وَهَرَبَ، فتحصَّن بِحصنٍ لِمَارش وَهُوَ عَلَى بَرِيدٍ مِنْ مَالَقَة، فَبُوْيِعَ الحَسَنُ بنُ يَحْيَى بِالخِلاَفَة، وتسمَّى بالمستعلي، ثم آمن ابن يقنة، فلمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ قَتَلَهُ، ثُمَّ قَتَلَ ابْنَ عَمِّهِ يَحْيَى بنَ إِدْرِيْسَ بنِ عَلِيٍّ، وَرَجع نَجَا إِلَى سَبْتَة، ثُمَّ هَلَكَ حَسَنٌ المُسْتَعْلِي بعد سنتين. فجاز نجا ليملك البلاد، فقتله البربر، وأخرجوا من السجن إدريس ابن المعتلي، فبايعوه

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 324".

وتلقَّب بِالعَالِي، وَكَانَ ذَا رَأْفَةٍ ورِقّة، لَكِن كَانَ دَنِيءَ النَّفْسِ يُقَرِّب السِّفَل، وَلاَ يَحْجِبُ حرمه عَنْهُم، وَلَهُ تَدْبِيرٌ سيِّئ. ثُمَّ إنَّ البَرْبَر مَقَتُوهُ، وَأَجْمَعُوا عَلَى مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ حَمُّوْد الإِدْرِيْسِيّ الكَائِنِ بِالجَزِيْرَةِ الخَضْرَاء, فَبَايعُوهُ، ولقَّبوه بِالمَهْدِيِّ، وَصَارَ الأَمْرُ فِي غَايَة الأُخْلُوقَة، اجْتمع فِي الوَقْتِ أَرْبَعَةٌ يُدْعَون بِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ فِي رُقْعَةٍ مِنَ الأَنْدَلُس، مِقدَارُ مَا بينهُم ثَلاَثُوْنَ فَرْسَخاً فِي مِثلِهَا، ثُمَّ افترقُوا عَنْ مُحَمَّدٍ بَعْد أَيَّامٍ، وَرُدَّ خَاسئاً، فَمَاتَ غَمّاً بَعْد أَيَّام، وَخلَّفَ ثَمَانِيَةَ أَولاَدٍ. فتولَّى أَمرَ الجَزِيْرَةِ الخَضْرَاء بَعْدَهُ وَلَدُهُ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ الإِدْرِيْسِيّ. ووَلِيَ مَالَقَة مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ المُعْتَلِي، فَبَقِيَ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَعُزِلَ أَبُوْهُ هَذِهِ المُدَّة، ثُمَّ ردُّوهُ بَعْد وَلده إِلَى إِمرَة مَالَقَة، فَهُوَ آخرُ مَنْ مَلَكهَا من الإدريسيين، فلمَّا مات اجتمع رَأْي البَرْبَر عَلَى نَفْي الإِدريسيَة عَنِ الأَنْدَلُس إِلَى العُدْوَة، وَالاستبدَاد بِضَبْطِ مَا بِأَيدِيهِم مِنَ الممَالِك، فَفَعلُوا ذَلِكَ، فَكَانَتِ الجَزِيْرَةُ وَمَا وَالاَهَا إِلَى تَاكزونَة وَمَالَقَة وَغرنَاطَة إِلَى قَبِيْلَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَزَالُوا كَذَلِكَ إِلَى أَنْ قَوِيَ المُعْتَضِدُ بِاللهِ عَبَّادُ بنُ القَاضِي بن عَبَّاد، وَغَلبَ علَى الأَنْدَلُس، فَأَجلاَهُم عَنْهَا، وَذَلِكَ مَذْكُوْر فِي تَاريخ الحُمَيْدِيّ وَغَيْرِهِ، وَغلبَ عَلَى كُلِّ قطرٍ مُتغلِّبٌ تسمَّى بِالمَأْمُوْنِ، وَمِنْهُم مِنْ تسمَّى بِالمُعْتَصِمِ، وَآخر بِالمُتَوَكِّلِ، حَتَّى قَالَ الحَسَنُ بنُ رَشِيْق: مِمَّا يُزَهِّدُنِي فِي أَرْضِ أندلسٍ ... سَمَاعُ معتصمٍ فِيْهَا وَمُعْتَضِدِ أَلْقَابُ مملكةٍ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا ... كَالهِرِّ يَحكِي انتِفَاخاً صولة الأسد

النوقاتي، وابن النعمان، وأبو عبيد الهروي

النوقاتي، وابن النعمان، وأبو عبيد الهروي: 3711- النُّوقاتي 1: المحدِّث الحَافِظُ الأَدِيْبُ، أَبُو عُمَرَ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ النُّوقاتي السِّجِسْتَانِيّ. وَنُوقَاتُ: قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى سِجِسْتَانَ. حدَّث عَنْ: عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَلَفٍ النَّسَفِيّ، وَمُحَمَّدِ بن خيْو بن حَامِدٍ التِّرْمِذِيّ، وَأَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بن محمد بن الحسين البوشنجي، وعبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّدِ بنِ عُلْوِيَّهُ الأَبْهَرِيّ القَاضِي، وَعِدَّة. وَلَهُ مِنَ التَّصَانِيْف: كِتَابُ "العِلْم وَالعُلَمَاء"، كِتَابُ "التّعظَةِ"، كِتَاب "العِتَاب"، كِتَاب "صَوْنِ المَشِيْبِ"، كِتَاب "الرَّيَاحين"، كِتَاب "المُسلسلاَت". حدَّث عَنْهُ: وَلَدُهُ أَبُو سَعِيْدٍ عُثْمَانُ، وَعَلِيُّ بنُ بُشرَى اللَّيْثِيّ، وَعَلِيُّ بنُ طَاهِرٍ الشُّرُوطي، وَحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَرَابِيْسِيّ، وقاسِم بنُ عبَّاس الصِّلْحِي، وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ التُّوْنِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ لقِي المُسْنِدَ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ بنِ مَأْمُوْنٍ السِّجِسْتَانِيّ وَوَلَدَه عُثْمَانَ، وَسَمِعَ مِنْهُ. توفِّي أَبُو عمر قبل الأربع مائة. 3712- ابن النُّعمان 2: قَاضِي الدِّيَار المِصْرِيَّة، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بن قاضي القضاة أبي الحسن علي بن قَاضِي القُضَاة أَبِي حَنِيْفَةَ النُّعْمَانِ بنِ مُحَمَّدٍ، المَغْرِبِيُّ العُبَيْدِيُّ الرَّافضيُّ. وَلِيَ بَعْد مَوْتِ عمِّه محمد بأيام، وتمكَّن، واستمرَّ, فحكم خمس سنين ونصف، فَعُزِلَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ 394 بِابْنِ عَمِّه أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ العَزِيْزِ بن مُحَمَّدٍ. وَجرَى لَهُ أَمرٌ كَبِيْرٌ مَعَ الحَاكِم، ثُمَّ ضُرِبَتْ عُنُقه فِي أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ، وَأُحرق. وَعلتْ رُتْبَةُ عَبْدِ العَزِيْزِ جِدّاً؛ بِحَيْثُ إنَّ الحَاكِم أَصعدَهُ مَعَهُ يَوْمَ العِيْد عَلَى المِنْبَر، وَتصلّب فِي الأَحكَام، وَقهرَ الظَّلمَة، إِلَى أَنْ عُزِلَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ بِالقَاضِي مَالِكِ بنِ سَعِيْدٍ الفَارِقِي، وَقتلَهُ الحَاكم -وقَتَل مَعَهُ القَائِدَ حُسَيْنَ بنَ جُوْهَرٍ وَأُمَرَاءَ لأَمرٍ طَوِيْلٍ- فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَعَاشَ عَبْدُ العَزِيْزِ سَبْعاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. 3713- أَبُو عُبَيْدٍ الهَرَوِيُّ 3: العَلاَّمَةُ أَبُو عُبَيْدٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهَرَوِيُّ الشَّافِعِيُّ اللُّغَوِيُّ المؤدّب، صاحب "الغريبين". أخذ علم اللسان عن الأزهري وغيره.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "17/ 205"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 90". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 422"، والعبر "3/ 45"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 132". 3 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 260"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 228"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 161".

وَيُقَالُ لَهُ: الفَاشَانِيُّ. وَفَاشَان -بِفَاء مشوبَة بباءٍ: قَريَةٌ مِنْ أَعمَال هَرَاة. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصلاَحِ فِي طبقَاتِ الشَّافِعِيَةِ، فَقَالَ: رَوَى الحَدِيْثَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَاسِيْنَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ البزَّاز الحَافِظِ. حدَّث عَنْهُ: أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ، وَأَبُو عُمَرَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ المَلِيْحِيُّ بِكتَابِ "الغَرِيْبينِ". قُلْتُ: توفِّي فِي سَادسِ رَجَب سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة. قَالَ ابْنُ خلكان: سار كتاب في الآفاق، ومر مِنَ الكُتُب النَّافعَة.... ثُمَّ قَالَ: وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يُحبّ البِذْلَةَ، وَيَتنَاولُ فِي الخلوَة، وَيُعَاشِرُ أَهْلَ الأَدَبِ فِي مَجَالِس اللذَّة وَالطَّرب, عَفَا الله عنه.

البستي

3714- البُسْتِيّ 1: العلَّامة شَاعِرُ زَمَانِه، أَبُو الفَتْحِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ البُسْتِيّ الكَاتِب. قَالَ الحَاكِمُ بَعْدَ أَنْ رَوَى عَنْهُ: هُوَ وَاحِدُ عَصْرِهِ، حَدَّثَنَا أَنَّهُ سَمِعَ الكَثِيْرَ مِنْ أَبِي حَاتِمٍ بن حِبَّان. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ البَرْدَعِيُّ، وَشَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة. وَلَهُ نَظْمٌ فِي غاية الجودة, كبير, سائر بين الفضلاء.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 72"، والأنساب للسمعاني "2/ 210"، والعبر "3/ 75"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 159".

ابن الجسور

3715- ابن الجَسُور 1: الإِمَامُ المحدِّث الثِّقَةُ الأَدِيْبُ، أَبُو عُمَرَ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ الحُبَابِ، الأُمَوِيُّ, مَوْلاَهُمُ القُرْطُبِيّ، ابْنُ الجَسُور، وَقَدْ كنَّاه أَبُو إِسْحَاقَ بن شِنْظير: أَبَا عُمَيْر، وَالأَوّلُ أَصحّ. حدَّث عَنْ: قَاسِم بن أَصْبَغَ، ووهب بن مَسَرَّة، ومحمد بن عبد الله ابْن أَبِي دُلَيْم، وَمُحَمَّدِ بن مُعَاوِيَةَ، وَأَحْمَد بنِ مُطَرَّف. حَدَّثَ عَنْهُ: الصَّاحبَان، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْم، وَهُوَ أَكْبَر شَيْخٍ لابْنِ حَزْم. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة, ولَهُ نَيِّفٌ وثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَكَانَ خَيِّرًا صَالِحاً شَاعِراً، عَالِي الإِسْنَاد, وَاسِعَ الرِّوَايَة، صَدُوْقاً. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ المُدَوَّنَة عَنِ ابْنِ مَسَرَّة، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ وَضَّاح، عَنْ مُؤَلّفهَا سُحْنُوْن، وَقَرَأْتُ تَفْسِيْر ابْنِ عُيَيْنَةَ بروَايته عَنْ قَاسِم بنِ أَصْبَغ, وَ"المُوَطَّأ" حَدَّثَنَا بِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن رِفَاعَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ العَلاَّف، عَنِ ابْنِ بُكَيْر، عَنْ مَالِك. وَمَاتَ فِي العَام قبلَه بِأَشهر شَيْخُ المَالِكِيَّة بِالأَنْدَلُسِ أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ المَكْوِيّ مصَنّفُ "الاسْتيعَاب فِي المَذْهَب" فِي مائَة جُزْء. توفِّي فجأَةً عَنْ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً, وَكَانَ رَأْساً فِي العِلْمِ وَالعمل. وَمَاتَ العلَّامة أَبُو عُبَيْدٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ صَاحِبُ "الغَرِيْبين" فِي رَجَبٍ، وَالعَدْلُ حَمْد بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ الدِّمَشْقِيُّ صَاحِبُ دويرَة حمد مذبوحاً فِي دَاره، وَالأَدِيْبُ البَلِيْغُ أَبُو الفَتْحِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ البُسْتِيّ، وَشَيْخُ نَيْسَابُوْر السَّيِّد أَبُو الحَسَنِ العَلَوِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ مَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَالديُّ الهَرَوِيُّ أَحدُ الضعفاء.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 75"، والوافي بالوافيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 330"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 161".

الحنائي

3716- الحِنَّائي 1: الشَّيْخُ المحدِّث الصَّدُوْقُ، أَبُو بَكْرٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ هِلاَلٍ، البغدادي الحنائي الأديب. حدَّث عَنْ: يَعْقُوْب الجصَّاص، وَالحُسَيْنِ بن عيَّاش، وَأَبِي جَعْفَرٍ بنِ البَخْتَرِيّ، وَإِسْمَاعِيْل الصَّفَّار. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الكَفْرطَابِيّ، وَرَشَأ بنُ نَظِيْف، وَأَبُو القَاسِمِ الحنَّائي، وَأَبُو علِيّ الأَهْوَازِيّ. وثَّقه الخَطِيْب. توفِّي سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة بدمشق.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 140"، والأنساب للسمعاني "4/ 246"، والعِبَر "3/ 75"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 161".

أبو جعفر أحمد بن محمد

3717- أبو جعفر أحمد بن محمد 1: هُمَا الحَافِظَان الإِمَامَان الرَّفيقَان: أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدَةَ بنِ مَيْمُوْن، الأُمَوِيُّ, مَوْلاَهُم الطُّلَيْطُلِيّ. سَمِعَ بطُلَيْطُلَة مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ أُمَيَّة وَأَقرَانِه، وَبقُرْطُبَة مِنْ أحمد بن عون الله، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مِفَرّج، وعبَّاس بنِ أَصْبَغ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ المُؤْمِنِ. وَارتحلاَ جَمِيْعاً إِلَى المَشْرِق، فحجَّا وَسَمِعَا مِنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ المُهَنْدس، وَأَبِي عَدِيٍّ عَبْدِ العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ، وَأَبِي بَكْرٍ الأُذْفُوِيّ وَخَلْق، ثمَّ رُدَّ ابْنُ مَيْمُوْن إِلَى طُلَيْطُلَة. قَالَ ابْنُ مظَاهِر: كَانَ مِنْ أَهْل العِلْمِ وَالفهم، حَافِظاً لِلْفِقْهِ، رَاوِيَةً لِلْحَدِيْثِ، دقيقَ الذِّهنِ فِي جَمِيْع العُلُوم، ذَا أَخلاَقٍ وآدَابٍ مَعَ الزُّهْد وَالفَضْل وَالوَرَعِ، مُقْبِلاً عَلَى طَرِيْقِ الآخِرَة، لَمْ يتَأَهَّل ... إِلَى أَنْ قال: قلَّ مَا يجوزُ عَلَيْهِ فِي كُتُبِه مَعَ كثرتهَا وَهْم ولاَ خَطَأ، كَانَتْ كُتُبُهُ وَكُتُبُ صَاحِبه ابْنِ شِنْظِيْر أَصَحَّ كُتُبٍ بطُلَيْطُلَة. قُلْتُ: حمل النَاسُ عَنْهُ، وتوفِّي إِلَى رَحْمَةِ اللهِ فِي شَعْبَانَ سَنةََ أَرْبَعِ مائَةٍ بطُلَيْطُلَة كَهْلاً، وصلى عليه صاحبه ابن شنظير وهو:

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 991"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 158".

الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد

3718- الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد 1: ابن حُسَيْنِ بنِ شِنْظِيْرٍ الأُمَوِيُّ. ذكرهُمَا أَبُو القَاسِمِ بن بشكوال، فقال: كان كَفَرَسَيْ رِهَانٍ فِي العِنَايَةِ الكَامِلَة بِالعِلْم وَالبحث عَلَى الرِّوَايَة وضَبْطِهَا، سمعَا بطُلَيْطُلَةَ مَنْ لَحِقَاهُ بِهَا، وَبقُرْطُبَة وَمِصْرَ وَالحِجَازِ. وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ صوَّامًا قوَّامًا وَرِعًا، يَغْلِبُ عَلَيْهِ عِلْمُ الحَدِيْثِ وَمَعْرِفَةُ طُرُقه.. إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ سُنّيّاً مُنَافِراً لأَهْلِ البِدَع، مَا رُئِيَ أَزهدُ مِنْهُ وَلاَ أَوْقَر مَجْلِساً، رحلَ النَّاسُ إِليهُمَا، ثُمَّ تفرَّد أَبُو إِسْحَاقَ بِالمَجْلِس، ثُمَّ توفِّي يَوْمَ النَّحْر سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة, وَلَهُ خمسُوْنَ عامًا، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 89"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 992"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 163".

ابن الأكفاني، ورأس الإمامية بالعراق، وابن جميع

ابن الأكفاني، ورأس الإمامية بالعراق، وابن جميع: 3719- ابن الأَكْفَانِي 1: قَاضِي القُضَاة بِبَغْدَادَ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، البَغْدَادِيُّ الشَّافِعِيُّ، المَعْرُوف بِابْنِ الأَكْفَانِي. حدَّث عَنْ: القَاضِي أَبِي عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيّ، وَعَبْدِ الغَافِرِ بن سَلاَمَةَ، وَابْن عُقْدَة، وَأَحْمَد بنِ عَلِيٍّ الجُوْزَجَانِيّ، وَطَائِفَة. حدَّث عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الأَزَجِيُّ، وَعِدَّة. قَالَ التَّنُوْخِيّ: قَالَ لِي أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَرِيّ: مَنْ قَالَ إنَّ أَحَداً أَنفقَ عَلَى أَهْلِ العِلْمِ مائَةَ أَلْف دِيْنَار فَقَدْ كذب, غَيْرَ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الأَكفَانِيّ. قَالَ التَّنُوْخِيّ: جُمع لَهُ جَمِيْعُ قَضَاء بَغْدَاد فِي سَنَةِ 396، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة, وَلَهُ تِسْعُوْنَ سَنَة إلَّا سَنَة. 3720- رَأْسُ الإِمَامِيَّةِ بِالعِرَاقِ: أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ حسن الجوهري. له تَصَانِيْف مِنْهَا "أَخْبَار الاَثنِي عشر"، وَكِتَاب "الشِّجاج"، وَأَشْيَاء. مَاتَ سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة. 3721- ابْنُ جُمَيْع 2: الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّالِح، المُسْنِدُ المُحَدِّثُ الرَّحَّال، أَبُو الحُسَيْنِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَحْيَى بنِ جُمَيْع، الغَسَّانِيّ الصَّيْدَاوِيّ، صَاحِب "المُعْجَم". سَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَبَالمَدِيْنَة أَوْ لَمْ يَسْمَعْ بِهَا، وَبِبَغْدَادَ مِنَ المَحَامِلِيّ، وَابنِ مَخْلَدٍ، وَالحُسَيْنِ بن سَعِيْدٍ المطبقِيّ، وَأَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ الأَثْرَم، وَأَحْمَد بن عَلِيٍّ الجُوْزَجَانِيّ، وَخَلْقٍ، وَبَالكُوْفَةِ مِنَ الحَافِظ ابْنِ عُقْدَة، وَبِالبَصْرَة مِنْ أَبِي رَوْقٍ الهِزَّانِيّ، وَوَاهِب بن مُحَمَّدٍ، وَبِوَاسِط مِنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدَانَ، وَبكَفربَيَّا مِنْ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ البَزَّاز، وَببَلَد مِنْ أَحْمَدَ بن إِبْرَاهِيْمَ الإِمَام، وبالرملة من أحمد بن

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 141"، والأنساب للسمعاني "1/ 339"، واللباب لابن الأثير "1/ 82"، والعبر "3/ 90"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 174". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 116"، واللباب لابن الأثير "2/ 253"، والعبر "3/ 80"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 164".

عَمْرٍو الحَافِظ، وَبِمِصْرَ مِنْ أَبِي الطَّاهِرِ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ الخَامِي، وَعِدَّة، وَبصَيدَا مِنْ أَحْمَد بنِ رِيْحَان، وَبصُور مِنْ أَحْمَدَ بن سَعِيْدٍ الفَارِسِيّ، وَأَحْمَدَ بن هِشَامِ بن اللَّيْثِ، وَبمَنْبِج مِنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ، وَبحلبَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بن مَسْعُوْدٍ الوَزَّان، وَبسيرَاف مِنْ جَعْفَر بن مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيّ، وَبرَامَهُرْمُز مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خَلاَّدٍ الحَافِظ، وَبَالمَصِّيْصَة مِنْ حَيَّان بن بِشْرٍ القَاضِي، وَبعين زَرْبَة مِنْ حَسْنُوْنَ بن مُحَمَّدٍ، وَبأَطْرَابُلُس مِنْ خَيْثَمَة القُرَشِيّ، وَبَالمَوْصِل مِنْ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ العُمَرِيُّ، وَبِأَنْطَاكِيَةَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ خَلَفٍ الصَّيْدَلاني، وَبيَافَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي الخُنْبش، وبتَنِّيس مُؤنس بن وَصِيف، وَبشيرَاز مِنْ أَبِي الصَّقْرِ مُظَفّر بن مُحَمَّدٍ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَة، وَبطَرَسُوْس مِنْ مُحَمَّدِ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي أُمَيَّةَ الطَّرَسُوْسِيّ، وبالرِّقة مِنْ مُحَمَّد بن الحَسَنِ بنِ أَبِي خُبْزَة، وَبَالقُلْزُم مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قنقل، وَبَالأَثَارب مِنْ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ العَمَّارِي، وَببَيْرُوْت مِنْ أَحْمَد بن مَكْحُوْل البَيْرُوْتِيّ، وَببيَّاس مِنْ أَحْمَد بن دِيْنَارٍ، وَبَالأَهْوَاز مِنْ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ شُجَاع، وَبعِرْقَة حُسَيْن بن عِيْسَى الخَزْرَجِيّ، وَبدِمْيَاط مِنْ خَالِد بن مُحَمَّدٍ، وَبقَرْقِيْسِيَا مِنْ أَبِي القَاسِمِ عَبْد المَلِكِ بن مُحَمَّدٍ، وَبجَبْلَة مِنْ عَلِيّ بن أَحْمَدَ بنِ عَسَّال، وَبَالأُبُلَّة مِنْ عَلِيِّ بن عَبْدِ الوَهَّابِ الظَّاهِرِيّ، وَبدَيْرِ العَاقول عُمَر بن سُورين، وَبنهر المَلِك يَزِيْد بن إسماعيل الخلاَّل. وَأَعَانه عَلَى لُقِيِّ هَؤُلاَءِ فِي هَذِهِ البِلاَد الشَّاسعَة سفرُه فِي التِّجَارَة. حدَّث عَنْهُ: عَبْدُ الغَنِيّ بن سَعِيْدٍ الحَافِظ، وتَمَّام الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَوَلَده السَّكَنُ بنُ جُمَيْع، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي عَقِيل، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ سَلَمَة الورَّاق، وَأَبُو نَصْرٍ الحُسَيْنُ بنُ طَلاَّب الخَطِيْب، وَآخَرُوْنَ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقِيْلَ: فِي سَنَةِ سِتّ. وَقَالَ ابْنُهُ: صَام أَبِي أَبُو الحُسَيْنِ وَلَهُ ثَمَان عَشْرَةَ سَنَةً إِلَى أَنْ توفِّي. قَالَ الصُّوْرِيّ فِي جُزْءٍ لَهُ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ جُمَيْع وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً ثِقَة مَأْمُوْناً. وَقَالَ الخَطِيْبُ وَغَيْرهُ: ثِقَة. قُلْتُ: قَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ صفوَة فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وثمَان وَعِشْرِيْنَ، وَكَانَ أَسنَد مِنْ بَقِيَ بِالشَّامِ، وَلَمْ أَظفر لَهُ بِشَيْءٍ فِي طَيْبَة. قَرَأْتُ مُعْجَمِه عَلَى ابْنِ القوّاس، عَنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ الحَرَسْتَانِيّ، سَنَة تِسْعٍ وَسِتّ مائَة

حضوراً، عَنْ جمَال الإِسْلاَم السُّلَمِيّ، عَنِ ابْنِ طَلاَّب، عَنْهُ قَالَ: هَذَا مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ ذكرُ شُيُوْخِي الَّذِيْنَ لقيتُهُم فِي سَائِر الآفَاقِ: بمكة والعراق وفارس وأرض إصطخر والثغور وديار بكر وَالشَّام وَمِصْر، وَأَبدأُ بِمَن اسْمه مُحَمَّد ... إِلَى أَنْ قَالَ: أَنشدنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّنَوبرِيّ بِحَلَب: تَزَايدَ مَا أَلْقَى فَقَدْ جَاوَزَ الحَدَّا ... وَكَانَ الهوَى مَزْحًا فَصَارَ الهوَى جِدَّا وَقَدْ كُنْتُ جَلْداً ثُمَّ أَوْهَننِي الهوَى ... وَهَذَا الهوَى مَا زَالَ يَسْتَوهِنُ الجَلْدَا فَلاَ تَعْجَبِي مِنْ غَلْبِ ضَعْفِكِ قُوَّتِي ... فَكَمْ مِنْ ظباءٍ فِي الهوَى غَلَبَتْ أُسدا غَلَبْتُم عَلَى قَلْبِي فَصِرْتُم أَحقَّ بِي ... وَأَملكَ بِي مِنِّي فَصِرْتُ لَكُم عَبْدَا جَرَى حبُّكُم مَجْرَى حَيَاتِي فَفَقْدُكُم ... كَفَقْدِ حَيَاتِي لاَ رَأَيْتُ لَكُم فَقْدَا وَقَدْ سقتُ مِنْ هَذَا المُعْجَم أَحَادِيْث فِيمَا مَضَى. قَالَ أَبُو الفَضْلِ السَّعْدِيُّ، والسَّكَن وَلدُ ابْنِ جُمَيْع، وَأَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال: توفِّي ابْنُ جُمَيْع فِي رَجَبٍ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة، لكن ابنه ما ذكر الشهر، وَوَهِمَ الكنَّاني، فَقَالَ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة. وَالصَّحِيْحُ الأَوّلُ، وَعَاشَ ستاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.

أبوه أبو بكر، والسكن ابن جميع

أبوه أبو بكر، والسكن ابن جميع: 3722- أبوه أبو بكر 1: وَكَانَ وَالِدُهُ أَبُو بَكْرٍ عَابداً صوَّامًا. حدَّث عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدَان صَاحِبِ أَبِي مُصْعَب الزُّهْرِيّ. رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ فِي مُعْجَمِه، وَحفيدُه الحسَن الملقَّب بالسَّكَن. توفِّي فِي سَنَةِ بِضْع وخمسين وثلاث مائة. 3723- السَّكَن بن جُمَيْع 2: وكان السكن يُكَنَّى أبا محمد. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ جَدِّه، وَعَنْ جَدِّه الآخر المُعَمَّر مُحَمَّد بن سُلَيْمَانَ بن أَحْمَدَ بنِ ذَكْوَان، وَيُوْسُفَ بن القَاسِمِ الميَانَجي، وأَحْمَدَ ابن عطاء الرُّوذَبَاري، وجماعة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 119". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 117".

وعمَّر دَهْراً كَأَبِيهِ. حدَّث عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الصَّقْرِ الأَنْبَارِيّ، وَعَلِيّ بن بكَّار الصُّوْرِيّ، وَجَمَاعَة، وَبَالإِجَازَة الفَقِيْهُ نَصْرٌ المَقْدِسِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ المَوَازِيْنِيِّ، حَكَى عَنْهُ مُنَجَّى بن سُلَيْم الكَاتِب قَالَ: مكثتُ سِتَّةَ أَشهر مَا شَرِبتُ المَاءَ. وَقَالَ: سَمِعْتُ المُوَطَّأ مِنْ جَدِّي سَنَة سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ، وَلِي الآنَ سبعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَقَدْ سردتُ الصَّوْمَ وَلِي ثَمَان وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَكَذَا سرد الصَّوْمَ أَبِي وَجَدِّي. مَاتَ السَّكَنُ فِي يَوْم عِيْد الفِطْرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بِصَيْدَا، وَمَا زَالَ بَلَدُ صَيدَا دَارَ إِسْلاَم إِلَى أَن اسْتولَى عَلَيْهِ الفرنجُ فِي حُدُوْدِ الخَمْسِ مائَة، فَدَام بِأَيدِيهِم دَهْراً إِلَى أَن افْتَتَحَهُ السُّلْطَانُ المَلِكُ الأَشرفُ صلاَحُ الدِّيْنِ سنَةَ تِسْعِيْنَ وَسِتّ مائَة وأخرب حصنه. ومات مَعَ ابْنِ جُمَيْع فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة شَيْخُ هَمَذَان أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ تُركَانَ التَّمِيْمِيّ الخفَّاف، وَلَهُ رحلَةٌ سَمِعَ فِيْهَا مِنْ أَبِي سَهْل بن زياد، والوزير البليغ المنشئ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَزْمِ بنِ غَالِبٍ اليزيدي الأندلسي والد الفقيه أبي مُحَمَّد، وَالإِمَامُ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مِسْوَر السُّوسَنْجِرديُّ البَغْدَادِيُّ، ومحدِّث الأَنْدَلُس أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شِنْظِير الطُّلَيْطُلِي صَاحِبُ الحَافِظ أَبِي جَعْفَرٍ بنِ مَيْمُوْنٍ، وَيُقَالُ لَهُمَا: الصَّاحبَان؛ لكونهُمَا فِي الحِفْظِ وَالطّلب مَعاً كَفَرسي رِهَان، مَاتَا كَهْلَيْنِ، وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ عَابداً مُتَبَتِّلاً قَانتاً للهِ، دَاعِيَةً إِلَى السُّنَن. وَأَبُو القَاسِمِ خَلَفُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ محمد بن خاقان مقرئ مِصْر، وَالقُدْوَةُ الزَّاهِد طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَاهلَة الهَمَذَانِيّ، حدَّث عَنِ الكِبَار، وَقَاضِي قُرْطُبَة العلَّامة أَبُو المُطَرِّف عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن فُطَيْس المَالِكِيّ الحَافِظ، وَزَاهدُ بَغْدَاد أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ عِيْسَى البَاقِلاَّنِيّ العَابِد، والمحدِّث عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ السَّامَرِّيّ الرَّفاء صَاحِبُ الهَاشِمِيّ، وَإِمَامُ جَامع دِمَشْق أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ دَاوُدَ الدَّارَانِيّ المُقْرِئُ الزَّاهِدُ، والعلَّامة أَبُو الحُسَيْنِ بنُ اللبَّان الفَرَضِيّ، وَطَائِفَةٌ ذكرتُهُم فِي هَذَا الكتاب.

القابسي

3724- القَابِسيّ 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الفَقِيْه، العَلاَّمَةُ عَالِمُ المَغْرِب، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلَف المَعَافِرِيُّ القَرَوِيُّ القَابسِيُّ المَالِكِيُّ، صَاحِب "الملخَّص". حج، وَسَمِعَ مِن: حَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الكتَّانِي الحَافِظ، وَأَبِي زَيْدٍ المَرْوَزِيّ، وَابنِ مسرورٍ الدّبَّاغ بِإِفْرِيْقِيَةَ، درَّاس بن إِسْمَاعِيْلَ، وَطَائِفَة. وَكَانَ عَارِفاً بِالعِلل والرِّجَال، وَالفِقْهِ وَالأُصُوْلِ وَالكَلاَمِ، مُصَنِّفاً يَقِظاً دَيِّنًا تَقِيّاً، وَكَانَ ضَرِيْراً، وَهُوَ مِنْ أَصحِّ العُلَمَاء كُتُباً، كتب لَهُ ثِقَاتُ أَصْحَابِهِ، وَضَبَطَ لَهُ بِمَكَّةَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ"، وحرَّرَه وَأَتْقَنَهُ رفيقُه الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَصِيلِي. قَالَ حَاتِمٌ الأطرابُلُسي: كَانَ أَبُو الحَسَنِ القَابِسِي زَاهِداً وَرِعاً يَقِظاً، لَمْ أَرَ بِالقَيْرَوَان إلَّا مُعْتَرِفاً بِفَضْلِهِ. تفقَّه عَلَيْهِ أَبُو عِمْرَانَ القَابِسِي، وَأَبُو القَاسِمِ الَّلبيدِي، وَعَتِيْقٌ السُّوسِي، وَغَيْرُهُم. ألَّف توَالِيف بَدِيْعَة ككتَاب "الممهّد" فِي الفِقْه، وَكِتَاب "أَحكَام الدّيَانَات"، وَ"المُنْقِذ مِنْ شُبَه التَّأْوِيْل"، وَكِتَاب "المنبّه للْفَطِنِ"، وَكِتَاب "مُلَخَّص المُوَطَّأ"، وَكِتَاب "المنَاسك"، وَكِتَاب "الاعْتِقَادَات"، وَغَيْر ذَلِكَ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وتوفِّي فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ بِمدينَة القَيْرَوَان، وَبَات عِنْد قَبْره خلقٌ مِنَ النَّاس، وضُربت الأَخبيَةُ، وَرثَتْه الشُّعَرَاءُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة. وَقَدْ أَخَذَ القِرَاءةَ عَرضاً بِمِصْرَ عَنْ أَبِي الفَتْح بنِ بُدْهُن، وَأَقرأَ النَّاسَ بِالقَيْرَوَان دَهْراً، ثُمَّ قطع الإِقْرَاءَ لمَّا بلغه أَن بَعْضَ أَصْحَابه أَقرأَ الوَالِي، ثُمَّ أَعمل نَفَسه فِي درس الفِقْه وَالحَدِيْث حَتَّى بَرَعَ فِيْهِمَا، وَصَارَ إِمَامَ العصرِ، أَثْنَى عَلَيْهِ بِأَكْثَر مِنْ هَذَا أَبُو عَمْرٍو الدَّانِي، وَقَالَ: كتبنَا عَنْهُ شَيْئاً كَثِيْراً، وَبَقِيَ فِي الرّحلَة خَمْسَ سِنِيْنَ، وردَّ سَنَة سبعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ بنِ سَعْد الأَنْصَارِيّ الفَقِيْهُ شَيْخُ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَطَّاب الرَّازِيّ الإِسكندرَانِيّ. وَقِيْلَ لَهُ: القَابسِيّ؛ لأَنْ عَمّه كَانَ يشدُّ عِمَامَته شِدَّةً قابسية، فاشتهر لذلك بالقابسي.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 446"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 982"، والعبر "3/ 85"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 233"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 168".

أَخْبَرَنَا قَاضِي دِمَشْق علمُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المِصْرِيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ البَاهِي، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ حَسَن اللُّغَوِيّ، أَخْبَرَنَا خَلَفُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عتَّاب، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ القَابسِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسْرُور، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا سُحْنُوْن بنُ سَعِيْد، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ، حَدَّثَنَا مَالِكٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قُسَيْط، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَوْبَان، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ أَنْ نَسْتَمْتِعَ بجُلُود المَيْتَةِ إِذَا دُبِغَت1. وَمَاتَ مَعَ القَابسِي: ابْنُ البَاقِلاَّنِيّ الأصولي، وأحمد بن فراس المَكِّيّ باختلافٍ فِيْهِ، وَأَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ الحسن الصوصري صَاحِبُ المَحَامِلِيّ، وَشَيْخُ الحَنَابِلَة أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ حَامِد الورَّاق وَاسمُه حسن، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو عَبْدِ اللهِ الحليمِي الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ البُخَارِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذَبَاري رَاوِي "سُنَن أَبِي دَاوُدَ"، وَالحَافِظُ أَبُو الوَلِيْدِ بنِ الفَرَضِيّ القُرْطُبِيّ، وَشَيْخُ الحَنَفِيَّة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الخُوَارِزْمِيّ مُفْتِي العِرَاق، وَشَاعِرُ الأَنْدَلُس يُوْسُفُ بنُ هَارُوْنَ الرَّمَادِيّ، وَمَلِكُ التّركُ أَيلك خَان، وَكَانَ خَيِّرًا عَادلاً ديِّنًا، فتملَّك بعده أخوه طغان خان.

_ 1 ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه مالك "2/ 498"، ومن طريقه أخرجه أبو داود "4124"، والنسائي "7/ 176"، وابن ماجه "3612"، عَنْ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قُسَيْط، به. ووقع عند النسائي [مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَوْبَان، عَنْ أبيه] ، ورواه جميعهم [عن أمه] ، ووروايته عن أبيه ضعيفة. كما أنَّ أمه مجهولة، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبولة. لكن ورد عن ابن عباس قال: تصدَّق على مولاة لميمونة بشاة، فماتت، فمَرَّ بِهَا رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "هَلَّا أخذتم إهابها، فدبغتموه، فانتفعتم به"؟ فقالوا: إنها ميتة. فقال: "إنما حُرِّم أكلها". أخرجه البخاري "5531"، ومسلم "363"، وأبو داود "4120"، والنسائي "7/ 171"، وابن ماجة "3610"، والدارمي "2/ 86"، والدارقطني "1/ 42"، وأبو عوانة "1/ 209"، والبيهقي "1/ 15".

الحاكم

3725- الحَاكِمُ 1: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حمدويه بن نعيم بن الحكم، الإِمَامُ الحَافِظُ، النَّاقِدُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البَيِّع الضَّبِّيّ الطَّهْمَانِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. مَوْلِدُهُ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ, ثَالث شَهْر رَبِيْعِ الأَوَّلِ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِنَيْسَابُوْرَ. وطلبَ هَذَا الشَّأْنَ فِي صِغَرِهِ بعنَايَة وَالدِه وَخَالِه، وَأَوّلُ سَمَاعه كَانَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ، وَقَدِ اسْتملَى عَلَى أَبِي حَاتِمٍ بن حِبَّان فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَهُوَ ابْنُ ثلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَلحق الأَسَانيد العَالِيَةَ بِخُرَاسَانَ وَالعِرَاقِ وَمَا وَرَاء النَّهْرِ، وَسَمِعَ مِنْ نَحْو أَلفِي شَيْخ، ينقصُوْنَ أَوْ يزيدُوْنَ، فإنَّه سَمِعَ بِنَيْسَابُوْرَ وَحدَهَا مِنْ أَلفِ نَفْس، وَارْتَحَلَ إِلَى العِرَاقِ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً، فَقَدم بَعْد مَوْتِ إِسْمَاعِيْل الصفَّار بِيَسِيْرٍ. وحدَّث عَنْ أَبِيهِ, وَكَانَ أَبُوْهُ قَدْ رَأَى مُسْلِماً صَاحِب الصَّحِيْح، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ المُذَكِّرِّ، وَمُحَمَّدِ بن يَعْقُوْبَ الأَصَمِّ، وَمُحَمَّدِ بن يَعْقُوْبَ الشيباني بن الأَخْرَم، وَمُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ بَالُوَيْه الجَلاَّب، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الرَّازِيِّ صَاحِبِ ابْن وَاره، وَمُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن أَحْمَدَ الصَّفَّار، وَصَاحِبَي الحَسَن بن عرفة: عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ السُّتُوْرِي، وَعَلِيِّ بن عَبْدِ اللهِ الحَكِيمِي، وَإِسْمَاعِيْلَ بن مُحَمَّدٍ الرَّازِيّ، وَمُحَمَّدِ بن القَاسِمِ العَتَكِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيّ الجَمَّال، وَمُحَمَّدِ بن المُؤَمَّل المَاسَرْجِسِيّ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ مَحْبُوب محدِّث مَرْو، وَأَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسْنُوَيْه، وَالحَسَنِ بن يَعْقُوْبَ البُخَارِيِّ، والقاسم ابن القَاسِمِ السَّيَّارِي، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْس العَنَزِيّ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ الشُّعَيبِي الفَقِيْه، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الشَّعْرَانِيّ، وَأَبِي أَحْمَدَ بَكْرِ بن محمد المروزي الصَّيْرَفِيّ، وأبي الوليد حسَّان ابن مُحَمَّدٍ الفَقِيْه، وَأَبِي عليٍّ الحُسَيْنِ بن عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيِّ الحَافِظِ، وَحَاجِبِ بن أحْمَدَ الطُّوْسِيّ، لَكِن عُدم سَمَاعُه مِنْهُ، وَعَلِيِّ بن حمشَاد العَدْل، وَمُحَمَّدِ بن صَالِح بن هَانِئ، وَأَبِي النَّضْرِ محمد ابن مُحَمَّدٍ الفَقِيْه، وَأَبِي عَمْرٍو وَعُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ الدَّقَّاق البَغْدَادِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَعَبْدِ اللهِ بنُ دُرُسْتَوَيْه، وَأَبِي سَهْلٍ بن زِيَادٍ، وَعَبْدِ البَاقِي بن قَانع، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حَمْدَان الجَلاَّب شَيْخِ هَمَذَان، وَالحُسَيْن بن الحَسَنِ الطُّوْسِيّ، وَعَلِيِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيّ، وَمُحَمَّدِ بن حَاتِمٍ بن خُزَيْمَةَ الكَشِّي شَيْخ زَعَمَ أَنَّهُ لقِي عَبْدَ بن حُمَيْد, وَأُمَمٍ سِوَاهُم؛ بِحَيْثُ إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَبِي طَاهِرٍ الزِّيَادِيّ، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ. حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، وَأَبُو الفَتْح بن أبي الفَوَارِس، وَأَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَالزَّكِيُّ عَبْدُ الحَمِيْدِ البَحِيْرِي، ومؤمل بن

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 473"، والأنساب للسمعاني "2/ 370"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 274"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 962"، وميزان الاعتدال "3/ 608"، ولسان الميزان "5/ 232"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 238"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 176".

مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّام، وَعُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَحْمِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَف الشِّيْرَازِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وصنَّف وخرَّج، وجرَّح وعَدَّل، وصحَّح وَعلَّل، وَكَانَ مِنْ بُحور العِلْمِ عَلَى تشيُّعٍ قَلِيْلٍ فِيْهِ. وَقَدْ قرأَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى ابْنِ الإِمَام، وَمُحَمَّدِ بن أَبِي مَنْصُوْرٍ الصَّرَّام، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ النّقَّار مُقْرِئِ الكُوْفَة، وَأَبِي عِيْسَى بَكَّارٍ مُقْرِئِ بَغْدَاد. وتَفَقَّه عَلَى أَبِي عَلِيِّ بن أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي الوَلِيْد حَسَّانِ بن مُحَمَّدٍ، وَأَبِي سَهْلٍ الصُّعْلُوْكِي. وَأَخَذَ فُنُوْنَ الحَدِيْثِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَافِظ، وَالجِعَابِيّ، وَأَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَعِدَّة. وَقَدْ أَخَذَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: أَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الحِيْرِيّ، وَرَأَيْتُ عَجِيْبَةً وَهِيَ أن محدّث الأندلس أبا عمر الطَّلَمَنْكِيّ قَدْ كتب كِتَاب "عُلُوم الحَدِيْث" للحَاكم فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ شَيْخٍ سَمَّاهُ، عَنْ رَجُلٍ آخر، عَنِ الحَاكِم. وَقَدْ صَحِبَ الحَاكِمُ مِنْ مَشَايِخ الطَّرِيْق إِسْمَاعِيْلَ بنَ نُجَيْد، وَجَعْفَراً الخُلْدِيّ، وَأَبَا عُثْمَان المَغْرِبِيّ. وَقَعَ لِي حَدِيْثُه عَالِياً بِإِسْنَادٍ فِيْهِ إِجَازَة. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ بنِ الخلاَّل: أَخْبَرَكُم جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، سَمِعْتُ الخَلِيْلَ بنَ عَبْدِ اللهِ الحَافِظ ذكر الحَاكِمَ وعظَّمه، وَقَالَ: لَهُ رحلتان إِلَى العِرَاقِ وَالحِجَاز، الثَّانِيَةُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وستين، وناظر الدراقطني فرَضِيَه، وَهُوَ ثِقَةٌ وَاسِعُ العِلْم، بلغت تَصَانِيْفُه قَرِيْباً مِنْ خَمْس مائَة جُزْء، يَسْتَقصِي فِي ذَلِكَ، يُؤلِّف الغَثّ وَالسَّمِين. ثُمَّ يَتَكَلَّم عَلَيْهِ، فيُبين ذَلِكَ. قَالَ: وتوفَِّي فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة. كَذَا قَالَ. قَالَ: وَسأَلنِي فِي اليَوْمِ الثَّانِي لَمَّا دَخَلتُ عَلَيْهِ، وَيُقرأُ عَلَيْهِ فِي فوائِد العِرَاقيين: سُفْيَان الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سهلٍ, حَدِيْث الاسْتِئذَان، فَقَالَ لِي: مَن أَبُو سَلَمَة هَذَا? فَقُلْتُ مِنْ وَقتِي: المُغِيْرَة بن مُسْلِمٍ السَّرَّاج. قَالَ: وَكَيْفَ يَرْوِي المُغِيْرَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ? فَبقيتُ، ثُمَّ قَالَ لِي: قَدْ أَمهلتُكَ أُسبوعاً حَتَّى تتفكَّر فيه. قال: فتفكَّرت لَيْلَتِي حَتَّى بقيتُ أُكَرِّرُ التَّفكُّر، فلمَّا وقعتُ إِلَى أَصْحَابِ الجَزِيْرَة مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيّ، تذكرتُ مُحَمَّدَ بن أَبِي

حَفْصَةَ، فَإِذَا كَنّيته أَبُو سَلَمَة، فَلَمَّا أَصبحتُ، حضَرتُ مَجْلِسَه، وَلَمْ أَذكر شَيْئاً حَتَّى قَرَأْتُ عَلَيْهِ نَحْو مائَة حَدِيْث، قَالَ: هَلْ تفكَّرت فِيمَا جرَى? فَقُلْتُ: نَعَمْ. هُوَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ، فتعجَّب، وَقَالَ لِي: نظرتَ فِي حَدِيْثِ سُفْيَانَ لأَبِي عَمْرٍو البَحِيْرِي? فَقُلْتُ: لاَ. وَذكرتُ لَهُ مَا أَمَمْتُ فِي ذَلِكَ، فتحيِّر، وَأَثْنَى عليَّ، ثُمَّ كُنْتُ أَسأَلُه، فَقَالَ: أَنَا إِذَا ذَاكرتُ اليَوْمَ فِي بَابٍ لاَ بُدَّ مِنَ المطَالعَةِ لكبَرِ سِنِّي. فرَأَيْتُهُ فِي كُلِّ مَا أُلقي عَلَيْهِ بَحْراً، وَقَالَ لِي: أَعلم بِأَنَّ خُرَاسَان وَمَا وَرَاءَ النَّهر، لِكُلِّ بَلَدَةٍ تَاريخٌ صنَّفه عَالِمٌ مِنْهَا، وَوجدتُ نَيْسَابُوْر مَعَ كَثْرَةِ العُلَمَاء بِهَا لَمْ يُصنِّفُوا فِيْهِ شَيْئاً، فَدَعَانِي ذَلِكَ إِلَى أَنْ صنَّفتُ "تَاريخ النِّيسَابوريين" فتأمَّلته، وَلَمْ يسْبقهُ إِلَى ذَلِكَ أَحد، وصنَّف لأَبِي عَلِيٍّ بنِ سَيْمَجُور كِتَاباً فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَزواجِه وَأَحَادِيْثِهِ، وسمَّاه "الإكليل"، لم أر أَحداً رتَّب ذَلِك التَّرتيب، وَكُنْتُ أَسأَلُه عَنِ الضعفاء الذين نشئوا بَعْد الثَّلاَث مائَة بِنَيْسَابُوْرَ وَغيرهَا مِنْ شُيُوْخ خُرَاسَان، وَكَانَ يُبَيِّنُ مِنْ غَيْر مُحَاباة. أَخْبَرَنَا المُؤَمَّل بنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرهُ كِتَابَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البَيِّع الحَاكِمُ ثِقَةً، أَوّلُ سَمَاعه سنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ يمِيلُ إِلَى التَّشَيُّع، فحدَّثني إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الأُرْمَوِيُّ بِنَيْسَابُوْرَ, وَكَانَ صَالِحاً عَالِماً قَالَ: جمع أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ أَحَادِيْثَ، وَزعمَ أنَّها صِحَاحٌ عَلَى شَرْطِ البُخَارِيِّ وَمُسْلِم، مِنْهَا حَدِيْثُ الطَّير، وَحَدِيْثُ: "مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ" فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ ذَلِكَ، وَلَمْ يَلْتَفتُوا إِلَى قَوْله. أَبو نُعَيم الحَدَّاد: سَمِعْتُ الحَسَنَ بن أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيَّ الحَافِظَ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّاذْيَاخي الحَاكِم يَقُوْلُ: كنَّا فِي مَجْلِس السَّيِّد أَبِي الحَسَنِ، فسُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ عَنْ حَدِيْثِ الطَّير، فَقَالَ: لاَ يصحُّ، وَلَوْ صحَّ لَمَا كَانَ أَحدٌ أَفضَلَ مِنْ عَلِيٍّ بعد النبي -صلى الله عليه وسلم. فَهَذِهِ حِكَايَةٌ قويَةٌ، فَمَا بَالُه أَخرجَ حَدِيْث الطَّير فِي الْمُسْتَدْرك? فَكَأَنَّهُ اخْتلف اجْتِهَادُه، وَقَدْ جمعت طرق حديث الطير في الجزء، وَطرق حَدِيْث: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ وَهُوَ أَصحُّ، وأصحّ منهما مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: إِنَّهُ لعهدُ النَّبِيّ الأُمِّي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيَّ: "إِنَّهُ لاَ يحبك إلَّا

_ 1 صحيح بطرقه: ورد من حديث بريدة: عند أحمد "5/ 350، 358، 361"، وابن أبي شيبة "12/ 57"، وابن أبي عاصم "1354"، والبزار "2535"، والحاكم "2/ 129-130"، من طريق الأعمش عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه، به. وورد عن زيد بن أرقم: عند أحمد "4/ 368، 372"، والترمذي "3713"، والحاكم "3/ 110"، وورد عن البراء بن عازب: عند ابن ماجه "116"، وأحمد "4/ 281"، وورد من حديث سعد بن أبي وقاص: عند ابن ماجه "121".

مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُكَ إلَّا مُنَافِقٌ" 1. وَهَذَا أَشكلُ الثَّلاَثَةِ، فَقَدْ أَحَبَّه قَوْمٌ لاَ خَلاَقَ لَهُم، وَأَبغضه بجهلٍ قَوْمٌ مِنَ النَّوَاصب، فَالله أَعلم. أُنْبِئتُ عَنْ أَبِي سَعْدٍ الصَّفَّار: عَنْ عَبْدِ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ قَالَ: الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ هُوَ إِمَامُ أَهْلِ الحَدِيْثِ فِي عَصْرِهِ، العَارِفُ بِهِ حقَّ مَعْرفَته، يُقَال لَهُ: الضَّبِّيّ؛ لأَنْ جدَّ جَدَّتِه هُوَ عِيْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الضَّبِّيّ، وَأُمُّ عِيْسَى هِيَ مَنْوِيه بِنْتُ إِبْرَاهِيْم بن طَهْمَان الفَقِيْه، وَبَيْتُه بَيْتُ الصَّلاَحِ وَالورعِ وَالتَأَذينِ فِي الإِسْلاَمِ، وَقَدْ ذكر أَبَاهُ فِي تَارِيْخِهِ، فَأَغنَى عَنْ إِعَادته، وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ: وَلقِي عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الشَّرْقِيّ، وَأَبَا عَلِيٍّ الثَّقَفِيّ، وَأَبَا حَامِدٍ بنَ بِلاَلٍ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُم، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ المُحَمَّدَابَاذِي، وَأَبِي بَكْرٍ القَطَّان، وَلَمْ يظفر بِمَسْمُوْعِهِ مِنْهُمَا، وَتَصَانِيْفُه المَشْهُوْرَةُ تطفَحُ بذكرِ شُيُوْخِه، وَقرأَ بِخُرَاسَانَ عَلَى قراء وقته، وتفقَّه عَلَى أَبِي الوَلِيْد، وَالأُسْتَاذِ أَبِي سَهل، واختصَّ بِصُحْبَة الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِي، وَكَانَ الإِمَامُ يُرَاجِعُهُ فِي السُّؤَالِ وَالجَرْح وَالتَّعديل، وَأَوْصَى إِلَيْهِ فِي أُمُورِ مدرستِه دَارِ السُّنَّة. وفَوَّض إِلَيْهِ توَلِيَةَ أَوقَافِه فِي ذَلِكَ، وَذَاكر مِثْل الجِعَابِيّ، وَأَبِي عَلِيّ المَاسرْجِسِيِّ الحَافِظِ الَّذِي كَانَ أَحْفَظَ زَمَانِهِ، وَقَدْ شَرَعَ الحَاكِمُ فِي التَّصْنِيْف سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فاتَّفق لَهُ مِنَ التَّصَانِيْف مَا لَعَلَّهُ يَبْلغُ قَرِيْباً مِنْ أَلف جُزْءٍ مِنْ تخريج "الصحيحين"، و"العلل وَالتَّرَاجِمِ" وَالأَبْوَابِ وَالشُّيُوْخ، ثُمَّ المجموعَات مِثْل "مَعْرِفَة عُلُوم الحَدِيْث"، وَ"مُسْتَدرك الصَّحِيْحَيْنِ"، وَ"تَاريخ النيسابوريين"، و"كتاب مُزكِي الأَخْبَار"، وَ"الْمدْخل إِلَى علم الصَّحِيْح"، وَكِتَاب "الإِكليل"، وَ"فَضَائِل الشَّافِعِيّ"، وَغَيْر ذَلِكَ. وَلَقَدْ سَمِعْتُ مَشَايِخنَا يذكرُوْنَ أَيَّامه، وَيْحَكُون أَنَّ مُقَدَّمِي عصره مِثْلَ أَبِي سهلٍ الصُّعلوكِي, وَالإِمَام ابْنِ فُوْرَك, وَسَائِر الأَئِمَّة يُقدِّمونه عَلَى أَنفسهِم، وَيُرَاعُوْنَ حقَّ فَضله، وَيعرفُوْنَ لَهُ الحرمَة الأَكيدَة، ثُمَّ أَطنب عَبْد الغَافر فِي نَحْو ذَلِكَ مِنْ تَعَظِيْمه، وَقَالَ: هَذِهِ جملٌ يسيرَةٌ هِيَ غيضٌ مِنْ فيضِ سِيَرِهِ وَأَحْوَالِه، وَمن تأمَّل كَلاَمَهُ فِي تَصَانِيْفه، وَتَصَرُّفه فِي أَمَاليه، وَنَظَرَهُ فِي طُرُق الحَدِيْث، أَذعن بفضلِهِ، وَاعْتَرفَ لَهُ بالمزية عَلَى مَنْ تَقَدَّمه، وَإِتعَابَه مَنْ بَعْدَهُ، وَتعجِيزَه اللاَحقين عَنْ بُلوَغِ شَأْوِهِ، وَعَاشَ حمِيداً، وَلَمْ يُخلِّف فِي وَقْتِهِ مثلَه، مَضَى إِلَى رَحْمَة الله فِي ثَامن صفر سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة. قَالَ أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ العَبْدُويي الحَافِظُ: سَمِعْتُ الحَاكِم أَبَا عَبْدِ اللهِ إِمَامَ أَهْلِ الحَدِيْثِ فِي عصره يَقُوْلُ: شَرِبْتُ مَاءَ زَمْزَم، وَسَأَلْتُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي حُسْنَ التصنيف.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "78" عن علي -رضي الله عنه, به.

قَالَ العَبْدُويي: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَلَى ظهر جُزءٍ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي الحُسَيْنِ الحجَّاجي الحَافِظِ، فَأَخَذَ القَلَمَ، وضَرَبَ عَلَى الحَافِظ، وَقَالَ: أَيش أَحفَظُ أَنَا? أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البيَّاع أَحْفَظُ مِنِّي، وَأَنَا لَمْ أَرَ مِنَ الحُفَّاظِ إلَّا أَبَا عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَبَا العَبَّاسِ بنَ عُقْدَة. وَسَمِعْتُ السُّلَمِيَّ يَقُوْلُ: سأَلتُ الدَّارَقُطْنِيّ: أَيهُمَا أَحْفَظُ: ابْنُ مَنْدَةَ أَوِ ابْنُ البَيِّع? فَقَالَ: ابْنُ البَيِّع أَتْقَنُ حِفْظاً. قَالَ أَبُو حَازِمٍ: أَقَمْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ العُصْمِيّ قَرِيْباً مِنْ ثَلاَثِ سِنِيْنَ، وَلَمْ أَرَ فِي جُمْلَة مَشَايِخنَا أَتْقَنَ مِنْهُ وَلاَ أَكْثَرَ تَنْقِيْراً، وَكَانَ إِذَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ شيء أمرني أن أكتب إلى الحاكم إلى أَبِي عَبْدِ اللهِ، فَإِذَا وَردَ جَوَابُ كِتَابِه، حَكَمَ بِهِ، وَقَطَعَ بِقَولِه. قَالَ الحَافِظُ أَبُو صالح المؤذن: أخبرنا مسعود بن علي السِّجْزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فُوْرَك، حَدَّثَنَا الحَافِظ أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ البَحِيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ مُطَرِّف الكَرَابِيْسِيّ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْدُوَيْه الحَافِظ، حَدَّثَنَا النَّجَّاد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى الحِمَّانِيّ، حَدَّثَنَا سُعَيْرُ بنُ الخِمْس، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إن بِلاَلاً يُؤَذِّنُ بِلَيْل" وَذَكَرَ الحَدِيْثَ1، ثُمَّ قَالَ مَسْعُوْدٌ: وَحدَّثَنِيه الحَاكِمُ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَقَدْ كَانَ الحَاكِمُ لمَّا رَوَى عَنْهُ الكَرَابِيْسِيّ هَذَا شَابّاً طريّاً. أَنْبَأَنَا ابْنُ سَلاَمَةَ عَنِ الحَافِظ عَبْدِ الغَنِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ الوَاسِطِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ النَّسَوِيُّ، حَدَّثَنَا الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ النَّسَوِيُّ، حَدَّثَنَا خِدَاشُ بنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا يعيشُ بنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا أَحْسَنَ الهَدِيَّةَ أَمَامَ الحَاجَة!. قُلْتُ: هَذَا مُلْصَقٌ بِمَالِك، وقد حدَّث به الوليد الموْقِري2 أحد الضعفاء، عن الزهري مرسلًا.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "623"، ومسلم "1092" عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: "إِنَّ بِلاَلاً يؤذِّن بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يؤذِّن ابن أم مكتوم". 2 هو الوليد بن محمد الموقَّري، صاحب الزهري، يكنَّى أبا بشر البلقاوي، مولى بني أمية، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به. وكذبه يحيى بن معين. وقال النسائي: متروك الحديث. قلت: والحديث الذي رواه باطل، وقد مَرَّ تخريجنا له.

أَبُو مُوْسَى: حَدَّثنا الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ سَعْدِ بنِ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيّ، سَمِعَ أَبَا نَصرٍ الوَائِلِيَّ يَقُوْلُ: لَمَّا وَرد أَبُو الفَضْلِ الهَمَذَانِيُّ نَيْسَابُوْر تعصَّبوا لَهُ، ولقَّبوه: بَدِيْعَ الزَّمَان، فَأُعْجِبَ بِنَفْسِهِ؛ إِذْ كَانَ يَحْفَظُ المائَة بَيْتٍ إِذَا أُنْشِدَتْ مرَّةً، وَيُنْشِدُهَا مِنْ آخرهَا إِلَى أَولهَا مَقْلُوبَةً، فَأَنْكَرَ عَلَى النَّاسِ قَوْلَهُم: فلانٌ الحَافِظُ فِي الحَدِيْثِ. ثُمَّ قَالَ: وَحِفْظُ الحَدِيْثِ مما يذكر?! فسمع به الحاكم ابن البَيِّع، فَوجَّهَ إِلَيْهِ بجُزْء، وَأَجَّل لَهُ جُمعَةً فِي حفظه، فردَّ إِلَيْهِ الجُزء بَعْد الجُمُعَة، وَقَالَ: مَنْ يَحْفَظُ هَذَا? مُحَمَّدُ بنُ فُلاَن، وَجَعْفَرُ بنُ فُلاَن، عَنْ فُلاَن? أَسَامِي مُخْتَلِفَة، وَأَلْفَاظ مُتَبَاينَة? فَقَالَ لَهُ الحَاكِم: فَاعرفْ نَفْسَك، وَاعلمْ أنَّ هَذَا الحِفْظَ أَصعبُ مِمَّا أَنْتَ فِيْهِ. ثُمَّ رَوَى أَبوَ مُوْسَى المَدِيْنِيّ: أنَّ الحَاكِم دَخَلَ الحمَّام، فَاغتسل، وَخَرَجَ. وَقَالَ: آهِ. وَقُبِضَتْ رُوحُهُ وَهُوَ متَّزر لَمْ يَلْبِس قمِيصَهُ بَعْدُ، ودُفِنَ بَعْد العَصْرِ يَوْمَ الأَرْبعَاء، وصلَّى عَلَيْهِ القَاضِي أَبو بكر الحِيْرِيّ. قَالَ الحَسَنُ بنُ أَشعث القُرَشِيّ: رَأَيْت الحَاكِمَ فِي المَنَامِ عَلَى فَرَسٍ فِي هَيْئَةٍ حَسَنَة وَهُوَ يَقُوْلُ: النَّجَاةَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيُّهَا الحَاكِم! فِي مَاذَا? قال: في كتبة الحديث. الخَطِيْبُ فِي تَارِيْخِهِ: حدَّثني الأَزْهَرِيُّ قَالَ: وَرد ابْنُ البَيِّع بَغْدَادَ قَدِيْماً، فَقَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّ حَافِظكم -يَعْنِي الدَّارَقُطْنِيّ- خرَّج لِشَيْخٍ وَاحِدٍ خَمْس مائَة جُزْء، فَأَرُونِي بَعْضَهَا. فَحُمِلَ إِلَيْهِ مِنْهَا، وَذَلِكَ مِمَّا خرَّجه لأَبِي إِسْحَاقَ الطَّبَرِيّ، فَنَظَرَ فِي أَوِّلِ الجُزء الأَوَّل حَدِيْثاً لِعَطيَّة العَوْفِيّ، فَقَالَ: اسْتَفْتَحَ بِشَيْخٍ ضَعِيْفٍ. وَرَمَى الجُزْء، وَلَمْ يَنْظُرُ فِي البَاقِي. قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: سَأَلتُ سَعْدَ بن عَلِيٍّ الحَافِظ عَنْ أَرْبَعَة تَعَاصرُوا: أَيُّهُم أَحْفَظُ? قَالَ: مَن? قُلْتُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَعَبْدُ الغَنِي، وَابْنُ مَنْدَةَ، وَالحَاكِم. فَقَالَ: أَمَا الدَّارَقُطْنِيُّ فَأَعْلَمُهُم بِالعِلَل، وَأَمَّا عَبْدُ الغَنِي فَأَعْلَمُهُم بِالأَنْسَابِ، وَأَمَّا ابْنُ مَنْدَةَ فَأَكْثَرُهُم حَدِيْثاً مَعَ مَعْرِفَة تامَّة، وَأَمَّا الحَاكِمُ فَأَحْسَنُهُم تَصْنِيْفاً. أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الطَّرَسُوْسِيّ، عَنِ ابْنِ طَاهِر: أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا إِسْمَاعِيْل عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيَّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، فَقَالَ: ثِقَةٌ فِي الحَدِيْثِ، رَافضيٌّ خَبِيْث. قُلْتُ: كَلاَّ لَيْسَ هُوَ رافضيًّا، بل يتشيِّع. قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: كَانَ شَدِيدَ التَّعَصُّب للشيعة في الباطن، وكان يُظْهِر التسنُّن فِي التَّقَدِيْم

وَالخِلاَفَة، وَكَانَ مُنْحَرِفاً غَالياً عَنْ مُعَاوِيَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، يَتَظَاهرُ بِذَلِكَ، وَلاَ يعتذِرُ مِنْهُ، فَسَمِعْتُ أَبَا الفَتْحِ سمكويه بهَرَاة، سَمِعْتُ عَبْدَ الوَاحِد المَلِيْحِيّ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ يَقُوْلُ: دَخَلتُ عَلَى الحَاكِم وَهُوَ فِي دَارِه، لاَ يُمْكِنُه الخُرُوجُ إِلَى المَسْجَد مِنْ أَصْحَابِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ كَرَّام، وَذَلِكَ أنَّهم كسرُوا مِنْبَرهُ، وَمنعُوهُ مِنَ الخُرُوج، فَقُلْتُ لَهُ: لَوْ خَرَجْتَ وَأَمْلَيْتَ فِي فَضَائِلِ هَذَا الرَّجُل حَدِيْثاً، لاَسترحتَ مِنَ المِحْنَة، فَقَالَ: لاَ يَجِيْءُ مِنْ قَلْبِي، لاَ يَجِيْءُ مِنْ قَلْبِي. وَسَمِعْتُ المظَفَّر بن حَمْزَةَ بِجُرْجَانَ، سَمِعْتُ أَبَا سَعْد المَالِيْنِيّ يَقُوْلُ: طَالعتُ كِتَاب "الْمُسْتَدْرك عَلَى الشَّيخين" الَّذِي صنَّفه الحَاكِمُ مِنْ أَوله إِلَى آخِره، فَلَمْ أَرَ فِيْهِ حَدِيْثاً عَلَى شَرْطِهِمَا. قُلْتُ: هَذِهِ مُكَابرَةٌ وَغُلُوّ، وَلَيْسَتْ رتبةُ أَبِي سَعْدٍ أَنْ يَحكُم بِهَذَا، بَلْ فِي "المُستدرك" شَيْءٌ كَثِيْرٌ عَلَى شَرْطِهِمَا، وَشَيءٌ كَثِيْرٌ عَلَى شَرْطِ أَحَدِهِمَا، ولعلَّ مَجْمُوع ذَلِكَ ثُلثُ الكِتَابِ بَلْ أَقلُّ، فَإِنَّ فِي كَثِيْر مِنْ ذَلِكَ أَحَادِيْثَ فِي الظَّاهِر عَلَى شَرْطِ أَحَدِهِمَا أَوْ كليهُمَا، وَفِي البَاطن لَهَا عللٌ خَفِيَّة مُؤَثِّرَة، وَقطعَةٌ مِنَ الكِتَاب إِسْنَادُهَا صَالِحٌ وَحسنٌ وَجيّدٌ، وَذَلِكَ نَحْو رُبُعِه، وَبَاقِي الكِتَاب مَنَاكِير وَعجَائِبُ، وَفِي غُضُون ذَلِكَ أَحَادِيْثُ نَحْو المائَة يَشْهَد القَلْبُ بِبُطْلاَنهَا، كُنْتُ قَدْ أَفردت منها جُزْءاً، وَحَدِيْثُ الطَّير بِالنِّسبَة إِلَيْهَا سمَاءٌ، وَبِكُلِّ حَالٍ فَهُوَ كِتَابٌ مُفِيْدٌ قَدِ اختصرتُهُ، وَيعوزُ عَمَلاً وَتحريراً. قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: قَدْ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ بنَ السَّمَرْقَنْدِيّ يَقُوْلُ: بَلَغَنِي أَنَّ "مُستدرك" الحَاكِم ذُكر بَيْنَ يدِي الدَّارَقُطْنِيّ، فَقَالَ: نَعَمْ، يَسْتَدركُ عَلَيْهِمَا حَدِيْثَ الطَّير! فَبَلَغَ ذَلِكَ الحَاكِمَ، فَأَخْرَجَ الحَدِيْثَ مِنَ الكِتَاب. قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ، بَلْ لَمْ تَقَعْ، فَإِنَّ الحَاكِم إِنَّمَا أَلَّف "المُستخرج" فِي أَوَاخِرِ عُمُره، بَعْد مَوْتِ الدَّارَقُطْنِيّ بِمُدَّة، وَحَدِيْثُ الطَّير فَفِي الكِتَاب لَمْ يحوَّل مِنْهُ، بَلْ هُوَ أَيْضاً فِي جَامع التِّرْمِذِيّ. قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: وَرَأَيْتُ أَنَا حَدِيْثَ الطَّير جَمْعَ الحَاكِم بخطِّه فِي جُزء ضَخْم، فكتبتُه للتعجُّب. قَالَ الحَاكِمُ فِي تَارِيْخِهِ: ذكرنَا يَوْماً مَا رَوَى سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَس، فمررتُ أَنَا فِي التَّرْجَمَة، وَكَانَ بحضرَةِ أَبِي عليٍّ الحَافِظ وَجَمَاعَةٍ مِنَ المَشَايِخ، إِلَى أَنْ ذكرتُ حَدِيْثَ: "لاَ يَزْنِي

الزَّانِي حِيْنَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ". فَحْمل بَعْضُهُم عليَّ، فَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: لاَ تَفْعل، فَمَا رَأَيْتَ أَنْتَ وَلاَ نَحْنُ فِي سِنِّه مثلَه، وأنا أقول: إذا رأيته رأيت ألف رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْث. قد مرَّ أَنَّ الحَاكِم مَاتَ فَجْأَةً فِي صَفَرٍ سَنَة خَمْسٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ القَاضِي أَبو بكر الحِيْرِيّ. وَفِيْهَا مَاتَ مسنِدُ مَكَّة أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِرَاس العَبْقَسِيّ، وَمسنِدُ بَغْدَاد أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى المُجْبر، وَحَافِظُ شِيرَاز أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ اللَّيْث الشِّيْرَازِيّ المُقْرِئُ، وَمسندُ دِمَشْقَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي الحَدِيْد السُّلَمِيّ، وَقَاضِي بَغْدَاد عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الأَكْفَانِيّ، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ بنِ كَجّ الدِّيْنَوَرِيّ، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّة بالبصرة أبو القاسم عبد الواحد ابن الحسين الصَّيْمري.

فهرس الجزء الثاني عشر: فهرس الموضوعات: الصفحة/ الموضوع 5/ 3038/ ابْنُ القَاصِّ، أَحْمَدُ بنُ أَبِي أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ. 5/ 3039/ الممسي، العباس بن عيسى. 6/ 3040/ الحلبي، محمد بن الحلبي. 7/ 3041/ حمزة بن القاسم. 7/ 3042/ الجورجيري، محمد بن عمر الأصبهاني "مكرر". 7/ 3043/ السمسار، محمد بن عمر النيسابوري. 8/ 3044/ المدائني، محمد بن الحسين. 8/ 3045/ أبو زرعة، محمد بن أحمد. 8/ 3046/ أحمد بن محمد. 9/ 3047/ ابن زبان، أحمد بن سليمان. 9/ 3048/ ابن حيكويه، محمد بن يحيى. 10/ 3049/ أحمد بن عبيد. 10/ 3050/ محمد بن حاتم. 10/ 3051/ المصري، علي بن محمد. 11/ 3052/ ابن دينار، محمد بن عبد الله. 12/ 3053/ الحصائري، الحسن بن حبيب. 13/ 3054/ الأنطاكي، إبراهيم بن عبد الرزاق. 13/ 3055/ ابن البختري، محمد بن عمرو. 14/ 3056/ الأزدي، يزيد بن محمد. 14/ 3057/ الشعراني، محمد بن معاذ. 15/ 3058/ ابن أوس، أحمد بن محمد. 15/ 3059/ ابن أبي صالح، القاسم بن أبي صالح. 16/ 3060/ إبراهيم بن محمد. 16/ 3061/ الميداني، محمد بن أحمد. 17/ 3062/ الصعلوكي، أحمد بن محمد.

الصفحة/ الموضوع 17/ 3063/ القرميسيني، إبراهيم بن شيبان. 19/ 3064/ أبو العرب، محمد بن أحمد. 19/ 3065/ أبو ميسرة أحمد بن نزار. 20/ 3066/ ابن مهرويه، علي بن محمد. 21/ 3067/ الجوزي، أحمد بن محمد. 21/ 3068/ علي بن حمشاذ. 23/ 3069/ ابن النحاس، أحمد بن محمد. 23/ 3070/ عماد الدولة، علي بن بويه. 24/ 3071/ الكراني، أحمد بن محمد بن عاصم. 25/ 3072/ السوسي، أحمد بن محمد ابن فضالة. 25/ 3073/ الرياشي، الحسن بن إبراهيم. 26/ 3074/ الفامي، سليمان بن يزيد. 26/ 3075/ الأشناني، عمر بن الحسن. 27/ 3076/ ابن الأعرابي، أحمد بن محمد. 29/ 3077/ خيثمة بن سليمان بن حيدرة. 32/ 3078/ الفارابي، محمد بن محمد بن طرخان. 33/ 3079/ ابن مليح، الحسن بن يوسف. 33/ 3080/ ابن بالويه، محمد بن أحمد. 34/ 3081/ ابن حيكان، محمد بن أحمد. 34/ 3082/ ابن داود، محمد بن داود. 35/ 3083/ السمرقندي، عثمان بن محمد. 36/ 3084/ الأستاذ، عبد الله بن محمد. 37/ 3085/ الكرخي، عبيد الله بن الحسين. 38/ 3086/ الدينوري، أحمد بن مروان. 39/ 3087/ أبو إسحاق المروزي، إبراهيم بن أحمد. 40/ 3088/ ابن أبي هريرة، الحسن بن الحسين. 40/ 3089/ الخامي، أحمد بن محمد بن عمرو. 41/ 3090/ الحوراني، محمد بن حميد. 42/ 3091/ البخاري، الحسن بن يعقوب. 42/ 3092/ الأردبيلي، حفص بن عمر. 43/ 3093/ الحسن بن سعد. 43/ 3094/ الختلي، عبد الرحمن بن أحمد. 44/ 3095/ الصفَّار، محمد بن عبد الله. 45/ 3096/ الصفَّار، أحمد بن عبيد. 46/ 3097/ الصفار، إسماعيل بن محمد. 47/ 3098/ أحمد بن عبيد الصفار الرعيني. 47/ 3099/ ابن صفوان، الحسين بن صفوان.

الصفحة/ الموضوع 48/ 3100/ الستوري، علي بن الفضل. 48/ 3101/ ابن عقبة، علي بن محمد. 49/ 3102/ ابن السماك، عثمان بن أحمد. 50/ 3103/ ابن الحداد، محمد بن أحمد. 53/ 3104/ المادرائي، محمد بن علي. 54/ 3105/ الأصم، محمد بن يعقوب. 58/ 3106/ ابن أبي ثابت، إبراهيم بن محمد. 58/ 3107/ الطحَّان، أحمد بن عمرو. 60/ 3108/ القطَّان، علي بن إبراهيم. 61/ 3109/ ابْنُ شَوْذَبٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أحمد. 62/ 3110/ ابن الأخرم، محمد بن يعقوب. 64/ 3111/ الأخرم أبو يوسف الشافعي. 65/ 3112/ البحري، إسحاق بن إبراهيم. 66/ 3113/ قاسم بن أصبغ. 66/ 3114/ البغدادي، علي بن أحمد. 67/ 3115/ الزجاجي، عبد الرحمن بن إسحاق. 68/ 3116/ الجلّاب، عبد الرحمن بن حمدان. 68/ 3117/ الأسواري، محمد بن أحمد. 69/ 3118/ الأذرعي، إسحاق بن إبراهيم. 70/ 3119/ العباداني، أحمد بن سليمان. 70/ 3120/ عبد المؤمن بن خلف. 72/ 3121/ الصبغي، أحمد بن إسحاق. الطبقة العشرون: 76/ 3123/ أبو النصر الطوسي. 77/ 3124/ أبو الوليد الفقيه، حسَّان بن محمد. 79/ 3125/ ابن طباطبا، عبد الله بن أحمد. 80/ 3126/ ابن الجراب، إسماعيل بن يعقوب. 80/ 3127/ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ. 81/ 3128/ التنوخيّ، علي بن محمد. 81/ 3129/ السياري، القاسم بن القاسم. 82/ 3130/ ابن الخضر، أحمد بن الخضر. 82/ 3131/ ابن ماهيان، محمد بن حسين. 82/ 3132/ النَّجاد، أحمد بن سلمان. 84/ 3133/ ابن الحجَّام، عبد الله بن أبي هاشم. 84/ 3134/ أبو وهب زاهد الأندلس. 85/ 3135/ أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ.

الصفحة/ الموضوع 88/ 3136/ ابن نجيح، محمد بن العباس. 89/ 3137/ ابن حذلم، أحمد بن سليمان. 89/ 3138/ ابن خزيمة، أحمد بن الفصل. 90/ 3139/ العقبي، حمزة بن محمد. 90/ 3140/ الأمين، إبراهيم بن محمد. 91/ 3141/ مكرم بن أحمد. 91/ 3142/ أحمد بن بهزاد. 92/ 3143/ السمسار، أحمد بن جعفر. 92/ 3144/ الطرائفي، أحمد بن محمد. 93/ 3145/ العلّاف، محمد بن عيسى. 93/ 3146/ أبو سهل القطان، أحمد بن محمد. 94/ 3147/ الخطبي، إسماعيل بن علي. 95/ 3148/ ابن خنب، محمد بن أحمد. 95/ 3149/ الهجيمي، إبراهيم بن علي. 96/ 3150/ ابن قانع، عبد الباقي بن قانع. 97/ 3151/ ابن شعيب، محمد بن هارون. 98/ 3152/ العتكي، محمد بن القاسم. 98/ 3153/ السكري، أحمد بن إبراهيم. 98/ 3154/ ابن نيخاب، أحمد بن إسحاق. 99/ 3155/ الكعبي، عبد الله بن محمد. 99/ 3156/ ابن درستويه، عبد الله بن جعفر. 100/ 3157/ أبو ميمون، عبد الرحمن بن عبد الله. 101/ 3158/ العنبري، يحيى بن محمد. 101/ 3159/ ابن سنان، إبراهيم بن محمد. 102/ 3160/ الإسفراييني، الحسن بن محمد. 102/ 3161/ أحمد بن منصور. 103/ 3162/ المحبوبي، محمد بن أحمد. 103/ 3163/ بكر بن محمد. 104/ 3164/ ابن داسة، محمد بن بكر. 105/ 3165/ ابن الوزان، إبراهيم بن عثمان. 105/ 3166/ ابن الخصيب، عبد الله بن محمد. 106/ 3167/ السندي، أحمد بن محمد. 107/ 3168/ الخراساني، عبد الله بن إسحاق. 107/ 3169/ ابن علم، محمد بن عبد الله بن عمرويه. 108/ 3170/ ابن كامل، أحمد بن كامل. 109/ 3171/ القنطري، القاسم بن إبراهيم. 109/ 3172/ الجَمَّالُ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ.

الصفحة/ الموضوع 110/ 3173/ ابن حسنويه، أحمد بن علي. 111/ 3174/ ميمون بن إسحاق. 111/ 3175/ ابن بريه، عبد الله بن إسماعيل. 112/ 3176/ ابن فارس، عبد الله بن جعفر. 113/ 3177/ الدخميني، بكر بن محمد. 114/ 3178/ الطستي، عبد الصمد بن علي. 114/ 3179/ وهب بن مسرة. 115/ 3180/ الخلدي، جعفر بن محمد. 116/ 3181/ الصرفندي، إبراهيم بن إسحاق. 117/ 3182/ ابن الجزار، أحمد بن إبراهيم. 117/ 3183/ صاحب الأندلس، عبد الرحمن بن محمد. 118/ 3184/ ابن الأخرم، محمد بن النضر. 119/ 3185/ ابن عمار، أحمد بن محمد. 119/ 3186/ ابن ماتي، علي بن عبد الرحمن. 120/ 3187/ ابن الزبير، علي بن محمد. 120/ 3188/ العطشي، أحمد بن عثمان. 121/ 3189/ القصار، أحمد بن محمد. 121/ 3190/ المسعودي، علي بن الحسين. 121/ 3191/ ابن بنت عدبس، جعفر بن محمد. 122/ 3192/ الأسداباذي، الزبير بن عبد الواحد. 123/ 3193/ أَبُو الفَضْلِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ. 123/ 3194/ ابن معروف، محمد بن القاسم. 124/ 3195/ النَّقاش، محمد بن الحسن. 125/ 3196/ ابن أبي دارم، أحمد بن محمد. 126/ 3197/ ابن يونس، عبد الرحمن بن أحمد. 127/ 3198/ القزويني، محمد بن عيسى. 128/ 3199/ ابن سعد، عبد الله بن أحمد. 129/ 3200/ العسَّال، محمد بن أحمد بن إبراهيم. 134/ 3201/ ابن عبيد، عبد الرحمن بن الحسن. 134/ 3202/ الرفاء، حامد بن محمد بن عبد الله. 135/ 3203/ والد تمام، محمد بن عبد الله. 136/ 3204/ خالد بن سعد. 137/ 3205/ ابن علّان، علي بن الحسن.

الصفحة/ الموضوع 138/ 3206/ ابن أبي هاشم، عبد الواحد ابن عمر. 138/ 3207/ أبو الخير التياني، حماد. 139/ 3208/ الماسرجسي، محمد بن المؤمّل. 140/ 3209/ ابن جامع، أحمد بن إبراهيم. 140/ 3210/ ابْنُ أَبِي المَوْتِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد. 140/ 3211/ قاضي الحرمين، أحمد بن محمد بن عبد الله. 141/ 3212/ ابن بدر، إسماعيل بن بدر القرطبي. 141/ 3213/ سلم بن الفضل. 11/ 3214/ فقيه قرطبة، محمد بن أحمد اللؤلؤي. 142/ 3215/ يحيى بن منصور. 142/ 3216/ ابن أفرجة، أحمد بن إبراهيم. 143/ 3217/ ابن الحيري، أحمد بن أبي بكر. 143/ 3218/ ابْنُ الحَكَمِ، جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ. 143/ 3219/ دعلج بن أحمد بن دعلج. 146/ 3220/ البلاذري، أحمد بن محمد. 147/ 3221/ ابن دحيم، محمد بن علي. 147/ 3222/ شجاع بن جعفر. 148/ 3223/ ابن أبي العقب، علي بن يعقوب. 148/ 3224/ ابن الورد، عبد الله بن جعفر. 149/ 3225/ الشافعي، محمد بن عبد الله. 151/ 3226/ ابن بندار، عبد الله بن الحسن. 152/ 3227/ الفاكهي، عبد الله بن محمد. 152/ 3228/ الرافقي، العباس بن محمد بن نصر. 153/ 3229/ القالي، إسماعيل بن القاسم. 153/ 3230/ أبو السائب، عتبة بن عبيد الله. 154/ 3231/ الحبيبي، علي بن محمد. 154/ 3232/ ابن قاج، أحمد بن قاج. 154/ 3233/ أبو عمرو الصغير، محمد بن أحمد. 155/ 3234/ الإسفراييني، الحسن بن محمد. 156/ 3235/ ابن فحلون، سعيد بن فحلون. 156/ 3236/ أبو علي النيسابوري، الحسين بن علي. 161/ 3237/ ابن مروان، محمد بن إبراهيم.

الصفحة/ الموضوع 161/ 3238/ النضري، عبد الله بن الحسين. 162/ 3239/ ابْنُ مُحرمٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ. 162/ 3240/ الشعار، أحمد بن بندار. 163/ 3241/ أبو علي الطبري، الحسن بن القاسم. 164/ 3242/ الأنباري، محمد بن جعفر بن محمد. 164/ 3243/ البروجردي، أحمد بن محمد. 165/ 3244/ الطوماري، عيسى بن محمد. 165/ 3245/ الرازي، عبد الله بن محمد. 166/ 3246/ محمد بن الحسن. 167/ 3247/ ابن الأحمر، محمد بن معاوية. 167/ 3248/ ابن خلّاد، أحمد بن يوسف. 168/ 3249/ الخيَّام، خلف بن محمد. 169/ 3250/ ابن عِمَارة، أحمد بن محمد. 169/ 3251/ الوضاحي، محمد بن الحسن. 169/ 3252/ الطرازي، سعيد بن القاسم. 170/ 3253/ الرامهرمزي، الحسن بن عبد الرحمن. 171/ 3254/ الأسيوطي، الحسن بن الخضر. 172/ 3255/ السليطي، محمد بن عبد الله. 172/ 3256/جمح بن القاسم. 173/ 3257/ أبو نصر القاضي، يوسف بن عمر. 174/ 3258/ ابن شعبان، محمد بن القاسم. 175/ 3259/ التجيبي، إسحاق بن إبراهيم. 175/ 3260/ ابن الحداد، أحمد بن إبراهيم. 176/ 3261/ ابْنُ أَبِي رُوْبَا، عَبْدُ الخَالِقِ بنُ الحَسَنِ. 176/ 3262/ سنقة، عثمان بن محمد. 176/ 3263/ ابن سلم، عمر بن جعفر. 177/ 3264/ الحجة، أحمد بن جعفر. 177/ 3265/ محمد بن جعفر. 177/ 3266/ أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد. 181/ 3267/ الجعابي، محمد بن عمر. 183/ 3268/ ابن حبان، محمد بن حبان. 191/ 3269/ أَبُو عُمَرَ بنُ حَزْمٍ، أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ. 191/ 3270/ ابن مقسم، محمد بن الحسن. 192/ 3271/ إسحاق بن إبراهيم. 193/ 3272/ بندار بن الحسن.

الصفحة/ الموضوع 194/ 3273/ علي بن بندار. 194/ 3274/ مسلمة بن القاسم. 195/ 3275/ أبو بشر، عمر بن أكثم. 195/ 3276/ الزاهي، علي بن إسحاق. 195/ 3277/ القراريطي، محمد بن أحمد. 196/ 3278/ الطبسي، أحمد بن محمد. 196/ 3279/ ابن عتبة، أحمد بن الحسن. 197/ 3280/ اللكي، أحمد بن القاسم. 197/ 3281/ والد المخلص، عبد الرحمن بن العباس. 197/ 3282/ المتقي لله. 198/ 3283/ ابن الداعي، محمد بن الحسن. 199/ 3284/ ابن السَّكَن، سعيد بن عثمان. 201/ 3285/ الطبراني، سليمان بن أحمد. 209/ 3286/ البلخي، محمد بن عبد الله. 209/ 3287/ ابن هاني، محمد بن هاني. 210/ 3288/ الصوناخي، صديق بن سعد. 210/ 3289/ الفرغاني، عبد الله بن أحمد. 210/ 3290/ الجابري، عبد الله بن جعفر. 211/ 3291/ الآجري، محمد بن الحسين. 212/ 3292/ ابن كيسان، الحسن بن محمد. 212/ 3293/ القرميسيني، إبراهيم بن أحمد. 213/ 3294/ ابن العميد، محمد بن الحسين. 213/ 3295/ الدقي، محمد بن داود. 214/ 3296/ ابن أبي يعلى. 214/ 3297/ الفرائضي، الحسين بن إبراهيم. 215/ 3298/ فاروق، بن عبد الكبير. 215/ 3299/ النقوي، بن عبد الكبير. 216/ 3300/ البربهاري، محمد بن الحسن. 217/ 3301/ غلام الخلال، عبد العزيز بن جعفر. 218/ 3302/ الشمشاطي، محمد بن جعفر. 219/ 3303/ ابن نجيد، إسماعيل بن نجيد. 220/ 3304/ الشهيد محمد بن أحمد. 221/ 3305/ النّعمان بن محمد. 222/ 3306/ ابن الخشاب، أحمد بن القاسم. 223/ 3307/ الأبزاري، إبراهيم بن أحمد. 223/ 3308/ عبد الجبار، ابن عبد الصمد ابن إسماعيل. 224/ 3309/ القهندزي، عبد الرحمن بن محمد. 224/ 3310/ ابن عدي، عبد الله بن عدي. 226/ 3311/ ابن ميكال، إسماعيل بن عبد الله.

الصفحة/ الموضوع 227/ 3312/ ابن فضالة، محمد بن موسى. 228/ 3313/ ابن القَطَّان، أحمد بن محمد. 228/ 3314/ ابن حيويه، محمد بن عبد الله. 229/ 3315/ السَّرَّاج، محمد بن الحسن. 230/ 3316/ ابن مطر، محمد بن جعفر. 231/ 3317/ المزكي، إبراهيم بن محمد. 232/ 3318/ ابن برزة، محمد بن عبد الله. 232/ 3319/ ابن حارث، محمد بن حارث. 233/ 3320/ المروزوذي، أحمد بن بشر. 233/ 3321/ ابن عمارة، أحمد بن محمد. 233/ 3322/ السقطي، عبد الملك بن الحسن. 234/ 3323/ ابن علَّك، عبد الله بن عمر. 234/ 3324/ ابن رميح، أحمد بن محمد. 236/ 3325/ ابن النجم، أحمد بن طاهر. 237/ 3326/ عمر البصري، عمر بن جعفر. 237/ 3327/ منذر بن سعيد البلوطي. 241/ 3328/ حمزة بن محمد. 243/ 3329/ المغفلي، أحمد بن عبد الله. 245/ 3330/ أبو حامد، أحمد بن بشر. 245/ 3331/ ابن الصواف، محمد بن أحمد. 246/ 3332/ ناصر الدولة، الحسن بن عبد الله. 247/ 3333/ سيف الدولة، علي بن عبد الله. 248/ 3334/ معز الدولة، أحمد بن بويه. 249/ 3335/ كافور، كافور الإخشيدي. 251/ 3336/ ابن حمدان، محمد بن أحمد. 253/ 3337/ أبو فراس، الحارث بن سعيد. 254/ 3338/ المهلبي، الحسن بن محمد. 254/ 3339/ المهلبي، نصر بن جعفر. 255/ 3340/ المتنبي، أحمد بن حسين. 256/ 3341/ صاحب الأغاني، علي بن حسين. 257/ 3342/ ركن الدولة، الحسن بن بويه. 258/ 3343/ الخيام، خلف بن محمد. 258/ 3344/ الذهلي، محمد بن أحمد. 262/ 3345/ القطيعي، أحمد بن جعفر. 264/ 3346/ القَصَّاب، محمد بن علي. 265/ 3347/ غندر، محمد بن جعفر بن الحسين. 266/ 3348/ غندر، محمد بن جعفر بن دران. 266/ 3349/ غندر، محمد بن جعفر بن العباس.

الصفحة/ الموضوع 266/ 3350/ غندر، محمد بن جعفر مولى فاتن. 267/ 3351/ غندر، محمد بن جعفر الرازي. 267/ 3352/ الغَزَّال، محمد بن عبد الرحمن. 267/ 3353/ الرَّفَّاء، السري بن أحمد. 268/ 3354/ المصيصي، علي بن أحمد. 268/ 3355/ ابن القوطية، محمد بن عمر. 269/ 3356/ ابن بقية، محمد بن محمد. 270/ 3357/ الناشئ الصغير، علي بن عبد الله. 271/ 3358/ الشيرازي، العباس بن الحسن. 271/ 3359/ ابن الإخشيذ، الحسين بن عبيد الله. 272/ 3360/ الجعل، الحسين بن علي. 272/ 3361/ ابْنُ أُخْتِ وَلِيْدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ. 273/ 3362/ ابن أم شيبان، محمد بن صالح. 274/ 3363/ الروذباري، أحمد بن عطاء. 274/ 3364/ الإسفراييني، بشر بن أحمد. 275/ 3365/ المستنصر، عبد الرحمن بن محمد الأموي. 276/ 3366/ عِزّ الدَّوْلَةِ، بُخْتِيَارُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بُوَيْه. 277/ 3367/ الصكوكي، محمد بن زكريا. 277/ 3368/ ابن حرارة، محمد بن أحمد. 278/ 3369/ التنيسي، محمد بن علي. 279/ 3370/ الصعلوكي، محمد بن سليمان. 281/ 3371/ الحجاجي، محمد بن محمد. 284/ 3372/ ابن السليم، محمد بن محمد. 284/ 3373/ يحيى بن مجاهد. 286/ 3374/ شيخ الشافعية، علي بن أحمد. 286/ 3375/ الجرجاني، علي بن أحمد. 286/ 3376/ السيرافي، الحسن بن عبد الله. 287/ 3377/ عضد الدولة، حسن بن بويه. 289/ 3378/ ابن ماسي، عبد الله بن إبراهيم. 290/ 3379/ الباقرحي، مخلّد بن جعفر. 291/ 3380/ ابن السنِّي، أحمد بن محمد. 293/ 3381/ القَبَّاب، عبد الله بن محمد. 293/ 3382/ الزبيبي، عبد الله بن إبراهيم. 294/ 3383/ النجيرمي، يوسف بن يعقوب.

الصفحة/ الموضوع 294/ 3384/ المطوعي، الحسن بن سعيد. 295/ 3385/ الميمذي، إبراهيم بن أحمد. 295/ 3386/ الأبندوني، عبد الله بن إبراهيم. 296/ 3387/ ابن بهتة، عمر بن محمد. 296/ 3388/ النصراباذي، إبراهيم بن محمد. 299/ 3389/ عمران بن شاهين. 299/ 3390/ الليثي، يحيى بن عبد الله. 300/ 3391/ عمر بن بشران. 300/ 3392/ المفيد، محمد بن أحمد. 301/ 3393/ بصلة، محمد بن محمد. 301/ 3394/ ظالم بن مرهوب. 302/ 3395/ ابن سالم، محمد بن أحمد. 303/ 3396/ ابن شارك، أحمد بن محمد. 303/ 3397/ القرمطي، الحسن بن أحمد. 305/ 3398/ أبو الشيخ، عبد الله بن محمد. 307/ 3399/ الحسن بن رشيق. 308/ 3400/ وَالِدُ أَبِي نُعَيْم، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ. 308/ 3401/ ابن النَّاصح، عبد الله بن محمد. 309/ 3402/ القَفَّال الشاشي، محمد بن علي. 310/ 3403/ كشاجم، محمود بن حسين. 311/ 3404/ الشرمقاني، أحمد بن محمد. 311/ 3405/ الماسرجسي، الحسين بن محمد. 313/ 3406/ الرازي، أحمد بن محمد. 313/ 3407/ عبد الصمد بن محمد. 314/ 3408/ ابن حسنويه، أحمد بن محمد. 314/ 3409/ ابن شاقلا، إبراهيم بن أحمد. 314/ 3410/ الإسماعيلي، أحمد بن إبراهيم. 317/ 3411/ السبيعي، الحسن بن أحمد. 319/ 3412/ الآبري، محمد بن الحسين. 319/ 3413/ الجلودي، محمد بن عيسى. 321/ 3414/ ابن بابويه، محمد بن علي. 321/ 3415/ الباهلي، أبو الحسن البصري. 322/ 3416/ ابن مجاهد، محمد بن أحمد. 322/ 3417/ ابن أبي الزمزام، الحسين بن إبراهيم. 323/ 3418/ الغضنفر، أبو تغلب بن الحسن. 323/ 3419/ هفتكين. 324/ 3420/ الشيرازي، محمد بن العباس.

الصفحة/ الموضوع 325/ 3421/ الشيرازي، الوزير أبو الفضل. 325/ 3422/ البكائي، علي بن عبد الرحمن. 326/ 3423/ ابن خمرويه، محمد بن عبد الله. 326/ 3424/ الأحدب الكاتب. 327/ 3425/ أبو زيد المروزي، محمد بن أحمد. 328/ 3426/ الأزهري، محمد بن أحمد. 329/ 3427/ الخياش، أحمد بن محمد. 329/ 3428/ العسكري، الحسين بن محمد. 330/ 3429/ الفهريّ، أبيض بن محمد. 330/ 3430/ والد بن جُمَيْع، أحمد بن محمد. 330/ 3431/ ابن التبان، عبد الله بن إسحاق. 331/ 3432/ أبو عثمان المغربي، سعيد بن سلام. 332/ 3433/ ابن نباتة، عبد الرحيم بن محمد. 332/ 3434/ أبو الليث، نصر بن محمد. 333/ 3435/ ابْنُ مَحْمُوَيْه، عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ. 333/ 3436/ ابن الزَّيَّات، عمر بن محمد. 334/ 3437/ ابن السِّمسَار، محمد بن موسى. 334/ 3438/ ابن قريعة، محمد بن الرحمن. 335/ 3439/ ابن لؤلؤ، علي بن محمد. 336/ 3440/ ابن صابر، محمد بن محمد. 336/ 3441/ ابن ياسين، بشر بن محمد. 337/ 3442/ ابن كيسان، علي بن محمد. 338/ 3443/ محمد بن المؤمّل، محمد بن حيويه. 338/ 3444/ النضروي، العباس بن الفضل. 339/ 3445/ الأبهري، محمد بن عبد الله. 340/ 3446/ ابن بخيت، محمد بن عبد الله. 341/ 3447/ ابن مهران، عبد الرحمن بن محمد. 342/ 3448/ الفضل بن جعفر. 343/ 3449/ الربعي، محمد بن سليمان. 343/ 3450/ هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ. 344/ 3451/ أَبُو بَكْرٍ الرازي، أحمد بن علي. 345/ 3452/ ابن وصيف، محمد بن العباس.

الصفحة/ الموضوع 345/ 3453/ ابن خفيف، محمد بن خفيف. 349/ 3454/ أبو الفتح الأزدي، محمد بن الحسين. 350/ 3455/ ابن السقا، محمد بن علي. 351/ 3456/ ابن السقا، عبد الله بن محمد. 352/ 3457/ الغطريفي، محمد بن أحمد. 354/ 3458/ أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ. 356/ 3459/ الصَّفَّار، محمد بن إسحاق. 356/ 3460/ ابن جيان، محمد بن خلف. 357/ 3461/ الشماخي، الحسين بن أحمد. 357/ 3462/ الميانجي، يوسف بن القاسم. 359/ 3463/ قسام الجبلي التلفيتي. 359/ 3464/ الرَّازِي، محمد بن عبد الله. 360/ 3465/ إسحاق بن سعد، الحسن بن سفيان. 360/ 3466/ البجيري، أحمد بن محمد. 361/ 3467/ قاضي مصر، علي بن النعمان. 362/ 3468/ ابن النحاس، أحمد بن محمد. 362/ 3469/ الحِرَفِيّ، المحسن بن جعفر. 363/ 3470/ ابن البواب، عبيد الله بن أحمد. 363/ 3471/ أبو أحمد الحاكم، محمد بن محمد. 368/ 3472/ ابن الباجي، عبد الله بن محمد. 369/ 3473/ ابن سبنك، عمر بن محمد. 369/ 3474/ الأموي، محمد بن العباس. 369/ 3475/ أبو علي الفارسي، الحسن بن أحمد. 370/ 3476/ ابن أبي ذهل، محمد بن أبي العباس. 371/ 3477/ الوكيل، أحمد بن موسى. 371/ 3478/ الميغي، عبد الكريم بن محمد. 372/ 3479/ الجلّاب، عبيد الله بن الحسين. 372/ 3480/ السلطان، شيرويه بن الملك. 372/ 3481/ ابن ياسين، بشر بن محمد. 373/ 3482/ الخالديان، محمد وسعيد ابنا هاشم. 374/ 3483/ شافع بن محمد. 375/ 3484/ الوراق، محمد بن إسماعيل. 376/ 3485/ ابْنُ عَوْنِ اللهِ، أَحْمَدُ بنُ عَوْنِ اللهِ. 376/ 3486/ ابن مفرج، محمد بن أحمد. 377/ 3487/ الزهري، عبيد الله بن عبد الرحمن.

الصفحة/ الموضوع 379/ 3488/ المرواني، أحمد بن الحسين. 379/ 3489/ الصندوقي، أحمد بن محمد. 379/ 3490/ النَّسفي، بكر بن محمد. 380/ 3491/ طلحة بن محمد. 380/ 3492/ محمد بن إبراهيم. 381/ 3493/ ابن المقرئ، محمد بن إبراهيم. 383/ 3494/ ابن محمويه، محمد بن الحسين. 384/ 3495/ ابن شيرويه، محمد بن عبد الله. 384/ 3496/ القطان، عبد الله بن محمد. 384/ 3497/ البلوطي، محمد بن الطيب. 385/ 3498/ الداركي، عبد العزيز بن عبد الله. 386/ 3499/ ابن مهران، أحمد بن الحسين. 387/ 3500/ حسينك، الحسين بن علي. 388/ 3501/ ابن حيويه، محمد بن العباس. 389/ 3502/ القزويني، علي بن أحمد. 389/ 3503/ ابن يبقى، محمد بن يبقى. 389/ 3504/ النسائي، عبد الله بن أحمد. 390/ 3505/ السرخسي، عبيد الله بن عبد الله. 390/ 3506/ العسكري، الحسن بن عبد الله. 392/ 3507/ الحسن بن عبد الله. 392/ 3508/ الكرابيسي، محمد بن بشر. 392/ 3509/ نَقَّاش الفضة، محمد بن أحمد. 393/ 3510/ الزَّبيدي، محمد بن الحسن. 393/ 3511/ ابن المظفّر، محمد بن المظفر. 396/ 3512/ يحيى بن مالك. 396/ 3513/ ابن مسرور، عبد الواحد بن محمد. 397/ 3514/ ابن شبويه، محمد بن عمر. 398/ 3515/ ابن حسكويه، أحمد بن حسين. 398/ 3516/ ابن ناقب، محمد بن حم. 398/ 3517/ ابن كنانة، أحمد بن عبد الله. 398/ 3518/ الشافعي، محمد بن القاسم. 399/ 3519/ السمسار، محمد بن الحسين. 399/ 3520/ ابن معقل، إبراهيم بن محمد. 399/ 3521/ ابن معروف، عبيد الله بن أحمد. 400/ 3522/ الرازي، عبد الله بن أحمد. 401/ 3523/ ابن شاذان، أحمد بن إبراهيم.

الصفحة/ الموضوع 401/ 3524/ الجوري، أحمد بن محمد. 402/ 3525/ الفناكي، جعفر بن عبد الله. 402/ 3526/ ابن شاهين، عمر بن أحمد. 405/ 3527/ الجوهري، عبد الرحمن بن عبد الله. 406/ 3528/ الزهري، الحسن بن علي. 406/ 3529/ الخليل بن أحمد. 407/ 3530/ ابن حَمَّاد، محمد بن أحمد. 408/ 3531/ ابن غريب، محمد بن غريب. 408/ 3532/ ابن زبر، محمد بن القاضي. 409/ 3533/ ابن كلس، يعقوب بن يوسف. 411/ 3534/ القلعي، عبد الله بن محمد. 411/ 3535/ أحمد بن سهل بن إبراهيم. 412/ 3536/ الماسرجسي، محمد بن علي. 413/ 3537/ المرزباني، محمد بن عمران. 414/ 3538/ الدارقطني، علي بن عمر. 421/ 3539/ ابن الثَّلاج، عبد الله بن محمد. 421/ 3540/ ابن المهندس، أحمد بن محمد. 422/ 3541/ ابن زولاق، الحسن بن إبراهيم. 423/ 3542/ الريحاني، الحسين بن أحمد. 423/ 3543/ الكاتب، الحسين بن محمد. 423/ 3544/ الأذني، علي بن الحسين. 424/ 3545/ الكسائي، محمد بن إبراهيم. 425/ 3546/ الأودني، محمد بن عبد الله. 425/ 3547/ الطرازي، محمد بن محمد. 425/ 3548/ جوهر، جوهر الرومي. 426/ 3549/ ابن مزدين، أحمد بن محمد. 426/ 3550/ الأسدي، إبراهيم بن محمد. 427/ 3551/ الحدادي، محمد بن الحسين. 427/ 3552/ ابن الرومي، عبد الله بن محمد. 428/ 3553/ البوزجاني، محمد بن محمد. 428/ 3554/ أحمد بن منصور. 429/ 3555/ الرقي، محمد بن يوسف. 429/ 3556/ الدممي، علي بن حسان. 430/ 3557/ القوّاس، يوسف بن عمر. 431/ 3558/ زاهر بن أحمد. 432/ 3559/ المخلص، محمد بن عبد الرحمن. 434/ 3560/ الكشاني، إسماعيل بن محمد. 434/ 3561/ الخفَّاف، أحمد بن محمد. 435/ 3562/ الكتاني، عمر بن إبراهيم. 436/ 3563/ ابن حنزابة، جعفر بن الفضل.

الصفحة/ الموضوع 438/ 3564/ النعيمي، أحمد بن عبد الله. 439/ 3565/ ابن عبدان، أحمد بن عبدان. 439/ 3566/ حفيد ابن خزيمة، محمد بن الفضل. 440/ 3567/ الكشميهني، محمد بن مكي. 441/ 3568/ المستملي، إبراهيم بن أحمد. 441/ 3569/ ابن حمويه، عبد الله بن أحمد. 442/ 3570/ الجوزقي، محمد بن عبد الله. 443/ 3571/ ابن الفرات، محمد بن العباس. 443/ 3572/ ابن حماد، محمد بن أحمد. 444/ 3573/ ابن المزكي، أحمد بن الشيخ. 444/ 3574/ عبد الرحمن بن إبراهيم المزكي. 445/ 3575/ ابن حمشاذ، محمد بن عبد الله. 445/ 3576/ الحاتمي، محمد بن الحسين. 446/ 3577/ الملك سبكتكين. 447/ 3578/ المأموني، عبد السلام بن الحسين. 447/ 3579/ ابن الطحان، إسماعيل بن إسحاق. 448/ 3580/ جبريل بن محمد. 448/ 3581/ الدمياطي، محمد بن يحيى. 448/ 3582/ العبدويي، أحمد بن إبراهيم. 449/ 3583/ ابن سمعون، محمد بن أحمد. 453/ 3584/ الصاحب، إسماعيل بن عباد. 455/ 3585/ الساماني، نوح بن منصور. 455/ 3586/ السامري، عبد الله بن الحسين. 456/ 3587/ ابن مسرور، عبد الواحد بن محمد. 457/ 3588/ الزعفراني، الحسين بن محمد. 457/ 3589/ صالح بن أحمد. 458/ 3590/ أبو الحسين البزاز. 459/ 3591/ الأشتيخني، محمد بن أحمد. 459/ 3592/ ابن سكرة، محمد بن عبد الله. 460/ 3593/ ابْنُ أَبِي غَالِبٍ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ. 460/ 3594/ الصابئ، إبراهيم بن هلال. 461/ 3595/ التنوخي، المحسن بن علي. 462/ 3596/ الطبرخزي، محمد بن العباس. 462/ 3597/ ابْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ. 464/ 3598/ ابن بطة، عبيد الله بن محمد.

الصفحة/ الموضوع 467/ 3599/ الرماني، علي بن عيسى. 467/ 3600/ ابن جميل، عبيد الله بن يعقوب. 468/ 3601/ ابن ماهان، عبد الوهاب بن يعقوب. 468/ 3602/ صاحب القوت، محمد بن علي. 469/ 3603/ السكري، علي بن عمر. 470/ 3604/ المخلدي، الحسن بن أحمد. 472/ 3605/ الضراب، المحسن بن إسماعيل. 473/ 3606/ الحربي، يحيى بن إسماعيل. 473/ 3607/ المعافي، يحيى بن زكريا. 475/ 3608/ ابن النعمان، محمد بن القاضي. 476/ 3609/ ابن حبابة، عبيد الله بن محمد. 476/ 3610/ ابن الجراح، عيسى بن علي. 478/ 3611/ ابن واضح، أحمد بن يوسف. 478/ 3612/ ابن زريق، أحمد بن عبد الله. 479/ 3613/ الحلبي، علي بن محمد. 480/ 3614/ ابن زنبور، محمد بن عمر. 481/ 3615/ الأبهريّ، أحمد بن محمد. 481/ 3616/ ابن الجندي، أحمد بن محمد. 482/ 3617/ المؤمّل بن أحمد. 482/ 3618/ الكلابي، عبد الوهاب بن الحسن. 483/ 3619/ ابن درستويه، الحسن بن محمد. 484/ 3620/ أبو مسلم الكاتب، محمد بن أحمد. 484/ 3621/ الأصيلي، عبد الله بن إبراهيم. 485/ 3622/ النَّصيبي، أحمد بن نصر. 486/ 3623/ ابن خرشيذ قوله, أحمد بن عمر. 486/ 3624/ الختن، محمد بن الحسن. 487/ 3625/ ابْنُ أَخِي مِيْمِي، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ. 488/ 3626/ صاحب الموصل، مقلد بن المسيب. 488/ 3627/ الطوسي، نصر بن أبي نصر محمد. 489/ 3628/ ابْنُ بُكَيْرٍ، الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الله بن بكير. 490/ 3629/ ابن أبي زيد، عبد الله بن أبي زيد.

الصفحة/ الموضوع 491/ 3630/ أبو الهيثم، عتبة بن خيثمة بن محمد. 492/ 3631/ الصيمري، عبد الواحد بن الحسين الصيمري. 492/ 3632/ ابن أبي عامر، محمد بن عبد الله. 493/ 3633/ المرجي، نصر بن أحمد بن محمد. 494/ 3634/ ابن جني، عثمان بن جني. 494/ 3635/ الجرجاني، علي بن عبد العزيز الجُرْجَانِيُّ. 495/ 3636/ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الجرجاني. 496/ 3637/ الخطابي، حمد بن محمد بن إبراهيم الخطاب. 498/ 3638/ ابن منده، محمد بن المحدّث. 506/ 3639/ عبد الله بن أبي زرعة. 506/ 3640/ أَبُو زُرْعَةَ، الكَشِّيُّ، مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ محمد. 507/ 3641/ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ علي. 508/ 3642/ أبو زرعة الإستراباذي، محمد بن إبراهيم. 509/ 3643/ أبو زرعة الإستراباذي، أحمد بن بندار. 509/ 3644/ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ الصَّغِيْرُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله. 510/ 3645/ أبو زرعة الرازي، روح بن محمد. 511/ 3646/ الزكي، محمد بن أحمد بن محمد. 511/ 3647/ جيش بن محمد بن صمصامة. 513/ 3648/ ابن ضَيْفون، محمد بن عبد الملك. 513/ 3649/ ابْنُ بَرْطَالٍ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا. 514/ 3650/ ابن عَبْدوس، محمد بن أحمد. 514/ 3651/ أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْسٍ. 514/ 3652/ أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ. 515/ 3653/ أبو الحسن، أحمد، محمد بن عبدوس العنزي. 515/ 3654/ ابن الحجاج، الحسين بن أحمد. 515/ 3655/ الرازي، علي بن عمرو بن العباس. 516/ 3656/ العنزي، الحسين بن جعفر.

الصفحة/ الموضوع 516/ 3657/ ابن الوزير، حسين بن محمد. 517/ 3658/ ابْنُ وَكِيْعٍ, الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ. 517/ 3659/ الوليد بن بكر بن مخلد. 519/ 3660/ البديع، أحمد بن الحسين بن يحيى. 519/ 3661/ الباقي، عبد الله بن محمد البخاري. 520/ 3662/ ابْنُ خُرَّشِيْذَ قُوْلَه، إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ. 521/ 3663/ أَبُو نُعَيْمٍ الإِسْفَرَايْنِيُّ، عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ. 522/ 3664/ السلامي، محمد بن عبيد الله. 522/ 3665/ ابن الباجي، أحمد بن عبد الله. 523/ 3666/ ابن لال، أحمد بن علي بن أحمد. 524/ 3667/ أبو الرقعمق، أحمد بن محمد الأنطاكي. 524/ 3668/ الوصي، محمد بن أبي إسماعيل. 525/ 3669/ التَّاهَرْتِيُّ، أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 525/ 3670/ سعيد بن نصر. 526/ 3671/ الجوهري، إسماعيل بن حَمَّاد التركي. 527/ 3672/ ابن حمة، عبد الرحمن بن عمر. 527/ 3673/ ابن أسد الجهني، عبد الله بن محمد. 528/ 3674/ عبد الوارث بن سفيان. 528/ 3675/ الإخميمي، محمد بن أحمد. 529/ 3676/ السامري، علي بن أحمد بن محمد. 529/ 3677/ الملاحمي، محمد بن أحمد. 529/ 3678/ ابن الإسماعيلي، إسماعيل ابن الإمام. 530/ 3679/ أَخُوْهُ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ. 531/ 3680/ البحيري، محمد بن الشيخ. 532/ 3681/ الببغاء، عبد الواحد بن نصر. 532/ 3682/ صاحب البخاري، إسماعيل بن ملوك. 533/ 3683/ الكلاباذي، أحمد بن محمد بن الحسين. 535/ 3684/ الضبي، الحسين بن هارون. 535/ 3685/ العلوي، محمد بن الحسين. 536/ 3686/ أبو علي محمد بن الحسين.

الصفحة/ الموضوع 536/ 3687/ ابن زنبيل، أحمد بن الحسين. 537/ 3688/ ابن النجار، محمد بن جعفر. 537/ 3689/ الهرواني، محمد بن عبد الله. 538/ 3690/ ابن فارس، أحمد بن فارس. 540/ 3691/ الأكْوَاخي، عبد الله بن بكر. 540/ 3692/ القَصَّار، علي بن عمر بن أحمد. 541/ 3693/ القصَّار، أحمد بن محمد بن أحمد. 541/ 3694/ ابن يونس، علي بن محمد. 542/ 3695/ الجيزي، أحمد بن عمر. 542/ 3696/ ابن أبي عمران، أحمد بن أبي عمران. 543/ 3697/ أبو عليّ البغدادي، الحسن بن علي. 544/ 3698/ خلف بن القاسم. 545/ 3699/ منصور بن عبد الله. 545/ 3700/ ابن تركان، أحمد بن إبراهيم. 546/ 3701/ ملك سجستان، خلف بن أحمد. 547/ 3702/ أبو حَيَّان التوحيدي، علي بن محمد. 549/ 3703/ هشام بن المؤيّد بالله. 554/ 3704/ سليمان المستعين بالله. 555/ 3705/ عليّ بن حَمُّود بن ميمون. 556/ 3706/ القاسم بن حمود بن ميمون. 556/ 3707/ يحيى بن علي بن حمود المعتلي بالله. 558/ 3708/ جمهور بن محمد بن جهور. 558/ 3709/ أبو الوليد. 559/ 3710/ إدريس بن علي بن حمود الحسني. 560/ 3711/ النوقاني، محمد بن أحمد بن محمد. 561/ 3712/ ابن النعمان، الحسين ابن قاضي القضاة. 561/ 3713/ أَبُو عُبَيْدٍ الهَرَوِيُّ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الرحمن. 562/ 3714/ البستي، علي بن محمد البستي. 562/ 3715/ ابن الجسور، أحمد بن محمد أحمد. 563/ 3716/ الحنائي، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ. 564/ 3717/ أبو جعفر، أحمد بن محمد. 564/ 3718/ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد. 565/ 3719/ ابن الأكفاني.

الصفحة/ الموضوع 565/ 3720/ رأس الإمامية بالعراق، أحمد بن محمد بن عبد الله. 565/ 3721/ ابْنُ جُمَيْع، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ. 567/ 3722/ أبوه أبو بكر. 567/ 3723/ السَّكَن بن جُمَيْع. 569/ 3724/ القابسي، علي بن محمد بن خلف. 570/ 3725/ الحَاكِمُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ. 579/ فهرس الموضوعات. 603/ فهرس التراجم.

فهرس التراجم على حروف المعجم: الصفحة/ التراجم 16/ 3060/ إبراهيم بن محمد. 322/ 3417/ ابن أبي الزمزام، الحسين بن إبراهيم. 148/ 3223/ ابن أبي العقب، علي بن يعقوب. 140/ 3209/ ابْنُ أَبِي المَوْتِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد. 58/ 3106/ ابن أبي ثابت، إبراهيم بن محمد. 125/ 3196/ ابن أبي دارم، أحمد بن محمد. 370/ 3476/ ابن أبي ذهل، محمد بن أبي العباس. 176/ 3161/ ابْنُ أَبِي رُوْبَا، عَبْدُ الخَالِقِ بنُ الحَسَنِ. 490/ 3629/ ابن أبي زيد، عبد الله بن أبي زيد. 462/ 3597/ ابْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ. 15/ 3059/ ابن أبي صالح، القاسم بن أبي صالح. 492/ 3632/ ابن أبي عامر، محمد بن عبد الله. 542/ 3696/ ابن أبي عمران، أحمد بن أبي عمران. 460/ 3593/ ابْنُ أَبِي غَالِبٍ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ. 138/ 3206/ ابْنُ أَبِي هَاشِمٍ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عُمَرَ. 40/ 3088/ ابن أبي هريرة، الحسن بن الحسين. 214/ 3296/ ابن أبي يعلى. 272/ 3361/ ابْنُ أُخْتِ وَلِيْدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ. 487/ 3625/ ابْنُ أَخِي مِيْمِي، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ. 527/ 3673/ ابن أسد الجُهَنِيّ، عبد الله بن محمد.

الصفحة/ التراجم 142/ 3216/ ابن أفرجة، أحمد بن إبراهيم. 167/ 3247/ ابن الأحمر، محمد بن معاوية. 118/ 3184/ ابن الأخرم، محمد بن النضر. 62/ 3110/ ابن الأخرم، محمد بن يعقوب. 271/ 3359/ ابن الإخشيذ، الحسن بن عبيد الله. 529/ 3678/ ابن الإسماعيلي، إسماعيل بن الإمام. 27/ 3076/ ابن الأعرابي، أحمد بن محمد. 565/ 3719/ ابن الأكفاني. 522/ 3665/ ابن الباجي، أحمد بن عبد الله. 368/ 3472/ ابن الباجي، عبد الله بن محمد. 13/ 3055/ ابن البختري، محمد بن عمرو. 363/ 3470/ ابن البواب، عبيد الله بن أحمد. 330/ 3431/ ابن التبان، عبد الله بن إسحاق. 421/ 3539/ ابن الثلاج، عبد الله بن محمد. 80/ 3126/ ابن الجراب، إسماعيل بن يعقوب. 476/ 3610/ ابن الجراح، عيسى بن علي. 117/ 3182/ ابن الجزار، أحمد بن إبراهيم. 562/ 3715/ ابن الجسور، أحمد بن محمد. 481/ 3616/ ابن الجندي، أحمد بن محمد. 515/ 3654/ ابن الحجاج، الحسين بن أحمد. 84/ 3133/ ابن الحَجَّام، عبد الله بن أبي هاشم. 175/ 3260/ ابن الحدَّاد، أحمد بن إبراهيم. 50/ 3103/ ابن الحداد، محمد بن أحمد. 143/ 3218/ ابْنُ الحَكَمِ، جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ. 143/ 3217/ ابن الحيري، أحمد بن أبي بكر. 222/ 3306/ ابن الخشَّاب، أحمد بن القاسم. 105/ 3166/ ابن الخصيب، عبد الله بن محمد. 82/ 3130/ ابن الخضر، أحمد بن الخضر. 198/ 3283/ ابن الداعي، محمد بن الحسن. 427/ 3552/ ابن الرومي، عبد الله بن محمد. 120/ 3187/ ابن الزبير، علي بن محمد. 333/ 3436/ ابن الزيات، عمر بن محمد. 351/ 3456/ ابن السقا، عبد الله بن محمد. 350/ 3455/ ابن السقا، محمد بن علي. 199/ 3284/ ابن السكن، سعيد بن عثمان. 284/ 3372/ ابن السليم، محمد بن محمد. 49/ 3102/ ابن السماك، عثمان بن أحمد. 334/ 3437/ ابن السمسار، محمد بن موسى. 291/ 3380/ ابن السنّي، أحمد بن محمد. 245/ 3331/ ابن الصوَّاف، محمد بن أحمد.

الصفحة/ التراجم 447/ 3579/ ابن الطحَّان، إسماعيل بن إسحاق. 213/ 3294/ ابن العميد، محمد بن الحسين. 443/ 3571/ ابن الفرات، محمد بن العباس. 5/ 3038/ ابْنُ القَاصِّ، أَحْمَدُ بنُ أَبِي أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ. 228/ 3313/ ابن القطان، أحمد بن محمد. 268/ 3355/ ابن القوطية، محمد بن عمر. 444/ 3573/ ابن المزكّي، أحمد بن الشيخ. 393/ 3511/ ابن المظفّر، محمد بن المظفر. 381/ 3493/ ابن المقرئ، محمد بن إبراهيم. 421/ 3540/ ابن المهندس، أحمد بن محمد. 308/ 3401/ ابن الناصح، عبد الله بن محمد. 537/ 3688/ ابن النجار، محمد بن جعفر. 236/ 3325/ ابن النجم، أحمد بن طاهر. 23/ 3069/ ابن النحاس، أحمد بن محمد. 362/ 3468/ ابن النحاس، أحمد بن محمد. 561/ 3712/ ابن النعمان، الحسين ابن قاضي القضاة. 475/ 3608/ ابن النعمان، محمد ابن القاضي أبي حنيفة. 148/ 3224/ ابن الورد، عبد الله بن جعفر. 105/ 3165/ ابن الوزان، إبراهيم بن عثمان. 516/ 3657/ ابن الوزير، حسين بن محمد. 273/ 3362/ ابن أم شيبان، محمد بن صالح. 15/ 3058/ ابن أوس، أحمد بن محمد. 321/ 3414/ ابن بابويه، محمد بن علي. 33/ 3080/ ابن بالويه، محمد بن أحمد. 340/ 3446/ ابن بخيت، محمد بن عبد الله. 141/ 3212/ ابن بدر، إسماعيل بن بدر القرطبي. 232/ 3318/ ابن برزة، محمد بن عبد الله. 513/ 3649/ ابْنُ بَرْطَالٍ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا. 111/ 3175/ ابن بريه، عبد الله بن إسماعيل. 464/ 3598/ ابن بطة، عبيد الله بن محمد. 269/ 3356/ ابن بقية، محمد بن محمد. 489/ 3628/ ابْنُ بُكَيْرٍ، الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الله بن بكير. 121/ 3191/ ابن بنت عديس، جعفر بن محمد. 151/ 3226/ ابن بندار، عبد الله بن الحسن. 296/ 3387/ ابن بهتة، عمر بن محمد. 545/ 3700/ ابن تركان، أحمد بن إبراهيم. 140/ 3209/ ابن جامع، أحمد بن إبراهيم. 565/ 3721/ ابْنُ جُمَيْع، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ.

الصفحة/ التراجم 467/ 3600/ ابن جميل، عبيد الله بن يعقوب. 494/ 3634/ ابن جني، عثمان بن جني. 356/ 3460/ ابن جيان، محمد بن خلف. 232/ 3319/ ابن حارث، محمد بن حارث. 476/ 3609/ ابن حبابة، عبيد الله بن محمد. 183/ 3268/ ابن حبان، محمد بن حبان. 89/ 3137/ ابن حذلم، أحمد بن سليمان. 277/ 3368/ ابن حرارة، محمد بن أحمد. 398/ 3515/ ابن حسكويه، أحمد بن حسين. 110/ 3173/ ابن حسنويه، أحمد بن محمد. 314/ 3408/ ابن حسنويه، أحمد بن محمد. 407/ 3530/ ابن حَمَّاد، محمد بن أحمد. 443/ 3572/ ابن حماد، محمد بن أحمد. 527/ 3672/ ابن حَمَّة، عبد الرحمن بن عمر. 251/ 3336/ ابن حمدان، محمد بن أحمد. 445/ 3575/ ابن حمشاذ، محمد بن عبد الله. 441/ 3569/ ابن حمويه، عبد الله بن أحمد. 436/ 3563/ ابن حنزابة، جعفر بن الفضل. 34/ 3081/ ابن حيكان، محمد بن أحمد. 9/ 3048/ ابن حيكويه، محمد بن يحيى. 388/ 3501/ ابن حيويه، محمد بن العباس. 228/ 3314/ ابن حيويه، محمد بن عبد الله. 486/ 3623/ ابن خرشيذ قوله، أحمد بن عمر. 520/ 3662/ ابْنُ خُرَّشِيْذَ قُوْلَه، إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ. 89/ 3138/ ابن خزيمة، أحمد بن الفصل. 345/ 3453/ ابن خفيف، محمد بن خفيف. 167/ 3248/ ابن خلاد، أحمد بن يوسف. 326/ 3423/ ابن خميرويه، محمد بن عبد الله. 95/ 3148/ ابن خنب، محمد بن أحمد. 104/ 3164/ ابن داسة، محمد بن بكر. 34/ 3082/ ابن داود، محمد بن داود. 147/ 3221/ ابن دُحَيْم، محمد بن علي. 483/ 3619/ ابن درستويه، الحسن بن محمد. 99/ 3156/ ابن درستويه، الحسن بن محمد. 11/ 3052/ ابن دينار، محمد بن عبد الله. 478/ 3612/ ابن رزيق، أحمد بن عبد الله. 234/ 3324/ ابن رميح، أحمد بن محمد. 9/ 3047/ ابن زبان، أحمد بن سليمان. 408/ 3532/ ابن زبر، محمد ابن القاضي عبد الله. 480/ 3614/ ابن زنبور، محمد بن عمر. 536/ 3687/ ابن زنبيل، أحمد بن الحسين. 422/ 3541/ ابن زولاق، الحسن بن إبراهيم.

الصفحة/ التراجم 302/ 3395/ ابن سالم، محمد بن أحمد. 368/ 3473/ ابن سبنك، عمر بن محمد. 128/ 3199/ ابن سعد، عبد الله بن أحمد. 459/ 3592/ ابن سكرة، محمد بن عبد الله. 176/ 3263/ ابن سلم، عمر بن جعفر. 449/ 3583/ ابن سمعون، محمد بن أحمد. 101/ 3159/ ابن سنان، إبراهيم بن محمد. 401/ 3523/ ابن شاذان، أحمد بن إبراهيم. 303/ 3396/ ابن شارك، أحمد بن محمد. 314/ 3409/ ابن شاقلا، إبراهيم بن أحمد. 402/ 3526/ ابن شاهين، عمر بن أحمد. 397/ 3514/ ابن شبويه، محمد بن عمر. 174/ 3258/ ابن شعبان، محمد بن القاسم. 97/ 3151/ ابن شعيب، محمد بن هارون. 61/ 3109/ ابْنُ شَوْذَبٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أحمد. 384/ 3495/ ابن شيرويه، محمد بن عبد الله. 336/ 3440/ ابن صابر، محمد بن محمد. 47/ 3099/ ابن صفوان، الحسين بن صفوان. 513/ 3648/ ابن ضيفون، محمد بن عبد الملك. 79/ 3125/ ابن طباطبا، عبد الله بن أحمد. 80/ 3127/ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ. 439/ 3565/ ابن عبدان، أحمد بن عبدان. 514/ 3650/ ابن عبدوس، محمد بن أحمد. 134/ 3201/ ابن عبيد، عبد الرحمن بن الحسن. 196/ 3279/ ابن عتبة، أحمد بن الحسن. 224/ 3310/ ابن عدي، عبد الله بن عدي. 48/ 3101/ ابن عقبة، علي بن محمد. 137/ 3205/ ابن علان، علي بن الحسن. 234/ 3323/ ابن علَّك، عبد الله بن عمر. 107/ 3169/ ابن علم، محمد بن عبد الله بن عمرويه. 119/ 3185/ ابن عمَّار، أحمد بن محمد. 169/ 3250/ ابن عمارة، أحمد بن محمد. 233/ 3321/ ابن عمارة، أحمد بن محمد. 376/ 3485/ ابْنُ عَوْنِ اللهِ، أَحْمَدُ بنُ عَوْنِ اللهِ. 408/ 3531/ ابن غريب، محمد بن غريب. 538/ 3690/ ابن فارس، أحمد بن فارس. 112/ 3176/ ابن فارس، عبد الله بن جعفر. 156/ 3235/ ابن فحلون، سعيد بن فحلون. 227/ 3312/ ابن فضالة، محمد بن موسى. 154/ 3232/ ابن قاج، أحمد بن قاج. 96/ 3150/ ابن قانع، عبد الباقي بن قانع. 34/ 3438/ ابن قريعة، محمد بن عبد الرحمن. 108/ 3170/ ابن كامل، أحمد بن كامل.

الصفحة/ التراجم 409/ 3533/ ابن كلس، يعقوب بن يوسف. 398/ 3517/ ابن كنانة، أحمد بن عبد الله. 212/ 3292/ ابن كيسان، الحسن بن محمد. 337/ 3442/ ابن كيسان، علي بن محمد. 523/ 3666/ ابن لال، أحمد بن علي بن أحمد. 335/ 3439/ ابن لؤلؤ، علي بن محمد. 119/ 3186/ ابن ماتي، علي بن عبد الرحمن. 289/ 3378/ ابن ماسي، عبد الله بن إبراهيم. 468/ 3601/ ابن ماهان، عبد الوهاب بن يعقوب. 82/ 3131/ ابن ماهيان، محمد بن حسين. 322/ 3416/ ابن مجاهد، محمد بن أحمد. 162/ 3239/ ابْنُ مُحرمٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ. 333/ 3435/ ابْنُ مَحْمُوَيْه، عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ. 383/ 3494/ ابن محمويه، محمد بن الحسين. 161/ 3237/ ابن مروان، محمد بن إبراهيم. 426/ 3549/ ابن مزدين، أحمد بن محمد. 396/ 3513/ ابن مسرور، عبد الواحد بن محمد. 456/ 3587/ ابن مسرور، عبد الواحد بن محمد. 230/ 3316/ ابن مطر، محمد بن جعفر. 399/ 3521/ ابن معروف، عبيد الله بن أحمد. 123/ 3194/ ابن معروف، محمد بن القاسم. 399/ 3521/ ابن معروف، محمد بن القاسم. 399/ 3520/ ابن معقل، إبراهيم بن محمد. 376/ 3486/ ابن مفرج، محمد بن أحمد. 191/ 3270/ ابن مقسم، محمد بن الحسن. 33/ 3079/ ابن مليح، الحسن بن يوسف. 498/ 3638/ ابن منده، محمد ابن المحدث أبي يعقوب. 386/ 3499/ ابن مهران، أحمد بن الحسين. 341/ 3447/ ابن مهران، عبد الرحمن بن محمد. 20/ 3066/ ابن مهرويه، علي بن محمد. 226/ 3311/ ابن ميكال، إسماعيل بن عبد الله. 398/ 3516/ ابن ناقب، محمد بن حم. 332/ 3433/ ابن نباتة، عبد الرحيم بن محمد. 88/ 3136/ ابن نجيح، محمد بن العباس. 219/ 3303/ ابن نجيد، إسماعيل بن نجيد. 98/ 3154/ ابن نيخاب، أحمد بن إسحاق. 209/ 3287/ ابن هاني، محمد بن هاني. 478/ 3611/ ابن واضح، أحمد بن يوسف. 345/ 3452/ ابن وصيف، محمد بن العباس.

الصفحة/ التراجم 517/ 3658/ ابْنُ وَكِيْعٍ, الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ. 336/ 3441/ ابْنُ يَاسِيْنَ، بِشْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بن ياسين. 372/ 3481/ ابن ياسين، بشر بن محمد. 389/ 3503/ ابن يبقى، محمد بن يبقى. 541/ 3694/ ابن يونس، عبد الرحمن بن أحمد. 126/ 3197/ ابن يونس، علي بن محمد. 363/ 3471/ أبو أحمد الحاكم، محمد بن محمد. 39/ 3087/ أبو إسحاق المروزي، إبراهيم بن أحمد. 177/ 3266/ أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد. 514/ 3652/ أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ النيسابوري. 515/ 3653/ أبو الحسن، أحمد بن محمد عبدوس العنزي. 458/ 3590/ أبو الحسين البزاز. 138/ 3207/ أبو الخير التيناتي، حماد. 524/ 3667/ أبو الرقعمق، أحمد بن محمد الأنطاكي. 153/ 3230/ أبو السائب، عتبة بن عبيد الله. 305/ 3398/ أبو الشيخ، عبد الله بن محمد. 19/ 3064/ أَبُو العَرَبِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ تَمِيْمٍ. 349/ 3454/ أبو الفتح الأزدي، محمد بن الحسين. 123/ 3193/ أَبُو الفَضْلِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ. 332/ 3434/ أبو الليث، نصر بن محمد. 100/ 3157/ أَبُو المَيْمُوْنِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ. 76/ 3123/ أبو النصر الطوسي. 491/ 3630/ أبو الهيثم، عتبة بن خيثمة بن محمد. 77/ 3124/ أبو الوليد الفقيه، حسان بن محمد. 558/ 3709/ أبو الوليد. 195/ 3275/ أبو بشر، عمر بن أكثم. 344/ 3451/ أبو بكر الرازي، أحمد بن علي. 514/ 3651/ أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْسٍ. 564/ 3717/ أبو جعفر، أحمد بن محمد. 245/ 3330/ أبو حامد، أحمد بن بشر. 547/ 3702/ أبو حيان التوحيدي، علي بن محمد. 509/ 3643/ أبو زرعة الإستراباذي، أحمد بن بندار.

الصفحة/ التراجم 508/ 3642/ أبو زرعة الإستراباذي، محمد بن إبراهيم. 509/ 3644/ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ الصَّغِيْرُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله. 507/ 3641/ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ علي. 510/ 3645/ أبو زرعة الرازي، روح بن محمد. 506/ 3640/ أَبُو زُرْعَةَ الكَشِّيُّ، مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ محمد. 8/ 3045/ أبو زرعة، محمد بن أحمد. 327/ 3425/ أبو زيد المروزي، محمد بن أحمد. 93/ 3146/ أبو سهل القطان، أحمد بن محمد. 561/ 3713/ أَبُو عُبَيْدٍ الهَرَوِيُّ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الرحمن. 331/ 3432/ أبو عثمان المغربي، سعيد بن سلام. 543/ 3697/ أبو علي البغدادي، الحسن بن علي. 163/ 3241/ أبو علي الطبري، الحسن بن القاسم. 369/ 3475/ أبو علي الفارسي، الحسن بن أحمد. 156/ 3236/ أبو علي النيسابوري، الحسين بن علي. 536/ 3686/ أبو علي محمد بن الحسين. 85/ 3135/ أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ. 191/ 3269/ أَبُو عُمَرَ بنُ حَزْمٍ، أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ. 154/ 3233/ أبو عمرو الصغير، محمد بن أحمد. 354/ 3458/ أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ. 253/ 3337/ أبو فِرَاس، الحارث بن سعيد. 483/ 3620/ أبو مسلم الكاتب، محمد بن أحمد. 19/ 3065/ أبو ميسرة أحمد بن نزار. 173/ 3257/ أبو نصر القاضي، يوسف بن عمر. 530/ 3679/ أبو نصر محمد بن أبي بكر. 521/ 3663/ أَبُو نُعَيْم الإِسْفَرَايْنِيُّ، عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ. 84/ 3134/ أبو وهب زاهد الأندلس. 567/ 3722/ أبوه أبو بكر. 177/ 3264/ أخوه أبو بكر أحمد بن جعفر. 91/ 3142/ أحمد بن بهزاد. 411/ 3535/ أحمد بن سهل بن إبراهيم.

الصفحة/ التراجم 47/ 3098/ أحمد بن عبيد الصفار الرعيني. 10/ 3049/ أحمد بن عبيد بن إبراهيم. 8/ 3046/ أحمد بن محمد بن متّويه. 428/ 3554/ أحمد بن منصور بن ثابت. 102/ 3161/ أحمد بن منصور بن عيسى. 559/ 3710/ إدريس بن علي بن حَمُّود الحسنى. 192/ 3271/ إسحاق بن إبراهيم. 360/ 3465/ إسحاق بن سعد، الحسن بن سفيان. 319/ 3412/ الآبري، محمد بن الحسين. 223/ 3307/ الأبزاري، إبراهيم بن أحمد. 295/ 3386/ الآبندوني، عبد الله بن إبراهيم. 481/ 3615/ الأبهري، أحمد بن محمد. 339/ 3445/ الأبهري، محمد بن عبد الله. 211/ 3291/ الآجري، محمد بن الحسين. 326/ 3424/ الأحدب الكاتب. 64/ 3111/ الأخرم أبو يوسف الشافعي. 528/ 3675/ الإخميمي، محمد بن أحمد. 69/ 3118/ الأذرعي، إسحاق بن إبراهيم. 423/ 3544/ الأذني، علي بن الحسين. 42/ 3092/ الأردبيلي، حفص بن عمر. 14/ 3056/ الأزدي، يزيد بن محمد. 328/ 3426/ الأزهري، محمد بن أحمد. 36/ 3084/ الأستاذ، عبد الله بن محمد. 122/ 3192/ الأسداباذي، الزبير بن عبد الواحد. 426/ 3550/ الأسدي، إبراهيم بن محمد. 102/ 3160/ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ. 155/ 3234/ الإسفراييني، الحسن بن محمد ابن إسحاق بن أزهر. 274/ 3364/ الإسفراييني، بشر بن أحمد. 314/ 3410/ الإسماعيلي، أحمد بن إبراهيم. 68/ 3117/ الأسواري، محمد بن أحمد. 171/ 3254/ الأسيوطي، الحسين بن الخضر. 459/ 3591/ الأشتيخني، محمد بن أحمد. 26/ 3075/ الأشناني، عمر بن الحسن. 54/ 3105/ الأصمّ، محمد بن يعقوب. 484/ 3621/ الأصيلي، عبد الله بن إبراهيم. 540/ 3691/ الأكْواخي، عبد الله بكر. 564/ 3718/ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد. 369/ 3474/ الأموي، محمد بن العباس. 90/ 3140/ الأمين، إبراهيم بن محمد. 164/ 3242/ الأنباري، محمد بن جعفر بن محمد. 13/ 3054/ الأنطاكي، إبراهيم بن عبد الرزاق.

الصفحة/ التراجم 424/ 3546/ الأودني، محمد بن عبد الله. 519/ 3661/ عبد الله بن محمد البخاري. 290/ 3379/ الباقرحي، مخلد بن جعفر. 321/ 3415/ الباهلي، أبو الحسن البصري. 532/ 3681/ الببغاء، عبد الواحد بن نصر. 65/ 3112/ البحري، إسحاق بن إبراهيم. 360/ 3466/ البحيري، أحمد بن محمد. 531/ 3680/ البحيري، محمد بن الشيخ. 42/ 3091/ البخاري، الحسن بن يعقوب. 519/ 3660/ البديع، أحمد بن الحسين بن يحيى. 216/ 3300/ البربهاري، محمد بن الحسن. 164/ 3243/ البروجردي، أحمد بن محمد. 562/ 3714/ البستي، علي بن محمد البستي. 66/ 3114/ البغدادي، علي بن أحمد. 325/ 3422/ البكائي، علي بن عبد الرحمن. 146/ 3220/ البلاذري، أحمد بن محمد. 209/ 3286/ البلخي، محمد بن عبد الله. 384/ 3497/ البلوطي، محمد بن الطيب. 428/ 3553/ البوزجاني، محمد بن محمد. 525/ 3669/ التَّاهَرْتِيُّ، أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 175/ 3259/ التجيبي، إسحاق بن إبراهيم. 461/ 3595/ التنوخي، المحسن بن علي. 81/ 3128/ التنوخي، علي بن محمد. 278/ 3369/ التنيسي، محمد بن علي. 210/ 3290/ الجابري، عبد الله بن جعفر. 495/ 3636/ الجُرْجَانِيُّ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. 494/ 3635/ الجرجاني، علي بن عبد العزيز. 286/ 3375/ الجرجاني. 181/ 3267/ الجعابي، محمد بن عمر. 272/ 3360/ الجعل، الحسين بن علي. 68/ 3116/ الجلّاب، عبد الرحمن بن حمدان. 372/ 3479/ الجلّاب، عبيد الله بن الحسين. 319/ 3413/ الجلودي، محمد بن عيسى. 109/ 3172/ الجَمَّالُ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ. 7/ 3042/ الجورجيري، محمد بن عمر الأصبهاني "مكرر". 401/ 3524/ الجوري، أحمد بن محمد. 442/ 3570/ الجوزقي، محمد بن عبد الله. 21/ 3067/ الجوزي، أحمد بن محمد. 526/ 3671/ الجوهري، إسماعيل بن حَمَّاد التركي. 405/ 3527/ الجوهري، عبد الرحمن بن عبد الله. 542/ 3695/ الجيزي، أحمد بن عمر. 445/ 3576/ الحاتميّ، محمد بن الحسين.

الصفحة/ التراجم 570/ 3725/ الحَاكِمُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ. 6/ 3040/ الحبلي، محمد بن الحبلي. 154/ 3231/ الحبيبي، علي بن محمد. 281/ 3371/ الحجاجي، محمد بن محمد. 427/ 3551/ الحدَّادي، محمد بن الحسين. 473/ 3606/ الحربي، يحيى بن إسماعيل. 362/ 3469/ الحرفي، الحسن بن جعفر. 307/ 3399/ الحسن بن رشيق. 43/ 3093/ الحسن بن سعد بن إدريس. 392/ 3507/ الحسن بن عبد الله. 12/ 3053/ الحصائري، الحسن بن حبيب. 479/ 3613/ الحلبي، علي بن محمد. 563/ 3716/ الحنائي، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ. 41/ 3090/ الحوراني، محمد بن حميد. 373/ 3482/ الخالدين، محمد وسعيد ابنا هاشم. 40/ 3089/ الخامي، أحمد بن محمد بن عمرو. 43/ 3094/ الختلي، عبد الرحمن بن أحمد. 486/ 3624/ الختن، محمد بن الحسن. 107/ 3168/ الخراساني، عبد الله بن إسحاق. 496/ 3637/ الخطَّابي، حمد بن محمد بن إبراهيم الخطاب. 94/ 3147/ الخطبي، إسماعيل بن عليّ. 434/ 3561/ الخفَّاف، أحمد بن محمد. 115/ 3180/ الخلدي، جعفر بن محمد. 406/ 3529/ الخليل بن أحمد. 329/ 3427/ الخَيَّاش، أحمد بن محمد. 168/ 3249/ الخيام، خلف بن محمد. 258/ 3343/ الخيام، خلف بن محمد. 414/ 3538/ الدارقطني، علي بن عمر. 385/ 3498/ الداركي، عبد العزيز بن عبد الله. 113/ 3177/ الدخميني، بكر بن محمد. 213/ محمد. 429/ 3295/ الدقي، محمد بن داود. 448/ 3556/ الدممي، علي بن حسان. 38/ 3581/ الدمياطي، محمد بن يحيى. 258/ 3086/ الدينوري، أحمد بن مروان. 313/ 3344/ الذهلي، محمد بن أحمد. 3406/ الرازي، أحمد بن محمد. 165/ 3245/ الرازي، عبد الله بن محمد الحيري. 515/ 3655/ الرازي، علي بن عمرو بن العباس. 359/ 3464/ الرازي، محمد بن عبد الله.

الصفحة/ التراجم 152/ 3228/ الرافقي، العباس بن محمد بن نصر. 170/ 3253/ الرامهرمزي، الحسن بن عبد الرحمن. 343/ 3449/ الربعي، محمد بن سليمان. 267/ 3353/ الرفَّاء، السري بن أحمد. 134/ 3202/ الرفاء، حامد بن محمد بن عبد الله. 429/ 3555/ الرّقي، محمد بن يوسف. 467/ 3599/ الرماني، علي بن عيسى. 274/ 3363/ الروذباري، أحمد بن عطاء. 25/ 3073/ الريَّاش، الحسن بن إبراهيم. 423/ 3542/ الريحاني، الحسين بن أحمد. 195/ 3276/ الزاهي، علي بن إسحاق. 293/ 3382/ الزبيبي، عبد الله بن إبراهيم. 393/ 3510/ الزبيدي، محمد بن الحسن. 67/ 3115/ الزجَّاجي، عبد الرحمن بن إسحاق. 457/ 3588/ الزعفراني، الحسين بن محمد. 511/ 3646/ الزكي، محمد بن أحمد بن محمد. 406/ 3528/ الزهري، الحسن بن علي. 377/ 3487/ الزهري، عبيد الله بن عبد الرحمن. 455/ 3585/ الساماني، نوح بن منصور. 455/ 3586/ السامري، عبد الله بن الحسين. 529/ 3676/ السامري، علي بن أحمد بن محمد. 317/ 3411/ السبيعي، الحسن بن أحمد. 48/ 3100/ الستوري، علي بن الفضل. 229/ 3315/ السرَّاج، محمد بن الحسن. 390/ 3505/ السرخسي، عبيد الله بن عبد الله. 233/ 3322/ السقطي، عبد الملك بن الحسن. 98/ 3153/ السكري، أحمد بن إبراهيم. 469/ 3603/ السكري، علي بن عمر. 567/ 3723/ السَّكَن بن جميع. 522/ 3664/ السلامي، محمد بن عبيد الله. 372/ 3480/ السلطان، شيرويه بن الملك. 172/ 3255/ السليطي، محمد بن عبد الله. 35/ 3083/ السمرقندي، عثمان بن محمد. 92/ 3143/ السمسار، أحمد بن جعفر. 399/ 3519/ السمسار، محمد بن الحسين. 7/ 3043/ السمسار، محمد بن عمر النيسابوري. 106/ 3167/ السندي، أحمد بن محمد. 25/ 3072/ السوسي، أحمد بن محمد بن فضالة. 81/ 3129/ السياري، القاسم بن القاسم. 286/ 3376/ السيرافي، الحسن بن عبد الله. 398/ 3518/ الشافعي، محمد بن القاسم. 149/ 3225/ الشافعي، محمد بن عبد الله.

الصفحة/ التراجم 311/ 3404/ الشرمقاني، أحمد بن محمد. 162/ 3240/ الشعار، أحمد بن بندار. 14/ 3057/ الشعراني، محمد بن معاذ بن فهد. 357/ 3461/ الشماخي، الحسين بن أحمد. 218/ 3302/ الشمشاطي، محمد بن جعفر. 220/ 3304/ الشهيد محمد بن أحمد. 271/ 3358/ الشيرازي، العبَّاس بن الحسين. 35/ 3421/ الشيرازي، الوزير أبو الفضل. 324/ 3420/ الشيرازي، محمد بن العباس. 460/ 3594/ الصابئ، إبراهيم بن هِلال. 453/ 3584/ الصاحب، إسماعيل بن عباد. 72/ 3121/ الصبغي، أحمد بن إسحاق. 116/ 3181/ الصرفندي، إبراهيم بن إسحاق. 17/ 3062/ الصعلوكي، أحمد بن محمد بن سليمان. 279/ 3370/ الصعلوكي، محمد بن سليمان. 45/ 3096/ الصفَّار، أحمد بن عبيد. 46/ 3097/ الصفَّار، إسماعيل بن محمد. 356/ 3459/ الصفَّار، محمد بن إسحاق. 44/ 3095/ الصفَّار، محمد بن عبد الله. 277/ 3367/ الصكوكي، محمد بن زكريَّا. 379/ 3489/ الصندوقي، أحمد بن محمد. 210/ 3288/ الصوناخي، صديق بن سعد. 492/ 3631/ الصيمريّ، عبد الواحد بن الحسين الصيمريّ. 472/ 3605/ الضرَّاب، الحسن بن إسماعيل. 535/ 3684/ الضبيّ، الحسين بن هارون. 201/ 3285/ الطبراني، سليمان بن أحمد. 492/ 3596/ الطبرخزي، محمد بن العبّاس. 196/ 3278/ الطبسيّ، أحمد بن محمد. 58/ 3107/ الطحان، أحمد بن عمرو. 92/ 3144/ الطرائفي، أحمد بن محمد. 169/ 3252/ الطرازي، سعيد بن القاسم. 425/ 3547/ الطرازي، محمد بن محمد بن أحمد. 114/ 3178/ الطستي، عبد الصمد بن علي. 488/ 3627/ الطوسي، نصر بن أبي نصر محمد. 165/ 3244/ الطوماري، عيسى بن محمد. 70/ 3244/ الطوماري، عيسى بن محمد. 70/ 3119/ العباداني، أحمد بن سليمان. 448/ 3583/ العبدويي، أحمد بن إبراهيم. 98/ 3152/ العتكيّ، محمد بن القاسم. 129/ 3200/ العسَّال، محمد بن أحمد بن إبراهيم. 329/ 3428/ العسكري، الحسين بن محمد. 390/ 3506/ العسكري، الحسن بن عبد الله. 120/ 3188/ العطْشِيّ، أحمد بن عثمان. 90/ 3139/ العقبي، حمزة بن محمد. 93/ 3145/ العلَّاف، محمد بن عيسى.

الصفحة/ التراجم 535/ 3685/ العلوي، محمد بن الحسين. 101/ 3158/ العنبريّ، يحيى بن محمد. 516/ 3656/ العنزيّ، الحسين بن جعفر. 267/ 3352/ الغزَّال، محمد بن عبد الرحمن. 323/ 3418/ الغضنفر، أبو تغلب بن الحسن. 352/ 3457/ الغطريفي، محمد بن أحمد. 32/ 3078/ الفارابي، محمد بن محمد بن طرخان. 152/ 3227/ الفاكهي، عبد الله بن محمد. 26/ 3074/ الفامي، سليمان بن يزيد. 214/ 3297/ الفرائضي، الحسين بن إبراهيم. 210/ 3289/ الفرغاني، عبد الله بن أحمد. 342/ 3448/ الفضل بن جعفر. 402/ 3525/ الفناكي، جعفر بن عبد الله. 330/ 3429/ الفهري، أبيض بن محمد. 569/ 3724/ القابسي، علي بن محمد بن خلف. 556/ 3706/ القاسم بن حَمّود بن ميمون. 152/ 3229/ القالي، إسماعيل بن القاسم. 293/ 3381/ القباب، عبد الله بن محمد. 195/ 3277/ القراريطي، محمد بن أحمد. 303/ 3397/ القرمطي، الحسن بن أحمد. 212/ 3293/ القرميسيني، إبراهيم بن أحمد. 17/ 3063/ القرميسيني، إبراهيم بن شيبان. 389/ 3502/ القزويني، علي بن أحمد. 127/ 3198/ القزويني، محمد بن عيسى. 264/ 3346/ القصَّاب، محمد بن علي. 121/ 3189/ القصَّار، أحمد بن محمد بن أحمد. 541/ 3693/ القصَّار، أحمد بن محمد. 540/ 3692/ القصار، علي بن عمر بن أحمد. 384/ 3496/ القطان، عبد الله بن محمد. 60/ 3108/ القطان، علي بن إبراهيم. 262/ 3345/ القطيعي، أحمد بن جعفر. 309/ 3402/ القفال الشاشي، محمد بن علي. 411/ 3534/ القلعي، عبد الله بن محمد. 109/ 3171/ القنطري، القاسم بن إبراهيم. 224/ 3309/ القندزي، عبد الرحمن بن محمد. 430/ 3557/ القوَّاس، يوسف بن عمر. 423/ 3543/ الكاتب، الحسين بن محمد. 435/ 3562/ الكتَّاني، عمر بن إبراهيم. 392/ 3508/ الكرابيسي، محمد بن بشر. 24/ 3071/ الكرَّاني، أحمد بن محمد بن عاصم. 37/ 3085/ الكرخِيّ، عبيد الله بن الحسين. 424/ 3545/ الكسائي، محمد بن إبراهيم. 434/ 3560/ الكشاني، إسماعيل بن محمد. 440/ 3567/ الكشميهني، محمد بن مكي.

الصفحة/ التراجم 99/ 3155/ الكعبي، عبد الله بن محمد. 533/ 3683/ الكلاباذي، أحمد بن محمد بن الحسين. 482/ 3618/ الكلابي، عبد الوهاب بن الحسن. 197/ 3280/ اللكي، أحمد بن القاسم. 299/ 3390/ الليثي، يحيى بن عبد الله. 53/ 3104/ المادرائي، محمد بن علي. 311/ 3405/ الماسرجسي، الحسين بن محمد. 139/ 3208/ الماسرجسي، محمد بن المؤمّل. 412/ 3536/ الماسرجسي، محمد بن علي. 482/ 3617/ المؤمّل بن أحمد. 447/ 3578/ المأموني، عبد السلام بن الحسين. 197/ 3282/ المتقي لله. 255/ 3340/ المتنبي، أحمد بن حسين. 103/ 3162/ المحبوبي، محمد بن أحمد. 470/ 3604/ المخلدي، الحسن بن أحمد. 432/ 3559/ المخلص، محمد بن عبد الرحمن. 8/ 3044/ المدائني, محمد بن الحسين. 493/ 3633/ المرجي، نصر بن أحمد بن محمد. 413/ 3537/ المرزباني، محمد بن عمران. 379/ 3488/ المرواني، أحمد بن الحسين. 233/ 3320/ المروروذي، أحمد بن بشر. 231/ 3317/ المزكي، إبراهيم بن محمد. 441/ 3568/ المستملي، إبراهيم بن أحمد. 275/ 3365/ المستنصر، عبد الرحمن بن محمد الأموي. 121/ 3190/ المسعودي، علي بن الحسين. 10/ 3051/ المصري، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ. 268/ 3354/ المصيصي، علي بن أحمد. 294/ 3384/ المطوعي، الحسن بن سعيد. 473/ 3607/ المعافى، بن زكريا بن يحيى. 75/ 3122/ المعمر، محمد بن إسحاق. 243/ 3329/ المغفلي، أحمد بن عبد الله. 300/ 3392/ المفيد، محمد بن أحمد. 529/ 3677/ الملاحمي، محمد بن أحمد. 446/ 3577/ الملك سبكتكين. 5/ 3039/ الممسي، العباس بن عيسى. 254/ 3338/ المهلبي، الحسن بن محمد. 254/ 3339/ المهلبي، نصر بن جعفر. 357/ 3462/ الميانجي، يوسف بن القاسم. 16/ 3061/ الميداني، محمد بن أحمد. 371/ 3478/ الميغي، عبد الكريم بن محمد. 295/ 3385/ الميمذي، إبراهيم بن أحمد. 270/ 3357/ الناشئ الصغير، علي بن عبد الله. 82/ 3132/ النَّجاد، أحمد بن سلمان.

الصفحة/ التراجم 294/ 3383/ النجيرمي، يوسف بن يعقوب. 389/ 3504/ النسائي، عبد الله بن أحمد. 379/ 3490/ النسفي، بكر بن محمد. 396/ 3388/ النصراباذي، إبراهيم بن محمد. 485/ 3622/ النصيبي، أحمد بن نصر. 338/ 3444/ النضروي، العباس بن الفضل. 161/ 3238/ النضري، عبد الله بن الحسين. 221/ 3305/ النعمان بن محمد. 438/ 3564/ النعيمي، أحمد بن عبد الله. 124/ 3195/ النقاش، محمد بن الحسن. 215/ 3299/ النقوي، محمد بن أحمد. 560/ 3711/ النوقاتي، محمد بن أحمد بن محمد. 95/ 3149/ الهجيمي، إبراهيم بن علي. 537/ 3689/ الهرواني، محمد بن عبد الله. 375/ 3484/ الورَّاق، محمد بن إسماعيل. 524/ 3668/ الوصيّ، محمد بن أبي إسماعيل. 169/ 3251/ الوضَّاحي، محمد بن الحسن. 371/ 3477/ الوكيل، أحمد بن موسى. 517/ 3659/ الوليد بن بكر بن مخلد. 301/ 3393/ بصلة، محمد بن محمد. 103/ 3163/ بكر بن محمد. 193/ 3272/ بندار بن الحسين. 448/ 3580/ جبريل بن محمد. 172/ 3256/ جمح بن القاسم. 558/ 3708/ جهور بن محمد بن جهور. 425/ 3548/ جوهر، جوهر الرومي. 511/ 3647/ جيش بن محمد بن صمصامة. 387/ 3500/ حسينك، الحسين بن علي. 439/ 3566/ حفيد ابن خزيمة، محمد بن الفضل. 7/ 3041/ حمزة بن القاسم. 241/ 3328/ حمزة بن محمد. 136/ 3204/ خالد بن سعد. 554/ 3698/ خلف بن القاسم. 29/ 3077/ خيثمة بن سليمان بن حيدرة. 143/ 3219/ دعلج، بن أحمد بن دعلج. 565/ 3720/ رأس الإمامية بالعراق، أحمد بن محمد بن عبد الله. 257/ 3342/ ركن الدولة، الحسن بن بويه. 431/ 3558/ زاهر بن أحمد. 525/ 3670/ سعيد بن نصر. 141/ 3213/ سلم بن الفضل. 176/ 3262/ سنقة، عثمان بن محمد. 247/ 3333/ سيف الدولة، علي بن عبد الله. 374/ 3483/ شافع بن محمد. 147/ 3222/ شجاع، بن جعفر. 286/ 3374/ شيخ الشافعية، علي بن أحمد.

الصفحة/ التراجم 256/ 3341/ صاحب الأغاني، علي بن حسين. 117/ 3183/ صاحب الأندلس، عبد الرحمن بن محمد. 468/ 3602/ صاحب القوت، محمد بن علي. 488/ 3626/ صاحب الموصل، مقلد بن المسيب. 532/ 3682/ صاحب بخارى، إسماعيل بن ملوك. 457/ 3589/ صالح بن أحمد. 380/ 3490/ طلحة بن محمد. 301/ 3394/ ظالم بن مرهوب. 223/ 3308/ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ الصَّمدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. 444/ 3574/ عبد الرحمن بن إبراهيم المزكي. 313/ 3407/ عبد الصمد بن محمد. 506/ 3639/ عبد الله بن أبي زرعة. 70/ 3120/ عبد المؤمن بن خلف. 528/ 3674/ عبد الوارث بن سفيان. 276/ 3366/ عِزُّ الدَّوْلَةِ، بُخْتِيَارُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بُوَيْه. 287/ 3377/ عضد الدولة، حسن بن بويه. 194/ 3273/ علي بن بندار. 21/ 3068/ علي بن حمشاذ بن سختويه. 555/ 3705/ علي بن حَمُّود بن ميمون. 23/ 3070/ عماد الدولة، علي بن بويه. 237/ 3326/ عمر البصري، عمر بن جعفر. 300/ 3391/ عمر بن بشران. 299/ 3389/ عمران بن شاهين. 217/ 3301/ غلام الخلّال، عبد العزيز بن جعفر. 267/ 3351/ غندر، محمد بن جعفر الرازي. 265/ 3347/ غندر، محمد بن جعفر بن الحسين. 266/ 3349/ غندر، محمد بن جعفر بن العباس. 266/ 3348/ غندر، محمد بن جعفر بن دران. 266/ 3350/ غندر، محمد بن جعفر مولى فاتن. 215/ 3298/ فاروق بن عبد الكبير. 141/ 3214/ فقيه قرطبة، محمد بن أحمد اللؤلؤي. 66/ 3113/ قاسم بن أصبغ. 140/ 3211/ قاضي الحرمين، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ. 361/ 3467/ قَاضِي مصر، علي بن النعمان. 359/ 3463/ قسام الجبلي التلفيتي. 249/ 3335/ كافور، كافور الإخشيذي. 310/ 3403/ كشاجم، محمود بن حسين.

الصفحة/ التراجم 380/ 3492/ محمد بن إبراهيم. 166/ 3246/ محمد بن الحسن. 338/ 3443/ محمد بن المؤمل، محمد بن حيويه. 10/ 3050/ محمد بن حاتم بن خزيمة الكشي. 194/ 3274/ مسلمة بن القاسم. 248/ 3334/ معز الدولة، أحمد بن بويه. 91/ 3141/ مكرم بن أحمد. 546/ 3701/ ملك سجستان، خلف بن أحمد. 237/ 3327/ منذر بن سعيد البلوطي. 545/ 3699/ منصور بن عبد الله. 111/ 3174/ ميمون بن إسحاق. 246/ 3332/ ناصر الدولة، الحسن بن عبد الله. 392/ 3509/ نقاش الفضة، محمد بن أحمد. 549/ 3703/ هشام المؤيد بالله. 323/ 3419/ هفتكين. 343/ 3450/ هلال بن محمد بن محمد. 308/ 3400/ وَالِدُ أَبِي نُعَيْمٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ. 197/ 3281/ والد المخلص، عبد الرحمن بن العباس. 330/ 3430/ والد بن جميع، أحمد بن محمد. 135/ 3203/ والد تمام، محمد بن عبد الله. 114/ 3179/ وهب بن مسرة. 556/ 3707/ يحيى بن علي بن حمود المعتلي بالله. 396/ 3512/ يحيى بن مالك. 284/ 3373/ يحيى بن مجاهد. 142/ 3215/ يحيى بن منصور.

ابن الفرضي

المجلد الثالث عشر تابع الطبقة الثانية والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم 3726- ابن الفرضي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، البَارِعُ الثِّقَةُ، أَبُو الوَلِيْدِ، عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ نَصْرٍ القُرْطُبِيُّ، ابْنُ الفَرَضِيّ، مُصَنِّف "تَاريخ الأَنْدَلُسِيّين". أَخذ عَنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بنِ عون الله، وأبي عَبْدِ اللهِ بنُ مفرج، وَعَبْدُ اللهِ بنُ قاسم، وعباس ابن أَصْبَغَ، وَخَلَفِ بن القَاسِمِ، وَخَلْقٍ. وَحَجَّ، فَحْمل عَنْ: أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُهَنْدس، وَيُوْسُفَ بنِ الدَّخِيْل، وَالحَسَنِ بن إِسْمَاعِيْلَ الضَّرَّاب، وَأَبِي مُحَمَّدِ بن أَبِي زَيْدٍ، وَأَحْمَد بن رحمون، وأمد بن نَصْرٍ الدَّاوُوْدِيّ. وَلَهُ تَأْلِيْفٌ فِي "أَخْبَار شعرَاء الأَنْدَلُس" وَمُصَنَّف فِي "المُؤْتَلِف وَالمُخْتَلِف، وَفِي "مُشتبِه النّسبَة". حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَقَالَ: كَانَ فَقِيْهاً حَافِظاً، عَالِماً في جميع فنون العلم في الحديث والفرجال، أخذت معه عن أكثر شوخي، وكان حَسَنَ الصُّحْبَة وَالمعَاشرَة، قَتَلَتْهُ البَرْبَرُ، وَبَقِيَ مُلقَىً في داره ثلاثة أيام. وَقَالَ أَبُو مَرْوَانَ بنُ حَيَّانَ، وَمِمَّنْ قُتِلَ يوم أخذ يوم قربطة الفقيه الأديب الفصيح ابن الفرضي، وورى متغيرًا من غير غسلن وَلاَ كَفَن، وَلاَ صَلاَة، وَلَمْ يُرَ مثلُه بقُرْطُبَة فِي سعَة الرِّوَايَةِ، وَحفظِ الحَدِيْثِ، وَمَعْرِفَةِ الرِّجَال، وَالاَفتنَانِ فِي الْعُلُوم، وَالأَدب البَارع، وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَحَجَّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ، وَجمعَ مِنَ الكُتُب أَكْثَرَ مَا يَجْمَعُهُ أَحَدٌ فِي عُلَمَاءِ البَلَد، وَتَقَلَّد قِرَاءةَ الكُتُب بِعَهْد العَامِرِيَّة، وَاسْتقضَاهُ مُحَمَّدٌ المَهْدِيُّ بَبَلنْسِيَة، وَكَانَ حَسَنَ البلاغَةِ وَالخَطِّ. قَالَ الحُمَيْدِيّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الوَلِيْد بنُ الفَرَضِيّ قَالَ: تَعلَّقْتُ بِأَستَار الكَعْبَة، وَسَأَلتُ الله -تَعَالَى- الشَّهَادَةَ، ثُمَّ فكّرتُ فِي هَول القتل، فندمت، وهممت أن أرجع، فأستقبل الله ذَلِكَ، فَاسْتحييتُ. قَالَ الحَافِظُ عليّ: فَأَخْبَرَنِي من رآه بين القتلى،

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 251 "، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 105"، والعبر "3/ 85"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 981"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 168".

وَدنَا مِنْهُ، فسَمِعَهُ يَقُوْلُ بِصَوْت ضَعِيْف: "لاَ يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيْلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيله إلَّا جَاءَ يَوْم القِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دماً، اللُوْنُ لُوْنُ الدَّمِ، وَالرِّيْحُ رِيْحُ المِسْكِ". كَأَنَّهُ يُعيدُ عَلَى نَفْسِهِ الحَدِيْثَ، ثُمَّ قَضَى عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ، رَحِمَهُ الله. وله شعر رائق فمنه: إِنَّ الَّذِي أَصْبَحْتُ طَوْعَ يَمِيْنِهِ ... إِنْ لَمْ يَكُنْ قَمَراً فلَيْسَ بِدُوْنِهِ ذُلِّي لَهُ فِي الحُبِّ مِن سُلْطَانِهِ ... وَسَقَامُ جِسْمِي مِنْ سَقَام جُفُونِهِ وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: أَنْشَدَنَا ابْنُ الفَرَضِيّ لِنَفْسِهِ: أَسِيْرُ الخَطَايَا عِنْدَ بَابِكَ واقفٌ ... عَلَى وجلٍ مِمَّا بِهِ أَنْتَ عَارِفُ يَخَافُ ذُنُوباً لَمْ يَغِبْ عَنْكَ غَيْبُهَا ... وَيَرْجُوكَ فِيْهَا فَهُوَ راجٍ وَخَائِفُ وَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْجُو سِواكَ وَيَتَّقِي ... وَمَالِكَ فِي فَصْلِ القَضَاء مُخَالِفُ فيا سيّدي! لا تخزني في صحيفتي ... إذا نُشِرَتْ يَوْمَ الحِسَابِ الصَّحَائِفُ قُتِلَ رَحِمَهُ اللهُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة كَهْلاً.

صاحب اليمن

3727- صاحب اليمن: كان ابن زياد وآله ملك اليَمَن مِنْ أَكْثَرَ مِنْ مائَتَي عَام، وَبدأَتْ دَوْلَتُهُم تُوَلِّي، وَمَلَّكوا صَغِيْراً قَامَ بتدبيرِه مَوْلاَهُ حسين ابن سلامة النّوبِي، وَكَانَ خَيِّراً صَالِحاً، أَنشَأَ مدينَةَ الكَدْرَاء، وَمدينَةَ المَعْقِر، وَأَنشَأَ الجَوَامع، وَعدل وَتصدَّق، تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة أَعنِي حُسَيْناً وَكَانَ فِي المائَة الرَّابِعَة بِاليَمَنِ دُعَاةٌ لِلْقَرَامِطَة.

العبقسي

3728- العبقسي 1: القَاضِي العَدْلُ، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ فِرَاس وَقِيْلَ: بَيْنَ عَلِيٍّ وَفِرَاسٍ "أَحْمَدُ" العَبْقَسِيُّ، المَكِّيُّ، العَطَّار، مُسنِدُ الحِجَاز. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ فِي صِباهُ -وَهُوَ ابْنُ عشرِ سِنِيْنَ- مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بن إِبْرَاهِيْمَ الدَّيْبُلِيّ، وَأَبِي التُّرَيكِ مُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ بنِ مُوْسَى السَّعْدِيِّ الحِمْصِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ الجِيْزِيّ، وَأَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَعَبْدِ الرحمن بن عبد الله بن المقرىء، وَبُكَيْر بن مُحَمَّدٍ الحَدَّاد، وَأَبِي اليَسَع إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ المِصِّيْصِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الحُسَيْن بن الفَتْح النَّيْسَابُوْرِيّ الفَقِيْه كِمَام، وَالعَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ، وَغَيْرِهِم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيّ، وَأَبُو سعد إسماعيل ابن عَلِيٍّ السَّمَّان، وَحَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَطْرَابُلُسِيّ ثُمَّ الأَنْدَلُسِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو الدَّانِي، وَالحَسَنُ بنُ النُّعْمَانِ الصَّيْمَرِيّ، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِيّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ شُبَانَةَ الدِّيْنَوَرِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ التُّجِيْبِيُّ الفُرْشِيّ، وَسُلَيْمٌ الرَّازِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ بُنْدَار الرَّازِيُّ، وَأَبُو طَالِبٍ العُشَارِي، وَأَبُو عِمْرَانَ الفَارِسِيُّ، وَمَكِّيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شجاع الربعي، ومظفر ابن الحَسَنِ سِبْط ابْن لاَل، وَعَلِيُّ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الهَمَذَانِيّ الكِسَائِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو ذَر فِي "مُعْجَمِه": ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَذكره أَبُو العَبَّاسِ أحمد بن محمد بن زكريا النسوي في تَرْجَمَة أَبِيهِ إِبْرَاهِيْم، وَقَالَ: وَوَلَدهُ اليَوْمَ هُوَ شَيْخُ مَكَّة، وَمُحَدِّثُهَا فِي وَقْتِهِ، سَمِعَ مَعَ أَبِيهِ وَعُنِي بِهِ، وَكُتُبُه صِحَاح. وَكَذَا وَثَّقَهُ السِّجْزِيُّ، وَيَقُوْلُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَاضِي جدَّة. وَقَالَ العَتِيْقِيّ: كَانَ قَدِ انْفَرد فِي وَقْتِهِ بجَمَاعَةِ شُيُوْخٍ، ثِقَة صَدُوْقٌ. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللهِ بنُ مُعَاذ السِّجْزِيّ فِي كِتَاب "السبعيَّات" مِنْ جمعه: كَانَ مِنْ كِبَارِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَإِليه الرّحلَةُ فِي أَوَانه، وَهُوَ ثِقَةٌ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ بِالإِجَازَةِ، وآخرُ مِنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِهِ رَاوِي نُسْخَةِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَر أبو علي الحسن بن عبد الرحمن ابن الحَسَن المَكِّيّ الشَّافِعِيّ الحَنَّاط. وَقَالَ ابْنُ بَشْكُوَالٍ في ترجمة حام الأَطْرَابُلُسِيّ: كَانَ أَحْمَدُ مِنَ المُسْنِدِيْن الثِّقَات. وَقَالَ ابْنُ بَشْكُوَالٍ فِي جمعه لشُيُوْخِ ابْن عَبْدِ البَرِّ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَع مائَة بِمَكَّةَ، وَقَدْ نيَّف عَلَى المائَة. ثُمَّ قَالَ: ذكر ذَلِكَ حَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ. وَقَالَ الحَبَّال: وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة. وَقَالَ العَتِيْقِيّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ فِي جُمَادَى الأُولَى. وَقَالَ الكَتَانِي: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ. فَوَهِمَ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنِ الأَرْتَاحِي، عَنِ الفَرَّاء قَالَ: أَخْبَرَنَا الحَبَّالُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بِمَكَّةَ بوَفَاة أَبِيهِ وَمولده، فذكرهُمَا كما مضى.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 370"، واللباب لابن الأثير "2/ 317"، والعبر "3/ 89"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1063"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 173".

ابن كج

3729- ابن كج 1: القَاضِي العَلاَّمَة، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، أَبُو القَاسِمِ، يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ بنِ كَجٍّ، الدِّيْنَوَرِيُّ، تِلْمِيْذُ أَبِي الحسين بن القطان. وحضر مجلس الداركي. وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي حفظ المَذْهَب، وَلَهُ وَجه، وَتصَانيفُ كَثِيْرَة، وَأَمْوَالٌ وَحِشْمَةٌ، ارْتَحَلَ إِلَيْهِ النَّاسُ مِنَ الآفَاق. وَكَانَ بَعْضُهُم يُقَدِّمه عَلَى الشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ، وَقَالَ: هُوَ ذَاكَ رَفَعَتْهُ بَغْدَاد، وَحَطَّتْ مِنِّي الدِّيْنَوَر. قَالَ ذَلِكَ عِنْدَمَا قَالَ لَهُ تِلْمِيْذ: يَا أُسْتَاذ! الاسْمُ لأَبِي حَامِدٍ، وَالعِلْمُ لَكَ. قتلتْهُ الحَرَامِيَّة بِالدِّيْنَوَر لَيْلَةَ سبعٍ وَعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة، وَلَمْ يبلُغنِي مقدَار مَا عَاشَ.

_ 1 ترجمته في الأنساب "10/ 360" واللباب لابن الأثير "3/ 85"، ووفيات الاعيان لابن خلكان "7/ 65" والعبر "3/ 92" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 177".

ابن أبي حديد

3730- ابن أبي حديد 1: العَدْلُ الأَمِيْنُ العَالِمُ، مُسْنِدُ دِمَشْقَ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ الوَلِيْدِ بنِ الحَكَمِ بنِ أَبِي الحَدِيْدِ السُّلَمِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا الدحدَاح أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ، وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بن جَعْفَرٍ الخَرَائِطيّ، وَمُحَمَّدَ بن يُوْسُفَ الهَرَوِيَّ، وَعَبْدَ الغَافر بن سَلاَمَةَ، وَبِمِصْرَ مِنْ مُحَمَّدِ بن بِشْرٍ الزُّبَيْرِيّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بن أَحْمَدَ الآجري، وعبد العزيز بن قيس، وطائفة. حَدَّثَ عَنْهُ: حفيدَاهُ: أَحْمَدُ وَعُبَيْد اللهِ ابْنَا عَبْدِ الوَاحِدِ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الشَّرَابِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ السِّمْسَار، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ الحِنَّائِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَتَفَرَّدَ بِعُلُوِّ الرِّوَايَة. قَالَ أَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلاَ: حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ، وَكَانَ مِنَ الأَعيَان. وَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً أَعرفُه، وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة. قَالَ أَبُو الفَرَجِ بنُ عَمْرو: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ، فَقَالَ لِي: أَبُو بَكْرٍ ابن أبي الحديد قوال بالحق.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 55"، والعبر "3/ 91".

بهاء الدولة

3731- بهاء الدولة 1: أبو نصر، أحمد بن عضد الدَّوْلَةِ ابْنِ بُوَيْه، مَلِكُ العِرَاقِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة بعلَّة الصَّرْع المُتَتَابع كَأَبِيهِ، تُوُفِّيَ بِأَرَّجَان فِي سنّ اثنتين وأربعين سنة وَتِسْعَة أَشهر. وكَانَتْ أَيَّامُهُ أَرْبَعاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَتملَّك ابْنُهُ سُلْطَانُ الدَّوْلَة أَبُو شُجَاعٍ. وَكَانَ بَهَاءُ الدَّوْلَة خَاضِعاً لِلْسُلْطَان مَحْمُوْد بن سُبُكْتِكِيْن، مداريًا له. وقَام ابْنُهُ بَعْدَهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَأَخذت الدَّوْلَةُ البُوَيْهِيَّةُ تَتَنَاقص. وَقِيْلَ: بَلْ كَانَ مُلْكُ بهاء الدولة اثنتين وعشرين سنة ويومين.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 264"، والعبر "3/ 83"، وتاريخ ابن خلدون "4/ 461-462-463"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 166".

المجبر

3732- المجبر 1: مُسْندُ بَغْدَادَ أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بنِ القَاسِمِ بنِ الصَّلْت بن الحَارِثِ بنِ مَالِكِ بنِ سَعْدِ بنِ قَيْس بن عَبْدِ شُرَحْبِيْل بن هَاشم بن عَبْدِ مَنَاف بنِ عَبْدِ الدَّارِ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ، القُرَشِيُّ، العَبْدرِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الجَرَائِحِي، المُجْبِر. وَلد سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الصَّمدِ الهَاشِمِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَكِيْلُ أَبِي صَخْرَةَ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ الأَنْبَارِيِّ، وَالقَاضِي المَحَامِلِيّ، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: عُبَيْد اللهِ بنُ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ، وَعَبْدُ البَاقِي الأَنْصَارِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ البُسْرِيّ، وَمَالِكُ بنُ أَحْمَدَ البَانْيَاسِيّ، وَعِدَّة. قَالَ الخَطِيْبُ: سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيّ -وَأَنَا أَسمعُ- عَنِ ابْنِ الصَّلْتِ المُجْبِر، فَقَالَ: ابْنَا الصَّلْتِ ضَعِيْفَان. قَالَ: وَسَأَلتُ حَمْزَةَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ طاهر عن المجبر، فقال: كان صَالِحاً دَيِّناً، وَسَمِعْتُ عَبْدَ العَزِيْز الأَزَجِيّ يَقُوْلُ: عَمَدَ ابْنُ الصَّلْت إِلَى كُتُبٍ لابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، فَحَدَّثَ بِهَا عَنِ البَرْذَعِيّ، يُشير الأَزَجِيّ إِلَى أَنْ تِلْكَ الكُتُب لَمْ تَكُنْ عِنْد البَرْذَعِيّ. مَاتَ المُجْبِر وَلَهُ إِحْدَى وَتِسْعُوْنَ سَنَةً، فِي شَهْر رَجَب سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة. وَهُوَ صَاحِبُ "جُزْء" البَانْيَاسِيّ. فَأَمَّا سَمِيُّهُ: المُسْنِدُ الكبير.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 94"، واللباب لابن الأثير "3/ 165"، والعبر "3/ 89"، وميزان الاعتدال "1/ 132"، ولسان الميزان "1/ 255"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 174".

أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد

3733- أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ 1: ابْنِ مُوْسَى بنِ هَارُوْنَ بنِ الصَّلْتِ، الأَهْوَازِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، فَمَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. سَمِعَ: القَاضِي أَبَا عَبْدِ اللهِ المحاملي، وأبا العباس بن عقدة، ومحمد بن مخلد العطار، وعبد الغفر بن سَلاَمَةَ الحِمْصِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، وَجَمَاعَة. قَالَ الخطيبك كَانَ صَدُوْقاً صَالِحاً. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة. وآخرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابه عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ قُرَيْش البناء. وَقِيْلَ: إِنَّ يَحْيَى بن أَحْمَدَ السِّيبِي رَوَى عَنْهُ. وَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 370"، والعبر "3/ 100"، وميزان الاعتدال "1/ 132" ولسان الميزان "1/ 255"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 188".

ابن أبي زمنين

3734- ابن أبي زمنين 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ الزَّاهِد، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيْسَى بن مُحَمَّدٍ المُرِّيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، الإِلبيرِي، شَيْخُ قُرْطُبَةَ. قرأَ ببَجَّانَة عَلَى سَعِيْدِ بنِ فحلُوْنَ "مُخْتَصر" ابْنِ عَبْدِ الحَكَمِ. وَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بن مُعَاوِيَةَ الأُمَوِيّ، وَأَحْمَد بن المُطَرِّف، وَأَحْمَد بن الشَّامَة، وَوَهْب ابن مَسَرَّة. وَتَفَقَّه بِإِسْحَاق الطُّلَيْطُلِي. وَتَفَنَّنَ، وَاسْتبحر مِنَ العِلْم، وَصَنَّفَ فِي الزُّهْد وَالرَّقائِق. وَقَالَ الشّعر الرائق. وكان صاحب جد وإخلاص، ومجانية للأمراء. روى عنه: أبو عمر والداني، وَأَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَجَمَاعَة. وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. وتوفي في ربع الآخِرِ، سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. واخْتَصَر "المُدَوَّنَة"، وَلَهُ، "مُنْتَخب الأَحكَام" مَشْهُوْرٌ، وَكِتَابُ "الوَثَائِق"، وَ"مُخْتَصر تَفْسِيْر ابْنِ سَلاَّمٍ"، وَكِتَاب "حَيَاة القُلُوْبِ" فِي الزُّهْد، وَكِتَاب "أَدب الإِسْلاَم"، وَكِتَاب "أُصُوْل السُّنَّة"، وَأَشْيَاء كَثِيْرَة. وَكَانَ مِنْ حَمَلَة الحُجّة. وَزَمَنِين بِفَتْح المِيم، ثُمَّ كسر النُّوْنَ.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 71"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 156".

ابن الباقلاني

3735- ابن الباقلاني 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، أَوْحَدُ المُتَكَلِّمِيْن، مُقَدَّم الأُصُوْلِيين، القَاضِي، أبو بكر محمد بن الطيب ابن مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ قَاسِم البَصْرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، ابْنُ البَاقِلاَّنِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَكَانَ يُضَرَبُ المَثَلُ بِفَهْمِهِ وَذَكَائِه. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بن جَعْفَرٍ القَطِيْعِيّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ مَاسِي، وَطَائِفَة. وخَرَّج لَهُ أَبُو الفَتْح بنُ أَبِي الفَوَارِس. وَكَانَ ثِقَةً إِمَاماً بَارِعاً، صَنَّفَ فِي الرَّدِّ عَلَى الرَّافِضَةِ، وَالمُعْتَزِلَةِ، وَالخَوَارِجِ وَالجَهْمِيَّة وَالكَرَّامِيَّة، وَانْتَصَرَ لِطَرِيْقَةِ أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ، وَقَدْ يُخَالِفُهُ فِي مَضَائِق، فَإِنَّهُ مِنْ نُظَرَائِهِ، وَقَدْ أَخَذَ علم النظر على أصحابه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 379"، والأنساب للسمعاني "2/ 51"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 265"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 269"، والعبر "3/ 86"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 234"، وشذرات الذهب لان العماد "3/ 168".

وَقَدْ ذكره القَاضِي عِيَاض فِي طبقَات المَالِكِيَّة، فَقَالَ: هُوَ المُلَقَّب بِسيف السُّنَّة، وَلسَان الأُمَّة، المتكلم على لسان أهل الحديث، وَطريق أَبِي الحَسَنِ، وَإِليه انْتَهَتْ رِئاسَةُ المَالِكِيَّة فِي وَقْتِهِ، وَكَانَ لَهُ بِجَامع البَصْرَة حَلَقَةٌ عَظِيْمَةٌ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو ذَرّ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ السِّمْنَانِي، وَقَاضِي المَوْصِل، وَالحُسَيْن بن حَاتِمٍ الأُصُوْلِيّ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ وِرْدُهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ عِشْرِيْنَ ترويحَةً فِي الحَضَر وَالسَّفَر، فَإِذَا فرغ مِنْهَا، كتب خمساً وَثَلاَثِيْنَ وَرقَةً مِنْ تَصْنِيْفه. سَمِعْتُ أَبَا الْفرج مُحَمَّدَ بن عِمْرَانَ يَقُوْلُ ذَلِكَ. وَسَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ الحَرْبِيّ يَقُوْلُ: جَمِيْعُ مَا كَانَ يذكر أَبُو بَكْرٍ بنُ البَاقِلاَّنِيّ مِنَ الخِلاَف بَيْنَ النَّاس صَنَّفَهُ مِنْ حِفْظِهِ، وَمَا صَنَّفَ أَحَدٌ خِلاَفاً إلَّا احْتَاجَ أَنْ يُطَالع كُتُب المُخَالفين، سِوَى ابْنِ البَاقِلاَّنِيّ. قُلْتُ: أَخذ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ المعقولَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد بنِ أَحْمَدَ ابن مُجَاهِد الطَّائِيّ صَاحِبِ أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ. وَقَدْ سَارَ القَاضِي رسولاً عَنْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ إِلَى طَاغيَةِ الرُّوْمِ، وَجَرَتْ لَهُ أُمُورٌ، مِنْهَا أَنَّ الملِكَ أَدْخَلَه عَلَيْهِ مِنْ بَاب خَوخَةٍ ليدخُل رَاكعاً لِلْمَلِكِ، فَفَطِنَ لَهَا القَاضِي، وَدَخَلَ بِظَهْرِهِ. وَمِنْهَا أَنَّهُ قَالَ لرَاهبهم، كَيْفَ الأَهْلُ وَالأَولاَدُ؟ فَقَالَ المَلِكُ: مَهْ! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الرَّاهبَ يتنزّه عَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: تُنَزِّهُونه عَنْ هَذَا، ولا تنزهون رب العَالَمِين عَنِ الصَّاحبَة وَالوَلَد! وَقِيْلَ: إِنَّ الطَّاغيَةَ سأَلَه: كَيْفَ جَرَى لزَوْجَةِ نَبِيِّكُم؟ يَقْصِدُ تَوْبِيْخاً قال: كَمَا جَرَى لمَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَان، وَبَرَّأَهُمَا اللهُ، لَكِنَّ عَائِشَةَ لَمْ تَأَتِ بِوَلَدٍ. فَأَفْحَمَهُ. قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الخُوَارِزْمِيّ يَقُوْلُ: كُلّ مُصَنِّفٍ بِبَغْدَادَ إِنَّمَا يَنْقُلُ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ سِوَى القَاضِي أَبِي بَكْرٍ، فَإِنَّمَا صَدْرُه يحوِي عِلْمَهُ وَعِلْمَ النَّاسِ. وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ البَافِي: لَوْ أَوْصَى رَجُلٌ بِثُلُث مَالِهِ لأَفْصحِ النَّاس، لَوَجَبَ أَنْ يُدْفع إِلَى أَبِي بَكْرٍ الأَشْعَرِيّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ مَحْمُوْدُ بنُ الحُسَيْنِ القَزْوِيْنِيّ: كَانَ مَا يُضْمِرهُ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَشْعَرِيّ مِنَ الوَرَع وَالدِّين أَضعَافَ مَا كَانَ يُظْهِرُهُ، فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا أُظْهِرُ مَا أُظْهِرُهُ غَيْظاً لِليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى، وَالمُعْتَزِلَةِ وَالرَّافِضَةِ، لِئَلاَّ يَسْتَحْقِرُوا عُلَمَاءَ الحَقّ. وَعمل بَعْضُهُم فِي موت القاضي:

انْظُرْ إِلَى جبلٍ تَمْشِي الرِّجَالُ بِهِ ... وَانْظُرْ إِلَى القَبْرِ مَا يَحْوِي مِنَ الصَّلَفِ وَانْظُرْ إِلَى صَارِمِ الإِسْلاَم مُنْغَمِداً ... وَانْظُرْ إِلَى دُرَّةِ الإسلام في الصّدف مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ حسنٌ، وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُودَةً، وَكَانَ سَيْفاً عَلَى المُعْتَزِلَةِ وَالرَّافِضَةِ وَالمُشَبِّهَة، وَغَالِبُ قَوَاعِدِهِ عَلَى السُّنَّة، وَقَدْ أَمر شَيْخُ الحَنَابلَة أَبُو الفَضْلِ التَّمِيْمِيُّ مُنَادِياً يَقُوْلُ بَيْنَ يدِي جِنَازَتِهِ: هَذَا نَاصِرُ السُّنَّة وَالدّينِ، وَالذَّابُّ عَنِ الشَّرِيْعَة، هَذَا الَّذِي صَنَّفَ سَبْعِيْنَ أَلفَ وَرقَة. ثُمَّ كَانَ يَزُورُ قَبره كُلَّ جُمعة. قِيْلَ: نَاظَرَ أَبُو بَكْرٍ أَبَا سَعِيْدٍ الهَارُونِي، فَأَسهبَ، وَوسَّعَ العبارَةَ، ثُمَّ قَالَ للجَمَاعَة: إِنْ أَعَادَ مَا قُلْتُ، قنعتُ بِهِ عَنِ الجَوَاب. فَقَالَ الهَارُونِي: بَلْ إِنْ أَعَادَ مَا قَالَهُ، سلمت له.

أبو حامد الإسفراييني

3736- أبو حامد الإسفراييني 1: الأُسْتَاذُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو حَامِدٍ، أَحْمَدُ ابن أبي طاهر مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة بِبَغْدَادَ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَدِمَ بَغْدَادَ وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً، فَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ المَرْزُبَان، وَأَبِي القَاسِمِ الدَّارَكِي، وَبَرَعَ فِي المَذْهَب، وَأَربَى عَلَى المُتَقَدِّمِيْنَ، وَعظُمَ جَاهُهُ عِنْدَ المُلُوك. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَدِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَسَمِعَ السُّنَن مِنَ الدَّارَقُطْنِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ تَلاَمِذَتُهُ أَقْضَى القُضَاة أَبُو الحَسَنِ المَاوردِي، وَالفَقِيْهُ سُلَيْمٌ الرَّازِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ السِّنْجِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ المَحَامِلِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي "الطَّبَقَات": انْتَهَت إِلَيْهِ رِئاسَةُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا بِبَغْدَادَ، وَعُلِّق عَنْهُ تَعَاليقُ فِي شرح المُزَنِيّ، وَطبّق الأَرْضَ بِالأَصْحَاب، وَجمع مَجْلِسُهُ ثَلاَثَ مائَة مُتَفَقِّه. وَقَالَ الشَّيْخُ محيي الدِّيْنِ النَّوَاوِي: تَعليقَةُ الشَّيْخِ أَبِي حَامِد فِي نَحْوٍ مِنْ خَمْسِيْنَ مُجَلَّداً، ذَكَرَ فِيْهَا مَذَاهِبَ العُلَمَاء، وَبَسَطَ أَدلَّتَهَا وَالجَوَابَ عَنْهَا، تَفَقَّهَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُم: أَبُو عَلِيٍّ السِّنْجِيّ، وَقَدْ تَفَقَّهَ السِّنْجِيّ عَلَى القَفَّال أَيْضاً، وَهُمَا شَيْخَا طريقَتَي العِرَاقِ وخراسان، وعنهما انتشر المذهب.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 368"، والأنساب للسمعاني "1/ 237"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 277"، ووفيات الاعيان لابن خلكان "1/ 72"، والعبر "3/ 92"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 239"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 178".

قَالَ الخَطِيْبُ: حدّثُونَا عَنْ أَبِي حَامِد، وَكَانَ ثِقَةً، حَضَرْتُ تَدْرِيْسَهُ فِي مَسْجِد ابْنِ المُبَارَكِ، وَسَمِعْتُ مَنْ يذكُر أَنَّهُ كَانَ يحضُر درسَه سبع مائَة فَقِيْه، وَكَانَ النَّاسُ يَقُوْلُوْنَ: لَوْ رَآهُ الشَّافِعِيُّ، لَفَرِحَ بِهِ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيُّ قَالَ: سَأَلتُ القَاضِي أَبَا عَبْدِ اللهِ الصَّيْمَرِيَّ: مَنْ أَنْظَرُ مَنْ رَأَيْتَ مِنَ الفُقَهَاء؟ فَقَالَ: أَبُو حَامِد الإِسْفَرَايِيْنِيّ. قَالَ أَبُو حَيَّانَ التَّوْحِيْدِيّ فِي رسَالَة لَهُ: سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا حَامِدٍ يَقُوْلُ لطَاهرٍ العَبَّادَانِي: لاَ تُعَلِّق كَثِيْراً مِمَّا تسمعُ منَّا فِي مَجَالِس الجَدَل، فَإِنَّ الكَلاَم يجرِي فِيْهَا عَلَى خَتْلِ الخَصم وَمُغَالطته وَدفعِهِ وَمُغَالبتِهِ، فلسنَا نَتَكَلَّمُ لِوَجْهِ الله خَالصّاً، وَلَوْ أَردنَا، لكَانَ خطوُنَا إِلَى الصَّمْتِ أَسرَعَ مِنْ تطَاوُلِنَا فِي الكَلاَم، وَإِنْ كُنَّا فِي كَثِيْرٍ مِنْ هَذَا نبوءُ بغضبِ الله، فَإِنَّا نطمعُ فِي سعَةِ رَحْمَةِ الله. قُلْتُ: أَبُو حَيَّانَ غَيْرُ مُعْتَمد. قَالَ ابْنُ الصَّلاَح: وَعَلَى الشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ تَأَوَّلَ بَعْضُ العُلَمَاء حَدِيْثَ: إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلّ مائَة سَنَةٍ مَنْ يجدِّد لها دينها، فكان الشافعي على رأس المائةين، وَابْنُ سُرَيْجٍ عَلَى رَأْس الثَّلاَث مائَة، وَأَبُو حامد على رأس الأربع مائة. وَرُوِيَ عَنْ سُلَيْم الرَّازِيّ قَالَ: كَانَ أَبُو حَامِدٍ فِي أَوَّلِ أَمره يَحرُسُ فِي درب، وَكَانَ يُطَالِعُ عَلَى زيتِ الحَرَس، وَإِنَّهُ أَفتى وَهُوَ ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ الخَطِيْبُ: مَاتَ أَبُو حَامِدٍ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَع مائَة، وَكَانَ يَوْماً مَشْهُوداً، وَدُفِنَ فِي دَارِهِ، ثُمَّ نُقِلَ بَعْد أَرْبَع سِنِيْنَ، وَدُفِنَ بِبَابِ حَرْب، رَحِمَهُ اللهُ. وَمَاتَ مَعَهُ بَادِيس بن مَنْصُوْرٍ الحِمْيَرِيّ، صَاحِب المَغْرِب، وَشَيْخ الصُّوْفِيَّة أَبُو عَلِيٍّ الدَّقَّاق، وَأَبُو القَاسِمِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ المُفَسِّر، وَحَمْزَةُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ المُهَلَّبِيّ، وَشَيْخُ مَكَّة عُبَيْدُ اللهِ بن مُحَمَّدٍ السَّقَطِيّ، وَشَيْخُ بَغْدَاد أَبُو أَحْمَدُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ الفَرَضِيّ، وَأَبُو الفَرَجِ عُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ البُرْجِيّ بِأَصْبَهَانَ، وَشَيْخُ المُتَكَلِّمِيْن أَبُو بَكْرٍ بن فورك. أَخْبَرَنَا عَبْدِ الحَافِظِ بنِ بَدْرَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا إِليَاسُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بنُ كَرّوس، أَخْبَرَنَا الفَقِيْه نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا سُلَيْم بنُ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ أَبِي طَاهِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الشّعرَانِي، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ كَهْمَس، عَنِ ابْنِ بُريدَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ يَعْمَر قَالَ: ظَهَرَ هَا هُنَا مَعْبَدٌ الجُهَنِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ فِي القَدَرِ هَا هُنَا. وَذَكَرَ الحديث1.

_ 1 صحيح: وهو حديث طويل أخرجه مسلم "8"، وأبو داود "4695"، والترمذي "2610"، والنسائي "8/ 97".

ابن بيري

3737- ابن بيري 1: المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ الصَّدُوْقُ، شَيْخُ وَاسِط، أَبُو بَكْرٍ بنُ عُبَيْد بنِ الفَضْل بن سَهْلِ بنِ بِيرِي الوَاسِطِيّ. آخرُ أَصْحَاب عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبشِّرٍ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثَ عَنْهُ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بن عُثْمَانَ بنِ سَمْعَان، وَعَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ بنِ شَوْذَب، وَمُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيّ، وَمُحَمَّدِ بن يَحْيَى الصُّوْلِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن البَخْتَرِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بن مَنْصُوْرٍ، وَعَبْدِ البَاقِي بن قَانع، وَعِدَّة، حَتَّى إِن خَمِيس بن عَلِيٍّ الحَوْزِي زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ، وَابنِ أَبِي دَاوُدَ، وَهَذَا غَلَطٌ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً، كُفَّ بَصَره بِأَخَرَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الكَرِيْم بنُ مُحَمَّدٍ الشُّرُوطي، وَأَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ الحَسَنِ، ومحمد بن علي بن عيسى القارىء، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الطَّيِّب الصُّوْفِيّ، وَأَبُو غَالِبٍ بنُ بِشْرَان النَّحْوِيُّ، وَالقَاضِي أَبو علي إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الطَّيِّب بن كَمَارِي، وَالفَقِيْه أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الشَّافِعِيّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدٍ البَزَّاز: الوَاسطيون وَسَمَاعُ ابْنِ مَخْلَد مِنْهُ فِي سَنَة نَيِّف وَأَرْبَع مائَة، رَحِمَهُ الله.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "1/ 521"، والأنساب للسمعاني "2/ 365"واللباب لابن الأثير "1/ 197".

ابن خزفة

3738- ابن خزفة 1: الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ خَزَفَةَ، الوَاسِطِيُّ، الصَّيْدَلاَنِيُّ الأَدِيْبُ، رَاوِي التَّارِيْخ الكَبِيْر لأَحْمَدَ بن أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيّ، عَنْهُ، وَرَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي وَطَن، وَأَبِي العَلاَءِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ. وَعَنْهُ: اللاَّلْكَائِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ البَيْطَار، وَأَبُو عَلِيٍّ غُلاَم الهَرَّاس، وَأَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ سُفْيَان، وَعَلِيُّ بنُ عُبَيْدِ اللهِ العَلاَّف، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الجُمَّارِي، وَعِدَّة. وَكَانَ خِصّيصاً بِالوَزِيْر فَخرِ المُلك وَنديماً لَهُ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَع مائة.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 411"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1049".

الخزاعي

3739- الخزاعي 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ، العَالِمُ المُحَدِّثُ، أَبُو القَاسِمِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، الخُزَاعِيُّ البَلْخِيُّ، مِنْ وَلد مُكَلِّم الذّئب أُهبَان بنِ عيَاذ الخُزَاعِيّ، -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-. سَمِعَ مِنَ: الهَيْثَم بن كُلَيْب الشَّاشِي مُسْنده، وَكِتَاب الشَّمَائِل، وَكِتَاب غَرِيْب الحَدِيْث لابْنِ قُتَيْبَة، وَغَيْر ذَلِكَ، وطال عمره، وتفرد. وَحَدَّثَ أَيْضاً عَنْ أَبِيهِ، وَالأُسْتَاذِ عَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ البُخَارِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ طَرْخَان البَلْخِيّ، وَمُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ خَنْب، وَأَبِي عَمْرو مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ العُصْفُرِي، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الجَمَّال، وَمُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ السُّلَمِيّ، وَطَائِفَة. وَارْتَحَلَ فِي كبره، فَحَدَّثَ بِبُخَارَى، وَبلخ وَسَمَرْقَنْد وَنسف. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الدِّيَار، وآخرُ أَصْحَابه مَوتاً أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَلِيْلِيّ الدِّهْقَان. مَاتَ بِبُخَارَى فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 107"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 195".

السليماني

3740- السليماني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُعَمَّرُ، مُحَدِثُ مَا وَرَاء النَّهر، أبو الفضل، أحمد بن علي بن عمرو بنِ حَمْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ بنِ عَنْبَرٍ، سِبْطُ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ، السُّلَيْمَانِيُّ البِيْكَنْدِيُّ البُخَارِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مُحَمَّدَ بن حَمْدُوَيْه بن سَهْل المَرْوَزِيّ، وَعَلِيَّ بن سَخْتُويه، وَعَلِيَّ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدَ بن إِسْحَاقَ الخُزَاعِيّ، وَمُحَمَّدَ بن صَابر بن كَاتب، وَصَالِح بن زُهَيْر البُخَارِيين، وَعَلِيَّ بن إِسْحَاقَ المَادَرَائِي، وَأَبَا العَبَّاسِ الأَصَمُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ فَارس، وَطَبَقَتَهُم، وَتَفَرَّد بِالرِّوَايَة عَنِ ابْنِ حَمْدُوَيْه وَغَيْرِه. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ فِي "الأَنسَاب": السُّلَيْمَانِيّ مَنْسُوبٌ إِلَى جدِّه لأُمِّهِ: أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ البِيْكَنْدِيّ، لَهُ التَّصَانِيْفُ الكِبَارُ، رَحَلَ إِلَى الآفَاق، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيْرٌ فِي زَمَانِهِ إِسْنَاداً وَحِفْظاً وَدِرَايَةً وَإِتقَاناً، وَكَانَ يُصَنِّفُ فِي كُلِّ جُمعَة شَيْئاً، وَيَدْخُلُ مِنْ بِيْكَنْد إِلَى بُخَارَى، وَيُحَدِّثُ بِمَا صَنَّف. حَدَّثَ عَنْهُ: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المستغفري، وولده أبو ذَر مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، وَجَمَاعَةٌ لاَ نَعْرِفُهُم بِتِلْكَ الدِّيَار. قَالَ أَبُو سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَع مائَة وَلَهُ ثَلاَثٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَبِي سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ عَلِيٍّ البِيْكَنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الخَطَّاب مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيٍّ الكعبِيّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبِيوردِيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو السُّلَيْمَانِيّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِي، حَدَّثَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ السَّمَرْقَنْدِي، حَدَّثَنَا عِيْسَى بن مينا، حدثنا محمد ابن جَعْفَرِ بنِ أَبِي كَثِيْر، عَنِ العَلاَءِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لاَ يَفْتَحُ أَحَدٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إلَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ" 2. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ يُوْنُسَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ عَبْدُ الأَوّل، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن علي الحافظ بيكند، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عِيْسَى الخُوَارِزْمِيّ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيّ، حَدَّثَنِي محمد ابن إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ حَمْدَان البَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ نَهْشَل المَرْوَزِيّ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ مَسْعُوْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ قَالَ: وَلدُ الزِّنَى لاَ يَكْتُب الحَدِيْث. رَأَيْتُ لِلسُّلَيْمَانِيّ كِتَاباً فِيْهِ حَطٌّ عَلَى كِبَارٍ، فَلاَ يُسمَعُ مِنْهُ مَا شذ فيه.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 122"، واللباب لابن الأثير "2/ 132"، والعبر "3/ 87"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 960"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 172". 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 418"، من طريق قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز بن محمد، عن العلاء يعني ابن عبد الرحمن، عن أبيه، به. قلت: إسناده حسن، عبد العزيز بن محمد الدراوردي، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". وأخرجه أحمد "4/ 231"، والترمذي "2325"، من طريق يونس بن خباب، عن سعيد الطائي أبي البختري أنه قال حدثني أبو كبشة الأنماري أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم- يقول: فذكره في حديث طويل، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

ابن حامد

3741- ابن حامد 1: شَيْخُ الحَنَابِلَة، وَمُفتيهُم، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحَسَنُ بنُ حَامِد بن عَلِيِّ بنِ مَرْوَانَ، البَغْدَادِيُّ الوَرَّاق، مُصَنِّف كِتَاب الجَامع فِي عِشْرِيْنَ مُجَلَّداً فِي الاختِلاَفِ. رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ النَّجَّادِ، وَأَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، وَابنِ سَلْم الخُتَّلِيِّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَأَبُو طَالِبٍ العُشَارِيّ، والقاضي أبو يعلى، وتفقه عليه، والمقرىء أَبُو بَكْرٍ الخَيَّاط. وَكَانَ يَتَقَوَّتُ مِنَ النَّسْخِ، وَيُكْثِرُ الحَجّ. وَهُوَ أَكْبَرُ تَلاَمذَةِ أَبِي بَكْرٍ غلام الخلال. هَلَكَ شَهِيْداً فِي أَخذ الْوَفْد سَنَةَ ثَلاَثٍ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 303"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 263"، والعبر "3/ 84"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 232"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 166".

ابن وجه الجنة

3742- ابن وجه الجنة 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ، أَبُو بَكْرٍ، يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَسْعُوْدِ بنِ مُوْسَى، القُرْطُبِيُّ، عُرِفَ بِابْنِ وَجْهِ الجَنَّةِ. سَمِعَ مِنْ: قَاسِمِ بنِ أَصْبَغَ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي دُلَيْمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَابْنِ حَزْمٍ الصَّدَفِي، وَأَحْمَدَ بنِ مُطَرِّفٍ. وَكَانَ خَيِّراً دَيِّناً، مِنْ عُدُولِ القَاضِي أَبِي بَكْرٍ بنِ السَّلِيْم، وَكَانَ يَلْتَزِمُ صنعَة الخَزِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْم، وَطَائِفَة. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة. وَهُوَ أكبر شيخ لقيه ابن حزم.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 663"، والعبر "3/ 82"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 165".

ابن الرسان، لحية الزبل

ابن الرسان، لحية الزبل: 3743- ابن الرسان 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ، أَبُو القَاسِمِ، أَحْمَدُ بن فتح بن عبد الله ابن عَلِيٍّ القُرْطُبِيّ، التَّاجِرُ السَّفَّار، المَعْرُوفُ بِابْنِ الرّسَّان. حج، وَأَخَذَ عَنْ أَبِي الحَسَنِ عُتْبَة الرَّازِيّ، وَحَمْزَةَ الكِنَانِيّ، وَالحَسَنِ ابْنِ رَشِيْق، وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيْمَ فَقِيْهِ قُرْطُبَة، وَحمل صَحِيْح مُسْلِم عَنْ أَبِي العَلاَءِ بن مَاهَان. رَوَى عَنْهُ: الصَّاحبَان: ابْنُ مَيْمُوْنٍ وَابْنُ شِنْظِير، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عتَّاب، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَالخَوْلاَنِيُّ، وَقَالَ: هُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ عَلَى هُدَى وَسُنَّة، صَنَّفَ فِي الفَرَائِضِ، وَكَانَ عِنْدَهُ فوائِد جَمَّةٌ عَوَالٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ عَنْ أَرْبَع وَثَمَانِيْنَ سَنَةً فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، مختفياً بَعْد طلبٍ شَدِيد بِسبب مصَادرَة وَعسف. وَقَدْ رَوَى ابْنُ حَزْم فِي توَالِيفه عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائة. 3744- لحية الزبل 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، شَيْخُ اللُّغَة، أَبُو عُثْمَانَ، سعيد بن عثمان بن سَعِيْدٍ، البَرْبَرِيّ الأَنْدَلُسِيُّ، ابْنُ القَزَّاز، اللُّغَوِيُّ القُرْطُبِيُّ، تلميذ أبي علي القالي. مولده في سنة خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْ: قَاسِمِ بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عَبْدِ اللهِ ابْن أَبِي دُلَيْم، وَمُحَمَّدِ بن عِيْسَى بنِ رِفَاعَةَ، وَسَعِيْدِ بن جَابِرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الخُشَنِيُّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَجَمَاعَة وَكَانَ أَحَدَ الثِّقَاتِ. عُدم فِي وَقعَة الأَنْدَلُس، في ربيع الأول، سنة أربع مائة.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 26". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 208"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 585".

ابن المكوي، الصعلوكي

ابن المكوي، الصعلوكي: 3745- ابن المكوي 1: عَالِمُ الأَنْدَلُس، وَشَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو عُمَرَ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ هَاشِمٍ، الإِشْبِيْلِيُّ، ابْنُ المَكْوِيِّ. تَفَقَّهَ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الفَقِيْه. وبرعَ، وَفَاقَ الأَقرَانَ، وَانتهت إِلَيْهِ مَعْرِفَةُ المَذْهَبِ وغوامضه مع الصَّلاَبَةِ فِي الدِّين، وَالبُعد عَنِ الهوَى، وَالإِنصَافِ فِي النَّظَر. صَنّف هُوَ وَالعَلاَّمَة أَبُو بَكْرٍ المُعَيْطي مَعاً كِتَاب الاسْتيعَاب فِي المَذْهَب، فِي مائَة جُزْء، لصَاحِبِ الأَنْدَلُس المُسْتَنْصِر، فسُرَّ بِذَلِكَ، وَوصلَهُمَا بِمَبْلَغٍ، وَقدَّمهُمَا للشُّوْرَى. تَفَقَّهَ عَلَى ابْنِ المَكْوِيّ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَخَذَ عَنْهُ "المُدَوَّنَة". مَاتَ فجأَةً فِي جُمَادَى الأُولَى، سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة عَنْ سبعٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهودَةً، رَحِمَهُ اللهُ. 3746- الصُّعْلُوْكِيُّ 2: العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة بِخُرَاسَانَ، الإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ، سهل بن الإِمَامِ أَبِي سَهْلٍ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بن مُحَمَّدٍ، العِجْلِيُّ الحَنَفِيُّ، ثُمَّ الصُّعْلُوْكِيّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الفَقِيْهُ الشافعي. تفقه على والده. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الرّفَّاء، وَطَائِفَة. وَدرَّس وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّة. قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ مِنْ أَنْظَرِ مَنْ رأَينَا، تَخَرَّجَ به جمعة، وحدث وأملى.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 22"، والعبر "3/ 74"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 161". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 64"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 435"، والعبر "3/ 88"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 172".

قَالَ: وَبلغنِي أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسه أَكْثَرُ مِنْ خَمْس مائَة محبرَة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيّ: كَانَ أَبُو الطَّيِّبِ فَقِيْهاً أَدِيْباً، جَمَعَ رِئاسَةَ الدُّنْيَا وَالدِّيْن، وَأَخَذَ عَنْهُ فُقَهَاءُ نَيْسَابُوْر. وقال الحاكم: كان أبو يُجِلُّه، وَيَقُوْلُ: سهلٌ وَالد. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ الحَاكِم وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَهْل الشَّاذْيَاخِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَلَهُ أَلْفَاظٌ بَدِيْعَة، مِنْهَا: مَنْ تَصَدَّرَ قَبْلَ أَوَانِهِ، فَقَدْ تَصَدَّى لِهَوَانِهِ. وَقَالَ: إِذَا كَانَ رِضَى الْخلق معسوراً لاَ يُدرك، كَانَ رِضَى الله مِيسوراً لاَ يُترك، إِنَّا نحتَاج إِلَى إِخوَان العُشرَة لوقت العُسْرَة. وَكَانَ بَعْضُ العُلَمَاء يعدُّ أَبَا الطَّيِّبِ المجدِّدَ للأُمَّة دِيْنَهَا عَلَى رَأْسِ الأَرْبَع مائَة، وَبَعْضُهُم عدَّ ابْن البَاقِلاَّنِيّ، وبعضهم عد الشيخ أبا حامد الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَهُوَ أَرجحُ الثَّلاَثَة. تُوُفِّيَ الإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَع مائَة فِي عشر الثَّمَانِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: السُّلَيْمَانِيّ، وَشَيْخُ القرَّاء أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ المَلِكِ بن بَكْرَانَ النَّهروَانِيّ، وَقَاضِي قُرْطُبَة أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَاقِد المَالِكِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ حَاتِم بن أَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّد بن يَعْقُوْبَ الهَرَوِيّ مُؤَلّف "السُّنَن الكبير".

ابن الليث

3747- ابن الليث 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الفَقِيْهُ، العَلاَّمَةُ أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنُ بن أحمد بن محمد ابن اللَّيْثِ الكَشِّي، ثُمَّ الشِّيْرَازِيُّ الشَّافِعِيّ، مِنْ أَعْيَانِ القُرَاء وَالحُفَّاظ وَالفُقَهَاء. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ العِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّار، وَأَبِي العباس الأصم، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وَعَبْد اللهِ بن دُرُسْتَوَيْه النَّحْوِيِّ، وَالحَافِظِ الحَسَن بن عبد الرحمن الرامهرمزي. وَارْتَحَلَ وَجمع، وَشَاركَ فِي الفَضَائِل، وَرَوَى الكَثِيْر ببلاَد فَارس. سَمِعَ مِنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَقَالَ: هُوَ متقدِّمٌ فِي مَعْرِفَةِ القرَاءاتِ، حَافِظٌ لِلْحَدِيْثِ، رَحَّالٌ، قَدِمَ عَلَيْنَا أَيَّامَ الأَصَمِّ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ. وَذَكَرَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَح أَبَا عَلِيٍّ بنَ اللَّيْثِ فِي "طبقَات الشَّافِعِيَّة" مختصراً، وَقَالَ: هُوَ وَالِدُ اللَّيْثِ وَأَبِي بَكْرٍ. ذكره أَيْضاً أبوز عبد الله القاء في "طبقات أهل شيراز"، وأثنى عليه كثييرًا ثُمَّ قَالَ وَمن أَصْحَابه: زَيْدُ بنُ عُمَرَ الحَافِظ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَافِظ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ لثمَان عَشْرَة مَضَت مِنْ شَعْبَانَ سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة. قُلْتُ: وَمَاتَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ المُقْرِئ. وَقِيْلَ: بَلْ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فيُحرّر هَذَا. وَقَدْ ذكر الحَافِظُ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: أَنَّ الحَافِظ أَبَا الشَّيْخ مَعَ تَقَدُّمِهِ رَوَى عَنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ اللَّيْثِ حَدِيْثاً. فَهَذَا من رواية الشيوخ عن التلامذة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 441" "الكشي" و"الليثي" واللباب "3/ 100، 138"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 961"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 175".

ابن فطيس

3748- ابن فطيس 1: الإمام العلامة الحافظن ذو الفنون، قَاضِي الجَمَاعَة، أَبُو المُطَرِّفِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن فُطَيْس بن أَصْبَغَ بن فُطَيْس القُرْطُبِيُّ، المَالِكِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عِيْسَى اللَّيْثِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن عَوْنٍ الله وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُفَرِّجٍ، وَأَبِي الحَسَنِ الأنطاكي، وأبي محمد الأًيلي، وأبي محد بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ، وَعِدَّة. وَأَجَاز لَهُ الحَسَنُ بنُ رَشِيْق، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَبْهَرِيّ. وَطَائِفَة. وَكَانَ حَافِظاً نَاقِداً جِهْبذاً، مُجَوِّداً مُحَقِّقاً، بَصِيْراً بالعلل والرجال، مع قوته في الفقه والفضاسئل، وَكَانَ يُمْلِي مِنْ حِفْظِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الصَّاحبَان، وَأَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ سُميق، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَحَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَآخَرُوْنَ. صَنّف كِتَاب "الْقَصَص" وَهُوَ ثَلاَث مُجَلَّدَات، وَكِتَاب "أَسبَاب النُّزَول" فِي مائَة جُزْء، وَكِتَاب "فَضَائِل الصَّحَابَة" فِي مائَة جُزْء، وَكِتَاب "فَضَائِل التَّابِعِيْنَ" فِي سبع مجلدات، وكتاب "الناسخ والمنسوخ" ثلاثون جزءًا، وكتاب "الإخوة من أهل العمل" مُجَلَّدَان، وَكِتَاب "أَعلاَم النُّبُوَّة" فِي عَشْرَة أَسفَار، وَكِتَاب "الكَرَامَات" فِي مُجَلَّدين، وَ"مُسْند" مُحَمَّد بن فُطَيْس، خمسُوْنَ جُزْءاً وَ"مُسْند" قَاسِم بن أَصْبَغَ العوَالِي ثَلاَث مُجَلَّدَات، وَكِتَاب "المنَاولَة وَالإِجَازَة" مُجَلَد. وَكَانَ قَدْ وَلِي الوزَارَة للمُظَفَّر بنِ أَبِي عَامِر، فَلَمَّا أَن وَلِي القَضَاءَ، تركَ زِيَّ الوُزَرَاء. وَكَانَ عَادلاً، شَدِيداً فِي أحكامه، بحر مِنْ بُحُورِ العِلْمِ، عَظِيْم الْخطر. عَاشَ خمساً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ فِي نِصْفِ ذِي القَعْدَةِ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة، وَصَلَّى عَلَيْهِ وَلدُهُ محمد، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 309"، والعبر "3/ 78"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 972"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 231"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 163".

أبو أحمد الفرضي

3749- أبو أحمد الفرضي 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ، شَيْخُ العِرَاق، أَبُو أَحْمَدَ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي ابن أَبِي مُسْلِمٍ البَغْدَادِيُّ، الفَرَضِيُّ، المُقْرِئ. تلاَ عَلَى ابن بويان. وَسَمِعَ مِنَ: القَاضِي المَحَامِلِيّ، وَيُوْسُف بن البُهلول الأَزْرَق، وَحَضَرَ مَجْلِس أَبِي بَكْرٍ بنِ الأَنْبَارِيِّ. تَلاَ عَلَيْهِ: أَبُو بَكْرٍ بنُ مُوْسَى الخَيَّاط، وَأَبُو عَلِيٍّ غُلاَم الهَرَّاس، وَنَصْرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيّ، وَجَمَاعَةٌ. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي عُثْمَانَ، وَعَلِيُّ بنُ البُسْرِيّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيّ الخَطِيْب، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً وَرِعاً دَيِّناً. وَقَالَ العَتِيْقِيّ: مَا رَأَيْتُ فِي مَعْنَاهُ مثلَه. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ كَانَ إِمَاماً مِنَ الأَئِمَّة. قَالَ عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ الهَمَذَانِيّ: كَانَ أَبُو أَحْمَدَ إِذَا جَاءَ إِلَى أَبِي حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، قَامَ وَمَشَى حَافيّاً إِلَى بَاب مَسْجِدِهِ مُسْتَقْبِلاً لَهُ. وَقَالَ مَنْصُوْرٌ الفَقِيْه: لَمْ أَرَ فِي الشُّيُوْخ مَنْ يُعلِّم لله غير أبي أحمد الفَرَضِيّ، اجْتَمَعَتْ فِيْهِ أَدَوَاتٌ مِنْ علمٍ وَقُرآنٍ وَإِسْنَاد، وَحَالَةٍ مِنَ الدُّنْيَا مُتّسعَة، وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ أَورعَ الخَلْقِ، لَمْ أَرَ مثله. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَع مائَة وَلَهُ اثْنَتَانِ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَقَدِ اسْتَوْفَيْتُ أَمره فِي "طبقَات المُقْرِئين". سَمِعْتُ قِرَاءة قَالُوْنَ عَلَى عُمَرَ بن عَبْدِ المُنْعِمِ، قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو اليُمْن الكِنْدِيُّ قَالَ: تلوتُ بِهَا عَلَى هِبَةِ اللهِ بنِ الطَّبَرِ قَالَ: قَرَأْتُ بِهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى الخَيَّاط سَنَة إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، قَالَ: قَرَأْتُ بِهَا عَلَى أَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِيّ، عَنِ ابْنِ بُويَان، عَنْ أَبِي حَسَّانٍ، عَنْ أَبِي نشيط، عن قالون صاحب نافع.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 380"، والأنساب للسمعاني "9/ 272"، واللباب لابن الأثير "2/ 422"، والعبر "3/ 94"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 181".

ابن فورك

3750- ابن فورك 1: الإمام العلامة الصالح، شيخ المتكلمين، أبو بكرن محمد بن الحَسَنِ بنِ فُوْرَكَ الأَصْبَهَانِيّ. سَمِعَ مُسْنَد أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ فَارِسٍ، وَسَمِعَ مِن ابْنِ خُرَّزَاذ الأَهْوَازِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَف، وَآخَرُوْنَ. وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ الكَثِيْرَة. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ فِي "سيَاق التَّارِيْخ": الأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ قَبْرُهُ بِالحِيرَة يُسْتَسقَى بِهِ. وَقَالَ القَاضِي ابْنُ خَلِّكَان فِيْهِ: أَبُو بَكْرٍ الأُصُوْلِيّ، الأَدِيْبُ النَّحْوِيُّ الوَاعِظُ، دَرَّسَ بِالعِرَاقِ مُدَّةً، ثُمَّ تَوَجَّه إِلَى الرَّيّ، فسعَتْ بِهِ المبتدعَةُ يَعْنِي الكَرَّامِيَّة فَرَاسلهُ أَهْلُ نَيْسَابُوْر، فوردَ عَلَيْهِم، وَبنَوا لَهُ مَدْرَسَةً وَدَاراً، وَظهرت بَرَكَتُهُ عَلَى المُتَفَقّهَة، وَبلغت مُصَنَّفَاتُه قَرِيْباً مِنْ مائَة مصَنّف، وَدُعِي إِلَى مدينَة غَزْنَة، وَجرتْ لَهُ بِهَا مُنَاظَرَات، وَكَانَ شَدِيدَ الرَّدِّ عَلَى ابْنِ

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 272"، والعبر "1/ 95"، والنجوم الزاهرة لابن تغري "4/ 240"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 181".

كرَّام، ثُمَّ عَادَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، فسُمَّ فِي الطَّرِيْق، فَمَاتَ بقُرْبِ بُسْت1، وَنُقِلَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، ومشهده بالحيرة يزار، ويستجاب الدعاء عنده2. قُلْتُ: كَانَ أَشْعَريّاً، رَأْساً فِي فَنِّ الكَلاَم، أَخَذَ عَن أَبِي الحَسَنِ البَاهِلِيّ صَاحِبِ الأَشْعَرِيّ. وَقَالَ عَبْدُ الغَافِرِ: دَعَا أَبُو عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ فِي مَجْلِسه لطَائِفَةٍ، فَقِيْلَ: إلَّا دعوتَ لابْنِ فُوْرَك؟ قَالَ: كَيْفَ أَدْعُو لَهُ، وَكُنْتُ البَارِحَة أُقْسِمُ عَلَى اللهِ بِإِيْمَانِهِ أَنْ يَشْفينِي ?. قُلْتُ: حُمِلَ مُقَيَّداً إِلَى شيرَاز للعقَائِد. وَنَقَلَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ أَنَّ السُّلْطَانَ مَحْمُوْداً سأَله عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ، وَأَمَّا اليَوْم فَلاَ. فَأَمر بِقَتْلِهِ بِالسُّمّ. وَقَالَ ابْنُ حَزْم: كَانَ يَقُوْلُ: إِنَّ روحَ رَسُوْلِ اللهِ قَدْ بطلت، وَتلاشَتْ، وَمَا هِيَ فِي الجَنَّةِ. قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الحَاكِم حَدِيْثاً، وَتُوُفِّيَ قبلَه بِسَنَةٍ وَاحِدَةٍ.

_ 1 بست هي: مدينة بين سجستان وغزنين وهراة، كما قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان" "1/ 492". 2 الدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين من البدع المنكرة التي لا يقرها الشرع، وهو ذريعة إلى الشرك. وقد كان صحَابَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أراد أحدهم أن يدعو لنفسه استقبل القبلة ودعا في مسجده كما كانوا يفعلون في حياته، لا يقصدون الدعاء عند الحجرة ولا يدخل أحدهم إلى القبر. وكل من يقصد زيارة القبر أي قبر ولو كان قبر سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- للدعاء عنده فهو ضال مبتدع؛ فإن الدعاء عند القبور لم يشرعه النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يفعله الصحابة ومن تبعهم خير القرون سلف الأمة. فالدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين من البدع المنكرة، ومن جنس الشرك، وذريعة إليه، ولو قصد الصلاة عند قبور الأنبياء والصالحين من غير أن يقصد دعاءهم والدعاء عندهم مثل أن يتخذ قبورهم مساجد لكان ذلك الفعل محرمًا ومنهيًا عنه، ولتعرض صاحبه لغضب الله ولعنته كما قال -صلى الله عليه وسلم: "اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، وعن أبي هريرة مرفوعًا: "قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". وعن زيد بن ثابت مرفوعًا: "لعن الله اليهود والنصاري اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"؛ فإن اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد من أسباب غضب الله ولعنته، كما وردت به الأحاديث، فكيف بمن يقصد دعاء الميت والدعاء عند قبره، واعتقد أن ذلك من أوكد الأسباب لاستجابة الدعوات فهذا من جنس الشرك الذي كان يفعله قوم نوح -عليه السلام- ومن كانوا يعبدون الأوثان.

باديس، ابن اللبان

باديس، ابن اللبان: 3751- باديس 1: ابن مَنْصُوْرِ بنِ يُوْسُفَ بنِ بَلّكِيْنَ بنِ زِيْرِي، صَاحِبُ المَغْرِب، وَابْنُ مُلُوْكِهَا مِنْ جِهَةِ العُبَيْدِيَّة، أبو مناد الصنهاجي. ولي ممالك إفريقية للحاكم، فلقبه: نصير الدولة. وَكَانَ سَائِساً حَازِماً، شَدِيدَ البَأْس، إِذَا هَزَّ رُمْحاً، كَسَرَهُ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وفِي سَنَة سِتٍّ وَأَرْبَع مائَة أَمَرَ جَيْشَهُ بِالعرض، فَسَرَّهُ حُسْن شَارتِهم وَهَيْئَتِهم، ثُمَّ مَدَّ السِّمَاط وَأَكَلَ، فَمَاتَ فَجْأَةً لِلَيْلَته، فَأَخْفَوا مَوْتَهُ، وَرتَّبُوا فِي المُلْكِ أَخَاهُ كرَامت، ثُمَّ عطفُوا، فَبَايَعُوا ابْنه المُعِزَّ بنَ بَادِيس. وَيُقَالُ: مَاتَ بِالخوَانيق، دَعَا عَلَيْهِ الصَّالِحُ مُحرِزٌ الطَّرَابُلُسِيّ المُؤَدِّب، لِكَوْنِهِ هَمَّ بِخَرَابِ طَرَابُلُس المَغْرِب. وصِنْهَاجَة مِنْ حِمْيَر بِالكسر. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْد: لاَ يجوز إلَّا ضم الصاد. 3752-ابن اللبان 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الكَبِيْر، إِمَامُ الفَرَضِيّين فِي الآفَاق، أَبُو الحُسَيْنِ، مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ، البَصْرِيُّ، ابْنُ اللَّبَّانِ، الفَرَضِيُّ، الشَّافِعِيُّ. سَمِعَ: أَبَا العَبَّاسِ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ الأَثْرَم، وَابنَ داسه، وحدث عنه بِبَغْدَادَ ب "سُنَن أَبِي دَاوُدَ"، فسَمِعَهَا مِنْهُ القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيّ. وَثَّقَهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَقَالَ: انْتَهَى إِلَيْهِ عِلْمُ الفَرَائِضِ، صَنَّف فِيْهَا كتباً، وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة. قُلْتُ: أَظنُّه مِنْ أَبْنَاءِ الثمانين.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 265"، وتاريخ بغداد "6/ 157". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 472"، والعبر "3/ 80"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 231"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 164".

قِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا فَرَضِيٌّ إلَّا مِنْ أَصحَابِي، أَوْ أَصْحَابِ أَصحَابِي، أَوْ لاَ يُحسِنُ شَيْئاً. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيّ: كَانَ ابْنُ اللَّبَّان إِمَاماً فِي الفِقْه وَالفَرَائِض، صَنَّفَ فِيْهَا كُتُباً لَيْسَ لأَحَدٍ مِثْلُهَا، أَخَذَ عَنْهُ أَئِمَّةٌ وَعُلَمَاء. وَقَالَ ابْنُ أَرسلاَن فِي "تَارِيْخِهِ": دَخَلَ ابْنُ اللَّبَّان خُوَارَزْم فِي دولة مَأْمُوْن بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مأْمُوْن خُوَارَزْم شَاه، فَأَكرمه، وَبَرَّهُ، وَبَالَغَ، وَبنَى لَهُ مَدْرَسَةً بِبَغْدَادَ يَنْزِلُ فِيْهَا فُقَهَاء خُوَارَزْم، فَكَانَ أَبُو الحُسَيْنِ يُدَرِّسُ بِهَا، وَكَانَ خُوَارَزْم شَاه يَبْعَثُ إِلَيْهِ كُلَّ سَنَةٍ بِمَال. قَالَ ابْنُ أَرسلاَن: وَأَنَا رَأَيْتُ هَذِهِ المَدْرَسَة وَقَدْ خربَتْ بقرب قطيعة الربيع.

أبو علي الروذباري، ابن ثرثال

أبو علي الروذباري، ابن ثرثال: 3753- أبو علي الروذباري 1: الإِمَامُ المُسْنِدُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَاتِم، الرُّوْذَبَارِيّ، الطُّوْسِيُّ. سَمِعَ إِسْمَاعِيْل الصَّفَّار، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ بن شَوْذَب، وَابنَ دَاسَة، وَالحُسَيْنَ بن الحَسَنِ الطُّوْسِيّ، وَطَائِفَة. وَحَدَّثَ ب "سُنَن أَبِي دَاوُدَ" بِنَيْسَابُوْرَ، وَعُقَدَ لَهُ مَجْلِسٌ فِي الجَامع، ثُمَّ مَرِضَ، وَرُدَّ إِلَى وَطَنه بِالطَّابَرَان، فَتُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ الحَاكِمُ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وأبو بكر البيهقي، وأبو الفَتْح نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الطُّوْسِيّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي عَلَى الدَّقَّاق، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ نَيَّف عَلَى الثمانين. 3754- ابن ثرثال 2: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ عبد العزيز بن أحمد ابن حَامِدِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ ثَرْثَالٍ، التَّيْمِيُّ البَغْدَادِيُّ، نَزِيْلُ مِصْر. حَدَّثَ بِجُزءٍ وَاحِدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ سِوَاهُ عَنِ القَاضِي أَبِي عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيّ، وَمُحَمَّدِ بن مَخْلَدٍ، وَإِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدِ بنِ بَطْحَاء. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَسَمَاعُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيّ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ القُضَاعِي، وَخَلَفُ بنُ أَحْمَدَ الحَوْفِيّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ الحَبَّال، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وفيها توفي المقرىء أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بن الفحام السَّامَرِّيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ البَيِّع، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ بُديل الخُزَاعِيّ المقرىء، وأبو عمر محمد بن الحسين البسطامي.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 180"، واللباب لابن الأثير "2/ 41"، والعبر "3/ 85" وشذارت الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 168". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 257"، والأنساب للسمعاني "3/ 114"، واللباب لابن الأثير "1/ 232"، والعبر "3/ 98"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 187".

ابن البيع، ابن مهدي

ابن البيع، ابن مهدي: 3755- ابن البيع 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، مُسْندُ بَغْدَادَ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى، البَغْدَادِيُّ المُؤَدِّب، عُرِفَ بِابْنِ البَيِّع. حَدَّثَ عَنْ القَاضِي أبي عبد الله المحاملي بالدعاء لَهُ، وَبعدَّةِ أَجزَاء تَفَرَّد بِهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ، وَأَخُوْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ البَقَّال عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الدَّجَاجِي، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ العُكْبَرِيّ، وَأَبُو الخَطَّاب نَصْر بن البَطِر. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ يَسْكُنُ بِدَرْب اليَهُوْد، وَكَانَ ثِقَةً، لَمْ أُرْزَق السَّمَاعَ مِنْهُ، وَأَعرفُ لَمَّا ذَهَبُوا إِلَيْهِ، فَلَمْ أَذهب لأَجلِ الحَرِّ، مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة، وَلَهُ سبعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. 3756- ابْنُ مهدي 2: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ الوَقْت، أَبُو عُمَرَ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَهْدِيّ، الفَارِسِيُّ الكَازَرُونِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ البَزَّاز. سَمِعَ: كَثِيْراً مِنَ القَاضِي المَحَامِلِيّ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي العَبَّاسِ بنِ عُقْدَة، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ بن شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بن مخلد العطار، والحسين ابن يَحْيَى بنِ عَيَّاشٍ، وَتَفَرَّد وَبعُد صيتُه. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَوَثَّقَهُ، وَهِبَةُ اللهِ بن الحُسَيْنِ البَزَّاز، وَيُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ المِهْرَوَانِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي عُثْمَانَ، وَأَبُو القاسم ابن البُسْرِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرٍ الطَّبَرِيّ، وَأَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ، وَعَاصِمُ بنُ الحَسَنِ العَاصمِيُّ، وَكبِيرُ المُعْتَزِلَة أَبُو يُوْسُفَ عَبْدُ السَّلاَّم بنُ مُحَمَّدٍ القَزْوِيْنِيّ المُفَسِّر، وَرزقُ الله بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ التَّمِيْمِيُّ، وَالخَطِيْبُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ طَلْحَة النِّعَالِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً أَمِيناً، مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَع مائَة. قَالَ: وَمَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثمَانِي عَشْرَة وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا مِنْ طَرِيقه أَجزَاءٌ عَالِيَةٌ من "المحامليات" وغيرها، وحدث في أسفاره.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 39"، والعبر "3/ 99"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 187". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 13"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 295"، والعبر "3/ 103"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 245"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 192".

أبو علي الفارسي

3757- أبو علي الفارسي 1: أَخُوْهُ: الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ المَلِكِ بن مُحَمَّدٍ الفَارِسِيّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ مَهْدِيّ بن خُشْنَام بن النُّعْمَانِ بن مَخْلَدٍ، سَمِعَ إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّار، وَعُثْمَان بن السَّمَّاكِ، وَجَمَاعَة. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ وَالرَّيِّ وَقَزْوين وَهَمَذَان فِي التِّجَارَة. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بنُ بُشْرَى اللَّيْثِيّ، وَأَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمَّان. وَسَكَنَ قَزْوين، وَكَانَ صَدُوْقاً. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وثلاث مائة، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في ذيل تاريخ بغداد لابن النجاز "1/ 134".

ابن أبي الفوارس

3758- ابن أبي الفوارس 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُحَقِّقُ الرَّحَّال، أَبُو الفَتْحِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ فَارسِ ابْنِ أَبِي الفَوَارِسِ سهلٍ، البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَأَوّلُ سَمَاعه فِي سَنَةِ ست وأربعين وثلاث مائة. سَمِعَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ الفَضْلِ بنِ خُزَيْمَة، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدٍ الخُلْدِيّ، وَدَعْلَج بن أَحْمَدَ، وَأَبِي عِيْسَى بَكَّارِ بن أَحْمَدَ، وَأَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ النَقَّاش المُفَسِّر، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ الصَّوَّاف، وَمُحَمَّدِ بن الحَسَنِ بنِ مِقْسَم، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ الهَيْثَمِ الأَنْبَارِيّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَارْتَحَلَ إِلَى البَصْرَةِ وَبلاَدِ فَارس وَخُرَاسَان، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَانتخب عَلَيْهِ المَشَايِخُ، وَكَانَ مَشْهُوْراً بِالحِفْظ وَالصَّلاَح وَالمعرفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ البَنَّاء، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سِكِّيْنَة، وَمَالِكُ بنُ أَحْمَدَ البَانْيَاسِيّ، وَعِدَّة. وَقَالَ الحَاكِمُ: أَوّلُ سَمَاع ابْنِ أَبِي الفَوَارِس مِنْ أَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد. قَالَ الخَطِيْبُ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ قطعَةً مِنْ حَدِيْثه، وَكَانَ يُمْلِي فِي جَامع الرُّصَافَة. قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا ملكُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَتْح بنُ أَبِي الفَوَارِس الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا الأَبَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ شَقِيق، سَمِعْتُ عَبْدَان يَقُوْلُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ: الإِسْنَاد عِنْدِي مِنَ الدِّينِ، لَوْلاَ الإِسْنَادُ، لقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ، فَإِذَا قِيْلَ لَهُ: مِنْ حَدَّثَكَ؟ بَقِيَ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 352"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 5"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 967"، والعبر "3/ 109"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 196".

أبو عمر الهاشمي

3759- أبو عمر الهاشمي 1: الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُعَمِّرُ، مُسْندُ العِرَاق، القَاضِي أَبُو عُمَرَ، القَاسِمُ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بن العباس بن عبد الواحد بن الأمير جعفر بن سليمان ابن عَلِيِّ بنِ الحَبْرِ البَحْرِ عَبْدِ اللهِ بن عَبَّاس، الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، البَصْرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ أَبَا رَوْق أَحْمَدَ بن محمد الهِزَّانِي، وَأَبَا العَبَّاسِ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ الأَثْرَم، وَعَبْدَ الغَافر بن سَلاَمَةَ، وَعَلِيَّ بن إِسْحَاقَ المَادَرَائِي، وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيّ الوَاسِطِيّ، وَأَبَا عَلِيٍّ اللُّؤْلُؤي، وَالحُسَيْنَ بن يَحْيَى بنِ عَيَّاش القَطَّان، وَيَزِيْد بن إِسْمَاعِيْلَ الخلاَّل صَاحِبَ الرَّمَادِيّ، وَالحَسَنَ بن مُحَمَّد بنِ عُثْمَانَ الفَسَوِيَّ، وَعِدَّة. وَانْتَهَى إِلَيْهِ علوُّ الإِسْنَاد بِالبَصْرَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الرَّحَّالَة وَغَيْرهم: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُسْتَمْلِي الأَصْبَهَانِيّ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو عَلِيٍّ الوَخْشِيُّ، وَهَنَّادُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّسَفِيّ، وَسُلَيْم بن أَيُّوْبَ الرَّازِيُّ، وَالمُسَيَّب بن مُحَمَّدٍ الأَرْغِيَانِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ التُّسْتَرِيُّ وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ شَغَبَة، وَجمعٌ آخِرُهُم مَوْتاً جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ العَبَّادَانِي. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً أَمِيناً، وَلِي القَضَاء بِالبَصْرَةِ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ سُنَن أَبِي دَاوُدَ وَغيرهَا. وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرَ الدِّيْنَوَرِيّ: سَمِعْتُ عَلَيْهِ "السُّنَن" بِقِرَاءتِي سِتّ مَرَّات، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَحضرنِي أَبِي سَمَاعَ هَذَا الكِتَاب وَأَنَا ابْنُ ثمَانِ سِنِيْنَ، فَأَثبتَ حضورِي وَلَمْ يُثبِتْه سَمَاعاً، ثُمَّ سمِعتُه وَأَنَا ابْنُ عشر. قَالَ الخَطِيْبُ: مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 451"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 14"، والعبر "3/ 117"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 201".

الإدريسي

3760- الإدريسي 1: الحَافِظُ الإِمَامُ المُصَنِّفُ، أَبُو سَعْدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ، الإِدْرِيْسِيُّ الإِسْتِرَابَاذِيُّ، مُحَدِّثُ سَمَرْقَنْد، أَلّف تاريخها، وتاريخ إِسْتِرَاباذ وَغَيْر ذَلِكَ. سَمِعَ: أَبَا العَبَّاسِ مُحَمَّدَ بن يَعْقُوْبَ الأَصَمَّ وَهُوَ أَكْبَر شَيْخٍ لَهُ، وَأَبَا نُعَيْمٍ مُحَمَّدَ بنَ حَمُّوَيْه الإِسْتِرَاباذِيّ، وَأَبَا سَهْلٍ هَارُوْنَ بنَ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ، وَأَبَا أَحْمَد بنَ عَدِيّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً، وَصَنَّفَ الأَبْوَاب وَالشُّيُوْخ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الشَّاشِي، وَأَبُو عبد الله الخبازي، وأبو مسعود أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَجَلِيّ، وَالقَاضِي أَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الوَاسِطِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرْوَذِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَثَّقَه الخَطِيْبُ، وَقَدْ حدَّث بِبَغْدَادَ. مَاتَ بِسَمَرْقَنْدَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة، مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ. وَكَانَ حَافِظَ وَقته بِسَمَرْقَنْدَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ المُسْتَمْلِي، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الطبيب، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ابن مُحَمَّدٍ قَدِمَ حَاجّاً، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ بِسَمَرْقَنْدَ، حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ حَنْبَل السَّرَخْسِيّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ السَّمَرْقَنْدِيّ، حَدَّثَنَا مَعْرُوف بن حَسَّان السَّمَرْقَنْدِيّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ رَبَّى شَجَرَةً حَتَّى نَبَتَتْ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ قَائِمِ اللَّيْل، صَائِم النَّهَارِ، وَكَأَجْرِ غَازٍ فِي سَبِيْلِ اللهِ دَهْرَهُ". هَذَا إِسْنَادٌ مُظْلِمٌ، وَمَتْنٌ لاَ يصح، ألصق بابن أبي ذئب.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص219"، وتاريخ بغداد "10/ 302"، والأنساب للسمعاني "1/ 160"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 273" وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 973"، والعبر "3/ 90". والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 237"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 175".

أبو مسعود

3761- أبو مسعود 1: الحَافِظُ المُجَوِّدُ البَارِعُ، أَبُو مَسْعُوْدٍ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ محمد بن عبيد، الدِّمَشْقِيُّ، مُصَنِّف كِتَاب "أَطرَاف الصَّحِيْحَيْنِ"، وَأَحَدُ مَنْ بَرَّزَ فِي هَذَا الشَّأْن. سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ بنَ لُؤْلُؤ الوَرَّاق، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ السَّقَّا الوَاسِطِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ عَبْدَ اللهِ بنَ فُوْرَك القَبَّابَ الأَصْبَهَانِيّ، وَعَلِيَّ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَكَّائِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بنَ عَبْدَان الشِّيْرَازِيّ، وَأَصْحَابَ مُطَيَّن، وَأَصْحَاب أَبِي خَلِيْفَة الجُمَحِيّ، وَالفِرْيَابِيّ. وَجمع فَأَوعَى، وَلَكِنَّهُ مَاتَ فِي الكُهُوْلَة قَبْلَ أَنْ ينْفق مَا عِنْدَهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو ذَرّ الهَرَوِيّ، وَحَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ السَّهْمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيّ، وَهِبَةُ اللهِ بن الحَسَنِ اللاَّلْكَائِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: سافر الكثير، وكتب ببغداد والبصرة والأهواز وَواسط وَخُرَاسَان وَأَصْبَهَان، وَكَانَ لَهُ عِنَايَةٌ بِالصَّحِيْحَيْنِ، رَوَى القَلِيْلَ عَلَى سَبِيْلِ المُذَاكَرَة. قَالَ: وَكَانَ صَدُوْقاً دَيِّناً، وَرِعاً فَهماً، صَلَّى عَلَيْهِ الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ بِبَغْدَادَ وَكَانَ وَصيَّهُ، حَدَّثَنِي العَتِيْقِيّ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة. قُلْتُ: ذكر غَيْره أَنَّهُ مَاتَ فِي شَهْر رَجَب سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ. وَقفتُ عَلَى جُزءٍ فِيْهِ أَحَادِيْثُ مُعَلَّلَةٌ لأَبِي مَسْعُود يقْضِي بإِمامته. كتب إِلَيَّ المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ القَيْسِيّ، وَمُؤَمَّل بنُ مُحَمَّدٍ، وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الطَّبَرِيّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المُزَنِيّ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ أَبَان الوَاسِطِيّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الفِهْرِيّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عَنْ أَخِيْهِ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا أَتَى وَادِي مُحَسِّر، حَرَّكَ رَاحِلتَهُ، وَقَالَ: "عَلَيْكُم بِحَصَى الخذف" 2.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 172"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 252"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة رقم 977"، والعبر "3/ 72"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 162". 2 صحيح: أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد "6/ 173". =

وَبِهِ: قَالَ الخَطِيْبُ: وَحَدَّثَنَا أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ المُزَنِيّ، وَقَالَ فِيْهِ: عَبْد اللهِ بن عَمْرٍو الفِهْرِيّ. أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ سلامة، عن يحيى بن أسعد، عن أح0مد بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصَّيْرَفِيّ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أحمد بن محمد العتيي، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُوْدٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ بِنَهر الدّير، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنُ حَمُّوَيْه بِالبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بنُ الحَارِثِ المُحَارِبِيّ، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بنُ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ أَبِي: كُنَّا نُصلِّي مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الجُمُعَة، وليس للحيطان فئ نَسْتَظِلُّ بِهِ1. رَوَاهُ مُسْلِم، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْه، عَنْ أَبِي الوَلِيْد، وَتَابَعَهُ وَكِيْعُ بنُ الجراح.

_ وله شاهد من حديث الفضل بن عباس: عند أحمد "1/ 210-213"، ومسلم "1282"، والنسائي "5/ 258، 269"، وابن خزيمة "2483"، "2860"، "2873"، والطبراني في "الكبير" "18/ 686، 687، 688، 690، 691، 692"، والبيهقي "5/ 127"، من طرق عن أبي الزبير، عن أبي معبد، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس، به. قلت: إسناده صحيح، وقد صرح أبو الزبير المكي بالتحديث عند مسلم وغيره فانتفت شبهة تدليسه، وأبو معبد: هو نافذ مولى ابن عباس. 1 صحيح: أخرجه البخاري "4168"، ومسلم "860"، "32".

عميد الجيوش

3762- عميد الجيوش 1: الأَمِيْرُ الوَزِيْرُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بنُ أَبِي جعفر. كان أبوه الأمير أبو جَعْفَر حَاجِباً لِعَضُد الدَّوْلَة. وَخدم أَبُو عَلِيٍّ بَهَاءَ الدَّوْلة فَاسْتنَابَهُ عَلَى العِرَاق، فَقَدِمَهَا فِي سنة 396 سَنَةِ وَالفِتَنُ ثَائِرَةٌ بِهَا، فَضبط العِرَاقَ بِأَتمِّ سِيَاسَة، وَأَبَاد الحَرَامِيَّة، وَقُتِلَ عِدَّةً، وَأَبْطَلَ مآتم عَاشُورَاء، وَأَمر مَمْلُوكاً لَهُ بِالمَسِيرِ فِي مَحَالِّ بَغْدَاد، وَعَلَى يَده صِيْنِيَةٌ مَمْلُوءةٌ دَنَانِيْر، فَفَعَلَ، فَمَا تَعرّضَ لَهُ أَحَدٌ لاَ فِي اللَّيْلِ وَلاَ فِي النَّهَار. وَمَاتَ نَصْرَانِيٌّ تَاجرٌ مِنْ مِصْرَ، وَخَلَّفَ أَمْوَالاً، فَأَمر بِحِفْظِهَا حَتَّى جَاءَ الوَرَثَةُ مِنْ مِصْرَ، فَتَسَلَّمُوهَا. وَكَانَ مَعَ فرط هَيْبَته ذَا عَدْلٍ وَإِنْصَافٍ، وَلِي العِرَاق تِسْع سِنِيْنَ سِوَى أَشهر. وَفِيه يَقُوْلُ البَبّغَا: سَأَلْتُ زَمَانِي: بِمَنْ أَسْتَغِيْثُ: ... فَقَالَ: اسْتَغِثْ بِعَمِيْدِ الجُيُوش . . . القَصِيْدَة. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة، وَولِي بعده فخر الملك.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 252"، والعبر "3/ 74"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 228"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 160".

الحليمي

3763- الحليمي 1: القَاضِي العَلاَّمَةُ، رَئِيْسُ المُحَدِّثِيْنَ وَالمُتَكَلِّمِيْنَ بِمَا وَرَاء النهر، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَلِيْم البُخَارِيُّ الشَّافِعِيُّ. أَحَدُ الأَذكيَاء المُوْصُوفِيْنَ، وَمن أَصْحَابِ الوُجُوهِ فِي المَذْهَب. وَكَانَ مُتفنِّناً، سيَّال الذِّهن، مُنَاظِراً، طَوِيْلَ البَاعِ فِي الأَدب وَالبيَان. أَخَذَ عَنِ: الأُسْتَاذ أَبِي بَكْرٍ القَفَّال، وَالإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ الأُوْدَنِي، وَحَدَّثَ عَنْ: خَلَفِ بن مُحَمَّدٍ الخيَّام، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ خَنْب، وَبَكْرِ بن مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيّ الدُّخَمْسِينِي، وَجَمَاعَة. وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فَقِيْلَ: إِنَّهُ وُلِدَ بِجُرْجَانَ، وَحُمِلَ، فَنشَأَ بِبُخَارَى، وَقِيْلَ: بَلْ وُلِدَ بِبُخَارَى. وَلَهُ مُصَنَّفَات نَفِيْسَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَالحَافِظ أَبُو زَكَرِيَّا عَبْدُ الرَّحِيْم بنُ أَحْمَدَ البُخَارِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرْوَذِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَلم أَقع لَهُ بِتَرْجَمَةٍ تَامَةٍ، وَلَهُ عَمَلٌ جَيِّدٌ فِي الحَدِيْثِ، لَكِنَّهُ لَيْسَ كَالحَاكِم وَلاَ عَبْدِ الغَنِيّ، وَإِنَّمَا خَصَصْتُه بالذكر لشهرته. تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة. وَللحَافِظ أَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيِّ اعْتِنَاءٌ بكَلاَم الحَلِيْمِي وَلاَ سِيَّمَا فِي كِتَاب: "شُعُبُ الإيمان".

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان "ص156"، والأنساب للسمعاني "4/ 198". والمنتظم لابن الجوزي "7/ 264"، واللباب لابن الأثير "1/ 382"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 137"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 958"، والعبر "3/ 84"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 167".

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ بِقِرَاءةِ أَبِي الحَجَّاج الحافظ فِي سَنَةِ 695 أَنْبَأَنَا عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ البَزَّازِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّبيب، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ الحَلِيْمِي، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا أَحْيَدُ بنُ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُقَاتِل بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا نُوْح بنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَزِيْدَ الرَّقاشِيّ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لِصَاحِبِ القُرْآنِ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ خَتْمَتِهِ"1. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ لاَ يَثْبُتُ مثلُه لِوَهْنِ الرَّقَاشِيِّ وَنُوْحٍ فِي ضَبْطِ الحَدِيْث. وَمَاتَ فِي سَنَةِ الحَلِيْمِي -سَنَةَ ثَلاَثٍ- القَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الطَّيِّب ابْن البَاقِلاَّنِيّ الأُصُوْلِيّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَعَالِمُ المَغْرِب أَبُو الحَسَن عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلَف القَابسِي المَالِكِيّ صَاحِب كِتَاب المُلخص، وَشَيْخُ البَيْهَقِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الرُّوْذَبَارِيّ رَاوِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ، وَشَيْخُ الحنَابِلَة أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَسَنُ بنُ حَامِد البَغْدَادِيّ الوَرَّاق، وَحَافِظُ الأَنْدَلُس أَبُو الوَلِيْدِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ الفَرَضِيّ، وَمسندُ بَغْدَاد أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ الحَسَنِ بنِ هِشَام الصَّرْصرِي، رَحِمَهُمُ الله.

_ 1 موضوع: فيه نوح بن أبي مريم من رءوس الكذب.

ابن نباتة

3764- ابن نباتة 1: شَاعِرُ العِرَاق، أَبُو نَصْرٍ، عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عمر بن محمد بن أحمد ابن نُبَاتَة بن حُمَيْد، التَّمِيْمِيُّ السَّعْدِيُّ. لَهُ نَظْمٌ عَذْبٌ، مَدَحَ المُلُوكَ وَالكُبَرَاء، سَيْفَ الدَّوْلَة فَمَنْ بَعْدَهُ، وَلَهُ بَيْتٌ سَائِر: وَمَنْ لَمْ يَمُتْ بِالسَّيْفِ مَاتَ بِغَيْرِهِ ... تَنَوَّعَتِ الأَسْبَابُ وَالدَّاءُ وَاحِدُ وَلَهُ دِيْوَانٌ كَبِيْرٌ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِيْنَ، عفا الله عنه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 466"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 274"، واللباب لابن الأثير "3/ 294"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 190"، والعبر "3/ 91"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 238"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 175".

الخوارزمي، ابن جوله، السقطي

الخوارزمي، ابن جوله، السقطي: 3765- الخوارزمي 1: المُفْتِي العَلاَّمَة، شَيْخُ الحَنَفِيَّة، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى، الخُوَارِزْمِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، تِلْمِيْذُ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الرَّازِيّ. سَمِعَ: مِنْ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ وَغَيْرِه، وَهُوَ قَلِيْلُ الرِّوَايَة. حدث عنه البرقاني، وقال: سمع: ته يَقُوْلُ: دِيْنُنَا دينُ العَجَائِز، لَسْنَا مِنَ الكَلاَمِ فِي شَيْءٍ. وَكَانَ لَهُ إِمَامٌ حَنْبَلِيٌّ يُصَلِّي بِهِ. قَالَ القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّيْمَرِيُّ: ثُمَّ صَارَ إِمَامَ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيْفَةَ وَمفتيَهُم شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ الخُوَارزْمِيّ، وَمَا شَاهد النَّاسُ مِثْلَهُ فِي حُسْنِ الفَتْوَى وَحُسْنِ التَّدْرِيْس، وَقَدْ دُعِي إِلَى القَضَاءِ مِرَاراً، فَامْتَنَعَ، رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة، تَخَرَّجَ بِهِ فُقَهَاءُ بَغْدَاد. 3766- ابْنُ جوله: الإِمَامُ الثِّقَةُ الأَدِيْبُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بن جوله ابن جهور الأبهري الأصبهاني. وأبهر هذه غير أبهر زنجان المشهورة، هذه قريَةٌ مِنْ عَمل أَصْبَهَان. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَمْرٍو بنِ حَكِيْم، وَمُحَمَّدِ بن مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُس الغَزَّال، وَأَبِي عَلِيٍّ أَحْمَد بن عَلِيٍّ الأَبْهَرِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الخَشَّاب. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَنْدَة، وَمَحْمُوْدُ بن جعفر الكوسج، والقاسم ابن الفَضْلِ الثَّقَفِيُّ، وَجَمَاعَة. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة عَنْ سنٍّ عَالِيَة. 3767- السقطي: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو القَاسِمِ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ، البَغْدَادِيُّ السَّقَطِيُّ المُجَاور. سَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّار، وَأَبَا جَعْفَرٍ بن البَخْتَرِيّ، وَمُحَمَّدَ بنُ يَحْيَى بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 247"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 266"، والعبر "3/ 86"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 234"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 170".

حَرْب، وَعُثْمَانَ بن السَّمَّاكِ، وَأَبَا بَكْرٍ النَّجَّاد، وَخَلْقاً بِبَغْدَادَ، وَلحق بِمَكَّةَ أَبَا سَعِيْدٍ بنَ الأَعْرَابِيّ. رَوَى الكَثِيْر، وَانتخب عَلَيْهِ ابْنُ أَبِي الفَوَارِس. وَحَدَّثَ عَنْهُ: حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ، وَمُظَفَّر سِبْطُ ابن لال، وأبو ذر الهَرَوِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الأَزَجِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَكِّيّ، وَخَلْقٌ مِنَ الوَافدين. قَالَ سَعْدٌ الزَّنْجَانِيّ: كَانَ السَّقَطِيُّ يَدْعُو اللهَ أَنْ يَرْزُقَهُ المُجَاورَة أَرْبَعَ سِنِيْنَ، فجَاور أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، فَرَأَى كَأنَّ مَنْ يَقُوْلُ لَهُ: يَا أَبَا القَاسِم! طَلَبْتَ أَرْبَعَ سِنِيْنَ وَقَدْ أَعْطَيْنَاكَ أَرْبَعِيْنَ، إِنَّ الحَسَنَة بِعَشْرِ أَمْثَالهَا. قَالَ: وَمَاتَ لِسنتِهِ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ النَّجَّار: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَع مائَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: انْتَقَى لَهُ ابْن أَبِي الفَوَارِس فوائِدَ فِي مائَة جُزْء، وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

ابن حبيب

3768- ابن حبيب 1: العَلاَّمَةُ أَبُو القَاسِمِ، الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ بن أَيُّوْبَ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، المُفَسِّرُ الوَاعِظُ، صَاحِبُ كِتَاب: "عُقلاَء المجَانين"، الَّذِي سَمِعنَاهُ. سَمِعَ: أَبَا العباس الأصم، ومحمد بن صالح بن هانىء، وأبا الحسن الكَارِزِيَّ، وَأَبَا حَاتِم بن حِبَّان، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الحِيْرِيُّ الوَاعِظُ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفَرْغَانِي، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّكَّاكِيُّ، وَجَمَاعَة. وَصَنَّفَ فِي التَّفْسِيْر وَالآدَاب. تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَع مائَة. وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيْهِ الحَاكِمُ فِي رُقْعَةٍ نقلهَا عَنْهُ مَسْعُوْدُ بنُ عَلِيٍّ السِّجْزِيّ، فَالله أعلم.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 93"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 181".

ابن حبيب، عبد الله بن يوسف، النجاد

ابن حبيب، عبد الله بن يوسف، النجاد: 3769- ابن حبيب: القَاضِي أَبُو زَيْدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَبِيْبٍ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، الفَقِيْه. سَمِعَ: الأَصَمَّ، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ بَالُوَيْه القُشَيْرِيّ، وَالبَيْهَقِيَّ، وَابنَ خَلَفٍ الشِّيْرَازِيَّ، وَالرَّئِيْس الثَّقَفِيّ، وَعِدَّة. مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، فِي جمادى الآخرة، وكان مدرسًا. 3770- عبد الله بن يوسف 1: ابن أحمد بن بامويه، الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّالِحُ. شَيْخُ الصُّوْفِيَّة، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَرْدَسْتَانِي، المَشْهُوْرُ بِالأَصْبَهَانِيّ، نَزِيْلُ نَيْسَابُوْر. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وحجّ وَصَحِبَ شَيْخَ الْحرم أَبَا سَعِيْدٍ بنَ الأَعْرَابِيّ، وَأَكْثَر عَنْهُ، وَسَمِعَ: بِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ القَطَّان، وَأَبِي الحَسَنِ البُوْشَنْجِيّ، وَأَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَبِي رَجَاء مُحَمَّدِ بن حَامِد التَّمِيْمِيّ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَف الشِّيْرَازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَهْدِيّ العَلَوِيُّ، وَمُحَمَّد بن عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّام، وَأَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بن عَبْدِ اللهِ الحَسْكَانِي، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَأَضَرَّ بِأَخَرَة. تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة، عَنْ أَرْبَع وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ الله. أكثر عنه البيهقي. 3771- النجاد: الشَّيْخُ الثِّقَةُ العَالِمُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ القَاسِمِ بنِ الحَسَنِ، البَصْرِيُّ النَّجَّاد، مسندُ البَصْرِيّين مَعَ أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ. كَانَ مِنْ كِبَارِ العُدول، وَمِنْ آخر مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي رَوْقٍ الهِزَّانِي وَرَوَى عَنْ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْد الصَّفَّار "سُننه". لم أَظفر بِأَخْبَاره. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُسْتَمْلِي العَطَّار، وَالحَسَنُ بنُ عُمَرَ بنِ يُوْنُسَ الأَصْبَهَانِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة حيّاً، وَقَدْ عُمِّر وَتَفَرَّد.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 177"، واللباب لابن الأثير "1/ 41"، والعبر "3/ 100"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1049"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 188".

ابن بالويه، ابن الدباغ

ابن بالويه، ابن الدباغ: 3772- ابن بالويه 1: الرَّئِيْسُ الأَوْحَدُ، الثِّقَةُ المُسْنِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الرحمن بن محمد ابن أَحْمَدَ بنِ بَالُوَيْه، النَّيْسَابُوْرِيُّ المُزَكِّي. حَدَّثَ عَنْ: أبي بكر محمد بن الحسين القطان، وأبي العَبَّاسِ الأَصَمّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ المُؤَمّل، وَأَبِي الحَسَنِ الطَّرَائِفِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الكَعْبِي، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ الصَّوَّاف البَغْدَادِيّ. وَهُوَ آخر أَصْحَاب القَطَّان مَوْتاً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى المُزَكِّي، وَالرَّئِيْسُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَقع لَنَا مَجْلِسٌ مِنْ أَمَاليه، وَكَانَ مِنْ وُجُوهِ البَلَد، عقد مَجْلِسَ الإِملاَءِ فِي دَارِهِ، وَكَانَ صَادِقاً أَمِيناً. مَاتَ فَجْأَةً فِي شَعْبَانَ سنة عشر وأربع مائة. 3773- ابن الدباغ 2: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ، أَبُو القَاسِمِ، خَلَفُ بنُ القَاسِمِ بنِ سَهْل، الأَنْدَلُسِيُّ ابْنُ الدَّبَّاغ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بن مُعَاوِيَةَ ابْنِ الأَحْمَر، وَبِمِصْرَ أَبَا مُحَمَّدٍ بن الْورْد، وَسَلْمَ بن الفَضْلِ، وَبِمَكَّةَ بُكَيْراً الحَدَّاد، وَالآجُرِّيّ، وَبِدِمَشْقَ عَلِيَّ بنَ أَبِي العَقَب، وَأَبَا المَيْمُوْنِ بنَ رَاشِد. صَنّف "حَدِيْث مَالِك"، وَ"حَدِيْث شُعبَة"، وَكتَاباً فِي الزُّهْد. وَتلاَ بِالسَّبْع عَلَى جَمَاعَة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ. وَكَانَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ يُعَظِّمه وَلاَ يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحداً مِنْ شُيُوخِهِ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 59"، والعبر "3/ 102"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1051"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 190". 2 تقدمت ترجمته في الجزء الثاني عشر برقم ترجمة عام "3698"، وبتعليقنا رقم "730".

الشيرازي

3774- الشيرازي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى، الشِّيْرَازِيُّ، مُصَنِّف كِتَاب "الأَلقَاب" سَمَاعنَا. سَمِعَ: أَبَا بَحر مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ البَرْبَهَارِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَعَلِيَّ بن أَحْمَدَ المِصِّيْصِيّ، وَأَبَا القَاسِم الطَّبَرَانِيّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عَدِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَأَبَا الشَّيْخ، وَمُحَمَّدَ بن الحَسَنِ السَّرَّاج النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَعَبْدَ الوَاحِدِ بن الحَسَنِ الجُنْدَيْسَابُورِيّ، وَسَعِيْدَ بن القَاسِمِ بن العَلاَءِ المُطَّوِّعِيّ، لقِيه بِطرَاز مِنْ بلاَد التُّرك، وَمُحَمَّدَ بن مُحَمَّدِ بنِ صَابر، لقِيه بِبُخَارَى، وَأُسَامَةَ بن زَيْدٍ القَاضِي بشيرَاز، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخَارَكِي بِالبَصْرَةِ. وَأَقَامَ مُدَّة بهَمَذَان، فَحَدث عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، وَأَبُو مُسْلِم بن غَزْو، وَحُمَيْد بن المَأْمُوْنِ، وَأَبُو الفَرَجِ البَجَلِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَرَوَى عَنْهُ كَثِيْراً أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ، فَيَقُوْلُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ الفَارِسِيّ الحَافِظ. قَالَ جَعْفَرٌ المُسْتَغْفِرِي: كَانَ يفهُمُ وَيحفَظُ. وَقَالَ الحَافِظُ شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِيّ: كَانَ ثِقَةً صَادقاً حَافِظاً، يُحْسِنُ هَذَا الشَّأْن جَيِّداً جيداً، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدنَا يَعْنِي مِنْ هَمَذَان سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَع مائَة إِلَى شيرَاز، وَأُخبرت أَنَّهُ مَاتَ بِهَا سنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. كَذَا قَالَ. وَأَمَّا أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، فَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَهَذَا أَشبه. قُلْتُ: كَانَ مِنْ فُرْسَان الحَدِيْث، وَاسِع الرّحلَةِ، لقِي بِمَرْو عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ بن علك. قال المستغفري: سمع: ته يَقُوْلُ: وَقع بَيْنِي وَبَيْنَ الحَافِظ ابْنِ البَيِّع منَازعَةٌ فِي عَمْرو بن زُرَارَة، وَعُمَر بن زُرَارَة، فَقَالَ: هُمَا وَاحِد. فَحَاكمتُه إِلَى أَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم، فَقُلْنَا: مَا يَقُوْلُ الشَّيْخُ فِيْمَنْ قَالَ: عَمْرُو بنُ زُرَارَةَ وَعُمَر بن زُرَارَة وَاحِد؟ فَقَالَ: مَنْ هَذَا الطّبلُ الَّذِي لاَ يفصل بينهُمَا?. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدٍ القَرَافِي، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ عَبْدُ السَّلاَّم بن فتحَة سَنَة ثَمَان عَشْرَةَ وَسِتّ مائَة حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا شَهْردَار ابْن شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ البَيّع، أَخْبَرَنَا أَبو غَانِم حَمِيْد ابْن مأْمُوْن سَنَة 444، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيْرَازِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد بنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي سُوَيْدٍ، حدثنا شاذ ابن فَيَّاض، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَس قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِن أَخَفِّ النَّاسِ صَلاَةً فِي تمَام2. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ يَرْوِ شَاذ عَنْ شعبة غير هذا الحديث.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 975"، والعبر "3/ 96"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 184". 2 صحيح: أخرجه البخاري "706"، ومسلم "469"، "189"، والترمذي "237"، والنسائي "2/ 94"، والدارمي "1/ 289".

القاضي عبد الجبار

3775- القاضي عبد الجبار 1: ابن أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ أَحْمَدَ بنِ خليل، العَلاَّمَةُ المُتَكَلِّمُ، شَيْخُ المُعْتَزِلَة، أَبُو الحَسَنِ الهَمَذَانِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، مِنْ كِبَار فُقَهَاء الشَّافِعِيَّة. سَمِعَ: مِنْ: عَلِيِّ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَلَمَةَ القَطَّان، وَلَعَلَّهُ خَاتمَةُ أَصْحَابه، وَمن عَبْد اللهِ بن جَعْفَرِ بنِ فَارس بِأَصْبَهَانَ، وَمن الزُّبَيْر بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَافِظ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حَمْدَان الجَلاَّب. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الصَّيْمَرِيُّ الفَقِيْه، وَأَبُو يُوْسُفَ عَبْدُ السلام القزويني المفسر، وجماعة. وَلِي قَضَاء القُضَاة بِالرَّيّ، وَتَصَانِيْفُه كَثِيْرَة، تَخَرَّجَ بِهِ خلقٌ فِي الرَّأْي الْمَمْقُوت. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة خَمْسَ عَشْرَةَ وأربع مائة، من أبناء التسعين.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 113"، والأنساب للسمعاني "1/ 225"، والعبر "3/ 119"، وميزان الاعتدال "2/ 533"، ولسان الميزان "3/ 386"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 202".

الإسفراييني، السلمي

الإسفراييني، السلمي: 3776- الإسفراييني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوهاب الإِسْفَرَايِيْنِيّ الحديثِي الرَّحَّال. ارْتَحَلَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلقِي الكِبَارَ كَأَبِي أَحْمَدَ بنِ عَدِيّ وَأَقرَانه. قَالَ أَبُو مَسْعُوْدٍ البَجَلِيُّ: سمع: ت أَبَا عَبْدِ اللهِ الحَاكِمَ يَقُوْلُ: أَشهدُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ أَنَّهُ يحفظُ مِنْ حَدِيْثِ مَالِك وَشُعْبَة وَمِسْعَر وَالثَّوْرِيّ أَكثَرَ مِنْ عِشْرِيْنَ أَلْف حَدِيْث. قُلْتُ: لَمْ تَبْلُغْنَا أَخْبَارُ هَذَا الحَافِظُ مُفَصَّلَة. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتّ وَأَرْبَع مائَة. وَمَعَهُ تُوُفِّيَ مُفْتِي العِرَاق أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَشَيْخُ الصُّوْفِيَّة الأُسْتَاذ أَبُو عَلِيٍّ الدَّقَّاق، وَشَيْخُ الأطباء أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المُهَلَّبِيّ بِنَيْسَابُوْرَ، وَمسندُ الْحرم عُبَيْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ السَّقَطِيّ، وَالإِمَامُ أَبُو أَحْمَدَ الفَرَضِيّ، وَالأُسْتَاذ أَبُو بَكْرٍ بنُ فُوْرَك، وَنَقِيْبُ العَلَويين العَلاَّمَةُ الشَّرِيْفُ الرَّضِيُّ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ المُوْسَوِيّ الشَّاعِر. وَقَدْ سقتُ حَدِيْثَيْنِ فِي تَرْجَمَةِ هَذَا الحَافِظ في "تذكرة الحفاظ". 3777- السُّلَمِيُّ 2: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ موسى بن خَالِد بن سَالِم بن زَاويَةَ بن سَعِيْدِ بنِ قَبِيْصَة بن سَرَّاق، الأَزْدِيُّ، السُّلَمِيُّ الأُمِّ، الإِمَامُ الحَافِظُ المُحَدِّثُ، شَيْخُ خُرَاسَان وَكبِيرُ الصُّوْفِيَّة، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُوْرِيُّ الصُّوْفِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. أَفرد لَهُ المُحَدِّثُ أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَشَّابُ تَرْجَمَةً فِي جُزء، فَقَالَ: وُلِدَ فِي عَاشر جمُادَى الآخِرَة سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَذَلِكَ بَعْد مَوْتِ مَكِّيّ بن عَبْدَانَ بِسِتَّةِ أَيَّام، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ فِي سَنَة ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِي، وَمن الأَصَمِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الأَخْرَم، وَسَمِعَ كَثِيْراً: مِنْ جَدِّه لأُمِّهِ إِسْمَاعِيْل بن نُجَيْد، ومن خلق كثير. وله رحلة -يعني

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 974"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 184". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 248"، والأنساب للسمعاني "7/ 113"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 6"، والعبر "3/ 109"، وميزان الاعتدال "3/ 523"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 963"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 256"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 196".

إِلَى العِرَاقِ- ابْتَدَأَ بِالتَّصْنِيْفِ سَنَةَ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَصَنَّفَ فِي عُلُوْمِ القَوْمِ سبع مائَة جُزء، وَفِي أَحَادِيْث النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منْ جمع الأَبْوَاب وَالمَشَايخ وَغَيْر ذَلِكَ ثَلاَث مائَة جُزء، وَكَانَتْ لَهُ تَصَانِيْفُهُ مقبولة. قَالَ الخَشَّاب: كَانَ مَرْضِيّاً عِنْد الخَاصّ وَالعَامّ، وَالمُوَافق وَالمُخَالف، وَالسُّلْطَانِ وَالرَّعِيَّةِ، فِي بَلَدِهِ وَفِي سَائِرِ بِلاَدِ المُسْلِمِيْنَ، وَمَضَى إِلَى اللهِ كَذَلِكَ، وحبب تصانيفه إلى الناس وبيعت بأغللاى الأَثمَانِ، وَقَدْ بعتُ يَوْماً مِنْ ذَلِكَ عَلَى رداءة خطى بعشرين دينارًا، وكان في الحياء، وقد سمع منه كتا "حَقَائِق التَّفْسِيْر" أَبُو العَبَّاسِ النَّسَوِيُّ، فَوَقَعَ إِلَى مِصْرَ، فَقُرِئَ عَلَيْهِ، وَوزَّعُوا لَهُ أَلفَ دِيْنَار، وَكَانَ الشَّيْخُ بِبَغْدَادَ حَيّاً. وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْلِم غَالِبَ بنَ عَلِيٍّ الرَّازِيَّ يَقُوْلُ: لَمَّا قَرَأنَا كِتَاب "تَاريخ الصُّوْفِيَّة" فِي شُهُور سَنَةَ أَرْبَعٍ وثمانين وثلاث مائة بالري، قتل في صَبِيٌّ فِي الزِّحَام، وَزعقَ رَجُلٌ فِي المَجْلِسِ زَعْقَةً، وَمَاتَ، وَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ هَمَذَان، تَبِعَنَا النَّاسُ لِطَلَبِ الإِجَازَة مَرحلَةً. قَالَ السُّلَمِيُّ: وَلَمَّا دَخَلْنَا بَغْدَادَ، قَالَ لِي الشَّيْخ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ: أُرِيْدُ أَنْ أَنْظُرَ فِي "حَقَائِق التَّفْسِيْر"، فبعثت به إ ليه، فمظر فِيْهِ، وَقَالَ: أُرِيْدُ أَنْ أَسمعه، وَوضعُوا لِي مِنْبَراً. قَالَ: وَرأَينَا فِي طَرِيْقِ هَمَذَان أَمِيْراً، فَاجْتَمَعْتُ بِهِ، فَقَالَ: لاَ بُدَّ مِنْ كِتَابَة "حقائق التفسير". فنسخ له في يومن فرق على خمسة وثمانين ناسخًا، ففرغوها إِلَى العَصْر، وَأَمَرَ لِي بِفَرَسٍ جَوَادٍ وَمائَة دِيْنَارٍ وثِيَابٍ كَثِيْرَة. فَقُلْتُ: قَدْ نَغَّصتَ عَلِيَّ، وَأَفْزَعْتَنِي، وَأَفزعتَ الحَاجَّ وَقَدْ نَهَى النَّبِيُّ -صَلَّى الله عليه وسلم- عن ترويح المُسْلِمِ، فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ يُبَارَكَ لَكَ فِي الكِتَاب، فَاقضِ لِي حَاجَتِي. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: أَنْ تُعْفِينِي مِنْ هَذِهِ الصِّلَة، فَإِنِّي لاَ أَقْبَلُ ذَلِكَ. فَفَرَّقهَا فِي نُقَبَاء الرِّفْقَة، وَبَعَثَ مِنْ خَفَّرَنَا، وَكَانَ الأَمِيْر نَصْرُ بنُ سُبُكْتِكِيْن صَاحِبُ الجَيْشِ عَالِماً، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ التفسير، أعبجه وَأَمَرَ بِنَسْخِهِ فِي عشر مُجَلَّدَات، وَكِتْبةِ الآيَات بِمَاءِ الذَّهَب، ثُمَّ قَالُوا: تَأَتِي حَتَّى يسمعَ الأَمِيْرُ الكِتَابَ. فَقُلْتُ: لاَ آتِيه البتَّة. ثُمَّ جَاؤُوا خَلْفِي إِلَى الخَانقَاه، فَاختَفَيْتُ، ثُمَّ بَعَثَ بِالمُجَلَّدِ الأَوّل، وَكتبتُ لَهُ بِالإِجَازَةِ. قَالَ: وَلَمَّا توفى جدي أبو عمرو، خلف ثلاثة أسمهم فِي قريَة، قيمتُهَا ثَلاَثَةُ آلاَف دِيْنَار، وَكَانُوا يتوَارِثُونَ ذَلِكَ عَنْ جدِّه أَحْمَدَ بن يُوْسُفَ السُّلَمِيّ، وَكَذَلِكَ خَلَّفَ أَيْضاً ضِيَاعاً وَمَتَاعاً، وَلَمْ يكن له وراث غَيْرَ وَالدتِي، وَكَانَ عَلَى التَّرِكَات رَجُلٌ مُتَسَلِّطٌ، فَكَانَ مِنْ صُنعِ الله أَنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً، وَسَلَّمَ إِليَّ الكُلَّ، فَلَمَّا تَهَيَّأَ أَبُو القَاسِمِ النَّصرَاباذِي للحجّ، اسْتَأْذنتُ أُمِّي في الحج، فبعث سَهْماً بِأَلف دِيْنَار، وَخَرَجتُ سَنَة 366. فَقَالَتْ: أُمِّي توجَّهْتَ إِلَى بَيْت

الله، فَلاَ يَكْتُبَنَّ عَلَيْك حَافِظَاك شَيْئاً تَسْتحِي مِنْهُ غداً. وَكُنْتُ مَعَ النَّصرَاباذِي أَيَّ بَلَدٍ أَتينَاهُ يَقُوْلُ: قُمْ بِنَا: نَسْمَعِ الحَدِيْثَ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: إِذَا بدَا لَكَ شَيْءٌ مِنْ بَوَادِي الحَقّ، فَلاَ تَلْتَفتْ مَعَهَا إِلَى جَنَّةٍ وَلاَ نَارٍ، وَإِذَا رجعتَ عَنْ تِلْكَ الحَالِ، فَعَظِّم مَا عَظَّمَهُ اللهُ. وَقَالَ: أَصْلُ التَّصَوُّفِ مُلاَزَمَةُ الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وعظيم حُرُمَاتَ المَشَايِخ، وَرؤيَةُ أَعذَار الخَلْق، وَالدَّوَامُ عَلَى الأَورَاد. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيّ فِي "سيَاق التَّارِيْخ": أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَيْخُ الطَّرِيْقَة فِي وَقْتِهِ، المُوَفَّقُ فِي جَمِيْعِ عُلُومِ الحقائق، ومعرفة طريق التصوفغ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ المَشْهُوْرَةِ العَجِيْبَة، وَرِثَ التَّصَوُّفَ مِنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ، وَجَمَعَ مِنَ الكُتُبِ مَا لَمْ يُسْبَقْ إِلَى تَرْتِيْبِهِ حَتَّى بَلَغَ فَهْرَسُ كُتُبه المائَةَ أَوْ أَكْثَر، حَدَّثَ أَكْثَر مِنْ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً قِرَاءةً وَإِملاَءً، وَكَتَبَ الحَدِيْثَ بِنَيْسَابُوْرَ وَمرو وَالعِرَاق وَالحِجَاز، وَانتخب عَلَيْهِ الحُفَّاظ. سَمِعَ مِنْ: أَبِيهِ، وَجَدِّهِ ابْنِ نُجَيْد، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الصفار، وأبي العباس الأصم، ومحمد بن يعقوب الحَافِظ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الحِيْرِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ الكَارِزِي، وَأَبِي الحَسَنِ الطَّرَائِفِيّ، وَالإِمَام أَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِي، وَالأُسْتَاذِ أَبِي الوَلِيْد حسَّان، وَابني المُؤَمَّل، وَيَحْيَى بن مَنْصُوْرٍ القَاضِي، وَأَبِي سَعِيْدٍ بنِ رُميح، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَطَبَقَتِهِم. ووُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، كَذَا وَرّخه عَبْد الغَافر، فَالله أَعلم. وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَنْهُ جَدِّي زَيْنُ الإِسْلاَمِ القُشَيْرِيّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ رَامش، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زَكَرِيَّا، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَف، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التَّفْليسِي، وَأَبُو نَصْرٍ الجُوْرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ المَدِيْنِيّ. قُلْتُ: وَمُحَمَّد بن يَحْيَى المُزَكِّي، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَالقَاسِمُ بنُ الفَضْلِ الثَّقَفِيّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَمَا هُوَ بِالقَوِيِّ فِي الحَدِيْثِ. ذَكَرَهُ الخَطِيْبُ، فَقَالَ: مَحَلُّهُ كَبِيْرٌ، وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ، مُجَوِّداً، جَمَعَ شُيُوخاً وَتَرَاجمَ، وَأَبوَاباً، وَعمل دُوَيرَةً لِلْصُّوْفِيَّة، وَصَنَّفَ سُنَناً وَتَفْسِيْراً. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ القُشَيْرِيّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ يَسْأَلُ أَبَا عَلِيٍّ الدَّقَّاق، فَقَالَ الذِّكْرُ أَتَمُّ أَم الفِكْرُ؟ فَقَالَ: مَا الَّذِي يُفْتَحُ لِلشَّيْخِ فِيْهِ؟ قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عِنْدِي الذِّكْرُ أَتَمُّ، لأَنَّ الحَقَّ يُوْصَفُ بِالذِّكْرِ، وَلاَ يُوْصَفُ بِالفِكْر. فَاسْتحسنه أَبُو عَلِيٍّ. السُّلَمِيّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ الضَّبِّيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ

مُحَمَّدِ بنِ نعيم، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ حُجْرٍ، سمعت أبا حَاتِمٍ الفَرَاهيجِي، سَمِعْتُ فَضَالَة النَّسَوِيَّ، سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَك يَقُوْلُ: حقٌّ عَلَى العَاقِلِ أَنْ لاَ يَسْتَخفَّ بِثَلاَثَةٍ: العُلَمَاءِ وَالسَّلاَطِيْنِ وَالإِخْوَانِ، فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَخَفَّ بِالعُلَمَاءِ ذَهَبتْ آخِرَتُهُ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالسُّلْطَانِ ذَهَبتْ دُنْيَاهُ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالإِخْوَانِ ذَهَبتْ مُرُوءتُهُ. القُشَيْرِيّ: سَمِعْتُ السُّلَمِيّ يَقُوْلُ: خَرَجْتُ إِلَى مَرْو فِي حَيَاةِ الأُسْتَاذ أَبِي سَهْلٍ الصُّعْلُوْكِي، وَكَانَ لَهُ قَبْلَ خُرُوْجِي أَيَّام الجُمَع بِالغَدَوات مَجْلِسُ دوْر القُرْآن بِخَتْم، فَوَجَدتُهُ عِنْد رُجُوعِي قَدْ رَفَعَ ذَلِكَ المَجْلِس، وَعَقَدَ لابْنِ العُقَابِي فِي ذَلِكَ الوَقْتِ مَجْلِسَ القَوْل فَدَاخلنِي مِنْ ذَلِكَ شَيْء، وَكُنْتُ أَقُولُ فِي نَفْسِي: اسْتبدلَ مَجْلِس الْخَتْم بِمَجْلِس القَوْل يَعْنِي الغِنَاء فَقَالَ لِي يَوْماً: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَيشٍ يَقُوْلُ النَّاس لِي؟ قُلْتُ: يَقُوْلُوْنَ: رَفَعَ مَجْلِسَ القُرْآن، وَوَضَعَ مَجْلِسَ القَوْل. فَقَالَ: مَنْ قَالَ لأُسْتَاذِه: لِمَ؟ لاَ يفْلح أَبَداً. قُلْتُ: يَنْبَغِي لِلْمُرِيْدِ أَنْ لاَ يَقُوْلُ لأُسْتَاذِهِ: لِمَ، إِذَا علمه مَعْصُوْماً لاَ يَجُوْزُ عَلَيْهِ الخَطَأ، أَمَا إِذَا كَانَ الشَّيْخُ غَيْرَ مَعْصُوْمٍ وَكَرِهَ قَوْلَ: لِمَ؟ فَإِنَّهُ لاَ يُفلح أَبَداً، قَالَ الله تَعَالَى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2] وقال: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقّ} [العصر:3] ، {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [البَلَد: 17] بَلَى هُنَا مُريدُوْنَ أَثقَالٌ أَنكَاد، يَعْتَرِضُون وَلاَ يَقْتَدُوْنَ، وَيَقُوْلُوْنَ وَلاَ يَعْمَلُوْنَ، فَهَؤُلاَءِ لاَ يُفْلِحُون. قَالَ الخَطِيْبُ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ القَطَّان النَّيْسَابُوْرِيُّ: كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ غَيْرَ ثِقَةٍ، وَكَانَ يَضَعُ لِلْصُوْفِيَّة الأَحَادِيْثَ. قُلْتُ: وَللسُّلَمِيِّ سُؤَالاَتٌ للدَارَقُطْنِيِّ عَنْ أَحْوَالِ المَشَايخ الرُّوَاةِ سُؤَالَ عَارِفٍ، وَفِي الجُمْلَةِ فَفِي تَصَانِيْفِهِ أحاديث وَحكَايَاتٌ مَوْضُوعَة، وَفِي حَقَائِقِ تَفْسِيْره أَشْيَاءُ لاَ تسوَغُ أَصْلاً، عَدَّهَا بَعْضُ الأَئِمَّة مِنْ زَنْدَقَةِ البَاطِنيَّة، وَعَدَّهَا بَعْضُهُم عِرْفَاناً وَحَقِيْقَةً، نَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الضَّلاَلِ وَمِنَ الكَلاَمِ بهوَى، فَإِنَّ الخَيْرَ كُلَّ الخَيْرِ فِي مُتَابَعَةِ السُّنَّة وَالتَّمَسُّكِ بِهَدْي الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ -رَضِي الله عَنْهُم. مَاتَ السُّلَمِيُّ فِي شَهْرِ شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائة، وقيل: في رجب بينسابور، وَكَانَتْ جِنَازَتُه مَشْهُودَة. وَفِيْهَا مَاتَ عَبْدُ الجَبَّارِ الجَرَّاحِيّ، وَالحُسَيْنُ بنُ عُمَرَ بنِ بَرْهَان الغَزَّال، وأبو الحسن بن رزقويه، ومنير أحمد الخشاب، وَالمُحَدِّثُ أَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الكَرْجِي السُّكَّرِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أحمد غنجار.

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الفَارِسِيُّ وَأَبُو سَعِيْدٍ الحَلَبِيّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مَحْمُوْد، وَأَخْبَرَنَا بلاَلٌ الحَبَشِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ ظَافر قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْن الشَّيْبَانِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ زُغْبَة، حَدَّثَنَا حَامِدُ بنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَمْرو بنُ دِيْنَار، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَة: أَنَّ الزُّبَيْرَ خَاصَمَ رَجُلاً، فَقَضَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للزبِير، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا قَضَى لَهُ أَنَّهُ ابْنُ عَمَّتِهِ. فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَة: {فَلا وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} .. الآيَة [النِّسَاء: 65] 1. تَفَرَّد بِهِ حَامِدٌ البَلْخِيّ، وَهُوَ صَدُوْقٌ مُكْثِر. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بن محمد بن عساكر "ح" وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَازِم، أَخْبَرْنَا ابْنُ غَسَّان وَأَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا مكرمُ بنُ أَبِي الصَّقْرِ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو المُظَفَّرِ سَعِيْدُ بنُ سَهْلٍ الفلكِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ المَدِيْنِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْس، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا القَعْنَبِيّ، حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنِ العَلاَءِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إِذَا دَعَا أَحَدكُم، فَلاَ يَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ. وَلَكِنْ لِيَعْزِمْ، وَليُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يَتَعَاظَمُ عَلَيْهِ شَيْءٌ أَعْطَاهُ" 1 رَوَاهُ مُسْلِم. وِمِنْ كِبَارِ شُيُوخِهِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حسنويه المقرىء وَأَبُو ظُهَير عَبْدُ اللهِ ابْن فَارس العُمَرِيّ البَلْخِيّ، وَسَعِيْدُ بنُ القَاسِمِ البَرْدَعِيّ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ قَالَ: جَرَى ذِكْرُ السُّلَمِيّ، وَأَنَّهُ يقومُ فِي السَّمَاعِ مُوَافقَةً للفُقَرَاء، فَقَالَ أَبُو علِي الدَّقَّاق: مثلُه فِي حَالِهِ لَعَلَّ السُّكُونَ أَوْلَى بِهِ، امضِ إِلَيْهِ، فَسَتَجِدُهُ قَاعِداً فِي بَيْتِ كُتُبِهِ، عَلَى وَجه الكُتُبِ مُجلَّدَةٌ مربعَة فِيْهَا أَشعَارُ الحَلاَّج، فَهَاتِهَا، وَلاَ تَقُلْ لَهُ شَيْئاً. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَإِذَا هُوَ فِي بَيْتِ كُتُبه، وَالمُجلَّدَةُ بحيثُ ذكر،

_ 1 صحيح: أخرجه الحميدي "300"، ومن طريقه الطبري "9914"، عن سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عن سلمة رجل من ولد أم سلمة، عن أم سلمة، به. وله شاهد من حديث عبد الله بن الزبير: عند البخاري "2359"، "2360"، ومسلم "2357"، وابو داود "3637"، والترمذي "1363"، والنسائي "8/ 245"، وأحمد "1/ 165-166"، "4/ 4-5". 2 صحيح: أخرجه البخاري "6339"، ومسلم "2679".

فَلَمَّا قَعَدْتُ، أَخَذَ فِي الحَدِيْثِ، وَقَالَ: كَانَ بَعْضُ النَّاسِ يُنْكِرُ عَلَى عَالِمٍ حَرَكتَهُ فِي السَّمَاع، فرُئي ذَلِكَ الإِنسَانُ يَوْماً خَالياً فِي بَيْتٍ وَهُوَ يَدُورُ كَالمُتَواجد، فسُئِلَ عَنْ حَاله، فَقَالَ: كَانَتْ مَسأَلَةٌ مشكلَة عليّ، تبيَّن لِي معنَاهَا، فَلَمْ أَتمَالك مِنَ السُّرُور، حَتَّى قُمْتُ أَدورُ فَقُلْ لَهُ: مِثْلَ هَذَا يَكُون حَالهم. قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ مِنْهُمَا، تَحَيَّرتُ كَيْفَ أفعل بينهما، فقلت: لا وجه إلَّا الصِّدْقُ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَا عَلِيّ وَصَفَ هَذِهِ المُجَلَّدَةَ، وَقَالَ: احْمِلْهَا إِليَّ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُعْلِمَ الشَّيْخَ، وَأَنَا أَخَافُكَ، وَلَيْسَ يُمْكِنُنِي مُخَالَفَتُهُ، فَأَيشٍ تَأَمُرُ؟ فَأَخْرَجَ أَجْزَاء مِنْ كَلاَمِ الحُسَيْن الحَلاَّج، وَفِيْهَا تَصْنِيْفٌ لَهُ سَمَّاهُ الصّيهور فِي نقضِ الدُّهور، وَقَالَ: احْمِلْ هَذِهِ إِلَيْهِ. وَقِيْلَ: بلغت تآليف السلمي ألف جزء، وحقائقه قرمطَة، وَمَا أَظنّه يَتَعَمَّدَ الكَذِّبَ، بَلَى يَرْوِي عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيِّ الصُّوْفِيِّ أَباطيلَ وَعَنْ غَيْره. قَالَ الإِمَامُ تَقِيُّ الدِّيْن ابْنُ الصَّلاَح فِي "فتَاويه": وَجدتُ عَنِ الإِمَامِ أَبِي الحَسَنِ الوَاحِدِيّ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ أَنَّهُ قَالَ: صَنَّفَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ "حَقَائِق التَّفْسِيْر"، فَإِنْ كَانَ اعتَقَدَ أَنَّ ذَلِكَ تَفْسِيْرٌ فقد كفر. قلت: واغوثاه! واغربتاه!.

الخركوشي

3778- الخركوشي 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو سَعْدٍ، عَبْدُ المَلِكِ بن أَبِي عُثْمَانَ مُحَمَّدِ بن إِبْرَاهِيْمَ، النَّيْسَابُوْرِيُّ الوَاعِظُ. وَخَرْكُوْش: سِكَّةٌ بِنَيْسَابُوْرَ. حَدَّثَ عَنْ: حَامِدٍ الرَّفَّاء، وَيَحْيَى بنِ مَنْصُوْرٍ، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ مَطَر، وَإِسْمَاعِيْل بن نُجَيْد، وَطَبَقَتهِم. وَتَفَقَّهَ بِأَبِي الحَسَنِ المَاسَرْجِسِي. وَسَمِعَ: بِدِمَشْقَ وَبِبَغْدَادَ وَمَكَّة، وَجَاور، وَصَحِبَ الكِبَارَ، وَوَعَظَ وَصَنَّفَ، وَرُزِقَ القَبُول الزَّائِد، وَبَعُدَ صِيْتُهُ. لَهُ "تَفْسِيْرٌ" كَبِيْرٌ، وَكِتَابُ "دلاَئِلِ النُّبُوَّة"، وَكِتَاب "الزُّهْد". حَدَّثَ عَنْهُ: الحَاكِمُ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَعَبْد العَزِيْزِ الأَزَجِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَف، وَخَلْق. قَالَ الحَاكِمُ: أَقُولُ إِنِّيْ لَمْ أَرَ أَجمعَ مِنْهُ عِلْماً وَزُهْداً، وَتَوَاضُعاً وَإِرْشَاداً إِلَى اللهِ وَإِلَى الزُّهْد، زَادَه اللهُ تَوْفِيْقاً، وَأَسْعَدَنَا بِأَيَّامِهِ، وقد سارت مصنفاته. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً وَرِعاً صَالِحاً. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَانَ مِمَّنْ وُضِعَ لَهُ القَبُولُ فِي الأَرْضِ، وَكَانَ الفُقَرَاءُ فِي مَجْلِسِهِ كَالأُمَرَاء، وَكَانَ يَعْمَلُ القَلاَنس، وَيَأْكُل مِن كَسْبِهِ، بَنَى مَدْرَسَةً وَدَاراً لِلْمَرْضَى، وَوقفَ الأَوقَافَ، وَلَهُ خِزَانَةُ كُتُب موقوفة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 432"، والأنساب للسمعاني "5/ 93"، واللباب لابن الأثير "1/ 436" وتذكرة الحفاظ "3/ 1066"، والعبر "3/ 96"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 184".

الجراحي

3779- الجراحي 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الجَرَّاحِ بنِ الجُنَيْدِ بنِ هِشَامِ بنِ المَرْزُبَانِ، المَرْزُبَانِيُّ الجَرَّاحِيُّ المَرْوَزِيُّ. وُلِدَ فِي سنة إحدى وثلاثيني وَثَلاَثِ مائَةٍ بِمَرْوَ. وَسَكَنَ هَرَاةَ، فَحَدَّثَ بِهَا بـ"جامع التِّرْمِذِيّ" عَنْ أَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ مَحبوبٍ التَّاجِر، فَحَمَلَ الكِتَابَ عَنْهُ خَلْقٌ، مِنْهُم: أَبُو عَامِرٍ مَحْمُوْدُ بنُ القَاسِمِ الأَزْدِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَد الغُوْرَجِي، وَأَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ شَيْخُ الإِسْلاَمِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ التِّرْيَاقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَلاَئِي، وَآخَرُوْنَ. قَدِمَ هَرَاةَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة. قَالَ المُؤتَمَنُ بنُ أَحْمَدَ السَّاجِيُّ: روى الحسين بن أحمد الصفار هذا "الجَامِعَ"، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بن مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى القَرَّابِ، عَنْ أَبِي عِيْسَى التِّرْمِذِيِّ، فسَمِعَهُ مِنْهُ القَاضِي أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيّ وَنُظرَاؤُه، فَسَمِعْتُ أَبَا عَامِرٍ الأَزْدِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ جَدِّي أَبَا مَنْصُوْر القَاضِي يَقُوْلُ: اسْمَعُوا فَقَدْ سَمِعْنَا هَذَا الكِتَابَ مُنْذُ سِنِيْنَ، وَأَنْتُم تُسَاوُونَا فِيْهِ الآنَ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة إِنْ شَاءَ اللهُ. قَالَ: وَهُوَ صَالِحٌ ثِقَةٌ.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 214"، واللباب لابن الأثير "1/ 268"، والعبر "3/ 108"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1052"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 195".

ابن رزقويه

3780- ابن رزقويه 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، المُتْقِنُ، المُعَمَّرُ، شَيْخُ بَغْدَاد، أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ رَزْقِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ، البَغْدَادِيُّ البَزَّاز. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَذكرَ أَنَّ أَوَّلَ سَمَاعِهِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ. سَمِعَ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ الطَّائِيَّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بن محمد الصفار، وأبا جعفر بن البختري، وَعَلِيَّ بن مُحَمَّدٍ المِصْرِيَّ الوَاعِظ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيَّ، وَعُثْمَانَ بن السَّمَّاكِ، وطبقتهم ومن بعدهم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو الحُسَينِ بن الغريق، ومحمد بن علي بن الحَنْدقُوقِيِّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ طَاهِرٍ الزَّاهِد، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ البَاقَرْحِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَأَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي عثمان، وأحمد بن الحسين بن سلمان العَطَّارُ، وَنَصْرُ بنُ البَطِرِ، وَأَخُوْهُ عَلِيُّ بنُ البَطِرِ، وَآخَرُوْنَ، وَأَمْلَى مُدَّة. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً كَثِيْرَ السَّمَاعِ وَالكِتَابَةِ، حَسَنَ الاعْتِقَادِ، مُدِيْماً لِلْتِّلاَوَة، بَقِيَ يُمْلِي فِي جَامع المَدِيْنَة مِنْ بَعْد ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ إِلَى قُرْبِ مَوْته، وَهُوَ أَوَّلُ شَيْخٍ كَتَبْتُ عَنْهُ، وَذَلِكَ في سنة ثلاث وأربع مائة بعدما كُفَّ بَصَرُهُ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ: أَرْسَلَ بَعْضُ الوزَرَاء إِلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ رَزْقُوَيْه بِمَالٍ، فَرَدَّهُ توَرُّعاً. وَكَانَ ابْنُ رَزْقُوَيْه يُذكر أَنَّهُ درس الفِقْهَ للشَافعِي. قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وَاللهِ مَا أُحِبُّ الحَيَاةَ إلَّا لِلذِّكر وَللتحديثِ. وَسَمِعْتُ البَرْقَانِيَّ يُوَثِّق ابْنَ رَزْقُوَيْه. مَاتَ سنة اثنتي عشرة وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 351"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 4"، والعبر "3/ 108"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1052"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 256"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 196".

خلف

3781- خلف 1: الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ، أَبُو عَلِيٍّ، خَلَفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْدُوْنَ، الوَاسِطِيُّ. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ القَطِيْعِيّ وَطبقته بِبَغْدَادَ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ السَّقَّا بِوَاسِطَ، وَأَبَا بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيَّ بِجُرْجَانَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ خَمِيْرُوَيْه بِهَرَاةَ، وَأَمثَالَهُم بِالشَّامِ وَمِصْرَ وَخُرَاسَان وَالعَجَمِ وَالعِرَاقِ، وَكَانَ رَفِيْقَ أَبِي الفَتْحِ بنِ أَبِي الفَوَارِسِ فِي الرِّحلَةِ إِلَى أَكْثَر النَّوَاحِي. صَنَّفَ كِتَابَ: "أَطرَافِ الصَّحِيْحَيْنِ"، وَسَافَرَ الكَثِيْر فِي التِّجَارَة، وَكِتَابُهُ قَالُوا: أَقلُّ أَوهَاماً مِنْ أَطرَاف أَبِي مَسْعُوْدٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: صَحِبنَاهُ بِنَيْسَابُوْرَ وَأَصْبَهَانَ. وَذَكَرَهُ الحَاكِمُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ وَكَانَ حَافِظاً لِحَدِيْثِ شُعبَةَ وَغَيْرهِ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ الأَزْهَرِيّ، وطائفة. وأقام بالرملة يتجر. قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ الأَزْهَرِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ خَلَفٌ حَافِظاً، وَكَانَ أَبُو الفَتْح بنُ أَبِي الفَوَارِسِ أُسْتَاذَهُ. أَنْبَأَنَا المُسَلَّمُ بن مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بن أَبِي الفَتْحِ، أَخْبَرَنَا خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بِنَيْسَابُوْرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ الطُّوْسِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ صَالِح بنِ رَسْلاَنَ الفَيُّومِي بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا ذُو النُّوْنِ المِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَجَافَوْا عَنْ ذَنْبِ السَّخِيِّ، فَإِنَّ اللهَ آخِذٌ بِيَدِهِ كُلَّمَا عَثَرَ عَثْرَةً". هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ. لَمْ أَظفرْ لِخَلَفٍ بِتَارِيْخِ وَفَاةٍ، وَقَدْ بَقِيَ إِلَى بُعيدِ الأَرْبَعِ مائَةٍ بِيَسِيْرٍ. وَقَدْ مَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِ مائَةٍ مُسند خُرَاسَان أَبُو نُعَيْمٍ عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إِسْحَاقَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَهُوَ رَاوِي "مُسْند أَبِي عَوَانَة الحَافِظ" عَنْهُ، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيِّ بنِ غِيَاث الرَّزَّازُ البَغْدَادِيُّ، وَكَانَ يذكر أَنَّهُ سَمِعَ: مِنَ البَغَوِيّ، وَزَاهدُ الأَنْدَلُس الشَّيْخُ سليمان بن بنج مال عن تِسْع وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَمسندُ أَصْبَهَان أَبُو إِسْحَاقَ بن عبد الله بن خرشيذ2 قوله.

_ 1 ترجمته في أخبار أصبهان "1/ 310"، وتاريخ بغداد "8/ 334"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 196"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 976". 2 تقدمت ترجمته في الجزء الثاني عشر برقم ترجمة عام "3662"، وبتعليقنا رقم "696" فراجعها تمت.

الشيباني، ظفر بن محمد

الشيباني، ظفر بن محمد: 3782- الشيباني 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُؤَدِّبُ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرِ بن مُحَمَّدٍ، الشَّيْبَانِيُّ السَّامَرِّيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ البَزَّازُ. سَمِعَ: ابْنَ حَبِيْبٍ الحَصَائِرِي، وَخَيْثَمَة بن سُلَيْمَانَ، وَعُثْمَانَ بنَ مُحَمَّدٍ الذَّهبِي، وَأَبَا يَعْقُوْب الأَذْرَعِي، وَخلقاً سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: العَتِيْقِيّ، وَعَلِيُّ بنُ صَصْرَى، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الحَدَّادُ، وَالشَّيْخُ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيُّ، وَغَيْرُهُم. قَالَ الكَتَّانِيُّ: كتب الكَثِيْرَ، وَاتُّهُم فِي لِقَاءِ أَبِي إِسْحَاقَ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَكَانَ يُتَّهَمُ بِالاعتزَالِ، تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: لَهُ جَمَاعَةُ أَجزَاءٍ مَرويَّة، وَلَمْ يَقَعْ لِي حَدِيْثُهُ إلَّا بِنُزول. وَفِيْهَا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ بَالُوَيْه، وَأَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ الفَارِسِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ التَّمِيْمِيُّ، وَابْنُ مَحْمِشٍ الزيادي، وَالقَاضِي أَبو مَنْصُوْرٍ الأَزْدِيُّ، وَابْنُ بَابَكَ شَاعِرُ وَقْتِهِ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ سَلاَمَةَ الضَّرِيْرُ المُفَسِّرُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه الحَافِظُ، وَظَفَرُ بنُ محمد العلوي. 3783- ظفر بن محمد: ابن أحمد بن محمد بن زبارة بن عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَن بن عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الشَّهِيْدِ بن عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، السَّيِّدُ المُسْنِدُ، الرَّئِيْسُ المُجَاهِدُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، العَلَوِيُّ الحُسَيْنِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، البَيْهَقِيُّ، الغَازِي. سَمِعَ: عَمّه أَبَا عَلِيٍّ بن زَبَّارَة، وَأَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ، وَمُحَمَّدَ بن عَلِيِّ بنِ دُحَيْم الشَّيْبَانِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ النَّجَّادَ، وَعَلِيَّ بنَ عِيْسَى بنِ مَاتِي، وَخَلَفَ بنَ مُحَمَّدٍ البُخَارِيَّ الخيَّامَ، وَأَبَا زَكَرِيَّا العَنْبَرِيَّ، وَعِدَّةً، وَانْتَقَى عَلَيْهِ الحَاكِم. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو بَكْرٍ بن خلف الأديب، وعمر بن الإِمَامِ أَبِي عُمَرَ البَسْطَامِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ فِي "السِّيَاقِ": كَانَتْ أُصُوْلُهُ صَحِيْحَةً، ثُمَّ احْتَرَقَ قَصْرُهُ بِمَا فِيْهِ، وَرَاحَتْ أُصُوْلُهُ، فَصَارَ يَرْوِي مِنْ فُرُوعهَا، تُوُفِّيَ بِقَرْيَتِهِ، وَبِهَا دُفِنَ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَع مائَة. قُلْتُ: نَيَّفَ عَلَى الثمانين فيما أرى.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 102"، وميزان الاعتدال "2/ 580"، ولسان الميزان "3/ 424"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 190".

المهلبي

3784- المهلبي 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ العَالِمُ، شَيْخُ الأَطِبَّاء، أَبُو يَعْلَى، حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن حَمْزَة، المُهَلَّبِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، بَقِيَّةُ المَشَايِخ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ دلُّويه، صَاحِبَ البُخَارِيِّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ، القَطَّانَ، وَأَبَا حَامِدٍ بنَ بِلاَلٍ، وَأَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ الأَصْبَهَانِيّ، وَجَمَاعَةً. وَتَفَرَّدَ فِي وَقْتِهِ. وَهُوَ رَاوِي المُسَلْسَلِ بِالأَوَّلِيَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَأَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ الطُّوْسِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التَّفْلِيْسِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَفٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَاكِمُ: صَحِبَ أَبُو يَعْلَى الصَّيْدَلاَنِيُّ المَشَايخَ، وَطلبَ الحَدِيْثَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فِي مَعْرِفَةِ الطِّبِّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ عِيْدِ النَّحْرِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِيْنَ. وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَمِيْرِ خُرَاسَانَ المُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَةَ الأزدي.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 122"، واللباب لابن الأثير "2/ 254"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1064"، والعبر "3/ 94"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 181".

المحاملي، ابن برهان

المحاملي، ابن برهان: 3785- المحاملي 1: الفَقِيْهُ الإِمَامُ، أَبُو الحُسَيْنِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، الضَّبِّيُّ المَحَامِلِيُّ البَغْدَادِيُّ من كبار الشافعية. ولد سنة اثتين وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّارَ، وَعُثْمَانَ بنَ السَّمَّاكِ، وَالنَّجَّاد، وَأَبَا عُمَرَ الزَّاهِدَ، وَجَمَاعَةً. رَوَى عَنْهُ: سُلَيْمٌ الرَّازِيُّ، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ أَبِي عُثْمَانَ، وَأَخُوْهُ أَحْمَدُ وَآخَرُوْنَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: حَفِظَ القُرْآنَ وَالفَرَائِضَ وَدَرَسَ المَذْهَبَ، وَكَتَبَ الحَدِيْثَ، وَهُوَ مِمَّنْ يَزْدَادُ كُلَّ يَوْمٍ خَيْراً. وَقَالَ الخَطِيْبُ: حَضَرْتُ مَجْلِسَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ ثِقَةً صَادِقاً خَيِّراً فَاضِلاً، لَمْ يَحصلْ عِنْدِي شَيْءٌ مما سمعت منه. 3786- ابن برهان 2: الشَّيْخُ الثِّقَةُ الصَّالِحُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ عُمَرَ بنِ برهان، البَغْدَادِيُّ الغَزَّال البَزَّاز، وَالدُ عَبْد الوَهَّابِ وَمُحَمَّدٍ. سَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّار، وَعَلِيَّ بن إِدْرِيْسَ السُّتُوْرِيَّ، وَأَبَا جَعْفَرٍ بن البَخْتَرِيّ، وَابنَ السَّمَّاكِ. رَوَى عنه: أبو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ وَالخَطِيْبُ، وَأَبُو الفَوَارِسِ طِرَادٌ النَّقِيْبُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً صَالِحاً، مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا حَدِيْثُهُ مِنْ عَوَالِي طراد.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 333"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 285"، والعبر "3/ 97"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 185". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 82"، والعبر "3/ 108"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 195".

ابن الدلم، منير بن أحمد، عبد الغني بن سعيد

ابن الدلم، منير بن أحمد، عبد الغني بن سعيد: 3787- ابن الدلم 1: المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ، أَبُو القَاسِمِ، بَقِيَّةُ الْمُسْندين، صَدَقَةُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ القُرَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، ابْنُ الدَّلمِ. سَمِعَ: مِنْ: أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ بِمَكَّةَ، وَعُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ الذّهبِيِّ، وَأَبِي عَلِي الحَصَائِرِي، وَأَبِي الطَّيِّبِ بن عَبَادل، وَخَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحِيْمِ البُخَارِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وعلي بن الخَضِر السُّلَمِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ الكَتَّانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ صَدَقَة الشَّرَابِيُّ. قَالَ الكَتَّانِيّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ، مَضَى عَلَى سَدَادٍ، وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: هَذَا أَكْبَرُ شَيْخٍ عِنْدَ الكَتَّانِيِّ. 3788- مُنِيْرُ بنُ أحمد 2: ابن الحسن بن علي بن منير، أَبُو العَبَّاسِ المِصْرِيُّ الخَشَّاب المُعَدَّل. حَدَّثَ عَنْ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي مَطرٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ الصَّمُوتِ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الأَصْبَغِ، وَأَحْمَدَ بنِ الضَّحَّاكِ، وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: الصُّوْرِيُّ، وَخَلَفٌ الحَوْفِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَبَّال: ثِقَةٌ لاَ يَجُوْزُ عَلَيْهِ تَدْلِيْسٌ، مَاتَ فِي حَادِي عَشَرَ ذِي القعدة سنة اثنتي عشرة وأربع مائة. 3789- عبد الغني بن سعيد 3: ابن عَلِيِّ بنِ سَعِيْدِ بنِ بِشْرِ بنِ مَرْوَانَ، الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ النَسَّابَة، مُحَدِّثُ الدِّيَار المِصْرِيَّةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ المِصْرِيُّ، صَاحِبُ كِتَابِ "المُؤتَلَفِ والمختلف".

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 112"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1055". 2 ترجمته في العبر "3/ 110"، وشذرات الذعب لابن العماد الحنبلي "3/ 197". 3 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 198"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 291"، ووفيات الأعيان "3/ 223"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 964"، والعبر "3/ 100"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 244"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 188".

مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ أَبُوْهُ سَعِيْدٌ فَرَضِيَّ مِصْرَ فِي زَمَانِهِ. سَمِعَ أَبُو مُحَمَّدٍ مِنْ: عُثْمَان بن مُحَمَّدٍ السمرقندي، -وهو أكبر شيخ لَهُ-، وَمن: أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَطِيَّةَ، وأحمد بن بهزاد السيرافي، -وسماعه منه في عام اثنين وَأَرْبَعِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ يَعْقُوْبَ بن الجِرَاب، وَعَبْدِ اللهِ بن جَعْفَرِ بنِ الْورْد، وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَامعٍ، وَأَبِي الطَّيِّبِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ الرُّوْذَبَارِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَالحَسَنِ بنِ يَحْيَى القُلْزُمِيِّ، وَأَبِي أَحْمَدَ بنِ النَّاصِحِ المُفَسِّرِ، وَالحَسَنِ بنِ الخَضِرِ الأُسْيُوْطِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ النَقَّاشِ التِّنِّيْسِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ جَعْفَرٍ الفِرْيَابِيِّ، وَأَبِي قُتَيْبَة سَلْمِ بنِ الفَضْلِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيٍّ الحِنَّائِيِّ، -صاحب الكَجِّيِّ، وَأَبِي نُجَيْد مُحَمَّدِ بن القَاسِمِ الحَذَّاءِ، وَالخَضِرِ بنِ مُحَمَّدٍ المَرَاغِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، وَيَعْقُوْبَ بن مُبَاركٍ، وَحَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الكِنَانِيِّ الحافظ، والقاضي أبو طاهر السَّدُوْسِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ حَيُّوَيْه، وَطَبَقَتهِم بِمِصْرَ، وَالقَاضِي يُوْسُفَ بنِ القَاسِمِ المَيَانَجِي، وَأَبِي سُلَيْمَانَ بنِ زَبْرٍ، وَالفَضْلِ بنِ جَعْفَرٍ المُؤَذِّنِ، وَطَبَقَتِهِم بِدِمَشْقَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصوري، ورشأ بن نظيف المقرىء، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ البُخَارِيُّ، وَابْنُ بقَاءٍ الوَرَّاقُ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ القُضَاعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّالُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم، وَبَالإِجَازَة أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَغَيْرُهُ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الحُفَّاظِ. قَالَ البَرْقَانِيّ: سَأَلتُ الدَّارَقُطْنِيّ لَمَّا قَدِمَ مِنْ مِصْرَ: هَلْ رَأَيْتَ فِي طَرِيْقِكَ مَنْ يَفْهَمُ شَيْئاً مِنَ العِلْم? قَالَ: مَا رَأَيْتُ فِي طُوْلِ طَرِيْقِي إلَّا شَابّاً بِمِصْرَ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الغَنِيِّ، كَأَنَّهُ شُعْلَةُ نَارٍ......، وَجَعَلَ يُفَخِّمُ أَمره، وَيَرْفَعُ ذِكْرَهُ. وَقَالَ أَبُو الفَتْحِ مَنْصُوْرُ بنُ عَلِيٍّ الطَّرَسُوْسِيُّ: أَرَادَ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ الخُرُوجَ مِنْ عِنْدنَا مِنْ مِصْرَ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ نُوَدِّعُهُ، فَلَمَّا وَدَّعنَاهُ بكينَا، فَقَالَ لَنَا: تَبكُون وَعندكُم عَبْدُ الغَنِيِّ بن سَعِيْدٍ، وَفِيْهِ الخَلَفُ. وَلعَبْد الغَنِيِّ "جُزْءٌ" بَيَّنَ فِيْهِ أَوهَامَ كِتَابِ المدخلِ إِلَى الصَّحِيْحِ لِلْحَاكِمِ، يَدُلُّ عَلَى إِمَامته وَسعَة حِفظِه. قَالَ عَبْدُ الغَنِيِّ: لمَا رددتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم "الأَوهَامَ الَّتِي فِي المدخلِ" بَعثَ إِليَّ يَشْكُرُنِي، وَيَدْعُو لِي، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ عاقل.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ بَعْد الدَّارَقُطْنِيّ أَحْفَظَ مِنْ عَبْدِ الغَنِيّ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيُّ: قَالَ لِي الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيّ: ابتدأَتُ بعملِ كِتَابِ المُؤتلف وَالمُخْتَلِف فَقَدم عَلَيْنَا الدَّارَقُطْنِيّ، فَأَخذتُ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيْرَةً مِنْهُ، فَلَمَّا فرغتُ مِنْ تَصْنِيْفِهِ، سَأَلَنِي أَنْ أَقرأَهُ عليه ليسمع: هـ مِنِّي، فَقُلْتُ: عَنْكَ أَخذتُ أَكْثَرَهُ. قَالَ: لاَ تَقُلْ هَكَذَا، فَإِنَّكَ أَخَذْتَهُ عَنِّي مُفَرَّقاً، وَقَدْ أَوْرَدْتَهُ فِيْهِ مَجْمُوعاً، وَفِيْهِ أَشْيَاءُ كَثِيْرَةٌ أَخَذْتَهَا عَنْ شُيُوخِكِ. قَالَ: فَقَرأْتُهُ عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: عَبْدُ الغَنِيِّ بنُ سَعِيْد حَافِظٌ مُتْقِنٌ، قُلْتُ لأَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيّ: أَخذتَ عَنْ عَبْدِ الغَنِيّ؟ فَقَالَ: لاَ إِنْ شَاءَ اللهُ. عَلَى مَعنَى التَأْكيدِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لِعَبدِ الغني اتصال ببني عبيد-، بعني أَصْحَاب مِصْر. قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيّ: كَانَ عَبْدُ الغَنِيّ إِمَامَ زَمَانِه فِي علمِ الحَدِيْثِ وَحِفْظِهِ، ثِقَةً مَأْمُوْناً، مَا رَأَيْتُ بَعْد الدَّارَقُطْنِيِّ مِثْلَهُ. قُلْتُ: اتصَالُهُ بِالدَّوْلَة العُبَيْدِيَّة كَانَ مُدَارَاةً لَهُم، وَإِلاَّ فَلَو جَمحَ عَلَيْهِم، لاَستَأْصَلَهُ الحَاكِمُ خَلِيْفَةُ مِصْرَ، الَّذِي قِيْلَ: إِنَّهُ ادَّعَى الإِلهيَة. وَأَظُنُّهُ وَلِيَ وَظِيفَةً لَهُم، وَقَدْ كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الأَثَرِ، نَشَأَ فِي سُنَّةٍ وَاتِّبَاع قَبْل وُجود دَوْلَةِ الرَّفضِ، وَاسْتمرَّ هُوَ عَلَى التَّمَسُّكِ بِالحَدِيْثِ، وَلَكِنَّهُ دَارَى القَوْمَ، وَدَاهَنَهُم، فَلِذَلِكَ لَمْ يُحِبَّ الحَافِظُ أَبُو ذرٍّ الأَخْذَ عَنْهُ. وَقَدْ كَانَ لِعَبْدِ الغَنِيّ جِنَازَةٌ عَظِيْمَةٌ تَحَدّثَ بِهَا النَّاسُ، وَنُودِي أَمَامهَا: هَذَا نَافَي الكَذِبَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال: تُوُفِّيَ فِي سَابعِ صَفَرٍ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة. قُلْتُ: وَمَاتَ معه في هذا العام المحدثون المسنون: أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُتَيَّمِ البَغْدَادِيُّ الوَاعِظُ، وَأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ ابن أَحْمَدَ بنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، شَيْخا أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ الصُّوْفِيُّ شَيْخُ البَيْهَقِيِّ، وَالمُعَمَّر أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن خزفة، الصَّيْدَلاَنِيُّ الوَاسِطِيُّ، وَأَبُو طَلْحَةَ القَاسِمُ بنُ أَبِي المنذر القزويني الخطيب، راوي "سنن ابن ماجه". أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عَبْدِ الرَّزَّاق، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، سَمِعْتُ جَعْفَر بن أَحْمَدَ اللُّغَوِيّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الصُّوْرِيَّ الحَافِظَ، سَمِعْتُ عَبْدَ الغنِي بنَ سَعِيْد، سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ الحُسَيْنَ بنَ عَبْدِ اللهِ القُرَشِيّ، سَمِعْتُ بُنَاناً الزَّاهِدَ يَقُوْلُ: مَنْ كَانَ يَسُرُّهُ مَا يَضُرُّهُ مَتَى يُفْلِحُ?.

أخبرنا أحمد بن سلامة المقرىء إِجَازَةً عَنْ هِبَةِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا عبدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عبدُ الغني ابن سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ العَطَّار، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ دَنُوقَا، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، عَنْ غَالِبٍ القَطَّانِ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "كنا نصلي مع رسول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي شِدَّة الحَرِّ، فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَسْجُدَ عَلَى الأَرْضِ بَسَطَ ثَوْبَه، فَسَجَدَ عَلَيْهِ"1. غَالِبٌ هُوَ ابْنُ خَطَّاف، قَيَّدهُ الدَّارَقُطْنِيُّ بِفَتحِ الخَاء، اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَيْهِ مِنْ طريق بشر. قَالَ عَبْدُ الغَنِيّ بن سَعِيْد فِي كِتَابِ "العلم"، وهو جُزْآنِ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَيَّاع فِي كِتَابِهِ مِنْ نَيْسَابُوْر، حَدَّثَنَا الأَصَمُّ....، فذكر حديثًا.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "385"، ومسلم "620"، وأبو داود "660".

أبو الفضل التميمي، أبو منصور الأزدي

أبو الفضل التميمي، أبو منصور الأزدي: 3790- أبو الفضل التميمي 1: الإِمَامُ الفَقِيْهُ، رَئِيْسُ الحَنَابِلَة، أَبُو الفَضْلِ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الحَارِثِ، التَّمِيْمِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ إِسْحَاقَ الخُرَاسَانِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّادِ، وَأَحْمَدَ بنِ كَامِل، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَرِزْقُ اللهِ التَّمِيْمِيُّ -ابْنُ أَخِيْهِ، وَعُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ ابن عمر المقرىء، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً، دُفِنَ إِلَى جَنْبِ قَبْرِ الإِمَام أَحْمَد، وَحَدَّثَنِي أَبِي وَكَانَ مِمَّنْ شَيَّعَه أَنَّه صَلَّى عَلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِيْنَ أَلْفاً، رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: كَانَ صَدِيْقاً لِلْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ بنِ البَاقِلاَّنِيِّ، وَمُوَادّاً لَهُ. توفي سنة عشر وأربع مائة. 3791- أبو منصور الأزدي 2: العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ، القَاضِي أَبُو مَنْصُوْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ، الأَزْدِيُّ الهَرَوِيُّ الشَّافِعِيُّ. رَوَى عَنِ: الحَسَنِ بنِ عِمْرَان الحَنْظَلِيِّ الهَرَوِيِّ، وَسَمِعَ: لَمَّا حَجَّ بِالكُوْفَةِ مِنْ مُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بنِ دُحَيْم، وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ دَعْلَجٍ السِّجْزِيّ، وَأَحْمَدَ بن عُثْمَانَ الأَدَمِيِّ، وَعِدَّة. وأملَى مُدَّةً، وَكَانَ رَأْسَ الشَّافِعِيَّة فِي عَصْرِهِ بِهَرَاةَ مَعَ الدِّينِ وَالخَيْرِ وَعُلُوِّ الإِسْنَاد. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدينَ، وَأَبُو سَعْدٍ يَحْيَى بنُ أَبِي نَصْرٍ العَدْلُ، وَأَبُو عَدْنَان القَاسِمُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العُمَيرِي، وَشَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ السُّلْطَانُ مَحْمُوْدُ بنُ سُبُكْتِكِيْنَ يُجِلُّه، وَيَحْتَرِمُهُ لخَيْرِهِ وَاتِّبَاعه وَمَحَاسِنِهِ. قَارَبَ التِّسْعِيْنَ، وَمَاتَ بِهَرَاة فَجْأَةً فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَع مائَة. وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّة الأَمِيْر المُهَلَّبِ بن أبي صفرة. وابنه: هو الإمام:

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 14"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 295". 2 ترجمته في العبر "3/ 103"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 192".

أبو أحمد منصور بن محمد، ابن جهضم

أبو أحمد منصور بن محمد، ابن جهضم: 3792- أَبُو أَحْمَدَ مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدٍ 1: المُهَلَّبِيُّ الأَدِيْبُ. عَلَّقَ المَذْهَبَ بِبَغْدَادَ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ. وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَمِيْرُوَيْه، وَالخَلِيْلِ بن أَحْمَدَ السِّجْزِيِّ، وَالعَبَّاس بن الفَضْلِ النَّضْرَوِيِّ. وَأَمْلَى مَجَالِس، وَكَانَ يَخْتُمُ كُلَّ يَوْم. وَأَمَّا نظمُهُ الفَائِق وَنثره البَدِيْع، فَإِليه المُنْتَهَى. قَالَ الرُّهَاوِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة. 3793- ابن جهضم 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ الكَبِيْر، شَيْخُ الصُّوْفِيَّة بِالحرمِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بن جهضم الهمذاني المجاور، مصنف "بهجة الأَسرَار". يَرْوِي فِيْهِ عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ سَلَمَةَ القَطَّانِ، وَأَحْمَد بن عُثْمَانَ الأَدَمِيِّ، وَعَلِيِّ بن أَبِي العَقبِ، وَخَلْق. لَيْسَ بثِقَةٍ بَلْ مُتَّهَمٌ يَأْتِي بِمصَائِب. قَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: قِيْلَ: إِنَّهُ يكذب. قُلْتُ: سُقتُ أَخْبَاره فِي "التَّارِيْخ" "والميزان". مات سنة أربع عشرة وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "19/ 191". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 14"، والعبر "3/ 116"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1057"، وميزان الاعتدال "3/ 142"، ولسان الميزان "4/ 238"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 200".

ابن محمش

3794- ابن محمش 1: الفَقِيْهُ العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ، شَيْخُ خُرَاسَان، أَبُو طَاهِرٍ، محمد بن محمد ابن مَحْمِش بنِ عَلِيِّ بنِ دَاوُدَ، الزِّيَادِيُّ، الشَّافِعِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، الأَدِيْبُ. كَانَ يَسْكُن بِمَحَلَّة مَيْدَان زِيَادِ بن عبد الرحمن، فنسب إليها، وكان وَالده مِنَ العَابدين. وَلد أَبُو طَاهِرٍ: سَنَةَ سبع وعشرين وثلاث مائة. وأسمع: هـ أَبُوْهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَبعدهَا مِنْ أَبِي حَامِدٍ بنُ بِلاَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّانُ، وَعَبْدِ اللهِ بن يَعْقُوْبَ الكَرْمَانِيّ، وَالعَبَّاس بن مُحَمَّدِ بنِ قُوهيَارَ، وَأَبِي عُثْمَانَ عَمْرِو بن عَبْدِ اللهِ النَّصْرِي، وَمُحَمَّدِ بن الحَسَنِ المُحَمَّدَابَاذِي، وَمُحَمَّدِ بن عُمَرَ بنِ حَفْص الجُورْجِيْرِي، وَعَبْدُوْسِ بنِ الحُسَيْنِ، وَأَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَبِي عليٍّ المَيْدَانِيّ، وَحَاجِبِ بن أَحْمَدَ الطُّوْسِيّ، وَعَلِيِّ بن حَمشَاذ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارِ، وَعِدَّةٍ. وَكَادَ أَنْ يَسمَعَ: مِنِ ابْنِ الشَّرْقِيِّ. وَكَانَ إِمَاماً فِي المَذْهَبِ، مُتَبَحِّراً فِي عِلْمِ الشُّرُوطِ، لَهُ فِيْهِ مُصَنَّفٌ، بَصِيْراً بِالعَرَبِيَّةِ، كَبِيرَ الشَّأْنِ، وَكَانَ إِمَامَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ وَمُسْنِدَهُم وَمُفْتِيَهُم. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: أَمْلَى نَحْواً مِنْ ثَلاَث سِنِيْنَ، وَلَوْلاَ مَا اخْتُصَّ بِهِ مِنَ الإِقتَارِ وَحِرفَةِ أَهْلِ العِلْمِ لَما تَقَدَّمَ عَلَيْهِ أحد، أخبرنا عنه الإمام حدي، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ رَامِش، وَعُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المحمي، ومحمد ابن يَحْيَى المُزَكِّي، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَف، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيّ المُفَسِّر. قُلْتُ: وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بُرزَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّامَاتِي، وَالقَاسِمُ بنُ الفَضْلِ الثَّقَفِيُّ، وَخَلْقٌ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ الحَاكِمُ ابْنُ البَيِّعِ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 336"، واللباب لابن الأثير "2/ 84"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص1051"، والعبر "3/ 103"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 192".

طغان خان، الناصر، ابن بابك

طغان خان، الناصر، ابن بابك: 3795- طُغَانُ خَانَ: التُّرْكِيُّ، صَاحِبُ تُرْكِسْتَان، وَبَلاَسَاغُون وَكَاشْغر وَخُتَن وَفَارَاب. قَصَدَتْهُ جُيُوشُ الصِّيْنِ وَالخَطَا فِي جمع ما سمع: بمثله حتى قيل: كَانُوا ثَلاَثَ مائَة أَلْف. وَكَانَ مَرِيْضاً فَقَالَ: اللَّهُمَّ عَافِنِي لأَغْزُوَهُم، ثُمَّ تَوَفَّنِي إِنْ شِئْتَ. فَعُوْفِيَ، وَجَمَعَ عَسَاكِرَهُ، وَسَاقَ، فَبَيَّتَهُم، وَقَتَلَ مِنْهُم نحو مائةي أَلف، وَأَسَرَ مائَة أَلْف، وَكَانَتْ مَلْحَمَةً مَشْهُوْدَةً فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة، وَرجعَ بِغَنَائِمَ لاَ تُحْصَى إِلَى بَلاَسَاغُونَ، فَتَوَفَّاهُ اللهُ عَقِيْبَ وُصُولِهِ. وَكَانَ دَيِّناً عَادِلاً، بَطَلاً شُجَاعاً. وَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ أَخُوْهُ أَرسلاَن خَان، أَرَّخ ذَلِكَ صَاحِبُ حماة المؤيد. 3796- الناصر 1: تَقَدَّمَ، وَهُوَ صَاحِبُ الأَنْدَلُس، النَّاصر لِدِيْنِ اللهِ، أبو الحسن علي ابن حمود بن ميمون بن أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عمر بن إدريس بنِ إِدْرِيْسَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بن السَّيِّد الحَسَن بن عَلِيٍّ، العَلَوِيُّ الحَسَنِيُّ، ثُمَّ الإِدْرِيْسِيُّ. كَانَ مِنْ قُوَّادِ المُسْتَعِيْن المَرْوَانِي، فَلَمَّا طَغَى المُسْتَعِيْنُ، وَعَثَّرَ الرَّعِيَّة، حَارَبَهُ عَلِيٌّ هَذَا وَقَتَلَهُ وَتَمَلَّكَ وَتَمَكَّنَ، ثُمَّ خَالَفَ عَلَيْهِ الموَالِي الَّذِيْنَ كَانُوا قَدْ نَصَرُوْهُ، وَمَالُوا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ الناصر الأُمَوِيّ، وَلَقَّبُوهُ بِالمُرْتَضَى، وَنَازَلُوا غَرْنَاطَة، ثُمَّ نَدِمُوا عَلَى بَيْعَتِهِ لِمَا رَأَوا مِنْ صَوْلَتِهِ، فَتَنَقَّلُوا عَنْهُ، وَدَسُّوا مَنْ قَتَلَه غِيْلَةً. وكَانَتْ دَوْلَةُ الإِدْرِيْسِيّ اثْنَيْنِ وَعِشْرِيْنَ شَهْراً، ثُمَّ قَتَلَهُ غِلْمَانٌ لَهُ صَقَالبَةُ فِي حَمَّامٍ، فِي أَواخِرَ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِ مائَة، فَقَامَ بَعْدَهُ أَخُوْهُ القَاسِم. وَتَرَكَ عَلِيٌّ مِنَ الوَلَد إِدْرِيْس، وَيَحْيَى المُعْتَلِي، فشيخنا جعفر ابن مُحَمَّدٍ الإِدْرِيْسِيّ مِنْ نَسْلِ المُعْتَلِي. 3797- ابْنُ بَابَكَ 2: شَاعِرُ وَقْته، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ منصور بن بابك، البغدادي. وديوانه كَبِيْرٌ فِي مُجَلَّدين. طَوَّفَ النَّوَاحِي، وَمَدَحَ الكِبَارَ، وَلَمَّا سَأَلَهُ الصَّاحِبُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبَّاد وَقَدْ وَفَدَ عَلَيْهِ: أَأَنْتَ ابْنُ بَابَك؟ قَالَ: بَلْ أَنَا ابْنُ بَابِك. فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ عشر وأربع مائة.

_ 1 تقدمت ترجمته في الجزء الثاني عشر برقم ترجمة عام "3705"، وبتعليقنا رقم "735". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 295"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 196"، والعبر "3/ 102"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 245"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 191".

ابن سراقة، فخر الملك

ابن سراقة، فخر الملك: 3798- ابن سراقة 1: الحَافِظُ العَلاَّمَةُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ سُرَاقَةَ، العَامِرِيُّ البَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ دَاسَة، وَأَبِي إِسْحَاق الهُجَيْمِيِّ، وَابنِ عَبَّاد، وَطَائِفَة. وَأَخَذَ عَنْ أَبِي الفَتْحِ الأَزْدِيّ "مُصَنَّفَهُ" فِي الضُّعَفَاءِ، ثُمَّ هَذَّبَهُ، وَرَاجَعَ فِيْهِ أَبَا الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ. وَارْتَحَلَ فِي الحَدِيْثِ إِلَى فَارِس وَأَصْبَهَان وَالدِّيْنَوَر، وَسَكَنَ آمِد مُدَّة. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الشَّافِعِيَّة. لَهُ تآلِيفُ فِي الفَرَائِضِ وَالسِّجِلاَّت. كَانَ حيًا في سنة أربع مائة. 3799- فخر الملك 2: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو غَالِبٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَف بن الصَّيْرَفِيِّ. وبَاسْمِهِ صُنِّفَ كِتَاب "الفَخرِي" فِي الجَبْر وَالمُقَابلَة. كَانَ صَدْراً مُعَظَّماً، جَوَاداً مُمَدَّحاً مِنْ رِجَالِ الدَّهْر، كَانَ أَبُوْهُ صَيْرَفِيّاً بِدِيْوَانِ وَاسِط، وَكَانَ أَبُو غَالِبٍ مِنْ صِبَاهُ يَتعَانَى المَكَارم وَالأَفْضَال، وَيُلقِّبُونه بِالوَزِيْر الصَّغِيْر، ثُمَّ وَلِيَ بَعْضَ الأَعمَالِ، وَتَنَقَّلَتْ بِهِ الأَحْوَالُ إِلَى أَنْ وَلِي دِيْوَانَ وَاسِط، ثُمَّ وَزَرَ، ونَابَ لِلْسُّلْطَان بَهَاءِ الدَّوْلَة بِفَارِس، وافْتَتَحَ قِلاَعاً، ثم الولي العِرَاقَ بَعْد عَمِيْد الجُيُوش، فَعَدَلَ قَلِيْلاً، وَأَعَادَ اللَّطْمَ يَوْم عَاشُورَاء، وَثَارَت الفِتَنُ لِذَلِكَ، وَمَدَحَتْهُ الشُّعَرَاء، وَدَام سِتَّ سِنِيْنَ، ثُمَّ أُمْسِكَ بِالأَهْوَازِ،

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 195". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "7/ 286"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 124"، والعبر "3/ 97" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 242"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 185".

وَقُتِلَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَأَخَذُوا لَهُ جَوْهَراً وَنَفَائِسَ، وَأَلفَ أَلفِ دينار وغير ذلك، وطمر في ثيابه. وَكَانَ شَهْماً كَافياً، خَبِيْراً بِالتَّصَرُفِ، سَدِيْدَ التَّوقِيْع، طَلق المحيَا، يُكَاتِبُ مُلُوْكَ النَّوَاحِي، وَيُهَادِيهم، وَفِيْهِ عدلٌ فِي الجُمْلَةِ، عُمِرت العِرَاقُ فِي أَيَّامِهِ، وَكَانَ مِنْ مَحَاسِنِ الدَّهْرِ، أَنشَأَ بِيمَارستَاناً عَظِيْماً بِبَغْدَادَ، وَكَانَتْ جَوَائِزُهُ مُتَوَاتِرَةً عَلَى العُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ، وَعَاشَ ثَلاَثاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. رُفِعَتْ إِلَيْهِ سِعَايَةٌ بِرَجُل، فَوَقَّعَ فِيْهَا: السِّعَايَةُ قَبِيْحَةٌ، وَلَوْ كَانَتْ صَحِيْحَة، وَمَعَاذَ اللهِ أَنْ نَقْبَلَ مِنْ مَهْتُوكٍ فِي مَسْتُور، وَلَوْلاَ أَنَّك فِي خِفَارَة شَيْبِكَ، لَعَاملنَاك بِمَا يُشْبِه مَقَالَك، وَيَرْدَعُ أَمثَالَكَ، فَاكْتُم هَذَا العَيْب، وَاتَّقِ مَنْ يَعْلَمُ الغَيْبَ. فَأَخَذَهَا فُقَهَاءُ المَكَاتب، وَعَلَّمُوهَا الصِّغَار. وَقَدْ أَنْشَأ بِبَغْدَادَ دَاراً عَظِيْمَةً، وَكَانَ يُضْرَبُ المَثَلُ بِكَثْرَةِ جَوَائِزِهِ وعطاياه.

المستعين

3800- المستعين 1: صَاحِبُ الأَنْدَلُس، المُلَقَّب بِالمُسْتَعِيْن، أَبُو الرَّبِيْع، سُلَيْمَانُ بن الحكم بن سليمان بن النَّاصرِ لِدِيْنِ اللهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الأُمَوِيُّ، المَرْوَانِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ. خَرَجَ عَلَى ابْنِ عَمّه المُؤَيَّد بِاللهِ هِشَامٍ عَلَى رَأْسِ عَام أَرْبَع مائَة، وَالتَفَّ عَلَيْهِ البَرْبَرُ بِالأَنْدَلُسِ، وَغَلَبُوا عَلَى قَلْعَةِ رَبَاح، وملكوه، وجمعوا له أَمْوَالاً نَحْوَ المائَة أَلْفِ دِيْنَار، فَسَارَ بِهِم إِلَى طُلَيْطُلَة، فَحَارَبَهُم، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَذَبَحَ والِيَهَا، ثُمَّ هَزَمَ عَسْكَراً وَاقعُوهُ، ثُمَّ قَصَدَ قُرْطُبَة، فبرز لقتاله جيش محمد بن عبد الجبار المَهْدِيِّ، فَحَطَمَهُم سُلَيْمَانُ، وَغَرِقَ خَلْقٌ مِنْهُم فِي النَّهر، وَقُتِلَ خَلْقٌ، وَكَانَتْ مَلْحَمَةً كُبْرَى، ذَهَبَ فِيْهَا عِدَّةٌ مِنَ العُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ، فَعَمَدَ المَهْدِيُّ، فَأَخْرَجَ المُؤَيَّد بِاللهِ، بَعْدَ أَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مَاتَ، فَأَجْلَسَهُ لِلنَّاسِ، وَجَعَلَ القَاضِي ابْنُ ذَكْوَانَ يَقُوْلُ: هَذَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، وَإِنَّمَا ابْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ نَائِبُه. فَقَالَتِ البَرْبَرُ: يَا ابْنَ ذَكْوَان! بِالأَمْسِ تُصَلِّي عَلَيْهِ، وَاليَوْمَ تُحييه! وَأَمَّا الرَّعِيَّةُ فَخَرَجُوا يَطْلبُونَ أَمَاناً مِنْ سُلَيْمَان، فَأَكْرَمَهُم، وَاخْتَفَى ابْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، وَاسْتوسَقَ لسُلَيْمَان الأَمْرُ، وَدَخَلَ القَصَرَ، وَوَارَى النَّاسُ قَتْلاَهُم، فَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً، وَهَرَبَ ابْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ إِلَى طُلَيْطُلَة، فَقَامُوا مَعَهُ، وَاسْتَنْجَدَ بِالفِرَنْجِيَّة، وَبَعَثَ إِلَيْهِم مِنْ بَيْت المَالِ بَذَهَبٍ عَظِيْمٍ، فَلِلَّه الأَمْرُ، ثُمَّ أَقْبَلَ فِي عَسْكَرٍ عَظِيْمٍ، فَكَانَ المَصَافُّ عَلَى عقبَة البقرِ بقُرْبِ قُرْطُبَة، فَيَنْهَزِمُ ابْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، وَقُتِلَ مِنَ الفِرنج ثَلاَثَةُ آلَاف، وَغَرِقَ خلائق، ثم

_ 1 تقدمت ترجمته في الجزء الثاني برقم ترجمة عام "3800"، وبتعليقنا رقم "734".

ظَفِرُوا بِابْنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، فَذُبِحَ صبراً، وَقُطِعَتْ أَرْبَعَتُهُ فِي يَوْم التَّرويَة سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وثَلاَثُوْنَ سَنَةً، ثُمَّ اسْتَمَرَّ فِي المُلك المُؤَيَّدُ بِاللهِ، وَعَاث المُسْتَعِيْنُ بِالبَرْبَرِ، وَجَرَتْ أُمُورٌ طَوِيْلَة، وَحَاصَرَ قُرْطُبَةَ مُدَّةً طَوِيْلَةً إِلَى شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ، فَشَدُّوا، وَزَحَفُوا عَلَى البَلَدِ، فَأَخَذُوْهُ، وَبَذَلُوا السَّيْف وَالنَّهب وَبَعْضَ السَّبْي، وَقَتَلُوا المُؤَيَّد، فيُقَالُ: قُتِلَ بقُرْطُبَةَ نَيِّف وَعِشْرُوْنَ أَلْفاً، وَفَعَلَتْ عَسَاكِرُ المُسْتَعِيْن مَا لاَ تَفْعَلُهُ النَّصَارَى، وَاسْتوسق الأَمْرُ للمُسْتَعِيْنِ، فعسف وَجَارَ، وَأَخْرَبَ البِلاَد، وَكَانَ مِنْ قُوَّادِه القَاسِمُ وَعلِيٌّ ابْنَا حَمُّوْد بن مَيْمُوْنٍ العَلَوِيّ الإِدْرِيْسِيّ، فَقَدَّمَهُمَا عَلَى جَيْشِهِ، ثُمَّ اسْتنَاب أَحَدَهُمَا عَلَى الجَزِيْرَةِ الخَضْرَاءِ، وَالآخَرَ عَلَى سَبْتَة، فَرَاسَلَ عَلَيٌّ مُتَوَلِّي سَبْتَة جَمَاعَةً، وَحَدَّثَ نَفْسَهُ بِالخِلاَفَةِ، فَبَادَرَ إِلَيْهِ خَلْقٌ، وَبَايَعُوهُ، فَعدَّى إِلَى الأَنْدَلُسِ، فَانْضَمَّ إِلَيْهِ أَمِيْرُ مَالَقَة، وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ، ثُمَّ نَازل قُرْطُبَة، فَبرز لِحَرْبِهِ مُحَمَّدٌ وَلدُ المُسْتَعِيْن، فَالتَقَوا، فَانْهَزَمَ مُحَمَّدٌ، وَهَجَمَ الإِدْرِيْسِيُّ قُرْطُبَةَ، وَتَمَلَّكَ، وَذَبَحَ المُسْتَعِيْنَ وَللهِ الحمدُ بِيَدِهِ صَبْراً، وَذَبَحَ أَبَاهُ الحَكَم أَيْضاً. وَكَانَ شَيْخاً مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ، وَذَلِكَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَزَالَت الدَّوْلَة المَرْوَانِيَّةُ، وَعَاشَ المُسْتَعِيْنُ نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً، وَلَهُ شِعْرٌ جيد قد تقدم منه.

الرضي

3801- الرضي 1: الشريف أبو الحسن، محمد بن الطَّاهِرِ أَبِي أَحْمَدَ الحُسَيْنِ بنِ مُوْسَى، الحُسَيْنِيُّ، المُوْسَوِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الشَّاعِرُ، صَاحِبُ "الدِّيْوَانِ". لَهُ نَظْمٌ فِي الذِّروَة حَتَّى قِيْلَ: هُوَ أَشْعَرُ الطَّالبيّين. ولي النقابة بعد أبيه، وديوانه يَكُونُ أَرْبَعَ مُجَلَّدَات. وَلَهُ كِتَابُ "مَعَانِي القُرْآنِ" مُمْتِعٌ يَدُلُّ عَلَى سَعَةِ عِلْمِهِ. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ -وقِيْلَ: صفر- سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَع مائَة، وله سبع وأربعون سنة، وكان شيعيًا.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 246"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 279"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 414"، والعبر "3/ 95"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 182".

الجرجاني

3802- الجرجاني 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ العَالِمُ، مُسْنِدُ أَصْبَهَان، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ إبراهيم ابن جَعْفَرٍ اليَزْدِيّ الجُرْجَانِيّ، صَاحِبُ تِلْكَ "الأَمَالِي الأَرْبَعِيْنَ". وُلِدَ بِجُرْجَانَ سَنَة تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَنَشَأَ بِنَيْسَابُوْرَ، فسَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ القَطَّان، والعباس بن محمد ابن قُوهيَار، وَحَاجِبُ بنُ أَحْمَدَ الطُّوْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ المُحَمَّدَابَاذِي، وَأَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّار، وَالحَسَنَ بن يَعْقُوْبَ البُخَارِيّ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ سُلَيْم القَاضِي، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بن عَبْدِ الكَرِيْمِ الحَسْنَابَاذِي، وَأَبُو مَسْعُوْد سُلَيْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظ، وَأَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الوَهَّابِ بنَ مَنْدَةَ، وَسَهْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ الغَازِي، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَرَا، وَمَحْمُوْدُ بنُ جَعْفَرٍ الكَوْسَج، والرئيس القاسم ابن الفَضْلِ، وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ السِّمْسَار، وَرَجَاءُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ قَوْلويه، وَآخَرُوْنَ. وَهَذَا السِّمْسَار خَاتمتُهُم، حَدِيْثُهُ مِنْ أَعْلَى شَيْءٍ فِي "الثقفيَّات". وَقَعَ لِي مِنْ أَمَاليه أَرْبَعَةُ مَجَالِس. مَاتَ بِأَصْبَهَانَ، فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة، عَنْ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الهَمَذَانِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَأْمُوْنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّان، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الأَزْهَر، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاوُوس، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا اشتَدَّ الحَرُّ، فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ" 2.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 99"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 187". 2 صحيح: أخرجه من طرق عن أبي هريرة: مالك "1/ 16"، والشافعي "1/ 48، 49"، وابن أبي شيبة "1/ 334، 325"، وعبد الرزاق "2048"، "2049"، "2051"، والحميدي "942"، وأحمد "2/ 229، 256، 266، 318، 348، 393، 394، 462، 501، 507"، والبخاري "533"، "534"، "536" ومسلم "615"، وابن الجارود "156"، والطحاوي "1/ 187"، والبغوي "364". وورد من حديث المغيرة بن شعبة: عند ابن ماجه "680"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 187" والطبراني في "الكبير" "20/ 949" =

ابن المتيم

3803- ابن المتيم 1: الإِمَامُ الوَاعِظُ المُعَمَّرُ، أَبُو الحُسَيْن، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادٍ، البَغْدَادِيُّ، ابْنُ المُتَيَّمِ. شَيْخٌ صَدُوْقٌ، لَكِنَّهُ كَثِيْر المُزَاح. حَدَّثَ عَنْ: القَاضِي المَحَامِلِيّ، وَيُوْسُفَ بن يَعْقُوْبَ الأَزْرَق، وَالحَافِظ أَبِي العَبَّاسِ بنِ عُقدَة، وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْد، وَإِسْمَاعِيْل الصَّفَّار، وَحَمْزَةَ بنِ القَاسِمِ. قِيْلَ: جَمِيْعُ مَا كَانَ عِنْدَهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مَجْلِسٌ إلَّا الأَزْرَقَ، فسَمِعَ: مِنْهُ سِتَّة مَجَالِس. وَتَفَرَّدَ، وَاشْتُهِرَ، وَكَانَ يَعِظُ فِي جَامِع المَنْصُوْر. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَقَالَ: لَمْ أَكْتُبْ عَنْ أَقدمَ سَمَاعاً مِنْهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ البَاقَرْحِي، وَعَاصِمُ بنُ الحَسَنِ العَاصِمِي، وَرزقُ الله التميمي، وآخرون. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ فِي مَجْلِس رِزْقِ اللهِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة. وَمَاتَ فِيْهَا ابْنُ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ الَّذِي ذُكِرَ مَعَ سَمِيِّه المُجْبِرِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مَخْلَدِ بنِ جَعْفَرٍ البَاقَرْحِي، الفَقِيْهُ الجَرِيْرِيُّ المَذْهَبِ سَمِعَ: مِن ابْنِ عَيَّاش القَطَّان، وَالفَقِيْهُ رَجَاءُ بن عيسى الأنصناني المالكي، وعبد الله ابن يُوْسُفَ بنِ بَامويه الأَصْبَهَانِيّ، وَالحَافِظُ عَبْدُ الغَنِي بنُ سَعِيْدٍ المِصْرِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ بنِ خَزَفَة الواسطي الصيدلاني، -رَاوِي "تَاريخ أَحْمَد بن أَبِي خَيْثَمَةَ" عَنِ الزَّعْفَرَانِيّ، عَنْهُ، وَأَبُو طَلْحَةَ القَاسِمُ بنُ أَبِي المنذر القزويني الخطيب، راوي "سنن ابن ماجه"، عاش إلى هذه السنة.

_ = وورد من حديث أبي ذر: عند ابن أبي شيبة "1/ 324"، والطيالسي "445"، وأحمد "5/ 155، 162، 176"، والبخاري "535، 539، 629"، "3258"، ومسلم "616"، وأبو داود "401"، والترمذي "158"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 186"، والبغوي "363". 1 ترجمته في تاري بغداد "4/ 370"، ومعجم الأدباء الحموي "4/ 244"، والعبر "3/ 100"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 188".

تمام بن محمد

3804- تمام بن محمد 1: ابن عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنَيْدِ، الإِمَامُ الحَافِظُ، المُفِيْدُ الصادق، محدث الشام، أبو القاسم بن الحَافِظِ الثِّقَة أَبِي الحُسَيْنِ، البَجَلِيُّ، الرَّازِيُّ، ثُمَّ الدمشقي. كَانَ أَبُوْهُ مِنْ أَعْيَانِ الرَّحَّالِيْن الَّذِيْنَ سَكَنُوا دِمَشْق، وَكَتَبُوا الكَثِيْر، فَحَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنُ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْسِ البَجَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ القَتَّات، وَهَذِهِ الطَّبَقَة، وَأَسْمعَ: وَلَدُهُ تَمَّاماً بِدِمَشْقَ وَاعْتَنَى بِهِ. مَوْلِدُهُ بِدِمَشْقَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَخَيْثَمَة بن سُلَيْمَانَ، وَالحَسَنَ بن حَبِيْب الحصَائِرِي، وَمُحَمَّد بن حُمَيْد الحورَانِي، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ حَذْلَم، وَأَبَا عَلِيٍّ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ فَضَالَة، وَأَبَا المَيْمُوْنِ بنَ رَاشِدٍ، وَأَبَا يَعْقُوْب الأَذْرَعِيَّ، وَعَلِيَّ بن أَبِي العَقب، وَأَبَا عَلِيّ بنَ هَارُوْنَ، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ فَضَالَة الحِمْصِيّ، -صَاحِبَ بَحْرِ بنِ نَصْرٍ، وَعَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ بنِ الوَلِيْدِ المُرِّيّ -حَدَّثَهُ عَنْ أَخطلَ بنِ الحَكَمِ-، وَعَلِيَّ بن الحُسَيْنِ بنِ السَّفْر الجُرَشِيّ -عَنْ بَكَّارِ بن قُتَيْبَةَ- وَمُحَمَّدَ بن هِمْيَان القَيْسِيَّ حَدَّثَهُ عَنِ ابنِ عَرَفَة، وَهِشَامَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَدَبَّس، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سِنَان، عَنِ ابْنِ بِنْتِ مَطَرٍ، وَخَلْقاً سِوَاهُم. وتلا لأبي عمرو على أحمد بن عثمان غُلاَم السَّبَّاك صَاحِب الحَسَنِ بنِ الحُبَابِ، وَالحَسَنِ بن الحُسَيْنِ الصَّوَّاف، عَنْ قرَاءتِهِمَا عَلَى أَبِي عمر الدوري. خَرَّجَ الفوائِد فِي مُجَلَّدَةٍ انتقَاءَ مَنْ يَدْرِي الحَدِيْثَ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الوَهَّابِ الكِلاَبِيُّ -أَحَدُ شُيُوْخِهِ- وَأَبُو الحُسَيْنِ المَيْدَانِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ اللبَّادُ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ: تُوُفِّيَ أُسْتَاذُنَا أَبُو القَاسِمِ تَمَّامٌ الحَافِظُ لِثَلاَثٍ خَلَوْنَ مِنَ المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً حَافِظاً، لَمْ أَرَ أَحْفَظَ مِنْهُ فِي حَدِيْث الشَّامِيّين، ذكر أن مولده، سنة ثلاثين وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 969"، والعبر "3/ 115"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 259".

وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ تَمَّامٍ فِي مَعْنَاهُ، كَانَ عَالِماً بِالحَدِيْثِ وَمَعْرِفَة الرِّجَال. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا لَقينَا مِثْلَهُ فِي الحِفْظِ وَالخَيْرِ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي إِجَازَةً أَخْبَرَنَا عَبْدُ الكَرِيْم بن حَمْزَةَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْس مائَة، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا تَمَّامُ بنُ مُحَمَّدٍ الحافظ، أخبرنا الحسن ابن حَبِيْبٍ، أَخْبَرَنَا العَبَّاس بنُ الوَلِيْدِ البَيْرُوْتِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ شُعَيْب، حَدَّثَنَا مُعَانُ بنُ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَعْدِ بن مُعَاذٍ أَنْ يَكْتَوِيَ فِي أَكْحَلِهِ، حِيْنَ رَمَتْهُ بَنو النَّضِيْر، فَاكْتَوَى. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ، وَمُعَانٌ لَيْسَ بذَاكَ القَوِيّ. وَمَاتَ مَعَ تَمَّامٍ فِي العَامِ الحَافِظُ أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَمْرٍو الأَصْبَهَانِيّ النَّقَّاشُ الحَنْبَلِيُّ، صَاحِبُ التَّوَالِيف، وَشَيْخُ الحَرَم أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَهْضَم الهَمَذَانِيُّ الزَّاهِدُ صَاحِبُ "بهجَة الأَسرَار" -وَكَانَ ضَعِيْفاً- وَمُحَدِّثُ بَغْدَاد أَبُو الفَتْحِ هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَفَّار، وَمُسْندُ نَيْسَابُوْر أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ المُزَكِّي، وَمسند البَصْرَة القَاضِي أَبُو عُمَرَ القَاسِمُ بنُ جَعْفَرٍ الهَاشِمِيّ، وَشَيْخُ أَصْبَهَانَ القُدْوَةُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ مِيْلَةَ الفَرَضِيُّ، ومحدث طرابلس أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن أبي كامل.

الحفار، المزكي

الحفار، المزكي: 3805- الحفار 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ بَغْدَادَ، أَبُو الفَتْحِ، هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ سَعْدَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَاهويه بن مهيَار بنِ المَرْزُبَانِ، الكَسْكَرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ: الحُسَيْنِ بن يَحْيَى بنِ عَبَّاس القَطَّان صَاحِبِ أَحْمَدَ بنِ المِقْدَامِ العِجْلِيّ، فَكَانَ آخِرَ أَصْحَابِهِ، وَمن إِسْمَاعِيْلَ الصفار، وأبي جعفر ابن البَخْتَرِيّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الوَاعِظِ، وَعُثْمَان بنِ أَحْمَدَ الدَّقَّاق، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَلِيٍّ الخُزَاعِيّ، وَجَمَاعَة. وَسَمِعَ مِنَ: الحُسَيْنِ بن يَحْيَى بنِ عَبَّاس القَطَّان صَاحِبِ أَحْمَدَ بنِ المِقْدَامِ العِجْلِيّ، فَكَانَ آخِرَ أَصْحَابِهِ، وَمن إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّار، وَأَبِي جَعْفَرٍ بنِ البَخْتَرِيّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الوَاعِظِ وَعُثْمَان بنِ أَحْمَدَ الدَّقَّاق، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَلِيٍّ الخُزَاعِيّ، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ السِّجْزِيُّ، وَالرَّئِيْسُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ البُسْرِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ البَقَّال، وَعَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، وَطَاهرُ بنُ الحُسَيْنِ القَوَّاس، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُسْلِمَة، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زينه، وأبو الفوارس طراد الزيني، وَهِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاق الأَنْصَارِيُّ، وَخَلْقٌ سواهم. وَقَدْ رَوَى جُزءَ الحَفَّار عَالِياً إِبْرَاهِيْمُ بنُ الخير، ثم بالإجازة زين الدين ابن عَبْدِ الدَّايم. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً، مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، كتبنَا عَنْهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ أَحْمَدَ السَّعْدِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُخْتَارٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى القَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ العِجْلِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّب قَالَ: إِنَّ شَرَّ الطَّعَامِ طَعَامُ العُرْسِ، يطعمه الأغنياء، ويمنعه المساكين. وَبِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بنُ عِيَاض، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ مُجَاهِد: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُون} [الذَّارِيَاتُ: 13] ، قَالَ: يُحْرَقُوْنَ عَلَيْهَا، ويعذبون. 3806- المزكي 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ الصَّدُوْقُ، القُدْوَةُ الصَّالِحُ، أَبُو زَكَرِيَّا، يحيى بن المُحَدِّثِ المُزَكِّي أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْم بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، النَّيْسَابُوْرِيُّ، شَيْخُ التَّزْكِيَة بِبَلَدِهِ. أَمْلَى مُدَّةً عَلَى وَرَعٍ وَإِتْقَانٍ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الأَخْرَم، وَالحَسَنِ بن يَعْقُوْبَ البُخَارِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ إِسْحَاقَ الصِّبْغِي، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْس، وَعِدَّةٍ من

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 75"، والأنساب للسمعاني "10/ 428"، الكسكري، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 15"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1057-1058"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 201". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ص1058"، والعبر "3/ 118".

النِّيْسَابُورِيين، وَأَبِي سَهْل بنِ زِيَادٍ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَاد، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ الخُرَاسَانِيُّ، وَالقَاضِي أَحْمَدَ بنِ كَامِل، وَأَحْمَدَ بن عُثْمَانَ الأَدَمِيِّ مِنَ البَغْدَادِيِّيْنَ، وَمُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بنِ دُحَيْم، وَغَيْرِهِ مِنَ الكُوْفِيّين، انْتَقَى عَلَيْهِ الحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيّ، وَقَعَ لَنَا جَمَاعَةُ أَجزَاء من حديثه. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ كَثِيْراً، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى وَلدُهُ، وَعُثْمَان بن مُحَمَّدٍ المَحْمِيُّ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي الصَّهْبَاء، وَالقَاسِمُ بنُ الفَضْلِ الثَّقَفِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الأَخْرَم، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ شَيْخاً ثِقَةً، نَبِيْلاً خَيِّراً، زَاهِداً وَرِعاً مُتْقِناً، مَا كَانَ يُحَدِّثُ إلَّا وَأَصلُهُ بِيَدِهِ يُعَارض، حَدَّثَ بِالكَثِيْر. وَكَانَ بَصِيْراً بِمَذْهَبِ الشَّافِعِيّ، تَفَقَّهَ عَلَى الأُسْتَاذ أَبِي الوَلِيْد حَسَّانِ بن مُحَمَّد. تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بنِ مُحَمَّدٍ المَكِّيّ بِهَا، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ، وقرأت على سنقر الزينبي بِحَلَب، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مَحْمُوْدٍ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيّ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْج: أَخْبَرَنِي عَمْرو بن يَحْيَى بنِ عُمَارَة: أَنَّهُ سَمِعَ: القَرَّاظَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ: أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَرَادَ بِهَا سُوءاً أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوْبُ المِلْحُ فِي المَاءِ" 1. أَخْرَجَهُ مُسْلِم عَنْ محمد بن حاتم، عن حجاج.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1386".

ابن ميلة

3807- ابن ميلة 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مَاشَاذَه مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مِيْله بن خُرَّة، الأَصْبَهَانِيُّ الزَّاهِدُ الفَرَضِيُّ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّة. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: مِنْ: أَبِي عَمْرٍو أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَكِيْم، وَمُحَمَّدِ بن مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُس الأَبْهَرِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الصَّحَّاف، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الأَسْوَارِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فَارِسٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أسيد، وَأَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ ابن عَاصِم، وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الخَشَّاب، وَالقَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العَسَّالِ، وَغيَاثِ بن مُحَمَّدٍ، وَعِدَّة. وَأَمْلَى عِدَّةَ مَجَالِس وَقَعَ لَنَا مِنْهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: رَجَاءُ بنُ قولويه، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ الرَّئِيْسُ، وَأَبُو الحُسَيْنِ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السُّوْذَرْجَانِيّ، وَأَخُوْهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ السِّمْسَار، وَآخَرُوْنَ. وَحَدِيْثُهُ مِنْ أَعْلَى مَرْوِيَّاتِ السِّلَفِيّ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: صَحِبَ أَبَا بَكْرٍ عَبْدَ اللهِ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ وَاضِح، وَأَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ، وَزَاد عَلَيْهِمَا فِي طَرِيْقِهِمَا خُلُقاً وَفتوَّةً، جَمَعَ بَيْنَ عِلْمِ الظَّاهِرِ وَعِلْمِ البَاطِنِ، لاَ تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ، وَكَانَ يُنْكِرُ عَلَى المُتَشَبِّهَة بِالصُّوْفِيَّة وَغَيْرهِم مِنَ الجُهَّال فسَادَ مقَالاَتِهِم فِي الحُلُولِ وَالإِباحَةِ وَالتَّشْبِيْهِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ ذَمِيْمِ أَخْلاَقِهِم، فَعَدَلُوا عَنْهُ لِمَا دَعَاهُم إِلَى الحَقِّ جَهْلاً وَعِنَاداً، وَانْفَرَدَ فِي وَقْتِهِ بِالرِّوَايَةِ ثُمَّ سَمَّى جَمَاعَة. قَالَ: وَتُوُفِّيَ يَوْم عِيْد الفِطْرِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ اليَزْدِيّ: سَمِعْتُ الإِمَامَ أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ مَنْدَة وَقْتَ قُدُوْمِهِ مِنْ خُرَاسَان، سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ يَقُوْلُ وَعِنْدَهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَلدُ القَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العَسَّال وَعِدَّةُ مَشَايخ فَسَأَلَهُ ابْنُ العَسَّال عَنْ أَخْبَار مَشَايخ البِلاَد الَّتِي شَاهدَهَا فَقَالَ: طفتُ الشَّرْقَ وَالغَرْبَ لَمْ أَرَ فِي الدُّنْيَا مِثْلَ رَجُلَيْنِ: أَحَدُهُمَا وَلَدُكَ، وَالثَّانِي أَبُو الحَسَنِ بنُ مَاشَاذَه الفَقِيْه، وَمِنْ عَزمِي أَنْ أَجْعَلَهُ وَصيِّي، وَأُسَلِّمَ كُتُبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ أَهْلٌ لَهُ. أَوْ كَمَا قَالَ. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ الأَسَدِيِّ، أَخْبَرَكُم يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ المقرىء، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ فِي "الحِلْيَة" لَهُ قَالَ: خُتِمَ التّحقيقُ بطريقَة المُتَصَوِّفَة بِأَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بن مَاشَاذه، لِما أَولاَهُ اللهُ -تَعَالَى- مِنْ فُنُوْنَ العِلْمِ وَالسَّخَاءِ وَالفُتُوَة، كَانَ عَارِفاً بِاللهِ، فَقِيْهاً عَامِلاً، لَهُ مِنَ الأَدَبِ الحَظُّ الجَزِيل. أخبرنا الأستاذ بلال المغيثي، أخبرنا ابن روج، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ ابْنَا عَبْد اللهِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو علِي الصَّحَّاف، حَدَّثَنَا أَبُو علِي الصَّحَّاف، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ النبي مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الكَشْرُ، وَلَكِن تَقْطَعُهَا القَرْقَرَةُ". هَذَا حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ مَعَ قُوَّةِ إِسْنَادِهِ، وَالعَجَبُ مِنَ البُخَارِيِّ حَدَّثَ عَنْ ثَابِتِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدِ فِي صَحِيْحِهِ! وَذَكَرَهُ فِي كِتَابِ "الضُّعَفَاء". وَقَالَ فِيْهِ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ.

_ 1 ترجمته في أخبار أصبهان "2/ 24"، والعبر "3/ 117".

الرازي، عبد الرحيم بن إلياس

الرازي، عبد الرحيم بن إلياس: 3808- الرازي: شَيْخُ الحَرَمِ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارَ، الرَّازِيُّ المُحَدِّثُ. حَدَّثَ بِأَمَاكِنَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَهْوَازِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَأَبِي بَكْرِ بنِ خَلاَّد، وَأَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَابنِ الرَّيَّانِ، الُّلكِّي، وَابنِ عَدِيٍّ، وعدة. رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ الإِمَامُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ الخَطَّابِ الرَّازِيُّ، وَأَبُو مَسْعُوْدٍ البَجَلِيُّ، وَطَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ المَيْدَانِيّ. وَكَانَ مِنْ عُلَمَاء الحَدِيْث. عَاشَ إِلَى سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة. 3809- عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ إِليَاسَ: العُبَيْدِيُّ ابْنُ عَمِّ الحَاكِم، وَولِيُّ عَهْدِهِ، فَاسِقٌ ظَالِمٌ. وَلِي الشَّامَ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَع مائَة، وَرَخَّصَ فِي الخَمْرِ وَالغِنَاءِ مِمَّا كَانَ الحَاكِمُ شَدَّدَ فِيْهِ، وَكَانَ بَخِيْلاً، فَأَبْغَضَهُ الأُمَرَاءُ، وَكَاتَبُوا الحَاكِمَ بِأَنَّهُ مُضمِرٌ لِلْشِرِّ، فَطَلَبَهُ بَعْد سَنَة، فَرَاحَ، وَتَغَلَّبَ عَلَى دِمَشْق مُحَمَّدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الخَزَّازُ مَعَ الأَحدَاثِ، وَقَهَرَ الجُنْدَ، وَعرفَ الحَاكِمُ أَنَّ وَلِيَّ العَهْدِ عَلَى الطَّاعَةِ، فَرَدَّهُ، فَتَمَكَّنَ، وَالتَفَّ عَلَيْهِ الأَحْدَاثُ، وَطَغَى ابْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَتَمَرَّدَ، فَأَخذته الجُنْدُ، وَصُلِبَ، ثُمَّ صَادَرَ وَلِيُّ العَهْدِ العَامَّةَ وَعَسَفَ، فَلَمَّا هَلَكَ الحَاكِمُ، قَبَضُوا عَلَى وَلِيِّ العَهْدِ، وَقُيِّدَ وَسُجِنَ بِمِصْرَ مُدَّة، وَقُتِلَ جَمَاعَةٌ فِي أَخْذِهِ وَلَمْ يُصَلِّ صَلاَةَ العِيْد، ثُمَّ إِنَّهُ قَتَلَ نَفْسَهُ فِي الحَبْسِ، لاَ رَحِمَهُ الله.

الماليني

3810- الماليني 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّادِقُ، الزَّاهِدُ الجَوَّالُ، أَبُو سَعْدٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَفْص بن الخَلِيْلِ، الأَنْصَارِيُّ الهَرَوِيُّ، المَالِيْنِيُّ الصُّوْفِيُّ، المُلَقَّبُ بطَاوُوس الفُقَرَاءِ. جَالَ فِي طَلَبِ العِلْمِ وَلقَاءِ المَشَايِخِ إِلَى نَيْسَابُوْرَ وَأَصْبَهَان، وَبغدَاد وَالشَّام وَمِصْر وَالحَرَمَيْنِ، وَحَصَّلَ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ وَفَهمٌ جَمَعَ وَصَنَّفَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي أَحْمَدَ بنِ عَدِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ نُجَيْد، وَأَبِي الشَّيْخ بن حَيَّانَ، وَمُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللهِ بنِ إبراهيم السليطي، ويوسف ابن القَاسِمِ المَيَانَجِي، وَالحَسَنِ بن رَشِيْق المِصْرِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ النُّعْمَانِ الرَّمْلِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَالفَضْلِ بن جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ الرَّبَعِيّ، وَأَبِي أَحْمَدَ العَسْكَرِي، وعبد العزيز بن هارون البصري، وطبقتهم. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظَان تَمَّام الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ الغَنِي المِصْرِيُّ، -وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ- وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَاطِرْقَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ الحَبَّان، وَأَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ القُضَاعِي، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَبِيْب الكَاغَدِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ طَلْحَة النِّعَالِيّ، وَالقَاضِي أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِي، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ ذَا صِدْقٍ وَوَرَعٍ وَإِتْقَانٍ، حَصَّلَ المَسَانِيْدَ الكِبَار. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: دَخَلَ المَالِيْنِيّ جُرْجَان فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَرَحَلَ رحلاَتٍ كَثِيْرَةٍ إِلَى أَصْبَهَانَ وَمَا وَرَاءَ النَّهرِ وَمِصْر وَالحِجَاز. قَالَ: وَتُوُفِّيَ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة. كَذَا قَالَ، وَهَذَا وَهْم. وقَدْ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال: تُوُفِّيَ فِي يَوْم الثلاَثَاء السَّابع عشر مِنْ شَوَّال سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. قُلْتُ: أُرَاهُ مَاتَ بِمِصْرَ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الإِمَامُ ابْنُ الصَّلاَح فِي "طَبَقَات الشَّافِعِيَّة". وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِيْرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، سَمِعْتُ عَبْدَ العَزِيْز بن عَلِيٍّ الأَزَجِيّ يَقُوْلُ: أَخَذْتُ مِنْ أَبِي سَعْدٍ المَالِيْنِيّ أُجْرَة النَّسْخِ وَالمُقَابلَة خَمْسِيْنَ دينارًا في دفعة واحدة.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص82"، وتاريخ بغداد "4/ 371"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 3" وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 978"، والعبر "3/ 107"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 256".

قُلْتُ: وَقَدْ أَلَّفَ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً، كُلُّ حَدِيْث مِنْ طَرِيْقِ صُوَفَاي مُعْتَبَر، وَجَاءَ فِي ذَلِكَ مَنَاكِيرُ لاَ تُنْكَرُ لِلْقَوم، فَإِنَّ غَالبَهُم لاَ اعتنَاء لَهُم بِالرِّوَايَة. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القُرَشِيّ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أحمد ابن مُحَمَّدٍ المَالِيْنِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي خَالِد بِنَيْسَابُوْرَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْر الحَافِظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عبد الوهاب عن أيوب، عن أبي قلابة، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيْمَان: أَنْ يَكُوْنَ اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُ، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إلَّا للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ توقد له نار، فيقذف فيها" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 103"، والبخاري "16"، "6941"، ومسلم "43"، والترمذي "2624".

غنجار

3811- غنجار 1: الإِمَامُ المُفِيْدُ الحَافِظُ، مُحَدِّثُ بُخَارَى، وَصَاحِبُ تَارِيخِهَا، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بن كَامِل، البُخَارِيُّ. وَلَقَبُهُ غُنْجَار بِلَقَبِ غُنْجَار الكَبِيْر عِيْسَى بن مُوْسَى البُخَارِيّ. حَدَّثَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عَنْ: خَلَفِ بن مُحَمَّدٍ الخَيَّام، وَسَهْلِ بنِ عُثْمَانَ السُّلَمِيّ، وَأَبِي عُبَيْد أَحْمَد بنِ عُرْوَةَ الكَرْمِينِيّ، وَمُحَمَّدِ بن حَفْص بن أَسْلَم، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ هَارُوْنَ المَلاَحمِي، وَالحَسَنِ بنِ يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ، وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الدِّيَار، وَلَمْ يَرْحَلْ. حَدَّثَ عَنْهُ: هَنَّادُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّسَفِيّ، وَجَمَاعَة. وَمَا بَلَغَتْنِي أَخْبَارُهُ كَمَا يَنْبَغِي، وَمَا هُوَ ببارح المَعْرِفَة. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة وَقَدْ شَاخَ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الأَمِيْنُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِيْرٍ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِيّ وَأَبُو الحُسَيْنِ الصَّيْرَفِيّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا هَنَّاد القَاضِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ ابن إِبْرَاهِيْمَ السَّمَرْقَنْدِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ نَصْر المَرْوَزِيُّ، حدثنا عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو جَعْفَرٍ المُسنَدِي، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بنُ عمارة، حدثنا شعبة، عن واقد ابن مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهُ، وَيُقِيْمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ. فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهُم وَأَمْوَالَهُم إلَّا بحق الإسلام، وحسابهم على الله" 2.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "9/ 177"، واللباب لابن الأثير "2/ 390"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 966"، والعبر "3/ 108"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 196". 2 صحيح: أخرجه البخاري "25"، وابن مندة في "الإيمان" "25"، والبيهقي في "السنن" "3/ 367" و"8/ 177"، والبغوي "33" من طريق حرمي بن عمارة به.

ابن السقا، اليزدي

ابن السقا، اليزدي: 3812- ابن السقا: الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ، القَاضِي أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ ابن حُسَيْن بن شَاذَانَ بن السَّقَّا، الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، مِنْ أَوْلاَدِ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ. سَمِعَ: الكُتُب الكِبَار، وَأَمْلَى، وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَبِي عبد الله محمد بن يعقوب ابن الأَخْزم، وَعَلِيِّ بنِ حَمْشَاذ، وَمُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللهِ الصَّفَّار، وَأَبِي الطَّيِّبِ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللهِ الشَّعِيْرِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ الطَّرَائِفِيّ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ محمد ابن القَاسِمِ العَتَكِيّ، وَأَبِي سَهْل بنِ زِيَادٍ القَطَّان، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَاد، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ الخُرَاسَانِيُّ، وَجَعْفَرِ الخُلْدِيّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَسَنِ الهَمَذَانِيّ، وَطَبَقَتِهِم بِنَيْسَابُوْرَ وَهمذَان وَبغدَاد، وَغَيْر ذَلِكَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَسِبْطُهُ حَكِيْمُ بنُ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَجَمَاعَةٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعَ عشرة وأربع مائة. 3813- اليزدي: الإِمَامُ القَاضِي، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جعفر ابن المَرْزُبَان، اليَزْدِيُّ، نَزِيْلُ أَصْبَهَان. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللهِ بن جَعْفَرِ بنِ فَارس، وَعَلِيِّ بن الفَضْلِ بنِ شَهْرَيَار، وَمُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ بن أَيُّوْبَ، وَأَبِي أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبِي بَكْرٍ الجِعَابِيّ، وَالطَّبَرَانِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بنِ نُجَيْد، وَفَارُوْق الخَطَّابِي. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَنْدَة، وَعَلِيُّ بنُ شُجَاع، وَالخَصِيْبُ بنُ قَتَادَة، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ المَدِيْنِيّ، وَجَمَاعَةٌ سَمَّاهُم يحيى ابن مَنْدَة فِي تَرْجَمَتِهِ، وَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ مَقْبُولُ القَوْلِ، صَاحِبُ أُصُوْلٍ، عَلَى غَايَةٍ مِنَ العَقْلِ وَالدِّيَانَة وَالرَّزَانَة، تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ إحدى عشرة وأربع مائة.

النقاش

3814- النقاش 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، البَارِعُ الثَّبْتُ، أَبُو سَعِيْدٍ، مُحَمَّدُ بن علي بن عمرو ابن مَهْدِيّ، الأَصْبَهَانِيُّ، الحَنْبَلِيُّ النَّقَّاشُ. وُلِدَ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: جَدِّهِ لأُمِّهِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ أَيُّوْب التَّمِيْمِيّ، وَعَبْد اللهِ ابن جَعْفَرِ بنِ فَارس، وَأَحْمَدَ بنِ مَعَبْد السِّمْسَارِ، وَعَبْدِ اللهِ بن عِيْسَى الخَشَّاب، وَأَبِي أَحْمَدَ العَسَّال، وَالطَّبَرَانِيّ، وَخَلْقٍ. وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَابْن مِقْسَم، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ الصَّوَّاف، وَابْن مُحْرِم. وَبِالبَصْرَة مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيٍّ الهُجَيْمِيّ، وَفَارُوق الخَطَّابِي، وَحَبِيْب القَزَّاز وَبَالكُوْفَةِ مِنَ القَاضِي نَذِيْر بنِ جنَاح المُحَارِبِيّ، وَصباح بن مُحَمَّدٍ النَّهْدِيّ، وَعِدَّة. وَبِمَرْو مِنْ حَاضِرِ بن مُحَمَّدٍ الفَقِيْه. وَبِجُرْجَانَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ. وَبَهَرَاة مِنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسْنُوَيْه، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ الأَزْهَرِيِّ. وَبَالدِّيْنَوَرِ مِنِ ابْنِ السُّنِّي. وَبَالحَرَمَيْنِ وَنَيْسَابُوْر وَنَهَاوَنْد وَإِسْفَرَايِيْن وَعسكر مكرم. وصنف وأملى. حَدَّثَ عَنْهُ: الفَضْل بنُ عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ ابْنُ أُشْتَه، وَأَبُو مُطِيع مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَسُلَيْمَانُ الحَافِظ، وَأَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السُّوْذَرْجَانِيّ. وَقَعَ لَنَا جُزْآن مِنْ أَمَالِيْهِ، وَكِتَابُ "القُضَاة"، وَكِتَابُ "طبقَات الصُّوْفِيَّة"، وَغَيْر ذَلِكَ. مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الأَثر، رَحِمَهُ اللهُ وَرضي عَنْهُ. مَاتَ فِي عشر التسعين.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 308"، والعبر "3/ 118"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 971"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 201".

ابن مردويه

3815- ابن مردويه 1: الحَافِظُ المُجَوِّدُ العَلاَّمَةُ، مُحَدِّثُ أَصْبَهَان، أَبُو بَكْرٍ، أحمد بن موسى ابن مَرْدَوَيْه بن فُوْرَك بن مُوْسَى بن جَعْفَرٍ، الأَصْبَهَانِيُّ، صَاحِبُ "التَّفْسِيْر الكَبِيْر"، وَ"التَّارِيْخ"، وَ"الأَمَالِي" الثَّلاَث مائَة مَجْلِس، وَغَيْر ذَلِكَ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عن: أبيه أبي عمران بحديث سمع: هـ من إبراهيم بن متويه، وَمَاتَ أَبُوْهُ سَنَة 356. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ -وَذكر أَبَا بَكْرٍ بنَ مَرْدَوَيْه: هُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ ندلَّ عَلَيْهِ وَعَلَى فَضْلِهِ، وَعِلْمِهِ وَسيره، وَأَشْهَرُ بِالكَثْرَةِ وَالثِّقَة مِنْ أَنْ يُوْصَف حَدِيْثُهُ، أَبقَاهُ اللهُ، وَمَتَّعَهُ بِمحَاسِنِهِ. قَالَ أَبُو مُوْسَى فِي تَرْجَمَة ابْنِ مَرْدَوَيْه: سَمِعْتُ أَبِي يَحْكِي عَمَّنْ سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بنَ مَرْدَوَيْه يَقُوْلُ: مَا كَتَبْتُ بَعْد العَصْرِ شَيْئاً قَطُّ، وَعَمِيْتُ قَبْلَ كُلّ أَحد يَعْنِي مِنْ أَقْرَانِهِ، وَسَمِعْتُ أَنَّهُ كَانَ يُمْلِي حِفْظاً بعدما عَمِي. ثُمَّ قَالَ: وَسَمِعْتُ الإِمَامَ إِسْمَاعِيْل يَقُوْلُ: لَوْ كَانَ ابْنُ مَرْدَوَيْه خُرَاسَانيّاً، كَانَ صِيْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ صِيْتِ الحَاكِم. وَأَجَاز لِي أَبُو نُعَيْمٍ الحَدَّاد: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَرْدَوَيْه يَقُوْلُ: رَأَيْتُ مِنْ أَحْوَالِ جَدِّي مِنَ الدِّيَانَةِ فِي الرِّوَايَة مَا قضيتُ مِنْهُ العَجَبَ مِنْ تَثَبُّتِهِ وَإِتْقَانِهِ، وَأَهدَى لَهُ كَبِيْرٌ حَلاَوَةً، فَقَالَ: إِنْ قَبِلْتُهَا، فَلاَ آذن لَكَ بَعْدُ فِي دخُول دَارِي وَإِنْ تَرْجَعْ بِهِ، تَزِدْ عليَّ كرَامَةً. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْ أَبِي سَهْلٍ بن زِيَادٍ القَطَّان، وَمَيْمُوْنِ بن إِسْحَاقَ، وَعَبْدِ اللهِ بن إِسْحَاقَ الخُرَاسَانِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ علم الصَّفَّار، وَإِسْمَاعِيْل بنِ عَلِيٍّ الخُطَبِيّ، وَمُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بنِ دُحَيْم الشَّيْبَانِيّ الكُوْفِيّ، وَإِسْحَاق بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الكُوْفِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن عُبَيْدِ اللهِ الشَّافِعِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ دُلَيل، وَمُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الأَسْوَارِيّ، وَأَحْمَد بن عِيْسَى الخفَّاف، وَأَحْمَد بُنْدَار الشَّعَّار، وَأَحْمَد بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَاصِم الكَرَّانِي، وَأَبِي أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبِي إِسْحَاقَ بن حمزة، وسليمان الطبراني، وخلق كثير.

_ 1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 168"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 965"، والعبر "3/ 102"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 190".

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُسْتَمْلِي العَطَّار، وَأَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الوَهَّابِ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: ابْنَا الحَافِظ ابْنِ مَنْدَة، وَأَبُو الخَيْر مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَرَا، وَالقَاضِي أَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ شَكْرُوَيْه، وَأَبُو بَكْرٍ محمد ابن الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَليم، وَسُلَيْمَان بنَ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظ، وَأَحْمَد بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّكْوَانِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ القَاسِم بن الفَضْلِ الثَّقَفِيّ، وَأَبُو مُطِيع مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الصَّحَّاف، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَمِنْ تَصَانِيْفه كِتَابُ "الْمُسْتَخْرج عَلَى صَحِيْح البُخَارِيِّ"، بِعُلُوٍّ فِي كَثِيْرٍ مِنْ أَحَادِيْثِ الكِتَاب حَتَّى كَأَنَّهُ لَقِيَ البُخَارِيّ. وَكَانَ مِنْ فُرْسَان الحَدِيْثِ، فَهماً يَقِظاً مُتْقِناً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ جِدّاً، وَمَنْ نَظَرَ فِي توَالِيفِهِ، عَرَفَ مَحَلَّهُ مِنَ الحِفْظِ. وَلَهُ كِتَاب "التشهُّد وَطُرُقُهُ وَأَلفَاظُهُ"، في مجلد صغير، وتفسيره لِلْقرآن فِي سبع مُجَلَّدَات. يَقَعُ لَنَا حَدِيْثُه فِي "الثقفيَات" وَغَيْرِهَا. مَاتَ لَسْتٍّ بَقِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَع مائَة عَنْ سبع وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ مُسْنِدُ نَيْسَابُوْر وَمُفْتِيهَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمِش الزِّيَادِيُّ، وَمُسْنِدُ العِرَاق أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ ابن مَهْدِيّ الفَارِسِيُّ، وَمُسْنِدُ هَرَاة القَاضِي أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْد اللهِ الأَزْدِيُّ، وَمُؤَلِّف النَّاسخ وَالمنسوخ أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلاَمَةَ البَغْدَادِيُّ، وَمُحَدِّثُ دِمَشْق أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرٍ الشَّيْبَانِيّ، وَمُسْنِدُ بَغْدَاد إبرَاهيم بنُ مَخْلَدٍ البَاقَرْحِيّ، وَالمُعَمَّر أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ بَالُوَيْه المُزَكِّي، صاحب ذاك المجلس العالي. أخبرنا أبو الحسن اليُونينِي، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ وَغَيْرهُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى الحَافِظ إِمْلاَءً، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ دُحَيْم، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الأَسوَارِيّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَبْسِي، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلاَةِ عَلَى المُنَافِقِيْنَ صَلاَةُ العِشَاءِ وَالفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُوْنَ مَا فِيْهِمَا، لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً". متفق عليه1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "657"، ومسلم "651".

ابن بشران

3816- ابن بشران 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُعَدَّلُ، المُسْنِدُ، أَبُو الحُسَيْنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بِشْرَان بن مُحَمَّدِ بنِ بشر، الأُمَوِيُّ البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ بن البَخْتَرِيّ، وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدٍ المِصْرِيّ، وَإِسْمَاعِيْل الصَّفَّار، وَالحُسَيْن بنِ صَفْوَانَ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الجَوْزِيّ، وَإِسْحَاق بن أَحْمَدَ الكَاذِي، وَعُثْمَانَ بن السَّمَّاكِ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَعِدَّة. رَوَى شَيْئاً كَثِيْراً عَلَى سَدَادٍ وَصِدْقٍ وَصحَّة رِوَايَة، كَانَ عَدْلاً وَقُوْراً. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ تَامَّ المُرُوْءةِ، ظَاهِرَ الدِّيَانَة، صَدُوْقاً ثَبْتاً. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: البَيْهَقِيُّ، وَالخَطِيْبُ، وَالحَسَنُ بنُ البَنَّاءِ، وَأَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنِ زِكْرِي الدَّقَّاق، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المَنْصُوْرِي، وَنَصْرُ بنُ البَطِر، وَالرَّئِيْسُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ، وَالحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العُكْبَرِيّ، وَأَبُو الفَوَارِس طِرَاد، وَعَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، وأحمد بن عبد العزيز ابن شَيْبَان، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ. وَقَعَ لَنَا عِدَّةُ أَجزَاء مِنْ حَدِيْثه وَمِنْ طَرِيقه. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ هِلاَل الدَّقَّاق، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بِشْرَان، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا سَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا القاسم بن محمد، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّداً رَأَى رَبَّهُ، فَقَدْ أَعْظَمَ الفِرْيَةَ عَلَى اللهِ، وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيْلَ مَرَّتَيْنِ فِي صُوْرَتِهِ وَخَلْقِهِ سَادّاً مَا بَيْنَ الأُفُق2. أَخرجه البُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن أبي الثلج، عن الأنصاري.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 98"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 18"، والعبر "3/ 120". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3234"، ومسلم "177".

ابن النحاس

3817- ابن النحاس 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّة، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ، التُّجِيْبِيُّ المِصْرِيُّ المَالِكِيُّ البَزَّاز، المَعْرُوفُ: بِابْنِ النَّحَّاس. وُلِدَ لَيْلَةَ الأَضْحَى سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وثَلاَث مائَة. وَأَوَّلُ سَمَاعِهِ وَهُوَ ابْنُ ثمَانِ سِنِيْنَ، فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ، وَحَجَّ سَنَةَ تِسْعٍ وثَلاَثِيْنَ، وَجَاور، فَأَكْثَرَ عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَسَمِعَ: بِمِصْرَ أَبَا الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو المَدِيْنِيُّ، وَعَلِيَّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي مَطرٍ الإِسكندرَانِيُّ، وَأَحْمَد بن بُهْزَاذ السِّيْرَافِيّ، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ فَضَالَة الدِّمَشْقِيّ قَدِمَ عَلَيْهِم، وَمُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَفْصٍ البَصْرِيّ ابْنَ الوصيِّ، وَعُثْمَانَ بن مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَالحَسَنَ بن مُليح الطَّرَائِفِيّ، وَمُحَمَّدَ بن بِشْرٍ العَكَرِي، وَمُحَمَّدَ بن أَيوب بن الصَّمُوت، وَعَبْدَ اللهِ بنَ محمد بن الخَصِيْب، وَأَبَا الفَوَارِس أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ الصَّابُوْنِيّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرِ بنِ وَرد -وَسَمِعَ مِنْهُ "السِّيْرَة"- وَالحَسَنَ بن مَرْوَانَ القَيْسَرَانِيّ، وَمُحَمَّدَ بن مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الخَيَّاش، وَالحَافِظَ أَبَا سعيد بن يونس الصدفي، والفضل ابن وَهْبٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ وَرْدَان العَامِرِيّ، وَفَاطِمَةَ بِنْتَ الرَّيَّان، وَعِدَّة. وَلَهُ "مَشْيَخَةٌ" فِي جزئين. حَدَّثَ عَنْهُ: الصُّوْرِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيْم البُخَارِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ الكُوْفَانِيّ كَاكو، وَخَلَفُ بنُ أَحْمَدَ الحَوْفِيّ، وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمَةَ القُضَاعِي، وَالحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ العَدَّاس، وَأَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال، وَالقَاضِي أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِي، وَخَلْقٌ. وَكَانَ الخَطِيْبُ قَدْ عَزَمَ عَلَى الرّحلَة إِلَيْهِ، فَلَمْ يُقْضَ. قَالَ الحَبَّالُ: مَاتَ فِي عَاشر صَفَر سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. وَفِيْهَا مَاتَ الخَصِيْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الخَصِيْب بِمِصْرَ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَانجَان بِهَمَذَان، وَشَاعِرُ الوَقْت أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ التِّهَامِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارَانِيّ القَطَّان، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ المَعْدَانِي أَبُو بَكْرٍ، وَالفَضْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ شَهْرَيَار.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 121"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 263"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 204".

محمد بن أسد، علي بن هلال بن البواب

محمد بن أسد، علي بن هلال بن البواب: 3818- محمد بن أسد 1: ابن علي، الإمام المقرىء، شَيْخُ الكِتَابَة، وَكبِير المُجَوِّدِيْنَ بِالعِرَاقِ، أَبُو الحُسَيْنِ، البَغْدَادِيُّ البَزَّازُ، الكَاتِبُ، شَيْخُ ابْنِ البَوَّاب. سَمِعَ مِنْ: جَعْفَر الخُلْدِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد. رَوَى عَنْهُ الخَطِيْبُ، وَقَالَ: كَانَ صَدُوْقاً، تُوُفِّيَ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَع مائَة فِي أَوِّلِ السَّنَة. قُلْتُ: انْتَهَى إِلَيْهِ حسنُ الخَطّ، وَلَكِنْ أَربَى عَلَيْهِ تِلْمِيْذُهُ أَبُو الحَسَنِ. 3819- عَلِيُّ بنُ هِلاَلٍ ابْنُ البَوَّابِ 2: البَغْدَادِيُّ، مَوْلَى مُعَاوِيَة بن أَبِي سُفْيَانَ الأُمَوِيّ. وَكَانَ ابْنُ البَوَّاب دَهَّاناً يُجِيْدُ التَّزْوِيْق. وصحب أبا الحسين بن سمع: ون الوَاعِظَ، وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي عُبَيْد اللهِ المَرْزُبَانِيّ، وَقَرَأَ النَّحْو عَلَى أَبِي الفَتْحِ بنِ جِنِّي. وَبَرَعَ فِي تَعْبِيْرِ الرُّؤيَا، وَقَصَّ عَلَى النَّاسِ بِجَامع المَنْصُوْر، وَلَهُ نَظْمٌ وَنَثَرٌ وَإِنْشَاءٌ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَان: هَذَّبَ ابْنُ البَوَّاب طَرِيْقَةَ ابْنِ مُقْلَة، وَنَقَّحَهَا، وَكَسَاهَا طَلاَوَةً وَبَهْجَةً. وَكَانَ يُذْهِبُ إِذْهَاباً فَائِقاً، وَكَانَ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ مُزَوِّقاً يُصَوِّرُ الدُّور فِيْمَا قِيْلَ، ثُمَّ أَذْهَبَ الكُتُبَ، ثُمَّ تَعَانَى الكِتَابَة، فَفَاق الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ فِيْهَا، وَنَادم الوَزِيْرَ فَخْرَ المُلك أَبَا غَالِب، وَقِيْلَ: وَعَظَ بِجَامع المَنْصُوْر، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ فِي عَصْرِهِ ذَاكَ النِّفَاقُ الَّذِي تَهَيَّأَ لَهُ بَعْد مَوْتِهِ، لأَنَّهُ وَجَدَ بِخَطِّهِ وَرَقَةٌ قَدْ كَتَبَهَا إِلَى كَبِيْرٍ يَسْأَلُهُ فِيْهَا مُسَاعَدَةَ صَدِيْقٍ لَهُ بِشَيْءٍ لاَ يُسَاوِي دِيْنَارَيْنِ، وَقَدْ بَسَطَ القَوْلَ فِيْهَا نَحْو السَّبْعِيْنَ سَطْراً، وَقَدْ بِيْعَتْ بَعْدَ ذَلِكَ بِسبعَة عشر دِيْنَاراً إِمَامِيَّة. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ البَنَّاء: حَكَى لِي أَبُو طَاهِرٍ بنُ الغُبَارِي أَنَّ الحَسَنَ بنَ البَوَّاب أَخْبَرَهُ أن ابن سهلان استدعاه، فأبى، وتكرر ذَلِكَ. قَالَ: فَمَضَيْتُ إِلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ القَزْوِيْنِيّ، وَقُلْتُ: مَا يُنْطِقُهُ اللهُ بِهِ أَفْعَلُهُ، فَلَمَّا دَخَلْتُ، قَالَ: يَا أَبَا الحَسَنِ: اصْدُقْ والق من شئت. فعدت، فإذا

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 83"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 296"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 342". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 10"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "15/ 120"، ووفيات الأعيان "3/ 342"، والعبر "3/ 113".

عَلَى بَابِي رسُلُ الوَزِيْر، فَمَضَيْتُ مَعَهُم، فَلَمَّا دَخَلْتُ، قَالَ: مَا أَخَّرَكَ عَنَّا؟ فَاعْتَذَرْتُ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ مَنَاماً. فَقُلْتُ: مَذْهَبِي تَعْبِيْرُ المَنَامِ مِنَ القُرْآن. فَقَالَ: رَضِيْتُ. قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ قَدِ اجْتَمَعَا وَسَقَطَا فِي حَجْرِي. قال وعند فَرَحٌ بِذَلِكَ: كَيْفَ يَجْتَمِعُ لَهُ المُلْكُ وَالوزَارَة؟ قُلْتُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ، كَلَّا لَا وَزَرَ} [القِيَامَة: 9-11] ، وَكَرَّرْتُ عَلَيْهِ هَذَا ثَلاَثاً. قَالَ: فَدَخَلَ إِلَى حُجْرَةِ النِّسَاء، وَذَهَبْتُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْد ثَلاَثٍ، انْحَدَرَ إِلَى وَاسط عَلَى أَقْبَحِ حَالٍ، وَكَانَ قَتْلُه هُنَاكَ. قَالَ الخَطِيْبُ: ابْنُ البَوَّاب صَاحِبُ الخَطّ لاَ أَعْلَمُهُ رَوَى شَيْئاً. أَبُو غَالِبٍ بن الخَالَة: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ نَصْرٍ الكَاتِبُ، حَدَّثَنِي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ هِلاَل ابْنُ البَوَّاب ... فَذَكَرَ حِكَايَةً مَضْمُوْنُهَا: أَنَّهُ ظَفرَ بِرَبْعَةٍ ثَلاَثِيْنَ جُزْءاً فِي خِزَانَة بَهَاء الدَّوْلَة بخطّ أَبِي عَلِيٍّ بنِ مُقْلَة، تَنْقُصُ جُزءاً، وَأَنَّهُ كَتَبَهُ وَعَتَّقَهُ، وَقلع جِلداً مِنَ الأَجزَاء، فَجَلَّدَهُ بِهِ. وَاسْتَجَدَّ جِلْداً للجُزء الَّذِي قَلَعَ عَنْهُ، فَاخْتَفَى الجُزء الَّذِي كتبه على حذاق الكتاب. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: تُوُفِّيَ ابْنُ البَوَّاب صَاحِبُ الخَطِّ الحَسَن فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ فِي وَفَاته كَذَلِكَ وَقَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ السّنَة. قُلْتُ: عبثَ بِهِ شَاعِرٌ، فَقَالَ: هَذَا وَأَنْتَ ابْنُ بوابٍ وَذُو عدمٍ ... فَكَيْفَ لَوْ كُنْتَ رَبَّ الدَّارِ وَالمَالِ وَلأَبِي العَلاَءِ المَعَرِيّ: وَلاَحَ هلالٌ مِثْلَ نونٍ أَجَادَهَا ... بِمَاءِ النَّضَارِ الكَاتِبُ ابْنُ هِلاَلِ وَقَدْ رثَاهُ الشَّرِيْفُ المُرْتَضَى بِقَوْله: رُدِّيْتَ يَا ابْنَ هلالٍ وَالرَّدَى عرضٌ ... لَمْ يُحْمَ مِنْهُ عَلَى سخطٍ لَهُ البَشَرُ مَا ضَرَّ فَقْدُكَ وَالأَيَّامُ شاهدةٌ ... بِأَنَّ فَضْلَكَ فِيْهَا الأَنْجُمُ الزُّهُرُ أغْنَيْتَ فِي الأَرْضِ وَالأَقْوَامِ كُلِّهِم ... مِنَ المَحَاسِنِ مَا لَمْ يُغْنِهِ المَطَرُ فلِلْقُلُوْبِ الَّتِي أَبْهَجْتَهَا حزنٌ ... وَلِلْعُيُونِ الَّتِي أَقْرَرْتَهَا سَهَرُ وَمَا لعيشٍ وَقَدْ وَدَّعْتَهُ أرجٌ ... وَلاَ لليلٍ وَقَدْ فَارَقْتَهُ سَحَرُ وَمَا لَنَا بَعْدَ أَنْ أَضْحَتْ مَطَالِعُنَا ... مَسْلُوْبَةً مِنْكَ أوضاعٌ وَلاَ غُرَرُ

قَالَ ابْنُ خَلِّكَان: رَوَى الكَلْبِيُّ وَالهَيْثَمُ بنُ عدي أن الناقل للكتابة العَرَبِيَّة مِنَ الحِيْرَةِ إِلَى الحِجَاز هُوَ حَرْبُ بنُ أُمَيَّةَ. فَقِيْلَ لأَبِي سُفْيَانَ: مِمَّنْ أَخَذَ أَبُوكَ الكِتَابَة؟ قَالَ: مِنِ ابْنِ سِدْرَة، وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَخَذَهَا مِنْ وَاضعهَا مرَامر بنِ مُرَّةَ، قَالَ: وَكَانَتْ لِحِمْيَر كِتَابَةٌ تُسَمَّى المُسْنَد، حُرُوْفُهَا مُنْفَصِلَةٌ، غَيْرُ مُتَّصِلَة، وَكَانُوا يَمْنعُوْنَ العَامَّةَ مَنْ تَعَلُّمِهَا، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلاَمُ، لَمْ يَكُنْ بجَمِيْع اليَمَن مَنْ يَقْرَأ وَيَكَتُب. قُلْتُ: هَذَا فِيْهِ نَظَرٌ، فَقَدْ كَانَ بِهَا خَلْقٌ مِنْ أَحْبَار اليَهُوْدِ يَكْتُبُوْنَ بِالعبرَانِي. إِلَى أَنْ قَالَ: فَجَمِيْعُ كِتَابَات الأُمَم اثْنَتَا عَشْرَةَ كِتَابَةً، وَهِيَ: العَرَبِيَّةُ، وَالحِمْيَرِيَّةُ، وَاليُوْنَانيَّة، وَالفَارِسِيَّة، وَالرُّوْمِيَّةُ، وَالسِّرْيَانيَّة، وَالقِبْطِيَّة، وَالبَرْبَريَّة، وَالأَنْدَلُسِيَّة، وَالهِنْدِيَّةُ، وَالصِّيْنِيَّةُ، وَالعِبْرَانِيَّة، فَخَمْسٌ مِنْهَا ذَهَبَتْ: الحِمْيَرِيَّةُ، وَاليُوْنَانِيَّةُ، وَالقِبْطِيَّةُ، وَالبَرْبَرِيَّةُ، وَالأَنْدَلُسِيَّةُ، وَثَلاَثٌ لاَ تُعْرَفُ بِبِلاَدِ الإِسْلاَم: الرُّوْمِيَّةُ، وَالصِّيْنِيَّةُ، وَالهِنْدِيَّةُ. قُلْتُ: الكِتَابَةُ مُسَلَّمَةٌ لابْنِ البَوَّاب، كَمَا أَنَّ أَقرأَ الأُمَّةِ أُبَيُّ بنُ كَعْب، وَأَقْضَاهُم عَلِيٌّ، وَأَفْرَضَهُم زَيْد، وَأَعْلَمَهُم بِالتَّأْوِيْلِ ابْنُ عَبَّاس، وَأَمِيْنَهُم أَبُو عُبَيْدَةَ، وَعَابِرَهُم مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِين، وَأَصْدَقَهُم لَهْجَة أَبُو ذَر، وَفَقِيْهَ الأُمَّةِ مَالِك، وَمُحَدِّثَهُم أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَلُغَويّهُم أَبُو عُبَيْدٍ، وَشَاعِرَهُم أَبُو تَمَّام، وَعَابدَهُم الفُضَيْل، وَحَافِظَهُم سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ، وَأَخْبَاريَّهُم الواقدي، وزاهدهم معروف الكرخي، ونحويهم سِيبَوَيْهٍ، وَعَرُوضِيَّهُم الخَلِيْلُ، وَخَطِيْبَهُم ابْنُ نُبَاتَة، وَمُنْشِئَهُم القَاضِي الفَاضِل، وَفَارِسَهُم خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ. رَحِمَهُمُ الله.

البسطامي

3820- البسطامي 1: شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، قَاضِي نَيْسَابُوْر، الإِمَامُ أَبُو عُمَرَ، مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الهَيْثَم، البَسْطَامِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الوَاعِظُ. لَهُ رحلَةٌ وَاسِعَةٌ، وَفَضَائِلُ. سَمِعَ الطَّبَرَانِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ الجَارُوْدِ الرَّقِّيّ، وَالقَطِيْعِيّ، وعلي ابن حَمَّاد الأَهْوَازِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ مَحْمُوْد بن خُرَّزَاذ. وَوَعَظَ مُدَّةً، ثُمَّ تَصَدَّرَ للإِفَادَةِ وَالفُتْيَا، وَوَلِيَ القَضَاءَ، فَأَظْهَرَ المُحَدِّثُونَ مِنَ الفَرَحِ أَلْوَاناً. رَوَى عَنْهُ: الحَاكِمُ، وَالبَيْهَقِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَمُحَمَّدُ ابن يَحْيَى المُزَكِّي، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّام، وَيُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَمَذَانِيُّ، وَخَلْق. وَكَانَ وَافِرَ الحِشْمَة، كَبِيرَ الشَّأْنِ، تَزَوَّجَ بَابنَةِ الأُسْتَاذ أَبِي الطيب الصعلوكي، فولدت له المؤيد والموفق. مات سنة ثمان وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ "2/ 247"، والأنساب للسمعاني "2/ 215"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 285".

العيسوي

3821- العيسوي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، القَاضِي الصَّدُوْقُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ، الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ العِيْسَوِيُّ، مِنْ أَوْلاَد وَلِيِّ العَهْد عِيْسَى بنِ مُوْسَى ابْنِ عَمِّ المَنْصُوْر. سَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّد بنَ عَمْرِو بنِ البَخْتَرِيّ، وَأَبَا عَمْرٍو بن السَّمَّاكِ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بن الواثق، وموسى بن القَاضِي إِسْمَاعِيْل، وَكَانَ مُوْسَى هَذَا يَرْوِي عَنْ وَالده إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِسْحَاقَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَطِرَادٌ الزَّيْنَبِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَقَعَ لِي جُزْآنِ مِنْ حَدِيْثه. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلِيَ قَضَاءَ مَدِيْنَة المَنْصُوْر، وَمَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَة خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. أَخْبَرَنَا أَيُّوْبُ بنُ طَارِق، وَسُنْقُر بنُ عَبْدِ اللهِ الحَلَبِيَّان قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ الخَازنُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُقَرِّبِ، أَخْبَرَنَا طِرَادُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا أحمد بن ملاعب، حدثنا عفان، حماد بن سلمة، أخبرنا يُوْنُس، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ: أَنَّ رَجُلاً لَقِيَ امْرَأَة كَانَتْ بَغِيّاً فِي الجَاهِلِيَّة، فَجَعَلَ يُلاَعِبُهَا حَتَّى بَسَطَ يَدَهُ إلِيهَا، فَقَالَتْ: مَه! إِنَّ اللهَ قَدْ ذَهَبَ بِالشِّرْكِ، وَجَاءَ بِالإِسْلاَمِ، فَوَلَّى، فَأَصَابَ وَجْهَهُ الحَائِط، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: "أَنْتَ عَبْدٌ أَرَادَ اللهُ بِكَ خَيْراً، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً، عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ شَرّاً، أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِي بِهِ يوم القيامة كأنه عير".

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 8"، والعبر "3/ 119"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 203".

ابن دوست، صريع الدلاء

ابن دوست، صريع الدلاء: 3822- ابن دوست: الإِمَامُ الحَافِظُ الأَوْحَدُ، المُسْنِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، أحمد بن المُحَدِّثِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ دُوْسْتَ، البَغْدَادِيُّ البزاز، أخو عثمان ابن دُوْسْتَ العَلاَّف. حَدَّثَ عَنْ: الحُسَيْن بنِ يَحْيَى بنِ عَيَّاش القَطَّان، وَمُحَمَّدِ بن جَعْفَرٍ المَطِيْرِي، وإسماعيل الصفار، وطبقتهم. حَدَّثَ عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ اللاَلْكَائِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَأَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَرزقُ الله التَّمِيْمِيُّ، وَآخَرُوْنَ. أَثنَوا عَلَى حِفْظِهِ وَفَهْمِهِ، وَاخْتَلَفُوا فِي عَدَالَتِهِ، ضَعَّفَهُ الأَزْهَرِيُّ، وَطَعَنَ ابْنُ أَبِي الفَوَارِس فِي روَايته عَنِ المَطِيْرِي. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ مُحَدِّثاً مُكْثِراً، حَافِظاً عَارِفاً، مَكَثَ مُدَّةً يُمْلِي مِنْ حِفْظِهِ بِجَامع المَنْصُوْر بَعْد أَبِي طَاهِرٍ المُخَلِّص. وَكَانَ عَارِفاً بِمَذْهَبِ مَالِك. وَقَالَ البَرْقَانِيُّ: كَانَ يَسْرُدُ الحَدِيْثَ مِنْ حِفْظِهِ، وَتكَلَّمُوا فِيْهِ، فَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ الأَجزَاءَ، وَيُتَرِّبُهَا، لِيُظَنَّ أَنَّهَا عُتُق. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: غَرِقَتْ كُتُبه، فَكَانَ يُجَدِّدُهَا. وَأَثْنَى عَلَيْهِ بَعْضُ الأَئِمَّة، وَكَانَ يُذَاكِر الدَّارَقُطْنِيّ، وَيَسْرُدُ مِنْ حِفْظِهِ كُتُبَه. قَالَ الخَطِيْبُ: تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الشِّيْرَازِيّ مُصَنِّفُ الأَلقَاب، وَالإِمَامُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي عُثْمَانَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الوَاعِظُ المُفَسِّر، وَأَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَف بن خَاقَان العُكْبَرِيُّ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي ذَرٍّ بن البَاغَنْدِي؛ وَمُقْرِىءُ الشَّامِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن أحمد الجبني. 3823- صريع الدلاء 1: الأَدِيْبُ الخليعُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الواحد، البصري، نزيل بغداد.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 383"، والعبر "3/ 110".

له "ديوان" مشهور، وَقَدْ تَحَوَّلَ إِلَى مِصْرَ، فَمَاتَ بِهَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. وَكَانَ صَاحِبَ مُزَاحٍ وَلَعِبٍ، وَلَهُ تِيْكَ القَصِيْدَة السَّائِرَة. وَهِيَ: قَلْقَلَ أَحْشَائِي تَبَارِيْحُ الجَوَى ... وَبَانَ صَبْرِي حِيْنَ حَالَفْتُ الأَسَى وَطَارَ عَقْلِي حِيْنَ أَبْصَرْتُهُمُ ... تَحْتَ ظلام اللّيل يطوون السّرى لم أَزَلْ أَسْعَى عَلَى آثَارِهِمْ ... وَالبَيْنُ فِي إِتْلاَفِ رُوْحِي قَدْ سَعَى فَلَو دَرَتْ مَطِيُّهُم مَا حَلَّ بِي ... بَكَتْ عَلَيَّ فِي الصَّبَاحِ وَالمَسَا فَسَوْفَ أَسْلِي عَنْهُم خَوَاطِرِي ... بحمقٍ يَعْجَبُ مِنْهُ مَنْ وَعَا وطرفٍ أَنْظِمُهَا مَقْصُورَةً ... إِذْ كُنْتُ قَصَّاراً صَرِيْعاً للدِّلاَ مَنْ صَفَعَ النَّاسَ وَلَمْ يَدَعْهُمُ ... أَنْ يَصْفَعُوهُ مِثْلَهُ قَدِ اعْتَدَى مَنْ صَعَدَ السَّطْحَ وَأَلْقَى نَفْسَهُ ... إِلَى قَرَارِ الأَرْضِ يَوْماً ارْتَدَى وَلَيْسَ للبَغْلِ إِذَا لَمْ يَنْبَعِثَ ... مِنَ الطَّرِيْقِ باعثٌ مِثْلُ العَصَا وَالذَّقْنُ شعرٌ فِي الوُجُوهِ نابتٌ ... وَإِنَّمَا الدُّبْرُ الَّذِي تَحْتَ الخُصَى وَالجَوْزَ لاَ يُؤْكَلُ مَعَ قُشُورِهِ ... وَيُؤْكَلُ التَّمْرُ الجَدِيْدُ بِالِّلبا مَنْ طَبَخَ الدِّيْكَ وَلاَ يَذْبَحُهُ ... طَارَ مِنَ القِدْرِ إِلَى حَيْثُ اشْتَهَى مَنْ دَخَلَتْ فِي عَيْنِهِ مسلّةٌ ... فَسَلْهُ مِنْ سَاعَتِهِ كَيْفَ العَمَى مَنْ فَاتَهُ العِلْمُ وَأَخْطَاهُ الغنى ... فذاك والكل على حدٍّ سوا

القزاز، الراشد بالله، الغضائري

القزاز، الراشد بالله، الغضائري: 3824- القزاز 1: العَلاَّمَةُ، إِمَامُ الأَدَب، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، القَيْرَوَانِيُّ، النَّحْوِيّ. مُؤَلِفُ كِتَابِ "الجَامع" فِي اللُّغَة، وَهُوَ مِنْ نفَائِس الكُتُب. وَكَانَ يُعْرَفُ بِالقَزَّاز، صَنَّفَ كُتُباً لِلعَزِيْزِ العُبَيْدِي صَاحِب مِصْر. وَكَانَ مَهِيْباً، عَالِي المَكَانَة، مُحَبَّباً إِلَى العَامَّة، لاَ يَخُوْضُ إلَّا فِي عِلْمِ دِيْنٍ أَوْ دُنْيَا. وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّدٌ، وَشُهْرَةٌ بمصر، وعمر تسعين عامًا. قِيْلَ: مَاتَ بِالقَيْرَوَان سَنَة اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائة. 3825- الراشد بالله: الشَّرِيْفُ، صَاحِبُ مَكَّة، الحَسَنُ بنُ جَعْفَرٍ، العَلَوِيُّ. كَانَ الوَزِيْر أَبُو القَاسِمِ بنُ المَغْرِبِيّ قَدْ هَرَبَ مِنَ الحَاكِمِ، وَصَارَ إِلباً عَلَيْهِ؛ فحسَّن لحَسَّانِ بنِ مُفَرِّج الخُرُوجَ عَلَى الحَاكِمِ لِجَوْرِهِ وَكفر نَفْسه، وَأَمَرَهُ بِنَصْب صَاحِبِ مَكَّةَ إِمَاماً لِصِحَةِ نَسَبِهِ، فَبَادَرَ حَسَّانٌ إِلَى مَكَّةَ، وَبَايع صَاحِبَهَا، وَأَخَذَ مَالَ الكَعْبَة، وَمَالَ التُّجَّار، وَلَقَّبُوهُ بِالرَّاشد، وَأَقبلَ إِلَى الشَّامِ، فَتَلَقَّاهُ وَالِدُ حَسَّان وَوُجُوهُ العَرَبِ، وَتَمَكَّنَ، وَخُطِبَ لَهُ عَلَى المنَابِرِ، وَكَانَ مُتَقَلِّداً سَيْفاً زَعَمَ أَنَّهُ ذُو الفَقَار، وَفِي يَدِهِ قَضِيْبُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَمَعَهُ عَدَدٌ مِنْ أَقَارِبِهِ، وَفِي ركَابِهِ أَلفُ عَبْدٍ، فَنَزَلَ الرَّمْلَةَ، فَرَاسَلَ الحَاكِمُ مُفَرِّجَ بنَ جرَّاحٍ المَذْكُوْر، وَاسْتمَاله بِالرَّغْبَة وَالرَّهْبَة، وَأَحَسَّ الرَّاشِدُ بِالأَمْرِ، فَذلَّ، وَتَذَمَّم بِمُفَرِّجٍ، وَقَالَ: أَنَا رَاضٍ مِنَ الغَنِيْمَةِ بِالإِيَاب، أَنْتُم غَرَّيْتُمُونِي. فَجَهّزَه مُفَرِّجٌ إِلَى الحِجَاز، وَتسحّبَ ابْنُ المَغْرِبِيّ إِلَى العِرَاقِ، وَجرَى ذَلِكَ سَنَة بِضْعٍ وَأَرْبَع مائَة. 3826- الغضائري 2: الإِمَامُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَلْبَس، المَخْزُوْمِيُّ، الغَضَائِرِيُّ، البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الصُّوْلِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّفَّار، وَأَبَا جَعْفَرٍ البَخْتَرِيّ، وَأَبَا عَمْرٍو بن السَّمَّاكِ، وَأَبَا بَكْرٍ النَّجَّاد. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو الحُسَيْنِ ابْن المُهْتَدِي بِاللهِ، وَعَبَّاسُ بنُ بَكْرَانَ الهَاشِمِيُّ، وأبو عبد الله القاسم ابن الفضل الثقفي، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً فَاضِلاً مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. قُلْتُ: لَعَلَّهُ جَاوز التِّسْعِيْنَ، وَلَهُ "جُزءٌ" مَشْهُوْرٌ سمعناه.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "18/ 105"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 374". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 34"، والأنساب للسمعاني "9/ 155"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 14".

الغضائري، ابن الحاج

الغضائري، ابن الحاج: 3827- الغضائري 1: شَيْخُ الشِّيْعَةِ وَعَالِمُهُم، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، البَغْدَادِيُّ الغَضَائِرِيُّ. يُوْصَفُ بِزُهْدٍ وَوَرَعٍ وَسعَة علم. يُقَالُ: كَانَ أَحْفَظَ الشِّيْعَةِ لِحَدِيْثِ أَهْل البَيْتِ غَثِّه وَسمِينِه. رَوَى عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوْسِيُّ، وَابْنُ النَّجَاشِيّ الرافضيان. وَهُوَ فَيَرْوِي عَنْ: أَبِي بَكْرٍ الجِعَابِيّ، وَسَهْل بنِ أَحْمَدَ الدِّيْبَاجِي، وَأَبِي المُفَضَّل الشَّيْبَانِيّ. قَالَ الطُّوْسِيُّ تلمِيذُهُ: خَدَمَ العِلْمَ، وَطَلَبَهُ للهِ، وَكَانَ حُكْمُهُ أَنفذَ مِنْ حُكْمُ المُلُوك. وَقَالَ ابْنُ النَّجَاشِيّ: صَنَّفَ كُتُباً مِنْهَا: "كِتَاب يَوْم الْغدير"، وكتاب "مواطىء أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ"، وَكِتَاب "الرَّدُّ عَلَى الغُلاَة"، وَغَيْر ذَلِكَ. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. قُلْتُ: هُوَ مِنْ طَبَقَةِ الشَّيْخ المُفِيْد فِي الجَلاَلَة عِنْد الإِمَامِيَّة، يَفْتَخِرُوْنَ بِهِمَا، ويخضعون لعلمهما حقه وباطله. 3828- ابن الحاج 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحاج ابن يَحْيَى، الإِشْبِيْلِيُّ الشَّاهِدُ، نَزِيْلُ مِصْر. سَمِعَ: عُثْمَانَ بن مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَالحَسَنَ بنَ مَرْوَانَ القَيْسَرَانِيّ، وَأَبَا الفَوَارِس أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّابُوْنِيّ، وَعَلِيَّ بنَ أَبِي العَقب الدِّمَشْقِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَة، وَالعَبَّاسَ بنَ مُحَمَّدٍ الرَّافِقِيَّ، وَأَحْمَدَ بن أبي الموت، وطبقتهم بمصر ودمشق. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ، وَالحَافِظُ عَبْدُ الرَّحِيْم بنُ أَحْمَدَ البُخَارِيّ، وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمَةَ القُضَاعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال، وَأَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَانْتَقَى عَلَيْهِ السِّجْزِيُّ أَجزَاءً عديدةً، وأثنى عليه الحبال.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "1/ 541"، ولسان الميزان "2/ 288". 2 ترجمته في العبر "3/ 119"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 202".

وَكَانَ صَاحِبَ مَعْرِفَةٍ وَفهْمٍ، وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ. قَالَ الحَبَّال: مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القُرَشِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ بنُ الحَاجِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ السَّقَطِيُّ بِالبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شعبة، أخبرنا محمد ابن زِيَاد، سَمِعَ: أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ أَوْ صُورَتَهُ صُورَة حِمَار" 1. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو الفَرَجِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ المُسْلِمَة، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ القَاسِم بن المَحَامِلِيّ، وَالقَاضِي عَبْدُ الجَبَّارِ شيخ المعتزلة، وأبو الحسن عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ العِيْسَوِي، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، وَأَبُو صَادِق مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شَاذَانَ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَضْلِ القَطَّان، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ الجَرْجَرَائِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ جَرِيْر الدَّشْتِي، وَابْنُ عَقِيْل البَاوَرْدِي، وَعَلِيُّ بنُ أحمد بن عبدان الأهوازي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "691"، ومسلم "427"، وأبو داود "623".

القطان

3829- القطان 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ، المُسْنِدُ، أَبُو الحُسَيْنِ، مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل، البَغْدَادِيُّ القطان الأزرق. ذكر لأبي بكر الخَطِيْب: أَنَّهُ وُلِدَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ سِنِيْنَ مِنْ إِسْمَاعِيْل الصَّفَّار وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ، وَمِنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَرْب، وَعَبْدِ اللهِ بن جَعْفَرِ بنِ دُرُسْتَوَيْه الفَارِسِيّ، وَعِنْدَهُ عَنْهُ تَاريخُ الفَسَوِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَأَبِي عمرو بن السماك، وعدة. وَانْتَقَى عَلَيْهِ ابْنُ أَبِي الفَوَارِس، وَهِبَةُ اللهِ اللاَّلْكَائِيّ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: البَيْهَقِيُّ، وَالخَطِيْبُ، وَمُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ اللاَّلْكَائِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ، وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُم. وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ. تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائة، عن ثمانين سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 249"، والأنساب للسمعاني "10/ 186"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 20"، والعبر "3/ 120".

الوهراني، العبدوني

الوهراني، العبدوني: 3830- الوهراني: الشَّيْخُ الثِّقَةُ الجَلِيْلُ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ مُسَافِر، الهمداني المَغْرِبِيُّ الوَهْرَانِي ثُمَّ البَجَّانِيّ. وَبَجَّانَةُ مِنْ مُدُنِ الأَنْدَلُسِ، وبِجَايَةُ النَّاصِرِيَة أُحدثت فِي المائَة الخَامِسَةِ بِالمَغْرِب، وَهِيَ أَشْهَرُ وَأَكْبَرُ، وَلَكِن خَرَجَ مِنَ الأُولَى جِلَّةٌ وَعُلَمَاء. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَافَرَ فِي التِّجَارَةِ إِلَى أقصى خراسان، وعني بالرواية. وَأَخَذَ عَنِ: الحَسَنِ بنِ رَشِيْق وَنَحْوهِ بِمِصْرَ، وَعَنِ القَاضِي أَبِي بَكْرٍ الأَبْهَرِيّ، وَطَائِفَةٍ بِبَغْدَادَ، وَعَنْ تَمِيْم بن مُحَمَّد بِالقَيْرَوَان، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الشُّبُّويي بِمَرْو، وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ بن أَحْمَدَ المُسْتَمْلِي بِبَلخ. وَقَدِمَ إِلَى بلاَده بِإِسْنَادٍ عَالٍ، فَحَمَلَ عَنْهُ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو عمر ابن سُمَيْق، وَأَبُو حَفْصٍ الزَّهْرَاوِيُّ، وَحَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وأبو عمر أحمد ابن الحَذَّاء، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْم، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ خَيِّراً صَالِحاً مُتقبضاً، يَتَكَسَّبُ بِالتِّجَارَةِ. سَمِعَ: مِنْ تَمِيْمٍ "المُوَطَّأ": أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ مِسْكِيْن عَنْ سُحْنُوْن، عَنِ ابْنِ القَاسِمِ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. حَدَّثَ "بصحيح البخاري". 3831- العبدويي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، شَرَفُ المُحَدِّثِيْنَ، أَبُو حَازِمٍ، عُمَرُ بن أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدُوَيْه بنِ سَدُوْسَ بن علي بن عبد الله بن الفقيه عبيد الله ابن عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بن مَسْعُوْدٍ، الهُذَلِيُّ المَسْعُوْدِيُّ، العَبْدُويي، النَّيْسَابُوْرِيُّ، الأَعْرَجُ، ابْنُ المُحَدِّث أَبِي الحسن.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 272"، والأنساب للسمعاني "8/ 354"، واللباب لابن الأثير "2/ 314"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 979"، والعبر "3/ 125"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 208".

مَاتَ أَبُوْهُ أَبُو الحَسَنِ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَهُوَ فِي عَشْر التِّسْعِيْنَ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَالسَّرَّاج، رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ، وَالحَاكِم، وَأَبُو سَعِيْدٍ الكَنْجَرْوَذِي، وَعِدَّة. وَابنُهُ أَبُو حَازِمٍ وُلِدَ بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. سَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ بنَ نُجَيْد، وَأَبَا بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدَة السَّلِيْطِيّ، وَأَبَا عَمْرٍو بن مَطَر، وَأَبَا الفَضْل بنَ خَمِيْرُوَيْه الهَرَوِيّ، وَأَبَا أَحْمَد الغِطْرِيْفِيّ، وَأَبَا عَمْرٍو بن حَمْدَان، وَأَبَا سَعِيْدٍ بن عَبْدِ الوَهَّابِ، وَأَبَا أَحْمَد الحَاكِم، وَطَبَقَتَهُم. وَتَأَخَّر عَنِ الرّحلَة إِلَى بَغْدَادَ، وَلَحِقَ بِهَا عِيْسَى بن الوَزِيْر، وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص. وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازل، وَجَمَعَ وَخَرَّجَ، وَتمِيَّزَ فِي عِلْمِ الحَدِيْثِ. حَدَّثَ عنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ المُحَسِّنِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الوَكيل، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى المُزَكِّي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ الرَّئِيْسُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ يَقُوْلُ: لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غَيْرَ رَجُلَيْنِ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدُويي. قلت: وقد سمع: هـ وَالدُهُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِي، وَحَامِدٍ الرَّفَّاء. قَالَ الحَافِظُ أَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِم الحَافِظَ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ بِخَطِّي عَنْ عَشْرَة مِنْ شُيُوْخِي عَشْرَةَ آلاَفِ جُزء، عَنْ كُلِّ وَاحِد أَلف جُزْء. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ أَبُو حَازِمٍ ثِقَةً صَادِقاً، حَافِظاً عَارِفاً. قُلْتُ: مِنْ وَرَعِهِ أَنَّهُ مَا حَدَّثَ عَنِ الصِّبْغِي، وَلاَ عَنْ حَامِد الرَّفَّاء لصِغَرِهِ، وَقَدْ كَانَا أَكْبَر مَشَايِخه. قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الطُّوْسِيّ: رَأَيْتُ بخَطِّ زَاهِرِ بن طَاهِر قَالَ: كَتَبَ مَسْعُوْدُ بنُ نَاصِر وَرقَةً قَالَ: وَجَدْتُ عِنْد مَسْعُوْدِ بن عَلِيِّ بنِ مُعَاذٍ السِّجْزِيّ بِخَطّ الحَاكِم أَبِي عَبْدِ اللهِ قال: اجتمعنا سنة 381، فذكرنا الكذابين بنيسابور، والذين ظَهَرَ لَنَا مِنْ جرحهمْ، فَأَثبتنَاهُ للاعتبَار، فَذَكَرَ جَمَاعَةً مِنْهُم أَبُو بَكْرٍ الكِسَائِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الطِّرَازِيُّ، وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدُويي، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ حَبِيْبٍ المُفَسِّر، وَقَالَ: هُم كَذَبَةٌ فِي الرِّوَايَة. قَالَ مَسْعُوْد بن عَلِيٍّ: وَاسْتَشْهَدَ جَمَاعَةً أَثْبَتُوا خطوطهم عَقِيْبَ خَطِّهِ فِيْمَنْ كَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ العَزَائِمِي.

أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بن علي المقرىء، وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ البَرْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَحْمُوْدِي قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ ابن الفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الحَافِظُ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ مَطَر، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى: قُلْتُ لمَالِك: حدثَكَ عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بنِ سُلَيْم الزُّرَقِي، عَنْ أَبِي قَتَادَة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَاملٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَب ابْنَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَبِي العَاصِ بن الرَّبِيْعِ، فَإِذَا قَامَ حَمَلهَا، وَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ1. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الوَخْشِي: مَاتَ أَبُو حَازِمٍ العَبْدُويي يَوْمَ عِيْدِ الفِطْرِ سَنَة سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. قُلْتُ: وَفِيْهَا تُوُفِّيَ مُسْنِدُ بَغْدَادَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى السُّكَّرِيّ، وَمُقْرِىء الوَقْتِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ حَفْص بن الحَمَّامِي، وَمُحَدِّثُ دِمَشْق أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّد بنُ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ ابْن الجُنْدِي الغَسَّانِيّ إِمَامُ جَامع دِمَشْق لَقِيَ خَيْثَمَة، وَالمُسْنِدُ البَقِيَّةُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ العُكْبَرِيّ البَزَّاز وَقَاضِي بَغْدَاد أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الشَّوَارِبِ عَنْ ثَمَان وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ المَرْوَزِيُّ القَفَّال، وَالمُسْنِدُ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ سلامة الطحان الستيتي صاحب خيثمة.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "516"، ومسلم "543"، وأبو داود "917"، "918"، "919".

ابن حسنون

3832- ابن حسنون 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّادِقُ الصَّالِحُ الخَيِّرُ، أَبُو نَصْرٍ، أحمد بن محمد ابن أَحْمَدَ بنِ حَسْنُوْنَ، النَّرْسِيُّ البَغْدَادِيُّ، وَالِدُ صَاحِب "المشيخة" أبي الحسين ابن النَّرْسِيِّ. وَفِي ذُرِّيَته جَمَاعَةٌ مِنَ المَشَايخِ. سَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ بنَ البَخْتَرِيّ، وَعَلِيَّ بنَ إِدْرِيْسَ السُّتُوْرِيَّ، وَعُثْمَان بن أَحْمَدَ ابْن السَّمَّاكِ. رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ أَبُو بَكْرٍ الحَافِظ -وَقَالَ: كَانَ صدوقًا، صالحًان- وَأَبُو الفَوَارِس طرَاد الزَّيْنَبِيّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عُلوَان، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ وَلده، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة في شهر ذي القعدة. وَفِيْهَا مَاتَ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ بنِ المُنْذِر، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن اليزدي القَاضِي، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الخُزَاعِيّ بِبَلخ، وَالحَاكِمُ صَاحِبُ مِصْر، وَآخَرُوْنَ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 371"، والعبر "3/ 104"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 192".

ابن المنذر، ابن أبي كامل

ابن المنذر، ابن أبي كامل: 3833- ابن المنذر 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ القَاضِي العَلاَّمَةُ، أَبُو القَاسِمِ، الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ المُنْذِرِ، البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّفَّار، وَأَبَا جَعْفَرٍ بن البَخْتَرِيّ، وَأَبَا عَمْرٍو بن السَّمَّاكِ، وَطَبَقَتَهُم. وَكَانَ مُكْثِراً مِنَ السَّمَاع. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً ضَابِطاً، كَثِيْرَ الكِتَاب، حَسَنَ الفَهْم، حَسَنَ العِلْم بِالفَرَائِض. اسْتَنَابَهُ القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ الضَّبِّيُّ عَلَى القَضَاءِ، ثُمَّ وَلِي قَضَاءَ مَيَّافَارِقين عِدَّةَ سِنِيْنَ، ثُمَّ ردَّ إِلَى بَغْدَادَ، فَأَقَامَ يُحَدِّثُ إِلَى أَنْ مَاتَ في شعبان وله ثمانون سنة. قلت: آخر من تَبَقَّى مِنْ أَصْحَابِهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ طَلْحَة النِّعَالِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائة. 3834- ابن أبي كامل 2: العَدْلُ المُسْنِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ أَبِي كَامِلٍ، العَبْسِيُّ البَصْرِيُّ الأَصْلِ، الطَّرَابُلُسِي. حَدَّثَ عَنْ: خَالِ أَبِيهِ خَيْثَمَةَ بنِ سُلَيْمَانَ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ حَذْلَمٍ، وَأَبِي المَيْمُوْنِ بنِ رَاشِدٍ، وَأَبِي يَعْقُوْبَ الأَذْرَعِيِّ بِدِمَشْقَ، وَمُحَمَّدِ بن إِبْرَاهِيْمَ السَّرَّاجِ لَقِيَهُ بِبَيْتِ المَقْدِس، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الوردِ، وَطَائِفَةٍ بِمِصْرَ. انْتَقَى عَلَيْهِ خَلَفٌ الوَاسِطِيّ، وَوثَّقَهُ أَبُو بَكْرٍ الحَدَّاد. وَحَدَّثَ عَنْهُ: الصُّوْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ البُخَارِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيُّ، وَأَحْمَدُ بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وأبو الحَسَنِ بنُ صَصْرَى، وَآخَرُوْنَ. يَقَعُ حَدِيْثُهُ فِي فَوَائِدِ النَّسِيْبِ. تُوُفِّيَ بِأَطْرَابُلُس، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 304"، والمنتظم لابن الجوزي "7/ 301"، والعبر "3/ 106". 2 ترجمته في العبر "3/ 116"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص1057".

الباشاني، النعيمي، ابن المسلمة

الباشاني، النعيمي، ابن المسلمة 3835- الباشاني: الثِّقَةُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحسين، البَاشَانِيُّ الهَرَوِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَاسِينَ، فَكَانَ آخِرَ أَصْحَابه، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَافِعٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: شَيْخُ الإِسْلاَمِ الأَنْصَارِيُّ، وَطَائِفَةٌ. وُثِّقَ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ عَاشَ مائَةً وَسِتَّ سِنِيْنَ. مَاتَ سَنَةَ أربع عشرة وأربع مائة. 3836- النعيمي: الحَافِظُ الإِمَامُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ، النُّعَيْمِيُّ الجُرْجَانِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي أَحْمَدَ بنِ عَدِيٍّ، وَالإِسْمَاعِيْلِيّ، وَأَبِي أَحْمَدَ بنِ الغِطْرِيْفِ، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَانَ، وَالحَاكِمِ أَبِي أَحْمَدَ، وَنَصْرِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ. وَلَهُ مُصَنَّفٌ فِي أَخْبَارِ الجَبَلِ، وآخرُ سَمَّاهُ "المُجْتَبَى". ذَكَرَهُ أَبُو نَصْرٍ الأَمِيْرُ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. 3837- ابْنُ المسلمة 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ، أَبُو الفَرَجِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حَسَنِ ابنِ المُسْلِمَةِ، البَغْدَادِيُّ المُعَدَّلُ. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ كَامِلٍ، وَأَبَا بَكْرٍ النَّجَّادَ، وَابنَ عَلم، وَدَعْلَجَ بنَ أَحْمَدَ، وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَطِرَادٌ الزَّيْنَبِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً، يُمْلِي فِي العَامِ مَجْلِساً وَاحِداً، وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالعَقْلِ وَالفَضْلِ وَالبِرِّ، وَدَارُهُ مألف لأهل العلم، وكان صوامًا، كثيرة التِّلاَوَةِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيِّ شَيْخِ الحَنَفِيَّة، وَكَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَيَتَهَجَّدُ -بِسُبُعٍ رَحِمَهُ اللهُ- وَرُئيَ لَهُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ. تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ ثَمَانٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. وَهُوَ وَالِدُ المُسْنِدُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَجَدُّ الوزير رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 67"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 16".

حمد بن عمر، القنازعي

حمد بن عمر، القنازعي: 3838- حمد بن عمر 1: ابن أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، الزَّجَّاجُ الحَافِظُ، مُحَدِّثُ هَمَذَان، أَبُو نَصْرٍ. سَمِعَ: مِنْ: أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الكَرَابِيْسِيِّ صَاحِبِ الكَجِّيِّ، وَمِنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مِهْرَانَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ القَطَّانِ، وَطَاهرِ بنِ سَهْلُوَيْه، وَأَبِي زُرْعَةَ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ، وَخَلْقٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الفَضْلِ الفَلَكِيُّ فِي تَوَالِيفه، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الصُّوْفِيُّ، وَيُوْسُفُ الخَطِيْبُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ شِيْرَوَيْه: كَانَ ثِقَةً حَافِظاً، يُحْسِنُ هَذَا الشَّأْنَ، سَمِعْتُ عَبْدُوْسَ ابن عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: كَانَ حَمْدٌ الزَّجَّاجُ يَقرأُ عَلَى المَشَايِخِ، وَيَنَامُ وَيَقْرَأُ مُستوياً لحفظِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِالأَسَانيدِ وَالمُتُوْنَ. إِلَى أَنْ قَالَ: تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. 3839- القنازعي 2: العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ، أَبُو المُطَرِّف، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مروان بن عبد الرحمن، الأنصاري القرطبي القَنَازِعِيّ. وَقنَازع قريَة. سَمِعَ: "المُوَطَّأ" مِنْ أَبِي عِيْسَى اللَّيْثِيّ، وَسَمِعَ: مِنَ القَاضِي مُحَمَّد بن السَّلِيْم، وَأَبِي جَعْفَرٍ بنِ عَوْن الله. وَتَلاَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ الأَنْطَاكِيِّ، وَأَصْبَغَ بنِ تَمَّامٍ. وَارْتَحَلَ سَنَة 67، فسَمِعَ: الحَسَنَ بنَ رَشِيْقٍ، وَلَقِيَ حُسَيْنكَ التَّمِيْمِيّ فِي الْمَوْسِم، وَأَكْثَرَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي زَيْدٍ، وَأَقبلَ عَلَى شَأْنِه، وَتَصَدَّرَ للإِقرَاءِ وَالفِقْهِ بقُرْطُبَة. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَتَّابٍ، وَابْنُ عَبْدِ البَرِّ، وَطَائِفَةٌ. وَكَانَ إمامًا، متفننًا، حافظًا، خَاشِعاً، مُتَهَجِّداً، مُفَسّراً، بَصِيْراً بِالفِقْهِ وَاللُّغَة، امْتَنَعَ مِنَ الشُّوْرَى. وَكَانَ زَاهِداً، وَرِعاً، قَانِعاً بِاليَسِيْر، مُجَابَ الدَّعْوَةِ، بَعِيْدَ الصِّيْت، رَأْساً فِي القِرَاءات، صَاحِبَ تَصَانِيْف. مَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ ثَلاَثَ عشر وأربع مائة، عن ثنتين وسبعين سنة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ص1055". 2 ترجمته في العبر "3/ 112"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 198".

الشيخ المفيد

3840- الشيخ المفيد 1: عَالِمُ الرَّافِضَة، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، الشَّيْخُ المُفِيْد، وَاسْمُهُ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ البَغْدَادِيُّ، الشِّيْعِيُّ، وَيُعْرَفُ: بِابْنِ المُعَلِّمِ. كَانَ صَاحِبَ فُنُوْنٍ وَبُحُوثٍ وَكَلاَمٍ، وَاعْتِزَالٍ وَأَدَبٍ. ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي طَيٍّ فِي "تَاريخ الإِمَامِيَّة"، فَأَطْنَبَ وَأَسْهَبَ، وَقَالَ: كَانَ أَوْحَدَ فِي جَمِيْع فُنُوْن العِلْمِ: الأَصْلَين، وَالفِقْهِ، وَالأَخْبَارِ، وَمَعْرِفَةِ الرِّجَال، وَالتَّفْسِيْرِ، وَالنَّحْوِ، وَالشِّعرِ. وَكَانَ يُنَاظِرُ أَهْلَ كُلِّ عَقِيْدَةٍ مَعَ العَظَمَة فِي الدَّوْلَة البُوَيْهِيَّة، وَالرُّتبَةِ الجَسِيْمَةِ عِنْدَ الخُلَفَاء، وَكَانَ قَويَّ النَّفْسِ، كَثِيْرَ البِرِّ، عَظِيْمَ الخُشُوعِ، كَثِيْرَ الصلاة والسوم، يَلْبَسُ الخَشِنَ، مِنَ الثِّيَابِ، وَكَانَ مُدِيْماً للمُطَالعَة وَالتَّعلِيم، وَمِنْ أَحْفَظِ النَّاسِ. قِيْلَ: إِنَّهُ مَا ترك للمخالفين كتابًا إلى وَحَفِظَه، وَبهَذَا قَدَر عَلَى حَلِّ شُبَه القَوْم، وَكَانَ مِنْ أَحرصِ النَّاسِ عَلَى التَّعْلِيمِ، يَدُورُ عَلَى المكَاتبِ وَحوَانيتِ الحَاكَةِ، فَيَتَلَمَّحُ الصَّبيَّ الفَطِنَ، فَيستَأْجِرُهُ مِنْ أَبَويه -يَعْنِي فَيُضِلُّهُ- قَالَ: وَبِذَلِكَ كَثُرَ تَلاَمِذَتُهُ. وَقِيْلَ: رُبَّمَا زَارَهُ عَضُدُ الدَّوْلَة، ويقول له: اشفع تشعع. وكان ربعة نحيفًا أمر، عَاشَ سِتاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَلَهُ أَكْثَرُ مِنْ مائَتَي مُصَنَّف -إِلَى أَنْ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، وَشَيَّعَهُ ثَمَانُوْنَ أَلْفاً. وَقِيْلَ: بَلَغَتْ تَوَالِيفُهُ مائَتَيْنِ، لَمْ أَقِفْ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا -وَلله الحَمْدُ- يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 231"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 11"، وميزان الاعتدال "4/ 30"، ولسان الميزان "5/ 368".

سلطان الدولة

3841- سلطان الدولة 1: مَلِكُ العِرَاقِ وَفَارس، سُلْطَانُ الدَّوْلَة، أَبُو شُجَاعٍ، فناخسرو بن الملك بهاء الدولة خره فيروز بن الملك عضد الدولة أبي شجاع بن ركن الدولة حسن بن بويه الديلمي. تملك بَعْد أَبِيهِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة، فَكَانَتْ أَيَّامُه اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَوَزَرَ لَهُ فَخرُ الملك أبو غالب، فقرىء عهدُ سُلْطَانِ الدَّوْلَة مِنَ القَادِرِ بِاللهِ، وَالأَلقَابُ كَانَتْ: عمَادَ الدِّيْنِ، مُشَرِّفَ الدَّوْلَة، مُؤَيِّد المِلَّة، مُغِيْثَ الأُمَّة، صَفِيَّ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ. ثُمَّ أُحضرتِ الخِلَعُ وَهِيَ سبعٌ عَلَى العَادَة، وَعِمَامَةٌ سَوْدَاء، وتاج مرصع، وسيف، وسواران، وطوق، وَفَرَسَان، وَلوَاءان عقدهُمَا القَادِر بِيَدِهِ، وَتَلَفَّظَ بِالحلفِ لَهُ بِمسمع: مِنَ الوَزِيْر أَبِي غَالِب وَالكِبَار وَنُفِّذَ ذَلِكَ مَعَ القَاضِي أَبِي خَازمٍ مُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ وَخَادمِين إِلَى فَارس، أَوّلُ العَهْدِ: مِنْ عَبْدِ اللهِ أَحْمَد الإِمَامِ القَادِر بِاللهِ أمير المؤمنين إلى فناخسرو بن بَهَاءِ الدَّوْلَة مَوْلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ: سَلاَمٌ عَلَيْك ... فَإِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهَ. وَمِنْهُ: أَمَّا بَعْدُ -أَطَال اللهُ بَقَاءَك- إِلَى أَنْ قَالَ: وَكُتِبَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَع مائَة. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ فِي "تَاريخه": لمَا صَارَ الأَمْرُ إِلَى سُلْطَان الدَّوْلَة، اسْتخلَف بِبَغْدَادَ أَخَاهُ مُشَرِّف الدَّوْلَة أَبَا عَلِيّ، وَجَعَلَ إِلَيْهِ إِمَارَةَ الأَترَاكِ خَاصّةً، فَحَسَّنُوا لَهُ العصيَانَ، فَاسْتولَى عَلَى بَغْدَاد وَواسط، وَتردَّد الأَترَاكُ إِلَى الدِّيْوَان، فَأَمر بِقطع خُطبَة سُلْطَانِ الدَّوْلَة، وَأَنَّ يُخْطَبَ لمُشَرِّف الدَّوْلَة. وَكَانَ دخولُ سُلْطَانِ الدَّوْلَة بَغْدَاد سَنَة تِسْعٍ، وَتلقَّاهُ الخَلِيْفَةُ، وضُربت لَهُ النَّوبَةُ فِي أَوقَات الصَّلواتِ الْخمس، فَأُوحش القَادِرُ، وَكَانَتِ العَادَةُ جَارِيَةً مِنْ أَيَّام عضد الدولة بضرب النَّوبَة ثَلاَثَ أَوقَات. إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَمَّا تَمَكَّنَ مُشَرِّف الدَّوْلَة، انحَاز أَخُوْهُ إِلَى أَرَّجَان، وَتنَاقضت أَمورُه، وَكَانَ يُوَاصِلُ الشُّرب حَتَّى فسد خلقه، وطلب طبيبًا لفصده، فَفَصده بِحضرَةِ الأَوْحَد، وَنفذَ قَضَاءُ الله فِيْهِ بشيرَاز فِي شَوَّالٍ سَنَة خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة عَنِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً وَخمسَة أَشهر. وَلَمَّا مَاتَ، نهبت الدَّيْلَمُ مَا قدرُوا عَلَيْهِ، وَأَشَارَ عَلَيْهِم الأَوْحَدُ بَابنه أَبِي كَالِيْجَارَ، فَخُطِبَ لَهُ بخُوِزسْتَان. وَظَهَرَ الْملك أَبُو جَعْفَرٍ بنُ كَاكويه فَتَمَلَّكَ هَمَذَان، وَقهر بنِي بُويه، وافتتح الدينور وشابور خواست، وعظمت هيبته.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 17".

المستظهر بالله، الحناط، الخصيب

المستظهر بالله، الحناط، الخصيب: 3842- المُسْتَظْهِرُ بِاللهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ هِشَامِ بنِ عبد الجبار بن الناصر لدين الله، المرواني. قَام مَعَهُ كُبَرَاء قُرْطُبَة، وَمَلَّكوهُ بَعْد ذَهَاب القَاسِم الإِدْرِيْسِيّ، فَبَايعُوهُ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة وَلَهُ ثنتَان وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. وَكَانَ عَجَباً فِي الذَّكَاء وَالبلاغَة. يُكْنَى أَبَا المُطَرِّف. وَزر لَهُ ابْنُ حَزْم الظَاهِرِي. وَلَمْ تَطُلْ أَيَّامُهُ، بَلْ قُتِلَ بَعْد أَيَّام فِي ذِي القَعْدَةِ مِنْ عَامه، توثّب عَلَيْهِ ابْنُ عَمِّهِ المُسْتَكفِي بِاللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وتملك ستة أشهر، ونزع. 3843- الحناط: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ، أَبُو بَكْرٍ، خَلَفُ بنُ عمرو بن خلف بن محمد ابن إِبْرَاهِيْمَ، الهَمَذَانِيُّ الحَنَّاط. كَانَ مِنْ نُبذَاء المَشَايِخ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الجَلاَّب، وَأَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدٍ، وَجَعْفَرٍ الْخُلْدِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْل العَطَّار، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّاز، وَالخَلِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَلِيْلِيّ، وآخرون. ذَكَرَهُ شِيْرَوَيْه، فَقَالَ: كَانَ صَدُوْقاً حَافِظاً، يُحْسِنُ هَذَا الشَّأْن. قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى سَنَةِ بِضْع وَأَرْبَع مائَة، لَمْ يَقع لِي شَيْء مِنْ عواليه. 3844- الخصيب 1: ابن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الخصيب، الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ، القَاضِي، أَبُو الحَسَنِ المِصْرِيّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُثْمَان بن مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بن الجِرَاب، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ بن النَّسَائِيّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَرْوَانَ، وَمُحَمَّدِ بن العَبَّاسِ بنِ كوْذَك، وَمُحَمَّدِ بن أَبِي كَرِيْمَة الصَّيْدَاوِي، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ اللهِ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيّ، وَعَبْدُ الرَّحِيْم بن أَحْمَدَ البُخَارِيّ، وَهِبَةُ اللهِ بن إِبْرَاهِيْمَ الصَّوَّاف، وَأَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال، وَأَبُو الحَسَنِ الخِلَعِي. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِيْنَ. محلُّه الصدق.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 121"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 204".

الصيرفي

3845- الصيرفي 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ، أَبُو سَعِيْدٍ، مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بن الفَضْلِ بنِ شَاذَانَ، الصَّيْرَفِيُّ، ابْنُ أَبِي عَمْرٍو، النَّيْسَابُوْرِيُّ. كَانَ وَالِدُهُ أَبُو عَمْرٍو مُثْرِياً، وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى الأَصَمِّ، فَكَانَ لاَ يُحَدِّثُ حَتَّى يَحْضُرَ مُحَمَّدٌ هَذَا، وَإِنْ غَابَ عَنْ سَمَاع جُزءٍ، أَعَاده لَهُ، فَأَكْثَرَ عَنْهُ جِدّاً. وَسَمِعَ: أَيْضاً مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الشَّيْبَانِيّ، وَيَحْيَى بنِ مَنْصُوْرٍ القَاضِي، وَأَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْب، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَالخَطِيْبُ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، وَطَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّحَّامِي، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، وَالقَاسِمُ بنُ الفَضْلِ الثَّقَفِيّ، وَمَكِّيُّ بنُ عَلاَّنَ الكَرْجِي، وَأَحْمَدُ بنُ سَهْل السَّرَّاج، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ آخِرُهُم مَوْتاً عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شِيْرَوَيْه التَّاجِرُ البَاقِي إِلَى سَنَة عَشْرٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ عَنْ نَيِّفٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ سُلَيْمَانَ السَّلِيْطِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ النحوي المعدل، -سمع: الأصم وَكَانَ ثِقَةً- وَفَاتحُ الهِنْدِ السُّلْطَانُ مَحْمُوْدُ بنُ سُبُكْتِكِيْن، وَرَاوِي التِّرْمِذِيّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَنَال المَرْوَزِيّ- سَمِعَ "الجَامع" مِنْ مَوْلاَهُ المَحْبوبِي وَعُمِّرَ- وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الأَصْبَهَانِيُّ الجَمَّال، وَالأَدِيْبُ العَلاَّمَةُ أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَاصِ بنِ دَرَّاج القَسْطَلِّيُّ الأَنْدَلُسِيُّ شَاعِرُ عَصْرِهِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَعْقُوْبَ البَجَّانِيّ رَاوِي الوَاضحَة عَنْ سَعِيْدِ بن فحلون عن خمس وتسعين سنة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 144"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 220".

ابن خواستي

3846- ابن خواستى 1: الشيخ الإمام المعمر المرىء، مُسْنِدُ الأَنْدَلُس، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خُوَاسْتَى، الفَارِسِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، النَّحْوِيُّ. وُلِدَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ يذكرُ وَفَاةَ ابْنِ مُجَاهِد. وَسَمِعَ: مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّار، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَأَبِي بكر ابن دَاسَة البَصْرِيِّ، وَأَبِي عُمَرَ الزَّاهِد، وَأَبِي بَكْرٍ بن زياد النقاش المقرىء، وَهُوَ مِنْ تَلاَمِذَتِهِ فِي القِرَاءات. وَتلاَ أَيْضاً عَلَى عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي هَاشِم. وَدَخَلَ الأندلس، ففرحوا بعلو أسانيده، وأخذوا عنه. تَلاَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرٍو بِثَلاَثِ رِوَايَات، وَأَسندهَا عَنْهُ فِي "تيَسِيْره". وَرَوَى عَنْهُ: هُوَ وَأَبُو الوَلِيْدِ بنُ الفَرَضِيِّ، وَقَالَ: لَقِيْتُهُ بِمدينَة التُّرَاب. وَقَالَ الدَّانِيُّ: دَخَلَ إِلَى الأَنْدَلُسِ تَاجراً سَنَةَ خَمْسِيْنَ، فَسَكَنَهَا. قَالَ: وَكَانَ خَيِّراً فَاضِلاً، صَدُوْقاً ضَابِطاً، وَكَانَ يُعْرَفُ بِابْنِ أَبِي غَسَّان، قَالَ لِي: أَذكرُ اليَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيْهِ ابْنُ مجاهد، وقرأت القرآن في حُدُوْد سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ عَلَى النَّقَّاش وَلاَزَمْتُهُ مُدَّةً، وَكَانَ أَسخى النَّاسِ، وَسَمِعْتُ سُنَن أَبِي دَاوُدَ مِنِ ابْنِ دَاسَة سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَاخْتَلَفْتُ إِلَى أَبِي سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيّ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ عِدَّةَ كتب. قَالَ الدَّانِيُّ: تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. قُلْتُ: لَمْ أَرَهُ فِي مَشَايِخ ابْنِ عَبْدِ البَرِّ وَلاَ ابْنِ حَزْم. وَفِيْهَا مَاتَ صَدَقَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الدَّلم، وَأَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَبِيْبٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ هِلاَل ابنُ البَوَّاب المُجَوِّدُ، وَشَيْخُ الشِّيْعَة المُفِيْد مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ، وَأَبُو الفضل محمد بن أحمد الجارودي.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "5/ 375"، والعبر "3/ 112"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 198".

أبو إسحاق الإسفراييني

3847- أبو إسحاق الإسفراييني 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الأَوْحَدُ، الأُسْتَاذُ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مِهْرَانَ، الإِسْفَرَايِيْنِيُّ الأُصُوْلِيُّ الشَّافِعِيُّ، المُلَقَّبُ رُكْن الدِّيْن. أَحَدُ المُجْتَهِدِيْن فِي عَصْرِهِ، وَصَاحِبُ المُصَنَّفَات البَاهرَة. ارْتَحَلَ فِي الحَدِيْثِ، وَسَمِعَ مِنْ: دَعْلَجٍ السِّجْزِيّ، وَعَبْدِ الخَالِقِ بنِ أَبِي رُوْبَا، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَزْدَاد بنِ مَسْعُوْد، وَأَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَعِدَّةٍ، وَأَمْلَى مَجَالِسَ وَقَعَ لِي مِنْهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، وَتَخَرَّجَ بِهِ فِي المُنَاظرَة، وَأَبُو السَّنَابِل هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي الصَّهْبَاء، وَطَائِفَةٌ. وَمِنْ تَصَانِيْفِهِ كِتَابُ جَامع الخلِي فِي أُصُوْل الدِّيْنِ وَالرَّدّ على الملحدين، في خمس مجلدات. وبُنِيَتْ لَهُ بِنَيْسَابُوْرَ مَدْرَسَةٌ مَشْهُوْرَةٌ. تُوُفِّيَ بِنَيْسَابُوْرَ يَوْمَ عَاشُورَاء مِنْ سَنَة ثمَانِي عَشْرَة وَأَرْبَع مائَة. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي الطَّبَقَات: درَس عَلَيْهِ شَيْخُنَا أَبُو الطَّيِّبِ، وَعَنْهُ أَخَذَ الكَلاَمَ وَالأُصُوْلَ عَامَّةُ شُيُوْخِ نَيْسَابُوْر. وَقَالَ غَيْرُهُ: نُقِلَ تَابُوتُهُ إِلَى إِسْفَرَايين، وَدُفِنَ هُنَاكَ بِمَشْهَده. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ طِرَازَ نَاحِيَةِ المَشْرِقِ، فَضْلاً عَنْ نَيْسَابُوْر، وَمِنَ المُجْتَهِدِيْنَ فِي العِبَادَةِ، المُبَالِغِيْنَ فِي الوَرَع، انْتَخَبَ عَلَيْهِ الحَاكِمُ عَشْرَةَ أَجزَاء، وَذكره فِي تَارِيْخِهِ لِجَلاَلَتِهِ، وَانْتَقَى لَهُ الحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ أَلفَ حَدِيْثٍ، وَعَقَدَ مَجْلِسَ الإِملاَء، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ. وَقَالَ الحَافِظُ ابنُ عَسَاكِر: حَكَى لِي مَنْ أَثِقُ بِهِ: أن الصاحب إسماعيل ابن عَبَّاد كَانَ إِذَا انْتَهَى إِلَى ذكر هَؤُلاَءِ، يَقُوْلُ: ابْنُ البَاقِلاَّنِيّ بَحْرٌ مُغْرِق، وَابْن فُوْرَك صِلٌّ مُطْرِق، وَالإِسْفَرَايِيْنِيّ نَارٌ تُحْرِق. قَالَ الحَاكِمُ فِي "تَارِيْخِهِ": أَبُو إِسْحَاقَ الأُصُوْلِيُّ الفَقِيْهُ المُتَكَلِّمُ، المُتَقَدِّمُ فِي هَذِهِ الْعُلُوم، انْصَرَفَ مِنَ العِرَاقِ وقد أقر له العلماء بالتقدم. إلى أَنْ قَالَ: وَبُنِي لَهُ بِنَيْسَابُوْرَ المَدْرَسَةُ الَّتِي لَمْ يُبْنَ بِنَيْسَابُوْرَ مِثْلُهَا قبلَهَا، فَدَرَّسَ فِيْهَا.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 237"، واللباب لابن الأثير "1/ 55"، والعبر "3/ 128".

وَمِنْ كَلاَم هَذَا الأُسْتَاذ قَالَ: القَوْلُ بِأَنَّ كُلَّ مُجْتَهِدٍ مُصِيْبٌ أَوّلُهُ سَفْسَطَةٌ وآخِرُهُ زَنْدَقَة. فَقَالَ أَبُو القَاسِمِ الفَقِيْهُ: كَانَ شَيْخُنَا الأُسْتَاذُ إِذَا تَكَلَّمَ فِي هَذِهِ المَسْأَلَة، قِيْلَ: القلمُ عَنْهُ مَرْفُوعٌ حِيْنَئِذٍ يَعْنِي أَبَا إِسْحَاقَ لأَنَّه كان يشتم ويصول، ويفعل أشياء. وحكى أبو القَاسِم القُشَيْرِيُّ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ كَرَامَاتِ الأَوْلِيَاء وَلاَ يُجَوِّزُهَا، وَهَذِهِ زَلَّةٌ كَبِيْرَةٌ. وَمَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ ثمَانِي عَشْرَة أَبُو عَلِيٍّ أحمد بن إبراهيم بن يزداد الأصبهاني غلام مُحْسِن، وَالوَزِيْرُ العَلاَّمَةُ أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ المَغْرِبِيّ بَمَيَّافَارِقِيْن. وَقَدْ قَتَلَ الحَاكِمُ أَبَاهُ وَعَمَّهُ وَإِخوَتَهُ. وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ السَّرَّاجُ صَاحِبُ الأَصَمِّ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ جَعْفَرٍ المَيْدَانِيُّ النَّاسخُ، وَالفَقِيْهُ مُحَمَّدُ بنُ زُهَيْر النَّسَائِيُّ الشَّافِعِيُّ الخَطِيْبُ -سَمِعَ الأَصَمَّ- وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الرُّوز بهَان البَغْدَادِيُّ الرَّاوِي عن الستوري، وشيخ الصوفية معمر بن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد الأَصْبَهَانِيُّ، وَمَكِّيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الغَمْر الدِّمَشْقِيُّ مُسْتَمْلِي المَيَانَجِيّ، وَالحَافِظُ هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ اللاَّلْكَائِيّ.

الحيري

3848- الحيري 1: الإِمَامُ العَالِمُ المُحَدِّثُ، مُسْنِدُ خُرَاسَان، قَاضِي القُضَاة، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الحَسَن بن الحَافِظِ أَبِي عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَفْص بن مُسْلِمِ بنِ يَزِيْدَ، الحَرَشِيّ الحِيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّافِعِيُّ، وَجَدُّهُ هُوَ سِبْطُ أَحْمَدَ بن عَمْرٍو الحَرَشِيّ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَرَّخَهُ أَبُو بكر محمد بن منصور السمع: اني، وَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ فِي الحَدِيْثِ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ مَعْقلٍ المَيْدَانِيّ، وَحَاجِبِ بن أَحْمَدَ الطُّوْسِيُّ، وَأَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَابنِهِ أَبِي عَلِيٍّ، وَأَبِي سَهْل بنِ زِيَادٍ القَطَّان، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي دَارمٍ الكُوْفِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الفَاكهِي المَكِّيّ، وَبُكَيْرِ بن أَحْمَدَ الحَدَّاد، وَأَبِي أَحْمَدَ بنِ عَدِيٍّ، وَخَلْقٍ. وتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي الوَلِيْد حَسَّانِ بنِ محمد، ودرس الكلام والأصول على أَصْحَابِ أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ، وَانْتَقَى عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَقَدْ أَمْلَى مِنْ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ بَصِيْراً بِالمَذْهَبِ، فَقِيْهَ النَّفْسِ، يفهمُ الكَلاَمَ، وَقُلِّدَ قَضَاءَ نَيْسَابُوْر مدة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 141"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 217".

حدث عنه: الحاكم، وهو أكبر منه، وأبو مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّار، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المقرىء، وَمُحَمَّدُ بنُ مأْمُوْنَ المُتَولِّي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ المُظَفَّرِي، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكِسَائِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى المُزَكِّي، وَقَاضِي القُضَاة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ النَّاصحِي، وَشَيْخُ الحَنَفِيَّة مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بن حَسْنُويه، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العُميرِيُّ الزَّاهِدُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَف، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ الرَّئِيْسُ، وَمَكِّيُّ بنُ مَنْصُوْرٍ السَّلاَّر، وَأَسَعْدُ بنُ مَسْعُوْدٍ العُتْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الكَامخِي، وَنَصْرُ اللهِ بن أَحْمَدَ الخُشْنَامِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الأَخْرَم، وَعَبْدُ الغفار بن محمد الشيروبي خَاتمَةُ أَصْحَابِهِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": أَصَابه وَقْرٌ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَكَانَ يُقْرأُ عَلَيْهِ مَعَ ذَلِكَ، وَيحتَاطُ، إِلَى أَنِ اشْتَدَّ ذَلِكَ قَرِيْباً مِنْ سَنَتَيْن أَوْ ثَلاَث، فَمَا كَانَ يُحسِنُ أَنْ يَسْمَعَ:، وَكَانَ مِنْ أَصحِّ أَقرَانِهِ سَمَاعاً، وَأَوْفَرِهِم إِتقَاناً، وَأَتَمِّهم ديَانَةً وَاعْتِقَاداً. صَنَّفَ فِي الأُصُوْلِ وَالحَدِيْثِ. قُلْتُ: وَقَدْ قَرَأَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى أَحْمَدَ بنِ العَبَّاسِ الإِمَامِ تِلْمِيْذ الأُشْنَانِي، وَسَمِعْنَا "مُسْند الشَّافِعِيّ" مِنْ طَرِيقه. أَثْنَى عَلَيْهِ الحَاكِم، ُوَفَخَّمَ أَمْرَهُ، وَقَالَ: كَانَ جَدُّهُم الأَكبَرُ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَرَشِيّ خَلِيْفَةَ الأَمِيْرِ عَبْدَِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ كُرَيز عَلَى نَيْسَابُوْر. تَلاَ أَبُو بَكْرٍ بِأَحرفٍ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِمَام، وَعَقَدَ لَهُ مَجْلِس النَّظَرِ فِي حَيَاةِ الأُسْتَاذ أَبِي الوَلِيْد. ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي عليٍّ المَعْقِلِي: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحسن وأخبرنا "ح". بِعُلُوِّ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بنُ عَلاَّنَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ المَيْدَانِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تَقَاطَعُوا....." وَذَكَرَ الحَدِيْثَ1. مَاتَ الحِيْرِيُّ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ ست وتسعون سنة. رحمه الله.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6076"، ومسلم "2559"، وأبو داود "4910". وتمامه عن أنس مرفوعًا: "لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا ولا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث".

الستيتي، ابن أبي الشوارب

الستيتي، ابن أبي الشوارب: 3849- الستيتي 1: الشَّيْخُ أَبُو الحُسَيْنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سلامة بن عبد الله، الستيتي، الدِّمَشْقِيُّ، الأَدِيْبُ، وَيُعْرَفُ: بِابْنِ الطَّحَّان. حَدَّثَ عَنْ: خَيْثَمَة الطَّرَابُلُسِيّ، وَأَبِي الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي، وَأَبِي القَاسِمِ الزَّجَّاجِيّ النَّحْوِيّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ السَّمَّانُ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَذْلَم، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي العَلاَءِ المِصِّيْصِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَنَامُ فِي مَجْلِس خَيْثَمَة بنِ سُلَيْمَانَ، فَيُنَبِّهَنِي أَبِي، فَأَنْظُرُ إِلَى خَيْثَمَةَ عَظِيْمَ الهَامَةِ، كَبِيْر الأُذُنَيْن وَالأَنف. قَالَ الكَتَّانِيّ: وُلِدَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَمَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، وَكَانَ يُتَّهُم بِتَشَيُّعٍ، فَحَلَفَ لَنَا أَنَّهُ برِيْءٌ مِنْ ذَلِكَ. وَأَنَّهُ مِنْ مَوَالِي يَزِيْد مِنْ وَلد سُتَيْتَة مولاَة يَزِيْد. وَأَنَّهُ قَدْ زَار قَبْر يَزِيْد. قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ أُصُوْل حسنة. 3850- ابن أبي الشوارب 1: قَاضِي القُضَاة، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاس ابْن المُحَدِّث مُحَمَّدِ بن أَبِي الشَّوَارِبِ، الأُمَوِيُّ. وَلِي بَعْد أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الأَكفَانِي. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ عَفِيْفاً نَزِهاً رَئِيْساً، سَمِعَ: مِنِ: ابْنِ قَانع، وأبي عُمَر الزَّاهِد. وَلَمْ يروِ. وَحَدَّثَنِي أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ أَنَّهُ أَنْشَدَهُ بَيْتَيْن، قَالَ: أنْشَدنَا أَبُو عُمَرَ. يُقَالُ: عَرَضَ المُتَوَكِّلُ القَضَاءَ عَلَى جَدِّهِم مُحَمَّدٍ، فَامْتَنَعَ، فَيَرَوْنَ أَن بَرَكَةَ امْتِنَاعِهِ دَخَلَتْ عَلَى وَلده، فَوَلِيَ مِنْهُم القَضَاءَ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُوْنَ، فثَمَانِيَةٌ مِنْهُم تَقَلَّدُوا قَضَاءَ القُضَاة، آخِرُهُم هَذَا، وَمَا رأَينَا مِثْلَهُ جَلاَلَةً وَشَرَفاً، وَلِي أَوَّلاً قَضَاء البَصْرَة، ثُمَّ وَلِي بَغْدَادَ فِي سَنَةِ خمس وأربع مائة، ومات في شوال سنة سبع عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة وَلَهُ ثَمَان وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "5/ 128"، والأنساب للسمعاني "7/ 41"، واللباب لابن الأثير "2/ 103". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 47"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 25"، والعبر "3/ 124".

العكبري، الرباطي، المسبحي

العكبري، الرباطي، المسبحي: 3851- العُكْبَرِيُّ 1: أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ، العُكْبَرِيُّ، البَزَّازُ، أَحَدُ المُسْنِدِيْن. سَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الطَّائِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ النَّقَّاش، وَعَلِيَّ بنَ صَدَقَة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَنَصْرُ بنُ البَطِر، وَجَمَاعَة. أَرَّخَ الخَطِيْبُ وَفَاتَهُ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائة. قُلْتُ: إِنَّمَا سَمِعَ: مِنَ الطَّائِيّ وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً، وَلَوْ سَمِعَ فِي صِبَاهُ، لجَاءَ بِالمَحَامِلِيّ وذويه. 3852- الرباطي 2: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، الأَصْبَهَانِيُّ الرِّبَاطِيُّ. سَمِعَ: أَبَا أَحْمَد العَسَّال، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدٍ الرِّقَاعِي، -الرَّاوِي عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِي- وَعَبْدِ اللهِ بن الحَسَنِ بنِ بُنْدَار، وَأَبَا بَكْرٍ الجِعَابِيَّ وَالطَّبَرَانِيَّ. وَزَارَ بَيْت المَقْدِس، وَأَمْلَى بِهِ مَجَالِس. رَوَى عَنْهُ: عُمَر بن الحَسَنِ بنِ سُلَيْم المُعَلِّم، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَرْدَوَيْه وَجَمَاعَة. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 3853- المُسَبِّحِيُّ 3: الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، عِزُّ الملكِ، وَيُلَقَّبُ بِالمُخْتَارِ، مُحَمَّدُ بن عبيد الله ابن أحمد المسبحي، الجندي. نَالَ دُنْيَا وَرتبَةً مِنَ الحَاكِم. وَكَانَ رَافِضِيّاً مُنَجِّماً، رَدِيءَ الاعْتِقَاد. لَهُ كِتَاب "التَّنْجِيم وَالإِصَابَات" فِي عشر مُجَلَّدَات، وَكِتَاب "الدّيَانَات" فِي اثْنَيْ عَشَرَ مُجَلَّداً، وَكِتَاب الشّعر ثَلاَثُ مُجَلَّدَات، وَكِتَاب أَصنَاف الجِمَاع ثَلاَث مُجَلَّدَات، وَكِتَاب "التَّارِيْخ" وَأَشْيَاء. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَة عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَخمسُوْنَ سَنَة. وَلَهُ يدٌ طولِى فِي الشِّعر وَالأَدب وَالأَخْبَار. وَكَانَ أَبُوْهُ مِنَ الأَعيَان، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ عَنْ سن عالية.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 273"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 27"، والعبر"3/ 126". 2 ترجمته في العبر "3/ 138"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 216". 3 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 377"، والعبر "3/ 139"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 216".

التباني، أبو أسامة الهروي

التباني، أبو أسامة الهروي: 3854- التباني 1: الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ تُبَانَ، التُّبَانِيُّ الوَاسِطِيُّ البَيِّع. لَهُ مَجْلِسٌ مَشْهُوْرٌ. رَوَى عَنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ السَّقَّا، وَعَلِيِّ بن أَحْمَدَ الغَزَّال، وَمُحَمَّد ابن جَعْفَرٍ الشِّمْشَاطِي. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خلف الجمازي، وَأَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ البَزَّاز، وَأَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ نَفِيس، وَهِبَةُ اللهِ الصَّفَّار. وَثَّقَهُ خمِيسٌ الحَوْزِي. بقِي إِلَى سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. وَمن قَاله: البُنَانِي بِموحدَة ثم نونين، فقد وهم. 3855- أبو أسامة الهروي 2: الإمام المحدث المقرىء، أَبُو أُسَامَة، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ الهَرَوِيُّ، شَيْخُ الحَرَم. تَلاَ عَلَى السَّامَرِّيّ، وَأَبِي الطَّيِّبِ بن غَلْبُوْنَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي الطَّاهِرِ الذُّهْلِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ النَّقَّاش مُحَدِّث تِنِّيس، وَأَبِي عَلِيِّ بنِ أَبِي الرَّمْرَام، وَالفَضْلِ بنِ جَعْفَرٍ المُؤَذِّن، وَمُحَمَّد بن وَصيف الغَزِّي، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ المَكِّيّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ السَّلاَمِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ الفَرَّاء، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المُطَرِّز. وَحَدَّثَ بِمَكَّةَ وَبِدِمَشْقَ، وَسَمِعَ مِنْهُ طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الجِيْرُفْتِي. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: رأيته يقرىء بِمَكَّةَ، وَرُبَّمَا أَمْلَى الحَدِيْثَ مِنْ حِفْظِهِ، فَقَلَبَ الأسانيد، وغير المتون. عَاشَ ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ سبع عشرة وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب "3/ 19"، واللباب لابن الأثير "1/ 206". 2 ترجمته في ميزان الاعتدال "3/ 464"، ولسان الميزان "5/ 55".

ابن دراج، ابن أبي نصر

ابن دراج، ابن أبي نصر: 3856- ابن دراج 1: الأَدِيْبُ، إِمَامُ البُلَغَاء، وَالشُّعَرَاء، أَبُو عُمَرَ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَاصِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بن عِيْسَى بنِ دَرَّاجٍ، القَسْطَلِّيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: لَوْ قُلْتُ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِالأَنْدَلُسِ أَشْعَرُ مِنْهُ، لَمْ أُبْعِد، وَقَالَ: لاَ يتَأَخَّر عَنْ شَأْوِ حَبِيْبٍ وَالمُتَنَبِّي. وَكَانَ مِنْ كُتَّاب الإِنْشَاء فِي دَوْلَةِ المَنْصُوْرِ بن أَبِي عَامِر. لَهُ دِيْوَانٌ مَشْهُوْرٌ. عَاشَ أَرْبَعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وأربع مائة. وقسطلة بليدة. 3857- ابن أبي نصر 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُعَدَّلُ الرَّئِيْسُ، مُسْنِدُ الشَّامِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ عُثْمَانَ بنِ القَاسِمِ بنِ مَعْرُوف بن حَبِيْب، التَّمِيْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، المُلَقَّب بِالشَّيْخِ العَفِيْف. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَتَلاَ لأَبِي عَمْرٍو عَلَى أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ، غُلاَم السَّبَّاك. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أبي ثابت البغدادي، صَاحِبِ الحَسَن بنِ عَرَفَةَ، وَعَنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ حَبِيْبٍ الحَصَائِرِي، وَخَيْثَمَةَ بنِ سُلَيْمَانَ، وَأَبِي الحسن بن

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 40"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 135"، والعبر "3/ 142".. وسيكرر المؤلف ترجمته في هذا الجزء برقم ترجمة عام "3950". 2 ترجمته في العبر "3/ 137"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 215".

حَذْلَم، وَجَعْفَر بن عَدَبَّس، وَأَحْمَد بنِ سُلَيْمَانَ بن زبَّان الكِنْدِيّ، ثُمَّ امْتَنَعَ مِنَ التَّحْدِيْث عَنْهُ لضَعْفِهِ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَة الليثي، وأبي علي ابن هَارُوْنَ، وَعِدَّة. وَتَفَرَّد بِالرِّوَايَة عَنْ كَثِيْرٍ مِنْ هَؤُلاَءِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَرشَأُ بنُ نَظِيْف، وَأَبُو القَاسِمِ الحِنَّائِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ طَلاَّب، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمَّان، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي العَلاَءِ المِصِّيْصِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّرْبَنْدِي، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ آخِرُهُم مَوْتاً عَبْدُ الكَرِيْم بنُ المُؤَمَّل الكَفْرطَابِي. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ الدَّرْبَنْدِي: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُثْمَانَ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ خَيراً مِنْ أَلفٍ مِثْلِه إِسْنَاداً وَإِتقَاناً وَزُهْداً مَعَ تَقَدُّمِهِ. قَالَ رشَأ بنُ نَظِيْف: قَدْ شَاهَدْتُ سَادَاتٍ، فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي نَصْرٍ، كَانَ قُرَّةَ عين. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ: تُوُفِّيَ شَيْخُنَا ابْنُ أَبِي نَصْرٍ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَلَمْ أَرَ جِنَازَةً كَانَتْ أَعْظَمَ مِنْ جِنَازَتِهِ، كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْث يُهَلِّلُوْنَ وَيُكَبِّرُوْنَ، وَيُظهرُوْنَ السُّنَّة، وَحَضَرَهَا جَمِيْعُ أَهْلِ البلد، حتى اليهود والنصارى، ولم ألف شَيْخاً مِثْلَهُ زُهْداً، وَوَرَعاً وَعِبَادَةً وَرِئَاسَة. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً عَدْلاً رضىً. وَكَانَ يُلَقَّبُ بِالعَفِيْفِ. وَكَانَتْ أُصُوْلُهُ حِسَاناً بخطِّ ابْنِ فُطَيْس وَالحَلَبِيّ، وَقَدْ جمع لَهُ أَبُو العَبَّاسِ ابْنُ السمسار طرق حديث: "نعم الإدام الخل" 1. قُلْتُ: آخِرُ مَنْ رَوَى حَدِيْثَهُ عَالِياً كَرِيْمَةُ القُرَشِيَّة. وَقَعَ لَنَا جُمْلَةٌ مِنْ طَرِيْقِهِ، مِنْهَا أكثر مغازي ابن عائذ.

_ 1 أخرجه أحمد "3/ 301-304، 352، 364، 371، 389، 390، 400"، ومسلم "2052"، وأبو داود "3820"، "3821"، والترمذي "1839"، من حديث جابر بن عبد الله، به.

الكاغدي، الرزاز

الكاغدي، الرزاز: 3858- الكاغدي 1: مُسْنِدُ سَمَرْقَنْد، الشَّيْخُ أَبُو الفَضْلِ، مَنْصُوْرُ بنُ نَصْرِ بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن مَتّ، السَّمَرْقَنْدِيُّ الكَاغَديُّ، وَإِليه يُنْسَبُ الوَرَقُ العَالِي المَنْصُوْرِي. كَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنِ الهَيْثَمِ بنِ كُلَيْب الشَّاشِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الجَمَّال، وَعَاشَ نَحْواً مِنْ مائَة عَام. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ بنُ خِذَام، وَأَبُو إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ البُخَارِيّ، وَالفَقِيْه أَبُو بَكْرٍ الشَّاشِيُّ، وَآخَرُوْنَ مِنْ أَهْلِ مَا وَرَاء النَّهر. تُوُفِّيَ بِسَمَرْقَنْدَ في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحُرْفِيّ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُوْمِسَانِيّ، وَأَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله ابن شَهْرَيَار، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسْنُوَيْه المُعَلِّم، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ رَجَاء بعسقلاَن. 3859- الرزاز 2: الشَّيْخُ المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ، البَغْدَادِيُّ الرَّزَّاز. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلَاث مائَة. وَسَمِعَ: عُثْمَانَ بنَ أَحْمَدَ بنِ السَّمَّاكِ، وَأَبَا بَكْرٍ النَّجَّاد، وَعَبْدَ الصَّمَدِ بن عَلِيٍّ الطَّسْتِي، وَأَبَا سَهْل بنَ زِيَادٍ، وَأَبَا عُمَرَ غُلاَم ثَعْلَب، وَمَيْمُوْنَ بن إِسْحَاقَ، وَجَعْفَراً الخُلْدِيّ، وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الزُّبَيْرِ القُرَشِيّ، وَدعْلَجاً السِّجْزِيَّ. وَتَلاَ لحَمْزَةَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ مِقْسَم، عَنْ إِدْرِيْس الحَدَّاد. تَلاَ عَلَيْهِ عَبْد السَّيِّد بنُ عتَّاب وَغَيْرهُ. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الطريثيثي، وجماعة من البغاددة والخراسانية وغيرهم. وَرَوَى الكَثِيْر، وَكُفَّ بَصَره بِأَخَرَة، وَكَانَ لَهُ حَانُوْتٌ فِي الرَّزَّازين. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ كَثِيْرَ السَّمَاع وَالشُّيُوْخ، وَإِلَى الصِّدْقِ مَا هُوَ، شَاهدتُ جُزءاً مِنْ أُصُوْله مِنْ أَمَالِي ابْنِ السَّمَّاكِ، فِي بَعْضِهَا سَمَاعُهُ بِالخَطِّ القَدِيْمِ ثُمَّ رَأَيْتُهُ قَدْ غُيِّر بَعْد وَقتٍ وَفِيْهِ إِلحَاقٌ بخطٍّ جَدِيد. مَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَة تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْر العَالِي بهَرَاة، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جِبارَة بِكَسْر الْجِيم الجَوْهَرِيُّ بِدِمَشْقَ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مِشْماس الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ أَحْمَد بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّكْوَانِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدٍ البَزَّاز، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ علي ابن مُحَمَّدِ بنِ حِيْدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أحمد الثقفي.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 337"، واللباب لابن الأثير "3/ 76"، والعبر "3/ 152". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 330"، والأنساب للسمعاني "6/ 108"، وميزان الاعتدال "3/ 113"، ولسان الميزان "4/ 196".

ابن مخلد، ابن الفخار

ابن مخلد، ابن الفخار: 3860- ابن مخلد 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ وَقْتِهِ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن مخلد، البغدادي البزاز. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: مِنْ إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ الصَّفَّار، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن البَخْتَرِيّ، وَعُمَر بن الحَسَنِ الأُشْنَانِيّ، وَعُثْمَان بنِ السَّمَّاكِ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَجَعْفَرٍ الخُلْدِيّ، وَغَيْرهم. وَهُوَ خَاتمَةُ أَصْحَابِ ابْن البَخْتَرِيِّ وَالصَّفَّار. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَعَلِيُّ بنُ طَاهِرٍ المَوْصِلِيُّ، وأبو القاسم ابن أَبِي العَلاَءِ المِصِّيْصِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ البُسْرِيّ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الرَّبَعِيّ، وَعَبْدُ السَّمِيع بنُ عَلِيٍّ الهَاشِمِيّ، وَأَبُو تَمَّام هِبَةُ اللهِ بن مُحَمَّدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيْثِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بن خُشَيْش، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بَيَانٍ الرَّزَّاز، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً، أَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو القَاسِمِ اللاَّلْكَائِيُّ، وَكَانَ جَمِيْلَ الطَّريقَةِ، لَهُ أُنْسَةٌ بِالعِلْم، وَمَعْرِفَةٌ بِشَيْءٍ مِنَ الفِقْه عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ العِرَاقِ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ. كتبنَا عَنْهُ. وَبلغنِي أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ كفن. قُلْتُ: مَاتَ فِي سَنَةِ تسع عشرة وأربع مائة. 3861- ابن الفخار 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، عَالِمُ الأَنْدَلُس، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ يوسف بن الفخار، القرطبي المالكي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 231"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 37"، والعبر "3/ 133". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 510"، والعبر "2/ 132"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 268"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 213".

وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عِيْسَى اللَّيْثِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ البَاجِي، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن عَوْنِ اللهِ، وَطَبَقَتِهِم، وَحَجَّ، وَسَمِعَ: بِمِصْرَ مِنْ طَائِفَة. وَجَاوَرَ بِالمَدِيْنَةِ. وَقَدْ تَفَقَّهَ بِأَبِي مُحَمَّدٍ الأَصِيْلِي، وَأَبِي عُمَرَ بن المكْوِي. وَكَانَ رَأْساً فِي الفِقْهِ، مُقَدَّماً فِي الزُّهْد، مَوْصُوَفاً بِالحِفْظ، مُفْرِطَ الذَّكَاء، عَارِفاً بِالإِجْمَاعِ وَالاخْتِلاَف، عَدِيْمَ النَّظِيْر، يَحْفَظُ المُدَوَّنَة سرداً، وَالنَّوَادر لأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي زَيْدٍ. أُريد عَلَى الرُّسليَّة إِلَى أُمرَاء البَرْبَر، فَأَبَى، وَقَالَ: بِي جفَاءٌ، وَأَخَافُ أَنْ أُوذى. فَقَالَ الوَزِيْر: وَرَجُلٌ صَالِحٌ يخَافُ المَوْتَ! فَقَالَ: إِنْ أَخَفْهُ، فَقَدْ خَافَهُ أَنْبِيَاءُ الله، هَذَا مُوْسَى قَدْ حَكَى الله عنه: {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ} [الشُّعَرَاء: 21] . قَالَ ابْنُ حَيَّان: توفي الفقيه الحافظ المشاور، المستبحر الرِّوَايَة، البَعِيْدُ الأَثَر، الطَّوِيْلُ الهِجْرَةِ فِي طَلَبِ العِلْمِ، النَّاسكُ المُتَقَشِّفُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الفَخَّار بِمَدِينَةِ بَلَنْسِيَة فِي عَاشر ربيع الأَوّل سَنَة تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. فَكَانَ الحفلُ فِي جِنَازَتِهِ عَظِيْماً. وَعَاين النَّاسُ فِيْهَا آيَةً مِنْ طيورٍ شبهِ الخُطَّافِ وَمَا هِيَ بِهَا تخلَّلتِ الجمعَ رَافَّةً فَوْقَ النَّعشِ، جَانحَةً إِلَيْهِ، مشِفَّةً إِلَيْهِ، لَمْ تُفَارق نَعْشَهُ إِلَى أَنْ وُورِي، فَتَفَرَّقَتْ، وَتَحَدَّثَ النَّاسُ بِذَلِكَ وَقتاً. مَكَثَ مُدَّة بِبَلَنْسِيَة مُطَاعاً، عَظِيْمَ القَدْرِ عِنْد السُّلْطَان وَالعَامَّة، وَكَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ عَظِيْمَةٍ فِي الفِقْهِ وَالنُّسك، صَاحِبَ أَنباء بَدِيْعَة. قَالَ جُمَاهر بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: صَلَّى عَلَى ابْنِ الفَخَّار الشَّيْخُ خَلِيْلٌ التَّاجِرُ، وَرَفْرَفَتْ عَلَيْهِ الطَّيرُ إِلَى أَنْ تَمَّتْ مُوَارَاتُهُ. وَكَذَا ذَكَرَ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ القُبَّشِيُّ مِنْ خَبَرِ الطُّيُور، وَزَاد: كَانَ عُمُرُه نَحْو الثَّمَانِيْنَ، وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ مُجَابُ الدَّعْوَةِ. وَاخْتُبِرَتْ دَعْوَتُهُ فِي أَشْيَاء. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: مَاتَ فِي سَابع ربيع الأَوّل سَنَة 419 عَنْ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَهُوَ آخِر الفُقَهَاء الحُفَّاظ، الرَّاسِخِيْن العَالِمِين بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بِالإِندلس. رَحِمَهُ الله. وَقَالَ القَاضِي عِيَاض: كَانَ أَحَفَظَ النَّاسِ، وَأَحَضَرَهَم عِلْماً، وَأَسْرَعَهُم جَوَاباً، وَأَوقَفَهُم عَلَى اخْتِلاَفِ الفُقَهَاء وَتَرْجِيْحِ المَذَاهب، حَافِظاً للأَثر، مَائِلاً إِلَى الحُجَّة وانظر. فَرَّ عَنْ قُرْطُبَة إِذْ نذرت البَرْبَر دَمَهُ عِنْدَ غَلَبَتِهِم عَلَى قُرْطُبَة. قُلْتُ: سَمِيُّه الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الفَخَّار المَالقِي، مَاتَ سنة تسعين وخمس مائة.

ابن العجوز، صالح بن مرداس

ابن العجوز، صالح بن مرداس: 3862- ابن العجوز 1: مُفْتِي المَغْرِب، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَبْدُ الرَّحِيْم بنُ أَحْمَدَ، الكُتَامِيُّ المَالِكِيُّ، مِنْ بَيْت حِشْمَةٍ وَرِئاسَةٍ. دَارَتِ الفُتْيَا عَلَيْهِ بِسَبْتَة، وَفِي عَقِبِهِ أَئِمَّةٌ نُجَبَاء. لاَزَمَ أَبَا مُحَمَّدٍ بن أَبِي زَيْدٍ. وَسَمِعَ: مِنَ الأَصِيْلِي. رَوَى عَنْهُ: قَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ المَأْمُوْنِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ يَعْقُوْبَ الكَلاَعِيّ، وَأَهْلُ سَبْتَة. وَكَانَ مِنْ بُحُور العِلْم. مَاتَ سَنَة ثَمَان عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة أَوْ بَعْدهَا. وَمَاتَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وفِي ذُرِّيَّتِهِ أَئِمَّةٌ كبار بالمغرب. 3863- صالح بن مرداس 2: المَلِكُ، أَسَدُ الدَّوْلَةِ الكِلاَبِيُّ، مِنْ وُجُوْهِ العَرَبِ. تَمَلَّكَ حَلَبَ، وَانْتَزَعَهَا مِنْ مُرْتَضَى الدَّوْلَةِ نَائِبِ الظَّاهِرِ العُبِيْدِيِّ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَأَقبَلَ لِمُحَارَبَتِهِ المِصْرِيُّونَ، عَلَيْهِم الدِّزْبَرِي، فَكَانَ المَصَافُّ بِالأُقْحُوَانَة فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَة عِشْرِيْنَ، فَقُتِلَ صَالِح. وَكَانَ بِيَدِهِ بَعْلَبَكَّ أَيْضاً. وَنَجَا وَلدُهُ أَبُو كَامِلٍ نَصْرٌ، فَتَمَلَّكَ حَلَبَ، وَلُقِّبَ سَيِّد الدَّوْلَة. وَبَقِيَ إِلَى سَنَة تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ، فَاقتتل هُوَ وَعسكرُ مِصْر عِنْد حمَاة، فَقُتِلَ نَصْرٌ، وَأَخَذَ الدِّزْبَرِيُّ حَلَبَ وَالشَّامَ كُلَّه، إِلَى أَنْ مَاتَ بِحَلَب فِي سَنَةِ 434، فَأَقبل مِنَ الرَّحْبَة ثُمَالُ بنُ صَالِحٍ، وَهُوَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ، فَتَمَلَّكَ حَلَبَ إِلَى سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ، فَقَاتله المِصْرِيُّون، فَهَزمَهُم، ثُمَّ التَقَوهُ، فَهَزَمَهُم، وَتَمَكَّنَ، ثُمَّ صَالَحَ صَاحِبَ مصر، وراح إلى مِصْر، فَتَوَثَّبَ ابْنُ أَخِيْهِ مَحْمُوْد، وَحَارَبَ وَتَمَلَّكَ، وَجرت لَهُ أَحْوَالٌ، حَتَّى مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُهُ نَصْرُ ابن مَحْمُوْدِ بن نَصْرِ بن صَالِح بن مِرْدَاس أَيَّاماً، وَقُتِلَ، فَتَمَلَّكَ أَخُوْهُ سَابِق، فَدَام إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. فَانتزع مِنْهُ صَاحِبُ المَوْصِل حَلَبَ. وَهُوَ مُسْلِمُ بنُ قُرَيْش.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 138"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 216". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 487"، والعبر "3/ 136"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 214".

إسماعيل بن ينال، الجمال، البجاني

إسماعيل بن ينال، الجمال، البجاني: 3864- إسماعيل بن ينال 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو إِبْرَاهِيْمَ المَحْبُوْبِيُّ. سَمِعَ مِنْ: مَوْلاَهُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَحْبُوْبٍ المَرْوَزِيُّ جَامِعَ أَبِي عِيْسَى. وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي بَكْرٍ الدَّاربُرْدِي وَهُوَ خَاتِمَةُ مَنْ سَمِعَ: مِنِ ابْنِ محبوب. قال أبو بكر السمع: اني: كَانَ ثِقَةً عَالِماً، أَدْرَكْتُ بِحَمْدِ اللهِ نَفَراً مِنْ أَصْحَابِهِ. قُلْتُ: وَلأَبِي الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَدَّاد مِنْهُ إِجَازَةٌ مَشْهُوْرَةٌ بِمَرْوِيَّاتِهِ. قَالَ السمع: اني أَبُو بَكْرٍ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. زَادَ غيره: مات في صفر منها. 3865- الجمال 2: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ، الأَصْبَهَانِيُّ الجَمَّالُ. لَهُ جُزْءٌ مشهور سمع: ناه. يَرْوِي عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ فَارِس، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الثَّقَفِيّ. وَعَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَبَّاز، وَعَلِيُّ بنُ الفَضْلِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاق اليَزْدِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مردويه وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي رَبِيْعِ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ. 3866- البجاني 3: الشَّيْخُ الفَقِيْهُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ يَعْقُوْبَ، الأَنْدَلُسِيُّ البَجَّانِيُّ المَالِكِيُّ. وَبَجَّانَة: بُلِيْدَةٌ بِالأَنْدَلُسِ، مُسْتَفَادٌ مَعَ بِجَايَة المَدِيْنَةِ النَّاصِرِيَةِ، الَّتِي أَنشأَهَا الأَمِيْرُ النَّاصرُ بنُ عَلنَاس بغربِي إِفْرِيْقِيَة، وَهِيَ بَلَد كَبِيْرَةٌ عامرة. سَمِعَ أَبُو عَلِيٍّ مِنْ أَبِي عُثْمَانَ سَعِيْدِ بن فَحْلُوْنَ خَاتمَةِ أَصْحَابِ يُوْسُف المغَامِي. وَتُوُفِّيَ ابْنُ فَحْلُوْنَ شَيْخُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ هُوَ آخِرَ مَنْ رَأَى ابن فحلون.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 142"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 219". 2 ترجمته في العبر "3/ 143"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 219". 3 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 141"، والعبر "3/ 143"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 219".

رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيُّ، وَقَالَ: كَانَ قَدِيْمَ الطَّلَبِ، كَثِيْرَ السَّمَاع، مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، عُمّر طَوِيْلاً، وَاحْتِيْجَ إِلَيْهِ، وَقَارب المائَة. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عتَّاب، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو بَكْرٍ المُصْحَفِي، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ العُذْرِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَانْتَهَى إِلَيْهِ علوُّ الإِسْنَاد بِالأَنْدَلُسِ. مَاتَ سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، عَنْ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ الكِبَار: القَاضِي أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ مُوْسَى الصَّيْرَفِيّ، وَسُلْطَانُ الوَقْتِ مَحْمُوْدُ بنُ سُبُكْتِكِيْن، وَأَبُو إِبْرَاهِيْمَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَنَال المَحْبُوْبِي، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ البَاطِرْقَانِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْد بن الحُسَيْنِ السَّلِيْطِيّ، وَالحَسَنُ بن أحمد بن محمد بن يحيى المعاذي الأَصَمُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجمال.

القراب، ابن العالي

القراب، ابن العالي: 3867- القراب: الإمام الحفاظ القدوة، شيخ الإسلام، أبو محمد، إسماعيل بن الحَافِظِ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، السَّرَخْسِيُّ ثُمَّ الهَرَوِيُّ القَرَّابُ، أَخُو الحَافِظِ الكَبِيْرِ أَبِي يَعْقُوْبَ إِسْحَاقَ. كَانَ مِنْ أَفرَاد الدَّهْرِ، قُدوَةً فِي الزُّهْد، عَظِيْمَ القَدْرِ. وُلِدَ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: مَنْصُوْر بنَ العَبَّاسِ، وَأَبَا بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ محمد بن مقسم المقرىء، وَأَبَا أَحْمَد بن الغِطْرِيْفِيّ، وَأَبَا عُمَرَ بنَ حَمْدَان، وَأَبَا أَحْمَد الحَاكِم، وَمَخْلَد بن جَعْفَرٍ البَاقَرْحِي، وَبِشْرَ بن أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَعَلِيَّ بنَ عِيْسَى العَاصمِي وَطَبَقَتَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَطَاءٍ عَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المَلِيْحِيّ، وَشَيْخُ الإِسْلاَمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ وَجَمَاعَة. وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيْرَةٌ، مِنْهَا كِتَابُ درجَات التَّائِبين، الَّذِي يَرْوِيْهِ أَبُو الوَقْتِ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْهُ. وَكَانَ مُقَدَّماً فِي عِدَّةِ عُلُوم، رَأْساً فِي الزُّهْد وَالتَّأَلُّه. وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي "منَاقب الشَّافِعِيّ". قَالَ الحَافِظُ يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ الشِّيْرَازِيُّ: كَانَ فِي عِدَّةٍ مِنَ العُلُوم إِمَاماً، مِنْهَا القرَاءاتُ وَالحَدِيْثُ وَالفِقْهُ وَمعَانِي القُرْآن وَالأَدبُ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ فِيْهَا فِي غَايَةِ الحُسْن. قَالَ: وَلَهُ كِتَاب "الجمعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ"، بِأَسَانيده، وَكَانَ فِي الزُّهْدِ وَالتَّقلُّل مِنَ الدُّنْيَا آيَةً، فَلَمْ تَجِدْ سُوقُ فضلِهِ بهَرَاةَ نَفَاقاً، كَانَ الصِّيْتُ إِذْ ذَاكَ لِيَحْيَى بنِ عَمَّار. قَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَح: رَأَيْتُ كِتَاب أَبِي مُحَمَّدٍ القَرَّاب المسمى بالكافي فِي علم القُرْآن، فِي عِدَّة مُجَلَّدَات، وَهُوَ كِتَابٌ مُمْتِعٌ، مُشْتَمِلٌ عَلَى عِلْمٍ كَثِيْرٍ، وَقَدْ قَالَ فِي منَاقب الشَّافِعِيّ: لقيتُ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَاب ابْن سُرَيْج. وَكَانَ القَرَّابُ قَدْ تَفَقَّهَ ببغداد على الإمام عبد العزيز الداركي. مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. وَمَاتَ أَخُوْهُ أَبُو يَعْقُوْبَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَمَاتَ أَبوهُمَا الإِمَامُ أبو إسحاق في سنة. 3868- ابن العالي 1: الشيخ الإمام الصادق، خَطِيْبُ بُوْشَنْجَ، أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْر بن العَالِي، الخُرَاسَانِيُّ. سَمِعَ: أَبَا أَحْمَد بنَ عَدِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحَسَنِ السَّرَّاج النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ السَّلِيْطِيّ، وَمُحَمَّدَ بن عَلِيٍّ الغَيْسَقَانِي، وَأَبَا سَعِيْدٍ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ كَثِيْر بن دَيْسَم، وَالإِمَامَ أَبَا بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيَّ. حَدَّثَ عَنْهُ: شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَاصِمِي البُوْشَنْجِيّ وَجَمَاعَةٌ. وَقَعَ لَنَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيْثه. تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وأربع مائة، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 318"، واللباب لابن الأثير "2/ 305"، والعبر "2/ 131".

التهامي، الجرجرائي، ابن فنجويه

التهامي، الجرجرائي، ابن فنجويه: 3869- التهامي 1: شَاعِرُ وَقْتِهِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بن فهد، التهامي. لَهُ دِيْوَانٌ صَغِيْرٌ، وَكَانَ دَيِّناً، وَرِعاً عَنِ الهجَاء. وُلِدَ بِاليَمَنِ، وَقَدِمَ الشَّامَ وَالعِرَاقَ وَالجبل، وَامتدح ابْنَ عَبَّاد، وَصَارَ مُعتزليّاً، ثُمَّ وَلِي خطَابَةَ الرَّمْلَة، وَزعم أَنَّهُ علوِيٌّ. وَذَهَبَ إِلَى مِصْرَ بِخَبَرٍ لحَسَّان بنِ مُفَرِّج، فَقُتِلَ سِرّاً سنة ست عشرة وأربع مائة. 3870- الجرجرائي 2: الشَّيْخُ العَالِمُ، الحَافِظُ الرَّحَّالُ المُفِيْدُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ بنِ سُلَيْمَانَ، الجَرْجَرَائِيُّ، الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ، تِلْمِيْذُ مُحَدِّث بلده محمد بن أحمد المفيد. سَمِعَ: بِبَغْدَادَ لَمَّا قَدِمَهَا مِنْ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ الذَّارع وَطَبَقَتِهِ، وَبِجُرْجَانَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَأَبِي أَحْمَدَ بنِ الغِطْرِيْف، وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ أبي بكر ابن المقرىء وَطَائِفَة، وَبِدِمَشْقَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الخَلاَّل وَغَيْرِهِ، وَببلخ وَأَنطَاكيَة وَالنَّوَاحِي، وَسَمِعَ: المُحَدِّثُونَ بَانْتِخَابه. وَمَا علمْتُ بِهِ بَأْساً. ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنُ عَسَاكِر مُختصراً، وَعَرفه أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ النَّجَّار، وَذكر أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ هَنَّادُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّسَفِيُّ، وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَامَا الحَافِظ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُخَارِيُّ الحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ البَاطِرْقَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِح العَطَّار وَآخَرُوْنَ. سَكَنَ بُخَارَى فِي آخِرِ عُمُرِهِ. وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالفَهْم وَالمعرفَة. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. أَحسبه من أبناء السبعين. 3871- ابن فنجويه 3: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ المُفِيْدُ، بَقِيَّةُ المَشَايِخ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحِ بنِ شُعَيْب بن فنجويه، الثقفي الدينوري.

_ 1ترجمته في وفيات الأعيان "3/ 378"، والعبر "3/ 122"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 263". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 224"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 203". 3 ترجمته في العبر "3/ 116"، وتبصير المنتبه "3/ 1084"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 200".

رَوَى عَنْ: هَارُوْنَ العَطَّارِ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ حَبَش، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ السُّنِّي، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَعِيْسَى بنِ حَامِد الرُّخَّجِي، وَأَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ الدِّيْنَوَرِيّ، وَإِسْحَاقَ بن محمد النعالي، وعدد كَثِيْرٍ مِنْ أَهْلِ هَمَذَان وَغيرِهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: جَعْفَرٌ الأَبْهَرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَنْدَة، وَسَعْدُ بنُ حَمْد وَابنَاهُ سُفْيَانُ وَمُحَمَّدٌ، وَأَبُو الفَضْلِ القُوْمِسَانِي، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُوْس بنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعد، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الأَخْرَم المُؤَذِّن، وَأَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ المُؤَذِّن، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى الكَرْمَانِيّ وَخَلْق. قَالَ شِيْرَوَيْه فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً، كَثِيْرَ الرِّوَايَةِ لِلْمَنَاكِير، حسنَ الخَطِّ، كَثِيْرَ التَّصَانِيْفِ، دَخَلَ هَمَذَان فَقيراً، فَجَمَعُوا لَهُ، وَسَارَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، فَوَقَعَ لَهُ بِهَا حِشْمَةٌ جَلِيْلَةٌ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيّ فِي التَّفْسِيْر، وَتَكَلَّمَ فِيْهِ الحَافِظُ أَبُو الفَضْلِ الفَلَكِيُّ، وَقَالَ: مَا سَمِعَ: مِنْ عُبَيْد اللهِ بنِ شَيْبَةَ. فَخَرَجَ سَاخِطاً مِنْ هَمَذَان، فَتَبِعَهُ الفَلَكِيُّ، وَاعْتَذَرَ، وَرَجَعَ عَنْ مَقَالَتِهِ، فَكَانَ يَدْعُو عَلَى الفَلَكِيّ. مَاتَ بِنَيْسَابُوْرَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. وَقَدْ حَدَّثَ بالمجتبى من "سنن" أبي داود.

الجارودي

3872- الجارودي 1: الحَافِظُ الإِمَامُ، المُتْقِنُ الجَوَّالُ، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الجَارُوْدِيُّ، الهَرَوِيُّ. سَمِعَ: حَامِدَ بنَ مُحَمَّدٍ الرَّفَّاء، وَسُلَيْمَانَ بن أَحْمَدَ الطبراني، ومحمد بن عَبْدِ اللهِ السَّلِيْطِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ نُجَيْد السُّلَمِيّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ الحُسَيْنِ النَّضْرِيَّ المَرْوَزِيَّ، وَأَبَا إِسْحَاقَ القَرَّاب، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ سَلْمَوَيْهِ النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَعُمَر بن مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الأَهْوَازِيَّ، وَخَلْقاً سُوَاهُم بِنَيْسَابُوْرَ وَأَصْبَهَان وَمَرو وَالحِجَازِ وَالعِرَاقِ وَالرَّيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَطَاءٍ عَبْدُ الأَعْلَى المَلِيْحِيّ، وَشَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ وَأَهْلُ هَرَاة. وَكَانَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا إِمَامُ أهل المشرق أبو الفضل الجارودي.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 159"، واللباب لابن الأثير "1/ 249"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 968"، والعبر "3/ 114"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 199".

قَالَ أَبُو النَّضْر الفَامِي: كَانَ أَبُو الفَضْلِ عَدِيْمَ النَّظِيْر فِي العُلُوم، خُصُوْصاً فِي عِلْمِ الحِفْظِ وَالتَّحْدِيْثِ، وَفِي التَّقَلُّل مِنَ الدُّنْيَا وَالاَكتفَاءِ بِالقُوْت، كَانَ وَحيداً فِي الوَرَع، وَقَدْ رَأَى بَعْضُ النَّاس رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ، فَأوصَاهُ بزيَارَة قَبْر الجَارُوديُّ، وَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ فَقيراً سُنّياً. وَقَالَ بَعْضُ الكِبَار: الجَارُوْدِيِّ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ بهَرَاة تَخْرِيْجَ الفوائِد، وَشرح الرِّجَال وَالتَّصْحِيْح. قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْمَاعِيْل الأَنْصَارِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الجَارُوْدِيَّ يَقُوْلُ: رَحَلْتُ إِلَى الطَّبَرَانِيّ، فَقَرَّبَنِي وَأَدنَانِي، وكان يَتَعَسَّر عَلِيَّ، وَيبذُلُ لِآخَرين، فَكَلَّمته فِي هَذَا، فَقَالَ: لأَنَّكَ تَعْرِفُ قدر هَذَا الشَّأْنِ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة وَقَدْ شَاخَ وَأَسنَّ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَارُوْدِيُّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ القَاضِي بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ الأَخْرَم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْر الطُّوْسِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ الحُبَاب، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أُسَامَة بن زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يَسْرُدُ سَرْدَكُم هَذَا، يَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ فَصْلٍ يحفظه كل من سمعه"1.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 118، 157"، ومسلم "2493"،وأبو داود "3655".

السكري، سابور بن أردشير، غلام محسن، ابن حيد

السكري، سابور بن أردشير، غلام محسن، ابن حيد: 3873- السكري 1: الشَّيْخُ المُعَمَّر الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ البَغْدَادِيُّ السُّكَّرِيُّ، ويعرف: بابن وجه العجوز. سَمِعَ: مِنْ إِسْمَاعِيْل الصَّفَّار عِدَّةَ أَجزَاء انْفَرد بِعلُوِّهَا، وَسَمِعَ مِنْ جَعْفَر الخُلْدِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَجَمَاعَة. رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالبَيْهَقِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ البُسْرِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْنَا عَنْهُ وَكَانَ صَدُوْقاً. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. رَحِمَهُ اللهُ. 3874- سابور بن أردشير 2: الوَزِيْرُ الأَوْحَدُ البَلِيْغُ، بَهَاءُ الدَّوْلَةِ، أَبُو نَصْرٍ. وزر لبهَاءِ الدَّوْلَة بنِ عَضُدِ الدَّوْلَة. وَكَانَ شَهْماً مَهِيْباً كَافياً، جَوَاداً مُمَدَّحاً، لَهُ بِبَغْدَادَ دَارُ عِلْم. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة عَنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَمَاتَ مخدومُه بِأَرَّجَان سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة كَهْلاً. وَقَدْ مَدَحَ سابور الببغاء وطائفة. 3875- غلام محسن: الشَّيْخُ الثِّقَةُ، أَبُو عَلِيٍّ، أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزْدَادَ، الأَصْبَهَانِيُّ، غُلاَم مُحْسِنٍ. سَمِعَ: أَبَا مُحَمَّدٍ بنَ فَارِس، وَأَبَا أَحْمَد العَسَّال. رَوَى عَنْهُ: أَبُو حَفْصٍ عُمَر بنُ أَحْمَدَ المُعَلِّم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحَافِظِ ابْن مَرْدَوَيْه، وَجَمَاعَةٌ مِنْ مَشَايخ الحَافِظ السِّلَفِيّ. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثمَانِي عَشْرَة وأربع مائة. 3876- ابن حيد: العَدْلُ الرَّئِيْسُ، المُجَاهِدُ الغَازِي، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حِيْدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، النَّيْسَابُوْرِيُّ الجَوْهَرِيُّ الصَّيْرَفِيُّ، أَحَدُ الكُبَرَاء، وَإِليه يُنْسَبُ قَصْرُ حِيْد. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَمِنْ أَبِي عَمْرٍو بنِ نُجَيْدٍ. حَدَّثَ عنه: أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى المُزَكِّي، وَجَمَاعَةٌ آخرهُم حَفِيْدُهُ مَنْصُوْرُ بنُ بَكْر بن مُحَمَّدِ بنِ حِيْدٍ. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَة تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. وَلَهُ جُزءٌ مشهور عن الأصم، سمعناه عاليًا.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 199"، والعبر "3/ 125"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 208". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 22"، ووفيات الأعيان "5/ 354".

السلهي، السليطي، المعاذي

السلهي، السليطي، المعاذي: 3877- السهلي 1: الشَّيْخُ أَبُو الفَضْلِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ، السَّهْلِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الأَدِيْبُ، شَيْخُ النَّحْوِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَبِي الوَلِيْد الفَقِيْه، وَأَبِي الفَضْلِ المُزَكِّي. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ الوَاحِديُّ، وَبِهِ تَأَدَّبَ، وَأَبُو سَعْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ القُشَيْرِيّ. وَعَاشَ إِلَى حدود العشرين وأربع مائة. 3878- السليطي: الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ سُلَيْمَانَ، السَّلِيْطِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، النَّحْوِيُّ المُعَدَّل. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمّ. رَوَى عَنْهُ: أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى المزكي، شيخ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ. وَثَّقَهُ عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيّ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَة إحدى وعشرين وأربع مائة. 3879- المعاذي 2: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ حمد بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، المُعَاذِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. سَمِعَ: مَجْلِسَيْن مِنْ أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ: سَمَاعهُ مِنْهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، وَجَمَاعَة. وَثَّقَه عَبْدُ الغَافِرِ.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 261"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 369". 2 ترجمته في العبر "3/ 143"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 219".

الجصاص

3880- الجصاص 1: شَيْخُ الزُّهَّاد، أَبُو مُحَمَّدٍ، طَاهِرُ بنُ حَسَنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، الهَمَذَانِيُّ، الجَصَّاصُ. رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الكِسَائِيّ، صَاحِبِ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيّ، وَعَنْ غَيْرِهِ قَليلاً. رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُسْلِم بنُ غَزْو. وَحَكَى عَنْهُ طَائِفَةٌ مِنَ الفُقَرَاء. وَلَهُ أَحْوَالٌ وَخَوَارِقُ. وَبَعْضُهُم رمَاهُ بِالزَّنْدَقَةِ. وَقَدْ عظمه شيرويه الديلمي، وبالغ. وَلَهُ مُصَنَّفَات عِدَّة، مِنْهَا أَحْكَام المُرِيْدِين مُجَلَّد. وَكَانَ يقَرَأُ القُرْآنَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيْلَ وَالزَّبُور، وَيَعْرِفُ تَفْسِيْرَهَا فِيْمَا قِيْلَ. وَسُئِلَ عَنِ التَّوحيد، فَقَالَ: أَنْ يَكُوْنَ رُجُوعُك إِلَى نَفْسِكَ وَنظرُكَ إِلَيْهَا أَشَدَّ عَلَيْكَ مِنْ ضَرْبِ العُنُق. قَالَ جَعْفَرٌ الأَبْهَرِيُّ: كَانَ لطَاهِرٍ الجَصَّاصِ ثَلاَثُ مائَة تِلْمِيْذ، كُلُّهُم مِنَ الأَوتَاد. قَالَ مَكِّيُّ بنُ عُمَرَ البَيِّع: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عِيْسَى يَقُوْلُ: صَامَ طَاهِرٌ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً أَرْبَعِيْنَ مرَّة، فآخرُ أَرْبَعِيْنَ عَمِلَهَا صَامَ عَلَى قِشْرِ الدُّخْنِ، فَلِيُبْسِهِ قَرِعَ رَأَسُهُ، وَاخْتَلَطَ فِي عقله، وَلَمْ أَرَ أَكْثَرَ مُجَاهَدَةً مِنْهُ. قُلْتُ: فِعْلُ هَذِهِ الأَرْبَعينَات حَرَامٌ قَطْعاً، فعُقباهَا مَوْتٌ مِنَ الخَوَر أَوْ جُنُوْنٌ وَاخْتِلاَطٌ، أَوْ جَفَافٌ يُوْجب للمَرْءِ سَمَاعَ خِطَابٍ لاَ وَجودَ لَهُ أَبَداً فِي الخَارج، فَيَظُنُّ صَاحِبُهُ أَنَّهُ خِطَابٌ إِلِّي. كلاَ وَاللهِ. قَالَ شِيْرَوَيْه: كَانَ طَاهِرٌ يَذْهَبُ مَذْهَبَ أَهْلِ المَلاَمَة. وَقَالَ ابْنُ زيرك: حَضَرتُ مَجْلِساً ذُكِرَ فِيْهِ الجَصَّاصُ، فَبَعْضُهُم نَسَبَهُ إِلَى الزَّنْدَقَة، وَبَعْضُهُم نَسَبَهُ إِلَى المَعْرِفَة. وَقِيْلَ: كَانَ تَركَ اللَّحْمَ وَالخُبْزَ، فحوقق في ذلك، فقال: إذا أكلتهما، طالبتني نفسي بتقبيل أمرد مليح. وكان عليه قمل مفرط، ولا يَقْتلُهُ، وَيَقُوْلُ: لاَ يُؤذِينِي. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَان عشرة وأربع مائة وقبره يزار بهمذان.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 260".

النسائي، الربعي، ابن مرزوق

النسائي، الربعي، ابن مرزوق: 3881- النسائي 1: شَيْخُ الشَّافِعِيَّةُ، العَلاَّمَةُ أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ زُهَيْر بن أَخطل، النَّسَائِيُّ، خَطِيْبُ نَسَا. سَمِعَ مِنَ: الأَصَمِّ، وَأَبِي حَامِدٍ الحَسْنَوِي، وَابْن عَبْدُوْس الطَّرَائِفِيّ، وَحَسَّان بن مُحَمَّدٍ، وَأَبِي سَهْل بنِ زِيَادٍ القَطَّان. وَعُمِّرَ دَهْراً. رَوَى عَنْهُ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ وَطَائِفَةٌ. وَرَحَلَ إِلَيْهِ الفُقَهَاءُ. تُوُفِّيَ لَيْلَةَ عِيْدِ الفِطْرِ سَنَة ثمَانِي عَشْرَة وأربع مائة. رحمه الله. 3882- الربعي 2: إِمَامُ النَّحْو، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عِيْسَى بن الفرج الربعي، البغدادي، صاحب التصانيف. لاَزَمَ أَبَا سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيّ بِبَغْدَادَ، وَأَبَا عَلِيٍّ الفَارِسِيّ بِشِيْرَاز، حَتَّى بَلَغَ الغَايَة. بَلَغَنَا أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ قَالَ: قُوْلُوا لعلِيٍّ البَغْدَادِيِّ، لَوْ سرتَ مِنَ الشَّرْقِ إِلَى الغَرْبِ، لَمْ تَجِدْ أَحَداً أَنْحَى مِنْكَ. وَيُقَالُ: وَاظبه بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَصَنَّفَ "شَرْحاً للإِيْضَاح"، وَشَرْحاً "لمُخْتَصَر الجَرْمِيّ". وَتَخَرَّجَ بِهِ كِبَارٌ. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَقَدْ بَلَغَ ثِنْتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَقِيْلَ: أَصْلُهُ مِنْ شِيْرَاز. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3883- ابْنُ مَرْزُوْقٍ: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ مَرْزُوْقٍ، المِصْرِيُّ الأَنْمَاطِيُّ المُعَدَّل. سَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الْورْد "السِّيْرَةَ"، وسمع من: أحمد بن عبيد الحِمْصِيِّ الصَّفَّار، وَحَمْزَةَ الكِنَانِيّ، وَالحُسَيْنِ بن إِبْرَاهِيْمَ الفَرَائِضي الدِّمَشْقِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال، وَسَمِعَ: مِنْهُ الحَبَّالُ السِّيْرَةَ تَهْذِيْبَ ابْنِ هِشَام، وَإِنَّمَا يُعْرف الحَبَّالُ بروَايته للسِّيْرَة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ النَّحَاس. مَاتَ ابْنُ مَرْزُوْق سَنَة ثَمَان عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. رحمه الله.

_ 1 ترجمة في العبر "3/ 129"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 210". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 17"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 46"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 336"، والعبر "3/ 138"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 271"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 216".

ابن المغربي

3884- ابن المغربي 1: الوزير الأديب البليغ، أبو القاسم، الحسين بن الوَزِيْرِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ، المِصْرِيُّ، المَعْرُوفُ بِابْنِ المَغْرِبِيِّ. قَتَلَ الحَاكِمُ أَبَاهُ وَعَمَّه وَإِخْوَتَهُ، فَهَرَبَ هَذَا وَنَجَا، فَأَجَارَهُ أَمِيْرُ العَرَبِ حَسَّانُ بنُ مُفَرِّج الطَّائِيُّ، فَامْتَدَحَهُ، وَأَخَذَ صِلاَتِهِ. رَوَى عَنِ الوَزِيْر جَعْفَر بن حِنْزَابه. وَعَنْهُ: وَلَدُهُ عَبْدُ الحَمِيْدِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الطَّيِّب الفارقي. وَوَزَرَ لِصَاحِب مَيَّافَارِقِيْن أَحْمَدَ بنِ مَرْوَانَ. وَلَهُ نَظْمٌ فِي الذّروَة، وَرَأْيٌ وَدهَاءٌ وَشهرَةٌ وَجلاَلَةٌ، وَكَانَ جَدُّهُم يُلَقَّبُ بِالمَغْرِبِيّ لِكَوْنِهِ خدم كَاتِباً عَلَى دِيْوَان المَغْرِبِ، وَأَصْلُهُ بَصْرِيٌّ. وَقَدْ قَصَدَ أَبُو القَاسِمِ الوَزِيْر فَخْرَ المُلك، وَتَوَصَّلَ إِلَى أَنْ وَلِيَ الوزَارَةَ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. وَلَهُ ترسُّلٌ فَائِقٌ وَذَكَاءٌ وَقَّاد. قال مِهْيَارٌ الشَّاعِر: وَزر ابْنُ المَغْرِبِيّ بِبَغْدَادَ، وَتَعَظَّمَ وَتَكَبَّرَ، وَرهِبَهُ النَّاسُ، فَانقبضتُ عَنْ لقَائِه، ثُمَّ عَمِلْتُ فِيْهِ قَصِيْدَتِي البَائِيَّة، وَدَخَلْتُ، فَأَنْشَدتُهُ، فَرَفَعَ طَرْفَه إِليَّ، وَقَالَ: اجلسْ أَيُّهَا الشَّيْخ!. فَلَمَّا بَلَغْتُ: جَاءَ بِكَ اللهُ عَلَى فترةٍ ... بآيةٍ مَنْ يَرَهَا يَعْجَبِ لَمْ تَأْلَفِ الأَبْصَارُ مِنْ قبلها ... أن تطلع الشّمس من المغرب

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 32"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "10/ 79"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 172"، ولسان الميزان "2/ 310"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 266".

فقال: أحسنت يا سيدي. وأعطاني مائةي دينار. ومن نظم الوزير: وكلّ امرىءٍ يَدْرِي مَوَاقِعَ رُشْدِهِ ... وَلَكِنَّهُ أَعْمَى أَسِيْرُ هَوَاهُ هَوَى نَفْسِهِ يُعْمِيهِ عَنْ قُبْحِ عَيْبِهِ ... وَيَنْظُرُ عَنْ حذقٍ عُيُوبَ سِوَاهُ وَقَدْ وَصل القَاضِي ابْنُ خَلِّكَان نسب الوَزِيْر ببَهْرَام جُور، وَقَالَ: له ديوان شعر، ومختصر إِصْلاَح الْمنطق، وَكِتَاب الإِينَاس، وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَحَفِظَ كتباً فِي اللُّغَة وَالنَّحْو، وَتَحَفَّظَ مِنَ الشِّعْر نَحْو خَمْسَةَ عَشَرَ أَلف بَيْت، وَبَرَعَ فِي الحسَاب، وَلَهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَهُوَ القَائِلُ: أَرَى النَّاسَ فِي الدُّنْيَا كراعٍ تَنَكَّرتْ ... مَرَاعِيهِ حَتَّى لَيْسَ فِيْهِنَّ مَرْتَعُ فماءٌ بِلاَ مَرْعَىً وَمَرْعَىً بِغَيْرِ مَا ... وَحَيْثُ يُرَى ماءٌ وَمَرْعَىً فَمَسْبَعُ وَكَانَ مِنْ دُهَاةِ العَالَم، هَرَبَ مِنَ الحَاكِمِ، فَأَفْسَدَ نيَّاتِ صَاحِبِ الرملة وأقاربه، وَسَارَ إِلَى الحِجَازِ، فَطَمَّعَ صَاحِبَ مَكَّة فِي الخِلاَفَة، وَأَخْذِ مِصْر، فَانزعج الحَاكِمُ، وَقَلِقَ. وَهُوَ القَائِلُ وَكَتَبَ إِلَى الحَاكِم: وَأَنْتَ وَحَسْبِي أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي ... لِسَاناً أَمَامَ المَجْدِ يَبْنِي وَيَهْدِمُ وَلَيْسَ حَلِيْماً مَنْ تُقَبَّلُ كَفُّهُ ... فَيْرْضَى وَلَكِنْ مَنْ تُعَضُّ فَيَحْلُمُ قَالَ: وَمَاتَ بَمَيَّافَارِقِيْن سَنَة ثَمَان عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، فَحُمِلَ تَابُوْتُهُ إِلَى الكُوْفَةِ بِوَصِيَّةٍ مِنْهُ، فَدُفِنَ بقُرْبِ المَشْهَد. وكان شيعيًا.

المستكفي، ابن عبدان، ابن شهريار

المستكفي، ابن عبدان، ابن شهريار: 3885- المُسْتَكْفِي 1: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَاصِرِ، الأُمَوِيُّ المَرْوَانِيُّ. خَرَجَ عَلَى ابْنِ عَمِّهِ المُلَقَّب بِالمُسْتَظْهِر بقُرْطُبَة، فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، وَقتله، وَتَمَكَّنَ. وَكَانَ أَحْمَقَ طَائِشاً. وزر لَهُ أَحْمَدُ الحَايك، ثُمَّ إِنَّهُ قَتَلَ وَزِيْرَهُ هَذَا، فَقَامُوا عليه، وخلعوه، وسجن وثلاثًا لاَ يُطعَمُ فِيْهَا، ثُمَّ طَردُوهُ، فَلَحِقَ بِالثُّغُوْر، ثُمَّ إِنَّ بَعْضَ أُمرَائِه سَمَّهُ فِي دَجَاجَةٍ فِي سَنَةِ بِضْع عَشْرَة وَأَرْبَع مائَة. 3886- ابْنُ عبدان: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ الحافظ أحمد بن عَبْدَانَ بنِ الفَرَجِ بنِ سَعِيْدِ بنِ عَبْدَانَ، الشِّيْرَازِيُّ ثُمَّ الأَهْوَازِيُّ. ثِقَةٌ مَشْهُوْرٌ، عَالِي الإِسْنَاد. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَحْمَدَ بن عُبَيْد الصَّفَّار، وَمُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُويه الأَزْدِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ الجِعَابِيّ، وَأَبَا القَاسِم الطَّبَرَانِيّ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ فِي تَصَانِيْفه، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَالقَاسِمُ بنُ الفَضْلِ الثَّقَفِيّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ بِخُرَاسَانَ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. وَقَدْ مرّ أَبُوْهُ فِي زمن ابن المقرىء. 3887- ابن شهريار 2: الشَّيْخُ الأَمِيْنُ، أَبُو القَاسِمِ، الفَضْلُ بنُ عُبَيْدِ الله بن أحمد بن الفضل ابن شَهْرَيَارَ، الأَصْبَهَانِيُّ، التَّاجِرُ، السَّفَّارُ. سَمِعَ: عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فَارس، وَعمَّ وَالدِهِ الفَضْلَ بنَ عَلِيِّ بنِ شَهْرَيَار، وَأَحْمَدَ بنَ بُنْدَار الشَّعَّار، وَعُمَر بن مُحَمَّدٍ الجُمَحِيَّ المَكِّيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ الشَّافِعِيَّ، وَطَائِفَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَمْرٍو بنُ مَنْدَة، وَالرَّئِيْسُ أَبُو عَبْدِ الله الثقفي، وأحمد ابن عَبْدِ الغَفَّار بنِ أُشْتَه، وَأَبُو الفَتْحِ السُّوْذَرْجَانِيّ، وأخوه محمد، وأبو صادق مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَرْدَوَيْه، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَة سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. من أبناء الثمانين.

_ 1 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 152". 2 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 157".

ابن الخلال، عبد المحسن

ابن الخلال، عبد المحسن: 3888- ابن الخلال: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الثِّقَةُ، الرَّئِيْسُ أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن يَحْيَى بنِ يُوْنُسَ، الطَّائِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الدَّارَانِيُّ القَطَّانُ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ الخَلاَّلِ. حَدَّثَ عَنْ: خَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسِيّ، وَأَبِي المَيْمُوْنِ بنِ رَاشِد، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ حَذْلَم، وَإِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَذْرَعِيّ، وَجَمَاعَة. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحِنَّائِيّ، وَأَخُوْهُ أَبُو القَاسِمِ إِبْرَاهِيْم، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمَّان، وَالقَاضِي أَبُو يَعْلَى بنُ الفَرَّاء، وَعَبْد الواحد البري، وعبد الله بن كبية النَّجَّار، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ. وَكَانَ ذَا زهدٍ وَصَلاَحٍ وَتَقْوَى. قَالَ الكَتَّانِيُّ: تُوُفِّيَ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ القَطَّان فِي رَابِعَ عَشَرَ ربيع الأَوّل، سَنَة سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. قَالَ: وَكَانَ قَدْ كُفَّ بَصَرُه فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَكَانَ ثِقَةً نَبِيْلاً. مضى على سداد وأمر جميل. 3889- عبد المحسن 1: ابن محمد بن أحمد، شَاعِرُ الشَّامِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الصُّوْرِيُّ. رَوَى عَنْهُ الحَافِظُ مُحَمَّدٌ الصُّوْرِيُّ، وَمبشِّرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَسلاَمَةُ بنُ حُسَيْنٍ. وَنَظْمُهُ فَائِقٌ، وَسَارَ لَهُ: بِالَّذِي أَلْهَمَ تَعْـ ... ـذِيْبِي ثَنَايَاكَ العِذَابا مَا الَّذِي قَالته عِيـ ... ـنَاك لقلبِي فَأَجَاْبَا تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 232"، والعبر "2/ 131"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 211".

ابن هارون، أبو صادق

ابن هارون، أبو صادق: 3890- ابن هارون 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، المَأْمُوْنُ، أَبُو نَصْرٍ، مُحَمَّد بنُ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ بنِ مُوْسَى بنِ عَبْدَانَ، الغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، القَاضِي، المَعْرُوفُ بِابْنِ الجُنْدِيِّ، إِمَامُ جَامِعِ دِمَشْق وَقَاضيهَا نِيَابَةً، وَمُحَدِّثُهَا. قَالَ الكَتَّانِيُّ: ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة. سَمِعَ: مِنْ: خَيْثَمَة بن سُلَيْمَانَ أَحَادِيْثَ صَالِحَةً، وَمن عَلِيِّ بنِ أَبِي العَقب، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ جَابِر الفَرَائِضي، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَرْوَانَ، وَجَمَاعَةٍ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحبَّانِ، وأبو علي المقرىء الأَهْوَازِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي الحَدِيْد، وَأَبُو نَصْرٍ الحُسَيْنُ بنُ طَلاَّب، وَالحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ السَّمَّان، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ الكَتَّانِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ المِصِّيْصِيّ. قَالَ الكَتَّانِيّ: تُوُفِّيَ القَاضِي ابْنُ هَارُوْنَ إِمَامُ جَامع دِمَشْق وَقَاضيهَا فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً. 3891- أبو صادق: الشَّيْخُ الفَقِيْهُ الإِمَامُ، الأَدِيْبُ المُسْنِدُ، أَبُو صَادِق، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ شَاذَانَ، النَّيْسَابُوْرِيُّ الصَّيْدَلاَنِيُّ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي العباس الأصم، وأبي عبد الله بن الأخرم، وَأَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِي. حَدَّثَ عَنْهُ: البَيْهَقِيُّ، وَالرَّئِيْسُ الثَّقَفِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ المُؤَذِّن. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 222"، والأنساب للسمعاني "3/ 322"، والعبر "3/ 126".

الحمامي

3892- الحمامي 1: الإمام المحدث، مقرىء العِرَاق، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ حَفْص بن الحَمَّامِي البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: مِنْ عُثْمَان بن السَّمَّاكِ، وَأَبِي سَهْلٍ القَطَّان، وَأَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الأَدَمِيِّ، وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَالنَّجَّاد، وَابنِ قَانع، وَمُحَمَّدِ بن جَعْفَرٍ الأَدَمِيّ، وَعِدَّة. وَتلاَ عَلَى النَّقَّاش، وَزَيْدِ بنِ أَبِي بلاَل، وَأَبِي عِيْسَى بكَّار، وَهِبَةِ اللهِ ابن جَعْفَرٍ، وَابْن أَبِي هَاشِم، وَغَيْرهم. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالبَيْهَقِيُّ، وَرزقُ الله، وَعَبْدُ اللهِ بنُ زِكْرِي الدَّقَّاق، وَطِرَادٌ الزَّيْنَبِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ العَلاَّف، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ فَهد، وَآخَرُوْنَ. وَتَلاَ عَلَيْهِ خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْهُم: أَبُو الفَتْح بنُ شِيطَا، وَنَصْرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ غُلاَمُ الهَرَّاس، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَيَّاط، وَأَبُو الخَطَّاب الصُّوْفِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الشرمقاني، وحسن بن علي العطار، وعلي ابْنُ مُحَمَّدِ بنِ فَارِس الخَيَّاطُ، وَعَبْدُ السَّيِّدِ بنُ عتَّاب، وَيَحْيَى السِّيبِي، وَرزقُ اللهِ التَّمِيْمِيُّ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً دَيِّناً فَاضِلاً، تَفَرَّدَ بِأَسَانِيْدِ القِرَاءات وَعُلُوِّهَا فِي وَقْتِهِ، مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. قَالَ سُلَيْمٌ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا الفَتْح بنَ أَبِي الفوَارس يَقُوْلُ: لَوْ رَحَلَ رَجُلٌ مِنْ خُرَاسَان لِيَسْمَعَ: كَلِمَةً مِنْ أَبِي الحَسَنِ الحَمَّامِي أَوْ مِنْ أَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِيّ، لَمْ تَكُنْ رِحْلَتُهُ عِنْدنَا ضَائِعَةً. هَذِهِ الحِكَايَةُ رَوَاهَا الخَطِيْبُ فِي "تَارِيْخِهِ" عَنِ نصر المقدسي، عنه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 329"، والإكمال لابن ماكولا "3/ 289"، والأنساب للسمعاني "4/ 207"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 28"، والعبر "3/ 125"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 208".

ابن المحاملي، القفال

ابن المحاملي، القفال: 3893- ابن المحاملي 1: الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ القَاسِم بن إِسْمَاعِيْلَ، الضَّبِّيُّ البَغْدَادِيُّ الشَّافِعِيُّ، ابْنُ المَحَامِلِيّ، أَحدُ الأعلام. تَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ، وَخَلَفَهُ فِي حَلْقَتِهِ، وَكَانَ عَجَباً فِي الفَهْمِ وَالذَّكَاءِ وَسعَة العلم. ارتحل به والده، فأسمع: هـ مِنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَكَّائِيّ، وَغَيْرِهِ. وَسَمِعَ: بِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ المُظَفَّر، وَالطَّبَقَة. تُلْمِذَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَرَوَى عنه. وروى أبوه عن إِسْمَاعِيْل الصَّفَّار وَنَحْوهُ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ الشَّرِيْفُ المُرْتَضَى: دَخَلَ عليَّ أَبُو الحَسَنِ بنُ المَحَامِلِيّ مَعَ الشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ، وَلَمْ أَكن عَرَفْتُهُ، قَالَ لِي أَبُو حَامِدٍ: هَذَا أَبُو الحَسَنِ بنُ المَحَامِلِيّ، وَهُوَ اليَوْمَ أَحْفَظُ لِلْفقه مِنِّي. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيُّ: تَفَقَّهَ بِأَبِي حَامِدٍ، وَلَهُ عَنْهُ تَعليقَةٌ تُنْسَبُ إِلَيْهِ، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيْرَةٌ فِي الخِلاَف وَالمَذْهَب. قُلْتُ: أَلَّفَ كِتَاب "الْمَجْمُوع" فِي عِدَّة مُجَلَّدَات، والمقنع مُجَلَّد، وَكِتَاب الّلبَاب وَغَيْر ذَلِكَ. وَلَمْ يَطُلْ عُمُره، تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة وَلَهُ سبعٌ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَة. رحمه الله. 3894- القفال 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ، المروزي، الخراساني. حَذَقَ فِي صنعَة الأَقْفَال حَتَّى عَمل قُفْلاً بآلاَته وَمِفتَاحه، زنَة أَرْبَع حبَّات، فَلَمَّا صَارَ ابْنَ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، آنَس مِنْ نَفْسه ذكَاءً مُفرطاً، وَأَحَبَّ الفِقْهَ، فَأَقبل عَلَى قرَاءته حَتَّى بَرَع فِيْهِ، وَصَارَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ، وَهُوَ صاحب طريقة الخراسانيين في الفقه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 372"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 17"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 74"، والعبر "3/ 119"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 262"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 202". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 212"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 46"، والعبر "3/ 124"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 265"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 207".

تَفَقَّهَ بِأَبِي زَيْدٍ الفَاشَانِي، وَسَمِعَ: مِنْهُ، وَمِنَ الخَلِيْلِ بنِ أَحْمَدَ السِّجْزِيّ، وَسَمِعَ: بِبُخَارَى وَهَرَاة. تَفَقَّهَ عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ المَسْعُوْدِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ شُعَيْب السِّنْجِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُورَان المَرَاوزَة. قَالَ الفَقِيْه نَاصِرٌ العُمَرِيّ: لَمْ يَكُنْ فِي زَمَان أَبِي بَكْرٍ القَفَّال أَفْقَهُ مِنْهُ، وَلاَ يَكُون بَعْدَهُ مثلهُ، وَكُنَّا نَقُوْلُ: إِنَّهُ مَلَكٌ فِي صورَة الإِنسَان. حَدَّثَ، وَأَمْلَى، وَكَانَ رَأْساً فِي الفِقْه، قُدْوَةً فِي الزُّهْد. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيّ فِي "أَمَاليه": كَانَ وَحيدَ زَمَانِهِ فقهاً وَحفظاً وَوَرِعاً وَزُهْداً، وَلَهُ فِي المَذْهَبِ مِنَ الآثَارِ مَا لَيْسَ لغيره مِنْ أَهْلِ عصره، وَطَرِيْقَتُهُ المُهَذَّبَة فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيّ الَّتِي حملهَا عَنْهُ أَصْحَابه أَمتنُ طريقَة، وَأَكْثَرُهَا تَحْقِيْقاً، رَحل إِلَيْهِ الفُقَهَاءُ من البلاد، وتخرج به أئمة. ابْتَدَأَ بِطَلَبِ العِلْمِ وَقَدْ صَارَ ابْنَ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، فَتَرَكَ صَنْعَتَهُ، وَأَقبلَ عَلَى العِلْمِ. وَذكر نَاصِر المَرْوَزِيُّ أَنَّ بَعْضَ الفُقَهَاء المُختلفين إِلَى القَفَّال احتسبَ عَلَى بَعْضِ أَتْبَاع مُتَوَلِّي مَرْو، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى السُّلْطَانِ مَحْمُوْدٍ، فَقَالَ: أَيَأْخذُ القَفَّال شَيْئاً مِنْ دِيْوَاننَا؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: فَهَلْ يتلبَّسُ بِشَيْءٍ مِنَ الأَوقَاف؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: فَإِنَّ الاحْتِسَابَ لَهُم سَائِغٌ، دَعْهُم. حَكَى القَاضِي حُسَيْنٌ عَنِ القَفَّال أُسْتَاذِهِ أَنَّهُ كَانَ فِي كَثِيْرٍ مِنَ الأَوقَاتِ يَقَعُ عَلَيْهِ البُكَاءُ حَالَةَ الدَّرْسِ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَقُوْلُ: مَا أَغْفَلَنَا عَمَّا يُرَادُ بِنَا. تَخَرَّجَ القَفَّال كَمَا قَدَّمنَا عَلَى أَبِي زَيْدٍ، وَقَبْرُهُ بِمَرْو يُزَار. مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة فِي جُمَادَى الآخِرَةِ وَلَهُ مِنَ الْعُمر تِسْعُوْنَ سَنَة، وَسَمَاعَاتُهُ نَازلَةٌ، لأَنَّه سَمِعَ: فِي الكُهُوْلَة وَقبلَهَا. وَمَاتَ فِيْهَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سلاَمَة السُّتَيْتِيُّ الأَدِيْبُ الرَّاوِي عَنْ خَيْثَمَة بِدِمَشْقَ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ أَبِي الشَّوَارِبِ الأُمَوِيُّ قَاضِي القُضَاة بِبَغْدَادَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى السُّكَّرِيّ الراوي عن الصفار، ومقرىء العصر أَبُو الحَسَنِ بنُ الحَمَّامِي، وَحَافِظُ نَيْسَابُوْر أَبُو حَازِمٍ العَبْدُويي، وَالمُسْنِدُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ العُكْبَرِيُّ شَيْخُ ابْنِ البَطِر، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ هَارُونَ الجُنْدِي بِدِمَشْقَ. وَلأَكْثَرهُم هُنَا ترَاجمُ، وَإِنَّمَا أَحْبَبْتُ الجمعَ لينضَبِطَ مَوْتُهُم.

مشرف الدولة، الطرازي

مشرف الدولة، الطرازي: 3895- مُشَرِّفُ الدَّوْلَةِ 1: أَبُو عَلِيٍّ بنُ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ بنِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بنِ بُوَيْه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ست عشرة وأربع مائة، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. كَانَتْ دَوْلَتُهُ خَمْسَ سِنِيْنَ، وَكَانَ فِيْهِ عدلٌ فِي الجُمْلَةِ. وَكَانَ لَهُ العِرَاقُ فِي وَقت وَشيرَاز وَكَرْمَان، وَلأَخِيهِ سُلْطَان الدَّوْلَة صَاحِب فَارس وَبُخَارَى ثُمَّ اصطلحَا. وَتَمَلَّكَ بَعْد مُشَرِّف الدَّوْلَة أَخُوْهُ جَلاَلُ الدَّوْلَة ببغداد. 3896- الطرازي 2: الشَّيْخُ الكَبِيْرُ، مُسْنِدُ خُرَاسَان، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ، البَغْدَادِيُّ الطِّرَازِي، الحَنْبَلِيُّ الأَدِيْبُ، مِنْ كِبَارِ النِّيسَابوريين. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَأَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسْنُوَيْه، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ المُؤَمَّل، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ مَطَر، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَصَاعدُ بنُ سَيَّار، وَأَبُو سَعْدٍ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي صَادِق، وَجَمَاعَةٌ، وَهُوَ آخر مَنْ حَدَّثَ عَنِ الأَصَمِّ بِالسَّمَاع، وَبَقِيَ بَعْدَهُ يَرْوِي بِالأَجَازَة أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ عَنْهُ. مَاتَ فِي الرَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمَاتَ أَبُوْهُ بَعْد الثَّمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ يَرْوِي عَنْ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرْوَذِيُّ، وَطَائِفَة. وَفِيْهَا مَاتَ قَبْلَ أَبِي الحَسَنِ الطِّرَازِيِّ بِأَشهرٍ الشَّيْخُ أَبُو نَصْرٍ مَنْصُوْرُ بنُ الحُسَيْنِ النَّيْسَابُوْرِيُّ المُفَسِّر يَرْوِي أَيْضاً عَنِ الأَصَمِّ، حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ. وَعَاشَ خَمْساً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ الخَلِيْفَةُ القَادِر بِاللهِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ المُقتدر العَبَّاسِيُّ عَنْ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَطَلْحَةُ بنُ الصَّقْر الكَتَّانِيّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدَكُويه الإِمَام، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ المُعَلِّم سَمِعَ: العَسَّالَ، وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِرَاس بِمَكَّةَ، وَالقَاضِي عَبْدُ الوَهَّابِ شَيْخُ المَالِكِيَّة، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ القَطَّان المُحَدِّث، وَيَحْيَى بنُ عَمَّار الوَاعِظ، وَأَبُو الحَسَنِ يَحْيَى بن نجاح القرطبي مؤلف "سبل الخيرات".

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 24"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 262". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 225"، والعبر "3/ 150"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 225".

الطبقة الثالثة والعشرون

الطبقة الثالثة والعشرون: الحرفي، عطية بن سعيد: 3897- الحرفي 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ العَالِمُ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، البَغْدَادِيُّ الحَرْبِيُّ الحُرْفِيُّ. سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الزُّبَيْرِ القُرَشِيَّ، وَحَمْزَةَ بنَ مُحَمَّدٍ الدِّهْقَان، وَأَبَا بَكْرٍ النَّجَّاد، وَأَبَا بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ النَّقَّاش، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: البَيْهَقِيُّ، وَالخَطِيْبُ، وَالقَاسِمُ بنُ الفَضْلِ الثَّقَفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الأَنْصَارِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاج، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ قندَاس، وثَابِتُ بنُ بُنْدَار، وَأَحْمَدُ بنُ سَوْسَنٌ التَّمَّار، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ علوَان، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ القادر بن يوسف، وأبو الحسن علي ابن الحُسَيْنِ بنِ أَيُّوْبَ البَزَّاز، وَأَبُو بَكْرٍ الطُّرَيْثِيْثِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَأَمْلَى عِدَّةَ مَجَالِس، وَقَعَ لَنَا منها. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً، غَيْرَ أَنّ سَمَاعَهُ فِي بَعْضِ مَا رَوَاهُ عَنِ النَّجَّاد كَانَ مُضْطرباً، وَمَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 3898- عَطِيَّةُ بنُ سَعِيْدِ 2: ابن عبد الله، الإِمَامُ الحَافِظُ، القُدْوَةُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ الوَقْت، أَبُو مُحَمَّدٍ، الأَنْدَلُسِيُّ القَفْصِيُّ الصُّوْفِيُّ. سَمِعَ: مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ البَاجِي، وَطَائِفَةٍ بِالأَنْدَلُسِ، وَقَاضِي أَذَنَة عَلِيّ بن الحُسَيْنِ بِمِصْرَ، وَزَاهِر بن أَحْمَدَ بِسَرخس، وَابْن فِرَاس بِمَكَّةَ، وَإِسْمَاعِيْل بن حَاجِب الكُشَانِي بِمَا وَرَاء النَّهر.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 303"، والإكمال لابن ماكولا "3/ 282"، والأنساب للسمعاني "4/ 112"، واللباب لابن الأثير "1/ 357"، والعبر "3/ 152"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 226". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 322"، والصلة لابن بشكوال "2/ 447"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة رقم 989".

وَتلاَ بِالأَنْدَلُسِ عَلَى: ابْنِ بشرٍ الأَنْطَاكِيّ، وَبِمِصْرَ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ السَّامَرِّيّ، وَكَتَبَ الكَثِيْر بِالشَّامِ وَالعِرَاق وَخُرَاسَان وَبُخَارَى. ثُمَّ اسْتوطن نَيْسَابُوْر مُدَّةً على قدم التوكل، ورزق القبول، وكثر أَتْبَاعُهُ، وَانْضَمَّ إِلَيْهِ أَصْحَابُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ. قَالَ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَهْدِيّ قَالَ: وَكَانَ زَاهِداً لاَ يَضَعُ جَنْبَهُ إِلَى الأَرْضِ، إِنَّمَا يَنَامُ محتبيًا. حدث بصحيح البُخَارِيِّ بِمَكَّةَ، وَكَانَ عَارِفاً بِأَسْمَاءِ الرِّجَال، وَكَانَ يَحْضُرُ السَّمَاع. وَذَكَرَهُ الدَّانِي فِي طَبَقَات المُقْرِئين، وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً، كتب مَعَنَا بِمَكَّةَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ مَتّ البُخَارِيِّ وَغَيْره. قَالَ: وَبِمَكَّةَ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمَّا نزح عطيَّةُ إِلَى مَكَّةَ مِنْ بَغْدَادَ كَانَ قَدْ جمع كتباً حَمَلَهَا عَلَى بَخَاتِي كَثِيْرَةٍ، وَلَيْسَ لَهُ إلَّا ركوَةٌ وَوِطَاءٌ، وَكَذَلِكَ سَارَ إِلَى الحَجِّ، وَكَانَ كُلّ يَوْم يَعْزِمُ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْوَفْد، قَالَ منْ رَافقه: مَا رَأَيْتُهُ يَحْمِلُ زَاداً. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ بُنْدَار الشِّيْرَازِيُّ: لَقِيْتُهُ بِبَغْدَادَ وَصَحِبْتُهُ، وَكَانَ مِنَ الإِيثَار وَالسَّخَاء عَلَى أَمرٍ عَظِيْمٍ، وَيَقْتَصِرُ عَلَى فوطَةٍ وَمُرَقَّعَةٍ، وَلَهُ كتبٌ تُحْمَلُ عَلَى جمَال، رَافقتُهُ وَخرجنَا جَمِيْعاً إِلَى اليَاسريَّة عَلَى التجريد، فعجبت من حَاله، فَلَمَّا بلغنَا المنزلَة، ذَهَبْنَا نَتَخَلَّلُ الرِّفَاقَ، فَإِذَا شَيْخٌ خُرَاسَانِي حَوْلَهُ حَشَم، فَقَالَ لَنَا: انزلُوا. فَجَلَسْنَا، فَأَتَى بِسُفْرَة، فَأَكَلْنَا وَقُمْنَا، فَلَمْ نزل هَكَذَا، يتَّفقُ لَنَا كُلَّ يَوْم مَنْ يُطْعِمُنَا وَيَسْقِيْنَا إِلَى مَكَّةَ، وَمَا حَمَلْنَا مِنَ الزَّاد شَيْئاً، وَحَدَّثَ بِمَكَّةَ بِالصَّحِيْح، فَكَانَ يَتَكَلَّمُ عَلَى الرِّجَال وَأَحْوَالهم، فَيَتَعَجَّبُ مِنْ حَضَرَ، وَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَة ثَمَان أَوْ تِسْع وَأَرْبَع مائَة. قَالَ الحُمَيْدِيُّ: لَهُ كِتَابٌ فِي تَجْوِيْزِ السَّمَاعِ، فَكَانَ كَثِيْرٌ مِنَ المَغَاربَة يتحَامَوْنه لِذَلِكَ، وَجَمَعَ طُرُقَ حَدِيْث المِغْفر فِي أَجزَاء عِدَّةٍ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ بنُ بِشْرَان النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بنُ سَعِيْد، حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ علقمة، حدثنا بهز. فذكر حديثًا.

الجوبري، ابن شاذان

الجوبري، ابن شاذان: 3899- الجوبري 1: الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ يَاسِرٍ، التَّمِيْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الجَوْبَرِيُّ. عَنِ: ابْنِ أَبِي العَقب، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بن مروان، وإبراهيم بن محمد ابن سِنَان، وَجَمَاعَة. وَعَنْهُ: القَاسِمُ الحِنَّائِيّ، وَحَيْدَرَةُ المَالِكِيُّ، وَسَعْدٌ الزَّنْجَانِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ، وَالكَتَّانِيّ، وَقَالَ: كَانَ لاَ يَقْرأُ وَلاَ يَكْتُب، سمّعه أَبُوْهُ، وَضَبَطَ لَهُ، وَكَانَ يُحْسِنُ المُتُوْنَ، وَجدتُ سَمَاعه فِي صَحِيْح البُخَارِيِّ فَقَالَ لِي: قد سمع: ني أَبِي الكَثِيْر، فَمَا أُحَدِّثُك، حَتَّى أَدْرِي مَذْهَبَكَ فِي مُعَاوِيَة. فَقُلْتُ: صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَتَرَحَّمْتُ عَلَيْهِ، فَأَخْرَجَ إِليَّ كتبَ أَبِيهِ جَمِيعهَا، ثُمَّ قَالَ: مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 3900- ابْنُ شاذان 2: الإِمَامُ الفَاضِلُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ العِرَاق، أَبُو عَلِيٍّ، الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن مُحَمَّدِ بنِ شَاذَانَ، البَغْدَادِيُّ البَزَّاز، الأُصُوْلِيُّ. وُلِدَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. وبكر به والده إلى الغاية، فأسمع: هـ وَلَهُ خَمْسُ سِنِيْنَ أَوْ نحوهَا مِنْ أَبِي عَمْرٍو بنِ السَّمَّاكِ، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ العَبَّادَانِي، وَمَيْمُوْنَ بنِ إِسْحَاقَ، وَأَبِي سَهْل بن زِيَادٍ، وَحَمْزَة الدِّهْقَان، وَجَعْفَرٍ الخُلْدِيّ، وَالنَّجَّاد، وَعَبْدِ اللهِ بن دُرُسْتَوَيْه النَّحْوِيُّ، وَأَبِي عُمَرَ الزَّاهِد، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَاتِي، وَأَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الأَدَمِيّ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ الطَّسْتِي، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الزُّبَيْرِ القُرَشِيّ، وَمُكْرَم بنِ أَحْمَدَ، وَعَبْدِ اللهِ بن إِسْحَاقَ الخُرَاسَانِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ بنِ نَجِيْح، وَأَحْمَد بن كَامِل القَاضِي، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ علم، وَأَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن سِيمَا المُجبر، وَإِسْمَاعِيْل بن عَلِيٍّ الخُطَبِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بن بُرَيه الهَاشِمِيّ، وَدَعْلَج بن أَحْمَدَ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّقَّاش، وَأَحْمَد بن نيخَاب الطّيبِي، وَابْن قَانع، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ مِقْسَم، وَأَبِي علي بن الصواف، وحامد الرفاء، وشجاع ابن جعفر، ومحمد بن محمد

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 344"، والعبر "3/ 157"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 229". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 279"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 86"، والعبر "3/ 157"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1075"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 228".

الإسكافي، وأبي سليمان الحراني، وعبد الرَّحْمَن بنُ عُبَيْد الهَمَذَانِيّ، وَعَبْدِ الخَالِقِ بن أَبِي رُوبَا، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحْرِم، ومحمد بن جعفر القارىء، وَعِدَّة. وَلَهُ مَشْيَخَةٌ كُبرَى هِيَ عوَالِيه عَنِ الكبار، ومشيخة صُغرَى عَنْ كُلّ شَيْخ حَدِيْث. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالبَيْهَقِيُّ، وَالشَّيْخ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاق، وَأَبُو يَاسِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الخَيَّاط، وثَابِتُ بنُ بُنْدَار، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ التِّكَكِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ الحُسَيْنُ بنُ الحُسَيْنِ الفَانيذِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَابِر بن يَاسِيْنَ، وَأَبُو مُسْلِم عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عمر السِّمْنَانِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الأَنْصَارِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الأَسَدِيّ، وَالمُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بن الطُّيُوْرِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ خُشَيش، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ السَّرَّاج، وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ البَاقِلاَّنِيّ، وَعَلِيُّ بنُ بَيَانٍ الرَّزَّاز، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ نَبْهَان الكَاتِبُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَتَفَرَّد بِالرِّوَايَة عَنْ جَمَاعَة. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ صَحِيْحَ السَّمَاعِ، صَدُوْقاً، يَفْهَمُ الكَلاَمَ عَلَى مَذْهَبِ أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيِّ، وَيَشْرَبُ النَّبِيذَ عَلَى مَذْهَبِ الكُوْفِيِّين، ثُمَّ تَرَكَهُ بِأَخَرَة، كَتَبَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوخِنَا كَالبَرْقَانِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الخَلاَّل. وَسَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ بنَ زَرْقويه يَقُوْلُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ ثِقَةٌ، وَسَمِعْتُ أَبَا القَاسِم الأَزْهَرِيَّ يَقُوْلُ: أَبُو عَلِيٍّ أَوْثَقُ مَن بَرَأَ اللهُ فِي الحَدِيْثِ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الكَرْمَانِيّ يَقُوْلُ: كُنْتُ يَوْماً بِحَضْرَة أَبِي عَلِيٍّ بنِ شَاذَانَ فَدَخَلَ شَابٌّ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: أيكم أبو علي بن شاذان؟ فأشرنا إليه، فقال له: أَيُّهَا الشَّيْخُ! رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ، فَقَالَ لِي: سَلْ عَنْ أَبِي عَلِيِّ بنِ شَاذَانَ، فَإِذَا لَقِيْتَهُ، فَاقْرِهِ مِنِّي السَّلاَمَ، وَانْصَرَفَ الشَّابُّ، فَبَكَى الشَّيْخُ، وَقَالَ: مَا أَعْرِفُ لِي عَمَلاً أَسْتَحِقُّ بِهِ هَذَا، إلَّا أَنْ يَكُوْنَ صَبْرِي عَلَى قِرَاءةِ الحَدِيْث وَتكرير الصَّلاَة عَلَى النَّبِيِّ -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّم- كُلَّمَا ذُكِرَ. ثُمَّ قَالَ الكَرْمَانِيّ: وَلَمْ يلبثْ أَبُو عَلِيٍّ بَعْدَ ذَلِكَ إلَّا شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلاَثَة حَتَّى مَاتَ. تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ فِي سَلْخ عَام خَمْسَة وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَدُفِنَ فِي أَوَّلِ يَوْم مِنْ سَنَة سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ. وآخرُ منْ رَوَى عَن رَجُلٍ عَنْهُ: عَبْدُ الْمُنعم بنُ كُلَيْب. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ الفَرَّاءِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح بنُ البَطِّي، أَخْبَرْنَا ابْنُ خَيْرُوْنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بن إسحاق الخراساني، حدثنا محمد بن سعدن حدثنا أبو زيد، حدثنا محمد ابن عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بن جَثَّامَة قَالَ: أَهديتُ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حمَارَ وَحْشٍ وَهُوَ بِالبيدَاءِ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ عليَّ، فَعَرفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِي، فَقَالَ: "أَمَّا إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إلَّا أَنَّا حُرُمٌ" 1. اتفقَا عَلَيْهِ مِنْ غَيْر وَجه عَنِ الزهري.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1825"، ومسلم "1193".

اللالكائي، الخرجاني

اللالكائي، الخرجاني: 3901- اللالكائي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ، المُفْتِي أَبُو القَاسِمِ، هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ مَنْصُوْرٍ، الطَّبَرِيُّ الرَّازِيُّ، الشَّافِعِيُّ اللاَّلْكَائِيُّ، مُفِيْدُ بَغْدَاد فِي وَقْتِهِ. سَمِعَ: عِيْسَى بنَ عَلِيٍّ الوَزِيْر، وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص، وَجَعْفَر بن فَنَّاكِي الرَّازِيّ، وَأَبَا الحَسَنِ بن الجُنْدِي، وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ القَصَّار، وَالعَلاَء بنَ مُحَمَّدٍ، وَأَبَا أَحْمَد الفَرَضِيّ، وَعِدَّة. وَتَفَقَّهَ بِالشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ، وَبَرَعَ فِي المَذْهَب. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: وَابنُهُ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيْثِيّ، وَمَكِّيٌّ الكَرَجِيُّ السَّلاَّر، وَعِدَّة. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ يَفْهَمُ وَيَحْفَظُ، وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي السُّنَّة، وَعَاجلَتْهُ المَنيَّة، خَرَجَ إِلَى الدِّيْنَوَر، فَأَدركه أَجلُه بِهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَة ثَمَان عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ جَدَّاء العُكْبَرِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ هِبَةَ اللهِ الطَّبَرِيَّ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَر لِي. قلت: بِمَاذَا؟ فَقَالَ كلمَة خفيَّة: بِالسُّنَّة. وَقَالَ شُجَاعٌ الذُّهْلِيُّ: لَمْ يخرج عَنْهُ شَيْءٌ مِنَ الحَدِيْثِ إلَّا اليَسِيْر. قُلْتُ: قَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الطُّرَيْثِيْثِيّ كِتَابهُ فِي "شَرْح السُّنَّة". 3902- الخَرْجَانِيُّ 2: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ المُسْنِدُ الثِّقَةُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ، الأَصْبَهَانِيُّ الخرجاني، الرجل الصالح.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 70"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 34"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة رقم 986"، والعبر "3/ 130"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 211". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "3/ 231"، والأنساب للسمعاني "5/ 75".

رَحل وَسَمِعَ: مِنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيٍّ الهُجَيْمِيّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ بنِ حَمْزَةَ الحَافِظ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ فِرَاس المَكِّيّ، وَالقَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبِي الشَّيْخ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ السَّيْلَقِيّ، وَرَوْحُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّارَانِيّ، وَعُمَر بنُ حَسَنِ بنِ سُلَيْم، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَفَّار بنِ أُشْتَه، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبَ إِلَيَّ بِالإِجَازَةِ بِمَا يصِحُّ عِنْدِي مِنْ حَدِيْثه. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ المُحَدِّثُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بن أبي بكر بن مردويه وغيره. ويُعْرَفُ بعَلِيِّ بنِ أَبِي حَامِدٍ الخَرْجَانِيّ. وَخَرْجَان: بخَاء مُعْجَمِه مَفْتُوحَة. تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ ببُرَاب. يَقَعُ لَنَا حَدِيْثُهُ فِي أَرْبَعِيْنَ الرَّئِيْس الثَّقَفِيّ عَنْهُ. ومن طبقته:

أبو الحسن علي بن محمد، الخرقاني

أبو الحسن علي بن محمد، الخرقاني: 3903- أبو الحسين علي بن محمد 1: ابن أَحْمَدَ، الجُرْجَانِيُّ بِجِيْمَيْنِ الحَنَّاطِيُّ، المُعَلِّمُ. حَدَّثَ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ بنِ عَدِيٍّ، وَطَائِفَة. وَبَقِيَ إِلَى حُدُوْد العِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. ذَكَرْتُهُ لِلتَّمْيِيْزِ، وَيُعْرَفُ بابن عرفة. 3904- الخرقاني 2: وَالزَّاهِدُ، القُدْوَةُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، الخَرَقَانِيُّ البِسْطَامِيُّ، مِنْ قَرْيَة خَرَقَان بِالتَّحريك. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ شَيْخُ العَصر، لَهُ الكَرَامَاتُ وَالأَحْوَالُ، وَكَانَ يُكْرِي عَلَى بهيمَةٍ، ثُمَّ فُتح عَلَيْهِ، زَارهُ مَحْمُوْدُ بنُ سُبُكْتِكِيْن، فَوَعَظَهُ، وَلَمْ يَقْبَلْ منه شيئًا. تُوُفِّيَ يَوْم عَاشُورَاء سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة عن ثلاث وسبعين سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص279". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 86"، واللباب لابن الأثير "1/ 434".

ابن زهر، القطان

ابن زهر، القطان: 3905- ابن زهر 1: المُفْتِي المُحَدِّثُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ مَرْوَانَ بنِ زُهْرٍ، الإِيَادِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ. أَخذ بقُرْطُبَة عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُعَاوِيَةَ الأُمَوِيِّ، وَإِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبِي عليٍّ القَالِي، وَمُحَمَّدِ بن حَارث القَيْرَوَانِيّ. وَكَانَ مِنْ رُؤُوْس المَالِكِيَّة، بَصِيْراً بِالمَذْهَب، أَكْثَر النَّاسُ عَنْهُ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ خَزْرج، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّلَيْطُلِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ الزَّهْرَاوِيُّ، وَحَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجُمَاهِرُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو المُطَرِّف بنُ سَلَمَةَ. وَعَاشَ ستاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَرَوَى الكَثِيْرِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَهُوَ وَالِدُ شَيْخِ الطِّبِّ أَبِي مَرْوَان عبد الملك، وجد رئيس الأطباء أَبِي العَلاَءِ زُهْرِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، وَجَدُّ جَدِّ العَلاَّمَةِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ المَلِكِ، الَّذِي بَقِيَ إِلَى سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وخمس مائة. 3906- القطان 2: الحَافِظُ البَارِعُ الجَوَّالُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ أَحْمَدَ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، القَطَّانُ، الأَعْرَجُ. رَوَى عَنِ: الحَاكِمِ ابْن البَيِّع، وَأَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِيّ، وَأَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيِّ البَصْرِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ النَّحَّاسِ المِصْرِيِّ، وَأَمثَالِهِم. رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ. مَاتَ فِي الكُهُوْلَة سَنَة اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقلَّ مَا خُرِّجَ عنه.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 514"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 437"، والعبر "3/ 150". 2 ترجمته في العبر "3/ 150"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 225".

ابن نجاح، الصباغ، الفشيديزجي

ابن نجاح، الصباغ، الفشيديزجي: 3907- ابن نجاح 1: الإِمَامُ الزَّاهِدُ، أَبُو الحُسَيْنِ، يَحْيَى بنُ نَجَاحٍ القُرْطُبِيُّ، مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ الفَلاَّسِ. كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِيْن. صَنَّفَ كِتَاب سبل الخيرَات فِي الرَّقَائِق، وَاشْتهرَ عَنْهُ، وَحَدَّثَ بِهِ بِمَكَّةَ، حمله عَنْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ الشَّنْتَجَالِيُّ، وَأَبُو يَعْقُوْبَ ابْنُ حَمَّاد، وَغيرُهُمَا. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 3908- الصباغ 2: الشَّيْخُ المُسْنِدُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ الطَّيِّبِ بنِ سَعْدٍ، البَغْدَادِيُّ الصَّبَّاغُ. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ النَّجَّادَ، وَأَبَا بَكْرٍ الشَّافِعِيَّ. رَوَى الخَطِيْبُ عَنِ الوَزِيْر عَلِيِّ بنِ المُسْلِمَة أَنَّ هَذَا تَزَوَّجَ بِأَزيدَ مِنْ تِسْع مائَة امْرَأَة. مَاتَ سَنَةَ ثلاث وعشرين وأربع مائة. 3909- الفشيديزجي 3: قَاضِي بُخَارَى، نُعْمَانُ زَمَانِهِ، أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بن الخضر بن مُحَمَّدٍ، البُخَارِيُّ الحَنَفِيُّ. انْتَهَت إِلَيْهِ إِمَامَةُ أَهْلِ الرَّأْي، وَقَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ، وَتَفَقَّهَ وَنَاظر، وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي الفَضْلِ الزُّهْرِيِّ، وَسَمِعَ: بِبُخَارَى مِنْ أَبِي عَمْرٍو مُحَمَّدِ بن مُحَمَّدِ بنِ صَابر. وَانْتَشَر لَهُ التَّلاَمذَةُ. وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ: سبطُه عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ البُخَارِيّ. قِيْلَ: نَاظَرَهُ الشَّرِيْفُ المُرْتَضَى الشِّيْعِيُّ فِي خبر: "مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ" 4. فَقَالَ للمُرْتَضَى: إِذَا صَيَّرتَ مَا نَافيَةً، خَلاَ الحَدِيْثُ مِنْ فَائِدَة، فُكُلُّ أَحدٍ يَدْرِي أَنَّ الْمَيِّت يَرثُه أَقربَاؤُه، وَلاَ تَكُون تَرِكَتُهُ صَدَقَةً. وَلَكِن لَمَّا كَانَ المُصْطَفَى بِخِلاَفِ الأُمَّة، بين ذلك، وقال: ما تركناه صدقة. وَلأَبِي عَلِيٍّ سَمَاعٌ مِنِ ابْنِ شَبُّوْيَه، وَجَعْفَرِ بن فَنَّاكِي. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعشرين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 665"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 276". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 383"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 71". 3 ترجمته في الأنساب للسمعاني "9/ 309"، واللباب لابن الأثير "2/ 433"، والعبر "3/ 154". 4 صحيح: أخرجه البخاري "3712"، ومسلم "1759"، من حديث أبي بكر الصديق. مرفوعًا بلفظ: "لا نورث ما تركنا صدقة"، وأخرجه البخاري "3094"، ومسلم "1757"، وأبو داود "2963" من حديث عمر بن الخطاب، به، وورد من حديث عائشة: عند البخاري "6730"، ومسلم "1758"، وأبي داود "3976"، وأحمد "6/ 145".

ابن ذنين، ابن كردان

ابن ذنين، ابن كردان: 3910- ابن ذنين 1: العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ العَابِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدِ بنِ ذُنِّيْنَ، الصَّدَفِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ الطُّلَيْطُلِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدُوْس بنِ مُحَمَّدٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ عَيْشُوْن، وَأَبِي جَعْفَرٍ بنِ عَوْن الله، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُفَرِّجٍ، وَبِمِصْرَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ المُهَنْدس، وَأَبِي الطَّيِّبِ بنِ غَلْبُوْنَ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدٍ الوَشَّاء. وَبِمَكَّةَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ السَّقَطِيّ. وَبَالغَرْب عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي زَيْدٍ، وَلاَزَمَهُ. وَرَحَلَ إِلَى بَلَده بعلمٍ جَمٍّ، فَأَكْثَرَ عَنْهُ الطُّلَيٍطِليُّون، وَرُحَلَ إِلَيْهِ مِنَ النَّوَاحِي لعلمِه وَتَأَلُّهِهِ وَتَبَتُّله وَخُشُوعه وَاتِّبَاعه. يُقَالُ: كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ. وَكَانَ سُنّياً، أَثرياً، ثَبْتاً، مُتَحَرِّياً، قَوَّالاً بِالْحَقِّ، لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِم. صَنَّفَ فِي الأمر بالمعروف كتابًا، وكان مَهِيْباً فِي اللهِ مُطَاعاً، لاَ يَخْتلِفُ اثْنَان فِي فَضْلِهِ، وَكَانَ يَخْدُمُ كَرْمَهُ بِنَفْسِهِ، وَيتبَلَّغُ مِنْهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَشَيَّعَهُ أُمَمٌ لاَ يُحصَوْنَ رَحِمَهُ اللهُ. 3911- ابْنُ كردان 2: إِمَامُ النَّحْو، أَبُو القَاسِمِ، عَلِيُّ بنُ طَلْحَةَ بن كُرْدَان، الوَاسِطِيُّ. تِلْمِيْذُ أَبِي عَلِيٍّ الفَارِسِيّ، وَابنِ عِيْسَى الرُّمَّانِي. قرأَ عَلَيْهِمَا كِتَاب سِيبَوَيْهٍ. وَأَهْلُ وَاسِط يتغَالَوْنَ فِيْهِ، وَيُرَجِّحونه عَلَى ابْنِ جِنِّي. عَمِلَ إِعرَاباً لِلْقرآن فِي بَضْعَةَ عشر مُجَلَّداً، ثُمَّ غسلَه قَبْلَ مَوْته. وكَانَ دَيِّناً صَيِّناً نَزِهاً. أَخَذَ عَنْهُ أَبُو الفَتْح بنُ مُخْتَار، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ. قَالَ خَمِيسٌ الحَوْزِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 264"، والعبر "3/ 155"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 227". 2 ترجمته في معجم الأدباء "13/ 259". وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 170".

الأردستاني، الفارسي

الأردستاني، الفارسي: 3912- الأردستاني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الجَوَّالُ، الصَّالِحُ العَابِدُ، أَبُو بَكْرٍ، محمد بن إبراهيم ابن أَحْمَدَ الأَرْدَسْتَانِيُّ. سَمِعَ: مِنْ عَدَدٍ كَثِيْرٍ، وَحَدَّثَ عن: أبي الشيخ، وأبي بكر بن المقرىء، وَيُوْسُف القَوَّاس، وَعُمَر بنِ شَاهِيْن، وَعَبْدِ الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ، وَالقَاسِمِ بن عَلْقَمَة الأَبْهَرِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن حَاجِب الكُشَانِي. وَحَدَّثَ عَنْهُ بـ"الصَّحِيْح"، وَلقِي بعكا أبا زرعة المقرىء. وَتلاَ عَلَى جَمَاعَة. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ القُوْمِسَانِي، وَابْنُ ممَان، وَظَفَرُ بنُ هِبَةِ اللهِ، وَغَيْرُهُم مِنَ الهَمَذَانيين. ورَوَى عَنْهُ أَبُو نصر الشيرازي المقرىء، وَالبَيْهَقِيُّ فِي كُتُبِهِ، وَوَصَفَهُ بِالحِفْظ. قَالَ شِيْرَوَيْه: كَانَ ثِقَةً، يُحْسِنُ هَذَا الشَّأْن، سَمِعْتُ عِدَّةً يَقُوْلُوْنَ: مَا مِنْ رَجُلٍ لَهُ حَاجَةٌ مِنْ أمر الدنيا والآخرة يزور قبره ويدعو إلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ. قَالَ: وَجَرَّبْتُ أَنَا ذَلِكَ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بـ"صَحِيْح البُخَارِيِّ" عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ طَاهِرٍ بِهَمَذَان. قُلْتُ: هُوَ مِمَّنْ فَاتَ ابْنَ عَسَاكِر ذكرُه فِي "تَارِيْخِهِ". وَكَانَ مع عمله بِالأَثر قَيِّماً بكتَاب الله، رَفِيْعَ الذِّكر، أَخذ بالبصرة عن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ الأَسْفَاطيّ، وَأَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ النَّهْرَدَيْرِيّ. وَيُكْنَى أَيْضاً بِأَبِي جَعْفَرٍ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 3913- الفارسي: فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الفَارِسِيُّ المَشَّاط، فَمِنْ أَقرَانِ صَاحِبِ التَّرْجَمَةِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَمْرٍو بنِ مَطَر، وَجَمَاعَة. رَوَى عَنْهُ: البَيْهَقِيُّ أَيْضاً، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الأَخْرَم. لاَ أعلم متى توفي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 417"، والأنساب للسمعاني "1/ 178"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 90"، والعبر "3/ 155"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 279"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 227".

القاضي عبد الوهاب

3914- القاضي عبد الوهاب 1: هُوَ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو مُحَمَّدٍ، عبد الوهاب بن علي ابن نَصْرِ بن أَحْمَدَ بنِ حُسَيْن بن هَارُوْنَ بن أَمِيْرِ العَرَبِ مَالِكِ بن طوق، التَّغْلِبِيُّ العِرَاقِيُّ، الفَقِيْهُ المَالِكِيُّ، مِنْ أَولاَد صَاحِب الرَّحْبَة. صَنَّفَ فِي المَذْهَب كِتَاب "التَّلقين"، وَهُوَ مِنْ أَجود المُخْتَصَرَات، وَلَهُ كِتَابُ المعرفَة فِي شرح الرِّسَالَة، وَغَيْر ذَلِكَ. ذَكَرَهُ أَبو بكرٍ الخَطِيْبُ، فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً، رَوَى عَنِ الحُسَيْن بن مُحَمَّد ابن عُبَيْدٍ العَسْكَرِي، وَعُمر بنِ سَبَنْك. كَتَبْتُ عَنْهُ، لَمْ نلقَ أَحداً مِنَ المَالِكيين أَفقهَ مِنْهُ، وَلِي قَضَاءَ بَادَرَايَا وَبَاكُسَايَا. وَخَرَجَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ إِلَى مِصْرَ، وَاجتَاز بِالمَعَرَّة فضيَّفه أَبُو العَلاَءِ بنُ سُلَيْمَانَ، وَفِيْهِ يَقُوْلُ أَبُو العَلاَءِ: وَالمَالِكِيُّ ابْنُ نصرٍ زَار فِي سفرٍ ... بِلاَدَنَا فحمدنا النّأي والسّفرا إِذَا تَفَقَّهَ أَحْيَا مَالِكاً جَدَلاً ... وَيَنْشُرُ المَلِكَ الضَّلِّيْلَ إِنْ شَعَرَا وَلَهُ أَشْعَارٌ رَائِقَةٌ، فَمِنْ ذَلِكَ: ونائمةٍ قَبَّلْتُهَا فَتَنَبَّهَتْ ... وَقَالَتْ تَعَالُوا فَاطْلُبُوا اللِّصَّ بِالحَدِّ فَقُلْتُ لَهَا إِنِّيْ فَدَيْتُكِ غاصبٌ ... وَمَا حَكَمُوا فِي غاصبٍ بِسِوَى الرَّدِّ خُذِيْهَا وَكُفِّي عَنْ أثيمٍ ظُلاَمَةً ... وَإِنْ أَنْتِ لَمْ تَرْضَي فَأَلْفاً عَلَى العَدِّ فَقَالَتْ قصاصٌ يَشْهَدُ العَقْلُ أَنَّهُ ... عَلَى كَبِدِ الجَانِي أَلَذُّ مِنَ الشَّهْدِ وَبَانَتْ يَمِيْنِي وَهِيَ هِمْيَانُ خَصْرِهَا ... وَبَانَتْ يَسَارِي وَهِيَ وَاسِطَةُ العِقْدِ فَقَالَتْ أَلَمْ أُخبر بِأَنَّكَ زاهدٌ ... فَقُلْتُ بَلَى مَا زِلْتُ أَزْهَدُ فِي الزُّهْدِ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي "الطَّبَقَات": أَدْرَكْتُ عَبْد الوَهَّابِ وَسمِعتُهُ يُنَاظر، وَكَانَ قَدْ رَأَى القَاضِي الأَبْهَرِيَّ وَلَمْ يَسْمَعْ: مِنْهُ. وَلَهُ كُتُبٌ كَثِيْرَةٌ فِي الفِقْهِ: خَرَجَ إِلَى مِصْرَ، وَحَصلَ لَهُ هُنَاكَ حَالٌ مِنَ الدُّنْيَا بِالمغَاربَة. وَقِيْلَ: كَانَ ذَهَابُهُ إِلَى مِصْرَ لإِفلاسٍ لحقَهُ. فمات بها في شهر صفر سَنَة اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ سِتُّوْنَ سَنَة. وَكَانَ أَخُوْهُ مِنَ الشُّعَرَاء المَذْكُوْرِين، وَلِي كِتَابَة الإِنْشَاء لجلاَل الدَّوْلَة، ثُمَّ نَفَّذَهُ رَسُولاً. وَهُوَ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ. مَاتَ بِوَاسِط فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمَاتَ أَبُوْهُمَا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 31"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 61"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 219"، والعبر "3/ 149"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 276"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 223".

ابن شبانة، الذكواني

ابن شبانة، الذكواني: 3915- ابن شبانة 1: الشَّيْخُ العَدْلُ الكَبِيْرُ، مُسْنِدُ هَمَذَانَ، أَبُو سَعِيْدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بُنْدَار بن شُبَانَة، الهَمَذَانِيُّ. وَقَعَ لَنَا مِنْ حَدِيْثِهِ الجُزء الثَّانِي. يَرْوِي عَنْ: أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عُبَيْدٍ، وَالفَضْلِ بن الفَضْلِ الكِنْدِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بُرزَة، وَمُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بنِ مَحْمُويه النَّسَوِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَجَمَاعَة. قَالَ الحَافِظُ شِيْرَوَيْه: حَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ الغَفَّار، ومحمد ابن الحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ العَابِد، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّوْذَبَارِيُّ، وَسَعْدُ بنُ الحَسَنِ القَصْرِي، وَأَحْمَدُ بنُ طَاهِرٍ القُوْمِسَانِي، وَأَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ ابن محمد بن القارىء العَدْل. قَالَ: وَكَانَ صَدُوْقاً مِنْ أَهْلِ الشَّهَادَات، وَمن تُنَّاءِ البَلَد، مَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَتُوُفِّيَ صَاحِبه أَبُو غالب بن القارىء سنة بضع وخمس مائة. 3916- الذكواني 2: العَالِمُ الحَافِظُ الرَّحَّالُ الثِّقَةُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بنِ عبد الرحمن بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حَفْصٍ، الهَمْدَانِيُّ الذَّكْوَانِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ المُعَدَّلُ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وثلاث مائة.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "5/ 12"، والعبر "3/ 157"، وشذرات الذهب "3/ 229". 2 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 310"، والأنساب للسمعاني "6/ 15"، واللباب لابن الأثير "1/ 530"، والعبر "3/ 132"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 213".

وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ فَارِسٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الكُشَانِيِّ، وَالقَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العَسَّالِ، وَأَحْمَدَ بنِ مَعَبْدٍ السِّمْسَارِ، وَمُحَمَّدِ ابن قَاسِمٍ العَسَّالِ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى القَصَّارِ، وَأَحْمَدَ بنِ بُنْدَارَ الشَّعَّارِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ بنِ حَمْزَةَ الحَافِظِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارَ المَدِيْنِيِّ، وَعَاتكةَ بِنْتِ الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَاصِمٍ، وَأَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ الجِعَابِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ الآجُرِّيّ، وإبراهيم بن محمد ابن إِبْرَاهِيْمَ الدَّيْبُلِي، وَأَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ بنِ الرَّيَّانِ اللُّكِّي المِصْرِيّ، وَفَارُوْق الخَطَّابِي، وَمُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ بن عَبَّاد التَّمَّار، وَعِدَّة. وَلَهُ مُعْجَمٌ فِي جُزءين يَرْوِيْهِ عَبْدُ الرَّحيم بنُ الطُّفَيْل عَنِ السِّلَفِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو صَادِق مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بنِ مَرْدَوَيْه، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ السَّيْلَقِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ السِّمْسَار، وَعُمَر بنُ حسن بن سليم، وعلي بن الفضيل اليَزْدِيّ، وَالفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَدَّاد، وَأَخُوْهُ أَبُو الفَتْحِ، وَفضلاَنُ بنُ عُثْمَانَ القَيْسِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ الفُرْسَانِي، وَهَؤُلاَءِ مِنْ شُيُوْخ السِّلَفِيّ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: شهد وَحَدَّثَ سِتِّيْنَ سَنَةً، وَسَمِعَ: بِمَكَّةَ وَالبَصْرَةِ وَالأَهْوَازِ وَالرَّيِّ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَكَانَ حَسَنَ الخُلُق، قَوِيْمَ المَذْهَب. تُوُفِّيَ فِي غُرَة شَعْبَان سَنَة تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا سَبْعَةُ مَجَالِسَ له.

أبو طاهر بن سلمة

3917- أبو طاهر بن سلمة: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ، شَيْخُ هَمَذَانَ، أَبُو طَاهِرٍ، الحسين بن علي ابن الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلَمَةَ، الكَعْبِيُّ الهَمَذَانِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنِ: الفَضْلِ بنِ الفَضْلِ الكِنْدِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ السُّنِّيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيِّ، وَأَبِي أَحْمَدَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَدِيٍّ، وَأَبِي بَحْرٍ البَرْبَهَارِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَانَ. وَلَهُ رحلَةٌ وَاسِعَةٌ وَمَعْرِفَةٌ حَسَنَةٌ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الصُّوْفِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ طَاهِرٍ القُوْمِسَانِي، وثَابِتُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّائِغ، وَأَبُو طَالِبٍ بنُ هُشَيْم الصَّيْرَفِيُّ، وَعِدَّةٌ مِمَّنْ لَقِيَهُم شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِيُّ، وَقَالَ: كَانَ صَدُوْقاً، صَحِيْحَ السَّمَاع، كَثِيْرَ الرّحلَة. سَمِعْتُ ثَابِتَ بنَ حُسَيْن بن شُرَاعَة يَقُوْلُ لَمَّا مَاتَ أَبُو طَاهِرٍ: غربت شَمْسُ أَصْحَابِ الحَدِيْث. فَقُلْتُ: مَاذَا؟ قَالَ: مَضَى الشَّيْخُ أَبُو طَاهِرٍ بنُ سَلَمَةَ لسَبِيله. تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. رَحِمَهُ اللهُ.

الثعلبي

3918- الثعلبي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ التَّفْسِيْر، أَبُو إِسْحَاقَ، أحمد بن محمد ابن إِبْرَاهِيْمَ النَّيْسَابُوْرِيُّ. كَانَ أَحدَ أَوْعِيَة العِلْمِ. لَهُ كِتَاب "التَّفْسِيْر الكَبِيْر"، وَكِتَاب "العرَائِس" فِي قصَص الأَنْبِيَاء. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: يُقَال لَهُ: الثَّعْلَبِي وَالثَّعَالِبِي؛ وَهُوَ لَقَبٌ لَهُ لاَ نَسَب. حَدَّثَ عَنْ: أبي بكر بن مهران المقرىء، وأبي طاهر محمد بن الفضل ابن خُزَيمَة، وَالحَسَنِ بن أَحْمَدَ المَخْلَدِي، وَأَبِي الحُسَيْنِ الخفاف، وأبي بكر بن هانىء، وأبي محمد بن الرومي، وطبقتهم. وَكَانَ صَادقاً مُوثَّقاً، بَصِيْراً بِالعَرَبِيَّة، طَوِيْلَ البَاعِ فِي الوَعظ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ الوَاحِديُّ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: قَالَ الأُسْتَاذُ أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ: رَأَيْتُ رَبَّ العِزَّةِ فِي المَنَامِ وَهُوَ يُخَاطِبُنِي وَأُخَاطِبُهُ، فَكَانَ فِي أَثْنَاء ذَلِكَ أَنْ قَالَ الرَّبُّ -جَلَّ اسْمُه-: أَقبل الرَّجُلُ الصَّالِحُ. فَالتفتُّ فَإِذَا أَحْمَدُ الثَّعْلَبِيُّ مُقْبِلٌ. تُوُفِّيَ الثَّعْلَبِيّ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو النُّعْمَان تُرَابُ بنُ عُمَرَ بنِ عُبَيْد الكَاتِبُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بن مُحَمَّدٍ المُزَكِّي المُحَدِّث، وَأَبُو عَمْرٍو مُحَمَّد بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الرَّزْجَاهِيّ، وَالظَّاهِرُ عَلِيُّ بنُ الحَاكِم صَاحِبِ مِصْر، وَالهَيْثَمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الخَرَّاط، وَأَبُو نَصْرٍ مَنْصُوْرُ بنُ رَامِش.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "5/ 36"، واللباب لابن الأثير "1/ 238"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 79"، والعبر "3/ 161"،/ وتذكرة الحفاظ "3/ ص1090"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 283"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 230".

الثعالبي، ابن منجويه

الثعالبي، ابن منجويه: 3919- الثعالبي 1: أَمَّا الثَّعَالِبِيُّ العَلاَّمَةُ شَيْخُ الأَدَبِ، فَهُوَ أَبُو منصور عبد الملك بن محمد ابن إِسْمَاعِيْلَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الشَّاعِرُ. مُصَنِّفُ كِتَاب "يتيمَة الدَّهْرِ فِي مَحَاسِن أَهْلِ العَصْر"، وَلَهُ كِتَاب فَقه اللُّغَة، وَكِتَاب سحر البلاغَة. وَكَانَ رَأْساً فِي النَّظْم وَالنَّثْر. مَاتَ سَنَة ثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وله ثمانون سنة. 3920- ابن منجويه 2: الحَافِظُ الإِمَامُ المُجَوِّدُ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ علي بن محمد بن إبراهيم ابْن مَنْجُوَيْه، اليَزْدِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، نَزِيْلُ نَيْسَابُوْر، مِنَ الحُفَّاظِ الأَثبَات المُصَنِّفِيْن. حَدَّثَ عَنْ الإِمَام أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بنِ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُوْرِيِّ، وإسماعيل بن نجيد، وأبي بكر بن المقرىء، وَأَبِي مُسْلِمٍ عَبْد الرَّحْمَنِ بن شَهْدل، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَارْتَحَلَ إِلَى بُخَارَى وَسَمَرْقَنْد وَهَرَاة وَجُرْجَان، وَلَمْ أَره وَصلَ إِلَى العِرَاقِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَنْدَة، وَالحَسَنُ بنُ تَغْلِب الشِّيْرَازِيّ، وَسَعِيْدٌ البقال، وعلي ابن أَحْمَدَ الأَخْرَم، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَخَلْقٌ. قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيّ أَحْفَظُ مَنْ رَأَيْتُ مِنَ البَشَر.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 178"، والعبر "3/ 172"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 246". 2 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 261"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 987"، والعبر "3/ 164".

وَقَالَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ: رَأَيْتُ فِي سَفَرِي وَحَضَرِي حافظًا ونصف حافظ: فَأَمَّا الحَافِظُ، فَأَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ مَنْجُوَيْه، وَأَمَّا نِصْفُ حَافِظ، فَالجَارُوْدِيّ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: كتب عَنْهُ عمِّي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَنْدَة كِتَاب السُّنَن لَهُ، الَّذِي عَمله عَلَى هَيْئَة سُنَن أَبِي دَاوُدَ، وَكَانَ يُثنِي عَلَيْهِ كَثِيْراً. وَقَالَ: سَمِعْتُ مِنْهُ المُسندَات الثَّلاَثَةَ لِلْحَسَنِ بنِ سُفْيَان. قُلْتُ: قَدْ صَنَّفَ ابْنُ مَنْجُوَيْه عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ مُسْتَخْرَجاً، وَعَلَى "جَامع أَبِي عِيْسَى" وَ"سُنَن أَبِي دَاوُدَ". مَاتَ يَوْم الخَمِيْس خَامِس المُحَرَّم سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ إِحْدَى وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ شَيْخُ الحَنَفِيَّة أَبُو الحُسَيْنِ القُدُوْرِي، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن محمد بن الصقر ابن النَّمْط، وَأَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّب، وَأَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ دُوْست العَلاَّف، وَالقُدْوَةُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحِنَّائِيّ بِدِمَشْقَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ بَاكويه الشِّيْرَازِيُّ الصُّوْفِيُّ، وَشَاعِرُ وَقْتِهِ مِهْيَار الدَّيْلَمِيّ، وصلة بن المؤمل البغدادي بمصر، والعلامة صَاحِبُ الخَطِّ الفَائِقِ؛ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ شِهَاب العُكْبَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ، وَشَيْخُ الفَلاَسِفَة الرَّئِيْسُ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سينَا، وَشَيْخُ الحَنَابِلَة أَبُو عَلِيٍّ بنُ أَبِي مُوْسَى الهاشمي.

النجيرمي

3921- النجيرمي 1: لُغوِيُّ مِصْر، أَبُو يَعْقُوْبَ، يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ بن إِسْمَاعِيْلَ بن خُرَّزَاذ البَصْرِيُّ، مِنْ أَهْلِ بَيْتِ علمٍ وَعربيَّة. وَكَانَ علاَمَةً مُتْقِناً، رَاويَةً لِكُتُبِ الآدَاب، بَصِيْراً بِمعَانِيهَا، وَكَانَ أَسمرَ، كَثَّ اللِّحْيَة. ونَجِيْرَم: مَحَلَّةٌ بِالبَصْرَةِ. وَقِيْلَ: قَرْيَةٌ مِنْ أَعمَالهَا. مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ عَنْ ثَمَان وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 300"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "7/ 75", والعبر "2/ 358".

المفسر، القومساني، حمزة بن محمد

المفسر، القومساني، حمزة بن محمد: 3922- المفسر 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، أَبُو نَصْرٍ، مَنْصُوْرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، المُفَسِّر. سَمِعَ مِنْ أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمِّ، وَكَادَ أَنْ يَنْفَرِدَ به. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بن القشير، وَجَمَاعَة. وَقَدْ سَمِعَ أَيْضاً مِنْ أَبِي الحَسَنِ الفَارِسِيّ، وَالحَافِظ أَبِي عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَعُمِّرَ دَهْراً طَوِيْلاً. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، قَبْلَ وَفَاة الطِّرَازِي بِيَسِيْرٍ، فَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ، فليضم إليه. 3923- القومساني: الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَزْدِيْنَ القُوْمِسَانِيُّ، الهَمَذَانِيُّ. حدث عن: أبيه، وعبد الرحمن الجلانب، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَيْدٍ، وَعَمْرو بن حُسَيْنٍ الصَّرَّام، وَأَوسِ بن أَحْمَدَ، وَأَبِي عَلِيٍّ الرَّفَّاء، وأبي جعفر بن برزةن والفضل بن الفضل الكندي. وعنه: انبه طاهر، وحفيده أبو علي أحد بنُ طَاهِرٍ بن مُحَمَّدٍ، وَابْن أَخِيْهِ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّوْذَبَارِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ شيرويه: ثقة صدوق. توفى: في جمادى الآخر سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة. 3924- حمزة بن محمد 2: ابن طاهر، الحَافِظُ المُفِيْدُ المُحَدِّثُ، أَبُو طَاهِرٍ البَغْدَادِيُّ، الدَّقَّاق. وُلِدَ سَنَةَ 366. وَسَمِعَ: أَبَا الحُسَيْن بنَ المُظَفَّر، وأبا الحسن الدراقطنين وأبا حفص.. شَاهِيْن، وَطَبَقَتهُم. قَالَ الخَطِيْبُ: كتبنَا عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً فَهماً عَارِفاً. وَقَالَ البَرْقَانِيُّ: مَا اجتمعتُ قَطُّ مَعَ حَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدٍ فَفَارقتهُ إِلاَّ بفَائِدَة علم. قَالَ الخَطِيْبُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الكَرْمَانِيّ وَابْن جَدَّا أَنَّهُمَا رأَيَا حَمْزَةَ بنَ محمد بن طاهر في النون، فأخبرهما أن الهل رضيَ عَنْهُ. وَفِيْهَا مَاتَ: شَيْخُ الحَنَفِيَّة وَقَاضِي بُخَارَى؛ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ الخَضِر الفَشِيْدِيْزَجِيّ، وَالإِمَامُ القُدْوَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ذنين الطليطلي، وألآبو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ شَنْبُويه.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 151". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 184"، والعبر "3/ 155"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 227".

ابن الحذاء، النعيمي

ابن الحذاء، النعيمي: 3925- ابن الحذاء 1: العلامة المحدث، أبو ع بد الله، محمد بن يحسى بنِ أَحْمَدَ التَّمِيْمِيُّ، القُرْطُبِيُّ، المَالِكِيُّ، ابْنُ الحَذَّاء. رَوَى عَنْ: أَحْمَدَ بنِ ثَابِت التَّغْلِبِيّ، وَأَبِي عيسى الليث ي، وَابنِ القُوْطِيَّة، وَابنِ عَوْن الله، وَحَجّ فسَمِعَ: مِنْ مُحَمَّدِ بن عَلِيٍّ الأُدْفُوِي، وَأَبِي القَاسِمِ عبد الرحمن بن عبد الله الجوهري، وَعِدَّة. وَكَانَ بَصِيْراً بِالفِقْهِ وَالحَدِيْث. صَحِبَ أَبَا مُحَمَّدٍ الأَصِيْلِي. قَالَ وَلدُه أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ الحَذَّاء: كَانَ لأَبِي عِلمٌ بِالحَدِيْثِ وَالفِقْهِ وَالتَّعْبِير. صَنَّفَ كِتَاب "الإِنباهُ عَنْ أَسْمَاء الله"، وَأَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ عَلَى صَدْرِهِ، وَكِتَابَ "الرُّؤيَا" فِي عَشْرَة أَسفَار، وَكِتَابَ "سير الخُطَبَاء" مُجَلَّدين. وَلِي قَضَاء إِشْبِيْليَة ثُمَّ سَرَقُسْطَة، وَبِهَا مَاتَ في رمضان سنة ست عشر وأربع مائة. روى عنه: الصاحبا، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَحَاتِم بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو عمَر بن سُمَيْق، وَآخَرُوْنَ. 3926- النُّعَيْمِيُّ 2: الإِمَامُ الحَافِظُ المُتْقِنُ الأَدِيْبُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نعيم التميمي، البصري، الشافعي، نزيل بغداد.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 505"، ومعجم الادباء لياقوت الحموي "19/ 108"، والعبر "3/ 122"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 264"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 206". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 331"، واللباب لابن الأثير "3/ 318"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة رقم 1001"، والعبر "3/ 152"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 277".

حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ العَبَّاس الأَسْفَاطِي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري، ومحد بنِ عَدِيّ بنِ زَحْر المِنْقَرِيّ، وَعَلِيِّ بنِ عُمَرَ الحَرْبِيّ السُّكَّرِيّ، وَأَبِي أَحْمَدَ العَسْكَرِي، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادٍ الكُوْفِيِّ الحَافِظِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ اليَسَعِ الأَنْطَاكِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّر، والدراقطني. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ حَافِظاً عَارِفاً مُتَكَلِّماً شَاعِراً. حَدَّثَ عَنْهُ: البَرْقَانِيُّ فِي جَمْعِهِ لحديث الثوري. قَالَ: وَسَمِعْتُ الصُّوْرِيَّ يَقُوْلُ: لَمْ أَرَ بِبَغْدَادَ أَحداً أَكملَ مِنَ النُّعَيْمِيّ، قَدْ جمع مَعْرِفَة الحَدِيْثِ وَالكَلاَمِ وَالأَدبِ، وَدَرَسَ شَيْئاً مِن فَقهِ الشَّافِعِيّ. قَالَ: وَكَانَ البَرْقَانِيُّ يَقُوْلُ: هُوَ كَامِلٌ في كل شيء لولا بأوفيه. قَالَ الخَطِيْبُ: وَحَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ قَالَ: وضع النُّعَيْمِيُّ عَلَى ابْنِ المُظَفَّر حَدِيْثاً لشُعْبَة، فتنبَّه أَصْحَابُ الحَدِيْثِ عَلَى ذَلِكَ، فَخَرَجَ النُّعَيْمِيُّ عَنْ بَغْدَاد، وغاب حتى مات ابن المظفر، وما مَن عرف قِصَّتَهُ، ثُمَّ عَادَ إِلَى بَغْدَادَ. مَاتَ النُّعَيْمِيّ وَهُوَ فِي عَشر الثَّمَانِيْنَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. كتب إِلَيْنَا المُسَلَّمُ بن علان: أخبرنا اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخطيبن أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ النُّعَيْمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أحم بن القيض الأَصْبَهَانِيُّ ثِقَة، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الغَضَائِرِيُّ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ المَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ السَّرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ الله، عن القاسم، عن عائشة قالت: قار رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالبَيْتِ وَالسَّعْيُ لإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ عز وجل"1. صوابه: الثوري، عن عبيد لله بن أبي زياد، عن القاسم. ومن شعر النعيمي المشهور لَهُ: إِذَا أَظْمَأَتْكَ أَكُفُّ الِّلئام ... كَفَتْكَ القَنَاعَةُ شِبْعاً وَرِيَّا فَكُنْ رَجُلاً رِجْلُهُ فِي الثَّرَى ... وَهَامَةُ هِمَّتِهِ فِي الثُّرَيَّا أَبِيّاً لِنَائِلِ ذِي صروة ... تَرَاهُ بِمَا فِي يَدَيْهِ أَبِيَّا فَإِنَّ إِرَاقَةَ الحياة ... دون إراقة ماء المحيا

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "6/ 64، 75، 139"، وأبو داود "1888"، والترمزي "902"والدارمي "2/ 50"، من طرق عن عبيد الله بن أبي زياد، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته عبيد الله بن أبي زياد القداح، أبو الحصين المكي، قال ابن معين: ضعيف. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أحاديثه مناكير.

الأرموي، عمر بن إبراهيم

الأرموي، عمر بن إبراهيم: 3927- الأرموي 1: الحَافِظُ الإِمَامُ الجَوَّالُ، أَبُو النَّجِيْبِ، عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأُرْمَوِيُّ. سَمِعَ: ابْنَ نَظِيْف بِمِصْرَ، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيّ بِبَغْدَادَ، وَأَبَا نُعَيْمٍ بِأَصْبَهَانَ. رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالكَتَّانِيُّ، وَنَجَا بنُ أَحْمَدَ. قَالَ الخَطِيْبُ: جَاوَرَ بِمَكَّةَ، فَأَكْثَر عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَرجعَ إِلَى الشَّامِ، فَمَاتَ بَيْنَ دِمَشْق وَالرَّحْبَة، فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَذَكَرَ الحَبَّال أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ، فَغَلطَ. مات حين الرواية شابًا. 3928- عمر بن إبراهيم 2: ابن إسماعيل، الحَافِظُ القُدْوَةُ، أَبُو الفَضْلِ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ الهَرَوِيُّ، الزَّاهِدُ، خَالُ شَيْخِ الإِسْلاَم أَبِي عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيِّ. سَمِعَ: عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ بن عَلَّك الجَوْهَرِيَّ، وَطبقته بِمَرْو، وَالحُسَيْنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْد العَسْكَرِي، وَعِدَّةً بِبَغْدَادَ، وَعَلِيَّ بنَ عبد البَكَّائِيّ بِالكُوْفَةِ، وَأَبَا بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ بِجُرْجَانَ، وَبِشْرَ بنَ أَحْمَدَ بِإِسْفَرَايِيْن، وَأَبَا عَمْرٍو بنَ حَمْدَان بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَمثَالَهُم. وَكَانَ مُقَدَّماً فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ وَالزُّهْدِ وَالوَرَعِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ أُخْته أَبُو عُثْمَانَ، وَأَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأنصاري، ومحمد ابن عَلِيٍّ العُمَيْرِيُّ الزَّاهِدُ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المَلِيْحِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مُحَدِّثَ هَرَاة وَشَيْخَهَا. وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاء، تُوُفِّيَ سَنَةَ تسعين وثلاث مائة. وتوفى ألو الفَضْلِ الزَّاهِدُ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُصْعَب التَّاجِر، وَمُسْنِدُ العِرَاق أَبُو عَلِيٍّ بنُ شاذان البزاز، وسفيان بن محمد حسنكويه السفياني، وعبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر الجَوْبَرِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَبْدِ اللهِ المُرِّيّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ غَالِب البَرْقَانِيّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن شبانه، وزاهدن وَقْته أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الخَرَقَانِيّ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 117". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 273"، والعبر "3/ 158"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 229".

ابن مصعب

3929- ابن مصعب 1: الشَّيْخُ الأَمِيْنُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُصْعَبِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بن مصعب ابن إِسْحَاقَ ابْنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ، الأَصْبَهَانِيُّ، التَّاجِرُ، بَقِيَّةُ المَشَايِخ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فار، وأحمد بن جعفر السمسار، وشكر ابن عُمَرَ المُعَدَّل، وَمُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الكِسَائِيّ، وَسُلَيْمَانَ الطَّبَرَانِيّ، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بشرويه، وَأَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَدَّاد، وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُطَرِّز، وَأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَهْرَيَار، وَالمُقْرِئ أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَعِدَّة. وَكَانَ مِنْ كُبَرَاء أَهْل أَصْبَهَان، لَهُ أَوقَافٌ كَثِيْرَةٌ، وَهُوَ عَمُّ أُمِّ الحَافِظِ إسماعيل بن محمد بالتيمي؛ مُصَنِّفِ "التَّرْغِيْب وَالتَّرْهِيْب". تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ نَاطح التِّسْعِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ. قرأنَا عَلَى إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا مَسْعُودٌ الجَمَّال "ح". وَنَبَّأَنِي أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ مَسْعُوْدٍ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بن أحمد، حدثنا أبي، حدثنا محمد ابن العَلاَء، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ هِشَام، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ عَدِيِّ بنِ ثَابِت، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَقُوْلُ اللهُ: "يَا ابنَ آدم: اذْكُرْني فِي نَفْسِكَ أَذْكُرْكَ فِي نَفْسي، اذْكُرْني فِي مَلأٍ مِنَ الناسِ أَذْكُرْكَ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُم" 2. تَفَرَّد بِهِ معاوية.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 158"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص1076"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 229". 2 صحيح: أخرجه البخاري "7405"، ومسلم "2675"، والترمذي "3603"، وابن ماجه "3822"، وأحمد "2/ 251، 413"، من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "يقول الله -عز وجل-: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، إن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملا ذكرته في ملا خير منهم، وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" واللفظ لمسلم.

ابن بشران

3930- ابن بشران 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ الصَّادِقُ، الوَاعِظُ المُذَكِّرُ، مُسْنِدُ العراق؛ أبو القَاسِمِ، عَبْدِ الْملك بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بِشْرَان بن مُحَمَّدِ بن بشران ابن مِهْرَانَ، الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمُ البَغْدَادِيُّ، صَاحِبُ الأَمَالِي الكَثِيْرَة. مَوْلِدُهُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: الكَثِيْر هُوَ وَأَخُوْهُ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ المُعَدَّل مِنْ جَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَأَبِي سَهْل بنِ زِيَادٍ، وَحَمْزَةَ الدِّهْقَان، وَأَحْمَدَ بنِ الفَضْلِ بنِ خُزَيْمَة، وَعَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدٍ الفَاكهِي المَكِّيّ، وَدَعْلَجٍ السِّجْزِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَعُمَر بن مُحَمَّدٍ الجُمَحِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ الآجُرِّيّ، وَعَبْدِ الخَالِقِ بن أَبِي رُوبَا، وَعَبْدِ البَاقِي بنِ قَانع، وَأَحْمَدَ بن نيخَاب الطّيبِي، وَأَبِي عَلِيِّ بن الصَّوَّاف، وَالحَسَنِ بن الخَضِر الأُسْيُوْطِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الكِنْدِيّ، وَالقَطِيْعِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالكَتَّانِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ لُوبَا، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الفقيرَة، وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ بن طَيْبَان، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ المُزَرِّر، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الخَل، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الخَيَّاط، وَأَبُو الخَطَّاب بنُ الجَرَّاحِ، وَأَبُو سَعْدٍ الأَسَدِيُّ، وَأَبُو غَالِبٍ بنُ البَاقِلاَّنِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ فَتْحَان الشَّهْرُزُوْرِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ ثقةً ثبتًا صالحًا.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 432"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 102"، والعبر "3/ 171"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص1097"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 30"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 246".

مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَأَوْصَى أَنْ يُدُفِنَ بجَنْبِ الشَّيْخِ أَبِي طالب المَكِّيِّ، وَكَانَ الجمعُ فِي جِنَازَتِهِ يَتَجَاوَزُ الحدّ، وَيفوتُ الإِحصَاءَ. رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا حسنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ الخَيَّاطُ وَأَبُو سَعْدٍ الأسدي قالا: أخبرنا أبو القاسم ابن بِشْرَان، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ بنِ خُزَيْمَة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى الطّبَّاع، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُوْرٌ، عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! كَيْفَ يَمْشُون عَلَى وُجُوْهِهِم؟ قَالَ: "إِنَّ الَّذِي أمشاهم على أقدامهم يمشيهم على وجوههم"1.

_ 1 ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه الترمذي "3142"، من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أوس ابن خالد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف. صنفًا مشاة، وصنفًا ركبًا، وصنفًا على وجوههم". قيل يا رسول الله وكيف يمشون على وجوهم؟ قال: "إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم، أما أنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك". وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن. قلت: بل إسناده ضعيف، فيه علتان: -الأولى: علي بن زيد، وهو ابن جدعان، فإنه ضعيف. والعلة الثانية: جهالة أوس بن خالد. قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. ولبعضه شاهد من حديث أنس بن مالك قال: إن رجلًا قال: يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: "أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا، قادرًا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟ ". أخرجه البخاري "4760"، ومسلم "2806"، من حديث أنس، به.

المنيني

3931- المنيني 1: الإمام المقرىء، خَطِيْبُ مَنِيْنَ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ رِزْق الله ابن عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي عَمْرٍو المَنِيْنِيُّ، الأَسْوَدُ. عَاشَ بِضْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. سَمِعَ: عَلِيَّ بن أَبِي الْعقب، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَرْوَانَ، وَالحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَأَبَا عَلِيّ بنَ آدَمَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الوَلِيْدِ الدَّرْبَنْدِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الدَّرْبَنْدِيُّ: لَمْ يَكُنْ فِي جَمِيْع الشَّام مَنْ يُكْنَى بِأَبِي بَكْرٍ غَيْرُهُ، وَكَانَ ثِقَةً. قُلْتُ: وَكَذَا لم ين يُوجَدُ بِمِصْرَ مُنْذُ تَمَلَّكَ بنُو عُبيد أَحدٌ يُكْنَى بِأَبِي بَكْرٍ، وَكَانَتِ الدُّنْيَا تَغلِي بِهِم رفضاً وَجَهلاً. مَاتَ أَبُو بَكْرٍ سَنَة سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ العَلاَّمَةُ شَيْخُ البَلاَغَة أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ شُهَيْد الأَنْدَلُسِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَبِي الكِرَام بمصر.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 266"، والعبر "3/ 160"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 230".

أبو نعيم

3932- أبو نُعَيْمٍ 1: أَحْمَد بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إسحاق بن موسى بن مهران، الإِمَامُ الحَافِظُ، الثِّقَةُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو نُعَيْمٍ، المِهْرَانِيُّ، الأَصْبَهَانِيُّ، الصُّوْفِيُّ، الأَحْوَلُ، سِبْطُ الزَّاهِدِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ البَنَّاءِ، وَصَاحِبُ "الحِلْيَةِ". وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ عُلَمَاء المُحَدِّثِيْنَ وَالرَّحَّالِيْن، فَاسْتجَازَ لَهُ جَمَاعَةً مِنْ كِبَارِ المُسْنِدِيْن، فَأَجَازَ لَهُ مِنَ الشَّام خَيْثَمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ حَيْدرَة، وَمن نَيْسَابُوْر أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، وَمن وَاسِط عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ شَوْذَب، وَمن بَغْدَاد أَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَاد القَطَّان، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نُصَيْر الخُلْدِيّ، وَمن الدِّيْنَوَر أَبُو بَكْرٍ بنُ السُّنِّي، وَآخَرُوْنَ. وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فَارس، فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَمن القَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَحْمَد بنِ بُنْدَار الشَّعَّار، وَأَحْمَدَ بنِ معَبْد السِّمْسَار، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ القَصَّار، وَعَبْدِ اللهِ بن الحَسَنِ بن بندار المديني، وأحمد بن إبراهيم ابن يُوْسُفَ التَّيْمِيِّ، وَالحَسَنِ بن سَعِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ العبَّادَانِي المُطَّوِّعِيّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ بنِ حَمْزَةَ، وَأَبِي القاسم الطبراني، وعبد الله بن محمد ابن إِبْرَاهِيْمَ العُقَيْلِيِّ، وَأَبِي مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سِيَاهُ، وَمُحَمَّدِ بن مَعْمَر بن نَاصِح الذُّهْلِيّ، وَالحَافِظ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الجِعَابِيّ قَدِمَ عَلَيْهِم، وَأَبِي الشَّيْخ بنِ حيان، وابن المقرىء، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ بِأَصْبَهَانَ، وَمن أَبِي بَكْرٍ بنِ الهيثم الأنباري، وأحمد بن يوسف بن خلاَّد النَّصِيْبِيّ، وَأَبِي عَلِيِّ بن الصَّوَّاف، وَأَبِي بَحْرِ بن كَوْثَر البَرْبَهَارِيّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ العَبَّاسِ؛ وَالد المُخَلِّص، وَعِيْسَى بن مُحَمَّدٍ الطُّوْمَارِيِّ، وَمَخْلَدِ بن جَعْفَرٍ الدَّقِيْقِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَطَبَقَتِهِم بِبَغْدَادَ، وَحَبِيْب بن الحَسَنِ القَزَّاز، وَفَارُوْقِ بنِ عَبْدِ الكَبِيْر الخَطَّابِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ إِسْحَاقَ الجَابرِيُّ،

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 100"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 91"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 993"، والعبر "3/ 170"، وميزان الاعتدال "1/ 111"، ولسان الميزان "1/ 201"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 30"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 245".

وَأَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ بنِ الرَّيَّانِ اللُّكِّي، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُسْلِمٍ العَامِرِيِّ، وَطَبَقَتِهِم بِالبَصْرَةِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي العَزَائِمِ، وَأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بن يَحْيَى الطَّلْحِيّ، وَعِدَّةٍ بِالكُوْفَةِ، وَمن أَبِي عَمْرٍو ابن حَمْدَان، وَأَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم، وَحُسَيْنَك التَّمِيْمِيّ، وَخَلْقٍ بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الكِنْدِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ الآجُرِّيّ، وَغيرِهمَا بِمَكَّةَ. وَعمل مُعْجَم شُيُوْخه، وَكِتَاب الحِلْيَة، وَ"المُسْتخرج عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ"، وَ"تَاريخ أَصْبَهَان"، وَ"صفَة الجَنَّة"، وَكِتَاب "دلاَئِل النُّبُوَّة"، وَكِتَاب "فَضَائِل الصَّحَابَة"، وَكِتَاب "عُلُوم الحَدِيْث"، وَكِتَاب "النِّفَاق". وَمُصَنَّفَاتُهُ كَثِيْرَةٌ جِدّاً. رَوَى عَنْهُ: كُوشيَار بن ليَاليزور الجِيْلِيّ وَمَاتَ قَبْلَهُ بِأَزيد مِنْ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وَأَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ وَمَاتَ قَبْلَهُ بثَمَانِيَةَ عشرَ عَاماً، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمْدَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو عَلِيٍّ الوَخْشِي، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُسْتَمْلِي، وَسُلَيْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الشِّيْرَازِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ الحَسَنِ التَّفَكُّرِي، وَعَبْدُ السَّلاَّم بنُ أَحْمَدَ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الجبار ابن يَيَّا، وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُطَرِّز، ومحمد بن عبد الواحد ابن مُحَمَّدٍ الصَّحَّاف، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَدَمِيُّ الفَقِيْه، وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ القَاضِي، وَأَبُو الفَضَائِل مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدِ بن ممك العطار، وأبو سعد محمد ابْن سَرْفَرْتج، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَوَيْه الشُّرُوطي، وَالأَدِيْبُ مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْد الثَّقَفِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ كنْدُوج، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المَرْزُبَان، ومحمد بن حسين بن محمد ابن زيْله، وَأَبُو طَالِبٍ أَحْمَد بن الفَضْلِ الشَّعيرِي، وَأَحْمَد بن مَنْصُوْرٍ القَاص، وَأَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ رَشِيد الأَدَمِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ اللَّبَّان، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ الحَسَنِ العَلَوِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ المُحسن بن طرَّاق، وَبُنْدَار بن مُحَمَّدٍ الخُلْقَانِي، وَحَمْدُ بنُ عَلِيٍّ البَاهِلِيّ الدَّلاَّل، وَأَبُو العَلاَءِ حَمْد بن عُمَرَ الشَّرَابِيّ، وَحَمْدُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّاجِر، وَحَمْد بن مَحْمُوْد البَقَّال، وَأَبُو العَلاَءِ حُسَيْنُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الصَّفَّار، وَحَيْدَرُ بنُ الحَسَنِ السُّلَمِيّ، وَخَالِدُ ابن عَبْدِ الوَاحِدِ التَّاجِرُ، وَأَبُو بَكْرٍ ذُو النُّوْنِ بن سهل الأشناني، وزكريا ابن مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ، وَسَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيّ، وَأَبُو زَيْدٍ سَعْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّحَّاف، وَسَهْلُ بنُ مُحَمَّدٍ المَغَازلِيُّ، وَصَالِحُ ابن عَبْدِ الوَاحِدِ البَقَّال، وَأَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَابَجَانِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاق بن رَرَا، وَأَبُو زَيْدٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الخِرقِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْد اللهِ بنُ الخَصِيْب الحَلاَوِيُّ، وَأَبُو الرِّجَاء عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ الشَّرَابِيُّ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ فُورُويه الصَّفَّار، وَأَبُو طَاهِرٍ عَلِيُّ بنُ عبد الواحد بن

فَاذْشَاهُ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البُرْجِي، وَغَانِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ البُرْجِي، وَعَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ المُعَدَّل، وَالفَضْلُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَالفَضْلُ ابن عُمَرَ بنِ سَهْلُوَيْه، وَأَبُو طَاهِرٍ المُحَسَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُبِشِّرُ بنُ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ الوَاعِظُ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَأَخُوْهُ أَبُو الفَضْلِ حَمْدٌ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ مَشْيَخة السِّلَفِيّ خَاتِمَتُهُم بَعْد الحَدَّاد أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّشْتَج الذَّهَبِي. وَكَانَ حَافِظاً مُبَرِّزاً عَالِي الإِسْنَاد، تَفَرَّد فِي الدُّنْيَا بِشَيْءٍ كَثِيْرٍ مِنَ العوَالِي، وَهَاجر إِلَى لُقِيِّه الحُفَّاظُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ يَقُوْلُ: لَمْ أرَ أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين؛ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيّ وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدُويي. قَالَ ابْنُ المُفَضَّلِ الحَافِظ: جَمَعَ شَيْخُنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَخْبَارَ أَبِي نُعَيْمٍ وَذكر مِنْ حَدَّثَهُ عَنْهُ، وَهُم نَحْو الثَّمَانِيْنَ، وَقَالَ: لَمْ يُصَنَّف مثل كتابه "حلية الأولياء"، سمع: ناه مِنْ أَبِي المُظَفَّر القَاسَانِي عَنْهُ سِوَى فَوْتٍ يسير. قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَرْدَوَيْه: كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي وَقتِهِ مرحُولاً إِلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ أَسندُ وَلاَ أَحفظُ مِنْهُ، كَانَ حُفَّاظُ الدُّنْيَا قَدِ اجتمعُوا عِنْدَهُ، فَكَانَ كُلّ يَوْم نَوْبَة وَاحِد مِنْهُم يقرأُ مَا يُرِيْدُهُ إِلَى قَرِيْب الظُّهر، فَإِذَا قَامَ إِلَى دَاره، رُبَّمَا كَانَ يُقْرَأ عَلَيْهِ فِي الطَّرِيْق جُزءٌ، وَكَانَ لاَ يَضْجَرُ، لَمْ يَكُنْ لَهُ غَدَاءٌ سِوَى التَّصْنِيف وَالتَّسْمِيع. قَالَ حَمْزَةُ بنُ العَبَّاسِ العَلَوِيُّ: كَانَ أَصْحَابُ الحَدِيْث يَقُوْلُوْنَ: بَقِيَ أَبُو نُعَيْمٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً بِلاَ نَظِير، لاَ يُوجد شرقاً وَلاَ غرباً أَعْلَى مِنْهُ إِسْنَاداً، وَلاَ أَحفَظُ مِنْهُ. وَكَانُوا يَقُوْلُوْنَ: لَمَّا صَنَّفَ كِتَابَ "الحِلْيَة" حُمِلَ الكِتَابُ إِلَى نَيْسَابُوْرَ حَالَ حَيَاتِهِ، فَاشترَوهُ بِأَرْبَع مائَة دِيْنَارٍ. قُلْتُ: رَوَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، فَقَالَ فِي كِتَاب "طبقَات الصُّوْفِيَّة": حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ الهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حبيش المقرىء بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلٍ الأَدَمِيُّ فَذَكَرَ حَدِيْثاً. قَالَ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا العَلاَء مُحَمَّدَ بن عَبْدِ الجَبَّارِ الفُرْسَانِيَّ يَقُوْلُ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِيّ المُعَدَّل فِي صِغَرِي مَعَ أَبِي، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ إِملاَئِه، قَالَ إِنسَانٌ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحْضُرَ مَجْلِسَ أَبِي نُعَيْمٍ، فَلْيَقُم. وَكَانَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ مَهْجُوراً بِسبب المَذْهَب، وَكَانَ بَيْنَ الأَشْعَرِيَّةِ وَالحنَابِلَة تعصب زَائِدٌ يُؤَدِّي إِلَى فِتْنَة، وَقِيْلٍ وَقَالٍ، وَصُدَاعٍ طَوِيْلٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَصْحَابُ الحَدِيْث بسكَاكين الأَقْلاَم، وَكَادَ الرَّجُلُ يُقْتَل.

قُلْتُ: مَا هَؤُلاَءِ بِأَصْحَابِ الحَدِيْث، بَلْ فَجرَةٌ جَهَلَة، أَبعد اللهُ شَرَّهُم. قَالَ الحَافِظُ أَبُو القاسم بن عَسَاكِر: ذكر الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ عَمَّنْ أَدْرَكَ مِنْ شُيُوْخِ أَصْبَهَان أَنَّ السُّلْطَانَ مَحْمُوْدَ بنَ سُبُكْتِكِيْن لَمَّا اسْتولَى عَلَى أَصْبَهَان، أَمَّر عَلَيْهَا وَالِياً مِنْ قِبَله، وَرَحَلَ عَنْهَا، فَوَثَبَ أَهلُهَا بِالوَالِي، فَقتلُوهُ، فَرَجَعَ السُّلْطَانُ إِلَيْهَا، وآمَنَهُم حَتَّى اطمأَنُّوا، ثُمَّ قصدهُم فِي يَوْم جُمُعَةٍ وَهُم فِي الجَامع، فَقَتَلَ مِنْهُم مَقْتَلَةً عَظِيْمَةً، وَكَانُوا قَبْل ذَلِكَ منعُوا الحَافِظَ أَبَا نُعَيْمٍ مِنَ الجُلُوس فِي الجَامع، فَسَلِمَ مِمَّا جَرَى عَلَيْهِم، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ كَرَامِتِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الوَهَّاب الأَنْمَاطِيَّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ بخطِّ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب: سَأَلتُ مُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ العَطَّار مُستملِي أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ جُزء مُحَمَّدِ بنِ عَاصِم: كَيْفَ قرأْتَه عَلَى أَبِي نُعَيْمٍ، وَكَيْفَ رَأَيْتَ سَمَاعَه؟ فَقَالَ: أَخرجَ إِليَّ كِتَاباً، وَقَالَ: هُوَ سَمَاعِي، فَقرأْتُه عَلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ الخَطِيْبُ: قَدْ رَأَيْتُ لأَبِي نُعَيْم أَشْيَاء يَتَسَاهَلُ فِيْهَا، مِنْهَا أَنْ يَقُوْلَ فِي الإِجَازَةً: أَخْبَرَنَا. من غير أن يبين. قال الحافظ أبو عبد الله ابن النَّجَّار: جُزْءُ مُحَمَّدِ بنِ عَاصِم قَدْ رَوَاهُ الأَثبَاتُ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، وَالحَافِظُ الصَّادِقُ إِذَا قَالَ: هَذَا الكِتَابُ سَمَاعِي، جَازَ أَخذهُ عَنْهُ بِإِجمَاعِهم. قُلْتُ: قَوْلُ الخَطِيْب: كَانَ يَتَسَاهلُ ... إِلَى آخرِهِ، هَذَا شَيْءٌ قَلَّ أَنْ يَفْعَلَه أَبُو نُعَيْمٍ، وَكَثِيْراً مَا يَقُوْلُ: كَتَبَ إِلَيَّ الخُلْدِيّ. وَيَقُوْلُ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو المَيْمُوْنِ بنُ رَاشِد فِي كِتَابِهِ. وَلَكِنِّي رَأَيْتهُ يَقُوْلُ فِي شَيْخِهِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ فَارس الَّذِي سَمِعَ: مِنْهُ كَثِيْراً وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بن جعفر فيما قرىء عَلَيْهِ. فيُوهِمُ أَنَّهُ سَمِعَهُ، وَيَكُونُ مِمَّا هُوَ لَهُ بِالإِجَازَةِ، ثُمَّ إِطلاَقُ الإِخبارِ عَلَى مَا هُوَ بِالإِجَازَةِ مَذْهَبٌ مَعْرُوفٌ قَدْ غلب اسْتَعمَالُهُ عَلَى مُحَدِّثِي الأَنْدَلُس، وَتَوَسَّعُوا فِيْهِ. وَإِذَا أَطلق ذَلِكَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مِثْل الأَصَمِّ وَأَبِي المَيْمُوْنِ البَجَلِيّ وَالشُّيُوْخِ الَّذِيْنَ قَدْ عُلم أَنَّهُ مَا سَمِعَ: مِنْهُم بَلْ لَهُ مِنْهُم إِجَازَة، كَانَ لَهُ سَائِغاً، وَالأَحْوَطُ تجنّبهُ. حَدَّثَنِي أَبُو الحَجَّاج الكَلْبِيُّ الحَافِظُ أَنَّهُ رَأَى خَطَّ الحَافِظِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ قَالَ: وَجدتُ بخطِّ أَبِي الحَجَّاج بنِ خَلِيْل أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ أَصل سَمَاع الحَافِظ أَبِي نُعَيْمٍ لجُزء مُحَمَّدِ بنِ عَاصِم. قُلْتُ: فَبطَلَ مَا تَخَيَّلهُ الخَطِيْبُ، وَتَوهَّمَهُ، وَمَا أَبُو نُعَيْمٍ بِمُتَّهَم، بَلْ هُوَ صَدُوْقٌ عَالِمٌ بِهَذَا الْفَنّ، مَا أَعلمُ لَهُ ذَنْباً -وَاللهِ يعْفُو عَنْهُ- أَعظَم مِنْ روَايتِهِ للأَحَادِيْثِ المَوْضُوْعَة في تواليفه، ثم يسكت عن توهيتها.

قَالَ الحَافِظُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ أَبِي عَمْرٍو: سَمِعْتُ أَبَا الحُسَيْن القَاضِي، سَمِعْتُ عَبْدَ العَزِيْز النَّخْشَبِيّ يَقُوْلُ: لَمْ يَسْمَعْ: أَبُو نُعَيْمٍ مُسْند الحَارِثِ بنِ أَبِي أُسَامَةَ بِتَمَامِهِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلاَّد، فَحَدَّثَ بِهِ كُلِّهِ، فقال الحافظ ابن النَّجَّار: قَدْ وَهمَ فِي هَذَا، فَأَنَا رَأَيْتُ نسخة الكتاب عتيقةً وخط أبي نعيم عليها يَقُوْلُ: سَمِعَ: مِنِّي فُلاَنٌ إِلَى آخر سَمَاعِي مِنْ هَذَا المُسْنَد مِنِ ابْنِ خَلاَّد، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُوْنَ رَوَى البَاقِي بِالإِجَازَةِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ رَجَمَ النَّجْمَ جمِيْعُ الوَرَى ... لَمْ يَصِلَ الرّجم إلى النّجم قلت: قد كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة يُقذِعُ فِي المَقَال فِي أَبِي نُعَيْمٍ لمَكَان الاعْتِقَادِ المُتَنَازع فِيْهِ بَيْنَ الحَنَابِلَةِ وَأَصْحَابِ أَبِي الحَسَنِ، وَنَال أَبُو نُعَيْمٍ أَيْضاً مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ فِي تَارِيْخِهِ، وَقَدْ عُرف وَهنُ كَلاَم الأَقرَانِ المُتَنَافِسين بَعْضِهُم فِي بَعْض. نَسْأَلُ اللهَ السَّمَاح. وَقَدْ نقل الحَافِظَان ابْنُ خَلِيْل وَالضِّيَاءُ جُمْلَةً صَالِحَةً إِلَى الشَّامِ مِنْ توَالِيف أَبِي نُعَيْمٍ وَرِوَايَاتِهِ، أَخذهَا عَنْهُمَا شُيُوْخُنَا، وَعِنْد شَيْخِنَا أَبِي الحَجَّاجِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ كَثِيْرٌ بِالإِجَازَةِ العَالِيَةِ كَالحِلْيَة، وَ"المُسْتَدرك عَلَى صَحِيْح مُسْلِم". مَاتَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: فِي العِشْرِيْنَ مِنَ المُحَرَّم سَنَة ثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ أَرْبَعٌ وتسعون سنة. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ وَسُلَيْمَانُ بنُ قُدَامَة قَالاَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِيْرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَرْدَوَيْه، وَحَمْدُ بنُ سَهْلُوَيْه الشَّرَابِيُّ، وَأَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ الشَّعِيْرِي، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ أَبِي يَعْفُورٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعْتُ ابنَ عُمَرَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ القِيَامَةِ إلَّا سَبَبِي وَنَسَبِي"1. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الآنمِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ أبي

_ 1 صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف، آفته يونس بن أبي يعفور العبدي الكوفي. قال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ كثيرًا. أما أبو يعفور. واسمه وقدان العبدي الكوفي فإنه ثقة روى له الجماعة، ولكن للحديث شاهد عن عمر بن الخطاب: عند ابن سعد "8/ 463"، والحاكم "3/ 142"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "6/ 182"، وأبى نعيم في "الحلية" ط2/ 34"، وإسناده ضعيف لانقطاعه. وله شاهد آخر من حديث ابن عباس: عند الخطيب في "تاريخ بغداد" "10/ 271". وشاهد من حديث المسور: عند أحمد "4/ 323، 332".

مَنْصُوْرٍ الجَمَّال "ح". وَأَنْبَأَنِي ابْنُ سَلاَمَةَ عَنِ الجَمَّال، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى القَصَّار، حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، سَمِعْتُ أَبِي، سَمِعْتُ سُفْيَانَ، سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، سَمِعْتُ ابْنَ المُسَيِّب يَقُوْلُ: طُوبَى لمَنْ كَانَ عَيْشُهُ كَفَافاً وَقَوْلُهُ سَدَاداً. وَمَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ مُسْنِدُ العِرَاق؛ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بِشْرَان الوَاعِظُ، وَمِسْنِدُ الأَنْدَلُس أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِشَام بن جَهْور لَهُ إِجَازَةُ الآجُرِّيّ، وَشَيْخُ التَّفْسِيْر أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ الحِيْرِيُّ الضَّرِيْرُ، وصاحب الآداب أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الْملك بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الثَّعَالِبِيُّ، وَالعَلاَّمَةُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَوْفِيُّ المِصْرِيُّ؛ صَاحِبُ كِتَاب "الإِعرَاب"، وَالعَلاَّمَةُ أَبُو عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ عِيْسَى بنِ أَبِي حَاج الفَاسِيُّ شَيْخُ المالكية بالقيروان.

البرقاني

3933- البرقاني 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الفَقِيْهُ، الحَافِظُ الثَّبْتُ، شَيْخُ الفُقَهَاءِ وَالمُحَدِّثِيْنَ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ غَالِبٍ، الخُوَارَزْميُّ، ثُمَّ البَرْقَانِيُّ الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. سَمِعَ: فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بخُوَارزْم مِن: أَبِي العَبَّاسِ بنِ حَمْدَانَ الحِيْرِيِّ النَّيْسَابُوْرِيِّ أَخِي أَبِي عَمْرٍو، حَدَّثَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الضُّرَيْس، وَالكِبَارِ، وَسَمِعَ: بِهَا مِنْ مُحَمَّدِ بن عَلِيٍّ الحَسَّانِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَنَابٍ الخُوَارزْميَّين. وَسَمِعَ: بِهَرَاة مِنْ أَبِي الفَضْلِ بن خَمِيْرُوَيْه. وَبِجُرْجَانَ مِنَ الإِمَام أَبِي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد بن الغطريف. وبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ الصَّوَّاف، وَمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ البُنْدَار، وَأَبِي بَحْر بنِ كَوْثَر، وَأَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الخُتُّلِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ مَاسِي، وَابنِ كَيْسَان، وَخَلْق، وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَانَ، وَأَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم، وَعِدَّة. وَبِدِمَشْقَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الحَدِيد. وَبِمِصْرَ مِنَ الحَافِظ عَبْدِ الغَنِيّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ المَالِكِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّوْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَالفَقِيْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظُ، وَأَبُو القَاسِمِ علي بن أبي العلاء المصيصي،

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 373"، والأنساب للسمعاني "2/ 156"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 79"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 980"، والعبر "3/ 156"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 280"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 228".

وَأَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الكَرَجِي، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، وَيَحْيَى بن بُنْدَار البَقَّال، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ الكَتَّانِيّ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَاسْتوطن بَغْدَاد دَهْراً. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ البَرْقَانِيُّ ثِقَةً وَرِعاً ثَبْتاً فَهماً، لَمْ نَرَ فِي شُيُوْخنَا أَثبتَ مِنْهُ، عَارِفاً بِالفِقْه، لَهُ حظٌّ مِنْ علمِ العَرَبِيَّة، كَثِيْرُ الحَدِيْثِ، صَنَّفَ مُسْنَداً ضمَّنَهُ مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ صَحِيْحُ البُخَارِيِّ وَمُسْلِم، وَجمع حَدِيْثَ سُفْيَان الثَّوْرِيِّ، وَأَيُّوْب، وَشُعْبَة، وَعُبَيْد اللهِ بنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ المَلِكِ بن عُمَيْر، وَبَيَان بنِ بِشْر، وَمَطَرٍ الوَرَّاق، وَغَيْرِهِم، وَلَمْ يقطع التَّصْنِيْفَ إِلَى حِيْنَ وَفَاتِهِ، وَمَاتَ وَهُوَ يَجْمَعُ حَدِيْث مِسْعَر، وَكَانَ حَرِيْصاً عَلَى العِلْم، مُنْصَرِفَ الهِمَّة إِلَيْهِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ يَوْماً لِرَجُلٍ مِنَ الفُقَهَاء مَعْرُوفٍ بِالصَّلاَحِ: ادْعُ اللهَ تَعَالَى أَنْ ينْزع شَهْوَةَ الحَدِيْثِ مِنْ قَلبِي، فَإِنَّ حُبَّه قَدْ غَلَبَ عَلَيَّ، فلَيْسَ لِي اهتمَامٌ إلَّا بِهِ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ: البَرْقَانِيُّ إِمَامٌ، إِذَا مَاتَ ذهبَ هَذَا الشَّأْن. قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الكَرْمَانِيَّ الفَقِيْهَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ فِي أَصْحَابِ الحَدِيْث أَكْثَرَ عبَادَةً مِنَ البَرْقَانِيّ. وَسَأَلتُ الأَزْهَرِيَّ: هَلْ رَأَيْتَ شَيْخاً أَتْقَنَ مِنَ البَرْقَانِيّ؟ قَالَ: لاَ. وَذكره أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، فَقَالَ: هُوَ نسيجُ وَحدِه. قَالَ الخَطِيْبُ: أَنَا مَا رَأَيْتُ شَيْخاً أَثبتَ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: البَرْقَانِيُّ ثِقَةٌ حَافِظٌ. وَذَكَرَهُ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي طبقَات الشَّافِعِيَّة، فَقَالَ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَسَكَنَ بَغْدَادَ، وَبِهَا مَاتَ فِي أَوَّلِ رَجَب سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. ثُمَّ قَالَ: تَفَقَّهَ فِي حدَاثتِهِ، وَصَنَّفَ فِي الفقه، وثم اشْتغل بعلمِ الحَدِيْثِ، فَصَارَ فِيْهِ إِمَاماً. قَالَ البَرْقَانِيُّ: دَخَلتُ إِسْفَرَايِيْن وَمعِي ثَلاَثَةُ دَنَانِيْر وَدِرْهَم، فضَاعت الدَّنَانِيْرُ، وَبَقِيَ الدِرْهَم، فدفعْتُه إِلَى خبَّاز، فكُنْتُ آخُذ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ رَغِيْفَيْنِ، وآخُذُ مِنْ بِشْرِ بن أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيّ جُزءاً فَأَكتُبُهُ، وأفرغه بِالعشِي، فكتبتُ ثَلاَثِيْنَ جُزءاً، وَنَفِدَ مَا عِنْد الخَبَّاز، فسَافرتُ. قُلْتُ: كَانَ الخبزُ رَخِيْصاً إِلَى الغَايَة. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ غَانِم -وَكَانَ صَالِحاً- قَالَ: نقَلْتُ البَرْقَانِيَّ مِنْ بَيْته، فَكَانَ مَعَهُ ثَلاَثَة وَسِتُّوْنَ سَفَطاً وَصندوقَان، كُلُّ ذَلِكَ مملوءٌ كتباً.

قُلْتُ: وَمن هِمَّتِهِ أَنَّهُ سَمِعَ: مِنْ تلمِيذِهِ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ، وَحَدَّثَ عَنْهُ فِي حيَاتِهِ، وقد سمع: نا المُصَافَحَة لَهُ فِي مُجَلَّد بِإِسْنَادٍ عَالٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: كُنْتُ أُذَاكِرُهُ الأَحَادِيْثَ، فيكتُبهَا عَنِّي، وَيُضَمِّنُهَا جُمُوعه، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كَانَ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ يقرأُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِمَّنْ يحضُرُه وَرقَةً بلفظِه، ثُمَّ يقرأَ عَلَيْهِ، وَكَانَ يقرأُ لِي وَرقتين، وَيَقُوْلُ للحَاضِرين: إِنَّمَا أُفَضِّلُهُ عليكُم لأَنَّه فَقِيْه. قُلْتُ: قَدْ رَوَى عَنِ الإِسْمَاعِيْلِيِّ "صَحِيْحَه". أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ، أَخبركُم مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِي، حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ خَارِجَةَ بن زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أَتَعَلَّمَ كِتَابَ يَهُوْدٍ، فَمَا مَرَّ بِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى تَعَلَّمْتُ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وَاللهِ إِنِّيْ لاَ آمَنُ اليَهُوْدَ عَلَى كِتَابِي". قَالَ: فَلَمَّا تَعَلَّمْتُ كُنْتُ أَكْتُبُ لَهُ إِلَى يَهُوْدٍ إِذَا كَتَبَ إِلَيْهِم، فَإِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ، قَرَأْتُ كِتَابَهُم لَهُ1. ذكره البُخَارِيُّ تَعليقاً، فَقَالَ: وقَالَ خَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ، لأَنّ ابْنَ أَبِي الزِّنَادِ لَيْسَ مِنْ شَرْطه، وَمَعَ هَذَا فَذَكَره بصيغَة جزمٍ لصدقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ومعرفته بعلم أبيه.

_ 1 صحيح لغيره: علقه البخاري "7190"، ووصله أبو داود "3645"، والترمذي "2716"، وأحمد "5/ 186"، من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، به. وله شاهد من حديث زيد بن ثابت: عند أحمد "5/ 182"، والحاكم "3/ 422"، من طريق الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن زيد بن ثابت قَالَ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- "اتحسن السريانية إنها تأتيني كتب؟ قال: قلت، لا، قال: فتلعمها، فتلمتها في سبعة عشر يومًا"، وقال الحكم: صحيح إن كان ثابت بن عبيد سمعه من زيد بن ثابت وكذا قال الذهبي في "التخليص".

المري، السهمي

المري، السهمي: 3934- المري 1: الحَافِظُ الإِمَامُ، أَبُو نَصْرٍ، عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ أَيُّوْبَ المُرِّيُّ، الأذرعي ثم الدمشقي، الشروطي، ابن الجبان. حَدَّثَ عَنْ: الحُسَيْنِ بنِ أَبِي الزّمزَام، وَأَبِي عُمَرَ بنِ فَضَالَة، وَمُظَفَّر بن حَاجِب بن أَركين، وَالفَضْلِ المُؤَذِّن، وَجُمح، وَعِدَّة. وَلَمْ يَرْحَلْ. وَعَنْهُ: الأَهْوَازِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الحِنَّائِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمَّانُ، وَالكَتَّانِيُّ، وَابْنُ أَبِي العَلاَءِ. وَثَّقَهُ أَبُو بَكْرٍ الحَدَّاد. وَقَالَ الكَتَّانِيّ: هُوَ أُسْتَاذُنَا وَشَيْخُنَا، صَنَّفَ كُتُباً كَثِيْرَةً، وَكَانَ يَحْفَظُ شَيْئاً مِنْ علمِ الحَدِيْث. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وعشرين وأربع مائة. 3935- السهمي 2: الإِمَامُ الحَافِظُ، المُحَدِّثُ المُتْقِنُ، المُصَنِّفُ، أَبُو القَاسِمِ، حمزة ابن يُوْسُفَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ، القُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ، مِنْ ذُرِّيَّة صَاحِبِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هِشَامِ بنِ العاص بن وائل السهمي، محدث جرجان. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَأَوّل سَمَاعه بِجُرْجَانَ كَانَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ، سَمِعَ: مِنْ أَبِيهِ المُحَدِّث أَبِي يَعْقُوْبَ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الصَّرَّام، وَأَبِي أَحْمَدَ بنِ عَدِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَخَلْق. وَارْتَحَلَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ إِلَى أَصْبَهَانَ وَالرَّيِّ وَبغدَاد وَالبَصْرَة وَالشَّام وَمِصْر وَالحَرَمَيْنِ وَواسط وَالأَهْوَاز وَالكُوْفَة. وَرَوَى عَنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ مَاسِي، وَأَبِي حَفْصٍ الزَّيَّات، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ غُلاَم الزُّهْرِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ الوَرَّاق، وَعَبْدِ الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدَان الشِّيْرَازِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ مُحَمَّدِ بن يُوْسُفَ الكَشِّي، وَجَعْفَرِ بن حِنْزَابَة الوَزِيْر، وَمَيْمُوْنَ بنِ حَمْزَةَ العَلَوِيِّ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّبْحِيُّ، وَإِسْمَاعِيْل بنُ مَسْعَدَةَ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ الجُرْجَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَف الشِّيْرَازِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَتكلَّم فِي العِلَلِ وَالرِّجَال. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقِيْلَ: سَنَة سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ. حدث الخَطِيْبُ عَنْ رَجُلٍ عنه.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 261"، والعبر "3/ 158"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 229". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 202"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 87"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 990"، والعبر "3/ 161"، والنجوم الزاهرة بالن تغري بردي "4/ 283"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 231".

ابن دوست، مهيار

ابن دوست، مهيار: 3936- ابن دوست 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُسْنِدُ، أَبُو عَمْرٍو، عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بن دُوْسْتَ، البَغْدَادِيُّ العَلاَّفُ. وَكَانَ وَالِدُهُ يَرْوِي عَنْ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ، وَمَاتَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ المُهْتَدِي بِاللهِ فِي مَشْيَخته، وَجَمَاعَة. وَسَمِعَ أَبَا عَمْرٍو وَلدَهُ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ النَّجَاد، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ الخُرَاسَانِيُّ، وَعُمَر بن سَلْم الخُتُّلِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّد بنِ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيِّ، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ هَذَا "بِمُوَطَّأَ القَعْنَبِيّ". قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَكَانَ صَدُوْقاً. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَة ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: قَارب التِّسْعِيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ القَادِرَ اليُوْسُفِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عُلْوَانَ، وثابت بن بندار، وآخرون. 3937- مهيار 2: ابن مرزويه، الأَدِيْبُ البَاهِرُ، ذُو البَلاَغَتَيْنِ، أَبُو الحَسَنِ الدَّيْلَمِيُّ، الفَارِسِيُّ. كَانَ مَجُوْسِيّاً، فَأَسْلَمَ، فَقِيْلَ: أَسلمَ عَلَى يَد الشَّرِيْفِ الرَّضِيِّ فَهُوَ شَيْخُه فِي النَّظمِ وَفِي التَّشَيُّع، فَقَالَ لَهُ ابْنُ بَرْهَان: انتقلتَ بِإِسلاَمِكَ فِي النَّارِ مِنْ زَاويَةٍ إِلَى زَاويَةٍ، كُنْتَ مَجُوْسِيّاً، فَصِرْتَ تَسُبُّ الصَّحَابَةَ فِي شعرك. ولد دِيْوَانٌ، وَنظمُهُ جزلٌ حُلو، يَكُون دِيْوَانُهُ مائَة كُرَّاس. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 314"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 92"، والعبر "3/ 166"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 238". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 276"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 94"، ووفيات الأعيان "5/ 359"، والعبر "3/ 167"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 26"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 242".

ابن بكير، ابن غرسية

ابن بكير، ابن غرسية: 3938- ابن بكير 1: الإمام المقرىء المُجَوِّدُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ بكير بن ود، البَغْدَادِيُّ النَّجَّارُ، جَارُ أَبِي القَاسِمِ بنِ بِشْرَانَ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بنَ خَلاَّد النَّصِيْبِيّ، وَأَبَا بَحْرٍ البَرْبَهَارِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ جَعْفَرٍ الخُتُّلِيّ، وَأَبَا إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَطَائِفَة. وقرأَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ كِبَارٌ، مِنْهُم عبد السيد بن عتاب، وأبو الخطاب ابن الجرَّاح، وَأَبُو البَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الوَكِيْل، وثَابِتُ بنُ بُنْدَار البَقَّال، وَذَلِكَ لحق قرَاءته عَلَى البُزُورِي. صَاحِب أَحْمَد بن فَرح المُفَسِّر. وَحَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَابْنُ الطُّيُوْرِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ بُنْدَار البَقَّال. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً مِنْ أَهْلِ القُرْآن، تَلاَ عَلَى إِبْرَاهِيْم بن أَحْمَدَ البُزُورِي. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 3939- ابْنُ غرسية 2: العَلاَّمَةُ قَاضِي الجَمَاعَة، أَبُو المُطَرِّفِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أحمد بن سَعِيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بِشْر بن غَرسِيَّةَ، القُرْطُبِيُّ المَالِكِيُّ، ابْنُ الحَصَّار، وَيُعْرَفُ بِمَولَى بَنِي فطيس. تفقه بأبي عمر الإشبيلي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 39"، والعبر "3/ 177"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 250". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 326"، والعبر "3/ 148"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 223".

وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ، وَالإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ الأَصِيْلِي. وَكَانَ أَحدَ الأَذكيَاء المُتفنِّنين. قَالَ ابْنُ حَيَّان: لَمْ يَكُنْ فِي وَقتِهِ مثلُه، وَبِهِ تَفَقَّهَ مُحَمَّدُ بنُ عتَّاب، وَكَانَ ابْنُ عتَّاب يفخَرُ بِذَلِكَ. قُلْتُ: وَلاَّهُ مُتَوَلِّي قُرْطُبَة عَلِيُّ بنُ حَمُّوْد الحَسَنِي القَضَاءَ، سَنَة سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَأحسنَ السِّيْرَةَ، ثُمَّ وَلِي لِلْقَاسِمِ بنِ حَمُّوْد القَضَاءَ مَعَ الخطَابَةِ، ثُمَّ عَزَلَهُ المُعتمدُ لأُمُورٍ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ. ابْنُ بَشْكُوَالٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عتَّاب، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أَرَى القَاضِي ابْن بِشْرٍ فِي المَنَامِ فِي هَيئته، فَأُسَلِّم عَلَيْهِ، وَأَدرِي أَنَّهُ مِيِّتٌ، فَيَقُوْلُ: صرتُ إِلَى خَيْرٍ وَيُسرٍ بَعْد شِدَّة. فكُنْتُ أَقُولُ لَهُ فِي فضل العِلْم، فَيَقُوْلُ: لَيْسَ هَذَا العِلْمَ، لَيْسَ هَذَا العِلْمَ يُشِير إِلَى المَسَائِل، وَيَذْهَبُ إِلَى أَنَّ الَّذِي نفعَه علمُ القُرْآن وَالحَدِيْث. وَقَالَ ابْنُ حَزْم: مَا لقيتُ أَشدَّ إِنصَافاً فِي المُنَاظرَة مِنِ ابْنِ بِشر، وَلَقَدْ كَانَ مِنْ أَعْلَمِ مِنْ لَقِيْتُهُ بِمَذْهَب مَالِكٍ مَعَ قُوَّتِهِ فِي علم اللُّغَةِ وَالنَّحْو، وَدِقَّةِ فَهْمِهِ. قَالَ ابْنُ عتَّاب: كَانَ لاَ يفتَحُ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ روَايَةٍ، وَصحبْتُه عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَذهبَ فِي أَوّلِ أَمرِهِ إِلَى التَّكلُّم عَلَى "المُوَطَّأ"، فَقرأتُهُ عَلَيْهِ فِي أَرْبَعَة أَنفس، فَلَمَّا عُرف ذَلِكَ، أَتَاهُ جَمَاعَةٌ ليسمعُوا، فَامْتَنَعَ، وَكُنَّا نجتمعُ عِنْدَهُ مَعَ شُيُوْخ الفَتْوَى، فيُشَاوَرُ فِي المَسْأَلَة، فَيُخَالِفُونه، فَلاَ يَزَالُ يُحَاجُّهُم وَيستظهِرُ عَلَيْهِم حَتَّى يقولوا بقوله. توفي ابن بشر هذا فِي نِصْفِ شَعْبَان سَنَة اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ ثَمَان وَخمسُوْنَ سَنَة رَحِمَهُ اللهُ، ولم يجىء بعده قاض مثله.

المرزوقي، ابن نظيف

المرزوقي، ابن نظيف: 3940- المرزوقي 1: إِمَامُ النَّحْوِ، أَبُو عَلِيٍّ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، المَرْزُوْقيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، أَحَدُ أَئِمَّةِ اللِّسَانِ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ فَارِسٍ. وَتَصَدَّرَ، وَأَخَذَ النَّاسُ عَنْهُ، وَرَحَلُوا إِلَيْهِ. وَلَهُ شَرْح الحمَاسَة فِي غَايَة الحُسَن، وَ"شرح الفصيح"، وغير ذلك. رَوَى عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَقَّال، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الزَّجَّاج، شَيْخُ السِّلَفِيّ. تَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّةٌ. تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَارب تسعين سنة. 3941- ابن نظيف 2: الشَّيْخُ العَالِمُ المُسْنِدُ المُعَمَّر، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ نَظِيْف، المِصْرِيُّ الفَرَّاءُ؛ أَخُو الشَّيْخ أَحْمَدَ بنِ الفَضْلِ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فِي صَفَرٍ. وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي الفَوَارِس أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ السِّنْدِيّ الصَّابُوْنِيّ، وَالعَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نَصْر الرَّافِقِي، وَأَحْمَدَ بنُ الحَسَنِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ عُتْبَةَ الرَّازِيُّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي المَوْت المَكِّيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عطيَّة الحَدَّاد، وَأَحْمَدَ بنِ مَحْمُوْد الشَّمْعِي، وعبد الله بن جعفر ابن الْورْد، وَمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بن مَسْرُور الحَطَّاب، وَعِدَّة. وَتَفَرَّد فِي الدُّنْيَا بِعُلُوّ الإِسْنَاد. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ كَاكو، شيخ لوجيه الشحامي، وأبو القاسم سع بنُ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو القاسم القشيري، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ المِصِّيْصِيّ، وَالرَّئِيْس أبو عبد الله الثقفي، وَالقَاضِي أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، وَآخَرُوْنَ. ووَقَعَ لِي جُزْآنِ مِنْ حَدِيْثه. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّالُ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ نَظِيْف يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي مَسْجِد عَبْد اللهِ سبعينَ سَنَةً، وَكَانَ شَافِعِيّاً يقنُتُ، فَأَمَّ بَعْدَهُ رَجُلٌ مَالِكِيٌّ، وَجَاءَ النَّاسُ عَلَى عَادتهم، فَلَمْ يَقْنُت، فتركُوهُ وَانصرَفُوا، وَقَالُوا: لاَ يُحسنُ يُصَلِّي. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وقد نيف على التسعين، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "5/ 34"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 365". 2 ترجمته في العبر "3/ 175"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 31"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 249".

المنقي، ابن عبد كويه

المنقي، ابن عبد كويه: 3942- المنقي 1: الإِمَامُ الوَاعِظُ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ طَلْحَةَ بنِ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ، البَغْدَادِيُّ المُنَقِّي يَعْنِي المُغَرْبِل. سَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ بن بُرَيه، وَعَبْدَ الصَّمَدِ الطَّسْتِي، وَأَبَا بَكْرٍ النَّجَّاد. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو الحَطَّاب بنُ البَطِر، وَجَمَاعَة. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً مَسْتُوْراً، مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَة عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، رَحِمَهُ الله. 3943- ابن عبدكويه 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ الثِّقَةُ، أَبُو الحَسَنِ، علي بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه، الأَصْبَهَانِيُّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي إِسْحَاقَ بنِ حَمْزَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بن الحَسَنِ بنِ بُنْدَار، وَأَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الكِسَائِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الفَابَجَانِيّ، وَأَحْمَدَ بن بُنْدَار الشَّعَّار، وَمُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ ابن سِيَاهُ، وَفَارُوْق بنِ عَبْدِ الكَبِيْر الخَطَّابِي، وَمُحَمَّدِ بنِ مَعْمَر بن نَاصِح، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ عَبَّاد، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَهْوَازِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ بنِ الرَّيَّانِ اللُّكِّي، وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ بن أَفرجه، وَعَلِيِّ بن الفَضْلِ بنِ شَهْرَيَار، وَأَحْمَدَ بن عِمْرَانَ الأُشْنَانِي، بصرِيّ، وَأَحْمَدَ بن مَحْمُوْد بن خُرَّزَاذ، وَإِبْرَاهِيْم بنِ مُحَمَّدٍ الدَّيْبُلِي بِمَكَّةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ المُنْذِرِ المَدِيْنِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ سهل العسكري، ومحمد ابن إِسْحَاقَ بنِ أَيُّوْبَ بن كُوشيذ. وَأَمْلَى مَجَالِسَ كَثِيْرَةً، وَقَعَ لِي مِنْهَا ثَلاَثَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَمجلسَان. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو العَلاَءِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بن قولون، وأبو العلاء محمد ابن عَبْدِ الجَبَّارِ الفُرْسَانِي، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مِهْرَان اللَّبَّاد، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ فورجه الفِرَّاش، وَأَسْمَاءُ بنت أحمد بن عبد الله ابن مهران؛ وهم من شيوخ السلفي. تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 212"، والعبر "3/ 136"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 214". 2 ترجمته في العبر "3/ 150"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 225".

وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُطِيع مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الصَّحَّاف. أَخْبَرَنَا أَبُو الرَّبِيْع سُلَيْمَانُ بنُ قُدَامَةَ وَأَخُوْهُ دَاوُد، وَعِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَة سبعِ مائَة، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَمْزَةَ، وَهديَّةُ بِنْتُ عليّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّوَّاف، وَابْنُ مُؤْمِن قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدكُويه سَنَة عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ بِالبَصْرَةِ سَنَة 357، حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِم، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْداً، دَعَا جِبْرِيْلَ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيْلُ: إِنِّيْ أُحِبُّ فُلاَناً، فَأَحِبَّهُ. فَيُحِبُّهُ جِبْرِيْلُ، وَيُنَادِي فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّ فُلاَناً فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُجْعَلُ لَهُ القَبُول فِي الأَرْضِ ... " الحَدِيْث1. وَذكَر فِي الْبُغْض نحو ذلك.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3209"، ومسلم "2637".

طلحة بن علي

3944- طلحة بن علي 1: ابن الصقر، الشَّيْخُ الثِّقَةُ، الخَيِّر الصَّالِحُ، بَقِيَّةُ السَّلَف، أَبُو القَاسِمِ، البَغْدَادِيُّ الكَتَّانِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الأَدَمِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد، وَدَعْلَج، وَالشَّافِعِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ الصَّوَّاف، وَأَبِي سُلَيْمَانَ الحَرَّانِيّ، وَأَحْمَدَ بن ثَابِتٍ الوَاسِطِيِّ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً صَالِحاً. وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ. وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ المِصِّيْصِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بَيَانٍ الرَّزَّازُ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، عَنْ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ السَّيِّد بِالمِزَّة، أَخْبَرَنَا القَاضِي مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى القُرَشِيّ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مسلمَة، حَدَّثَنَا مُوْسَى الطَّوِيْل، حَدَّثَنَا أَنَسٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمْسَحُ عَلَى الجَوْرَبَيْنِ عَلَيْهِمَا النَّعْلاَن. هَذَا حَدِيْثٌ تِسَاعِي لَنَا، لَكِن مُوْسَى لَيْسَ بثقة، زعم أنه من موالي أَنَس بنِ مَالِكٍ، وَزعم أَنَّهُ رَأَى أُمَّ المؤمنين عائشة بالبصرة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 352"، والأنساب للسمعاني "10/ 354" "الكتاني"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 61"، والعبر "3/ 148"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 223".

يحيى بن عمار

3945- يحيى بن عمار 1: ابن يَحْيَى بنِ عَمَّارِ بنِ العَنْبَسِ، الإِمَامُ المُحَدِّثُ الوَاعِظُ، شَيْخُ سِجِسْتَان، أَبُو زَكَرِيَّا الشَّيْبَانِيُّ، النِّيهِيُّ، السِّجِسْتَانِيُّ، نَزِيْلُ هَرَاة. حَدَّثَ عَنْ: حَامِدِ بنِ مُحَمَّدٍ الرَّفَّاء، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَدِيّ بنِ حَمْدُوَيْه الصَّابُوْنِيِّ، وَأَخِيْهِ مُحَمَّدِ بنِ عَدِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَنَاح، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ الطَّبَسِي، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الوَاحِدِ الهروي، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل بن عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مُتحرِّفاً عَلَى المُبتدعَة وَالجَهْمِيَّة بِحَيْثُ يؤولُ بِهِ ذَلِكَ إلى تجاوز طريق4ة السَّلَف، وَقَدْ جعل اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً، إِلاَّ أَنَّه كَانَ لَهُ جَلاَلَةٌ عَجِيْبَةٌ بهَرَاة وَأَتْبَاعٌ وَأَنصَار. وَقَدْ رَوَى أَيْضاً عَنْ وَالده عَمَّار. وَكَانَ فَصِيْحاً مُفَوَّهاً، حسنَ المَوْعِظَةِ، رَأْساً في التفسير، أكمل التَّفْسِيْر عَلَى المِنْبَر فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، ثُمَّ افتَتَح خَتْمَةً أُخْرَى فَمَاتَ وَهُوَ يُفَسِّرُ فِي سُوْرَة القِيَامَة، وَعَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ السِّلَفِيُّ فِي "مُعْجَم" بَغْدَاد: قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ: كَانَ يَحْيَى بنُ عَمَّار مَلِكاً فِي زِيِّ عَالِمٍ، كَانَ لَهُ مُحِبٌّ مُتَمُوِّلٌ يحملُ إِلَيْهِ كُلَّ عَام أَلف دِيْنَار هَرَويَّة، فَلَمَّا مَاتَ يَحْيَى، وَجَدُوا لَهُ أَرْبَعِيْنَ بَدْرَةً لَمْ يَفُكَّ خَتْمهَا. وَقَالَ أَبُو إِسْمَاعِيْل: سمعتُ يَحْيَى بنَ عَمَّار يَقُوْلُ: العلومُ خَمْسَةٌ؛ علم حَيَاةُ الدِّين وَهُوَ علمُ التَّوحيد، وَعلمٌ هُوَ قوتُ الدِّيْنِ وَهُوَ العِظَةُ وَالذِّكر، وَعلم هُوَ دواء الدين وهو القه، وَعلمٌ هُوَ دَاء الدِّين وَهُوَ أَخْبَارُ مَا وَقَعَ بَيْنَ السَّلَف، وَعلمٌ هُوَ هلاَكُ الدِّيْنِ وهو الكلام. قلت: وعلم الأوائل.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 151"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 226".

وَكَانَ يَحْيَى بنُ عَمَّار مِنْ كِبَارِ المُذَكّرين، لكن ما أقبتاح بِالعَالِمِ الدَّاعِي إِلَى اللهِ الحِرْص وَجمع المَال! وَكَانَ قَدْ تحوَّل مِنْ سِجِسْتَان عِنْد جَوْر الولاة، فعظم بهراة جدً، وَتغَالَوا فِيْهِ، وَتَخَرَّجَ بِهِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، وَخلَفَه مِنْ بَعْدَهُ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ إِمْلاَءً، أَخْبَرَنَا دَعْلَج، "ح". وَبَالإِسْنَادِ إِلَى عَبْدِ اللهِ قال: وحدثنا يحيى بن عمار إمنلاء، أخبرنا حامد بن محمد، قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِم، عَنْ ثَوْرَ بنَ يَزِيْدَ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن عرياض بنِ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُوْنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: "أُوْصِيْكُم بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَة" وَذَكَرَ الحَدِيْثَ1. هَذَا حَدِيْثٌ عَالٍ، صَالِح الإِسْنَاد. تُوُفِّيَ يَحْيَى بنُ عَمَّار بهَرَاة، فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وأربع مائةن وَصَلَّى عَلَيْهِ الإِمَامُ عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزَّاهِد، وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُوْدَة. ورثَاهُ جمَالُ الإِسْلاَم الدَّاوُوْدِيّ، فَقَالَ: وَسَائِلٍ مَا دَهَاكَ اليَوْمَ؟ قُلْتُ لَهُ ... أَنْكَرْتَ حَالِي وَأَنَّى وَقْتُ إِنكَارِ أَمَا تَرَى الأَرْضَ مِنْ أَقْطَارِهَا نَقَصَتْ ... وَصَارَ أَقْطَارُهَا تَبْكِي لأَقْطَارِ لِمَوْتِ أَفْضَلِ أَهْلِ العَصْرِ قَاطِبَةً ... عَمَّارِ دين الهدى يحيى بن عمار

_ 1 صحيح أخرجه أحمد "4/ 126-127"، وأبو داود "4607"، والآجري في "الشريعة" "ص46"، وابن أبي عاصم في "السنة" "32"، "57"، من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا ثور بن يزيد، به. وأدخلوا مع عبد الرحمن بن عمرو: حجر بن حجر الكلاعي. وأخرجه الترمذي "2676"، وابن ماجه "44"، والدارمي "1/ 44"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "2/ 69"، وابن أبي عاصم في "السنة" 54"، والبغوي "102"، والآجري "47"، من طرق عن ثور بن يزيد، به.

السلطان

3946- السلطان 1: المَلِكُ يَمِينُ الدَّوْلَة، فَاتِحُ الهِنْدِ، أَبُو القَاسِمِ، محمود بن سيد الأمراء نَاصِرِ الدَّوْلَة سُبُكْتِكِيْن، التُّرْكِيُّ، صَاحِبُ خُرَاسَان وَالهِنْد وَغَيْرِ ذَلِكَ. كَانَ وَالِدُهُ أَبُو مَنْصُوْرٍ قَدْ قَدِمَ بُخَارَى فِي أَيَّام نُوْحِ بنِ مَنْصُوْر، فِي صُحْبَة ابْنِ السُّكين مُتَولِّياً عَلَى غَزْنَة، فَعُرِفَ بِالشَّهَامَةِ وَالإِقدَامِ وَالسُّمُو، فَلَمَّا سَارَ ابْنُ السُّكين مُتَولِّياً عَلَى غَزْنَة، ذهب فِي خِدْمَته أَبُو مَنْصُوْرٍ، فَلَمْ يلْبَث ابْنُ السُّكين أَن مَاتَ، وَاحتَاج النَّاسُ إِلَى أَمِيْرٍ، فَأَمَّرُوا عَلَيْهِم أَبَا مَنْصُوْر، فتمكَّن وَعَظُم، وَأَخَذَ يُغير عَلَى أَطرَافِ الهِنْدِ، وَافتَتَح قِلاَعاً، وَتمَّت لَهُ مَلاَحِمُ مَعَ الهُنُود، وَافتَتَح نَاحِيَةَ بُسْت، وَاتصل بخِدْمَته أَبُو الفَتْح البُسْتِيُّ الكَاتِبُ وَقَرُب مِنْهُ، وَكَانَ كَرَّامِياً. قَالَ جَعْفَرٌ المُسْتَغْفِرِي: كَانَ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ النَّضْرِيّ قَاضِي مَرْو وَنَسَف صُلْبَ المَذْهَب، فَدَخَلَ صَاحِبُ غَزْنَة سُبُكْتِكِيْن بَلْخَ، وَدَعَا إِلَى مُنَاظرَة الكَرَّامِيَّة، وَكَانَ النَّضْرِيُّ يَوْمَئِذٍ قَاضِياً ببَلْخ، فَقَالَ سُبُكْتِكِيْن: مَا تقولُوْنَ فِي هَؤُلاَءِ الزُّهَّاد الأَوْلِيَاء؟ فَقَالَ النَّضْرِيُّ: هَؤُلاَءِ عِنْدنَا كَفَرَة. قَالَ: مَا تقولُوْنَ فِيَّ؟ قَالَ: إِنْ كُنْتَ تَعْتَقِدُ مَذْهَبَهُم، فَقولُنَا فِيْكَ كَذَلِكَ. فَوَثَبَ، وَجَعَلَ يضربُهُم بِالدّبوس حتى أَدمَاهُم، وَشجَّ النَّضْرِيَّ، وَقيَّدهُم وَسَجَنَهُم، ثُمَّ أَطلقهُم خوفَ الملاَمَة، ثُمَّ تمرَّض ببَلْخ، وَسَارَ إِلَى غَزْنَة، فَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَعَهِدَ بِالإِمرَة إِلَى ابْنِهِ إِسْمَاعِيْل، وَكَانَ مَحْمُوْدٌ ببَلْخ، وَكَانَ أَخُوْهُمَا نَصْرٌ عَلَى بُسْت، وَكَانَ فِي إِسْمَاعِيْل خَلَّة، فَطَمِعَ فِيْهِ جُنْدِهِ، وَشغَّبُوا، فَأَنفق فِيْهِم خزَائِنَ، فَدَعَا مَحْمُوْدٌ عَمَّه، فَاتفقَا، وَأَتَاهُمَا نَصْرٌ، فَقصدُوا غَزْنَة، وَحَاصرُوهَا، وَعمل هُوَ وَأَخُوْهُ مَصَافّاً مَهُولاً، وَقُتِلَ خَلْقٌ، فَانهزم إِسْمَاعِيْلُ، ثُمَّ آمن إِسْمَاعِيْلَ، وَحَبَسَهُ مُعَزَّزاً مُرَفَّهاً، ثُمَّ حَارب مَحْمُوْدٌ النَّوَّاب السَّامَانيَّة، وَخَافته المُلُوكُ. وَاسْتَوْلَى عَلَى إِقلِيم خُرَاسَان، وَنفَّذ إِلَيْهِ القَادِرُ بِاللهِ خِلَع السَّلْطَنَة، فَفَرضَ عَلَى نَفْسِهِ كُلَّ سَنَة غز والهند، فَافْتَتَحَ بلاَداً شَاسعَةً، وَكسر الصَّنَم سُومنَات؛ الَّذِي كَانَ يَعْتَقِدُ كَفَرَةُ الهِنْد أَنَّهُ يُحْيَى وَيُمِيت وَيَحُجُّونه، وَيُقَرِّبُوْنَ لَهُ النَّفَائِسَ، بحيثُ إِنَّ الوُقُوْفَ عَلَيْهِ بلغتْ عَشْرَةَ آلاَف قريَة، وَامتلأَت خزَائِنُه مِنْ صنُوف الأَمْوَالِ، وَفِي خِدْمَته مِنَ البَرَاهُمَة أَلْفَا نَفْس، وَمائَةُ جَوْقَة مغَانِي رِجَال وَنسَاء، فَكَانَ بَيْنَ بلاَدِ الإِسْلاَم وَبَيْنَ قلعَة هَذَا الصَّنَم مفَازَةٌ نَحْو شَهْر، فَسَارَ السُّلْطَانُ فِي ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، فيسَّرَ اللهُ فتحَ القلعَةِ فِي ثلاثة أيام، واستولى

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 52"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 175"، والعبر "3/ 145"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 373"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 220".

مَحْمُوْدٌ عَلَى أَمْوَالٍ لاَ تُحصَى، وَقِيْلَ: كَانَ حَجَراً شَدِيدَ الصَّلاَبَة طولُه خَمْسَةُ أَذْرُع، مُنَزَّلٌ مِنْهُ فِي الأَسَاس نَحْو ذرَاعِين، فَأَحرقه السُّلْطَانُ، وَأَخَذَ مِنْهُ قطعَةً بنَاهَا فِي عتبَة بَابِ جَامعِ غَزْنَة، وَوجدُوا فِي أُذُن الصَّنَم نَيِّفاً وَثَلاَثِيْنَ حَلْقَةً؛ كُلُّ حَلْقَةٍ يَزْعُمُوْنَ أَنَّهَا عبَادَتُهُ ألف سنة. وَكَانَ السُّلْطَانُ مَائِلاً إِلَى الأَثر إلَّا أَنَّهُ مِنَ الكَرَّامِيَّة. قَالَ أَبُو النَّضْر الفَامِيُّ: لَمَّا قَدِمَ التَّاهَرْتِيُّ الدَّاعِي مِنْ مصر علَى السُّلْطَان يدعُوه سِرّاً إلَى مَذْهَبِ البَاطِنِيَّة، وكَانَ التَّاهَرْتِيُّ يَركَبُ بَغْلاً يتلَوَّنُ كُلَّ سَاعَةٍ مِنْ كُلِّ لُوْنَ، فَفَهُم السُّلْطَانُ سِرَّ دعوتِهم، فَغَضِبَ، وَقَتَلَ التَّاهَرْتِيُّ الخَبِيْث، وَأَهدَى بغلَهُ إِلَى القَاضِي أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيّ؛ شَيْخ هَرَاة، وَقَالَ: كَانَ يَرْكَبُه رَأْسُ المُلْحِدين، فليَرْكَبْه رَأْسُ المُوحِّدين. وَذكر إِمَامُ الحَرَمَيْنِ أَنَّ مَحْمُوْدَ بنَ سُبُكْتِكِيْن كَانَ حَنَفِيّاً يُحِبُّ الحَدِيْثَ، فَوَجَد كَثِيْراً مِنْهُ يُخَالِفُ مَذْهَبَهُ، فجمعَ الفُقَهَاء بِمَرْو، وَأَمر بِالبحثِ فِي أَيّمَا أَقوَى مَذْهَبُ أَبِي حَنِيْفَةَ أَوِ الشَّافِعِيّ. قَالَ: فَوَقَعَ الاَتِّفَاق عَلَى أَنْ يصلوا ركعتين بن يَدَيْهِ عَلَى المَذْهَبين. فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ القَفَّال بوُضوءٍ مُسْبغٍ وَستْرَةٍ وَطَهَارَةٍ وَقِبْلَةٍ وَتَمَّامِ أَركَانٍ لاَ يُجَوِّزُ الشَّافِعِيُّ دونهَا، ثُمَّ صَلَّى صَلاَةً على ما يجوزه أبي حَنِيْفَة، فَلَبِسَ جِلْد كلبٍ مَدبوَغاً قَدْ لُطِخَ رُبُعُه بِنَجَاسَةٍ، وَتَوَضَّأَ بنَبِيْذ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ الذُّبَّان، وَكَانَ وُضوءاً مُنَكّساً، ثُمَّ كبّر بِالفَارسيَّة، وَقرأَ بِالفَارسيَة،: دَوْبَرْكَك سَبْز. وَنَقَر وَلَمْ يَطْمئنَّ وَلاَ رَفَعَ مِنَ الرُّكُوع، وَتَشَهَّدَ، وَضَرَطَ بِلاَ سَلاَم. فَقَالَ لَهُ: إِنْ لَمْ تكن هَذِهِ الصَّلاَةُ يُجِيزُهَا الإِمَامُ، قَتَلْتُكَ. فَأَنكرت الحَنَفِيَّةُ الصَّلاَةَ. فَأَمر القفال بإحضار كُتُبِهم، فَوُجِدَ كَذَلِكَ، فتحوَّل مَحْمُوْدٌ شَافِعِيّاً. هَكَذَا ذكره الإِمَامُ أَبُو المَعَالِي بِأَطولَ مِنْ هَذَا. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ فِي تَرْجَمَة مَحْمُوْد: كَانَ صَادِقَ النِّيَّةِ فِي إِعلاَءِ الدِّين، مُظَفّراً كَثِيْر الغَزْوِ، وَكَانَ ذَكيّاً بعيدَ الغَور، صَائِبَ الرَّأْي، وَكَانَ مَجْلِسُهُ مورِد العُلَمَاء. وَقبرُهُ بغَزْنَة يُزَار. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ البَنَّاء: حَكَى عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ العُكْبَرِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ: أَبَا مَسْعُوْد أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ البَجَلِيَّ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ فُوْرَك عَلَى السُّلْطَان مَحْمُوْد، فَقَالَ: لاَ يَجُوْزُ أَنْ يُوصف اللهُ بِالفوقيَّة لأَنَّ لاَزمَ ذَلِكَ وَصفُه بِالتّحتيَّة، فَمَنْ جَازَ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ فَوْقٌ، جَازَ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ تَحْتٌ. فَقَالَ السُّلْطَانُ: مَا أَنَا وَصفتُه حَتَّى يلزمَنِي، بَلْ هُوَ وَصفَ نَفْسَه. فَبُهِتَ ابْن فُوْرَك، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ مَاتَ. فيُقَالُ: انْشَقَّت مرَارَتُه. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ: قَدْ صُنِّفَ فِي أَيَّام مَحْمُوْد وَأَحْوَالِهِ لحظَة لحظَة، وَكَانَ فِي الخَيْرِ وَمصَالِحِ الرَّعِيَّةِ يُسِّرَ لَهُ الإِسَارُ وَالجنودُ وَالهيبَةُ وَالحِشْمَةُ مِمَّا لَمْ يرهُ أَحد.

وَقَالَ أَبُو النَّضْر مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ العتبي في كتاب اليميني في سيرَة هَذَا الْملك: قِيْلَ فِيْهِ: تَعَالَى اللهُ مَا شَاءَ ... وَزَادَ اللهُ إِيْمَانِي أَأَفرِيدُوْنَ فِي التَّاجِ ... أمِ الإِسْكَنْدَرُ الثَّانِي أمِ الرَّجْعَةُ قَدْ عَادَتْ ... إِليْنَا بِسُلَيْمَانِ أَظَلَّتْ شَمْسُ محمودٍ ... عَلَى أَنجمِ سَامَانِ وَأَمسَى آلُ بهرامٍ ... عَبِيْداً لابْنِ خَاقَانِ فَمَنْ وَاسِطَةِ الهِنْدِ ... إِلَى سَاحَةِ جُرْجَانِ وَمن قَاصِيَة السِّنْدِ ... إِلَى أَقْصَى خُرَاسَانِ فَيَوماً رُسُل الشَّاهِ ... وَيَوْماً رُسُلِ الخَانِ مولدُ مَحْمُوْد فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمَاتَ بغَزْنَة فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَتَسَلْطَنَ بَعْدَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ مُديدَةً، وَقبضَ عَلَيْهِ أَخُوْهُ مَسْعُوْدٌ، وَتَمَكَّنَ، وَحَارَبَ السَّلْجُوْقِيَّة مَرَّاتٍ إِلَى أَنْ قُتِلَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، ثُمَّ قَامَ ابْنه. وكَانَتْ غَزَوَاتُ السُّلْطَان مَحْمُوْدٍ مَشْهُوْرَةً عَدِيْدَةً وَفُتُوْحَاتُهُ المبتكرَة عَظِيْمَة. قَرَأْتُ بخَطِّ الوَزِيْر جَمَال الدِّيْنِ بن عَلِيٍّ القِفْطي فِي سيرَته: قَالَ كَاتبه الوَزِيْرُ ابْنُ المِيمندِي: جَاءنَا رَسُوْلُ الملكِ بَيدَا عَلَى سريرٍ كَالنَّعش؛ بِأَرْبَعِ قَوَائِم يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ. وَكَانَ السُّلْطَانُ يُعَظِّمُ أَمرَ الرُّسُلِ لِمَا يَفْعَلُهُ أَصحَابُهُم برُسُله. قَالَ: فَحُمِلَ عَلَى حَالَتِهِ حَتَّى صَارَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الهنديُّ: أَيُّ رَجُلٍ أَنْتَ؟ قَالَ: أَدْعُو إِلَى اللهِ، وَأُجَاهِدُ مَنْ يُخَالِفُ دِيْنَ الإِسْلاَم. قَالَ: فَمَا تُرِيْد منَا؟ قَالَ: أَنْ تَتْرُكُوا عبَادَةَ الأَصْنَام، وَتَلْتَزِمُوا شُرُوط الدِّيْنِ، وَتَأكُلُوا لحم البَقَر. وَتردَّد بينهُمَا الكَلاَمُ، حَتَّى خَوَّفَهُ مَحْمُوْدٌ وَهدَّده، وَقَالَ الحَاجِبُ للهِنْدِي: أَتَدْرِي لِمَنْ تُخَاطِبُ؟ وَبَيْنَ يَدَيْ أَيِّ سُلْطَانٍ أَنْتَ ?. فَقَالَ الهنديُّ: إِنْ كَانَ يدعُو إِلَى اللهِ كَمَا يَزْعُمُ، فلَيْسَ هَذَا مِنْ شُرُوط ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ سُلطَاناً قَاهِراً لاَ يُنصف، فَهَذَا أَمرٌ آخر. فَقَالَ الوَزِيْرُ: دَعُوهُ. ثُمَّ وَرد الخَبَرُ بِتَشْوِيشِ خُرَاسَان، وضَاقَ عَلَى صَاحِب الهِنْدِ الأَمْرُ، وَرَأَى أَنَّ بلاَدَهُ تَخْرَبُ، فَنَفَّذَ رَسُولاً آخر، وَتَلَطَّفَ، وَقَالَ: إِنَّ مُفَارقَة دينِنَا لاَ سَبِيْل إِلَيْهِ، وَلَيْسَ هُنَا مَال

نُصَالِحُكَ عَلَيْهِ، وَلَكِن نجعلُ بَيْنَنَا هُدْنَةً، وَنكُونُ تَحْتَ طَاعَتِك. قَالَ: أُريد أَلفَ فيل وَأَلف مَناً ذهباً. قَالَ: هَذَا لاَ قُدرَة لَنَا عَلَيْهِ. ثُمَّ تقرّر بينهُمَا تَسْلِيمُ خَمْس مائَة فيلٍ وثَلاَثَةِ آلاَف مِنْ فِضَّة، وَاقترح مَحْمُوْدٌ عَلَى الْملك بَيْدَا أَنْ يلبس خِلْعَتَه، وَيَشُدَّ السَّيْفَ وَالمِنْطَقَة، وَيضرب السِّكَةَ باسمه. فَأَجَابَ، لَكِنَّهُ اسْتَعفَى مِنَ السِّكَة، فَكَانَتِ الخِلْعَةُ قَبَاءً نُسِج بِالذَّهَبِ، وَعِمَامَةَ قصبٍ، وَسَيْفاً مُحَلَّى، وَفرساً وَخُفّاً، وَخَاتَماً عَلَيْهِ اسْمُه، وَقَالَ لرَسُوله: امضِ حَتَّى يَلْبَس ذَلِكَ، وَينزِلَ إِلَى الأَرْضِ، وَيقطعَ خَاتَمَه وَأُصْبُعَهُ، وَيُسَلِّمهَا إِلَيْك، فذَلِكَ علاَمَةُ التَّوثِقَة. قَالَ: وَكَانَ عِنْد مَحْمُوْدٍ شيءٌ كَثِيْرٌ مِنْ أَصَابع المُلُوك الَّذِيْنَ هَادنَهَم. قَالَ ابْنُ المِيمندِي الوَزِيْرُ: فذهبت في عشرة مماليك أتراك، وجئنا وَصحنَا: رَسُوْل رَسُول. فكفُّوا عَنِ الرَّمْي، فَأُدْخِلْنَا عَلَى المَلِكِ، وَهُوَ شَابٌّ مليحُ الوَجْه عَلَى سَرِير فِضَّة، فَخدمتُه بِأَن صفقْتُ بيدَيَّ، وَانحنيتُ عَلَيْهِمَا، وَقُلْتُ: جُوْ. فَكَانَ جَوَابه: بَاهُ. وَأَجلسنِي، وَقرَّبنِي، وَأَخَذَ يَشْكُو مَا لَحِقَ البِلاَدَ مِنَ الخَرَاب، ثُمَّ لبس الخِلْعَةَ بَعْد تَمنُّع، وَتَعَمَّمَّ لَهُ تركِيٌّ، وَطَالبتُه بِالحَلف، قَالَ: نَحْلِفُ بِالأَصْنَام وَالنَّار، وَأَنْتُم لاَ تَقْنَعُوْنَ بِذَلِكَ. قُلْتُ: لاَ بُدَّ وَأَحجمتُ عَنْ ذكر الأُصْبُع، فَأَخْرَجَ حَدِيْدَةً قطع بِهَا أُصْبُعهُ الصُّغْرَى وَلَمْ يَكْتَرِثْ، وَعمل على يده كافورًا، ودفعت إليه وَقَالَ: قُل لصَاحِبكَ: اكفُفْ عَنْ أَذَى الرَّعِيَّة. فَرَجَعَ السُّلْطَانُ إِلَى خُرَاسَانَ، وَنفَّذَ إِلَيْهِ ابْنُ مَرْوَانَ صَاحِبُ ديَار بكر هديَّةً، فَرَدَّهَا وَقَالَ: لم أَردَّهَا اسْتَقلاَلاً، وَلَكِن علمتُ أَنَّ قصدكَ المُخَالَطَةُ وَالمصَادقَةُ، وَيقبُحُ بِي أَنْ أَصَادِقَ مَنْ لاَ أَقدِرُ أَنْ أَنصُره، وَرُبَّمَا طرقَكَ عدوٌّ وَأَنَا عَلَى أَلف فرسخٍ مِنْكَ، فَلاَ أَتمكَّنُ مِنْ نُصرتك. ثُمَّ بَلَغَ السُّلْطَانَ أَنَّ الهنودَ قَالُوا: أَخرب أَكْثَرَ بلاَدِ الهِنْد غضبُ الصَّنمِ الكَبِيْر سُومنَات عَلَى سَائِر الأَصْنَام وَمَنْ حولهَا، فعزَم عَلَى غَزْو هَذَا الوَثن، وَسَارَ يَطوِي القِفَار فِي جَيْشِهِ إِلَيْهِ، وَكَانُوا يَقُولُوْنَ: إِنَّهُ يَرزُق وَيُحيي وَيُمِيت وَيسمع: وَيَعِي، يَحُجُّوْنَ إِلَيْهِ، وَيُتحِفونه بِالنَّفَائِس، وَيتغَالَوْنَ فِيْهِ كَثِيْراً، فَتَجمَّع عِنْد هَذَا الصَّنم مَالٌ يَتَجَاوَزُ الوَصْفَ، وَكَانُوا يَغسِلُونه كُلّ يَوْم بِمَاءٍ وَعَسل وَلبن، وَينقلُوْنَ إِلَيْهِ المَاءَ مِنْ نهرِ حيل مسيرَةَ شَهْر، وَثَلاَثِ مائَةٍ يَحلِقُوْنَ رُؤُوْس حُجَّاجِهِ وَلِحَاهُم، وَثَلاَثُ مائَةٍ يُغَنُّوْنَ. فَسَارَ الجَيْشُ مِنْ غَزْنَة، وَقطعُوا مَفَازَةً صعبَةً، وَكَانُوا ثَلاَثِيْنَ أَلف فَارس وَخلقاً مِنَ الرَّجَّالَة وَالمُطَّوِّعَة، وَقَوَّى المُطَّوِّعَةَ بخَمْسِيْنَ أَلف دِيْنَار، وَأَنفقَ فِي الجَيْشِ فوقَ الكِفَايَة، وَارْتَحَلَ مِنَ المُليَا ثَانِي يَوْم الْفطر سَنَة 416، وَقَاسُوا مشَاقَّ، وَبقُوا لاَ يجدُوْنَ المَاءَ إلَّا بَعْد ثَلاَث، غطَّاهُم فِي يَوْمٍ ضبَابٌ عَظِيْم، فَقَالَتِ الكَفَرَةُ: هَذَا مِنْ فعل الإِله سُومَنَات. ثُمَّ نَازل مدينَةَ أَنْهَلْوَارَة، وَهَرَبَ مِنْهَا مَلِكُهَا إِلَى جَزِيْرَةٍ، فَأَخرب المُسْلِمُوْنَ بَلَدَهُ، وَدكُّوهَا، وَبينهَا وَبَيْنَ الصَّنَم مسيرَةُ شَهْرٍ فِي مفَاوز، فسَارُوا حَتَّى نَازَلُوا مدينة

دَبُولوَارَة؛ وَهِيَ قَبْل الصَّنَمِ بيومِين، فَأُخذت عَنْوَةً، وَكُسِرت أَصنَامُهَا، وَهِيَ كَثِيْرَةُ الفواكِه، ثُمَّ نَازلُوا سومنات في رابع عشر ذِي القَعْدَةِ، وَلَهَا قلعَةٌ منيعَةٌ عَلَى البَحْر، فَوَقَعَ الحِصَارُ، فنُصِبَت السَّلاَلِمُ عَلَيْهَا، فَهَرَبَ المُقَاتِلَةُ إِلَى الصَّنَمِ، وَتضرَّعُوا لَهُ، وَاشتدَّ الحَالُ وَهُم يَظُنُّوْن أَنَّ الصَّنَمَ قَدْ غضب عَلَيْهِم، وَكَانَ فِي بَيْتٍ عَظِيْمٍ منيع، عَلَى أَبوَابه السُّتُورُ الدِّيباجُ، وَعَلَى الصَّنم مِنَ الحُلِيِّ وَالجَوَاهِر مَا لاَ يُوصف، وَالقنَادِيل تُضيءُ ليلاً وَنهَاراً، عَلَى رَأْسِه تَاجٌ لاَ يُقَوَّم، يَنْدَهِشُ مِنْهُ النَّاظِرُ، وَيَجْتَمُعُ عِنْدَهُ فِي عِيْدِهِم نَحْو مائَة أَلْف كَافِر، وَهُوَ عَلَى عرشٍ بَدِيْعِ الزَّخْرفَة؛ علو خَمْسَةِ أَذْرُع، وَطولُ الصَّنَم عَشْرَةُ أَذْرُع، وَلَهُ بيت مال فيه من النفائس والذهب ما لا يُحصَى، فَفَرَّق مَحْمُوْدٌ فِي الجُنْدِ مُعْظَمَ ذَلِكَ، وَزعزعَ الصَّنَم بِالمعَاوِل، فَخَرَّ صَرِيْعاً، وَكَانَتْ فِرْقَةٌ تَعْتَقِدُ أَنَّهُ مَنَات، وَأَنَّهُ تَحَوَّلَ بِنَفْسِهِ فِي أَيَّام النُّبُوَّة مِنْ سَاحِل جُدَّة، وَحَصَلَ بِهَذَا المَكَان ليُقْصَد وَيُحَجَّ مُعَارَضَةً للكعبَة. فَلَمَّا رَآهُ الكُفَارُ صَرِيْعاً مهيناً، تَحَسَّرُوا، وَسُقِط فِي أَيديهُم، ثُمَّ أُحْرِقَ حَتَّى صَارَ كلساً، وَأُلقِيْت النِّيرَانُ فِي قُصُور القَلْعَة، وَقُتِلَ بِهَا خمسُوْنَ أَلْفاً، ثُمَّ سَارَ مَحْمُوْدٌ لأَسر المَلِك بَهِيم، وَدخلُوا بِالمرَاكب، فَهَرَبَ، وَافتَتَح مَحْمُوْدٌ عِدَّةَ حصُوْن وَمدَائِن، وَعَاد إِلَى غَزْنَة، فَدَخَلَهَا فِي ثَامن صفر سَنَة سَبْعَ عَشْرَةَ، وَدَانت لَهُ المُلُوكُ، فَكَانَتْ مدة الغيبة مائةً وثلاثة وستين يومًا. وفِي سَنَة ثَمَان عشرَة سَارَ إِلَى بَلْخَ، وَجَهَّزَ جَيْشَه إِلَى مَا وَرَاء النَّهر فِي نُصْرَة الخَانيَّة، وَكَانَ عَلِيُّ بنُ تكين قَدْ أَغَار عَلَى بُخَارَى، فضَاق قدرخَانُ بِهِ ذرعاً، وَاسْتنجد مَحْمُوداً، فَفَرَّ ابْنُ تكين، وَدَخَلَ البَرِّيَّة. ثُمَّ حَارب مَحْمُوْدٌ الغُزَّ، وَقبضَ عَلَى ابْنِ سُلْجُوْق مُقَدَّمِهم، فثَارت الغُزُّ، وَأَفسدُوا، وَتَفَرَّغُوا للأَذَى، وَتعبت بِهِم الرَّعِيَّةُ، وَاسْتحكم الشَّرُّ، وَأَقَامَ مَحْمُوْدٌ بِنَيْسَابُوْرَ مُدَّةً، ثُمَّ فِي عِشْرِيْنَ قصدَ الرَّيَّ، وَأَخذهَا، وَقبضَ عَلَى مَلِكِهَا مَجْدِ الدَّوْلَة بنِ بُويه؛ وَكَانَ ضَعِيْفَ التَّدْبِيْر، فَضَرَبَ حَتَّى حمل أَلفَ أَلفِ دِيْنَار، وَصلبَ مَحْمُوْدٌ أُمرَاءَ مِنَ الدَّيْلَم، وَجرت قبَائِحُ وَظُلم. ثُمَّ جهَّزَ مَحْمُوْدٌ وَلدَهُ مسعُوداً، فَاسْتولَى عَلَى أَصْبَهَان، ثُمَّ رَجَعَ السُّلْطَانُ إِلَى غَزْنَة عَلِيْلاً، فَمَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى، وَأَمسَى وَقَدْ فَارقته الجُنُود، وَتنكَّسَتْ لحُزنه البُنُود، وَنَاح عَلَيْهِ الوَالد وَالمَوْلُوْدُ، وَسَكَنَ ظُلْمَة اللُّحُود. وَقَدْ خُطبَ لَهُ بِالغُور وَبِخُرَاسَانَ وَالسِّند وَالهِنْد، وَنَاحيَة خُوَارَزْم وَبلخ؛ وَهِيَ مِنْ خُرَاسَان، وَبِجُرْجَانَ وَطَبَرِسْتَان وَالرَّيّ وَالجِبَالِ، وَأَصْبَهَان وَأَذْرَبِيْجَان، وَهَمْدَانِ وَأَرْمِيْنِيَةَ. وَكَانَ مُكرِماً لأُمرَائِه وَأَصْحَابِهِ، وَإِذَا نقم عَاجَلَ، وَكَانَ لاَ يفتُر وَلاَ يكَاد يَقِرُّ. سَارَ مرَّةً فِي خَمْسِيْنَ أَلف فارس، وفي مائةي فيل، وَأَرْبَعِيْنَ أَلف جَمَّازَة تَحْمِلُ ثِقْل العَسَاكِر، وَكَانَ يَعْتَقِدُ فِي الخَلِيْفَة، وَيخضَعُ لجَلاَلِهِ، وَيَحْمِلُ إِلَيْهِ قنَاطيرَ مِنَ الذَّهَب، وَكَانَ إِلْباً عَلَى القرامطة

وَالإِسْمَاعِيْلِيَّة وَعَلَى المُتَكَلِّمِيْن، عَلَى بدعَةٍ فِيْهِ فِيْمَا قيل، ويغضب للكرَّامِيَّة، وَكَانَ يشربُ النَّبِيذَ دَائِماً، وَتَصَرُّفه عَلَى الأَخلاَق الزَّكِيَة، وَكَانَ فِيْهِ شِدَّةُ وَطأَةٍ عَلَى الرعية؛ ولكن كانوا في أمن وإقامة سياسة، ولازمه علة نحو ثلاث سنين، كان يعترِيه إِسهَالٌ، وَلاَ يتركُ الرُّكُوبَ وَالسَّفَر، قُبض وَهُوَ فِي مَجْلِسه وَدَسْتِه مَا وضَع جَنْبَه، وَلَمَّا احتُضر، قَالَ لوَزِيْره: يَا أَبَا الحَسَنِ: ذَهَبَ شَيْخُكُم. ثُمَّ مَاتَ يَوْمَ الخَمسين لِتِسْعٍ بَقِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الآخِرِ، فَكُتم مَوْته، ثُمَّ فَشَى، وَأَتَى ابْنُه السُّلْطَان مُحَمَّدٌ مِنَ الجوزجَان، فوصلَ فِي أَرْبَعِيْنَ يَوْماً. كَانَ السُّلْطَانُ مَحْمُوْدٌ رَبْعَةً، فِيْهِ سِمَنٌ، تركِيَّ العَيْنِ، فِيْهِ شُقْرَةٌ، وَلحيتُه مُستديرَةٌ، غليظُ الصَّوْتِ، وَفِي عَارِضَيه شَيْبٌ. وَكَانَ ابْنُه مُحَمَّدٌ فِي قَدِّهِ، وَكَانَ ابْنُه مَسْعُوْدٌ طَوِيْلاً. قَالَ مَحْمُوْدٌ يَوْماً للأَمِيْر أَبِي طَاهِرٍ السَّامَانِي: كم جمع آبَاؤك مِنَ الجَوْهر؟ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّهُ كَانَ عِنْد الأَمِيْر الرَّضي سَبْعَةُ أَرطَال. فَسَجَدَ شكراً، وَقَالَ: أَنَا فِي خِزَانتِي سَبْعُوْنَ رطلاً. وَكَانَ صمَّم عَلَى التَّوَغُّل فِي بلاَد الخَانيَة، وَقَالَ: مَعِي أَرْبَعُ مائَة فيل مُقَاتلَة مَا يثبُتُ لَهَا أَحد. فَبلغه أَنَّ الخَانيَة قَالُوا: نَحْنُ نَأْخذُ أَلفَ ثَوْرٍ تُركيَّة؛ وَهِيَ كِبَارٌ ضِخَامٌ، فَنَجعَلُ عَلَيْهَا أَلف عَجَلَة، وَنَملؤُهَا حَطَباً، فَإِذَا دنت الفِيَلَةُ، أَوقدنَا الحَطَب، فتطلُبُ البقَر أَمَامَهَا، وَتُلقِي النَّارَ عَلَى الأَفيلَة وَعَلَى مَنْ حولهَا، فتتمُّ الهَزِيْمَةُ، فَأَحجم مَحْمُوْدٌ. وَكَانَ يعظِّم المِيمنديَّ كَاتِبَه، لأَنَّهم لَمَّا نازلوا مدينة بيدا، حصل السُّلْطَانُ وَكَاتبه فِي عِشْرِيْنَ فَارِساً فَوْقَ تَلٍّ تُجَاهُ البَلَد، فَبرز لَهُم عَسْكَرٌ أَحَاطُوا بِالتَّلِّ، فَعَاينُوا التَّلَف، فَتَقَدَّم كَاتبه، وَنَادَوا الهنودَ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مَحْمُوْد. قَالُوا: أَنْتَ المُرَاد. قَالَ: هَا أَنَا فِي أَيديكُم، وَعِنْدِي مِنْ مُلُوكِكُم جَمَاعَةٌ أَفدِي نَفْسِي بِهِم، وَأَحضِرُهُم، وَأَنزِلُ عَلَى حُكمِكُم. فَفَرحُوا، وَقَالُوا: فَأَحضِر المُلُوك. فَالتفتَ إِلَى شَابٍّ، وَقَالَ: امضِ إِلَى وَلدِي، وَعرِّفْه خَبَرِي. ثُمَّ قَالَ: لاَ! أَنْتَ لاَ تنهَضُ بِالرِّسَالَة. وَقَالَ لمَحْمُوْدٍ: امضِ، أَنْتَ عَاقلٌ وَأَسْرَعُ. فَلَمَّا جَاوز نهراً، لقيَهُ بَعْضُ جُنْده، فَتَرَجَّلُوا. وَعَاين ذَلِكَ مَنْ فَوْقَ القلعَة، فَقَالُوا لكَاتبه: مَنْ رسولُك؟ قَالَ: ذَاكُم السُّلْطَانُ فديتُهُ بنفسِي، فَافْعَلُوا مَا بدَا لَكُم. وَبَلَغَ ذلك بيدا، فأعجبهن وَقَالَ: نِعْمَ مَا فَعَلْتَ، فتوسَّطْ لَنَا عِنْد سلطَانك. فَهَادَنَهُم، وَزَادت عظمَةُ المِيمندِي عِنْد مَحْمُوْد، حَتَّى إِنَّهُ زوَّج أَخَاهُ يُوْسُف بزَليخَا ابْنَةِ المِيمندِي، ثُمَّ فِي الآخر قَبَضَ عَلَيْهِ، وَصَادره، لأَنَّه أَرَادَ أَنْ يَسُمَّ مَحْمُوْداً، وَوزن لَهُ أَلفَ أَلفِ دِيْنَار، وَمن التُّحف وَالذَّخَائِر مَا لاَ يُوصف بَعْد العَذَاب، ثُمَّ أُطلق المِيمندِي بَعْد وَفَاة مَحْمُوْدٍ، وَوزَرَ لمَسْعُوْد. أُحضر إِلَى مَحْمُوْدٍ بغَزْنَة شخصَان مِنَ النَّسْنَاسِ مِنْ بَادِيَة بلاصيغون؛ وَهِيَ مملكَةُ قدرخَان، وَعَدْوُ النَّسْنَاسِ فِي شِدَّة عَدْوِ الفَرَس، وَهُوَ فِي صورَة آدمِي، لَكِنَّهُ بدنُهُ ملبَّس بِالشَّعر، وَكَلاَمُهُ صفيرٌ، وَيَأْكُلُ حشيشًا، وأهل تلك البلاد يصطادونهم، ويأكلونهم. فسَأَلَ مَحْمُوْدٌ الفُقَهَاء عَنْ أَكْل لَحْمِهِم، فَنَهوا عنه.

مسعود

3947- مسعود 1: كَانَ طُوَالاً جَسِيماً، مَلِيحاً، كَبِيْرَ الْعين، شدِيداً حَازماً، كَثِيْرَ البِرِّ، سَادَّ الجَوَاب، رُؤُوَفاً بِالرَّعِيَّة، مُحبّاً لِلْعِلْمِ. صُنِّفَ لَهُ كُتُبٌ فِي فُنُوْن، وَكَانَ أَبُوْهُ يخشَى مَكَانَهُ. وَيحبُّ أَخَاهُ مُحَمَّداً، فَأَبعد مسعُوداً، وَأَعطَاهُ الرَّيَّ وَالجِبَال، وَطلب مِنْهُ أَنْ يَحْلِفَ لأَخِيه أَنَّهُ لاَ يُقَاتِلُه، قَالَ: أَفعلُ إِن أَشهدَ مولاَنَا عَلَى نَفْسِهِ أَنِّي لَسْتُ وَلدَه، أَوْ يحلفُ لِي أَخِي أَنَّهُ لاَ يُخْفِينِي مِنْ مِيرَاثِي شَيْئاً. وَلَمَّا سَمِعَ: مَسْعُوْدٌ بِموت أَبِيهِ، لبس السَّوَادَ، وَبَكَى، وَعمل عزَاءه بِأَصْبَهَانَ، وَخطب لِنَفْسِهِ بِأَصْبَهَانَ وَالرَّيِّ وَأَرْمِيْنِيَةَ، ثُمَّ سَارَ وَاسْتقرَّ بِنَيْسَابُوْرَ، وَمَالت الأُمَرَاءُ إِلَى شِهَاب الدَّوْلَة مَسْعُوْدٍ، وَجرت بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيْهِ مُحَمَّد مُرَاسلاَتٌ، ثُمَّ قَبَضُوا عَلَى مُحَمَّدٍ، وَبَادرُوا إِلَى خِدمَة السُّلْطَان مَسْعُوْد، فَقَدم هَرَاة، وَكَانَ أَخُوْهُ مُحَمَّدٌ المُلَقَّب بجمَال الدَّوْلَة مُنْهمِكاً فِي اللذَات المُردِيَة وَالسُّكْر. ثُمَّ قبض مَسْعُوْدٌ عَلَى عَمِّه يُوْسُف وَعَلَى عليٍّ الحَاجِب. وَدَانت لَهُ الممَالِكُ. وَأَظهر كِتَابَ القَادِرِ بِاللهِ، وَأَنَّهُ لقَّبه بِالنَاصِرِ لِدِيْنِ اللهِ ظهيرِ خَلِيْفَةِ الله. وَلبس خلعًا وتاجًا، ثم أَطلق الوَزِيْرَ أَحْمَدَ بن الحَسَنِ المِيمندِي، وَاسْتوزَرَه، ثُمَّ أُخذت الرَّيُّ مِنْ مَسْعُوْد، فَجَهَّزَ جَيْشاً اسْتبَاحوهَا، وَعملُوا قبَائِح، وَجرت لَهُ حُرُوبٌ عَلَى الدُّنْيَا، وَقَدِمَ عَلَيْهِ رَسُوْلُ الدِّيْوَان، فَاحتفل لقُدُومه، وَزُيِّنَت خُرَاسَان، وَكَانَ يَوْمُ قُدُومه بَلْخ يَوْماً مشهودًا كدخول السلطان. وكان في الموكب مائةا فيلٍ وَالجَيْش ملبس. وَوَقع الوبَاءُ فِي عَام ثَلاَثَة وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بِالهِنْد وَغَزْنَة وَأَطرَاف خُرَاسَان، حَتَّى إِنَّهُ خَرَجَ مِنْ أَصْبَهَان فِي مُدَّةٍ قَرِيْبَة أَرْبَعُوْنَ أَلف جِنَازَة، وَكَانَ مَلِكُهَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ كَاكويه وَالخَلِيْفَةُ القَائِمُ وَسُلْطَانُ العِرَاق جَلاَلُ الدَّوْلَة، وَأَبُو كَاليجَارَ عَلَى فَارس، وَمَسْعُوْد بن مُحَمَّد عَلَى خُرَاسَان وَالجِبَال وَالغُور وَالهِنْد. وَتُوُفِّيَ قدرخَانُ التُّرْكِيُّ؛ صَاحِب مَا وَرَاء النَّهر فِي هَذَا العَام، وَتَأَهَّب مَسْعُوْدٌ، وَحشد يقصِدُ العِرَاقَ، فَجَاءهُ أَمرٌ شغلَه؛ وَهُوَ عصيَانُ نائبه على الهند، فسار

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 113"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 181"، والعبر "3/ 180"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 253".

لقَصده، وَجهّزه مَسْعُوْد؛ وَهُوَ الأَمِيْر أَحْمَدُ بنُ يَنَال تكين، ثُمَّ عَاثت التُّركُ الغُزِّيَّةُ بِمَا وَرَاء النَّهر، فَقصدَهُم مَسْعُوْدٌ، وَأَوقع بِهِم، وَأَثْخَنَ فِيْهِم، ثُمَّ كرَّ إِلَى طَبَرِسْتَان، لأَنَّ نَائِبهَا فَارقَ الطَّاعَةَ، وَجرتْ لَهُ خُطُوب. ثُمَّ اضْطربَ جندُ مَسْعُوْد، وَتجرَّؤُوا عَلَيْهِ، وَبَادرت الغُزُّ، فَأخذُوا نَيْسَابُوْرَ وَبدّعُوا، فَاسْتنجد مَسْعُوْدٌ بِمُلُوْك مَا وَرَاءِ النَّهْرِ فَمَا نفعُوا، ثُمَّ سَارَتِ الغُزُّ لِحَرْبِهِ، وعليهم طغرلبك، وأخوه داود، فَهَزمُوهُ، وَأُخذت خزَائِنُه، وَركب هُوَ فيلاً مَاهراً حَرِكاً يُعِدُّهُ للحُرُوب، فنجَا عَلَيْهِ فِي قُلٍّ مِنْ غِلمَانه، وَكَانَ جسيماً لاَ يعدُو بِهِ فَرَسٌ إلَّا قَلِيْلاً، ثُمَّ أَقَامَ بغَزْنَة، وَأخلدَ إِلَى اللَّذَاتِ، وَذهبت مِنْهُ خُرَاسَان، فَعزم عَلَى سُكنَى الهِنْد بآلِه وَرجَاله. وَشَرَعَ فِي ذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ فِي الشِّتَاء لفَرْطِ برد غَرْنَة، وَأَخَذَ مَعَهُ أَخَاهُ مُحَمَّداً مَسمولاً، فَلَمَّا وَصل إِلَى نهر الهِنْد، نَزَلَ عَلَيْهِ، وَوَاصل السُّكْرَ، وَاسْتقرّ بقلعَةٍ هُنَاكَ، وَتَخطَّفَه بَعْض العَسْكَر، وَذلَّ، فَخَلَعُوهُ، وَملَّكُوا المسمُوْل مُحَمَّداً، وَقبضَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ، وَقَال: لأُقَابلنَّك عَلَى فعلِكَ بِي، فَاخَتَرْ مَكَاناً تنزِلُهُ بحشمِكَ. فَاختَار قلعَةً، فَبعَثَهُ إِلَيْهَا مُكَرماً. فَعمل عَلَيْهِ وَلدُ مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَةٌ، وَبيَّتوهُ وَقتلُوهُ حَنَقاً عَلَيْهِ، وَجَاؤُوا بِرَأْسِهِ إِلَى السُّلْطَانِ المسمُوْل، فَبَكَى، وَغَضِبَ عَلَى ابْنه، وَدَعَا عَلَيْهِ، وَكَانَ مَوْدُودُ بنُ مَسْعُوْد مقيماً بغَزْنَة وَبينهُمَا عَشْرَةُ أَيَّام، فسَارع فِي خَمْسَة آلاَف، وَبيَّت مُحَمَّداً، وَقتلَ أُمرَاء، وَقبض عَلَى عَمِّه مُحَمَّدٍ، وَقتلَ الَّذِيْنَ قتلُوا أَبَاهُ؛ وَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ، ثُمَّ قتل عَمَّه مُحَمَّداً.

ابن الطبيز

3948- ابن الطبيز 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ المُسْنِدُ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عبد العزيز ابن أَحْمَدَ، الحَلَبِيُّ، السَّرَّاجُ الرَّامِي، المَشْهُوْرُ بِابْنِ الطُّبَيز، نزيل دمشق. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى البَغْدَادِيِّ العَلاَّف، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ السَّبِيْعِيّ، وَمُحَمَّدِ بن جَعْفَرِ بنِ السَّقَّا، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن عُمَرَ الجِعَابِيّ الحَافِظ، وَجَمَاعَةٍ تَفَرَّد فِي الدُّنْيَا عَنْهُم. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّبَعِيّ، وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي الحَدِيْد، وَوَالدُهُ أَحْمَد، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي الصَّقْرِ الأَنْبَارِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ المِصِّيْصِيّ، وَالفَقِيْهُ نَصْرٌ المَقْدِسِيّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ عَبْدِ الله الكلاعي، وآخرون.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 174"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 248".

قال أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: هُوَ شَيْخٌ لاَ بَأْسَ بِهِ. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ: تُوُفِّيَ شَيْخُنَا ابْنُ الطُّبَيز فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَة إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ يذكرُ أَنَّ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ أُصُوْلٌ حسنَة، وَكَانَ يَذْهَب إِلَى التَّشَيُّع. قُلْتُ: كَانَ شَيْخُهُ العَلاَّف يَرْوِي عَنْ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيّ وَالكِبَار. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظ بنُ بَدْرَان: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الخَضِر، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بن كروس، أخبرنا نصر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا عبد الرحمن ابن عَبْدِ العَزِيْزِ السَّرَّاج، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ هِشَام الحَلَبِيّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ المُعَافى بِحَلَب، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، عَنْ عِمْرَان بنِ مُسْلِمٍ، عن سالم بن عبد الله، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ دَخَلَ السُّوقَ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيي وَيُمِيتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ، كتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا أَلفَ أَلفِ حسنَة، وَمحَا عَنْهُ أَلفَ أَلفِ سيئَة، وَبنَى لَهُ بَيْتاً في الجنة"1. هذا إسناد صالح غريب.

_ 1 منكر: أخرجه الطيالسي "12"، وأحمد "1/ 47"، والترمذي "3429"، وابن ماجه "2235"، والطبراني في "الدعاء" "789"، "790" و"791"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" "182"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" "2/ 180"، والبزار "125"، والبغوي في "شرح السنة" "1338"، كلهم من طريق عمرو بن دينار، مولى آل الزبير، عن سالم بن عبد الله بن عمر، به. وقال أبو عيسى: "عمرو بن دينار هذا هو شيخ بصري، وقد تكلم فيه بعض أصحاب الحديث من غير هذا الوجه"، وقال أبو حاتم الرازي في "العلل" "2/ 171/ 2006"، "وهذا حديث منكر جدًا لا يحتمل سالم هذا الحديث". قلت: إسناده ضعيف جدًا. في عمرو بن دينار، قهرمان آل الزبير، وهو مولى آل الزبير بن شعيب، وليس الزبير بن العوام، قال أحمد: ضعيف، وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن معين: ذاهب. وقال مرة: ليس بشيء. وقال النسائي: ضعيف. وفي الحديث اضطراب، قال الدارقطني في "العلل" "2/ 49": "ورواه فضيل بن عياض، عن هشام، عن سالم، عن أبيه، ولم يذكر فيه عمر، ورواه سويد بن عبد العزيز عن هشام، عن عمرو، عن ابن عمر، عن عمر موقوفًا، ولم يذكر فيه سالمًا، ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من عمرو بن دينار، لأنه ضعيف قليل الضبط، وروى عن عمر بن محمد بن زيد قال: حدثني رجل من أهل البصرة مولى قريش، عن سالم، فرجع الحديث إلى عمرو بن دينار، وهو ضعيف الحديث، لا يحتج به". =

الميداني، ابن دراج

الميداني، ابن دراج: 3949- الميداني 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو الحُسَيْنِ، عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَلِيٍّ، الدِّمَشْقِيُّ، ابْنُ المَيْدَانِيِّ. يَرْوِي عَنْ: أَبِي عَلِيٍّ بنِ هَارُوْنَ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَة، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَرْوَانَ، وَالحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي ثابت، وأبي بكر ابن أَبِي دُجَانَة، وَأَبِي عُمَرَ بن فَضَالَة، وَخَلْقٍ بَعْدهُم. وَعُنِي بِالرِّوَايَة وَالإِكثَار. وَعَنْهُ: رَشَأ بنُ نَظِيْف، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمَّان، وعبد العزيز الكتاني، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وأحمد بن قبيس المالكي، وطائفة. قَالَ الكَتَّانِيّ: ذكرَ أَنَّهُ كتب بِمائَة رِطل حِبْر، احْتَرَقت كُتُبُه وَجَدَّدهَا. ثُمَّ قَالَ: كَانَ فِيْهِ تسَاهلٌ، وَاتُّهِم فِي ابْن هَارُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَة ثَمَان عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائة عن ثمانين سنة. 3950- ابن دراج 2: العلامة المنشىء البَلَيْغُ، أَبُو عُمَرَ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَاصِ، القَسْطَلِّيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، مِنْ أَعْيَانِ الأُدَبَاء، وَفُحُول الشُّعَرَاء. قَالَ الثَّعَالِبِيُّ: كَانَ بِالأَنْدَلُسِ كَالمُتَنَبِّي بِالشَّامِ. قُلْتُ: هُوَ مِنْ كُتَّاب المَنْصُوْر الحَاجِبِ، فَقَالَ فِيْهِ قصيدَةً، مِنْهَا يَقُوْلُ: أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الثَّوَاءَ هُوَ النَّوَى ... وَأَنَّ بُيُوتَ العَاجِزِينَ قُبُوْرُ تُخوِّفُنِي طولَ السِّفَار وَإِنَّهُ ... لِتَقبيلِ كَفِّ العَامِرِيِّ سَفيرُ دَعِينِي أَرِدْ مَاءَ المَفَاوِزِ آجِناً ... إِلَى حَيْثُ مَاءُ المَكْرُمَات نَمِيْرُ مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ خمس وسبعون سنة.

_ = وقد بينت هذا الاضطراب، وفصلت في الحديث القول تفصيلًا على النحو الذي يرضي الجماهير من عشاق علم الحديث في كتبانا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" المجلد الأول ط. مكتبة الدعوة بالأزهر الشريف حديث رقم "346" يسر الله بكرمه ومنه طبع بقية المجلدات الثلاث، وأكثر النفع بها، وجعلها في ميزان حسناتنا إنه سميع مجيب كريم جواد. 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "2/ 679"، ولسان الميزان "4/ 86"، وشذات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 210". 2 تقدمت ترجمته في هذا الجزء برقم ترجمة عام "3856"، وبتعليقنا رقم "134".

ابن شهيد، تراب بن عمر

ابن شهيد، تراب بن عمر: 3951- ابن شهيد 1: العَلاَّمَةُ البَلِيْغُ، جَاحظُ وَقته، أَبُو عَامِرٍ، أَحْمَدُ بن أَبِي مَرْوَانَ، عَبْد المَلِكِ بن مروان بن ذِي الوَزَارَتَيْنِ أَحْمَد بن عَبْدِ المَلِكِ بنِ عمر ابن شُهيد، الأَشْجَعِيُّ القُرْطُبِيُّ، الشَّاعِر. كَانَ حَاملَ لوَاءِ النَّظمِ وَالنَّثرِ بِالأَنْدَلُسِ، وَلَهُ تَرسُّلٌ فَائِق. وَلَهُ توَالِيفُ أَنيقَةُ الجِدِّ، مطبوعَةُ الْهزْل، مِنْهَا: كِتَاب جُوْنَة عطَّار. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْم: وَلنَا مِنَ البُلغَاء أَبُو عَامِرٍ، لَهُ مِنَ التَّصرُّف فِي وُجُوه البَلاغَة وَشِعَابِهَا مِقدَارٌ يَنْطِقُ فِيْهِ بلسَانٍ مُرَكَّبٍ مِنْ عَمْرو يَعْنِي الجَاحظ وسهل يعني ابن هارون. وَمن نَظمه: فَكَأَنَّ النُّجُوْمَ فِي اللَّيْلِ جيشٌ ... دَخَلُوا لِلْكُمُوْنَ فِي جَوْفِ غَابِ وَكَأَنَّ الصَّبَاحَ قَانِصُ طيرٍ ... قَبَضَتْ كَفُّه بِرِجْلِ غُرَاب تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَة سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ حَزْم: كَانَ حَاملَ لوَاء الشِّعرِ وَالبلاغَةِ، مَا خلّف لَهُ نظيراً، وَانقرض عقب جَدِّه الوَزِيْرِ بِموته، وَكَانَ سَمْحاً جَوَاداً. 3952- تراب بن عمر 2: ابن عبيد، أَبُو النُّعْمَان المِصْرِيُّ، الكَاتِبُ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي أَحْمَدَ بنِ النَّاصح، وَالدَّارَقُطْنِيّ. وَعَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ، وَالقَاضِي الخِلَعِيُّ. عَاشَ بِضْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَمَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخَرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "5/ 90"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "3/ 220"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 116"، والعبر "3/ 159"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 230". 2 ترجمته في العبر "3/ 161"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 231".

الفلكي، الرزجاهي

الفلكي، الرزجاهي: 3953- الفلكي 1: الحَافِظُ الأَوْحَدُ، أَبُو الفَضْلِ، عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بن أحمد بن الحَسَنِ، الهَمَذَانِيُّ، عُرف بِالفَلَكِيِّ. قَالَ شِيْرَوَيْه: سَمِعَ: عَامَّةَ مَشَايِخِ هَمَذَان وَالعِرَاق وَخُرَاسَان. حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ رَزْقُوَيْه، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَانَ، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ. حَدَّثَنَا عَنْهُ: الحَسَنِي، وَالمَيْدَانِيّ. وَكَانَ حَافِظاً مُتْقِناً يُحْسِنُ هَذَا الشَّأْنَ جَيِّداً جيداً. صَنَّفَ الكُتُب مِنْهَا: الطَّبَقَات المُلَقَّب ب"المُنْتَهَى فِي مَعْرِفَةِ الرِّجَال" فِي أَلف جُزْء. سَمِعْتُ حَمْزَةَ بنَ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ شَيْخَ الإِسْلاَم الأَنْصَارِيَّ يَقُوْلُ: مَا رَأَتْ عينَايَ أَحداً مِنَ الْبشر أَحفظَ مِنِ ابْنِ الفَلَكِيّ، وَكَانَ صُوفيّاً مُشَمِّراً. قُلْتُ: مَاتَ بِنَيْسَابُوْرَ فِي شَعْبَانَ، سَنَة سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ كَهْلاً: وَكَانَ جَدُّهُ بارعاً فِي علم الفَلَك وَالحسَابِ، هَيُوباً محتشمًا، تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. 3954- الرَّزْجَاهِيُّ 2: العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ الأَدِيْبُ، أَبُو عَمْرٍو، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، الرَّزْجَاهِيُّ البَسْطَامِيُّ، الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ؛ تِلْمِيْذُ أَبِي سَهْلٍ الصُّعْلُوْكِيّ. كتب الكَثِيْر عَن: ابْنِ عَدِيّ، وَالإِسْمَاعِيْلِيِّ، وَابنِ الغِطْرِيْف، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ المُغِيْرَةِ، وَتصدَّر للإِفَادَة. حَدَّثَ عَنْهُ: البَيْهَقِيُّ، وَالرَّئِيْسُ الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ أَبِي صَادِق، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفُقَاعِي، وَعِدَّة. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ سِتٌّ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً، وَكَانَ صَاحِبَ فنون.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "9/ 330"، واللباب لابن الأثير "2/ 440"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1009"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 185". 2 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص419"، والأنساب للسمعاني "6/ 110"، واللباب لابن الأثير "2/ 23"، والعبر "3/ 160"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 230".

الزيدي

3955- الزيدي 1: الإمام العالم المقرىء المعمر، شيخ حران، أبو القاسم، علي ابن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، الهَاشِمِيُّ العَلَوِيُّ الحُسَيْنِيُّ الزَّيْدِيُّ، الحَرَّانِيُّ الحَنْبَلِيُّ السُّنِّيُّ. تَلاَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى الأُسْتَاذِ أَبِي بَكْرٍ النَّقَّاش، وَرَوَى عَنْهُ: تَفْسِيْره "شفَاء الصُّدور"، فَكَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى عَنْهُ القرَاءاتِ وَالحَدِيْثَ. تَلاَ عَلَيْهِ: أَبُو مَعْشَرٍ عَبْدُ الكَرِيْم الطَّبَرِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ الهُذَلِيّ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ الفَتْح المَوْصِلِيُّ؛ نَزِيْلُ زهر الْملك. وَكَانَ مفخَر أَهْلِ حَرَّان. قَالَ أَبُو عَمرٍو الدَّانِيُّ: هُوَ آخرُ مِنْ قرأَ عَلَى النَّقَّاش. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً ضَابطاً مَشْهُوْراً، أَقرأَ بِحَرَّانَ دَهْراً طَوِيْلاً. وَقَالَ هِبَةُ اللهِ بن أَحْمَدَ الأَكفَانِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ العَزِيْز الكَتَّانِيّ وَقَدْ أَريتُهُ جُزْءاً مِنْ كُتُب إِبْرَاهِيْم بن شُكْر مِنْ مُصَنَّفَات الآجُرِّيّ، وَالسَّمَاعُ عَلَيْهِ مُزَوَّرٌ بَيِّنُ التَّزْوير -فَقَالَ: مَا يكفِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْدِيُّ الحَرَّانِيُّ أن يكذب حتى يكذب عليه. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ قَارب المائَة. وَأَعْلَى شَيْءٍ عِنْدَهُ القرَاءاتُ وَالتَّفْسِيْرُ عَنِ النَّقَّاش، وَالنَّقَّاشُ مُجمَعٌ عَلَى ضَعفِهِ فِي الحَدِيْثِ لاَ فِي القِرَاءاتِ، فَإِنْ كَانَ الزَّيْدِيُّ مقدوحاً فِيْهِ، فَلاَ يُفْرَحُ بِعُلُوِّ رِوَايَاتِهِ للأَمْرَين، وَقَدْ وَثَّقَهُ أَبُو عَمرٍو الدَّانِيُّ فِي الجُمْلَةِ، كَمَا وثَّق شَيْخَهُ النَّقَّاش، وَلَكِنَّ الجَرْح مُقَدَّم، وَمَا أَدْرِي مَا أَقُولُ. وبلغنِي أَنَّ الزَّيْدِيَّ نُفِّذ رسولاً إِلَى مَلِكِ الرُّوْم، فَلَمَّا جلس، غنّت النَّصَارِى، وَحرَّكُوا الأَرغلَ، فثبتَ الزَّيْدِيُّ عِنْد سَمَاعه، وَتعجَّبُوا مِنْ ثَبَاتِهِ كَثِيْراً، فَلَمَّا قَامَ، وَجَدُوا تَحْتَ كَعبه الدَّمَ مِمَّا ثَبَّت نفسه، ولم يتحرك.

_ 1 ترجمته في مزيان الاعتدال "3/ 155"، ولسان الميزان "4/ 259"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 251".

ابن السمسار

3956- رابن السمسار 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، المُسْنِدُ العَالِمُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُوْسَى بن الحُسَيْنِ، ابْنُ السِّمْسَارِ الدِّمَشْقِيُّ. حدث عن: أبيه، وأخيه المُحَدِّث أَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّد، وَأَخِيْهِ الآخَر أَحْمَد، وَأَبِي القَاسِمِ عَلِيِّ بنِ أَبِي العَقب، وَأَبِي عبد الله محمد ابن إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَرْوَانِ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي دُجَانَة، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ آدَمَ الفَزَارِيّ، وَأَبِي عُمَرَ بنِ فَضَالَة وَمُظَفَّر بن حَاجِب بن أَركين، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَالفَقِيْه أَبِي زَيْدٍ المَرْوَزِيِّ وَحمل عَنْهُ صحيح البخاري، وروى عن خلق كثير. وَكَانَ مُسْنِد أَهْل الشَّام فِي زَمَانِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ طَلاَّب، وَأَبُو القَاسِمِ المِصِّيْصِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بن أبي الحديد، والفقيه نصر ابن إِبْرَاهِيْمَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ الكُريديُّ، وَسَعْدُ بن علي الزنجاني، وآخرون. قال الكتاني: كان فِيْهِ تشيُّعٌ وَتسَاهلٌ. وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: فِيْهِ تشيُّعٌ يُفْضَي بِهِ إِلَى الرَّفْض، وَهُوَ قَلِيْلُ المعرفَة، فِي أُصُوْله سُقْم. مَاتَ ابْنُ السِّمْسَار فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ كمل التِّسْعِيْنَ، وَتَفَرَّد بِالرِّوَايَة عَنِ ابْنِ أَبِي العَقب وَطَائِفَة، وَلَعَلَّ تَشَيُّعَهُ كَانَ تقيَّة لاَ سجيَّة، فَإِنَّهُ مِنْ بَيْتِ الحَدِيْث، وَلَكِن غلت الشَّامُ فِي زَمَانِهِ بِالرَّفض، بَلْ وَمِصْرُ وَالمَغْرِبُ بِالدَّوْلَة العُبَيْدِيَّة، بَلْ وَالعِرَاقُ وَبَعْضُ الْعَجم بِالدَّوْلَة البُوَيْهِيَّة، وَاشتدَّ البلاَءُ دَهْراً، وَشَمَخَت الغلاَةُ بِأَنْفِهَا، وَتواخى الرَّفضُ وَالاعتزَالُ حِيْنَئِذٍ، وَالنَّاسُ عَلَى دين المَلِك، نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ فِي الدين.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "3/ 158"، ولسان الميزان "4/ 264"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 252".

صاعد بن محمد، سيار بن يحيى، ابن عليك

صاعد بن محمد، سيار بن يحيى، ابن عليك: 3957- صاعد بن محمد 1: ابن أحمد بن عبد الله القاضي، أبو العلاء الأستوائي، النَّيْسَابُوْرِيُّ، الفَقِيْهُ، شَيْخُ الحَنَفِيَّة وَرَئِيْسُهُم، وَقَاضِي نَيْسَابُوْر. سَمِعَ: أَبَا عَمْرٍو بن نُجَيْد، وَبِشْرَ بنَ أَحْمَدَ، وَعَلِيَّ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَكَّائِيّ. وَعَنْهُ: الخطيب، والقاضي صاعد بن سيار. سمع: نا جُزءاً مِنْ حَدِيْثه مِنْ أَبِي نَصْرٍ المِزِّيّ عَنْ جدِّه. مولدُهُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَة إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ. وَقِيْلَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 3958- سيار بن يحيى: ابن مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ، العَلاَّمَةُ القَاضِي، أَبُو عَمْرٍو الكِنَانِيُّ الهَرَوِيُّ الحَنَفِيُّ. سَمِعَ: مِنْ: أَبِي عَاصِمٍ محبوبِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَاكِم، وَجَمَاعَة. وَعَنْهُ: ابْنَاهُ: القَاضِي أَبُو العَلاَءِ صَاعد، وَالقَاضِي أَبُو الفَتْحِ نَصْر. مَاتَ سَنَة ثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَخلَفَه ابْنُه أَبُو الفَتْحِ إِلَى أَنْ قُتل مظلوماً فِي سَنَةِ 446، فَخلفه أَخُوْهُ، فَامتدت أَيَّامُه. 3959- ابن عليك: الحَافِظُ الحُجَّةُ الإِمَامُ، أَبُو سَعْدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيَّك، النَّيْسَابُوْرِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم، وَأَبِي سَعِيْدٍ الرَّازِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ شَاذَانَ، وَالدَّارَقُطْنِيِّ، وَخَلْق. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِي، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَإِمَام الحَرَمَيْنِ أَبُو المَعَالِي، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ القُشَيْرِيّ. وجَمَعَ وَصَنَّفَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبْعِيْنَ. أَخذ بِالكُوْفَةِ عَنْ أَبِي الطَّيِّبِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ التَّيْمُلِي، وَأَبِي المُفَضَّلِ الشيباني، وببغداد أيضًا عن عَلِيِّ بن عُمَرَ السُّكَّرِيّ، وَبِمَرْوَ عَنْ طَائِفَة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 344"، والأنساب للسمعاني "1/ 221"، واللباب لابن الأثير "1/ 52"، والعبر "3/ 174"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 32"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 248".

ابن دوست، القيشطالي

ابن دوست، القيشطالي: 3960- ابن دوست: الحَاكِمُ العَلاَّمَةُ النَّحْوِيُّ، أَبُو سَعْدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن محمد بن محمد ابن عزيز بن محمد، ابن دوست، النيسابوري؛ صاحب التصانيف الأَدبيَة، وَلَهُ "دِيْوَان" شعر. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وخمسين وثلاث مائة. سمع: منك أَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَانَ، وَبِشْرِ بن أَحْمَدَ، وَأَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم، وَعِدَّة. وَكَانَ أَصَمَّ لاَ يَسْمَعُ: شَيْئاً. أَخَذَ اللغَاتِ عَنْ أَبِي نَصْرٍ الجَوْهَرِيّ. وَعَنْهُ أَخَذَ المُفَسِّر أَبُو الحَسَنِ الوَاحِدِيّ، وَغَيْرهُ. وَكَانَ ذَا زُهْدٍ وَصَلاَحٍ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 3961- القيشطالي 1: المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، مُسْنِدُ وَقْتِهِ، أَبُو عَمْرٍو، عُثْمَانُ بن أحمد بن محمد ابن يُوْسُفَ، المَعَافِرِيُّ القُرْطُبِيُّ القَيْشَطَالِيُّ؛ بِشِيْنٍ مَشُوبَةٍ بِجِيمٍ، نزيل إشبيلية. سَمِعَ: مَعَ أَبِيهِ مِنْ أَبِي عِيْسَى اللَّيْثِيّ "المُوَطَّأ" وَتَفْسِيْرَ ابْن نَافِع، وَسَمِعَ: مِنَ القَاضِي ابْنِ السَّلِيم، وَابنِ القُوْطِيَّة، وَالزُّبَيْدِيّ. وَكَانَ نديماً للمُؤَيَّد بِاللهِ هِشَام. قَالَ ابْنُ خَزْرج: كَانَ مِنْ أَهْل الطَّهَارَة وَالعفَاف وَالثِّقَة، وَروَايتُه كَثِيْرَةٌ. مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، عَنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: محمد بن شريح المقرىء، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيّ، وَابنُه أَحْمَدُ بنُ محمد، وآخرون.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 404"، والعبر "3/ 174"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 248". =

الدزبري، شعيب بن عبد الله

الدزبري، شعيب بن عبد الله: 3962- الدزبري 1: أَمِيْرُ الجُيُوش المُظَفَّر، سَيْفُ الخِلاَفَة، عَضُدُ الدَّوْلَة، أبو منصور، نوشتكين بن عبد الله التركي. اشترَاهُ بِدِمَشْقَ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ القَائِدُ تِزْبرُ الدَّيْلَمِيُّ، فَرَأَى مِنْهُ فرطَ شَهَامَةٍ وَإِقدَامٍ، وَشَاعَ ذِكرُه، فَقَدَّمَهُ لِلْحَاكِمِ، وَقِيْلَ: بَلْ نفَّذ الحَاكِمُ بطلبه في سنة ثَلاَث وَأَرْبَع مائَة. وَجُعِلَ بَيْنَ المَمَالِيْك الحُجَريَّة، فَقهرهُم وَاسْتطَال، فَضَرَبَهُ وَاليهُم، ثُمَّ لزم الخِدْمَةَ، وَتودَّدَ إِلَى الأُمَرَاء، فَارتضَاهُ الحَاكِمُ، وَأُعْجِبَ بِهِ، فَأَمَّرَهُ، وَبَعَثَهُ إِلَى دِمَشْق سَنَة سِتٍّ، فتلقَّاهُ تِزْبر، فتَأَدَّبَ وَتَرَجَّل لمَوْلاَهُ، ثُمَّ أُعِيْدَ إِلَى مِصْرَ، وَجُرِّدَ إِلَى الرِّيْف، ثُمَّ بُعِثَ وَالِياً عَلَى بَعْلَبَك، وَحَسُنَتْ سِيْرَتُهُ، ثُمَّ نُقِلَ إِلَى قَيْسَارِيَّة، وَاتَّفَقَ قتلُ مُتَوَلِّي حلب فَاتِك؛ قتلَه غُلاَمه، ثُمَّ وَلِي فِلَسْطِيْنَ، فَخَافَهُ مَلِكُ العَرَب حَسَّانُ بنُ مُفَرِّج الطَّائِيُّ، وَقلق، وَجرتْ لأَمِيْرِ الجُيُوش هَذَا وَقَائِع، وَدَوَّخ العَرَبَ، فَخبُثَ حَسَّانُ، وَكَاتبَ فِيْهِ وَزِيْرَ مِصْر الحَسَنَ بنَ صَالِح، فَأَمسكه بحيلَةٍ دُبِّرَتْ لَهُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، فشَفعَ فِيْهِ سَعِيْدُ السُّعَدَاء، فَأُطْلِقَ لَهُ، ثُمَّ ترقَّى، وَكَثُرت غِلْمَانُهُ وَأَمْوَالُهُ. وَأَمَّا الشَّامُ، فَعَاثت العَرَبُ فِيْهَا، وَأَفْسَدَتْ، وَوزرَ نَجِيْبُ الدَّوْلَة الجَرْجَرَائِيّ، فَقَدَّم نوشتكين عَلَى العَسَاكِر سَبْعَة آلاَف، فَقصد حَسَّانَ وَصَالِح بنَ مِرْدَاس، فَكَانَتِ المَصَافُّ عَلَى الأُقْحُوَانَة، فَهَزَم العَرَبَ، وَقُتِلَ صَالِح، فَبُعثَت الخِلَعُ إِلَى نوشتكين، ثُمَّ نَازل حلبَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى دِمَشْق، وَنَزَلَ بِالقصرِ، ثُمَّ ردّ إِلَى حلب وَدخلَهَا، فَأَحسن إِلَى الرَّعِيَّة، وَعدل، ثُمَّ تغيَّر، وَشرب الخَمْرَ، فَجَاءَ كِتَابٌ بذَمِّه وَتهديده، فَقَلِقَ وَتَنَصَّلَ، وَكَتَبَ: مِنْ عَبْدِ الدَّوْلَة العَلَوِيَّة، وَالإِمَامِيَّة الفَاطمِيَة مُتَبرِّئاً مِنْ ذُنُوبه لاَئِذاً بِالعَفْو، ثُمَّ حُمَّ، وَطَلَبَ طَبِيْباً، فَوَصَفَ لَهُ مُسْهِلاً، فَأَبَى، وَأَصَابَهُ فَالِجٌ أَبطلَ يَدَهُ وَرِجْلَه، ثُمَّ مَاتَ بَعْد أَيَّام مِنْ جُمَادَى الأُولَى، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ بِحَلَب، وَمِمَّا خَلَّف مِنَ النَّقْد سِتُّ مائَة أَلْف دِيْنَار، وَأَصلُهُ مِنْ بلاَد خُتَن، وَمن قوَاده مُقَلَّدُ بنُ منقذ الكناني. 3963- شعيب بن عبد الله: ابن المنهال، مُسْنِدُ مِصْر، أَبُو عَبْدِ اللهِ المِصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَد بن الحَسَنِ بنِ عُتْبَةَ الرَّازِيِّ، وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحَطَّاب الرَّازِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، وَطَائِفَة. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال: يُتَكَلَّمُ فِي مَذْهَبِهِ، مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 272"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 252".

الرخجي، الكسار، ابن رزمة

الرخجي، الكسار، ابن رزمة: 3964- الرخجي 1: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ، وَزِيْرُ بَني بُويه بِالعجم، ثُمَّ عَظُمَ عَنِ الوزَارَة وَتَرَكَهَا، فَكَانَتِ الوُزَرَاءُ يَغْشَونه، وَيتَأَدَّبُوْنَ مَعَهُ، حَتَّى مَاتَ في سنة ثلاثين، وأربع مائة. 3965- الكسار: القَاضِي الجَلِيْلُ العَالِمُ، أَبُو نَصْرٍ؛ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بَوَّان الدِّيْنَوَرِيُّ. سَمِعَ: "سُنَن" النَّسَائِيّ المُخْتَصر مِنَ الحَافِظ أَبِي بَكْرٍ بنِ السُّنِّي، وَسَمَاعُهُ لَهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَحَدَّثَ بِهِ فِي جُمَادَى الأُولَى، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: بدرُ بنُ خَلَفٍ الفركين وَعَبْدُوْسُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَمَذَانِيّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمْد الدّوْنِي، وَأَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ المُؤَذِّن. وَكَانَ الكَسَّار صَدُوْقاً، صَحِيْحَ السَّمَاع، ذَا عِلْمٍ وَجَلاَلَة. مَاتَ فِي هَذَا الوَقْت بَعْد تَحْدِيْثه بِالكِتَابِ بِيَسِيْرٍ، وآخرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ مُسْنِدُ أَصْبَهَان أَبُو عَلِيٍّ الحداد. 3966- ابن رزمة 2: الشَّيْخُ الثِّقَةُ، أَبُو الحُسَيْنِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَلِيٍّ بن رِزْمَة، البَزَّازُ، مِنْ مُحَدِّثِي بَغْدَاد. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلاَّد العَطَّار، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ سَلْم، وَأَبِي سعيد السيرافي، وطائفة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو طَاهِرٍ بن سوار المقرىء، وخالد ابن عَبْدِ الوَاحِدِ التَّاجِر. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً، كَثِيْرَ السَّمَاع، كَتَبْتُ عَنْهُ. وَعَاشَ أَرْبَعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، مَاتَ فِي جُمَادَى الأُولَى، سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ المِيمَاسِي؛ رَاوِي "مُوطأَ" يَحْيَى ابن بُكَيْرٍ، وَشَارح "الصَّحِيْح" أَبُو القَاسِمِ المُهَلَّبُ بنُ أحمد بن أبي صفرة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 100"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 356". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 361"، والعبر "3/ 184"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 255".

ابن فاذشاه

3967- ابن فاذشاه 1: الشَّيْخُ الرَّئِيْسُ المُسْنِدُ، أَبُو الحُسَيْنِ، أَحْمَدُ بنُ محمد بن الحسين ابن مُحَمَّدِ بنِ فَاذشَاهُ، الأَصْبَهَانِيُّ التَّانِيُّ. سَمِعَ الكَثِيْرَ من: أبي القاسم الطبراني، وكان سماعه من جَدِّهِ الحُسَيْن فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. رَوَى "المُعْجَم الكَبِيْر" كُلَّه عَنِ الطَّبَرَانِيّ، وَغَيْر ذَلِكَ. حَدَّثَ عَنْهُ: مَعْمَرُ بنُ أَحْمَدَ اللُّنْبَانِي، وَالمُحَسَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسكَاف، وَطَاهرُ بنُ مَحْمُوْد الصَّبَّاغ، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بنُ محمد الخرقي، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الغَسَّال، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بن مُحَمَّدٍ التَّاجِر، وَعَبْدُ الأَحد بن أَحْمَدَ العَنْبَرِيّ، وَنَصْر بن أَبِي القَاسِمِ الصَّبَّاغ، وَالهَيْثَمُ بنُ مُحَمَّدٍ المَعْدَانِي، وَسَتَّانُ بِنْتُ حُسَيْن الصَّالِحَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عُزَيْزَة، وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الأُطْرُوش، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَمَحْمُوْدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الأَشقر، وَخَلْقٌ مِنْ شُيُوْخ السِّلَفِيّ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: كَانَ ابْنُ فَاذشَاهُ صَاحِبَ ضِيَاعٍ كَثِيْرَة، صَحِيْحَ السَّمَاع، رَدِيء المَذْهَبَ. قُلْتُ: كَانَ يُرمَى بِالاعتزَال وَالتَّشَيُّع. مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمن شعره: سِهَام الشَّيْب نافذةٌ مُصيبَه ... وَسَابِقَةُ المُلمَّةِ وَالمصيبَه وَمَنْ نَزَلَ المَشِيْبُ بِعَارِضَيْهِ ... قَدِ اسْتوفَى مِنَ الدُّنْيَا نَصِيْبَه

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 178"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 250".

ذو القرنين، الإدريسي

ذو القرنين، الإدريسي: 3968- ذو القرنين 1 م: الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، الشَّاعِرُ المُجِيْدُ، وَجِيه الدَّوْلَة، أَبُو المطاع، ذو القَرنين بنُ حَمْدَان ابنِ صَاحِب المَوْصِل نَاصِرِ الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان التَّغْلِبِيُّ. فَمِنْ نَظْمِهِ: إِنِّيْ لأَحسد "لاَ" فِي أَسْطُر الصُّحُفِ ... إِذَا رَأَيْتُ اعْتِنَاقَ اللاَّمَ للأَلِفِ وما أظنّها طَال اعتِنَاقُهُمَا ... إِلاَّ لِمَا لَقِيَا مِنْ شِدَّةِ الشَّغَفِ وَكَانَ قَدْ سَارَ إِلَى مِصْرَ، وَولِي الإِسْكَنْدَرِيَّة فِي دَوْلَة الظَّاهِرِ بنِ الحَاكِم، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى دِمَشْق. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 3969- الإِدْرِيْسِيُّ 2: القَاسِمُ بنُ حَمُّوْدِ بنِ ميمون بنُ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ إدريس ابن إِدْرِيْسَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ، العَلَوِيُّ الحَسَنِيُّ، الإِدْرِيْسِيُّ. وَلِي قُرْطُبَة سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة عِنْد قتل أَخِيْهِ عَلِيِّ بن حَمُّوْد. وَكَانَ سَاكناً وَادعاً، أَمِنَ النَّاسُ بِهِ، وَفيه تَشَيُّعٌ قَلِيْلٌ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِ ابْنُ أَخِيْهِ يَحْيَى بنُ عَلِيٍّ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، فَفَرَّ مِنْهُ القَاسِمُ إِلَى إِشْبِيْليَة، ثُمَّ حَشَدَ، وَأَقبلَ إِلَى قُرْطُبَة، فَهَرَبَ مِنْهُ يَحْيَى أَيْضاً، ثُمَّ بَعْد أَشهر اضْطربَ أَمر القَاسِم، وَانهزم عَنْهُ البَرْبَرُ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَتغلَّبتْ كُلُّ فرقَةٍ عَلَى بَلَد، وَجرت خُطُوبٌ وَزلاَزل، ثُمَّ لحق القَاسِمُ بشَريش، فَقصدهُ يَحْيَى بنُ عَلِيٍّ، وَحَاصَرَه، وَظَفِرَ بِهِ، وَأَسَرَهُ، فَبَقِيَ فِي اعتقَاله دَهْراً، وَفِي اعتقَالَ ابْنِه إِدْرِيْسَ بنِ يَحْيَى، فَلَمَّا مَاتَ إِدْرِيْسُ، خنقُوا القَاسِمَ هَذَا وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً، سَنَة إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، ثُمَّ حُمِلَ تَابوتُهُ إِلَى الجَزِيْرَةِ الخَضْرَاء، فَدُفِنَ بها، وبها يومئذ ولده محمد.

_ 1م، مكرر: ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 279"، والعبر "3/ 165"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 238"، وستأتي ترجمته برقم عام "3987". 2 تقدمت ترجمته في المجلد الثاني عشر برقم ترجمة عام "3706"، وبتعليقنا رقم "736".

الأملوكي، الإسماعيلي، الخولاني

الأملوكي، الإسماعيلي، الخولاني: 3970- الأملوكي 1: الشَّيْخُ أَبُو المُعَمَّر، المُسَدَّدُ بنُ عَلِيٍّ الأُمْلُوْكِيُّ، خَطِيْبُ حِمْص. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحلبي، ويوسف الميانجي، والحسين ابن خَالويه، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الكَرِيْمِ الحَلَبِيّ، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ بنُ طَلاَّب، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَدِيْد، وَوَلَدُهُ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ اللهِ بن عبد الرزاق الكلاعي. وصار في آخر إِمَامَ مَسْجِد سُوق الأَحد بِدِمَشْقَ. قَالَ الكَتَّانِيّ: كَانَ فِيْهِ تسَاهلٌ، مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة. 3971- الإسماعيلي 2: العَلاَّمَةُ، مُفْتِي جُرْجَان، أَبُو مَعْمر، المُفَضَّلُ بنُ إسماعيل بن العلامة شَيْخِ الإِسْلاَم أَبِي بَكْرٍ، الإِسْمَاعِيْلِيُّ الجُرْجَانِيُّ الشَّافِعِيُّ، رَئِيْسُ البَلَدِ وَعَالِمُهُ وَمُحَدِّثُهُ. رَوَى عَنْ: جَدِّهِ كَثِيْراً، وَحفظ القُرْآن وَجملَةً مِنَ الفِقْه وَهُوَ ابْنُ سَبْعَةِ أَعْوَام، وَرَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ، فَأَكْثَر عَنِ ابْنِ شَاهِيْن، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَيُوْسُفَ بنِ الدَّخِيل، وَالحَافِظ أَبِي زُرْعَةَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ. وَكَانَ مِمَّنْ يُضربُ المَثَلُ بذكَائِه، رَوَى الكَثِيْرَ، وَأَمْلَى وَعَاشَ أَخُوْهُ مسْعدَة بَعْدَهُ إِلَى سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَتُوُفِّيَ هُوَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَة إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، بَعْد مَوْتِ أَخِيْهِ الإِمَام أَبِي العَلاَءِ بِسَنَة. 3972- الخَوْلاَنِيُّ 3: شَيْخُ المَالِكِيَّة، مُفْتِي القَيْرَوَانِ، رَفِيْقُ أَبِي عِمْرَانَ الفَاسِي. تَفَقَّهَ بِأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي زَيْدٍ، وَأَبِي الحَسَنِ القَابسِي. تَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّةٌ كَأَبِي القَاسِمِ بنِ محرز، وأبي إسحاق التونسي، وأبي القَاسِم السُّتُوْرِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الحَقِّ الصَّقَلِّيّ، وَأَبِي حَفْصٍ العَطَّار. وَكَانَ رَأْساً فِي المَذْهَب، وَاسِعَ الأَدب، ذَا تَأَلُّهٍ وَصَلاَحٍ وَتَعَبُّدٍ. مَاتَ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَدْ دَخَلَ إلى مصر وسمع: بها.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 176"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 249". 2 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص421"، والأنساب للسمعاني "1/ 252"، والعبر "3/ 176"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 249". 3 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 38"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 324".

الإسماعيلي، الدبوسي

الإسماعيلي، الدبوسي: 3973- الإسماعيلي 1: مفتي جرجان وعالمها، أبو العلاء السري بن العَلاَّمَةِ الكَبِيْرِ، أَبِي سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلَ ابْنِ شَيْخ عَصرِهِ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، الإِسْمَاعِيْلِيُّ الجُرْجَانِيُّ الشَّافِعِيُّ الأَدِيْبُ. تَفَقَّهَ بِأَبِيهِ، وَسَمِعَ: الكَثِيْر مِنْ جَدِّه، وَتَفَرَّد عَنْهُ ببَعْض توَالِيفه، وَسَمِعَ: مِنِ ابْنِ الغِطْرِيْف، وَابنِ شَاهِيْن، وَالدَّارَقُطْنِيّ. وَتَخَرَّجَ بِهِ الفُقَهَاء. وَكَانَ عَالِمَ تِلْكَ الدّيَارِ، مُتَوَاضِعاً مُحِبّاً للعُلَمَاء وَالصُّلَحَاء. عَاشَ سبعينَ سَنَةً وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. رَحِمَهُ الله. 3974- الدبوسي 2: العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الحَنَفِيَّة، القَاضِي أَبُو زَيْدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ عِيْسَى، الدَّبُوْسِيُّ البُخَارِيُّ، عَالِمُ مَا وَرَاء النَّهر، وَأَوّلُ مَنْ وضع عِلمَ الخلاَفِ وَأَبرزَهُ. وَكَانَ مِنْ أَذكيَاء الأُمَّة. وَلَهُ كِتَاب: "تَقْوِيم الأَدلَة"، وَكِتَاب "الأَسرَار"، وَكِتَاب: "الأَمد الأَقْصَى". وَأَشْيَاء. مَاتَ بِبُخَارَى سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص185". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 273"، واللباب لابن الأثير "1/ 490"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 48"، والعبر "3/ 171"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 76"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 245".

الحوفي، الرازي، البراذعي

الحوفي، الرازي، البراذعي: 3975- الحوفي 1: العَلاَّمَةُ، نَحْوِيُّ مِصْر، أَبُو الحَسَنِ؛ عَلِيُّ بنُ إبراهيم بن سعيد، الحَوْفِيُّ، صَاحِبُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الأُدْفُوِيُّ. لَهُ: إِعرَابُ القُرْآنِ؛ فِي عشر مُجَلَّدَات. تَخَرَّجَ بِهِ المِصْرِيُّون. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة. 3976- الرازي 2: الحَافِظُ الأَوْحَدُ، أَبُو بَكْرٍ؛ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ، الرَّازِيُّ ثُمَّ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، الزَّاهِدُ الثَّبْتُ. أَمْلَى بِإِسْفَرَايِيْن عن: شافع بنِ مُحَمَّد، وَزَاهِرِ السَّرَخْسِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ المَخْلَدِيِّ، وَطَبَقَتِهِم. وَانْتَقَى عَلَيْهِ الشُّيُوْخُ، وَتَعِبَ وَجَمَعَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ. مَاتَ كَهْلاً فِي قرب الثلاثين وأربع مائة. 3977- البراذعي: شَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو سَعِيْدٍ؛ خَلَفُ بنُ أَبِي القَاسِمِ، الأَزْدِيُّ القَيْرَوَانِيُّ المَغْرِبِيُّ المَالِكِيُّ، صَاحِبُ "التَّهْذِيب" قفي اختِصَارِ "المُدَوَّنَةِ". قَالَ القَاضِي عِيَاض: كَانَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَاب ابْنِ أَبِي زَيْدٍ، وَأَبِي الحَسَنِ القَابِسِي، وَعَلَى كِتَابه المعوَّلُ بِالمَغْرِب، سَكَنَ صَقَلِّيَّة وَاشتهرت كُتُبه هُنَاكَ، وَقَرُبَ مِنَ السُّلْطَانِ، وَالله يسمحُ لَهُ، لَمْ أَظفر بوَفَاته. قَالَ القَاضِي عِيَاض: كَانَ مُبْغَضاً عِنْدَ أَصْحَابِهِ لصُحْبَتِهِ سلاَطين القَيْرَوَان، وَيُقَالُ: لحقَه دعَاءُ الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ، لأَنَّه كَانَ يَنْتقِصُهُ، وَيَطْلُبُ مثَالبه. بقِي إِلَى بعد الثلاثين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 273"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 221"، والعبر "3/ 172"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 247". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 988".

ابن غالب، الزهري، جهور بن محمد

ابن غالب، الزهري، جهور بن محمد: 3978- ابن غالب 1: شَيْخُ المَالِكِيَّة، القُدْوَةُ الزَّاهِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ؛ عَبْدُ الله بن غالب بن تَمَّامٍ، الهَمْدَانِيُّ، المَغْرِبِيُّ، شَيْخُ أَهْل سَبْتَة. ارْتَحَلَ وَحمل بِالأَنْدَلُسِ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ الزُّبَيْدِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الأَصِيْلِي، وَبِمِصْرَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ المُهَنْدس، وَطبقتِهِ، وَبَالقَيْرَوَان عَنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي زَيْدٍ. أَخَذَ عَنْهُ: وَلَدُهُ الفَقِيْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدٌ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ حَمْزَة، وَابْنُ جمَاح القَاضِي المَالِكِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ المَسِيْلِي. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، بَصِيْراً بِالمَذْهَب، مُتَفَنِّناً أَدِيْباً، بليغًا شَاعِراً، حَافِظاً نَظَّاراً، مَدَارُ الفتَاوِي عَلَيْهِ. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 3979- الزهري 1: الفَقِيْهُ العَلاَّمَةُ، أَبُو طَالِبٍ؛ عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعِيْدٍ، الزُّهْرِيُّ الوَقَّاصِيُّ، مِنْ ذُرِّيَّة صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سعد بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، بَغدَادِيٌّ مِنْ كِبَارِ الشَّافِعِيَّة بِبَغْدَادَ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ حَمَامَةَ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. كتب عَنْ: أَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَابْن مَاسِي، وَعِيْسَى بنِ مُحَمَّدٍ الرخجي، وعدة. رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ وَوَثَّقَهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وثلاثين وأربع مائة. 3980- جهور بن محمد 2: ابن جَهْوَرِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، رَئِيْسُ قُرْطُبَةَ وَأَمِيْرُهَا، وَصَاحِبُهَا بَعْد هَيْج الفِتَنِ بِالجَزِيْرَة. نصبَ نَفْسَهُ ممسكًا لقربطة إِلَى أَنْ تَهَيَّأَ مَنْ يَصْلُح للمُلْكِ، وَعَاشَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. حَدَّثَ عَنْ: عَبَّاس بنِ أَصْبَغ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُفَرِّجٍ، وَخَلَف بن القَاسِمِ. وَكَانَ مِنْ وُزَرَاء الدَّوْلَة العَامِرِيَّة، وَمن رِجَال الكَمَالِ دهَاءً وَرَأْياً وَسُؤْدُداً وَتَصَوُّناً. وثبت على قرطبة، وتملك من غير أن يتلقبب بإمرةن ولا تحول من داره، وجعل بيوت الأمول تَحْتَ أَيدِي جَمَاعَةٍ وَدَائِعَ، وَصيَّر أَهْلَ الأَسواقِ أدنادًا، وَرزقَهُم مِنْ أَمْوَالٍ أَعطَاهَا إِيَّاهم مضَاربَةً، وَفرَّق عَلَيْهِم الأَسلحَةَ، وَكَانَ يعُودُ المرضَى، وَيَشْهَد الجنَائِز وَهُوَ بِزِي النُّسَّاكِ. واستمرَّ فِي الأَمْرِ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وقَام فِي الإِمرَة كَذَلِكَ بَعْدَهُ ابْنُه الأَمِيْر أَبُو الوَلِيْدِ؛ مُحَمَّدُ بنُ جَهْوَر. وحدث عنه: محمد بن عتاب، وغيره.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 299"، والعبر "3/ 181"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 254". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 274". 3 تقدمت ترجمته في الجزء الثاني عشر برقم ترجمة عام "3708"، وبتعليقنا رقم "738".

ابن شعيب، الطحان

ابن شعيب، الطحان: 3981- ابن شعيب 1: الإِمَامُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، أَبُو عَلِيٍّ؛ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْب، وَيُقَالُ: اسْمه الحُسَيْنُ بنُ شُعَيْب، السِّنْجِيُّ المَرْوَزِيُّ. مُصَنِّفُ شرح كِتَاب "الفُرُوْع" لابْنِ الحَدَّاد، وَهُوَ مِنْ أَنفسِ كُتُبِ المَذْهَب، وَلَهُ: كِتَابُ "الْمَجْمُوع". وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جمع بَيْنَ طريقتِي خُرَاسَان وَالعِرَاق. أَخذ الفِقْه عَنْ: أَبِي بَكْرٍ المَرْوَزِيِّ القَفَّال. وَكَانَ مِنْ رُفَقَاء القاضي حسين، وأبي محمد الجويني. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 3982- الطحان 2: الشَّيْخُ الثِّقَةُ، أَبُو القَاسِمِ؛ عَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ زَكَرِيَّا، البَغْدَادِيُّ، الطَّحَّانُ. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَأَبَا عَلِيّ بنَ الصَّوَّاف. رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَطَاهرُ بنُ أَسَدٍ الطّبّاخ، وَجَمَاعَةٌ. عُمّر ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 165"، "السنجي"، واللباب لابن الأثير "2/ 147"، ووفيات الأعيان لابن خلكان. "2/ 135". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 90"، والعبر "3/ 177"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 250".

ابن كردي، ابن عباد

ابن كردي، ابن عباد: 3983- ابن كردي 1: المُعَمَّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ كُردِي، البَغْدَادِيُّ الأَنْمَاطِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ. رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ، وَالفَضْلُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ القَطَّان، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَارِثِيُّ. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة. 3984- ابن عباد 2: القَاضِي الكَبِيْر، أَمِيْرُ إِشْبِيْليَة وَمُدبِّرُهَا وَحَاكمهَا، أَبُو القاسم؛ محمد ابن إِسْمَاعِيْلَ بن عَبَّاد بن قُرَيْش، اللَّخْمِيُّ، مِنْ ذُرِّيَّة أَمِيْرِ الحيرَة النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ، أَصْلُهُ مِنَ الشَّام مِنْ بَلَدِ العَرِيْش، فَدَخَلَ أَبُوْهُ الأَنْدَلُسَ، وَنَشَأَ أَبُو القَاسِمِ، فَبَرَعَ فِي العِلْمِ، وَتَنَقَّلَتْ بِهِ الأَحْوَالُ، وَوَلِيَ قَضَاءَ إِشْبِيْليَة فِي أَيَّام بَنِي حَمُّوْدٍ العَلَوِيَّة، فسَاس البَلَدَ، وَحُمِدَ، ورمقته العيون، ثم سار يحيى ابن عَلِيِّ بنِ حَمُّوْد، وَكَانَ ظَلُوْماً، فَحَاصَرَ إِشْبِيْليَة، فَاجْتَمَعَ الأَعْيَانُ عَلَى القَاضِي، وَأَطَاعُوهُ، ثُمَّ قَالُوا: انهض بناء إِلَى هَذَا الظَالِم، وَنُمَلِّكَكَ. فَأَجَابهُم، وَتَهَيَّأَ للحَرْبِ، وَذكرنَا أَنَّ يَحْيَى ركب إِلَيْهِم سكرَانَ، فَقُتِلَ، وَتَمَكَّنَ القَاضِي، وَدَانت لَهُ الرَّعِيَّةُ، وَلُقِّبَ بِالظَّافر، ثُمَّ إِنَّهُ تَمَلَّكَ قُرْطُبَة وَغيرَهَا. وقِصَّتُهُ مَشْهُوْرَةٌ مَعَ الشَّخْصِ الَّذِي زَعَمَ أَنَّهُ المُؤَيَّدُ بِاللهِ المَرْوَانِيّ، وَكَانَ خَبَرُ المَرْوَانِيّ قَدِ انْقَطَعَ مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَجَرَتْ فِتَنٌ صَعْبَةٌ فِي هَذِهِ السِّنين، فَقِيْلَ لابْنِ عَبَّاد: إِنَّ المُؤَيَّد حَيٌّ بِقَلْعَةِ رَبَاح فِي مَسْجِد، فَطَلَبَهُ، وَاحْتَرَمَهُ، وَبَايَعَهُ بالخلافة، وصير نفسه كوزير له.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 70". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 22"، والعبر "3/ 179"ن وتاريخ ابن خلدون "4/ 156".

قَالَ الأَمِيْرُ عَزِيْز: حُسِدَ ابْنُ عَبَّاد، وَقَالُوا: قُتِلَ يَحْيَى الإِدْرِيْسِيّ مِنْ أَهْلِ البَيْت، وَقُتِلَ ابْنُ ذِي النُّوْنِ ظُلْماً، فَبَقِيَ يُفَكِّرُ فِيمَا يَفْعَلُهُ، فَجَاءهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: رَأَيْتُ المُؤَيَّد. فَقَالَ: انْظُرْ مَا تَقُولُ! قَالَ: إِي وَاللهِ هُوَ هُوَ. وَقَالَ تُومَرْت -عبدٌ كَانَ يَخْدُم المُؤَيَّد: وَأَنَا إِذَا رَأَيْتُ سَيِّدِي، عَرَفْتُهُ، وَلِي فِيْهِ علاَمَاتٌ. فَأَرْسَلَ رَجُلاً مَعَ ذَلِكَ الرَّجُل إِلَى قَلْعَة رَبَاح، فَوَجَدَاهُ، فَقَدِمَ مَعَهُمَا، فَلَمَّا رَآهُ تُومَرْت، وَثَبَ، وَقَبَّلَ قَدَمَهُ، وَقَالَ: مَوْلاَيَ وَاللهِ! فَقَبَّلَ حِيْنَئِذٍ القَاضِي يَده، ثُمَّ بُوْيِع، وَأَخرجه يَوْم الجُمُعَة، وَمَشَوا بَيْنَ يَدَيْهِ إِلَى الجَامع، ثُمَّ خطبَ المُؤَيَّد النَّاسَ، وَصَلَّى بِهِم، وَبَقِيَ ابْنُ عَبَّاد كَالحَاجِبِ لَهُ عَلَى قَاعدَة الحَاجِبِ المَنْصُوْر بنِ أَبِي عَامِر، غَيْر أَنَّ المُؤَيَّد يَخْرُجُ إِلَى الجمعَة دَائِماً، وَدَانَتْ لَهُ أكثرُ المُدن. قَالَ عَزِيْز: هَرَبَ المُؤَيَّدُ مِنْ قُرْطُبَة عَام أَرْبَع مائَة مُتَنَكِّراً حَتَّى قَدِمَ مَكَّة وَمَعَهُ كيسُ جَوَاهر، فَشَعر بِهِ حرَامِيَّةُ مَكَّة، فَأَخَذُوْهُ مِنْهُ، وَبَقِيَ يَوْمَيْن لَمْ يَطْعَم، ثُمَّ عَمل فِي الطِّين وَتقوَّتَ، ثُمَّ تَوَصَّل إِلَى القُدس، فَتَعَلَّمَ نَسْج الحُصْر، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الأَنْدَلُسِ سَنَة 24. قَالَ عَزِيْز: هَذَا رَوَاهُ مَشَايِخ. وَقَالَ ابْنُ حَزْم: فضيحَة! أَرْبَعَةُ رِجَالِ فِي مسَافَةِ ثَلاَثَةِ أَيَّام يُسَمَّوْنَ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فِي وَقت؛ أَحَدُهُم خَلَفٌ الحُصْرِي بِإِشْبِيْليَة عَلَى أَنَّهُ المُؤَيَّدُ بِاللهِ، وَالثَّانِي مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ الإِدْرِيْسِيّ بِالجَزِيْرَة الخضرَاء، وَالثَّالِث مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمُّوْد بِمَالَقَة، وَالرَّابِع إِدْرِيْسُ بنُ يَحْيَى بنِ عَلِيِّ بنِ حَمُّوْد بشَنْتَرِين. فَهَذِهِ أُخلوقَةٌ لَمْ يُسْمَعْ: بِمِثْلِهَا! وَخُطب لَخَلَفٍ عَلَى المنَابر، وَسُفِكَتِ الدِّمَاءُ، وَتصَادمت الجُيُوشُ، فَأَقَامَ فِي الأَمْر نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَابْنُ عَبَّاد القَاضِي كَالوَزِيْرِ بَيْنَ يَدَيْهِ. قُلْتُ: مَاتَ القَاضِي فِي جُمَادَى الأُولَى، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَدُفِنَ بِقصر إِشْبِيْليَة، وَخَلَفه ابْنُهُ المُعْتَضِدُ بِاللهِ عباد، فدامت دولته إِلَى سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: بَلْ بَقِيَ القَاضِي مُحَمَّدٌ إِلَى سَنَة تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَكَانَ يَسْتَعينُ بِالوَزِيْرِ مُحَمَّدِ بن الحَسَنِ الزُّبَيْدِيّ، وَبعِيْسَى بن حَجَّاجٍ الحَضْرَمِيِّ، وَبعَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ الهَوْزَنِيّ، وَكَانَ لَهُ ابْنَان: إِسْمَاعِيْلُ قُتِلَ فِي مَصَافّ، وَالمُعْتَضِدُ الَّذِي تَمَلَّكَ بَعْدَهُ.

الأردستاني، ابن سينا

الأردستاني، ابن سينا: 3985- الأردستاني: الإِمَامُ الحَافِظُ الفَقِيْهُ، أَبُو الحَسَنِ؛ مُحَمَّدُ بنُ عبد الواحد بن عبيد الله ابن أَحْمَدَ بنِ الفَضْلِ بنِ شَهْرَيَارَ، الأَرْدَسْتَانِيُّ، ثُمَّ الأصبهاني، مصنف كتاب الدلائل السمع: ية عَلَى المَسَائِل الشَّرعيَة؛ وَهُوَ فِي ثَلاَثَةِ أَسفَار. حدث عن: أبي بكر بن المقرىء، وعبيد الله بن يعقوب بن إسحاق ابن جميل، والحسن بن علي ابن البَغْدَادِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جِشْنِس، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة، وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ العَبْقَسِيّ، وَأَبِي عُمَرَ بنِ مَهْدِيٍّ، وَأَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بن الحَسَنِ الصَّرْصَرِي، وَإِبْرَاهِيْم بن خُرشِيذ قوْله، وَعِدَّة. وَينزلُ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظ وَنَحْوهُ. وينصبُ الخلاَفَ مَعَ أَبِي حَنِيْفَةَ وَمَالِك، وَينتصِرُ لإِمَامِهِ الشَّافِعِيّ، وَلَكِنَّهُ لاَ يَتَكَلَّم على الأسانيد. وفي كتابه مخبآت تنبىء بِإِمَامته وَحفظه. رَوَى عَنْهُ: سُلَيْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحافظ، وأبو علي الحداد وغيرهما. وَقَعَ لِي مِنْ حَدِيْثه فِي "مُعْجَم" الحَدَّاد. مَاتَ بَعْد الثَّلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 3986- ابْنُ سِيْنَا 1: العَلاَّمَةُ الشَّهِيْرُ الفَيْلَسُوفُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بن عَلِيِّ بنِ سِينَا، البَلْخِيُّ ثُمَّ البُخَارِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ فِي الطِّبِّ وَالفَلْسَفَةِ وَالمنطِقِ. كَانَ أَبُوْهُ كَاتِباً مِنْ دُعَاة الإِسْمَاعِيْلِيَّة، فَقَالَ: كَانَ أَبِي تولَّى التَّصرُّف بقريَةٍ كَبِيْرَةٍ، ثُمَّ نزل بُخَارَى، فَقَرَأْت القُرْآنَ وَكَثِيْراً مِنَ الأَدب وَلِي عشرٌ، وَكَانَ أَبِي مِمَّنْ آخَى دَاعِي المِصْرِيّين، وَيُعَدُّ مِنَ الإِسْمَاعِيْلِيَّة. ثم ذكر مبادىء اشتغَالِهِ، وَقُوَّةَ فَهْمِهِ، وَأَنَّهُ أَحكم المَنْطِقَ وَكِتَاب إِقليدس إِلَى أَنْ قَالَ: وَرغبتُ فِي الطِّبِّ، وبرزت فيه، وقرؤوا علي، وأنا مَعَ ذَلِكَ أَختلِفُ إِلَى الفِقْه، وَأُنَاظِرُ وَلِي سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. ثُمَّ قَرَأْتُ جَمِيعَ أَجزَاءِ الفَلْسَفَةِ، وَكُنْتُ كلَمَّا أَتَحَيَّرُ فِي مَسْأَلَةٍ، أَوْ لَمْ أَظْفَرَ بِالحدِّ الأَوسطِ فِي قيَاسٍ، ترددتُ إِلَى الجَامع، وَصَلَّيْتُ، وَابتهَلْتُ إِلَى مبدعِ الكُلِّ حَتَّى فُتِحَ لِي المُنغلِقُ مِنْهُ، وَكُنْتُ أَسهَرُ، فمهمَا غَلبَنِي النَّومُ، شربْتُ قَدَحاً. إِلَى أَنْ قَالَ: حَتَّى اسْتحكم مَعِي جَمِيْعُ الْعُلُوم، وَقَرَأْتُ كِتَاب "مَا بَعْد الطّبيعَة"، فَأَشكل عليَّ حَتَّى أَعدتُ قرَاءتَه أَرْبَعِيْنَ مرَّةً، فَحَفِظتُهُ وَلاَ أَفهمُه، فَأَيسْتُ. ثُمَّ وَقَعَ لِي مُجَلَّدٌ لأَبِي نَصْرٍ الفَارَابِيّ فِي أَغرَاض كِتَاب "مَا بَعْد الحِكْمَة الطّبيعيَّة"، ففتحَ عليّ أَغرَاض الكُتُب، فَفَرحتُ، وَتَصَدَّقْتُ بشيء كثير.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "1/ 539"، ولسان الميزان "2/ 291"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 25"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 234".

واتَّفَقَ لسُلْطَان بُخَارَى نوح مرضٌ صعبٌ، فَأُحْضِرتُ مَعَ الأَطباء، وَشَاركتُهُم فِي مُدَاواتِه، فسأَلتُ إِذْناً فِي نظرِ خزَانَةِ كُتُبِه، فَدَخَلتُ فَإِذَا كُتُبٌ لاَ تُحصَى فِي كُلِّ فَنّ، فَظفرتُ بفَوائِدَ. إلى أن قال: فلم بلغتُ ثَمَانِيَةَ عشرَ عَاماً، فَرَغْتُ مِنْ هَذِهِ العُلُوم كُلِّهَا، وَكُنْتُ إِذْ ذَاكَ للعلمِ أَحفَظُ، وَلَكِنَّهُ مَعِي اليَوْمَ أَنضَجُ، وَإِلاَّ فَالعِلْمُ وَاحِدٌ لَمْ يتجدَّد لِي شَيْءٌ، وَصنَّفْتُ "الْمَجْمُوع"، فَأَتيتُ فِيْهِ عَلَى علومٍ، وَسأَلنِي جَارُنَا أَبُو بَكْرٍ البَرْقِيّ وَكَانَ مَائِلاً إِلَى الفِقْهِ وَالتَّفْسِيْرِ وَالزُّهْد، فصنَّفْتُ لَهُ الحَاصل وَالمَحْصُوْل فِي عِشْرِيْنَ مُجلَّدَة، ثُمَّ تقلَّدتُ شَيْئاً مِنْ أَعمَال السُّلْطَان، وَكُنْتُ بزِيِّ الفُقَهَاء إِذْ ذَاكَ؛ بطَيْلَسَانٍ مُحَنَّك، ثُمَّ انتقلت إلى نسا، ثم أباورد وطوس وَجَاجرم، ثُمَّ إِلَى جُرْجَان. قُلْتُ: وَصَنَّفَ الرَّئِيْسُ بِأَرْضِ الجبلِ كُتُباً كَثِيْرَةً، مِنْهَا "الإِنصَاف"؛ عِشْرُوْنَ مجلدًا، "البر والإثم"؛ مجلدان، "الشفاء"، ثمانية عشر مُجَلَّداً، "القَانُوْنَ"؛ مُجَلَّدَات. "الإِرصَاد"، مُجَلَّد، "النَّجَاة"، ثَلاَث مُجَلَّدَات، "الإِشَارَات"، مُجَلَّد، "الْقُولنْج"، مُجَلَّد، "اللُّغَة"، عشر مُجَلَّدَات، "أَدويَة القَلْب"، مُجَلَّد، الْمُوجز مُجَلَّد، "المعَاد" مُجَلَّد، وَأَشْيَاء كَثِيْرَة وَرسَائِل. ثُمَّ نَزَلَ الرَّيَّ وَخدم مجدَ الدَّوْلَة وَأُمَّه، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى قزوين وهمذان، فوز بِهَا، ثُمَّ قَامَ عَلَيْهِ الأُمَرَاءُ، وَنهبُوا دَارَهُ، وَأَرَادُوا قتلَه، فَاخْتَفَى، فَعَاود مُتَوَلِّيهَا شمسَ الدَّوْلَةِ القُولَنْجُ، فَطَلبَ الرَّئِيْس، وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ، فَعَالجه، فَبرَأَ، وَاسْتوزرَهُ ثَانياً، وَكَانُوا يشتغِلُوْنَ عَلَيْهِ، فَإِذَا فرغُوا، حضر المغنون، وهيىء مَجْلِسُ الشَّرَاب. ثُمَّ مَاتَ الأَمِيْرُ، فَاخْتَفَى أَبُو عَلِيٍّ عِنْد شخصٍ، فَكَانَ يُؤلِّفُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسِيْنَ وَرقَةً، ثُمَّ أُخِذَ، وَسُجِنَ أَرْبَعَةَ أَشهر، ثُمَّ تسحَّب إِلَى أَصْبَهَانَ مُتَنَكِّراً فِي زِيِّ الصوفية هو وأخوه وخادمه وغلامان. وَقَاسُوا شدَائِدَ، فَبالغ صَاحِبُ أَصْبَهَان علاَءُ الدَّوْلَةِ فِي إِكرَامِهِ، إِلَى أَنْ قَالَ خَادِمُهُ: وَكَانَ الشَّيْخُ قويَّ القُوَى كُلِّهَا، يُسْرِفُ فِي الجِمَاع، فَأَثَّر فِي مِزَاجه، وَأخذه القُولَنْجُ حَتَّى حقن نَفْسَهُ فِي يَوْم ثَمَان مَرَّات، فتقرَّحَ مِعَاهُ، وَظهر بِهِ سَحْجٌ، ثُمَّ حصل لَهُ الصَّرعُ الَّذِي يتبع علَّةَ القُولَنْج، فَأَمر يَوْماً بدَانِقَين مِنْ بِزْرِ الكَرَفْسِ فِي الحُقْنَة، فَوَضَع طبيبُه عمداً أَوْ خطأً زنَةَ خَمْسَةِ دَرَاهِم، فَازدَاد السَّحْجُ، وَتنَاول مثروذيطوس لأَجل الصَّرعِ، فكثَّرهُ غُلاَمُه، وَزَادَهُ أَفيون، وَكَانوا قَدْ خَانوهُ فِي مَالٍ كَثِيْر، فتمنَّوا هلاَكَهُ، ثُمَّ تصلَّح، لَكِنَّهُ مَعَ حَاله يُكْثِرُ الجمَاع، فينتكِسُ، وَقصد علاَءُ الدَّوْلَة هَمَذَانَ، فَسَارَ مَعَهُ الشَّيْخُ، فَعَاودته العِلَّةُ فِي الطَّرِيْق، وَسقطت قوتُه، فَأَهمل الْعِلَاج، وَقَالَ: مَا كَانَ يُدَبِّر بدنِي عَجَزَ، فَلاَ تنفعُنِي المعَالجَة. مات بِهَمَذَانَ بَعْد أَيَّام وَلَهُ ثَلاَثٌ وَخمسُوْنَ سَنَة.

قَالَ ابْنُ خَلِّكَان: ثُمَّ اغتسلَ وَتَابَ، وَتصدَّق بِمَا مَعَهُ عَلَى الفُقَرَاء، وَردَّ المَظَالِمَ، وَأَعتقَ مماليكه، وجل يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي كُلِّ ثَلاَثٍ، ثُمَّ مَاتَ يَوْم الجُمُعَة فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ: وَمَوْلِدُهُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: إِن صَحَّ مولدُه، فَمَا عَاشَ إلَّا ثَمَانِياً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَأَشهراً، وَدُفن عِنْد سُور هَمَذَان، وَقيل: نُقِلَ تَابوتُه إلى أصبهان. وَمن وَصيَّة ابْنِ سينَا لأَبِي سَعِيْدٍ، فضلِ الله المِيْهَنِي: ليكنِ اللهُ تَعَالَى أَوّلَ فكرٍ لَهُ وآخِرَه، وَبَاطِنُ كُلِّ اعتبَارٍ وَظَاهِرَهُ، وَلتكن عينه مكحولةً بالنظر إليهن وَقَدَمُه موقُوفَةً عَلَى المُثُول بَيْنَ يَدَيْهِ، مُسَافراً بعقلهِ فِي المَلَكُوتِ الأَعْلَى وَمَا فِيْهِ مِنْ آيات ربه الكبرى، وإذا انحط إلى قرارهن فليُنَزِّه اللهَ فِي آثَاره، فَإِنَّهُ باطنٌ ظَاهِرٌ تجلَّى لِكُلِّ شَيْءٍ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَتَذَكَّرَ نَفْسَهُ، وَودَعَهَا، وَكَانَ مَعَهَا كَأنْ لَيْسَ مَعَهَا، فَأَفضلُ الحَرَكَاتِ الصَّلاَةُ، وَأَمثلُ السّكنَاتِ الصِّيَامُ، وَأَنفعُ البِرِّ والصدقة، وَأَزكَى السِّرِّ الاحْتِمَالُ، وَأَبطُل السَّعْي الرِّياءُ، وَلَنْ تخلُصَ النَّفسُ عَنِ الدوْنِ مَا التفتَتْ إِلَى قِيْلٍ وَقَالٍ وَجدَالٍ، وَخيرُ العَمَلِ مَا صَدَرَ عَنْ خَالصِ نِيَّة، وَخَيْرُ النِّيَّة مَا انفرجَ عَنْ علمٍ، وَمَعْرِفَةُ الله أَوّلُ الأَوَائِل، إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّب. إِلَى أَنْ قَالَ: وَالمشروبُ فيُهجَرُ تَلَهِّياً لاَ تَشَفِّياً، وَلاَ يقصِّرُ فِي الأَوضَاع الشَّرعيَة، وَيُعظِّمُ السُّنَن الإِلهيَة. قد سقتُ فِي تَاريخ الإِسْلاَم أَشْيَاءَ اختصرتُهَا، وَهُوَ رَأْسُ الفَلاَسِفَة الإِسلاَمِيَة، لَمْ يَأْت بَعْد الفَارَابِي مثلُه، فَالحَمْدُ للهِ عَلَى الإِسْلاَم وَالسُّنَّة. وَلَهُ كِتَاب "الشِّفَاء"، وَغَيْرُهُ، وَأَشْيَاءُ لاَ تُحْتَمل، وَقَدْ كَفَّرَهُ الغزَالِيُّ فِي كِتَاب "المُنْقِذ مِنَ الضَّلاَل"، وَكفَّر الفارابي. وَقَالَ الرَّئِيْسُ: قَدْ صَحَّ عِنْدِي بِالتَّواتُر مَا كَانَ بجوزجَان فِي زَمَانِنَا مِنْ أَمرِ حَدِيْدٍ لعله زنة مائة وخمسين مَنّاً نزلَ مِنَ الهوَاءِ، فَنشَبَ فِي الأَرْض، ثُمَّ نَبا نَبْوَة الكُرَة، ثُمَّ عَادَ، فَنشَبَ فِي الأَرْضِ، وَسُمِعَ: لَهُ صَوْتٌ عَظِيْمٌ هَائِلٌ، فلما تفقدوا أمرهن ظفرا بِهِ، وَحُمِلَ إِلَى وَالِي جوزجَان، فَحَاولُوا كَسْرَ قِطْعَةٍ مِنْهُ، فَمَا عَمِلَتْ فِيْهِ الآلاَتُ إلَّا بجهد، فراموا عمل سيف منه، فتعذر. نقله في "الشفاء".

ذو القرنين، المحاملي

ذو القرنين، المحاملي: 3987- ذو القرنين 1: الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، نَائِبُ دِمَشْق، وَجيهُ الدَّوْلَة، أَبُو المطاع، ابن صاحب الموصل ناصر الدولة الحسن بن عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْدَانَ، التَّغْلِبِيُّ الشَّاعِرُ. وَلِيَ دِمَشْقَ بَعْد لُؤْلُؤٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وجاءته الخلع من الحاكم، ثم عزل بِابْنِ بزَّال، ثُمَّ وَلِي دِمَشْقَ للظَّاهِر بنِ الحَاكِم، ثُمَّ عُزِلَ بَعْد أَشهر بسُختكين، ثُمَّ وَلِيَهَا سَنَة خَمْسَ عَشْرَةَ، ثُمَّ عُزِلَ بِالدِّزْبرِي بَعْد أَرْبَعَةِ أَعْوَام. وَلَهُ نَظْمٌ فِي الذِّروَة، وَكَانَ ابْنُهُ مِنْ خيَارِ الدَّوْلَة المِصْرِيَّة. مَاتَ ذُو القَرنين فِي صَفَرٍ سَنَة ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ. وَلَهُ: لَوْ كُنْتَ سَاعَةَ بَيْنِنَا مَا بَيْنَنَا ... وَشَهِدْتَ حِيْنَ نُكَرِّرُ التَّوْدِيْعَا أَيْقَنْتَ أَنَّ مِنَ الدُّمُوع مُحَدِّثاً ... وَعَلِمْتَ أَنَّ مِنَ الحَدِيْثِ دُمُوْعَا وَمن شعرِهِ: أَفْدِي الَّذِي زُرْتُهُ بِالسَّيْفِ مُشْتَمِلاً ... وَلَحْظُ عَيْنَيْهِ أَمْضَى مِنْ مَضَارِبِهِ فَمَا خَلَعْتُ نِجَادِي لِلعنَاقِ لَهُ ... إِلاَّ لَبِسْتُ نِجَاداً مِنْ ذَوَائِبِهِ فَبَاتَ أَسْعَدَنَا فِي نَيْلِ بُغْيَتِهِ ... مَنْ كَانَ في الحبّ أشقانا بصاحبه 3988- المحاملي 2: الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، الضَّبِّيُّ المَحَامِلِيُّ. سَمِعَ: النَّجَّاد، وَأَبَا سَهْل بن زِيَادٍ، وَدَعْلَجاً، وَطَائِفَة. وَعَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، وَأَبُو غَالِبٍ البَاقِلاَّنِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: سَمَاعُهُ صَحِيْحٌ، حَدَثَ لَهُ صَمَمٌ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ، وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فِي ربيع الآخر عن ست وثمانين سنة.

_ 1 تقدمت ترجمته في هذا الجزء برقم ترجمة عام "3968"، وبتعليقنا رقم "241". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 238".

ابن الحارث، الحيري

ابن الحارث، الحيري: 3989- ابن الحارث 1: الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحارث، التميمي الأصبهاني، المقرىء النَّحْوِيُّ، الزَّاهِدُ المُحَدِّثُ، نَزِيْلُ نَيْسَابُوْرَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الشَّيْخ بنِ حَيَّانَ، وَأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ القبَّاب، وَأَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، وطائفة. حَدَّثَ عَنْهُ: البَيْهَقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى المُزَكِّي، وَمَنْصُوْرُ بنُ حِيْدٍ، وَعَبْدُ الغَفَّارِ بنُ مُحَمَّدٍ الشيروبي، وَآخَرُوْنَ. وَتَخَرَّجَ بِهِ أَهْل نَيْسَابُوْر فِي العَرَبِيَّة. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ عَنْ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَحَدَّثَ "بِسُنَن الدارقطني". 3990- الحيري 2: العَلاَّمَةُ المُفَسِّرُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، الحِيْرِيُّ، الضَّرِيْرُ الزَّاهِدُ، أَحدُ الأَعلاَم. لَهُ التَّصَانِيْفُ فِي القُرْآنِ وَالقرَاءاتِ، وَالحَدِيْثِ وَالوعظِ، وَنفع الْخلق. رَوَى عَنْ: زَاهِرٍ السَّرَخْسِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ المَخْلَدِيِّ، وَحفيدِ ابْن خُزَيْمَةَ، وَأَبِي الهَيْثَمِ الكُشْمِيْهَنِيّ. وَعَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَمَسْعُوْدُ بنُ نَاصِر. قَالَ الخَطِيْبُ: قَدِمَ عَلَيْنَا، وَنِعْمَ الشَّيْخُ كَانَ، لَهُ تَفْسِيْرٌ مَشْهُوْرٌ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" فِي ثلاثة مجالس؛ ميعادان في ليلتين، وقَرَأْتُ الثَّالِثَ مِنْ ضَحْوَةٍ إِلَى اللَّيْلِ، ثُمَّ إِلَى طُلُوع الفَجْر. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وأربع مائة وله تسع وستون سنة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 170"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 245". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 313"، والأنساب للسمعاني "4/ 289"، والعبر "3/ 171"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 245".

ابن رامش، ابن مغلس

ابن رامش، ابن مغلس: 3991- ابن رامش 1: المَوْلَى الكَبِيْرُ، مُتَوَلِّي نَيْسَابُوْر، أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ مَنْصُوْرُ بنُ رَامش بن عَبْدِ اللهِ بنِ زَيْد، النَّيْسَابُوْرِيُّ. حدث بِخُرَاسَانَ وَبِبَغْدَادَ وَالحرم وَدِمَشْق عَنْ: أَبِي الفَضْلِ عُبَيْد اللهِ الزُّهْرِيّ، وَأَبِي الطَّيِّبِ مُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ التَّيْمُلِي، وَعُبَيْد اللهِ بن محمد الفامي، والدارقطني، وأبي ممد المَخْلَدِيِّ، وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالكَتَّانِيّ، وَالحَسَنُ بنُ أَبِي الحَدِيْد، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ الفُرَاتِ، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ المُطَرِّز. وَكَانَ صَدْراً مُعَظَّماً، ثِقَةً، مُحَدِّثَا كَثِيْرَ الرِّوَايَة، وَجَّهَ بوِقْرٍ مِنْ مَسْمُوْعَاتِه، وَتَفَرَّد بِأَشْيَاء. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ فِي "السّيَاق": كنيتُه أَبُو نَصْرٍ الرَّئِيْسُ، السَّلاَّر الغَازِي، رَجُلٌ مِنَ الرِّجَالِ، وَدَاهٍ مِنَ الدُّهَاة، وَلِي رِئاسَةَ نَيْسَابُوْر فِي دَوْلَة مَحْمُوْدٍ، وَتَرْتِيْب نَيْسَابُوْر بِعدْلِهِ وَإِنصَافه، ثُمَّ حَجَّ وَجَاور سَنَتين، ثُمَّ عَادَ فولِي البلدَ، فَلَمْ يتمكَّنْ مِنَ العَدْل، فَاسْتعفَى، وَلَزِمَ العِبَادَة، وَكَانَ ثِقَةً. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة. 3992- ابن المغلس 2: الأُسْتَاذُ اللُّغَوِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بنِ السِّيْد بن مُغَلِّس، القَيْسِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، نَزِيْلُ مِصْر، مِنْ أَئِمَّةِ الأَدَب. وَلَهُ نَظْمٌ بَدِيْع، وَهُوَ القَائِلُ: مَرِيْض الجَفُونِ بِلاَ علّةٍ ... وَلَكِنَّ قَلْبِي بِهِ مُمْرَضُ وَمَا زَارَ شَوْقاً وَلَكِنْ أَتَى ... يُعَرِّضُ لِي أَنَّهُ مُعْرِضُ أَخذ عَنْ: صَاعدِ بن الحَسَنِ الرَّبَعِيّ وَغَيْرِه. تُوُفِّيَ سنة سبع وعشرين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 86". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 369"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 193".

المعتلي، ابن شهاب

المعتلي، ابن شهاب: 3993- المعتلي 1: أَمِيْرُ الأَنْدَلُس، أَبُو زَكَرِيَّا؛ يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ حَمُّوْدٍ، الحَسَنِيُّ الإِدْرِيْسِيُّ المَغْرِبِيُّ، المُلَقَّبُ بِالمُعْتَلِي بِاللهِ. تَوَثَّبَ عَلَى عَمِّه الأَمِيْر القَاسِمِ بنِ حَمُّوْد، وَزَحَفَ إِلَيْهِ مِنْ مَالِقَة، وَتَمَلَّكَ قُرْطُبَة، ثُمَّ ترَاجع أَمرُ القَاسِمِ، وَاسْتمَال البَرْبَرَ، وَحَشَدَ وَقَصَدَ قُرْطُبَة فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، فَفَرَّ المُعْتَلِي إِلَى مَالِقَة، ثُمَّ اضطربَ أَمرُ القَاسِمِ بَعْد يَسِيْرٍ، وَتغلَّبَ المُعْتَلِي عَلَى الجَزِيْرَةِ الخَضْرَاءِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ عَلَويَّةً أَيْضاً، ثُمَّ تَلَقَّبَ بِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، وَاسْتفحل أَمرُه، وَتسلَّم قُرْطُبَةَ ثَانياً، وَتَسَلَّمَ القِلاعَ قَبْل سَنَة عِشْرِيْنَ، ثُمَّ حاصر إشبيلية، وكبيرها القاضي محمد ابن إِسْمَاعِيْلَ بن عَبَّاد، فَبرز عِدَّةُ فوَارس للمُبَارزَة، فسَاق لقتَالهم المُعْتَلِي بِنَفْسِهِ وَهُوَ مَخْمُورٌ، فَقتلُوهُ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَقَامَ بَعْدَهُ وَلده إِدْرِيْس. واتَّفَقَ فِي العَام مَوْتُ الأَمِيْرِ المُعَتَدِّ بِاللهِ أَبِي بَكْرٍ هِشَامِ بن محمد بن عبد الملك بن الناصر المَرْوَانِيّ، وَكَانَ قَدْ بُوْيِع، وَنهضَ بِأَمره عَمِيْدُ قُرْطُبَة أَبُو الحَزْم جَهْوَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، فعقدُوا لَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ، وَبَقِيَ مُتَرَدِّداً فِي الثُّغُوْر ثَلاَث سِنِيْنَ، وَثَارَت فتنٌ وَبلاَيَا وَاضطرَابٌ، ثُمَّ خلعه الجُنْدُ، وَأُهين، فَالتَجَأَ إِلَى ابْنِ هود بسَرَقُسْطَة إِلَى أَنْ مَاتَ عَنْ ثَلاَث وَسِتِّيْنَ سَنَةً، فَهُوَ آخِر المَرْوَانِيَّة. 3994- ابْنُ شهاب 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الأَوْحَدُ، الكَاتِبُ المُجَوِّدُ، أَبُو عَلِيٍّ؛ الحَسَنُ بنُ شِهَاب بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، العُكْبَرِيُّ، الفَقِيْهُ الحَنْبَلِيُّ. مَولِدُه سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَطلب الحَدِيْثَ فِي رجوليَّتهِ، فسَمِعَ: من: أبي علي بن الصواف، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ خَلاَّد، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيِّ، وَحَبِيْبِ بنِ الحَسَنِ القَزَّاز، فَمَنْ بَعْدهُم. وَبَرَعَ فِي المَذْهَب، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الفِقْهِ وَالعَرَبِيَّةِ وَالشِّعرِ وَكِتَابَةِ المَنْسُوب. وَثَّقَه أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيّ.

_ 1 تقدمت ترجمته في الجزء الثاني عشر برقم ترجمة عام "3707"، وبتعليقنا رقم "737". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 329"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 92"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 241".

وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَعِيْسَى بنُ أَحْمَدَ الهَمَذَانِيُّ. وَكَانَ يُضرب المَثَلُ بحُسْنِ كتَابته. قَالَ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَلِيٍّ بنُ شِهَاب يَوْماً: أَرنِي خَطَّكَ، فَقَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّك سريعُ الكِتَابَة، فَنظر فِيْهِ، فَلَمْ يُرضه، ثُمَّ قَالَ لِي: كسبتُ فِي الورَاقَة خَمْسَة وَعِشْرِيْنَ أَلْف دِرْهَم رَاضِيَّة، كُنْتُ أَشترِي كَاغَداً بخمسَة دَرَاهِم، فَأَكتبُ فِيْهِ دِيْوَان المُتَنَبِّي فِي ثَلاَث لَيَالٍ، وأبيعه بمائةي دِرْهَم، وَأَقلُّه بِمائَة وَخَمْسِيْنَ دِرْهَماً، وَكَذَلِكَ كتبُ الأَدبِ المطلوبَة. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: أَوْصَى بِالثُّلُث لفُقَهَاء الحَنَابِلَة، فَلَمْ يُعْطَوا شَيْئاً، أَخذ السُّلْطَانُ مِنْ تَرِكَتِهِ ألفَ دِيْنَار سِوَى العَقَار. مَاتَ ابْنُ شِهَاب فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

ابن باكويه

3995- ابن باكويه 1: الإِمَامُ الصَّالِحُ المُحَدِّثُ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّة؛ أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ بَاكُويَه، الشِّيْرَازِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَطلب هَذَا الشَّأْنَ، وَارْتَحَلَ فِيْهِ. وَسَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ خَفِيف الزَّاهِد، وَمُحَمَّدَ بن نَاصِح الكَرَجِي، وَأَبَا أَحْمَد بنَ عَدِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيَّ، وَأَبَا يَعْقُوْب النَّجِيْرمِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَأَبَا الفَضْل مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ خَمِيْرُوَيْه الهَرَوِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَكَّائِيّ الكُوْفِيَّ، وَمُغِيْرَةَ بنَ عَمْرٍو المَكِّيَّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مُحَمَّدٍ البَلْخِيَّ الفَرَّاء، وَأَبَا بَكْرٍ بن المقرىء، وَأَبَا بَكْرٍ يُوْسُفَ بنَ القَاسِمِ المَيَانَجِي، وَلقِي بِبُخَارَى أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ القَاسِمِ الفَارِسِيَّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ وَلدُ القُشَيْرِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَف الشِّيْرَازِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي صَادِق الحِيْرِيُّ، وَعَبْدُ الغَفَّارِ بنُ مُحَمَّدٍ الشيروبي، وَآخَرُوْنَ. وَقَعَ لِي جُزْءٌ مِنْ حَدِيْثِهِ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ وَجموع. قَالَ أَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ: نظرتُ فِي أَجزَاء أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ بَاكُويَه، فَلَمْ أَجِدْ عَلَيْهَا آثَار السَّمَاع، وَأَحسنُ مَا سَمِعْتُ عَلَيْهِ الحكَايَاتُ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الكُتبِي: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 54"، واللباب لابن الأثير "1/ 113"، والعبر "3/ 167". وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 242".

أبو عمران الفاسي

3996- أبو عمران الفاسي 1: الإِمَامُ الكَبِيْرُ، العَلاَّمَةُ، عَالِمُ القَيْرَوَان، أَبُو عِمْرَانَ؛ مُوْسَى بنُ عِيْسَى بنِ أَبِي حَاجّ يَحُجّ، البَرْبَرِيُّ، الغَفَجومِي الزَّنَاتِيُّ، الفَاسِيُّ المَالِكِيُّ، أَحدُ الأَعلاَمِ. تَفَقَّهَ بِأَبِي الحَسَنِ القَابِسِي، وَهُوَ أَكْبَرُ تَلاَمِذَتِهِ، وَدَخَلَ إِلَى الأَنْدَلُسِ، فتَفَقَّهَ بِأَبِي مُحَمَّدٍ الأَصِيْلِي. وَسَمِعَ: مِنْ عَبْدِ الوَارِث بنِ سُفْيَان، وَسَعِيْدِ بنِ نَصْرٍ، وَأَحْمَد بنِ القَاسِمِ التَّاهَرْتِي. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ صَاحِبِي عِنْدَهُم، وَأَنَا دَلَلْتُهُ عَلَيْهِم. قُلْتُ: حَجَّ غَيْر مَرَّةٍ، وَأَخَذَ القرَاءاتِ بِبَغْدَادَ عَنْ أَبِي الحَسَنِ الحَمَّامِي، وَغَيْرِه، وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي الفَتْح بنِ أَبِي الفَوَارِس، وَالموجودين، وَأَخَذَ علم العَقْلِيَّات عَنِ القَاضِي أَبِي بَكْرٍ بنِ البَاقِلاَّنِيّ فِي سَنَةِ تسع وتسعين وسنة أربع مائة. قَالَ حَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ: كَانَ أَبُو عِمْرَانَ مِنْ أَعلم النَّاسِ وَأَحْفَظِهم، جمع حِفْظَ الفِقْهِ إِلَى الحَدِيْثِ وَمَعْرِفَةِ معَانيه، وَكَانَ يقرأُ القرَاءاتِ وَيُجَوِّدُهَا، وَيَعرفُ الرِّجَالَ وَالجَرْحَ وَالتَّعْدِيْل، أَخَذَ عَنْهُ النَّاسُ مِنْ أَقطَارِ المَغْرِب، لَمْ أَلقَ أَحداً أَوسعَ عِلْماً مِنْهُ، وَلاَ أَكْثَرَ رِوَايَةً. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَالٍ: أَقرأَ النَّاسَ بِالقَيْرَوَان، ثُمَّ تركَ ذَلِكَ، وَدَرَّسَ الفِقْهَ، وَرَوَى الحَدِيْثَ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: وَلدتُ مَعَ أَبِي عِمْرَانَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ أَبُو عَمرٍو الدَّانِيُّ: تُوُفِّيَ فِي ثَالث عشر رَمَضَان سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: تخرَّج بِهَذَا الإِمَام خلقٌ مِنَ الفُقَهَاء وَالعُلَمَاء. وحكَى القَاضِي عِيَاض قَالَ: حَدَثَ فِي القَيْرَوَان مَسْأَلَةٌ فِي الكفار؛ هل يعرفون الله-

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 80"، والأنساب للسمعاني "9/ 224"، واللباب لابن الأثير "2/ 407"، والعبر "3/ 172"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 30"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 247".

تَعَالَى أُم لاَ؟ فَوَقَعَ فِيْهَا اختلاَفُ العُلَمَاء، وَوقعتْ فِي أَلْسِنَةِ العَامَّةِ، وَكثُر المِرَاءُ، وَاقْتَتَلُوا فِي الأَسواق إِلَى أَنْ ذهبُوا إِلَى أَبِي عِمْرَانَ الفَاسِيّ، فَقَالَ: إِن أَنصَتُّم، عَلَّمْتُكُم. قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: لاَ يكلِّمُنِي إلَّا رَجُلٌ، وَيَسْمَعُ: البَاقُوْنَ. فَنَصَبُوا وَاحِداً، فَقَالَ لَهُ: أَرَأَيْتَ لَوْ لقيت رجلًا، فَقُلْتُ لَهُ: أَتعرفُ أَبَا عِمْرَان الفَاسِيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقُلْتَ لَهُ: صِفْهِ لِي. قَالَ: هُوَ بقَّالٌ فِي سُوق كَذَا، وَيسكُن سَبْتَة، أَكَانَ يعرِفُنِي? فَقَالَ: لاَ. فَقَالَ: لَوْ لقيتَ آخَرَ فسأَلتَه كَمَا سَأَلتَ الأَوَّل، فَقَالَ: أَعرفُه، يُدرِّس العِلْمَ، وَيُفْتِي، وَيَسْكُنُ بِغَربٍ الشَّماط، أَكَانَ يَعْرِفُنِي؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فكَذَلِكَ الكَافِرُ قَالَ: لرَبِّه صَاحِبةٌ وَولدٌ، وَأَنَّهُ جسمٌ، فَلَمْ يَعْرِف اللهَ وَلاَ وَصَفَهُ بِصِفَتِهِ بِخِلاَف المُؤْمِن. فَقَالوا: شَفَيْتَنَا. وَدعَوا لَهُ، وَلَمْ يخوضُوا بَعْدُ فِي المَسْأَلَة. قُلْتُ: المشركُون وَالكتَابيُّون وَغَيْرُهُم عَرَفُوا اللهَ تَعَالَى بِمعنَى أَنَّهُم لَمْ يَجْحَدُوهُ، وَعَرَفُوا أَنَّهُ خَالِقُهُم، قَالَ -تَعَالَى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّه} [الزُّخرف: 87] وَقَالَ: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [إبراهيم: 10] ، فهؤلاء لم ينكروا البارىء، ولا جحدوا الصَّانعَ، بَلْ عَرَفُوهُ، وَإِنَّمَا جَهِلُوا نُعُوتَهُ المُقَدَّسَة، وَقَالُوا عَلَيْهِ مَا لاَ يَعْلَمُوْنَ، وَالمُؤْمِنُ فَعَرف رَبَّهُ بِصِفَاتِ الكَمَال، وَنفَى عَنْهُ سمَاتِ النَّقْصِ فِي الجُمْلَةِ، وآمن بِرَبِّهِ، وَكفَّ عَمَّا لاَ يعلَمُ، فَبهَذَا يتبيَّنُ لَكَ أَنَّ الكَافِر عَرَفَ اللهَ مِنْ وَجْهٍ، وَجَهِلَهُ مِنْ وُجُوه، وَالنبيُّون عرفُوا اللهَ تَعَالَى، وَبَعْضُهُم أَكملُ مَعْرِفَةً لله، وَالأَوْلِيَاءُ فَعَرفُوهُ مَعْرِفَةً جَيِّدَةً، وَلَكِنَّهَا دُوْنَ مَعْرِفَةِ الأَنْبِيَاء، ثُمَّ المُؤْمِنُوْنَ العَالِمُوْنَ بعدَهُم، ثُمَّ الصَّالِحُوْنَ دونَهُم. فَالنَّاسُ فِي مَعْرِفَةِ رَبِّهم مُتَفَاوِتُوْنَ، كَمَا أَنَّ إِيْمَانَهُم يَزِيْدُ وَيَنْقُص، بَلْ وَكَذَلِكَ الأُمَّةُ فِي الإِيْمَانِ بِنَبِيِّهم وَالمعرفَةِ لَهُ عَلَى مرَاتب، فَأَرفعُهُم فِي ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مثلاً، ثم عدد مِنَ السَّابِقِيْن، ثُمَّ سَائِر الصَّحَابَة، ثُمَّ عُلَمَاءُ التَّابِعِيْنَ، إِلَى أَنْ تَنْتَهِي المعرفَةُ بِهِ وَالإِيْمَانُ بِهِ إِلَى أَعْرَابِيٍّ جَاهِلٍ وَامْرَأَةٍ مِنْ نسَاء القُرَى، وَدُوْنَ ذَلِكَ. وَكَذَلِكَ القَوْلُ فِي مَعْرِفَةِ الناس لدين الإسلام.

بشري، محمد بن عوف

بشري، محمد بن عوف: 3997- بشرى 1: ابن مسيس، وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ، الشَّيْخُ المُعَمَّر، الصَّالِحُ الصَّادِقُ المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، الرُّوْمِيُّ الفَاتِنِيُّ؛ مَوْلَى فَاتِنٍ الأَمِيْرِ، مَوْلَى المُطِيعِ للهِ. أُسِرَ مِنْ أَرْضِ الرُّوْم وَهُوَ أَمردُ، فحكَى قَالَ: أَهدَانِي بَعْضُ بنِي حَمْدَان إِلَى فَاتن، فَأَدَّبنِي، وَأَسْمَعَنِي، ثُمَّ وَردَ أَبِي إِلَى بَغْدَادَ سرّاً لِيَتَلَطَّفَ فِي أَخْذِي، فَلَمَّا رَآنِي عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ مِنَ الإِسْلاَمِ وَالاشتغَالِ بِالعِلْم، يئسَ مِنِّي، وَرَجَع. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ الهَيْثَم الأَنْبَارِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَدْر الحَمَامِي، وَعُمَر بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَاتِم التِّرْمِذِيِّ، وَسَعْدِ بن مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَمُحَمَّدِ بن حُمَيْد المُخَرّمِيّ، وَابنِ سَلْمٍ الخُتُّلِيّ، والحافظ أبي مُحَمَّد بن السّقَّاء، وَأَبِي يَعْقُوْبَ النَّجِيْرَمِي، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَخَالِدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ التَّاجِر، وَهِبَةُ اللهِ بنُ أحمد الموصلي، والأمير أبو نصر ابن مَاكُوْلاَ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بَيَانٍ الرَّزَّاز، وَأَبُو يَاسِرٍ أَحْمَدُ بنُ بُنْدَار، وَعِدَّة. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً صَالِحاً، تُوُفِّيَ يَوْم عِيْد الفِطْرِ سَنَة إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: مَاتَ فِي عشر المائَة. قَالَ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنِي أَنَّ أَبَاهُ وَرد بَغْدَادَ سِرّاً لِيَتَلَطَّفَ فِي أَخْذِهِ، قَالَ: فَلَمَّا رَآنِي عَلَى تِلْكَ الحَالَةِ مِنَ الاشتغَالِ بِالعِلْمِ وَالمُثَابَرَة عَلَى لِقَاء الشُّيُوْخِ، عَلِمَ ثُبُوت الإِسْلاَمِ فِي قَلْبِي، فَانْصَرَفَ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ دُومَا النِّعَالِيّ، وَالقَاضِي أَبُو عَمْرٍو سَيَّارُ بنُ يَحْيَى الهَرَوِيُّ وَالدُ صَاعد، وَالقَاضِي أَبُو العَلاَءِ صَاعدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأُسْتَوَائِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيَّك، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ ابْن الطُّبَيز بِدِمَشْقَ، وَعُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ القَيْشَطَالِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ التميمي الجواليقي، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ شَاذَانَ الأَعْرَجُ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى الهَمَذَانِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ نَظِيْف الفَرَّاء، وَالمُسَدَّدُ بنُ عَلِيٍّ الأُمْلُوْكِيُّ، وَالمُفَضَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بن أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ المزني بدمشق. 3998- محمد بن عوف 2: ابن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحُجَّةُ، أَبُو الحَسَنِ المُزَنِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. وَكَانَ تَكنَّى قَدِيْماً بِأَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا مَنَعت الدَّوْلَة العُبَيْدِيَّة مِنَ التَّكنِّي بِذَلِكَ، تَكَنَّى بِأَبِي الحسن.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 135"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 51"، والأنساب للسمعاني "9/ 208"، واللباب لابن الأثير "2/ 401"، والعبر "3/ 173"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 248". 2 ترجمته في العبر "3/ 175"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "4/ 294"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 249".

حَدَّثَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بنِ مُنِيْر، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي الرّمرَام، وَمُحَمَّد بن مَعْيُوف، وَالفَضْلِ بنِ جَعْفَرٍ المُؤَذِّن، وَالقَاضِي يُوْسُف المَيَانَجِيّ، وَأَبِي سُلَيْمَانَ بنِ زَبْرٍ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَدِيْد، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ، وَأَبُو الطَّاهِرِ بنُ أَبِي الصَّقْرِ الأَنْبَارِيّ، والفقيه نصر ابن إِبْرَاهِيْمَ، وَعَلِيُّ بنُ بَكَّار الصُّوْرِيّ، وَسَعْدُ بنُ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الكَتَّانِيّ: كَانَ شَيْخاً ثِقَةً نَبِيْلاً مَأْمُوْناً، تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ أَوْ دونَهَا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصَّالِحيّ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحسين ابن الحَسَنِ الأَسَدِيُّ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتّ مائَة، أَخْبَرَنَا جَدِّي، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَوْف، أَخْبَرَنَا الفَضْلُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ بنِ الرّوَّاس، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ ابن يَحْيَى، حَدَّثَنِي الوَلِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنِي أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّي العَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ حَيَّةٌ، فَيَذْهَب الذَّاهبُ إِلَى العوَالِي، فَيَأْتيهَا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَة1. العوَالِي عَنِ المَدِيْنَة: أَرْبَعَة أَمِيَالٍ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "550"، "551"، ومسلم "621"، وأبو داود "404" من طريق ابن شهاب، عن أنس، به.

ابن المزكي

3999- ابن المزكي 1: المُحَدِّثُ الصَّادِقُ المُعَمَّر، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بن المُحَدِّثِ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ سختويه، النيسابوري المزكي، أحد الإِخوَة الخَمْسَةِ وَهُوَ أَصغرُهُم. حَدَّثَ عَنْ: وَالدِهِ أَبِي إِسْحَاقَ المُزَكِّي، وَأَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيّ، وَحَامِدِ بنِ مُحَمَّدٍ الرَّفَّاء، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ مَطَر، وَيَحْيَى بنِ مَنْصُوْرٍ القَاضِي، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ الهَيْثَمِ الأَنْبَارِيّ، وَأَبِي بَحْر البَرْبَهَارِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى الطَّلْحِيّ، وَعِدَّة. وَانْتَقَى عَلَيْهِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَنْجُوَيْه الحَافِظُ، وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدُويي، وَكَانَ صَحِيْحَ الأُصُوْل. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ: كَانَ أَبِي يتَأَسَّفُ عَلَى فواتِ السَّمَاع مِنْهُ، وَقَدْ أَخْبَرَنَا عَنْهُ أَخوَالِي؛ أَبُو سَعْدٍ، وَأَبُو سَعِيْدٍ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ، وَنَافِعُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَبِيْوَردِي، وَفُلاَنٌ الشَّقَّانِي، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى المُزَكِّي بنُ أَخِيْهِ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العُثْمَانِيّ. قُلْتُ: وَأَبُو سَعْدٍ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي صَادِق، وَعَبْدُ الغَفَّارِ بن مُحَمَّدٍ الشيروبي، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ أَبنَاءِ الثَّمَانِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 163"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "1/ 350"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 233".

القرشي، النصرويي

القرشي، النصرويي: 4000- القرشي 1: الإِمَامُ المُسْنِدُ العَدْلُ، أَبُو عُثْمَانَ؛ سَعِيْدُ بنُ العباس بن محمد بن عَلِيِّ بنِ سَعِيْدٍ، القُرَشِيُّ الهَرَوِيُّ. سَمِعَ: أَبَا عَلِيٍّ حَامِدَ بنَ مُحَمَّدٍ الرَّفَّاء، وَأَبَا حَامِدٍ بنَ حَسْنُوَيْه، وَأَبَا الفَضْل بنَ خَمِيْرُوَيْه، وَمَنْصُوْرَ بن العَبَّاسِ البُوْشَنْجِيّ، وَجَمَاعَةً تَفَرَّد بِالرِّوَايَةِ عَنْهُم. وَانتخب عَلَيْهِ الحَافِظ أَبُو يَعْقُوْبَ القَرَّاب أَجزَاء كَثِيْرَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العُمَيْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. عَاشَ أَرْبَعَا وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَانَ مِنْ سَرَوَاتِ الرِّجَالِ وَبقَايَا المسندين بهراة. 4001- النصرويي 2: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو سَعْدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ بن نَصْرُويه، النَّصْروييُّ بِصَادٍ مُهْمَلَةٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ. رَحل وَكَتَبَ الكَثِيْر، وَرَوَى "مُسند" إِسْحَاق وَغَيْرَ ذَلِكَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَمْرٍو بنِ نُجَيْد، وَأَبِي الحسن السراج، وأبي محمد ابْن مَاسِي، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ المُفِيْد، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ العُصْمِيّ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالبَيْهَقِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُويه، وَعَبْدُ الغَفَّارِ الشِّيْرُوْيِي، وَعِدَّةٌ. وَسَمَاعُهُ لمُسْنَد إِسْحَاق مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد السِّمِّذِي. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ الطَّيَّان بِدِمَشْقَ، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ الكَسَّار، وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ العَبَّاسِ القُرَشِيّ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السِّمْسَار، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ البَاجِي، وَالسُّلْطَانُ مسعود بن السُّلْطَانِ مَحْمُوْدِ بنِ سُبُكْتِكِيْن، وَقَاضِي إِشْبِيْليَةَ المَلِكُ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبَّاد، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فَاذشَاهُ، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ محمد الزيدي؛ شيخ حران.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 113، 114"، والأنساب "10/ 94"، والعبر "3/ 178" وشذرات الذهب "3/ 50". 2 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 311"، والعبر "3/ 178"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 250".

أبو ذر الهروي

4002- أبو ذر الهروي 1: الحَافِظُ الإِمَامُ المُجَوِّدُ، العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الحرمِ، أَبُو ذر؛ عبد بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ غُفير بن مُحَمَّدٍ، المَعْرُوفُ بِبَلَدِهِ بِابْنِ السَّمَّاك، الأَنْصَارِيُّ الخُرَاسَانِيُّ الهَرَوِيُّ المَالِكِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَرَاوي الصَّحِيْح عَنِ الثَّلاَثَةِ: المُسْتَمْلِي، وَالحَمْوِيِّ، وَالكُشْمِيْهَنِيِّ. قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتّ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. سَمِعَ: أَبَا الفَضْل مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ خَمِيْرُوَيْه، وَبِشْرَ بنَ مُحَمَّدٍ المُزَنِيّ، وَعِدَّةً بهَرَاةَ، وَأَبَا بَكْرٍ هِلاَلَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد، وَشَيْبَانَ بنَ مُحَمَّدٍ الضُّبَعِيّ بِالبَصْرَةِ، وَعُبَيْدَ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيّ، وَأَبَا عُمَرَ بنَ حَيُّوَيْه، وَعَلِيَّ بنَ عُمَرَ السكري، وأبا الحسن الدارقطنين وَطَبَقَتهُم بِبَغْدَادَ، وَعَبْدَ الوَهَّاب الكِلاَبِيّ وَنَحْوهُ بِدِمَشْقَ، وأبا مسلم الكاتب وطبقته بمصر، وزاهر ابن أَحْمَدَ الفَقِيْهَ بسَرْخَس، وَأَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَحْمَدَ المُسْتَمْلِي ببَلْخ، وَأَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الدِّيْنَوَرِيَّ، وَغَيْرهُ بِمَكَّةَ. وَأَلَّف مُعْجَماً لِشُيُوخِهِ، وَحَدَّثَ بِخُرَاسَانَ وَبغدَاد والحرم.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 141"، والمنتظم لابن الجوزي "1/ 115"، والعبر "3/ 180"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 997"، والنجوم الزاهرة لابن تغرى بردي "5/ 36"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 254".

حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو مَكْتُوْم عِيْسَى، وَمُوْسَى بن علي الصقلي، وعلي ابن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الْهَوْل، وَالقَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ، وَأَبُو عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ أَبِي حَاج الفَارِسِيّ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ دِلْهَاث، وَمُحَمَّدُ بنُ شُرَيْح، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْظُوْر، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ التِّنِّيْسِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بن عبد الْملك المُؤَذِّن، وَعَلِيُّ بنُ بَكَّار الصُّوْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ القَزْوِيْنِيّ، وَأَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ سَعِيْدٍ النَّحْوِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ الشَّنْتَجَالِي، وَعَبْدُ الحَقِّ بنُ هَارُوْنَ السَّهْمِيّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الغَالِب البَغْدَادِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيْثِيُّ، وأبو شاكر أحمد ابن عَلِيٍّ العُثْمَانِيّ، وَعِنْدَهُ عَنْهُ فردُ حَدِيْث، وَعِدَّة. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ القَادِرِ اليُوْسُفِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَلْبُوْنَ الخَوْلاَنِيُّ المتُوُفَّى فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الجَرْبَاذْقَانِي بهَرَاة "ح" وَأَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الغرَّافِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ رُوزبه بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ السَّمَّاك الحَافِظُ صَدُوْقٌ، تَكَلَّمُوا فِي رَأْيِهِ، سَمِعْتُ مِنْهُ حَدِيْثاً وَاحِداً عَنْ شَيْبَان بن مُحَمَّدٍ الضُّبَعِيّ، عَنْ أَبِي خَلِيْفَة، عَنْ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ حَدِيْث جَابِر بطُولِهِ فِي الحَجِّ1 قَالَ لِي: اقرأهُ عليَّ حَتَّى تَعتَادَ قِرَاءةَ الحَدِيْثِ، وَهُوَ أول حديث قرأتُهُ عَلَى الشَّيْخِ، وَنَاولتُهُ الجُزْء، فَقَالَ: لَسْتُ عَلَى وُضُوْءٍ، فَضَعْهُ. قَالَ أَبُو ذَر: سَمِعْتُ الحَدِيْثَ مِنِ ابْنِ خَمِيْرُوَيْه. قُلْتُ: هُوَ أَقدمُ شَيْخٍ لَهُ. قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي حَاتِمٍ بنِ أَبِي الفَضْلِ قَبْلَ ذَلِكَ، وَسمِعتُهُ يُمْلِي يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِدْرِيْسَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: قَدِمَ أَبُو ذَر بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ بِهَا وَأَنَا غَائِبٌ، وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، وَجَاور، ثُمَّ تَزَوَّجَ فِي العَرَب، وَأَقَامَ بِالسَّرَوَات، فَكَانَ يَحُجُّ كُلَّ عَام، وَيُحَدِّثُ، ثُمَّ يرجِعُ إِلَى أَهلِهِ، وَكَانَ ثِقَةً ضَابطاً دَيِّناً، مَاتَ بِمَكَّةَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَالَ الأَمِيْنُ ابْنُ الأَكْفَانِيِّ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ أَبِي حَرِيْصَةَ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا ذَرٍّ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ بِمَكَّةَ، وكان على مذهب مالك ومذهب الأشعري.

_ 1 صحيح: حديث جابر في حجة النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخرجه مسلم في حديث طويل "1128".

قُلْتُ: أَخذ الكَلاَمَ وَرَأْيَ أَبِي الحَسَنِ عَنِ القَاضِي أَبِي بَكْرٍ بنِ الطَّيِّب، وَبثَّ ذَلِكَ بِمَكَّةَ، وَحمله عَنْهُ المغَاربَةُ إِلَى المَغْرِب، وَالأَنْدَلُس، وَقبل ذَلِكَ كَانَتْ عُلَمَاءُ المَغْرِب لاَ يدخُلُوْنَ فِي الكَلاَم، بَلْ يُتْقِنُوْنَ الفِقْهَ أَوِ الحَدِيْثَ أَوِ العَرَبِيَّةَ، وَلاَ يَخُوْضُون فِي المعقولاَتِ، وَعَلَى ذَلِكَ كَانَ الأَصِيْلِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ بنُ الفَرَضِيّ، وَأَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيُّ، وَمَكِّيٌّ القَيْسِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَالعُلَمَاءُ. وَقَدْ مدح إِسْمَاعِيْلُ بنُ سَعِيْدٍ النَّحْوِيُّ أَبَا ذَرٍّ بقصيدَة. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ فِي كِتَاب اختصَار فرق الفُقَهَاء مِنْ تَأْلِيْفه، فِي ذكر القَاضِي ابْنِ البَاقِلاَّنِيّ: لَقَدْ أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو ذَر وَكَانَ يَمِيلُ إِلَى مَذْهَبِهِ، فَسَأَلْتُهُ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: إِنِّيْ كُنْتُ مَاشياً بِبَغْدَادَ مَعَ الحَافِظ الدَّارَقُطْنِيّ، فَلَقِيْنَا أَبَا بَكْرٍ بنَ الطَّيِّب فَالتزمه الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ، وَقبَّلَ وَجهَهَ وَعَيْنَيْهِ، فَلَمَّا فَارقنَاهُ، قُلْتُ لَهُ: مَنْ هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِهِ مَا لَمْ أَعْتَقِدْ أَنَّكَ تَصْنَعُهُ وَأَنْتَ إِمَامُ وَقْتِكَ؟ فَقَالَ: هَذَا إِمَامُ المُسْلِمِيْنَ، وَالذَّابُّ عَنِ الدِّيْنِ، هَذَا القَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الطَّيِّب. قَالَ أَبُو ذَر: فَمِنْ ذَلِكَ الوَقْت تَكَرَّرْتُ إِلَيْهِ مَعَ أَبِي، كُلُّ بَلَد دَخَلْتُهُ مِنْ بلاَد خُرَاسَان وَغيرِهَا لاَ يُشَارُ فِيْهَا إِلَى أَحدٍ مِنْ أَهْلِ السُّنَّة إلَّا مَنْ كَانَ عَلَى مَذْهَبِهِ وَطَرِيْقِهِ. قُلْتُ: هُوَ الَّذِي كَانَ بِبَغْدَادَ يُنَاظِرُ عَنِ السُّنَّة وَطَرِيْقَةِ الحَدِيْث بِالجَدَلِ وَالبُرْهَانِ، وَبَالحضرَةِ رُؤُوْسُ المُعْتَزِلَةِ وَالرَّافِضَةِ وَالقَدَرِيَّة وَأَلوَانِ البِدَع، وَلهُم دَوْلَةٌ وَظُهورٌ بِالدَّوْلَة البُوَيْهِيَّة، وَكَانَ يَرُدُّ عَلَى الكَرَّامِيَّة، وَينصُرُ الحَنَابِلَةَ عَلَيْهِم، وبَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْل الحَدِيْث عَامِرٌ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ يَخْتَلِفُون فِي مَسَائِل دقيقَة، فلهَذَا عَامَلَه الدَّارَقُطْنِيُّ بِالاحْتِرَام، وَقَدْ أَلَّفَ كِتَاباً سَمَّاهُ: الإِبَانَة، يَقُوْلُ فِيْهِ: فَإِن قِيْلَ: فَمَا الدَّلِيْلُ عَلَى أَنَّ للهِ وَجهاً وَيداً؟ قَالَ: قَوْله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرَّحْمَن: 27] ، وَقوله: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] ، فَأَثبت تَعَالَى لِنَفْسِهِ وَجهاً وَيداً. إِلَى أَنْ قَالَ: فَإِن قِيْلَ: فَهَلْ تقولُوْنَ: إِنَّهُ فِي كُلِّ مَكَان؟ قِيْلَ: مَعَاذَ اللهِ! بَلْ هُوَ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ كَمَا أَخْبَرَ فِي كِتَابِهِ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَصِفَاتُ ذاته التي لم تزل وَلاَ يزَالُ مَوْصُوَفاً بِهَا: الحَيَاةُ وَالعِلْمُ وَالقُدرَةُ وَالسَّمْعُ: وَالبَصَرُ وَالكَلاَمُ وَالإِرَادَةُ وَالوَجْهُ وَاليدَانِ وَالعينَانِ وَالغضبُ وَالرِّضَى. فَهَذَا نَصُّ كَلاَمه. وَقَالَ نحوَهُ فِي كِتَاب التَّمهيد لَهُ، وَفِي كِتَاب الذَّبِّ عَنِ الأَشْعَرِيِّ وَقَالَ: قَدْ بَيِّناً دينَ الأُمَّة وَأَهْلِ السُّنَّة أَنَّ هَذِهِ الصِّفَات تُمَرُّ كَمَا جَاءت بِغَيْر تكييفٍ وَلاَ تحَدِيْدٍ وَلاَ تجنيسٍ وَلاَ تصويرٍ. قُلْتُ: فَهَذَا المنهجُ هُوَ طريقَةُ السَّلَف، وَهُوَ الَّذِي أَوضحه أَبُو الحَسَنِ وَأَصْحَابُه، وهو

التَسْلِيمُ لنُصُوص الكِتَاب وَالسُّنَّة، وَبِهِ قَالَ ابْنُ البَاقِلاَّنِيّ، وَابْنُ فُوْرَك، وَالكِبَارُ إِلَى زَمَن أَبِي المعَالِي، ثُمَّ زَمَنِ الشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ، فَوَقَعَ اختلاَفٌ وَأَلْوَانٌ، نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ. وَلأَبِي ذَرٍّ الهروي مصنف في الصفات على موال كِتَاب أَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيِّ بحَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا. قَالَ الحَسَنُ بنُ بَقِيٍّ المَالِقِي: حَدَّثَنِي شَيْخٌ قَالَ: قِيْلَ لأَبِي ذَرٍّ: أَنْتَ هَرَوِيٌّ فمِنْ أَيْنَ تَمَذْهَبْتَ بِمَذْهَبِ مَالِك وَرَأْي أَبِي الحَسَنِ؟ قَالَ: قَدِمْتُ بَغْدَاد. فَذَكَرَ نَحْواً مِمَّا تقدَّم فِي ابْنِ الطَّيِّب. قَالَ: فَاقتديتُ بِمَذْهَبِهِ. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ فِي "تَاريخ نَيْسَابُوْر": كَانَ أَبُو ذَر زَاهِداً، وَرِعاً عَالِماً، سَخِيّاً لاَ يَدَّخِرُ شَيْئاً، وَصَارَ مِنْ كِبَار مَشْيَخَة الحَرَم، مُشَاراً إِلَيْهِ فِي التَّصوُّف، خَرَّجَ عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ تَخْرِيجاً حَسَناً، وَكَانَ حَافِظاً، كَثِيْرَ الشُّيُوْخ. قُلْتُ: لَهُ "مُسْتَدْرَكٌ" لَطِيْفٌ فِي مُجَلَّد عَلَى "الصَّحِيْحَيْنِ" علقت مِنْهُ، يدلُّ عَلَى مَعْرِفَته، وَلَهُ كِتَابُ "السُّنَّة"، وَكِتَابُ "الجَامع"، وَكِتَاب "الدُّعَاء"، وَكِتَاب "فَضَائِل القُرْآن"، وَكِتَاب "دلاَئِل النُّبُوَّة"، وَكِتَاب "شهَادَة الزُّور"، وَكِتَاب "الْعِيدَيْنِ". الكُلُّ بِأَسَانِيْدِهِ، وَلَهُ كِتَاب "فَضَائِل مَالِك"، كبير، و"كتاب الصَّحِيْح المُسْنَد الْمخْرج عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ"، وَ"مسَانيد المُوَطَّأ" وَ"كَرَامَاتَ الأَوْلِيَاء"، وَ"المنَاسك"، وَ"الرِّبا"، وَ"اليمِين الفَاجرَة"، وَكِتَاب "مَشْيَخته"، وَأَشْيَاء. وَهَذِهِ التَّوَالِيفُ لَمْ أَرهَا، بَلْ سمَّاهَا القَاضِي عِيَاض. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المُفَضَّلِ الحَافِظ: رَوَى لَنَا السِّلَفِيّ شَيْخُنَا- أَحَادِيْثَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الطُّرَيْثِيْثِيّ بسَمَاعِهِ مِنْ أَبِي ذَرٍّ، وَعَنْ أَبِي شاكر العثماني حديثًا واحدًا بسماعه منه. وسمع: نا مِنَ السِّلَفِيّ جَمِيْع صَحِيْح البُخَارِيِّ بِإِجَازته مِنْ أَبِي مَكْتُوْم عِيْسَى بنِ أَبِي ذَرٍّ، وَكَانَ شَيْخُنَا أَبُو عُبَيْدٍ نعمَةُ بنُ زيَادَة الله الغِفَارِيُّ سَمِعَ: الكِتَابَ بِمَكَّةَ مِنْ أَبِي مَكْتُوْم، فَسَمِعْتُ عَلَيْهِ أَكثَره، وَأَجَاز لِي مَا بَقِيَ مِنْ آخِره، وآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي مَكْتُوْم أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حُمَيْد بنِ عَمَّار الأَنْصَارِيُّ بِمَكَّةَ، وَأَجَازَهُ لِي. قَالَ: وَقَرَأْتُ الكِتَابَ كُلَّه عَلَى شَيْخِنَا أَبِي طَالِبٍ صَالِحِ بنِ سَنَد بسَمَاعه مِنَ الطُّرْطُوْشِيّ، عَنْ أَبِي الوَلِيْد البَاجِي، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَقرأتُهُ عَلَى أَبِي القَاسِمِ مَخْلُوفِ بن عَلِيٍّ القَرَوِيِّ، عَنْ أَبِي الحَجَّاج يُوْسُف بن نَادر الَّلخْمِي، عَنْ عَلِيِّ بنِ سَلْمَان النَّقَّاش، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ شُيُوْخه الثَّلاَثَة. قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ: أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الوليد الباجي، أخبرنا

أَبِي أَنَّ الفَقِيْهَ أَبَا عِمْرَان الفَاسِيّ مَضَى إِلَى مَكَّةَ، وَقَدْ كَانَ قرأَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ شَيْئاً، فَوَافق أَبَا ذَرٍّ فِي السَّرَاة مَوْضِع سُكنَاهُ، فَقَالَ لخَازن كُتُبه: أَخْرِجْ إِليَّ مِنْ كُتُب الشَّيْخ مَا أَنْسَخُهُ مَا دَام غَائِباً، فَإِذَا حضَر، قرأتُهُ عَلَيْهِ. فَقَالَ الخَازنُ: لا أجترىء عَلَى هَذَا، وَلَكِن هَذِهِ المفَاتيحُ إِنْ شِئْتَ أَنْتَ، فَخُذْ وَافْعَلْ ذَلِكَ. فَأَخَذَهَا، وَأَخرجَ مَا أَرَادَ، فسَمِعَ: أَبُو ذَر بِالسَّرَاةِ بِذَلِكَ، فَرَكِبَ، وَطرقَ مَكَّةَ، وَأَخَذَ كُتُبَه، وَأَقسم أَنْ لاَ يُحَدِّثهُ. فَلَقَدْ أُخْبِرتُ أَنَّ أَبَا عِمْرَان كَانَ بَعْدُ إِذَا حَدَّثَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، يُورِّي عَنِ اسْمه، فَيَقُوْلُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عِيْسَى. وَبِذَلِكَ كَانَتِ العَرَبُ تُكَنِّيَهُ باسم وَلده. قُلْتُ: قَدْ مَاتَ أَبُو عِمْرَانَ الفَاسِيُّ قَبْلَ أَبِي ذَرٍّ، وكان قد ألقي القاضي ابن البَاقِلاَّنِيّ وَالكِبَار، وَمَا لاِنزِعَاجِ أَبِي ذَرٍّ وَجهٌ، وَالحِكَايَةُ دَالَّةٌ عَلَى زَعَارَّةِ الشَّيْخِ وَالتّلمِيذِ رحمهُمَا الله. وَكَانَ وَلدُهُ أَبُو مَكْتُوْم يَحُجُّ مِنَ السَّرَاة، وَيَروِي، إِلَى أَنْ قَدِمَ فُلاَنٌ المُرَابِطُ مِنْ أُمَرَاءِ المَغْرِب، فجَاور وَسَمِعَ: صَحِيْح البُخَارِيِّ مِنْ أَبِي مَكْتُوْم، وَأَعطَاهُ ذهباً جَيِّداً، فَأَبَاعه نُسْخَةَ الصَّحِيْح، وَذهَبَ بِهَا إِلَى المَغْرِب. وَحَجَّ أَبُو مَكْتُوْم فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ بِضْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَحَجَّ فِيْهَا أبو طاهر السلفي، وأبو بكر السمع: اني، وجمعهم الموقف، فقال السمع: اني لِلسِّلَفِيِّ: اذهبْ بِنَا نَسْمَعْ: مِنْهُ. قَالَ السِّلَفِيُّ: فَقُلْتُ لَهُ: دَعْنَا نشتغلْ بِالدُّعَاء، وَنجعله شَيْخَ مَكَّة. قَالَ: فَاتَّفَقَ أَنَّهُ نَفَر مِنْ مِنَى فِي النَّفرِ الأَوَّلِ مَعَ السَّرَويِّين وَذهبَ، وَفَاتَهُمَا الأخذ عنه. قال السلفي: فلامني ابن السمع: اني، فقلت: أنت قد سمعت الصحيح مثله مِنْ أَبِي الخَيْرِ بنِ أَبِي عِمْرَانَ صَاحِب الكُشْمِيهَنِي، وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ مرويَّاتِهِ سِوَاهُ. قُلْتُ: وَلَمْ يُسْمَعْ: لأَبِي مَكْتُوْم بَعْد هَذَا العَام بذكرٍ وَلاَ وُرِّخَ لَنَا مَوْتُه. وَقَدْ أَرَّخ القَاضِي عِيَاضٌ مَوْتَ أَبِي ذَرٍّ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَالصَّوَابُ: فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة: تُوُفِّيَ عَقِبَ شَوَّال. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظ بنُ بَدْرَان، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ طَاوُوس سَنَة 617، أَخْبَرَنَا حمزة بن كروس، أخبرنا نصر بن إبراهيم الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو ذَر عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ كِتَابَةً، أَنَّ بِشْر بن مُحَمَّدٍ المُزَنِيَّ حدثهُم إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِدْرِيْسَ، حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوبَان، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الجَنَّةَ لتُزَخْرَفُ لرَمَضَان مِنْ رَأْسِ الحَوْلِ، فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَان، هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ العَرْش، فَشَققت وَرق الجَنَّة عَنِ الْحور الْعين، فَقُلْن: يَا ربّ! اجعَلْ لَنَا مِنْ عِبَادِكَ أزواجًا تقربهم أَعيُنُنَا، وَتَقَرُّ أَعيُنُهُم بِنَا". قَالَ الفَقِيْهُ نَصْر: تَفَرَّد بِهِ الوَلِيْدُ بنُ الوَلِيْدِ العَنْسِي، وَقَدْ تركوه. قُلْتُ: وَهَّاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَقوَّاهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ. وَفِيْهَا أَعنِي سَنَةَ أَرْبَعٍ تُوُفِّيَ شُعَيْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المِنْهَال بِمِصْرَ، وَأَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزُّهْرِيّ، وَهَارُوْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ فِي رَمَضَانَ.

محمد بن عيسى، المستغفري

محمد بن عيسى، المستغفري: 4003- محمد بن عيسى: ابن عبد العزيز بن الصباح، الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الرَّئِيْسُ الأَوْحَدُ، شَيْخُ هَمَذَان، أَبُو مَنْصُوْرٍ الهَمَذَانِيُّ الصُّوْفِيُّ، العَبْدُ الصَّالِح. حَدَّثَ عَنْ: الحَافِظِ صَالِحِ بنِ أَحْمَدَ، وَجِبْرِيْل العَدْل، وَالهَمَذَانيين، وَسَهْلِ بن أَحْمَدَ الدِّيباجِي، وَابنِ المُظَفَّر، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ القَطِيْعِيّ، وَالبَغْدَادِيِّيْنَ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ المقرىء، وَالأَصْبَهَانيين، وَيُوْسُفَ بنِ أَحْمَدَ بنِ الدَّخِيل المَكِّيّ، وَطَبَقَتِهم. قَالَ شِيْرَوَيْه فِي "تَارِيْخِهِ": حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو طَالِبٍ العَلَوِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ القُوْمِسَانِي، وَمُحَمَّدُ بنُ حُسَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ، وَيَحْيَى وثَابِتٌ ابْنَا الحُسَيْن بنِ شُرَاعَة، وَنَصْرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَذِّن، وَعَبْدُوْس بن عَبْدِ اللهِ. قَالَ: وَكَانَ صَدُوْقاً ثِقَةً، وَكَانَ مُتَوَاضِعاً رَحِيْماً، يُصَلِّي آنَاءَ اللَّيْل وَالنَّهَارِ، حَجَّ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ حَجَّةً، وَوقف الضِّيَاعَ وَالحوَانيتَ عَلَى الفُقَرَاء، وَأَنفقَ أَمْوَالاً لاَ تُحْصَى عَلَى وُجُوه البِرِّ، وَتُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَتِ التُّركُ الغُزُّ قَدْ أَغَارُوا عَلَى هَمَذَان، فصُودر مُحَمَّدُ بن عِيْسَى حَتَّى سلَّم إِلَيْهِم جَمِيْعَ مَا يملِكُ، وَبَقِيَ فَقيراً مُحْتَاجاً عَليلاً ذَليلاً فِي الخَانقَاهُ، ثُمَّ قَضَى نَحْبَه، وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَمن الرُّوَاةِ عنه الحافظ أبو بكر الخطيب. 4004- المستغفري 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ المصَنِّفُ، أَبُو العَبَّاسِ، جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنُ المُعْتَزِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُسْتَغْفِرِ بنِ الفَتْحِ بنِ إِدْرِيْسَ، المُسْتَغْفِرِيُّ النَّسَفِيُّ.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 208"، والعبر "3/ 177"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص1102"، ولسان الميزان "6/ 100"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 33"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 249".

مُؤَلّف كِتَاب "مَعْرِفَة الصَّحَابَة"، وَكِتَاب "الدَّعَوات"، وَكِتَاب "دلاَئِل النُّبُوَّة"، وَكِتَاب "فَضَائِل القُرْآن"، وَكِتَاب "الشَّمَائِل"، وَكِتَاب "خُطبَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، وَكِتَاب "تَاريخ نَسَف"، وَكِتَاب "الطِّبّ"، وَكِتَاب "تَاريخ كِشْ"، وَغَيْر ذَلِكَ. حَدَّثَ عَنْ: زَاهِرِ بنِ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ لُقْمَان، وَأَبِي سَعِيْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الرَّازِيُّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ السَّرَخْسِيّ، وَجَعْفَرِ بن مُحَمَّدٍ البُخَارِيّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَلَمْ يرحل إلى العراق فيما أعلم. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ النَّسَفِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الكَاسَنِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ الحَافِظُ، وَالخَطِيْبُ إِسْمَاعِيْلُ بنَ مُحَمَّدٍ النُّوحِي، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مُحْدِّثَ مَا وَرَاء النَّهر فِي زَمَانِهِ. مَوْلِدُهُ بَعْد الخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِيَسِيْرٍ. وَمَاتَ بنَسَف سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ عَنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ. وَفِيْهَا مَاتَ حَمَّادُ بنُ عَمَّار القُرْطُبِيّ عَنْ مائَةِ عَام، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدٍ الطَّحَّان، وَأَبُو حَسَّانٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ المُزَكِّي، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يوسف بن مزدة المقرىء، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ؛ سِبْط أَبِي مُسْلِمٍ الجَلاَّب، وَأَبُو العَلاَءِ صَاعدُ بنُ مُحَمَّدٍ بِنَيْسَابُوْرَ عَلَى الأَصحّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عمر بن بكير المقرىء.

الحنائي

4005- الحنائي 1: الإمام القدوة الحافظ المقرىء، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو الحَسَنِ؛ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حُسَيْنٍ، الدِّمَشْقِيُّ الحِنَّائِيُّ الزَّاهِدُ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الوَهَّابِ الكِلاَبِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بن أبي الحديد، وأبي الحُسَيْن بنِ جُمَيْع، وَابْن فِرَاس المَكِّيّ، وَأَحْمَدَ بنِ ثرثَال، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ النَّحَّاسِ، بِالحَرَمَيْنِ وَمِصْر وَالشَّام. وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ "مُعْجَماً" لِنَفْسِهِ فِي مُجَلَّد. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ السَّمَّان، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ، وَسَعْدُ بنُ عَلِيٍّ الزَّنْخَانِي، وَسَعْد الله بن صَاعِدٍ الرَّحَبِي، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ كَبِيرَ الشَّأْنِ. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ: تُوُفِّيَ شَيْخُنَا وَأُسْتَاذُنَا أَبُو الحَسَنِ الحِنَّائِيّ؛ الشَّيْخُ الصَّالِحُ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَولد سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. كتبَ الكَثِيْرَ، وَكَانَ مِنَ العُبَّاد، وَكَانَتْ لَهُ جِنَازَةٌ عَظِيْمَةٌ، مَا رَأَيْتُ مثلَهَا! وَلَمْ يَزَلْ يُحمَلُ مِنْ بَعْد صَلاَة الجُمُعَة إِلَى قَرِيْب العَصْر، وَانحلَّ كَفَنُه. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ: دُفِنَ بِبَابِ كَيْسَان. قُلْتُ: هُوَ أَخُو أَبِي القَاسِمِ الحُسَيْن الحِنَّائِيّ، وَعمُّ الشَّيْخِ أَبِي طَاهِرٍ مُحَمَّدِ بنِ الحسين شيخ السلفي.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 166"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 238".

الطلمنكي

4006- الطلمنكي 1: الإمام المقرىء المُحَقِّقُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ الأَثَرِيُّ، أَبُو عُمَرَ؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عِيْسَى لُبِّ بنِ يَحْيَى، المَعَافِرِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ الطَّلَمَنْكِيُّ. وَطَلَمَنْكُ بِفَتحَاتٍ وَنُوْنَ سَاكنَةٍ: مَدِينَةٌ اسْتولَى عَلَيْهَا العَدُوُّ قَدِيْماً. كَانَ مِنْ بُحور العِلْمِ، وَأَوّلُ سَمَاعه فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عِيْسَى يَحْيَى بنِ عَبْدِ اللهِ اللَّيْثِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ الزُّبَيْدِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ بِشْرٍ الأَنْطَاكِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ عَوْن الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي مُحَمَّدٍ البَاجِي، وَخَلَفِ بن مُحَمَّدٍ الخَوْلاَنِيّ، وَعِدَّة، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ المُهَنْدس بِمِصْرَ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ عَمَّار بدِمِيَاط، وَأَبِي الطَّيِّبِ بن غَلْبُوْنَ، وَأَبِي القَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجَوْهَرِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الأُدْفُوِي، وَالفَقِيْهِ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي زَيْدٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ رَحمُوْنَ، وَيَحْيَى بن الحُسَيْنِ المُطَّلبِي لقيهُ بِالمَدِيْنَةِ، وَأَبِي الطَّاهِرِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ العُجَيفيِّ، وَأَبِي العَلاَءِ بنِ مَاهَان، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْم، وَعَبْدُ اللهِ بن سهل المقرىء وَعِدَّةٌ. أَدخل الأَنْدَلُس عِلْماً جمّاً نَافعاً، وَكَانَ عجباً فِي حفظِ عُلُوم القُرْآن: قرَاآتِه وَلُغَتِه وَإِعرَابِه وَأَحكَامِه وَمنسوخِه وَمعَانِيه. صَنَّفَ كُتُباً كَثِيْرَةً فِي السُّنَّة يلوحُ فِيْهَا فضلُه وَحفظُه وَإِمَامتُه واتباعه للأثر.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 44"، والعبر "3/ 168"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 994"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 28"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 243".

قال أبو عمر الدَّانِيُّ: أَخَذَ القِرَاءةَ عَنِ الأَنْطَاكِيّ، وَابنِ غَلْبُوْنَ، وَمُحَمَّد بنِ الحُسَيْنِ بنِ النُّعْمَانِ. قَالَ: وَكَانَ فَاضِلاً ضَابطاً، شدِيداً فِي السُّنَّة. وَقَالَ ابْنُ بَشْكُوَالٍ: كَانَ سيفاً مُجَرَّداً عَلَى أَهْلِ الأَهوَاء وَالبِدَع، قَامعاً لَهُم، غَيُوراً عَلَى الشَّريعَةِ، شَدِيداً فِي ذَات الله، أَقرأَ النَّاسَ مُحتَسِباً، وَأَسمع: الحَدِيْث، وَالتزم للإِمَامَة بِمَسْجِد مُنْعَة، ثُمَّ خَرَجَ، وَتحوَّل فِي الثَّغْرِ، وَانْتَفَعَ النَّاسُ بعِلمه، وَقصد بَلَدَهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، فَتُوُفِّيَ بِهَا. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عِيْسَى بن مُحَمَّدِ بنِ بَقِيّ الحجاري، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ أَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيُّ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ نَقْرَأُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: رَأَيْتُ البَارِحَةَ فِي مَنَامِي مَنْ يُنشِدُنِي: اغْتَنِمُوا البِرَّ بشيخٍ ثَوَى ... تَرْحَمُهُ السُّوْقَةُ وَالصِّيْدُ قَدْ خَتَمَ العُمْرَ بعيدٍ مَضَى ... لَيْسَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ عِيْدُ فَتُوُفِّيَ فِي ذَلِكَ العَام فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: عَاشَ تِسْعِيْنَ عَاماً سِوَى أَشهر، وَقَدِ امتُحن لفَرط إِنكَارِه، وَقَامَ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ أَضدَادِه، وَشَهِدُوا عَلَيْهِ بِأَنَّهُ حرورِيٌّ يرَى وضعَ السَّيْفِ فِي صَالحِي المُسْلِمِيْنَ، وَكَانَ الشُّهُودُ عَلَيْهِ خَمْسَةَ عَشَرَ فَقِيْهاً، فنصرهُ قَاضِي سَرَقُسْطَة؛ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَأَشهد عَلَى نَفْسه بِإِسقَاط الشُّهُود، وَهُوَ القَاضِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن قرنون. وحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً قَاضِي سَرَقُسْطَة عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَقَاضِي المَرِيَّة مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ المُرَابِط، وَالخَطِيْبُ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى العَبْدرِي. رَأَيْت لَهُ كِتَاباً فِي السُّنَّة فِي مُجَلَّدين عَامَّتُه جَيِّد، وَفِي بَعْض تَبْوِيبه مَا لاَ يُوَافَقُ عَلَيْهِ أَبَداً مِثْل: بَاب الجنب لله، وذكر فيه: {يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزُّمر: 56] ، فَهَذِهِ زَلَّةُ عَالِم، وَأَلَّفَ كِتَاباً فِي الرَّدِّ عَلَى البَاطنيَة، فَقَالَ: وَمِنْهُم قَوْمٌ تَعَبَّدُوا بِغَيْر علمٍ، وَزعمُوا أَنَّهُم يَرَوْنَ الجَنَّةَ كُلَّ لَيْلَةٍ، وَيَأْكُلُوْنَ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتنزلُ عَلَيْهِم الحُورُ العِيْنُ، وَأَنَّهُم يلوذُوْنَ بِالعرش، وَيَرَوْنَ اللهَ بغيرِ وَاسطَةٍ، ويجالسونه.

ابن مغيث

4007- ابن مغيث 1: الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُحَدِّثُ، شَيْخُ الأَنْدَلُس، قَاضِي القُضَاةِ، بَقِيَّةُ الأَعيَانِ، أَبُو الوَلِيْدِ؛ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُغِيْثِ بنِ مُحَمَّدِ بن عبد الله ابن الصَّفَّارِ، القُرْطُبِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَحَدَّثَ بِـ "سُنَنِ النَّسَائِيِّ" وَغَيْرهِ عَنْ: أبي بكر محمد بن معاوية المرواني ابن الأَحْمَر، وَعَنْ أَبِي عِيْسَى اللَّيْثِيّ راويَة "المُوَطَّأ"، وإسماعيل ابن بدْرٍ، وَأَحْمَد بن ثَابِتٍ التَّغْلِبِيّ، وَتَمِيْمِ بن محمد القروي، ومحمد بن إِسْحَاق بن السَّلِيم القَاضِي، وَتَفَقَّهَ بِالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ بنِ زَرب، وَرَوَى أَيْضاً عَنْ خلق مِنْهُم: أَبُو بَكْرٍ بنُ القُوْطِيَّة، وَيَحْيَى بنُ مجاهد، وأبو جعفر ابن عَوْن الله، وَعُنِي بِالحَدِيْثِ جِدّاً، وَأَجَاز لَهُ مِنْ مِصْرَ الحَسَنُ بنُ رَشِيْق، وَمن العِرَاق أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ. وَلِي خطَابَةَ مدينَةِ الزَّهْرَاء مُدَّةً، ثُمَّ وَلِي القَضَاءَ وَالخطَابَة بقُرْطُبَة مَعَ الوزَارَة، ثُمَّ عُزِلَ، فَلَزِمَ بَيْتَهُ، ثُمَّ وَلِي قَضَاءَ الجَمَاعَةِ وَالخطَابَةِ سَنَة تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة حَتَّى مَاتَ. وَكَانَ بَلِيْغَ المَوْعِظَةِ، وَافِرَ العِلْم، ذَا زُهْدٍ وَقُنوع، وَفضلٍ وَخُشوع، قَدْ أَثَّر البُكَاءُ فِي عَيْنَيْهِ، وَعَلَى وَجهه النُّوْرُ، وَكَانَ حُفَظَةً لأَخْبَارِ الصَّالِحِيْنَ. صَنَّفَ كُتُباً نَافعَةً مِنْهَا: "كِتَاب مَحَبَّة الله"، وَكِتَاب "الْمُسْتَصْرِخِينَ بِاللهِ"، وَكِتَاب "الْمُتَهَجِّدِينَ". حَدَّثَ عَنْهُ: مَكِّيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَابِد، وَأَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَابْنُ حَزْم، وَمُحَمَّدُ بنُ عتَّاب، وَأَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ، وَحَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَمُحَمَّدُ بنُ فَرَج الطَّلاَّعِي، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة، وشيعه خلق لا يحصون.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 684"، والعبر "3/ 169"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 244".

القراب، عبد الظاهر

القراب، عبد الظاهر: 4008- القراب 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الحَافِظُ الكَبِيْرُ، المصَنِّفُ، أَبُو يَعْقُوْبَ؛ إسحاق بن أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، السَّرَخْسِيُّ، ثُمَّ الهَرَوِيُّ القَرَّابُ، مُحَدِّثُ هَرَاة، وَصَاحِبُ التَّوَالِيفِ الكثيرَة. وَقَدْ مرَّ أَخُوْهُ. وَلد هَذَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَبَالَغَ فِي الطَّلَب إِلَى الغَايَة. قَالَ أَبُو النَّضْر الفَامِي: زَادَ عددُ شُيُوْخه عَلَى أَلفٍ ومائةين، وَعمل الوفيَات عَلَى السِّنين فِي مُجَلَّدين، وَكِتَاب نَسِيم المُهج، وَكِتَاب الأُنس وَالسّلوَة، وَكِتَاب شمَائِل العبَاد، وَغَيْر ذَلِكَ. قَالَ: وَكَانَ زَاهِداً مُقِلاًّ مِنَ الدُّنْيَا. قُلْتُ: سَمِعَ: العَبَّاسَ بن الفَضْلِ النَّضرويي، وَجدَّه لأُمِّهِ مُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ بن حفصويه، وَأَبَا الفَضْل مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ السَّيَّارِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمُّوَيْه السَّرَخْسِيُّ، وَزَاهِرَ بنَ أَحْمَدَ الفَقِيْه، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ اللهِ النُّعَيْمِيّ، وَالخَلِيْلَ بنَ أَحْمَدَ السِّجْزِيّ، وَأَبَا الحَسَنِ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بن حَمْزَةَ، وَالحُسَيْنَ بنَ أَحْمَدَ الشَّمّاخِي الصَّفَّار، وَأَبَا مَنْصُوْر مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ البَزَّاز، فَمَنْ بَعْدهُم، حَتَّى كتب عَنِ أقرَانه وَمَن دُوْنَهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: شَيْخُ الإِسْلاَمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ، وأحمد بن أَبِي عَاصِمٍ الصِّيدَلاَنِيّ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَتّ، وَأَهْل هَرَاة. وَكَانَ مِمَّنْ يُرجع إِلَيْهِ فِي العِلَل، وَالجَرْح وَالتَّعديل. مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقع لَنَا كِتَاب "الرمي" له. 4009- عبد القاهر 2: ابن طاهر، العَلاَّمَةُ البَارِعُ، المُتَفَنِّنُ الأُسْتَاذُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ البَغْدَادِيُّ، نَزِيْلُ خُرَاسَان، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ البَدِيْعَةِ، وَأَحَدُ أَعلاَمِ الشافعية.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 995"، والعبر "3/ 168"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 244". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 203"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 105".

حَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بن نُجَيْد، وَأَبِي عَمْرٍو مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ مَطَر، وَبِشْرِ بن أَحْمَدَ، وَطَبَقَتهم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَعَبْدُ الغَفَّارِ بنُ مُحَمَّدٍ الشِّيْرُوْيِي، وَخَلْقٌ. وَكَانَ أَكبَر تَلاَمِذَةِ إِبِي إِسْحَاق الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَكَانَ يُدَرِّس فِي سَبْعَةَ عَشَرَ فَنّاً، وَيُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ، وَكَانَ رَئِيْساً مُحْتَشِماً مُثرياً، لَهُ كِتَاب التَّكملَة فِي الحسَاب. قَالَ أَبُو عثْمَان الصَّابُوْنِيّ: كَانَ الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُوْرٍ مِنْ أئمة الأصول، وَصُدُور الإِسْلاَمِ بِإِجمَاعِ أَهْلِ الفَضْل، بَدِيْعَ التَّرتيب، غَرِيْبَ التَأْلِيْفِ، إِمَاماً مُقَدَّماً مُفَخّماً، وَمن خرَاب نَيْسَابُوْر خُرُوْجُه مِنْهَا. وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمَّا حصل بِإِسْفَرَايِيْن، ابتهجُوا بِمَقْدَمَه إِلَى الغَايَة. قُلْتُ: وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ، وَكُنْتُ أَفردْتُ لَهُ تَرْجَمَةً لَمْ أَظْفر السَّاعَةَ بِهَا. مَاتَ بِإِسْفَرَايِيْن فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَقَدْ شَاخَ. وَلَهُ تَصَانِيْفُ فِي النَّظَر وَالعَقْلِيَّات.

أما: أبو منصور الأيوبي، ابن الميراثي

أما: أبو منصور الأيوبي، ابن الميراثي: 4010- أما: أبو منصور الأيوبي: المُتَكَلِّمُ النَّيْسَابُوْرِيُّ، فَهُوَ إِمَامٌ باهرٌ ذكيّ. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ: هُوَ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَبِي أَيُّوْبَ، الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُوْرٍ، حجّةُ الدِّيْنِ، صَاحِبُ البيَان وَالحُجَّة وَالنَّظَرِ الصَّحِيْح، أَنْظَرُ مَنْ كَانَ فِي عصره عَلَى مَذْهَب الأَشْعَرِيّ، تَلْمَذَ لابْنِ فُوْرَك، وَكَانَ فَقيراً نَزِهاً قَانعاً، مُصَنِّفاً. تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وأربع مائة. 4011- ابن الميراثي: الحَافِظُ الأَوْحَدُ المُجَوِّدُ، أَبُو بَكْرٍ؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن إِسْمَاعِيْلَ، البَلَوِيُّ القُرْطُبِيُّ، المَعْرُوفُ بِابْنِ المِيْرَاثِيِّ، أَحدُ أَئِمَّة الحَدِيْثِ. رَوَى عَن: أَبِي الفَتْح بن سِيبُخْت، وَأَبِي مُسْلِمٍ الكاتب، ويوسف ابن الدَّخِيل، وَعُبَيْدِ اللهِ السَّقَطِيّ، وَسَعِيْدِ بن نَصْرٍ القُرْطُبِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ قَاسِم البَزَّاز، وَطَبَقَتِهم. وَلَمَّا رَأَى عَبْدُ الغَنِيّ بنُ سَعِيْد حِذْقَه وَاجْتِهَادَهُ، لَقَّبَهُ غُنْدَراً. رَجَعَ، وَبثَّ حَدِيْثَه، فَرَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ دِلْهَاث، وَأَبُو العَبَّاسِ المهدوِي، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ خَزْرج. تُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ سَنَة ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ بِضْعٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً.

القدوري، الأبهري

القدوري، الأبهري: 4012- القدوري 1: شَيْخُ الحَنَفِيَّة، أَبُو الحُسَيْن؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ، البَغْدَادِيُّ القُدُوْرِيُّ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً، انْتَهَت إِلَيْهِ بِالعِرَاقِ رِئاسَةُ الحَنَفِيَّة، وَعظُمَ وَارتفَعَ جَاهُهُ، وَكَانَ حَسَنَ العِبَارَةِ، جَرِيء اللِّسَان، مُديماً للتلاَوَة. قُلْتُ رَوَى عَنْ: عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الحَوْشَبِي، وَمُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بنِ سُوَيْد المُؤَدِّب. رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّامَغَانِي. مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ سِتٌّ وستون سنة. 4013- الأبهري: القُدْوَةُ شَيْخُ الزُّهَّادِ، أَبُو مُحَمَّدٍ؛ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ، الأَبْهَرِيُّ ثُمَّ الهَمَذَانِيُّ. قَالَ شِيْرَوَيْه: كَانَ وَحيدَ عَصْره فِي علم المعرفَةِ وَالطَّريقَةِ، بعيدَ الإِشَارَةِ، دقيقَ النَّظَر. حَدَّثَ عَنْ: صَالِحِ بنِ أَحْمَدَ، وَعَلِيِّ بن الحُسَيْنِ بنِ الرَّبِيْع، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ صَالِح القَزْوِيْنِيّ، وَالمُفِيْد الجَرْجَرَائِيّ، وَابْن المُظَفَّرِ. وَارْتَحَلَ وَعُنِي بِالرِّوَايَة. حَدَّثَنَا عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ، وَأَحْمَدُ بنُ طَاهِرٍ القُوْمِسَانِي، وَأَحْمَدُ بنُ عُمَرَ، وَعَبْدُوْس بنُ عَبْدِ اللهِ، وَينجيرُ بنُ مَنْصُوْر. وَكَانَ ثِقَةً عَارِفاً، لَهُ شَأْنٌ وَخطر، وَكَرَامَاتٌ ظَاهِرَة. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ عن ثمان وسبعين سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 377"، والأنساب للسمعاني "10/ 76"، واللباب لابن الأثير "3/ 19"، والعبر "3/ 164"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص1086"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 233".

قِيْلَ: إِنَّهُ عَمل لَهُ خلوَةً، فَبَقِيَ خَمْسِيْنَ يَوْماً لاَ يَأْكُلُ شَيْئاً. وَقَدْ قُلْنَا: إِنَّ هَذَا الْجُوع المُفْرِط لاَ يَسُوَغُ، فَإِذَا كَانَ سَرْدُ الصِّيَامِ وَالوصَالُ قَدْ نُهِي عَنْهُمَا، فَمَا الظَّنُّ؟ وَقَدْ قَالَ نَبِيُّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ مِنَ الجُوعِ فَإِنَّهُ بِئسَ الضَّجِيعُ" 1. ثُمَّ قَلَّ مَنْ عَمل هذه الخلوات المُبْتَدعَة إلَّا وَاضطرَبَ، وَفَسَدَ عَقْلُه، وَجفَّ دمَاغُه، وَرَأَى مرَأْىً، وَسَمِعَ: خِطَاباً لاَ وُجودَ لَهُ فِي الخَارج، فَإِنْ كَانَ مُتَمَكِّناً مِنَ العِلْمِ وَالإِيْمَان، فَلَعَلَّهُ ينجُو بِذَلِكَ مِنْ تَزَلْزُل توحيدِهِ، وَإِنْ كَانَ جَاهِلاً بِالسُّنَن وَبقَواعد الإِيْمَان، تَزَلْزَلَ تَوحيدُه، وَطمع فِيْهِ الشَّيْطَانُ، وَادَّعَى الوُصُوْلَ، وَبَقِيَ عَلَى مَزلَّةِ قَدِمَ، وَرُبَّمَا تزَنْدَقَ، وَقَالَ: أَنَا هُو. نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّفسِ الأَمَّارَة، وَمن الهوَى، وَنسأَلُ اللهَ أَنْ يحْفَظَ عَلَيْنَا إِيْمَانَنَا آمين.

_ 1 حسن: أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ "1547"، وَالنَّسَائَيُّ "8/ 263"، وَابْنُ مَاجَه "3354"، مِنْ حديث أبي هريرة.

جلال الدولة، الأزهري

جلال الدولة، الأزهري: 4014- جلال الدولة 1: صَاحِبُ العِرَاقِ، المَلِكُ جَلاَلُ الدَّوْلَةِ، أَبُو طَاهِرٍ؛ فيروزجرد بن الملك بهاء الدولة أبي نصر بن السُّلْطَانِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بنِ رُكنِ الدَّوْلَةِ بنِ بُوَيه، الدَّيْلَمِيُّ. تَمَلَّكَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَتْ دَوْلَتُهُ لَيِّنَةً، وَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنُه المَلِكُ العَزِيْزُ أَبُو مَنْصُوْرٍ، فَكَانَتْ أَمورُه وَاهيَةً كَأَبِيهِ. وَكَانَ جَلاَلُ الدَّوْلَة شِيْعِيّاً كَأَهْل بَيْتِه وَفِيْهِ جُبْنٌ، وَعسكَرُهُ مَعَ قلَّتِهم طَامعُوْنَ فِيْهِ. عَاشَ نَيِّفاً وخمسون سَنَةً، وَذَاق نكداً كَثِيْراً كَمَا ذكرنَاهُ فِي "تاريخنا" في الحوادث. تُوُفِّيَ سَنَةَ 435. وَإِنَّمَا كَانَ سُلْطَانَ العَصْر ابْنُ سبكتكين. 4015- الأزهري 2: المحدث الحجة المقرىء، أَبُو القَاسِمِ؛ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ، الأَزْهَرِيُّ البَغْدَادِيُّ الصَّيْرَفِيُّ، ابْنُ السَّوَادِي، وَهُوَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي الفَتْحِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ مَاسِي، وَأَبِي سَعِيْدٍ الحُرْفِيّ، وَابنِ عُبَيْد العَسْكَرِي، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَكَّائِيّ، وَعِدَّة. وَكَانَ مِنْ بحور الرِّوَايَة. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ أَحَدَ المَعْنِيِّين بِالحَدِيْثِ وَالجَامعين لَهُ، مَعَ صدقٍ وَاسْتقَامَةٍ وَدوَام تلاوة. سمع: نا مِنْهُ المُصَنَّفَاتِ الكِبَار، وَكَمَّل الثَّمَانِيْنَ. مَاتَ فِي صفر سنة خمس وثلاثين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 118"، والعبر "3/ 183"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 37"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 255". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 385"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 117"، والعبر "3/ 183"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 37"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 255".

المهلب بن أحمد، ابن ماما

المهلب بن أحمد، ابن ماما: 4016- المهلب بن أحمد 1: ابن أبي صفرة أسيد بن عبيد اللهِ، الأَسَدِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ المَرِيِيُّ، مُصَنِّفُ شَرْحِ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ. وَكَانَ أَحَدَ الأَئِمَّةِ الفُصحَاء، الْمَوْصُوفين بِالذَّكَاء. أَخذ عَنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الأَصِيْلِي، وَفِي الرّحلَة عَنْ أَبِي الحَسَنِ القَابِسِي، وَأَبِي الحَسن عَلِيِّ بنِ بُنْدَار القَزْوِيْنِيّ، وَأَبِي ذَرٍّ الحَافِظ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَوصفَه بِقَوَّة الفهمِ وَبَرَاعَةِ الذِّهن. وحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَابِد، وَحَاتِمُ بنُ مُحَمَّد. وَلِي قَضَاءَ المَرِيَّة. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خمس وثلاثين وأربع مائة. 4017- ابن ماما 2: الحَافِظُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، أَبُو حَامِدٍ، أَحْمَدُ بنُ محمد بن أحيد ابن مَامَا، الأَصْبَهَانِيُّ المَامَائِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي شُرَيْح، وَأَبِي عَلِيٍّ إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَاجِب الكُشَانِي، وَأَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ المَلاَحمِي، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحَلِيْمِي، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَلَمْ يقْدَم العِرَاقَ، بَلِ ارْتَحَلَ إِلَى مَا وَرَاء النَّهر، وَيَعِزُّ وَقوعُ حَدِيْثِهِ إِلَيْنَا، وَقَدْ ذيَّل عَلَى تَاريخ بُخَارَى لغُنْجَار، لَمْ تَتَّصِل بِنَا أَحْوَالُه كَمَا يَجِبُ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَانَ مِنْ أبناء السبعين رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 626"، والعبر "3/ 184"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 255". 2 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 156"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1003".

الربعي

4018- الربعي 1: الشيخ الإمام الحافظ المفيد، المقرىء المجود، أبو الحسن؛ علي ابن الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَيْمُوْنِ بنِ أَبِي زِرْوَانَ، الرَّبَعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. سَمِعَ: الحَسَنَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ الكِنْدِيَّ، وَالعَبَّاسَ بنَ مُحَمَّدِ بن حِبَّان، وَمُحَمَّدَ بنَ عَلِيِّ بنِ أَبِي فَرْوَة، وَعَبْدَ الوَهَّاب بن الحَسَنِ الكِلاَبِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ عُتْبَةَ بن مَكِين، وَعِدَّة. وَتلاَ وَجوَّد عَلَى الإِمَامِ عَلِيِّ بن دَاوُدَ الدَّارَانِي، وَعَلِيِّ بنِ زُهَيْر. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ السَّمَّان، وَالكَتَّانِيّ، وَنَجَا بنُ أَحْمَدَ، وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَدِيْد، وَآخَرُوْنَ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَة سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ ثَلاَثٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. قَالَ الكَتَّانِيّ: كَانَ يَحْفَظُ غَرِيْبَ الحَدِيْث لأَبِي عُبَيْدٍ، وَيَحْفَظُ أَلفَ حَدِيْثٍ بِأَسَانيدِهَا مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ جَوْصَا، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً، وَانتهتْ إِلَيْهِ الرِّئاسَةُ فِي قِرَاءة الشَّامِيِّين. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ: أَنْبَأَنَا المُؤَيَّدُ بن محمد، عن عبد الرحمن ابن عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بن أَحْمَدَ السُّلَمِيّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي، أَخْبَرَنَا الرَّبَعِيُّ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكِنْدِيّ، أَخْبَرَنَا العَبَّاسُ بنُ الخَلِيْل بحِمْص، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ خُزَيْمَة، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَن نَصْرِ بنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَخِيْهِ محفوظِ ابن عَلْقَمَة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَائِذ: حَدَّثَنِي جبير بن نفير قال: قال عوف ابن مَالِك: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الأَنْبِيَاءَ يَتَكَاثَرُوْنَ بِأُمَمِهم غَيْرَ مُوْسَى، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ أَكْثُرَهُ، وَلَقَدْ أُعْطِي خَصَلاَتٍ: مَكَث يُنَاجِي رَبَّهُ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً، وَلاَ يَنْبَغِي لِمُتَنَاجِيَيْن أَنْ يَتَنَاجَيَا أَطْوَلَ مِنْ نجَوَاهُمَا، وَلاَ يَصْعَقُ مع الناس".

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "4/ 194"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 998".

الدلويي، الجرجرائي

الدلويي، الجرجرائي: 4019- الدلويي 1: العَلاَّمَةُ الكَبِيْرُ، أَبُو حَامِدٍ؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دَلُّويه الدَّلُّوييُّ الأُسْتَوَائِيُّ الشَّافِعِيّ. وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ تَقْرِيْباً. ذَكَرَهُ الخَطِيْبُ فِي تَارِيْخِهِ، فَقَالَ: وَأُسْتُوا مِنْ قُرَى نَيْسَابُوْر، سَمِعَ: أَبَا سَعِيْد بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ الرَّازِيَّ، وَأَبَا أَحْمَد الحَاكِم، وَبِبَغْدَادَ الدَّارَقُطْنِيَّ، وَوَلِيَ قَضَاءَ عُكْبَرَا، وَكَانَ شَافِعِيّاً أُصُوْليّاً أَشْعَرِيّاً، لَهُ حَظٌّ مِنْ مَعْرِفَةِ الأَدَبِ وَالعَرَبِيَّة، كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً. إِلَى أَنْ قَالَ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة. 4020- الجرجرائي 2: الوَزِيْرُ الكَامِلُ، نَجِيْبُ الدَّوْلَةِ، أَبُو القَاسِمِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، وَزِيْرُ الدِّيَار المِصْرِيَّة للظَاهِر العُبَيْدِي، وَكَانَ مِنْ دُهَاة المُلُوك. خَدَمَ الحَاكِمَ، فَغَضِبَ عَلَيْهِ، فَقطع يَدَيْهِ مِنْ مِرْفَقَيه فِي سَنَةِ أربع وَأَرْبَع مائَة لِكَوْنِهِ خَانَ فِي مُبَاشرَة دِيْوَانٍ، ثُمَّ رَضِي عَنْهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة، وَوَلاَّهُ دِيْوَان النَّفقَات، ثُمَّ عَظُمَ أَمْرُهُ إِلَى أَنْ وَزَرَ فِي سَنَةِ ثمَانِي عَشْرَة وَأَرْبَع مائَة، فَكَانَ يَكْتُبُ العَلاَّمَة عَنْهُ القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ القُضَاعِيُّ، وَهِيَ: الحَمْدُ للهِ شُكْراً لِنِعْمَتِهِ. وَكَانَ شَهْماً كَافِياً سَائِساً، ذَا أَمَانَةٍ وَعِفَةٍ. وَقَدْ هَجَاهُ جَاسوسُ الْفلك بِأَبيَات مِنْهَا: فَمِنَ الأَمَانَةِ وَالتُّقَى ... قُطِعَتْ يَدَاكَ مِنَ المَرَافِقْ?! واستمرَّ فِي الوزَارَة للظَاهِر، ثُمَّ لِابْنِهِ المُسْتَنْصِر، فكَانَتْ دَوْلَته ثمَانِي عَشْرَة سَنَةً، إِلَى أَنْ مَاتَ فِي سَابع رَمَضَان سَنَةَ سِتٍّ وثلاثين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 377"، والأنساب للسمعاني "5/ 333"، واللباب لابن الأثير "1/ 507". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 407".

المنازي، التياني، الصفار

المنازي، التياني، الصفار: 4021- المنازي 1: الوَزِيْرُ البَلِيْغُ، ذُو الصِّنَاعَتَينِ، أَبُو نَصْرٍ؛ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ الكَاتِبُ، مِنْ أَهْلِ مَنَازجِرد. وزر لأَحْمَدَ بنِ مَرْوَانَ صَاحِبِ دِيَار بَكْر، وَتَرَسَّل عنه إلى القسطنطينية غَيْرَ مَرَّةٍ، وَلَهُ كُتُبٌ كَثِيْرَةٌ وَقَفهَا، وَهُوَ القَائِلُ لأَبِي العَلاَء: فَمَا لَهُم يُؤذُونَكَ وَقَدْ تَرَكْتَ لَهُم الدُّنْيَا وَالآخِرَة. وَلَهُ نَظْمٌ فَائِقٌ قَلِيْلُ الوجُود كَمَا قِيْلَ: وَأَقْفَر مِنْ شِعْرِ المَنَازِي المَنَازِلُ وَمنَازجِرد: بقُرْبِ خرت برت، وَلَيْسَتْ منازكرد القلعة التي من عملا خلاط. 4022- التياني 2: حَاملُ لوَاءِ اللُّغَة، أَبُو غَالِبٍ؛ تَمَّامُ بنُ غَالِبِ بنِ عُمَرَ، القُرْطُبِيُّ، ابْنُ التَّيَّانِيِّ، نَزِيْلُ مرسية. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بَكْرٍ الزُّبَيْدِيِّ، وَعَبْدِ الوَارِثِ بنِ سُفْيَانَ، وَطَائِفَةٍ. قَالَ الحُمَيْدِيُّ: كَانَ إِمَاماً فِي اللُّغَةِ، ثِقَةً وَرِعاً خَيِّراً، لَهُ كِتَابٌ فِي اللُّغَة لَمْ يُؤلَّفْ مِثْلُهُ اخْتِصَاراً وَإِكثَاراً، حَدَّثَنِي ابْنُ حَزْم قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ الفَرَضِيّ أَنَّ الأَمِيْر مُجَاهِداً العَامِرِيَّ وَجَّه إِلَى أَبِي غَالِب إِذْ غَلَب عَلَى مُرْسِيَة أَلفَ دِيْنَار عَلَى أَنْ يَزِيْد فِي تَرْجَمَةِ هَذَا الكِتَاب: مِمَّا أَلَّفْتُه لأَبِي الجَيْش مُجَاهِدٍ العَامِرِيِّ، فَرَدَّ الدَّنَانِيْرَ، وَلَمْ يَفْعَلْ، وَقَالَ: لَوْ بُذِلَتْ لِي الدُّنْيَا عَلَى ذَلِكَ، مَا فَعَلْتُ، وَلاَ اسْتجزتُ الكَذِبَ، فَإِنِّي لَمْ أَجْمَعْهُ لَهُ خَاصَّة. تُوُفِّيَ بِالمَرِيَّة سَنَة سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة رحمه الله. 4023- الصفار: المُسْنِدُ أَبُو سَعْدٍ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ، الأَصْبَهَانِيُّ الصَّفَّارُ، أَخُو الفَقِيْه أَبِي سهل الصفار. حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ بُنْدَار الشَّعَّارِ، وَأَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ. رَوَى عَنْهُ: جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوْخ السِّلَفِيّ مِنْهُم: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ العَلَوِيُّ الرَّسِّيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد. تُوُفِّيَ لَيْلَةَ عَرَفَة سَنَة ست وثلاثين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 143"، والعبر "3/ 187"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 259". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "1/ 443"، والصلة لابن بشكوال "1/ 120"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 300"، والعبر "3/ 185"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 256".

ابن ميقل، أبو الحسين البصري

ابن ميقل، أبو الحسين البصري: 4024- ابن ميقل 1: عَالِمُ قُرْطُبَة، وَعَابِدُهَا، وَشَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو الوَلِيْدِ؛ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مِيْقُل، المُرْسِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الأَصِيْلِي، وَهَاشِمِ بنِ يَحْيَى، وَسَهْلِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ. وَتَحَوَّلَ إِلَى قُرْطُبَة، وَتَفَقَّهَ وَبَرَع. قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء: مَا لَقَيْتُ أَتمَّ وَرَعاً وَلاَ أَحْسَنَ خُلُقاً وَلاَ أَكْمَلَ عِلْماً مِنْهُ، كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ عَلَى قَدَمِيْه فِي كُلِّ يَوْمٍ وَليلَةٍ، وَتَرَكَ اللَّحْمَ مِنْ أَوَّلِ الفِتْنَةِ إلَّا مِنْ طَيْرٍ أَوْ حُوْتٍ أَوْ صَيْدٍ، وَكَانَ سَخِيّاً عَلَى توسُّط مَالِهِ، وَكَانَ أَحفظَ النَّاسِ للمَذْهَب، وَأَقوَاهُم احتجَاجاً، مَعَ علمِه بِالحَدِيْثِ وَرجَالِه، وَاللُّغَةِ وَالقرَاءاتِ وَالشِّعر. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بِمُرْسِيَة، وَدُفِنَ فِي قبلة جامعها، وله أربع وسبعون سنة. 4025- أبو الحسين البصري 2: شَيْخُ المُعْتَزِلَة، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الكَلاَمِيَّة، أَبُو الحُسَيْنِ محمد ابن عَلِيِّ بنِ الطَّيِّبِ، البَصْرِيُّ. كَانَ فَصِيْحاً بَلِيْغاً، عَذْبَ العِبَارَة، يتوَقَّدْ ذكَاءً. وَلَهُ اطِّلاعٌ كَبِيْرٌ. حَدَّثَ عَنْ: هِلاَلِ بنِ مُحَمَّد بِحَدِيْثٍ رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ. تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَقَدْ شَاخَ. أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ الوَلِيْدِ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ التَّبَّان الْمَعْقُول. أَجَارنَا اللهُ مِنَ البِدَع. وَلَهُ كِتَابُ "المُعْتَمِد فِي أصول الفقه"، من أجود الكتب، يغترف مِنْهُ ابْنُ خطيب الرَّيّ. وَلَهُ كِتَاب "تَصَفُّح الأدلة" كبير.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 527"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 39". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 100"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 126"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 271"، وميزان الاعتدال "3/ 654"، ولسان الميزان "5/ 298"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 38".

المرتضى

4026- المرتضى 1: العَلاَّمَةُ الشَّرِيْفُ المُرْتَضَى، نَقِيْبُ العَلَوِيَّة، أَبُو طَالِبٍ؛ عَلِيُّ بنُ حُسَيْنِ بن مُوْسَى، القُرَشِيُّ العَلَوِيُّ الحُسَيْنِيُّ المُوْسَوِيُّ البَغْدَادِيُّ، مِنْ وَلد مُوْسَى الكَاظِم. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: سَهْلِ بنِ أَحْمَدَ الدِّيباجِي، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ المَرْزُبَانِيّ، وَغيرهمَا. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ. قُلْتُ: هُوَ جَامعُ كِتَابِ "نَهْجِ البلاغَة"، المنسوبَة أَلفَاظُه إِلَى الإِمَامِ عَلِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، وَلاَ أَسَانيدَ لِذَلِكَ، وَبَعْضُهَا بَاطِلٌ، وَفِيْهِ حقٌّ، وَلَكِن فِيْهِ مَوْضُوْعَاتٌ حَاشَا الإِمَامَ مِنَ النُّطْقِ بِهَا، وَلَكِنْ أَيْنَ المُنْصِفُ?! وَقِيْلَ: بَلْ جَمْعُ أَخِيْهِ الشَّرِيْف الرَّضي. وَدِيْوَانُ المُرْتَضَى كَبِيْرٌ وَتوَالِيفُه كَثِيْرَةٌ، وَكَانَ صَاحِبَ فُنُوْن. وَلَهُ كِتَاب "الشَّافِي فِي الإِمَامَة"، وَ"الذَّخِيرَة فِي الأُصُوْل"، وَكِتَاب "التَّنْزِيه"، وَكِتَاب فِي إِبطَال القيَاس، وَكِتَاب فِي الاختلاَف فِي الفِقْه، وَأَشْيَاء كَثِيْرَة. وَدِيْوَانه فِي أَرْبَع مُجَلَّدَات. وَكَانَ مِنَ الأَذكيَاء الأَوْلِيَاء، المُتَبَحِّرين فِي الكَلاَم وَالاعتزَالِ، وَالأَدبِ وَالشِّعْرِ، لَكِنَّهُ إِمَامِيٌّ جلد. نسأل الله العفو. قَالَ ابْنُ حَزْم: الإِمَامِيَّةُ كُلُّهُم عَلَى أَنَّ القُرْآن مُبَدَّلٌ، وَفِيْهِ زيَادَةٌ وَنقصٌ سِوَى المُرْتَضَى، فَإِنَّهُ كَفَّر مَنْ قَالَ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ صَاحِباهُ أَبُو يَعْلَى الطُّوْسِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ الرَّازِيّ. قُلْتُ: وَفِي توَالِيفه سَبُّ أَصْحَابِ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ علمٍ لاَ ينفع. تُوُفِّيَ المُرْتَضَى فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ إِمَامُ اللُّغَة تَمَّامُ بنُ غَالِب التَّيَّانِي المُرْسِيُّ، وَالمُحَدِّثُ الفَقِيْه أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الصَّيْمَرِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الصَّفَّار صَاحِبُ الطَّبَرَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حُسَيْن الوَضَّاحِيّ القُدْوَةُ بِدِمَشْقَ، وَشَيْخُ المَالِكِيَّة أَبُو الوَلِيْدِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مِيْقَل المُرْسِيّ، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ النِّيلِي النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَشَيْخُ المُعْتَزِلَةِ أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ البصري.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 402"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 120"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 313"، وميزان الاعتدال "3/ 124"، ولسان الميزان "4/ 223"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 256"، وقد وقع في الشذرات، ووفيات الأعيان [أبو القاسم] بدل [أبي طالب] .

مكي

4027- مكي 1: العلامة المقرىء، أَبُو مُحَمَّدٍ، مَكِّيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ حَمُّوشِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُختَارٍ، القَيْسِيُّ القَيْرَوَانِيُّ، ثُمَّ القُرْطُبِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ بِالقَيْرَوَان سَنَة خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَأخذ عَنِ: ابْنِ أَبِي زَيْدٍ، وَأَبِي الحَسَنِ القَابسِي. وَتلاَ بِمِصْرَ عَلَى أَبِي عَدِيِّ ابْنِ الإِمَام، وَأَبِي الطَّيِّبِ بنِ غَلْبُوْنَ، وَوَلَدِه طَاهِر. وَسَمِعَ: مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الأُدْفُوي، وَأَحْمَدَ بنِ فِرَاس المَكِّيّ، وَعِدَّة. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ مَعَ الدّينِ وَالسَّكِينَةِ وَالفَهُمِ، ارْتَحَلَ مَرَّتين، الأُوْلَى فِي سَنَةِ سِتٍّ وسبعين. وَقَالَ صَاحِبُه أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مَهْدِيّ المقرىء: أَخْبَرَنِي مَكِّيّ أَنَّهُ سَافرَ إِلَى مِصْرَ وَلَهُ ثلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَاشتغلَ، ثُمَّ رحلَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ، وَأَنَّهُ جَاور ثَلاَثَةَ أَعْوَام، وَدَخَلَ الأَنْدَلُسَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، وَأَقرأَ بِجَامعِ قُرْطُبَة، وَعظم اسْمه، وَبَعُدَ صِيْتُه. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَالٍ: قَلَّده أَبُو الْحزم جَهْوَر خطَابَةَ قُرْطُبَة بَعْد يُوْنُس بن عَبْدِ اللهِ، وَقَدْ نَاب عَنْ يُوْنُس. قَالَ: وَلَهُ ثَمَانُوْنَ مُصَنَّفاً، وَكَانَ خيرًا متدينًا، مشهورًا بإجابة الدعوة، دعا على رَجُلٍ كَانَ يُؤذِيهِ، وَيسخر بِهِ إِذَا خطبَ، فَزَمِنَ الرَّجُلُ. تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: تَلاَ عَلَيْهِ خلقٌ مِنْهُم: عَبْدُ اللهِ بنُ سَهْلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُطَرِّف، وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عتَّاب. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو مُحَمَّدٍ السَّكَنُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جُمَيْعٍ الغَسَّانِيّ بِصَيْدَا عَنْ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ سنة. يروي عن جده "الموطأ". وفيها مَاتَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزْدَة المِلَنْجِي المقرىء، وعلي بن محمد بن علي الأسواري.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 631"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "19/ 167"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 274"، والعبر "3/ 187"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 41"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 260".

الخلال

4028- الخلال 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ، مُحَدِّثُ العِرَاقِ، أَبُو مُحَمَّدٍ؛ الحَسَنُ بنُ أَبِي طَالِبٍ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، البَغْدَادِيُّ الخَلاَّلُ، أَخُو الحُسَيْن. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ الوَرَّاق، وَأَبَا سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيّ، وَمُحَمَّدَ بن المُظَفَّرِ، وَأَبَا عُمَرَ بنَ حَيُّوَيْه، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ العَسْكَرِي، وَأَبَا الفَضْل الزُّهْرِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ شَاذَان، وَأَبَا الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ، وَخلقاً كَثِيْراً، وَمَا أَظنُّه رحلَ فِي الحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ السَّرَّاج، وَالمُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ الصَّيْرَفِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الصَّنْدلِي، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، وَالمُعَمَّر بنُ أَبِي عِمَامَة، وَجَعْفَرُ بنُ المحسن السلماسي، وأبو سعد أحمد ابن عَبْدِ الجَبَّارِ الصَّيْرَفِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدِّيْنَوَرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كتبنَا عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً، لَهُ مَعْرِفَةٌ، وَتنبُّه، وَخَرَّجَ المُسْنَد عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ، وَجمع أَبوَاباً وَترَاجم كَثِيْرَةً، وَمَاتَ فِي جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وأربع مائة. أخبرنا أبو الحسن عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا الحُسَيْن بنَ الطُّيُوْرِي، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الصُّوْرِيَّ يَقُوْلُ: مَا رأَتْ عينَانِي بَعْدَ عَبْدِ الغَنِيّ بن سَعِيْدٍ أَحفظَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الخَلاَّل البَغْدَادِيّ. كتب إِلَيْنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الشَّافِعِيّ: أَخْبَرَنَا زينُ الأمناء الحسن ابن مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ، وَقَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ طَارِقٍ، أَخْبَرَكُم ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّل إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ هَاشِمٍ البَغَوِيُّ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 425"، والأنساب للسمعاني "5/ 218"، واللباب لابن الأثير "1/ 473"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 132"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 999"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 262".

شَقِيق، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ وَاقِد، حَدَّثَنَا ابْنُ بُريدَة، سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُم تَرْكُ الصَّلاَة، فَمَنْ تَرَكَهَا، فَقَدْ كَفَرَ" 1. سقط مِنْهُ رَجُل2. أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَسَد، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيّ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ الوَاسِطِيّ، سَمِعْتُ أَبَا هَاشِم أَيُّوْبَ بنَ مُحَمَّد بِوَاسِط، سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَان المَازِنِيَّ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا سِيبَوَيْهٍ، عَنِ الخَلِيْل، عَنْ ذَرِّ بنِ عَبْدِ اللهِ الهَمْدَانِيّ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أهل المَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُم أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ، وَأَهْلُ المُنْكَرِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ المُنْكَر فِي الآخِرَةِ" 3. سقط مِنْ بَيْنِ الخَلِيْل وَبَيْنَ ذر.

_ 1 صحيح: وهذا إسناد ضعيف لإرساله، وأخرجه ابن أبي شيبة "11/ 34"، وأحمد "5/ 246، 355"، والترمذي "2621"، والنسائي "1/ 231"، وابن ماجه "1079"، والدارقطني "2/ 52"، والبيهقي "3/ 336"، من طرق عن الحسين بن واقد، به. وورد عندهم جميعًا عن عبد الله بنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. 2 سقط من بريدة بن الحصيب راوي الحديث لكنه صحيح كما بينا في التعليق السابق. 3 صحيح لغيره: أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "11/ 326"، من طريق الخلال، به. وإسناده ضعيف؛ آفته الحارث بن عبد الله الأعور، فإنه ضعيف، وورد من حديث علي أيضًا: عند الحاكم "4/ 321"، وإسناده ضعيف. وللحديث شاهد عن أبي موسى الأشعري: عند الطبراني في "الصغير" "1/ 73-74"، وورد من حديث أبي هريرة: عند أبي نعيم في الحلية "9/ 319"، والطبراني في "الصغير" "1/ 261-262". وورد من حديث سلمان الفارسي: عند البخاري في "الأدب المفرد" "223"، والطبراني "6112". وورد من حديث قبيصة بن برمة الأسدي: "221"، والطبراني "11078"، "11460".

ابن ريذة، أبو حسان المزكي

ابن ريذة، أبو حسان المزكي: 4029- ابن ريذة 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، الأَدِيْبُ، الرَّئِيْسُ، مُسْنِدُ العصرِ، أَبُو بكر، محمد ابن عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ زِيَادٍ، الأَصْبَهَانِيُّ، التَّانِيُّ التَّاجِرُ، المَشْهُوْرُ بِابْنِ رِيْذَةَ. سَمِعَ: "مُعْجَمي" الطَّبَرَانِيّ: الأَكْبَر وَالأَصغر. والفتن لنُعَيْم بنِ حَمَّادٍ، مِنْ أَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ، وَمَا أَظنُّه سَمِعَ: مِنْ غَيْره. وَعُمِّرَ دَهْراً، وَتَفَرَّد فِي الدُّنْيَا. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ خلقٌ لاَ يُحصُوْنَ، مِنْهُم: أَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الكَاغَدِي، وَأَخُوْهُ أَبُو بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عُزيزَة، وَالصَّدْرُ مُحَمَّدُ بنُ جهَاربُختَان، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي الفَرَجِ المُلْحَمِي، وَمُحَمَّدُ بنُ مَرْدَوَيْه الصباغ، وأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخِرقِيّ وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الشَّرَابِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّجَّار الأَصَمُّ، وَأَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ العَبَّاسِ الكوشيذِي، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شذوة، وَالحَافِظ يَحْيَى بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مَنْدَة، وَمَعْمَرُ بنُ أَحْمَدَ اللُّنْبَانِي، وَهَادِي بنُ الحَسَنِ العلوي، والمقرىء أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَأَبُو عدنَان مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَبْدِيّ، وَأَبُو عدنَان مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي نِزَار، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ القَصَّار الزَّاهِد، وَأَبُو الرَّجَاءِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجه، وَنوشروَان بن شيرزَاذ الدَّيْلَمِيّ، وَطَلْحَةُ ابن حُسَيْنِ بن أَبِي ذَرٍّ الصَّالِحَانِي، وَحَمْدُ بنُ عَلِيٍّ المُعَلِّم، وَالهَيْثَمُ بنُ مُحَمَّدٍ المَعْدَانِي، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْد اللهِ الجوزدَانيَة. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: كَانَ أَحدَ الوُجُوه، ثِقَةً أَمِيناً، وَافِرَ العقلِ، كَامِلَ الفَضْلِ، مُكْرِماً لأَهْل العِلْم، حَسَنَ الخط، يعرف طرفًا من النحو واللغة، قرىء عَلَيْهِ الحَدِيْثُ مَرَّاتٍ لاَ أُحصيهَا بِالبلدِ وَالرَّسَاتيق، ثُمَّ أَرَّخ مولده، وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَة أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: عَاشت فَاطِمَة بَعْدَهُ إِلَى سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْس مائَة، وَعَاشَ صَاحِبهَا أَبُو الْفَخر أَسَعْدُ بنُ رَوْح إِلَى سَنَةِ ست وست مائة. 4030- أبو حسان المزكي 1: الإِمَامُ الفَقِيْهُ، مُسْنِدُ نَيْسَابُوْر، أَبُو حَسَّانٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ، المُولْقَاباذيُّ المُزَكِّي، أَحَدُ الثقات الصلحاء، وكان إليه التزكية بِنَيْسَابُوْرَ، وَلَهُ الحِشْمَةُ الوَافرَةُ وَالجَلاَلَة. حَدَّثَ عَنْ: وَالدِه أَبِي الحَسَنِ، وَأَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّد بن إِسْحَاقَ الصِّبْغِي، وَمُحَمَّدِ بن الحَسَنِ السَّرَّاج، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ مَطَر، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ نُجَيْد، وَجَعْفَر المَرَاغِي، وَطَائِفَة. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي الفضل عبيد الله ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيّ، وَغَيْره. وَخَرَّجُوا لَهُ الفوائِدَ، وَرَوَى الكَثِيْر. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ الفَارِسِيّ، وَعَبْدُ الغَفَّارِ بن مُحَمَّدٍ الشِّيْرُوْيِي، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمْرٍو البَحِيْرِي، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَهُوَ فِي عشر التسعين.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "4/ 175"، والعبر "3/ 193" وتبصير المنتبه "2/ 617"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 46"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 265". 2 ترجمته في العبر "3/ 177"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 250".

الخلال، ابن غيلان

الخلال، ابن غيلان: 4031- الخَلاَّلُ 1: أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، البَغْدَادِيُّ، الخَلاَّل، المُؤَدِّب، أَخُو الحَافِظ الحَسَنِ. سَمِعَ: أَبَا حَفْص الزَّيَّات، وَسَمِعَ: بِمَا وَرَاء النَّهر الصَّحِيْح، وَرَوَاهُ عَنِ الحَاجِبِي. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، وَطَائِفَةٌ، وَالخَطِيْبُ وَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ، مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وأربع مائة. 4032- ابن غيلان 2: الشَّيْخُ الأَمِيْنُ المُعَمَّر، مُسْنِدُ الوَقْت، أَبُو طَالِبٍ؛ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ غَيْلاَنَ بن عَبْدِ اللهِ بنِ غَيْلاَنَ بن حَكِيْمٍ، الهَمْدَانِيُّ البَغْدَادِيُّ البَزَّاز، أَخُو غَيْلاَن بنِ مُحَمَّدٍ الْمُكنى بِأَبِي القَاسِمِ. سَمِعَ: غَيْلاَن مِنَ: النَّجَّاد، وَدَعْلَج وَجَمَاعَة، حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ وَوَثَّقَهُ. وَمَاتَ في سنة ست عَشْرَة وَأَرْبَع مائَة. مَوْلِدُ أَبِي طَالِبٍ فِي أول سنة ثمان وأربعين فيما سمع: هـ الخطيب منه، ثم سمع: هـ الخَطِيْبُ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَغلَطُ فِي مولدِي حَتَّى رَأَيْتُهُ بِخَطّ جَدِّي: فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. قُلْتُ: وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيِّ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ، وَسنةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع، فعِنْدَه عَنْهُ أَحَدَ عشر جزءًا لقبت بالغيلانيات. تَفَرَّد فِي الدُّنْيَا بعُلُوِّهَا. وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ المُزَكِّي جزئين، وَسَمِعَ: مِنَ الشَّافِعِيّ جُزئين من تفسير سفيان الثوري.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 108"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 102". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 234"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 139"، واللباب لابن الأثير "2/ 398"، والعبر "3/ 193"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 265".

قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً دَيِّناً صَالِحاً. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَابْنُ خَيْرُوْنَ، وَأَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي، وَأَبُو طَاهِرٍ بنُ سِوَار، وَأَحْمَدُ بنُ قُرَيْش البَنَّاء، وَأَبُو البَرَكَاتِ أَحْمَدُ بن طاووس المقرىء، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ السَّرَّاج، وَجَعْفَرُ بنُ المُحَسِّن السَّلمَاسِي، وَعُبَيْدُ اللهِ بن عُمَرَ البَقَّال، وَالمُعَمَّرَ بن أَبِي عِمَامَة، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الفَرَّاء، وَأَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البُخَارِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المَهْدِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ الصَّيْرَفِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المُعَيِّر، وَأَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي العَطَّار، وَأَبُو غَالِبٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ البَزَّاز، وَالحَسَنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ اليُوْسُفِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الدّبَّاس، وَعَبْدُ البَاقِي بن محمد الوراق، وعلي بن محمد ابن عَلِيٍّ الأَنْبَارِيُّ الوَاعِظُ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدِّيْنَوَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الأَزْرَق، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ القَادِرِ بنِ السَّمَّاكِ، وَأَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاغ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ مُبَارَك الوِقَايَاتِي، وَأَبُو البَرَكَاتِ هبة الله ابن مُحَمَّدِ بنِ البُخَارِي، وَهِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بن النرسي، وهبة الله بن محمد ابن الحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيّ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: قَرَأْتُ بِخطِّ أَبِي: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مَحْمُوْد الرَّشِيْدِيّ يَقُوْلُ: لَمَّا أَردتُ الحَجّ، أَوْصَانِي أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ وَغَيْرُهُ بسَمَاع مُسْنَد أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وفوائد أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، فَدَخَلتُ بَغْدَاد، وَاجتمعتُ بِابْنِ المذهب، فقال: أريد مائةي دِيْنَار. فَقُلْتُ: كُلُّ نَفَقَتِي سَبْعُوْنَ دِيْنَاراً، فَإِنْ كَانَ وَلاَ بُدَّ، فَأَجِزْ لِي. قَالَ: أُريدُ عشرين دِيْنَاراً عَلَى الإِجَازَة. فتركتُه، وَقُلْتُ لابْنِ حَيْدر: أُريد السَّمَاع مِنِ ابْنِ غَيْلاَن. قَالَ: إِنَّهُ مبطونٌ وَهُوَ ابْنُ مائَة سَنَةٍ. قُلْتُ: فَأَعجلُ فأسمع: منه. قال: لا حتى تحج. فَقُلْتُ: كَيْفَ يسْمَح قَلْبِي بذَا؟ قَالَ: إِنَّ لَهُ أَلفَ دِيْنَار يُجَاءَ بِهَا، فَتُفْرَغُ في حجره، فيقبلها، وَيَتَقَّوَى بِذَلِكَ. فَاسْتَخرتُ اللهَ، وَحججتُ، وَلحقتُه، قرأَ لِي عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ. قَالَ الخَطِيْبُ: مَاتَ ابْنُ غَيْلاَن فِي سَادس شَوَّال سَنَة أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: عَاشَ أَرْبَعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَالرَّشِيْدِيُّ المَذْكُوْرُ صَدُوْقٌ مَاتَ سَنَةَ 498 عَنْ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَمَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ: أَبُو بَكْرٍ بنُ رِيْذَة صَاحِبُ الطَّبَرَانِيّ، وَأَبُو ذَر مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الصَّالِحَانِي، وَالحَسَنُ بنُ عيسى بن المقتدر، وعبيد الله ابن عُمَرَ بنِ شَاهِيْن، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنُ أَحْمَدَ الحَكِيمِي، وَعَلِيُّ بنُ رَبِيْعَةَ الرَّبَعِيّ، وَشَيْخُ خراسان أبو سَعِيْدٍ فضلُ اللهِ بنُ أَبِي الخَيْرِ المِيْهَنِي، وَالحَافِظُ الصُّوْرِيّ، وَشَيْخُ القُرَاء الكَارَزِينِي، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّوَّاق بِبَغْدَادَ، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو حَاتِمٍ مَحْمُوْدُ بنُ الحَسَنِ القَزْوِيْنِيّ بأمد.

ابن شاهين، ابن حمصه

ابن شاهين، ابن حمصه: 4033- ابن شاهين 1: الشَّيْخُ الصَّادِقُ المُعَمَّرُ، أَبُو الفَتْحِ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بن أَحْمَدَ بنِ عثمابن بنِ شَاهِيْنٍ البَغْدَادِيُّ، الوَاعِظُ. سَمِعَ مِنْ: أَبِيهِ الحَافِظِ حَفْصٍ، وَأَبِي بَحْرٍ البَرْبَهَارِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ مَاسِي، وَحُسَيْنك التَّمِيْمِيّ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَجَعْفَر بن أَحْمَدَ السراج، وأبو علي محمد بن محمد المهدي، وآخرون. قال الخطيب: كتب عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً، مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: سَمِعْنَا مِنْ طَرِيْقَهِ كِتَاب "سُجُود القُرْآن" للحربِي، بسَمَاعه مِنْ أبي بحر، عنه. 4034- ابن حمصة 2: المُعَمَّر الأَمِيْنُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرَّانِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ، عُرِفَ: بِابْنِ حِمِّصَةَ الصَّوَّافِ. مَا سَمِعَ شَيْئاً سِوَى مَجْلِس البطَاقَة، وَتَفَرَّد فِي الدُّنْيَا عَنْ حَمْزَة الكِنَانِيّ. وُلِدَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الشِّيْرَازِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ القَادِر اليُوْسُفِيّ، وَمُرْشِدٌ أَبُو صَادِق المديني، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرَّازِيّ، وَعِدَّة. مَاتَ فِي ثَالث رَجَب سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، عَنْ ثَمَان وَتِسْعِيْنَ سنة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 386"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 138"، والعبر "3/ 192". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 508"، واللباب لابن الأثير "3/ 390"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 266".

العتيقي، ابن سختام

العتيقي، ابن سختام: 4035- العتيقي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَة، أَبُو الحَسَنِ؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ، البَغْدَادِيُّ العَتِيْقِيُّ المُجَهِّز السَّفَّار. سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ الرَّزَّاز، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ لُؤْلُؤ الوَرَّاق، وَإِسْحَاقَ بنَ سَعْدٍ النَّسَوِيَّ، وَالقَاضِي أَبَا بَكْرٍ الأبهري، وعبيد الله بن عبد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، وَالحُسَيْنَ بنَ أَحْمَدَ بنِ فَهْدٍ المَوْصِلِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ المُظَفَّر، وَعِدَّة. وَسَمِعَ: بِدِمَشْقَ مِنْ تَمَّامٍ الرَّازِيِّ، وَبِمِصْرَ مِنْ عَبْدِ الغَنِيّ، وَجَمَع وَخَرَّجَ، وَكَتَبَ الكَثِيْر. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي الحَدِيْد، وَعَبْد المُحْسن بنُ مُحَمَّدٍ الشِّيْحِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي العَلاَءِ المِصِّيْصِيُّ، وَالمُبَارَكُ بنُ الطُّيُوْرِيِّ، وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المَهْدِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ فِيْهِ الخَطِيْبُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ القَطِيْعِيّ وَقَالَ: كَانَ صَدُوْقاً، وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَذكر لِي أَنَّ بَعْضَ أَجدَاده كَانَ يُسَمَّى عَتِيْقاً، وَإِليه يُنْسَبُ. وَقَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: قَالَ لِي شَيْخُنَا العَتِيْقِيُّ: إِنَّهُ رُوْيَانِيُّ الأَصلِ، خَرَّجَ عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ، وَكَانَ ثِقَةً مُتْقِناً، يَفْهَمُ مَا عِنْدَهُ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَقَعَ لِي أَجزَاءٌ مِنْ حديثه، وله وفيات في جزء كبير. 4036- ابن سختام 2: الفَقِيْهُ العَلاَّمَةُ المُفْتِي، أَبُو الحَسَنِ؛ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرَوَيْه بن سَخْتَامَ بن هَرْثَمَة، الغَزِّي السَّمَرْقَنْدِيّ الحَنَفِيّ حَجَّ فِي آخر أَيَّامه. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ وَدِمَشْق عَنْ: أَبِيهِ، وَمُحَمَّدِ بنِ مت الإشتيخني، وإبراهيم بن عبد الله

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 379"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 142"، واللباب لابن الأثير "2/ 323"، و"3/ 170"، والعبر "3/ 195"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "32/ 265". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 342"، واللباب لابن الأثير "1/ 454"، والعبر "3/ 196".

الرَّازِيِّ، ثُمَّ البُخَارِيِّ، وَأَبِي سَعدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الإِدْرِيْسِيِّ، وَمَنْصُوْرِ بن نصر الكَاغَدِي، ومحمد بن يحيى الغياثي، وطائفة. وله ثلاث أَجزَاءٍ سَمِعْنَاهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَمَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ السَّمْعَانِيّ، وَالفَقِيْه نَصْرٌ المَقْدِسِيّ، وَفَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهَمَذَانِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ الحِنَّائِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ والتقدم في مذهب أبي حنيفة، قَالَ لِي: وُلِدْتُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ: وَكَانَ أَبِي يذكر أنه من العرب. قال: وأدركته أَجَلُهُ فِي الطَّرِيْق- يَعْنِي فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: المُحَدِّثُ أَبُو الحَسَنِ العَتِيْقِيّ، وَشَيْخُ اللُّغَة أَبُو القَاسِمِ إِبْرَاهِيْم بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا الإِفليلِيّ الزُّهْرِيُّ بقُرْطُبَة، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ حِمّصَة الحَرَّانِيُّ، وَصَاحِبُ المَوْصِل معتمدُ الدَّوْلَة قِرْوَاش بنُ مُقَلَّدِ بنِ المُسَيِّب العُقَيْلِيّ، وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى السَّعْدِيّ بِمِصْرَ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ القُهُسْتَانِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ المُظَفَّر بن أحمد ابن يَزْدَاد الوَاسِطِيُّ العَطَّار، وَالفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيّ والد الرئيس أبي عبد الله.

البرمكي

4037- البرمكي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُفْتِي، بَقِيَّةُ المُسْنِدِيْن، أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البَرْمَكِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ قِيْلَ: أَصْلُهُ مِنْ قَرْيَة البَرْمَكيَّةِ، وَقِيْلَ: سَكَنَ آبَاؤُهُ محلَّةً تُعْرَفُ بِالبَرْمَكيَّة. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائة. وَسَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ مَاسِي، وَعَبْدَ اللهِ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الزَّبِيْبِي، وَالحَافِظ أبا الفتح الأزدي المَوْصِلِيّ، وَابنَ بَخِيْت الدَّقَّاق، وَإِسْحَاقَ بن سَعْدٍ النَّسَوِيَّ، وَعِدَّة. وَبَرَعَ فِي المَذْهَب، وَكَانَ لَهُ حَلقَةٌ للفَتْوَى. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بن الوَاحِدِ الشَّيْبَانِيّ، وَأَبُو طَالِبٍ اليُوْسُفِيّ، وَابْنُ عَمِّهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو العِزِّ مُحَمَّدُ بنُ المُخْتَار، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّقُّوْر، وَأَبُو البَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَرَزِي، وَمُبَارَكُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّدَنْك، وَهِبَةُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ الوِقَايَاتِي، وَهِبَةُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ الدَّواتِي، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الفراء، وهبة الله ابن أحمد بن الطبر، وأبو عَلِيٍّ بنُ المَهْدِيّ، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً دَيِّناً، فَقِيْهاً عَلَى مَذْهَب أَحْمَد، وَلَهُ حَلقَةٌ للْفَتْوَى، مَاتَ يَوْم التَّرويَة، مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: كَانَ ذَا زُهْدٍ وَصَلاَحٍ، وَمَعْرِفَةٍ تَامَّة بِالفَرَائِض. تَفَقَّهَ عَلَى ابْنِ بطَّة، وَابنِ حَامِد، وَلَهُ إِجَازَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ العَزِيْزِ غُلاَم الخَلاَّل. وَتُوُفِّيَ ابْنُهُ أَحْمَد بَعْدَهُ بِثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. روى عن ابن أبي الفوارس. وَمَاتَ فِيْهَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الكَاتِبُ، وَأَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ رَوح النَّهْروَانِيّ، وَأَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بن السوادي، ومقرىء مِصْر أَبُو العَبَّاسِ بنُ هَاشِم، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ فَدُّويَه الكُوْفِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحسن العلوي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 139"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 158"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 55"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 273".

الكراعي

4038- الكراعي 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، مُسْنِدُ مَرْوَ، أَبُو غَانِمٍ؛ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنٍ، المَرْوَزِيُّ الكُرَاعِيُّ نِسْبَةً إِلَى بَيْعِ الأَكَارِعِ. كَانَ خَاتِمَةَ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي العَبَّاسِ عَبْدِ اللهِ بن الحُسَيْنِ النَّضْرِيِّ؛ صَاحِبِ الحَارِثِ بنِ أَبِي أُسَامَةَ، وَحَدَّثَ أَيْضاً عَنْ أَبِي الفَضْلِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الحَدَّادِيّ، وَغيرهمَا. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطبسي، والإمام أبو المظفر منصور بن السمع: اني، والقَاضِي أَبُو المَحَاسِنِ الرُّويَانِي، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الكُرَاعِيّ حَفِيْدُهُ. مَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَهُوَ فِي عَشْرِ المائة. وعاش حفيده بعده ثمانين سنة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 374"، والعبر "3/ 205"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 271".

ابن العلاف، الذكواني

ابن العلاف، الذكواني: 4039- ابن العلاف 1: الإِمَامُ العَالِمُ الوَاعِظُ، أَبُو طَاهِرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّد بنِ يُوْسُفَ، البَغْدَادِيُّ، ابْنُ العَلاَّفِ. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ القَطِيْعِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ جَعْفَرِ بنِ سَلْمٍ الخُتُّلِيَّ، وَمَخْلَد بنَ جَعْفَرٍ البَاقَرْحِي، وَطَائِفَة. وَعَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو الحَسَنِ الحَاجِبُ، وأبو بكر الخطيب، وأبو الحسين ابن الطُّيُوْرِيِّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاقَرْحيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً، ظَاهِرَ الوقَار، لَهُ حَلْقَةٌ بِجَامع المَنْصُوْر وَمَجْلِسُ وَعْظ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ. 4040- الذَّكْوَانِيُّ: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُعَمَّرُ، بَقِيَّةُ المُسْنِديْنَ، أَبُو القَاسِمِ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بكرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بنِ عَبْد الرَّحْمَنِ، الهَمْدَانِي الذَّكْوَانِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ المُعَدَّل، مِنْ كُبَرَاء أَهْلِ بَلَدِهِ، وَمن بَيْت الحِشْمَة وَالرِّوَايَة. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الشَّيْخ الحَافِظ، وَأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ القبَّاب، وَإِسْحَاق بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ، وعبد الله بن محمد الصائغ، وعبد العَزِيْز بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، وَأَبِي بَكْرٍ بن المقرىء، وَجَمَاعَةٍ، وَهُوَ آخرُ مَنْ رَوَى فِي الدُّنْيَا بِالإِجَازَةِ عَنْ أَبِي القَاسِمِ الطَّبَرَانِيّ. أَمْلَى عِدَّةَ مَجَالِس. حَدَّثَ عَنْهُ: هَادِي بنُ إِسْمَاعِيْلَ العَلَوِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَأَبُو سَعْدٍ المُطَرِّزُ، وَبُنْدَارُ بنُ مُحَمَّدٍ الخُلْقَانِي، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ الفَضْلِ السَّرَّاج، وَآخَرُوْنَ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: تَكَلَّمُوا فِيْهِ، أَلْحَقَ فِي بَعْض سَمَاعِهِ، وَسَمَاعُه كَثِيْرٌ بخطِّ أَبِيهِ، وَمَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ فِي ربيع الأول.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 103"، والأنساب للسمعاني "9/ 98"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 148"، والعبر "3/ 200"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 269".

القزويني

4041- القزويني 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ، العَارِفُ، شَيْخُ العِرَاقِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّد، ابْنُ القَزْوِيْنِيِّ البَغْدَادِيُّ الحَرْبِيُّ الزَّاهِدُ. سَمِعَ: أَبَا عُمَرَ بنَ حَيُّوَيْه، وَأَبَا حَفْص بنِ الزَّيَّات، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ شَاذَان، وَالقَاضِي أَبَا الحَسَنِ الجَرَّاحِيَّ، وَأَبَا الفَتْحِ القَوَّاس وَطَبَقَتَهُم، وَأَمْلَى عِدَّة مَجَالِس. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَابْنُ خَيْرُوْنَ، وَأَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَرَدَانِي، وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِر الطَّرَسُوْسِيّ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ السَّرَّاج، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الباقرحي، وأبو العز محمد بن المُخْتَار، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بغرَاج، وَهِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الرَّحبِيّ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدِّيْنَوَرِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ الخَطِيْبُ: كتبنَا عَنْهُ، وَكَانَ أَحدَ الزُّهَّاد، وَمن عبَاد الله الصَّالِحِيْنَ، يقرىء القُرْآن، وَيروِي الحَدِيْثَ، وَلاَ يخرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إلَّا للصَّلاَة، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ، قَالَ لِي: وُلِدْتُ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَغُلِّقت جَمِيْعُ بَغْدَاد يَوْم دَفْنه، لَمْ أَرَ جمعاً عَلَى جِنَازَة أَعْظَمَ مِنْهُ. قَالَ أَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللهِ بن المُجْلِي: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ طَلْحَةَ بن المُنَقِّي قَالَ: حَضَرَتْ وَالدِي الوَفَاةُ، فَأَوْصَى إِليَّ بِمَا أَفعلُهُ، وَقَالَ: تمْضِي إِلَى القَزْوِيْنِيّ، وَتَقُولُ لَهُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ، وَقَالَ لِي: اقرأْ عَلَى القَزْوِيْنِيّ مِنِّي السَّلاَمَ، وَقُلْ لَهُ: بِالعَلاَمَةِ أَنَّكَ كُنْتَ بِالموقِفِ فِي هَذِهِ السَّنَة، فَلَمَّا مَاتَ، جِئْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي ابْتِدَاءً: مَاتَ أَبُوكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: رَحِمَهُ اللهُ، وَصدق رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَصدَقَ أَبُوك. وَأَقسم عليَّ أَنْ لاَ أُحَدِّثَ بِهِ فِي حيَاته. أَخْبَرَنَا الحسن بن علي، أخبرن جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ قَالَ: سَأَلتُ شُجَاعاً الذُّهْلِيّ عَنْ أَبِي الحَسَنِ القَزْوِيْنِيّ، فَقَالَ: كَانَ عَلَمَ الزُّهَّاد وَالصَّالِحِيْنَ، وَإِمَامَ الأَتْقِيَاء الوَرِعِين، لَهُ كَرَامَاتٌ ظَاهِرَةٌ مَعْرُوْفَةٌ يَتَدَاولُهَا النَّاسُ، لَمْ يزل يقرىء وَيُحَدِّثُ إِلَى أَنْ مَاتَ. وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ فِي "مُعْجَمِه": أَبُو الحَسَنِ القَزْوِيْنِيُّ الشَّافِعِيُّ المشار إليه في زمانه

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 43"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 146"، والعبر "3/ 199"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 268".

ببغداد في الزهد والورع وكثر القِرَاءة، وَمَعْرِفَةِ الفِقْهِ وَالحَدِيْثِ، تَلاَ عَلَى أَبِي حَفْصٍ الكَتَّانِيّ، وَقرأَ القرَاءاتِ، وَلَمْ يَكُنْ يُعطي مَنْ يقرأُ عَلَيْهِ إِسْنَاداً بِهَا. وَقَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ المُجْلِي فِي كِتَاب "منَاقب القَزْوِيْنِيّ": كَانَ يَعْنِي كلمَة إِجمَاعٍ فِي الخَيْر، وَمِمَّنْ جُمعت لَهُ القُلُوْب، فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَمِيْن قَالَ: كَتَبْتُ عَنْهُ مَجَالِسَ أَملاَهَا فِي مَسْجِدِهِ، وَكَانَ أَيّ جُزء وَقَعَ بِيَدِهِ، خَرَّجَ مِنْهُ عَنْ شَيْخٍ وَاحِد جَمِيْعَ المَجْلِس، وَيَقُوْلُ: حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يُنفَى. وَكَانَ أَكْثَرُ أُصُوْلِهِ بخطِّه. وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ سَبْعُوْنَ القَيْرَوَانِيّ يَقُوْلُ: القَزْوِيْنِيّ ثِقَةٌ ثَبْتٌ، مَا رَأَيْتُ أَعقل مِنْهُ. وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا الحَسَنِ علق تَعليقَة عَنْ أَبِي القَاسِمِ الدَّارَكِيّ، وَلَهُ تَعليق فِي النَّحْوِ عَنِ ابْنِ جِنِّي، سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ المُؤَدِّب وَغَيْرهُ يَقُوْلاَنِ: إِنَّ القَزْوِيْنِيّ سَمِعَ: الشَّاة تذكر الله تَعَالَى. وَحَدَّثَنِي هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الكَاتِبُ أَنَّهُ زَار قَبْرَ ابْنِ القَزْوِيْنِيّ، فَفَتَح ختمَةً هُنَاكَ، وَتفَاءَل لِلشَّيْخِ، فَطَلَعَ أَوّلُ ذَلِكَ، {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [آل عِمْرَان: 45] . وَرُوِيَ عَنِ أَقضَى القُضَاةِ المَاوَرْدِيِّ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي الحَسَنِ القَزْوِيْنِيِّ، فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ قَمِيْصاً نَقِيّاً مُطَرَّزاً، فَقُلْتُ فِي نَفسِي: أَيْنَ الطّرزُ مِنَ الزُّهْدِ؟ فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! الطّرزُ لاَ ينقُضُ حُكْمَ الزُّهْدِ. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بنُ حُسَيْنٍ القَزَّازُ قَالَ: كَانَ بِبَغْدَادَ زَاهِدٌ خَشِنُ العَيشِ، وَكَانَ يبلُغُه أَنَّ ابْنَ القَزْوِيْنِيِّ يأكل الطيب، ويلبس الرقيق، فقال: سبحان اللهِ! رَجُلٌ مُجْمَعٌ عَلَى زُهْدِهِ وَهَذَا حَالُه! أَشتَهِي أَنْ أَرَاهُ. فَجَاءَ إِلَى الحَربيَّةِ، فَرَآهُ، فَقَالَ الشَّيْخُ: سُبْحَانَ اللهِ! رَجُلٌ يُوْمَأُ إِلَيْهِ بِالزُّهْدِ، يُعَارِضُ اللهَ فِي أَفعَالِهِ، وَمَا هُنَا مُحَرَّمٌ وَلاَ مُنْكَرٌ. فَشَهَقَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، وَبَكَى. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ بنُ الصَّبَّاغَ الفَقِيْهُ: حَضَرتُ عِنْدَ ابْنِ القَزْوِيْنِيِّ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ بنُ الرَّحَبِيِّ، فَقَالَ: أَيُّهَا الشَّيْخُ! أَيَّ شَيْءٍ أَمَرَتْنِي نَفسِي أُخَالِفُهَا؟ قَالَ: إِنْ كُنْتَ مُرِيداً، فَنَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَارِفاً، فَلاَ. فَانْصَرَفْتُ، وَأَنَا مُفَكِّرٌ، وَكَأَنَّنِي لَمْ أُصوِّبْهُ، فرَأَيْتُ لَيْلَتِي كَأَنَّ مَنْ يَقُوْلُ لِي وَقَدْ هَالَنِي أَمرٌ: هَذَا بِسَبَبِ ابْنِ القَزْوِيْنِيِّ. وَحَدَّثَنِي أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ السَّمِيْعِ الهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ الصَّحْرَاوِيِّ الزَّاهِدِ قَالَ: كُنْتُ أَقرأُ عَلَى القَزْوِيْنِيِّ، فَجَاءَ رَجُلٌ مُغَطَّى الوَجْهِ، فَوَثَبَ الشَّيْخُ إِلَيْهِ، وَصَافَحَه، وَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ سَاعَةً، فَسَأَلتُ صَاحِبِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: تَعرِفُهُ؟ هَذَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ القَادِرُ بِاللهِ. وحدثنا أحمد بنُ مُحَمَّدٍ الأَمِيْنُ قَالَ: رَأَيْتُ المَلِكَ أَبَا كَالَيْجَارَ قَائِماً يُشِيرُ إِلَيْهِ أَبُو الحَسَنِ بِالجُلُوسِ، فلا يفعل.

وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَّاحُ الوَكِيْلُ قَالَ: رَأَيْتُ المَلِكَ أَبَا طَاهِرٍ بنَ بُوَيْه قَائِماً بين يدي الشيخ أبي الحسن يومىء بِالجُلُوسِ، فَيَأْبَى. ثُمَّ سَرَدَ لَهُ ابْنُ المُجْلِي كَرَامَاتٍ مِنْهَا شُهُوْدُهُ عَرَفَةَ وَهُوَ بِبَغْدَادَ، وَمِنْهَا ذَهَابُهُ إِلَى مَكَّةَ، فَطَافَ، وَرَجَعَ مِنْ لَيْلَتِهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ الخَلاَّل، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ الهمداني، أخبرنا السلفي: سَمِعْتُ جَعْفَراً السَّرَّاجَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي الحَسَنِ القَزْوِيْنِيِّ ثَوباً رَقيقاً، فَخَطَرَ لِي: كَيْفَ مِثْلُهُ فِي زُهدِه يَلبَسُ هَذَا؟ فَنَظَرَ فِي الحَالِ إِلَيَّ، وَقَالَ: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأَعْرَافُ:32] . وَحَضرْتُ عِنْدَهُ يَوْماً لِلسَّمَاعِ إِلَى أَنْ وَصلَتِ الشَّمْسُ إِلَيْنَا، وَتَأَذَّينَا بِحَرِّهَا، فَقُلْتُ فِي نَفسِي: لَوْ تَحَوَّلَ الشَّيْخُ إِلَى الظِّلِّ. فَقَالَ فِي الحَالِ: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} [التَّوْبَةُ: 81] . وَمَاتَ مَعَ القَزْوِيْنِيِّ فِي سَنَةِ 442 أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ التَّوَّزِيُّ، وَشَيْخُ العَرَبِيَّةِ أَبُو القَاسِمِ عُمَرُ بنُ ثَابِتٍ الثَّمَانِيْنِيُّ؛ صَاحِبُ ابْنِ جِنِّيٍّ، وَالوَاعِظُ أبو طاهر محمد بن علي بن محمد العَلاَّفُ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بن فاذويه.

الفارسي

4042- الفارسي 1: الشَّيْخُ الأَمِيْنُ الجَلِيْلُ، مُسْنِدُ الدِّيَارُ المِصْرِيَّةِ، أَبُو القَاسِمِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بن أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى، الفَارِسِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ. شَيْخٌ مُعَمَّرٌ عَالِي الرِّوَايَةِ، مُكْثِرٌ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ بنِ النَّاصِحِ المُفَسِّرِ، وَالقَاضِي أَبِي الطَّاهِرِ الذُّهْلِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَيُّوَيْه، وَالحَسَنِ بنِ رَشِيْقٍ، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ البَغْدَادِيِّ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: سَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو صادق مرشد ابن يَحْيَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أحمد الرازي، وآخرون. قَالَ الرَّازِيُّ فِي "مَشْيَخَتِهِ": سَمِعْتُ عَلَيْهِ سِتِّيْنَ جُزْءاً أَوْ أَزْيَدَ. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ نُصَيْرٍ المُفِيْدُ، أَخْبَرَنَا رَوَاجٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَسْكَرَ المَخْزُوْمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُرْشِدُ بنُ يَحْيَى المَدِيْنِيُّ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الفَسَوِيُّ سَنَةَ 441 أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الوَكِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَنْ لَمْ يُصَلِّ فَلاَ دِيْنَ لَهُ. وَمَاتَ فيها أبو علي الحسن بن علي بن محمد الشَّامُوْخِيُّ بِالبَصْرَةِ، وَمُسْنِدُ أَصْبَهَانَ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بكرٍ بنِ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِيُّ، وَالمُسْنِدُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ سَعْدَانَ بِدِمَشْقَ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ علي بن محمد بن صخر الأزدي.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 202"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 374".

ابن عابد

4043- ابن عابد 1: المُحَدِّثُ المُسْنِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن سعيد بن عَابِدٍ، المَعَافِرِيُّ القُرْطُبِيُّ. حَجَّ، وَسَمِعَ: وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ المُهَنْدِسِ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي زَيْدٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُفَرِّجٍ، وَعَبَّاس بنِ أَصْبَغَ، وَخَلَفِ بنِ القَاسِمِ، وَعِدَّةٍ. قَالُوا: وَكَانَ ثِقَةً مَعنِيّاً بِالآثَارِ، خَيِّراً صَالِحاً، مُتُوَاضِعاً، دُعِيَ إِلَى الشُّوْرَى، فَأَبَى. رَوَى عَنْهُ: أَبُو مَرْوَانَ الطُّبْنِيُّ: وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَتَّابٍ، وَأَبُوْهُ مُحَمَّدٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ الطَّلاَّعِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَقِيْلَ: بَلْ رِوَايَةُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَنْهُ إِجَازَةٌ، وَالمَغَارِبَةُ يَتَسمَّحُونَ فِي إِطلاَقِ ذَلِكَ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ بِضْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَمَاتَ مَعَهُ فِيْهَا المُحَدِّثُ عَلِيُّ بنُ مُنِيْرِ بنِ أَحْمَدَ الخَلاَّلُ الشَّاهِدُ بِمِصْرَ، وَالمُحَدِّثُ العَالِمُ أَبُو الفَرَجِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيْرِيُّ بِبَغْدَادَ، وَمُشْرِفُ الجَامِعِ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بن شواش الكناني بدمشق.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 530"، والعبر "3/ 190"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 263".

الصيمري، الجويني

الصيمري، الجويني: 4044- الصيمري 1: القَاضِي العَلاَّمَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ الحُسَيْنُ بنُ علي بن محمد، الصَّيْمَرِيُّ الحَنَفِيُّ. رَوَى عَنْ: هِلاَلِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَالمُفِيْدِ، وَابنِ شَاهِيْنٍ وَالحَرْبِيِّ، وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّامَغَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الفُقَهَاءِ المُنَاظِرِينَ، صَدُوْقاً، وَافِرَ العَقْلِ. قَالَ الخَطِيْبُ: قَالَ لِي: سَمِعْتُ مِنَ الدَّارَقُطْنِيِّ أَجْزَاءً مِنْ سُنَنِهِ، وَانقَطَعتُ لِكَوْنِهِ لَيَّنَ أَبَا يُوْسُفَ، وَلَيْتَنِي لَمْ أَفْعَلْ، أَيْشٍ ضَرَّ أَبَا الحَسَنِ انصِرَافِي؟. قَالَ الخَطِيْبُ: مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة عن إحدى وثمانين سنة. 4045- الجويني 2: شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ يوسف بن عبد الله بن يوسف ابن مُحَمَّدِ بنِ حَيُّوَيْه، الطَّائِيُّ السِّنْبِسِيُّ كَذَا نَسَبَه المَلِكُ المُؤَيَّدُ الجُوَيْنِيُّ وَالِدُ إِمَامِ الحَرَمَيْنِ. كَانَ فَقِيْهاً مُدَقِّقاً مُحَقِّقاً، نَحْوِيّاً مُفَسِّراً. تَفَقَّهَ بِنَيْسَابُوْرَ عَلَى أَبِي الطَّيِّبِ الصُّعْلُوْكِيُّ، وَبِمَرْوَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ القَفَّالِ، وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ، وَابنِ مَحْمِشٍ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَانَ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو المَعَالِي، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الأَخْرَمِ، وَسَهْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَسْجِدِيُّ. قَالَ أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيُّ: لَوْ كَانَ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيْلَ، لنقلت إلينا شمائله، وافتخروا به. قَالَ ابْنُ الأَخْرَمِ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: أَنَا مِنْ سِنْبِسٍ؛ قَبِيْلَةٍ مِنَ العَرَبِ. وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ: غَسَلتُ أَبَا مُحَمَّدٍ، فَلَمَّا لَفَفتُهُ فِي الكَفَنِ، رَأَيْتُ يَدَه اليُمْنَى إِلَى الإِبطِ مُنِيْرَةً كَلَوْنِ القَمَرِ، فَتَحيَّرتُ، وَقُلْتُ: هَذِهِ بَرَكَاتُ فَتَاوِيْهِ. قُلْتُ: رَجَعَ مِنْ عِنْدِ القَفَّالِ، وَتَصَدَّرَ لِلإِفَادَةِ وَالفَتْوَى سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ مُجْتَهِداً فِي العِبَادَةِ، مَهِيْباً بَيْنَ التَّلاَمِذَةِ، صَاحِبَ جِدٍّ وَوَقَارٍ وَسَكِيْنَةٍ، تَخَرَّجَ بِهِ ابْنُهُ. وَلَهُ مِنَ التَّوَالِيفِ "كِتَابُ التَّبْصِرَةِ" فِي الفِقْهِ، وَكِتَابُ "التَّذْكِرَةِ"، وَكِتَابُ "التَّفْسِيْرِ الكَبِيْرِ"، وَكِتَابُ "التَّعْلِيْقَةِ". تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَهُوَ صَاحِبُ وَجهٍ فِي المَذْهَبِ، وَكَانَ يَرَى تَكْفِيْرَ مَنْ تَعَمَّدَ الكَذبَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ شَيْخُ القُرَّاءِ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ بِمِصْرَ، وَأَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَيُّوَيْه المُؤَدِّبُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد التبان، وآخرون.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 78"، والأنساب للسمعاني "8/ 128"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 119"، والعبر "3/ 186"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 38"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 256". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 385"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 130"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 47"، والعبر "3/ 188"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 42"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 261".

الطناجيري، ابن منير

الطناجيري، ابن منير: 4046- الطناجيري 1: المُحَدِّثُ الحُجَّةُ، أَبُو الفَرَجِ، الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بن عبيد الله، البَغْدَادِيُّ، الطَّنَاجِيْرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَتَبَ عَنِ القَطِيْعِيِّ مَجَالِسَ، وضَاعتْ مِنْهُ. وَسَمِعَ: مِنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَكَّائِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّرِ، وَمُحَمَّدِ بنِ مَرْوَانَ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ شَاذَانَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً دَيِّناً، تُوُفِّيَ فِي سَلْخِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة. 4047- ابن منير 2: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ، أَبُو الحَسَنِ؛ عَلِيُّ بنُ مُنِيْرِ بنِ أَحْمَدَ، الخَلاَّلُ المِصْرِيُّ الشَّاهِدُ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي أَحْمَدَ بنِ النَّاصِحِ، وَالقَاضِي أَبِي الطَّاهِرِ الذُّهْلِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: القَاضِي الخِلَعِيُّ، وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَسَعْدُ بنُ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السِّلَفِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ صَابِرٍ، سَمِعْتُ سَهْلَ بنَ بِشْرٍ يَقُوْلُ: اجْتَمَعْنَا بِمِصْرَ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَنَا عَلِيُّ بنُ مُنِيْرٍ، وَصَاحَ عَبْدُ العَزِيْزِ فِي كُوَّةٍ: "مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ"1. ففتح لنا، وَقَالَ: لاَ أُحَدِّثُ إلَّا بِذَهَبٍ. وَلَمْ يَأْخُذْ مِنَ الغُرَبَاءِ. وَكَانَ ثِقَةً فَقِيراً. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 79"، والأنساب للسمعاني "8/ 251"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 133". 2 ترجمته في العبر "3/ 189"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 373".

الوزير، ابن حمدان

الوزير، ابن حمدان: 4046- الطناجيري 1: المُحَدِّثُ الحُجَّةُ، أَبُو الفَرَجِ، الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بن عبيد الله، البَغْدَادِيُّ، الطَّنَاجِيْرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَكَتَبَ عَنِ القَطِيْعِيِّ مَجَالِسَ، وضَاعتْ مِنْهُ. وَسَمِعَ: مِنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَكَّائِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّرِ، وَمُحَمَّدِ بنِ مَرْوَانَ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ شَاذَانَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً دَيِّناً، تُوُفِّيَ فِي سَلْخِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة. 4047- ابن منير 2: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ، أَبُو الحَسَنِ؛ عَلِيُّ بنُ مُنِيْرِ بنِ أَحْمَدَ، الخَلاَّلُ المِصْرِيُّ الشَّاهِدُ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي أَحْمَدَ بنِ النَّاصِحِ، وَالقَاضِي أَبِي الطَّاهِرِ الذُّهْلِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: القَاضِي الخِلَعِيُّ، وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَسَعْدُ بنُ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السِّلَفِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ صَابِرٍ، سَمِعْتُ سَهْلَ بنَ بِشْرٍ يَقُوْلُ: اجْتَمَعْنَا بِمِصْرَ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَنَا عَلِيُّ بنُ مُنِيْرٍ، وَصَاحَ عَبْدُ العَزِيْزِ فِي كُوَّةٍ: "مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ"1. ففتح لنا، وَقَالَ: لاَ أُحَدِّثُ إلَّا بِذَهَبٍ. وَلَمْ يَأْخُذْ مِنَ الغُرَبَاءِ. وَكَانَ ثِقَةً فَقِيراً. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة. وَهُوَ وَالِدُ الأَمِيْرِ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ حُسَيْنٍ؛ الَّذِي أَذلَّ المُسْتَنْصِرَ بِمِصْرَ، وَقَهَرَه، وَجَرَتْ لَهُ سِيرَةٌ إِلَى أَنْ قُتِلَ بَعْدَ السِّتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 79"، والأنساب للسمعاني "8/ 251"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 133". 2 ترجمته في العبر "3/ 189"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 373".

حفيد المقتدر، الميهني، السواق

حفيد المقتدر، الميهني، السواق: 4050- حفيد المقتدر 1: الأمير أبو محمد؛ الحسن بن عيسى بن المُقْتَدِرِ بِاللهِ جَعْفَرِ بنِ المُعْتَضِدِ، الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ. سَمِعَ: مِنْ مُؤَدِّبِه أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ اليَشْكُرِيِّ، وَمِنْ أَبِي الأَزْهَرِ عَبْدِ الوَهَّابِ الكَاتِبِ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبنَا عَنْهُ، وَكَانَ دَيِّناً، حَافِظاً لأَخْبَارِ الخُلَفَاءِ، عَارِفاً بِأَيَّامِ النَّاسِ، فَاضِلاً. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ سَبْعٌ وتسعون سنة. قُلْتُ: غَسَّلَه أَبُو الحُسَيْنِ ابْنُ المُهْتَدِي بِاللهِ، وآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ الحصين. 4051- الميهني 2: القُدْوَةُ الزَّاهِدُ، شَيْخُ خُرَاسَانَ، أَبُو سَعِيْدٍ؛ فَضْلُ بن أبي الخير محمد ابن أَحْمَدَ، المِيْهَنِيُّ الصُّوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: زَاهِرِ بنِ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيِّ. رَوَى عَنْهُ: الحَسَنُ بنُ أَبِي طَاهِرٍ الخُتُّلِيُّ، وَعَبْدُ الغَفَّارِ بنُ مُحَمَّدٍ الشِّيْرُوْيِيُّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ بِقَرْيَتِهِ مِيْهَنَه سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ تِسْعٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً، وَلَهُ أَحْوَالٌ وَمَنَاقِب، وَوَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ وَتَأَلُّهٌ وَجَلاَلَةٌ. 4052- السَّوَّاقُ 3: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ؛ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن عثمان، البغدادي، ابن السواق. سَمِعَ: القَطِيْعِيَّ، وَابْن مَاسِي، وَمَخْلَدَ البَاقَرْحِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ لُؤْلُؤٍ. وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ، وَرَوَى عَنْهُ هُوَ، وثَابِتُ بنُ بُنْدَار، وَأَخُوْهُ أَبُو يَاسِرٍ، وَابْنُ الطُّيُوْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ عَنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 354"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 137"، والعبر "3/ 192"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 264". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 46". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 235"، والأنساب للسمعاني "7/ 181"، واللباب لابن الأثير "2/ 152"، والعبر "3/ 194"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 265".

اللبيدي، خاموش

اللبيدي، خاموش: 4053- اللبيدي 1: مُفْتِي المَغْرِبِ، أَبُو القَاسِمِ بنُ مُحَمَّدٍ، الحَضْرَمِيُّ المَالِكِيُّ اللَّبِيْدِيُّ وَلَبِيْدَةُ مِنْ قُرَى إِفْرِيْقِيَةَ. صَحِبَ القُدْوَةَ أَبَا إِسْحَاقَ الجُبْنَيَانِيَّ وَلاَزَمَهُ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ سَعْدُوْنَ، وَغَيْرُهُ. وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ الأَبرَارِ، كَبِيرَ الشَّأْنِ، رَفِيْعَ الذِّكرِ، عَابداً مُخلِصاً مُتَفَنِّناً، شاعرًا مفلقًا. له كتاب كبير فِي المَذْهَبِ فِي بَضْعَةَ عَشَرَ مُجَلَّداً، وَكِتَابٌ في بسط مَسَائِلِ "المُدَوَّنَةِ"، وَكِتَابُ "زِيَادَاتُ الأُمَّهَاتِ وَنَادِرُ الرِّوَايَاتِ"، وَمُؤَلَّفٌ فِي سِيرَةِ شَيْخِه الجُبْنَيَانِيِّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. ذَكَرَه القَاضِي عِيَاضٌ. 4054- خَامُوْشٌ: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ الوَاعِظُ، أَبُو حَاتِمٍ؛ أَحْمَدُ بن الحسن بن محمد، الرازي البزاز أبوهن المُلَقَّبُ بِخَامُوْشٍ. لَهُ رِحلَةٌ وَمَعْرِفَةٌ وَشُهرَةٌ. سَمِعَ: مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَةَ، وَمِنْ فَاتِكِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَطَائِفَةٍ بِأَصْبَهَانَ، وَمِنْ أَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِيِّ، وَطَبَقَتِه بِبَغْدَادَ، وَمِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الحَسَنِ بِصَرْصَرَ، وَمِنْ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الرَّازِيِّ بِالرَّيِّ، وَمِنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَغَيْرِهِ بِنَيْسَابُوْرَ. وَكَانَ شَيْخَ أَهْلِ الرَّيِّ فِي زَمَانِهِ. رَوَى عَنْهُ: شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ، وَجَمَاعَةٌ. وَلَهُ تَرْجَمَةٌ فِي "تَارِيْخِ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ" مُختَصَرَةٌ، وَقَالَ: سَمِعَ: منه جماعة من بلدان.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 128".

أَنْبَؤُونَا عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ التُّوَيِيّ بِهَمَذَانَ، أخبرنا أبو حاتم بِالرَّيِّ، فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا فَاتِكٌ مَوْلَى ابْنِ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمد بن فَارِسٍ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ حَبِيْبٍ.....، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. وَبِهِ إِلَى أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ القَطِيْعِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ العَطَّارُ....، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ خَامُوْشٌ فِي عَقِبِ حَدِيْثٍ: كَتَبَ عَنِّي هَذَا الحَدِيْثَ أَبُو نُعَيْمٍ بِأَصْبَهَانَ. وَيَرْوِي أَيْضاً عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ المَخْلَدِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ القَطَّانِ، وَالفَقِيْهِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المَرْوَزِيِّ، وَالحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ المُهَلَّبِيِّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو مَنْصُوْرٍ حُجْرُ بنُ مُظَفَّرٍ، وَالشَّرِيْفُ يَحْيَى بنُ حُسَيْنٍ. وَحِكَايَةُ شَيْخِ الإِسْلاَمِ مَعَهُ مَشْهُوْرَةٌ لَمَّا قَبَضَ عَلَيْهِ بَعْضُ الجُفَاةِ، وَحَمَلَهُ إِلَى أَبِي حَاتِمٍ، وَقَالَ: إِنَّ هَذَا ذَكَرَ لَهُ مَذْهَباً مَا سَمِعْتُ بِهِ، قَالَ: هُوَ حَنْبَلِيٌّ. فَقَالَ: دَعْهُ وَيْلَكَ! مَنْ لَمْ يَكُنْ حَنْبَلِيّاً، فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ قَايْمَازَ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ جوهر، قالا: أخبرنا الحسين ابن المُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفُتُوْحِ الطَّائِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ التُّوَيِيُّ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَنْدَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائِضَ، فَلاَ تُضَيِّعُوْهَا، وَحَدَّ حُدُوْداً فَلاَ تَعْتَدُوهَا، وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ فَلاَ تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً لَكُم مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ، فَلاَ تَبْحَثُوا عنها"1.

_ 1 ضعيف: أخرجه الدارقطني "4/ 184" من طريق يعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن حسان الأزرق قال: حدثنا إسحاق الأزرق، أخبرنا داود بن أبي هند، به. قلت: إسناده ضعيف، لانقطاعه بين مكحول وأبي ثعلبة الخشني، ومكحول مدلس، وقد عنعنه، وهو كثير الإرسال، ومع أنه عاصر أبا ثعلبة بالسن والبلد إلا أنه لم يسمع منه كما جزم أبو حاتم. وورد من حديث أبي الدرداء مرفوعًا: عند الدارقطني "4/ 298"، وفيه نهشل بن سعيد البصري، وهو كذاب. =

علي بن ربيعة، الصوري

علي بن ربيعة، الصوري: 4055- علي بن ربيعة 1: ابن علي، الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو الحَسَنِ، التَّمِيْمِيُّ المِصْرِيُّ، البَزَّازُ. كَانَ مِنَ الرُّوَاةِ المُكْثِرِيْنَ عَنِ الحَسَنِ بنِ رَشِيْقٍ. أَجَازَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الحَطَّابِ الرَّازِيِّ مَرْوِيَّاتِه فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَالَ: هَذَا ثَبَتُ مَا عِنْدِي عَنْهُ بِالسَّمَاعِ: نُسخَةُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ جُزْءٌ كَبِيْرٌ رَوَاهُ ابْنُ رَشِيْقٍ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادٍ التُّجِيْبِيِّ ابْن زغبَةَ عَنْهُ. نُسخَةُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ رِوَايَة ابْنِ رَشِيْقٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي السَّوَّارِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْهُ. الجُزءُ الثَّانِي مِنْ "مُسْنَدِ مَالِكٍ" لِلنَّسَائِيِّ رِوَايَة ابْنِ رَشِيْقٍ عَنْهُ. وَالثَّالِثُ مِنْهُ، وَالجُزءُ الرَّابِعُ انْتِخَابُ الدَّارَقُطْنِيِّ عَلَى ابْنِ رَشِيْقٍ. كِتَابُ الطَّلاَقِ مِنَ "السُّنَنِ" لِلنَّسَائِيِّ. الفَرَائِضُ مِنَ "المُوَطَّأِ" رِوَايَةُ يَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مالك. تُوُفِّيَ ابْنُ رَبِيْعَةَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَصَلَّى عَلَيْهِ: أَبُو العَبَّاسِ بنُ هاشم المقرىء. 4056- الصوري 2: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ الأَوْحَدُ الحُجَّةُ، أَبُو عَبْدِ الله؛ محمد بن علي ابن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رُحَيْمٍ، الشَّامِيُّ السَّاحلِيُّ الصُّوْرِيُّ، أَحَدُ الأَعلاَمِ. وُلِدَ فِيمَا ذَكَرَه سَنَةَ سِتٍّ، أَوْ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ جُمَيْعٍ الصَّيْدَاوِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الصَّمَدِ الزَّرَافِيَّ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ أَبِي كَامِلٍ الأَطْرَابُلُسِيَّ، وَعَبْدَ الغَنِيِّ بنَ سَعِيْدٍ المِصْرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ جَعْفَرٍ

_ = وله من طريق آخر عن أبي الدرادء: عند ابن عدي في "الكامل" "1/ 404"، وفيه أصرم بن حوشب، كذاب خبيث يضع الحديث على الثقات. وقد تكلمت على الحديث بإسهاب في كتبانا [الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة] ، المجلد الأول حديث رقم "370" ط. مكتبة الدعوة بالأزهر الشريف يسر الله طبع بقية المجلدات الثلاث وأكثر النفع به وجعله في ميزان حسناتنا بكرمه ومنه إنه سمع مجيب كريم جواد. 2 ترجمته في العبر "3/ 192"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 264". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 103"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 143"، والأنساب للسمعاني "8/ 106"، ,اللباب لابن الأثير "2/ 250"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1002"، والعبر "3/ 197"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 48"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 267".

الكَلاَعِيَّ، وَأَبَا نَصْرٍ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ بُنْدَار، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ. وَصَحِبَ الحَافِظَ عَبْدَ الغَنِيِّ، وَتَخَرَّجَ بِهِ، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ، وَلَحِقَ بِهَا البَقَايَا، فسَمِعَ: مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ مَخْلَدٍ جُزْءَ ابْنِ عَرَفَةَ، وَمِنْ أَحْمَدَ بنِ طَلْحَةَ المُنَقِّي، وَأَبِي علي بن شاذان، وأبي بكر البرقاني، وعثمان بنِ دُوْسْتَ، وَخَلْقٍ، فَأَكْثَرَ. حَدَّثَ عَنْهُ: شَيْخُهُ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّامَغَانِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بَيَانٍ الرَّزَّازُ، وَسَعْدُ اللهِ بنُ صَاعِدٍ الرَّحَبِيُّ، وَالمُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجبار الصيرفين وَآخَرُوْنَ. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ أَبُو سَعْدٍ بنُ الطُّيُوْرِيِّ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ الصُّوْرِيُّ مِنْ أَحرَصِ النَّاسِ عَلَى الحَدِيْثِ، وَأَكْثَرِهِم كَتْباً لَهُ، وَأَحْسَنِهِم مَعْرِفَةً بِهِ، لَمْ يَقْدَمْ عَلَيْنَا أَحدٌ أَفهَمُ مِنْهُ لِعِلْمِ الحَدِيْثِ، وَكَانَ دَقِيقَ الخَطِّ، صَحِيْحَ النَّقلِ. حَدَّثَنِي أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ فِي الوجهَةِ مِنْ ثَمَنِ الكَاغَدِ الخُرَاسَانِيِّ ثَمَانِيْنَ سَطراً، وَكَانَ مَعَ كَثْرَةِ طَلَبِه صَعبَ المَذْهَبِ فِي الأَخذِ؛ رُبَّمَا كَرَّرَ قِرَاءةَ الحَدِيْثِ الوَاحِدِ عَلَى شَيْخِه مَرَّاتٍ. وَكَانَ رَحِمَهُ اللهُ يَسْرُدُ الصَّوْمَ إلَّا الأَعيَادَ، وَلَمْ يَزَلْ بِبَغْدَادَ حَتَّى تُوُفِّيَ بِهَا. وَذَكَرَ لِي أَنَّ شَيْخَه الحَافِظَ عَبْدَ الغَنِيِّ كَتَبَ عَنْهُ أَشْيَاءَ فِي تَصَانِيْفِه، وَصَرَّحَ بِاسْمِهِ فِي بَعْضِهَا؛ وَمَرَّةً يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي الوَرْدُ بنُ عَلِيٍّ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ الصُّوْرِيُّ صَدُوْقاً، كَتبَ عَنِّي، وَكَتَبتُ عَنْهُ. وَقَالَ القَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: الصُّوْرِيُّ أَحفَظُ مَنْ رَأَينَاهُ. وَقَالَ غَيْثُ بنُ عَلِيٍّ الأَرْمَنَازِيُّ: رَأَيْتُ جَمَاعَةً مِنْ أَهْلِ العِلْمِ يَقُوْلُوْنَ: مَا رَأَينَا أَحفَظَ مِنَ الصُّوْرِيِّ. وَقَالَ عَبْدُ المُحْسِنِ الشِّيْحِيُّ التَّاجِرُ: ما رأيت مثل الصوري! كان كأنه شُعلَةُ نَارٍ، بِلسَانٍ كَالحُسَامِ القَاطعِ. قَالَ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ: كَتبَ الصُّوْرِيُّ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" فِي سَبْعَةِ أَطبَاقٍ مِنَ الوَرقِ البَغْدَادِيِّ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ سِوَى عَيْنٍ وَاحِدَةٍ. قَالَ: وَذَكَرَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ فِي كِتَابِ "فِرَقِ الفُقَهَاءِ" لَهُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الوَرَّاقُ وَكَانَ ثِقَةً مُتْقِناً أَنَّهُ شَاهدَ أَبَا عَبْدِ اللهِ الصُّوْرِيَّ، وَكَانَ فِيْهِ حُسنُ خُلُقٍ وَمُزَاحٌ وَضَحِكٌ، لَمْ يَكُنْ وَرَاءَ ذَلِكَ إلَّا الخَيْرُ وَالدِّينُ، وَلَكِنَّهُ كَانَ شَيْئاً جُبِلَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ

بِالخَارِقِ لِلعَادَةِ، فَقَرَأَ يَوْماً جُزءاً عَلَى أَبِي العَبَّاسِ الرَّازِيِّ، وَعَنَّ لَهُ أَمرٌ ضَحَّكَهُ، وَكَانَ بِالحضرَةِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ، فَأَنكَرُوا عَلَيْهِ، وَقَالُوا: هَذَا لاَ يَصلُحُ، وَلاَ يَلِيقُ بِعِلمِكَ وَتَقدُّمِكَ أَنْ تَقرَأَ حَدِيْثَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنْت تَضْحَكُ. وَكثَّرُوا عَلَيْهِ، وَقَالُوا: شُيُوْخُ بَلَدِنَا لاَ يَرضُوْنَ بِهَذَا. فَقَالَ: مَا فِي بَلَدِكُم شَيْخٌ إلَّا يَجِبُ أَنْ يَقْعُدَ بَيْنَ يَدَيَّ، وَيَقْتَدِي بِي، وَدَلِيْلُ ذَلِكَ أَنِّي قَدْ صِرتُ مَعَكُم عَلَى غَيْرِ مَوْعِدٍ، فَانظُرُوا إِلَى أَيِّ حَدِيْثٍ شِئْتُمْ مِنْ حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، اقْرَؤُوا إِسْنَادَه لأَقْرَأَ مَتنَهُ، أَوِ اقْرَؤُوا مَتْنَهُ حَتَّى أُخْبِرَكُم بِإِسْنَادِهِ. ثُمَّ قَالَ البَاجِيُّ: لَزِمتُ الصُّوْرِيَّ ثَلاَثَةَ أَعْوَامٍ، فَمَا رَأَيْتُهُ تَعرَّضَ لِفَتْوَى. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الطُّيُوْرِيِّ: كَتبتُ عَنْ عِدَّةٍ، فَمَا رَأَيْتُ فِيْهِم أَحفَظَ مِنَ الصُّوْرِيِّ!؛ كَانَ يَكْتُبُ بِفَردِ عَينٍ، وَكَانَ مُتَفَنِّناً يَعرِفُ مِنْ كُلِّ عِلمٍ، وَقَولُهُ حُجَّة، وَعَنْهُ أَخذَ الخَطِيْبُ عِلْمَ الحديث. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ، وَلَهُ شِعرٌ رَائِقٌ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ العَلَوِيُّ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ جُبَارَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيُّ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بنُ مَرْثَدٍ، حَدَّثَنَا المُعَافَى؛ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ أَعْيَنَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تَجَوَّزُوا فِي الصَّلاَةِ، فَإِنَّ خَلْفَكُمُ الضَّعِيْفَ وَالكَبِيْرَ وَذَا الحَاجَةِ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، وَعَبْدُ اللهِ هُوَ بِشْرٌ الرَّقِّيُّ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، وَمُحَمَّد بنُ عَلِيِّ ابْنِ الوَاسِطِيِّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ سَلاَمَةَ المَنْبِجِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ بَيَانٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ الهِلاَلِيُّ، حَدَّثَنَا المِقْدَامُ بنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ؛ عَبْدُ الأَحَدِ بنُ اللَّيْثِ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ الحَكَمِ الجُذَامِيِّ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عروة، عن عائشة قالت: "أول ما بدىء بِهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الوَحي الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إلَّا جَاءتْ مِثْلَ فَلَقِ الصبح"2.

_ 1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "703"، وَمُسْلِمٌ "467"، وَأَبُو دَاوُدَ "794"، وَالتِّرْمِذِيُّ "236"، وَالنَّسَائِيُّ "2/ 94". 2صحيح: أخرجه أحمد "6/ 153، 232"، والبخاري "3"، "4953"، ومسلم "160".

أَنْشَدَنَا أَبُو الحَسَنِ الحَافِظُ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ السِّلَفِيُّ، أخبرنا ابن الطُّيُوْرِيِّ، أَنْشَدَنَا الصُّوْرِيُّ لِنَفْسِهِ: قُلْ لِمَنْ عَانَدَ الحديث وأضحى ... عاثبًا أَهلَهُ وَمَنْ يَدَّعِيهِ أبعلمٍ تَقُولُ هَذَا أَبِنْ لِي ... أَمْ بجهلٍ فَالجَهْلُ خُلُقُ السَّفِيهِ أَيُعَابُ الَّذِيْنَ هُم حَفِظُوا الدِّيْ ... نَ مِنَ التُّرَّهَاتِ وَالتَّمْوِيهِ وَإِلَى قَوْلِهِم وَمَا قَدْ رَوَوْهُ ... راجعٌ كُلُّ عالمٍ وَفَقِيْهِ قَالَ الخَطِيْبُ: مَاتَ الصُّوْرِيُّ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

أبو كاليجار، العزيز

أبو كاليجار، العزيز: 4057- أبو كاليجار 1: السُّلْطَانُ صَاحِبُ العِرَاقِ، أَبُو كَالَيْجَارَ؛ مَرْزُبَانُ بنُ سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدَّوْلَةِ ابْنِ بُوَيْه. تَمَلَّكَ بَعْدَ ابْنِ عَمِّهِ جَلاَلِ الدَّوْلَةِ، فَكَانَتْ أَيَّامُه خَمْسَ سِنِيْنَ، وَجَرتْ لَهُ خُطُوبٌ وَحُرُوبٌ، وَعَاشَ نَيِّفاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَقَهرَ ابْنَ عَمِّهِ المَلِكَ العَزِيْزَ، وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بِكَرْمَانَ، وَمَلَّكُوا بَعْدَهُ ابْنَهُ المَلِكَ الرَّحِيْمَ أَبَا نَصْرٍ، وَولَّتْ دَوْلَةُ بَنِي بويه، وقامت دولة بني سلجوق. 4058- العزيز 2: الملك العزيز، أبو منصور بن المَلِكِ جَلاَلِ الدَّوْلَةِ أَبِي طَاهِرٍ بنِ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ بنِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ؛ مِنْ بَقَايَا مُلُوْكِ بَنِي بُوَيْه. كَانَ بَارعَ الأَدبِ، مَلِيحَ النَّظمِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ لُقِّبَ بِأَلقَابِ مُلُوْكِ زَمَانِنَا، وَكَانَتْ دَوْلتُهُ مَحْلُولَةً، قَهرَهُ أَبُو كَالَيْجَارَ كَمَا ذَكَرنَا، وَبَقِيَ فِي مُلْكٍ مُزَلْزَلٍ سَبْعَةَ أَعْوَامٍ، وَاتَّفَقَ مَوْتُهُ بِظَاهِرِ مَيَّافَارِقِيْنَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَاسمُهُ خُسْرُو فَيْرُوْزُ بنُ فَيْرُوْزَ بنِ خُرَّه فَيْرُوْزَ بنِ فَنَّا خُسْرُو بنِ حَسَنِ بنِ بُوَيْه. وَكَانَ مَوْلِدُهُ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. عَملَ إِمرَةَ وَاسِطَ لأَبِيهِ، وَبَرَعَ فِي الأَدبِ وَالأَخْبَارِ، وَأَكبَّ عَلَى اللَّهوِ وَالخلاعَةِ نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ. وَهُوَ القَائِلُ: مَنْ مَلَّنِي فَلْيَنْأَ عَنِّي رَاشِداً ... فَمَتَى عَرَضْتُ لَهُ فلَسْتُ بِرَاشِدِ مَا ضَاقَتِ الدُّنْيَا عَلَيَّ بِأَسرِهَا ... حَتَّى تَرَانِي رَاغِباً فِي زَاهِدِ وَلَمَّا مَاتَ أَبُوْهُ الجَلاَلُ، فَارقَ العَزِيْزُ وَاسطاً، وَأَقَامَ عِنْدَ أَمِيْرِ العَرَبِ دُبَيْسِ بنِ مَزْيَدٍ الأَسَدِيِّ، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى دِيَارِ بَكْرٍ مُنْتَجِعاً لِلمُلُوْكِ، وَقَدْ تَلاَشَى حَالُه، فَمَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ بَمَيَّافَارِقِيْن، من سنة إحدى وأربعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 136"، والعبر "3/ 191"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 46"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 263". 2 ترجمته في العبر "3/ 199" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 268".

قرواش

4059- قرواش 1: ابن مقلد بن المسيب بن رافع، الأَمِيْرُ؛ صَاحِبُ المَوْصِلِ، أَبُو المَنِيعِ، مُعْتَمِدُ الدَّوْلَةِ ابْنُ صَاحِبِ المَوْصِلِ حُسَامِ الدَّوْلَةِ أَبِي حَسَّانٍ العُقَيْلِيُّ. تَمَلَّكَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فَطَالتْ أَيَّامُه، وَاتَّسَعَ مُلكُه؛ فَكَانَ لَهُ المَوْصِلُ وَالكُوْفَةُ وَالمَدَائِنُ، وَسَقْيُ الفرات. وقد خطب في بلاده لِلْحَاكِمِ العُبَيْدِيِّ، ثُمَّ تَركَ، وَأَعَادَ الخُطبَةَ العَبَّاسِيَّةَ، فَغَضِبَ الحَاكِمُ، وَجَهَّزَ جَيْشاً لِحَرْبِهِ، وَأَتَوْا، وَنَهَبُوا داره بالموصل، وأخذوا له مائةي أَلْفِ دِيْنَارٍ، فَاسْتَنجَدَ بِدُبَيْسٍ الأَسَدِيِّ، فَانتَصَرَ. وَكَانَ أَدِيباً شَاعِراً، جَوَاداً مُمَدَّحاً، نَهَّاباً وَهَّاباً، فِيْهِ جَاهِلِيَّةُ وَطَبعُ الأَعرَابِ، يُقَالُ: إِنَّهُ جَمعَ بَيْنَ أُخْتَيْنِ، فَلاَمُوهُ، فَقَالَ: حَدِّثُونِي مَا الَّذِي نَعْمَلُ بِالشَّرعِ حَتَّى تَذْكُرُوا هَذَا؟ وَقَالَ مَرَّةً: مَا فِي عُنُقِي غَيْرُ دَمِ خَمْسَةٍ سِتَّةٍ مِنَ العَرَبِ، فَأَمَّا الحَاضِرَةُ، فَمَا يَعْبَأُ اللهُ بِهِم. ثُمَّ إِنَّهُ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِ أَخِيْهِ بركة، فظفر به بركة، وحبسه، وَتَمَلَّكَ، وَتَلقَّبَ زَعِيمَ الدَّوْلَةِ، فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَلمْ تَطُلْ دَوْلَةُ بَرَكَةَ، وَمَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ ثَلاَثٍ، فَقَامَ بَعْدَهُ المَلِكُ أَبُو المَعَالِي قُرَيْشُ بنُ بَدْرَانَ بنِ مُقَلَّدٍ، فَأَخْرَجَ عَمَّه، وَذَبَحَه صَبراً فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقِيْلَ: بَلْ مَاتَ مَوتاً. وَتَمكَّنَ قُرَيْشٌ، وَنَهضَ مَعَ البَسَاسِيْرِيِّ، وَنَهبَ دَارَ الخِلاَفَةِ، وَكَانَ هَلاَكُه بِالطَّاعُونِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ كَهْلاً، فتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنُه شَرَفُ الدَّوْلَةِ مُسْلِمُ بنُ قُرَيْشٍ، فَعظُمَ سُلطَانُه، وَاسْتَوْلَى عَلَى الجَزِيْرَةِ وَحَلَبَ، وَحَاصَرَ دِمَشْقَ، وَكَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا، وَأَخَذَ الإِتَاوَةَ مِنْ بِلاَدِ الرُّوْمِ، وَخَرَجَ عَلَيْهِ أَهْلُ حَرَّانَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ، فَظَفِرَ بِهِم، وَقَتَلَ قَاضِيهَا، وَكَانَ مُحَبَّباً إِلَى الرَّعِيَّةِ مَهِيْباً، وَكَانَ يَصرِفُ جَمِيعَ الجِزيَةِ إِلَى الطَّالِبِينَ، وَأَنشَأَ سور الموصل.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 147"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 263"، والعبر "3/ 196"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 49"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 266".

صاحب غزنة والهند، ابن سعدان

صاحب غزنة والهند، ابن سعدان: 4060- صاحب غزنة والهند 1: السلطان مودود بن السلطان بنِ مَحْمُوْدِ بنِ سُبُكْتِكِيْنَ. كَانَ بَطَلاً شُجَاعاً. كَانَتْ دَوْلَتُه ثَمَانِيَةَ أَعْوَامٍ. وَمَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ تِسْعٌ وعشرون سنة. مات بغرنة، فَأَخرَجُوا عَمَّه عَبْدَ الرَّشِيْدِ مِنَ السِّجنِ، وَسَلطَنُوهُ، ولقب سيف الدولة. 4061- ابن سعدان 2: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ دِمَشْقَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَيْدِ بنِ سَعْدَانَ الجُذَامِيُّ الزِّنْبَاعِيَّ مَوْلاَهُمُ، الدِّمَشْقِيُّ. سَمِعَ: جُمَحَ بنَ القَاسِمِ، وَأَبَا عَلِيٍّ الحَسَنَ بنَ مُنِيْرٍ، وَأَبَا عُمَرَ بنُ فضَالَة، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّبعِي، وَأَبَا سُلَيْمَانَ بن زبر، والقاضي يوسف ابن القَاسِمِ المَيَانَجِيَّ، وَطَائِفَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِيُّ، وَابْنُ أَبِي العَلاَءِ الفَقِيْهُ، وَأَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيُّ، وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ، ونجا العطار، وأبو طاهر محمد ابن الحُسَيْنِ الحِنَّائِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ المَوَازِيْنِيِّ، وَآخَرُوْنَ. وَرَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ حَمْزَةَ السُّلَمِيُّ، وَذَلِكَ وَهْمٌ، وَلَعَلَّهُ لَهُ مِنْهُ إِجَازَةٌ. قَالَ الكَتَّانِيُّ: عِنْدَهُ سِتَّةُ أَجزَاءٍ، أَوْ نَحْوُهَا، تُوُفِّيَ يَوْمَ عَرَفَةَ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 148"، والعبر "3/ 198"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 267". 2 ترجمته في العبر "3/ 202"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 270".

أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا جعفر الهمذاني، أخبرنا أبو طاهر السلفي، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي العِزِّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو البَرَكَاتِ الخَضِرُ بنُ شِبْلٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَسَنِ الحِصْنِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ ابْنِ الموَازِينِيِّ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ سَعْدَانَ، أَخْبَرَنَا أبو عمر بن فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الفَرَجِ الغَزِّيُّ، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَبِيعُ الذَّهَبَ بِالفِضَّةِ وَالفِضَّةَ بِالذَّهَبِ، فَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: "إِذَا بَايَعْتَ صَاحِبَكَ، فَلاَ تُفَارِقْهُ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ"1. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ غَرِيْبٌ، خَرَّجُوا نَحْواً مِنْهُ فِي السُّنَنِ مِنْ طريق سماك.

_ 1 ضعيف: أخرجه أبو داود "3354"، والترمذي "1242"، والنسائي "7/ 281-282"، وابن ماجه "2262". من طريق سماك بن حرب، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث سماك بن حرب، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وروى داود بن أبي هند هذا الحديث عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفا. وقال الحافظ في "الفتح" "4/ 427": ضعيف باتفاق المحدثين. وقال أيضًا في "التخليص الحبير" "3/ 26": "وروى البيهقي من طريق أبي داود الطيالسي، قال سئل شعبة عن حديث سماك هذا، فقال شعبة: سمعت أيوب، عن نافع، عن ابن عمر لم يرفعه. وحدثنا قَتَادَةَ عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، ولم يرفعه. وحدثنا يحيى بن أبي إسحاق، عن سالم، عن ابن عمر ولم يرفتعه ورفعه لنا سماك، وأنا أفرقه".

العلوي، ابن فدويه، ابن صخر

العلوي، ابن فدويه، ابن صخر: 4062- العلوي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ العَالِمُ الفَقِيْهُ، مُسْنِدُ الكُوْفَةِ أبو عبد الله؛ محمد ابن عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، العَلَوِيُّ الكُوْفِيُّ. انْتَقَى عَلَيْهِ الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّوْرِيُّ، وَغَيْرُهُ. حَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَكَّائِيِّ، وَأَبِي الفَضْلِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ حُطَيْطٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ زَيْدِ بنِ مَرْوَانَ، وَأَبِي الطَّيِّبِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ التَّيْمُلِي، وَأَبِي المُفَضَّل مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّيْبَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي الجَرَّاحِ، وَعِدَّةٍ. وَبِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي حَفْصٍ الكَتَّانِيِّ، وَأَبِي طَاهِرٍ المُخَلِّصِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مَنْصُوْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَلَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الشَّعِيْرِيُّ، وَأَبُو الحَارِثِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجَابِرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ قُطُّرٍ الهَمْدَانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَلِيِّ بنِ الرَّطَابِ، وَعَبْدُ المُنْعِمِ بنُ يَحْيَى بنِ هِقْلٍ، وَأَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّرْسِيُّ؛ الكُوْفِيُّوْنَ شُيُوْخُ السِّلَفِيِّ، وآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزَّيْدِيُّ النَّحْوِيُّ. قَالَ ابْنُ النَّرْسِيِّ: مَاتَ بِالكُوْفَةِ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ: وَمَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، مَا رَأَيْتُ مَنْ كَانَ يَفْهَمُ فِقْهَ الحَدِيْثِ مِثلَهُ. قَالَ: وَكَانَ حَافِظاً، خَرَّجَ عَنْهُ الحَافِظُ الصُّوْرِيُّ وَأَفَاد عنه، وكان يفتخر به. 4063- ابن فدويه 2: العَدْلُ الأَمِيْنُ، أَبُو الحَسَنِ؛ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ فَدُّوْيَه، الكُوْفِيُّ، صَاحِبُ البَكَّائِيِّ. أَثْنَى عَلَيْهِ الصُّوْرِيُّ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً، ذَا وَقَارٍ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: أَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيُّ. تُوُفِّيَ سنة خمس مع العلوي. 4064- ابن صخر 3: القَاضِي الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو الحَسَنِ؛ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ صَخْرٍ، الأَزْدِيُّ البَصْرِيُّ، صَاحِبُ المَجَالِسِ المَعْرُوْفَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. حَدَّثَ بِمِصْرَ وَالحِجَازِ وَاليَمَنِ وَانْتَقَى عَلَيْهِ الحَافِظ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ السَّقَطِيِّ؛ صَاحِبِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الدَّوْرَقِيِّ، وَفَهْدِ بنِ إبراهيم بن فهد الساجي، ويوسف ابن يَعْقُوْبَ النَّجِيْرَمِيِّ، وَأَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخَارَكِيِّ، وَالحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ علي ابن غلام الزهري، وأبي

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 210"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 274". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 263"، والأنساب للسمعاني "9/ 243"، واللباب لابن الأثير "2/ 413". 3 ترجمته في العبر "3/ 203"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 271".

أبو طاهر بن عبد الرحيم

4065- أبو طاهر بن عبد الرحيم 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، بَقِيَّةُ المُسْنِدِيْنَ، أَبُو طَاهِرٍ؛ محمد بن أحمد ابن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، الأَصْبَهَانِيُّ الكَاتِبُ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الشَّيْخِ بِشَيْءٍ كَثِيْرٍ، وَعَنْ أَبِي بكر القباب، وأبي بكر ابن المقرىء، وَارْتَحَلَ إِلَى الدَّارَقُطْنِيِّ، فَأَخَذَ عَنْهُ سُنَنَهُ، وَأَتقَنَ نُسْخَتَه، وَأَخَذَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعُمَرَ بنِ شَاهِيْنٍ، وَهَذِهِ الطَّبَقَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ الشِّيْرَازِيُّ، وَعَبْدُ الغَفَّارِ بنُ نَصْرَوَيْه، وَأَبُو زَكَرِيَّا بنُ مَنْدَةَ، وَأَبُو الرَّجَاءِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي زيد أحمد الجَرْكَانِيُّ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ الكِرْمَانِيُّ، وَأَبُو الطَّيِّبِ حَبِيْبُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ الطِّهْرَانِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ رَجَاءُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الخَبَّازُ، وَأَبُو الفَتْحِ سَعِيْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الصَّفَّارُ، وَهِبَة اللهِ بن الحَسَنُ الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَعَبْدُ الغَفَّارِ بنُ مُحَمَّدٍ الشِّيْرُوْيِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ الفَضْلِ الإِخْشِيْذُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السَّاجِيُّ، وَأَبُو الوَفَاءِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ ابن برَاذجَةَ، وَالقَاضِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَسَنِ الدَّيْلَمِيُّ، وَجَوَامَرْدُ الأَرْمَنِيُّ، وَحَمْزَةُ بنُ العَبَّاسِ العَلَوِيُّ، وَسِيْنُ بنُ حَمْد التَّانِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ مَشْيَخَةِ السِّلَفِيِّ، وَأَبِي مُوْسَى المَدِيْنِيِّ، خَاتِمَتُهُم أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي ذَرٍّ الصَّالحَانِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ، وَسَمَاعُه فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: ثِقَةٌ. وَقَالَ عَبْدُ الغَافِرِ النَّخْشَبِيُّ: لَمْ يُحَدِّثْ فِي وَقتِه أَوثَقُ مِنْهُ، وَأَكثَرُ حَدِيْثاً، صَاحِبُ الأُصُوْلِ الصِّحَاحِ، مَاتَ فِي حَادِي عَشَر رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 209"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 273".

ابن المذهب

4066- ابن المذهب 1: الإِمَامُ العَالِمُ، مُسْنِدُ العِرَاقِ، أَبُو عَلِيٍّ؛ الحَسَنُ بن علي بن محمد ابن عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ وَهْبٍ، التَّمِيْمِيُّ البَغْدَادِيُّ الوَاعِظُ، ابْنُ المُذْهِبِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. سَمِعَ: مِنْ: أَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيِّ "المُسْنَدَ"، وَ"الزُّهْدَ"، وَ"فَضَائِلَ الصَّحَابَةِ"، وَغَيْرَ ذَلِكَ. وَسَمِعَ: مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ مَاسِي، وَأَبِي سَعِيْدٍ الحُرْفِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ لُؤْلُؤٍ الوَرَّاقِ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ شَاذَانَ، وَطَائِفَةٍ كَثِيْرَةٍ. وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَطَلَبٍ، وَغَيْره أَقوَى مِنْهُ، وَأَمثَلُ مِنْهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَابْنُ خيرون، وابن ماكولا، والحسين ابن الطُّيُوْرِيِّ، وَعَلِيُّ بنُ بَكْرِ بنِ حِيْدٍ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الهَاشِمِيُّ الخَطِيْبُ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ دُوْسْتَ، وَأَبُو طَالِبٍ عَبْدُ القَادِرِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ عَمِّهِ أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ اليُوْسُفِيُّ، وَأَبُو غَالِبٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الشَّهْرُزُوْرِيُّ، وَأَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ البُخَارِيِّ، وَأَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُصَيْنِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ يَرْوِي عَنِ القطيعي "مسند أحمد" بأسره، وكان سماعه

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 390"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 155"، واللباب لابن الأثير "3/ 187"، والعبر "3/ 205"، وميزان الاعتدال "1/ 510"، ولسان الميزان "2/ 236"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 53"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 271".

صَحِيحاً إلَّا فِي أَجزَاءٍ مِنْهُ، فَإِنَّهُ أَلحَقَ اسْمَه، وَكَانَ يَرْوِي "الزُّهْدَ" لأَحْمَدَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بِهِ أَصلٌ، إِنَّمَا كَانَتِ النُّسْخَةُ بِخَطِّه، وَلَيْسَ هُوَ مَحلّ الحُجَّةِ. حَدَّثَ عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الحُرْفِيِّ، وَابنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ الحَرَّانِيِّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى البَابْلُتِّيُّ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ رِيَابٍ قَالَ: مَنْ تَبرَّأَ مِنْ نَسَبٍ لدِقَّتِه أَوِ ادَّعَاهُ، فَهُوَ كُفْرٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: وَجَمِيعُ مَا عِنْدَهُ عَنِ ابْنِ مَالِكٍ لِلْبَابْلُتِّيِّ جُزءٌ لَيْسَ هَذَا فِيْهِ، وَكَانَ كَثِيْراً يَعْرِضُ عليَّ أَحَادِيْثَ، فِي أَسَانيدهَا أَسْمَاءُ قَوْمٍ غَيْرِ مَنْسُوْبِيْنَ، وَيسأَلُنِي عَنْهُم، فَأَنسُبُهُم لَهُ، فَيُلحِقُ ذَلِكَ فِي تِلْكَ الأَحَادِيْثِ مَوْصُوْلةً بِالأَسْمَاءِ، فَأَنَهَاهُ، فَلاَ يَنْتَهِي. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ نُقْطَةَ: لَيْتَ الخَطِيْبَ نَبَّهَ فِي أَيِّ مُسْنِدٍ تِلْكَ الأَجزَاءُ الَّتِي اسْتَثنَى، وَلَوْ فَعَلَ، لأَتَى بِالفَائِدَةِ، وَقَدْ ذَكرنَا أَنَّ مُسْنَدَي فَضَالَةَ بنِ عُبَيْدٍ، وَعَوْفِ بنِ مَالِكٍ، لَمْ يكُونَا فِي نُسْخَةِ ابْنِ المُذْهِبِ، وَكَذَلِكَ أَحَادِيْثُ مِنْ "مُسْنَدِ جَابِرٍ" لَمْ تُوجَدْ فِي نُسْخَتِه، رَوَاهَا الحَرَّانِيُّ عَنِ القَطِيْعِيِّ، وَلَوْ كَانَ مِمَّنْ يُلحِق اسْمَه كَمَا قِيْلَ، لأَلْحَقَ مَا ذَكَرنَاهُ أَيْضاً، وَالعجبُ مِنَ الخَطِيْبِ يَردُّ قَولَه بِفعلِه، فَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِنَ "الزُّهْدِ" لأَحْمَدَ فِي مُصَنَّفَاته. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ: أَخْبَرَنَا الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ: سَأَلتُ شُجَاعاً الذُّهْلِيَّ عَنِ ابْنِ المُذْهِبِ، فَقَالَ: كَانَ شيخًا عسرًا في الرواية، سَمِعَ: حَدِيْثاً كَثِيْراً، وَلَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي الرِّوَايَةِ، فَإِنَّهُ خَلَّطَ فِي شَيْءٍ مِنْ سَمَاعِهِ. ثُمَّ قَالَ السِّلَفِيُّ: كَانَ مُتَكَلِّماً فِيْهِ. قَالَ أَبُوَ الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: مَاتَ ليلة الجمعة، تاسع عشرة رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، سَمِعْتُ مِنْهُ جَمِيْعَ مَا عِنْدَهُ، وَسَمِعَ: ابْنُ أَخِي مِنْهُ "الزُّهْدَ" لأَحْمَدَ. وَقَدْ مَرَّ فِي تَرْجَمَةِ ابْنِ غَيْلاَنَ أَنَّ الرَّشِيْدِيَّ اسْتَجَازَ أَبَا عَلِيٍّ "مُسْنَدَ الإِمَامِ أَحْمَدَ"، فَأَبَى أَنْ يَكْتُبَ لَهُ الإِجَازَةَ إلَّا بعِشْرِيْنَ دِيْنَاراً -سَامَحَهُ اللهُ- وَأَمَّا قَولُ ابْنِ نُقْطَةَ: وَلَوْ كَانَ مِمَّنْ يُلحِقُ اسْمَه: لاَ شَيْءٌ، فَإِنَّ إِلحَاقَ اسْمِه مِنْ بَابِ نَقْلِ مَا فِي بَيْتِه إِلَى النُّسْخَةِ، لاَ مِنْ قَبِيلِ الكَذِبِ فِي ادِّعَاءِ السَّمَاعِ، وَفِي ذَلِكَ نِزَاعٌ، وَمَا الرَّجُلُ بِمُتَّهَمٍ.

العمري، سليم بن أيوب

العمري، سليم بن أيوب: 4067- العمري 1: الإِمَامُ الفَقِيْهُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو الفَتْحِ؛ نَاصِرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، القُرَشِيُّ العُمَرِيُّ المَرْوَزِيُّ الشَّافِعِيُّ. سَمِعَ: أَبَا العَبَّاسِ السَّرَخْسِيَّ، وغيره بمرو، وأبا محمد المخلدي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الرَّازِيُّ، وَجَمَاعَةً بِنَيْسَابُوْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي شُرَيْحٍ الزَّاهِدَ بِهَرَاةَ. وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ القَفَّالِ، وَعَلَى أَبِي الطَّيِّبِ الصُّعْلُوْكِيِّ، وَابنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيِّ. وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ، وَدرَّسَ فِي أَيَّام مَشَايِخِه، وَتَفَقَّهَ بِهِ أَهْلُ نَيْسَابُوْرَ، وَكَانَ مَدَارُ الفَتْوَى وَالمُنَاظَرَة عَلَيْهِ. أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الجِيْلِيُّ، وَمَسْعُوْدُ بنُ نَاصِرٍ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَأَمْلَى مُدَّةً. وَصَنَّفَ. وَكَانَ خَيِّراً مُتُوَاضِعاً فَقيراً. مُتَعَفِّفاً قَانعاً بِاليَسِيرِ، كَبِيْرَ القَدْرِ، رَحِمَهُ اللهُ. مَاتَ بِنَيْسَابُوْرَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمَاتَ مَعَهُ رَاوِي المُسْنَدِ أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ ابْن المُذْهِبِ، وَأَبُو غَانِمٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الكُرَاعِيُّ المَرْوَزِيُّ، وَالحَافِظُ أَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ الله ابن سَعِيْدٍ السِّجْزِيُّ، وَالحَافِظُ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ، وَقَاضِي المَوْصِل أَبُو جَعفرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ السِّمْنَانِيُّ المُتَكَلِّمُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بن مكي السواق المقرىء، وشيخ القراء أبو عمرو الداني. 4068- سليم بن أيوب 2: ابن سليم، الإِمَامُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو الفَتْحِ، الرَّازِيُّ الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الجُعْفِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيِّ، وَالحَافِظِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ البَصِيْرِ الرَّازِيِّ، وَحَمْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، صَاحِبَي ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْتِ المُجْبِرِ، وَأَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ فَارِسٍ اللُّغَوِيِّ، وَأَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِيِّ، وَالأُسْتَاذِ أَبِي حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ وَتَفَقَّهَ بِهِ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُم. وَسَكَنَ الشَّامَ مُرَابِطاً، نَاشِراً لِلْعِلْمِ احْتِسَاباً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الكَتَّانِيُّ، وَالفَقِيْهُ نَصْرٌ المَقْدِسِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ الطُّرَيْثِيْثِيُّ، وَسَهْلُ بنُ بشر الإسفراييني، وأبو القاسم النسيب، وآخرون.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 272". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 397"، والعبر "2/ 213"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 275".

قال النسيب: هو ثقة، فقيه، مقرىء مُحَدِّثٌ. وَقَالَ سَهْلُ بنُ بِشْرٍ: حَدَّثَنَا سُلَيْمٌ أَنَّهُ كَانَ فِي صِغَرِه بِالرَّيِّ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ عَشْرِ سِنِيْنَ، فَحَضَرَ بَعْضَ الشُّيُوْخِ وَهُوَ يلقن قال: فقال لي: تقدم فَاقرَأْ. فَجهدْتُ أَنْ أَقرَأَ الفَاتِحَةَ، فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ لانْغِلاَقِ لِسَانِي، فَقَالَ: لَكَ وَالِدَةٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ: قَالَ: قُلْ لَهَا تَدعُو لَكَ أَنْ يَرزُقَكَ اللهُ قِرَاءةَ القُرْآنِ وَالعِلْمَ. قُلْتُ: نَعَمْ. فَرَجَعتُ، فَسَأَلتُهَا الدُّعَاءَ، فَدَعتْ لِي، ثُمَّ إِنِّيْ كَبِرتُ، وَدَخَلتُ بَغْدَادَ، قَرَأتُ بِهَا العَرَبِيَّةَ وَالفِقْهَ، ثُمَّ عُدتُ إِلَى الرَّيِّ، فَبَيْنَا أَنَا فِي الجَامعِ أُقَابِلُ "مُخْتَصَر المُزَنِيِّ"، وَإِذَا الشَّيْخُ قَدْ حَضَرَ وَسلَّمَ عَلَيْنَا وَهُوَ لاَ يَعْرِفُنِي، فسَمِعَ: مُقَابَلَتَنَا، وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ مَاذَا نَقُوْلُ، ثُمَّ قَالَ: مَتَى يُتَعَلَّمُ مِثْلُ هَذَا؟. فَأَردتُ أَنْ أَقُوْلَ: إِنْ كَانَتْ لَكَ وَالِدَةٌ، فَقُلْ لَهَا تَدعُو لَكَ. فَاسْتَحيَيتُ. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ الطُّرَيْثِيْثِيُّ: سَمِعْتُ سُلَيْماً يَقُوْلُ: علَّقْتُ عَنْ شَيْخِنَا أبي حامد جميع التعليقة، وسمعت يَقُوْلُ: وَضَعَتْ مِنِّي صُورٌ، وَرفَعتْ بَغْدَادُ مِنْ أَبِي الحَسَنِ ابْنِ المَحَامِلِيِّ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ: بَلَغَنِي أَنَّ سُلَيْماً تَفَقَّهَ بَعْدَ أَنْ جَازَ الأَرْبَعِيْنَ. قَالَ: وَقَرَأْتُ بِخَطِّ غَيْثٍ الأَرْمَنَازِيِّ: غَرِقَ سُلَيْمٌ الفَقِيْهُ فِي بَحْرِ القُلْزُمِ، عِنْد سَاحِلِ جَدَّةَ، بَعْدَ أَنْ حَجَّ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى الثَّمَانِيْنَ. قَالَ: وَكَانَ فَقِيْهاً مُشَاراً إِلَيْهِ، صَنَّفَ الكَثِيْرَ فِي الفِقْه وَغَيْرِهِ، وَدَرَّسَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ نَشرَ هَذَا العِلْمَ بِصُور، وَانْتَفَعَ بِهِ جَمَاعَةٌ، مِنْهُم الفَقِيْهُ نَصْرٌ، وَحُدِّثتُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُحَاسِبُ نَفْسَه فِي الأَنفَاسِ، لاَ يَدَعُ وَقتاً يَمضِي بِغَيرِ فَائِدَةٍ، إِمَّا يَنسَخُ، أَوْ يُدَرِّسُ، أَوْ يَقرَأُ. وَحُدِّثتُ عَنْهُ: أَنَّهُ كَانَ يُحرِّكُ شَفَتَيْهِ إِلَى أَنْ يَقُطَّ القلم. قُلْتُ: وَلَهُ كِتَابُ "البَسْمَلَةِ "سَمِعنَاهُ، وَكِتَابُ غُسْلُ الرِّجْلَيْنِ، وَلَهُ تَفْسِيْرٌ كَبِيْرٌ شَهِيْرٌ، وَغَيْرُ ذَلِكَ، رحمه الله تعالى.

ابن سلوان، ابن أبي نصر

ابن سلوان، ابن أبي نصر: 4069- ابن سلوان 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى بنِ سِلْوَانَ، المَازِنِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، ابْنُ القَمَّاحِ. لَيْسَ عِنْدَهُ شَيءٌ سِوَى نُسْخَةِ أَبِي مُسْهِرٍ وَمَا مَعَهَا. سَمِعَ: ذَلِكَ مِنَ الفَضْلِ بنِ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، والكتاني، والفقيه نصر المقدسي، والحسن ابن أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَدِيْدِ، وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَنَجَا بنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو طَاهِرٍ الحِنَّائِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ النَّسِيْبُ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيٌّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدٌ؛ ابْنَا المَوَازِيْنِيِّ، وَعَبْدُ المُنْعِمِ بن الغَمْرِ، وَآخَرُوْنَ. وُلِدَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَمَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَة سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمِثْلُهُ فِي زَمَنِه أَبُو الحَسَنِ بنُ حِمِّصَةَ الحَرَّانِيُّ؛ رَاوِي مَجْلِسِ البِطَاقَةِ، مَا عِنْدَهُ سِوَاهُ. وَهَكَذَا جَمَاعَةٌ اشتَهَرُوا، وَسَمَاعُهُم قَلِيْلٌ، وَمَا ذَاكَ إلَّا لِتَعْمِيرِهِم وَعُلُوِّهِم، كَمَا أَنَّ جَمَاعَةً مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ لاَ يكَادُوْنَ يُعْرَفُوْنَ لِمَوتِهِم فِي الكُهُوْلَةِ قَبْلَ أَوَانِ الرواية. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ القَادسِيُّ البَزَّازُ؛ صَاحِبُ القَطِيْعِيِّ، وَشَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ أَبُو القَاسِمِ مَنْصُوْرُ بنُ عُمَرَ الكَرْخِيُّ، وَقَاضِي القُضَاةِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَاكُوْلاَ العِجْلِيُّ، وَمُسْنِدُ قُرْطُبَةَ أَبُو العَاصِ حَكَمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَكَمٍ الجُذَامِيُّ، وَالمُفْتِي رَافِعُ بنُ نَصْرٍ الحَمَّالُ، وَسُلَيْمُ بنُ أَيُّوْبَ أَبُو الفَتْحِ الرَّازِيُّ غَرِيْقاً، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عُمَرَ بنِ بَرْهَانَ الغَزَّالُ، وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدٍ الغَنْدَجَانِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ المُعْتَزِّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ المُحَسِّنِ التَّنُوْخِيُّ. 4070- ابن أبي نصر 2: العَدْلُ الكَبِيْرُ المَأْمُوْنُ المُحَدِّثُ، أَبُو الحُسَيْنِ؛ مُحَمَّدُ بن الشَّيْخِ العَفِيْفِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ عُثْمَانَ بنِ القَاسِمِ بنِ مَعْرُوْفٍ، التَّمِيْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَالقَاضِي يُوْسُفَ بنَ القاضي المَيَانَجِيَّ، وَأَبَا سُلَيْمَانَ بنَ زَبْرٍ، وَتَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُمَا. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالكَتَّانِيُّ، وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ، وَمُوْسَى الصَّقَلِّيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ النَّسِيْبُ، وَأَبُو طَاهِرٍ الحِنَّائِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ المَوَازِيْنِيِّ، وَعِدَّةٌ. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَشَيَّعَه نَائِبُ دِمَشْقَ، وَكَانَتْ جِنَازَتُه مَشْهُوْدَةٌ، أُغلِقَ لَهُ البَلَدُ، وَكَانَ مُحْتَشِمَ وَقتِه. وَمَاتَ مَعَهُ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أبي الفراتي، وعلي بن الفضل ابن الفُرَاتِ إِمَامُ جَامِعِ دِمَشْقَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ اللبان المتكلم.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 215"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 277". 2 ترجمته في العبر "3/ 211"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 274".

أخوه، التنوخي

أخوه، التنوخي: 4071- أخوه: العَدْلُ الأَمِيْنُ الأَنبَلُ، أَبُو عَلِيٍّ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نَصْرٍ، التَّمِيْمِيُّ. حَدَّثَ أَيْضاً عَنْ: يُوْسُفَ المَيَانَجِيِّ، وَابنِ زَبْرٍ. وَسَمِعَ: هُوَ وَأَخُوْهُ مَعاً. حَدَّثَ عَنْهُ: الكَتَّانِيُّ، وَنَجَا العَطَّارُ، وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ، وَأَبُو طَاهِرٍ الحِنَّائِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ سَعِيْدٍ العَطَّارُ. قَالَ الكَتَّانِيُّ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً، صَاحِبَ أُصُوْلٍ، لَمْ أَرَ أَحسَنَ مِنْهُ، وَكَانَ سَمَاعُهُ وَسَمَاعُ أَخِيْهِ بِخَطِّ أَبِيْهِمَا، وَكَانَتْ لَهُ جِنَازَةٌ عَظِيْمَةٌ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ. 4072- التنوخي 1: القَاضِي العَالِمُ المُعَمَّرُ، أَبُو القَاسِمِ؛ عَلِيُّ ابْنُ القاضي أبي علي المُحَسِّنِ بنِ عَلِيٍّ التَّنُوْخِيُّ البَصْرِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، صَاحِبُ كِتَابِ "الطّوَالاَتِ"، وَوَلَدُ صَاحِبِ كِتَابُ الفرجِ بَعْدَ الشِدَّةِ، وَكِتَابُ "النّشوَارِ"، وَغَيْرُ ذَلِكَ. وُلِدَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، بِالبَصْرَةِ. وَسَمِعَ: لَمَّا كَمَّلَ خَمْسَةَ أَعْوَامٍ مِنْ: عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ الرَّزَّازِ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ كَيْسَانَ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الحُرْفِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ العَسْكَرِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الزَّبِيْبِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ الخِرقِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ مُتَحَفِّظاً فِي الشَّهَادَةِ، عِنْدَ الحُكَّامِ، صَدُوْقاً فِي الحَدِيْثِ، تَقَلَّدَ قَضَاءَ المَدَائِنِ، وَقِرْمِيْسِيْنَ، وَالبَرَدَانِ. وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: قِيْلَ: كَانَ رَأْيَهُ الرَّفْض وَالاعْتِزَال. وَقَالَ شُجَاعٌ الذُّهْلِيُّ: كَانَ يَتَشَيَّعُ، ويذهب إلى الاعتزال. وَقَالَ شُجَاعٌ الذُّهْلِيُّ: كَانَ يَتَشَيَّعُ، وَيَذْهَبُ إِلَى الاعْتِزَالِ. قُلْتُ: نَشَأَ فِي الدَّوْلَةِ البُوَيْهِيَّةِ، وَأَرْجَاؤُهَا طافحة بهاتين البدعتين. وقيل: إِنَّهُ صَحِبَ أَبَا العَلاَءِ المَعَرِيَّ، وَصَادَقَه، وَأَسْمَعَهُ "صَحِيحَهُ". مَاتَ فِي ثَانِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أُبَيٌّ النَّرْسِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاقَرْحِيُّ، وَنُوْر الهُدَى حُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ المَهْدِيِّ، وأبو شجاع بهرام بن بَهْرَامَ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ النَّقُّوْرِ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ الحُصَيْنِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَرَوَى شَيْئاً كَثِيْراً. يَقَعُ لَنَا حَدِيْثُهُ عَالِياً، وَهُوَ رَاوِي كِتَابِ "الأشربة" لأحمد بن حنبل.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 115"، والأنساب للسمعاني "3/ 94"، واللباب لابن الأثير "1/ 225"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 162"، والعبر "3/ 214"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 276".

السمناني

4073- السمناني 1: العَلاَّمَةُ، قَاضِي المَوْصِلِ؛ أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، السِّمْنَانِيُّ الحَنَفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: نَصْرٍ المَرْجِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ عُمَرَ الحَرْبِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَلاَزَمَ ابْنَ البَاقِلاَّنِيّ حَتَّى بَرَعَ فِي عِلْمِ الكَلاَمِ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً، فَاضِلاً حَنَفِيّاً، يَعْتَقِدُ مَذْهَبَ الأَشْعَرِيِّ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ. قُلْتُ: كَانَ من أذكياء العلم. وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ حَزْمٍ، فَقَالَ: هُوَ أَبُو جَعْفَرٍ السِّمْنَانِيُّ المَكْفُوْفُ، هُوَ أَكْبَرُ أَصْحَابِ أَبِي بَكْرٍ البَاقِلاَّنِيّ، وَمُقَدَّمُ الأَشْعَرِيَّةِ فِي وَقْتِنَا، وَمِنْ مَقَالَتِه قَالَ: مَنْ سَمَّى اللهَ جِسماً مِنْ أَجلِ أَنَّهُ حَاملٌ لِصِفَاتِه فِي ذَاتِه، فَقَدْ أصاب المعنى، وَأَخْطَأَ فِي التَّسمِيَةِ فَقَطْ. ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ حَزْمٍ يُشنِّعُ عَلَى السِّمْنَانِيِّ، وَذَكَرَ عَنْهُ تَجْوِيْزَ الرِّدَةِ عَلَى الرَّسُولِ بَعْدَ أَدَاءِ الرِّسَالَةِ. نَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الضَّلاَلِ. تُوُفِّيَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالمَوْصِلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ ثَلاَثٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. تَخَرَّجَ بِهِ فِي العَقْلِيَّاتِ القَاضِي أبو الوليد الباجي، وغيره.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 355"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 156"، والأنساب للسمعاني "7/ 149"، واللباب لابن الأثير "2/ 141"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 65".

وابنه: أحمد بن أبي جعفر، الكسائي، ابن اللبان

وابنه: أحمد بن أبي جعفر، الكسائي، ابن اللبان: 4074- وابنه أحمد بن أبي جعفر 1: وَهُوَ الإِمَامُ القَاضِي، أَبُو الحُسَيْنِ؛ أَحْمَدُ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ. وُلِدَ بِسِمْنَانَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ. وَقَدِمَ، وَسَمِعَ: بِبَغْدَادَ مِنَ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ النُّوْبَخْتِيِّ، وَمِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ هِشَامٍ الصَّرْصَرْيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَوَلِيَ قَضَاءَ بَابِ الطَّاقِ، وَطَالَ عُمُرُهُ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً. قلت: يأتي في الطبقة الأخرى. 4075- الكسائي: المُحَدِّثُ الإِمَامُ الرَّحَّالُ، أَبُو الحَسَنِ؛ عَلِيُّ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، الهَمَذَانِيُّ الكِسَائِيُّ الصُّوْفِيُّ، نَزِيْلُ مِصْرَ. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ عَبْدَانَ الشِّيْرَازِيَّ بِالأَهْوَازِ، وَنَصْرَ بنَ أَحْمَدَ المَرْجِيَّ بِالمَوْصِلِ، وَعَبْدَ الوَهَّابِ الكِلاَبِيَّ بِدِمَشْقَ، وَأَبَا الفَتْحِ مُحَمَّدَ بنَ أحمد النَّحْوِيَّ بِالرَّمْلَةِ، وَمُنِيْرَ بنَ عَطِيَّةَ بِقَيْسَارِيَّةَ، وَالضَّرَّابَ بِمِصْرَ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ المُحْسِنِ الشِّيْحِيُّ، وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَانتَقَى عَلَيْهِ الحَافِظَانِ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيُّ، وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الرَّازِيُّ صَاحِب السُّدَاسِيَّاتِ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وأربع مائة. 4076- ابن اللبان 2: العَلاَّمَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ ابْنُ المُحَدِّثِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَالِمِ أَصْبَهَانَ النُّعْمَانِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، التَّيْمِيُّ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 382". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 144"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 162"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 38"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 274".

روى عن: ابن المقرىء، وَالمُخَلِّصِ، وَأَحْمَدَ بنِ فِرَاسٍ، وَطَائِفَةٍ. وَلَزِمَ أَبَا بَكْرٍ البَاقِلاَّنِيّ، وَأَبَا حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيَّ، وَبَرَعَ فِي الأُصُوْلِ وَالفُرُوْعِ، وَتلاَ بِالرِّوَايَاتِ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَوَلِيَ قَضَاءَ إِيْذَجَ. عَظَّمَهُ الخَطِيْبُ، وَقَالَ: كَتَبنَا عَنْهُ، وكان أحد أوعية العلم، ثقةً، وجيز بالعبارة مَعَ تَدَيُّنٍ وَعِبَادَةٍ وَوَرَعٍ بَيِّنٍ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: حَفِظتُ القُرْآنَ وَلِي خَمْسُ سِنِيْنَ، وَأُحضِرتُ مَجْلِسَ ابن المقرىء وَلِي أَرْبَعُ سِنِيْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: لَمْ أَرَ أَحسَنَ قِرَاءةً مِنْهُ، أَدرَكَ رَمَضَانَ بِبَغْدَادَ، فَصَلَّى التَّرَاوِيحَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ يُحْيِي بَقِيَّةَ اللَّيْلِ صَلاَةً، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَمْ أَضَعْ جَنْبِي لِلنَّوْمِ فِي هَذَا الشَّهْرِ لَيْلاً وَلاَ نَهَاراً. وَقِيْلَ: إِنَّ القَاضِي أَبَا يَعْلَى الحَنْبَلِيَّ قَرأَ عَلَيْهِ فِي الأُصُوْلِ سِرّاً، وَحَدَّثَ عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ فِي مُعْجَمِهِ، وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَاتِ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَمَاتَ بِأَصْبَهَانَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وأربعين وأربع مائة.

أبو نصر السجزي

4077- أبو نصر السجزي 1: الإِمَامُ العَالِمُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ شَيْخُ السُّنَّةِ، أَبُو نَصْرٍ؛ عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَاتِمِ بنِ أَحْمَدَ، الوَائِلِيُّ البَكْرِيُّ السِّجِسْتَانِيُّ، شَيْخُ الحَرَمِ، وَمُصَنِّفُ "الإِبَانَةِ الكُبْرَى" فِي أَنَّ القُرْآنَ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَهُوَ مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ دَالٌّ عَلَى سَعَةِ عِلمِ الرَّجُلِ بِفَنِّ الأَثَرِ. طَلَبَ الحَدِيْثَ فِي حُدُوْدِ الأَرْبَعِ مائَةٍ، وَسَمِعَ: بِالحِجَازِ وَالشَّامِ وَالعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِرَاسٍ العَبْقَسِيِّ، وَأَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِيِّ، وَالحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِمِ، وَأَبِي الحَسَنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْتِ المُجْبِرِ، وَأَبِي عُمَرَ بنِ مَهْدِيٍّ الفَارِسِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ السُّوْسِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَبِي جَرَادَةَ الحَلَبِيِّ؛ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَحَمْزَةَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ المُهَلَّبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بن محمد ابن مُحَمَّدِ بنِ بَكْرٍ الهِزَّانِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ المِصْرِيِّ، وَأُمَمٍ سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّالُ، وَسَهْلُ بنُ بشر الإسفراييني، وأبو معشر الطبري

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1005"، والعبر "3/ 206"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 271".

المقرىء، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ الحَسَنِ العَلَوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ القَادِرِ بنُ يُوْسُفَ، وَجَعْفَرُ بنُ يَحْيَى الحَكَّاكُ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ، وَخَلْقٌ. وَهُوَ رَاوِي الحَدِيْثِ المُسَلْسَلِ بِالأَوَّلِيَّةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ: سَأَلتُ الحَافِظَ أَبَا إِسْحَاقَ الحَبَّالَ عَنْ أَبِي نَصْرٍ السِّجْزِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الصُّوْرِيِّ، أَيُّهُمَا أَحفَظُ؟ فَقَالَ: كَانَ السِّجْزِيُّ أَحفَظَ مِنْ خَمْسِيْنَ مِثْلِ الصُّوْرِيِّ. ثُمَّ قَالَ إِسْحَاقُ: كُنْت يَوْماً عِنْدَ أَبِي نَصْرٍ السِّجْزِيِّ، فَدُقَّ البَابَ، فَقُمْتُ فَفَتَحتُ، فَدَخَلتِ امْرَأَةٌ، وَأَخرَجَتْ كِيساً فِيْهِ أَلفُ دِيْنَارٍ، فَوَضَعَتْهُ بَيْنَ يَدَي الشَّيْخِ، وَقَالَتْ: أَنْفِقْهَا كَمَا تَرَى! قَالَ: مَا المَقْصُوْدُ؟ قَالَتْ: تَتَزَوَّجُنِي وَلاَ حَاجَةَ لِي فِي الزَّوجِ، لَكِنْ لأَخْدُمَكَ. فَأَمَرَهَا بِأَخذِ الكِيسِ، وَأَنْ تَنْصَرِفَ، فَلَمَّا انَصْرَفَتْ، قَالَ: خَرَجتُ مِنْ سِجِسْتَان بِنِيَّةِ طَلَبِ العِلْمِ، وَمَتَى تَزَوَّجتُ، سَقطَ عَنِّي هَذَا الاسْمُ، وَمَا أوثر عَلَى ثَوَابِ طَلَبِ العِلْمِ شَيْئاً. قُلْتُ: كَأَنَّهُ يُرِيْدُ مَتَى تَزَوَّجَ لِلذَّهَبِ، نَقَص أَجرُهُ، وَإِلاَّ فَلَو تَزَوَّجَ فِي الجُمْلَةِ، لكَانَ أَفضَلَ، وَلَمَّا قَدَحَ ذَلِكَ فِي طَلَبِهِ العِلْمَ، بَلْ يَكُونُ قَدْ عَمِلَ بِمُقتَضَى العِلْمِ، لَكِنَّهُ كَانَ غَرِيْباً، فَخَافَ العَيْلَةَ، وَأَنْ يَتَفَرَّقَ عَلَيْهِ حَالُه عَنِ الطَّلَبِ. قَالَ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ فِي كِتَابِ "الإِبَانَةِ": وَأَئِمَّتُنَا كَسُفْيَانَ، وَمَالِكٍ، وَالحَمَّادَيْنِ، وَابنِ عُيَيْنَةَ، وَالفُضَيْلِ، وَابنِ المُبَارَكِ، وَأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقَ، مُتَّفِقُوْنَ عَلَى أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ فَوْقَ العَرشِ، وَعِلمُه بِكُلِّ مَكَانٍ، وَأَنَّهُ يَنزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَأَنَّهُ يَغضَبُ وَيَرضَى، وَيَتَكلَّمُ بِمَا شَاءَ. تُوُفِّيَ أَبُو نَصْرٍ بِمَكَّةَ، فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، الحُسَيْنِيُّ بِقِرَاءتِي عَلَيْهِ بِالثَّغْرِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيْثٍ سَمِعتُه مِنْهُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيُّ بِبَغْدَادَ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيْثٍ سَمِعتُه مِنْهُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَقِّ اليُوْسُفِيُّ وَهُوَ أول حديث سمعته وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عُلْوَانَ بِبَعْلَبَكَّ، وَعَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ بِنَابُلُسَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُقَرِّبِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ وَهُوَ أول حديث سمع: ناه مِنْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيْثٍ سَمِعتُه مِنْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى المُهَلَّبِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيْثٍ سَمِعتُه مِنْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ بنُ بِلاَلٍ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيْثٍ سَمِعتُه مِنْهُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيْثٍ سَمِعتُه مِنْهُ، حدثنا سفيان بن عيينة وهو أول حَدِيْثٍ سَمِعتُه مِنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوْسٍ؛ مَوْلَىً لِعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الرَّاحِمُوْنَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أهل الأرض، يرحمكم من في السماء" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه الحميدي "591"، وأحمد "2/ 160"، وأبو داود "4941"، والترمذي "1924".

العالي بالله، عبد الله بن الوليد

العالي بالله، عبد الله بن الوليد: 4078- العَالِي بِاللهِ 1: إِدْرِيْسُ بنُ يَحْيَى بنِ عَلِيِّ بنِ حَمُّوْد، العَلَوِيُّ الإِدْرِيْسِيُّ. أَخرجَتْه البَرْبَرُ مِنَ السِّجْنِ، وَملَّكُوهُ بَعْدَ مَصْرَعِ نَجَا الخَادِمِ، وَبَعدَ مَوْتِ أَخِيْهِ الحَسَنِ بنِ يَحْيَى. وَكَانَ العَالِي فِيْهِ رِقَّةٌ وَرَحْمَةٌ، لَكِنَّهُ قَلِيْلُ العَقلِ، يُقرِّبُ السفهاء، ولا يحجب عنهم خطاياه، وكان سيىء التَّدْبِيْرِ، فَمَالتِ البَرْبَرُ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ الإِدْرِيْسِيِّ، فَملَّكُوهُ بِالجَزِيْرَةِ الخَضرَاءِ، وَلقَّبُوهُ بِالمَهْدِيِّ، وَصَارتِ الأَنْدَلُسُ ضُحْكَةً، بِهَا أَرْبَعَةٌ كُلُّ وَاحِدٍ يُدعَى أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فِي مَسِيرَةِ أَرْبَعِ لَيَالٍ، ثُمَّ لَمْ يَتِمَّ أَمرُ المَهْدِيِّ، وَفَجَأَهُ المَوْتُ عَنْ ثمان بنين. وقام بالجزيرة ابْنُهُ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَلَمْ يَتلقَّبْ بِالخِلاَفَةِ. وَقَامَ بَعْدَ العَالِي وَلدُهُ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ مَاتَ بِمَالِقَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ، ثُمَّ رَدُّوا أَبَاهُ إِلَى مَالِقَةَ وَغَرْنَاطَةَ، ثُمَّ قَهَرهُم مَلِكُ إِشْبِيْلِيَةَ المُعْتَضِدُ بنُ عَبَّادٍ، وَزَالَت دَوْلَةُ الإِدْرِيْسِيَّةِ. 4079- عَبْدُ اللهِ بنُ الوليد 2: ابن سعد بن بكر، الإِمَامُ المُفْتِي، أَبُو مُحَمَّدٍ، الأَنْصَارِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، المَالِكِيُّ، نَزِيْلُ مِصْرَ. سَمِعَ: بِقُرْطُبَةَ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِسْحَاقَ القَطَّانِ، وَارْتَحَلَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ، فَأَخَذَ السِّيْرَةَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي زَيْدٍ وَكِتَابَ "الرِّسَالَةِ"، وَأَخَذَ عَنْ أَبِي الحَسَنِ القَابِسِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ دَحْمُوْنَ وَأَخَذَ بِمَكَّةَ عَنْ أَبِي العَبَّاسِ بنِ بُنْدَار الرَّازِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الفَضْلِ جَعْفَرُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ خَلَفٍ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي، وَجَمَاعَةٌ لَقِيَهُمُ السِّلَفِيُّ، وَسَمِعَ: السِّيْرَةَ مِنْ رَجُلٍ عَنْهُ. اتَّفَقَ أَنَّهُ خَرجَ فِي آخِرِ أَيَّامِه إِلَى الشَّامِ، فَتُوُفِّيَ بِهِ بَعْدَ أَشْهُرٍ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وما رأيته روى بالشام شيئًا.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 324"، وتاريخ ابن خلدون "4/ 155". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 275"، والعبر "3/ 216"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 451"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 277".

الخفاف، حكم بن محمد

الخفاف، حكم بن محمد: 4080- الخفاف 1: الشيخ المسند الصدوق، أَبُو القَاسِمِ، عُمَرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، البَغْدَادِيّ الخفَّاف. سَمِعَ: أَبَا حَفْصٍ بنَ الزَّيَّاتِ، وَمُحَمَّدَ بنَ المُظَفَّرِ، وَأَبَا الفَضْلِ الزُّهْرِيَّ، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَقَاضِي المَرسْتَانِ أَبُو بَكْرٍ، وَجَمَاعَةٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلاَ بأس به. 4081- حكم بن محمد 2: ابن حكم بن إفرانك، الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، مُسنِدُ الأَنْدَلُسِ، أَبُو العَاصِ، الجُذَامِيُّ القُرْطُبِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ المُهَنْدِسِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيٍّ التَّمَّارِ، وَعَبْدِ المُنْعِمِ بنِ غَلْبُوْنَ؛ وَتَلاَ عَلَيْهِ، وَيُوْسُفَ بنِ أَحْمَدَ بنِ الدخيل، وأبي محمد ابن أَبِي زَيْدٍ، وَعَبَّاسِ بنِ أَصْبَغَ، وَخَلَفِ بنِ القَاسِمِ، وَهَاشِمِ بنِ يَحْيَى، وَعِدَّةٍ، وَلَقِيَ بِطُلَيْطُلَةَ عَبْدُوْسَ بنَ مُحَمَّدٍ. وكَانَتْ رِحلَتُه وَحجُّهُ فِي سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو مَرْوَانَ الطُّبْنِيُّ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الغَسَّانِيُّ: كَانَ رَجُلاً صَالِحاً، ثِقَةً مُسنِداً، صَلْباً فِي السُّنَّةِ، مُشَدِّداً عَلَى أَهْلِ البِدَعِ، عَفِيْفاً وَرِعاً، صَبُوْراً عَلَى القُلِّ، رَافِضاً للدُّنْيَا، مُهِيناً لأَهلِهَا، يَتمعَّشُ مِنْ بُضَيِّعَةِ حِلٍّ مُضَاربَة مَعَ سفَارٍ، عَاشَ بِضْعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي صَدرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خَلَفٍ: رَأَيْتُ عَلَى نَعشِ حَكَمٍ يَوْمَ دَفنِهِ طُيُوراً تُرفرِفُ لَمْ تُعهدْ بَعْدُ؛ كَالَّذِي رُئِيَ عَلَى نَعشِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بن الفخار.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 276"، والعبر "3/ 223"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 287"؟ 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 149"، والعبر "3/ 213"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 275".

الناصحي، ابن مسكين، الغندجاني

الناصحي، ابن مسكين، الغندجاني: 4082- الناصحي 1: قَاضِي القُضَاةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ النَّاصِحِيُّ، الحَنَفِيُّ، الخُرَاسَانِيُّ. رَوَى عَنْ: بِشْرِ بنِ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ. وَطَالَ عُمُرُهُ، وَعَظُمَ قَدرُهُ، وَكَانَ قَاضِي السُّلْطَانِ مَحْمُوْدِ بنِ سُبُكْتِكِيْنَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ طائفة. 4083- ابن مسكين 2: الإِمَامُ الفَقِيْهُ، أَبُو الحَسَنِ؛ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ صُهَيْبِ بنِ مِسْكِيْنٍ المِصْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبْيَضَ بنِ مُحَمَّدٍ الفِهْرِيِّ صَاحِبِ النَّسَائِيِّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي غَالِبٍ البَزَّازِ، وَمُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَاضِي أَذَنَه أَبِي الحَسَنِ الأَنْطَاكِيِّ، وَابنِ المُهَنْدِسِ. وَكَانَ يُعْرَفُ أَيْضاً بِالزَّجَّاجِ. رَوَى عَنْهُ طَائِفَةٌ، آخرهُم: أَبُو عَبْدِ الله الرازي. 4084- الغندجاني 3: الشَّيْخُ أَبُو أَحْمَدَ، عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الغَنْدَجَانِيُّ. رَاوِي "تَارِيْخِ البُخَارِيِّ" عَنِ الحَافِظِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدَانَ، وَيَروِي أَيْضاً عَنِ المُخَلِّصِ، وَغَيْرِهِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ وَالمُبَارَكُ بنُ الطُّيُوْرِيِّ وَأَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيُّ وآخرون. قال الخطيب: حدث بالتاريخ بعضه بقوله وأرجو أن يكون صدوقًا. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 443". 2 ترجمته في حسن المحاضرة للسيوطي "1/ 403". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 33"، والأنساب للسمعاني "9/ 179"، واللباب لابن الأثير "2/ 390" والعبر "3/ 212"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 276".

الن المعتز، الباقلاني

الن المعتز، الباقلاني: رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ وَالمُبَارَكُ بنُ الطُّيُوْرِيِّ وَأَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيُّ وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخطيب: حدث بالتاريخ بعضه بقوله وأرجو أن يكون صدوقًا. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وأربع مائة. 4085- ابن المعتز: الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ؛ عُبَيْدُ اللهِ بنُ المُعْتَزِّ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْزَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ رَاوِي الأَجزَاءِ الأَرْبَعَةِ مِنْ حَدِيْثِ عَلِيِّ بنِ حُجْرٍ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَضْلِ بنِ خُزَيْمَةَ وَأَبِي الفَضْلِ الفَامِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ الجَوْزَقِيِّ وَحَدَّثَ بِأَصْبَهَانَ وَبَالرَّيِّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ وَإِسْحَاقُ الرَّاشْتِيْنَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خُوْرُوْستَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ؛ وَهُوَ أَخُو مَنْصُوْرٍ شَيْخِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ المؤذن. 4086- الباقلاني 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الصَّادِقُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ إبراهيم بن عيسى البغدادي، الباقلاني، المقرىء. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بنَ مَالِكٍ القَطِيْعِيَّ، وَحُسَيْنَكَ بن علي التميمي، ومحمد ابن إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاقَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبنَا عَنْهُ، وَكَانَ لاَ بَأْسَ بِهِ مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَابْنُ مَاكُوْلاَ، وَابْنُ خَيْرُوْنَ، وَأَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيُّ، وَقَاضِي المَرَسْتَانِ أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ، وَمُسَدَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ علكَانَ الجِيْزِيُّ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم. وَهُوَ راوي أمالي القطيعي والوراق.

_ 1 ترجمته في بغداد "11/ 342"، والعبر "3/ 216"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 278".

ابن حمدان

4087- ابن حمدان 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الثَّبْتُ، أَبُو طَاهِرٍ؛ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْدَانَ، خُرَاسَانِيٌّ، رَحَّالٌ. صَحبَ الحَاكِمَ ابْنَ البَيِّعِ، وَتَخَرَّجَ بِهِ، وَسَمِعَ مِنَ: الحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ الجَوْزَقِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الطِّرَازِيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ الخَفَّافِ وَجَعْفَرِ بنِ فَنَّاكِي بِالرَّيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ السليماني الحافظ ببيكند، ومحمد ابن أَحْمَدَ الغُنْجَارِ، وَأَبِي سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيِّ بِسَمَرْقَنْدَ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ المَالِكِيِّ بِالرَّيِّ، وَأَبِي الفَضْلِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الحَدَّادِيِّ بِمَرْوَ. وَلَهُ تَوَالِيفُ، مِنْهَا: "طُرُقُ حَدِيْثِ الطَّيْرِ". سَمِعَ مِنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ النَّيْسَابُوْرِيُّ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. لَمْ أَقعْ بِوَفَاتِه، وَقَدْ سُقتُ لَهُ فِي "تذكرة الحفاظ" حديثًا من المجالس السلماسية. وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ وَمُحَمَّدٌ ابْنَا حَمْزَةَ سَمَاعاً مِنَ الأَوَّلِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بِالرَّيِّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حدثنا محمد ابن وَهْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الوليد الزبيري، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ،عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ: "اسْتَرْقُوا لَهَا، فَإِنَّ بِهَا النَّظرَةَ" 2. غَرِيْبٌ، فَرد، مُسَلسَلٌ بِالمُحَمَّدِينَ، وهم خمسة عشرة نفسًا.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1000". 2 صحيح: أخرجه البخاري "5739"، ومسلم "2197".

الطفال، العادل

الطفال، العادل: 4088- الطفال 1: الشيخ الإمام الثقة المقرىء مُسنِدُ مِصْرَ أَبُو الحَسَنِ؛ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ السَّرِيِّ النَّيْسَابُوْرِيُّ ثُمَّ المِصْرِيُّ البَزَّازُ التَّاجِرُ المَعْرُوف بِابْنِ الطَّفَّالِ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْ: القَاضِي أَبِي الطَّاهِرِ الذُّهْلِيِّ وأبي الحسن بن حيويه النَّيْسَابُوْرِيِّ وَالحَسَنِ بنِ رَشِيْقٍ وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلَمَةَ الخَيَّاشِ وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ قُتَيْبَةَ وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الأُسْوَانِيِّ وَأَبِي الطَّيِّبِ العَبَّاسِ بنِ أَحْمَدَ الهَاشِمِيِّ وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: سَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ وَأَبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بنُ يَحْيَى المَدِيْنِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ وَالخفرَةُ بِنْتُ مُبَشِّرِ بنِ فَاتِكٍ وَآخَرُوْنَ. قَالَ السِّلَفِيُّ: كَانَ بِمِصْرَ مِنْ مَشَاهيرِ الرُّوَاةِ وَمِنَ الثِّقَاتِ الأَثبَاتِ. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمَاتَتِ الخفرَةُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ: الرازي منه جملةً وافرة. 4089- العادل: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ المُلَقَّبُ بِالعَادِلِ أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ حُسَيْنٍ. وَزَرَ لِلمَلِكِ الرَّحِيْمِ أَبِي نَصْرٍ بنِ أَبِي كَالَيْجَارَ وَكَانَ سَمْحاً جَوَاداً مَهِيْباً عَسُوْفاً سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ. تَنَمَّرَ لَهُ أَبُو نَصْرٍ فَأَهلَكَه؛ طَلَبه إِلَى دَارِه وَقَدْ حَفَرَ لَهُ جُبّاً وَبَسطَ عَلَيْهِ حَصِيرَةً فَتَردَّى فِيْهِ وَطُمَّ عَلَيْهِ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سبع وأربعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 243"، واللباب لابن الأثير "2/ 282"، والعبر "3/ 217"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 278".

أبو الطيب الطبري

أبو الطيب الطبري 4091- أبو الطيب الطبري 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ؛ طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن طاهر بن عُمَرَ الطَّبَرِيُّ الشَّافِعِيُّ فَقِيْهُ بَغْدَادَ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، بِآمُلَ. وَسَمِعَ بِجُرْجَانَ مِنْ: أَبِي أَحْمَدَ بنِ الغِطْرِيْفِ جُزْءاً تَفَرَّدَ في الدنيا بِعُلُوِّهِ وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ مُفقِّهِه أَبِي الحَسَنِ المَاسَرْجَسِيِّ وَبِبَغْدَادَ مِنَ الدَّارَقُطْنِيِّ وَمُوْسَى بنِ عَرَفَةَ وَعَلِيِّ بنِ عُمَرَ السُّكَّرِيِّ وَالمُعَافَى الجَرِيْرِيِّ. واستَوطَنَ بَغْدَادَ، وَدرَّسَ، وَأَفتَى، وَأَفَادَ، وَوَلِيَ قَضَاءَ رُبُعِ الكَرْخِ بَعْدَ القَاضِي الصَّيْمَرِيِّ. وَقَالَ: سِرتُ إِلَى جُرْجَانَ لِلقَاءِ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيِّ، فَقَدمْتُهَا يَوْمَ الخَمِيْسِ، فَدَخَلتُ الحَمَّامَ وَمِنَ الغَدِ لَقِيتُ وَلدَهُ أَبَا سَعْدٍ فَقَالَ لِي: الشَّيْخُ قَدْ شَرِبَ دَوَاءً لِمَرضٍ وَقَالَ لِي: تَجِيْءُ غَداً لِتَسمَعَ: مِنْهُ. فَلَمَّا كَانَ بَكرَةُ السَّبتِ غَدَوتُ فَإِذَا النَّاسُ يقولون: مات الإسماعيلي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 358"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 198"، والأنساب للسمعاني "8/ 207"، واللباب لابن الأثير "2/ 274"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 512"، والعبر "3/ 222"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 63"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 284".

قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ شَيْخُنَا أَبُو الطَّيِّبِ وَرِعاً عَاقِلاً عَارِفاً بِالأُصُوْلِ وَالفُرُوْعِ مُحَقِّقاً حَسَنَ الخُلُقِ صَحِيْحَ المَذْهَبِ اختَلَفتُ إِلَيْهِ وَعلَّقتُ عَنْهُ الفِقْهَ سِنِيْنَ. قِيْلَ: إِنَّ أَبَا الطَّيِّبِ دَفَعَ خُفّاً لَهُ إِلَى مَنْ يُصْلِحُهُ فَمَطَلَه وَبَقِيَ كُلَّمَا جَاءَ نَقَعَهُ فِي المَاءِ وَقَالَ: الآنَ أُصلِحُهُ. فَلَمَّا طَال ذَلِكَ عَلَيْهِ قَالَ: إِنَّمَا دَفَعتُهُ إِلَيْكَ لِتُصلِحَه لاَ لِتُعَلِّمَهُ السِّباحَةَ. قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ المُؤَدِّبَ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ البَافِيَّ يَقُوْلُ: أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَريُّ أَفقَهُ مِنْ أَبِي حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ. وَسَمِعْتُ أَبَا حَامِدٍ يَقُوْلُ: أَبُو الطَّيِّبِ أَفقَهُ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ البافي. قَالَ القَاضِي ابْنُ بَكْرَانَ الشَّامِيُّ: قُلْتُ لِلْقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ شَيْخِنَا وَقَدْ عُمِّر: لَقَدْ مُتِّعتَ بِجَوَارِحِكَ أَيُّهَا الشَّيْخُ! قَالَ: وَلِمَ؟ وَمَا عَصَيتُ اللهَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهَا قَطُّ. أَوْ كَمَا قَالَ. قال غير واحد: سمع: نا أَبَا الطَّيِّبِ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ: أَرَأَيْتَ مَنْ رَوَى أَنَّكَ قُلْت: نَضَّرَ اللهُ امْرَءاً سَمِعَ: مَقَالَتِي فَوَعَاهَا"1 أَحقٌّ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي "الطَّبَقَاتِ": وَمِنْهُم شَيْخُنَا وَأُسْتَاذُنَا القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ تُوُفِّيَ عَنْ، مائَةٍ وَسنتينَ لَمْ يَختَلَّ عَقلُهُ وَلاَ تَغيَّرَ فَهمُهُ يُفْتِي مَعَ الفُقَهَاءِ وَيَستدرِكُ عَلَيْهِمُ الخطأ،

_ 1 صحيح: ورد من حديث جبير بن مطعم: أخرجه أحمد "4/ 80 و 82"، وابن ماجه "231"، والدارمي "1/ 74 - 75"، والحاكم "1/ 87"، وابن حبان في "المجروحين" "1/ 4 -5"، والطبراني في "الكبير" "1541"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" "1/ 41"، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" "ص 18" من طرق عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن محمد جبير بن مطعم، عن أبيه، به. ورواه الطبراني "1544"، والحاكم "1/ 86 - 87" من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، به. وتمام الحديث: "نضر الله امرأ سمع مقالتي، فوعاها، ثم أداها إلى من لم يسمعها، فرب حامل فقه لا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه". وإسناد الحديث ضعيف، آفته ابن إسحاق، فهو مدلس، وقد عنعنه. وورد من حديث زيد بن ثابت: عند أحمد "5/ 183"، وأبو داود "3660"، والترمذي "2656"، وابن ماجة "230"، والدارمي "1/ 175"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" "1/ 39"، وابن أبي عاصم في "السنة "94". وورد من حديث أنس بن مالك: عند ابن ماجه "236"، وأحمد "3/ 225".

وَيَقْضي وَيَشهَدُ وَيَحضُرُ المَوَاكِبَ إِلَى أَنْ مَاتَ. تَفَقَّهَ بِآمُلَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الزَّجَّاجِيّ صَاحِبِ أَبِي العَبَّاسِ بنِ القَاصِّ. وَقَرأَ عَلَى أَبِي سَعْدٍ بنِ الإِسْمَاعِيْلِيِّ وَأَبِي القَاسِمِ بنِ كَجَّ بِجُرْجَانَ ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى أَبِي الحَسَنِ المَاسَرْجِسِيِّ وصحبه أربع سنين وَحَضَرَ مَجْلِسَ أَبِي حَامِدٍ وَلَمْ أَرَ فِيْمَنْ رَأَيْتُ أَكمَلَ اجْتِهَاداً وَأَشَدَّ تَحْقِيْقاً وَأَجوَدَ نَظراً مِنْهُ. شَرَحَ مُخْتَصَرَ المُزَنِيِّ وَصَنَّفَ فِي الخلاَفِ وَالمَذْهَبِ وَالأُصُوْلِ وَالجَدَلِ كُتُباً كَثِيْرَةً لَيْسَ لأَحَدٍ مِثْلَهَا لاَزمتُ مَجْلِسَه بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَدَرَّسْتُ أَصْحَابَهُ فِي مَسْجِدِه سِنِيْنَ بِإِذْنِهِ وَرَتَّبَنِي فِي حَلْقَتِهِ وَسَأَلَنِي أَنْ أَجلِسَ لِلتَّدرِيسِ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ فَفَعلتُ. قُلْتُ: مِنْ وُجُوهِ أَبِي الطَّيِّبِ فِي المَذْهَبِ أَنَّ خُرُوْجَ المَنِيِّ يَنْقُضُ الوُضُوْءَ. وَمِنْهَا أَنَّ الكَافِرَ إِذَا صَلَّى فِي دَارِ الحَرْبِ فَصَلاَتُه إِسْلاَمٌ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَابْنُ بَكْرَانَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الآبَنُوْسِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الشِّيْرَازِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ الطُّيُوْرِيِّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ المهدي، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ العُكْبَرِيُّ، وَأَبُو العِزِّ بنُ كَادِش وَأَبُو المَوَاهِبِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُلُوْكٍ وَهِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي الأَنْصَارِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: مَاتَ صَحِيْحَ العَقلِ ثَابِتَ الفَهْمِ، فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ مائَةٌ وَسَنَتَانِ، رحمه الله.

الطبقة الرابعة والعشرون

الطبقة الرابعة والعشرون: السعدي، النوقاني: 4092- السعدي 1: الإِمَامُ البَارعُ، القَاضِي، أَبُو الفَضْلِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، البَغْدَادِيُّ الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ نَزِيل مِصْرَ وَرَاوِي مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ لِلْبَغَوِيِّ عَنِ، ابْنِ بَطَّةَ العُكْبَرِيِّ. وَسَمِعَ: أَبَا الفَضْلِ الزُّهْرِيَّ وَمُوْسَى بنَ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ السِّمْسَارَ وَأَبَا بَكْرٍ بنَ شَاذَانَ وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص وَابْنَ زُنْبُوْر وَسَمِعَ: أَبَا عَبْدِ اللهِ الجُعْفِيّ الهَرَوَانِيّ وَغَيْرَهُ بِالكُوْفَةِ وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ جُمَيْع بِصَيْدَا وَحَامِدَ بنَ إِدْرِيْسَ بِالمَوْصِل وَأَبَا مُسْلِمٍ الكَاتِبَ بِمِصْرَ. وَأَملَى مَجَالِسَ، وَأَشغل، وَهُوَ مِنْ تَلاَمِذَةِ أَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: سَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسفرَايينِيّ وَعَلِيّ بن مكي الأزدي وأبو نَصْرٍ الطُّرَيْثِيْثِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الرَّازِيّ وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ كتب عَنْهُ شَيْخُه الحَافِظ عَبْدُ الغَنِيِّ وَمَاتَ قَبْلَهُ بدَهْر. مَاتَ أَبُو الفَضْلِ السَّعْدِيُّ: فِي شَعْبَانَ وَقِيْلَ: فِي شَوَّال- سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، فِي عشر الثمانين. 4093- النوقاني 1: الإِمَامُ أَبُو مَنْصُوْرٍ؛ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد بنِ أَبِي بَكْرٍ رَاوِي سُنَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْهُ سَمِعَهُ مِنْهُ بِفَوْتٍ قَلِيْلٍ مُعَيَّنٍ فِي النُّسْخَةِ: الفضل ابن مُحَمَّدٍ الأَبِيوَرْدِيُّ العَطَّارُ بِنَيْسَابُوْرَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وأربع مائة والفوت جزآن فسمع: هما مِنْ أَبِي عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيِّ بِإِجَازَتِهِ مِنَ الدَّارَقُطْنِيِّ. قال أبو سعد السَّمْعَانِيّ: كَانَ ثِقَةً، فَاضِلاً، مُكْثِراً. مَاتَ سَنَةَ ثمان وأربعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 197"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "652"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 403"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 267". 2 ترجمته في تبصير المنتبه "1/ 143".

ابن المأموني، حجاج بن القاسم، منصور بن عمر

ابن المأموني، حجاج بن القاسم، منصور بن عمر: 4094- ابْنُ المَأْمُوْنِيِّ 1: القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِشَامٍ الرعيني، السبتي، المالكي، الفَقِيْهُ، عُرِفَ: بِابْنِ المَأْمُوْنِيِّ. أَخَذَ عَنْ: عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن العَجُوْز وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الشَّيْخ وَأَبِي مُحَمَّدٍ البَاجِي وَحَجَّ وَسَمِعَ: بِمِصْرَ من الحافظ عبد الغني وعبد الوهاب ابن مُنِيْر. تصدَّر بِالمرِيَّة لِلإِقْرَاءِ وَالفِقْه. رَوَى عَنْهُ: أبو المطرف الشعبي وأبو بكر بن صَاحِب الأَحباس القَاضِي وَغَانِمٌ المَالقِي وَوَلَده حجَّاج. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَلَدُهُ: 4095- حجاج بن القاسم 2: الحَافِظُ، المُحَدِّثُ، أَبُو مُحَمَّدٍ. سَمِعَ: مِنْ أَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ المُطَّوِّعِيّ. وَحَدَّثَ "بصَحِيْح البُخَارِيّ". وَكَانَ رَأْسَ العُلَمَاء، بِالمَرِيَّة ثُمَّ تَحَوَّل إِلَى سَبْتَةَ. رَوَى عَنْهُ: القَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ طَرِيْف، وَأَبُو القاسم بن العجوز. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَع مائَة. ذكرتُهُ تبعًا للأب. 4096- منصور بن عمر 3: ابن علي، العَلاَّمَةُ أَبُو القَاسِمِ البَغْدَادِيُّ، الكَرْخِيُّ، الشَّافِعِيُّ. ذكره أَبُو إِسْحَاقَ فِي "طَبَقَات الفُقَهَاء" فَقَالَ: وَمِنْهُم شَيْخُنَا أَبُو القَاسِمِ الكَرْخِيّ تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِيّ، وَلَهُ عَنْهُ تَعليقَةٌ، وَصَنَّفَ فِي المَذْهَب كِتَاب "الغُنْيَة" وَدرَّس بِبَغْدَادَ. قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْ، أَبِي طَاهِرٍ المُخَلِّص وَأَبِي القَاسِمِ الصَّيْدَلاَنِيِّ. رَوَى عَنْهُ الخَطِيْبُ، وَقَالَ: هُوَ مِنْ أَهْلِ كَرْخَ جِدَّانَ تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سبع وأربعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 470". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 152"، وستأتي ترجمته في الجزء الثاني عشر برقم ترجمة عام "4360". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 87"، والأنساب للسمعاني "10/ 393"، "الكرخي"، وطبقات الفقهاء للشيرازي 129 - 130".

الخوارزمي، ابن مأمون

الخوارزمي، ابن مأمون: 4097- الخوارزمي 1: العَلاَّمَةُ أَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ علي بن نمير الخوارزمي الشَّافِعِيُّ الضَّرِيرُ أَحَدُ أَئِمَّةِ المَذْهَبِ بِبَغْدَادَ وَتِلْمِيْذُ الشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ. قَالَ الخَطِيْبُ: دَرَّس وَأَفتَى وَلَمْ يَكُنْ بَعْدَ القَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ أَحَدٌ أَفْقَهَ مِنْهُ. رَوَى عَنْ: عُبَيدِ اللهِ بن أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيّ. كَتَبْتُ عَنْهُ وَتُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَكَانَ يُقَدَّمُ عَلَى مَنْصُوْرٍ الكَرْخِيّ وَأَبِي نَصْرٍ النَّابتِي. 4098- ابْنُ مأمون: الشَّيْخُ العَالِمُ الأَدِيْبُ، الصَّادِقُ، أَبُو غَانِمٍ حُمَيْدُ بنُ المَأْمُوْنِ بنِ حُمَيْدِ بنِ رَافِعٍ القَيْسِيُّ الهَمَذَانِيُّ النَّحْوِيُّ رَاوِي كِتَابِ الأَلقَابِ عَنْ، مُؤَلِّفِهِ أَبِي بَكْرٍ الشِّيرَازِيِّ. وَرَوَى أَيْضاً عَنْ، أَبِي بَكْرٍ بنِ لاَل، وَأَحْمَد بن تُرْكَانَ، وَعَلِيِّ بن أَحْمَدَ البَيِّع، وَأَبِي عُمَرَ بن مَهْدِيٍّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البَصِيْر الرَّازِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ بن جَهْضَم، وَعِدَّة. قَالَ شِيْرَوَيْه: مَا أَدْرَكتُه وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الفَضْلِ القُوْمَسَانِي وَابْنُ ممَان وَأَحْمَدُ بنُ عُمَرَ البَيِّع وَعَامَّةُ مَشَايِخِي وَسَمِعَ: مِنْهُ كُهُولُنَا وَهُوَ صَدُوْقٌ مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: وأجاز لعبد المنعم بن القشيري.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 71"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 63 - 64".

ابن مسرور، القادسي

ابن مسرور، القادسي: 4099- ابن مسرور 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الصَّالِحُ القُدْوَةُ الزَّاهِدُ مُسْنَدُ خُرَاسَان أَبُو حَفْصٍ؛ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَسْرُوْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ. سَمِعَ: أَبَا عَمْرٍو إِسْمَاعِيْلَ بن نُجَيْد وَبِشْرَ بنَ أَحْمَدَ الإِسفرَايينِيّ وَأَبَا سهلٍ الصُّعلوكِي وَحُسَيْنَ بن عَلِيٍّ التَّمِيْمِيّ وَأَبَا عَمْرٍو بنَ حَمْدَان وَالحَافِظَ أَبَا أَحْمَد الحَاكِم وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ البَالَوِي وَمُحَمَّدَ بن حُسَيْنٍ السِّمْسَار وَمُحَمَّدَ بن أَحْمَدَ الْمَحْمُودِي وَأَبَا نَصْر بنَ أَبِي مَرْوَانَ الضَّبِّيّ وَمُحَمَّدَ بنَ عُبَيْد اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ بَالويه وَأَبَا بَكْرٍ بنَ مهرَان المُقْرِئ وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ البَحيرِي وَأَحْمَد بن إِبْرَاهِيْمَ العَبْدُوِي وَمُحَمَّدَ بن الفَضْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خُزَيْمَة وَأَبَا منصور محمد بن محمد بن سمع: ان وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: عُبَيْد اللهِ بنُ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَلَمُويه وَسَهْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَسْجِدِي وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفرَاوِيّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي بَكْرٍ القَارِئ وَتَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ الجُرْجَانِيّ وَهِبَةُ اللهِ بن سَهْلٍ السَّيِّدي وَآخَرُوْنَ. قَالَ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: هُوَ أَبُو حَفْصٍ الماوردي الفامي الزَّاهِدُ الفَقِيْه كَانَ كَثِيْرَ العِبَادَة وَالمُجَاهِدَة وَكَانَ المَشَايِخ يَتبركُوْن بدُعَائِهِ. عَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً وَتُوُفِّيَ في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وأربع مائة رحمه الله. 4100- القادسي 2: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ القَادسِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ البَزَّازُ. أَملَى مَجَالِسَ بِجَامِع المَنْصُوْر عَنْ: أَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ وَأَبِي بَكْرٍ الوَرَّاق وَأَبِي بَكْرٍ بنِ شَاذَان. وَعَنْهُ: أَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ وَقَالَ: كَانَ يَسْمع: لِنَفْسِهِ وَلَهُ سَمَاعٌ صَحِيْح مِنْهُ جُزْء الكُدَيْمِيّ وَجزءٌ مِنْ حَدِيْثِ القَعْنَبِيّ وَأَجزَاء مِنْ "مُسْنَد الإِمَام أَحْمَد"، سمِعنَا مِنْهُ. قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا جُزء الكُدَيْمِيّ مِنْ طرِيقِ أُبي عَنْهُ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: حضَرتُه يَوْماً وَطَالبتُهُ بِأُصُوْله فَدَفَعَ إِلَيَّ عَنِ، ابْنِ شَاذَان وَغَيْرهِ أُصُوْلاً صَحِيْحَة فَقُلْتُ: أَرنِي أَصلك عَنِ، القَطِيْعِيّ فقال: أَنَا لاَ يُشَكُّ فِي سَمَاعِي مِنَ القَطِيْعِيّ سمع: نا مِنْهُ خَالِي هِبَةُ اللهِ المفسرُ المُسْنَد كُلَّه. فَقُلْتُ: لاَ تَروِ هَا هُنَا شَيْئاً إلَّا بَعْدَ أَنْ تُحضِرَ أُصُوْلَكَ. فَانقطع وَمَضَى إِلَى مَسْجِد بَرَاثَا فَأَملَى فِيْهِ وَكَانَتِ الرَّافِضَّةُ تجتمعُ هُنَاكَ فَقَالَ لَهُم: مَنَعَتنِي النَّوَاصبُ أَنْ أَروِيَ فِي جَامِع المَنْصُوْر فَضَائِل أَهْل البَيْت. ثُمَّ اجْتَمَع عَلَيْهِ فِي مَسْجِد الشَّرْقِيَّة الروَافضُ وَلهُم إِذْ ذَاكَ قُوَّةٌ وَحَمِيَّتُهُم ظَاهِرَةٌ فَأَملَى عَلَيْهِم العَجَائِبَ مِنَ المَوْضُوْعَات فِي الطعنِ عَلَى السَّلَف. قُلْتُ: مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَمَاتَ فِي العَامِ قَبْلَهُ.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 216 - 217"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 278". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 16- 17"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 80"، والأنساب للسمعاني "10/ 10" والعبر "3/ 212"، وميزان الاعتدال "1/ 529"، ولسان الميزان "2/ 264"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 275".

أحمد بن محمد بن عبدوس الزعفراني، الأهوازي

أحمد بن محمد بن عبدوس الزعفراني، الأهوازي: 4101- أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْسٍ الزَّعْفَرَانِيُّ 1: أَبُو الحَسَنِ؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدُوْسٍ الزَّعْفَرَانِيُّ المُؤَدِّبُ بِبَغْدَادَ. رَوَى عَنِ: القَطِيْعِيّ وَابْن مَاسِي. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ مِنْ سماعه الصحيح وعاش تسعًا وثمانين سنة. 4102- الأهوازي 2: قَدْ ذَكَرْتُهُ فِي "التَّارِيْخِ" وَفِي "طَبَقَاتِ القُرَّاءِ" وَفِي "مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ" مُسْتوفَىً فَلْنَذْكُرْهُ مُلَخَّصاً. كَانَ رَأْساً فِي القِرَاءات، مُعَمِّراً، بعيدَ الصِّيْت صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَرحلَةٍ وَإِكثَار، وَلَيْسَ بِالمُتْقِن لَهُ وَلاَ المُجَوِّدُ بَلْ هُوَ حَاطِبُ ليلٍ وَمَعَ إِمَامتِهِ فِي القِرَاءات فَقَدْ تُكُلِّمَ فِيْهِ وَفِي دعَاويه تِلْكَ الأَسَانِيْدَ العَالِيَة. وَهُوَ الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، مُقْرِئُ الآفَاق، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزدَادَ بن هُرْمُزَ الأَهْوَازِيُّ نَزِيْلُ دِمَشْقَ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 380". 2 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "9/ 34"، وميزان الاعتدال "1/ 512"، ولسان الميزان "2/ 237" وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 274".

وَزَعَمَ أَنَّهُ تَلاَ عَلَى عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الغضَائِرِي مَجْهُولٌ لاَ يُوثَقُ بِهِ ادَّعَى أَنَّهُ قرَأَ عَلَى الأُشناني وَالقَاسِم المَطَرز وَذَكَرَ أَنَّهُ تلا لِقَالُوْنَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة بِالأَهْوَازِ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ فَيْرُوْز عَنِ، الحَسَنِ بنِ الحُبَاب وَأَنَّهُ قرَأَ عَلَى شَيْخٍ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ بنِ سَيْف وَعَلِي الشَّنَبُوذِيّ وَأَبِي حَفْصٍ الكَتَّانِي وَجَمَاعَة قَبْل التِّسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: نَصْر بن أَحْمَدَ المُرجِي؛ صَاحِب أَبِي يَعْلَى وَمِنَ المُعَافَى الجَرَيْرِيّ وَالكتَّانِي وَعِدَّة. وَلحق بِدِمَشْقَ عَبْد الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ وَأَنَّهُ سَمِعَ: بِمِصْرَ مِنْ أَبِي مُسْلِم الكَاتِب وَيَرْوِي العَالِي وَالنَّازل وَخطه رَدِيء الْوَضع جمع سيرةً لمعاوية ومسندًا فِي بَضْعَةَ عشر جُزْءاً حشَاهُ بِالأَبَاطيل السَّمجَة. تَلاَ عَلَيْهِ الهُذَلِيُّ، وَغُلاَم الهَرَّاس، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الأَشْعَثِ السَّمَرْقَنْدِيّ وَأَبُو الحَسَنِ المصِّينِي وَعَتِيْقٌ الردائي وأبو الوحش سبيع ابن قيراط وخلق. وَحَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ وَالكَتَّانِي، وَالفَقِيْهُ نَصْرٌ المَقْدِسِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ الحِنَّائِي، وَأَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب وَوَثَّقَهُ، وَبَالإِجَازَة أَبُو سَعْدٍ بنُ الطُّيُورِيّ. وَأَلَّفَ كِتَاباً طَوِيْلاً فِي الصِّفَات؛ فِيْهِ كَذِبٌ وَمِمَّا فِيْهِ حَدِيْث عَرَقِ الْخَيل وَتِلْكَ الفضَائِح فَسبَّه عُلَمَاء الكَلاَم وَغَيْرهُم. وَكَانَ يَنَالُ مِنِ ابْنِ أَبِي بِشْرٍ وَعلَّق فِي ثَلْبِهِ وَالله يَغْفِرُ لَهُمَا. قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: كَانَ عَلَى مَذْهَب السَّالمِيَّة؛ يقول بالظاهر ويتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي رَأْيه. وَسَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ بنَ قُبَيْسٍ عَنْ، أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا ظهر مِنْ أَبِي عليٍّ الإِكثَارُ مِنَ الروَايَات فِي القِرَاءات اتُّهِمَ فَسَارَ رشَأُ بنُ نَظيف وَابْنُ الفُرَاتِ وَقَرَؤُوا بِبَغْدَادَ عَلَى الَّذِيْنَ رَوَى عَنْهُم الأَهْوَازِيّ وَجَاؤُوا فَمَضَى إليهم أبو علي وسألهم أن يروه الإِجَازَاتِ فَأَخَذَهَا وَغَيَّر أَسْمَاءَ مَنْ سَمَّى ليستُرَ دعوَاهُ فَعَادت عَلَيْهِ بركَةُ القُرْآن فَلَمْ يُفْتَضَحْ وَعُوتِبَ رَجُل فِي القِرَاءةِ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَقرَأ عَلَيْهِ لِلْعِلْمِ وَلاَ أُصدقه فِي حَرْفٍ. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِي: اجْتَمَعتُ بِهِبَةِ اللهِ اللاَّلْكَائِيّ فَسَأَلنِي: مَنْ بِدِمَشْقَ؟ فَذَكَرت مِنْهُم الأَهْوَازِيّ فَقَالَ: لَوْ سَلِمَ مِنَ الروَايَات فِي القِرَاءات. ثُمَّ قَالَ الكَتَّانِي: وَكَانَ مُكْثِراً مِنَ الحَدِيْثِ وَصَنَّفَ الكَثِيْر فِي القِرَاءات وَفِي أَسَانِيْدهَا لَهُ غَرَائِبُ يذكر أَنَّهُ أَخَذَهَا رِوَايَةً وَتِلاَوَةً. وَمِمَّنْ وَهَّاهُ ابْنُ خَيْرُوْنَ. وَقَالَ الدَّانِي: أَخَذَ القِرَاءات عَرْضاً وَسَمَاعاً مِنْ أَصْحَابِ ابْن شَنَبُود وَابْنِ مُجَاهِد. قَالَ: وَكَانَ وَاسِع الرِّوَايَة حَافِظاً ضَابطاً، أَقرَأَ دهرًا بدمشق.

قُلْتُ: فِي نَفْسِي أُمُوْرٌ مِنْ علُوِّهِ فِي القِرَاءات. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر: عقيب حَدِيْثٍ كذِبٍ: الأَهْوَازِيّ مِتَّهم. قُلْتُ: الحَدِيْثُ أَنْبَأَني بِهِ ابْنُ أَبِي الخَيْرِ عَنِ، ابْنِ بَوْش عَنْ، أَحْمَدَ ابن عبد الجَبَّار عَنِ، الأَهْوَازِيّ حَدَّثَنَا، أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَطرَابُلُسِيّ عَنْ، عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ القَاضِي عَنِ، البَغَوِيّ عَنْ، هُدْبَةَ عَنْ، حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ عَنْ، وَكِيْع بنِ عُدَس عَنْ، أَبِي رَزِيْنٍ عَنِ، النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "رأيت رَبِّي بِمِنَىً عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ عَلَيْهِ جُبَّة". وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر فِي "تَبيين كذب المفترِي": لاَ يَسْتَبعدنَّ جَاهِلٌ كَذِبَ الأَهْوَازِيّ فِيمَا أَوْرَدَهُ مِنْ تِلْكَ الحِكَايَات فَقَدْ كَانَ مِنْ أَكذبِ النَّاسِ فِيمَا يَدَّعِي مِنَ الروَايَاتِ فِي القِرَاءاتِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المِلحِي: كُنْت عِنْد رَشَأُ بن نَظيف فِي دَارِهِ عَلَى بَابِ الجَامِع فَاطَّلع مِنْهَا وَقَالَ: قَدْ عبر رَجُلٌ كَذَّابٌ. فَاطَّلعتُ فَوَجَدتُهُ الأَهْوَازِيّ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيّ: قَالَ لَنَا أَبُو بكر الخطيب: أبو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ كَذَّابٌ فِي القِرَاءاتِ وَالحَدِيْثِ جَمِيْعاً. قُلْتُ: يُرِيْد تركيبَ الإِسْنَادِ وَادِّعَاء اللِّقَاءِ أَمَّا وَضَع حُرُوف أَوْ متُوْن فَحَاشَا وَكلاَّ مَا أُجوز ذَلِكَ عَلَيْهِ وَهُوَ بَحرٌ فِي القِرَاءاتِ تلقَّى المُقْرِئون تَوَالِيفه وَنَقْلَه لِلفنِّ بِالقَبُولِ وَلَمْ يَنْتقدُوا عَلَيْهِ انتقَاد أَصْحَاب الحَدِيْث كَمَا أَحْسَنُوا الظَّنَّ بِالنقَاش وَبِالسَّامرِيّ وَطَائِفَة رَاجُوا عَلَيْهِم. تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ سَامَحَهُ اللهُ فِي رَابع ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.

الأزجي، عبد الغافر بن محمد

الأزجي، عبد الغافر بن محمد: 4103- الأزجي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ المُفِيْدُ، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العزيز بن علي ابن أَحْمَدَ بنِ الفَضْلِ بنِ شَكَّرَ البَغْدَادِيُّ، الأَزَجِيُّ. سَمِعَ الكَثِيْر مِنِ: ابْنِ كَيْسَان، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ العَسْكَرِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ ابْن لُؤْلُؤ، وَأَبِي سعيد الحرفي، وعبد العزيز الخرقي، ومحمد ابن أَحْمَدَ الجَرجَرَائِيّ المُفِيْد، وَابْنِ المُظفر، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَخَلْق. وَعُنِي بِالحَدِيْثِ. رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ وَالقَاضِي أَبُو يَعْلَى وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَبْعُوْنَ القَيْرَوَانِيّ وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الكَاشْغَرِيّ وَحَمْدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الهَمَذَانِيّ وَالمُبَارَكُ بنُ الطُّيُوْرِيّ وَخَلْق. لَهُ مصَنّف فِي الصِّفَاتِ لَمْ يُهَذِّبْهُ. قَالَ الخَطِيْبُ: كتبنَا عَنْهُ وَكَانَ صَدُوْقاً كَثِيْرَ الكِتَاب. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَتُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. 4104- عَبْدُ الغَافِرِ بن محمد 2: ابن عبد الغافر بن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ؛ الشَّيْخُ الإِمَامُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ الصَّالِحُ أَبُو الحُسَيْنِ الفَارِسِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَمْرَوَيْه الجُلُوديُّ ب "صَحِيْح مُسْلِم" سَمِعَهُ مِنْهُ سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عن، الإمام أبي سليمان الخطابي بغريب الحَدِيْث لَهُ وَحَدَّثَ عَنْ، بِشْرِ بنِ أَحْمَدَ الإِسفرَايينِيّ وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ مِيكَال وَكَانَ يُمكنه السَّمَاعُ مِنْ أَبِي عَمْرٍو بنِ نُجيد وَأَبِي عَمْرٍو بنِ مَطَر، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: نَصْرُ بنُ الحَسَنِ التُنْكَتِي وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الطَّبرِيّ وَعبيدُ الله بن أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ وَعبدُ الرَّحْمَن بن أَبِي عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الصَّاعدي الفَرَاوِيّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي بَكْرٍ القَاري وَفَاطِمَةُ بِنْتُ زَعْبَل العَالِمَة وَآخَرُوْنَ. قَالَ حَفِيْدُهُ الحَافِظُ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عبدِ الغَافِر: هُوَ الشَّيْخ الجَدُّ، الثِّقَةُ، الأَمِيْن الصَّالِح الصَّيِّنُ الدَّيِّن الْمَحْظُوظ مِنَ الدُّنْيَا وَالِدّين الملحوظُ مِنَ الحَقِّ تَعَالَى بِكُلِّ نُعمَى كَانَ يَذكر أَيَّام أَبِي سهلٍ الصُّعلوكِيّ وَيَذكُره وَمَا سَمِعَ: مِنْهُ شَيْئاً وَسَمِعَ: مِنَ الخَطَّابِيّ بِسَبَب نُزوله عِنْدَهُم حِيْنَ قَدِمَ نَيْسَابُوْر وَلَمْ تَكن مسموعَاتُهُ إلَّا مِلءَ كُمَّين مِنَ الصَّحِيْح وَالغَرِيْب وَأَعدَادٍ قَلِيْلَةٍ مِنَ المتفرِّقَات مِنَ الأَجزَاءِ وَلَكِنَّهُ كَانَ محظوظاً مجدوداً فِي الرِّوَايَة حَدَّثَ قَرِيْباً مِنْ خَمْسِيْنَ سَنَةً مُنفرداً عَنْ، أَقرَانِهِ مَذكوراً مَشْهُوْراً فِي الدُّنْيَا مقصوداً مِنَ الآفَاق سَمِعَ: مِنْهُ الأَئِمَّةُ وَالصُّدُوْر وَقَدْ قرَأَ عَلَيْهِ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيّ الحَافِظ صَحِيْح مُسْلِم نَيِّفاً وَثَلاَثِيْنَ مرَّة وَقرَأَه عَلَيْهِ أَبُو سَعْدٍ البَحِيرِيّ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ مرَّة هَذَا سِوَى مَا قرَأَهُ عَلَيْهِ المشَاهيرُ مِنَ الأَئِمَّةِ. اسْتكمل خَمْساً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَطعنَ في السادسة

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 468"، والأنساب للسمعاني "1/ 197"، واللباب لابن الأثير "1/ 46"، والعبر "3/ 206"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 271". 2 ترجمته في العبر "3/ 216"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 277".

وَالتِّسْعِيْنَ، وَأَلحق الأَحفَاد بِالأَجدَاد، وَعَاشَ فِي النِّعمَة عزِيزاً مُكرَّماً فِي مُروءةٍ وَحِشْمَة إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي خَامِسِ شَوَّال سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة بِنَيْسَابُوْرَ. وفيهَا مَاتَ شَيْخُ الشَّافِعِيَّة مَعَ القَاضِي أَبِي الطَّيب أَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نُمَيْر الخُوَارَزْمِيّ الضّرِير وَالفَقِيْهُ عَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ الأَنْدَلُسِيّ بِمِصْرَ وَالزَّاهِد أَبُو حَفْصٍ بنُ مَسْرُوْر وَعَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَاقِلاَّنِيّ وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الطَّفَّال وَالزَّاهِدُ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ ابْنِ التَّرْجُمَان بغزَة وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ بشران والمفتي أبو الفرج محمد ابن عبد الواحد الدارمي الشافعي.

الخولاني، ابن الصباغ

الخولاني، ابن الصباغ: 4105- الخولاني 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الثَّبْتُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدِ بنِ غَلْبُوْنَ الخَوْلاَنِيُّ القُرْطُبِيُّ؛ وَالِدُ المُسْنِدِ أَبِي عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ. كَانَ أَحَدَ عُلَمَاءِ الأَثَرِ بقُرْطُبَة. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَعَمِّه أَبِي بَكْرٍ وَأَبِي مُحَمَّدِ بن أسد وأحمد بن القَاسِم التَّاهَرْتِيّ وَأَبِي عُمَرَ بنِ الجَسُور وَأَبِي عُمَرَ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ البَاجِي وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي زَمَنِيْنَ وَأَبِي المُطَرِّف بن فُطَيْس، وَخَلْق. وَكَانَ مَعْنِيَّا بِالحَدِيْثِ وَجَمْعِهِ، ثِقَةً ثَبْتاً صَيِّناً خَيِّراً. عَاشَ سِتَّا وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ وَجَمَاعَة. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان وأربعين. 4106- ابن الصباغ 2: مُفْتِي الشَّافِعِيَّةِ أَبُو طَاهِرٍ؛ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ البَيِّعُ ابْنُ الصَّبَّاغِ. سَمِعَ: أَبَا حَفْصٍ بنَ شَاهِيْنٍ وَالمُعَافَى بنَ طَرَارَا، وَابْنَ حَبَابَة، وَعِدَّةً. وَتَفَقَّهَ بِالشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ. وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ وَلَدُهُ أَبُو نَصْرٍ؛ صَاحِبُ "الشَّامِلِ". قَالَ الخَطِيْبُ: كتبنَا عَنْهُ وَكَانَ ثِقَةً له حلقة للفتوى مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: ورَوَى عَنْهُ أُبي النَّرْسِيُّ.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 535". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 362"، والأنساب للسمعاني "2/ 372"، واللباب لابن الأثير "1/ 199" وستأتي ترجمته عند ذكر ولده في الجزء الثاني عشر برقم ترجمة عام "4333".

أبو العلاء

4107- أبو العلاء 1: هُوَ الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ شَيْخُ الآدَابِ أَبُو العَلاَءِ؛ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بن داود بن مطهر بن زياد ابن رَبِيْعَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ أَنْوَرَ بن أرقم بن أسحم بن النُّعْمَانِ وَيُلَقَّبُ بِالسَّاطِعِ لِجَمَالِهِ ابْنِ عَدِيِّ بنِ عَبْدِ غَطَفَانَ بنِ عَمْرِو بنِ برِيحِ بنِ جَذِيْمَةَ بنِ تَيْمِ اللهِ؛ الَّذِي هُوَ مُجْتَمعُ تَنُوخ بنِ أَسَدِ بنِ وَبْرَةَ بنِ تَغْلِبَ بن حلوان بن عمران بن الحاف ابن قُضَاعَةَ بنِ مَالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ بنِ زَيْدِ بنِ مَالِكِ بنِ حِمْيَرِ بنِ سَبَأَ بنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ بنِ قَحْطَانَ بنِ عَامِرٍ؛ وَهُوَ هُودٌ عَلَيْهِ السَّلاَمُ القَحْطَانِيُّ ثُمَّ التَّنُوْخِيُّ المَعَرِّيُّ الأَعْمَى اللُّغَوِيُّ الشَّاعِرُ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ السَّائِرَةِ وَالمُتَّهَمُ فِي نِحْلَتِهِ. وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَأَضرَّ بِالجُدَرِيِّ وَلَهُ أَرْبَعُ سِنِيْنَ وَشهر؛ سَالتْ وَاحِدَةٌ وَابيضَّتِ اليُمْنَى فَكَانَ لاَ يذكُرُ مِنَ الأَلوَانِ إلَّا الأحمر لثوب أحمر ألبسوه إياه وَقَدْ جُدِّر وَبَقِيَ خَمْساً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً لاَ يَأْكُل اللَّحْم تَزُهُّداً فَلسفِيّاً. وَكَانَ قَنوعاً مُتَعفِّفاً لَهُ وَقْفٌ يَقومُ بِأَمرِهِ وَلاَ يَقبلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً وَلَوْ تَكسَّبَ بِالمديحِ لحصَّلَ مَالاً وَدُنْياً فَإِنَّ نَظمه فِي الذِّروَة يُعَدُّ مَعَ المتنبِيّ وَالبُحْتُرِيّ. سَمِعَ: جُزْءاً مِنْ يَحْيَى بنِ مِسْعَر رَوَاهُ عَنْ، أَبِي عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيّ. وَأَخَذَ الأَدب عَنْ، بنِي كوثر، وَأَصْحَاب ابْنِ خَالويه وكان يتوقد ذكاء.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 240"، والأنساب للسمعاني "3/ 90- 93" "التنوخي" و "المعري" والمنتظم لابن الجوزي "8/ 184"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "3/ 170"، وميزان الاعتدال "1/ 112"، ولسان الميزان "1/ 203"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 61"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 280".

وَمِنْ أَرْدَأ تَوَالِيفه "رِسَالَة الغفرَان" فِي مُجَلَّد قد احتوت على مزدكة وفراغ ورسالة المَلاَئِكَة وَرِسَالَة الطَّير عَلَى ذَلِكَ الْأُنْمُوذَج وَديوَانه سقط الزَّنْد مَشْهُوْر وَلَهُ لُزُوم مَا لاَ يَلزم مِنْ نَظمه وَكَانَ إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي حفظ اللغات. ارْتَحَلَ فِي حُدُوْدِ الأَرْبَعِ مائَة إِلَى طرَابلس وَبِهَا كتب كَثِيْرَةٌ وَاجتَاز بِاللاَّذقيَّة فَنَزَلَ ديراً بِهِ رَاهِبٌ مُتفلسِفٌ فَدَخَلَ كَلاَمُه فِي مسَامعِ أَبِي العَلاَءِ وَحَصَلَتْ لَهُ شكوكٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ نورٌ يَدفعُهَا فَحصلَ لَهُ نوعُ انحَلاَلٍ دَلَّ عَلَيْهِ مَا يَنظمه وَيلهج بِهِ. وَيُقَالُ: تَابَ مِنْ ذَلِكَ وَارعوَى. وَقَدْ سَارَتِ الفُضَلاَءُ إِلَى بَابه وَأَخَذُوا عَنْهُ. وَكَانَ أَخَذَ اللُّغَة عَنْ، أَبِيْهِ وَبحلبَ عَنْ، مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعْدٍ النَّحْوِيّ. وَكَانَتْ غَلَّتُه فِي العَامِ نَحْو ثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً أَفرز مِنْهَا نِصْفهَا لمَنْ يَخدُمه. وَكَانَ غذَاؤُه العَدَسَ وَنَحْوهُ وَحلوَاهُ التِّين وَثيَابُه الْقطن وَفِرَاشه لبَّادٌ وَحصِيْر بَرْدِي وَفِيْهِ قوَةُ نَفْس وَتَرْكٌ لِلْمِنَنِ عُورِضَ فِي وَقْفِهِ فَسَافر إِلَى بَغْدَادَ يَتظلَّم فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَحَدَّثَ بِهَا بسَقط الزّند. يُقَالُ: كان يحفظ كل ما مر بسمع: هـ وَيُلاَزم بَيْتَه وَسَمَّى نَفْسه رهن المَحْبِسَيْنِ؛ لِلزومه مَنْزِلَه وَلِلعمَى وَقَالَ الشِّعرَ فِي حدَاثته وَكَانَ يُمْلِي تَصَانِيْفَه عَلَى الطَّلَبَةِ مِنْ صَدْره. خَرَجَ صَالِح بنُ مِرْدَاسٍ ملك حلب فَنَازل المَعَرَّة يحاصرها وَرمَاهَا بِالمجَانِيق فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَبُو العَلاَءِ يَتشفَّع فَأَكْرَمَه وَقَالَ: أَلكَ حَاجَة؟ قَالَ: الأَمِيْرُ أَطَالَ الله بقاءه كالسيف القاطع لامن مسُّهُ وَخَشُنَ حدُّهُ وَكَالنَّهَار المَاتِع1 قَاظ2 وَسطُه وَطَابَ أَبْردَاهُ3 {خُذ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِين} [الأَعرَاف:199] فَقَالَ: قَدْ وَهبتُكَ المَعَرَّةَ فَأَنْشِدنَا مِنْ شعرِكَ. فَأَنْشَدَهُ عَلَى البديهِ أَبيَاتاً وَترحَّل صَالِحٌ. كَانَ لأَبِي العَلاَءِ خلوَةٌ يَدخُلهَا لِلأَكلِ وَيَقُوْلُ: الأَعْمَى عورَة وَالوَاجِبُ اسْتَتَارُهُ. فَأَكَلَ مرَّةً دُبسَا فَنقط عَلَى صَدْرِهِ مِنْهُ فَلَمَّا خَرَجَ لِلإِفَادَة؛ قِيْلَ لَهُ: أَكَلتُم دُبساً؟ فَأَسرع بِيَدِهِ إِلَى صَدْره فَمسحه وَقَالَ: نَعَمْ لَعَنَ اللهُ النَّهَم. فَعجبُوا مِنْ ذكَائِهِ وَكَانَ يَعتذر إِلَى مَنْ يَرحل إِلَيْهِ وَيَتَأَوَّهُ لعدم صلته.

_ 1 الماتع: المرتفع. 2 قاظ: من القيظ، وهو شدة الحر. 3 أبرداه: أي طرفاه وهما الغداة والعشي.

قال الباخرزي: أبو العلاء ضرير ماله ضرِيب وَمكفوفٌ فِي قَمِيْص الفَضْل مَلْفُوف وَمحجوبٌ خَصمه الأَلد مَحْجُوج قَدْ طَالَ فِي ظلّ الإِسْلاَم آنَاؤُهُ وَرشَح بِالإِلْحَاد إِنَاؤُه وَعِنْدنَا خَبَرُ بصرِهِ وَاللهُ العَالِمُ بِبصِيْرتِهِ وَالمطَّلعُ عَلَى سرِيرته وإنما تحدثت الألسن بإساءته بكتابه الذي عارض به القرآن وعنوانه بـ "الْفُصُول وَالغَايَات فِي محَاذَاة السُّوْر وَالآيَات". وَقَالَ غَرسُ النِّعمَة مُحَمَّدُ بنُ هِلاَلٍ بن المُحَسَّن: لَهُ شِعْرٌ كَثِيْر وَأَدب غزِيْر وَيُرمَى بِالإِلْحَاد وَأَشعَارُه دَالَّة عَلَى مَا يُزَنُّ بِهِ وَلَمْ يَأْكُل لحماً وَلاَ بيضاً وَلاَ لَبَناً بَلْ يَقتصر عَلَى النّبَات وَيُحرِّمُ إِيلاَمَ الحيوَان وَيُظهر الصَّوْم دَائِماً. قَالَ: وَنَحْنُ نَذكُر مِمَّا رُمِي بِهِ فَمِنْهُ: قِرَانُ المُشْتَرِي زُحَلاً يُرَجَّى ... لإِيقَاظِ النَّوَاظِرِ مِنْ كرَاهَا تَقضَّى النَّاسُ جِيلاً بَعْدَ جيلٍ ... وَخُلِّفتِ النُّجُوْمُ كَمَا ترَاهَا تَقدَّم صَاحِبُ التَّوْرَاةِ مُوْسَى ... وَأَوقَعَ بِالخَسَارِ مَنِ اقْترَاهَا فَقَالَ رِجَالُهُ: وحيٌ أَتَاهُ ... وَقَالَ الآخرُوْنَ: بَلِ افْترَاهَا وَمَا حَجِّي إِلَى أَحْجَارِ بيتٍ ... كؤوسُ الخَمْرِ تُشْرَبُ فِي ذُرَاهَا إِذَا رَجَعَ الحَكِيمُ إلى حجاه ... تهاون بالمذاهب وازدراها وَلَهُ: صَرْفُ الزَّمَانِ مُفَرِّقُ الإِلْفَيْنِ ... فَاحْكُم إِلهِي بَيْنَ ذَاكَ وَبَينِي أَنَهيْتَ عَنْ، قَتْلِ النُّفُوْس تَعمُّداً ... وَبَعَثْتَ أَنْتَ لِقَبْضِهَا مَلَكَيْنِ وَزَعَمْتَ أَنَّ لَهَا مَعَاداً ثَانِياً ... مَا كَانَ أَغنَاهَا عَنِ، الحَالَيْنِ وَلَهُ: عقولٌ تَسْتَخِفُّ بِهَا سطورٌ ... وَلاَ يَدْرِي الفَتَى لِمَنِ الثُّبورُ كِتَابُ محمدٍ وَكِتَابُ مُوْسَى ... وَإِنجيلُ ابْنِ مَرْيَمَ وَالزَّبُورُ وَمِنْه: هَفَتِ الحنِيفَةُ وَالنَّصَارَى مَا اهتدَتْ ... وَيَهُوْدُ حَارتْ وَالمَجُوْسُ مُضَلَّلَهْ رَجُلاَنِ أَهْلُ الأَرْضِ: هَذَا عاقلٌ ... لاَ دينَ فِيْهِ وديّنٌ لاَ عَقْلَ لَهُ وَمِنْه:

وَمِنْه: قُلْتُمْ لَنَا خالقٌ قديمٌ ... صَدَقْتُمُ هَكَذَا نَقُوْلُ زَعَمْتُمُوْهُ بِلاَ زمانٍ ... وَلاَ مكانٍ إلَّا فَقُوْلُوا هَذَا كلامٌ لَهُ خبيءٌ ... مَعْنَاهُ لَيْسَتْ لكم عقول وَمِنْه: دينٌ وكفرٌ وأنباءٌ تقَال وَفُر ... قانٌ يُنَصُّ وتوراةٌ وَإِنجيلُ فِي كُلِّ جيلٍ أباطيلٌ يُدَانُ بِهَا ... فَهَلْ تَفَرَّد يَوْماً بِالهُدَى جيلُ فَأَجَبْتُه: نَعَمْ أَبُو القَاسِمِ الهَادِي وأُمّته ... فَزَادَكَ اللهُ ذُلاً يَا دُجَيْجِيلُ وَمِنْه لُعِنَ: فَلاَ تَحْسَبْ مَقَالَ الرُّسْلِ حَقّاً ... وَلَكِنْ قَوْلُ زورٍ سَطَّرُوهُ وَكَانَ النَّاسُ فِي عيشٍ رغيدٍ ... فَجَاؤُوا بِالمُحال فَكَدَّرُوهُ وَمِنْه: وَإِنَّمَا حَمَّلَ التَّوْرَاةَ قَارِئَهَا ... كسبُ الفَوَائِدِ لاَ حُبُّ التِّلاَوَاتِ وَهل أُبيحت نِسَاءُ الرُّوْم عَنْ، عرضٍ ... لِلعُرْبِ إلَّا بِأَحكَامِ النُّبُوَّاتِ أَنشدتنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عليّ كِتَابَةً أَخْبَرَنَا، فَرْقَدُ الكِنَانِيّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتّ مائَة أَنشدنَا السِّلَفِيّ سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا التبرِيزِي يَقُوْلُ: لَمَّا قرأت على أبي العلاء بالمعرة قوله: تناقضٌ مَا لَنَا إلَّا السُّكوتُ لَهُ ... وَأَن نَعُوذَ بِمَوْلاَنَا مِنَ النَّارِ يدٌ بِخَمْسِ مئٍ مِنْ عسجدٍ وُدِيَتْ ... مَا بِالُهَا قُطِعَتْ فِي ربع دينا ? سَأَلتُهُ فَقَالَ: هَذَا كَقَوْل الفُقَهَاء: عبَادَة لاَ يُعْقَلُ معنَاهَا. قَالَ كَاتِبهُ: لَوْ أَرَادَ ذَلِكَ؛ لقَالَ: تَعَبُّدٌ. وَلَمَّا قَالَ: تَنَاقضٌ. وَلَمَّا أَرْدَفَه بِبَيْتٍ آخَر يَعترِضُ عَلَى رَبّهُ. وَبإِسْنَادِي قَالَ السِّلَفِيّ: إِنْ كَانَ قَالَهُ مُعْتَقداً مَعْنَاهُ فَالنَّارُ مأوَاهُ وَلَيْسَ لَهُ فِي الإِسْلاَمِ نصِيْب. هَذَا إِلَى مَا يُحَكَى عَنْهُ فِي كِتَابِ الْفُصُول وَالغَايَات فَقِيْلَ لَهُ: أَيْنَ هَذَا مِنَ القُرْآن؟ فَقَالَ: لَمْ تَصْقُلْهُ المحَارِيب أَرْبَعِ مائَةِ سَنَةٍ.

وَبِهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الخَلِيْلُ بنُ عبد الجَبَّار بقَزْوِيْن وَكَانَ ثِقَةً حَدَّثَنَا، أَبُو العَلاَءِ بِالمَعَرَّة حَدَّثَنَا، أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ حَدَّثَنَا، خَيْثَمَةُ......، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. ثُمَّ قَالَ السِّلَفِيّ: وَمِنْ عَجِيْب رَأْي أَبِي العَلاَءِ تركُهُ أَكل مَا لاَ يَنْبُتُ حَتَّى نُسِبَ إِلَى التَّبَرْهُم وَأَنَّهُ يَرَى رَأْي البرَاهِمَةِ فِي إِثْبَات الصَّانعِ وَإِنْكَارِ الرُّسلِ وَتَحْرِيْم إِيذَاء الحيوَانَاتِ حَتَّى العقَارب وَالحيَّات وَفِي شِعْرِهِ مَا يَدلُّ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ لاَ يَسْتَقِرُّ بِهِ قرَار فَأَنشدنِي أَبُو المَكَارِمِ الأَسَدِيّ أَنشدنَا أَبُو العَلاَءِ لِنَفْسِهِ: أَقَرُّوا بِالإِلهِ وأثبتوه ... وقالوا: لا نبيّ ولا كتاب وَوطءُ بنَاتِنَا حلٌّ مباحٌ ... رُوَيْدَكُمُ فَقَدْ طَالَ العِتَابُ تَمَادَوا فِي الضَّلاَل فَلَمْ يَتوبُوا ... وَلَوْ سمع: وا صَليلَ السَّيْفِ تَابُوا قَالَ: وَأَنشدنَا أَبُو تَمَّام غَالِبُ بنُ عِيْسَى بِمَكَّةَ أَنشدنَا أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ لِنَفْسِهِ: أَتَتْنِي مِنَ الإِيْمَان سِتُّوْنَ حِجَّةً ... وَمَا أَمْسَكَتْ كَفِّي بِثِنْيِ عِنَانِ وَلاَ كَانَ لِي دارٌ وَلاَ رُبْعُ منزلٍ ... وَمَا مسَّنِي مِنْ ذَاكَ رَوْعُ جَنَانِ تَذكَّرتُ أَنِّي هالكٌ وَابْنُ هالكٍ ... فَهَانَتْ عليَّ الأَرْضُ وَالثَّقَلاَنِ وَبِهِ: قَالَ السِّلَفِيّ: وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّة عَقيدَتِهِ مَا سَمِعْتُ الخَطِيْب حَامِدَ بنَ بختيَار سَمِعْتُ أَبَا المَهْدِيّ بنَ عبدِ الْمُنعم بن أَحْمَدَ السَّرُوجِي سَمِعْتُ أَخِي أَبَا الفَتْح القَاضِي يَقُوْلُ: دَخَلتُ عَلَى أَبِي العَلاَءِ التنوخِي بِالمَعَرَّة بَغْتَةً فَسمِعتُهُ يُنشدُ: كَمْ غُودِرَتْ غادةٌ كعابٌ ... وَعُمِّرت أُمّها العَجُوْزُ أَحرَزَهَا الوَالِدَانِ خَوفاً ... وَالقَبْرُ حرزٌ لَهَا حَرِيزُ يَجوزُ أَنْ تُخْطِئ المنَايَا ... وَالخُلْدُ فِي الدَّهْرِ لاَ يَجُوْزُ ثُمَّ تَأَوَّهَ مَرَّات وَتَلاَ قَوْله تَعَالَى: {إنَّ فِي ذلكَ لآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الآخِرةِ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 103 - 105] . ثُمَّ صَاح وَبَكَى وَطرح وَجهه عَلَى الأَرْضِ زَمَاناً ثُمَّ مَسحَ وَجْهَهُ وَقَالَ: سُبْحَانَ مَنْ تَكَلَّمَ بِهَذَا فِي القِدَمِ! سُبْحَانَ مَنْ هَذَا كَلاَمُه! فَصبرتُ سَاعَةً ثُمَّ سَلَّمْتُ ثُمَّ قُلْتُ: أَرَى فِي وَجْهِكَ أَثَرَ غِيظٍ؟ قَالَ: لاَ بَلْ أَنشدتُ شَيْئاً مِنْ كَلاَم المَخْلُوْق وَتَلَوْتُ شَيْئاً مِنْ كَلاَم الخَالِق فَلَحِقَنِي مَا تَرَى. فَتحققت صِحَّة دينه. وَبِهِ: قَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا التبرِيزِي يَقُوْلُ: أَفْضَلُ مَنْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ أَبُو العَلاَءِ.

وَسَمِعْتُ أَبَا المَكَارِم بِأَبهر وَكَانَ مِنْ أَفرَاد الزَّمَان يَقُوْلُ: لمَّا تُوُفِّيَ أَبُو العَلاَءِ اجْتَمَع عَلَى قَبْرِهِ ثَمَانُوْنَ شَاعِراً وَخُتِمَ فِي أُسْبُوْعٍ واحد مائةا ختمَة. إِلَى أَنْ قَالَ السِّلَفِيّ: وَفِي الجُمْلَةِ فَكَانَ مِنْ أَهْلِ الفَضْل الوَافر وَالأَدبِ البَاهرِ وَالمَعْرِفَةِ بِالنَّسبِ وَأَيَّامِ العَرَبِ قَرَأَ القُرْآنَ بِروَايَات وَسَمِعَ: الحَدِيْثَ عَلَى ثِقَات وَلَهُ فِي التَّوحيد وَإِثْبَات النّبوَات وَمَا يَحُضُّ عَلَى الزُّهْدِ وَإِحيَاء طرق الفتوَّة وَالمُروءة شعرٌ كَثِيْرٌ وَالمُشكل مِنْهُ فَلَهُ عَلَى زَعْمِهِ تَفْسِيْر. قَالَ غَرْسُ النِّعمَة: حَدَّثَنَا، الوَزِيْرُ أَبُو نَصْرٍ بنُ جَهِير حَدَّثَنَا، المنَازِي الشَّاعِر قَالَ: اجْتَمَعتُ بِأَبِي العَلاَءِ فَقُلْتُ: ما هذا الذي يروى عنك؟ قال: حسدونِي وَكَذَبُوا عليّ. فَقُلْتُ: عَلَى مَاذَا حَسَدُوك وَقَدْ تركتَ لَهُم الدُّنْيَا وَالآخِرَة؟ فَقَالَ: وَالآخِرَة ?! قُلْتُ: إِي وَاللهِ. ثُمَّ قَالَ غَرس النِّعمَة: وَأَذْكُرُ عِنْد وَرود الخَبَر بِمَوْته وَقَدْ تذَاكرنَا إِلحَادَهُ وَمَعَنَا غُلاَمٌ يُعْرَفُ بِأَبِي غَالِب بن نَبْهَانَ مِنْ أَهْلِ الخَيْر وَالفِقْه فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ حَكَى لَنَا قَالَ: رَأَيْتُ البَارِحَةَ شَيْخاً ضرِيراً عَلَى عَاتقه أَفعيَان مُتدَلِّيَان إِلَى فَخِذَيْهِ وَكُلٌّ مِنْهُمَا يَرْفَعُ فَمَهُ إِلَى وَجهِهِ فِيقطع مِنْهُ لحماً وَيَزْدَرِدُهُ وَهُوَ يَسْتَغِيثُ فَهَالنِي وَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيْلَ لِي: هَذَا أَبُو العَلاَءِ المعرِّي المُلْحِدِ. وَلأَبِي العَلاَءِ. لاَ تَجْلِسَنْ حرّةٌ موفّقةٌ ... مَعَ ابْنِ زوجٍ لَهَا وَلاَ خَتَنِ فَذَاكَ خيرٌ لَهَا وَأَسْلَمُ لِلـ ... إِنْسَانِ إِنَّ الفَتَى مِنَ الفِتَنِ أَنشدنَا أَبُو الحُسَيْنِ الحَافِظُ بِبَعْلَبَك أَنشدنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيّ أَنشدنَا السِّلَفِيّ أَنشدنَا أَبُو المَكَارِمِ عَبْدُ الوَارِثِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ أَنشدنَا أَبُو العَلاَءِ بنُ سُلَيْمَانَ لِنَفْسِهِ: رَغِبْتُ إِلَى الدُّنْيَا زَمَاناً فَلَمْ تَجُدْ ... بِغَيْرِ عناءٍ وَالحَيَاةُ بلاغُ وَأَلقَى ابْنَه اليَأْسُ الكريم وبنته ... لديّ فعندي راحةٌ وفراغ وَزَادَ فَسَادَ النَّاسِ فِي كُلِّ بلدةٍ ... أَحَادِيْثُ مينٍ1 تُفْتَرَى وَتُصَاغُ وَمِنْ شَرِّ مَا أَسْرَجْتَ فِي الصُّبْح وَالدُّجَى ... كميتٌ لَهَا2 بِالشَّاربينَ مَرَاغُ

_ 1 المين: الكذب. 2 الكميت: من أسماء الخمر، لما فيها من سواد وحمرة، وفي المحكم: الكميت الخمر التي فيها سواد وحمرة.

وَبِهِ: أَوحَى المليكُ إِلَى مَنْ فِي بَسيطتِهِ ... مِنَ البَرِيَّةِ جُوسُوا الأَرْضَ أَوْ حُوسُوا1 فَأَنْتُم قَوْمُ سوءٍ لاَ صلاَحَ لَكُم ... مَسْعُوْدُكُم عِنْدَ أَهْل الرَّأْي منَحْوسُ أَنشدنَا مُوْسَى بنُ مُحَمَّدٍ بِبَعْلَبَك أَنشدنَا الشَّرَف الإِرْبِلِيّ أَنشدنَا أَحْمَدُ بنُ مُدْرِك القَاضِي أَنشدنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُؤيد بن أَحْمَدَ بنِ حوَارِيّ أَنشدنَا جَدِّي أَبُو اليَقْظَان أَحْمَد أَنشدنَا أَبُو العَلاَءِ بنُ سُلَيْمَانَ لِنَفْسِهِ: يَا سَاهِرَ البَرْقِ أَيقظ رَاقد السَّمُرِ2 ... لَعَلَّ بِالجِزْعِ3 أَعْوَاناً عَلَى السَّهَرِ وَإِن بَخِلْتَ عَلَى الأَحْيَاءِ كُلِّهمِ ... فَاسْقِ المَوَاطِرَ4 حيّاً مِنْ بَنِي مَطَرِ وَيَا أَسيرَةَ حِجْلَيْهَا5 أَرَى سَفَهاً ... حَمْلَ الحُلِيِّ لِمَنْ أَعيَى عَنِ، النَّظَرِ مَا سِرْتُ إلَّا وطيفٌ مِنْكَ يَطرحُنِي ... يَسرِي أمامي وتأويبًا6 على أثري لَوْ حَطَّ رَحْلِي فَوْقَ النَّجْمِ رَافِعُهُ ... أَلْفَيْتُ ثَمَّ خيَالاً مِنْكَ مُنْتَظِرِي يَوَدُّ أَنَّ ظلاَمَ اللَّيْل دَامَ لَهُ ... وَزِيْدَ فِيْهِ سوَادُ القَلْبِ وَالبَصَرِ لَوِ اخْتَصَرتُم مِنَ الإِحسَانِ زُرْتُكُمُ ... وَالعَذْبُ يُهْجَرُ لِلإِفرَاط فِي الخَصَرِ وَهِيَ طَوِيْلَة بَدِيْعَة نَيِّفٌ وَسَبْعُوْنَ بَيْتاً وَشِعْرُه مِنْ هَذَا النَّمَط. قِيْلَ: إِنَّهُ أَوْصَى أَنْ يُكتب عَلَى قَبْرِهِ: هَذَا جنَاهُ أَبِي عليَّ ... وَمَا جَنِيْتُ عَلَى أحد

_ 1 الحوس: انتشار القتل والتحرك في ذلك، وهو مرادف الجوس، والمعنى تخللوا ديارهم واطلبوهم. 2 السمر: ضرب من العضاه، وقيل من الشجر صغار الورق قصار الشوك وله برمة صفراء يأكلها الناس، وليس في العضاه شيء أجود خشبا من السمر. 3 جزع: منعطف الوادي، وقيل منقطعه، وقيل: جانبه ومنعطفه، وقيل: هو ما اتسع من مضايقه أنبت أو لم ينبت، وقيل: لا يسمى جزع الوادي جزعا حتى تكون له سعة تنبت الشجر وغيره، وقيل هو منحناه. 4 المواطر: السحب التي ينسكب منها المطر. 5 الحجل: هو الخلخال. 6 التأويب: المجيء أول الليل. والمراد أنه سرى أمامه النهار كله إلى أول الليل.

قُلْتُ: الفَلاَسِفَة يَعدُّوْنَ اتخَاذ الوَلَدِ وَإِخرَاجَهُ إِلَى الدُّنْيَا جنَايَةً عَلَيْهِ وَيظهرُ لِي مِنْ حَال هَذَا المَخْذُول أَنَّهُ مُتَحَيِّرٌ لَمْ يَجزِم بِنِحْلَةٍ. اللَّهُمَّ فَاحفظ عَلَيْنَا إِيْمَاننَا. وَنَقَلَ القِفْطِيّ أَنَّ أَبَا العَلاَء قَالَ: لَزِمْتُ مسكنِي مُنْذُ سَنَةَ أَرْبَع مائَة وَاجتهدتُ أَنْ أَتوفَّرَ عَلَى الحمدِ وَالتَّسْبيحِ إلَّا أَنْ أُضْطَرَّ إِلَى غَيْر ذَلِكَ فَأَمْلَيْتُ أَشيَاءَ تَولَّى نسخَهَا أَبُو الحَسَنِ ابْن أَبِي هَاشِمٍ فِي الزُّهْدِ وَالعظَاتِ وَالتَّمجيدِ؛ فَمِنْ ذَلِكَ الْفُصُول وَالغَايَات مائَة كُرَّاسة وَمُؤلَّفٌ فِي غريب ذلك عشرون كراسة وإقليد الغَايَات فِي اللُّغَة عَشر كَرَارِيْس وَكِتَاب الأَيك والغصون ألف ومائةا كراسة وكتاب مختلف الفصول نحو أربع مائة كراس وتاج الحرّة فِي وَعظ النِّسَاء نَحْو أَرْبَع مائَة كراسة والخطب مُجَلَّد وَكِتَاب فِي الْخَيل عشر كَرَارِيْس وَكِتَاب خطبة الفصيح خمس عشرة كراسة وترسيل الرموز مجلد ولزوم ما لا يلزم نحو مائة وعشرين كراسة وزجر النَّابح مُجَلد وَكِتَاب نَجر الزّجر مِقْدَاره وَكِتَاب شرح لزوم ما لا يَلزم ثَلاَث مُجَلَدَات وَكِتَاب مُلْقَى السَّبِيل جُزْء ومواعظ في مجلد وخماسية الرَّاح فِي ذَمّ الخَمْر عشر كَرَارِيْس قُلْتُ: أَظنّه يَعْنِي بِالكرَّاسَة ثَلاَث وَرقَات وَكِتَاب سقط الزَّنْد وَكِتَاب القوَافِي وَالأَوزَان سِتُّوْنَ كرَّاسَة وَسرد أَشيَاء كَثِيْرَة أَدبيَات وَكِتَابُه فِي الزُّهْد يُعرفُ بِكِتَاب اسْتَغْفر وَاسْتَغْفرِي مَنظومٌ نَحْو عَشْرَة آلاَف بَيْت الْمَجْمُوع خَمْسَة وَخَمْسُوْنَ مُصَنّفاً. قَالَ: فِي نَحْو أَرْبَعَة آلاَف وَمائَة وَعِشْرِيْنَ كرَّاسَة. قُلْتُ: قَدْ قدَّرتُ لَكَ الكرَّاسَة. قَالَ القِفْطِيّ: أَكْثَرُ كتبِهِ عُدِمَتْ وَسلم مِنْهَا مَا خَرَجَ عَنِ، المَعَرَّة قَبْل اسْتبَاحَةِ الكُفَّار لَهَا. قُلْتُ: قَبْرُهُ دَاخِل المَعَرَّة فِي مَكَان دَاثِرٍ وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو طَاهِرٍ بنُ أَبِي الصَّقْر الأَنْبَارِيّ وَطَائِفَة وَقَدْ طَالَ المَقَالُ وَمَا عَلَى الرَّجُلِ أنس زهاد المُؤْمِنِيْنَ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا خُتِمَ لَهُ. وَمِنْ خَبِيْثِ قَوْله: أَتَى عِيْسَى فَبَطَّلَ شَرْعَ مُوْسَى ... وَجَاءَ محمّدٌ بصَلاَةِ خَمْسٍ وَقَالُوا: لاَ نبيٌّ بَعْدَ هَذَا ... فَضلَّ القَوْمُ بَيْنَ غدٍ وَأَمْسِ وَمهمَا عِشْتَ مِنْ دُنْيَاك هذِي ... فَمَا تُخْلِيكَ مِنْ قَمَرٍ وَشَمْسِ إِذَا قُلْتُ المُحَالَ رَفَعتُ صوتي ... وإن قلت الصحيح أطلت همسي إِنْ كُنْتَ لَمْ تُرِقِ الدِّمَاءَ زَهَادَةً ... فَلَقَدْ أَرَقْتَ اليَوْمَ مِنْ جَفْنِي دمَا سَيَّرْتَ ذِكْرَكَ فِي البِلاَدِ كَأَنَّهُ ... مسكٌ فَسَامِعَةً يُضَمَّخُ أَوْ فَمَا وَأَرَى الحَجِيْجَ إِذَا أَرَادُوا لَيْلَةً ... ذِكرَاكَ أخرج فديةً من أحرما وممن رَوَى عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ المُحَسّن التَّنوخِي وَمَاتَ قَبْلَهُ وَغَالِبُ بنُ عِيْسَى الأَنْصَارِيّ. وَكَانَتْ عِلَّتُهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَمَاتَ فِي أَوَائِل شَهْر ربيع الأَوَّل مَنْ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وأربع مائة وعاش ستًا وثمانين سنة. وَمِمَّنْ رثَاهُ تِلْمِيْذُه أَبُو الحَسَنِ عليّ، فَقَالَ:

الصابوني

4108- الصابوني 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ المُفَسِّرُ المُذَكِّرُ المُحَدِّثُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَابِدِ بن عَامِرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ الصَّابُوْنِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَأَوّل مَجْلِس عَقدَه لِلْوَعْظِ إِثر قَتْلِ أَبِيْهِ فِي سَنَةِ ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَهُوَ ابْنُ تِسْع سِنِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ: أبي سَعِيْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ وَأَبِي بَكْرٍ ابْن مِهْرَانَ وَأَبِي محمد المخلدي وأبي طاهر بن خزيمة وأبي الحسين الخفاف وعبد الرحمن بن أبي شريح وَزَاهِرِ بنِ أَحْمَدَ الفَقِيْه وَطَبَقَتهم وَمِنْ بَعْدهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: الكتَّانِي وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ صَصْرَى وَنجَا بنُ أَحْمَدَ وَأَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ وَالبَيْهَقِيُّ وَابْنُه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ وَخَلْقٌ آخِرهُم أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بن الفضل الفراوي. قَالَ أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ: حَدَّثَنَا، إِمَام المُسْلِمِيْنَ حَقّاً وَشيخُ الإِسْلاَم صدقاً أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ. ثُمَّ ذَكَرَ حِكَايَة. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ المَالِكِيّ: أَبُو عُثْمَانَ مِمَّنْ شَهِدَتْ لَهُ أَعيَانُ الرجال بالكمال في الحفظ والتفسير.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 5- 6"، واللباب لابن الأثير "2/ 228- 229"، والعبر "3/ 219"، والنجوم الزاهرةلابن تغري بردي "5/ 62"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 282".

وَقَالَ عبد الغَافِر فِي "السِّيَاق": الأُسْتَاذُ أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيْلُ الصَّابُوْنِيّ شَيْخُ الإِسْلاَمِ المُفَسِّرُ المُحَدِّث الوَاعِظ أَوحدُ وَقته فِي طرِيقه وَعَظَ المُسْلِمِينَ سبعينَ سَنَةً وَخَطَبَ وَصَلَّى فِي الجَامِع نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً وَكَانَ حَافِظاً كَثِيْرَ السَّمَاع وَالتَّصَانِيْف حرِيصاً عَلَى العِلْم سَمِعَ: بِنَيْسَابُوْرَ وَهرَاةَ وَسَرْخَس وَالحِجَازِ وَالشَّامِ وَالجِبَالِ وَحَدَّثَ بِخُرَاسَانَ وَالهِنْد وَجُرْجَان وَالشَّام وَالثُّغُوْرِ وَالحِجَازِ وَالقدس وَرُزِقَ العِزَّ وَالجَاهَ فِي الدِّين وَالدُّنْيَا وَكَانَ جَمَالاً لِلبلد مقبولًا عند المُوَافِق وَالمُخَالف مجمعٌ عَلَى أَنَّهُ عديمُ النّظير وَسيفُ السُّنَّةِ وَدَامغُ البِدعَة وَكَانَ أَبُوْهُ الإِمَامُ أَبُو نَصْرٍ مِنْ كِبَارِ الوَاعِظين بِنَيْسَابُوْرَ فَفُتِكَ بِهِ لأَجْلِ المَذْهَب وَقُتِلَ فَأُقْعِدَ ابْنُه هَذَا ابْنُ تِسْعِ سِنِيْنَ فَأُقْعِدَ بِمَجْلِس الْوَعْظ وَحضرهُ أئمة الوقت وأخذ الإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ الصُّعلوكِيُّ فِي تَرْتِيْبهِ وَتهيئَةِ شَأْنِهِ وَكَانَ يَحضُر مَجْلِسَهُ هُوَ وَالأُسْتَاذ أَبُو إِسْحَاقَ الإِسفرَايينِيّ وَالأُسْتَاذ أَبُو بَكْرٍ بنُ فُورَك وَيَعْجَبُوْنَ مِنْ كَمَال ذكَائِهِ وَحُسْنِ إِيرَاده حَتَّى صَارَ إِلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ وَكَانَ مُشْتَغِلاً بكَثْرَةِ العِبَادَاتِ وَالطَّاعَاتِ حَتَّى كَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَل. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الكُتُبِيّ فِي "تَارِيْخِهِ": فِي المُحَرَّمِ تُوُفِّيَ أَبُو عُثْمَانَ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَقَالَ السِّلَفِيّ فِي "مُعْجَم السَّفَر": سَمِعْتُ الحَسَنَ بن أَبِي الْحر بِسَلَمَاسَ يَقُوْلُ: قَدِمَ أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ بَعْد حجِّه وَمَعَهُ أَخُوْهُ أَبُو يَعْلَى فِي أَتْبَاعٍ وَدوَابّ فَنَزَلَ عَلَى جَدِّي أَحْمَدَ بن يُوْسُفَ الهِلاَلِي فَقَامَ بِجمِيْع مُؤَنِه وَكَانَ يَعْقدُ المَجْلِسَ كُلَّ يَوْم وَافْتَتَنَ النَّاسُ بِهِ وَكَانَ أَخُوْهُ فِيْهِ دُعَابَة فَسَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يَقُوْلُ وَقت أَن وَدَّع النَّاس: يَا أَهْل سَلَمَاسَ! لِي عِنْدكُم أَشْهُرٌ أَعِظُ وَأَنَا فِي تَفْسِيْر آيَةٍ وَمَا يَتعلَّقُ بِهَا وَلَوْ بَقِيْتُ عِنْدكُم تَمَّام سَنَةٍ لمَا تَعرَّضتُ لغَيْرهَا وَالحَمْدُ للهِ. قَالَ عبد الغَافِر فِي "تَارِيْخِهِ": حَكَى الثِّقَاتُ أَنَّ أَبَا عُثْمَانَ كَانَ يَعِظُ فَدُفِعَ إِلَيْهِ كِتَابٌ وَردَ مِنْ بُخَارَى مُشْتَمِلٌ عَلَى ذكرِ وَبَاءٍ عَظِيْم بِهَا لِيَدْعُوَ لَهُم وَوصف فِي الكِتَاب أن رجلًا خَبَّازاً دِرْهَماً فَكَانَ يَزِنُ وَالصَّانِعُ يَخْبِزُ وَالمُشْتَرِي واقف فمات ثلاثتهم في ساعة. فَلَمَّا قرَأَ الكِتَابَ هَالَهُ ذَلِكَ وَاسْتقرَأَ مِنَ القَارِئ {أَفَأَمِنَ الّذِيْنَ مَكَرُوا السَّيِّآتِ} [النَّحْل:45] الآيَات وَنظَائِرهَا وَبَالَغَ فِي التّخويف وَالتَّحذِير وَأَثَّرَ ذَلِكَ فِيْهِ وَتغَيَّرَ وَغَلَبَهُ وَجعُ البَطنِ وَأُنْزِلَ مِنَ المِنْبَرِ يَصيح مِنَ الوجعِ فَحُمِلَ إِلَى حمَّامٍ فَبَقِيَ إِلَى قَرِيْب المَغْرِب يَتقَلَّب ظَهْراً لبَطْن وَبَقِيَ أُسْبُوْعاً لاَ يَنفَعُهُ عِلَاج فَأَوْصَى وَودَّعَ أَوْلاَدَهُ وَمَاتَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ عقيبَ عصرِ الجُمُعَة رَابع المحرَّم وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُه أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ أَخُوْهُ أَبُو يَعْلَى.

وَأَطنب عبدُ الغَافِرِ فِي وَصْفِهِ وَأَسهب إِلَى أَنْ قَالَ: وَقَرَأْتُ فِي كِتَابٍ كتَبَهُ زَيْنُ الإِسْلاَم مِنْ طُوْس فِي التَّعزِيَة لِشيخِ الإِسْلاَم: أَلَيْسَ لَمْ يَجْسُرْ مُفْتَرٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ فِي وَقته؟ أَلَيْسَتِ السُّنَّةُ كَانَتْ بِمَكَانِهِ مَنْصُوْرَة وَالبِدْعَةُ لِفَرْطِ حِشمتِهِ مقهورَة؟ أَلَيْسَ كَانَ دَاعِياً إِلَى اللهِ هَادِياً عِبَادَ اللهِ شَابّاً لاَ صَبْوَةَ لَهُ كَهْلاً لاَ كَبْوَةَ لَهُ شَيْخاً لاَ هَفْوَة لَهُ؟ يَا أَصْحَابَ المحَابر وَطِّؤُوا رِحَالكُم قَدْ غُيِّبَ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ إِلمَامكُم وَيَا أَربَابَ المَنَابِر أَعْظَمَ اللهُ أُجوركُم فَقَدْ مَضَى سَيِّدَكُم وَإِمَامُكُم. قَالَ الكَتَّانِي: مَا رَأَيْتُ شَيْخاً فِي مَعْنَى أَبِي عُثْمَانَ زُهْداً وَعِلماً كَانَ يَحفَظُ مِنْ كُلِّ فَن لاَ يَقْعُدُ بِهِ شَيْءٌ وَكَانَ يَحفظُ التَّفْسِيْر مِنْ كُتُب كَثِيْرَة وَكَانَ مِنْ حُفَّاظ الحَدِيْث. قُلْتُ: وَلَقَدْ كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الأَثر لَهُ مصنف في السنة واعتقاد السلف ما رآه مُنْصِفٌ إلَّا وَاعْتَرف لَهُ. قَالَ مَعْمَر بن الفَاخر: سَمِعْتُ عبدَ الرَّشِيْد بنَ نَاصِر الوَاعِظ بمكة، سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بنَ عبد الغَافِر، سَمِعْتُ الإِمَام أَبَا المعَالِي الجُوَيْنِيّ يَقُوْلُ: كُنْتُ بِمَكَّةَ أَترَدَّدُ فِي المذَاهب فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لِي: عَلَيْك بَاعْتِقَاد ابْن الصَّابُوْنِيّ. قَالَ عبدُ الغَافِر: وَمِمَّا قِيْلَ فِي أَبِي عُثْمَانَ قَوْلُ الإِمَام أَبِي الحَسَنِ؛ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ الدَّاوُوْدِيّ: أَودَى الإِمَامُ الحَبْرُ إِسْمَاعِيْلُ ... لَهَفِي عَلَيْهِ لَيْسَ مِنْهُ بَدِيْلُ بَكَتِ السَّمَا وَالأَرْضُ يَوْمَ وَفَاتِهِ ... وَبَكَى عَلَيْهِ الوَحْيُ وَالتَّنْزِيلُ وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ المُنِير تَنَاوحَا ... حُزْناً عَلَيْهِ وَللنُّجومِ عَوِيلُ وَالأَرْضُ خاشعةٌ تَبْكِي شَجْوَهَا ... وَيْلِي تَوَلْوِلُ أَيْنَ إِسْمَاعِيْلُ؟ أَيْنَ الإِمَامُ الفَرْدُ فِي آدَابِهِ ... مَا إِنْ لَهُ فِي العَالِمِينَ عَدِيْلُ لاَ تَخْدَعَنْكَ مُنَى الحَيَاةِ فَإِنَّهَا ... تُلهِي وَتُنسِي وَالمُنَى تَضليلُ وَتَأَهَّبَنْ لِلموتِ قَبْلَ نُزُولِهِ ... فَالموتُ حتمٌ والبقاء قليل

الخبازي، عميد الرؤساء

الخبازي، عميد الرؤساء: 4109- الخبازي 1: شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الخَبَّازِيُّ. حَدَّثَ بِ "صحيح البخاري" عن الكشميهني رواه عنه الفَرَاوِيُّ وَكَانَ ارْتَحَلَ إِلَى الكُشْمِيهَنِيِّ. قَالَ ابْنُ نقطَة: قَالَ عبدُ الغَافِر: شَيْخ نَبِيل مُشَاور فِي فَهْمِ الأُمُوْر مُبَجَّلٌ فِي المحَافلِ عَارِفٌ بِالقِرَاءات تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: وَوُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَتَلاَ عَلَى وَالِده أَبِي الحُسَيْنِ الخَبَّازِي وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ الطِّرَازِي صَاحِب ابْنِ مُجَاهِد. وَسَمِعَ: مِنْ: أَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم وَجَمَاعَة. وَكَانَ ذَا تَعبُّدٍ وَتَهَجُّدٍ. رَوَى عَنْهُ: مَسْعُوْدٌ الركَّاب وَتَلاَ عَلَيْهِ الهُذَلِيّ وَغَيْرهُ. وَمَاتَ أَبُوْهُ نحو سنة أربع مائة. 4110- عميد الرؤساء 2: الوزير الكبير، أبو طالب، محمد بن الوَزِيْرِ أَبِي الفَضْلِ؛ أَيُّوْبَ بنِ سُلَيْمَانَ المَرَاتِبِيُّ. كَانَ أَبُوْهُ كَاتِبَ القَادِر. وَوزرَ هَذَا لِلقَائِمِ أَيَّامَ وِلاَيَةِ عَهْده ثُمَّ وَزر لِلقَادِر بَعْد ابْنِ حَاجِب النُّعْمَان ثُمَّ وَزر لِلقَائِمِ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَكَانَ بَلِيْغاً مُتَرَسِّلاً صَاحِبَ فُنُوْن صَنّف كِتَاباً فِي الخَرَاج وَرَوَى ديوَان البُحْتُرِيّ عَنِ، الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ الخَالع عَنْ، أَبِي سَهْلٍ القَطَّان عَنْ، أَبِي الْغَوْث بن البُحْتُرِيّ. وَرَوَى عَنْ، أَبِي نَصْرٍ بن نُبَاتَة شِعره رَوَى عَنْهُ أَبُو الجَوَائِز هِبَةُ اللهِ بنُ حَمْزَةَ وَغَيْرهُ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَمَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَهُوَ القَائِلُ: الكُتَّابُ سَبْعَةٌ: الكَامِلُ الَّذِي يُنشِئُ وَيُمْلِي وَيَكْتُب، وَالأَعزل: وَهُوَ المُنشِئُ وَلاَ خطَّ لَهُ وَالثَّالِث: المُبْهَمُ: وَهُوَ صَاحِبُ الخَطِّ وَلاَ إِنشَاءَ لَهُ الرَّابِع: الرُّقَاعِي: وَهُوَ مَنْ يُجِيْد رُقْعَةً ولا حظ لَهُ فِي طول نَفَسٍ الخَامِس: المُخَبَّل: وَهُوَ ذُو الحِفْظ وَالرِّوَايَة وَلاَ عبَارَة لَهُ فِيجِيْءُ مِنْهُ نَديم السَّادِس: المُخَلِّط؛ وَهُوَ الآتِي بِدُرِّهِ مع بعره السَّابِع: السُّكَّيْتُ؛ وَهُوَ الَّذِي يُجهد نَفْسَهُ حَتَّى يأتي بما يستحسن.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "1/ 417"، والعبر "3/ 219 - 220"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 283". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 175"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 234".

ابن بطال، العشاري

ابن بطال، العشاري: 4111- ابن بطال 1: شَارِحُ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ العَلاَّمَةُ أَبُو الحَسَنِ؛ عَلِيُّ بنُ خَلَفِ بنِ بَطَّالٍ البَكْرِيُّ القُرْطُبِيُّ ثُمَّ البَلَنْسِيُّ وَيُعْرَفُ بِابْنِ اللَّجَّامِ. أَخَذَ عَنْ: أَبِي عُمَرَ الطَّلَمَنْكِي وَابْنِ عَفِيْف وَأَبِي المُطرَّف القَنَازعِي وَيُوْنُس بنِ مُغِيْث. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالمَعْرِفَة عُنِي بِالحَدِيْثِ العنَايَة التَّامَة؛ شرح الصَّحِيْح فِي عِدَّة أَسفَار رَوَاهُ النَّاس عَنْهُ وَاسْتُقضِيَ بِحِصْن لُوْرَقَةَ. تُوُفِّيَ فِي صفر سنة تسع وأربعين وأربع مائة. قُلْتُ: كَانَ مِنْ كِبَارِ المَالِكِيَّة. ذَكَرَهُ القَاضِي عياض. 4112- العشاري 2: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الأَمِيْنُ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الفَتْحِ الحَرْبِيُّ العُشَارِيُّ. سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبَا الفَتْح القوَّاس وَأَبَا حَفْصٍ بنَ شَاهِيْن وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بن بطَّة وَمُحَمَّدَ بن يُوْسُفَ العلاَّف وَالكَتَّانِي وَالمُخَلِّص وَأَبَا بَكْرٍ بنَ شَاذَانَ وَعِيْسَى بن الوَزِيْر وَالمُعَافَى. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَكَانَ ثِقَةً صَالِحاً وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ لِي: كَانَ جَدِّي طُوَالاً فَقِيْلَ له: العشاري.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 414"، والعبر "3/ 219"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 283". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 107"، والأنساب للسمعاني "8/ 459"، واللباب لابن الأثير "2/ 341"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 214"، وميزان الاعتدال "3/ 656"، والعبر "3/ 226" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 289".

قُلْتُ: قَدْ كَانَ أَبُو طَالِبٍ فَقِيْهاً عَالِماً زَاهِداً خَيِّراً مُكْثِراً صحب أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ بَطَّة وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ حَامِدٍ وَتَفَقَّهَ لأَحْمَدَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ ابْن الطُّيورِي وَأَبُو عَلِيٍّ البرَادَانِي وَشُجَاعٌ الذُّهْلِيّ وَأَبُو الْعِزّ بن كَادش وَأَحْمَدُ بنُ قُرَيْش وَأَبُو بكر مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي القَاضِي وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ أُدْخِلَ فِي سَمَاعه مَا لَمْ يَتَفَطَّنْ لَهُ. قَالَ ابْنُ الطُّيُوْرِيِّ: لَمَّا قَدِمَ عَسْكَرُ طُغْرُلْبَك لقِي بَعْضُهُم ابْن العُشَارِي فَقَالَ: يَا شَيْخ! أَيْشٍ مَعَكَ؟ قَالَ: مَا مَعِي شَيْءٌ. ثُمَّ ذَكَرَ أَن فِي جَيبه نَفَقَةً فَنَادَاهُ وَأَخْرَج مَا مَعَهُ وَقَالَ: هَذَا مَعِي. فَهَابه الرَّجُلُ وَعَظَّمَهُ وَلَمْ يَأْخُذ النفقَة. قَالَ ابْنُ الطُّيُوْرِيِّ: قَالَ لِي بَعْضُ أَهْل البَادِيَة: نَحْنُ إِذَا قُحِطْنَا اسْتَسقينَا بِابْنِ العُشَارِي فَنُسْقَى. وَقِيْلَ: إِنَّ رَجُلاً قرَأَ عَلَى العُشَارِي كِتَاب الرُّؤيَا لِلدَارقطنِي فَلَمَّا وَصلَ إِلَى خَبَر أُمِّ الطُّفَيْل؛ قَالَ: وذكر الحديث فقال للقارئ: اقرَأَ الحَدِيْثَ عَلَى وَجهه فَهُوَ مِثْلُ السَّارِيَة. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.

ابن الترجمان

4113- ابن الترجمان 1: الإِمَامُ الصَّالِحُ شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ التَّرْجُمَانِ العَزِّيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ الحُنْدُرِي المُقْرِئ وَبُكير ابْن مُحَمَّدٍ الطَّرَسُوْسِيّ وَعَبْدِ الوَهَّابِ بن الحَسَنِ الكِلاَبِيّ وَالحَسَنِ بن إِسْمَاعِيْلَ الضَّرَّاب وَأَبِي سَعدٍ المَالِيْنِيّ وَعَلِيِّ بن أَحْمَدَ الحُنْدُرِي وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ القُضَاعِي وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَقِيْل الكَرَجِي وَأَحْمَدُ بنُ أَسَد وَعبدُ البَاقِي بنُ جَامِع وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسفرَايينِي وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الرَّازِيّ وَبَالإِجَازَة أَبُو الحَسَنِ ابْنُ الموَازِينِي. وَكَانَ شَيْخَ المَشَايِخ بِمِصْرَ فِي زَمَانِهِ. عَاشَ خَمْساً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقبرُه عِنْد ذي النون المصري رحمهما الله.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 38"، واللباب لابن الأثير "1/ 211"، والعبر "3/ 217"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 515"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 278".

الحمال، أبو الفرج الدارمي

الحمال، أبو الفرج الدارمي: 4114- الحمال 1: العَلاَّمَةُ المُفْتِي الزَّاهِد أَبُو الحَسَنِ رَافِعُ بنُ نَصْرٍ البَغْدَادِيُّ الشَّافِعِيُّ الحَمَّالُ. رَوَى عَنْ: أَبِي عُمَرَ بنِ مَهْدِيٍّ وَأَخَذَ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ البَاقِلاَّنِيّ وَغَيْره. وَكَانَ يَدْرِي الأُصُوْلَ وَلَهُ نَظْمٌ جيد. قَالَ هَيَّاجُ بنُ عُبَيْد: كَانَ لرَافِع قَدمٌ فِي الزُّهْد وَإِنَّمَا تَفَقَّهَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاقَ وَأَبُو يَعْلَى بنُ الفَرَّاء بِمعَاونَة رَافِع لَهُمَا لأَنَّه كَانَ يَحْمِلُ وَيُنْفِقُ عَلَيْهِمَا وَتَفَقَّهَ بِالشَّيْخ أَبِي حَامِد. جَاور وَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ وَلَهُ قَدمٌ رَاسخ فِي التَّقْوَى. رَوَى عَنْهُ: سَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسفرَايينِي وَجَعْفَرٌ السَّرَّاج. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَدْ شَاخَ. 4115- أَبُو الفَرَجِ الدارمي 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بن عبد الواحد ابن مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ مَيْمُوْن الدَّارِمِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الشَّافِعِيُّ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ. سَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بن المظفر، وأبا عمر بن حيويه، وأبا الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ شَاذَانَ، وَجَمَاعَة. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ مَاسِي، وَضَاع سماعه منه. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَالكَتَّانِي، وَأَبُو طَاهِرٍ الحِنَّائِي، وَالفَقِيْهُ نَصْر المَقْدِسِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: هُوَ أَحَدُ الفُقَهَاء مَوْصُوْفٌ بِالذّكَاء وَحُسنِ الفِقْه وَالحسَاب وَالكَلاَمِ فِي دقَائِق المَسَائِل وَلَهُ شِعْرٌ حسن كَتَبْتُ عَنْهُ بِدِمَشْقَ وَقَالَ لي: كتبت عن ابن ماسي، وأبي وَأَبِي بَكْرٍ الوَرَّاق وَوُلِدتُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. سَكَنَ الرَّحْبَةَ مُدَّة وَحَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ: أَبَا عُمَر بن حَيُّويَه يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ بن سُرَيْج يَقُوْلُ وَقَدْ سُئِلَ عَنِ، القِرد فَقَالَ: هُوَ طَاهِر هُوَ طَاهِر. وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي "الطَّبَقَات": كَانَ فَقِيْهاً حَاسباً شَاعِراً مُتَصَرِّفاً مَا رَأَيْتُ أَفصحَ مِنْهُ لَهْجَةً قَالَ لِي: مرضتُ فَعَادنِي الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ فَقُلْتُ: مَرِضْتُ فَارتَحْتُ إِلَى عائدٍ ... فَعَادَنِي العَالَمُ فِي وَاحِدِ ذَاكَ الإِمَامُ ابْنُ أَبِي طاهرٍ ... أَحْمَدُ ذُو الفَضْلِ أَبُو حَامِدِ وَرَوَى عَنْهُ مَنْ شعره أَبُو الحُسَيْنِ ابْنُ النَّقُّوْرِ وَالحَسَنُ بنُ أَبِي الحَدِيْد. وَلَهُ كتاب "الاستذكار" في المذهب كبير. مَاتَ فِي أَوّل ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ تِسْعُوْنَ عَاماً وَدُفِنَ بِبَابِ الفَرَادِيْس وَشَيَّعَهُ خَلْقٌ عَظِيْم رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 205 - 206". 2 ترجمته في بغداد "2/ 361- 362"، والأنساب للسمعاني "5/ 251"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "4/ 63".

الفالي

4116- الفالي 1: بِفَاءٍ، الإِمَامُ النَّحْوِيُّ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ بنِ سَلَّك الفَالِيُّ الخُوزِسْتَانِيُّ الشَّاعِرُ. سَمِعَ: مِنْ: أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ، وَابنِ خَرْبَان النُّهَاوَنْدي، وَأَبِي الحَسَنِ بن النَّجَّار، وَعِدَّة. وَسَكَنَ بَغْدَاد. رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْب فِي تَارِيْخِهِ وأبو الحسين بن الطيوري وطائفة. وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّد وَفضَائِل وَقَدِ اشْتَرَى مِنْهُ الشَّرِيْفُ المرتضَى كِتَاب الجَمْهَرَة بِسِتِّيْنَ دِيْنَاراً فَإِذَا عَلَيْهَا لِلفَالِي: أَنِسْتُ بِهَا عِشْرِيْنَ حَوْلاً وَبِعْتُهَا ... لَقَدْ طَالَ وَجدِي بَعْدهَا وَحَنِينِي وَمَا كَانَ ظَنِّي أَنَّنِي سَأَبِيعُهَا ... وَلَوْ خَلَّدَتْنِي فِي السُّجُونِ دُيُونِي وَلَكِنْ لضعفٍ وافتقارٍ وصبيةٍ ... صغارٍ عَلَيْهِم تَسْتَهِلُّ شُؤُونِي وَقَدْ تُخْرِجُ الحَاجَاتُ يَا أُمّ مَالِك ... كَرَائِمَ مِنْ ربٍّ بهنَّ ضَنِيْنِ تُوُفِّيَ الفَالِي فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 334"، والأنساب للسمعاني "9/ 233"، واللباب لابن الأثير "2/ 409"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 174" - 175"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 226 - 230" وتبصير المنتبه "2/ 787"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 60"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 278".

السمان

4117- السمان 1: الإمام الحافظ العلامة البارع المتقن أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ. وَقِيْلَ فِي جدِّهِ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَنْجُوَيْه الرَّازِيّ، السَّمَّان. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَلحق السَّمَاع مِنْ: أَبِي طَاهِر المُخَلِّص بِبَغْدَادَ، وَسَمِعَ بِالرَّيّ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ فَضَالَة وَبِمَكَّةَ أَحْمَدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِرَاس وَبِدِمَشْقَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيّ وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ ابْنِ النَّحَّاسِ بِمَكَّةَ. وَمَا أَظنُّهُ دَخَلَ مِصْرَ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: قَدِمَ دِمَشْق طَالبَ علم وَكَانَ مِنَ المُكْثِرِيْنَ الجوَالِين سَمِعَ: مِنْ نَحْو أَرْبَعَةِ آلاَف شَيْخ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِي وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الرَّيّ مِنْهُم: ابْنُ أَخِيْهِ طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنِ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو علي الحداد. أُنْبِئت عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ: أَخْبَرَنَا أَبِي، سَمِعْتُ مَعْمَرَ بن الفَاخر، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل، وَعبد الرَّحِيْم بن عَلِيٍّ الحاجي يقولان: سمع: نا مُحَمَّدَ بنَ طَاهِرٍ الحَافِظ سَمِعْتُ المرتضَى أَبَا الحَسَنِ المُطَهِّر بن عَلِيٍّ العَلَوِيّ بِالرَّيّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعدٍ السَّمَّان إِمَام المُعْتَزِلَة يَقُوْلُ: مَنْ لَمْ يَكتُبِ الحَدِيْثَ لَمْ يَتَغَرْغَرْ بِحَلاَوَةِ الإِسْلاَم. وَبِهِ: قَالَ عَلِيٌّ: سَأَلْتُ أَبَا مَنْصُوْر عَبْدَ الرَّحِيْم بن مُظَفَّر بِالرَّيِّ عَنْ، وَفَاة أَبِي سَعْدٍ السَّمَّان الرَّازِيّ فَقَالَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ. قَالَ: وَكَانَ عَدْلِيَّ المَذْهَب يَعْنِي مُعْتَزِليَا وَكَانَ لَهُ ثَلاَثَةُ آلاَف وَسِتُّ مائَة شَيْخ وَصَنَّفَ كتباً كَثِيْرَة، وَلَمْ يَتَأَهَّل قَطُّ.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 130 - 131"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1007"، والعبر "3/ 209"، وميزان الاعتدال "1/ 239"، ولسان الميزان "1/ 421"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 51" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 273".

وَقَالَ الحَافِظُ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِي: كَانَ أَبُو سَعْدٍ مِنَ الحُفَّاظِ الكِبَار زَاهِداً وَرِعاً وَكَانَ يَذْهَب إِلَى الاعتزَال. أَنبؤونَا عَنِ، القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا، أَبُو مُحَمَّدٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَلْبِيّ قَالَ: وَجَدْتُ عَلَى ظهر جُزْء: مَاتَ الزَّاهِدُ أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ السَّمَّانُ فِي شَعْبَانَ سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة شيخ العدلية وَعَالِمُهُم وَفَقِيْهُهُم وَمُحَدِّثُهُم وَكَانَ إِمَاماً بِلاَ مُدَافعَة فِي القِرَاءات وَالحَدِيْثِ وَالرِّجَال وَالفَرَائِضِ وَالشروط عَالِماً بفقهِ أَبِي حَنِيْفَةَ وَبَالخلاَفِ بَيْنَ أَبِي حَنِيْفَةَ وَالشَّافِعِيّ وَفقه الزَّيْدِيَّة. قَالَ: وَكَانَ يَذْهَبُ مَذْهَبَ الحَسَن البَصْرِيّ وَمَذْهَبَ الشَّيْخ أَبِي هَاشِمٍ وَدَخَلَ الشَّام وَالحِجَاز وَالمَغْرِب وَقرَأَ عَلَى ثَلاَثَة آلاَف شَيْخ وَقصد أَصْبَهَانَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ لطلب الحَدِيْث. قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ فِي مَدحه: إِنَّهُ مَا شَاهَد مِثْلَ نَفْسِهِ كَانَ تَارِيخ الزَّمَان وَشيخَ الإِسْلاَمِ. قُلْتُ: وَذَكَرَ أَشيَاء فِي وَصْفِهِ وَأَنَّى يُوصَفُ مِنْ قَدِ اعتزلَ وَابتدعَ وَبَالكِتَاب وَالسّنَة فَقَلَّ مَا انْتفع؟ فَهَذَا عِبْرَة وَالتَّوفِيقُ فَمِنَ الله وَحْدَه. هَتَفَ الذَّكَاءُ وَقَالَ لَسْتُ بنافعٍ ... إِلاَّ بتوفيقٍ مِنَ الوَهَّابِ وَأَمَّا قَوْل القَائِل: كَانَ يَذْهَبُ مَذْهَبَ الحَسَنِ فَمَرْدُوْدٌ قَدْ كَانَتْ هَفْوَةٌ فِي ذَلِكَ مِنَ الحَسَنِ وَثَبَتَ أنه رجع عنها ولله الحمد. وَأَمَّا أَبُو هَاشِمٍ الجُبَّائِيُّ وَأَبُوْهُ أَبُو عَلِيٍّ فَمِنْ رُؤُوْس المُعْتَزِلَة وَمِنَ الجَهَلَةِ بآثَار النُّبُوَّة برعُوا فِي الفلسفَة وَالكَلاَم وَمَا شَمُّوا رَائِحَةَ الإِسْلاَم وَلَوْ تَغَرْغَرَ أَبُو سَعدٍ بحَلاَوَة الإِسْلاَم لاَنتَفَعَ بِالحَدِيْثِ. فَنسَأَلُ الله تَعَالَى أَنْ يَحْفَظُ عَلَيْنَا إِيْمَاننَا وَتوحيدنَا. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا، جَعْفَرُ بنُ مُنِيرٍ أَخْبَرَنَا، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ أَخْبَرَنَا، عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مَرْدَكْ بِالرَّيّ أَخْبَرَنَا، إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ عَلِيٍّ الحَافِظ أَخْبَرَنَا، أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بِمَكَّةَ أَخْبَرَنَا، إِسْمَاعِيْلُ بنُ العَبَّاسِ الوَرَّاق حَدَّثَنَا، عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا، سُفْيَانُ عَنْ، أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ، عَبْدِ خير عن، علي ر قَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا1. قَرَأْتُ عَلَى عِيْسَى بن عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَسُلَيْمَانَ بنِ قُدَامَةَ وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ الخلاَّل: أَخبركُم جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا، أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَخْبَرْنَا، أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ أَخْبَرَنَا، أَبُو سَعْدٍ الحَافِظ أَخْبَرَنَا، كُوهِي ابْنُ الحَسَنِ حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الحَضْرَمِيّ حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ عَسْكَرٍ حَدَّثَنَا، عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ صَلاَةً مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخَذَ عَنْ، عَطَاء وَأَخَذَ عَطَاءٌ عَنِ، ابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَخَذَ ابْنُ الزبير عن، أبي بكر الصِّدِّيْق وَأَخَذَهَا أَبُو بَكْرٍ عَنِ، النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَخَذَهَا عَنْ، جِبْرِيْل عَنِ، الله -عزّ وجلّ-.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3671"، وأبو داود "4629". وابن أبي عاصم في "السنة" "1206" من طريق سفيان، حدثنا جامع بن أبي راشد، حدثنا أبو يعلي، عن محمد ابن الحنفية قال: قلت لأبي أي الناس خير بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين". =

ابن بشران

4118- ابن بشران 1: الشيخ العالم الصدوق أبو بكر محمد بن الوَاعِظِ الإِمَامِ أَبِي القَاسِمِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بِشْرَانَ الأُمَوِيُّ؛ مَوْلاَهُم البَغْدَادِيُّ رَاوِي "سُنَن الدَّارَقُطْنِيِّ" عَنِ، المُصَنِّفِ. وَسَمِعَ: عُبيدَ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيّ، وَأَبَا عُمَرَ بن حَيُّويَه، وَمُحَمَّدَ بن المُظَفَّر، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ شَاذَانَ وَطَبَقَتهُم. وَكَانَ مِنَ المُكْثِرِيْنَ الثِّقَات. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ، وَأَبُو طَالِبٍ بنُ يُوْسُفَ، وَابْنُ عَمِّهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ رَاوِي السُّنَن، وَأَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي وَعِدَّة. قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ شُجَاعاً الذُّهْلِيّ عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ شَيْخاً جَيِّدَ السَّمَاع، حسنَ الأُصُوْلِ، صَدُوْقاً فِيمَا يَرْوِي مِنَ الحَدِيْثِ، قَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: مَوْلِدُهُ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثمان وأربعين وأربع مائة. وَفِيْهَا مَاتَ كَبِيْرُ الشَّافِعِيَّة بَعْد أَبِي الطَّيِّبِ الإمام أبو سعيد أحمد ابن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ نُمَيْرٍ الخُوَارَزمِيّ الضّرِير وَالأَدِيْب أَبُو غَانِمٍ حُمَيْدُ ابْن المَأْمُوْن الهَمَذَانِيّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ المَالِكِيّ رَاوِي السيرَة عَنِ، ابْنِ أَبِي زَيْدٍ وَأَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيّ ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيّ وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الفَالِي المُؤَدِّب؛ بَصْرِيّ وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَاقِلاَّنِيّ وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ مَسْرُوْر الزَّاهِد وَأَبُو الحسن محمد ابن الحُسَيْنِ ابْن الطَّفَّال بِمِصْرَ وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ التَّرْجُمَان الغزِي شَيْخُ الصُّوْفِيَّة وَالعَلاَّمَة أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الصّبَّاغُ الشَّافِعِيّ؛ وَالِد العَلاَّمَة أَبِي نَصْرٍ الشَّافِعِيّ وَأَبُو الفَرَجِ محمد ابن عبد الواحد الدارمي، الشافعي، مفتي دمشق.

_ = وورد من غير طريق محمد بن الحنفية بلفظ: "خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وبعد ابي بكر عمر، ولو شئت أن أسمي لكم الثالث لفعلت". أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 14"، ومن طريقه أحمد "1/ 106" وابن أبي عاصم في "السنة" "1201"، من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة قال: قال على -رضي الله عنه - فذكره. قلت: وإسناده ضعيف، شريك، هو ابن عبد الله النخعي، وهو سيىء الحفظ، وأبو إسحاق هو السبيعي، مدلس، لكن للحديث طرق أخرى منها الطريق السابق، فيتقوى بها الحديث وقد خرجت هذا الحديث بنحو ما تقدم في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" الجزء الأول تعليقنا رقم "11" فراجعه ثمت إن شئت. وقد تكرر تخريجنا في هذا الكتاب وفي الكتاب الذي بين يديك "السير" فلله الحمد والمنة على ما حبانا من نعمة العلم. 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 348"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 176"، والعبر "3/ 217" وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 278".

أبو مسعود البجلي

4119- أبو مسعود البجلي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، المُحَدِّثُ، المُسْنِدُ بَقِيَّةُ المَشَايِخِ أَبُو مسعود؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ شَاذَانَ البَجَلِيُّ الرَّازِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَبَكَّر بِهِ أَبُوْهُ المُحَدِّث الزَّاهِد مُحَمَّدُ بن عبد الله فأسمع: هـ مِنْ: أَبِي سَعِيْدٍ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الرَّازِيّ، وَأَبِي عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَحُسَيْنَكَ بنُ عَلِيٍّ التَّمِيْمِيُّ، وَأَبِي طَاهِر بن خُزَيْمَةَ. وَطلب هَذَا الشَّأْن، وَبَرَّزَ فِيْهِ عَلَى الأَقرَان. وَرَوَى أَيْضاً عَنْ، أَبِي النَّضْرِ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ الشَّرْمَغُولِي، وَأَبِي بَكْرٍ الطِّرَازِي وَأَبِي الحُسَيْنِ القَنْطَرِي وَأَبِي مُحَمَّدٍ المَخْلَدي وَشَافعٍ الإِسفرَايينِي وَأَبِي بَكْرٍ بنِ لاَل وَأَحْمَدَ بن فِرَاس المَكِّيّ وَأَبِي الحَسَنِ ابن جهضم وابن فارس اللغوي وخلق. وَكَانَ يُسَافر فِي التجَارَة كَثِيْراً كَثِيْرَ الأُصُوْل عَارِفاً بِالحَدِيْثِ جَيِّدَ الْفَهم وَثَّقَهُ جَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ شرَاعَة، وَعبدُ الوَاحِد بنُ أَحْمَدَ الهَمْدَانِيّ الخَطِيْبُ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ وَظرِيفٌ النَّيْسَابُوْرِيّ وَعبدُ الرَّحْمَن بن مُحَمَّدٍ التَّاجِر وَالحَافِظ إِسْمَاعِيْل بنُ عَبْدِ الغَافِر وَآخَرُوْنَ. اتَّفَقَ مَوْتُهُ بِبُخَارَى فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: كَانَ ثِقَةً تَاجراً كَثِيْرَ الكُتُب عَارِفاً بِالحَدِيْثِ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو العَلاَءِ بنُ سُلَيْمَانَ التَّنُوْخِي المَعَرِّي صَاحِب التَّوَالِيف وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ الأَصْبَهَانِيُّ الصَّائِغ وَشيخ الإِسْلاَم أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ وَشَارح الصَّحِيْح أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ خَلَف بنِ بطّالٍ القُرْطُبِيّ وَالمُقْرِئ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَبَّازِيُّ النَّيْسَابُوْرِيّ وَشيخُ الإمامية أبو الفتح الكراجكي الرافضي.

_ 1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص 85- 86"، والأنساب للسمعاني "2/ 86"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1010"، والعبر "3/ 218 - 219"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 282".

الماوردي

4120- الماوردي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ أَقْضَى القُضَاةِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ البَصْرِيُّ المَاوَرْدِيُّ الشَّافِعِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الجَبَلِي صَاحِب أَبِي خَلِيْفَةَ الجُمَحِيّ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَدِيّ المِنْقَرِيّ وَمُحَمَّدِ بنِ مُعَلَّى وَجَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَوَثَّقَهُ وَقَالَ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَدْ بلغَ سِتّاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَوَلِيَ القَضَاءَ بِبلدَان شَتَّى ثم سكن بغداد. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي الطَّبَقَات: وَمِنْهُم أَقضَى القُضَاة المَاورديُّ تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي القَاسِمِ الصَّيْمَرِيّ بِالبَصْرَةِ وَارْتَحَلَ إِلَى الشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِي وَدرس بِالبَصْرَةِ وَبغدَاد سِنِيْنَ وَلَهُ مُصَنّفَات كَثِيْرَة فِي الفِقْه وَالتَّفْسِيْر وَأُصُوْلِ الفِقْه وَالأَدب وَكَانَ حَافِظاً لِلمَذْهَب. مَاتَ بِبَغْدَادَ. وَقَالَ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ فِي وَفِيَات الأَعيَان: مَنْ طَالَعَ كِتَاب الحَاوِي لَهُ يَشْهَد لَهُ بِالتَّبَحُّر وَمَعْرِفَة المَذْهَب وَلِيَ قَضَاءَ بلاَد كَثِيْرَة وَلَهُ تَفْسِيْر القرآن سماه: النكت وأدب

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 102- 103"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 199" - 200" ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "15/ 52 - 55"، والعبر "3/ 223"، وميزان الاعتدال "3/ 155"، ولسان الميزان "4/ 260"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 64"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 285".

الدُّنْيَا وَالِدّين" وَ"الأَحكَام السّلطَانِيَّة" وَ"قَانُوْنَ الوزارة وسياسة المُلك" وَ"الإِقنَاع" مُخْتَصَر فِي المَذْهَب. وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمْ يُظْهِرْ شَيْئاً مِنْ تَصَانِيْفه فِي حيَاتِهِ وَجَمَعهَا فِي مَوْضِع فَلَمَّا دَنَتْ وَفَاتُه قَالَ لمَنْ يَثِقُ بِهِ: الكُتُبُ الَّتِي فِي المَكَان الفُلاَنِي كُلُّهَا تَصنِيفِي وَإِنَّمَا لَمْ أُظْهِرهَا لأَنِّي لَمْ أَجِدْ نِيَّة خَالصَةً فَإِذَا عَايَنْتُ المَوْتَ وَوَقَعْتُ فِي النزع فَاجعل يَدَكَ فِي يَدي فَإِنَّ قبضتُ عَلَيْهَا وَعَصَرْتُهَا فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ يُقبلْ مِنِّي شَيْءٌ مِنْهَا فَاعْمَدْ إِلَى الكُتُب وَأَلقهَا فِي دِجْلَة وَإِن بَسَطْتُ يَدي فَاعْلَمْ أَنَّهَا قُبِلَتْ. قَالَ الرَّجُلُ: فَلَمَّا احتُضِرَ وضعت يدي في يده فبسطها فَأَظْهَرْتُ كُتُبهُ. قُلْتُ: آخرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو العزِّ بنُ كَادش. قَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: كَانَ رَجُلاً عَظِيْمَ القَدْرِ مُتَقَدِّماً عِنْد السُّلْطَان أَحَد الأَئِمَّةِ لَهُ التَّصَانِيْفُ الحِسَان فِي كُلِّ فَن بَيْنَهُ وَبَيْنَ القَاضِي أَبِي الطَّيب فِي الوَفَاة أَحَدَ عشرَ يَوْماً. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَح: هُوَ مُتَّهَمٌ بِالاعتزَال وَكُنْتُ أَتَأَوّلُ لَهُ وَأَعْتَذِر عَنْهُ حَتَّى وَجَدْتُهُ يَختَارُ فِي بَعْضِ الأَوقَات أَقْوَالهُم قَالَ فِي تَفْسِيْرِهِ: لاَ يَشَاءُ عبَادَة الأَوثَان. وَقَالَ فِي: {جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا} {الأَنعَام:112} مَعْنَاهُ: حَكَمْنَا بِأَنَّهُم أَعْدَاء أَوْ تركنَاهُم عَلَى العدَاوَة فَلَمْ نَمْنَعهُم مِنْهَا. فَتَفْسِيْرُه عَظِيْم الضّرر وَكَانَ لاَ يَتظَاهِر بِالاَنتسَاب إِلَى المُعْتَزِلَة بَلْ يَتكتَّمُ وَلَكِنَّهُ لاَ يُوَافقهُم فِي خَلْقِ القُرْآن وَيُوَافقهُم فِي القَدَرِ قَالَ فِي قَوْله: {إنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القَمَر: 49] أَي بِحُكْمٍ سَابِق. وَكَانَ لاَ يَرَى صِحَّة الرِّوَايَة بِالإِجَازَة. وَرَوَى خطيبُ المَوْصِلِ عَنِ، ابْنِ بَدْرَان الحُلْوَانِيّ عَنِ، المَاورديّ. وَفِيْهَا مَاتَ القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيّ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَنِّي وَالمُحَدِّثُ عَلِيُّ بنُ بَقَاءٍ الوَرَّاق وَأَبُو القَاسِمِ عُمَرُ بنُ الحُسَيْنِ الخفَّاف وَرَئِيْسُ الرُّؤَسَاء عَلِيّ بن المُسْلِمَة الوَزِيْر وَأَبُو الفَتْحِ مَنْصُوْر بن الحُسَيْنِ التاني.

الجوهري

4121- الجوهري 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ مُسْنِدُ الآفَاقِ أَبُو مُحَمَّدٍ؛ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ الحَسَنِ الشيرَازِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ الجَوْهَرِيُّ المُقَنَّعِي. قَالَ: وُلِدَتُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ العَسْكَرِي وَعَلِيّ بن لُؤْلُؤ الوَرَّاق وَعَلِيّ بنِ مُحَمَّدِ بن كيسان ومحمد ابن إِبْرَاهِيْمَ العَاقولِي: وَأَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ العطشي وعلي ابن إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي عَزَّة وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي العَصَب وَأَبِي حَفْصٍ الزَّيَّات وَالحُسَيْنِ بن مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْد الدَّقَّاق وَعَبْد العَزِيْزِ بن الحسن الصَّيْرَفِيّ وَالحَسَنِ بن جَعْفَرٍ السِّمْسَار وَعُبيدِ الله بن أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ وَعُمَرَ بنِ شَاهِيْن وَمُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ القَطِيْعِيّ وَمُحَمَّد بن زَيْدِ بنِ مَرْوَانَ وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ كَيْسَان وَمُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّر وَعَبْد العَزِيْزِ بنِ جَعْفَرٍ الخِرَقِي وَأَبِي عُمَرَ بن حَيُّويَه وَأَبِي بَكْرٍ بنِ شَاذَان وَأَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ وَعَدَدٍ كَثِيْر. وَكَانَ مِنْ بُحُوْر الرِّوَايَة. رَوَى الكَثِيْر وَأَملَى مَجَالِسَ عِدَّة. وَحَدَّثَ عَنِ، القَطِيْعِيّ بِمُسْنَدِ العَشْرَة وَمُسْنَدِ أَهْل البَيْت مِنَ المُسْنَد وَبَالأَجزَاء القَطْيعيَّات الخَمْسَة وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَكَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى فِي الدُّنْيَا عَنْهُ بِالسَّمَاعِ وَالإِذنِ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً أَمِيناً كَتَبْنَا عَنْهُ. مَاتَ فِي سَابع ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: عَاشَ نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً وقِيْلَ لَهُ: المُقَنَّعِي لأَنَّه كَانَ يَتَطَيْلَسُ وَيَتَحَنَّكُ كَالمِصْرِيّين. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلاَ وَأَبُو عَلِيٍّ البردَانِي وَأُبَيّ النَّرْسِيّ وَأَحْمَدُ بنُ بَدْرَان الحُلْوَانِيّ وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ السَّقْلاَطُونِي وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ المَأْمُوْن وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي الدُّوْرِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ طَالب الخِرَقِي وَمُبَارَكُ بنُ عَمَّارٍ الوتَار وَالمُعَمَّر بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْمَاطِيّ وَأَبُو الخَطَّاب مَحْفُوْظُ بن أحمد الحنبلي ومظفر بن علي المالحاني وأبو

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 393"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 227"، والأنساب للسمعاني "3/ 379" واللباب لابن الأثير "1/ 313"، والعبر "3/ 231"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 292".

الوَفَاء عَلِيُّ بنُ عَقِيْل، وَهِبَة اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَرَضِي، وَهِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ الدِّيْنَوَرِيّ، وَيَحْيَى بنُ حَمْزَةَ الحَدَّاد، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيّ ابن عَيَّاش الدَّباس وَأَبُو طَالِبٍ بنُ يُوْسُفَ وَقرَاتكين بن أسعد وأحمد ابن محمد بن ملوك وهبة الله بن الحصين الكَاتِب وَأَبُو غَالِبٍ ابْنُ البَنَّاء وَقَاضِي المَرستَان أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ؛ خَاتمَة مِنْ سَمِعَ: مِنْهُ. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيّ وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ ابْنِ خَيْرُوْنَ المُقْرِئ. وَمَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ: أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي شَمْسٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ المُقْرِئ، وَالعَلاَّمَة أَبُو نَصْرٍ زُهَيْر بنُ الحَسَنِ السَّرْخَسِيّ تِلْمِيْذُ أَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِي؛ يَرْوِي عَنْ، زَاهِر بن أَحْمَدَ. وَكَبِيْرُ النُّحَاة أَبُو الحُسَيْنِ طَاهِرُ بنُ بَابْشَاذ المِصْرِيُّ الجَوْهَرِيُّ، وَالإِمَامُ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ بُنْدَار الرَّازِيُّ المُقْرِئ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ المُظَفَّرِ المِصْرِيّ الكَحَّال، وَمُسْنِد سَمَرْقَنْد أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَاهِيْن الفَارِسِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عبيدِ الله الزّهرَاوِيُّ، القُرْطُبِيّ يَرْوِي عَنْ، أَبِي مُحَمَّدٍ بن أسد. وقاضي مصر أبو عَبْد اللهِ بنُ سَلاَمَةَ القُضَاعِي؛ مُؤلِّف الشِهَاب وَصَاحِبُ المَغْرِب المُعِزُّ بنُ بَادِيسَ الحِمْيَرِيّ شَرَفُ الدولة. وطالت أيامه.

السميساطي

4122- السميساطي 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الرَّئِيْسُ النَّبِيْلُ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ الحُبْشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ المَعْرُوْف بِالسُّمَيْسَاطِيِّ وَاقِفُ الخَانقَاهُ الَّتِي كَانَتْ دَارَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَعَبْدِ الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَإِبْرَاهِيْم بن يونس المقدسي وَأَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ قُبيسٍ المَالِكِيّ وَأَبُو الحَسَنِ ابْنُ سَعِيْد وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: كَانَ مُتَقَدِّماً فِي علمِ الهَنْدَسَةِ وَالهَيْئَة. وَقَالَ الكَتَّانِي: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَدْ أَشْرَف عَلَى الثَّمَانِيْنَ وَدُفِنَ بدَاره الَّتِي وَقفهَا عَلَى الصُّوْفِيَّة، وَوَقَفَ عُلوهَا عَلَى الجَامِع، وَوَقَفَ أَكْثَرَ نِعمته وَكَانَ يذكُرُ أَنَّهُ وُلِدَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. سَمِعَ: المُوَطَّأ وَجُزءَ ابْنِ خُرَيْم مِنَ الكِلاَبِيّ. قُلْتُ: قبره بالخانقاه يزار.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "5/ 141- 142"، والأنساب للسمعاني "7/ 153"، والعبر "3/ 229 - 230" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 70"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 291".

الجيلي، سبط بحرويه

الجيلي، سبط بحرويه: 4123- الجيلي: العَلاَّمَةُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ العَبَّاسِ الجِيْلِيُّ الشَّافِعِيُّ مِنْ عُلَمَاءِ جُرْجَانَ وَأَذْكِيَائِهِم. رَوَى عَنْ: أَبِي طَاهِر بن مَحْمِش، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ. قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ فِي "تَارِيْخِهِ": لَمْ يَبْقَ بِنَيْسَابُوْرَ مَنْ يَقَارِبُه وَلاَ مَنْ يُقَارنه. صَارَ إِلَيْهِ التَّدرِيس وَالفَتْوَى، وَتُوُفِّيَ فِي رَجَب سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. 4124- سبط بحرويه 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ أَبُو القَاسِمِ إِبْرَاهِيْمُ بن منصور ابن إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ الكَرَّانِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ وَيُعْرَفُ بِسِبْط بَحْرُوَيْه. وَكَرَّان: مَحَلَّة مِنْ أَصْبَهَان. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ: "مُسْنَد" أَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيّ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ المُقْرِئ وَكِتَاب التَّفْسِيْر لعَبْدِ الرَّزَّاقِ. حَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى بنُ مَنْدَة، وَقَالَ: كَانَ رَحِمَهُ اللهُ صَالِحاً عَفِيْفاً ثَقيلَ السَّمْع: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَة خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل وَفَاطِمَةُ العَلَوِيَّةُ أم المجتبى. وآخرون.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 378"، [الكراني] ، والعبر "3/ 235"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 296".

ابن عمروس، أبو يعلي الصابوني

ابن عمروس، أبو يعلي الصابوني: 4125- ابن عمروس 1: لإمام العَلاَّمَةُ شَيْخُ المَالِكِيَّةِ أَبُو الفَضْلِ؛ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمْروس البَغْدَادِيُّ المَالِكِيُّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. سَمِعَ: أَبَا حَفْصٍ بنَ شَاهِيْن وَأَبَا القَاسِمِ بن حَبَابَةَ وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص وَغَيْرهُم. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَقَالَ: انْتَهَت إِلَيْهِ الفَتْوَى بِبَغْدَادَ. قُلْتُ: وَكَانَ مِنْ كِبَارِ المُقْرِئِين. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي طَبَقَات الفُقَهَاء: كَانَ فَقِيْهاً أُصُوْليّاً صَالِحاً. وَقَالَ أَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ: كَانَ رَجُلاً صَالِحاً مِمَّنِ انْتَهَى إِلَيْهِ مَعْرِفَةُ مَذْهَب مَالِك بِبَغْدَادَ. وَذَكَرَ ابْن عَسَاكِرَ فِي تَبيين كذب المفترِي أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي أَوّل سَنَة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: وَفِيْهَا مَاتَ أَمِيْرُ مِصْر بَعْد دِمَشْق الموصوف بالشجاعة نَاصِر الدَّوْلَة الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ بن صاحب الموصل الحسن ابن عَبْد اللهِ بنِ حَمْدَان التَّغْلِبِيّ. وَشيخُ هَمَذَان أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حُمَيْدٍ الذُّهْلِيُّ العَابِدُ وَمُقْرِئُ مِصْر أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي سَعْدٍ القَزْوِيْنِيّ. 4126- أَبُو يَعْلَى الصابوني 2: لشيخ المُسْنِدُ العَالِمُ أَبُو يَعْلَى؛ إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الصَّابُوْنِيُّ أَخُو شَيْخِ الإِسْلاَمِ أَبِي عُثْمَانَ المَذْكُوْر. سَمِعَ: كَأَخِيْهِ مِنْ: أبي سَعِيْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الرَّازِيُّ وَأَبِي طَاهِر بنِ خُزَيْمَةَ والحسن بن أحمد المخلدي وأحمد ابن مُحَمَّدٍ القَنْطرِي الخفَّاف وَأَبِي مُعَاذٍ الشَّاه وَأَبِي طَاهِرٍ المُخَلِّص وَعبد الرَّحْمَنِ بن أَبِي شُرَيْح الهروي وعدة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 339- 340"، والأنساب للسمعاني "9/ 54- 55" [العمروسي] ، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 218"، والعبر "3/ 228"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 290". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 6"، والعبر "3/ 235"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 296".

وخرجت له عشرة أجزاء سمع: ناها. وَكَانَ يَنوبُ فِي الْوَعْظ عَنْ، أَخِيْهِ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَسَاكِرَ: حَدَّثَنَا، عَنْهُ زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الفَرَاوِي وَهِبَةُ اللهِ السَّيِّدي وَعُبيدُ الله بن مُحَمَّدٍ البَيْهَقِيّ. وَقَالَ عبدُ الغَافِرِ الفَارِسِيّ: هُوَ شَيْخٌ ظرِيفٌ ثقة على طريقة الصوفية سمع: بنيسابور وَهرَاةَ وَبغدَاد وُلِدَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة وَمَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي تَاسع رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ سعَادَة بسَلَمَاس يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ وَأَخُوْهُ فَنَزَلَ عَلَى جَدِّي فَسمِعنَا مِنْهُمَا وَكَانَ أَبُو يَعْلَى فِيْهِ دُعَابَة فَكَانَ بَيْنَ يَدي أَخِيْهِ صَحْنُ حَلاَوَةٍ فَأَكله فَأَخَذَ جَدِّي صحناً مِنْ جِهَةِ أَبِي يَعْلَى فَقرَّبَهُ إِلَى أَبِي عُثْمَانَ فَقَالَ أَبُو يَعْلَى: أَخِي مَا يَكفِيه مَا هُوَ فِيْهِ مِنَ الأَمْوَال وَالحِشْمَة حَتَّى زَاحمنِي هَذِهِ الحَلاَوَة. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ عَنْ، عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا، زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ أَخْبَرَنَا، أَبُو يَعْلَى الصَّابُوْنِيّ أَخْبَرَنَا، أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ السِّمْسَار حَدَّثَنَا، ابْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا، عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا، ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِك عَنِ، ابْنِ شِهَابٍ عَنْ، سَالِم عَنِ، ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ بِلاَلاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تسَمِعُوا تَأْذِيْنَ ابن أم مكتوم" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "620"، ومسلم "1092"، والترمذي "203"، والنسائي "2/ 10"، والدارمي "1/ 269"، وأحمد "2/ 9 و 123" من طريق عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.

أبو عمرو الداني

4127- أبو عمرو الداني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ المُقْرِئُ الحَاذِقُ عَالِمُ الأَنْدَلُسِ أَبُو عَمْرٍو؛ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدِ بنِ عُمَرَ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمُ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ ثُمَّ الدَّانِي وَيُعْرَف قَدِيْماً بِابْنِ الصَّيْرَفِيِّ مُصَنِّفُ "التَيْسِيْر" وَ "جَامِع البَيَانِ" وَغَيْر ذَلِكَ. ذكر أَنَّ وَالِدَهُ أَخْبَرَهُ أَن مولدِي فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة فَابْتدَأْتُ بِطَلَب العِلْم فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَرحلتُ إِلَى المَشْرِق سَنَة سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ فَمَكَثْتُ بِالقَيْرَوَان أربعة

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 405"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 124"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1006"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 54"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 272".

أَشهر ثُمَّ تَوَجَّهتُ إِلَى مِصْرَ فَدَخَلتُهَا فِي شَوَّال مِنَ السّنَة فَمَكَثْتُ بِهَا سَنَةً وَحَجَجْتُ. قَالَ: وَرَجعتُ إِلَى الأَنْدَلُسِ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَرَجتُ إِلَى الثَّغْرِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِ مائَة فَسَكَنْتُ سَرَقُسْطَةَ سَبْعَةَ أَعْوَام ثُمَّ رَجَعتُ إِلَى قُرْطُبَة. قَالَ: وَقَدِمْتُ دَانِيَةَ سَنَة سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: فَسكنهَا حَتَّى مَاتَ. سَمِعَ: أَبَا مُسْلِمٍ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ الكَاتِب؛ صَاحِبَ البَغَوِيّ وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخ لَهُ وَأَحْمَدَ بن فِرَاس المَكِّيّ، وَعبدَ الرَّحْمَن بن عُثْمَانَ القُشَيْرِيَّ الزَّاهِد، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بن جَعْفَرِ بنِ خوَاستَى الفَارِسِيّ نَزِيلَ الأَنْدَلُس وَخَلَفَ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ خَاقَان المِصْرِيّ وَتَلاَ عَلَيْهِمَا وحاتم ابن عَبْدِ اللهِ البَزَّاز، وَأَحْمَدَ بنَ فَتحِ بن الرسَّان، وَمُحَمَّدَ بنَ خَلِيْفَةَ بنِ عبدِ الجَبَّار، وَأَحْمَدَ بنَ عُمَرَ بنِ مَحْفُوْظ الجِيْزِي، وَسَلَمَةَ بن سَعِيْدٍ الإِمَام، وَسلمُوْنَ بن دَاوُدَ القَرَوِي، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ النَّحَّاسِ المِصْرِيّ، وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ بَشِيْر الرَّبَعِي، وَعَبْدَ الوَهَّابِ بنَ أَحْمَدَ بنِ مُنِيْر، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيْسَى الأَنْدَلُسِيّ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ أَبِي زَمَنِيْنَ، وَأَبَا الحَسَنِ عَلِيَّ بن مُحَمَّدٍ القَابسِي وَعِدَّة. وَتَلاَ أَيْضاً عَلَى: أَبِي الحَسَنِ طاهر بن غلبون، وأبي الفتح فارس ابن أَحْمَدَ الضّرِير وَسَمِعَ: سَبْعَةَ ابْن مُجَاهِد مِنْ أبي مسلم الكاتب بسَمَاعِه مِنْهُ وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ المُتْقنَة السَّائِرَة. حَدَّثَ عَنْهُ وَقرَأَ عَلَيْهِ عددٌ كَثِيْر مِنْهُم: وَلدُه أَبُو العَبَّاسِ، وَأَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي القَاسِمِ نَجَاح، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْن الدُّش، وَأَبُو الحُسَيْنِ يَحْيَى بنُ أَبِي زَيْدٍ ابْن البَيَّاز، وَأَبُو الذَّوَّاد مُفرّج الإِقبالِي، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ المُفرِّج البَطَلْيَوْسِي، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ الفَصِيْح، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُزَاحِم، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ محمد ابن مُبَشِّر، وَأَبُو القَاسِمِ خَلَفُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الطُّلَيطُلِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ فَرجٍ المُغَامِي، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيّ؛ نَزِيلُ الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَأَبُو القَاسِمِ ابْنُ العَرَبِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ الفَرَجِ التُّجِيْبِيُّ المُغَامِي، وَأَبُو تَمَّام غَالِبُ بنُ عُبَيْد اللهِ القَيْسِيّ، ومحمد ابن أَحْمَدَ بنِ سُعُوْد الدَّانِي، وَخَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرِيِّي ابْن العُرَيبِي، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَوْلاَنِيّ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي حَمْزَةَ المُرسِي؛ خَاتِمَةُ مَنْ رَوَى عَنْهُ فِي الدُّنْيَا، وَعَاشَ بَعْدَهُ سَبْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَهَذَا نَادر وَلاَ سِيَّمَا فِي المَغْرِب.

قَالَ المُغَامِي: كَانَ أَبُو عَمْرٍو مُجَابَ الدَّعْوَةِ مَالِكِيَّ المَذْهَب. وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: هُوَ مُحَدِّثٌ مُكْثِر ومقرئ متقدم سمع: بالأندلس والمشرق. قُلْتُ: المَشْرِق فِي عُرف المغَاربَة مِصْرُ وَمَا بَعْدهَا مِنَ الشَّام وَالعِرَاق وَغَيْر ذَلِكَ كَمَا أَنَّ المَغْرِب فِي عُرف العَجم وَأَهْل العِرَاقِ أَيْضاً مِصْرُ وَمَا تغرَّب عَنْهَا. قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَال: كَانَ أَبُو عَمْرٍو أَحَدَ الأَئِمَّةِ فِي علم القُرْآن روَايَاتِهِ وَتَفْسِيْرِهِ وَمعَانِيه وَطُرُقِهِ وَإِعرَابه وَجَمَعَ فِي ذَلِكَ كُلّه تَوَالِيف حسَاناً مُفِيْدَة وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ وَطُرقه وَأَسْمَاءِ رِجَاله وَنَقَلَتِهِ وَكَانَ حَسَنَ الخطِّ جَيِّدَ الضَّبْط مِنْ أَهْلِ الذّكَاء وَالحِفْظِ وَالتَّفَنُّنِ فِي العِلْمِ دَيِّناً فَاضِلاً وَرِعاً سُنِّيّاً. وَفِي فَهرس ابْنِ عُبَيْدِ اللهِ الحَجَرِيّ قَالَ: وَالحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ قَالَ بَعْضُ الشُّيُوْخ: لَمْ يَكُنْ فِي عصره وَلاَ بَعْدَ عصره أَحَدٌ يُضَاهيه فِي حِفظه وَتحقيقه وَكَانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ شَيْئاً قَطُّ إلَّا كَتَبتُهُ وَلاَ كَتَبتُهُ إلَّا وَحَفِظْتُهُ وَلاَ حَفِظتُهُ فَنسيتُهُ. وَكَانَ يُسْأَل عَنِ، المَسْأَلَةِ مِمَّا يَتَعَلَّق بِالآثَار وَكَلاَمِ السَّلَف فَيُوردهَا بِجمِيْعِ مَا فِيْهَا مُسْنَدَة مِنْ شُيُوْخِهِ إِلَى قَائِلهَا. قُلْتُ: إِلَى أَبِي عَمْرٍو المُنْتَهَى فِي تحَرِيْر عِلمِ القِرَاءات وَعلمِ المَصَاحِف مَعَ البرَاعَة فِي علم الحَدِيْث وَالتَّفْسِيْر وَالنَّحْو وَغَيْر ذَلِكَ. أَلف كِتَاب جَامِع البيَان فِي السَّبْع ثَلاَثَة أَسفَار فِي مَشْهُوْرهَا وَغرِيبهَا وَكِتَاب التَيْسِيْر وَكِتَاب الاَقتصَاد في السبع وايجاز البيان في قراءة ورش والتلخيص في قراءة ورش أيضًا والمقنع فِي الرَّسم وَكِتَاب المُحتوَى فِي القِرَاءات الشَّواذ فَأَدخل فِيْهَا قِرَاءة يَعْقُوْب وَأَبِي جَعْفَرٍ وَكِتَاب طبقات القراء في مجلدات والأرجوزة فِي أُصُوْل الدِّيَانَة وَكِتَاب الْوَقْف وَالاَبتدَاء وَكِتَاب الْعدَد وَكِتَاب التَّمهيد فِي حرف نَافِع مجلّدَان وَكِتَاب اللاَمَات وَالرَّاءات لِوَرْشٍ وَكِتَاب الفِتَن الكَائِنَة؛ مُجَلَّد يَدلُّ عَلَى تَبَحُّرِهِ فِي الحَدِيْثِ وَكِتَاب الْهَمْزَتَيْنِ مُجَلَّد وَكِتَاب اليَاءات مُجَلَّد وَكِتَاب الإِمَالَة لابْنِ العَلاَء مُجَلَّد. وَلَهُ تَوَالِيف كَثِيْرَة صِغَار فِي جُزْء وَجزئِين. وَقَدْ كَانَ بَيْنَ أَبِي عَمْرٍو وَبَيْنَ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ حَزْم وَحْشَةٌ وَمُنَافرَة شَدِيْدَة أَفْضَتْ بِهِمَا إِلَى التَّهَاجِي وَهَذَا مَذْمُومٌ مِنَ الأَقرَان مَوْفُورُ الوجُوْد. نَسْأَل اللهَ الصفح. وأبو عمر أَقوم قِيلاً وَأَتبعُ لِلسُّنَّة وَلَكِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ أوسع دائرةً في العلوم بلغت تواليت أَبِي عَمْرٍو مائَةً وَعِشْرِيْنَ كِتَاباً.

وَهُوَ القَائِلُ فِي أَرْجُوزته السَّائِرَة: تَدْرِي أَخِي أَيْنَ طَرِيْقُ الجَنَّهْ ... طرِيْقُهَا القُرْآنُ ثُمَّ السُّنَّهْ كِلاَهُمَا بِبَلَدِ الرَّسُولِ ... وَمَوْطِنِ الأَصْحَابِ خَيْرِ جيلِ فَاتَّبِعَنْ جَمَاعَةَ المَدِيْنَهْ ... فَالعِلْمُ عَنْ، نَبِيِّهم يَرْوُونَه وَهُمْ فحجّةٌ عَلَى سِوَاهُمْ ... فِي النَّقلِ وَالقَوْلِ وَفِي فَتْوَاهُمْ وَاعْتَمِدَنْ عَلَى الإِمَامِ مَالِك ... إِذْ قَدْ حوَى عَلَى جمِيْعِ ذَلِك فِي الفِقْه وَالفَتْوَى إِلَيْهِ المُنْتَهَى ... وَصِحَّة النقلِ وَعلمِ مَنْ مَضَى منهَا: وَحُكَّ مَا تَجِدُ لِلقيَاسِ ... دَاوُدَ فِي دفترٍ أَوْ قِرْطَاس مِنْ قَوْله إِذْ خَرقَ الإِجمَاعَا ... وَفَارقَ الأَصْحَابَ وَالأَتْبَاعَا وَاطَّرِحِ الأَهوَاءَ وَالمِرَاءَ ... وَكُلَّ قولٍ وَلَّدَ الآرَاء منهَا: وَمِنْ عُقُودِ السُّنَّة الإِيْمَانُ ... بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ القُرْآنُ وَبَالحَدِيْثِ المُسْنَد المَروِيِّ ... عَنِ الأَئِمَّةِ عَنِ، النَّبِيِّ وَأَنَّ رَبَّنَا قديمٌ لَمْ يَزَلْ ... وَهُوَ دائمٌ إِلَى غَيْرِ أَجْل منهَا: كَلَّمَ مُوْسَى عَبْدَهُ تَكليمَا ... وَلَمْ يَزَلْ مُدَبِّراً حَكِيْمَا كَلامُهُ وَقولُه قَدِيْمُ ... وَهُوَ فَوْقَ عَرْشِهِ العَظِيْمُ وَالقَوْلُ فِي كِتَابِهِ المُفَصَّلُ ... بِأَنَّهُ كَلامُه المُنْزَّلُ عَلَى رَسُوْلِهِ النَّبِيِّ الصَّادِقِ ... لَيْسَ بِمَخْلُوْق وَلاَ بِخَالِقِ مَنْ قَالَ فِيْهِ: إِنَّهُ مَخْلُوْقُ ... أَوْ محدثٌ فَقولُه مُرُوْقُ وَالوَقْفُ فِيْهِ بدعةٌ مُضِلَّهْ ... وَمِثْلُ ذَاكَ اللَّفْظُ عِنْدَ الجِلَّهْ كِلاَ الفَرِيْقَيْنِ مِنَ الجَهْمِيَّهْ ... الوَاقفُوْنَ فِيْهِ وَاللَّفْظِيَّهْ أَهْوِنْ بِقَوْلِ جهمٍ الخَسِيسِ ... وواصلٍ وبشرٍ المَرِيسِي

ذِي السُّخْفِ وَالجَهْلِ وَذِي العِنَادِ ... مُعَمَّر وَابْنِ أَبِي دُوَاد وَابْن عبيدٍ شَيْخِ الاعتزَالِ ... وَشَارِعِ البِدْعَةِ وَالضَّلاَلِ وَالجَاحِظ القَادحِ فِي الإِسْلاَمِ ... وَجبتِ هذه الأُمَّةِ النَّظَّام وَالفَاسِقِ المَعْرُوف بِالجُبَّائِي ... وَنَجْلِهِ السَّفِيهِ ذِي الخنَاء وَاللاَّحِقِيِّ وَأَبِي هُذَيْلِ ... مُؤَيدي الكُفْر بِكُلِّ وَيْلِ وَذِي العَمَى ضرارٍ المُرتَابِ ... وَشِبْهِهُم مِنْ أَهْلِ الارتيَابِ وَبعدُ فَالإِيْمَانُ قولٌ وَعَمِلٌ ... وَنِيَّة عَنْ، ذَاكَ لَيْسَ يَنْفَصِلْ فَتَارَةٌ يَزِيْدُ بِالتَّشْمِيْرِ ... وَتَارَةٌ يَنْقُصُ بِالتَّقْصِير وَحُبُّ أَصْحَابِ النَّبِيِّ فَرضٌ ... وَمَدْحُهُم تزلّفٌ وَفَرْضُ وَأَفْضَلُ الصَّحَابَةِ الصِّدِّيْقُ ... وَبَعْدَهُ المُهَذَّبُ الفَارُوْقُ منهَا: وَمِنْ صَحِيْحِ مَا أَتَى بِهِ الخَبَرْ ... وَشَاعَ فِي النَّاسِ قَديماً وَانتشر نُزُولُ رَبِّنَا بِلاَ امتِرَاءِ ... فِي كُلِّ ليلةٍ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ غَيْرِ مَا حدٍّ وَلاَ تَكييفِ ... سُبْحَانَهُ مِنْ قادرٍ لَطيفِ وَرُؤْيَةُ المُهَيْمِنِ الجَبَّارِ ... وَأَنَّنَا نَرَاهُ بِالأَبْصَارِ يَوْمَ القِيَامَةِ بِلا ازدِحَامِ ... كرُؤْيَةِ البَدْرِ بِلاَ غَمَامِ وَضَغْطَةُ القَبْرِ عَلَى المقُبُوْرِ ... وَفِتنَةُ المُنْكَرِ وَالنَّكِيرِ فَالحَمْدُ للهِ الَّذِي هدَانَا ... لِوَاضِحِ السُّنَّةِ وَاجَتَبَانَا وَهِيَ أَرْجُوزَة طَوِيْلَةٌ جِدّاً. مَاتَ أَبُو عَمْرٍو يَوْم نِصْفِ شَوَّال سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَدُفِنَ ليَوْمِهِ بَعْدَ العَصْر بِمَقْبَرَة دَانِيَة وَمَشَى سُلْطَانُ البَلدِ أَمَام نَعْشِهِ وَشَيَّعَهُ خَلْقٌ عَظِيْم رحمه الله تعالى.

النرسي، ابن الآبنوسي

النرسي، ابن الآبنوسي: 4128- النرسي 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، المُقْرِئُ المُسْنِدُ أَبُو الحُسَيْنِ؛ مُحَمَّدُ بن الشَّيْخِ أَبِي نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَسنُوْنَ ابْن النَّرْسِيِّ البَغْدَادِيُّ صَاحِبُ تِلْكَ "المَشْيَخَةِ". سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاق، وَعَلِيَّ بن عُمَرَ الحَرْبِيّ، وَابْنَ أَخِي مِيمِي وَالمُعَافَى الجَرِيْرِيّ وَطَبَقَتهُم بِبَغْدَادَ. وَعَبْدَ الوَهَّابِ ابْن الحَسَنِ الكِلاَبِيّ، وَغَيْرهُ بِدِمَشْقَ. حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً مِنْ أَهْلِ القُرْآن وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَتُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو الْعِزّ بنُ كَادش وَأَبُو غَالِبٍ بنُ البَنَّاء وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ البَاقِي وَآخَرُوْنَ. سمِعنَا "مشيختَه" مِنْ أَبِي حَفْصٍ القوَاس: أَنْبَأَنَا الكِنْدِيّ أَخْبَرَنَا، أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ أَخْبَرَنَا، أَبُو الحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ. وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو الوَلِيْدِ الدَّرْبَنْدي، وَقَاضِي قُرْطُبَة سرَاجُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأُمَوِيّ وَشَمْسُ الأَئِمَّة عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ الحلوائي والمحدث عبد العَزِيْز النَّخْشَبِيّ وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بَرْهَان النَّحْوِيّ المتكلم وأبو محمد ابن حَزْمٍ وَأَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الخَشَّاب وَالوَزِيْرُ عَمِيْد المُلك الكُنْدُرِي. 4129- ابْنُ الآبنوسي 2: الشَّيْخُ الثِّقَةُ، أَبُو الحُسَيْنِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، ابْنُ الآبَنُوْسِيِّ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بن حَبَابَةَ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَابْنَ شَاهِيْن، وَابْن أَخِي مِيمِي، وَعَبْدَ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَارِب الإِصْطَخْرِيّ، وَأَبَا حَفْصٍ الكتَّانِي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: وَلَهُ مشيخَةٌ فِي جزئِين رَوَاهَا عَنْهُ أبو غالب أحمد بن البناء. وَمَاتَ فِيْهَا أَبُو إِبْرَاهِيْمَ أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَيْمُوْنٍ الحُسَيْنِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّار، وَالمُوحِّد بنُ عَلِيِّ بنِ البُرِّي الدِّمَشْقِيّ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 356"، والعبر "3/ 240"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 301". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 356"، والأنساب للسمعاني "1/ 93"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 238".

العيار

430- العيار 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الزَّاهِدُ المُعَمَّرُ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بن أَبِي سَعِيْدٍ؛ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نُعَيْمِ بنِ إِشكَابَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الصُّوْفِيُّ المَعْرُوْفُ بِالعَيَّارِ. ارْتَحَلَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فَسَمِعَ: صَحِيْح البُخَارِيّ بِمَرْو مِنْ مُحَمَّد بن عُمَرَ الشَّبُّوِي وَسَمِعَ: بِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ المَخْلَدي وَأَبِي طَاهِر بن خُزَيْمَةَ وَأَبِي الفَضْل عُبيدِ الله بن مُحَمَّدٍ الفَامِي وَأَبِي الحُسَيْنِ الخفَّاف وَطَائِفَة. انتقَى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفرَاوِي وَزَاهِرٌ الشَّحَّامِيّ وَأَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيّ وَعِدَّة وَمِنْ أَصْبَهَان غَانِمُ بنُ أَحْمَدَ الجُلُودي وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيّ وَحُسَيْنُ بنُ طَلْحَةَ الصَّالِحَانِي. وَعَتِيْقُ بنُ الحُسَيْنِ الرُّوَيْدَشْتِي وَآخَرُوْنَ. قَالَ عبدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ: سَمِعَ: الصَّحِيْح بِمَرْو. قُلْتُ: وَسَمِعَ: بهَرَاة مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي شريح. قال السلفي: سمعت أبا بكر السمع: اني يقول: سمعت صاحب بن أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن يَقُوْلُ: كَانَ أَبِي سَيِّءَ الرَّأْي فِي سَعِيْد العَيَّار وَيَطعنُ فِيمَا رَوَى عَنْ، بِشْرِ بنِ أَحْمَدَ الإِسفرَايينِيّ خَاصَّة. قُلْتُ: لِهَذَا مَا خَرَّجَ لَهُ البَيْهَقِيّ عَنْ، بِشْرٍ شَيْئاً وَسَمَاعُه مِنْهُ مُمْكِن فَقَدْ ذَكَرَ الحَافِظ ابْنُ نَقطَة أَنَّ مَوْلِدَ العيَّار فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة وَخَرَّج لَهُ البَيْهَقِيّ عَنْ، زَاهِر بن أَحْمَدَ. قَالَ فَضلُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّبَسِي: كَانَ العَيَّار شَيْخاً بهيًا ظريفًا من أبناء مائة واثنتي

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "6/ 287"، والعبر "3/ 241"، ولسان الميزان "3/ 30".

عَشْرَة سَنَةً. وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ لاَ يُحَدِّثُ بِشَيْءٍ فَرَأَى بِدِمَشْقَ رُؤْيَا حَمَلَتْهُ عَلَى أَنْ رَوَى. قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَلَقَّانِي أَبُو بَكْرٍ برِسَالَة مِنْهُ يَقُوْلُ: كَيْفَ لاَ تَروِي أَخْبَارِي وَتَنْشُرُهَا؟. قَالَ: فَأَنَا مُنْذُ ذَلِكَ أَطُوْفُ فِي البُلْدَان وَأَروِي مَسموعَاتِي. قَالَ غَيْثٌ الأَرْمنَازِي: سَأَلتُ جَمَاعَة: لِمَ سُمِّيَ العَيَّار؟ قَالُوا: لأَنَّه كَانَ فِي ابْتدَائِهِ يَسلُكُ مسالك العيارين. قَالَ ابْنُ طَاهِر فِي كِتَابِ "الضُّعَفَاءِ": يَتَكَلَّمُوْنَ فِيْهِ لرِوَايَته كِتَاب اللُّمَع عَنْ، أَبِي نَصْرٍ السَّرَّاج وَكَانَ يَزْعُم أَنَّهُ سَمِعَ: الأَرْبَعِيْنَ لِمُحَمَّدِ بنِ أَسْلَمَ مِنْ زَاهِر السَّرْخَسِيّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدَ الوَاحِدِ الدَّقَّاق: رَوَى العَيَّار عَنْ، بِشْرِ بنِ أَحْمَدَ وَبِئسَ مَا فَعل أَفسدَ سَمَاعَاتِه الصّحيحَة بِرِوَايَته عَنْهُ. قَالَ عبدُ الغَافِر: مَاتَ العَيَّار بغَزْنَة فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَة سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَم، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ عَسَاكِر، عَنْ عبدِ الْمعز ابْن مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا، الفُضِيْلِيُّ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ أَخْبَرَنَا، سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَيَّار أَخْبَرَنَا، عُبيدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيّ أَخْبَرَنَا، مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا، قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا، اللَّيْثُ عَنِ، ابْنِ شِهَابٍ عَنِ، ابْنِ المُسَيِّبِ عَنْ، أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَضَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي جَنِيْنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ سَقَطَ مَيْتاً بِغُرَّةِ: عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ ثُمَّ إِنَّ المَرْأَةَ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا تُوُفِّيَتْ فَقَضَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَنَّ مِيْرَاثَهَا لِبَنِيْهَا وَزَوْجِهَا وَأَنَّ العَقْلَ عَلَى عَصَبَتِهَا"1. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ عَنْ، قُتَيْبَةَ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو إِبْرَاهِيْمَ أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَيْمُوْنٍ الحُسَيْنِيُّ، بِمِصْرَ، وَالموحَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ البُرِّي، بِدِمَشْقَ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الآبَنُوْسِيّ، وَعَالِي بن النَّحْوِيّ عُثْمَان بن جني.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6909"، ومسلم "1681"، وأبو داود "4576"، و "4577"، والترمذي "2111"، والنسائي "8/ 47و 48و 49"، وابن ماجه "2639"، وأحمد "2/ 535".

القاضي أبو يعلى

4131- القاضي أبو يعلى 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ شَيْخُ الحنَابِلَةِ القَاضِي أَبُو يَعْلَى؛ محمد بن الحسين ابن مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ بنِ أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ الحَنْبَلِيُّ ابْنُ الفَرَّاءِ صَاحِبُ التَّعليقَةِ الكُبْرَى وَالتَّصَانِيْفِ المُفِيْدَةِ فِي المَذْهَبِ. وُلِدَ فِي أَوّل سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وثلاث مائة. وسمع: علي بن عمر الحربي وَإِسْمَاعِيْلَ بن سُوَيْدٍ وَأَبَا القَاسِمِ بن حَبَابَةَ وَعِيْسَى بنَ الوَزِيْر وَابْنَ أَخِي مِيمِي وَأُمَّ الفَتْح بِنْتَ أَحْمَدَ بنِ كَامِل وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص وَأَبَا الطّيب بنَ مُنتَاب وَابْنَ مَعْرُوفٍ القَاضِي وَطَائِفَة. وَأَملَى عِدَّة مَجَالِس. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ وَأَبُو الخَطَّاب الكَلْوَذَانِيّ وَأَبُو الوَفَاء بنُ عَقِيْل وَأَبُو غَالِبِ بنُ البَنَّاء وَأَخُوْهُ يَحْيَى بنُ البَنَّاء وَأَبُو العِزِّ بنُ كَادش وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي وَابْنُه القَاضِي أبو الحسين محمد بن محمد ابن الفَرَّاء وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الزَّوزنِي. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ المُقْرِئ أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ. أَفتَى وَدرَّس وَتَخرَّج بِهِ الأَصْحَاب وَانتهتْ إِلَيْهِ الإِمَامَةُ فِي الفِقْهِ وَكَانَ عَالِمَ العِرَاق فِي زَمَانِهِ مَعَ مَعْرِفَةٍ بعلُوْمِ القُرْآن وَتَفْسِيْرِهِ وَالنَّظَرِ وَالأُصُوْل وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ أَعْيَانِ الحَنَفِيَّة وَمِنْ شُهُوْد الحَضْرَة فَمَاتَ وَلأَبِي يَعْلَى عَشْرَةُ أَعْوَام فَلَقَّنَهُ مُقْرِئُهُ العِبَادَات مِنْ مُخْتَصَر الخِرَقِي فَلَذَّ لَهُ الفِقْهُ وَتَحَوَّل إِلَى حَلْقَة أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ حَامِد شَيْخ الحنَابلَة فَصحبه أَعْوَاماً وَبَرَعَ فِي الفِقْهِ عِنْدَهُ وَتَصدَّر بِأَمره لِلإِفَادَة سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَة وَأَوَّلُ سَمَاعِهِ مِنْ عَلِيِّ بنِ مَعْرُوف فِي سَنَةِ 385. وَقَدْ سَمِعَ: بِمَكَّةَ وَدِمَشْقَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نَصْرٍ وَبحلبَ وَجَمَعَ كِتَاب إِبطَال تَأْويل الصِّفَات فَقَامُوا عَلَيْهِ لمَا فِيْهِ مِنَ الوَاهِي وَالمَوْضُوْع فَخُرِجَ إِلَى العُلَمَاء مِنَ القَادِر بِاللهِ المُعْتَقِدُ الَّذِي جَمَعه وَحُمِلَ إِلَى القَادِر كِتَابُ إِبطَال التَّأْوِيْل فَأَعْجَبه وَجَرَتْ أُمُوْرٌ وَفتن نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَة ثُمَّ أَصلحَ بَيْنَ الفَرِيْقَيْنِ الوَزِيْرُ عَلِيُّ بنُ المُسْلِمَة وَقَالَ فِي الملأَ: القُرْآن كَلاَمُ الله وَأَخْبَارُ الصِّفَات تُمَرُّ كَمَا جَاءتْ. ثُمَّ وَلِي أَبُو يَعْلَى القَضَاءَ بِدَارِ الخِلاَفَة وَالحَرِيْم مَعَ قَضَاء حَرَّان وَحُلْوَان وَقَدْ تَلاَ بِالقِرَاءاتِ الْعشْر وَكَانَ ذَا عِبَادَة وَتَهَجُّدٍ وَمُلاَزِمَةٍ لِلتَّصنِيف مَعَ الجَلاَلَة وَالمهَابَة وَلَمْ تَكن لَهُ يَدٌ طُولَى فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْث، فَرُبَّمَا احتجَّ بالواهي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 256"، والأنساب للسمعاني "9/ 246" [الفراء] ، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 243"، والعبر "3/ 243 - 244"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 306".

تَفقَّه عَلَيْهِ أَبُو الحَسَنِ البَغْدَادِيّ وَأَبُو جَعْفَرٍ الهَاشِمِيّ وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ الغُبَارِي وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ البَنَّاء وَأَبُو الوَفَاءِ بنُ القوَاس وَأَبُو الحَسَنِ النَّهْرِي وَابْنُ عَقِيْلٍ وَأَبُو الخَطَّاب وَأَبُو الحَسَنِ بنُ جَدَّا وَأَبُو يَعْلَى الكَيَّال وَأَبُو الفَرَجِ الشِّيْرَازِيّ. أَلَّف كِتَاب "أَحكَام القُرْآن" وَ "مَسَائِل الإِيْمَان" وَ "المُعْتَمِد"؛ وَمُخْتَصَره، وَ"الْمُقْتَبس" وَ "عُيُون المَسَائِل" وَ"الرَّدّ عَلَى الكَرَّامِيَّة" وَ"الرَّدّ عَلَى السَّالمِيَّة وَالمجِسْمَة" وَ"الرَّدّ عَلَى الجَهْمِيَّة" وَ"الكَلاَم فِي الاسْتِوَاء" وَ"الْعدة" فِي أُصُوْل الفِقْه؛ وَمُخْتَصَرهَا وَ"فضَائِل أَحْمَد" وَكِتَاب "الطِّبّ" وَتوَالِيف كَثِيْرَة سُقتهَا فِي "تَارِيخ الإِسْلاَم". وَكَانَ مُتَعَفِّفاً نَزِهَ النَفْسِ كَبِيْرَ القَدْرِ ثَخين الوَرَع. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَمَاتَ فِيْهَا البَيْهَقِيّ وَقَاضِي سَارِيَة أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّرَوِي وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ غَالِبٍ المُقْرِئ وَأَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ شَمَةَ وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بن إسماعيل بن سيده صاحب المُحْكَم وَالقَاضِي أَبُو عَاصِمٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن محمد العبادي بهراة.

القضاعي

4132- القضاعي 1: الفَقِيْهُ العَلاَّمَةُ القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمَةَ بنِ جَعْفَرِ بنِ عَلِيٍّ القُضَاعِيُّ المِصْرِيُّ الشَّافِعِيُّ قَاضِي مِصْرَ وَمُؤلِّفُ كِتَاب الشِّهَاب مُجَرَّداً وَمُسْنَداً. سَمِعَ: أَبَا مُسْلِمٍ مُحَمَّدَ بن أَحْمَدَ الكَاتِب وَأَحْمَدَ بن ثَرْثَال وَأَبَا الحَسَنِ بنَ جَهْضَم وَأَحْمَدَ بن عُمَرَ الجِيْزِي وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ النَّحَّاسِ المَالِكِيّ وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلاَ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحميدي وأبو سعد عبد الجَلِيْل السَّاوِي وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسفرَايينِيّ وَأَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الرَّازِيّ وَآخَرُوْنَ مِنَ المغَاربَة وَالرَّحَّالَة. قَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: كَانَ مُتَفَنِّناً فِي عِدَّة علُوْم لَمْ أَرَ بِمِصْرَ مَنْ يَجرِي مجرَاهُ. قَالَ غِيثٌ الأَرْمَنَازِي: كَانَ يَنوبُ فِي القَضَاءِ بِمِصْرَ وَلَهُ تَصَانِيْفُ مِنْهَا: تَارِيخٌ مُخْتَصَر؛ مِنْ مُبتدَأَ الْخلق إِلَى زَمَانه فِي مُجَيْلِيد وَكِتَاب "أَخْبَار الشَّافِعِيّ". وَقَالَ غَيْرُهُ: لَهُ مُعْجَمٌ لِشُيُوْخه وَكِتَاب دُسْتُور الحكم؛ كتب عَنْهُ الحُفَّاظ كَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب وَأَبِي نَصْرِ بنِ مَاكُوْلاَ. وَقَالَ الفَقِيْه نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: قَدِمَ عَلَيْنَا القُضَاعِي صُوْرَ رَسُوْلاً مِنَ المِصْرِيّين إِلَى بلد الرُّوْم فَذَهَبَ وَلَمْ أَسْمَعْ: مِنْهُ ثُمَّ رويتُ عَنْهُ بِالإِجَازَة. وَقَالَ السِّلَفِيُّ: كَانَ مِنَ الثِّقَاتِ الأَثْبَاتِ شَافعِيَّ المَذْهَب وَالاعْتِقَاد مَرْضِيَّ الجُمْلَة. قَالَ الحَبَّال: مَاتَ بِمِصْرَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وخمسين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 147"، والأنساب للسمعاني "10/ 180"، واللباب لابن الأثير "3/ 43" ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 212"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 116"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 403"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 293".

المغربي

4133- المغربي 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، الأَمِيْنُ أَبُو بَكْرٍ؛ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ خَلَفِ بنِ حَمُّوْد المَغْرِبِيُّ الأَصْلِ، النَّيْسَابُوْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي طَاهِر بن خُزَيْمَةَ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيّ، وَالحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ الجَوْزَقِي، وَأَبِي مُحَمَّدٍ المَخْلَدي، وَعُبَيْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ الفَامِي، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الخفَّاف، وَأَبِي عَمْرٍو، أَحْمَدَ بن أُبَيّ الفُرَاتِي، وَطَائِفَة. قَالَ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: أَمَا شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ المَغْرِبِيّ البَزَّاز؛ أَخُو خلف فَشَيْخٌ نَظيف طَاف بِهِ وَبأَخِيْهِ أَبُوْهُمَا الشَّيْخ مَنْصُوْرٌ عَلَى مَشَايِخ عصره، فَسمِعَا الكَثِيْر، وَجَمَعَ لأَبِي بَكْرٍ الفَوَائِد. سَمِعَ: مِنْهُ الأَئِمَّةُ الكِبَار وَرُزقَ الرِّوَايَة سِنِيْنَ وَعَاشَ عيشاً نَقِيّاً. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. كَذَا قَالَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتِّيْنَ. وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَسَاكِرَ: تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ، وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: عبدُ الغَافِرِ الفَارِسِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الفرَاوِي، وَأَبُو القَاسِمِ الشحَّامِيُّ، وَعبدُ الرَّحْمَن بنُ عَبْدِ اللهِ البَحيرِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً سمِعنَاهَا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ غَيْرَ مَرَّةٍ عَنْ، عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا، تَمِيْمُ ابن أَبِي سَعِيْدٍ المُعَلِّم، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا عَقِيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمْهُ وَلاَ يَشْتِمُهُ مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيْهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ وَمنْ فَرَّجَ عَنْ، مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ" 2. أَخْرَجَهُ البُخَارِيّ، عَنِ ابْنِ بُكير، وَمُسْلِم، عَنْ قُتَيْبَةَ مَعاً، عَنِ اللَّيْثِ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بن طَوق بِالمَوْصِل، وَأَبُو القَاسِمِ الحِنَّائِي بِدِمَشْقَ وَمُسْنِد وَاسِط القَاضِي أَبُو تَمَّام عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ المُعْتَزِلِي، وَأَبُو مُسْلِمٍ بن مهربزدا وشيخ المالكية عبد الجليل ابن مخلوق المصري وقد شاخ.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 245"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 307". 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 91"، والبخاري "2442" و"6951"، ومسلم "2580"، وأبو داود "4893"، والترمذي "1426"، والبيهقي في "السنن" "6/ 94" و"8/ 330"، والبغوي "3518" من طريق ليث بن سعد، به.

كله، ابن غزو

كله، ابن غزو: 4134- كله 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الأَمِيْنُ، أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَحْيَى بنِ مَندَةَ العَبْدِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ المُؤَدِّبُ البَقَّالُ. وَيُلَقَّبُ بِكُلهْ وَهُوَ مِنْ أَقَارِبِ الحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَةَ. حَدَّثَ عَنْ: عُبَيْد اللهِ بن جميل بمسند أَحْمَدَ بن مَنِيْعٍ وَحَدَّثَ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ جِشْنِسَ، وَمُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ شَهرِيَار، وَعَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ بنِ الهَيْثَمِ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ الصَّيْرَفِيّ؛ وَسَمِعَ مِنْهُ الصَّيْرَفِيُّ هَذَا فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ، وَأَرْبَعِ مائَة وَبعدهَا مُسْنَد ابْن مَنِيْع. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثلاث وخمسين وأربع مائة. 4135- ابن غزو: الشَّيْخُ العَالِم الثِّقَة أَبُو مُسْلِمٍ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن غزو بن محمد ابن يَحْيَى النُّهَاوندي العَطَّار. لَهُ جُزءٌ سَمِعنَاهُ مِنْ طريق السلفي.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 229"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 291".

حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ زَنبيل النُّهَاوندي وَأَحْمَدَ بنِ فِرَاس المَكِّيّ وَأَبِي الحَسَنِ الرَفَّاء وَمُحَمَّدِ بن بكرَان الرَّازِيّ وَأَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِي وَحَمْزَة بن العَبَّاسِ الطَّبرِيّ وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَعَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ المطهّر وَلدُهُ وَأَبُو الفَتْحِ المُظَفَّرُ بنُ شجاع الهمذاني وأبو بكر الأخباري. قَالَ شِيْرَوَيْه: كَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً سَمِعَ: مِنْهُ الكِبَار. وَقَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ وَلدَه أَبَا طَاهِرٍ يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ أَبِي فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: حَدَّثَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ. نعم وَفِيْهَا مَاتَ العَلاَّمَة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ رضوَان المِصْرِيّ الفَيْلَسُوْف صَاحِبُ التَّصانِيفِ فِي الطِّبّ وَالرِيَاضِي سَنَةَ ثَلاَثٍ. وَشيخُ المُقْرِئِين بِمِصْرَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ نَفِيْس عَنْ، نَيِّف وَتِسْعِيْنَ سَنَة. وَصَاحِبُ مَاردين وَمِيَّافَارقين وَتِلْكَ الدِّيَار نَصْرُ الدَّوْلَة أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ الكُرْدِيّ وَكَانَتْ أَيَّامه إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ سَنَةً وَأَبُو أَحْمَدَ عبدُ الوَاحِد بن أَحْمَدَ البَقَّال الأَصْبَهَانِيّ وَقَدْ ذُكِرَ وَالفَقِيْهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ جَابِرٍ التِّنِّيْسِيّ رَاوِي نسخَة فُلَيْح وَواقِفُ الخَانقَاهُ دَارِ عُمَر بن عَبْدِ العَزِيْزِ الشَّيْخُ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيّ السُّمَيْسَاطِيّ وَأَبُو طَاهِرٍ عمر ابن مُحَمَّدِ بنِ زَاده الخِرَقِي الدّلاَل؛ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي بَكْرٍ بنِ المُقْرِئ وَالأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الطَّبَرِيّ صَاحِبُ الخبازي المقرئ وأبو عد الكَنْجَرُوذِيّ وَصَاحِبُ المَوْصِلِ أَبُو المَعَالِي قُرَيْش بن بدران ابن مقلد العقيلي.

ابن حمدون، الوني

ابن حمدون، الوني: 4136- ابن حمدون 1: الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ؛ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوْنَ السُّلَمِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَان وَأَبِي القَاسِمِ بن يَاسِيْنَ القَاضِي وَأَبِي عَمْرٍو أَحْمَد بن أُبَيّ الفُرَاتِي. رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِر وَزَاهِرُ بنُ طَاهِر وَتَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ الجُرْجَانِيّ وَآخَرُوْنَ. وَأَلحق الصّغَارَ بِالكِبَارِ. وَكَانَ مُقيماً بقَرْيَة بِقُرْبِ نَيْسَابُوْر. وَثَّقَهُ عبدُ الغَافِرِ وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ، وَأَرْبَعِ مائَة. وَقَعَ لي من عواليه. 4137- الوني 2: إِمَامُ الفَرَضِيِّينَ العَلاَّمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الواحد بن الوَنِّي، البَغْدَادِيُّ الضَّرِيرُ الحَاسِبُ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْت، وَأَبِي الحَسَنِ ابْن رَزْقُوَيْه، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ البَنَّاء، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ الطُّيورِي، وَأَبُو زَكَرِيَّا التَّبرِيزِي اللُّغَوِيّ. وَكَانَ ذَا اخْتصَاصٍ بِالقَائِم بِأَمْرِ اللهِ يُكثر الحُضُوْرَ عِنْدَهُ فَرَوَى ابْنُ النَّجَّار قَالَ: أَخْبَرَنَا، الفخرُ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَنشدنَا عُبَيْد اللهِ بن عَبْدِ العَزِيْزِ الرَّسُوْلِي، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الوَنِّي الفرضِي يَقُوْلُ: سَمِعْتُ القَائِم بِأَمْرِ اللهِ يَنشد لِنَفْسِهِ: القَلْبُ مِنْ خَمْرِ التَّصَابِي مُنْتَشِي ... هل لي غديرٌ من شرابٍ معطش وَالنَّفْسُ مِنْ بَرْحِ الهَوَى مقتولةٌ ... وَلكَم قتيلٍ فِي الهَوَى لَمْ يُنْعَشِ جُمِعَتْ عَليَّ مِنَ الغَرَام عجائبٌ ... خَلَّفْنَ قَلْبِي فِي إسارٍ مُوْحِشِ خلٌّ يَصُدُّ وَعَاذِل متنصّحٌ ... ومنازعٌ يُغْرِي ونمّامٌ يَشِي قَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: كَانَ الوَنِّي مُتَقَدِّماً فِي الفَرَائِضِ لَهُ فِيْهِ تَصَانِيْفُ جيدَة وَكَانَتْ لَهُ يَدٌ فِي علُوْم كَانَ حَسَنَ الذّكَاء سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْب يَقُوْلُ: حَضَرْنَا مَجْلِسَ مُحَدِّثٍ وَمَعَنَا الوَنِّي فَأَملَى أَحَادِيْثَ وَقمنَا وَقَدْ حَفِظ الوَنِّي مِنْهَا بَضْعَة عشر حَدِيْثاً. سَمِعَ: مِنْهُ أَبُو حَكِيْمٍ الخَبْرِي، وَغَيْره. وَقَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: مَاتَ الوَنِّي فِي رَابع ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَكَانَ عِنْدَ الخَلِيْفَة فَاتَّفَقَ أَن كُبِسَتْ دَارُ الخَلِيْفَةُ وَخَرَجَ الخَلِيْفَةُ وَقُتِلَ جَمَاعَةٌ فِي الدَّار وَضُرب الوَنِّي بِدَبُّوس فِي رَأَسه وَجُرح فِي وَجْهِهِ وَمَاتَ مِنْهَا شهيداً وَكَانَ أَحَدَ أَئِمَّة المُسْلِمِيْنَ سَمِعْتُ مِنْهُ. قلت: قتل في كائنة البساسيري.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 236"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 296". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 401"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 197"، والعبر "3/ 222"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 283".

ابن حمدون، الوني: 4138- الذهلي 1: إِمَامُ جَامِعِ هَمَذَانَ وَرُكْنُ السُّنَّةِ أَبُو الحَسَنِ علي بن حميد بن عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ الهَمَذَانِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ لاَل وَابْن تُرْكَانَ وَأَحْمَد بن مُحَمَّدٍ البصِيْر وَأَبِي عُمَرَ بن مَهْدِيٍّ وَطَبَقَتهم. رَوَى عَنْهُ: يُوْسُف بن مُحَمَّدٍ الخَطِيْب وَغَيْرهُ. وَكَانَ وَرِعاً تَقيّاً مُحْتَشِماً يُتَبَرَّك بِقَبرهِ. مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَدْ قَارب الثَّمَانِيْنَ. وَفِيْهَا مَاتَ المُقْرِئ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ القَزْوِيْنِيّ بِمِصْرَ وَشيخُ المَالِكِيَّة أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمْروس بِبَغْدَادَ لقِيَ ابْنَ شَاهِيْن. 4139- الكَنْجَرُوْذِيُّ 2: الشَّيْخُ الفَقِيْهُ الإِمَامُ الأَدِيْبُ النَّحْوِيُّ الطَّبِيْبُ مُسْنِدُ خُرَاسَانَ أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد بن جعفر النيسابوري الكنجروذي والجنزروذي. وجنزروذ: محلة. وُلِدَ بَعْدَ السِّتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَان وَأَبِي سَعِيْدٍ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ الرَّازِيّ وَحُسَيْنَك بن عَلِيٍّ التَّمِيْمِيّ وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ دَهْثَم وَأَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ البَحيرِيّ وَمُحَمَّد بن بِشْرٍ البَصْرِيّ وَشَافعٍ ابْن مُحَمَّدٍ الإِسفرَايينِي وَأَبِي بَكْرٍ بنِ مِهْرَانَ المُقْرِئ وَالحَافِظِ أَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الطَّرَازِي وَأَحْمَد بن مُحَمَّدٍ البَالُوِي وَأَحْمَد بن الحُسَيْنِ المَرْوَانِي وَطَبَقَتهم. وَعَنْهُ البَيْهَقِيّ وَالسُّكَّرِيّ، وَرَوَى الكَثِيْر، وَانْتَهَى إِلَيْهِ علوُّ الإِسْنَاد. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِر، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الفرَاوِي، وَهِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلٍ السَّيِّدي، وَتَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ الجُرْجَانِيّ، وَزَاهِرٌ الشَّحَّامِيّ، وَعبدُ الْمُنعم بن القُشَيْرِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ عبدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ: لَهُ قَدَمٌ فِي الطِّبّ وَالفروسيَّة وَأَدبِ السِّلاَح. كَانَ بارعَ وَقته لاستجمَاعِهِ فُنُوْن العِلْم أَدْرَكَ الأَسَانِيْدَ العَالِيَة فِي الحَدِيْثِ وَالأَدب وَأَدْرَكَ بِبَغْدَادَ أَئِمَّة النَّحْو وَسَمِعَ: مِنْهُ الخلقُ ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَخُتم بِمَوْته أَكْثَر هَذِهِ الروَايَات وَلَهُ شِعر حسن أَجَاز لِي جمِيْع مسموعَاته وَخَطُّه عِنْدِي. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. سمِعنَا كَثِيْراً مِنْ حديثه بالإجازة العالية.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 227"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 289". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 479"، واللباب لابن الأثير "3/ 113"، والعبر "3/ 230"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 291".

البحيري

4140- البحيري 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الثَّقَةُ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَحِيْرٍ البَحِيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. سَمِعَ مِنْ: جدّه أَبِي الحُسَيْنِ وَزَاهِر بن أَحْمَدَ السَّرْخَسِيّ، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَان، وَأَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بن أَحْمَدَ الحِيْرِيّ؛ وَالِد أَبِي بَكْرٍ، وَأَبِي الهَيْثَمِ الكُشْمِيهنِيّ، وَأَبِي حَفْصٍ الكَتَّانِي، وَابْن أَخِي مِيمِي، وَمُحَمَّد بن عُمَرَ بنِ بَهْتَة، وَالحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الإِسفرَايينِي بِهَا، وَأَبِي سَعْدٍ بن الإِسْمَاعِيْلِيّ بجُرْجَان، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ الجوزقِي، وَأَبِي القَاسِمِ بن حَبَابَةَ، وَالحَسَن ابْن أَحْمَدَ المَخْلَدي، وَالحَسَنِ بن عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ؛ صَاحِب ابْن خُزَيْمَةَ، وَأَبِي الحُسَيْنِ الخفَّاف، وَأَمَةِ السَّلاَم بِنْتِ أَحْمَد بن كَامِل وَأَبِي أَحْمَدَ بن جَامِع الدهَّان، وَمِنْ أَحْمَدَ بن عَبْدِ اللهِ بنِ رُزَيْق البَغْدَادِيّ بِمَكَّةَ، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلٍ، وَزَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفرَاوِي، وطائفة. وقع لي من عواليه. قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ الحَافِظ: وَرَدَ أَبُو عُثْمَانَ جُرْجَان مَعَ أَبِيْهِ فَسَمِعَ: بِهَا وَحَدَّثَ زَمَاناً عَلَى السَّدَاد، وَخُرِّج لَهُ الفَوَائِد وَحَجَّ ثَلاَثَ مَرَّات وَغَزَا الهِنْد وَالرُّوْم غَزَا مَعَ السُّلْطَان مَحْمُوْد وَعَقَدَ مَجْلِس الإِملاَء بَعْد مَوْتِ أَخِيْهِ عَبْد الرَّحْمَنِ. وَقَالَ عبدُ الغَافِرِ فِي "سيَاقه": شَيْخ كَبِيْر ثِقَةٌ فِي الحَدِيْثِ سَمِعَ: الكَثِيْر بِخُرَاسَانَ وَالعِرَاق وَخُرّج لَهُ. ثُمَّ سمَّى شُيْوخَهُ. وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَفِيْهَا قُتِلَ البَسَاسيرِي وَالمُقْرِئ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَبِي الفَضْل الشَّرْمَقَانِي وَالمُقْرِئ أَبُو المظفَّر عَبْدُ اللهِ بنُ شَبِيْبٍ وَأَبُو طَالِبٍ العُشَارِي وَالسُّلْطَان جَغْرِيْبَك السَّلْجُوْقِيّ بسَرْخَس وَأَخُوْهُ الْملك إِبْرَاهِيْم يَنَال؛ خَنَقهُ أَخُوْهُ طُغْرُلْبَك وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مَحْمُوْد الزَّوْزَنِي وَذو الفُنُوْن قَاسِمُ بنُ الفَتْح الأندلسي.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 98"، والعبر "3/ 226"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 288".

ابن رضوان

4141- ابن رضوان 1: الفَيْلَسُوْفُ البَاهِرُ أَبُو الحَسَنِ؛ عَلِيُّ بنُ رِضْوَانَ بنِ عَلِيِّ بنِ جَعْفَرٍ المِصْرِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ وَلَهُ دَارٌ كَبِيْرَةٌ بِمِصْرَ قَدْ تَهَدَّمَت. كَانَ صَبِيّاً فَقيراً يَتكسَّبُ بِالتَّنجيم وَاشْتَغَل فِي الطِّبّ فَفَاق فِيْهِ وَأَحكمَ الفلسفَةَ وَمَذْهَبَ الأَوَائِل وَضلاَلَهم فَقَالَ: أَجهدتُ نَفْسِي فِي التعَلِيْم فَلَمَّا بلغتُ أَخذتُ فِي الطِّبّ وَالفلسفَة وَكُنْتُ فَقيراً ثُمَّ اشتهرتُ بِالطِّب وَحَصَّلْتُ مِنْهُ أَملاَكاً وَأَنَا الآنَ فِي السِّتِّيْنَ. قُلْتُ: كَانَ أَبُوْهُ خَبَّازاً وَلَمَّا تَميَّز خدم الحَاكِمَ بِالطب فَصِيَّره رَئِيْس الأَطبَّاء وَعَاشَ إِلَى القَحط الكَائِن فِي الخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَسَرَقَتْ يَتيمَةٌ رَبَّاهَا عِنْدَهُ نَفَائِسَ وَهربت فَتعثَّر وَاضْطَرَبَ وَكَانَ ذَا سَفَهٍ فِي بَحْثِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْخٌ بَلِ اشْتَغَل بِالأَخْذَ عَنِ، الكُتُب وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي تَحْصِيل الصّنَاعَة مِنَ الكُتُب وَأَنَّهَا أَوفق مِنَ المُعَلِّمِين. وَهَذَا غَلَطٌ وَكَانَ مُسْلِماً موحِّداً وَمِنْ قَوْله: أَفْضَلُ الطَّاعَاتِ النَّظَرُ فِي المَلَكُوت وَتَمجيدُ المَالِك لَهَا. وَشرح عِدَّة تَوَالِيف لجَالينوس وَلَهُ مَقَالَةٌ فِي دفع المضَار بِمِصْرَ عَنِ، الأَبدَان وَرِسَالَةٌ فِي عِلَاج دَاء الفِيْل وَرِسَالَة فِي الفَالِج وَرِسَالَةٌ في بقَاء النَفْس بَعْدَ المَوْتِ مَقَالَةٌ فِي نُبُوَّة نَبِيّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَقَالَةٌ فِي حَدَثِ العَالَم مَقَالَةٌ فِي الرَّدِّ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا الرَّازِيّ فِي العِلْمِ الإِلهِي وَإِثْبَات الرُّسل مَقَالَةٌ فِي حِيَلِ المُنَجِّمِين وَقَدْ سَرَدَ لَهُ ابْن أَبِي أُصَيْبِعَة عِدَّة تَصَانِيْف. ثُمَّ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 229"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 69"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 291".

جغريبك، طغرلبك

جغريبك، طغرلبك: 4142- جغريبك 1: هو السلطان داود بن الأَمِيْرِ مِيْكَائِيْلَ بنِ سَلْجُوْقِ بنِ دُقَاقٍ التُّرُكْمَانِيُّ السَّلْجُوْقِيُّ صَاحِبُ خُرَاسَانَ؛ وَوَالِدُ السُّلْطَانِ أَلب آرسلاَن؛ وَأَخُو صَاحِبِ العِرَاقِ وَالعَجَمِ طُغْرُلْبَك؛ وَهُمَا أَوَّلُ المُلُوْك السَّلْجُوْقيَّة اسْتولَوا عَلَى الممَالِكِ وَأَبَادُوا الدَّوْلَة البُوَيْهِيَّة. وَكَانَ جَغْرِيْبِك يُنكر عَلَى أَخِيْهِ الظُّلم وَفِيْهِ ديَانَة وَعدل. عَاشَ سبعينَ سَنَةً وَامتدت أَيَّامُهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ بسَرْخَس فِي رَجَب سَنَة إِحْدَى. وَقِيْلَ: فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وخمسين وأربع مائة. فنقل ودفن بمرو. وَأَوّلُ ظُهُوْرهم كَانَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ بَلْ قَبْلهَا وَكَانَ جَدُّهُم دُقَاق مِنَ الأُمَرَاء وَكَذَا وَلدُه سَلْجُوْق فَقَدَّمَهُ الخَان بيغو وَكثُر جندُه وَصَارَ يَغْزُو كَفَرَةَ التُّرك وَعُمِّرَ دَهْراً وَجَاز المائَة وَقَامَ ابْنُه مِيْكَائِيْل مُدَّة ثُمَّ اسْتُشْهِدَ فِي الغَزْو وَجَرَى لِوَلَدَيْهِ حُرُوْبٌ فِي حُدُوْدِ الأَرْبَعِ مائَة حَتَّى تَوطَّد ملكهُم. تمَلَّك بَعْد جَغْرِيبك ابْنُهُ أَلب آرسلاَن. 4143- طُغْرُلْبَكَ 2: مُحَمَّدُ بنُ مِيْكَائِيْلَ السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ رُكْنُ الدِّيْنِ أَبُو طَالِبٍ. أَصلُ السَّلْجُوْقيَّة مِنْ بَرِّ بُخَارَى؛ لَهُم عددٌ وَقوَةٌ وَإِقدَام وَشجَاعَة وَشَهَامَة وَزعَارَة فَلاَ يَدخُلُوْنَ تَحْتَ طَاعَة وَإِذَا قصدهُم ملكٌ دَخَلُوا البرية عَلَى قَاعِدَة الأَعرَاب وَلَمَّا عَبَرَ السُّلْطَانُ مَحْمُوْدُ بنُ سُبُكْتِكِين إِلَى بلاَد مَا وَرَاء النَّهْر وَجَدَ رَأْسَ السَّلْجُوْقيَّة قويَّ الشوكَة فَاسْتمَاله وَخَدَعَهُ حَتَّى جَاءَ إِلَيْهِ فَقَبَضَ عَلَيْهِ وَاسْتشَار الأُمَرَاءَ فَأَشَارَ بَعْضُهُم بتغرِيق كِبَارهُم وأَشَارَ آخرُوْنَ بِقطع إِبهَامَاتهم لِيَبْطُلَ رَمْيُهُم ثُمَّ اتَّفَقَ الرَّأْيُ عَلَى تَفرِيقهم فِي النَّوَاحِي وَوَضَعَ الخَرَاج عَلَيْهِم فَتَهَذَّبُوا وَذَلُّوا فَانْفصل مِنْهُم أَلْفاً خَركَاهُ وَمضُوا إِلَى كَرْمَان وَمَلِكُهَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ بنِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بنِ بُوَيْه فَأَحْسَنَ إِلَيْهِم وَلَمْ يَلبَثْ أَن مَاتَ بَعْدَ الأَرْبَع مائَة فَقصدُوا أَصْبَهَان وَنَزَلُوا بِظَاهِرهَا وَكَانَ صَاحِبُهَا علاَء الدَّوْلَة بن كاكويه،

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 198"، والعبر "3/ 225". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 190 و 202"، والعبر "3/ 220"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 73"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 294".

فَرغب فِي اسْتِخْدَامهُم فَكَتَبَ إِلَيْهِ السُّلْطَانُ مَحْمُوْدُ يَأْمرهُ بِحَرْبِهِمْ فَوَقَعَ بَيْنهُم مَصَافّ ثُمَّ ترحلُوا إِلَى أَذْرَبِيْجَان وَانحَاز أَخوَانُهُم الَّذِيْنَ بِخُرَاسَانَ إِلَى خُوَارَزْم وَجبالهَا فَجَهَّزَ السُّلْطَانُ جَيْشاً ضَايقوهُم نَحْو سنتَيْن ثُمَّ قصدهُم مَحْمُوْدُ بِنَفْسِهِ وَمَزَّقَهُم وَشتَّتهُم فَمَاتَ وَتَسَلْطَن ابْنُهُ مَسْعُوْد فَتَأَلَّف الَّذِيْنَ نَزلُوا بِأَذْرَبِيْجَان فَأَتَاهُ أَلفُ فَارِس فَاسْتَخدمهُم ثُمَّ لاَطف الآخرِيْنَ فَأَجَابُوا إِلَى طَاعته ثُمَّ اشْتَغَل بِحَرب الهند فإنهم خَرَجُوا عَلَيْهِ فَخلتِ البِلاَد لِلسَلْجُوْقيَّة فَهَاجُوا وَأَفسدُوا. هَذَا كُلُّه وَالأَخَوَان طُغْرُلْبَك وَجَغْرِيْبَك فِي أَرْضهم بِأَطرَاف بُخَارَى ثُمَّ جرت ملحمَةٌ بَيْنَ السَّلْجُوْقيَّة وَبَيْنَ مُتَوَلِّي بُخَارَى؛ قُتِلَ فِيْهَا خلقٌ مِنَ الفِئَتَيْنِ ثُمَّ نَفّذُوا رَسُوْلاً إِلَى السُّلْطَانِ فَحَبَسَهُ وجهز جيشه لحربهم فاتلقوا فَانْكَسَرَ آلُ سَلْجُوْق وَذلُّوا وَبذلُوا الطَّاعَة لمَسْعُوْد وَضمنُوا لَهُ أَخَذَ خُوَارَزْم فَطَيَّبَ قُلُوبَهُم وَانخدع لَهُم ثُمَّ حشد الأَخَوَانِ وَعَبَرُوا إِلَى خُرَاسَانَ وَانضمَّ الآخرُوْنَ إِلَيْهِم وَكَثُرُوا وَجَرَتْ لَهم أُمُوْرٌ يَطولُ شرحهَا إِلَى أَنِ اسْتولَوا عَلَى الممَالِك فَأَخذُوا الرَّيَّ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَع مائَة وَأَخَذُوا نَيْسَابُوْر فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَأَخَذُوا بَلخ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَضَعُفَ عَنْهم مَسْعُوْد وَتحيَّز إِلَى غَزْنَة وَبقُوا فِي أَوَائِل الأَمْر يَخطبُوْنَ لَهُ حَتَّى تَمكنُوا فَرَاسلهم القَائِمُ بِأَمْرِ اللهِ بقَاضِي القُضَاة أَبِي الحَسَنِ المَاوردي ثُمَّ إِنَّ طُغْرُلْبَك المَذْكُوْر عَظُم سُلْطَانُه وَطوَى الممَالِك وَاسْتَوْلَى عَلَى العِرَاقِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَتَحَبَّبَ إِلَى الرَّعِيَّةِ بَعْدلٍ مشوبٍ بِجَوْر وَكَانَ فِي نَفْسِهِ يَنطوِي عَلَى حلم وَكرم وَقِيْلَ: كَانَ يُحَافِظُ عَلَى الجَمَاعَة وَيَصُوْمُ الخَمِيْس وَالاَثْنَيْن وَيَبنِي المَسَاجِد وَيَتَصَدَّقُ وَقَدْ جهَّزَ رَسُوْلَه نَاصِرَ بن إِسْمَاعِيْلَ العَلَوِيّ إِلَى مَلِكَة النَّصَارَى فَاسْتَأذنهَا نَاصِرٌ فِي الصَّلاَةِ بِجَامِع قُسْطَنْطِيْنِيَّة جَمَاعَةٌ يَوْم جُمُعَة فَأَذنت لَهُ فَخطب لِلْخَلِيْفَة القَائِم وَكَانَ هُنَاكَ رسول خليفة مصر المستنصر فأنكر ذلك. وَذَكَرَ المُؤَيَّد فِي "تَارِيْخِهِ" أَن فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ بَعَثَ ملكُ الرُّوْم إِلَى طُغْرُلْبَك هدَايَا وَتحفاً وَالتمس الهدنَةَ فَأَجَابَهُ وَعَمَّرَ مَسْجِد القُسْطَنْطِيْنِيَّة وَأَقَامَ فِيْهَا الخطبَة لطُغْرُلْبَك وَتَمَكَّنَ مُلْكُه. وَحَاصَرَ بِأَصْبَهَانَ صَاحِبهَا ابْنَ كَاكويه أَحَدَ عَشَرَ شَهراً ثُمَّ أَخَذَهَا بِالأَمَان وَأَعْجَبته وَنَقَلَ خَزَائِنَه مِنَ الرَّيّ إِلَيْهَا. وَلَمَّا تَمَهَّدَتِ البِلاَدُ لِطُغْرلْبَك خَطَبَ بِنْت الخَلِيْفَة القَائِم فَتَأَلَّمَ القَائِمُ وَاسْتعفَى فَلَمْ يُعْفَ فَزَوَّجَهُ بِهَا ثُمَّ قَدِمَ طُغْرُلْبَك بغداد للعرس.

وَكَانَتْ لَهُ يَدٌ عَظِيْمَة عَلَى القَائِم فِي إِعَادَةِ الخِلاَفَة إِلَيْهِ وَقَطعِ خُطبَة المِصْرِيّين الَّتِي أَقَامَهَا البَسَاسيرِي. ثُمَّ نَفَّذَ طُغْرُلْبَك مائَة أَلْف دِيْنَار برسم نَقل الجهَاز فَعُمِلَ العرسُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأُجْلِسَتْ عَلَى سرِيرٍ مُذَهَّب وَدَخَلَ السُّلْطَانُ إِلَى بَيْنَ يَديهَا فَقبَّل الأَرْضَ وَلَمْ يَكشف المِنْدِيل عَنْ، وَجههَا وَقَدَّمَ تُحَفاً سنِيَّة وَخدم وَانْصَرَفَ ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهَا عِقْدَيْن مَجوْهَرِيْنَ وَقطعَة يَاقُوْت عَظِيْمَة ثُمَّ دَخَلَ مِنَ الغَدِ فَقبَّلَ الأَرْضَ وَجَلَسَ عَلَى سرِيرٍ إلى جانبها سَاعَةً وَخَرَجَ وَبَعَثَ لَهَا فَرجيَّة نسيجٍ مُكَلَّلَة بِالجَوْهَر وَمُخْنِقَة أَي قلاَدَة مُثَمّنَة وَسُرَّ بِهَا. هَذَا وَالخَلِيْفَةُ فِي أَلَمٍ وَحُزنٍ وَكَظْمٍ فَأَمَّا غَيْرُهُ مِنَ الخُلَفَاء الضُّعَفَاء فَودُّه لَوْ زَوَّجَ بِنْته بِأَمِيْرٍ مِنْ عتقَاء السُّلْطَان ثُمَّ إِنَّ طُغْرُلْبَك خَلاَ بِهَا وَلَمْ يُمتَّع بِنعيم الدُّنْيَا بَلْ مَاتَ فِي رَمَضَانَ مِنَ السّنَة بِالرَّيّ سَنَة خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَحُمِلَ إِلَى مَرْو فَدُفن عِنْد أَخِيْهِ وَقِيْلَ: بَلْ دُفِنَ بِالرَّيّ وَعَاشَتِ الزَّوْجَةُ الخَلِيفتيَّة إِلَى سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَصَارَ مُلكه مِنْ بَعْدِهِ إِلَى ابْنِ أَخِيْهِ السُّلْطَان أَلب آرسلاَن. وَلَمْ يُرْزَق طُغْرُلْبَك وَلداً، وَعَاشَ سَبْعِيْنَ عَاماً، وَكَانَ بِيَدِهِ خُوَارَزْم، وَنِيسَابور وَبغدَاد وَالرَّيّ وَأَصْبَهَان، وَكَانَ أَخُوْهُ إِبْرَاهِيْم يَنَالُ قَدْ حَارَبه وَجَرَتْ أُمُوْرٌ وَحصل فِي يَدِهِ مَلِكٌ كَبِيْر لِلروم، فَبَذَلَ فِي نَفْسِهِ أَمْوَالاً عَظِيْمَة، فَأَبَى عَلَيْهِ فَبَعَثَ نَصْر الدَّوْلَة صَاحِبُ الجَزِيْرَة وَميَّافَارِقين يَشفَعُ فِي فِكَاكه فَبعثَه طُغْرُلْبَك إِلَى نَصْر الدَّوْلَة بِلاَ فِدَاء فَانْتخَى ملك الروم وأهدى إلى طغرلبك مائةي أَلف دِيْنَار وَخَمْس مائَةِ أَسير وَأَلفاً وَخَمْس مائَةِ ثَوْب وَمائَةِ لبنَة فِضَّة وَأَلف عنزٍ أَبيض وَثَلاَثِ مائَةٍ شِهْرِي وَبَعَثَ إِلَى نَصْر الدولة تحفًا ومسكًا كثيرًا.

ينال، قتلمش، الكندري

ينال، قتلمش، الكندري: 4144- ينال 1: المَلِكُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مِيْكَائِيْلَ السَّلْجُوْقِيُّ أَحَدُ الأَبْطَالِ المَذْكُوْرِيْنَ. حَارب أَخَاهُ طُغْرُلْبَك، وَقَهَرَهُ، وَجَرَتْ لَهُ فُصُولٌ، ثُمَّ انفلَّ جَيْشُه، وَأَخَذَه أَخُوْهُ أَسِيْراً، وَخَنَقَهُ بِوَتَرٍ مَعَ إِخْوَته سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وأربع مائة بنواحي الري. 4145- قتلمش 2: ابن إسرائيل بن سلجوق بن دقاق المَلِكُ شِهَابُ الدَّوْلَةِ التُّرُكْمَانِيُّ السَّلجوقِيُّ؛ وَالِدُ صَاحِبِ الرُّوْمِ سُلَيْمَانَ بنِ قُتُلْمِشَ وَمَا زَالَتْ مَمْلَكَةُ إِقْلِيْمِ الرُّوْمِ فِي يَد ذُرِّيَّته إِلَى أَنْ أَخَذَهَا مِنْهم هُولاَكُو. كَانَتْ لِقُتُلْمِش قلاعٌ بعرَاق الْعَجم، عصَى عَلَى ابْنِ عَمِّهِ أَلب آرسلاَن، ثُمَّ عَمِلا المَصَافَّ بنوَاحِي الرَّيّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ، فَانحلَّت المعركَةُ، فَوُجِدَ قُتُلْمِش مَيتاً. فَيُقَالُ: مَاتَ خَوَراً وَرُعباً فَاللهُ أَعْلَم فَلَمَّا رَآهُ أَلب آرسلاَن حزن وَبَكَى عَلَيْهِ وَجَلَسَ للعزاء فعزاه وزيره نظام الملك. وكان قتلمش يتعانى التنجيم والهذيان. 4146- الكندري 3: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، عَمِيْدُ الملكِ، أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ مُحَمَّدٍ الكُنْدُرِيُّ، وَزِيْرُ السُّلْطَانِ طُغْرُلْبَكَ. كَانَ أَحَدَ رِجَال الدَّهْر سُؤْدُداً وَجُوْداً وَشَهَامَةً وَكِتَابَةً، وَقَدْ سَمَّاهُ مُحَمَّدُ بنُ الصَّابِئ فِي تَارِيْخِهِ وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ البَاخرزِي فِي الدُّميَة: مَنْصُوْر بن مُحَمَّدٍ. وَسَمَّاهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: أَبَا نَصْرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْر. وَكُنْدُر: مِنْ قرَى نَيْسَابُوْر. وُلِدَ بِهَا سَنَة خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. تَفَقَّهَ وَتَأَدَّبَ وَكَانَ كَاتِباً لرَئِيْس ثُمَّ ارْتقَى وَوَلِيَ خُوَارِزْم وَعَظُم ثُمَّ عصَى عَلَى السُّلْطَان وتزوج بامرأة ملك خورازم فَتحيَّل السُّلْطَان حَتَّى ظَفِرَ بِهِ وَخصَاهُ لِتزوُّجِه بِهَا ثُمَّ رَقَّ لَهُ وَتَدَاوَى وَعُوفِي وَوزر له وَقَدِمَ بَغْدَاد وَلقَّبه القَائِم سَيِّدَ الوزرَاء وَكَانَ مُعْتَزِلياً لَهُ النّظم وَالنثر فَلَمَّا مَاتَ طُغْرُلْبَك؛ وزر لألب آرسلان قليلًا ونكب.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 203"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 152". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 71"، والعبر "3/ 240"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 73"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 301". 3 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 483"، واللباب لابن الأثير "3/ 114"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 234" ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 138"، والعبر "3/ 240"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 76"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 301".

يُقَالَ: غَنَّتْهُ بِنْتُ الأَعْرَابِيّ فِي جَوْقِهَا، فَطَرِبَ وَأَمر لَهَا بِأَلفِي دِيْنَار، وَوهب أَشيَاء ثُمَّ أَصْبَحَ وَقَالَ: كَفَّارَةُ المَجْلِس أَنْ أَتصدَّقَ بِمِثْلِ مَا بَذَلْتُ البَارِحَةَ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَنْشَدَ عِنْد قَتله: إِنْ كَانَ بِالنَّاسِ ضيقٌ عَنْ، مُنَافَسَتِي ... فَالمَوْتُ قَدْ وَسَّعَ الدُّنْيَا عَلَى النَّاسِ مَضَيْتُ وَالشَّامِتُ المغبُوْنُ يَتْبَعُنِي ... كلٌّ بكَأسِ المنَايَا شاربٌ حَاسِي مَا أَسْعَدَنِي بدولَة بنِي سَلْجُوْق! أَعْطَانِي طُغْرُلْبَك الدُّنْيَا، وَأَعْطَانِي أَلب آرسلاَن الآخِرَة. وَوَزَرَ تِسْع سِنِيْنَ وَأَخَذُوا أَمْوَاله مِنْهَا ثَلاَثُ مائَة مَمْلُوْك. وَقُتِلَ صَبْراً وَطيف بِرَأْسِهِ وَمَا بَلَغَنَا عنه كبير إساءة كن مَا عَلَى غضب الْملك عِيَار. قُتِلَ بِمَرْوِ الرُّوْذ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً. قِيْلَ: كَانَ يُؤذِي الشَّافِعِيَّة وَيُبَالغ فِي الاَنتصَار لمَذْهَب أبي حنيفة. ووزر بعده نظام الملك.

الريولي

4147- الريولي 1: العَلاَّمَةُ ذُو الفُنُوْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ؛ القَاسِمُ بنُ الفَتْحِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الأَنْدَلُسِيُّ الفَرَجِيُّ المَالِكِيُّ. عُرِفَ بِابْنِ الرّيُولِي مِنْ أَهَالِي مدينَة الفَرَج. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ وَأَبِي عُمَرَ الطَّلَمَنْكِي، وأبي محمد الشنتجالي، وَحَجَّ وَأَخَذَ عَنْ، أَبِي عِمْرَانَ الفَاسِي. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ عَالِماً بِالحَدِيْثِ بَصِيْراً بِالاخْتِلاَف وَالتَّفْسِيْر وَالقِرَاءات لَمْ يَكُنْ يَرَى التَّقْلِيد وَلَهُ تَوَالِيف كَثِيْرَةٌ وَنظمٌ وَبلاغَة وَكَانَ يَنطوِي عَلَى دين وَورع وَعِفَّة وَتَقَلُّل. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ صَاعِد القَاضِي: كَانَ القَاسِمُ بنُ فَتح وَاحِدَ النَّاس فِي وَقته فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ سَالكاً سَبِيْلَ السَّلَف فِي الصِّدْق وَالوَرَع مُتَقَدِّماً فِي علم اللِّسَان وَفِي القُرْآن وَأُصُوْلِ الفِقْه وَفروعه ذَا حَظٍّ مِنَ البلاغَة عَدِيْمَ النَّظير. وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: هُوَ فَقِيْهٌ مَشْهُوْر عَالِمٌ زَاهِد يَتَفَقَّه بِالحَدِيْثِ وَلَهُ أَشعَار فِي الزُّهْد. قُلْتُ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَمَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَقَدْ أَثْنَى عَلَيْهِ غَيْر وَاحِد. وَلَهُ: أَيَّامُ عُمْرِكَ تَذْهَبُ ... وَجمِيْعُ سَعْيِكَ يُكْتَبُ ثُمَّ الشَّهِيْدُ عَلَيْك مِنْ ... كَ فَأَيْنَ أَيْنَ المَهْرَبُ

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 470".

الإسكاف، نصر الدولة

الإسكاف، نصر الدولة: 4148- الإسكاف 1: العَلاَّمَةُ الأُسْتَاذُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسْكَانَ الإِسْفَرَايينِيُّ الأَصَمُّ المُتَكَلِّمُ. عُرِفَ بِالإِسكَاف. أَخَذَ عَنِ: الأُسْتَاذ أَبِي إِسْحَاقَ الإِسفرَايينِي وَغَيْرِهِ وَسَمِعَ: مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ أَبِي نَاصِر وَغَيْرهُ. وَقرَأَ عَلَيْهِ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ فَنَّ الأُصُوْل. وَكَانَ وَرِعاً قَانِتاً عَابِداً زَاهِداً مُفْتِياً مُتَبَحِّراً مُبَرِّزاً فِي رَأْي أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ. تُوُفِّيَ فِي الثَّامن وَالعِشْرِيْنَ مِنْ صفر سَنَة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. ذكره ابْن عَسَاكِرَ فِي طَبَقَات العُلَمَاء الأَشعرِيَّة. 4139- نصر الدولة 2: صَاحِبُ دِيَارِ بَكْرٍ وَمَيَّافَارِقين المَلِكُ نَصْرُ الدَّوْلَةِ أحمد بن مروان ابن دوسْتك الكُرْدِيُّ. قَتَلَ أَخَاهُ مَنْصُوْراً بِقَلْعَة الهَتَّاخ وَتَمَكَّنَ وَكَانَتْ دَوْلَتُه إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. وَكَانَ رَئِيْساً حَازِماً عَادِلاً مُكِبّاً عَلَى اللَّهْو وَمَعَ ذَا فَلَمْ تَفُتْهُ صَلاَةُ الصُّبْح فِيْمَا قِيْلَ وَكَانَ لَهُ ثَلاَثُ مائَةٍ وَسِتُّوْنَ سُرِّيَّة يَخلو كُلّ لَيْلَةٍ بوَاحِدَة خَلَّفَ عِدَّة أَوْلاَد مَدَحَتْهُ الشُّعَرَاء وَوزر لَهُ الوَزِيْرُ أَبُو القَاسِمِ ابْن المَغْرِبِيّ صَاحِب الأَدب مرَّتين ثُمَّ وَزر لَهُ فخر الدولة بن

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "5/ 99". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 222"، والعبر "3/ 229"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 177" والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 176"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 290".

جَهِيْر وَكَانَ مُحْتَشِماً كَثِيْرَ الأَمْوَال نَفَّذ إِلَى السُّلْطَانِ طُغْرُلْبَك تَقدِمة سَنِّيَّة وَتُحَفاً مِنْ جملتهَا الْجَبَل اليَاقُوْت الَّذِي كَانَ لِبَنِي بُويه أَخَذَه بِالثمن مِنِ ابْنِ جَلاَل الدَّوْلَة وَكَانَ مِنْ كَرَمِهِ يَبذُرُ الْقَمْح مِنَ الأَهرَاءِ لِلطُّيور. تُوُفِّيَ فِي شَوَّال سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَعَاشَ نَحْوَ الثَّمَانِيْنَ وَتَملَّكَ بَعْدَهُ ابْنُه نِظَام الدَّوْلَة نَصْر. فَمِنْ أَخْبَار نَصْر الدَّوْلَة وَالحَدِيْثُ شجُوْنٌ أَنَّ مملكَةَ المَوْصِلِ ذَهَبت مِنْ أَوْلاَد نَاصِر الدَّوْلَة ابْنَ حَمْدَان سَنَوَات وَانضمَّ وَلدَاهُ إِبْرَاهِيْمُ وَحُسَيْن إِلَى شرف الدَّوْلَة ابْنِ عَضُدِ الدَّوْلَة فَكَانَا مِنْ أُمَرَائِهِ فَلَمَّا تَملَّكَ أَخُوْهُ بهاء الدَّوْلَة؛ اسْتَأْذنَاهُ فِي المَسِيْر لأَخذ المَوْصِل فَأَذنَ لَهُمَا فَقَاتَلهُمَا عَامِلُهَا فَمَالتِ المَوَاصلَةُ إِلَى الأَخوين فَهَرَبَ العَامِلُ وَجُنده وَدَخَلَ الأَخَوَانِ المَوْصِلَ فَطَمِعَ فِيْهِمَا الأَمِيْرُ بَاد؛ صَاحِبُ ديَار بكر فَالتقَاهُمَا فَقِيْلَ: فَبَادَرَ ابْنُ أُخْته الأَمِيْرُ أَبُو عَلِيٍّ بنُ مَرْوَانَ الكُردي فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة إِلَى حصنِ كَيْفَا وَهُنَاكَ زَوْجَةُ بَاد فَقَالَ لَهَا: قُتِلَ خَالِي وَأَنَا أَتَزَوَّجُكِ فَمَلَّكَتْهُ الحِصنَ وَغَيْرهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى بلاَد خَالِهِ وَحَارَبَ وَلَدَي نَاصِرِ الدَّوْلَة مَرَّات وَسَارَ إِلَى مِصْرَ وَتَقلَّد مِنَ العَزِيْز حلبَ وَأَمَاكن وَرجَعَ فَوَثَبَ عَلَيْهِ شُطَّارُ آمِدَ بِالسكَاكين فَقتلُوْهُ وَتَملَّك بآمِدَ ابْنُ دمنَة وَقَامَ مُمَهِّدُ الدَّوْلَة أَخُو أَبِي عَلِيٍّ فَتَمَلَّك مَيَّافَارِقين فَعمل الأَمِيْرُ شروَةُ لَهُ دَعْوَةً قَتَلَهُ فِيْهَا وَاسْتَوْلَى عَلَى ممَالِك بنِي مَرْوَان سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَة وَحَبَس مُمَهِّدُ الدَّوْلَة أَخَاهُ وَهُوَ أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ صَاحِبُ التَّرْجَمَة لأَجْل رُؤْيَا فَإِنَّهُ رَأَى الشَّمْس فِي حَجْره وَقَدْ أَخَذَهَا مِنْهُ أَحْمَدُ فَأَخْرَجَهُ شروَةٌ مِنَ السجْن وَأَعْطَاهُ أَرْزَن. هَذَا كُلّه وَأَبُوْهم مَرْوَان باقٍ أَعْمَى مقيمٌ بِأَرْزَنَ فَتمكَّن أَحْمَدُ وَخَرَجتِ البِلاَدُ عَنْ، طَاعَة شَروَة وَاسْتَوْلَى أَحْمَدُ عَلَى مَدَائِن ديَار بكر وَامتدت أَيَّامُهُ وَأَمَّا المَوْصِل فَقصدهَا الأَمِيْرُ أَبُو الذّوَّاد مُحَمَّدُ بنُ المُسيِّب العُقَيْلِيّ وَحَارَبَ وَظفر بصَاحِبهَا أَبِي الطَّاهِر إِبْرَاهِيْمَ بن نَاصِر الدَّوْلَة وَبأَوْلاَدِه وَبجَمَاعَةٍ مِنْ قواده فقتلهم وتملك زمانًا. طَالت إِمْرَةُ ابْنِه نَصْر وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنه مَنْصُوْر.

الملك الرحيم، الراغب، الكراجكي، ابن أبي شمس

الملك الرحيم، الراغب، الكراجكي، ابن أبي شمس: 4150- الملك الرحيم 1: المَلِكُ أَبُو نَصْرٍ؛ خُسْرُو ابْنُ المَلِكِ أَبِي كَالَيْجَارَ ابْنِ المَلِكِ سُلْطَانِ الدَّوْلَةِ ابْنِ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ ابْنِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ ابْنِ رُكْنِ الدَّوْلَةِ ابْنِ بُوَيْه. كَانَ خَاتِمَةَ مُلُوْك بنِي بُويه الدَّيْلَم. انْتزع مِنْهُ السُّلْطَانُ طُغْرُلْبَك المُلك وَأَخَذَه وَسَجَنَهُ مُدَّة بِقَلْعَة الرَّيّ بَعْدَ أَنْ أَتَى بِرجليه إِلَيْهِ مُسْتَأمناً فَغَدَرَ بِهِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَتُوُفِّيَ محبوساً فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ وأربع مائة، وكان ضعيف الدولة. 4151- الراغب 2: العَلاَّمَةُ المَاهِرُ المُحَقِّقُ البَاهِرُ أَبُو القَاسِمِ؛ الحُسَيْنُ بن محمد بنِ المُفَضَّلِ الأَصْبَهَانِيُّ، المُلَقَّبُ بِالرَّاغِبِ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. كَانَ مِنْ أَذكيَاء المتكلِّمِين لَمْ أَظفر لَهُ بِوَفَاة وَلاَ بتَرْجَمَة. وَكَانَ إِنْ شَاءَ اللهُ فِي هَذَا الوَقْت حياً يُسْأَل عَنْهُ لَعَلَّهُ في الألقاب لابن الفوطي. 4152- الكراجكي 3: شَيْخُ الرَّافِضَّةِ، وَعَالِمُهُم أَبُو الفَتْحِ؛ مُحَمَّدُ بنُ علي، صاحب التصانيف. مَاتَ بِمدينَة صُوْر سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة. 4153- ابن أبي شمس 4: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ الرَّئِيْسُ شَيْخُ القُرَّاءِ؛ أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّامَاتِيُّ المُقْرِئُ. عُرِفَ بِابْنِ أَبِي شَمْس صَاحِبُ تِيْك الأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً. حَدَّثَ عَنْ، أَبِي مُحَمَّدٍ المَخْلَدي، وَأَبِي طَاهِر بن خُزَيْمَةَ، وَأَبِي بَكْرٍ الجَوزقِي، وَأَبِي نُعَيْمٍ عَبْدِ الْملك بن الحَسَنِ وَأَبِي القَاسِمِ بن حَبِيْبٍ المُفسر وَالقَاضِي أَبِي مَنْصُوْرٍ الأَزْدِيّ؛ لقِيه بهَرَاة. وَسَمِعَ: كِتَاب الغَايَة فِي القِرَاءات مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ مِهْرَانَ المُؤَلّف. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِد القَاضِي، وَزَاهِرُ بنُ طَاهِر، وَأَبُو المُظَفَّرِ عبدُ الْمُنعم بن القُشَيْرِيّ وَطَائِفَة. قَالَ عبدُ الغَافِرِ فِي السيَاق: شَيْخٌ فَاضِلٌ ثِقَةٌ عَالِمٌ بِالقِرَاءات متصرفٌ فِي الأُمُوْر اخْتَاره المَشَايِخُ لنِيَابَة الرِّئَاسَة بِنَيْسَابُوْرَ مُدَّةً لحُسن كَفَاءته وَفَضْلِهِ بِالتَّوسط بَيْنَ الْخُصُوم عَقَدَ مَجْلِس الإِملاَء وَأَملَى سِنِيْنَ وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ نَحْوٌ من ثمانين سنةً رحمه الله.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 164"، والعبر "3/ 224"، وتاريخ ابن خلدون "3/ 459"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 287". 2 ترجمته في بغية الوعاة للسيوطي "2/ 297"، والأعلام للزركلي "2/ 255". 3 ترجمته في العبر "3/ 220"، ولسان الميزان "5/ 300"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 283". 4 ترجمته في العبر "3/ 231"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 292".

أبو طاهر الثقفي

4154- أبو طاهر الثقفي 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ مُسْنِدَ أَصْبَهَانَ أَبُو طاهر؛ أحمد ابن مَحْمُوْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ المُؤَدِّبُ جَدٌّ لِيَحْيَى بنِ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيِّ المتَأَخِّرِ. وُلِدَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. سَمِعَ: مِنْ أَبِي الشَّيْخِ وَحَدَّثَ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ بنِ المُقْرِئ وَأَبِي أَحْمَدَ بن جَمِيْل وَأَبِي مُسْلِم عَبْد الرَّحْمَنِ بن شَهِدل وَأَحْمَد بن عَلِيٍّ الخُلْقَانِي وَالحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْده وَطَائِفَةٍ كَبِيْرَة. وَعُنِي بِهَذَا الشَّأْن وَارْتَحَلَ إِلَى الرَّيّ وَسَمِعَ: مِنْ جَعْفَر بن فَنَّاكِي مُسْنَد ابْن هَارُوْنَ الرُّويَانِي. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: سَمِعَ: كِتَاب العظمَة مِنْ أَبِي الشَّيْخِ بن حَيَّانَ وَكَانَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي الشَّيْخِ فَلَمْ يُظهر سَمَاعَه إلَّا بَعْدَ مَوْته. قَالَ: وَهُوَ شَيْخٌ صَالِحٌ ثِقَة وَاسِعُ الرِّوَايَة صَاحِبُ أُصُوْل حسنُ الْخط مقبولٌ مُتَعَصِّبٌ لأَهْل السُّنَّة ظهر سماعه لمسند الرُّويَانِي بَعْدَ مَوْته وَظهر سَمَاعُهُ لِكِتَابِ العظمَة بَعْد مَوْته بِقَلِيْلٍ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ مَنْدَة وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ وَمُحَمَّدُ ابن مُحَمَّدٍ القَطَّان وَسَهْلُ بنُ نَاصِر الكَاتِب وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل وَحَمْدُ بنُ الفَضْلِ الخَوَّاص الحَافِظ وَخَلْقٌ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 234"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 165"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 296".

ابن برهان

4155- ابن برهان 1: العَلاَّمَةُ شَيْخُ العَرَبِيَّةِ ذُو الفُنُوْنِ أَبُو القَاسِمِ؛ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيِّ بنِ بَرْهَانَ العُكْبَرِيُّ. سَمِعَ الكَثِيْر مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ بَطَّة، وَلَمْ يَروِ عَنْهُ. وَذَكَرَهُ الخَطِيْب فِي "تاريخه" فقال: كان مضطلعًا بعلوم كثيرة مِنْهَا: النَّحْو وَالأَنسَاب وَاللُّغَة وَأَيَّامُ العَرَب وَالمُتَقَدِّمِيْنَ وَلَهُ أُنْسٌ شَدِيد بِعِلْم الحَدِيْث. وَقَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: هُوَ مِنْ أَصْحَابِ ابْن بَطَّة. وَأَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ التَّمِيْمِيّ أَنْ أَصل ابْن بطة بمعجم البَغَوِيّ وَقَعَ عِنْدَهُ وَفِيْهِ سَمَاعُ ابْن بَرْهَان وَأَنَّهُ قرَأَ عَلَيْهِ لِوَلَدَيْهِ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: ذهب بِمَوْته علمُ العَرَبِيَّة مِنْ بَغْدَادَ وَكَانَ أَحَدَ مَنْ يَعرف الأَنسَاب وَلَمْ أَرَ مِثْله وَكَانَ حَنَفِيّاً تَفَقَّهَ وَأَخَذَ الكَلاَم عَنْ، أَبِي الحُسَيْنِ البَصْرِيّ وَتَقدَّم فِيْهِ وَصَارَ لَهُ اخْتِيَارٌ فِي الفِقْه. وَكَانَ يَمْشِي فِي الأَسواقِ مكشوفَ الرَّأْس، وَلَمْ يَقبلْ مِنْ أَحَد شَيْئاً. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَة سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَدْ جَاوَزَ الثَّمَانِيْنَ. وَكَانَ يَمِيْلُ إِلَى مَذْهَب مُرْجِئَة المُعْتَزِلَة وَيَعتقد أَنَّ الكُفَّار لاَ يُخلَّدُوْنَ فِي النَّارِ. وَذكره يَاقُوْت فِي "الأُدبَاء" فَقَالَ: نَقلْتُ مَنْ خطّ عَبْد الرَّحِيْمِ بن وَهْبَانَ قَالَ: نَقلْتُ منْ خطّ أَبِي بكر بن السمع: اني سمعت المبارك بن الطُّيورِي سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ بنَ بَرْهَان يَقُوْلُ: دَخَلتُ عَلَى الشَّرِيْف المُرْتَضَى فِي مَرَضِهِ وَقَدْ حوَّل وَجهه إِلَى الحَائِطِ وَهُوَ يَقُوْلُ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَليَا فَعدلا وَاسْتُرحمَا فَرحِمَا أَفَأَنَا أَقُوْل: ارْتدَا بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَا؟ قَالَ: فَقُمنَا وَخَرَجتُ فَمَا بلغت عتبَةَ البَاب حَتَّى سَمِعْتُ الزعقة عليه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 17"، والإكمال لابن ماكولا "1/ 246"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 236"، والعبر "3/ 237"، وميزان الاعتدال "2/ 675"، ولسان الميزان "4/ 82"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 75"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 297".

قُلْتُ: حُجَّتُه فِي خُرُوْج الكُفَّارِ هُوَ مَفْهُوم الْعدَد مِنْ قَوْله: {لابِثِيْنَ فِيها أَحْقَابًا} [النّبأَ:23] وَلاَ يَنفعُه ذَلِكَ لِعُموم قَوْله: {وَمَا هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البَقَرَة:167] وَلقوله: {خَالِدِيْنَ فِيها أَبَدًا} [النِّسَاء: 169] إِلَى غَيْر ذَلِكَ وَفِي المَسْأَلَةِ بَحْثٌ عِنْدِي أَفْرَدْتُهَا فِي جُزْء. وَمَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ شَمْس الأُمَّة الحَلوَائِي وَالمُحَدِّثُ أَبُو الوَلِيْدِ الدَّرَبَنْدِي وَقَاضِي الأَنْدَلُس أَبُو القَاسِمِ سرَاجُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَالحَافِظُ عَبْدُ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيّ وَأَبُو شَاكِر القَبْرِي ثُمَّ القُرْطُبِيّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ الفَقِيْهُ وَالملك شِهَابُ الدَّوْلَة قُتُلْمِش بن إِسْرَائِيْل بن سَلْجُوْق صَاحِبُ الرُّوْم؛ هُوَ جدُّ مُلُوْك الرُّوْم وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّرْسِيّ وَأَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ الخشاب والوزير عميد الملك أبو نصر محمد بن منصور الكندري؛ وزير طغرلبك.

ابن شاهين

4156- ابن شاهين 1: الشَّيْخ المُسْنِدُ الكَبِيْرِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ شَاهِيْنٍ الفَارِسِيُّ الشَّاهينِيُّ السَّمَرْقَنْدِيُّ. سَمِعَ: فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة مِنْ: أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن جَعْفَرٍ ابْن جَابِر بسَمَاعِه مِنْ مُحَمَّد بن الفَضْلِ البَلْخِيّ الوَاعِظ؛ صَاحِب قُتَيْبَة بن سَعِيْدٍ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَاجِب صَاحِبِ الفَرَبْرِي، وَمِنَ الحَافِظ أَبِي سَعْدٍ الإدريسي وطائفة. ذكره أبو سعد السمع: اني فَقَالَ: رَوَى عَنْهُ أَهْل سَمَرْقَنْد وَلَهُ أَوقَافٌ كَثِيْرَة وَمَعْرُوْف. وَتُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: عَاشَ نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيّ وَجَمَاعَةٌ كَانُوا أَحْيَاء بَعْد الخَمْسِ مائَة لا أكاد أعرفهم.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 272" [الشاهيني] ، واللباب لابن الأثير "2/ 181".

أبو حاتم القزويني، ابن شق الليل

أبو حاتم القزويني، ابن شق الليل: 4157- أبو حاتم القزويني 1: العَلاَّمَةُ الأَوْحَدُ أَبُو حَاتِمٍ؛ مَحْمُوْدُ بنُ حَسَنٍ الطَّبَرِيُّ القَزْوِيْنِيُّ الشَّافِعِيُّ الفَقِيْهُ الأُصُوْلِيُّ الفَرَضِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الغزِيْرَةِ فِي الخلاَفِ وَالأُصُوْلِ وَالمَذْهَبِ. أَخَذَ الأُصُوْل، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ البَاقِلاَّنِيّ وَالفَرَائِض، عَنِ ابْنِ اللَّبَّان وَالفِقْه، عَنِ الشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ وَجَمَاعَةٍ مِنْ مَشَايِخ آمُل. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ: لَمْ أَنْتفع بِأَحد فِي الرّحلَة مَا انتفعتُ بِهِ وَبَالقَاضِي أَبِي الطّيب. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ القَزْوِيْنِيّ إِمْلاَءً، أَخْبَرَنَا أَبِي أَخْبَرَنَا، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ النَّاتلِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى. فَذَكَرَ حديثًا. 4158- ابن شق الليل 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ الرَّحَّال أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الأَنْصَارِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ الطُّلَيْطِلِيُّ المَعْرُوف بِابْنِ شُقَّ اللَّيْلُ. حَجَّ وَلقِي بِمَكَّةَ أَحْمَدَ بنَ فِرَاس العَبْقَسِي وَعُبَيْد اللهِ السَّقَطِيّ وَأَبَا الحَسَنِ بنَ جَهْضَم. وَبمصر أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الغَنِيِّ بن سَعِيْدٍ الحَافِظ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بن النَّحَّاسِ، وَأَحْمَد بنَ ثَرْثَال، وَابْن مُنِيْر الخشَاب، وَعِدَّة وَبَالأَنْدَلُس الصَّاحبين، أَبَا إِسْحَاقَ بن شَنْظِيْر، وَأَبَا جَعْفَرٍ بن مَيْمُوْن فَأَكْثَر عَنْهُمَا، وَهُوَ أَعْلَى إِسْنَاداً مِنْهُمَا، وَرَوَى أَيْضاً، عَنِ المُنْذِر بن المُنْذِرِ، وَأَبِي الحَسَنِ بن مُصلح. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال وَغَيْرهُ: كَانَ ابْنُ شُقَّ اللَّيْلُ فَقِيْهاً إِمَاماً مُتكُلَّماً، عَارِفاً، بِمَذْهَب مَالِك حَافِظاً مُتْقِناً بَصِيْراً بِالرِّجَال وَالعلل مَليحَ الخطِّ جَيِّدَ المُشَارَكَة فِي الفُنُوْنِ نَحْويّاً شَاعِراً مُجيداً لُغوياً دَيِّناً فَاضِلاً كَثِيْرَ التَّصَانِيْف حُلوَ العبَارَة. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة وَتُوُفِّيَ بِمدينَة طلبيرة في نصف شعبان سنة خمس وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ بِضْعٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "5/ 312". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 539"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "1/ 343"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 15".

الحنائي، صاحب اليمن

الحنائي، صاحب اليمن: 4159- الحنائي 1: الشَّيْخُ العَالِمُ العَدْلُ أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحُسَيْنِ الدِّمَشْقِيُّ الحِنَّائِي؛ صَاحِبُ الأَجْزَاءِ الحِنَّائِيَات العَشْرَة الَّتِي انتقَاهَا لَهُ الحَافِظُ عَبْدُ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ، وَالحَسَنِ بن دُرُسْتَوَيْه، وَعَبْدِ اللهِ ابن مُحَمَّدٍ الحِنَّائِي، وَتَمَّام بن مُحَمَّدٍ الرَّازِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الحَدِيْد، وَمُحَمَّدِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَطَّان، وَأَبِي الحَسَنِ بن جَهْضَم وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ السَّمَّانُ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَمكِيٌّ الرَّمْلِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلا وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ، وَعبدُ الْمُنعم بن عَلِيٍّ الكِلاَبِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد، وَأَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ؛ وَلدَاهُ. وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الموَازِينِي، وَطَاهِرُ بنُ سَهْلٍ الإِسفرَايينِيّ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ حَمْزَةَ وَهِبَةُ اللهِ بنُ الأَكْفَانِي، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ سَعِيْد، وَثَعْلَبُ بنُ جَعْفَرٍ السَّرَّاج وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مُحَدِّث البَلَد فِي وَقته. قَالَ النَّسِيْب: سَأَلتُ الشَّيْخ الثِّقَة الدَّيِّن الفَاضِل أبا القاسم الحِنَّائِي المُحَدِّث عَنْ، مَوْلِده فَقَالَ: فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَقَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: كَتَبْتُ عَنْهُ وَكَانَ ثِقَةً وَهُوَ مَنْسُوْبٌ إِلَى بيع الحِنَّاء. قَالَ الكتَّانِي: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ: وَهُوَ آخِرُ أَصْحَاب ابْن دُرُسْتَوَيْه وَدُفِنَ عَلَى أَخِيْهِ عليّ بِمَقْبَرَة بَاب كَيْسَان وَكَانَتْ لَهُ جِنَازَة عَظِيْمَة؛ مَا رَأَينَا مِثْلهَا مِنْ مُدَّة. 4160- صَاحِبُ اليَمَنِ 2: كَانَ مِنْ بَقَايَا مُلُوْكِ اليَمَنِ طِفْلٌ مِنْ آلِ ابْنِ زِيَادٍ الَّذِي اسْتَولَى عَلَى اليَمَنِ بَعْدَ المائَتَيْنِ فَدَامَ الأَمْرُ بِيَدِ أَوْلاَدِهِ أَزْيَدَ مِنْ مائَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ سَنَةً وَدَبَّرَ الأُمُوْرَ مَوَالِي الصَّبيِّ؛ كَالخَادِم مرجَان وَنجَاحٍ الحَبشِيّ، وَنَفِيْسٍ وَثَلاَثتهم مِنْ عبيد الوَزِيْر حُسَيْن النُّوْبِيّ الَّذِي مرَّ بَعْد الأَرْبَعِ مائَة وَجَرَتْ أُمُوْرٌ إِلَى أَنْ دُفن الصَّبيّ وَعَمَّتُهُ السَّيِّدَةُ حَيَّيْن. وَكَانَتْ هَذِهِ الدَّوْلَةُ الزِّيَادِيَّةُ فِي طَاعَة بَنِي العَبَّاسِ وَيُهَادُونَهُم ثُمَّ عَسْكَر نَجَاحٌ وَحَارَبَ نَفِيساً مَرَّاتٍ وَتَمَكَّنَ هَذَا وَدُعَاةُ بنِي عُبيد يَأْتُوْنَ مِنْ مِصْرَ وَورَاءهم خَلاَئِق مِنْ أَتْبَاعهُم وَزَادَ الهَرْجُ إِلَى أَنْ ظهر الصُّلَيحِي. وَكَانَ المَلِكُ نَجَاحٌ حَازِماً سَائِساً وَلَهُ عِدَّةُ أَوْلاَد نُبَلاَء. امْتَدَّتْ أَيَّامُ نَجَاح الحَبشِيّ نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ عَاماً فَقِيْلَ: إِنَّ الصُّليحِي أَهدَى إِلَيْهِ سُرِّيَّةً فَسَمَّتْهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَتَملَّكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ سَعِيْد الأَحْوَل ثَلاَثَ سِنِيْنَ وَغَلَبَ الصُّليحِي فَهَرَبَ الأَحْوَلُ إِلَى الحَبَشَةِ ثُمَّ أَقْبَل بَعْد زَمَان فَقُتِلَ الصُّليحِيُّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وأربع مائة وجرت أمور وعجائب.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "3/ 60"، والأنساب للسمعاني "4/ 244"، والعبر "3/ 245"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 307". 2 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 214".

البساسيري، صاحب غزنة

البساسيري، صاحب غزنة: 4161- البساسيري 1: أبو الحارث المُلَقَّبُ بِالمُظَفَّرِ، مَلِكُ الأُمَرَاءِ آرسلاَن التُّرْكِيُّ البَسَاسِيْرِيُّ نِسْبَةً إِلَى تَاجرٍ بَاعَهُ مِنْ أَهْلِ فَسَا. وَالصَّوَاب: فَسَوِي فَقيلت عَلَى غَيْر قيَاس كَعَادَة الْعَجم. تَرقَّت بِهِ الأَحْوَالُ إِلَى أَنْ نَابذ الخليفة وخرج عليه وكاتب صَاحِب مِصْر المُسْتنصر فَأَمَدَّهُ بِأَمْوَالٍ وَسِلاَحٍ فَأَقْبَل فِي عَسْكَرٍ قَلِيْل وَتوثَّب عَلَى بَغْدَاد فَفَرَّ مِنْهُ القَائِم وَتَذَمَّمَ بِأَمِيْر العَرَب مُهَارش وَعَاث جَمْعُ البسَاسيرِي وَأَقَامَ الدعوَةَ بِالعِرَاقِ لِلمُسْتنصر سَنَة وَقَتَلَ الوَزِيْر وَفَعَل القبَائِح حَتَّى أَقْبَل طُغْرُلْبَك وَنَصَرَ الخَلِيْفَةَ وَنزح البسَاسيرِيُّ فَاتَّبعه عَسْكَرٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ فَلله الْحَمد قِيْلَ: سَنَةَ إِحْدَى وخمسين في ذي الحجة. 4162- صاحب غزنة: السلطان فرخزاد بن السلطان مسعود بن السُّلْطَانِ الكَبِيْرِ مَحْمُوْدِ بنِ سُبُكْتِكِينَ. كَانَ مَلِكاً سَائِساً مَهِيْباً شُجَاعاً مُتَّسِعَ الممَالِك هجم عَلَيْهِ ممَاليكُه الحَمَّام فَكَانَ عِنْدَهُ سَيْفُه فَشَدَّ عَلَيْهِم وَسَلِمَ وَأَدْرَكَهُ الحرسُ وَقتلُوا أَولئك ثُمَّ صَارَ بَعْدُ يُكْثِرُ مِنْ ذِكْرِ المَوْت وَيَزْهَدُ فِي الدنيا فأخذه قولنج فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَمَاتَ. وَتَمَلَّكَ أَخُوْهُ إِبْرَاهِيْمُ فَجَاهد،وَنشر العَدْل، وَفتحَ قلاعًا من الهند.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 190"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 192"، والعبر "3/ 220"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 287".

زهير بن حسن، ابن بندار

زهير بن حسن، ابن بندار: 4163- زهير بن حسن 1: ابن علي العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو نَصْرٍ السَّرْخَسِيُّ. وُلِدَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ مِنْ: زَاهِر بن أَحْمَدَ السَّرْخَسِيّ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي طَاهِر المُخَلِّص، وَبِالبَصْرَةِ السُّنَن مِنَ القَاضِي أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ. وَتَفَقَّهَ بِالشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِي. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: لَقيتُ مِنْ أَصْحَابِهِ أَبَا نَصْر مُحَمَّدَ بن أَبِي عَبْدِ اللهِ بِسَرْخَس. وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الشَّافِعِيَّة: مَا رَأَيْتُ تَعليقَةً أَحْسَن مِنْ تَعليقَة زُهَيْر عَنْ، أَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِي لاَزمه سِتَّ سِنِيْنَ تُوُفِّيَ فِي شَوَّال سنة أربع وخمسين وَأَرْبَعِ مائَة وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ. وَقِيْلَ: بَلْ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَكَانَ رَئِيْسَ المُحَدِّثِيْنَ بسَرْخَس. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَد بن مَحْمُوْد الثَّقَفِيّ وَإِبْرَاهِيْم بن مَنْصُوْر سِبْط بَحْرُويه وَأَبُو يَعْلَى الصَّابُوْنِيّ وَمُصَنِّفُ العنوَان أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ خَلَف بِمِصْرَ وَالسُّلْطَانُ طُغْرُلْبَك السَّلْجُوْقِي وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوْنَ السُّلَمِيُّ وَأَبُو الخَطَّاب العَلاَء بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ حَزْمٍ الرَّحَّال نَسيبُ أَبِي مُحَمَّدٍ الفقيه شابًا. 4164- ابن بندار 2: الإِمَامُ القُدْوَةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرحمن بن المُحَدِّثِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارٍ العِجْلِيُّ الرَّازِيُّ المَكِّيُّ المَوْلِدِ، المُقْرِئُ. تَلاَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ المُجَاهِدي؛ تِلْمِيْذِ ابْن مُجَاهِد، وَتَلاَ بحرف ابن عَامِرٍ عَلَى مُقْرِئ دِمَشْق عَلِيِّ بن دَاوُدَ الدَّارَانِي، وَتَلاَ بِبَغْدَادَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ الحَمَّامِي، وجماعة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 56"، [الخدامي] ، واللباب لابن الأثير "1/ 425"، والعبر "3/ 232"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 232"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 292". 2 ترجمته في العبر "3/ 232"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1128"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 71"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 293".

وَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ: أَحْمَد بن فِرَاس، وَعَلِيِّ بن جَعْفَرٍ السيروَانِي الزَّاهِد، وَوَالدِه أَبِي العَبَّاسِ بن بُنْدَار، وَبَالرَّيّ مِنْ جَعْفَرِ بن فنَاكِي. وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ الرّفَاء، وَعِدَّة وَبِدِمَشْقَ مِنْ عَبْدِ الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة وَبِالبَصْرَةِ وَالكُوْفَة وَحَرَّان وَتستر وَالرُّهَا وَفَسَا وَحِمْص وَمِصْر وَالرّملَة وَنِيسَابور وَنَسَا وَجُرْجَان وَجَال فِي الآفَاق عَامَّة عُمُره وَكَانَ مِنْ أَفرَادِ الدَّهْر عِلْماً وَعملاً. أَخَذَ عَنْهُ: المُسْتغفرِي أَحَدُ شُيُوْخِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّن، وَنَصْرُ بنُ مُحَمَّدٍ الشيرَازِيُّ شَيْخٌ لِلسِّلَفِيِّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق، وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخلاَّل، وَأَبُو سَهْلٍ بنُ سَعْدَوَيْه، وَفَاطِمَةُ بِنْت البَغْدَادِيّ وَخَلْق. وَلحقَ بِمِصْرَ أَبَا مُسْلِمٍ الكَاتِب. قَالَ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: كَانَ ثِقَةً جَوَّالاً إِمَاماً فِي القِرَاءات أَوحدَ فِي طرِيقِهِ كَانَ الشُّيُوْخ يُعَظِّمُونَهُ، وَكَانَ لاَ يَسْكُنُ الخَوَانِق بَلْ يَأْوِي إِلَى مَسْجِد خرَابٍ فَإِذَا عُرِفَ مَكَانُه نَزَحَ وَكَانَ لاَ يَأْخُذُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً فَإِذَا فُتِحَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ آثَرَ بِهِ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: قرَأَ عَلَيْهِ القُرْآن جماعة وخرج من عندنا إلى كَرْمَان فَحَدَّثَ بِهَا وَتُوُفِّيَ فِي بلد أَوْشِير فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ: وَوُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة، وَهُوَ ثِقَةٌ وَرع مُتَدَيِّن عَارِفٌ بِالقِرَاءات عَالِمٌ بِالأَدب وَالنَّحْو هُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يَدُلَّ عَلَيْهِ مِثْلِي، وَأَشهرُ مِنَ الشَّمْس وَأَضوَأُ مِنَ القَمَر ذُو فُنُوْن مِنَ العِلْمِ وَكَانَ مَهِيْباً منظوراً فَصِيْحاً حسنَ الطّرِيقَة كَبِيْرَ الْوَزْن. قَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ عبدَ السَّلام بن سَلَمَةَ بِمَرَنْدَ يَقُوْلُ: اقْتَدَى أَبُو الفَضْلِ الرَّازِيُّ بِالسيروَانِي شَيْخِ الحَرم وَصَحِبَ السيروَانِيُّ أَبَا مُحَمَّدٍ المُرْتَعِشَ صَاحِبَ الجُنَيْدِ. وَقَالَ الخلاَّل: خَرَجَ أَبُو الفَضْلِ الإِمَامُ نَحْو كَرْمَان فَشيَّعه النَّاسُ فَصرفهُم وَقصد الطريق وحده وهو يقول: يَا مَوْتُ مَا أَجْفَاكَ مِنْ زَائِرٍ ... تَنْزِلُ بالمرء على رغمه قال الخلال: وأنشدني لنفسه: وَتَأْخُذُ العَذْرَاءَ مِنْ خِدْرِهَا ... وَتَأْخُذُ الوَاحِدَ مِنْ أمه إِذَا نَحْنُ أَدْلَجْنَا وَأَنْتَ إِمَامُنَا ... كَفَى لِمَطَايَانَا بذكراك حاديا

قَالَ السَّمْعَانِيّ فِي "الذّيل": كَانَ مُقْرِئاً فَاضِلاً كثير التصانيف حَسَنَ السِّيْرَةِ زَاهِداً مُتَعَبِّداً خَشِنَ الْعَيْش منفرداً قَانِعاً يُقرِئ وَيُسمِعُ: فِي أَكْثَر أَوقَاتِهِ وَكَانَ يُسَافر وَحْدَه وَيدخل البَرَارِي. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ الأَسَدِيِّ: أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ أَخْبَرَنَا، خَلِيْلُ بنُ بَدْرٍ أَخْبَرَنَا، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق قَالَ: وَردَ عَلَيْنَا الإِمَامُ الأَوحدُ أَبُو الفَضْلِ الرَّازِيّ لَقَّاهُ اللهُ رضوَانه وَأَسكنه جنَانَه وَكَانَ إِمَاماً مِنَ الأَئِمَّةِ الثِّقَات فِي الحَدِيْثِ وَالروَايَات وَالسّنَة وَالآيَات ذِكْرُهُ يَملأُ الْفَم وَيَذْرِفُ الْعين قَدِمَ أَصْبَهَان مرَاراً سَمِعْتُ مِنْهُ قطعَةً صَالِحَةً وَكَانَ رَجُلاً مَهِيْباً مديدَ القَامَة وَلياً مِنْ أَوْلِيَاء الله صَاحِبَ كَرَامَات طَوَّفَ الدُّنْيَا مُفِيداً وَمُسْتفِيداً. وَقَالَ الخلاَّل: كَانَ أَبُو الفَضْلِ فِي طَرِيْق وَمَعَهُ خُبْز وَفَانِيذ فَأَرَادَ قُطَّاعَ الطَّرِيْق أَخَذَه مِنْهُ فَدَفَعهم بعَصَاهُ فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: لأَنَّه كَانَ حَلاَلاً وَرُبَّمَا كُنْت لاَ أَجِدُ مِثْله. وَدَخَلَ كَرْمَان فِي هَيئَةٍ رَثَّةٍ وَعَلَيْهِ أَخلاَقٌ وَأَسمَال فَحُمِلَ إِلَى الْملك وَقَالُوا: جَاسوس. فَقَالَ المَلِكُ: مَا الخَبَر؟ قَالَ: تسَأَلُنِي عَنْ، خَبَرِ الأَرْضِ أَوْ خَبَر السَّمَاء؟ فَإِنْ كُنْتَ تسَأَلُنِي عَنْ، خَبَر السَّمَاء ف {كُلَّ يَوْمٍ هُو فِي شَأْنٍ} [الرَّحْمَن: 29] وَإِنْ كُنْتَ تسَأَلُنِي عَنْ، خَبَر الأَرْض ف {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ} [الرَّحْمَن:26] فَتَعَجَّبَ المَلِكُ مِنْ كَلاَمِهِ وَأَكْرَمَهُ وَعرض عَلَيْهِ مَالاً، فَلَمْ يَقبله.

الحصري، ابن باديس، الجعفري

الحصري، ابن باديس، الجعفري: 4165- الحصري 1: الأَدِيْبُ شَاعِرُ المَغْرِبِ أَبُو إِسْحَاقَ؛ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ تَمِيْمٍ القَيْرَوَانِيُّ. وَشعره سَائِر مدُوَّن. وَلَهُ كِتَاب "زهر الآدَاب" وَكِتَاب "المصُوْنَ فِي الهَوَى". مدح الكُبَرَاء. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وأربع مائة. وَهُوَ ابْنُ خَالَة الشَّاعِر الشَّهِير أَبِي الحَسَنِ الحصري. 4166- ابن باديس 2: صَاحِبُ إِفْرِيْقِيَةَ، المُعِزُّ بنُ بَادِيسِ بنِ مَنْصُوْرِ بن بلكين بن زيري ابن مَنَادٍ الحِمْيَرِيُّ، الصُّنْهَاجِيُّ، المَغْرِبِيُّ، شَرَفُ الدَّوْلَةِ ابْنُ أَمِيْرِ المَغْرِبِ. نَفَّذ إِلَيْهِ الحَاكِمُ مِنْ مِصْرَ التقليدَ وَالخِلَع فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة، وَعلاَ شَأْنُه. وَكَانَ ملكاً مَهِيْباً سَرِيّاً شُجَاعاً عَالِي الهِمَّة مُحِباً لِلْعِلْمِ كَثِيْرَ البذلِ مدحته الشُّعَرَاءُ. وَكَانَ مَذْهَب الإِمَام أَبِي حَنِيْفَةَ قَدْ كَثُرَ بِإِفْرِيْقِيَةَ فَحَمَلَ أَهْلَ بِلاَده عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ حسماً لمَادَة الخلاَف وَكَانَ يَرْجِعُ إِلَى إِسْلاَم فَخلع طَاعَة العُبَيْدِيَّة وَخَطَبَ لِلقَائِم بِأَمْرِ اللهِ العَبَّاسِيّ فَبَعَثَ إِلَيْهِ المُسْتنصر يَتهددُه فَلَمْ يَخَفْهُ فَجَهَّزَ لمُحَارِبته مِنْ مِصْرَ العَرَب فَخربُوا حصُوْنَ بَرْقَة وَإِفْرِيْقِيَة وَأَخَذُوا أَمَاكن وَاسْتوطنُوا تِلْكَ الدِّيَار مِنْ هَذَا الزَّمَان وَلَمْ يُخْطَب لِبَنِي عُبيدٍ بَعْدَهَا بِالقَيْرَوَان. قِيْلَ: كَانَ مولد المُعِزِّ في سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة. وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَمَرِضَ بِالبرص، وَرثَاهُ شَاعِره الحَسَنُ بنُ رَشِيق القَيْرَوَانِيّ، وَكَانَ مَوْتُه بِالمَهْدِيَّة. وَقَام بَعْدَهُ ولده تميم بن المعز. 4167- الجعفري: عَالِمُ الإِمَامِيَّةِ، الشَّرِيْفُ أَبُو يَعْلَى، حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ الجَعْفَرِيُّ. مِنْ دُعَاة الشِّيْعَة. لاَزمَ الشَّيْخَ المُفِيْدَ وَبَرَعَ فِي فِقههم وَأُصُوْلِهم وَعلمِ الكَلاَم وَزوَّجَهُ المُفِيْد بِبنته وَخَصَّهُ بِكُتُبِهِ. وَأَخَذَ أَيْضاً عَنِ، الشَّرِيْف المرتضَى وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ وَكَانَ يَحْتَجّ عَلَى حَدَثِ القُرْآن بدُخُوْل النَّاسخ فِيْهِ وَالمَنْسُوْخ وَكَانَ بَصِيْراً بِالقِرَاءات. قَالَ ابْنُ أَبِي طيّ فِي "تَارِيخ الشِّيْعَة": كَانَ مِنْ صَالِحِي طائفته وَعُبَّادِهم وَأَعيَانهِم شَيَّعَ جِنَازَته خلقٌ عَظِيْم تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة بِبَغْدَادَ. فَأَمَّا مَا زَعمه مِنْ حَدَثِ القُرْآن فَإِن عَنَى بِهِ خَلْقَ القُرْآن، فَهُوَ مُعْتَزِلِيٌّ جَهْمِيٌّ، وَإِن عَنَى بِحُدُوثِهِ إِنزَاله إِلَى الأُمَّة عَلَى لِسَانِ نَبيِّهَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاعْتَرَفَ بِأَنَّهُ كلام الله ليس بمخلوق فلا بأس بِقَوْله وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: {مَا يَأْتيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُوْنَ} [الأنبياء:2] . أي محدث الإنزال إليهم.

_ 1ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "2/ 94"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 54"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 61". 2 ترجمته في العبر "3/ 233"، وتاريخ بغداد ابن خلدون "6/ 158"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 294".

البسطامي

4168- البسطامي 1: شيخ الشافعية ومحتشمهم أبو سهل محمد بن الإِمَامِ جَمَالِ الإِسْلاَمِ المُوَفْقِ هِبَةِ اللهِ ابْنِ العَلاَّمَةِ المُصَنِّفِ أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ البِسْطَامِيُّ ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ زَينُ أَهْلِ الحَدِيْثِ. انْتَهَت إِلَيْهِ زعَامَةُ الشَّافِعِيَّة بَعْد أَبِيْهِ وَكَانَ مدرساً رَئِيْساً ذكيّاً وَقُوْراً قَلِيْلَ الكَلاَم مَاتَ شَابّاً عَنْ، ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. سَمِعَ: مِنَ النَّصْرويِي وَأَبِي حَسَّانٍ المُزَكِّي. وَكَانَتْ دَارُه مجمعَ العُلَمَاء وَاحتفَّ بِهِ الفُقَهَاء رعَايَةً لأُبُوَّته وَظهر لَهُ القبولُ وَشدّ مِنْهُ القُشَيْرِيّ وَظهر لَهُ خصومٌ وحساد وحرفوا عنه السُّلْطَان وَنِيلَ مِنَ الأَشعرِيَّة وَمُنِعُوا مِنَ الْوَعْظ وَعُزِلُوا مِنْ خَطَابَة نَيْسَابُوْر وَقَوِيَتِ المُعْتَزِلَةُ وَالشِّيْعَةُ وَآل الأَمْرُ إِلَى تَوظيف اللَّعْنِ فِي الجُمَعِ ثُمَّ تَعدَى اللَّعْنُ إِلَى طوَائِفَ وَهَاجتْ فِتْنَةٌ بِخُرَاسَانَ حَتَّى سُجِنَ القُشَيْرِيّ وَالرَئِيْسُ الفُرَاتِي وَإِمَامُ الحَرَمَيْنِ وَأَبُو سَهْلٍ هَذَا وَأُمِرَ بِنَفْيِهِمْ فَاخْتَفَى الجُوَيْنِيّ وَفَرَّ إِلَى الحِجَاز مِنْ طرِيقِ كَرْمَان فَتَهَيَّأَ أَبُو سَهْلٍ وَجَمَعَ أَعْوَاناً وَمُقَاتلَةً وَالتقَى فِي البَلَد هُوَ وأَمِيْرُ البَلَد فَانْتصر أَبُو سَهْلٍ وَجُرِحَ الأَمِيْرُ وَعَظُمَتِ المِحنَةُ وَبَادر أَبُو سَهْلٍ إِلَى السُّلْطَانِ فَأُخِذَ وَحُبس أَشْهُراً وَصُودر وَأُخِذَت ضيَاعُه ثُمَّ أُطلق فَحَجَّ ثُمَّ عَظُمَ بَعْد عِنْد أَلب آرسلاَن وَهَمَّ بِأَنْ يَسْتَوزره فَقُصِدَ وَاغتِيل إِلَى رَحْمَة الله فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَظهر عَلَيْهِ أَهْلُ نَيْسَابُوْر مِنَ الْجزع مَا لاَ يُعَبَّرُ عَنْهُ وَنَدَبَتْهُ النَّوَائِحُ مُدَّة وَأُنشدت مرَاثيه فِي الأَسواقِ. وَقِيْلَ: بَلْ بعثَه السُّلْطَانُ رَسُوْلاً إِلَى بَغْدَادَ فَمَاتَ فِي الطريق وخلف دنيا واسعة.

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "4/ 208".

ابن سيده

4169- ابن سيده 1: إِمَامُ اللُّغَةِ أَبُو الحَسَنِ؛ عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المُرسِيُّ، الضَّرِيرُ صَاحِبُ كِتَابِ "المُحْكَم" فِي لِسَانِ العَرَبِ وَأَحَدُ مَنْ يُضْرَبُ بذكَائِهِ المَثَل. قَالَ أَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِي: دَخَلتُ مُرْسِية فَتشبَّثَ بِي أهلها ليسمع: وا عليَّ غَرِيْب المُصَنَّف فَقُلْتُ: انْظُرُوا مَنْ يَقرَأُ لَكُم وَأُمسك أَنَا كِتَابِي فَأَتونِي بِإِنْسَان أَعْمَى يُعْرَفُ بِابْنِ سِيْده فَقَرَأَهُ عليَّ كُلَّهُ فَعجبتُ مِنْ حِفْظِهِ. قَالَ: وَكَانَ أَعْمَى ابْنَ أَعْمَى. قُلْتُ: وَكَانَ أَبُوْهُ أَيْضاً لغوياً فَأَخَذَ عَنْ، أَبِيْهِ وَعَنْ صَاعِد بن الحَسَنِ. قَالَ الحُمَيْدِيُّ: هو إمام في اللغة والعربية حافط لَهُمَا عَلَى أَنَّهُ كَانَ ضرِيراً وَقَدْ جمع فِي ذَلِكَ جُمُوْعاً وَلَهُ مَعَ ذَلِكَ حظٌّ فِي الشّعر وَتَصرُّف. وَأَرَّخ صَاعِدُ بنُ أَحْمَدَ القَاضِي مَوْتَه فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَالَ: بلغَ السِّتِّيْنَ أَوْ نَحْوهَا. قَالَ اليَسع بنُ حَزْم: كَانَ شُعُوْبِيَّا يُفَضِّلُ العَجَم عَلَى العَرَب. وَحَطَّ عَلَيْهِ أَبُو زَيْد السُّهَيْلِي فِي الرَّوْض فَقَالَ: تَعَثَّرَ فِي المُحْكَم وَغَيْرِهِ عثرَاتٍ يَدمَى مِنْهَا الأَظَلُّ وَيدحَضُ دَحَضَاتٍ تُخرجه إِلَى سَبِيْل مَنْ ضَلَّ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ في الجمار: هي التي ترمى بعرفة. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَح: أَضَرَّت بِهِ ضَرَارتُهُ. قُلْتُ: هُوَ حُجَّةٌ فِي نَقل اللُّغَة وَلَهُ كِتَاب العَالَم فِي اللُّغَة؛ نَحْو مائَة سفر بدَأَ بِالفَلَكِ وَختم بِالذَّرَّة. وَلَهُ شَوَاذ اللُّغَة خَمْسَة أَسفَار. وَكَانَ مُنْقَطِعاً إِلَى الأَمِيْر مجاهد العامري.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 417"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 231"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 330"، والعبر "3/ 243"، ولسان الميزان "4/ 205"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 305".

ابن مهربزد، السروي

ابن مهربزد، السروي: 4170- ابن مهربزد 1: الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ النَّحْوِيُّ المفسِّرُ المُعْتَزِلِيُّ أَبُو مُسْلِمٍ؛ محمد ابن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مِهْرَبْزُد الأَصْبَهَانِيُّ صَاحِبُ "التَّفْسِيْر الكَبِيْر" الَّذِي هُوَ فِي عِشْرِيْنَ سِفراً. كَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ بِأَصْبَهَانَ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ بنِ المُقْرِئ. قَالَ الحَافِظُ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: كَانَ عَارِفاً بِالنَّحْوِ غَاليَا في مذهب الاعتزال. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق: سَأَلتُهُ عَنْ، مَوْلِدِهِ فَقَالَ: فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. قُلْتُ: آخر مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ المُعَمَّر إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ الحمّامِي؛ يَرْوِي عَنْهُ نسخَة مَأْمُوْن. وَرَوَى عَنْهُ نَاضر بضَاد مُعْجَمَة ابْن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيّ وَعددٌ مِنْ مَشيخَة السِّلَفِيّ الصّغَار. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَتَفْسِيْرُه كَانَ بِمِصْرَ لِلإِمَام الشَّرَف المُرسِي. عَاشَ ثَلاَثاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَمِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ الصَّيْرَفِيّ وَالحُسَيْنُ الخلاَّل وَمُحَمَّدُ بنُ حَمْد الكبريتي. 4171- السروي 2: الإِمَامُ الكَبِيْرُ شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى السَّرَوِيُّ الشَّافِعِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ: المُطَهَّرِيُّ: نسبَة إِلَى قَرْيَة مُطَهَّر: بِفَتْحِ الهَاءِ الثَّقِيْلَة. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ السِّتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائة ببلد سارية. وَقَدِمَ بَغْدَاد وَهُوَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّلاَثِيْنَ، فَسَمِعَ من: أبي حفص الكتاني، وأبي طاهر المخلص. وَتَفَقَّهَ بِالشَّيْخ أَبِي حَامِد، وَأَخَذَ الفَرَائِض عَنِ ابْنِ اللَّبَّان. وَرَوَى عَنْهُ: مَالِكُ بنُ سِنَان، وَغَيْرهُ. وَلَهُ تَصَانِيْفُ فِي الأُصُوْل وَالفروع، وَوَلِيَ قَضَاءَ سَارِيَة وَصَارَ إِمَام تِلْكَ النَّاحيَة. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة عن، مائة عام.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 245"، وميزان الاعتدال "3/ 655"، ولسان الميزان "5/ 298"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 307". 2 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 226"، وطبقات الشافعية للسبكي "4/ 263".

عمر بن منصور، ابن شمة

عمر بن منصور، ابن شمة: 4172- عمر بن منصور 1: ابن أحمد بن محمد بن منصور، الإِمَامُ الحَافِظُ، العَالِمُ، مُحَدِّثُ مَا وَرَاء النَّهْرِ، أَبُو حَفْصٍ البُخَارِيُّ، البَزَّازُ. سَمِعَ: أَبَا عليٍّ إِسْمَاعِيْل بن حَاجِب الكُشَانِي، وَأَبَا نَصْر أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ المَلاَحِمِي وَأَبَا الفَضْل أَحْمَدَ بنَ عَلِيٍّ السُّليمَانِي، وَأَبَا نَصْر أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْن الكَلاَبَاذِيّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ يَزدَاد الرَّازِيّ وَطَبَقَتهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظ عَبْدُ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَعِيْد المُطَهَّرِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْد اللهِ السُّرْخَكَتِي، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَافِظُ النَّخْشَبِيّ: هُوَ مُكْثِر صَحِيْح السَّمَاع، فِيْهِ هَزْل. قُلْتُ: هَذَا هُوَ سِبْط المُحَدِّث مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ خَنْب. ذَكَرَ الحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ أَنَّهُ تُوُفِّيَ بَعْدَ سَنَةِ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. آخر مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ ركنُ الإِسْلاَم إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بن أَبِي نَصْرٍ الصّفَارِي؛ شَيْخ قَاضِي خَان. 4173- ابْنُ شَمَةَ 2: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، أَبُو الطَّيِّبِ، عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ عُمَرَ بنِ مُوْسَى بنِ شمَة بِالفَتْح وَالتَّخفِيف الأَصْبَهَانِيُّ، التَّاجِرُ، رَاوِي كِتَاب السُّنَن لأَبِي قُرَّة الزُّبَيْدِيِّ اليَمَانِيِّ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ بنِ المُقْرِئ. حَدَّثَ عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ، وَغَانِمُ بن خالد التاجر، والحسين ابن عَبْدِ المَلِكِ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَدْ قَيَّدَهُ بَعْضُهم شِمَة بِالكَسْرِ كسِمَة. وَكَذَا وَجِدَ بِخَط أَبِي العَلاَءِ العطار.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 188"، [الخنبي] ، واللباب لابن الأثير "1/ 464"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1158". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ص 1135".

الصفار الخشاب

4174- الصفار الخشاب 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، المُفِيْدُ، الثِّقَةُ أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَبِيْبٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ الخَشَّابُ الصَّفَّارُ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ المَخْلَدي، وَأَبِي الحُسَيْنِ الخَفَّاف، وَالحَاكِم، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَابْن مَحْمِش، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَعُنِي بِهَذَا الشَّأْن. قَالَ عبدُ الغَافِرِ فِي "سيَاق تَارِيخ نَيْسَابُوْر": كَانَ مُحَدِّثاً مُفِيداً مِنْ خوَاص خَدَمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وَكَانَ صَاحِبَ كتب صَارَ بُنْدَار كُتبِ الحَدِيْث بِنَيْسَابُوْرَ وَأَكْثَر أَقرَانِهِ سماعًا وأصولًا رزقه الله الإسناد العَالِي وَجَمَعَ الأَبْوَاب وَأَسَمِع: الصِّبْيَان وَهُوَ مِنْ بَيْت حَدِيْث وَصلاَح. حَدَّثَنِي ثِقَة أَنَّ أَبَا سَعِيْدٍ أَظهرَ سَمَاعه مِنْ أَبِي طَاهِر بن خُزَيْمَةَ بَعْد وَفَاة أَبِي عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ فَتكلَّم أَصْحَابُ الحَدِيْث فِيْهِ وَمَا رضُوا ذَلِكَ مِنْهُ وَاللهُ أَعْلَمُ بحَاله وَأَمَّا سَمَاعُهُ مِنْ غَيْره فَصَحِيْح وَقَدْ أَجَازَ لِي مَرْوِيَّاته وَأَخْبَرَنَا عنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْهم الوَالِد وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّن وَأَبُو سَعْدٍ بنُ رَامش. قُلْتُ: آخر مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ زَاهِرٌ الشَّحَّامِيّ. تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَفِيْهَا مَاتَ قَاضِي الجَمَاعَة سِرَاجُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَأَبُو الوَلِيْدِ الحَسَنُ ابْن مُحَمَّدٍ الدَّرَبَنْدي وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ النَّخْشَبِيّ وَالعَلاَّمَة أَبُو القَاسِمِ عبدُ الوَاحِد بن بَرْهَان وَأَبُو شَاكِر عبدُ الوَاحِد بن مُحَمَّدٍ القَبْرِي وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ الظاهري وأبو الحسين محمد بن أحمد ابن النَّرْسِيّ وَعَمِيْدُ الْملك الكُنْدُرِي الوَزِيْر. أَخْبَرَنَا ابْنِ عَسَاكِرَ عَنْ، أَبِي رَوْحٍ أَخْبَرَنَا، زَاهِرٌ أَخبرنَا، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَشَّاب أَخْبَرَنَا، الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا، أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا، قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا، يعقوب بن عبد الرحمن،

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 120" [الخشاب] ، والعبر "3/ 240"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1154"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 301".

عَنْ، سُهَيْلٍ عَنْ، أَبِيْهِ عَنْ، أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَنْزِل الله -عَزَّ وَجَلَّ- إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلّ لَيْلَة فَيَقُوْلُ: أَنَا المَلِكُ أَنَا الملك ... " وذكر الحديث1.

_ 1 صحيح: وتمام الحديث: "من ذا الذي يدعوني، فأستجيب له، من ذا الذي يسألني، فأعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر". أخرجه مالك "1/ 214"، ومن طريقه اخرجه أحمد "2/ 487"، والبخاري "1145"، و"6321" و"7494"، ومسلم "758"، وأبو داود "1315"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص 127"، وابن أبي عصام "في السنة" "429"، وأبو القاسم اللالكائي في شرح السنة" "3/ 435- 436" والبيهقي في "السنن" "3/ 2"، وفي "الأسماء والصفات" "ص 449"، عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأغر، وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به مرفوعا.

التاني، ابن عبد البر

التاني، ابن عبد البر: 4175- التاني 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ المَأْمُوْنُ أَبُو الفَتْحِ؛ مَنْصُوْرُ بنُ الحسين بن علي ابن القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رَوَّادٍ الأَصْبَهَانِيُّ التَّانِيّ صَاحِبُ أَبِي بَكْرٍ بنِ المُقْرِئ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة فِي تَارِيْخِهِ: كَانَ صَاحِبَ أُصُوْل كتب الحَدِيْثَ وَكَانَ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ عَنِ، ابن المقرئ. وَقَالَ ابْنُ نَقطَة: رَوَى مُعْجَم ابْنِ المُقْرِئ ومسند أَبِي حَنِيْفَةَ جَمْعَ ابْنِ المُقْرِئ رَوَى عَنْهُ هذِيْن الكِتَابين سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ الصَّيْرَفِيّ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ كِتَابَ تَهْذِيْب الآثَار لأَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ الإِخشيذ السَّرَّاج بسَمَاعه مِنِ ابْنِ المُقْرِئ وَقَدْ رَوَى السِّلَفِيّ عَنْ، جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ التَّانِيّ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. 4176- ابْنُ عَبْدِ البر 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ حَافظُ المَغْرِبِ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو عُمَرَ يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ البَرِّ بنِ عَاصِمٍ النَّمَرِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ القرطبي المالكي صاحب التصانيف الفائقة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 224"، وتبصير المنتبه "1/ 115"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 287". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 677- 679"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "7/ 66- 72"، والعبر "3/ 255"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة "1013"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 314- 316".

مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ. وَقِيْلَ: فِي جُمَادَى الأُوْلَى. فَاخْتَلَفتِ الروَايَاتُ فِي الشَّهْر عَنْهُ. وَطَلَبَ العِلْم بَعْد التِّسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة وَأَدْرَكَ الكِبَار وَطَالَ عُمُرُهُ وَعلاَ سندُه وَتَكَاثر عَلَيْهِ الطلبَةُ وَجَمَعَ وَصَنَّفَ وَوثَّق وَضَعَّف وَسَارَتْ بتَصَانِيْفه الرُّكبَانُ وَخَضَعَ لعلمه عُلَمَاء الزَّمَان وَفَاتَهُ السَّمَاعُ مِنْ أَبِيْهِ الإِمَام أَبِي مُحَمَّدٍ فَإِنَّهُ مَاتَ قَدِيْماً فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة فَكَانَ فَقِيْهاً عَابِداً مُتَهَجِّداً عَاشَ خَمْسِيْنَ سَنَةً وَكَانَ قَدْ تَفَقَّهَ عَلَى التُّجِيْبِيّ وَسَمِعَ: مِنْ أَحْمَد بن مُطرف وَأَبِي عُمَرَ بن حَزْم المُؤَرِّخ. نعم وَابْنُهُ صَاحِب التَّرْجَمَة أَبُو عُمَرَ. سَمِعَ مِنْ: أبي محمد عبد الله ابن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المُؤْمِن سُنَن أَبِي دَاوُدَ بِرِوَايَته عَنِ، ابْنِ دَاسَة وَحَدثه أَيْضاً عَنْ، إسماعيل بن محمد الصفار وحدثه بالناسخ وَالمَنْسُوْخ لأَبِي دَاوُدَ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ النّجَاد وَنَاوله مُسْنَد أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ بِرِوَايَته عَنِ، القَطِيْعِي نَعم وَسَمِعَ: مِنَ المُعَمَّر مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ ابْن ضَيْفُوْنَ أَحَادِيْث الزَّعْفَرَانِيّ بسَمَاعه مِنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ عَنْهُ وَقرَأَ عَلَيْهِ تَفْسِيْر مُحَمَّد بن سَنْجَر فِي مُجَلَّدَات وَقرَأَ عَلَى أبي القاسم عبد الوارث ابْن سُفْيَان مُوَطَّأَ ابْن وَهْبٍ بِرِوَايَته عَنْ، قَاسِم بن أَصْبَغ عَنِ، ابْنِ وَضَّاح عَنْ، سُحْنُوْن وَغَيْره عَنْهُ. وَسَمِعَ: مِنْ سَعِيْد بن نَصْر مَوْلَى النَّاصر لِدِيْنِ اللهِ المُوَطَّأ وَأَحَادِيْثَ وَكِيْع؛ يَرويهَا عَنْ، قَاسِم بن أَصْبَغ عَنِ، القَصَّار عَنْهُ. وَسَمِعَ: مِنْهُ فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة كِتَاب الْمُشكل لابْنِ قُتَيْبَة وَقرَأَ عَلَيْهِ مُسْنَد الحُمَيْدِيّ وَأَشيَاء. وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الْجسُور المُدَوَّنَة. وَسَمِعَ: مِنْ خَلَف بن القَاسِمِ بن سَهْلٍ الحَافِظ تَصنِيف عَبْد اللهِ بن عَبْدِ الحَكَم وَسَمِعَ: مِنَ الحُسَيْن بن يَعْقُوْبَ البَجَّانِي. وَقرَأَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن خَالِدٍ الوَهرَانِي موطَأَ ابْن القَاسِمِ وَقرَأَ عَلَى أَبِي عُمَرَ الطَّلَمَنْكِي أَشيَاء وَقرَأَ عَلَى الحَافِظ أَبِي الوَلِيْد بن الفَرَضِي مُسْنَد مَالِك وَسَمِعَ: مِنْ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن وجه الجنة، ومحمد ابن رَشِيق المُكْتِب، وَأَبِي المُطَرِّف عَبْد الرَّحْمَنِ بن مَرْوَانَ القنَازعِي، وَأَحْمَد بنِ فَتح بنِ الرَّسَّان، وَأَبِي عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ البَاجِي، وَأَبِي عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ المَكْوِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ التَّاهَرْتِي، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَسَد الجُهَنِيّ، وَأَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بن حُسَيْن بن نَابِلٍ، وَمُحَمَّد بن خَلِيْفَةَ الإِمَام وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ بن دلهاث الدلائين وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ مُفَوِّز، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ، وَأَبُو بَحْرٍ سُفْيَانُ بنُ العَاصِ، وَمُحَمَّدُ بنُ فُتُوْح الأَنْصَارِيّ، وَأَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي القَاسِمِ نَجَاح، وَأَبُو عِمْرَانَ مُوْسَى بن أَبِي تَلِيد، وَطَائِفَة سِوَاهُم. وَقَدْ أَجَاز لَهُ مِنْ ديَار مِصْر أَبُو الفتح

ابن سِيْبُخْت صَاحِبُ البَغَوِيّ وَعَبْدُ الغَنِيِّ بن سَعِيْدٍ الحَافِظ وَأَجَاز لَهُ مِنَ الحَرَم أَبُو الفَتْحِ عُبَيْد اللهِ السَّقَطِيّ وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بن مَوْهب الجُذَامِيّ. قَالَ الحُمَيْدِيُّ: أَبُو عُمَرَ فَقِيْهٌ حَافظٌ مُكْثِرٌ عَالِم بِالقِرَاءات، وَبَالخلاَف وَبعلُوْم الحَدِيْث وَالرِّجَال قَدِيْمُ السَّمَاع يَمِيْل فِي الفِقْه إِلَى أَقْوَال الشَّافِعِيّ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِبلدنَا فِي الحَدِيْثِ مِثْلَ قَاسِم بن مُحَمَّدٍ وَأَحْمَد بن خَالِدٍ الجَبَّاب. ثُمَّ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: وَلَمْ يَكُنِ ابْنُ عبد الْبر بدونهمَا وَلاَ متخلفاً عَنْهُمَا وَكَانَ مِنَ النَّمِرِ بن قَاسِط طلب وَتَقدَّم وَلَزِمَ أَبَا عُمَر أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ الفَقِيْه وَلَزِمَ أَبَا الوَلِيْدِ بن الفَرَضِي وَدَأَب فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ وَافْتَنَّ بِهِ وَبَرَعَ برَاعَة فَاقَ بِهَا مَنْ تَقَدَّمَهُ مِنْ رِجَال الأَنْدَلُس وَكَانَ مَعَ تَقَدُّمِهِ فِي علم الأَثر وَبَصَرِهِ بِالفِقْه وَالمَعَانِي لَهُ بسطَةٌ كَبِيْرَةٌ فِي علم النّسَب وَالأَخْبَار جلاَ عَنْ، وَطَنه فَكَانَ فِي الغَرْب مُدَّةً ثُمَّ تَحَوَّل إِلَى شَرْقِ الأَنْدَلُس فَسَكَنَ دَانِية وَبَلَنْسِية وَشَاطِبَة وَبِهَا تُوُفِّيَ. وَذَكَرَ غَيْرُ وَاحِد أَنَّ أبا عمر ولي قضاء أشبونة مدة. قُلْتُ: كَانَ إِمَاماً ديِّناً ثِقَة مُتْقِناً علاَمَة مُتَبَحِّراً صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاع وَكَانَ أَوَّلاً أَثرِياً ظَاهِرِياً فِيْمَا قِيْلَ ثُمَّ تَحَوَّلَ مَالِكيّاً مَعَ مَيْلٍ بَيِّنٍ إِلَى فَقه الشَّافِعِيّ فِي مَسَائِل وَلاَ يُنكر لَهُ ذَلِكَ فَإِنَّهُ مِمَّنْ بلغَ رُتْبَة الأَئِمَّة المُجْتَهِدين وَمَنْ نَظَرَ فِي مُصَنَّفَاتِهِ بانَ لَهُ مَنْزِلَتُهُ مِنْ سعَة العِلْم وَقُوَّة الفَهم وَسَيَلاَن الذّهن وَكُلُّ أَحَدٍ يُؤْخَذ مِنْ قوله ويترك إلَّا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَكِنْ إِذَا أَخْطَأَ إِمَامٌ فِي اجْتِهَادِهِ لاَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ ننسَى مَحَاسِنهُ وَنُغطِي معَارِفه بَلْ نستغفرُ لَهُ وَنَعْتَذِرُ عَنْهُ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَال: ابْنُ عبدُ البَرِّ إِمَامُ عَصْرِهِ، وَوَاحِدُ دَهْرِهِ، يُكْنَى أَبَا عُمَر، رَوَى بقُرْطُبَة عَنْ: خَلَف بن القَاسِمِ، وَعبد الوَارِث بن سُفْيَانَ، وَسَعِيْدِ بن نَصْرٍ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بن عبد المُؤْمِن، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بن أَسَد، وَجَمَاعَةٍ يَطُولُ ذكرهُم. وَكَتَبَ إِلَيْهِ مِنَ المَشْرِق السَّقَطِيّ، وَالحَافِظ عَبْدُ الغَنِيِّ، وَابْنُ سِيْبُخْت، وَأَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الدَّاوُوْدِيّ، وَأَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَّاسِ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة: سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ البَاجِي يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ بِالأَنْدَلُسِ مِثْل أَبِي عُمَرَ بنِ عَبْدِ الْبر فِي الحَدِيْثِ وَهُوَ أَحْفَظُ أَهْلِ المَغْرِب. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ: أَلَّف أَبُو عُمَرَ فِي المُوَطَّأِ كتباً مُفِيْدَة مِنْهَا: كِتَاب التّمهيد لمَا فِي المُوَطَّأِ مِنَ المَعَانِي وَالأَسَانِيْد فَرتَّبَهُ عَلَى أَسْمَاء شُيُوْخ مَالِك عَلَى حُرُوف المُعْجَم وَهُوَ كِتَابٌ لَمْ يَتَقَدَّمه أَحَدٌ إِلَى مِثْلِهِ وَهُوَ سَبْعُوْنَ جُزْءاً.

قُلْتُ: هِيَ أَجزَاء ضَخْمَة جِدّاً. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: لاَ أَعْلَمُ فِي الكَلاَم عَلَى فِقه الحَدِيْث مِثْلَه فَكَيْفَ أَحْسَن مِنْهُ؟. ثُمَّ صَنَعَ كِتَاب "الاسْتذكَار لمَذْهَب عُلَمَاء الأَمصَار فِيمَا تَضَمَّنَهُ المُوَطَّأ مِنْ معَانِي الرَّأْي وَالآثَار" شرح فِيْهِ المُوَطَّأ عَلَى وَجهه وَجَمَعَ كِتَاباً جَلِيْلاً مُفِيْداً وَهُوَ الاسْتيعَاب فِي أَسْمَاء الصَّحَابَة وَلَهُ كِتَاب جَامِع بيَان العِلْم وَفضله وَمَا يَنْبَغِي فِي رِوَايَته وَحمله وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ تَوَالِيفه. وَكَانَ مُوَفَّقاً فِي التَأْلِيف، مُعَاناً عَلَيْهِ، وَنَفَع الله بتوَالِيفه وَكَانَ مَعَ تَقَدُّمِهِ فِي علم الأَثر وَبَصَرِهِ بِالفِقْه وَمعَانِي الحَدِيْث لَهُ بَسْطَةٌ كَبِيْرَة فِي علم النّسَب وَالخَبَر. وَذَكَرَ جَمَاعَةٌ أَنَّ أَبَا عُمَر وَلِيَ قَضَاءَ الأُشبونَة وَشَنْتَرِيْنَ فِي مدة المظفر ابن الأفطس. وَلأَبِي عُمَرَ كِتَاب "الكَافِي فِي مَذْهَب مَالِك". خَمْسَةَ عَشَرَ مُجلداً وَكِتَاب الاَكتفَاء فِي قِرَاءة نَافِع، وَأَبِي عَمْرٍو، وَكِتَاب التقصّي فِي اخْتصَار المُوَطَّأ، وَكِتَاب الإِنباهُ عَنْ، قبَائِل الرُّوَاة، وَكِتَاب الاَنتقَاء لمذَاهب الثَّلاَثَة العُلَمَاء، مَالِك، وَأَبِي حَنِيْفَةَ، وَالشَّافِعِيّ، وَكِتَاب البيَان فِي تِلاَوَة القُرْآن، وَكِتَاب الأَجوبَة الموعبَة، وَكِتَاب الكنَى، وَكِتَاب المَغَازِي، وَكِتَاب الْقَصْد وَالأُمَم فِي نسب العَرَب وَالعجم، وَكِتَاب الشوَاهد فِي إِثْبَات خَبَر الوَاحِد، وَكِتَاب الإِنصَاف فِي أَسْمَاء الله وَكِتَاب الفَرَائِض وَكِتَاب أَشعَار أَبِي العتَاهية وَعَاشَ خَمْسَةً وَتِسْعِيْنَ عَاماً. قَالَ أَبُو دَاوُدَ المُقْرِئ: مَاتَ أَبُو عُمَرَ لَيْلَة الجُمُعَة سلخ ربيع الآخر سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَاسْتكمل خَمْساً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً وَخَمْسَةَ أَيَّام رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: كَانَ حَافظَ المَغْرِب فِي زَمَانِهِ. وَفِيْهَا مَاتَ حَافظُ المَشْرِقِ أَبُو بكر الخطيب ومسند نيسابور أبو حَامِد أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الأَزْهَرِيّ الشُّروطِي عَنْ، تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَشَاعِرُ الأَنْدَلُس الوَزِيْر أَبُو الوَلِيْدِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ غَالِب بن زِيدُوْنَ المَخْزُوْمِيّ القُرْطُبِيّ، وَرَئِيْس خُرَاسَان أَبُو عَلِيٍّ حَسَّانُ بنُ سَعِيْدٍ المَخْزُوْمِيّ المَنِيْعِيّ وَاقفُ الجَامِع المَنِيْعِيّ، بِنَيْسَابُوْرَ، وَشَاعِر القَيْرَوَان أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ رَشيق الأَزْدِيّ، وَمُسْنِدُ هراة أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المَلِيْحِي وَمُسْنِدُ بَغْدَاد أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَلِيِّ بنِ الدَّجَاجِي، المُحْتَسِب، وَمُسْنِدُ مَرْو أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الهَيْثَمِ عبدَ الصَّمد التُّرَابِي، وَلَهُ سِتٌّ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً وَالمُسْنِد، أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ وَشَاح الزَّيْنَبِيّ، مولاهم البغدادي.

وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا عُمَر كَانَ يَنْبَسِط إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ بن حَزْم وَيُؤَانسُهُ وَعَنْهُ أَخَذَ ابْنُ حَزْمٍ فَنَّ الحَدِيْث. قَالَ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي الفَتْحِ: كَانَ أَبُو عُمَرَ أَعْلَمَ مَنْ بِالأَنْدَلُسِ فِي السُّنَن وَالآثَار وَاخْتِلاَفِ عُلَمَاء الأَمصَار. قَالَ: وَكَانَ فِي أَوّل زَمَانه ظَاهِرِيَّ المَذْهَب مُدَّةً طَوِيْلَةً ثُمَّ رَجَعَ إِلَى القَوْلِ بِالقيَاس مِنْ غَيْرِ تَقليدِ أَحَد إلَّا أَنَّهُ كَانَ كَثِيْراً مَا يَمِيْلُ إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِيّ. كَذَا قَالَ. وَإِنَّمَا المَعْرُوفُ أَنَّهُ مالكي. وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: أَبُو عُمَرَ فَقِيْهٌ حَافظ مُكْثِر عَالِم بِالقِرَاءات وَبَالخلاَف وَعُلُوْم الحَدِيْث وَالرِّجَال قَدِيْمُ السَّمَاع لَمْ يَخْرُج مِنَ الأَنْدَلُس وَكَانَ يَمِيْلُ فِي الفِقْه إِلَى أَقْوَال الشَّافِعِيّ. قُلْتُ: وَكَانَ فِي أُصُوْل الدّيَانَة عَلَى مَذْهَب السَّلَف لَمْ يَدْخُلْ فِي علم الكَلاَم بَلْ قفَا آثَارَ مَشَايِخه رَحِمَهُمُ اللهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ أَخْبَرَنَا، عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ الخَطِيْب أَخْبَرَنَا، أَبُو القَاسِمِ الرُّعَيْنِيّ أَخْبَرَنَا، أَبُو الحَسَنِ بنُ هُذَيل أَخْبَرَنَا، أَبُو دَاوُدَ بنُ نَجَاح قَالَ: أَخْبَرَنَا، أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ الْبر أَخْبَرَنَا، سَعِيْدُ بنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا، قَاسم بنُ أَصْبَغ حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ وَضاح حَدَّثَنَا، يَحْيَى بنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا، مَالِكٌ عَنْ، يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ أَخْبَرَنِي عُبَادَةَ بنِ الوَلِيْدِ بنِ عُبَادَةَ عَنْ، أَبِيْهِ عَنْ، جدِّه قَالَ: بَايَعنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى السَّمْعِ: وَالطَّاعَةِ فِي اليُسْرِ وَالعُسْرِ وَالمَنْشَطِ وَالمَكْرَهِ وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ وَأَنْ نَقُوْلَ أَوْ نَقُوْمَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لاَ نَخَافُ فِي اللهِ لُوْمَةَ لاَئِمٍ1. وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِياً بدرجَات إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا، أَبُو الفَضْلِ المُبَارَكُ بنُ المُبَارَكِ السِّمْسَار، بِقِرَاءتِي سَنَة "561" أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ طَلْحَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا، الحُسَيْنُ ابن إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا مالك. فذكره.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 445 - 446"، ومن طريقه البخاري "7199" و"7200"، والنسائي "7/ 138"، والبيهقي "8/ 145" والبغوي "2456" عن يحيى بن سعيد، به، وأخرجه أحمد "5/ 316" والبيهقي "8/ 145"، من طرق عن عبادة بن الوليد، عن أبيه، عن جده، به، وأخرجه أحمد "5/ 321"، والبيهقي "8/ 145" من طريق جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت، به.

أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ عَنْ، إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ عن، مالك. كتبَ إِلَيَّ القَاضِي أَبُو الْمجد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ العُقَيْلِيّ أَخْبَرَنَا، عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ قُشَام الحَنَفِيّ بِحَلَب أَخْبَرَنَا، الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَشيرِي أَخْبَرَنَا، أَبُو الحَسَنِ بنُ مَوْهب أَخْبَرَنَا، يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَافِظ أَخْبَرَنَا، خَلَفُ بنُ القَاسِمِ حَدَّثَنَا، الحَسَنُ بنُ رَشيق حَدَّثَنَا، إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْنُس حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى حَدَّثَنَا، سَلَمَةُ بنُ رَجَاء عَنِ، الوَلِيْدِ بنِ جَمِيْل عَنِ، القَاسِمِ عَنْ، أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السماوات وَالأَرْض حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوْتَ فِي البَحْرِ لَيُصَلُّوْنَ عَلَى مُعَلِّمِ الخَيْرِ" 1. تَفَرَّد بِهِ الوَلِيْد وَلَيْسَ بِمُعْتَمَدٍ. أَنْبَأَنَا عِدَّة عَنْ، أَمثَالهم عَنْ، أَبِي الفَتْح بن البَطِّي عَنْ، مُحَمَّدِ بنِ أَبِي نَصْرٍ الحَافِظ عَنِ، ابْنِ عبدِ الْبر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ العَبْسِيّ، عَنْ وَكِيْعٍ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنَا، أَبُو خَالِدٍ الوَالبِيّ قَالَ: كُنَّا نُجَالِسُ أَصْحَابَ النبي -صلى الله عليه وسلم- فِيتنَاشدُوْنَ الأَشعَارَ وَيَتَذَاكَرُوْنَ أَيَّامَ الجَاهِلِيَّةِ2. قَالَ ابْنُ الأَبَّار فِي "الأَرْبَعِيْنَ" لَهُ: وَفِي "التّمهيد" يَقُوْلُ مُؤَلّفُه: سَمِيْرُ فُؤَادِي مُذْ ثَلاَثُونَ حِجَّةً ... وَصَيْقَلُ ذِهْنِي وَالمُفَرِّجُ عَنْ، هَمِّي بَسَطْتُ لَكُم فِيْهِ كَلاَمَ نَبِيِّكُم ... بِمَا فِي مَعَانِيهِ مِنَ الفِقْهِ وَالعِلْمِ وَفِيْهِ مِنَ الآثَارِ مَا يُقْتَدَى بِهِ ... إلى البرّ والتّقوى وينهى عن، الظّلم

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه الترمذي "2685"، والطبراني "7911" و "7912"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" "ص 38" من طريق الوليد بن جميل، به. قلت: إسناده حسن، الوليد بن جميل، صدوق يخطيء كما قال الحافظ في "التقريب". وللحديث شاهد عن أبي الدرداء: عند أحمد "5/ 196"، وأبى داود "3641"، والترمذي "2684"، وابن ماجه "223"، والدارمي "1/ 98"، وله شاهد آخر من حديث جابر: عند الطبراني في "الأوسط" كما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" "1/ 124". 2 صحيح: له شواهد منها من حديث جابر بن سمرة، رواه عنه سماك بن حرب قال: قلت: لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نعم كثيرا، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام، وكانوا يتحدثون، فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسم" أخرجه أحمد "5/ 91"، ومسلم "670" و "2322"، وروى ابن أبي شيبة بإسناد حسن من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين، وكانوا يتناشدون الاشعار في مجالسهم ويذكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم على شيء من دينه دارت حماليق عينيه" وأخرج من طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: كنت أجالس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أبي في المسجد، فيتناشدون الأشعار، ويذكرون حديث الجاهلية" وقد ذكرهما الحافظ في "الفتح" "10/ 540".

البيهقي

4177- البيهقي 1: هُوَ الحَافِظُ العَلاَّمَةُ الثَّبْتُ الفَقِيْهُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أبو بكر؛ أحمد ابن الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى الخُسْرَوْجِرديُّ الخُرَاسَانِيُّ. وَبَيْهَق: عِدَّة قُرَى مِنْ أَعْمَالِ نَيْسَابُوْر عَلَى يَوْمَيْن مِنْهَا. وُلِدَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة فِي شَعْبَانَ. وَسَمِعَ: وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْ: أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ العَلَوِيّ؛ صَاحِبِ أَبِي حَامِدٍ بن الشَّرْقِيّ وَهُوَ أَقدمُ شَيْخٍ عِنْدَهُ وَفَاته السَّمَاعُ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ الإِسفرَايينِي؛ صَاحِبِ أَبِي عوَانَة وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة فِي الْبيُوع وَسَمِعَ: مِنَ الحَاكِم أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَافِظ فَأَكْثَر جِدّاً وَتَخَرَّج بِهِ وَمِنْ أَبِي طَاهِر بن مَحْمِش الفَقِيْه، وَعَبْدِ اللهِ بن يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الرُّوْذْبارِي، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ فُوْرَك المُتَكَلِّم، وَحَمْزَة بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ المُهَلَّبِيّ، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَيَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي، وَأَبِي سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ السقَّا، وَظَفَرِ بن مُحَمَّدٍ العَلَوِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدَان، وَأَبِي سَعْدٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ المَالِيْنِيّ الصُّوْفِيّ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ المُؤمّلِي، وَأَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ البِسْطَامِي، وَمُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الفَقِيْه بِالطابَرَان، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَمِنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْر بنَوقَان. وَأَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الشيرَازِي، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ أحمد بن رَجَاء الأَدِيْب، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الشَّاذْيَاخِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُزَاحِم الصَّفَّار، وَأَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الفَامِي، وَإِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيّ الفَقِيْه، وَإِبْرَاهِيْم بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُعَاوِيَةَ العَطَّار، وَإِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ السُّوسِيُّ، وَالحَسَن بن مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْب المفسر، وسعيد ابن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدَان، وَأَبِي الطَّيِّبِ الصُّعْلُوْكِي، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ المِهْرَجَانِي، وَعبد الرَّحْمَن بن أَبِي حَامِدٍ المُقْرِئ، وَعبدِ الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّدِ بنِ بَالويه، وَعُبَيْدِ بن مُحَمَّدِ بنِ مَهْدِيّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ الإسفراييني، وعلي بن محمد السبعي، وعلي

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 381"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 242" ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 75"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1014"، والعبر "3/ 242"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 77"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 304".

ابن حَسَن الطَّهْمَانِي وَمَنْصُوْرِ بنِ الحُسَيْنِ المُقْرِئ وَمَسْعُوْدِ بنِ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ؛ وَهَؤُلاَءِ العِشْرُوْنَ مِنْ أَصْحَابِ الأَصَمّ. وَسَمِعَ: بِبَغْدَادَ مِنْ هِلاَلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الحَفَّار وَعَلِيِّ بنِ يَعْقُوْبَ الإِيَادِيّ وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان وَطَبَقَتهم. وَبِمَكَّةَ مِنَ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فِرَاس وَغَيْره. وَبَالكُوْفَةِ مِنْ جَنَاح بنِ نذِير القَاضِي وَطَائِفَة. وَبُورِكَ لَهُ فِي عِلمه وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ النَّافعَةَ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ سُنَن النَّسَائِيّ وَلاَ سُنَن ابْنِ مَاجَه وَلاَ جَامِعُ أَبِي عِيْسَى بَلَى عِنْدَهُ عَنِ، الحَاكِم وِقْرُ بعيرٍ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ وَعِنْدَهُ سُنَن أَبِي دَاوُدَ عَالِياً وَتَفَقَّهَ عَلَى نَاصِر العُمَرِيّ وَغَيْرِهِ. وَانقطع بقرِيته مُقْبِلاً عَلَى الجمع والتأليف فعمل السنن الكبير في عشر مُجَلَّدَات لَيْسَ لأَحدٍ مِثْلُهُ وَأَلَّفَ كِتَابَ السُّنَن وَالآثَار فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَات وَكِتَابَ الأَسْمَاء وَالصِّفَات فِي مُجَلَّدتين وَكِتَابَ المُعتقد مُجَلَّد وَكِتَابَ البَعْث مُجَلَّد وَكِتَابَ التَّرغِيب وَالتَّرهيب مُجَلَّد وَكِتَابَ الدَّعوَات مُجَلَّد وَكِتَابَ الزُّهْد مُجَلَّد وَكِتَابَ الخلاَفِيَات ثَلاَث مُجَلَّدَات وَكِتَابَ نُصُوص الشَّافِعِيّ مُجَلَّدَان وَكِتَابَ دلاَئِل النُّبُوَّة أَرْبَع مُجَلَّدَات وَكِتَابَ السُّنَن الصَّغِيْر مُجَلَّد ضَخْم وَكِتَابَ شُعَب الإِيْمَان مُجَلَّدَان وَكِتَابَ الْمدْخل إِلَى السُّنَن مُجَلَّد وَكِتَابَ الآدَاب مُجَلَّد وَكِتَابَ فَضَائِل الأَوقَات مُجيليد وَكِتَابَ الأَرْبَعِيْنَ الكُبْرَى مُجيليد وَكِتَابَ الأَرْبَعِيْنَ الصُّغْرَى وَكِتَابَ الرُّؤْيَة جُزْء وَكِتَابَ الإِسْرَاء وَكِتَابَ مَنَاقِب الشَّافِعِيّ مُجَلَّد وَكِتَابَ مناقب أحمد مجلد وكتاب فضائل الصَّحَابَة مُجلد وَأَشيَاءَ لاَ يَحضُرنِي ذكرهَا. قَالَ الحَافِظُ عبد الغَافِر بن إِسْمَاعِيْلَ فِي تَارِيْخِهِ: كَانَ البَيْهَقِيّ عَلَى سيرَة العُلَمَاء قَانِعاً بِاليَسِيْر مُتَجَمِّلاً فِي زُهْده وَوَرَعه. وَقَالَ أَيْضاً: هُوَ أَبُو بَكْرٍ الفَقِيْهُ الحَافِظُ الأُصُوْلِي الدَّيِّنُ الوَرِع وَاحِدُ زَمَانِهِ فِي الحِفْظِ وَفَردُ أَقرَانه فِي الإِتْقَان وَالضَّبط مِنْ كِبَارِ أَصْحَاب الحَاكِم وَيَزِيْدُ عَلَى الحَاكِم بِأَنْوَاع مِنَ العلُوْم كتبَ الحَدِيْثَ وَحَفِظه مِنْ صبَاهُ وَتَفَقَّهَ وَبَرَعَ وَأَخَذَ فَنَّ الأُصُوْل وَارْتَحَلَ إِلَى العِرَاقِ وَالجِبَال وَالحِجَاز ثُمَّ صَنَّف وَتوَالِيفُهُ تُقَارِبُ أَلفَ جُزْءٍ مِمَّا لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهِ أَحَدٌ جمع بَيْنَ علم الحَدِيْث وَالفِقْه وَبيَانِ علل الحَدِيْث وَوجهِ الْجمع بَيْنَ الأَحَادِيْث طلبَ مِنْهُ الأَئِمَّةُ الاَنتقَالَ مَنْ بَيْهَقَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ لسَمَاع الكُتُب فَأَتَى فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَعَقدُوا لَهُ المَجْلِس لسَمَاع كِتَاب "المَعْرِفَة" وَحضره الأَئِمَّة.

قَالَ شَيْخُ القُضَاة أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ البَيْهَقِيّ: حَدَّثَنَا، أَبِي قَالَ: حِيْنَ ابْتدَأْتُ بتصنِيف هَذَا الكِتَاب يَعْنِي كِتَاب المَعْرِفَة فِي السُّنَن وَالآثَار وَفرغتُ مِنْ تَهْذِيْب أَجزَاء مِنْهُ سَمِعْتُ الفَقِيْه مُحَمَّد بن أَحْمَدَ وَهُوَ مِنْ صَالِحِي أَصْحَابِي وَأَكْثَرهم تِلاَوَة وَأَصدقهم لَهْجَة يَقُوْلُ: رَأَيْتُ الشافعي رَحِمَهُ اللهُ فِي النَّوْمِ وَبِيَدِهِ أَجزَاءُ مِنْ هَذَا الكِتَاب وَهُوَ يَقُوْلُ: قَدْ كَتَبتُ اليَوْم مِنْ كِتَاب الفَقِيْه أَحْمَد سَبْعَة أَجزَاء أَوْ قَالَ: قرَأْتُهَا. وَرَآهُ يَعْتَدُّ بِذَلِكَ. قَالَ: وَفِي صبَاح ذَلِك اليَوْم رَأَى فَقِيْهٌ آخر منْ إِخْوَانِي الشَّافِعِيَّ قَاعِداً فِي الجَامِع عَلَى سرِير وَهُوَ يَقُوْلُ: قَدِ اسْتفدتُ اليَوْمَ مِنْ كِتَاب الفَقِيْهِ حَدِيْثَ كَذَا وَكَذَا. وَأَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الفَقِيْه أَبَا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بنَ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيّ الحَافِظ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الفَقِيْه مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ المَرْوَزِيّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ فِي المَنَامِ كَأنَّ تَابوتاً علاَ فِي السَّمَاءِ يَعلُوْهُ نورٌ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذِهِ تَصنِيفَاتُ أَحْمَد البَيْهَقِيّ. ثُمَّ قَالَ شَيْخُ القُضَاة: سَمِعْتُ الحِكَايَاتِ الثَّلاَثَة مِنَ الثَّلاَثَة المَذْكُوْرِيْنَ. قُلْتُ: هَذِهِ رُؤْيَا حق فَتصَانِيفُ البَيْهَقِيّ عَظِيْمَةُ الْقدر غزِيْرَةُ الفَوَائِد قلَّ مَنْ جَوَّد تَوَالِيفَهُ مِثْل الإِمَام أَبِي بَكْرٍ فَيَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَعتَنِي بِهَؤُلاَءِ سِيمَا سُننَه الكَبِيْر وَقَدْ قَدِمَ قَبْلَ مَوْته بِسَنَة أَوْ أَكْثَر إِلَى نَيْسَابُوْرَ وَتَكَاثر عَلَيْهِ الطلبَةُ وسمع: وا مِنْهُ كُتُبهُ وَجُلِبَتْ إِلَى العِرَاقِ وَالشَّام وَالنَّوَاحِي واعتنى بها الحافظ أبو القاسم الدمشقي وسمع: ها مِنْ أَصْحَابِ البَيْهَقِيّ وَنقلَهَا إِلَى دِمَشْقَ هُوَ وَأَبُو الحَسَنِ المُرَادِيّ. وَبَلَغَنَا عَنْ، إِمَام الحَرَمَيْنِ أَبِي المَعَالِي الجُوَيْنِيّ قَالَ: مَا مِنْ فَقِيْهٍ شَافعِيٍّ إلَّا وَللشَافعِيّ عَلَيْهِ مِنَّةٌ إلَّا أَبَا بَكْرٍ البَيْهَقِيّ فَإِنَّ المِنَّةَ لَهُ عَلَى الشَّافِعِيّ لتصانيفه في نصرة مذهبه. قُلْتُ: أَصَاب أَبُو المَعَالِي هَكَذَا هُوَ وَلَوْ شَاءَ البَيْهَقِيّ أَنْ يَعمل لِنَفْسِهِ مَذْهَباً يَجتهد فِيْهِ؛ لَكَانَ قَادِراً عَلَى ذَلِكَ لسعَة علُوْمه وَمَعْرِفَته بِالاخْتِلاَف وَلِهَذَا ترَاهُ يُلوِّح بِنَصْر مَسَائِل مما صح فيها الحديث. ولما سمع: وا مِنْهُ مَا أَحَبّوا فِي قَدَمته الأَخيرَة مرض وَحَضَرت المنِيَّة فَتُوُفِّيَ فِي عَاشر شَهْر جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَغُسِّلَ وَكُفِّنَ وَعُمِلَ لَهُ تَابوت فَنُقِلَ وَدُفِنَ بِبيهق؛ وَهِيَ نَاحِيَةٌ قصبتُهَا خُسْرَوْجِرد هِيَ مَحْتِدهُ وَهِيَ عَلَى يَوْمَيْن مِنْ نَيْسَابُوْر وَعَاشَ أَرْبَعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. وَمِنَ الرُّوَاة عَنْهُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، بِالإِجَازَة وَوَلَده إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ وَحَفِيْده أَبُو الحَسَنِ عبيدُ الله بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ مَنْدَة الحافظ

وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وَزَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيّ، وَأَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيّ، وَعبدُ الجَبَّار بن عَبْدِ الوَهَّابِ الدَّهَان، وَعبدُ الجَبَّار بن مُحَمَّدٍ الخُوَارِي، وَأَخُوْهُ عبدُ الحمِيد بن مُحَمَّدٍ الخُوَارِي، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَحيرِي النَّيْسَابُوْرِيّ؛ المُتوفَى سَنَة أَرْبَعِيْنَ، وَخَمْسِ مائَةٍ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم. وَمَاتَ مَعَهُ أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ عُمَرَ بنِ شَمَّةَ الأَصْبَهَانِيّ صَاحِبُ ابْنِ المُقْرِئ، وَإِمَام اللُّغَة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ سيدَة، وَشيخُ الحنابلة القاضي أبو يَعْلَى مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الفَرَّاء البَغْدَادِيّ. أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ سَمَاعاً، عَنْ زَيْنَبَ بِنْت عَبْدِ الرَّحْمَنِ،أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبدَان، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ حِجَّة، حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ العَلاَءِ اليَشْكُرِيّ، عَنْ صَالِحِ بنِ سَرْج، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حِطَّانَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُؤْتَى بِالقَاضِي العَدْلِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَلْقَى مِنْ شِدَّةِ الحِسَابِ مَا يَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ بَيْنَ اثنِيْنِ فِي تَمْرَةٍ قَطُّ". غَرِيْبٌ جِدّاً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ أَخْبَرَنَا، زَيْنُ الأُمَنَاءِ الحسن بن محمد وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بن الشِّيْرَجِي وَابْنُ غَسَّان قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ المُسْتَمْلِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ، أَخْبَرْنَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ المَدَائِنِيّ، حَدَّثَنَا فِطْرُ بنُ حَمَّاد بن وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي: سَمِعْتُ مَالِكَ بنَ دِيْنَارٍ يَقُوْلُ: يَقُوْلُوْنَ: مَالِكٌ زَاهِد! أَيُّ زُهْدٍ عِنْد مَالِك وَلَهُ جُبَّةٌ وَكِسَاء؟ إِنَّمَا الزَّاهِد عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ أَتَتْهُ الدُّنْيَا فاغرةً فاها فأعرض عنها.

حيدرة، الكازوني، الخضري

حيدرة، الكازوني، الخضري: 4178- حيدرة: ابن الحُسَيْنِ، الأَمِيْرُ المُؤَيَّدُ، نَائِبُ دِمَشْقَ لِلمُسْتَنْصِرِ، مِنْ كبار الدولة. وَلِي سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَدَام تِسْع سِنِيْنَ ثُمَّ صُرف ثُمَّ وَلِي سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ ثُمَّ عُزل بَعْد عَامَيْن بِبَدْرٍ الجَمالِي ذَكَرَهُ ابْن عَسَاكِرَ مُخْتَصَراً ثُمَّ فَرَّ بدرٌ مِنَ البَلَد بَعْدَ سَنَةِ فَوليَه حَيْدَرَة بنُ منزو الكُتَامِي عُرف بِحِصْن الدَّوْلَة فَقَدم فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ ثُمَّ عُزل بَعْد شهرين، وولي دري المستنصري. 4179- الكازروني: الإِمَامُ الأَوْحَدُ شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ مُحَمَّدُ بنُ بَيَان بنِ مُحَمَّدٍ الكَازَرُوْنِيُّ المُقْرِئُ فَقِيْهُ أَهْلِ آمِد. حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الصَّيَّاح الْبَلَدِي وَالقَاضِي أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ وَابْن رَزْقُوَيْه وَابْن أَبِي الفوَارس. وَقَرَأَ القرآن على الحمامي أو غيره. ارْتَحَلَ إِلَيْهِ الفَقِيْه نَصْر المَقْدِسِيّ وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ. وَقرَأَ عَلَيْهِ القُرْآن أَبُو عَلِيٍّ الفَارِقِيُّ الفَقِيْه. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو غَانِمٍ عَبْد الرَّزَّاقِ المَعَرِّي وَعَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ النَّحَاس وَإِبْرَاهِيْم بن فَارِس وَآخَرُوْنَ. وَحَدَّثَ بِدِمَشْقَ قَدِمهَا لِلْحَجِّ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: حَدَّثَنِي ضَبَّةُ بنُ أَحْمَدَ أَنَّهُ لقِيه وَسَمِعَ: مِنْهُ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: تُوُفِّيَ سنة خمس وخمسين وأربع مائة. 4180- الخضري 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الخِضْرِيُّ مَنْسُوْبٌ إِلَى بَعْضِ أَجْدَادِهِ المَرْوَزِيُّ الشافعي؛ صاحب القفال المروزي. كَانَ مِنْ أَسَاطين المَذْهَب يُضْرَبُ بذكَائِهِ وَقُوَة حَفِظه المَثَلُ وَإِذَا حَفِظ شَيْئاً لاَ يَكَاد يَنسَاهُ وَهُوَ صَاحِبُ وَجهٍ فِي المَذْهَب لَهُ وُجُوهٌ غرِيبَة نَقلهَا الخُرَاسَانِيون وَقَدْ نَقَلَ أَنَّ الشَّافِعِيّ صَحَّحَ دلاَلَة الصَّبيّ عَلَى القِبْلَة. وَكَانَ مُوَثَّقاً فِي نَقلِهِ وَلَهُ خِبْرَةٌ بِالحَدِيْثِ. عَاشَ نَيِّفاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً وَكَانَ حَيّاً فِي حُدُوْدِ الخمسين إلى الستين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "3/ 252"، والأنساب للسمعاني "5/ 141"، واللباب لابن الأثير "1/ 451"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 215- 216"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 82".

ابن أبي الطيب، اللوزنكي

ابن أبي الطيب، اللوزنكي: 4181- ابن أبي الطيب 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُفَسِّر الأَوْحَدُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبِي الطَّيْبِ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ النَّيْسَابُوْرِيُّ. لَهُ تَفْسِيْرٌ فِي ثَلاَثِيْنَ مجلداً وَآخر فِي عَشْرَة وَضَعهُ فِي ثَلاَث مُجَلَّدَات. وَكَانَ يُمْلِي ذَلِكَ مِنْ حِفْظِهِ وَمَا خَلَّفَ مِنَ الكُتُب سِوَى أَرْبَعِ مُجَلَّدَات إلَّا أَنَّهُ كَانَ آيَةً فِي الحِفْظِ مَعَ الوَرَع وَالعِبَادَة وَالتَّأَلُّه. قِيْلَ: إِنَّهُ حُمِلَ إِلَى السُّلْطَانِ مَحْمُوْدِ بنِ سبكتكين ليسمع: وعظه فلما دَخَلَ جلسَ بِلاَ إِذن وَأَخَذَ فِي رِوَايَة حَدِيْثٍ بِلاَ أَمر فَتَنَمَّرَ لَهُ السُّلْطَانُ وَأَمر غُلاَماً فَلَكَمَهُ لَكْمَةً أَطْرَشَتْهُ فَعَرَّفَهُ بَعْضُ الحَاضِرِيْنَ منزلَتَهُ فِي الدِّينِ وَالعِلْمِ فَاعْتذر إِلَيْهِ وَأَمَرَ لَهُ بِمَال فَامْتَنَعَ فَقَالَ: يَا شَيْخُ: إِنَّ لِلمُلْكِ صَولَةً وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى السِّيَاسَة وَرَأَيْتُ أَنَّكَ تَعَدَّيْتَ الوَاجِبَ فَاجعلْنِي فِي حِلٍّ. قَالَ: اللهُ بَيْنَنَا بِالمِرصَاد وَإِنَّمَا أَحَضَرتَنِي لِلوعظ وَسَمَاعِ أَحَادِيْث الرَّسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَللخشوع لاَ لإِقَامَة قوَانِيْنَ الرِّئَاسَة. فَخَجِلَ المَلِكُ وَاعْتَنَقَهُ. ذكره يَاقُوْت فِي "تَارِيخ الأُدبَاء" وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّال سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة بِسَانْزُوَار. قُلْتُ: رُتْبَةُ مَحْمُوْدٍ رفِيعَةٌ فِي الجِهَادِ وَفتحِ الهِنْد وَأَشيَاء مليحَة وَلَهُ هَنَاتٌ هَذِهِ مِنْهَا وَقَدْ نَدِمَ وَاعْتَذَرَ فَنَعُوذ بِاللهِ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ جَبَّار. وَقَدْ رَأَينَا الجَبَّارِيْنَ المُتَمَرِّدين الَّذِيْنَ أَمَاتُوا الجِهَاد وَطَغُوا فِي البِلاَد فَوَاحسرَةً على العباد. 4182- اللوزنكي 2: مُفْتِي طُلَيْطُلَةَ الإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ، أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الأَنْدَلُسِيُّ، اللَّوْزَنْكِيُّ المَالِكِيُّ. امْتَحَنَهُ ملك طُليطلَة المأمون هو وابن مغيث وابن أسد وَجَمَاعَة اتَّهمهم عَلَى سُلْطَانه فَأَحضرهم مَعَ قَاضِيهم أَبِي زَيْدٍ القُرْطُبِيّ وَقَيَّدهُم فَهَاجتِ العَامَّةُ وَنفرُوا إِلَى السِّلاَح فَقُتِلَ طَائِفَة فَكفوا وَاسْتبيحت دورُ المَذْكُوْرِيْنَ فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَسُجِنُوا وَسُجِنَ الوَزِيْر ابْن غُصن الأَدِيْب فَصَنّف كِتَاب المُمْتَحَنِيْنَ مِنْ لَدُنْ آدَم عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى زَمَانه؛ اتُّهم بِالنمِّ عَلَى المَذْكُوْرين ابْنُ الْحَدِيدِي كَبِيْرُ طُلَيْطُلَةَ ثُمَّ مَاتَ المَأْمُوْنُ وَقَامَ بَعْدَهُ حَفِيْدُه القَادِر وَالعَقْدُ وَالحِلُّ بِالبَلَد لابْنِ الْحَدِيدِي فَخُوطِبَ فِيْهِ القَادِرُ فَأَخْرَجَ أَضدَادَه مِنَ السجْن فَقتلُوا ابْن الْحَدِيدِي وَطِيْفَ بِرَأْسِهِ وَأَضر ابْنُ اللوزنكي في الحبس.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "13/ 273- 276". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 64 - 65".

ثابت بن أسلم، الحمادي، الحلوائي

ثابت بن أسلم، الحمادي، الحلوائي: 4183- ثابت بن أسلم 1: العَلاَّمَةُ أَبُو الحَسَنِ الحَلَبِيُّ، فَقِيْهُ الشِّيْعَةِ، وَنَحْوِيُّ حَلَبَ وَمِنْ كِبَارِ تَلاَمِذَةِ الشَّيْخِ أَبِي الصَّلاَحِ. تصدَّر لِلإِفَادَة وَلَهُ مصَنّف فِي كشف عُوَار الإِسْمَاعِيليَّة وَبَدْءِ دعوتِهم وَأَنَّهَا عَلَى المخَارِيق فَأَخَذَهُ دَاعِي القَوْم وَحُمِلَ إِلَى مِصْرَ فَصَلَبَهُ المُسْتنصر فَلاَ رَضِيَ اللهُ عَمَّنْ قَتله وَأُحرقت لِذَلِكَ خِزَانَةُ الكُتُب بِحَلَب وَكَانَ فِيْهَا عَشْرَةُ آلاَف مجلدَة فَرَحِمَ الله هَذَا المُبْتَدِع الَّذِي ذَبَّ عن، الملة، والأمر لله. 4184- الحمادي 2: شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ العَلاَّمَةُ أَبُو عَلِيٍّ حَسَنُ بن علي بن مكي ابن إِسْرَافِيْلَ بنِ حَمَّادٍ الحَمَّادِيُّ النَّسَفِيُّ؛ أَحَدُ الأَعْلاَمِ. كَانَ حَنَفِيّاً ثُمَّ تَحَوَّل شَافعياً. سَمِعَ: مِنْ: أَبِي نُعَيْمٍ عَبْد الْملك الإِسفرَايينِي وَإِسْمَاعِيْل بن حَاجِب الكُشَانِي. وَعُمِّرَ دَهْراً. حَدَّثَ عَنْهُ: حُسَيْن بن الخليل شيخ أبي سعد السمع: اني. توفي سنة ستين وأربع مائة. 4185- الحلوائي 3: الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ رَئِيْسُ الحَنَفِيَّةِ شَمْسُ الأَئِمَّةِ الأَكْبَرُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْرِ بنِ صَالِحٍ البُخَارِيُّ الحَلْوَائِي بِفَتح الحَاء وبالمد إمام أهل الرأي بتلك الديار.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "10/ 470"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 480". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 201"، واللباب لابن الأثير "1/ 383"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 164". 3 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "3/ 111 و 303"، والأنساب للسمعاني "4/ 194"، واللباب لابن الأثير "1/ 380 - 381".

تَفقَّه بِالقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ الحُسَيْن بن الخَضِر النسفِي. وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حُسَيْن الكَاتِب وَأَبِي سَهْلٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَكِّيّ الأَنْمَاطِيّ وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ غُنْجَار الحَافِظ وَصَالِحِ بن مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَة. وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَعْلاَم. أَخَذَ عَنْهُ: شَمْسُ الأَئِمَّة مُحَمَّدُ بنُ أَبِي سَهْل السَّرْخَسِيّ وَفخرُ الإِسْلاَم عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ البَزْدَوي وَأَخُوْهُ صدرُ الإِسْلاَم أَبُو الْيَسْر مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ وَالقَاضِي جَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَشَمْسُ الأَئِمَّة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ علي الزرنجري وآخرون سماهم أبو العَلاَء الفرضِي ثُمَّ قَالَ: وَمَاتَ بِبُخَارَى فِي شَعْبَانَ سَنَة سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَدُفِنَ بمقبرة الصدور. وأما السمع: اني فَقَالَ فِي الأَنسَاب: تُوُفِّيَ بِكسّ وَحُمِلَ إِلَى بُخَارَى سَنَة ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيّ فِي مُعجمه: هُوَ شَيْخٌ عَالِم بِأَنْوَاع العُلُوْم مُعْظِّمٌ لِلْحَدِيْثِ غَيْرَ أَنَّهُ مُتسَاهل فِي الرِّوَايَة تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَفِيْهَا مَاتَ عَلِيّ بن حُمَيْدٍ الذُّهْلِيّ؛ خطيب هَمَذَان وَشيخُهَا وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَزْوِيْنِيّ؛ مُقْرِئ مِصْر وَشيخ المَالِكِيَّة أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمْروس البَغْدَادِيّ.

ابن سراج

4186- ابن سراج 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ قَاضِي الجَمَاعَةِ أَبُو القَاسِمِ؛ سِرَاجُ بن عبد الله بن محمد بن سراج الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُم الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ المَالِكِيُّ؛ قَاضِي قُرْطُبَةَ. سَمِعَ: صَحِيْح البُخَارِيّ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الأَصيلِي بِفَوْتٍ يَسير وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ بَرْطَال وَأَبِي مُحَمَّدٍ بن مَسْلَمَةَ وَأَبِي المَطَرف عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن فُطَيْس. وَوَلِيَ القَضَاءَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَحُمدَ إِلَى الغَايَة وَلاَ حُفِظَتْ عَلَيْهِ سَقْطَة. كَانَ فَقِيْهاً صَالِحاً خَيِّراً حليماً، عَلَى مِنْهَاج السَّلَف حمل عَنْهُ جَمَاعَة جِلَّةٌ، وَعَاشَ سِتّاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. مَاتَ فِي شَوَّال سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَهُوَ وَالِدُ عَبْد الْملك بنِ سِرَاج، إِمَام اللغة.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 226-227".

القبري، العبادي

القبري، العبادي: 4187- القبري 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ أَبُو شَاكِرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَوْهَبٍ التُّجِيْبِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ القَبْرِي نِسْبَة إِلَى مَدِيْنَة قَبْرَة المَالِكِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَتَفَرَّد فِي وَقتِهِ بِالإِجَازَة مِنَ الفَقِيْه أَبِي مُحَمَّدٍ بن أَبِي زَيْدٍ. وَسَمِعَ: مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الأَصِيلِي وَأَبِي حَفْصٍ بن نَابِلٍ وَأَبِي عُمَرَ ابْن أَبِي الحُبَابِ وَطَائِفَة. وَلَهُ أَيْضاً إِجَازَة مِنْ أَبِي الحَسَنِ القَابِسِي. وَوَلِيَ القَضَاءَ وَالخطَابَة بِبَلَنْسِية. ذكره الحُمَيْدِيّ فَقَالَ فِيْهِ: مُحَدِّثٌ أَديب خطيبٌ شَاعِر. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: أَخَذَ عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ وَغَيْرهُ. وَهُوَ خَالُ أَبِي الوَلِيْد البَاجِي وَكَانَ وَالِدُهُ قَدْ رَحل وَتَفَقَّهَ عَلَى ابْنِ أَبِي زَيْدٍ وَالقَابِسِي فَاسْتجَازَ مِنْهُمَا لوَلَده وَسَكَنَ أَبُو شَاكِر شَاطِبَةَ مُدَّة. وَلَهُ شِعرٌ رَائِق. 4188- العَبَّادِيُّ 2: الإِمَامُ شَيْخُ الشَّافِعِيَّة القَاضِي أَبُو عَاصِمٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عبَّادٍ العَبَّادِيُّ، الهَرَوِيُّ، الشَّافِعِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ سَهْل القراب وغيره. وَتَفَقَّهَ عَلَى القَاضِي أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيّ بهَرَاة، وَعَلَى أَبِي عُمَرَ البِسْطَامِي بِنَيْسَابُوْرَ. تَفقَّه بِهِ القَاضِي أَبُو سَعْدٍ الهَرَوِيّ، وَغَيْرهُ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن. وَكَانَ إِمَاماً مُحَقِّقاً مُدَقِّقاً، صَنَّفَ كِتَاب "المبسَوْط" وَكِتَاب "الهَادِي" وَكِتَاب "أَدب القَاضِي" وَكِتَاب الفُقَهَاء وَغَيْر ذَلِكَ. وَتَنَقَّلَ فِي النَّوَاحِي وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ. عَاشَ ثَلاَثاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّال سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ وقاضي سارية أبو إسحاق إبراهيم بن محمد السَّرَوِي الشَّافِعِيّ وَالمُعَمَّر أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ غَالِبٍ بن المُبَارَكِ المُقْرِئ بِبَغْدَادَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ شَمَة الأَصْبَهَانِيّ وَصَاحِب المُحْكَم أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المُرسِي اللُّغَوِيّ الضّرِير وَالعَارِف الزَّنجَانِي فَرَج الزَّاهِد المُلَقَّب بِأَخِي فَرج وَشيخُ الحنابلة القاضي أبو يعلى بن الفراء.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 384"، والعبر "3/ 238"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 298". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 336"، واللباب لابن الأثير "2/ 309"، ووفيات الأعيان "4/ 214"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 82 - 83"، والعبر "3/ 243"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 306".

الباطرقاني

4189- الباطرقاني 1: الإِمَامُ الكَبِيْرُ شَيْخُ القُرَّاءِ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ البَاطَرْقَانِيُّ. حمل الكَثِيْر عَنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة وَإِبْرَاهِيْم بنِ خُرَّشيذ قُوْله وَأَبِي مُسْلِم بن شَهْدَل وَأَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ الثَّقَفِيّ وَأَبِي جَعْفَرٍ الأَبْهَرِيّ وَعَبْدِ اللهِ بن جَعْفَرٍ وَالحَسَن بن يَوَه وَعِدَّة. وَتَلاَ بِالروَايَات عَلَى الكِبَار وَصَنَّفَ كِتَاب طَبَقَات القُرَّاءِ وَكِتَاب الشَّوَاذ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالروَايَات وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الأَدِيْب وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق وَأَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ المَهَّاد وَشَبِيْب بن مُحَمَّدِ بنِ جُوره وَعَبْدُ السَّلاَمِ بن مُحَمَّدٍ الحَسَنَابَاذِي وَآخَرُوْنَ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ الحَافِظَان عَبْدُ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيّ وأبو علي الوخشي. وَتَلاَ عَلَيْهِ: أَبُو القَاسِمِ الهُذَلِيّ. وَأَمَّ بِجَامِع أَصْبَهَان بَعْد أَبِي المُظَفَّر بن شَبِيْب قَالَ يَحْيَى بنُ مَندَة: هُوَ كَثِيْرُ السَّمَاع وَاسِعُ الرِّوَايَة دقيقُ الْخط قرَأَ عَلَى جَمَاعَة وَقَالَ لِي: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَذكره عمِي يَوْماً وَالحَافِظُ عَبْدُ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيّ وَجَمَاعَة حَاضِرُوْنَ فَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ: صَنَّف مُسْنَداً مُخَرَّجاً عَلَى صَحِيْح البُخَارِيّ إلَّا أَنَّهُ كتبَ أَكْثَرَه مِنَ الأَصْل ثُمَّ أَلحقه الإِسْنَادَ وَهَذَا لَيْسَ مِنْ شَرط أَصْحَاب الحَدِيْث. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: وَتَكَلَّم فِي مَسَائِلَ لَا يَسع المَوْضِع ذكرهَا لَوِ اقْتصر عَلَى التَّحَدِيْث وَالإِقْرَاء كَانَ خَيراً لَهُ. وَقَالَ الدَّقَّاق: لَمْ أَرَ بِأَصْبَهَانَ شَيْخاً جمع بَيْنَ علم القُرْآن وَالقِرَاءات وَالحَدِيْث وَالروَايَات وَكَثْرَة الكِتَابَة وَالسَمَاعَات أَفْضَلَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ البَاطَرْقَانيّ وَكَانَ حَسَنَ الْخلق وَالهيئَة وَالقِرَاءة وَالِدِّرَايَة ثِقَةً فِي الحَدِيْثِ. قَالَ ابْنُ مَنْدَة: تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 41"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 100"، والعبر "3/ 246"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 308".

ابن حزم

4190- ابن حزم 1: الإِمَامُ الأَوْحَدُ البَحْرُ ذُو الفُنُوْنِ وَالمعَارِفِ أَبُو محمد؛ علي ابن أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَزْمِ بنِ غَالِبٍ بنِ صَالِحِ بنِ خَلَفِ بنِ مَعْدَانَ بنِ سُفْيَانَ بنِ يَزِيْدَ الفَارِسِيُّ الأَصْلِ ثُمَّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ اليَزِيْدِيُّ مَوْلَى الأَمِيْر يَزِيْدَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ الأُمَوِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- المَعْرُوف بيَزِيْد الخَيْر نَائِب أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ أَبِي حَفْصٍ عُمَر عَلَى دِمَشْقَ الفَقِيْهُ الحَافِظُ المُتَكَلِّمُ الأَدِيْبُ الوَزِيْرُ الظَّاهِرِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ فَكَانَ جَدُّهُ يزيد مَوْلَى لِلأَمِيْر يَزِيْد أَخِي مُعَاوِيَة. وَكَانَ جَدُّهُ خَلَفُ بنُ مَعْدَانَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ الأَنْدَلُس فِي صحَابَة ملك الأَنْدَلُسِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ هِشَامٍ؛ المَعْرُوف بِالدَّاخل. وَلد أبو ممد بقُرْطُبَة فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ: فِي سَنَةِ أَرْبَع مائَة وَبعدهَا مِنْ طَائِفَة مِنْهُم: يَحْيَى بن مَسْعُوْدِ بنِ وَجه الجَنَّة؛ صَاحِبِ قَاسِم بن أَصْبَغ فَهُوَ أَعْلَى شَيْخ عِنْدَهُ وَمِنْ أَبِي عُمَرَ أَحْمَد بن محمد بن

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 415"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 235"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 325"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1016"، والعبر "3/ 239"، ولسان الميزان "4/ 198"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 75"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 299".

الجَسور وَيُوْنُس بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُغِيْث القَاضِي وَحُمَامِ بن أَحْمَدَ القَاضِي وَمُحَمَّدِ بن سَعِيْدِ بنِ نبَات وَعَبْدِ اللهِ بن رَبِيْع التَّمِيْمِيّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدٍ وَعَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ وَأَبِي عُمَرَ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الطَّلَمَنْكِي وَعَبْدِ اللهِ بن يُوْسُفَ بنِ نَامِي وَأَحْمَد بنُ قَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قَاسِمِ بنِ أَصْبَغ. وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ يَرْوِي عَنْ، أَبِي عُمَرَ بن عبدِ البرِّ وَأَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ أَنَس العُذْرِيّ. وَأَجْوَد مَا عِنْدَهُ مِنَ الكُتُب سُنَن النَّسَائِيّ يَحمله عَنِ، ابْنِ رَبيع عَنِ، ابْنِ الأَحْمَر عَنْهُ. وَأَنْزَل مَا عِنْدَهُ صَحِيْحُ مُسْلِم بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ خَمْسَةُ رِجَال وَأَعْلَى مَا رأيت له حديث بينه وبين وكيع فيه ثَلاَثَةُ أَنْفُس. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو رَافِعٍ الفضل وأبو عبد الله الحميدي ووالد القَاضِي أَبِي بَكْرٍ بنِ العَرَبِي وَطَائِفَة. وَآخر مَنْ رَوَى عَنْهُ مَرْوِيَّاتِهِ بِالإِجَازَة أَبُو الحَسَنِ شُرَيْح بن مُحَمَّد. نشَأَ فِي تَنَعُّمٍ وَرفَاهيَّة وَرُزِقَ ذكَاء مُفرطاً وَذِهْناً سَيَّالاً وَكُتُباً نَفِيْسَةً كَثِيْرَةً وَكَانَ وَالِدُهُ مِنْ كُبَرَاء أَهْل قُرْطُبَة؛ عَمل الوزَارَةَ فِي الدَّوْلَة العَامِرِيَّة وَكَذَلِكَ وَزَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ فِي شَبِيْبته وَكَانَ قَدْ مَهر أَوَّلاً فِي الأَدب وَالأَخْبَار وَالشّعر وَفِي الْمنطق وَأَجزَاءِ الفلسفَة فَأَثَّرت فِيْهِ تَأْثيراً لَيْتَهُ سَلِمَ مِنْ ذَلِكَ وَلَقَدْ وَقفتُ لَهُ عَلَى تَأَلِيف يَحضُّ فِيْهِ عَلَى الاعتنَاء بِالمنطق وَيُقَدِّمه عَلَى العلُوْم فَتَأَلَّمت لَهُ فَإِنَّهُ رَأْسٌ فِي علُوْم الإِسْلاَم مُتَبَحِّر فِي النَّقْل عَديمُ النّظير عَلَى يُبْسٍ فِيْهِ وَفَرْطِ ظَاهِرِيَّة فِي الْفُرُوع لاَ الأُصُوْل. قِيْلَ: إِنَّهُ تَفَقَّهَ أَوَّلاً لِلشَافعِيّ ثُمَّ أَدَّاهُ اجْتِهَاده إِلَى القَوْل بنفِي القيَاس كُلّه جَلِيِّه وَخَفِيِّه وَالأَخْذ بِظَاهِرِ النَّصّ وَعمومِ الكِتَاب وَالحَدِيْث وَالقَوْلِ بِالبَرَاءة الأَصْليَّة وَاسْتصحَاب الحَال وَصَنَّفَ فِي ذَلِكَ كتباً كَثِيْرَة وَنَاظر عَلَيْهِ وَبسط لِسَانَه وَقلمَه وَلَمْ يَتَأَدَّب مَعَ الأَئِمَّة فِي الخَطَّاب بَلْ فَجَّج العبَارَة وَسبَّ وَجَدَّع فَكَانَ جزَاؤُه مِنْ جِنس فِعله بِحَيْثُ إِنَّهُ أَعْرَضَ عَنْ، تَصَانِيْفه جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ وَهَجَرُوهَا وَنفرُوا مِنْهَا وَأُحرقت فِي وَقت وَاعْتَنَى بِهَا آخرُوْنَ مِنَ العُلَمَاءِ وَفَتَّشوهَا انتقَاداً وَاسْتفَادَة وَأَخذاً وَمُؤَاخذَة وَرَأَوا فِيْهَا الدُّرَّ الثّمِينَ ممزوجاً فِي الرَّصْفِ بِالخَرَزِ المَهين فَتَارَةٌ يَطربُوْنَ وَمرَّةً يُعجبُوْنَ وَمِنْ تَفَرُّدِهِ يهزؤُون. وَفِي الجُمْلَةِ فَالكَمَالُ عزِيز وَكُلُّ أحد يؤخذ من قوله ويترك إلَّا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَكَانَ يَنهض بعلُوْمٍ جَمَّة وَيُجيد النَّقل وَيُحْسِنُ النّظم وَالنثر. وَفِيْهِ دِينٌ وَخير وَمقَاصدُهُ جمِيْلَة وَمُصَنّفَاتُهُ مُفِيدَة، وَقَدْ زهد فِي الرِّئَاسَة وَلَزِمَ مَنْزِله مُكِبّاً عَلَى العِلْم فَلاَ نغلو فِيْهِ وَلاَ نَجْفو عَنْهُ، وَقَدْ أَثْنَى عَلَيْهِ قَبْلنَا الكِبَارُ. قَالَ أَبُو حَامِدٍ الغزَالِي: وَجَدْتُ فِي أَسْمَاء الله تَعَالَى كِتَاباً أَلفه أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيّ يَدلُّ عَلَى عِظَمِ حَفِظه وَسَيَلاَن ذِهنه.

وَقَالَ الإِمَامُ أَبُو القَاسِمِ صَاعِدُ بنُ أَحْمَدَ: كَانَ ابْنُ حَزْمٍ أَجْمَعَ أَهْل الأَنْدَلُس قَاطبَة لعلُوْم الإِسْلاَم وَأَوسعَهم مَعْرِفَة مَعَ تَوسعه فِي عِلم اللِّسَان وَوُفور حَظِّه مِنَ البلاغَة وَالشّعر وَالمَعْرِفَة بِالسير وَالأَخْبَار؛ أَخْبَرَنِي ابْنُه الفَضْل أَنَّهُ اجْتَمَع عِنْدَهُ بِخَط أَبِيْهِ أَبِي مُحَمَّدٍ مِنْ تَوَالِيفه أَرْبَعُ مائَةِ مُجَلد تَشتمِل عَلَى قَرِيْب مِنْ ثَمَانِيْنَ أَلفِ وَرقَة. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ: كَانَ ابْنُ حَزْمٍ حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ وفقهه مُسْتنبطاً لِلأَحكَام مِنَ الكِتَاب وَالسُّنَّة مُتَفَنِّناً فِي عُلُوْمٍ جَمَّة عَامِلاً بِعِلْمه مَا رَأَينَا مِثْلَه فِيمَا اجْتَمَع لَهُ مِنَ الذّكَاء وَسُرعَةِ الحِفْظ وَكَرَمِ النَفْس وَالتَّدين وَكَانَ لَهُ فِي الأَدب وَالشّعر نَفَس وَاسِع وَبَاعٌ طَوِيْل وَمَا رَأَيْتُ مَنْ يَقُوْلُ الشِّعر عَلَى البَديهِ أَسرعَ مِنْهُ وَشِعره كَثِيْر جَمَعتُه عَلَى حُرُوف المُعْجَم. وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ صَاعِد: كَانَ أَبُوْهُ أَبُو عُمَرَ مِنْ وَزرَاء المَنْصُوْر مُحَمَّد بن أَبِي عَامِرٍ مُدبِّر دَوْلَة المُؤَيَّد بِاللهِ بن المُسْتنصر المَرْوَانِي ثُمَّ وَزَرَ لِلمظفر وَوَزَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ لِلمُسْتظهر عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن هِشَامٍ ثُمَّ نَبذ هَذِهِ الطّرِيقَة وَأَقْبَلَ عَلَى العلُوْم الشرعيَّة وَعُنِي بِعِلْم الْمنطق وَبَرَعَ فِيْهِ ثُمَّ أَعرض عَنْهُ. قُلْتُ: مَا أَعرض عَنْهُ حَتَّى زرع فِي بَاطِنه أُمُوْراً وَانحرَافاً عَنِ، السّنَة قَالَ: وَأَقْبَلَ عَلَى علُوْم الإِسْلاَم حَتَّى نَال مِنْ ذَلِكَ مَا لَمْ يَنَلْهُ أَحَد بِالأَنْدَلُسِ قَبْلَهُ. وَقَدْ حَطَّ أَبُو بَكْرٍ بنُ العَرَبِي عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِ "القوَاصم وَالعوَاصم" وَعَلَى الظَّاهِرِيَّة فَقَالَ: هِيَ أمة سخيفَة تَسَوَّرتْ عَلَى مرتبَة لَيْسَتْ لَهَا وَتَكلمت بكَلاَمٍ لَمْ نَفْهمه تَلَقَّوهُ مِنْ إِخْوَانهم الخَوَارِج حِيْنَ حكَّم عليّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَوْمَ صفِّين فَقَالَتْ: لاَ حُكْمَ إلَّا لله. وكان أول بدعَة لقيتُ فِي رحلتِي القَوْلُ بِالبَاطِن فَلَمَّا عُدتُ وَجَدْت القَوْل بِالظَّاهِر قَدْ ملأَ بِهِ المَغْرِبَ سخيفٌ كَانَ مِنْ بَادِيَة إِشْبِيلِية يُعْرَفُ بِابْنِ حَزْم نشَأَ وَتعلَّق بِمَذْهَب الشَّافِعِيّ ثُمَّ انْتسب إِلَى دَاوُد ثُمَّ خلع الكُلَّ وَاسْتقلَّ بِنَفْسِهِ وَزَعَمَ أَنَّهُ إِمَام الأُمَّة يَضع وَيَرفع وَيْحَكم وَيَشرع يَنْسِبُ إِلَى دين الله مَا لَيْسَ فِيْهِ وَيَقُوْلُ عَنِ، العُلَمَاء مَا لَمْ يَقولُوا تَنفِيراً لِلقُلُوْب مِنْهُم وَخَرَجَ عَنْ، طَرِيْق المُشبِّهَة فِي ذَات الله وَصِفَاته فَجَاءَ فِيْهِ بطوَامَّ وَاتَّفَقَ كَوْنُهُ بَيْنَ قَوْم لاَ بَصَرَ لَهم إلَّا بِالمَسَائِل فَإِذَا طَالبهم بِالدليل كَاعُوا1، فَيَتَضَاحكُ مَعَ أَصْحَابه مِنْهُم، وَعَضَدَتْهُ الرِّئَاسَةُ بِمَا كَانَ عِنْدَهُ مِنْ أَدب، وَبشُبَهٍ كَانَ يُورِدُهَا عَلَى المُلُوْك، فَكَانُوا يَحملونه، وَيَحمُونه، بِمَا كَانَ يُلقِي إِلَيْهِم مِنْ شُبه البِدَع وَالشِّرْك، وَفِي حِيْنَ عَوْدي مِنَ الرّحلَة أَلفيتُ حضَرتِي مِنْهم طَافحَة وَنَارَ ضلاَلهم لاَفحَة فَقَاسيتهم مَعَ غَيْر أَقرَان وَفِي عدمِ أَنْصَار إِلَى حسَاد يَطؤون عَقِبِي تَارَة تَذْهَب لَهم نَفْسِي، وَأُخْرَى يَنكشر لَهم ضِرسِي، وَأَنَا مَا بَيْنَ إِعرَاضٍ عَنْهم أو

_ 1 كاعوا: أي جبنوا.

تَشغِيبٍ بِهِم، وَقَدْ جَاءنِي رَجُلٌ بِجُزء لابْنِ حَزْم سَمَّاهُ "نكت الإِسْلاَم" فِيْهِ دوَاهِي، فَجردت عَلَيْهِ نوَاهِي وَجَاءنِي آخر برِسَالَة فِي الاعْتِقَاد فَنَقَضْتُهَا برِسَالَة الغُرَّة وَالأَمْرُ أَفحش مِنْ أَنْ يُنقض. يَقُوْلُوْنَ: لاَ قَوْلَ إلَّا مَا قَالَ اللهُ وَلاَ نَتْبَعُ إلَّا رَسُوْل اللهِ فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَأْمر بِالاَقتدَاءِ بِأَحد وَلاَ بِالاَهتدَاء بِهَدْيِ بشر. فِيجب أَنْ يَتحققُوا أَنَّهم لَيْسَ لَهم دَلِيل وَإِنَّمَا هِيَ سَخَافَة فِي تَهويل فَأُوصيكُم بِوَصِيَّتَيْنِ: أَنْ لاَ تَسْتدلُوا عَلَيْهِم وَأَن تُطَالبوهم بِالدَّليل فَإِنَّ المُبْتَدِع إِذَا اسْتدللت عَلَيْهِ شغب عَلَيْك وَإِذَا طَالبته بِالدليل لَمْ يَجِدْ إِلَيْهِ سَبِيلا. فَأَمَّا قَوْلهُم: لاَ قَوْلَ إلَّا مَا قَالَ اللهُ فَحق وَلَكِنْ أَرنِي مَا قَالَ. وَأَمَّا قَوْلهُم: لاَ حُكْمَ إلَّا للهِ. فَغَيْرُ مُسَلَّمٍ عَلَى الإِطلاَق بَلْ مِنْ حُكْمِ الله أَنْ يَجْعَلَ الحُكْمَ لغَيْرِهِ فِيمَا قَالَهُ وَأَخبر بِهِ. صَحَّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَلاَ تُنْزِلْهم عَلَى حُكْمِ الله، فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا حُكْمُ اللهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهم عَلَى حُكْمِكَ" 1. وَصَحَّ أَنَّهُ قَالَ: عَلَيْكُم بِسَنَّتِي وَسُنَّة الخُلَفَاء ... " الحَدِيْث2. قُلْتُ: لَمْ يُنْصِفِ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ -رَحِمَهُ اللهُ- شَيْخَ أَبِيْهِ فِي العِلْمِ، ولا تكلم فيه

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1731"، وأبو داود "2612" من حديث بريدة بن الحصيب. 2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 126- 127"، وأبو داود "4607"، والترمذي "2676"، وابن ماجه "43" و"44"، والدارمي "1/ 44 - 45"، وابن حبان في "صحيحه" "5" ترتيب الفارسي، والأجري في "الشريعة" "ص 46- 47"، والحاكم "1/ 95 - 97"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم "2/ 181- 182"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" "11/ 265/ 1"، من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ، وَحُجْرُ بنُ حُجْرٍ قَالاَ: أَتَينَا العِرْبَاضَ بنَ سَارِيَةَ، وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيْهِ: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التوبة: 92] ، فسلمنا وقلنا: أتيناك زائرين ومقتبسين، فقال العرباض: صَلَّى بِنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُوْنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا القلوب، فقال قائل: يَا رَسُوْلَ اللهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: "أُوْصِيْكُم بِتَقْوَى اللهِ والسمع والطاعة، وإن عبدا حبشيا مجدعا، فإنه من يعش منكم، فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" والسياق لأبي داود. ولم يذكر الترمذي وغيره في سنده "حجر بن حجر" وقال: حديث حسن صحيح. وله طريق ثان عند الحاكم "1/ 97" من طريق يحيى بن أبي المطاع قال: سمعت العرباض بن سارية يقول فذكره بنحوه دون قوله: "وإن عبدا حبشيا"، وله طريق ثالث عند الحارث بن أبي أسامة في "المسند "19" من "زوائده" حدثنا سعيد بن عامر، عن عوف، عن رجل سماه أحسبه قال سعيد بن خثيم، عن رجل من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين وفدوا إلى الشام. قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم...... " الحديث بنحوه. وإسناده حسن، سعيد بن خثيم، صدوق كما في "التقريب".

بِالقِسْطِ وَبَالَغَ فِي الاسْتخفَاف بِهِ وَأَبُو بَكْرٍ فَعَلَى عَظمته فِي العِلْمِ لاَ يَبْلُغُ رُتْبَة أَبِي مُحَمَّدٍ وَلاَ يَكَاد فَرحمهُمَا الله وَغفر لَهُمَا. قَالَ اليَسَعُ ابْنُ حَزْمٍ الغَافِقِيّ وَذَكَرَ أَبَا مُحَمَّدٍ فَقَالَ: أَمَا مَحْفُوْظُهُ فَبحرٌ عَجَّاج وَمَاءٌ ثَجَّاج يَخْرُج مِنْ بحره مَرجَان الحِكَم وَيَنبت بِثَجَّاجه أَلفَافُ النِّعم فِي رِيَاض الهِمم لَقَدْ حَفِظ علُوْمَ المُسْلِمِيْنَ وَأَربَى عَلَى كُلّ أَهْل دين وَأَلَّف الْملَل وَالنحل وَكَانَ فِي صِبَاهُ يَلْبَس الحَرِيْر وَلاَ يَرْضَى مِنَ المَكَانَة إلَّا بِالسَّرِيْر. أَنْشَدَ المعتمدَ، فَأَجَاد وَقصد بَلَنْسِيةَ وبها المظفر أَحَد الأَطوَاد. وَحَدَّثَنِي عَنْهُ عُمَرُ بنُ وَاجِب قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْد أَبِي بِبَلَنْسِيةَ وَهُوَ يُدَرِّسُ المَذْهَب إِذَا بِأَبِي مُحَمَّدٍ بن حَزْم يَسْمَعُنَا وَيَتَعَجَّب ثُمَّ سَأَلَ الحَاضِرِيْنَ مَسْأَلَةً مِنَ الفِقْهِ جُووب فِيْهَا فَاعْترَض فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الحُضَّار: هَذَا العِلْمُ لَيْسَ مِنْ مُنْتَحَلاَتِكَ فَقَامَ وَقَعَدَ وَدَخَلَ مَنْزِله فَعكَف وَوَكَفَ مِنْهُ وَابِلٌ فَمَا كَفَّ وَمَا كَانَ بَعْدَ أَشْهُرٍ قَرِيْبَة حَتَّى قَصَدْنَا إِلَى ذَلِكَ المَوْضِع، فَنَاظر أَحْسَن منَاظرَة وَقَالَ فِيْهَا: أَنَا أَتبع الحَقَّ وَأَجتهد وَلاَ أَتَقَيَّدُ بِمَذْهَب. قُلْتُ: نَعم مَنْ بَلَغَ رُتْبَة الاجْتِهَاد وَشَهِد لَهُ بِذَلِكَ عِدَّة مِنَ الأَئِمَّةِ لَمْ يَسُغْ لَهُ أَنْ يُقَلِّدَ كَمَا أَنَّ الفَقِيْه المُبتدئ وَالعَامِي الَّذِي يَحفظ القُرْآن أَوْ كَثِيْراً مِنْهُ لاَ يَسوَغُ لَهُ الاجْتِهَاد أَبَداً فَكَيْفَ يَجْتَهِدُ وَمَا الَّذِي يَقُوْلُ؟ وَعلاَم يَبنِي؟ وَكَيْفَ يَطيرُ وَلَمَّا يُرَيِّش؟ وَالقِسم الثَّالِث: الفَقِيْهُ المنتهِي اليَقظ الفَهِم المُحَدِّث الَّذِي قَدْ حَفِظ مُخْتَصَراً فِي الْفُرُوع وَكِتَاباً فِي قوَاعد الأُصُوْل وَقرَأَ النَّحْو وَشَاركَ فِي الفضَائِل مَعَ حِفْظِهِ لِكِتَابِ اللهِ وَتشَاغله بتَفْسِيْره وَقوَةِ مُنَاظرتِهِ فَهَذِهِ رُتْبَة مِنْ بلغَ الاجْتِهَاد المُقيَّد وَتَأَهَّل لِلنظر فِي دلاَئِل الأَئِمَّة فَمتَى وَضحَ لَهُ الحَقُّ فِي مَسْأَلَة وَثبت فِيْهَا النَّصّ وَعَمِلَ بِهَا أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلاَمِ كَأَبِي حَنِيْفَةَ مِثْلاً أَوْ كَمَالِك أَوِ الثَّوْرِيِّ أَوِ الأَوْزَاعِيِّ أَوِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي عُبَيْدٍ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاق فَلْيَتَّبع فِيْهَا الحَقّ وَلاَ يَسْلُكِ الرّخصَ وَلِيَتَوَرَّع وَلاَ يَسَعُه فِيْهَا بَعْدَ قيَام الحُجَّة عَلَيْهِ تقليد فإن خاف ممن يُشَغِّب عَلَيْهِ مِنَ الفُقَهَاء فَلْيَتَكَتَّم بِهَا وَلاَ يَترَاءى بِفعلهَا فَرُبَّمَا أَعْجَبته نَفْسُهُ وَأَحَبّ الظُهُوْر فَيُعَاقب. وَيَدخل عَلَيْهِ الدَّاخلُ مِنْ نَفْسِهِ فَكم مِنْ رَجُلٍ نَطَقَ بِالْحَقِّ وَأَمر بِالمَعْرُوف فَيُسَلِّطُ اللهُ عَلَيْهِ مَنْ يُؤذِيْه لِسوء قَصدهِ وَحُبِّهِ لِلرِّئَاسَة الدِّينِيَّة فَهَذَا دَاءٌ خَفِيٌّ سَارٍ فِي نُفُوْسِ الفُقَهَاء كَمَا أَنَّهُ دَاءٌ سَارٍ فِي نُفُوْسِ المُنْفِقِين مِنَ الأَغنِيَاء وَأَربَاب الوُقُوْف وَالتُّرب المُزَخْرَفَة وَهُوَ دَاءٌ خفِيٌّ يَسرِي فِي نُفُوْس الجُنْد وَالأُمَرَاء وَالمُجَاهِدِيْنَ فَترَاهم يَلتقُوْنَ العَدُوَّ وَيَصْطَدِمُ الجمعَان وَفِي نُفُوْس المُجَاهِدِيْنَ مُخَبّآتُ وَكمَائِنُ مِنَ الاختيَالِ وَإِظهَار الشَّجَاعَةِ ليُقَالَ وَالعجبِ، وَلُبْسِ

القرَاقل1 المُذَهَّبَة، وَالخُوذ المزخرفَة وَالعُدد المُحلاَّة عَلَى نُفُوْس مُتكبّرَةٍ وَفُرْسَان مُتجبِّرَة وَيَنضَاف إِلَى ذَلِكَ إِخلاَلٌ بِالصَّلاَة وَظُلم لِلرَّعيَّة وَشُرب لِلمسكر فَأَنَّى يُنْصرُوْن؟ وَكَيْفَ لاَ يُخذلُوْن؟ اللَّهُمَّ: فَانصر دينَك وَوَفِّق عِبَادك. فَمَنْ طَلَبَ العِلْمَ لِلعمل كَسره العِلْمُ وَبَكَى عَلَى نَفْسِهِ وَمِنْ طلب العِلْم لِلمدَارس وَالإِفتَاء وَالفخر وَالرِّيَاء تحَامقَ وَاختَال وَازدرَى بِالنَّاسِ وَأَهْلكه العُجْبُ وَمَقَتَتْهُ الأَنْفُس {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاها} [الشَّمْس: 9، 10] أي: دسسها بالفجور والمعصية. قُلِبَتْ فِيْهِ السِّينُ أَلِفاً. قَالَ الشَّيْخُ عزّ الدِّيْنِ بنُ عَبْدِ السَّلاَم وَكَانَ أَحَدَ المُجْتَهِدين: مَا رَأَيْتُ فِي كُتُبِ الإِسْلاَم فِي العِلْمِ مِثْل المحلَّى لابْنِ حَزْم وَكِتَاب "المُغنِي" لِلشَّيْخِ مُوَفَّق الدِّيْنِ. قُلْتُ: لَقَدْ صَدَقَ الشَّيْخُ عزّ الدِّيْنِ. وَثَالِثهُمَا: "السُّنَن الكَبِيْر" لِلبيهقِي. وَرَابعهَا: التّمهيد لابْنِ عبدِ الْبر. فَمَنْ حصَّل هَذِهِ الدَّوَاوِيْن وَكَانَ مِنْ أَذكيَاء الْمُفْتِينَ وَأَدمنَ المُطَالعَة فِيْهَا، فَهُوَ العَالِم حَقّاً. وَلابْنِ حَزْم مُصَنّفَات جَلِيْلَة أَكْبَرُهَا كِتَاب "الإِيصَال إِلَى فَهم كِتَاب الخِصَال" خَمْسَةَ عَشَرَ أَلف وَرقَة وَكِتَاب "الخِصَال الحَافِظ لجمل شرَائِع الإِسْلاَم" مُجَلَّدَان وَكِتَاب "المُجَلَّى" فِي الفِقْه مُجَلَّد وَكِتَاب "المُحَلَّى فِي شرح المُجَلَّى بِالحجج وَالآثَار" ثَمَانِي مُجَلَّدَات كِتَاب حَجَّة الوَدَاعِ مائَة وَعِشْرُوْنَ وَرقَة كِتَاب قسمَة الخَمْس فِي الرَّدِّ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي مُجَلَّد كِتَاب "الآثَار الَّتِي ظَاهِرهَا التعَارض وَنفِي التنَاقض عَنْهَا" يَكُوْن عَشْرَة آلاَف وَرقَة لَكِن لَمْ يُتِمَّه كِتَاب "الجَامِع فِي صَحِيْح الحَدِيْث" بِلاَ أَسَانِيْد كِتَاب التَّلخيص وَالتَّخليص فِي المَسَائِل النّظرِيَّة كِتَاب مَا انْفَرد بِهِ مَالِك وَأَبُو حنِيفَة وَالشَّافِعِيّ مُخْتَصَر الْموضح لأَبِي الحَسَن بن الْمُغلس الظَّاهِرِي مُجَلد كِتَاب اخْتِلاَف الفُقَهَاء الخَمْسَة مَالِك وَأَبِي حَنِيْفَةَ وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَدَاوُد كِتَاب التَّصفح فِي الفِقْه مُجَلَّد كِتَاب التَّبيين فِي هَلْ عَلِمَ المُصْطَفَى أَعيَان المُنَافِقين ثَلاَثَة كَرَارِيْس كِتَاب الإِملاَء فِي شرح الموطأ ألف ورقة كِتَاب الإِملاَء فِي قوَاعد الفِقْه أَلف وَرقَة أَيْضاً كِتَاب در القوَاعد فِي فَقه الظَّاهِرِيَّة أَلف وَرقَة أَيْضاً كِتَاب الإِجْمَاع مُجيليد كِتَاب الفَرَائِض مُجَلَّد كِتَاب الرِّسَالَة البلقَاء فِي الرَّدِّ عَلَى عبد الحَقّ بن مُحَمَّدٍ الصَّقَلِي مُجيليد كِتَاب الإِحكَام لأُصُوْل الأَحكَام مُجَلَّدَان كِتَاب "الفِصَل في

_ 1 القراقل: ضرب من الثياب، وقيل هو ثوب بغير كمين.

الْملَل وَالنِّحل" مُجَلَّدَان كَبِيْرَان كِتَاب الرَّدّ عَلَى مَنِ اعْترض عَلَى الفَصْل لَهُ مُجَلَّد كِتَاب اليَقين فِي نَقض تَمويه المعتذرِيْنَ عَنْ، إِبليس وَسَائِر المُشْرِكِيْنَ مُجَلَّد كَبِيْر كِتَاب الرَّدّ عَلَى ابْنِ زَكَرِيَّا الرَّازِيّ مائَة وَرقَة كِتَاب التَّرشيد فِي الرَّدّ عَلَى كِتَابِ الفرِيْد لابْنِ الرَّاوندي فِي اعترَاضه عَلَى النّبوَات مُجَلَّد كِتَاب الرَّدّ عَلَى مَنْ كفر المتَأَوِّلين مِنَ المُسْلِمِيْنَ مُجَلَّد كِتَاب مُخْتَصَر فِي علل الحَدِيْث مُجَلَّد كِتَاب التَّقَرِيْب لَحْد الْمنطق بِالأَلْفَاظ العَامِيَّة مُجَلَّد كِتَاب الاسْتجلاَب مُجَلَّد كِتَاب نَسَب البَرْبَر مُجَلَّد كِتَاب نَقْطُ الْعَرُوس مُجيليد وَغَيْر ذَلِكَ. وَمِمَّا لَهُ فِي جُزْء أَوْ كُرَّاس: "مُرَاقبَة أَحْوَال الإِمَام" "من ترك الصلاة عمداً" "رِسَالَة المُعَارَضَة" "قصر الصَّلاَة" رِسَالَة التَأكيد مَا وَقَعَ بَيْنَ الظَّاهِرِيَّة وَأَصْحَاب القيَاس فَضَائِل الأندلس والعتاب عَلَى أَبِي مَرْوَانَ الخَوْلاَنِيّ رِسَالَة فِي مَعْنَى الفِقْه وَالزُّهْد مَرَاتِب العُلَمَاء وَتوَالِيفهُم التَّلْخِيص فِي أَعْمَال العبَاد الإِظهَار لمَا شُنِّعَ بِهِ عَلَى الظَّاهِرِيَّة زجر الغَاوِي جُزآن النّبذ الكَافِيَة النّكت الموجزَة فِي نَفِي الرَّأْي وَالقيَاس وَالتَّعليل وَالتَّقليد مُجَلَّد صَغِيْر الرِّسَالَة اللاَزمَة لأَولِي الأَمْر مُخْتَصَر الْملَل وَالنِّحل مُجَلَّد الدّرَة فِي مَا يَلزم المُسْلِم جُزآن مَسْأَلَة فِي الرُّوح الرَّدّ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ اليَهودي الَّذِي أَلَّف فِي تَنَاقض آيَات النَّصَائِح المنجيَة الرِّسَالَة الصُّمَادحية فِي الْوَعْد وَالوعيد مَسْأَلَة الإِيْمَان مَرَاتِب العلُوْم بيَان غلط عُثْمَان بن سَعِيْدٍ الأَعْوَر فِي المُسْنَد وَالمُرسل تَرْتِيْب سُؤَالاَت عُثْمَان الدَّارِمِيّ لابْنِ مَعِيْنٍ عدد مَا لِكُلِّ صَاحِب فِي مُسند بَقِيّ تسمِيَة شُيُوْخ مَالِك السِّير وَالأَخلاَق جُزآن بيَان الفَصَاحَة وَالبلاغَة رِسَالَة فِي ذَلِكَ إِلَى ابْنِ حَفْصُوْنَ مَسْأَلَة هَلِ السَّوَاد لُوْنٌ أَوْ لاَ الحدّ وَالرَّسم تسمِيَة الشُّعَرَاء الوَافدين عَلَى ابْنِ أَبِي عَامِرٍ شَيْء فِي الْعرُوض مُؤَلّف فِي الظَّاء وَالضَاد التَّعقب عَلَى الأَفليلِي فِي شَرحه لديوَان المتنبِّي غَزَوَات المَنْصُوْر بن أَبِي عَامِرٍ "تَألِيف فِي الرَّدِّ عَلَى أَنَاجيل النَّصَارَى". وَلابْنِ حَزْم "رِسَالَة فِي الطِّبّ النّبوِي"، وَذَكَرَ فِيْهَا أَسْمَاء كتب لَهُ فِي الطِّبّ مِنْهَا: "مَقَالَة العَادَة " وَ"مَقَالَة فِي شفَاء الضِّدّ بِالضِّدِّ" وَ"شَرْح فَصول بقرَاط" وَكِتَاب "بلغَة الحَكِيْم" وَكِتَاب "حدّ الطِّبّ" وَكِتَاب "اخْتصَار كَلاَم جَالينوس فِي الأَمرَاض الحَادَّة" وَكِتَاب فِي "الأَدويَة المفردَة"، وَ"مَقَالَة فِي المحَاكمَة بَيْنَ التَّمْر وَالزَّبِيْب" وَ"مَقَالَة في النخل" وأشياء سوى ذلك. وَقَدِ امتُحن لِتطويل لِسَانه فِي العُلَمَاء، وشُرِّد عَنْ وَطَنه، فَنَزَلَ بقَرْيَة لَهُ وَجَرَتْ لَهُ أُمُوْرٌ وَقَامَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ المَالِكِيَّة، وَجَرَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي الوَلِيْد البَاجِي مُنَاظرَاتٌ وَمُنَافُرَاتٌ،

وَنَفَّرُوا مِنْهُ مُلُوْكَ النَّاحيَة فَأَقْصَتْهُ الدَّوْلَة وَأَحرقت مجلدَاتٌ مِنْ كتبِهِ وَتَحَوَّل إِلَى بَادِيَة لَبْلَة فِي قَرْيَة. قَالَ أَبُو الخَطَّاب ابْنُ دِحْيَة: كَانَ ابْنُ حَزْمٍ قَدْ بَرِصَ مِنْ أَكل اللُّبانَ وَأَصَابه زَمَانة وَعَاشَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً غَيْر شَهْر. قُلْتُ: وَكَذَلِكَ كَانَ الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ الله يستعمل اللبان لقوة الحفظ فَولَّدَ لَهُ رَمْيَ الدَّم. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ ابْنُ العرِيف: كَانَ لِسَان ابْنِ حَزْمٍ وَسيفُ الحجَاجِ شَقِيقَيْنِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ طَرْخَان التركِي: قَالَ لِي الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله ابن مُحَمَّد يَعْنِي وَالِد أَبِي بَكْرٍ بنِ العَرَبِي: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ أَن سَبَبَ تَعَلُّمه الفِقْه أَنَّهُ شَهِدَ جِنَازَة فَدَخَلَ المَسْجَدَ فَجَلَسَ وَلَمْ يَركع فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: قُمْ فَصلِّ تحيَّة المَسْجَد. وَكَانَ قَدْ بلغَ سِتّاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. قَالَ: فَقُمْتُ وَركعتُ فَلَمَّا رَجَعنَا مِنَ الصَّلاَةِ عَلَى الجِنَازَة دَخَلْتُ المَسْجَد فَبَادرتُ بِالرُّكُوْع فَقِيْلَ لِي: اجْلِسْ اجْلِسْ لَيْسَ ذَا وَقتَ صَلاَة وَكَانَ بَعْد العَصْر قَالَ: فَانْصَرَفت وَقَدْ حَزِنْتُ وَقُلْتُ لِلأسْتَاذ الَّذِي رَبَّانِي: دُلنِي عَلَى دَار الفَقِيْه أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ دحُّوْنَ. قَالَ: فَقصدتُه وَأَعْلَمتُه بِمَا جرَى فَدلَّنِي عَلَى مُوَطَّأ مَالِكٍ فَبدَأَتُ بِهِ عَلَيْهِ وَتتَابعت قِرَاءتِي عَلَيْهِ وَعَلَى غَيْرِهِ نَحْواً مِنْ ثَلاَثَة أَعْوَام وَبدَأتُ بِالمنَاظرَة. ثُمَّ قَالَ ابْنُ العَرَبِي: صَحِبتُ ابْنَ حَزْمٍ سَبْعَةَ أَعْوَام وَسَمِعْتُ مِنْهُ جمِيْع مُصَنّفَاته سِوَى المُجَلَّد الأَخِيْر مِنْ كِتَاب "الْفَصْل" وَهُوَ سِتُّ مُجَلَّدَات، وَقرَأَنَا عَلَيْهِ مِنْ كِتَاب "الإِيصَال" أَرْبَع مُجَلَّدَات فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَع مائَة وَهُوَ أَرْبَعَة وَعِشْرُوْنَ مجلداً ولي منه إجازة غير مرة. قَالَ أَبُو مَرْوَان بن حَيَّان: كَانَ ابْنُ حَزْمٍ رَحِمَهُ اللهُ حَامِل فُنُوْن مِنْ حَدِيْثٍ وَفقهٍ وَجَدَلٍ وَنَسَبٍ وَمَا يَتعلَّق بِأَذِيَال الأَدب مَعَ المُشَارَكَة فِي أَنْوَاع التَّعَالِيم القَدِيْمَة مِنَ المَنطق وَالفلسفَة وَلَهُ كُتب كَثِيْرَة لَمْ يَخلُ فِيْهَا مِنْ غَلَطٍ لِجرَاءته فِي التَّسوُّر عَلَى الفُنُوْن لاَ سِيَّمَا الْمنطق فَإِنَّهم زَعَمُوا أَنَّهُ زَلَّ هنَالك وَضَلَّ فِي سُلُوْك المسَالك وَخَالف أَرسطَاطَاليس وَاضِعَ الْفَنّ مُخَالَفَةَ مِنْ لَمْ يَفهم غَرَضَه وَلاَ ارْتَاض وَمَال أَوَّلاً إِلَى النَّظَر عَلَى رَأْي الشَّافِعِيّ وَنَاضل عَنْ، مَذْهَبه حَتَّى وُسِمَ بِهِ فَاسْتُهْدِفَ بِذَلِكَ لَكَثِيْر مِنَ الفُقَهَاء وَعِيْبَ بِالشُّذوذ ثُمَّ عَدَل إِلَى قَوْل أَصْحَاب الظَّاهِر فَنقَّحه وَجَادَل عَنْهُ وَثبتَ عَلَيْهِ إِلَى أَنْ مَاتَ وَكَانَ يحمل علمه هَذَا وَيُجَادل عَنْهُ مَنْ خَالَفَهُ عَلَى اسْترسَالٍ فِي طِبَاعِهِ وَمَذَلٍ بِأَسرَارِهِ، وَاسْتنَادٍ إِلَى العَهْد الَّذِي

أَخَذَهُ الله عَلَى العُلَمَاءِ: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَه} فَلَمْ يَكُ يُلَطِّفُ صَدْعَهُ بِمَا عِنْدَهُ بِتعرِيض وَلاَ بتدرِيج بَلْ يَصكُّ بِهِ مَنْ عَارضَهُ صكَّ الجَنْدَل وَيُنْشِقه إِنشَاق الخَرْدَل فَتنفِرُ عَنْهُ القُلُوْبُ وَتُوقع بِهِ النّدوب حَتَّى اسْتُهْدِفَ لفُقَهَاء وَقته فَتمَالؤُوا عَلَيْهِ وَأَجْمَعُوا عَلَى تضليلِهِ وَشَنَّعُوا عَلَيْهِ وَحَذَّرُوا سلاَطينهم مِنْ فِتنتهِ وَنهوا عوامهم عن، الدنو منه فطفق الملوك يُقصونه عَنْ، قُربهم وَيُسَيِّرُوْنَهُ عَنْ، بلادِهِم إِلَى أَنِ انْتَهوا بِهِ مُنْقَطع أَثرِه: بَلْدَة مِنْ بَادِيَة لَبْلَة وَهُوَ فِي ذَلِكَ غَيْرُ مُرتدِع وَلاَ رَاجع يَبُثُّ علمه فِيْمَنْ يَنْتَابه مِنْ بَادِيَة بلدِهِ مِنْ عَامَّة المُقتبسينَ مِنْ أَصَاغِرِ الطَّلبَة الَّذِيْنَ لاَ يَخشُوْنَ فِيْهِ المَلاَمَة يُحَدِّثهُم وَيُفَقِّههُم وَيُدَارسهُم حَتَّى كَمَلَ مِنْ مُصَنّفَاته وَقْرُ بعير لَمْ يَعْدُ أَكْثَرُهَا بَادِيَتَه لزُهْد الفُقَهَاء فِيْهَا حَتَّى لأُحْرِقَ بَعْضُهَا بِإِشبيلية وَمُزِّقَتْ عَلاَنِيَةً وَأَكْثَرُ معَايبه زَعَمُوا عِنْد المنصَف جَهلُه بسيَاسَة العلم التي هي أعوض وَتَخلُّفه عَنْ، ذَلِكَ عَلَى قوَةِ سَبْحه فِي غِمَاره وَعَلَى ذَلِكَ فَلَمْ يَكُنْ بِالسَّلِيم مِنِ اضطرَاب رَأيه وَمغِيبِ شَاهد علمه عَنْهُ عِنْد لقَائِهِ إِلَى أَنْ يُحَرَّكَ بِالسُّؤَال فِيتفجَّر مِنْهُ بحرُ عِلْمٍ لاَ تُكَدِّرُهُ الدّلاَء وَكَانَ مِمَّا يَزِيْدُ فِي شَنَآنه تَشيُّعه لأُمَرَاء بَنِي أُمَيَّةَ مَاضِيهم وَبَاقيهِم وَاعْتِقَادُهُ لِصِحَّةِ إِمَامتهِم حَتَّى لنُسب إِلَى النَّصْبِ. قُلْتُ: وَمِنْ تَوَالِيفه: كِتَاب تَبديل اليَهُوْد وَالنَّصَارَى لِلتَّورَاة وَالإِنجيل وَقَدْ أَخَذَ الْمنطق أَبعدَهُ الله مِنْ عِلمٍ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ المَذْحِجِيّ وَأَمعَنَ فِيْهِ فَزلزله فِي أَشيَاء ولي أنا ميل إلى أبي محمد لمَحَبَّته فِي الحَدِيْثِ الصَّحِيْح وَمَعْرِفَتِهِ بِهِ وَإِنْ كُنْتُ لاَ أُوَافِقُهُ فِي كَثِيْرٍ مِمَّا يَقولُهُ فِي الرِّجَالِ وَالعلل وَالمَسَائِل البَشِعَةِ فِي الأُصُوْلِ وَالفروع وَأَقطعُ بخطئِهِ فِي غَيْرِ مَا مَسْأَلَةٍ وَلَكِن لاَ أُكَفِّره وَلاَ أُضَلِّلُهُ وَأَرْجُو لَهُ العفوَ وَالمُسَامحَة وَللمُسْلِمِيْنَ. وَأَخضعُ لِفَرْطِ ذكَائِهِ وَسَعَة علُوْمِهِ وَرَأَيْتهُ قَدْ ذَكَرَ قَوْل مَنْ يَقُوْلُ: أَجَلُّ المُصَنَّفَاتِ المُوَطَّأ. فَقَالَ: بَلْ أَوْلَى الكُتُب بالتعظيم صحيحا البخاري ومسلم وصحيح ابن السكن ومنتقى ابن الجارود والمنتقى لقَاسِم بن أَصْبَغ ثُمَّ بَعْدَهَا كِتَاب أَبِي داود وكتاب النسائي والمصنف لقَاسِم بن أَصْبَغ "مصَنّف أَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيّ". قُلْتُ: مَا ذكر "سُنَن ابْنِ مَاجَه" وَلاَ "جَامِع أَبِي عِيْسَى"؛ فَإِنَّهُ مَا رَآهُمَا، وَلاَ أُدخِلا إِلَى الأَنْدَلُسِ إلَّا بَعْدَ مَوْتِهِ. ثُمَّ قَالَ: وَ"مُسْنَد البَزَّار" وَ"مُسْنَد ابْنَي أَبِي شَيْبَةَ" وَ"مُسْنَد أَحْمَد بن حَنْبَلٍ" ومسند إسحاق ومسند الطَّيَالِسِيّ وَ"مُسْنَدُ" الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ وَ"مُسْنَدُ ابْن سَنْجَر" وَ"مُسْنَد عَبْد اللهِ ابن مُحَمَّدٍ المُسْنَدِي" وَ"مُسْنَد يَعْقُوْب بن شَيْبَةَ" وَ"مُسْنَد عَلِيّ بن المَدِيْنِيِّ" وَ"مُسْنَد ابْن أَبِي غَرَزَةَ" وَمَا جرَى مجرَى هَذِهِ الكُتُب الَّتِي أُفْرِدَتْ لِكَلاَمِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صِرْفاً، ثُمَّ

الكتب التي فيها كلامه وكلام غيره مثل مصنف عبد الرزاق ومصنف أبي بكر بن أبي شيبة ومصنف بَقِيَ بن مَخْلَدٍ وَكِتَاب مُحَمَّد بن نَصْرٍ المَرْوَزِيّ وَكِتَاب ابْن المُنْذِرِ الأَكْبَر وَالأَصْغَر ثُمَّ مصنف حماد بن سلمة وموطأ مالك بن أنس وموطأ ابن أبي ذئب وموطأ ابن وهب ومصنف وكيع ومصنف محمد بن يوسف الفريابي ومصنف سعيد بن منصور ومسائل أَحْمَد بن حَنْبَلٍ وَفقه أَبِي عُبَيْدٍ وَفقه أَبِي ثَوْرٍ. قُلْتُ: مَا أَنْصَفَ ابْنُ حَزْمٍ؛ بَلْ رُتْبَة المُوَطَّأ أَنْ يُذكر تِلْوَ الصَّحِيْحَيْنِ مَعَ سُنَن أَبِي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ لَكنَّه تَأَدَّبَ وَقَدَّمَ المُسْنَدَات النّبويَّة الصِّرْف وَإِنَّ لِلموطَّأ لَوَقْعاً فِي النُّفُوْسِ وَمَهَابَةً فِي القُلوب لاَ يُوَازِنهَا شَيْءٌ. كَتَبَ إِلَيْنَا المُعَمَّر العَالِم أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ مِنْ مدينَة تُونس عَام سَبْعِ مائَة عَنْ، أَبِي القَاسِمِ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ القَاضِي عَنْ، شُرَيْح بنِ مُحَمَّدٍ الرُّعَيْنِيّ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ بن حَزْم كتب إِلَيْهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا، يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَسْعُوْدٍ أَخْبَرَنَا، قَاسِم بنُ أصبغ حدثنا، إبراهيم ابْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا، وَكِيْعٌ عَنِ، الأَعْمَشُ عَنْ، أَبِي صَالِحٍ عَنْ، أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "الصَّوْمُ جُنَّةٌ". أَخْرَجَهُ مُسْلِم1 عَنْ، أَبِي سَعِيْدٍ الأَشَجّ عَنْ، وَكِيْع. وَبِهِ: قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: حَدَّثَنَا، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الجسورِي حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي دُلِيم حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ حَدَّثَنَا، أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا، يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ أَخْبَرَنَا، حُمَيْد عَنْ، بَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيّ عَن، ابْن عُمَر قَالَ: إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالحَجّ وَأَهللنَا بِهِ مَعَهُ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: "مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحْلِلْ". فَأَحَلَّ النَّاسُ إلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، وَكَانَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَدْي، وَلَمْ يَحِلَّ2. وَبِهِ: قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بن عمر العذري حدثنا، عبد الله ابن الحُسَيْنِ بنِ عقَالَ حَدَّثَنَا، عبيدُ الله بنُ محمد السقطي حدثنا، أحمد ابن جَعْفَرِ بنِ سَلْم حَدَّثَنَا، عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ حَدَّثَنَا، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَثْرَم حَدَّثَنَا، أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا، هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا، حُمَيْد حَدَّثَنَا، بَكْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يلبي بالحج وَالعُمْرَةِ جَمِيْعاً. قَالَ بكر: فَحَدّثتُ بِذَلِكَ ابْنَ عمر فقال: لبى بالحج وحده.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1904"، ومسلم "1151"، وأبو داود "2363"، والنسائي "4/ 163"، وأحمد "2/ 273". 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 28"، من طريق حميد، به.

وَقَعَ لَنَا هَذَا فِي مُسْنَد أَحْمَدَ فَأَنَا وَابْنُ حَزْمٍ فِيْهِ سَوَاء. وَبِهِ: إِلَى ابْنِ حَزْم فِيمَا أَحرق لَهُ المُعْتَضِدُ بنُ عَبَّادٍ مِنَ الكُتُب يَقُوْلُ: فَإِنْ تَحْرِقُوا القِرْطَاسَ لاَ تَحْرِقُوا الَّذِي ... تَضَمَّنَهُ القِرْطَاسُ بَلْ هُوَ فِي صَدْرِي يَسِيْرُ مَعِي حَيْثُ اسْتَقَلَّتْ رَكَائِبِي ... وَيَنْزِلُ إِنْ أَنْزِلْ وَيُدْفَنُ فِي قَبْرِي دَعُوْنِيَ مِنْ إِحْرَاقِ رقٍّ وكاغدٍ ... وَقُولُوا بِعِلْمٍ كِي يَرَى النَّاسُ مَنْ يَدْرِي وَإِلاَّ فَعُوْدُوا فِي المَكَاتِبِ بَدْأَةً ... فَكَمْ دُوْنَ مَا تَبْغُونَ للهِ مِنْ سِتْرِ كَذَاكَ النَّصَارَى يَحْرِقُوْنَ إِذَا عَلَتْ ... أَكفُّهم القُرْآنَ فِي مُدُنِ الثَّغْرِ وَبِهِ لابْنِ حَزْم: أُشهد اللهَ وَالمَلاَئِكَ أَنِّي ... لاَ أَرَى الرَّأْيَ والمقاييس دينا حَاشَ للهِ أَنْ أَقُوْلَ سِوَى مَا ... جَاءَ فِي النَّصِّ وَالهُدَى مُسْتَبِيْنَا كَيْفَ يَخفَى عَلَى البَصَائِرِ هَذَا ... وَهُوَ كَالشَّمْسِ شُهْرَةً وَيَقينَا فَقُلْتُ مُجيباً لَهُ: لَوْ سَلِمْتُم مِنَ العُمُومِ الَّذِي ... نَعْلَمُ قَطْعاً تخصِيْصَهُ وَيَقِيْنَا وَتَرَطَّبْتُمُ فَكَمْ قَدْ يَبِسْتُمْ ... لَرَأَينَا لَكُم شُفُوَفاً مُبِيْنَا وَلابْنِ حَزْم: مُنَايَ مِنَ الدُّنْيَا علومٌ أَبُثُّهَا ... وَأَنْشُرُهَا فِي كُلِّ بادٍ وَحَاضِرِ دعاءٌ إِلَى القُرْآنِ وَالسُّنَنِ الَّتِي ... تَنَاسَى رجالٌ ذِكْرُهَا فِي المحَاضِرِ وَأَلزمُ أَطرَافَ الثُّغُوْرِ مُجَاهِداً ... إِذَا هيعةٌ ثَارَتْ فَأَوَّلُ نَافِرِ لأَلْقَى حِمَامِي مُقْبِلاً غَيْرَ مدبرٍ ... بِسُمْرِ العَوَالِي وَالرِّقَاقِ البَوَاتِرِ كِفَاحاً مَعَ الكُفَّارِ فِي حَوْمَةِ الوَغَى ... وَأَكْرَمُ موتٍ لِلْفتى قَتْلُ كَافِرِ فَيَا رَبِّ لاَ تَجْعَلْ حِمَامِي بِغَيْرِهَا ... وَلاَ تَجْعَلَنِّي مِنْ قَطِيْنِ المَقَابِرِ وَمِنْ شِعْرِهِ:

هَلِ الدَّهْرُ إلَّا مَا عَرَفْنَا وَأَدْرَكْنَا ... فَجَائِعُهُ تَبقَى وَلَذَّاتُهُ تَفْنَى إِذَا أَمْكَنَتْ فِيْهِ مَسَرَّةُ ساعةٍ ... تولّت كمرّ الطّرف واستخلفت حزنا إِلَى تبعاتٍ فِي المَعَادِ وموقفٍ ... نَوَدُّ لَدِيْهِ أَنَّنَا لَمْ نَكُنْ كُنَّا حنينٌ لِما وَلَّى وشغلٌ بِمَا أَتَى ... وهمٌّ لَمَّا نَخْشَى فَعَيْشُكَ لاَ يَهْنَا حَصَلْنَا عَلَى همٍّ وإثمٍ وحسرةٍ ... وَفَاتَ الَّذِي كُنَّا نَلَذُّ بِهِ عَنَّا كَأنَّ الَّذِي كُنَّا نُسَرُّ بِكَوْنِهِ ... إِذَا حَقَّقَتْهُ النَّفْسُ لفظٌ بِلاَ مَعْنَى وَلَهُ عَلَى سَبِيْل الدُّعَابَة وَهُوَ يمَاشِي أَبَا عُمَر بن عبد الْبر وَقَدْ رَأَى شَابّاً مَلِيحاً فَأَعْجَب ابْنَ حَزْمٍ فَقَالَ أَبُو عُمَرَ: لَعَلَّ مَا تَحْتَ الثِّيَاب لَيْسَ هُنَاكَ فَقَالَ: وَذِي عذلٍ فِيْمَنْ سَبَانِي حُسْنُهُ ... يُطِيْلُ مَلاَمِي فِي الهَوَى وَيَقُوْلُ أَمِنْ حُسْنِ وجهٍ لاَحَ لَمْ تَرَ غَيْرَهُ ... وَلَمْ تَدْرِ كَيْفَ الجِسْمُ أَنْتَ قَتِيْلُ؟ فَقُلْتُ لَهُ: أَسْرَفْتَ فِي اللَّوْمِ فَاتَّئِدْ ... فَعِنْدِيَ ردٌّ لَوْ أَشَاءُ طَوِيْلُ أَلَمْ تَرَ أَنِّي ظاهريٌّ وَأَنَّنِي ... على ما بدا حتّى يقوم دليل أَنشدنَا أَبُو الْفَهم بن أَحْمَدَ السُّلَمِيّ أَنشدنَا ابْنُ قُدَامَةَ أَنشدنَا ابْن البَطِّي أَنشدنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ أَنشدنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ لِنَفْسِهِ: لاَ تَشْمَتَنْ حَاسِدِي إِنْ نكبةٌ عَرَضَتْ ... فَالدَّهْرُ لَيْسَ عَلَى حَال بِمُتَّركِ ذُو الفَضْلِ كَالتِّبْرِ طَوْراً تَحْتَ ميفعةٍ ... وَتَارَةً فِي ذُرَى تاجٍ عَلَى مَلِكِ وَشعره فَحلٌ كَمَا تَرَى وَكَانَ يُنظِمُ عَلَى البَدِيه وَمِنْ شِعْرِهِ: أَنَا الشَّمْسُ فِي جُوِّ العُلُوْمِ مُنِيْرَةً ... وَلَكِنَّ عَيْبِي أَنَّ مَطْلَعِي الغَرْبُ وَلَوْ أَنَّنِي مِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ طالعٌ ... لَجَدَّ عَلَى مَا ضَاعَ مِنْ ذِكْرِيَ النَّهْبُ وَلِي نَحْوَ أَكْنَافِ العِرَاقِ صبابةٌ ... وَلاَ غَرْوَ أَنْ يَسْتَوحِشَ الكَلِفُ الصُّبُّ فَإِنَّ يُنْزِلِ الرَّحْمَنُ رَحْلِيَ بَيْنَهُمْ ... فحينئذٍ يبدو التّأسّف والكرب هُنَالِكَ يُدْرَى أَنَّ لِلْبُعْدِ قِصَّةٌ ... وَأَنَّ كسَادَ العِلْمِ آفَتُهُ القُرْبُ

وَلَهُ: أنائمٌ أَنْتَ عَنْ، كتبِ الحَدِيْثِ وَمَا ... أَتَى عَنِ، المُصْطَفَى فِيْهَا مِنَ الدِّيْنِ كمسلمٍ وَالبُخَارِيّ الَّلذِيْنَ هُمَا ... شَدَّا عُرَى الدِّيْنِ فِي نقلٍ وَتَبْيِينِ أَوْلَى بأجرٍ وتعظيمٍ ومحمدةٍ ... مِنْ كُلِّ قولٍ أَتَى مِنْ رَأْي سُحْنُوْنِ يَا مَنْ هَدَى بِهِمَا اجعَلْنِي كَمِثْلِهِمَا ... فِي نَصْرِ دِيْنِكَ مَحْضاً غَيْرَ مَفْتُوْنِ قَالَ ابْنُ حَزْمٍ فِي ترَاجم أَبْوَاب صَحِيْح البُخَارِيّ: مِنْهَا مَا هُوَ مقصُوْرٌ عَلَى آيَة إِذْ لاَ يَصِحُّ فِي البَابِ شَيْءٌ غَيْرهَا وَمِنْهَا مَا يُنَبِّهُ بِتَبْوِيبِهِ عَلَى أَنَّ فِي البَابِ حَدِيْثاً يَجِبُ الوُقُوْفُ عَلَيْهِ لَكنه لَيْسَ مِنْ شَرط مَا أَلَّف عَلَيْهِ كِتَابهُ وَمِنْهَا مَا يُبَوِّبُ عَلَيْهِ وَيذكر نُبذَة مِنْ حَدِيْثِ قَدْ سَطَرَه فِي مَوْضِعٍ آخر وَمِنْهَا أَبْوَاب تَقعُ بِلَفْظ حَدِيْث لَيْسَ مِنْ شَرطه وَيَذكر فِي البَابِ مَا هُوَ فِي مَعْنَاهُ. وَقَالَ فِي أَوَّلِ الإِحكَام: أَمَّا بَعْدُ ... فَإِنَّ اللهَ رَكَّبَ فِي النَّفْسِ الإِنْسَانِيَّة قُوَىً مختلفَة فَمِنْهَا عَدْلٌ يُزَيِّنُ لَهَا الإِنصَاف وَيُحَبِّبُ إِلَيْهَا مُوَافِقَةَ الحَقّ قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} [النحل: 90] وقال: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} [النِّسَاء: 135] وَمنها غضبٌ وشهوةٌ يُزَيّنان لَهَا الجُور؛ ويَعميانها عَنْ، طَرِيْق الرشد" قَالَ تَعَالَى: {وَإذا قِيْلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإثْمِ} [البَقَرَة: 206] . وَقَالَ: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الرُّوْم: 32] فَالفَاضِل يُسَرُّ بِمَعْرِفَته وَالجَاهِل يُسَرُّ بِمَا لاَ يَدْرِي حقيقَةَ وَجْهِهِ وَبِمَا فِيْهِ وَبَالُه وَمِنْهَا فَهْمٌ يُليح لَهَا الحَقُّ مِنْ قَرِيْب وَينِير لَهَا فِي ظلمَات المشكلاَت فَترَى بِهِ الصَّوَابَ ظَاهِراً جَلِيّاً وَمِنْهَا جَهْلٌ يَطْمِسُ عَلَيْهَا الطَّرِيْق وَيُسَاوِي عِنْدَهَا بَيْنَ السُّبُل فَتبقَى النَفْسُ فِي حَيْرَةٍ تَتردد وَفِي رِيب تَتَلَدَّد وَيَهْجُمُ بِهَا عَلَى أَحَد الطّرق المُجَانبَة لِلحق تَهَوُّراً وَإِقدَاماً قَالَ تَعَالَى: {هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [الزُّمَر:9] وَمِنْهَا قُوَّةُ التّمِييز الَّتِي سمَّاهَا الأَوَائِلُ المنطقَ فَجَعَلَ لَهَا خَالِقهَا بِهَذِهِ القُوَّة سَبيلاً إِلَى فَهم خِطَابِهِ وَإِلَى مَعْرِفَة الأَشيَاء عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ وَإِلَى إِمَكَان التفهُم فَبهَا تَكُوْن مَعْرِفَة الحَقّ مِنَ البَاطِل وَمِنْهَا قُوَّةُ العَقْل الَّتِي تُعينُ النَفْس المُمَيِّزَة عَلَى نُصْرَة العَدْل فَمَنِ اتَّبع مَا أَنَاره لَهُ العَقْلُ الصَّحِيْح نَجَا وَفَاز وَمِنْ عَاج عَنْهُ هَلَكَ قَالَ تَعَالَى: {إنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السمعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37] . فَأَرَادَ بِذَلِكَ العَقْلَ أَمَا مُضغَةُ القَلْب فهي لكل أحد فغير العاقل هو كمن لا قلب له. وَكَلاَمُ ابْن حَزْمٍ كَثِيْرٌ وَلَوْ أَخذتُ فِي إِيرَادِ طُرَفِهِ وَمَا شَذَّ بِهِ لطَال الأَمْر. قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَال الحَافِظ فِي الصّلَة لَهُ: قَالَ القَاضِي صَاعِدُ بنُ أَحْمَدَ: كتب

إِلَيَّ ابْنُ حَزْمٍ بخطِّهِ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ بقُرْطُبَة فِي الجَانب الشَّرْقِيّ فِي رَبَضِ مُنية المُغِيْرَة قَبْل طُلُوْع الشَّمْس آخِرَ لَيْلَة الأَرْبعَاء آخرَ يَوْم مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة بطَالع الْعَقْرَب وَهُوَ اليَوْم السَّابِع مِنْ نُوَنْيِر. قَالَ صَاعِد: وَنقُلْتُ مِنْ خطّ ابْنِهِ أَبِي رَافِعٍ أَنْ أَبَاهُ تُوُفِّيَ عَشِيَّة يَوْم الأَحَد لِليلتين بقيتَا مِنْ شَعْبَانَ سَنَة سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَكَانَ عُمُره إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ سَنَةً وَأَشْهُراً رَحِمَهُ اللهُ. وَمِنْ نَظْمِ أَبِي مُحَمَّدٍ بن حَزْم: لَمْ أَشْكُ صَدّاً وَلَمْ أُذعن بِهِجْرَانِ ... وَلاَ شَعَرْتُ مَدَى دَهْرِي بِسُلْوَانِ أَسْمَاءُ لَمْ أَدْرِ مَعْنَاهَا وَلاَ خَطَرَتْ ... يَوْماً عَلِيَّ وَلاَ جَالَتْ بِمِيدَانِي لَكِنَّمَا دَائِي الأَدوا الَّذِي عَصَفَتْ ... عَلَيَّ أَرْوَاحُهُ قِدماً فَأَعْيَانِي تَفَرَّقَ لَمْ تَزَلْ تَسْرِي طَوَارِقُهُ ... إِلَى مَجَامِعَ أَحبَابِي وَخِلاَّنِي كَأَنمَا البَيْنُ بِي يَأْتَمُّ حَيْثُ رَأَى ... لِي مَذْهَباً فَهُوَ يَتْلُونِي وَيَغشَانِي وَكُنْتُ أَحسبُ عِنْدِي لِلنوَى جَلَداً ... داءٌ عَنَا فِي فؤَادِي شجوهَا العَانِي فَقَابَلَتْنِي بألوانٍ غَدَوْتُ بِهَا ... مقَابَلاً من صباباتي بألوان وَمِمَّنْ مَاتَ مَعَ ابْنِ حَزْم فِي السَّنَةِ: الحَافِظُ أَبُو الوَلِيْدِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّرْبَنْدِي وَالفَقِيْهُ أَبُو القَاسِمِ سِرَاجُ بنُ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ سِرَاج قَاضِي الجَمَاعَة بقُرْطُبَة وَالحَافِظ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ النَّخْشَبِيّ وَشيخُ العَرَبِيَّة أَبُو القَاسِمِ عبدُ الوَاحِد بنُ عَلِيِّ بنِ بَرْهَان بِبَغْدَادَ وَمُسْنِدُ الوَقْتِ أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسْنُوْنَ النَّرْسِيُّ وَالمُحَدِّثُ أَبُو سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب النَّيْسَابُوْرِيُّ وَالوَزِيْرُ عَمِيْدُ المُلك مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الكُنْدُرِي. وَلابْنِ حَزْم: قَالُوا تَحَفَّظْ فَإِنَّ النَّاس قَدْ كَثُرَتْ ... أَقْوَالُهم وَأَقَاويلُ الوَرَى مِحَنُ فَقُلْتُ: هَلْ عَيْبُهم لِي غَيْر أَنِّي لاَ ... أَقُوْلُ بِالرَّأْي إِذْ فِي رَأَيهِم فِتَنُ وَأَنَّنِي مولعٌ بِالنَّصِّ لَسْتُ إِلَى ... سِوَاهُ أَنَحْو وَلاَ فِي نصره أهن ولا أَنثنِي لمقَاييس يُقَالَ بِهَا ... فِي الدِّيْنِ بَلْ حَسْبِيَ القُرْآن وَالسُّنَنُ يَا بَرْدَ ذَا القَوْلِ فِي قَلْبِي وَفِي كَبِدِي ... وَيَا سرُوْرِي بِهِ لَوْ أَنَّهم فَطنُوا دَعْهُمْ يَعَضُّوا عَلَى صُمِّ الحَصَى كَمَداً ... مَنْ مَاتَ مِنْ قَوْله عِنْدِي له كفن

وَمَوْلِدُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَة خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ أَبَا الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، فَكَانَ خَاتِمَةَ أَصْحَابِهِ. وَالقَاضِي أَبَا مُحَمَّدٍ بنَ مَعْرُوف، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ سُوَيْدٍ وَمُحَمَّدَ بن أَخِي مِيمِي وَعِيْسَى بنَ الوَزِيْر وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَأَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي وَتَمرتَاشُ بنُ بختِكِين وَالقَاسِم بنُ طَاهِرٍ المَعْقِلِي وَمُحَمَّدُ بنُ مَطَر العَبَّاسِيُّ وَأَبُو سَعْدٍ المُبَارَكُ بنُ عَلِيٍّ المُخَرِّمِيُّ الفَقِيْه وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ وَأَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ وَأَبُو بَكْرٍ قَاضِي المرستَان وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بنُ البيضَاوِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ المُعَلِّم وَهِبَةُ اللهِ بن مُحَمَّدٍ الرُّفَيلِي وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ السّلاَل وَأَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ القَزَّاز وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ خَيْرُوْنَ وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الدَّايَةِ وَأَبُو تَمَّام أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُخْتَار الهَاشِمِيّ؛ نَزِيل نَيْسَابُوْر وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ صَحِيْح الأُصُوْل كَثِيْرَ السماع جميل الطريقة. قَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: كَانَ ثِقَةً صَالِحاً. وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بن الفَضْلِ الحَافِظ يَقُوْلُ: أَبُو جَعْفَرٍ ثِقَة مُحتشِم. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي تَاسع جُمَادَى الأُوْلَى سنة خمس وستين وأربع مائة. وأبوه:

القاضي أبو تمام، السيوري، ابن المسلمة

القاضي أبو تمام، السيوري، ابن المسلمة: 1491- القاضي أبو تمام 1: قَاضِي وَاسِطَ، المُعَمَّرُ المُسْنِدُ، أَبُو تَمَّام عَلِيُّ بن محمد بن الحسن ابن يَزدَادَ البَغْدَادِيُّ، الوَاسِطِيُّ، المُعْتَزِلِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّر الحَافِظ، وَأَبِي الفَضْل الزُّهْرِيّ وَغَيْرهُمَا. وَتَفَرَّد فِي وَقْتِهِ. وَمَاتَ فِي شَوَّال سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَع مائَة. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: تَقَلَّدَ قَضَاء وَاسِط مُدَّة وَكَانَ مُعْتَزِلياً. قُلْتُ: آخرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَبَالسَّمَاع أَبُو الْكَرم نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجَلَخْت الأَزْدِيّ. 4192- السيوري 2: شَيْخُ المَالِكِيَّةِ، وَخَاتَمُ الأَئِمَّةِ بِالقَيْرَوَان، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ المَغْرِبِيُّ السُّيُورِيُّ، أَحَدُ مَنْ يُضْرَبُ بِحِفْظِهِ المَثَلُ فِي الفِقْهِ مَعَ الزُّهْدِ وَالتَّأَلُّهِ. لَهُ تَعليقَةٌ عَلَى المُدَوَّنَة وَتَخَرَّج بِهِ أَئِمَّة. مَاتَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَأَرْبَع مائَة عَنْ، سِنٍّ عَالِيَة. ذَكَرَهُ عيَاض. 4193- ابْنُ المسلمة 3: الشَّيْخُ الإِمَامُ الثِّقَةُ الجَلِيْلُ الصَّالِحُ مُسْنِدُ الوَقْتِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حَسَنِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ خَالِدِ بنِ الرُّفَيلِ السُّلَمِيُّ البَغْدَادِيُّ ابْنُ المُسْلِمَةِ. أَسْلَمَ الرُّفَيلُ المَذْكُوْر عَلَى يَد عمر -رضي الله عنه.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 103"، وميزان الاعتدال "3/ 155"، ولسان الميزان "4/ 261". 2 ترجمته في الديباج المذهب لابن فرحون المالكي "2/ 22". 3 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 356"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 12"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 282"، واللباب لابن الأثير "3/ 211"، والعبر "3/ 259"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 94" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 323".

ابن المسلمة، رئيس الرؤساء

ابن المسلمة، رئيس الرؤساء: 4194- ابن المسلمة: هُوَ الإِمَامُ العَابِدُ الصَّدُوْقُ أَبُو الفَرَجِ؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ المُعَدَّلُ. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ النّجَاد وَأَحْمَدَ بنَ كَامِل القَاضِي وَابْن علم وَدَعْلَجاً. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً يُمْلِي فِي السَّنَةِ مَجْلِساً وَاحِداً وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالعَقْلِ وَالفَضْلِ وَالبِرِّ وَدَارُهُ مَأْلَفٌ لأَهْلِ العِلْمِ وَكَانَ صَوَّاماً كَثِيْرَ التِّلاَوَة. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة عَنْ، ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ الخَطِيْب وَطِرَاد الزَّيْنَبِيّ وَغَيْرهُمَا. وَتَفَقَّهَ عَلَى شيَخِ الحَنَفِيَّة أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيّ. وَسَرَدَ الصَّوْمَ وَكَانَ يَتهجدُ بِسُبُع القرآن. قَالَ رَئِيْسُ الرُّؤَسَاء: كَانَ جَدِّي يَخْتَلِفُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيّ وَرُئِي لَهُ أَنَّهُ مِنْ أهل الجنة. وابن أخيه: 4195- رئيس الرؤساء 1: هُوَ وَزِيْرُ القَائِمِ بِأَمْرِ اللهِ الصَّدْرُ المُعَظَّمُ رَئِيْسُ الرُّؤسَاءِ أَبُو القَاسِمِ؛ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بن الشيخ أبي الفرج بن المسلمة. استكتنه القَائِم ثُمَّ اسْتَوْزَرَهُ وَكَانَ عزِيزاً عَلَيْهِ جِدّاً وَكَانَ مِنْ خيَار الوزرَاء العَادلين. وُلِدَ سَنَةَ 397. وَسَمِعَ: مِنْ جدّه وَابْن أَبِي مُسْلِم الفَرَضِي، وَإِسْمَاعِيْل الصَّرْصَرِي. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْب، وَكَانَ خِصِّيْصاً بِهِ، وَوَثَّقَهُ وَقَالَ: اجْتَمَع فِيْهِ مِنَ الآلاَت مَا لَمْ يَجتمع فِي أَحَد قَبْله، مَعَ سَدَادِ مَذْهَب، وَوُفور عَقْلٍ، وَأَصَالَة رَأْي. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: وَزر أَبُو القَاسِمِ فِي سَنَةِ ثلاث وأربعين، ولقب جمال الورَى، شرف الوزرَاء. وَلَمْ يَبْقَ لَهُ ضِدٌ إلَّا البسَاسيرِي؛ الأَمِيْر المُظَفَّر أَبُو الحَارِثِ التُّرْكِيّ، فَإِنَّ أَبَا الحَارِث عظُم جِدّاً وَلَمْ يَبْقَ لِلملك الرَّحِيْم بن بُويه مَعَهُ سِوَى الاسْم ثُمَّ إِنَّهُ خلع القَائِم وَتَملَّك بَغْدَاد وَخَطَبَ بِهَا لصَاحِب مِصْر المُسْتنصر فَقَتَلَ رَئِيْس الرُّؤَسَاء أَبَا القَاسِمِ بن المُسلمَة. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: أُخرج رَئِيْسُ الرُّؤَسَاء وَعَلَيْهِ عبَاءة وَطُرْطُور وَفِي رَقبتِهِ مخْنَقَةُ جُلُود وَهُوَ يقرأ: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ} ... [آل عمران: 26] وَيُرَدِّدهَا فَطِيْفَ بِهِ عَلَى جمل ثُمَّ خِيط عَلَيْهِ جلد ثَوْر بقرنِيْنَ وَعُلِّقَ وَفِي فَكَّيه كَلُّوبَان وَتَلِفَ فِي آخِر النَّهَار فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: كَانَ من علماء الكبراء ونبلائهم.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 391"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 196"، والعبر "3/ 221"، وتاريخ ابن خلدون "3/ 457"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 6 - 7".

أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا، الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ أَخْبَرَنَا، مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُعَدِّلُ أَخْبَرَنَا، عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ أَخْبَرَنَا، جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا، قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ حَدَّثَنَا، أَبُو عَوَانَةَ عَنْ، قَتَادَةَ عَنْ، أَنَسٍ عَنْ، أَبِي مُوْسَى الأشعري: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ؛ رِيحُهَا طَيِّب وَطَعْمُهَا طَيِّب". وَبِهِ: إِلَى الفِرْيَابِيِّ: حَدَّثَنَا، هُدْبَةُ حَدَّثَنَا، هَمَّامٌ حَدَّثَنَا، قَتَادَةَ عَنْ، أَنَسِ بنِ مَالِكٍ عَنْ، أَبِي مُوْسَى: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كمثل الأُتْرُجَّة". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ1. مَاتَ مَعَ ابْنِ المسلمَة السُّلْطَانُ أَلب آرسلاَن السَّلْجُوْقِي وَعَائِشَةُ ابْنَة أَبِي عُمَرَ البِسْطَامِي وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ المَأْمُوْن وَأَبُو القَاسِمِ بنُ القُشَيْرِيّ وَصُردرّ شَاعِرُ وَقته أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ وَالحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ السُّكَّرِيّ وَكَرِيْمَةُ المروزِيَّة وَأَبُو عُثْمَانَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ وَرْقَاء وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ الْمُهْتَدي بِاللهِ وَأَبُو المُظَفَّرِ هنَّاد النسفِي.

_ 1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "5020"، وَمُسْلِمٌ "797"، وَأَبُو دَاوُدَ "4829"، "4831" وَالتِّرْمِذِيُّ "2865"، وَالنَّسَائِيُّ "8/ 124"، وابن ماجه "214".

الزهراوي

4196- الزهراوي 1: الإِمَامُ العَالِمُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ مُحَدِّثُ الأَنْدَلُسِ مَعَ ابْنِ عَبْدِ البِرِّ أَبُو حَفْصٍ؛ عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ بنِ حَامِدٍ الذُّهْلِيُّ القُرْطُبِيُّ الزَّهْرَاوِيُّ. وَمدينَة الزّهرَاء: بَعْض نَهَار عَنْ، قُرْطُبَة أَنشَأَهَا النَّاصر الأُمَوِيّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بن أَسَد، وَعبد الوَارِث بن سُفْيَانَ، وَالقَاضِي أَبِي المُطَرِّف بن فُطَيْس، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي زَمَنِيْنَ، وَسَلَمَةَ بن سَعِيْدٍ، وَأَبِي المَطَرف القنَازِعِي، وَعبدِ السَّلاَّم بن سَمْح، وَأَبِي القَاسِمِ بن عُصْفُور، وَأَبِي الوَلِيْد بن الفَرَضِي، وَطَبَقَتهم مِنْ أَهْلِ قُرْطُبَة وَالزّهرَاء وَإِشبيلية. وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِالإِجَازَة أَبُو الحَسَنِ القَابِسِي وَطَائِفَة. وَكَانَ مُعتنِياً بِنَقْلِ الحَدِيْث وَجَمَعِهِ وَسَمَاعِه. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَتَّاب وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَابْنه الآخر أَبُو القَاسِمِ وَأَبُو مَرْوَان الطُّبْنِي وَأَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيّ المُقْرِئ وَقَالَ: وكان خَيِّراً ثِقَة مُتصَاوناً قَدِيْمَ الطَّلَب. حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ وَذَكَرَ أَنَّهُ اخْتُلِطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: أَخْبَرَنَا، عَنْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عتَّاب وَقَالَ لِي: لحق أَبَا حَفْصٍ فِي آخِرِ عُمُرِهِ خصَاصَةٌ فَكَانَ يَتَكَفَّفُ النَّاس. قَالَ: وَقَرَأْتُ بخطِّ أَبِي مَرْوَانَ الطُّبْنِي: أَخْبَرَنِي أَبُو حَفْصٍ الزَّهْرَاوِيّ قَالَ: شَددت ثَمَانِيَة أَحمَال كُتبٍ لأَنقلهَا إِلَى مَكَان فَمَا تَمَّ حَتَّى انتهبهَا البَرْبَر. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة عَنِ، اثْنَتَيْنِ وتسعين سنة.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 399"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1012"، والعبر "3/ 233"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 293".

المأمون

4197- المأمون 1: ملك طليطلة أبو زكريا؛ يحيى بن صَاحِبِ طُلَيْطُلَةَ الأَمِيْرِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَامِرِ بنِ ذِي النُّوْنِ الهَوَّارِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ. استولَى أَبُوْهُ عَلَى البَلَد بَعْد العِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَنزعُوا طَاعَة المَرْوَانِية وَتَملَّك المَأْمُوْن بَعْد أَبِيْهِ سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ فَامتدَّتْ أَيَّامُهُ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً عَاكفاً عَلَى اللَّذَات وَالخلاعَة وَصَادر الرعية وهادن العَدُوّ وَقَدِمَ الأَطرَاف فَطمعت فِيْهِ الفِرَنْجُ بَلْ فِي الأَنْدَلُس؛ وَأَخَذت عِدَّةَ حُصُوْنَ إِلَى أَنْ أَخذُوا مِنْهم طُلَيْطُلَة فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَجَعَلوهَا دَار ملكهم فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ وَكَانَ المَأْمُوْنُ أَرَادَ أَنْ يَسْتَنجد بِالفِرَنْج عَلَى تَمَلُّك مَدَائِن الأَنْدَلُس فَكَاتِب طَاغِيتهُم: أَنْ تَعَال فِي مائَة فَارِس وَالمُلتقَى في مكان كذا فسار في مائةين وَأَقْبَلَ الطَّاغِيَةُ فِي سِتَّة آلاَف وَجَعَلهم كَمِيناً لَهُ وَقَالَ: إِذَا رَأَيتمونَا قَدِ اجْتمَعَنَا فَأَحيطُوا بِنَا. فَلَمَّا اجْتَمَع الملكَانَ أَحَاط بِهِم الجَيْش فَنَدِمَ المَأْمُوْن وَحَار فَقَالَ الفِرَنْجِي: يَا يَحْيَى! وَحقِّ الإِنجيل كُنْتُ أَظنك عَاقِلاً وَأَنْت أَحْمَقُ! جِئْت إِلَيَّ وَسَلَّمْتَ مُهْجَتَكَ بِلاَ عَهد وَلاَ عَقد فَلاَ نَجوتَ مِنِّي حَتَّى تُعطيَنِي مَا أَطلب. قَالَ: فَاقتصِد. فَسَمَّى لَهُ حُصُوْناً وَقرَّرَ عَلَيْهِ مَالاً فِي كُلِّ سَنَة وَرجع ذَليلاً مخذولاً، وَذَلِكَ بِمَا قَدَّمَت يَدَاهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ستين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 161"، والأعلام للزركلي "8/ 138".

ابن المأمون

4198- ابن المأمون 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الثِّقَةُ، الجَلِيْلُ، المُعَمَّرُ، أَبُو الغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الفَضْلِ بنِ المَأْمُوْنِ بنِ الرَّشِيْدِ الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ البَغْدَادِيُّ شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ بِبَغْدَادَ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً نبيلاً، مَهِيْباً، كَثِيْرَ الصَّمْت تَعلُوْهُ سَكِيْنَة وَوَقَار وَكَانَ رَئِيْسَ آل المَأْمُوْن وَزَعِيْمَهُم. طَعن فِي السِّنّ وَرَحَلَ إِلَيْهِ النَّاس وَانتشرتْ رِوَايَتُهُ فِي الآفَاق. سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ وَعَلِيَّ بنَ عُمَرَ السُّكَّرِيّ وَأَبَا نَصْر المَلاَحِمِي وَجَدَّه أَبَا الفَضْل بن المَأْمُوْن وَعُبَيْد اللهِ بن حَبَابَةَ وَطَائِفَة. رَوَى لَنَا عَنْهُ: يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي الفَرَضِي، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّاز وَغَيْرهُم. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً كَتَبْتُ عنه. قال السمع: اني: سَأَلتُ إِسْمَاعِيْلَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَافِظ عَنْ، أَبِي الغنَائِم ابْن المَأْمُوْن فَقَالَ: شَرِيْفٌ مُحتشمّ ثِقَة كَثِيْرُ السَّمَاع. وَقَالَ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ المَأْمُوْن: وُلد أَخِي أَبُو الغَنَائِمِ سَنَة سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَقَالَ غَيْرُهُ: وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ. قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ وَأُبَيّ النَّرْسِيّ وَأَحْمَدُ بنُ ظَفَر وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بنُ البَيْضَاوِيّ وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيّ وَرَوَى عَنْهُ بَعْدهم بِالإِجَازَة مَسْعُوْدُ بنُ الحَسَنِ الثَّقَفِيّ ثُمَّ ظهر أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بصَحِيْح فَرَجَعَ عَنِ، الرِّوَايَة. مَاتَ فِي سَابع عشر شَوَّال سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 46"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 280"، والعبر "3/ 259"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 319".

الداوودي

4199- الداوودي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الوَرِعُ القُدْوَةُ جَمَالُ الإِسْلاَمِ مُسْنِدُ الوقت أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُعَاذٍ الدَّاوُوْدِيُّ البُوْشَنْجِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ: "الصَّحِيْح" ومسند عَبْد بن حُمَيْدٍ وَتَفْسِيْره، وَ"مُسْنَد" أَبِي مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيّ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بن حَمَّوَيْه السَّرْخَسِيّ بِبُوشَنْج وَتَفَرَّد فِي الدُّنْيَا بِعُلُوِّ ذَلِكَ وَسَمِعَ: بهَرَاة مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي شُرَيْح وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم وَابْن يُوْسُفَ وَابْنِ مَحْمِش وَبِبَغْدَادَ مِنِ ابْنِ الصَّلْت المُجْبِر وَابْن مَهْدِيّ الفَارِسِيّ وَعَلِيِّ بن عُمَرَ التَّمَّار. وَكَانَ مجيئهُ إِلَى بَغْدَادَ سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة فَأَقَامَ بِهَا أَعْوَاماً وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي حَامِد وَعَلَى أَبِي الطَّيِّبِ الصُّعلوكِيّ وَأَبِي بَكْرٍ القَفَّال وَابْن مَحْمِش. وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يَتقوَّتُ بِمَا يُحمل إِلَيْهِ مِنْ مُلْكٍ لَهُ بِبُوشَنْج وَيُبَالغ فِي الوَرَع وَمَحَاسِنهُ جَمَّة. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ وَجهَ مَشَايِخِ خُرَاسَان فَضْلاً عَنْ، نَاحِيَته وَالمَعْرُوفَ فِي أَصلِهِ وَفضلهِ وَطرِيقتهِ لَهُ قَدَم فِي التَّقْوَى رَاسخ يَسْتَحق أَنْ يُطوَى لِلتبرك بِهِ فَرَاسخ فَضلُه فِي الفُنُوْنِ مَشْهُوْر وَذِكْرُه فِي الكُتُبِ مَسْطُور وَأَيَّامه غُرر وَكَلاَمه دُرَر. قرَأَ الأَدبَ على أبي علي الفنجكردي. والفقه عَلَى عِدَّة كَانَ مَا يَأْكُلهُ يُحمل مِنْ بُوشَنْج إِلَى بَغْدَادَ احتيَاطاً صحب أَبَا عليّ الدَّقَّاق وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ بِنَيْسَابُوْرَ وَصَحِبَ فَاخراً السِّجْزِيّ بِبُسْت فِي رحلته إِلَى غَزْنَة وَلقِي يَحْيَى بن عَمَّارٍ الوَاعِظ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَخذَ فِي مَجْلِس التَّذكير وَالفَتْوَى وَالتَّدرِيس وَالتَّصنِيف وَكَانَ ذَا حظٍّ مِنَ النَّظم وَالنَّثر. حَدَّثَنَا، عَنْهُ مُسَافِرُ بنُ مُحَمَّدٍ وَأَخُوْهُ أَحْمَد وأبو المحاسن أسعد ابن زِيَادٍ المَالِيْنِيّ وَأَبُو الوَقْتِ عبدُ الأَوَّل السِّجْزِيّ وَعَائِشَةُ بِنْت عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيَّة. وَسَمِعْتُ يُوْسُف بن مُحَمَّدِ بنِ فَارُوا الأَنْدَلُسِيّ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ سُلَيْمَانَ المُرَادِيّ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو الحَسَنِ عبدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الصَّحِيْح مِنْ أَبِي سَهْلٍ الحَفْصِي، وَأَجَازَهُ لِي الدَّاوُوْدِيّ وَإِجَازَةُ الدَّاوُوْدِيّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ السَّمَاع مِنَ الحفصي.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 263"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 296"، والعبر "3/ 264" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 99"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 327".

وَسَمِعْتُ أَسَعْد بن زِيَادٍ يَقُوْلُ: كَانَ شَيْخُنَا الدَّاوُوْدِيّ بَقِيَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً لاَ يَأْكُل لحماً وقت تشويش التركمان واختلاط النهب فأضربه فَكَانَ يَأْكُلُ السَّمك وَيُصطَادُ لَهُ مِنْ نَهْرٍ كَبِيْر فَحُكِي لَهُ أَن بَعْض الأُمَرَاء أَكل عَلَى حَافَّة ذَلِكَ النَّهْر وَنُفِضَتْ سُفرتُه وَمَا فَضل فِي النَّهْرِ فَمَا أَكل السَّمك بَعْد. وَسَمِعْتُ مَحْمُوْد بن زِيَادٍ الحَنَفِيّ سَمِعْتُ المُخْتَار بن عبد الحمِيد البُوْشَنْجِيّ يَقُوْلُ: صَلَّى أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيّ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَيدُهُ خَارِجَة مِنْ كُمِّهِ اسْتَعمَالاً لِلسُّنَّة وَاحتيَاطاً لأَحدِ الْقَوْلَيْنِ فِي وَضَع اليَدين وَهُمَا مكشوفتَان حَالَةَ السُّجُود. قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ المُؤتمن عَنِ، الدَّاوُوْدِيّ فَقَالَ: كَانَ مِنْ سَادَاتِ رِجَال خُرَاسَان تركَ أَكل الحيوَانَات وَمَا يَخْرُج مِنْهَا مُنْذُ دَخَلَ التُّرُكْمَان ديَارهم. تَفَقَّهَ بِسَهل الصُّعلوكِي وَبأَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِي. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ مِنَ الأَئِمَّةِ الكِبَار فِي المَذْهَب ثِقَة عَابِداً محققاً دَرَّس وَأَفتَى وَصَنَّفَ وَوَعظ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ؛ أَخُو نَظَام الْملك: كَانَ أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيّ لاَ تَسكن شَفَتُهُ مِنْ ذِكْرِ الله فَحُكِي أَن مُزَيِّناً أَرَادَ قصَّ شَارَبّه فَقَالَ: سَكِّنْ شَفتيك. قَالَ: قُلْ لِلزَّمَان حَتَّى يَسكن. وَدَخَلَ أَخِي نِظَامُ المُلك عَلَيْهِ فَقعد بَيْنَ يَدَيْهِ وَتوَاضع لَهُ فَقَالَ لأَخِي: أَيُّهَا الرَّجُل! إِنَّك سَلَّطك اللهُ عَلَى عِبَاده فَانْظُرْ كَيْفَ تُجيبه إِذَا سَأَلَكَ عَنْهُم. وَمِنْ شِعْرِهِ: رَبِّ تَقَبَّلْ عَمَلِي ... وَلاَ تُخَيِّبْ أَمَلِي أَصْلِحْ أُموري كُلَّهَا ... قَبْلَ حُلُوْلِ الأَجَلِ وَلَهُ: يَا شَارِبَ الخَمْرِ اغْتَنِمْ تَوبَةً ... قَبْلَ التِفَافِ السَّاقِ بِالسَّاقِ المَوْتُ سلطانٌ لَهُ سطوةٌ ... يَأْتِي عَلَى المَسْقِيِّ وَالسَّاقِي قَالَ عبدُ الغَافِرِ فِي "تَارِيْخِهِ": وُلد الدَّاوُوْدِيّ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَقَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الكُتُبِيّ: تُوُفِّيَ بِبُوْشَنْج فِي شَوَّال، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وأربع مائة.

وَبُوشَنْج: بشين مُعْجَمَة وَقِيْلَ: أَوله فَاء: بَلْدَة عَلَى سَبْعَة فَرَاسخ مِنْ هَرَاة. وَبَعْضُهم يَقُوْلُ: بِسِيْنٍ مُهْمَلَةٍ. أَنشدنَا ابْنُ اليُونِينِي أَخْبَرَنَا، جَعْفَرٌ أَخْبَرَنَا، السِّلَفِيُّ أَنشدنَا أَبُو السَّمْح الحَافِظ بِتُسْتَر أَنشدنَا الدَّاوُوْدِيّ بِبُوشَنْج لِنَفْسِهِ: كَانَ اجْتمَاعُ النَّاسِ فِيمَا مَضَى ... يُورِثُ البَهْجَةَ وَالسَّلْوَهْ فَانقَلْبَ الأَمْرُ إِلَى ضِدِّهِ ... فَصَارَتِ السَّلْوَةُ فِي الخَلْوَهْ وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَطَاءٍ الإِبْرَاهِيْمِيّ: أَنشدنَا الدَّاوُوْدِيّ لِنَفْسِهِ: كَانَ فِي الاجْتِمَاعِ مِنْ قَبْلُ نورٌ ... فَمَضَى النُّوْرُ وَادْلَهَمَّ الظَّلامُ فَسَدَ النَّاسُ وَالزَّمَانُ جميعا ... فعلى النّاس والزّمان السّلام

القشيري

4200- القشيري 1: الإِمَامُ الزَّاهِدُ القُدْوَةُ الأُسْتَاذُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ هَوَازِن بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ طَلْحَةَ القُشَيْرِيُّ الخُرَاسَانِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّافِعِيُّ الصُّوْفِيُّ المُفَسِّرُ صَاحِبُ "الرِّسَالَةِ". وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَتعَانَى الفُروسيَّة وَالعَمَل بِالسِّلاَح حَتَّى بَرَعَ فِي ذَلِكَ ثُمَّ تَعَلَّم الكِتَابَة وَالعَرَبِيَّة وَجَوَّد. ثُمَّ سَمِعَ الحَدِيْث مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الخَفَّاف؛ صَاحِب أَبِي العَبَّاسِ الثَّقَفِيّ وَمِنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَبْدِ الْملك بن الحَسَنِ الاسفراييني وأبي الحَسَن العَلَوِيّ وَعبدِ الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي وَعَبْدِ اللهِ بن يُوْسُفَ وَأَبِي بَكْرٍ بنِ فُورك وَأَبِي نُعَيْمٍ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدُوْس وَالسُّلَمِيّ وَابْن بَاكُويه وَعِدَّة. وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن أَبِي بَكْرٍ الطُّوْسِيّ، وَالأُسْتَاذِ أَبِي إِسْحَاقَ الإِسفرَايينِي وَابْن فُورك. وَتَقدم فِي الأُصُوْل وَالفروع، وَصَحِبَ العَارِف أَبَا عليّ الدَّقَّاق، وَتَزَوَّجَ بابْنته، وَجَاءهُ مِنْهَا أَوْلاَد نُجبَاء. قَالَ القَاضِي ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ أَبُو القَاسِمِ عَلاَّمَةً فِي الفِقْه وَالتَّفْسِيْر وَالحَدِيْث والأصول

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 83"، والأنساب للسمعاني "10/ 156"، واللباب لابن الأثير "3/ 38" والمنتظم لابن الجوزي "8/ 280"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 205"، والعبر "3/ 259" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 91"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 319".

وَالأَدب وَالشّعر وَالكِتَابَة. صَنَّف التَّفْسِيْر الكَبِيْر وَهُوَ مِنْ أَجْوَد التَّفَاسير وَصَنَّفَ الرِّسَالَة فِي رِجَال الطّرِيقَة وَحَجَّ مَعَ الإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيّ والحافظ أبي بكر البيهقي. وسمع: وا بِبَغْدَادَ وَالحِجَاز. قُلْتُ: سَمِعُوا مِنْ هِلاَل الحَفَّار وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان وَطَبَقَتِهمَا. قَالَ: وَذكره أَبُو الحَسَنِ البَاخَرْزِي فِي كِتَاب دمِيَة الْقصر وَقَالَ: لَوْ قَرَعَ الصَّخْرَ بِسَوْطِ تَحذِيرهِ لذَاب، وَلَوْ رُبِطَ إِبليسُ فِي مَجْلِسِهِ، لِتَاب. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ أَوْلاَدُهُ، عَبْدُ اللهِ وَعبدُ الوَاحِد وأبو نصر عبد الرَّحِيْم وَعبدُ الْمُنعم وَزَاهِر الشَّحَّامِيّ وَأَخُوْهُ وَجيه وَمُحَمَّد بن الفَضْلِ الفَرَاوِي وَعَبْدُ الوَهَّابِ بن شَاه وَعبدُ الجَبَّار بن مُحَمَّدٍ الخُوَارِي وَعبدُ الرَّحْمَن بن عَبْدِ اللهِ البَحيرِيّ وَحَفِيْدُه أَبُو الأَسْعَد هِبَة الرَّحْمَن وَآخَرُوْنَ. وَمَاتَ أَبُوْهُ وَهُوَ طِفْل، فَدُفِعَ إِلَى الأَدِيْب أَبِي القَاسِمِ اليَمنِي، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الآدَاب وَكَانَتْ لِلقُشيرِي ضَيْعَة مُثْقَلَة بِالخَرَاج بِأُسْتُوا فَتعلَّم طَرَفاً مِنَ الحسَاب وَعَمِلَ قَلِيْلاً ديوَاناً ثُمَّ دَخَلَ نَيْسَابُوْر مِنْ قرِيته فَاتَّفَقَ حُضُوْره مَجْلِسَ أَبِي عَلِيٍّ الدَّقَّاق فَوَقَعَ فِي شَبكَته وَقَصُرَ أَملُه وَطَلَبَ القَبا فَوَجَد العَبَا فَأَقْبَل عَلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِطَلَب العِلْم فَمَضَى إِلَى حَلْقَة الطُّوْسِيّ وَعَلَّق التَّعليقَة وَبَرَعَ وَانْتَقَلَ إِلَى ابْنِ فُوْرَك فَتَقَدَّم فِي الكَلاَم وَلاَزَمَ أَيْضاً أَبَا إِسْحَاقَ وَنظر في تصانيف ابن الباقلاني وَلَمَّا تُوُفِّيَ حَمُوْهُ أَبُو عَلِيٍّ تردَّد إِلَى السُّلَمِيّ وَعَاشره وَكَتَبَ المَنْسُوْب وَصَارَ شَيْخ خُرَاسَان فِي التَّصُوْف وَلَزِمَ المُجَاهِدَات وَتَخَرَّج بِهِ المرِيْدُوْنَ. وَكَانَ عَديم النّظير فِي السّلوك وَالتَّذكير لطيفَ العبَارَة طَيِّبَ الأَخلاَقِ غوَّاصاً عَلَى المَعَانِي صَنَّف كِتَاب نَحْو القُلُوْب وَكِتَاب لطَائِف الإِشَارَات وَكِتَاب الجَوَاهِر وَكِتَاب أَحكَام السَّمَاع وَكِتَاب عُيُون الأَجوبَة في فنون الأسولة وكتاب المناجاة وكتاب المُنْتَهَى فِي نَكت أُوْلِي النُّهَى. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: لَمْ يَرَ الأُسْتَاذ أَبُو القَاسِمِ مِثْلَ نَفْسه فِي كَمَاله وَبرَاعته جَمَعَ بَيْنَ الشَّرِيعَة وَالحقيقَة أَصلُه مِنْ نَاحِيَة أُسْتُوَاءة وَهُوَ قُشَيْرِيُّ الأَب سُلَمِيُّ الأُمّ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كتبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً وَكَانَ حَسَنَ الْوَعْظ مَليحَ الإِشَارَةِ، يَعرِف الأُصُوْلَ عَلَى مَذْهَب الأَشْعَرِيّ، وَالفروعَ عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِيّ قَالَ لِي: وُلِدَتُ فِي ربيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بن تَاجِ الأُمَنَاءِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ عَن، أُمّ المُؤَيَّد زَيْنَب بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفتُوح عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ شَاه الشَّاذْيَاخِيّ، أَخْبَرَنَا زِينُ الإِسْلاَم أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الكَرِيْمِ بن هَوَازِن، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْملك، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عبد الأعلى، أَخْبَرْنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُوْنُسُ، عَنِ ابْنِ شهابن حَدَّثَنِي سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوْق بقرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ: إِنِّيْ لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ". فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ! فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "آمَنْتُ بهذا أنا وأبو بكر وعمر" 1. وَبِهِ إِلَى عَبْد الكَرِيْمِ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ سَمِعْتُ الحُسَيْن بن يَحْيَى سَمِعْتُ جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ نُصَيْر سَمِعْتُ الجُنَيْد يَقُوْلُ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِي: رُبَّمَا تَقَعُ فِي قَلْبِي النُّكْتَةُ مِنْ نُكَتِ القَوْمِ أَيَّاماً فَلاَ أَقْبَل مِنْهُ إلَّا شَاهِدين عَدْلَيْنِ مِنَ الكِتَاب وَالسُّنَّة. قَالَ أَبُو الحَسَنِ البَاخَرْزِي: وَلأَبِي القَاسِمِ "فَضل النُّطْق المُسْتطَاب" مَاهرٌ فِي التَّكلّم عَلَى مَذْهَب أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ خَارِجٌ فِي إِحَاطته بِالعلُوْم، عَنِ الحَدِّ البشرِي كَلِمَاتُهُ لِلمُسْتفِيدين فَرَائِد وَعَتبَات مِنْبَره لِلعَارِفِيْن وَسَائِد وَلَهُ نَظْمٌ تُتَوَّجُ بِهِ رُؤُوْس معَاليه إِذَا خُتِمَتْ بِهِ أَذنَابُ أَمَاليه. قَالَ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: وَمِنْ جُمْلَةً أَحْوَال أَبِي القَاسِمِ مَا خُصَّ بِهِ مِنَ المِحنَة فِي الدِّين وَظُهُوْرِ التعصُّب بَيْنَ الفَرِيْقَيْنِ فِي عَشْرِ سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة إِلَى سَنَة خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمَيْلِ بَعْضِ الوُلاَة إِلَى الأَهوَاء وَسَعِي بَعْض الرُّؤَسَاء إِلَيْهِ بِالتَّخليط حَتَّى أَدَّى ذَلِكَ إِلَى رَفْعِ المَجَالِس وَتَفرُّقِ شَمْلِ الأَصْحَاب وَكَانَ هُوَ المقصودَ مِنْ بَيْنهِم حَسَداً حَتَّى اضْطر إِلَى مفَارقَةَ الْوَطَن وَامتدّ فِي أَثْنَاء ذَلِكَ إِلَى بَغْدَادَ فَوَرَدَ على القائم بأمر الله ولقي قبولاً وَعُقِدَ لَهُ المَجْلِسُ فِي مَجَالِسه المُخْتصَّة بِهِ وَكَانَ ذَلِكَ بِمحضرٍ وَمرَأَى مِنْهُ وَخَرَجَ الأَمْر بِإِعزَازِهِ وَإِكرَامه فَعَاد إِلَى نَيْسَابُوْرَ وَكَانَ يَخْتَلِفُ مِنْهَا إِلَى طُوْس بِأَهْلِهِ حَتَّى طلع صُبْحُ الدَّوْلَة أَلبآرسلاَنِيَّة فَبقِي عشر سِنِيْنَ مُحتَرماً مُطَاعاً مُعَظَّماً. وَمِنْ نَظْمِهِ: سَقَى اللهُ وَقْتاً كُنْتُ أَخْلُو بِوَجْهِكُمْ ... وَثَغْرُ الهَوَى فِي رَوْضَةِ الأُنس ضَاحِكُ أَقَمْتُ زَمَاناً وَالعُيُونُ قريرةٌ ... وَأَصْبَحْتُ يومًا والجفون سوافك

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3471"، ومسلم "2388".

أَنشدنَا أَبُو الحُسَيْنِ الحَافِظ أَخْبَرَنَا، جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا، السِّلَفِيُّ أَخْبَرَنَا، القَاضِي حسنُ بنُ نَصْر بِنُهَاوند أَنشدنَا أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ لِنَفْسِهِ: البَدْرُ مِنْ وَجْهِكَ مَخْلُوْقُ ... وَالسِّحْرُ مِنْ طَرْفِكَ مَسْرُوْقُ يَا سَيِّداً تَيَّمَنِي حُبُّهُ ... عَبْدُكَ مِنْ صَدِّكَ مَرْزُوْقُ وَلأَبِي القَاسِمِ أَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً مِنْ تخريجه سمع: ناها عَالِيَة. قَالَ عبدُ الغَافِر: تُوُفِّيَ الأُسْتَاذ أَبُو القَاسِمِ صَبِيْحَةَ يَوْمِ الأَحَد السَّادِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ربيعٍ الآخر سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قلت: عاش تسعين سنة. وَقَالَ المُؤَيَّد فِي تَارِيْخِهِ: أُهدي لِلشَّيْخِ أَبِي القَاسِمِ فَرَسٌ فَرَكبه نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً فَلَمَّا مَاتَ الشَّيْخُ لَمْ يَأْكُلِ الفرسُ شَيْئاً ومات بعد أسبوع.

كريمة

4201- كريمة 1: الشَّيْخَةُ العَالِمَةُ الفَاضِلَةُ المُسْنِدَةُ أُمُّ الكِرَامِ؛ كَرِيْمَةُ بنت أحمد ابن مُحَمَّدِ بنِ حَاتِم المَرْوَزِيَّةُ المُجَاوِرَةُ بِحَرَمِ اللهِ. سَمِعَت مِنْ أَبِي الهَيْثَمِ الكُشْمِيْهَنِي صَحِيْح البُخَارِيّ وَسَمِعَتْ مِنْ زَاهِر بن أَحْمَدَ السَّرْخَسِيّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ بنِ بَامويه الأَصْبَهَانِيّ. وَكَانَتْ إِذَا رَوت قَابلت بِأَصلِهَا وَلَهَا فَهْمٌ وَمَعْرِفَة مَعَ الخَيْر وَالتَّعبد. روتِ الصَّحِيْح مَرَّات كَثِيْرَة؛ مرَّةً بقِرَاءةِ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب فِي أَيَّامِ الموسم وماتت بكرًا لم تتزوج أبدًا. حَدَّثَ عَنْهَا: الخَطِيْبُ وَأَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ وَأَبُو طَالِبٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ بَرَكَات السَّعيدي وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الفَرَّاء وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَدَقَة بن الغَزَال وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّسِيْب وَأَبُو المظفر منصور بن السمع: اني وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ: أَخَرَجَتْ كَرِيْمَةُ إِلَيَّ النُّسْخَة بِالصَّحِيْح فَقَعَدتُ بحذَائِهَا، وَكَتَبتُ سَبْعَ أَورَاق، وَقرَأْتُهَا وَكُنْتُ أُرِيْد أَنْ أُعَارِضَ وَحْدي فَقَالَتْ: لاَ حَتَّى تُعَارض مَعِي. فَعَارَضْتُ مَعَهَا. قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَيْهَا مِنْ حَدِيْثِ زَاهِر. وَقَالَ أبو بكر بن منصور السمع: اني: سَمِعْتُ الوَالِد يَذكر كَرِيْمَة وَيَقُوْلُ: وَهل رَأَى إِنْسَانٌ مِثْلَ كَرِيْمَة؟. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَسَمِعْتُ بِنْتَ أَخِي كَرِيْمَة تَقُوْلُ: لَمْ تَتزوَّج كَرِيْمَةُ قَطُّ وَكَانَ أَبُوْهَا مِنْ كُشْمِيهَن وَأُمّهَا مِنْ أَوْلاَد السَّيَّارِي وَخَرَجَ بِهَا أَبُوْهَا إِلَى بَيْتِ المَقْدِس وَعَاد بِهَا إِلَى مَكَّةَ وَكَانَتْ قَدْ بلغتِ المائَة. قَالَ ابْنُ نَقطَة: نَقَلْتُ وَفَاتهَا مِنْ خطِّ ابْن نَاصِر سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: الصَّحِيْحُ مَوْتهَا فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ. قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ الأَكْفَانِي سَنَةَ ثَلاَثٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْفِيّ قَالَ: سَمِعْتُ بِمَكَّةَ مِنْ مُخْبِرٍ بِأَنَّ كريمة توفيت في شهور هذه السنة. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الهَمْدَانِيّ: حَجَجْتُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ فَنُعيت إِلَيْنَا كَرِيْمَةُ في الطريق ولم أدركها.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 171"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 270"، والعبر "3/ 254" وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 314".

ابن الخالة

4202- ابن الخالة 1: العَلاَّمَةُ شَيْخُ الأَدَبِ أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْلِ بنِ بِشْرَانَ الوَاسِطِيُّ اللُّغَوِيُّ الحَنَفِيُّ المُعَدَّلُ. وَكَانَ جَدُّهُ لِلأُمّ هُوَ ابْنَ عَمِّ المُحَدِّث أَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان. مَوْلِدُ أَبِي غَالِب فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وسمع: من أبي القاسم علي بن كردان النَّحْوِيّ وَأَبِي الحُسَيْنِ عَلِيِّ بن دِيْنَارٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ العَلَوِيّ وَأَحْمَد بن عُبَيْد بن بِيرِي وَأَبِي الفَضْل التَّمِيْمِيّ وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ وَهِبَةُ اللهِ الشِّيْرَازِيّ وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُلاَّبِي وَخَلْق. وَبَالإِجَازَة أَبُو القاسم بن السمرقندي. قال أبو سعد السمع: اني: كَانَ النَّاسُ يَرحلُوْنَ إِلَيْهِ لأَجْل اللُّغَة وَهُوَ مُكْثِر مِنْ رِوَايَةِ كتبهَا. وَقَالَ خَمِيْس الحوزِي: قرَأَ كِتَاب سِيبَوَيْهٍ عَلَى ابْنِ كُردَان وَلاَزَمَ حَلْقَة الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ الرِّفَاعِيّ؛ تِلْمِيْذِ السيرَافِي فَكَانَ يَقُوْلُ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَشعَار العَرَب أَلْفَ ديوَان. قَالَ: وَكَانَ جَيِّد الشّعر مُعْتَزِلياً. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الْجِيلِي: كَانَ أَحَدَ شُهُوْد وَاسِط، وَكَانَ عَالِماً بِالأَدب رَاوِيَةً لَهُ؛ ثِقَةً، بارعاً فِي النَّحْوِ، صَارَ شَيْخَ العِرَاق فِي اللُّغَة فِي وَقته، وَانتهتِ الرّحلَةُ إِلَيْهِ فِي هَذَا العِلْم. .....، ثُمَّ سَرَدَ أَسْمَاء مَشَايِخه. حَدَّثَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيّ، وَأَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْد اللهِ قَاضِي البَصْرَةِ....، إِلَى أَنْ قَالَ: أنبأنا ابن السمرقندي، وأبو عبد الله بن البَنَّاء، وَمُحَمَّد بن عَلِيّ ابْن الجُلاَّبِي قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ إِجَازَة. مَاتَ فِي نِصْفِ رَجَب سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: شاخ وعمر. وفيها مات:

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 259"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "17/ 214"، وميزان الاعتدال "3/ 459"، ولسان الميزان "5/ 43"، وتبصير المنتبه "2/ 524"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 85"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 26"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 310".

الأسداباذي

4203- الأسداباذي 1: الشيخ أبو منصور أحمد عَلِيٍّ الأَسَدَابَاذِيُّ بِتَبْرِيْز. يَرْوِي عَنْ، عُبَيْد اللهِ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَغَيْره. كَذَّبَه ابْنُ خَيْرُوْنَ. قِيْلَ: عَاشَ ستاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ مُخَلِّطاً مُجَازفاً سَمَّعَ: لِنَفْسِهِ عَلَى أَبِي بكر ابن شاذان. وفيها مات:

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 325"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 258"، وميزان الاعتدال "1/ 112"، ولسان الميزان "1/ 225".

ابن أبي علانة، الطريثيثي، ابن المهتدي

ابن أبي علانة، الطريثيثي، ابن المهتدي: 4204- ابن أبي علانة 1: الشَّيْخُ أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عَلاَّنَة بِبَغْدَادَ فَجأةً فِي شَعْبَانَ. ثِقَة. حَدَّثَ عَنْ، أَبِي طَاهِر المخلص. كَتَبَ عَنْهُ الخَطِيْبُ، وَصَحَّح سَمَاعه. وَعَاشَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا تُوُفِّي بِالقُدس أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الغَرَّاء البَصْرِيّ المُقْرِئ. 4205- الطُّرَيْثِيْثِيُّ: أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الطُّرَيْثِيْثِيُّ اللَّحسَانِي، وَيُقَالُ: اللحَاسِي. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الحُسَيْنِ الخَفَّافِ وَأَبِي مُعَاذ الشَّاه، وَمُحَمَّدِ بن جَعْفَرٍ المَالِيْنِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: زَاهِرٌ الشَّحَّامِيّ وَمَنْصُوْرُ بنُ أَحْمَدَ الطُّرَيْثِيْثِيّ. بَقِيَ إِلَى سَنَةِ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. 4206- ابْنُ المُهْتَدِي 2: القَاضِي الشَّرِيْفُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ. وُلِدَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وسمع من عُثْمَان بن عِيْسَى البَاقِلاَّنِيّ الزَّاهِد، وَالحَافِظ أَبِي بَكْرٍ بنِ بُكَيْر، وَابْن رَزْقُوَيْه. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ القَاضِي، وَيَحْيَى بنُ الطَّرَّاح، وَطَائِفَة. وَمِنْ أَقْرَانِهِ: الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً قَالَ: إِنَّهُ قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى أَبِي القَاسِمِ الصَّيْدَلاَنِيّ وَسَمِعَ: مِنْهُ لَكِن لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا سَمِعَ: مِنْهُ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو طَاهِرٍ المُبَارَكُ بنُ الحُسَيْنِ الأَنْصَارِيّ البَغْدَادِيُّ الصَّفَّار. ثِقَةٌ سرِيٌّ يَرْوِي عَنْ: أَبِي أَحْمَدَ الفرضِي وَبَكْر بن مُحَمَّدِ بنِ حَيْد النَّيْسَابُوْرِيّ بِالرَّيّ. وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْد اللهِ الطَّحَّان يَوْم الْفطر. يَرْوِي عَنِ، ابْنِ سمع: ون وَكَانَ صَالِحاً. وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَاده الأَصْبَهَانِيّ القَاضِي فَجْأَة بِسوَاد العِرَاق. يَرْوِي عَنْ، أَبِي عُمَرَ بن مَهْدِيٍّ رَوَى عَنْهُ: قَاضِي المرستَان وَمفلح الدُّومِي وَابْن الطراح ويحيى بن البناء.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 257"، والإكمال لابن ماكولا "6/ 306"، والأنساب للسمعاني "9/ 101" والمنتظم لابن الجوزي "8/ 260". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 356"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 274"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 90".

ابن زيدون

4207- ابن زيدون 1: الصَّاحِبُ الوَزِيْرُ العَلاَّمَةُ، أَبُو الوَلِيْدِ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن أحمد ابن غَالِبِ بنِ زِيدُوْنَ المَخْزُوْمِيُّ القُرَشِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ الشَّاعِرُ حَامِلُ لِوَاءِ الشِّعْرِ فِي عَصْرِهِ. قَالَ ابْنُ بَسْام: كَانَ غَايَةَ مَنثُوْرٍ وَمنظومٍ وَخَاتمَةَ شُعَرَاء بَنِي مَخْزُوْمٍ أَحَدَ مَنْ جرَّ الأَيَّام جراً وَفَاق الأَنَام طُرّاً وَصرَّف السُّلْطَانَ نَفعاً وَضرّاً وَوسَّع البيَانَ نَظماً وَنثراً إِلَى أَدب مَا لِلبحر تدفُّقُه وَلاَ لِلبدر تَأَلُّقُه وَشعرٍ لَيْسَ لِلسِّحر بيَانُه وَلاَ لِلنجومِ اقترَانُهُ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ وُجُوه الفُقَهَاء بقُرْطُبَة فَانْتقل مِنْهَا إِلَى عِنْد صَاحِب إِشبيليَة المُعْتَضِد بن عَبَّادٍ بَعْد الأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَجَعَله مِنْ خوَاصِّه وَبَقِيَ مَعَهُ فِي صُوْرَة وَزِيْر وَهُوَ صَاحِبُ هَذِهِ الكَلِمَة البَدِيْعَة: بِنْتُمْ وَبِنَّا فَمَا ابْتَلَّتْ جَوَانِحُنَا ... شَوْقاً إِلَيْكُمُ وَلاَ جفّت مآقينا كُنَّا نَرَى اليَأْسَ تُسْلِيْنَا عَوَارِضُهُ ... وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لِليَأْسِ يُغْرِينَا نَكَادُ حِيْنَ تُنَاجِيْكُمْ ضَمَائِرُنَا ... يَقضِي عَلَيْنَا الأَسَى لَوْلاَ تَأَسِّيْنَا حَالَتْ لِفَقْدِكُمْ أَيَّامُنَا فَغَدَتْ ... سُوْداً وَكَانَتْ بِكُمْ بِيْضاً لَيَالِيْنَا لِيُسْقَ عَهْدُكُم عَهْد السُّرُوْر فَمَا ... كُنْتُم لأَرْوَاحِنَا إلَّا رَيَاحِيْنَا تُوُفِّيَ فِي رَجَب سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَقَدْ وَزَرَ ابْنُهُ أَبُو بكر للمعتمد بن عباد.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 139"، والعبر "3/ 253"، والنجوم الزاهرة "5/ 88".

ابن المهتدي بالله

4208- ابن المهتدي بالله 1: الإِمَامُ العَالِمُ الخَطِيْبُ المُحَدِّثُ الحُجَّةُ مُسْنِدُ العِرَاقِ أَبُو الحُسَيْنِ؛ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ محمد بن المهتدي بالله أمير المؤمنين محمد بن الوَاثِقِ هَارُوْنَ بنِ المُعْتَصِمِ الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ البَغْدَادِيُّ المَعْرُوفُ بِابْنِ الغَرِيْقِ سَيِّدُ بَنِي هَاشِمٍ فِي عَصْرِهِ. وُلِدَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: الدَّارَقُطْنِيّ وَعُمَر بنَ شَاهِيْن فَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُمَا وَعَلِيَّ بنَ عُمَرَ السُّكَّرِيّ وَمُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ بنِ دُوسْت وَأَبَا الفَتْح يُوْسُفَ الْقَوَّاس وَأَبَا القَاسِمِ بن حَبَابَةَ وَأَبَا الطّيب عُثْمَانَ بنَ مُنتَاب وَأَبَا حفص الكناني وَالمُخَلِّص وَعِيْسَى بن الوَزِيْر وإِدْرِيْسَ بن عَلِيٍّ وعلي بن عمر المالكي القصار وعدة. ومشيخته في جزين مرويَة. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ وَالحُمَيْدِيُّ وَشُجَاعٌ الذُّهْلِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ طَرْخَان التُّرْكِي وَالمُفْتِي يُوْسُفُ بنُ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِي وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَارقِي وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عبد البَاقِي الفَرَضِي وَيُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ وَالقَاضِي أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيّ وَأَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّاز وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً نبيلاً وَلِيَ القَضَاءَ بِمدينَة المَنْصُوْر وَهُوَ مِمَّنْ شَاع أَمرُه بِالعِبَادَة وَالصَّلاَح حَتَّى كَانَ يُقَالُ لَهُ: رَاهِبُ بَنِي هَاشِمٍ كَتَبْتُ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو سعد السمع: اني: حَاز أَبُو الحُسَيْنِ قَصَب السَّبقَ فِي كُلِّ فَضِيْلَة عقلاً وَعلماً وَديناً وَحَزْماً وَوَرِعاً وَرَأْياً وُقف عَلَيْهِ عُلو الرِّوَايَة وَرَحَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ من البلاد ثقل سمع: هـ بِأَخَرَة فَكَانَ يَتولَّى القِرَاءة بِنَفْسِهِ مَعَ عُلُوِّ سِنِّه وَكَانَ ثِقَةً حُجَّةً نبيلاً مُكْثِراً. وَقَالَ أُبَيٌّ النَّرْسِيّ: كَانَ ثِقَةً يَقرَأُ لِلنَّاسِ وَكَانَتْ إحدى عينيه ذاهبة.

_ ترجمته في بغداد "3/ 108"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 283"، والعبر "3/ 260"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 324".

وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: كَانَ صَائِم الدَّهْر زَاهِداً وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنِ، الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن دُوْست وَهُوَ ضَابط مُتَحَرٍّ أَكْثَر سماعاته بِخَطِّهِ مَا اجْتَمَع فِي أَحَدٍ مَا اجْتَمَع فِيْهِ قضَى سِتّاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً وَخَطَبَ ستاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً لَمْ تُعرف لَهُ زَلَّة وَكَانَتْ تِلاَوَتُهُ أَحْسَن شَيْء. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ الخَاضبَة: رَأَيْتُ كَأنَّ القِيَامَةَ قَدْ قَامت وَكَانَ مَنْ يَقُوْلُ: أَيْنَ ابْن الخَاضبَة؟ فَقِيْلَ لِي: ادْخُلِ الجَنَّة فَلَمَّا دَخَلتُ اسْتلقيتُ عَلَى قفَاي وَوضعت إِحْدَى رِجْلَيَّ عَلَى الأُخْرَى وَقُلْتُ: آهُ! استرحت والله من النسخ. فرفعت رأسي فإذا بِبَغْلَة مُسرَجَة مُلْجَمَة فِي يَد غُلاَم فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقَالَ: لِلشَرِيْف أَبِي الحُسَيْنِ بنِ الغرِيق. فَلَمَّا كَانَ فِي صَبِيْحَةِ تِلْكَ اللَّيْلَة نُعِيَ إِلَيْنَا أَبُو الحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ. وَقَالَ الزَّاهِدُ يُوْسُفُ الهَمَذَانِيّ: انْطرش أَبُو الحُسَيْنِ فَكَانَ يَقرَأُ عَلَيْنَا وَكَانَ دَائِمَ العِبَادَة قرَأَ عَلَيْنَا حَدِيْث المَلَكَيْنِ فَبَكَى بُكَاء عَظِيْماً، وَأَبَكَى الحَاضِرِيْنَ. قَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: مَاتَ فِي أَوّلِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَفِيْهَا مَاتَ: السُّلْطَانُ عَضدُ الدَّوْلَة أَبُو شُجَاعٍ آرسلاَن بن جَغْرِيبَك وَاسم جَغْرِيبَك: دَاوُد بن مِيكَال بن سَلْجُوْق بن تُقَاق بن سَلْجُوْق التركِيّ الْملك العَادل وَجدُّهم تُقَاق تَفْسِيْره: قَوس حَدِيد فكان أول من أسلم من التُّرك مِنَ السَّلْجُوْقيَّة لَهُ ممَالِكُ وَاسِعَة وَموَاقفُ مَشْهُوْدَة وَتَرْجَمَتُهُ فِي "تَارِيخ الإِسْلاَم". وَفِيْهَا مَاتَ: المَلكُ ملكُ الأُمَرَاء نَاصِر الدَّوْلَة حُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ حُسَيْن ابْن صَاحِب المَوْصِل نَاصِر الدَّوْلَة بن حَمْدَان؛ أَحَدُ الأَبْطَال جرت لَهُ حُرُوْبٌ وَعَجَائِب وَأَظهر بِمِصْرَ السُّنَّة وَكَانَ عَمَّالاً عَلَى إِقَامَة الدَّوْلَة لِبَنِي العَبَّاسِ وَقَهْرِ العُبَيْدِيَّة وَتَهَيَّأَت لَهُ الأَسبَابُ وَترك المُسْتنصر عَلَى بَرْد الدِّيَار وَأَبَاد الكِبَار إِلَى أَنْ وَثَبَ عَلَيْهِ أَترَاكٌ فَقتلُوْهُ وَقَدْ وَلِي نِيَابَة دِمَشْق مرَّة وأبوه سيف الدولة.

الحفصي، الصيرفي

الحفصي، الصيرفي: 4209- الحفصي 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ، أَبُو سَهْلٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ المَرْوَزِيُّ، الحَفْصِيُّ، رَاوِي "صَحِيْح البُخَارِيّ"، عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ الكُشْمِيهَنِيِّ، صَاحِبِ الفِرَبْرِيّ. حَدَّثَ بِهِ بِمَرْو وَنِيسَابور. وَكَانَ رَجُلاً مُبَاركاً مِنَ العوَام، أَكرمَهُ نِظَامُ المُلْكِ وَسَمِعَ: مِنْهُ وَوَصَلَهُ بِجملَة. رَوَى عَنْهُ: الشَّيْخ أَبُو حَامِدٍ الغزَالِي وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن وَعَبْدُ الوَهَّابِ بن شَاه الشَّاذِيَاخِي وَوجيهُ بنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيّ وَهبَةُ الرَّحْمَن حَفِيْدُ القُشَيْرِيّ وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قال أبو سعد السمع: اني: لم يحدث بالصحيح بمرو وحمله النظام الوزير إلى نيسابور فحدث بالصحيح فِي النِّظَامِيَّة وَسَمِعَ: مِنْهُ عَالَمٌ لاَ يُحصَوْنَ وَانْصَرَفَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَفِيْهَا مَاتَ. وَهُوَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ سَعِيْدِ بنِ حَفْص فَنُسِبَ إِلَى الْجد فَقِيْلَ: الحَفْصِي. وَقِيْلَ: مَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ جُمَاهَر بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَجْرِيّ الطُّلَيْطُلِيّ شَيْخُ المَالِكِيَّة، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بن عمر بنِ يُوْنُس الأَصْبَهَانِيّ، وَعَائِشَةُ بِنْتُ حسن الوَرْكَانِيَّة، وَالفَقِيْه عبدُ الحَقّ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّقَلِي، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِي مُحَدِّثُ دِمَشْقَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ اللَّيْثِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَطَّار، وَأَبُو المَكَارِمِ مُحَمَّدُ بنُ سُلْطَان بن حَيُّوس الفَرَضِي، وَأَبُو بَكْرٍ يَعْقُوْبُ بن أحمد الصيرفي. 4210- الصيرفي 2: الشَّيْخُ الرَّئِيْسُ الثِّقَةُ، المُسْنِدُ، أَبُو بَكْرٍ؛ يَعْقُوْبُ بن أحمد بن محمد النيسابوري. سمع: أبا محمد المخلدي وأبا الحسين الخفاف وَأَبَا نُعَيْمٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَزْهَرِيّ وَأَبَا عَبْدِ اللهِ الحَاكِم. حَدَّثَ عَنْهُ: محمد بن الفضل الفراوي وزاهر بن طاهر وَأَخُوْهُ وَجيه وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن وَهبَةُ الرَّحْمَن ابْن القُشَيْرِيّ وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ صَحِيْح الأُصُوْل مُحْتَشِماً. مَاتَ فِي سَابع رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَقَعَ لَنَا من عواليه بإجازة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 175"، واللباب لابن الأثير "1/ 376"، والعبر "3/ 261" وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 325". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ص 1160"، والعبر "3/ 262"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 325".

جابر بن ياسين، الغندجاني

جابر بن ياسين، الغندجاني: 4211- جابر بن ياسين 1: ابن حَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُوَيْه الشَّيْخُ المُسْنِدُ أَبُو الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ الحِنَّائِي العَطَّارُ. سَمِعَ: أَبَا حَفْصٍ الكَتَّانِي وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص. وَعَنْهُ: الخَطِيْبُ وَالحُمَيْدِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ البَاقِي وَأَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّاز وَيَحْيَى بنُ الطّرَّاح وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيّ وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي شَوَّال سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ الخطيب: كتبت عنه وسماعه صحيح. وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ المَخْبَزِي وأبو منصور بكر بن محمد ابن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حِيْد وَالمُعتضد عَبَّاد بنُ مُحَمَّدٍ وَالشَّرِيْف أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ فِي جُمَادَى الأُوْلَى عَنْ، ثَمَانِيْنَ سنة. 4212- الغندجاني 2: مُسْنِدُ وَاسِطَ الثِّقَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ؛ الحَسَنُ بنُ أحمد بن موسى بن داذ ابن فَرُّوْخٍ الغَنْدَجَانِيُّ. مَوْلِدُهُ بِبَغْدَادَ: فَأَكْثَرَ بَاعتنَاء أَبِيْهِ وَابْنِ عَمِّهِ أَبِي أَحْمَدَ عَبْد الوَهَّابِ بن مُحَمَّدٍ عَنِ، المُخَلِّص وَعُمَر الكَتَّانِي وَأَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِي وَإِسْمَاعِيْل الصَّرْصَرِي وَابْنِ مَهْدِيّ. وَسكنَ الأَهْوَاز ثُمَّ وَاسطاً؛ كَانَ عَامِلهَا. رَوَى عَنْهُ: الحُمَيْدِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الجُلاَّبِي، وَطَائِفَة. قَالَ خَمِيْس: هُوَ نبيلٌ جَلِيْل صَحِيْحُ الأُصُوْل صَدُوْقٌ ثِقَةٌ مَاتَ فِي أَوَاخِر سَنَة سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَع مائَة. وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: مَاتَ في أول جمادى الأولى سنة ثمان.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 239"، والأنساب للسمعاني "4/ 244"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 274"، والعبر "3/ 256"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 316". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "9/ 180- 181".

الكتاني

4213- الكتاني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، المُفِيدُ الصَّدُوْقُ، مُحَدِّثُ دِمَشْقَ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ سُلَيْمَانَ التَّمِيْمِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، الكَتَّانِي، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ: تَمَّام بن مُحَمَّدٍ الرَّازِيّ وَصَدَقَة بن الدَّلم وَأَبَا نَصْر بن هَارُوْنَ وَأَبَا مُحَمَّدٍ بن أَبِي نَصْرٍ وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَطَّان وَخَلْقاً كَثِيْراً بِدِمَشْقَ وَأَحْمَدَ وَمُحَمَّدَ ابْنَي الصيَّاح بِبلَد وَمِنْ أَبِي الحَسَنِ بن الحمَّامِي وَعَلِيِّ بن دَاوُدَ الرَّزَّاز وَمُحَمَّد بن الرُوزبَهَان وأبي القاسم الحرفِي وَخَلْق بِبَغْدَادَ وَسَمِعَ: بِالمَوْصِل وَمَنبِج وَنصِيْبين وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازل حَتَّى إِنَّهُ كتب تَارِيخ بَغْدَاد عَنْ، أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْب وَالحُمَيْدِيّ، وَأَبُو الفتيَان الدِّهِسْتَانِي، وَأَبُو القَاسِمِ النسيب، وهبة الله بن الأكفاني، وعبد الكريم بن حَمْزَةَ، وَإِسْمَاعِيْلُ ابْن السَّمَرْقَنْدِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَقِيْل الفَارِسِيّ، وَأَبُو المُفَضَّل يَحْيَى بن عَلِيٍّ القُرَشِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَمَعْرِفَتُهُ متوسطَةٌ، وَأَوّلُ سَمَاعه فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: كتَبَ عَنِّي وَكَتَبتُ عَنْهُ وَهُوَ مُكْثِر مُتْقِن. وَقَالَ الخَطِيْبُ: ثِقَةٌ أَمِيْن. وَقَالَ الأَكْفَانِي: كَانَ كَثِيْرَ التِّلاَوَة صَدُوْقاً سلِيمَ المَذْهَب. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ ابْنُ الأَكْفَانِي: أَجَاز لِكُلِّ مِنْ أَدْرَكَ حيَاته قَبْل مَوْته مَرْوِيَّاتِهِ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ بِهَذِهِ الإِجَازَة مَحْفُوْظُ بنُ صَصْرَى وَجَمَاعَة. وَكَانَ مُديماً لِلتِّلاَوَة مُكِبّاً عَلَى طلب الحَدِيْث وَقَدِ اشتَاق أَبُوْهُ إِلَيْهِ وَسَافَرَ خَلفه إِلَى بَغْدَادَ فَوَجَده قَدْ طبخ رُزّاً بلحم فقربه إليه فقال: يا بنِي! قَدْ عَرَفْتَ عَادتِي وَكَانَ قَدْ هجر أَكل الرّز خَشْيَة أَنْ يَبْتَلِعَ فِيْهِ عَظْماً فِيقتله فَقَالَ: كُلّ لاَ يَكُوْن إلَّا الخَيْر. فَأَكَلَ فَابْتلع عظماً فَمَاتَ. رَوَاهَا ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ، جمَال الإِسْلاَم عَنِ، ابْنِ أَبِي العَلاَءِ أَوْ عَنِ، الكَتَّانِي. وَكَانَ أَبُوْهُ صُوْفِياً يُكْنَى أبا طاهر؛ حدث عن: يوسف الميانجي.

_ ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 187"، والأنساب للسمعاني "10/ 353"، واللباب لابن الأثير "3/ 83" وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1024"، والعبر "3/ 261"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 96" وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 325".

الإسماعيلي، الترابي

الإسماعيلي، الترابي: 4214- الإسماعيلي: الإِمَامُ الوَاعِظُ المُعَدَّلُ، أَبُو الحَسَنِ؛ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أَحْمَدَ الإِسْمَاعِيْلِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَاكِمُ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الحُسَيْنِ الخفَّاف، وَيَحْيَى بن إِسْمَاعِيْلَ الحَرْبِيّ، وَأَبِي العَبَّاسِ السَّلِيْطِي، وَأَبِي عَلِيٍّ الروذباري وجماعة. وحدث بسنن أَبِي دَاوُدَ عَنِ، الحَسَنِ بنِ دَاوُدَ بن رضوان السمرقندي؛ صاحب ابن داسه. وقيل: سمع: هـ أَيْضاً مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الرُّوْذْبارِي. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن وَزَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيّ وَأَخُوْهُ وَجيه وَعبدُ الغَافِرِ بن إسماعيل. ووثقه عبد الغافر والسمع: اني. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِيْنَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ عَنْ، عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا، زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ أَخْبَرَنَا، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ أَخْبَرَنَا، أَبُو الحُسَيْنِ الخَفَّافُ أَخْبَرَنَا، أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا، هَنَّادُ بنُ السَّرِيّ حَدَّثَنَا، وَكِيْعٌ عَنْ، عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ عَنْ، أَبِيْهِ عَنِ، ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "لاَ يَتَحَرَّى أَحَدُكُم بِصَلاَةٍ طُلُوْعَ الشَّمْسِ وَلاَ غُرُوبَهَا" 1. عَبْدُ اللهِ بنُ نافع ضعفوه. 4215- الترابي 2: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ خُرَاسَانَ، أَبُو بَكْرٍ؛ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الهَيْثَمِ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيُّ الترَابِي. حَدَّثَ وَعُمِّر وَتَفَرَّد عَنْ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الرَّازِيُّ؛ صَاحِب ابْن الضُّرَيْس وَالحَاكِم أَبِي الفَضْل مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الحدَّادِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمُّوَيْه السَّرَخْسِيُّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيّ المَرْوَزِيّ وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: الإمام أبو المظفر السمع: اني وَعَلِيُّ بنُ الفَضْلِ الفَارْمَذِي وَمَحُيِي السّنَة البَغَوِيّ وآخرون. مَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ سِتٌّ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً وَلَمْ يقع لي حديثه إلَّا بنزول.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "585"، ومسلم "828"، من طريق نافع، عن ابن عمر، به. 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "1/ 534"، والأنساب للسمعاني "3/ 35"، واللباب لابن الأثير "1/ 210".

ابن حيد، محمد بن مكي

ابن حيد، محمد بن مكي: 4216- ابن حيد 1: الأَجَلُّ المُسْنِدُ المَعْرُوفُ بِالشَّيْخِ المُؤْتَمن أَبُو مَنْصُوْرٍ بكر بنُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَيْدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ التَّاجِرُ. حَدَّثَ بهَمَذَان وَبِبَغْدَادَ وَتَنَقَّل فِي التّجَارَة. يَرْوِي عَنْ: أَبِي الحُسَيْنِ الخَفَّاف وَمُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ العَلَوِيّ وَابْنِ عَبْدوس وَابْن بامُويه. قَالَ شِيْرَوَيْه: فَاتَنِي السَّمَاعُ مِنْهُ. وقال السمع: اني: حَدَّثَنَا، عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي الأَنْصَارِيّ وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ الحمَّامِي وَسَمِعَ: مِنْهُ جَدِّي وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وستين وأربع مائة. 4217- محمد بن مكي 2: ابن عثمان المُحَدِّثُ، المُسْنِدُ، أَبُو الحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ المِصْرِيُّ. سَمِعَ: القَاضِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الحَلَبيّ وَمُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ الإِخْمِيْمِيّ وَالمُؤَمَّل بن أَحْمَدَ الشَّيْبَانِيّ وَالمَيْمُوْنَ بن حَمْزَةَ الحُسَيْنِيّ وَعبدَ الكَرِيْم بنَ أَبِي جدَار الصَّوَّاف وَأَبَا مُسْلِمٍ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ الكَاتِب وَأَبَا عليّ أَحْمَدَ بن خُرَّشيذ قوْله وَجدَّه لأُمِّهِ أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بن رُزَيْق البَغْدَادِيّ وَطَائِفَة. حَدَّثَ بِدِمَشْقَ وبمصر.

_ 1ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 97"، والأنساب للسمعاني "3/ 9 - 10"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 274" والعبر "3/ 256". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ص 1158"، والعبر "3/ 248"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 84" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 309".

رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَابْنُ مَاكُوْلا وَالفَقِيْه نَصْرٌ المَقْدِسِيّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيّ وَعَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّسِيْب وَهِبَةُ الله بن الأَكْفَانِيِّ وَعَبْد الكَرِيْمِ بن حَمْزَةَ وَطَاهِرُ بنُ سَهْلٍ الإِسفرَايينِيّ وَأَبُو القَاسِمِ ابْن بطرِيق وَعِدَّة. وَثَّقَهُ الكَتَّانِي وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي نِصْفِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. مَوْلِده كَانَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وثلاث مائة. سمع: وه فِي الصّغر. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ أَخْبَرَنَا، أَبُو القَاسِمِ عبدُ الصَّمد بن مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّ مائَة أَخْبَرَنَا، طَاهِرُ بنُ سَهْل سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَة أَخْبَرَنَا، أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيّ أَخْبَرَنَا، جَدِّي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رُزَيْق حَدَّثَنَا، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ رِشْدِيْنَ المَهْرِيّ أخبرنا، الحارث بن مِسْكِيْن حَدَّثَنَا، ابْنِ عُيَيْنَة عَنِ، الزُّهْرِيِّ عَنْ، سَالِمٍ عَنْ، أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اقْتُلُوا الحَيَّاتِ وَذَا الطُّفْيَتَينِ وَالأَبْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ البَصَر وَيُسْقِطَانِ الحَبَل".

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3297"، ومسلم "2233"، وأبو داود "5252".

الأزهري

4218- الأزهري 1: العَدْلُ المُسْنِدُ الصَّدُوْقُ أَبُو حَامِدٍ؛ أَحْمَدُ بنُ الحسن بن محمد ابن الحَسَنِ بنِ أَزْهَر الأَزْهَرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشُّروطِيُّ مِنْ أَوْلاَد المُحَدِّثِيْنَ. سَمِعَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ المَخْلَدي، وَأَبِي سَعِيْدٍ بنِ حَمدُوْنَ، وَأَبِي الحُسَيْنِ الخفَّاف. وَلَهُ أُصُوْل مُتْقَنَة. حَدَّثَ عَنْهُ: زَاهِرٌ وَوجيه ابْنَا طَاهِر وَعبدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ وَآخَرُوْنَ. توفي في رجب سنة ثلاث وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة وَلَهُ بَصَرٌ بِالشروط. وَقَعَ لِي مِنْ عواليه.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 252"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1131"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 311".

المليحي، المعتضد

المليحي، المعتضد: 4219- المليحي 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ هَرَاةَ، أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ بنِ أَبِي حَاتِمٍ المَلِيْحِيّ الهَرَوِيُّ. سَمِعَ: أَبَا مُحَمَّدٍ المَخْلَديّ، وَأَبَا الحُسَيْنِ الخفَّاف، وَعبدَ الرَّحْمَن بن أَبِي شُرَيْح، وَمُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ سَمْعَان، وَأَبَا حَامِدٍ أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ اللهِ النُّعيمِي، وَجَمَاعَة. وَرَوَى صَحِيْح البُخَارِيّ عَنِ، النُّعيمِي. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحيِي السُّنَّة أَبُو مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ وَخَلَفُ بنُ عَطَاءٍ المَاوَرديّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مَنْصُوْرٍ المُقْرِئ وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفُضَيْلِي وَآخَرُوْنَ. قَالَ المُؤتمنُ السَّاجِيّ: كَانَ ثِقَةً صَالِحاً قَديمَ الْمولد سَمَاعُه لِلْبُخَارِيِّ بقِرَاءة أَبِي الفَتْح بن أَبِي الفوَارس. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الكُتبِيّ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ سِتٌّ وَتِسْعُوْنَ سنة. ومليح: من قرى هراة. 4220- المعتضد 2: صَاحِبُ إِشْبِيْلِيَة أَبُو عَمْرٍو عَبَّادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبَّادٍ اللَّخْمِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ ابْنُ القَاضِي أَبِي القَاسِمِ. حكم أَبُوْهُ عَلَى إِشبيليَة مُدَّةً وَمَاتَ فِي سَنَةِ 433 فَقَامَ عبَّادُ بَعْدَهُ وَتلقَّب بِالمُعْتَضِد بِاللهِ. وَكَانَ شَهْماً مَهِيْباً شُجَاعاً صَارِماً جرَى عَلَى قَاعِدَة أَبِيْهِ مُدَّة ثُمَّ خُوطِبَ بِأَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ. قتل جَمَاعَةً صَبْراً وَصَادر الكِبَارَ وَتَمَكَّنَ. اتَّخَذَ فِي قصره خشباً جَلَّلَهَا برُؤُوْس أُمَرَاء وَكِبَار وَكَانُوا يُشَبِّهونه بِالمَنْصُوْر لَكِن مملكَة هَذَا سعَةُ سِتَّة أَيَّام وَمملكَةُ أَبِي جعفر

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ص 1131"، والعبر "3/ 254"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 119"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 314". 2ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 23"، والعبر "3/ 256"، وتاريخ ابن خلدون "4/ 156" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 90" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 316".

مسيرَةُ ثَمَانِيَة أَشهر، فِي عرض أَشهر وَقَدْ هَمَّ ابْنُه بِقَتْلِهِ فَمَا تَمَّ لَهُ وَسَجَنَهُ أَبُوْهُ ثُمَّ قَتَلَهُ ثُمَّ عهد بِالمُلك إِلَى ابْنِهِ المُعْتَمِد مُحَمَّد، وَكَانَ جَبَّاراً عسوَفاً. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَقَامَ بَعْدَهُ ابنه. قِيْلَ: لَمَّا رَأَى مَيْلَ الكِبَار إِلَى خَلِيْفَةٍ مَرْوَانِي أَخْبَرَهم بِأَنَّ المُؤَيَّد بِاللهِ الَّذِي زَالَ مُلْكه سَنَةَ أَرْبَعِ مائَة عِنْدَهُ وَأَحضر جَمَاعَةً شَهِدُوا لَهُ وَقَالَ: أَنَا حَاجِبهُ. وَأَمر بذِكره عَلَى المَنَابِر وَاسْتمرَّ ذَلِكَ مُدَّةً إِلَى أَنْ نَعَاهُ إِلَى النَّاسِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَزَعَمَ أَنَّهُ عَهِدَ إِلَيْهِ بِالخِلاَفَةِ. وَهَذَا مُحَالٌ لاَ يَروجُ أَصلاً وَلَوْ كَانَ المُؤَيَّدُ حَيّاً إِلَى حِيْنَ نَعَاهُ لَكَانَ ابْنُ مائَة عَامٍ وَزِيَادَة. وَقِيْلَ: إِنَّ طَاغِيَة الفِرَنْج سَمَّ المُعتضد فِي ثِيَابٍ أَهدَاهَا لَهُ.

عبد الرحيم بن أحمد

4221- عبد الرحيم بن أحمد 1: ابن نصر بن إسحاق بن عمرو الإِمَامُ الحَافِظُ الجَوَّال أَبُو زَكَرِيَّا التَّمِيْمِيُّ البُخَارِيُّ. سَمِعَ: بِالشَّامِ وَالحِجَازِ وَاليَمَنِ وَمِصْر وَالعِرَاق وَالثَّغْر وَخُرَاسَان وَبُخَارَى وَالقَيْرَوَان. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الكَاتِب وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ غُنْجَار وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْن بن الحُسَيْنِ الحَليمِي وَحَمْزَةَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ المُهَلَّبِيّ وَأَبِي عُمَرَ بنِ مَهْدِيّ الفَارِسِيّ وَهِلاَلِ بنِ مُحَمَّدٍ الحَفَّار وَأَبِي مُحَمَّدٍ بن البَيِّع؛ صَاحِب المَحَامِلِيّ وتمام بن محمد الرازي وعبد الغني ابن سعيد الحافظ، وخلق كثير. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الجبَّان المُرِّيّ؛ أَحَدُ شُيُوْخِهِ وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحِنَّائِي وَالفَقِيْه نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ وَمشرَّف بن عَلِيٍّ وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الفَرَّاء وَجمِيْلُ بنُ يُوْسُفَ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ وَعِدَّةٌ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَأَكْبَر شَيْخ لَهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزدَاذ، صَاحِب ابْن أَبِي حَاتِمٍ. قَالَ الرَّازِيّ فِي "مَشْيَخَته": دَخَلَ أَبُو زَكَرِيَّا بلاَدَ المَغْرِب وَبلاَدَ الأَنْدَلُس، وَكَتَبَ بِهَا وَفِي شُيُوْخه كَثْرَة وَكَانَ مِنَ الحُفَّاظِ الأَثْبَاتِ، وَمَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1019"، والعبر "3/ 248"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 84"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 309".

وَقَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: حَدَّثَنَا، سَعْد الزَّنْجَانِي قَالَ: لَمْ يَرْوِ كِتَابَ مُشْتَبه النسبَة عَنْ، مُؤَلّفه عَبْد الغَنِيِّ سِوَى ابْنِ بِنْته عَلِيِّ بنِ البقاء وَابْن عَبْد الرَّحِيْمِ البُخَارِيّ حَدَّثَ بِهِ. فِي قَوْل الزَّنْجَانِيّ، نَظَرٌ فَإِنَّ رشَأَ بن نَظيف قَدْ رَوَاهُ أَيْضاً، وَهُوَ وَعبدُ الرَّحِيْم ثِقَتَانِ، وَاللهُ أَعْلَمُ. أَنْبَأَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ عَنِ، القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا، أَبِي أَخْبَرَنَا، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّم حَدَّثَنَا، عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِي أَخْبَرَنَا، أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَبْدِ اللهِ المُرِّيّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ البُخَارِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا أَخْبَرَنَا، أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الكَاتِب بِبُخَارَى أَخْبَرَنَا، أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا، قَيْسُ بنُ أُنَيْف حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ المَكِّيّ حَدَّثَنَا، عَبْدُ اللهِ بنُ مَيْمُوْنٍ القَدَّاحُ عَنْ، جعفر بن محمد عَنْ، أَبِيْهِ عَنْ، جَدِّهِ عَنْ، عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اغْسِلُوا ثِيَابَكُمْ وَخُذُوا مِنْ شُعُوْرِكُمْ وَاسْتَاكُوا وَتَزَيَّنُوا. فَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيْلَ لَمْ يَكُوْنُوا يَفعلُوْنَ ذَلِكَ فَزَنَتْ نِسَاؤُهُم"1. أَخْبَرَنَا، الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدّيباجِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ الجَارُوْدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ إِمْلاَءً، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَصْرِيّ بِبَيْتِ المَقْدِس، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلامٍ الطَّرَسُوْسِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَسُوْسِيّ، حَدَّثَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّد ابْنَا عُبيد قَالاَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سُوَيْد بنِ غَفَلَة: سَمِعْتُ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُوْلُ: "إِذَا حَدَّثْتُكُم عَنْ، رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِشَيْءٍ فَإِنِّي وَاللهِ لأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخطفَنِي الطَّيرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ وَإِذَا حَدَّثْتُكُم فِيمَا بَيْنَنَا فَإِنَّ الحَرْبَ خَدْعَةٌ". أَخْرَجَهُ مُسْلِم2. وَمَات مَعَهُ أَبُو مَعْمَر أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَالَكِي الهَرَوِيّ؛ رَاوِي الجَعْدِيَّات عَنِ، ابْنِ أَبِي شُرَيْح وَأَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسْعُوْدٍ الجُذَامِيّ البزليَانِي القَاضِي؛ صَاحِب ابْنِ زَرب وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُفَرِّج عَنْ، مائَة سَنَةٍ وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيّ بن عُثْمَانَ الأَزْدِيّ المِصْرِيّ وَمُقْرِئ مِصْر أَبُو الحُسَيْنِ نَصْرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيّ وَمُحَدِّثُ بُخَارَى عُمَرُ بنُ مَنْصُوْرٍ البَزَّاز وَأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ الكَاتِب وَقَدْ شَاخَ وَالمُظَفَّرُ بنُ الحَسَنِ سِبْطُ ابْنِ لاَل الهَمَذَانِيّ وَأَبُو طَاهِرٍ عبدُ البَاقِي بن مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيّ صهر هبَة وَأَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي حَنِيْفَةَ؛ رَوَى عَنْ، أَحْمَدَ السُّوْسَنْجِرِدِيّ وَمُخْتَارِ بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ النَّجَّار؛ أَحَد الشُّعَرَاء وَالقُدْوَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ البَرَدَانِي زاهد بغداد.

_ 1 ضعيف جدا: آفته عبد الله بن ميمون القداح، قال أبو حاتم: متروك. 2 وقال البخاري: ذاهب الحديث. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. 2 صحيح أخرجه البخاري "3611"، ومسلم "1066"، وأبو داود "4767"، والنسائي "7/ 119".

القاضي حسين

4222- القاضي حسين 1: ابن محمد بن أحمد العلامة شيخ الشافعية بخراسان أبو علي المَرُّوْذِيُّ. وَيُقَالُ لَهُ أَيْضاً: المَرْوَرُّوْذِيّ الشَّافِعِيّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي نُعَيْمٍ سِبْط الحَافِظ أَبِي عوَانَة. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ المَنِيْعِيّ وَمُحيِي السُّنَّة البَغَوِيّ وَجَمَاعَة وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ الوُجُوه فِي المَذْهَب. تَفقَّه بِأَبِي بَكْرٍ القفَال المَرْوَزِيّ. وَلَهُ التعليقة الكبرى والفتاوى وَغَيْر ذَلِكَ وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ وَكَانَ يُلَقَّبُ بحَبْر الأُمَّة. وَمِمَّا نقل فِي التعليقَة أَنَّ البَيْهَقِيّ نَقلَ قَوْلاً لِلشَّافعِيّ: أَنَّ المُؤَذِّن إِذَا ترك التَّرْجِيع فِي أَذَانه لَمْ يَصحَّ أَذَانُه. وَقِيْلَ: إِنَّ إِمَام الحَرَمَيْنِ تَفَقَّهَ عَلَيْهِ أيضًا. ومن أنبل تلامذته محيي السّنَّة صَاحِب التَّهْذِيب. مَاتَ القَاضِي حُسَيْن بِمَرْو الرُّوْذ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سِيَاوش الكَازرُوْنِيّ وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الصَّمد اللبَّاد المُقْرِئ وَعَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ التِّنِّيْسِيّ ابْن النَّحَّاسِ وَوَالِد قَاضِي المارستان وعبد الله ابن إِبْرَاهِيْمَ بنِ كُبَيْبَة الدِّمَشْقِيّ وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْل الوَاسِطِيّ ابْنُ الخَالَة وَالمُفْتِي مُحَمَّدُ بنُ عتاب بقُرْطُبَة وَأَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الغَرَّاء بِبَيْتِ المَقْدِس وَصَاحِبُ الْغرب أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ اللَّمْتونِي.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 134"، والعبر "3/ 249"، وطبقات الشافعية للسبكي "4/ 356"، وتبصير المنتبه "4/ 1357"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 310".

ابن الدجاجي، الفوراني

ابن الدجاجي، الفوراني: 4223- ابن الدجاجي 1: الشَّيْخُ الأَمِيْنُ المُعَمَّرُ أَبُو الغَنَائِمِ؛ مُحَمَّدُ بنُ علي بن علي بن حَسَنٍ ابْنُ الدَّجَاجِيِّ البَغْدَادِيُّ مُحتَسِب بَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بنِ عُمَرَ الحَرْبِيّ وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ مَعْرُوف وَإِسْمَاعِيْل ابْن سُوَيْد وَطَائِفَة وَلَهُ إِجَازَةٌ مِنَ المُعَافَى بن زَكَرِيَّا. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ وَشُجَاعٌ الذُّهْلِيّ وَنَاصِرُ بن علي الباقلاني وَطَلْحَةُ بنُ أَحْمَدَ العَاقولِي وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي الأَنْصَارِيّ وَأَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّاز وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ سَمَاعُه صَحِيْحاً مَاتَ فِي سَلْخ شَعْبَان سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة عَنْ، ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَلِي الحِسْبَة فَلَمْ يُحمَد فَصُرِف. قَالَ السَّمْعَانِيّ: قَرَأْتُ بِخَط هِبَةِ اللهِ السَّقَطِيّ أَن ابْن الدَّجَاجِي كَانَ ذَا وَجَاهَة وَتَقَدُّمٍ وَحَالٍ وَاسِعَة وَعهدي بِهِ وَقَدْ أَخنَى عَلَيْهِ الزَّمَانُ وَقَصدتُهُ فِي جَمَاعَةٍ مُثْرِيْنَ لنَسْمَع: مِنْهُ وَهُوَ مَرِيْض فَدَخَلْنَا وَهُوَ عَلَى بارِيَّةٍ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ قَدْ حَرَّقَتِ النَّارُ فِيْهَا وَلَيْسَ عِنْدَهُ مَا يُسَاوِي دِرْهَماً فَحَمَلَ عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى قرَأَنَا عَلَيْهِ بِحَسب شَرَهِ أَهْل الحَدِيْث فَلَمَّا خَرَجْنَا قُلْتُ: هَلْ مَعَكُم مَا نصرفُهُ إِلَى الشَّيْخ؟ فَاجتمع لَهُ نَحْو خَمْسَةِ مثَاقيل فَدعوتُ بِنْتَهُ وَأَعْطيتهَا وَوقفت لأَرَى تسليمهَا لَهُ فَلَمَّا أَعْطته؛ لطم حُرَّ وَجهه وَنَادَى: وَافضيحتَاهُ: آخُذ عَلَى حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عوضاً؟ لاَ وَاللهِ. وَنهض حَافِياً إِلَيَّ وَبَكَى فأعدت الذهب إليهم فتصدقوا به. 4224- الفوراني 2: العَلاَّمَةُ كَبِيْرُ الشَّافِعِيَّة أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُورَان المَرْوَزِيُّ الفَقِيْهُ صَاحِبُ أبي بكر القفال.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 108"، والإكمال لابن ماكولا "4/ 208"، والأنساب للسمعاني "5/ 282"، واللباب لابن الأثير "1/ 492"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1131"، والعبر "3/ 254"، وتبصير المنتبه "2/ 657"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 314". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "9/ 341"، واللباب لابن الأثير "2/ 444"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 132"، والعبر "3/ 247"، ولسان الميزان "3/ 433"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 309".

لَهُ المُصَنّفَات الكَبِيْرَة فِي المَذْهَب. وَكَانَ سَيِّد فُقَهَاء مَرْو. وَسَمِعَ: عَلِيَّ بنَ عَبْدِ اللهِ الطَّيْسَفُونِي وَالقفَالَ المَرْوَزِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ المَرْوَزِيّ وَعبدُ الْمُنعم بن أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ وَزَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ وَآخَرُوْنَ. صَنّف كِتَاب "الإِبَانَة" وَغَيْر ذَلِكَ. وَهُوَ شَيْخُ الفَقِيْه أَبِي سَعْدٍ المُتولّي صَاحِب التتمَة يَعْنِي تَتمَة كتاب الإِبَانَة فَالتتمَةُ كَالشرح لِلإِبَانَة. وَقَدْ أَثْنَى أَبُو سَعْدٍ المُتولِّي عَلَى الفُورَانِي فِي خُطبَة كِتَاب التتمَة وَسَمِعَ: مِنْهُ أَيْضاً مُحيِي السُّنَّة البَغَوِيّ. وَكَانَ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ يَحُطُّ عَلَى الفُورَانِي حَتَّى قَالَ فِي بَاب الأَذَان: هَذَا الرَّجُلُ غَيْرُ مَوْثُوق بِنَقْلِهِ. وَقَدْ نَقَمَ الأَئِمَّة عَلَى إِمَام الحَرَمَيْنِ ثَورَانَ نَفْسِه عَلَى الفُورَانِي وَمَا صَوَّبُوا صُوْرَة حَطِّهِ عَلَيْهِ لأَن الفُورَانِي مِنْ أَسَاطين أَئِمَّة المَذْهَب. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائة، وقد شاخ، رحمه الله.

المنيعي

4225- المنيعي 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الحَاجُّ الرَّئِيْسُ أَبُو عَلِيٍّ حَسَّانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَسَّانِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ منِيعِ بنِ خَالِدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سيف اللهِ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ المَخْزُوْمِيُّ الخَالِدِيُّ المَنِيْعِيُّ المَرْوَرُّوْذِيُّ. سَمِعَ: أَبَا طَاهِرٍ بنَ مَحْمِش وَأَبَا القَاسِمِ بنَ حَبِيْبٍ وَأَبَا الحَسَنِ بنَ السقا وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ: مُحيِي السُّنَّة أَبُو مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ وَعبدُ الْمُنعم بنُ القُشَيْرِيّ وَعَبْدُ الوَهَّابِ بن شَاه وَآخَرُوْنَ. قَالَ عبدُ الغَافِر: هُوَ الرَّئِيْس أَبُو عَلِيٍّ الحَاجِّي شَيْخُ الإِسْلاَمِ المَحْمُوْدُ بِالخِصَال السَّنِيَّة عَمَّ الآفَاق بخيرِهِ وَبِرِّهِ وَكَانَ فِي شبَابِهِ تَاجراً ثُمَّ عَظُمَ حَتَّى كَانَ مِنَ المُخَاطبين مِنْ مَجَالِس السّلاَطين لَمْ يَسْتَغنُوا عَنْ، رَأيه فَرغب إِلَى الخيرَات وَأَنَاب إِلَى التَّقْوَى وَبَنَى المَسَاجِد وَالرباطَات وَجَامِع مَرْوَ الرُّوْذ يَكسُو فِي الشِّتَاء نَحْواً مِنْ أَلف نَفْس وَسعَى فِي إِبطَال الأَعشَار عَنْ، بَلَده وَرَفَعَ الوظَائِف عَنِ، القُرَى وَاسْتدعَى صَدَقَة عَامَّةً عَلَى أَهْلِ البَلَد غَنِيِّهم وَفقيرِهِم فَتُدفع إِلَى كُلّ وَاحِد خَمْسَة درَاهم وَتَم ذَلِكَ بَعْدَهُ وَكَانَ ذا تهجد وصيام واجتهاد. قال السمع: اني: كَانَ فِي شبَابه يَجْمَعُ بَيْنَ الدَّهْقنَة وَالتجَارَة وَيسلكُ طَرِيْق الفتيَان حَتَّى سَاد وَلَمَّا تَسلطن سَلْجُوْق ظهر أَمرُهُ وَبَنَى الجَامِع بِبلده ثُمَّ بَنَى الجَامِع الْجَدِيد بِنَيْسَابُوْرَ. وَقِيْلَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتْهُ بِثَوْبٍ ليُنفق ثَمَنه فِي بنَاء الجَامِع يساوي نصف دِيْنَار فَاشترَاهُ مِنْهَا بِأَلفِ دِيْنَار وَسَلَّمتِ المَال إِلَى الخَازن لإِنفَاقه وَخَبَّأَ الثَّوْب كفناً لَهُ. وَقِيْلَ: مرَّ السُّلْطَانُ بِبَابِ مَسْجده فَنَزَلَ مُرَاعَاةً لَهُ وَسلم عَلَيْهِ. وَمَنَاقِبه جَمَّة. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 270"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1131"، والعبر "3/ 253"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 313".

النخشبي

4226- النخشبي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ الرَّحَّال المُفِيْد عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ النَّسَفِيُّ. وَنَسَف: هِيَ نَخْشَب. صحب الحَافِظ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ المُسْتغفرِي وَأَكْثَر عَنْهُ وَأَدْرَكَ بِبَغْدَادَ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ الحَرَّانِيّ وَبِأَصْبَهَانَ أَبَا بَكْرٍ بنَ رِيْذَةَ وَبِدِمَشْقَ وَالأَقَالِيم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسفرَايينِي وَطَائِفَة. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَأَلْتُ إِسْمَاعِيْل بن محمد الحَافِظ عَنْهُ فَجَعَلَ يُعَظِّمُه جِدّاً وَيَقُوْلُ: ذَاكَ النخشبي ذاك النخشبي كان حافظًا كثيرًا. وَقَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ المُؤتمن السَّاجِيّ عَنْ، عَبْدِ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيّ فَقَالَ: كَانَ الحُفَّاظُ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الصُّوْرِيّ يُحسنُوْنَ الثَّنَاء عَلَيْهِ وَيَرْضَوْنَ فَهمه. حصل لَهُ بِمِصْرَ وَمَا وَالاَهَا الإِسْنَاد. وَقَالَ الحَافِظُ يَحْيَى بن مَنْدَة: كَانَ أَوحدَ زَمَانِه فِي الحِفْظِ وَالإِتْقَانِ لَمْ نَرَ مِثْله فِي الحِفْظِ فِي عصرنَا دقيقَ الخَطِّ سرِيعَ الكِتَابَة وَالقِرَاءة حسنَ الأَخلاَق. ثُمَّ قَالَ: تُوُفِّيَ بِنَخْشَب سَنَة سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وأربع مائة. وقال الحافظ أبو القاسم بن عَسَاكِرَ: مَاتَ سَنَةَ سِتّ بنخشب. وَقِيْلَ: مَاتَ بِسَمَرْقَنْدَ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَندَة: قَدِمَ عَلَيْنَا فِي سَنَةِ "433" ضرَبه القَاضِي الخُطَبِيّ بِسَبَب الإِمَام أَبِي حَنِيْفَةَ رَأَيْتُ بعينِي علاَمَة الضَّرب عَلَى ظَهْرِهِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَة سبعٍ. كَانَ يَنْزِل فِي دَارنَا وَيبَيْتُ مَعَ أَبِي.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة "1018"، والعبر "3/ 237"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 297".

الحسكاني، أبو سعد

الحسكاني، أبو سعد: 4227- الحسكاني 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ البَارِعُ القَاضِي أَبُو القَاسِمِ؛ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسْكَانَ القُرَشِيُّ العَامِرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَنَفِيُّ الحَاكِمُ. وَيُعْرَفُ أَيْضاً بِابْنِ الحَذَّاء مِنْ ذُرِّيَّة الأَمِيْر الَّذِي افْتَتَحَ خُرَاسَانَ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ كُرَيْزٍ. حَدَّثَ عَنْ: جَدِّهِ وَعَنْ أَبِي الحَسَنِ العَلَوِيّ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم وَأَبِي طاهر بن محمش وعبد الله بن يوسف وَابْنِ فَنْجُويه الدِّيْنَوَرِيّ وَأَبِي الحَسَنِ بن السقَّا وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عبدَان وَخَلْقٍ إِلَى أَنْ يَنْزِل إِلَى أَبِي سَعْدٍ الكنجروذِي وَطَبَقَتِهِ. اختصَّ بصحبَة أَبِي بَكْرٍ بنِ الحَارِثِ النَّحْوِيّ، وَلاَزَمَهُ، وَأَخَذَ أَيْضاً عَنِ، الحَافِظ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ مَنْجَوَيْه. وَتَفَقَّهَ بِالقَاضِي صَاعِد بن مُحَمَّد. وَصَنَّفَ وَجَمَعَ وَعُنِي بِهَذَا الشَّأْن. لاَزمه الحَافِظ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ وَأَكْثَر عَنْهُ وَأَوْرَدَه فِي تَارِيْخِهِ لَكِنِّي مَا وَجَدْتُهُ أَرَّخ مَوْتَه وَالظَّاهِر أَنَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْد السَّبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. حَدَّثَ عَنْهُ: وَجيهٌ الشحَّامِي فِي مَشيخَتِهِ حَدِيْثاً يَرْوِيْهِ عَنْ، عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ بن بامُويه. أَمَّا: 4228- أَبُو سَعْدٍ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَسْكُوَيْه، فَشيخٌ كَانَ حيّاً بَعْد الثَّمَانِيْنَ وَأَرْبَع مائَة. يَرْوِي عَنْهُ: عبدُ الخَالِق بنُ زَاهِر الشحَّامِي، وَيَرْوِي وَالِده أَيْضاً عَنْ، وَالِدِهِ عَبْدِ اللهِ صَاحِبِ أَبِي الحُسَيْنِ الخفَّافِ.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1032".

الخطيب

4229- الخطيب 1: الإِمَامُ الأَوْحَدُ العَلاَّمَةُ المُفْتِي الحَافِظُ النَّاقِدُ مُحَدِّثُ الوَقْتِ أَبُو بَكْرٍ؛ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ ثَابِتِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَهْدِيٍّ البَغْدَادِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَخَاتمَةُ الحُفَّاظ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَكَانَ أَبُوْهُ أَبُو الحَسَنِ خَطِيْباً بقرية درزيجان، وممن تلا القرآن على أَبِي حَفْصٍ الكَتَّانِي فَحَضَّ وَلدَه أَحْمَدَ عَلَى السَّمَاع وَالفِقْهِ فَسَمِعَ: وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً وَارْتَحَلَ إِلَى البَصْرَةِ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً وَإِلَى نَيْسَابُوْرَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً وَإِلَى الشَّامِ وَهُوَ كَهل وَإِلَى مَكَّةَ وَغَيْر ذَلِكَ. وَكَتَبَ الكَثِيْرَ وَتَقدَّمَ فِي هَذَا الشَّأْن وَبَذَّ الأَقرَان وَجَمَعَ وَصَنَّفَ وَصحَّح وَعلَّلَ وَجرَّحَ وَعدَّلَ وَأَرَّخ وَأَوضح وَصَارَ أَحْفَظَ أَهْلِ عصره عَلَى الإِطلاَق. سَمِعَ: أَبَا عُمَر بن مَهْدِيّ الفَارِسِيّ وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْت الأَهْوَازِيّ وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ المُتَيَّم وَحُسَيْنَ بنَ الحَسَنِ الجوَالِيقِي ابْن العرِيف يَرْوِي عَنِ، ابْنِ مَخْلَد العَطَّار وَسَعْدَ بنَ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيّ سَمِعَ: من أبي علي الحصائري وعبد العزيز بن مُحَمَّدٍ السُّتُورِي حَدَّثَهُ عَنْ، إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّار وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مَخْلَدِ بنِ جَعْفَرٍ البَاقِرحِي وَأَبَا الْفرج مُحَمَّدَ بنَ فَارِس الغُورِي وَأَبَا الفَضْل عبدَ الوَاحِد بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ التَّمِيْمِيّ وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بن أَبَانٍ الهيتِي ومحمد بن عمر بن عيسى الحطراني حَدثهُ عَنْ، أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البَلَدِي وَأَبَا نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَسَنُوْنَ النَّرْسِيّ وَأَبَا القَاسِمِ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ بن المنذر والحسين بن عمر ابن بَرْهَان وَأَبَا الحَسَنِ بنَ رَزْقُوَيْه وَأَبَا الفَتْح هِلاَلَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَفَّار وَأَبَا الفَتْح بنَ أَبِي الفوَارس وَأَبَا العَلاَء مُحَمَّدَ بن الحَسَنِ الوَرَّاق وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ بِشْرَان. وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ يَكتب عَنْ، عَبْدِ الصَّمد بنِ المَأْمُوْنِ وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ بَلْ نَزل إِلَى أَنْ رَوَى عَنْ، تَلاَمِذتِهِ كَنَصر المَقْدِسِيّ وَابْنِ مَاكُوْلا وَالحُمَيْدِيّ وَهَذَا شَأْن كُلِّ حَافظ يَرْوِي عَنِ، الكِبَار وَالصِّغَار. وَسَمِعَ: بعُكْبَرَا مِنَ الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ الصَّائِغ حَدَّثَهُ عَنْ، نَافلَة عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ. وَلحق بِالبَصْرَةِ أَبَا عُمَر الهَاشِمِيّ شَيْخَه فِي السُّنَن وَعَلِيُّ بنَ القَاسِمِ الشَّاهد والحسن بن علي السابوري وطائفة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 151"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 265"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 13"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1135"، والعبر "3/ 253"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 87"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 311".

وَسَمِعَ بِنَيْسَابُوْرَ: القَاضِي أَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ وَأَبَا سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيّ وَأَبَا القَاسِمِ عَبْد الرَّحْمَنِ السَّرَّاج وَعَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الطِّرَازِي وَالحَافِظ أَبَا حَازِمٍ العبدوي وخلقًا. وبأصبهان: أبا الحسن بن عبد كويه وأبا عبد الله الجمال ومحمد ابن عَبْد اللهِ بن شَهْرِيَار وَأَبَا نُعَيْمٍ الحَافِظ. وَبَالدَّينور: أَبَا نَصْر الكسَّار. وَبهَمَذَان: مُحَمَّدَ بنَ عِيْسَى وَطَبَقَته. وَسَمِعَ: بِالرَّيّ وَالكُوْفَة وَصُوْر وَدِمَشْق وَمَكَّة. وَكَانَ قدومُهُ إِلَى دِمَشْقَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ، فَسَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيّ وَطَبَقَته. وَاسْتوطنهَا وَمِنْهَا حَجَّ وَقرَأَ صَحِيْح البُخَارِيّ عَلَى كَرِيْمَة فِي أَيَّامِ المَوْسِم. وَأَعْلَى مَا عِنْدَهُ حَدِيْثُ مَالِك، وَحَمَّاد بن زَيْد بَيْنَهُ وَبَيْنَ كُلٍّ مِنْهُمَا ثَلاَثَةُ أَنْفُس. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيّ؛ وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ وَأَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلا وَالفَقِيْهُ نَصْر وَالحُمَيْدِيُّ وَأَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ وَالمُبَارَكُ بنُ الطُّيُوْرِيّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ الخَاضبَة وَأُبَيٌّ النَّرْسِيّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيّ وَالمرتضَى مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحُسَيْنِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ مَرْزُوْق الزَّعْفَرَانِيّ وَأَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب وَهِبَةُ اللهِ بنُ الأَكْفَانِي وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي العَلاَءِ المَصِّيْصِيّ وَغِيثُ بنُ عَلِيٍّ الأرمنازي وأحمد بن أحمد المتوكلي وأحمد ابن عَلِيِّ بنِ المُجْلِي وَهِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ الشُّرُوْطِيُّ وَأَبُو الحَسَنِ بنُ سَعِيْد وَطَاهِرُ بنُ سَهْلٍ الإِسفرَايينِيّ وَبَرَكَات النّجَاد وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ حَمْزَةَ وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ قبيس المَالِكِيّ وَأَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بن مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيّ وَقَاضِي المَارستَان أَبُو بَكْرٍ وأبو القاسم إسماعيل بن أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيّ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ المَزْرَفِي وَأَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ؛ رَاوِي تَارِيخه وَأَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ خَيْرُوْنَ المُقْرِئ وَبَدْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشِّيحِي وَالزَّاهِدُ يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ وَهِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ المُجْلِي وَأَخُوْهُ أَبُو السعُوْد أَحْمَد وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ أَبِي يَعْلَى وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بُوَيه وَأَبُو الْبَدْر الكرخي ومفلح الدومي ويحيى بن الطرح وَأَبُو الفَضْلِ الأُرْمَوِيُّ وَعددٌ يَطولُ ذكرهُم. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الشَّافِعِيَّة، تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ بن المَحَامِلِيّ، وَالقَاضِي أَبِي الطَّيِّب الطَّبرِي.

قَالَ أَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ خَيْرُوْنَ: حَدَّثَنَا، الخَطِيْبُ أَنَّهُ وُلِدَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَة 392 وَأَوّل مَا سَمِعَ: فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الجِيلِي: تَفَقَّهَ الخَطِيْبُ وَقرَأَ بِالقِرَاءات وَارْتَحَلَ وَقَرب مِنْ رَئِيْس الرُّؤَسَاء فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ البَسَاسِيرِيُّ اسْتَتر الخَطِيْبُ وَخَرَجَ إِلَى صُوْر وَبِهَا عِزُّ الدَّوْلَة؛ أَحَدُ الأَجَوَاد فَأَعْطَاهُ مَالاً كَثِيْراً. عمل نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ مُصَنّفاً وَانْتَهَى إِلَيْهِ الحِفْظُ شَيَّعه خلقٌ عَظِيْم وتصدق بمائةي دِيْنَار وَأَوْقَف كتبه وَاحترق كَثِيْر مِنْهَا بَعْدَهُ بخمسين سنة. وَقَالَ الخَطِيْبُ: اسْتشرتُ البَرْقَانِي فِي الرّحلَة إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ بن النَّحَّاسِ بِمِصْرَ أَوْ إِلَى نَيْسَابُوْرَ إِلَى أَصْحَاب الأَصَمّ فَقَالَ: إِنَّك إِن خَرَجتَ إِلَى مِصْرَ إِنَّمَا تَخْرُجُ إِلَى وَاحِد إِنْ فَاتَكَ ضَاعت رِحْلَتَكَ وَإِن خَرَجتَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ فَفِيْهَا جَمَاعَة إِنَّ فَاتك وَاحِدٌ أَدْرَكْتَ مَنْ بَقِيَ. فَخَرَجتُ إِلَى نَيْسَابُوْر. قَالَ الخَطِيْبُ فِي تَارِيْخِهِ: كُنْتُ أُذَاكِرُ أَبَا بَكْرٍ البَرْقَانِي بِالأَحَادِيْث فِيكتُبُهَا عَنِّي وَيُضمنهَا جُمُوْعَه. وَحَدَّثَ عَنِّي وَأَنَا أَسْمَعُ: وَفِي غَيبتِي وَلَقَدْ حَدَّثَنِي عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ الهَمَذَانِيّ أَخْبَرَنَا، أَبُو بَكْرٍ الخُوَارَزْمِي سَنَة عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة حَدَّثَنَا، أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الصَّيْرَفِيّ حَدَّثَنَا، الأَصَمّ. فَذَكَرَ حَدِيْثاً. قَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: كَانَ أَبُو بَكْرٍ آخِر الأَعيَان مِمَّنْ شَاهدنَاهُ مَعْرِفَةً وَحفظاً وَإِتقَاناً وَضبطاً لِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَفَنُّناً فِي عِلَلِهِ وَأَسَانِيْده وَعِلماً بصَحِيْحه وَغرِيبه وَفردِه وَمنكره وَمَطْرُوحِهِ وَلَمْ يَكُنْ لِلبغدَادِيين بَعْد أَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ مِثْله. سَأَلت أَبَا عَبْدِ اللهِ الصُّوْرِيّ عَنِ، الخَطِيْب وَأَبِي نَصْرٍ السِّجْزِيّ: أَيُّهُمَا أَحْفَظ؟ ففضل الخطيب تفضيلًا بينًا. قَالَ المُؤتَمَن السَّاجِيّ: مَا أَخَرَجتْ بَغْدَادُ بَعْد الدَّارَقُطْنِيّ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي: لَعَلَّ الخَطِيْبَ لَمْ يَرَ مِثْل نَفْسه. أَنْبَأَني بِالقولين المُسَلَّم بنُ مُحَمَّدٍ عَنِ، القَاسِمِ بنِ عَسَاكِر حَدَّثَنَا، أَبِي حَدَّثَنَا، أَخِي هِبَةُ اللهِ حَدَّثَنَا، أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ عَنْهُمَا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشيرَازِيُّ الفَقِيْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ يُشَبَّهُ بِالدَّارَقُطْنِيّ وَنُظَرَائِهِ فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْث وَحفظه. وَقَالَ أَبُو الفتيَان الحَافِظ: كَانَ الخَطِيْبُ إِمَامَ هَذِهِ الصّنعَة مَا رَأَيْتُ مِثْله. قَالَ أَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب: سَمِعْتُ الخَطِيْب يَقُوْلُ: كتب مَعِي أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيّ كِتَاباً إِلَى أبي

نُعَيْمٍ الحَافِظ يَقُوْلُ فِيْهِ: وَقَدْ رَحَلَ إِلَى مَا عِنْدَك أَخونَا أَبُو بَكْرٍ أَيَّده الله وَسلَّمه لِيقتبِسَ مِنْ علُوْمك وَهُوَ بِحَمْد الله مِمَّنْ لَهُ فِي هَذَا الشَّأْن سَابِقَةٌ حَسَنَة وَقَدَمٌ ثَابِت وَقَدْ رَحل فِيْهِ وَفِي طلبه وَحصل لَهُ مِنْهُ مَا لَمْ يَحصل لَكَثِيْرٍ مِنْ أَمثَاله وَسيظهر لَكَ مِنْهُ عِنْد الاجتمَاع من ذلك مع التَّورُّع وَالتَّحفُّظ مَا يَحْسُنُ لديك موقعُه. قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ الكَتَّانِي سَمِعَ: مِنَ الخَطِيْب شَيْخُه أَبُو القَاسِمِ عُبَيْد اللهِ الأَزْهَرِيّ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَكَتَبَ عَنْهُ شَيْخُهُ البَرْقَانِيّ وَرَوَى عَنْهُ. وَعلَّقَ الفِقْهَ عَنْ، أَبِي الطَّيِّب الطَّبَرِيّ وَأَبِي نَصْرٍ بن الصّبَّاغ وَكَانَ يَذْهَبُ إِلَى مَذْهَب أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: صَدَقَ. فَقَدْ صرَّح الخَطِيْبُ فِي أَخْبَار الصِّفَات أَنَّهَا تُمَرُّ كَمَا جَاءت بِلاَ تَأْويل. قَالَ الحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ فِي "الذّيل": كَانَ الخَطِيْب مَهِيْباً وَقُوْراً ثِقَة مُتحرِياً حُجّة حَسَنَ الخطّ، كَثِيْرَ الضَّبْطِ فَصِيْحاً خُتِمَ بِهِ الحُفَّاظ، رَحَلَ إِلَى الشَّامِ حَاجّاً، وَلقِي بِصُوْر أَبَا عَبْدِ اللهِ القُضَاعِي، وَقرَأَ الصَّحِيْح فِي خَمْسَة أَيَّام عَلَى كَرِيْمَة المروزِيَّة وَرجع إِلَى بَغْدَادَ ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا بَعْد فِتْنَة البسَاسيرِي لِتشويش الوَقْت إِلَى الشَّامِ سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ فَأَقَامَ بِهَا وَكَانَ يَزورُ بَيْتَ المَقْدِس وَيَعُوْدُ إِلَى صُوْر إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ فَتوجّه إِلَى طرَابُلُس ثُمَّ مِنْهَا إِلَى حلب ثُمَّ إِلَى الرَّحبَة ثُمَّ إِلَى بَغْدَادَ فَدَخَلهَا فِي ذِي الحِجَّةِ. وَحَدَّثَ بِحَلَب وغيرها. السمع: اني: سَمِعْتُ الخَطِيْب مَسْعُوْدَ بنَ مُحَمَّد بِمَرْو سَمِعْتُ الفضل ابن عُمَرَ النَّسَوِي يَقُوْلُ: كُنْتُ بِجَامِع صُوْر عِنْد أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب فَدَخَلَ عَلوِي وَفِي كُمِّه دَنَانِيْر فَقَالَ: هَذَا الذَّهبُ تَصرِفُهُ فِي مُهِمَّاتِكَ. فقطب في وَجهه وَقَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهِ فَقَالَ: كَأَنَّكَ تَسْتَقِلُّهُ وَأَرْسَله مِنْ كُمِّهِ عَلَى سَجَّادَةَ الخَطِيْب. وَقَالَ: هَذِهِ ثَلاَثُ مائَة دِيْنَارٍ. فَقَامَ الخَطِيْبُ خَجِلاً مُحْمَراً وَجهُهُ وَأَخَذَ سجَادَتَه وَرَمَى الدَّنَانِيْر وَرَاح. فَمَا أَنَى عِزَّهُ وَذُلَّ العَلَوِيّ وَهُوَ يَلْتَقِطُ الدَّنَانِيْر مِنْ شُقُوق الحصِيْر. ابْنُ نَاصِرٍ: حَدَّثَنَا، أَبُو زَكَرِيَّا التبرِيزِيُّ اللُّغَوِيّ قَالَ: دَخَلْتُ دِمَشْق فَكُنْتُ أَقرَأُ عَلَى الخَطِيْب بحلْقَته بِالجَامِع كُتُبَ الأَدب المسموعَة وَكُنْت أَسكنُ منَارَة الجَامِع فَصَعِدَ إِلَيَّ وَقَالَ: أَحْبَبْتُ أَنْ أَزورَكَ فِي بَيْتك. فَتحدّثنَا سَاعَةً. ثُمَّ أَخرج وَرقَة وَقَالَ: الهديَةُ مُسْتحبَة تَشترِي بِهَذَا أَقلاَماً. وَنهضَ فَإِذَا خَمْسَةُ دَنَانِيْر مصرِيَّة ثُمَّ صَعِدَ مَرَّةً أُخْرَى وَوَضَعَ نَحْواً مِنْ ذَلِكَ. وَكَانَ إِذَا قرَأَ الحَدِيْثَ فِي جَامِع دِمَشْق يُسْمَعُ: صَوْتُهُ فِي آخِر الجَامِع وَكَانَ يَقرَأ مُعْرَباً صَحِيْحاً.

قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ مِنْ سِتَّةَ عَشَرَ نَفْساً مِنْ أَصْحَابِهِ وَحَدَّثَنَا عَنْهُ يَحْيَى بن عَلِيٍّ الخَطِيْب سَمِعَ: مِنْهُ بِالأَنبار قَرَأْتُ بخطِّ أَبِي سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ بن الآبَنُوْسِيّ سَمِعْتُ الخَطِيْب يَقُوْلُ: كُلَّمَا ذكرتُ فِي التَّارِيْخ رَجُلاً اخْتلفتْ فِيْهِ أَقَاويلُ النَّاسِ فِي الْجرْح وَالتَّعديل فَالتَّعويلُ عَلَى مَا أَخَّرْتُ وَخَتَمْتُ بِهِ التَّرْجَمَة. قَالَ ابْنُ شَافع: خَرَجَ الخَطِيْبُ إِلَى صُوْر وَقصدهَا وَبِهَا عِزُّ الدَّوْلَة المَوْصُوْفُ بِالكرم فَتقرب مِنْهُ فَانْتَفَعَ بِهِ وَأَعْطَاهُ مَالاً كَثِيْراً. قَالَ: وَانْتَهَى إِلَيْهِ الحِفْظُ وَالإِتْقَان وَالقِيَامُ بعلُوْم الحَدِيْث. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بن مُحَمَّد يَحكِي عَنِ، ابْنِ خَيْرُوْنَ أَوْ غَيْره أَنَّ الخَطِيْبَ ذكر أَنَّهُ لَمَّا حَجَّ شَرِبَ مِنْ مَاء زَمْزَم ثَلاَث شَرْبَات وَسَأَل الله ثَلاَث حاجات أن يحدث بتاريخ بَغْدَاد بِهَا وَأَنَّ يُمْلِي الحَدِيْثَ بِجَامِع المَنْصُوْر وَأَنَّ يُدْفَنَ عِنْد بشر الحَافِي. فَقُضِيَت لَهُ الثَّلاَث. قَالَ غِيثُ بنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا، أَبُو الفَرَجِ الإِسفرَايينِي قَالَ: كَانَ الخَطِيْبُ مَعَنَا فِي الحَجِّ فَكَانَ يَخْتِم كُلَّ يَوْمٍ خَتْمَةً قِرَاءةَ تَرْتِيْل ثُمَّ يَجْتَمِعُ النَّاسُ عَلَيْهِ وَهُوَ رَاكِب يَقُوْلُوْنَ: حَدِّثْنَا، فَيُحَدِّثُهُم. أَوْ كَمَا قَالَ. قَالَ المُؤتَمَن: سَمِعْتُ عبد الْمُحسن الشِّيحِي يَقُوْلُ: كُنْتُ عديلَ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب مِنْ دِمَشْقَ إِلَى بَغْدَادَ فَكَانَ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيلَة خَتمَة. قَالَ الخَطِيْبُ فِي تَرْجَمَةِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَحْمَدَ النَّيْسَابُوْرِيّ الضّرِير: حَجَّ وَحَدَّثَ وَنِعْمَ الشَّيْخُ كَانَ وَلَمَّا حَجَّ كَانَ مَعَهُ حِمل كتبٍ ليجاور منه: صحيح البخاري؛ سمع: هـ مِنَ الكُشْمِيهَنِي فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ جمِيْعه فِي ثَلاَثَة مَجَالِس فَكَانَ المَجْلِسُ الثَّالِث مِنْ أَوّل النَّهَار وَإِلَى اللَّيْل فَفَرغ طُلُوْعَ الفَجْر. قُلْتُ: هَذِهِ وَاللهِ القِرَاءةُ الَّتِي لَمْ يُسْمَعْ: قَطُّ بِأَسرعَ مِنْهَا. وَفِي تَارِيخ مُحَمَّد بن عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: تُوُفِّيَ الخَطِيْب فِي كَذَا وَمَاتَ هَذَا العِلْم بِوَفَاته. وَقَدْ كَانَ رَئِيْسُ الرُّؤَسَاء تَقَدَّمَ إِلَى الخُطَبَاء وَالوعَّاظ أَنْ لاَ يَروُوا حَدِيْثاً حَتَّى يَعرضوهُ عَلَيْهِ فَمَا صَحَّحَهُ أَوْرَدُوْهُ وَمَا رَدَّهُ لَمْ يذكروهُ. وَأَظهر بَعْضُ اليَهُوْد كِتَاباً ادَّعَى أَنَّهُ كِتَابُ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِإِسقَاطِ الجِزْيَة عَنْ، أَهْل خَيْبَر وَفِيْهِ شهَادَةُ الصَّحَابَة وَذكرُوا أَنَّ خطَّ عليّ ر فِيْهِ. وَحُمِلَ الكِتَابُ إِلَى رَئِيْس الرُّؤَسَاء فَعَرضَه عَلَى الخَطِيْب فَتَأَمَّلَه وَقَالَ: هَذَا مُزوَّر قِيْلَ: مِنْ أَيْنَ قُلْت؟ قَالَ: فِيْهِ شهَادَةُ مُعَاوِيَة وَهُوَ أَسْلَم عَام الفَتْحِ، وَفُتحت خيبرُ

سَنَة سَبْعٍ وَفِيْهِ شهَادَةُ سَعْدِ بن مُعَاذٍ وَمَاتَ يَوْمَ بنِي قُرِيظَة قَبْل خَيْبَر بِسنتين. فاستحسن ذلك منه. قال السمع: اني: سَمِعْتُ يُوْسُفَ بنَ أَيُّوْبَ بِمَرْو يَقُوْلُ: حضَر الخَطِيْبُ درس شَيْخنَا أَبِي إِسْحَاقَ فَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ حَدِيْثاً مِنْ رِوَايَةِ بَحْر بن كَنِيْزٍ السقَّاء ثُمَّ قَالَ لِلْخطيب: مَا تَقُوْلُ فِيْهِ؟ فقال: إن أذنت لي ذكرت حاله. فَانحرف أَبُو إِسْحَاقَ وَقَعَدَ كَالتِّلْمِيْذ وَشرع الخَطِيْبُ يَقُوْلُ وَشرح أَحْوَاله شرحاً حسناً فَأَثْنَى الشَّيْخ عَلَيْهِ وَقَالَ: هَذَا دَارقُطنِيُّ عصرنَا. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي: حَدَّثَنَا، حَافظُ وَقْتِهِ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَمَا رَأَيْتُ مِثْله وَلاَ أَظنّه رَأَى مِثْلَ نَفْسه. وَقَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ شُجَاعاً الذُّهْلِيّ عَنِ، الخَطِيْب فَقَالَ: إِمَامٌ مُصَنِّفٌ حَافظ لَمْ نُدرك مِثْلَه. وَعَنْ سَعِيْدٍ المُؤَدِّب قَالَ: قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب عِنْد قُدُوْمِي: أَنْتَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: انْتَهَى الحِفْظ إِلَى الدَّارَقُطْنِيّ. قَالَ ابْنُ الآبَنُوْسِيّ: كَانَ الحَافِظُ الخَطِيْب يَمْشِي وَفِي يَدِهِ جُزءٌ يُطَالعه. وَقَالَ المُؤتَمَن: كَانَ الخَطِيْبُ يَقُوْلُ: مَنْ صَنّف فَقَدْ جَعَلَ عقله عَلَى طبق يَعرضه عَلَى النَّاسِ. مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ: حَدَّثَنَا، مَكِّيُّ بنُ عبد السَّلاَم الرُّمَيْلِي قَالَ: كَانَ سَبَبُ خُرُوْج الخَطِيْب مِنْ دِمَشْقَ إِلَى صُوْر أَنَّهُ كَانَ يَخْتلف إِلَيْهِ صَبِيٌّ مليح فتكلم النَّاسُ فِي ذَلِكَ وَكَانَ أَمِيْرُ البَلَد رَافِضِيّاً مُتَعَصِّباً فَبلغته القِصَّةُ فَجَعَلَ ذَلِكَ سَبَباً إِلَى الفتكِ بِهِ فَأَمر صَاحِبَ شُرطته أَنْ يَأْخذ الخَطِيْبَ بِاللَّيْلِ فِيقتُلَهُ وَكَانَ صَاحِبُ الشُّرطَة سُنِّياً فَقصدهُ تِلْكَ اللَّيْلَة فِي جَمَاعَةٍ وَلَمْ يُمكنه أَنْ يُخَالِف الأَمِيْر فَأَخَذَهُ وَقَالَ: قَدْ أُمِرْتُ فِيك بكَذَا وَكَذَا وَلاَ أَجِدُ لَكَ حِيْلَةً إلَّا أَنِّي أَعبرُ بِك عِنْد دَار الشَّرِيْف ابْنِ أَبِي الجِنّ فَإِذَا حَاذيتُ الدَّار اقفِزْ وَادْخُل فَإِنِّي لاَ أَطلُبكَ وَأَرْجعُ إِلَى الأَمِيْر فَأَخْبِرُهُ بِالقِصَّة. فَفَعَل ذَلِكَ وَدَخَلَ دَار الشَّرِيْف فَأَرْسَل الأَمِيْرُ إِلَى الشَّرِيْف أَنْ يَبْعَثَ بِهِ فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيْر! أَنْتَ تَعرف اعْتِقَادِي فِيْهِ وَفِي أَمثَاله وَلَيْسَ فِي قَتْلِهِ مصلحَة هَذَا مَشْهُوْرٌ بِالعِرَاقِ إِن قَتَلْتَه قُتِلَ بِهِ جَمَاعَة مِنَ الشِّيْعَة وَخُرِّبَتِ المَشَاهِد. قَالَ: فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ يَنْزَحَ مِنْ بَلَدك. فَأَمر بِإِخرَاجه فَرَاح إِلَى صُوْر وَبَقِيَ بِهَا مُدَّة. قال أبو القاسم بن عَسَاكِرَ: سَعَى بِالخَطِيْب حُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الدَّمَنْشِي إِلَى أَمِيْر الجُيُوْش فَقَالَ: هُوَ نَاصبِيُّ يَرْوِي فَضَائِل الصَّحَابَة وَفضَائِل العَبَّاس فِي الجَامِع.

وَرَوَى ابْنُ عَسَاكِر عَمَّنْ ذَكَرَهُ أَنَّ الخَطِيْب وَقَعَ إِلَيْهِ جُزءٌ فِيْهِ سَمَاعُ القَائِم بِأَمْرِ اللهِ فَأَخَذَهُ وَقصد دَارَ الخِلاَفَة وَطلب الإِذن في قراءته فقال الخَلِيْفَة: هَذَا رَجُل كَبِيْرٌ فِي الحَدِيْثِ وَلَيْسَ لَهُ فِي السَّمَاع حَاجَةٌ فَلَعَلَّ لَهُ حَاجَةً أَرَادَ أَنْ يَتَوَصَّلَ إِلَيْهَا بِذَلِكَ فَسلُوْهُ مَا حَاجتُهُ؟ فَقَالَ: حَاجَتِي أَنْ يُؤذن لِي أَنْ أُملِي بِجَامِع المَنْصُوْر. فَأَذِنَ لَهُ فَأَملَى. قَالَ ابْنُ طَاهِر: سَأَلتُ هِبَةَ اللهِ بن عَبْدِ الوَارِثِ الشيرَازِي: هَلْ كَانَ الخَطِيْبُ كتَصَانِيْفه فِي الحِفْظِ؟ قَالَ: لاَ كُنَّا إِذَا سَأَلنَاهُ عَنْ، شَيْءٍ أَجَابْنَا بَعْد أَيَّام وَإِنْ أَلْحَحْنَا عَلَيْهِ غَضِبَ كَانَتْ لَهُ بَادرَة وَحشَة وَلَمْ يَكُنْ حَفِظهُ عَلَى قَدَر تَصَانِيْفه. وَقَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الطُّيورِي: أَكْثَر كُتُبُ الخَطِيْب سِوَى تَارِيخ بَغْدَاد مُسْتفَادَةٌ مِنْ كُتُبِ الصُّوْرِيّ كَانَ الصُّوْرِيُّ ابْتدَأَ بِهَا وَكَانَتْ لَهُ أُخْتٌ بِصُوْر خلَّف أَخُوْهَا عِنْدَهَا اثْنَيْ عَشَرَ عِدْلاً مِنَ الكُتُب فَحصَّل الخَطِيْبُ مِنْ كتبه أَشيَاء. وَكَانَ الصُّوْرِيُّ قَدْ قَسَّمَ أَوقَاتَهُ فِي نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ شَيْئاً. قُلْتُ: مَا الخَطِيْبُ بِمُفتقر إِلَى الصُّوْرِيّ هُوَ أَحْفَظُ وَأَوسعُ رحلَة وَحَدِيْثاً وَمَعْرِفَة. أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ الخلاَّل، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ الهَمْدَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مرزوق الزعفراني، حدثنا الحافظ أبو بكر الخَطِيْب قَالَ: أَمَّا الكَلاَمُ فِي الصِّفَات فَإِنَّ مَا رُوِيَ مِنْهَا فِي السُّنَن الصِّحَاح مَذْهَبُ السَّلَف إِثبَاتُهَا، وَإِجرَاؤُهَا عَلَى ظوَاهرهَا وَنَفْيُ الكَيْفِيَة وَالتَّشبيه عَنْهَا وَقَدْ نَفَاهَا قَوْمٌ فَأَبطلُوا مَا أَثبَتَهُ الله وَحققهَا قَوْمٌ مِنَ المُثْبِتين فَخَرَجُوا فِي ذَلِكَ إِلَى ضَرْب مِنَ التَّشبيه وَالتَّكييف وَالقصدُ إِنَّمَا هُوَ سُلُوْك الطّرِيقَة المتوسطَة بَيْنَ الأَمرِيْن وَدينُ الله تَعَالَى بَيْنَ الغَالِي فِيْهِ وَالمُقصِّر عَنْهُ. وَالأَصْلُ فِي هَذَا أَنَّ الكَلاَم فِي الصِّفَات فَرْعُ الكَلاَم فِي الذَّات وَيُحتذَى فِي ذَلِكَ حَذْوُهُ وَمثَالُه فَإِذَا كَانَ معلُوْماً أَن إِثْبَاتَ رَبِّ العَالِمِين إِنَّمَا هُوَ إِثْبَاتُ وَجُوْدٍ لاَ إِثْبَاتُ كَيْفِيَة فَكَذَلِكَ إِثْبَاتُ صِفَاته إِنَّمَا هُوَ إِثْبَاتُ وَجُوْدٍ لاَ إِثْبَاتُ تحديدٍ وَتَكييف. فَإِذَا قُلْنَا: للهِ يَد وَسَمْع: وَبصر فَإِنَّمَا هِيَ صِفَاتٌ أَثبتهَا الله لِنَفْسِهِ وَلاَ نَقُوْل: إِنَّ مَعْنَى اليَد القدرَة وَلاَ إِنَّ مَعْنَى السَّمْع: وَالبصر العِلْم وَلاَ نَقُوْل: إِنَّهَا جَوَارح. وَلاَ نُشَبِّهُهَا بِالأَيدي وَالأَسْمَاع وَالأَبْصَار الَّتِي هِيَ جَوَارح وَأَدوَاتٌ لِلفعل وَنَقُوْلُ: إِنَّمَا وَجب إِثبَاتُهَا لأَنَّ التَّوقيف وَردَ بِهَا وَوجب نَفِيُ التَّشبيه عَنْهَا لِقَوْلِهِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشُّوْرَى:11] {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد} [الإِخلاَص:4] .

قَالَ ابْنُ النَّجَّار: وُلِدَ الخَطِيْبُ بقَرْيَة مِنْ أَعْمَالِ نَهْر الْملك، وَكَانَ أَبُوْهُ خَطِيْباً بدَرْزِيجَان وَنَشَأَ هُوَ بِبَغْدَادَ وَقرَأَ القِرَاءات بِالروَايَات وَتَفَقَّهَ عَلَى الطَّبَرِيّ وَعلق عَنْهُ شَيْئاً مِنَ الخلاَف إِلَى أَنْ قَالَ: وَرَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ خَيْرُوْنَ وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بن محمد الزوزني ومفلح بن أَحْمَدَ الدومِي وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيّ وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ يَعْنِي بِالسَّمَاع. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة طَائِفَةٌ عددتُ فِي "تَارِيخ الإِسْلاَم" آخرُهم مَسْعُوْد بن الحَسَنِ الثَّقَفِيّ ثُمَّ ظَهرت إِجَازتُه لَهُ ضَعِيْفَةٌ مطعوناً فِيْهَا فَلْيُعْلَم ذَلِكَ. وَكِتَابَة الخَطِيْبِ مليحَةٌ مُفسَّرَةٌ كَامِلَةُ الضَّبط بِهَا أَجزَاء بِدِمَشْقَ رَأَيَّتُهَا. وَقَرَأْت بخطِّه: أَخْبَرَنَا، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السِّمْسَار، أَخْبَرْنَا ابْنُ المُظفر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحجَاج، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ نُوْحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: مَا عَزَّتِ النِيَّةُ فِي الحَدِيْثِ إلَّا لِشرفه. قَالَ أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيُّ بنُ عَلِيٍّ الأَمِيْن: لَمَّا رَجَعَ الخَطِيْبُ مِنَ الشَّام كَانَتْ لَهُ ثروَةٌ مِنَ الثِّيَاب وَالذَّهب وَمَا كَانَ لَهُ عَقِبٌ فَكَتَبَ إِلَى القَائِم بِأَمْرِ اللهِ: إِن مَالِي يَصِيْرُ إِلَى بَيْت مَال فَائذنْ لِي حَتَّى أُفَرِّقَهُ فِيْمَنْ شِئْتُ. فَأَذنَ لَهُ فَفَرَّقهَا عَلَى المُحَدِّثِيْنَ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ نَاصِرٍ: أَخْبَرتَنِي أُمِّي أَن أَبِي حدثهَا قَالَ: كُنْتُ أَدخل عَلَى الخَطِيْب وَأُمَرِّضه فَقُلْتُ لَهُ يَوْماً: يَا سَيِّدي! إِنَّ أَبَا الفَضْل بنَ خَيْرُوْنَ لَمْ يُعْطنِي شَيْئاً مِنَ الذَّهب الَّذِي أَمرتَه أَنْ يُفرِّقه عَلَى أَصْحَابِ الحَدِيْث. فَرَفَعَ الخَطِيْبُ رَأْسَه مِنَ المخدَة وَقَالَ: خُذْ هذه الخرقة بارك الله لَكَ فِيْهَا. فَكَانَ فِيْهَا أَرْبَعُوْنَ دِيْنَاراً فَأَنفقتُهَا مُدَّة فِي طَلَبِ العِلْمِ. وَقَالَ مَكِّيّ الرُّمِيْلِي: مرض الخَطِيْبُ فِي نِصْفِ رَمَضَان إِلَى أَنِ اشتدَّ الحَالُ بِهِ فِي غُرَّة ذِي الحِجَّةِ وَأَوْصَى إِلَى ابْنِ خَيْرُوْنَ وَوَقَّفَ كتبَهُ عَلَى يَده وَفرَّقَ جمِيْعَ مَاله فِي وُجُوه البِرِّ وَعَلَى المُحَدِّثِيْنَ وَتُوُفِّيَ فِي رَابع سَاعَة مَنْ يَوْم الاَثْنَيْن سَابعِ ذِي الحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ ثُمَّ أُخرج بُكْرَةَ الثُّلاَثَاء وَعبرُوا بِهِ إِلَى الجَانب الغربِي وَحضره القُضَاةُ وَالأَشْرَافُ وَالخلق. وَتَقدَّم فِي الإِمَامَة أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الْمُهْتَدي بِاللهِ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعاً وَدُفِنَ بِجنب قَبْر بِشرٍ الحَافِي. وَقَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: مَاتَ ضَحْوَةَ الاَثْنَيْن وَدُفِنَ بِبَابِ حَرْب. وَتَصدَّق بماله وهو مائتا دِيْنَار، وَأَوْصَى بِأَنَّ يُتَصَدَّق بِجمِيْع ثيَابه، وَوَقَفَ جمِيْع كتبه، وَأُخْرَجت جِنَازَته مِنْ حُجْرَة تلِي النّظَامِيَّة، وَشَيَّعَهُ الفُقَهَاءُ وَالخلقُ، وَحملُوْهُ إِلَى جَامِع المَنْصُوْر، وَكَانَ بَيْنَ يَدي الجَنَازَة

جَمَاعَةٌ يَنَادُوْنَ: هَذَا الَّذِي كَانَ يَذُبُّ عَنِ، النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الكذبَ هَذَا الَّذِي كَانَ يَحفظُ حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَخُتِمَ عَلَى قَبْرِهِ عِدَّة ختمات. وَقَالَ الكَتَّانِي فِي "الوفِيَات": وَرد كِتَابُ جَمَاعَة أَنَّ الحَافِظ أَبَا بَكْرٍ تُوُفِّيَ فِي سَابع ذِي الحِجَّةِ وَحَمَلَ جِنَازَته الإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ الشيرَازِي. وَكَانَ ثِقَةً حَافِظاً مُتْقِناً متحرِياً مُصَنّفاً. قَالَ أَبُو البَرَكَات إِسْمَاعِيْل ابْنُ أَبِي سَعْدٍ الصُّوْفِيّ: كَانَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ ابْن زَهْرَاء الصُّوْفِيّ بِرباطِنَا قَدْ أَعدَّ لِنَفْسِهِ قَبْراً إِلَى جَانب قَبْر بشر الحَافِي وَكَانَ يَمضِي إِلَيْهِ كُلّ أُسْبُوْع مرَّةً وَيَنَامُ فِيْهِ وَيَتلو فِيْهِ القُرْآن كُلَّهُ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ كَانَ قَدْ أَوْصَى أَنْ يُدفن إِلَى جَنْبِ قَبْر بشر فَجَاءَ أَصْحَاب الحَدِيْث إِلَى ابْنِ زَهْرَاء وَسَأَلُوْهُ أَنْ يَدفنُوا الخَطِيْب فِي قَبْره وَأَنَّ يُؤثره بِهِ فَامْتَنَعَ وَقَالَ: مَوْضِعٌ قَدْ أَعددتُه لِنَفْسِي يُؤْخَذ مِنِّي!. فَجَاؤُوا إِلَى وَالِدي وَذكرُوا لَهُ ذَلِكَ فَأَحضر ابْنَ زَهْرَاء وَهُوَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيْثِيّ فَقَالَ: أَنَا لاَ أَقُوْل لَكَ أَعْطهم القَبْر وَلَكِنْ أَقُوْل لَكَ: لَوْ أَنَّ بشراً الحَافِي فِي الأَحْيَاء وَأَنْتَ إِلَى جَانبه فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ ليقْعد دُونك أَكَانَ يَحسُن بِك أَنْ تَقعدَ أَعْلَى مِنْهُ؟ قَالَ: لاَ بَلْ كُنْت أُجْلِسُهُ مَكَانِي. قَالَ: فَهَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُوْن السَّاعَةَ. قَالَ: فَطَابَ قَلْبُه وَأَذِن. قَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: جَاءنِي بَعْضُ الصَّالِحِيْنَ وَأَخْبَرَنِي لما مات الخَطِيْب أَنَّهُ رَآهُ فِي النَّوْمِ فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ حَالك؟ قَالَ: أَنَا فِي روح وَرَيْحَان وَجنَّةِ نَعيم. وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ جَدَّا: رَأَيْتُ بَعْد مَوْتِ الخَطِيْب كَأَنَّ شَخْصاً قَائِماً بِحِذَائِي فَأَردتُ أَنْ أَسَأَلَهُ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب فَقَالَ لِي ابْتدَاءً: أُنزل وَسط الجَنَّة حَيْثُ يَتعَارِفُ الأَبرَار. رَوَاهَا البردَانِي فِي كِتَابِ المَنَامَات عَنْهُ. قَالَ غِيثٌ الأَرْمنَازِي: قَالَ مَكِّيُّ الرُّمِيْلِي: كُنْتُ نَائِماً بِبَغْدَادَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَرَأَيْتُ كَأَنَا اجْتمَعَنَا عِنْد أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب فِي مَنْزِلِهِ لقِرَاءة التَّارِيْخ عَلَى العَادَة فَكَأَنَّ الخَطِيْب جَالِسٌ وَالشَّيْخ أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ عَنْ، يَمِيْنه وَعَنْ يَمِيْن نَصْرٍ رَجُلٌ لَمْ أَعْرفه فَسَأَلت عَنْهُ فَقِيْلَ: هَذَا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَاءَ ليسمع: التَّارِيْخ فقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذِهِ جَلاَلَةٌ لأَبِي بَكْرٍ إِذْ يَحضر رَسُوْلُ اللهِ مَجْلِسه وَقُلْتُ: هَذَا ردٌّ لِقَوْل مَنْ يَعيب التَّارِيْخ وَيذكر أَن فِيْهِ تحَامِلاً عَلَى أَقْوَام. قَالَ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مَرْزُوْق الزَّعْفَرَانِيّ: حَدَّثَنِي الفَقِيْهُ الصَّالِحُ حسنُ بنُ أَحْمَدَ البَصْرِيّ قَالَ: رَأَيْتُ الخَطِيْبُ فِي المَنَامِ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ بيضٌ حِسَان وَعِمَامَةٌ بيضَاء وَهُوَ فَرحَانُ يَتبسَّمُ فَلاَ أَدْرِي قُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ أَوْ هُوَ بدَأَنِّي فَقَالَ: غَفَرَ اللهُ لِي أَوْ رحمنِي، وَكُلّ

مَنْ يَجِيْءُ فَوَقَعَ لِي أَنَّهُ يَعْنِي بِالتَّوحيد إِلَيْهِ يَرحمُه أَوْ يغْفر لَهُ فَأَبشِرُوا وَذَلِكَ بعد وفاته بأيام. قَالَ المُؤتَمن: تحَامِلتِ الحنَابلَةُ عَلَى الخَطِيْب حَتَّى مَال إِلَى مَا مَال إِلَيْهِ. قُلْتُ: تَنَاكد ابْنُ الجَوْزِيِّ رَحِمَهُ اللهُ وَغضَّ مِنَ الخَطِيْبِ وَنسبه إِلَى أَنَّهُ يَتَعَصَّبُ عَلَى أَصْحَابنَا الحنَابلَة. قُلْتُ: لَيْتَ الخَطِيْبَ تركَ بَعْض الحطِّ عَلَى الكبار فلم يروه. قال أبو سعد السمع: اني: لِلْخطيب سِتَّةٌ وَخَمْسُوْنَ مُصَنّفاً: التَّارِيْخ مائَة جُزْء وَسِتَّة أَجزَاء. شرف أَصْحَاب الحَدِيْث ثَلاَثَة أَجزَاء الجَامِع خَمْسَةَ عَشَرَ جُزْءاً الكفَايَة ثَلاَثَةَ عَشَرَ جزءًا السابق وَاللاَحق عَشْرَة أَجزَاء الْمُتَّفق وَالمفترق ثَمَانِيَةَ عشرَ جُزْءاً الْمُكمل فِي الْمُهْمل سِتَّة أَجزَاء غنيَة الْمُقْتَبس فِي تَمِييز الْمُلْتَبس مِنْ وَافقت كُنْيَته اسْم أَبِيْهِ الأَسْمَاء المبهمَة مُجَلَّد الْموضح أَرْبَعَةَ عَشَرَ جُزْءاً منْ حَدَّثَ وَنسِي جُزء التطفِيل ثَلاَثَة أَجزَاء القُنُوت ثَلاَثَة أَجزَاء الرُّوَاة عَنْ، مالك ستة أجزاء الفَقِيْه وَالمتفقه مُجَلَّد تَمِييز مُتَّصِل الأَسَانِيْد مُجَلد الْحِيَل ثَلاَثَة أَجزَاء الإِنبَاء عَنِ، الأَبْنَاء جُزْء الرّحلَة جُزْء الاحْتِجَاج بِالشَّافِعِيّ جُزْء البخلاَء فِي أَرْبَعَة أَجزَاء المُؤتنف فِي تَكمِيْل المُؤتلف "كِتَاب البسملَة وَأَنَّهَا مِنَ الفَاتِحَة" "الْجَهْر بِالبسملَة" جُزآن مقُلُوْب الأَسْمَاء وَالأَنسَاب مُجَلَّد "جُزْء اليَمِين مَعَ الشَّاهد" "أَسْمَاء المُدَلِّسين" "اقتضَاء العِلْم الْعَمَل"، "تَقييد العلم" ثلاثة أجزاء القول في النُّجُوْم جُزء رِوَايَة الصَّحَابَة عَنْ، تَابِعِيّ جُزْء صَلاَة التّسبيح جُزْء مُسْنَد نُعَيْم بن حَمَّاد جُزْء النَّهْي عَنْ، صَوْم يَوْم الشّك إِجَازَة الْمَعْدُوم وَالمَجْهُول جُزْء مَا فِيْهِ سِتَّة تَابعيون جُزْء. وَقَدْ سرد ابْنُ النَّجَّار أَسْمَاء تَوَالِيف الخَطِيْب وَزَادَ أَيْضاً لَهُ: مُعْجَم الرُّوَاة عَنْ، شُعْبَةَ ثَمَانِيَة أَجزَاء المُؤتلف وَالمختلف أَرْبَعَة وَعِشْرُوْنَ جُزْءاً حَدِيْث مُحَمَّد بن سُوْقَةَ أَرْبَعَة أَجزَاء المسلسلاَت ثَلاَثَة أَجزَاء الربَاعِيَات ثَلاَثَة أَجزَاء طرق قبض العِلْم ثَلاَثَة أَجزَاء غسل الجُمُعَة ثَلاَثَة أَجزَاء "الإِجَازَة لِلمَجْهُول". أَنشدنِي أَبُو الحُسَيْنِ الحَافِظ أَنشدنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِيْر أَنشدنَا السِّلَفِيّ لِنَفْسِهِ. تَصَانِيْفُ ابْنِ ثابتٍ الخَطِيْبِ ... أَلَذُّ مِنَ الصِّبَا الغَضِّ الرَّطِيْبِ يَرَاهَا إِذْ رَوَاهَا مَنْ حَوَاهَا ... رِيَاضاً لِلفتَى اليَقِظِ اللَّبِيْبِ

وَيَأْخُذُ حُسْنُ مَا قَدْ صَاغَ مِنْهَا ... بِقَلْبِ الحَافِظِ الفَطِنِ الأَرِيْبِ فَأَيَّةُ راحةٍ وَنَعِيْمِ عيشٍ ... يوازي كتبها بل أيّ طيب رواها السمع: اني فِي تَارِيْخِهِ عَنْ، يَحْيَى بنِ سعدُوْنَ عَنِ، السِّلَفِيّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الغَنَائِمِ المُسَلَّم بنُ مُحَمَّدٍ وَمُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ كِتَابَةً قَالاَ: أَخْبَرَنَا، زَيْدُ بنُ الحَسَنِ أَخْبَرَنَا، أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّازُ أَخْبَرَنَا، أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ أَخْبَرَنَا، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الأَهْوَازِيّ أَخْبَرَنَا، مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ المطيرِي حَدَّثَنَا، الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا، زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ، عبيدِ الله بن عُمَرَ عَنْ، أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ عن، عراك بن مالك عَنْ، أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ، النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَيْسَ فِي الخَيْلِ وَالرَّقِيْقِ زَكَاةٌ إلَّا أَنَّ في الرقيق صدقة الفطر" 1. وَبِهِ: قَالَ الخَطِيْبُ: أَخْبَرَنَا، عَلِيُّ بنُ القَاسِمِ الشَّاهد مِنْ حِفْظِهِ حَدَّثَنَا، أَبُو رَوْق الهِزانِي حَدَّثَنَا، أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ سَنَةَ سبع وأربعين ومائةين حَدَّثَنَا، مُعْتَمِر عَنْ، أَبِيْهِ عَنْ، أَنَس قَالَ: كَانَتْ أُمُّ سُلَيْم مَعَ نِسْوَةٍ مِنْ نسَاء النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ وَكَانَ حَادِيهم يُقَالَ لَهُ: أَنْجَشَةُ فَنَادَاهُ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "رُوَيْداً يَا أَنْجَشَةُ سَوْقَك بِالقَوَارِيرِ" 2. قَالَ أَبُو الخَطَّاب بن الجَرَّاحِ المُقْرِئ يَرْثِي الخَطِيْب بِأَبيَات مِنْهَا: فَاقَ الخَطِيْبُ الوَرَى صِدْقاً وَمَعْرِفَةً ... وَأَعْجَزَ النَّاسَ فِي تَصْنِيْفِهِ الكُتُبَا حَمَى الشَّرِيعَةِ مِنْ غاوٍ يُدَنِّسُهَا ... بِوَضْعِهِ وَنفَى التَّدْلِيْسَ وَالكَذِبَا جَلَى مَحَاسِن بَغْدَادَ فَأَوْدَعَهَا ... تاريخه مخلصًا لله محتسبا وقال في النّاس بالقسطاط مُنْحَرِفاً ... عَنِ الهَوَى وَأَزَالَ الشَّكَّ وَالرِّيَبا سَقَى ثَرَاكَ أَبَا بكرٍ عَلَى ظمأٍ ... جونٌ ركامٌ تَسُحُّ الوَاكَفَ السَّرِبا وَنِلْتَ فَوْزاً وَرِضْوَاناً وَمَغْفِرَةً ... إِذَا تَحَقَّقَ وَعدُ اللهِ وَاقْتَرَبا يَا أَحْمَدَ بنَ عليٍّ طِبْتَ مُضْطَجَعاً ... وَبَاءَ شَانِيكَ بِالأَوْزَارِ مُحْتَقِبا وَللخطيب نَظْمٌ جَيِّد، فَرَوَى المُبَارَك بن الطيوري عنه لنفسه:

_ 1 صحيح: أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "14/ 114"، وأخرجه البخاري "1463"، ومسلم "982"، وأبو داود "1594"، و "1595"، والنسائي "5/ 35"، وابن ماجه "1812". 2 صحيح: أخرجه الخطيب "في تاريخ بغداد" "12/ 208". وأخرجه البخاري "6149"، ومسلم "2323"، وأحمد "3/ 107 و 117 و 186".

تَغَيَّبَ الخَلْقُ عَنْ، عَيْنِي سِوَى قمرٍ ... حَسْبِي من الخلق طرًّا ذَلِكَ القَمَرُ مَحَلُّهُ فِي فُؤَادِي قَدْ تَمَلَّكَهُ ... وَحَازَ رُوحِي فَمَا لِي عَنْهُ مُصْطَبَرُ وَالشَّمْسُ أَقْرَبُ مِنْهُ فِي تَنَاوُلهَا ... وَغَايَةُ الحظِّ مِنْهُ لِلورَى نَظَرُ وَدِدتُ تَقبيلَه يَوْماً مُخَالسَةً ... فَصَارَ مِنْ خَاطرِي فِي خَدِّهِ أَثَرُ وَكَمْ حليمٍ رَآهُ ظَنَّهُ مَلَكاً ... وَرَدَّدَ الفِكْرَ فِيْهِ أَنَّهُ بَشَرُ قَالَ غِيثُ بنُ عَلِيّ: أَنشدنَا الخَطِيْب لِنَفْسِهِ: إِنْ كُنْتَ تَبغِي الرَّشَادَ مَحْضاً ... لأَمْرِ دنياك والمعاد فَخَالِفِ النَفْسَ فِي هَوَاهَا ... إِنَّ الهَوَى جَامِعُ الفَسَادِ أَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب: أَنشدنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ لِنَفْسِهِ: لاَ تَغْبِطَنَّ أَخَا الدُّنْيَا لِزُخْرُفِهَا ... وَلاَ لِلَذَّةِ وقتٍ عَجَّلَتْ فَرحَا فَالدَّهْرُ أَسرَعُ شيءٍ فِي تَقَلُّبِهِ ... وَفِعْلُهُ بيّنٌ لِلْخَلْقِ قَدْ وَضَحَا كَمْ شاربٍ عَسَلاً فِيْهِ مَنِيَّتُهُ ... وَكمْ تَقَلَّدَ سَيْفاً مَنْ بِهِ ذُبِحَا وَمَاتَ مَعَ الخَطِيْب حَسَّانُ بنُ سَعِيْدٍ المَنِيْعِيّ وَأَبُو الوَلِيْدِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ زِيدُوْنَ شَاعِر الأَنْدَلُس وَأَبُو سَهْلٍ حَمْدُ بنُ وَلْكيز بِأَصْبَهَانَ وَعبد الوَاحِد بن أَحْمَدَ المَلِيْحِي وَأَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ الدَّجَاجِي وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الهَيْثَمِ التُّرَابِي بِمَرْو وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ وشَاح الزَّيْنَبِيّ وَالحَافِظُ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبد البَر وَأَبُو طَاهِرٍ أحمد ابن مُحَمَّدٍ العُكْبَرِيّ عَنْ، ثَلاَث وَسَبْعِيْنَ سَنَةً وَهُوَ أخو أبي منصور النديم وَشيخُ الشِّيْعَة أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ حَسَنِ بنِ حَمْزَةَ الطَّالكِي الجَعْفَرِيّ؛ صِهر الشَّيْخ المُفِيد.

الدربندي

4230- الدربندي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ الجَوَّالُ أَبُو الوَلِيْدِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ البَلْخِيُّ الدَّرْبَنْدِيُّ. سَمِعَ: أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ غُنجَار وَنَحْوهُ بِبُخَارَى وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ بِشْرَان وَطَبَقَته بِبَغْدَادَ وَالشَّيْخ العَفِيْف عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن أَبِي نَصْرٍ وَنَحْوهُ بِدِمَشْقَ وَأَبَا زَكَرِيَّا المُزَكِّي وَأَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ بِنَيْسَابُوْرَ وَأَبَا عُمَر الهَاشِمِيّ بِالبَصْرَةِ، وَابْن نَظيف الفَرَّاء بِمِصْرَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الفرَاوِي وَعبدُ الْمُنعم بنُ القُشَيْرِيّ، وَزَاهِر الشحَّامِي، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: رَحل مِنْ بُخَارَى إِلَى إِسكندرِيَّة وَهُوَ مُكْثِرٌ صَدُوْقٌ لَكنه رديءُ الخطّ. لَمْ يَكُنْ لَهُ كَبِيْرُ مَعْرِفَةٍ بالحديث. سمع: ببلخ من علي ابن أَحْمَدَ الخُزَاعِيّ وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي زَكَرِيَّا المُزَكِّي وَبهرَاة مِنَ القَاضِي أَبِي مَنْصُوْرَ الأَزْدِيّ وَبإِستِرَابَاذ مِنْ بُنْدَار بن مُحَمَّدٍ وَبِالبَصْرَةِ مِنَ القَاضِي أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ وَبمصر مِنْ أَبِي عَبْدِ الله بن نظيف. وَقَالَ عبد الغَافِر فِي تَارِيْخِهِ: طَوَّف أَبُو الوَلِيْدِ البِلاَد وَحَصَّل الأَسَانِيْد وَالغَرَائِب. قُلْتُ: مَاتَ بِسَمَرْقَنْدَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَع مائَة. قَالَ عبد الغَافِر فِي "السيَاق": أَبُو الوَلِيْدِ الدَّرْبَنْدي الصُّوْفِيّ المُحَدِّث مِنَ المَشَايِخ الجَوَّالِين فِي الحَدِيْثِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ البَزَّاز أَخْبَرَنَا، زَاهِر أَخْبَرَنَا، أَبُو الوَلِيْدِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا، أَبُو القَاسِمِ حسنُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيّ أَخْبَرَنَا، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ المِسْوَر حَدَّثَنَا، المِقْدَامُ بنُ داود حدثنا، علي ابن مَعْبَد حَدَّثَنَا، إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ عَنْ، عَمْرِو بنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ، عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْهَلِيّ عَنْ، حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوْفِ وَتَنْهَونَّ عَنِ، المُنْكَر أَوْ ليُوْشِكَنَّ الله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُم عَذَاباً مِنْ عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم" 2.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1017"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 301". 2حسن لغيره: أخرجه الترمذي "2169" من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. قلت: بل إسناده ضعيف، آفته عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي، فإنه مجهول. لذا قال الحافظ في "التقريب": "مقبول". أي عند المتابعة. وله شاهد من حديث عائشة: أخرجه أحمد "6/ 159"، وابن ماجه "4004"، والبزار "3304" و "3305" من طريق عمرو بن عثمان بن هانيء، عن عاصم بن عمر بن عثمان، عن عروة، عن عائشة مرفوعا بلفظ: "مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم" واللفظ لابن ماجه. قلت: إسناده ضعيف، آفته عاصم بن عمر بن عثمان، فإنه مجهول كما قال الحافظ في "التقريب" لكن الحديث يرتقي للحسن بمجموع طريقيه والله تعالى أعلم.

ابن عليك، أبو الفرج الجريري

ابن عليك، أبو الفرج الجريري: 4231- ابن عليك 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَاضِلُ، أَبُو القَاسِمِ؛ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَسَنِ ابْن عَلِيَّكَ النَّيْسَابُوْرِيُّ. مِنْ أَوْلاَد المَشَايِخ كَثِيْرُ الأَسفَار. نَزل أَصْبَهَان مُدَّة وَحَدَّثَ بِهَا وَبأَذْرَبِيْجَان وَبغدَاد. حَدَّثَ عَنْ: أبي الحسين الخفاف ومحمد بن الحسين العلوي وَأَبِي نُعَيْمٍ عَبْدِ الْملك الإِسفرَايينِي وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم وَحَمْزَة المُهَلَّبِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن أَبِي إِسْحَاقَ المزكِّي. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَقَالَ: كَانَ صَدُوْقاً. وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ البَغْدَادِيّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ وَأَحْمَدُ بنُ عُمَرَ النَّاتَانِي المُقْرِئ شَيْخ لِلسِّلَفِيِّ وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ نَقطَة: سَمِعَ: مِنْهُ ابْن مَاكُوْلاَ وَالمُؤْتَمن السَّاجِيّ. وَقَالَ النَّاتَانِي: قَدِمَ عَلَيْنَا تَفلَيْسَ وَحَدَّثَنَا عَنِ، الخفَّاف وَبِهَا تُوُفِّيَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: قُلْتُ لإِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ فَقَالَ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَلَهُ سَمَاع وَلأَبِيْهِ حفظ. وكان سيء الرَّأْي فِيْهِ. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي نَصْرٍ اللَّفْتُوَانِي يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَلِيَّك عَلَى أَوقَافِ الجَامِع بِأَصْبَهَانَ فَحوسب فَانْكَسَرَ عَلَيْهِ مَالٌ وَكَانَ لِلوقف دُكَانَ حلوَانِي أَخَذَ مِنْ سَاكنهَا حَلاَوَةٌ كَبِيْرَة فَكَانُوا يَضحكُوْن وَيَقُوْلُوْنَ: نَرَى الجَامِع أَكل الحَلاَوَة. وَسَأَلت أَبَا سَعْد بن البَغْدَادِيّ عَنْهُ فَقَالَ: كَانَ فَاضِلاً مَا سَمِعْتُ فِيْهِ إلَّا خَيراً وَكَانَ أَبُوْهُ مُحَدِّثَا وَمَا سَمِعْتُ قَدْحاً فِي سَمَاعَاته وَكَتَبَ عَنْهُ الجَمُّ الغفِير مُسْنَد أَبِي عَوَانَة إلَّا أَنَّهُ كَانَ أَشعرِياً. قُلْتُ: أَجَاز لابْنِ نَاصِر الحَافِظ وَمَاتَ فِي رَجَب سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. 4232- أبو الفرج الجريري 2: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المَأْمُوْنُ الصَّدْرُ أَبُو الفَرَجِ عَلِيُّ بن محمد بن علي بن محمد بن عَبْدِ الحَمِيْدِ البَجَلِيُّ الجَرَيْرِيُّ الهَمَذَانِيُّ. مِنْ أَوْلاَد جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 33"، والإكمال لابن ماكولا "6/ 262"، والعبر "3/ 267"، وتبصير المنتبه "3/ 966"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 330". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 206"، والأنساب للسمعاني "3/ 242".

حدث بسنن أَبِي دَاوُدَ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ بنِ لاَل وَحَدَّثَ عَنْ، أَبِيْهِ وَأَحْمَدَ بنِ تُركَانَ وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشيرَازِي الحَافِظ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ بنِ أَبِي اللَّيْث وَعَلِيِّ بن أَحْمَدَ بنِ عَبْدَان وَأَبِي القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحُرْفِيّ وَمُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ يُوْسُفَ الصَّنْعَانِيّ وَأَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ عمشليق الجعفري. قَالَ شِيْرَوَيْه: سَمِعْتُ مِنْهُ عَامَّة مَا مرَّ لَهُ. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً عَدْلاً مِنْ بَيْت الإِمَارَة وَالعِلْمِ. وَكَانَ أَحَدَ تُنَّاء1 بلدنَا. قُلْتُ: وحدث عنه هبة الله بن أُخْت الطَّوِيْل وَأَحْمَدُ بنُ سَعْدٍ العِجْلِيّ وَجَمَاعَة. قَالَ شِيْرَوَيْه: تُوُفِّيَ فِي ثَامن وَعِشْرِيْنَ رَمَضَان سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: ولدت سنة سبع وثمانين وثلاث مائة.

_ 1 التناء: مفردها تانيء، وهو الدهقان، رئيس الإقليم.

عبد الحق، عائشة بنت حسن

عبد الحق، عائشة بنت حسن: 4233- عبد الحق 1: ابن محمد بن هارون الإِمَامُ شَيْخُ المَالِكِيَّة أَبُو مُحَمَّدٍ السَّهْمِيُّ الصَّقَلِيُّ. تَفقَّه عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي عِمْرَانَ الفَاسِي وَالأَجْدَابِي وَحَجّ فَلقِي عَبْد الوَهَّابِ؛ صَاحِب التَّلْقِين. وَأَبَا ذَرٍّ الهَرَوِيّ. وَلَهُ كتب مِنْهَا: النّكت وَالفرُوْق لمَسَائِل المدونَة. وَكِتَاب تهذيب الطَّالب وَأَلّف عقيدَة وَتَخَرَّج بِهِ أَئِمَّة. مَاتَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَع مائَة. وَقَدْ حَجَّ مَرَّات وَنَاظر بِمَكَّةَ أَبَا المعَالِي إِمَام الحَرَمَيْنِ وَبَاحَثه. وَهُوَ مَوْصُوْف بِالذّكَاء وَحُسن التَّصنِيف وَلَهُ اسْتدرَاكٌ عَلَى مُخْتَصَر البرَاذعِي وَخَرَّج لَهُ عِدَّة تَلاَمِذَة. وَكَانَ قُرَشِياً مِنْ بَنِي سَهْم. 4234- عائشة بنت حسن 2: ابن إبراهيم، الوَاعِظَةُ العَالِمَةُ المُسْنِدَةُ أُمُّ الفَتْحِ الأَصْبَهَانِيَّةُ الوَرْكَانِيَّة. وَوَرْكَانَ: مَحَلَّة هُنَاكَ. كَتَبتِ الإِمْلاَءَ عَنْ، أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة بخطّهَا. وَسَمِعَتْ مِنْ مُحَمَّد بن جشْنِس الرَّاوِي عَنِ، ابْنِ صَاعِد. وَمِنْ: عبدِ الوَاحِد بن شَاه، وَجَمَاعَة. رَوَى عَنْهَا: الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظ. قَالَ ابْنُ السَّمْعَانِيّ: سَأَلتُ الحَافِظ إِسْمَاعِيْل عَنْهَا فَقَالَ: امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ عَالِمَةٌ تَعِظُ النِّسَاءَ وَكَتَبَتْ أَمَالِي ابْنِ مَنْدَةَ عَنْهُ. وَهِيَ أَوَّلُ مَنْ سَمِعْتُ مِنْهَا الحَدِيْث بَعَثَنِي أَبِي إِلَيْهَا وَكَانَتْ زَاهِدَةً. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهَا أَيْضاً مُحَمَّدُ بنُ حَمْد الكِبرِيتِي، وَإِسْمَاعِيْلُ الحمَّامِي المُعَمَّر، فَكَانَ خَاتمَة أَصْحَابِهَا. بقيت إِلَى سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ص 1160"، والديباج المذهب لابن فرحون المالكي "2/ 56". 2 ترجمته في العبر "3/ 247"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 308".

صردربعر

4235- صردربعر 1: الشَّاعِرُ المُفْلِقُ أَدِيْبُ وَقتِهِ، أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ البَغْدَادِيُّ، الكَاتِبُ. وَيُلَقَّبُ بِصُرَّبَعْر. صَاحِبُ بلاغَة وَجزَالَة وَرِقَة وَحَلاَوَة، وَبَاعٍ أَطولَ فِي الأَدب. سَمِعَ: أَبَا الحسين بن بشران، وأبا الحسن بن الحمامي. وَعَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ الزوزنِي، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ السَّلاَم، وَفَاطِمَةُ بِنْت الخَبْرِي. قَالَ ابْنُ عبد السَّلاَم الكَاتِب: كَانَ نِظَامُ المُلك يَقُوْلُ لَهُ: أَنْتَ صُرّدرّ لاَ صُربَعْر. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: مَدح الخَلِيْفَة القَائِمَ وَوزِيْرَه أَبَا القَاسِمِ بن المُسْلمَة، لَمْ يَكُ فِي المُتَأَخِّرِيْنَ أَرقُّ طبعاً منه، مع جزالة وبلاغة. وَقَالَ بَعْضُ الأُدبَاء: هُوَ أَشعرُ مِنْ مِهيَار. وَقِيْلَ: ظَلَمَ أَهْلُ شَهْرَابَان، وَسعَى بِهِم. وَخلط فِي دِيْنِهِ. تَقَطَّر بِهِ فَرسُه فَهلكَ، فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَقَعَ بِهِ الْفرس فِي زُبْيَةٍ لِلأَسد فَهلكَا مَعاً. وَقِيْلَ: إِنَّمَا أَبُوْهُ لُقِّبَ بصربعر لبُخْلِهِ.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 280"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 385، والعبر "3/ 259"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 94"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 322".

ابن السمناني، ابن القطان

ابن السمناني، ابن القطان: 4236- ابن السمناني 1: القَاضِي العَلاَّمَةُ أَبُو الحُسَيْنِ؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ أَعْيَنَ الحَنَفِيُّ وَلَدُ القَاضِي الكَبِيْر شَيْخِ الأَشْعَرِيَّة أَبِي جَعْفَرٍ السِّمْنَانِيِّ. ذكرنَا وَالِده فِي الطَّبَقَةِ المَاضيَة. وَهَذَا وُلِدَ بسمنان في سنة "384". وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً، حسن الأَخلاَقِ، كَبِيْرَ القَدْرِ وَافِرَ الجَلاَلَة. تَفقَّه عَلَى أَبِيْهِ لأَبِي حَنِيْفَةَ، وَأَخَذَ عَنْهُ علمَ الكَلاَم وَكَانَ مَعَهُ لَمَّا وَلِيَ قَضَاءَ حلب، سَنَة سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ: مِنَ الحَسَنِ بن الحُسَيْنِ النُّوَبَخْتِي، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ هِشَامٍ الصرصرِي، وَأَبِي أَحْمَدَ الفرضِي، وَابْنِ الصَّلْتِ المُجْبر. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَكَانَ صَدُوْقاً. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّازُ وَيَحْيَى بنُ الطّرَّاح وَأَبُو الْبَدْر الكَرْخِيّ. وَتَزَوَّجَ بِابْنتِهِ قَاضِي القُضَاة أَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّامغَانِي وَاسْتنَابه فِي القَضَاءِ. تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَحَضَره الكِبَار وَأَربَاب الدَّوْلَة وَدُفِنَ بدَاره مُدَّة ثُمَّ نقل. وكان يدري العقليات. 4237- ابن القطان 2: شَيْخُ المَالِكِيَّة أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بن عيسى بن هلال القرطبي. دَارت عَلَيْهِ وَعَلَى ابْنِ عَتَّاب الفُتْيَا بقُرْطُبَة وَكَانَ بَيْنَهُمَا منَافسَةٌ وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ عَتَاب يُقدَّم عَلَى ابْنِ القَطَّان لسِنِّه وَتَفَنُّنِه وَيَفوقُه ابْنُ القَطَّان بِبيَانِهِ وَقوَة حِفظه وَجُوْدَة انبسَاطِهِ. تَفَقَّهَ بِأَبِي مُحَمَّدٍ بن دحُّوْنَ وَابْن حَوْبيل وَابْن الشِّقَاق. وَسَمِعَ: مِنْ يُوْنُس بن عَبْدِ اللهِ القَاضِي. قَالَ ابْنُ حَيَّانَ: كَانَ ابْنُ القطان أحفظ الناس للمدونة والمستخرجة وَأَبصرَ أَصْحَابِهِ بِطرق الفُتْيَا وَالرَّأْي وَكَانَ يُنكر المُنْكَر وَيَكرَهُ الملاَهِي. وَكَانَ أَبُوْهُ وَلِيّاً للهِ مِنَ الزُّهَّاد. تَفَقَّهَ أَهْل قُرْطُبَة بِأَبِي عُمَرَ مِنْهُم: ابْنُ مَالِك وَابْن الطَّلاع وَابْن دحمِين وَابْن رزق. قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سنة ستين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 382"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 287". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 61"، والعبر "3/ 246"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 82"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 308".

القائم

4238- القائم 1: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ القَائِمُ بِأَمْرِ اللهِ أَبُو جَعْفَرٍ عبد الله بن القَادِرُ بِاللهِ أَحْمَدُ ابنُ الأَمِيْرِ إِسْحَاقَ بنِ المُقْتَدِرِ بِاللهِ جَعْفَرِ بنِ المُعْتَضِدِ العَبَّاسِيُّ البَغْدَادِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَأُمُّه أَرمنِيَّة تسمَّى بدرَ الدُّجَى، وَقِيْلَ: قطرَ النَّدَى. وَقَدْ مرَّ ذِكْرُهُ اسْتطرَاداً بَعْد العِشْرِيْنَ وَالثَّلاَثِ مائَة وَأَنَّهُ كَانَ جَمِيْلاً وَسِيماً أَبيضَ بِحُمرَة ذَا دِينٍ وَخيرٍ وَبرٍّ وَعلم وَعدل بُوْيِع سَنَة اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَأَنَّهُ نُكِبَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ فِي كَائِنَة البَسَاسِيرِي فَفَرَّ إلى البرية فِي ذِمَام أَمِيْرٍ لِلعرب ثُمَّ عَادَ إِلَى خِلاَفَته بَعْد عَامٍ بهمَّة السُّلْطَان طُغْرُلْبَك وَأُزِيلت خُطبَة خَلِيْفَة مِصْر المُسْتنصر بِاللهِ مِنَ العِرَاقِ وَقُتِلَ البسَاسيرِي. وَلَمَّا أَن فَرَّ القَائِمُ إِلَى البرِّيَة رفع قِصَّةً إِلَى رَبّ العَالِمِين مُسْتعدياً عَلَى مَنْ ظلمه وَنَفَّذَ بِهَا إِلَى البَيْتِ الحَرَام فَنَفعتْ وَأَخَذَ الله بِيَدِهِ وَردَّه إِلَى مَقَرِّ عِزه. فَكَذَلِكَ يَنْبَغِي لِكُلِّ مَنْ قُهِرَ وَبُغِيَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَغِيثَ بِاللهِ تَعَالَى وَإِنْ صَبر وَغفر فَإِنَّ فِي الله كفَايَةً وَوِقَايَةً. وَكَانَ أَبْيَضَ وَسِيماً، عَالِماً مَهِيْباً فِيْهِ دينٌ وَعدل. ظهر عَلَيْهِ مَاشَرَا، فَافْتصد وَنَام فَانْفجر فِصَادُه، وَخَرَجَ دَمٌ كَثِيْر، وَضَعُف، وَخَارت قِوَاهُ. وَكَانَ ذَا حظٍّ مِنْ تَعَبُّدٍ وَصيَام وَتهجُّد، لَمَّا أَنْ أُعيد إِلَى خِلاَفَته قِيْلَ: إِنَّهُ لَمْ يَسْتَرد شَيْئاً مِمَّا نُهب مِنْ قصره، وَلاَ عَاقب مَنْ آذَاهُ، وَاحتسب وَصبر. وَكَانَ تَاركاً لِلملاَهِي، رَحِمَهُ اللهُ وَكَانَتْ خِلاَفَته خَمْساً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وَغسَّله شَيْخُ الحنَابلَة أَبُو جَعْفَرٍ بنُ أَبِي مُوْسَى الهَاشِمِيّ. وَعَاشَ ستّاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَبُوْيِع بَعْدَهُ ابْنُ ابْنِهِ المُقْتَدِي بِاللهِ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 399"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 57"، وتاريخ ابن خلدون "3/ 447"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 4 - 11".

وَوَزَرَ لِلقَائِم أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بن أَيُّوْبَ وَأَبُو الفَتْحِ بن دَارست وَأَبُو القَاسِمِ بنُ المُسلمَة وَأَبُو نَصْرٍ بنُ جَهير. وَكَانَ مُلْكُ بنِي بُوَيْه فِي خِلاَفَتِهِ ضَعِيْفاً بِحَيْثُ إِن جَلاَل الدَّوْلَة بَاعَ مِنْ ثيَابه الملبوسَة بِبَغْدَادَ وَقلَّ مَا بِيَدِهِ وَخَلَتْ دَارُه مِنْ حَاجِب وَفَرَّاش وَقُطعت النوبَةُ عَلَى بَابه لذهَاب الطَّبالين وَثَارَ عَلَيْهِ جُنْدُه ثُمَّ كَاشرُوا لَهُ رَحْمَةً ثُمَّ جرت فِتْنَةُ البسَاسيرِي ثُمَّ بدتِ الدَّوْلَةُ السَّلْجُوْقيَّة وَأَوّل مَا ملكُوا خُرَاسَان ثُمَّ الْجَبَل وعسفوا ونهبوا وقتلوا وفعلوا القبائح وهم تُركمَان. وَمَاتَ جَلاَلُ الدَّوْلَة سَنَة 435 وَلَهُ نَيِّفٌ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً وَكَانَ عَلَى ذُنُوبه يُعتقد فِي الصُّلَحَاء. وَخَلَّف أَوْلاَداً. وَدَخَلَ أَبُو كَالَيْجَار بَغْدَاد وَتعَاظم وَلَمْ يَرْضَ إلَّا بِضَرْب الطّبلِ لَهُ فِي أَوقَات الصَّلَوَات الخَمْس وَكَانَ جَدُّهم عَضُد الدَّوْلَة مَعَ علو شَأْنه لَمْ تُضرب لَهُ إلَّا ثَلاَثَة أَوقَات. وَمَاتَ أَبُو كَالَيْجَار سَنَة أَرْبَعِيْنَ فَولِي المُلكَ بَعْدَهُ وَلَدُه الْملك الرَّحِيْم أبو نصر بن السُّلْطَانِ أَبِي كَالَيْجَار بن سُلْطَان الدَّوْلَة بن بَهَاء الدَّوْلَة بن عَضُدِ الدَّوْلَةِ. وَفِيْهَا غَزَا يَنَال السَّلْجُوْقِي أَخُو طُغْرُلْبَك بِجُيُوشِهِ وَوَغل فِي بلاَد الرُّوْم وَغنم مَا لاَ يُعبَّر عَنْهُ وَكَانَتْ غَزْوَةً مَشْهُوْدَةً وَفتحاً مبيناً. فَهَذَا هُوَ أَوّلُ اسْتيلاَء آل سَلْجُوْق مُلُوْكِ الرُّوْم عَلَى الرُّوْم وَفِي هَذَا الْحِين خَطَبَ مُتَوَلِّي القَيْرَوَان المُعز بنُ بَادِيس لِلقَائِم بِأَمْرِ اللهِ وَقَطَع خُطبَة العُبَيْدِيَّة فَبعثَوا مَنْ حَارَبّه فَتمت فَصولٌ طَوِيْلَة. وَفِي سَنَةِ (441) : عُملت بِبَغْدَادَ مآتمُ عَاشُورَاء فَجرت فِتْنَةٌ بَيْنَ السّنَة وَالشِّيْعَة تَفوتُ الوَصْفَ مِنَ الْقَتْل وَالجرَاح وَنُدب أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّسوِي لِشحنكية بَغْدَاد فَثَارت العَامَّةُ كلهُم وَاصطلح السّنَةُ وَالشِّيْعَةُ وَتوَادُّوا وَصَاحُوا: مَتَى وَلِي ابْنُ النَّسَوِي أَحرقنَا الأَسواقَ وَنزحنَا. وَترحَّم أَهْلُ الْكَرْخِ عَلَى الصَّحَابَة وَهَذَا شَيْءٌ لَمْ يُعهد. وَكَانَ الرخاء ببغداد بحيث إنه أبيع الكُرُّ بِسَبْعَة دَنَانِيْر. وَمَاتَ صَاحِبُ المَوْصِل مُعتمِد الدَّوْلَة أَبُو المَنِيع ثُمَّ بَعْدَ سَنَة فَسد مَا بَيْنَ السُّنَّة وَالشِّيْعَة وَعَمِلَت الشِّيْعَة سوراً عَلَى الْكَرْخِ وَكتبُوا عَلَيْهِ بِالذَّهَبِ: مُحَمَّد وَعلِيٌّ خَيْرُ البَشَر فَمَنْ أَبى فَقَدْ كَفَر. ثُمَّ وَقَعَ القِتَالُ وَالنَّهبُ وَقَوِيَتِ السّنَةُ وَفَعَلُوا العظَائِم وَنُبِشَت قُبُوْر وَأُحرقت عظَامُ العَوْنِيّ وَالنَّاشِي وَالجذوعِي وَقُتِلَ مُدَرِّس الحَنَفِيَّة السَّرْخَسِيّ وَعجزت الدَّوْلَةُ عَنْهُم. وَأَخَذَ طُغْرُلْبَك أَصْبَهَانَ وَجَعَلهَا دَارَ مُلكه. وَاقتتل المغَاربَةُ وَجَيْشُ مِصْر فَقُتل مِنَ المغَاربَة ثَلاَثُونَ أَلْفاً. وَفِي سَنَةِ (444) : هَاجت السّنَةُ عَلَى أَهْلِ الْكَرْخِ وَأَحرقُوا وَقتلُوا وَهلك يَوْمَئِذٍ فِي الزَّحمَة نَيِّفٌ وَأَرْبَعُوْنَ نَفْساً أَكْثَرهم نسَاء نَظَّارَة وَجَرَتْ حُرُوْب كَثِيْرَة بَيْنَ جَيْش خُرَاسَان

وَبَيْنَ الغُزِّ عَلَى المُلك وَحَاصَرَ المَلِكُ الرَّحِيْم وَالبسَاسيرِيُّ البَصْرَةَ وَأَخَذَهَا مِنْ وَلد أَبِي كَالَيْجَار ثُمَّ اسْتولَى عَسْكَرُ المَلكِ الرَّحِيْم عَلَى شيرَاز بَعْد حِصَارٍ طَوِيْل وَقَحْطٍ وَبلاَء حَتَّى قِيْلَ: لَمْ يَبْقَ فِيْهَا إلَّا نَحْو أَلف نَفْس وَدَورُ سُورِهَا اثْنَا عَشرَ أَلف ذِرَاع وَلَهَا أَحَدَ عشرَ بَاباً. وَفِي سَنَةِ "447": قبض طُغْرُلْبَك عَلَى الْملك الرَّحِيْم وَانقضتْ أَيَّامُ بنِي بُويه وَكَانَ فِيْهَا دُخُوْلُ طُغْرُلْبَك بَغْدَاد وَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً بَيْنَ يَدَيْهِ ثَمَانِيَةَ عشرَ فِيلاً مُظهِراً أَنَّهُ يَحُجُّ وَيَغزو الشَّام وَمِصْر وَيُزِيلُ الدَّوْلَة العبيدية. ومات ذخيرَةُ الدِّين مُحَمَّدُ بنُ الخَلِيْفَةِ وَلِيُّ عهد أَبِيْهِ وَخلَّف وَلداً طِفْلاً وَهُوَ المُقتدي وَعَاثت جيوشُ طُغْرُلْبَك بِالقُرَى بِحَيْثُ لأُبِيعَ الثَّوْرُ بِعَشْرَةِ درَاهم وَالحِمَارُ بدِرْهَمَيْنِ. وَوَقَعَتِ الفِتْنَةُ بِبَغْدَادَ بَيْنَ الحنَابلَة وَالشَّافِعِيَّة. وَتَزَوَّجَ الخَلِيْفَةُ بِبنت طُغْرُلْبَك عَلَى مائَة أَلْف دِيْنَار. وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ: مبدَأُ فِتْنَة البسَاسيرِي، وَخَطَبَ بِالكُوْفَةِ وَوَاسط وَبَعْضِ القرَى لِلمُسْتنصر العُبيدي وَكَانَ القَحْطُ عَظِيْماً بِمِصْرَ وَبَالأَنْدَلُس وَمَا عُهِدَ قَحْطٌ وَلاَ وَبَاءٌ مِثْله بقُرْطُبَة حَتَّى بَقِيَت المَسَاجِدُ مغلقَة بِلاَ مُصَلٍّ وَسُمِّيَ عَام الْجُوع الكَبِيْر. وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ: أَخَذَ طُغْرُلْبَك المَوْصِل، وَسلَّمَهَا إِلَى أَخِيْهِ يَنَال وَكَتَبَ فِي أَلقَابه: ملك المَشْرِق وَالمَغْرِب. وَفِيْهَا كَانَ الجوعُ المُفرط بِبَغْدَادَ وَالفنَاء وَكَذَلِكَ بِبُخَارَى وَسَمَرْقَنْد حَتَّى يُقَالَ: هَلَكَ بِمَا وَرَاء النَّهْر أَلفُ أَلفٍ وَسِتُّ مائَةِ أَلْف. وَفِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ: أَخَذَ البسَاسيرِيُّ بَغْدَاد كَمَا قَدَّمْنَا، وَخَطَبَ لصَاحِب مِصْر فَأَقْبَل فِي أَرْبَعِ مائَة فَارِس فِي وَهْنٍ وَضَعف وَمَعَهُ قُرَيْش أَمِيْر العَرَب فِي مائةي فَارِس بَعْدَ أَنْ حَاصرَا المَوْصِل وَأَخَذَاهَا وَهَدَمَا قلعتهَا. وَاشْتَغَل طُغْرُلْبَك بِحَرب أَخِيْهِ فَمَالتِ العَامَّة إِلَى البسَاسيرِي لِمَا فَعَلت بِهِم الغُّز وَفَرِحتْ بِهِ الرَّافِضَّةُ فَحضر الهَمَذَانِيُّ عِنْد رَئِيْس الرُّؤَسَاء الوَزِيْر وَاسْتَأْذَنَه فِي الحَرْب وَضمن لَهُ قتل البسَاسيرِي فَأَذن لَهُ. وَكَانَ رَأْيُ عَمِيْدِ العِرَاق المُطَاولَة رَجَاءَ نَجدَةِ طُغْرُلْبَك فَبرز الهَمَذَانِيُّ بِالهَاشِمِيين وَالخدم وَالعوَام إِلَى الحلبَة فَتقهقر البسَاسيرِيُّ وَاسْتجرَّهُم ثُمَّ كرَّ عَلَيْهِم فَهَرَبُوا وَقُتِلَ عِدَّة وَنُهِبَ بَابُ الأَزج وَأَغلقَ الوَزِيْرُ عَلَيْهِم وَلطم العَمِيْد كَيْفَ اسْتبدَ الوَزِيْرُ بِالأَمْرِ وَلاَ مَعْرِفَةَ لهُ بِالحَرْب فَطَلبَ الخَلِيْفَةُ العَمِيْدَ وَأَمرهُ بِالقِتَال عَلَى سور الحرِيْم فَلَمْ يَرُعْهم إلَّا الصرِيخُ وَنهبُ الحرِيْم وَدخلُوا مِنْ بَاب النوبَى فَرَكِبَ الخَلِيْفَةُ وَعَلَى كَتِفِهِ البُرْدَة وَبِيَدِهِ السَّيْفُ وَحَوْلَهُ عددٌ فَرَجَعَ نَحْو العَمِيْد فَوَجَدهُ قَدِ اسْتَأْمن إِلَى قُرَيْش فَصَعِدَ المَنْظَرَة فَصَاح رَئِيْس الرُّؤَسَاء بِقُرَيْش: يَا عَلَمَ الدِّين: إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يَسْتَدنِيكَ. فَدنَا فَقَالَ: قَدْ أَنَالكَ الله رُتْبَةً لَمْ يُنِلهَا أَحَد، أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ

يَسْتَذِمُّ مِنْكَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَصْحَابِهِ بذمَام الله وَرَسُوْله وَذمَامِ العَرَب. قَالَ: نَعَمْ. وَخلعَ قَلَنْسَوَتَهُ فَأَعْطَاهَا الخَلِيْفَةَ وَأَعْطَى الوَزِيْر مِخْصَرَتَهُ فَنَزَلاَ إِلَيْهِ وَذَهَبَا مَعَهُ فَبَعَثَ إِلَيْهِ البسَاسيرِي: أَتخَالفُ مَا تَقرَّر بَيْنَنَا؟ قَالَ: لاَ. ثُمَّ اتفقَا عَلَى تَسْلِيم الوَزِيْر فَلَمَّا أَتَاهُ؛ قَالَ: مَرْحَباً بِمُهلك الدُّول. قَالَ: العفوُ عِنْدَ القُدرَة. قَالَ: أَنْتَ قدرتَ فَمَا عَفْوتَ وَركبتَ الْقَبِيح مَعَ أَطفَالِي فَكَيْفَ أَعفُو وَأَنَا رَبُّ سَيْف! ?. وَحَمَلَ قُرَيْشٌ الخَلِيْفَةَ إِلَى مُخَيَّمه وَسَلَّمَ زوجَتَه إِلَى ابْنِ جَرْدَة وَنُهبت دورُ الخِلاَفَة فَسَلَّمَ قُرَيْشٌ الخَلِيْفَةَ إِلَى ابْنِ عَمّه مهَارش بنُ مجلِّي فَسَارَ بِهِ فِي هودجٍ إِلَى الحَدِيْثَة وَسَارَ حَاشيَة الخليفة على حمية إلى طغرلبك وشكى الخَلِيْفَةُ البردَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُتَوَلِّي الأَنبار جُبَّةً وَلحَافاً. وَلاَ رِيب أَنَّ اللهَ لطَفَ بِالقَائِم لدينِهِ. حكَى المُحَدِّثُ أَبُو الحَسَنِ بنُ عَبْدِ السَّلاَم: سَمِعْتُ الأُسْتَاذ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيِّ بنِ عَامِرٍ قَالَ: دَخَلْتُ إِلَى الخزَانَة، فَأَعْطونِي عِدَّة قصَص، حَتَّى امتلأَ كُمِّي فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ الخَلِيْفَةُ أَخِي لضَجر مِنِّي وَأَلقيتُهَا فِي البركَة. وَكَانَ القَائِمُ يَنْظُرُ وَلَمْ أَدرِ. قَالَ: فَأَمر بِأَخَذِ الرِّقَاع فَنُشِرَتْ فِي الشَّمْسِ ثُمَّ وَقَّعَ عَلَى الجمِيْع وَقَالَ: يَا عَامِّيُّ! لِمَ فَعَلتَ هَذَا؟ قَالَ: فَاعْتذرتُ فَقَالَ: مَا أَطْلَقْنَا شَيْئاً مِنْ أَمْوَالنَا بَلْ نَحْنُ خُزَّانُهُم. نعم، وَأَحْسَنَ البسَاسيرِيُّ السِّيرَةَ، وَوَصل الفُقَهَاء، وَلَمْ يَتعصب لِلشيعَة، وَرَتَّبَ لأُمِّ الخَلِيْفَةِ رَاتباً. ثُمَّ بَعْدَ أَيَّام أُخرج الوَزِيْر مُقَيَّداً عَلَيْهِ طُرْطُور وَفِي رقبته قِلاَدَةُ جُلُود وَهُوَ يَقرَأُ: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ} [آل عِمْرَان:26] فَبصق فِي وَجْهِهِ أَهْلُ الرَّفض فَالأَمْر للهِ ثُمَّ صُلِبَ وَجُعِلَ فِي فَكَّيه كَلُّوبَانِ فَمَاتَ ليَوْمه وَقتلُوا العَمِيْد أَيْضاً وَهُوَ الَّذِي بَنَى رِبَاط شَيْخِ الشُّيُوْخ ثُمَّ سَارَ البسَاسيرِيُّ فَحكم عَلَى البَصْرَةِ وَوَاسط وَخَطَبَ بِهَا لِلمُسْتنصر وَلَكِن قَطَعَ المُسْتنصر مُكَاتَبته خَوَّفه وَزِيْرُه أَبُو الفَرَجِ ابْنُ أَخِي الوَزِيْر المَغْرِبِيّ وَكَانَ قَدْ هَرَبَ مِنَ البسَاسيرِي فَذَمَّ أَفعَاله وَخَوَّف مِنْ عَوَاقِبه. وَبِكُلِّ حَالٍ فَنَالَهُ مِنَ المصريين نحو ألف ألف دينار. وَفِي سَنَةِ "454": زوَّج القَائِم بِنْته بِطُغْرُلْبَك بَعْد اسْتَعفَاء وَكُرْهٍ وَغَرِقت بَغْدَاد؛ وَبلغ المَاء أَحَداً وَعِشْرِيْنَ ذرَاعاً. وَفِي سَنَةِ "456": قبض السُّلْطَان أَلب آرسلاَن عَلَى وَزِيْره عَمِيْد الْملك الكُندرِي وَاسْتَوْزَرَ نِظَامَ المُلْك وَكَانَ المَصَافُّ بِالرَّيِّ بَيْنَ أَلب آرسلاَن وَقَرَابَته قُتُلْمِش فَقُتل قُتُلْمِش وَنَدِمَ السُّلْطَانُ وَعَمِلَ عزَاءهُ ثُمَّ سَارَ يَغْزُو الرُّوْم. وَأُنشِئْت مدينَة بِجَايَة بنَاهَا النَّاصرُ بنُ عَلنَاس وَكَانَتْ مرعىً للدواب.

وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ: أُنشِئْت نِظَامِيَّةُ بَغْدَاد وَسلطنَ أَلب آرسلاَن ابْنه مَلِكْشَاه وَجَعَله وَلِيَّ عَهْدِهِ وَسَارَ إِلَيْهِ مُسْلِمُ بنُ قُرَيْش بن بَدْرَان صَاحِب المَوْصِل فَأَقطعه هِيت وَحَرْبَا وَبنُوا عَلَى قَبْر أَبِي حَنِيْفَةَ قُبَّة عَظِيْمَة. وَفِي سَنَةِ "461": احْتَرَقَ جَامِعُ دِمَشْق كُلُّه وَدَارُ السّلطنَة الَّتِي بِالخَضْرَاء وَذَهَبت مَحَاسِنُ الجَامِع وَزخرفتُهُ الَّتِي تُضرب بِهَا الأَمثَال مِنْ حَربٍ وَقَعَ بَيْنَ جَيْش مِصْر وَجَيْش العِرَاق. وَفِي سَنَةِ "62": أَقْبَل طَاغِيَةُ الرُّوْم فِي جَيْش لَجِبٍ حَتَّى أَنَاخَ بِمَنْبِج فَاسْتبَاحهَا وَأَسرع الكَرَّةَ لِلغلاَءِ أُبيع فِي عَسْكَرِهِ رطلُ الْخبز بدِيْنَار وَكَانَ بِمِصْرَ الغلاَءُ الْمُفرط وَهِيَ النوبَة الَّتِي قَالَ فِيْهَا صَاحِبُ المرَآة: فَخَرَجتِ امْرَأَة بِالقَاهِرَةِ بِيَدِهَا مُدُّ جَوْهَرٍ فَقَالَتْ: مَنْ يَأْخُذُهُ بِمُدِّ قَمْحٍ؟ فَمَا الْتَفَت إِلَيْهَا أَحَد فَرمته وَقَالَتْ: مَا نَفعنِي وَقتَ الحَاجَة فَلاَ أُرِيْدُهُ. فَمَا كَانَ لَهُ مَنْ يَأْخُذُه وَكَادَ الخرَابُ أَنْ يَشمَلَ الإِقْلِيْم حَتَّى بِيعَ كلبٌ بِخَمْسَةِ دَنَانِيْر وَالهرُّ بِثَلاَثَة وَبلغ ثمن الإِرْدَبِّ مائَةَ دِيْنَارٍ وَأَكل النَّاسُ بَعْضهم بَعْضاً وَتَشَتَّتَ أَهْل مِصْرَ فِي البِلاَد. وَفِي سَنَةِ "63": كَانَتِ المَلْحَمَة العُظْمَى بَيْنَ الإِسْلاَم وَالنَّصَارَى. قَالَ ابن الأثير: خرج أرمانوس في مائةي أَلف وَقصد الإِسْلاَم وَوصل إِلَى بلاَد خِلاَط. وَكَانَ السُّلْطَان أَلب آرسلاَن بخُوَيّ فَبَلَغَهُ كَثْرَةُ العَدُوّ وَهُوَ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ أَلف فَارِس فقال: أنا ألتقيهم فإن سلمت فَبنعمَةِ الله وَإِن قُتلت فَمَلِكْشَاه وَلِيُّ عَهْدي. فَوَقَعت طلاَئِعُهُ عَلَى طلاَئِعِهِم فَانْكَسَرَ العَدُوُّ وَأُسِرَ مُقَدَّمُهُم فَلَمَّا التَّقَى الجمعَان؛ بَعَثَ السُّلْطَانُ يَطلب الهُدْنَةَ فَقَالَ أَرمَانوس: لاَ هُدْنَة إلَّا بِبذلِ الرَّيِّ. فَانزعج السُّلْطَان فَقَالَ لَهُ إِمَامُهُ أَبُو نَصْرٍ: إِنَّك تُقَاتلُ عَنْ، دينٍ وَعَدَ اللهُ بِنصرِهِ وَإِظهَارِهِ عَلَى الأَديَان فَأَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ الله قَدْ كتب باسمِكَ هَذَا الفَتْحَ وَالْقهم يَوْمَ الجُمُعَةِ وَالسَّاعَةَ يَكُوْن الخُطَبَاءُ عَلَى المَنَابِر يَدعُوْنَ لِلمُجَاهِدينَ فَصَلَّى بِهِ وَبَكَى السُّلْطَان وَبَكَى النَّاسُ وَدَعَا وَأَمَّنُوا وَقَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصرفَ فَلينصرف فَمَا ثَمَّ سُلْطَانٌ يَأْمرُ وَلاَ يَنَهَى وَرَمَى القوسَ وَسلَّ السَّيْفَ وَعَقَدَ بِيَدِهِ ذَنَبَ فَرسِهِ وَفَعَلَ الجُنْدُ كَذَلِكَ وَلَبِسَ البيَاضَ وَتحنَّط وَقَالَ: إِن قُتلتُ فَهَذَا كَفَنِي. ثُمَّ حَمَلَ فَلَمَّا لاَطخ العَدُوّ تَرَجَّل وَعَفَّر وَجهَهُ فِي التُّرَاب وَأَكْثَر التَّضَرُّع ثُمَّ ركب وَحصل المُسْلِمُوْنَ فِي الْوسط فَقتلُوا فِي الرُّوْم كَيْفَ شَاؤُوا وَنَزَلَ النَّصْرُ وَتطَايرت الرُّؤُوسُ وَأُسَرَ مَلِكُ الرُّوْم وَأُحضر بَيْنَ يَدي السُّلْطَان فَضَرَبَه بِالمِقْرَعَة وَقَالَ: أَلَمْ أَسَأَلك الهُدْنَة؟ قَالَ: لاَ تَوَبِّخْ وَافعل مَا تُرِيْد. قَالَ: مَا كُنْتَ تَفْعَلُ لَوْ أَسَرْتَنِي؟ قَالَ: أَفْعَلُ القَبيح. قَالَ: فَمَا تظن

بِي؟ قَالَ: تَقتُلُنِي أَوْ تُشَهِّرنِي فِي بلاَدك وَالثَّالِثَةُ بعيدَةٌ أَنْ تَعفوَ وَتَأْخَذَ الأَمْوَالَ. قَالَ: مَا عَزَمْتُ عَلَى غَيْرهَا. فَفَكَّ نَفْسَهُ بِأَلفِ أَلفِ دِيْنَار وَخَمْس مائَة أَلْفِ دِيْنَار وَبِكُلِّ أَسيرٍ فِي مَمْلَكَته، فَنَزَّله فِي خيمَةٍ، وَخلعَ عَلَيْهِ، وَبَعَثَ لَهُ عَشْرَةَ آلاَفِ دِيْنَار يَتَجَهَّز بِهَا، وَأَطلق لَهُ عِدَّة بَطَارِقَة، وَهَادَنَهُ خَمْسِيْنَ سَنَةً، وَشيَّعه، وَأَمَّا جَيْشُهُ فَمَلَّكُوا مِيخَائِيْل. وَمَضَى أَرمَانوس فَبَلَغَهُ ذهَابُ مُلْكِهِ فَتَرَهَّب وَلَبِسَ الصُّوف وَجَمَعَ مَا قدر عَلَيْهِ مِنَ الذَّهب فَكَانَ نَحْو ثَلاَثَ مائَة أَلْف دِيْنَار، فَبَعَثَهَا، وَاعْتَذَرَ. وَفِيْهَا تَمَلَّكَ الشَّام أَتْسِز الخُوَارِزْمِي، وَبدَّع وَأَفسد، وَعثَّر الرَّعِيَّة. وَفِي سَنَةِ "65": قُتل السُّلْطَان أَلب آرسلاَن. وَفِيْهَا اخْتَلَفَ جَيْشُ مِصْر وَتحَاربُوا مَرَّات وَقَوِيَتِ الأَترَاكُ وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنْ عرب مِصْر وَاضمحَلَّ دَسْتُ المُسْتنصر وَذَاق ذُلاًّ وَحَاجَة وَبَالَغَ فِي إِهَانته نَاصِرُ الدَّوْلَة الحَمْدَانِي وَعظُمَ وَجَرَتْ أُمُوْرٌ مُزعجَة. وَفِي سَنَةِ "66": غَرِقَتْ بَغْدَاد وَأُقيمت الجُمُعَةُ فِي السُّفن مرَّتين وَهَلَكَ خَلْقٌ لاَ يُحصَوْنَ حَتَّى لقيل: إِنَّ المَاء بلغَ ثَلاَثِيْنَ ذرَاعاً. حَتَّى لقَالَ سِبْطُ ابْنِ الجَوْزِيّ: وَانهدمت مائَةُ أَلْفِ دَار وَبقيت بَغْدَادُ مَلَقَةً وَاحِدَة. وَفِي سَنَةِ "67": بَعَثَ المُسْتنصر إِلَى سَاحل الشَّام إِلَى بدر الجمَالِي ليُغِيثه فَسَارَ مِنْ عَكَّا فِي البَحْر زَمَن الشِّتَاء وَخَاطر وَهجم مِصْر بغتَةً وَسَمَّاهُ المُسْتنصر أَمِيْر الجُيُوْش فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلِ بَعَثَ إِلَى كُلّ أَمِيْر مِنْ أَعْيَانِ الأُمَرَاء طَائِفَةً أَتوهُ بِرَأْسِهِ وَأَخَذَ أَمْوَالَهم إِلَى قصر المُسْتنصر وَأَضَاءت حَالُه وَسَارَ إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّة فَحَاصَرَهَا مُدَّةً وَأَخَذَهَا وَقُتِلَ طَائِفَةً اسْتولُوا وَسَارَ إِلَى دمِيَاط فَفَعَل كَذَلِكَ وَسَارَ إِلَى الصّعيدِ فَقَتَلَ بِهِ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّام اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً وَنهب وَبدَّع فَتَجْمَّعُوا لَهُ بِالصعيد فِي سِتِّيْنَ أَلْفاً مِنْ بَيْنِ فَارِس وَرَاجل فَبَيَّتَهم ليلاً فَهَزمَهُم وَقُتِلَ خَلْقٌ كَثِيْر وَغَرِقَ مِثْلُهُم وَغُنِمَتْ أَمْوَالهُم. ثُمَّ التَقَوا ثَانِيَةً وَنُصِرَ عَلَيْهِم وَوَقَعَ بِبَغْدَادَ حَرِيْقٌ لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ، وذهب الأموال. وَمَاتَ القَائِم بِأَمْرِ اللهِ: فِي شَعْبَانَ سَنَة سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَبَايَعُوا حَفِيْدَهُ، فَنذكُرُه استطرادًا.

المقتدي

4239- المقتدي 1: الخَلِيْفَةُ المُقْتَدِي بِأَمْرِ اللهِ أَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ ذخيرَةِ الدِّينِ مُحَمَّدِ ابنِ القَائِم بِأَمْرِ اللهِ عَبْدُ اللهِ بنُ القَادِرِ بِاللهِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ المُقْتَدِرِ العَبَّاسِيُّ. تسلَّم الخِلاَفَةَ بعهدٍ مِنْ جدِّه يَوْم ثَالِثِ عشر شَعْبَان سَنَة "467" وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً سِوَى أَشهر وَأُمُّه أَرْجُوَان أُمُّ وَلَدَ بقيت بَعْدَهُ دَهْراً رَأَتِ ابْنَ ابْنِ ابْنهَا المُسْترشد خَلِيْفَة. وَكَانَ حَسَنَ السّيرَةِ وَافِرَ الحُرْمَةِ. أَمر بنفِي الخوَاطِئ وَالقينَات وَأَنْ لاَ يَدخُل أَحَدٌ الحَمَّام إلَّا بِمئزر وَأَخرب أَبرَاج الحَمام وَفِيْهِ ديَانَةٌ وَنجَابَة وَقُوَة وَعُلُوُّ هِمَّة. وَكَانَ مَلِكْشَاه قَدْ صمم على إخراجه من بغداد فحار وَالتَجَأَ إِلَى اللهِ فَدَفَعَ عَنْهُ وَهَلك مَلِكْشَاه. وُلِدَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ بِأَشهر وَكَانَ فِي اعتِقَالِ القَائِم نَوْبَة البسَاسيرِي صغِيراً فَأُخفِي وَحمله ابْنُ المحلبَان إِلَى حرَّان. وَزَرَ لَهُ فَخْرُ الدَّوْلَة ابْن جَهير بوصيَةٍ مِنْ جَدِّه. وَفِي سَنَةِ "469": سَارَ أَتسز الَّذِي أَخَذَ دِمَشْق إِلَى مِصْرَ وَحَاصرهَا وَكَادَ أَنْ يَملكَهَا فَتضرع أَهْلُهَا إِلَى اللهِ فَترحَّل بِلاَ سَبَب وَنَازل القدسَ ثُمَّ أَخَذَهَا وَقَتَلَ ثَلاَثَة آلاَف وَذبحَ القَاضِي وَالشُّهُودَ صَبْراً وَعَسَفَ. وَقَالَ أَبُو يَعْلَى بنُ القلاَنسِي: كَسره بِمِصْرَ أَمِيْرُ الجُيُوْش، فَرُدَّ وَقَدْ قُتل أَخُوْهُ، وَقُطِعت يَدُ أَخِيْهِ الأَخر، فَسُرَّ النَّاس. وَكَانَتِ الفِتْنَةُ الصّعبَةُ بَيْنَ الحَنْبَلِيَّة وَالقُشيرِية بِسَبَب الاعْتِقَاد وَقُتِلَ بَيْنهم جَمَاعَةٌ وَعَظُمَ البَلاَءُ وَتَشَفَّتْ بِهِم الرَّوَافضُ وَحَاصَرَ دِمَشْقَ المِصْرِيّون مرَّتين. وَعُزل ابْنُ جَهِير الوَزِيْر لِشِدِّهِ مِنَ الحنَابلَة. وَفِي سَنَةِ "471": أَقْبَل تَاجُ الدَّوْلَة تُتش أَخُو مَلِكْشَاه فَاسْتولَى عَلَى دِمَشْقَ وَقُتِلَ أَتْسِز وَأَحَبَّه الناس. وَفِي سَنَةِ "73": مَاتَ صَاحِبُ اليَمَن أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الصُّلَيْحِي وَكَانَتْ دَوْلَتُهُ نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً وَكَانَ عَلَى دين العُبَيْدِيَّة تَحيَّل إِلَى أَنْ تَملَّك جمِيْع اليَمَن. وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ قُضَاة اليَمَن لَهُ سيرَةٌ فِي "تاريخي الكبير".

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 291"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 139" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 380".

وَرَافَعُوا نِظَام المُلك وَزِيْر مَلِكْشَاه. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: فَمَدَّ سِمَاطاً، وَأَقَامَ عَلَيْهِ ممَاليكَه وَهم أُلوفٌ مِنَ التّرْك بخيلهِم وَسلاَحهِم وَحضر السُّلْطَان ثُمَّ قَالَ: إِنِّيْ خَدَمْتُكَ وَخدمتُ أَبَاك وَجدَّك وَقَدْ بَلغَك أَخذِي لِلأَمْوَال وَصَدَقُوا إِنَّمَا أَصْرِفُهَا عَلَى مِثْل هَؤُلاَءِ الغِلمَان وَهم لَكَ وَفِي البِرِّ وَالصِّلاَت، وَمُعْظَمُ أَجرِهَا لَكَ، وَكُلُّ مَا أَملِكُه فَبينَ يَديك وَأَنَا أَقنعُ بِمُرَقَّعَة. فَصفَا لَهُ السُّلْطَانُ وَأَحَبَّه وَسَمَلَ سَيِّد الرُّؤَسَاء أَبَا المَحَاسِن، الَّذِي نَاوَأَه. وَفِي هَذَا الْقرب تَملَّك سُلَيْمَانُ بنُ قُتُلْمِش السَّلْجُوْقِيّ قونِيَة وَآقصرَا. ثُمَّ سَارَ فَأَخَذَ أَنطَاكيَةَ مِنَ الرُّوْم وَكَانَ لَهَا فِي أَيديهِم مائَة وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. وَبَعَثَ بِالبشَارَةِ إِلَى السُّلْطَانِ مَلِكْشَاه ثُمَّ تحَارب هُوَ وَمُسْلِمُ بنُ قُرَيْش فِي سَنَةِ "77" فَقُتِلَ مُسْلِمٌ. وَنَازل ابْن قُتُلْمِش حلبَ شَهْراً ثُمَّ ترَحَّل. وَنَازل الأُذفِيش مدينَة طُلَيْطُلَة أَعْوَاماً ثُمَّ كَانَتِ المَلْحَمَة الكبرى بِالأَنْدَلُسِ وَانتصر المُسْلِمُوْنَ وَأَسَاء أَمِيْر المُسْلِمِيْنَ يُوْسُفُ بنُ تَاشفِيْن إِلَى ابْنِ عَبَّاد وَأَخَذَ بلاَده وَسَجَنَهُ. وَأَقْبَلَ أَمِيْرُ الجُيُوْش فَنَازل دِمَشْقَ وَضيَّق عَلَى تُتْش ثُمَّ ترحَّل. وَفِي سَنَةِ "79" التُّقَى تُتْش وَصَاحِبُ قُونِيَة سُلَيْمَانُ فَقُتل سُلَيْمَانُ وَاسْتَوْلَى تُتش عَلَى حلب. وَأَقْبَلَ أَخُوْهُ السُّلْطَانُ مِنْ أَصْبَهَان إِلَى حلب فَأَخَذَهَا وَهَرَبَ مِنْهُ أَخُوْهُ وَنَاب بِحَلَب قَسيمُ الدَّوْلَة؛ جَدُّ نُور الدِّين فَعمرت بِهِ وَافتَتَح السُّلْطَانُ الجَزِيْرَةَ وَقَدِمَ بَغْدَاد وَقَدِمَ بَعْدَهُ النّظامُ ثُمَّ تَصيَّد وَعَمِلَ منَارَةَ القُرُوْنَ وَجَلَسَ لَهُ المُقتدي وَخلعَ عَلَيْهِ خِلَعَ السَّلطنَة وَعَلَى أَمرَائِهِ وَنظَامُ الْملك يُقَدِّمُهم وَيُتَرْجِمُ عَنْهُم ثُمَّ كَانَ عُرس المُقتدي عَلَى بِنْتِ السُّلْطَانِ وَلَمْ يُسْمَعْ: بِمِثْلِ جَهَازِهَا وَعُرسهَا؛ دَخَلَ فِي الدعوَة أَرْبَعُوْنَ أَلف مَناً مِنَ السكر. وَمَاتَ صَاحِبُ غَزنَة وَالهِنْد المُؤَيَّدُ إِبْرَاهِيْم بنُ مسعود بن السُّلْطَانِ مَحْمُوْد، وَتَملَّك بَعْدَهُ ابْنُهُ جَلاَلُ الدِّين، زَوجُ بِنْت مَلِكْشَاه الَّتِي غَرِمَ نَظَامُ الْملك عَلَى عُرسهَا أَلفِي أَلفِ دِرْهَم. وَسَارَ مَلِكْشَاه لِيملك سَمَرْقَنْد وَافتَتَح مَا وَرَاء النَّهْر وَتَضوَّرت بِنْتُ مَلِكْشَاه مِنِ اطِّرَاح الخَلِيْفَة لَهَا فَأَذن لها في الذّهَاب إِلَى أَصْبَهَانَ مَعَ ابْنِهَا جَعْفَر، وَأَقْبَلَ جَيْشُ مِصْر فَأَخذُوا صُوْرَ وَعكَا وَجُبَيْل. وَفِتَنُ السّنَة وَالشِّيْعَة مُتتَاليَةٌ بِبَغْدَادَ لاَ يُعبَّر عَنْهَا. وَفِي سَنَةِ "483": اسْتولَى ابْنُ الصَّبَّاحِ؛ رَأْس الإِسْمَاعِيليَّة عَلَى قَلْعَة أَصْبَهَان، فَهَذَا أَوّلُ

ظُهُوْرهم. وَاسْتولتِ النَّصَارَى عَلَى سَائِر جَزِيْرَة صَقَلِية وَهِيَ إِقْلِيْمٌ كَبِيْر. وَكَانَتْ ملحمَة جَيَّان بِالأَنْدَلُسِ بَيْنَ الفِرَنْج وَالمُسْلِمِيْنَ وَنَصرَ اللهِ وَحُصِدَتِ الفِرَنْج. وَافتَتَح ملكشَاه اليَمَن عَلَى يَد جَنَقَ أَمِيْر التركمَان وَاسْتبَاحت خفَاجَة رَكْبَ العِرَاق فَذَهَبَ وَرَاءهم عَسْكَرٌ فَقتلُوا مِنْهم خلقاً كَثِيْراً، وَلَمْ تَقم لَهم شوكَةٌ بَعْد. وَمَاتَ نَظَام الْملك فِي سَنَةِ "86"، ثُمَّ مَاتَ السُّلْطَان فَسَارَ مِنَ الشَّام أَخُوْهُ تُتش ليتسلطنَ وَفِي خِدمته قَسِيمُ الدَّوْلَة وَصَاحِب أَنطَاكيَة وَجَمَاعَة خطبُوا لَهُ بِمَدَائِنهُم. وَسَارَ وَأَنفق الأَمْوَالَ وَأَخَذَ الرّحبَة ثُمَّ نصِيْبين عَنْوَةً وَقَتَلَ وَعَسَفَ. وَقصد المَوْصِل فَعمل مَعَهُ صَاحِبُهَا إبراهيم بن قريش مَصَافّاً فَأُسِرَ إِبْرَاهِيْمُ وَتَمَزَّقَ جَمعُهُ وَقُتِلَ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ عَشْرَةُ آلاَف وَذُبح إِبْرَاهِيْم صَبْراً. وَأُبِيْعَتْ مِنَ النَّهْبِ مائَةُ شَاة بدِيْنَار. ثُمَّ بَعَثَ تُتش يَطلب مِنَ الخَلِيْفَة تَقليدَ السّلطنَة. وَافتَتَح مَيَّافَارِقين وَديَار بكر وَبَعْض أَذْرَبِيْجَان فَبَادر بَرْكيَارُوْق ابْنُ أَخِيْهِ فَالتَقَوا فَخَامر قسيم الدَّوْلَة وَبوزَانُ وَصَارَا مَعَ بَرْكيَارُوْق، فَضعُف تُتش، وَوَلَّى إِلَى الشَّامِ. وَفِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ خُطبَ بِبَغْدَادَ لِلسُلْطَان بركيَارُوْق ركن الدَّوْلَة، وَعلَّم المُقتدي عَلَى تَقليده ثُمَّ مَاتَ فَجْأَةً مِنَ الغَدِ تغدَّى وَغسل يَدَيْهِ وَعِنْدَهُ فَتَاتهُ شَمْسُ النَّهَار فَقَالَ: مَا هَذِهِ الأَشخَاص دَخَلُوا بِلاَ إِذن؟ فَارتَابَت وَتغَيَّر وَارتخت يَدَاهُ وَسقط فَظنُّوهُ غُشِيَ عَلَيْهِ فَطَلبتِ الجَارِيَةُ وَزِيْرَه وَمَاتَ فَأَخذُوا فِي البَيْعَةِ لابْنِهِ أَحْمَد المُسْتظهِر بِاللهِ فِي ثَامن عشر المُحَرَّم. تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً وَكَانَ خِلاَفَتُه عِشْرِيْنَ سَنَةً وَأَخَّرُوا دَفنه ثَلاَث لَيَالٍ لِكَوْنِهِ مَاتَ فَجْأَةً. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: اسْم أُمّه عَلم. قَالَ: وَكَانَ مُحِباً لِلعلُوْم مُكْرِماً لأَهْلهَا لَمْ يَزَلْ فِي دَوْلَةٍ قَاهِرَة وَصَوْلَة باهرَة وَكَانَ غزِيْر الفَضْل كَامِل العَقْل بَلِيْغَ النَّثْر فَمِنْهُ: وَعْدُ الكُرَمَاء أَلْزَمُ مِنْ دُيُون الغُرَمَاء. الأَلْسُنُ الفصيحَة أَنفعُ مِنَ الوُجُوه الصَّبِيْحَة وَالضَّمَائِر الصَّحيحَة أَبلغُ مِنَ الأَلْسُن الفصيحة. حق الرعية لازم لِلرّعَاة وَيَقبحُ بِالوُلاَة الإِقبالُ عَلَى السُّعَاة. وَمِنْ نَظمه: أَرَدْتُ صَفَاءَ العَيْشِ مَعَ مَنْ أُحبّه ... فَحَاوَلنِي عَمَّا أَرُوم مَرِيْدُ وَمَا اخْتَرْتُ بَتَّ الشَّمْلِ بَعْدَ اجْتِمَاعِهِ ... وَلَكِنَّهُ مَهْمَا يُرِيْد أُريد وفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة مِنْ دَوْلَته جُدِّدت قُبَّةُ النَّسر فَاسمه عَلَى القُبَّة. وَكَانَ هُوَ خَلِيْفَةَ الإِسْلاَم فِي زَمَانِهِ لَكِن يُزَاحمُه صَاحِبُ مِصْر المُسْتنصر وَابْنُه فَكَانَ العُبيديُّ وَالعَبَّاسِيُّ مَقهورَيْنَ مِنْ وُجُوه. وَكَانَ الدَّسْتُ لوزِيْر مِصْر أَمِيْر الجُيُوْش. وَكَانَ حُكم العِرَاق وَالمَشْرِق إِلَى السَّلجوقيَّة. وَحُكْمُ المَغْرِب إِلَى تَاشفِيْن وَابْنه. وَحُكْمُ اليَمَن إِلَى طَائِفَة. وَالأَمْر كُلُّه للهِ.

القيرواني، الإيلاقي

القيرواني، الإيلاقي: 4240- القيرواني 1: العَلاَّمَةُ البَلِيْغُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ الشاعر. كَانَ أَبُوْهُ مِنْ مَوَالِي الأَزد. وَلأَبِي عَلِيٍّ تصانيف منها: العمدة في صناعة الشعر و"كتاب الأُنموذج". وَ"الرَسَائِل الفَائِقَة". وُلِدَ بِالمسِيْلَة وَتَأَدب وَعَلَّمه أَبُوْهُ الصيَاغَة فَلَمَّا قَالَ الشّعر رَحَلَ إِلَى القَيْرَوَان وَمدح مَلِكهَا فَلَمَّا أَخذتهَا العَرَب وَاسْتبَاحُوهَا دَخَلَ إِلَى صَقِلية وَسَكَنَ مَازر إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَيُقَالُ: مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ. وَلَهُ كِتَاب "قرَاضَة الذّهب". وَكِتَاب "الشُّذُوذ في اللغة" ذكره ابن خلكان. 4241- الإيلاقي 2: شَيْخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو الرَّبِيْعِ طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ التُّرْكِيُّ. وَإِيلاَق: هِيَ قصبَة الشَّاش. كَانَ مِنْ كُبَرَاء الشَّافِعِيَّة بِتِلْكَ الدِّيَار. تَفقه بِمَرْو عَلَى الشَّيْخ أَبِي بَكْرٍ القَفَّال، وَببُخَارَى عَلَى الأُسْتَاذ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَليمِي. وَحَدَّثَ عَنْ، أَبِي نُعَيْمٍ الإِسفرَايينِي، وَجَمَاعَة. وَلَهُ وَجْهٌ فِي المَذْهَب. عَاشَ سِتّاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. لَمْ يَقع لِي حديثه عاليًا.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "8/ 110"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 85" وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 504"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 297". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 406"، واللباب لابن الأثير "1/ 98"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 325".

غالب بن عبد الله، زعيم الملك

غالب بن عبد الله، زعيم الملك: 4242- غالب بن عبد الله 1: ابن أبي اليمن، العَلاَّمَةُ، شَيْخُ القُرَّاءِ وَالنُّحَاة، أَبُو تَمَّام القَيْسِيُّ القرطبي، القطيني الأصل، نزيل دانية. وَقَطِينَة: ضيعَة بجَزِيْرَة مَيُورْقَة. قرَأَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ قُتَيْبَةَ، وَأَبِي عَمْرٍو الدَّانِي. وَسَمِعَ: مِنِ ابْنِ عبد الْبر، وَجَمَاعَة. وَكَانَ قَائِماً عَلَى كِتَاب سِيبَوَيْهٍ، رَأْساً فِي مَعْرِفَته. تخرَّج بِهِ أَئِمَّة مَعَ الزُّهْد وَالتعفف. أَرَادَه المَلِك إِقبالُ الدَّوْلَة العَامِرِيُّ عَلَى القَضَاءِ، فَامْتَنَعَ. تَلاَ عَلَيْهِ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ شَفِيع وَغَيْرهُ. وَلَهُ شعر جَيِّد وَفضَائِل. وَقَدْ أَخَذَ اللُّغَةَ عَنْ صَاعِد. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وتسعين وثلاث مائة. وسمع: في سنة سبع وَأَرْبَعِ مائَة مِنْ حَبِيْبِ بن أَحْمَدَ الرَّاوِي عَنْ، قَاسِم بن أَصْبَغ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة: وَقِيْلَ: سَنَةَ سِتّ. 4243- زَعِيْمُ الملك 2: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ العِرَاقِيُّ. وَزَرَ بَعْد هَلاَك أَخِيْهِ كَمَالِ المُلك هِبَة اللهِ لِلسُلْطَان أَبِي نَصْرٍ خسرو ابْنِ الْملك أَبِي كَالَيجَار البُويهِيّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ فَلَمَّا أَنْ تَغَلَّب البسَاسيرِيّ عَلَى العِرَاقِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ دَخَلَ يَوْمَئِذٍ وَزَعيم الْملك هَذَا عَنْ، يَمِيْنه وَكَانَ يَحترمه وَيُخَاطبه بِمَوْلاَنَا. ثُمَّ إِنَّهُ هَرَبَ إِلَى البطَائِح وَفَتر سُوقه، وَعَاشَ إِلَى سَنَةِ ست وستين، وكان عمره سبعين سنة.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 457"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 240". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 288".

محمد بن عتاب، الصريفيني

محمد بن عتاب، الصريفيني: 4244- محمد بن عتاب 1: ابن محسن، الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، المُحَدِّثُ، مُفْتِي قُرْطُبَة أَبُو عَبْدِ الله مَوْلَى ابْنِ أَبِي عَتَّابٍ الأَنْدَلُسِيُّ. وُلِد سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ التُّجِيْبِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ خَلَفِ بن يَحْيَى، وَأَبِي المُطَرِّف القَنَازِعِي، وَسَعِيْدِ بنِ سَلَمَةَ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ نبَات، وَعبدِ الرَّحْمَن بنِ أَحْمَدَ بنِ بِشْر القَاضِي، وَيُوْنُس بنِ مُغِيْث، وَأَبِي أَيُّوْبَ بن عُمرُوْنَ، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ بنِ وَاقِد وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرهُ. قَالَ خَلَف بن بَشْكُوَال: كَانَ فَقِيْهاً وَرِعاً عَامِلاً بَصِيْراً بِالحَدِيْثِ، وَطرقه لاَ يُجَارَى فِي الوثَائِق كتبهَا عُمُرَه وَمَا أَخَذَ عَلَيْهَا مِنْ أَحَد أَجراً يُقَالَ: قرَأَ فِيْهَا أَزِيدَ مِنْ أَرْبَعِيْنَ مُؤَلّفاً. وَكَانَ مُتَفَنِّناً فِي العِلْمِ حَافِظاً لِلأَخْبَار وَالأَشعَار وَالأَمثَال صَليباً فِي الحَقِّ مُنْقَبِضاً عَنِ، السُّلْطَان وَأَسبَابه مُتوَاضعاً مُقتصداً فِي مَلبسه يَتولَّى حوَائِجه بِنَفْسِهِ. وَكَانَ شَيْخَ أَهْلِ الشُّوْرَى فِي زَمَانِهِ وَعَلَيْهِ كَانَ مدَارُ الفَتْوَى دُعِي إِلَى قَضَاء قُرْطُبَة مرَاراً فَأَبَى وَكَانَ يهَابُ الفَتْوَى وَيَقُوْلُ: وَدِدْتُ أَنِّي أَنجُو مِنْهَا كفَافاً. وَلَهُ اخْتيَارَاتٌ مِنْ أَقَاويل العُلَمَاء يَأْخذ بِهَا فِي خَاصَّة نَفْسه. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ: كَانَ مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاء الأَثْبَاتِ، وَمِمَّنْ عُني بِالفِقْه وَسَمَاع الحَدِيْث دَهْرَه وَقَيَّدَه، فأتقنه. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائة، وشيعه المعتمد بن عباد. 4245- الصريفيني 2: الإِمَامُ الثِّقَةُ الخَطِيْبُ، خَطِيْبُ صَرفِيْن، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُجيب بنِ المُجَمِّعِ بنِ بَحْرِ بنِ مَعْبَدٍ بن هَزَارْمَرْدَ الصَّرِيفِيْنِي، رَاوِي كِتَاب "الجعديَات" عَنْ أَبِي القَاسِمِ بن حبابة.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 544"، والعبر "3/ 250"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 86"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 311". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 146"، والأنساب للسمعاني "8/ 59"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 309"، والعبر "3/ 271"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 334".

سَمِعَ: ابْن حَبَابَة، وَابْن أَخِي مِيمِي الدَّقَّاق وَعُمَر بن إِبْرَاهِيْمَ الكَتَّانِي وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص وَأَمَة السَّلاَم بِنْتَ أَحْمَد بنِ كَامِل وَالحَافِظ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ دَوَّسَتْ العَلاَّف وَغَيْرهُم. واخْتُلِف فِي نسبه فِي تَقَدِيْم مُجيب عَلَى مجمع. حدث عنه: الخطيب والحميدي وأبو المظفر السمع: اني وَهِبَةُ اللهِ الشيرَازِي وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ وَعَلِيُّ بنُ سُكَيْنَة وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ سِبْط الخَيَّاط، وَيَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ الطّرَّاح، وَآخَرُوْنَ. وَسَمِعَ: مِنَ المُخَلِّص "النّسَب" لِلزُّبِير وَكِتَاب "الْفتُوح" وَكِتَاب "المُزَنِيّ" وَ"أَخْبَار الأَصْمَعِيّ" وَكِتَاب "البِرّ" وَكِتَاب "الزُّهْد" لابْنِ المُبَارَكِ وَكِتَاب "المزَاح" لِلزبِير وَأَشيَاء. ذكره الخَطِيْب فَقَالَ: عُرف وَالِده بهَزَارْمَرْدَ. قَدِمَ أَبُو مُحَمَّدٍ بَغْدَاد دَفَعَات وَحَدَّثَ بِهَا وَكَانَ صَدُوْقاً. وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ صَالِحٌ خَيِّر صَارَت إِلَيْهِ الرّحلَةُ وُلِدَ بِبَغْدَادَ وَكَانَ أَحْمَدَ النَّاسِ طرِيقَةً وَأَجْمَلَهم خليقَة وَأَخلصَهم نِيَّةً وَأَصفَاهم طويَّةً سَمِعَ: مِنْهُ الكِبَار. حَكَى ابْنُ طَاهِرٍ أَنَّ هِبَة اللهِ بن عَبْدِ الوَارِثِ كَانَ مُصعِداً إِلَى الشَّامِ فَدَخَلَ صَرِيفِيْن فَرَأَى شَيْخاً ذَا هيئَةٍ قَاعِداً عَلَى بَاب دَاره فَسَأَلَهُ: هَلْ سَمِعْتَ شَيْئاً؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ مِنِ ابْنِ حَبَابَة وَالكَتَّانِي وَأَبِي طَاهِر المُخَلِّص وَطَبَقَتهم. فَتعجَّب مِنْ ذَلِكَ وَطَالبه بِالأُصُوْل فخرج لَهُ أُصُوْلاً عَتِيْقَة بِخَط ابْن البَقَّال وَغَيْره فَقَرَأَ هِبَةُ اللهِ مَا عِنْدَهُ وَنسخ. وَنمَّ الخَبَر إِلَى عُكْبَرَا وَبغدَاد فَرحل النَّاس إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: هُوَ ثِقَةٌ، له أصول جياد قرأت بخط وَالِده: وُلِد ابْنِي عَبْدُ اللهِ لَيْلَة الجُمُعَة، لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ صفر، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ. تُوُفِّيَ ابْنُ هَزَارْمَرْدَ: فِي ثَالِثِ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. كَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ البُخَارِيّ، وَغَيْرهُ بِكِتَاب "الجعديَات" أَنَّ عُمَرَ بن مُحَمَّد أَخْبَرَهم قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطِيْب، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ حَبَابَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَخْبَرَنِي أَبُو الأَشْهَبِ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مَنْ قَالَ أَنَا فِي الجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ". هَذَا مُرْسَلٌ غَرِيْب. وَبِهِ: حَدَّثَنَا عليّ، أَخْبَرَنِي مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بنُ حُصَيْنٍ أَنَّ رَجُلاً أَعْتَقَ ستة مملوكين له عند مَوْته وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُم فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَقْرَعَ بَيْنهُم وَأَعْتَقَ اثنِيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً1. إِسْنَادُهُ صَالِحٌ، وَهُوَ نصٌّ فِي شرعيَّة القُرعَة فِي مثل هذا. والله أعلم.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 428 و 439 و 440و 445 و 446"، والنسائي "4/ 64" من طريق الحسن، به، وأخرجه مسلم "1668"، وأبو داود "3958"، والترمذي "1364" من طرق عَنْ أَيُّوْبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ عَنْ أَبِي المُهَلَّبِ، عن عمران بن حصين، به.

الشيخ الأجل

4246- الشيخ الأجل 1: هُوَ الصَّدْرُ الأَنْبَلُ الرَّئِيْسُ القُدْوَةُ أَبُو مَنْصُوْرٍ عبد الملك بن محمد ابن يُوْسُفَ البَغْدَادِيُّ سِبْطُ الإِمَامِ أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ السُّوْسَنْجِرديّ. وَكَانَ يُلَقَّبُ بِالشَّيْخ الأَجْل. سَمِعَ جدَّه وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ البَيِّع وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْت الأَهْوَازِيّ، وَأَبَا عُمَر بن مَهْدِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ، وَأَقَارَبُه، وَغَيْرُ وَاحِد. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ أَوحَدَ وَقْتِهِ فِي فِعل الخَيْر وَدوَام الصَّدَقَة وَالإِفضَال عَلَى العُلَمَاء وَالنَّصْرِ لأَهْل السُّنَّة، وَالقمعِ لأَهْل البِدَع، تُوُفِّيَ وَهُوَ فِي عَشْرِ السَّبْعِيْنَ. قُلْتُ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. أَرَّخَهُ ابْنُ خَيْرُوْنَ وَقَالَ: دُفن عِنْد جدّه لأُمِّهِ وَحضره جمِيْعُ الأَعيَان وَكَانَ صَالِحاً عَظِيْمَ الصَّدَقَة مُتعصباً لِلسُّنَّة قَدْ كَفَى عَامَّة العُلَمَاء وَالصُّلَحَاء. قُلْتُ: كَانَ ذَا جَاهٍ عرِيض وَاتصَالٍ بِالخَلِيْفَة. وَقَالَ أُبَيٌّ النَّرْسِيّ: لَمْ أَرَ خَلْقاً قَطُّ مثل من حضر جنازته. رحمه الله. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ البَاطِرْقَانِي شَيْخ أَصْبَهَان وَمُفْتِي قُرْطُبَة أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن القَطَّان القُرْطُبِيّ وَالمُعَمَّر العَلاَّمَة أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَكِّيّ النَّسَفِي الحَنَفِيّ ثُمَّ الشَّافِعِيّ وَالوَاعِظَة خَدِيْجَةُ بِنْتُ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ الشَّاهجَانِيَّة الَّتِي تروِي عن، ابن سمع: ون وَالمُعَمَّر عبدُ الدَّائِم بنُ الحَسَنِ الهِلاَلِي الحَوْرَانِيّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيّ صَاحِب عَبْد الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ، وَشيخُ الرَّافِضَّة أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الطُّوْسِيّ المُفسِّر وَمُسْنِد هَرَاة أَبُو مُضْمر مُحَلِّم بن إسماعيل الضبي.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد: "10/ 434"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 250"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 82".

أبو جعفر الطوسي، ابن حمدان

أبو جعفر الطوسي، ابن حمدان: 4247- أبو جعفر الطوسي 1: شَيْخُ الشِّيْعَةِ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ الطُّوْسِيُّ. قَدِمَ بَغْدَاد، وَتَفَقَّهَ أَوَّلاً لِلشَافعِي. ثُمَّ أَخَذَ الكَلاَم وَأُصُوْل القوم عن الشَّيْخ المُفِيد رَأْسِ الإِمَامِيَّة، وَلزمه وَبَرَعَ، وَعَمِلَ التَّفْسِيْر، وَأَملَى أَحَادِيْث وَنوَادر فِي مُجَلَّدين، عَامَّتُهَا عَنْ شَيْخه المُفِيد. وَرَوَى عَنْ: هِلاَل الحَفَّار، وَالحُسَيْنِ بن عُبَيْد اللهِ الفَحَّام، وَالشَّرِيْف المرتضَى وَأَحْمَد بن عبدُوْنَ، وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو عَلِيٍّ. وَأَعرض عَنْهُ الحُفَّاظ لِبِدعته، وَقَدْ أُحرقت كتبه عِدَّة نُوب فِي رَحْبَة جَامِع الْقصر، وَاسْتَتَر لَمَّا ظهر عَنْهُ مِنَ التنقُّص بِالسلف، وَكَانَ يَسكن بِالكَرْخ، محلَّة الرَّافِضَّة ثُمَّ تَحَوّل إِلَى الكُوْفَةِ، وَأَقَامَ بِالمَشْهَد يُفَقِّههُم. وَمَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَكَانَ يُعَدُّ مِنَ الأَذكيَاء لاَ الأَزكيَاء. ذَكَرَهُ ابْنُ النَّجَّار فِي تَارِيْخِهِ. وَلَهُ تَصَانِيْف كَثِيْرَة مِنْهَا: كِتَاب تَهْذِيْب الأَحكَام كَبِيْر جداً وكِتَاب مُخْتَلف الأَخْبَار وَكِتَاب الْمُفْصِح فِي الإِمَامَة وَأَشيَاء. وَرَأَيْت لَهُ مُؤَلّفاً فِي فَهرسَة كُتبهم وَأَسْمَاء مُؤَلّفِيْهَا. 4248- ابن حمدان 2: الأمير الكبير ناصر الدولة حسين بن الأمير ناصر الدولة وسيفها حسن بن الحسين بن صَاحِب المَوْصِل نَاصِر الدَّوْلَة أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَن بن عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْدَان التَّغْلِبِيّ. كَانَ أَبُوْهُ قَدْ عَمِلَ نِيَابَة دِمَشْق لصَاحِب مِصْر المُسْتنصر، وَنَشَأَ نَاصِرُ الدَّوْلَة، فَكَانَ شَهْماً شُجَاعاً مِقْدَاماً مَهِيْباً وَافر الحِشْمَة تَمَكَّنَ بِمِصْرَ وَتَقدم عَلَى أُمرَائِهَا وَجَرَتْ لَهُ حُرُوْبٌ وَخُطُوبٌ. وَكَانَ عَازماً عَلَى إِقَامَة الدَّعوَة لِبَنِي العَبَّاسِ فَإِنَّهُ تَهَيَّأَت لَهُ الأَسبَاب وَقهر المُسْتنصر وَتركه عَلَى بَرد الدِّيَار وَأَخَذَ مِنْهُ أَمْوَالاً لاَ تُحصَى ثُمَّ فِي الآخِرِ انْتُدِبَ لاغتيَاله وَللفتك بِهِ إِلْدكز التركِي فِي جَمَاعَةٍ فَقتلُوْهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَكَانَ قَدْ وَلِي إِمْرَة دِمَشْق أَيْضاً وَقُتِلَ مَعَهُ أَخُوْهُ فَخر العَرَب وَطَائِفَةٌ مِنَ الحَمْدَانِيَّة بِمِصْرَ وَاضْطَرَب الجَيْشُ وَمَاجُوا. وَكَانَ قَدْ راسَل السُّلْطَان أَلب آرسلاَن لينجده بعسكر فأجابه.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 252"، ولسان الميزان "5/ 135"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 82". 2 ترجمته في الوفي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 357"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 13".

حاتم بن محمد

4249- حاتم بن محمد 1: ابن عبد الرحمن بن حاتم المُحَدِّثُ المُتْقِنُ، الإِمَامُ الفَقِيْهُ، أَبُو القَاسِمِ التَّمِيْمِيُّ الطَّرَابُلسِيُّ، ثُمَّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ. أَصلُه مِنْ طرَابلس الشَّام. مَوْلِدُهُ فِي نِصْفِ شَعْبَان سَنَة ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ مِنْ: عُمَر بنِ حُسَيْن بن نَابِل صَاحِبِ قَاسِم بن أَصْبَغ، ومن أبي المُطَرِّف بنِ فُطَيْس القَاضِي، وَمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ الفَخَّار، وَحَمَّادٍ الزَّاهِد، وَالفَقِيْه أَبِي مُحَمَّدٍ بن الشِّقَاق، وَارْتَحَلَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَة، فَلقِي الإِمَام أَبَا الحَسَنِ القَابِسِي، وَلاَزَمه وَأَكْثَر عَنْهُ، ثُمَّ حَجَّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ، وَسَمِعَ مِنْ أَحْمَدَ بن فِرَاس العَبْقَسِي، وَسَمِعَ "صَحِيْح" مُسْلِم مِنْ أَبِي سَعِيْدٍ السِّجْزِيّ وَسَمِعَ: مِنْ مُحَمَّد بن سُفْيَانَ كِتَاب "الهَادِي فِي السَّبْع" ثُمَّ رَجَعَ بِعِلْم جَمٍّ وَأَخَذَ بِطُلَيْطِلَةَ عَنِ الخَطِيْب أَبِي مُحَمَّدٍ بن عَبَّاسٍ وَخَلَف بن أَحْمَدَ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ: كَانَ شَيْخُنَا حَاتِم مِمَّنْ عُنِيَ بِتَقْيِيد العِلْم وَضبطِهِ، ثِقَةً كتب الكَثِيْر بِخَطِّهِ المَلِيْح. وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ مُغِيْث: كَانَتْ كِتَابَتُهُ فِي نِهَايَة الإِتْقَان وَلَمْ يَزَلْ مُثَابراً عَلَى حَمْلِ العِلْم وَبَثِّهِ وَالصَّبْر عَلَى ذَلِكَ مَعَ كِبر السِّنّ. أَخذُوا عَنْهُ لطول عُمُره. قَالَ: وَقَدْ دُعِي إِلَى القَضَاء بقُرْطُبَة فَأَبَى. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عَتَّاب، وَطَائِفَة. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وأربع مائة، عن نيف وتسعين سنة.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 157"، والعبر "3/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 333".

ابن يونس، العطار

ابن يونس، العطار: 4250- ابن يونس 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الحَافِظُ، المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، أَبُو عَلِيٍّ الحسن بن عُمَرَ بنِ حَسَنِ بنِ يُوْنُسَ الأَصْبَهَانِيُّ. رحَّال صَدُوْقٌ، صَاحِبُ مَعْرِفَة. سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْت، وَأَبَا عُمَر بنَ مَهْدِيٍّ، وَهِلاَلاً الحَفَّار وَطَائِفَة بِبَغْدَادَ، وَأَبَا عُمَر الهَاشِمِيّ بِالبَصْرَةِ، وَعُثْمَانَ بنَ أَحْمَدَ البُرجِي، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ مَرْدَوَيْه وَجَمَاعَة، بِأَصْبَهَانَ وَكَتَبَ الكَثِيْر. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق، وَمَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَاشَاذه، وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتٍ الخُجَنْدِي، وَالمُعَمَّر إِسْمَاعِيْل ابْن عَلِيٍّ الحمَّامِي، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ. 4251- العَطَّارُ 2: الإِمَامُ الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ العَطَّارُ، مُسْتَمْلِي أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظِ. ارْتَحَلَ وَسَمِعَ: أَبَا عُمَر الهَاشِمِيّ، وَعَلِيّ بن القَاسِمِ النّجَاد بِالبَصْرَةِ، وَأَبَا القَاسِمِ الحُرْفِي، وَأَبَا عَلِيٍّ بنَ شَاذَانَ بِبَغْدَادَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ مَرْدَوَيْه، وَأَبَا سَعِيْدٍ مُحَمَّد بن علي بن عمرو النقاش، وطبقتهما بأصبهان. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ حَافظٌ، عَظِيْمُ الشَّأْن عِنْد أَهْل بَلَده، أَملَى عِدَّة مَجَالِس. وَقَالَ الدَّقَّاق فِي رسَالته: كَانَ مِنَ الحُفَّاظِ، يُمْلِي مِنْ حِفْظِهِ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ، وَالحُسَيْن الخَلاَّل، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّد بن البَغْدَادِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ الحمَّامِي، وَعِدَّة. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ، سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 194". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 417"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 288"، والعبر "3/ 261" وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1020".

الواحدي

4252- الواحدي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الأُسْتَاذُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الوَاحِدِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشافعي صاحب التفسير وإمام علماء التَّأْوِيْلِ مِنْ أَوْلاَدِ التُّجَّارِ. وَأَصله مِنْ سَاوه. لزم الأُسْتَاذ أَبَا إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيّ وَأَكْثَر عَنْهُ وَأَخَذَ علمَ العَرَبِيَّة عَنْ أَبِي الحَسَنِ القُهُندُزِي الضّرِير. وَسَمِعَ: مِنْ: أَبِي طَاهِر بن مَحْمِش وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ وَأَبِي إِبْرَاهِيْمَ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الوَاعِظ وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ المزكِّي وعبد الرحمن بن حمدان النصروي وأحمد بن إِبْرَاهِيْمَ النَّجَّار وَخَلْق. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الأَرغِيَانِي وَعبدُ الجَبَّار بن مُحَمَّدٍ الخُوَارِي وَطَائِفَة أَكْبَرهم الخُوَارِي. صَنّف التفَاسير الثَّلاَثَة: الْبَسِيط والوسيط والوجيز. وَبِتِلْكَ الأَسْمَاء سمَّى الغزَالِيُّ تَوَالِيفه الثَّلاَثَة فِي الفِقْه. وَلأَبِي الحَسَنِ كِتَاب أَسبَاب النُّزَول مروِي وكتاب التحبير في الأسماء الحسنى وشرح ديوَان المتنبِي. وَكَانَ طَوِيْل البَاع فِي العَرَبِيَّة وَاللُّغَات. وَلَهُ أَيْضاً: كِتَاب الدعوَات وَكِتَاب المَغَازِي وَكِتَاب الإِغرَاب فِي الإِعرَاب وَكِتَاب "تَفْسِيْر النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وَكِتَاب "نَفِي التّحرِيف عَنِ القُرْآن الشَّرِيْف". تَصَدَّرَ لِلتدرِيس مُدَّة وَعَظُمَ شَأْنه. وَقِيْلَ: كَانَ مُنْطَلِقَ اللِّسَان فِي جَمَاعَةٍ من العلماء ما لا يَنْبَغِي، وَقَدْ كفَّر مَنْ أَلّف كِتَاب "حَقَائِق التَّفْسِيْر" فَهُوَ مَعْذُور. وَلَهُ شعر رَائِق. قَالَ عَنْ نَفْسِهِ: دَرَسْتُ اللُّغَة عَلَى أَبِي الفَضْل أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ العَرُوضِي وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ. رَوَى عَنِ الأَزْهَرِيّ "تَهْذِيْبه في اللُّغَة" وَلحق السَّمَاعَ مِنَ الأَصَمّ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ وَأَخَذت التَّفْسِيْر عَنِ الثَّعْلَبِيّ، وَالنَّحْو عَنْ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الضّرِير - وَكَانَ مِنْ أَبرع أَهْل زَمَانِهِ فِي لطَائِف النَّحْو وَغوَامضه عَلَّقْتُ عَنْهُ قَرِيْباً مِنْ مائَة جُزْء فِي المشكلاَت وَقَرَأْت القِرَاءات عَلَى جَمَاعَة. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ الوَاحِديُّ حقيقاً بِكُلِّ احترَام وَإِعظَام، لَكِن كَانَ فِيْهِ بَسْطُ لِسَانٍ فِي الأَئِمَّة، وَقَدْ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ بَشَّار يَقُوْلُ: كَانَ الوَاحِدي يَقُوْلُ: صَنَّفَ السُّلَمِيّ كِتَاب "حَقَائِق التَّفْسِيْر"، وَلَوْ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ تَفْسِيْرُ القُرْآن لَكفَّرْتُه. قُلْتُ: الوَاحِديُّ مَعْذُور مَأْجُور. مَاتَ بِنَيْسَابُوْرَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وستين وأربع مائة، وقد شاخ. أخوه:

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 257"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 303". والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 104"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 330".

الواحدي، البحيري

الواحدي، البحيري: 4253- الواحدي 1: الشَّيْخُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الوَاحِديُّ. سَمِعَ: أَبَا طَاهِر بن مَحْمِش وَيَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّيُّ وَأَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ الحَافِظ وَعَبْدُ الله بن الفراوي وعبد الخالق بن زاهر الشحامي وآخرون. وَأَملَى مَجَالِس وَكَانَ ثِقَةً صَادِقاً مُعَمَّراً. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَهُوَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ. يَقع لِي مِنْ حَدِيْثِهِ فِي مشيخَة زَاهِر. وَأَمَّا أَخُوْهُ الْمُفَسّر فَمَا وَقَعَ لي حديثه بعلو. 4254- البحيري: الإِمَامُ الفَقِيْهُ الصَّالِحُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البَحِيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ رَاوِي مُسْنَد أَبِي عَوَانَة عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَبْدِ الْملك بن الحَسَنِ قرَأَه عليه الإمام أبو المظفر منصور السمع: اني. وَحَدَّثَ عَنْهُ: وَجيه الشَّحَّامِيّ وَأَبُو الأَسْعَد هبَةُ الرَّحْمَن بنُ القُشَيْرِيّ وَجَمَاعَة. مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة بِنَيْسَابُوْرَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ الدِّمَشْقِيّ، أَنْبَأَنَا القَاسِمُ بنُ عَبْد اللهِ بن الصَّفَّارِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البحيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ الحَافِظ سَنَة سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَة حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عبد الأعلى، أَخْبَرْنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُوْنُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: بَلَغَنَا عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّهم كَانُوا يَقُوْلُوْنَ: الاعتصَامُ بِالسُّنَّة نَجَاةٌ وَالعِلْمُ يُقْبَضُ قبضاً سرِيعاً فَنَعْشُ العِلْمِ ثَبَاتُ الدِّين وَالدُّنْيَا وَذهَابُ ذَلِكَ فِي ذهاب العلم. أخوه:

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 104".

البحيري، ابن الحذاء

البحيري، ابن الحذاء: 4255- البحيري: هُوَ الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَحِيْرِيُّ المُزَكِّي شَيْخُ زَاهِرٍ الشَّحَّامِيّ وَوَالِدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ البُحَيْرِيِّ المُتَوَفَّى فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. يَرْوِي عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدُوْس وَالسَّيِّد العَلَوِيّ وَأَبِي نُعَيْمٍ الأَزْهَرِيّ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم وَعبدِ الرَّحْمَن بن المزكِّي وَعِدَّة. وَأَملَى مَجَالِس. لاَ أَعْلَم مَتَى تُوُفِّيَ وَكَانَ مَوْجُوْداً فِي حُدُوْدِ سَنَةِ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. 4256- ابْنُ الحذاء 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ المُتْقِنُ أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد بن يَعْقُوْبَ بنِ دَاوُدَ القُرْطُبِيُّ ابْنُ الحَذَّاءِ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ. مُكْثِر عَنْ وَالِده الحَافِظ أَبِي عَبْدِ اللهِ ابْنِ الحَذَّاء. نَدبه أَبُوْهُ إِلَى الطَّلَب فِي حَدَاثته فَسَمِعَ: مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رَاشِد وَسَعِيْد بنِ نَصْرٍ وَعبدِ الوَارِث بن سُفْيَانَ وَأَبِي القَاسِمِ عَبْد الرحمن الوَهرَانِي وَأَدْرَكَ بِهِم دَرَجَةَ أَبِيْهِ وَأَوَّل سَمَاعه فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. نزح عَنْ قُرْطُبَة فِي الفِتْنَة الكُبْرَى، وَسَكَنَ سَرَقُسْطَة وَالمَرِيَّة، ثُمَّ وَلِيَ القَضَاءَ بطُلَيطُلَة وَبِدَانِيَة، ثُمَّ تَحَوَّل إِلَى إِشبيليَة وَقُرْطُبَة. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ وَجَمَاعَة مِمَّنْ أَعْرفُهم أَوْ لاَ أَعْرفهُم وَكَذَا غَالِبُ مَشَايِخ الأَنْدَلُس لاَ اعتنَاء لَنَا بِمَعْرِفَتهم لأَنَّ رِوَايَتَهم لاَ تَقعُ لَنَا. وَكَانَ حَسَنَ الأَخلاَق مُوَطَّأَ الأَكنَاف عَالِماً سرِيعَ الكِتَابَة انْتَهَى إِلَيْهِ علوُّ الإِسْنَاد مَعَ ابْنِ عبد الْبر. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً وَمَشَى المُعْتَمِدُ عَلَى اللهِ فِي جِنَازَته. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو مَنْصُوْرٍ شُجَاعُ بنُ عَلِيٍّ المَصْقَلِي وَالقَائِمُ بِأَمْرِ اللهِ وَجمَالُ الإِسْلاَم الدَّاوُوْدِيّ وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ البَاخَرْزِي مصَنِّف دُمْيَة الْقصر وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ صصرى بِدِمَشْقَ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ موسى الخياط المقرئ.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 62 - 63"، والعبر "3/ 264"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 326".

ابن سكينة، المهرواني

ابن سكينة، المهرواني: 4257- ابن سكينة 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنِ بنِ سِكِّيْنَة الأَنْمَاطِيُّ، البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: عُبَيْد اللهِ بن أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ فَارِس الغُورِي، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: قَاضِي المَارستَان، وَأَحْمَدُ بنُ البَنَّاء، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَعَبْدُ اللهِ اليُوسفِي. تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً. 4258- المهرواني 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ العَابِدُ الصَّادِقُ بَقِيَّةُ المَشَايِخِ أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ المهْرَوَانِيُّ الهَمَذَانِيُّ نَزِيْلُ بغداد من صوفية رباط الزوزني. سَمِعَ: أَبَا أَحْمَد الفَرَضِي وَأَبَا الحَسَنِ بنَ الصَّلْت وَأَبَا عُمَر بن مَهْدِيٍّ وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ البَيِّع وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ بِشْرَان وَطَبَقَتهُم. وَانتقَى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ خَمْسَة أَجزَاء مَشْهُوْرَة وَابْنُ خَيْرُوْنَ ثَلاَثَة أَجزَاء؛ لَمْ تقع لي وكان من ثقات النقلة.

_ 1 ترجمة في المنتظم لابن الجوزي "8/ 311". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 303"، والعبر "3/ 268"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 331".

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ قَاضِي المَارستَان وَيُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ وَأَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ وَعبدُ الرَّحْمَن بنُ مُحَمَّدٍ القَزَّاز وَيَحْيَى بنُ الطَّرَّاح وَأَبُو الفَضْلِ الأُمَوِيّ وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي رَابع عشر ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ، وَدُفِنَ عَلَى بَاب رِبَاط الزوزنِي، رَحِمَهُ اللهُ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: الإِمَامُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْر بن قُبيس الغَسَّانِيّ. الدَّارَانِي الدِّمَشْقِيّ المَالِكِيّ وَأَوّل سَمَاعه بدَاريَّا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَة. وَأَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى الغَندجَانِي وَمُقْرِئ وَاسِط أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ القَاسِمِ غُلاَم الهرَّاس عَنْ نَيِّف وَتِسْعِيْنَ سَنَةً وَأَبُو الفَتْحِ عبدُ الجَبَّار بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بُرزَة الجَوْهَرِيّ الوَاعِظ وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيٍّ التَّاجِرُ النَّيْسَابُوْرِيّ وَشيخ التَّفْسِيْر أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الوَاحِدي وَالإِمَامُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ جَدَّا العُكْبَرِيّ الحَنْبَلِيّ وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَليّك النَّيْسَابُوْرِيّ وَأَبُو الفرج علي بن محمد البجلي الجَرِيْرِيّ بهَمَذَان وَالحَافِظُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّبَحِي الجُرْجَانِيّ وَالعَلاَّمَة أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَيْضَاوِيّ بِبَغْدَادَ وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدٍ الأَزْدِيّ الوَاسِطِيّ البَزَّاز وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ مَكِّيُّ بنُ جَابَار الدِّيْنَوَرِيّ وَخطيبُ هَمَذَان أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ المُحَدِّث وَصَاحِبُ ابْنِ أَبِي شُرَيْح أَبُو صَاعِد يَعْلَى بنُ هِبَةِ اللهِ الفُضَيْلِي الهَرَوِيّ وَالمُحَدِّثُ اللُّغَوِيّ نَاصِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ البَغْدَادِيّ التّركِيُّ الأَصْل وَالِد الحَافِظ ابْن نَاصِر وَلَهُ إِحْدَى وَثَلاَثُونَ سَنَة وَمُحَدِّثُ غَزْنَة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرَ الدِّيْنَوَرِيّ، ابْن اللَّبَّان.

الهمذاني

4259- الهمذاني 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الأَوْحَدُ الخَطِيْبُ أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بن محمد ابن يُوْسُفَ بنِ حَسَنٍ الهَمَذَانِيُّ، خَطِيْبُ هَمَذَانَ وَمُفِيدُهَا. سَمِعَ: أَبَا سهل عُبَيْد اللهِ بنَ زيْرَك، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ لاَل، وَأَحْمَدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ التَّمِيْمِيّ، وَأَبَا طَاهِرٍ بن سَلَمَةَ، وَبِبَغْدَادَ أَبَا أَحْمَد الفَرَضِي، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ الصَّلْت وَأَبَا عُمَر بنَ مَهْدِيٍّ، وَأَبَا الفَتْح بنَ أَبِي الفوارس وعدة. حَدَّثَ عَنْهُ: حَفِيْدُهُ أَبُو مَنْصُوْرٍ سَعْدُ بنُ سَعِيْدٍ الخَطِيْب، وَأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ سَعْدٍ العِجْلِيّ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ الفَرَجِ الطَّوِيْل، وَأَبُو تَمَّام إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ البُرُوْجِرْدي، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ هِبَةَ اللهِ بنَ الفَرَجِ يَقُوْلُ: كَانَ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطِيْبُ شَيْخاً كَبِيْراً صَاحِبَ كَرَامَات. وَأَثْنَى عَلَيْهِ إِلكيَاشيَرْوَيْه الدّيلمِيُّ وَوَصَفَهُ بِالصِّدْق وَالدِّين وَقَالَ: وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. مَاتَ فِي خَامِس ذِي القَعْدَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَفِيْهَا يَوْمَ عيدِ الْفطر سَكِرَ ملكُ حلب نَصْرُ بنُ مَحْمُوْد بن صَالِحِ بنِ مِرْدَاس وَركِب العَصْر وَأَمر بِنهب التركمَان النَّازلين بِالحَاضِر فَرمَاهُ وَاحِدٌ بِسهمٍ فِي حلقه فَقَتَلَهُ وَتَمَلَّك أَخُوْهُ سَابِق فالبغي مصرعه.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 304"، والعبر "3/ 268"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 331".

ابن منده

4260- ابن منده 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُفِيدُ الكَبِيْرُ المُصَنِّفُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ الحَافِظِ الكَبِيْرِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدٍ بن يَحْيَى بنِ مَنْدَه العَبْدِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَهُوَ أَكْبَر إِخْوَته. لَهُ إِجَازَةُ زَاهِر السَّرْخَسِيّ وَتَفَرَّد بِهَا. وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيْهِ فَأَكْثَر وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ بن المَرْزُبَان وَإِبْرَاهِيْمَ بن خُرَّشيذ قُوْله وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ الجَلاَّب وَأَبِي بَكْرٍ بنِ مَرْدَوَيْه وَأَبِي ذَرٍّ ابْن الطَّبَرَانِيّ وَأَبِي عُمَرَ الطَّلْحِي وَمُحَمَّدِ بن إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ وَخَلْق. وَارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِ مائَة فَسَمِعَ: أَبَا عمر بن مهدي وأبا محمد بن البيع وَابْن الصَّلْت الأَهْوَازِيّ وَالمَوْجُوْدين وَسَمِعَ: بِوَاسِط مِنِ ابْنِ خَزَفَة وَبِمَكَّةَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ بن جَهْضَم وَابْن نَظيف الفَرَّاء وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ وَلَكِن مَا رَوَى عَنْهُ لاَ هُوَ وَلاَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ لأَشعرِيَّته. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّقَّاق: وُلِد عَبْد الرَّحْمَنِ فِي السَّنَةِ الَّتِي مَاتَ فِيْهَا أَبُو بَكْرٍ ابن المقرئ،

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 315"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة "1023"، والعبر "3/ 274". والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 105"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 337".

وَمَنَاقِبُهُ أَكْثَر مِنْ أَنْ تُعَدَّ. كَانَ صَاحِبَ خُلُق وَفتوَة وَسخَاء وَبهَاء وَكَانَتِ الإِجَازَةُ عِنْدَهُ قويَةً وَكَانَ يَقُوْلُ: مَا حَدّثتُ بِحَدِيْثٍ إلَّا عَلَى سَبِيْل الإِجَازَة كيلاَ أُوبق. وَلَهُ تَصَانِيْفُ كثيرة وردود على المبتدعة. وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: لَهُ إِجَازَةُ زَاهِرِ بن أَحْمَدَ وَعبد الرَّحْمَن بن أَبِي شُرَيْح وَالجَوْزَقِي وَالحَاكِم وَحَمْدِ بن عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيّ. رَوَى لَنَا عَنْهُ أَبُو نَصْرٍ الغَازِي وَأَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخلاَّل وَأَبُو بَكْرٍ البَاغْبَان وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّقَّاق. قَالَ ابْنُ طَاهِر: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الدَّقَّاق بِأَصْبَهَانَ: سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ بن مَنْده يَقُوْلُ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِي بِبَغْدَادَ جُزْءاً فَأَردت خطَّهُ بِذَلِكَ فَقَالَ: يَا بُنِي! لَوْ قِيْلَ لَكَ بِأَصْبَهَانَ: لَيْسَ ذَا خَطَّ فُلاَن. بِمَ كُنْت تُجيبُه؟ وَمَنْ كَانَ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَبعدهَا لَمْ أَطْلُب مِنْ شَيْخٍ خَطّاً. السمع: اني: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ابْن مَنْدَه يَقُوْلُ: قَدْ عَجبتُ من حالي فإني وَجَدْتُ أَكْثَر مِنْ لَقِيْتُهُ إِن صَدَّقتُه فِيمَا يَقولُهُ مدَارَاةً لَهُ؛ سمَّانِي مُوَافِقاً وَإِن وَقَفْتُ فِي حَرْفٍ مِنْ قَوْله أَوْ فِي شَيْءٍ مِنْ فعله؛ سَمَّانِي مُخَالفاً وَإِن ذَكرتُ فِي وَاحِد مِنْهُمَا أَنَّ الكِتَاب وَالسّنَة بِخلاَف ذَلِكَ؛ سمَّانِي خَارِجيّاً وَإِن قُرِئَ عليّ حَدِيْثٌ فِي التَّوحيد؛ سمَّانِي مشبهاً وَإِنْ كَانَ فِي الرُّؤْيَة؛ سمَّانِي سَالِمِياً ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَنَا متمسكٌ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مُتَبَرِّئٌ إِلَى اللهِ مِنَ الشِّبْه وَالمِثْلِ وَالنِّدِّ وَالضِّدِّ وَالأَعضَاء وَالجِسْم وَالآلاَت وَمِنْ كُلِّ مَا يَنسُبه النَّاسبُوْنَ إِلَيَّ وَيَدَّعيه المدعُوْنَ عليَّ مِنْ أَنْ أَقُوْلَ فِي الله تَعَالَى شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ أَوْ قُلته أَوْ أَرَاهُ أو أتوهمه أو أصفه به. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنْده: كَانَ عمِي سَيْفاً عَلَى أَهْلِ البِدَع وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُثنِي عَلَيْهِ مِثْلِي كَانَ وَاللهِ آمراً بِالمَعْرُوف نَاهياً عَنِ المُنْكَر كَثِيْرَ الذّكر قَاهِراً لِنَفْسِهِ عَظِيْمَ الحِلم كَثِيْرَ العِلْمِ قَرَأْتُ عَلَيْهِ قَوْلَ شُعْبَة: مَنْ كَتَبتُ عَنْهُ حَدِيْثاً فَأَنَا لَهُ عَبْدٌ. فَقَالَ عمِي: مَنْ كَتَب عَنِّي حَدِيْثاً فَأَنَا لَهُ عَبْد. وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: أَفطرنَا فِي رَمَضَانَ لَيْلَةً شَدِيْدَةَ الحرّ فَكنَا نَأْكل وَنشربُ وَكَانَ أَخِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَأْكُل وَلاَ يَشربُ فَخَرَجت وَقُلْتُ: إِنَّ مِنْ عَادَة أَخِي أَنَّهُ يأْكُلُ لَيْلَةً وَلاَ يَشربُ وَيَشربُ لَيْلَة أُخْرَى وَلاَ يَأْكُل. قَالَ: فَمَا شَرِبَ تِلْكَ اللَّيْلَة وَفِي اللَّيْلَة الآتيَة كَانَ يَشربُ وَلاَ يَأْكُلُ أَلبتَة فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة قَالَ: يَا أَخِي: لاَ تلعب بَعْدَ هَذَا فَإِنِّي مَا اشتهيتُ أَنْ أُكَذِّبَكَ. قَالَ الدَّقَّاق فِي "رسَالته": أَوّل مَنْ سَمِعْتُ مِنْهُ الشَّيْخ الإِمَام السَّيِّد السَدِيْد الأَوْحَد أَبُو

القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَرزقنِي الله بِبركته وَحُسن نِيته وَجمِيْل سيرَته فَهمَ الحَدِيْث. وَكَانَ جِذْعاً فِي أَعْيَن المخَالفِيْن لاَ تَأخَذَهُ فِي الله لُوْمَة لاَئِم وَوَصْفُه أَكْثَر مِنْ أَنْ يُحصَى. وَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، أَنَّهُ سَمِعَ: مِنْ سَعْد الزَّنْجَانِي بِمَكَّةَ يَقُوْلُ: حفظَ الله الإِسْلاَم بِرَجُلين: أَبِي إسماعيل الأنصاري، وَعبدِ الرَّحْمَن بن مَنْدَه. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الرّضَا العَلَوِيّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ خَالِي أَبَا طَالب بنَ طَباطبا يَقُوْلُ: كُنْتُ أَشْتُمُ أَبَداً عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَنْده فَسَافرتُ إِلَى جَرْباذَقَان فَرَأَيْتُ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عُمَر فِي النَّوْمِ وَيدُه فِي يَد رَجُلٍ عَلَيْهِ جُبَّة زرقَاء وَفِي عينه نَكتَةٌ فَسَلَّمتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عليَّ وَقَالَ: تَشتُمُ هَذَا: فَقِيْلَ لِي فِي المَنَامِ: هَذَا عُمَرُ وَهَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مَنده. فَانْتبهتُ ثُمَّ رَجَعتُ إِلَى أَصْبَهَانَ وَقصدتُ عَبْد الرَّحْمَنِ فَلَمَّا دَخَلتُ عَلَيْهِ صَادفتُهُ كَمَا رَأَيْتهُ فِي النَّوْمِ فَلَمَّا سلَّمت عَلَيْهِ قَالَ: وَعَلَيْك السَّلاَم يَا أَبَا طَالب. وَقبلَهَا مَا رَآنِي وَلاَ رَأَيْتُهُ فَقَالَ لِي قَبْلَ أَنْ أُكَلِّمه: شَيْءٌ حَرَّمه اللهُ وَرَسُوْلُه يَجوزُ لَنَا أَن نُحِلَّه؟ فَقُلْتُ: اجعلنِي فِي حِلٍّ. وَنَاشدْتُه الله وَقبَّلْتُ عَينِيه فَقَالَ: جَعَلتُك فِي حِلٍّ فِيمَا يَرْجِعُ إِلَيَّ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلْتُ إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ الحَافِظ، عَنِ عبد الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، فَسَكَتَ وَتَوَقَّفَ فَرَاجعتُه فَقَالَ: سَمِعَ: الكَثِيْر وَخَالف أَبَاهُ فِي مَسَائِل وَأَعرضَ عَنْهُ مَشَايِخُ الوَقْت مَا تركنِي أَبِي أَنْ أَسْمَع: مِنْهُ. كَانَ أَخُوْهُ خَيراً مِنْهُ. قَالَ المُؤَيَّد ابْنُ الإِخْوَة: سَمِعْتُ عبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي سَمِعْتُ أَبِي سَمِعْتُ صَاعِدَ بن سَيَّار سَمِعْتُ الإِمَام أَبَا إِسْمَاعِيْل الأَنْصَارِيّ يَقُوْلُ فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مَنْدَه: كَانَتْ مَضَرَّتُه أَكْثَرَ مِنْ مَنفعته فِي الإِسْلاَمِ. قُلْتُ: أَطلق عبَارَاتٍ بَدَّعهُ بَعْضُهم بِهَا، اللهُ يُسَامِحُه. وَكَانَ زَعِراً عَلَى مَنْ خَالفه، فِيْهِ خَارِجيَّةٌ وَلَهُ مَحَاسِنُ وَهُوَ فِي تَوَالِيفه حَاطِبُ ليلٍ؛ يَرْوِي الغَثَّ وَالسَّمِين وَيَنْظِمُ رَدِيء الخَرَز مَعَ الدُّرِّ الثّمِين. قَالَ يَحْيَى: مَاتَ عمِّي فِي سَادس عشر شَوَّال، سَنَة سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَخُوْهُ عَبْدُ الوَهَّابِ، وَشيَّعه عَالَم لاَ يُحصُوْنَ. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ الحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ البَاغْبَان، وَبَالإِجَازَة مَسْعُوْدٌ الثَّقَفِيّ، وَأَوّل مَا حَدَّثَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة فِي حَيَاة كِبَارِ مَشَايِخه.

أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بنُ مُظَفَّر عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ إِذْناً، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الأَهْوَازِيّ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بنُ جُنَادَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ أَوْ لَعَنْتُهُ أَوْ جَلَدْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَرَحْمَةً" 1. أَخْرَجَهُ مُسْلِم عَنْ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ عَنْ أبيه. أخوه عبد الوهاب سيأتي2. وأخوه:

_ 1 صحيح أخرجه البخاري "6361"، ومسلم "2601". 2 عبد الوهاب بن الحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن الحَافِظِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ العَبْدِيُّ أبو عمرو الأصبهاني أخو الحافظ عبد الرحمن بن منده. ستأتي ترجمته في هذا الجزء برقم ترجمة عام "4318" فراجعها ثمت.

ابن منده، أبو نصر التاجر

ابن منده، أبو نصر التاجر: 4261- ابن منده: الثِّقَةُ الأَمِيْنُ، أَبُو الحَسَنِ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ التَّاجِرُ. سَمِعَ: أَبَاهُ وَابْنُ خُرَّشِيذ قُوْله، وَأَبَا جَعْفَرٍ بنَ المَرْزُبَان، وَالحَسَن بن يَوَه. رَوَى عَنْهُ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل، وَجَمَاعَة. وَعَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. مَاتَ بجِيرَفْت، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، فَاللهُ أَعْلَم. 4262- أَبُو نَصْرٍ التَّاجِرُ 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، الصَّالِحُ، العَدْلُ، المُسْنِدُ، أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حُسَيْنِ بنِ مُوْسَى النَّيْسَابُوْرِيُّ، المُزَكِّي التَّاجِرُ. سَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ الخفَّاف، وَيَحْيَى بنَ إسماعيل الحربي، وأبا أحمد بن أبي مُسْلِم الفَرَضِي، وَأَبَا عُمَر بنَ مَهْدِيٍّ، وَأَبَا القَاسِمِ عَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ الخُزَاعِيّ، وَطَائِفَةً بِخُرَاسَانَ والعراق.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 267"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 330".

قَالَ عبدُ الغَافِرِ الفَارِسِيّ: ارْتَحَلَ فِي صِبَاهُ وَسَمِعَ: مِنْ أَصْحَاب ابْنِ صَاعِد وَالمَحَامِلِيّ. وَرَوَى الكثير. وقال أبو سعد السمع: اني: حَدَّثَنَا عَنْهُ زَاهِرٌ وَوجيهٌ ابْنَا الشَّحَّامِيّ وَهبَةُ الرَّحْمَن بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ القُشَيْرِيّ وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ ثِقَةً صَالِحاً مُكْثِراً. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ إِمْلاَءً أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الشَّرْقِيّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرْنَا ابْنُ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "مِنْ غُسْلِهِ الغُسْلُ وَمِنْ حَمْلِهِ الوُضُوْءُ" 1. إِسْنَادُهُ صَالِحٌ وَهُوَ ظَاهِر فِي أَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ وَلاَ بُدَّ للحديث من تقدير شَيْء مَحْذُوف مَعَ الْغسْل وَمَعَ الوُضُوْء فَالمُقدَّر: المَشْرُوْعُ أَوِ المسنُوْنُ أَوِ المُسْتحبُّ أَوِ الوَاجِبُ. والله أعلم.

_ 1 صحيح: أخرجه الترمذي "993"، وابن ماجه "1463"، والبيهقي "1/ 301" من طريق مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشّوَاربِ، عن عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، به. وأخرجه البيهقي "1/ 300" من طريق القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، به. وأخرجه الطيالسي "2314"، وابن أبي شيبة "3/ 369"، وأحمد "2/ 433" و454 و 472"، والبغوي "339" من طرق عن ابن أبي ذئب، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.

الجوري

4263- الجوري 1: العَالِمُ الحَافِظُ المُفِيدُ، الثِّقَةُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الجُورِيُّ، الحَنَفِيُّ الصُّوْفِيُّ، العَابِدُ، تِلْمِيْذُ الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ الخفَّاف، وَأَبِي نُعَيْمٍ عَبْد الْملك بن الحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ ابن الحسن العَلَوِيّ. وَكَانَ مِنْ خوَاص أَصْحَاب السُّلَمِيّ، كتبَ عنه تصانيفه. حَدَّثَ عَنْهُ: زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، وَأَخُوْهُ وَجيه، وَعبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ المُؤَذِّن، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفَرَاوِي، وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ مِنْ جُور، أَحَد أَعْمَال نَيْسَابُوْر. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، عن سن عالية.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "3/ 10"، والأنساب للسمعاني "3/ 359" واللباب لابن الأثير "1/ 307".

صاحب حلب، الصليحي

صاحب حلب، الصليحي: 4264- صاحب حلب 1: الملك عز الدولة محمود بن المَلِكِ صَالِحِ بنِ مِرْدَاسٍ الكِلاَبِيُّ. تَسَلَّم حلبَ مِنْ عَمِّه عطيةَ، فَوَلِيهَا عشر سِنِيْنَ، وَكَانَ شُجَاعاً مَهِيْباً جَوَاداً، يُدَارِي الدَّوْلَتين، المِصْرِيَّة وَالبَغْدَادِيَّة. وَلابْنِ حَيُّوس فِيْهِ مدَائِح. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَتَملك ابْنُه الأَمِيْر نَصْر وأم نصر هِيَ بِنْتُ الْملك العَزِيْز بن جَلاَل الدَّوْلَة بن بُوَيه. فَقُتِل نَصْر بَعْدَ سَنَةٍ بِظَاهِر حلب. 4265- الصليحي 2: صَاحِبُ اليَمَنِ، كَانَ أَبُوْهُ مِنْ قُضَاةِ اليَمَنِ، وَهُوَ المَلِكُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ القَاضِي مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ. دَار بِهِ دَاعِي البَاطِنِيَّة عَامِرٌ الزَّوَاخِي حَتَّى أَجَابَهُ وَهُوَ حَدَثٌ فَتفرسَ بِهِ عَامِرٌ النَّجَابَةَ وَقِيْلَ: ظفر بِحلْيته فِي كِتَابِ الصُّور فَأَطلعه عَلَى ذَلِكَ وَشوَّقه وَأَسَرَّ إِلَيْهِ أُمُوْراً ثُمَّ لَمْ يَنْشَب عَامِرٌ أَن هلك فأوصى بكتبه لعلي فَعكَفَ عَلَى الدّرس وَالمُطَالعَة وَفقُه وَتَميَّز فِي رَأْي العُبَيْدِيَّة وَمَهَر فِي تَأْويلاَتهم، وَقَلْبِهم لِلحَقَائِق. وَهُوَ القَائِلُ: أَنْكَحْتُ بِيضَ الهِنْدِ سُمْرَ رِمَاحِهِم ... فَرُؤُوْسهُم عِوَضَ النِّثَارِ نِثَارُ وَكَذَا العُلَى لاَ يُسْتَباحُ نِكَاحُهَا ... إِلاَّ بِحَيْثُ تُطَلَّقُ الأَعَمَارُ ثُمَّ صَارَ يَحُجُّ بِالنَّاسِ عَلَى طَرِيْق السرَاة خَمْسَ عشرة سنة، وكان الناس يقولون له:

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 300"، والعبر "3/ 266"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 100"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 329". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 87"، واللباب لابن الأثير "2/ 246"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 411"، وتاريخ ابن خلدون "4/ 214"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 58".

سَتَملِكُ اليَمَن بِأَسره. فِيُنكر عَلَى القَائِل فَلَمَّا كَانَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة ثَار بِجَبل مَشَار فِي سِتِّيْنَ رَجُلاً فَأَوَوْا إِلَى ذِرْوَة شَاهق فَمَا أَمسوا حَتَّى أَحَاط بِهِم عِشْرُوْنَ أَلْفاً وَقَالُوا: انْزِلْ وَإِلاَّ قتلنَاكُم جُوعاً وَعَطَشاً. قَالَ: مَا فَعَلتُ هَذَا إلَّا خوَفاً أَنْ يَمْلِكَهُ غِيرُنَا وَإِنْ تركتمونَا نحرُسُه وَإِلاَّ نَزلنَا إِلَيْكُم. وَخَدَعَهُم فَانْصَرَفُوا فَلَمْ يَمْضِ عَلَيْهِ أَشهر حَتَّى بنَاهُ وَحَصَّنه وَلَحِقَ بِهِ كُلُّ طمَّاع وَذِي جَلاَدَة وَكثرُوا فَاسْتفحل أَمرُه وَأَظهر الدعوَةَ لصَاحِب مِصْر المُسْتنصر وَكَانَ يَخَافُ مِنْ نَجَاح صَاحِب تِهَامَة وَيُلاَطِفُه وَيَتحيَّلُ عَلَيْهِ حَتَّى سقَاهُ مَعَ جَارِيَة مليحَةٍ أَهدَاهَا لَهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى الممَالِك اليَمنِية فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَخَطَبَ عَلَى مِنْبَر الجَنَد فَقَالَ: وَفِي مِثْلِ هَذَا اليَوْمِ نَخْطُبُ عَلَى منبر عدن. فقال رجل: سبوج قُدُّوس. يَسْتَهزئ بِقَوْله فَأَمر بِأَخَذِه فَاتَّفَقَ أَنَّهُ أَخَذَ عَدَن وَخَطَبَ وَصَيَّرهَا دَار مُلْكِهِ وَأَنشَأَ عِدَّة قصُوْر أَنِيقَة وَأَسَرَ ملوكاً وَامتدت أَيَّامُه ثُمَّ حَجَّ وَأَحْسَن إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ. وَكَانَ أَشقرَ أَزرق، يُسلِّم عَلَى مَنْ مرَّ عَلَيْهِم، وَكَانَ ذَا ذكَاءٍ وَدهَاء كَسَا الكَعْبَة البيَاضَ وَخُطبَ لزوجتهِ أَيْضاً مَعَهُ عَلَى المَنَابِر وَكَانَ فَرسُه بِأَلف دِيْنَار وَيَرْكُب بِالعصَائِب وَتركب الحُرَّةُ في مائةي جَارِيَة فِي الحُلِيّ وَالحُلَل وَمَعَهَا الجنَائِب بِسُرُوجٍ الذَّهَبِ ثُمَّ إِنَّهُ حَجَّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَاسْتخلف عَلَى اليَمَنِ ابْنَه أَحْمَدَ الْملك المُكَرَّم فَلَمَّا نَزل بِالمَهْجَم وَثَبَ عَلَيْهِ جيَّاشُ بنُ نَجَاح وَأَخُوْهُ سَعِيْدٌ الأَحْوَل فَقتلاَهُ بِأَبِيهِمَا وَكَانَا قَدْ خَرَجَا فِي سَبْعِيْنَ نَفْساً بِلاَ سلاَح بَلْ مَعَ كُلّ وَاحِد جرِيْدَةٌ فِي رَأْسهَا زُجُّ وَسَارُوا نَحْو السَّاحِل فَجَهَّزَ لِحَرْبِهِمْ خَمْسَة آلاَف فَاخْتَلَفُوا فِي الطَّرِيْق وَوصل السَّبْعُوْنَ إِلَى مَنْزِلَة الصُّلَيْحِي وَقَدْ أَخَذَ مِنْهم التَّعبُ وَالحفَاء فَظنَّهم النَّاسُ مِنْ عبيد العَسْكَر فَشعر بِهِم أَخُو الصُّلَيحِي فَدَخَلَ مُخَيَّمَهُ وَقَالَ: ارْكَبْ فَهَذَا الأَحْوَلُ سَعِيْدٌ. فَقَالَ الصُّلَيْحِيُّ: لاَ أَمُوْتُ إلَّا بِالدُّهَيم. فَقَالَ رَجُلٌ: قَاتِل عَنْ نَفْسِك فَهَذَا وَاللهِ الدُّهَيم. فَلَحِقه زَمَعُ المَوْت وَبَال وَمَا بَرح حَتَّى قُطِعَ رَأْسُه بسيفِه وَقُتِلَ أَخُوْهُ عَبْدُ اللهِ وَأَقَارَبُه وَذَلِكَ فِي ذِي القعدة من سنة ثَلاَث وَالتفَّ أَكْثَرُ العَسْكَر عَلَى ابْنِ نَجَاح وَتَملَّكَ وَرُفِعَ رَأْس الصُّلَيحِي عَلَى قَنَاة وَتَملك ابْنُ نَجَاح مَدَائِنَ وَجَرَتْ أُمُوْرٌ إِلَى أَنْ دَبَّرتِ الحُرَّةُ عَلَى قتلهِ بَعْد ثَمَانِيَة أَعْوَام، فَقُتِلَ. وَحَدَّثَنِي تَاجُ الدِّين عبدُ البَاقِي النَّحْوِيّ فِي "تَارِيْخِهِ" قَالَ: احتُضِرَ رَأْس الدعَاة فَأَعْطَى الصُّلَيحِيَّ مَا جمع مِنَ الأَمْوَال فَأَقَامَ يَعمل الحِيَل ثُمَّ صعد جبلاً فِي جمعٍ وَبنَاهُ حصناً وَحَارَبَ وَأَمره يَسْتَفحلُ ثُمَّ اقتفَاهُ ابْنُ أَبِي حَاشد مُتَوَلِّي صَنْعَاء فَقُتِلَ وَقُتِلَ مَعَهُ أَلف وَتَملَّك الصُّليحِيُّ صَنْعَاء، وَطوَى اليَمَنَ سهلاً وَجبلاً، وَاسْتقرَّ مُلكهُ لِجَمِيْعِ اليَمَن مِنْ مَكَّةَ إِلَى حضَرموت إِلَى أَنْ قَتله سَعِيْد وَأَخَذَ بثأْر أَبِيْهِ نَجَاح وَدَام مُلك وَلده الْمُكرم عَلَى شطر اليَمَن مُدَّة وَحَارَبَ ابْنُ نَجَاح غَيْرَ مَرَّةٍ إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ فَتملَّكَ بَعْدَهُ ابْنُ عَمِّهِ سبأَ بن أَحْمَدَ إِلَى سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ، وَصَارَ المُلكُ إلى آل نجاح مدة.

الباخرزي، الزبحي

الباخرزي، الزبحي: 4266- الباخرزي 1: العَلاَّمَةُ الأَدِيْبُ، صَاحِبُ "دُمْيَة الْقصر" أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي الطَّيِّبِ البَاخَرْزِيّ، الشَّاعِرُ، الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ. تَفقه بِأَبِي مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيّ، ثُمَّ برعَ فِي الإِنشَاء وَالآدَاب، وَسَافَرَ الكَثِيْر، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ، وَكِتَابه هُوَ ذيلٌ ليتيمة الدَّهْر لِلثعَالبِي. وَقِيْلَ: ذيّل عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ البَيْهَقِيُّ الأَدِيْب عَلَيْهِ بِكِتَاب "وشَاح الدمِيَة". وَللباخَرْزِي ديوان كبير، ونظمه رائق. قُتِل بِباخَرْز -مِنْ أَعْمَالِ نَيْسَابُوْر- وَطُلَّ دَمه فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَكَانَ مِنْ كِبَارِ كُتَّاب الإِنشَاء. ذَكَرَهُ ابن خلكان. 4267- الزبحي 2: الحَافِظُ العَالِمُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبِي مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ زَكَرِيَّا الجُرْجَانِيُّ، الزَّبَحِيُّ. وَالزَّبَح: بزَاي مفتوحَة وَبموحدَة ثُمَّ حَاء مُهْمَلَةٍ: مِنْ أَعْمَالِ جُرْجَان. وُلِدَ بَعْدَ التِّسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّب، وَعبدَ الوَاحِد بن مُحَمَّدٍ المُنِيْرِي، وَالقَاضِي أَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَعَبْدَ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ البُنَانِيّ الحُرْضِي، وَالحَافِظ حَمْزَة السَّهْمِيّ، وَطَبَقَتهُم. رَوَى عنه: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن، وَصَاعِدُ بنُ سَيَّار، وَطَائِفَة. وَأَلَّف "تَارِيخ جُرْجَان" وَسَكَنَ هَرَاة، وَهُوَ خَالُ الحَافِظ عَبْدِ اللهِ بن يُوْسُفَ الجرجاني، وعاش ستًا وسبعين سنة. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَزَبَح كَمَا قُلْنَا قَيده أَبُو نُعَيْمٍ بن الحداد.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 21"، واللباب لابن الأثير "1/ 104"، ومعجم الأدباء "13/ 33" والعبر 3/ 265"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 99"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 327". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 240"، واللباب لابن الأثير "2/ 58"، وتبصير المنتبه "2/ 660".

الوخشي

4268- الوخشي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ، المُحَدِّثُ، الزَّاهِدُ، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ البَلْخِيُّ، الوَخشِيّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة، قَالَهُ السَّمْعَانِيّ. سَمِعَ: أَبَا عُمَر بن مَهْدِيٍّ وَالقَاضِي أَبَا عُمَر الهَاشِمِيّ وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ النَّحَّاسِ المِصْرِيّ وَتَمَّامَ بنَ مُحَمَّدٍ الرَّازِيّ وَعقيل بن عَبْدَان وَالقَاضِي أَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ وَخَلْقاً كَثِيْراً. وَكَانَ جَوَّالاً فِي الآفَاق. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّرْخَسِيّ وَعُمَرُ بنُ عَلِيٍّ وَآخَرُوْنَ. قَالَ الخَطِيْبُ: عَلَّقْتُ عَنْهُ بِبَغْدَادَ وَأَصْبَهَان. وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ حَافِظاً فَاضِلاً ثِقَة حسن القراءة رحل إِلَى العِرَاقِ وَالجِبَال وَالشَّام وَالثُّغُوْر وَمِصْر وَذَاكرَ الحُفَّاظ وَسَمِعَ: بِبلخ مِنْ أَبِي القَاسِمِ عَلِيّ بنِ أَحْمَدَ الخُزَاعِيّ وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي زَكَرِيَّا المُزَكِّي وَبِبَغْدَادَ مِنِ ابْنِ مَهْدِيّ وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ. وَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيّ: كَانَ يُتَّهم بِالقَدَرِ. قُلْتُ: انتقَى عَلَى أَبِي نُعَيْمٍ خمسة أجزاء تعرف بالوخشيات وَكَانَ رُبَّمَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ سُئِلَ عَنْهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ فَقَالَ: حَافظٌ كَبِيْر. قُلْتُ: قَدْ رَوَى عَنِ الوخشِي كِتَاب السُّنَن لأبي داود أبو علي الحسن ابن عَلِيٍّ الحُسَيْنِيّ البَلْخِيّ. قَالَ عُمَرُ المحموديُّ: لَمَّا مَاتَ الوْخْشِيُّ كُنْتُ قَدْ رَاهقتُ فَلَمَّا وَضَعُوْهُ في القبر سمع: نا صيحَةً فَقِيْلَ: إِنَّهُ لمَا وُضِعَ فِي القَبْرِ خَرَجتِ الحشرَاتُ مِنَ المَقْبُرَة. وَكَانَ فِي طرفهَا وَادٍ فَأَخَذتْ إِلَيْهِ الحشرَاتُ فَذَهَبتْ وَالنَّاسُ لاَ يعرضون لها.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 391"، والعبر "3/ 275"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1025"، ولسان الميزان "2/ 241"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 339".

قَالَ ابْنُ النَّجَّار: سَمِعَ: أَيْضاً بِحَلَب وَبهَمَذَان مِنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَزْدين سَمِعَ: مِنْهُ نَظَامُ الْملك بِبلخ وَصَدَّره بِمدرسته بِبلخ. وَعَنِ الوَخْشِيّ قَالَ: جُعتُ بعَسْقَلاَن أَيَّاماً وَعَجزْتُ عَنِ الكِتَابَة ثُمَّ فَتح الله. مَاتَ الوَخْشِيُّ فِي خَامِس ربيع الآخر سَنَة إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وأربع مائة ببلخ وله ست وثمانون سنة. قاله السمع: اني. وَقَالَ: سَمِعْتُ عُمَر السَّرْخَسِيّ يَقُوْلُ: وَرَدَ نِظَامُ الْملك عَلَيْنَا فَقِيْلَ لَهُ: إِنَّ بقَرْيَة وَخْش شَيْخاً ذَا رحلَةٍ وَمَعْرِفَة فَاسْتدَعَاهُ وَقَرَؤُوا عَلَيْهِ سُنَن أَبِي دَاوُدَ. فَقَالَ الوَخشِيُّ يَوماً: رَحلتُ وَقَاسيتُ الذُّلَّ وَالمشَاقَّ وَرجعتُ إِلَى وَخش وَمَا عَرف أَحَدٌ قدرِي فَقُلْتُ: أَمُوْتُ وَلاَ يَنْتشرُ ذكرِي وَلاَ يَترحَّمُ أَحَدٌ عليّ فَسهَّل اللهُ وَوَفَّق نَظَامَ الْملك حَتَّى بَنَى هَذِهِ المدرسَة وَأَجلسنِي فِيْهَا أُحَدِّثُ لَقَدْ كُنْتُ بعَسْقَلاَن أَسْمَعُ: مِنِ ابْنِ مُصَحِّح وَبَقيتُ أَيَّاماً بِلاَ أَكلٍ فَقَعَدتُ بِقُرْبِ خَبَّاز؛ لأَشمَّ رَائِحَة الخُبز وَأَتَقْوَّى بِهَا. أَخْبَرَتْنَا زَيْنَبُ بِنْتُ عُمَر بن كِنْدِي أَنْبَأَنَا أَبُو هَاشِمٍ عبدُ المُطَّلِب بن الفَضْلِ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ المحموديُّ القَاضِي بِبلخ حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظ حَدَّثَنَا تَمَّامُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَيُّوْبَ بن حَذْلَمَ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ قَالَ: قَالَ الأَسْوَد: كُنَّا جُلُوْساً عِنْد عَائِشَة فَذَكَرنَا المُوَاظبَة عَلَى الصَّلاَةِ وَالتعَظِيْمَ لَهَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَمَّا مَرِضَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَضَه الَّذِي مَاتَ فِيْهِ فَحَضَرتِ الصَّلاَة فَأُوذن بِهَا فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ.. " وَذَكَرَ الحَدِيْثَ1.

_ 1 صحيح أخرجه البخاري "664"، ومسلم "418"، والنسائي "2/ 99 - 100".

ابن الخلال، الدينوري اللبان

ابن الخلال، الدينوري اللبان: 4269- ابن الخلال 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ الصَّدُوْقُ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ اللهِ بن الحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ، الخَلاَّلُ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمَّعَهُ أَبُوْهُ مِنْ أَبِي حَفْصٍ الكَتَّانِي، وَأَبِي طَاهِر المُخَلِّص، وَعُبَيْد اللهِ بن أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيّ وَجَمَاعَة. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ وكان صدوقًا. وقال أبو سعد السمع: اني: كَانَ صَالِحاً صَدُوْقاً صَحِيْح السَّمَاع بكَّر بِهِ أبوه وسمع: هـ وَعُمِّر حَتَّى نُقل عَنْهُ الكَثِيْرُ حَدَّثَنَا عَنْهُ إسماعيل بن السَّمَرْقَنْدِيّ وَأَبُو الفَضْلِ بنُ المُهْتَدِي بِاللهِ وَأَبُو الحَسَنِ بنُ صِرْمَا وَجَمَاعَة. وَقَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: ثِقَة. قَالَ شُجَاعٌ الذُّهْلِيّ: تُوُفِّيَ فِي ثَامن عشر صَفر سَنَة سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: سَمَاعُهُ مِنَ الكَتَّانِي فِي الخَامِسَة وَمِنْ هَذَا الْحِين أَخَذَ الطلبَةُ فِي تسمِيْع أَولادِهِم فِي سنِّ الحُضُوْر فَفَسد النّظَامُ بَلِ الإِجَازَةُ أَجْوَدُ مِنَ الحُضُوْر فِي القوَّة إِذْ مِنْ سَمِعَ: حُضُوْراً بِلاَ فَهم لَمْ يَتَحَمَّل شيئاً وَالمُجَازُ لَهُ قَدْ يَحمِلُ أَمَا إِذَا كَانَ مَعَ الحُضُوْرِ إِذْنٌ مِنَ الشَّيْخ فِي الرِّوَايَةِ فَهُوَ أجود. 4270- الدينوري اللبان: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الجَوَّالُ المُسْنِدُ الصَّدُوْق أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرَ الدِّيْنَوَرِيُّ اللَّبَّانُ نَزِيلُ غَزْنَة وَمُحَدِّثُهَا. سَمِعَ: أَبَا عُمَر بن مَهْدِيٍّ وَطَبَقَته بِبَغْدَادَ وَالقَاضِي أَبَا عُمَر الهَاشِمِيّ وَطَائِفَةً بِالبَصْرَةِ وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ وَأَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ وَعِدَّةً بِنَيْسَابُوْرَ وَأَبَا سَعِيْدٍ النَّقَاش وَعَلِيَّ بن مِيْلَة الفَرَضِي وَجَمَاعَةً بِأَصْبَهَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُسَافِرٌ وَأَحْمَدُ ابْنَا مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ البِسْطَامِي وَجَمَاعَةٌ لَا نَعرفهم مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الناحية وأجاز لحنبل بن علي. قال السمع: اني: سَمِعْتُ شَيْخَنَا المُوفق بنَ عبد الكَرِيْم يَقُوْلُ: كَانَ شَيْخُنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ اللَّبَّان الدِّيْنَوَرِيّ بغَزْنَة وَعِنْدَهُ الحِلْيَة عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ فَأَتَاهُ صوفي ليسمع: ها فَقَالَ: إِنَّ هَذَا كِتَابٌ فِيْهِ ذكر المُمتَحنِيْنَ فإن أردت أن تَقرَأَه فَوطِّن نَفْسكَ عَلَى المِحْنَة. قَالَ: نَعَمْ. وَقرَأَ أَيَّاماً إِلَى أَنِ انْتَهَى إِلَى ذكر فُلاَن وَكَانَ فِي المَجْلِسِ حنفِيٌّ فَسعَى بِالشَّيْخ إِلَى القَاضِي وَرَفَعَ الأَمْرَ إِلَى السُّلْطَانِ فَأَمر الشَّيْخَ بِلُزُوم بَيْتهِ وَأُغلق مسجدُه وَمُنِع مِنَ التّحَدِيْث وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَوَاخِرِ عُمُره، وَضُرِبَ الصوفي ونفي، وصحت فراسة الشيخ.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 439"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 314"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1164"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 336".

قُلْتُ: قَدْ شَانَ أَبُو نُعَيْمٍ كِتَابهُ بِذَلِكَ. تُوُفِّيَ الدِّيْنَوَرِيّ هَذَا: فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وأربع مائة. قال ابن النجار: كان من الجَوَّالِين فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ، سَمِعَ بِالدَّيْنُورِ أَبَا منصور محمد بن أحمد بن علي بن مَيْمُوْنَة ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَبِبَغْدَادَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بن الصَّلْت وَابْنَ رَزْقُوَيْه. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: كَانَ مَذْكُوْراً فِي الحُفَّاظ، مَوْصُوَفاً بِالفَهم. وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: سَمِعَ فِي كُلِّ بلد وَجَمَعَ الكَثِيْر، وحدث، وهو ثقة.

ابن حيان

4271- ابن حيان 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُؤَرِّخُ النَّحْوِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، أَبُو مروان حَيَّانُ بنُ خَلَفِ بنِ حُسَيْنِ بنِ حَيَّانَ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُم، القُرْطُبِيُّ، الأَخْبَارِيُّ، الأَدِيْبُ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَمَاتَ فِي عَشْرِ المائَة إلَّا قَلِيْلاً. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي حَفْصٍ عُمَر بن حُسَيْن بن نَابِلٍ وَغَيْرهُ، وَلَزِمَ أَبَا عُمَر بن الحُبَابِ النَّحْوِيّ، تِلْمِيْذَ القَالِي، وَصَاعِدَ بنَ الحَسَنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ، وَوصفه بِالصِّدْق وَقَالَ وُلد ... فَذَكَره. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَوْن: كَانَ أَبُو مَرْوَان فَصِيْحاً بَلِيْغاً، كَانَ لاَ يَتعمد كَذِباً فِيمَا يَحكيه مِنَ الْقَصَص وَالأَخْبَار. قُلْتُ: مَنْ تَصَانِيْفه كِتَاب "الْمُقْتَبس فِي تَارِيخ الأَنْدَلُس" عَشْرَة أَسفَار وَكِتَاب "المُبين فِي تَارِيخ الأَنْدَلُس" مبسَوْطاً فِي سِتِّيْنَ مُجَلَّداً نَقله ابْن خَلِّكَانَ. قيل: رَآهُ بَعْضهم فِي النَّوْمِ فَسَأَلَهُ عَنِ التَّارِيْخ فَقَالَ: لَقَدْ نَدِمْتُ عَلَيْهِ إلَّا أَنَّ اللهَ أقالني وغفر لي بلطفه. تُوُفِّيَ أَبُو مَرْوَان بن حَيَّان: فِي أَوَاخِرِ شَهْر ربيع الأَوّل سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ الغَسَّانِيّ: كَانَ بارعاً فِي الآدَاب، صَاحِبَ لوَاء التَّارِيْخ بِالأَنْدَلُسِ أَفصحَ النَّاس فِيْهِ.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 153"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 218"، والعبر "3/ 270"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 333".

ابن النقور

4272- ابن النقور 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ العِرَاقِ، أَبُو الحُسَيْن أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ النَّقُّوْرِ البَغْدَادِيُّ، البَزَّازُ. مَوْلِدُهُ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَة إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ: عَلِيَّ بنَ عُمَرَ الحَرْبِيّ، وَعُبيدَ الله بن حَبَابَةَ، وَأَبَا حَفْصٍ الكَتَّانِي، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الدَّقَّاق ابْن أَخِي مِيمِي، وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص، وَعِيْسَى بنَ الوَزِيْر، وَعَلِيَّ بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَرْدَك، وَطَائِفَة. وَتَفَرَّد بِأَجزَاء عَالِيَة كنسخَةِ هُدْبَة بن خَالِدٍ، وَنسخَةِ كَامِل بن طَلْحَةَ، وَنسخَةِ طَالُوت، وَنسخَةِ مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ، وَنسخَةِ عُمَر بن زُرَارَة وَأَشيَاء. وَكَانَ صَحِيْحَ السماع متحريًا في الرواية. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالحُمَيْدِيُّ، وَابْنُ الخَاضِبَة، وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِر، وَمُؤْتَمَنٌ السَّاجِيُّ، وَالحُسَيْنُ سِبْطُ الخَيَّاط، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَعُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزِّيديُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ صِرمَا، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الغَازِي، وَأَبُو نَصْرٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الفَضْلِ البَآر، وَأَبُو الْبَدْر إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَرْخِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَيْضَاوِيّ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً. وَقَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: ثِقَة. قَالَ الحُسَيْنُ سِبْطُ الخَيَّاط: كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ أَحَدٌ فِي مَجْلِس ابْن النَّقُّوْرِ قَالَ لَكَاتِب الأَسْمَاء: لاَ تَكْتُبه. وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ عَبْدِ السَّلاَم: كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيّ يَحضُر مَجْلِسَ ابْن النَّقُّوْرِ وَيسمع: مِنْهُ وَيَقُوْلُ: حَدِيْثُ ابْنِ النَّقُّوْرِ سبيكَةُ الذَّهب. وَكَانَ يَأْخُذُ عَلَى نسخَة طَالُوت بن عَبَّادٍ دِيْنَاراً. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ نَاصِرٍ: إِنَّمَا أَخَذَ ذَلِكَ لأَن الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيّ أَفتَاهُ بِذَلِكَ لأَنَّ أَصْحَاب الحَدِيْث كَانُوا يَمنعونه مِنَ الْكسْب لعيَاله وَكَانَ أَيْضاً يَمنع مَنْ يَنسخُ حَالَةَ السَّمَاع. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مَسْعُوْدٍ الدِّمَشْقِيُّ: كَانَ ابْنُ النَّقُّوْرِ يَأْخذ عَلَى جُزْء طَالُوت دِيْنَاراً فَجَاءَ غَرِيْبٌ فَأَرَادَ أَنْ يَسْمَعهُ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِ، وَمَا صَرَّح، بَلْ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيّ. فَمَا تَفطَّن لَهَا ابْنُ النَّقُّوْرِ، وَحصل لِلغَرِيْب الجزءُ كَذَلِكَ. مَاتَ ابْنُ النَّقُّوْرِ فِي سَادس عشرَ رَجَب، سَنَة سَبْعِيْنَ وأربع مائة عن تسعين سنة. ابنه:

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 381"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 314"، والعبر "3/ 272" وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1164"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 335".

ابن النقور، ابن طلاب

ابن النقور، ابن طلاب: 4273- ابن النقور 1: الشَّيْخُ أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ النَّقُّوْرِ البَزَّازُ. سَمِعَ: أَبَا إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَأَبَا القَاسِمِ التَّنُوْخِي، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَغَيْرهُمَا. قَالَ السِّلَفِيّ: لَمْ يَكُنْ بِذَاكَ، لَكنه سَمِعَ: الحَدِيْث الكَثِيْر، وَكَانَ ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ يَسْمَع: مَعَنَا. قُلْتُ: مَاتَ مُحَمَّد سَنَة سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وأربع مائة، من أبناء الستين. 4274- ابن طلاب 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ الثِّقَةُ، المُقْرِئُ، خَطِيْبُ دِمَشْقَ، أَبُو نَصْرٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ طَلاَّبٍ القُرَشِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، مَوْلَى عِيْسَى بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الحُسَيْنِ بنِ جُمَيْع ب "مُعجمه" وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ بنُ أَبِي الْحَدِيد وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ وَعطيَّةِ الله الصيداوي وعدة.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 65"، ولسان الميزان "5/ 49". 2 ترجمته في العبر "3/ 273"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1164"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 107"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 336".

رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي الحَدِيْد، وَأَبُو الفتيَان الرُّؤَاسِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ قبيس، وَجمَالُ الإِسْلاَم عَلِيُّ بنُ المُسَلَّم، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ النَّسِيْب: هُوَ ثِقَةٌ أَمِيْن. وَقَالَ ابْنُ قبيس: كَانَ ابْنُ طَلاَّب قَدْ كسب فِي الوكَالَة كسباً عَظِيْماً فَحَدَّثَنِي قَالَ: لَمَّا اسْتَوْفَيْتُ سبعينَ سَنَةً قُلْتُ: أَكْثَرُ مَا أَعيش عُشْر سِنِيْنَ أُخْرَى. فَجَعَلتُ لِكُلِّ سَنَةٍ مائَةٍ دِيْنَارٍ. قَالَ: فَعَاشَ أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ لَهُ مُلْكٌ بِالشَّاغور. وَقَالَ النَّسِيْب: سَأَلتُه عَنْ مَوْلِده، فَقَالَ: فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة بصيدا. قال هبة الله بن الأَكْفَانِي: كَانَ فَاضِلاً ثِقَةً، مَأْمُوْناً، كَثِيْر الدَّرْس لِلقُرْآن، كَانَ يَخْطُبُ لِلمصرِيين، ثُمَّ تَخَلَّى عَنْ ذَلِكَ، مَاتَ فِي ثَالِثِ صفر، سَنَة سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَقِيْلَ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ بِصَيْدَا. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ حُضُوْراً أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغَسَّانِيّ أَخْبَرَنَا يَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدُّوْرِيّ حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بنُ شِهَابٍ المَازِنِيّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ وَبَرَةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أَطيب الْكسْب فَقَالَ: "عَمَلُ الرَّجُلِ بيده، وكل بيع مبرور".

الفارسي

4275- الفارسي 1: الشَّيْخُ، المُسْنِدُ، الصَّدُوْقُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مَسْعُوْدٍ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيُّ، ثُمَّ الهَرَوِيُّ رَاوِي "جُزء أَبِي الجَهْمِ" وَنُسْخَة مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ، وَالأَجزَاء الستَّة مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ صَاعِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي شُرَيْح الزَّاهِد. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَعبدُ السلام بن أحمد بكبرة، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المِصْرِيّ، وَأَبُو الوَقْتِ عبدُ الأَوّل السِّجْزِيّ، وَخَلْقٌ مِنْ أَهْلِ هَرَاة أَخَذَ عَنْهم السَّمْعَانِيّ وَابْنُ عَسَاكِرَ. وَطَالَ عُمُرُهُ. قَالَ ابْنُ طَاهِر: ارْتحلتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَسْعُوْدٍ فَذَكَر أَنَّهُ مُنِعَ مِنَ الدّخولِ إِلَيْهِ فَتنَازَلَ مَعَهُم إِلَى أَنْ يَدخل فِيقرَأَ حَدِيْثاً وَاحِداً وَيَخْرُج. فَأَذن لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ وَقرَأَ الحَدِيْث الَّذِي مِنْ نُسخَة مُصْعَب؛ الَّذِي فِي ذكر خَيْبَر وَقَدْ رَوَاهُ البُخَارِيُّ نَازلاً عَنِ المُسْنَدي: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ حَدَّثَنَا مَالِك. وَكَذَلِكَ بَيْنَ هَذَا الشَّيْخ وَبَيْنَ مَالِك فِيْهِ ثَلاَثَة أَنْفُس كَالبُخَارِيّ فَقَالَ لابْنِ طَاهِر وَلِمَ اخْترت قِرَاءةَ هَذَا الحَدِيْث؟ فَوصف لَهُ علُوَّهُ فَقَالَ: اقرَأَ باقِي الْجُزْء. ثُمَّ قَالَ: لاَزمتُهُ وَأَكْثَرتُ عَنْهُ. تُوُفِّيَ فِي شَوَّال سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيّ، بِمَكَّةَ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَسَّانٍ المُلقَابَاذِي وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ العُكْبَرِيّ النّديم وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ ابْن اللاَّلْكَائِيّ وَهَيَّاجُ بنُ عُبَيْدٍ الحِطِّينِي الزَّاهِد وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ الأَقسَاسِي العَلَوِيّ الكُوْفِيّ. أَخْبَرَنَا عبدُ الحَافِظ بنَابُلُس أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِر وَحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عبدُ الأَوّل أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الجَهْمِ حَدَّثَنِي سَوَّارُ بنُ مُصْعَبٍ عَنْ مُطَرِّف عَنْ أَبِي الجَهْمِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَكَلْتَ لَحْمَهُ فَلاَ بَأْسَ ببوله". هذا مرسل ضعيف.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 278"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 110"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 342".

ابن المحب

4276- ابن المحب 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الوَاعِظُ المُسْنِدُ أَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بن عبد الله ابن المحب النيسابوري. سَمِعَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ الخفَّاف وَبِهِ خُتم حَدِيْثُه، وَأَبِي الحُسَيْنِ العَلَوِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بن يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ، وَابْنِ مَحْمِش، وَطَائِفَة. ارْتَحَلَ إِلَيْهِ ابْنُ طَاهِر وَحَدَّثَ عَنْهُ هُوَ وَزَاهِر الشَّحَّامِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الشَّامَاتِي وَأَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرُوْذِيّ وسعيد ابن الحُسَيْنِ الجَوْهَرِيّ وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الشَّحَّامِيّ وَمُحَمَّدُ بن إسماعيل ابن أَحْمَدَ المُقْرِئ وَأَبُو الأَسَعْد بنُ القُشَيْرِيّ وَمُلَيْكَةُ بِنْت أَبِي الحَسَنِ الفَنْدُورَجِي، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَأَجَاز لِلحَافظِ ابْن نَاصِر. قَالَ ابْنُ طَاهِر: رحلتُ مِنْ مِصْرَ لأَجْل الفَضْلِ بن المُحب صَاحِب الخفَّاف فَلَمَّا دَخَلتُ قَرَأْتُ عَلَيْهِ فِي أَوّلِ مَجْلِسٍ جزئِين مِنْ حَدِيْثِ السَّرَّاج فَلَمْ أَجِدْ لِذَلِكَ حَلاَوَةً وَاعتقدتُ أَنَّنِي نلتُهُ بِلاَ تَعبٍ لأَنَّه لَمْ يَمْتَنِع عَلِيَّ وَلاَ طَالبنِي بِشَيْءٍ وَكُلُّ حَدِيْث مِنَ الجُزء يُسَاوِي رحلَة. قُلْتُ: قَدْ صَنَّفَ فِي الْوَعْظ، وَكَانَ خَيِّراً ديِّناً، عَالِماً، أَثْنَى عَلَيْهِ السَّمْعَانِيّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَكَانَ مِنْ أَبْناءِ التِّسْعِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الأَنْطَاكِيّ، وَصَاحِب اليَمَن عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الصُّلَيحِي وَأَبُو الفتيَان مُحَمَّدُ بنُ سلطان بن حيوس شاعر الشَّام، وَأَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ الحَسَنِ التفكّرِي، ومحمود بن جعفر الأصبهاني الكوسج.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 279"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 343".

ابن البناء

4277- ابن البناء 1: الإِمَامُ العَالِمُ المُفْتِي المُحَدِّثُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ البَنَّاءِ البَغْدَادِيُّ الحَنْبَلِيُّ صَاحِبُ التَّوَالِيفِ. سَمِعَ مِنْ: هِلاَل الحَفَّار، وَأَبِي الفَتْح بنِ أَبِي الفوَارس، وَأَبِي الحَسَنِ ابْن رَزْقُوَيْه، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان، وَعَبْدِ اللهِ بن يَحْيَى السُّكَّرِيّ، وَطَبَقَتِهِم فَأَكْثَر وَأَحْسَن. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ ظَفَر المغَازلِي، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ القَزَّاز، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَابْنَا أَبِي غَالِب أَحْمَد، وَيَحْيَى، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَرَّاءِ، وَأَبُو بَكْرٍ قَاضِي المَارستَان. وَقَدْ تَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى أَبِي الحَسَنِ الحَمَّامِي. وَعَلَّقَ الفِقْهَ وَالخلاَف، عَنِ القَاضِي أَبِي يَعْلَى قديمًا، واشتغل في حياته، وصنفت فِي الفِقْه وَالأُصُوْل وَالحَدِيْث وَكَانَ لَهُ حَلْقَةٌ لِلفَتْوَى وَحَلْقَةٌ لِلوعظ وَكَانَ شدِيداً عَلَى المخَالفِيْن. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة مُحَمَّدُ بنُ نَاصِر الحَافِظ. وَقَدْ ذَكَرَهُ القِفْطِيُّ فَقَالَ: كَانَ مِنْ كِبَارِ الحنَابلَة قِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ: هَلْ ذَكَرَنِي الخطيب في

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 319"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "7/ 265"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1176 - 1777"، والعبر "3/ 275"، ولسان الميزان "2/ 195"، والنجوم الزاهرة "5/ 107".

"تَارِيخ بَغْدَاد" فِي الثِّقَات أَوْ مَعَ الكَذَّابين؟ قيل: ما ذكر أَصلاً. فَقَالَ: ليتَه ذَكَرَنِي وَلَوْ مَعَ الكَذَّابين. قَالَ القِفْطِيّ: كَانَ مُشَاراً إِلَيْهِ فِي القِرَاءات وَاللُّغَة وَالحَدِيْث فَقِيْلَ: عَمل خَمْس مائَة مُصَنَّف إلَّا أَنَّهُ حَنْبَلِيُّ الْمُعْتَقد تُوُفِّيَ فِي رَجَب سَنَة إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ ابْنُ البَنَّاء يُؤدِّبُ بنِي جَرْدَة. تَلاَ عَلَى الحمَّامِي بِالروَايَات وَكَتَبَ الكَثِيْر وَتَصَانِيْفُهُ تَدُلُّ عَلَى قِلَّةِ فَهمه كَانَ يُصَحِّفُ وَكَانَ قَلِيْلَ التّحصيل أَقرَأَ وَحَدَّثَ وَدرَّسَ وَأَفتَى وَشرح الإِيضَاح لأَبِي عَلِيٍّ الفَارِسِيّ وَإِذَا نَظرت فِي كَلاَمه بَان لَكَ سوءُ تَصرفه وَرَأَيْتُ لَهُ تَرْتِيْباً فِي الغَرِيْب لأَبِي عُبَيْدٍ قَدْ خَبَطَ وَصَحَّفَ. وَقَالَ شُجَاع الذُّهْلِيُّ: كَانَ أَحَدَ القُرَّاء المجودين سمع: نا مِنْهُ قطعَة مِنْ تَصَانِيْفه. وَقَالَ المُؤتَمَنُ السَّاجِيّ: كَانَ لَهُ روَاء وَمَنْظَر مَا طَاوعتَنِي نَفْسِي لِلسَمَاع مِنْهُ. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ: كَانَ رجل من المحدثين اسمه الحسن ابن أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُوْرِيّ فَكَانَ ابْنُ البَنَّاء يَكْشِطُ بورِي وَيَمد السِّين فَتصِيْر البنَّاء. كَذَا قِيْلَ: إِنَّهُ يَفعلُ ذَلِكَ. قُلْتُ: هَذَا جرحٌ بِالظَنّ وَالرَّجُل فِي نَفْسِهِ صَدُوْقٌ وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ رَحِمَهُ اللهُ وَمَا التَّحَنْبَلُ بعَارٍ وَاللهِ وَلَكِنَّ آلَ مَنْدَه وَغَيْرَهم يَقُوْلُوْنَ فِي الشَّيْخ: إلَّا أَنَّهُ فِيْهِ تَمَشْعُر. نَعُوذُ بالله من الشر.

الأنطاكي، أبو الخير الصفار، أبو علي الشافعي

الأنطاكي، أبو الخير الصفار، أبو علي الشافعي: 4278- الأنطاكي: القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ الأَنْطَاكِيُّ، ثُمَّ الشَّاغورِيّ نَائِبُ الحُكْمِ بِدِمَشْقَ. سَمِعَ مِنْ: تَمَّام الحَافِظ، وَابْن أَبِي نَصْرٍ. رَوَى عَنْهُ: عُمَر الدِّهِسْتَانِي، وَالخَطِيْبُ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ قُبيس، وَجمَالُ الإِسْلاَم علي بن المسلم، وهبة الله بن الأَكْفَانِي. تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ، وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ تِسْعٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً وَهُوَ آخر أصحاب تمام. 4279- أبو الخير الصفار 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ المُؤتَمَنُ المُسْنِدُ أَبُو الخَيْرِ مُحَمَّدُ بن أبي عِمْرَانَ مُوْسَى بنِ عَبْد اللهِ المَرْوَزِيُّ الصَّفَّار، آخر مَنْ رَوَى "صَحِيْح البُخَارِيّ" عَالِياً فِي زَمَانِهِ حَدَّثَ بِهِ عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ الكُشْمِيهَنِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ السَّمْعَانِيّ، وَأَبُوْهُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَرْوَزِيّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمَذَانِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكُشْمِيهَنِي الخَطِيْب، وَعِدَّة. قَالَ ابْنُ طَاهِر المَقْدِسِيّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيّ يَقُوْلُ: لَمْ يَصِحَّ لِهَذَا الرَّجُل مِنْ أَبِي الهَيْثَمِ سَمَاعٌ وَإِنَّمَا وَافق الاسْمَ اسْمٌ آخر وَقَدْ حُمِلَ إِلَى الوَزِيْر نِظَامِ الْملك ليُقرَأَ عَلَيْهِ عِنْدَهُ فَقُرِئ عَلَيْهِ بَعْضُه وَرَمَتْهُ البَغْلَةُ فَمَاتَ وَلَمْ يكمل. قَالَ: وَقَدْ رَأَيْت أَهْلَ مَرْو يَضحكُوْن إِذَا قِيْلَ: إِنَّ أَبَا الخَيْر بنَ أَبِي عِمْرَانَ هَذَا سَمِعَ: مِنَ الكُشْمِيهَنِي. وَيُشيَرَوْنَ إِلَى أَنّ هَذَا غَيْرُ ذَاكَ الَّذِي سَمِعَ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ شَيْخاً صَالِحاً سديد السيرة حدث بالصحيح وَببَعْض جَامِع أَبِي عِيْسَى عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سرَاج الطَّحَّان وَعُمِّر وَصَارَ شَيْخَ عصره تَكَلَّمَ بَعْضُهم فِي سَمَاعه وَلَيْسَ بِشَيْءٍ أَنَا رَأَيْتُ سَمَاعَه فِي القَدَرِ المَوْجُوْد مِنْ أَصل أَبِي الهَيْثَمِ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَالِدي. قَالَ الأَمِيْر ابْنُ مَاكُوْلا: سَأَلتُ أَبَا الخَيْر، فَقَالَ لِي: كَانَ لِي وَقت مَا سَمِعْتُ الصَّحِيْح عشرُ سِنِيْنَ. قَالَ: وَسَمِعَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وثمانين وثلاث مائة. مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، عَنْ نَيِّفٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. 4280- أَبُو عَلِيٍّ الشافعي 2: الشَّيْخُ، العَالِمُ الثِّقَةُ أَبُو علِي الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَسَنِ المَكِّيُّ الشَّافِعِيُّ الحَنَّاطُ آخرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِرَاس العَبْقَسِي وَعُبيدِ الله بن أَحْمَدَ السقطي، وغيرهما.

_ 11 ترجمته في ميزان الاعتدال "4/ 52"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1177"، ولسان الميزان "5/ 401". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 256"، والعبر "3/ 278"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 110"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 342".

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو المُظَفَّرِ مَنْصُوْرٌ السَّمْعَانِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ وَعبدُ الْمُنعم بنُ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَبَّاسِيّ المَكِّيّ، وَعِدَّةٌ مِنْ وَفَدَ المغَاربَة، وَغَيْرهُم آخِرُهم مَوْتاً العَبَّاسِيّ. وَثَّقَهُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ فِي كِتَابِ "الأَنسَاب". وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ القَاشَانِي: كُنْتُ أَقرَأُ الحَدِيْثَ عَلَى هِبَةِ اللهِ بن عَبْدِ الوَارِثِ الحَافِظ فَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الشَّافِعِيّ: أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبَيْتنَّ لَيْلَةً ... بفخٍّ 1..................... فَقُلتُهَا بِالجيم فَقَالَ: بِفَخٍّ بِالخَاء وَأَخْرَجنِي إِلَى ظَاهِر مَكَّة فَأَتَى بِي إِلَى مَوْضِعٍ فَقَالَ: يَا بنِيَّ! هَذَا فَخّ. قال السمع: اني: قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ عَنْ أَبِي علي الشَّافِعِيّ فَقَالَ: عَدْلٌ ثِقَة كَثِيْرُ السَّمَاع. مَاتَ أَبُو عَلِيٍّ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وسبعين وأربع مائة. سمع: نا من طريقه نسخة إسماعيل بن جعفر.

_ 1 تمام البيت: أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبَيْتنَّ لَيْلَةً..... بِفَخٍّ وعندي إذخر وجليل.

الزنجاني

4281- الزنجاني 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ القُدْوَةُ العَابِدُ شَيْخُ الحَرَمِ أبو القاسم سعد بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الزَّنْجَانِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة تَقَرِيْباً. وَسَمِعَ: أَبَا عبد الله بن نَظيف وَالحُسَيْنَ بنَ مَيْمُوْنٍ الصدفِي وَعِدَّة بِمِصْرَ وَعَلِيَّ بنَ سَلاَمَةَ بِغَزَّة وَمُحَمَّدَ بنَ أَبِي عبيد بزنجان وعبد الرحمن ابن يَاسِر الجَوْبَرِي وَعبدَ الرَّحْمَن بن الطُّبيز الحَلَبِيّ وَطَبَقَتهُمَا بِدِمَشْقَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَأَبُو المُظَفَّرِ مَنْصُوْرُ بنُ عبد الجبار

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "4/ 229"، والأنساب للسمعاني "6/ 307"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 320"، والعبر "3/ 276"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1026"، وتبصير المنتبه "2/ 661"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 108"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 339".

السَّمْعَانِيّ، وَمكِيٌّ الرُّمَيْلِي، وَهِبَةُ اللهِ بنُ فَاخر، وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ الحَافِظ، وَعبدُ الْمُنعم بن القُشَيْرِيّ، وَمُخْتَارُ بنُ عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: قَالَ لِي شَيْخٌ: كَانَ جدُّك أَبُو المظفَّر عَزَم عَلَى المُجَاورَة فِي صُحْبَة سَعْدٍ الإِمَام فَرَأَى وَالِدتَه كَأَنمَا كَشفتْ رأسها تقول: يا بنِي بحقِّي عَلَيْك إلَّا مَا رَجَعتَ إِلَيَّ فَإِنِّي لاَ أُطِيْق فَرَاقك. قَالَ: فَانْتبهتُ مغموماً، وَقُلْتُ: أُشَاور الشَّيْخ، فَأَتيت سَعْداً، وَلَمْ أَقْدِرْ مِنَ الزحَام أَنْ أُكَلِّمه، فَلَمَّا قَامَ تَبِعتُه، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ: يَا أَبَا المُظَفَّر العَجُوْزُ تَنْتَظرُك. وَدَخَلَ بَيْتَه، فَعلمتُ أَنَّهُ كَاشَفَنِي، فَرَجَعتُ تِلْكَ السّنَة. وَعَنْ ثَابِتِ بنِ أَحْمَدَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا القَاسِمِ الزَّنْجَانِي فِي النَّوْمِ يَقُوْلُ لِي مرَّة بَعْد أُخْرَى: إِنَّ اللهَ يَبْنِي لأَهْل الحَدِيْث بِكُلِّ مَجْلِسٍ يَجلسُوْنه بَيْتاً فِي الجَنَّةِ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ: كَانَ سَعْدٌ حَافِظاً مُتْقِناً ثِقَةً وَرِعاً كَثِيْر العِبَادَة صَاحِب كَرَامَات وَآيَات وَإِذَا خَرَجَ إِلَى الْحرم يَخلُو المَطَاف، وَيُقَبِّلُوْنَ يَده أَكْثَر مِمَّا يُقَبِّلُوْنَ الحجَرَ الأَسْوَد. وَقَالَ ابْنُ طَاهِر: مَا رَأَيْتُ مِثْلَه وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الحبَّال يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا مِثْلُ سَعْدِ بنِ عَلِيّ فِي الفَضْلِ كَانَ يَحضر مَعَنَا المَجَالِس وَيُقرَأ بَيْنَ يَدَيْهِ الخطَأُ فَلاَ يَرُدُّ إلَّا أَنْ يُسْأَل فَيُجيب. قَالَ ابْنُ طَاهِر: وَسَمِعْتُ الفَقِيْه هَيَّاج بن عُبَيْد إِمَامَ الْحرم وَمُفتيه يَقُوْلُ: يَوْمٌ لاَ أَرَى فِيْهِ سَعْداً لاَ أَعتدُّ أَنِّي عَمِلْتُ خَيراً. وَكَانَ هَيَّاج يَعتمرُ فِي اليَوْمِ ثَلاَثَ عمر. قَالَ ابْنُ طَاهِر: لَمَّا عزم سَعْدٌ عَلَى المجَاورَة عزمَ عَلَى نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ عزِيمَة أَنْ يُلزمهَا نَفْسَه مِنَ المُجَاهِدَات وَالعِبَادَات فَبقِي بِهِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً لَمْ يُخلَّ بعزِيمَةٍ مِنْهَا. وَكَانَ يُمْلِي بِمَكَّةَ فِي بَيْته يَعْنِي خوَفاً مِنْ دَوْلَة العُبَيْدِيَّة. قَالَ ابْنُ طَاهِر: دَخَلتُ عَلَيْهِ وَأَنَا ضَيِّقُ الصَّدْرِ مِنْ شيرَازِيٍّ فَقَالَ لِي مِنْ غَيْر أَنْ أُعْلِمَه: لاَ تُضيِّق صَدْرك فِي بلاَدنَا يُقَالُ: بُخْلُ أَهْوَازِيٍّ وَحمَاقَةُ شِيرَازِيٍّ وَكَثْرَةُ كَلاَمِ رَازِيٍّ. وَأَتيتُه وَقَدْ عزمتُ عَلَى الخُرُوج إِلَى العِرَاقِ فَقَالَ: أَرَاحِلُوْنَ فَنبكِي أُمْ مُقِيْمُونَا? فَقُلْتُ: مَا يَأْمُرُ الشَّيْخ؟ فَقَالَ: تَدْخُل خُرَاسَان، وَتَفوتُك مِصْر، فِيبقَى فِي قَلْبك مِنْهَا. اخْرج إِلَى مِصْرَ، ثُمَّ مِنْهَا إِلَى العِرَاقِ وَخُرَاسَان، فَإِنَّهُ لاَ يَفوتُك شَيْء. فَكَانَ فِي رأيه البركة.

وَسَمِعتُه وَجَرَى بَيْنَ يَدَيْهِ صَحِيْح أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ: فِيْهِ عَنْ أَبِي مُسْلِم الكَاتِب وَلَيْسَ مِنْ شَرط "الصَّحِيْح". قُلْتُ: لسعدٍ قَصيدَةٌ فِي قوَاعد أَهْل السّنَة، وَهِيَ: تَدَبَّرْ كَلاَمَ اللهِ وَاعتَمِدِ الخَبَرْ ... وَدَعْ عَنْكَ رَأْياً لاَ يُلاَئِمُهُ أَثَرْ وَنَهْجَ الهُدَى فَالْزَمْهُ وَاقْتَدِ بالأُلى ... هُمُ شَهِدُوا التَّنْزِيْلَ عَلَّكَ تَنْجَبِرْ وَكُنْ مُوْقِناً أَنَّا وَكُلَّ مكلّفٍ ... أُمرنا بِقَفْوِ الحَقِّ وَالأَخْذِ بِالحَذَرْ وحكّم فيما بَيْنَنَا قَوْلُ مالكٍ ... قديرٍ حليمٍ عَالِمِ الغَيْبِ مُقْتَدِرْ سميعٍ بصيرٍ واحدٍ متكلّمٍ ... مريدٍ لِمَا يَجْرِي عَلَى الخَلْقِ مِنْ قَدَرْ فَمَنْ خَالَفَ الوَحْيَ المُبِيْنَ بِعَقْلِهِ ... فَذَاكَ امرؤٌ قَدْ خَابَ حَقّاً وَقَدْ خَسِرْ وَفِي تَرْكِ أَمْرِ المُصْطَفَى فتنةٌ فَذَرْ ... خِلاَفَ الَّذِي قَدْ قَالَهُ وَاتْلُ وَاعْتَبِرْ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الكَرَجِي الشَّافِعِيّ: سَأَلْتُ ابْنَ طَاهِر عَنْ أَفْضَل مَنْ رَأَى فَقَالَ: سَعْدٌ الزَّنْجَانِيّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيّ. قُلْتُ: فَأَيُّهُمَا كَانَ أَعْرفَ بِالحَدِيْثِ فَقَالَ: كَانَ الأَنْصَارِيُّ مُتَفَنِّناً وَأَمَّا الزَّنْجَانِي فَكَانَ أَعْرف بِالحَدِيْثِ مِنْهُ كُنْتُ أَقرَأ عَلَى الأَنْصَارِيّ فَأَترك شَيْئاً لأُجرَبّه فَفِي بَعْضٍ يَرُدُّ وَفِي بَعْضٍ يَسكت وَكَانَ الزَّنجَانِي إِذَا تركتُ اسْم رَجُل يَقُوْلُ: أَسقطتَ فُلاَناً. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ سَعْدٌ أَعْرَفَ بِحَدِيْثه لِقلَّتِه، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ مُكْثِراً. سُئِلَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ الحَافِظ عَنْ سَعْدٍ الزَّنْجَانِي فَقَالَ: إِمَامٌ كَبِيْر عَارِف بِالسّنَّة. تُوُفِّيَ الزَّنْجَانِي فِي أَوّل سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ تِسْعُوْنَ عَاماً وَلَوْ أَنَّهُ سَمِعَ: فِي حدَاثته لَلَحِقَ إِسْنَاداً عَالِياً وَلَكِنَّهُ سَمِعَ: فِي الكُهُوْلَة. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ النَّحْوِيّ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ الزَّاهِد، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُخْتَارُ بنُ علي المقرئ سنة خمس مائَة، أَخْبَرَنَا سَعْدُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا عبدُ الحمِيد بنُ عَبْدِ القَاهِر الأُرسُوفِي، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ القَيْسَرَانِيّ، حَدَّثَنِي عَمِّي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البَزَّاز، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ هَانِئ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: عَنِ

النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَصْبَحَ مُعَافَىً فِي بَدَنِهِ آمِناً فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيْزَتْ لَهُ الدُّنْيَا" 1. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْب وَلاَ أَعْرف حَال هَانِئ. وَمِنْ قصيدَة الزَّنْجَانِي: وَمَا أَجْمَعَتْ فِيْهِ الصَّحَابَةُ حجّةٌ ... وَتِلْكَ سَبِيْلُ المُؤْمِنِيْنَ لِمَنْ سَبَرْ فَفِي الأَخْذِ بِالإِجْمَاعِ فَاعْلَمْ سعادةٌ ... كَمَا فِي شُذُوْذِ القول نوعٌ من الخطر

_ 1 حسن لغيره: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "5/ 249" من طريق عبد الله بن هانيء، به. قلت: إسناده ضعيف جدا، فيه علتان: الأولى عبد الله بن هانيء، وهو ابن عبد الرحمن بن أخي إبراهيم بن أبي عبلة، ترجمه ابن أبي حاتم في الجروح والتعديل" "5/ 194"، فقال: روي عن أبيه، وعن حمزة، رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مخلد الهروي، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي عبلة أحاديث بواطيل، سمعت أبي يقول ذلك، قدمت الرملة، فذكر لي أن في بعض القرى هذا الشيخ، وسألت عنه، فقيل: هو شيخ يكذب، فلم أخرج إليه ولم أسمع منه. وقال المصنف في "الميزان"، والمغنى": منهم بالكذب. ومع ذلك فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" "8/ 357" على عادته في توثيق المجاهيل والمجروحين. أما العلة الثانية: فهي أبوه هانيء بن عبد الرحمن، فإنه مجهول، لم يوثقه إلا ابن حبان في "الثقات" "7/ 583 - 584"، وقال: ربما أغرب، وهذا من تساهل ابن حبان في توثيق المجاهيل. وله شاهد من حديث عبيد الله بن محصن: عند الترمذي "2346"، وابن ماجه "4141"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "3/ 463" من طريق سلمة بن عبيد الله بن محصن، عن أبيه عبيد الله بن محصن، به. وإسناده ضعيف، لجهالة سلمة بن عبيد الله. وله شاهد من حديث عمر: عند الطبراني في "الأوسط"، كما ذكره الهيثمي في "المجمع" "10/ 289"، وإسناده ضعيف، فيه أبو بكر الداهري، وهو ضعيف. وله شاهد من حديث ابن عمر: رواه الطبراني في "الأوسط" كما ذكر الهيثمي في "المجمع" "10/ 289" وإسناده ضعيف، فيه أبو بكر الداهري، وهو ضعيف. وله شاهد من حديث ابن عمر: رواه الطبراني في "الأوسط" كما ذكر الهيثمي في "المجمع" "10/ 289" وإسناده ضعيف، وآفته على بن عباس، وهو ضعيف. والخلاصة فإن الحديث حسن بمجموع هذه الشواهد الضعيفة والله تعالى أعلى وأعلم.

ابن منظور، الملقاباذي

ابن منظور، الملقاباذي: 4282- ابن منظور 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُتْقِنُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْظُوْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْظُوْرٍ القَيْسِيُّ الإشبيلي. حَجَّ وَجَاور وَحَمَلَ الصَّحِيْح لأَبِي عَبْدِ اللهِ البُخَارِيّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ الحَافِظ. وَكَانَ فَاضِلاً قُدْوَةً ثِقَةً. حَدَّثَ عَنْهُ بِسُنَنِه: أَحْمَدُ بنُ مَنْظُوْر وَأَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ وَيُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُغِيْث وَشُرَيْح بن مُحَمَّدٍ وَعِدَّة. وَقَدْ لقِي أَيْضاً أَبَا عَمْرٍو السفَاقسِي وَأَبَا النَّجِيْب الأُرْمَوِيّ. وَعَاشَ سبعينَ سَنَةً وَهُوَ مِنْ بَيْتِ حِشْمَة وَجَلاَلَة. سَمِعَ: الصَّحِيْح وَحرره فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَاعتمده الأَنْدَلُسِيّون وَحَجّ مرَّتين. قَالَ الغَسَّانِيّ: كَانَ جَيِّد الضَّبط مِنْ أَفَاضِل النَّاس كَرِيْمَ النَّفْس خيَاراً. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ عُمَيْرَةَ: فَقِيْهٌ مُحَدِّثٌ عَارِف. وَقِيْلَ: كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ كَثِيْرَ البِرّ. تُوُفِّيَ فِي شَوَّال سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة رَحِمَهُ اللهُ. 4283- المُلقَابَاذِيُّ: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُسْنِدُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن حسان بن محمد النيسابوري الشافعي الملقاباذي. حدث بمسند أبي عوانة كله عن أبي نعيم كُلِّه عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ الإِسفرَايينِي وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الفُقَهَاء. حَدَّثَ عَنْهُ: وَجيهُ بنُ طَاهِرٍ وعبيد الله بن جامع الفارسي وأحمد ابن سَهْلٍ المُطَرَّزِي وَأَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرحمن الحنزباراني. قال السمع: اني: هُوَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الوَلِيْد حَسَّان بن مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ فَقِيْهٌ ثِقَةٌ عَدْلٌ مُشتغِلٌ بِنَفْسِهِ غَيْرُ دَخَّال فِي الأُمُور أَدْرَكَ الأَسَانِيْدَ العَالِيَةَ وَسَمِعَ: أَبَا نُعَيْمٍ وَأَبَا الحَسَنِ العَلَوِيّ وَعَبْدَ اللهِ بن يُوْسُفَ وَأَبَا طَاهِرٍ بن مَحْمِش. رَوَى عَنْهُ: جَدِّي أَبُو المُظَفَّرِ فِي الأَحَادِيْث الأَلْف. مَوْلِدُهُ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَمَاتَ بِنَيْسَابُوْرَ في ذي القعدة، سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 548".

ابن جدا، العكبري

ابن جدا، العكبري: 4284- ابن جدا 1: شَيْخُ الحَنَابِلَةِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ جَدَّا العُكْبَرِيُّ، العَابِدُ، القَانِتُ، كَانَ لَسِناً مُنَاظِراً مُصَنِّفاً. سَمِعَ: أَبَا عَلِيٍّ بن شَاذَانَ، وَالبَرْقَانِيّ، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: قَاضِي المَارستَان، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ القزاز. قَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: كَانَ صيناً ثِقَة، مُسْتوراً. مَاتَ: فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائة فجأةً وهو يصلي. 4285- العكبري 2: الشَّيْخُ العَالِمُ الأَدِيْبُ الأَخْبَارِيُّ النَّدِيْمُ أَبُو مَنْصُوْرٍ محمد ابن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ العُكْبَرِيُّ الفَارِسِيُّ الأَصْل. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة مِنْ أَوْلاَد المُحَدِّثِيْنَ. سَمِعَ: أَبَاهُ أَبَا نَصْر البَقَّال وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ القَاضِي الجُعْفِيّ بِالكُوْفَةِ، وَابْنَ رَزْقُوَيْه، وَهِلاَلَ بن محمد الحفار، وأبا الحسين بن بشران وَأَبَا الطّيب مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ خَاقَان العُكْبَرِيّ صَاحِبَ ابْنِ دُرَيْد وَهُوَ أَقدمُ شَيْخ لَهُ وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الخياط وأخوه الحسين بن علي ويحيى ابن الطَّرَاح وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَكَانَ صَدُوْقاً. وَقَالَ سِبْطُ الخَيَّاط: كَانَ يتشيع. وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: خلَّط فِي غَيْر شَيْء وَسَمَّعَ لِنَفْسِهِ، وَمَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. ثُمَّ قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: قَوْلُ ابْنِ خَيْرُوْنَ لاَ يَقْدَحُ فِيْهِ، لأَنَّ عُمدَة قَدْحِهِ فِيْهِ كَوْنُه اسْتَعَار مِنِ ابْنِ خَيْرُوْنَ جُزْءاً، فَنقل فِيْهِ سَمَاعَه، وَردَّه، وَمَا زَالَ الطَّلبَةُ يَفعلُوْنَ ذَلِكَ. قُلْتُ: وَقَعَ لِي "المُجتبَى" لابْنِ دُرَيْد عَالِياً مِنْ طرِيقه سمِعنَاهُ مِنْ عُمَرَ بن القوَّاس.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 299"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 331". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 239"، والأنساب للسمعاني "9/ 28"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 325"، والعبر "3/ 278"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 342".

هياج بن عبيد

4286- هياج بن عبيد 1: الإِمَامُ الفَقِيْهُ الزَّاهِدُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو مُحَمَّدٍ الشَّامِيُّ الحِطِّيْنِيُّ الشَّافِعِيُّ شَيْخُ الحَرَمِ. وُلِدَ بَعْدَ التِّسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ السِّمْسَار وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ ابْن الطُّبَيز وَمُحَمَّدِ بنِ عَوْف بِدِمَشْقَ وَعَبْد العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ الأَزَجِي وَعِدَّة بِبَغْدَادَ وَمِنْ أَبِي ذَرٍّ الحَافِظ بِمَكَّةَ وَمِنَ السكن بن جميع بصيدا ومن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَهْل بقيسَارِيَّة وَمِنْ عَلِيِّ بنِ حِمِّصَة الحَرَّانِيّ بِمِصْرَ. وَكَانَ اعتنَاؤُه جَيِّداً بِالحَدِيْثِ وَلَهُ بَصَرٌ بِالمَذْهَب وَقَدَمٌ فِي التَّقْوَى وَجَلاَلَةٌ عَجِيْبَة. حَدَّثَ عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ الشيرَازِي فِي مُعْجَمه فَقَالَ: حَدَّثَنَا هَيَّاجٌ الزَّاهِد الفَقِيْه وَمَا رَأَتْ عينَاي مِثْلَه فِي الزُّهْد وَالوَرَع. وَحَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ الرَّازقِي وَالمُحَدِّث مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمَذَانِيّ وَثَابِتُ بنُ مَنْصُوْرٍ وَأَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللهِ السِّجْزِيّ وَطَائِفَة. قَالَ ابْنُ طَاهِر: كَانَ هَيَّاج قَدْ بلغَ مِنْ زُهْده أَنَّهُ يَصُوْمُ ثَلاَثَةَ أَيَّام وَيُوَاصِلُ لَكِن يُفْطِرُ عَلَى مَاء زَمْزَم فَمَنْ أَتَاهُ بَعْد ثَلاَث بِشَيْءٍ أَكله وَكَانَ قَدْ نَيَّف عَلَى الثَّمَانِيْنَ وَكَانَ يَعْتَمِرُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاَث عُمَر وَيدرِّس عِدَّة دُرُوس وَيزور ابْن عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ كُلَّ سَنَة مرة لا يأكل فِي الطَّرِيْق شَيْئاً وَيزور قَبْر النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُلَّ سَنَة مَعَ أَهْل مَكَّةَ فِيخرج فَمَنْ أَخَذَ بِيَدِهِ كَانَ فِي مَؤونتِه حَتَّى يَرْجِعَ وَكَانَ يَمْشِي حَافِياً مِنْ مَكَّة إِلَى المَدِيْنَةِ وَسَمِعْتُ مَنْ يَشْكُو إِلَيْهِ أَنَّ نَعليه سُرِقَتَا فَقَالَ: اتَّخَذ نَعلين لاَ يَسرقُهُمَا أَحَد يَعْنِي الحفَاء وَرُزِقَ الشَّهَادَة فِي كَائِنَة بَيْنَ السُّنَّة وَالرَّافِضَّة وَذَلِكَ أَن بَعْض الرافضة شكى إِلَى أَمِيْر مَكَّة أَنَّ أَهْلَ السّنَّة يَنَالُوْنَ مِنَّا فَأَنفذ وَطلب هَيَّاجاً وَأَبَا الفَضْل بن قوَام وَابْنَ الأَنْمَاطِيّ وَضَرَبَهُم فَمَاتَ هَذَانِ فِي الحَال وَحُمِلَ هَيَّاج فَمَاتَ بَعْدَ أَيَّام -رَضِيَ الله عنهم. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلتُ إِسْمَاعِيْلَ الحَافِظ عَنْ هَيَّاج فَقَالَ: كَانَ فَقِيْهاً زَاهِداً. وَأَثْنَى عَلَيْهِ. مَاتَ هَيَّاج سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَفِيْهَا مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مَسْعُوْدٍ الفَارِسِيُّ وَأَبُو عَلِيٍّ المَكِّيّ الشَّافِعِيّ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حسان الملقاباذي وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ العُكْبَرِيّ النَّدِيم وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ الله اللالكائي.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 170"، واللباب لابن الأثير "1/ 374"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 326"، والعبر "3/ 278"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 109"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 342".

الأنماطي

4287- الأنماطي 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الأَمِيْنُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العَزِيْزِ بن علي بن أحمد ابن الحُسَيْنِ البَغْدَادِيُّ الأَنْمَاطِيُّ العَتَّابِيُّ مِنْ مَحَلَّةِ العتَّابيَّة وَهُوَ ابْنُ بِنْتِ السُّكَّرِيّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي طَاهِر المُخَلِّص. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَكَانَ سَمَاعُه صَحِيْحاً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ قَاضِي المارستان وَأَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدي وَعَبْد الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ وَأَحْمَد بن الطَّلاَّيَة الزَّاهِد وَآخَرُوْنَ. قَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ: هُوَ ثِقَةٌ. قُلْتُ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَمَاتَ فِي رَجَب سَنَة إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ أَبِي الجُوْدِ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ابن أَبِي غَالِب الزَّاهِد أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْك أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ شُرَحْبِيْلَ عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لأَنْ يَتَصَدَّقَ الرَّجُلُ فِي حَيَاتِهِ بِدِرْهَمٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِمائَةِ دِيْنَارٍ عِنْدَ مَوْتِهِ"2. وَمَاتَ مَعَهُ صَاحِب دِمَشْق أَتْسِز الخُوَارِزْمِي، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ البَنَّاء، وَأَبُو عَلِيٍّ الوَخْشِي، وَسَعْدُ بنُ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِي وَعبدُ البَاقِي بن مُحَمَّدِ ابنِ العَطَّار الْوَكِيل وَشيخُ النَّحْو عبد القاهر الجرجاني وأبو عاصم الفُضَيْلِي وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ القُوْمَسَانِي زاهد همذان وأبو الخير الصفار.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 469"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 321"، والعبر "3/ 276"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 340". 2 ضعيف: أخرجه أبو داود "2866" من طريق أحمد بن صالح، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته شرحبيل، وهو ابن سعد، فإنه ضعيف بالاتفاق.

الفضيلي

4288- الفضيلي 1: الشَّيْخُ الفَقِيْهُ الإِمَامُ المُسْنِدُ أَبُو عَاصِمٍ الفُضَيْلُ بنُ يَحْيَى بنِ الفُضَيْلِ الفُضَيْلِي الهَرَوِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي شُرَيْح الأَنْصَارِيّ وأبي علي منصور ابن عَبْدِ اللهِ الخَالِدي وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان المُعَدل وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: عبدُ السَّلاَم بَكْبَرَة وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ العَلَوِيّ وَأَبُو الوَقْتِ عبدُ الأَوّل السِّجْزِيّ وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُم لاَ يَحضرنِي الآنَ أَسمَاؤهُم. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائة. قال أبو سعد السمع: اني: كَانَ فَقِيْهاً مُزَكِّياً ثِقَة صَدُوْقاً عُمِّر وَحُمِلَ عَنْهُ الكَثِيْر. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الوَاسِطِيّ وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ خطيب بيت الآبار وطائفة سمع: وا أَبَا المُنجَّا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بن عِيْسَى أَخْبَرَنَا الفُضَيْل بن يَحْيَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الْجَعْد أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَعْلَى بنِ عطاء عن وكيع بن عدس عن أبي رزين العُقَيْلِيّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الرُّؤيَا جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِيْنَ أَوْ سِتَّة وَأَرْبَعِيْنَ جُزْءاً مِنَ النُّبُوَّة وَهِيَ عَلَى رِجْل طَائِر فَإِذَا حُدِثَ بِهَا وَقَعَتْ وَأَحْسِبُهُ قَالَ: لاَ يُحَدِّث بِهَا إلَّا حَبِيْباً أَوْ لبِيْباً" 2. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طرِيقِ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ عَنْ شُعْبَةَ فَوَقَعَ لَنَا عَالِياً بِدَرَجَتَيْنِ.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 277"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1177"، وطبقات الشافعية للسبكي "5/ 309"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 341". 2 صحيح: أخرجه الطيالسي "1088"، وأحمد "4/ 10و 11 و 12 و 13"، وأبو داود "5020"، والترمذي "2279"، وابن ماجه "3914"، وله شاهد من حديث أبي قلابة مرسلا: عند عبد الرزاق "20354"، ووصله الحاكم "4/ 391"، عن أنس، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وله شاهد آخر عن عائشة، عند الدارمي "2/ 131"، وإسناده حسن.

ابن المزكي

4289- ابن المزكي 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ العَالِمُ الصَّدُوْقُ، النَّبِيْلُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ ابْنُ المُحَدِّثِ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ سَخْتُويه المُزَكِّي، النَّيْسَابُوْرِيُّ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ الحاكم وأبا طاهر بن محمش وعبد الله بن يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ بنِ بَالويه وَأَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ وَخَلْقاً كَثِيْراً. حَدَّثَ عَنْهُ: وَجيهٌ الشَّحَّامِيّ وَأَبُو نَصْرٍ الغَازِي، وَأَبُو الأَسَعْد بن القُشَيْرِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. يَقع لَنَا حَدِيْثُه بِإِجَازَة. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ فِي "تاريخه" فقال: أخبرنا محمد ابن يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ بَالويه، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحسن القَطَّان، حَدَّثَنَا قَطَن فَذَكَرَ، حَدِيْثاً وَقَعَ لِي عَالِياً فِي مَجْلِس ابْن بَالويه. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ. وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ: أَبَاهُ وَابْنُ مَحْمِش وَعبدَ الرَّحْمَن بن بَالَوَيْه وَالسُّلَمِيّ ثُمَّ عَادَ إِلَيَّ بَعْد سِنِيْنَ فَحَدَّث عَنِ الحَاكِم وَلَمْ يَكُنْ حَدَّثَ عَنْهُ فِيمَا تَقدم. قُلْتُ: هَذَا لاَ يَدلُّ عَلَى شَيْءٍ. قَالَ: وَلَمْ نَر لَهُ أَصلاً إِنَّمَا كَانَ يَرْوِي مِنْ فروع. وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ الخَطِيْبُ مُتَوَقِّفاً فِيْهِ. وَقَالَ عبدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ: هُوَ مِنْ أَظرفِ المَشَايِخ الَّذِيْنَ لقينَاهُم وَأَكْثَرِهم سَمَاعاً. رَوَى عَنْ نَحْو خَمْسِيْنَ مِنْ أَصْحَابِ الأَصَمّ وأكثر عن أبيه وَعَنِ السُّلَمِيّ. وَأَملَى بِبَغْدَادَ فَحضر مَجْلِسه القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبرِي وَحضره أَكْثَرُ مِنْ خَمْسِ مائة محبرة وأوصى لي بَعْد وَفَاتِهِ بِالكُتُب وَالأَجزَاء. بلغ عددُ شُيُوْخه خَمْسَ مائَة شَيْخ. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ مِنْ أَظرف المَشَايِخ وَأَرغبِهم فِي التَّجَمُّل وَالنَّظَافَة وَأَحْفَظِهم لأَيَّام المَشَايِخ. خَرَجَ إِلَى الحَجِّ وَبَقِيَ بِالعِرَاقِ وَغَيْرهَا نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً ثُمَّ رَجَعَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ وَأَملَى وَرُزِقَ الرِّوَايَة وَمُتِّع بِمَا سَمِعَ: سَمِعَ: الحَاكِمَ ثُمَّ سرد شُيُوْخَه. مَاتَ فِي رَجَب سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: أَدْرَكَ الحَاكِمَ وَهُوَ ابْنُ عَشْرٍ. وَهُوَ مِنْ بَيْت رِوَايَة فَلاَ ينكر لأبيه أن يسمع: هـ من الحاكم.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 435"، والعبر "3/ 281"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 346".

ابن العطار، شاهفور

ابن العطار، شاهفور: 4290- ابن العطار 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، المُسْنِدُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، عَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَالِبٍ البَغْدَادِيُّ الأَزجِيُّ، ابْنُ العَطَّارِ، وَكِيْلُ الخلِيفتين القَائِم وَالمُقتدي. سَمِعَ: أَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص، وَأَحْمَد بن الجُنْدي. رَوَى عَنْهُ: يوسف بن أيوب الهمذاني وعبد المنعم بن الشَّيْخِ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الغَازِي، وَعِدَّة. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ حسن السيرة، جميل الأمر، صحيح السماع. وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً قَالَ لِي: وَلدت سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. تُوُفِّيَ أَبُو مَنْصُوْرٍ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَسَمَاعَاتُه قَلِيْلَة. 4291- شَاهْفُوْرُ 2: العَلاَّمَةُ المُفْتِي، أَبُو المُظَفَّرِ، طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسفرَايينِيّ، ثُمَّ الطُّوْسِيُّ الشَّافِعِيُّ صَاحِبُ "التَّفْسِيْر الكَبِيْر". كَانَ أَحَدُ الأَعْلاَمِ. حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ مَحمِش، وَأَصْحَاب الأَصَمّ. رَوَى عَنْهُ: زَاهِرٌ الشَّحَّامِيّ، وَغَيْرهُ. صَاهر الأُسْتَاذ أَبَا مَنْصُوْرٍ البَغْدَادِيّ. تُوُفِّيَ بِطُوسَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاد عَنْ أَبِي رَوْح، أَخْبَرَنَا زَاهِر، أَخْبَرَنَا طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ مَحمِش الزِّيَادِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أحمد ابن مَنْصُوْر، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بنُ شُمَيْل حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّيْ لأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مائة مرة" 3.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 91"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 321"، والعبر "3/ 276"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1177"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 340". 2 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "5/ 11". 3 صحيح: أخرجه الطبراني في "الأوسط" 2954"، والبغوي في "شرح السنة" وله شاهد من حديث الأغر المزني مرفوعا بلفظ: "إِنَّهُ لَيُغَان عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ في كل يوم مائة مرة"، أخرجه أحمد "4/ 211 و 260"، ومسلم "2702"، وأبو داود "1515".

ابن البسري

4292- ابن البسري 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ العَالِمُ الصَّدُوْقُ مُسْنِدُ العِرَاقِ أَبُو القَاسِمِ؛ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ البُسْرِيِّ البَغْدَادِيُّ، البُنْدَارُ. سَمِعَ: مِنْ: أَبِي طَاهِر المُخَلِّص وَأَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِي وَأَبِي الحسن ابن الصَّلْت المُجْبر وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ الحَسَنِ الصرصرِي وَأَبِي عمر بن مهدي وطائفة. أجاز له عَبْدِ اللهِ بنُ بَطَّة العُكْبَرِيّ وَنَصْرُ بنُ أحمد المرجي ومحمد ابن جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيّ وَغَيْرهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالحُمَيْدِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي، وَأَبُو الفَضْلِ ابْنُ الْمُهْتَدي بالله، وعلي بن طراد الزبير، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَيُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الغَازِي، وَمُحَمَّدُ بن طَاهِر المَقْدِسِيّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَموهوبُ بنُ الجوَالِيقِي، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ، وَأَخُوْهُ أَبُو بَكْرٍ المُجَلِّد، وَسَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَنَّاء وَنَصْرُ بنُ نَصْر العُكْبَرِيّ الوَاعِظ وَالحَافِظ مُحَمَّدُ بنُ نَاصِر وَعَدَدٌ كَثِيْر. وَبَالإِجَازَة أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ اللحاس. قَالَ أَبُو سعد السمع: اني: كَانَ شَيْخاً صَالِحاً عَالِماً ثِقَةً عُمِّر وَحَدَّثَ بِالكَثِيْر وَانتشرت عَنْهُ الرِّوَايَةُ وَكَانَ متوَاضعاً حسنَ الأَخلاَق ذَا هيئَةٍ وَرُوَاء. قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَكَانَ صَدُوْقاً. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ الحَافِظ: شَيْخٌ ثِقَةٌ. وَأَثْنَى عَلَيْهِ. وَسَأَله الخَطِيْب عَنْ مَوْلِده فَقَالَ: فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. مَاتَ أَبُو القَاسِمِ فِي سَادس رَمَضَان سنة أربع وسبعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 335"، والإكمال لابن ماكولا "1/ 486"، والأنساب للسمعاني "2/ 211" والمنتظم لابن الجوزي "8/ 333"، والعبر "3/ 281"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1183"، وتبصير المنتبه "1/ 153"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 346".

بيبي، كركان

بيبي، كركان: 4293- بيبى 1: الشَّيْخَةُ المُعَمِّرَةِ المُسْنِدَةِ أُمُّ الفَضْلِ وَأُمُّ عِزَّى بِيْبَى بِنْتُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الهَرْثَمِيَّة الهَرَويَّة. رَوَتْ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي شُرَيْح جُزْءاً عَالِياً اشْتُهِرَ بِهَا. حَدَّثَ عَنْهَا: مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ وَوجيهٌ الشَّحَّامِيّ وأبو الفتح محمد بن عبد الله الشيرازي وَعبدُ الجَبَّار بنُ أَبِي سَعْدٍ الدّهان وَأَبُو الوَقْتِ عبدُ الأَوّل السِّجْزِيّ وَخَلْقُ آخِرُهم مَوْتاً عبدُ الجَلِيْل بن أَبِي سَعْدٍ المُعَدَّل؛ الَّذِي لحقه عبد القَادِر الرُّهَاوِيّ الحَافِظ. وَقَدْ رَوَى أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد فِي مُعْجَمه عَنْ ثَابِتِ بنِ طَاهِر عَنْهَا. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: هِيَ مِنْ قَرْيَة بخشَة عَلَى برِيْد مِنْ هَرَاة صَالِحَةٌ عفِيفَة عِنْدَهَا جزءٌ مِنْ حَدِيْثِ ابن أبي شريح تفردت به سمع: هـ مِنْهَا عَالَمٌ لاَ يُحصُوْن. وُلِدَتْ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. ثُمَّ قَالَ: وَمَاتَتْ فِي حُدُوْدِ سَنَة خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: عَاشت إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمَاتَتْ فِي عَشْرِ المائَة. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الظَّاهِرِي، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا العُلبِي قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَخْبَرَتْنَا بِيْبَى الهَرْثَمِيَّةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قطع في مجن ثمنه ثلاثة دراهم2. 4294- كركان 3: الشَّيْخُ القُدْوَةُ، عَالِمُ الزُّهَّادِ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ الطُّوْسِيُّ الطَّابَرَانِيُّ، الكُرّكَانِيُّ، وَيُعْرَفُ: بكُرّكَانَ. كَانَ شَيْخَ الصُّوْفِيَّة والمشار إليه بالأحوال والمجاهدة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 287"، والوفي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "10/ 359"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 354". 2 صحيح: أخرجه مالك "2/ 832"، والبخاري "6795"، ومسلم "1686"، وأبو داود "4385"، والنسائي "8/ 76"، والبيهقي "8/ 256". 3 ترجمته في العبر "3/ 271"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 334".

سَمِعَ: حَمْزَةَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ المُهَلَّبِيّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ. وَبِمَكَّةَ مِنْ: مُحَمَّدِ بن أَبِي سَعِيْدٍ الإِسفرَايينِيّ. ذكره السَّمْعَانِيّ فَعَظَّمَهُ وَفَخَّمه، وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُ بِنْته عبد الوَاحِد ابْن الشَّيْخ أَبِي عَلِيٍّ الفَارْمَذِيّ، وَعبدُ الجَبَّار بنُ مُحَمَّدٍ الخُوَارِيّ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَلَهُ الأَصْحَاب وَالدُويرَة، رَحِمَهُ اللهُ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الإِسْمَاعِيْلِيّ المُعَدَّل وَأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي الحَدِيْد الدِّمَشْقِيّ وَحَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ القُرْطُبِيّ ابْن الطَّرَابُلسِيّ المُحَدِّث وَأَبُو مَرْوَان حَيَّان بن خَلَف بن حَيَّان القُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ مُؤرخ الأَنْدَلُس. وَشيخ التعبِير أَبُو المُنَجَّا حَيدرَةُ بنُ عَلِيٍّ القَحْطَانِيُّ الأَنْطَاكِيّ وَكَانَ يَحفظُ فِي فَنِّ التعبِير أَزِيدَ مِنْ عَشْرَة آلاَف وَرقَة وَأَبُو الحَسَنِ طَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بَابْشَاذ الجَوْهَرِيُّ النحوي بمصر وأبو مُحَمَّدٍ بنُ هَزَارْمَرْدَ الصرِيفِيْنِيّ الخَطِيْب وَالحَافِظ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ الجُورِيّ الزَّاهِد بِنَيْسَابُوْرَ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى بنِ مَنْظُوْر الإِشْبِيْلِيّ رَاوِي الصَّحِيْح عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ سِكِّيْنَة الأَنْمَاطِيّ يَرْوِي عَنْ عُبَيْد اللهِ بن أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيّ وَالمُحَدِّث نَجَاءُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيّ العَطَّار كَهْلاً وَعبدُ الحمِيد بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ البَحيرِيّ راوي "مسند أبي عوانة".

البستيغي

4295- البستيغي 1: الشَّيْخُ المُسْنَدُ، أَبُو سَعْدٍ، شبِيْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خُشنَام النَّيْسَابُوْرِيُّ، البَسْتيغِيُّ، الحبَّارُ، الكَرَّامِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي نُعَيْمٍ الأَزْهَرِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ العَلَوِيّ وَجَمَاعَة. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفُرَاوِيّ، وَزَاهِرٌ الشَّحَّامِيّ، وَأَخُوْهُ وَجيهٌ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ المُؤَذِّن وَهبَةُ الرَّحْمَن بنُ القُشَيْرِيّ، وَسَعِيْدُ بنُ الحُسَيْنِ الجَوْهَرِيّ، وَعبدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ وَقَالَ: هو شيخ صالح، صحيح السَّمَاع، مُشتغِل بِكسبه. وَقَالَ ابْنُ نَاصِرٍ: ذكر لِي زَاهِر الشَّحَّامِيّ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ، وَقَالَ لي: لَمْ يَكُنْ يَعرف الحَدِيْث، وَكَانَ كَرَّامِياً مُتغَالياً. وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ الحَافِظ السَّمْعَانِيّ: كَانَ صَالِحاً عَفِيْفاً سَدِيْدَ السِّيرَة رَوَى عَنْهُ جَدِّي فِي "أَمَاليه" وَتُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ السَّبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَوُلِدَ قَبْل التِّسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَالكرَّامِيّ: نسبَة إلى ابن كرام المبتدع.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 207"، واللباب لابن الأثير "1/ 151"، وتبصير المنتبه "2/ 26".

أبو مسلم الليثي

4296- أبو مسلم الليثي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُفِيدُ الرَّحَّالُ الطَّوَّافُ أَبُو مُسْلِمٍ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ اللَّيْثِ اللَّيْثِيُّ، البُخَارِيُّ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي سَهْلٍ عبدِ الكَرِيْم بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَلاَبَاذِيّ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ خَنْباج، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَاضِر الهَرَّاس، وَالحَافِظ يُوْسُف بن مَنْصُوْرٍ السيَّارِيّ، وَعَبْدِ الْملك بنِ عَلِيٍّ الإِمَام وَعِدَّة. وَسَمِعَ: بِسَمَرْقَنْدَ مِنَ المُطَهَّر بن مُحَمَّدٍ الخَاقَانِي، وَمُحَمَّد بن جَعْفَرٍ الطَّبَسِيّ. وَبِكَشّ مِنْ عَبْدِ العزيز ابن أَحْمَدَ الحَلْوَائِيّ الفَقِيْه. وَببلخ أَبَا عُمَر مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ المُسْتَمْلِي، وَبغَزْنَة مُظفَّرَ بنَ الحُسَيْنِ، وَعَلِيَّ بن مُحَمَّدٍ الدِّيْنَوَرِيّ اللَّبَّان وَسَعِيْداً العَيَّار، وَبهرَاة عَطَاءَ بن أَحْمَدَ وَببُوشَنْج مَنْصُوْرَ بنَ العباس التميمي، وبمرو أبا عمرو محمد ابْن عَبْد العَزِيْزِ القَنْطَرِيّ، وَأَبَا غَانِم الكرَاعِيّ. وَبِنَيْسَابُوْرَ أَبَا حَفْصٍ بنَ مَسْرُوْر وَعبد الغَافِر الفَارِسِيّ، وَبِهَمَذَان، وَأَصْبَهَان. ثُمَّ قَدِمَ العِرَاق، فَسَمِعَ عبدَ الصَّمد بن المَأْمُوْن وَطَبَقَته. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الطُّيُورِي، وَهِبَةُ اللهِ بن المُجْلِي، وَأَبُو غَالِبٍ بنُ البَنَّاء وَآخَرُوْنَ. قَالَ المُؤتمن السَّاجِيّ: كَانَ حَسَنَ المَعْرِفَة شَدِيدَ العنَايَة بِالصَّحِيْح. وَقَالَ شُجَاع: كَانَ يَحفَظُ وَيَفهُم، وَيَعْرِف شَيْئاً مِنْ علم الحَدِيْث، وَكَانَ قَرِيْبَ الأَمْر فِي الرِّوَايَة. وَقَالَ خَمِيْس الحوزِي: قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ: كَتَبتُ وَكُتِبَ لِي عشر رَوَاحِل. وَأَثْنَى عَلَيْهِ ابْنُ الخَاضبَة. وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا بنُ مَنْدَة: هُوَ أَحَدُ مَنْ يَدَّعِي الحِفْظ إلَّا أَنَّهُ يُدَلِّس وَيَتعصَّبُ لأَهْل البِدَع أَحْوَلُ شَرِهٌ كُلَّمَا هَاجت رِيحٌ قَامَ مَعَهَا صَنّف "مُسْنَد الصَّحِيْحَيْنِ". قُلْتُ: آلُ مندَه لاَ يُعبأُ بقَدْحِهِم فِي خُصومهم كَمَا لاَ نَلتفتُ إِلَى ذَمِّ خصومهم لم وَأَبُو مُسْلِمٍ ثِقَةٌ فِي نَفْسِهِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ فِيمَا أَجَازَهُ لِي عَنْ خَلِيْلِ بن بدر سمع: محمد بن عبد الوَاحِدِ الدَّقَّاق يَقُوْلُ: الحُفَّاظ الَّذِيْنَ شَاهدتهُم: أَبُو مُسْلِمٍ اللَّيْثِيّ قَدِمَ عَلَيْنَا أَصْبَهَان وَكَانَ أَحْفَظَ مَنْ رَأَيْتُ لِلكِتَابين جمع بَيْنَ "الصَّحِيْحَيْنِ" فِي أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ شِيْرَوَيْه الدّيلمِي: قَدِمَ عَلَيْنَا وَلَمْ يُقض لِي السَّمَاعُ مِنْهُ وَكَانَ يَحفظ وَيُدلِّس حَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ البَصْرِيّ مَاتَ بِخوزستَان سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَع مائَة. وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: مَاتَ بِالأَهْوَاز سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ سَمِعْتُ مِنْهُ، وَسَمِعَ مِنِّي. قَالَ: وَكَانَ فِيْهِ تَمَايُلٌ عَنْ أَهْلِ العِلْمِ، وعجب بنفسه، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1050"، ولسان الميزان "4/ 319".

البياضي، حيدرة بن علي

البياضي، حيدرة بن علي: 4297- البياضي 1: الشَّاعِرُ، المُحسنُ، الشَّرِيْفُ، أَبُو جَعْفَرٍ، مَسْعُوْدُ بنُ عبد العزيز بن المحسن الهاشمي، العباسي. لَهُ "ديوَانٌ" صَغِيْر قلَّ مَا فِيْهِ مِنَ الْمَدِيح، وَنَظْمُهُ فِي الذُّروَة، وَهُوَ القَائِلُ: كَيْفَ يَذْوِي عُشْبُ أَشْ ... وَاقِي وَلِي طرفٌ مَطِيْرُ إِنْ يَكُنْ فِي العِشْقِ حرٌّ ... فَأَنَا العَبْدُ الأَسِيْرُ أَوْ عَلَى الحُسْنِ زكاةٌ ... فَأَنَا ذَاكَ الفَقِيْرُ تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. 4298- حَيْدَرَةُ بنُ عَلِيٍّ 2: أَبُو المُنَجَّا القَحْطَانِيُّ، الأَنْطَاكِيُّ، إِمَامُ أَهْلِ التَعْبِيرِ. رَوَى عَنِ: ابْنِ أَبِي نَصْرٍ وَجَمَاعَة. وَعَنْهُ: ابْنُ الأَكْفَانِي، وَجمَالُ الإِسْلاَم، وَعَلِيُّ بنُ قبيس وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ الأَكْفَانِي: كَانَ يَذكر أَنَّهُ يَحفظ في علم التعبير عشرة آلاف ورقة وثلاث مائَة وَرقَة. قَالَ: وَكَانَ شَيْخُه عَبْد العَزِيْزِ الشهرزورِيّ يَحفظ فِي ذَلِكَ عَشْرَة آلاَفِ وَرقَة. قلت: يكون ذلك أربعين مجلدًا. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَفِي النفس من هذه الكثرة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 300"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 197"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 103"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 331". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 268"، والعبر "3/ 270"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 333"، وسعيد المؤلف ترجمته برقم ترجمة عام "4326" في هذا الجزء.

ابن مخلد

4299- ابن مخلد 1: الشَّيْخُ الأَمِيْنُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدٍ الأَزْدِيُّ الوَاسِطِيُّ البَزَّازُ. سَمِعَ: مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ العَلَوِيّ؛ الَّذِي يَرْوِي عَنْ خَلِيْل بن أَبِي رَافِعٍ الطَّحَّان صَاحِب تَمِيْم بن المُنْتَصِر. وَسَمِعَ: مِنْ أَحْمَد بن عُبَيْد بن بِيْرِي وَابْنِ خَزَفَة وَأَبِي عَلِيّ بن مُعَاذٍ وَطَائِفَة. وَعِنْد أَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ العَلَوِيّ أَيْضاً مُسْنَد أَحْمَدَ بن سِنَانٍ القَطَّان يَرْوِيْهِ عَنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبَشِّر عَنْهُ. قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلت خَمِيْساً الحَافِظ عَنِ ابْنِ مَخْلَد فَقَالَ: سَمِعَ: بِإِفَادَة أَبِيْهِ وَكَانَ ثِقَةً جَيِّدَ الخَطِّ جَيِّد الأُصُوْل تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ أَبُو المُفَضَّل وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الجُلاَّبِي. قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ وَأَحْمَدَ بن عبد الحمِيد قَالاَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ جُمُعَة سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَة أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ مَكِّيٍّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ ابن عَلِيِّ بنِ الجُلاَّبِي أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَد سَنَة 464 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بن الفَضْلِ بنِ سَهْل حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبَشِّرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سِنَان حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سَرْجِسَ قَالَ: رَأَيْتُ الأَصْلع يَعْنِي عُمَر يُقَبِّل الْحجر وَيَقُوْلُ: إِنِّيْ لأُقَبِّلُكَ وَإِنِّيْ لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ لَوْلاَ أَنِّي رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُك2. أَخرج البُخَارِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بنِ سِنَان نَحْوهُ لَكِن عَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ عَنْ وَرْقَاء عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عمر.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 278"، واللباب لابن الأثير "1/ 286"، وتبصير المنتبه "2/ 551". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1610"، ومسلم "1270".

مكي بن جابار، ابن حيوس

مكي بن جابار، ابن حيوس: 4300- مكي بن جابار 1: الحَافِظُ الفَقِيْهُ أَبُو بَكْرٍ الدِّيْنَوَرِيُّ. سَمِعَ مِنْ: عَبْد الغَنِيِّ بن سَعِيْدٍ وَخَلَفِ بنِ مُحَمَّدٍ الواسطي وصدقة ابن الدَّلم وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي نَصْرٍ، وَعِدَّة. وَكَتَبَ شَيْئاً كَثِيْراً، وَكَانَ سُفيَانِي المَذْهَب. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِي وَأَبُو طَاهِرٍ الحِنَّائِي وَغِيثُ بنُ عَلِيٍّ الأَرْمنَازِي، وَغَيْرهُم. قَالَ الأَمِيْنُ بنُ الأَكْفَانِي: كَانَتْ لَهُ عنَايَةٌ جيدَةٌ بِمَعْرِفَة الرِّجَال حَدَّثَ بِشَيْءٍ يَسير وَوَلِيَ قَضَاءَ دَمِيْرَة وَامْتَنَعَ بِأَخَرَةَ مِنْ إِسْمَاع الحَدِيْث وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ قَدْ طلبَ أَنْ يَسْمَع: مِنْهُ فأبى عليه. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي رَجَب سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وأربع مائة. 4301- ابن حيوس 2: الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ شَاعِرُ الشَّامِ مُصْطَفَى الدَّوْلَةِ أَبُو الفتيان محمد بن سلطان بن محمد بن حَيُّوْسٍ الغَنَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ صَاحِبُ "الدِّيْوَان". سَمِعَ: مِنْ: خَاله أَبِي نَصْرٍ بنِ الجُنْدي. رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَالنَّسِيْب، وَالقَاضِي يَحْيَى بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيّ. قَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: لَمْ أُدْرِكْ بِالشَّامِ أَشعرَ مِنْهُ. قُلْتُ: وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَمَاتَ: بِحَلَب فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ، وَهُوَ القَائِلُ: طَالمَا قُلْتُ لِلمُسَائِلِ عَنْهُمُ ... وَاعْتِمَادِي هِدَايَةُ الضُّلاَّلِ إِنْ تُرِدْ عِلْمَ حَالِهْم عَنْ يقينٍ ... فَالْقَهُم فِي مكارمٍ أَوْ نِزَالِ تَلْقَ بِيْضَ الأَعْرَاضِ سُودَ مُثَارِ النَّ ... قْعِ خُضْرَ الأَكنَافِ حُمْرَ النّصال فنظمه كما تسمع: فائق رائق.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 11"، وتبصير المنتبه "1/ 230"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 332". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 370"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 438"، والعبر "3/ 279"، وتبصير المنتبه "1/ 400"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 343".

ألب آرسلان

4302- ألب آرسلان 1: السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ، المَلِكُ العَادِلُ، عَضُدُ الدَّوْلَةِ، أَبُو شجاع ألب آرسلان محمد بن السُّلْطَانِ جَغْرِيْبَكَ دَاوُدَ بنِ مِيْكَائِيْلَ بنِ سَلْجُوْق بن تقاق ابن سَلْجُوْق التُّرُكْمَانِيُّ الغُزِّيُّ. مِنْ عظمَاء مُلُوْك الإِسْلاَم وَأَبْطَالهم. وَلَمَّا مَاتَ عَمُّه طُغْرَلْبَك، عَهِدَ بِالملكِ إِلَى سُلَيْمَان أَخِي أَلب آرسلاَن، فَحَارَبَهُ أَلب آرسلاَن وَعَمّه قُتُلْمِش فَتلاشَى أَمرُ سُلَيْمَان وَتسلطن أَلب آرسلاَن. وَقِيْلَ: نَازعه فِي المُلك أَيْضاً قُتُلْمِش وَأَقْبَلَ فِي تِسْعِيْنَ أَلْفاً وَكَانَ أَلب آرسلاَن فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً فَهَزم قُتُلْمِش ووجد بعد الهزيمة ميتاً. قِيْلَ: رَمَتْهُ الدَّابَة. وَحُمِلَ فَدُفِنَ بِالرَّيّ وَكَانَ حَاكماً عَلَى الدَّامغَان وَغَيْرهَا. وَعَظُمَ أَمر السُّلْطَان أَلب آرسلاَن، وَخُطِبَ لَهُ عَلَى مَنَابِر العِرَاق وَالعجم وَخُرَاسَان وَدَانت لَهُ الأُمَم وَأَحَبَّته الرَّعَايَا وَلاَ سِيَّمَا لمَا هزم العَدُوِّ فَإِنَّ الطَّاغِيَة عَظِيْم الرُّوْم أَرمَانوس حشدَ وَأَقْبَلَ فِي جمعٍ مَا سُمِعَ: بِمِثْلِهِ فِي نَحْو مِنْ مائةي أَلف مقَاتل مِنَ الرُّوْم وَالفِرَنْج وَالكُرْج وَغَيْر ذَلِكَ وَصل إِلَى مَنَازْكِرْد، وَكَانَ السُّلْطَان بخُوَيّ2 قَدْ رَجَعَ مِنَ الشَّام فِي خَمْسَةَ عَشَرَ أَلف فَارِس وَبَاقِي جُيوشه فِي الأَطرَاف فَصمَّم عَلَى المَصَافّ وَقَالَ: أَنَا أَلتقيهُم وَحَسْبِي الله فَإِن سَلِمْتُ وَإِلاَّ فَابْنِي مَلِكْشَاه وَلِيُّ عَهْدي. وَسَارَ فَالتَقَى يَزَكُه3 وَيَزَكُ القَوْم فَكسرهم يَزَكُه وَأَسرُوا مَقَدَّمَهُم، فَقَطَع السُّلْطَانُ أَنفَه. وَلَمَّا التَقَى الجمعان، وتراءى الكفر

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 276"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 69"، والعبر "3/ 258"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 92"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 318". 2 خوي: بلد بأذربيجان. 3 اليزك: كلمة فارسية معناها مقدمة الجيش.

وَالإِيْمَان وَاصطدم الجبلاَن طلب السُّلْطَانُ الهُدْنَةَ قَالَ أَرمَانوس: لاَ هُدْنَةَ إلَّا بِبذل الرَّيّ فَحمِي السُّلْطَانُ وَشَاط فَقَالَ إِمَامُه: إِنَّك تُقَاتِلُ عَنْ دينٍ وَعَدَ اللهُ بِنصره وَلَعَلَّ هَذَا الفَتْح بِاسْمِك فَالْقهم وَقتَ الزَّوَال وَكَانَ يَوْم جُمُعَة قَالَ: فَإِنَّهُ يَكُوْن الخُطَبَاءُ عَلَى المَنَابِر وَإِنَّهم يَدعُوْنَ لِلمُجَاهِدين. فَصلّوا وَبَكَى السُّلْطَانُ وَدَعَا وَأَمَّنُوا وَسجد وَعَفَّر وَجهَه وَقَالَ: يَا أُمَرَاء! مَنْ شَاءَ فَلينصرف فَمَا هَا هُنَا سُلْطَان. وَعَقَدَ ذَنَبَ حِصَانه بِيَدِهِ وَلَبِسَ البيَاض وَتَحنَّط وَحَمَلَ بجيشه حملةً صادقة فَوَقَعُوا فِي وَسط العَدُوّ يَقتلُوْنَ كَيْفَ شَاؤُوا وَثبت العَسْكَرُ وَنَزَلَ النَّصْر وَوَلَّتِ الرُّوْم وَاسْتَحَرَّ بِهِم الْقَتْل وَأُسِرَ طَاغِيَتهم أَرمَانوس أَسره مَمْلُوْكٌ لِكوهرَائِين وَهَمَّ بِقَتْلِهِ فَقَالَ إِفرنجِي: لاَ لاَ فَهَذَا الْملك. وَقَرَأْت بخطّ القِفْطِيّ أَنَّ أَلب آرسلاَن بِالغ فِي التَّضَرُّع وَالتذلل وَأَخلص للهِ. وَكَيْفِيَةُ أسر الطَّاغِيَة أَنَّ مَمْلُوْكاً وَجد فَرساً بلجَام مجَوْهَر وَسرج مَذْهَب مَعَ رَجُلٍ بَيْنَ يَدَيْهِ مِغفرٌ مِنَ الذَّهَبِ وَدرع مَذْهَّب فَهَمَّ الغُلاَم فَأَتَى بِهِ إِلَى بَيْنَ يَدي السُّلْطَان فَقنَّعه بِالمِقرعَة وَقَالَ: وَيْلَك! أَلَمْ أَبعثَ أَطلب مِنْكَ الهُدنَة؟ قَالَ: دعنِي مِنَ التَّوبيخ. قَالَ: مَا كَانَ عَزْمُك لَوْ ظفرتَ بِي؟ قَالَ: كُلُّ قَبِيح. قَالَ: فَمَا تُؤَمِّلُ وَتَظُنُّ بِي؟ قَالَ: القتلُ أَوْ تُشهّرُنِي فِي بلاَدك وَالثَّالِثَة بعيدَةٌ: العفوُ وَقبولُ الفِدَاء. قَالَ: مَا عَزمتُ عَلَى غَيْرهَا. فَاشْتَرَى نَفْسه بِأَلفِ أَلفِ دِيْنَار وَخَمْسِ مائَة أَلْف دِيْنَار وَإِطلاَقِ كُلّ أَسير فِي بلاَده فَخلع عَلَيْهِ وَبَعَثَ مَعَهُ عِدَّة وَأَعْطَاهُ نَفَقَة تُوصلُه. وَأَمَّا الرُّوْم فَبَادرُوا وَملَّكُوا آخر فَلَمَّا قرب أَرمَانوس شعر بزوَال ملكه فَلَبِسَ الصُّوف وَترهَّب ثُمَّ جمع مَا وَصلتْ يَدُه إِلَيْهِ نَحْو ثَلاَث مائَة أَلْف دِيْنَار وَبَعَثَ بِهَا وَاعْتَذَرَ وَقِيْلَ: إِنَّهُ غلب عَلَى ثُغُور الأَرمن. وَكَانَتِ المَلْحَمَة فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ. وَقَدْ غَزَا بلاَد الرُّوْم مرَّتين وَافتَتَح قلاعاً وَأَرعب المُلُوْكَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى أَصْبَهَانَ وَمِنْهَا إِلَى كِرْمَان وَبِهَا أَخُوْهُ حَاروت وَذَهَبَ إِلَى شيرَاز ثُمَّ عَادَ إِلَى خُرَاسَانَ وَكَادَ أن يتملك مصر. ثُمَّ فِي سَنَةِ خَمْسٍ عبر السُّلْطَانُ بِجُيُوشِهِ نهر جيحون وكانوا مائةي أَلف فَارِس فَأُتِي بِعِلْج يُقَالَ لَهُ: يُوْسُف الخُوَارِزْمِيّ. كَانَتْ بِيَدِهِ قَلْعَة فَأَمر أَنْ يُشْبَحَ فِي أَرْبَعَة أَوتَاد فَصَاح: يَا مخنثُ: مِثْلِي يُقتل هَكَذَا؟ فَاحتدَّ السُّلْطَانُ وَأَخَذَ الْقوس وَقَالَ: دعُوْهُ. وَرمَاهُ فَأَخطَأَه فَطَفَرَ يُوْسُفُ إِلَى السَّرِيْر فَقَامَ السُّلْطَانُ فَعَثر عَلَى وَجهه فَبرك العِلْجُ عَلَى السُّلْطَان وَضَرَبَه بِسكِّين وَتَكَاثر المَمَالِيْكُ فَهبرَّوهُ وَمَاتَ مِنْهَا السُّلْطَان وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ سنة.

قَالَ مُؤيد الدَّوْلَة ابْنُ مُنْقِذ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ النَّجَّار رسولَ نَاصِرِ الدَّوْلَة ابْنِ حَمْدَان الْمُتَغَلب عَلَى مِصْرَ إِلَى أَلب آرسلاَن يَسْتَدعيه وَيطلبُ عَسَاكِره لِيَتَسَلَّمَ ديَارَ مِصْر لمَا وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السودَان وَكَانَتِ المرَاسلَة فِي سَنَةِ "463" فَوردت عَلَيْهِ بِخُرَاسَانَ فَجَهَّزَ جَيْشاً كَثِيْراً وَوصل هُوَ إِلَى ديَار بكر ثُمَّ نَازل الرُّهَا وَحَاصرهَا وَسيَّر رَسُوْلهَ إِلَى مُتَوَلِّي حلب مَحْمُوْد بن نَصْر يَسْتَمده وَيَأْمرُه أَنْ يَطَأَ بِسَاطه أُسْوَة غَيْره مِنَ المُلُوْك فَلَمْ يَفْعَلْ وَخَافَ فَأَقْبَل هُوَ فَنَازل حلب وَانتشرت عَسَاكِرُه بِالشَّامِ ثُمَّ خَرَجَ مَحْمُوْد إِلَى خدمته فَأَكْرَمَه وَصَالِحه ثُمَّ فَتر السُّلْطَانُ عَنْ مِصْر فَحرَّكه طَاغِيَة الروم أَرمَانوس وَمَاتَ أَبُوْهُ صَاحِبُ خُرَاسَان بسَرْخَس فِي رَجَب فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً وَكَانَ فِي مُقَابلَة أَوْلاَد مَحْمُوْد بن سُبُكْتِكِين وَكَانَ يَنطوِي عَلَى بَعْض عَدْلٍ وَدين وَيُنْكِر عَلَى أَخِيْهِ طُغْرُلْبَك ظُلمه. وَمَاتَ مَعَهُ فِي السَّنَةِ آرسلاَن البَسَاسيرِيّ الأَمِيْر صَاحِبُ الفِتْنَة العُظْمَى الَّذِي أَخَذَ بَغْدَاد وَخَطَبَ بِهَا لصَاحِب مِصْر المُسْتنصر الرَّافضِيّ. وَهَرَبَ خَلِيْفَةُ بغداد واستجار بالعرب.

ابن أبي الحديد

4303- ابن أبي الحديد 1: الشَّيْخُ العَدْلُ المُرْتَضَى الرَّئِيْسُ أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ ابْنِ المُحَدِّثِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي الحَدِيْدِ السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. سَمِعَ: أَبَاهُ وَجَدَّهُ وَجَدَّه لأُمِّهِ أَبَا نَصْر بن هَارُوْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَالكَتَّانِي وَعُمَر الرَّوَّاسِي وَأَبُو القاسم النسيب وهبة الله بن الأكفاني وعبد الكَرِيْم بن حَمْزَةَ وَجمَالُ الإِسْلاَم عَلِيُّ بنُ المُسْلَّم وَطَاهِرُ بنُ سَهْلٍ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ ثِقَةً نبيلاً مُتفقّداً لأَحْوَال الطلبَة والغرباء عدلًا مأمونًا. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة عَنْ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَكَانَ صَحِيْح السَّمَاع رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ بِبَعْلَبَكَّ أَخْبَرَنَا عبدُ الوَاحِد بنُ أَحْمَدَ القَاضِي سَنَة سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَة حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظ إملاءً سنة 551 ببعلبك، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الخَطِيْب، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا جَدِّي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ السَّامري، أَنشدنِي مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ الرَّقِّيّ: لَيْسَ فِي كُلِّ حالةٍ وَأَوَانِ ... تَتهيَا صَنَائِعُ الإِحْسَانِ فَإِذَا أَمْكَنَتْ فَبَادِرْ إِلَيْهَا ... حذرًا من تعذّر الإمكان

_ 609- ترجمته في العبر "3/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 332".

أبو صالح المؤذن

4304- أبو صالح المؤذن 1: الإِمَامُ، الحَافِظُ، الزَّاهِدُ، المُسْنِدُ، مُحَدِّثُ خُرَاسَانَ، أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ بَكْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الصُّوْفِيُّ، المُؤَذِّنُ. أَوّل سَمَاعه كَانَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فَسَمِعَ: أَبَا نُعَيْمٍ الإِسفرَايينِي، وَأَبَا الحَسَنِ العَلَوِيّ وَأَبَا طَاهِرٍ بنَ مَحْمِش وَأَبَا عَبْدِ اللهِ الحَاكِم وَحَمْزَةَ بن عبد العزيز المهلبي وعبد الله بن يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ وَأَبَا زَكَرِيَّا المزكِّي وَطَبَقَتهُم. وَسَمِعَ: مِنْ حَمْزَة بن يُوْسُف السَّهْمِيّ وَعِدَّةٍ بجُرْجَان وَمِنْ أَبِي القَاسِمِ بن بِشْرَان وَطَبَقَتِهِ بِبَغْدَادَ وَمِنْ أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظ وَنَحْوِهِ بِأَصْبَهَانَ وَمِنَ المُسَدَّد الأُملوكِي وَعبدِ الرَّحْمَن بن الطُّبيز الحَلَبِيّ بِدِمَشْقَ وَمِنْ أَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيّ بِمَكَّةَ وَمِنَ الحَسَنِ بن الأَشْعَثِ بِمَنْبج وَصَحِبَ الأُسْتَاذ أَبَا عليّ الدَّقَّاق وَأَحْمَد بن نَصْرٍ الطَّالْقَانِيّ. وَجَمَعَ وَصَنَّفَ وَعَمِلَ مسوَّدَة لِتَارِيخ مَرْو". قَالَ زَاهِر الشَّحَّامِيّ: خَرَّجَ أَبُو صَالِحٍ أَلفَ حَدِيْث عَنْ أَلف شَيْخ لَهُ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: قَدِمَ أَبُو صَالِحٍ عَلَيْنَا فِي حَيَاة ابْنِ بِشْرَان وَكَتَبَ عَنِّي وَكَتَبتُ عَنْهُ وَكَانَ ثِقَةً. قُلْتُ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة وَأَقدمُ شَيْخٍ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ الإِسفرَايينِي. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ وَزَاهِرٌ وَوجيهٌ ابْنَا الشَّحَّامِيّ وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ حُسَيْنٍ البِسْطَامِيّ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفُرَاوِي وَعبدُ الْمُنعم بن القُشَيْرِيّ وَابْنُ أَخِيْهِ أَبُو الأَسْعَدِ هِبَةُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ وعدة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 267"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 314"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "3/ 224"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1022"، والعبر "3/ 272"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 335".

قَالَ عبدُ الغَافِرِ فِي السّيَاق: أَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّن الأَمِيْن المُتْقِن المُحَدِّثُ الصُّوْفِيّ نَسيجُ وَحْدَه فِي طرِيقته وَجَمَعِهِ وَإِفَادته مَا رَأَيْتُ مِثْلَه فِي حِفْظ القُرْآن وَجَمْعِ الأَحَادِيْثِ. سَمِعَ: الكَثِيْرَ وَجَمَعَ الأَبْوَاب وَالشُّيُوْخ وَأَذَّنَ سِنِيْنَ حُسبَةً وَكَانَ يَحُثُّنِي عَلَى مَعْرِفَة الحَدِيْث وَلَمْ أَتمكَّن مِنْ جمع هَذَا الكِتَاب إلَّا مِنْ مُسَوَّدَاتِهِ وَمجموعَاته فَهِيَ المرجوعُ إِلَيْهَا فِيمَا أَحتَاج إِلَى مَعْرِفَته وَتَخرِيجه ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَوْ ذَهَبتُ أَشرح مَا رَأَيْتُ مِنْهُ؛ لسوَّدتُ أَورَاقاً جَمَّة وَمَا انتهيتُ إِلَى اسْتيفَاء ذَلِكَ مِنْ كَثْرَةِ مَا هُوَ بِصَدَدِهِ مِنَ الاشتغَال وَالقِرَاءة عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمَذَانِيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي زَكَرِيَّا المزكِّي يَقُوْلُ: مَا يَقدرُ أَحَدٌ أَنْ يَكْذِبَ فِي هَذِهِ البلدَة وَأَبُو صَالِحٍ حَيٌّ. وَسَمِعْتُ أَبَا المُظَفَّر مَنْصُوْراً السمع: اني يَقُوْلُ: إِذَا دَخَلتُم عَلَى أَبِي صَالِحٍ فَادخلُوا بِالحُرمَة فَإِنَّهُ نَجْمُ الزَّمَان وَشيخُ وَقته فِي هَذَا الأَوَان. قَالَ عبدُ الغَافِر: تُوُفِّيَ فِي سَابعِ رَمَضَان سَنَة سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ أبو سعد السمع: اني: رَآهُ بَعْضُ الصَّالِحِيْنَ لَيْلَةَ وَفَاتِهِ وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ لَهُ: جَزَاكَ اللهُ عَنِّي خَيراً فَنعمَ مَا أَقَمْتَ بحقِّي وَنعمَ مَا أَديتَ مِنْ قَوْلِي وَنشرتَ مِنْ سُنَّتِي. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّن أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى البَزَّاز حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن بشر حدثنا بشر ابن السَّرِيّ حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّهُ طلَّق امْرَأَته وَهِيَ حَائِضٌ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يراجعها1. هذا حديث صحيح الإسناد. قال أبو سعد السمع: اني: أَبُو صَالِحٍ حَافظٌ صُوْفِيّ مُتْقِنٌ نسيجُ وَحْده فِي الْجمع وَالإِفَادَة أَذَّنَ مُدَّةً احتسَاباً وَوعظَ فِي اللَّيْلِ وَسَبَّح عَلَى المدرسَة البَيْهَقِيَّة وَكَانَ تَحْتَ يَده أَوقَافُ الكُتُب وَالأَجزَاء الحَدِيْثية فِيتعهَّد حَفِظهَا وَيَأْخُذُ صَدَقَاتِ التُّجَّار وَالأَكَابِر فِيوصلُهَا إِلَى المستحقين.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5251"، ومسلم "1471"، وأبو داود "2179"، و "2180"، و "2181"، "2183"، و "2184"، و "2185"، والترمذي "1175"، و "1176"، وابن ماجه "2019" والدارمي "2/ 160"، والدارقطني "7/ 323"، و 324"، و 325"، و326 و 327"، والبيهقي "7/ 323"، وأحمد "2/ 6 و 43 و 51 و 54و 61و 63 و 64و 79 و 80و 81و 102و 104 و 145و 146".

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا زَيْنُ الأُمَنَاءِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَمِّي أَبُو القَاسِمِ الحَافِظ سَنَة 559، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ أَخْبَرَنَا أَبِي أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا عُبيدُ الله بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزكِّي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ الوَلِيْدِ عَنْ قَيْسٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ جُهَيْنَةَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَامَ غُلاَمٌ يَتَكَلَّم فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فَأَيْنَ الكبر"؟ 1.وَقَدْ مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعِيْنَ هَذِهِ ابْن النَّقُّوْرِ المَذْكُوْر وَالشَّيْخ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حمَّدُوْهُ البَغْدَادِيّ المُقْرِئ آخر من حدث عن ابن سمع: ون وَخطيبُ دِمَشْق أَبُو نَصْرٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَلاَّب؛ صَاحِبُ ابْنِ جُمَيْع وَأَبُو القَاسِمِ عبد الله بن الحَافِظِ الحَسَن بن مُحَمَّدٍ الخَلاَّل وَشيخُ الحنَابلَة الشَّرِيْف أَبُو جَعْفَرٍ عبدُ الخَالِق بنُ أَبِي مُوْسَى الهَاشِمِيّ عَنْ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً وَنَحْوِيُّ العِرَاق أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ الوَرَّاق الضّرِير وَمُحَدِّثُ أَصْبَهَان عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مندة العبدي وآخرون.

_ 1 ضعيف: فيه علتان: الأولى: أبو الزبير، مدلس، وقد عنعنه. والعلة الثانية: قيس، وهو ابن الربيع الأسدي الكوفي تغير حفظه لما كبر. وأورد المصنف الحديث في "تذكرة الحفاظ" "3/ 1165" وقال: غريب جدا لكن قد ورد عن رافع بن خديج وسهل بن حثمة أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعبد الرحمن بن سهل: "كبر الكبر" أخرجه البخاري "6143"، ومسلم "1669".

السكري

4305- السكري 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ مُفِيدُ الجَمَاعَةِ أَبُو سَعْدٍ عَلِيُّ بنُ مُوْسَى النَّيْسَابُوْرِيُّ السُّكَّرِيُّ الفَقِيْهُ. سَمِعَ: مِنْ: جدِّه عَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ السُّكَّرِيّ وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ وَأَبِي سَعِيْدٍ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الصَّيْرَفِيّ وَمُحَمَّدِ بن أَبِي إِسْحَاقَ المزكِّي وَعِدَّة. وَكَانَ يَفهم هَذَا الشَّأْنَ وَيَنتقِي عَلَى الشُّيُوْخِ. رَوَى عَنْهُ: يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ الزَّاهِد وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ المُؤَذِّن وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ رَاجِعاً مِنَ الحَجّ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَآخر مَنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو الأَسَعْد بن القُشَيْرِيّ. وذكرتُ فِي التذكرَة لَهُ حَدِيْثاً2 وَسَمِعَ: مِنْهُ لَمَّا حَجَّ: الحُمَيْدِيّ وَابْنُ الخَاضبَة وَشُجَاعٌ الذُّهْلِيّ. قَالَ هِبَةُ اللهِ السَّقَطِيّ: لَهُ تَارِيخٌ وَترَاجمُ وَمسَانِيْدُ وَمَعَاجِم. خَرَجَ عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ كِتَاباً. وَقِيْلَ: وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1021"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 323". 2 أخرجه المصنف في "تذكرة الحفاظ" "3/ ص 1162" بإسناد لنفسه قال -رَحِمَهُ اللهُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أنبأنا إسماعيل بن عثمان، أخبرنا هبة الرحمن بن عبد الواحد، سمعت أبا سعد على بن موسى السكري، سمعت أبا الفضل عمر بن إبراهيم، سمعت أبا أحمد الغطريفي، سَمِعْتُ أَبا خَلِيْفَةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ بكر، سمعت الرَّبِيْعِ بنِ مُسْلِمٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ زِيَادٍ، سمعت أبا هريرة، سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الامام أن يجعل الله رأسه رأس حمار" أخرجه مسلم "427" عن عبد الرحمن، به.

ابن البسطامي، بنت البسطامي

ابن البسطامي، بنت البسطامي: 4306- ابن البسطامي 1: الشيخ أبو المعالي عمر بن القَاضِي أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ البِسْطَامِيُّ ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ وَيُلَقَّبُ بِالمُؤَيَّدِ سِبْطُ الإِمَامِ أَبِي الطَّيِّبِ الصُّعْلوكِي. سَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ الخفَّاف وَأَبَا الحَسَنِ العَلَوِيّ. وَأَملَى عِدَّة مَجَالِس. حَدَّثَ عَنْهُ: سِبْطُه هِبَةُ اللهِ بن سَهْلٍ السَّيِّدي وَزَاهِرٌ وَوجيهٌ ابْنَا الشَّحَّامِيّ وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وستين وأربع مائة. أُخْتُهُ: 4307- بِنْتُ البِسْطَامِيِّ: عَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ. رَوَتْ أَيْضاً عَنْ أَبِي الحُسَيْنِ الخَفَّافِ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهَا: إِسْمَاعِيْلُ بنُ المُؤَذِّن وَزَاهِر الشَّحَّامِيّ وَأَخُوْهُ وَجيه وَمُحَمَّدُ بنُ حَمُّوَيْه الجُوَيْنِيّ الزَّاهِد. تُوُفِّيَت قَبْل أَخِيْهَا أَوْ بعيده. وَكَانَ أَبُوْهُمَا مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَأَخُوْهُمَا هُوَ الْمُوفق هِبَة اللهِ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ. وَوَلَده هُوَ أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بنُ الْمُوفق، قَدِيْمُ الوَفَاة، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، رَحِمَهُمُ الله.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 215"، وطبقات الشافعية للسبكي "5/ 303".

ملك المغرب

4308- مَلِكُ المَغْرِبِ 1: أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ اللَّمْتُوْنِيُّ البربري. ظهر بَعْد الأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، فَذَكَر عَلِيُّ بنُ أَبِي فُنُوْن قَاضِي مَرَّاكُش أَن جَوْهَراً رَجُلاً مِنَ المرَابطين قَدِمَ مِنَ الصّحرَاء إِلَى بلاَد المَغْرِب ليَحُجّ وَالصّحرَاء برِّيَة وَاسِعَة جنوبِي فَاس وَتِلْمِسَان مُتَّصِلَةٌ بِأَرْضِ السودَان وَيذكر لمتونَة أَنَّهم مِنْ حِمْيَر نَزلُوا فِي الجَاهِلِيَّةِ بِهَذِهِ البرَارِي وَأَوّلُ مَا فَشَا فِيهِم الإِسْلاَم فِي حُدُوْدِ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَة ثُمَّ آمَنَ سَائِرُهُم وَسَارَ إِلَيْهِم مَنْ يذكر لَهم جملاً مِنَ الشرِيعَة فَحسُن إِسلاَمُهُم ثُمَّ حَجَّ الفَقِيْه المَذْكُوْرُ وَكَانَ دَيِّناً خَيراً فَمَرَّ بفَقِيْهٍ يُقرِئ مَذْهَبَ مَالِكٍ وَلَعَلَّهُ أَبُو عِمْرَانَ الفَاسِي بِالقَيْرَوَان فَجَالِسه وَحَجَّ وَرجع إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا فَقِيْهُ! مَا عِنْدنَا فِي الصّحرَاء مِنَ العِلْمِ إلَّا الشهَادتين وَالصَّلاَة فِي بَعْضنَا. قَالَ: خُذْ مَعَكَ مَنْ يُعَلِّمُهم الدِّيْن. قَالَ جَوْهَر: نَعم وَعلِيَّ كَرَامَتُه. فَقَالَ لابْنِ أَخِيْهِ: يَا عُمَر! اذهبْ مَعَ هَذَا. فَامْتَنَعَ فَقَالَ لِعَبْدِ اللهِ بنِ يَاسين: اذهبْ مَعَهُ. فَأَرْسَلَه. وَكَانَ عَالِماً قوِيّ النَفْس فَأَتيَا لَمْتُونَةَ فَأَخَذَ جَوْهَرٌ بزِمَامِ جملِ ابْن يَاسين تَعَظِيْماً لَهُ فَأَقْبَلت المَشْيَخَةُ يهنِّئُونه بِالسَّلاَمَة وَقَالُوا: مَنْ ذَا? قَالَ: حَامِل السُّنَّة. فَأَكرمُوْهُ وَفِيهم أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ فَذَكَر لَهم قوَاعدَ الإِسْلاَم وَفَهَّمَهُم فَقَالُوا: أَمَا الصَّلاَةُ وَالزَّكَاةُ فَقَرِيْبٌ وَأَمَّا منْ قَتَلَ يُقْتَلُ وَمنْ سَرَقَ يُقْطَعُ وَمنْ زنَى يُجلد فَلاَ نلتزمُه فَاذهبْ فَأَخَذَ جَوْهَرٌ بزِمَام رَاحِلَتِهِ وَمضيَا. وَفِي تِلْكَ الصّحَارَى المُتَّصِلَة بِإِقْلِيْم السودَان قبَائِلُ يُنْسَبُوْنَ إِلَى حِمْيَر وَيذكرُوْنَ أَنْ أَجدَادهم خَرَجُوا مِنَ اليَمَنِ زَمَن الصِّدِّيْق فَأَتوا مِصْر ثُمَّ غَزَوا المَغْرِب مَعَ مُوْسَى بن نُصَيْر ثُمَّ أَحَبُّوا الصّحرَاء وَهُم: لَمْتُونَة وَجدَّالَة وَلمطَة وَإِينِيصر وَمَسُوفَة. قَالَ: فَانْتهيَا إِلَى جدَّالَة قبيلَةِ جَوْهَر فَاسْتجَاب بَعْضهُم فَقَالَ ابْنُ يَاسين لِلَّذِيْن أَطَاعُوْهُ: قَدْ وَجب عَلَيْكُم أَنْ تُقَاتلُوا هَؤُلاَءِ الجَاحدين وَقَدْ تَحَزَّبُوا لَكُم فَانصبُوا رَايَةً وَأَمِيْراً. قَالَ جَوْهَرٌ: فَأَنْت أَمِيْرُنَا. قَالَ: لاَ أَنَا حَامِلُ أَمَانَة الشَّرْع بَلْ أَنْتَ الأَمِيْرُ. قَالَ: لَوْ فَعَلتُ لَتَسَلَّطَت قبيلتِي وَعَاثُوا. قَالَ: فَهَذَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ رَأْسُ لَمْتُونَة فَسِرْ إِلَيْهِ وَاعرضْ عَلَيْهِ الأَمْرَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَبَايَعُوا أَبَا بَكْرٍ وَلقَّبوهُ: أَمِيْرَ المُسْلِمِيْنَ وَقَامَ مَعَهُ طَائِفَةً مِنْ قَوْمه وَطَائِفَة مِنْ جدَّالَة، وَحَرَّضهم ابْنُ ياسين على

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "7/ 113"، والأعلام للزركلي "2/ 68".

الجِهَاد وَسمَّاهم المُرَابطين فَثَارتْ عَلَيْهِم القبَائِلُ فَاسْتمَالهم أَبُو بَكْرٍ وَكَثُر جمعُهُ وَبَقِيَ أَشْرَارٌ فَتحَيَّلُوا عَلَيْهِم حَتَّى زرّبوهم فِي مَكَان وَحصروهُم فَهلكُوا جوعاً وَضَعُفُوا فَقتلوهُم وَاسْتفحلَ أَمرُ أَبِي بَكْرٍ بنِ عُمَرَ وَدَانت لَهُ الصّحرَاءُ وَنَشَأَ حُوْل ابْن يَاسين جَمَاعَةٌ فُقَهَاءُ وَصلحَاءُ وَظهر الإِسْلاَم هُنَاكَ. وَأَمَّا جَوْهَرٌ، فَلزم الخَيْر وَالتَّعَبُّد، وَرَأَى أَنَّهُ لاَ وَضَعَ لَهُ، فَتَأَلَّمَ، وَشرع فِي إِفسَاد الكِبَار، فَعقدُوا لَهُ مَجْلِساً، ثُمَّ أَوجبُوا قتلَه بِحكم أَنَّهُ شَقَّ العصَا فَقَالَ: وَأَنَا أُحِبُّ لقَاء الله. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَقُتِلَ. وَكثرت المُرَابطُوْنَ وَقتلُوا وَنهبُوا وَعَاثُوا وَبلغتِ الأَخْبَارُ إِلَى ذَلِكَ الفَقِيْه بِمَا فَعل ابْنُ يَاسين فَاسْترجَعَ وَنَدِمَ وَكَتَبَ إِلَيْهِ يُنكر عَلَيْهِ كَثْرَة الْقَتْل وَالسبي فَأَجَابَ يَعتذِرُ بِأَنَّ هَؤُلاَءِ كَانُوا جَاهِلِيَّةً يَزنُوْنَ وَيُغِير بَعْضهم عَلَى بَعْض، وَمَا تجَاوزتُ الشَّرعَ فِيهِم. وَفِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة قحطت بلادهم وماتت مواشيهم فأمر ابْنُ يَاسين ضعفَاءهم بِالمَسِيْر إِلَى السُّوس وَأَخْذِ الزَّكَاة فَقَدم سِجِلْمَاسَة مِنْهم سَبْعُ مائَة وَسَأَلُوا الزَّكَاة فَجمعُوا لَهم مَالاً فَرجعُوا بِهِ ثُمَّ ضَاقت الصّحرَاءُ بِهِم وَأَرَادُوا إِعلاَنَ الحَقِّ وَأَن يَسيرُوا إِلَى الأَنْدَلُسِ لِلغَزْو فَأَتوا السُّوسَ فَحَارَبَهم أَهْلهَا فَقُتِلَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَاسِيْنَ وَانْهَزَم أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ ثُمَّ حَشَدَ وَجَمَعَ وَأَقْبَلَ فَالتقَوهُ فَانْتصرَ وَأَخَذَ أَسلاَبهُم وَقويّ جَأْشُه ثُمَّ نَازل سِجِلْمَاسَة وَطَالبَ أَهْلهَا بِالزَّكَاةِ فَبرز لحرَبّهم مَسْعُوْدٌ الأَمِيْر وَطَالت بَيْنهم الحَرْبُ مَرَّاتٍ ثُمَّ قتلُوا مسعُوْداً وَمَلَكُوا سِجِلْمَاسَة فَاسْتنَاب أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهَا يُوْسُف بن تَاشفِيْن ابْنَ عَمِّهِ فَأَحُسْن السِّيْرَةَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَرجع المَلِكُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الصّحرَاء ثُمَّ قَدِمَ سِجِلْمَاسَة وَخَطَبَ لِنَفْسِهِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا ابْنَ أَخِيْهِ وَجَهَّزَ جَيْشه مَعَ ابْنِ تَاشفِيْن فَافْتَتَحَ السُّوس وَكَانَ ابْنُ تَاشفِيْن ذَا هيئَةٍ شُجَاعاً، سَائِساً. تُوُفِّيَ الْملك أَبُو بَكْرٍ اللَّمْتونِي بِالصّحرَاء فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَتملك بَعْدَهُ ابْنُ تَاشفِيْن، وَدَانت لَهُ الأُمَم. فَأَوّل مَنْ كَانَ فِيهِم الْملك مِنَ البَرْبَر صِنْهَاجَةُ ثُمَّ كُتَامَة ثُمَّ لَمْتُونَة ثُمَّ مصْمودَة ثُمَّ زنَاتَة. وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ دُرَيْد أَنَّ كُتَامَة وَلَمْتُونَة وَهَوَّارَة مِنْ حِمِيْر وَمَنْ سواهم فمن البَرْبَر وَبربر مِنْ وَلد قيذَار بن إِسْمَاعِيْلَ. وَيُقَالُ: إِنَّ دَار البَرْبَر كَانَتْ فِلَسْطِيْن وَمَلِكُهم هُوَ جَالُوت فَلَمَّا قَتله نَبِيُّ الله دَاوُد؛ جلتِ البَرْبَرُ إِلَى المَغْرِب وَانتشرُوا إِلَى السوس الأَقْصَى، فَطُول أَرَاضيهم نَحْوٌ مِنْ أَلف

فَرسخ. وَغَزَا المُسْلِمُوْنَ فِيهِم فِي زَمَنِ بَنِي أُمَيَّةَ وَأَسْلَمَ خلقٌ مِنْهُم وَسُبِي مِنْ ذرَارِيهُم وَكَانَتْ وَالِدَةُ المَنْصُوْر بربرِيَّةً وَوَالِدَة عَبْد الرَّحْمَنِ الدَّاخل بربرِيَّة فَكَانَ يُقَالُ: تَملك ابْنَا برْبَرِيَّتين الدُّنْيَا. ثُمَّ كَانَ الَّذِيْنَ أَسلمُوا خَوَارِجَ وَإِباضيَّة حَاربُوا مَرَّاتٍ وَرَامُوا المُلك إِلَى أَنْ سَارَ إِلَيْهِم دَاعِي المَهْدِيّ فَاسْتمَالهُم وَأَفسدَ عقَائِدهُم وَقَامُوا مَعَ المَهْدِيّ وَتَملَّكَ المَغْرِبَ بِهِم ثُمَّ سَارَ المُعِزُّ مِنْ أَوْلاَده فِي جَيْش مِنَ البَرْبَر فَأَخَذَ الدّيَارَ المِصْرِيَّة ثُمَّ فِي كُلِّ وَقْتٍ يثُوْرُ بَعْضُهم عَلَى بَعْض وَإِلَى اليَوْمِ وَفِيهم حِدَةٌ وَشجَاعَةٌ وَإِقدَام عَلَى الدِّمَاء وَهم أُمَمٌ لاَ يُحصَوْنَ وَقَدْ تَملكُوا الأَنْدَلُس سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِ مائَة وَفَعَلُوا العظَائِمَ ثُمَّ ثَارُوا مِنَ الصّحرَاء كَمَا ذكرنَا مَعَ أَبِي بَكْرٍ بنِ عُمَرَ وَتَملَّكُوا نَحْواً مِنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً حَتَّى خَرَجَ مِنْ جبال دَرَن ابْنُ تُوْمرت وَفتَاهُ عبد المؤمن وتملكوا المغرب وَمحَوا الدَّوْلَةَ اللَّمْتُونِيَّة وَدَام مُلْكُهم مائَةً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً حَتَّى خَرَجَ عَلَيْهِم بَنُوْ مَرِيْنَ فَللملك فِي أَيديهم إِلَى الآنَ سَبْعُوْنَ سَنَةً وَعظُمَتْ دَوْلَة السُّلْطَان الفَقِيْه أَبِي الحَسَنِ عليّ المَرِينِي وَدَانَتْ لَهُ المَغْرِبُ وَقُتِلَ صَاحِب تِلْمسَان وَلَهُ جَيْشٌ عَظِيْم وَهَيْبَةٌ قويَّة وَفِيْهِ دِيْنٌ وَعَدْلٌ وعلم.

ابن الشبل

4309- ابن الشبل 1: شَاعِرُ العَصْرِ، أَبُو عَلِيٍّ، مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الشِّبْلِ بنِ أُسَامَةَ السَّامِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الحَرِيْمِيُّ. لَهُ "ديوَانٌ" مَشْهُوْر. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الحَسَنِ بن البَادِي، وَغَيْرهُ. رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ عَبْدِ السَّلاَم، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ الزَّوْزَنِي، وَشُجَاعٌ الذُّهْلِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَنَظْمُهُ فِي الذُّروَة. كتب عَنْهُ الحَافِظُ الخَطِيْبُ، وَطَوَّل ابْنُ النَّجَّار تَرْجَمَتَه بِمقطعَات. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. وَقَدْ سَمِعَ: غَرِيْب الحَدِيْث مِنِ ابْنِ البَادِي.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 284"، واللباب لابن الأثير "2/ 183"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 328"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "10/ 23"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 393"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 111".

أتسز، الجرجاني

أتسز، الجرجاني: 4310- أتسز 1: ابن أَوَقَ الخُوَارِزْمِيُّ، صَاحِبُ دِمَشْقَ، مِنْ كِبَارِ مُلُوْكِ الظُّلْمِ. قَالَ هِبَةُ اللهِ بن الأَكْفَانِي: غلتِ الأَسعَارُ فِي سَنَةِ حِصَار المَلك أَتْسِز دِمَشْقَ وَبلغت الغرَارَةُ أَزْيدَ مِنْ عِشْرِيْنَ دِيْنَاراً ثُمَّ تَمَلَّكَ البلدَ صُلْحاً وَنَزَلَ فِي دَارِ الإِمَارَةِ داخل بَابِ الفَرَادِيْس وَخَطَبَ لِلمُقْتَدِي بِاللهِ العَبَّاسِيّ وَقُطعت دَعْوَةُ المِصْرِيّين وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر: وَلِيَ أَتْسِز دِمَشْق بَعْد حصَاره إِيَّاهَا دفعَات وَأَقَامَ الدَّعوَةَ العَبَّاسِيَّةَ وَتغلَّب عَلَى أَكْثَر الشَّام وَقصد مِصْر ليَأْخذهَا فَلَمْ يَتمَّ ذَلِكَ ثُمَّ جهَّز المِصْرِيّون إِلَى الشَّامِ عَسْكَراً ثقيلاً سَنَة إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ فَعَجَزَ عَنْهُم وَاسْتنجد بتَاج الدَّوْلَة تُتُش فَقَدم تُتُش دِمَشْقَ وَغلبَ عَلَيْهَا وَقُتِلَ أَتْسِز فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ وَتَم الأَمْر لِتُتُش وَكَانَ أَتْسِز قَدْ أَنْزَل جُنده فِي دُورِ النَّاس وَاعْتَقَلَ مِنَ الرُّؤَسَاء جَمَاعَةً وَشَمَّسهم بِمرج رَاهط حَتَّى افْتدوا أَنْفُسَهم بِمَالٍ كَثِيْر وَنزح جَمَاعَةٌ مِنْهم إِلَى طرَابُلُس. وَقَدْ قَتَلَ بِالقُدس خلقاً كَثِيْراً مِنْهم قَاضِيهَا وَفَعَلَ العظَائِم حَتَّى قلعه الله تَعَالَى. وَالعَامَّة تسميه أقسيس. 4311-الجرجاني 2: شَيْخُ العَرَبِيَّة أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ القَاهِرِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجُرْجَانِيُّ. أَخَذَ النَّحْو بِجُرْجَان عَنْ أبي الحسين محمد بن حسن بن أخت الأستاذ أبي علي الفارسي. وَصَنَّفَ شرحاً حَافلاً لِلإِيضَاح يَكُوْن ثَلاَثِيْنَ مجلداً، وَلَهُ "إِعجَاز القُرْآن" ضَخْم، وَ"مُخْتَصَر شرح الإِيضَاح" ثَلاَثَة أَسفَار وَكِتَاب "العوَامل المائَة" وَكِتَاب المِفْتَاح وَفسّر الفَاتِحَة فِي مُجَلَّد وَلَهُ "الْعمد فِي التَّصرِيف" وَ"الْجمل" وَغَيْر ذَلِكَ. وَكَانَ شَافعيّاً، عَالِماً، أَشعرِيّاً، ذَا نُسُكٍ وَدين. قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ وَرِعاً قَانِعاً دَخَلَ عَلَيْهِ لِصّ فَأَخَذَ مَا وَجد وَهُوَ يَنظر وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ فَمَا قَطَعَهَا. وَكَانَ آيَة فِي النَّحْوِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقِيْلَ: سنة أربع وسبعين، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 252 و 266و 269" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 87". 2 ترجمته في العبر "3/ 277"، وفوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي 2/ 369"، وطبقات الشافعية للسبكي "5/ 149"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 340".

ابن زيرك

4312- ابن زيرك 1: العَلاَّمَةُ شَيْخُ هَمَذَانَ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَزْدِين القُوْمَسَانِيُّ ثُمَّ الهَمَذَانِيُّ. عُرف بِابْنِ زِيْرك. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَعَمِّه أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّد وَعَلِيِّ بن أَحْمَدَ بنِ عَبْدَان وَيُوْسُف بن كجّ الفَقِيْه وَالحُسَين بن فَنْجُويه وَعِدَّة. وَبَالإِجَازَة عَنْ أَبِي الحَسَنِ بن رَزْقُوَيْه وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ. قَالَ شِيْرَوَيْه: أَكْثَرتُ عَنْهُ وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً لَهُ شَأْنٌ وَحِشْمَة وَيدٌ فِي التَّفْسِيْر فَقِيْهاً أَديباً مُتَعَبِّداً. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ. وَقَبرُهُ يُزَار وَيُتَبَرَّكُ بِهِ2. سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَرِضْتُ وَاشتدَّ الأَمْرُ فَكَانَ أَبِي يَقُوْلُ: يَا بنِيَّ! أَكْثَر ذِكْرَ الله. فَأَشْهَدتُه عليَّ أَنَّنِي عَلَى الإِسْلاَمِ وَالسُّنَّة فَرَأَيْتُ وَأَنَا فِي تِلْكَ الحَالِ كَانَ هيبَةً دَخَلتْنِي فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ ذِي هيبَةٍ وَجمَال كَأَنَّهُ يَسْبَحُ فِي الهوَاء فَقَالَ لِي: قل. فَقُلْتُ: نَعم. فَكرَّر عليّ ثُمَّ قَالَ لِي: قُل: الإِيْمَان يزيد وينقص والقرآن غير مخلوق بجميع جهَاته وَإِنَّ اللهَ يُرَى فِي الآخِرَةِ. قُلْتُ: لَسْتُ أُطِيْقُ أَنْ أَقُوْلَ مِنَ الهَيبَة. فَقَالَ: قُل مَعِي. فَأَعَاد الكَلِمَات فَقلتُهَا مَعَهُ فَتَبَسَّم وَقَالَ: أَنَا أَشْهَدُ لَكَ عِنْد الْعَرْش. فَأَردتُ أَنْ أَسأَلَه: هَلْ أَنَا ميت فَبدَرَ وَقَالَ: أَنَا لاَ أَدْرِي. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا مَلَكٌ وَعُوفِيت. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ فِي قَوْله عَلَيْهِ السلام: متعني بسمع: ي وَبَصَرِي وَاجْعَلْهُمَا الوَارِثَ مِنِّي"3 عَنَى أَبَا بَكْرٍ وَعُمَر4، لأَنَّه رَآهُمَا فَقَالَ: "هُمَا مِنَ الدِّيْن بمنزلة السمع والبصر"5. فورثا خلافة النبوة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 277"، وتذكرة الحفاظ "3/ص 1177"، وشذرات الذهب "3/ 341". 2 التبرك بالقبور من البدع المنكرة التي انتشرت بين الجهلة من العوام، وهو ذريعة إلى الشرك لأنه يعتقد فيه جلب النفع، وذلك على عكس ما شرعت له زيارة القبور، من الاعتبار وتذكر الآخرة والدعاء للميت، وليس الدعاء عندها، والتبرك بأهلها وقد كانوا لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا في حياتهم، فكيف يملكونه لغيرهم بعد مماتهم؟! . فالتبرك بأهل هذه القبور بدعة منكرة وضلال في الدين، وذريعة إلى الشرك نسأل الله العافية. 3 صحيح: أخرجه الترمذي "3502"، والحاكم "1/ 528"، وصححه، ووافقه الذهبي، وابن السني في "اليوم والليلة" "440" من حديث ابن عمر، به مرفوعا في دعاء طويل. 4 هذا التفسير غريب جدا، لم يتابعه عليه أحد من أهل العلم، قال البغوي في "شرح السنة" "5/ 175": قيل أراد بالسمع: وعي ما يسمع والعمل به، وبالبصر الاعتبار بما يرى، وقيل: يجوز أن يكون أراد بقاء السمع والبصر بعد الكبر وانحلال القوى، فيكون السمع والبصر وارثي سائر القوى، والباقين بعدها، ورد الهاء إلى الامتناع، فلذلك وحده، فقال: "واجعله الوارث منا". 5 حسن: ورد عن جابر بن عبد الله مرفوعا بلفظ: "أبو بكر وعمر من هذا الدين، كمنزلة السمع والبصر من الرأس". أخرجه الطبراني والخطيب في "تاريخ بغداد" "8/ 459 - 460"، من طريق عبد الله بن محمد ابن عقيل، عن جابر بن عبد الله، به مرفوعًا. قلت: إسناده حسن، رجاله ثقات خلا ابن عقيل فإنه صدوق في حديثه لين، ويقال تغير بآخره. وله شاهد من حديث عبد الله بن حنطب أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رأى أبا بكر وعمر فقال: "هذان السمع والبصر" أخرجه الترمذي "3671"، والحاكم "3/ 69"، وإسناده ضعيف، لإرساله، فإن عبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.

ابن موسى الخياط

4313- ابن موسى الخياط 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، مُقْرِئ الوَقْتِ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بنِ جَعْفَرٍ البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، الخَيَّاطُ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. تَلاَ بِالروَايَات عَلَى أَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِي، وَأَبِي الحُسَيْنِ السُّوْسَنْجِرْدي، وَبَكْر بن شَاذَانَ، وَعُبَيْد اللهِ المَصَاحِفِي، وَأَبِي الحَسَنِ الحمَّامِي. وَسَمِعَ مِنَ: الفَرَضِي، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْت الأَهْوَازِيّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دُوْست، وَأَبِي عُمَرَ بن مَهْدِيٍّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بن الحَسَنِ الصَّرْصَرِي وَعِدَّة. قرَأَ عَلَيْهِ: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ المَزْرَفِي وَهِبَةُ اللهِ بن الطَّبَر وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ البَارع وَروَوْا عَنْهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ فِي تَارِيْخِهِ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ اليَوسفِي وَيَحْيَى بن الطَّرَّاح وَعبدُ الخَالِق بنُ البَدَن وَأَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّاز وَآخَرُوْنَ. قال السلفي: سألت المؤتمن الساجي عن أبي بَكْرٍ الخَيَّاط فَقَالَ: كَانَ شَيْخاً ثِقَةً فِي الحَدِيْثِ وَالقِرَاءة، صَالِحاً، صَابراً عَلَى الفَقْرِ. وَقَالَ ابْنُ يَاسِر البَرَدَانِي: كَانَ أَبُو بَكْرٍ مِنَ البَكَّائِين عِنْد الذّكر، قَدْ أَثَّرتِ الدُّمُوع فِي خديه. قُلْتُ: كَانَ مِنَ المُقْرِئِين العُبَّاد ذَا قنَاعَةٍ وَتعفُّف وَفقر وَمِمَّنْ تَلاَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَنْصُوْر شَيْخُ أَبِي العَلاَءِ الهَمَذَانِيّ، وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة أَبُو الْكَرم الشَّهْرُزُورِي. قَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَة سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فِي رابعه.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 297"، والعبر "3/ 265"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 329".

ابن أسيد، الصفار

ابن أسيد، الصفار: 4314- ابن أسيد: الجَلِيْلُ الصَّالِحُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَسِيدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن الحسن بن المُحَدِّثِ أَسِيْدِ بنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ المَدِيْنِيُّ. حَدَّثَ عَنِ: الحَافِظ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ البآر وَيَحْيَى بنُ مَنْدَة وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل. وَكَانَ ذَا عِلْمٍ وَرِئَاسَةٍ وَأَصَالَةٍ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. 4315- الصَّفَّارُ 1: مُفْتِي نَيْسَابُوْر، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ حَبِيْبِ بنِ عَبْدُوْسٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الصَّفَّارُ. سَمِعَ: أَبَا نُعَيْمٍ المِهْرَجَانِي، وَأَبَا الحَسَنِ العَلَوِيّ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ الحَاكِم. وَعَنْهُ: زَاهِرٌ وَوجيهٌ ابْنَا الشَّحَّامِيّ، وَغَيْرهُمَا. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: تَفَقَّهَ بِأَبِي مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيّ، وَخَلَفه فِي حَلْقته لَمَّا حَجَّ، وَسَمِعْتُ أَبَا عَاصِم العَبَّادِي يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَن فُتْيَا مِنَ الصَّفَّار وَلاَ أَصوب. قَالَ السَّمْعَانِيّ: تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَقِيْلَ: فِي ربيع الأول.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 299"، والعبر "3/ 268"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 331".

صاحب الجبلي، ابن بابشاذ، أبو عمرو بن مندة

صاحب الجبلي، ابن بابشاذ، أبو عمرو بن مندة: 4316- صاحب الجبلي 1: الأَدِيْبُ شَاعِرُ بَغْدَاد أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ المُؤَدِّبُ. يَرْوِي عَنْ: أَبِي عَلِيّ بنِ شَاذَانَ. وَعَنْهُ: أَبُو غَالِبٍ القَزَّاز وَجَمَاعَة. وَنَظْمُهُ بَدِيْع. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ نَيِّفٌ وَثَمَانُوْنَ سنة. 4317- ابن بابشاذ 2: إِمَامُ النُّحَاةِ أَبُو الحَسَنِ طَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بَابشَاذ المِصْرِيُّ الجَوْهَرِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. قَدِمَ بَغْدَاد تَاجراً فِي اللُؤْلُؤ وَأَخَذَ عَنْ عُلَمَائِهَا ثُمَّ قُرِّرَ لَهُ الذّهبُ فِي ديوَان الإِنشَاء لِيُحَرِّرَ عربيَّة التَّرَسُّل. أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ الفَحَّام وَمُحَمَّدُ بنُ بَرَكَات السَّعيدي. ثُمَّ تزهد وتعبد ولزم جامع مصر. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة سقط مِنَ المنَارَة فَتَلِف. 4318- أَبُو عَمْرٍو بنُ مَنْدَةَ 3: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المُسْنِدُ الكَبِيْرُ أَبُو عَمْرٍو عبد الوهاب بن الحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن الحافظ محمد بن يحيى ابن مَنْدَةَ العَبْدِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ أَحَدُ الإخوَة وَكَانَ أَصْغَر مِنْ أَخويه الحَافِظ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُبيدِ الله.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 101"، والإكمال لابن ماكولا "3/ 227"، والأنساب للسمعاني "3/ 183"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 135". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 309"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 17"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 515"، والعبر "3/ 271"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 105"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 333". 3 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 5"، والعبر "3/ 282"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 348".

سَمِعَ: أَبَاهُ فَأَكْثَر وَأَبَا إِسْحَاقَ بنَ خُرَّشِيذ قُوْلَه وَأَبَا عُمَر بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ السُّلَمِيّ وَأَبَا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بن يَوَه وَجَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الفَقِيْه وَمُحَمَّدَ بن إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ وَأَبَا بَكْرٍ بنَ مَرْدَوَيْه وَخَلْقاً بِأَصْبَهَانَ وَأَبَا سَعِيْدٍ مُحَمَّدَ بنَ مُوْسَى الصَّيْرَفِيّ وَطَبَقَته بِنَيْسَابُوْرَ وَسَمِعَ: بَشِيْرَاز وَهَمَذَان وَمَكَّة وَالرَّيّ. وَكَانَ يُسَافرُ فِي التجَارَة وَلَهُ فَوَائِدُ فِي عِدَّة أَجزَاء مَرْويَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: المُؤتمَنُ السَّاجِيّ وَابْنُه يَحْيَى بن عَبْدِ الوَهَّابِ الحَافِظُ وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل التَّيْمِيّ وَأَبُو نَصْرٍ أحمد ابن عُمَرَ الغَازِي وَأَخُوْهُ خَالِدُ بنُ عُمَرَ وَأَبُو سعد أحمد بن محمد بن البَغْدَادِيّ وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَتْح المُلَقَّب بِالغِيج وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل وَالحَسَنُ بنُ العَبَّاسِ الرُّسْتمِي وَمَسْعُوْدُ بنُ الحَسَنِ الثَّقَفِيّ وَأَبُو الخَيْرِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ البَاغْبَان وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَكَانَ طَوِيْل الرّوح عَلَى الطَّلبَة طيِّبَ الْخلق مُحسناً مُتوَاضعاً. كَانَ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الأَرَامل. قَالَ وَلده يَحْيَى: فَضَائِلُه كَثِيْرَة. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة وَكَانَ رحيماً لِلفُقَرَاء وَلَهُ أَوْلاَد: مُحَمَّدٌ وَإِسْحَاق وَعَبْد الْملك وَإِبْرَاهِيْم وَيَحْيَى وَعَائِشَة. وَأُمُّهم هِيَ فَاطِمَة بِنْت الشَّيْبَانِيّ. سَمِعْتُ أَبِي أَبَا عَمْرٍو: كَانَ أَبِي رُبَّمَا أَنَامنِي إِلَى جَنْبِهِ فِي الفِرَاش وَكَانَ أَسْمَرَ وَكُنْت أَبيضَ فَكَانَ يُمَازحنِي وَيُعَانقنِي. قَالَ أبو سعد السمع: اني: رَأَيتُهم بِأَصْبَهَانَ مُجْتَمِعين عَلَى الثنَاء عَلَى أَبِي عَمْرٍو وَالمَدْحِ لَهُ وَكَانَ شَيْخُنَا إِسْمَاعِيْلُ الحَافِظُ مُكْثِراً عَنْهُ وَكَانَ يُثنِي عَلَيْهِ وَيُفضِّله عَلَى أَخِيْهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَقَالَ المُؤتَمَنُ السَّاجِيّ: لَمْ أَرَ شَيْخاً أَقعدَ وَلاَ أَثْبَتَ مِنْ عَبْدِ الوَهَّابِ فِي الحَدِيْثِ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ حَتَّى فَاضَتْ نَفْسُه وَفُجِعْتُ بِهِ. قَالَ يَحْيَى: مَاتَ أَبِي فِي تَاسع عشر جُمَادَى الآخِرَة سَنَة خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ قُدَامَةَ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ سُلَيْمَان عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُؤَذِّنُ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَة أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا أَبِي أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْر حَدَّثَنَا أَزْهَرُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: أَنَّ أَنَس بن مَالِكٍ كَانَ إِذَا دَخَلَ الخلاَء وُضِعَ لَهُ أُشنَان وَمَاء. هَذَا خَبَر صَحِيْح موقُوف. وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ السِّمْسَار، وَأَبُو الفَضْلِ المُطَهِّر بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البُزَانِي، وَأَبُو أَحْمَدَ جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الطُّلَيْطُلِي عَنْ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَسَهْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ الغَازِي، وَفِيْهَا بِاخْتِلاَفٍ الحَافِظ الأَمِيْرُ أَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلا.

كلار

4319- كلار 1: الشَّيْخُ المُسْندُ الصَّالِحُ بَقِيَّةُ المَشَايِخِ أَبُو مَنْصُوْرٍ عبد الرحمن ابن مُحَمَّدِ بنِ عَفِيْفٍ البُوْشَنْجِيُّ، الهَرَوِيُّ، المَعْرُوف بكُلاَر، وَبكُلاَرِي. سَمِعَ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن أَبِي شُرَيْح، وَكَانَ هُوَ وَبِيْبَى آخر أَصْحَابه مَوْتاً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ طَاهِر، وَوجيهٌ الشَّحَّامِيّ، وَزُهَيْرُ بنُ عَلِيٍّ السَّرْخَسِيّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ السَّنْجَبَسْتِي، وَفُضَيْلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَأَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، وَعبدُ الجَلِيْل بنُ أَبِي سَعْدٍ، وَمُحَمَّد بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفُضِيْلِي، وَمَنْصُوْرُ بنُ عَلِيٍّ الحُجْرِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ وُثِّق. وَقَعَ لِي جزءٌ مِنْ طرِيقه. تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ بِبُوشَنْج. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَلَوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَلَبِيّ فِي وَقتين، أَخْبَرَكُمَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَا وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ مِنْ أَبَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ خَمْسَ مائَةِ حَدِيْث. أَوْ ذكر أَكْثَر فَأَخْبَرَنِي حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ فَعَرَضتُهَا عَلَيْهِ فَمَا عَرَفَ مِنْهَا إلَّا اليَسِيْرَ خَمْسَةً أَوْ سِتَّةَ أَحَادِيْثَ فَتَرَكتُ الحَدِيْثَ عَنْهُ. أَخْرَجَهَا مُسْلِم فِي مقدمَة "الصَّحِيْح" عَنْ سُوَيْد، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً عالية بدرجة.

_ 1 ترجمته في تبصير المنتبه "3/ ص 1199".

الزينبي

4320- الزينبي 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ الزَّاهِدُ الشَّرِيْفُ مُسْنِدُ الوَقْتِ أَبُو نصر محمد ابن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد بنِ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن الإِمَامِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنُ عَلِيِّ بنِ البَحْرِ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ الزَّيْنَبِيُّ البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وثمانين وثلاث مائة. أرخه السمعاني. وَسَمِعَ: أَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ بنِ زُنْبُوْر وَأَبَا الحَسَنِ بنَ الحمَّامِي وَغَيْرهُم. وَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنِ المُخَلِّص وَابْن زُنْبُوْر فِي الدُّنْيَا. رَوَى عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ وَابْنُ الخَاضبَة وَالبَرَدَانِي وَابْنُ طَاهِر وَمُؤْتَمن السَّاجِيّ وَأَبُو نَصْرٍ الغازِي وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ وَعَلِيُّ بنُ طِرَاد وَأَخُوْهُ مُحَمَّد وَوجيهٌ الشَّحَّامِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ الشهرزورِي المَوْصِلِيّ وَقَاضِي سِنجَار مُظَفَّرُ بنُ أَبِي أَحْمَدَ وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُؤَيَّدِ بِاللهِ وأبو الفضل محمد ابن عُمَرَ الأُرْمَوِيّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ المَادح وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ آخِرُهم مَوْتاً هِبَةُ اللهِ بن أَحْمَدَ الشِّبْلِي وَبَقِيَ بَعْدَهُ يَرْوِي عَنْهُ بِالإِجَازَة أَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّي. قَالَ السَّمْعَانِيّ: أَبُو نَصْرٍ شَرِيْفٌ زَاهِد صَالِحٌ ديِّن مُتَعَبِّدٌ هجر الدُّنْيَا فِي حَدَاثته وَمَال إِلَى التَّصُوْف وَكَانَ مُنْقَطِعاً فِي رِبَاط شَيْخ الشُّيُوْخ أَبِي سَعْدٍ انْتَهَى إِلَيْهِ إِسْنَادُ البَغَوِيّ وَرَحَلَ إِلَيْهِ الطلبَةُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا الفَضْل ابْنَ المُهْتَدِي بِاللهِ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ إِذَا قُرِئَ عَلَيْهِ اللحنُ رَدَّهُ لَكَثْرَةِ مَا قُرِئَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الأَجزَاء. قَالَ: وَسَمِعْتُ إِسْمَاعِيْل الحَافِظ بِأَصْبَهَانَ يَقُوْلُ: رَحل أَبُو سَعْدٍ البَغْدَادِيّ إِلَى أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ فَدَخَلَ بَغْدَادَ وَلَمْ يَلحقه فَحين أُخْبِرَ بِمَوْته خرق ثَوْبه وَلَطَمَ وَجَعَلَ يَقُوْلُ: مِنْ أَيْنَ لِي عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ؟ فَسَأَلتُ إِسْمَاعِيْلَ عَنِ الزَّيْنَبِيّ فَقَالَ: زَاهِدٌ صَحِيْحُ السَّمَاع آخر مَنْ حَدَّثَ عَنِ المُخَلِّص. قَالَ السَّمْعَانِيّ وَغَيْرهُ: مَاتَ فِي الحَادِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَة سَنَة تِسْعٍ وسبعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 238"، والإكمال لابن ماكولا "4/ 202"، والأنساب للسمعاني "6/ 346"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 33"، والعبر"3/ 295"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 364".

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ المُعَدَّل، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد، أخبرنا محمد ابن عُبيد الله، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ بِلاَل -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى بَيْنَ العَمُودَيْنِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فِي جَوْفِ الكَعْبَةِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِم، عَنْ أَبِي الربيع. تم الجزء الثالث عشر ويليه: الجزء الرابع عشر، وأوله: النوقاني.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "504"، ومسلم "1329"، وأبو داود "2023"، و "2024"، و "2025"، والنسائي "5/ 217"، وابن ماجه "3063".

فهرس موضوعات الجزء الثالث عشر: فهرس الموضوعات: الصفحة الموضوع 5 3726- ابن الفرضي، عبد الله بن محمد بن يوسف. 6 3727- صاحب اليمن، عبد الله بن محمد بن يوسف. 6 3728- العبقسي، أحمد بن إبراهيم ابن أحمد. 8 3729- ابن كج، يوسف بن أحمد. 8 3730- ابن أبي حديد، محمد بن أحمد بن عثمان. 9 3731- بهاء الدولة، أحمد بن عضد الدولة. 9 3732- المجبر، أحمد بن محمد بن موسى. 10 3733- أبو الحسن أحمد بن محمد ابن أحمد. 10 3734- ابْنُ أَبِي زَمَنِيْنَ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ. 11 3735- ابن الباقلاني، محمد بن الطيب. 13 3736- أبو حامد الإسفراييني، أحمد ابن أبي طاهر. 15 3737- ابن بيري، أبو بكر بن عبيد ابن الفضل. 15 3738- ابن خزافة، على بن محمد بن علي. 16 3739- الخزاعي، على بن أحمد بن محمد. 16 3740- السليماني، أحمد بن على بن عمرو. 18 3741- ابن حامد، الحسن بن حامد ابن علي. 18 3742- ابْنُ وَجْهِ الجَنَّةِ، يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 19 3743- ابن الرسان، أحمد بن فتح. 19 3744- لحية الزبل، سعيد بن عثمان. 20 3745- ابن المكوي، أحمد بن عبد الملك. 20 3746- الصعلوكي، سهل بن الإمام.

21 3747- ابْنُ اللَّيْثِ، الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ. 22 3748- ابن فطيس، عبد الرحمن بن محمد. 23 3749- أبو حمد الفرضي، عبيد الله ابن محمد. 24 3750- ابن فورك، محمد بن الحسن. 26 3751- باديس بن منصور بن يوسف. 26 3752- ابْنُ اللَّبَّانِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحسن. 27 3753- أبو علي الروذبادي، الحسن بن محمد. 27 3754- ابْنُ ثَرْثَالٍ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أحمد. 28 3755- ابْنُ البَيِّعِ، عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ. 28 3756- ابن مهدي، عبد الواحد بن محمد. 29 3757- أبو علي الفارسي، عبد الملك ابن محمد. 30 3758- ابن أبي الفوارس، محمد بن أحمد بن محمد. 31 3759- أبو عمر الهاشمي، القاسم بن جعفر. 32 3760- الإدريسي، عبد الرحمن بن محمد. 33 3761- أَبُو مَسْعُوْدٍ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ. 34 3762- عميد الجيوش، الحسين بن أبي جعفر. 35 3763- الحليمي، الحسين بن الحسن 36 3764- ابن نبانة، عبد العزيز بن عمر. 37 3765- الخوارزمي، محمد بن موسى. 37 3766- ابن جوله، عبد الله بن أحمد. 37 3767- السقطي، عبيد الله بن محمد. 38 3768- ابن حبيب، الحسن بن محمد. 39 3769- ابن حبيب، عبد الرحمن بن محمد. 39 3770- عبد الله بن يوسف. 39 3771- النجاد، على بن القاسم. 40 3772- ابن بالويه، عبد الرحمن بن محمد. 40 3773- ابن الدباغ، خلف بن القاسم. 41 3774- الشيرازي، أحمد بن عبد الرحمن. 42 3775- القاضي عبد الجبار بن أحمد. 43 3776- الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ.

43 3777- السلمي، محمد بن الحسين. 48 3778- الخركوشي، عبد الملك بن أبي عثمان. 49 3779- الجراحي، عبد الجبار بن محمد. 50 3780- ابن رزقويه، محمد بن أحمد. 51 3781- خلف بن محمد بن على. 52 3782- الشَّيْبَانِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرٍ. 52 3783- ظفر بن محمد بن أحمد. 53 3784- المهلبي، حمزة بن عبد العزيز. 54 3785- المحاملي، محمد بن أحمد ابن القاسم. 54 3786- ابن برهان، الحسين بن عمر. 55 3787- ابن الدلم، صدقة بن محمد. 55 3788- منير بن أحمد بن الحسن. 55 3789- عبد الغني بن سعيد بن علي. 58 3790- أَبُو الفَضْلِ التَّمِيْمِيُّ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَبْدِ العزيز. 58 3791- أبو منصور الأزدي، محمد بن محمد. 59 3792- أبو أحمد منصور بن محمد. 59 3793- ابن جهضم، على بن عبد الله. 60 3794- ابن محمش، محمد بن محمد بن محمش. 61 3795- طغان خان. 61 3796- الناصر، على بن حمود بن ميمون. 61 3797- ابن بابك، عبد الصمد بن منصور. 62 3798- ابن سراقة، محمد بن يحيى. 62 3799- فخر الملك، محمد بن على ابن خلف. 63 3800- المستعين، سليمان بن الحكم. 64 3801- الرضي، محمد بن الطاهر. 65 3802- الجرجاني، محمد بن إبراهيم. 66 3803- ابن المتيم، أحمد بن محمد. 67 3804- تمام بن محمد بن عبد الله. 68 3805- الحفار، هلال بن محمد. 69 3806- المزكي، يحيى بن المحدث. 70 3807- ابن ميلة، على بن ماشاذه. 72 3808- الرازي، أحمد بن الحسن بن بندار. 72 3809- عبد الرحيم بن إلياس. 73 3810- الماليني، أحمد بن محمد بن أحمد. 74 3811- غنجار، محمد بن أحمد بن محمد

75 3812- ابْنُ السَّقَّا، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ. 75 3813- اليزدي، أحمد بن عبد الرحمن. 76 3814- النقاش، محمد بن على بن عمرو. 77 3815- ابن مردويه، أحمد بن موسى. 79 3816- ابن بشران، على بن محمد ابن عبد الله. 80 3817- ابن النحاس، عبد الرحمن بن عمر. 81 3818- محمد بن أسد. 81 3819- على بن هلال بن البواب. 83 3820- البسطامي، محمد بن الحسين. 84 3821- العيسوي، على بن عبد الله. 84 3822- ابن دوست، أحمد بن المحدث. 85 3823- صريع الدلاء، محمد بن عبد الواحد. 86 3824- القزاز، محمد بن جعفر. 87 3825- الراشد بالله، الحسن بن جعفر. 87 3826- الغضائري، الحسين بن الحسن بن محمد. 88 3827- الغضائري، الحسين بن عبيد الله. 88 3828- ابن الحاج، أحمد بن محمد ابن الحاج. 89 3829- القطان، محمد بن الحسن بن محمد. 90 3830- الوهراني، عبد الرحمن بن عبد الله. 90 3831- العبدوبي، عمر بن أحمد. 92 3832- ابن حسنون، أحمد بن محمد ابن أحمد. 93 3833- ابن المنذر، الحسن بن الحسن. 93 3834- ابْنُ أَبِي كَامِلٍ، الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ. 94 3835- الباشاني، محمد بن على بن الحسين. 94 3836- النعيمي، أحمد بن الفضل. 94 3837- ابن المسلمة، أحمد بن محمد ابن عمر. 95 3838- حمد بن عمر بن أحمد. 95 3839- القنازعي، عبد الرحمن بن مروان. 96 3840- الشَّيْخُ المُفِيْدُ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ. 97 3841- سلطان الدولة، فناخسرو بن الملك بهاء الدولة.

98 3842- المستظهر بالله، عبد الرحمن ابن هشام. 98 3843- الحناط، خلف بن عمر. 98 3844- الخصيب بن عبد الله بن محمد. 99 3845- الصيرفي، محمد بن موسى. 100 3846- ابن خواستي، عبد العزيز بن جعفر. 101 3847- أبو إسحاق الأسفراييني، إبراهيم بن محمد. 102 3848- الحيري، أحمد بن أبي الحسن. 104 3849- الستيتي، أحمد بن محمد بن سلامة. 104 3850- ابن أبي الشواب، أحمد بن محمد. 105 3851- العكبري، عمر بن أحمد بن عثمان. 105 3852- الرباطي، محمد بن عبد الله. 105 3853- المسبحي، محمد بن عبيد الله. 106 3854- التباني، الحسين بن أحمد بن على. 106 3855- أبو أسامة الهروي، محمد بن أحمد. 107 3856- ابن دراج، أحمد بن محمد. 107 3857- ابن أبي نصر، عبد الرحمن ابن أبي نصر. 108 3858- الكاغدي، منصور بن نصر. 109 3859- الرزاز، على بن أحمد بن محمد. 110 3860- ابن مخلد، محمد بن محمد. 110 3861- ابن الفخار، محمد بن عمر ابن يوسف. 112 3862- ابن العجوز، عبد الرحيم بن أحمد. 112 3863- صالح بن مرداس. 113 3864- إسماعيل بن ينال. 113 3865- الجمال، الحسين بن إبراهيم. 113 3866- البجاني، الحسين بن عبد الله. 114 3867- القراب، إسماعيل بن الحافظ. 115 3868- ابن العالي، أحمد بن محمد ابن منصور. 116 3869- التهامي، على بن محمد بن فهد. 116 3870- الجرجرائي، محمد بن إدريس. 116 3871- ابن فنجويه، الحسين بن محمد. 117 3872- الجارودي، محمد بن أحمد. 118 3873- السكري، عبد الله بن يحيى.

119 3874- سابور بن أدشير. 119 3875- غلام محسن، أحمد بن إبراهيم. 119 3876- ابْنُ حِيْدٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ. 120 3877- السهلي، أحمد بن محمد. 120 3878- السليطي، أحمد بن محمد بن الحسين. 120 3879- المعاذي، الحسين بن أحمد. 121 3880- الجصاص، طاهر بن حسن. 122 3881- النسائي، محمد بن زهير. 122 3882- الربعي، على بن عيسى. 122 3883- ابن مرزوق، أحمد بن محمد القاسم. 123 3884- ابن المغربي، على بن الحسين. 124 3885- المستكفي، محمد بن عبد الرحمن. 125 3886- ابن عبدان، على بن الحافظ أحمد. 125 3887- ابن شهريار، الفضل بن عبيد الله. 126 3888- ابن الخلال، محمد بن عبد الرحمن. 126 3889- عبد المحسن بن محمد. 127 3890- ابن هارون، محمد بن أحمد. 127 3891- أبو صادق، محمد بن أحمد ابن محمد. 128 3892- الحمامي، على بن أحمد. 129 3893- ابن المحاملي، أحمد بن محمد. 129 3894- القفال، عبد الله بن أحمد. 130 3895- مشرف الدولة بن بهاء الدولة. 131 3896- الطرازي، على بن محمد بن محمد. 132 3897- الحرفي، عبد الرحمن بن عبيد الله. 132 3898- عطية بن سعيد بن عبد الله. 134 3899- الجويري، عبد الرحمن بن محمد. 134 3900- ابن شاذان، الحسن بن أبي بكر. 136 3901- اللالكائي، هبة الله بن الحسن. 136 3902- الخرجاني، على بن أحمد بن محمد. 137 3903- أبو الحسن على بن محمد. 137 3904- الخرقاني، على بن أحمد. 138 3905- ابن زهر، محمد بن مروان. 138 3906- القطان، محمد بن يوسف بن أحمد. 139 3907- ابن نجاح، يحيى بن نجاح. 139 3908- الصباغ، محمد بن الطيب بن سعد.

139 3909- الفشيديزجي، الحسين بن الخضر. 140 3910- ابْنُ ذُنِّيْنَ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 140 3911- ابن كردان، على بن طلحة. 141 3912- الأردستاني، محمد بن إبراهيم. 141 3913- الفارسي، محمد بن إبراهيم. 142 3914- القاضي عبد الوهاب. 143 3915- ابن شبانة، عبد الرحمن بن محمد. 143 3916- الذكواني، محمد بن أبي على أحمد. 144 3917- أبو طاهر بن سلمة، الحسين ابن على. 145 3918- الثعلبي، أحمد بن محمد. 146 3919- الثعالبي، عبد الملك بن محمد. 146 3920- ابن منجويه، أحمد بن على ابن محمد. 147 3921- النجيرمي، يوسف بن يعقوب. 148 3922- المفسر، منصور بن الحسين ابن محمد. 148 3923- القومساني، محمد بن أحمد. 148 3924- حمزة بن محمد. 149 3925- ابن الحذاء، محمد بن يحيى. 149 3926- النعيمي، على بن أحمد. 151 3927- الأرموي، عبد الغفار بن عبد الواحد. 151 3928- عمر بن إبراهيم. 152 3929- ابن مصعب، محمد بن على ابن إبراهيم 153 3930- ابن بشران، عبد الملك بن محمد. 154 3931- المنيني، محمد بن رزق الله. 155 3932- أبو نعيم، أحمد بن عبد الله ابن أحمد. 160 3933- البرقاني، أحمد بن محمد. 162 3934- المري، عبد الوهاب بن عبد الله. 163 3935- السهمي، حمزة بن يوسف. 164 3936- ابن دوست، عثمان بن محمد ابن يوسف. 164 3937- مهيار بن مرزويه. 165 3938- ابن بكير، محمد بن عمر. 165 3939- ابن غرسيه، عبد الرحمن بن سعيد. 166 3940- المرزوقي، أحمد بن محمد ابن الحسن. 167 3941- ابن نظيف، محمد بن الفضل. 168 3942- المنقي أحمد بن طلحة.

168 3943- ابن عبد كويه، على بن يحيى. 169 3944- طلحة بن على. 170 3945- يحيى بن عمار. 172 3946- السلطان، محمود بن سيد الأمراء. 178 3947- مسعود. 178 3948- ابْن الطُّبَيزِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ. 181 3949- الميداني، عبد الوهاب بن جعفر. 181 3950- ابن دراج، أحمد بن محمد. 182 3951- ابن شهيد، أحمد بن أبي مروان. 182 3951- ابن شهيد، أحمد بن أبي مروان. 182 3952- تراب بن عمر. 183 3953- الفلكي، على بن الحسين بن أحمد. 183 3954- الرزجاهي، محمد بن عبد الله. 184 3955- الزيدي، على بن محمد. 185 3956- ابن السمسار، على بن موسى. 186 3957- صاعد بن محمد بن أحمد. 186 3958- سيار بن يحيى بن محمد. 186 3959- ابن عليك، عبد الرحمن بن الحسن. 187 3960- ابن دوست عبد الرحمن بن محمد بن محمد. 187 3961- القيشطالي، عتمان بن أحمد ابن محمد. 188 3962- الدزبري، نوشتكين بن عبد الله التركي. 188 3963- شعيب بن عبد الله بن المنهال. 189 3964- الرخجي، الحسين. 189 3965- الكسار، أحمد بن الحسين. 189 3966- ابن رزمة، محمد بن عبد الواحد. 190 3967- ابن فاذشاه. 191 3968- ذو القرنين، وجيه الدولة. 191 3969- الإدريسي، القاسم بن حمود ابن ميمون. 192 3970- الأملوكي، المسدد بن على. 192 3971- الإسماعيلي، المفضل بن إسماعيل. 192 3972- الخولاني. 192 3973- الإسماعيلي، السري بن أبي سعد. 193 3974- الدبوسي، عبد الله بن عمر. 194 3975- الحوفي، على بن إبراهيم. 194 3976- الرازي، أحمد بن علي. 194 3977- البراذعي، خلف بن أبي القاسم.

195 3978- ابن غالب، عبد الله بن غالب. 195 3979- الزهري، عمر بن إبراهيم. 195 3980- جهور بن محمد. 196 3981- ابن شعيب، الحسن بن محمد. 196 3982- الطحان، عبد الباقي بن محمد. 197 3983- ابن كردي، أحمد بن محمد ابن علي. 197 3984- ابن عباد، محمد بن إسماعيل. 198 3985- الأردستاني، محمد بن عبد الواحد. 199 3986- ابن سينا، الحسين بن عبد الله. 202 3987- ذو القرنين، وجيه الدولة. 202 3988- المحاملي، أحمد بن عبد الله. 203 3989- ابن الحارث. 203 3990- الحيري، إسماعيل بن أحمد. 204 3991- ابن رامش، منصور بن رامش. 204 3992- ابن مغلس، عبد العزيز بن أحمد. 205 3993- المعتلي، يحيى بن على بن حمود. 205 3994- ابن شهاب، الحسن بن شهاب. 206 3995- ابن باكويه، محمد بن عبد الله. 207 3996- أبو عمران الفاسي، موسى ابن عيسى. 208 3997- بشرى، ابن مسيس. 209 3998- محمد بن عوف. 210 3999- ابن المزكي، محمد بن المحدث أبي إسحاق إبراهيم. 211 4000- القرشي، سعيد بن العباس. 211 4001- النصروبي، عبد الرحمن بن حمدان. 212 4002- أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ، عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد. 217 4003- محمد بن عيسى. 217 4004- المستغفري، جعفر بن محمد. 218 4005- الحنائي، على بن محمد بن إبراهيم. 219 4006- الطلمنكي، أحمد بن محمد. 221 4007- ابن مغيث، يونس بن عبد الله. 222 4008- القراب، إسحاق بن أبي إسحاق. 222 4009- عبد القاهر بن طاهر. 223 4010- أبو منصور الأيوبي.

223 4011- ابن الميراثي، أحمد بن محمد ابن عيسى. 224 4012- القدوري، أحمد بن محمد ابن أحمد. 224 4013- الأبهري، جعفر بن محمد بن الحسين. 225 4014- جلال الدولة، فيروزجرد. 225 4015- الأزهري، عبيد الله بن أحمد. 226 4016- المُهَلَّبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي صُفْرَةَ. 226 4017- ابْنُ ماما، أحمد بن محمد بن أحيد. 227 4018- الربعي، على بن الحسن بن على. 228 4019- الدلوبي، أحمد بن محمد بن أحمد. 228 4020- الجرجرائي، على بن أحمد. 229 4021- المنازي، أحمد بن يوسف. 229 4022- التياني، تمام بن غالب بن عمر. 229 4023- الصفار، عبد الرحمن بن أحمد بن عمر. 230 4024- ابْنُ مِيْقُلَ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد. 230 4025- أبو الحسين البصري، محمد ابن على. 231 4026- المرتضى، على بن حسين بن موسى. 232 4027- مكي بن أبي طالب حموش. 233 4028- الخلال، الحسن بن أبي طالب. 234 4029- ابن ريذة، محمد بن عبد الله ابن أحمد 235 4030- أَبُو حَسَّانٍ المُزَكِّي، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جعفر. 236 4031- الخلال، الحسين بن الحسن. 236 4032- ابن غيلان، محمد بن محمد ابن إبراهيم. 238 4033- ابن شاهين، عبيد الله بن أبي حفص. 238 4034- ابن حمصة، على بن عمر الحراني. 239 4035- العتيقي، أحمد بن محمد بن أحمد. 239 4036- ابن سختام. 240 4037- البرمكي. 241 4038- الكراعي، أحمد بن على بن حسين. 242 4039- ابن العلاف، محمد بن على ابن محمد. 242 4040- الذكواني، عبد الرحمن بن أبي بكر. 243 4041- القزويني، على بن عمر بن محمد.

245 4042- الفارسي، على بن محمد بن على. 246 4043- ابن عابد، محمد بن عبد الله. 247 4044- الصيمري، الحسين بن على. 247 4045- الجويني، عبد الله بن يوسف. 248 4046- الطناجيري، الحسين بن على ابن عبيد. 248 4047- ابْنُ مُنِيْرٍ، عَلِيُّ بنُ مُنِيْرِ بنِ أَحْمَدَ. 249 4048- الوزير، محمد بن جعفر بن محمد. 249 4049- ابن حمدان، أبو محمد الحسن بن الحسين. 250 4050- حفيد المقتدر، الحسن بن عيسى. 250 4051- الميهني، فضل بن أبي الخير. 250 4052- السواق، محمد بن محمد. 251 4053- اللبيدي، أبو القاسم بن محمد. 251 4054- خاموش، أحمد بن الحسن. 253 4055- على بن ربيعة. 253 4056- الصوري، محمد بن علي. 256 4057- أبو كاليجار، مرزبان بن سلطان الدولة. 256 4058- العزيز، أبو منصور بن جلال الدولة أبي طاهر. 257 4059- قرواش، معتمد الدولة بن حسام الدولة. 258 4060- صاحب غزنة والهند، مودود ابن مسعود. 258 4061- ابن سعدان محمد بن عبد السلام. 258 4062- العلوي، محمد بن علي. 260 4063- ابن فدوية، محمد بن إسحاق. 260 4064- ابْنُ صَخْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ. 261 4065- أبو طاهر بن عبد الرحيم. 262 4066- ابن المذهب، الحسن بن على. 263 4067- العمري، ناصر بن الحسين. 264 4068- سليم بن أيوب. 265 4069- ابن سلوان، محمد بن يحيى. 266 4070- ابن أبي نصر، محمد بن الشيخ. 267 4071- أخوه، أحمد بن عبد الرحمن. 267 4072- التنوخي، على بن القاضي. 268 4073- السمناني، محمد بن أحمد. 269 4074- وابنه، أحمد بن أبي جعفر. 269 4075- الكسائي، على بن عبيد الله. 269 4067- ابن اللبان، عبد الله بن محمد.

270 4077- أبو نصر السجزي، عبيد الله ابن سعيد. 272 4078- العالي بالله، إدريس بن يحيى. 272 4079- عبد الله بن الوليد. 273 4080- الخفاف، عمر بن الحسين. 273 4081- حكم بن محمد. 274 4082- الناصحي، عبد الله بن الحسين. 274 4083- ابْنُ مِسْكِيْنٍ، عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ اللهِ. 274 4084- الغندجاني، عبد الملك بن عبد الله. 275 4085- ابن المعتز، عبيد الله بن المعتز. 275 4086- الباقلاني، على بن إبراهيم. 276 4087- ابن حمدان، محمد بن أحمد ابن على 277 4088- الطفال، محمد بن الحسين بن محمد. 277 4089- العادل، عبد الرحيم بن حسين. 278 4090- الخليلي، الخليل بن عبد الله. 279 4091- أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ. 282 4092- السعدي، أبو الفضل محمد ابن أحمد. 282 4093- النوقاني: أبو منصور محمد ابن محمد. 283 4094- ابْنُ المَأْمُوْنِيِّ: القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِشَامٍ. 283 4095- حجاج بن القاسم بن محمد ابن هشام. 283 4096- مَنْصُوْرُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ أَبُو القَاسِمِ. 284 4097- الخوارزمي: أبو سعيد أحمد ابن محمد. 284 4098- ابن مأمون: أبو غانم حميد ابن المأمون. 284 4099- ابن مسرور: أبو حفص عمر ابن أحمد. 285 4100- القَادِسِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ. 286 4101- أحمد بن محمد بن عبدوس الزغفراني. 286 4102- الأهوازي: أبو على الحسن ابن على. 288 4103- الأزجي: أبو القاسم عبد العزيز. 289 4104- عَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الغَافِرِ. 290 4105- الخولاني: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ.

290 4106- ابن الصباغ: أبو طاهر محمد ابن عبد الواحد. 291 4107- أبو العلاء: أحمد بن عبد الله. 299 4108- الصابوني: أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن. 302 4109- الخَبَّازِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ. 302 4110- عميد الرؤساء: أبو طالب محمد بن الوزير أبي الفضل. 303 4111- ابن بطال: أبو الحسن على بن خلف ابن بطال. 303 4112- العشاري: أبو طالب محمد ابن على. 304 4113- ابن الترجمان: أبو الحسين محمد بن الحسين. 305 4114- الحمال: أبو الحسن رافع بن نصر. 305 4115- أَبُو الفَرَجِ الدَّارِمِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ. 306 4116- الفالي: أبو الحسن على بن أحمد. 307 4117- السمان: أبو سعد إسماعيل ابن على. 309 4118- ابن بشران: أبو بكر محمد بن أبي القاسم. 310 4119- أبو مسعود البجلي: أحمد بن محمد. 311 4120- الماوردي: أبو الحسن على بن محمد. 313 4121- الجوهري: أبو محمد الحسن ابن علي. 314 4122- السميساطي: أبو القاسم على ابن محمد. 315 4123- الجيلي: أبو إسحاق إبراهيم ابن العباس. 315 4124- سبط بحرويه: أبو القاسم إبراهيم بن منصور. 316 4125- ابن عمروس: أبو الفضل محمد بن عبيد الله. 316 4126- أبو يعلي الصابوني: إسحاق ابن عبد الرحمن بن أحمد. 317 4127- أَبُو عَمْرٍو الدَّانِي: عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عثمان. 322 4128- النرسي: أبو الحسين محمد ابن أبي نصر أحمد بن محمد. 322 4129- ابن الآبنوسي = أبو الحسين محمد بن أحمد. 323 4130- العَيَّارُ: أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد. 325 4131- القاضي أبو يَعْلَى: مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خلف.

326 4132- القُضَاعِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمَةَ بن جعفر. 327 4133- المَغْرِبِيُّ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ خلف. 328 4134- كله: أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ. 328 4135- ابن غزو: أبو مسلم عبد الرحمن بن غزو. 329 4136- ابن حمدون: أبو بكر محمد ابن محمد بن حمدون. 330 4137- الوني: أبو عبد الله الحسين ابن محمد بن عبد الواحد. 331 4138- الذُّهْلِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حُمَيْدِ بنِ على. 331 4139- الكنجروذي: أبو سعد محمد ابن عبد الرحمن بن محمد. 332 4140- البَحِيْرِيُّ: أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البحيري. 333 4141- ابن رضوان: أبو الحسن على ابن رضوان. 334 4142- جغريبك: داود بن ميكائيل ابن سلجوقي. 334 4143- طغرلبك: محمد بن ميكائيل السلجوقي. 336 4144- ينال: إبراهيم بن ميكائيل السلجوقي الملك. 337 4145- قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق. 333 4146- الكُنْدُرِيُّ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ محمد. 338 4147- الريولي: أبو محمد القاسم ابن الفتح بن محمد. 339 4148- الإسكاف: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد. 339 4149- نَصْرُ الدَّوْلَةِ: أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ بنِ دوسْتكَ. 341 4150- الملك الرحيم: أبو نصر خسرو بن الملك أبي كاليجار. 341 4151- الراغب: أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل. 341 4152- الكراجلي: أبو الفتح محمد بن على الكراجلي الشيعي. 341 4153- ابن أبي شمس: أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى. 342 4154- أَبُو طَاهِرٍ الثَّقَفِيُّ: أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ أحمد الثقفي. 343 4155- ابْنُ بَرْهَانَ: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ على بن برهان. 344 4156- ابن شاهين: أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ. 345 4157- أَبُو حَاتِمٍ القَزْوِيْنِيُّ: مَحْمُوْدُ بنُ حَسَنٍ الطَّبَرِيُّ القزويني.

345 4158- ابن شق الليل: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ موسى. 346 4159- الحنائي: أبو القاسم الحسنين ابن محمد بن إبراهيم. 346 4160- صاحب اليمن. 347 4161- البساسيري، أبو الحارث أرسلان التركي البساسيري. 347 4162- صَاحِبُ غَزْنَةَ: فَرُّخْزَادُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ مَحْمُوْدٍ. 348 4163- زهير بن الحسن بن على السرخسي. 348 4164- ابن بندار: أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ بنِ الحسن. 350 4165- الحُصْرِيُّ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ تميم القيرواني. 351 4166- ابن باديس: المعز بن باديس ابن منصور بن بلكين. 351 4167- الجَعْفَرِيُّ: أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ الجعفري. 352 4168- البسطامي: أبو سهل محمد ابن هبة الله بن محمد. 353 4169- ابْنُ سِيْدَه: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المرسي اللغوي. 354 4170- ابن مهربزد: أبو مسلم محمد ابن علي بن محمد بن مهربزد. 354 4171- السروي: أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن موسى السروي. 355 4172- عمر بن منصور بن أحمد البخاري البزار أبو حفص. 355 4173- ابن شمة: أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ عُمَرَ بنِ موسى. 356 4174- الصَّفَّارُ الخَشَّابُ: أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بن محمد. 357 4175- التَّانِيُّ: أَبُو الفَتْحِ مَنْصُوْرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ على. 357 4176- ابن عبد البر: أبو عمر يوسف ابن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّد بنِ عَبْدِ البَرِّ. 363 4177- البيهقي: أبو بكر أحمد بن الحسين بن على الخسروجردي. 366 4178- حيدرة بن الحسين الأمير المؤيد. 367 4179- الكَازَرُوْنِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ بَيَانِ بن محمد. 367 4180- الخضري: أبو عبد الله محمد ابن أحمد الخضري. 368 4181- ابن أبي الطيب: عَلِيُّ بنُ أَبِي الطَّيْبِ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد. 368 4182- اللَّوْزَنْكِيُّ: أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الأَنْدَلُسِيُّ. 369 4183- ثابت بن أسلم أبو الحسن الحلبي. 369 4184- الحَمَّادِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ حَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مكي.

369 4185- الحَلْوَائِيُّ: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ البخاري الحلوائي. 370 4186- ابن سراج: أبو القاسم سراج ابن عبد الله بن محمد بن سراج. 371 4187- القبري: أَبُو شَاكِرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ موهب. 371 4188- العبادي: أبو عاصم محمد ابن أحمد بن محمد العبادي. 372 4189- البَاطَرْقَانِيُّ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ بنِ محمد الأصبهاني. 373 4190- ابْنُ حَزْمٍ: أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بن سعيد. 387 4191- القاضي أبو تمام: علي بن محمد بن الحسن البغدادي. 387 4192- السُّيُوْرِيُّ: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الوارث. 387 4193- ابن المسلمة: أبو جعفر محمد ابن أحمد بن محمد بن عمر. 388 4194- ابن المسلمة: أبو الفرج أحمد ابن محمد بن عمر. 389 4195- رَئِيْسُ الرُّؤسَاءِ: أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بن الشيخ أبي الفرج. 390 4196- الزهراوي: أبو حفص عمر ابن عبيد الله بن يوسف. 391 4197- المأمون: أبو زكريا يحيى بن الأمير إسماعيل بن عبد الرحمن 392 4198- ابن المأمون: أَبُو الغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد. 393 4199- الداوودي: أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّرِ الداوودي. 395 4200- القشيري: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ هَوَازِن بنِ عبد الملك. 398 4201- كريمة بنت أحمد بن محمد ابن حاتم. 399 4202- ابن الخالة: أبو غالب محمد ابن أحمد بن سهل بن بشران. 400 4203- الأسد اباذي: أبو منصور أحمد بن على الأسداباذي. 401 4204- ابن أبي علانة: أبو سعد محمد بن الحسن بن عبد الله. 401 4205- الطريثيثي: أبو الحسن على ابن محمد بن جعفر الطريثيثي أبو الحسن. 401 4206- ابن المهتدي: أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ ابن المهتدي بالله. 402 4207- ابن زيدون: أبو الوليد أحمد ابن عبد الله بن أحمد. 403 4208- ابن المهتدي بالله: أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبيد الله الهاشمي. 404 4209- الحَفْصِيُّ: أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبيد الله.

405 4210- الصَّيْرَفِيُّ: أَبُو بَكْرٍ يَعْقُوْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد. 406 4211- جابر بن ياسين بن حسن أبو الحسن. 406 4212- الغندجاني: أبو محمد الحسن ابن أحمد بن موسى. 408 4213- الكتاني: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد. 408 4214- الإسماعيلي: أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أحمد. 408 4215- الترابي: أبو بكر محمد بن أبي الهيثم عبد الصمد. 409 4216- ابن حيد: أَبُو مَنْصُوْرٍ بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ. 409 4217- محمد بن مكي بن عثمان الأزدي. 410 4218- الأَزْهَرِيُّ: أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ محمد. 411 4219- المليحي: أبو عمر عبد الواحد ابن أحمد. 411 4220- المعتضد: أَبُو عَمْرٍو عَبَّادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. 412 4221- عبد الرحيم بن أحمد بن نصر التميمي البخاري أبو زكريا. 414 4222- القاضي حسين بن محمد بن أحمد المروزي الشافعي أبو علي. 415 4223- ابن الدجاجي: أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَلِيِّ. 415 4224- الفوراني: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُورَان. 416 4225- المَنِيْعِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ حَسَّانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حسان. 47 4226- النخشبي: عبد العزيز بن محمد النسفي. 418 4227- الحسكاني: أَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بن أحمد. 418 4228- أَبُو سَعْدٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ حسكويه. 419 4229- الخَطِيْبُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ ثابت الخطيب. 430 4230- الدربندي: أبو الوليد الحسن ابن محمد بن على. 432 4231- ابن عليك: أبو القاسم على ابن عبد الرحمن بن الحسن. 432 4232- أَبُو الفَرَجِ الجَرِيْرِيُّ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ على البجلي. 433 4233- عَبْدُ الحَقِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ السَّهْمِيُّ. 433 4234- عائشة بنت حسن بن إبراهيم أم الفتح. 434 4235- صر دربعر: أبو منصور على ابن الحسن بن على.

435 4236- ابن السمناني: أَبُو الحُسَيْن أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ. 435 4237- ابن القطان: أبو عمر أحمد ابن محمد بن عيسى. 436 4238- أبو عمر أحمد ابن محمد بن عيسى. 436 4238- القائم: أبو جعفر عبد الله بن القادر بالله أحمد العباسي. 442 4239- المقتدى: أبو القاسم عبيد الله ابن محمد بن القائم بأمر الله. 445 4240- القيرواني: أبو على الحسن ابن رشيق. 445 4241- الإِيْلاَقِيُّ: أَبُو الرَّبِيْع طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ التركي. 446 4242- غَالِبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي اليُمْنِ القيسي. 446 4243- زعيم الملك: أبو الحسن على ابن الحسين بن على. 447 4244- محمد بن عتاب بن محسن الأندلسي. 447 4245- الصريفيني: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ. 449 4246- الشيخ الأجل: أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يوسف. 450 4247- أبو جعفر الطوسي: محمد ابن الحسن بن على الطوسي. 450 4248- ابن حمدان: حسين بن الأمير سيف الدولة حسن التغلبي. 451 4249- حاتم بن محمد بن عبد الرحمن التميمي. 452 4250- ابن يونس: أبو علي الحسن ابن عمر الأصبهاني. 452 4251- العَطَّارُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيِّ. 453 4252- الوَاحِدِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ. 454 4253- الواحدي: أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد. 455 4254- البحيري: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 455 4255- البحيري: أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 455 4256- ابن الحذاء: أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى. 456 4257- ابن سكينة: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حسين بن سكينة. 456 4258- المهرواني: أبو القاسم يوسف ابن محمد المهرواني. 457 4259- الهمذاني: أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ. 458 4260- ابن منده: أبو القاسم عبد الرحمن بن أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ. 461 4261- ابْنِ منده: أبو الحسن عبيد الله بن أبي عبد الله محمد العبدي.

4262 461- أَبُو نَصْرٍ التَّاجِرُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بن محمد النيسابوري. 462 4263- الجُوْرِيُّ: أَبُو مَنْصُوْرٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد الجوري. 463 4264- صاحب حلب: محمود بن الملك صالح بن مرداس الكلابي. 464 4265- الصليحي: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ القَاضِي مُحَمَّدِ بنِ على الصليحي. 465 4266- الباخرزي: أبو الحسن على ابن الحسن بن علي. 465 4267- الزبحي: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عبد الله. 466 4268- الوَخْشِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد. 467 4269- ابن الخلال: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ محمد. 468 4270- الدينوري اللبان: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرَ. 469 4271- ابن حيان: أبو مروان حيان ابن خلف بن حسين بن حيان. 470 4272- ابن النقور: أبو الحسين أحمد ابن محمد بن أحمد. 471 4273- ابن النقور: أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ. 471 4274- ابن طلاب: أَبُو نَصْرٍ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ. 472 4275- الفَارِسِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العزيز الفارسي. 473 4276- ابن المحب: أَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُحِبّ. 474 4277- ابن البناء: أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن البناء. 475 4278- الأنطاكي: أبو عبد الله الحسن "أو الحسين" بن على بن عمر. 476 4279- أَبُو الخَيْرِ الصَّفَّارُ: مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ عبد الله. 476 4280- أَبُو عَلِيٍّ الشَّافِعِيُّ: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحسن. 477 4281- الزَّنْجَانِيُّ: أَبُو القَاسِمِ سَعْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد. 480 4282- ابن منظور: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عيسى. 481 4283- المُلقَابَاذِيُّ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَسَّانِ بنِ محمد. 482 4284- ابْنُ جَدَّا: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بن جدا. 482 4285- العكبري: أبو منصور محمد ابن محمد بن أحمد. 483 4286- هياج بن عبيد الشامي الحطيني الشافعي أبو محمد. 484 4287- الأنماطي: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد.

485 4288- الفضيلي: أبو عاصم الفضيل ابن يحيى بن الفضيل. 486 4289- ابن المزكي: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ. 487 4290- ابن العطار: أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدِ بنِ غالب البغدادي. 487 4291- شَاهْفُوْرُ: أَبُو المُظَفَّرِ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ. 488 4292- ابن البسري: أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن البسري. 489 4293- بيبي بنت عبد الصمد بن على الهرثمية. 489 4294- كُرّكَانُ: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ بنِ عَبْدِ اللهِ. 490 4295- البَسْتِيْغِيُّ: أَبُو سَعْدٍ شَبِيْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بن خشنام. 491 4296- أَبُو مُسْلِمٍ اللَّيْثِيُّ: عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد بن الليث. 492 4297- البياضي: أَبُو جَعْفَرٍ مَسْعُوْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المحسن. 492 4298- حيدرة بن على القحطاني الأنطاكي. 493 4299- ابْنُ مَخْلَدٍ: أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ بن مخلد الأزدي. 494 4300- مكي بن جابار الدينوري أبو بكر. 494 4301- ابن حيوس: أبو الفتيان محمد بن سلطان بن محمد. 495 4302- ألب أرسلان: أبو شجاع محمد بن جغريبك داود بن ميكائيل. 497 4303- ابن أبي الحديد: أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ محمد. 498 4304- أَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ. 500 4305- السُّكَّرِيُّ: أَبُو سَعْدٍ عَلِيُّ بنُ مُوْسَى النَّيْسَابُوْرِيُّ. 501 4306- ابن البسطامي: أبو المعالي عمر بن القاضي محمد. 501 4307- بِنْتُ البِسْطَامِيِّ: عَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ البسطامي. 502 4308- مَلِكُ المَغْرِبِ: أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ اللَّمْتُوْنِيُّ. 504 4309- ابن الشبل: أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الله. 505 4310- أتسز بن أوق الخوارزمي صاحب دمشق. 505 4311- الجُرْجَانِيُّ: أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ القَاهِرِ بنُ عَبْدِ الرحمن. 506 4312- ابن زيرك: أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ. 507 4313- ابن موسى الخياط: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ البغدادي.

508 4314- ابْنُ أَسِيْدٍ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن أسيد الثقفي. 508 4315- الصَّفَّارُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ حبيب. 509 4316- صاحب الجبلي: أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ. 509 4317- ابن بابشاذ: أبو الحسن طاهر ابن أحمد بن بابشاذ. 509 4318- أَبُو عَمْرٍو بنُ مَنْدَةَ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أبي عبد الله محمد. 511 4319- كلار: أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عفيف. 512 4320- الزَّيْنَبِيُّ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الهاشمي. 515 فهرس الموضوعات. 539 فهرس التراجم.

فهرس التراجم على حروف المعجم: الجزء الثالث عشر: الصفحة التراجم: 497 4303- ابن أبي الحديد: أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ محمد. 104 3850- ابن أبي الشوارب، أحمد بن محمد. 368 1481- ابن أبي الطيب عَلِيُّ بنُ أَبِي الطَّيْبِ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد. 30 3758- ابن أبي الفوارس، محمد بن أحمد بن محمد. 8 3730- ابن أبي حديد، محمد بن أحمد بن عثمان. 10 3734- ابْنُ أَبِي زَمَنِيْنَ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ. 341 4153- ابن أبي شمس: أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى. 401 4204- ابن أبي علانة: أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الله. 93 3834- ابْنُ أَبِي كَامِلٍ، الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ. 107 3857- ابن أبي نصر، عبد الرحمن ابن أبي نصر. 266 4070- ابن أبي نصر، محمد بن الشيخ. 508 4314- ابْنُ أَسِيْدٍ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن أسيد الثقفي. 322 4129- ابن الآبنوسي - أبو الحسين محمد بن أحمد. 11 3735- ابن الباقلاني، محمد بن الطيب. 488 4292- ابن البسري: أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن البسري. 501 4306- ابن البسطامي: أبو المعالي عمر بن القاضي محمد. 474 4277- ابن البناء: أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن البناء. 28 3755- ابْنُ البَيِّعِ، عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ. 304 4113- ابن الترجمان: أبو الحسين محمد بن الحسين. 88 3828- ابن الحاج، أحمد بن محمد بن الحاج.

203 3989- ابن الحارث. 149 3925- ابن الحذاء، محمد بن يحيى. 455 4256- ابن الحذاء: أبو عمر أحمد ابن محمد بن يحيى. 399 4202- ابن الخانة: أبو غالب محمد ابن أحمد بن سهل بن بشران. 126 3888- ابن الخلال، محمد بن عبد الرحمن. 467 4269- ابن الخلال، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ محمد. 40 3773- ابن الدباغ، خلف بن القاسم. 415 4223- ابن الدجاجي: أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَلِيِّ. 55 3787- ابن الدلم، صدقة بن محمد. 19 3743- ابن الرسان، أحمد بن فتح. 75 3812- ابن السقا، على بن محمد ابن علي. 185 3956- ابن السمسار، على بن موسى. 435 4236- ابن السمناني: أَبُو الحُسَيْن أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ. 504 4309- ابن الشبل: أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الله. 290 4106- ابن الصباغ: أبو طاهر محمد بن عبد الواحد. 179 3948- ابْن الطُّبَيزِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ. 115 3868- ابْنُ العَالِي، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ. 112 3862- ابن العجوز، عبد الرحيم بن أحمد. 487 4290- ابن العطار، أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدِ بنِ غالب البغدادي. 242 4239- ابْنُ العَلاَّفِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ. 110 3861- ابْنُ الفَخَّارِ، مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ يُوْسُفَ. 5 3726- ابن الفرضي، عبد الله بن محمد بن يوسف. 435 4237- ابن القطان: أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى. 269 4076- ابن اللبان، عبد الله بن محمد. 26 3752- ابْنُ اللَّبَّانِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحسن. 21 3747- ابْنُ اللَّيْثِ، الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ. 392 4198- ابن المأمون: أَبُو الغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد. 283 4094- ابن المأموني: القاسم بن محمد بن. 66 3803- ابن المتيم، أحمد بن محمد.

129 3893- ابن المحاملي، أحمد بن محمد. 473 4276- ابن المحب، أَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُحِبّ. 262 4266- ابن المذهب، الحسن بن على. 210 3999- ابن المزكي، محمد بن المحدث أبي إسحاق إبراهيم. 486 4289- ابن المزكي: أبو بكر محمد ابن يحيى بن إبراهيم. 94 3837- ابْنُ المُسْلِمَةِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ. 388 4194 - ابن المسلمة: أَبُو الفَرَجِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ. 387 4193- ابن المسلمة: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن عمر. 275 4085- ابن المعتز، عبيد الله بن المعتز. 123 3884- ابن المغربي، على بن الحسين. 20 3745- ابن المكوي، أحمد بن عبد الملك. 93 3833- ابن المنذر، الحسن بن الحسن. 401 4206- ابن المهتدي: أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ ابن المهتدي بالله. 403 4208- ابن المهتدي بالله. أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبيد الله الهاشمي. 223 4011- ابْنُ المِيْرَاثِيِّ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى. 80 3817- ابن النحاس، عبد الرحمن بن عمر. 470 4272- ابن النقور: أَبُو الحُسَيْن أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ. 471 4273- ابن النقور: أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ. 509 4317- ابْنُ بَابْشَاذَ: أَبُو الحَسَنِ طَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ بن بابشاذ. 61 3797- ابن بابك، عبد الصمد بن منصور. 351 4166- ابْنُ بَادِيْسَ: المُعِزُّ بنُ بَادِيْسَ بنِ مَنْصُوْرٍ بن بلكين. 206 3995- ابن باكويه، محمد بن عبد الله. 40 3772- ابن بالويه، عبد الرحمن بن محمد. 54 3786- ابن برهان، الحسين بن عمر. 343 4155- ابْنُ بَرْهَانَ: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ على بن برهان. 153 3930- ابن بشران، عبد الملك بن محمد.

79 3816- ابْنُ بِشْرَانَ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله. 309 4118- ابن بشران: أبو بكر محمد بن أبي القاسم. 303 4111- ابن بطال: أبو الحسن علي بن خلف بن بطال. 165 3938- ابن بكير، محمد بن عمر. 348 4164- ابن بندار: أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ بنِ الحسن. 15 3737- ابن بيري، أبو بكر بن عبيد ابن الفضل. 27 3754- ابْنُ ثَرْثَالٍ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أحمد. 482 4284- ابْنُ جَدَّا: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بن جدا. 59 3793- ابن جهضم، على بن عبد الله. 37 3766- ابن جوله، عبد الله بن أحمد. 18 3741- ابْنُ حَامِدٍ، الحَسَنُ بنُ حَامِدِ بنِ عَلِيٍّ. 38 3768- ابن حبيب، الحسن بن محمد. 39 3769- ابن حبيب، عبد الرحمن بن محمد. 373 4190- ابْنُ حَزْمٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بن سعيد. 92 3833- ابْنُ حَسْنُوْنَ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ. 249 4049- ابن حمدان، أبو محمد الحسن بن الحسين. 276 4087- ابن حمدان، محمد بن أحمد بن علي. 450 4248- ابن حمدان، حسين بن الأمير سيف الدولة حسن التغلبي. 329 4136- ابن حمدون، أبو بكر محمد ابن محمد بن حمدون. 238 4043- ابن حمصة، على بن عمر الحراني. 469 4271 - ابن حيان، أبو مروان حَيَّانُ بنُ خَلَفِ بنِ حُسَيْنِ بنِ حَيَّانَ. 119 3876- ابْنُ حِيْدٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ. 409 4216- ابن حيد، أَبُو مَنْصُوْرٍ بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ. 494 4301- ابن حيوس، أبو الفتيان محمد بن سلطان بن محمد. 15 3738- ابن خزافة، على بن محمد ابن علي. 100 3846- ابن خواستي، عبد العزيز بن جعفر. 181 3950- ابن دراج، أحمد بن محمد. 107 3856- ابن دراج، أحمد بن محمد.

187 3960- ابن دوست عبد الرحمن بن محمد بن محمد. 85 3822- ابن دوست، أحمد بن المحدث. 164 3936- ابْنُ دُوْسْتَ، عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ. 140 3910- ابْنُ ذُنِّيْنَ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 204 3991- ابن رامش، منصور بن رامش. 50 3780- ابن رزقويه، محمد بن أحمد. 189 3966- ابن رزمة، محمد بن عبد الواحد، 333 4141- ابن رضوان، أبو الحسن على بن رضوان. 234 4029- ابْنُ رِيْذَةَ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد. 138 3905- ابن زهر، محمد بن مروان. 402 4207- ابن زيدون، أَبُو الوَلِيْدِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن أحمد. 506 4312- ابن زيرك، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ. 239 4036- ابن سختام. 370 4186- ابن سراج: أبو القاسم سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج. 62 3798- ابن سراقة، محمد بن يحيى. 258 4061- ابن سعدان، محمد بن عبد السلام. 456 4257- ابن سكينة: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حسين بن سكينة. 265 4069- ابن سلوان، محمد بن يحيى. 353 4169- ابْنُ سِيْدَه: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المرسي اللغوي. 199 3986- ابن سينا، الحسين بن عبد الله. 134 3900- ابن شاذان، الحسن بن أبي بكر. 238 4033- ابن شاهين، عبيد الله بن أبي حفص. 344 4156- ابن شاهين: أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ. 143 3915- ابن شبانة، عبد الرحمن بن محمد. 196 3981- ابن شعيب، الحسن بن محمد. 354 4158- ابن شق الليل: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ موسى. 355 4173- ابن شمة: أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ عُمَرَ بنِ موسى. 205 3994- ابن شهاب، الحسن بن شهاب

125 3887- ابن شهريار، الفضل بن عبيد الله. 182 3951- ابن شهيد، أحمد بن أبي مروان. 260 4064- ابْنُ صَخْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ. 471 4274- ابن طلاب: أَبُو نَصْرٍ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ. 246 4043- ابن عايد، محمد بن عبد الله. 197 3984- ابن عباد، محمد بن إسماعيل. 357 4176- ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: أَبُو عُمَرَ يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ البَرِّ. 168 3943- ابن عبد كويه، على بن يحيى. 125 3886- ابن عبدان، على بن الحافظ أحمد. 186 3959- ابن عليك، عبد الرحمن بن الحسن. 432 4231- ابن عليك: أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحسن. 316 4125- ابن عمروس: أبو الفضل محمد بن عبيد الله. 195 3978- ابن غالب، عبد الله بن غالب. 165 3939- ابن غرسيه، عبد الرحمن بن سعيد. 328 4135 - ابن غزو: أبو مسلم عبد الرحمن بن غزو. 236 4032- ابْنُ غَيْلاَنَ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ. 190 3967- ابن فاذشاه. 260 4063- ابن فدويه، محمد بن إسحاق. 22 3748- ابن فطيس، عبد الرحمن بن محمد. 116 3871- ابن فنجويه، الحسين بن محمد. 24 3750- ابن فورك، محمد بن الحسن. 8 3729- ابن كج، يوسف بن أحمد. 140 3911- ابن كردان، على بن طلحة. 140 3911- ابْنُ كُرْدِي، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ. 226 4017- ابْنُ مَامَا، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْيَدَ. 284 4098- ابن مأمون، أبو غانم حميد بن المأمون. 60 3794- ابن محمش، محمد بن محمد بن محمش. 110 3860- ابن مخلد، محمد بن محمد.

493 4299- ابن مخلد: أبو الحسن محمد ابن محمد بن مخلد الأزدي. 77 3815- ابن مردويه، أحمد بن موسى. 122 3883- ابن مرزوق، أحمد بن محمد القاسم. 284 4099- ابن مسرور: أبو حفص عمر ابن أحمد. 274 4083- ابْنُ مِسْكِيْنٍ، عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ اللهِ. 152 3929- ابن مصعب، محمد بن على ابن إبراهيم. 204 3992- ابن مغلس، عبد العزيز بن أحمد. 221 4007- ابن مغيث، يونس بن عبد الله. 146 3920- ابن منجويه، أحمد بن على ابن محمد. 461 4261- ابن منده: أبو الحسن عبيد الله بن أبي عبد الله محمد العبدي. 458 4260- ابن منده: أبو القاسم عبد الرحمن بن أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ. 480 4282- ابْنِ منظور: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عيسى. 248 4047- ابْنُ مُنِيْرٍ، عَلِيُّ بنُ مُنِيْرِ بنِ أَحْمَدَ. 28 3756- ابن مهدي، عبد الواحد بن محمد. 354 4170- ابن مهربزد: أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن مهربزد. 507 4313- ابن موسى الخياط: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ البغدادي. 230 4024- ابْنُ مِيْقُلَ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد. 70 3807- ابن ميلة، على بن ماشاذه. 36 3764- ابن نباتة، عبد العزيز بن عمر. 139 3907- ابن نجاح، يحيى بن نجاح. 167 3941- ابن نظيف، محمد بن الفضل. 127 3890- ابن هارون، محمد بن أحمد. 18 3742- ابْنُ وَجْهِ الجَنَّةِ، يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 452 4250- ابن يونس: أبو على الحسن بن عمر الأصبهاني. 23 3749- أبو أحمد الفرضي، عبيد الله ابن محمد. 59 3792- أبو أحمد منصور بن محمد. 106 3855- أبو أسامة الهروي، محمد بن أحمد. 101 3847- أبو إسحاق الأسفراييني، إبراهيم بن محمد.

10 3733- أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ. 137 3903- أبو الحسن على بن محمد. 230 4025- أبو الحسين البصري، محمد ابن على. 476 4279- أبو الخير الصغار: محمد بن موسى بن عبد الله. 279 4091- أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ. 291 4107- أبو العلاء: أحمد بن عبد الله. 432 4232- أَبُو الفَرَجِ الجَرِيْرِيُّ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ على البجلي. 305 4115- أبو الفرج الدارمي: محمد ابن عبد الواحد. 58 3790- أَبُو الفَضْلِ التَّمِيْمِيُّ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَبْدِ العزيز. 450 4247- أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوْسِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ على الطوسي. 345 4157- أبو حاتم القزويني: محمود ابن حسن الطبري القزويني. 13 3736- أبو حامد الإسفراييني، أحمد بن أبي طاهر. 235 4030- أَبُو حَسَّانٍ المُزَكِّي، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جعفر. 212 4002- أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ، عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد. 418 4228- أَبُو سَعْدٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ حسكويه. 127 3891- أَبُو صَادِق، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ. 498 4304- أَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ. 342 4154- أَبُو طَاهِرٍ الثَّقَفِيُّ: أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ أحمد الثقفي. 144 3917- أَبُو طَاهِرٍ بنُ سَلَمَةَ، الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ. 261 4065- أبو طاهر بن عبد الرحيم. 27 3753- أبو على الروذباري: الحسن بن محمد. 476 4280- أَبُو عَلِيٍّ الشَّافِعِيُّ: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحسن. 29 3753- أَبُو عَلِيٍّ الفَارِسِيُّ، عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ. 31 3759- أبو عمر الهاشمي، القاسم ابن جعفر. 207 3996- أبو عمران الفاسي، موسى ابن عيسى. 317 4127- أَبُو عَمْرٍو الدَّانِي، عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عثمان. 509 4318- أَبُو عَمْرٍو بنُ مَنْدَةَ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أبي عبد الله محمد. 256 4057- أبو كاليجار، مرزبان بن سلطان الدولة.

310 4119- أبو مسعود البجلي: أحمد بن محمد. 33 3761- أَبُو مَسْعُوْدٍ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ. 491 4296 - أَبُو مُسْلِمٍ اللَّيْثِيُّ: عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد بن الليث. 58 3791- أبو منصور الأزدي، محمد بن محمد. 223 4010- أبو منصور الأيوبي. 461 4262- أَبُو نَصْرٍ التَّاجِرُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بن محمد النيسابوري. 270 4077- أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ. 155 3932- أبو نُعَيْمٍ، أَحْمَد بن عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ 316 4126- أبو يعلي الصابوني، إسحاق ابن عبد الرحمن بن أحمد. 155 4310- أتسز بن أوق الخوارزمي صاحب دمشق. 286 4101- أحمد بن محمد بن عبدوس الزعفراني. 267 4071- أخوه، أحمد بن عبد الرحمن. 113 3864- إسماعيل بن ينال. 224 4013- الأبهري: جعفر بن محمد بن الحسين. 191 3969- الإدريسي: القاسم بن حمود بن ميمون. 32 3760- الإدريسي: عبد الرحمن بن محمد. 141 3912- الأردستاني، محمد بن إبراهيم. 198 3985- الأردستاني، محمد بن عبد الواحد. 151 3927- الأرموي، عبد الغفار بن عبد الواحد. 288 4103- الأزجي: أبو القاسم عبد العزيز. 225 4015- الأزهري: عبيد الله بن أحمد. 410 4218- الأَزْهَرِيُّ: أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ محمد. 400 4203- الأسداباذي: أبو منصور أحمد بن على الأسداباذي. 43 3776- الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ. 339 4148- الإسكاف، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد. 192 3973- الإسماعيلي، السري بن أبي سعد. 192 3971- الإسماعيلي، المفضل بن إسماعيل.

408 4214- الإسماعيلي: أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أحمد. 192 3970- الأملوكي، المسدد بن على. 475 4278- الأنطاكي: أبو عبد الله الحسن "أو الحسين" بن على بن عمر. 484 4287- الأنماطي: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد. 286 4102- الأهوازي: أبو على الحسن بن علي. 445 4241- الإِيْلاَقِيُّ: أَبُو الرَّبِيْع طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ التركي. 495 4302- ألب أرسلان: أبو شجاع محمد بن جغريبك داود بن ميكائيل. 465 4266- البَاخَرْزِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ علي. 94 3835- الباشاني، محمد بن على بن الحسين. 372 4189- البَاطَرْقَانِيُّ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ بنِ محمد الأصبهاني. 275 4086- الباقلاني، على بن إبراهيم. 113 3866- البجاني، الحسين بن عبد الله. 455 4255- البحيري: أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 332 4140- البَحِيْرِيُّ: أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البحيري. 454 4254- البحيري أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 194 3977- البراذعي، خلف بن أبي القاسم. 160 3977- البرقاني، أحمد بن محمد. 240 4037- البرمكي. 347 4161- البساسيري: أبو الحارث أرسلان التركي البساسيري. 490 4295- البَسْتِيْغِيُّ: أَبُو سَعْدٍ شَبِيْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بن خشنام. 83 3820- البسطامي، محمد بن الحسين. 352 4168- البسطامي: أبو سهل محمد بن هبة الله بن محمد. 492 4297- البياضي: أَبُو جَعْفَرٍ مَسْعُوْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المحسن. 363 4177- البيهقي: أبو بكر أحمد بن الحسين بن على الخسروجردي. 357 4175- الثاني: أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي. 106 3854- التباني، الحسين بن أحمد بن على. 408 4215- الترابي: أبو بكر محمد بن أبي الهيثم عبد الصمد. 267 4072- التنوخي، على بن القاضي. 116 3869- التهامي، على بن محمد بن فهد.

229 4022- التياني: تمام بن غالب بن عمر. 146 3919- الثعالبي، عبد الملك بن محمد. 145 3918- الثعلبي، أحمد بن محمد. 117 3872- الجارودي، محمد بن أحمد. 49 3779- الجراحي، عبد الجبار بن محمد. 65 3802- الجرجاني، محمد بن إبراهيم. 505 4311- الجُرْجَانِيُّ: أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ القَاهِرِ بنُ عَبْدِ الرحمن. 228 4020- الجرجرائي، على بن أحمد. 116 3870- الجرجرائي، محمد بن إدريس. 121 3880- الجصاص، طاهر بن حسن. 351 4167- الجَعْفَرِيُّ، أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ الجعفري. 113 3865- الجمال، الحسين بن إبراهيم. 134 3899- الجوبري، عبد الرحمن بن محمد. 462 4263- الجُوْرِيُّ: أَبُو مَنْصُوْرٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد الجوري. 313 4121- الجوهري: أبو محمد الحسن بن علي. 247 4045- الجويني، عبد الله بن يوسف. 315 4123- الجيلي: أبو إسحاق إبراهيم بن العباس. 132 3897- الحرفي، عبد الرحمن بن عبيد الله. 418 4227- الحسكاني، أبو القاسم عبيد الله بن عبد بن أحمد. 350 4165- الحُصْرِيُّ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ تميم القيرواني. 68 3805- الحفار، هلال بن محمد. 404 4209- الحَفْصِيُّ: أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبيد الله. 369 4185- الحَلْوَائِيُّ: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ البخاري الحلواني. 35 3763- الحليمي، الحسين بن الحسن. 369 4184- الحَمَّادِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ حَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مكي. 305 4114- الحمال: أبو الحسن رافع بن نصر. 128 3892- الحمامي، على بن أحمد. 218 4005- الحنائي، على بن محمد بن إبراهيم. 346 4159- الحنائي، على بن محمد بن إبراهيم. 346 4159- الحنائي: أبو القاسم الحسنين بن محمد بن إبراهيم. 98 3843- الحناط، خلف بن عمر. 194 3975- الحوفي، على بن إبراهيم. 102 3848- الحيري، أحمد بن أبي الحسن.

203 3990- الحيري، إسماعيل بن أحمد. 302 4109- الخَبَّازِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ. 136 3902- الخرجاني، على بن أحمد بن محمد. 137 3904- الخرقاني، على بن أحمد. 48 3778- الخركوثي، عبد الملك بن أبي عثمان. 16 3739- الخزاعي، على بن أحمد بن محمد. 98 3844- الخصيب بن عبد الله بن محمد. 367 4180- الخِضْرِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الخضري. 419 4229- الخَطِيْبُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ ثابت الخطيب. 273 4080- الخفاف، عمر بن الحسين. 233 4028- الخلال، الحسن بن أبي طالب. 236 4031- الخليلي، الخليل بن عبد الله. 37 3765- الخوارزمي، محمد بن موسى. 284 4097- الخوارزمي: أبو سعيد أحمد بن محمد. 192 3972- الخولاني. 290 4105- الخولاني: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ. 393 4199- الداوودي: أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّرِ الداوودي. 193 3974- الدبوسي، عبد الله بن عمر. 430 4230- الدَّرْبَنْدِيُّ: أَبُو الوَلِيْدِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ على. 188 3962- الدزبري، نوشتكين بن عبد الله التركي. 228 4019- الدلوبي، أحمد بن محمد بن أحمد. 468 4270- الدينوري اللبان: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرَ. 242 4040- الذكواني، عبد الرحمن بن أبي بكر. 143 3916- الذكواني، محمد بن أبي على أحمد 331 4138- الذُّهْلِيُّ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حُمَيْدِ بنِ علي. 72 3808- الرازي، أحمد بن الحسن بن بندار. 194 3976- الرازي، أحمد بن علي. 87 3825- الراشد بالله، الحسن بن جعفر. 341 4151- الراغب: أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل.

105 3852- الرباطي، محمد بن عبد الله. 227 4018- الربعي، على بن الحسن بن على. 122 3882- الربعي، على بن عيسى. 189 3964- الرخجي، الحسين. 109 3859- الرزاز، على بن أحمد بن محمد. 183 3954- الرزجاهي، محمد بن عبد الله. 64 3801- الرضي، محمد بن الطاهر. 338 4147- الرّيُوْلِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ القَاسِمُ بنُ الفَتْحِ بنِ محمد. 465 4267- الزبحي: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عبد الله. 477 4281- الزَّنْجَانِيُّ: أَبُو القَاسِمِ سَعْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد. 390 4196- الزهراوي: أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يوسف. 195 3979- الزهري، عمر بن إبراهيم. 184 3955- الزيدي، على بن محمد. 512 4320- الزَّيْنَبِيُّ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الهاشمي. 104 3849- الستيتي، أحمد بن محمد بن سلامة. 354 4171- السَّرَوِيُّ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ موسى السروي. 282 2092- السعدي: أبو الفضل محمد بن أحمد. 37 3767- السقطي، عبيد الله بن محمد. 118 3873- السكري، عبد الله بن يحيى. 500 4305- السُّكَّرِيُّ: أَبُو سَعْدٍ عَلِيُّ بنُ مُوْسَى النَّيْسَابُوْرِيُّ. 172 3946- السلطان، محمود بن سيد الأمراء. 43 3777- السلمي، محمد بن الحسين. 120 3878- السليطي، أحمد بن محمد ابن الحسين. 16 3740- السليماني، أحمد بن على ابن عمرو 307 4117- السمان: أبو سعد إسماعيل بن علي. 268 4073- السمناني، محمد بن أحمد. 314 4122- السميساطي: أبو القاسم على بن محمد. 120 3877- السهلي، أحمد بن محمد. 163 3935- السهمي، حمزة بن يوسف. 250 4052- السواق، محمد بن محمد. 387 4192- السُّيُوْرِيُّ: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الوارث. 52 3782- الشَّيْبَانِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرٍ.

449 4246- الشيخ الأجل: أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يوسف. 96 3840- الشَّيْخُ المُفِيْدُ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ. 41 3774 - الشيرازي، أحمد بن عبد الرحمن. 299 4108 - الصابوني: أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن. 139 3908- الصباغ، محمد بن الطيب ابن سعد. 447 4245- الصريفيني: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ. 20 3746- الصعلوكي، سهل بن الإمام. 356 4174- الصَّفَّارُ الخَشَّابُ: أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بن محمد. 229 4032- الصفار، عبد الرحمن بن أحمد بن عمر. 508 4315- الصَّفَّارُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ حبيب. 463 4265- الصليحي: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ القَاضِي مُحَمَّدِ بنِ على الصليحي. 253 4056- الصوري، محمد بن علي. 99 3845- الصيرفي، محمد بن موسى. 405 4210- الصَّيْرَفِيُّ، أَبُو بَكْرٍ يَعْقُوْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد. 247 4044- الصيمري، الحسين بن على. 196 3982- الطحان، عبد الباقي بن محمد. 131 3896- الطرازي، على بن محمد بن محمد. 401 4205- الطُّرَيْثِيْثِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جعفر الطريثيثي أبو الحسن. 277 4088- الطفال، محمد بن الحسين بن محمد. 219 4006- الطلمنكي، أحمد بن محمد. 248 4046- الطناجيري، الحسين بن على ابن عبيد. 277 4089- العادل، عبد الرحيم بن حسين. 272 4078- العالي بالله، إدريس بن يحيى. 371 4188- العَبَّادِيُّ: أَبُو عَاصِمٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد العبادي. 90 3831- العبدوبي، عمر بن أحمد. 6 3728- العبقسي، أحمد بن إبراهيم بن أحمد. 239 4035- العتيقي، أحمد بن محمد بن أحمد. 256 4058- العزيز، أبو منصور بن جلال الدولة أبي طاهر. 303 4112- العشاري: أبو طالب محمد بن علي.

452 4251- العَطَّارُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيِّ. 105 3851- العكبري، عمر بن أحمد بن عثمان. 482 4285- العُكْبَرِيُّ: أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد. 258 4062- العلوي، محمد بن علي. 263 4067- العمري، ناصر بن الحسين. 323 4130- العَيَّارُ: أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد. 84 3821- العيسوي: على بن عبد الله. 87 3826- الغضائري، الحسين بن الحسن بن محمد. 88 3827- الغضائري، الحسين بن عبيد الله. 274 4084- الغندجاني، عبد الوهاب بن محمد. 406 4212- الغندجاني، أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى. 254 4042- الفارسي، على بن محمد بن على. 141 3913- الفارسي، محمد بن إبراهيم. 472 4225- الفَارِسِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العزيز الفارسي. 306 4116- الفالي: أبو الحسن على بن أحمد. 139 3909- الفشيديزجي، الحسين بن الخضر. 485 4288- الفضيلي: أَبُو عَاصِمٍ الفُضَيْلُ بنُ يَحْيَى بنِ الفُضَيْلِ. 183 3953- الفلكي، على بن الحسين بن أحمد. 415 4224- الفوراني، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُورَان. 436 4238- القائم: أبو جعفر عبد الله بن القادر بالله أحمد العباسي. 285 4100- القَادِسِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ 387 4191- القاضي أبو تمام: علي بن محمد بن الحسن البغدادي. 325 4131- القاضي أبو يَعْلَى: مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خلف. 414 4222- القاضي حسين بن محمد بن أحمد المروزي الشافعي أبو علي. 42 3775- القاضي عبد الجبار بن أحمد. 142 3914- القاضي عبد الوهاب. 371 4178- القبري: أَبُو شَاكِرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ موهب. 224 4012- القدوري: أحمد بن محمد بن أحمد. 222 4008- القراب، إسحاق بن أبي إسحاق.

114 3867- القراب، إسماعيل بن الحافظ. 211 4000- القرشي، سعيد بن العباس. 86 3824- القزاز، محمد بن جعفر. 243 4041- القزويني، على بن عمر بن محمد. 395 4200- القشيري: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ هَوَازِن بنِ عبد الملك. 326 4132- القُضَاعِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمَةَ بن جعفر. 89 3829- القطان، محمد بن الحسين بن محمد. 138 3906- القطان، محمد بن يوسف بن أحمد 129 3894- القفال، عبد الله بن أحمد. 95 3839- القنازعي، عبد الرحمن بن مروان. 148 3923- القومساني: محمد بن أحمد. 445 4240- القيرواني: أبو علي الحسن بن رشيق. 187 3961- القيشطالي، عتمان بن أحمد بن محمد. 367 4179- الكَازَرُوْنِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ بَيَانِ بن محمد. 108 3858- الكاغدي، منصور بن نصر. 407 4213- الكتاني: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد. 341 4152- الكراجكي: أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي الشيعي. 241 4038- الكراعي، أحمد بن على بن حسين. 269 4075- الكسائي، على بن عبيد الله. 189 3965- الكسار، أحمد بن الحسين. 331 4139- الكنجروذي: أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ محمد. 333 4146- الكُنْدُرِيُّ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ محمد. 136 3901- اللالكائي، هبة الله بن الحسن. 251 4053- اللبيدي، أبو القاسم بن محمد. 368 4182- اللَّوْزَنْكِيُّ: أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الأَنْدَلُسِيُّ. 73 3810- الماليني، أحمد بن محمد بن أحمد. 391 4197- المأمون: أبو زكريا يحيى بن الأمير إسماعيل بن عبد الرحمن. 311 4120- الماوردي: أبو الحسن على بن محمد. 9 3732- المجبر، أحمد بن محمد بن موسى.

202 3988- المحاملي، أحمد بن عبد الله. 54 3785- المحاملي، محمد بن أحمد ابن القاسم. 231 4026- المرتضي، على بن حسين بن موسى. 166 3940- المرزوقي، أحمد بن محمد ابن الحسن. 162 3934- المري، عبد الوهاب بن عبد الله. 69 3806- المزكي، يحيى بن المحدث. 105 3853- المسبحي، محمد بن عبيد الله. 98 3842- المستظهر بالله، عبد الرحمن ابن هشام. 63 3800- المستعين، سليمان بن الحكم. 217 4004- المستغفري، جعفر بن محمد. 124 3885- المستكفي، محمد بن عبد الرحمن. 120 3879- المعاذي، الحسين بن أحمد. 411 4220- المعتضد: أَبُو عَمْرٍو عَبَّادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ. 205 3993- المعتلي، يحيى بن على بن حمود. 327 4133- المَغْرِبِيُّ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ خلف. 148 3922- المفسر، منصور بن الحسين ابن محمد. 442 4239- المقتدي: أَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القائم بأمر الله. 481 4283- الملقاباذي: أبو بكر محمد ابن حسان بن محمد. 341 4150- الملك الرحيم: أبو نصر خسرو بن الملك أبي كاليجار. 411 4219- المليحي: أبو عمر عبد الواحد بن أحمد. 229 4021- المنازي، أحمد بن يوسف. 168 3942- المنقي أحمد بن طلحة. 416 4225- المَنِيْعِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ حَسَّانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حسان. 154 3931- المنيني، محمد بن رزق الله. 456 4258- المهرواني: أبو القاسم يوسف بن محمد المهرواني. 226 4016- المهلب بن أحمد بن أبي صفرة. 53 3784- المهلبي، حمزة بن عبد العزيز. 181 3949- الميداني، عبد الوهاب بن جعفر. 250 4051- الميهني، فضل بن أبي الخير.

274 4082- الناصحي، عبد الله بن الحسين. 61 3796- الناصر، على بن حمود بن ميمون. 39 3771- النجاد، على بن القاسم. 147 3921- النجيرمي، يوسف بن يعقوب. 417 4226- النخشبي: عبد العزيز بن محمد النسفي. 322 4128- النرسي: أبو الحسين محمد بن أبي نصر أحمد بن محمد. 122 3881- النسائي، محمد بن زهير. 211 4001- النصروبي، عبد الرحمن بن حمدان. 94 3836- النعيمي، أحمد بن الفضل. 149 3926- النعيمي، على بن أحمد. 76 3814- النقاش، محمد بن على بن عمرو. 282 4039- النوقاني: أبو منصور محمد بن محمد. 457 4259- الهمذاني: أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ. 453 4252- الوَاحِدِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ. 454 4253- الواحدي: أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد. 466 4268- الوَخْشِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد. 249 4048- الوزير، محمد بن جعفر بن محمد. 330 4137- الوني، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الواحد. 90 3830- الوهراني، عبد الرحمن بن عبد الله. 75 3813- اليزدي، أحمد بن عبد الرحمن. 26 3751- باديس، بن منصور بن يوسف. 208 3997- بشرى، ابن مسيس. 501 3781- بِنْتُ البِسْطَامِيِّ: عَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ البسطامي. 9 3731- بهاء الدولة، أحمد بن عضد الدولة. 489 4293- بيبي بنت عبد الصمد بن على الهرثمية. 182 3952- تراب بن عمر. 67 3804- تمام بن محمد بن عبد الله. 369 4138- ثابت بن أسلم أبو الحسن الحلبي. 406 4211- جابر بن ياسين بن حسن أبو الحسن. 334 4142- جغريبك: داود بن ميكائيل ابن سلجوقي.

225 4014- جلال الدولة، فيروز جرد. 195 3980- جهور بن محمد. 451 4249- حاتم بن محمد بن عبد الرحمن التميمي. 283 4095- حَجَّاجُ بنُ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِشَامٍ. 250 4050- حفيد المقتدر، الحسن بن عيسى. 273 4081- حكم بن محمد. 95 3838- حمد بن عمر بن أحمد. 148 3924- حمزة بن محمد. 366 4178- حيدرة بن الحسين الأمير المؤيد. 492 4298- حيدرة بن علي القحطاني الأنطاكي. 251 4054- خاموش، أحمد بن الحسن. 51 3781- خلف بن محمد بن على. 191 3968- ذو القرنين، وجيه الدولة. 389 4195- رئيس الرؤساء: أبو القاسم على بن الحسين بن الشيخ أبي الفرج. 446 4243- زعيم الملك: أبو الحسن على ابن الحسين بن علي. 348 4163- زهير بن الحسن بن على السرخسي. 119 3874- سابور بن أردشير. 315 4124- سبط بحرويه: أبو القاسم إبراهيم بن منصور. 97 3841- سلطان الدولة، فناخسرو بن الملك بهاء الدولة. 264 4068- سليم بن أيوب. 186 3958- سيار بن يحيى بن محمد. 487 4291- شَاهْفُوْرُ: أَبُو المُظَفَّرِ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ. 188 3963- شعيب بن عبد الله بن المنهال. 509 4316- صاحب الجبلي: أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ. 6 3727- صاحب اليمن، عبد الله بن محمد بن يوسف. 346 4160- صاحب اليمن. 463 4264- صاحب حلب: محمود بن الملك صالح بن مرداس الكلابي. 258 4060- صاحب غزنة والهند، مودود بن مسعود. 347 4162- صَاحِبُ غَزْنَةَ: فَرُّخْزَادُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ مَحْمُوْدٍ. 186 3957- صاعد بن محمد بن أحمد. 112 3863- صالح بن مرداس. 434 4235- صردربعر: أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ. 85 3823- صريع الدلاء، محمد بن عبد الواحد.

61 3795- طغان خان. 334 4143- طغرلبك: محمد بن ميكائيل السلجوقي. 169 3942- طلحة بن علي. 52 3783- ظفر بن محمد بن أحمد. 433 4234- عائشة بنت حسن بن إبراهيم أم الفتح. 433 4233- عَبْدُ الحَقِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ السَّهْمِيُّ. 412 4221- عبد الرحيم بن أحمد بن نصر التميمي البخاري أبو زكريا. 72 3809- عبد الرحيم بن إلياس. 289 4104- عَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الغَافِرِ. 55 3789- عبد الغني بن سعيد بن علي. 222 4009- عبد القاهر بن طاهر. 272 4079- عبد الله بن الوليد. 39 3770- عبد الله بن يوسف. 126 3889- عبد المحسن بن محمد. 132 3898- عطية بن سعيد بن عبد الله. 253 4055- على بن ربيعة. 81 3819- على بن هلال بن البواب. 151 3928- عمر بن إبراهيم. 355 4172- عمر بن منصور بن أحمد البخاري البزاز أبو حفص. 34 3762- عبد الجيوش، الحسين بن أبي جعفر. 302 4110- عميد الرؤساء: أبو طالب محمد بن الوزير أبي الفضل. 446 4242- غَالِبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي اليُمْنِ القيسي. 119 3875- غلام محسن، أحمد بن إبراهيم. 74 3811- غنجار، محمد بن أحمد بن محمد. 62 3799- فَخْرُ المُلْكِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ. 337 4145- قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق. 257 4059- قرواش، معتمد الدولة بن حسام الدولة. 489 4294- كُرّكَانُ: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ بنِ عَبْدِ اللهِ. 398 4201- كَرِيْمَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَاتِم. 511 4319- كلار: أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عفيف. 328 4134- كله: أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ. 19 3744- لحية الزبل، سعيد بن عثمان. 81 3818- محمد بن أسد.

447 4244- محمد بن عتاب بن محسن الأندلسي. 209 3998- محمد بن عوف. 218 4003- محمد بن عيسى. 409 4217- محمد بن مكي بن عثمان الأزدي. 178 3947- مسعود. 129 3895- مشرف الدولة بن بهاء الدولة. 232 4027- مكي بن أبي طالب حموش. 494 4300- مكي بن جابار الدينوري أبو بكر. 502 4307- مَلِكُ المَغْرِبِ: أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ اللَّمْتُوْنِيُّ. 283 4096- مَنْصُوْرُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ أَبُو القَاسِمِ. 55 3788- منير بن أحمد بن الحسن. 164 3937- مهيار بن مرزويه. 339 4149- نَصْرُ الدَّوْلَةِ: أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ بنِ دوسْتكَ. 483 4286- هياج بن عبد الشامي الحطيني الشافعي أبو محمد. 269 4074- وابنه، أحمد بن أبي جعفر. 170 3945- يحيى بن عمار. 336 4144- ينال: إبراهيم بن ميكائيل السلجوقي الملك.

الطبقة الخامسة والعشرون

المجلد الرابع عشر بسم الله الرحمن الرحيم الطبقة الخامسة والعشرون: 4321- النوقاني 1: الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، الصَّالِحُ، المُسْنِدُ، أَبُو القَاسِمِ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ زَاهِرِ بنِ مُحَمَّدٍ النُّوْقَانِيُّ ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. سَمِعَ:أَبَا الحَسَنِ العَلَوِيّ، وَأَبَا الطَّيِّب الصُّعْلوكِي، وَعَبْدَ اللهِ بن يُوْسُفَ ابْن بامُويه، وَأَبَا طَاهِرٍ بنَ مَحْمِش، وَعِدَّة بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ بِشْرَان، وَطَبَقَته بِبَغْدَادَ، وَجَنَاح بنَ نذِير المُحَارِبِيّ بِالكُوْفَةِ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ نَظيف بِمَكَّةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الغَازِي، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَاريّ، وَعَبْد الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّامغَانِي، وَسَعِيْدُ بنُ عَلِيٍّ الشُّجَاعِي، وَعَائِشَةُ بِنْتُ أَحْمَد الصَّفَّار، وَأَبُو الفُتوح عَبْدُ اللهِ الخَرْكُوشِي، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ عَلِيٍّ العَلَوِيّ، وَعَبْدُ الْملك بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَامِع خياط الصوف. وَمِنْ سَمَاعَاته كِتَابُ "تَارِيخ يَعْقُوْب الفَسَوِيّ"، مِنِ ابْنِ الفَضْل القَطَّان، عَنِ ابْنِ دُرُسْتَوَيْه، عَنْهُ. قَالَ عبدُ الغَافِرِ الفَارِسِيّ أَوْ غَيْره: تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الطُّوْسِيّ، وَعَقَدَ مَجْلِس الإِملاَء، وَأَفَاد الكَثِيْر، مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة، وَمَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَقَدِيْمُ سَمَاعه بِالحُضُوْر. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: شيخ الشيوخ أبو سعد أحمد بن محمد بنِ دُوست بِبَغْدَادَ، وَجَعْبَرُ بنُ سَابِق الأَمِيْر، وَطَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّحَّامِيّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ قُتُلْمِش صَاحِب قُونيَة، وَأَبُو عَلِيٍّ التُّسْتَرِيّ، وَعَلِيُّ بنُ فَضَّال المُجَاشِعِيّ شَيْخ النَّحْو، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْد اللهِ الصَّرَّام، وَمُسْنِدُ وَقته أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 31"، والعبر "3/ 294"، وشذرات الذهب العماد الحنبلي "3/ 363".

ابن اللالكائي، الشحامي، صاحب الروم

ابن اللالكائي، الشحامي، صاحب الروم: 4322- ابن اللاَّلكائي 1: الفقيه أبو بكر، محمد بن الحَافِظِ هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ مَنْصُوْرٍ الطَّبَرِيُّ، اللاَّلْكَائِيُّ. مِنْ فُقَهَاء الشَّافِعِيَّة بِبَغْدَادَ. رَوَى عَنِ: الحَفَّار، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان، وَابْنِ الفَضْلِ القَطَّان. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَسِبْطُ الخَيَّاط، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 4323- الشَّحَّامي 2: الشَّيْخُ، المُحَدِّثُ، الفَقِيْهُ، الصَّالِحُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، المُسْتَمْلِي، المُعَدَّلُ، أَحَدُ مَنْ عُني بِهَذَا الشَّأْنِ. حَدَّثَ عَنِ: القَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَفضلِ الله المِيهنِي، وَالأُسْتَاذ أَبِي إِسْحَاقَ الإِسفرَايينِيّ، وَصَاعِد بن مُحَمَّدٍ القَاضِي، وَوَالِده الصَّالِحِ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ زَاهِرٌ وَوجيهٌ، وَحَفِيْدَاهُ عبدُ الخَالِق بنُ زَاهِر، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ خَلَفٍ، وَعبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَآخَرُوْنَ. صَنّف كِتَاباً بِالفَارِسيَّة فِي الشرَائِع، وَاسْتملَى عَلَى نظام الملك الوزير، وطائفة. وَكَانَ فَقِيْهاً أَديباً بارعاً، شَاعِراً، بَصِيْراً بِالوثَائِق، صالحا، عابدا، أسمع أولاده وَأَحفَاده، وَحَصَّل لَهم الأَسَانِيْدَ العَالِيَة. مَاتَ: فِي جُمَادَى الأُولَى، سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً رَحِمَهُ اللهُ. 4324- صَاحِبُ الرُّوْمِ 3: السُّلْطَانُ سُلَيْمَانُ بنُ قُتُلْمِش بنِ إِسْرَائِيْلَ بنِ سَلجوق السَّلْجُوقِيُّ، جَدُّ مُلُوْك الرُّوْم. حَاصرَ حلب، فَكَاتِب أَهْلُهَا صَاحِبَ دِمَشْق تتُش بنَ أَلب آرسلاَن، فَسَارَع، فَالتَقَى الجمعَان بِظَاهِرِ حلب، فَانْهَزَم الرُّوميون، وَثبتَ سُلَيْمَانُ، إِلَى أَنْ قُتلَ. وَقِيْلَ: بَلْ قَتَل نَفْسَه بِسكِّيْنٍ عِنْدَ الغَلَبَة. وَكَانَ صَاحِبَ مدينَة قُونيَة4، فَتملَّك بَعْدَهُ ابْنُه قلج آرْسَلاَن، فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 324"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 151". 2 ترجمته في العير "3/ 294- 295"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 363". 3 ترجمته في العبر "3/ 285"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "15/ 420"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 124". 4 قونية: هي من أعظم مدن الإسلام بالروم، وهي وسط تركيا الأسيوية، عاصمة سلطنة الروم، وكان بها وبأقصرى سكنى ملوكها "ياقوت".

الكوسج، حيدرة بن علي، الجهني

الكوسج، حيدرة بن علي، الجهني: 4325- الكَوْسَج: الشَّيْخُ أَبُو المُظَفَّرِ، مَحْمُوْدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ، الأَصْبَهَانِيُّ. رَوَى عَنْ: عَمِّ أَبِيْهِ الحسين بن أَحْمَدَ، وَالحُسَيْنِ بن عَلِيِّ بنِ البَغْدَادِيّ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظ، وَ......... عدلٌ مرضي. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. 4326- حَيْدَرة بن علي 1: ابن محمد، العَلاَّمَةُ أَبُو المُنَجَّا، القَحْطَانِيُّ، الأَنْطَاكِيُّ، المُعَبِّرُ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نَصْرٍ، وَالحَسَنِ بن عَلِيٍّ الكَفَرْطَابِي، وَجَمَاعَة. وَعَنْهُ: هِبَةُ اللهِ بنُ الأَكْفَانِي، وَجمَالُ الإِسْلاَم، وَالقَاضِي يَحْيَى بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيّ. قَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: كتبتُ عَنْهُ بِدِمَشْقَ. وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الدِّين، وَكَانَ يذكر أنه يحفظ في علم التعبير عشرة آلاف وَرقَةٍ وَثَلاَثَ مائَةٍ وَنَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ وَرقَةً. قُلْتُ: يَكُوْنُ هَذَا الْقدر نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ مُجَلَّداً، فالله أعلم بصحة ذلك. 4327- الجُهني: الشَّيْخُ الرَّئِيْسُ، أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ المنثُوْرِ الجُهَنِيُّ، الكُوْفِيُّ، الشِّيْعِيُّ، آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله الجعفي. رَوَى عَنْهُ: عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزَّيدي، وَمُحَمَّدُ بن طرخان، وأبو القاسم بن السَّمَرْقَنْدِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَعَاشَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ، سَنَة سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. كان رديء العقيدة, الله يسامحه.

_ 1 سبقت ترجمته في المجلد الثالث عشر برقم ترجمة عام "4298"، وبتعليقنا رقم "601".

ابن علان، القواس

ابن علان، القواس 4328- ابنُ عَلاَّن: الشَّيْخُ، المُسْنِدُ، الثِّقَةُ، أَبُو الفَرَجِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِلاَّن الكَرَجِي ثُمَّ الكُوْفِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِي الحَسَنِ بن النَّجَّار، وَمُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللهِ الجُعْفِيّ الهَرَوَانِيّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ، وَطَائِفَةٌ آخِرُهم مَوْتاً أَبُو الحَسَنِ بنُ غَبَرَة. قَالَ النَّرْسِيّ: هُوَ ثِقَةٌ مِنْ عُدول الحَاكِم. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ، سَنَة سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: فَهُوَ وَابْنُ المَنْثُوْر الجُهَنِيّ انْتَهَى إِلَيهُمَا عُلوُّ الإِسْنَاد بِالكُوْفَةِ، وَقَدْ مَاتَا فِي شَهْر. وَمَاتَ فِيْهَا التَّاجِرُ الكَبِيْر أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جردة العكبري، وَاقِفُ المَسْجَد المَعْرُوف، وَنعمتُه نَحْوُ ثَلاَثِ مائَةِ ألف دينار. ومقرىء إِشبيلية أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ شُرَيْح الرُّعَيْنِيّ، وَالمُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ بنُ عَطَاءٍ الإِبْرَاهِيْمِيُّ الهَرَوِيّ، وَالعَلاَّمَةُ العَابِدُ أَبُو الوَفَاء طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنِ الحَنْبَلِيّ القَوَّاس، وَمُؤَلّف الفَرَائِض أَبُو حَكِيْمٍ عبد الله بن إبراهيم الخبري. 4329- القَوَّاس 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ، الكَبِيْرُ، أَبُو الوَفَاء، طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، القَوَّاسُ، البَابَصْرِيُّ. سَمِعَ مِنَ: الحَفَّار، وَمَحْمُوْدٍ العُكْبَرِيّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان. وَعَنْهُ: ابْنَا السَّمَرْقَنْدِيّ، وَعَلِيُّ بنُ طِرَاد، وَالأَنْمَاطِيّ. وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلين، صَادِقاً، مُخلصاً، قَانِعاً بِاليَسير. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ، سَنَة ست وسبعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 8- 9"، والعبر "3/ 284"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 351".

أبو إسحاق الشيرازي

4330- أبو إسحاق الشِّيرازِي 1: الشَّيْخُ، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، المُجْتَهِدُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو إسحاق، إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ يُوْسُفَ الفَيْروزآبَادِيُّ، الشيرَازِيُّ، الشَّافِعِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ، قِيْلَ: لَقَبُه جَمَالُ الدِّيْنِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. تَفقه عَلَى: أَبِي عَبْدِ اللهِ البَيْضَاوِيّ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ بن رَامِين بَشِيْرَاز، وَأَخَذَ بِالبَصْرَةِ عَنِ الخَرَزِي. وَقَدِمَ بَغْدَاد سَنَة خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة، فَلزمَ أَبَا الطَّيب، وَبَرَعَ، وَصَارَ مُعيده، وَكَانَ يُضرب المَثَل بفصَاحته وَقوَّةِ مُنَاظرته. وَسَمِعَ من: أبي علي بن شاذان، وأبي بكر البَرْقَانِي، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْد اللهِ الخرجُوشي. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَأَبُو الوَلِيْدِ البَاجِي، والحُميدي، وَإِسْمَاعِيْلُ بن السَّمَرْقَنْدِيّ، وَأَبُو البَدر الكَرْخِيّ، وَالزَّاهِدُ يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ عَبْدِ السَّلاَم، وَأَحْمَدُ بنُ نَصْرِ بن حِمَّان الهَمَذَانِيّ خَاتِمَةُ مِنْ رَوَى عَنْهُ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: هُوَ إِمَامُ الشَّافِعِيَّة، وَمُدَرِّس النِّظَامِيَّة، وَشيخ العَصْر. رَحل النَّاسُ إِلَيْهِ مِنَ البِلاَد، وَقَصدُوْهُ، وَتَفَرَّد بِالعِلْمِ الوَافر مَعَ السيرَةِ الجمِيْلَة، وَالطّرِيقَةِ المَرْضِيَّة. جَاءته الدُّنْيَا صَاغرَةً، فَأَبَاهَا، وَاقتصر عَلَى خُشونَة الْعَيْش أَيَّامَ حيَاتِه. صَنَّف فِي الأُصُوْل وَالفروعِ وَالخلاَفِ وَالمَذْهَب، وَكَانَ زَاهِداً، وَرِعاً، مُتوَاضعاً، ظرِيفاً، كَرِيْماً، جَوَاداً، طَلْقَ الوَجْه، دَائِمَ البِشْر، مليحَ المُحاورَة. حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ كَثِيْرَة. حُكِي عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ نَائِماً بِبَغْدَادَ، فرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! بَلَغَنِي عَنْكَ أَحَادِيْثُ كَثِيْرَةٌ عَنْ نَاقلِي الأَخْبَار، فَأُرِيْد أَنْ أَسْمَع مِنْكَ حَدِيْثاً أَتشرَّف بِهِ فِي الدُّنْيَا، وَأَجعله ذُخراً لِلآخِرَة، فَقَالَ لِي: يَا شَيْخ! -وَسمَّانِي شَيْخاً وَخَاطبنِي بِهِ. وَكَانَ يَفرح بِهَذَا- قل عَنِّي: مَنْ أَرَادَ السَّلاَمَةَ، فَلْيَطْلُبهَا فِي سلاَمَةِ غَيْره. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ هَذَا بِمَرْوَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ حَيْدَر بن مَحْمُوْد الشيرَازِي، أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ. وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: أَنَّ رَجُلاً أَخسَأَ كلبا، فقال: مه! الطريق بينك وبينه.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "9/ 361"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 7-8"، وفيات الأعيان "1/ ترجمة 5"، والعبر "3/ 283"، وطبقات الشافعية للسبكي "4/ 215"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ " وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 349".

وَعَنْهُ: أَنَّهُ اشْتَهَى ثرِيْداً بِمَاء باقلاَّء، قَالَ: فَمَا صَحَّ لِي أَكلُه لاشتغَالِي بِالدَّرس وَأَخَذِي النّوبَة. قَالَ السَّمْعَانِيّ: قَالَ أَصْحَابنَا بِبَغْدَادَ: كَانَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاقَ إِذَا بَقِيَ مُدَّةً لاَ يَأْكُل شَيْئاً، صَعد إِلَى النَّصرِيَّة وَلَهُ بِهَا صَدِيْق، فَكَانَ يَثْرِدُ لَهُ رَغِيْفاً، وَيَشرَبُه بِمَاء البَاقلاَّء، فَرُبَّمَا صعد إِلَيْهِ وَقَدْ فَرغ، فَيَقُوْلُ أَبُو إِسْحَاقَ: {تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} [النَّازعَات: 12] . قَالَ أَبُو بَكْرٍ الشَّاشِيّ: أَبُو إِسْحَاقَ حُجَّةُ اللهِ عَلَى أَئِمَّة العَصْر. وَقَالَ المُوفَّق الحَنَفِيّ: أَبُو إِسْحَاقَ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ فِي الفُقَهَاء. قَالَ القاضي ابن هانىء: إِمَامَانِ مَا اتَّفَقَ لَهُمَا الحَجّ، أَبُو إِسْحَاقَ، وَقَاضِي القُضَاة أَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّامغَانِيّ. أَمَا أَبُو إِسْحَاقَ فَكَانَ فَقيراً، وَلَوْ أَرَادَه لحملُوْهُ عَلَى الأَعْنَاق. وَالآخر لَوْ أَرَادَهُ لأَمكنه عَلَى السُّندس وَالاسْتَبْرق. السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ القَاسِمِ الشَّهْرُزُورِيّ بِالمَوْصِلِ يَقُوْلُ: كَانَ شَيْخُنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: أَيُّ سكتَةٍ فَاتَتْكَ؟!. قَالَ: وَكَانَ يَتَوَسْوَسُ -يعني: في الماء-. وسمعت عبد الوهاب الأَنْمَاطِيّ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ يَتوضَّأُ فِي الشطّ، وَيَشُكُّ فِي غَسْلِ وَجهه، حَتَّى يُغَسِّله مَرَّات، فَقَالَ لَهُ رَجُل: يَا شَيْخ! مَا هَذَا ? قَالَ: لَوْ صَحَّتْ لِيَ الثَّلاَثُ مَا زِدْت عَلَيْهَا. قَالَ السَّمْعَانِيّ: دَخَلَ أَبُو إِسْحَاقَ يَوْماً مَسْجِداً ليتغدَّى، فَنَسِيَ دِيْنَاراً، ثُمَّ ذَكَرَ، فَرَجَعَ، فَوَجَده، فَفَكَّر، وَقَالَ: لَعَلَّهُ وَقَعَ مِنْ غَيْرِي، فَتركه. قِيْلَ: إِنَّ ظَاهِراً النَّيْسَابُوْرِيّ خَرَّجَ لأَبِي إِسْحَاقَ جُزْءاً، فَقَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ. وَمرَّة: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ البَزَّاز. وَمرَّة: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ ابْن أَبِي بَكْرٍ الفَارِسِيّ، فَقَالَ: مَنْ ذَا ? قَالَ: هُوَ ابْنُ شَاذَانَ. فَقَالَ: مَا أُرِيْدُ هَذَا الْجُزْء، التَّدْليسُ أَخُو الْكَذِب. قَالَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ: أَتيت أَبَا إِسْحَاقَ بفُتْيَا فِي الطَّرِيْق، فَأَخَذَ قلم خَبَّازٍ، وَكَتَبَ، ثُمَّ مسحَ الْقَلَم فِي ثَوْبه. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ جَمَاعَة يَقُوْلُوْنَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو إِسْحَاقَ نَيْسَابُوْر رَسُوْلاً تَلَقَّوْهُ، وَحَمَلَ إِمَام الحَرَمَيْنِ غَاشِيَتَه، وَمَشَى بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ: أَفتخِرُ بِهَذَا. وَكَانَ عَامَّة المدرّسين بِالعِرَاقِ وَالجِبَال تلامذته وأتباعه وكفاهم بذلك فَخراً وَكَانَ يُنْشِدُ الأَشعَارَ المَلِيْحَة، وَيُوردُهَا، وَيَحفَظُ مِنْهَا الكَثِيْر. وَعَنْهُ قَالَ: العِلْمُ الَّذِي لاَ يَنْتَفِعُ بِهِ صَاحِبُه أَنْ يَكُوْنَ الرَّجُل عَالِماً وَلاَ يَكُوْن عَامِلاً.

وَقَالَ: الجَاهِلُ بِالعالِمِ يَقتدي، فَإِذَا كَانَ العَالِم لاَ يَعملُ، فَالجَاهِلُ مَا يَرْجُو مِنْ نَفْسِهِ ? فَاللَّهَ اللَّهَ يَا أَوْلاَدِي! نَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ عِلْمٍ يَصِيْر حَجَّةً عَلَيْنَا. قِيْلَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحِيْم بنَ القُشَيْرِيّ جلس بِجَنْبِ الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ، فَأَحسَّ بثِقلٍ فِي كُمِّهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا سيدنَا ? قَالَ: قرصِي الملاَح، وَكَانَ يَحملهُمَا فِي كُمِّهِ لِلتَّكَلُّفِ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: رَأَيْت بخطِّ أَبِي إِسْحَاقَ رُقعة فِيْهَا نُسخَةُ مَا رَآهُ أَبُو مُحَمَّدٍ المزِيديّ: رَأَيْتُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ لَيْلَة جُمُعَةٍ أَبَا إِسْحَاقَ الفِيروزآبَادِيّ فِي مَنَامِي يَطيرُ مَعَ أَصْحَابه فِي السَّمَاءِ الثَّالِثَة أَوِ الرَّابِعَة، فَتحيَّرتُ، وَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا هُوَ الشَّيْخُ الإِمَام مَعَ أَصْحَابه يَطيرُ وَأَنَا مَعَهُم، فَكُنْتُ فِي هَذِهِ الفكرَة إِذْ تلقَّى الشَّيْخَ مَلَكٌ، وَسلَّم عَلَيْهِ عَنِ الرَّبِّ تَعَالَى، وَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَقرَأُ عَلَيْك السَّلاَمَ، وَيَقُوْلُ: مَا تُدَرِّسُ لأَصْحَابك? قَالَ: أُدَرِّس مَا نُقِلَ عَنْ صَاحِب الشَّرع. قَالَ لَهُ الملكُ: فَاقرَأْ عليَّ شَيْئاً أَسْمَعه. فَقَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخُ مَسْأَلَةً لاَ أَذْكُرُهَا. ثُمَّ رَجَعَ المَلَكُ بَعْد سَاعَةٍ إِلَى الشَّيْخ، وَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَقُوْلُ: الحَقُّ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ وَأَصْحَابُك، فَادخُلِ الجَنَّةَ مَعَهُم. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ: كُنْتُ أُعيدُ كُلَّ قِيَاسٍ أَلفَ مرَّة، فَإِذَا فَرغتُ، أَخذتُ قيَاساً آخر عَلَى هَذَا، وَكُنْتُ أُعيْدُ كُلّ دَرْسٍ أَلفَ مرَّة، فَإِذَا كَانَ فِي المَسْأَلَة بَيْتٌ يُسْتَشهدُ بِهِ حَفِظتُ القصيدَة الَّتِي فِيْهَا البَيْت. كَانَ الوَزِيْرُ ابْنُ جَهِير كَثِيْراً مَا يَقُوْلُ: الإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ وَحيدُ عصره، وَفرِيْدُ دَهْرِهِ، وَمُسْتجَابُ الدَّعوَة. قَالَ السَّمْعَانِيّ: لمَا خَرَجَ أَبُو إِسْحَاقَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، خَرَجَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ تَلاَمِذته كَأَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الطَّبرِيّ، وَأَبِي مُعَاذ الأَنْدَلُسِيّ، وَالقَاضِي عليّ المَيَانَجِيّ، وَقَاضِي البَصْرَةِ ابْنِ فِتيَان، وَأَبِي الحَسَنِ الآمِدِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ الزَّنْجَانِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الفَارِقِيّ، وَأَبِي العَبَّاسِ بن الرُّطبِيّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: ولد أبو إسحاق بفيروزاباذ -بُليدَة بفَارِس- وَنَشَأَ بِهَا، وَقرَأَ الفِقْهَ بَشِيْرَاز عَلَى أَبِي القَاسِمِ الدَّارَكِيّ، وَعَلَى أَبِي الطَّيِّب الطَّبَرِيّ صَاحِب المَاسَرْجِسِيّ، وَعَلَى الزَّجَّاجِيّ صَاحِبِ ابْن القَاصّ، وَقرَأَ الكَلاَمَ عَلَى أَبِي حَاتِمٍ القَزْوِيْنِيّ صَاحِبِ ابْن البَاقِلاَّنِيّ، وَخَطُّه فِي غَايَة الرَّدَاءة. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ الجُرْجَانِيّ القَاضِي: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ لاَ يَملك شَيْئاً، بلغَ بِهِ الفَقْر، حَتَّى كَانَ لاَ يَجدُ قُوتاً وَلاَ مَلْبَساً، كنا نأتيه وهو ساكن في القطيعة، فِيقوم لَنَا نِصْف قَوْمَةٍ، كِي لاَ

يظْهر مِنْهُ شَيْءٌ مِنَ العُرِي، وَكُنْتُ أَمْشِي مَعَهُ، فَتعلَّقَ بِهِ باقلاَّنِيّ، وَقَالَ: يَا شَيْخُ! كَسَرْتَنِي وَأَفقرتَنِي! فَقُلْنَا: وَكم لَكَ عِنْدَهُ ? قَالَ: حَبَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ حبتَان وَنِصْف. وَقَالَ ابْنُ الخَاضبَة: كَانَ ابْنُ أَبِي عقيل يَبعث مِنْ صُوْر إِلَى الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ البَدْلَة وَالعِمَامَة المُثَمَّنَة، فَكَانَ لاَ يَلْبَس العِمَامَة حَتَّى يَغسلهَا فِي دِجْلَة، وَيَقْصِد طهَارتهَا. وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ نَزع عِمَامَته -وَكَانَتْ بِعِشْرِيْنَ دِيْنَاراً- وَتوضَأَ فِي دِجْلَة، فَجَاءَ لِصٌّ، فَأَخَذَهَا، وَتركَ عِمَامَةً رديئَةً بَدَلهَا، فَطَلَعَ الشَّيْخ، فَلبِسهَا، وَمَا شعر حَتَّى سَأَلُوْهُ وَهُوَ يدرّس، فَقَالَ: لَعَلَّ الَّذِي أَخَذَهَا مُحْتَاج. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ الخَاضبَة: سَمِعْتُ بَعْض أَصْحَاب أَبِي إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ الشَّيْخ كَانَ يُصَلِّي عِنْد فَرَاغ كُلّ فَصلٍ مِنَ "المُهَذَّب". قَالَ نِظَامُ -المُلك وَأَثْنَى عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ وَقَالَ: كَيْفَ حَالِي مَعَ رَجُل لاَ يُفَرِّقُ بَيْنِي وَبَيْنَ نَهْروز الفَرَّاش فِي المُخَاطبَة? قَالَ لِي: بَارَكَ اللهُ فِيك. وَقَالَ لَهُ لَمَّا صبَّ عَلَيْهِ كَذَلِكَ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: حَكَى أَبِي قَالَ: حضَرتُ مَعَ قَاضِي القُضَاة أَبِي الحَسَنِ المَاورديّ عزَاءً، فَتكلّم الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ وَاجلاً، فَلَمَّا خَرَجْنَا، قَالَ المَاورديّ: مَا رَأَيْتُ كَأَبِي إسحاق! لو رآه الشافعي لتجمل به. أَخْبَرَنِي الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ: سَأَلت شُجَاعاً الذُّهْلِيّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ فَقَالَ: إِمَامُ أَصْحَاب الشَّافِعِيّ وَالمُقَدَّمُ عَلَيْهِم فِي وَقته بِبَغْدَادَ. كَانَ ثِقَةً، وَرِعاً، صَالِحاً، عَالِماً بِالخلاَف عِلْماً لاَ يُشَاركه فِيْهِ أَحَد. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: نَدَبَ المُقتدي بِاللهِ أَبَا إِسْحَاقَ لِلرسليَة إِلَى المعَسْكَر، فَتوجَّه فِي آخِرِ سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ، فَكَانَ يَخْرُجُ إِلَيْهِ أَهْلُ البَلَد بِنسَائِهِم وَأَولأَدْهم يَمْسَحُوْنَ أَرْدَانه*، وَيَأْخذُوْنَ تُرَابَ نَعليه يَسْتَشفُوْنَ بِهِ، وَخَرَجَ الخَبَّازون، وَنثرُوا الْخبز، وَهُوَ يَنهَاهُم، وَلاَ يَنْتهون، وَخَرَجَ أَصْحَاب الفَاكِهَة وَالحلوَاء، وَنثرُوا عَلَى الأَسَاكفَة، وَعملُوا مدَاسَاتٍ صغَاراً، وَنَثَرُوهَا، وَهِيَ تَقَعُ عَلَى رُؤُوْس النَّاسِ، وَالشَّيْخُ يَعْجَبُ، وَقَالَ لَنَا: رَأَيتُم النثار، ما وَصلَ إِلَيْكُم مِنْهُ ? فَقَالُوا: يَا سيّدي! وَأَنْت أَيَّ شَيْءٍ كَانَ حظُّكَ مِنْهُ ? قَالَ: أَنَا غطيت نفسي بالمحفة.

_ * الرُّدن: بالضم: أصل الكُمِّ. يقال: قميصٌ واسع الردن. ابن سيده: الردن مقدم كم القميص، وقيل: هو أسفله، وقيل: هو الكلم كله، والجمع: أردان وأردنه.

قَالَ شِيْرَوَيْه الدَّيلمِيّ فِي "تَارِيخ هَمَذَان": أَبُو إِسْحَاقَ إِمَامُ عصره قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُوْلاً إِلَى السُّلْطَانِ مَلِكْشَاه، سَمِعْتُ مِنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً فَقِيْهاً زَاهِداً فِي الدُّنْيَا عَلَى التّحقيق، أَوحدَ زَمَانه. قال خطيب الموصل أبي الفَضْلِ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: تَوجهتُ مِنَ المَوْصِل سَنَة "459" إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ، فَلَمَّا حضَرتُ عِنْدَهُ رحَّب بِي، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ ? فَقُلْتُ: مِنَ المَوْصِل، قَالَ: مَرْحَباً أَنْتَ بَلديِّي. قُلْتُ: يا سيدنا! أَنْتَ مِنْ فِيروزآبَاد. قَالَ: أَمَا جَمَعتنَا سَفِيْنَةُ نُوْح ? فَشَاهَدتُ مِنْ حُسن أَخلاَقه وَلطَافته وَزُهْده مَا حبَّبَ إِلَيَّ لُزومَه، فَصَحِبته إِلَى أَنْ مَاتَ. تُوُفِّيَ لَيْلَة الحَادِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة بِبَغْدَادَ، وَأُحضر إِلَى دَار أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ المُقتدي بِاللهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَة بَاب أَبرز، وَعُمِلَ العزَاء بِالنّظَامِيَّة، وَصَلَّى عَلَيْهِ صَاحِبُه أَبُو عَبْدِ اللهِ الطَّبرِيّ، ثُمَّ رتَّب المُؤَيَّدُ بنُ نِظَام الْملك بَعْدَهُ فِي تَدْرِيس النّظَامِيَّة أَبَا سَعْد المُتولِّي، فَلَمَّا بلغَ ذَلِكَ النّظَامَ، كتبَ بِإِنْكَار ذَلِكَ، وَقَالَ: كَانَ مِنَ الوَاجِب أَنْ تُغلق المدرسَةُ سَنَةً مِنْ أَجْل الشَّيْخ. وَعَاب عَلَى مَنْ تَولَّى، وَأَمر أَنْ يُدَرِّس الإِمَامُ, أَبُو نَصْرٍ عبدُ السَّيِّد بنُ الصّبَّاغ بِهَا. قُلْتُ: درَّس بِهَا الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ بَعْدَ تَمَنُّع، وَلَمْ يَتَنَاوَل جَامَكِيَّةً أَصلاً، وَكَانَ يَقتصِرُ عَلَى عِمَامَةٍ صغِيرَة وَثَوْبٍ قُطنِي، وَيَقْنَعُ بِالقُوْت، وَكَانَ الفَقِيْهُ رَافِعٌ الحَمَّال رفِيقَه فِي الاشتغَال، فِيحمل شطرَ نَهَاره بِالأُجرَة، وَيُنْفِقُ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى أَبِي إِسْحَاقَ، ثُمَّ إِنَّ رَافِعاً حَجَّ وَجَاور، وَصَارَ فَقِيْهَ الْحرم فِي حُدُوْدِ الأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَمَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ، وَلَمْ يُخَلِّف دِرْهَماً، ولا عليه درهم. وكذا فليكن الزهد، وما تزوج فيها أَعْلَم، وَبِحُسْن نِيتهِ فِي العِلْمِ اشتهرتْ تَصَانِيْفُه فِي الدُّنْيَا، "كَالمهذَّب"، وَ "التَّنْبِيه"، وَ "اللُّمَع في أصول الفقه"، و "شرح اللمع"، و "المعونة فِي الجَدَل"، وَ "الْمُلَخَّص فِي أُصُوْل الفِقْه"، وَغَيْر ذَلِكَ. وَمِنْ شِعْرِهِ: أُحبّ الكَأْسَ مِنْ غَيْرِ المُدَامِ ... وَأَلهُوَ بِالحسَابِ بِلاَ حَرَامِ وَمَا حُبِّي لفاحشةٍ وَلَكِنْ ... رَأَيْتُ الحُبَّ أَخلاَقَ الكِرَامِ وَقَالَ: سَأَلْتُ النَّاسَ عَنْ خلٍّ وفيٍّ ... فَقَالُوا مَا إِلَى هَذَا سَبِيْلُ تَمَسَّكْ إِنْ ظَفِرْتَ بِوُدِّ حرٍّ ... فَإِنَّ الحُرَّ فِي الدُّنْيَا قَلِيْلُ ولعاصم بن الحسن فيه:

تَرَاهُ مِنَ الذَّكَاءِ نَحِيْفَ جسمٍ ... عَلَيْهِ مِنْ تَوَقُّدِهِ دَلِيْلُ إِذَا كَانَ الفَتَى ضَخْمَ المَعَانِي ... فَلَيْسَ يَضِيْرُهُ الجِسْمُ النَّحِيْلُ وَلأَبِي القَاسِمِ بن نَاقيَاء يَرثيه: أَجْرَى المَدَامِعَ بِالدَّمِ المُهْرَاقِ ... خطبٌ أَقَامَ قِيَامَةَ الآمَاقِ خطبٌ شَجَا مِنَّا القُلُوبَ بلوعةٍ ... بَيْنَ التَّرَاقِي مَا لَهَا مِنْ رَاقِ مَا لِلَّيَالِي لاَ تُؤَلِّفُ شَمْلَهَا ... بَعْد ابْن بجدبها أَبِي إِسْحَاقِ إِن قِيْلَ مَاتَ فَلَمْ يَمُتْ مَنْ ذِكْرُهُ ... حيٌّ عَلَى مَرِّ اللَّيَالِي باقِ وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى خُرَاسَانَ، فَمَا دَخَلتُ بلدَة إلَّا كَانَ قَاضِيهَا أَوْ خطيبُهَا أَوْ مُفتيهَا مِنْ أَصْحَابِي. قَالَ أَنْوشتِكين الرضواني: أنشدني أبو إسحاق الشيرازي لنفسه: وَلَوْ أَنِّي جُعِلْتُ أَمِيْرَ جيشٍ ... لَما قَاتَلْتُ إلَّا بِالسُّؤَال لأَنَّ النَّاسَ يَنهزمُوْنَ مِنْهُ ... وَقَدْ ثبتوا لأطراف العوالي

ابن الصباغ

4331- ابن الصَّبَّاغ 1: الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، أَبُو نَصْرٍ، عَبْدُ السَّيِّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ البَغْدَادِيُّ، الفَقِيْهُ المَعْرُوف بِابْنِ الصَّبَّاغ، مُصَنِّفُ كِتَاب "الشَّامل"، وَكِتَاب "الكَامِل"، وَكِتَاب "تذكرَة العَالِم وَالطَّرِيْق السَّالم". مَوْلِده سَنَةَ أَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ بنِ الفَضْلِ القَطَّان، وَأَبَا عَلِيٍّ بن شَاذَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ المُسْنِد أَبُو القَاسِمِ عَلِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ الغازي، وإسماعيل بن محمد التيمي، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنْدِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ أَبُو نَصْرٍ يُضَاهِي أَبَا إِسْحَاقَ الشيرَازِيّ، وَكَانُوا يَقُوْلُوْنَ: هُوَ أَعْرفُ بِالمَذْهَب مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ. وَكَانَتِ الرِّحلَةُ إِلَيهُمَا. وَكَانَ أَبُو نَصْرٍ ثَبْتاً، حُجَّةً، ديِّناً، خَيِّراً، دَرَّس بِالنِّظَامِيَّة بَعْد أَبِي إِسْحَاقَ، وَكُفَّ بَصَرُه فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَحَدَّثَ بجزء ابن عرفة"، عن ابن الفضل. وَقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ تَقيّاً، صَالِحاً، وَ"شَامِلُه" مِنْ أَصحِّ كُتُبِ أَصْحَابِنَا، وَأَثبَتِهَا أَدلَةً، درَّس بِالنّظَامِيَّةِ أَوّل مَا فُتِحَتْ، ثُمَّ عُزِلَ بَعْد عِشْرِيْنَ يَوْماً بِأَبِي إِسْحَاقَ، سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ، وَكَانَ الوَاقف قرَّر أَبَا إِسْحَاقَ، فَاجتمع النَّاسُ، وَتغِيَّب أَبُو إِسْحَاقَ، فَأَحضرُوا أَبَا نَصْر، وَرُتِّب فِيْهَا، فَتَأَلَّمَ أَصْحَابُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَفَتَرُوا عَنْ مَجْلِسِهِ، وَرَاسلُوْهُ بِأَنَّهُ إِنْ لَمْ يُدَرِّس بِالنّظَامِيَّةِ لاَزمُوا ابْن الصَّبَّاغ، وَتركُوهُ فَأَجَابَهُم، وَصُرِفَ ابْنُ الصَّبَّاغ. قَالَ شُجَاعٌ الذُّهْلِيّ: تُوُفِّيَ الشَّيْخ أَبُو نَصْرٍ: فِي يَوْم الثُّلاَثَاء، ثَالِثَ عشرَ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَة سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بدَاره بِدَرْب السَّلُوْلِيّ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: ثُمَّ نُقِلَ إِلَى مَقْبَرَةِ باب حرب.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ ترجمة 14"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 399"، والعبر "3/ 287" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 119"، وشذرا تالذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 355".

ابن الصباغ، ابن الصباغ

ابن الصَّبَّاغ، ابن الصَّبَّاغ: أبوه: 4332- ابن الصَّبَّاغ 1: الإِمَامُ، المُفْتِي، البَارِعُ، العَلاَّمَةُ أَبُو طَاهِرٍ بنُ الصَّبّاغ، الشَّافِعِيُّ، البَيِّعُ. سَمِعَ أَبَا حَفْصٍ بنَ شَاهِيْن، وَعَلِيَّ بن مَرْدك، وَالمُعَافَى الجَرَيْرِيّ، وَأَبَا القَاسِمِ بن حَبَابَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخطيب، وأبو الغنائم النرسي، وغيرهما. قَالَ الخَطِيْبُ: كتبنَا عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً. تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِيّ، وَكَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ لِلفَتْوَى. تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَقَدْ قَاربَ الثَّمَانِيْنَ. وَلَدُهُ: 4333- ابن الصَّبَّاغ 2: العَالِمُ، المُسْنِدُ، العَدْلُ، أَبُو القَاسِمِ، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ السَّيِّدِ ابْنِ الشَّيْخِ أَبِي طَاهِرٍ بنِ الصَّبَّاغِ الشَّاهِدُ. سَمِعَ كِتَاب "السَّبْعَة" لابْنِ مُجَاهِد مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بن هَزَارْمَرْدَ الصَّرِيفِيْنِيّ، وَغَيْر ذلك. وسمع من: أبيه، وطائفة.

_ 1 سبقت ترجمته في الجزء الثالث عشر برقم ترجمة عام "4106"، وبتعليقنا رقم "379". 2 ترجمته في العبر "4/ 115"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 131".

رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِر، وَالسَّمْعَانِيّ، وَالمُؤَيَّدُ بنُ الإِخوَة، وَعُمَرُ بنُ طَبَرزَدْ. وَأَجَاز لأَبِي القَاسِمِ بن صَصْرَى. قَالَ السَّمْعَانِيّ: شَيْخٌ ثِقَةٌ، صَالِح، حَسَنُ السِّيْرَةِ، مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ إِحْدَى وَثَمَانُوْنَ سَنَةً, رَحِمَهُ اللهُ. فَأَبُو نَصْرٍ بنُ الصّبَّاغ أَوَّلُ مَنْ دَرَّسَ بِالنّظَامِيَّةِ، عِنْدَمَا أُديرت سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ، ثُمَّ درَّس الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ، وَعُزِلَ أَبُو نَصْرٍ بَعْد عِشْرِيْنَ يَوْماً، ثُمَّ درَّس بَعْد أَبِي إِسْحَاقَ أَبُو سَعْدٍ المُتولِّي مُدَّة يَسِيْرَة، وَوَلِيَ ابْن الصَّبَّاغِ، ثُمَّ عُزِلَ بَعْد أَشهر بِالمُتولِّي، ثُمَّ بَعْد مَوْته درَّس بِهَا الشَّرِيْف أَبُو القَاسِمِ الدَّبُوسِي إِلَى أَنْ مَاتَ، فَدرَّس الحُسَيْن بنُ مُحَمَّدٍ الطَّبرِيّ، ثُمَّ قَدِمَ الشَّيْخ عَبْدُ الوَهَّابِ بن مُحَمَّدٍ الفَامِيّ، فَدرَّسَا مَعاً مُنَاوبَةً، إِلَى أَنْ عُزِلا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ بِالغَزَّالِي، فَدرَّس أَرْبَعَ سِنِيْنَ، وَحَجَّ، وَنَزَلَ الشَّام، وَنَاب أَخُوْهُ أَحْمَدُ، ثُمَّ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ أُعيد إِلَيْهَا الطَّبرِيّ، فَدرَّس ثَلاَثَةَ أَعْوَام، ثُمَّ درَّس إِلْكِيَا أَبُو الحَسَنِ الهَرَّاسِيّ، إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ "504"، فَدرَّس أَبُو بَكْرٍ الشَّاشِيّ حَتَّى مَاتَ، فَدَرَّس بَعْدَهُ أَسْعَدُ المِيْهَنِيّ، وَعُزِلَ فِي شَوَّال سَنَة "513"، وَدَرَّسَ الأَغرُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الطَّبَرِيّ، وَعُزِلَ سَنَة "17" بِأَبِي الفَتْح بن بَرْهَان، وَعُزِلَ بَعْد أَرْبَعَة أَشهر بِأَبِي الفَتْحِ عبدِ الوَاحِد بنِ حَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاقَرْحِيّ، ثُمَّ بَعْدَ شَهْرَيْنِ أُعِيْدَ المِيْهنِيّ، ثُمَّ بَعْد شَهْرَيْنِ أُعيد ابْنُ بَرْهَان، فَدرَّس درساً، وَعُزل بِأَبِي مَنْصُوْرٍ ابْن الرَّزَّاز، وَعُزِلَ بَعْد أشهر بأبي سعد يَحْيَى بن عَلِيٍّ الحُلْوَانِيّ، ثُمَّ درَّس بَعْدَهُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَن بنُ الفَتَى، سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَمَاتَ، فَأُعيد ابْنُ الرَّزَّاز إِلَى أَنْ عزل بَعْد عشر سِنِيْنَ بِأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللَّطِيْف الخُجَنْديّ، فَدرَّسَ أَشْهُراً، وَخَرَجَ إِلَى أَصْبَهَانَ، فَأُعِيد ابْنُ الرَّزَّاز، ثُمَّ عُزل سَنَة سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فَوُلِيَ حَفِيْدُ الوَاقف أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ نظَام الْملك، ثُمَّ عُزِلَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَدَرَّسَ يُوْسُفُ الدِّمَشْقِيّ، ثُمَّ أُلْزِمَ بَيْتَه بَعْد أُسْبُوْعين، وَدرَّس أَبُو النَّجِيْب السُّهْرَوَرْدِيّ، ثُمَّ عُزِلَ سَنَة سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَأُعيد حَفِيْد الوَاقف، ثُمَّ عُزِلَ بَعْد عشر سِنِيْنَ، وَأُعيد يُوْسُف الدِّمَشْقِيّ، وَدرَّس بَعْدَهُ سَنَة "63" أَبُو جَعْفَرٍ بنُ الصّبَّاغ نِيَابَةً، وَصُرِفَ بَعْدَ ثَلاَث سِنِيْنَ، وَوَلِيَ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الشَّاشِيّ، وَعُزِلَ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ، فَولِيهَا أَبُو الخَيْرِ الطَّالْقَانِيّ، فَدرَّس بِهَا إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً، وَرجع إِلَى بلاَده، فَدرَّس بِهَا أَبُو طَالِبٍ بنُ الخلِّ، ثُمَّ نَاب فِي التَّدرِيس عَلِيُّ بنُ عَلِيٍّ الفَارقِيُّ، ثُمَّ وَلِيهَا سَنَة "593" الْمُجِير مَحْمُوْدُ بنُ المُبَارَكِ البَغْدَادِيّ، إِلَى أَنْ مَاتَ، وَوَلِيهَا يَحْيَى بنُ الرَّبِيْعِ، ثُمَّ بَعْدَهُ يَحْيَى بنُ القَاسِمِ التَّكرِيتِي سَبْع سِنِيْنَ، وَعُزِلَ سَنَة "614" بِمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ فَضلاَن، ثُمَّ عُزِلَ بَعْد عَامين بِمَحْمُوْدِ بنِ أَحْمَدَ الزَّنْجَانِيّ، فَدرَّس مُدَّة، وَبعده فِي رَجَب سَنَة 636 وَلِيهَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ الحُبَير.

إمام الحرمين

4334- إمام الحَرَمين 1: الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، إِمَامُ الحَرَمَيْنِ، أَبُو المَعَالِي، عَبْدُ المَلِكِ ابْنُ الإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ عبد الله بن يوسف بن عبد الله بنِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَيُّوَيْه الجُوَيْنِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، ضِيَاءُ الدِّيْنِ، الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ فِي أَوّل سَنَة تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائة. وَسَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ، وَأَبِي سَعْدٍ النّصرويِيّ، وَأَبِي حَسَّانٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ المُزَكِّي، وَمَنْصُوْر بنِ رَامش، وَعِدَّة. وَقِيْلَ: إِنَّهُ سَمِعَ حُضُوْراً مِنْ صَاحِب الأَصَمّ عَلِيِّ بن مُحَمَّدٍ الطِّرَازِيّ. وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً سمِعنَاهَا. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الفُرَاوِيّ، وَزَاهِرٌ الشَّحَّامِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ المَسْجِدِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَفِي "فُنُوْن" ابْنِ عَقِيْلَ: قَالَ عَمِيْدُ المُلْك: قَدِمَ أَبُو المَعَالِي، فَكلَّم أَبَا القَاسِمِ بن بَرْهَان فِي العبَاد، هَلْ لَهم أَفعَال? فَقَالَ أَبُو المَعَالِي: إِن وَجَدْتَ آيَةً تَقتضِي ذَا فَالحجّةُ لَكَ، فَتلاَ: {وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ} [المُؤْمِنُوْنَ:63] ، وَمَدَّ بِهَا صَوْتَه، وَكَرَّرَ {هُمْ لَهَا عَامِلُونَ} ، وَقوله: {لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التَّوبَة: 42] ، أَي كَانُوا مُسْتطيعين. فَأَخَذَ أَبُو المَعَالِي يَسْتَروحُ إِلَى التَّأْوِيْل، فَقَالَ: وَاللهِ إِنَّكَ بَارِد؛ تَتَأَوّلُ صَرِيحَ كَلاَمِ الله لِتُصَحِّحَ بتَأْويلِكَ كَلاَم الأَشْعَرِيّ, وَأَكَلَّهُ ابْنُ بَرْهَان بِالحُجَّة، فَبُهِتَ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ أَبُو المَعَالِي، إِمَامَ الأَئِمَّة عَلَى الإِطلاَق، مُجمَعاً عَلَى إِمَامتِهِ شرقاً وَغرباً، لَمْ تَرَ العُيُونُ مِثْلَهُ. تَفَقَّهَ عَلَى وَالِده، وَتُوُفِّيَ أَبُوْهُ وَلأَبِي المَعَالِي عِشْرُوْنَ سَنَةً، فَدرَّس مَكَانه، وَكَانَ يَتردَّدُ إِلَى مدرسَة البَيْهَقِيّ، وَأَحْكَمَ الأُصُوْلَ عَلَى أَبِي القَاسِمِ الإِسفرَايينِيّ الإِسكَاف. وَكَانَ يُنْفِقُ مِنْ مِيْرَاثه وَمِنْ مَعلُوْمٍ لَهُ، إِلَى أَنْ ظهر التعصب بين الفريقين، واضطربت الأَحْوَالُ، فَاضطر إِلَى السَّفَر عَنْ نَيْسَابُوْر، فَذَهَبَ إلى المعسكر، ثم إلى بغداد،

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 386"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 18"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 121"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 358".

وَصَحِبَ الوَزِيْرَ أَبَا نَصْر الكُنْدُرِيّ مُدَّة يَطُوْفُ مَعَهُ، وَيلتقِي فِي حضَرتِهِ بكِبَارِ العُلَمَاءِ، وَيُنَاظرهُم، فَتَحَنَّك بِهِم، وَتهذَّب، وَشَاعَ ذِكْرهُ، ثُمَّ حَجَّ، وَجَاوَرَ أَرْبَعَ سِنِيْنَ يَدرِّس، وَيُفْتِي، وَيَجمَعُ طُرُقَ المَذْهَب، إِلَى أَنْ رَجَعَ إِلَى بَلَده بَعْد مُضِيِّ نَوْبَة التَّعَصُّب، فَدرَّس بنظَامِيَّة نَيْسَابُوْر، وَاسْتقَام الأَمْر، وَبَقِيَ عَلَى ذَلِكَ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً غَيْر مُزَاحَم وَلاَ مُدَافَع، مُسَلَّماً لَهُ المِحْرَابُ وَالمِنْبَر وَالخُطبَة وَالتدرِيس، وَمَجْلِسُ الْوَعْظ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَظهرت تَصَانِيْفُهُ، وَحضر دَرسه الأَكَابِرُ وَالجمعُ العَظِيْم مِنَ الطَّلَبَة، كَانَ يَقعدُ بَيْنَ يَدَيْهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلاَث مائَة، وَتَفَقَّهَ بِهِ أَئِمَّة. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ المُنذرِيّ قَالَ: تُوُفِّيَ وَالِد أَبِي المَعَالِي، فَأُقعِد مَكَانه وَلَمْ يُكْمِل عِشْرِيْنَ سَنَةً، فَكَانَ يَدرِّس، وَأَحكم الأُصُوْل عَلَى أَبِي القَاسِمِ الإِسكَاف، وَجَاورَ ثُمَّ رَجَعَ.. إِلَى أَنْ قَالَ: وَسَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي، وَأَبِي سَعْدٍ بن عَليَّك، وَفضلِ الله بن أَبِي الخَيْرِ المِيْهَنِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ البَغْدَادِيّ، وَأَجَاز لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، وَسَمِعَ مِنَ الطّرَازِيّ. كَذَا قَالَ. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: قَرَأْتُ بِخَط أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدٍ بن أَبِي عَلِيٍّ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الفِيروزآبَادِي يَقُوْلُ: تَمَتَّعُوا مِنْ هَذَا الإِمَام، فَإِنَّهُ نُزْهَةُ هَذَا الزَّمَان يَعْنِي أَبَا المعَالِي الجُوَيْنِيّ. وَقَرَأْتُ بخطِّ أَبِي جَعْفَرٍ أَيْضاً: سَمِعْتُ أَبَا المعَالِي يَقُوْلُ: قَرَأْتُ خَمْسِيْنَ أَلْفاً فِي خَمْسِيْنَ أَلْفاً، ثُمَّ خَلَّيْتُ أَهْلَ الإِسْلاَم بِإِسلاَمهم فِيْهَا وَعلُوْمهم الظَّاهِرَة، وَركبتُ البَحْرَ الخِضَمَّ، وَغُصتُ فِي الَّذِي نَهَى أَهْلُ الإِسْلاَم، كُلّ ذَلِكَ فِي طَلَبِ الحَقّ، وَكُنْتُ أَهرُبُ فِي سَالفِ الدَّهْر مِنَ التَّقْلِيد، وَالآنَ فَقَدْ رَجَعت إِلَى كلمَة الحَقّ، عَلَيْكُم بدين العجَائِز، فَإِنْ لَمْ يَدركنِي الحَقّ بِلَطِيفِ برّه، فَأَمُوْت عَلَى دين العجَائِز، وَيُخْتم عَاقبَة أَمرِي عِنْد الرّحيل عَلَى كلمَة الإِخلاَص: لاَ إِلَهَ إلَّا الله، فَالويلُ لابْنِ الجُوَيْنِيّ. قُلْتُ: كَانَ هَذَا الإِمَامُ مَعَ فَرْطِ ذَكَائِهِ وَإِمَامته فِي الْفُرُوع وَأُصُوْلِ المَذْهَب وَقُوَّةِ مُنَاظرته لاَ يَدْرِي الحَدِيْثَ كَمَا يَليق بِهِ لاَ مَتْناً وَلاَ إِسْنَاداً. ذكر فِي كِتَابِ البُرْهَان حَدِيْث مُعَاذٍ فِي القيَاسِ فَقَالَ: هُوَ مدون في الصحاح، متفق على صحته. قُلْتُ: بَلْ مَدَارُه عَلَى الحَارِثِ بنِ عَمْرٍو، وَفِيْهِ جهَالَة، عَنْ رِجَال مِنْ أَهْلِ حِمْص، عَنْ مُعَاذ. فَإِسْنَادُهُ صَالِحٌ. قَالَ المَازرِيّ فِي "شرح البُرْهَان" فِي قَوْله: إِنَّ اللهَ يَعلَمُ الكُلِّيَّاتِ لاَ الجُزْئِيَّات: وَدِدْتُ لَوْ مَحَوْتُهَا بِدَمِي.

وَقِيْلَ: لَمْ يَقُلْ بِهَذِهِ المَسْأَلَة تَصرِيحاً، بَلْ أُلزم بِهَا لأَنَّه قَالَ بِمسَأَلَة الاسْترسَال فِيمَا لَيْسَ بِمُتَنَاهٍ مِنْ نَعيمِ أَهْل الجَنَّة، فَاللهُ أَعْلَم. قُلْتُ: هَذِهِ هَفْوَة اعتزَال، هُجِرَ أَبُو المَعَالِي عَلَيْهَا، وَحَلَفَ أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ لاَ يُكَلِّمهُ، وَنُفِيَ بِسَبَبهَا، فَجَاور وَتعبَّد، وَتَاب -وَللهِ الحَمْدُ- مِنْهَا، كَمَا أَنَّهُ فِي الآخَرِ رجَّحَ مذهب السلف في الصفات وأقره. قَالَ الفَقِيْه غَانِم المُوْشِيلِي: سَمِعْتُ الإِمَام أَبَا المعَالِي يَقُوْلُ: لَوِ اسْتَقبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا اشْتَغَلتُ بِالكَلاَم. قَالَ أَبُو المَعَالِي فِي كِتَابِ "الرِّسَالَة النّظَامِيَّة": اخْتلفت مسَالكُ العُلَمَاء فِي الظَّوَاهر الَّتِي وَردت فِي الكِتَاب وَالسّنَّة، وَامْتَنَعَ عَلَى أَهْلِ الحَقِّ فَحوَاهَا، فَرَأَى بَعْضُهم تَأْويلَهَا، وَالتَزَم ذَلِكَ فِي القُرْآن، وَمَا يَصح مِنَ السُّنَن، وَذَهَبَ أَئِمَّة السَّلَف إِلَى الاَنكِفَاف عَنِ التَّأْوِيْل وَإِجرَاءِ الظَّوَاهر عَلَى مَوَاردهَا، وَتَفويضِ معَانِيْهَا إِلَى الرَّب تَعَالَى، وَالَّذِي نَرْتَضِيْه رَأْياً، وَنَدينُ الله بِهِ عَقداً اتِّبَاعُ سلفِ الأُمَّة، فَالأُوْلَى الاَتِّبَاعُ، وَالِدَّليلُ السَّمَعِيُّ القَاطعُ فِي ذَلِكَ أَنَّ إِجمَاع الأُمَّة حُجَّةٌ مُتَّبَعَة، وَهُوَ مُسْتَنَدُ مُعْظَم الشَّرِيعَة، وَقَدْ درج صَحْبُ الرَّسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى ترك التَّعرض لِمَعَانِيْهَا وَدَرْكِ مَا فِيْهَا وَهم صِفْوَة الإِسْلاَم المُسْتقلُّوْنَ بِأَعبَاءِ الشَّرِيعَة، وَكَانُوا لاَ يَأْلُوْنَ جهداً فِي ضبط قوَاعدِ الملَّة وَالتَّوَاصِي بحِفْظِهَا، وَتعَلِيْمِ النَّاس مَا يَحتَاجُوْنَ إِلَيْهِ مِنْهَا، فَلَو كَانَ تَأْويلُ هذه الظواهر مسوغًا أو محتومًا؛ لأَوشك أَنْ يَكُوْنَ اهتمَامُهم بِهَا فَوْقَ اهتمَامِهم بفُروع الشّرِيعَة، فَإِذَا تَصرَّم عصرُهم وَعصرُ التَّابِعِيْنَ عَلَى الإِضرَاب عَنِ التَّأْوِيْل؛ كَانَ ذَلِكَ قَاطعاً بِأَنَّهُ الوَجْهُ المُتَّبع، فَحقَّ عَلَى ذِي الدِّيْن أَنْ يَعتقد تَنَزُّه البَارِي عَنْ صِفَات المُحْدَثِيْنَ، وَلاَ يَخوضَ فِي تَأْويل المشكلاَت، وَيَكِلَ معنَاهَا إلى الرَّب، فَلْيُجْرِ آيَة الاسْتِوَاءِ وَالمجِيْء وَقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] ، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرَّحْمَن: 27] ، وَ {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القَمَر: 14] . وَمَا صَحَّ مِنْ أَخْبَارِ الرَّسُول كَخَبَر النُّزَولِ وَغَيْرِهِ عَلَى مَا ذكرنَاهُ. قَالَ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ القَيْرَوَانِيّ الأَدِيْبَ -وَكَانَ يَخْتلِف إِلَى درس الأُسْتَاذ أَبِي المَعَالِي فِي الكَلاَم- فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا المعَالِي اليَوْم يَقُوْلُ: يَا أَصْحَابنَا: لاَ تَشتغلُوا بِالكَلاَم، فَلَو عَرَفْتُ أَنَّ الكَلاَم يَبلغُ بِي مَا بلغَ مَا اشْتَغَلتُ بِهِ. وَحَكَى الفَقِيْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَسَنُ بنُ العَبَّاسِ الرُّسْتمِيّ قَالَ: حَكَى لَنَا أَبُو الفَتْحِ الطّبرِيُّ الفَقِيْه قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ: اشَهِدُوا عَليَّ أَنِّي قَدْ رَجَعْتُ عَنْ كُلِّ مَقَالَةٍ تُخَالف السُّنَّة، وَأَنِّي أَمُوْتُ عَلَى مَا يَموتُ عَلَيْهِ عجَائِز نَيْسَابُوْر.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ: حضَر المُحَدِّثُ أَبُو جعفر الهمذاني مَجْلِسَ وَعظِ أَبِي المَعَالِي، فَقَالَ: كَانَ اللهُ وَلاَ عرش، وَهُوَ الآنَ عَلَى مَا كَانَ عليه. فقال أبو جَعْفَر: أَخْبِرْنَا يَا أَسْتَاذ عَنْ هَذِهِ الضَّرُوْرَة الَّتِي نَجدُهَا، مَا قَالَ عَارِفٌ قَطُّ: يَا أَللهُ! إلَّا وَجَد مِنْ قَلْبِهِ ضَرُوْرَة تَطلب العُلُوِّ لاَ يَلتَفِتُ يَمنَةً وَلاَ يَسرَةً، فَكَيْفَ نَدفَعُ هَذِهِ الضَّرُوْرَة عَنْ أَنْفُسنَا، أَوْ قَالَ: فَهَلْ عِنْدَك دوَاءٌ لدفعِ هَذِهِ الضَّرُوْرَة الَّتِي نَجدُهَا? فَقَالَ: يَا حَبِيْبِي! مَا ثمَّ إلَّا الحَيْرَة. وَلطم عَلَى رَأْسه، وَنَزَلَ، وَبَقِيَ وَقت عَجِيْب، وَقَالَ فِيمَا بَعْد: حيَّرنِي الهَمَذَانِيّ. لأَبِي المَعَالِي كِتَاب "نِهَايَة المَطلِب فِي المَذْهَب"؛ ثَمَانِيَة أَسفَار، وَكِتَاب "الإِرشَاد فِي أُصُوْل الدِّيْنِ"، كِتَاب "الرِّسَالَة النّظَامِيَّة فِي الأَحكَام الإِسلاَمِيَّة"، كِتَاب "الشَّامل فِي أُصُوْل الدِّيْنِ"، كِتَاب "البُرْهَان فِي أُصُوْل الفِقْه"، كِتَاب "مدَارك العُقُوْل" لَمْ يُتِمَّه، كِتَاب "غِيَاث الأُمَم فِي الإِمَامَة"، كِتَاب "مُغِيْث الْخلق فِي اخْتيَار الأحق"، كتاب "غنية المسترشدين في الخلاف". وَكَانَ إِذَا أَخَذَ فِي عِلم الصُّوْفِيَّة وَشَرْحِ الأَحْوَال أَبَكَى الحَاضِرِيْنَ، وَكَانَ يذكر فِي اليَوْمِ دروساً؛ الدَّرسُ فِي عِدَّة أَورَاق، لاَ يَتَلَعْثَمُ فِي كلمَةٍ مِنْهَا. وَصفه بِهَذَا وَأَضعَافِه عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ. تُوُفِّيَ فِي الخَامِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَة ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَدُفِنَ فِي دَارِهِ، ثُمَّ نُقِلَ بَعْد سِنِيْنَ إِلَى مَقْبَرَة الحُسَيْن، فَدُفِنَ بِجنب وَالِده، وَكسرُوا مِنْبَره، وَغُلِّقَتِ الأَسواق، وَرُثِي بقصَائِد، وَكَانَ لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِ مائَة تِلْمِيْذ، كَسرُوا محَابِرَهم وَأَقلاَمهُم، وَأَقَامُوا حَوْلاً، وَوُضعتِ المنَادِيل عَنِ الرُّؤُوس عَاماً، بِحَيْثُ مَا اجْترَأَ أَحَدٌ عَلَى سَتْرِ رَأْسِه، وَكَانَتِ الطَّلَبَةُ يَطوفُوْنَ فِي البلدِ نَائِحين عَلَيْهِ، مُبَالغِيْن فِي الصِّيَاح وَالجَزَعِ. قُلْتُ: هَذَا كَانَ مِنْ زِيّ الأَعَاجم لاَ مِنْ فِعل العُلَمَاء المتّبعين. وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ البَاخَرْزِي فِي "الدمِيَة" فِي حقّه: الفِقْهُ فَقه الشَّافِعِيّ وَالأَدبُ أَدبُ الأَصْمَعِيّ، وَفِي الْوَعْظ الحَسَنِ الحَسَنُ البصري، وَكَيْفَ مَا هُوَ فَهُوَ إِمَام كُلِّ إِمَام، وَالمُسْتَعلِي بهِمَّتِهِ عَلَى كُلِّ هَام، وَالفَائِز بِالظَّفَر عَلَى إِرغَام كُلّ ضِرْغَام، إِنْ تَصدَّر لِلفقه، فَالمُزَنِيّ مِنْ مُزْنَتِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ فَالأَشْعَرِيّ شَعْرَةٌ مِنْ وَفْرَتِهِ. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الفَقِيْهُ فِي كِتَابِهِ، عَنْ عبدِ القَادِر الحَافِظ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانِيّ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الحَافِظ، سَمِعْتُ أَبَا المعَالِي وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ} [طه: 5] ، فَقَالَ: كَانَ اللهُ وَلاَ عرش. وَجَعَلَ يَتخبَّطُ، فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَك لِلضرُوْرَاتِ مِنْ حِيْلَةٍ? فَقَالَ: مَا مَعْنَى هَذِهِ الإِشَارَة? قُلْتُ: مَا قَالَ عَارِف قَطُّ: يَا رباه! إلَّا قَبْلَ أَنْ يَتحرك لِسَانه، قَامَ مِنْ بَاطِنه قصدٌ لاَ يَلتفت يَمنَةً وَلاَ يَسرَةً -يَقصِد الفَوْقَ- فَهَلْ لِهَذَا القصدِ الضّرُوْرِيِّ عِنْدَك مِنْ حِيْلَة؛ فَتُنْبِئَنَا نَتخلَّص مِنَ الْفوق وَالتّحت? وَبكَيْتُ وَبَكَى الخَلْقُ، فَضَرَبَ بكُمِّه عَلَى السَّرِيْر، وَصَاح بِالحَيْرَة، وَمَزَّق مَا كَانَ عَلَيْهِ، وَصَارَت قِيَامَةٌ فِي المَسْجَدِ، وَنَزَلَ يَقُوْلُ: يَا حَبِيْبِي! الحيرَة الحيرَة، وَالدّهشَة الدّهشَة.

النسوي، ابن خلف

النسوي، ابن خلف: 4335- النَّسَوِي 1: العَلاَّمَةُ، أَقضَى القُضَاةِ، أَبُو عَمْرٍو، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ الشَّافِعِيُّ، المُفَسِّرُ، صَاحِبُ التصانيف والفنون. سمع: أبا بكر الجيري، وَأَبَا إِسْحَاقَ الإِسفرَايينِيّ، وَأَبَا ذَرٍّ الهَرَوِيّ بِمَكَّةَ، وَابْنَ نَظيف بِمِصْرَ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ السِّمْسَار بِدِمَشْقَ. وَأَملَى مُدَّة مَعَ الدِّيْنِ وَالتَّقْوَى. وَلِيَ قَضَاءَ خُوَارَزْم، وَكَانَ لاَ يَأْخذُهُ فِي الله لُوْمَةُ لاَئِم. وَلَهُ كُتب فِي الفِقْه. نفَّذه مَلِكْشَاه رَسُوْلاً ليَخْطُبَ بِنْتَ الخَلِيْفَة، فَأَدَّى الرِّسَالَة، وَبَذَلَ النّصيحَة، فَقَالَ: لاَ تَخْلِطْ بَيْتَك الطَّاهِر بِالتُّرُكْمَان. رَوَى عَنْهُ أَهْلُ خُوَارَزْم. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان وسبعين وأربع مائة. 4336- ابن خلف 2: الشَّيْخُ، العَلاَّمَة، النَّحْوِيُّ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ خَلَفٍ الشِّيْرَازِيُّ ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الأَدِيْبُ، مُسْنِدُ وَقْتِهِ. وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِ مائَة، ثُمَّ بَعْدهَا مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَحَمْزَة المُهَلَّبِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بن يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ، وَأَبِي طَاهِر بن مَحْمِش، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ فُورَك، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَطَبَقَتهم فَأَكْثَر. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ السمرقندي، وإسماعيل بن محمد

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "4/ 175". 2 ترجمته في العبر "3/ 315"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 379- 380".

التَّيْمِيّ، وَعبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَوجيهٌ الشَّحَّامِيّ، وَالفَقِيْه عُمَر بنُ الصَّفَّار، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ المِيْهنِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الوَهَّابِ الكِرْمَانِيّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَعَاشَ الكِرْمَانِيّ إِلَى سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَة. قَالَ عبدُ الغَافِر: أَمَا شَيْخُنَا ابْنُ خَلَفٍ فَهُوَ الأَدِيْب، المُحَدِّث، المُتْقِن، الصَّحِيْحُ السَّمَاعِ أَبُو بَكْرٍ، مَا رَأَينَا شَيْخاً أَورعَ مِنْهُ، وَلاَ أَشدَّ إِتقَاناً، حصلَ عَلَى حظٍّ وَافر مِنَ العَرَبِيَّة، وَكَانَ لاَ يُسَامح فِي فَوَات لفظَةٍ مِمَّا يُقرَأَ عَلَيْهِ، وَيُرَاجع فِي المشكلاَتِ، وَيُبَالغ. رَحل إِلَيْهِ العُلَمَاءُ. سَمَّعَهُ أَبُوْهُ الكَثِيْر، وَأَملَى عَلَى الصَّحَّة، وَسَمِعنَا مِنْهُ الكَثِيْر. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ: كَانَ حَسَنَ السِّيرَة، مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ وَالعِلْمِ، مُحتَاطاً فِي الأَخْذِ، ثِقَةً. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ فَاضِلاً، عَارِفاً بِاللُّغَةِ وَالأَدبِ وَمعَانِي الحَدِيْث، فِي كَمَال العِفَّةِ وَالوَرَع. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وأربع مائة.

فاطمة

4337- فاطمة 1: بِنْتُ الأُسْتَاذِ الزَّاهِدِ أَبِي عَلِيٍّ، الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقِ، الشَّيْخَةُ العَابِدَةُ، العَالِمَةُ، أُمُّ البنِيْنَ النَّيْسَابُوْرِيَّةُ، أَهْلُ الأُسْتَاذِ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيِّ، وَأُمُّ أَوْلاَدِهِ. سَمِعَتْ مِنْ: أَبِي نُعَيْمٍ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ، وَأَبِي الحسن العلوي، وعبد الله ابن يُوْسُفَ، وَأَبِي عَلِيٍّ الرُّوْذْبارِيّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَالسُّلَمِيّ، وَطَائِفَة. وَكَانَتْ عَابِدَةً، قَانِتَة، مُتهجِّدَةً، كَبِيْرَةَ الْقدر. حَدَّثَ عَنْهَا: عَبْدُ اللهِ بنُ الفُرَاوِيّ، وَزَاهِرٌ الشَّحَّامِيّ، وَأَبُو الأَسْعَدِ هبَةُ الرَّحْمَن بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ حَفِيْدُهَا، وَآخَرُوْنَ. مَاتَتْ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة ثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَلَهَا تسعون سنة، رحمها الله.

_ 1 ترجمتها في العبر "3/ 296"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 365".

فاطمة، التستري

فاطمة، التستري: 4338- فَاطِمَةُ 1: بِنْتُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ البَغْدَادِيِّ العَطَّارِ، أُمُّ الفَضْلِ، الكَاتِبَةُ المَعْرُوْفَة بِبِنتِ الأَقْرَعِ. جَوَّد النَّاسُ عَلَى خَطِّهَا لبرَاعَةِ حُسْنِهِ. وَهِيَ الَّتِي نُدِبَتْ لَكِتَابَة كِتَاب الهُدنَة إِلَى طَاغِيَة الرُّوْم مِنْ جِهَةِ الخِلاَفَة، وَبكِتَابهَا يُضْرَب المَثَلُ. وَقَدْ رَوَتْ عَنْ: أَبِي عُمَرَ بنِ مَهْدِيٍّ وَغَيْره. رَوَى عَنْهَا: أَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَقَاضِي المَارستَان، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ البغدادي. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عبد البَاقِي الأَنْصَارِيّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ الأَقرع تَقُوْلُ: كَتَبتُ وَرقَةً لعَمِيْد المُلك، فَأَعْطَانِي أَلف دِيْنَار. مَاتَتْ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَفِيْهَا مَاتَتْ بِنْتُ الدَّقَّاق، وَالحَسَنُ بنُ العَلاَءِ البُشْتِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَهْل مُقْرِئُ الأَنْدَلُس، وَوَاعِظُ الوَقْت أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ المِصْرِيُّ الجَوْهَرِيّ، وَالحَافظ الشَّهِيْدُ أَبُو المَعَالِي الحُسَيْنِيّ، وَغَرْسُ النِّعمَة أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ هال بن الصابئ. 4339- التُّسْتَرِي 2: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، أَبُو عَلِيٍّ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ بَحْرٍ التُّسْتَريُّ ثُمَّ البَصْرِيُّ السَّقَطِيُّ، رَاوِي "سُنَن أَبِي دَاوُدَ"، عَنِ القَاضِي أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: المُؤتَمَنُ السَّاجِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ مَرْزُوْقٍ الزَّعْفَرَانِيّ، وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ المَاوَرْديّ، وَعَبْدُ الْملك بن عبد الله. وَكَانَ صَحِيْحَ السَّمَاع. آخرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ: النّقيبُ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي زَيْدٍ العَلَوِيّ، يَرْوِي عَنْهُ "السُّنَن" سَمَاعاً لِلجزء الأَوّل، وَإِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعاً لسَائِرِ الكِتَاب. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة بِالبَصْرَةِ، وَمَاتَ صَاحِبُهُ العَلَوِيُّ سَنَةَ سِتِّيْنَ وخمس مائة.

_ 1 ترجمتها في المنتظم لابن الجوزي "9/ 40"، والعبر "3/ 296"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 365". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 33"، والعبر "3/ 295"، وشرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 363".

صاحب الموصل، الصرام

صاحب الموصل، الصرام: 4340- صاحب المَوْصِل 1: السُّلْطَانُ شَرَفُ الدَّوْلَةِ، أَبُو المَكَارِمِ، مُسْلِمُ ابنُ ملك العرب قريش بن بدران بن المَلِكُ حُسَامُ الدَّوْلَةِ مُقَلَّدُ بنُ المسيَّبِ بنِ رَافِعٍ العُقيلي. كَانَ يَترفَّضُ كَأَبِيْهِ. وَنهب أَبُوْهُ دُورَ الخِلاَفَة فِي فِتْنَة البَسَاسيرِيّ، وَأَجَار القَائِم بِأَمْرِ اللهِ. وَمَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ كَهْلاً، فَولِيَ ابْنُه ديَار رَبِيْعَة وَمُضَر، وَتَملَّك حلب، وَأَخَذَ الأَتَاوَةَ مِنْ بلاَد الرُّوْمِ، وَحَاصَرَ دِمَشْقَ، وَكَادَ أَنْ يَأْخُذهَا، فَنَزَع أَهْلُ حَرَّان طَاعتَه، فَبَادرَ إِلَيْهَا، فَحَاربوهُ، فَافْتَتَحَهَا، وَبَذَلَ السَّيْف فِي السُّنَّةِ بِهَا، وَأَظهر سبَّ الصَّحَابَة، وَدَانت لَهُ العَرَبُ، وَرَام الاسْتيلاَءَ عَلَى بَغْدَاد بَعْد طُغْرُلْبَك، وَكَانَ يُجِيْد النَّظْمَ، وَلَهُ سطوَةٌ وَسيَاسَة وَعدلٌ بِعُنف، وَكَانَ يُعطِي جزِيَةَ بلاَده لِلعلويَّة. عَمَّرَ سور الموصل وشيدها. ثُمَّ إِنَّهُ عَمل المَصَافَّ مَعَ سُلْطَان الرُّوْم سُلَيْمَان بن قُتُلْمِش فِي سَنَةِ "478" بِظَاهِر أَنطَاكيَة، فَقُتل مُسْلِمٌ وَلَهُ بِضْعٌ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً. وَقِيْلَ: بَلْ خنقهُ خَادمٌ فِي الحَمَّام. وَملَّكُوا أَخَاهُ إِبْرَاهِيْم، وَلَهُ سيرَةٌ طَوِيْلَةٌ وَحُرُوْبٌ وَعَجَائِب. 4341- الصَّرَّام 2: الشَّيْخُ القُدْوَةُ، العَابِدُ، المُسْنِدُ، أَبُو الفَضْلِ، مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الصرَّام. سَمِعَ "مُسْنَد أَبِي عَوَانَة" مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَبْدِ الْملك بن الحَسَنِ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ العَلَوِيّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: وَجيهٌ الشَّحَّامُّي، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن، وَمُحَمَّدُ بنُ جَامِعٍ الصَّوَّاف، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الفُرَاوِيّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ كُبَرَاء البَلَد. مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَة تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ، وَكَانَ يَقْرَأُ القُرْآنَ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَيُديم التَّعبُّد وَالتِلاَوَة, رَحِمَهُ اللهُ. وَفِيْهَا مَاتَ: شَيْخُ الشُّيُوْخ أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن دوست العَابِدُ الصُّوْفِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ زَاهِرٍ النّوقَانِيّ، وَطَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّحَّامِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ التُّسْتَرِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزينبي.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 266"، والعبر "3/ 292"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 119"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 362". 2 ترجمته في العبر "3/ 295"، وشذرات الذهب "3/ 363".

السمسار، الدامغاني

السمسار، الدامغاني: 4342- السِّمْسَار 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ، المُعَمَّرُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ السِّمْسَارُ، صَاحِبُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خُرَّشيذ قُوْلَه. سَمِعَ مِنْهُ، وَمِنْ جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ، وَأَبِي الفَضْلِ عبد الوَاحِد التَّمِيْمِيّ، وَغَيْرهم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ، وَمَسْعُوْدٌ الثَّقَفِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الرُّسْتُمِيّ الفَقِيْهُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلتُ أَبَا سَعْدٍ البَغْدَادِيّ عَنْهُ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: كَانَ مِنَ المعمَّرِيْنَ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدْت سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَعَاشَ مائَةَ سَنَةٍ. تُوُفِّيَ السِّمْسَار فِي مُنْتَصف شَوَّال سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَكَانَ يُمكِنُه السَّمَاع مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ المُقْرِئ، فَمَا اتفق له. 4343- الدَّامَغَاني 2: العَلاَّمَةُ البَارِعُ، مُفْتِي العِرَاقِ، قَاضِي القُضَاة، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد بنِ حَسَنِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ حَسّويه الدَّامغَانِيُّ الحَنَفِيُّ. تَفقَّه بِخُرَاسَانَ، وَقَدِمَ بَغْدَاد شَابّاً، فَأَخَذَ عَنِ القُدورِي. وَسَمِعَ مِنَ: القَاضِي أَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْن بن عَلِيٍّ الصَّيْمَرِيّ، وَمُحَمَّد بن علي الصوري، وطائفة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 282"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 116"، وشذرات الذهب "3/ 348". 2 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 109"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 22"، والأنساب للسمعاني "5/ 259"، واللباب لابن الأثير "1/ 486"، وشذرات الذهب لابن الجوزي "3/ 362".

حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الوَهَّاب الأَنْمَاطِيّ، وَعَلِيُّ بنُ طراد الزينبي، والحسين المقدسي، وآخرون. مَوْلِدُهُ بدَامَغَان فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة، وَحصَّل المَذْهَب عَلَى فَقرٍ شَدِيد. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: قَالَ وَالِدي: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ البَصْرِيّ الخَبَّازَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الدَّامغَانِيّ كَانَ يَحرسُ فِي درب الرِّيَاح، وَكَانَ يَقوم بعيشَتِه إِنْسَانٌ اسْمه أَبُو العشَائِر الشَّيْرَجِي. وَعَنْهُ: قَالَ: تَفقَّهتُ بدَامَغَان عَلَى أَبِي صَالِحٍ الفَقِيْه، ثُمَّ قصدتُ نَيْسَابُوْر، فَأَقَمْتُ أَرْبَعَة أَشهرٍ بِهَا، وَصَحِبتُ أَبَا العَلاَء صَاعِدَ بن مُحَمَّدٍ قَاضِيهَا، ثُمَّ وَرَدْتُ بَغْدَاد. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: فَقَرَأَ عَلَى القُدورِي، وَلاَزَمَ الصَّيْمَرِيَّ، ثُمَّ صَارَ مِنَ الشُّهُود، ثُمَّ وَلِيَ القَضَاءَ لِلقَائِم، فَدَام فِي القَضَاءِ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً وَأَشْهُراً. وَكَانَ القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ يَقُوْلُ: الدَّامَغَانِيّ أَعْرفُ بِمَذْهَب الشَّافِعِيّ مِنْ كَثِيْرٍ مِنْ أَصْحَابنَا. قَالَ مُحَمَّدُ: وَكَانَ بَهِيَّ الصُوْرَة، حسنَ المَعَانِي فِي الدِّيْنِ وَالعِلْم وَالعقل وَالحلمِ وَكرم العَشْرَة وَالمُروءة. لَهُ صَدَقَاتٌ فِي السِّر، وَكَانَ مُنْصِفاً فِي العِلْمِ، وَكَانَ يُورِدُ فِي درسِهِ مِنَ المُدَاعبَات وَالنوَادر نَظيرَ مَا يُورِدُ الشيخ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيّ، فَإِذَا اجْتَمَعَا، صَارَ اجْتمَاعُهُمَا نُزْهَةً. قُلْتُ: كَانَ ذَا جَلاَلَةٍ وَحِشْمَةٍ وَافرَة إِلَى الغَايَة، يُنَظَّرُ بِالقَاضِي أَبِي يُوْسُفَ فِي زَمَانِهِ. وَفِي أَوْلاَده أَئِمَّةٌ وَقضَاة. وَلِيَ قَضَاءَ القُضَاة بَعْد أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاكُوْلاَ، سَنَة سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَلَهُ خَمْسُوْنَ سَنَةً. وَمَاتَ فِي رَجَب، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَدُفِنَ بدَاره، ثُمَّ نُقِلَ وَدُفِنَ بقُبَّةِ الإِمَام أَبِي حَنِيْفَةَ إِلَى جَانبه. عَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً وَثَلاَثَة أَشْهُرٍ وَخَمْسَة أَيَّام، وَغَسَّله أَبُو الوَفَاء بنُ عَقِيْل وَأَبُو ثَابِتٍ الرَّازِيُّ تِلْمِيْذُه. وَصَلَّى عَلَيْهِ وَلدُهُ قَاضِي القُضَاة أَبُو الحَسَنِ. وَلَهُ أَصْحَابٌ كَثِيْرُوْنَ عُلَمَاءُ، انتشرُوا فِي البِلاَد، مِنْهُم: أبو سعد الحسن ابن دَاوُدَ بن بَابشَاذ المِصْرِيّ، وَنورُ الهدَى الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ إِلَيَاسُ بنُ نَاصِر الدَّيْلمِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّحَبِيّ ابْن السِّمنَانِيّ. وَفِيْهَا مَاتَ: إِمَامُ الحَرَمَيْنِ أَبُو المَعَالِي الجُوَيْنِيّ، وَمُحَدِّثُ الأَنْدَلُس أَبُو العَبَّاسِ أحمد بن عمر بن أنس بن دلهاث العُذْرِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَبَّاد الدِّيْنَوَرِيّ، وَالعَلاَّمَةُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مَأْمُوْن المُتولِّي النَّيْسَابُوْرِيّ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو عِيْسَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، ومقرئ مَكَّة أَبُو مَعْشَرٍ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ عبدِ الصَّمد الطَّبَرِي، وَرَأْسُ المُعْتَزِلَة أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الوَلِيْدِ الكَرْخِيّ، وَالسُّلْطَان مُسْلِمُ بن قريش العقيلي الرافضي.

الأندقي، ابن خزرج

الأندقي، ابن خزرج: 4344- الأنْدَقي 1: شَيْخُ الحَنَفِيَّة، مُفْتِي مَا وَرَاء النَّهْرِ، أَبُو المُظَفَّرِ، عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ أَبِي حَنِيْفَةَ. تَفقَّه عَلَى: عَبْدِ العَزِيْزِ الحَلْوَانِيّ. وَحَدَّثَ عَنْ جَمَاعَة. سَمِعَ مِنْهُ: عُثْمَان بن عَلِيٍّ البَيْكَنْدِيّ. وَأَنْدَقَى: مِنْ قرَى بُخَارَى. مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ إحدى وثمانين وأربع مائة. 4345- ابن خَزْرَج 2: الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، المُؤَرِّخُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَزْرَج اللَّخْمِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ، صَاحِبُ "التَّارِيْخ". وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائة. وَرَوَى عَنْ: أَبِي عَمْرٍو المرشَانِي، وَأَبِي الْفتُوح الجُرْجَانِيّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيّ. وَعدد شُيُوْخه مائَتَانِ وَسِتُّوْنَ شَيْخاً. وَكَانَ مَعَ بَرَاعته فِي الحَدِيْثِ فَقِيْهاً مُشَاوَراً مَالِكيّاً، أَكْثَر النَّاسُ عَنْهُ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: شُرَيْح بن مُحَمَّدٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ يَرْبُوْع. تُوُفِّيَ بِإِشبيليَة فِي شَوَّال، سَنَةَ ثمان وسبعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 363"، واللباب لابن الأثير "1/ 88". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 284".

ابن الوليد، ابن المطلب

ابن الوليد، ابن المطلب: 4346- ابن الوليد 1: رَأْسُ المُعْتَزِلَةِ وَبَارِعهم، أَبُو عَلِيٍّ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد بن الوَلِيْدِ الكَرْخِيُّ المُتَكَلِّم. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَأَتقن علمَ الاعتزَال عَلَى أَبِي الحُسَيْنِ البَصْرِيّ، وَحَفِظَ عَنْهُ حَدِيْثاً وَاهناً مِنْ جهة هلال الرأي. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَأَخَذَ عَنْهُ الكَلاَم عَلِيُّ بنُ عَقِيْل عَالِمُ الحنَابِلَة. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَكَانَ ذَا زُهْد وَورعٍ وَقنَاعَة. شَاخَ فَكَانَ يَنْقُضُ مِنْ خشب بَيْته مَا يَمُونُه، وَكَانَ يَلْبَسُ القُطنِيَّ الخَام، وَكَانَ دَاعِيَة إِلَى الاعتزَال، وَبِهِ انْحَرَفَ ابْنُ عَقِيْل. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَكَانَ يَدْرِي المنطقَ جَيِّداً. وَمَا تَنْفَعُ الآدَابُ وَالبَحْثُ وَالذَّكَاءُ، وَصَاحِبُهَا هَاوٍ بِهَا فِي جَهَنَّم. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ زَاهِدَ المُعْتَزِلَة، لَمْ نَعْرِف فِي زَمَانِنَا مِثْل تَورُّعِه وَقنَاعته، تَورع عَنْ مِيْرَاثه مِنْ أَبِيْهِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: قَرَأْتُ عَلَى أَسْتَاذِنَا أَبِي الحُسَيْنِ فِي سَنَةِ خمس عشرة وأربع مائة. 4347- ابن المُطَّلب 2: الأَدِيْبُ الأَوْحَدُ، أَبُو سَعْدٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُطَّلِبِ الكِرْمَانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الشَّاعِرُ، وَالِدُ الوَزِيْرِ الصَّاحبِ أَبِي المَعَالِي هِبَة اللهِ ابْن المُطَّلِبِ. مَهَرَ فِي الأَدب وَالأَخْبَار. وَرَوَى عَنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان، وَطَائِفَة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 20"، والعبر "3/ 291"، وميزان الاعتدال "3/ 464"، ولسان الميزان "5/ 56"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 362". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 24".

رَوَى عَنْهُ: شُجَاعٌ الذُّهْلِيّ، وَيَحْيَى بن البَنَّاءِ. وَلَهُ هجُوٌ بَلِيْغ، عُزِلَ مِنْ كِتَابَةٍ، فَقَالَ: عُزِلْتُ وَمَا خُنْتُ فِيمَا وَلِيْتُ ... وَغَيْرِي يَخُونُ وَلاَ يُعْزَلُ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَنْ ... يُوَلِّي وَيَعْزِلُ لاَ يَعْقِلُ وَهُوَ القَائِلُ: يَا حَسْرَتَا مَاتَ حَظِّي مِنْ قُلُوبِكُمُ ... وَللْحُظُوظِ كَمَا لِلنَّاسِ آجَالُ تَصَرَّمَ العُمْرُ لَمْ أَحْظَى بِقُرْبِكُمُ ... كَمْ تَحْتَ هذِي القُبُوْرِ الخُرْسِ آمَالُ قَالَ هِبَةُ اللهِ السَّقَطِيّ: أَخذتُ عَنْهُ، ثُمَّ تَابَ، وَأُلْهِمَ الصَّلاَة وَالصَّوْمَ وَالصَّدَقَة، وَغسل مُسوَّدَات شِعره رَحِمَهُ اللهُ وَعَاشَ أَرْبَعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

شيخ الشيوخ، الباهر

شيخ الشيوخ، الباهر: 4348- شيخ الشيوخ 1: القُدْوَةُ، الكَبِيْرُ، العَارِفُ، أَبُو سَعْدٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ دَوَّسَتْ دَادَا النَّيْسَابُوْرِيُّ. نَزِيْلُ بَغْدَادَ. صحب أَبَا سَعِيْدٍ فَضلَ الله المِيهنِيّ، وَحَجَّ مَرَّات عَلَى التجرِيْد فِي أَصْحَابٍ لَهُ فُقَرَاء، فَكَانَ يَدور بِهِم فِي قبَائِلِ العَرَب، وَيَتوصَّلُ إلى مكة، وَكَانَ الوَزِيْرُ النّظَامُ يَحترمه، وَيُحِبُّه، ثُمَّ إِنَّهُ بَاعَ أَملاَكه بِنَيْسَابُوْرَ، وَبَنَى بِبَغْدَادَ رباطاً كَبِيْراً، وَلَهُ وَجَاهَة عَظِيْمَة وَتَجمُّلٌ زَائِد. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَخلفه وَلدُهُ أَبُو البركات إسماعيل في المشيخة. 4349- الباهر 2: الخَطِيْبُ أَبُو الفَتْحِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ الخُزَاعِيُّ، المَطِيرِيّ. عُرف بِالبَاهر. كَانَ خطيب قصر عُرْوَة. وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّد. سَمِعَ بِسَامَرَّاء: مِنْ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ البَزَّاز، وَالحَسَنِ بن مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الفَحَّام، وَبِبَغْدَادَ عَبْد الْملك بن بِشْرَان، وَبَالكُوْفَةِ مِنْ أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّد بنِ جَعْفَرٍ النَّحْوِيّ التَّمِيْمِيّ. وَعَنْهُ: أَبُو العِزِّ بن كَادش، وَغَيْرهُ. وَفِي رِوَايَته عَنْ عَلِيٍّ الرّفَاء مَقَال. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَلَهُ أَرْبَعٌ وتسعون سنة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 11"، والعبر "3/ 294"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 363". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ ترجمة 45".

ابن شكرويه

4350- ابن شَكْرُويه 1: الشَّيْخُ، الإِمَامُ، القَاضِي، المُعَمَّرُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ شَكْرُويه الأَصْبَهَانِيُّ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: هُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي عَلِيّ بن البَغْدَادِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن خُرشيذ قُوْله، وَسَافَرَ إِلَى البَصْرَةِ. وَسَمِعَ مِنَ: القَاضِي أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ، وَعَلِيِّ بن القَاسِمِ النّجَاد، وَجَمَاعَة، إلَّا أَنَّهُ خلط فِي كِتَابِ "سُنَن أَبِي دَاوُدَ" مَا سَمِعَهُ مِنْهُ بِمَا لَمْ يَسْمَعهُ، وَحَكَّ بَعْضَ السَّمَاع- كَذَلِكَ أَرَانِي المُؤْتَمَنُ السَّاجِيّ ثُمَّ ترك القِرَاءة عَلَيْهِ، وَسَارَ إِلَى البَصْرَةِ، فَسَمِعَ الكِتَاب مِنْ أَبِي عَلِيٍّ التَّسْتَري. وَقَالَ المُؤتمن: مَا كَانَ عِنْدَ ابْنِ شَكْرُويه عَنِ ابْنِ خُرَّشيذ قُوْله وَالجُرْجَانِيّ وَهَذِهِ الطَّبَقَة فَصَحِيْحٌ، وَقَدْ أَطلعنِي عَلَى نسخته ب"سُنَن" أَبِي دَاوُدَ، فَرَأَيْتُ تخليطاً مَا اسْتحللتُ مَعَهُ سَمَاعَه. وَقَالَ ابْنُ طَاهِر: لمَا كان بِأَصْبَهَانَ كَانَ يُذكر أَنَّ السُّنَنَ عِنْد ابْن شَكْرُويه، فَنظرتُ فَإِذَا هُوَ مُضْطَرب، فَسَأَلتُ عَنْ ذَلِكَ، فَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ لَهُ ابْنُ عَمِّ، وَكَانَا جَمِيْعاً بِالبَصْرَةِ، وَكَانَ القَاضِي مُشتغلاً بِالفِقْه، وإنما سمع اليسير من الهَاشِمِيّ، وَكَانَ ابْنُ عَمّه قَدْ سَمِعَ الكِتَاب كُلَّه، وَتُوُفِّيَ قَدِيْماً، فَكَشَطَ القَاضِي اسْم ابْنِ عَمِّهِ، وَأَثْبَت اسْمَهُ. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلتُ أَبَا سعد البَغْدَادِيّ عَنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ بن شَكْرُويه، فَقَالَ: كَانَ أَشعرِيّاً، لاَ يُسلِّمُ عَلَيْنَا، وَلاَ نُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ صَحِيْحَ السَّمَاع. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: كَانَ عَلَى قَضَاء قَرْيَة سِين. سَافَرَ إِلَى البَصْرَةِ، فَسَمِعَ مِنَ الهَاشِمِيّ، وَجَمَاعَة. وَلد سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة، وَمَاتَ فِي العِشْرِيْنَ مِنْ شَعْبَانَ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ طَاهِر، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ، وَنَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيُّ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ طَاوُوْس، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَسَنُ بنُ العَبَّاسِ الرُّستمِي، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَدَمِيّ، والجنيد بن محمد القايني، وآخرون.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 300"، وميزان الاعتدال "3/ 467"، ولسان الميزان "5/ 62"، وتبصير المنتبه "2/ 717"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 367".

الجوهري، الجوهري

الجَوْهَري، الجَوْهَرِي: 4351- الجوهري: الشَّيْخُ، المُسْنِدُ، الأَمِيْنُ، أَبُو عَطَاءٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي عَاصِمٍ الهَرَوِيُّ الجَوْهَرِيُّ. رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ المَالِيْنِيّ، وَأَبِي مُعَاذ الشَّاه، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيّ، وَحَاتِم بن أَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّدِ بن يَعْقُوْبَ، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ أَبِي سَهْلٍ الصُّوْفِيّ، وَعبدُ الوَاسِع بنُ أَمِيْرك، وَوجيهٌ الشَّحَّامِيّ، وَأَبُو الوَقْتِ عبدُ الأَوّل، وَعبدُ الجَلِيْل بنُ أَبِي سَعْدٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: حَدَّثونَا عَنْهُ، وَكَانَ شَيْخاً ثِقَة، صَدُوْقاً. تَفَرَّد عَنْ أَبِي مُعَاذ وَالمَالِيْنِيّ. مَوْلِدُهُ: سَنَةَ سبعٍ أَوْ ثَمَان وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة، تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ، سَنَة سِتٍّ وسبعين وأربع مائة. 4352- الجَوْهَرِي: وَاعِظُ العَصْرِ، العَلاَّمَةُ أَبُو الفَضْلِ، عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ المِصْرِيُّ، ابْن الجَوْهَرِيِّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي سَعْدٍ المَالِيْنِيّ. رَوَى عَنْهُ: الحُمَيْدِيّ، وَجَمَاعَة. وَكَانَ أَبُوْهُ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلين. مَاتَ فِي شَوَّال، سَنَة ثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَمِمَّنْ رَوَى عنه علي بن مشرف الأنماطي.

الحبال

4353- الحَبَّال 1: الإِمَامُ، الحَافِظُ المُتْقِنُ، العَالِمُ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بن سعيد بنِ عَبْدِ اللهِ النُّعْمَانِيُّ مَوْلاَهُم، المِصْرِيُّ، الكُتُبي، الوَرَّاقُ، الحَبَّالُ، الفَرَّاءُ. مِنْ أَوْلاَد عَبِيْد القَاضِي بنِ النُّعْمَانِ المَغْرِبِيّ، العُبيدي، الرَّافضِيّ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيّ: وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة، وَسَمِعَ مِنَ الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ بنِ سَعِيْدٍ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَع مائَة، فَكَانَ آخِرَ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ. قُلْتُ: وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ ثَرْثَال صَاحِبِ المَحَامِلِيّ، وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ، وَمِنْ أَبِي محمد عبد الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَاكِر القَطَّان، وَمُحَمَّدِ بن ذَكْوَان التِّنِّيْسِيّ، سِبْطِ عُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ جَعْفَرٍ العَطَّار، وَأَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَاجِّ الإِشْبِيْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ، صَاحِب الأَصَمِّ، وَمُحَمَّدِ بن الفَضْلِ بنِ نَظيف، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَلَمْ يَرْحَلْ. وَقَدْ خَرَّج لِنَفْسِهِ عَوَالِي سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَكَانَ يَتَّجِرُ فِي الكُتُبِ وَيَخْبُرهَا. وَمِنْ شُيُوْخه: مُنِيْرُ بنُ أَحْمَدَ الخشَّاب، وَالخصِيْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ. وَحَصَّل من الأصول والأجزاء مَا لاَ يُوْصَفُ كَثْرَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَسَنِ العَلَوِيُّ النّقيب، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بن سَوَّار التَّككِيّ، وَعَطَاء بنُ هِبَةِ اللهِ الإِخمِيمِيُّ، وَوَفَاءُ بنُ ذُبيَان النَّابُلُسِيّ، وَيُوْسُفُ بن محمد الأردبيلي، ومحمد بن محمد بن جُمَاهرٍ الطُّلَيْطُلِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَكْرِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ سُلْطَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ بُنَانٍ الأَنْبَارِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي قَاضِي المَارستَان، وَعِدَّة. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة: أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة الصَّدَفِيّ، وَالحَافِظ مُحَمَّدُ بنُ نَاصِر. وَكَانَتِ الدَّوْلَة البَاطِنِيَّةُ قَدْ منعُوْهُ مِنَ التّحَدِيْث، وَأَخَافُوهُ، وَهدَّدُوْهُ، فَامْتَنَعَ مِنَ الرِّوَايَة، وَلَمْ ينْتشر لَهُ كَبِيْر شَيْء. قَالَ القَاضِي أَبُو عَلِيٍّ الصَّدفِيّ: مُنعْتُ مِنَ الدُّخولِ إِلَيْهِ إلَّا بِشَرْط أَنْ لاَ يُسْمِعَنِي، وَلاَ يَكتبَ إِجَازَةً، فَأَوَّلُ مَا فَاتَحْتُهُ الكَلاَم خَلَّط فِي كَلاَمه، وَأَجَابْنِي عَلَى غَيْرِ سؤالي حذرًا من أن

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 379"، والعبر "3/ 299- 300"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1029"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 129"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 366".

أَكُوْن مَدْسُوساً عَلَيْهِ، حَتَّى بَسَطْتُه، وَأَعْلَمْتُهُ أَنِّي أَنْدَلُسِيّ أُرِيْدُ الحَجّ، فَأَجَاز لِي لفظا، وَامْتَنَعَ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ. قُلْتُ: قبَّح الله دُوْلَةً أَمَاتَتِ السُّنَّةَ وَرِوَايَةَ الأَثَارَةِ النّبويَّة، وَأَحيتِ الرّفض وَالضَّلاَل، وَبَثَّتْ دُعَاتهَا فِي النَّوَاحِي تُغوِي النَّاسَ، وَيدعُوْنهم إِلَى نِحلَة الإِسْمَاعِيليَّة، فَبِهم ضَلَّت جَبَلِيَّةُ الشَّام، وَتعثَّرُوا، فَنحمدُ الله عَلَى السَّلاَمَة فِي الدِّيْنِ. قَالَ أَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلا: كَانَ الحَبَّال ثِقَةً ثَبْتاً، وَرِعاً، خَيّراً، وَذَكَرَ أَنَّهُ مَوْلَى لابْنِ النُّعْمَانِ قَاضِي القُضَاة، ثُمَّ سَاق عَنْهُ أَبُو نَصْرٍ حَدِيْثاً، وَذَكَرَ عَنْهُ أَنَّهُ ثَبَّته فِي غَيْر شَيْء. وَرَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ أَبُو بَكْرٍ الحَافِظُ بِالإِجَازَة. ثُمَّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ. وَقَالَ السِّلَفِيّ فِي "مشيخَة الرَّازِيّ": كَانَ الحَبَّالُ مِنْ أَهْلِ المَعْرِفَة بِالحَدِيْثِ، وَمَنْ خُتِمَ بِهِ هَذَا الشَّأْنُ بِمِصْرَ، لقِي بِمَكَّةَ جَمَاعَةً، وَلَمْ يُحَصِّل أَحَدٌ فِي زَمَانِهِ مِنَ الحَدِيْثِ مَا حَصَّلهُ هُوَ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ خَلَف المِسْكِيّ: هُوَ مِنَ الحُفَّاظِ المُبَرِّزِين الأَثْبَاتِ، جمعَ حَدِيْث أَبِي مُوْسَى الزَّمِنِ، وَانتقَى عَلَيْهِ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيّ مائَةَ جُزْء. قُلْتُ: لاَ بَلْ عِشْرِيْنَ جُزْءاً، وَشُيُوْخُه يَزِيدُوْنَ عَلَى ثَلاَثِ مائَة. وَقَالَ ابْنُ المُفَضَّلِ: انْتَهَت إِلَيْهِ رِئَاسَةُ الرّحلَة، وَبِهِ اخْتتم هَذَا الشَّأْنُ فِي قُطرِه، وَآخرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ فِيمَا علمتُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْر الحَضْرَمِيّ بِالإِجَازَة، وَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَة. وَقِيْلَ: إِنَّ مُحَدِّثاً قرَأَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: وَرضِيَ اللهُ عَنِ الشَّيْخ الحَافِظ. فَقَالَ: قل: رَضِيَ اللهُ عَنْكَ، إِنَّمَا الحَافِظ الدَّارَقُطْنِيّ وَعَبْد الغَنِيِّ. قَالَ ابْنُ طَاهِر: رَأَيْتُ الحَبَّال وَمَا رَأَيْتُ أَتقن مِنْهُ! كَانَ ثَبْتاً، ثِقَةً، حَافِظاً. وَقَالَ الأَعَزُّ بنُ عَلِيٍّ الظَّهيرِيّ: حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو إِسْحَاقَ الحبَالُ مِنْ مِصْرَ فَكَتَبَ: أَجزتُ لَهم أَنْ يَقولُوا: أَجَاز لَنَا فُلاَنٌ، وَلاَ يَقولُوا: حَدَّثَنَا وَلاَ أَخْبَرَنَا. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ حَمُّود الزَّاهِد فِيمَا علَّقه عَنْهُ السِّلَفِيّ: إِنَّهُ حضَر مجلس الحبَّالِ وَالحَدِيْثُ يُقرَأُ عَلَيْهِ، فَلَمْ تَزل دموعُه تجرِي حَتَّى فَرغ القَارِئ. وَقَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ ابْنَ طَاهِر يَقُوْلُ: وَقَعَ المَطَرُ يَوْماً، فَجَاءَ الحبَّالُ، فَقَالَ: قَدْ تَلِفَ بِالمَطَر مِنْ كُتُبِي بِأَكْثَر مِنْ خَمْسِ مائَة دِيْنَارٍ. فَقُلْتُ لَهُ: قِيْلَ: إِنَّ ابْنَ مَنْدَة عَمل خزَانَةً لِكُتُبِهِ، فَقَالَ: لَوْ عَملتُ خزَانَةً لاَحتجتُ إِلَى جَامِع عَمْرِو بن العَاصِ.

قَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ مُرشد بن يَحْيَى المَدِيْنِيّ يَقُوْلُ: اشتريتُ مِنْ كُتُبِ الحبَّال عِشْرِيْنَ قِنطَاراً بِمائَةِ دِيْنَارٍ، فَكَانَ عِنْدَهُ أَكْثَر مِنْ خَمْسِ مائَة قنطَار كُتُب. قِيْلَ: إِنَّ بَعْضَ طلبَة الحَدِيْث قصد أَبَا إِسْحَاقَ الحبَّال، ليسمَع مِنْهُ -جُزْءاً وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُمنع- فَأَخْرَجَ بِهِ عِشْرِيْنَ نُسخَةً، وَنَاول كُلّ وَاحِد نُسخَة يَقَابلُ بِهَا. قَالَ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الحبَال يَقُوْلُ: كَانَ عِنْدَنَا بِمِصْرَ رَجُلٌ يَسْمَع مَعَنَا الحَدِيْث، وَكَانَ مُتشدِّداً، وَكَانَ يَكتب السَّمَاع عَلَى الأُصُوْل، فَلاَ يَكتبُ اسْمَ أَحَد حَتَّى يَسْتَحلِفَهُ أَنَّهُ سَمِعَ الْجُزْء، وَلَمْ يَذْهَبْ عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنَّا يَوْماً نَقرَأُ عَلَى شَيْخ، فَقرَأْنَا قَوْله -عَلَيْهِ الصلاة السلام-: "لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّات" 1. وَكَانَ فِي الجَمَاعَة رَجُلٌ يَبيع القَتَّ -وَهُوَ علف الدَّوَابِّ- فَقَامَ وَبَكَى، وَقَالَ: أَتُوب إِلَى اللهِ. فَقِيْلَ لَهُ: لَيْسَ هُوَ ذَاكَ، لَكنه النَّمَّام الَّذِي يَنقُل الحَدِيْث مِنْ قَوْم إِلَى قَوْم يُؤذِيْهم. قَالَ: فسكن، وطابت نفسه. قَالَ ابْنُ طَاهِر: كَانَ شَيْخُنَا الحبَّالُ لاَ يُخْرج أَصلَه مَنْ يَده إلَّا بِحُضُوْره، يَدفعُ الْجُزْء إِلَى الطَّالب، فِيكتُب مِنْهُ قَدْرَ جُلُوْسه، وكان له بأكثر كتبه نسخٌ عِدَّة، وَلَمْ أَرَ أَحَداً أَشدَّ أَخذاً مِنْهُ، وَلاَ أَكْثَر كتباً، وَكَانَ مَذْهَبُه فِي الإِجَازَة أَنْ يُقَدِّمهَا عَلَى الإِخبَار يَقُوْلُ: أَجَاز لَنَا فُلاَن. وَلاَ يَقُوْلُ: أَخْبَرَنَا فُلاَنٌ إِجَازَة. يَقُوْلُ: رُبَّمَا تسقطُ لفظَة إِجَازَة، فَتبقَى إِخبَاراً، فَإِذَا بُدئَ بِهَا، لَمْ يَقع شكّ. قُلْتُ: لاَ حَرَجَ فِي هَذَا، وَإِنَّمَا هُوَ اسْتحسَانٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: خَرَّجَ الحَافِظُ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيّ عَلَى أَكْثَر مِنْ مائَة، لَمْ يَبْقَ مِنْهم غَيْرِي. قَالَ ابْنُ طَاهِر: خَرَّج لَهُ أَبُو نَصْرٍ عِشْرِيْنَ جُزْءاً فِي وَقت الطَّلَب، وَكتبهَا فِي كَاغَد عَتِيْق، فَسَأَلنَا الحبَّالَ، فَقَالَ: هَذَا مِنَ الكَاغَد الَّذِي كَانَ يُحمَل إِلَى الوَزِيْر يَعْنِي: ابْن حِنْزَابَة مِنْ سَمَرْقَنْد، وَقَعَ إِلَيَّ مِنْ كتبه قطعَة، فَكُنْتُ إِذَا رَأَيْت وَرقَةً بيضَاء قطعتُهَا، إِلَى أَنِ اجْتَمَع لِي هَذَا الْقدر. قَالَ ابْنُ طَاهِر: لَمَّا قصدتُ أَبَا إِسْحَاقَ الحبَّال- وَكَانُوا وَصفُوهُ لِي بِحليتهِ وَسيرته، وَأَنَّهُ يَخْدُمُ نَفْسَه فَكُنْتُ فِي بَعْضِ الأَسواق وَلاَ أَهتدي إِلَى أَيْنَ أَذهب، فَرَأَيْتُ شيخًا على الصفة

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6056"، ومسلم "105"، وأبو داود "4871"، والترمذي "2026".

وَاقفاً عَلَى دُكَّانَ عطَّار، وَكُمُّهُ ملأَى مِنَ الحوَائِج، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهُ هُوَ، فَلَمَّا ذهب، سَأَلتُ العَطَّارَ: مَنْ هَذَا? قَالَ: وَمَا تَعرفُه?! هَذَا أَبُو إِسْحَاقَ الحبَّال. فَتبعتُه، وَبلَّغْتُه رِسَالَةَ سَعْدِ بن عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيّ، فَسَأَلنِي عَنْهُ، وَأَخْرَجَ مِنْ جيبِه جُزْءاً صغِيراً فِيْهِ الحَدِيْثَان المُسلسلاَن، أَحَدهُمَا مُسَلْسَلٌ بِالأَوليَّة، فَقرَأَهُمَا عَلِيَّ، وَأَخَذتُ عَلَيْهِ الْموعد كُلّ يَوْم فِي جَامِع عَمْرِو بن العَاصِ، حَتَّى خَرَجت. قُلْتُ: كَانَ هَذَا فِي سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَسَمَاع قَاضِي المَارستَان مِنْهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ، وَبعد ذَلِكَ مُنع مِنَ التّحَدِيْث، وَكَانَ مَوْتُه سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَلَهُ إِحْدَى وَتِسْعُوْنَ سَنَةً، فَقِيْلَ: مَاتَ فِي شَوَّال. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُسَلَّم الأَنْصَارِيّ: مَاتَ عَشِيَّة الأَرْبعَاء لَسْتٍّ خَلَوْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَمَاتَ مَعَهُ فِي السَّنَةِ: مُسْنِدُ أَصْبَهَان القاضي أبو منصور محمد بن أحمد ابن عَلِيِّ بنِ شكرويه، وَمُسْنِدُ دِمَشْق أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَدِيْد، وَقَاضِي نَيْسَابُوْر وَرَئِيْسهَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ الصَّاعديّ، وَمُفْتِي سَرْخَس أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الشُّجَاعِيّ، وَخطيبُ أَصْبَهَان أَبُو الخَيْرِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَسِيّ، مُؤَلّف كِتَاب "بستَان العَارِفِيْن"، وَأَبُو السَّنَابِل هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي الصَّهْبَاء، وَقَاضِي البَصْرَةِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ الشَّافِعِيّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيّ، وَالمُحَدِّث عَلِيُّ بنُ أَبِي نَصْرٍ المَنَادِيلِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ سمكويه بِأَصْبَهَانَ، وَمُسْنِد جُرْجَان إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ الخَلاَّلي. أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَهم تَمَّامُ بنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيّ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الله ابن أَحْمَدَ الحَنْبَلِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ الحَافِظ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ النُّعْمَانِيّ وَيدُه عَلَى كتفِي، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظ وَيدُه عَلَى كتفِي فَذَكَرَ حَدِيْثاً لاَ أُرِيْد أَنْ أَرويه لبطلاَن مَتنه: حَدَّثَنِي جِبْرِيْل وَيده عَلَى كتفِي.. وَذَكَرَ الحَدِيْثَ، وَهُوَ فِي "تذكرَة" الحُمَيْدِيّ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي سَنَة "532" قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ بن سَعِيْدٍ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ يَزِيْدَ البحرَانِيّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَدْرُوْنَ مَا الشجرة الطيبة" ?

فَأَردتُ أَنْ أَقُوْلَ: هِيَ النَّخلَة، فَنظرتُ، فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ القَوْم، فَسَكَتُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هِيَ النَّخْلَةُ" 1. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ طيّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ حَاتِمٍ بِبَعْلَبَكَّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَان بنُ رَحْمَة الخَطِيْب، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُرْشِدُ بنُ يَحْيَى المَدِيْنِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الحبَّالُ لفظاً، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ الجِرَاب، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ: أَنَّ أَبَا حَليمَة مُعَاذاً كَانَ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي القنوت.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري"61"، ومسلم "2811".

شيخ الإسلام

4354- شيخُ الإسلام 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ، الحَافِظُ الكَبِيْرُ، أَبُو إِسْمَاعِيْلَ، عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ جَعْفَرِ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ متّ الأَنْصَارِيُّ الهَرَوِيُّ، مصَنِّفُ كِتَاب "ذَمِّ الكَلاَمِ"، وَشيخُ خُرَاسَان مِنْ ذُرِّيَّة صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبِي أَيُّوْبُ الأَنْصَارِيِّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ مِنْ: عبدِ الجَبَّار بنِ مُحَمَّدٍ الجراحي "جامع" أبي عيسى كله أو أَكْثَره، وَالقَاضِي أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بن مُحَمَّدٍ الأَزْدِيِّ، وَأَبِي الفَضْلِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الجَارُوْديّ الحَافِظ، وَأَبِي سَعِيْدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ السَّرْخَسِيّ، خَاتمَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بن إسحاق القرشي، وأبي الفوارس أحمد ابن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُويِّص البُوْشَنْجِيّ الوَاعِظ، وَأَبِي الطَّاهِر أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنٍ الضَّبِّيّ، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ مَالِكٍ البَزَّاز -لقِي أَبَا بَحْرٍ البَرْبَهَارِيّ- وَأَبِي عَاصِمٍ مُحَمَّدِ بن مُحَمَّدٍ المَزِيْدِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ مَنْجُوَيْه الأَصْبَهَانِيّ الحَافِظ، وَأَبِي سَعِيْد مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الصَّيْرَفِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الطِّرَازِيّ، وَأَبِي نَصْرٍ مَنْصُوْرِ بن الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ المفسّر، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ السَّلِيْطِي، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بن الحَسَنِ الحِيْرِيّ لَكنه لَمْ يَرْوِ عَنْهُ، وَمُحَمَّدِ بنِ جبرَائِيْلَ بن مَاحِي، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ ابن العَالِي، وَعُمَرَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الهَرَوِيّ، وَعَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَمَّدِ بن مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، وَالحُسَيْنِ بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ، وَيَحْيَى بن عَمَّارٍ بن يَحْيَى الوَاعِظ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله

_ 1 ترجمته في المنتظم"، لابن الجوزي "9/ 44"، والعبر "39/ 297- 298"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1028"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 127"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 365- 366".

بن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الشيرَازِيّ لَقِيَهُ بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبِي يَعْقُوْبَ القَرَّابِ الحَافِظ إِسْحَاقَ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيّ، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الوَرَّاق، وَسَعِيْدِ بن العَبَّاسِ القُرَشِيّ، وَغَالِبِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدِ بن المُنْتَصِر البَاهِلِيّ المُعَدَّل، وَجَعْفَرِ بن مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيّ الصَّغِيْر، وَمُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ البَاشَانِيّ، صَاحِبِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَاسين، وَمَنْصُوْرِ بنِ رَامشٍ -قَدِمَ عَلَيْنَا فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة- وَأَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمْدِين، وَالحُسَيْنِ بن إِسْحَاقَ الصَّائِغ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى المُزَكِّي، وَعَلِيِّ بن بُشرَى اللَّيْثِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بن يَزِيْدَ، وَأَبِي صَادِقٍ إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدِ بن محمد بن مَحْمُوْدٍ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَمِيَرْوَيْه، وَمُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُجَاشِع، وَمُحَمَّدِ بن الفَضْلِ الطَّاقِي الزَّاهِد، وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ، وَمِنْ أَقدَمِ شَيْخٍ لَهُ الجَرَّاحِيّ، سَمِعَ مِنْهُ فِي حُدُوْدِ سَنَة عَشْرٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ يَرْوِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيّ بِالإِجَازَة. وَقَدْ سَمِعَ مِنْ أَرْبَعَةٍ أَوْ أَكْثَر مِنْ أَصْحَابِ أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمّ. حَدَّثَ عَنْهُ: المُؤْتَمَنُ السَّاجِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَطَاءٍ الإِبْرَاهِيْمِيُّ، وَعبدُ الصَّبُورِ بنُ عَبْدِ السَّلاَم الهَرَوِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الْملك الكَرُوخِيّ، وَحَنْبَلُ بنُ عَلِيٍّ البُخَارِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفَامِيّ، وَعبدُ الجَلِيْل بنُ أَبِي سَعْدٍ المُعَدَّل، وَأَبُو الوَقْتِ عبدُ الأَوّل السِّجْزِيّ خَادِمُه، وَآخَرُوْنَ. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ سَيَّار. وَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَة. قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ المُؤتَمَنَ السَّاجِيَّ عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيّ، فَقَالَ: كَانَ آيَةً فِي لِسَانِ التذكيرِ وَالتَّصُوْف، مِنْ سلاَطين العُلَمَاء، سَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بن مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَغَيْرهُ. يَرْوِي فِي مَجَالِس وَعظِهِ الأَحَادِيْثَ بِالإِسْنَادِ، وَيَنَهَى عَنْ تَعليقهَا عَنْهُ. قَالَ: وَكَانَ بارعاً فِي اللُّغَة، حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ كِتَاب "ذَمِّ الكَلاَمِ"، روى فيه حديثًا، عن علي ابن بُشرَى، عَنِ ابْنِ مَنْدَة، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَرْزُوْق. فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا هَكَذَا? قَالَ: نَعَمْ، وَابْن مَرْزُوْق هُوَ شَيْخُ الأَصَمِّ وَطَبَقَتِهِ، وَهُوَ إِلَى الآنَ فِي كِتَابِهِ عَلَى الخطَأَ. قُلْتُ: نَعم: وَكَذَا أَسقط رَجُلَيْنِ مِنْ حَدِيْثَيْنِ خَرَّجهُمَا مِنْ "جَامِع التِّرْمِذِيّ"، نبَّهتُ عَلَيْهِمَا فِي نسختِي، وَهِيَ عَلَى الخطَأَ فِي غَيْر نسخَة. قَالَ المُؤتمن: كَانَ يَدخلُ عَلَى الأُمَرَاء وَالجبَابرَة، فَمَا يُبالِي، وَيَرَى الغَرِيْبَ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ، فَيُبَالِغُ فِي إِكرَامه، قَالَ لِي مرَّةً: هَذَا الشَّأْنُ شَأْنُ منْ لَيْسَ لَهُ شَأْنٌ سِوَى هَذَا الشَّأْنِ -يَعْنِي طلب الحَدِيْث- وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: تركتُ الحِيْرِيَّ للهِ. قَالَ: وَإِنَّمَا تَركه، لأَنَّه سَمِعَ مِنْهُ شَيْئاً يُخَالِف السُّنَّة.

قُلْتُ: كَانَ يَدْرِي الكَلاَم عَلَى رَأْي الأَشْعَرِيِّ، وَكَانَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَثرِيّاً قُحّاً، يَنَالُ مِنَ المُتَكَلِّمَة، فَلِهَذَا أَعرضَ عَنِ الحِيْرِيِّ، وَالحِيْرِيُّ: فَثِقَةٌ عَالِم، أَكْثَر عَنْهُ البَيْهَقِيّ وَالنَّاس. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الكُتُبِيّ: خَرَجَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ لجَمَاعَةٍ الفَوَائِدَ بخطِّه إِلَى أَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَكَانَ يَأْمرُ فِيمَا يُخْرِّجه لمَنْ يَكتب، وَيَصحِّحُ هُوَ، وَقَدْ تَوَاضع بِأَنَّ خَرَّجَ لِي فَوَائِد، وَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِمَّنْ خَرَّج لَهُ سوَاي. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْمَاعِيْل الأَنْصَارِيّ يَقُوْلُ: إِذَا ذكرتُ التَّفْسِيْر، فَإِنَّمَا أَذْكُره مِنْ مائَة وَسَبْعَةِ تَفَاسير. وَسَمِعته يُنشِدُ عَلَى مِنْبَره: أنا حنبلي ما حييت وإن أمت ... فوصيتي للنّاس أن يتحنبلوا قُلْتُ: وَقَدْ قَالَ فِي قَصِيدَته النونِيَّة الَّتِي أَوَّلهَا: نَزَلَ المَشِيْبُ بِلَمَّتِي فَأَرَانِي ... نُقْصَانَ دهرٍ طَالَما أَرْهَانِي* أَنَا حنبليٌّ مَا حَييتُ وَإِنْ أَمُتْ ... فَوَصِيَّتِي ذَاكُمْ إِلَى الإِخْوَانِ إِذْ دِيْنُهُ دِيْنِي وَدِيْنِي دِيْنُهُ ... مَا كُنْتُ إِمَّعَةً لَهُ دِيْنَانِ قَالَ ابْنُ طَاهِر: وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: قصدتُ أَبَا الحَسَنِ الخَرَقَانِيّ الصُّوْفِيّ، ثُمَّ عزمتُ عَلَى الرُّجُوْع، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنْ أَقصدَ أَبَا حَاتِمٍ بنَ خَاموش الحَافِظَ بِالرَّيّ، وَأَلتقيه وَكَانَ مُقَدَّم أَهْلِ السّنَّة بِالرَّيّ، وَذَلِكَ أَنَّ السُّلْطَان مَحْمُوْدَ بنَ سُبُكْتِكِينَ لَمَّا دَخَلَ الرَّيّ، وَقُتِلَ بِهَا البَاطِنِيَّة، منعَ الكُلَّ مِنَ الْوَعْظ غَيْرَ أَبِي حَاتِمٍ، وَكَانَ مَنْ دَخَلَ الرَّيّ يَعرضُ عَلَيْهِ اعْتِقَادَه، فَإِنَّ رضيَه، أَذن لَهُ فِي الكَلاَم عَلَى النَّاسِ، وَإِلاَّ فَمنعه قَالَ: فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنَ الرَّيّ؛ كَانَ مَعِي رَجُلٌ فِي الطَّرِيْق مِنْ أَهْلهَا، فَسَأَلنِي عَنْ مَذْهَبِي، فَقُلْتُ: حَنْبَلِيّ، فَقَالَ: مَذْهَبٌ مَا سَمِعْتُ بِهِ! وَهَذِهِ بِدعَة. وَأَخَذَ بِثَوْبِي، وَقَالَ: لاَ أَفَارقُك إِلَى الشَّيْخ أَبِي حَاتِمٍ. فَقُلْتُ: خِيْرَة، فَذَهَبَ بِي إِلَى دَارِهِ، وَكَانَ لَهُ ذَلِكَ اليَوْم مَجْلِسٌ عَظِيْم، فَقَالَ: هَذَا سَأَلتُه عَنْ مَذْهَبه، فَذَكَر مَذْهَباً لَمْ أَسْمَعْ بِهِ قَطُّ. قَالَ: وَمَا قَالَ? فَقَالَ: قَالَ: أَنَا حَنْبَلِيّ. فَقَالَ: دَعْهُ، فُكُلُّ مِنْ لَمْ يَكُنْ حَنْبَليّاً، فَلَيْسَ بِمُسْلِم. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: الرَّجُل كَمَا وُصِفَ لِي. وَلزمتُه أَيَّاماً، وَانْصَرَفتُ. قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ فِي "ذَمِّ الكَلاَمِ"، فِي أَوله عقيبَ حديث {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}

_ * أرهاني: أي رفق بي.

[المَائِدَة: 3] . وَنزولهَا بِعَرَفَةَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ البَزَّاز الفَقِيْه الحَنْبَلِيّ الرَّازِيّ فِي دَارِهِ بِالرَّيّ يَقُوْلُ: كُلُّ مَا أُحْدِثَ بَعْد نُزول هَذِهِ الآيَة فَهُوَ فَضْلَةٌ وَزِيَادَة وَبِدْعَة. قُلْتُ: قَدْ كَانَ أَبُو حَاتِمٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ خَاموش صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاع، وَفِيْهِ يُبس وَزعَارَة العَجَم، وَمَا قَالَهُ، فَمحَلُّ نَظَرٍ. وَلَقَدْ بِالغ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ فِي "ذَمِّ الكَلاَمِ" على الاتباع فأجاد، ولكنه لم نَفْس عَجِيْب لاَ يُشْبِهُ نَفَسَ أَئِمَّة السَّلَف فِي كِتَابِهِ "مَنَازِل السَّائِرِيْنَ"، فَفِيْهِ أَشيَاءُ مُطْرِبَة، وَفِيْهِ أَشيَاءُ مُشكلَة، وَمَنْ تَأَمَّلَه لاَح لَهُ مَا أَشرتُ إِلَيْهِ، وَالسُّنَّة المحمديَّة صَلِفَة، وَلاَ يَنْهَضُ الذّوقُ وَالوَجْدُ إلَّا عَلَى تَأَسيسِ الكِتَاب والسنة. وقد كان هذا الرجال سَيْفاً مسلَوْلاً عَلَى المُتَكَلِّمِين، لَهُ صَوْلَةٌ وَهَيْبَةٌ وَاسْتيلاَءٌ عَلَى النُّفُوْس بِبلده، يُعظّمونه، وَيَتغَالَوْنَ فِيْهِ، وَيبذلُوْنَ أَرْوَاحهم فِيمَا يَأْمر بِهِ. كَانَ عِنْدَهم أَطوعَ وَأَرْفَعَ مِنَ السُّلْطَان بكَثِيْرٍ، وَكَانَ طَوْداً رَاسياً فِي السّنَّةِ لاَ يَتزلزلُ وَلاَ يَلين، لَوْلاَ مَا كَدَّر كِتَابهُ "الفَارُوْق فِي الصِّفَات" بِذكر أَحَادِيْث بَاطِلَةٍ يَجِبُ بيَانُهَا وَهَتْكُهَا، وَاللهُ يغفِرُ لَهُ بحُسْنِ قصدهُ، وَصَنَّفَ "الأَرْبَعِيْنَ" فِي التَّوحيد، وَ "أَرْبَعِيْنَ" فِي السُّنَّةِ، وَقَدِ امتُحِنَ مَرَّات، وَأُوذِي، وَنُفِي مِنْ بَلَده. قَالَ ابْنُ طَاهِر: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: عُرضتُ عَلَى السَّيْف خَمْسَ مَرَّات، لاَ يُقَالَ لِي: ارْجِع عَنْ مَذْهَبك. لَكِن يُقَالَ لِي: اسْكُتْ عَمَّنْ خَالفك. فَأَقُوْلُ: لاَ أَسكُتُ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَحْفَظُ اثْنَيْ عَشَرَ ألف حديث أسردها سردًا. قَالَ الحَافِظُ أَبُو النَّضْرِ الفَامِيّ: كَانَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ بِكْر الزَّمَان، وَوَاسطَةَ عِقد المَعَانِي، وَصُوْرَةَ الإِقبال فِي فُنُوْن الفضَائِل وَأَنْوَاعِ المَحَاسِن، مِنْهَا نُصْرَةُ الدِّيْنِ وَالسُّنَّة، مِنْ غَيْرِ مُدَاهنَة وَلاَ مرَاقبَةٍ لسُلْطَان وَلاَ وَزِيْر، وَقَدْ قَاسَى بِذَلِكَ قصدَ الحُسَّاد فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَسعُوا فِي رُوحه مِرَاراً، وَعمدُوا إِلَى إِهَلاَكه أَطوَاراً، فَوْقَاهُ اللهُ شَرَّهُم، وَجَعَلَ قَصدهمْ أَقوَى سَبَبٍ لارتفَاع شَأْنه. قُلْتُ: قَدِ انْتفع بِهِ خَلْقٌ، وَجَهِلَ آخرُوْنَ، فَإِنَّ طَائِفَةً مِنْ صُوْفَة الفلسفَة وَالاَتحَاد يَخضعُوْنَ لَكَلاَمه فِي مَنَازِل السَّائِرِيْنَ، وَيَنْتَحِلُونه، وَيَزْعُمُوْنَ أَنَّهُ مُوَافِقهم. كلاَ، بَلْ هُوَ رَجُلٌ أَثرِيٌّ، لَهِجٌ بِإِثْبَات نُصوص الصِّفَات، مُنَافِرٌ لِلْكَلاَمِ وَأَهْلِهِ جِدّاً، وَفِي مَنَازِله إِشَارَاتٌ إِلَى الْمَحْو وَالفنَاء، وَإِنَّمَا مُرَادُه بِذَلِكَ الفَنَاءِ هُوَ الغَيْبَةُ عَنْ شُهُوْد السِّوَى، وَلَمْ يُرِدْ مَحْوَ السِّوَى فِي الخَارِج، وَيَا ليتَه لاَ صَنَّف ذَلِكَ، فَمَا أَحلَى تَصُوفَ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِيْنَ! مَا خَاضُوا فِي هَذِهِ الخَطَرَاتِ وَالوسَاوِسِ، بَلْ عبدُوا اللهَ، وَذَلُّوا لَهُ وَتَوَكَّلُوا عَلَيْهِ، وَهم مِنْ خشيته مشفقون،

وَلأَعدَائِهِ مُجَاهِدُوْنَ، وَفِي الطَّاعَة مُسَارعُوْنَ، وَعَنِ اللَّغو مُعرضون، وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ. وَقَدْ جمع هَذَا سيرَةً لِلإِمَامِ أَحْمَدَ في مجلد، سمعناها من أبي حفص بن القوَّاس بِإِجَازته مِنَ الكِنْدِيّ، أَخْبَرَنَا الكَرُوخِيّ، أَخْبَرَنَا المُؤَلّف. قَالَ ابْنُ طَاهِر: حَكَى لِي أَصْحَابُنَا أن السلطان ألب أرسلان قدم هراة وَمَعَهُ وَزِيْرُهُ نِظَامُ المُلك، فَاجتمع إِلَيْهِ أَئِمَّةُ الحَنَفِيَّة وَأَئِمَّةُ الشَّافِعِيَّة لِلشكوَى مِنَ الأَنْصَارِيّ، وَمُطَالبَتِه، بِالمُنَاظرَة، فَاسْتدَعَاهُ الوَزِيْرُ، فَلَمَّا حضَر، قَالَ: إِنَّ هَؤُلاَءِ قَدِ اجْتَمَعُوا لمنَاظرتك، فَإِنْ يَكُنِ الحَقُّ مَعَكَ؛ رَجَعُوا إِلَى مَذْهَبِكَ، وَإِنْ يَكُن الحَقُّ مَعَهم؛ رَجَعتَ أَوْ تسكتَ عَنْهُم. فَوَثَبَ الأَنْصَارِيّ، وَقَالَ: أُنَاظِرُ عَلَى مَا فِي كُمِّي. قَالَ: وَمَا فِي كُمِّكَ? قَالَ: كِتَابُ اللهِ. -وَأَشَارَ إِلَى كُمِّهِ اليَمِين- وَسُنَّةُ رَسُوْلِ اللهِ -وَأَشَارَ إِلَى كَمّه اليَسَار- وَكَانَ فِيْهِ "الصَّحيحَان". فَنَظَرَ الوزير إليهم مستفهما لهم، فَلَمْ يَكُنْ فِيهِم مِنْ نَاظَرَهُ مِنْ هَذَا الطَّرِيْق. وَسَمِعْتُ خَادِمَه أَحْمَد بن أَمِيْرجه يَقُوْلُ: حضَرتُ مَعَ الشَّيْخ لِلسّلاَم عَلَى الوَزِيْر نِظَام المُلك، وَكَانَ أَصْحَابُنَا كلَّفُوهُ الخُرُوجَ إِلَيْهِ، وَذَلِكَ بَعْد المِحنَة وَرُجُوْعِهِ إِلَى وَطَنه مِنْ بَلْخ -يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ قَدْ غُرِّبَ- قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ؛ أَكرمه وَبجَّلَهُ، وَكَانَ هُنَاكَ أَئِمَّةٌ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ، فَاتَّفَقُوا عَلَى أَنْ يَسْأَلُوْهُ بَيْنَ يَدي الوَزِيْر، فَقَالَ العَلَوِيُّ الدبوسِيّ: يَأْذنُ الشَّيْخ الإِمَامُ أَنْ أَسَأَل? قَالَ: سَلْ. قَالَ: لَمْ تَلْعَن أَبَا الحَسَنِ الأَشْعَرِيَّ? فَسَكَتَ الشَّيْخُ، وَأَطرق الوَزِيْرُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْد سَاعَة؛ قَالَ الوَزِيْر: أَجِبْهُ. فَقَالَ: لاَ أَعْرفُ أَبَا الحَسَنِ، وَإِنَّمَا أَلعنُ مَنْ لَمْ يَعتقد أَنَّ اللهَ فِي السَّمَاءِ، وَأَنَّ القُرْآن فِي المُصْحَف، وَيَقُوْلُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اليَوْمَ لَيْسَ بِنَبِيّ. ثُمَّ قَامَ وَانْصَرَفَ، فَلَمْ يُمَكِّن أَحَداً أَنْ يَتَكَلَّم مِنْ هَيبته، فَقَالَ الوَزِيْر لِلسَائِل: هذا أردتم! أن نسمع ما يذكره بهراة بآذاننا، وما عَسَى أَنْ أَفْعَلَ بِهِ? ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِ بِصِلَةٍ وَخِلَع، فَلَمْ يَقْبَلهَا، وَسَافَرَ مِنْ فَوره إِلَى هَرَاة. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَصْحَابَنَا بهَرَاة يَقُوْلُوْنَ: لَمَّا قَدِمَ السُّلْطَانُ أَلب آرسلاَن هَرَاة فِي بَعْض قَدَمَاتِهِ، اجْتَمَع مَشَايِخُ البَلَد وَرُؤِسَاؤُه، وَدخلُوا عَلَى أَبِي إِسْمَاعِيْلَ، وَسلَّمُوا عَلَيْهِ، وَقَالُوا: وَرَدَ السُّلْطَانُ وَنَحْنُ عَلَى عزمِ أَن نَخْرُج، وَنُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَأَحْبَبْنَا أَن نبدَأَ بِالسَّلاَمِ عَلَيْكَ، وَكَانُوا قَدْ تَوَاطؤُوا عَلَى أَنَّ حملُوا مَعَهم صَنَماً مِنْ نُحَاسٍ صغِيراً، وَجَعَلُوْهُ فِي المِحْرَاب تَحْتَ سَجَّادَة الشَّيْخ، وَخَرَجُوا، وَقَامَ الشَّيْخُ إِلَى خَلوته، وَدخلُوا عَلَى السُّلْطَان، وَاسْتغَاثُوا مِنَ الأَنْصَارِيّ، وَأَنَّهُ مُجَسِّمٌ، وَأَنَّهُ يَتركُ فِي مِحْرَابه صَنَماً يَزْعمُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى عَلَى صُوْرته، وَإِن

بَعَثَ السُّلْطَانُ الآنَ يَجِدْهُ. فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى السُّلْطَان، وَبَعَثَ غُلاَماً وَجَمَاعَة، فَدَخَلُوا، وَقصدُوا المِحْرَاب، فَأَخذُوا الصّنم، فَأَلقَى الغُلاَمُ الصَّنَمَ، فَبَعَثَ السُّلْطَانُ مَنْ أَحضر الأَنْصَارِيَّ، فَأَتَى فَرَأَى الصّنمَ وَالعُلَمَاء، وَقَدِ اشتدَّ غَضَبُ السُّلْطَانِ، فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان: مَا هَذَا? قَالَ: صَنَمٌ يُعْمَلُ مِنَ الصُّفْرِ شِبْه اللُّعبَة. قَالَ: لَسْتُ عَنْ ذَا أَسَأَلُكَ. قَالَ: فَعَمَّ يَسْأَلُنِي السُّلْطَان? قَالَ: إِنَّ هَؤُلاَءِ يَزْعُمُوْنَ أَنَّك تَعبُدُ هَذَا، وَأَنَّك تَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ عَلَى صُوْرته. فَقَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ بصولَةٍ وَصَوْتٍ جَهْوَرِيٍّ: سُبْحَانَكَ! هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيْم. فَوَقَعَ فِي قَلْب السُّلْطَان أَنَّهم كَذَبُوا عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُخْرِجَ إِلَى دَارِهِ مُكَرَّماً، وَقَالَ لَهُم: اصدقُونِي. وَهَدَّدَهم فَقَالُوا: نَحْنُ فِي يَد هَذَا فِي بَلِيَّةٍ مِنِ اسْتيلاَئِه عَلَيْنَا بِالعَامَّة، فَأَردنَا أَن نَقطع شَرَّهُ عَنَّا. فَأَمَرَ بِهِم، وَوَكَّل بهم، وصادرهم، وأخذ منهم وأهانهم. قَالَ أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ: دَخَلْتُ نَيْسَابُوْر، وَحَضَرتُ عِنْد الأُسْتَاذِ أَبِي المَعَالِي الجُوَيْنِيّ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ? قُلْتُ: خَادمُ الشَّيْخ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيّ، فَقَالَ: -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-. قُلْتُ: اسْمَع إِلَى عقلِ هَذَا الإِمَام، وَدَعْ سَبَّ الطَّغَام، إِنْ هُم إلَّا كَالأَنعَام. قَالَ ابْنُ طَاهِر: وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: كِتَابُ أَبِي عِيْسَى التِّرْمِذِيّ عِنْدِي أَفْيَدُ مِنْ كِتَاب البُخَارِيّ وَمُسْلِم. قُلْتُ: ولمَ? قَالَ: لأَنَّهُمَا لاَ يَصلُ إِلَى الفَائِدَة مِنْهُمَا إلَّا مَنْ يَكُوْنُ مِنْ أَهْلِ المَعْرِفَة التَّامة، وَهَذَا كِتَابٌ قَدْ شَرَح أَحَادِيْثَه، وَبيَّنهَا، فِيَصِلُ إِلَى فَائِدته كُلُّ فَقِيْهٍ وَكُلُّ مُحَدِّثٍ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَأَلْتُ إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ الحَافِظَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيّ، فَقَالَ: إِمَامٌ حَافظ. وَقَالَ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: كَانَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ عَلَى حَظٍّ تَامٍّ مِنْ مَعْرِفَة العَرَبِيَّة وَالحَدِيْثِ وَالتَّوَارِيخِ وَالأَنسَابِ، إِمَاماً كَامِلاً فِي التَّفْسِيْر، حَسْنَ السِّيْرَةِ فِي التَّصُوُّف، غَيْرَ مُشْتَغِلٍ بِكَسْبٍ، مُكْتَفِياً بِمَا يُبَاسِطُ بِهِ المرِيْدينَ وَالأَتْبَاع مِنْ أَهْلِ مَجْلِسه فِي العَامِ مَرَّةً أَوْ مرَّتين عَلَى رَأْس الملأِ، فِيحصل عَلَى أُلوفٍ مِنَ الدَّنَانِيْر وَأَعدَادٍ مِنَ الثِّيَاب وَالحُلِيِّ، فَيَأْخذُهَا، وَيُفَرِّقهَا عَلَى اللَّحَام وَالخَبَّاز، وَيُنفق مِنْهَا، وَلاَ يَأْخذُ مِنَ السُّلْطَان وَلاَ مِنْ أَركَانِ الدَّوْلَة شَيْئاً، وَقلَّ مَا يُرَاعِيْهُم، وَلاَ يَدخُل عَلَيْهِم، وَلاَ يُبَالِي بِهِم، فبقي عزيزًا مقبولاً قَبولاً أَتمَّ مِنَ المَلِك، مُطَاعَ الأَمْر نَحْواً مِنْ سِتِّيْنَ سَنَةً مِنْ غَيْرِ مُزَاحمَة، وَكَانَ إِذَا حضَرَ المَجْلِسَ لَبِسَ الثِّيَاب الفَاخِرَة، وَركب الدَّوَابّ الثّمِينَة، وَيَقُوْلُ: إِنَّمَا أَفْعَلُ هَذَا إِعزَازاً لِلدِّين، وَرَغْماً لأَعدَائِهِ، حَتَّى يَنظرُوا إِلَى عِزِّي وَتَجَمُّلِي، فِيرغبُوا فِي الإِسْلاَمِ. ثُمَّ إِذَا انْصرف إِلَى بَيْته؛ عَادَ إِلَى المُرَقَّعَةِ

وَالقعُوْدِ مَعَ الصُّوْفِيَّة فِي الخَانقَاه يَأْكُلُ مَعَهُم، وَلاَ يَتَمَيَّزُ بحَالٍ، وَعَنْهُ أَخَذَ أَهْلُ هَرَاةَ التبكيرَ بِالفَجْر، وَتسمِيَةَ الأَوْلاَد غَالِباً بِعَبْدِ المضَافِ إلى أسماء الله تعالى. قال أبو سعد السَّمْعَانِيّ: كَانَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ مُظْهِراً لِلسُّنَّة، دَاعِياً إِلَيْهَا، مُحَرِّضاً عَلَيْهَا، وَكَانَ مُكتفِياً بِمَا يُبَاسِط به المريدين، مَا كَانَ يَأْخذُ مِنَ الظَّلَمَةِ شَيْئاً، وَمَا كَانَ يَتَعَدَّى إِطلاَق مَا وَرد فِي الظوَاهر مِنَ الكِتَاب وَالسّنَّة، مُعْتَقداً مَا صَحَّ، غَيْر مُصَرِّحٍ بِمَا يَقتضيه تَشبيهٌ، وَقَالَ مرَّة: مِنْ لَمْ يَرَ مجلسِي وَتذكيرِي، وَطَعَنَ فِيَّ، فَهُوَ مِنِّي فِي حِلٍّ. قُلْتُ: غَالِبُ مَا رَوَاهُ فِي كِتَابِ "الفَارُوْق" صِحَاح وَحِسَان، وَفِيْهِ بَابُ إِثْبَاتِ اسْتوَاءِ اللهِ عَلَى عَرْشه فَوْقَ السَّمَاء السَّابِعَة بَائِناً مِنْ خَلقه مِنَ الكِتَاب وَالسّنَّة، فَسَاقَ دلاَئِل ذَلِكَ مِنَ الآيَات وَالأَحَادِيْث ... , إِلَى أَنْ قَالَ: وَفِي أَخْبَارٍ شَتَّى أَنَّ اللهَ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَة عَلَى الْعَرْش، وَعِلْمُهُ وَقُدْرَتُه وَاسْتمَاعُه وَنَظَرُه وَرَحمتُه فِي كُلِّ مَكَان. قِيْلَ: إِنَّ شَيْخ الإِسْلاَمِ عَقد عَلَى تَفْسِيْر قَوْله: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} [الأَنْبِيَاء: 101] ، ثلاث مائة وستين مجلسًا. قَالَ أَبُو النَّضْرِ الفَامِيّ: تُوُفِّيَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، عَنْ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَأَشهرٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ ابْن مَاجَه الأَبْهَرِيّ، وَمُسْنِدُ نَيْسَابُوْر أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْد اللهِ المَحْمِيّ المُزكِّي، وَرَاوِي "جَامِعِ التِّرْمِذِيّ" أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الصَّمد الغُوْرَجِي. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الحُسَيْنِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ رُوزبه بِبَغْدَادَ، وَكَتَبَ إِلَيَّ غَيْرُ وَاحِد، مِنْهم إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ، وَزَكَرِيَّا العُلبِيّ، وَابْنُ صيلاَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرِ بن الحُسَيْنِ وَقَالَ: هُوَ أَعْلَى حَدِيْثٍ عِنْدِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرِ بنِ دَيْسم أَبُو سَعِيْدٍ بهَرَاة، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ المِقْدَام، حَدَّثَنَا الفَضْل بن دُكَيْن، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بنُ وَرْدَانَ ح، وَأَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ قَايْمَازَ الدَّقِيْقِيُّ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنُ اللَّتِّيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا عبدُ الجَبَّار بن الجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَحْبُوْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بنُ مُكْرَم، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْك، أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ بنُ وَرْدَانَ اللَّيْثِيّ، عَنْ أَنَسِ بنِ

مَالِكٍ: عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ تَرَكَ الكَذِبَ وَهُوَ بَاطِلٌ، بني له في رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌّ، بُنِيَ لَهُ فِي وَسَطِهَا، وَمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ، بني له في أعلاها"1. سلمة سيء الحِفْظ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ وَالقَعْنَبِيّ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وَمِنْ مَنَاكِيْرِهِ مَا رَوَاهُ سُرَيْج بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْك، عَنْ سلمَة، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لِرَجُلٍ: "هَلْ تَزَوَّجتَ"? قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي مَا أَتزوَّجُ. قَالَ: أَلَيْسَ مَعَكَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} ? قَالَ: بَلَى. قَالَ: "ربع القُرْآن، أَلَيْسَ مَعَكَ {قُلْ يَا أَيُّهَا} ? " قَالَ: بَلَى. قَالَ: "ربع القُرْآن، أَلَيْسَ [مَعَكَ] إِذَا زُلْزِلَت?" قَالَ: بَلَى. قَالَ: "ربع القُرْآن، تَزَوَّجَ تَزَوَّجَ"2. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ: خَرَجَ عَنْ حدِّ الاحْتِجَاج بِهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الغَرَّافِيّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ أَبِي رُوزْبه، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا حَامِدٌ الرَّفَّاء، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَهدَى رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرَّة غنماً3. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، وَهُوَ مِنْ نَمط الثُّلاَثيَات. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ قَايْمَازَ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عبدُ الجَبَّار، أَخْبَرْنَا ابْنُ مَحْبُوْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بشار، حدثنا أبو

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه الترمذي "1994"، وابن ماجه "51"، وفي إسناده سلمة بن وردان الليثي أبو يعلى المدني، ضعيف كما في "التهذيب". وله شاهد من حديث أبي أمامة مرفوعًا بلفظ: "أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه" وإسناده حسن. وله شاهد آخر من حديث ابن عباس: عند الطبراني "11290". وشاهد ثالث من حديث معاذ بن جبل: عند الطبراني في "الصغير". 2 ضعيف: أخرجه الترمذي "2895"، وإسناده ضعيف، لأن فيه سلمة بن وردان، وهو ضعيف كما علمت حاله. ومع ذلك فقد حسنه الترمذي. 3 صحيح: أخرجه البخاري "1701"، ومسلم "1321"، وأبو داود "1755"، والنسائي "5/ 173"، وابن ماجة "3096".

عَامِرٍ -هُوَ الخَزَّاز- عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَة، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَلاَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَة: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَاب} [آل عِمْرَان:7] . فَقَالَ: "إِذَا رَأَيتُم الَّذِيْنَ يَتَّبِعُوْنَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، أَولئك الَّذِيْنَ سَمَّى الله فَاحْذَرُوهُمْ" 1. وَبِهِ: قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّار، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ إبراهيم، عن ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذِهِ الآيَة: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} [آل عِمْرَان: 7] . قَالَ: "هُمُ الَّذِيْنَ سَمَّى اللهُ فَاحذَرُوهُم" 1. هَذَا أَوْ قَرِيْبٌ مِنْهُ. فَهذَان الحَدِيْثَان اللذَان أَسقطَ مِنْهُمَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ رَجُلاً رَجُلاً، فَالأَوّل: سقطَ فَوْقَ ابْن بَشَّار أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَالثَّانِي: سقط مِنْهُ رَجُل وَهُوَ أَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيّ، عَنْ يَزِيْدَ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَالِياً، عَنِ القَعْنَبِيّ عَنْ يَزِيْدَ، بِهِ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ اللَّتِّيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَيَّانِيّ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي حَاتِمٍ، سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ بنَ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: قِرَاءةُ الحَدِيْثِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَةِ التَّطوع. إِسْنَادُهُ صَحِيْحٌ عَنِ الشافعي، ولفظه غريب، والمحفوظ: طلب العلم.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 256"، والبخاري "4547"، ومسلم "2665"، وأبو داود "4598"، والترمذي "2993" و "2994"، والدارمي "1/ 55"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "6/ 545" وابن جرير الطبري "6610"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "3/ 208"، من طرق عن يزيد بن إبراهيم التستري، قال: حدثني ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به. 2 صحيح: راجع تخريجنا السابق.

ابن قريش

4355- ابن قُريش 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، الصَّالِحُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ عُثْمَانَ بنِ قُرَيْشٍ البَغْدَادِيُّ، النَّصْرِيُّ، البَنَّاءُ، مِنْ أَهْلِ محلة النصرية. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْت الأَهْوَازِيَّ، وَهُوَ آخِرُ أَصْحَابه، وَأَبَا الحَسَنِ الحمامِيَّ، وَأَبَا القَاسِمِ الحُرْفِيّ. وَعَنْهُ: ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَابْنُ نَاصِرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بن الفُرضِي، وَعبدُ الخَالِق اليُوْسُفِيّ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: ثِقَةٌ، صَالِحٌ، صَدُوْقٌ، تُوُفِّيَ: فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أربع وثمانين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 59".

الحاكمي، معلى بن حيدرة، الحسيني

الحاكمي، معلى بن حيدرة، الحسيني: 4356- الحاكمي الفَقِيْهُ نَصْرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ شَاذَوَيْه، أَبُو الفَتْحِ الطُّوْسِيُّ، الحَاكمِيُّ، أَحَدُ المَشَاهِير. حَدَّثَ بـ"السُّنَن" عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الرُّوْذْبَارِيّ، عَنِ ابْنِ دَاسَة. وَأَحضروهُ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، فَسمِعُوا مِنْهُ الكِتَاب. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الأَسَعْدِ بنُ القُشَيْرِيّ، وَصخرُ بنُ عُبَيْدِ الطابَرَانِيّ، وجماعة، وكان معمرًا. 4357- مُعَلَّى بن حَيْدَرة: الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، حِصْنُ الدَّوْلَة، أَبُو الحَسَنِ الكُتَامِي. تغلب عَلَى مملكَة دِمَشْق بَعْد نُزُوح أَمِيْرِ الجُيُوْش بَدْرٍ عَنْهَا، فَظلم وَصَادَرَ وَعسَفَ، وَزَعَمَ أَنَّ التَّقْلِيد جَاءهُ مِنَ المُسْتنصر، وَتعثَّرتِ الرعيَّةُ، وَأَبغضه الجُنْد، وَجلاَ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاس، ثُمَّ خَاف وَذَلَّ، فَهَرَبَ إِلَى بَانيَاس، فِي آخِرِ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، فَبقِي هُنَاكَ مُدَّةً، ثُمَّ هَرَبَ إِلَى صُوْر، ثُمَّ إِلَى طرَابُلُس، فَأُمسك مِنْهَا، ثُمَّ سُجن بِمِصْرَ مُدَّة، ثُمَّ قتلُوْهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَكَانَ أَبُوْهُ حَيدرَة بن مُنَزه وَفَدَ إِلَى دِمَشْقَ مِنْ قِبَل المُسْتنصر، وَلُقِّبَ بِحِصْنِ الدولة أيضًا. 4358- الحُسَيني 1: الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، السَّيِّدُ الكَبِيْرُ، المُرْتَضَى، ذُو الشّرفِيْن، أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ العَلَوِيُّ، الحُسَيْنِيُّ، البَغْدَادِيُّ، نَزِيْلُ سمرقند. ولد سنة خمسٍ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ ترجمة 59"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1035"، والعبر "3/ 297"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 365".

وَسَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ بنَ شَاذَانَ، وَأَبَا القَاسِمِ الحرفي، وأحمد بن عبد الله بن المحاملي، وَطَلْحَةَ بن الصّقر، وَأَبَا بَكْرٍ البَرْقَانِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عِيْسَى الهَمَذَانِيّ، وَعَبْدَ الْملك بن بِشْرَان الوَاعِظ، وَابْنَ غَيْلاَنَ، وَطَبَقَتهُم، وَاختصَّ بِالخَطِيْبِ، وَلاَزمه. وَصَنَّفَ وَجَمَعَ، وَكَانَ كَبِيْرَ القَدْرِ، كَامِل السُّؤْدُدِ، كَثِيْرَ الأَمْوَال، يَرْجِع إِلَى عقلٍ وَرَأْي وَعلم وَافرٍ، وَنعمَة جسيمَة. حَدَّثَ عَنْهُ: شَيْخُهُ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُسْتَغْفِرِي، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَيُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ الزَّاهِد، وَزَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيّ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلٍ السَّيِّديّ، وَأَبُو الأَسْعَدِ هِبَةُ الرَّحْمَن بنُ القُشَيْرِيّ، وَأَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِيْرِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ الأَدِيْب، لَكِن هَذَا بِالإِجَازَة، وَآخر مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِهِ: الخَطِيْبُ أَبُو المَعَالِي المَدِيْنِيّ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ أَفْضَلُ عَلَوِيٍّ فِي عصره، لَهُ المَعْرِفَةُ التَّامَةُ بِالحَدِيْثِ، وَكَانَ يَرْجِعُ إِلَى عقلٍ وَافرٍ وَرَأْيٍ صَائِبٍ، بَرَع بِأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب فِي الحَدِيْثِ، نَقل عَنْهُ الخَطِيْبُ -أَظَنُّ فِي كِتَابِ "البخلاَء" رُزق حُسْنَ التَّصنِيف، وَسَكَنَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ سَمَرْقَنْد، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَاد، وَأَملَى بِهَا، وَحَدَّثَ بِأَصْبَهَانَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى سَمَرْقَنْد. سَمِعْتُ يُوْسُفَ بن أَيُّوْبَ الزَّاهِد يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ علويّاً أَفْضَلَ مِنْهُ. وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَكَانَ مِنَ الأَغنِيَاء المَذْكُوْرِيْنَ، وَكَانَ كَثِيْرَ الإِيثَار، يُنَفِّذُ فِي العَامِ إِلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الأَئِمَّةِ الأَلفَ دِيْنَار وَالخَمْسَ مائَةٍ وَأَكْثَرَ إِلَى كُلّ وَاحِد، فَرُبَّمَا بلغَ ذَلِكَ عَشْرَةَ آلاَف دِيْنَار، وَيَقُوْلُ: هَذِهِ زَكَاةُ مَالِي، وَأَنَا غَرِيْبٌ، فَفَرِّقُوا عَلَى مَنْ تَعرفُوْنَ اسْتحقَاقه، وَكُلّ مَنْ أَعْطيتُمُوْهُ؛ فَاكتُبُوا لَهُ خَطّاً، وَأَرْسَلُوْهُ حَتَّى أُعْطِيْه مِنْ عُشر الغَلَّة. قَالَ: وَكَانَ يَملك قَرِيْباً مِنْ أَرْبَعِيْنَ قَرْيَة خَالصَةً لَهُ بنوَاحِي كِس، وَلَهُ فِي كُلِّ قَرْيَة وكيل أميز من رئيس بسمرقند. هَذَا قَوْل السَّمْعَانِيّ، وَلَقَدْ بِالغ، فَهَذَا فِي رُتْبَة مَلِكٍ، وَمِثْلُ هَذَا يَصلُح لِلْخِلاَفَةِ. ثُمَّ قَالَ أَبُو سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ أَبَا المعَالِي مُحَمَّدَ بن نَصْرٍ الخَطِيْب يَقُوْلُ ذَلِكَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّرِيْف. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: إِنَّ الشَّرِيْفَ أَنشَأَ بُستَانَا عَظِيْماً، فَطَلبَ صَاحِبُ مَا وَرَاء النَّهْرِ الخَاقَانُ خَضِرٌ أَنْ يَحْضُرَ دَعوتَه فِي البُسْتَان، فَقَالَ الشَّرِيْف لِلْحَاجِبِ: لاَ سَبِيْل إِلَى ذَلِكَ. فَأَلَحَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: لَكِنِّي لاَ أُحضر، وَلاَ أهيئ لَهُ آلَةَ الفِسْق وَالفسَاد، وَلاَ أَعصِي الله تَعَالَى. قَالَ: فَغَضِبَ الخَاقَان، وَأَرَادَ أَنْ يَقْبِضَ عَلَيْهِ، فَاخْتَفَى عِنْد وَكيل لَهُ نَحْواً مِنْ شَهْر، فَنُوْدِيَ عَلَيْهِ فِي البَلَد، فَلَمْ يَظفرُوا بِهِ، ثُمَّ أَظهرُوا نَدماً عَلَى مَا فَعلُوا لِيَطمَئِن، وَأَلحَّ عَلَيْهِ أَهْله فِي الظُهُوْر، فَجَلَسَ عَلَى مَا كَانَ مُدَّة، ثُمَّ إِنَّ الْملك نَفَّذَ إِلَيْهِ ليشَاورَهُ فِي أَمر، فَلَمَّا حصل

عِنْدَهُ، أَخَذَه وَسَجَنَهُ، ثُمَّ اسْتَأَصل أَمْوَاله وَضيَاعَه، فَصبر، وَحَمِدَ الله، وَقَالَ: مَنْ يَكُوْنُ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ لاَ بُدَّ أَنْ يُبتلَى، وَأَنَا رُبِّيْتُ فِي النِّعمَة، وَكُنْتُ أَخَاف أَنْ يَكُوْنَ وَقَعَ فِي نسبِي خلل، فَلَمَّا جرَى هَذَا، فَرِحْتُ، وَعلمتُ أَنَّ نسبِي مُتَّصِل. قَالَ لِي أَبُو المَعَالِي الخَطِيْب: فَسمِعنَا أَنَّهم منعُوْهُ مِنَ الطَّعَام حَتَّى مَاتَ جُوعاً، وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّة زَيْنِ العَابِدِيْنَ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ: قَالَ أَبُو العَبَّاسِ الجَوْهَرِيُّ: رَأَيْتُ السَّيِّدَ المُرْتَضَى بَعْد مَوْتِهِ وَهُوَ فِي الجَنَّةِ وَبَيْنَ يديه طعام، وقيل له: ألَّا تأكل? قال: لا، حتى يَجِيْء ابْنِي، فَإِنَّهُ غداً يَجِيْء. قَالَ: فَانْتبهتُ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ، فَقُتل وَلده السَّيِّد أَبُو الرِّضَا فِي ذَلِكَ اليَوْم. قَالَ: وَتُوُفِّيَ المرتضَى بَعْدَ سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ، وَقِيْلَ: قُتِلَ فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، قَتله الخَاقَان خَضِر بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَكَانَ قَدْ نَفَّذَهُ الخَاقَان رَسُوْلاً إِلَى القَائِم بِأَمْرِ اللهَ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ الدِّمَشْقِيّ، أَنْبَأَنَا أَبُو المظفرِ عَبْدُ الرَّحِيْم بنِ أَبِي سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ الرَّحْمَنِ بنُ عبد الوَاحِد الصُّوْفِيّ، أَخْبَرَنَا المُرْتَضَى أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَلَوِيّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الهَرَوِيّ الزَّاهِد، أَخْبَرَنَا مَنْصُوْرُ بنُ العَبَّاسِ البُوْشَنْجِيّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْر الحَصِيْرِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأُبُلِّيُّ عُمَرُ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بنُ القَاسِمِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عِلْمٌ لاَ يَنْفَعُ كَكَنْزٍ لاَ ينفق في سبيل الله عزّ وجلّ" 1.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" "1/ 138 " من طريق عيسى بن شعيب، به وإسناده حسن، عيسى بن شعيب، هو النحوي، صدوق كما في "التقريب" وأخرجه أحمد "2/ 499"، والدارمي "1/ 138"، والبزار "176" "كشف الأستار"، والإسماعيلي في معجمه" "ص 360- 361"، والسهمي في "تاريخ جرجان" "ص78" "ص 321" من طرق عن إبراهيم الهجري، عن أبي عياض, عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "إن مثل علم لا ينفع، كمثل كنز لا ينفق في سبيل الله" واللفظ لأحمد. قلت: إسناده ضعيف، إبراهيم بن مسلم الهجري، ضعيف، كان يرفع الموقوفات، وباقي رجاله ثقات. وأبو عياض: هو عمرو بن الأسود العنسي، وأخرجه أبو خيثمة في "العلم" "162"،والطبراني في "الأوسط" "693"، وابن عدي في "الكامل" "3/ 115"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" "1/ 122" من طريق عبد الله بن لهيعة، عن دراج أبي السمع عن عبد الرحمن بن حجيرة، عن أبي هريرة مرفوعًا. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: دراج أبو السمح، ضعيف. والعلة الثانية: ابن لهيعة ضعيف لسوء حفظه، والخلاصة فإن الحديث بمجموع هذه الشواهد يرتقي لمرتبة الصحيح والله تعالى أعلى وأعلم.

عيسى لا يوثق به. وَبِهِ إِلَى المرتضَى: أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ طَلْحَةَ البَصْرِيّ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ الهَمَذَانِيّ الحَافِظ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَمْروس، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الجُرْجَانِيّ، حَدَّثَنَا الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله: {لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ} [المَائِدَة:63] . قَالَ: الرَّبَّانِيون: العُلَمَاء الفُقَهَاء وَهُم فَوْقَ الأَحْبَار. وَبِهِ: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ الفَارِسِيّ -يَعْنِي: ابْن شَاذَانَ -أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ القَطَّان، حَدَّثَنَا عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ الهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عبدَة، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ جُمَيْع، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِر قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَرفعه: "إِنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ دَرَجَةً مِنْ دَرَجَةِ النُّبُوَّة أَهْلُ الجِهَادِ وَأَهْلُ العِلْمِ، أَمَّا أَهْلُ العِلْمِ، فَقَالُوا مَا جَاءتْ بِهِ الأَنْبِيَاءُ، وَأَمَّا أَهْلُ الجِهَادِ، فَجَاهدُوا عَلَى ما جاءت به الأنبياء"1.

_ 1 ضعيف: آفته حفص بن جميع، فإنه ضعيف بالاتفاق.

الحسيني، حجاج بن قاسم

الحسيني، حجاج بن قاسم: وابنه: 4359- الحسيني 1: سَيِّدُ السَّادَةِ، أَبُو الرِّضَا، الأَطْهَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، من كبار الشرفاء حشمةً وَجَاهاً وَرِئَاسَةً وَأَمْوَالاً، وَلَمْ يَزَلْ فِي رِفعَةٍ إِلَى أَنْ رَام المملكَة، وَنَابَذَ خَانَ سَمَرْقَنْد، وَأَمر بِضَرْب السِّكَّةِ باسمه، وَاسْتخدم آلاَفاً مِنَ العَسْكَر، وَجَنَى الخَرَاج، وَعَظُمَ أَمرُه، ثُمَّ ظَفِرَ بِهِ الخَانُ، فَوسَّطه، وَأَخَذَ أَمْوَالَه وَحرِيْمَه، وَأَبَاد حَاشِيَتَهُ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهم نَافخُ نَارٍ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. 4360- حَجَّاج بن قاسم 2: الإمام الفقيه، أبو محمد السَّبتي. سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ تِلْمِيْذ ابْن أَبِي زَيْدٍ، وَبِمَكَّةَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ. وَحَدَّثَ بـ"الصَّحِيْح"، وَرَأَسَ عُلَمَاءَ المَرِيَّة، ثُمَّ سَبْتَةَ. سَمِعَ مِنْهُ: القَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ مَنْصُوْرٌ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ طَرِيْف، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ العَجُوْز، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ سنة إحدى وثمانين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "9/ 289". 2 تقدمت ترجمته في الجزء الثالث عشر برقم ترجمة عام "4095"، وبتعليقنا رقم "369".

الشاشي، البانياسي

الشاشي، البانياسي: 4361- الشاشي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَامِدٍ الشَّاشِيُّ، صَاحِبُ الطَّرِيقَة المشهورة. تَفَقَّه بِبلاَده عَلَى أَبِي بَكْرٍ السِّنْجِيّ، ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى صَاحِب غَزْنَة، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، وعظُم شَأْنه بِغَزْنَةَ، وَبَعُدَ صِيته، وَتَفَقَّهوا عَلَيْهِ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، ثُمَّ اسْتدَعَاهُ نِظَامُ المُلك إِلَى هَرَاة، وَأَشَارَ عَلَيْهِم بِتسرِيحِه، فَجهَّزُوهُ، مُكرمًا مِنْ غَزْنَة بِأَوْلاَده، فَدرَّس بِنِظَامِيَّة هَرَاة، ثُمَّ قَصَدَ نَيْسَابُوْر زَائِراً، فَاحْتَرَمُوْهُ، وَقِيْلَ: لَمْ يَقع مِنْهم بِذَاكَ الْموقع، فَعَادَ إِلَى هَرَاة، وَحَدَّثَ عَنْ مَنْصُوْر الكَاغَدِيّ صَاحِب الهَيْثَم الشَّاشِيّ. مَاتَ بهَرَاة فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، فِي سَادس شَوَّالهَا وَلَهُ ثَمَانٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَقِيْلَ: بَلْ عَاشَ أَرْبَعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَأَمَّا عبدُ الغَافِرِ فِي "السّيَاق" فَقَالَ: مَاتَ فِي شَوَّال سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ، وَالأَوّلُ أَشْبَهُ، بَلِ الصَّوَاب، وَكَذَا أَرَّخَهُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَقَالَ: زُرْتُ قَبْرَهُ بهَرَاة، رَوَى لَنَا عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ السِّنْجِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ المَرْوَزِيّ. 4362- البانياسي 2: الشَّيْخُ الصَّالِحُ، المُسْنِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مَالِكُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البَانْيَاسِيُّ الأَصْل، البَغْدَادِيُّ، ابْن الفَرَّاء. كَانَ يَقُوْلُ: هَكَذَا سمَّانِي الوَالِدُ، وَكَنَّانِي، وَسمتَنِي أُمِّي عَلِيّاً، وَكَنَتْنِي أَبَا الحَسَنِ، فَأَنَا أُعْرَفُ بِهِمَا. سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ بنَ الصَّلْت المُجبر، وَأَبَا الفَتْح بن أَبِي الفوَارس، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ بِشْرَان، وَابْنَ الفضل القطان.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 308"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "4/ 140"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 375". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 64"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 69"، والعبر "3/ 308- 309" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 137"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 376".

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة، وَأَبُو عَامِرٍ العَبْدَرِي، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلُ التَّيْمِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَاصِر، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ تَاج القُرَّاء، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ البَطِّي، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ صَالِح، ثِقَة، مُتديِّنٌ، مُسَنٌّ، عُمِّر حَتَّى أَخَذَ عَنْهُ الطَّلبَةُ، وَتَكَابُّوا عَلَيْهِ، كَانَ يَسكن فِي غُرْفَةٍ بسُوْق الرَّيْحَانِيين. وَقَالَ ابْنُ سُكَّرَة: كَانَ مَالِكيّاً شَيْخاً صَالِحاً، وَقعتِ النَّارُ بِبَغْدَادَ بِقُرْبِ حُجرته وَقَدْ زَمِنَ، فَأُنْزِلَ فِي قُفَّةٍ إِلَى بَابِ الحُجْرَة، فَإِذَا النَّارُ عِنْد البَاب، فَتركه الَّذِي أَنْزَله، وَفَرَّ، فَاحترق هُوَ رَحِمَهُ اللهُ وَذَلِكَ فِي تَاسع جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة بِالنَّهَار. وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ: كَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنِ ابْنِ الصَّلْت، وَكَانَ ثِقَةً، قَالَ لِي: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَفِيْهَا: مَاتَ المُحَدِّثُ جَعْفَرُ بنُ يَحْيَى الحكَّاك، وَالوَزِيْرُ نِظَامُ الْملك أَبُو عَلِيٍّ قُتل، وَشَارحُ البُخَارِيِّ القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ محمد بن خلف ابن المرَابط، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ القشَّاشِيّ، وَمُقْرِئُ وَقته مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى المُغَامِيّ، وَالسُّلْطَانُ جَلاَلُ الدَّوْلَة مَلِكْشَاه السَّلْجُوْقِيّ، وَشيخُ الحَنَفِيَّة مَنْصُوْرُ بن أحمد البسطامي ببلخ.

المجاشعي

4363- المُجَاشِعِي 1: إِمَامُ النَّحْو، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ فَضَّالِ بنِ عَلِيِّ بنِ غَالِبٍ، المُجَاشِعِيُّ، القَيْرَوَانِيُّ، التَّمِيْمِيُّ، الفَرَزْدَقِيُّ، المُفَسِّرُ. طَوَّفَ الدُّنْيَا، وَاتصل بِنِظَام المُلك، وَصَنَّفَ "الإِكسير فِي التَّفْسِيْر" فِي خَمْسَةٍ وَثَلاَثِيْنَ مُجَلَّداً، وَمُؤَلَّفاً فِي النَّحْوِ فِي عِدَّة مُجَلَّدَات، وَ"البُرْهَان" فِي التَّفْسِيْر فِي عِشْرِيْنَ مُجَلَّداً. وَقَدْ وَعَدَهُ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ بِأَلفِ دِيْنَار عَلَى "الإِكسير"، فَأَلَّفه، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءته عَلَيْهِ، لَمْ يُعْطه شَيْئاً، فَتَوَعَّده بِأَنَّ يَهْجُوهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ: عِرْضِي فدَاؤك. وَقَدْ أَلَّف بغَزْنَة كتباً بِأَسْمَاء أَكَابِرَ، وَأَقرَأَ الآدَابَ مُدَّةً. وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّد. وَلَهُ "البسملَة وَشرحهَا" فِي مُجَلَّد، وَكِتَاب "الدول" أَزيد مِنْ ثَلاَثِيْنَ سِفراً، وَأَشيَاء. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 33"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "14/ 90", والعبر "3/ 295"، ولسان الميزان "4/ 249"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 124"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 363".

السراج، موسى بن عمران

السراج، موسى بن عمران: 4364- السرَّاج 1: الشَّيْخُ، المُعَمَّر، مُسْنِدُ نَيْسَابُوْر، أَبُو نَصْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الشَّاذْيَاخِيّ، السَّرَّاجُ. سَمِعَ أَبَا نُعَيْمٍ عَبْدَ المَلِكِ بنَ مُحَمَّدِ الإِسفرَايينِيّ، وَأَبَا الطَّيب الصُّعلوكِيّ، وَأَبَا طَاهِرٍ بنَ مَحْمِش، وَعَبْدَ اللهِ بنَ يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الفُرَاوِيّ، وَعبدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ، وَقَالَ: هُوَ شَيْخ نَظيفٌ ظرِيف، مختصٌّ بِمَجْلِس الصَّاعديَّة لِلمُنَادَمَةِ وَالخِدمَة، سَمِعَ الكَثِيْرَ وَعَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً، تُوُفِّيَ: فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: هُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ المِهْرَجَانِيّ، يَقَعُ حَدِيْثُهُ اليَوْم بِعُلُوٍّ فِي كتاب "الترغيب والترهيب" للتيمي. 4365- موسى بن عمران 2: ابن محمد بن إسحاق بن يزيد، الشَّيْخُ الصَّالِحُ، القُدْوَةُ، مُسْنِدُ خُرَاسَانَ, أَبُو المُظَفَّرِ الأَنْصَارِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ العَلَوِيِّ فَكَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى عَنْهُ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَأَبِي القَاسِمِ السَّرَّاج، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: زَاهِرٌ وَوجيهٌ ابْنَا الشَّحَّامِيّ، وَأَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ دَوَّسَتْ الحَاكِم، وَعُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الصَّفَّار الفَقِيْهُ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الشَّحَّامِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الفُرَاوِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ عبدُ الغَافِر: هُوَ شَيْخ وَجيهٌ، حَسَنُ الرّوَاء وَالمَنْظَر، رَاسخُ الْقدَم فِي الطّرِيقَة، لقِي الشَّيْخَ أَبَا سَعِيْدٍ بنَ أَبِي الخَيْرِ المِيهَنِيّ، وَخدمَه، ثُمَّ خدم أَبَا القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، وَكَانَ مِنْ أَركَانَ الشُّيُوْخ، عُمِّرَ ثَمَانِياً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَمَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَة ست وثمانين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 303"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 369". 2 ترجمته في العبر "3/ 313"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 379".

المقومي، ابن البغدادي

المقومي، ابن البغدادي: 4366- المُقَوِّمي 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الهَيْثَمِ القَزْوِيْنِيُّ، المُقَوِّمِيّ، رَاوِي "سُنَن ابْنِ مَاجَه"، عَنِ القَاسِمِ بنِ أَبِي المُنْذِر الخَطِيْب. سَمِعَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ عشرُ سِنِيْنَ مِنِ ابْنِ أَبِي المنذر، والزبير بن مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِيّ، وَعبدِ الجَبَّار بن أَحْمَدَ القَاضِي، شَيْخِ المُعْتَزِلَة. وَحَدَّثَ بِالرَّيّ. وَسَأَله ابْنُ مَاكُوْلا عَنْ مَوْلِده، فَقَالَ: فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. حَدَّثَ عَنْهُ: ملكدَاذُ بنُ عَلِيٍّ العَمْرَكِيّ، وَعَلِيُّ بنُ شَافعِيّ، وَعبدُ الرَّحْمَن بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيّ، وَأَبُو العَلاَءِ زَيْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَنْصُوْر الشُّروطِيّ، وَأَخُوْهُ أَبُو المَحَاسِنِ مَسْعُوْدٌ، وَالحَافِظ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَابْنُهُ أَبُو زُرْعَةَ طَاهِرٌ. وَلاَ أَعْلَمُ مَتَى تُوُفِّيَ، إلَّا أَنَّهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة كَانَ حيّاً. وَمَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ: أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الذَّكواني، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ الكَاشْغَرِيّ، وَالحَافِظ ظَافِرُ بنُ مُفَوِّزٍ الشَّاطبِيّ، وَعَبْدُ الْملك بنُ شَغَبَةَ البَصْرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ قُرَيْشٍ النَّصري -بنُوْنَ-، وَمُقْرِئُ مَرْوَ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الكُركَانجي، وَقَاضِي القُضَاة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ النَّاصِحِيّ، وَالمُعْتَصِمُ مُحَمَّدُ بنُ مَعْنٍ الصُّمَادِحِيّ بِالأَنْدَلُسِ. 4367- ابنُ البغدادي ّ2: الإِمَامُ الوَاعِظُ، شَيْخُ أَصْبَهَان، أَبُو الفَضْلِ، مُحَمَّدُ بن أَبِي سَعْدٍ أَحْمَد بن الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ، ثُمَّ الأَصْبَهَانِيُّ، مِنْ بَيْتِ العِلْمِ وَالإِسْنَادِ، أَوَّلُهم عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بن سليمان البغدادي.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 306"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 372". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 42".

وَعظ مُحَمَّدٌ، وَاشْتُهِرَ، وَسَمَّعَ أوَلاَده أَبَا سَعْدٍ الحَافِظَ وَفَاطِمَةَ، وَشَارك فِي الفضَائِل. سَمِعَ: ابْن فَاذشَاه، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بن أَحْمَدَ بنِ فَاذَوَيْه، وأبا أحمد محمد ابن عَلِيٍّ المُؤَدِّب، وَابْنَ رِيْذَةَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَجَمَاعَة. مَوْلِده سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَمَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانِيْنَ غرِيباً بِبَغْدَادَ بَعْد مجيئِهِ مِنَ الحج.

مسعود بن ناصر

4368- مسعود بن ناصر 1: ابن أبي زيد عبد الله بن أحمد، الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الرَّحَّالُ، الحَافِظُ، أَبُو سَعِيْدٍ السِّجْزِيُّ, الرَّكَّابُ. سَمِعَ مِنْ: عَلِيِّ بنِ بُشرَى، وَطَائِفَةٍ بسجستان، ومن محمد بن عَبْد الرَّحْمَنِ الدَّبَّاس، وَمَنْصُوْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيِّ بهَرَاة، وَأَبِي حَسَّانٍ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ المُزَكِّي، وَأَبِي سَعْدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حَمْدَان، وَعُمَرَ بن مَسْرُوْر، وَطَبَقَتهم بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبِي طَالِبِ بنِ غَيْلاَنَ، وَبُشرَى الفَاتَنِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الخلاَّل بِبَغْدَادَ، وَمِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ رِيْذَةَ بِأَصْبَهَانَ. وَجَمَعَ فَأَوعَى، وَصَنَّفَ الأَبْوَاب. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ العِجْلِيّ المَرْوَزِيّ، وَعبدُ الواحد ابن الفَضْلِ الطُّوْسِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الغَازِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق، وَأَبُو الأَسَعْدِ بنُ القُشَيْرِيّ، وَخَلْقٌ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ، وَسَمِعَ مِنْهُ شَيْخُه الصُّوْرِيُّ. قَالَ الدَّقَّاق: وَلَمْ أَرَ فِي المُحَدِّثِيْنَ أَجْوَدَ إِتقَاناً وَلاَ أَحْسَنَ ضبطاً مِنْهُ. وَقَالَ زَاهِر الشَّحَّامِيّ: كَانَ مَسْعُوْدٌ السِّجْزِيّ يَذْهَبُ إِلَى القدرِ، وَيَقرَؤُهَا: "فَحجَّ آدَمَ مُوْسَى" بِنصب آدَمَ. مَاتَ مَسْعُوْدٌ بِنَيْسَابُوْرَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَصَلَّى عَلَيْهِ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ أَبُو المَعَالِي، وَوَقَّفَ كُتُبَه، وَكَانَتْ كَثِيْرَةً نَفِيْسَةً متقنة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 47" [السجستاني] ، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 13"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1040"، والعبر "3/ 289"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 357".

قَالَ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: كَانَ مُتْقِناً، وَرِعاً، قَصِيْرَ اليَد، زجَّى عُمُره كَذَلِكَ إِلَى أَنِ ارْتبطه نِظَام المُلك بِبَيْهَقَ ثُمَّ بطوسَ لِلاستفَادَة. قَالَ أَحْمَدُ بنُ ثَابِت الطَّرقِي: سَمِعْتُ ابْنَ الخَاضِبَة يَقُوْلُ: كَانَ مَسْعُوْد قَدَرِيّاً، سمِعتُه يَقرَأهَا: فَحجَّ آدَمَ مُوْسَى. بِالنصب. وَقَالَ المُؤْتَمَنُ السَّاجِيّ: كَانَ يَرْجِعُ إِلَى هِدَايَةٍ وَإِتْقَان وَحُسْنِ ضَبْطٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ الحَدَّاد، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ نَاصِر، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ النَّوقَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبِي أَبُو عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الخَيَّاط، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَاسين، حَدَّثَنَا أَبُو عَتَّابٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنُِ دِيْنَارٍ النَّيْسَابُوْرِيّ، عَنْ أَزْهَرَ السَّمَّان، عَنِ ابْنِ عَوْن، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "تَفَكَّهُوا، وَكُلُوا البِطِّيْخَ، فَإِنَّ حَلاَوَتُهُ مِنَ الجَنَّةِ"1. هَذَا بَاطِل، مَا تَفُوَّهُ بِهِ أَزْهَرُ قَطُّ. قَالَ عبدُ الغَافِر: انْتقل مَسْعُوْدٌ فِي آخِرِ عُمُرِهِ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، وَكَانَ عَلَى كِبَرِ سنّه يَطُوْفُ عَلَى المَشَايِخ، وَيَكْتُب، وَيُنْفِقُ مَا يُفْتَح لَهُ عَلَى الطَّلبَة، وَفَوَائِدُه مِنَ الأَخْبَار وَالحِكَايَاتِ وَالأَشعَارِ فِي سفَائِنه لاَ تُحصَى، فَقَدْ عددنَا فِي كُتبه قَرِيْباً مِنْ سِتِّيْنَ مجموعاً مِنَ التَّوَارِيخ، سِوَى سَائِر الأَجنَاس، وَكَانَ يَكتُبُ بخطٍّ مُسْتَقِيْمٍ، وَيورّق بِبَغْدَادَ وَأَصْبَهَان، وَقَفَ كتُبَه فِي مَسْجِدِ عقيل. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلتُ إِسْمَاعِيْلَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَافِظَ عَنْ مَسْعُوْدِ بنِ نَاصِر، فَقَالَ: حَافظ، سَمِعَ الكَثِيْر. وَلأَسْعَد الزَّوْزَنِيّ: بِمَسْعُوْدٍ بنِ ناصرٍ اشتَمَلْنَا ... عَلَى عَيْنِ الحَدِيْثِ بِغَيْرِ رَيْبِ إِذَا مَا قَالَ: حَدَّثَنَا فلانٌ ... فَذَا الإِسْنَادُ حقٌّ غَيْرُ رَيْبِ وَمَا إِنْ زُرْتُهُ إلَّا خَفِيْفاً ... فِيُصْبِحُ مُثْقَلاً كُمِّي وَجَيْبِي وَلَوْ أَنِّي ظَفِرْتُ بِهِ شَبَابِي ... غَنِيْتُ عَنِ التَّرَدُّدِ وَقْتَ شيبي

_ 1 موضوع: آفته أحمد بن محمد بن ياسمين، فقد كذبه الدارقطني، وكل الأحاديث الواردة في فضائل البطيح موضوعة، ليس فيها أثارة من صحة.

أبو الوليد الباجي

4369- أبو الوليد الباجي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، ذُو الفُنُوْنِ، القَاضِي، أَبُو الوليد، سُلَيْمَانُ بنُ خَلَفِ بنِ سَعْدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ وَارِث التَّجيبي، الأَنْدَلُسِيُّ، القُرْطُبِيُّ، البَاجِيُّ، الذَّهَبِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. أَصلُهُ مِنْ مدينَة بَطَلْيَوس، فَتحوّل جَدُّه إِلَى باجَة -بُليدَة بِقُرْبِ إِشبيليَة- فَنُسب إِلَيْهَا، وَمَا هُوَ مِنْ باجَةَ المَدِيْنَةِ الَّتِي بِإِفْرِيْقِيَّةَ، الَّتِي يُنسب إِلَيْهَا الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ البَاجِيّ، وَابْنه الحَافِظ الأَوحدُ أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَاجِيّ، وَهُمَا مِنْ عُلَمَاء الأَنْدَلُس أَيْضاً. وَلد أَبُو الوَلِيْدِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَأَخَذَ عَنْ: يُوْنُسَ بنِ مُغِيْث، وَمَكِّي بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَمَّدِ بن إِسْمَاعِيْلَ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الوَارِثِ. وَارْتَحَلَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ، فَحجَّ، ولو مدها إلى العراق وَأَصْبَهَان؛ لأَدْرَكَ إِسْنَاداً عَالِياً، وَلَكِنَّهُ جَاور ثَلاَثَة أَعْوَام، مُلاَزِماً لِلحَافظ أَبِي ذَرٍّ، فَكَانَ يُسَافِرُ مَعَهُ إِلَى السَّرَاة، وَيَخدمُه، فَأَكْثَرَ عَنْهُ، وَأَخَذَ علمَ الحَدِيْثِ وَالفِقْهِ وَالكَلاَم. ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى دِمَشْقَ، فَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الطُّبَيز، وَالحَسَنِ بن السِّمْسَار، وَالحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جُمَيْع، وَمُحَمَّدِ بن عَوْفٍ المُزَنِيّ. وَارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، فَسَمِعَ: عُمَرَ بن إِبْرَاهِيْمَ الزُّهْرِيّ، وَأَبَا طَالبٍ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، وَأَبَا القَاسِمِ الأَزْهَرِيّ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ الأَزَجِيّ، وَمُحَمَّدَ بن عَلِيٍّ الصُّوْرِيّ الحَافِظ، -وَصَحِبَه مُدَّة-، وَمُحَمَّدَ بن عبد الوَاحِدِ بن رزمَة، وَالحَسَنَ بن مُحَمَّدٍ الخلاَّل، وَخَلْقاً سِوَاهُم. وَتَفَقَّهَ بِالقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ الطَّبرِيّ، وَالقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللهِ الصَّيْمَرِيّ، وَأَبِي الفَضْلِ بن عَمْروس المَالِكِيّ. وذهبَ إِلَى المَوْصِل، فَأَقَامَ بِهَا سَنَةً عَلَى القَاضِي أَبِي جَعْفَرٍ السِّمنَانِيّ المُتَكَلِّم، صَاحِبِ ابْنِ البَاقِلاَّنِيّ، فَبرَّز فِي الحَدِيْثِ وَالفِقْه وَالكَلاَم والأصول والأدب.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "1/ 468"، والأنساب للسمعاني "2/ 19- 20"، واللباب لابن الأثير "1/ 103" والصلة لابن بَشكوال "1/ ترجمة 454"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "11/ 246"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 275"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1027"، والعبر "3/ 280"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 114"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 344- 345".

فَرَجَعَ إِلَى الأَنْدَلُسِ بَعْد ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً بِعِلْمٍ غزِيْر، حصَّله مَعَ الفَقْر وَالتَّقَنُّعِ بِاليَسِيْر. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وأبو محمد بن حزم، وأبو بكر الخَطِيْبُ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ الصَّقَلِّيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ غَزْلُوْنَ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة الصَّدَفِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الفِهْرِيُّ الطُّرطوشي، وَابْنُه الزَّاهِد أَبُو القَاسِمِ بنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ سَهْل السَّبْتِيّ، وأبو بحر سفيان بن العاص، ومحمد بن أَبِي الخَيْرِ القَاضِي, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَتَفَقَّهَ بِهِ أَئِمَّةٌ، وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ النَّفِيسَة. قَالَ القَاضِي عِيَاض: آجرَ أَبُو الوَلِيْدِ نَفْسَه بِبَغْدَادَ لحرَاسَة درب، وَكَانَ لَمَّا رَجَعَ إِلَى الأَنْدَلُسِ يَضربُ وَرق الذَّهَبِ لِلغَزْل، وَيَعقدُ الوثَائِق قَالَ لِي أَصْحَابُه: كَانَ يَخْرُجُ إِلَيْنَا لِلإِقْرَاءِ وَفِي يَدِهِ أَثَرُ المِطرقَة، إِلَى أَنْ فَشَا علمُه، وَهَيَّتَتِ الدُّنْيَا بِهِ، وَعَظُمَ جَاهُهُ، وَأُجزلت صِلاَتُه، حَتَّى تُوُفِّيَ عَنْ مَالٍ وَافرٍ، وَكَانَ يَسْتَعْمَلُهُ الأَعيَانُ فِي تَرَسُّلهُم، وَيَقْبَلُ جَوَائِزهُم، وَلِيَ القَضَاءَ بِموَاضِع مِنَ الأَنْدَلُس، وَصَنَّفَ كِتَاب المنتقَى فِي الفِقْه، وَكِتَاب المَعَانِي فِي شرح المُوَطَّأ، فَجَاءَ فِي عِشْرِيْنَ مُجلَّداً، عديمَ النّظير. قَالَ: وَقَدْ صَنَّفَ كِتَاباً كَبِيْراً جَامِعاً، بلغَ فِيْهِ الغَايَةَ، سَمَّاهُ "الاسْتيفَاء"، وَلَهُ كِتَاب "الإِيمَاء فِي الفِقْه" خَمْس مُجَلَّدَات، وَكِتَابُ "السّراج فِي الخلاَف" لَمْ يَتم، وَ"مُخْتَصَر المُخْتَصَر فِي مَسَائِل المدوّنَة"، وَلَهُ كِتَابٌ فِي اخْتِلاَف الْمُوَطَّآت، وَكِتَابٌ فِي الجرح وَالتعديل، وَكِتَابُ "التّسَدِيْد إِلَى مَعْرِفَة التَّوحيد"، وَكِتَاب "الإِشَارَة فِي أُصُوْل الفِقْه"، وَكِتَابُ "إِحكَام الْفُصُول في أحكام لأصول"، وَكِتَاب "الحُدُوْد"، وَكِتَابُ "شَرْح المنهَاج"، وَكِتَابُ "سنَن الصَّالِحِيْنَ وَسنن العَابِدين"، وَكِتَابُ "سُبل الْمُهْتَدِينَ"، وَكِتَابُ "فِرق الفُقَهَاء"، وَكِتَاب "التَّفْسِيْر" لَمْ يَتمه، وَكِتَابُ "سَنن المنهَاج وَتَرْتِيْب الحجَاج". قَالَ الأَمِيْر أَبُو نَصْرٍ: أَمَا البَاجِيّ ذُو الوزَارَتَيْنِ فَفَقيهٌ متكلّم، أَديبٌ شَاعِر، سَمِعَ بِالعِرَاقِ، وَدرّس الكَلاَم، وَصَنَّفَ ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ جَلِيْلاً رفِيعَ الْقدر وَالخَطَر، قَبْرُهُ بِالمَرِيَّة. وَقَالَ القَاضِي أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيّ: مَا رَأَيْتُ مِثْل أَبِي الوَلِيْد البَاجِيّ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً عَلَى سِمَته وَهيئته وَتوقيرِ مَجْلِسه. وَلَمَّا كُنْتُ بِبَغْدَادَ قَدِمَ وَلدُه أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ، فَسرتُ مَعَهُ إِلَى شَيْخنَا قَاضِي القُضَاة الشَّامِيّ، فَقُلْتُ لَهُ: أَدَامَ اللهُ عِزَّكَ، هَذَا ابْنُ شَيْخ الأَنْدَلُس. فَقَالَ: لَعَلَّهُ ابْن البَاجِيّ? قُلْتُ: نَعم. فَأَقْبَل عَلَيْهِ. قَالَ القَاضِي عِيَاض: كَثُرَتِ القَالَةُ فِي أَبِي الوَلِيْد لِمُدَاخلته لِلرُؤِسَاء، وَوَلِيَ قَضَاءَ أَمَاكن تَصغُر عَنْ قدره كَأُورِيُولَة، فَكَانَ يَبعث إِلَيْهَا خُلَفَاءهُ، وَرُبَّمَا أتَاهَا المَرَّةَ وَنَحْوهَا، وَكَانَ فِي أَوّل

أَمره مُقِلاًّ حَتَّى احْتَاجَ فِي سَفَره إِلَى القَصْدِ بِشعرِهِ، وَإِيجَار نَفْسِه مُدَّة مُقَامه بِبَغْدَادَ فيما سمعته، مُسْتفِيضاً لحرَاسَةِ دربٍ، وَقَدْ جمع وَلدُه شعرَه، وَكَانَ ابْتدَأَ بِكِتَابِ "الاسْتيفَاء" فِي الفِقْه، لَمْ يَضع مِنْهُ سِوَى كِتَاب الطّهَارَة فِي مُجَلَّدَات. قَالَ لِي: وَلَمَّا قَدِمَ مِنَ الرّحلَة إِلَى الأَنْدَلُسِ وَجَد لَكَلاَم ابْن حَزْمٍ طَلاَوَةٌ، إلَّا أَنَّهُ كَانَ خَارِجاً عَنِ المَذْهَب، وَلَمْ يَكُنْ بِالأَنْدَلُسِ مَنْ يَشتغِلُ بِعِلْمه، فَقَصُرَتْ أَلسَنَةُ الفُقَهَاء عَنْ مُجَادلته وَكَلاَمِه، وَاتَّبعه عَلَى رَأْيه جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الجَهْل، وَحلَّ بجَزِيْرَة مَيُورقَة، فَرَأَسَ فِيْهَا، وَاتَّبَعه أَهْلُهَا، فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو الوَلِيْدِ؛ كلَّمُوْهُ فِي ذَلِكَ، فَدَخَلَ إِلَى ابْنِ حَزْم، وَنَاظره، وَشهرَ بَاطِله. وَلَهُ مَعَهُ مَجَالِس كَثِيْرَة. قَالَ: وَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو الوَلِيْدِ فِي حَدِيْث الكِتَابَةِ يَوْم الحُدَيْبِيَة الَّذِي فِي صَحِيْح البُخَارِيّ. قَالَ بِظَاهِرِ لَفظه، فَأَنْكَر عَلَيْهِ الفَقِيْهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ الصَّائِغ، وَكَفَّرهُ بِإِجَازته الكَتْبَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ، وَأَنَّهُ تَكذِيبٌ لِلقُرْآن، فَتَكَلَّم فِي ذَلِكَ مِنْ لَمْ يَفهم الكَلاَمَ، حَتَّى أَطلقُوا عَلَيْهِ الفِتْنَةَ، وَقبَّحُوا عِنْد العَامَّة مَا أَتَى بِهِ، وَتَكلّم بِهِ خُطَبَاؤُهم فِي الجُمَع، وَقَالَ شَاعِرهُم: بَرِئْتُ مِمَّنْ شَرَى دُنْيَا بآخرةٍ ... وَقَالَ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ قَدْ كَتَبَا فَصَنَّف القَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ "رِسَالَةً" بَيَّنَ فِيْهَا أَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ قَادحٍ فِي المُعجزَة، فَرَجَعَ بِهَا جَمَاعَةٌ. قُلْتُ: يَجوز عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ اسْمه لَيْسَ إِلاَّ، وَلاَ يَخْرُجُ بِذَلِكَ عَنْ كَوْنه أُمِّياً، وَمَا مَنْ كَتب اسْمَه مِنَ الأُمَرَاء وَالوُلاَة إِدمَاناً لِلعلاَمَةِ يُعَدُّ كَاتِباً، فَالحكمُ لِلغَالِب لاَ لِمَا نَدَرَ، وَقَدْ قال عليه السلام: "إِنَّا أُمَّةٌ أُمَيَّةٌ لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ" 1. أَي لأَنَّ أَكْثَرهم كَذَلِكَ، وَقَدْ كَانَ فِيهِم الكَتَبَةُ قَلِيْلاً. وَقَالَ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا} [الجمعة: 2] . فقوله -عليه الصلاة- السلام: "لاَ نَحْسُبُ" حَقٌّ، وَمَعَ هَذَا فَكَانَ يَعرف السنين والحساب، وقسم الفيء، وقسمة لمواريث بِالحسَاب العَربِي الفِطرِي لاَ بحسَاب القِبط وَلاَ الجَبْر وَالمُقَابلَة، بِأَبِي هُوَ وَنَفْسِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ كَانَ سَيِّدَ الأَذكيَاء، وَيَبْعُد فِي العَادَة أَنَّ الذّكيَّ يُمْلِي الوحِي وَكُتُبَ المُلُوْكِ وَغَيْرَ ذَلِكَ عَلَى كُتَّابه، وَيَرَى اسْمَه الشَّرِيْف فِي خَاتِمه، وَلاَ يَعرفُ هيئَةَ ذَلِكَ مَعَ الطُّول، وَلاَ يَخْرُجُ بِذَلِكَ عَنْ أُمِّيَّته، وَبَعْضُ العُلَمَاء عدَّ مَا كَتَبَهُ يَوْم الحُدَيْبِيَة مِنْ مُعجزَاته، لِكَوْنِهِ لاَ يَعرِفُ الكِتَابَة وَكَتَبَ، فَإِنَّ قِيْلَ: لاَ يَجُوْزُ عَلَيْهِ أَنْ يَكتب، فَلَو كتب؛ لارتَاب مُبطل، وَلقَالَ: كَانَ يُحْسِنُ الخَطّ، وَنظر فِي كتب الأَوَّلين. قُلْنَا: مَا كَتَبَ خَطّاً كَثِيْراً حَتَّى يَرتَاب بِهِ المُبطلُوْنَ، بَلْ قَدْ يُقَالَ: لَوْ قَالَ مَعَ طول مدة كتابة الكتاب بين يديه: لا

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1913"، ومسلم "1080"، وأبو داود "2319"، والنسائي "4/ 139".

أَعْرفُ أَنْ أَكْتُب اسْمِي الَّذِي فِي خَاتِمِي، لارتَاب المبطلُوْنَ أَيْضاً، وَلقَالُوا: هُوَ غَايَةٌ فِي الذَّكَاء، فَكَيْفَ لاَ يَعْرِفُ ذَلِكَ? بَلْ عَرفه، وَقَالَ: لاَ أَعْرف. فَكَانَ يَكُوْنُ ارْتيَابهم أَكْثَرَ وَأَبلغَ فِي إِنْكَاره، وَاللهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا الحَافِظُ أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، فَذَكَر أَنَّ أَبَا الوَلِيْدِ قَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ باجَةِ القَيْرَوَان، تَاجراً يَخْتلِف إِلَى الأندلس. قُلْتُ: فَعَلَى هَذَا هُوَ وَأَبُو عُمَرَ بنُ البَاجِيّ وَآلُه كُلُّهم مِنْ باجَة القَيْرَوَان، فَاللهُ أَعْلَم. وَمِنْ نَظْمِ أَبِي الوَلِيْد: إِذَا كُنْتُ أَعْلَمُ عِلْماً يَقِيْنَا ... بِأَنَّ جَمِيْعَ حَيَاتِي كَسَاعَه فَلِمَ لاَ أَكُوْنُ ضَنِيْناً بِهَا ... وَأَجْعَلُهَا فِي صلاحٍ وَطَاعَهْ أَخْبَرْنَا ابْنُ سَلاَمَةَ كِتَابِهِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا رَزِيْنُ بنُ مُعَاوِيَةَ بِمَكَّةَ، أَخْبَرَنَا الفَقِيْهُ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ الصَّقَلِّيّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيْدِ القَاضِي، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ القُرْطُبِيّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَاخَ بِالبَطْحَاءِ الَّتِي بذِي الحُلَيْفَةِ، وَصَلَّى بِهَا1. كَذَا رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِر. أَنْبَأَنَا ابْنُ عَلاَّن وَجَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي طَاهِر الخُشُوْعِيّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن الوَلِيْدِ الفِهْرِيّ "ح" وَأَخْبَرَنَا عبدُ المُؤْمِن بنُ خَلَفٍ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الزُّهْرِيّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو الطَّاهِرِ بنُ عَوْفٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ الفِهْرِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَلِيْدِ سُلَيْمَانُ بنُ خَلَفٍ، أَخْبَرَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ مُنَاولَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عِيْسَى يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ اللَّيْثِيّ، أَخْبَرَنَا عَمّ أَبِي عُبيدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاَةُ العَصْرِ، كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ" 2. وَسَمِعتُهُ عَالِياً مِنْ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنِ المُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بن سهل،

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1532"، ومسلم "1257"، وأبو داود "2044"، والنسائي "5/ 26- 27". 2 صحيح: أخرجه البخاري "552"، ومسلم "626"، وأبو داود "414"، والنسائي "6/ 255".

أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَب، حَدَّثَنَا مَالِكٌ بِهَذَا. وَسَمِعنَاهُ فِي جُزءٍ أَبِي الجَهْمِ مِنْ حَدِيْثِ اللَّيْث، عَنْ نَافِع. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة: مَاتَ أَبُو الوَلِيْدِ بِالمَرِيَّة فِي تَاسع عشر رَجَب، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، فَعُمُرُهُ إِحْدَى وَسَبْعُوْنَ سَنَةً سِوَى أَشهرٍ، فَإِنَّ مَوْلِدَهُ فِي ذِي الحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ: مُسْنِدُ العِرَاق أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ البُسْرِيّ البُنْدَار، وَشيخُ المَالِكِيَّة بِسَبْتَة أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ العَجُوْز الكُتَامِيّ، وَمُحَدِّث نَيْسَابُوْر أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المزكِّي، وَمَعْمَّر بَغْدَاد أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ صَدَقَة الدَّبَّاس. وَكَانَ يَذكر أَنَّ أُصُوْله عَلَى أَبِي الحُسَيْنِ بنِ سَمْعُوْنَ وَالمُخَلِّص ذَهَبت فِي النَّهب. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْم المُقْرِئ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَكِّيّ الزُّهْرِيّ قِرَاءةً عَلَيْهِ سَنَة "572"، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الفِهْرِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيّ، أَخْبَرَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو عِيْسَى يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عمِّ أَبيهِ عُبيدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مَالِكٌ، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُوْلُ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لَيْسَ بِالطَّوِيْلِ البَائِنِ وَلاَ بِالقَصِيْر، وَلاَ بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ وَلاَ بِالآدَمْ، وَلاَ بِالجَعْدِ القَطَطِ وَلاَ بِالسَّبْطِ، بَعَثَهُ الله عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِيْنَ، وَتوَفَّاهُ الله عَلَى رَأْسِ سِتِّيْنَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُوْنَ شَعْرَةً بَيْضَاء صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"1. وابنه:

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3548"، ومسلم "2347".

أحمد بن سليمان الباجي

4370- أحمد بن سليمان الباجي 1: العَلاَّمَةُ الكَبِيْرُ، أَبُو القَاسِمِ، أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ البَاجِيُّ. سَكَنَ بسَرقُسطَة، وَرَوَى عَنْ أَبِيْهِ كَثِيْراً، وَخَلَفَه فِي حَلْقَته. وَحَدَّثَ عَنْ: حَاتِم بنِ مُحَمَّدٍ، وَابْنِ حَيَّانَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عتَّاب، وَمُعَاوِيَة العُقيلي. وَبَرَعَ فِي الأُصُوْل وَالكَلاَم، لَهُ تَصَانِيْفُ تَدُلُّ عَلَى حِذْقِه وَذكَائِهِ، وَصَنَّفَ عقيدَةً. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: أَخْبَرَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ، وَوصفُوهُ بِالنَّباهَة والجلالة. قُلْتُ: وَأَجَاز لِلقَاضِي عيَاض، وَقَالَ: كَانَ حَافِظاً لِلْخلاَف وَالمنَاظرَة. لَهُ النَّظم وَالأَدب، وَكَانَ دَيِّناً، وَرِعاً، تخلَّى عَنْ تَرِكَةِ أَبِيْهِ لِقَبُولِهِ جَوَائِز السُّلْطَان، وَكَانَتْ وَافرَةً حَتَّى احْتَاجَ بَعْدُ. قُلْتُ: ارْتَحَلَ وَرَأَى بَغْدَاد وَاليَمَن، وَاتَّفَقَ مَوْتُهُ بِجُدَّةَ بَعْد الحَجّ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة كهلًا.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 71"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 404"، والديباج المذهب لابن فرحون المالكي "1/ 183".

أبو جعفر الهاشمي

4371- أبو جعفر الهاشمي 1: الإِمَامُ، شَيْخُ الحَنْبَلِيَّة، أَبُو جَعْفَرٍ، عبدُ الخَالِقِ بنِ أَبِي مُوْسَى عِيْسَى بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْبَدِ ابْنُ عَمِّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، البَغْدَادِيُّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ أَبَا القَاسِمِ بنَ بِشْرَان، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ الحَرَّانِيّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ وَغَيْرهُ، وَهُوَ أَكْبَرُ تَلاَمِذَةِ القَاضِي أَبِي يَعْلَى. قال السَّمْعَانِيّ: كَانَ حَسَنَ الكَلاَمِ فِي المُنَاظرَةِ، وَرِعاً زَاهِداً، مُتْقِناً، عَالِماً بِأَحكَامِ القُرْآن وَالفَرَائِضِ. وَقَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَرَّاءِ: لَزِمْتُهُ خَمْسَ سِنِيْنَ، وَكَانَ إِذَا بلغَه مُنْكَرٌ، عَظُمَ عَلَيْهِ جِدّاً، وَكَانَ شدِيداً عَلَى المُبْتَدِعَة، لَمْ تَزل كَلِمَتُهُ عَالِيَةٌ عَلَيْهِم، وَأَصْحَابُهُ يَقمعونهُم، وَلاَ يَردُّهم أَحَد، وَكَانَ عَفِيْفاً نَزِهاً، دَرَّس بِمسجده، ثُمَّ انْتقل إِلَى الجَانب الشَّرْقِيّ يُدَرِّس، ثُمَّ درَّس بِجَامِع المَهْدِيّ، وَلَمَّا احْتُضِرَ أَبُو يَعْلَى، أَوْصَاهُ أَنْ يُغَسِّلَهُ، وَكَذَا لمَا احتُضِرَ الخَلِيْفَةُ القَائِم أَوْصَى أَنْ يُغَسِّلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ، فَفَعَل، وَمَا أَخَذَ شَيْئاً مِمَّا وَصَّى لَهُ بِهِ، حَتَّى قِيْلَ لَهُ: خُذْ قَمِيْصَ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ لِلْبَرَكَةِ، فَنَشَّفَهُ، بفوطَة وَقَالَ: حَصَلَتِ البركَة. ثُمَّ اسْتدعَى المُقتدي، فَبَايَعَهُ منفرداً ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَأُخِذَ أَبُو جَعْفَرٍ فِي فِتْنَة ابْنِ القُشَيْرِيّ، وَحُبِسَ أَيَّاماً، فَسرَد الصَّوْمَ، وَمَا أَكل لأَحدٍ شَيْئاً، وَدَخَلْتُ، فَرَأَيْتُهُ يَقرَأُ فِي المُصْحَف، وَمَرِضَ، فَلَمَّا ثَقُلَ وَضَجَّ النَّاسُ مِنْ حَبْسِهِ، أُخرج إِلَى الحرِيْم، فَمَاتَ هُنَاكَ، وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُوْدَةً، وَدُفِنَ إِلَى جَانب قَبْر الإِمَام أَحْمَد، وَلَزِمَ النَّاسُ قَبْره مُدَّةً حَتَّى قِيْلَ: خُتِمَ عَلَى قَبْرِهِ عَشْرَة آلاف ختمة. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ مُنْقَطِعاً إِلَى العِبَادَةِ وَخُشُونَةِ الْعَيْش وَالصّلاَبَةِ فِي مَذْهَبِهِ، حَتَّى أَفضَى ذَلِكَ إِلَى مُسَارعَة العوَام إِلَى إِيذَاء النَّاس، وَإِقَامَة الفِتْنَة، وَسفكِ الدِّمَاء، وَسَبِّ العُلَمَاء، فَحُبِسَ. قُلْتُ: كَانَ يَوْمُ مَوْته يوماً مَشْهُوْداً. رَحِمَهُ الله.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 315"، والعبر "3/ 273"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 336".

الدباس، البزاني

الدباس، البزاني: 4372- الدبَّاس 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ صَدَقَة الرَّحَبِيُّ الدَّبَّاس. قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. قَالَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ. سَمِعَ أَبَا الحُسَيْنِ بنَ بِشْرَان، وَغَيْرهُ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ يذكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ سَمْعُوْنَ، وَأَبِي طَاهِر المخلِّص، وَأَنَّ أُصُوْلَه ذَهَبت فِي النّهب، وَكَانَ يَسكن بِالنَّصْرِيَّة. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ. قَالَ ابْنُ نَاصِرٍ: مَاتَ أَبُو بَكْرٍ الرَّحَبِيّ فِي رَجَب سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وقد بلغ مائةً وأربع سنين. 4373- البُزَاني 2: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، الرَّئِيْسُ، أَبُو الفَضْلِ، المُطَهّرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ اليَرْبُوْعِيُّ, البُزَانِيُّ، الأَصْبَهَانِيُّ، الكَاتِبُ. سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ بن المَرْزُبَان الأَبْهَرِيّ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ مَنْدَة الحَافِظ، وَأَبَا عُمَرَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ خُرَّشيذْ قُوْله. وَعُمِّرَ دَهْراً، وَأَكْثَر النَّاسُ عَنْهُ. وَعَاشَ إِلَى سَنَة خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. حَدَّثَ عَنْهُ: مَسْعُوْدٌ الثَّقَفِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الرُّستمِيّ، وَجَمَاعَة. وَكَانَ لَهُ ابْنٌ رَئِيْس، وَهُوَ الوَزِيْرُ عبدُ الوَاحِد، وَلِي عَمِيْداً عَلَى العِرَاقِ، وَمَاتَ قبل والده.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 332". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "1/ 573"، والأنساب للسمعاني "2/ 187"، والعبر "3/ 282"، وتبصير المنتبه "1/ 131"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 348".

ابن البقال، الأنطاكي

ابن البقال، الأنطاكي: 4374- ابن البَقَّال 1: شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ البَقَّالِ الأَزَجِيُّ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ الْملك بن بِشْرَان. وَعَنْهُ: أَبُو علي البرداني. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ عَلاَّمَة، مُدَقِّقاً، مُنَاظراً، زَاهِداً، عَابِداً، نَزِهاً، وَلِيَ قَضَاءَ الحرِيْم ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَة سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ سِتٌّ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً، وَكَانَ مِنْ تَلاَمِذَة القَاضِي أَبِي الطَّيِّب، وَلَهُ حَلْقَة مناظرة بجامع القصر. 4375- الأنطاكي: القَاضِي، الفَقِيْهُ، المُسْنِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ الأَنْطَاكِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الشَّاغورِيُّ. كَانَ يَسكن بِالشَّاغور. ولِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ مِنْ: تَمَّامٌ الرَّازِيُّ، وَعبدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ، وَهُوَ آخِرُ أَصْحَاب تَمَّام. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ الأَكْفَانِي، وَجمَالُ الإِسْلاَم أَبُو الحَسَنِ السُّلَمِيّ، وَعَلِيُّ بنُ قُبيس المَالِكِيّ، وَغَيْرهُم. نَاب فِي القَضَاءِ بِدِمَشْقَ عَنِ الشَّرِيْف أبي الفضل بن أبي الجن. تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة بدمشق.

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "4/ 333".

ابن العجوز، التفكري

ابن العجوز، التفكري: 4376- ابن العجوز 1: شَيْخُ المَالِكِيَّةِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أَحْمَدَ بنِ العَجُوْزِ الكُتامِيُّ، عَالِمُ سَبْتَةَ، وَابْنُ عَالِمهَا العَلاَّمَة أَبِي القَاسِمِ، الَّذِي تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. لقِي أَبَا إِسْحَاقَ التُّوْنُسِيّ بِالقَيْرَوَان، وَعَلَيْهِ وَعَلَى ابْنِ البرِيا كَانَتِ العُمدَةُ فِي الفَتْوَى، وَكَانَتْ بَيْنهُمَا إِحَنٌ، فَجرت مِحْنَةٌ لِلفظَةٍ قَالهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، قرَأَ الخَطِيْبُ: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِن} عِدَّة، بدل: {قُوَّةٍ} [الأَنْفَال:60] , فَقَالَ: الوزنُ وَاحِد. فَكَفَّرُوهُ، وَأَفتُوا بِاسْتتَابَتِه، وَسُجن، ثُمَّ أُخرج، فَارْتَحَلَ إِلَى فَاس، فَعَظَّمه ابْنُ تَاشفِيْن، وَوَلاَّهُ قَضَاء فَاس. تَفَقَّهَ عَلَيْهِ عِدَّة. وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَهُوَ وَالِدُ العَلاَّمَة عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدِ الله وعبد الرحيم. 4377- التَّفَكُّري 2: الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الزَّاهِدُ، المُحَدِّثُ، المُتْقِنُ أَبُو القَاسِمِ، يُوْسُفُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ التفكري الزنجاني. سَمِعَ بزنجَان مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْن الفلاَكِي، وَأَبِي عَلِيّ بنِ بُنْدَار، وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظ، وَقرَأَ عَلَيْهِ "مَعَاجِم الطَّبَرَانِيّ" الثَّلاَثَة، وَسَمِعَ: بِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَالصُّوْرِيّ. وَإِنَّمَا طلب هَذَا الشَّأْن وَقَدْ كَبِرَ، فَإِنَّ مَوْلِدهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَقرَأَ الفِقْه بِبَغْدَادَ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَلاَزمه حَتَّى صَارَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابه، وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلين، ذَا وَرَعٍ وَخُشُوع وَتَأَلُّهٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَعبدُ الخَالِق بنُ أَحْمَدَ اليَوسفِيّ، وَشِيرْوَيْه الدّيلمِيّ، وَغَيْرُهُم. تُوُفِّيَ إِلَى رَحْمَة الله بِبَغْدَادَ فِي حَادِي عشر ربيع الآخر، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة وله ثمان وسبعون سنة.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 231". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "1/ 329"، وطبقات ابن الشافعية للسبكي "5/ 361".

جعبر بن سابق، ابن منقذ، ابن شريح

جعبر بن سابق، ابن منقذ، ابن شريح: 4378- جَعْبَر بنُ سَابِقٍ: القُشَيْرِيُّ، مِنْ أُمَرَاءِ العَرَبِ، أَنشَأَ قَلْعَةَ جَعْبَر عَلَى الفُرَاتِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهَا: الدُّوسرِيَّة. لأَنَّ دُوْسَرَ غُلاَمَ صَاحِب الحِيرَة النُّعْمَان بن المُنْذِرِ بنَاهَا، فَلَمَّا قَدِمَ السُّلْطَان مَلِكْشَاه السَّلْجُوْقِيّ حلب، قتل الأَمِيْرَ جَعْبَراً هَذَا لِكَوْنِهِ بلغه أَن وَلَدَيْهِ يَقطعَان الطَّرِيْق، قَتله في سنة تسع وسبعين وأربع مائة. 4379- ابن مُنْقِذ 1: الأَمِيْرُ، سَدِيْدُ المُلْكِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُنْقِذِ بنِ نَصْرِ بنِ مُنْقِذٍ الكِنَانِيُّ صَاحِبُ شَيْزَرَ. كَانَ بَطَلاً شُجَاعاً، جَوَاداً، فَاضِلاً، أَوَّل مَنْ مَلك شَيْزر مِنْ بَيْته، لأَنَّه كَانَ نَازلاً فِي عَشِيرَته هُنَاكَ، وَالحِصنُ فِي يَد الرُّوْم، فَنَازلهُم، وَتسلَّمه بِالأَمَان فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ، وَدَام لبَنِيه حَتَّى تَهدم مِنَ الزَّلْزَلَةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَة، وَهلك مَنْ بِالحصن مِنْ آلِ مُنْقِذ، فَعمَّره نور الدِّيْنِ. وَكَانَ لِسَدِيْد المُلك نَظمٌ رَائِق وَفِطْنَةٌ وَذكَاء، وَمَاتَ فِي الزَّلْزَلَة حَفِيْدُهُ تَاج الدَّوْلَة مُحَمَّدُ بن سلطان. تُوُفِّيَ سَدِيدُ المُلك سَنَة بِضْع وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَقِيْلَ: سَنَة خَمْسٍ. وَقِيْلَ: سَنَةَ تِسْع. 4380- ابن شُرَيح 2: الإِمَامُ شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ شُرَيْحِ بنِ أَحْمَدَ بنِ شُرَيْحِ بنِ يُوْسُفَ الرُّعَيني، الإِشْبِيْلِيُّ، مُصَنِّفُ كِتَاب "الكَافِي". وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة، وَهَذَا الَّذِي تحرَّرَ فِي نسبه. فَأَمَّا ابْن بَشْكُوَال، فَأَدخلَ فِي نسبه مُحَمَّداً بَيْنَ أَبِيْهِ وَبَيْنَ أَحْمَد، وله كتاب "التذكير".

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 483"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 113". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 553"، والعبر "3/ 285"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 354".

سَمِعَ: عُثْمَان بنَ أَحْمَدَ أَبَا عَمْرٍو القَيْجطَالِيّ، وَأَجَاز لَهُ مَكِّيّ وَأَخَذَ عَنْهُ، وَحَجَّ، فَسَمِعَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ "الصَّحِيْح" وَغَيْر ذَلِكَ. وَأَخَذَ القِرَاءات عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ القَنْطَرِيّ المجَاور، وتاج الأئمة أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ صَاحِب "الرَّوضَة" فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي العَبَّاسِ بن نَفِيْس، وَمُحَمَّدِ بن الطَّيب الكَحَّال، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ اليَحْصُبِيّ. وَكَانَ رَأْساً فِي القِرَاءات، بَصِيْراً بِالنَّحْوِ وَالصَّرف، فَقِيْهاً كَبِيْرَ القَدْرِ، حُجّةً، ثِقَةً. وَقِيْلَ: إِنَّهُ صَلَّى لَيْلَةً بِالمُعتضد، فَوَقَفَ فِي الرَّعد عَلَى قَوْلِهِ: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} [الرَّعْد:17] . فَقَالَ: كُنْتُ أَظَنُّ مَا بَعْدَهُ صفَةً لِلأَمثَال، وَمَا فَهمتُهُ إلَّا مِنْ وَقْفِك. ثُمَّ أَمر لَهُ بخِلْعَةٍ وَفرسٍ وَجَارِيَةٍ وَأَلفِ دِيْنَار. رَوَى عَنْهُ الكَثِيْرَ وَلدُه أَبُو الحَسَنِ شُرَيْح بن مُحَمَّدٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ بن عَيشُوْنَ، وَطَائِفَة. مَاتَ فِي رَابع شَوَّال سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، عَنْ أَرْبَعَةٍ وَثَمَانِيْنَ عَاماً، وَقِيْلَ: بَلْ مَاتَ فِي مُنْتَصف الشَّهْر. وَتَأَسَّفَ النَّاسُ عَلَيْهِ -رَحِمَهُ اللهُ- وَصَلَّى عَلَيْهِ ابنه.

الأعلم

4381- الأعْلَم 1: إِمَامُ العَرَبِيَّة، أَبُو الحَجَّاجِ، يُوْسُفُ بنُ سُلَيْمَانَ بن عيسى الشَّنْتَمَرِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، النَّحْوِيُّ، الأَعْلَمُ، وَهُوَ المَشقوق الشَّفَة. تخرَّج بِإِبْرَاهِيْم بنِ مُحَمَّدٍ الإِفْليلِيّ، وَمُسْلِمِ بن أَحْمَدَ الأَدِيْب. وَبَرَعَ فِي اللُّغَة وَالنَّحْو وَالأَشعَار، وَجَلَسَ لِلطَّلبَة وَتَكَاثرُوا عَلَيْهِ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ. أَخَذَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الجَيَّانِيّ وَغَيْرهُ. وَأَضَرَّ بأخرة. وكان أحد الأذكياء المبرزين. وُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَعِ مائَة، وَعَاشَ بِضْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً. قَالَ أَبُو الحَسَنِ شُرَيْح بنُ مُحَمَّدٍ: مَاتَ أَبِي فِي شَوَّال سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ، فَأَعْلَمت بِهِ أَبَا الحَجَّاج الأَعْلَمَ. وَكَانَا كَالأَخوين، فَانْتحب بِالبُكَاء، وَقَالَ: لاَ أَعيش بَعْدَهُ إلَّا شهرًا. قال: فكان كذلك.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 681"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "20/ 60"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "7/ ترجمة 841"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 403".

دبيس، الخبري

دبيس، الخبري: 4382- دُبيس 1: أَمِيْرُ العَرَب بِالعِرَاقِ، نورُ الدَّوْلَة، دُبيسُ بنُ عَلِيِّ بنِ مزْيَدٍ الأَسَدِيُّ. كَانَ فَارِساً، جَوَاداً، مُمَدَّحاً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ. عَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. رَثَتْهُ الشُّعَرَاء، فَأَكْثَرُوا، وَكَانَ صَاحِبَ مدينَة الحِلَّة، وَفِيْهِ تَشَيُّع. مَاتَ فِي شَوَّال، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وأربع مائة. وَهُوَ الَّذِي ضَرَبَ بِهِ الحَرِيْرِي المَثَل فِي المَقَامَات. تملّكَ بَعْدَهُ وَلدُه بَهَاء الدَّوْلَة مَنْصُوْر، فَسَارَ إِلَى مُخَيَّم السُّلْطَان مَلِكْشَاه، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، وَخلعَ عَلَيْهِ الخَلِيْفَة، وَوَلاَّهُ الحِلَّة، فَكَانَتْ أَيَّامُه خَمْس سِنِيْنَ وَمَاتَ، وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً وَشَاعِراً مُحسناً، نَحْوِيّاً جَيِّدَ السِّيرَة، فَولِي بَعْدَهُ ابْنُه سيف الدولة صدقة بن منصور. 4383- الخَبْرِي 2: إِمَامُ الفَرَضِيِّين، العَلاَّمَةُ أَبُو حَكِيْمٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الخَبْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ. تَفقَّه عَلَى أَبِي إسحاق، وسمع من القادسي، والجوهري. وَعَنْهُ: سِبْطُه ابْن نَاصِر، وَابْنُ كَادش. وَانتهت إِلَيْهِ الإِمَامَةُ فِي الفَرَائِضِ وَفِي الأَدب. شرح "الحَمَاسَة", وَ"ديوَان" البُحترِيّ وَالمُتنبِيّ وَالرّضِيِّ، وَكَانَ خَيِّراً صَدُوْقاً. كَانَ يَنسَخُ فِي مصحفٍ، فَوضع القلمَ، وَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَمُوتٌ مُهَنَّأ طيب. ثُمَّ مَاتَ. وَذَلِكَ: فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ ست وسبعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 333"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 302"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 114". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "3/ 51"، والأنساب للمعاني "5/ 39"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 46"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 99"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 159"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 29"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 353".

ابن منتاب، ابن جلبة

ابن منتاب، ابن جلبة: 4384- ابن مُنْتَاب: الإِمَامُ الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، أَحْمَدُ بنُ أَبِي عثمان الحسن بن محمد ابن عَمْرِو بنِ مُنتَابٍ البَصْرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الدَّقَّاقُ، المُقْرِئُ، مُقْرِئٌ مُجَوِّدٌ مُكْثِرٌ، دَيِّنٌ مَهِيْبٌ، لَقَّنَ جَمَاعَةً خَتَمُوا عَلَيْهِ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ "397". سَمِعَ: أَبَا أَحْمَد الفَرَضِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بن الحَسَنِ الصَّرصَرِيّ، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ المُجبر، وَأَبَا عُمَر بنَ مَهْدِيٍّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بن البَيِّع، وَالحَسَنَ بن القَاسِمِ الدباس. رَوَى عَنْهُ: مَكِّيُّ الرُّمِيْلِيّ، وَهِبَةُ اللهِ الشِّيْرَازِيّ، وَعبدُ الغَافِرِ بنُ الحُسَيْنِ الكَاشْغَرِيّ، وَعُمَرُ الروَّاسِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عبدِ البَاقِي الأَنْصَارِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ خَيْرُوْنَ، وَيَحْيَى بنُ الطّرَّاح. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ: سُئِلَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَخُو أَبِي الغنَائِم بنِ أَبِي عُثْمَانَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ، فَامْتَنَعَ. فَكُلِّفَ، فَقَالَ: اصبرُوا إِلَى غَد. وَدَخَلَ البَيْت فَأَصْبَح مَيتاً، رَحِمَهُ اللهُ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَشيَّعه خَلاَئِق. 4385- ابن جَلَبَة 1: مُفْتِي حَرَّانَ وَقَاضِيهَا، أَبُو الفَتْحِ، عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَلَبَةَ الحَرَّانِيُّ، الخَزَّازُ. تَفقَّه بِالقَاضِي أَبِي يَعْلَى بنِ الفَرَّاء، وَكَتَبَ تَصَانِيْفه. وسمع من: أبي علي بن شاذان، وأبي بكر البرقاني، والحسن ابن شهاب العُكبري. أَخَذَ عَنْهُ: مَكِّيّ الرُّمِيْلِيّ، وَالرَّحَّالَة. وَقُتِلَ شهيداً. وَكَانَ وَلِيَ قَضَاءَ حَرَّان نِيَابَةً مِنْ أَبِي يَعْلَى. درَّس وَوعظ وَخَطَبَ وَنشر السُّنَّة. قَتله ابْنُ قُرَيْش العُقَيْلِيّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ، عِنْد قيَام أَهْل حرَّان عَلَى ابْنِ قُرَيْش لَمَّا أَظهر سبَّ الصَّحَابَة. وَقَدْ رَوَى السِّلَفِيُّ فِي بلد مَاكسِين، عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن حامد، عنه.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 283"، وتبصير المنتبه "1/ 258".

البكري، ابن القشيري

البكري، ابن القشيري: 4386- البَكْرِي 1: الوَاعِظُ، العَالِمُ، أَبُو بَكْرٍ، عَتِيْقٌ البَكْرِيُّ، المَغْرِبِيُّ، الأَشْعَرِيُّ. وَفَدَ عَلَى النّظَامِ الوَزِيْرِ، فَنفَق عَلَيْهِ، وَكَتَبَ لَهُ تَوقيعاً بِأَن يَعِظَ بجَوَامع بَغْدَاد، فَقَدم وَجَلَسَ، وَاحتفل الخلقُ، فَذَكَرَ الحنَابلَةَ، وَحطَّ وَبَالَغَ، وَنَبَزَهم بِالتجسيم، فَهَاجتِ الفِتْنَةُ، وَغَلَتْ بِهَا المرَاجلُ، وَكفَّر هَؤُلاَءِ هَؤُلاَء، وَلَمَّا عزم عَلَى الجُلُوْس بِجَامِع المَنْصُوْر؛ قَالَ نَقيب النُّقَبَاء: قِفُوا حَتَّى أَنْقُلَ أَهْلِي، فَلاَ بُدَّ مِنْ قتلٍ وَنهبٍ. ثُمَّ أُغلقت أَبْوَابُ الجَامِع، وَصَعِد البَكْرِيُّ، وَحَوْلَهُ التُّرْكُ بِالقِسِيِّ، وَلُقِّبَ بِعَلَم السُّنَّة، فَتعرَّض لأَصْحَابِهِ طَائِفَةٌ مِنَ الحنَابلَة، فَشدّت الدَّوْلَة مِنْهُ، وَكُبِسَتْ دُور بنِي القَاضِي ابْنِ الفَرَّاء، وَأُخِذَتْ كتُبهُم، وَفِيْهَا كِتَابٌ فِي الصِّفَات، فَكَانَ يُقرَأُ بَيْنَ يَدي البَكْرِيّ، وَهُوَ يُشَنِّعُ وَيُشَغِّبُ، ثُمَّ خَرَجَ البَكْرِيُّ إِلَى المعَسْكَر متشكياً مِنْ عَمِيْدِ بَغْدَاد أَبِي الفَتْح بن أَبِي اللَّيْث. وَقِيْلَ: إِنَّهُ وَعظ وَعظَّم الإِمَام أَحْمَد، ثُمَّ تَلاَ: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} [البَقَرَة: 102] . فَجَاءتْهُ حَصَاةٌ ثُمَّ أُخْرَى، فَكشفَ النَّقيبُ عَنِ الحَال، فَكَانُوا نَاساً مِنَ الهَاشِمِيين حنَابلَةً قَدْ تخبَّؤُوا فِي بطَانَة السَّقف، فَعَاقبهم النَّقيبُ، ثُمَّ رَجَعَ البَكْرِيُّ عليلاً. وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَة سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. 4387- ابْنُ القُشَيري 2: الإمام القدوة، أبو سعد، عبد الله بن الشَّيْخِ أَبِي القَاسِمِ عبدِ الكَرِيْمِ بنِ هَوَازِن القُشَيْرِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيَّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَطَائِفَةً، وَبِبَغْدَادَ مِنَ القَاضِي أَبِي الطيب، والجوهري. وَعَنْهُ: ابْنُ أُخْتِهِ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَابْنُ أَخِيْهِ هبَةُ الرَّحْمَن. وَتُوُفِّيَ قَبْل وَالِدته فَاطِمَة بِنْتِ الدَّقَّاق، وَكَانَ زَاهِداً، مُتَأَلِّهاً، متصوّفاً، كَبِيْرَ القَدْرِ، ذَا عِلْمٍ وَذكَاء وَعِرفَان. تُوُفِّيَ سنة سبع وسبعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 3- 4"، والعبر "3/ 284"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 353". 2 ترجمته في العبرلا "3/ 287"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 354".

ابن رزق، نافلة الإسماعيلي

ابن رزق، نافلة الإسماعيلي: 4388- ابن رزق 1: الإِمَامُ شَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو جَعْفَرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رِزْقٍ القُرْطُبِيُّ. تَفقَّه بِابْنِ القَطَّان. وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَتَّاب، وَأَبِي شَاكِر القَبْرِيّ، وَابْنِ عبدِ البرّ. تَفقَّه بِهِ أَبُو الوَلِيْدِ بنُ رشد، وَقَاسِمُ بنُ الأَصْبَغ، وَهِشَامُ بنُ إِسْحَاقَ. وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلين، دَيِّناً، صَالِحاً، حليماً، خَاشعاً، يَتوَقَّد ذكَاءً. قَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ مُغِيْث: كَانَ أَذكَى مَنْ رَأَيْتُ فِي عِلم المَسَائِل، وَأَليَنهم كلمَةً، وَأَكْثَرهم حرصاً عَلَى التَّعَلِيْم، وَأَنفعَهم لطَالبِ فَرعٍ، عَلَى مُشَارَكَةٍ له في علم الحديث. قُلْتُ: عَاشَ خَمْسِيْنَ سَنَةً، وَمَاتَ فَجْأَةً فِي شَوَّال سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ مَدَارُ طلبَةِ الفِقْه بقُرْطُبَة عليه في المناظرة والتفقه. 4389- نافلةُ الإسماعيلي 2: الإِمَامُ المُفْتِي، الرَّئِيْسُ، أَبُو القَاسِمِ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَسْعَدَةَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ ابْنِ الإِمَامِ الكَبِيْرِ أَبِي بَكْرٍ، الإِسْمَاعِيْلِيُّ، الجُرْجَانِيُّ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَعَمَّه المُفَضَّل، وَحَمْزَةَ بنَ يُوْسُفَ الحَافِظ، وَالقَاضِي مُحَمَّد بنَ يُوْسُفَ الشَّالَنْجِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الرِّبَاطِيّ. وَعَنْهُ: زَاهِرٌ الشَّحَّامِيّ، وَأَخُوْهُ وَجيهٌ، وَأَبُو نَصْرٍ الغَازِي، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ خَيْرُوْنَ، وَأَبُو الْكَرم الشَّهرزُورِيّ، وَأَبُو الْبَدْر الكَرْخِيّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَمَاتَ بجُرْجَان وَلَهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً. وَكَانَ صدراً، مُعَظَّماً، إِمَاماً، وَاعِظاً، بَلِيْغاً، لَهُ النَّظْمُ وَالنَّثر وَسَعَةُ العِلْم. رَوَى ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيّ عَنْهُ كتاب "الكامل" لابن عدي.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 65"، والديباج المذهب لابن فرحون المالكي "1/ 182". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 10"، والعبر "3/ 286"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 354".

الفارمذي، أبو عيسى

الفارمذي، أبو عيسى: 4390- الفَارمْذِي 1: الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ، أَبُو عَلِيٍّ، الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارمذِيُّ، الخُرَاسَانِيُّ، الوَاعِظُ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ فِي رُجوليَّتِه مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ بَاكويه، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ عبدِ القَاهِر البَغْدَادِيّ المُتَكَلِّم، وَأَبِي حَسَّانٍ المزكِّي، وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ: عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ الخَرْكُوشِيّ، وَأَبُو الخَيْرِ جَامِع السّقَّا، وَآخَرُوْنَ. قَالَ عبدُ الغَافِر: هُوَ شَيْخُ الشُّيُوْخ فِي عصره، المُنْفَردُ بطرِيقتِهِ فِي التَّذكير، الَّتِي لَمْ يُسبق إِلَيْهَا فِي عبَارته وَتَهْذِيْبه، وَحُسنِ أَدَائِهِ، وَمليحِ اسْتَعَارته، وَدقيقِ إِشَارته، وَرِقَّةِ أَلْفَاظه، وَوَقْع كَلاَمه فِي القُلُوْب. صحب القُشَيْرِيَّ، وَأَخَذَ فِي الاجْتِهَاد البَالغ، وَكَانَ ملحوظاً مِنَ الإِمَام بعينِ العنَايَة، مُوفِّراً عَلَيْهِ مِنْهُ طرِيقَةُ الهدَايَة، ثُمَّ عَادَ إِلَى طُوْس، وَصَاهرَ أَبَا القَاسِمِ كُرَّكَانَ، وَكَانَ لَهُ قَبولٌ عَظِيْم فِي الْوَعْظ، وَكَانَ نِظَام المُلْك يَتَغَالَى فِيْهِ، وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى الصُّوْفِيَّة أَكْثَرَ مَا يُفتح عَلَيْهِ بِهِ. تُوُفِّيَ الأُسْتَاذ أَبُو علِيٍّ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَفِيْهَا مَاتَ عَالِمُ قُرْطُبَة أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رزق -تَفَقَّهَ بابْن القَطَّان-، وَأَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَسْعَدَةَ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَبِيْبَى الهرثمية، وأبو سعد عبد الله بن الشَّيْخ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ العَابِدُ، وَشيخُ الشَّافِعِيَّة أبو نصر عبد السيد بن محمد بن الصّبَّاغ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ كُلار البُوْشَنْجِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمَّار المَهْرِيّ، الوَزِيْر، وَزَرَ لِلمُعتمد، وَمَسْعُوْدُ بنُ نَاصِر السِّجْزِيّ الرَّكَّاب. 4391- أَبُو عِيْسَى: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زِيَادٍ الأَصْبَهَانِيُّ، الأَدِيْبُ، الزَّاهِدُ، رَاوِي نُسْخَة لُوين، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ بنِ المَرْزُبَان الأَبْهَرِيِّ. حدث عنه: إسماعيل بن محمد التيمي الحافظ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ الصَّالِحَانِيّ، وَمَسْعُوْدٌ الثَّقَفِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الرُّستمِيّ، وَآخَرُوْنَ. بَقِيَ إِلَى حُدُوْدِ سَنَة سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَكَانَ من بقايا العلماء العباد رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الأنساب "9/ 219"، واللباب لابن الأثير "2/ 405"، والعبر "3/ 288"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 355".

ابن دلهاث، البري

ابن دلهاث، البري: 4392- ابن دِلْهَاث 1: الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بن عمر ابن أَنَسِ بنِ دِلْهَاثِ بنِ أَنَسِ بنِ فَلْذَان بنِ عُمَرَ بنِ مُنِيبٍ العُذْرِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، المَرِيَّيّ، الدَّلاَئِيُّ. وَدلاَيَة: مِنْ قرَى المَرِيَّة. مَوْلِدُهُ فِي رَابعِ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَحَجَّ بِهِ أَبوَاهُ وَهُوَ حَدَثٌ، فَقَدِمُوا مَكَّة فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِ مائَة فِي رَمَضَانهَا، فَجَاورُوا ثَمَانِيَة أَعْوَام، فَأَخَذَ "صَحِيْح مُسْلِم" عَنْ أَبِي العَبَّاسِ بن بُنْدَار الرَّازِيّ، وَلاَزَمَ أَبَا ذَرٍّ الهَرَوِيّ، وَسَمِعَ مِنْهُ "صَحِيْح البُخَارِيّ" سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ بن جَهْضَم، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ نُوْح، وَعَلِيِّ بنِ بُنْدَار القَزْوِيْنِيّ بِمَكَّةَ، وَلَمْ يَسْمَعْ بِمِصْرَ فِيمَا أَعْلَم، وَسَمِعَ بِالأَنْدَلُسِ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ الحُسَيْن بن يَعْقُوْبَ البَجَّانِيّ؛ صَاحِب ابْن فَحلُوْنَ، وَمِنْ أَبِي عُمَرَ بنِ عَفِيْف، وَيُوْنُسَ بن عَبْدِ اللهِ، وَالمُهَلَّبِ بن أَبِي صُفْرَةَ، وَأَبِي عُمَرَ السفاقسي. وعمر، وألحق الصغار بالكبار. وَصَنَّفَ "دلاَئِل النُّبُوَّة"، وَكِتَاب "المسَالك وَالممَالِك"، وَغَيْر ذَلِكَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ حَزْمٍ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البرّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الوَقَّشِيّ، وَالحُمَيْدِيّ، وَطَاهِرُ بنُ مفوّز، وَأَبُو عَلِيٍّ الجَيَّانِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة، وَأَبُو بَحْرٍ بنُ العَاصِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ شِبرِيْنَ، وَعِدَّة. مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَة ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَصَلَّى عَلَيْهِ، ابْنُه أَنَس رَحِمَهُ اللهُ. 4393- البُرِّي 2: الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ، الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ المُوحّد السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. عُرف بِابْنِ البُرِّي. سَمِعَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نَصْرٍ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ بن الحبَّانِ، وَمَنْصُوْر بن رَامش. وَعَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالفَقِيْهُ نَصْر، وَالزَّكِي يحيى بن علي، ونصر ابن أَحْمَدَ بنِ مُقَاتل، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثمانين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 389"، [الدلائي] ، واللباب لابن الأثير "1/ 522"، والصلة لابن بشكوال "1/ 66"، والعبر "3/ 290"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 357". 2 ترجمته في تبصير المنتبه "1/ 139".

ابن ماكولا

4394- ابن ماكولا 1: المَوْلَى، الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، الحَافِظُ، النَّاقِدُ، النَّسَّابَةُ، الحُجّةُ، أَبُو نَصْرٍ، عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ جَعْفَرِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ ابنِ الأَمِيْر دُلف ابْنِ الأَمِيْر الجَوَاد قَائِد الجُيُوْش أَبِي دُلف القَاسِمِ بنِ عِيْسَى العِجْلِيُّ الجَرْباذْقَانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، صَاحِبُ كِتَابِ "الإِكمَال فِي مُشْتَبه النّسبَة"، وَغَيْر ذَلِكَ، وَهُوَ مُصَنِّفُ كِتَاب "مستمر الأوهام". وَعِجل: هم بطنٌ مِنْ بَكْر بنِ وَائِلٍ ثم من ربيعة أخي مضر ابني نزال بنِ مَعَدٍّ بنِ عدنَان. مَوْلِدُهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة بقَرْيَة عُكْبَرَا. هَكَذَا قَالَ. سَمِعَ: بُشرَى بن مَسِيس الفَاتِنِيّ، وَعُبيدَ الله بن عُمَرَ بنِ شَاهِيْن، وَمُحَمَّدَ بن مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدٍ السّوَّاق، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ بِشْرَان، وَالقَاضِي أَبَا الطَّيِّب الطَّبَرِيّ، وَعبدَ الصَّمد بن مُحَمَّدِ بنِ مُكْرم، وَطَبَقَتهم بِبَغْدَادَ، وَأَبَا القَاسِمِ الحِنَّائِيّ، وَطَبَقَته بِدِمَشْقَ، وَأَحْمَدَ بنَ القَاسِمِ بن مَيْمُوْنِ بنِ حَمْزَةَ، وَعِدَّةً بِمِصْرَ، وَسَمِعَ بِخُرَاسَانَ وَمَا وَرَاء النَّهْر وَالجِبَال وَالجَزِيْرَة وَالسَّوَاحل، وَلقِي الحُفَّاظ وَالأَئِمَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ شَيْخُه، وَالفَقِيْهُ نَصْرٌ المَقْدِسِيّ، وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ الحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق، وَشُجَاعُ بنُ فَارِسٍ الذُّهْلِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ طَرْخَان التّركِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المَهْدِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْديّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ بيَان، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ السَّلاَم الكَاتِب، وَآخَرُوْنَ. أَخْبَرَنِي أَبُو الحَجَّاجِ يُوْسُفُ بنُ زكِي الحَافِظ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الخَالِق الأُمَوِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُفَضَّلِ، أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد الأَصْبَهَانِيّ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي التَّائِب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا السِّلَفِيّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ العِجْلِيُّ الحَافِظ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مَهْدِيّ، حَدَّثَنَا أبو حازم العبدوي،

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 5"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "15/ 102"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 439"، وفوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "3/ 110"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 115"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 381".

حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ مَطَر، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ الهِسِنْجَانِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَضْلِ صَاحِبُ أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَفْص، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنَّ أَزْوَاجُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذْنَ مِنْ رُؤُوْسِهِنَّ حَتَّى تَكُوْنَ كَالوَفْرَةِ1. أَحْمَدُ بنُ مَهْدِيّ هَذَا هُوَ الخَطِيْب، أَخْبَرَنَا بِهِ عبدُ الوَاسِع الأَبْهَرِيّ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَرَكَات، أَخْبَرَنَا أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب، أَخْبَرَنَا الخَطِيْب. فَذَكَره ثُمَّ زَادَ فِي آخِره: قَالَ الهِسِنْجَانِيّ: حدثنَاهُ عُبَيْد اللهِ بن مُعَاذٍ. فَذَكَره، ثُمَّ قَالَ الخَطِيْبُ: رَوَاهُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ صَالِحِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ الهِسِنْجَانِيّ، حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ نَحْوَه. قُلْتُ: فَفِي رِوَايَةِ ابْنِ مَاكُوْلا وَقَعَ خَلَلٌ، وَهُوَ قَوْله: أَبُو الفَضْلِ. وَإِنَّمَا هُوَ الفَضْلُ، وَسقط عِنْد يُوْسُف الحَافِظ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَل. أَنْبَأَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو الغَنَائِمِ القَيْسِيّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّاز، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ الحُسَيْنِيّ مِنْ مصر، وحدثني أبو نصر علي ابن هِبَةِ اللهِ، عَنْهُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَزْهَرِ السّمنَاوِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ هُوَ ابْنُ عِيْسَى الوشَا حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ عِيْسَى بِالرّملَة -بغدَادِي سَنَة "250"- حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا بَكَى اليَتِيْمُ وَقَعَتْ دُمُوْعَهُ فِي كَفِّ الرَّحْمَن، فَيَقُوْلُ: مَنْ أَبَكَى هَذَا اليَتِيْمَ الَّذِي وَارَيْتُ وَالِدَيْهِ تَحْتَ التُّرَابِ? مَنْ أَسْكَتَهُ فَلَهُ الجَنَّةُ"2. قَالَ الخَطِيْبُ: هَذَا مُنْكَرٌ، روَاتُه مَعْرُوْفُوْنَ سِوَى مُوْسَى. قُلْتُ: هُوَ الَّذِي افْترَاهُ. أُنْبِئت عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الأَخضر وَغَيْرهُ، عَنِ ابْنِ نَاصِر، أَنَّ أَبَا نَصْر الأَمِيْر كتب إِلَيْهِ، "ح"، وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنِ الأَرتَاحِيّ، عَنْ أَبِي الحَسَنِ بن الفراء، عن ابن ماكولا

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "320". 2 موضوع: آفته موسى بن عيسى البغدادي أتى بخبر كذب: "إذا بكى اليتيم" كما قال المصنف في "ميزان الاعتدال".

قَالَ: أَخْبَرَنَا مظفرُ بنُ الحَسَنِ سِبْطُ ابْنِ لاَل، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشيرَازِيّ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ بنِ الشَّاه، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَغْدَادِيّ بأنطاكية، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِمْيَرِيّ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ نَجِيْح، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ فَأْفَأَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لاَ تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوا إِلَى مَا قَدَّمُوا" 1. وَقرَأْتُهُ بِمِصْرَ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عبدُ السَّلاَّم بن فَتحَة السَّرْفُولِيّ، حَدَّثَنَا برقوه سَنَة ثَمَان عَشْرَةَ وَسِتّ مائَة حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا شَهْردَارُ بنُ شِيْرَوَيْه الدَّيْلمِيّ سَنَة "554"، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ابن عُمَرَ البَيِّع، أَخْبَرَنَا حُمَيْد بنُ مَأْمُوْن، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيْرَازِيّ فِي كِتَابِ "الأَلقَاب" لَهُ، فَذَكَره ثُمَّ قَالَ: وَفَأْفَأَةُ هُوَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضّرِير. وَقَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: بَلْ هُوَ إِسْمَاعِيْل الكِنْدِيّ شَيْخٌ لبَقِيَّة. وَالحَدِيْث فَفِي "صَحِيْح البُخَارِيّ": حَدَّثَنَا آدَم، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، فَهُوَ يَعلو لَنَا بدرجَات، فَكَأَنِّي لَقِيْتُ فِيْهِ الشيرَازِيَّ. قَالَ شِيْرَوَيْه الدّيلمِيّ فِي كِتَابِ "الطَّبَقَات" لَهُ: كَانَ الأَمِيْر أَبُو نَصْرٍ يُعْرَفُ بِالوَزِيْر سَعْدِ المُلْكِ ابْنِ مَاكُوْلا، قَدِمَ رَسُوْلاً مرَاراً. سَمِعْتُ مِنْهُ، وَكَانَ حَافِظاً مُتْقِناً، عُنِي بِهَذَا الشَّأْن، وَلَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ بَعْدَ الخطيب أَحَد أَفْضَلَ مِنْهُ. حضَر مَجْلِسه الكِبَارُ مِنْ شيوخنا، وسمعوا منه. وقال أبو القاسم بن عَسَاكِرَ: وَزر أَبُوْهُ هِبَةُ اللهِ لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ القَائِم، وَوَلِيَ عَمُّه الحُسَيْن قَضَاءَ القُضَاة بِبَغْدَادَ ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَوُلِدَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ. كَذَا هُنَا سَنَة إِحْدَى. قَالَ الحُمَيْدِيُّ: مَا رَاجعت الخَطِيْب فِي شَيْءٍ إلَّا وَأَحَالنِي عَلَى الكِتَاب، وَقَالَ: حَتَّى أَكْشِفَه. وَمَا رَاجعتُ ابْن مَاكُوْلا فِي شَيْءٍ إلَّا وَأَجَابْنِي حِفْظاً كَأَنَّهُ يَقرَأُ مِنْ كِتَاب. قَالَ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مَرْزُوْق: لمَا بلغَ الخَطِيْبَ أَنَّ ابْنَ مَاكُوْلا أَخَذَ عَلَيْهِ فِي كِتَابِ "المُؤتنف"، وَأَنَّهُ صَنّف فِي ذَلِكَ تَصنَيِّفاً، وَحضر ابْنُ مَاكُوْلا عِنْدَهُ، وَسَأَلَهُ الخَطِيْبُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَنْكَر، وَلَمْ يُقِرَّ بِهِ، وَأَصرَّ، وَقَالَ: هَذَا لَمْ يَخْطُر بِبَالِي. وَقِيْلَ: إِنَّ التَّصنِيف كَانَ فِي كمّه، فَلَمَّا مَاتَ الخَطِيْبُ أَظَهْره. وَهُوَ الكتاب الملقب بـ "مستمر الأوهام".

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "6/ 180"، والبخاري "1393" و "5616"، والنسائي "4/ 53"، والدارمي "2/ 239", والقضاعي في "مسند الشهاب" "923"، و "924"، والبيهقي "4/ 75"، والبغوي "1509"، من طريق شعبة، عن الأعمش، به.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الحَبَّال يَمدحُ أَبَا نَصْرٍ بن مَاكُوْلا، وَيُثنِي عَلَيْهِ، وَيَقُوْلُ: دَخَلَ مِصْرَ فِي زِيِّ الكَتَبَة، فَلَمْ نَرْفَع بِهِ رَأْساً، فَلَمَّا عرفنَاهُ كان من العلماء بهذا الشأن. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ ابْنُ مَاكُوْلا لبِيْباً، عَالِماً، عَارِفاً، حَافِظاً، يُرَشَّحُ لِلحفظ حَتَّى كَانَ يُقَالُ لَهُ: الخَطِيْبُ الثَّانِي. وَكَانَ نَحْويّاً مجُوِّداً، وَشَاعِراً مبرّزاً، جَزْلَ الشّعر، فَصيح العِبَارَة، صَحِيْحَ النَّقل، مَا كَانَ فِي البَغْدَادِيِّيْنَ فِي زَمَانِهِ مِثْلُهُ، طَاف الدُّنْيَا، وَأَقَامَ بِبَغْدَادَ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّار: أَحَبَّ العِلْمَ مِنَ الصِّبَا، وَطلبَ الحَدِيْث، وَكَانَ يُحضر المَشَايِخ إِلَى مَنْزِلهمْ، وَيسمع، وَرَحَلَ وَبَرَعَ فِي الحَدِيْثِ، وَأَتقنَ الأَدب، وَلَهُ النَّظْمُ وَالنثرُ وَالمُصَنّفَات. نَفَّذَه المُقْتَدِي بِاللهِ رَسُوْلاً إِلَى سَمَرْقَنْد وَبُخَارَى لأَخْذ البَيْعَة لَهُ عَلَى ملكهَا طَمْغَان الخَان. قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ بن الدَّوَاتِي: اجْتَمَعتُ بِالأَمِيْر ابْن مَاكُوْلا، فَقَالَ لِي: خُذْ جُزئِين مِنَ الحَدِيْثِ، فَاجعل مُتُوْنَ هَذَا لأَسَانِيْدِ هَذَا، وَمُتُوْنَ الثَّانِي لأَسَانِيْدِ الأَوَّل، حَتَّى أَرُدُّهَا إِلَى الحَالَة الأُوْلَى. قَالَ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ: سَأَلتُ أَبَا الغنَائِم النَّرْسِيّ عَنِ الخَطِيْب، فَقَالَ: جَبَلٌ لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ، مَا رَأَينَا مِثْلَه، وَمَا سَأَلتُه عَنْ شَيْءٍ فَأَجَابَ فِي الحَال، إلَّا يَرْجِعُ إِلَى كِتَابِه. قَدْ مرَّ أَنَّ الأَمِيْر كَانَ يُجيب فِي الحَال، وَهَذَا يَدلُّ عَلَى قوَّة حفظه، وَأَمَّا الخَطِيْب فَفعلُه دَالٌّ عَلَى وَرَعِهِ وَتَثَبُّتِه. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ: سَأَلتُ شُجَاعاً الذُّهْلِيّ عَن ابْن مَاكُولَا، فَقَالَ: كَانَ حافظاً، فَهْماً، ثِقَة، صنَّف كتباً فِي علم الحَدِيث. قَالَ الْمؤْتَمن السّاجيُّ الْحَافِظ: لَمْ يلزمِ ابْنُ مَاكُولَا طريقَ أهل الْعلم، فَلم ينْتَفع بِنَفسِهِ. قلت: يُشير إِلَى أَنه كَانَ بِهَيْئَة الْأُمَرَاء وبرفاهَيَتهم. قَالَ الْحَافِظ ابْنُ عَسَاكِر: سمعتُ إِسْمَاعِيل بنَ السمرقنديّ يذكر أنَّ ابْنَ مَاكُولَا كَانَ لَهُ غِلْمَانٌ تُرْكٌ أَحْدَاث، فَقَتَلُوهُ بجُرجان فِي سنة نيفٍ وَسَبْعين وأَرْبَعِ مائَة. وَقَالَ الحَافظ ابْنُ نَاصر: قُتِلَ الحافظُ ابْنُ مَاكُولَا، وَكَانَ قد سَافر نَحْو كِرمان وَمَعَهُ مماليكُه الْأَتْرَاك، فَقَتَلُوهُ، وَأخذُوا مَاله، فِي سنة خمسٍ وَسَبْعين وأَرْبَعِ مائة. هَكَذَا نقل ابْنُ النّجّار هَذَا.

وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو سعد السّمعانيّ: سمعتُ ابْن نَاصر يَقُوْل: قُتِلَ ابْنُ مَاكُولَا بِالْأَهْوَاز إِمّا فِي سنة ستٍّ -أَو سنة سبعٍ- وَثَمَانِينَ وأَرْبَعِ مائَة. وَقَالَ السّمعانيّ: خرج مِنْ بَغْدَاد إِلَى خُوزستَان، وقُتِلَ هنَاك بعد الثَّمَانِينَ. وَقَالَ أَبُو الفَرَجِ الحَافِظ فِي الْمُنْتَظِم: قُتِلَ سَنَةَ خمس وَسَبْعِيْنَ، وَقِيْلَ: سَنَة سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: قُتل فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسبعين، وَقِيْلَ: سَنَة سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ بِخوزستَان. حَكَى هذِيْن الْقَوْلَيْنِ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ بنُ خلّكَانَ. قَالَ: قَتله غلمَانُه، وَأَخَذُوا مَالَه، وَهَرَبُوا. رَحِمَهُ اللهُ. وَمِنْ نَظْمه: قَوِّضْ خِيَامَكَ عَنْ دارٍ أُهنت بِهَا ... وَجَانِبِ الذُّلَّ إِنَّ الذُّلَّ مُجْتَنَبُ وَارْحَلْ إِذَا كَانَتِ الأَوْطَانُ مَضْيَعَةً ... فَالمَنْدَلُ الرَّطْبُ فِي أَوْطَانِهِ حَطَبُ وَلَهُ: وَلمَّا تَوَاقَفْنَا تَبَاكَتْ قُلُوبُنَا ... فَمُمْسِكُ دَمْعٍ يَوْمَ ذَاكَ كَسَاكِبِه فَيَا كَبِدِي الحَرَّى الْبَسِي ثَوْبَ حسرةٍ ... فِرَاقُ الَّذِي تَهْوَيْنَه قَدْ كَسَاكِ به أَخْبَرَنَا المُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَالمُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ كِتَابَةً قَالاَ: أَخْبَرَنَا زَيْدِ بنِ حَسَنٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظ، حَدَّثَنِي أَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيْمَ أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ العَلَوِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَتْحِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ نَصْر بنِ جَرِيْر، أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ الحَنْظَلِيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بنُ عَبْدِ اللهِ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَة، سَمِعْتُ عَائِشَة تَقُوْلُ: كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَة تُسْمِعُنِي، فَدَخَلَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ عَلَى تِلْكَ الحَالَة، ثمَّ دَخَلَ عُمَر، فَفَرِقَتْ، فَضَحِكَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ! ? فَحَدَّثَه، فَقَالَ: وَاللهِ لاَ أَخرجُ حَتَّى أَسْمَعَ مَا سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَسْمَعَتْهُ. قَالَ الخَطِيْبُ: أَبُو الفَتْحِ سَاقطُ الرِّوَايَة، وَأَحسب مُوْسَى بن نَصْر اسمًا اختلقه.

ابن أبي الصقر، المحمي

ابن أبي الصقر، المحمي: 4395- ابن أبي الصقر 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الخَطِيْبُ، أَبُو طَاهِرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي الصَّقْرِ اللَّخْمِيُّ الأَنْبَارِيُّ. سَمِعْنَا "مشيخَتَهُ" فِي جُزْأَيْنِ. سَمِعَ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي نَصْرٍ التّمِيمِيّ، وَأَبَا نَصْر بن الحبَّانِ، وَعَبْدَ الوَهَّابِ بن عَبْدِ اللهِ المُرِّيّ، وَطَائِفَةٌ بِدِمَشْقَ، وَأَبَا عَبْدِ الله بن نَظيف، وَإِسْمَاعِيْلَ بن عَمْرٍو الحَدَّاد، وَصِلَة بن المُؤَمَّل، وَجَمَاعَةٌ بِمِصْرَ، وَمُحَمَّدَ بن الحُسَيْنِ الصَّنْعَانِيّ صَاحِب النَّقَويِّ، وَأَبَا العَلاَء المَعَرِّيّ بِهَا، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيَّ بِبَغْدَادَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ الفَضْلِ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الأَنْبَارِيّ، وَعَبْدُ الوَهَّاب الأَنْمَاطِيّ، وَموهوبُ بن الجواليقي، وأبو بكر بن الزَّاغونِيّ، وَابْنُ نَاصِرٍ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ خَلِيْفَةَ بنَ مَحْفُوْظٍ بِالأَنبار يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ أَبِي الصّقر صَوَّاماً قوّاماً، يُقَالَ: مسموعَاتُه وِقْرُ جَمَلٍ. قُلْتُ: وَله شِعرٌ رَائِق، مَاتَ بِالأَنبار فِي جمادى الآخرة، سنة ست وسبعين وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ أَبنَاءِ الثَّمَانِيْنَ رَحِمَهُ اللهُ. 4396- المَحْمِيّ 2: الشَّيْخُ العَدْلُ، المُسْنِدُ، أَبُو عَمْرٍو، عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ المَحْمِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، المُزكِّي. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي نُعَيْمٍ الإِسفرَايينِيّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وجماعة. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ، وَعَبْدُ الغَافِر بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ الفُرَاوِيّ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بن زَاهِر، وَأَبُو الأَسْعَد هبَةُ الرَّحْمَن بنُ القُشَيْرِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَامِع الصَّوَّاف،

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 9"، والعبر "3/ 285"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 86"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 118"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 354". 2 ترجمته في العبر "3/ 298"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 127"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 366".

وَعَبْدُ الكَرِيْم بنُ حَسَن الكَاتِب، وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الشَّحَّامِيّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن يَحْيَى النَّاصحِي، وَأَخُوْهُ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ: سَمِعَ المَشَايِخ وَالصُّدُوْرَ، وَأَدْرَكَ الإِسْنَادَ العَالِي، وَحضر الوقَائِع، وَكَانَ حَسَنَ الصُّحْبَة وَالعِشْرَة. ثُمَّ قَالَ: تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قُلْتُ: قِيْلَ: إِنَّهُ عُثْمَانِيّ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة مُحَمَّدُ بنُ نَاصِر الحَافِظ. وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ: أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي، وَشيخُ الإِسْلاَم الأَنْصَارِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَاجَه الأبهري، والوزير محمد بن هشام بن المُصْحَفِيّ بقُرْطُبَة، وَحصنُ الدَّوْلَة مُعَلَّى بن حَيْدَرَة الكتامي المتغلب على دمشق.

الملك المؤيد، ابن ماجه

الملك المؤيد، ابن ماجه: 4397- الملكُ المؤيَّد 1: إبراهيم بن مسعود بن السُّلْطَانِ مَحْمُوْدِ بنِ سُبُكْتِكِيْنَ، صَاحِبُ غَزْنَةَ وَالهِنْدِ. كَانَتْ دَوْلَتُه بِضْعاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ شُجَاعاً، حَازِماً، غَازِياً، حَسَن السِّيْرَةِ. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَتملَّك بَعْدَهُ ابْنُه السُّلْطَان مَسْعُوْدٌ زوج ابْنَةِ السُّلْطَان الكَبِيْر مَلِكْشَاه. 4398- ابْن ماجه 2: الشَّيْخُ، المُعَمَّرُ، المُسْنِد، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ مَاجَه الأَبْهَرِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ. وَأَبهر الَّتِي هُوَ مِنْهَا لَيْسَتْ بِمدينَة أَبهر زَنْجَان، بَلْ قَرْيَة مِنْ قرَى أَصْبَهَان. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ جُزْء لُوين مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ بن المَرْزُبَان، وَتَفرَّد بعلُوِّهُ. حَدَّثَ عَنْهُ خلقٌ كَثِيْر مِنْهُم: مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ، وَمُؤتَمن السَّاجِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ، وَمَحْمُوْدُ بنُ مَاشَاذه، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الكِسَائِيّ، وَعَبْدُ المغيث بن أبي عدنان، وَمَسْعُوْدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَأَبُو نَصْرٍ الغَازِي، وَأَبُو الخَيْرِ البَاغْبَان، وَمَحْمُوْدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ يُورجَه، وَأَبُو رشيدٍ أَحْمَدُ بنُ حَمْد الخِرَقِيّ، وَعَبْدُ المنعم ابن مُحَمَّدِ بنِ سَعْدَوَيْه، وَالحَسَنُ بنُ رَجَاء بن سليم، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ الصَّالِحَانِيّ الأَدِيْب. مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، عن بضع وتسعين سنة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 109"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 164". 2 ترجمته في العبر "3/ 298"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 127"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 366".

الأزدي، المهري

الأزدي، المهري: 4339- الأزدي 1: مُفْتِي المَالِكِيَّةِ، أَبُو عُثْمَانَ، طَاهِرُ بنُ هِشَامٍ الأَزْدِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، المرِيِّيّ. سَمِعَ مِنَ: المُهَلَّبِ بن أَبِي صُفْرَةَ، وَأَبِي عُمَرَ بنِ عَفِيْف، وَحجَّ، فَسَمِعَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ الحَافِظ، وَغَيْرِهِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ بشكُوال: أَخْبَرَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ، وَعَاشَ ستاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة. 4400- المَهْرِي 2: شَاعِرُ الأَنْدَلُسِ، ذُو الوزَارَتَيْنِ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عمار الأندلسي المهري. كَانَ هُوَ وَابْنُ زيدُوْن كَفَرسَي رِهَان. بلغ المَهْرِيُّ أَسنَى الرُّتب، حَتَّى اسْتوزره المُعْتَمِدُ بنُ عَبَّادٍ، ثمَّ اسْتنَابه عَلَى مُرسيَة، فَعصَى بِهَا، وَتَملَّكهَا، فَلَمْ يَزَلِ المُعتمد يَتلطَّفُ فِي الحيلَة، إِلَى أَنْ وَقَعَ فِي يَدِهِ، فَذبحه صَبْراً لِلعصيَان بَعْد فَرْط الإِحسَان، وَلأَنَّهُ هجَا المُعْتَمِد وَآبَاءهُ، فَهُوَ القَائِلُ: ممَّا يُقَبِّحُ عِنْدِي ذِكْرَ أندلسٍ ... سَمَاعَ معتمدٍ فِيْهَا وَمُعْتَضِدِ أَسْمَاءُ مملكةٍ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا ... كَالهِرِّ يَحْكِي انتِفَاخاً صَوْلَةَ الأَسَدِ وَقَدْ جَال ابْنُ عَمَّار فِي الأَنْدَلُس أَوَّلاً، وَمدح المُلُوْكَ وَالكِبَار وَالسُّوقَة، بِحَيْثُ أَنَّهُ مدح فَلاَّحاً أَعْطَاهُ مِخلاَة شعيرٍ لحمَارِهِ، ثُمَّ آل بِابْنِ عَمَّار الحَال إِلَى الإِمْرَةِ، فَملأَ لِلفلاَّح مِخْلاَتَه درَاهِمَ، وَقَالَ: لَوْ ملأَهَا بُرّاً لملأناها تبرًا.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 240". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلِّكان "4/ ترجمة 669"، والعبر "3/ 288"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 356".

وَقَدْ سجنه المُعْتَمِد مُدَّة، وَتوسَّل إِلَيْهِ بقصَائِد تلين الصخر، فقتله في سنة "479". وَله: عَلَيَّ وَإِلاَّ مَا بُكَاءُ الغَمَائِمِ ... وَفِيَّ وَإِلاَّ مَا نِيَاحُ الحَمَائِمِ وَعَنِّي أَثَارَ الرَّعْدُ صَرْخَةَ طالبٍ ... لثأرٍ وَهَزَّ البَرْقُ صَفْحَةَ صَارِمِ وَمَا لَبِسَتْ زُهْرُ النُّجُوْمِ حِدَادَهَا ... لِغَيْرِي وَلاَ قَامَتْ لَهُ فِي مَآتِمِ منهَا: أَبَى اللهُ أَنْ تَلْقَاهُ إلَّا مُقَلَّداً ... حَمِيْلَةَ سيفٍ أَوْ حمالة غارم

الدينوري، المتولي

الدينوري، المتولي: 4401- الدِّينَوَرِي 1: مُسْنِدُ هَمَذَانَ، أَبُو الفَضْلِ، أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَبَّادٍ الدِّيْنَوَرِيُّ، عُرِفَ بِابْنِ الأُسْتَاذِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ لاَل، وَأَحْمَدَ بنِ تُركَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الصّفّار، وَأَبِي عُمَرَ بنِ مَهْدِيّ، وَعِدَّة. قَالَ شِيْرَوَيْه: سَمِعْتُ مِنْهُ بهمذان والدينور، وكان صدوقًا، قال لِي: وُلِدْتُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. مَاتَ بِالدِّيْنَوَر سَنَة ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. 4402- المُتَولِّي 2: العَلاَّمَةُ شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو سَعْدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَأْمُوْنِ بنِ عَلِيٍّ النَّيسَابورِيُّ المُتَوَلِّي. دَرَّسَ بِبَغْدَادَ بِالنِّظَامِيَّةِ بَعْدَ الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ، ثُمَّ عُزِلَ بِابْنِ الصّبَّاغ، ثُمَّ بَعْد مُديدَة أُعيد إِلَيْهَا. تَفقّه بِالقَاضِي حُسَيْن، وَبأَبِي سَهْلٍ أَحْمَدَ بن عَلِيّ بِبُخَارَى، وَعَلَى الفُورَانِيّ بِمَرْو، وَبَرَعَ، وَبذَّ الأَقرَان. وَلَهُ كِتَاب "التَّتمَة" الَّذِي تَمَّم بِهِ "الإِبَانَة" لِشيخه أَبِي القَاسِمِ الفُورَانِيّ، فَعَاجَلَتْهُ المَنِيَّةُ عَنْ تَكمِيْله، انْتَهَى فِيْهِ إِلَى الحُدُوْد. وله مُخْتَصَر فِي الفَرَائِضِ، وَآخرُ فِي الأُصُوْل، وَكِتَابٌ كَبِيْر فِي الخلاَف. مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَة ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ كهلاً، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً, رَحِمَهُ الله.

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 272". وسيأتي ترجمته مرة أخرى يعيدها المصنف برقم ترجمة عام "4419"، في هذا الجزء. 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 365"، والعبر "3/ 290"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 358".

قاضي حلب، ابن أبي الشخباء

قاضي حلب، ابن أبي الشخباء: 4403- قاضي حلب 1: العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الاعْتِزَالِ، أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَامِدِ بنِ عُبَيْدٍ البِيْكَنْدِيُّ، البُخَارِيُّ، المُتَكَلِّمُ، مِنْ دُعَاةِ البِدَعِ. وُلِدَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ. وَزَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ "الصَّحِيْح" مِنَ الكُشَانِيّ فِي سَنَةِ سَبْعٍ، وَإِنَّمَا تُوُفِّيَ الكُشَانِيّ سَنَة مولد هَذَا. وَقَدْ حَدَّثَ عَنِ: السُّليمَانِيّ، وَمَنْصُوْر الكَاغَديّ، وَعدنَان بنِ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيّ، وَجَمَاعَة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو غَالِبٍ بنُ البَنَّاء، وَعَلِيُّ بنُ هبة الله بن زهمويه. طعن فيه المُؤْتَمَنُ السَّاجِيّ. وَقَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ: كَذَّاب. وَقِيْلَ: وُلد سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ. تُوُفِّيَ فِي أول سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة ببغداد. 4404- ابن أبي الشَّخْبِاء 2: العَلاَّمَةُ، بَلِيْغُ زَمَانِهِ، الشَّيْخُ المُجِيْد، أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَبِي الشَّخْبَاء العَسْقَلاَنِيُّ، صَاحِبُ الخُطَبِ وَالتَّرسُّل. كَانَ جُلُّ اعتمَادِ القَاضِي الفَاضِل عَلَى حِفْظ كَلاَمه فِيمَا يُقَالَ. قَالَ العمَاد فِي تَرْجَمَة المُجيد: مُجِيْدٌ كَنَعْتِهِ، قَادِرٌ عَلَى ابْتدَاع الكَلاَم وَنَحْتِهِ. قُتِلَ بِمِصْرَ مسجونًا سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 52"، وميزان الاعتدال "3/ 462"، ولسان الميزان "5/ 52". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 166"، والوافي الوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 68"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "9/ 152".

الطبسي، ابن أبي الصهباء

الطبسي، ابن أبي الصهباء: 4405- الطَّبَسي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَارِفُ، المُحَدِّثُ الكَبِيْرُ، أَبُو الفَضْلِ، محمد ابن أَحْمَدَ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَسِيُّ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّة. سَمِعَ الحَافِظ أَبَا عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَأَبَا طاهر بن محمش، وعبد الله بن يوسف بنِ بامُويه، وَالسُّلَمِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيَّ، وَأَمثَالَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: الجُنَيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ القَاينِيّ، وَوجيهٌ الشَّحَّامِيّ، وَأَبُو الأَسَعْد بنُ القُشَيْرِيّ، وَعَبْدُ الغَافِر بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَقَالَ: شَيْخٌ ثِقَةٌ، وَرِع، صُوْفِيٌّ زَاهِد، كتب الكَثِيْر، وَحصَّلَ التَّصَانِيْف المُفِيدَة، وأَلَّف كِتَاب "بستَان العَارِفِيْن". قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ طَبَس، وأَملَى بِالنِّظَامِيَّة أَيَّاماً، ثُمَّ عَادَ إِلَى بَلَده، وَبِهَا مَاتَ: فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وأَرْبَعِ مائَة رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: كَانَ مِنْ أبناء التسعين. 4406- ابن أبي الصَّهْبَاء 2: الشَّيْخُ المُسْنِدُ، الصَّدْرُ الكَامِلُ، الشَّرِيْفُ المَأْمُوْنُ، أَبُو السنابل، هبة الله بن أَبِي الصَّهْبَاءِ مُحَمَّدِ بنِ حَيْدَرٍ القُرَشِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي طَاهِر بنِ مَحْمِش، وَعَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَيَحْيَى المُزَكِّي، وَأَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الإِسفرَايينِيّ. رَوَى عَنْهُ: وَجيهٌ الشَّحَّامِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَامِع الصَّوَّاف، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ زَاهِر، وَعَائِشَةُ بِنْتُ أَحْمَد الصَّفَّار، وَعِدَّة. وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ المُكْثِرِيْنَ. سَمِعَ "سنَن النَّسَائِيّ" مِنَ الحُسَيْن بن فَنْجُويه. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 209"، واللباب لابن الأثير "2/ 274"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1195"، والعبر "3/ 301"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 367". 2 ترجمته في تبصير المنتبه "3/ ص1084".

ابن أبي عثمان، باديس بن حبوس

ابن أبي عثمان، باديس بن حبوس: 4407- ابن أبي عثمان 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، الصَّالِحُ، المُسْنِدُ، أَبُو الغَنَائِمِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ عَمْرِو بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُنتَاب البَغْدَادِيُّ، الدَّقَّاقُ، نَاظرُ المَارستَان العَتِيْق. قَالَ المُؤتَمَن السَّاجِيّ: أَفَاده أَبُوْهُ مَعَ إِخْوَته أَبِي سَعْدٍ وأبي تمام مع شرَاسَة أَخلاَقٍ وَنُفُور طَبْعٍ لاَ وَجْهَ لَهُ. قُلْتُ: سَمِعَ أَبَا عُمَر بنَ مَهْدِيّ الفَارِسِيّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ البيِّع، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ رَزْقُوَيْه، وَعَبْدَ القَاهِر بن عِترَة، وَكَانَ خيِّراً دَيِّناً، كَثِيْرَ السَّمَاع. رَوَى عَنْهُ: مَكِّيّ الرُّمِيْلِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ الغَازِي، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ قَفَرْجَل، وَمُحَمَّدُ بنُ المَادح، وَأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الخَرَّاز، وَآخَرُوْنَ. قال ابن سكرة: كان الحميدي يَحضُّنِي عَلَى قِرَاءة مَا عِنْدَهُ مِنْ "مُسْنَد" يَعْقُوْب بنِ شيبَة، وَيَقُوْلُ: لَوْ وُجد كَلاَمُ يَعْقُوْب عَلَى أَبْوَاب الحمَّامَات لَلَزِمَ أَنْ يُقرَأَ، فَكَيْفَ وَهُوَ مُسْنَدٌ لاَ مِثْلَ لَهُ! ? قَالَ الحَافِظُ شُجَاعٌ الذُّهْلِيّ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وثمانين وأربع مائة. 4408- باديس بن حَبُوس 2: ابن مَاكْسَ بنِ بُلُكِّيْنَ بنِ زِيْرِي بنِ مَنَادَ الصنهاجي، من قواد البَرْبَرِ، لَهُ شَرَفٌ وَأُبُوَّة وَعَشِيْرَة. تملَّك غَرنَاطَة، وَجيَّش الجُيُوْش، وَحَارَبَ المُعْتَصِم صَاحِب المرِيَّة، وَالمُعتضدَ صَاحِبَ إشبيليَة، وَكَانَ سَفَّاكاً لِلدِّمَاء. فِيه عَدْلٌ بجَهل. وَقَفَتْ لَهُ امْرَأَةٌ عِنْد بَاب إِلْبيرَة، فَقَالَتْ: يَا مَوْلاَنَا! ابْنِي يَعُقُّنِي. فَطَلَبَهُ، وَدَعَا بِالسَّيْف، فَقَالَتِ المَرْأَة: إِنَّمَا أَردتُ تَهديده. فَقَالَ: مَا أَنَا بِمُعَلِّمِ كُتَّاب. وَأَمر بِهِ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ. وَاسْتَعْمَلَ بَعْضَ أَقَارَبّه عَلَى بلد، فَخَرَجَ يَتَصَيَّد، فَمَرَّ بشيخِ قَرْيَة، فَرغب فِي تَشرِيفه

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 54"، والعبر "3/ 304"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 369". 2 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 160".

بِالضِّيَافَة، فَأَنْزَلَهُ فِي أَرْضٍ فِيْهَا دُولاَب وَفَوَاكِه، فَبَادر لَهُ بثرِيْدٍ فِي لبن وَسُكَّرٍ، وَقَالَ: نَأْتِي بَعْد بِمَا تُحب. فَرمَاهُ بِرَجُله، وَضربَ الشَّيْخ، فَفَرَّ الشَّيْخُ، وَأَتَى إِلْبيرَة، فَعَرَّفَ المَلِكَ بِمَا جرَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: ارْجِع وَاصبر، وَوَاعَدَه، ثُمَّ جَاءهُ بَعْد أَيَّام فِي كبكبَة مِنْهم خَصمُه، فَقَدّم الشَّيْخُ لِلملك مِثْلَ ذَلِكَ الثرِيْد، فَتنَاوله وَأَكله وَاسْتطَابه، ثُمَّ قَالَ: خُذْ بثأْرك مِنْ هَذَا، فَاضْرِبْهُ. فَاسْتعظم الشَّيْخُ ذَلِكَ، فَقَالَ الملك: لا بد، فَضَرَبَه حَتَّى اقتصَّ مِنْهُ. فَقَالَ الْملك: هَذَا حقُّ هَذَا، بَقِيَ حقُّ الله فِي إِهَانَة نَعمته، وَحَقِّي فِي اجْترَاء العُمَّال. فَضَرَبَ عُنُقه، وطيف برأسه. حكاها اليسع بن حزم. وَحَكَى أَيْضاً أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ البَادِيَة كَانَتْ لَهُ بِنْتُ عَمٍّ بَدِيْعَةُ الحُسْنِ، فَافْتقر، وَنَزَح بِهَا، فَصَادَفَهُ فِي الطَّرِيْق أَمِيْرٌ صنْهَاجيٌّ، فَأَركبهَا شفقةً عيها، ثُمَّ أَسرع بِهَا، فَلَمَّا وَصل البدوِيُّ، أَتَى دَارَ الأَمِيْر، فَطردُوْهُ، فَقصد الملكَ، فَقَالَ لذَاكَ الأَمِيْر: ادْفَعْ إِلَيْهِ زوجتَه. فَأَنْكَر، فَقَالَ: يَا بدوِيُّ! هَلْ لَكَ مِنْ شَهِيد وَلَوْ كلباً يَعرفُهَا? قَال: نعم. فَدَخَلَ بِكَلْبٍ لَهُ إِلَى الدَّارِ، وَأُخْرِجَتِ الحُرَم، فَلَمَّا رَآهَا الكلبُ، عَرفهَا وَبصْبَص، فَأَمر المَلِكُ بدفعهَا إِلَى البدوِيّ، وَضرب عُنُق الأَمِيْر، فَقَالَ البدوِيّ: هِيَ طَالِقٌ لِكَوْنِهَا سكتتْ، وَرَضِيَتْ. فَقَالَ المَلِكُ: صَدَقْتَ، وَلَوْ لَمْ تُطَلِّقْهَا لأَلحقتُك بِهِ. ثُمَّ أَمر بِالمَرْأَة، فَقُتلت. قَالَ صَاحِبُ حَمَاة: تُوُفِّيَ وَالِد بَادِيس هَذَا: فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَتَملَّك ابْنُه بَادِيسُ بنُ حَبُوس، وَامتدت أَيَّامه، ثُمَّ تَملَّك غرنَاطَةَ ابْنُ أَخِيْهِ عَبْدُ اللهِ بنُ بُلُكِّين بنِ حَبُوس، وَبَقِيَ حَتَّى أَخَذَهَا مِنْهُ يُوْسُفُ بنُ تَاشفِيْن، سَنَة بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

المعتصم ابن صمادح

4409- المعتصم ابن صُمَادِح 1: السُّلْطَان، أَبُو يَحْيَى التُّجيبي الأَنْدَلُسِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ معن، وقيل: مَعْنُ بنُ مُحَمَّدِ- بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ صُمَادِح2. كَانَ جَدُّهُ مُحَمَّد صَاحِبَ مدينَة وَشْقَة، فَحَارَبَهُ ابْنُ عَمِّهِ الأَمِيْرُ منذرُ بنُ يَحْيَى التُّجِيْبِيّ، فَعَجِزَ عَنْهُ، وَترك لَهُ وَشْقَة، وَهَرَبَ، وَكَانَ مِنْ دُهَاة الرِّجَال، وَكَانَ ابْنُهُ مَعْنٌ مُصَاهراً لصَاحِب بَلَنْسِيَة عَبْدِ العَزِيْزِ بن عَامِرٍ، وَكَانَتِ المَرِيَّةُ قَدْ صَارَت لَهُ، فَاسْتنَاب عَلَيْهَا مَعْناً هَذَا، فَخَافه وَتَملَّكهَا، وَتَمَّ لَهُ ذَلِكَ، وتَمَلَّكها مِنْ بَعْدَهُ وَلدُهُ المُعْتَصِم مُحَمَّدٌ، فَكَانَ حَلِيماً، جَوَاداً، مُمَدَّحاً، وَقَدْ دَاخِلَ ابْنَ تَاشفِيْن، وَنصره، ثُمَّ إِنَّ ابْنَ تَاشفِيْن عزم عَلَى أَخَذَ البِلاَدِ مِنِ ابْنِ صُمَادِح وَكَانَ يَملك المَرِيَّة وَبَجَّانَة وَالصُّمَادِحِيَّة فَأَظهر العصيَانَ لابْنِ تَاشفِيْن، وَكَانَ فِيْهِ خَيْرٌ وَدينٌ وَعَدْل وَتوَاضعٌ وَعَقل تَامّ. رَوَى عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جدّه كِتَابهُ "المُخْتَصَر فِي غَرِيْب القُرْآن". رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَسْوَد الغَسَّانِيّ. نَازلته عَسَاكِرُ ابْن تَاشفِيْن مُدَّة، فَتمرَّض، فَسَمِعَ مرَّةً هيعَةً، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إلَّا الله، نُغِّص عَلَيْنَا كُلُّ شيء حتى الموت. قالت جاريته: فَدمعت عينَاي، فَقَالَ بِصَوْت ضَعِيْف: تَرَفَّقْ بِدَمْعِكَ لاَ تُفْنِهِ ... فَبَيْنَ يَدَيْكَ بكاءٌ طَوِيْلُ فَمَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَمِنْ وُزرَائِهِ أَبُو بَكْرٍ بنُ الحَدَّاد الأَدِيْب. وَقَدِ امْتَدَحه جَمَاعَةٌ مِنْ فحُوْل الشُّعَرَاء.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 687"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 45"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 372". 2 الصُمَادِح: هو الصلب الشديد.

المظفر بن الأفطس

4410- المُظَفَّر بنُ الأفْطَس 1: سُلْطَانُ الثَّغْرِ الشِّمَالِيّ مِنَ الأَنْدَلُسِ، وَدَارُ مُلْكِهِ بَطَلْيَوس. كَانَ رَأْساً فِي العِلْمِ وَالأَدَبِ وَالشَّجَاعَةِ وَالرَّأْي، فَكَانَ مُنَاغراً لِلرُّوْمِ، شجَىً فِي حُلُوقِهِم، لاَ يُنَفِّسُ لَهم مَخْنَقاً، وَلاَ يُوجِدُ لَهم إِلَى الظُهُوْر عَلَيْهِ مُرتقَى، وَلَهُ آدَاب تُغِيْرُ سرَايَاهَا، فَتسبِي عَذَارَى معَانٍ لا تَعشقُ المَحَامِدُ إلَّا إِيَّاهَا، أَلْفَاظٌ كَالزلزَال، وَأَغرَاضٌ أَبعدُ مِنَ الهِلاَل، رَائِقُ النّظم، ذكيّ النُّوْر، رصيفُ المَعَانِي، شَاهقُ الغَور، وَلَهُ تَأْلِيفٌ كَبِيْر فِي الآدَاب عَلَى هيئَة "عُيُون الأَخْبَار" لابْنِ قُتَيْبَة، يَكُوْن عشرَ مُجَلَّدَات، وَمِنْ نَثْرِه وَقَدْ غنم بلاَدَ شلمنكَة وَهِيَ مجَاورتُه، فَكَتَبَ إِلَى المُعْتَمِد بِاللهِ يَفخر، وَيُنَكِّتُ عَلَيْهِ بِمسَالِمته لِلرّوم، فَقِيْلَ: إِنَّهُ حَصَّل مِنْ هَذِهِ الغَزْوَة أَلفَ جَارِيَة حسنَاء مِنْ بنَات الأَصْفَر: مَنْ يَصِدْ صَيْداً فَلْيَصِدْ كَمَا صَيْدِي، صَيْدِي الغَزَالَة مِنْ مرَابِضِ الأَسَدِ. أَيُّهَا الْملك إِنَّ الرُّوْم إِذَا لَمْ تُغْزَ غَزَتْ، وَلَوْ تَعَاقدنَا تَعَاقدَ الأَوْلِيَاء المُخلِصين فَلَلْنَا حَدَّهُم، وَأَذْلَلْنَا جَدَّهُم، وَرَأْيُ السَّيِّد المعتمدِ عَلَى اللهِ سرَاجٌ تُضيء بِهِ ظُلمَات المنَى. وَللمظفَّر تَفْسِيْرٌ لِلقُرآن. وَكَانَ مَعَ اسْتغرَاقه فِي الجِهَادِ لاَ يَفتُر عَنِ العِلْم، وَلاَ يترك العدل، صنع مدرسةً يجلس

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "7/ 123"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 323".

فِيْهَا كُلَّ جُمُعَة، وَيَحضُره العُلَمَاء, وَكَانَ يَبَيْتُ فِي مَنْظَرَةٍ لَهُ، فَإِذَا سَمِعَ صَوْتاً وَجَّه أَعْوَاناً لَكشف الخَبَر، لاَ يَنَام إلَّا قَلِيْلاً. وَفِيه يَقُوْلُ أَبُو الأَصْبَغِ القلمَندر الكَاتِب: يُربِي عَلَى سَيْبِ الغَمَامِ عَطَاؤُهُ ... ملكٌ عَلَى فُلْكِ العُلَى اسْتِمْطَاؤُهُ سيفٌ رِقَابُ عَدُوِّه أَغمَادُهُ ... تَسْقِيْهِ بِالغَيْثِ المُغِيْثِ دِمَاؤُهُ وَكَانَ كَاتِبُه الوَزِيْر أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ النَّحْوِيّ أَحَدَ البلغَاء، فَكَتَبَ أَذفونش لَعنه الله يُرْعِدُ وَيُبْرِقُ، فَأَجَابَ: وَصل إِلَى الْملك المُظَفَّر مِنْ عَظِيْم الرُّوْم كِتَابٌ مُدَّع فِي المقَادِير، يُرْعِدُ وَيُبْرِقُ، وَيَجمعُ تَارَةً وَيُفَرِّق، وَيهدد بِالجُنُوْد الوَافرَة، وَلَمْ يَدر أَن للهِ جُنُوْداً أَعزَّ بِهِم الإِسْلاَم، وَأَظهر بِهِم دينَ نَبِيّنَا عَلَيْهِ الصَّلاَة وَالسَّلاَم، يُجَاهدُوْنَ فِي سَبِيْلِ اللهِ، وَلاَ يَخَافُوْنَ لُوْمَة لاَئِم، فَأَمَّا تَعييرُك لِلمُسْلِمِيْنَ فِيمَا وَهَنَ مِنْ أَحْوَالِهم، فَبالذُّنُوبِ المركوبَة، وَالفِرَقِ المنكوبَة، وَلَوِ اتَّفَقت كلِمتُنَا علمتَ أَيَّ صَائِبٍ أَذَقْنَاك، كَمَا كَانَتْ آبَاؤُك مَعَ آبَائِنَا، وَبَالأَمسِ كَانَتْ قطيعَةُ المَنْصُوْر عَلَى سَلَفِك، أَهدَى ابْنتَه إِلَيْهِ مَعَ الذّخَائِر الَّتِي كَانَتْ تَفِدُ فِي كُلّ عَام عَلَيْهِ، وَنَحْنُ فَإِنْ قلَّت أَعدَادُنَا، وَعُدِمَ مِنَ المَخلوقين اسْتمدَادُنَا، فَمَا بَيْنَنَا وَبينك بحرٌ تَخُوضهُ، وَلاَ صَعب تَروضه، إلَّا سيوفٌ يَشْهَد بَحَدِّهَا رقَابُ قَوْمك، وَجِلاَدٌ تُبصره فِي يَوْمك، وَبَالله وَمَلاَئِكتِه نَتقوَّى عَلَيْك، لَيْسَ لَنَا سِوَاهُ مطلب، وَلاَ إِلَى غَيْره مَهْرب، وَهل تَرَبَّصُوْنَ بِنَا إلَّا إِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ، شهَادَةٌ، أَوْ نَصْرٌ عزِيز. وَلَمَّا تُوُفِّيَ المُظَفَّر بَعْد السَّبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة أَوْ قَبْلَهَا، قَامَ فِي المُلك بَعْدَهُ وَلدُه المُلَقَّب بِالمُتَوَكِّل عَلَى اللهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ الأَفْطَس صَاحِبُ بَطَلْيَوس وَيَابُرَة وَشَنْتَرِيْنَ وَأُشْبُونَة، فَكَانَ نَحْواً مِنْ أَبِيْهِ فِي الشَّجَاعَة وَالبرَاعَة وَالأَدب وَالبلاغَة، فبقي إلى أن قتله المرابطون جند يُوْسُفُ بنِ تَاشفِيْن صَبْراً، وَقتلُوا مَعَهُ وَلَدَيْهِ الفَضْلَ وَعبَّاساً، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، إِذِ اسْتولَوا عَلَى الأَنْدَلُس. وَلعَبْدِ المَجِيْدِ بن عيذُوْنَ فِيهِم قصيدَة طَنَّانَةٌ نَادِرَةُ المِثْلِ، مِنْهَا: بَنِي المُظَفَّرِ وَالأَيَّامُ لاَ نَزَلَتْ ... مراحلٌ وَالوَرَى مِنْهَا عَلَى سَفَرِ مَنْ لِلأَسِرَّةِ أَوْ من لِلأَعِنَّةِ أَوْ ... مَنْ لِلأَسِنَّةِ يَهْدِيْهَا إِلَى الثُغُرِ مَنْ لِلبَرَاعَةِ أَوْ مَنْ لِليَرَاعَةِ أَوْ ... مَنْ لِلشَّجَاعَةِ أَوْ لِلنَّفْعِ وَالضَّرَرِ وَهِيَ طَوِيْلة، وَكَانَ ابْنُ عيذُوْنَ وَزِيْراً لِلمُتَوَكِّل.

الناصر بن علناس، العاصمي

الناصر بن علناس، العاصمي: 4411- الناصر بن علناس: ابن حَمَّادِ بنِ بُلُكِّيْنَ بنِ زِيْرِي، الصّنْهَاجِيُّ، البَرْبَرِيُّ، ملك المغرب. هُوَ الَّذِي أَنشَأَ مدينَة بِجَايَة النَّاصرِيَة، وَكَانَتْ دَوْلَتُه سبعًا وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ. قهر ابْنَ عَمِّهِ بُلُكِّين بن مُحَمَّدِ بنِ حَمَّاد وَغَدر بِهِ، وَأَخَذَ مِنْهُ المُلك بَعْدَ أَنْ تَملَّكَ خَمْس سِنِيْنَ بَعْد المَلِك مُحسن بن قَائِد بن حَمَّادٍ، وَكَانَتْ دَوْلَة مُحسن ثَلاَثَةَ أَعْوَام، وَمَاتَ، وَكَانَ قَبْله أَبُوْهُ القَائِدُ، فَبقِي فِي المُلك سَبْعَة وَعِشْرِيْنَ عَاماً، تَملَّك بَعْد أَبِيْهِ، وَمَاتَ أَبُوْهُ المَلِكُ حَمَّادٌ سَنَة تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَقَدْ حَاربَ حَمَّادٌ ابْنَ أَخِيْهِ بَادِيسَ وَوَلَدَه المُعِزُّ بنُ بَادِيس، وَجَرَتْ لَهُمَا وَقَائِعُ، وَلَمْ تَزلِ الدَّوْلَةُ فِي آل حَمَّاد، إِلَى أَنْ أَخذ مِنْهم عَبْدُ المُؤْمِنِ بِجَايَة سَنَة سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَآخرهم هُوَ الْملك يَحْيَى بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَنْصُوْر بن صَاحِب بِجَايَة النَّاصر. 4412- العاصمي 1: الشَّيْخُ، العَالِمُ، الصَّادِقُ، الأَدِيْبُ، مُسْنِدُ بَغْدَادَ فِي وقته، أبو الحُسَيْنِ، عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن عَاصِمِ بنِ مِهْرَانَ العَاصِمِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الكَرْخِيُّ، الشَّاعِرُ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عُمَرَ بن مَهْدِيّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ المُتَيَّم، وَهِلاَلٍ الحَفَّار، وَمُحَمَّدِ بن عَبْدِ العَزِيْزِ البَرْذَعِيّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ فِي كِتَابِ "المُؤتنف"، وَالمُؤْتَمَنُ السَّاجِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ الغَازِي، وَإِسْمَاعِيْلُ التَّيْمِيّ، وَأَبُو سعدٍ البَغْدَادِيّ، وَوجيهٌ الشَّحَّامِيّ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ طَاوُوْس الدِّمَشْقِيّ، وَنَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المِصِّيْصِيّ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَاصِر، وَسَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَنَّاء، وَأَحْمَدُ بنُ قَفَرْجَل، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ البَيِّع الدِّيْنَوَرِيّ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ هِلاَلٍ الدَّقَّاق، وَأَبُو الفَتْحِ ابْنُ البَطِّي، وَخَلْقٌ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلْتُ أَبَا سَعْد البَغْدَادِيَّ عَنْ عَاصِمِ بنِ الحَسَنِ، فقال: كان شيخًا

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 314"، واللباب لابن الأثير "2/ 304"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 51"، والعبر "3/ 302"،/ والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 128"، وشذرات الذهب "3/ 368".

مُتْقَناً، أَديباً، فَاضِلاً، كَانَ حُفَّاظ بَغْدَاد يَكتُبُوْنَ عَنْهُ، وَيَشهدُوْنَ بِصِحَّة سَمَاعه. وَسَمِعْتُ عَبْدَ الوَهَّاب الأَنْمَاطِيَّ يَقُوْلُ: ضَاع الجزءُ الرَّابِع مِنْ "جَامِع عَبْد الرَّزَّاقِ" لابْنِ عَاصِم، وَكَانَ سَمَاعَه، قرَؤُوهُ عَلَيْهِ بِالسَّمَاع، وَضَاع، فَكَانَ بَعْدُ يَرْوِيْهِ بِالإِجَازَة، فَلَمَّا كَانَ قَبْل مَوْته بِأَيَّام، جَاءنِي شُجَاع الذُّهْلِيّ وَقَدْ لَقِيَهُ، فَقَالَ: تَعَال حَتَّى نَسمعه. فَأَرِينَاهُ الأَصْلَ، فَسَجَدَ للهِ، وَقرَأَنَاهُ عَلَيْهِ بِالسَّمَاع، وقال لي عبد الوَهَّاب: كَانَ عَاصِم عَفِيْفاً، نَزِهَ النَفْسِ، صَالِحاً، رَقِيق الشِّعر، مليحَ الطّبع، قَالَ لِي: مرضتُ، فغسلتُ ديوَان شِعرِي. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة: كَانَ عَاصِمٌ ثِقَةً فَاضِلاً، ذَا شِعر كَثِيْر، وَكَانَ يُكرمنِي، وَكَانَ لِي مِنْهُ مِيْعَادٌ يَوْمَ الخَمِيْسِ، لَوْ أَتَاهُ فِيْهِ الخَلِيْفَةُ لَمْ يُمكِّنه. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ صَاحِبَ مُلَحٍ وَنوَادرَ وَلُطْف، وَكَيْسٍ وَنظمٍ رَائِقٍ. عُمِّر، وَرحلُوا إِلَيه، وَكَانَ وَرِعاً، خيِّراً، صَالِحاً. مَاتَ: فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة بِبَغْدَادَ وله ست وثمانون سنة.

الكركانجي

4413- الكُرْكَانجي 1: شَيْخُ القُرَّاءِ بِخُرَاسَانَ، أَبُو نَصْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَامِدٍ المَرْوَزِيُّ، سَكَنَ جرجانية خوارزم مدة، فنسب إليها. أَخَذَ القِرَاءات وَالآدَابَ بِمَرْو, عَنْ أَبِي الحُسَيْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ الدّهّان، ثُمَّ ارْتَحَلَ، فَلَحِق الحمامِيَّ بِبَغْدَادَ، فَتَلاَ عَلَيْهِ، وَعَلَى الرُّهَاوِيّ بِدِمَشْقَ، وَعَلَى الشَّرِيْف الزِّيديّ بِحَرَّانَ، وَعَلَى جَمَاعَة كِبَارِ، وَانتهت إِلَيْهِ الإِمَامَةُ فِي القِرَاءات. تَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّة، وَعَاشَ نِيّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. قَالَهُ وَلدُه الإِمَام المُقْرِئ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ. وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي ثَانِي عشر ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَلَهُ تَرْجَمَة طويلة في "طبقات القراء".

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 398"، واللباب لابن الأثير "3/ 92"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 60"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "17/ 230"، والعبر "3/ 305- 306"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 88"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 133"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 372".

مازن، البزدوي، ابن زكري

مازن، البزدوي، ابن زكري: 4414- مَازِنٌ 1: لَقَبُ الشَّاعِرِ المُحسِنِ، أَبِي عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عثمان القَيْسِيِّ، الأَنْدَلُسِيِّ، ابْنِ الحَدَّاد، نَاظَرَ الدِّيْوَان الكَبِيْر. قَالَ الأَبَّار فِي "تَارِيْخه": هُوَ مِنْ أَهْلِ مدينَة وَادِي آش، سكنَ المَرِيَّةَ، وَكَانَ مِنْ فُحُوْل الشُّعَرَاء، لَهُ مُؤَلّف فِي الْعرُوض، اخْتصّ بِالمُعْتَصِم بن صُمَادِح، وَاسْتفرغ فِيْهِ مَدَائِحه، ثُمَّ سَارَ عَنْهُ إِلَى سَرقُسطَة، فَأَقَامَ فِي كَنَفِ المُقتدر بنِ هود. قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ سنة ثمانين وأربع مائة. 4415- البَزْدَوي 2: شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ، عَالِمُ مَا وَرَاء النَّهْرِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ البَزْدَوِيُّ، صَاحِبُ الطَّرِيْقَةِ فِي المَذْهَبِ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: مَا حَدَّثَنَا عَنْهُ سِوَى صَاحِبه أبي المعالي محمد بن نصر الخطيب. قَالَ: وَكَانَ إِمَامَ الأَصْحَاب بِمَا وَرَاء النَّهْر، وَلَهُ التَّصَانِيْف الجَلِيْلَة. درّس بِسَمَرْقَنْدَ. وَمَاتَ بِكِسَّ3 فِي رَجَب، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ، وَكَانَ أَحَدَ مَنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي حِفْظ المَذْهَب، وَوُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَة. وَأَمَّا أخوه فسيأتي. 4416- ابن زِكْرِي 4: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، الثِّقَةُ، الصَّالِحُ، أَبُو الفَضْلِ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زِكْرِي البَغْدَادِيُّ، الدَّقَاقُ. سَمِعَ أَبَا الْحُسَيْن بن بشران، وأبا الحسن بن الحمامي.

_ 1 ترجمته في فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "3/ 283". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 188"، واللباب لابن الأثير "1/ 146". 3 هي مدينة قرب سمرقند، هي بكسر الكاف وتشديد السين المهملة. قال ابن ماكولا كسره العراقيون، وغيرهم يقوله بفتح الكاف. قاله ياقوت في "معجم البلدان" "4/ 260". 4 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 78"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص1199"، والعبر "3/ 312".

حدث عنه: إسماعيل بن محمد التيمي، وأبو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَهِبَةُ اللهِ الدَّقَّاق، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ الزَّاغوَانِيّ، وَجَمَاعَة. قَالَ الأَنْمَاطِيّ: كَانَ صَالِحاً دَيِّناً، ثِقَةً. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيّ: كَانَ شَيْخاً عَفِيْفاً، كُنَّا نَقرَأُ عَلَيْهِ فِي دَارِهِ. مَاتَ ابْنُ زِكرِي فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَمَوْلِده كَانَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَعَ لَنَا الأَوّل مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ البَخْتَرِيّ مِنْ طَرِيقه. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ زِكْرِيّ الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الحَارِثِ بنِ مَالِكِ بنِ برصَاء، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَوْم فَتْحِ مَكَّة: "لاَ تُغْزَى بَعْدَهَا إِلَى يَوْمِ القيامة" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 412" و "4/ 434"، والترمذي "1611" من طرق عن زكريا بن أبي زائدة، به.

ابن فهد

4417- ابن فهد 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ، الصَّالِحُ، الصَّادِقُ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ فَهْدٍ البَغْدَادِيُّ، ابْنُ العَلاَّفِ. سَمِعَ أَبَا الفَتْح بنَ أَبِي الفوَارس، وَأَبَا الْفرج الغُورِيّ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن بشران، والحمامي. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظ، وَعَبْدُ الخَالِقِ اليُوسفِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّيّ. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيْهِ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: شَيْخٌ صَالِح، صَدُوْقٌ، مُكْثِر، مَأْمُوْن، متوَاضع، ذَهَبتْ لَهُ أُصُوْلٌ كَثِيْرَة. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 78"، والعبر "3/ 312"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص1199"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 378".

ابن الأخضر

4418- ابن الأخضر 1: الشَّيْخُ، العَالِمُ، الخَطِيْبُ، المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ شُعَيْبٍ، الشَّيْبَانِيُّ، الأَنْبَارِيُّ، ابْنُ الأَخْضَرِ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة فِي صَفَرٍ. وَسَمِعَ: أَبَا أَحْمَدَ بن أَبِي مُسْلِمٍ الفَرَضِيَّ فَكَانَ خَاتِمَةَ أَصْحَابه، وَأَبَا عُمَرَ بن مَهْدِيٍّ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ رَزْقُوَيْه، وَأَبَا الحُسَينِ بنَ بِشْرَان، وَالحَسَنَ بنَ عُمَرَ الغَزَّال، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ دُوْست، وَالحَسَنَ بنَ الحُسَيْنِ بنِ رَامِين الإِسترَابَاذِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظ، وَأَبُو نَصْرٍ الغَازِي، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ، وَنَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ مُفْتِي دمشق، وهبة الله بن طاوس، وَابْنُ نَاصِر، وَابْنُ البَطِّيّ، وَعِدَّة. وَكَانَ فَقيهاً حَنَفِيّاً، خَطِيْباً بِالأَنبار. عُمِّرَ، وَارْتَحَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ ثِقَةً، نَبيلاً، صَدُوْقاً، مُعَمِّراً، مُسْنِداً، انْتَشَرت روَايَاتُهُ فِي الآفَاق، وَكَانَ أَقطَعَ اليَد، قُطِعَتْ فِي كَائِنَةِ البَسَاسيرِيّ، وَكَانَ يَقْدَم بَغْدَاد أَحيَاناً، وَيُحَدِّث. سَأَلت إِسْمَاعِيْلَ الحَافِظ عَنْهُ، فَقَالَ: ثِقَة. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيّ: حَدَّثَنِي أنه سأل وهو صبي في حَلْقَة أَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِيّ عَنِ الوُضُوْء مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ. وَقَالَ لِي: رَأَيْتُ يَحْيَى جدَّ جدِّي وَأَنَا اليَوْم جَدُّ جَدٍّ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: لَمْ أَلقَ مَنْ يَرْوِي عَنِ الفَرَضِيّ سِوَاهُ. قَالَ: وَإِنَّمَا عِنْدَهُ عَنْهُ حَدِيْثَان. قُلْتُ: وَقعَا لِي. وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّال سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. أَرَّخَهُ ابْنُ نَاصِرٍ. قَالَ صَالِحُ بنُ عَلِيِّ بنِ الخَطِيْب الأَنْبَارِيُّ: أَمر البَسَاسِيرِيُّ جدّنَا عليّاً الخَطِيْبَ أَنْ يَخْطُبَ لِلمُسْتنصر صَاحِب مِصْر، فَلَمَّا خطبَ، وَدَعَا لِلقَائِم، وَلَمْ يَمْتَثِلْ أَمرَ البسَاسيرِيّ، فَأَمر بِقطع يَده عَلَى المنبر.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 79"، والعبر "3/ 313"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص1199" وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 379".

ابن الأستاذ، ابن شانده

ابن الأستاذ، ابن شانده: 4419- ابن الأستاذ 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ الدِّيْنُوَرِ، أَبُو الفَضْلِ، أَحْمَدُ بن عيسى بنِ عَبَّادِ بنِ عِيْسَى بنِ مُوْسَى، الدِّيْنَوَرِيُّ، المَعْرُوفُ بِابْنِ الأُسْتَاذِ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ لاَل، وَعَنْ أَبِيْهِ أَبِي القَاسِمِ، وَأَحْمَدَ بن تُركَانَ، وَأَبِي عُمَرَ بنِ مَهْدِيّ الفَارِسِيّ، وَطَاهِر بن مَاهلَة، وَعَلِيِّ بنِ البَيِّع، وَعِدَّة، وَتفرَّد فِي زَمَانِهِ. قَالَ شِيْرَوَيْه الدّيلمِيّ: سَمِعْتُ مِنْهُ بهَمَذَان وَالدِّيْنُور، وَكَانَ صَدُوْقاً، أَخْبَرَنِي بِمَوْلِده. قَالَ: وَمَاتَ بِالدِّينور فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة. 4420- ابن شَانْدُه: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو المَعَالِي، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ شَاندُه الأَصْبَهَانِيُّ الأَصْلِ، الوَاسِطِيُّ، الشِّيْعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة "تَارِيخ" أَحْمَدَ بن أبي خيثمة مِنْ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ خَزَفَة الصَّيْدَلاَنِيّ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ عَلِيِّ بنِ كُرْدَانَ النَّحْوِيّ، وَمِنْ عمِّه أَبِي مُحَمَّدٍ التَّلْعُكْبَرِيّ الرَّافضِيّ، فَكَانَ عِنْدَهُ عَنْ عمّه كتبٌ لَا يسمعهَا أَحَداً. قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلْتُ خَمِيْساً الحَوْزِيّ، فَقَالَ: كَانَ ابْنُ شَانْدُه رَئِيْساً مُحْتَشِماً، ثِقَةً، مَددتُ يَدي إِلَى كتبٍ يَوْماً، فَاسْتَلَبَهَا من يدي، وَقَالَ: هَذَا لاَ يَصلح لَكَ. قَالَ: وَكَانَ يَتظَاهِر بِالسُّنَّة. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُلاَّبِيّ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ ابْنُ سُكَّرَة: هُوَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَّم بن مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أُحمولَة، نَزِيلُ واسط.

_ 1 تقدمت ترجمته في هذا الجزء برقم ترجمة عام "4401" وبتعليقنا رقم "88".

ابن جهير، رزق الله

ابن جهير، رزق الله: 4421- ابن جَهِير 1: الوَزِيْرُ الأَكْمَلُ، فَخْرُ الدِّيْنِ، أَبُو نَصْرٍ، مُؤَيِّدُ الدِّين، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَهِير الثَّعْلَبِيُّ. كَانَ نَاظِرَ ديوَان حلب، ثمَّ وَزَرَ لصَاحِب مَيَّافَارِقين، ثُمَّ وَزَرَ لِلْخَلِيْفَة القَائِم، فِي سَنَةِ أربع وخمسين، وامتدت دولته إلى أن اسْتُخْلِفَ المُقتدي، فَاسْتوزَرَه عَامَيْن، ثُمَّ عَزَلَهُ، ثُمَّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ اسْتدَعَاهُ السُّلْطَانُ مَلِكْشَاه، وَاسْتنَابَهُ عَلَى ديَار بكر، فَافْتَتَحَ ابْنُهُ أَبُو القَاسِمِ آمِد بَعْد حِصَارٍ يَطول، وَافتَتَح هُوَ مَيَّافَارقين. وَكَانَ جَوَاداً, مُمَدَّحاً، فَاضِلاً, مَهِيْباً، مِنْ رِجَال العَالَم، عَاشَ نَيِّفاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. مَاتَ عَلَى إِمْرَة المَوْصِلِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. 4422- رِزْقُ اللهِ 2: ابْنُ الإِمَامِ أَبِي الفَرَجِ، عبد الوهاب بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الحَارِثِ بنِ أَسَدِ بنِ اللَّيْثِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ الأَسْوَدِ بنِ سُفْيَان بنِ يَزِيْدَ بنِ أُكَيْنَةَ بنِ الهَيْثَمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللاَت، قِيْلَ: له صحبة، وهو ابن الهَيْثَمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ، الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُعَمَّرُ، الوَاعِظُ، رَئِيْسُ الحَنَابلَةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ البَغْدَادِيُّ. وَلد سَنَةَ أَرْبَعِ مائَة. وقِيْلَ: سَنَة إِحْدَى. وعَرَض القُرْآن عَلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ الحمَّامِي، وَأَقرَأَ بِبَعْضِ السَّبْع. وسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَأَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الْمُتَيَّم، وَأَبِي عُمَرَ بنِ مَهْدِيٍّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان، وَالحمامِيّ، وَابْنِ الفَضْلِ القَطَّان، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ خلقٌ كَثِيْر، مِنْهُم: أَبُو عَامِرٍ مُحَمَّدُ بنُ سعدُوْنَ العبدرِيّ، وَابْنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ، وَعَبْدُ الوَهَّاب الأَنْمَاطِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ البغدادي، وهبة الله بن طاوس، وَمُحَمَّدُ بنُ نَاصِر، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الكَاتِبُ، وَأَبُو الْكَرم المبارك بن الحسن الشهرزوري، وأبو بكر ابن الزغواني، وهبة

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 396"، واللباب لابن الأثير "1/ 318"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 54"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 701"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "1/ 122" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 130"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 369". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "1/ 109" و "4/ 61"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "11/ 136"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1208"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 384".

اللهِ بنُ أَحْمَدَ الحَفَّار، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ الحَرَّانِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ شَهرِيَار، وَالفَقِيْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الرُّستمِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ الشيرَازِيّ الأَدَمِيّ، وَأَبُو المطهَّر القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَرَجَاءُ بنُ حَامِدٍ المَعْدَانِيّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ السّمِعَانِيّ: هُوَ فَقِيْهُ الحنَابلَة وَإِمَامُهُم، قَرَأَ القرآن والفقه وَالحَدِيْثَ وَالأُصُوْل وَالتَّفْسِيْرَ وَالفَرَائِضَ وَاللُّغَة العَرَبِيَّة، وَعُمِّر حَتَّى قُصد مِنْ كُلِّ جَانب، وَكَانَ مَجْلِسُه جَمَّ الفَوَائِد، كَانَ يَجلُسُ فِي حَلْقَةٍ لَهُ بِجَامِع المَنْصُوْر لِلوعظ وَالفَتْوَى، وَكَانَ فَصيحَ اللِّسَان، قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى الحمامِيّ ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَوَرَدَ أَصْبَهَان رَسُوْلاً فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَكْثَرُ مِنْ سِتِّيْنَ نَفْساً مِنْ أَهْلهَا. ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنَا المَشَايِخُ السِّتُّوْنَ بِبَغْدَادَ، وَأَخْبَرَنَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ مِنْ غَيْرهَا، وَآخَرُوْنَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا رزقُ الله التَّمِيْمِيّ، "ح". وقَرَأْتُ أَنَا غَيْرَ مَرَّةٍ عَلَى أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوْهِيّ، أَخبركُم أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَابور بَشِيْرَاز فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَة قِرَاءةً عَلَيْهِ وَأَنَا فِي الخَامِسَة، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَدَمِيّ، حَدَّثَنَا رزقُ الله بن عَبْدِ الوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ كرَامَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، عَنْ شرِيْكِ بنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إِنَّ اللهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً، فَقَدْ آذَنَنِي بِالحَرْبِ...." 1 وَذَكَرَ الحَدِيْثَ. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، عَنِ ابْنِ كرَامَة، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوّ. تَفَرَّد بِهِ ابن كرامة. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سَعْد العِجْلِيّ يَقُوْلُ: كَانَ شَيْخُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيّ إِذَا رَوَى هَذَا الحَدِيْث قَالَ: {أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ} [الطّور: 15] . قَالَ السِّلَفِيّ -فِيمَا قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الدمِيَاطِيّ: أَخْبَرْنَا ابْنُ رَوَاج، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ قَالَ: رزقُ الله شَيْخُ الحنَابلَة قَدِمَ أَصْبَهَان رَسُوْلاً مِنْ قِبَل الخَلِيْفَة إِلَى السُّلْطَانِ، وَأَنَا إِذْ ذَاكَ صَغِيْرٌ، وَشَاهَدْتُهُ يَوْمَ دُخُوْله، وَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً كَالعِيْد، بَلْ أَبلغُ فِي المزِيد، وَأُنْزِلَ بِبَابِ الْقصر، مَحِلَّتِنَا فِي دَارِ السُّلْطَان، وَحَضَرتُ فِي الجَامِع الجُورجيرِيّ مَجْلِسه متفرجاً، ثُمَّ لَمَّا قصدتُ لِلسَمَاع؛ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ معمر اللُّنبَانِيّ وَكَانَ مِنَ الأَثْبَاتِ: قَدِ اسْتَجزتُهُ لَكَ فِي جُمْلَةِ مَنْ كَتَبتُ اسمه من صبياننا. فكتب خطه بالإجازة.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6502".

وَقَالَ أَبُو غَالِبٍ هِبَةُ اللهِ قصيدَة مِنْهَا: بِمَقْدَمِ الشَّيْخِ رِزْقُ اللهِ قَدْ رُزِقَتْ ... أَهْلُ اصْبَهَانَ أَسَانِيْداً عَجِيْبَاتِ ثُمَّ قَالَ السِّلَفِيّ: وَرَوَى رزقُ الله بِالإِجَازَةِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ. وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا بنُ مَنْدَة: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ رزقَ الله الحَنْبلِيَّ بِأَصْبَهَانَ يَقُوْلُ: أَدْرَكْتُ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مُجَاهِد وَاحِداً يُقَالَ لَهُ: أَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بن مُحَمَّدٍ الخفاف. قرأت عليه سورة البقرة، وقرأها عَلَى ابْنِ مُجَاهِد، وَأَدْرَكتُ أَيْضاً أَبَا القَاسِمِ عمر بن تعويذ من أصحاب الشبلي وسمعته يَقُوْلُ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الشِّبلِيّ وَقَدِ اجْتَاز عَلَى بقَّالَ يُنَادِي عَلَى البَقل: يَا صَائِم مِنْ كُلِّ الأَلوَان. فَلَمْ يَزَلْ يُكَرِّرُهَا وَيَبْكِي، ثُمَّ أَنشَأَ يَقول: خَلِيْلَيَّ إِنْ دَامَ هَمُّ النُّفُوْسِ ... عَلَى مَا أَرَاهُ سرِيعاً قَتَلْ فَيَا سَاقِي القَوْمِ لاَ تَنْسَنِي ... وَيَا رَبَّةَ الخِدْرِ غَنِّي رَمَلْ لَقَدْ كَانَ شيءٌ يُسَمَّى السُّرُوْرُ ... قَدِيْماً سَمِعْنَا بِهِ مَا فَعَلْ? قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيّ: قَرَأْتُ عَلَى رِزق الله التَّمِيْمِيِّ برِوَايَة قَالُوْنَ خَتْمَةً، وَكَانَ كَبِيْرَ بَغْدَاد وَجَلِيْلَهَا، وَكَانَ يَقُوْلُ: كُلُّ الطّوَائِف تَدَّعينِي. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: يَقبُح بكُم أَنْ تَسْتفِيدُوا مِنَّا، ثُمَّ تذكرونَا، فَلاَ تَترحَّمُوا عَلَيْنَا. رَحِمَهُ اللهُ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ طَارِقٍ، سَمِعَ أَبَا الْكَرم الشَّهْرُزُورِيّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رزقَ الله بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ يَقُوْلُ: دَخَلتُ سَمَرْقَنْد وَكَانَ السُّلْطَانُ مَلِكْشَاه بِهَا، فَرَأَيْتُ أَهْلهَا يَروَون "النَّاسخ والمنسوخ" لهبة الله المفسر جدي، بواسطة خمسة رِجَالٍ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُم: الكِتَابُ مَعِي، وَمُصَنِّفُهُ جَدِّي لأُمِّي، وَقَدْ سمِعتُه مِنْهُ، وَلَكِن مَا أُسَمِّع كُلَّ وَاحِد إلَّا بِمائَةِ دِيْنَارٍ. فَمَا كَانَ الظّهر حَتَّى جَاءتَنِي خَمْسُ مائَة دِيْنَارٍ، فَسمِعُوْهُ، فَلَمَّا رَجَعتُ؛ دَخَلتُ أَصْبَهَان، وَأَمليتُ بِهَا. قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ المُؤتَمن عَنْ رزق الله، فَقَالَ: هُوَ الإِمَام عِلْماً وَنَفْساً وَأُبُوَّةً، وَمَا يُذكر عَنْهُ، فَتَحَامُلٌ مِنْ أَعدَائِهِ. وَقَالَ أَبُو عَامِرٍ العَبْدَرِيّ: كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ ظرِيفاً لطيفاً، كَثِيْرَ الحِكَايَات وَالمُلَح، مَا أَعْلَم مِنْهُ إلَّا خَيراً. وَقَالَ ابْنُ نَاصِرٍ: مَا رَأَيْتُ شَيْخاً ابن سبع وثمانين سنةً أحسن سمتًا وهديًا وَاسْتقَامَةَ قَامَةٍ مِنْهُ، وَلاَ أَحْسَنَ كَلاَماً، وَلاَ أَظرفَ وَعْظاً، وَأَسرعَ جَوَاباً مِنْهُ. فَلَقَدْ كَانَ جمَالاً لِلإِسْلاَم -كمَا

لُقِّب- وفخراً لأَهْل العِرَاق خَاصَّةً، وَلجمِيْع البِلاَد عَامَّةً، مَا رَأَينَا مِثْلَه، وَكَانَ مقدّماً وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً، فَكَيْفَ اليَوْم? وَكَانَ ذَا قدرٍ رفِيعٍ عِنْد الخُلَفَاء. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي سَعْدٍ شَيْخ الشُّيُوْخ: كَانَ رِزقُ الله إِذَا قرَأَ عَلَيْهِ ابْنُ الخَاضبَة هَذَا الحَدِيْث يعنِي حَدِيْث: مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً أَخَذَ خَدَّه، وَقَرَصَه، وَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ يَنْبُتُ تَحْتَ حُبِّكُم مِنْ ذَا شَيْءٌ. أُنْبِئتُ عَنِ ابْنِ الأَخضر، أَخْبَرَنَا الزاغونِيّ، أَنشدنَا رزقُ الله لِنَفْسه: لاَ تَسْأَلاَنِي عَنِ الحيِّ الَّذِي بَانَا ... فَإِنَّنِي كُنْتُ يَوْمَ البَيْنِ سَكْرَانَا يَا صَاحِبيَّ عَلَى وَجْدِي بِنَعْمَانَا ... هَلْ راجعٌ وَصْلُ لَيْلَى كَالَّذِي كَانَا مَا ضَرَّهُمْ لَوْ أَقَامُوا يَوْمَ بينهم ... بقدر ما يلبس المحزون أكفانا وقال هبة الله بن طاوس: أَنشدنَا رزق الله لِنَفْسِهِ: وَمَا شَنْآنُ الشَّيْبِ مِنْ أَجْلِ لَوْنِهِ ... وَلَكِنَّهُ حادٍ إِلَى البَيْنِ مُسْرِعُ إِذَا مَا بَدَتْ مِنْهُ الطَّلِيْعَةُ آذَنَتْ ... بِأَنَّ المنَايَا خَلْفَهَا تَتَطَلَّعُ فَإِنْ قَصَّهَا المِقْرَاضُ صَاحَتْ بأُختها ... فَتَظْهَرُ تَتْلُوْهَا ثلاثٌ وَأَرْبَعُ وَإِنْ خُضِبَتْ حَالَ الخِضَابُ لأَنَّهُ ... يُغَالِبُ صِبْغَ اللهِ وَاللهُ أَصْبَغُ إِذَا مَا بَلَغَتَ الأَرْبَعِيْنَ فَقُلْ لِمَنْ ... يَوَدُّكَ فِيمَا تَشْتَهِيْهِ وَيُسْرِعُ هَلِمُّوا لِنَبْكِي قَبْلَ فِرْقَةِ بَيْنِنَا ... فَمَا بَعْدَهَا عيشٌ لذيذٌ وَمَجْمَعُ وَخَلِّ التَّصَابِي وَالخَلاعَةَ وَالهَوَى ... وأُمّ طَرِيْق الخَيْرِ فَالخَيْرُ أَنْفَعُ وَخُذْ جُنَّةً تُنْجِي وَزَاداً مِنَ التُّقَى ... وَصُحْبَةَ مأمونٍ فَقَصْدُكَ مُفْزِعُ قَالَ ابْنُ نَاصِرٍ: تُوُفِّيَ شَيخُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيّ فِي نِصْفِ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَدُفِنَ فِي دَارِهِ بِبَابِ المَرَاتِب، ثُمَّ نُقِلَ فَدُفِنَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ إِلَى جَانب قَبْر الإِمَام أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ. وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ المُحَدِّث، وَأَمِيْرُ الجُيُوْش بدرٌ بِمِصْرَ، وَالسُّلْطَان تَاجُ الدَّوْلَة تتش السلجوقي، وشيخ المعتزلة أَبُو يُوْسُفَ القَزْوِيْنِيّ، وَالفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي حَرْب أَبُو القَاسِمِ الجُرْجَانِيّ، وَالوَزِيْر ظهير الدِّيْنِ أَبُو شُجَاعٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الرُّوْذْرَاوَرِيّ، وَالمُعتمدُ بنُ عَبَّادٍ صَاحِب الأَنْدَلُس فِي السجْن، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ البَغَوِيّ الدَّبَّاس، وَقَاضِي بَغْدَاد أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّر الشَّامِيّ، وَالحُمَيْدِيُّ المحدّث، وَنجيبُ بنُ مَيْمُوْنٍ الوَاسِطِيّ بهَرَاة.

أبو يوسف القزويني

4423- أبو يوسف القزويني 1: الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ، البَارِعُ، شَيْخُ المُعْتَزِلَةِ وَفَاضِلهُم، أَبُو يُوْسُفَ، عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ بُنْدَارٍ القَزْوِيْنِيُّ المُفَسِّرُ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. سَمِعَ: أَبَا عُمَر بن مَهْدِيٍّ، وَالقَاضِي عَبْدَ الجَبَّارِ بن أحمد, وأخذ عنه الاعتزَال، وَسَمِعَ بهَمَذَان مِنْ أَبِي طَاهِر بن سَلَمَةَ، وَبِأَصْبَهَانَ عنْ أَبِي نُعَيْمٍ، وَبِحَرَّانَ عَنْ أَبِي القَاسِمِ الزَّيديّ، وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَأَبُو غَالِبٍ بنُ البنّاء، وهبة الله بن طاوس، وَمَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّحَبِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ الحَافِظ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ أَحَدَ الفُضَلاَء المُقَدَّمِين، جمع "التَّفْسِيْر" الكَبِيْر الَّذِي لَمْ يُرَ فِي التَّفَاسير أَكْبَر مِنْهُ، وَلاَ أَجْمَع لِلفَوَائِد، لَوْلاَ أَنَّهُ مَزجه بِالاعتزَال، وَبثَّ فِيْهِ مُعتَقده، وَلَمْ يَتَّبع نَهج السَّلَف. أَقَامَ بِمِصْرَ سِنِيْنَ، وَحصَّل أَحمَالاً مِنَ الكُتُب، وَحملَهَا إِلَى بَغْدَادَ، وَكَانَ دَاعِيَةً إِلَى الاعتزَال. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر: سَكَنَ طرَابُلُس مُدَّة. سَمِعْتُ الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ البَلْخِيّ يَقُوْلُ: إِنَّ أَبَا يُوْسُف صَنَّف "التَّفْسِيْر" فِي ثَلاَثِ مائَة مُجَلَّدٍ وَنَيِّفٍ. وقَالَ: مَنْ قرَأَه عَلِيَّ وَهَبْتُ له النسخة. فلم يقرأه أحد. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر: سَكَنَ طرَابُلُس مُدَّة. سَمِعْتُ الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ البَلْخِيّ يَقُوْلُ: إِنَّ أَبَا يُوْسُف صَنَّف "التَّفْسِيْر" فِي ثَلاَثِ مائَة مُجَلَّدٍ وَنَيِّفٍ. وقَالَ: مَنْ قرَأَه عَلِيَّ وَهَبْتُ لَهُ النُّسْخَة. فَلَمْ يَقرَأْه أَحَد. وَقَالَ هِبَةُ اللهِ بن طاوس: دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَقَدْ زمنَ، فَقَالَ: مَنْ أَيْنَ أَنْتَ? قُلْتُ: مَنْ دِمَشْق. قَالَ: بَلَدِ النَّصْب. قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: قِيْلَ: سَأَله ابْن البَرَّاج شيخ الرافضة بطرابلس: مَا تَقُوْلُ فِي الشَّيخين? قَالَ: سِفلتَان. قَالَ: مَنْ تَعْنِي? قَالَ: أَنَا وَأَنْت. ابْنُ عَقِيْل فِي "فُنونه" قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ مِصْرَ القَاضِي أَبُو يُوْسُفَ القَزْوِيْنِيّ، وَكَانَ يَفتخر بِالاعتزَال، وَيَتوسَّعُ فِي قدح العُلَمَاء، وَلَهُ جُرْأَةٌ، وَكَانَ إِذَا قصد بَاب نَظَام الْملك؛ يَقُوْلُ: استَأْذنُوا لأَبِي يُوْسُفَ المُعْتَزِلِي. وَكَانَ طَوِيْلَ اللِّسَان بِعِلْمٍ تَارَةً، وَبِسَفَهٍ تَارَةً، لَمْ يَكُنْ مُحققاً إلَّا فِي التَّفْسِيْر، فَانَّه لَهِجَ بِذَلِكَ حَتَّى جمع كِتَاباً بلغَ خَمْسَ مائَةِ مُجلَّد، فِيْهِ العَجَائِب، رأيت منه

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 89"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1208"، والعبر "3/ 321"، ولسان الميزان "4/ 11"، والنجوم لابن تغري بردي "5/ 156"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 385".

مُجلَّدَةً فِي آيَة وَاحِدَة، وَهِيَ: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ} [البَقَرَةُ:102] , فَذَكَرَ السِّحْرَ وَالمُلُوْك الَّذِيْنَ نَفق عَلَيْهِم السِّحرُ، وَتَأْثيرَاته وَأَنْوَاعه. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ: مَلك مِنَ الكُتُب مَا لَمْ يَملِكه أَحَدٌ، قِيْلَ: ابْتَاعهَا مِنْ مِصْرَ بِالخُبز وَقت القَحط، وحَدَّثَنِي عَبْدُ المُحْسِنِ بنُ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ ابْتَاعهَا بِالأَثَمَان الغَاليَة. كَانَ يَبتَاع مِنْ كُتُب السِّيرَافِيّ، وَكَانَتْ أَزِيدَ مِنْ أَرْبَعِيْنَ أَلف مُجلَّد، فَكَانَ أَبُو يُوْسُفَ يَشْتَرِي فِي كُلِّ أُسْبُوْع بِمائَةِ دِيْنَارٍ، وَيَقُوْلُ: قَدْ بِعتُ رحلِي وَمَا فِي بَيْتِي. وَكَانَ الرُّؤَسَاء يَصِلُونَهُ، وَقِيْلَ: قَدِمَ بَغْدَادَ بِعَشْرَةِ أَحمَالِ كُتب، وَأَكْثَرُهَا بخُطُوط مَنْسُوْبَة. وَعَنْهُ قَالَ: مَلكتُ سِتِّيْنَ تَفسيراً. قَالَ ابْنُ عَبْدِ المَلِكِ: وَأَهدَى لِلنِّظَامِ "غَرِيْب الحَدِيْث" لإِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيّ فِي عَشْرِ مُجَلَّدَات، و"شعر الكميت" في ثلاث عشرة مجلدة، و"عَهْدَ" القَاضِي عَبْد الجَبَّارِ بخطّ الصَّاحب إِسْمَاعِيْل بن عَبَّادٍ، كُلّ سطر فِي وَرقَة، وَلَهُ غلاَف آبنُوس فِي غلظ الأُسْطُوَانَة، وَأَهدَى لَهُ مُصحفاً بخطٍّ مَنْسُوْب بَيْنَ سُطُوره القِرَاءات بِأَحْمَر، وَاللُّغَةُ بِأَخضر، وَالإِعرَابُ بِأَزرق، وَهُوَ مُذَهَّب، فَأَعْطَاهُ النّظَامُ ثَلاَثَ مائَةِ دِيْنَارٍ، وَمَا أَنْصَفَه، لَكنَّه اعْتذر، وَقَالَ: مَا عِنْدِي مَالٌ حَلاَلٌ سِوَاهَا. قَالَ المُؤتَمَن: تركتُه لِمَا كَانَ يَتظَاهِر بِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ: وَكَانَ فَصِيْحاً، حُلوَ الإِشَارَة، يَحفظ غَرَائِب الحِكَايَات وَالأَخْبَار، زِيديَّ المَذْهَب، فَسَّر فِي سَبْع مائَة مُجَلَّدٍ كِبَارِ. قيل: دخل الغزَالِيُّ إِلَيْهِ، وَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ أَيْنَ أَنْتَ? قَالَ: مِنَ المدرسَة بِبَغْدَادَ. قَالَ الغزَالِيّ: لَوْ قُلْتُ: إِنِّيْ مِنْ طُوْس لذكر تَغفِيل أَهْلِ طُوْس، مِنْ أَنَّهم سَأَلُوا المَأْمُوْن، وَتوسَّلُوا إِلَيْهِ بقبرِ أَبِيْهِ عِنْدَهُم، وَطَلَبُوا أَنْ يُحَوِّلَ الكَعْبَة إِلَى بلدهمْ. وَأَنَّهُ جَاءَ عَنْ بَعْضِهم أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ نَجمه، فَقَال: بالتَّيس. فَقِيْلَ لَهُ: فَقَالَ: كَانَ مِنْ سَنتين بِالجدي، وَالسَّاعَةَ قَدْ كَبِرَ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة: أَبُو يُوْسُفَ كَانَ مُعْتَزِليّاً دَاعِيَةً يَقُوْلُ: لَمْ يَبْقَ مَنْ يَنْصُر هَذَا المَذْهَب غَيْرِي، وَكَانَ قَدْ أَسنّ، وَكَادَ أَنْ يَخفَى فِي مَجْلِسِهِ، وَلَهُ لِسَانُ شَابٍّ. ذكر لِي أَنَّ تَفْسِيْره ثَلاَثُ مائَةِ مُجلَّد، مِنْهَا سَبْعَةٌ فِي سُوْرَة الفَاتِحَة. وَكَانَ عِنْدَهُ جُزء مِنْ حَدِيْثِ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الأَنْصَارِيّ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ بَعْضَه، عَنِ القَاضِي عَبْدِ الجَبَّارِ، عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، قرَأْتُهُ لولَدَيْ شَيْخِنَا ابن سوار المقريء، وَقَرَأْتُ لَهُمَا جزءاً مِنْ حَدِيْثِ المَحَامِلِيّ، وَسَمِعَهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِ سِنِيْنَ أَوْ نَحْوهَا. وَكَانَ لاَ يُسَالِم أَحَداً مِنَ السَّلَف، وَيَقُوْلُ لَنَا: اخْرجُوا تَدْخُلِ المَلاَئِكَة. وَقِيْلَ: وُلِدَ سَنَةَ "393". وَقَالَ ابْنُ نَاصِرٍ: مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة ثَمَانٍ وثمانين وأربع مائة.

الدباس، الترياقي

الدباس، الترياقي: 4424- الدَّبَّاس 1: الشَّيْخُ الفَقِيْهُ المُعَمَّرُ المُسْنِدُ، أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي صَالِحٍ البَغَوِيُّ، الدَّبَّاسُ، آخر من روى "جامع الترمذي" عاليًا من عَبْدِ الجَبَّارِ الجَرَّاحِيِّ. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: مَسْعُوْدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَغَوِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الإِسْتِرَابَاذِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ عُثْمَانُ، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشِّيرَازِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يَاسِرٍ المُقْرِئُ، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَمْدُوْيِيُّ، وخلقٌ سِوَاهُم. وَعَاشَ ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ مِنَ الفُقَهَاءِ. مَاتَ بِبَغْشُوْرَ, فِي ذِي القَعْدَةِ, سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة. وَآخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِهِ: عبد الرحمن بن محمد المسعودي. 4425- التَّرْيَاقي 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ الأَدِيْب المُعَمَّر الثِّقَةُ، أَبُو نَصْرٍ عَبْد العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ ثُمَامَة، الهَرَوِيُّ، التِّرْيَاقِيُّ. وَتِريَاق: قَرْيَة مِنْ عَمَلِ هَرَاة. سَمِعَ "جَامِع أَبِي عِيْسَى" _ سِوَى الجُزْءِ الأَخِيْرِ مِنْهُ، أَوَّله: مَنَاقِبُ ابْنِ عباس _ من الجراحي. سمعه من المُؤتَمَنُ السَّاجِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الْملك الكَرُوخِي. وَقَدْ رَوَى أَيْضاً عَنِ القَاضِي أَبِي مَنْصُوْرٍ الأزدي، والحافظ أبي الفضل الجارودي. وَعُمِّر أَرْبَعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. مَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ, سَنَةَ ثَلاَث وَثَمَانِيْنَ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 256"، والعبر "3/ 322". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 50"، واللباب لابن الأثير "1/ 214"، والعبر "3/ 302"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 368".

الغورجي، الصاعدي، الثقفي

الغورجي، الصاعدي، الثقفي: 4426- الغُوَرِجي 1: الشيخ الثقة الجليل، أبي بكر أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفَضْلِ، الغُورَجي، الهَرَوِيُّ، التَّاجِرُ، رَاوِي "جَامِع أَبِي عِيْسَى التِّرْمِذِيّ" عَنْ عَبْد الجَبَّارِ الجَرَّاحِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: المُؤْتَمَن السَّاجِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ الكَرُوْخِي، وَغَيْرهُمَا. وثقه المحدث الحسين بن محمد الكتبي. عنه فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بِهَرَاةَ، وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ. 4427- الصَّاعِدي 2: قاضي القضاة، رئيس نيسابور، أبي نصر أحمد بن محمد بن صاعد ابن مُحَمَّدٍ الصَّاعديُّ. وُلِدَ سَنَةَ عَشر. وَسَمِعَ مِنْ: جدّه أَبِي العَلاَءِ صَاعِد، وَأَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَأَبِي سَعْدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَطَبَقَتِهِم. وَعَنْهُ: زَاهِرٌ وَوَجِيهٌ ابنا الشحامي، وعبد الله بن الفزاري، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ زَاهِر، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ السمعاني: تعصب بأخرة المَذْهَب حَتَّى أَدَّى إِلَى إِيحَاشِ العُلَمَاء، وَإِغرَاءِ الطّوَائِف، حَتَّى لُعنوا عَلَى المَنَابِرِ، حَتَّى أَبْطَلَهُ نِظَامُ الْملك. أَملَى مَجَالِسَ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: شَيْخُ الإِسْلاَمِ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثمانين وأربع مائة. 4428- الثَّقَفِي 3: الشَّيْخُ العَالِم المُعَمَّر، مُسْنِدُ الوَقْتِ، رَئِيْسُ أَصْبَهَان ومعتمدها، أَبِي عَبْد اللهِ القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُوْد الثَّقَفِيّ، الأَصْبَهَانِيّ، صَاحِبُ "الأربعين" و "الفوائد العشرة".

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 44"، واللباب لابن الأثير "2/ 393"، والعبر "3/ 297"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 365". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 49"، والعبر "3/ 299"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردى "5/ 129". 3 ترجمته في العبر "3/ 325"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1227"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 393".

وُلد سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَأَوَّلُ سمَاعِهِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة، وَرحَّلَه أَبُوْهُ فِي صِبَاهُ إِلَى خُرَاسَانَ، وَالعِرَاق، وَالحِجَاز، وَلقِي الكِبَار. سَمِعَ: أَبَا طَاهِر مُحَمَّد بنَ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمِش، وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ، وَأَبَا زَكَرِيَّا المُزكِّي، وَعبدَ الرَّحْمَن بن بَالُوْيَه، وَعَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ بنِ عَبْدَان، وَالقَاضِي أَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَمُحَمَّد بن مُوْسَى الصَّيْرَفِيّ، وَأَبَا عَمْرٍو مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ الرَّزْجَاهِي، وَعَلِيَّ بن مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ، وَأَبَا حَازِمٍ العَبْدَوِي، وَعبدَ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَبِيْبٍ، وَطَائِفَة بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبَا الفَرَجِ عُثْمَانَ بنَ أَحْمَدَ البُرْجِي، وَعَبْدَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ بنِ جُوْلَة، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ مَرْدَوَيْه، وَعَلِيَّ بنَ ماشاذه القاضي، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيّ، وَعِدَّةً بِبَلَدِهِ، وهلال بن محمد الحفار، وأبا الحسين بن بِشْرَان، وَابْنَ يَعْقُوْبَ الإِيَادِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ بنِ الفَضْلِ القَطَّان، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ الغَضَائِرِي، وَعِدَّةً بِبَغْدَادَ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ نَظيف المِصْرِيّ بِمَكَّةَ. وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَتَفَرَّد فِي زَمَانِهِ، وكان صدرًا معظمًا. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ طَاهِر، وَإِسْمَاعِيْلُ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو نصر الغازي، وأبو سع البَغْدَادِيّ، وَأَبُو المُطهَّر الصَّيْدَلاَنِيّ قَاسمٌ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَأَبُو رشيد مُحَمَّد بن علي البَاغْبَان، وَالحَسَنُ بن العَبَّاسِ الرُّسْتُمِي، وَحَفِيْدُهُ مَسْعُوْدُ بن الحَسَنِ الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو رُشَيْد عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الأَصْبَهَانِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ ذَا رَأْي وَكفَايَة وَشَهَامَة، وَكَانَ أَسندَ أَهْل عصره، وَأَكْثَرهُم ثروَةً وَنِعْمَةً وَبِضَاعَةً وَنقداً، وَكَانَ مُنفقاً، كَثِيْرَ الصَّدَقَةِ، دَائِمَ الإِحسَان إِلَى الطَّارِئِين وَالمُقيَمِيْن وَالمُحَدِّثِيْنَ، وَإِلَى العَلَوِيَّة خُصوصاً، كَثِيْرَ البذلِ لَهُم، عُزِلَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ عَنْ رِئَاسَة الْبَلَد، وَصُودِر، فَوزن مائَةَ أَلْفِ دِيْنَار حمر لَمْ يَبِعْ لَهَا مِلْكاً، وَلاَ أَظهر انكسَاراً. وَكَانَ مِنْ رِجَالِ الدُّنْيَا، عُمِّر، وَرَحَلَتْ إِلَيْهِ الطلبَةُ مِنَ الأَمصَار، وَكَانَ صَحِيْحَ السَّمَاعِ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يَمِيْلُ إِلَى التَّشَيُّع عَلَى مَا سَمِعْتُ جَمَاعَةَ أَهْلِ أَصْبَهَان. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنده: لَمْ يُحَدِّث فِي وَقت أَبِي عَبْدِ اللهِ الرَّئِيْس أَوثقُ مِنْهُ فِي الحَدِيْثِ، وَأَكْثَرُ سَمَاعاً، وَأَعْلَى إِسْنَاداً، كَانَ فِيْمَا قِيْلَ: يَمِيْل إِلَى الرَّفض، سَمِعَ "تَارِيخ يَعْقُوْب الفَسَوِيّ" مِنِ ابْنِ الفَضْل القَطَّان، وَسَمِعَ "تَارِيخ يَحْيَى بن مَعِيْنٍ" مِنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ.

قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ الرَّئِيْس الثَّقَفِيّ عَظِيْماً، كَبِيْراً فِي أَعْيُنِ النَّاس، عَلَى مَجْلِسه هيبةٌ وَوَقَار، وكان له ثروة وأملاك كثيرة. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ مَحْمُوْدَ السِّيرَة فِي وِلاَيته، مُشفقاً عَلَى الرَّعيَّة، سَمِعْتُ أَنَّ السُّلْطَان مَلِكشَاهُ أَرَادَ أَنْ يَأْخذ مِنَ الرَّعيَّة مَالاً بِأَصْبَهَانَ، فَقَالَ الرَّئِيْس: أَنَا أُعْطِي النِّصْف، وَيُعْطِي الوَزِيْر _ يَعْنِي: نِظَامَ الْملك _ وَأَبُو سَعْدٍ المُسْتوفِي النِّصْفَ. فَمَا قَامَ حَتَّى وَزن مَا قَالَ، فَظنِّي أَنَّ المَال كَانَ أَكْثَرَ مِنْ مائَة أَلْفِ دِيْنَارٍ أَحْمَر. وَكَانَ يَبَرُّ المُحَدِّثِيْنَ بِمَالٍ كَثِيْر؛ رحلُوا إِلَيْهِ مِنَ الأَقطَار. مَاتَ الرَّئِيْس فِي رَجَب سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَهُوَ في عشر المائة.

التفليسي، ابن أبي العلاء

التفليسي، ابن أبي العلاء: 4429- التَّفْليسي 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ المُقْرِئُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إسماعيل بن محمد بن السري بن بَنُّوْنَ التَّفْليسِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الصُّوْفِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي رَجَب سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ بن بامُويَه، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَحَمْزَة المُهَلَّبِيّ، وَأَبِي صَادِق الصَّيْدَلاَنِيّ، وَعِدَّة مِنْ أَصْحَابِ الأَصَمّ. وَأَملَى مُدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبدُ الغَافِر بن إِسْمَاعِيْلَ، -وَأَثْنَى عَلَيْهِ- وإسماعيل بن المؤذن، ووجيه الشحامي. وَسُئِلَ عَنْهُ إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ، فَقَالَ: شَيْخ صَالِح يُتَبَرَّك بِدُعَائِهِ، سَمِعَ الكَثِيْر مِنَ المُهَلَّبِيّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي سَلخ شَوَّال, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 4430-ابْنُ أَبِي العَلاَءِ 2: الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُفْتِي، مُسْنِدُ دِمَشْق، أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بن أحمد بنِ أَبِي العَلاَءِ، المَصِّيْصِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الفرضي.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 65"، والعبر "3/ 303"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 131"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 368". 2 ترجمته في العبر "3/ 317"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 404"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 381".

وُلِدَ فِي رَجَب سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ وَهُوَ حَدَثٌ مِنَ الكِبَارِ، وَارْتَحَلَ، وَلحق العَوَالِي. سَمِعَ: مُحَمَّد بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَطَّان، وَعبد الرَّحْمَن بنَ أَبِي نَصْرٍ، وَأَبَا نَصْرٍ بن هَارُوْنَ، وَعَبْدَ الوَهَّابِ بن جَعْفَرٍ المَيْدَانِي، وَعَبْدَ الوَهَّابِ المُرِّيّ، وَعدداً كَثِيْراً بِدِمَشْقَ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ الحَمَّامِي بِبَغْدَادَ. لحقه مَرِيضاً هُوَ وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَانِي رفِيقُه، فَسَمِعَا مِنْهُ أَرْبَعَةَ أَحَادِيْثَ، وسمع بِبَلَدَ مِنْ أَحْمَد بن الحُسَيْنِ بنِ سَهْلِ بن خَلِيْفَةَ، وَأَخِيْهِ مُحَمَّد، وَبِمصر مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ نَظيف، وَأَبِي النُّعْمَان بن تُرَاب بن عُمَرَ، وَبعُكْبَرَا مِنْ أَبِي نَصْرٍ البقال، وببغداد أيضًا من هبة الله الحَسَنِ اللاَّلْكَائِيّ، وَطَلْحَةَ بنِ الصَّقْر، وَأَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ البَادِي، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ شَاذَانَ، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَمَاتَ قَبْلَهُ بأربع وعشرين سنة، والفقيه نصر المقدسي، وَهِبَةُ اللهِ بن أَحْمَدَ الأَكْفَانِي، وَجَمَالُ الإِسْلاَمِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ، وَنَصْر بن أَحْمَدَ بنِ مقاتل، وهبة الله بن طاوس، وَالقَاضِي يَحْيَى بن عَلِيٍّ الفرسِي، وَابْنُهُ القَاضِي الزَّكِي مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَأَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ البُنّ، وَأَبُو العَشَائِرِ مُحَمَّدُ بنُ خَلِيْل، وَعَلِيُّ بن أَحْمَدَ بنِ مُقَاتل، وَأَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنِ الحُبُوبِيِّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو القاسم بن عَسَاكِرَ: كَانَ فَقِيْهاً فَرَضياً مِنْ أَصْحَابِ القَاضِي أَبِي الطَّيِّب. مَاتَ بِدِمَشْقَ فِي حَادِي عشر جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وأربع مائة. حكَى البهجَةُ بنُ أَبِي عَقيل عَن ابْنِ أَبِي العَلاَءِ أَنَّهُ كَانَ بِيَدِهِ دَفْتَرُ حسَابٍ يُحَاسِبُ رَجُلاً، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى فَوْق، وَقَالَ: مَا هَذَا الوَجْهُ? هَذِهِ صُوْرَة شَخْص قَدْ تَمثَّل لِي، ثُمَّ رَمَى الدَفْتَر، وَأُغمِي عَلَيْهِ، وَمَاتَ. قُلْتُ: سَمِعْنَا مِنْ طرِيقه عِدَّةَ أَجزَاء، كحديث ابن أبي ثابت، وجزء عَلِيّ بن حَرْبٍ، وَمِنْ "فَضَائِل الصَّحَابَة" لِخَيْثَمَة. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ مُسْنِدُ نَيْسَابُوْر أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَفٍ الشِّيرَازِي صَاحِبُ الحَاكِم، وَنَائِبُ حلبَ قسيمُ الدَّوْلَة آقْسُنْقُر جدُّ نور الدِّين، وَالأَدِيْبُ النَّحْوِيُّ أَبُو نَصْرٍ الحَسَنُ بن أَسَدٍ الفَارقِي، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَن بن عَبْدِ المَلِكِ النَّسَفِي، وَعَبْدُ اللهِ بن عَبْدِ العَزِيْزِ أَبُو عُبَيْدٍ البَكْرِيّ صَاحِبُ "مُعْجَم البِلاَد"، وَالمقتدي بِاللهِ العَبَّاسِيّ، وَشيخُ القُرَّاء عبدُ السَّيِّد بن عتَّاب، وَالفَضْلُ بن أَحْمَدَ وَالِدُ الفُرَاوِي، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بن الحسين بن محمد ابن طَلْحَةَ الإِسْفَرَايينِي الشَّاعِر، وَأَبُو عَامِرٍ مَحْمُوْدُ بنُ القَاسِمِ الأَزْدِيُّ، وَالمُسْتَنْصِرُ بِاللهِ معدٌّ العُبيدي.

خواهر زاذه، الخلالي

خواهر زاذه، الخلالي: 4431- خُواهَر زَاذَه ْ1: شَيْخُ الحَنَفِيَّة، وَفقيهُ مَا وَرَاء النَّهْرِ، وَنُعمَانُ الوقت، أبو بكر خواهر زاذه، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بنُ حُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ القُدَيْدِي، البخاري، ابْنُ أُخْت القَاضِي أَبِي ثَابِتٍ مُحَمَّد بن أحمد البخاري، ولذلك لقب بخواهر زاذه، مَعْنَاهُ: ابْن أُخْت عَالِم. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَمَنْصُوْراً الكَاغَدِيَّ، وَأَبَا نَصْرٍ أَحْمَد بن عَلِيٍّ الحَازِمِي، وَالحَاكِمَ أَبَا عُمَر مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ القَنْطَرِي، وَأَملَى عِدَّة مَجَالِس، وَخَرَّج لَهُ أَصْحَابٌ وَأَئِمَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: عُثْمَانُ بنُ عَلِيٍّ البِيْكَنْدِيّ، وَعُمَرُ بن مُحَمَّدِ بنِ لُقْمَان النَّسفِي، وَطَائِفَة. وطرِيقته أَبسطُ الطَّرِيْق، وَكَانَ يَحفظهَا، وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ. ذَكَرَهُ السَّمْعَانِيّ فِي "الأَنسَاب". تُوُفِّيَ بِبُخَارَى, فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ شَاخَ. وَفِيْهَا مَاتَ عَاصِمٌ العَاصِمِي، وَمُحَمَّدُ بن إِسْمَاعِيْلَ التَّفْلِيسِي، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ ثَابِتٍ الخُجَنْدِي المُتَكَلِّمُ، وَأَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بن عَلِيٍّ الدَّقَّاق، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَهْلٍ السَّرَّاج، وَالوَزِيْرُ فَخرُ الدَّوْلَة مُحَمَّدُ بن مُحَمَّدِ بنِ جَهِير، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بن محمد الترياقي. 4432- الخَلاَّلي 2: مُسْنِدُ جُرْجَان فِي زَمَانِهِ أَبُو القَاسِمِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بن الإِسْمَاعِيْلِي، وَأَبِي الفَضْلِ مُحَمَّد بنِ جَعْفَرٍ الخُزَاعِيِّ، وَأَبِي سَعْدٍ المَالِيْنِيّ، وَغَالِبِ بنِ عَلِيٍّ الرَّازِيّ، وَحَمْزَة السَّهْمِيّ، وَخَلْق. يَرْوِي عَنْهُ: سَعْدُ بنُ عَلِيٍّ الغَضَائِرِي، وَطَائِفَة. تُوُفِّيَ بِجُرْجَان سَنَة نَيِّف وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 201"، واللباب لابن الأثير "1/ 468"، والعبر "3/ 302"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 367". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 218".

ابن سمكويه، هبة الله بن عبد الوارث

ابن سمكويه، هبة الله بن عبد الوارث: 4433- ابن سَمْكُويه 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ المُفِيد المُصَنِّفُ الثِّقَةُ، أَبُو الفتح بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَمْكُويه الأَصْبَهَانِيّ، نَزِيْلُ هَرَاة، كَانَ مِنْ فُرْسَان الحَدِيْث، وَالمُكْثِرِيْنَ مِنْهُ. سَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الخَلاَّل وَطَبَقَتِهِ، وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ: أَبِي حَفْصٍ بن مَسْرُوْر. وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ: إِبْرَاهِيْمَ سِبْطِ بَحْرويه، وَعِدَّة. وَبِسَمَرْقَنْدَ: مِنْ مُسْنَدهَا عُمَر بن شَاهِيْن، وَبِشِيْرَازَ: مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَلِيٍّ الحَافِظ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة، وَإِنَّمَا طلب الحَدِيْثَ عَلَى كِبَر، وَكَانَ عَابِداً صَالِحاً خَيِّراً، يُتَبَرَّكُ بدعَائِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّقَّاق، وَغَيْرهُمَا. قَالَ الدَّقَّاقُ فِي "رِسَالته": كَانَ لابْنِ سَمْكُويه الكَثْرَةُ الوَافِرَة فِي كتب الحَدِيْث. قَالَ: وَوهْمُه أَكْثَرُ مِنْ فَهمه، صَحِبَ عَبْدَ العَزِيْزِ النَّخْشَبِي إِلَى نَيْسَابُوْرَ، وَأَقَامَ بِهَرَاةَ سِنِيْنَ يُورِّق، صَادَفْتُهُ بِهَا، وَبَينِي وَبَيْنَهُ مَا كَانَ مِنَ الحِقد وَالحَسَدِ. قُلْتُ: بِئستِ الخَصْلَتَانِ أَعَاذَنَا اللهُ مِنْهُمَا. مَاتَ بِنَيْسَابُوْرَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 4434- هبةُ اللهِ بنُ عَبْدِ الوارث 2: ابن علي، الإِمَامُ الحَافِظُ المُحَدِّثُ، أَبُو القَاسِمِ الشِّيرَازِيُّ، رحالٌ جَوَّالٌ، كَتَبَ بِخُرَاسَانَ، وَالحَرَمَيْنِ، وَالعِرَاقِ، وَاليَمَنِ، وَمِصْرَ، والشام، والجزيرة، وفارس، والجبال. حدث عنه: أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ اللَّيْثِ الشيرازي، وأحمد ابن طوق المَوْصِلِيّ، وَأَحْمَدَ بن الفَضْلِ البَاطِرْقَانِي، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن المُسْلِمَة، وَأَقرَانِهِم، وَعَمِلَ "تَارِيخاً" لِشيرَاز. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ ثِقَةً خَيِّراً، كَثِيْرَ العِبَادَةِ، مشتغلاً بِنَفْسِهِ، خرَّج وَأَفَاد، وَانتَفَعَ الطلبَة بِصُحْبَتِه وَبقِرَاءته، وَكَانَ قدومُهُ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ. رَوَى لَنَا عَنْهُ: أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 52"، وتذكرة الحفاظ "4 ترجمة 1037"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 367". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 74"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 379".

ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخَطِيْب بِمَرْوَ، وَعُمَر بن أَحْمَدَ الصَّفَّار، وَأَحْمَدُ بنُ يَاسِرٍ المُقْرِئُ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَاشَانِيُّ، وَإِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ اللَّفْتُوَانِي. سَكنَ فِي آخِرِ أَمرِهِ مَرْوَ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر: حَدَّثَ عَنْهُ الفقيه نصر المقدسي، وهبة الله بن طاوس، وَأَبُو نَصْرٍ اليُونَارْتِي. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ طاوس، حَدَّثَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى الخَطِيْب بِشِيْرَاز، أخبرنا المقرئ الحسن بن سعيد المُطَّوِّعِي، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. وَقَالَ عَبدُ الغَافِر: هِبَةُ اللهِ شَيْخٌ عَفِيْفٌ صُوْفِيٌّ فَاضِلٌ، طَاف البِلاَدَ، وَخَطُّه مَشْهُوْر، وَكَانَ كَثِيْرَ الفَوَائِد. قَالَ أَبُو نَصْرٍ الفَاشَانِي: كُنْتُ إِذَا أَتيتُ هِبَة اللهِ بِالرِّباط، أَخرجنِي إِلَى الصّحرَاء، وَقَالَ: اقرَأْ هُنَا، فَالصُّوْفِيَّةُ يَتَبَرَّمُوْنَ بِمَنْ يَشتغِلُ بِالعِلْمِ وَالحَدِيْث، يَقُوْلُوْنَ: يُشَوِّشُوْنَ عَلَيْنَا أَوقَاتَنَا. مَاتَ هِبَة اللهِ سَنَة سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: سَنَةَ خَمْسٍ فِي رَمَضَانَ، فَقِيْلَ: قَامَ لَيْلَة وَفَاته سَبْعِيْنَ مَجْلِساً، كُلَّ مرَّة يستنجي بالماء.

الناصحي

4435- النَّاصِحِي 1: العَلاَّمَةُ، قَاضِي القُضَاة، عَالِمُ الحَنَفِيَّة، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ النَّاصحِي, النَّيْسَابُوْرِيّ. سَمِعَ: القَاضِي أَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَطَائِفَة. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ وَخُرَاسَانَ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَاحِد الدَّقَّاق، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بن الأَنْمَاطِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ، وآخرون. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ فِي "تَارِيْخِهِ": هُوَ قَاضِي القُضَاة أَبُو بَكْرٍ ابْنُ إِمَامِ الإِسْلاَم أَبِي مُحَمَّدٍ النَّاصحِي، أَفْضَلُ أَهْلِ عصره فِي الحَنَفِيَّة، وَأَعْرفُهُم بِالمَذْهَب، وَأَوْجَهُهُم فِي المُنَاظرَة، مَعَ حَظٍّ وَافرٍ مِنَ الأَدَبِ وَالشِّعر وَالطِّب، درَّس بِمَدرَسَةِ السُّلْطَان فِي حَيَاة أَبِيْهِ، وَوَلِيَ قَضَاءَ نَيْسَابُوْر في دولة ألب رسلان، فَبقِي عشرَ سِنِيْنَ، وَنَال مِنَ الحِشْمَة وَالدَّرَجَة، وَكَانَ فَقِيْهَ النَّفْسِ، تَكَلَّمَ فِي مَسَائِل مَعَ إِمَامِ الحَرَمَيْنِ، فَكَانَ يُثنِي الإِمَامُ عَلَيْهِ، ثُمَّ شكَا قِلَّةَ تَصَاونه فِي قبض يَده، وَوكلاَء مَجْلِسه وَأَصْحَابِهِ عَنِ الأَمْوَال، وَأَشرف بَعْضُ الحُقُوقِ عَلَى الضيَاع مِنْ فَتح أَبْوَاب الرُّشَا، فَولِي قَضَاءَ الرَّيِّ، ثُمَّ مَاتَ مُنْصَرَفَهُ مِنَ الحَجِّ فِي رَجَب سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ يقرب أصبهان.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 60"، والعبر "3/ 306"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 372".

حمد بن أحمد

4436- حَمْد بن أحمد 1: ابن الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مِهْرَانَ، الشَّيْخُ, العَالِم, الثِّقَة، أَبُو الفَضْلِ الأَصْبَهَانِيُّ الحَدَّادُ، أَخُو أَبِي عَلِيٍّ الحَدَّادِ. وُلِدَ بَعْدَ عَام أَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ مِنْ: عَلِيّ بن مِيْلَة، وعلي بن عبدكويه، وأبي بكر بن أبي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِي، وَعَلِيّ بن أَحْمَدَ الخَرْجَانِي، وَأَبِي سعيد بن حسنويه، وعدة. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ بِكِتَابِ "الحليَة" لأَبِي نُعَيْمٍ عَنْهُ لَمَّا حَجَّ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ إِمَاماً فَاضِلاً، صَحِيْحَ السَّمَاع، مُحققاً فِي الأَخْذِ، حَدَّثَنَا عَنْهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَابْنُ نَاصر، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّي، وَغَيرُ وَاحِد. وَرد نَعيُّه مِنْ أَصْبَهَان إِلَى بَغْدَادَ فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ. وَأَرَّخَ مَوْتَه بَعْضُ الأَصْبَهَانِيين فِي جُمَادَى الأُوْلَى, سَنَة سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ السِّلَفِيُّ: سَأَلت أَبَا عَامِرٍ العَبْدَرِي عَنْ حَمْدٍ الحَدَّاد، فَقَالَ: كَتبنَا عَنْهُ، قَلَّ مَنْ رَأَيْتُ مِثْلَه فِي الثِّقَة، كَانَ يُقَابِلُ، وَلاَ يَثِقُ بِغَيْره. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِي: كَانَ فَاضِلاً جَلِيْلاً عِنْد أَهْلِ بَلَده، وَكَانَتْ لَهُ مَهَابَة. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّار: قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي عَامِرٍ مُحَمَّد بن سعدُوْنَ: حَجَّ حمْد الحَدَّادُ، ثُمَّ انْصرف، فَنَزَلَ بِالحرِيْم، وَحَدَّثَ بِكِتَابِ "الحليَة" وَغَيْر ذَلِكَ، سَمِعْتُ مِنْهُ، وَكَانَ ذَا وقارٍ وَسكَيْنَة، يَقِظاً فَطِناً، ثِقَةً، حسن الخلق، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 88"، والعبر "3/ 311"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص1199"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 377".

سليمان بن إبراهيم

4437- سليمان بن إبراهيم 1: ابن محمد بن سليمان الحافظ العالم المحدث المفيد، أبو مسعود الأَصْبَهَانِيّ المِلَنْجِي. وُلِدَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ محمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبا بكر بن مَرْدُوَيْه، وَابْن جُوْلَة الأَبْهَرِيّ، وَأَبَا سَعْد أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ المَالِيْنِيّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ النَّقَاش، وَأَبَا نُعَيْمٍ، وَعِدَّة، وَبِبَغْدَادَ أَبَا عَلِيٍّ بن شَاذَانَ، وَأَبَا بَكْرٍ البَرْقَانِيَّ، وَأَبَا القَاسِمِ بن بِشْرَان، وَابْنَ طَلْحَةَ المُنَقِّي، وَأَبَا القاسم الحرفي، ونظرائهم، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ شَيْخُه. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ، وَأَحْمَدُ بن عُمَرَ الغَازِي، وَهِبَةُ اللهِ بن طاوس المُقْرِئُ، وَأَبُو سَعْدٍ البَغْدَادِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ الطُّوْسِيّ، وَشرفُ بنُ عبد المُطَّلِب الحُسَيْنِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عبد الوَاحِد المغَازِلِي، وَرَجَاءُ بنُ حَامِدٍ المعداني، وأبو جعفر محمد بن حسين الأصبهاني، وَمَسْعُوْدُ بن الحَسَنِ الثَّقَفِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَتْ لَهُ مَعْرِفَةً بِالحَدِيْثِ، جَمعَ الأَبْوَابَ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْف، وخرَّج عَلَى "الصَّحِيْحَيْنِ"، سَأَلتُ أَبَا سَعْدٍ البَغْدَادِيَّ عَنْهُ، فَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ، وَوصفَه بالرحلة والجمع، والكثرة، كان يملي علينا، فقال سَائِلٌ يَطلب، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: مِنْ شُؤْمِ السَّائِلِ أَنْ يَسْأَلَ أَصْحَابَ المحَابِرِ. وَسَأَلتُ إِسْمَاعِيْلَ الحَافِظِ عَنْهُ، فَقَالَ: حافظٌ، وَأَبُوْهُ حَافظ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّقَّاق فِي "رسَالته": سُلَيْمَانُ الحَافِظ لَهُ الرِّحلَة وَالكَثْرَة، وَوَالِده إِبْرَاهِيْم يَعرف بِالفَهم وَالحِفْظ، وَهُمَا مِنْ أَصْحَابِ أَبِي نُعَيْمٍ، تُكلم فِي إِتْقَان سُلَيْمَان، وَالحِفْظ هُوَ الإِتْقَان، لاَ الكثرة. وقال أبو سعيد البَغْدَادِيّ: شَنَّع عَلَيْهِ أَصْحَابُ الحَدِيْث فِي جُزْء مَا كَانَ لَهُ بِهِ سَمَاع، وَسَكَتُّ أَنَا عَنْهُ. قلتُ: الرَّجُلُ فِي نَفْسِهِ صَدُوْقٌ، وَقَدْ يَهِمُ، أَوْ يَترخَّص فِي الرِّوَايَة بِحكم الثَّبْت. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنده: فِي سَمَاعه كَلاَمٌ، سَمِعْتُ مِنْ ثِقَاتٍ أَن لَهُ أَخاً يُسَمَّى إِسْمَاعِيْل أَكْبَرَ مِنْهُ، فَحك اسْمَه، وَأَثْبَت اسمَ نَفْسه، وَهُوَ شَيْخ شَرِه لاَ يَتورَّع، لحَّان وقاح.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 79"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1031"، وميزان الاعتدال "2/ 195"، ولسان الميزان "3/ 76"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 377".

قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ، وله تسعون عاما غير أشهر. أَنْبَأَنَا المُسَلَّمُ بنُ عَلاَّنَ، أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ أَبُو مَسْعُوْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّان، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَارِثِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْر، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ خَتَنِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَاللهِ مَا تَرَكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ موته دنيارًا، وَلاَ دِرْهَماً، وَلاَ عَبْداً، وَلاَ أَمَةً، وَلاَ شَيْئاً، إِلاَّ بَغْلَتَهُ البَيْضَاء، وَسِلاَحَهُ، وَأَرْضاً جَعَلهَا صَدَقَة1. وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِياً مُحَمَّد بن حَسَنٍ الفَقِيْه، أخبرنا كَرِيْمَةُ القُرَشِيَّة، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الصَّيْدَلاَنِيّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بِهَذَا. وَقَدْ عَاشَ الصَّيْدَلاَنِيّ بَعْد الخَطِيْب مائَة سَنَةٍ وَخَمْس سِنِيْنَ. أَخْرَجَهُ البُخَارِيّ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، فَوَافَقْنَاهُ. وَيَنْبَغِي التَّوقفُ فِي كَلاَم يَحْيَى، فَبينَ آلِ مَندَه وَأَصْحَابِ أَبِي نُعَيْمٍ عداوات وإحن. وَمَاتَ مَعَهُ: حَمْدٌ الحَدَّادُ، وَابْن زَكْرِي الدَّقَّاق، وَالشَّيْخ أَبُو الفَرَجِ الشِّيرَازِي، وَعبدُ الوَاحِد بن فَهْد العلاَف، وَشيخُ الإِسْلاَم أَبُو الحَسَنِ الهكَّارِي، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الأَخْضَرِ، وَأَبُو المُظفَّر مُوْسَى بن عِمْرَانَ الأَنْصَارِيّ، وَنَصْرُ بن الحَسَنِ التُّنْكُتِي الشَّاشِيّ، وَهِبَةُ اللهِ بن عَبْدِ الوَارِثِ الشِّيرَازِي، ويعقوب البرزبيني الحنبلي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2739".

أبو الأصبغ

4438- أبو الأصبْع 1: العَلاَّمَةُ أَبُو الأَصْبَغ عِيْسَى بن سَهْلِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيّ، الجَيَّانِي، المَالِكِيّ. تَفقَّه بِمُحَمَّدِ بنِ عَتَّاب، وَلاَزمه، وَسَمِعَ مِنْ حَاتِم الأَطَرَابُلُسِي وَيَحْيَى بن زَكَرِيَّا القُلَيْعِي، وَالقَاضِي ابْنِ أَسَدٍ الطليطليو ابن أرفع رأسه، وَصَنَّفَ فِي الأَحكَام كِتَاباً حسناً، وَرَأَسَ بِسَبْتَةَ، نوَّهُ بِهِ صَاحِبُهَا البرغوَاطِي. وَأَخَذَ عَنْهُ القَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَالقَاضِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ النَّصْرِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الجَوْزِيِّ، وَآخَرُوْنَ. وَوَلِيَ قَضَاءَ غَرْنَاطَة. قَالَ ابْنُ بَشكوَال: يَرْوِي عَنْ: مَكِّيٍّ القَيْسِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ الغرَّاب، وَابْن الشَّمَّاخ. وَتُوُفِّيَ مَصْرُوفاً عَنْ قَضَاء غَرْنَاطَة: فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وله ثلاث وسبعون سنة.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 438".

الحصري، ظهير الدين

الحصري، ظهير الدين: 4439- الحُصري 1: الأديب، العَلاَّمة، أبو الحسن علي بن الغني الفهري، القيرواني، الحصري، المقريء، الضّرِيرُ، مِنْ كِبَارِ الشُّعَرَاء، وَلَهُ تَصَانِيْف فِي القِرَاءات. وَقَدْ مَدحَ المُلُوْكَ، وَأَخَذَ جَوَائِزَهُم، وَلَهُ فِي ابْنِ عَبَّادٍ قصَائِدُ، وَنظمُهُ عَذْبٌ جَزْلٌ. اتَّفَقَ مَوْتُه بِطَنْجَة، سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَانَ المُعتمِد بن عَبَّادٍ بَعَثَ إِلَيْهِ خَمْس مائَة دِيْنَارٍ لِيَفِدَ عَلَيْهِ، فَكَتَبَ: أَمرْتَنِي بِرُكُوبِ البَحْرِ أَقْطَعُه ... غَيْرِي لَكَ الخَيْر فَاخصُصْهُ بِذَا الرَّائِي مَا أَنْتَ نُوْحٌ فَتُنْجِينِي سَفِيْنَتُهُ ... وَلاَ المَسيحُ أَنَا أَمْشِي عَلَى المَاءِ 4440- ظهيرُ الدين 2: الوزير العادل، ظهر الدِّين، أَبُو شُجَاعٍ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ بنِ محمد الروذراوري. مولده بقلعة كنكور، ومن أَعْمَالِ هَمَذَان، سَنَة سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَع مائَة. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: تَغَيَّر القَائِمُ عَلَى وَزِيْره أَبِي نَصْرٍ بن جَهير، فَصرفه بِأَبِي يَعْلَى الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ، فَخَدَم ولده أبو شجاع صهر بن رضوَان القَائِم بِثَلاَثِيْنَ أَلف دِيْنَارٍ. فَعزلَ ابْنَ جَهير سَنَةَ سِتِّيْنَ، وَمَاتَ حِيْنَئِذٍ أَبُو يَعْلَى، فَعُوِّضَ وَلدُه أَبُو شُجَاعٍ عَنِ المَال بِدَارِ البسَاسيرِي، فَبَاع مِنْهَا بِأَضعَافِ ذَلِكَ المَالِ، وَتَكَسَّب، وَتَعَانَى العَقَار، ثُمَّ خَدَمَ وَلِيَّ العَهْدِ الْمُقْتَدِي، وَصَارَ صَاحِبَ سِرِّهِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ، عَظُمَ أَبُو شُجَاعٍ، فَسَمِعَ نِظَامُ الْملك، فَكَاتَب الْمُقْتَدِي فِي إِبْعَاده، فَكَتَبَ الْمُقْتَدِي إِلَى النِّظَام بخطِّه يُعرِّفه مَنْزِلَةَ أَبِي شُجَاع لَدَيْهِ، وَيَصِفُ دينه وَفضلَه، ثُمَّ أَمر أَبَا شُجَاع بِالمضِيِّ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَبَعَثَ فِي خدمته خَادمَه مختصاً، فَخضع النِّظَام، وَعَاد لأَبِي شُجَاع بِالودِّ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وسبعين، ثم عز المقتدى ابن جهير في

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 432"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "14/ 39"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 331"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 385". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 90"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 134".

سَنَةِ سِتٍّ، وَاسْتَوْزَرَ أَبَا شُجَاع، وَأَقْبَلت سعَادتُه، وتمكن من المقدى تَمكُّناً عجيباً، وَعزَّت الخِلاَفَةُ، وَأَمِنَ النَّاسُ، وَعُمِرَتِ العِرَاق، وَكَثرت المكَاسبُ. وَكَانَ كَثِيْرَ التِّلاَوَة وَالتَّهجُّد، ويكتب مصاحف، ويجلس للمظالم، فَيغتصُّ الدِّيْوَان بِالسَّادَة وَالكُبَرَاء، وَيُنَادِي الحُجَّاب: أَيْنَ أَصْحَابُ الحوَائِج؟ فِيُنْصِفُ المَظْلُوْم، وَيُؤَدِّي عَنِ المَحْبُوس، وَلَهُ فِي عدله حِكَايَاتٌ فِي إِنصَاف الضَّعِيْف مِنَ الأَمِيْرِ. وَخَلعت عَلَيْهِ بِنْتُ السُّلْطَان ملكشَاهُ حين تزوجت بالمقدى، فَاسْتعفَى مِنْ لُبس الحَرِيْر، فَنفَّذت لَهُ عِمَامَةً وَدَبِيقيَّةً بِمائتين وَسَبْعِيْنَ دِيْنَاراً، فَلبسهَا. وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَمر لَيْلَةً بِعَمَل قطَائِف، فَلَمَّا أُحْضِرَت، تذكَّر نُفُوْسَ مسَاكين تَشتهيهَا، فَأَمر بِحملهَا إِلَى فُقَرَاء وَأَضرَّاء. وَقِيْلَ: أُحصي مَا أَنفقه عَلَى يَد كَاتِبٍ لَهُ، فَبَلَغَ أَزْيدَ مِنْ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ. قَالَ الكَاتِب: وَكُنْتُ وَاحِداً مِنْ عَشْرَة يَتَوَلَّوْنَ صَدَقَاتِهِ. وَكَانَ كَامِلاً فِي فُنُوْن، وَلَهُ يَدٌ بيضَاء فِي البلاغَة وَالبيَان، وَكِتَابَتُه طَبَقَةٌ عَالِيَة عَلَى طرِيقَة ابْنِ مُقلَة. وَلَقَدْ بَالغ ابن النجار في استيفاء ترجمته. وَزر سَبْعَ سِنِيْنَ وَسَبْعَةَ أَشهر، ثُمَّ عُزِلَ بِأَمر السُّلْطَان مَلِكشَاهُ لِلْخَلِيْفَة لِمَوْجِدَةٍ، فَأَنْشَدَ أَبُو شُجَاعٍ: تَولاَّهَا وَلَيْسَ لَهُ عَدُوٌّ ... وَفَارَقَهَا وَلَيْسَ لَهُ صَدِيْقُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الجُمُعَةِ، فَضجَّتِ العَامَّةُ يَدعُوْنَ لَهُ، وَيُصَافحونه، فَأُلزم لِذَلِكَ بِأَنْ لاَ يَخْرُج مِنْ دَاره، فَاتَّخَذَ فِي دِهليزه مَسْجِداً، ثُمَّ حَجَّ لِعَامِهِ، وَرجع، فَمُنِعَ مِنْ دُخُوْل بَغْدَاد، وَبُعِثَ إِلَى رُوذْرَاور، فَبقِي فِيْهَا سنتَيْن، ثُمَّ حَجَّ بَعْد مَوْتِ النّظَام وَالسُّلْطَان وَالخَلِيْفَة، وَنَزَلَ المَدِيْنَة وَتَزَهَّد، فَمَاتَ خَادِمٌ، فَأَعْطَى الخدَامَ ذهباً، حَتَّى جُعِلَ مَوْضِعَ الخَادِم، فَكَانَ يَكنُس وَيُوقِدُ، وَلَبِسَ الخَام، وَحَفِظَ القُرْآن هُنَاكَ، وَطلب مِنْهُ أَبُو عَلِيٍّ العِجْلِيّ أَنْ يَقرَأَ عَلَيْهِ دِيْوَانَه، فَامْتَنَعَ، وَأَنشده بعضه. قَالَ أَبُو الحَسَنِ الهَمَذَانِيّ: دُفِنَ بِالبَقِيْع، فِي نِصْفِ جُمَادَى الآخِرَة، سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، عَنْ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَخَلَّف مِنَ الوَلَد الصَّاحبَ نظَامَ الدِّين، فَتُوُفِّيَ بِأَصْبَهَانَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَهُوَ وَالِدُ الوَزِيْر المُعْظَم ظهِيرِ الدّين مُحَمَّدِ بنِ أَبِي منصور حسين بن الوزير أبي شجاع.

وَزَرَ لِلمُسْتظهر فِي حَيَاة أَبِيْهِ، وَكَانَ أَبُوْهُ قَدْ لَحِقَ بِالسُّلْطَان مُحَمَّد بن مَلِكْشَاه، فَتَشَفَّعَ السُّلْطَانُ فِي الوَلَد إِلَى المُسْتظهِر حَتَّى اسْتوزره، فَوزر، وَسِنُّه يَوْمَئِذٍ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَسِتَّة أشهر، وناب عنه علي بن طراد الزيني، ثُمَّ اسْتُخلف المُسْترشد، فَعَزَلَهُ، وَلَمْ يُسْتَخدم بَعْدهَا، وَلَزِمَ دَاره نَحْواً مِنْ خَمْسِيْنَ سَنَةً مُرَفَّهاً مُكرَّماً، وَكَانَ كَثِيْرَ الصَّدَقَة. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

الهمذاني

4441- الهَمَذَاني 1: العَلاَّمَةُ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الهمذاني -ويعرف بالمقدس- الفَرَضِيّ، المُقْرِئ، الشَّافِعِيّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ، وَالِدُ المُؤَرِّخ مُحَمَّد بن عَبْدِ المَلِكِ، رَأْسٌ فِي الفَرَائِضِ، ففيه صَالِح، مُتَأَلِّه، أُرِيْد عَلَى قَضَاء القُضَاة، فَامْتَنَعَ. وُلِدَ سَنَةَ نَيف عَشْرَة وَأَرْبَع مائَة. وَسَمِعَ في سنة ثلاث وثلاثين بتستر. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدَان الفَقِيْه، وَأَبِي عَلِيٍّ الشَّاموخِي، وَعِدَّة. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ الآينوسى: مَنْسُوْب إِلَى الاعتزَال. وَفِي "فُنُوْن ابْن عَقِيْل": كَانَ عَالِماً فِي أُصُوْل الفِقْه وَالعَرَبِيَّة وَالفَرَائِض، وَأَكْثَرُ عِلْمه الفِقْهُ، قَالَ: وَكَانَ عَلَى طرِيقَة السَّلَف زَاهِداً وَرِعاً. وَقَالَ شُجَاع الذُّهْلِيّ: مُعْتَزِلِيٌّ، عَلَّقتُ عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُهُ: كَانَ يَحفظُ "غَرِيْب الحَدِيْث" لأَبِي عُبيد، وَ "المُجْمل" لابْنِ فَارِس، لَمْ نَعرف أَنَّهُ اغْتَاب أَحَداً. تُوُفِّيَ فِي رمضان، سنة تسع وثمانين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 100"، وطبقات الشافعية للسبكي "5/ 162- 164"، ولسان الميزان "4/ 75".

أبو عامر الأزدي

4442- أبو عامر الأزدي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُسْنِد القَاضِي أَبُو عَامِرٍ، مَحْمُوْدُ بن القاسم بن القاضي الكَبِيْر أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُقَاتِلِ بنِ صُبِيْحِ بن رَبِيْعِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ يَزِيْدَ بنِ المُهَلَّبِ بن أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ، المُهَلَّبِيُّ، الهَرَوِيُّ، الشَّافِعِيُّ، مِنْ كِبَارِ أَئِمَّة المَذْهَبِ. حَدَّثَ بِـ "جَامِع التِّرْمِذِيِّ" عَنْ عَبْد الجَبَّارِ الجَرَّاحِيّ. قَالَ أَبُو النَّضْرِ الفَامِي: شَيْخٌ عديمُ النّظير زُهْداً وَصلاَحاً وعفة، ولم يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ مِنِ ابْتدَاء عُمُره إِلَى انتهَائِهِ، وَكَانَتْ إِلَيْهِ الرِّحلَةُ مِنَ الأَقطَار، وَالقصدُ لأَسَانِيْده، وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمَذَانِيّ: كَانَ شيخُنَا أَبُو عَامِرٍ مِنْ أَركَانِ مَذْهَب الشَّافِعِيّ بِهَرَاةَ، كَانَ نِظَامُ المُلك يَقُوْلُ: لَوْلاَ هَذَا الإِمَام فِي هَذِهِ البلدَة، لَكَانَ لَنَا وَلَهُم شَأْنٌ -يُهَدِّدُهُم- وَكَانَ يَعتقِدُ فِيْهِ اعتقَاداً عَظِيْماً، لِكَوْنِهِ لَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ شَيْئاً قَطُّ. وَلَمَّا سَمِعْتُ مِنْهُ "الجَامِع"، هَنَّأَنِي شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ، وَقَالَ: لَمْ تَخْسَرْ فِي رِحلتك إِلَى هَرَاة. وَكَانَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ قَدْ سَمِعَهُ قديماً نَازلاً، ثم سمعه من الجراحي. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: المُؤتَمَنُ السَّاجِيّ، وَابْنُ طَاهِر، وأبو نصر اليونارتي، وصاعد بن سيرا، وَزَاهِر بن طَاهِر، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الْملك الكَرُوخِي المُجَاور، وَأَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بن سَيَّار البَاقِي إِلَى سَنَةِ ثِنتين وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: هُوَ جَلِيْلُ الْقدر، كَبِيْرُ الْمحل، عَالِمٌ فَاضِلٌ. سَمِعَ مِنْ: جَدِّه أَبِي مَنْصُوْرٍ الأَزْدِيّ، وَعَبْدِ الجَبَّارِ الجَرَّاحِيّ، وَأَبِي عُمَرَ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ البِسْطَامِي، وَأَبِي مُعَاذ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَالحَافِظِ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الجَارُوْدي، وَأَبِي مُعَاذ بن عَبْس الزَّاغَانِي، وَبَكْرِ بن مُحَمَّدٍ المَرْوَرُّوْذِيّ، وَجَمَاعَة. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ أَبِي عليّ: كَانَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ يَزورُ أَبَا عَامِر وَيَعُوْدُه إِذَا مَرِضَ، وَيَتَبَرَّكُ بدعَائِهِ. قَالَ الفَامِي: مَاتَ أَبُو عَامِرٍ الأَزْدِيّ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سنة سبع وثمانين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "5/ 327"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 382".

السمسار، البكري، البكري القصاص

السمسار، البكري، البكري القصاص: 4443- السِّمْسَار 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن محمد بن أحمند بنِ يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ، السِّمْسَار. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ، وَعَلِيّ بن ميلة الفَرَضِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عليّ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ. سُئِلَ عَنْهُ إِسْمَاعِيْلُ الحَافِظُ، فَقَالَ: شَيْخٌ لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ السِّلَفِيّ: تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: نَيَّفَ عَلَى التسعين، وهو آخر من حديث عن الجرجاني موتا. 4444- البَكْرِي 2: العَلاَّمَةُ المُتَفَنِّنُ أَبُو عُبَيْدٍ، عَبْد اللهِ بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدٍ البَكْرِيّ، نَزِيْلُ قُرْطُبَة. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي مَرْوَانَ بن حَيَّانَ، وَأَبِي بَكْرٍ المُصْحَفِي، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبدِ البَر، وَكَانَ رَأْساً فِي اللُّغَة وَأَيَّامِ النَّاس. صَنَّف فِي أَعْلاَم النُّبُوَّة، وَعَمِلَ شَرحاً "لأَمَالِي" القَالِي، وَكِتَاب "اشتقَاق الأَسْمَاء" وَكِتَاب "مُعْجَم ما استعجم من البلدان والأماكن"، وكتاب "النيات". وَكَانَ مِنْ أَوعيَة الفَضَائِل. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مَعْمَر المَالِقِي، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ اللَّخْمِيّ، وَطَائِفَة. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وأربع مائة. 4445- البَكْرِي القَصَّاص 3: أَمَا البَكْرِيّ القَصَّاص الكَذَّاب، فَهُوَ أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ البَكْرِيّ، طُرُقِيٌّ مُفْتَرٍ، لاَ يَسْتَحيِي مِنْ كَثْرَة الْكَذِب الَّذِي شَحَن بِهِ مَجَامِيْعَه وَتَوَالِيفَه، هُوَ أَكذبُ مِنْ مُسَيْلِمَة، أَظنُّه كَانَ فِي هَذَا الْعَصْر.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 328"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 395". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 287"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 49". 3 ترجمته في ميزان الاعتدال "1/ 112".

نجيب بن ميمون، طراد بن محمد

نجيب بن ميمون، طراد بن محمد: 4446- نجيب بن ميمون 1: ابن سهل بن علي، الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، مُسْنِدُ هَرَاة، أَبُو سَهْلٍ الوَاسِطِيّ، ثُمَّ الهَرَوِيّ. سكن وَالِده هَرَاة، وَسَمَّعَ وَلَدَه مِنْ أَبِي عَلِيٍّ مَنْصُوْر بن عَبْدِ اللهِ الذُّهْلِيّ، وَرَافِع بن عُصْم الضَّبِّيّ، وَحَاتِم بن محمد الهروي، وأحمد بن عليّ الشَّارعِي، وَمُحَمَّد بن مَنْصُوْرٍ الحَوْتَكِي، وَالقَاضِي مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الأَزْدِيّ، وَعِدَّة. مَوْلِدُهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ طَاهِر، وَوجيهٌ الشَّحَّامِي، وَأَبُو النَّضْرِ الفَامِي، وَعُبَيْدُ اللهِ بن حَمْزَةَ المُوسوِي، وَأَخُوْهُ عَلِيُّ بن حَمْزَةَ، وَالمُطَهَّرُ بن يَعْلَى، وَمُحَمَّد بن المُفَضَّلِ الدَّهَّان، وَالجُنَيْدُ بن مُحَمَّدٍ القَاينِي، وَأَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ سَيَّار، وَعَلِيّ بنُ سَهْلٍ الشَّاشِيّ، وَأَمَةُ اللهِ بِنْتُ مُحَمَّد العَارِف، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّقَّاق: لَيْسَ بقي من الدُّنْيَا مَنْ يَرْوِي عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مَنْصُوْر سِوَى نَجيب. مَاتَ نَجيبٌ فِي العِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ ست وتسعين سَنَةً وَشهرٌ، وَرَوَى شَيْئاً كَثِيْراً. 4447- طِرَاد بنُ محمد 2: ابن علي بن حسن بن محمد، الشيخ الإمام, الأنبل، مسند العراق، نَقيبُ النُّقَبَاء، الكَامِلُ، أَبُو الفوَارس بن أَبِي الحَسَنِ القُرَشِيّ، الهَاشِمِيّ، العَبَّاسِيّ، الزَّيْنَبِيّ، البَغْدَادِيّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ، وَسَمِعَ أَبَا نَصْرٍ بن حسْنُوْنَ النَّرْسِيّ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ رِزْقويه، وَهِلاَلاً الحَفَّار، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن بِشْرَان، وَالحُسَيْن بن بَرْهَان، وَأَبَا الفَرَج بن المُسْلِمَة، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ الحمَّامِي، وَطَائِفَة. وَأَملَى مَجَالِس عِدَّة، وَخُرِّج له "العوالي" المشهورة، "وفضائل الصَّحَابَة". حَدَّثَ عَنْهُ وَلَدَاهُ؛ عَلِيٌّ الوَزِيْر، وَمُحَمَّدٌ، وَابْنُ نَاصر، وَعُمَرُ بن عَبْدِ اللهِ الحَرْبِيّ، وَأَحْمَد بن المُقَرَّب، وَيَحْيَى بن ثَابِتٍ، وَشُهْدَة الكَاتِبَةُ، وَكمَالُ بِنْت أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ السَّمَرْقَنْدي، وعمها إسماعيل، وهبة الله بن طاوس، وتجني الوهبانية، وأبو الكرام

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 324"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 392". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "4/ 202"، والأنساب للسمعاني "6/ 346"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 106"، والعبر "3/ 331"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 162".

الشَّهْرُزُورِي، وَعَبْدُ اللهِ بن عَلِيٍّ الطَّامَذِي الأَصْبَهَانِيّ، وَخَلْق، آخِرُهُم مَوْتاً خطيبُ المَوْصِل أَبُو الفَضْلِ الطُّوْسِيّ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَادَ الدَّهْرَ رُتْبَةً، وَعلُواً، وَفضلاً، وَرَأْياً، وَشَهَامَةً، وَلِي نَقَابَة البَصْرَة، ثُمَّ بَغْدَاد، وَمُتِّعَ بِسَمِعَهُ وَبَصره وَقُوَّته، وَتَرسَّل عَنِ الدِّيْوَان، فَحَدَّثَ بِأَصْبَهَانَ، وَكَانَ يَحضُرُ مَجْلِسَ إِملاَئِه جَمِيْعُ أَهْلِ العِلْمِ، لَمْ يُرَ بِبَغْدَادَ مِثْلُ مَجَالِسه بَعْد القَطِيْعِيّ. وَقَدْ أَملَى بِمَكَّةَ سَنَة تسع وثمانين, وَبِالمَدِيْنَة، وَأَلحق الصِّغَارَ بِالكِبَار. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة: كَانَ أَعْلَى أَهْلِ بَغْدَادَ مَنْزِلَةً عِنْد الخَلِيْفَة. وَقَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ حَنَفِيّاً مِنْ جِلَّةِ النَّاس، وَكُبرَائِهم، ثِقَةً، ثَبْتاً، لَمْ أَلحقه. قُلْتُ: مَاتَ فِي سَلخ شَوَّال، سَنَة إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَدُفِنَ بدَاره حَوْلاً، ثُمَّ نُقل. وَقَدْ مرّ أَخُوْهُ مُسْند بَغْدَادَ أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، وَسَيَأْتِي أَخوَاهُمَا نورُ الهدَى الحُسَيْنُ، وَأَبُو طَالِبٍ حَمْزَة سَنَة بِضْع وَخَمْس مائَة، وَأَخُوْهُم الخَامِس _ هُوَ الأَكْبَر _ أَبُو تَمَام مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيّ، وَمَوْلاَهُ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بن وِشَاح الزَّيْنَبِيّ مِنْ كِبَارِ الرُّوَاة، وَأَخُوْهُم السَّادس أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، يَرْوِي عَنْ عِيْسَى بن الوَزِيْر. كتب عن الخَطِيْب، وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

محمد بن أبي تمام

أبوهم: 4448- محمد بن أبي تمام: النَّقيبُ السَّيِّد أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي تَمَام عَلِيِّ بن أَبِي القَاسِمِ الحَسَن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الإِمَامُ ابْن مُحَمَّدِ بنِ علي بن حِبْرِ الأُمَّةِ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ الهَاشِمِيُّ. وَلِي نِقَابَةَ بَنِي هَاشِمٍ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ أَبِي تَمَام، فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ شَاذَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَهْدِيِّ فِي "مَشْيَخَته". وَكَانَ يُلَقَّبُ بِنظَام الحَضْرَتَيْنِ. عَاشَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ: فِي ذِي القَعْدَةِ, سَنَة سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَرثَاهُ الشَّرِيْف المُرْتَضَى.

ابن أبي حرب، العباداني

ابن أبي حرب، العباداني: 4449- ابن أبي حرب: الشَّيْخُ الثِّقَةُ العَابِدُ، أَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بن أَبِي حَرْب أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الجُرْجَانِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ التَّاجِرُ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمَّعَهُ أَبُوْهُ الكَثِيْر. فَحَدَّثَ عَنْ: حَمْزَةَ المُهَلَّبِيّ، وَابْن مَحْمِش، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَيَحْيَى المزكِي، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ السَّرَّاج، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّقَاءِ، وَأَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ أَحْمَدُ بنُ سَعْدٍ العِجْلِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بن السَّمَرْقَنْدي، وَأَبُو عُثْمَانَ العَصَائِدي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الفُرَاوِي، وَعُمَرُ بن أَحْمَدَ الصفار، وصدقة ابن مُحَمَّدٍ السَّيَّاف، وَأَحْمَدُ بن قَفَرْجَلَ، وَنَصْر بن نَصْرٍ العُكْبَرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ عُبَيْدُ الله بنُ أَبِي عَلِيٍّ الحَدَّاد: سَمِعْتُ بَعْضَ جِيْرَانِ الفَضْل بن أَبِي حَرب يَقُوْلُ: مَا ترك أَحَداً فِي جِوَاره مُنْذُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً أَنْ يَنَامَ مِنْ قِرَاءته وَبُكَائِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمَذَانِيّ الحَافِظ فِي مَشْيَخَته: وَمِنْهُم الشَّيْخُ الجَلِيْلُ العَالِمُ أَبُو القَاسِمِ الجُرْجَانِيّ التَّاجِرُ الصَّدُوْق، صَاحِبُ سَمَاع كَثِيْر، وَمسَانِيْدَ جِيَاد، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ كفّاً فِي مُوَاسَاة الفُقَرَاء، وَكَانَ وَالِدُهُ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ، وَيُقَالُ: أَبُو حَرْب، حَاتِم وَقته فِي السَّخَاء. تُوُفِّيَ أَبُو القَاسِمِ فِي ثَالِث عشر رَمَضَانَ سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. حَدَّثَ بِخُرَاسَانَ، وَالعِرَاق، وَمَكَّة. وكتب عنه الحفاظ رحمه الله. 4450- العَبَّادَاني 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُعَمَّر مُسْنِد البَصْرَة أَبُو طَاهِرٍ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل القُرَشِيُّ، العَبَّادَانِيُّ، ثُمَّ البَصْرِيّ. سَمِعَ مِنَ: القَاضِي أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ أَجزَاءَ مِنْ "مُسْنَد عَلِيّ بن إِسْحَاقَ المادرائي"، وشيئًا من إملاء أبو عمر الهاشمي.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 336"، والعبر "3/ 336"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 399".

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ المَاوَرْدي، وَعَلِيُّ بن عَبْدِ المَلِكِ الوَاعِظ، وَطَلْحَةُ بن عَلِيٍّ المَالِكِيّ، وَمُحَمَّد بن طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بن عَلِيٍّ الطَّامَذِي، وَعَبْدُ اللهِ بن عُمَرَ بنِ سَليخ البَصْرِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدي، وَعِدَّةٌ، وَالسِّلَفِيّ بِالإِجَازَةِ. فأما قول المحدث أبو نَصْرٍ اليُونَارْتِي: إِنَّ العبَّادَانِي رَاوِي "سُنَن أَبِي دَاوُدَ" عَنِ الهَاشِمِيّ، فَقولٌ مَرْدُوْد، فَإِنَّ الطَّلبَة ازدحمُوا عَلَى أَبِي عَلِيٍّ التُّسْتَرِيّ، فَارْتَحَلَ إِلَيْهِ ابْنُ طَاهِر، وَمُؤْتَمَنٌ السَّاجِيّ، وَمُحَمَّد بن مَرْزُوْق الزَّعْفَرَانِيّ، وَعِدَّة. وَقَدْ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ، فَلَو كَانَ العَبَّادَانِي سَمِعَ "السُّنَن"، وَبَقِيَ بَعْد التُّسْتَرِيّ بِضْعَ عَشْرَةَ، لَكَانَتْ إِلَيْهِ الرِّحلَة فِي الكِتَابِ أَضعَاف ذَلِكَ. ثُمَّ مَا علمنَا أَحَداً رَوَى "السُّنَن" عَنِ العَبَّادَانِي، وَلاَ ادَّعَى سَمَاعهَا مِنْهُ، فَهَذَا شَيْء تَفَرَّد بِذكرِهِ اليُونَارتِي، وَأَظُنُّهُ وَهِمَ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة: أَبُو طَاهِرٍ العبَادَانِي رَجُلٌ صَالِحٌ أُمِّيٌّ. وَقَالَ السِّلَفِيّ فِي "مُعْجَم أَصْبَهَان" لَهُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ النَّجرَانِي يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ العَبَّادَانِي فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَنُودي لَهُ فِي البَصْرَة: مَنْ أَرَادَ الصَّلاَة عَلَى ابْنِ العَبَّادَانِي الزَّاهِد، فَليحضُرْ. فَلَعَلَّهُ لَمْ يَتخلف مِنْ أَهْلِ الْبَلَد إلَّا القَلِيْل، ثُمَّ قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ يَرْوِي عَنِ الهَاشِمِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ النَّجَّاد. قَالَ: وَمِنْ مَرْوِيَّاته: كِتَابُ "السُّنَن" لأَبِي دَاوُدَ، يَرْوِيْهِ عَنْ أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ. قُلْتُ: مشى السلفي وراء قول اليونارتي. أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَلَفٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا ابن رواح، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ مِنَ البَصْرَةِ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ شُجَاع الكِنَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الهَاشِمِيّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيْسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيْقٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأُخْبَرُ بِمَكَانِكُم، فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُم إلَّا كَرَاهِيَةَ أَنْ أُمِلَّكُم، إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالمَوْعِظَةِ كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا1. وَمَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ خلقٌ. منهُم: الفقيه أبو القاسم أحمد بن القَاضِي أَبِي الوَلِيْدِ البَاجِي الأُصُوْلِي. وَالفَقِيْهُ أَبُو بكر أحمد بن عمر البيع الهمذاني.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "68"، ومسلم "2821"، والترمذي "2855"، وأحمد "1/ 377 و 378 و 425" من طرق عن الأعمش، به.

وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ طَلْحَةَ النِّعَالِيّ مُسْنِد العِرَاق. وَلُغوِيُّ الوَقْت سَلْمَانُ بن عَبْدِ اللهِ بن الفُتِّي النَّهْرَوَانِي. وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَابِرِ بن ياسين الحنبلي. وَأَبُو سَعْدٍ عبدُ الجَلِيْل بن مُحَمَّدٍ السَّاوِي السَّفَّار. وَالمُقْرِئُ عبدُ القَاهِر بن عَبْد السَّلاَمِ العَبَّاسِيّ صَاحِبُ الكَارَزِينِي. وَأَبُو الفَضْلِ عبدُ الكَرِيْم بن المُؤَمَّل الكَفَرْطَابِي البَزَّاز. وَالوَزِيْر ابْنُ الوَزِيْر عميد الدولة أبو منصور محمد بن فَخر الدَّوْلَة ابْن جَهير. وَشَيخُ الطِّبِّ مُؤلف "المنهَاج" أَبُو عَلِيٍّ يَحْيَى بن عِيْسَى بنِ جَزَلَة البَغْدَادِيّ. وَفقيهُ مَا وَرَاءَ النَّهْر أَبُو الْيُسْر مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنٍ ابْنِ المُحَدِّث عبد الكَرِيْم بن مُوْسَى بن مُجَاهِدٍ البَزْدَوِيّ النَّسَفِي، وَيُلَقَّبُ بِالقَاضِي الصَّدْر عَنْ نَيِّفٍ وسبعين سنة.

هبة الله بن عبد الرزاق

4451- هبة الله بن عبد الرزاق 1: ابن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ اللَّيْثِ، الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُعَمَّرُ، أَبو الحَسَنِ الأَنْصَارِيُّ الأَوسِيُّ الأَشْهَلِيُّ، ثُمَّ السَّعْدِيّ البَغْدَادِيّ، مِنْ ذُرِّيَّة سَعْد بنِ معاذ الَّذِي اهْتَزَّ الْعَرْش لِمَوْتِهِ2. سَمِعَ جُزءَ الحَفَّارِ مِنْ صَاحِبه هِلاَل بن مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ بن بِشْرَان، وَأَبِي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي. وَكَانَ آخِرَ أَصْحَاب التَّمِيْمِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَأَبُو البَرَكَات بنُ الأَنْمَاطِيّ، وَعبدُ الخَالِق اليُوسُفِي، وَعبدُ الرَّحْمَن بن أَحْمَدَ الطُّوْسِيّ، ثُمَّ المَوْصِلِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ الحَرَّانِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَأَجَازَ لِلْحَافظ السِّلَفِيّ، وَمَا تَنبَّه لَهُ أَن عِنْدَهُ "جُزء الحَفَّارِ".

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 107"، والعبر "3/ 332"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 397". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3803"، ومسلم "2466"، وأحمد "3/ 296 و 349" من حديث جابر ابن عبد الله، به. وورد من حديث أنس بن مالك: عند مسلم "2467"، وأحمد "3/ 234". وورد من حديث أبي سعيد الخدري: عند أحمد "3/ 24".

قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ بَعْضَ مَشَايِخِي يَقُوْلُ: إِنَّ الشَّرِيْفَ هِبَة اللهِ الأَنْصَارِيّ كَانَ يَأْخذ عَلَى "جُزء الحَفَّار" دِيْنَاراً صَحِيْحاً. قُلْتُ: وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَع مائَة، وَمَاتَ فِي الحَادِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الآخر, سَنَة إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ ذَوِي الهَيآت، وَمِنْ قُرَّاء الموَاكب، صَحِيْحَ السَّمَاع. وَفِيْهَا مَاتَ: طِرَادٌ الزَّيْنَبِيّ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عبد الغفَار بن أَشتَه، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ إبراهيم الرازي بن الخطاب، وأبو العباس أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بِشرُويه، وَالحَسَن بن أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدي الحَافِظ، وَسَهْل بن بِشْرٍ الإِسْفَرَايينِي، وَعَبْد الرَّزَّاقِ بن حَسَّانِ بنِ سَعِيْدٍ المَنِيْعِيّ، وَعبد الوَاحِد بن عُلْوَانَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحَرَمِي بِهَرَاةَ، وَمكِي بن مَنْصُوْرٍ السَّلاَّر الكَرَجِيّ.

ابن البطر

4452- ابن البَطِر 1: الشَّيْخُ المُقْرِئُ الفَاضِلُ، مُسْنِدُ العِرَاقِ، أَبُو الخَطَّابِ نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ البَطِر البَغْدَادِيّ, البَزَّاز, القَارِئُ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَسَمَّعَهُ أَخُوْهُ مِنْ أَبِي محمد عبد الله ابن عُبيد الله بن البَيِّع، وَعُمَر بن أَحْمَدَ العُكْبَرِيّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بن بِشْرَان، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ رِزقويه، وَأَبِي بَكْرٍ المُنَقِّي، وَمكِي الحَرِيْرِيّ، وَتَفَرَّد فِي زَمَانِهِ، وَارْتَحَلَ المُحَدِّثُونَ إِلَيْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة، وَأَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الأنماطي، وسعد الخير الأندلسي، وأبو بَكْر بن العربِي، وَمَحْمُوْدٌ الزَّمَخشرِي المُعْتَزِلِي، وَابْنُ نَاصر، وَعبدُ الخَالِق اليُوسُفِي، وَابْن البَطِّي، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ البَاجِسْرَائِي، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّكَن، وَخُزَيفَة ابْن الهَاطْرَا، وَعبد الوَاحِد بن الحُسَيْنِ البَارِزِي، وَأَحْمَد بن المقرّب، وَعَبْد اللهِ بن عَلِيٍّ الطَّامَذِي، وَالمُبَارَك بن مُحَمَّدٍ البَادَرَائِي، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَشُهْدَة، وَخطيب المَوْصِل، وَخَلْقٌ. قَالَ ابْنُ سُكَّرَة: شَيْخٌ مَسْتورٌ ثِقَةٌ.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "9/ 133"، واللباب لابن الأثير "2/ 377"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 129"، والعبر "3/ 340"، وتبصير المنتبه "3/ ص1002"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 402".

وَأَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ: سَأَلتُ شُجَاعاً الذُّهْلِيّ عَنِ ابْنِ البَطر، فَقَالَ: كَانَ قَرِيْبَ الحَال، ليِّناً فِي الرِّوَايَة، فَرَاجعتُهُ فِي ذَلِكَ، وَقُلْتُ: مَا عرفنَا مِمَّا ذكرتَ شَيْئاً، وَمَا قُرِئَ عَلَيْهِ شَيْء يُشكُّ فِيْهِ، وَسمَاعَاته كَالشَّمْس وُضُوحاً، فَقَالَ: هُوَ -لَعمرِي- كَمَا ذكرت، غَيْر أَنِّي وَجَدْت فِي بَعْضِ مَا كَانَ لَهُ بِهِ نُسخَة، سَمَاعاً يَشْهَدُ القَلْب بِبُطْلانِهِ، وَلَمْ يُحْمَلْ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ شَيْء. قَالَ أَبُو المُظفَّر فِي "مِرْآة الزَّمَان": كَانَ ابْنُ الْبَطر عَلَى دواليب الْبَقر مُشرِفاً عَلَى عُلوَفَاتِهِم، فَكَتَبَ إِلَى الخَلِيْفَة المُسْتَظهر بِاللهِ: العَبْدُ ابْن البَقَر المُشرِف عَلَى البَطر، فَضَحِكَ الخَلِيْفَةُ مِنْ تَغفِيله. قَالَ السِّلَفِيّ: دَخَلتُ بَغْدَاد فِي الرَّابع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَوَّال، فَبَادَرْتُ إِلَى ابْنِ البَطرِ، فَدَخَلتُ عَلَيْهِ، وَكَانَ عَسِراً، فَقُلْتُ: قَدْ وَصلتُ مِنْ أَصْبَهَان لأَجلك، فَقَالَ: اقرَأْ، وَنَطق بِالرَّاء غِيْناً، فَقَرَأْتُ مُتَّكِئاً مِنْ دمَامِيْل بِي، فَقَالَ: أَبصر ذَا الكَلب! فَاعْتذرتُ بِالدمَامِيْل، وَبكيتُ مِنْ كلاَمه، وَقَرَأْت سَبْعَة وَعِشْرِيْنَ حَدِيْثاً، وَقُمْتُ، ثُمَّ تردَّدتُ إِلَيْهِ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ خَمْسَةً وَعِشْرِيْنَ جُزْءاً، وَلَمْ يَكُنْ بِذَاكَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ ابْنُ البَطِرِ يَسكن بَاب الغَرَبَة عِنْد المَشْرَعَة مِمَّا يَلِي البدرِيَّة، وَعُمِّر حَتَّى صَارَت إِلَيْهِ الرِّحلَةُ مِنَ الأَطرَاف، وَتَكَاثر عَلَيْهِ الطَّلبَةُ، وَكَانَ صَالِحاً صَدُوْقاً، صَحِيْحَ السَّمَاع. هُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنِ ابْنِ البَيِّع، وَابْن رِزقويه، وَابْن بِشْرَان. مَاتَ فِي سَادس عشر شهر رَبِيْع الأَوّل، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ سِتٌّ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا بِجُزء فِيْهِ حديث الإفك للآجري الطواشي بلال المغيثي، قَالَ: أَخْبَرْنَا ابْنُ رَوَاج، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ البَطِر. وَقَدْ رَوَى هَذَا الجُزْء أَبُو الفَتْحِ بنُ شَاتيل عَنِ ابْنِ البَطِر، وَذَلِكَ وَهْمٌ مِنْ بَعْض الطَّلبَة، لَمْ يُدرِكِ ابْنُ شاتيل ذلك، والله أعلم.

البزدوي، ابن شغبة

البزدوي، ابن شغبة: 4453- البَزْدوِي 1: وَيُلَقَّبُ بِالقَاضِي الصَّدْر، هُوَ العَلاَّمَةُ شَيْخُ الحَنَفِيَّة بَعْد أَخِيْهِ الكَبِيْرِ، أَبُو اليُسْرِ مُحَمَّدُ بنُ محمد بن الحسين بن المُحَدِّث عبد الكَرِيْم بن مُوْسَى بن مُجَاهِدٍ النَّسفِي. وَبَزْدَة: قَلْعَة حصينَة. قَالَ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي "القَنْد": كَانَ أَبُو اليُسْرِ إِمَامَ الأَئِمَّة عَلَى الإِطلاَق، وَالموفودَ إِلَيْهِ مِنَ الآفَاق، مَلأَ الكَوْن بِتَصَانِيْفِه فِي الأُصُوْل وَالفُرُوْع، وَوَلِيَ قَضَاءَ سَمَرْقَنْد، أَملَى الحَدِيْث مُدَّة. تُوُفِّيَ بِبُخَارَى فِي تَاسع رَجَب سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ السَّمْعَانِيّ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ. وَحَدَّثَنَا عَنْهُ: عُثْمَان بنُ عَلِيٍّ البِيْكَنْدِيّ، وَأَحْمَد بن نَصْرٍ البُخَارِيّ، وَمُحَمَّدُ بن أَبِي بَكْرٍ السِّنْجِيّ، وَأَبُو رَجَاءٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ، وَآخَرُوْنَ. قُلْتُ: ما سمى شيوخه. 4454- ابن شَغَبَة 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، العَالِمُ الثِّقَةُ، القُدْوَةُ العَابِدُ، شَيْخ البَصْرَة، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفِ بن مُحَمَّدِ بنِ النَّضْرِ بن شَغَبَةَ الأَنْصَارِيُّ البَصْرِيُّ، وَجدُّه فَردٌ مُسْتفَاد مَعَ شُعْبَة. حَدَّثَ عَنْ: القَاضِي أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ، وَالحَسَن بن بَشَّار السَّابورِي، وَيُوْسُفَ بنِ غَسَّانَ، وطائفة. حدث عنه: أبو علي بن سكرة، وَأَبُو نَصْرٍ الغَازِي، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلا، وَجَابِرُ بن مُحَمَّدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدي، وَأَبُو غَالِبٍ المَاوَرْديُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: شَيْخٌ, حَافظٌ مُتْقِنٌ, ثِقَةٌ, مُكْثِرٌ، حضَر ابْنُ مَاكُوْلا مَجْلِسَ إِملاَئِه. وَقَالَ ابْنُ سُكَّرَة: أَدْرَكتُه وَقَدْ ترك كُلَّ شَيْء، وَأَقْبَلَ عَلَى العبادة، صادفته يدعو ويبكي

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 189". 2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "5/ 64"، والعبر "3/ 305"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 371".

بَعْدَ الصُّبْح، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ شَيْئاً مِنَ الحَدِيْثِ, رُزِقَ الشَّهَادَة فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَكَانَ عِنْدَهُ جُمْلَةٌ مِنْ "سُنَن أَبِي دَاوُدَ"، عَنْ أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ. قُلْتُ: قُتِلَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ. لَمْ يَقع لِي شَيْء مِنْ عَوَالِيْهِ. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْل الطَّرَسُوسِيّ "ح". وَأَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي الخَيْرِ، عَنِ الطَّرَسُوسِيّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الحَافِظ، سَنَة خَمْسٍ وَخَمْس مائَة إِمْلاَءً، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ شَغَبَة البَصْرِيّ بِهَا، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مُسْلِمٍ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بن أَبِي زُهَيْر، حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بن عُمَرَ، عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ، إِذَا جَاءَ رَمَضَان، يَقُوْلُ: "اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي لِرَمَضَانَ، وَسَلِّمْ رَمَضَانَ لِي، وَتَسَلَّمهُ مِنِّي مُتَقَبَّلاً"1. غَرِيْب، وَرَوَاهُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ عَنْ خَلَف بن الوَلِيْدِ، وتفرد به خلف.

_ 1 ضعيف: أفته أبو جعفر الرازي، فإنه ضعيف لسوء حفظه كما قال الحافظ في "التقريب".

أبو الفرج الحنبلي

4455- أبو الفرج الحنبلي 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ بن أَحْمَدَ الأَنْصَارِيّ، الشِّيرَازِيُّ الأَصْلِ، الحَرَّانِيُّ المَوْلِدِ، الدِّمَشْقِيُّ المَقَرِّ، الفَقِيْهُ الحَنْبَلِيّ الوَاعِظ، وَكَانَ يُعرَفُ فِي العِرَاق بِالمَقْدِسِيّ، مِنْ كِبَارِ أَئِمَّة الإِسْلاَم. سَمِعَ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ بنِ السِّمْسَار، وَشيخ الإِسْلاَم أَبِي عُثْمَانَ الصَّابونِي، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ بن الفَضْلِ الكَلاعِيّ، وطائفةٍ بِدِمَشْقَ بَعْد الثَّلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، فَلاَزم القَاضِي أَبَا يَعْلَى بن الفَرَّاءِ، وَتَفَقَّهَ بِهِ، وَدرَّس وَوَعظ، وَبثَّ مَذْهَب أَحْمَد بِأَعْمَال بَيْتِ المَقْدِسِ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ. قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَرَّاءِ فِي "طَبَقَات الحنَابلَة": صَحِبَ وَالِدي مِنْ سَنَةِ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَتردَّد إِلَيْهِ سِنِيْنَ عديدَة، وَنَسَخَ وَاسْتَنْسَخ مُصَنَّفَاته، وَسَافَرَ إِلَى الرَّحْبَةِ والشام، وحصل له الأتباع والغلمان.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ص1199"، والعبر "3/ 312"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 378".

قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ كرَامَاتٌ ظَاهِرَة، وَوقعَاتٌ مَعَ الأَشَاعِرَة، وَظهرَ عَلَيْهِم بِالحُجَّة فِي مَجْلِس السَّلاَطين بالشام. قَالَ: وَيُقَالُ: إِنَّهُ اجْتَمَع بِالخَضِرِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَرَّتين، وَكَانَ يَتَكَلَّم فِي عِدَّةِ أَوقَات عَلَى الخوَاطر، كَمَا كَانَ يَتَكَلَّم بِبَغْدَادَ أَبُو الحَسَنِ بنُ القَزْوِيْنِيّ الزَّاهِد، وَكَانَ الْملك تُتُشُ يُعظِّمه، لأَنَّه تَمَّ لَهُ مُكَاشفَةٌ مَعَهُ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ نَاصراً لاعتقَادنَا، مُتَجَرِّداً فِي نَشره، وَلَهُ تَصَانِيْفُ فِي الفِقْه وَالوَعْظ وَالأُصُوْل. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَة بَاب الصَّغِيْر، وَقَبرُهُ مَشْهُوْر يُزَار، وَيُدعَى عِنْدَهُ. وَهُوَ وَالِدُ الإِمَام الرَّئِيْس شرف الإِسْلاَم عَبْد الوَهَّابِ بن أَبِي الفَرَجِ الحَنْبَلِيّ الدِّمَشْقِيّ، وَاقف المدرسَة الحَنْبَليَة الَّتِي وَرَاء جَامِع دِمَشْق بِحِذَاء الرَّوَاحِيَة، وَكَانَ صَدراً مُعَظَّماً يُرسَل عَنْ صَاحِب دِمَشْق إِلَى الخِلاَفَة، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَشَرَفُ الإِسْلاَمِ هَذَا هُوَ جَدُّ الإِمَامِ المُفْتِي شَيْخِ الحنابلة:

ناصح الدين

4456- نَاصِحُ الدِّيْنِ 1: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ الحَنْبَلِيِّ الدِّمَشْقِيّ الوَاعِظ، الَّذِي مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سمع ببغداد من: عبد الحَقِّ اليُوسفِي، وَشُهْدَة الكَاتِبَة، وَجَمَاعَة، وَبِأَصْبَهَانَ: مِنْ أَبِي العَبَّاسِ التُّرك، وَالحَافِظ أَبِي مُوْسَى، وَطَائِفَة. وَوعظ بِمِصْرَ، وَدرَّس، وَصَنَّفَ، وَكَانَ مُدرساً بِمدرسَة جَدِّه. رَوَى لَنَا عَنْهُ: ابْن مُؤْمِن، وَالعزُّ بنُ العِمَادِ، وَابْنُ حَازِمٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْن الوَاسِطِيّ، وَابْن بِطِّيخ، وَالشِهَابُ بن مُسْرِف، وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ المُعَمَّرُ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبدِ الدَّائِم. مَاتَ النَّاصح أَبُو الفَرَجِ بنُ أَبِي العَلاَءِ بنِ الحَنْبَلِيّ: فِي ثَالِث المُحرَّم، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَلَهُ أَقَاربُ وَذُرِّيَّةٌ عُلَمَاء.

_ 1 النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 297"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "5/ 164".

ملكشاة

4457- مَلِكْشَاه 1: السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ جلاَلُ الدَّوْلَةِ أَبُو الفَتْحِ مَلِكْشَاه ابن السلطان ألب أرسلان مُحَمَّد بن جغرِيبَك السَّلْجُوْقِي, التُّركِي. تَمَلَّك بَعْد أَبِيْهِ، وَدَبَّر دَوْلَته النّظَامُ الوَزِيْرُ بوصيةٍ مِنْ أَلب أرسلاَن إِلَيْهِ، فِي سَنَةِ خمسٍ وَسِتِّيْنَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ عَمُّه مَلِكُ كِرْمَان قَاروت، فَالْتَقَوا بِقُرْبِ هَمَذَان، فَانْكَسَرَ جَمعُهُ، وَأُتِي بعَمِّه أَسِيْراً، فَوبَّخه، فَقَالَ: أُمرَاؤك كَاتَبونِي، وَأَحضر خرِيطَةً فِيْهَا كُتُبُهُم، فَنَاوَلَهَا لنظَام الْملك لِيقرَأهَا، فَرمَاهَا فِي مِنْقَلِ نارٍ، فَفَرِحَ الأُمَرَاءُ، وَبَذَلُوا الطَّاعَةَ، وَخَنَقَ عَمَّهُ، ثُمَّ تَمَلَّكَ مِنَ المَدَائِن مَا لَمْ يَملكه سُلْطَان، فَمَنْ ذَلِكَ مَدَائِنُ مَا وَرَاءَ النَّهْر، وَبلاَدُ الهَيَاطِلَة، وَبَابُ الأَبْوَاب، وَبلاَدُ الرُّوْم، وَالجَزِيْرَة وكثيرٌ مِنَ الشَّام، فَتملَّك مِنْ كَاشْغَرَ إِلَى القُدْس طُوْلاً، وَمِنْ أَطرَاف قُسْطَنْطِيْنِيَّة إِلَى بلاَد الخَزَر، وَبَحر الهِنْد عرضاً، وَكَانَ حَسَنَ السيرة، لهجًا بالصيد وَاللَّهْو، مُغرَىً بِالعَمَائِر، وَحفرِ الأَنْهَار، وَتَشييدِ القَنَاطِر، وَالأَسْوَارِ، وَعَمَّرَ بِبَغْدَادَ جَامِعاً كَبِيْراً، وَأَبطل المُكوسَ وَالخفَارَاتِ فِي جَمِيْع بلاَده. هَكَذَا نَقَلَ ابْنُ خَلِّكَان. قَالَ: وَصنع بِطرِيق مَكَّة مصَانِع، يُقَالَ: إِنَّهُ ضَبط مَا اصطَاده بِيَدِهِ، فَبَلَغَ عَشْرَة آلاف وحشٍ، فتصدق بعشرة آلاف دينارًا، وَقَالَ: إِنِّيْ خائفٌ مِنْ إِزهَاق الأَرْوَاح لِغِير مَأْكَلَةٍ. شَيَّعَ مرَّة ركبَ العِرَاق إِلَى العُذَيْب، فَصَادَ شَيْئاً كَثِيْراً، فَبنَى هُنَاكَ مَنَارَةَ القرُوْنَ مِنْ حَوَافر الْوَحْش وَقرونهَا، وَوَقَفَ يَتَأَمَّل الحُجَّاج، فَرقَّ وَنَزَلَ وَسجد، وَعفَّر وَجْهَهُ وَبَكَى، وَقَالَ بِالعجمِيَة: بلِّغُوا سَلاَمِي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُولُوا: العَبْدُ العَاصي الْآبِق أَبُو الفَتْحِ يَخدم وَيَقُوْلُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لَوْ كُنْتُ مِمَّنْ يَصلُح لِتلك الحضرَة المُقَدَّسَة، كُنْتُ فِي الصُّحْبَة، فَضجَّ النَّاسُ وَبكُوْا، وَدَعَوا لَهُ. وَأَمِنَتِ الطُّرُقُ فِي دَوْلَته، وَانحلَّتِ الأَسعَارُ، وَتَزَوَّجَ الخَلِيْفَةُ المُقْتَدِي بِابْنته بِسِفَارَة شَيْخ الشَّافعيَة أَبِي إِسْحَاقَ، وَكَانَ عُرْسُهَا فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ، وَعمِلَتْ دَعْوَة لجَيْشِ السُّلْطَان مَا سُمِعَ بِمِثْلِهَا أبدًا، فمما دخل فيها أربعون ألف منًّا سكرًا، فولدت له جعفرًا. وقدم مَلِكْشَاه بَغْدَاد مرَّتين، وَقَدِمَ إِلَى حلب، وَلَمْ يَكُنْ لِلمقتدي مَعَهُ غَيْرُ الاسْم، ثُمَّ قَدِمهَا ثَالِثاً عليلاً، وَكَانَ المُقتدي قَدْ فَوَّض العَهْدَ إِلَى ابْنِهِ المُسْتظهِر، فَأَلزمه مَلِكْشَاه بِعَزْلِهِ، وَأَنْ

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 69"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 283"، والعبر "3/ 309"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 134"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 376".

يولى ابن بنته جعفرًا، وأن يسلم ببغداد إِلَيْهِ، وَيَتحَوَّل إِلَى البَصْرَةِ، فَشقَّ عَلَى الْمُقْتَدِي، وَحَار، ثُمَّ طَلَب المُهلَة عَشْرَة أَيَّام لِيَتَجَهَّز، فَصَام وَطوَى، وَجَلَسَ عَلَى التُّرَاب، وَتضرَّع إِلَى رَبِّهُ، فَقوِيَ بِالسُّلْطَان المرضُ، وَمَاتَ فِي شَوَّال سَنَةَ خمسٍ وَثَمَانِيْنَ عَنْ تسعٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً، فَقِيْلَ: سُمَّ فِي خلالٍ تَخَلَّلَ بِهِ، وَكَانَ وَزِيْرُهُ النِّظَام قَدْ قُتِلَ مِنْ أَيَّام، وَلَمْ يَشْهَدِ السُّلْطَانَ كَبِيْرُ أَحَد، وَلاَ عُمِلَ لَهُ عزَاء، وَنُقِلَ تَابوته إِلَى أَصْبَهَانَ، فَدُفِنَ فِي مدرسةٍ عَظِيْمَة. وَقَدْ تَزَوَّجَ المُسْتظهرُ بِاللهِ بِخَاتُوْنَ بِنْتِهِ الأُخْرَى، وَتنَازع فِي المُلك أَوْلاَدُهُ مِنْ بَعْدِهُ زَمَاناً، وَكَانَ آخِرُهُم مَوْتاً ابْنُهُ سَنْجَر صَاحِبُ خُرَاسَان، عَاشَ بَعْدَ أَبِيْهِ أَقلَّ مِنْ سَبعِينَ سَنَةً. وَكَانَ ملكشَاهُ كَثِيْرَ الجُيُوْش، خفِيفَ الرِّكَاب. عبر فِي سَنَةِ "482" إِلَى مَا وَرَاء النَّهْر، فَسَارَ إِلَى بُخَارَى، وَسَمَرْقَنْد، فَتَمَلَّكَهَا، ثُمَّ سَارَ فِي بلاَد التُّرك إِلَى كَاشْغَر، فَأَذعَن صَاحِبُهَا بطَاعته، وَنَزَلَ إِلَى خِدمته. قَالَ المُؤَيَّد فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ مِنْ أَحْسَن النَّاسِ صُوْرَةً ومعنى، خُطِبَ لَهُ مِنْ حُدُوْد الصِّينِ إِلَى آخِرِ الشَّام، وَمِنْ مَمْلَكَة الرُّوْم إِلَى اليَمَنِ، وَقَصَدَ حلب، فَافْتَتَحَهَا، وَدَانَت لَهُ الدُّنْيَا.

المعتمد بن عباد

4458- المُعْتمِد بن عَبَّاد 1: صَاحِبُ الأَنْدَلُس، المُعْتَمِدُ عَلَى اللهِ أَبُو القَاسِمِ محمد بن الملك المعتضد بالله أبي عمرو، عباد بن الظَّافر بِاللهِ أَبِي القَاسِمِ، قَاضِي إِشبيليَة، ثُمَّ مَلِكُهَا، مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ بن قُرَيْش اللَّخْمِيّ. قِيْلَ: هُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ النُّعْمَان بن المُنْذِرِ صَاحِبِ الحِيرَة. حكم المُعْتَمِدُ عَلَى المدينَتينِ قُرْطُبَة وَإِشبيليَة، وَأَصلُهُم مِنَ الشَّام مِنْ بَلَدِ العَرِيشِ، فَدَخَلَ أَبُو الوَلِيْدِ إِسْمَاعِيْلُ بن قُرَيْش إِلَى الأَنْدَلُسِ، ثُمَّ بَرَعَ القَاضِي فِي الفِقْه، وَوَلِيَ القَضَاءَ، ثُمَّ تَمَلَّكَ مُدَّةً، وَقَامَ مِنْ بَعْدِهِ ابْنُهُ المُعْتَضِدُ، فَسَاسَ المَمْلَكَة بِإِشبيليَة، وَبَايعُوْهُ بِالمُلك فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَانَ شَهْماً، صَارِماً، دَاهِيَةً، ذَبَحَ جَمَاعَةً مِنْ أَعْوَان أَبِيْهِ، وَصَادَرْهم، وَعلاَ شَأْنُهُ، وَدَانت لَهُ الأُمَمُ.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 21"، والعبر "3/ 321"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 157"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 386".

غرز خشباً فِي قَصْره، وَعَمَّمَهَا برُؤُوْس كِبَارٍ وملوك، وكانوا يشبهونه بِالمَنْصُوْر العَبَّاسِيّ، وَرَام ابْنُهُ إِسْمَاعِيْل اغْتيَالَه، فَأَخَذَهُ، وَضربَ عُنُقه، وَعَهِدَ إِلَى ابْنِهِ الْمُعْتَمد. قِيْلَ: سَمَّه طَاغِيَةُ الفِرَنْج فِي ثوبٍ فَاخر، أَهدَاهُ لَهُ. وَمِنْ جَبَرُوتِهِ وَعُتُوِّهِ أَنَّهُ أَخَذَ مَالاً لأَعْمَى، فَهجَّ وَجَاور بِمَكَّةَ، فَبَلَغَ المُعْتَضِدَ أَنَّهُ يَدعُو عَلَيْهِ، فَندبَ رَجُلاً أَعْطَاهُ جُمْلَةَ دَنَانِيْر مَطْلِيَّةً بِسُمٍّ، فَسَارَ إِلَى مَكَّةَ، وَأَوصله الذّهب، فَقَالَ: يَظلمنِي بِإِشبيليَة، وَيَصِلُنِي هُنَا?! ثُمَّ وَضَعَ مِنْهَا دِيْنَاراً فِي فَمِهِ كَعَادَة الأَضِرَّاء، فَمَاتَ مِنَ الغَدِ. وَهَرَبَ مِنْهُ مُؤَذِّن إِلَى طُلَيْطُلَةَ، فَبقِي يَدعُو عَلَيْهِ فِي السَّحر، فَنفَّذ مَنْ جَاءهُ بِرَأْسِهِ. وَقَدْ سَكِرَ لَيْلَةً، وَخَرَجَ فِي اللَّيْلِ مَعَهُ غلامٌ، وَسَارَ مَخْمُوْراً، حَتَّى وَافَى قَرمُونَه، وَصَاحِبهَا إِسْحَاق البِرْزَال، وَبينهُمَا حُرُوْب، وَكَانَ يَشرب أَيْضاً فِي جَمَاعَةٍ، فَاسْتَأْذَن المُعْتَضِدُ، وَدَخَلَ، فَزَادَ تَعجُّبُهُم، فَسَلَّمَ وَأَكل، وَأَلَّ مِنْ سُكْرِهِ، وَسُقِطَ فِي يَدِهِ، لَكنَّه تَجلَّد، ثُمَّ قَالَ: أُرِيْد أَنْ أَنَام، فَفَرشُوا لَهُ، فَتنَاوم، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا كَبش سمِينٌ، وَاللهِ لَوْ أَنفقتُم مُلكَ الأَنْدَلُس عَلَيْهِ مَا قَدَرْتُم، فَقَالَ مُعَاذُ بن أبي قرة: كلا، رجل قصدنا، وَنَزَلَ بِنَا مُسْتَأْمِناً، لاَ تَتحدّث عَنَّا القبَائِلُ أَنَّا قتلنَا ضَيْفَنَا، ثُمَّ انْتَبه وَقَامَ، فَقبَّلُوا رَأْسه، وَقَالَ لِلْحَاجِبِ: أَيْنَ نَحْنُ? قَالَ: بَيْنَ أَهْلك وَإِخْوَانِك. قَالَ: هَاتُوا دوَاة، فَكَتَبَ لِكُلِّ مِنْهُم بِخِلْعَةٍ وَمَالٍ وَأَفرَاسٍ وَخَدَمٍ، وَأَخَذَ مَعَهُ غِلمَانهُم لِقبض ذَلِكَ، وَركب، فَمَشَوا فِي خِدمته. لَكِن أَسَاء كُلَّ الإِسَاءة؛ طَلَبهُم بَعْدَ أَشهرٍ لِوليمَة، فَأَتَاهُ سِتُّوْنَ مِنْهُم، فَأَكْرَمَهُم، وَأَنْزَلهُم حَمَّاماً، وَطَيَّنه عَلَيْهِم سِوَى مُعَاذ، وَقَالَ لِمُعَاذ: لَمْ تُرَعْ، حَضَرَتْ آجَالُهُم، وَلَولاَكَ، لَقَتلونِي، فَإِنْ أَردتَ أَنْ أُقَاسمك مُلكِي، فَعَلت، قَالَ: بَلْ أُقيم عِنْدَك، وَإِلاَّ بِأَيِّ وَجه أَرجعُ، وَقَدْ قتلتَ سَادَات بَنِي بِرْزَال، فَصَيَّره مِنْ كِبَارِ قُوَّاده، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ قُوَّاد المُعْتَمد. وَحَكَى عبد الوَاحِد بن عَلِيٍّ فِي "تَارِيْخِهِ" أَنَّ المُعْتَضِدَ ادَّعَى أَنَّهُ وَقَعَ إِلَيْهِ المُؤَيَّدُ بِاللهِ هِشَام بنُ الحَكَمِ المَرْوَانِي، فَخطب لَهُ مُدَّة بِالخِلاَفَةِ، وَحَمله عَلَى تَدبِير هَذِهِ الحيلَة اضْطِرَابُ أَهْل إِشبيليَة عَلَيْهِ؛ أَنِفُوا مِنْ بَقَائِهِم بِلاَ خَلِيْفَة، وَبَلَغَهُ أَنَّهُم يَتَطَلَّبُوْنَ أُمَوِيّاً، فَقَالَ: فَالمُؤَيَّدُ عِنْدِي، وَشَهِدَ لَهُ جَمَاعَة بِذَلِكَ، وَأَنَّهُ كَالحَاجِب لَهُ، وَأَمر بِالدُّعَاء لَهُ فِي الجُمَعِ، وَدَام إِلَى أَنْ نَعَاهُ لِلنَّاسِ سَنَة خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَادَّعَى أَنَّهُ عَهِدَ إِلَيْهِ بِالخِلاَفَةِ. وَهَذَا هَذِيَان، وَالمُؤَيَّدُ هَلَكَ سَنَة نيفٍ وَأَرْبَع مائَة، وَلَوْ كَانَ بَقِيَ إِلَى هَذَا الوَقْت، لَكَانَ ابن مائة سنة وسنة.

هلك المُعْتَضِدُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَخلفه الْمُعْتَمد صَاحِب التَّرْجَمَة، فَكَانَ فَارِساً شُجَاعاً، عَالِماً أَديباً، ذكيّاً شَاعِراً، مُحسناً جَوَاداً مُمَدَّحاً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، خَيْراً مِنْ أَبِيْهِ. كَانَ أَندَى المُلُوْك رَاحَةً، وَأَرحبهُم سَاحَةً، كَانَ بَابُه مَحطَّ الرِّحَال، وَكعبَةَ الآمَال. قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ اللَّبَّانَة الشَّاعِر: مَلَكَ المُعْتَمِدُ مِنْ مُسوَّرَات البِلاَد مائَتَيْ مُسور، وَوُلد لَهُ مائَةٌ وَثَلاَثَة وَسَبْعُوْنَ وَلداً، وَكَانَ لِمَطْبَخه فِي اليَوْمِ ثَمَانِيَةُ قنَاطير لحم، وَكُتَّابُه ثَمَانِيَةَ عشرَ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَان: كَانَ الأَذْفونش قَدْ قوِيَ أَمرُه، وَكَانَتِ المُلُوْكُ بِالأَنْدَلُسِ يُصَالِحونه، وَيَحْمِلُوْنَ إِلَيْهِ ضَرَائِبَ، وَأَخَذَ طُليطلَة فِي سَنَةِ ثمانٍ وَسَبْعِيْنَ بَعْدَ حصارٍ شَدِيد، مِنَ القَادِر بنِ ذِي النُّوْنِ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ وهنٍ دَخَلَ مِنَ الفِرَنْج عَلَى المُسْلِمِين، وَكَانَ المُعْتَمِدُ يُؤَدِّي إِلَيْهِ، فَلَمَّا تَمَكَّنَ، لَمْ يَقبلِ الضَّرِيبَةَ، وَتَهدَّدَه، وَطلب مِنْهُ أَنْ يُسَلِّم حُصُوْناً، فَضَرَبَ الرَّسُولَ، وَقَتَلَ مَنْ مَعَهُ، فَتحرَّك اللَّعينُ، وَاجتمع العُلَمَاءُ، وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنْ يُكَاتِبُوا الأَمِيْرَ أَبَا يَعْقُوْب بن تَاشفِيْن صَاحِبَ مَرَّاكُش لِيُنْجِدَهُم، فَعَبَرَ ابْنُ تَاشفِيْن بِجيوشه إِلَى الجَزِيْرَة، ثُمَّ اجْتَمَع بِالمُعْتَمِد، وَأَقْبَلت المُطَّوِّعَةُ مِنَ النواحي، وَركب الأَذْفونش فِي أَرْبَعِيْنَ أَلف فَارِس، وَكَتَبَ إِلَى ابْنِ تَاشفِيْن يَتهدَّدُه، فَكَتَبَ فِي ظهر كِتَابهُ: الَّذِي يَكُوْن سَتَرَاهُ. ثُمَّ الْتَقَى الجمعَانِ، وَاصطدمَ الجبلاَنِ بِالزَّلاَّقَةِ مِنْ أَرْضِ بَطَلْيَوْس، فَانْهَزَم الكَلْبُ، وَاسْتُؤْصِلَ جَمعُه، وَقَلَّ مَنْ نَجَا، فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تسعٍ وَسَبْعِيْنَ، وَجُرِحَ المُعْتَمِدُ فِي بَدَنِه وَوَجهه، وَشُهِدَ لَهُ بِالشَّجَاعَةِ وَالإِقدَام، وَغَنِمَ المُسْلِمُوْنَ مَا لاَ يُوصف. وَغدَا ابْنُ تَاشفِيْن. ثُمَّ عَبَر فِي العَامِ الآتِي، وَتلَقَّاهُ المُعْتَمِدُ، وَحَاصرَا حِصناً لِلْفرنج، وَترَجَّل ابْنُ تَاشفِيْن، فَمَرَّ بغَرْنَاطَة، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ صَاحِبُهَا ابْن بُلُكِّين تَقَادِمَ وَهَدَايَا، وَتلقَاهُ، فَغَدَرَ بِهِ، وَاسْتَوْلَى عَلَى قَصْره، وَرجع إِلَى مَرَّاكُش، وَقَدْ بَهره حُسنُ الأَنْدَلُس وَبَسَاتينُهَا، وَحسَّن لَهُ أُمَرَاؤُهُ أَخْذَهَا، وَوحَّشُوا قَلْبَه عَلَى الْمُعْتَمد. قَالَ عبدُ الوَاحِد بن عَلِيٍّ: غلبَ المعتمِدُ عَلَى قُرْطُبَة فِي سَنَةِ "471"، فَأَخْرَجَ مِنْهَا ابْنَ عُكَاشَة، إِلَى أَنْ قَالَ: وَجَالَ ابْنُ تَاشفِيْن فِي الأَنْدَلُس يَتفرَّجُ، مضمِراً أَشيَاء، مُعظماً لِلمعتمِد، وَيَقُوْلُ: نَحْنُ أَضيَافُهُ وَتَحتَ أَمرِهِ، ثُمَّ قرَّرَ ابْنُ تَاشفِيْن خَلقاً مِنَ المُرَابطين يُقيمُوْنَ بِالأَنْدَلُسِ، وَأَحبَّ الأَنْدَلُسِيّون ابْنَ تَاشفِيْن، وَدَعَوْا له، وجعل عندهم بلجين قرابته، وَقرَّرَ مَعَهُ أُمُوْراً، فَهَاجتِ الفِتْنَةُ بِالأَنْدَلُسِ فِي سَنَةِ ثلاثٍ وَثَمَانِيْنَ، وَزَحَفَ المُرَابطون، فَحَاصَرُوا حُصُوْناً لِلمعتَمد، وَأَخَذُوا بعضَهَا، وَقتلُوا وَلَدَه المَأْمُوْنَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ، فَاسْتحكَمت الإِحْنَةُ،

وَغَلَتْ مرَاجِلُ الفِتْنَةِ، ثُمَّ حَاصرُوا إِشبيليَة أَشدَّ حِصَار، وَظَهر مِنْ بَأْس المُعْتَمِدِ وَتَرَامِيه عَلَى الاسْتشهَاد مَا لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ. وَفِي رَجَب سَنَةَ أَرْبَعٍ، هَجَمَ المرَابطون عَلَى البَلَد، وَشَنُّوا الغَارَات، وَخَرَجَ النَّاسُ عَرَايَا، وَأَسَرُوا المعتمِد. قَالَ عبدُ الوَاحِد: برز المعتمِدُ مِنْ قَصْره فِي غلالةٍ بِلاَ درعٍ وَلاَ درقةٍ، وَبِيَدِهِ سَيْفُه، فَرمَاهُ فَارِسٌ بِحربَة أَصَاب الغِلاَلَة، وَضربَ الفَارِس فَتَلَّه، فَولَّتِ المرَابطون. ثُمَّ وَقتَ العَصرِ، كَرَّتِ البَرْبَرُ، وَظهرُوا عَلَى البلدِ مِنْ وَادِيه، وَرَمَوْا فِيْهِ النَّارَ، فَانقطع العملُ، وَاتَّسَعَ الخَرقُ عَلَى الرَّاقِع بقُدومِ سِيْرِ ابْنِ أَخِي السُّلْطَانِ، وَلَمْ يَتركِ البَرْبَرُ لأَهْل الْبَلَد شَيْئاً، وَنُهِبَتْ قُصُوْر المُعْتَمِدِ، وَأُكْرِهَ عَلَى أَنَّ كَتَبَ إِلَى وَلَدَيْهِ أَنْ يُسَلِّمَا الحِصْنَيْنِ، وَإِلاَّ قُتِلْتُ، فَدَمِي رهنٌ عَلَى ذَلِكَ، وَهُمَا المُعْتَدُّ، وَالرَّاضِي، وَكَانَا فِي رُنْدَةَ وَمَارْتلَة، فَنَزَلاَ بِأَمَانٍ وَموَاثيقَ كَاذِبَة، فَقَتَلُوا المُعْتَدَّ، وَقتلُوا الرَّاضِي غِيلَة، وَمَضَوا بِالمعتمدِ وَآله إِلَى طَنْجَةَ بَعْدَ أَنْ أَفقروهُم، ثُمَّ سُجِنَ بأغمات عامين وزيادة، في قلة وذل، فَقَالَ: تَبَدَّلْتُ مِنْ ظِلِّ عِزِّ البُنُوْد ... بِذُلِّ الحَدِيْدِ وَثِقْلِ القُيُودِ وَكَانَ حَدِيْدِي سِنَاناً ذَلِيْقاً ... وَعَضْباً رَقِيْقاً صَقِيْلَ الحَدِيْدِ وَقَدْ صَارَ ذَاكَ وَذَا أَدْهَمَا ... يَعَضُّ بِسَاقَيَّ عَضَّ الأُسُودِ قِيْلَ: إِنَّ بنَات المُعْتَمدِ أَتَيْنَهُ فِي عِيدٍ، وَكُنَّ يَغْزِلْنَ بِالأُجرَة فِي أَغْمَاتَ، فَرَآهن فِي أطمارٍ رثةٍ، فَصَدَعْنَ قَلْبَه، فَقَالَ: فِيمَا مَضَى كُنْتَ بِالأَعْيَادِ مَسْرُوْرا ... فَسَاءَكَ العِيْدُ فِي أَغْمَاتَ مَأْسُوْرَا تَرَى بَنَاتِكَ فِي الأَطْمَارِ جَائِعَةً ... يَغْزِلْنَ لِلنَّاسِ مَا يَمْلُكْنَ قِطْمِيْرَا بَرَزْنَ نَحْوَكَ لِلتَّسْلِيمِ خَاشِعَةً ... أَبْصَارُهُنَّ حَسِيْرَاتٍ مَكَاسِيْرَا يَطَأْنَ فِي الطِّيْنِ وَالأَقْدَامُ حَافِيَةٌ ... كَأَنَّهَا لَمْ تَطَأْ مِسْكاً وَكَافُوْرَا وَلَهُ مِنْ قصيدَة: قَدْ رُمْتُ يَوْمَ نِزَالِهِمْ ... أَنْ لاَ تُحصِّنَنِي الدُّرُوْعْ وَبَرَزْتُ لَيْسَ سِوَى القُمِّي ... صِ عَنِ الحَشَا شيءٌ دَفُوعْ أَجَلِي تَأَخَّرَ لَمْ يَكُنْ ... بِهَوَايَ ذُلِّي وَالخُشُوعْ مَا سِرْتُ قَطُّ إِلَى القِتَا ... لِ وَكَانَ فِي أَملِي رجوع

وَلابْنِ اللَّبَّانَة -وَوَفَدَ بِهَا إِلَى السِّجن: تَنَشَّقْ رَيَاحِيْنَ السَّلامِ فَإِنَّمَا ... أَفُضُّ بِهَا مِسْكاً عَلَيْكَ مُخَتَّمَا وَقُلْ لِي مَجَازاً إِنْ عَدِمْتَ حَقِيْقَةً ... بِأَنَّكَ فِي نُعْمَى فَقَدْ كُنْتَ مُنَعَّمَا أُفَكِّرُ فِي عصرٍ مَضَى لَكَ مُشْرِقاً ... فَيَرْجِعُ ضَوْءُ الصُّبْحِ عِنْدِي مُظْلِمَا وَأَعْجَبُ مِنْ أُفْقِ المَجَرَّةِ إِذْ رَأَى ... كُسُوْفَكَ شَمْساً كَيْفَ أَطْلَعَ أَنْجُمَا قناةٌ سَعَتْ لِلطَّعْنِ حَتَّى تَقَصَّدَتْ ... وسيفٌ أَطَالَ الضَّرْبُ حَتَّى تَثَلَّمَا بَكَى آلُ عبادٍ وَلاَ كمحمدٍ ... وَأَبنَائِهِ صَوْبُ الغَمَامَةِ إِذْ هَمَا صَبَاحُهُم كُنّا بِهِ نَحْمَدُ السُّرَى ... فَلَمَّا عَدِمْنَاهُم سَرَيْنَا عَلَى عَمَى وَكُنَّا رَعَيْنَا العِزَّ حَوْلَ حِمَاهُمُ ... فَقَدْ أَجْدَبَ المَرْعَى وَقَدْ أَقْفَرَ الحِمَى وَقَدْ أَلْبَسَتْ أَيْدِي اللَّيَالِي مَحَلَّهُم ... مَنَاسِيْجَ سَدَّى الغَيْثُ فِيْهَا وَأَلْحَمَا قصورٌ خَلَتْ مِنْ سَاكِنِيْهَا فَمَا بِهَا ... سِوَى الأَدْمِ يَمْشِي حَوْلَ وَاقِفَةِ الدُّمَى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ فِيْهَا أنيسٌ وَلاَ الْتَقَى ... بِهَا الوَفْدُ جَمْعاً وَالخَمِيْسُ عَرَمْرَمَا فَكُنْتَ وَقَدْ فَارَقْتَ مُلْكَكَ مَالِكاً ... وَمِنْ وَلَهِي أَبْكِي عَلَيْكَ مُتَمِّمَا تَضِيْقُ عَلَيَّ الأَرْضَ حَتَّى كَأَنَّنِي ... خُلِقْتُ وَإِيَّاهَا سِوَاراً وَمِعْصَمَا وَإِنِّيْ عَلَى رَسْمِي مقيمٌ فَإِنْ أَمُتْ ... سَأَجْعَلُ لِلبَاكِيْنَ رَسْمِيَ مَوْسِمَا بَكَاكَ الحَيَا وَالرِّيْحُ شَقَّتْ جُيُوبَهَا ... عَلَيْكَ وَنَاحَ الرَّعْدُ باسمك معلما وَمُزِّقَ ثَوْبُ البَرْقِ وَاكتَسَتِ الضُّحَى ... حِدَاداً وَقَامَتْ أَنْجُمُ اللَّيْل مَأْتمَا وَلاَ حَلَّ بَدْرُ التِّمِّ بَعْدَكَ دَارَةً ... وَلاَ أَظْهَرَتْ شَمْسُ الظَّهِيْرَةِ مَبْسِمَا سَيُنْجِيْكَ مَنْ نَجَّى مِنَ الجُبِّ يُوْسُفاً ... وَيُؤْوِيكَ مَنْ آوَى المَسِيْحَ ابْنَ مَرْيَمَا فَلَمَّا أَنشده إِيَّاهَا، وَأَرَادَ الخُرُوج، أَعْطَاهُ تَفضِيْلَة وَعِشْرِيْنَ دِيْنَاراً، وَأَبيَاتاً يَعْتَذِرُ فِيْهَا. قَالَ: فَرددتُهَا عَلَيْهِ لِعلمِي بِحَاله، وَأَنَّهُ مَا ترك عِنْدَهُ شَيْئاً. قَالَ ابْنُ خَلِّكَان: مَوْلِدُهُ كَانَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وثلاثين وأربع مائة، ومات في شوال سنة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَدْ سَمَّى ابْن اللَّبَانَة بَنِي المعتَمِدِ بِأَسمَائِهم وَأَلقَابِهِم، فَعَدَّ نَحْواً مِنْ ثَلاَثِيْنَ نَفْساً، وَعَدَّ لَهُ أَرْبَعاً وَثَلاَثِيْنَ بِنْتاً. قُلْتُ: افْتقرُوا بِالمَرَّة، وَتَعَلَّمُوا صَنَائِع، وَكَذَلِكَ الدهر، نسأل الله المغفرة.

ابن المرابط، الهكاري

ابن المرابط، الهكاري: 4459- ابن المُرَابِط 1: الإِمَامُ مُفْتِي مدينَة المَرِيَّة وَقَاضِيهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ سَعِيْد بن وَهْبٍ الأَنْدَلُسِيّ المَرِيِي، ابْنُ المُرَابط صَاحِب "شرح صَحِيْح البُخَارِيِّ". أَجَازَ لَهُ أَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِي، وَأَبُو عَمْرٍو الدَّانِي. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ المُهَلَّب، وَأَبِي الوَلِيْدِ بنِ مِيْقُل، وَارْتَحَلَ إِلَيْهِ الطَّلبَةُ، وَأَخَذَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عِيْسَى التَّمِيْمِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ السَّبْتِيُّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي شَوَّال, سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ شَاخَ. مِنْ كِبَارِ المَالِكِيَّة. 4460- الهَكَّارِي 2: الشَّيْخُ العَالِمُ الزَّاهِدُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو الحَسَنِ علي بن أحمد بن يوسف بن جعفر بنِ عَرَفَةَ بن مَأْمُوْنِ بن المُؤَمَّلِ بن القاسم بن الوليد ابن عُتْبَةَ بنُ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ، السُّفْيَانِيُّ، الهَكَّارِي. وَقِيْلَ: سقط مِنْ نَسَبِه خَالِدٌ بَيْنَ الوَلِيْدِ وَالقَاسِم. قَالَ السَّمْعَانِيّ: تَفَرَّد بطَاعَةِ الله فِي الجِبَال، وَابتنَى أَربِطَةً وَموَاضِعَ يَأْوِي إِلَيْهَا الفُقَرَاءُ وَالمُنْقَطِعُوْنَ، وَكَانَ كَثِيْرَ العِبَادَة، حَسَنَ الزَّهادَة، مقبولاً، وَقُوْراً. رَحل وَسَمِعَ بِمِصْرَ مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ نَظيف الفَرَّاء، وَبِبَغْدَادَ مِنْ: عَبْدِ المَلِكِ بنِ بِشْرَان، وَبَالرَّملَة مِنِ: ابْنِ التَّرْجَمَان، وَبِمَكَّةَ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ بنِ صَخْر. حَدَّثَنَا عَنْهُ يَحْيَى بن عَطَّافٍ، وَعبد الرَّحْمَن بن الحَسَنِ الفَارِسِيّ، وَحَسَنُ بن أَبِي عليٍّ المُقْرِئ، وَجَمَاعَة. وَقَالَ عبدُ الغَفَّار الكَرَجِيّ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ شَيْخِ الإِسْلاَمِ الهكاري زهدًا وفضلًا.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 557"، والعبر "3/ 308"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 375". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 79"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 345"، وميزان الاعتدال "3/ 122"، ولسان الميزان "4/ 195"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 138"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 378- 379".

وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنده: قَدِمَ عَلَيْنَا، وَكَانَ صَاحِبَ صَلاَةٍ، وَعُبَادَةٍ وَاجْتِهَادٍ، مِنْ كُبَرَاءِ الصُّوْفِيَّة. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر: لَمْ يَكُنْ مُوَثَّقاً فِي روايته. وَقَالَ ابْنُ نَاصر: مَاتَ فِي أَوَّلِ المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بِالهَكَّارِيَّة، وَهِيَ جبال فَوْقَ المَوْصِل. قُلْتُ: عَاشَ سَبْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَلَهُ تَوَالِيفُ، وعنايةٌ بِالأَثرِ، رَحِمَهُ اللهُ.

العميري

4461- العُمَيرِي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ القُدْوَةُ الزَّاهِدُ القَانِتُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَيْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَيْرٍ العُمَيْرِي الهَرَوِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَأَوّلُ مَا سَمِعَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَع مائَة. سمع من أباه عن أَبو العَبَّاس بن الفَضْلِ النَّضْرُوِي، وَسَمِعَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ الخُوَارِزمِي، وَعَلِيَّ بن جَعْفَرٍ القُهُنْدُزِي، وَعبدَ الرَّحْمَن بن مُحَمَّدٍ الدِّينَارِي، وَضِمَام بن مُحَمَّدٍ الشَّعرَانِي، وَعِدَّةً بِهَرَاةَ، وَالقَاضِي أَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبَا عَلِيٍّ بن شَاذَانَ وَأَقرَانه ببغداد، ومحمد بن الحسين الصنعاني بمكة. قَالَ أَبُو النَّضْرِ الفَامِي: تَوحَّد العُميْرِي عَنْ أَبْنَاء زَمَانه بِالعِلْمِ وَالزُّهْد وَالإِتْقَان فِي الرِّوَايَة، وَالرَّغبَة فِي التَّحْدِيْث، وَالتَّجَرُّدِ مِنَ الدُّنْيَا، وَالإِعرَاضِ عَنْ حُطَامِهَا، وَالإِقبالِ عَلَى الآخِرَة. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّقَّاق: العميْرِي لَيْسَ لَهُ نَظيرٌ بِخُرَاسَانَ فَكَيْفَ بِهَرَاةَ! وَقَالَ فِي "رِسَالته": لَمْ أَرَ فِي شُيُوخِي كَالإِمَام المُتْقِنِ الزَّاهِد أَبِي عَبْدِ اللهِ العُمَيْرِي. وَقَالَ آخر: كَانَ إِمَاماً فِي الفِقْه، قُدْوَةً، وَاسِعَ الرِّوَايَة. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: حَجَّ وَدَخَلَ اليَمَن، وَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الصَّنْعَانِيّ، وَسَمِعَ بِنَيْسَابُوْرَ مِنَ: الحِيْرِيّ وَالصَّيْرَفِيّ، وَبِبَغْدَادَ مِنِ: ابْنِ شَاذَان، وَالحُرْفِي، وَابْن دُوسْت، وَبِهرَاة مِنْ: يَحْيَى بنِ عَمَّارٍ، وَأَبِي يعقوب القراب.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "9/ 61"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 101"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 394".

حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ طَاهِر، وَالمُؤْتَمَنُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمَذَانِيّ، وَأَبُو الوَقْتِ، وَعَلِيُّ بنُ حمزة، وأبو النضر الفامي، والجنيد القايني. سَأَلتُ إِسْمَاعِيْلَ التَّيْمِيَّ عَنْهُ، فَقَالَ: إمامٌ زَاهِد. وَقَالَ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ: قَالَ لِي أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيّ: احْفَظِ الشَّيْخَ العُمَيْرِي، وَاكتُبْ عَنْهُ، فَإِنَّهُ مُتْقِن. قَالَهُ مَعَ مَا كَانَ بَيْنَهُمَا مِنَ الوحشَة. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وثمانين وأربع مائة.

السلار

4462- السَّلاَّر 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الرَّئِيْسُ المُسْنِدُ المُعَمَّرُ، سَلاَّرُ الكَرَج، أَبُو الحَسَنِ مَكِّيُّ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلاَّنَ الكَرَجِيّ المُعْتَمَدُ. وُلِدَ سَنَةَ سبعٍ -أَوْ تِسْع- وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ بن بِشْرَان، وَأَبِي القَاسِمِ اللاَّلْكَائِيّ، وَطَائِفَة، وَسَمِعَ بِنَيْسَابُوْرَ مِنَ: القَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَمُحَمَّد بن القَاسِمِ الفَارِسِيّ. وَطَالَ عُمُرُهُ، وَتَفَرَّدَ، وَارْتَحَلَ الطَّلَبَةُ إِلَيْهِ. رَوَى عَنْهُ: الفَقِيْهُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الكَرَجِيّ الشَّافِعِيّ، وَأَبُو المَكَارِمِ أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بنِ علاَّن، وَأَبُو بَكْرٍ أحمد بن نصر ابن دُلَف، وَمُحَمَّدُ بنُ عبد الوَاحِد الدَّقَّاق، وَأَبُو زُرْعَةَ طَاهِرُ بن مُحَمَّدٍ المَقْدِسِيّ، وَأَبُوْهُ، وَالقَاسِمُ بن الفَضْلِ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَرَجَاءُ بنُ حَامِدٍ المَعْدَانِي، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَاشَاذَه، وَآخَرُوْنَ. قَالَ شِيْرَوَيْه: رحلتُ إِلَيْهِ إِلَى الكَرَج، وَسَمَّعْتُ مِنْهُ وَلدي، وَكَانَ لاَ بَأْسَ بِهِ، محموداً بَيْنَ الرُّؤسَاء، محسناً إِلَى الفُقَرَاء وَالعُلَمَاء. وَقَالَ ابْنُ طَاهِر: رحلتُ بِابْني أَبِي زُرْعَةَ إِلَى الكَرَجِ حَتَّى سَمِعَ "مُسْنَد الشَّافِعِيّ" مِنَ السَّلاَّر مَكِّيّ، وَكَانَ قَدْ سَمِعَهُ بِنَيْسَابُوْرَ، وَوَرَّقَ لَهُ ابْنُ هَارُوْنَ، وَكَانَتْ أُصُوْلُه صَحِيْحَةً جيدَةً. وَقَالَ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ: كَانَ السَّلاَّر جَلِيْلَ الْقدر، نَافذَ الأَمْر، مَحْبُوباً إِلَى رَعيته بِجُوْدِ سَجِيَّتِهِ، وَآخر قَدْمَةٍ قَدِمَهَا أَصْبَهَانَ كُنْتُ أَوَّل مَنْ قَرَأَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَتَهَيَّأْ لِي أَنْ أُكْثِرَ عَنْهُ، وَأَدْرَكَتْهُ المَنِيَّةُ. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: هُوَ مِنْ رُؤَسَاء الكَرَج، كَانَتْ لَهُ الثروَةُ الكَثِيْرَةُ، وَالدُّنْيَا العرِيضَةُ الوَاسِعَةُ، وَالتَّقَدُّمُ بِبَلَدِهِ، عُمِّر حَتَّى صَارَ يُرْحَلُ إِلَيْهِ، وَنُقِلَ عَنْهُ الكَثِيْرُ، لأنه لحق إسناده العِرَاق وَخُرَاسَان. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَه: مَاتَ بِأَصْبَهَانَ، فِي سَلْخِ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَة إِحْدَى وتسعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 331- 332"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 397".

المديني، الخليلي

المديني، الخليلي: 4463- المديني: الشيخ المسند أبو عبد الله محمدبن مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بن بَهْمَنَ المَدِيْنِيّ، المقرئ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَدَ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ اليَزْدي فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة، وَمِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكوَانِي، وَعبدِ الرَّحْمَن بن مُحَمَّدِ بنِ عُبيد الله، وَمُحَمَّد بن صَالِحٍ العَطَّار، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ السَّمْعَانِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَه: كَانَ شُروطياً، ثِقَةً، أَمِيناً، أَديباً، وَرِعاً، قرَأَ كِتَاب "الحُجَّة" لأَبِي عَلِيٍّ الفَارِسِيّ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ المَرْزُوْقِي، وَلزمه مُدَّة. تُوُفِّيَ: فِي حَادِي عشر شَعْبَان، سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَالَ السِّلَفِيّ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ كتبت عنه الحديث. 4464- الخَلِيلِي 1: مُسْنِدُ الوَقْت، الرَّئِيْسُ أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ محمد بن محمد الخليلي، البلخي, الدهقان. ولد سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة. وسمع فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة "مُسْنَدَ الهَيْثَمِ بن كُلَيْبٍ"، وَ "الشَّمَائِل" مِنْ أَبِي القَاسِمِ الخُزَاعِيّ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو شُجَاعٍ البِسْطَامِي، وَمَسْعُوْدُ بن مُحَمَّدٍ الغَانِمِي، وَمُحَمَّدُ بن إِسْمَاعِيْلَ الفُضَيْلِي، وَأَبُو نَصْرٍ اليُونَارتِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وتسعين وأربع مائة، وله سنة وسنة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 170"، واللباب لابن الأثير "1/ 458"، والعبر "3/ 333"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1230"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 397- 398".

الخلعي

4465- الخِلَعِي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ القُدْوَةُ، مُسْنِدُ الدّيَارِ المِصْرِيّة، القَاضِي، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ المَوْصِلِيّ الأَصْل، المِصْرِيّ، الشَّافِعِيّ، الخِلَعِي، صَاحِب "الفَوَائِد العِشْرِيْنَ" وَرَاوِي السِّيرَة النَّبويَّة. مَوْلِدُهُ بِمِصْرَ، فِي أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَع مائَة. وَسَمِعَ: أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ بنِ النَّحَاسِ، وَأَبَا العَبَّاسِ بن الحَاجّ، وأبا سعد أحمد بن محمد الماليني، وأبا العَبَّاسِ مُنِيْرَ بن أَحْمَدَ الخَشَّاب، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ رَجَاءَ الأَدِيْب، وَالحَسَنَ بنَ جَعْفَرٍ الكِللِي، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ نَظيف، وَالخَصِيْبَ بن عَبْدِ اللهِ القَاضِي، وَشُعَيْبَ بن عَبْد اللهِ بن المِنْهَالِ، وَأَبَا النُّعْمَان تُرَاب بن عُمَرَ، وَأَحْمَدَ بن الحُسَيْنِ العَطَّار، وَأَبَا خَازِم مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ بَكْرَان، وَعَبْدَ الوَهَّابِ بن أَبِي الكِرَام، وَغَيْرَهُم، وَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْ جَمَاعَةٍ كَالنَّحَاس وَالمَالِيْنِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِي، وَمُحَمَّدُ بن طَاهِر، وَأَبُو الفَتْحِ سُلْطَانُ بن إِبْرَاهِيْمَ الفَقِيْه، وَسُلَيْمَانُ بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي دَاوُدَ الفَارِسِيّ، وَعَلِيُّ بن مُحَمَّدِ بنِ سلاَمَة الرَّوْحَانِي، وَعبدُ الكَرِيْم بن سِوارٍ التَّكَكِيُّ وَعبدُ الحَقِّ بن أَحْمَدَ البَانِيَاسِيّ، وَمُحَمَّدُ بن حَمْزَةَ العِرْقِي اللُّغَوِيّ، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ بن العربِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ السَّعْدِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ سُكَّرَة: هُوَ فَقِيْهٌ، لَهُ تَصَانِيْفُ، وَلِيَ القَضَاءَ، وَحكم يَوْماً وَاحِداً وَاسْتعفَى، وَانزوَى بالقرافة، وكان مسند مصر بعد الحبال. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ العربِي: شَيْخٌ مُعْتَزِلٌ فِي القَرَافَة، لَهُ عُلُوٌّ فِي الرِّوَايَة، وَعِنْدَهُ فَوَائِد، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ الحُمَيْدِيُّ، وَعَبَّر عَنْهُ بِالقَرَافِيّ. وَقَالَ آخر: كَانَ يَبيع الخِلَعَ لِمُلُوْك مصر.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 317"، والعبر "3/ 334"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص 1230" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 164"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 398".

وَقَالَ الحَافِظُ إِسْمَاعِيْل بن الأَنْمَاطِيّ: سَمِعْتُ أَبَا صَادِق عبدَ الحَقّ بن هِبَةِ اللهِ القُضَاعِيَّ المُحَدِّث، سَمِعْتُ العَالِمَ أَبَا الحَسَنِ عَلِيَّ بنَ إبراهيم بن بِنْت أَبِي سَعْدٍ، يَقُوْلُ: كَانَ القَاضِي الخِلَعِي يَحْكُم بَيْنَ الجِنِّ، وَإِنَّهُم أَبطؤُوا عَلَيْهِ قدر جُمُعَةٍ، ثُمَّ أَتَوْهُ، وَقَالُوا: كَانَ فِي بَيْتَكَ أُتْرُجٌّ، وَنَحْنُ لاَ نَدْخُل مَكَاناً يَكُوْن فِيْهِ. قال أبو الميمون بن وردان: حدثنا أَبُو الفَضْلِ، حَدَّثَنَا بَعْضُ المَشَايِخ، عَنْ أَبِي الفَضْلِ الجَوْهَرِيّ الوَاعِظ، قَالَ: كُنْتُ أَتردَّدُ إِلَى الخِلَعِي، فَقُمْت فِي ليلةٍ مقمرةٍ ظَنَنْتُ الصُّبْحَ، فَإِذَا عَلَى بَاب مسجِدِهِ فرسٌ حَسَنَة، فَصعدتُ، فَوَجَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ شَابّاً لَمْ أَرَ أَحْسَن مِنْهُ يَقْرَأُ القُرْآنَ، فَجلَسْتُ أَسْمَعُ إِلَى أَنْ قَرَأَ جُزْءاً، ثُمَّ قَالَ لِلشيخ: آجَرَكَ اللهُ. قَالَ: نَفعك اللهُ، ثُمَّ نَزَل، فَنَزَلتُ خَلفه، فَلَمَّا اسْتوَى عَلَى الفَرس، طَارت بِهِ، فَغُشِيَ عَلَيَّ، وَالقَاضِي يَصيحُ بِي: اصْعَدْ يَا أَبَا الفَضْل، فَصَعِدْتُ، فَقَالَ: هَذَا مِنْ مُؤْمِنِي الجِنِّ، يَأْتِي فِي الأُسْبُوْع مَرَّةً يَقرَأَ جُزْءاً وَيَمضِي. قَالَ ابْنُ الأَنْمَاطِيّ: قَبْرُ الخِلَعِي بِالقَرَافَة يُعرَفُ بقبر قاضي الجن وَالإِنْس، يُعْرَفُ بِإِجَابَة الدُّعَاء عِنْدَهُ. قَالَ: وَسَأَلتُ شُجَاعاً المُدْلَجِيَّ وَغَيْرهُ عَنِ الخِلَعِي: النِّسبَةُ إِلَى أَيِّ شَيْء? فَمَا أَخْبَرَنِي أحدٌ بِشَيْءٍ، وَسَأَلتُ السَّدِيدَ الرَّبَعِيّ، وَكَانَ عَارِفاً بِأَخْبَار المِصْرِيّين، عدلاً، فَقَالَ: كَانَ أَبُوْهُ بَزَّازاً، وَكَانَتْ أُمَرَاءُ المِصْرِيّين مِنْ أَهْلِ القَصْر يَشترُوْنَ الخِلَع مِنْ عِنْدِهِ، وَكَانَ يَتَصَدَّقُ بِثُلُثِ مَكْسَبِهِ. وَذَكَرَ ابْن رِفَاعَةَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ الحَبَّال، وَأَنَّهُ أَتَى إِلَى الخِلَعِي، فَطَرَدَه مُدَّةً، وَكَانَ بَيْنَهُمَا شيءٌ، أَظُنُّ مِنْ جِهَةِ الاعتِقَاد، فَهَذِهِ الحكَايَة مُنْكرَة، لأَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ الحَبَّال كَانَ قَدْ مُنِعَ مِنَ التَّحْدِيْث قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَوَاتٍ، وَيَصبُو ابْن رِفَاعَةَ عَنْ إِدرَاكِ الأَخْذ عَنْهُ قَبْل ذَلِكَ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ العَابِدُ: سَمِعْتُ الشَّيْخ ابْن بَخيسَاه قَالَ: كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى القَاضِي أَبِي الحَسَنِ الخِلَعِي فِي مَجْلِسِهِ، فَنجِدُهُ فِي الشِّتَاء وَالصَّيْف وَعَلَيْهِ قميصٌ واحدٌ، وَوجهُهُ فِي غايةٍ مِنَ الحُسْنِ، لاَ يَتغَيَّر مِنَ البَرد، وَلاَ مِنَ الحَرِّ، فَسَأَلتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، وَدَمَعَت عينُه، ثُمَّ قَالَ: أَتَكْتُمُ عَلَيَّ مَا أَقُوْل? قُلْتُ: نَعم. قَالَ: غَشِيَتْنِي حُمَّى يَوْماً، فَنِمْتُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَة، فَهتفَ بي هاتفٌ، فناداني باسمي، فقلت: لبيك دَاعِيَ الله، فَقَالَ: لاَ، قُلْ: لَبَّيْكَ رَبِّيَ الله، مَا تَجِدُ مِنَ الأَلَمِ? فَقُلْتُ: إِلَهِي وَسَيِّدي، قَدْ أَخَذَتْ مِنِّي الحُمَّى مَا قَدْ عَلِمْتَ. فَقَالَ: قَدْ أَمرتُهَا أَنْ تُقْلِعَ عَنْكَ، فَقُلْتُ: إِلَهِي، وَالبَردَ أَيْضاً، قَالَ: قَدْ أَمرتُ البردَ أَيْضاً أَنْ يُقْلِعَ عَنْكَ، فَلاَ تَجدُ أَلَمَ البَرْد وَلاَ الحرّ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا أُحِسُّ بِمَا أَنْتُم فِيْهِ مِنَ الحرِّ وَلاَ من البرد.

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ الأَكْفَانِي: مَاتَ الخلعِي بِمِصْرَ فِي السَّادس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن يَحْيَى بنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْد العَزِيْز الجُذَامِيّ بِالثَّغْرِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ سَنَة عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الشَّافِعِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحَاسِ إِمْلاَءً، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ دَانَاجَ الإِصْطَخْرِيّ إِمْلاَءً، سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ، قَالَ: قرأت على عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ لِلشُّونِيز: "عَلَيْكُم بِهَذِهِ الحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيْهِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ داءٍ إلَّا السَّام" 1 يُرِيْد المَوْتَ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5688"، ومسلم "2215"، من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، به. وأخرجه أحمد "2/ 241 و 261 و 268 و 423" من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة، به. وله شاهد من حديث عائشة: عند البخاري "5687"، وأحمد "6/ 138 و 146".

السعيداني

4466- السَّعيداني الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُفِيْدُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ علي مُحَمَّدِ بنِ مُعَاوِيَةَ، القُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ، العَتَّابِيّ، السَّعِيدَانِيّ البَصْرِيّ المُحْتَسِبُ، مِنْ ذُرِّيَّةِ عَتَّاب بنِ أَسيد، الَّذِي اسْتَعْمَله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الفَتْح عَلَى مَكَّةَ. مَوْلِده سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ ثَمَانِي عَشْرَةَ مِنْ: عَلِيِّ بنِ هَارُوْنَ المَالِكِيّ، وَطَلْحَة بن يُوْسُف المَوَاقيتِي، وَالمُبَارَك بن عَلِيِّ بنِ حَمْدَانَ، وَحَسَن بن أَحْمَدَ الدَّبَّاس بِالبَصْرَةِ. وَارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، وَسَمِعَ، وَكَانَ فَاضِلاً عَالِماً لَهُ تَخَارِيج. رَوَى عَنْهُ: جَابِرُ بن مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ الغَازِي، وَمُحَمَّدُ بن عبد الوَاحِد المغَازلِي المَرْوَزِيُّ، وَأَبُو غَالِبٍ المَاوَرْدِي، وشجاعٌ الذُّهْلِيّ، وَعِدَّة. أَرَّخ ابْنُ النَّجَّار وَفَاتَه فِي سَنَةِ تِسْعٍ وثمانين وأربع مائة.

الفارقي، أمير الجيوش

الفارقي، أمير الجيوش: 4467- الفَارِقي 1: العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الأَدب، أَبُو نَصْرٍ الحَسَنُ بنُ أسد، صاحب كتاب:الأَلغَازِ"، صدرٌ معظمٌ، وَلِيَ دِيوَانَ آمِد، ثُمَّ صُودِرَ، فَتَحَوَّل إِلَى مَيَّافَارِقين، فَخلت مِنْ أميرٍ، فَقَامَ أَبُو نَصْرٍ بِهَا، وَحَكم، وَنَزَلَ القَصْرَ، ثُمَّ خَافَ وَهَرَبَ إِلَى حلب، ثُمَّ تَجَسَّرَ وَرجع إِلَى حَرَّان، فَأُخِذَ وَشُنِقَ بِأَمرِ نَائِبِ حَرَّانَ، فِي سَنةِ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 4468- أميرُ الجيوش 2: بدر بن عبد الله الأَمِيْرُ الوَزِيْر، الأَرمَنِيُّ، الجَمَالِي، اشترَاهُ جَمَالُ المُلك بن عَمَّارٍ الطَّرَابُلُسِي، وَربَّاهُ، فَترقَّت بِهِ الأَحْوَالُ إِلَى المُلك. وَلِي نِيَابَة دِمَشْق لِلمُسْتَنْصِر فِي سنة خمس وخمسين وأربع مائة، فبقي ثَلاَثَ سِنِيْنَ، ثُمَّ هَاجَ أَحَدَاثُ دِمَشْق وَشُطَّارهَا، وَكَانَتْ لَهُم صورةٌ كَبِيْرَة، وَإِلَيهِم أَسوَارُ الْبَلَد، فَتسحَّب مِنْهَا فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ، وَأُخْرِبَ قَصْرُه الَّذِي كَانَ يَسكنُهُ خَارِجَ بَاب الجَابِيَة، ثُمَّ مَضَى إِلَى مِصْرَ. وَقِيْلَ: بَلْ رَكب البَحْرَ مِنْ صُوْر إِلَى دِمْيَاط لَمَّا عَلِمَ بِاضْطِرَاب أُمُوْرِ مِصْر، وَشِدَّةِ قَحْطِهَا، فَهجَمهَا بَغْتَةً، وَسُرَّ بِمَقْدَمِهِ المُسْتَنْصِر الإِسْمَاعِيْلِي، وَزَال القُطوع عَنْهُ، وَالذُّلُّ الَّذِي قَاسَاهُ مِنِ ابْنِ حَمْدَان وَغَيْرهِ. فَلِوقْته قتل عِدَّة أُمَرَاء كِبَارٍ فِي اللَّيْلِ، وَجَلَسَ عَلَى تَخت الوِلاَيَة، وَقرَأَ القَارِئُ: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْر} [آلُ عِمْرَانَ: 123] ، وَرُدَّت أَزِمَّة الأُمُوْر إِلَيْهِ، فَجَهَّزَ جَيْشاً إِلَى دِمَشْقَ، فَلَمْ يَظفَرُوا بِهَا، كَانَ قَدْ تَمَلَّكهَا تَاجُ الدَّوْلَة تُتُشُ أَخُو السُّلْطَان مَلِكْشَاه. وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة جامع العطارين، وكان بطلًا شجاعًا مَهِيْباً، مِنْ رِجَالِ العَالم. مَاتَ بِمِصْرَ سَنَة ثمانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُه المُلَقَّب أَيْضاً بِأَمِيْرِ الجُيُوْش. وَقِيْلَ: عَاشَ بَدْرٌ نَحْواً مِنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، -وَاللهِ يُسَامحه-. قَصَدَهُ عَلْقَمَةُ العُلَيْمِيُّ الشَّاعِرُ، فَعَجِزَ عَنِ الدّخول إِلَيْهِ، فَوَقَفَ عَلَى طرِيقه، وَفِي رَأْسه رِيشُ نَعَام، ثم أنشد أَبيَاتاً وَقعت مِنْهُ بِموقعٍ، وَوَقَفَ لَهُ، ثُمَّ أَمر الحَاشيَة أَنْ يَخلعُوا عَلَيْهِ، وَأَمَرَ لَهُ بِعَشْرَةِ آلاَف، فَذَهَبَ بخلعٍ كثيرةٍ إِلَى الغَايَة، وَهب مِنْهَا لِجَمَاعَة مِنَ الشُّعَرَاء. وَخلَّف بدرٌ أموالًا عظيمةً.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "8/ 54"، والعبر "3/ 316"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 140"، وبغية الوعاة "1/ 500"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 380". 2 ترجمته في العبر "3/ 320"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 141"، وحسن المحاضرة للسيوطي "2/ 204"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 383".

تتش، الحموي

تتش، الحموي: 4469- تُتُش 1: الملك تاج الدولة تتش بن السلطان أبي شجاع ألب أَرْسَلاَن بن دَاوُدَ بنِ مِيكَال السَّلْجوقِي أَخُو السُّلْطَان مَلِكْشَاه التُّركِي. كَانَ شُجَاعاً مَهِيْباً جَبَّاراً، ذَا سطوَةٍ، وَلَهُ فتوحاتٌ ومصافاتٌ، وَتَملَّك عِدَّة مَدَائِن، وَخُطِبَ لَهُ بِبَغْدَادَ، وَصَارَ مِنْ كِبَارِ مُلُوْكِ الزَّمَان. قَدِمَ دِمَشْق، فَخَرَجَ لِيَتَلَقَّاهُ المتغلِّبُ عَلَيْهَا أَطْسز الخُوَارزمِيُّ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ سَارَ، وَشدَّ عَلَيْهِ تُتُش، فَضَرَبَ عُنُقَه، وَأَخَذَ البَلد، وَجَرَتْ لَهُ أُمُوْرٌ وَحُرُوْبٌ مَعَ المِصْرِيّين، وَتَملَّكَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ سَارَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ لِيَتَمَلَّكَ بِلاَدَ الْعَجم، فَقُتِلَ فِي المَصَافِّ بِالرَّيِّ، التقَاهُ بَرْكْيَا رُوْق ابْنُ أَخِيْهِ. وَكَانَ يَتَغَالَى فِي حُبِّ الشَّيْخ أَبِي الفَرَجِ الحَنْبَلِيّ، وَيَحضُرُ مَجْلِسَه، فَعَقَدَ لَهُ وَلِخُصُوْمه فِي مَسْأَلَة القُرْآن مَجْلِساً، فَقَالَ تُتُش: هَذَا مِثْلُ مَا يَقُوْلُ، هَذَا قَبَاء حقيقَةً لَيْسَ هُوَ بِحَرِيْرٍ، وَلاَ قُطْنٍ، وَلاَ كَتَّانٍ، ولا صوف. وَكَانَ عَسُوَفاً لِلرَّعِيَّة، تَملَّك دِمَشْق بَعْدَهُ ابْنُه شَمْسُ المُلُوْك دُقَاقُ وَغَيْرُهُ، ثُمَّ مَمْلُوْكُه طُغْتِكين، وَأَوْلاَدُهُ، إِلَى أَنْ تَملَّكهَا العَادِلُ نورُ الدّين السَّلجوقِي، ثُمَّ صلاَحُ الدّين وَابْنُه، ثُمَّ أَخُوْهُ، وَأَهْلُ بَيْتِهِ، ثُمَّ مَوَاليهِم، وَإِلَى اليَوْمِ. 4470- الحَمَوي 2: الإِمَامُ المُفْتِي، شَيْخُ الشَّافعيَةِ، قَاضِي القُضَاةَ، أَبُو بكر محمد بن المظفر بن بكران الشامي الحَمَوِيُّ الشَّافِعِيّ الزَّاهِدُ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدِمَ بَغْدَاد شَابّاً. فَسَمِعَ مِنْ عُثْمَانَ بن دُوسْت العَلاَّف، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ بِشْرَان، وَطَبَقَتِهِمَا. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَإِسْمَاعِيْلُ بن محمد التيمي، وهبة الله بن طاوس، وآخرون.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 87"، ووفيات الأعيان لابن خلكان 1/ 295"، والعبر "3/ 320"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 155"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 384". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 229"، واللباب لابن الأثير "1/ 391"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 94"، والعبر "3/ 322"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 391".

قَالَ السَّمْعَانِيّ: هُوَ أَحَد المُتْقِنِيْنَ لِلمَذْهَب، وَلَهُ اطلاعٌ على أسرار الفِقْه، وَكَانَ وَرِعاً زَاهِداً، مُتَّقِياً سَديد الأَحكَام، ولي قضاء القضاة بعد أبي عبد الله الدَّامغَانِي مُدَّةً إِلَى أَنْ تَغَيَّر عَلَيْهِ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ المُقْتدي، فَمَنَعَ الشُّهُودَ مِنْ حُضُوْرِ مَجْلِسه مدةً، فان يَقُوْلُ: مَا أَنْعزلُ مَا لَمْ يَتحقَّق عليَّ فسقٌ، ثُمَّ إِنَّ الْمُقْتَدِي رضِيَ وَخَلَعَ عَلَيْهِ. وَشَهِدَ عِنْدَهُ المشطَّب الفَرْغَانِي، فَلَمْ يَقبله، لِكَوْنِهِ يَلْبَسُ الحَرِيْرَ، فَقَالَ: تردُّنِي، وَالسُّلْطَانُ وَوزِيْرُهُ نِظَامُ المُلْك يَلْبَسَانِهِ?! فَقَالَ: وَلَوْ شَهِدَا، لَمَا قَبِلتُهُمَا. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: تَفَقَّهَ عَلَى القَاضِي أَبِي الطَّيِّب، وَحَفِظَ تَعليقهَ، وَلَمْ يَأْخُذْ عَلَى القَضَاءِ رزقًا، ولا غير مأكله وملبسه، وَكَانَ يُسَوِّي بَيْنَ النَّاس، فَانقَلْب عَلَيْهِ الكُبَرَاء، وَكَانَ نَزِهاً وَرِعاً عَلَى طرِيقَة السَّلَف لَهُ كَارك يُؤجِّرُه كُلَّ شهرٍ بدينارٍ وَنِصْف، كَانَ يَقْتَاتُ مِنْهُ، فَلَمَّا وَلِيَ القَضَاءَ، جَاءَ إنسانٌ، فدفع إليه أَرْبَعَةَ دَنَانِيْر، فَأَبَى، وَقَالَ: لاَ أُغَيِّرُ سَاكِنِي، وَقَدِ ارْتبتُ بِكَ، هَلاَّ كَانَتِ الزِّيَادَةُ مِنْ قبل القضاء؟!. وَكَانَ يَشُدُّ فِي وَسطه مئزراً، وَيَخلَعُ فِي بَيْته ثيَابَه وَيَجْلِس، وَقَالَ: مَا دَخَلتُ فِي القَضَاءِ حَتَّى وَجَب عليَّ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ: هُوَ وَرِعٌ زَاهِدٌ، وَأَمَّا الفِقْه، فَكَانَ يقال: لو رفع مذهب الشافعي، لأمكنه أم يُمْلِيَهِ مِنْ صَدْره. علق عَنْهُ: القَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِي. قَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ: كَانَ قَاضِي القُضَاة الشَّامِيّ حَسنَ الطَّرِيقَة، مَا كَانَ يَتبسَّمُ فِي مَجْلِس قضَائِهِ. قُلْتُ: كَانَ قُدُومُه بَغْدَاد فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ أَوعيَة الفِقْه، وَقَدْ صَنَّفَ "البيَان فِي أُصُوْل الدّين" يَنْحُو فِيْهِ إِلَى مَذْهَب السَّلَف. قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الآبَنُوسِي: كَانَ لِقَاضِي القُضَاة الشَّامِيّ كِيْسَانِ، أَحَدهُمَا يَجعل فِيْهِ عِمَامَته، وَقمِيْصاً مِنَ القُطنِ الحَسَن، فَإِذَا خَرَجَ لَبِسَهُما، وَالكيس الآخر فِيْهِ فَتيتٌ يَجعل مِنْهُ فِي قَصْعَة وَيَقتَاتُ مِنْهُ. وَعَنْهُ قَالَ: أَعصي إِنْ لَمْ ألِ القَضَاء، وَكَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ التميمي -فيما قِيْلَ- قَدْ بَذَلَ فِيْهِ ذَهَباً كَثِيْراً، وَقِيْلَ: كَانَتْ فِي الشَّامِيّ حدةٌ وزعارةٌ، وَمَنَاقِبُهُ جمةٌ رَحِمَهُ اللهُ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ قَارب التِّسْعِيْنَ، وَدُفِنَ في تربةٍ عِنْد أَبِي العَبَّاسِ بن سُرَيْج.

ابن مفوز، ظاهر

ابن مفوز، ظاهر: 4471- ابن مُفَوِّز 1: الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ المُجَوِّدُ، أَبُو الحَسَنِ طَاهِرُ بنُ مُفَوِّز بن أَحْمَدَ بنِ مُفَوِّز المَعَافِرِيُّ الشَّاطبِيُّ، تِلْمِيْذ أَبِي عُمَرَ بن عبد البَر، وَخصيصُه، أَكْثَرَ عَنْهُ وَجَوَّد. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ أَبِي العَبَّاسِ بن دِلْهَاث، وَأَبِي الوَلِيْدِ البَاجِي، وَابْن شَاكِر الخَطِيْب، وَأَبِي الفَتْحِ التُّنْكُتِي، وَحَاتِم بن مُحَمَّدٍ القُرْطُبِيّ، وَأَبِي مَرْوَانَ بن حَيَّانَ، وَعِدَّة. وَكَانَ فَهماً ذَكيّاً، إِمَاماً، مِنْ أَوعيَةِ العِلْم، وَفُرْسَانِ الحَدِيْث، وَأَهْلِ الإِتْقَان وَالتَّحْرِيْر، مَعَ الفَضْل وَالوَرَعِ، وَالتَّقْوَى وَالوَقَار وَالسَّمت. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمَاتَ فِي رَابع شَعْبَان سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة الصَّدَفِي وَغَيْرهُ، وَكَانَ أَخُوْهُ عَبْدُ اللهِ زَاهِدَ أَهْلِ الأندلس في زمانه. 4472- ظاهر 2: الشَّيْخُ الحَافِظُ البَارعُ المُفِيْدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ ظَاهِر بن أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ السَّلِيْطِي النَّيْسَابُوْرِيّ، وَيُسَمَّى عبدَ الصَّمد أَيْضاً. وُلِدَ بِالرَّيِّ، وَبِهَا نشَأَ، وَكَتَبَ مَا لاَ يُوصف بِخَطِّه المَلِيْح. سَمِعَ: أَبَا عُبيد صَخر بن مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيّ بِالرَّيِّ، وَعبدَ الكَرِيْم بن أَحْمَدَ المَطِيرِيَّ بِسَاوَةَ، وَعَبْدَ المَلِكِ بن عبد الغَفَّار البَصْرِيّ، وَعِدَّةً بِهَمَذَان، وَأَبَا عَلِيٍّ بن المُذْهِب، وَأَبَا إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَالقَاضِي أَبَا الطَّيِّب، وَالجَوْهَرِيَّ، وَعِدَّة بِبَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الطُّيُورِي، وَابْنُ بَدْرَان الحلواني، ومحمد بن الحسين المزرفي، وطائفة. سكن همذان مدةً، ومات بظاهرها.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 240- 241"، والعبر "3/ 305"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1042"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 371"، ووقع عنده [ظاهر بن منور] وهو تصحيف. 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 50"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1043"، ووقع عندهما طاهر بالطاء المهملة.

قَالَ شِيْرُوَيْه: كَانَ أَحَدَ مَنْ عُنِيَ بِهَذَا الشَّأْن، حسن العِبَارَة، كَثِيْر الرِّحلَة، صَدُوْقاً، جَمع كَثِيْراً فِي سَائِرِ العُلُوْم، مَا رَأَيْتُ -فِيْمَنْ رَأَيْتُ- أَكْثَر كُتُباً وَسَمَاعاً مِنْهُ، عَاجَلَه المَوْتُ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنْده: هُوَ أَحَدُ الحُفَّاظ، صَحِيْحُ النَّقلِ، يَفهَم الحَدِيْثَ وَيَحفظُه. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الحَافِظ: سَمِعْتُ مَسْعُوْدَ بن نَاصر السِّجْزِيّ يَقُوْلُ: أَشْهَدُ أَنَّ كُلَّ كتابٍ بَغْدَادِيٍّ عِنْد عَبْدِ الصَّمَدِ السَّلِيْطِيّ كُلُّهَا غارةٌ ونهبٌ مِنْ نَهبِ نَوْبَةِ البَسَاسِيرِي بِبَغْدَادَ، لاَ يُنْتَفَعُ بِهَا دُنْيَا وَلاَ دِيناً. قال أبو سعيد السَّمْعَانِيُّ: مَاتَ ظاهرٌ بِهَمَذَانَ, فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَهُوَ الَّذِي انتقَى لأَبِي محمد الجوهري بعض مجالسه.

التنكتي

4473- التُّنْكُتي 1: الشيخ الجليل العالم المحدث أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ، التُّركِي، الشَّاشِيُّ، التُّنْكُتِي. وَتُنْكُت: بلد مِنْ أَعْمَالِ الشَّاش. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَع مائَة. وَسَمِعَ عَلَى كِبَرٍ مِنْ أَبِي الحَسَنِ الطَّفَّال بِمِصْرَ، وَمِنْ أَبِي الحُسَيْنِ الفَارِسِيّ، وَابْن مَسْرُوْر بِنَيْسَابُوْرَ، وَمِنَ الخَطِيْب بِصُوْر، وَبِالإِسْكَنْدَرِيَّة مِنَ الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ المَعَافِرِيّ، وَبَالأَنْدَلُس مِنِ ابْنِ دِلْهَاث. وَجَاب النَّوَاحِي تَاجراً وَمُحَدِّثاً، وَكَثُرت أَمْوَالُه جِدّاً. رَوَى عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَعبدُ الخَالِق اليوسفِي، وَنَصْرُ بنِ نَصْرٍ العُكْبَرِيّ، وَطَاهِر بن مُفَوِّز. وَرَوَى "الصَّحِيح" بِالأَنْدَلُسِ، وَكَانَ دَيِّناً وَرِعاً وَقُوْراً رَئِيْساً متصدِّقاً. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وأربع مائة. رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 88"، واللباب لابن الأثير "1/ 224- 225"، والصلة لابن بشكوال "2/ 637"، والعبر "3/ 314".

الدبوسي، البرزبيني

الدبوسي، البَرْزَبِيني: 4474- الدَّبُوسي 1: العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافعيَة، أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ أبي يعلى المظفر بن حَمْزَة بن زَيْدٍ، العَلَوِيُّ، الحُسَيْنِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الدَّبوسِيُّ. وَدَبُوسِيَة: بَلَدٌ بَيْنَ بُخَارَى وَسَمَرْقَنْد. كَانَ فَقِيْهاً بَارِعاً، أَديباً أُصُوْليّاً، مُنَاظراً، مُدْرِكاً، حسنَ الأَخلاَق، سَمْحاً جَوَاداً. سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ القَنْطَرِي، وَأَبِي سهل أَحْمَدَ بن عَلِيٍّ الأَبِيْوَرْدِي، وَأَبِي مَسْعُوْدٍ البَجَلِيّ، وَعِدَّة. وَقَدِمَ بَغْدَاد لِتَدْرِيْس النَّظَامِيَة فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَدرَّس، وَأَملَى مَجَالِس. رَوَى عَنْهُ هِبَة اللهِ بن السَّقَطِيّ، وَأَبُو العِزِّ القَلاَنِسِي، وَعَبْد الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَعبد الرَّحْمَن بن الحَسَنِ الشَّرَّافِي. قَالَ السَّقَطِيُّ: أَبُو القَاسِمِ هُوَ إِمَامُ الشَّافعيَةِ، قرأ القرآن والفقه والحديث والأصول واللغة العربية، وَكَانَ فَطِناً فِي الاجْتِهَاد، وَلَهُ التَّوسعُ فِي الكَلاَمِ وَالفَصَاحَة فِي الجِدَال وَالخِصَام، أَقومُ النَّاسِ بِالمنَاظرَة، وَتحقيقِ الدّروس، وَكَانَ مُوَفَّقاً فِي الفَتْوَى. وَقَالَ فِي مَكَانٍ آخر: كَانَ المشَارَ إِلَيْهِ فِي المَذْهَب وَالخلاَف، وَمَعْرِفَة الغَرِيْب وَالبلاغَة، وَإِلَيه انْتَهَت رِئَاسَةُ الشَّافعيَة. تُوُفِّيَ: فِي العِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: لَمْ يَشِخْ كَثِيْراً، وَمَا وَقَعَ لِي حديثه عاليا. رحمه الله. 4475- البَرْزَبِيني 2: شَيْخُ الحنَابلَة، القَاضِي أَبُو عَلِيٍّ يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ سطورَا العُكبري، الحَنْبَلِيّ، تِلْمِيْذ القَاضِي أَبِي يَعْلَى. وَكَانَ صَاحِبَ فُنُوْنٍ، يَدْرِي الأُصُوْلَ وَالحَدِيْث وَالقُرْآن، تَفَقَّهَ بِهِ خلقٌ كَثِيْر، وَصَنَّفَ فِي المَذْهَب، وَمَا درس عَلَيْهِ أحدٌ إلَّا وتميز. تَفقَّهَ بِهِ أَبُو حَازِمٍ بنُ الفَرَّاءِ، وَأَجَازَ لِغَانِمِ بن خَلَفٍ، وَأَبِي نَصْرٍ الغَازِي. مَاتَ في شوال, سنة ست وثمانين وأربع مائة, في عشر الثمانين.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 275"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 50"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 129". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 147"، واللباب لابن الأثير "1/ 137"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 80".

نظام الملك

4476- نِظَام المُلْك ِ1: الوَزِيْر الكَبِيْر، نِظَام المُلْك، قِوَامُ الدِّين، أَبُو علي الحسن بن علي ابن إِسْحَاقَ الطُّوْسِيُّ، عَاقلٌ، سَائِسٌ، خَبِيرٌ، سَعِيْدٌ، مُتَدَيِّنٌ، مُحتَشمٌ، عَامِرُ المَجْلِس بِالقُرَّاء وَالفُقَهَاء. أَنشَأَ المدرسَة الكُبْرَى بِبَغْدَادَ، وَأُخْرَى بِنَيْسَابُوْرَ، وَأُخْرَى بِطُوْسَ، وَرغَّب فِي العِلْمِ، وَأَدرَّ عَلَى الطلبَة الصِّلاَت، وَأَملَى الحديث، وبَعُدَ صيته. وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ دَهَاقين بَيْهَقَ، فَنشَأَ وَقرَأَ نَحْواً، وَتعَانَى الكِتَابَة وَالدِّيْوَان، وَخدم بِغَزْنَةَ، وَتَنَقَّلَتْ بِهِ الأَحْوَالُ إِلَى أَنْ وَزَرَ لِلسُّلْطَانِ أَلب آرسلاَن، ثُمَّ لابْنِهِ مَلِكْشَاه، فَدبَّر مَمَالِكَه عَلَى أَتمِّ مَا يَنْبَغِي، وَخفف المظَالِمَ، وَرَفَقَ بِالرعَايَا، وَبَنَى الوُقُوْفَ، وَهَاجرت الكِبَارُ إِلَى جَنَابه، وَازدَادت رفعتُهُ، وَاسْتمرَّ عِشْرِيْنَ سَنَةً. سَمِعَ مِنَ القُشَيْرِيّ، وَأَبِي مُسْلِمٍ بن مِهْرَبْزُدَ، وَأَبِي حَامِد الأَزْهَرِيّ. رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بنُ طرادٍ الزَّيْنَبِيّ، وَنَصْرُ بنُ نَصْرٍ العُكبري، وَجَمَاعَة. وَكَانَ فِيْهِ خَيْرٌ وَتَقْوَى، وَمَيْلٌ إِلَى الصَّالِحِيْنَ، وَخُضوعٌ لِمَوعِظتهم، يُعْجِبُهُ مَنْ يُبَيِّنُ لَهُ عيوبَ نَفْسه، فَيَنكسِرُ وَيَبْكِي. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة، وَقُتِلَ صَائِماً فِي رَمَضَانَ، أَتَاهُ باطنِي فِي هيئَة صُوْفِي يُنَاوله قِصَّة، فَأَخَذَهَا مِنْهُ، فَضَرَبَه بِالسِّكينِ فِي فُؤَاده، فَتَلِفَ، وَقَتلُوا قَاتِلَه، وَذَلِكَ لَيْلَةَ جُمُعَةٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، بِقُرْبِ نُهَاوَنْدَ، وَكَانَ آخِرُ قَوْلِهِ: لاَ تَقتلُوا قَاتلِي، قَدْ عَفْوتُ، لاَ إِلَهَ إلَّا الله. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: قَدْ دَخَلَ نِظَامُ الْملك عَلَى المقتدي بالله، فَأَجْلَسَهُ، وَقَالَ لَهُ: يَا حَسنُ، رَضِيَ اللهُ عنك، كرضى أمير المؤمنين عنك.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "2/ 128"، والعبر "3/ 307"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 136"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 373".

وَللِنِّظَامِ سيرةٌ طَوِيْلَة فِي "تَارِيخ ابْن النَّجَّار"، وَكَانَ شَافِعياً أَشعرِيّاً. وَقِيْلَ: إِنَّ قتلَه كَانَ بتدبِيرِ السُّلْطَان، فَلَمْ يُمْهَلْ بَعْدَهُ إلَّا نَحْوُ شَهْرٍ. وَكَانَ النِّظَامُ قَدْ خَتَمَ وَلَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ، وَاشْتَغَل بِمَذْهَب الشَّافِعِيّ، وَسَارَ إِلَى غَزْنَة، فَصَارَ كَاتِباً نَجيباً، إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي الحسَاب، وَبَرَعَ فِي الإِنشَاء، وَكَانَ ذكيّاً، لبِيْباً، يَقظاً، كَامِلَ السُّؤْدُدِ. قِيْلَ: إِنَّهُ مَا جلس إلَّا عَلَى وُضوء، وَمَا تَوضَّأَ إلَّا تَنفَّل، وَيَصُوْمُ الاثْنَيْنَ وَالخَمِيْس، جدَّدَ عِمَارَة خُوَارِزْم، وَمشهدَ طُوْس، وَعَمِلَ بيمَارستَاناً، نَابه عَلَيْهِ خَمْسُوْنَ أَلْفَ دِيْنَار، وَبَنَى أَيْضاً بِمَرْوَ مدرسَةً، وَبِهرَاةَ مدرسَةً، وَبِبَلْخ مدرسَةً، وَبِالبَصْرَةِ مدرسَةً، وَبِأَصْبَهَانَ مدرسَةً، وَكَانَ حَليماً رزِيناً جَوَاداً، صَاحِبَ فتوَة وَاحتمَال وَمَعْرُوْف كَثِيْر إِلَى الغَايَة، وَيُبَالغ فِي الْخُضُوع لِلصَّالحين. وَقِيْلَ: كَانَ يَتَصَدَّق كُلَّ صبَاح بِمائَةِ دِيْنَارٍ. قَالَ ابْنُ عَقِيْلٍ: بَهَرَ العُقُوْلَ سيرَةُ النِّظَام جُوْداً وَكَرَماً وَعدلاً، وَإِحيَاءً لِمعَالِم الدِّين، كَانَتْ أَيَّامُهُ دَوْلَةَ أَهْل العِلْمِ، ثُمَّ خُتِمَ لَهُ بِالقَتل وَهُوَ مارٌّ إِلَى الحَجِّ فِي رَمَضَانَ، فَمَاتَ مَلِكاً فِي الدُّنْيَا، مَلِكاً فِي الآخِرَةِ، رَحِمَهُ الله.

عبدوس

4477- عَبْدُوس 1: ابن عبد الله بن محمد بن عبدوس الإِمَامُ الجَلِيْلُ المُتْقِنُ، شَيْخُ هَمَذَانَ، أَبُو الفَتْحِ الرُّوْذْبَارِيُّ، الفَارِسِيُّ، ثُمَّ الهَمَذَانِيُّ، أَكْبَرُ أَهْلِ هَمَذَانَ، وأعلامهم إِسْنَاداً. وُلِدَ فِي سَنَةِ خمسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. سَمِعَ: عَمَّ أَبِيْهِ عَلِيَّ بن عَبدوس، وَمُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ حَمْدُوَيْه صَاحِب أَبِي العَبَّاسِ الأَصَمّ، وَأَبَا طَاهِر الحُسَيْن بن سَلَمَةَ، وَالحُسَيْنَ بن مُحَمَّدِ بنِ مَنْجَوَيْه، وَمُحَمَّدَ بن عِيْسَى المُحتَسب، وَرَافِعَ بن مُحَمَّدٍ القَاضِي، وَعِدَّة. وَلَهُ إجازةٌ صَحِيْحَة مِنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ لاَلَ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ السُّلَمِيّ، وَشيخِ الْحرم أَبِي الحسن بن جهضم.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 329"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 395"، ووقع عنده عبدوس بن عبيد الله وهو تصحيف.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الطُّيورِي، وَإِسْمَاعِيْل بن السَّمَرْقَنْدي، وَمُحَمَّد بن بُنَيْمَان الهَمَذَانِيّ، وَأَبُو زُرْعَةَ المَقْدِسِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَأَجَازَ لأَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيّ. قَالَ شِيْرَوَيْه: سَمِعْتُ مِنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً مُتْقِناً فَاضِلاً ذَا حِشْمَة وصيتٍ، حسنَ الخطِّ، حُلْوَ المنطِق، كُفَّ بَصَرُه وَأَصَمَّ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَسَمَاعُ القُدَمَاءِ مِنْهُ أَصَحُّ إِلَى سَنَةِ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ، وَمَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَغَسَّلْتُه. قَالَ ابْنُ طَاهِر: دَخَلتُ هَمَذَان بَعْد رُجُوْعِي مِنَ الرَّيِّ بِأَوْلاَدِي، وَكُنْتُ أَسْمَع أَنَّ "سُنَن النَّسَائِيّ" يَرْوِيْهِ عَبدوس، فَقصدتُه، فَأَخْرَجَ إِلَيَّ الكِتَابَ، وَفِيْهِ السَّمَاع ملحقٌ طريٌّ بِخطِّه، فَلَمْ أَقرَأْه، وَبعد مُدَّةٍ خَرَجتُ بِابْنِي أَبِي زُرْعَةَ إِلَى الدُّونِي، فَقَرَأْتُ لَهُ الكِتَابَ عليه.

السيبي

4478- السِّيبي 1: الإِمَامُ المُقْرِئُ المعمَّر الكَبِيْرُ أَبُو القَاسِمِ يَحْيَى بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ السِّيبِيُّ القَصْرِي. قَالَ لِجَمَاعَةٍ: وُلِدَتُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بقَصْر ابْن هُبَيْرَةَ. وَتَلاَ عَلَى الحمَّامِي. وَسَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْتِ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن بِشْرَان، وَأَبَا الفَضْل عبدَ الوَاحِد التَّمِيْمِيّ، وَابْنَ الفَضْلِ القَطَّان. وَلَوْ سَمِعَ فِي الصِّغر، لَلَحِقَ أَصْحَابَ البَغَوِيّ، وَكَانَ مُجَوِّداً مُحقِّقاً، قَرَأَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ الحمَّامِي، وَخَتَم عَلَيْهِ خلق. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: رَحل النَّاسُ إِلَيْهِ مِنَ الآفَاق، وَأَكْثَرُوا عَنْهُ، وَكَانَ خَيِّراً صَالِحاً، ثِقَةً ثَبْتاً، رَوَى لَنَا عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَأَبُو البَرَكَات الأَنْمَاطِيّ، وَعبدُ الخَالِق اليُوسفِي، وَأَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ الغَازِي. وَقَالَ ابْنُ سُكَّرَة: كَانَ صَالِحاً مُسِنّاً عَفِيْفاً، كَانَ يَتَعَمَّمُ بِالسَّوَادِ. قَالَ ابْنُ نَاصر: مَاتَ فِي الخَامِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْع الآخِرِ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: فَقِيْهُ البَصْرَة أَبُو يَعْلَى العَبْدِيُّ، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسمار الأَصْبَهَانِيّ، وَعبدوسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدٍ الفَارِسِيّ بِهَمَذَان، وَالفَقِيْه نَصْرٌ المَقْدِسِيّ بِدِمَشْقَ. وَفِيْهَا فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ اجْتَمَعت السِّتَّةُ: الشَّمْسُ، وَالقَمَرُ، وَالزُّهرَةُ، وَالمَرِّيخُ، وَعُطَارِدُ، وَالمُشترِي، فِي بُرجِ الْحُوت، وَزَعَمُوا أَنَّهُم لَمْ يَسْمَعُوا باجتمَاعهِم فِي بُرجٍ فِي هَذِهِ الأَزْمِنَة، ثُمَّ فَسَّرُوا بِأَنَّهُ يَكُوْن غرق عظيم، فكانت المياه قليلة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 216"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 105"، والعبر "3/ 330"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 161"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 396" ووقع عنه [السبتي] خلافًا لجميع من ترجم له، وهو تصحيف، وما أكثر التصحيفات في شذرات الذهب. ط. دار الفكر.

تاج الملك، النعالي

تاج الملك، النعالي: 4479- تاج المُلْك 1: الوَزِيْرُ أَبُو الغَنَائِمِ، مَرْزُبَان بن خُسْرو بن دَارست. كَانَ كَاتِباً لِلأَمِيْرِ سَرهنك، فَمَاتَ مخدومُهُ، فَصَادره نِظَامُ الْملك، وَقَالَ: عِنْدَكَ لِمخدومِكَ أَلفُ أَلفِ دِيْنَار، فَقَالَ: إِذَا قِيْلَ هَذَا عَنِّي، فَمَا يُقَال فِيْمَنْ خَدَم سُلْطَانَيْنِ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً?! وَلَكِنْ أَنَا القَائِمُ بِمَا يُطْلَبُ مِنِّي، وَحُمِلَ إلى خزانة السلطان ألفي دِيْنَار، فَعَظُمَ بِذَلِكَ عِنْدَهُ، وَقَرَّبَه، فَتَأَلَّمَ النِّظَام، وَبَقِيَ يُعظِّم النِّظَام صُوْرَةً، وَيَحُطُّ عَلَيْهِ باطِناً، فلما قتل النَّظَامُ، وَزَرَ هَذَا لِمَلِكْشَاه، ثُمَّ لابْنِهِ مَحْمُوْد، وَجَرَتْ حروبٌ عَلَى المُلك، فَأُسِرَ مَرْزُبَان، فَشَدَّ عَلَيْهِ غِلْمَانُ النِّظَام، فَقَتَلُوْهُ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ، وَكَانَتْ أَيَّامُه أَرْبَعَة أَشْهُرٍ، وَكَانَ يَتَعَبَّدُ ويصوم، رحمه الله. 4480- النِّعَالي ّ2: الشَّيْخُ المُعَمَّر، مُسْنِدُ العِرَاق، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ، النِّعَالِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الحَمَّامِي، الحَافِظ، يَعْنِي يَحفظُ ثِيَاب الحَمَّام وَغلَّتَه. أَسْمَعَهُ جدُّه مِنْ أَبِي عُمَرَ بن مَهْدِيٍّ، وَأَبِي سَعْدٍ المَالِيْنِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ مُحَمَّد بن عُبيد الله الحِنَّائِي، وَأَبِي سَهل مَحْمُوْد العُكْبَرِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ المُنْذِرِ القَاضِي، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نَاصر، وَهِبَةُ اللهِ بن الحَسَنِ الدَّقَّاق، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ الصَّابِي، وَعَبْدُ اللهِ بن مَنْصُوْرٍ المَوْصِلِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّي، والمبارك بن المبارك السمسار، ويحيى

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 131". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 115"، والعبر "3/ 336"، ولسان الميزان "2/ 268"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 399".

ابن ثابت البقال، ومحمد بن علي بن العَلاَّف، وَصَالِح ابْن الرِّخْلَة، وَأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَد بن محمد بن الرحبي، وَأَحْمَد بن المُقرَّب، وَعَبْدُ اللهِ الطَّامَذِي، وَكَمَالُ بِنْتُ المُحَدِّث عَبْدِ اللهِ بنِ السَّمَرْقَنْدي، وَتَركنَازُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بنِ الدَّامغَانِي، وَشُهْدَة بِنْت الإِبَرِي، وَنَفِيسَة البَزَّازَة، وَتَجَنِّي الوَهْبَانِيَّة، وعددٌ كَثِيْر. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة: هُوَ رَجُلٌ أميٌّ، لَهُ سَمَاع صحيحٌ عَالٍ، وَكَانَ فَقيراً عَفِيْفاً، مِنْ بَيْتِ علمٍ، يَخْدُمُ حَمَّاماً فِي الكَرْخِ، حَدَّثَنَا عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ رِزْقويه. قُلْتُ: وَيَرْوِي أَيْضاً عَنْ أَبِي الحُسَيْنِ بن بِشْرَان، وَأَبِي الحَسَنِ الحَمَّامِي. قَالَ شُجَاعٌ الذُّهْلِيّ: هُوَ صَحِيْحُ السَّمَاع، خالٍ مِنَ العِلْمِ وَالفَهم، سَمِعْتُ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو عَامِرٍ العَبْدَرِي: هُوَ عَامِيٌّ أُمِّيٌّ رَافِضِيٌّ، لاَ يَحلُّ أَنْ يُحْمَلَ عنه حرف، ولا يَدْرِي مَا يُقرَأ عَلَيْهِ. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلتُ إِسْمَاعِيْلَ الحَافِظَ بِأَصْبَهَانَ، فَقَالَ: هُوَ مِنْ أَوْلاَدِ المُحَدِّثِيْنَ، سَمِعَ الكَثِيْر، وَسَأَلتُ إِبْرَاهِيْمَ بن سُلَيْمَانَ عَنْهُ، فَقَالَ: لاَ أُحَدِّثُ عَنْهُ، كَانَ لاَ يَعرف مَا يُقرَأُ عَلَيْهِ. وَسَمِعْتُ عَبْدَ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ يَقُوْلُ: دَلَّنَا عَلَيْهِ أَبُو الغَنَائِمِ بنُ أَبِي عُثْمَانَ، فَمَضينَا إِلَيْهِ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ جُزْءاً فيه اسمه، وسألته: هل عندك شَيْء مِنَ الأُصُوْل? فَقَالَ: كَانَ عِنْدِي شِدَّة بِعتُهَا لأَبِي الحُسَيْن بن الطُّيورِي، مَا أَدْرِي مَا فِيْهَا، فَمَضَينَا إِلَى ابْنِ الطُّيورِي، فَأَخْرَجَهَا فِيْهَا سَمَاعُهُ مِنَ المَالِيْنِيّ وَغَيْرِهِ، فَقَرَأْنَاهَا عَلَيْهِ. قُلْتُ: مَاتَ الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ هَذَا فِي صفرٍ سَنَةَ ثلاثٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ عَنْ أَرْجَحَ مِنْ تِسْعِيْنَ سَنَةً، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ السِّلَفِيّ بِالإِجَازَةِ، وَوَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ جماعة أجزاء.

الذكواني

4481- الذَّكواني 1: الصَّدُوْق، المُكْثِر، أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرحمن بن الشَّيْخ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَلِيٍّ الهَمَذَانِيّ، الذَّكْوَانِي، الأَصْبَهَانِيّ، صَاحِبُ أُصُوْل، وَاسِعُ الرِّوَايَة. سَمِعَ مِنِ: ابنِ مَيْلَةَ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ مَرْدَوَيْه، وَالمَالِيْنِيّ، وَجدِّه، وَعُثْمَان البُرجِي، وَخَلْقٍ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَتُوُفِّيَ فِي يَوْم عَرَفَةَ, سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: خلقٌ، مِنْهُم: عَبدُ الجَلِيْل بن محمد كوتاه، والحافظ إِسْمَاعِيْل التَّيْمِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ الغَازِي، وَكَانَ صَدُوْقاً جَلِيْلاً نَبِيلاً، وَعِنْدَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ، وَعُثْمَان بن أحمد البرجي.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 15"، والعبر "3/ 304- 305"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 371".

الوركي

4482- الوَرْكِي ّ1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ الصَّالِحُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ الدُّنْيَا, أبو محمد عبد الواحد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ القُرَشِيُّ، الزُّبَيْرِيُّ، البُخَارِيُّ، الوَرْكِيُّ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: عُمّر الوَرْكِيُّ مائَةً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وَبَيْنَ كِتَابَتِهِ لِلإِمْلاَء عَنْ أَبِي ذرٍّ عَمَّارِ بن مُحَمَّد، صَاحِب يَحْيَى بن صَاعِد، وَبَيْنَ مَوْته مائَةُ سَنَةٍ وَعشرُ سِنِيْنَ. رَحل النَّاسُ إِلَيْهِ مِنَ الأَقطَار. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي ذرٍّ المَذْكُور، وَإِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدِ بنِ يَزْدَاد الرَّازِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن حُسَيْنٍ البُخَارِيّ، وَإِسْحَاق بن حَمْدَان المُهَلَّبِيّ، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ الجُورِي. حَدَّثَ عَنْهُ: جماعةٌ ذكرهُم السَّمْعَانِيّ، وَقَالَ: قَبْره بِوَرْكَى عَلَى فَرْسَخين مِنْ بُخَارَى، زُرتُ قَبْره. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: عُثْمَان بن عَلِيٍّ البِيْكَنْدِيّ، وَأَبُو العَطَاء أَحْمَدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ الحَمَّامِي، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ عُثْمَانَ البَزْدَوِي، وَأَخُوْهُ عُمَرُ الصَّابونِيّ، وَمُحَمَّد بن نَاصِر السَّرْخَسيّ، وَمَحْمُوْدُ بن أَبِي القَاسِمِ الطُّوْسِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: هُوَ فَقِيْهٌ إِمَامٌ زَاهِدٌ، مَاتَ فِي سَنَةِ خمسٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ قِرَاءةً، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عبد الكَرِيْم المَرْوَزِيّ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ عبدُ الوَاحِد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ سنَةِ أربعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ الفَارِسِيّ إِمْلاَءً سَنَة ستٍّ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الزُّبَيْرِ القُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ الحُبَابِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بن صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، سَمِعَ عَمْرَو بنَ الحَمِقِ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيراً عَسَلَهُ"، فَقِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، وَمَا عَسَلَهُ? قَالَ: "فَتَحَ لَهُ عَمَلاً صَالِحاً بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ حتى يرضى عنه من حوله" 2.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 342"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 402- 403". 2 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 224"، والبزار "2155"، والحاكم "1/ 340"، من طرق عن زيد بن الحباب، به.

ابن خيرون

4483- ابن خَيْرُون 1: الإِمَامُ العَالِمُ الحَافِظُ المُسْنِدُ الحُجَّةُ، أَبُو الفَضْلِ أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون البغدادي المُقْرِئُ ابْنُ البَاقِلاَّنِي. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُتَيَّم، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ المَحَامِلِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ رَزْقُوَيْه، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بِشْرَانَ، وَأَبُو نَصْرٍ حَسنُوْنُ النَّرْسِيّ، وَمُحَمَّد بن فَارِس الغُورِي، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بن أَبَانٍ النَّصِيْبِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بن عَبَّاسٍ، وَأَبُو سَهْلٍ مَحْمُوْدُ بنُ عُمَرَ العُكْبَرِيّ، وَالقَاضِي أَبُو إِسْحَاقَ البَاقَرْحِي، وَجَمَاعَة. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ بنِ شَاذَانَ، وَأَبِي بَكْرٍ البَرْقَانِيّ، وَعُثْمَان بن دُوسْت العَلاَّف، وَأَبِي القَاسِمِ الحُرْفي، وَأَحْمَدَ بن عَبْدِ اللهِ بن المَحَامِلِيِّ، وَعَبْدِ الْملك بن بِشْرَان، وَأَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بنِ عبدِ الوَاحِد، وَالحَسَن بن مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَخَلْقٍ، وَيَنْزِلُ إِلَى أَصْحَاب المُخَلِّص، وَنَحْوِهِ، وَتَفَرَّد بِأَشيَاء وَبإِجَازَات. حَدَّثَ عَنْهُ: شَيْخُهُ؛ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة، وَأَبُو عَامِرٍ العَبْدَرِي، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَإِسْمَاعِيْلُ بن مُحَمَّدٍ الطَّلْحِي الحَافِظ، وَأَبُو بَكْرٍ قَاضِي المَارستَان، وَإِسْمَاعِيْلُ بن أَبِي سَعْدٍ الصُّوْفِيّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّي، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. ذكره أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، فَقَالَ: ثِقَةٌ عدلٌ مُتْقِنٌ، وَاسِعُ الرِّوَايَة، كتب بِخَطِّهِ الكَثِيْرَ، وَكَانَ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ، سَمِعْتُ أَبَا منصور بن خيرون يَقُوْلُ: كتب عمِّي أَبُو الفَضْلِ عَنِ ابْنِ شَاذَانَ أَلفَ جزءٍ، وَسَمِعْتُ عَبْدَ الوهَّاب الأَنْمَاطِيّ يَقُوْلُ: مَا رُئِيَ مِثْلُ أَبِي الفَضْلِ بنِ خيرون،

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 87"، وميزان الاعتدال "1/ 92"، ولسان الميزان "1/ 155"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 383".

لَوْ ذكرت لَهُ كتبه وَأَجزَاءَهُ الَّتِي سَمِعَهَا، يَقُوْلُ لَكَ عَمَّنْ سَمِعَ، وَبأَيِّ طَرِيْقٍ سَمِعَ، وَكَانَ يَذْكُرُ الشَّيْخَ وَمَا يَرْوِيْهِ، وَمَا يَنْفَرِدُ بِهِ. قَالَ أَبُو مَنْصُوْرٍ: كَتَبُوا مرَّةً لِعمِّي: الحَافِظ، فَغَضِبَ، وَضربَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: قرَأنَا حَتَّى يُكتب لِي الحَافِظ?! قُلْتُ: وَتَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الوَاسِطِيّ، وَعَلِيِّ بنِ طَلْحَةَ قرَأَ عَلَيْهِ ابْنُ أَخِيْهِ أَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ خَيْرُوْنَ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ سُكَّرَة الصَّدَفِيّ، وَكَانَ يُقَالُ فِي ذَلِكَ الزَّمَان: هُوَ كَيَحْيَى بن مَعِيْنٍ فِي زَمَانِهِ، إِشَارَةً إِلَى تَزكيته لِمَشَايِخ وَقته، وَتَبيين جَرْحِهِم، وَكَانَ يُنْصِف. قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ وَقْتِهِ. وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيْهِ ابْنُ طَاهِر بكلاَم زَيْفٍ، فَذَكَر أَنَّهُ كَانَ يُلْحِقُ بِخطِّه أَشيَاء فِي "تَارِيخ الخَطِيْب". قُلْتُ: ماذا بِإِلحَاق، بَلْ هُوَ حَوَاشٍ، وَقَدْ كَانَ شَيْخُهُ الخَطِيْبُ أَذِنَ لَهُ فِي مِثْل ذَلِكَ، وَخَطُّهُ، فَمَشْهُوْر بَيِّن، لاَ يَلتَبِسُ بِغَيْره. مَاتَ: فِي رَجَب سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً وَشهرٌ. وَمَاتَ مَعَهُ: شَيْخُ العِرَاق أَبُو مُحَمَّدٍ رِزْق الله بن عَبْدِ الوَهَّابِ التَّمِيْمِيّ، وَشَيْخُ المُعْتَزِلَةِ المُفَسِّرُ أَبُو يُوْسُفَ عَبْد السَّلاَمِ القَزْوِيْنِيّ، وَطَائِفَة، ذكرتُهُم فِي "التَّذكرَة" وغيرها. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ خَيْرُوْنَ، أَخْبَرَنَا عبد الملك ابن مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ خُزَيْمَة، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُوْلُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "لَوْ أَنَّ لابْنِ آدَمَ وَادِياً مِنْ مَالٍ، لأَحَبَّ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ إِلَيْهِ مِثْلُهُ، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إلَّا التُّرَابُ، وَاللهُ يَتُوْبُ عَلَى مَنْ تَابَ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلاَ أَدْرِي أَمِنَ القُرْآن هُوَ أُمْ لاَ؟ 1 رَوَاهُ مسلم عن زهير، عن حجاج.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 370"، والبخاري "6436" و "6437"، ومسلم "1049"، وأبو يعلى "2573"، وأبو الشيخ في "الأمثال" "77"، والطبراني "11423" والبيهقي "3/ 368"، والبغوي "4090" من طرق عن ابن جريج، به.

الطبقة السادسة والعشرون

الطبقة السادسة والعشرون: 4484- ابن الخاضبِة 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ الحَافِظُ، الصَّادِق القُدْوَةُ، بَرَكَةُ المُحَدِّثِيْنَ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ البَاقِي بنِ مَنْصُوْرٍ البَغْدَادِيّ الدَّقَّاق، عُرِفَ بِابْنِ الخَاضِبَةِ. أَخْبَرَنَا المِقْدَادُ بنُ أَبِي القَاسِمِ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو البَقَاءِ النَّحْوِيّ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عبد البَاقِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُهتدي بِاللهِ، حَدَّثَنَا عُبيدُ الله بن مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن فِي الجَنَّةِ بَاباً يُقَالَ لَهُ: الرِّيَّانُ، يَدْخُلُهُ الصَّائِمُوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مَعَهُم أَحَدٌ غَيْرُهُم، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُم أُغْلِقَ" 2. أَخْرَجَهُ البُخَارِيّ عَنْ خَالِد، وَمُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، فَوَافَقْنَاهُمَا. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ مُؤَدِّبه أَبِي طَالِبٍ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الدَّلوِ فِي سَنَةِ ستٍّ وَأَرْبَعِيْنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّوَيْه، فَهَذَا أَقدمُ شيخٍ لَهُ، وَأَخَذَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ بن المُسْلمَة، وَعبد الرَّحِيْم بن أَحْمَدَ البُخَارِيّ الحَافِظ، وَالحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ بنِ ثَابِتٍ الخطيب، وأبي محمد ابن هَزَارْمَرْدَ الصَّرِيفِيْنِي، وَأَبِي الحُسَيْنِ بن النَّقُّوْرِ، وَإِمَام جَامِع دِمَشْق عبدِ الصَّمدِ بن تَمِيم، وَأَبِي الحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي _ صَادَفَهُ بِبَيْتِ المَقْدِس _ وَأَبِي الغَنَائِم مُحَمَّد بن الغَرَّاء، وخلقٍ مِنْ طَبَقَتهِم، وَبعدهِم. وَقرَأَ لِلنَّاسِ الكَثِيْرَ، هُوَ كَانَ مُقْرِئَ المُحَدِّثِيْنَ بِبَغْدَادَ، وَكَتَبَ، وَخَرَجَ، وَأَفَاد، وَهُوَ متوسطٌ فِي الفنِّ، مَعَ دِيَانَة مَتِينَة، وَتَعبُّدٍ وَفَصَاحَة، وَحُسنِ قِرَاءة. حَدَّثَ عَنْهُ: القَاضِي أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَةَ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ البطي، وجماعةيسيرة، فإنه توفي قبل أن ينفق مروياته.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 101"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "17/ 226- 230"، والعبر "3/ 325"، وميزان الاعتدال "3/ 465"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1044"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 393". 2 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "3/ 5- 6"، والبخاري "1896" و "3257"، ومسلم "1152"، والترمذي "765"، والنسائي "4/ 168"، وابن ماجه "1640"، وابن خزيمة "1902"، والبيهقي "4/ 305"، والبغوي "1708"، من طرق عن أبي حازم، به.

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدفِي: كَانَ أَبُو بَكْرٍ مَحْبُوباً إِلَى النَّاسِ كُلِّهم، فَاضِلاً, حَسَنَ الذِّكْرِ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَه عَلَى طَرِيقتِهِ، وَكَانَ لاَ يَأْتيه مُسْتعيرٌ كِتَاباً إلَّا أَعْطَاهُ أَوْ دلَّهُ عليه. وسمعت أبا الوَفَاء بن عَقِيْل الحَنْبَلِيّ الإِمَام يَقُوْلُ-: وَذَكَرَ شِدَّة إِصَابته بِمطَالبَةٍ طُوْلِبَ بِهَا، وَأَنَّهُ كَانَتْ لَهُ عِنْد ذَلِكَ خلوَاتٌ يَدعُو رَبّهُ فِيْهَا وَيُنَاجيه، فَقَرَأَ عَلَيَّ مُنَاجَاته يَقُوْلُ-: وَلَئِنْ قُلْتَ لِي يَا رَبِّ: هَلْ وَاليتَ فيَّ وَلِيّاً? أَقُوْل: نَعم يَا رَبِّ، أَبُو بَكْرٍ بنُ الخَاضِبَة، وَلَئِنْ قُلْتَ لِي: هَلْ عَادَيت فِيَّ عَدُوّاً? فَأَقُوْلُ: نَعم يَا رَبِّ. وَلَمْ يُسَمِّهِ. قَالَ: فَأَخْبَرتُ ابْنَ الخَاضبَة بِقَوْلِهِ، فَقَالَ: اغْترَّ الشَّيْخُ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: نسخ ابْنُ الخَاضبَة "صَحِيْح مُسْلِم" بِالأُجرَة سَبْعَ مَرَّاتٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ: مَا كَانَ فِي الدُّنْيَا أَحَدٌ أَحْسَنَ قِرَاءة لِلْحَدِيْثِ مِنِ ابْنِ الخَاضِبَة فِي وَقتِهِ، لَوْ سَمِعَ إنسانٌ بِقِرَاءته يَوْمَيْن، لَمَا مَلَّ. قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ أَبَا الكَرَمِ خَمِيْساً الحَوْزِي عَنِ ابْنِ الخَاضِبَة، فَقَالَ: كَانَ عَلاَّمَةً فِي الأَدَبِ، قُدْوَةً فِي الحَدِيْثِ، جَيِّدَ اللِّسَان، جَامِعاً لِخلاَلِ الخَيْرِ، مَا رَأَيْتُ بِبَغْدَادَ مِنْ أَهْلِهَا أَحْسَنَ قِرَاءةً لِلْحَدِيْثِ مِنْهُ، وَلاَ أَعْرفَ بِمَا يَقوله. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ ابْنُ الخَاضبَة وَرِعاً تَقيّاً، زَاهِداً ثِقَةً، مَحْبُوباً إِلَى النَّاسِ، رَوَى اليَسِيْر. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفصيحِي: مَا رَأَيْتُ فِي أَصْحَاب الحَدِيْث أَقومَ بِاللُّغَةِ مِنِ ابْنِ الخَاضِبَة. قَالَ السِّلَفِيّ: وَسَأَلتُ أَبَا عَامِرٍ العَبْدَرِي عَنِ ابْنِ الخَاضِبَة، فَقَالَ: كَانَ خَيْرَ موجودٍ فِي وَقته، وَكَانَ لاَ يَحفظ، إِنَّمَا يُعوِّل عَلَى الكُتُب. ابْنُ طَاهِر: سَمِعْتُ ابْنَ الخَاضِبَة، وَكُنْت ذكرتُ لَهُ أَن بَعْضَ الهَاشِمِييِّن حَدَّثَنِي بِأَصْبَهَانَ أَنَّ أَبَا الحُسَيْنِ بن الْمُهْتَدي بِاللهِ يَرَى الاعتزَال، فَقَالَ: لاَ أَدْرِي، لَكِن أَحكِي لَكَ: لَمَّا كَانَ سَنَة الْغَرق، وَقَعَت دَارِي عَلَى قُمَاشِي وَكُتُبِي، وَلَمْ يَكُنْ لِي شَيْء، وَعِنْدِي الأَمُّ، وَالزَّوْجَة وَالبَنَاتُ، فَكُنْتُ أَنسَخُ، وَأُنْفِقُ عليهِنَّ، فَأَعْرِفُ أَنَّنِي كَتَبتُ "صَحِيْح مُسْلِم" فِي تِلْكَ السّنَة سَبْعَ مراتٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي ليلةٍ مِنَ اللَّيَالِي، رَأَيْتُ القِيَامَةَ قَدْ قَامَت، ومنادٍ يُنَادِي: أَيْنَ ابْنُ الخَاضِبَة? فَأُحْضِرْتُ، فَقِيْلَ لِي: ادْخُلِ الجَنَّة، فَلَمَّا دَخَلتُ البَابَ، وَصرتُ مِنْ دَاخِل، اسْتَلقيتُ على قفاي، ووضعت إحدى رجلي على الأخرى، وَقُلْتُ: اسْتَرحتُ -وَاللهِ- مِنَ

النَّسخ، فَرفعتُ رَأْسِي، فَإِذَا بِبَغْلَة فِي يَدِ غلامٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ? قَالَ: لِلشَرِيْف أَبِي الحُسَيْنِ بن الغَرِيق، فَلَمَّا أَصْبَحتُ، نُعِيَ لَنَا الشريف، رحمه الله. أبو القاسم بن عَسَاكِرَ: سَمِعْتُ أَبَا الفَضْل مُحَمَّدَ بن مُحَمَّدِ بنِ عَطَّافٍ، يَحكِي أَنَّهُ طلع فِي بَعْضِ أَوْلاَد الرُّؤسَاء بِبَغْدَادَ إِصبعٌ زَائِدَة، فَاشتدَّ أَلَمُه لَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْن الخَاضِبَة، فَمَسَحَ عَلَيْهَا، وَقَالَ: أَمرُهَا يَسير، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل نَام وَانتبه، فَوَجَدهَا قَدْ سَقَطَتْ، أَوْ كَمَا قَالَ. قال ابْنُ عَسَاكِر: سَمِعَ ابْنُ الخَاضِبَة بِالقُدْس مِنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ البُخَارِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الدِّيْنَوَرِيّ، وَكَتَبَ الكَثِيْر، وَكَانَ مفِيدَ بَغْدَاد فِي وَقته، وَكَانَ صَالِحاً مُتَوَاضِعاً. مَاتَ ابْنُ الخَاضِبَة فِي ثَانِي رَبِيْع الأَوّل, سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُوْدَةٌ، وَخُتِمَ عَلَى قَبْرِهِ عِدَّةُ خَتمَات. أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُقْرِئ، أَخْبَرَنَا عبدُ اللطيف الطبري، أخبرنامحمد بنُ البَطِّيِّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبد البَاقِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الفَوَارس، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ الهَرَوِيّ الصَّفَّار، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الشِّبلِي، فَسَأَلَهُ بَعْضُ المُتصَوِّفَة: الرَّجُل يَسْمَعُ قَوْلاً لاَ يَفهمُهُ، فَيَتوَاجد عَلَيْهِ، فَأَنشَأَ يَقُوْلُ: ربَّ وَرْقَاءَ هتوفٍ فِي الضُّحَى ... ذَاتِ شَجْوٍ صَدَحَتْ فِي فَنَنِ فَبُكَائِي رُبَّمَا أَرَّقَهَا ... وَبُكَاهَا رُبَّمَا أَرَّقَنِي وَلَقَدْ أَشْكُو فَمَا أُفْهِمُهَا ... وَلَقَدْ تَشْكُو فَمَا تُفْهِمُنِي غَيْرَ أَنِّي بِالجَوَى أَعْرِفُهَا ... وَهِيَ أيضًا بالجوى تعرفني وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ البَاقِلاَّنِي، وَالمُقْرِئ أَحْمَد بن عُمَرَ بنِ الأَشْعَثِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّرَّاج، وَالمُحَدِّثُ عَبْد اللهِ بن يُوْسُفَ الجُرْجَانِيّ، وَالمُحَدِّثُ عبدُ المُحسن بن مُحَمَّدٍ الشِّيحِي، وَأَبُو مَرْوَانَ عَبْد الْملك بن سِرَاج لُغوِيُّ زَمَانِهِ بِالأَنْدَلُسِ، وَمُسْنِدُ الوَقْت القَاسِم بن الفَضْلِ الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العُمَيْرِيُّ الزَّاهِدُ، وَأَبُو المُظَفَّرِ مَنْصُوْر بن مُحَمَّدٍ السَّمْعَانِيّ.

أبو المظفر السمعاني

4485- أبو المظفَّر السَّمْعَاني 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، مُفْتِي خُرَاسَان، شَيْخُ الشَّافعيَة، أَبُو المُظَفَّرِ مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بن أَحْمَدَ التَّمِيْمِيّ، السَّمْعَانِيُّ، المَرْوَزِيّ، الحَنَفِيُّ كَانَ، ثُمَّ الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ستٍّ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا غَانم أَحْمَد بن عَلِيٍّ الكُراعي، وأبا بكر بن عبد الصمد التُّرَابِيَّ، وَطَائِفَةً بِمَرْوَ، وَعبدَ الصَّمد بنَ المَأْمُوْنِ، وَطَبَقَته بِبَغْدَادَ، وَأَبَا صالحٍ المُؤَذِّنَ، وَنَحْوَهُ بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبَا عليٍّ الشَّافِعِيَّ، وَأَبَا القَاسِمِ الزنجَانِيَّ بِمَكَّةَ، وَأَكْبَرُ شيخٍ لَهُ الكُرَاعِيُّ، وَبَرَعَ فِي مَذْهَب أَبِي حَنِيْفَةَ عَلَى وَالِدِهِ العَلاَّمَة أَبِي مَنْصُوْرٍ السَّمْعَانِيّ، وَبَرَّزَ عَلَى الأَقرَان. رَوَى عَنْهُ: أَوْلاَدُهُ، وَعُمَر بن مُحَمَّدٍ السَّرْخَسيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَاشَانِي، وَمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ السِّنْجِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ الغَازِي، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ، وخلقٌ كَثِيْرٌ. حَجَّ عَلَى البرِيَّة أَيَّامَ انْقَطَع الرَّكْبُ، فَأُخِذَ هُوَ وجماعةٌ، فَصَبَرَ إِلَى أَنْ خلَّصَهُ الله مِنَ الأَعرَاب، وَحَجَّ وَصَحِبَ الزَّنْجَانِي. كَانَ يَقُوْلُ: أَسَرونَا، فَكُنْتُ أَرْعَى جِمَالَهُم، فَاتَّفَقَ أَنَّ أَمِيْرَهُم أَرَادَ أَنْ يُزَوِّج بِنْته، فَقَالُوا: نَحتَاجُ أَن نَرحلَ إِلَى الحَضَر لأَجْل مَنْ يَعْقِدُ لَنَا. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَّا: هَذَا الَّذِي يَرْعَى جِمَالَكُم فَقِيْهُ خُرَاسَان، فَسَأَلونِي عَنْ أَشيَاءَ، فَأَجبتُهُم، وَكلمتُهُم بِالعَرَبِيَّة، فَخَجِلُوا وَاعتَذَرُوا، فَعقدتُ لَهُم العَقْدَ، وَقُلْتُ الخُطبَةَ، فَفَرِحُوا، وَسَأَلونِي أَنْ أَقْبَلَ مِنْهُم شَيْئاً، فَامتنعتُ، فَحملونِي إِلَى مَكَّةَ وَسَط العَام. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ فِي "تَارِيْخِهِ": هُوَ وَحِيدُ عصره فِي وَقته فَضْلاً وَطرِيقَةً، وَزُهْداً وَوَرِعاً، مِنْ بَيْتِ العِلْم وَالزُّهْد، تَفَقَّهَ بِأَبِيْهِ، وَصَارَ مِنْ فُحُوْل أَهْلِ النَّظَر، وَأَخَذَ يُطَالِعُ كتبَ الحَدِيْث، وَحَجَّ وَرَجَعَ، وَتركَ طرِيقَتَه الَّتِي نَاظَرَ عَلَيْهَا ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وَتَحَوَّلَ شَافِعيّاً، وَأَظْهَرَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ ثمانٍ وَسِتِّيْنَ، فَاضْطَرَب أَهْلُ مَرْو، وَتَشَوَّشَ العَوَامُّ، حَتَّى وَردت الكُتُب مِنَ الأَمِيْرِ بِبَلْخَ، فِي شَأْنه وَالتَّشدِيْدِ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ مِنْ مَرْوَ، وَرَافقه ذُو المَجْدَيْنِ أَبُو القَاسِمِ المُوسَوِي، وَطَائِفَةٌ مِنَ الأَصْحَاب وَفِي خِدمته عِدَّةٌ مِنَ الفُقَهَاء، فَصَارَ إِلَى طُوْس، وَقَصَدَ نَيْسَابُوْرَ، فَاسْتقبله الأَصْحَابُ اسْتِقبالاً عَظِيْماً أَيَّامَ نِظَام المُلك، وَعَمِيد الحضرَة أبي سعد، فأكرموه، وأنزل في عزٍّ

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 139"، واللباب لابن الأثير "2/ 138- 139"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 102"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 211"، والعبر "3/ 326"، وطبقات الشافعية للسبكي "5/ 335"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 160"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 393".

وَحِشْمَةٍ، وَعُقِدَ لَهُ مَجْلِسُ التَّذكير فِي مَدرسَةِ الشَّافعيَّة، وَكَانَ بَحْراً فِي الوعظِ، حَافِظاً، فَظَهَرَ لَهُ القَبُولُ، وَاسْتَحكمَ أَمرُه فِي مَذْهَب الشَّافِعِيِّ، ثُمَّ عَادَ إِلَى مَرْوَ، وَدَرَّس بِهَا فِي مَدرسَةِ الشَّافعيَة، وَقَدَّمه النِّظَام عَلَى أَقرَانِهِ، وَظَهر لَهُ الأَصْحَابُ، وَخَرَجَ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَهُوَ فِي ارْتقَاء. صَنَّفَ كِتَاب "الاصْطِلاَم"، وَكِتَاب "البُرْهَان"، وَلَهُ "الأَمَالِي" فِي الحَدِيْثِ، تَعصب لأَهْل الحَدِيْث وَالسُّنَّة وَالجَمَاعَة، وَكَانَ شَوكاً فِي أَعْيُن المُخَالفِيْن، وَحُجَّةً لأَهْلِ السّنَّة. وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ: صَنَّف جَدِّي التفسير، وفي الفقه والأصول وَالحَدِيْث، وَ "تَفْسِيْرُهُ" ثَلاَثُ مُجلَّدَات، وَلَهُ "الاِصطِلامُ" الَّذِي شَاع فِي الأَقطَار، وَكِتَاب "القَوَاطع" فِي أُصُوْل الفِقْه، وَلَهُ كِتَاب "الانتصَار بِالأَثر" فِي الرَّدِّ عَلَى المُخَالفِيْن، وَكِتَاب "المِنْهَاج لأَهْل السُّنَّة"، وَكِتَاب "القَدَر"، وَأَملَى تِسْعِيْنَ مَجْلِساً. سَمِعْتُ مَنْ يَحكِي عَنْ رفِيق جَدِّي فِي الحَجِّ حُسَيْن بن حَسَنٍ، قَالَ: اكتَرَينَا حِمَاراً، رَكبه الإِمَامُ أَبُو المُظَفَّرِ إِلَى خَرَق، وَبَينهَا وَبَيْنَ مَرْو ثَلاَثَةُ فَرَاسخ، فَنَزَلنَا، وَقُلْتُ: مَا مَعَنَا إلَّا إِبرِيق خَزف، فَلَو اشتَرَينَا آخرَ? فَأَخْرَجَ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، وَقَالَ: يَا حُسَيْن، لَيْسَ مَعِي إلَّا هَذِهِ، خُذْ وَاشتَرِ، وَلاَ تَطْلُبْ بَعْدهَا مِنِّي شَيْئاً. قَالَ: فَخَرَجْنَا عَلَى التَّجرِيْد، وَفتح اللهُ لَنَا. وَسَمِعْتُ شَهْردَار بنَ شِيْرَوَيْه، سَمِعْتُ مَنْصُوْرَ بن أَحْمَدَ، وَسَأَلَهُ أَبِي، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا المُظَفَّر السَّمْعَانِيّ يَقُوْلُ: كُنْتُ حَنفِيّاً، فَبدَا لِي، وَحججتُ، فَلَمَّا بلغتُ سَمِيْرَاء، رَأَيْتُ رَبَّ العِزَّةِ فِي المَنَامِ، فَقَالَ لِي: عُدْ إِلَيْنَا يَا أَبَا المُظَفَّر، فَانْتبهتُ، وَعلمتُ أَنَّهُ يُرِيْد مَذْهَبَ الشافعي، فرجعت إليه. وَقَالَ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ الحَاجِي: خَرَجتُ مَعَ أَبِي المُظَفَّر إِلَى الحَجِّ، فَكُلَّمَا دخلنَا بَلَدَةً، نَزل عَلَى الصُّوْفِيَّة، وَطَلَبَ الحَدِيْثَ، وَلَمْ يَزَلْ يَقُوْلُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لِيَ الحَقَّ، فَلَمَّا دَخلنَا مَكَّةَ، نَزلَ عَلَى أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بن أَسَدٍ، وَصَحِبَ سَعْداً الزَّنْجَانِي حَتَّى صَارَ مُحَدِّثاً. وَقَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي جَعْفَرٍ الهَمَذَانِيِّ الحَافِظ: سَمِعْتُ أَبَا المُظَفَّر السَّمْعَانِيّ يَقُوْلُ: كُنْتُ فِي الطَّوَاف، فَوصلتُ إِلَى المُلْتَزَمِ، وَإِذَا بِرَجُل قَدْ أَخَذَ بردَائِي، فَإِذَا الإِمَامُ سعدٌ، فَتبسَّمتُ، فَقَالَ: أَمَّا تَرَى أَيْنَ أَنْتَ?! هَذَا مقَامُ الأَنْبِيَاء وَالأَوليَاء، ثُمَّ رفع طَرْفَه إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ كَمَا سُقْتَهُ إِلَى أَعزِّ مَكَان، فَأَعْطِهِ أَشْرَف عزٍّ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَزَمَانٍ، ثُمَّ ضَحِكَ إِلَيَّ، وَقَالَ: لاَ تُخَالِفْنِي فِي سِرِّكَ، وَارفَعْ يَديك مَعِي إِلَى رَبِّك، وَلاَ تَقُوْلنَّ البَتَّةَ شَيْئاً، وَاجمعْ لِي هِمَّتَك حَتَّى أَدعُوَ لَكَ، وَأَمِّنْ أَنْتَ، وَلاَ يُخَالِفْنِي عَهدُكَ القَدِيْمُ، فَبَكَيْتُ، وَرفعتُ مَعَهُ يَديَّ، وَحرَّك شَفَتَيْه، وَأَمَّنتُ، ثُمَّ قَالَ: مُرَّ فِي حِفْظِ الله، فَقَدْ أُجيبَ فِيك صَالِحُ دُعَاءِ الأُمَّة، فَمضيتُ وَمَا شيءٌ أَبغضَ إِلَيَّ مِنْ مَذْهَب المخَالفِيْن.

وَبِخَطِّ أَبِي جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ إِمَام الحَرَمَيْنِ يَقُوْلُ: لَوْ كَانَ الفِقْه ثَوْباً طَاوياً، لَكَانَ أَبُو المُظَفَّرِ السَّمْعَانِيّ طِرَازَهُ. وَقَالَ الإِمَامُ أَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّفَّارُ: إِذا نَاظرتُ أَبَا المُظفَّر، فَكَأَنِّي أُنَاظِرُ رَجُلاً مِنْ أَئِمَّةِ التَّابِعِيْنَ، مِمَّا أَرَى عليه من آثار الصالحين. قَالَ أَبُو سَعْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الوَفَاءِ عَبْدُ اللهِ بن مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُوْك أَبُو بَكْرٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: مَا حَفِظتُ شَيْئاً فَنسيتُه. وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ: سَمِعْتُ أَبَا الأَسَعْد بن القُشَيْرِيِّ يَقُوْلُ: سُئِلَ جَدُّك بِحُضُوْر وَالِدي عَنْ أَحَادِيْثِ الصِّفَات، فَقَالَ: عَلَيْكُم بِدِيْنِ العَجَائِزِ. إِلَى أَنْ قَالَ: وُلِدَ جَدِّي سَنَة "426"، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الجُمُعَةِ, الثَّالِثَ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْع الأَوّل, سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. عَاشَ ثَلاَثاً وستين سنة رحمه الله.

الحميدي

4486- الحُميدي 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ الأَثرِي، المُتْقِنُ الحَافِظُ، شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ فُتُوْح بن عَبْدِ اللهِ بنِ فُتُوْحِ بنِ حُمَيْدِ بنِ يَصِلَ، الأَزْدِيُّ، الحُمَيْدِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ؛ المَيُورْقِي، الفَقِيْهُ الظَّاهِرِيُّ، صَاحِبُ ابْنِ حَزْمٍ وَتِلْمِيْذُه وَمَيُوْرْقَة: جَزِيْرَةٌ فِيْهَا بَلدَة حَصينَة تجَاهُ شَرق الأَنْدَلُس، هِيَ اليَوْمَ بِأَيدي النَّصَارَى. قَالَ: مَوْلِدي قَبْل سَنَة عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. لاَزمَ: أَبَا مُحَمَّدٍ عَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ الفَقِيْه، فَأَكْثَرَ عَنْهُ، وَأَخَذَ عَنْ أَبِي عُمَرَ بن عَبْدِ البَرِّ، وَطَائِفَة، ثُمَّ ارْتَحَلَ، فَأَخَذَ بِمِصْرَ عَنِ: القَاضِي أَبِي عَبْدِ اللهِ القُضَاعِي، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ القَزْوِيْنِيّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الحَبَّال، وَعِدَّةٍ، وَالحَافِظِ عَبْد الرَّحِيْمِ بن أَحْمَدَ البُخَارِيّ، وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ الحِنَّائِي، وَالحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب، وَعَبْدِ العزيز الكتاني، وسمع بِالأَنْدَلُسِ أَيْضاً مِنْ: أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَد بن عُمَرَ بنِ دِلْهَاث، وَبِمَكَّةَ مِنَ: المُحَدِّثَة كَرِيْمَةَ المَرْوَزِيَّة. وَبمصر أَيْضاً مِنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ الضّرَّاب، وَابْنِ بَقَاء الوَرَّاق، وَبِبَغْدَادَ مِنْ: عَبْدِ الصَّمَدِ بن المَأْمُوْن، وَأَبِي الحُسَيْنِ بن المُهتدي بِاللهِ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ هَزَارْمَرْدَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 233"، واللباب لابن الأثير "1/ 392"، والصلة لابن بشكوال "2/ 560" والمنتظم لابن الجوزي "9/ 96"، والعبر "3/ 323"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1041"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 392"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 156".

المُسْلِمَة، وَبِوَاسِط مِنَ: العَلاَّمَة أَبِي غَالِبٍ بن بِشْرَان اللُّغَوِيّ، وَأَكْثَرَ عَنْ أَصْحَابِ أَبِي طَاهِرٍ المُخَلِّص، ثُمَّ عَنْ أَصْحَاب أَبِي عُمَرَ بن مَهْدِيٍّ، إِلَى أَنْ كتب عَنْ أَصْحَاب أَبِي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَعَمِلَ "الجَمعَ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ"، وَرَتَّبه أَحْسَن تَرْتِيب. اسْتَوْطَنَ بَغْدَاد، وَأَوّل ارْتِحَاله فِي العِلْمِ كَانَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وربعين أربع مائة. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو عَامِرٍ العَبْدَرِي، وَمُحَمَّد بن طَرْخَان التُّركِي، وَيُوْسُف بن أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيُّ الزَّاهِدُ، وَإِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ صَاحِب "التَّرغِيب وَالتَّرهيب"، وَالقَاضِي مُحَمَّد بن عَلِيٍّ الجُلاَّبِي، وَالحُسَيْن بن الحَسَنِ المَقْدِسِيّ، وَصِدِّيقُ بنُ عُثْمَانَ التِّبرِيزِي، وَشيخُهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، -وَمَاتَ قَبْلَهُ بدَهْر- وَأَبُو إِسْحَاقَ بنُ نَبْهَانَ الغَنَوِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ نَصْرِ بن خَمِيْس المَوْصِلِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بن السَّمَرْقَنْدي، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ البَطِّي، وَالحَافِظ مُحَمَّد بن نَاصر، وَآخَرُوْنَ، وَكَانَ مِنْ بَقَايَا أَصْحَابِ الحَدِيْث عِلْماً وَعَمَلاً وَعَقداً وَانْقِيَاداً، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَرْخَان: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ يَقُوْلُ: كُنْتُ أُحْمَلُ لِلسَّمَاع عَلَى الكَتِف، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. فَأَوَّلُ مَا سَمِعْتُ مِنَ الفَقِيْه أَصْبَغَ بن رشد، وَكُنْت أَفهَم مَا يُقرَأُ عَلَيْهِ، وَكَانَ قَدْ تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي زَيد، وَأَصلُ أَبِي مِنْ قُرْطُبَة مِنْ مَحلَّةٍ تُعْرَفُ بالرَّصَّافة، فَتحوَّل وَسَكَنَ جَزِيْرَة مَيُورْقَة، فَوُلِدْتُ بِهَا. قَالَ يَحْيَى بنُ البَنَّاءِ: كَانَ الحُمَيْدِيّ مِنِ اجْتِهَاده يَنسخُ بِاللَّيْلِ فِي الحرِّ، فَكَانَ يَجلسُ فِي إِجَّانَة فِي مَاءٍ يَتبرَّد بِهِ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خُسْرو: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ بنُ مَيْمُوْنٍ، فَدقَّ البَاب عَلَى الحُمَيْدِيّ، وَظَنّ أَنَّهُ أَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، فَوَجَده مَكْشُوْفَ الفَخِذِ، فَبَكَى الحُمَيْدِيُّ، وَقَالَ: وَاللهِ لَقَدْ نَظرتَ إِلَى موضعٍ لَمْ يَنظرْه أَحَدٌ مُنْذُ عَقَلْت. قَالَ أَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلا: لَمْ أَرَ مثل صديقنا أبي عبد الله الحميدي فِي نَزَاهته وَعِفَّته، وَوَرَعه، وَتشَاغُلِهِ بِالعِلْمِ، صَنّفَ "تَارِيخ الأَنْدَلُس". وَقَالَ يَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ السَّلَمَاسِي: قَالَ أَبِي: لَمْ تَرَ عَيْنَايَ مِثْلَ الحُمَيْدِيّ فِي فَضْلِهِ وَنُبْلِهِ، وَغَزَارَةِ عِلْمِهِ، وَحِرْصِهِ عَلَى نَشرِ العِلْم، وَكَانَ وَرِعاً تَقِيّاً، إِمَاماً فِي الحَدِيْثِ وَعِلَلِه وَروَاته، مُتَحقِّقاً بِعِلْمِ التَّحقيق وَالأُصُوْل عَلَى مَذْهَب أَصْحَابِ الحَدِيْث بِمُوَافِقَة الكِتَاب وَالسّنَّة، فَصيحَ العِبَارَة، مُتَبَحِّراً فِي علم الأَدب وَالعَرَبِيَّة وَالتَّرَسُّل. إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَهُ كِتَابُ جُمل تَارِيخ الإِسْلاَم، وَكِتَابُ "الذَّهب الْمَسْبُوكِ فِي وَعظِ

المُلُوْك"، وَكِتَاب "التَّرسُّل"، وَكِتَاب "مُخَاطبَات الأَصْدِقَاءِ"، وَكِتَابُ "حِفْظ الجَارِ"، وَكِتَابُ "ذَمّ النَّمِيمَةِ"، وَلَهُ شعرٌ رَصينٌ فِي الموَاعِظ وَالأَمْثَال. قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ أَبَا عَامِرٍ العَبْدَرِي عَنِ الحُمَيْدِيّ، فَقَالَ: لاَ يُرَى مِثْلُه قَطُّ، وَعَنْ مِثْلِه لاَ يُسْأَل، جَمَعَ بَيْنَ الفِقْهِ وَالحَدِيْثِ وَالأَدبِ، وَرَأَى عُلَمَاء الأَنْدَلُس، وَكَانَ حَافِظاً. قُلْتُ: كَانَ الحُمَيْدِيّ يُقْصَدُ كثيرًا في رواية "كتاب الشهاب" عن مُؤلِّفه، فَقَالَ: صَيَّرنِي الشِّهَابُ شِهَاباً. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِي: كَانَ الحُمَيْدِيّ يَدلُّنِي عَلَى الشُّيُوْخِ، وَكَانَ مُتقللاً -مِنَ الدُّنْيَا- يَمُونه ابْنُ رَئِيْس الرُّؤسَاء، ثُمَّ جَرَتْ لِي مَعَهُ قصصٌ أَوجبت انْقطَاعِي عَنْهُ. وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ الخَاضِبَة: أَنَّهُ مَا سَمِعَ الحُمَيْدِيَّ يذكُر الدُّنْيَا قَطُّ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَرْخَان: سَمِعْتُ الحُمَيْدِيَّ يَقُوْلُ: ثَلاَثُ كُتُبٍ مِنْ عُلُوْم الحَدِيْث يَجِبُ الاهتمَامُ بِهَا: كِتَابُ "الْعِلَل"، وَأَحْسَن مَا وَضَع فِيْهِ كِتَابُ الدَّارَقُطْنِيّ. قُلْتُ: وَجَمَعَ كِتَابَ "الْعِلَل" فِي عِدَّةِ كتب عَلِيُّ بن المَدِيْنِيِّ إِمَامُ الصَّنعَة، وَجَمَعَ أَبُو بَكْرٍ الخَلاَّل مَا وَقَعَ لَهُ مِنْ عِلل الأَحَادِيْث الَّتِي تَكَلَّمَ عَلَيْهَا الإِمَامُ أَحْمَد، فَجَاءَ فِي ثَلاَثَةِ مُجلَّدَات، وَفِيْهِ فَوَائِدُ جَمَّة، وَأَلَّف ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ كِتَاباً فِي الْعِلَل، مُجَلد كَبِيْر. قَالَ: وَالثَّانِي كِتَابُ "المُؤْتَلِفِ وَالمُخْتَلِفِ"، وَأَحْسَنُ مَا وَضَع فِيْهِ "الإِكمَال" لِلأَمِيْرِ ابْن مَاكُوْلا، وَكِتَاب وَفِيَات المَشَايِخ، وَلَيْسَ فِيْهِ كتاب، -يُرِيْدُ: لَمْ يُعملْ فِيْهِ كِتَاب عَامٌّ- قَالَ الحُمَيْدِيُّ: وَقَدْ كُنْتُ أَردتُ أَنْ أَجْمَع فِيْهِ كِتَاباً، فَقَالَ لِي الأَمِيْرُ: رتِّبه عَلَى حُرُوف المُعْجَم بَعْدَ أَنْ تُرَتِّبَه عَلَى السِّنِيْنَ. قُلْتُ: قَدْ جَمع الحَافِظُ أَبُو يَعْقُوْبَ القَرَّاب فِي ذَلِكَ كِتَاباً ضَخْماً، وَلَمْ يَسْتَوعِبْ، وَلاَ قَارب، وَجَمَعَ فِي ذَلِكَ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَنْده الأَصْبَهَانِيّ كِتَاباً كَبِيْراً منثوراً، وَعَلَى مَا أَشَارَ بِهِ الأَمِيْرُ أَبُو نَصْرٍ عملتُ أَنَا "تَارِيخ الإِسْلاَم"، وَهُوَ كَاف فِي مَعْنَاهُ -فِيمَا أَحسَبُ-، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي تَوَارِيخُ كَثِيْرَة مِمَّا قَدْ سَمِعْتُ بِهَا بِالعِرَاقِ، وَبِالمَغْرِب وَبرَصَد مَرَاغَة، فَفَاتَنِي جُمْلَةً وَافرَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَرخَان: فَاشْتَغَلَ الحُمَيْدِيّ "بِالصَّحِيْحَيْنِ" إِلَى أَنْ مَاتَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ فِي "تَارِيْخِهِ": أخبرنا أبو عمر بن عبد البر، أخبرنا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الجُهَنِيّ بِمصَنَّف النَّسَائِيّ قِرَاءةً عَلَيْهِ، عَنْ حَمْزَة الكِنَانِيّ، عَنْهُ.

قَالَ القَاضِي عِيَاض: مُحَمَّد بن أَبِي نَصْرٍ الأَزْدِيّ الأَنْدَلُسِيّ، سَمِعَ بِمَيُوْرْقَةَ مِنِ ابْنِ حَزْم قديماً، وَكَانَ يَتعصَّبُ لَهُ، وَيَمِيْل إِلَى قَوْلِهِ، وأصابته فيه فِتْنَةٌ، وَلَمَّا شُدِّد عَلَى ابْنِ حَزْم، خَرَجَ الحُمَيْدِيُّ إِلَى المَشْرِقِ. تُوُفِّيَ الحُمَيْدِيّ فِي سَابع عَشر ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ عَنْ بِضْعٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً أَوْ أَكْثَر، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الشَّاشِيّ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَة بَاب أَبْرَز، ثُمَّ إِنَّهُم نَقلُوْهُ بَعْد سنتَيْن إِلَى مَقْبَرَة بَاب حَرْب، فَدُفِنَ عِنْدَ بِشرٍ الحَافِي. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ الحُمَيْدِيّ أَوْصَى إِلَى الأَجَلِّ مُظَفَّر بن رَئِيْس الرُّؤسَاءِ أَنْ يَدْفِنَهُ عِنْد بشرٍ، فَخَالفَ، فَرَآهُ بَعْدَ مُدَّة فِي النَّوْمِ يُعَاتِبه، فَنَقله فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ، وَكَانَ كفنُه جَدِيداً، وَبَدَنُه طَرِيّاً يَفوحُ مِنْهُ رَائِحَةُ الطِّيب -رَحِمَهُ اللهُ- وَوَقَفَ كتبه. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَهْمِ بن أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، وَقَرَأْتُ عَلَى سُنْقُرُ الزَّيْنِيُّ بِحَلَبَ، أَخْبَرَنَا المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ بن يُوْسُفَ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أبي نصر الحافظ سَنَة "485"، أَخْبَرَنَا مَنْصُوْرُ بنُ النُّعْمَانِ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ القَاضِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الغَضَائِرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بن زَيْدٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز ابن صُهَيْب، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُوْرِ بَرَكَةً" 1 رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه مِنْ طرِيقِ حَمَّادِ بن زَيْدٍ، وَهُوَ غَرِيْب عن حَمَّاد بن سَلَمَةَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ طرِيقِ ابْنِ عُلية وَغَيْرِهِ، عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَمِنْ نَظمِ الحُمَيْدِيّ: طَرِيْقُ الزُّهْدِ أَفْضَلُ مَا طَرِيْقِ ... وَتَقوَى اللهِ تَأْدِيَةُ الحُقُوقِ فَثِقْ بِاللهِ يَكْفِكَ واستعنه ... يعنك وذر بنيات الطريق

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "7598"، وابن أبي شيبة "3/ 8"، وأحمد "3/ 99 و 299 و 258 و 281"، والبخاري "1923"، ومسلم "1095"، والترمذي "708"، وابن ماجه "1692"، وابن خزيمة "1937"، وابن الجارود "383"، والبيهقي "4/ 236" والبغوي "1728"، من طرق عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، به. وأخرجه الطيالسي "2006" وأحمد "3/ 215 و 229 و 243"، ومسلم "1095"، والنسائي "4/ 141"، وأبو يعلى "2848"، والبيهقي "4/ 236"، والبغوي "1727" و "1728" من طريق قتادة عن أنس، به.

وَلَهُ: لِقَاءُ النَّاسِ لَيْسَ يُفِيْدُ شَيْئاً ... سِوَى الهَذَيَانِ مِنْ قيلٍ وَقَالِ فَأَقْلِلْ مِنْ لِقَاءِ النَّاسِ إِلاَّ ... لأَخْذِ العِلْمِ أَوْ إِصْلاَحِ حَالِ وله: كتاب الله زّ وَجَلَّ قَوْلِي ... وَمَا صَحَّتْ بِهِ الآثَارُ دِيْنِي وَمَا اتَّفَقَ الجَمِيْعُ عَلَيْهِ بَدْءاً ... وَعَوْداً فَهُوَ عَنْ حقٍّ مُبِيْنِ فَدَعْ مَا صَدَّ عَنْ هذِي وَخُذْهَا ... تَكُنْ مِنْهَا عَلَى عَيْنِ اليَقِيْنِ

صاحب سمرقند، الشيباني

صاحب سمرقند، الشيباني 4487- صَاحِبُ سَمَرْقَند: الخَان أَحْمَدَ، كَانَ جَبَّاراً مَارِقاً، قَامَ عَلَيْهِ الأُمَرَاءُ، وَأَمسَكُوهُ، ثُمَّ عَقَدُوا لَهُ مَجْلِساً، فَادَّعَوْا أَنَّهُ زِنْدِيْق، فَجحد، فَأَقَامُوا الشُّهُودَ عليه بعَظَائِم، فَأَفتَى الفُقَهَاءُ بِقَتْلِهِ، فَخَنقوهُ، وَسَلْطنُوا بَعْدَهُ ابْنَ عَمِّهِ مسعُوْداً، سَنَة سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة. 4488- الشَّيْبَاني 1: الشَّيْخُ المُسْنِد، أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عُلْوَانَ بنِ عَقِيْلِ بنِ قَيْسٍ، الشَّيْبَانِيُّ، البَغْدَادِيُّ، السَّقْلاَطونِيُّ، النَّصْرِيّ، أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. سَمِعَ: أَبَا نَصْرٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ حَسْنُوْنَ، وَأَبَا القَاسِمِ الحُرْفِي، وَعُثْمَانَ بنَ دُوْسْت، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الحَسَن بن رَامِين. حَدَّثَ عَنْهُ: قَاضِي المَارستَان، وَوَلَدُه عبدُ البَاقِي، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَعُمَرُ بن ظَفَر، وَأَبُو الكَرَم بن الشَّهْرُزُورِي، وَفَخرُ النِّسَاء شُهْدَةُ، وَعَتِيْقُ بنُ صَيلاَء. مَوْلِدُه سَنَةَ ثلاثٍ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ شُجَاعٌ الذُّهْلِيُّ: تُوُفِّيَ فِي رَجَب سَنَة إِحْدَى وتسعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 106".

ابن الفرات، قسيم الدولة

ابن الفرات، قسيم الدولة: 4489- ابن الفرات 1: الشَّيْخُ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ بنِ طَاهِرِ بن الفُرَاتِ الدِّمَشْقِيّ، يَنْتمِي إلى ابن الفرات الوزير. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. سَمِعَ أَبَاهُ، وَعبدَ الرَّحْمَن بن أَبِي نَصْرٍ، وَمَنْصُوْر بن رَامش، وَالعَتِيْقِيّ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: حَدَّثَنَا عنه هبة الله بن طاوس، ونصر بن أحمد بن مُقَاتل، وَعَلِيُّ بن أَشليهَا، وَأَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، وَعبدُ الرَّحْمَن بن أَبِي الحَسَنِ الدَّارَانِيّ، وَكَانَ مِنَ الأُدبَاء، لَكنه رافضيٌّ رقيقُ الدِّين، تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 4490- قسيم الدولة 2: الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، قَسِيمُ الدَّوْلَة أَبُو الفَتْحِ آقْسُنْقُر التُّركِيُّ الحَاجِبُ، مَمْلُوْكُ السُّلْطَان مَلِكْشَاه السَّلْجوقِي، وَهُوَ جدُّ نُور الدّين الشَّهِيْد، وَقِيْلَ: لاَ، بَلْ هُوَ لَصِيق بِمَلِكْشَاه، فَيُقَالُ: اسْم أَبِيْهِ آل تُرغَان كَانَ رَفِيعَ الرُّتبَة عِنْد السُّلْطَانِ، وَتَزَوَّجَ بِدَايَةِ المَلك إِدْرِيْس بن طُغَان، وَقَدِمَ مَعَ السُّلْطَان حلب حِيْنَ حَاربَ أَخَاهُ تَاجَ الدَّوْلَة، فَفَرَّ، وَتَمَلَّكهَا مَلِكْشَاه سَنَة تسعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَقرَّر نِيَابَتهَا لآقْسُنْقُر، فَأَحْسَنَ السِّيَاسَةَ، وَأَبَاد الدُّعَّار، وَعُمرت حلبُ، وَقَصَدَهَا التُّجَّارُ، وَأَنشَأَ منَارَةَ جَامِعهَا، فَاسْمُه مَنْقُوْش عَلَيْهَا، وَبَنَى مشْهد قرنبيا، وَمشهدَ الذِّكر، وَصَارَ دَخْلُ البلدِ فِي اليَوْمِ ألفًا وخمس مائة دينار. وَأَمَّا تَاج الدَّوْلَة، فَاسْتولَى عَلَى دِمَشْقَ، فَلَمَّا كَانَ فِي سَنَةِ سبعٍ وَثَمَانِيْنَ، تَحَارَبَ هُوَ وَآقْسُنْقُر، وَعرض آقْسُنْقُر عِشْرِيْنَ أَلْفَ فَارِس، وَالْتَقَى الجمعَانِ، فَبرز آقْسُنْقُر بِنَفْسِهِ، وَحَمِيَ الوَطيسُ، ثُمَّ تَفلَّلَ جَمعُه، وَثبت آقْسُنْقُر فَأُسِرَ فِي طَائِفَةٍ فِي فُرْسَانه، فَأَمر تَاجُ الدَّوْلَة بِضَرْب عُنُقه وَأَعْنَاقِ أَصْحَابه، وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى مِنَ السّنَةِ -رَحِمَهُ اللهُ-، ثُمَّ دُفِنَ بِالمدرسَة الزجَاجيَة بِحَلَبَ بَعْدَ أَنْ دُفِنَ مُدَّة بِمشهد قرنبيا، نَقله وَلَدُهُ الأَتَابك زَنْكِي، وَأَنشَأَ عَلَيْهِ قُبَّةً، وَلَمَّا قُتِلَ كَانَ وَلده زَنْكِي صَبِيّاً، وَتَنَقَّلَتْ به الأيام، ثم صار ملكًا.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 339"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 400". 2 ترجمته في وفيات الأعيان "1/ 241"، والعبر "3/ 315"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 141"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 380".

ابن العربي، الحكاك

ابن العربي، الحكاك: 4491- ابن العَرَبِي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الأَدِيْبُ، ذُو الفُنُوْنِ, أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العربِي الإِشْبيلِي، وَالِدُ القَاضِي أَبِي بَكْرٍ. صَحِبَ ابْنَ حَزْمٍ، وَأَكْثَر عَنْهُ، ثُمَّ ارْتَحَلَ بِوَلَدِهِ أَبِي بَكْرٍ، فَسمِعَا مِنْ طِرَاد الزَّيْنَبِيّ، وَعِدَّة، وَكَانَ ذَا بلاغةٍ ولسنٍ وإنشاء. مَاتَ بِمِصْرَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثلاثٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ، فَإِنَّ مَوْلِدَه كَانَ فِي سَنَةِ خمسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. ورجع ابنه إلى الأندلس. 4492- الحكَّاك 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ المُفِيْدُ أَبُو الفَضْلِ جَعْفَرُ بنُ يَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّمِيْمِيّ, المَكِّيّ, ابنُ الحَكَّاكِ. سَمِعَ أَبَا ذرٍّ الحَافِظ، وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ الأَرْدَستَانِي، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ صَخْر، وَأَبَا نَصْرٍ عُبيد الله السِّجْزِيّ، وَعِدَّةً. وَقَدِمَ بَغْدَادَ، فَانْتقَى عَلَى أَبِي الحُسَيْنِ بن النَّقُّوْرِ وَطَبَقَته. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ مَوْصُوَفاً بِالمَعْرِفَة وَالحِفْظِ وَالإِتْقَان وَالفِقْهِ وَالصِّدْق، وَكَانَ يَتَرَسَّلُ عَنْ أَمِيْر مَكَّة ابْنِ أَبِي هَاشِمٍ إِلَى الخَلِيْفَة وَإِلَى المُلُوْك، وَيَتولَّى قبضَ الأَمْوَال مِنْهُم، وَيَحْمِل كِسْوَة الكَعْبَة. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ السمرقندي، وصالح بن شافع، ومحمد ابن نَاصرٍ، وَيَحْيَى بن عبد البَاقِي الغَزَّال، وَمُحَمَّدُ بن عبد الباقي بن البطي، وآخرون. السِّلَفِيّ: حَدَّثَنَا ابْنُ الطُّيورِي، سَأَلتُ أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْب عِنْد قُدومه مِنْ حَجِّه: أَرَأَيْتَ بِمَكَّةَ مَنْ يُقِيْمُ الحَدِيْثَ? قَالَ: لاَ، إلَّا شَابّاً يقال له جعفر ابن الحَكَّاك. وَقَالَ المُؤْتَمَنُ السَّاجِيّ: صَحِبَ جعفرٌ أَبَا ذرٍّ، وَأَبَا نَصْرٍ السِّجْزِيَّ، وَكَانَ ذَا مَعْرِفَةٍ. وَقَالَ اليُونَارْتِي: كَانَ ابْنُ الحَكَّاكِ مِنَ الفُضَلاَء الأَثْبَاتِ. وَقَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ: ثقةٌ، مَأْمُونٌ.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 297". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 64"، والعبر "3/ 307"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 373".

وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِي: قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ كَثِيْراً، وَكَانَ يَفهَمُ الحَدِيْثَ جَيِّداً، مَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَمَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَة خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا عُمَرَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ الطَّائِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ زَيْد بن الحَسَنِ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ نَاصر، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ سَيْفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ دُلَيل، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ خُبيق قَالَ: قَالَ بِشْرُ بنُ الحَارِثِ: النَّظَرُ فِي وَجهِ الظَّالِم غيظٌ، وَالأَحْمَقِ سُخْنَةُ العَيْنِ، وَالبَخيلِ قَسَاوَةُ القَلْبِ.

ابن سراج

4493- ابن سِراج 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ اللُّغَوِيُّ الوَزِيْرُ الأَكْمل، حُجَّةُ العرب، أبو مروان عبد الملك بن قَاضِي الجَمَاعَة أَبِي القَاسِمِ سِرَاجِ بنِ عَبْدِ الله بن محمد بن سراج الأموي، مولاهم القُرْطُبِيُّ، إِمَامُ اللُّغَة غَيْرَ مدافعٍ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ, فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، قَالَهُ لأَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ، وَإِبْرَاهِيْم بنِ مُحَمَّدٍ الإِفْليلِي، وَيُوْنُس بن عَبْدِ اللهِ بن مُغِيْث، وَمَكِّي بن أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيّ، وَأَبِي عَمْرٍو السَّفَاقِسِي، وَجَمَاعَة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الحَاج، وَابْنُهُ الحَافِظُ أَبُو الحَسَنِ سِرَاج، وَطَائِفَة. قَالَ ابْنُ سُكَّرَة: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ لَقِيْتُهُ عِلْماً بِالآدَاب، وَمَعَانِي القُرْآن وَالحَدِيْث. وَقَالَ القَاضِي عِيَاض: الوَزِيْرُ أَبُو مَرْوَانَ الحَافِظُ اللُّغَوِيّ النَّحْوِيّ، إِمَامُ الأَنْدَلُس فِي وَقتِهِ فِي فَنِّه، وَأَذْكَرهُم لِلِسَان الْعَرَب، وَأَوثَقَهُم عَلَى النَّقل، وَكَانَ أَبُوْهُ أَبُو القَاسِمِ مِنْ أَفْضَلِ العُلَمَاء. إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الحُسَيْنِ الحَافِظُ، أَن مَكِّيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ بَعْضَ تَوَالِيْفِهِ، ويأخذ رأيه فِيْهَا، وَإِلَيه كَانَتِ الرِّحْلَةُ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ مُغِيْثٍ: كَانَ شَيخُنَا أَبُو مَرْوَانَ بَحْرَ عِلمٍ، عِنْدَهُ يَسقُطُ حِفْظُ الحُفَّاظِ، وَدُوْنَهُ يَكُوْنُ عِلمُ العُلَمَاء، فَاقَ النَّاسَ فِي وَقتِهِ، وَكَانَ بَقِيَّةَ الأَشْرَافِ وَالأَعيَانِ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ: مُتِّعَ بِجَوَارِحِهِ عَلَى اعتِلاَءِ سِنِّه، وَكَانَ مُتَوَقِّدَ الذِّهن، سَرِيعَ الخَاطِر، تُوُفِّيَ يَوْم عَرَفَةَ سَنَةَ تسع وثمانين وأربع مائة، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 363"، والعبر "3/ 325"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 110" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 392".

الوقشي، الفقيه نصر

الوقشي، الفقيه نصر: 4494- الوَقَّشي 1: العَلاَّمَةُ البَحْرُ ذُو الفنُوْنِ أَبُو الوَلِيْدِ هِشَامُ بن أحمد بن خالد بن سعيد الكِنَانِيّ, الأَنْدَلُسِيّ الطُّلَيْطُلِي. عُرِفَ بِالوَقَّشِي، وَوقَّشُ: قَرْيَةٌ عَلَى بريدٍ مِنْ طُلَيْطُلَةَ. مَوْلِده سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِ مائَة. أَخَذَ عَنِ الحَافِظ أَبِي عُمَرَ الطَّلَمَنْكِي، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عَيَّاشٍ الخَطِيْبِ، وَأَبِي عمرو السفاقسي، وأبي عمر الحَذَّاءِ، وَجَمَاعَةٍ. قَالَ صَاعِد: أَبُو الوَلِيْدِ أَحَدُ رِجَالِ الكَمَالِ فِي وَقته بِاحتوَائِهِ عَلَى فُنُوْنِ المَعَارِفِ، مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ وَمَعَانِي الشِّعرِ وَالبَلاغَةِ، بَلِيغٌ شَاعِرٌ، حَافظٌ لِلسُّنَنِ وَأَسْمَاءِ الرجال، بصير باعتقادات وَأُصُوْلِ الفِقْه، وَاقِفٌ عَلَى كثيرٍ مِنْ فَتَاوَى الأَئِمَّةِ، نَافذٌ فِي الفَرَائِضِ وَالحِسَابِ وَالشُّروط وَفِي الهَنْدسَةِ، مُشرِفٌ عَلَى جَمِيْعِ آرَاءِ الحُكَمَاءِ، ثَاقِبُ الذِّهنِ، مَعَ حُسنِ المُعَاشرَة، وَلِينِ الكَنَفِ، وَصِدْقِ اللَّهْجَة. وَقَالَ ابْنُ بَشْكُوَالَ: أَخْبَرَنَا عَنْهُ أَبُو بَحْرٍ الأَسَدِيُّ، وَكَانَ مُخْتَصّاً بِهِ، وَكَانَ يُعَظِّمه، وَيُقَدِّمه، وَيَصِفُه بِالاستِبْحَار فِي العُلُوْم، وَقَدْ نُسِبَتْ إِلَيْهِ أَشيَاءُ، فَاللهُ أَعْلَم. وَقَالَ عِيَاضٌ: كَانَ غَايَةً فِي الضَّبْطِ، نَسَّابَةً، لَهُ تَنبِيهَاتٌ وَرُدُودٌ، نبه عَلَى كِتَابِ أَبِي نَصْرٍ الكَلاَباذِيِّ، وَعَلَى "مُؤتلِفِ" الدَّارَقُطْنِيّ، وَعَلَى "الكُنَى" لِمُسْلِمٍ، وَلَكِنَّهُ اتُّهِم بِالاعتزَالِ، وَأَلَّف فِي القَدَرِ وَالقُرْآنِ، فَزَهِدُوا فِيْهِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ, فِي جُمَادَى الآخرة. 4495- الفقيه نصر 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ المُحَدِّثُ، مُفِيدُ الشَّام، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْر بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ دَاوُدَ النَّابُلُسِيُّ المَقْدِسِيُّ الفَقِيْه الشَّافِعِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ وَالأَمَالِي. وُلِدَ قَبْل سَنَةِ عَشْرٍ وَأَرْبَعِ مائَة، وَارْتَحَلَ إِلَى دِمَشْقَ قَبْل الثَّلاَثِيْنَ، فَسَمِعَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" مِنْ: أَبِي الحَسَنِ بنِ السِّمْسَار، صَاحِب الفَقِيْه أَبِي زيد المروزي، وسمع من: عبد

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 653"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "19/ 286"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 327". 2 ترجمته في العبر "3/ 329"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 160"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 395".

الرحمن بن الطبيز، وأبي الحسن محمد بنِ عَوْفٍ المُزَنِيّ، وَابْن سُلْوَان المَازِنِيّ، وَطَبَقَتِهِم، وَسَمِعَ مِنْ: هِبَة اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَغَيْرِهِ، وَبصُوْر مِنَ: الفَقِيْهِ سُلَيمٍ الرَّازِيِّ. وَبغزَةَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ المِيمَاسِي، سَمِعَ مِنْهُ "المُوَطَّأ"، وَبَالقُدْس مِنْ أَبِي القَاسِمِ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ الوَاسِطِيّ، وَأَبِي العَزَائِم مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الغَرَّاءِ البَصْرِيِّ، وَأَبِي الفَرَجِ عُبيدِ الله بنِ مُحَمَّدٍ المَرَاغِيِّ النَّحْوِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ البَشْنَوِيِّ الصُّوْفِيِّ، وَعِدَّةٍ، وَبِمَيَّافَارِقِينَ مِنْ أَبِي الطَّيِّبِ سَلاَمَة بن إِسْحَاقَ الآمِدِيّ، وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ المُقْرِئ، وَمِنْ عَبْدِ الوَهَّابِ بن الحَسَنِ بنِ بَرْهَان الغَزَّالِ، لقِيه بِصُوْر، وَأَجَازَ لَهُ مِنْ مَكَّةَ أَبُو ذَرٍّ عَبْدُ بن أَحْمَدَ الهَرَوِيّ، وَمِنْ بَغْدَاد القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ، وَمِنْ صَيْدَا الحَسَنُ بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن جُمَيْعٍ, وَطَائِفَة. وَصَنَّفَ كِتَاب "الحجة على تارك المحجة"، وأملى مجالس خَمْسَةً، وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ. تَفقَّه عَلَى الدَّارِمِيّ، وَعَلَى الفَقِيْه سُلَيمٍ وَغَيْرِهِمَا، وَاسْتَوْطَنَ بَيْتَ المَقْدِسِ مدةً طويلة، ثم تحول في آخر عُمُره، وَسَكَنَ دِمَشْق عَشر سِنِيْنَ، وَتَخَرَّج بِهِ الأَصْحَابُ. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْب -وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ- ومكي الرميلي، ومحمد ابن طَاهِر، وَأَبُو القَاسِمِ النَّسيب، وَجَمَال الإِسْلاَمِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ، وَالقَاضِي المُنْتَجَبُ يَحْيَى بن عَلِيٍّ القُرَشِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيُّ، وَعَلِيُّ بن أَحْمَدَ بنِ مُقَاتِل، وَحَسَّانُ بنُ تَمِيم، وَمَعَالِي بن الحُبوبِي، وَأَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ الحُبوبِي، وَحَمْزَةُ بنُ أَحْمَدَ بنِ كَرَوَّس، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ العربي، وخلقٌ كثير. وَلَحِقَهُ أَبُو حَامِدٍ الغزَالِي، وَتَفَقَّهَ بِهِ، وَنَاظره، وَكَانَ يُشغل فِي جَامِع دِمَشْق فِي الزَّاويَة الغَربيَّةِ المُلَقَّبَةِ بِالغَزَالِيَّةِ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ بن عَسَاكِرَ: قَدِمَ دِمَشْقَ سَنَة ثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَأَقَامَ بِهَا يُدَرِّسُ المَذْهَب إِلَى أَنْ مَاتَ، وَيَرْوِي الحَدِيْث، وَكَانَ فَقِيْهاً، إِمَاماً، زَاهِداً، عَامِلاً، لَمْ يَقْبَلْ صِلَةً مِنْ أَحَد بِدِمَشْقَ، بَلْ كَانَ يَقتَاتُ مِنْ غَلَّةٍ تُحْمَلُ إِلَيْهِ مِنْ أَرْضِ نَابُلُس، فَيَخْبِزُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ قُرْصَة فِي جَانب الكَانُوْنِ. حَكَى لَنَا نَاصر النَّجَّار _ وَكَانَ يَخدمه _ مِنْ زُهْده وَتَقَلُّلِه وَتَركه الشَّهوَات أَشيَاءَ عجيبَة. قَالَ غَيْثُ بنُ عَلِيٍّ الأَرْمَنَازِيّ: سَمِعْتُ الفَقِيْه نصراً يَقُوْلُ: دَرَسْتُ عَلَى الفَقِيْه سليم الرازي من سنة ثمان وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ إِلَى سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ، مَا فَاتَنِي مِنْهَا درسٌ، وَلاَ وَجِعْتُ إلَّا يَوْماً وَاحِداً، وَعُوفِيت. وَسَأَلتُهُ فِي كَمِ التَّعليقَة الَّتِي صنَّفهَا? قَالَ: فِي نَحْوِ ثَلاَثِ مائَةِ جُزء، مَا كَتَبتُ مِنْهَا حرفاً إلَّا وَأَنَا عَلَى وُضوء، أَوْ كَمَا قَالَ.

قَالَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَحكِي أَنَّ الملكَ تَاجَ الدَّوْلَة تُتُش بن أَلب آرسلاَن زَار الفَقِيْهَ نصراً يَوْماً، فَلَمْ يَقُمْ لَهُ، وَلاَ الْتَفَتَ إِلَيْهِ، وَكَذَا ابْنُه الْملك دُقَاق، فَسَأَلَهُ عَنْ أَحَلِّ الأَمْوَال الَّتِي يَتصرَّفُ فِيْهَا السُّلْطَان، قَالَ: أَحلُّهَا أَمْوَالُ الجِزْيَة، فَقَامَ مِنْ عِنْدِهِ، وَأَرْسَل إِلَيْهِ بِمَبْلَغ، وَقَالَ: هَذَا مِنَ الجِزْيَة، فَفَرِّقْهُ عَلَى الأَصْحَاب، فَلَمْ يَقبلْه، وَقَالَ: لاَ حَاجَةَ بنا إليه، فلما ذهب الرسول، لاَمه الفَقِيْهُ نَصْر المِصِّيْصِيّ، وَقَالَ: قَدْ عَلِمْتَ حَاجتنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: لاَ تَجْزَعْ مِنْ فَوَاته، فَسَوْفَ يَأْتيك مِنَ الدُّنْيَا مَا يَكفِيك فِيمَا بَعْدُ، فَكَانَ كَمَا تَفرَّسَ فِيْهِ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- عَلَى طريقةٍ وَاحِدَة مِنَ الزُّهْد وَالتَّنَزُّهِ عَنِ الدُّنْيَا وَالتقشُّف، حَكَى لِي بَعْضُ أَهْل العِلْمِ قَالَ: صَحِبتُ إِمَام الحَرَمَيْنِ بِخُرَاسَانَ، وَالشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ بِبَغْدَادَ، فَكَانَ طرِيقُهُ عِنْدِي أَفْضَلَ مِنْ طرِيقَةِ إِمَامِ الحَرَمَيْنِ، ثُمَّ قَدِمْتُ الشَّام، فَرَأَيْتُ الفَقِيْه أَبَا الفَتْح، فَكَانَتْ طرِيقَتُه أَحْسَنَ مِنْ طَرِيقَتَيْهمَا. قُلْتُ: كَانَ الفَقِيْهُ نَصْرٌ يُعرف أَيْضاً بِابْنِ أَبِي حَائِط، أَلَّفَ كِتَاب "الانتخَابِ الدِّمَشْقِيِّ" فِي بَضْعَةَ عَشرَ مُجلَّداً، وَلَهُ كِتَاب "التَّهْذِيب" فِي المَذْهَب، فِي عَشْرَة أَسفَار، وَلَهُ كِتَاب "الكَافِي" فِي المذهب، مَا فِيْهِ أَقْوَال وَلاَ وُجُوه، وَعَاشَ نَيِّفاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، -رَحِمَهُ اللهُ-، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَة بَاب الصَّغِيْر. قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ: تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: فِي جالسه غلطاتٌ، وَأَحَادِيْثُ وَاهيَة. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَحَاسِن مُحَمَّدِ بن هَاشِمِ بنِ عَبد القَاهِر بن عَقِيْل العَبَّاسِيّ بِبُسْتَانه، أَخْبَرَنَا الفَضْلُ بنُ عَقِيْلِ بن عثمان العباسي المعدل في سنة خَمْس وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو النَّدَى حَسَّانُ بنُ تَمِيم الزَّيَّات سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ نَصْر بن إِبْرَاهِيْمَ الفَقِيْه، أَخْبَرَنَا سُلَيْم بن أَيُّوْبَ، أَخْبَرَنَا القَاضِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ المَحَامِلِيّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ، عَنْ حَارِثَةَ بنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُ جِبْرِيْل جَالِس بِالمقَاعِد، فَسَلَّمت عَلَيْهِ، وَاجتَزتُ، فَلَمَّا رَجَعتُ، وَانْصَرَفَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِي: "هَلْ رَأَيْتَ الَّذِي كَانَ مَعِي" ? قُلْتُ: نَعم، قَالَ: "فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ، وَقَدْ رَدَّ عَلَيْكَ السَّلاَمَ" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 433" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ بِنَابُلُسَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الخَضِر، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بنُ أَحْمَدَ بنِ فَارِسٍ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزَّاهِد، حَدَّثَنَا عَبدوس بن عُمَرَ التِّنِّيْسِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ الفَرْغَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ الصُّوْفِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ المُقْرِئ، سَمِعْتُ يُوْسُفُ بنُ الحُسَيْنِ، سَمِعْتُ ذَا النُّوْنِ يَقُوْلُ: كَانَ العُلَمَاء يَتَوَاعِظون بِثَلاَثٍ، وَيَكْتُب بَعْضُهُم إِلَى بَعْضٍ: مَنْ أَحْسَنَ سَرِيْرَتَهُ، أَحْسَنَ اللهُ علاَنِيَتَهُ، وَمَنْ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الله، أَصْلَحَ الله ما بينه وبين الناس، وما أَصلح أَمر آخرتِهِ، أَصْلَحَ اللهُ أَمر دُنْيَاهُ. حكَى الفَقِيْه نَصْرٌ عَنْ شَيْخه نَصْرٍ أَنَّهُ قَبْل مَوْتِه بِلحظَة سَمِعَهُ وَهُوَ يَقُوْلُ: يَا سَيِّدي أَمهلُونِي، أَنَا مَأْمُوْر وَأَنْتُم مَأْمورُوْنَ، ثُمَّ سَمِعْتُ المُؤَذِّن بِالعصر، فَقُلْتُ: يَا سَيِّدي المُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ، فَقَالَ: أَجْلِسنِي، فَأَجلستُهُ، فَأَحرم بِالصَّلاَة، وَوَضَعَ يَده عَلَى الأُخْرَى وَصَلَّى، ثُمَّ تُوُفِّيَ مِنْ سَاعتِهِ، رَحِمَهُ اللهُ. أَرَّخَ ابْنُ عَسَاكِرَ وَفَاةَ الفَقِيْه نَصْرٍ فِي يَوْم عَاشُورَاء سَنَة تِسْعِيْنَ، فَقَالَ مَنْ شَيَّعه: لَمْ يُمكنَّا دَفنُه إِلَى قَرِيْب المَغْرِب، لأَنْ الخلقَ حَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، وَلَمْ نَر جِنَازَة مِثْلهَا، وَأَقمنَا عَلَى قَبْرِهِ سَبْعَ ليالٍ. قُلْتُ: وَفِيْهَا مَاتَ شَيْخُ المَالِكِيَّة أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بنُِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ العبدي البصري بن الصَّوَّاف عَنْ تِسْعِيْنَ سَنَةً، وَلَهُ تَصَانِيْفُ جَمَّة. وَمُسْنِدُ أَصْبَهَان أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ السِّمْسَار، خَاتمَة مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الجُرْجَانِيّ. وَشيخُ هَمَذَان أَبُو الفَتْحِ عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عَبدوس عَنْ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَشيخُ القُرَّاءِ بِبَغْدَادَ: أَبُو القَاسِمِ يَحْيَى بن أَحْمَدَ السِّيبِي، تلا على الحمامي، وعمر مائةً وسنتين. حكَى الفَقِيْهُ نَصْرُ اللهِ المَصِّيْصِيّ، عَنِ الفَقِيْه نَصْر قَالَ: أَدْرَكْتُ القُضَاعِيَّ، وَلَوْ أَردتُ أَنْ أَسْمَع مِنْهُ لَفعلتُ، وَلَكِنِّي تَوَرَّعتُ لأَجْلِ أَنَّهُ كَانَ يَترسَّل لِلمصرِيِّين، ثُمَّ احتجتُ فِي التَّخرِيجِ، فَرويتُ عَنْهُ بِالإِجَازَةِ. قَالَ نَصْرُ اللهِ: أَوّل مَا تَفَقَّهَ الفَقِيْه نَصْر بِالقُدْس، ثُمَّ سَارَ إِلَى ديَار بكر، وَرَأَى الكَازَرُوْنِي، ثُمَّ لقِي سُليماً. إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ أَبُوْهُ فَامِيّاً، وَكَانَ الفَقِيْهُ رَبْعَةً، إلَّا أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ غَيْرُ اللَّحْم وَالعَظْم، وَكَانَ فِي القُدْس يَعمل الدَّعوَاتِ لِتلاَمِيذه، وَيُنْفِقُ عَلَيْهِم شَيْئاً كَثِيْراً من وقف كان عليهم.

النسفي، الكرجي

النسفي، الكرجي: 4496- النَّسَفِي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُحَدِّثُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيِّ بن مُوْسَى بن إِسْرَافِيل النَّسَفِي، وَلَدُ مُفْتِي نَسَفَ القَاضِي أَبِي الفوَارس. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ الكَثِيْر مِنَ الحَافِظ جَعْفَر بن مُحَمَّدٍ المُسْتَغْفِرِي، وَلاَزَمه، وَمِنْ أَبِي نُعَيْمٍ حُسَيْن بن مُحَمَّد صَاحِب خلف الخيَّام، وَمِنْ مُعتمد بن مُحَمَّدٍ المَكْحُوْلِيّ، وَعَدَدٍ كَثِيْر لاَ أَعْرِفُهُم، وَرَوَى الكَثِيْر بِبُخَارَى وَسَمَرْقَنْد. حَدَّثَ عَنْهُ: المُحَدِّث عُثْمَانُ بنُ علي البيكندي، وأبو ثابت الحسين ابن عَلِيٍّ البَزْدوِي، وَأَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ, وَآخَرُوْنَ. لحق السَّمْعَانِيُّ وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ أَصْحَابَه. تُوُفِّيَ بِنَسَفَ, فِي الثَّانِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَة، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 4497- الكُرْجِي 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحُجَّةُ، أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ خُدَادَادَ الكَرَجِيُّ البَاقِلاَّنِيُّ البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ بنِ شَاذَانَ كِتَابَ "السُّنَن" لِسَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، وَسَمِعَ مِنَ البَرْقَانِيّ، وَعَبْدِ الْملك بن بِشْرَان، وَجَمَاعَة كُتباً مُطَوَّلَة يَنْفَرِدُ بِهَا، وَهُوَ ابْنُ خَالِ الحَافِظ أَبِي الفَضْلِ بنِ خَيْرُوْنَ، وَرفِيقُه فِي الطَّلَب. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِي، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَابْنُ نَاصر، وَآخَرُوْنَ، وَأَجَازَ للسلفي.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "3/ 381". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 98"، والعبر "3/ 324"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1227" والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 306"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 392"، ووقع عنده، وفي المنتظم [الكرخي] بالخاء وليس بالجيم، وهو تصحيف. و [الكرج] نسبة إلى كرج وهي ناحية أذربيجان من الروم كما في "اللباب" لابن الأثير "3/ 90".

قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ شَيْخاً عَفِيْفاً زَاهِداً مُنْقَطِعاً إِلَى اللهِ، ثِقَةً فَهماً، لاَ يَظهر إلَّا يَوْمَ الجُمُعَةِ. سَمِعْتُ عَبْدَ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو طَاهِرٍ البَاقِلاَّنِيّ أَكْثَرَ مَعْرِفَةً مِنْ أَبِي الفَضْلِ بنِ خَيْرُوْنَ، وَكَانَ زَاهِداً، حسنَ الطَّرِيقَة، مَا حَدَّثَ فِي الجَامِع، وَكَانَ يَقُوْلُ لَنَا: أَنَا بِحُكْمِكُم إلَّا يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ للتكبير وَالتِّلاَوَة، وَكتبُوا أَسْمَاءَ شُيُوْخ بَغْدَاد لِنظَام المُلْكِ، وَأَلَحُّوا عَلَى أَبِي طَاهِر، فَمَا أَجَابَ إِلَى المجيء إليه. توفي في ربيع الآخر وتسع وثمانين وأربع مائة.

ابن أيوب

4498- ابن أيُّوب 1: الشيخ الثقة المأمون أبو الحسن بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَيُّوْبَ البَغْدَادِيّ, المَرَاتِبِيّ, البَزَّاز. سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ الحُرْفِي، وَأَبَا عَلِيٍّ بنَ شَاذَانَ، وَعبدَ الغفَّار المُؤَدِّب. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَاصر، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّي، وَشُهْدَةُ الكَاتِبَةُ، وَخطيبُ المَوْصِل، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ مِنْ خيَار البَغْدَادِيِّيْنَ، ومتميزيهم، ومن بَيْت الصَّوْنِ وَالعَفَافِ وَالثِّقَةِ وَالنَّزَاهَة، وُلِدَ: سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَعِ مائَة، وَمَاتَ: يَوْمَ عَرفَةَ سَنَة اثنتين وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ شُجَاعاً عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ صَحِيْح السَّمَاعِ، ثِقَةً فِي رِوَايَته، سَمِعْتُ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ سُكَّرَة: شيخٌ مِنَ التُّجَّار نبيلٌ بزازٌ مَسْتُور. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ العَربِي: هُوَ ثقةٌ عدلٌ، وَأَصله مِنَ المَوْصِل. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي: سَأَلتُهُ عَنْ مَوْلِده، فَقَالَ: الغَالِبُ عَلَى ظَنِّي أَنَّهُ سَنَة إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ شَيْخُ القراء أبو البركات بن طاوس، وَأَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ عبدِ القاَدِرِ بن يُوْسُفَ اليُوسُفِي، وَمُسْنِدُ بَلْخ أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الخَلِيْلِي، وَصَاحِبُ غَزْنَة إِبْرَاهِيْمُ بن مَسْعُوْدِ بنِ فَاتِح الهِنْد مَحْمُوْد بن سُبُكْتِكِين، وَشَاعِرُ وَقته أَبُو القَاسِمِ أَسَعْدُ بن عَلِيٍّ الزَّوْزَنِي، وَأَبُو تُرَاب عبد البَاقِي بن يُوْسُفَ المَرَاغِيّ الفَقِيْه، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ الخِلَعِي، وَأَبُو أَحْمَدَ فَضلاَن بن عُثْمَانَ القَيْسِيّ بِأَصْبَهَانَ، وَالمُحَدِّثُ مَكِّيُّ بنُ عَبْد السَّلاَمِ الرُّمَيْلِي شهيداً فِي أَخْذِ بيت المقدس.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 111"، والعبر "3/ 334"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 398".

السرخسي

4499- السَّرْخَسِي: الشَّيْخُ العَالِمُ الفَقِيْهُ المُعَمَّرُ، أَبُو العَبَّاسِ الفَضْلُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الفَضْلِ السَّرْخَسيُّ ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيّ الحَنَفِيُّ, التَّاجِر. سَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ السَّرَّاج، وَابْنِ عَبْدَان، وَأَبِي سَهْل بن حَسْنُويه، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَصَاعِد بن مُحَمَّدٍ القَاضِي، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عبُّويه المَرْوَزِيّ الأَنْبَارِيّ بِمَرْو، وَأَبِي سَهل الكَلابَاذِي بِبُخَارَى. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدِمَ بَغْدَاد فِي سَنَةِ عشرٍ مَعَ أَبِيْهِ لِلتِّجَارَة. قَالَ السَّمْعَانِيّ: شيخٌ مُسِنٌّ مُعَمِّرٌ، حُسْنُ السِّيْرَةِ، ذُو نِعمَةٍ وَثروَة، حَدَّثَنَا عَنْهُ عَمِّي الحَسَنُ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ السِّنْجِيّ، وَأَبُو مُضَرَ الطَّبَرِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بن الفُرَاوِي، وَنَاصرُ بنُ سَلْمَانَ الأَنْصَارِيّ، وَجَمَاعَةٌ كَثِيْرَةٌ. قَالَ: وَقَرَأْتُ بِخَطِّ إِسْمَاعِيْل بنِ عبد الغَافِر: طَلبُوا مِنَ الفَضْل هَذَا أَلفَيْ دِيْنَارٍ، وَأَخَذوهُ، وَضَربوهُ، وَضَمِنَهُ ابْنُ صَاعِد، وَبَقِيَ أَيَّاماً، وَمَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى, سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَمَا وَجدُوا لَهُ شَيْئاً، فَإِنَّ ابْنَه هَرَبَ وَأَصْحَابه، وَكَانَ صُلْباً فِي مَذْهَبِ أَبِي حَنِيْفَةَ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بن علي بن الفرات بدمشق، وكان يَترفَّض، وَالمُفْتِي سَعْدُ بن عَلِيٍّ العِجْلِيّ بهَمَذَان، وعبد الخالق بن محمد ابن خَلَفٍ المُؤَدِّب ابنُ الأَبْرَصِ -لقِي اللاَّلْكَائِيّ- وَشيخُ الشافعية أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد المَرْوَزِيّ الزَّاز، وَالعَلاَّمَةُ أَبُو سَعِيْدٍ عبدُ الوَاحِد بن القُشَيْرِيّ، وَعزِيزِي بنُ عَبْدِ المَلِكِ الجيلِي القَاضِي شَيْذَلَه، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الرَّاذَانِي الحَنْبَلِيّ العَابِدُ، وَأَبُو مَسْعُوْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ السُّوذَرْجَانِي، وَالقَاضِي أَبُو نَصْرٍ بنُ وَدْعَان المَوْصِلِيّ، وَمَنْصُوْرُ بن بَكْرِ بنِ حِيْد، وَنَصْرُ بن البَطِرِ مُسْنِد الوَقْت، وَعَلِيُّ بنُ أحمد بن الأخرم المؤذن.

الجياني

4500- الجَيَّاني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ، الحُجَّةُ النَّاقِدُ، مُحَدِّث الأَنْدَلُس, أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الغساني، الأندلسي، الجياني، صاحب كِتَاب "تَقييد المُهْمَل". مَوْلِدُهُ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْ: حَكَمِ بن مُحَمَّدٍ الجُذَامِيّ، -وَهُوَ أَعْلَى شَيْخٍ لَهُ-، وحاتم ابن مُحَمَّدٍ الطَّرَابُلُسِي، وَأَبِي عُمَرَ بن عبد البَرّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ عَتَّاب، وَالمُحَدِّثِ أَبِي عُمَرَ بن الحَذَّاء، وَأَبِي شَاكِرٍ عبد الوَاحِد القَبْرِي، وَسِرَاجِ بن عَبْدِ اللهِ القَاضِي، وَأَبِي الوَلِيْدِ سُلَيْمَانَ بنِ خَلَفٍ البَاجِي، وَأَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ دِلْهَاث، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُم. وَلَمْ يَرْحَلْ مِنَ الأَنْدَلُس، وَكَانَ مِنْ جَهَابذَةِ الحُفَّاظ، قَوِيَّ العَرَبِيَّةِ، بارعَ اللُّغَة، مُقَدَّماً فِي الآدَابِ وَالشِّعر وَالنَّسَب. لَهُ تَصَانِيْفُ كَثِيْرَةٌ فِي هَذِهِ الفُنُوْنِ، نَعَتَه بِهَذَا وَأَكْثَرَ مِنْهُ خَلَفُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الحَافِظ، وَقَالَ: أَخْبَرَنَا عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَوصفُوهُ بِالجَلاَلَةِ، وَالحِفْظِ، وَالنَّباهَةِ وَالتَّوَاضع، وَالصِّيَانَةِ. قَالَ أَبُو زَيْد السُّهَيْلِي فِي "الرَّوض الأُنف": حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ طَاهِرٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ، أَنَّ أَبَا عُمَر بنَ عَبْدِ البَرّ قَالَ لَهُ: أَمَانَةُ الله في عُنُقِكَ؛ مَتَى عثرتَ عَلَى اسمٍ مِنْ أَسْمَاء الصَّحَابَة لَمْ أَذْكُره؛ إلَّا أَلحقتَه فِي كِتَابِي، يَعْنِي "الاسْتيعَاب". قَالَ ابْنُ بَشكُوَال: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ بنَ مُغِيْث قَالَ: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ الجيَّانِي مِنْ أَكملِ مَنْ رَأَيْتُ عِلْماً بِالحَدِيْثِ، وَمَعْرِفَةً بِطُرِقِهِ، وَحفظاً لرِجَاله، عَانَى كَتْبَ اللُّغَةِ، وَأَكْثَرَ مِنْ رِوَايَةِ الأَشعَار، وَجَمَعَ مِنْ سَعَةِ الرِّوَايَة مَا لَمْ يَجْمَعْه أَحَدٌ أَدْركنَاهُ، وَصَحَّحَ مِنَ الكُتُب مَا لَمْ يُصحِّحه غَيْرُه مِنَ الحُفَّاظِ، فَكُتُبُه حُجَّةٌ بِالغَة، جَمع كِتَاباً فِي رِجَال "الصَّحِيْحَيْنِ" سَمَّاهُ "تَقييد المُهمل وَتَمْيِيز المُشكل"، وَهُوَ كِتَابٌ حسنٌ مفِيدٌ، أَخَذَهُ النَّاسُ عَنْهُ، قَالَ ابْنُ بَشكُوَال: سَمِعْنَاهُ عَلَى القَاضِي أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الحَجَّاجِ عَنْهُ ... لَزِمَ بَيْته لِزَمَانَةٍ لَحِقَتْهُ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ أَيْضاً: مُحَمَّدُ بن مُحَمَّدِ بنِ حَكَمٍ البَاهِلِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الجَيَّانِي، المُلَقَّب بِالبَغْدَادِيّ، وَالقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة، وَأَبُو العَلاَءِ زَهْرُ بن عبد

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 142- 143"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 180"، والعبر "3/ 351"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1049"، والديباج المذهب لابن فرحون المالكي "1/ 332"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 192"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 408- 409".

المَلِكِ الإِيَادِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ سِمَاك الغَرْنَاطِي، وَالحَافِظُ عَبْد الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي لَيْلَى، وَيُوْسُفُ بن يَبْقَى النَّحْوِيّ، ومحمد بن عبد الله بن خليل القيسي مُسْنِدُ مَرَّاكُش، فَحَدَّث عَنْهُ "بصَحِيْح مُسْلِم" فِي سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. تُوُفِّيَ الأُسْتَاذ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ فِي لَيْلَة الجُمُعَة، ثَانِي عشر شعبان سنة ثمان وتسعين وأربع مائة. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الأَمِيْنُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنَيْرٍ المَالِكِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ العُثْمَانِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَكَمٍ، أَخْبَرَنَا الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ، حَدَّثَنَا حَكَمُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ بِمَكَّةَ إِمْلاَءً، سَنَة عشرٍ وَثَلاَثِ مائَة، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا تَحَابَّ رَجُلاَنِ فِي اللهِ إلَّا كَانَ أَفْضَلُهُمَا أَشَدَّهُمَا حُبّاً لِصَاحِبِهِ" 1. هَذَا حديثٌ حَسَنُ الإِسْنَادِ. وَمَاتَ مَعَ: أَبِي عَلِيٍّ الحَافِظ، مُفِيدُ بَغْدَاد أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البَرَدَانِي عَنْ سَبعِينَ سَنَةً، وَالحَافِظُ مفِيدُ أَصْبَهَان أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بن مَرْدَوَيْه، وَمُسْنِدُ خُرَاسَان أَبُو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخُشْنَامِي، وَشيخُ الْحرم المُفْتِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ الشَّافِعِيّ، وَمُقْرِئُ بَغْدَادَ أَبُو المَعَالِي ثَابِتُ بنُ بُنْدَارَ البَقَّال، وَمُسْنِدُ بَغْدَاد الشَّرِيْف أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الأَنْصَارِيُّ.

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "2053"، والبخاري في "الأدب المفرد" "544"، والبزار "3600"، وابن حبان "2509" موارد الحاكم "4/ 171" والطبراني في "الأوسط" "2899"، والخطيب في "تاريخ بغداد "11/ 341"، من طرق عن مبارك بن فضالة، به. قلت: إسناده صحيح، وقد صرح مبارك بن فضالة بالتحديث عند البخاري، وابن حبان فأمنا شر تدليسه.

الكتبي

4501- الكتبي: الإِمَامُ الحَافِظُ، مُحَدِّثُ هَرَاة، الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الكُتُبِيّ الهَرَوِيّ المُؤَرِّخ. سَمِعَ: سَعِيْدَ بنَ العَبَّاسِ القُرَشِيّ، وَالحَافِظ أَبَا يعقوب القراب، وسالم ابن عَبْدِ اللهِ أَبَا مَعْمر وَطَبَقَتهُم. وَعَنْهُ: أَبُو النَّضْرِ الفَامِي، وَعبدُ الرَّشِيْد بن نَاصر، وَعَبْدُ الْملك بن عَبْدِ اللهِ، وَمَسْعُوْدُ بن مُحَمَّدٍ الغَانِمِيُّ، وَآخَرُوْنَ. أَثْنَى عَلَيْهِ السَّمْعَانِيّ، وَقَالَ: لَهُ عِنَايَة تَامَّة بِالتَّوَارِيخ، وَيُلَقَّبُ بِحَاكِم كُرَّاسَة. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَة سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وله سبع وثمانون سنة.

الشيحي

4502- الشِّ يحِي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الجَوَّال الصَّدُوْقُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ المُحْسِنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ شُهْدَانْكَه الشِّيحِي، ثُمَّ البَغْدَادِيّ، الفقيه، المَالِكِيّ، النَّصْرِيّ، مِنْ مَحلَة النَّصْرِيَّةِ، التَّاجِرُ، السَّفَّار. قَالَ غَيثُ بن عَلِيٍّ: قَالَ لِي: وُلِدَتُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَسَمِعْتُ فِي سَنَةِ "427". سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ الصَّقْر، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدَ بن مُحَمَّدِ بنِ السَّوَّاق، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ الأَزَجِي، وَأَبَا طَالب بن غَيْلاَنَ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَعِدَّة، وَبمصرَ أَبَا الحَسَنِ بنَ الطَّفَّال، وَأَبَا القَاسِمِ الفَارِسِيّ، وَبِدِمَشْقَ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد بن يَحْيَى بنِ سَلْوَانَ، وَبَالرَّحْبَة عُبيد الله بن أَحْمَدَ الرَّقِّيّ، وَعِدَّةً، وَكَتَبَ بِخطِّه أَكْثَر تَصَانِيْفه. حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ -شَيْخُه-، وَأَبُو السُّعُوْد المُجلِي، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ عَبْد السَّلاَمِ، وَالفَقِيْه سَعِيْدُ بن مُحَمَّدٍ الرَّزَّاز، وَابْنُ نَاصرٍ، وَابْنُ الزَّاغُونِيِّ، وَابْنُ البَطِّي، وَخَلْقٌ. سُئِلَ عَنْهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، فَقَالَ: شَيْخٌ جَليلٌ فَاضِلٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو عَامِرٍ العَبْدرِي: كَانَ مِنْ أَنبلِ مَنْ رَأَيْتُ وَأَوثقَهُ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة: كَانَ فَاضِلاً نبيلاً كيِّساً ثِقَةً، وَكَانَ عِنْدَهُ أَصلُ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب "بتَارِيخ بَغْدَاد"، خصَّه بِهِ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: هُوَ الَّذِي نَقل الخَطِيْبَ إِلَى العراق، فأهدى إليه "تاريخه" بخطه. وَقَالَ البَرَدَانِي: كَانَ أَمِيناً سَرِيّاً مُتَمَوِّلاً، كَتَبَ كَثِيْراً، مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى, سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 442"، واللباب لابن الأثير "2/ 220"، والعبر "3/ 324" والمنتظم لابن الجوزي "9/ 100"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1227"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 392".

الزاز، القومساني

الزاز، القومساني: 4503-الزَّاز 1: العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافعيَّةِ، أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ زَازَ، السَّرْخَسيُّ الشَّافِعِيُّ، فَقِيْهُ مَرْوَ، وَيُعْرَفُ بِالزَّاز. كَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي حِفْظِ المَذْهَب، اشْتهرت كُتُبُه، وَكَثُرَتْ تلاَمِذَتُه، وَقُصِدَ مِنَ النَّوَاحِي. تَفقَّه بِالقَاضِي حُسَيْن، وَسَمِعَ الأُسْتَاذ أَبَا القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، وَالحَسَنَ بن عَلِيٍّ المُطَوِّعِي، وَأَبَا المُظَفَّر مُحَمَّد بن أَحْمَدَ التَّمِيْمِيّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً، وَعُنِي بِالآثَار. حَدَّثَ عَنْهُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّنْجِيّ، وَعُمَرُ بنُ أَبِي مُطِيع، وَآخَرُوْنَ، وَمَاتَ قَبْلَ مَحلِّ الرِّوَايَة، فَقَلَّ مَا خرج عنه. صَنَّف كِتَاب "الإِملاَء" فِي المَذْهَب، وَانتشر فِي البِلاَد، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الدّين، ثَخِينَ الوَرَع، مُحتَاطاً فِي القُوْت، بِحَيْثُ إِنَّهُ ترك أَكل الرُّزِّ، لأَنَّه لاَ يَزرعه إلَّا الجُنْدُ، وَكَانَ عَدِيم النّظير فِي الفَتْوَى. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ, سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ, عَنْ نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ. 4504- القُومساني 2: الحَافِظُ الإِمَامُ البَارعُ، مُحَدِّثُ هَمَذَان، أَبُو الفَرَجِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ، القُوْمِسانِيُّ، ثُمَّ الهَمَذَانِيُّ، العَابِدُ. رَوَى عَنْ جَدِّهِ عُثْمَان بن أَحْمَدَ بنِ مَزْدين، وَوَالِدِهِ أَبِي الفَضْلِ، وَعُمَر بن جَابَاره، وَابْن غَزْو النَّهَاوَنْدي، وَطَبَقَتِهم، وَبِبَغْدَادَ: أَبِي الحُسَيْنِ بن الْمُهْتَدي بِاللهِ، وَطَبَقَتِهِ. قَالَ شِيْرَوَيْه: هُوَ شَيْخُ بَلدنَا، وَالمُشَارُ إِلَيْهِ بِالصَّلاَحِ، وَكَانَ ثِقَةً حَافِظاً، حَسنَ المَعْرِفَة بِالرِّجَالِ وَالمُتُوْنِ، وَحِيدَ عصره فِي حِفْظِ شَرَائِع الإِسْلاَم وَشِعَارِهِ، تَولَّيتُ غسله فِي المُحَرَّمِ, سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَعَاشَ ثَمَانِياً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. وَذَكَرَهُ السِّلَفِيّ فِيْمَنْ أَجَازَ لَهُ، وَأَنَّهُ مَشْهُوْر بِالمَعْرِفَة التامة بالحديث.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 125- 126"، والعبر "3/ 339"، وشذرات الذهب "3/ 400". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 140".

صاحب الهند

صاحب الهند، العبدي: 4505- صاحب الهند 1: السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ، أَبُو المُظَفَّرِ إِبْرَاهِيْمُ ابْنُ السُّلْطَان مَسْعُوْدِ ابْنِ السُّلْطَانِ فَاتِح الهِنْد وَمُبيدِ البُدِّ، مَحْمُوْدِ بنِ سُبُكْتِكِينَ، صَاحِب غَزْنَة. كَانَ إِبْرَاهِيْمُ مَلِكاً عَادِلاً، مُنْصِفاً سَائِساً، شُجَاعاً مِقْدَاماً جَوَاداً، محبباً إِلَى الرَّعيَّة، وَاسِعَ المَمَالِكِ، دَام فِي السَّلْطنَةِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَعَاشَ سَبْعِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ سنة اثنتين وتسعين وأربع مائة. 4506- العَبْدِي ُّ2: الشَّيْخُ الفَقِيْهُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ زَكَرِيَّا، العَبْدِيُّ، البَصْرِيُّ، المَالِكِيّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ الصواف، مسكنه القسامل، محلة البصرة. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: إِبْرَاهِيْمَ بنَ طَلْحَةَ، وَعِدَّةً بِالبَصْرَةِ، وَابْنَ شَاذَان، وَالبَرْقَانِيَّ بِبَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِي، وَأَبُو بَكْرٍ عَتِيْق النَّفْزَاوِي، وَجَابِر بن مُحَمَّدٍ البَصْرِيُّ، وَأَبُو أحمد البُوْشَنْجِيّ. تَفقَّه بعَلِيّ بن هَارُوْنَ البَصْرِيّ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّة، مِنْهُم: أَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ بَاخِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ ضَابح. وَسَمِعَ: مِنْهُ خلقٌ، وَأَملَى مَجَالِسَ، وَكَانَ زَاهِداً عَابِداً قَانِعاً مَهِيْباً. قَالَ جَابِرُ بن مُحَمَّدٍ: كَانَ فَرِيْدَ عَصره، وَكَانَ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ، وَقِيْلَ: كَانَ إِمَاماً فِي عَشْرَةِ عُلُوْم، مَاتَ -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ كَمَّل التِّسْعِيْنَ. قَالَ القَاضِي عِيَاض: كَانَ أَبُو يَعْلَى العَبْدِيّ يُمْلِي الحَدِيْثَ، وَعَلَى رَأْسِهِ مُسْتَمليَان يُسْمِعَان النَّاس، سَمِعَ مِنْهُ عالمٌ عظيمٌ. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ مُدرِّساً مُتَزهِّداً، خَشِنَ الْعَيْش، مُجِدّاً فِي العِبَادَةِ، ذَا سَمتٍ ووقار.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 109"، والعبر "3/ 225"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 164". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 103"، والعبر "3/ 328"، والديباج المذهب لابن فرحون المالكي "1/ 175"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 394".

ابن الأخرم، أسعد بن مسعود

ابن الأخرم، أسعد بن مسعود: 4507- ابن الأخرم 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الزَّاهِدُ، بَقِيَّةُ المُسْنَدينَ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن أَخْرَمَ المَدِيْنِيّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيّ، الصَّنْدَلِي المُؤَذِّن. مَوْلِدُهُ فِي رَجَب, سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِ مائَة. سَمِعَ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ، وَيَحْيَى بن إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي، وَأَبَا القَاسِمِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ السَّرَّاج، وَأَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَأَبَا نَصْرٍ أَحْمَد بن عَلِيٍّ الزَّاهِدَ، وَأَبَا صَادِقٍ محمد بن أحمد ابن شَاذَانَ العَطَّار، وَالأُسْتَاذَ أَبَا إِسْحَاقَ الإِسْفرَايينِي، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنَ بن مُحَمَّدِ بنِ مَنْجُوَيْه، وَأَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بنَ عَلِيٍّ الحَافِظ، وَطَائِفَةً، وَعَقَدَ مَجْلِسَ الإِملاَءِ، وَحضَرَهُ الأَعيَانُ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الفُرَاوِي، وَأَبُو العَبَّاسِ العَصَّارِي، وَعُمَرُ بن الصَّفَّار، وَعبدُ الخَالِق بن زاهر، والوزير سعد بن سَهْلٍ الفَلَكِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ فِي "تَارِيْخِهِ": شَيْخٌ عَابِدٌ فَاضِلٌ جَلِيْلٌ، مِنْ تلاَمذَة الإِمَام أَبِي مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيّ، كَانَ يَسكُنُ المَدِيْنَةَ الدَّاخلَة، لَزِمَ مسجدَه سِنِيْنَ، مُنْزَوياً عَنِ النَّاس، قَلَّ مَا يَخْرُج، رَوَى عَنْهُ خلقٌ كَثِيْر، وَعَقَدَ مَجْلِسَ الإِملاَءِ، تُوُفِّيَ فِي ثَامن عشر المُحَرَّم سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ. وَفِيْهَا مَاتَ مَعَهُ: 4508- أَسَعْدُ بنُ مَسْعُوْدٍ 2: العُتْبِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، مِنْ ذُرِّيَّة عُتْبَةَ بنِ غزوان الصحابي. رَوَى عَنِ: الحِيْرِيّ، وَالصَّيْرَفِيّ، وَعَنْهُ عَبْدُ اللهِ بن الفراوي، وعبد الخالق بن زاهر.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 339"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 168"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 401". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 381"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 125".

الجرجاني

الجرجاني، الطريثيثي: 4509- الجُرْجَاني 1: القَاضِي الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ الجُرْجَانِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ حَمْزَةَ بنَ يُوْسُفَ السَّهْمِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ الخَنْدَقِي، وَأَصْحَابَ ابْنِ عَدِيٍّ، وَالإِسْمَاعِيلِيَّ، وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ: أَبِي حَفْصٍ بنِ مَسْرُوْر، وَعَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيّ، وَهَذِهِ الطَّبَقَة. وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَكَانَ ذَا حِفْظٍ وَفَهْمٍ، جمع كِتَاباً فِي مَنَاقِب الشَّافِعِيّ، وَآخَرَ فِي مَنَاقِب أَحْمَد. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ أُخْتِهِ تَمِيمُ بن أَبِي سَعِيْدٍ المُؤَدِّب، وَالجُنَيْد بن مُحَمَّدٍ القَايْنِي، وَعَلِيّ بن حَمْزَةَ المُوسَوِي، وَوَجيهٌ الشَّحَّامِي، وَأَبُو الأَسْعَد هِبَةُ الرَّحْمَن بن القُشَيْرِيِّ، وَآخَرُوْنَ. عَاشَ ثَمَانِيْنَ عَاماً. وَتُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ, سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمِنْ شُيُوخِه أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْملك بنُ مُحَمَّدٍ الأَسْترَابَاذِيُّ الصَّغِيْر، صَاحِبُ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيِّ، وَأَبُو مَعْمرٍ المُفَضَّل بن إسماعيل الإسماعيلي. 4510- الطُّرَيْثيثي 2: الإِمَامُ الزَّاهِدُ المُسْنِدُ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّة، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ زَكَرِيَّا الطُّرَيْثِيْثِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ الصُّوْفِيّ، المَعْرُوف: بِابْنِ زَهْرَاءَ. مَوْلِدُهُ فِي شَوَّالٍ سنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَرَأْتُ بِخَطِّ السِّلَفِيّ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ يَقُوْلُ: إِنَّهُ وُلِدَ فِي شَوَّال, سَنَة اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. سَمِعَ أَبَاهُ، وَابْنَ الفَضْلِ القَطَّان، وَهِبَةَ اللهِ بنَ الحَسَنِ اللاَّلْكَائِيَّ، وَأَبَا القَاسِمِ الحُرْفِي، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ مَخْلَدٍ، وَأَبَا عَلِيٍّ بنَ شَاذَانَ، وَعِدَّة، وَزَعَمَ أَنَّهُ سمع من أبي الحسن بن رزقويه.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ص1227"، وطبقات الشافعية للسبكي "5/ 94". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 138"، والعبر "3/ 346"، وميزان الاعتدال "1/ 122"، ولسان الميزان "1/ 227"، وطبقات الشافعية للسبكي "4/ 39"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 405".

قَالَ السَّمْعَانِيّ: صَحِيْحُ السَّمَاع فِي أَجزَاء، لَكنَّه أَفْسد سَمَاعَاتِهِ بِادِّعَاءِ السَّمَاع مِنِ ابْنِ رِزْقُويه، وَلَمْ يَصِحّ سَمَاعه مِنْهُ. وَقَالَ شُجَاعٌ الذُّهْلِيّ: مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفه. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: لَهُ قَدَمٌ فِي التَّصَوُّفِ، رَأَى المَشَايِخَ, وَخدمَهُم، وَكَانَ حَسَنَ التلاوة، صحب أبا سعيد النيسابوري. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَابْنُ نَاصر، وَعَبْدُ الخَالِقِ اليُوسُفِي، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّي، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ الطُّوْسِيّ خطيبُ المَوْصِل، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ عَبْدُ الغَافِرِ الأَلْمَعِي، وَهِبَةُ اللهِ الشِّيرَازِي، وَعُمَر الرَّوَّاسِي. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ زَهْرَاءَ وَهُوَ يُقرَأُ عَلَيْهِ جزءٌ لابْنِ رِزْقويه، فَقُلْتُ: مَتَى وُلدتَ? قَالَ: سَنَة اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، فَقُلْتُ: فَابْنِ رِزْقويه فِي هَذِهِ السّنَة تُوُفِّيَ! وَأَخَذتُ الجُزْءَ، وَضَربتُ عَلَى التَّسمِيْع، فَقَامَ وَخَرَجَ مِنَ المَسْجَدِ. وَقَالَ ابْنُ نَاصر: كَانَ كَذَّاباً. وَقَالَ السِّلَفِيّ: هُوَ أَجْلُّ شَيْخ رَأَيْتُهُ لِلصُّوْفِيَّة، وَأَكْثَرُهُم حُرمَةً وَهَيْبَةً عِنْد أَصْحَابِه، لَمْ يُقرَأ عَلَيْهِ إلَّا مِنْ أَصلٍ، وَكُفَّ بَصَره بأَخَرة، وَكَتَبَ لَهُ أَبُو عَلِيٍّ الكِرْمَانِيّ أَجزَاءَ طَرِيَّةً، فَحَدَّثَ بِهَا اعتمَاداً عَلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَعْرِفُ طَرِيْقَ المُحَدِّثِيْنَ وَدقَائِقَهُم، وَإِلاَّ فَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ الأَثْبَاتِ، وَأُصُوْله كَالشَّمْس وُضُوحاً. وَقَالَ أَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيّ: مَوْلِدُهُ فِي شَوَّال سَنَة إِحْدَى عشرة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وأربع مائة.

الإسفراييني

4511- الإسْفَرَايِيني 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُتْقِنُ الرَّحَّال، أَبُو الفَرَجِ، سَهْلُ بنُ بِشْرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ، الإِسْفرَايينِي، الصُّوفِي، نَزِيْلُ دِمَشْقَ. سَمِعَ بِمِصْرَ عَلِيَّ بنَ حِمِّصَة، وَعَلِيَّ بنَ مُنِيْر، وَعَلِيَّ بنَ رَبِيْعَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ الطَّفَّال، وَحَسَنَ بنَ خلف الواسطي صاحب أبي محمد ابن مَاسِي، وَبِبَغْدَادَ: أَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ. وَبِدِمَشْقَ: أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ سُلْوَانَ، وَرشَأَ بنَ نَظيف، وبالرملة: محمد بن الحسين

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 331"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 396".

ابن التَّرْجَمَان. وَبِصُوْر: سُلَيْم بن أَيُّوْبَ الرَّازِيّ، وَبِتِنِّيس: عَلِيَّ بنَ الحُسَيْنِ بنِ جَابِرٍ. وَبِجُرْجَانَ: مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الرَّحِيْمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ طَاهِرٌ وَالفَضْل، وَجَمَالُ الإِسْلاَمِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ، وَهِبَةُ الله بن طاوس، وَمَحْفُوْظٌ النَّجَّارُ، وَنَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المِصِّيْصِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُبُوبِي، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الحَسَنِ، وَعِدَّةٌ. قَالَ غَيْثُ بنُ عَلِيٍّ: سَأَلتُ أَبَا بَكْرٍ الحَافِظ عَنْ سَهْلِ بنِ بِشْرٍ، فَقَالَ: كيِّسٌ صدوقٌ. قَالَ سهل: وُلِدْتُ بِبِسْطَامَ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ قَدْ تَتَبَّع "السُّنَنَ الكَبِيْرَ" للنسائي وحصله، وسمعه بمصر.

ابن يوسف

4512- ابن يوسف 1: الشَّيْخُ النَّبِيْلُ العَالِمُ الثِّقَةُ الرَّئِيْسُ، أَبُو الحُسَيْنِ أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يُوْسُفَ البَغْدَادِيّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ الحُرْفِي، وَعُثْمَانَ بنَ دُوسْت، وَأَبَا عَلِيٍّ بنَ شَاذَانَ، وَعَبْدَ الْملك بن بِشْرَان، وَطَبَقَتَهُم بِبَغْدَادَ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ صَخْر، وَأَبَا نَصْرٍ السِّجْزِيّ بِمَكَّةَ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ حِمِّصَةَ الحَرَّانِيّ بِمِصْرَ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ بنِ التّرْجَمَان بِالرَّمْلَةِ، وَعِدَّةً سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: بَنُوْهُ: عَبْدُ اللهِ، وَالحَافِظُ عبدُ الخَالِق، وَعبدُ الوَاحِد، وَمُحَمَّدُ بنُ نَاصر الحَافِظ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّي، وَشُهْدَةُ الكَاتِبَة، وَعَتِيْقُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صَيْلاَءَ، وَالخَطِيْبُ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ الطُّوْسِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ ابْنُ نَاصر: كَانَ صَالِحاً ثِقَةً. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: شَيْخٌ جَلِيْلٌ ثِقَةٌ خَيِّرٌ، مَرْضِيُّ الطّرِيقَةِ، حَسَنُ السِّيْرَةِ، سَافَرَ الكَثِيْرَ، وَوَصل إِلَى المَغْرِب. وَقَالَ وَلَدُهُ عبدُ الخَالِق: حَدَّثَنِي أَخِي، قَالَ: رَأَيْتُ في النوم وَالِدي، فَقُلْتُ: يَا سَيدي، مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: غَفَر لِي. تُوُفِّيَ أَبُو الحُسَيْنِ: فِي شَعْبَانَ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ شُجَاعٌ الذُّهْلِيّ: كَانَ ثِقَةً مُتحرِّياً. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ اليُونَارْتِي فِي "مُعْجَمه": كَانَ أَحَدَ الأَئِمَّة الوَرِعين. صَحِبَ أَبَا الحَسَنِ القَزْوِيْنِيّ مُدَّةً، وَنَظَرَ فِي الفِقْه وَالأَدب، وَكَانَ أَوْحَدِيَّ الطّرِيقَة، مَا خَرَجَ إِلَيْنَا فَاسْتند لِتوَاضُعه، وَمَا قَامَ عنا إلَّا استأذن.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 109"، والعبر "3/ 333"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 397".

ابن ودعان

4513- ابن وَدْعَان 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، قَاضِي المَوْصِلِ، أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ صَالِحِ بنِ سُلَيْمَانَ بن وَدْعَانَ، المَوْصِلِيّ. تَرَدَّدَ إِلَى بَغْدَادَ, وَحَدَّثَ بِهَا فِي آخِرِ أَيَّامِهِ. قَالَ: وُلدتُ لَيْلَةَ النِّصْف مِنْ شَعْبَانَ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَة، وَذَكَرَ أَنَّهُ مِنْ رَبِيْعَة الفَرَسِ، وَأَوَّلُ سَمَاعِهِ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِ مائة. رَوَى عَنْ عَمِّهِ أَبِي الفَتْحِ أَحْمَدَ بنِ عُبيد الله، وَمُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَحْشَلٍ، وَالحُسَيْنِ بن مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الصَّيْرَفِيّ, وَغَيْرِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ بِالحِجَازِ، وَمَرْوَانُ بن عَلِيٍّ الطَّنْزِي بِدِيَارِ بكر، وَأَبُو المُعَمَّر المُبَارَكُ بن أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ خسرو البَلْخِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَوَجِيهٌ الشَّحَّامِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَإِنَّمَا أَوْرَدتُهُ هُنَا لِشُهْرَتِهِ، وَقَدْ ذَكَرْتُهُ فِي "المِيزَانِ" وَأَنَّهُ غَيْرُ ثِقَةٍ، وَلاَ مَأْمُوْنٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُخْتَارٍ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ بنُ وَدَعَانَ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا عَمِّي، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ المُرْجِئُ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى التَّمِيْمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بنُ عَطِيَّةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَضَيَّفْتُ مَيْمُوْنَةَ خَالَتِي، وَهِيَ ليلتئذٍ لاَ تُصَلِّي، فَجَاءَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 127"، وميزان الاعتدال "3/ 657"، ولسان الميزان "5/ 305".

وَقَدْ صَلَّى العِشَاءَ الآخِرَة، فَانْتَهَى إِلَى الفِرَاشِ، فَأَخَذَ خِرْقَةً عِنْدَ رَأْسِ الفِرَاش، فَاتَّزَرَ بِهَا، وَخَلَعَ ثَوْبَيْهِ، فَعَلَّقَهُمَا، ثُمَّ دَخَلَ مَعَهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ قَامَ إِلَى سِقَاءٍ مُعَلَّقٍ، فَحَلَّهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ مِنْهُ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُومَ، فَأَصُبَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ كَرِهْتُ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ مُسْتَيْقِظاً، ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَيْهِ، ثُمَّ قَامَ إِلَى المَسْجَدِ، فَقَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ، فَتَوَضَّأْتُ، ثُمَّ جِئْتُ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَتَنَاوَلَنِي بيده من ورائه، فأقامني عن يمينه، ثُمَّ جَلَسَ، وَجلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَأَصغَى بِخَدِّهِ إلى خدي حتى سَمِعْتُ نَفْسَ النَّائِم، ثُمَّ جَاءَ بِلاَلٌ، فَقَالَ: الصَّلاَةَ يَا رَسُوْلَ اللهِ، فَقَامَ إِلَى المَسْجِدِ، فَأَخَذَ فِي الرَّكْعَتَيْن، وَأَخَذَ بِلاَلٌ فِي الإِقَامَةِ. قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ شُجَاعاً الذُّهْلِيّ عَنِ ابْنِ وَدْعَان، فَلَمْ يُجِبْ عَنْهُ. قَالَ السِّلَفِيّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ "الأَرْبَعِيْنَ" جَمْعَهُ، ثُمَّ تَبيَّنَ لِي حِيْنَ تصفحت كتابه تخليطٌ عظيمٌ يدل إلى كذبه، وتركيبه الأسانيد على المتون. وَقَالَ ابْنُ نَاصر: رَأَيْتُهُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ، لأَنَّه كَانَ مُتَّهماً بِالكَذِبِ، وَكِتَابُه فِي "الأَرْبَعِيْنَ" سَرَقَهُ مِنْ زَيْدِ بنِ رِفَاعَةَ، وَزَيْدٌ وَضَعه أَيْضاً، وَكَانَ كَذَّاباً، أَلَّفَ بَيْنَ كلماتٍ قَدْ قَالَهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَيْنَ كَلِمَاتٍ مِنْ كَلاَمِ لُقْمَان وَالحُكَمَاء وَغَيْرِهِم، وَطَوَّلَ الأَحَادِيْثَ. وَقَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ ابْنُ وَدْعَان خَرَّجَ عَلَى كِتَاب زَيْد بن رِفَاعَةَ كِتَابهُ _ بِزَعْمِهِ _ حِيْنَ وَقعت لَهُ أَحَادِيْثُهُ عَنْ شُيوخه، فَقَدْ أخطأ، إذ لم يتبين ذَلِكَ فِي الخطبَة، وَإِن جَاز سِوَى ذَلِكَ، فَأَطمُّ وَأَعمُّ، إِذْ غَيْرُ مُتَصَوَّرٍ لِمِثله مَعَ نَزَارَةِ رِوَايَته، وَقِلَّةِ طلبه، أَنْ يَقع لَهُ كُلُّ حَدِيْث فِيْهِ مِنْ رِوَايَةِ مَنْ أَوْرَدَه عَنْهُ. وَقَالَ السِّلَفِيّ أَيْضاً: بَلَغَنَا أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ, بالموصل.

الخشنامي

4514- الخُشْنَامي 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُعَمَّرُ الصَّالِحُ الصَّادِقُ أَبُو عَلِيٍّ نصر الله بن أحمد بن عثمان، الخشنامي، النَّيْسَابُوْرِيّ. سَمِعَ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ، وَالقَاضِي أَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَعَلِيَّ بن أَحْمَدَ بنِ عَبْدَانَ، وَأَبَا سَعِيْدٍ مُحَمَّد بن مُوْسَى الصَّيْرَفِيّ، وَصَارَ مُسْنِدَ وَقته، وَرِوَايَتُهُ عَنِ السُّلَمِيّ حُضُوْر، فإن أبا سعد السمعاني أرخ مَوْلِدَهُ فِي رَمَضَانَ, سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة، وَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ صَالِحٌ، رَوَى عَنْهُ خلقٌ، ومات في شعبان سنة ثمان وتسعين وأربع مائة. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ حَفِيْدُهُ مَسْعُوْدُ بن أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ السِّنْجِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ السَّمْعَانِيّ، وَعبدُ الخَالِق بن زَاهِر، وَعُمَرُ بن أَحْمَدَ الصَّفَّار الفَقِيْه، وَآخَرُوْنَ، وَمِنْ مُتَأَخِّرِيهِم: سَعِيْدُ بنُ سَهْلٍ الفَلَكِي الوَزِيْر. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا زَيْنُ الأُمَنَاءِ الحَسَنُ بن مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ نَصْرُ اللهِ بن أَحْمَدَ إِمْلاَءً بِنَيْسَابُوْرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ الفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ القَزَّاز، حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بنُ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-، أَنَّ رَجُلاً أَعْتَقَ سِتَّةَ مَمْلُوْكينَ لَهُ عِنْد مَوْتِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ مالٌ غَيْرهُم، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَزَّأَهُم ثَلاَثَةً، ثُمَّ أَقْرَعَ بَيْنهُم، وَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ، وَأَرَقَّ أربعة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 131"، واللباب لابن الأثير "1/ 447"، والعبر "3/ 352".وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 409".

أبو داود

4515- أبو داود 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ القُرَّاءِ، ذُو الفُنُوْنِ، أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي القَاسِمِ نَجَاحٍ مَوْلَى صَاحِب الأَنْدَلُس المُؤَيَّدِ بِاللهِ هِشَامِ بن الحَكَمِ، المَرْوَانِيُّ, الأَنْدَلُسِيُّ، القُرْطُبِيُّ، نَزِيْلُ دَانِيَةَ وَبَلَنْسِيَة. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَصَحِبَ أَبَا عَمْرٍو الدَّانِي وَأَكْثَرَ عَنْهُ، وَتَخَرَّجَ بِهِ، وَهُوَ أَنْبَلُ أَصْحَابه وَأَثْبَتُهُم، وَأَخَذَ أَيْضاً عَنْ أَبِي عُمَرَ بنِ عَبْدِ البَرّ، وَابْن دِلهَاث، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ سعدُوْنَ، وَأَبِي الوَلِيْدِ البَاجِي، وَأَبِي شَاكِر الخَطِيْب، وَعِدَّة. تَلاَ عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ ابنِ غُلاَم الفَرَسِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِي، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ سُحْنُوْنَ المُرْسِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ البَكْرِيّ، وَجَعْفَرُ بنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّوَالِشِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بن فَرج الزُّهَيْرِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ هُذَيْلٍ، وَأَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بنُ يَحْيَى القُرْطُبِيّ، وَخَلْق. قَالَ ابْنُ بَشكُوَال: كَانَ مِنْ جِلَّةِ المُقْرِئِين وَخِيَارِهِم، عَالِماً بِالرِّوَايَات وَطُرُقِهَا، حَسنَ الضَّبط، ثِقَةً ديناً، لَهُ التَّصَانِيْفُ فِي مَعَانِي القُرْآن، وَكَانَ مَليحَ الخَطِّ، أَخْبَرَنَا عَنْهُ جماعةٌ مِنْ شُيوخنَا، وَوصفُوهُ بِالفَضْلِ وَالعِلْم وَالدِّين، مَاتَ: فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَتَزَاحمُوا عَلَى نَعشه، قَرَأْتُ بِخَطِّ تِلْمِيْذٍ لأَبِي دَاوُدَ تَسمِيَةَ تَوَالِيْفِهِ، منها: "البيان في علوم القُرْآنِ" فِي ثَلاَثِ مائَة جُزء، وَكِتَابُ "التَّبيينِ لِهجَاء التَّنْزِيلِ" سِتُّ مُجلَّدَاتٍ، وَكِتَابُ "الاعتِمَادِ" أُرْجُوزَة عَارض بِهَا شَيْخَه فِي أُصُوْل القُرْآن وَالدِّيْن عَشْرَة أَجزَاء، وَهِيَ ثَمَانِيَةَ عَشرَ أَلفَ بَيْت وَنَيِّف، وَكِتَاب "الصَّلاَة الوُسطَى" مُجلَّد، وَعِدَّة تَوَالِيفَ جُملتهَا ستةٌ وَعِشْرُوْنَ مُصَنّفاً، وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، وَمِنْ أَئِمَّةِ الأَنْدَلُس فِي عصره. قُلْتُ: قَرَأْتُ بِالرِّوَايَاتِ مِنْ طَرِيقِهِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الداني.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 203"، والعبر "3/ 343"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 187"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 403".

المراغي

4516- المرَاغي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ القُدْوَةُ الفَقِيْهُ العَلاَّمَةُ، بَقِيَّةُ المَشَايِخ، أَبُو تُرَابٍ عَبْدُ البَاقِي بنُ يُوْسُفَ بنِ عَلِيِّ بنِ صَالِحِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ هَارُوْنَ المَرَاغِيُّ، النَّرِيزِيُّ، الشَّافِعِيّ، نَزِيْلُ نَيْسَابُوْر. سَمِعَ: أَبَا عَلِيٍّ بنَ شَاذَانَ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ بِشْرَان، وَأَبَا طَاهِرٍ بنَ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الأَصْبَهَانِيَّ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ الدَّامغَانِي، وأبو عثمان العصايدي، وزاهر ابن طاهر، وابنه عبد الحق بن زاهر، وآخرون. قَالَ السَّمْعَانِيّ: هُوَ الإِمَامُ أَبُو تُرَابٍ، عَدِيمُ النَّظير فِي فَنِّه، بَهِيُّ المَنْظَر، سَلِيمُ النَفْس، عاملٌ بِعِلْمه، حَسَنُ الخُلُقِ، نَفَّاعٌ لِلْخَلْقِ، قوِيُّ الحِفْظِ، فَقِيْهُ النَّفْس، تَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ عَلَى القَاضِي أَبِي الطَّيب. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ أَبِي الله الهَمَذَانِيّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ البِسْطَامِي وَغَيْرَهُ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ الإِمَام أَبِي تُرَاب حِيْنَ دَخَلَ عبدُ الصَّمد وَمَعَهُ المَنْشُوْرُ بقَضَاء هَمَذَان، فَقَامَ أَبُو تُرَاب، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَل عَلَيْنَا، وَقَالَ: أَنَا فِي انتِظَارِ المَنْشُوْرِ مِنَ اللهِ عَلَى يَدِ عَبدِه مَلَكِ المَوْتِ، أَنَا بِذَلِكَ أَلْيَقُ مِنْ مَنْشُوْرِ القَضَاء، ثُمَّ قَالَ: قُعُوْدي فِي هَذَا المَسْجَد سَاعَةً عَلَى فَرَاغِ القَلْب أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُلكِ العِرَاقين، ومسألةٌ فِي العِلْمِ يَسْتَفِيدُهَا مِنِّي طَالِبُ علمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَمَلِ الثَّقَلَيْنِ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلتُ إِسْمَاعِيْلَ الحَافِظَ عَنْ أَبِي تُرَاب المَرَاغِيّ، فَقَالَ: مُفْتِي نَيْسَابُوْر، أَفْتَى سِنِيْنَ عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِيّ، وَكَانَ حَسَنَ الهيئَةِ، بَهيّاً، عَالِماً، قِيْلَ: عَاشَ ثَلاَثاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، مَاتَ فِي رَابِعَ عَشَرَ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: بَلْ مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 110- 111"، والعبر "3/ 333"، وطبقات الشافعية للسبكي "5/ 96"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 164".

ابن أبي ذر، ابن الجراح

ابن أبي ذر، ابن الجراح: 4517- ابن أبي ذر 1: الشيخ العالم الصدوق أبو مكتوم عيسى بن الحافظ الكبير أبي ذر عبد بن أَحْمَدَ الأَنْصَارِيّ، الهَرَوِيّ، ثُمَّ السَّرَوِي، تَزَوَّجَ وَالِده فِي سَرَاةِ بنِي شَبَابَة، وَتَحَوَّلَ إِلَى هُنَاكَ مِنْ مَكَّةَ مُدَّةً، فَوُلِدَ عِيْسَى فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ شَيْئاً كَثِيْراً، وَمِنْ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الصَّنْعَانِيّ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ. رَوَى عَنْهُ أَبُو التَّوفِيق مَسْعُوْدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَأَبُو عُبَيْدٍ نِعمَةُ بنُ زِيَادَةِ اللهِ الغِفَارِيّ، وَمَيْمُوْنُ بنُ يَاسينَ المرَابط، وَابتَاع مِنْهُ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" أَصلَ أَبِيْهِ -وَعَلِيُّ بنُ عَمَّارٍ المَكِّيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَالسِّلَفِيّ بِالإِجَازَةِ، وَقَالَ: اجْتَمَعتُ أَنَا وَهُوَ فِي الموقفِ سَنَةَ سَبعٍ لَمَّا حججتُ، وَقُلْنَا: نَسْمَعُ مِنْهُ بِالحرم، فَتَعَجَّلَ أبي النَّفْرِ الأَوّلِ إِلَى السَّرَاةِ. قُلْتُ: وَبعد سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ انْقَطَع خَبَرُه، وَانْتَقَلَ إلى الله. 4518- ابن الجَرَّاح 2: الإِمَامُ الكَبِيْرُ المُقْرِئُ أَبُو الخَطَّابِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هَارُوْنَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عيسى بن داود الجراح البغدادي، الكاتب. سَأَله ابْن السَّمَرْقَنْدي عَنْ مَوْلِدِهِ، فَقَالَ: فِي رَجَب سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة. تَلاَ عَلَى الحسن بن صقر الكَاتِب، وَابْنِ بُكَيْرٍ النَّجَّارِ، وَأَحْمَدَ بنِ مَسْرُوْرٍ، وَمُسَافِرِ بنِ عَبَّادٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ بِشْرَان، وَمُحَمَّدِ بن عُمَرَ بنِ بُكَيْرٍ، وَطَائِفَة. وَنظم قصيدَةً فِي القِرَاءات مَشْهُوْرَة، سَمَّاهَا "المُسْعِدَة"، وأمَّ بِالخَلِيْفَة المُقتدي، وَبأَبِيْهِ المُسْتَظْهِر، وَكَانَ شافعيا ثقة صدوقًا عالمًا.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 348"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 406"، ووقع عنده عيسى بن الحافظ أبي ذر عبد الرحمن. 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 140"، والعبر "3/ 348"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 406".

تَلاَ عَلَيْهِ أممٌ، وَختم عَلَيْهِ عِدَّة، قرَأَ عَلَيْهِ سِبْطُ الخَيَّاط أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو الْكَرم الشَّهْرُزُورِي، وَسَعْدُ اللهِ بن الدَّجَاجِي، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: هَؤُلاَءِ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَابْنُ نَاصر، وَعُمَرُ المغَازلِي، وَخطيبُ المَوْصِلِ أَبُو الفَضْلِ، وَأَسَعْد بن بلدرك، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ شُجَاعاً الحَافِظ عَنْهُ، فَقَالَ: أَحَدُ القُرَّاءِ الحُفَّاظ المُتْقِنِيْنَ، مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ وَالأَدبِ، وَلَهُ شعر جَيِّد مُدَوَّن. وَقَالَ السِّلَفِيّ فِي "مُعْجَمه": هُوَ إمامٌ فِي اللُّغَة، وَشِعرُه فَفِي أَعْلَى درجةٍ، وَخطُّه فَمِنْ أَحْسَنِ الخُطُوطِ، تلوتُ عَلَيْهِ بقِرَاءة أَبِي عَمْرٍو الَّتِي قرَأَ بِهَا عَلَى ابْنِ الصَّقر، وَالقَوْل يَتَّسِعُ فِي فَضَائِلِهِ. قَالَ شُجَاع: تُوُفِّيَ فِي العِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سنة سبع وتسعين وأربع مائة.

ابن جهير، أبو مطيع

ابن جهير، أبو مطيع: 4520- ابن جَهير 1: الوَزِيْرُ الكَامِلُ عَمِيدُ الدَّوْلَة أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بن الوَزِيْرِ الكَبِيْرِ المَلِكِ، فَخْرِ الدَّوْلَةِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَهِيْرٍ، وَزَرَ فِي أَيَّامِ وَالِدِهِ، وَخَدَمَ ثَلاَثَةَ خُلَفَاءَ، وَأَوْصَى بِهِ القَائِمُ حَفِيْدَه الْمُقْتَدِي، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ وَزَرَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ، وَاسْتقلَّ خَمْسَ سِنِيْنَ، وَعُزِلَ بِأَبِي شُجَاع، ثم عزل أبو شجاع سنة أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ، وَاسْتَوْزَرَ هَذَا، فَدَام تِسْعَةَ أَعْوَامٍ، وَلَكِن كَانَتْ وِزَارَةُ الخُلَفَاءِ هَذَا الزَّمَان دُوْنَ رُتْبَةِ وِزَارَةِ السُّلْطَان، فَكَانَ نِظَامُ المُلْكِ أَعْلَى رُتْبَةً مِنْهُ. وَكَانَ عَمِيدُ الدَّوْلَة خَبِيْراً، سَائِساً، شجاعًا، شهمًا، تياهًا، فصيحًا، أديبًا، بالغًا، يَتقَعَّرُ كَابْنِ عَبَّادٍ فِي خِطَابِهِ، وَلَهُ هيبةٌ شَدِيْدَة، وَأَلْفَاظُهُ مَعْدُوْدَة، مَدَحته الشُّعَرَاء. وَفِي الآخِرِ حبسه المستظهر وصادر وَزِيْرُ السَّلطنَة، ثُمَّ أُخْرِجَ مَيتاً فِي شَوَّال, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ بِكِبْرِهِ يُضْرَبُ المَثَلُ، وَلَكِنَّهُ فِي النَّكبَة ذَلَّ، وَخَارَتْ نَفْسُهُ، وَأَنَابَ إِلَى اللهِ، وَآخِرُ مَا سُمِعَ مِنْهُ الشَّهَادَةُ، سَامَحَهُ اللهُ. وَعَاشَ تِسْعاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. رَوَى عَنْ أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ، وَغَيْرِهِ، وله نظم جيد. 4521- أبو مُطيِع 2: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ وَقته أَبُو مُطِيعٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَحْمَدَ بنِ زَكَرِيَّا الضَّبِّيُّ، المَدِيْنِيُّ، النَّاسِخُ، المجلد الصَحَّافُ، المُلَقَّب: بِالمِصْرِيّ. سَمِعَ مِنَ: الحَافِظ أَبِي بَكْرٍ بنِ مَرْدُوَيْه، وَأَبِي سَعِيْدٍ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ النَّقَّاش، وَعَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ البَاوَرْدي، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ مَعْمَرِ بن زِيَادٍ، وَالحُسَيْنِ بن إِبْرَاهِيْمَ الجمَال، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَلِيٍّ المُعَدّل، وَأَبِي زُرْعَةَ رَوْحِ بن مُحَمَّدٍ، وَالفَضْلِ بن عُبيدِ الله، وَجَمَاعَةٍ، تَفَرَّد بِالرِّوَايَة عَنْ كَثِيْر مِنْهُم، وَأَملَى عِدَّةَ مَجَالِس.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 118"، والعبر "3/ 337"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "1/ 221"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 165". 2 ترجمة في العبر "3/ 348"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 407".

حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَعْمرٍ اللُّنبَانِي، وَأَبُو حَنِيفَةَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الخطيبِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ المُقْرِئُ، وَعُمَرُ بنُ أَبِي سَعْدٍ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الخرقِي، وَأَبُو العَبَّاسِ التُّرك، وَعِدَّة. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ صَالِحاً مُعَمِّراً أَديباً فَاضِلاً، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: مَاتَ وَهُوَ فِي عَشْرِ المائَة. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو حنِيفَة القَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو مُطِيع، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ هِشَامِ بنِ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ البَارِقِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الخَيْلُ معقودٌ بِنَوَاصِيْهَا الخَيْرُ"، قِيْلَ: وَمَا ذَاكَ? قَالَ: "الأَجْرُ وَالمَغْنَمُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ" 1. اتَّفَقَا عَلَيْهِ من حديث حصين بن عبد الرحمن.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2852"، ومسلم "1873".

الرميلي

4522- الرُّمَيْلِي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ العَالِمُ الشَّهِيْدُ أَبُو القَاسِمِ مَكِّيُّ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بن الحُسَيْنِ الرُّميْلِيُّ, المَقْدِسِيُّ، أَحَدُ الجَوَّالِينَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ كَثِيْرَ التَّعب وَالسَّهرِ وَالطَّلَبِ، ثِقَةً، متحرِّياً، وَرِعاً، ضَابطاً، شرع في "تاريخ" لبيت المقدس. سمع من مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى بنِ سُلْوَانَ، وَأَبَا عُثْمَانَ بنَ وَرْقَاءَ، وَأَبَا القَاسِمِ الحِنَّائِي، وَعبدَ البَاقِي بن فَارِس، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بن الحَسَنِ الضَّرَّاب، وأبا جعفر بن المسلمة، وأبا بكر الخطيب، وَخَلْقاً كَثِيْراً بِالشَّامِ وَمِصْرَ وَالعِرَاق وَالجَزِيْرَة وَآمِد. رَوَى عَنْهُ: عُمَرُ الرَّوَّاسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بن عَلِيٍّ المِهْرَجَانِي، وَعَمَّارُ بنُ طَاهِر، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْديِّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ المُسَلَّمِ السُّلَمِيُّ، وَحَمْزَةُ بنُ كروس، وغالب بن أحمد، وآخرون. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ مُفْتِياً عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِيّ، وَكَانَتِ الفَتَاوَى تَجِيئهُ مِنَ البِلاَد، وَكَانَ عَالِماً ثَبْتاً، ابْتُلِي بِالأَسرِ وَقتَ أَخْذِ العَدُوّ بَيْتَ المَقْدِسِ، وَطَلَبُوا فِي فدائه ذهبا كثيرا، فلم يفد، فقتلوه بالحجارة عِنْد البَثَرُوْنَ، -رَحِمَهُ اللهُ- فِي ثَانِي عشر شَوَّال, سَنَة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ سبعين سَنَةً وَأَشْهُر. وَقَتَلُوا بِالقُدْسِ نَحْواً مِنْ سَبْعِيْنَ ألفًا، ودام في أيديهم تسعين سنة.

_ 1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "4/ 226"، والأنساب للسمعاني "6/ 166"، واللباب لابن الأثير "2/ 38"، والعبر "3/ 334"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1046"، وطبقات الشافعية للسبكي "5/ 332"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 164" وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 398".

مجد الملك، ابن خذام

مجد الملك، ابن خذام: 4523- مَجْدُ المُلْكِ: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو الفَضْلِ أَسَعْدُ بنُ مُوْسَى البلاشَانِي. وَزَرَ لِلسُّلْطَانِ بَرْكْيَارُوْق، وَكَانَ فِيْهِ خيرٌ وعدلٌ وديانةٌ وَقِلَّةُ ظُلْم، وَكَانَ كَبِيْرَ الشَّأْنِ، عَالِيَ الرُّتبَة، وَصَارَ يَعتضِد بِالبَاطِنِيَّةِ، فَقِيْلَ: رَتَّبَ مَنْ قَتَلَ الأَمِيْر بُرسق، فَنَفَرَ مِنْهُ الأُمَرَاءُ، وَقَامُوا عَلَيْهِ، وَتَنَكَّرُوا لبركيَارُوْقَ، وَمَا زَالُوا حَتَّى غَلَبَ عَنْهُم، وَأَسلمه إِلَيْهِم، فَقتلُوْهُ، وَكَانَ شِيْعِيّاً قَدْ هَيَّأَ فِي كَفنه سَعَفَةً وَتربَة، وَكَانَ لَهُ مَعَ بِدعته تَهَجُّدٌ وتعبدٌ وصلاتٌ دَارَّة عَلَى العَلَوِيَّةِ، قُتِلَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وتسعين وأربع مائة. 4524- ابن خِذَام 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُعَمَّر الوَاعِظ مُسْنِدُ بُخَارَى أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ خذام الخذامي البخاري. وُلِدَ سَنَةَ نيفٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ مِنْ: مَنْصُوْر الكَاغَدِي، وَحُسَيْن بن خَضِر النسفِي القَاضِي، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ الفَارِسِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ حَسَنٍ المرَاجِلِي، وَخَلْق. رَوَى عَنْهُ: عُثْمَانُ بنُ عَلِيٍّ البِيْكَنْدِيّ، وَأَبُو ثَابِتٍ الحَسَنُ بن عَلِيٍّ البَرْدِيْجِيُّ، وَأَبُو رَجَاءٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ السِّنْجِيُّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ الوَاعِظ، وَآخَرُوْنَ، وَعَاشَ تِسْعِيْنَ عَاماً. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَوْ قَرِيْباً مِنْهَا.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 56"، واللباب لابن الأثير "1/ 426".

ابن حيد، صاعد بن سيار

ابن حيد، صاعد بن سيار: 4525- ابن حِيد: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الأَمِيْنُ، أَبُو أَحْمَدَ مَنْصُوْرُ بنُ بَكْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَيْدٍ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ النَّيْسَابُوْرِيّ التَّاجِر، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. سَمِعَ مِنْ: جَدِّه أَبِي بَكْرٍ بنِ حِيْد صَاحِبِ الأَصَمّ، وَبِبَغْدَادَ مِنِ: ابْنِ غَيْلاَنَ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ الأَزَجِي، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: عُمَرُ بنُ ظفر، وَأَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيّ، وَابْن ناصر، وَالسِّلَفِيّ، وَخطِيبُ المَوْصِل، وَشُهْدَةُ بِنْت الإِبرِي، وَعِدَّة. مَاتَ فِي شَوَّال، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ شَاخَ وَأَسنَّ. 4526- صَاعِدُ بنُ سيَّار 1: ابن يَحْيَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ، قَاضِي القُضَاةِ، جَمَالُ الإِسْلاَمِ، أَبُو العَلاَءِ الكِنَانِيُّ الهَرَوِيّ. سَمِعَ: أَبَا سَعِيْد مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الصَّيْرَفِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطّرَازِي صَاحِبَي الأَصَمِّ، وَجدَّه القَاضِي أَبَا نَصْرٍ يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ، وَالقَاضِي أَبَا العَلاَءِ صَاعِدَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَنَفِيّ، وَأَبَا بِشر الحَسَنَ بن أَحْمَدَ المُزَكِّي، وَسَعِيْدَ بنَ العَبَّاسِ القُرَشِيّ، وَطَائِفَةً، وَانتخب عَلَيْهِ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ، وَحَفِيْدُه نَصْر بن سَيَّار بن صَاعِد. وَكَانَ صَيِّناً نَزِهاً، وَقُوْراً عَلاَّمَةً، مُعَظَّماً فِي النُّفُوْس، صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَة، عُمِّرَ دَهْراً، وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي وَسَطِ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَمِنَ الرُّوَاة عَنْهُ: حَفِيْدُهُ شِهَابُ بنُ سَيَّار، وَعَلِيُّ بنُ سَهْلٍ الشَّاشِيّ، وَعبدُ المُعِزّ بن بِشْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الدَّهَّان، وَعبدُ الوَاسِع بنُ عَطَاءٍ، ومسرور بن عبد الله الحنفي. تُوُفِّيَ فِي شهر رَجَب سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ تِسْعُوْنَ سَنَةً غَيْرَ أَشْهُرٍ.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 341"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 169".

ابن أشته، الكامخي

ابن أشته، الكامخي: 4527- ابن أشَتَه 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُسْنِدُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَفَّارِ بن أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ ابْن أَشتَه الأَصْبَهَانِيّ الكَاتِب. سَمِعَ: الحَافِظ أَبَا سَعِيْدٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ، وَعَلِيَّ بنَ مَيْلَة الفَرَضِيّ، وَابْنَ عَقِيْلٍ البَاوَرْدي، وَالفَضْلَ بنَ شَهْرَيَار، وَعِدَّة. حدث عنه: إسماعيل بن محمد التيمي، وأبو سعد بن البغدادي، وأبو طاهر السلفي. ملت فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ اثنتَانِ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الرَّازِيّ، ثُمَّ المصري بن الحَطَّابِ، وَالعَابِدُ أَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ السَّرَّاج بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَشْرُويه المُحَدِّث، وَمُسْنِدُ الوَقْت طِرَادٌ الزَّيْنَبِيّ، وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسْفَرَايينِي مُحَدِّثُ دِمَشْقَ، وَالحَافِظُ الحَسَنُ بنُ أحمد بن محمد السَّمَرْقَنْديُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ حَسَّانِ بنِ سَعِيْدٍ المَنِيْعِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ عَبدُ الوَاحِد بن عُلْوَانَ الشيباني، وأبو سعد محمد بن الحسين الحرمي المحدث، ومكي السلار، وهبة الله عبد الرزاق الأنصاري صاحب الحفار. 4528- الكامَخِي 2: الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ السَّاوِي، الكَامَخِيُّ، مُحَدِّث رحَّال فَاضِل. سَمِعَ: بِنَيْسَابُوْرَ القَاضِي أَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيَّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ مُحَمَّدَ بنَ مُوْسَى الصَّيْرَفِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ البَرْقَانِيَّ، وَهِبَةَ اللهِ اللاَّلْكَائِيَّ، وَطَائِفَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، وَسَعِيْدُ بنُ سَعْدِ اللهِ المِيهَنِي، وَأَخوَاهُ هِبَةُ اللهِ، وَرَاضيَة، وَأَبُو زُرْعَةَ المَقْدِسِيُّ، وَآخَرُوْنَ. حَدَّثَ بِمُسْنَدِ الشَّافِعِيّ مِنْ غير أصل. قَالَ ابْنُ طَاهِر: سَمَاعُهُ فِيمَا عدَاهُ صَحِيْح. قلت: حدث بحران غيبته سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: مُفْتِي أَصْبَهَان حُسَيْن بن مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ الشَّافِعِيّ، وَصَاحِبُ مِصْرَ المُسْتَعلِي أَحْمَدُ بنُ المُسْتَنْصِرِ، وَأَبُو طَاهِرٍ خَالِدُ بنُ عَبدِ الوَاحِدِ التَّاجِر، وَمُعَمَّرُ زَمَانِهِ عَبدُ الوَاحِد بنُ عَبْدِ الرحمن الوركي، وأبا بكر محمد بن أحمد بن الفقير بِبَغْدَادَ، وَأَبُو يَاسِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الخَيَّاط، سَمِعَا مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ بِشْرَان، وَشيخُ الشَّافعيَة أَبُو الحَسَنِ بنُ أَبِي عَاصِمٍ العَبَّادِيُّ المَرْوَزِيّ مُصَنّف كِتَاب "الرَّقم" فِي المَذْهَب، وله ثمانون سنة.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 331"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 396". 2 ترجمته في العبر "3/ 342"، وميزان الاعتدال "3/ 467"، ولسان الميزان "5/ 63"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 403".

ابن البسري

4529- ابن البُسْرِي 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ الشَّيْخ أَبِي القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ البُسْرِيِّ البُنْدَارُ، البَغْدَادِيّ، بَقِيَّةُ المَشْيَخَة، وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى السُّكَّرِيّ. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: أَبِي الحَسَنِ بنِ مَخْلَدٍ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ شَاذَانَ، وَأَبِي بَكْرٍ البَرْقَانِيِّ، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَةَ، وَسَعْدُ الخَيْرِ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَعَبْدُ الخَالِقِ اليُوْسُفِيُّ، وَشُهْدَةُ الكَاتِبَةُ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ شَاتيلَ، وَآخَرُوْنَ، وَكَانَ مِنَ الصُّلَحَاءِ. قَالَ السِّلَفِيُّ: لَمْ يَرْوِ لَنَا عَنِ السُّكَّرِيِّ سِوَاهُ. قُلْتُ: وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَوْ نَحْوهَا. وَمَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: صَاحِبُ دِمَشْق السُّلْطَانُ شَمْسُ المُلُوْك، أَبُو نَصْرٍ دُقَاقُ بن الملك تاج الدولة تتش بن السُّلْطَان الكَبِيْرِ أَلب آرسلاَن السَّلجوقِيُّ، وَكَانَتْ دَوْلَتُه بَعْدَ أَبِيْهِ عَشْرَ سِنِيْنَ، وَدُفِنَ بِخَانقَاه الطَّوَاوِيسِ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو يَاسِرٍ أَحْمَدُ بنُ بُنْدَارَ البقال، وأبو بكر محمد بنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيْثِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمْزَةَ الثَّقَفِيُّ الكوفي، والمحدث الزاهد أبو الفرج إسماعيل بن القُدْوَة مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ القُوْمِسَانِي بِهَمَذَان، وَالوَاعِظُ الكَبِيْرُ الأَمِيْرُ أَرْدَشير العُبَادِيُّ -وَكَانَ تَالِفاً- وَطَاهِرُ بن أَسَدٍ الشِّيرَازِيُّ الطَّبَّاخ، وَالمنشِئ البليغُ أَبُو سعد العلاء ابن حَسَن بن المُوْصَلاَيَا، وَأَبُو الخَطَّابِ بنُ الجَرَّاحِ، وعيسى ابن أَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو مُطِيع المَدِيْنِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ الفَقِيْه الطلاعِيُّ، وَأَبُو الْمطرف عَبْد الرحمن الشعبي بمالقة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 211"، واللباب لابن الأثير "1/ 152"، والعبر "3/ 346"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 405".

المتولي، ابن جزله، شرف الملك

المتولي، ابن جزله، شرف الملك: 4530- المُتَولِّي 1: شيخ الشافعية، أبو سعد عبد الرحمن بن مَأْمُوْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الأَبِيوَرْدِيُّ، المُتولِّي، تَفَقَّهَ بِبُخَارَى وَغَيْرِهَا، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ القَاضِي حُسَيْن، وَكَانَ رَأْساً فِي الفِقْه وَالأُصُوْل، ذكيّاً، مُنَاظراً، حسنَ الشَّكل، كَيِّساً مُتَوَاضِعاً، تَمَّمَ كِتَاب "الإبانة" للفوراني، فجاء في عشرة أسفار، "والإبانة" سِفرَانِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ بِشَرَفِ الأَئِمَّة. مَوْلِدُهُ بِأَبِيوَرْد سَنَة سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَمَاتَ فِي شَوَّال سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَرُثِيَ بِقصَائِدَ، وَقَدْ دَرَّسَ بِالنِّظَامِيَة بَعْدَ وَفَاةِ الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ مُدَّةً يَسِيْرَة، ثُمَّ صُرِفَ بِابْنِ الصباغ. تفقه عليه جماعة. 4531- ابن جَزْلَة 2: إِمَامُ الطِّبِّ أَبُو عَلِيٍّ يَحْيَى بن عِيْسَى بنِ جَزْلَهَ البَغْدَادِيّ، كَانَ نَصْرَانِيّاً، فَأَسْلَمَ فِي كُهُولتِه عَلَى يَدِ قَاضِي القُضَاة الدَّامغَانِي، وَلاَزَمَ أَبَا عَلِيٍّ بنَ الوَلِيْدِ فِي المَنطقِ، وَلَهُ "مِنْهَاجُ البَيَانِ" فِي الطِّبِّ فِي الأَدويَةِ المفردَةِ وَالمركبَة، وَكِتَاب "تَقوِيمِ الأَبْدَانِ" مُجَدول، وَرِسَالَةٌ فِي الرَّدِّ عَلَى النَّصَارَى. مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَانَ ذكيّاً صَاحِبَ فُنُوْنٍ وَمُنَاظرَةٍ وَاحتجَاجٍ، وَكَانَ يُدَاوِي الفُقَرَاءَ مِنْ ماله. 4532- شرفُ المُلْك ِ3: الصَّاحبُ الأَمْجَدُ أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الخوارزمي الكاتب المُسْتوفِي، كَانَ صدراً مُعَظَّماً مُحْتَشِماً، كَثِيْرَ الأَمْوَالِ، وَكَانَ مُسْتَوْفِي دِيوَانِ المَمْلَكَة الملكشَاهيَة، فِيْهِ خَيْر وَسُؤْدُد، بَنَى مَدَارسَ وَمَسَاجِدَ، وَهُوَ مُنشِئُ المَشْهَد عَلَى ضرِيحِ الإِمَام أَبِي حَنِيْفَةَ، وَالقُبَّةِ، وَالمدرسَةِ، ثُمَّ إِنَّهُ فِي أَوَاخر أَمرِه، لَزِمَ دَاره مُكرَّماً مُحترماً، كَانَتِ المُلُوْكُ يَصدُرُوْنَ عَنْ رَأْيِه، وَفِيْهِ يَقُوْلُ الصَّدْر أَبُو جَعْفَرٍ البَيَاضِي لمَا بَنَى المَشْهَد: أَلَمْ تَرَ أَنَّ العِلْمَ كَانَ مُبَدَّداً ... فَصَيَّرَهُ هَذَا المُغَيَّبُ فِي اللَّحْدِ كَذَلِكَ كَانَتْ هَذِهِ الأَرْضُ مَيْتَةً ... فَأَنْشَرَهَا فِعْلُ العَمِيدِ أَبِي سَعْدِ قَالَ: فَوَصَلَهُ بِأَلفِ دِيْنَارٍ، حَكَى ذَلِكَ أَبُو طَالِبٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيّ. مَاتَ شرفُ الملكِ: فِي المُحَرَّمِ سنة أربع وتسعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 18" ووفيات الأعيان "3/ 133"، والعبر "3/ 290"، وطبقات الشافعية للسبكي "5/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 358". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 119"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "6/ 267"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 166". 3 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 128"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 167".

الشيرجاني

4533- الشِّيرَجاني 1: المُحَدِّثُ الرّحَّالُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الفَضْلِ الكَرْمَانِيّ، الصُّوْفِيّ، تَعِبَ وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَتغرَّب. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بنِ مَكِّيٍّ بِدِمَشْقَ، وَمِنْ: سُلَيم بِصُوْرَ، وَمِنِ: ابْنِ طَلْحَةَ، وَعَاصِمِ بنِ حَسَنٍ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ ذَا عِبَادَةٍ وَنُسُكٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو البَرَكَات إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ الصُّوْفِيُّ، وَالسِّلَفِيُّ، وَلاَحَ كَذِبُهُ وَتَزويرُه. قَالَ شُجَاعٌ: ضَعِيْف. وَقَالَ المُؤتَمَنُ: يَنْبَغِي أَنْ يُنَادَى عَلَى قَبْرِهِ: هَذَا كَذَّاب. وَقَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ: هُوَ خَرَّب بَيْتَ ابْن زَهْرَاء الطُّرَيْثِيْثِيّ. وَقَالَ ابْنُ نَاصر: كَانَ يَكْذِبُ. وَقَالَ السِّلَفِيّ: لَمْ أَكْتُب إلَّا مِنْ أُصُوْله. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَتَبَ مَا لاَ يَدخُلُ تَحْتَ الْحصْر وَلاَ يَنفع، وَادَّعَى أَشيَاءَ، وَسَمَّعَ لِنَفْسِهِ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فِي شَعْبَانَ، وَلَهُ سَبْعٌ وثمانون سنة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 132"، وميزان الاعتدال "1/ 521"، ولسان الميزان "2/ 254".

ابن الحطاب، اللواتي

ابن الحطاب، اللواتي: 4534- ابن الحَطَّاب 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الفَقِيْهُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَطَّاب الرَّازِيُّ، الشَّافِعِيُّ، نزيل مصر. حَجَّ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَدَخَلَ اليَمَن. وَسَمِعَ بِمِصْرَ: شُعَيْب بن عَبْدِ اللهِ بن المِنْهَالِ وَطَبَقَته، ثُمَّ سَمَّعَ وَلده مِنِ ابْنِ حِمِّصَة، وَابْن الطَّفَّال، وَعِدَّة، سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَقبلهَا وَبعدهَا، وَسَمِعَ هُوَ بِدِمَشْقَ: مِنْ عَلِيِّ بنِ السِّمْسَار. وَتَلاَ عَلَى الحُسَيْنِ بن عَامِرٍ، وَتَلاَ بِمَكَّةَ بِروَايَاتٍ عَلَى: أَبِي عَبْدِ اللهِ الكَارَزِينِي، وَانْتَقَلَ إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّة فِي القَحط الكَائِنِ فِي قُربِ سَنَة سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَرَؤُوا عَلَيْهِ كَثِيْراً، وَكَتَبَ عَنْهُ الحَافِظُ أَبُو زَكَرِيَّا البُخَارِيُّ، وَمَكِّي الرُّمَيْلِي، وَغَيْثٌ الأَرمَنَازِي، وَعبدُ الْمُحسن الشِّيحِي، وَسَمِعَ عَلَيْهِ ابْنُهُ الوليد أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّاهدُ الكَثِيْرَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة وَبِمِصْرَ. قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ مِنَ الثِّقَاتِ، خَيِّراً، كَثِيْرَ المَعْرُوف. قَالَ ابْنُهُ فِي "مَشْيَخَته": حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ, أَنَا عُمَرَ الصَّيْرَفِيّ بِانتخَابِ أَبِي نَصْرٍ السِّجْزِيّ ... فَذَكَرَ حَدِيْثاً. ثُمَّ قَالَ ابْنُهُ: كَانَ أَبِي فِي سَكْرَةِ المَوْت وَهُوَ يَقُوْلُ لِي: مَا لِي حَسْرَة إلَّا أَنِّي أَمُوْتُ؛ وَلَمْ يُؤْخَذ عَنِّي مَا سَمِعتُه عَلَى الوَجْه الَّذِي أَردتُهُ. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وتسعين وأربع مائة. 4535- اللَّواتي: العَلاَّمَةُ القَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ مَرْوَانُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ اللَّوَاتِي، المَغْرِبِيّ، الطَّنجِي، المَالِكِيّ، إمامٌ، صَاحِبُ فُنُوْنٍ وَقِرَاءاتٍ. حَجَّ وَتَلاَ عَلَى أَبِي العَبَّاسِ بن نفيس وغيره. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الوَلِيْدِ، وَكَانَ خَطِيْباً مُفَوَّهاً نَحْوياً، وَلِي الفُتْيَا وَالخَطَابَة بِسَبْتَةَ فِي دَوْلَةِ البَرغوَاطِي، وَكَانَ ذَا هَيبَةٍ وَسَطْوَةٍ، دَرَّس "المُدوَّنَة"، وَأَكْثَرَ النَّاسُ عَنْهُ. قَالَ القَاضِي عِيَاض: سَمِعَ عَلَيْهِ خَالاَي أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ ابْنَا الجَوْزِيِّ، وَعَبُّود بنُ سَعِيْدٍ القاضي، وأبو إسحاق بن جعفر.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "/ ص1228".

تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ. وَأَخُوْهُ أَبُو الحَسَنِ مُفْتِي طنجَة عَلِيُّ بن عَبْدِ المَلِكِ. وَلأَبِي الحَسَنِ وَلدَان: أَحدُهُمَا: عَبْدُ اللهِ قَاضِي غَرْنَاطَة، ثُمَّ قَاضِي تِلِمْسَان. وَالثَّانِي: قَاضِي مِكنَاسَة، الفَقِيْه عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَالِد قَاضِي تِلِمْسَان فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَكَانَ لِمَرْوَانَ بَنُوْنَ أَئِمَّة، مِنْهُم قَاضِي طَنجَةَ عَبدُ الخَالِق، ثُمَّ عَبْد الوهَّاب قَاضِي طَنجَةَ أَيْضاً، وَكَانَ مِنْ قُضَاة العَدْلِ، وَالثَّالِث العَلاَّمَة ذُو الفنُوْنِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَاضِي جَيَّانَ، وَالرَّابعُ القَاضِي عَبْد المُنْعِمِ وَلِيَ قَضَاءَ مِكنَاسَة، ثُمَّ المَرِيَّة، ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ إِشبيليَة، ثُمَّ اسْتَعفَى، فَنُقِلَ إِلَى غَرْنَاطَة. ذكرهُمُ القَاضِي عياض، ولم يذكر وفياتهم.

شمس الملك، السوذرجاني

شمس الملك، السوذرجاني: 4536- شمسُ المُلْكِ: السُّلْطَانُ نَصْرُ بن إِبْرَاهِيْمَ صَاحِبُ مَا وَرَاءَ النهر. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ مِنْ أَفَاضِل المُلُوْك عِلْماً وَرَأْياً وَسِيَاسَةً وَحَزْماً، درس الفِقْه، وَكَتَبَ بِخطِّه المَلِيْحِ مصحفاً، وَخَطَبَ عَلَى مِنْبَرِ بُخَارَى، وَعَلَى مِنْبَرِ سَمَرْقَنْد، وَتَعَجَّبُوا مِنْ فَصَاحتِهِ، وَأَملَى الحَدِيْثَ عَنْ حَمْدِ بن مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِيّ، وَغَيْرِهِ، وَكَانَ يَعْرِفُ النِّجَارَة، عمل بِيَدِهِ بَابَ المَقْصُوْرَةِ. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ الخَطِيْبُ. تُوُفِّيَ فِي ذي القعدة، سنة اثنتين وتسعين وأربع مائة. 4537- السُّوذرجَاني: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الصَّدُوْقُ، بَقِيَّةُ المَشْيَخَة، أَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ السُّوذَرْجَانِي، الأَصْبَهَانِيّ، أَخُو الشَّيْخ المُسْنَد الصَّادِق أَبِي مَسْعُوْدٍ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ. سَمِعَا مَعاً مِنْ: عَلِيِّ بنِ مَيْلَةَ الفَرَضِيّ، وَأَبِي سَعِيْدٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ النَّقَّاش، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدَكُويه، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكوَانِي، وَعُمِّرَا دَهْراً، وَتَفرَّدَا. وَسَمِعَ مِنْهُمَا: أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَهُمَا مِنْ كِبَارِ شُيوخه. وَرَوَى عَنْ أَبِي الفَتْحِ هَذَا: إِسْمَاعِيْلُ بنُ غَانمٍ البيِّع، وَمَحْمُوْدُ بنُ حَمَكَا، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الحرفي، وَعِدَّةٌ، وَكَانَ نَحْويّاً مَاهِراً مَشْهُوْراً، انْتخب عَلَيْهِ الحُفَّاظُ. وَمَاتَ: فِي صَفَرٍ، سَنَة سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ تِسْعِيْنَ عَاماً. وَتُوُفِّيَ أَخُوْهُ مُحَمَّد قَبْله بِعَامَينِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ. قَالَ يَحْيَى بنُ مندة: حَدَّثَ عَنِ ابْنِ مَاشَاذه، وَالفَضْلِ بنِ عُبيد الله بن شَهْرَيَار، وَأَبِي سهل الصَّفَّار، وَأَكْثَر عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، وَكَانَ مُحِبّاً لأَبِي الحَسَن الأَشْعَرِيّ، يُؤدِّبُ الصِّبْيَان. وَمَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ: مُقْرِئ العِرَاق أَبُو طَاهِرٍ بنُ سِوَارٍ، وَأَبُو سَعْدٍ الحُسَيْن بنِ عَلِيٍّ الهَاشِمِيّ الفَانِيذِي، وَأَبُو بَكْرٍ خَازِم بنُ مُحَمَّدٍ القُرْطُبِيّ -وَفِيْهِ ضعف- وَأَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بن نَجَاح الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمُ المُقْرِئُ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الدوش الشَّاطبِي، وَأَبُو الحُسَيْنِ يَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي زَيد البيَاز، وَأَبُو البَرَكَات مُحَمَّدُ بن المُنْذِرِ بن طيبَان، وَالمُحَدِّثُ أَبُو يَاسِر بنُ كَادش، وَأَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْد الجَبَّارِ الضبي الفرساني.

الربعي

4538- الرَّبَعي 1: الشَّيْخُ الفَقِيْهُ العَالِمُ المُسْنِدُ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُريبَة الرَّبَعِي، البَغْدَادِيّ، الشَّافِعِيّ. قَالَ: وَلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ بنَ مَخْلَدٍ البَزَّاز، وَأَبَا عَلِيٍّ بن شَاذَانَ، وَأَبَا القَاسِمِ بن بِشْرَان، وَتَفَقَّهَ عَلَى القَاضِي أَبِي الطيب، وأقضى القضاة الماوردي، وأخذ الكَلاَم عَنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ الوَلِيْدِ المُعْتَزِلِي، وَغَيْرِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيّ، وَعَبدُ الخَالِق اليُوسفِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ السِّنْجِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخَشَّاب النَّحْوِيّ، وَشُهْدَةُ بِنْتُ الإِبَرِي، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ شَاتيل، وَأَبُو السَّعَادَاتِ القَزَّازُ. قَالَ شُجَاعٌ الذُّهْلِيّ: كَانَ يَذْهَبُ إِلَى الاعتزَال. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ أَبَا المُعَمَّر الأَنْصَارِيّ -إِنْ شَاءَ اللهُ- أَوْ غَيْرَه يذكُرُ أَنَّهُ رَجَعَ عَنِ الاعتزَال، وَأَشْهَدَ المُؤتَمَنَ السَّاجِيّ وَغَيْرهُ عَلَى نَفْسِهِ بِالرُّجُوْع عَنْ رَأْي المُعْتَزِلَة، وَاللهُ أَعْلَمُ. مَاتَ فِي الثَّالِث وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَجَب، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِ مائَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: قرَأَ الأَدبَ عَلَى أَبِي القَاسِمِ بنِ بَرْهَان، وَالمَذْهَبَ عَلَى القَاضِي أَبِي الطَّيِّب. وَمِنْ شِعْرِهِ: إِنْ كُنْتَ نِلْتَ مِنَ الحَيَاةِ وَطِيْبِهَا ... مَعَ حُسْنِ وَجْهِكَ عِفَّةً وَشَبَابَا فَاحْذَرْ لِنَفْسِكَ أَنْ تُرَى مُتَمَنِّياً ... يَوْمَ القِيَامَةِ أَنْ تَكُوْنَ تُرَابَا وَأُمّه هِيَ عُريبَة، وَقَالَ للسلفيٌ: مَوْلِدي سَنَة اثْنَتَيْ عَشْرَةَ.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 5"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 223"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 199"، وشذرات الذهب "4/ 4".

بركياروق، البندنيجي

بركياروق، البندنيجي: 4539- بَرْكيَاروق 1: السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ، ركنُ الدِّين، أَبُو المُظَفَّرِ بَرْكيَارُوْق بن السلطان مَلِكْشَاه بنِ أَلب آرسلاَن السَّلجوقِي، وَيُلَقَّبُ أَيْضاً: بِهَاءَ الدَّوْلَة. تَمَلَّكَ بَعْدَ أَبِيْهِ، وَنَاب عَنْهُ عَلَى خُرَاسَانَ، أَخُوْهُ السُّلْطَان سَنْجَر. وَكَانَ بَرْكْيَا روق شابًا شهمًا لعَّاباً، فِيْهِ كرمٌ وحلمٌ، وَكَانَ مُدْمِناً لِلْخمر، تَسلطن وَهُوَ حَدَثٌ، لَهُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَكَانَتْ دَوْلَتُهُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً فِي نكدٍ وحربٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيْهِ مُحَمَّد، يَطولُ شرحهَا، هِيَ مذكورَة فِي الحوَادث. مَاتَ بِبُرُوْجِرْد، فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بِعِلَّةِ السِّلِّ وَالبَوَاسِيْرِ، وَكَانَ فِي أَوَاخرِ دَوْلَته قَدْ تَوطَّد مُلْكُه، وَعَظُمَ شَأْنُهُ، وَلَمَّا احتُضِرَ، عَهِدَ بِالأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ لابْنِهِ مَلِكْشَاه بِمَشُوْرَةِ الأُمَرَاء، فَعقدُوا لَهُ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسَة أَعْوَام. 4540- البَنْدَنِيجي 2: العَلاَّمَةُ المُفْتِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ ثَابِتٍ، الشَّافِعِيّ، الضَّرِير، تِلْمِيْذُ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِي. دَرَّس فِي أَيَّامِ شَيْخه، ثُمَّ جاور. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ البَغْدَادِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ التَّيْمِيّ، وَعبدُ الخَالِق اليُوسُفِي. وَكَانَ مُتَعَبِّداً مُعْتَمِراً، كَثِيْرَ التِّلاَوَة، وَعَاشَ ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 141"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 268"، والعبر "3/ 349"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 191"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 407- 408". 2 ترجمته في الأنساب "2/ 314"، واللباب لابن الأثير "1/ 180"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 133"، وطبقات الشافعية للسبكي "4/ 207".

العجلي، ابن الأبرص

العجلي، ابن الأبرص: 4541- العِجْلِي 1: مُفْتِي هَمَذَان وَعَالِمُهَا الإِمَامُ أَبُو مَنْصُوْرٍ سَعْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَسَنٍ العِجْلِيّ, الأَسَدَابَاذِي، ثُمَّ الهَمَذَانِيّ، الشَّافِعِيّ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: هُوَ ثقةٌ، مفتٍ، مناظرٌ، كَثِيْرُ العِلْمِ وَالعَمَلِ. سَمِعَ: أَبَا إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَكَرِيْمَةَ المَرْوَزِيَّةَ، وَطَائِفَة. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ؛ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ، وَبِالإِجَازَة أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وأربع مائة. 4542- ابنُ الأبرص: الشَّيْخُ الصَّالِحُ المُعَمَّرُ أَبُو تُرَاب عَبْدُ الخَالِقِ بن مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ البَغْدَادِيّ، ابْنُ الأَبْرَص، المُؤَدِّبُ. سَمِعَ: هِبَةَ اللهِ بن الحَسَنِ الحَافِظ، وَأَبَا القَاسِمِ الحُرْفِي. رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي شَهْرِ رمضان، سنة أربع وتسعين أيضًا.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 125"، وطبقات الشافعية للسبكي "4/ 383".

ابن الموصلايا، الطلاعي

ابن الموصلايا، الطلاعي: 4543-ابن الموصلايا 1: المنشِئُ البليغُ، ذُو التَّرَسُّلِ، الفَائِقِ، أَمِيْن الدَّوْلَة، أبو سعد العلاء ابن حَسَن بن وَهْبٍ البَغْدَادِيّ. كَانَ نَصْرَانِيّاً، فَأَسْلَمَ عَلَى يَد الْمُقْتَدِي، وَلَهُ باعٌ مديدٌ فِي النَّظم وَالنَّثر، عُمِّرَ دَهْراً، وَأَضَرَّ، بَعْدَ أَنْ كتب الإِنشَاء نَيِّفاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً، وَلَمَّا أَسْلَمَ كَانَ قَدْ شَاخَ، وَقَدْ نَابَ فِي الوزَارَة غَيْرَ مَرَّةٍ، وَكَانَ أَفصحَ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَفِيْهِ مَكَارِمُ وآدابٌ وَعقل. مَاتَ فَجْأَةً، وَكَانَ كَثِيْرَ الصَّدَقَات، وَقَفَ أَملاَكَهُ، أَسْلَمَ لَمَّا أُلْزِمَتْ الذِّمَّةُ بلبس الغيار. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَخلفه فِي كِتَابَة الإِنشَاء ابْنُ أُخْته العَلاَّمَة أَبُو نصر. 4544- الطَّلاَّعي 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ، مُفْتِي الأَنْدَلُس, وَمُحَدِّثُهَا، أبو عبد الله محمد بن الفرج القرطبي المَالِكِيّ، مَوْلَى مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ الطَّلاَّع. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: هُوَ بَقِيَّةُ الشُّيُوْخ الأَكَابِر فِي وَقته، وزعيم المفتين بحضرته. حدث عنه: يُوْنُس بن عَبْدِ اللهِ القَاضِي، وَمكِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنُ عَابِد، وَحَاتِمُ بنُ مُحَمَّد، وَأَبِي عَمْرٍو المرشَانِي، وَمُعَاوِيَةَ بنِ مُحَمَّدٍ العُقَيْلِيِّ، وَأَبِي عُمَرَ بنِ القَطَّان. وَكَانَ فَقِيْهاً، حَافِظاً لِلْفقه، حَاذِقاً بِالفَتْوَى، مُقَدَّماً في الشورى، وفي عِلل الشُّروط، مُشَارِكاً فِي أَشيَاء مِنَ العِلْمِ حَسَنَة، مَعَ دينٍ، وخيرٍ، وفضلٍ، وَطُولِ صَلاَة، قَوَّالاً لِلْحقِّ وَإِنْ أُوذِي، لاَ تَأْخُذُه فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ، مُعَظَّماً عِنْد الخَاصَّةِ وَالعَامَّةِ، يَعرِفُوْنَ لَهُ حقَّهُ، وَلِيَ الصَّلاَةَ بقُرْطُبَة، وَكَانَ مُجَوِّداً لِكِتَابِ اللهِ، أَفْتَى وَحَدَّثَ وَعُمِّرَ، وَصَارَت الرِّحلَةُ إِلَيْهِ، أَلَّف كِتَاباً فِي أَحكَام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قرأتُهُ عَلَى أَبِي عَنْهُ. وَقَالَ القَاضِي عِيَاض: كَانَ صَالِحاً، قَوَّالاً لِلْحقِّ، شدِيداً عَلَى المُبْتَدِعَة، شُووِر عِنْدَ مَوْتِ ابْن القَطَّان إِلَى أَنْ دَخَلَ المرَابطون، فَأَسقطُوهُ من الفتيا لتعصبه عليهم.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 141"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 480"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 189". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 564"، والعبر "3/ 349"، والديباج المذهب لابن فرحون المالكي "2/ 242"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 407".

سَمِعَ مِنْهُ عَالَمٌ كَثِيْر، وَرحلُوا إِلَيْهِ لِسمَاعِ "المُوَطَّأ"، وَلِسمَاع "المدوَّنَة" لِعلوه فِي ذَلِكَ، وَلـ "سُنَن النَّسَائِيّ" وَكَانَ أَسندَ مَنْ بَقِيَ صَحِيْحاً فاضلًا، عند بله بأمره دنياه وغفلة، ويؤثر عنه من ذَلِكَ طَرَائِفُ، وَكَانَ شدِيداً عَلَى أَهْلِ البِدَع، مجانبًا لمن يخوضع فِي غَيْرِ الحَدِيْث. وَنَقَلَ اليَسعُ بن حَزْم عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ الطَّلاَّع فِي بُستَانِه، فَإِذَا بِالمُعْتَمِدِ بن عَبَّادٍ مُجتَازٌ مِنْ قَصْرِه، فَرَأَى ابْنَ الطَّلاَّع، فَنَزَلَ عَنْ مَرْكُوبه، وَسَأَل دُعَاءَهُ، وَتَضَرَّع، وَتذمَّم، وَنَذَرَ، وَتَبَرَّع، فقال له الشيخ: يا مُحَمَّدُ، انْتَبِهْ مِنْ غَفْلَتِكَ وَسِنَتِكَ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ عددٌ كَثِيْرٌ، مِنْهُم: أَبُو جَعْفَرٍ البطروجِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عبد الخَالِق الخَزْرَجِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن خَلِيْل القَيْسِيّ، نَزِيْلُ مَرَّاكُش الَّذِي بَقِيَ إِلَى سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَعَلِيّ بن حُنَيْنٍ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَالِكٍ فِي "المُوَطَّأِ" أَرْبَعَةُ أَنْفُسٍ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّسَائِيّ فِي "سُنَنِهِ الكَبِيْرِ" اثْنَانِ. مَاتَ فِي رَجَب، سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. أَرَّخَهُ ابْن بَشْكُوَال، وقال: شهده جمع عظيم. كتب إلي بالموطأ ابْنُ هَارُوْنَ مِنْ تُونُس، أَخْبَرْنَا ابْنُ بَقِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عبد الخَالِق، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ، أَخْبَرَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عِيْسَى، أَخْبَرَنَا عُبيدُ اللهِ بن يَحْيَى بنِ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أبي، عن مالك.

الحرمي

4545- الحَرَمِي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ القُدْوَةُ أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ المُزَكِّي، الحَرَمِيُّ، نَزِيْلُ هَرَاة. سَمِعَ: أَبَا نَصْرٍ السِّجْزِيّ، وَطَائِفَةً بِمَكَّةَ، وَمُحَمَّد بنَ الحُسَيْنِ الطَّفَّال، وَعَلِيَّ بنَ حِمِّصَة، وَعَلِيَّ بنَ بَقَاءٍ بِمِصْرَ، وَأَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُسْلِمَةِ، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ بِبَغْدَادَ، وَأَقرَانَهُم. وَكَانَ زَاهِداً عَابِداً رَبَّانِيّاً. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عليّ: كَانَ أَبُو سَعْدٍ الحَرَمِي مِنَ الأوتاد، لم أر بعيني أحفظ منه. وَقَالَ الوَاعِظ أَبُو حَامِدٍ الخَيَّاط: إِنْ كَانَ للهِ بِهَرَاةَ أَحَدٌ مِنَ الأَوليَاءِ، فَهُوَ هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى الحَرَمِي. مَاتَ بِهَرَاةَ، فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ الهَمْدَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا المُؤْتَمَنُ بنُ أَحْمَدَ، سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ الحَرَمِي الحَافِظ يَقُوْلُ: لاَ يَصبِرُ عَلَى الخَلِّ إِلاَّ دُودُه، يَعْنِي: لاَ يَصبرُ على الحديث إلا أهله.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 116"، واللباب لابن الأثير "1/ 359"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 107"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 397" ووقع عنده [الجرمي] بالجيم وهو تصحيف.

الطبري، ثابت بن بندار

الطبري، ثابت بن بندار: 4546- الطَّبَرِي 1: الإِمَامُ، مُفْتِي مَكَّة وَمُحَدِّثُهَا، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الطَّبَرِيّ، الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ بآمُلَ، سَنَة ثَمَان عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ "صَحِيْح مُسْلِم" مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ الفَارِسِيّ، وَرَوَاهُ مَرَّاتٍ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي حَفْصٍ بنِ مَسْرُوْر، وَأَبِي عُثْمَانَ الصَّابونِي، وَنَاصِر العُمَرِيّ -وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ- وَكَرِيْمَةَ المَرْوَزِيَّة، وَلَهُ أَعقَابٌ بِمَكَّةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ التَّيْمِيُّ، ورزين العبدري، والقاضي أبو بكر بن العربي، ووجيه الشحامي، وأحمند بنُ مُحَمَّدٍ العَبَّاسِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَخَلْق. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الشَّافعيَّةِ، وَيُدعَى بِإِمَامِ الحَرَمَيْنِ، تَفَقَّهَ بِهِ جَمَاعَة بِمَكَّةَ. تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ، فِي شَعْبَانَ، سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. 4547- ثَابِتُ بن بُنْدَار 2: ابن إبراهيم بن بندار، الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُقْرِئُ المُجَوِّدُ، المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، بَقِيَّةُ المَشَايِخ، أَبُو المَعَالِي الدِّيْنَوَرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ، البَقَّال. وُلِدَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَطَلَبَ العِلْمَ فِي حدَاثته. وَسَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ الحُرفِي، وَأَبَا بَكْرٍ البَرْقَانِيّ، وَأَبَا عَلِيٍّ بن شَاذَانَ، وَعُثْمَانَ بن دُوسْت، وَأَبَا عَلِيٍّ بن دُومَا، وَعِدَّة. وَتَلا عَلَى: ابْنِ الصَّقْرِ الكَاتِب، وَأَبِي العلاء الواسطي، وأبي ثعلب الملحمي، وغيرهم.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 351"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 408". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 144"، والعبر "3/ 351"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 408".

قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الخَيَّاطِ، وَأَبُو الفضل أحمد بن شنيف، وطائفة. وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ يَحْيَى بنُ ثَابِتٍ -وَسَمِعَ منه "موطأ القنعبي"- وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَابْنُ نَاصر، وَعبدُ الخَالِق اليُوسفِي، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ المرقَّعَاتِي، وَعُمَرُ بن بُنيمَان، وَأَخُوْهُ أَحْمَد، وَشُهْدَة الكَاتِبَة، وَخَلْق. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: الفَقِيْهُ نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي: ثَابِتٌ ثَابِتٌ. وَقَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ مَأْمُوْن ديِّنٌ كَيِّسٌ خَيِّرٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ ثَابِتٌ يُعْرَفُ بِابْنِ الحمَامِي. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وأربع مائة. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ مِنْ أَعيَان القُرَّاء وَثِقَاتِ المُحَدِّثِيْنَ، سَمِعَ الكَثِيْرَ بِنَفْسِهِ، وَكَتَبَ بِخطِّه، وَرَوَى أَكْثَر مَسْمُوْعَاتِهِ. وَقِيْلَ: كَانَ جَدُّهُ إِبْرَاهِيْمُ حَمَّامِيّاً بِالدِّيْنَوَرِ. قُلْتُ: أَوَّلُ سَمَاعه فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.

السمرقندي

4548- السَّمَرقندي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الرَّحَّالُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قَاسم بن جَعْفَرٍ السَّمَرْقَنْدي، الكُوَخْمِيثنِي. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَصَحِبَ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ المُسْتغفرِيَّ الحَافِظ، وَتَخَرَّجَ بِهِ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ. وَسَمِعَ: عَبدَ الصَّمد العَاصِمِي، وَحَمْزَةَ بنَ مُحَمَّدٍ الجَعْفَرِيّ، وَأَبَا حَفْصٍ بن مسرو، وَأَبَا عُثْمَانَ الصَّابونِي، وَأَبَا سَعْد الكَنْجَرُوذِيَّ، وَأَمْثَالَهُم، وَأَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ مَنْصُوْرٌ الكَاغَدي، وَلَمْ يَرْحَلْ إِلَى العِرَاقِ، وَقَدْ جَمَعَ وَصَنَّفَ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ، وَوجيهٌ الشَّحَّامِي، وَأَبُو الأَسَعْد بن القُشَيْرِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَامِعٍ خَيَّاط الصُّوف، وَالجُنَيْد القَاينِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلت عنه إسماعيل الحافظ، فئقال: إِمَامٌ حَافظٌ، سَمِعَ، وَجَمَعَ, وَصَنَّفَ. وَقَالَ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ النسفِي فِي كِتَابِ "القنْد": هُوَ الإِمَامُ الحَافِظُ، قِوَامُ السُّنَّة أَبُو مُحَمَّدٍ، نَزِيْلُ نَيْسَابُوْر، لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مِثْلُهُ فِي نفه فِي الشَّرْق وَالغرب، لَهُ كِتَاب "بَحر الأَسَانِيْد فِي صِحَاح المسَانِيْد" جمع فِيْهِ مائَة أَلْف حَدِيْث، فَرتَّب وَهذَّب، لَمْ يَقع فِي الإِسْلاَمِ مِثْلُه، وَهُوَ ثَمَان مائَة جُزْء. وَقَالَ عَبدُ الغَافِر فِي "السِّيَاق": أَبُو مُحَمَّدٍ عَدِيمُ النَّظيرِ فِي حِفْظِهِ، اسْتَوْطَنَ بِنَيْسَابُوْرَ، وَهُوَ مُكْثِرٌ عَنِ المُسْتغفرِي، مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، عَنْ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1047"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 394".

ابن مردويه

4549- ابن مَرْدُويه 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ العَالِمُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ ابنِ الحَافِظ الكَبِيْر أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى بن مَرْدَوَيْه بن فُورَك بن مُوْسَى الأَصْبَهَانِيّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِ مائة، قال يَحْيَى بنُ مَندَة. سَمِعَ: أَبَا مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ الوَكِيْل، وَأَبَا عَلِيٍّ غُلاَمَ محسن، وعمر بن عبد الله ابن الهَيْثَمِ الوَاعِظ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكوَانِي، وَالحُسَيْنَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الجمَّال، وَعَبْدَ اللهِ ابن أَحْمَدَ بنِ قولويه التَّاجِر، وَأَحْمَدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الثَّقَفِيّ الوَاعِظ، وَأَبَا نُعَيْمٍ الحَافِظ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن فَاذشَاه، وَالنَّاسَ، وَلَمْ يَرْحَلْ. قَالَ السِّلَفِيّ: كَتَبنَا عَنْهُ كَثِيْراً، وَكَانَ ثِقَةً جَلِيْلاً، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كتبُوا عَنِّي فِي مَجْلِس أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظ. وَرَوَى عَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ غَانِمٍ، وَجَمَاعَةٌ، وَحَفِيْدُه عَلِيّ بن عَبْدِ الصَّمَدِ بن أَحْمَدَ. وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَفهم الحَدِيْثَ: رَأَيْتُ لَهُ جُزْءاً فِيْهِ طُرُقُ: "طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ" يَدلّ عَلَى مَعْرِفَته، وَلَمْ يُدْرِكِ السَّمَاع مِنْ جدِّه. مَاتَ بِسُوذرجَان مِنْ قُرَى أَصْبَهَان، سَنَة ثمان وتسعين وأربع مائة، وله تِسْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَمَاتَ حَفِيْدُه المَذْكُور سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَوْ بَعْدهَا، فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ. قَرَأْنَا عَلَى عِيْسَى بنِ يَحْيَى، أَخبركُم مَنْصُوْرُ بنُ سَنَد، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ الوَاعِظ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رُسْتَه، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا زَافِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ المُسْتَلِم بن سَعِيْدٍ، عَنِ الحَكَمِ بنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا مِنْ وَلَدٍ بَارٍّ يَنْظُرُ إِلَى وَالِدِهِ نَظْرَةَ رَحْمَةٍ إِلاَّ كَانَتْ لَهُ بِكُلِّ رَحْمَةٍ حَجَّةٌ مَبْرُوْرَةٌ"، قِيْلَ: وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مائَةُ رَحمَةٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِنَّ اللهَ أَطْيَبُ وَأَكْثَرُ". هَذَا مُنْكَرٌ. وَفِيْهَا مَاتَ، الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ البَردَانِي، وَالمُحَدِّثُ أَبُو بَكْرٍ سِبْط ابْن مَرْدَوَيْه، وَالسُّلْطَان بَرْكْيَا رُوْق بن مَلِكْشَاه، وَثَابِت بن بُنْدَار البَقَّال، وَفقيهُ الْحرم الحُسَيْنُ بن عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ خَلَفٍ العَبْسِيّ بقُرْطُبَة، وَفَيْدُ بن عبد الرحمن بن محمد الشّعرَانِي، وَنَصْرُ اللهِ بن أَحْمَدَ الخُشنَامِي، وَالشَّرِيْفُ محمد بن عبد السلام.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 350"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1036"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 408".

الحبال

4550- الحَبَّال 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ أَبُو البَقَاءِ المُعَمَّرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن إِسْمَاعِيْلَ الكُوْفِيّ، الحَبَّال، الخَزَّاز -بِمُعْجَمَاتٍ- وَيُعْرَفُ بِخُرَيْبَه. وُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ مِنَ: القَاضِي نَجَاح بن نَذِيْرٍ المُحَارِبِيّ، وَزَيْدِ بن أَبِي هَاشِمٍ العَلَوِيِّ، وَأَبِي الطَّيِّب أَحْمَدَ بن عَلِيٍّ الجَعْفَرِيّ، وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ، لَكنَّه اشْتهر. وَحَدَّثَ عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو المَعَالِي الحُلْوَانِيّ المَرْوَزِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ السِّنْجِيّ، وَكَثِيْرُ بنُ سَمَالِيق، وَعبدُ الخَالِق اليُوسفِي، وَابْنُ نَاصر، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: شَيْخٌ، ثِقَةٌ، صَحِيْحُ السَّمَاع، انْتَشَرت عَنْهُ الرِّوَايَة، وَعُمِّرَ حَتَّى رَوَى كَثِيْراً، وَبُورِكَ لَهُ فِيمَا سَمِعَ، سَأَله هزَارسب عَنْ مَوْلِده، فَقَالَ: سَنَة عَشْرٍ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ طرخَان، والحسين بن خسرو: سألناه عن مولده، فئقال: سنة ثلاث عشرة. قُلْتُ: حَدَّثَ بِبَغْدَادَ، وَبِالكُوْفَةِ، وَبِهَا مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 354"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 193"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 410".

الطبري "آخر"، دقاق

الطبري "آخر"، دقاق: 4551- الطبري "آخر": العَلاَّمَةُ، مُفْتِي الشَّافعيَّة، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الطَّبَرِيّ، الحَاجِّيّ، البزازي. قدم بغداد في الصبا، وسكنها، وتفئقه عَلَى القَاضِي أَبِي الطَّيِّب، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَمِنَ الجَوْهَرِيّ، وَلَزِمَ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ حَتَّى أَحكم المَذْهَبَ وَالأُصُوْل وَالخلاَف، وَشَهِدَ عِنْد أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّامغَانِي، وَدرَّس بِالنَّظَامِيَة سَنَة "483"، ثُمَّ قَدِمَ بَعْد أَشهر عَبْدُ الوَهَّابِ بن مُحَمَّدٍ الفَامِي الشِّيرَازِي، فَتقرر أَنْ أُشرك بَيْنَهُمَا فِي التَّدرِيس، فَدرَّسَا مُديدَةً، ثُمَّ صُرِفَا بتوليَة الغَزَّالِي، فَلَمَّا حَجَّ الغزَّالِي سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ، وَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ وَطوَّل الغيبَة، وَلِيَ الطَّبَرِيُّ تَدرِيس النِّظَامِيَة فِي صَفَرٍ، سَنَةَ تِسْعٍ، ثُمَّ فَارق بَغْدَاد بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَعْوَام، وَسَارَ إِلَى أَصْبَهَانَ لِودَائِع كَانَتْ عِنْدَهُ. رَوَى عَنْهُ هِبَة اللهِ بن السَّقَطِيّ شَيْئاً. مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَة خَمْسٍ وتسعين وأربع مائة، وبأصبهان، رحمه الله. 4552- دُقاق 1: صَاحِبُ دِمَشْقَ، شَمْسُ المُلُوْك، أَبُو نَصْرٍ دُقَاق ابن السلطان تاج الدولة تُتُش ابْن السُّلْطَان أَلب آرسلاَن السُّلْجوقِي، التُّركِي. تملك بعد مقتل أبيه سنة سع وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَكَانَ فِي حلب، فَطَلَبَهُ خَادِمُ أَبِيْهِ، وَنَائِبُ قَلْعَة دِمَشْق سرّاً مِنْ أَخِيْهِ رضوَان صَاحِب حلب، فَبَادر دُقَاق وَجَاءَ، فَتَمَلَّك، ثُمَّ أَشَارَ عَلَيْهِ زوجُ أُمِّهِ طُغْتِكين الأَتَابك بِقَتْلِ خَادمه المَذْكُور سَاوتكين لِتمكنه، فَقَتَلَهُ، ثُمَّ أَقْبَل رضوَان أَخُوْهُ مُحَاصراً لدِمَشْق، فَلَمْ يَقدر عَلَيْهَا، فَترحَّل، ثُمَّ اسْتَقلَّ دُقَاق، ثُمَّ عرض لَهُ مَرَضٌ تَطَاولَ بِهِ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي ثَامِنَ عَشَرَ رَمَضَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ، فَكَانَتْ دَوْلَته عشر سِنِيْنَ. فَقِيْلَ: إِنَّ أُمَّه سَمَّتْه، رَتَّبت لَهُ جَارِيَة سَمَّته فِي عُنْقُودِ عِنَب نخسته بِإِبرَة مَسْمُوْمَة، ثُمَّ نَدِمَت أُمُّه، وَتَهرَّى جوفُه، وَدُفِنَ بِخَانقَاه الطّوَاويس. وَعمد الأَتَابك طُغْتِكِين، فَأَقَامَ فِي اسْم الْملك طِفْلاً لدُقَاق بَعْدَ أَنِ اسْتَحْضَرَ مِنْ سجن قَلْعَة بَعْلَبَكَّ أَخاً لِدُقَاق اسْمه أَرتَاش، وَسَلطَنهُ، ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثَة أَشْهُرٍ تَخيَّل أَرتَاش مِنَ الأَتَابك، وَفَرَّ إِلَى بغدوين الفِرَنْجِي صَاحِب القُدْسِ، فَمَا أَعَانه، فَتَوَجَّه إِلَى العِرَاقِ عَلَى الرّحبَة، فَجَاءهُ الأَجَلُ، فَعمدَ الأَتَابك إِلَى الطِّفل المَذْكُور، فَنصبه مديدة، ثم تملك، وامتدت أيامه. وَكَانَ قَدْ وَزَرَ لدُقَاق أَبُو القَاسِمِ الحَسَن بن عَلِيٍّ الخُوَارزمِي، وَقَدْ كَانَ عمل مَصَافّاً بِقُرْبِ حلب مَعَ أَخِيْهِ، فَتفلَّلَ جَمعُه، وَرُدَّ إلى دمشق.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 347"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 189"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 405".

صاحب خراسان

4553- صاحب خُراسان 1: السُّلْطَان أَرْسَلاَن أَرغون، ابنُ السُّلْطَان أَلب أَرْسَلاَن السَّلجوقِي. لَمَّا مَاتَ أَخُوْهُ السُّلْطَان مَلِكْشَاه، بَادر هَذَا، وَاسْتَوْلَى عَلَى خُرَاسَانَ، وَتَمَكَّنَ، وَكَانَ ظَالِماً شرس الأخلاق، كثير العقوبة لخاصيته، فَدَخَلَ عَلَيْهِ غُلاَمٌ لَهُ، فَأَنْكَر عَلَيْهِ أَرغون تأخرخه عَنِ الخدمَة، فَاعْتذر، فَلَمْ يَقبلْ لَهُ عُذراً، وكان وحده، فشد الغلام عليه بسكين، فئقتله فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَانَتْ دَوْلَتُه أَرْبَعَ سِنِيْنَ، فَعَلِمَ بِمَقْتَله السُّلْطَانُ بَرْكْيَا رُوْق بن مَلِكْشَاه، فَسَارَ إِلَى خُرَاسَانَ، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَخطبُوا لَهُ أَيْضاً بِبلاَد مَا وَرَاء النَّهْر، وَاسْتنابَ عَلَى خُرَاسَانَ أَخَاهُ الْملك سَنْجَر الَّذِي امْتَدَّتْ أَيَّامُهُ. وَكَانَ أَرْسَلاَن قَدْ تَملَّك بَلخ وَمروَ وَتِرمِذَ، وَظلمَ وَغَشَم، وَخرَّب سُورَ نيسابور وغيرهما مِنَ المَدَائِن، وَوزر لَهُ عمَادُ المُلك بن نِظَام المُلك، ثُمَّ قبضَ عَلَيْهِ، وَأَخَذَ مِنْهُ ثلاث مائة ألف دينار، وذبحه.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 326"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 161"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 394".

ابن السوادي، ابن الطيوري

ابن السوادي، ابن الطيوري: 4554- ابن السَّوَادِي 1: الإِمَامُ المُفْتِي أَبُو الحُسَيْنِ المُبَارَك بن مُحَمَّدِ بن السوادي الواسطي، الشَّافِعِيّ، نَزِيْلُ نَيْسَابُوْر، مُدَرِّسٌ، مُنَاظِرٌ، مُتَصَوِّنٌ. سَمِعَ: أَبَا عَلِيٍّ بن شَاذَانَ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ نَظيفٍ المِصْرِيّ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، وَطَاهِرُ بنُ مَهْدِيٍّ، وَعُمَرُ بن أَحْمَدَ الصَّفَّار، وَعبدُ الخَالِق الشَّحَّامِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: إِمَامٌ عديمُ النَّظِير، يَتجَمل يَتقنَّع بِقَلِيْلِ تِجَارَةٍ، تَفَقَّهَ بِالقَاضِي أَبِي الطَّيِّب. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَع مائَة، وَلَهُ سبعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. 4555- ابْنُ الطُّيوري 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ العَالِمُ المُفِيْدُ، بَقِيَّةُ النَّقَلَة المُكْثِرِيْنَ، أَبُو الحُسَيْنِ المُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بن أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ بن أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيّ، الصَّيْرَفِيّ، ابْنُ الطُّيورِي. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ الحُرْفِي، وَأَبَا عَلِيٍّ بن شَاذَانَ، ثُمَّ أَبَا الفَرَجِ الطنَاجِيرِي، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَابْن غَيْلاَنَ، وَأَبَا الحَسَنِ العَتِيْقِيّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ الصُّوْرِيّ، وَعَلِيِّ بن أَحْمَدَ الفَالِيّ، وَأَبَا طَالب العشاري، وَعدداً كَثِيْراً، وَارْتَحَلَ، فَسَمِعَ بِالبَصْرَةِ أَبَا عَلِيٍّ الشَّامُوخِي، وَغَيْره، وَجَمَعَ وَخَرَجَ، وَسَمِعَ مَا لاَ يُوصف كَثْرَة. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ، وَابْنُ نَاصر، وَعبدُ الخَالِق اليُوسفِي، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ السِّنْجِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ السَّمْعَانِيّ، وَأَبُو المَعَالِي الحُلْوَانِيّ المَرْوَزِيُّ، وأبو طاهر السلفي، وأبو بكرب بنُ النَّقُّوْرِ، وَعبدُ الحَقِّ بن يُوْسُفَ، وَخطيبُ المَوْصِلِ، وَأَبُو السَّعَادَاتِ القَزَّازُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ العَلَوِيّ النقيبُ، وَبَشَرٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ مُحَدِّثاً مُكْثِراً صَالِحاً، أَمِيناً صَدُوْقاً، صحيح الأصول،

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "5/ 311". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 209"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 154"، والعبر "3/ 356"، وميزان الاعتدال "3/ 431"، ولسان الميزان "5/ 9"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 412".

صَيِّناً وَرِعاً وَقُوْراً، حَسنَ السَّمتِ، كَثِيْرَ الخَيْرِ، كتب الكَثِيْرَ، وَسَمِعَ النَّاسُ بِإِفَادَتِه، وَمَتَّعَهُ اللهُ بما يسمع حتى انتشرت عنه الرواية، وصار أعلى البغدادييين سَمَاعاً، أَكْثَرَ عَنْهُ وَالِدِي، وَكَانَ المُؤْتَمَنُ السَّاجِيّ يَرمِيه بِالكَذِبِ، وَيُصَرِّح بِذَلِكَ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً مِنْ مَشَايِخِنَا الثِّقَات يُوَافقُ المُؤْتَمَنَ، فَإِنِّي سَأَلتُ مِثْلَ عَبْد الوَهَّابِ وَابْنِ نَاصرٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ ثَنَاءً حَسناً، وَشَهِدُوا لَهُ بِالطَّلب، وَالصِّدْقِ، وَالأَمَانَة، وَكَثْرَةِ السَّمَاعِ، سَمِعْتُ سَلْمَان الشَّحَام يَقُوْلُ: قَدِمَ أَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيُّ، فَانقَطَعنَا عَنْ مَجْلِس ابْنِ الطُّيورِي أَيَّاماً، فَلَمَّا جِئْنَا ابْنَ الطُّيورِي، قَالَ: مَا قَطَعكُم عَنِّي؟ قُلْنَا: قَدِمَ فُلاَنٌ كُنَّا نَسْمَعُ مِنْهُ. قَالَ: فَأَيشٍ أَعْلَى مَا عِنْدَهُ؟ قُلْنَا: حَدِيْث البَكَّائِيّ، فَقَامَ الشَّيْخُ أَبُو الحُسَيْنِ، وَأَخْرَجَ لَنَا شَدَّةً مِنْ حَدِيْثِ البَكَّائِيِّ، وَقَالَ: هَذِهِ سَمَاعِي مِنْ أَبِي الفَرَجِ بنِ الطَّنَاجِيْرِي عَنْهُ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: وَأَظُنُّنِي سَمِعتُهَا مِنِ ابْنِ ناصر. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَةَ الصَّدَفِيُّ: هُوَ الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ أَبُو الحُسَيْنِ، كَانَ ثَبْتاً فَهماً، عَفِيْفاً مُتْقِناً، صَحِبَ الحُفَّاظ وَدُرِّبَ مَعَهُم، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ الخَاضبَةِ يَقُوْلُ: شَيخُنَا أَبُو الحُسَيْنِ مِمَّنْ يُسْتَشفَى بِحَدِيْثِهِ. وَقَالَ ابْنُ نَاصِرٍ فِي إِملاَئِه: حَدَّثَنَا الثِّقَةُ الثَّبْتُ الصَّدُوْقُ أَبُو الحُسَيْنِ. وَقَالَ السِّلَفِيُّ: هُوَ مُحَدِّثٌ مُفِيدٌ وَرِعٌ كَبِيْرٌ، لَمْ يَشْتَغِلْ قَطُّ بِغَيْرِ الحَدِيْثِ، وَحصَّلَ مَا لَمْ يُحَصِّلْه أَحَدٌ مِنْ كُتُب التَّفَاسير وَالقِرَاءات وَاللُّغَة، وَالمسَانِيْد وَالتَّوَارِيخ وَالعلل وَالأَدبيَّات وَالشّعر، كُلُّهَا مَسْمُوْعَةٌ، رَافَقَ الصُّوْرِيَّ، وَاسْتفَادَ مِنْهُ، وَالنَّخشبِيَّ، وَظَاهِراً النَّيْسَابُوْرِيَّ. كَتَبَ عَنْهُ: مَسْعُوْدٌ السِّجْزِيُّ، وَالحُمَيْدِيّ، وَجَعْفَر بن الحَكَّاك، وَأَكْثَرُوا عَنْهُ. وَقَالَ الأَمِيْرُ أَبُو نَصْرٍ: هُوَ صَدِيقُنَا أَبُو الحُسَيْنِ يُعرفُ بِابْنِ الحَمَامِي -مُخفَّفٌ- سَمِعَ خلقاً، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ وَالعَفَافِ وَالصَّلاَحِ. قَالَ ابْنُ سُكَّرَةَ: ذَكرَ لِي شَيْخُنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَن عِنْدَهُ نَحْوَ أَلفِ جُزْءٍ بِخَطِّ الدَّارَقُطْنِيِّ، أَوْ أُخْبِرْتُ عَنْهُ بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّ عِنْدَهُ أَرْبَعَةً وَثَمَانِيْنَ مُصَنَّفاً لاِبْنِ أَبِي الدُّنْيَا. انتقَى السِّلَفِيّ عِدَّةَ أَجزَاءٍ مِنَ الفَوَائِدِ وَالنَّوَادِرِ عَلَى ابْنِ الطيوري، وَكَتَبَ الحَدِيْثَ ابْنَ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ اليُونَارْتِي: هُوَ ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، كَثِيْرُ الأُصُوْل، يُحِبُّ العِلْمَ وَأَهْلَه، وَقَدْ وَصَفُوهُ بِالمَعْرِفَة، وَسَعَةِ الرِّوَايَة، وَكَانَ دَيِّناً صَالِحاً، رَحِمَهُ اللهُ. مَاتَ فِي نِصْفِ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ خَمْس مائَة، عَنْ تِسْعِيْنَ سَنَةً.

أبو الفتح الحداد، القزويني

أبو الفتح الحداد، القزويني: 4556- أبو الفَتح الحَدَّاد 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُقْرِئُ مُسْنِدُ الوَقْت أَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الأَصْبَهَانِيّ، الحَدَّادُ، التَّاجِرُ، سِبْطُ الحَافِظ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَندَه. تَفَرَّدَ بِإِجَازَة إِسْمَاعِيْل بن يَنَال المَحْبُوبِيّ صَاحِبِ ابْن مَحْبُوب. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي سَعِيْدٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ النَّقَّاش، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدَكويه، وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزدَاد غُلاَمِ مُحسنٍ، وَأَبِي سهلٍ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ الفَقِيْه، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الدشتِي، وأبي سعيد الحسن بن محمد بن حسنُويه، وَعبدِ الوَاحِد بن أَحْمَدَ البَاطِرْقَاني، وَأَبِي الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن شَهْرَيَار، وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ. وَأَجَازَ لَهُ أَيْضاً: أَبُو سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيُّ، وَعَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الطَّرَازِيُّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الخِرَقِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ، وَصَدَقَةُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَشَاكِرٌ الأَسْوَارِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ قرَأَ القِرَاءاتِ عَلَى أَبِي عُمَرَ الخِرَقِي، وَبِمَكَّةَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ الكَارَزِينِي، فَكَانَ خَاتِمَةَ أَصْحَابه مَوْتاً. تَلاَ عَلَيْهِ السِّلَفِيّ لعَاصِم إِلَى الحَوَامِيمِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِ مائَة، وَمَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ خَمْسِ مائَة. 4557- القَزويني 2: الشَّيْخُ الفَقِيْهُ الخَيِّر أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ ابنُ المُفْتِي أَبِي حَاتِمٍ مَحْمُوْد بن الحَسَنِ الأَنْصَارِيّ، القَزْوِيْنِيّ، الآمُلِي، الَّذِي أَملَى بِالمَدِيْنَةِ النّبويَة عَلَى السلفى. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَمَنْصُوْرَ بنَ إِسْحَاقَ، وَسَهْلَ بنَ رَبِيْعَةَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ نَاصِرٍ، وَشُهْدَةُ، وَابْنُ الخَلِّ. مَاتَ بآمُلَ، فِي أَوَّلِ سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْس مائَة. وَفِيْهَا مَاتَ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمْرٍو البَحيرِي المُحَدِّث، وَصَاحِبُ إِفْرِيْقِيَة تَمِيمُ بن المُعِزّ بن بَادِيس، وَأَبُو عَلِيٍّ التَّكَكِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدُّونِي، وَأَبُو سَعْدٍ الأَسَدِيّ، وَصَاحِب الحِلَّةِ سَيْفُ الدَّوْلَةِ صَدَقَةُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ دُبَيْسٍ الأَسَدِيّ قتل.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 151"، والعبر "3/ 355"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردى "5/ 195"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 410". 2 ترجمته في العبر "4/ 2"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 3".

ابن بشرويه، البرداني

ابن بشرويه، البرداني: 4558- ابن بِشْرُويه 1: الإمام الحافظ، المقيد الصَّدُوْقُ، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بنِ بِشرُويه الأَصْبَهَانِيّ. قال: ولدت سنة خمس عشر وَأَرْبَعِ مائَة. سَمِعَ: أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ حَسْنَكُويَه، وَمُحَمَّدَ بنَ عَلِيِّ بنِ مُصْعَب التَّاجِر، وَالهَيْثَم بنَ مُحَمَّدٍ الخَرَّاط، وَمُحَمَّدَ بنَ عَلِيِّ بنِ شَهْرَيَارَ، وَأَبَا نُعَيْمٍ الحَافِظَ وَأَبَا ذَرٍّ الصَّالحَانِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدٍ الجَلاَّبَ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. حدث عنه: هبة الله بن طاوس، وإسماعيل بن محمد التيمي، وأبو طاهر السلفي، وعدة. قَالَ السِّلَفِيُّ: كَانَ مِنْ أَهْلِ المَعْرِفَةِ بِالفِقْهِ وَالحَدِيْثِ وَالفَرَائِضِ، كَتَبتُ بِانتخَابِهِ كَثِيْراً، وَأَكْثَرنَا عَنْهُ لِثِقَتِه وَمَعْرِفَتِه. قُلْتُ: مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَة إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة. 4559- البَرَدَاني 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ، مُفِيدُ بَغْدَاد، أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنٍ البَرَدَانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا طَالِبٍ بنَ غَيْلاَنَ، وَأَبَا إِسْحَاقَ البَرْمَكِيَّ، وَأَبَا طَالِبٍ العُشَارِيَّ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ القَزْوِيْنِيّ الزَّاهِدَ، وأبا محمد الجوهري، وَعَبْدَ العَزِيْزِ الأَزَجِي، وَالقَاضِي أَبَا يَعْلَى، وَعبدَ الصَّمد بن المَأْمُوْن، وَالخَطِيْبَ، وَعِدَّة، وَلَمْ يَرْحَلْ.

_ 1 ترجمته في تبصير المنتبه "1/ 91"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 163". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 136"، واللباب لابن الأثير "1/ 135"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 144"، والعبر "3/ 350"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1048"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 408".

قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ أَحَدَ المَشْهُوْرِيْنَ فِي صنعَةِ الحَدِيْث، وَكَانَ حَنْبَليّاً، اسْتَملَى لِلْقَاضِي أَبِي يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَنْهُ إِسْمَاعِيْلُ الحَافِظ. قُلْتُ: جَمعَ مُجلَّداً في المنامات النبوية، سمعنا "متنقاه" عَلَى الأَمِيْنِ الصَّفَّار، عَنِ السَّاوِي، عَنِ السِّلَفِيّ، عَنْهُ، وَقَدْ سَأَله السِّلَفِيّ، عَنْ تَبيِين أَحْوَالِ جَمَاعَةٍ، فَأَجَابَ وَأَجَادَ. قَالَ السِّلَفِيُّ: هُوَ كَانَ أَحْفَظ وَأَعْرف مِنْ شُجَاعٍ الذُّهْلِيّ، وَكَانَ ثِقَةً نبيلًا، له مصنفات. قلت: وزحدث عَنْهُ أَيْضاً: عَلِيُّ بن طِرَادٍ الوَزِيْرُ، وَأَحْمَدُ بنُ المُقَرَّبِ. وَقَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي عَلِيٍّ البَرَدَانِيِّ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ دُوْسْتَ العَلاَّف إِجَازَةً سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَفِيْهَا مَاتَ، قَالَ: أخبرنا أبو بكر الشافعي ... ، فذكره حَدِيْثاً. وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ مَحْمُوْدٍ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا حَامِدُ بنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، أخبرني سليكان بنُ سُحَيْمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعَبْدِ بنِ عَبَّاسٍ، عن أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَشَفَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السِّتْرَ وَرَأْسُهُ مَعْصُوْبٌ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيْهِ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ " ثَلاَثَ مَرَّاتٍ "إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلاَّ الرُّؤيَا الصَّالِحَة ... ". وَذَكَرَ باقِي الحَدِيْثِ، وَهُوَ غَرِيْبٌ فَرْدٌ، أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ كلهُم مِنْ حَدِيْثِ إِسْمَاعِيْل بن جَعْفَرٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ. مَاتَ البَرَدَانِي فِي شَوَّال، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَأَبُوْهُ شَيْخ مُحَدِّث. وَفِيْهَا مَاتَ: السُّلْطَانُ رُكْنُ الدَّوْلَةِ أَبُو المُظَفَّرِ بَرْكْيَا رُوْقُ ابْن السُّلْطَان مَلِكْشَاه بنِ أَلب آرسلاَن السَّلجُوقِي شَابّاً لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَبَقِيَ فِي المُلك اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَجَرَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيْهِ السُّلْطَانِ مُحَمَّدٍ حُرُوْب تُشيِّب الأَطفَالَ، مَاتَ بِبَرُوْجِرْد. وَفِيْهَا مَاتَ صَاحِبُ مَاردين، وَجدُّ مُلُوْكهَا الملك سقمان بن أرتق التركماني.

الخياط

4560- الخَيَّاط 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ المُقْرِئُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ البَغْدَادِيّ، الخَيَّاط، الزَّاهِدُ. وُلِدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِ مائَة، فَلَو سَمِعَ فِي صِبَاهُ، لأَدْرَكَ أَصْحَاب القَاضِي المَحَامِلِيّ، وَلَوْ تَلاَ وَهُوَ حَدَثٌ، لِلْحقَ أَبَا الحَسَنِ بنَ الحمَامِي. سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بن بِشْرَان، وَعبد الغَفَّار المُؤَدِّب، وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّد بن عُمَرَ بنِ الأَخْضَر، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ القَزْوِيْنِيّ. وَتَلاَ عَلَى: أَبِي نَصْرٍ بن مَسْرُوْرٍ، وَغَيْرِهِ. جَلس لِتعَلِيْم كِتَابِ اللهِ دَهْراً، وَتَلاَ عَلَيْهِ أُمم. وَرَوَى عَنْهُ سِبْطَاهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ، وَالحُسَيْنُ بن ناصر، وَالسِّلَفِيّ، وَخَطِيبُ المَوْصِلِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ البَاجِسْرَائِي، وَسَعدُ الله بنُ الدَّجَاجِي، وَعِدَّة. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: صَالِحٌ، ثِقَةٌ، عَابِدٌ، مُلَقِّنٌ، لَهُ وِردٌ بَيْنَ العِشَاءيْنِ بِسُبْعٍ، وَكَانَ صَاحِبَ كرَامَات. وَقَالَ ابْنُ نَاصر: كَانَتْ لَهُ كرَامَات. وَقَالَ آخر: كَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ ابْنِ جَرْدَة بِالحرِيْم، لَقَّن العُمْيَان دَهْراً للهِ، وَكَانَ يَسْأَلُ لَهُم، وَيُنْفِقُ عَلَيْهِم، بِحَيْثُ إِنَّ ابْنَ النَّجَّار نَقل فِي "تَارِيْخِهِ" أَنَّ أَبَا مَنْصُوْرٍ الخَيَّاط بلغَ عَدَدُ مَنْ أَقرَأَهُم مِنَ العُمْيَان سَبْعِيْنَ أَلْفاً، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ بِخَطِّ أَبِي نَصْرٍ اليُونَارتِي الحَافِظ. قُلْتُ: هَذَا مُسْتحيلٌ، وَالظَّاهِر أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَكتب نَفْساً، فَسَبَقَه القَلَمُ فَخَطَّ أَلْفاً، وَمَنْ لَقَّنَ القُرْآنَ لِسَبْعِيْنَ ضَرِيراً، فَقَدْ عَمِلَ خَيْراً كَثِيْراً. وَنَقَلَ السِّلَفِيّ عَنْ عَلِيِّ بنِ الأَيسرِ العُكْبَرِيِّ، قَالَ: لَمْ أَرَ أَكْثَرَ خلقاً مِنْ جَنَازَة أَبِي مَنْصُوْرٍ، رَآهَا يَهُوْديٌّ، فَاهْتَالَ لَهَا وَأَسْلَمَ. وَقَالَ أَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ خَيْرُوْنَ: مَا رَأَيْتُ مِثْل يَوْم صُلِّيَ عَلَى أَبِي منصور من كثرة الخلق. قَالَ السَّمْعَانِيّ: رُؤي بَعْد مَوْته، فَقَالَ: غَفَرَ اللهُ لِي بِتعليمِي الصِّبْيَان الفَاتِحَةَ. مَاتَ: فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ، أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بن الكُرَيْدِي بِدِمَشْقَ، وَأَبُو سَعْدٍ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي صَادِق الحِيْرِيّ، وَأَبُو الفوَارس عُمَرُ بنُ المُبَارَكِ الحُرْفِي المُحْتَسِبُ، وَأَبُو نعيم محمد بن إبراهيم الواسطي بن الجَمَّارِي، وَأَبُو البَرَكَاتِ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بن الوكيل المقرئ، وأبو البقاء الحبال.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 353"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 406".

مهارش، ابن سوار

مهارش، ابن سوار: 4561- مُهارش 1: ابن مجلي بن عكيث الأَمِيْرُ أَبُو الحَارِثِ، مُجيرُ الدّين، مِنْ وُجُوه الْعَرَب بِعَانَة وَالحَدِيْثَةِ، ذُو برٍّ وصدقاتٍ، وصلاةٍ، وخيرٍ، أَجَارَ القَائِمَ بِأَمرِ الله فِي فِتْنَة البسَاسيرِي، وَآوَاهُ إِلَيْهِ سَنَةً فِي ذِمَامِهِ إِلَى أن عاد إلى مَقَرِّ عِزِّه، فَكَانَ يَخدِمُ الخَلِيْفَةَ بِنَفْسِهِ. وَلَهُ، وَكَتَبَ بِهَا إِلَى القَائِم: لَوْلاَ الخَلِيْفَةِ ذُو الإِفْضَالِ وَالمِنَنِ ... نَجْلُ الخلاَئِف آل الْفَرْض وَالسُّنَنِ مَا بِعْتُ قَوْمِي وَهُمْ خَيْرُ الأَنَامِ وَقَدْ ... أَصْبَحْتُ أَعْرِفُ بَغْدَاداً وَتَعْرِفُنِي مَا يَسْتَحِقُّ سِوَايَ مِثْلَ مَنْزِلَتِي ... مَا دَامَ عَدْلُكَ هَذَا اليَوْم يُنْصِفُنِي وَهِيَ طَوِيْلَة. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وأربع مائة. 4562- ابن سِوار 2: الإِمَامُ، مُقْرِئُ العصرِ، أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ سِوارٍ البَغْدَادِيّ، المُقْرِئ، الضّرِيرُ، أَحَدُ الحُذَّاق. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَقرَأَ بِالروَايَات على: عتبة بن عبد الْملك العُثْمَانِيّ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ صَاحِب أَبِي حَفْصٍ الكَتَّانِي، وَعَبْدِ اللهِ بن مَكِّيٍّ السَّواق، وَأَبِي الفَتْحِ بن شِيطَا، وَأَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بنَ مَسْرُوْرٍ، وَأَبِي عَلِيٍّ الشَّرْمَقَانِي، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ العَطَّار، وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدٍ الخَيَّاط، وَحَسَنِ بنِ غَالِبٍ الحَرْبِيِّ، وَفَرَجِ بنِ عُمَرَ الوَاسِطِيّ. وَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّد بن عبد الوَاحِد بن رِزْمَةَ، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ الحَرَّانِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، وأبي القاسم التنوخي، وآخرون. قرَأَ عَلَيْهِ بِالسَّبْع وَغَيْرهَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة، وَمُحَمَّد بن الْخضر المحَوَّلِي، وَذَكْوَانُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو الْكَرم الشَّهْرُزُورِي، وَأَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الخياط.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 148"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 269"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 193". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 135"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 46"، والعبر "3/ 343"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 204"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردى "5/ 187"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 403".

وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نَاصر، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ المُقرَّبِ. قَالَ ابْنُ سُكَّرَةَ: حَنَفِيٌّ, ثِقَةٌ, خَيِّرٌ، حَبَسَ نَفْسَه عَلَى الإِقْرَاء وَالتَّحْدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ نَاصرٍ: ثِقَةٌ، نَبِيلٌ، مُتْقِنٌ، ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو سعدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ ثِقَةً أَمِيناً مُقْرِئاً، حَسنَ الأَخْذ، ختم عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ كِتَابَ اللهِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ الكَثِيْرَ مِنَ الحَدِيْثِ. وَقَالَ السِّلَفِيُّ: سَمِعْتُ مِنْهُ مُعْظَمَ كتاب "المستنير" له، وَلَهُ فَوتٌ مِنْ آخِرِهِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ ابْنُ سِوارٍ فِي شَعْبَانَ, سَنَةَ ستٍّ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، بِبَغْدَادَ، وَأَوَّلُ مَا تَلاَ كَانَ فِي سنة ثلاثين وأربع مائة.

الشعبي، السراج

الشعبي، السراج: 4563- الشَّعْبِيُّ: شَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو المُطَرِّفِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ قَاسِمٍ الشَّعْبِيُّ المَالِقِيُّ، مُفْتِي بلدِهِ. سَمِعَ مِنْ: قَاسم المَأْمُوْني بِالمَرِيَّة، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ عِيْسَى المَالِقِي، وَلَهُ إِجَازَةٌ مَنْ يُوْنُس بن عَبْدِ اللهِ بن شُعيث، وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ, وَغَيْرهُ. وَلِيَ قَضَاءَ بَلَده، ثُمَّ سجنه أَمِيْرُهَا تَمِيمٌ لأَمْرٍ بَلَغَه، فَلَمَّا اسْتولَى ابْنُ تَاشفِيْن، دعَاهُ لِلْقَضَاءِ فَأَبَى، وَأَشَارَ بِأَبِي مَرْوَانَ بنِ حَسُّوْنٍ، فَكَانَ أَبُو مَرْوَانَ لاَ يُبْرِمُ أَمراً دُوْنَهُ، وَعُمِّرَ دَهْراً، وَبَعُدَ صيتُه. مَاتَ فِي رَجَب سَنَةَ سبعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ خَمْس وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. مات هو وابن الطلاع في جمعة. 4564- السرَّاج 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، البَارعُ المُحَدِّثُ المُسْنِدُ، بَقِيَّةُ المَشَايِخ، أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بن أحمد البغدادي، السراج، القارئ، الأديب.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 151"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "7/ 153"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 357"، والعبر "3/ 355"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 194"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 485"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 411".

قَالَ: وُلِدَتُ فِي آخِرِ سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ، أَوْ فِي أَوِّلِ الَّتِي تلِيهَا. سَمِعَ: أَبَا عَلِيٍّ بن شَاذَانَ، ثُمَّ سَمِعَ بِنَفْسِهِ مِنْ أَحْمَد بن عَلِيٍّ التَّوَّزِي، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ بن سَنبك، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ شَاهِيْنٍ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الحُسَيْنِ بنِ المُقْتَدِر، وَأَبِي طَالِبٍ الغَيْلاَنِي، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ القَزْوِيْنِيّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ التَّنُوخِي، وَأَبِي الفَتْحِ بن شِيطَا، وَعِدَّة بِبَغْدَادَ. وَسَمِعَ مِنَ: الحَافِظ أَبِي نَصْرٍ السِّجْزِيِّ مُسَلْسَلَ الأولية بمكة، ومن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَرْدَسْتَانِيِّ، وَبِمِصْرَ مِنَ: الشَّيْخ عَبْد العَزِيْزِ بن الحَسَنِ الضَّرَّاب، وَطَائِفَة، وَبِدِمَشْقَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ الحِنَّائِي، وَالخَطِيْب؛ وَخَرَّج لَهُ شَيْخُهُ الخَطِيْبُ خَمْسَةَ أَجزَاء مَشْهُوْرَةٍ سَمِعْنَاهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ ثَعْلَب، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وعبد الوهاب الأنماطي، ومحمد بن ناصر، وأبو الفَتْحِ بنُ البَطِّي، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَسَلْمَان الشَّحَّامُ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الخلّ، وَعَبْدُ الحَقِّ اليُوْسُفِي، وَأَبُو الفَضْلِ خطيبُ المَوْصِلِ، وَشُهْدَةُ بِنْت الإِبَرِي، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. كتب بِخطه الكَثِيْر، وَصَنَّفَ كِتَاب "مَصَارع العشَاق"، وَكِتَاب "حكم الصِّبْيَان"، وَكِتَاب "مَنَاقِبِ الحَبَشِ"، وَنظم الكَثِيْر فِي الفِقْه، وَفِي الموَاعِظ وَاللُّغَة، وَشِعرُه حلوٌ عذب فِي فُنُوْنِ القرِيض، انْتخب السِّلَفِيّ عَلَيْهِ مِنْ أُصُوْله ثَلاَثِيْنَ جُزْءاً، حَدَّثَ بِبَغْدَادَ، وَمِصْر، وَدِمَشْق، وَسَمِعَ مِنْهُ شَيْخُهُ أَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال. قَالَ شُجَاع الذُّهْلِيّ: كان صدوقًا، ألف من فنونٍ شَتَّى. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِي: هُوَ شَيْخ فَاضِل، جميلٌ وَسيم، مَشْهُوْر يَفْهَمُ، عِنْدَهُ لُغَة وقراءاتٌ، وَكَانَ الغَالِبُ عَلَيْهِ الشِّعْرُ، نَظمَ كتاب "التنبيه" لأبي إسحاق، ونظم منسكًا. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ العَرَبِي: ثِقَةٌ, عَالِمٌ, مُقْرِئٌ، لَهُ أدبٌ ظَاهِرٌ، وَاختصَاص بِأَبِي بَكْرٍ الخطيب. وقال السلفي: كان الإمام يُفتَخرُ برُؤْيَته وَروَايَاتِهِ لِديَانته وَدِرَايته، لَهُ تَوَالِيفُ مفِيدَة، وَفِي شُيُوْخه كَثْرَة، أَعلاَهُم ابْنُ شَاذَانَ. وَقَالَ حَمَّادٌ الحَرَّانِيّ: سُئِلَ السِّلَفِيّ عَنِ السَّرَّاج، فَقَالَ: كَانَ عَالِماً بِالقِرَاءات، وَالنَّحْو، وَاللُّغَة، ثِقَةً ثَبْتاً، كَثِيْرَ التَّصنِيف. وَقَالَ ابْنُ نَاصر: كَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً، عَالِماً فَهماً صَالِحاً، نَظم كُتباً كَثِيْرَة، مِنْهَا كِتَاب "المُبْتَدَأِ" لِوَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ، وَكَانَ قَدِيماً يَسْتَملِي عَلَى الخَلاَّلِ وَالقَزْوِيْنِيِّ، مَاتَ فِي صَفَرٍ, سَنَةَ خَمْسِ مائَة.

قَالَ السِّلَفِيّ: أَنشدنَا السَّرَّاجُ لِنَفْسِهِ: للهِ دَرُّ عصابةٍ ... يَسْعَوْنَ فِي طَلَبِ الفَوَائِدْ يُدْعَوْنَ أَصْحَابَ الحَدِ ... يثِ بِهِمْ تَجَمَّلَتِ المَشَاهِدْ طَوْراً تَرَاهُمْ بالصعي ... دِ وتارةً في ثغر آمد يَتَّبَّعُوْنَ مِنَ العُلُو ... مِ بِكُلِّ أرضٍ كُلَّ شَارِدْ وَهُمُ النُّجُوْمُ المُقْتَدَى ... بِهِم إِلَى سُبُلِ المقاصد

جياش

4565- جَيَّاش 1: هُوَ صَاحِبُ اليَمَن وَأَبُو أَصْحَابه الملكُ أَبُو فَاتك جيَّاش بن نَجَاح الحَبَشِيّ، مَوْلَى حُسَيْن بن سَلاَمَةَ النُّوبِي مَوْلَى آلِ زِيَادٍ مُلُوْكِ اليَمَنِ. كَانَ أَبُوْهُ قَدِ اسْتَولَى عَلَى اليَمَنِ، وَأَبَادَ أَضدَادَه، وَتَمَكَّنَ إِلَى أَنْ ظَهرَ الصُّلَيْحِي وَتَمَلَّك وَمَكَر بنجَاح، فَسمَّه، فَهَرَبَ أَوْلاَدُه، وَلَحِقُوا بِالحَبَشَةِ، وَرَأسُهُم سَعِيْدُ بنُ نَجَاحٍ الأَحْوَل، وَتَكلَّمَ الكُهَّانُ بِأَنَّ هَذَا الأَحْوَلَ يَقتُلُ الصُّلَيحِيَّ، وَصُوِّرت لِلصُّلَيحِي صُوْرَةُ الأَحْوَلِ عَلَى جَمِيْعِ أَحْوَالِهِ، وَاسْتشعر مِنْهُ، فَترقَّت هِمتُهُ، وَجَاءَ مِنَ الحَبَشَة فِي خمسة آلاف حربةٍ، فَكَبَسَ الصُّلَيحِي بِالمهْجم مُخيَّمَه، فَقَتَلَهُ، وَقَتَلَ أَخَاهُ، وعدةً، وأخذ خزانته، وَكَانَتْ عَظِيْمَة، وَجَمَعَ بَعْضَ آلِ الصُّلَيحِي، فَقَتَلَهُم رَمْياً بِالحرَاب، وَتَملَّك زَبِيْدَ، وَعلَّق الرَّأْس، فَقَالَ العُثْمَانِيُّ شَاعِر: نَكِرَتْ مِظَلَّتُهُ عَلَيْهِ فَلَمْ تَرُحْ ... إِلاَّ عَلَى المَلِكِ الأَجَلِّ سَعِيْدِهَا مَا كَانَ أَقْبَحَ وَجْهَهُ فِي خَالِهَا ... مَا كَانَ أَحْسَنَ رَأْسَهُ فِي عُوْدِهَا سُوْدُ الأَرَاقِمِ قَاتَلَتْ أُسْدَ الشَّرَى ... يَا رَحْمَتَا لأُسُودِهَا مِنْ سُوْدِهَا ثُمَّ بَعْدَ سَنَةٍ، حشد مُكَرَّمُ بنُ الصُّليحِي، وَأَقْبَلَ مِنْ صَنْعَاء، فَالْتَقَوْا، فَانْكَسَرَ السُّودَانُ، وَانْهَزَمَ الأَحْوَلُ، وَنَزَلُوا السُّفُنَ، وَاسْتَرَدَّ مكرَّم زَبِيْدٍ، وَخَلَّصَ أُمَّهُ، ثُمَّ فُلِجَ، فَفَوَّضَ الأُمُوْرَ إِلَى زَوجَتِهِ الحُرَّةِ سَيِّدِهِ، وَأَقْبَلَ عَلَى اللَّهْوِ مَعَ فَالِجِه إِلَى أَنْ هَلَكَ سَنَة "484"، وَعهد بِالملك إِلَى ابْنِ عَمِّهِ السُّلْطَان سَبأِ بنِ أَحْمَدَ، وَكَانَ الحَرْب بَيْنَهُ وَبَيْنَ آل نَجَاح سِجَالاً، وَكَتَبَ خَلِيْفَةُ

_ 1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "11/ 228".

مِصْر إِلَى الحُرَّة: قَدْ زوَّجْتُكِ بِأَمِيْر الأُمَرَاء سَبَأ عَلَى مائَة أَلْف دِيْنَار، ثُمَّ لَمَّا مَاتَ سَبَأ، قَامت بِملكهَا، وَدبَّر دَوْلَتهَا المُفَضَّلُ، وَامتدت أَيَّامُ الحرّة خَمْسِيْنَ سَنَةً. نعم، ثُمَّ تَوثَّبَ سعيدٌ الأَحْوَل عَلَى صَنْعَاء، ثُمَّ هَلَكَ سَنَة ستٍّ وَثَمَانِيْنَ، وَتَملَّك بَعْدَهُ أَخُوْهُ جَيَّاش، وَقَدْ تَنكَّر وَسَارَ مَعَ وَزِيْرِهِ قَسِيمِ الْملك إِلَى الهِنْد. قَالَ جَيَّاش: دخلنَا الهِنْدَ سَنَة "481"، فأقمنا ستة أشهر ورجعنا، فَقَدِمَ إِنْسَان مِنْ سَرَنْدِيب يَتَكَلَّم عَلَى المُسْتَقْبِلاَت، فَسَأَلنَا عَنْ حَالِنَا، وَبشَّرنَا بِأُمُوْرٍ لَمْ تَخْرِم، وَاشْتَرَيتُ جَارِيَة هِنديَة، وَجِئنَا عَدَن، فَقُلْتُ لِوَزِيْرِي: امضِ إِلَى زَبِيْدٍ، فَأَشِعْ مَوْتِي، وَاكشِفِ الأُمُوْرَ، وَصعدت جِبْلَةَ، وَكشفتُ أَحْوَالَ المُكَرَّم، ثُمَّ أَتيتُ زَبِيْد، فَخبرنِي الوَزِيْرُ بِمَا يَسُرُّ عَنْ أَوليَائِنَا، وَأَنَّهُم كثيرٌ، فَأَخَذتُ مِنْ لِحيَتِي، وَسَتَرتُ عَيْنِي بخرقة، وطولت أظافري، وَقصدتُ دَارَ ابْن القُم الوَزِيْر فَأَسمَعُهُ يَقُوْلُ: لَوْ وَجَدْتُ كلباً مِنْ آلِ نَجَاح لَملَّكته، وَذَلِكَ لشرٍّ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِ شِهَابٍ رَفِيقِهِ، فَخَرَجَ وَلدُ ابْن القُم، فَقَالَ: يَا هنديُّ، تُحْسِنُ الشطْرَنْج؟، قُلْتُ: نَعم، قَالَ: فَغَلَبتُهُ، فَثَارَ، وَكَانَ طَبَقَةَ أَهْلِ زَبِيْدٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُوْهُ: مَا لَنَا مَنْ يَغْلِبُك إلَّا جَيَّاشٌ، وَقَدْ مَاتَ، ثُمَّ لَعِبتُ مَعَ الأَب، فَمَنَّعْتُ الدَّسْتَ، فَأَحَبَّنِي وَخَلَطَنِي بِنَفْسِهِ، وَهُوَ يَقُوْلُ كُلَّ الوقت: عجَّل الله عَلَيْنَا بكُم يَا آل نَجَاح، فَأَخَذْتُ أُكَاتِبُ الحُبُوشَ حَتَّى حصل حَوْلَ زَبيْد خَمْسَةُ آلاَف حَرْبَةً، وَأَمرتُ وَزِيْرِي، فَأَخَذَ لِي عَشْرَة آلاَف دِيْنَار مُودَعَة، فَأَنفقتُهَا فِيهِم، وَضرب وَلد ابْن القُم عَبداً لَهُ، فَنَالنِي طرفُ سَوْطه، فَقُلْتُ: أَنَا أَبُو الطَّامِي، فَقَالَ أَبُوْهُ: مَا اسْمُكَ? قُلْتُ: بحرٌ، قَالَ: كُنْيَة مُنَاسبَة. وَقَالَ مرَّة لابْنِهِ: إِن غلبتُ الْهِنْدِيّ، أَوفدتُك بِارتِفَاعِ السّنَة عَلَى المُكَرَّم. قَالَ: فَترَاخيتُ لَهُ، فَغلبنِي، فَطَاش فَرحاً، وَمَدَّ يَده إِلَى وَجْهِي، فَأَحْفَظنِي، وَقُمْت، فَعثرتُ، فَاعْتَزَيْتُ، وَقُلْتُ: أَنَا جيَاش بن نجاح، فَفَهمهَا الأَبُ، فَوَثَبَ خَلْفِي حَافِياً، وَضَمَّنِي، وَأَخْرَج المُصْحَفَ، وَحَلَفَ لِي، وَحَلفتُ لَهُ، وَأَمرَ بِإِخلاَءِ دَارِ أَعزَّ بنِ الصُّليحِيِّ، وَحَمَلَ إِلَيْهَا الأَمتعَة، وَنُقِلَتْ إِلَيْهَا سُرِّيَّتِي، فَوَلَدَتْ لِوقتهَا وَلدي الفَاتك، وَضربت الطّبل، وَظهرنَا، فَأَسرنَا ابْنَ شِهَابٍ، فَقَالَ: مِثْلِي لاَ يَطلُبُ العَفْوَ، وَالحَرْبُ سجالٌ، قُلْتُ: وَمِثْلُكُ لاَ يُقْتَل. ثُمَّ أَحْسَنَ إِلَيْهِ جَيَّاش، وَتسلَّم دَارَ الْملك، وَلَمْ يَمضِ شهرٌ حَتَّى ركب فِي عِشْرِيْنَ أَلْف حربَة، وَلَمْ يَقوَ بِهِ المكرَّم، وَلَمْ يَزَلْ مَالِكاً إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ خَمْسِ مائَة. وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ عَنْ سِتَّة بَنِيْنَ، فَتملَّك ابْنُهُ الفَاتكُ، ثُمَّ حَارَبَه إِبْرَاهِيْمُ أَخُوْهُ، وَمَاتَ فاتكٌ سَنَة "53"، فَملَّكت عبِيدُهُ وَلدَه المَنْصُوْر صَغِيراً، فَتَوَثَّبَ عبدُ الوَاحِد بنُ جيَاش، فَتملَّك زَبِيْد، وَهربت الخدمُ بِالصَّبيّ، وَجَرَتْ حُرُوْبٌ طَوِيْلَة، ثُمَّ تَمَكَّنَ الصَّبيُّ مُدَّةً، وَوَلِيَ بَعْدَهُ ابْنه فَاتكُ بنُ منصور، ثُمَّ تَملَّك ابْنُ عَمِّهِ، فَدَامت دَوْلَتُهُ إِلَى أَنْ قَتله عَبِيدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَاسْمُهُ فَاتكُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المَنْصُوْر، وَكَانَ هُوَ وَعَبِيَدُهُ لاَ بَأْسَ بَدَوْلَتِهِم، وَحكمُوا عَلَى شطر اليَمَن مَعَ بَقَايَا آل الصليحي، ومع الشرفاء الزيدية.

صاحب ماردين، الباقلاني

صاحب ماردين، الباقلاني: 4566- صاحبُ ماردين 1: الملك سقمان بن الأمير الكبير أرتق بن أكسب التركماني أَخُو الْملك إِيلغَازِي. وَلِيَا إِمْرَةَ القُدْسِ بَعْد أَبِيهِمَا، فَضَايَقَهُمَا ابْنُ بدرٍ أَمِيْرُ الجُيُوْش، وَأَخَذَهُ مِنْهُمَا قَبْلَ أَخْذِ الفِرَنْج لَهُ بأشهرٍ، فَذَهَبَا وَاسْتَولَيَا عَلَى دِيَارِ بكرٍ. مَاتَ سُقْمَان بِقُرْبِ طَرَابُلُس سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ، وَمَاردين اليَوْم وَمِنْ قَبْل مَا زَالت فِي يَدِ ذُرِّيَّتِهِ. قِيْلَ: إِنَّ ابْنَ عَمَّار طَلَبه لِينجده عَلَى الفِرَنْج، وَإِن صَاحِبَ دِمَشْق مرض، وَهَمَّ بِتَسْلِيم دِمَشْق إِلَيْهِ، فَسَارَ إِلَيْهَا لِيَملِكَهَا، ثُمَّ يَغزُو الفِرَنْجَ، فَمَاتَ بِالخوَانِيقِ، وَنُقِلَ، فَدُفِنَ بِحصنِ كَيْفَا. 4567- البَاقِلاَّني 2: الشَّيْخُ الصَّالِحُ المُحَدِّثُ أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ الحسن بن أحمد بن الحَسَن بن خذَادَاذَا البَاقلاَنِي، البَقَّال، الفَامِي، البَغْدَادِيّ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ بنِ شَاذَانَ، وَأَبِي بكر البرقاني، وأحمد بن عبد الله بن المَحَامِلِيّ وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ، وَابْنُ نَاصرٍ، وَالسِّلَفِيّ، وَخَطِيبُ المَوْصِلِ، وَشُهْدَةُ، وَخَلْق. أَثْنَى عَلَيْهِ عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَقَالَ ابْنُ نَاصرٍ: كَانَ كَثِيْرَ البُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ. قُلْتُ: عَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً أَوْ أَزيَدَ، وَتُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة خَمْسِ مائَة، وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ أَبِي طَاهِر أَحْمَد بن الحَسَنِ الكَرْخِيّ المَذْكُور.

_ 1 ترجمته في العبر "3/ 351"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 188"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 409". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 153"، والعبر "3/ 356"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردى "5/ 195"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 412".

ابن زنجويه، ابن أبي الصقر

ابن زنجويه، ابن أبي الصقر: 4568- ابن زَنْجُويه 1: الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُعَمَّرُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَنْجَوَيْه الزَّنْجَانِي الشَّافِعِيّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَقَدِمَ بَغْدَاد شَابّاً، فَسَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ شَاذَانَ. وَطَائِفَة، فَسَمِعَ "مُسْنَد الإِمَام أَحْمَد" مِنَ الحُسَيْن الفلاَّكِي صَاحِب القَطِيْعِيّ، وَسَمِعَ "غَرِيْب أَبِي عُبَيْدٍ" مِنِ ابْنِ هَارُوْنَ التَّغْلِبِيّ عَالِياً، وَقرَأَ لأَبِي عَمْرٍو عَلَى ابْنِ الصَّقْر الكَاتِب، وَصَارَت الرِّحلَةُ إِلَيْهِ، وَمدَارُ الفَتْوَى بِبلده عَلَيْهِ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي طَالِبٍ الدَّسْكَرِي، وَالعَلاَّمَة عَبْد القَاهِرِ بنِ طَاهِرٍ البَغْدَادِيِّ الأُصُوْلِيِّ، وَالحَسَن بن مَعْرُوف الزَّنْجَانِي صَاحِبِ ابْنِ المُقْرِئِ، سَمِعَ مِنْهُ "مُسْنَدَ أَبِي يَعْلَى". قَالَ شِيْرَوَيْه الحَافِظ: كَانَ فَقِيْهاً, مُتْقِناً, رحلتُ إِلَيْهِ بِابْنِي شهردَار، وَسَمِعنَا مِنْهُ بِزَنْجَان. قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْهُ السِّلَفِيّ، وَشُعْبَةُ بنُ أَبِي شُكْرٍ الأَصْبَهَانِيّ، وَابْنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ تلاَمذَة القَاضِي أَبِي الطَّيِّب الطَّبَرِيّ، رَأَيْتُ لَهُ تَرْجَمَة مفردَة بِخَطِّ الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ كتبهَا عَنِ السِّلَفِيّ، وَأَنَّهُ قرَأَ كِتَاب "الْمُرشد" عَلَى مُؤلفه أَبِي يَعْلَى بن السَّرَّاج، وَتَلاَ عَلَيْهِ بِمَا فِيْهِ، وَأَنَّهُ كتب بِنَيْسَابُوْرَ "تَفْسِيْرَ إِسْمَاعِيْل بن أَحْمَدَ الضّرِير" عَنْهُ، وسمع من أبي عبد الله بن بَاكُويه، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَنَا أُفتِي مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقِيْلَ لِي عَنْهُ: إِنَّهُ لَمْ يُفْتِ خطَأً قَطُّ، وَأَهْلُ بَلَده يُبَالِغُون فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، الخَوَاصُّ والعوام، ويذكرون ورعه، وقلة طمعه. قُلْتُ: مَا ظفرتُ بِوَفَاتِهِ، لَكِنَّه حَدَّثَ فِي سَنَةِ خَمْس مائَة، وَانقطعَ خَبَرُهُ. 4569- ابْنُ أَبِي الصَّقْر 2: العَلاَّمَةُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ أَبِي الصَّقرِ الوَاسِطِيّ, الكَاتِب، أَحَدُ الشُّعَرَاء. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الشَّافعيَّة، عَلَّقَ المَذْهَبَ بِالنِّظَامِيَة عَنِ الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ، فَلَهُ عَنْهُ ثلاث تعليقات.

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "4/ 45". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 145"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "18/ 257", وطبقات الشافعية للسبكي "4/ 191"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 191".

وَحَدَّثَ عَنْ: عُبَيْدِ اللهِ بنِ هَارُوْنَ القَطَّانِ، وَعِيْسَى بنِ خَلَفٍ الأَنْدَلُسِيّ، وَأَخَذَ الأَدبَ عَنْ أَبِي غَالِبٍ بنِ الخَالَةِ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الخَيْشِي النَّحْوِيّ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب، وَعَاد إِلَى بَلَده، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَاد، وَحَدَّثَ بِهَا. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ نَاصر، وَابْنُ الجوَالِيقِي، وَكَثِيْرُ بن سمَاليق، وَالسِّلَفِيّ. وَقَالَ شُجَاع الذُّهْلِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ، وَلَهُ شعر مطبوع. وَقَالَ الحَوزِي أَبُو الْكَرم: كَانَ يَقُوْلُ أَنَا مِنْ وَلَدِ الوَزِيْر أَبِي الصَّقر إِسْمَاعِيْل بن بُلبل، قَالَ أَبُو الْكَرم: وَلَمَّا وَقعت الفِتْنَة بَيْنَ الحنَابلَة وَالأَشْعَرِيِّيْنَ، كَانَ قَائِماً وَقَاعِداً فِيْهَا، وَعَمِلَ فِي ذَلِكَ أَشعَاراً، وَبلغ التِّسْعِيْنَ إلَّا شهوراً، مَاتَ بِوَاسِطَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة ثمانٍ وتسعين وأربع مائة.

الدوني

4570- الدَّوني 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، الزَّاهِدُ، الصَّادِقُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدِ بن الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدُّونِي الصُّوْفِيّ، مِنْ قَرْيَة الدُّوْنِ: مِنْ أَعْمَالِ هَمَذَان، عَلَى عَشْرَة فَرَاسخ مِنْهَا, مِمَّا يَلِي مدينَة الدِّينَوَر. كَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى كِتَاب "المُجْتَبَى" مِنْ "سُنَن النَّسَائِيّ"، وَغَيْر ذَلِكَ عَنِ القَاضِي أَبِي نَصْرٍ أَحْمَد بن الحُسَيْنِ الكسَار صَاحِبِ ابْن السُّنِّي. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَابْنُهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ السَّمْعَانِيّ، وَأَبُو العَلاَءِ الحَسَنُ بن أَحْمَدَ الهَمَذَانِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو الفُتُوْح الطَّائِيّ صَاحِبُ الأَرْبَعِيْنَ، وَسَعْدُ الخَيْر الأَنْدَلُسِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بنيمَان، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بن إِسْمَاعِيْلَ القُوْمَسَانِيُّ، وَابْنُ عمه المطهر بن عبد الكَرِيْمِ، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ الخِرَقِي، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ يَنَالَ التّرْك، وَآخَرُوْنَ. قرَأَ عَلَيْهِ السِّلَفِيّ فِي سَنَةِ خَمْس مائَة بِالدُّوْنِ كِتَاب النَّسَائِيّ، وَحَدَّثَنِي أَنَّهُ اقْتَدَى فِي التَّصَوُّف بِأَبِيْهِ، وَأَبُوْهُ اقْتَدَى بجدِّه، وَهُوَ اقْتَدَى بِحُسَيْن بن عَلِيٍّ الدُّونِي، وَهُوَ اقْتَدَى بِمُحَمَّدِ بنِ عبدِ الخَالِق الدِّيْنَوَرِيّ صَاحِب ممشَاذ الدِّيْنَوَرِيّ، وَممشَاذ بِالشَّيْخ أَبِي سِنَانٍ، فَقِيْلَ: إِنَّ هَذَا اقْتَدَى بِأَبِي تُرَاب النَّخْشَبِي. وَقَالَ السِّلَفِيّ: قَالَ ابْنُهُ أَبُو سعدٍ لِي: لوَالِدي خَمْسُوْنَ سَنَةً مَا أَفطر النَّهَارَ. قَالَ شِيْرَوَيْه: كَانَ صَدُوْقاً مُتَعَبِّداً، سَمِعْتُ مِنْهُ "السُّنَن"، وَ"رِيَاضَة المُتَعَبِّدين". وَقَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ سُفْيَانِيَّ المَذْهَبِ, ثِقَةً، وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: سَمَاعُهُ لِلسُّنَنِ فِي شَوَّال سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ، مَاتَ فِي رَجَب, سَنَة إِحْدَى وَخَمْس مائَة. قُلْتُ: ذهب إِلَى أَصْبَهَانَ، فَحَدَّثَ بِهَا بِالكِتَابِ.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 2"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 197"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 3".

ابن خشيش، ابن سوسن

ابن خشيش، ابن سوسن: 4571- ابن خُشَيْش 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ المُعَمَّرُ الصَّدُوْقُ أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بن عبد الكَرِيْمِ بنِ خُشَيْشٍ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ بن شَاذَانَ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ مَخْلَدٍ البَزَّاز، وَسَمَاعُهُ صَحِيْح، وَهُوَ مِنْ رُوَاة "جُزءِ ابْن عَرَفَةَ". حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَالكَاتِبَة شُهْدَة، وَأَبُو السَّعَادَاتِ القَزَّازُ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي عَاشر ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْس مائَة، وَلَهُ تِسْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً, رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: أَبُو الفوَارس حُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الخَازن صَاحِب الْخط الْبَدِيع، وَأَبُو أَحْمَدَ حَمْدُ بن عَبْدِ اللهِ بن أَحْمَدَ يَحَنَّه الأَصْبَهَانِيّ المُعَبِّر، وَالعَلاَّمَة أَبُو المَحَاسِنِ الرُّويَانِي، قَتَلَتْهُ الإِسْمَاعِيْلِيَّةُ، وَأَبُو القَاسِمِ الربعِي، وَهِبَةُ اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المَوْصِلِيّ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ، وَالعَلاَّمَة أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن عَلِيٍّ التبريزي اللغوي. 4572- ابن سُوسَن 2: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ المُظَفَّر بن حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سُوْسَنَ التمار. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَلِيٍّ بنِ شَاذَانَ، وَأَبِي القَاسِمِ الحُرْفِي، وَعَبْدِ المَلِكِ بن بِشْرَان. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأنماطي، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَيَحْيَى بنُ شَاكِرٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الأَنْمَاطِيّ: شَيْخٌ مُقَارِبٌ. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ يُلْحِقُ سَمَاعَاتِهِ فِي الأَجزَاء. قَالَهُ شُجَاع الذُّهْلِيّ، مَاتَ: فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْس مائَة، وله اثنتان وتسعون سنة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 160"، والعبر "4/ 5"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 5". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 164"، والعبر "4/ 6"، ولسان الميزان "1/ 311"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 7".

ابن العلاف

4573- ابن العَلاَّف 1: المَوْلَى الجَلِيْل، الحَاجِبُ الثِّقَةُ، مُسْنِدُ العِرَاق، أَبُو الحسن علي بن المُقْرِئِ أَبِي طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّد بنِ يُوْسُفَ بن يَعْقُوْبَ البَغْدَادِيّ ابْنُ العَلاَّف، مِنْ بَيْت الرِّوَايَة وَالعِلْم، وَمِنْ حُجَّاب الخِلاَفَة. قَالَ أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: ولدت سنة ست وأربع مائة في المُحرَّم، وَسَمِعْتُ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ بن بِشْرَان: ووعظ ابن سَبْعِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: سَمِعَ أَبَا الحَسَنِ بنَ الحمَامِي، وَعَبْد الْملك بن بِشْرَان، وَكَانَ حَميْدَ الطّرِيقَة، صَدُوْقاً، ضَاع سَمَاعُهُ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ السِّنْجِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ الطُّوْسِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ النَّقُّوْرِ، وَعَبْدُ الحَقِّ اليُوسفِي، وَقَيْسُ بن مُحَمَّدٍ السَّويقِي، وَأَبُو طَالِبٍ بنُ خُضير، وَالمُبَارَكُ بنُ عَلِيٍّ الخَيَّاط، وَيَحْيَى بن ثَابِتٍ البَقَّال، وَعَبْدُ اللهِ بن مَنْصُوْرٍ المَوْصِلِيّ، وَوجيهُ بنُ هِبَةِ اللهِ السَّقَطِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ العَلَوِيّ النَّقيب، وَعَبْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ النَّرْسِيّ، وَخمرتَاش مَوْلَى ابْنِ المُسلِمَة، وَعَبْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ حَمتيس السَّرَّاج، وَأَبُو السَّعَادَاتِ نَصْرُ اللهِ القَزَّاز، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. مَاتَ فِي الثَّالِث وَالعِشْرِيْنَ مِنَ المُحَرَّم, سَنَة خَمْسٍ وَخَمْس مائَة، وَقَدِ اسْتكمل تِسْعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ: المُحَدِّثُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ الآبَنُوْسِي، وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَيْدَرَة بن مفوَّز الشَّاطبِي، وَشيخُ الفُقَهَاءِ بِسَبْتَةَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى التَّمِيْمِيُّ، وَحُجَّةُ الإِسْلاَمِ أَبُو حَامِدٍ الغزَالِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ التَّانِي سرفوتج مِنْ أصحاب أبي نعيم.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 168"، والعبر "4/ 9"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 10".

السنجبستي، الجماري

السنجبستي، الجماري: 4574- السَّنْجِبسْتي 1: القَاضِي الإِمَام، الفَرَضِيّ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ خُرَاسَانَ، أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بن حَمْدُوْنَ الخُرَاسَانِيّ, السَّنْجَبَسْتِي. وُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَع مائَة تَقَرِيْباً أَوْ جزماً. وَسَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بن الحَسَنِ الحِيْرِيَّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَأَبَا علي البلخي، وألحق الأحفاد الأجداد، وَهُوَ مِنْ بَيْتِ حِشْمَةٍ وَجَلاَلَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيّ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ السِّنْجِيّ، وَأَبُو شُجَاعٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ البِسْطَامِي، وَمُحَمَّدُ بنُ حُسَيْنٍ الوَاعِظُ، وَأَبُو الفُتُوْحِ الطَّائِيّ، وَعِدَّة. وَثَّقَهُ عَبْدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ، كَانَ يَقْدَمُ مِنْ قَرْيَته، وَيُحَدِّث بِنَيْسَابُوْرَ، وَهِيَ عَلَى مرحلةٍ مِنْ نَيْسَابُوْر. تُوُفِّيَ بِسَنْجَبَسْتَ فِي صَفَرٍ, سَنَة سِتٍّ وَخَمْس مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ المائَةِ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ القَارِئ العَدْل، وَالمُحَدِّثُ أَبُو الفَضْلِ العَبَّاسُ بن أَحْمَدَ الشَّقَّانِي النَّيْسَابُوْرِيّ، وَالفَضْل بن مُحَمَّد بن عُبَيْدِ القُشَيْرِيّ، وَالوَاعِظ أَبُو سَعْدٍ المُعَمَّر بن عَلِيِّ بنِ أَبِي عِمَامَة الحَنْبَلِيّ، وَقَاضِي دِمَشْق أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى التركِي البَلاَسَاغُونِيُّ الحَنَفِيّ. 4575- الجُمَّاري: أَبُو نُعَيْمٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ الوَاسِطِيّ، رَاوِي "مُسْنَد مُسَدَّد" عَنْ أَحْمَدَ بنِ المُظَفَّرِ العَطَّارِ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ نَغوبَا، وَأَبُو طَالِبٍ الكتَانِي المُحْتَسِب، وَهِبَةُ اللهِ ابْن الجلخت، وآخرون. وثقه المحدث خميس. تُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ خَمْس مائَة، فَإِنَّهُ حَدَّثَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 162"، واللباب لابن الأثير "2/ 146"، والعبر "4/ 11"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 14".

الشيروي

4576- الشَّيرَوي 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ، العَابِدُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ العصرِ، أَبُو بكر عبد الغفار بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ شِيْرَوَيْه بن عَلِيٍّ الشِّيروِي, النَّيْسَابُوْرِيّ, التَّاجِر. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة فِي ذِي الحِجَّةِ. وَسَمِعَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّة أَعْوَام مِنَ: القَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَهُوَ خَاتِمَة أَصْحَابِهِمَا، وَعَبدِ القَاهِر بنِ طَاهِرٍ الأُصُوْلِي، وَمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي، وَالقُدْوَةُ فَضلُ اللهِ بنُ أَبِي الخَيْرِ المِيْهَنِيُّ، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيّ، وَوَلَدُهُ الحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ حُضُوْراً، وَأَبُو الفُتُوح الطَّائِيّ، وَعبدُ الرَّحِيْم الحَاجِي، وَعبدُ المُنْعِم بن عَبْدِ اللهِ الفُرَاوِي، وخلقٌ، وَبِالإِجَازَة: ذَاكرُ بن كَامِلٍ الخَفَّاف، وَأَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ. قَالَ السَّمْعَانِيّ فِي "الأَنسَابِ": كَانَ شَيْخاً صَالِحاً عَابِداً مُعَمَّراً، رُحِلَ إِلَيْهِ مِنَ البِلاَدِ، وَقَدِ ارْتَحَلَ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ رِيْذَةَ، وَأَبِي طَاهِرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، حَضَّرنِي أَبِي مَجْلِسَه، وَكَانَ وَالِدُهُ يَرْوِي عَنْ أَبِي طَاهِر المُخَلِّص. قُلْتُ: وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَمِنْ أَبِي حَسَّانٍ المُزَكِّي، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ النَّحْوِيّ، وَأَجَازَ لِمَنْ أَدْرَكَ حيَاته، وَهُوَ مِنْ قَرْيَة كُونَابَذ، وَعُرِّبَتْ فَقِيْلَ لَهَا: جُنَابَذ، وَهِيَ مِنْ قُهُسْتَان نَاحِيَة كَبِيْرَة مِنْ أَعْمَالِ نَيْسَابُوْر، وَكَانَ يَتَّجِرُ إِلَى البِلاَد مُضَاربَةً، ثُمَّ كَبِرَ وَانقطَعَ لِتَسمِيْعِ الحَدِيْث، وَكَانَ مُكْثِراً، أَلحقَ الأَحفَادَ بِالأَجدَادِ، وَبَعُدَ صِيتُه، وَسَمِعَ مِنْهُ مَنْ دَبَّ وَدَرَجَ، وَلَمْ تَتَغَيَّرْ حَوَاسُّه، بَلْ ضَعُفَ بَصَرُهُ، وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ بَاكُويه. قَالَ الفَضْلُ بنُ عبد الوَاحِد الأَصْبَهَانِيّ: سَمِعْتُ الرَّئِيْسَ الثَّقَفِيّ يَقُوْلُ: لاَ جَاءَ الله مِنْ خُرَاسَان بأحدٍ إلَّا بِأَبِي بَكْرٍ الشِّيرَوِي، فَإِنَّهُ أَخْيَرُهُم، وَأَنْفَعُهُم. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ مِنْهُ الكثير، ولي ثلاث سنين، وسمع منه أَخِي فِي الخَامِسَة، فَمِنْ ذَلِكَ "جزءُ ابْن عُيَيْنَةَ"، وَخَمْسَة أَجزَاء مِنْ "مُسْنَد الشَّافِعِيّ". تُوُفِّيَ: فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْس مائَة، وقد استكمل ستًا وتسعين سنة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 307"، والعبر "4/ 20"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 213"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 27".

القزويني، الفامي

القزويني، الفامي: 4577- القَزويني: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الجَوَّالُ الصَّدُوْقُ، أَبُو إِبْرَاهِيْمَ الجَلِيْلُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بن عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيّ القَزْوِيْنِيّ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي يَعْلَى الخَلِيْلِي وَطَائِفَة بقزوين، ومن: أبي الحسين بنِ الطَفَّال بِمِصْرَ، وَمِنَ: الحُسَيْنِ بنِ جَابِرٍ القَاضِي بِتِنِّيسَ، وَمِنْ: أَبِي العَلاَءِ بنِ سُلَيْمَانَ بِالمَعَرَّةِ، سَمِعْنَا مِنْ طرِيقه نُسخَةَ فُلَيْح. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَقَالَ: ثقةٌ مِنْ بَيْت الحَدِيْث، رَحَلَ إِلَى الحِجَازِ، وَالعِرَاق، وَمِصْرَ، وَخُرَاسَان، وَالشَّام. رَوَى عَنْ قَوْم مَا حَدَّثَنَا عَنْهُم سِوَاهُ، وَهُوَ، وَأَبُوْهُ، وَجدُّه عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ، وَجَدُّ أَبِيْهِ، وَجَدُّ جَدِّه، مُحَدِّثُونَ. قُلْتُ: وَذَكَرَهُ ابْنُ النَّجَّارِ، وَمَا أَرَّخ مَوْتَه، وَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ نَيِّفٍ وَخَمْسِ مائَة. 4578- الفَامي ّ1: الإِمَامُ المُفْتِي، مُدَرِّسُ النِّظَامِيَة، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الوهاب بن مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الوَاحِد الفَارِسِيّ, الفَامِي, الشِّيرَازِي الشَّافِعِيّ. قَدِمَ بَغْدَاد مدرساً مِنْ جِهَةِ نِظَامِ المُلك سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ مُشَارِكاً فِيْهَا لِلْحُسَيْنِ بن مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيّ، فَكَانَ كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا يُدَرِّس يَوْماً، ثُمَّ عُزِلا بَعْدَ سَنَةٍ. أَملَى عَنِ المُحَدِّثِ: أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ اللَّيْثِ، وَعبدِ الوَاحِد ابن يُوْسُفَ القَزَّاز، وَعَلِيّ بن بُنْدَارَ الحَنَفِيّ، وَأَبِي زُرْعَةَ أَحْمَد بن يَحْيَى الخَطِيْب، وَالحَسَن بن مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ كرَامَة الشِّيرَازِيِّينَ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ، وَابْنُ نَاصر. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ النَّحْوِيّ، حَدَّثَنَا ابْنُ نَاصر، حَدَّثَنَا الإِمَامُ جَمَالُ الإِسْلاَمِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الوَهَّابِ -عُرِفَ بِالفَامِيِّ-، أَخْبَرَنَا عبدُ الوَاحِد بن يُوْسُفَ، أَخْبَرَنَا عُبيدُ الله بن مُحَمَّدِ بنِ بَيَانٍ الحَافِظ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بن سَعِيْدٍ الرَّقِّيّ بِهَا ... ، فَذَكَرَ حديثًا.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 152"، وميزان الاعتدال "2/ 683"، وطبقات الشافعية للسبكي "5/ 229"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 413".

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَةَ: عَبْدُ الوَهَّابِ بن مُحَمَّدٍ الفَامِي مِنْ أَئِمَّةِ الشَّافعيَّة وَكِبَارِهِم، سَمِعْتُ عَلَيْهِ كَثِيْراً، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: صنفتُ سَبْعِيْنَ تَأْلِيفاً، وَلِي "التَّفْسِيْرُ" ضمنتُهُ مائَةَ أَلْفِ بَيْتٍ شَاهِداً، أَملَى وَحُفِظَ عَلَيْهِ تصحيفٌ شَنِيعٌ، فَأُجْلِبَ عَلَيْهِ، وَطُولِبَ، وَرُمِيَ بِالاعتزَالِ حَتَّى فَرَّ بِنَفْسِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ ثَابِتٍ الطَّرْقِي: سَمِعْتُ جَمَاعَةً: أن عبد الوهاب أملى عَلَيْهِم بِبَغْدَادَ: صَلاَةٌ فِي أَثَرِ "صلاةٍ كتابٌ فِي عِلِّيينَ"1، فَصَحَّفهَا "كَنَارٍ فِي غَلَس"، فَكَلَّمُوْهُ، فَقَالَ: النَّار فِي الْغَلَس تَكُوْنُ أَضوَأَ. قَالَ الطَّرْقِي: وَسَأَلَهُ صَدِيْقٌ لِي: هَلْ سَمِعْتَ "جَامِع أَبِي عِيْسَى"? فَقَالَ: مَا الجَامِعُ? وَمَنْ أَبُو عِيْسَى? ثُمَّ سَمِعتُهُ بَعْدُ يَعُدُّه فِي مَسْمُوْعَاتِه. وَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُمْلِي بِجَامِع القَصْرِ، قُلْتُ لَهُ: لَوِ اسْتَعنتَ بحَافظ? فَقَالَ: إِنَّمَا يَفعلُ ذَا مَنْ قَلَّتْ مَعْرِفَتُهُ، وَأَنَا، فَحفظِي يُغنِينِي، فَامْتُحِنْتُ بِالاستملاَءِ عَلَيْهِ، فَرَأَيْتهُ يُسْقِطُ مِنَ الإِسْنَاد رَجُلاً، وَيَزِيْد رَجُلاً، وَيَجعل الرَّجُل اثْنَيْنِ، فَرَأَيْتُ فَضيحَةً، فَمِنْ ذَلِكَ: الحَسَنُ بن سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، فَأَمسك الجَمَاعَةُ، وَنظرَ إِلَيَّ وَتَكَلَّمُوا، فَقُلْتُ: قَدْ سقط إِمَّا مُحَمَّدُ بنُ مِنْهَالٍ، أَوْ أُمَيَّة بنُ بِسْطَامَ، فَقَالَ: اكتُبُوا كَمَا فِي أَصْلِي، وَجَاءَ: أَخْبَرَنَا سَهْل بن بَحْر، أَنَا سَأَلتُهُ، فَصَحَّفَهَا، فَقَالَ: أَنَا سَالِبَةُ، وَقَالَ: سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو الأَشْعَثي، فَقَالَ: وَالأَشْعَثي، جَعَلَ وَاو "عَمْرو" لِلْعطف، فَرددتُهُ، فَأَبَى، فَقُلْتُ: فَمَنِ الأَشْعَثيُّ? قَالَ: فُضُولٌ مِنْكَ، وَجَاءَ وَرْقَاءُ بن قَيْسِ بن الرَّبِيْعِ، فَقُلْتُ: هُوَ "عَنْ" بَدَلَ "ابْن" وَقَالَ: فِي حَدِيْث حُمَيْلِ بنِ بَصْرَةَ: لقيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَجِيْءُ مِنَ الطور، فقال: "الطَّوْدِ" وَفَسَّر مَرَّةً "الخِشْف"2 فَقَالَ: طَائِر، وَقَالَ فِي: {فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} [الكهفُ: 110] انْتصبَ عَلَى الحَال. قيل: وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائة، وعاش ستًا وثمانين سنة.

_ 1 حسن: أخرجه أبو داود "558"، وأحمد "5/ 268"، من طريق يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين". ووقع عند أحمد: يحيى بن خالد الذهاري، وهو تصحيف، وما أثبتناه الصواب. 2 الخشف: الظبي أول ما يولد.

تُوُفِّيَ بِشِيْرَاز فِي السَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَة خَمْس مائَة، وَقَدْ سُقت مِنْ أَخْبَاره فِي "التَّارِيْخ الكَبِيْر" وَفِي "مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ". وَقِيْلَ: كَانَ مُعْتَزِليّاً. وَفِيْهَا: مَاتَ أَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الحَدَّاد سِبْط ابْن مَنْدَه، وَشيخُ الشَّافعيَة أَبُو المُظَفَّرِ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الخوَافِي بِطُوْسَ، وَالفَقِيْهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ زَنْجَوَيْه الزَّنْجَانِي، وجعفر السَّرَّاج، وَالمُبَارَك بن الصَّيْرَفِيّ، وَأَبُو غَالِبٍ البَاقلاَنِي، وَشَيخُ النَّحْو المُبَارَكُ بنُ فَاخرِ بنِ الدَّبَّاس، وَسُلْطَانُ المَغْرِب يُوْسُفُ بن تَاشفِيْن.

صاحب الغرب

4579- صاحب الغَرْب 1: أَمِيْرُ المُسْلِمِين، السُّلْطَان أَبُو يَعْقُوْبَ يُوْسُفُ بنُ تَاشفِيْن اللَّمتونِي، البَرْبَرِي المُلَثَّم، وَيُعْرَفُ أَيْضاً بِأَمِيْر المرَابطين، وَهُوَ الَّذِي بَنَى مَرَّاكُش، وَصَيَّرَهَا دَارَ مُلْكِهِ. وَأَوّل ظُهُوْر هَؤُلاَءِ المُلَثَّمِين مَعَ أَبِي بَكْرٍ بنِ عُمَرَ اللَّمتونِي، فَاسْتولَى عَلَى البِلاَد مِنْ تِلِمسَان إِلَى طرف الدُّنْيَا الغربِي، وَاسْتنَاب ابْنَ تَاشفِيْن، فَطَلَعَ بَطَلاً شُجَاعاً شَهْماً عَادِلاً مهيبًا، فاختط مراكش في سنة "465"، اشْتَرَى أَرْضهَا بِمَاله الَّذِي خَرَجَ بِهِ مِنْ صحرَاء السُّودَان، وَلَهُ جبلُ الثَّلج، وَكثرت جيوشُه، وَخَافته المُلُوْكُ، وَكَانَ بَربرِيّاً قُحّاً، وَثَارَتِ الفِرَنْجُ بِالأَنْدَلُسِ، فَعَبَرَ ابْنُ تَاشفِيْن يُنْجِدُ الإِسْلاَمَ، فَطحن العَدُوَّ، ثُمَّ أَعْجَبته الأَنْدَلُسُ، فَاسْتولَى عَلَيْهَا، وَأَخَذَ ابْنَ عَبَّادٍ وَسَجَنَهُ، وَأَسَاءَ العِشْرَةَ. وَقِيْلَ: كَانَ ابْنُ تَاشفِيْن كَثِيْرَ الْعَفو، مُقَرّباً لِلْعُلَمَاءِ، وَكَانَ أَسْمَرَ نَحِيْفاً، خفِيفَ اللِّحْيَة، دقيقَ الصَّوْت، سَائِساً، حَازِماً، يَخطُبُ لِخَلِيْفَة العِرَاق، وَفِيْهِ بُخْلُ البَرْبَرِ، تَمَلَّكَ بِضْعاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وَهُوَ وَجَيْشُهُ مُلاَزِمُوْنَ لِلِّثَامِ الضَّيِّقِ، وَفِيْهِم شَجَاعَة وَعُتُوٌّ وعسفٌ، جَاءته الخلع من المستظهر، وَوَلِيَ بَعْدَهُ وَلدُهُ عليّ. مَاتَ فِي أَوّل سَنَةِ خَمْس مائَة، وَلَهُ بِضْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَتَمَلَّكَ مَدَائِنَ كِباراً بِالأَنْدَلُسِ، وَبَالعُدوَة، وَلَوْ سَارَ، لتملك مصر والشام.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "7/ 112"، والعبر "3/ 356"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 412".

المطرز

4580- المُطَرِّز 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، الثِّقَةُ الجَلِيْلُ، مُسْنِد أَصْبَهَان أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَنْدَه الأَصْبَهَانِيُّ المُطَرِّزُ، خَازِنُ الرَّئِيْسِ الثَّقَفِيُّ. سَمِعَ: أَبَا عَلِيٍّ غُلاَمَ مُحسن، وَعَلِيَّ بنَ عَبْدَكُويه، وَالحُسَيْنَ بن إِبْرَاهِيْمَ الجمَال، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ العَطَّار، وَأَبَا نُعَيْمٍ الحَافِظَ، وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ السِّنْجِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ بِالحُضُوْر. قَالَ السَّمْعَانِيٌّ: ثِقَةٌ صَالِحٌ. وَقَالَ السِّلَفِيّ: كَاتِبٌ رَئِيْسٌ, عَلَى غَايَةٍ مِنَ الجَلاَلَة، قَرَأْنَا عَلَيْهِ عَنْ غُلاَم محسن، وَابْنِ مُصْعَب، وَجَمَاعَة، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ القُرْآن عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ البَقَّارِ تِلْمِيْذِ أَبِي عَلِيٍّ بنِ حَبَشٍ، وَخَرَّجَ لَهُ غَانِمُ بن مُحَمَّد خَمْسَةَ أَجزَاء سَمِعْنَاهَا. قُلْتُ: وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة, فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ مِنْهَا. وَقَالَ أَبُو مُوْسَى: مَاتَ فِي الثَّانِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَوَّال، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْس مائَة. وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَدُ بنُ المُظَفَّر بن سُوْسَن، وَالقُدْوَةُ الكَبِيْر أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ العُلَبِيِّ الحَنْبَلِيّ، وَأَبُو الفِتيَان عُمَر بن عبد الكَرِيْم الرُّوَّاسِي الحَافِظ، وَأَبُو طَاهِرٍ المُحسّد بن مُحَمَّدٍ الإِسكَاف رَاوِي "المُعْجَم الكَبِيْر" عَنِ ابْنِ فَاذشَاه، وَالوَزِيْرُ الكَبِيْر أَبُو المَعَالِي هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُطَّلِبِ الكِرْمَانِيّ بِبَغْدَادَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: رَوَى "مُسْنَد الطَّيَالِسِيّ" عَنِ الجمَال وَأَبِي نُعَيْمٍ، وَسَمِعَ مِنْهُ السِّلَفِيُّ "مُسْنَدَ الحُمَيْدِيِّ" بسماعه من أبي نعيم.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 7"، والنجوم الزاهرة لابن تغر بردي "5/ 200"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 7".

ابن نبهان

4581- ابن نَبْهَان 1: الشَّيْخُ الكَبِيْرُ، العَالِمُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ وَقته، أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن سعيد بن نبهان، البغدادي، الكرخي، الكاتب. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ بعد العشرين من: أبي الله بنِ شَاذَانَ، وَبُشرَى الفَاتَنِي، وَابْنِ دُومَا النِّعَالِيّ، وَجدِّه لأُمِّهِ أَبِي الحُسَيْنِ الصَّابِئ، وَعُمِّرَ دَهْراً طَوِيْلاً، وَأَلْحَقَ الصّغَارَ بِالكِبَار، وَلَمْ يَكُنْ سَمَاعُهُ كَثِيْراً. حَدَّثَ عَنْهُ: حَفِيْدُهُ مُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَقِيْلٍ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّار، وَدَهْبَلُ بنُ كَارَه، وَعِيْسَى بن مُحَمَّدٍ الكَلْوَاذَانِي، وَعَبْدُ المُنْعِمِ بنُ كُلَيْبٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ شيخٌ عَالِمٌ، فَاضِل مُسِنٌّ، مِنْ ذَوِي الهَيئَاتِ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى عَنِ ابْنِ شَاذَانَ، وَلِي مِنْهُ إِجَازَةٌ. قَالَ ابْنُ نَاصِرٍ: فِيْهِ تَشَيُّع، وَكَانَ سَمَاعُهُ صَحِيْحاً، بَقِيَ قَبْلَ مَوْته سَنَةً مُلْقَى عَلَى ظَهْرِهِ لاَ يَعْقِلُ، فَمَنْ قرَأَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الحَالَة، فَقَدْ أَخْطَأَ وَكَذَبَ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَفهَمُ مَا يُقرَأُ عَلَيْهِ مِنْ أَوّل سَنَة إِحْدَى عَشْرَةَ، قَالَ ابْنُ نَاصر: وَسَمِعتُهُ يذكر مَوْلِدَه، ثُمَّ سَمِعتُهُ مرَّة يَقُوْلُ: سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، فَكَلَّمته فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَردتُ أَنْ أَدفع عَنِّي العينَ، وإلا فمولدي سنة إحدى عشرة. قال أبو سعيد السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا العَلاَءِ بن عَقِيْل يَقُوْلُ: كَانَ شَيخُنَا ابْنُ نَبْهَانَ إِذَا طَوَّلَ عَلَيْهِ المُحَدِّثُونَ، قَالَ: قَوْمُوا، فَإِنَّ عِنْدَنَا مَرِيضاً، بَقِيَ عَلَى هَذَا سِنِيْنَ، فَكَانُوا يَقُوْلُوْنَ: مَرِيْضُ ابْنِ نَبْهَانَ لاَ يَبْرَأُ. وَقَالَ ابْنُ نَاصِرٍ: كَانَ ابْنُ نَبْهَانَ قَدْ بَلغَ سِتّاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، سَمِعَهُ جدُّه هِلاَل بنُ المُحسنِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الحَدِيْثِ، وَكَانَ أَوَّلاً عَلَى مُعَامِلَةِ الظَّلَمَةِ، وَكَانَ رَافِضِيّاً، وَالصَّحِيحُ أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَكَذَا نَقَلَ الحُمَيْدِيُّ، وَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَه بِخَطِّ جَدِّه ابْنِ الصَّابِئِ، وَمَاتَ فِي شَوَّال سَنَة إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 195"، والعبر "4/ 25"، وميزان الاعتدال "3/ 566"، ولسان الميزان "5/ 179"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 214"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 31".

ابن بيان

4582- ابن بَيَان 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُسْنِدُ، رحلَة الآفَاقِ، أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَيَانِ بنِ الرَّزَّاز البَغْدَادِيُّ، رَاوِي "جُزْء ابْن عَرَفَةَ". سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدٍ البَزَّازَ، وَطَلْحَةَ بنَ الصَّقرِ، وأبا القاسم الحرفي، وأبا علي بن شاذان، وَعَبْد الْملك بن بِشْرَان، وَالقَاضِي أَبَا العَلاَءِ الوَاسِطِيّ، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الفُتُوْح الطَّائِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّار، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخَشَّاب، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ قُضَاعَة، وَأَبُو الفَضْلِ خَطِيبُ المَوْصِل، وَوَفَاءُ بن أَسْعَد، وَمُحَمَّد بن بَدْرٍ الشِّيحِي، وَمُحَمَّد بن جَعْفَرِ بنِ عَقِيْلٍ، وَأَبُو الفَرَجِ مُحَمَّد بن أحمد بن نبهان، وعبيد الله بن شَاتِيلَ، وَأَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ بن دُرَك، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الوَفَاء الصَّائِغ، وَأَبُو السَّعَادَاتِ القَزَّازُ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ عبدِ السَّلاَم، وخلقٌ كَثِيْرٌ، آخرهُم أَبُو الفَرَجِ بنُ كُلَيْب. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ يَأْخُذ عَلَى نسخَة ابْنِ عَرَفَةَ دِيْنَاراً مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى مَا سَمِعْتُ، أَجَازَ لِي، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ جَمَاعَة كَثِيْرَة، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّد بن عبد البَاقِي يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو القَاسِمِ بنُ بيَان يَقُوْلُ: أَنْتُم مَا تَطلُبُوْنَ الحَدِيْثَ وَالعِلْمَ، أَنْتُم تَطلُبُوْنَ العُلُوَّ، وَإِلاَّ فَفِي دربِي جَمَاعَة سَمِعُوْهُ مِنِّي، فَاسْمَعُوْهُ مِنْهُم، وَمَنْ أَرَادَ العُلُوَّ، فَلْيَزِنْ دِيْنَاراً، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْد اللهِ العَطَّار بِمَرْوَ يَقُوْلُ: وَزنتُ الذَّهبَ لابْنِ بيَان حَتَّى سَمِعْتُ مِنْهُ جُزءَ ابْنِ عَرَفَةَ، وَكَذَا ذكر لِي بِسَمَرْقَنْدَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي العَبَّاسِ أَنَّهُ أَعْطَاهُ دِيْنَاراً وَسَمِعَهُ. مَوْلِد ابْن بَيَان فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، وَتُوُفِّيَ فِي سَادس شَعْبَان, سَنَة عَشْرٍ وَخَمْس مائَة. قَالَ شُجَاع الذُّهْلِيّ: هُوَ صَحِيْحُ السَّمَاع. وَقَدْ قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَغَيْرهُ: سَمِعْنَاهُ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَبِخَطِّ ابْن عَطَّافٍ أَنَّهُ سَأَلَه، فَقَالَ: كَانَ عِنْدِي أَنَّنِي وُلِدْتُ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، حَتَّى وُجِدَ بِخَطِّ وَالِدي أَنَّهُ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ. وَقَالَ السِّلَفِيُّ: سَأَلتُهُ، فَقَالَ: وُلِدْتُ بَيْنَ الْعِيدَيْنِ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ. قَالَ: وَمَاتَ وَأَنَا بِدِمَشْقَ، وَلاَ يُعْرَفُ فِي الإِسْلاَمِ مُحَدِّثٌ وَازَاهُ فِي قِدَمِ السَّمَاع. كَذَا قَالَ السِّلَفِيّ، وَذَلِكَ منتقض بالبغوي، وبالوركي، وغيرهما.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 186"، والعبر "4/ 21"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1261"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 27".

التككي

التككي، ابن الموصلي: 4583- التِّكَكِي 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ، الثِّقَةُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغْدَادِيّ التِّكَكِي، مِنْ بَقَايَا أَصْحَابِ أَبِي عَلِيٍّ بنِ شَاذَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَسَلْمَانُ بنُ مَسْعُوْدٍ الشَّحَّام، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ النَّقُّوْرِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: شَيْخٌ صَالِحٌ، صَحِيْحُ السَّمَاعِ، وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْس مائَة. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ مُوَفَّق الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ سَنَة سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّرْسِيّ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ التِّكَكِيُّ الحَسَن بن مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ سَهْلٍ، حدثنا إسماعيل بن عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إن اللهَ لَيُدْخِلُ العَبْدَ الجَنَّةَ بِالأَكْلَةِ أَوِ الشَّرْبَةِ يحمده عليها"2. 4584- ابن المَوصِلي: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الثِّقَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الزُّهْرِيُّ، المَوْصِلِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، المَرَاتِبِيُّ، شَيْخٌ, صَالِحٌ, خَيِّر، صَحِيْحُ السَّمَاع. سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بنَ بِشْرَان، وَالحُسَيْنَ بنَ عَلِيِّ بنِ بَطْحَاءَ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ، وَعَبدُ الخَالِقِ اليُوسفِي، وَابْنُ نَاصرٍ، وَالسِّلَفِيّ، وَشُهْدَةُ، وَخطيبُ المَوْصِلِ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ, فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ مِنْهَا، وَتُوُفِّيَ: فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 1"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 3". 2 ضعيف بهذا اللفظ: آفته موسى بن سهل الوشاء، فإنه ضعيف كما قال الدارقطني. لكن ورد من حديث أنس بن مالك مرفوعا بلفظ: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها" أخرجه مسلم "2734"، والترمذي "1816"، من طريق زكريا ابن أبي زائدة، عن سعيد بن أبي بردة، عنه، به.

الروياني

4585- الرُّويَاني 1: القَاضِي العَلاَّمَة، فَخرُ الإِسْلاَم، شَيْخُ الشَّافعيَة، أَبُو المحاسن عبد الواحد إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الرُّويَانِيُّ، الطَّبَرِيّ، الشَّافِعِيّ. مَوْلِدُهُ فِي آخِرِ سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، وَتَفَقَّهَ بِبُخَارَى مُدَّة. سَمِعَ: أَبَا مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّبَرِيّ، وَأَبَا غَانِمٍ أَحْمَدَ بن عَلِيٍّ الكُرَاعِي المَرْوَزِيّ، وَعبدَ الصمد بن أبي ناصر العَاصِمِي البُخَارِيّ، وَأَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ البَلْخِيّ، وَشيخَ الإِسْلاَم أَبَا عُثْمَانَ الصَّابونِي، وَعَبْدَ اللهِ بن جَعْفَرٍ الخَبَّازِيّ، وَأَبَا حَفْصٍ بن مَسْرُوْر، وَأَبَا بَكْرٍ عَبْدَ الْملك بن عَبْدِ العَزِيْزِ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بنَ بَيَانٍ الفَقِيْه، وَعِدَّة. وَارْتَحَلَ فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ وَالفِقْهِ جَمِيْعاً، وَبَرَعَ فِي الفِقْه، وَمَهَر، وَنَاظَر، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ البَاهرَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: زَاهِرٌ الشَّحَّامِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو رشيد إِسْمَاعِيْلُ بنُ غَانم، وَأَبُو الفُتُوْح الطَّائِيّ، وَعِدَّةٌ، وَكَانَ يَقُوْلُ: لَوِ احْتَرَقت كُتُبُ الشَّافِعِيّ، لأَمليتُهَا مِنْ حِفْظِي، وَلَهُ كِتَاب "البَحْر" فِي المَذْهَب، طويلٌ جِدّاً، غزِيْرُ الفَوَائِد. وَكِتَاب "منَاصيص الشافعي"، وكتاب "حلية المؤمن"، وكتاب "الكافي". وَكَانَ ذَا جَاهٍ عَرِيضٍ، وَحِشْمَةٍ وَافرَةٍ، وَقَبولٍ تَامّ، وَبَاعٍ طَوِيْل فِي الفِقْه. قَالَ السِّلَفِيّ: بَلَغَنَا أَنَّهُ أَملَى بآمُلَ، وَقُتِلَ بَعْدَ فَرَاغِه مِنْ مَجْلِس الإِملاَءِ بِسَبَبِ التَّعصُّبِ فِي الدِّينِ فِي المُحَرَّمِ. قَالَ: وَكَانَ العِمَادُ مُحَمَّد بن أَبِي سَعْدٍ صَدْرُ الرَّيّ فِي عصره يَقُوْلُ: أَبُو المَحَاسِنِ القَاضِي شَافعِيُّ عصره. قَالَ مَعْمَرُ بنُ الفَاخر: قُتِلَ بِجَامِع آمُل, يَوْمَ جُمُعَة, حَادِي عشر المُحرَّم، قَتَلَتْه الملاَحدَةُ -يَعْنِي الإِسْمَاعِيْليَّة- قَالَ: وَكَانَ نِظَام الملكِ كَثِيْرَ التَّعْظِيْمِ لَهُ. قُلْتُ: قُتِلَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِ مائَةٍ. وَرُويَانُ: بلدةٌ مِنْ أَعْمَالِ طَبَرِسْتَان، وَأَمَّا الرَّيُّ، فَمدينَةٌ كبيرة، والنسبة إليها رازي.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 189"، واللباب لابن الأثير "2/ 44"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 160"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 198"، والعبر "4/4"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 193"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 197"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 4".

ابن الفارسي، ابن باديس

ابن الفارسي، ابن باديس: 4586- ابن الفارسي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، المُتْقِن العَالِمُ الصَّدُوْقُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الغَافِرِ بن أَحْمَدَ الفَارِسِيّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَلدُ الشَّيْخ أَبِي الحُسَيْنِ، وَزوجُ ابْنةِ الأُسْتَاذ القُشَيْرِيّ. أَكْثَر عَنْ: أَبِيْهِ, وَأَبِي حَسَّانٍ المزكي، وعبد الرحمن بن حمدان النصروي، وأحمد بن مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ النَّحْوِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ النِّيلِي، وَأَبِي حَفْصٍ بنِ مَسْرُوْرٍ، فمن بعدهم. وَارْتَحَلَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ، وَطَوَّف أَعْوَاماً فِي فَارِسَ، وَخُوزستَان، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ نَحْواً مِنْ أَلفِ جُزء، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ أَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيَّ، وَطَبَقَته. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ الحَافِظ عبد الغَافِر، وَبِنْتُه أُمُّ سلمَة، وَعُمَرُ بنُ أَحْمَدَ الصَّفَّار، وَأَبُو بَكْرٍ التَّفْتَازَانِي، وَعَبْدُ اللهِ بن الفُرَاوِي، وَعبدُ الخَالِق بن زَاهِر، وَأَبُو شُجَاعٍ البِسْطَامِي، وَعِدَّة. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ فَاضِلاً عَالِماً، لَمْ يَفْتُرْ مِنَ السَّمَاع وَالتَّحصيل. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْس مائَة، وَلَهُ نَيِّفٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ: شَيْخُ الشَّافعيَة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ إِلْكِيَا الهرَّاسِي، وَعبدُ المُنْعِم بن الْغمر الكِلاَبِيّ، وَأَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيّ أَخُو طِرَادٍ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ البَلَدِي النسفِي، وَمُقْرِئ مِصْرَ أَبُو الحُسَيْنِ الخَشَّاب. 4587- ابنُ بَادِيس 2: صَاحِبُ إِفْرِيْقِيَةَ، السُّلْطَانُ أَبُو يَحْيَى تَمِيمُ بنُ المعز بن باديس بن المَنْصُوْر الحِمْيَرِيّ، الصُّنهَاجِي، مِنْ أَوْلاَد المُلُوْك، كَانَ بَطَلاً شُجَاعاً، مَهِيْباً سَائِساً، عَالِماً شَاعِراً، جَوَاداً مُمَدَّحاً. وُلِدَ سَنَةَ "422"، وَوَلِيَ المهديَّة لأَبِيْهِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ، ثُمَّ بَعْد أَشهر مَاتَ المعزُّ، وَتَملَّك هَذَا، فَامتدَّت أَيَّامُهُ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي رَجَب, سَنَة إِحْدَى وَخَمْس مائَة، وَخَلَّفَ مِنَ البَنِيْنَ فَوْقَ المائَةِ، وَمِنَ البَنَاتِ سِتِّيْنَ بِنْتاً عَلَى مَا قَالَهُ حَفِيْدُه العَزِيْزُ بن شَدادٍ، ثُمَّ تَملَّكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ يَحْيَى بنُ تميم، فأحسن السيرة، وافتتح حصونًا كثيرة.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 7" وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 7". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 304"، والعبر "4/ 1"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 197"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 2- 3".

صاحب الحلة، التميمي

صاحب الحلة، التميمي: 4588- صاحبُ الحِلَّة 1: الملك، سيف الدولة، صدقة بن بهاء الدولة منصور ابن ملك العرب دُبيس بن عَلِيِّ بنِ مَزْيَدٍ الأَسَدِيّ النَّاشِرِي, العِرَاقِي، اخْتطَّ مدينَةَ الحلَّة فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَسكنهَا الشِّيْعَةُ، كَانَ ذَا بَأْسٍ وَإِقدَامٍ، نَافَرَ السُّلْطَانَ مُحَمَّد بنَ مَلِكْشَاه، وَحَارَبه، فَالتَقَى الجمعَانِ عِنْد النُّعْمَانِيَة، فَقُتِلَ صَدَقَةُ فِي المَصَافِّ سَنَة إِحْدَى وَخَمْس مائَة، وَقَدْ نَفَّذَ إِلَيْهِ المُسْتظهِرُ بِاللهِ يَنْهَاهُ عَنِ الخُرُوج، فَمَا سَمِعَ، وَاجتمع لَهُ عِشْرُوْنَ أَلفَ فَارِس، وَثَلاَثُوْنَ أَلف رَاجل، فَرشقتهُم عَسَاكِرُ السُّلْطَان بِالسِّهَام، فَجُرِحَتْ خُيُولهُم، ثُمَّ وَلَّوا، وَبَقِيَ صَدَقَةُ يَجُولُ بِنَفْسِهِ، فَجرح فَرسه المهلُوب، وَكَانَ عَدِيمَ المَثَلِ، وَهَرَبَ وَزِيْرُهُ عَلَى فرسٍ لَهُ، فَنَادَاهُ، فَمَا أَلوَى عَلَيْهِ، ثُمَّ جَاءته ضَربَةُ سَيْفٍ فِي وَجْهِهِ، وَقُتِلَ، وَهَلَكَ مِنَ العربِ ثَلاَثَة آلاَف، وَأُسِرَ ابْنه دُبيسٌ وَوزِيْرُهُ وَعِدَّةٌ، وَمَاتَ أَبُوْهُ سنة "479". 4589- التَّميمي 2: مُفْتِي سَبْتَةَ، القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ حَسَنٍ التَّمِيْمِيّ, المَغْرِبِيّ, السَّبتِي, المَالِكِيّ. أَخَذَ عَنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ المَسِيْلِي، وَلاَزمه، وعن أبي عبد الله أبي العَجُوْز. وَسَمِعَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" بِالمَرِيَّة عَلَى ابْنِ المرَابط، وَأَخَذَ بقُرْطُبَة عَنْ: عَبْدِ المَلِكِ بنِ سرَاج، وَمُحَمَّد بن فَرج الطلاعِي، وَأَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ. وَكَانَ حَسَنَ العَقْلِ، مَلِيحَ السَّمْتِ، مُتجمِّلاً نبيلاً، تَفَقَّهَ بِهِ أَهْل بَلَده، وَكَانَ يُسَمَّى الفَقِيْه العَاقلَ، تَفَقَّهَ بِهِ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ شبونَة، وَالقَاضِي عِيَاض، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ صلاَح. رَحل إِلَيْهِ النَّاسُ مِنَ النَّوَاحِي، وَبَعُدَ صِيتُه، وَاشْتُهِرَ ذِكْرُهُ، وَتَخَرَّج بِهِ أَئِمَّة، وَكَانَ دَيِّناً، سرِيعَ الدَّمعَة، مُؤثراً لِلطَّلبَة، بَنَى جَامِع سَبْتَةَ، وَعزل نَفْسَه مِنَ القَضَاء بأخَرة، ثُمَّ طَلَبوهُ، وَوَلَّوْهُ قَضَاء فَاس، فَلَمْ تُعجبه الغُربَة، فَرَجَعَ إِلَى وَطنِه، وَتُوُفِّيَ: فِي جُمَادَى الآخِرَةِ, سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْس مائَة، قَالَ ذَلِكَ تِلْمِيْذُهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ حمَادَة الفَقِيْه، وَبَالَغَ فِي تَعْظِيْمه، بِحَيْثُ إِنَّهُ قَالَ: كَانَ إِمَامَ المَغْرِب فِي وَقته، وَلَمْ يَكُنْ فِي قطر مِنَ الأَقطَار مُنْذُ يَحْيَى بن يَحْيَى الأَنْدَلُسِيّ مَنْ حمل النَّاسُ عَنْهُ أَكْثَرَ مِنْهُ، وَلاَ أَكْثَر نَجَابَةً مِنْ أَصْحَابِهِ. قُلْتُ: عَاشَ سَبْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، ضبط القَاضِي مَوْلِدَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَأَخْرَج عَنْهُ فِي "الشفاء".

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 159"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 490"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 196"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 2". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 605".

ابن غطاش، متولي همذان

ابن غطاش، متولي همذان: 4590- ابن غَطاش 1: طَاغِيَةُ الإِسْمَاعِيْليَّة، هُوَ الرَّئِيْس أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ غطَاش العَجَمِيّ. كَانَ أَبُوْهُ مِنْ كِبَارِ دُعَاة البَاطِنِيَّة، وَمِنْ أَذكيَاء الأُدبَاء، لَهُ بلاغَة وَسُرعَةُ جَوَاب، اسْتغوَى جَمَاعَةً، ثُمَّ هَلَكَ، وَخلفَه فِي الرِّيَاسَة ابْنُه هَذَا، فَكَانَ جَاهِلاً، لَكنَّه شجاعٌ مُطَاع، تَجمَّعَ لَهُ أَتْبَاع، وَتَحَيَّلُوا، حَتَّى مَلَكُوا قَلْعَةَ أَصْبَهَانَ الَّتِي غَرِمَ عَلَيْهَا السُّلْطَانُ مَلِكْشَاه أَلفَيْ أَلفِ دِيْنَار، وَصَارُوا يَقطعُوْنَ السُّبُلَ، وَالتف عَلَيْهِم كُلُّ فَاجر، وَدَام البَلاَءُ بِهِم عشرَ سِنِيْنَ، حَتَّى نَازلهُم مُحَمَّدُ بنُ مَلِكْشَاه أَشْهُراً، فَجَاعُوا، وَنَزَلَ كثيرٌ مِنْهُم بِالأَمَان، وَعصَى ابْنُ غطَاش فِي بُرج أَيَّاماً، وَجَرَتْ أمورٌ طَوِيْلَة، ثُمَّ أُخِذَ وَسُلِخَ، وَتَأَمَّر عَلَى البَاطِنِيَّة بَعْدَهُ ابْنُ صبَّاح، وَكَانُوا بلاَءً عَلَى المُسْلِمِين، وَقَتلُوا عَدَداً مِنَ الأَعيَان بِشغل السكين. 4591- متولي هَمَذَان 2: الأَمِيْرُ أَبُو هَاشِمٍ زَيْدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ العَلَوِيّ الحُسَيْنِيّ الهَمَذَانِيّ سِبْطُ الصَّاحبِ إِسْمَاعِيْل بن عَبَّادٍ، كَانَ هيوباً مُطَاعاً، جَبَّاراً عَسُوْفاً، كَثِيْرَ الأَمْوَال، يَطْرَحُ مَا يُسَاوِي مائَةً بِثَلاَثِ مائَةِ وَأَزْيَد، وَقَدْ صَادره السُّلْطَانُ مرَّة، فَأَدَّى جُمْلَةً سَبْع مائَةِ أَلْف دِيْنَار، وَكَانَتِ الرَّعِيَّةُ مَعَهُ فِي بَلاَءٍ وَضُرٍّ. مَاتَ فِي رَجَب, سنة اثنتين وخمس مائة، وله ثلاث وتسعين سنة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 150"، والعبر "3/ 354"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردى "5/ 194"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 410". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 160"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 199".

الكشاني، التبريزي

الكشاني، التبريزي: 4592- الكُشَاني 1: الإِمَامُ الخَطِيْبُ أَبُو القَاسِمِ عُبَيْد اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْيَد الكُشَانِي. ثِقَة، مُكْثِر، مُسْنِد. وُلِدَ فِي نَحْو سَنَة عَشْرٍ وَأَرْبَعِ مائَة. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ البَاهِلِيّ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ رَبِيْع السَّنْكَبَاثي، وَأَبِي سهل عبدِ الكَرِيْم الكَلاَباذِي، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ يَعْقُوْبَ الكُشَانِي، وَآصَفُ بنُ مُحَمَّدٍ الخالدي، وَعَطَاءُ بن مَالِكِ بنِ أَحْمَدَ النَّقَاش، وَأَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَدِيْنِيُّ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِ مائَة. 4593- التِّبْرِيزي 2: إِمَامُ اللُّغَة، أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ بِسْطَامَ الشَّيْبَانِيّ، الخَطِيْبُ، التبرِيزِيُّ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ. ارْتَحَلَ، وَأَخَذَ الأَدبَ عَنْ أَبِي العَلاَءِ المَعَرِي، وَعُبيدِ الله بن عَلِيٍّ الرَّقِّيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الدَّهَان. وَسَمِعَ بِصُوْر: مِنَ الفَقِيْه سُلَيمٍ، وَعبدِ الكَرِيْم بن مُحَمَّدٍ السيَّارِي، وَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب، وَأَقَامَ بِدِمَشْقَ مُدَّةً، ثُمَّ بِبَغْدَادَ، وَكَثُرَتْ تَلاَمِذتُهُ، وَأَقْرَأَ عِلْمَ اللسان. أَخَذَ عَنْهُ ابْنُ نَاصر، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ الجوَالِيقِي، وَسَعْدُ الخَيْر الأَنْدَلُسِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ السِّنْجِيّ، وَالسِّلَفِيّ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ شَيْخُهُ الخَطِيْبُ، وَكَانَ ثِقَةً، صَنَّف شرحاً "لِلْحمَاسَة"، وَلـ "دِيوَان المتنبِي"، وَلـ "سقط الزَّند"، وَأَشيَاء، وَدَخَلَ إِلَى مِصْرَ, وَأَخَذَ عَنْ طَاهِرِ بنِ بَابشَاذَ، وَلَهُ شعر رَائِق. وَلَمْ يَكُنْ بِالصَّيِّن، قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: ثقةٌ فِي عِلْمه، مخلطٌ فِي دِيْنِهِ، ولعبةٌ بِلِسَانِهِ، وَقِيْلَ: إِنَّهُ تَابَ. وَتِبْرِيزُ: بِكَسرِ أَوَّلِهِ، قَالَهُ ابْنُ نَاصر. وَقَالَ أَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ خَيْرُوْنَ: مَا كَانَ بمرضي الطريقة. قُلْتُ: تُوُفِّيَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقَيَتَا مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْس مائَة، وَلَهُ إِحْدَى وَثَمَانُوْنَ سنة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 433". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 21"، واللباب لابن الأثير "1/ 206"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 161"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "20/ 25"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 338"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 5".

أبو الهيجاء، أبو غالب العدل

أبو الهيجاء، أبو غالب العدل: 4594- أبو الهَيْجَاء 1: الأَمِيْرُ الشَّاعِر، شِبْلُ الدَّوْلَة، مُقَاتِلُ بنُ عَطِيَّةَ البَكْرِيّ, الحِجَازِيّ، سَارَ إِلَى بَغْدَادَ، وَإِلَى غَزْنَةَ وَخُرَاسَانَ، وَمدحَ الكِبَار، وَاختصَّ بِنِظَام المُلْكِ، ثُمَّ سَار إِلَى نَاصر الدّين مُكْرَمِ بنِ العَلاَءِ وَزِيْر كَرْمَان، وَمَعَهُ وَرقَة وَقَعَ لَهُ فِيْهَا المُسْتظهرُ بِاللهِ: يَا أَبَا الهَيْجَاءِ أَبْعَدْتَ النُّجْعَةَ، أَسْرَعَ اللهُ بِكَ الرَّجْعَةَ، وَفِي ابْنِ العَلاَءِ مَقْنَع، وَطرِيقُهُ فِي الخَيْرِ مَهيَع، فَلَمَّا دَخَلَ إلى ابْنِ العَلاَء، أَرَاهُ الورقَةَ، فَقَامَ وَخضعَ لَهَا، وَأَمر فِي الحَالِ لَهُ بِأَلفِ دِيْنَارٍ، فَلَمَّا أَنشده: دَعِ العِيْسَ تَذْرَعُ عَرْضَ الفَلاَ ... إِلَى ابْنِ العَلاَءِ وَإِلاَّ فَلاَ أَمرَ لَهُ بِأَلفِ دِيْنَار أُخْرَى، وَفَرسٍ وَخِلْعَة، ثُمَّ نَزلَ بِهَرَاةَ، وَهَوِيَ بِهَا امْرَأَةً، ثُمَّ مَرِضَ وَتَسَوْدَنَ، وَمَاتَ في حدود خمس وخمس مائة. 4595- أبو غَالب العَدْل 2: الشَّيْخُ العَدْلُ الجَلِيْلُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ هَمَذَانَ، أَبُو غالب أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ القَارِئِ، الهَمَذَانِيّ, الخَفَّاف، وُجِدَ سَمَاعُهُ فِي أُصُوْل المُحَدِّثِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن شُبَانَة، وَمَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَنْبَلِيِّ، وَالحُسَيْنِ بنِ عُمَرَ النُّهَاوَنْدِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَشهردَار بنُ شِيْرَوَيْه، وَأَبُو الكَرَم عَلِيّ بن عبد الكَرِيْم، وَأَظُنُّ أَنَّ الحَافِظ أَبَا العَلاَءِ العَطَّار سَمِعَ مِنْهُ، فَإِنَّهُ أَدْركَه، وَحَدَّثَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْس مائَة، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ. لَمْ يَذكُر لَهُ شِيروِيْهِ وَفَاةً، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الشهَادَات.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 257"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 204". 2 ترجمته في العبر "4/ 11"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 13".

البحيري، أبي النرسي

البحيري، أبي النرسي: 4596- البَحِيري 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الأَمِيْنُ الجَلِيْلُ أَبُو سَعِيْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البَحِيرِي, النَّيْسَابُوْرِيّ المُحَدِّثُ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَكَانَ يَقُوْلُ: قَرَأْت "صَحِيْح مُسْلِم" عَلَى أَبِي الحُسَيْنِ عبدِ الغَافِرِ الفَارِسِيّ أَكْثَرَ مِنْ عشرين مرة. سَمِعَ مِنَ: الحَافِظ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مَنْجُوَيْه، وَأَبِي حَسَّانٍ المُزَكِّي, وَأَبِي العَلاَءِ صَاعِدِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَعبد الرَّحْمَن النَّصْرَوِي. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَامِع، وَأَبُو شُجَاعٍ البِسْطَامِي، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعَ بِإِفَادته خلقٌ، وَتَفَقَّهَ عَلَى نَاصر العُمَرِيّ، وَكَانَ يَقرَأُ دَائِماً "صَحِيْحَ مُسْلِم" لِلْغربَاء وَالرَّحَالَة، وَأَضَرَّ بِأَخَرَةٍ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ نَظِيفاً عَفِيْفاً، اشْتَغَل بِالتِّجَارَة، وَبُورِكَ لَهُ فِيْهَا، وَحصَّل مَالاً. تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْس مائَة بِنَيْسَابُوْرَ. أَملَى مجالس. 4597- أبي النَّرْسِي 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ، المُفِيْدُ المُسْنِدُ، مُحَدِّثُ الكُوْفَة، أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون بن مُحَمَّدٍ النَّرْسِيُّ، الكُوْفِيُّ، المُقْرِئُ، المُلَقَّب بِأُبَيٍّ لِجُوْدَةِ قِرَاءته. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَلَوِيُّ، وَأَبَا طَاهِر مُحَمَّد بن العَطَّار، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ بنِ فَدُويه، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ خَازِمِ بن نَفّط، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ حَبِيْبٍ القَادسِي، وَأَبَا إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ بِشْرَان، وَأَبَا القَاسِمِ التَّنُوْخِي، وَالقَاضِي أَبَا الطّيب الطَّبَرِيّ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ بن السَّوَّاق، وَكَرِيْمَةَ المَرْوَزِيَّة المجَاورَة، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بن بُنْدَار الشِّيرَازِي، وَأَبَا الحَسَنِ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيّ، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ قَفَرْجَل، وَأَبَا الفَتْح بن شِيْطَا، وَخَلْقاً سِوَاهُم، وَسَمِعَ بِالشَّامِ لمَا زَار بَيْتَ المَقْدِسِ، وَكَانَ يَنوبُ عَنْ خطيب الكوفة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 158". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 189"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1064"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 212"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 29".

حَدَّثَ عَنْهُ: الفَقِيْه نَصْرُ بن إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَابْنُ نَاصر، وَالسِّلَفِيّ، وَمعَالِي بن أَبِي بَكْرٍ الكيَّال، وَمُسْلِم بن ثَابِتٍ، وَمُحَمَّد بن حَيْدرَة الحُسَيْنِيّ، وَعِدَّة. وَتَلاَ عَلَيْهِ لعَاصِم: أبو الكرم الشهرزوري بحق قراءته عَلَى العَلَوِيّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الجُعْفِيّ، وَسَمِعَ مِنْهُ الحُمَيْدِيّ، وَجَعْفَر الحكَّاك، وَابْنُ الخَاضبَة، وَأَبُو مُسْلِمٍ عُمَر بن عَلِيٍّ اللَّيْثِيّ، وَعبدُ الْمُحسن الشِّيحِي. وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ "مُعْجَماً"، وَنَسخَ الكَثِيْرَ، وَكَانَ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَقرَأُ عَلَى المَشَايِخ وَأَنَا صَبِيّ، فَقَالَ النَّاسُ: أَنْتَ أُبي، لِجُوْدَةِ قِرَاءتِي، وَأَوّل سَمَاعِي فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ، وَلحقت البَرْمَكِيّ، فَسَمِعْتُ مِنْهُ ثَلاَثَةَ أَجزَاء وَمَاتَ. قَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ: كَانَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ ثَاقبَة، وَوصفه بِالحِفْظ وَالإِتْقَان. وَقَالَ ابْنُ نَاصر: كَانَ ثقةً حافظًا، متقنًا، ما رأينا مثله، يَتَهَجَّدُ، وَيَقومُ اللَّيْلَ، قرَأَ عَلَيْهِ أَبُو طَاهِرٍ بنُ سِلَفَة حَدِيْثاً، فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيْثي، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَعْرِفُ حَدِيْثي كُلَّهُ، لأَنِّي نَظَرتُ فِيْهِ مِرَاراً، فَمَا يَخْفَى عَلَيَّ مِنْهُ شَيْء. وَكَانَ يَقْدَمُ كُلَّ سَنَةٍ مِنَ الكُوْفَةِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ فِي رَجَبٍ، فَيَبقَى بِبَغْدَادَ إِلَى بَعْدِ الْفطر، وَيَرْجِعُ، وَكَانَ يَنسَخُ بِالأُجرَة، يَسْتَعِينُ عَلَى العِيَال، وَكَذَا كَانَ أَبُو عَامِرٍ العَبْدَرِي يُثنِي عَلَيْهِ، وَيَقُوْلُ: خُتِمَ هَذَا الشَّأْنُ بأُبي رَحِمَهُ اللهُ. مَرِضَ أُبَيٌّ بِبَغْدَادَ، وَحُمِلَ، فَأَدْرَكَهُ الأَجَلُ بِالحِلَّة، وَحُمِلَ إِلَى الكُوْفَةِ مَيتاً، فَدُفِنَ بِهَا، مَاتَ يَوْمَ سَادسَ عشَرَ شَعْبَان سَنَة عَشْرٍ وَخَمْس مائة. قلت: عاش ستًّا وثمانين سنة. وَلأَبِي الفَرَج بن كُلَيْبٍ مِنْهُ إِجَازَة. وَفِيْهَا مَاتَ: مُسْنِدُ زَمَانِهِ أَبُو القَاسِمِ بنُ بَيَان الرَّزَّاز، وَمُسْنِدُ زَمَانِهِ أَبُو بَكْرٍ عبدُ الغفَّار بن مُحَمَّدٍ الشّيروِي، وَمُحَدِّثُ وَاسِط خَمِيْس الحَوْزِي، وَأَبُو الخَيْرِ المُبَارَكُ بن الحُسَيْنِ الغسَال المُقْرِئُ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحِنَّائِي، وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ السَّمْعَانِيّ، وَمَحْمُوْدُ بنُ سعَادَة السّلمَاسِي، وَأَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بن أحمد الحنفي بهراة.

الأعمش، ابن الآبنوسي

الأعمش، ابن الآبنوسي: 4598- الأعمش 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، مُحَدِّثُ هَمَذَان، أَبُو العَلاَءِ حَمْدُ بن نَصْرِ بن أَحْمَدَ الهَمَذَانِيّ, الأَدِيْبُ، المَعْرُوف بِالأَعْمَشِ، ذَكَرَهُ شِيْرَوَيْه، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ. مَوْلِدُهُ في سنة وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي مُسْلِمٍ بن غزو النهاوندي، وعبيد الله بن الحَافِظِ بن مَنْدَه، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ مَاهله -وَاسْمُهُ هَارُوْنَ- وَعَلِيِّ بنِ حُمَيْدٍ الحَافِظ، وَطَبَقَتِهِم. قَالَ السَّمْعَانِيّ: أَجَازَ لِي مَرْوِيَّاتِهِ، وَكَانَ عَارِفاً بِالحَدِيْثِ، حَافِظاً ثِقَة، مُكْثِراً، سَمِعَ بِنَفْسِهِ وَأَملَى، مَاتَ فِي عَاشر شَوَّال سَنَة اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة, عَنْ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَهُوَ حَمْدُ بنُ نَصْرِ بن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَعْرُوف. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّارُ المُقْرِئ، وَجَمَاعَة، وَكَانَ بَصِيْراً بِمَذْهَب أَحْمَد، نَاصِراً لِلسُّنَّة، وَافِرَ الحُرْمَةِ بِبلده، بارعَ الأَدب. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ عبد الكَرِيْم المُحْتَسِب، أَخْبَرَنِي نَصْرُ بنُ جَرْوٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، سَمِعْتُ حمْدُ بنُ نَصْرٍ الحَافِظُ بِهَمَذَانَ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ حُمَيْد الحَافِظ، سَمِعْتُ طَاهِر بنَ عَبْدِ اللهِ الحَافِظَ، سَمِعْتُ حمْدَ بنَ عُمَرَ الزَّجَّاجَ الحَافِظَ يَقُوْلُ: لَمَّا أَمْلَى صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ التَّمِيْمِيُّ الحَافِظُ بِهَمَذَانَ كَانَتْ لَهُ رَحَىً، فَبَاعَهَا بِسَبْعِ مائَةِ دِيْنَارٍ، وَنَثَرَهَا عَلَى مَحَابِرِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ. رَوَاهُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ السِّلَفِيّ. 4599- ابْنُ الآبَنُوسِي 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّادِقُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن الآبَنُوسِيِّ، البَغْدَادِيُّ، وَالِدُ الفَقِيْهِ أَبِي الحَسَنِ أَحْمَد بن الآبَنُوسِي. كَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ التَّنُوخِي، وَأَبِي طَالِبٍ العُشَارِي، وَأَبِي الطَّيِّب الطَّبَرِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ بِشْرَان، وَابْنِ مَكِّيٍّ السَّوَّاقِ، وَسَمِعَ "تَارِيخ الخَطِيْب" منه.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ص1250"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 31". 2 ترجمته في العبر "4/ 9"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 10".

رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ السِّنْجِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ الحُلْوَانِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَكَانَ أَحَدَ الوُكلاَءِ عِنْدَ الدَّامغَانِي. قَالَ أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنْتُ لاَ أَسْمَعُ مُدَّةً مِنَ التَّنُوْخِيّ لِمَا أَسْمَعُ مِنْ مَيْله إِلَى الاعتزَال، ثُمَّ سَمِعْتُ مِنْهُ، وَصِرْتُ عِنْدَهُ أَعزَّ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ، وَكَانَ يُسَمِّينِي: يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ. مَاتَ ابْنُ الآبَنُوسِي فِي سَادس عشر جُمَادَى الأُوْلَى, سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْس مائَة. قَالَ ابْنُ نَاصر: كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ ثِقَةً مَسْتُوْراً، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ. وَقَالَ السِّلَفِيّ: هُوَ مِنْ أَهْلِ المَعْرِفَة بِالحَدِيْثِ وَقوَانِينه الَّتِي لاَ يَعْرِفُهَا إلَّا مَنْ طَالَ اشتغَالُهُ بِهِ، وَكَانَ ثِقَةً شَافعيّاً، كَتَبنَا عَنْهُ بَانتقَاء البَردَانِي.

أبو الحسن الآبنوسي

وابنه: 4600- أبو الحسن الآبَنُوسي 1: الإِمَامُ أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ علي بن الآبنوسي الشافعي الوكيل. مَوْلِدُهُ سَنَةَ "466". سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بنَ البُسري، وَإِسْمَاعِيْل بنَ مَسْعَدَةَ الإِسْمَاعِيْلِي، وَمُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدٍ الزينبي، ورزق الله، وَتَفَقَّهَ عَلَى القَاضِي: مُحَمَّد بن المُظَفَّر الشَّامِيّ، وَنظر فِي الاعتزَال، ثُمَّ أَنقذه الله وَتسنَّنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنتُهُ شرفُ النِّسَاء، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيّ، وَسُلَيْمَانُ المَوْصِلِيّ، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَعِدَّةٌ. وَأَجَازَ: لأَبِي مَنْصُوْرٍ بن عفيجَة. قَالَ السَّمْعَانِيّ: فقيهٌ، مفتٍ، زاهدٌ، اخْتَار الخمُوْلَ وَتَرَكَ الشُّهرَةَ، وكان كثير الذكر، تاركًا للتكلف. قُلْتُ: جمع وَصَنَّفَ، وَدَعَا إِلَى السّنَة. قِيْلَ: كَانَ لاَ يَأْتِي الجُمُعَةَ، وَمَا عُلِمَ عُذْرُهُ، وَلاَ رُؤيَ فِي مَسْجِد. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 126"، والعبر "4/ 114"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1294" وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 130".

الشقاني، القشيري، الأنباري

الشقاني، القشيري، الأنباري: 4601- الشَّقَّاني 1: الفَقِيْهُ المُحَدِّثُ، مفِيدُ نَيْسَابُوْر، أَبُو الفَضْلِ العَبَّاسُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الحسنوِي, النَّيْسَابُوْرِيّ، الشَّقَّانِي، أَحَدُ مَنْ أَفنَى عُمُره فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ، وطال عمره وتفرد. سَمِعَ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ حَمْدَان النَّصروِي، وَمُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ المزكِي، وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ التَّمِيْمِيّ، وَأَبَا حسَان مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ، فَمَنْ بَعْدَهُم، وَقَلَّ أَنْ يُوجد جُزْء إلَّا وَقَدْ سَمِعَهُ، وَمَا عَلِمْتُ لَهُ رِحْلَةً. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ السِّنْجِيّ، وَعُمَرُ أَبُو شُجَاعٍ البِسْطَامِي، وَعبدُ الرَّحِيْم بن الاخوَة، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ -فِيمَا أُرَى، وَكَانَ وَالِدُهُ أَبُو العَبَّاسِ مِنْ عُلَمَاء وَقته، وَلَهُ وَلدَان: أَبُو بكر محمد، وأحمد، يرويان الحديث. 4602- القُشَيري 2: الشَّيْخُ العَالِمُ المَأْمُوْنُ أَبُو مُحَمَّدٍ الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ مَهْدِيّ القُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيّ، المُعَدَّل، الصُّوْفِيّ. سَمِعَ: العَلاَّمَة عبدَ القَاهِر البَغْدَادِيّ، وَعبدَ الرَّحْمَن بن حَمْدَان النَّصروِي، وَأَبَا حسَان المُزَكِّي، وَعبدَ الغَافِر الفَارِسِيّ، وَهُوَ أَخُو عُبيد القُشَيْرِيّ. حَدَّثَ بِبَغْدَادَ لَمَّا حَجَّ، فَرَوَى عَنْهُ أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ السَّلاَم الكَاتِب, وَغَيْرهُ. تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ, سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْس مائَة، وَلَهُ سِتٌّ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَكَانَ خَيِّراً فَاضِلاً، حَسنَ السَّمتِ من شهود نيسابور الكبار. 4603- الأنْبَارِي 3: كَبِيْرُ الوُعَّاظ، الإِمَامُ المُقْرِئُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الأَنْبَارِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 360"، واللباب لابن الأثير "2/ 202" 2 ترجمته في العبر "4/ 11"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 14". 3 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 176"، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 17".

تَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الشرمقَانِي، وَأَظُنُّهُ آخِرَ أَصْحَابه. وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ غَيْلاَنَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَجَمَاعَة، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي يَعْلَى حَتَّى بَرَعَ فِي مَذْهَب أَحْمَد، وَكَانَ دَيِّناً صَالِحاً، عذبَ الأَلْفَاظ، طَيِّبَ التِّلاَوَة، مِنْ أَعْيَانِ العُلَمَاء، أَفْتَى، وَدرَّس، وَوعظ بِجَامِع القَصْر، وَجَامِع المَنْصُوْر، وَجَامِعِ المهدِي، وَسَمِعَ الكَثِيْرَ، وَنسخ الأَجزَاءَ. رَوَى عَنْهُ أَبُو البَرَكَات بن السَّقَطِيّ، وَعبدُ الخالق اليوسفي، وأبو طالب ابن خَضِيرٌ، وَآخَرُوْنَ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَة سَبْعٍ وَخَمْس مائَة، وَشيَّعَهُ الخلقُ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَمَا أَسْتحضر أَحَداً قرَأَ عليه بالروايات.

السقطي

4604- السَّقَطِي 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ، مفِيدُ بَغْدَاد، أَبُو البَرَكَات هِبَةُ اللهِ بن المُبَارَكِ بن مُوْسَى البَغْدَادِيّ السَّقَطِيّ صَاحِب "المُعْجَم" الضَّخْم. كتب عَمَّنْ دَبَّ وَدَرَجَ وَخَرَّجَ وَجَمَعَ وَتَنَبَّه، لَكنَّه ضَعِيْف، قَلِيْلُ الإِتْقَان. سَمِعَ: القَاضِي أَبَا يَعْلَى، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن الْمُهْتَدي بِاللهِ، وَعبدَ الصَّمد بن المَأْمُوْن، وَأَبَا جَعْفَرٍ بن المُسْلِمَة، وَمُحَمَّدَ بنَ عَلِيِّ بنِ الدَّجَاجِي، وَجَابِرَ بن يَاسينَ، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْب، وَهنَاداً النَّسفِي، فَمَنْ بَعْدهُم. وَرَحَلَ إِلَى أَصْبَهَانَ وَالكُوْفَةِ وَالبَصْرَةِ وَالمَوْصِل وَالجِبَال، وَبَالَغَ وَبحث عَنِ الشُّيُوْخ حَتَّى كتب عَمَّنْ هُوَ دُوْنَهُ. رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ وَجيه، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَالشَّيْخُ عَبْد القَادِر، وَالمُبَارَكُ بنُ كَامِلٍ، وَالسِّلَفِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: أَخْبَرْنَا ابْنُ رَوَاج، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ السَّقَطِيّ بِوَاسِط، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّد. قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ هِبَةَ اللهِ بن السَّقَطِيّ عَنْ مَوْلِده، فَقَالَ: سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، سَمِعَ كَثِيْراً، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الحِفْظ وَالمَعْرِفَة، وَشعره حسن، رَأَيْتهُ بِأَصْبَهَانَ لَمَّا قَدِمَ مَعَ رزق الله يَقرَأُ عَلَيْهِ الحَدِيْثَ. قَالَ ابْنُ فولاَذ: ذَاكرتُ شُجَاعاً الذُّهْلِيّ برِوَايَة السَّقَطِيّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، فَقَالَ: مَا سَمِعْنَا بِهَذَا قَطُّ، وَضَعَّفه فِيْهِ جِدّاً. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلْتُ ابْنَ نَاصر عَنِ السَّقَطِيّ: أَكَانَ ثِقَةً? قَالَ: لاَ وَاللهِ، ظهر كذبُهُ، وَهُوَ مِنْ سَقَطِ المَتَاع، مَاتَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِ مائَة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 92"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 183"، والعبر "4/ 19"، وميزان الاعتدال "4/ 292"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 26".

الأبيوردي

4605- الأبِيُوَرْدِي 1: الأُسْتَاذُ العَلاَّمَةُ الأَكملُ أَبُو المُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بنُ أبي العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بن مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن الحَسَنِ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عثمان بن عنبسة بن عتبة بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان ابن حَرْب بن أُمَيَّةَ الأُمَوِيّ, العَنبسِي المُعَاوِيّ, الأَبِيوَرْدي اللُّغَوِيّ، شَاعِرُ وَقته، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، فَالوَاسِطَةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي سُفْيَانَ خَمْسَةَ عَشَرَ أَباً. سَمِعَ: إِسْمَاعِيْل بنَ مَسْعَدَةَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ خَلَفٍ الشِّيرَازِي، وَمَالِكَ بنَ أَحْمَدَ البَانِيَاسِيّ، وَأَخَذَ العَرَبِيَّةَ عَنْ عبدِ القَاهِر الجُرْجَانِيّ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ طَاهِر المَقْدِسِيّ، وَأَبُو الفُتُوْح الطَّائِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَه: سُئِلَ الأَدِيْب أَبُو المُظَفَّرِ عَنْ أَحَادِيْثِ الصِّفَات، فَقَالَ: تُقَرُّ وَتُمَرُّ. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: صَنّف كِتَاب "الْمُخْتَلف"، وَكِتَاب "طَبَقَات العِلْم"، وَكِتَاب "أَنسَاب الْعَرَب"، وَلَهُ في اللغة مصنفات ما سبق إليها.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 176"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "17/ 234"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 444"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 91"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1241"، والعبر "4/ 14"، وطبقات الشافعية للسبكي "6/ 81"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 206"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 40"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 18".

قُلْتُ: "دِيْوَانُهُ" كَبِيْر، وَهُوَ أَقسَام: العِرَاقيَات، وَالنّجديَات، والوجديات، وعمل "تاريخًا" لأبيورد. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِد يَقُوْلُوْنَ: كَانَ الأَبِيوَرْدِي يَقُوْلُ فِي صَلاَتِهِ: اللَّهُمَّ ملِّكْنِي مشَارق الأَرْض وَمَغَارِبَهَا. قُلْتُ: هُوَ ريَّان مِنَ العُلُوْم، موصوفٌ بِالدّين وَالوَرَع، إلَّا أَنَّهُ تيَّاهُ، مُعْجَبٌ بِنَفْسِهِ، قَدْ قَتَلَهُ حُبُّ السُّؤْدُدِ، وَكَانَ جَمِيْلاً لبَّاساً لَهُ هيئَة وَرُوَاء، وَكَانَ يَفتخِرُ، وَيَكْتُب اسْمَه: العبشمِي المُعَاوِيّ، يُقَالُ: إِنَّهُ كتب رُقعَة إِلَى الخَلِيْفَة المُسْتظهِر بِاللهِ، وَكَتَبَ: المَمْلُوْكُ المُعَاوِيّ، فَحكَّ المُسْتظهر المِيم، فَصَارَ العَاوِي، وَردَّ الرُّقعَة إليه. قال جماد الحَرَّانِيّ: سَمِعْتُ السِّلَفِيّ يَقُوْلُ: كَانَ الأَبِيْوَرْدِي -وَاللهِ- مِنْ أَهْلِ الدّين وَالخَيْرِ وَالصَّلاَحِ وَالثِّقَة، قَالَ لِي: وَاللهِ مَا نمتُ فِي بَيْت فِيْهِ كِتَابُ اللهِ، وَلاَ حَدِيْثُ رَسُوْل اللهِ احترَاماً لَهُمَا أَنْ يَبْدُوَ مِنِّي شيءٌ لاَ يَجُوْز. أَنشدنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَقِيْه، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَنشدنَا الأَبِيوَرْدِي لِنَفْسِهِ: وشادنٍ زَارَنِي عَلَى عجلٍ ... كَالبَدْرِ فِي صَفْحَةِ الدُّجَى لَمَعَا لم أَزَلْ مُوْهِناً أُحَدِّثُهُ ... وَالبَدْرُ يُصْغِي إِلَيَّ مُسْتَمِعَا وَصَلْتُ خَدِّي بِخَدِّهِ شَغَفاً ... حَتَّى التَقَى الرَّوْضُ وَالغَدِيْرُ مَعَا قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ فِي "السِّيَاقِ": فَخْرُ العربِ أَبُو المُظَفَّرِ الأَبِيوَرْدِي الكُوفَنِي، الرَّئِيْسُ الأديب، الكاتب النسابة، من مفاخر العصر، وَأَفَاضِلِ الدَّهْر، لَهُ الفَضَائِلُ الرَّائِقَة، وَالفُصولُ الفَائِقَة، وَالتَّصَانِيْفُ المُعجزَة، وَالتَّوَالِيفُ المُعجِبَة، وَالنَّظْمُ الَّذِي نَسخَ أَشعَارَ المُحْدَثِيْنَ، وَنسجَ فِيْهِ عَلَى مِنوَال المعرِي، وَمَنْ فَوْقَه مِنَ المفلقين، رَأَيْتُهُ شَابّاً قَامَ فِي درسِ إِمَام الحَرَمَيْنِ مرَاراً، وَأَنشَأَ فِيْهِ قصَائِد كباراً، يَلْفِظُهَا كَمَا يَشَاء زَبَداً مِنْ بَحر خَاطِره كَمَا نشَاء، ميسرٌ لهُ الإِنشَاء، طَوِيْلُ النَفْس، كَثِيْرُ الحِفْظِ، يَلتَفِتُ فِي أَثْنَاء كلاَمه إِلَى الفِقَرِ وَالوقَائِع، وَالاستنباطَات الغرِيبَة، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى العِرَاقِ، وَأَقَامَ مُدَّةً يَجْذِبُ فَضلَه بِضَبْعِهِ، وَيَشتهر بَيْنَ الأَفَاضِل كَمَالُ فَضله، وَمتَانَةُ طبعه، حَتَّى ظهر أَمرُه، وَعلاَ قدرُه، وَحصل لَهُ مِنَ السُّلْطَان مكانةٌ وَنعمَة، ثُمَّ كَانَ يَرْشُحُ مِنْ كلاَمه نوعُ تَشبُّثٍ بِالخِلاَفَةِ، وَدعوَةٌ إِلَى اتِّبَاع فَضلِه، وَادَّعَاء اسْتحقَاقِ الإِمَامَة، تبيضُ وَسَاوسُ الشَّيْطَانِ فِي رَأْسِهِ وَتُفَرِّخُ، وَتَرفَعُ الكِبْرَ بِأَنفِهِ وَتَشْمَخُ، فَاضطره الحَالُ إِلَى مُفَارَقَةِ بَغْدَادَ، وَرَجَعَ إِلَى هَمَذَانَ، فَأَقَامَ بِهَا يُدَرِّسُ وَيُفِيدُ، ويصنف مدة.

وَمِنْ شِعْرِهِ: وَهيفَاءَ لاَ أُصْغِي إِلَى مَنْ يَلُوْمُنِي ... عَلَيْهَا وَيُغْرِينِي بِهَا أَنْ يَعِيبَهَا أَمِيْلُ بِإِحْدَى مُقْلَتَيَّ إِذَا بَدَتْ ... إِلَيْهَا وَبَالأُخْرَى أُرَاعِي رَقِيْبَهَا وَقَدْ غَفَلَ الوَاشِي فَلَمْ يَدْرِ أَنَّنِي ... أَخَذْتُ لِعَيْنِي مِنْ سُلَيْمَى نَصِيْبَهَا وَلَهُ: أكوكبٌ مَا أَرَى يَا سَعْدُ أُمْ نَارُ ... تَشُبُّهَا سَهْلَةُ الخَدَّيْنِ مِعْطَارُ بَيْضَاءُ إِنْ نَطَقَتْ فِي الحيِّ أَوْ نَظَرَتْ ... تَقَاسَمَ الشَّمْسَ أسماعٌ وَأَبْصَارُ وَالرَّكْبُ يَسرُوْنَ وَالظَّلْمَاء رَاكِدَةٌ ... كَأَنَّهُم فِي ضَمِيْرِ اللَّيْلِ أَسرَارُ فَأَسرَعُوا وَطُلا الأَعْنَاقِ مائلةٌ ... حَيْثُ الوَسَائِدُ لِلنُّوَّامِ أَكْوَارُ وَلَهُ: تَنَكَّرَ لِي دَهْرِي وَلَمْ يَدْرِ أَنَّنِي ... أَعِزُّ وَأَحْدَاثُ الزَّمَانِ تَهُونُ فَبَاتَ يُرِينِي الخَطْبَ كَيْفَ اعتِدَاؤُهُ ... وَبِتُّ أُرِيهِ الصَّبْرَ كَيْفَ يَكُوْنُ وَلَهُ: نَزَلْنَا بِنُعْمَانِ الأَرَاكِ وَلِلنَّدَى ... سقيطٌ بِهِ ابْتَلَتْ عَلَيْنَا المَطَارِفُ فَبِتُّ أُعَانِي الوَجْدَ وَالرَّكْبُ نومٌ ... وَقَدْ أَخَذَتْ مِنَّا السُّرَى وَالتَّنَائِفُ وَأَذْكُرُ خُوْداً إِنْ دَعَانِي عَلَى النَّوَى ... هَوَاهَا أَجَابَتْهُ الدُّمُوعُ الذَّوَارِفُ لَهَا فِي مَغَانِي ذَلِكَ الشِّعْبِ منزلٌ ... لَئِنْ أَنْكَرَتْهُ العَيْنُ فَالقَلْبُ عَارِفُ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ الحَافِظُ: أَنشدنَا أَبُو المُظَفَّرِ الأَبِيوَرْدِي لنَفسِهِ: يَا مَنْ يُسَاجِلُنِي وَلَيْسَ بمدركٍ ... شَأوِي وَأَيْنَ لَهُ جَلاَلَةُ مَنْصِبِي لاَ تَتْعَبَنَّ فَدُوْنَ مَا حَاوَلْتَه ... خَرْطُ القَتَادَةِ وَامْتِطَاءُ الكَوْكَبِ وَالمَجْدُ يَعْلَمُ أَيُّنَا خيرٌ أَباً ... فَاسْأَلْهُ تَعْلَمْ أَيُّ ذِي حسبٍ أَبِي جَدِّي مُعَاوِيَةُ الأَغَرُّ سَمَتْ بِهِ ... جرثومةٌ مِنْ طِيْنِهَا خُلِقَ النَّبِي وَرّثتُه شرفاً رَفَعْتُ مَنَارَه ... فَبَنُو أُمَيَّةَ يَفخرُوْنَ بِهِ وَبِي

أَنشدنِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَنشدنَا الأَبِيوَرْدِيُّ لِنَفْسِهِ: مَنْ رَأَى أَشْبَاحَ تبرٍ ... حُشِيَتْ رِيقَةَ نَحْلَهْ فَجَمَعْنَاهَا بُدُوراً ... وَقَطَعْنَاهَا أَهِلَّهْ تُوُفِّيَ الأَبِيوَرْدِي بِأَصْبَهَانَ مسمومًا, في ربيع الأول, سنة سبع وخمسين وَخَمْس مائَة كَهْلاً. قَالَ قَاضِي القُضَاة عبد الوَاحِد بن أَحْمَدَ الثَّقَفِيّ: أَنشدنَا الأَبِيوَرْدِي: لَمْ يُبْقِ مِنِّي الحُبُّ غَيْرَ حشاشةٍ ... تَشْكُو الصَّبَابَةَ فَاذْهَبِي بِالبَاقِي أَيَبِلُّ مَنْ جَلَبَ السَّقَامَ طَبِيْبُهُ ... وَيَفِيْقُ مَنْ سَحَرَتْهُ عَيْنُ الرَّاقِي إِنْ كَانَ طَرْفُكِ ذَاقَ رِيْقَكَ فَالَّذِي ... أَلْقَى مِنَ المَسْقِيِّ فِعْلُ السَّاقِي نَفْسِي فِدَاؤُكَ مِنْ ظلومٍ أُعْطِيَتْ ... رق القلوب وطاعة الأحداق وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ طَاهِر، فَلَمْ يُتقن نسبه، وَقَالَ: كَانَ أَوحدَ أَهْلِ زَمَانِهِ فِي عُلُوْمٍ عِدَّةٍ. وَقَدْ عَمِلَ السِّلَفِيّ لَهُ سِيرَةً وَطوَّل، وَقَالَ: كَانَ فِي زَمَانِهِ دُرَّةَ وِشَاحِهِ، وَغُرَّةَ أَوضَاحِهِ، وَمَالِكَ رِقِّ المَعَانِي، فَلِلَّه دَرُّهُ حِيْنَ يَتنَاثرُ مِنْ فِيْهِ دُرُّهُ. فِي كُلِّ مَعْنَىً يَكَادُ المَيْتُ يَفْهَمُهُ ... حُسْناً وَيَعْبُدُهُ القِرْطَاسُ وَالقَلَمُ هَذَا مَعَ مَا تَجَمَّع فِيْهِ مِنَ الخَلاَّل الرَّضِيَّةِ، وَالخِصَالِ المرضيَّةِ، كَالتَّبَحُّرِ فِي اللُّغَةِ، وَالتَّقَدُّم فِي النَّحْوِ، وَالمَعْرِفَةِ برِجَالِ الحَدِيْث وَالأَنسَابِ، وَنزَاهَةِ النَفْس، وَالمُوَاظبَةِ عَلَى الشَّرعِ، وَالتَّوَاضعِ الزَّائِد لِلزَّاهِدين، والصلف التام على أبناء الدنيا، وكان نادرًا في أنساب العرب قاطبة، كأنه يَغْرِفُ مِنْ بَحرٍ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا دَخَلتُ بَلَداً يُرْوَى فِيْهِ الحَدِيْث إلَّا بدَأَتُ بِسمَاعِ شيءٍ مِنْهُ قَبْل التَّصدِّي لِشُؤونِي، وَحَفِظتُ كِتَاب "البلغَة" فِي اللُّغَة وَأَنَا صَبِيّ، وَمَا مَقَلْتُ لغوياً قَطُّ، وَأَمَّا النَّحْو، فَعبدُ القَاهِر، وَأَثْنَى عليه. وحكى لي الشريف أبو البلقاء خطيبُ جَامِعِ السُّلْطَان قَالَ: كَانَ أَبُو المُظَفَّرِ يُطَالع الرّقعَةَ الطَّوِيْلَة مرَّةً وَاحِدَة، وَيُعيدهَا حِفْظاً، قَالَ: وَمِمَّنْ كَانَ يُبَالِغُ فِي مَدحه أَبُو نَصْرٍ بنُ أَبِي حَفْصٍ، وَأَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَثعل الأَصْبَهَانِيَّانِ كَاتِبَا الْعَصْر، وَبَلَغَنِي وَأَنَا بِسَلْمَاسَ أَنَّهُ فُوِّض إِلَيْهِ إِشْرَاف المَمَالِك، وَأُحضِرَ عِنْد السُّلْطَان مُحَمَّد بن مَلِكْشَاه لِلشخصيَة وَهُوَ عَلَى سرِيرِ المُلكِ، فَارْتَعَدَ مِنْهُ وَوَقَعَ، وَرُفِعَ ميتاً.

قَالَ شِيْرَوَيْه: سَمِعَ الأَبِيوَرْدِي مِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مَسْعَدَةَ، وَعبدِ القَاهِر الجُرْجَانِيّ، وَأَبِي الفَتْحِ الشيرَازِي بِالرَّيِّ، وَعَاصِمِ بنِ الحَسَنِ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَفرَادِ الوَقْتِ الَّذِيْنَ ملكُوا القُلوبَ بِفَضلِهِم، وَعَمَرُوا الصُّدُوْر بودِّهم مُتعصِّباً لِلسُّنَّة وَأَهْلِهَا، وَلَهُ تَصَانِيْفُ كَثِيْرَة، أَلَّف "تَارِيخَ أَبِيْوَرْدَ وَنَسَا" وَ "الْمُخْتَلف وَالمُؤتلف" وَ "طَبَقَات العُلَمَاء فِي كُلِّ فَن" وَ "مَا اخْتلف وَائِتلف مِنْ أَنسَاب العربِ"، وَلَهُ فِي النَّحْوِ وَاللُّغَة مُصَنَّفَات مَا سُبِقَ إِلَيْهَا، حسنَ السِّيْرَةِ، خَفِيفَ الرّوح، مُتَوَاضِعاً، طِرَازاً لأَهْل الْبَلَد. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: قَدِمَ بَغْدَاد سَنَة ثَمَانِيْنَ، وَلاَزَمَ خزَانَة الكُتُب النّظَامِيَّة، وَكَانَ مِنَ الذّكَاء عَلَى وَصفٍ عَجِيبٍ، كَانَ يَسْمَعُ القصيدَةَ الطَّوِيْلَة فِي نوبةٍ، فَيرويهَا، وَيَتصفَّحُ الكِتَاب مرَّة، فيذكُرُ فَوَائِدَه وَيَحْكِيهَا، كَانَ يُعَابُ بِإِعجَابه بِنَفْسِهِ، وَكَانَ عَفِيْفاً متصوناً، أَكْثَر مِنْ مدَائِح الوَزِيْر أَبِي مَنْصُوْرٍ بن جَهير، فَصَادف مِنْهُ رِفداً جَلِيْلاً، ثُمَّ هَجَاهُ فِي هوَى مُؤيدِ الْملك بن النّظَام، فَسعَى ابْنُ جَهير إِلَى الخَلِيْفَة بِأَنَّهُ قَدْ هجَاك، وَمدح صَاحِبَ مِصْرَ، فَأُبيح دَمُهُ، فَهَرَبَ إِلَى هَمَذَان، وَاختلق هَذَا النسبَ حَتَّى ذهب عَنْهُ اسمُ صَاحِب مِصْر، وَيُقَالُ: إِنَّ الْخَطِير الوَزِيْر سَمَّه، فَمَاتَ فَجْأَةً. قَالَ ابْنُ الخَشَّاب: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن الاخوَة ثَلاَثَةَ أَجزَاء مِنْ أَوّل كِتَاب "زَادَ الرِّفَاقِ لِلأَبِيوَرْدِي، وَهَذَا الكِتَاب -نَعَمْ وَاللهِ- بَارِدُ الْوَضع، مَشُوبٌ أَدبُه بِفُضُولٍ مِنْ عُلُوْمٍ لاَ تُعدُّ فِي الفَضْلِ، دَالَة عَلَى أَنَّ الأَبِيوَرْدِي كَانَ مُمَخْرِقاً مُحِباً لأَنْ يُرَى بِعينِ مُفْتَنٍّ، متشبعاً بِمَا لَمْ يُعْطِ. وَلأَبِي إِسْمَاعِيْلَ الطُّغْرَائِي يَرْثي الأبيوردي: إن ساغ لي بَعْدَكَ لِي ماءٌ عَلَى ظَمَأٍ ... فَلاَ تَجَرَّعْتُ غَيْرَ الصَّابِ وَالصَّبْرِ أَوْ إِنْ نَظَرْتُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى حسنٍ ... مُذْ غِبْتَ عَنِّي فَلاَ متعت بالنظر صَحِبْتَنِي وَالشَّبَاب الغَضُّ ثُمَّ مَضَى ... كَمَا مَضَيْتَ فَمَا فِي العَيْشِ مِنْ وَطَرِ هَبْنِي بَلَغْتُ مِنَ الأَعْمَارِ أَطْوَلَهَا ... أَوِ انتَهَيْتُ إِلَى آمَالِيَ الكُبَرِ فَكَيْفَ لِي بشبابٍ لاَ ارْتجَاعَ لَهُ ... أُم أَيْنَ أَنْتَ فَمَا لِي عَنْكَ مِنْ خَبَرِ سَبَقْتُمَانِي وَلَوْ خُيِّرْتُ بَعْدَكُمَا ... لَكُنْتُ أَوَّلَ لحاقٍ على الأثر

الأبيوردي، الفضل بن محمد، عبيد بن محمد

الأبيوردي، الفضل بن محمد، عبيد بن محمد: 4606- الأبِيُوَرْدي: الشَّيْخُ أَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَبِيوَرْدِي العَطَّار الَّذِي رَوَى "سنَن الدَّارَقُطْنِيّ" بِفَوْتِ جُزْئَين عَنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ النَّوْقَانِي عَنِ المُؤلف، وَكَمَّل الجُزْئَينِ عَلَى أَبِي عُثْمَانَ الصَّابونِي عَنْهُ إِجَازَة. سَمِعَ الكِتَابَ مِنْهُ أَبُو سَعْدٍ الصَّفَّار فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَتُوُفِّيَ بَعْد عام بنيسابور. 4607- الفضل بن محمد 1: ابن عبيد مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَهْدِيٍّ، العَدْلُ المَأْمُوْنُ الصالح، أَبُو مُحَمَّدٍ القُشَيْرِيّ النَّيْسَابُوْرِيّ، أَخُو عُبَيْد بن مُحَمَّد. وُلِدَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ: الأُسْتَاذِ أَبِي مَنْصُوْرٍ عَبْد القَاهِرِ البَغْدَادِيّ، وَعبدِ الرَّحْمَن بن حَمْدَان النَّصروِي، وَأَبِي حَسَّانٍ المزكِي، وَعَبْدِ الغَافِرِ بن مُحَمَّدٍ الفَارِسِيّ. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ، حَجَّ، فَرَوَى عَنْهُ أَبُو الفَتْحِ بنُ عَبْد السَّلاَمِ الكَاتِب وَغَيْرهُ. مَاتَ فِي رَمَضَانَ, سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْس مائَة. أَخُوْهُ: 4608- عُبَيْدُ بنُ محمد 2: التَّاجِرُ الأَمِيْنُ المُعَمَّرُ أَبُو العَلاَءِ عُبَيْد بن مُحَمَّدٍ القُشَيْرِيّ. سَمِعَ: عبدَ القَاهِر بن طَاهِرٍ البَغْدَادِيّ الأُصُوْلِي، وَأَبَا حسَان المُزَكِّي، وَعبدَ الرَّحْمَن بن حَمْدَان، وَأَبَا حَفْصٍ بن مَسْرُوْر، وَسَافَرَ إِلَى المَغْرِب فِي التِّجَارَة، وَأَقَامَ هُنَاكَ مُدَّة، وَحصَّل أَمْوَالاً، ثُمَّ عَادَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، وَشَاخ، وَلَزِمَ دَارَه، وَكَانَ قَلِيْلَ المُخَالَطَة، وَكَانَ الأَخَ الأَكْبَرَ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة، وصفع عَبْدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ فِي "تَارِيْخِهِ" بِالصِّدْق وَالعدَالَة وَالعِبَادَة، وَصِحَّةِ السَّمَاع، وَالإِنفَاقِ عَلَى الفُقَرَاء، تَصدَّق فِي آخِرِ عُمُرِهِ بِشَيْءٍ كَثِيْر، وَثقل سَمْعُهُ. رَوَى عَنْهُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ حُضُوْراً بقراءة أبيه. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: مَاتَ فِي ثَامن عَشَرَ شَعْبَان سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَعَاشَ خمسًا وتسعين سنة.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 11"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 14". 2 ترجمته في العبر "4/ 28"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 35".

شيرويه

4609- شِيُروَيه 1: ابن شَهْردَارَ بنِ شِيْرَوَيْه بنِ فَنَّاخُسْره بنِ خُسْركَانَ، المُحَدِّثُ, العَالِمُ، الحَافِظُ, المُؤَرِّخُ، أَبُو شُجَاعٍ الدَّيلمِي, الهَمَذَانِيُّ مُؤلف كِتَاب "الفِرْدَوْس" وَ "تَارِيخ هَمَذَان". وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَطلب هَذَا الشَّأْنَ، وَرَحَلَ فِيْهِ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ عُثْمَانَ القُوْمَسَانِي، وَيُوْسُفَ بن مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ المُسْتَمْلِي، وَسُفْيَانَ بن الحَسَنِ بنِ مَنْجُويه، وَعبدَ الحمِيد بن الحَسَنِ الفُقَاعِي، وَأَبَا الفَرَجِ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الجَرَيْرِيّ البَجَلِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ عِيْسَى الدِّيْنَوَرِيّ، وَعبدَ البَاقِي بن عَلِيٍّ العَطَّار، وَأَبَا القاسم بن البسري، وأبا نصر الزَّيْنَبِيّ، وَأَبَا عَمْرٍو بن مَنْدَه، وَعدداً كَثِيْراً. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ شهردَار، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ العَطَّار، وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّار المُقْرِئُ، وَأَبُو العَلاَءِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ, وَعِدَّة. قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَه: شَابٌّ كَيِّس حسن، ذكيُّ القَلْب، صلبٌ فِي السنةِ، قَلِيْلُ الكَلام. قُلْتُ: هُوَ متوسطُ الحِفْظ، وَغَيْرُهُ أَبرعُ مِنْهُ وَأَتقن. مَاتَ فِي تَاسع عشر رَجَب سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْس مائَة، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو عُثْمَانَ بن ملَة الوَاعِظ، وَمُحَمَّد بن نَصْرٍ الأَعْمَش، وَخطيبُ صُوْر غَيْث بن عَلِيٍّ الأَرمنَازِي المُحَدِّث، وَأَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الهبارِيَة الشَّاعِر، وَأَبُو البركَات هِبَة اللهِ بن السَّقَطِيّ، وَقِوَام بن زَيْدٍ البَكْرِيّ الدِّمَشْقِيّ المِزِّيّ. وَمَاتَ وَلَدُهُ الحَافِظ شهردَار سَنَة ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَسيَأْتِي. وَمَاتَ حَفِيْدُهُ شِيْرَوَيْه بن شهردار سنة ست مائة, عن اثنتين وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، سَمِعَ مِنْ زَاهِر الشَّحَّامِي "مُسْنَدَ أبي يعلى".

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 18"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1063"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 111"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 211"، وشذرات الذهب لابن العماد "/ 23".

الخولاني، أبو طاهر اليوسفي

الخولاني، أبو طاهر اليوسفي: 4610- الخَوْلاَني 1: الشَّيْخُ الفَاضِلُ، المُعَمَّر الصَّادِق، مُسْنِدُ الأَنْدَلُس، أَبُو عبد الله أحمد ابن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غلبُوْنَ الخَوْلاَنِيّ, القُرْطُبِيّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَان عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَاعْتَنَى بِهِ أَبُوْهُ، وَاسْتجَازَ لَهُ الكِبَارَ، وَسَمَّعَهُ فِي الحدَاثَة. سَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ الحَافِظ أَبِي عَبْدِ اللهِ كَثِيْراً، وَسَمِعَ "المُوَطَّأ" مِنْ أَبِي عَمْرٍو عُثْمَان بن أَحْمَدَ القيجطَالِي صَاحِب أَبِي عِيْسَى بن عَبْدِ اللهِ اللَّيْثِيّ، وَتَفَرَّد فِي الدُّنْيَا بِعُلوهِ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الأَحدب، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الشِّنتجَالِي، وَعَلِيّ بن حَمُّوَيْه الشِّيرَازِي، وَعِدَّة. وَأَجَازَ لَهُ يُوْنُسُ بن عَبْدِ اللهِ بن مُغِيْث القَاضِي، وَأَبُو عَمْرٍو المَرشَانِي الَّذِي تَفَرَّد بِإِجَازَة أَبِي بَكْرٍ الآجُرِّيّ المجَاور، وَأَبُو عُمَرَ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الطَّلمنكِي، وَالحَافِظُ أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ المُجَاور، وَمَكِّي بن أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ شَيْخاً فَاضِلاً، عَفِيْفاً مُنْقَبِضاً، مِنْ بَيْت عِلمٍ وَدين وَفضل، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ كَبِيْرُ علمٍ، أَكْثَر مِنْ رِوَايَته عَنْ هَؤُلاَءِ الجِلَّة، وَكَانَتْ عِنْدَهُ أصولٌ يَلجَأُ إِلَيْهَا, وَيُعوِّلُ عَلَيْهَا. قُلْتُ: هُوَ خَالُ أَبِي الحَسَنِ شُرِيح بن مُحَمَّد. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الوَلِيْدِ بنِ الدَّبَّاغِ، وَعَلِيُّ بن الحُسَيْنِ اللوَاتِي، وَجَمَاعَة. وَأَجَازَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ زرقُوْنَ، وَعُمِّرَ دَهْراً. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْس مائَة، وَلَهُ تسعون سنة. 4611- أبو طاهر اليوسُفي 2: الشَّيْخُ الأَمِيْنُ، العَدْلُ المُسْنِدُ، أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ القَادِرِ بن مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بن مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ البَغْدَادِيّ البَزَّاز. سَمِعَ: أَبَا عَلِيٍّ بن المُذْهِب، وَأَبَا إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ بِشْرَان، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَعِدَّة. وَحَدَّثَ بِـ "سُنَنِ الدَّارَقُطْنِيّ" عَنِ ابْنِ بِشرَانَ عَنْهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نَاصر، وَأَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَالصَّائِن هِبَةُ اللهِ بنُ عَسَاكِرَ، وَأَخُوْهُ الحَافِظُ عبدُ الخَالِق اليُوسُفِي، وَابْنَا أَخِيْهِ عَبْدُ الحَقِّ وَعبدُ الرَّحِيْم ابْنَا عبد الخَالِق، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ مِنْ أَعيَان رُؤسَاء بَغْدَاد. قُلْتُ: وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَمَاتَ فِي شَوَّال, سَنَة إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الدّين وَالثِّقَة وَالسُّنَّة، مات هو وأبو علي ابن نَبْهَانَ المَذْكُور فِي لَيْلَة وَاحِدَة، وَمِنْ مَرْوِيَّاته "سنن الدارقطني".

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 73"، والعبر "4/ 189"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 209"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 21". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 194"، والعبر "4/ 24"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردى "5/ 214"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 31".

ابن صليعة

4612- ابن صُلَيْعَة: الأَمِيْرُ القَاضِي، أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْد اللهِ بن صُليعَة بن قَاضِي جبلَة، كَانَتْ جَبَلَةُ لِصَاحِب طَرَابُلُس ابْن عَمَّار، فَتعَانَى ابْنُ صُليعَة- وَيُقَالُ: ابْنُ صُليحَة- الفروسيَةَ، وَخَافَ مِنْهُ ابْنُ عَمَّار، فَعصَى بِجَبَلَةَ وَتَمَلَّكَهَا، وَحصَّنهَا إِلَى الغَايَة، وَخَطَبَ لِبَنِي العَبَّاسِ، ثُمَّ حَاصره الفِرَنْجُ، فَأَرْجَفَ بِمجِيْء جَيْش بَرْكيَارُوْق، فَتَرحَّلُوا عَنْهُ، ثُمَّ نَازلُوْهُ، فَشنع بِمجِيْء المصرِيين، ثُمَّ قَرَّر مَعَ رَعيته النَّصَارَى بِأَنْ يُنَاصِحُوا الفِرَنْج، وَيُوَاعدوهُم إِلَى برجٍ، فَانْتدب مِنَ الفِرَنْج مِنْ شُجعَانهُم ثَلاَث مائَة، فَطَالعهُم النَّصَارَى فِي حبَال، وَكُلَّمَا طَلَعَ وَاحِد، قَتله ابْن صُليحَة حَتَّى أَبَادَ الثَّلاَث مائَة، ثُمَّ صَفَّفَ رُؤُوْسَهُم عَلَى الشُّرُفَات، ثُمَّ حَاصَروهُ، وَدَكُّوا برجاً، فَأَصْبَح قَدْ بنَاهُ فِي اللَّيْلِ. وَكَانَ يَبرز فِي فَوَارسه، وَيَحْمِل عَلَى الفِرَنْج، فَطمعُوا فِيْهِ مرَّة، وَاسْتَجَرَّهُم إِلَى السُّوْر، فَخَرَجَ إِلَيْهِم المُقَاتلَة، وَأَحَاطُوا بِهِم، فَترحَّلُوا. ثُمَّ إِنَّهُ علم أَنَّ الفِرَنْج لاَ يَفتُرُوْنَ، فَقَدم إِلَى دِمَشْقَ، وَبَذَلَ لِصَاحِبهَا طُغْتِكِين جَبَلَة بذخَائِرهَا، فَبَعَثَ وَلده فَتسلمهَا. وذهبَ ابْن صُليحَة إِلَى بَغْدَادَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ عَسْكَر فَنهبُوْهُ، فَردَّ إِلَى دِمَشْقَ، فَأَكْرَمَهُ طُغْتِكِيْن وَأَنْزَله، ثُمَّ إِنَّهُ اشْتَرَى حصن بَلاَطُنُسَ مِنِ ابْنِ مُنْقِذ، فَتحوَّل إِلَيْهِ بِأَمْوَاله، وَترك بِجَبَلَة مِنَ الذّخَائِر شَيْئاً كَثِيْراً. ثُمَّ إِنَّهُ أَخَذَهَا ابْن عَمَّار مِنْ وَلَدِ طُغْتكِين، وَلَمْ أَعْرِفْ وَفَاة ابْن صُلَيحَةَ.

صاحب الهند، ابن مرزوق

صاحب الهند، ابن مرزوق: 4613- صاحب الهند 1: السلطان مسعود، علاء الدولة، أبو سعيد بن صاحب الهند إبراهيم بن مسعود ابن السلطان الكبير محمود بن سبكتكين ملك غَزْنَةَ وَالهِنْد. مَاتَ فِي شَوَّال سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْس مائَة، فَتَمَلَّك بَعْدَهُ ابْنه الْملك أَرْسَلاَن ابْن عَمِّةِ السُّلْطَان مَلِكْشَاه بنِ أَلب آرسلاَن، وَتَمَكَّنَ، وَقبض عَلَى إِخْوَته، فَغَضِبَ لَهُم السُّلْطَان سَنْجَر، وَالتَقَاهُ، فَانْهَزَم صَاحِبُ الهِنْد، ثُمَّ طَلَبَ الهُدنَة، وَقوِيَ طَمَعُ سَنْجَر، ثُمَّ التَقَوْا عَلَى بَاب غَزْنَةَ، وَكَانَ عَسْكَر غَزْنَةَ ثَلاَثِيْنَ أَلف فَارِس وَسِتِّيْنَ فِيلاً، فَانكسرُوا أَيْضاً، وَتَملَّك سَنْجَر غَزْنَةَ فِي سَنَةِ عَشرٍ، لَكِن عَصَتْ القَلْعَة، وَكَانَ أَرْسَلاَن ظلُوْماً، فَسُلِّمَتِ القَلْعَةُ، وَنصَّب فِي غَزْنَة بَهْرَامَ، وَعَاثت جيوشُ سَنْجَر، وَنَهبُوا، وَعَثَّرُوا العَامَّة، فَصَلَبَ جَمَاعَةً مِنْ عَسْكَرِه، فَهُذِّبُوا. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: حصل لِسَنْجَر خَمْسَةُ تِيجَان، قيمَة أَحَدِهَا أَزيدُ مِنْ أَلفَيْ أَلفِ دِيْنَار، وَرجع سَنْجَر بَعْد أَرْبَعِيْنَ يَوْماً، فَذَهَبَ أَرْسَلاَن وَجَمَعَ العَسَاكِر، وَقصد غَزْنَةَ، وَجَرَتْ أمورٌ يَطُول شرحُهَا، ثُمَّ إِنَّ أَرْسَلاَن أُسِرَ وَخُنِقَ، وَكَانَ بَدِيعَ الجمَال، عَاشَ سَبْعاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. 4614- ابْنُ مَرْزُوق 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الرّحَّالُ، أَبُو الخَيْرِ عَبْدُ اللهِ بنُ مَرْزُوْق الهَرَوِيّ، مَوْلَى شَيْخِ الإِسْلاَمِ أَبِي إسماعيل الأنصاري. قيل: وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: قرَأَ العِلْم، وَرُزِقَ الفَهم، وَسَمِعَ الكَثِيْرَ، وَسَافَرَ وَكَتَبَ وَحصَّل، وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالحِفْظ وَالمَعْرِفَة، وَحُسْنِ السِّيْرَةِ، وَكَانَ خطُّه رديئاً، ثَقُلَ سَمعُهُ بِأَخَرَةٍ. سَمِعَ: أَبَا عُمَرَ المَلِيْحِي، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيّ، وَأَبَا مَعْمَرٍ أَحْمَد بن عبد الوَاحِد البَانكِي، وَعبدَ الرَّحْمَن بنَ مَنْدَه، وَأَخَاهُ أَبَا عَمْرٍو، وَأَبَا القَاسِمِ بن البُسْرِيِّ، وَطَبَقَتهُم. سَمِعَ مِنْهُ: القَاضِي يَعْقُوْبُ بن إِبْرَاهِيْمَ إِمَام الحنَابلَة، وَهِبَةُ اللهِ بن السَّقَطِيّ، وَسَكَنَ أَصْبَهَانَ. قَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بن مُحَمَّدٍ الحَافِظ يَقُوْلُ: أَبُو الخَيْرِ الهَرَوِيّ حافظٌ لِلْحَدِيْثِ مُتْقِن. وَقَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ فِي "مُعْجَمه": حَدَّثَنَا الحَافِظُ الزَّاهِد عَبْدُ اللهِ بن مَرْزُوْق الهَرَوِيّ، وَكَانَ ثقيلَ الأُذُنِ، وَمَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْس مائَة. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الخَيْرِ فِي كِتَابِهِ عَنْ ابْنِ كُلَيْبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو خَازِم مُحَمَّد بن الفَرَّاءِ، وَطَلْحَة بن أَحْمَدَ العَاقولِي، وَعَلِيّ بن الزَّاغونِي إِذْناً، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الخَيْرِ عَبْدُ اللهِ بن مَرْزُوْق مِنْ لَفظه سَنَة "472"، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الطُّرَيْثِيْثِيّ بِهَا، أخبرنا أبو الحسين الخفاف، فذكر حديثًا.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 17"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 23". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1054"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 16".

ابن فاخر

4615- ابن فاخر 1: الشيخ الإمام، إِمَامُ النَّحْو، أَبُو الكَرَمِ المُبَارَكُ بنُ فَاخِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ البَغْدَادِيّ, النَّحْوِيّ اللُّغَوِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ: القَاضِي أَبِي الطَّيِّب الطَّبَرِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ مُحَمَّد بن النَّرْسِيّ، وَالقَاضِي أَبِي يَعْلَى، وَجَمَاعَة، وَصحب أَبَا القَاسِمِ عبد الوَاحِد بن بَرْهَان، وَقرَأَ عَلَيْهِ عِدَّةَ كُتُب، وَعِدَّة دَوَاوِيْنَ، حَتَّى بَرَعَ فِي لِسَانِ العربِ. أَخَذَ عَنْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الخَيَّاط، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيَّ، وَأَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الكَتَانِي، وَجَمَاعَة. قَالَ أَبُو عَامِرٍ العبدرِي: قَالَ لِي ابْنُ فَاخر: أَخذتُ علمَ العَرَبِيَّة عن أبي بَرْهَان، وَأَبِي القَاسِمِ الرَّقِّيّ، وَعِيْسَى بنِ عُمَرَ بنِ الأَصْفَر، وَأَبِي الحُسَيْنِ بن شَاهُويه. إِلَى أن قال: ولقين مِنْ أَصْحَابِ أَبِي سَعِيْدٍ السِّيرَافِي هِلاَلاً الصَّابِئ، وَمِنْ أَصْحَابِ أَبِي عَلِيٍّ الفَارِسِيّ أَبَا القَاسِمِ التَّنُوْخِي، وَالجَوْهَرِيّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي الكَرَمِ بنِ فَاخر "ثَبْتٌ" أَنَّهُ سَمِعَ من التَّنُوْخِي أَشيَاء كَثِيْرَة مِنَ الكُتُب، وَتَحْتَه بِخَطِّ ابْنِ نَاصر: لَمْ يَسْمَعْ قَطُّ مِنَ التَّنُوْخِي شَيْئاً، لَقَدِ اخْتلقَ وَافترَى، وَكَتَبَ ابْنُ فَاخر أَنَّهُ سَمِعَ "جُزْء الغِطْرِيْف" مِنْ أَبِي الطَّيِّب، فَكَتَبَ ابْنُ نَاصر: قَدْ زَوَّر عَلَى القَاضِي، وَسَمَّعَ فِي "جُزْء الغِطْرِيْف"، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئاً، وَذَكَرَ ابْنُ فَاخرٍ عِدَّةَ كُتُبٍ قَرَأَهَا على بن بَرْهَان، وَكَتَبَ ابْنُ نَاصر تَحْته: كَذَبَ -وَاللهِ- فِيمَا سطَّره. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلتُ أَبَا مَنْصُوْرٍ بنَ خَيْرُوْنَ عَنِ ابْنِ فَاخر، فَقَالَ: كَانُوا يَقُوْلُوْنَ: إِنَّهُ كَذَّاب. مَاتَ هَذَا فِي ذِي القَعْدَةِ, سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْس مائَة، وَكَانَ سِبْطُ الخياط أكبر تلامذته.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 154"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "17/ 54"، والعبر "3/ 356"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 195"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 412".

الحداد

4616- الحدَّاد 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُقْرِئُ المُجَوِّدُ، المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ الْعَصْر، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن مِهْرَة الأَصْبَهَانِيّ الحَدَّاد، شَيْخ أَصْبَهَان فِي القِرَاءات وَالحَدِيْثِ جَمِيْعاً. وُلِدَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وأربع مائة. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَبعدَهَا سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُصْعَب التَّاجِر، وَأَبَا نُعَيْمٍ الحَافِظ، فَلَعَلَّهُ سَمِعَ مِنْهُ وقر بعير، وأبا الحسين ابن فَاذشَاه، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ أَبِي الشَّيْخِ، وَهَارُوْنَ بنَ مُحَمَّدٍ الكَاتِب، وَأَبَا القَاسِمِ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ العَطَّار، وَأَبَا سَعْدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ الصَّفَّار، وَعَلِيَّ بن أَحْمَدَ بنِ مِهْرَانَ الصَّحَاف، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ بَزْدَه المِلَنجِي، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ رِيذه، وَالفَضْلَ بن مُحَمَّدٍ القَاشَانِي، وَأَبَا أَحْمَد مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ سَيُّويه الْمَكْفُوف، وَأَبَا ذَرٍّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ الصَّالحَانِي، وَعِدَّة. وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ "مُعْجَماً" سَمِعْنَاهُ، أَوْ لَعَلَّهُ بِتَخرِيجِ وَلده الحَافِظ المُجَوِّدِ عُبَيْد اللهِ بن الحَدَّاد. وَتَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى: عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ العَطَّار، وَأَبِي الفَضْلِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ الرَّازِيّ الزَّاهِد، وَأَحْمَد بن الفَضْلِ البَاطِرْقَاني، وَأَحْمَد بن بَزْدَه، وَتَصدَّر وَأَفَاد. تَلاَ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَات: أَبُو العَلاَءِ الحَسَنُ بن أَحْمَدَ الهَمَذَانِيّ، وَجَمَاعَة. وَحَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَمَعْمَرُ بنُ الفَاخر، وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّار، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو مَسْعُوْدٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ الحَاجِي، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ الخرقي، وأبو الفضل الطوسي

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 228"، والعبر "4/ 34"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 47".

خطيب المَوْصِل، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الصَّائِغ، وَيَحْيَى بنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيّ، وَالفَضْلُ بنُ القَاسِمِ الصيدلاني، ومحمد بن حسن بن الفضل الأدمي، ومحمد بن أحمد المُصلح الأَدِيْب، وَعبدُ الرَّحِيْم بن مُحَمَّدٍ الخَطِيْب، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الطَّرَسُوسِيّ، وَخَلِيْلُ بنُ بَدْرٍ الرَّارِي، وَمَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الحَنَّاط، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي زَيْدٍ الكَرَّانِيّ، وَأَبُو المَكَارِمِ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ اللَّبَّان، وَخَلْق خَاتِمَتُهُم بِالحُضُوْر: أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَبِالإِجَازَة: عفِيفَةُ الفَارقَانِيَة، وحدث عنه بالإجازة أيضًا: أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَأَجَازَ لأَبِي طَاهِرٍ الخُشُوْعِيّ، وَمَا ظَهرت لَهُ الإِجَازَة فِي حَيَاتِهِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ عَالِماً ثِقَةً صَدُوْقاً مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالقُرْآن وَالدِّيْن، عُمِّرَ دَهْراً، وَحَدَّثَ بِالكَثِيْرِ، كَانَ أَبُوْهُ إِذَا مَضَى إِلَى حَانُوته لعمل الحديد يأخذ بيده الحَسَن، وَيدفعُهُ فِي مَسْجِد أَبِي نُعَيْمٍ. قُلْتُ: وَكَذَلِكَ كَانَ يَسْمَع مِنْهُ، وَقبلَهُ أَخُوْهُ حَمْدٌ الَّذِي رَوَى "الحِلْيَةَ" بِبَغْدَادَ. قَالَ ابْنُ نُقطَةَ: سمع أبو علي بن أَبِي نُعَيْمٍ "مُوَطَّأَ القَعْنَبِيِّ"، وَ "مُسْنَدَ الإِمَام أَحْمَد"، وَ "مُسْنَدَ الطَّيَالِسِيّ"، وَ "مُسْنَدَ الحَارِث" المَوْجُوْد سَمَاعه، وَ "السُّنن" لِلْكَجِّي، وَ "المُسْتخرج عَلَى البُخَارِيّ"، وَ "المُسْتخرج عَلَى مُسْلِم" لأَبِي نُعَيْمٍ، وَكِتَاب "الحِليَة" وَ "المُعْجَم الأَوْسَطِ" لِلطَّبَرَانِيِّ، وَمُسْنَدَات الثَّوْرِيّ، وَعَوَالِي الأَوْزَاعِيّ، وَمُسْنَد الشَّامِيّين، وَالسنن مِنْ كُتُب عَبْد الرَّزَّاقِ، وَ "جَامِع عَبْد الرَّزَّاقِ"، وَ "مَغَازِيه"، وَ "غَرِيْب الحَدِيْث" لأَبِي عُبَيْدٍ، وَ "مَقْتَل الحُسَيْنِ"، وَكِتَاب "الشّوَاهد"، وَكِتَاب "القَضَاء الأَرْبَعَة" لأَبِي عُبَيْدٍ، وَكِتَاب "فَوَائِد سموَيْهِ"، و "فوائد بن علي الصَّوَّاف"، وَ "الطَّبَقَات" لابْنِ المَدِيْنِيِّ، وَ "تَارِيخ الطَّالبيين" لِلْجِعَابِي. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: هُوَ أَجَلُّ شيخٍ أَجَازَ لِي، رَحلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَرَأَى مِنَ العِزِّ مَا لَمْ يَره أحدٌ فِي عصره، وَكَانَ خَيِّراً صَالِحاً ثِقَة وَقَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ مِنْ تَوَالِيْفِهِ: التَّوبَة وَالاعتذَار، شرف الصَّبْر، ذَمّ الرِّيَاء، كسب الحَلاَل، حِفْظ اللِّسَان، تَثبِيْت الإِمَامَة، رِيَاضَة الأَبْدَان، التَّهجُّد، الإِيجَاز وَجَوَامع الْكَلم، فَضل عَلِيّ، الْخطب النَّبويَّة، لبس السَّوَاد، تَعْظِيْم الأَوليَاء، السُّعَاة، التعبِير، رفع اليَدين، المُزَاح، الهديَّة، حرمَة المَسَاجِد، الجَار، السَّحور، الفَرَائِض، فِي الاثْنَيْنِ وَسَبْعِيْنَ فَرقَة، مدح الكِرَام، مَسْأَلَةً ثُمَّ أَورثنَا الكِتَابَ، سَمَاع الكلِيم، العُقَلاَء، حَدِيْث الطَّيْرِ، لبس الصُّوف، الثُّقَلاَء، المُحبِّين مَعَ المَحبُوبِيْن، أَرْبَعِي الصُّوْفِيَّة، قُربَان المُتَّقِيْنَ، الأَرْبَعِيْنَ فِي الأَحكَامِ، حَدِيْث النُّزَول، فِي أَنَّ الْفلك غَيْر مدبِّر، المِعْرَاج، الاسْتسقَاء، الْخَسْف، الصِّيَام وَالقِيَام، قِرَاءات النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَعْرِفَة الصَّحَابَة، عُلُوْم الحَدِيْثِ، تاريخ أصبهان،

الأخوة، العلم، المُتَوَاضِعينَ، القِرَاءة وَرَاء الإِمَام، التَّشهد، حسن الظَّنّ، المُؤَاخَاة، وَعيد الزّنَاة، الشُّهَدَاء، الْقدر، الخُلَفَاء الرَّاشدين، وَأَشيَاء عِدَّة سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَجزَاء وَالتَّوَالِيف. تُوُفِّيَ مُسْنِد الدُّنْيَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد فِي السَّادس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَقَدْ قَارب المائَة، وَدُفِنَ عِنْد القَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العسَّال بِأَصْبَهَانَ.

البلدي، الساجي

البلدي، الساجي: 4617- البلدي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي النَّضْرِ الْبَلَدِي، النَّسَفِي، وَنسبته بِالبلدي إِلَى بَلَدِ نسف، أَي: لَيْسَ هُوَ مِنْ أَهْلِ قُرَى النَّاحيَة. سَمِعَ: أَبَاهُ أَبَا نَصْرٍ الْبَلَدِي، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدٍ المُسْتغفرِي الحَافِظ، وَأَحْمَد بن عَلِيٍّ المَايْمَرْغِي، ومحمد بن يعقوب السلامي، وأبا مسعود البَجَلِيّ، وَالحُسَيْن بن إِبْرَاهِيْمَ القنطرِي وَعِدَّة. قَالَ السَّمْعَانِيّ: حَدَّثَنَا عَنْهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِيْنَ نَفْساً، وَكَانَ إِمَاماً فَاضِلاً، رَوَى لَنَا عَنْهُ أَحْمَد بن عَبْد الجَبَّارِ البَلَدي، وَحَسَنُ بن عَبْدِ اللهِ المُقْرِئ، وَمَسْعُوْدُ بن عُمَرَ الدَّلاَل، وَمَيْمُوْنُ بن مُحَمَّدٍ الدّربِي. وَقَالَ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ النسفِي فِي كِتَابِ "الْقنْد": مَوْلِده سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَمَاتَ فِي ثَالِث صفر, سنة خمس وخمس مائة. 4618- الساجي 2: الحَافِظُ الإِمَامُ المُجَوِّدُ، مُفِيدُ الجَمَاعَة، أَبُو نَصْرٍ المُؤْتَمَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنِ بنِ عُبَيْد اللهِ الرَّبَعِي الدَّير عَاقولِي، البَغْدَادِيّ، السَّاجِيّ. قَالَ لابْنِ نَاصر: وُلِدَتْ فِي صَفَرٍ، سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ الفَقِيْه، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، سَمِعْتُ المُؤْتَمَن السَّاجِيّ يَقُوْلُ: مَا أَخَرَجتْ بَغْدَادُ بَعْد الدَّارَقُطْنِيّ أَحْفَظَ مِنْ أبي بكر الخطيب.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 288"، واللباب لابن الأثير "1/ 173". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 179"، والعبر "4/ 15"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1055"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 308"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 20".

وَسَمِعْتُ المُؤتَمَنَ يَقُوْلُ: كَانَ الخَطِيْبُ يَقُوْلُ: مَنْ صَنّف، فَقَدْ جَعَلَ عقلَه عَلَى طبقٍ يَعْرِضُه على الناس. سَمِعَ عَبْد العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيَّ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ النَّقُّوْرِ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ البُسْرِيِّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ الحَسَنِ الخَلاَّل، وَإِسْمَاعِيْلَ بن مَسْعَدَةَ، وَأَبَا نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ، وَأَبَا عُثْمَانَ بنَ وَرْقَاء -لَقِيَه بِالقُدْس- وَأَبَا عَمْرٍو عَبْد الوهَّاب بن مَنْدَه، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ بن شكرويه، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ خَلَفٍ الشِّيرَازِي، وَأَبَا عَلِيٍّ التُّسْتَرِيّ، وَشيخ الإِسْلاَم الأَنْصَارِيّ، وَالقَاضِي أَبَا عَامِرٍ الأَزْدِيّ، وَأُمَماً سِوَاهُم، وَأَقدمُ شَيْخٍ لَهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، سَمِعَ مِنْهُ بِصُوْرَ، وَكَتَبَ مَا لاَ يُوصفُ كَثْرَةً، ثُمَّ أَقْبَل عَلَى شَأْنِهِ، وَعَبَدَ اللهِ حَتَّى أَتَاهُ اليَقِينُ، وَقَدْ سَمِعَ بِحَلَبَ مِنَ الحَسَنِ بنِ مَكِّيٍّ الشيزرِي. حَدَّثَ عَنْهُ: ابن ناصر، وسعد الخير الأندلس، وَأَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيّ، وَمُحَمَّدُ بن أَبِي بَكْرٍ السِّنْجِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ البَغْدَادِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بن عَلِيِّ بنِ فولاَذ، وَأَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيّ، وَعِدَّة، وَقَلَّ مَا رَوَى بِالنسبَة. قَالَ أبو القاسم بن عَسَاكِرَ: سَمِعْتُ أَبَا الوَقْت يَقُوْلُ: كَانَ الإِمَامُ عَبْدُ اللهِ بن مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيّ إِذَا رَأَى المُؤتَمَنَ يَقُوْلُ: لاَ يُمْكِنُ أَحَد أَنْ يَكْذِبُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا دَام هَذَا حيّاً. وَحَدَّثَنِي أَخِي أَبُو الحُسَيْنِ هِبَةُ اللهِ، قَالَ: سَأَلتُ السِّلَفِيّ عَنِ المُؤْتَمَنَ السَّاجِيّ، فَقَالَ: حَافظ مُتْقِن، لَمْ أَرَ أَحْسَنَ قِرَاءةً لِلْحَدِيْثِ مِنْهُ، تَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ، وَكَتَبَ "الشَّامل" عَنِ ابْنِ الصبَاغ بخطه، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَأَقَامَ بِالقُدْس زَمَاناً، وَذُكِرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ لفظ الخَطِيْب حَدِيْثاً وَاحِداً بِصُوْر، غَيْر أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عنده نسخة، وكتب ببغداد "كامل بن عَدِيٍّ" عَنِ ابْنِ مَسعدَة الإِسْمَاعِيْلِي، وَكَتَبَ بِالبَصْرَةِ "سُنَن أَبِي دَاوُدَ". انتفعتُ بصَحِبته. وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ الفَامِي: أَقَامَ المُؤْتَمَنُ بِهَرَاةَ عشرَ سِنِيْنَ، وَقرَأَ الكَثِيْر، وَنسخ التِّرْمِذِيّ سِتَّ كراتٍ، وَكَانَ فِيْهِ صَلَفُ نَفْسٍ، وَقنَاعَة، وَعِفَّة، وَاشتغَال بِمَا يَعْنِيْهِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيّ: مَا رَأَيْتُ بِالعِرَاقِ مَنْ يَفهَمُ الحَدِيْثَ غَيْرَ المُؤتَمن، وَبِأَصْبَهَانَ إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّد. قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ المُؤتَمَنُ لاَ تُمَلُّ قِرَاءتُهُ، قرَأَ لَنَا عَلَى ابْنِ الطيورِي كِتَاب "الفَاصل" لِلرَّامَهُرْمُزِي فِي مَجْلِس. وَللسِّلَفِي:

مَتَى رُمْتَ أَنْ تَلْقَيَنَّ حَافِظاً ... يَكُوْن لَدَى الكُلِّ بِالمُؤْتَمَنْ عَلَيْكَ بِبَغْدَادَ شَرْقِيَّهَا ... لِتَلْقَى أَبَا نصرٍ المُؤْتَمَنْ وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَه: قرَأَ المؤتمن على أبي كتاب "معرفة الصحابة"، وكتاب "التوحيد"، و "الأمالي"، وحديث ابن عيينة لجَدِّي، فَلَمَّا أَخَذَ فِي قِرَاءة "غَرَائِب شُعْبَة"، فَلَمَّا بلغَ إِلَى حَدِيْث عُمَر فِي لبس الحَرِيْر مَاتَ أَبِي بَعْد عشَاء الآخِرَة، فَهَذَا مَا رَأَينَا. وَذَكَرَ حِكَايَةَ ابْن طَاهِرٍ أَنَّ المُؤتَمَنَ إِنَّمَا تَمَّمَ كِتَابَ الصَّحَابَة عَلَى أَبِي عَمْرٍو بَعْد مَوْته وَردَّهَا، وَقَالَ لابْنِ طَاهِر: يَجِبُ أَنْ تُصْلِحَ هَذَا، فَإِنَّهُ كذب. قَالَ: وَكَانَ المُؤتَمَنُ مُتَوَرِعاً زَاهِداً، صَابراً عَلَى الفَقْرِ. قَالَ ابْنُ نَاصر: تُوُفِّيَ المُؤتَمَن فِي صَفَرٍ, سَنَة سَبْعٍ وَخَمْس مائَة بِبَغْدَادَ، وَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَكَانَ عَالِماً ثِقَةً، فَهماً مَأْمُوْناً.

فخر الملك، ابن أصبغ

فخر الملك، ابن أصبغ: 4619- فَخْرُ الُمْلك ِ1: ابن عَمَّارٍ، صَاحِب طَرَابُلُس، كَانَ مِنْ دُهَاة الرِّجَال وَأَفرَادِ الزَّمَان شَجَاعَةً وَإِقدَاماً وَرَأْياً وَحَزْماً، ابْتُلِي بَلَدُهُ بِحصَارِ الفِرَنْجِ خَمْسَة أَعْوَام، وَهُوَ يُقَاومهُم، وَيُنكِي فِي العَدُوّ، وَيَستظهِرُ عَلَيْهِم، وَيُرَاسِلُ مُلُوْكَ الأَطرَافِ، وَيُتحِفُهُم بِالهدَايَا، وَهُم حَائِرُوْنَ فِي أَنْفُسهم، وَلَمْ يُنْجِدْه أَحَد، وَقَدْ رَاسل صَاحِبَ الرُّوْم مَرَّات، وَكَانَ حَسَنَ التَّدْبِيْر فِي الحِصَار، جَيِّدَ المكيدَة وَالمخَادعَة، براً وَبَحْراً، شتَاءً وَصيفاً، حَتَّى تَفَانت رِجَالُه، وَكَلَّتْ أَبْطَالُه، فَرَكِبَ فِي البَحْر، وَطَلَع حَتَّى قَدِمَ دِمَشْق، وَأُخِذَتْ طَرَابُلُس مِنْهُ سنة اثنتين وَخَمْس مائَة، فَأَقطعه طُغْتِكِيْن قَرْيَة الزَّبَدَانِي، وَكَانَ لِشِدَّة مَا نَزل بِهِ يُصَادرُ الرَّعيَّة وَيَعْسِفُهُم، وَجَرَتْ لَهُ تَنَقُّلاَتٌ وَأَحْوَال، إِلَى أَنْ أَدبرت أَيَّامُهُ، وَوَافَاهُ حِمَامُه، وَاللهُ يَسْمَحُ لَهُ. 4620- ابْنُ أصَبغ 2: شَيْخُ المَالِكِيَّةِ، وَعَالِمهُم بقُرْطُبَة أَبُو القَاسِمِ أَصْبَغ بن مُحَمَّدِ بنِ أَصْبَغ الأَزْدِيّ القُرْطُبِيّ. حَدَّثَ عَنْ حَاتِم بن مُحَمَّدٍ، وَتَفَقَّهَ: بِأَبِي جَعْفَرٍ بن رزق، وَحَمَلَ عَنْ: أَبِي مَرْوَانَ بن سرَاج، وَأَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبدِ البَر، وَكَانَ عجباً فِي المَذْهَب لاَ يُجَارَى فِي الشُّروط، أمَّ بِجَامِع قُرْطُبَة، سَمِعَ النَّاسُ مِنْهُ، وَتَفَقَّهوا بِهِ. مَاتَ فِي صَفَرٍ, سَنَة خمسٍ وَخَمْس مائَة, عن ستين عامًا.

_ 1 ترجمته في الكامل لابن الأثير "10/ 311 و 344". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 109".

سرفرتج، المعير، ابن البيهقي

سرفرتج، المعير، ابن البيهقي: 4621- سَرْفَرْتج 1: الرَّئِيْسُ أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المَدِيْنِيُّ، التَّانِي، الكَاتِب، صَاحِب أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظ. حَدَّثَ بِبَغْدَادَ، وَخَدَمَ بِالكِتَابَة في الشام. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّي، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ. مَاتَ فِي آخِرِ يومٍ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْس مائَة. 4622- المُعَيِّر: الإِمَامُ المُقْرِئُ أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي الفَتْحِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البَغْدَادِيّ, المُعيِّرُ, ابْن خَال شَيْخ القُرَّاءِ ابْن سوار. تَلاَ بِحرف أَبِي عَمْرٍو عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ مَكِّيّ السَّواق عَنِ الشَّنَبُوذِي. وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ غَيْلاَنَ، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ الحَرَّانِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَأَحْمَد بن عَلِيٍّ التَّوَّزِي، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نَاصر، وَالسِّلَفِيّ، وَأَبُو معمر الأَنْصَارِيّ، وَعَبْدُ الحَقّ اليُوسفِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَبِالإِجَازَة: نَصْرُ اللهِ القَزَّاز، وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ الصُّلَحَاء. عَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْس مائَة، وَتَلاَ عَلَيْهِ المُبَارَكُ بنُ كامل. 4623- ابن البيهقي 2: الفَقِيْهُ الإِمَامُ، شَيْخُ القُضَاة، أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيْل بن الإمام أبي بكر أَحْمَد بن الحُسَيْنِ البَيْهَقِيّ الخُسْرَوْجِردي الشَّافِعِيّ، نَزِيْلُ خُوَارزم، ثُمَّ نَزِيْلُ بَلْخ، فَحَمَلَ عَنْهُ أَهْلُ تِلْكَ الدّيَار. مَوْلِده سَنَة ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

_ 1 ترجمته في تاريخ الإسلام للمصنف "4/ 173". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 175"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1133"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 44"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 205".

وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيْهِ، وَأَبِي حَفْصٍ بنِ مَسْرُوْر، وَعَبْد الغَافِرِ الفَارِسِي، وَأَبِي عُثْمَانَ الصَّابونِي، وَسَعِيْد بن أَبِي سَعِيْدٍ العيَّار، وَطَبَقَتهم، وَكَانَ عَارِفاً بِالمَذْهَب، مُدرِّساً، جَلِيْلَ الْقدر. رَوَى عَنْهُ عَبَّاسُ بن أَرْسَلاَن، وَحَفِيْدُهُ مَحْمُوْد فِي "تَارِيخ خُوَارزم"، وَالأَدِيْب مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ الخَيَّاط، وَشيخُ الصُّوْفِيَّة مُحَمَّد بن أَرْسَلاَن، وَالحَسَن بن سُلَيْمَانَ الخُجَنْدِي، وَآخَرُوْنَ. وَبِالإِجَازَة: أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَاتَّفَقَ أَنَّهُ رَجَعَ إِلَى بَيهَقَ بَعْدَ غِيبَة ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِهَا أَيَّاماً يَسِيْرَة، وَأَدْرَكَهُ الأَجْلُ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْس مائَة. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْل بن أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدي، وَطَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ بَغْدَاد، وَقَارب الثَّمَانِيْنَ، رحمه الله.

رضوان

4624- رضوان 1: صاحب حلب، الملك رضوان بن السلطان تتش بن السُّلْطَانِ أَلبْ أَرْسَلاَن السَّلْجُوْقِي. تملَّك حلب بَعْد أَبِيْهِ، وَامتدَّت أَيَّامُه، وَقَدْ خُطِبَ لَهُ بِدِمَشْقَ عِنْدَمَا قُتِلَ أَبُوْهُ أَيَّاماً، ثُمَّ اسْتَقلَّ بِحَلَبَ، وَأَخَذت مِنْهُ الفِرَنْج أَنطَاكيَة. وَكَانَ ذمِيمَ السِّيرَة، قَرَّبَ البَاطِنِيَّة، وَعَمِلَ لَهُم دَار دَعْوَة بِحَلَبَ، وَكَثُرُوا، وَقَتَلَ أَخويه أَبَا طَالَبٍ وَبهرَاماً، ثُمَّ هَلَكَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْس مائَة، فَتملَّك بَعْدَهُ أَخُوْهُ الأَخرس أَلب أَرْسَلاَن، وَلَهُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، فَقَتلَ أَخوينِ لَهُ أَيْضاً، وَقَتَلَ رَأْسَ البَاطِنِيَّة أَبَا طَاهِر الصَّائِغ، وَجَمَاعَةً مِنْ أَعيَانِهِم، وَهَرَبَ آخرُوْنَ، فَقتل الأُمَرَاءُ الأَخرس بَعْدَ سَنَةٍ، وَملَّكُوا أَخَاهُ سُلْطَان شَاه. وَكَانَ رضوَان يَمِيْلُ إِلَى المِصْرِيّين، فَجَاءَ رَسُوْلُ الأَفْضَل أَمِيْرُ الجيوش يدعوه إلى طاعتهم والخطبة لهم، وَالبَيْعَةِ لِلمُسْتعلِي، وَوَعَدُوْهُ بِالنَّجدَة وَالمَالِ، فَخطب فِي بلاَده لِلمُسْتَعلِي، وَلِوَزِيْره أَمِيْرِ الجُيُوْشِ جُمَعاً، ثُمَّ دَامت الخُطبَةُ عَامَيْن بِحَلَبَ، ثُمَّ أُعيدت الدَّعوَةُ العباسة فِي أَثْنَاء سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ، إِذْ لَمْ يَنفعه المِصْرِيّون بأمرٍ، وَقصدت النَّصَارَى أَنطَاكيَة، وَنَازلُوا بَيْتَ المَقْدِسِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ، وَقُتِلَ بِهِ سَبْعُوْنَ أَلفَ مُسْلِم، وَنَقَلَ ابْنُ مُنْقِذ ظُهُوْر الفِرَنْج فِي هَذَا الوَقْت مِنْ بَحر قُسْطَنْطِيْنِيَّة، وَجَرَتْ لهم مع طاغية الروم حُرُوْب، وَعَجَزَ عَنْهُم، ثُمَّ قَالُوا: مَا نَفتحُه مِنْ بلاَد الرُّوْم، فَهُوَ لَكَ، وَمَهْمَا نَفتَحْهُ مِنْ بلاَد الشَّام، فَهُوَ لَنَا. وَقِيْلَ: كَانُوا فِي أَرْبَعِ مائَة أَلْفٍ، ثُمَّ أخذُوا بَعْضَ بلاَد الْملك قلج رسلاَن بِالسَّيْف، فَجمعَ حينئذٍ عَسَاكِرَه، وَالتقَاهُم فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ، وَأَشرف عَلَى النَّصْر، ثُمَّ كَسرته الفِرَنْجُ، وَقُتِلَ مِنْ جُنْده خلقٌ، وَهَرَبَ وَاسْتغَاث بِمُلُوْك النَّوَاحِي عَلَى مَا دَهَمَ الإِسْلاَمَ، فَوصلت كتبُه إِلَى حلب مسخمَة مشققَة فِيْهَا بَعْض شَعْرِ النِّسَاء، وَانزعج الخلقُ، ثُمَّ تَوجَّهت الفِرَنْج إِلَى الشَّامِ، فَقِيْلَ: اعتبرُوا عِدتهُم بِأَنْطَاكِيَةَ، فَكَانُوا أَزْيَدَ مِنْ ثَلاَث مائَة أَلْف نَفْس، فَعَاثُوا وَأَخربُوا البِلاَدَ، وَتَفَرَّقُوا، وَكَبَسهُم المُسْلِمُوْنَ، وَجَرَتْ فتنٌ وَحُرُوْب لاَ يُعبَّر عَنْهَا، وَأُخِذت أَنطَاكيَة بِالسَّيْف سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ، وَقُتِلَ صَاحِبُهَا، وَقُتِلَ أَيْضاً مِنْ كِبَارِ الفِرَنْج عددٌ كَثِيْر، وَكَانَ الأَمْر إِلَى كُندفرِي، ثُمَّ إِلَى أَخِيْهِ بغدوين وَبيمنت، وَابْن أَخِيْهِ طنكل وَصنجيل هَؤُلاَءِ مُلُوكهُم، ثُمَّ جَاءَ المُسْلِمُوْنَ نَجدَةً لأَنطَاكيَة وَقَدْ أُخِذَت، فَحَاربُوا العَدُوّ أَيَّاماً، وَانتصرُوا، وَهَلَكَ خلقٌ مِنَ العَدُوّ، وَجَاعُوا، وَجَرَى غَيْرُ مَصَافّ.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 13"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 205"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 16".

الطبقة السابعة والعشرون

الطبقة السابعة والعشرون: 4625- الرَّواسِي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الحَافِظُ المُكْثِرُ الجَوَّالُ، أَبُو الفتيَان عُمَرُ بن عَبْدِ الكَرِيْمِ بن سَعْدَوَيْه بن مَهْمَت الدِّهِسْتَانِي، الرَّوَّاسِي. طوَّف فِي هَذَا الشَّأْنِ خُرَاسَانَ وَالحَرَمَيْنِ وَالعِرَاقَ وَمِصْرَ وَالشَّامَ وَالسوَاحلَ، وَكَانَ بَصِيْراً بِهَذَا الشَّأْن محققاً. سَمِعَ بِبلده: المُحَدِّثَ أَبَا مَسْعُوْد البَجَلِيَّ الرَّازِيَّ وَصَحِبَه، وَبِنَيْسَابُوْرَ: أَبَا حَفْصٍ بنَ مَسْرُوْر، وَعبد الغَافِر الفَارِسِيّ، وَأَبَا عُثْمَانَ الصَّابونِي، وَبِحَرَّانَ: مُبَادر بن عَلِيٍّ، وَبِبَغْدَادَ: القَاضِي أَبَا يَعْلَى بنَ الفَرَّاءِ، وَأَبَا جَعْفَرٍ بن المسلمة، وأمثالهم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ -شَيْخُه- وَأَبُو حَامِدٍ الغَزَّالِي، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ، وَمُحَمَّد بن عبد الوَاحِد الدَّقَّاق، وَالفَقِيْه نَصْرُ بن إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ -شَيْخُه- وَهِبَةُ اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ الأَكْفَانِي، وَالحَافِظ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ، وَمُحَمَّد بن الحَسَنِ الجُوينِي، وَعِدَّة، وَالسِّلَفِيّ بِالإِجَازَةِ، وَقَدِمَ طُوْس فِي آخِرِ عُمُرِهِ، فَصَحَّحَ عَلَيْهِ الغَزَّالِي "الصَّحِيْحَيْنِ"، ثُمَّ سَارَ إِلَى مَرْوَ بِاسْتِدْعَاءِ مُحَدِّثهَا أَبِي بَكْرٍ السَّمْعَانِيِّ ليحمِلُوا عَنْهُ، فَأَدْرَكَته المَنِيَّةُ بِسَرْخَس. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الحَافِظ: مَا رَأَيْتُ فِي تِلْكَ الدِّيَار أَحْفَظَ مِنْهُ، لاَ بَلْ فِي الدُّنْيَا كُلِّهَا، كَانَ كِتَّاباً جَوَّالاً دَارَ الدُّنْيَا لِطلب الحَدِيْث، لَقِيْتُهُ بِمَكَّةَ، وَرَأَيْتُ الشُّيُوْخ يُثْنُوْنَ عَلَيْهِ، وَيُحْسِنُوْنَ القَوْل فِيْهِ، ثُمَّ لَقِيْتُهُ بجُرْجَان، وَصَارَ مِنْ إِخْوَاننَا. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ التَّيْمِيُّ: هُوَ خِرِّيج أَبِي مَسْعُوْدٍ البَجَلِيّ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: دَخَلَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ دِهِسْتَان، فَاشْتَرَى مِنْ أَبِي رَأْساً وَدَخَلَ يَأْكُلُه، فَبعثَنِي أَبِي إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: تَعْرِفُ شَيْئاً? قُلْتُ: لاَ، فَقَالَ لأَبِي: سلِّمه إِلَيَّ، فَسلمنِي إِلَيْهِ، فَحملنِي إِلَى نَيْسَابُوْرَ، وَأَفَادنِي، وَانْتَهَى أَمرِي إِلَى حَيْثُ انْتَهَى. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِد يَقُوْلُوْنَ: إِنَّ أَبَا الفتيَانِ سَمِعَ مِنْ ثَلاَثَة آلاَف وَسِتّ مائَةٍ شَيْخ. قَالَ خُزَيْمَة بن عَلِيٍّ المَرْوَزِيّ: سَقَطَتْ أَصَابِعُ عُمَرَ الرَّوَّاسِي فِي الرِّحلَة مِنَ البَرْدِ.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 6"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 164"، وشذرات الذهب "4/ 7".

وَقَالَ الدَّقَّاق فِي "رِسَالَتِهِ": حَدَّثَ عُمَر بِطُوْسَ بـ "صحيح مسلم" من غير أَصلِه، وَهَذَا أَقبحُ شَيْء عِنْد المُحَدِّثِيْنَ. قُلْتُ: قَدْ تَوسَّعُوا اليَوْمَ فِي هَذَا جِدّاً، وَفِي ذَلِكَ تَفصيل. قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَأَنَّهُ سَمِعَ مِنْ هِبَة اللهِ بن عَبْدِ الوَارِثِ فِي سَنَةِ "456". قَالَ ابْنُ طَاهِر، وَغَيْرهُ: الرَّوَّاسِي نِسبَة إِلَى بيع الرُّؤُوس. وَقَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: كتب عَنِّي الرواسي، وكتبت عنه، ووجدنه ذكيّاً. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ أَبَا الفَضْل أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ السَّرْخَسِيَّ يَقُوْلُ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ بن أبي الحسن علينا، أملى، فحضر عِدَّة، فَقَالَ: أَنَا أَكْتُبُ أَسْمَاءَ الجَمَاعَة عَلَى الأَصْل، وَسَأَلهُم وَأَثْبَت، فَفِي المَجْلِسِ الثَّانِي أَخَذَ الْقَلَم، وَكتبهُم كُلَّهُم عَلَى ظهر قَلْب، وَمَا سَأَلهُم، فَقِيْلَ: كَانُوا سَبْعِيْنَ نَفْساً. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ: عُمَرُ الرَّوَّاسِي شيخٌ مَشْهُوْر، عَارِفٌ بِالطّرق، كتبَ الكَثِيْرَ، وَجَمَعَ الأَبْوَابَ وَصَنَّفَ، وَكَانَ سَرِيعَ الكِتَابَة، وَكَانَ عَلَى سِيرَة السَّلَف، مُعِيلاً مُقِلاًّ، خَرَجَ مِنْ نَيْسَابُوْر إِلَى طُوْس، فأنزله حامد الغزالي عنده، وأكرمه، وقرأ عليه "الصحيح"، ثُمَّ شَرحه. وَعَنْ أَبِي الفتيَان الرَّوَّاسِي قَالَ: أُرِيْدُ أَنْ أَخرج إِلَى مَرْوَ وَسَرْخَسَ عَلَى الطَّرِيْق، وَقَدْ قِيْلَ: إِنَّهَا مَقْبَرَة العُلَمَاء، فَلاَ أَدْرِي كَيْفَ يَكُوْن حَالِي بِهَا؛ فَمَاتَ: بِهَا, فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْس مائَة، كَمَا هُوَ مُؤرَّخ عَلَى لَوح قَبْره، -رَحِمَهُ الله تعالى- عاش خمسًا وسبعين سنة. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ صَاعِدِ بن سَعِيْدٍ الطُّوْسِيّ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ أَبِي الحَسَنِ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ النَّيْسَابُوْرِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ الخَفَّافُ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَخَفَّ النَّاسِ صَلاَةً فِي تمامٍ1. وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِياً مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ محمد،

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "706"، ومسلم "469".

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا مُحَلَّمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاج ... ، فَذَكَره. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِم عَنْ قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، وَهُوَ دَالٌّ عَلَى اسْتحبَاب تَخفِيفِ الصَّلاَة، مَعَ إِتمَام فَرَائِضهَا وَسننهَا، وَقَدْ حَزَرُوا أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْكُثُ فِي السُّجُود قَدْرَ عشر تسبيحات.

البرجي

4626- البُرْجِي 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ، الأَمِيْنُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ، أَبُو القَاسِمِ غَانِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بن عُمَرَ بنِ أَيُّوْبَ البُرجِي الأَصْبَهَانِيّ، وَهُوَ غَانم بن أَبِي نَصْرٍ، وَبُرْجُ: مِنْ قُرَى أَصْبَهَان. مَوْلِدُهُ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة "417". وَأَجَازَ لَهُ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ مِنْ بَغْدَادَ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بِشْرَان، وَالحُسَيْن بن شُجَاعٍ المَوْصِلِيّ مِنْ بَلَدِهِ، وَالحُسَيْن بن إِبْرَاهِيْمَ الجمَال. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظ مَا عِنْدَهُ مِنْ "مُسْنَد الحَارِثِ بن أَبِي أُسَامَةَ"، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ بن فَاذشَاه، وَالفَضْل بن مُحَمَّدٍ القَاشَانِي، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بن شَهرِيَار، وَعُمَر بن مُحَمَّدِ بنِ الهَيْثَم، وَعِدَّة، وَسَمِعَ: "الحليَة" بِفَوْت، وَسَمِعَ "مُسْنَد الطَّيَالِسِيّ" مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ، وَجُزْءَ مُحَمَّدِ بن عَاصِمٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَتَاج الإِسْلاَم أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ السِّنْجِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ الصَّائِغ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَالفَضْلُ بن القَاسِمِ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَمَسْعُوْدُ بن أَبِي مَنْصُوْرٍ الجمَال، وَخَلْق. وَبِالإِجَازَة: أَبُو سَعْدٍ السمعاني، وأبو المكارم اللبان، وكان صَالِحاً مُكْثِراً، مَاتَ: فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة. وَقِيْلَ: مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَالأَوّل أَصحُّ. وَفِيْهَا مَاتَ خطيبُ قُرْطُبَة أَبُو القَاسِمِ خَلَفُ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ النَّخَّاس، وَأَبُو طَاهِرٍ اليُوسفِي رَاوِي "سنَن الدَّارَقُطْنِيّ"، وَالمُحَدِّثُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ بنِ صَابر الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ بَاكير الكَاتِب، وَالمُعَمَّرُ أَبُو عَلِيٍّ بنُ نَبْهَانَ الكَاتِب، وَالسُّلْطَانُ مُحَمَّد بن مَلِكْشَاه، وَالحَافِظُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن أَبِي عَمْرٍو بن منده.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 132"، والعبر "4/ 24"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 31".

الغزالي

4627- الغَزَّالي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ البَحْر، حجَّةُ الإِسْلاَم، أُعجوبَة الزَّمَان، زين الدين أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الطُّوْسِيّ، الشَّافِعِيّ، الغَزَّالِي، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَالذَّكَاءِ المُفرِط. تَفقَّه بِبَلَدِهِ أَوَّلاً، ثُمَّ تَحَوَّل إِلَى نَيْسَابُوْرَ فِي مُرَافقَة جَمَاعَة مِنَ الطَّلبَة، فَلاَزمَ إِمَامَ الحَرَمَيْنِ، فَبَرع فِي الفِقْه فِي مُدَّة قَرِيْبَة، وَمَهَر فِي الكَلاَمِ وَالجَدَل، حَتَّى صَارَ عينَ المنَاظرِيْنَ، وَأَعَادَ لِلطَّلبَة، وَشَرَعَ فِي التَّصنِيف، فَمَا أَعْجَب ذَلِكَ شَيْخَه أَبَا المعَالِي، وَلَكِنَّهُ مظهرٌ لِلتبجُّح بِهِ، ثُمَّ سَارَ أَبُو حَامِدٍ إِلَى المُخَيَّم السُّلطَانِي، فَأَقْبَل عَلَيْهِ نِظَامُ المُلك الوَزِيْر، وَسُرَّ بِوجُوْده، وَنَاظرَ الكِبَارَ بِحَضْرَته، فَانبهر لَهُ، وَشَاعَ أَمْرُهُ، فَولاَّهُ النِّظَام تَدْرِيْس نِظَامِيَة بَغْدَاد، فَقَدمهَا بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَسنّه نَحْو الثَّلاَثِيْنَ، وَأَخَذَ فِي تَأْلِيفِ الأُصُوْلِ وَالفِقْهِ وَالكَلاَمِ وَالحِكْمَةِ، وَأَدخله سَيلاَنُ ذِهْنه فِي مضَايق الكَلاَمِ، وَمَزَالِّ الأَقدَام، وَلله سِرٌّ فِي خَلْقِهِ. وَعَظُمَ جَاهُ الرَّجُل، وَازدَادت حِشمتُه بِحَيْثُ إِنَّهُ فِي دسْت أَمِيْرٍ، وَفِي رُتْبَةِ رَئِيْسٍ كَبِيْر، فَأَدَّاهُ نَظرُه فِي العُلُوْم وَمُمَارستُهُ لأَفَانِيْنِ الزُّهْديَات إِلَى رفض الرِّئَاسَة، وَالإِنَابَة إِلَى دَارِ الْخُلُود، وَالتَأَلُّه، وَالإِخلاَصِ، وَإِصْلاَحِ النَّفْس، فَحجَّ مِنْ وَقته، وَزَار بَيْت المَقْدِسِ، وَصَحِبَ الفَقِيْهَ نَصْرَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بِدِمَشْقَ، وَأَقَامَ مُدَّةً، وَأَلَّف كِتَاب "الإحياء"، وكتاب "الأَرْبَعِيْنَ"، وَكِتَاب "القِسطَاس"، وَكِتَاب "مَحكّ النَّظَر". وَرَاض نَفْسَه وَجَاهدهَا، وَطرد شيطَانَ الرُّعونَة، وَلَبِسَ زِيَّ الأَتقيَاء، ثُمَّ بَعْدَ سنواتٍ سَارَ إِلَى وَطنه، لاَزماً لِسَنَنه، حَافِظاً لِوَقْتِهِ، مكباً عَلَى العِلْم. وَلَمَّا وَزَرَ فَخرُ المُلك، حضَر أَبَا حَامِد، وَالتمس مِنْهُ أَنْ لاَ يُبقِيَ أَنفَاسَه عقيمَة، وَأَلحَّ عَلَى الشَّيْخ، إِلَى أَنْ لاَن إِلَى الْقدوم إِلَى نَيْسَابُوْرَ، فَدرَّس بِنظَامِيتهَا. فَذكر هَذَا وَأَضعَافَه عَبْد الغَافِرِ فِي "السِّيَاق" إِلَى أَنْ قال: ولقد زرته مرارًا، وما كنت

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 168"، واللباب لابن الأثير "2/ 379"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 216"، والعبر "4/ 10"، وطبقات الشافعية للسبكي "6/ 191"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 203"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 10".

أَحْدُسُ فِي نَفْسِي مَعَ مَا عَهِدْتُه عَلَيْهِ مِنَ الزَّعَارَّة وَالنَّظَر إِلَى النَّاسِ بعينِ الاسْتخفَاف كِبراً وَخُيَلاَءَ، وَاعتزَازاً بِمَا رُزِقَ مِنَ البسطَة، والنطق، والذهن، وطلب العلو؛ أنه صار إلى الضِّدِّ، وَتَصفَّى عَنْ تِلْكَ الكُدورَات، وَكُنْتُ أَظنُّه متلفعاً بجلبَاب التَّكلُّف، مُتنمِّساً بِمَا صَارَ إِلَيْهِ، فَتحقَّقت بَعْد السَّبْرِ وَالتَّنْقِيْرِ أَنَّ الأَمْر عَلَى خِلاَف المَظنُوْنِ، وَأَنَّ الرَّجُل أَفَاق بَعْدَ الجُنُوْنِ، وَحَكَى لَنَا فِي ليالٍ كَيْفِيَةَ أَحْوَالِه مِنِ ابْتدَاء مَا أُظْهِرَ لَهُ طَرِيْق التَأَلُّه، وَغلبَة الحَال عَلَيْهِ بَعْد تَبحُّرِه فِي العُلُوْم، وَاسْتطَالتِهِ عَلَى الكُلّ بكلاَمه، وَالاستعدَادِ الَّذِي خصَّه الله بِهِ فِي تَحْصِيل أَنْوَاعِ العُلُوْم، وَتَمكُّنه مِنَ الْبَحْث وَالنَّظَر، حَتَّى تَبرَّم بِالاشتغَال بِالعُلُوْم العَرِيَّة عَنِ المعَامَلَة، وَتَفكَّر فِي العَاقبَة، وَمَا يَبْقَى فِي الآخِرَةِ، فَابْتدَأَ بصُحبَة الشَّيْخ أَبِي عَلِيٍّ الفَارْمَذِي، فَأَخَذَ مِنْهُ اسْتفتَاحَ الطّرِيقَة، وَامتثل مَا كان يأمره به من العبَادَات وَالنَّوَافل وَالأَذكَار وَالاجْتِهَاد طلباً لِلنَّجَاة، إِلَى أَنْ جَاز تِلْكَ العِقَابَ، وَتَكلَّفَ تِلْكَ المشَاق، وَمَا حَصَلَ عَلَى مَا كَانَ يَرومُهُ. ثُمَّ حَكَى أَنَّهُ رَاجع العُلُوْمَ، وَخَاض فِي الفُنُوْنِ الدَّقيقَة، وَالْتَقَى بِأَربَابِهَا حَتَّى تَفتَّحت لَهُ أَبْوَابُهَا، وَبَقِيَ مُدَّةً فِي الوقَائِع وَتَكَافؤ الأَدِلَّة، وَفُتِحَ عَلَيْهِ بابٌ مِنَ الخَوفِ بِحَيْثُ شَغَلَه عَنْ كُلِّ شَيْء، وَحَمَله عَلَى الإِعرَاض عَمَّا سِوَاهُ، حَتَّى سَهُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، إِلَى أَنِ ارْتَاضَ، وَظهرت لَهُ الحقَائِقُ، وَصَارَ مَا كُنَّا نَظَنُّ بِهِ نَاموساً وَتَخلقاً، طبعاً وَتَحققاً، وَأَنَّ ذَلِكَ أَثَرُ السَّعَادَة المُقَدَّرَة لَهُ. ثُمَّ سَأَلنَاهُ عَنْ كَيْفِيَةِ رَغبَته فِي الخُرُوْجِ مِنْ بَيْتِهِ، وَالرُّجُوْع إِلَى مَا دُعِي إِلَيْهِ، فَقَالَ معتذراً: مَا كُنْتُ أُجَوِّزُ فِي دينِي أَنْ أَقف عَنِ الدَّعوَة، وَمنفعَة الطَّالبين، وَقَدْ خفَّ عليَّ أَنْ أَبوح بِالحَقِّ، وَأَنطِقَ بِهِ، وَأَدعُوَ إِلَيْهِ، وَكَانَ صَادِقاً فِي ذَلِكَ، فَلَمَّا خفَّ أَمرُ الوَزِيْر، وَعلم أَن وُقُوفَه عَلَى مَا كَانَ فِيْهِ ظُهُوْرُ وحشةٍ وَخيَالُ طلبِ جاهٍ، تَرَكَ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُتْرَكَ، وَعَاد إِلَى بَيْته، وَاتَّخَذَ فِي جَوَاره مدرسَةً لِلطَّلبَة، وَخَانقَاه لِلصُّوْفِيَة، وَوزَّع أَوقَاتَه عَلَى وَظَائِف الحَاضرِيْنَ مِنْ ختم القُرْآن، وَمُجَالَسَةِ ذَوِي القُلوبِ، وَالقُعُوْد لِلتَّدرِيس، حَتَّى تُوُفِّيَ بَعْدَ مقاساةٍ لأَنْوَاع مِنَ الْقَصْد، وَالمُنَاوَأَةِ مِنَ الخُصُوْم، وَالسَّعِي فِيْهِ إِلَى المُلُوْك، وَحفظ الله لَهُ عَنْ نوشِ أَيدي النّكبَات. إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَتْ خَاتمَةُ أَمره إِقبالَه عَلَى طلب الحديث، ومجالسة أَهْله، وَمُطَالَعَة "الصَّحِيْحَيْنِ"، وَلَوْ عَاشَ، لسبق الكُلَّ فِي ذَلِكَ الْفَنّ بِيَسِيْرٍ مِنَ الأَيَّام. قَالَ: وَلَمْ يَتفق لَهُ أَنْ يَرْوِيَ، وَلَمْ يُعْقِبْ إلَّا البنَاتِ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الأَسبَاب إِرثاً وَكسباً مَا يَقومُ بِكفَايته، وَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيْهِ أموالٌ، فَمَا قَبِلَهَا. قَالَ: وَمِمَّا كَانَ يُعترض بِهِ عَلَيْهِ وُقوعُ خللٍ مِنْ جِهَةِ النَّحْو فِي أَثْنَاء كلاَمِه، وَرُوجِعَ فِيْهِ،

فَأَنِصْف، وَاعْتَرف أَنَّهُ مَا مَارسه، وَاكتفَى بِمَا كَانَ يَحتَاج إِلَيْهِ فِي كلاَمه، مَعَ أَنَّهُ كَانَ يُؤَلِّفُ الخُطب، وَيَشرحُ الكُتُبَ بِالعبَارَة الَّتِي يَعْجِزُ الأَدبَاءُ وَالفُصحَاءُ عَنْ أَمْثَالِهَا. وَمِمَّا نُقِمَ عَلَيْهِ مَا ذكر مِنَ الأَلْفَاظ المُسْتبشعَة بِالفَارِسيَة فِي كِتَاب "كِيمِيَاء السَّعَادَة وَالعُلُوْم" وَشرح بَعْض الصُوْر وَالمَسَائِل بِحَيْثُ لاَ تُوَافِقُ مَرَاسِمَ الشَّرع وَظوَاهر مَا عَلَيْهِ قَوَاعدُ المِلَّةِ، وَكَانَ الأَوْلَى بِهِ -وَالحَقُّ أَحقُّ مَا يُقَالَ- تركَ ذَلِكَ التَّصنِيف، وَالإِعرَاضَ عَنِ الشَّرح لَهُ، فَإِنَّ العوَامَّ رُبَّمَا لاَ يُحْكِمُوْنَ أُصُوْلَ القوَاعد بِالبرَاهين وَالحجج، فَإِذَا سَمِعُوا شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ، تخيَّلُوا مِنْهُ مَا هُوَ المُضِرُّ بعقَائِدهِم، وَيَنسِبُوْنَ ذَلِكَ إِلَى بيَانِ مَذْهَبِ الأَوَائِل، عَلَى أَنَّ المُنْصِفَ اللّبِيْب إِذَا رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ، عَلِمَ أَنَّ أَكْثَر مَا ذَكَرَهُ مِمَّا رَمَزَ إِلَيْهِ إِشَارَاتُ الشَّرع، وَإِنْ لَمْ يَبُحْ بِهِ، وَيُوجَدُ أَمثَالُهُ فِي كَلاَم مَشَايِخ الطّرِيقَة مَرْمُوزَةً، وَمُصَرَّحاً بِهَا متفرقَة، وَلَيْسَ لفظٌ مِنْهُ إلَّا وَكَمَا تُشعر سَائِرُ وجوهه بما يُوَافق عقَائِدَ أَهْلِ الملَّة، فَلاَ يَجِبُ حَملُه إِذاً إلَّا عَلَى مَا يُوَافق، وَلاَ يَنْبَغِي التَّعلُّقُ بِهِ فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ إِذَا أَمكن، وَكَانَ الأَوْلَى بِهِ أَنْ يَتْرُكَ الإِفصَاحَ بِذَلِكَ، وَقَدْ سَمِعْتُ أَنَّهُ سَمِعَ "سُنَنَ أَبِي دَاوُدَ" مِنَ القَاضِي أَبِي الفَتْحِ الحَاكمِي الطُّوْسِيّ، وَسَمِعَ مِنْ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ الخُوَارِي وَالِدِ عبد الجَبَّارِ كِتَابَ "المَوْلِد" لابْنِ أَبِي عَاصِمٍ بِسمَاعِه مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ الحَارِثِ عَنْ أَبِي الشَّيْخِ عَنْهُ. قُلْتُ: مَا نَقَمَهُ عَبْدُ الغَافِرِ عَلَى أَبِي حَامِد فِي الكيمِيَاء، فَلَهُ أَمثَالُه فِي غُضون تَوَالِيْفِهِ، حَتَّى قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ العربِي: شَيخُنَا أَبُو حَامِدٍ بَلَعَ الفَلاسفَةَ، وَأَرَادَ أَنْ يَتَقَيَّأَهُم، فَمَا اسْتَطَاعَ. وَمِنْ "مُعْجَم أَبِي عَلِيٍّ الصدفِي"، تَأْلِيفُ القَاضِي عِيَاض لَهُ، قَالَ: وَالشَّيْخ أَبُو حَامِدٍ ذُو الأَنبَاء الشَّنِيعَة، وَالتَّصَانِيْفِ العَظِيْمَة، غلاَ فِي طرِيقَة التَّصَوُّف، وَتَجرَّد لنَصر مَذْهَبهم، وَصَارَ دَاعِيَةً فِي ذَلِكَ، وَأَلَّف فِيْهِ تَوَالِيفه المَشْهُوْرَة، أُخِذَ عَلَيْهِ فِيْهَا مَوَاضِعُ، وَسَاءت بِهِ ظُنُوْنُ أُمَةٍ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِسِرِّهِ، وَنَفَذَ أَمرُ السُّلْطَان عِنْدنَا بِالمَغْرِبِ وَفَتْوَى الفُقَهَاء بِإِحرَاقهَا وَالبُعدِ عَنْهَا، فَامْتُثِلَ ذَلِكَ. مَوْلِدُهُ: سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: مَا زَالَ العُلَمَاءُ يَخْتلِفُوْنَ، وَيَتَكَلَّم العَالِمُ فِي العَالِم باجْتِهَاده، وكلٌّ مِنْهُم مَعْذُور مَأْجُور، وَمَنْ عَاند أَوْ خرق الإِجْمَاعَ، فَهُوَ مَأْزور، وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُوْر. وَلأَبِي المُظَفَّر يُوْسُف سِبْطِ ابْنِ الجَوْزِيّ فِي كِتَاب "رِيَاض الأَفهَام" فِي مَنَاقِب أَهْلِ البَيْت قَالَ: ذَكَرَ أَبُو حَامِدٍ فِي كِتَابِهِ "سِرّ العَالمين وَكشف مَا فِي الدَّارين" فَقَالَ فِي حَدِيْث: "مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ، فعليٌّ مَوْلاَهُ" 1 أَنَّ عُمَر قَالَ لعلِي: بخٍ بخٍ، أَصْبَحتَ مَوْلَى كل مؤمنٍ ومؤمنة. قال

_ 1 صحيح: ورد عن جمع من الصحابة منهم: زيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وبريدة بن الحصيب وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم. فأما حديث زيد بن أرقم: فعند الترمذي "3713"، وأحمد "4/ 368 و 372". وأما حديث البراء بن عازب: فعند ابن ماجه "116"، وأحمد "4/ 281". وأما حديث سعد بن أبي وقاص: فعند ابن ماجه "121". وأما حديث بريدة بن الحصيب: فعند أحمد "5/ 347"، والطبراني في "الأوسط" "436".

أبو حامد: وهذا تسليم ورضا، ثُمَّ بَعْد هَذَا غَلَبَ عَلَيْهِ الهَوَى حُباً لِلرِّيَاسَة، وَعَقْدِ البُنُوْد، وَأَمرِ الخِلاَفَة وَنَهيهَا، فَحملهُم عَلَى الخلاَف، فَنبذُوهُ وَرَاءَ ظُهُوْرهِم، وَاشتَرَوْا بِهِ ثَمناً قليلاً، فَبِئس مَا يَشترُوْنَ، وَسَرَدَ كَثِيْراً مِنْ هَذَا الكَلاَم الفَسْلِ الَّذِي تَزعمُهُ الإِمَامِيَّة، وَمَا أَدْرِي مَا عُذْرُهُ فِي هَذَا؟ وَالظَّاهِر أَنَّهُ رَجَعَ عَنْهُ، وَتبع الحَقَّ، فَإِنَّ الرَّجُل مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، وَاللهُ أَعْلَمُ. هَذَا إِنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا وَضَع هَذَا وَمَا ذَاكَ بِبعيد، فَفِي هَذَا التَّأْلِيف بَلاَيَا لاَ تَتَطَبَّب، وَقَالَ فِي أَوَّله: إِنَّهُ قرَأَه عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ تُوْمرت المَغْرِبِيّ سِرّاً بِالنَّظَامِيَة، قَالَ: وَتوسَّمْتُ فِيْهِ المُلْكَ. قُلْتُ: قَدْ أَلَّفَ الرَّجُلُ فِي ذَمِّ الفَلاَسِفَة كِتَاب "التهَافت"، وَكَشَفَ عوَارهُم، وَوَافقهُم فِي موَاضِع ظنّاً مِنْهُ أَنَّ ذَلِكَ حقٌّ، أَوْ مُوَافِقٌ لِلملَّةِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عِلْمٌ بِالآثَار وَلاَ خِبْرَةٌ بِالسُّنَنِ النَّبويَّة القَاضِيَة عَلَى العَقْل، وَحُبِّبَ إِلَيْهِ إِدمَانُ النَّظَر فِي كِتَاب "رَسَائِلِ إِخْوَانِ الصَّفَا" وَهُوَ دَاءٌ عُضَال، وَجَرَبٌ مُرْدٍ، وَسُمٌّ قَتَّالٌ، وَلَوْلاَ أَنَّ أَبَا حَامِد مِنْ كِبَارِ الأَذكيَاء، وَخيَارِ المُخلِصينَ، لَتَلِفَ. فَالحِذَارَ الحِذَارَ مِنْ هَذِهِ الكُتُب، وَاهرُبُوا بدينكُم مِنْ شبه الأوائل، وإلا وَقعتُم فِي الحَيْرَةِ، فَمَنْ رَام النَّجَاةَ وَالفوز، فيلزم العُبُوديَّة، وَليُدْمِنِ الاسْتغَاثَةَ بِاللهِ، وَليبتهِلْ إِلَى مَوْلاَهُ فِي الثَّبَاتِ عَلَى الإِسْلاَمِ وَأَنْ يُتوفَّى عَلَى إيمان الصحابة، وسادة التابعين، والله الموفق، فيحسن قَصْدِ العَالِمِ يُغْفَرُ لَهُ وَيَنجُو، إِنْ شَاءَ اللهُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَح: فَصلٌ لِبيَانِ أَشيَاء مُهِمَّةٍ أُنْكِرَتْ عَلَى أَبِي حَامِد: ففي تواليفه أشياء لم يرتضاها أَهْلُ مَذْهَبه مِنَ الشُّذوذ: مِنْهَا قَوْله فِي الْمنطق: هُوَ مقدمَة العُلُوْمِ كُلِّهَا، وَمَنْ لاَ يُحيطُ بِهِ، فَلاَ ثِقَة لَهُ بِمَعلُوْم أَصلاً. قَالَ: فَهَذَا مَرْدُوْدٌ، إِذْ كُلُّ صَحِيْحِ الذّهن منطقي بالطبع، وكم من إمام ما رع بِالمنطِق رَأْساً. فَأَمَّا كِتَاب "المضنُوْنِ بِهِ عَلَى غَيْر أَهْله" فَمَعَاذَ اللهِ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ، شَاهدتُ عَلَى نسخَة بِهِ بِخَطِّ القَاضِي كَمَال الدّين مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ الشَّهْرُزُورِي أَنَّهُ مَوْضُوْع عَلَى الغزَالِي، وَأَنَّهُ مُخْتَرع مِنْ كِتَاب "مَقَاصِد الفَلاَسِفَة"، وَقَدْ نَقضه الرَّجُلُ بِكِتَابِ "التَّهَافُت". وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الجيلِي فِي "تَارِيْخِهِ" أَبُو حَامِدٍ لُقِّبَ بِالغزَّالِي، بَرَعَ فِي الفِقْه،

وَكَانَ لَهُ ذكاءٌ وَفِطْنَة وَتَصرُّف، وَقُدرَة عَلَى إِنشَاء الكَلاَم، وَتَأْلِيفِ المَعَانِي، وَدَخَلَ فِي عُلُوْمِ الأَوَائِل. إِلَى أَنْ قَالَ: وَغَلَبَ عَلَيْهِ اسْتَعمَالُ عبَارَاتِهم فِي كُتُبِهِ، وَاسْتُدْعِيَ لِتَدْرِيْس النِّظَامِيَة بِبَغداد فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ، وَبَقِيَ إِلَى أَنْ غلبت عَلَيْهِ الخلوَةُ، وَترك التَدْرِيْسَ، وَلَبِسَ الثِّيَابَ الخشنَةَ، وَتَقلَّل فِي مَطْعُومه. إِلَى أَنْ قَالَ: وَجَاورَ بِالقُدْس، وَشرع فِي "الإِحيَاء" هُنَاكَ -أَعنِي: بِدِمَشْقَ- وَحَجَّ وَزَار، وَرجع إِلَى بَغْدَادَ، وَسُمِعَ مِنْهُ كِتَابُهُ "الإِحيَاء"، وَغَيْرُهُ، فَقَدْ حَدَّثَ بِهَا إِذاً، ثُمَّ سَرَدَ تَصَانِيْفَه. وَقَدْ رَأَيْت كِتَابَ "الْكَشْف وَالإِنبَاء عَنْ كِتَاب الإِحيَاء" لِلمَازَرِي، أَوله: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنَار الحَقَّ وَأَدَالَه، وَأَبَارَ البَاطِلَ وَأَزَاله، ثُمَّ أَوْرَد المَازَرِي أَشيَاءَ مِمَّا نَقدَه عَلَى أَبِي حَامِد، يَقُوْلُ: وَلَقَدْ أَعْجَبُ مِنْ قَوْم مالكيةٍ يَرَوْنَ مَالِكاً الإِمَام يَهْرُبُ مِنَ التّحديد، وَيُجَانب أَنْ يَرْسُمَ رسماً، وَإِنْ كَانَ فِيْهِ أثرٌ مَا، أَوْ قياسٌ مَا، تَوَرُّعاً وَتحفظاً مِنَ الفَتْوَى فِيمَا يَحْمِلُ النَّاسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْتَحسنُوْنَ مِنْ رَجُل فَتَاوَى مبنَاهَا عَلَى مَا لاَ حقيقَة لَهُ، وَفِيْهِ كَثِيْرٌ مِنَ الآثَارُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لفَّق فِيْهِ الثَّابتَ بِغَيْرِ الثَّابت، وَكَذَا مَا أَوْرَد عَنِ السَّلَفِ لاَ يَمكن ثبوتُهُ كُلُّه، وَأَوْرَدَ مِنْ نَزغَاتِ الأَوليَاء وَنفثَات الأَصفِيَاء مَا يَجِلُّ موقِعُه، لَكِن مزج فِيْهِ النَّافِعَ بِالضَّار، كَإِطلاَقَات يَحكيهَا عَنْ بعضهِم لاَ يَجُوْزُ إِطلاَقُهَا لِشنَاعتهَا، وَإِنْ أُخذت معَانِيْهَا عَلَى ظوَاهرهَا، كَانَتْ كَالرموز إِلَى قدح الْمُلْحِدِينَ، وَلاَ تَنْصَرِفُ مَعَانِيْهَا إِلَى الحَقّ إلَّا بِتعسُّف عَلَى اللَّفْظ مِمَّا لاَ يَتكلف العُلَمَاءُ مِثْله إلَّا فِي كَلاَم صَاحِب الشَّرع الَّذِي اضْطرَّتْ المعجزَاتُ الدَّالَّةُ عَلَى صدقه المَانعَة مِنْ جَهله وَكذبه إِلَى طلب التَّأْوِيْل، كَقَوْلِه: "إِنَّ القَلْبَ بَيْنَ أُصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَن" 1، وَ "إِنَّ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَع" 2، وَكقوله: "لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ" 3، وَكقوله: "يَضْحَكُ الله" 4، إلى غير ذَلِكَ مِنَ الأَحَادِيْثِ الوَارد ظَاهِرُهَا بِمَا أَحَاله العقل.

_ 1 صحيح: ورد عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ: عند مسلم "2654". وورد عن أنس بن مالك: عند الترمذي "2140"، وابن ماجه "3834"، وأحمد "3/ 112 و 257". 2 صحيح: أخرجه البخاري "4811"، ومسلم "2786"، والترمذي "3239"، وأحمد "1/ 457". 3 صحيح: أخرجه مسلم "179"، وابن ماجه "195" و "196". 4 صحيح: أخرجه البخاري "2826"، ومسلم "1890"، عن أبي هريرة مرفوعا وتمامه: يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة. فقالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: يقاتل هذا في سبيل الله -عز وجل- فيستشهد ثم يتوب الله على القاتل فيسلم. فيقاتل في سبيل الله -عز وجل- فيُستشهد".

إِلَى أَنْ قَالَ: فَإِذَا كَانَتِ العِصْمَةُ غَيْرَ مَقْطُوْع بِهَا فِي حقِّ الوَلِي، فَلاَ وَجه لإِضَافَة مَا لاَ يَجُوْزُ إِطلاَقُهُ إِلَيْهِ، إلَّا أَنْ يَثْبُتَ، وَتَدعُو ضَرُوْرَةٌ إِلَى نَقله، فَيَتَأَوّل. إِلَى أَنْ قَالَ: أَلاَ تَرَى لَوْ أَنَّ مُصَنِّفاً أَخَذَ يَحكِي, عَنْ بَعْضِ الحشويَة مَذْهَبَه فِي قِدَمَ الصَّوتِ وَالحرف، وَقِدَمَ الوَرَقِ، لَمَّا حَسُنَ بِهِ أَنْ يَقُوْل: قَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقين: إِنَّ القَارِئَ إِذَا قرَأَ كِتَابَ اللهِ، عَادَ القَارِئُ فِي نَفْسِهِ قديماً بَعْدَ أَنْ كَانَ مُحْدَثاً، أَوْ قَالَ بَعْضُ الحذَاق: إِنَّ اللهَ مَحَلٌّ لِلْحوَادث، إِذَا أَخَذَ فِي حِكَايَة مَذْهَب الكَرَّامِيَّةِ. وَقَالَ قَاضِي الجَمَاعَة أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ حَمْدين القُرْطُبِيّ: إِن بَعْضَ مَنْ يَعِظُ مِمَّنْ كَانَ يَنْتَحِلُ رسمَ الفِقْه، ثُمَّ تَبرَّأَ مِنْهُ شغفاً بِالشِّرعَة الغزَّاليَة، وَالنِّحلَة الصُّوْفِيَّة، أَنشَأَ كُرَاسَةً تَشْتَمِلُ عَلَى مَعْنَى التعصُّب لِكِتَابِ أَبِي حَامِد إِمَام بِدعتِهِم، فَأَيْنَ هُوَ مِنْ شُنَعِ مَنَاكِيْره، وَمَضَاليلِ أَسَاطيرِهِ المُبَاينَة لِلدِّين?! وَزَعَمَ أَنَّ هَذَا مِنْ علم المعَامِلَة المُفضِي إِلَى علم المكَاشفَة الوَاقع بِهِم عَلَى سِرِّ الربوبيَة الَّذِي لاَ يُسفِر عَنْ قِنَاعِهِ، وَلاَ يَفُوزُ بِاطِّلاعه إلَّا مَنْ تَمَطَّى إِلَيْهِ ثَبَج ضَلاَلَته الَّتِي رفع لَهُم أَعْلاَمَهَا، وَشرع أَحكَامَهَا. قَالَ أَبُو حَامِدٍ: وَأَدْنَى النصِيْبِ من هَذَا العِلْم التَّصديقُ بِهِ، وَأَقلُّ عُقُوبَته أَنْ لاَ يُرْزَقَ المُنْكِرُ مِنْهُ شَيْئاً، فَاعرض قَوْله عَلَى قَوْلِهِ، وَلاَ يَشتغِلُ بقِرَاءة قُرْآن، وَلاَ بِكَتْبِ حَدِيْثٍ، لأَنَّ ذَلِكَ يَقْطَعُهُ عَنِ الْوُصُول إِلَى إِدخَال رَأْسه فِي كُمِّ جُبَّته، وَالتَّدثر بِكسَائِهِ، فَيسْمَع نِدَاءَ الحَقِّ، فَهُوَ يَقُوْلُ: ذرُوا مَا كَانَ السَّلَفُ عَلَيْهِ، وَبَادِرُوا مَا آمُرُكُم بِهِ، ثُمَّ إِنَّ هَذَا القَاضِي أَقذَع، وَسَبَّ، وَكفَّر، وَأَسْرَفَ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الهَوَى. وَقَالَ أَبُو حَامِدٍ: وَصُدُوْرُ الأَحرَارِ قُبُوْرُ الأَسرَارِ، وَمَنْ أَفشَى سِرَّ الرُّبوبيَة، كفر، وَرَأَى قَتْلَ مِثْلِ الحَلاَّج خَيراً مِنْ إِحيَاء عَشْرَة لإِطلاَقه أَلْفَاظاً، وَنَقَلَ عَنْ بعضهِم قَالَ: لِلرُّبوبيَّة سِرٌّ لَوْ ظهر، لَبَطَلت النُّبُوَّة، وَللنُبُوَّة سرٌّ لَوْ كُشِفَ، لبَطل العِلْمُ، وَلِلْعلمِ سرٌّ لَوْ كشف، لَبَطَلت الأَحكَامُ. قُلْتُ: سِرُّ العِلْم قَدْ كشف لصُوْفَة أَشقيَاء، فَحلُّوا النّظَام، وَبطل لديهِم الحَلاَلُ وَالحَرَامُ. قَالَ ابْنُ حَمْدِينَ: ثُمَّ قَالَ الغزَالِي: وَالقَائِلُ بِهَذَا، إِنْ لَمْ يُرِدْ إِبطَال النُّبُوَّة فِي حقِّ الضُّعَفَاء، فَمَا قَالَ لَيْسَ بِحقٍّ، فَإِنَّ الصَّحِيح لاَ يَتنَاقضُ، وَإِنَّ الكَامِل مَنْ لاَ يُطفئ نُوْرُ مَعْرِفَته نُورَ وَرعه. وَقَالَ الغزَّالِي فِي العَارِف: فَتتجلَى لَهُ أَنوَارُ الحَقِّ، وَتنكشِفُ لَهُ العُلُوْم المرموزَةُ المحجوبَةُ عَنِ الْخلق، فَيعرِفُ مَعْنَى النُّبُوَّة، وَجَمِيْعَ مَا وَردت بِهِ أَلْفَاظُ الشرِيعَة الَّتِي نَحْنُ مِنْهَا عَلَى ظَاهِرٍ لاَ عَلَى حقيقَة.

وَقَالَ عَنْ بعضهِم: إِذَا رَأَيْتَهُ فِي البِدَايَة، قُلْتَ: صديقاً، وَإِذَا رَأَيْتهُ فِي النِّهَايَة، قُلْتَ: زِنْدِيقاً، ثُمَّ فَسَّره الغزَّالِي، فَقَالَ: إِذِ اسمُ الزِّنْدِيق لاَ يُلصق إلَّا بِمعطِّل الفَرَائِضِ لاَ بِمعطِّلِ النَّوَافل. وَقَالَ: وَذَهَبت الصُّوْفِيَّةُ إِلَى العُلُوْمِ الإِلهَامِيَة دُوْنَ التَّعليمِيَة، فَيجلس فَارغَ القَلْب، مجموعَ الهَمِّ يَقُوْلُ: اللهُ اللهُ اللهُ، عَلَى الدَّوَام، فَلْيُفَرِّغ قَلْبَهُ، وَلاَ يَشتغِلْ بِتِلاَوَة وَلاَ كتب حَدِيْث. قَالَ: فَإِذَا بلغَ هَذَا الحدّ، الْتزم الخلوة في بيت مظلمٍ، وتدثر بكسائه، فحينئذ يسمع نداء الحق: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} ، {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّل} . قُلْتُ: سَيِّدُ الخلقِ إِنَّمَا سمع {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} مِنْ جِبْرِيْل عَنِ اللهِ، وَهَذَا الأَحْمَقُ لَمْ يَسْمَعْ نِدَاء الحَقِّ أَبَداً، بَلْ سَمِعَ شيطانًا، أو سمع شئًا لاَ حقيقَةً مِنْ طَيش دِمَاغِه، وَالتَّوفِيقُ فِي الاعتصَام بِالسُّنَّةِ وَالإِجْمَاع. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الطُّرْطُوشِي: شَحَنَ أَبُو حَامِدٍ "الإِحيَاء" بِالكَذِبِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلاَ أَعْلَمُ كِتَاباً عَلَى بَسِيط الأَرْضِ أَكْثَرَ كذباً مِنْهُ، ثُمَّ شبَّكَهُ بِمَذَاهِبِ الفَلاَسِفَة، وَمعَانِي رَسَائِل إِخْوَانِ الصَّفَا، وَهُم قَوْم يَرَوْنَ النُّبُوَّة مكتَسَبَة، وَزعمُوا أَنَّ المعجزَاتِ حِيَلٌ وَمَخَارِيقُ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: حَجَّ أَبُو حَامِدٍ وَأَقَامَ بِالشَّامِ نَحْواً مِنْ عشر سِنِيْنَ، وَصَنَّفَ، وَأَخَذَ نَفْسه بِالمُجَاهِدَة، وَكَانَ مُقَامُه بِدِمَشْقَ فِي المنَارَة الغربيَة مِنَ الجَامِع، سَمِعَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" مِنْ أَبِي سهل الْحَفْصِي، وَقَدِمَ دِمَشْق فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ خَلِّكَان: بَعَثَهُ النِّظَام عَلَى مَدْرَسَته بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ، وَتَركهَا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ، وَتَزَهَّدَ، وَحَجَّ، وَأَقَامَ بِدِمَشْقَ مُدَّةً بِالزَّاويَة الغربيَة، ثُمَّ انتقلَ إِلَى بَيْت المَقْدِسِ وَتَعَبَّدَ، ثُمَّ قصد مِصْر، وَأَقَامَ مُدَّةً بِالإِسْكَنْدَرِيَّة، فَقِيْلَ: عزم عَلَى المضِي إِلَى يُوْسُفَ بنِ تَاشفِيْن سُلْطَانِ مَرَّاكُش، فَبَلَغَهُ نَعِيُّه، ثُمَّ عَادَ إِلَى طُوْس، وَصَنَّفَ: "البَسيطَ" وَ "الوسيطَ" وَ "الوجِيْزَ" وَ "الخلاَصَة" وَ "الإِحيَاءَ"، وَأَلَّف: "المُسْتصفَى" فِي أُصُوْل الفِقْه، وَ "المَنْخُوْل" وَ "اللبَاب" وَ "الْمُنْتَحل فِي الجَدَل" وَ "تَهَافت الفَلاَسِفَة" وَ "مَحكّ النَّظَر" وَ "مِعيَار العِلْم" وَ "شرح الأَسْمَاء الحُسْنَى" وَ "مشكَاة الأَنوَار" وَ "المُنْقِذ مِنَ الضَّلاَل" وَ "حقيقَة الْقَوْلَيْنِ" وَأَشيَاء. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: أَبُو حَامِدٍ إِمَامُ الفُقَهَاءِ عَلَى الإِطلاَق، وَربَّانِيُّ الأُمَّةِ بِالاتِّفَاق، وَمُجْتَهِدُ زَمَانه، وَعينُ أَوَانه، بَرَعَ فِي المَذْهَب وَالأُصُوْل وَالخلاَف وَالجَدَلِ وَالمنطق، وَقرَأَ الحِكْمَة وَالفَلْسَفَة، وَفَهِمَ كلاَمهُم، وَتَصَدَّى لِلرَّدِّ عَلَيْهِم، وَكَانَ شَدِيدَ الذّكَاء، قوِيَّ الإِدرَاك، ذَا فِطْنَة ثَاقبَة، وَغوص عَلَى المَعَانِي، حَتَّى قِيْلَ: إِنَّهُ أَلَّف "المَنْخُوْل"، فَرَآهُ أَبُو المَعَالِي، فَقَالَ: دفنتَنِي وَأَنَا حيٌّ، فَهَلاَّ صَبرتَ الآنَ، كِتَابُك غطَّى عَلَى كِتَابِي.

ثُمَّ رَوَى ابْنُ النَّجَّار بِسنده: أَنَّ وَالِد أَبِي حَامِد كَانَ يَغْزِلُ الصُّوفَ وَيبيعُهُ فِي دُكَّانه بِطُوْسَ، فَأَوْصَى بِوَلَدَيْهِ مُحَمَّد وَأَحْمَد إِلَى صديقٍ لَهُ صُوْفِي صَالِح، فَعلمهُمَا الخطَّ، وَفَنِيَ مَا خَلَّفَ لَهُمَا أَبُوْهُمَا، وَتعذَّر عَلَيْهِمَا القُوْتُ، فَقَالَ: أَرَى لَكُمَا أَنْ تلجآ إِلَى المدرسَة كَأَنكمَا طَالبَان لِلْفقه عَسَى يَحصُل لَكُمَا قوتٌ، فَفَعلاَ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَد الخطيبِي: كُنْت فِي حَلْقَة الغزَّالِي، فَقَالَ: مَاتَ أَبِي، وَخلَّف لِي وَلأَخِي مِقْدَاراً يَسيراً فَفَنِي بِحَيْثُ تَعذَّرَ عَلَيْنَا القُوْتُ، فَصِرنَا إِلَى مدرسَة نطلُبُ الفِقْه، لَيْسَ المُرَادُ سِوَى تحصيلِ القُوْت، فَكَانَ تَعلُّمنَا لِذَلِكَ، لاَ للهِ، فَأَبَى أَنْ يَكُوْنَ إلَّا لله. قال أسعد الميني: سمعت أبا حامد يقول: هاجرتا إِلَى أَبِي نَصْرٍ الإِسْمَاعِيْلِي بجُرْجَان، فَأَقَمْتُ إِلَى أن أخذت عنه "التعليقة". قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ الأَشِيرِي: سَمِعْتُ عبد المُؤْمِن بن عَلِيٍّ القَيْسِيّ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ تُوْمَرْت يَقُوْلُ: أَبُو حَامِدٍ الغزَالِي قَرَعَ البَابَ وَفُتِحَ لَنَا. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: بَلَغَنِي أَن إِمَامَ الحَرَمَيْنِ قَالَ: الغَزَّالِي بَحْرٌ مغرقٌ، وَإِلْكِيَا أَسَدٌ مُطْرِقٌ، وَالخَوَافِي نَارٌ تُحْرِقُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ العُثْمَانِيّ، وَغَيْرهُ: سَمِعْنَا مُحَمَّدَ بَنَ يَحْيَى العَبْدَرِي المُؤَدِّب يَقُوْلُ: رَأَيْتُ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة سَنَةَ خَمْس مائَة كَانَّ الشَّمْس طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبهَا، فَعَبَرَهُ لِي عَابِرٌ بِبدعَة تَحْدُثُ فِيهِم، فَبعد أَيَّام وَصل الخَبَر بِإِحرَاقِ كتب الغزالي من المرية. وَفِي التَّوَكُّل مِنَ "الإِحيَاء" مَا نَصه: وَكُلُّ مَا قسمَ اللهُ بَيْنَ عبَاده مِنْ رزقٍ وأجلٍ، وإيمانٍ وَكفرٍ، فَكُلُّه عدلٌ مَحْض، لَيْسَ فِي الإِمْكَانِ أَصلاً أَحْسَنُ وَلاَ أَتَمُّ مِنْهُ، وَلَوْ كَانَ وَادَّخره تَعَالَى مَعَ القُدرَة وَلَمْ يَفعلْه، لَكَانَ بُخْلاً وَظلماً. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ العَربِي فِي "شَرحِ الأَسْمَاء الحُسْنَى": قَالَ شيخنَا أَبُو حَامِدٍ قَوْلاً عَظِيْماً انْتَقدهُ عَلَيْهِ العُلَمَاءُ، فَقَالَ: وَلَيْسَ فِي قُدرَة الله أَبدعُ مِنْ هَذَا العَالَم فِي الإِتْقَان وَالحِكْمَة، وَلَوْ كَانَ فِي القدرَة أَبدعُ أَوْ أَحكمُ مِنْهُ وَلَمْ يَفعله، لَكَانَ ذَلِكَ مِنْهُ قَضَاءً لِلْجُوْد، وَذَلِكَ مُحَال. ثُمَّ قَالَ: وَالجَوَاب أَنَّهُ بَاعد فِي اعْتِقَاد عمومِ القدرَة وَنَفْي النّهَايَة عَنْ تَقدير المقدورَات المُتَعَلِّقَة بِهَا، وَلَكِن فِي تَفَاصيل هَذَا العَالم المَخْلُوْق، لاَ فِي سِوَاهُ، وَهَذَا رَأْيٌ فَلسفِي قصَدتْ بِهِ الفَلاَسِفَةُ قَلْبَ الحقَائِق، وَنسبتِ الإِتْقَانَ إِلَى الحَيَاةِ مَثَلاً، وَالوجُوْدَ إِلَى السَّمْعِ وَالبصر، حَتَّى لاَ يَبْقَى فِي القلوبِ سبيلٌ إِلَى الصَّوَاب، وَأَجْمَعتِ الأُمَّةُ عَلَى خِلاَف هَذَا الاعتقَاد، وَقَالَتْ عَنْ بُكرَة أَبيهَا: إِنَّ المقدورَاتِ لاَ نِهَايَةَ لَهَا لِكُلِّ مُقَدَّر الوُجُوْد، لاَ لِكُلِّ حَاصل الوجُوْد، إِذِ القدرَةُ

صَالِحَة، ثُمَّ قَالَ: وَهَذِهِ وهلةٌ لاَ لَعاً لَهَا، وَمَزَلَّةٌ لاَ تَمَاسكَ فِيْهَا، وَنَحْنُ وَإِنْ كُنَّا نُقْطَةً مِنْ بحره، فَإِنَّا لاَ نَرُدُّ عَلَيْهِ إلَّا بِقَوْلِهِ. قُلْتُ: كَذَا فَليكن الردُّ بأدبٍ وَسكَيْنَة. وَمِمَّا أُخِذَ عَلَيْهِ، قَالَ: إِنَّ لِلْقدر سِرّاً نُهينَا عَنْ إِفشَائِهِ، فَأَيُّ سرٍّ للقدر? فَإِنْ كَانَ مُدْرَكاً بِالنَّظَر، وُصِلَ إِلَيْهِ وَلاَ بُدَّ، وَإِنْ كَانَ مُدْرَكاً بِالخَبَر، فَمَا ثَبَتَ فِيْهِ شَيْءٌ، وَإِنْ كَانَ يُدْرَكُ بِالحَال وَالعِرفَان، فَهَذِهِ دعوَى مَحضَة، فَلَعَلَّهُ عَنَى بِإِفشَائِهِ أَن نُعَمِّق فِي القَدَرِ، وَنبحثَ فِيْهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عبد الكَرِيْم، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ السَّخَاوِيُّ، أَخْبَرَنَا حطلبا بن قمرِيَة الصُّوْفِيّ، أَخْبَرَنَا سَعْدُ بن أَحْمَدَ الإِسْفَرَايينِي بِقِرَاءتِي، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيّ قَالَ: اعْلم أَنَّ الدِّين شَطرَانِ: أَحَدُهُمَا تَركُ المَنَاهِي، وَالآخرُ فِعلُ الطَّاعَات، وَتركُ المنَاهِي هُوَ الأَشَدُّ، وَالطَّاعَات يَقْدِرُ عَلَيْهَا كُلُّ أَحَدٍ، وَتركُ الشَّهوَات لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهَا إلَّا الصِّدِّيْقُوْنَ، وَلذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "المُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السوء، والمجاهد من جاهد هواه" 1. وَقَالَ أَبُو عَامِرٍ العبدرِي: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْد القَادِرِ الطُّوْسِيّ يَحْلِفُ بِاللهِ أَنَّهُ أَبصر فِي نَوْمه كَأَنَّهُ يَنظر فِي كتب الغزَالِي -رَحِمَهُ اللهُ- فَإِذَا هِيَ كُلُّهَا تَصَاوِيْر. قُلْتُ: الغَزَّالِي إِمَامٌ كَبِيْر، وَمَا مِنْ شَرطِ العَالِم أَنَّهُ لاَ يُخطِئ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ الطُّرْطُوشِي فِي رِسَالَة لَهُ إِلَى ابْنِ مُظَفَّر: فَأَمَّا مَا ذكرت مِنْ أَبِي حَامِد، فَقَدْ رَأَيْتُهُ، وَكَلَّمتُهُ، فَرَأَيْتهُ جَلِيْلاً مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، وَاجتمع فِيْهِ العَقْلُ وَالفهْمُ، وَمَارسَ العُلُوْمَ طُولَ عُمُره، وَكَانَ عَلَى ذَلِكَ مُعْظَمَ زَمَانِهِ، ثُمَّ بدَا لَهُ عَنْ طريق العلماء، ودخل في غمار العمال، ثم تَصَوَّف، وَهجر العُلُوْمَ وَأَهْلهَا، وَدَخَلَ فِي عُلُوْم الخوَاطِرِ، وَأَربَابِ الْقُلُوب، وَوسَاوسِ الشَّيْطَان، ثُمَّ شَابَهَا بآرَاء الفَلاَسِفَةِ، وَرُموز الحلاَّجِ، وَجَعَلَ يَطْعُنُ عَلَى الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدِّين، فَلَمَّا عمل "الإِحيَاء"، عَمَدَ يَتَكَلَّم فِي

_ 1 ورد عنه فضالة بن عبيد مرفوعًا بلفظ: "المجاهد من جاهد نفسه". رواه الترمذي "1621"، وهو صحيح، وأخرجه أحمد "6/ 21"، والحاكم "1/ 10- 11"، والطبراني في "الكبير" "18/ 796"، من طريق الليث بن سعد قال: حدثني أبو هانئ الخولاني، عن عمرو بن مالك الجنبي قال: حدثني فضالة بن عبيد قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في حجة الوداع: "ألا أخبركم بالمؤمن: من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب". قلت: وإسناده صحيح، رجاله ثقات، وأبو هانئ الخولاني: هو حميد بن لاحق.

عُلُوْم الأَحْوَال، وَمرَامزِ الصُّوْفِيَّة، وَكَانَ غَيْرَ أنيسٍ بها، ولا خبير بمعرفتها، فسقط على أم رَأْسِهِ، وَشحن كِتَابَهُ بِالمَوْضُوْعَات. قُلْتُ: أَمَّا "الإِحيَاء" فَفِيْهِ مِنَ الأَحَادِيْثِ البَاطِلَة جُمْلَةٌ، وَفِيْهِ خَيْر كثر لَوْلاَ مَا فِيْهِ مِنْ آدَاب وَرسوم وَزُهْد مِنْ طرَائِق الحكمَاء وَمُنحَرِفِي الصُّوْفِيَّة، نَسْأَل اللهَ عِلْماً نَافِعاً، تَدْرِي مَا العِلْمُ النَّافِع? هُوَ مَا نَزل بِهِ القُرْآنُ، وَفسَّره الرَّسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَوْلاً وَفعلاً، وَلَمْ يَأْت نهي عنه، قال عليه السلام: "مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي، فَلَيْسَ مِنِّي" 1، فَعَلَيْك يَا أَخِي بتدبُّر كِتَاب اللهِ، وَبإِدمَان النَّظَر فِي "الصَّحِيْحَيْنِ"، و "سُنَن النَّسَائِيّ"، وَ "رِيَاض النَّوَاوِي" وَأَذكَاره، تُفْلِحْ وَتُنْجِحْ، وَإِيَّاكَ وَآرَاءَ عُبَّادِ الفَلاَسِفَة، وَوظَائِفِ أَهْلِ الرِّيَاضَات، وَجُوعَ الرُّهبَان، وَخِطَابَ طَيْشِ رُؤُوْسِ أَصْحَابِ الخلوَات، فُكُلُّ الخَيْر فِي مُتَابعَة الحنِيفِيَة السَّمحَة، فَواغوثَاهُ بِاللهِ، اللَّهُمَّ اهدِنَا إِلَى صرَاطك المُسْتقيم. نعم، وَللإِمَامِ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ المَازَرِي الصَّقَلِّي كلامٌ عَلَى "الإِحيَاء" يَدُلُّ عَلَى إِمَامته، يَقُوْلُ: وَقَدْ تَكرَّرت مُكَاتبتكُم فِي اسْتَعلاَمِ مَذْهَبِنَا فِي الكِتَابِ المُتَرْجَمِ بِـ"إِحيَاءِ عُلُوْمِ الدِّينِ"، وَذَكَرتُم أَنَّ آرَاء النَّاس فِيْهِ قَدِ اخْتلفت، فطائفةٌ انْتَصَرت وَتعصَّبت لإِشهَاره، وَطَائِفَة حَذَّرت مِنْهُ وَنفَّرت، وَطَائِفَة لِكُتُبِهِ أَحرقت، وَكَاتِبنِي أَهْلُ المَشْرِق أَيْضاً يَسْأَلونِي، وَلَمْ يَتقدم لِي قِرَاءة هَذَا الكِتَاب سِوَى نُبَذٍ مِنْهُ، فَإِنْ نَفَّسَ اللهُ فِي العُمُرِ، مَدَدتُ فِيْهِ الأَنفَاس، وَأَزلتُ عَنِ الْقُلُوب الالْتِبَاس: اعْلمُوا أَنَّ هَذَا رَأَيْتُ تَلاَمِذَتَهُ، فُكُلٌّ مِنْهُم حَكَى لِي نوعاً مِنْ حَالِهِ مَا قَامَ مقَام العِيَانِ، فَأَنَا أَقتصرُ عَلَى ذكر حَاله، وَحَالِ كِتَابِهِ، وَذِكْرِ جُمَلٍ مِنْ مَذَاهِب الموحِّدين وَالمتصَوِّفَة، وَأَصْحَابِ الإِشَارَات، وَالفَلاَسِفَة، فَإِنَّ كِتَابهُ مترددٌ بَيْنَ هَذِهِ الطّرَائِق. ثُمَّ إِنَّ المَازرِي أَثْنَى عَلَى أَبِي حَامِد فِي الفِقْه، وَقَالَ: هُوَ بِالفِقْه أَعْرفُ مِنْهُ بأصوله، وأما علم الكلام الذي هو أصل الدّين، فَإِنَّهُ صَنَّف فِيْهِ، وَلَيْسَ بِالمتبحر فِيْهَا، وَلَقَدْ فَطِنْتُ لِعدم اسْتبحَاره فِيْهَا، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَرَأَ عُلُوْمَ الفَلْسَفَة قَبْل اسْتبحَاره فِي فَن الأُصُوْل، فَأَكسبته الفَلْسَفَة جُرْأَةً عَلَى المَعَانِي، وَتسهُّلاً لِلْهجوم عَلَى الحقَائِق، لأَنْ الفَلاَسِفَة تَمرُّ مَعَ خَوَاطِرِهَا، لاَ يَزَعُهَا شَرْعٌ، وَعَرَّفنِي صَاحِب لَهُ أَنَّهُ كَانَ لَهُ عُكُوفٌ عَلَى "رَسَائِل إِخْوَان الصَّفَا"، وَهِيَ إِحْدَى وَخَمْسُوْنَ رِسَالَةً، أَلَّفهَا مَنْ قَدْ خَاض فِي علم الشَّرع وَالنَّقل، وَفِي الحِكْمَة، فَمزج بَيْنَ الْعلمين، وَقَدْ كَانَ رَجُل يُعْرَفُ بِابْنِ سِينَا ملأَ الدُّنْيَا تَصَانِيْفَ، أَدَّتْهُ قوته في الفلسفة إلى أن

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5063"، ومسلم "1401"، والنسائي "6/ 60"، وأحمد "3/ 241 و 259 و 285"، من حديث أنس بن مالك.

حَاول ردَّ أُصُوْلِ العقَائِد إِلَى علم الفَلْسَفَة، وَتلطَّفَ جُهْدَهُ، حَتَّى تَمَّ لَهُ مَا لَمْ يَتُم لغَيْره، وَقَدْ رَأَيْتُ جُمَلاً مِنْ دَوَاوِيْنه، وَوجدتُ أَبَا حَامِد يُعَوِّلُ عَلَيْهِ فِي أَكْثَر مَا يُشيرُ إِلَيْهِ مِنْ عُلُوْم الفَلْسَفَة. وَأَمَّا مَذَاهِبُ الصُّوْفِيَّة، فَلاَ أَدْرِي عَلَى مَنْ عوَّل فِيْهَا، لَكِنِّي رَأَيْتُ فِيمَا عَلَّق بَعْضُ أَصْحَابه أَنَّهُ ذكر كُتُبَ ابْنِ سينَا وَمَا فِيْهَا، وَذَكَرَ بَعْدَ ذَلِكَ كُتبَ أَبِي حَيَّانَ التَّوحيدي، وَعِنْدِي أَنَّهُ عَلَيْهِ عوَّل فِي مَذْهَب التَّصَوُّف، وَأُخْبِرْتُ أَنَّ أَبَا حَيَّان أَلَّف دِيْوَاناً عَظِيْماً فِي هَذَا الفنّ، وَفِي "الإِحيَاء" مِنَ الوَاهيَات كَثِيْر. قَالَ: وَعَادَةُ المتورِّعين أَنْ لاَ يَقولُوا: قَالَ مَالِكٌ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ، فِيمَا لَمْ يثبت عِنْدَهُم. ثُمَّ قَالَ: وَيَستحسنُ أَشيَاءَ مبنَاهَا عَلَى ما لا حقيقة له، كقص الأظافر أَنْ يَبدَأَ بِالسَّبَّابَة، لأَنْ لَهَا الفَضْلَ عَلَى باقِي الأَصَابع، لأَنَّهَا المسبِّحَة، ثُمَّ قصّ مَا يَلِيهَا مِنَ الوُسطَى، لأَنَّهَا نَاحِيَة اليَمِينِ، وَيَخْتِم بِإِبْهَامِ اليُمْنَى، وَرَوَى فِي ذَلِكَ أَثراً. قُلْتُ: هُوَ أَثر مَوْضُوْع. ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ: مَنْ مَاتَ بَعْدَ بلوَغه وَلَمْ يَعلم أَنَّ البَارِئ قديم، مَاتَ مسلماً إِجمَاعاً. قَالَ: فَمَنْ تسَاهل فِي حِكَايَة الإِجْمَاع فِي مِثْلِ هَذَا الَّذِي الأَقْرَبُ أَنْ يَكُوْنَ الإِجْمَاعُ فِي خِلاَفه، فَحقيق أَنْ لاَ يُوثقَ بِمَا رَوَى، وَرَأَيْتُ لَهُ فِي الجُزْء الأَوّل يَقُوْلُ: إِنَّ فِي عُلُوْمِهِ مَا لاَ يَسوَغ أَنْ يُودَعَ فِي كِتَاب، فَليت شعرِي أحقٌّ هُوَ أَوْ بَاطِل?! فَإِنْ كَانَ بَاطِلاً، فَصَدَقَ، وَإِنْ كَانَ حَقّاً، وَهُوَ مُرَادُهُ بِلاَ شكّ، فَلِمَ لاَ يُودَعُ فِي الكُتُبِ، أَلِغُموضه وَدِقَّته?! فَإِنْ كَانَ هُوَ فَهِمَه، فَمَا المَانع أَنْ يَفهمه غَيْرُهُ?! قَالَ أَبُو الفَرَجِ ابْن الجَوْزِيّ: صَنَّفَ أَبُو حَامِدٍ "الإِحيَاء"، وَملأَه بِالأَحَادِيْث البَاطِلَة، وَلَمْ يَعلم بطلاَنهَا، وَتَكلّم عَلَى الْكَشْف، وَخَرَجَ عَنْ قَانُوْنِ الفِقْه، وَقَالَ: إِنَّ المُرَادَ بِالكَوْكَب وَالقَمَر وَالشَّمْس اللوَاتِي رَآهن إِبْرَاهِيْم، أَنوَار هِيَ حُجُبُ الله -عَزَّ وَجَلَّ-، وَلَمْ يُرد هَذِهِ المَعْرُوْفَات، وَهَذَا مِنْ جنس كَلاَمِ البَاطِنِيَّة، وَقَدْ ردَّ ابْنُ الجَوْزِيّ عَلَى أَبِي حَامِد فِي كِتَابِ "الإِحيَاء"، وَبَيَّنَ خَطَأَه فِي مُجَلَّدَات، سَمَّاهُ كِتَابَ "الأَحيَاءِ". وَلأَبِي الحَسَنِ ابْن سُكَّر رَدٌّ عَلَى الغَزَّالِي فِي مُجَلَّدٍ سَمَّاهُ: "إِحيَاء ميت الأَحْيَاء فِي الرَّدِّ عَلَى كِتَابِ الإِحيَاءِ". قُلْتُ: مَا زَالَ الأَئِمَّةُ يُخَالِف بَعضهُم بعضاً، وَيَردُّ هَذَا عَلَى هَذَا، وَلَسْنَا مِمَّنْ يَذُمُّ العَالِم بِالهَوَى وَالجَهْل.

نعم، وَلِلإِمَامِ كِتَاب "كيمِيَاء السَّعَادَة"، وَكِتَاب "الْمُعْتَقد"، وَكِتَاب "إِلجَام العوَام"، وَكِتَاب "الرَّدّ عَلَى البَاطِنِيَّة"، وَكِتَاب "مُعْتَقد الأَوَائِل"، وَكِتَاب "جَوَاهر القُرْآن"، وَكِتَاب "الغَايَة القصوَى"، وَكِتَاب "فَضَائِح الإِباحيَة"، وَ "مَسْأَلَة عَوز الدّور"، وَغَيْر ذَلِكَ. قَالَ عَبْد الغَافِرِ الفَارِسِيّ: تُوُفِّيَ يَوْم الاثْنَيْنِ رَابِعَ عَشَرَ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْس مائَة، وَلَهُ خَمْس وَخَمْسُوْنَ سَنَةً، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَة الطَّابرَان قصبَة بِلاَدِ طُوْس، وَقَوْلُهُم: الغَزَّالِي، وَالعطَّارِي، وَالخَبَّازِيّ، نِسبَة إِلَى الصّنَائِعِ بِلِسَان الْعَجم، بِجمع يَاء النِّسبَة وَالصيغَة. وَلِلغَزَّالِي أَخ واعظٌ مَشْهُوْر، وَهُوَ أَبُو الفُتُوْح أَحْمَد، لَهُ قبولٌ عَظِيْم فِي الْوَعْظ، يُزَنُّ برقَة الدّين وَبِالإِباحَة، بَقِيَ إِلَى حُدُوْد العِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَدْ نَاب عَنْ أَخِيْهِ فِي تَدْرِيْس النّظَامِيَة بِبَغْدَادَ لَمَّا حَجَّ مُديدَة. قَرَأْت بِخَطِّ النَّوَاوِي -رَحِمَهُ اللهُ-: قَالَ الشَّيْخُ تَقِيّ الدين بن الصَّلاَحِ: وَقَدْ سُئِلَ: لِمَ سُمِّيَ الغَزَّالِي بِذَلِكَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي مِنْ أَثِقُ بِهِ، عَنْ أَبِي الْحرم المَاكسِي الأَدِيْب، حَدَّثَنَا أَبُو الثَّنَاء مَحْمُوْد الفَرَضِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا تَاجُ الإِسْلاَم ابْن خَمِيْس، قَالَ لِي الغَزَالِي: النَّاس يَقُوْلُوْنَ لِي: الغَزَّالِي، وَلَسْتُ الغَزَّالِي، وَإِنَّمَا أَنَا الغَزَالِيُّ مَنْسُوْب إِلَى قَرْيَةٍ يُقَالَ لَهَا: غَزَالَةُ، أَوْ كَمَا قَالَ. وَفِي أَوَاخرِ "المَنْخُوْل" لِلْغزَالِي كَلاَم فَجٌّ فِي إِمَام لاَ أَرَى نَقله هُنَا. وَمِنْ عقيدَة أَبِي حَامِد -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- أَوَّلهَا: الحَمْدُ للهِ الَّذِي تَعرَّف إِلَى عبَاده بِكِتَابِه المُنْزَل عَلَى لِسَانِ نَبِيِّه الْمُرْسل، بِأَنَّهُ فِي ذَاته وَاحِد لاَ شَرِيْكَ لَهُ، فَردٌ لاَ مِثْل لَهُ، صمدٌ لاَ ضِدَّ لَهُ، لَمْ يَزَلْ وَلاَ يَزَالُ منعوتاً بِنعوت الجلاَل، وَلاَ تُحيطُ بِهِ الجِهَاتُ، وَلاَ تَكنُفه السَّمَاوَاتُ، وَأَنَّهُ مُسْتوٍ عَلَى الْعَرْش عَلَى الوَجْه الَّذِي قَالَهُ، وَبِالمَعْنَى الَّذِي أَرَادَه، منزَّهاً عَنِ الممَاسَة وَالاستقرَار وَالتمكن وَالحُلُوْل وَالانتقَالِ، وَهُوَ فَوْقَ كُلِّ شَيْء إِلَى التّخوم، وَهُوَ أَقْرَبُ إِلَيْنَا مِنْ حَبل الورِيْد، لاَ يُمَاثِلُ قُرْبُهُ قربَ الأَجسَام، كَانَ قَبْلَ خلقِ المَكَان وَالزَّمَان، وَهُوَ الآنَ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ بائنٌ بصفَاته مِنْ خلقه، مَا فِي ذَاته سِوَاهُ، وَلاَ فِي سِوَاهُ ذَاتُه، مُقدَّس عَنِ التَّغَيُّر وَالانتقَالِ، لاَ تَحُلُّه الحوَادِثُ، وَأَنَّهُ مَرْئِي الذَّاتِ بِالأَبْصَار فِي دَارِ القرَار، إِتمَاماً لِلنعم بِالنَّظَر إِلَى وَجهه الكَرِيْم. إِلَى أَنْ قَالَ: وَيُدْرِكُ حركَة الذَّرِّ فِي الهوَاء، لاَ يَخْرُج عَنْ مَشِيئَته لفتَةُ نَاظر، وَلاَ فَلتَةُ خَاطر، وَأَنَّ القُرْآن مَقْرُوء بِالأَلسِنَة، مَحْفُوْظٌ فِي الْقُلُوب، مكتوبٌ فِي المَصَاحِف، وَأَنَّهُ مَعَ ذَلِكَ قائمٌ بِذَات الله، لاَ يَقْبَلُ الانفصال بِالانتقَالِ إِلَى الْقُلُوب وَالصّحف، وَأَنَّ مُوْسَى سَمِعَ

كَلاَم الله بِغَيْرِ صَوْت وَلاَ حرف، كَمَا تُرَى ذَاتُه مِنْ غَيْرِ شكل وَلاَ لَوْنٍ، وَأَنَّهُ يُفرق بِالموت بَيْنَ الأَرْوَاح وَالأَجسَام، ثُمَّ يُعيدُهَا إِلَيْهَا عِنْد الْحَشْر، فَيبعثُ مَنْ فِي القُبُوْر. مِيزَان الأَعْمَال مِعْيَار يُعبِّر عَنْهُ بِالمِيزَان، وَإِنْ كَانَ لاَ يُسَاوِي مِيزَانَ الأَعْمَال مِيزَانَ الجِسْم الثَّقِيل، كَمِيزَان الشَّمْس، وَكَالمسطرَة الَّتِي هِيَ مِيزَان السُّطور، وَكَالعَروضِ مِيزَان الشّعر. قُلْتُ: بَلْ مِيزَانُ الأَعْمَالِ لَهُ كِفَّتَان، كَمَا جَاءَ فِي "الصَّحِيح"1 وَهَذَا الْمُعْتَقد غَالِبُهُ صَحِيْح، وَفِيْهِ مَا لَمْ أَفهمه، وَبعضُه فِيْهِ نِزَاع بَيْنَ أَهْلِ المَذَاهِب، وَيَكفِي المُسْلِمَ فِي الإِيْمَان أَنْ يُؤمِنَ بِاللهِ، وَملاَئِكته، وَكُتبه، وَرُسله، وَالقَدَرِ خَيْرِه وَشَرِّه، وَالبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ، وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ كَمِثلِه شَيْءٌ أَصلاً، وَأَنَّ مَا وَرَدَ مِنْ صِفَاته المُقَدَّسَةِ حقّ، يُمرُّ كَمَا جَاءَ، وَأَنَّ القُرْآنَ كَلاَمُ الله وَتَنزِيلُه، وَأَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوْق، إِلَى أَمثَال ذَلِكَ مِمَّا أَجْمَعت عَلَيْهِ الأُمَّةُ، وَلاَ عِبْرَة بِمَنْ شَذَّ مِنْهُم، فَإِنِ اخْتلفتِ الأُمَّةُ فِي شَيْءٍ مِنْ مُشْكِلِ أُصُوْلِ دينِهِم، لزَمَنَا فِيْهِ الصَّمْت، وَفَوَّضنَاهُ إِلَى اللهِ، وَقُلْنَا: اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَم، وَوَسِعَنَا فِيْهِ السُّكوتُ. فَرحمَ اللهُ الإِمَامَ أَبَا حَامِد، فَأَيْنَ مِثْلُه فِي عُلُوْمه وَفَضَائِله، وَلَكِن لاَ نَدَّعِي عِصمتَه مِنَ الغَلطِ والخطأ، ولا تقليد في الأصول.

_ 1 ورد الميزان في الكتاب والسنة المشرفة الصحيحة أما الكفتان: فقد أخرج أحمد "3/ 213" والترمذي "2639"، والبغوي "4321" من طرق عن عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا الليث بن سعد قال: حدثني عامر بن يحيى، عن أبي عبد الرحمن المعافري الحبلي قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله سيخلص رجلًا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلًا، كل سجل مد البصر، ثم يقول له: أتنكر شيئًا من هذا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يارب. فيقول: أفلك عذر أو حسنة؟ فيبهت الرجل. ويقول: لا يا رب. فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج له بطاقة فيها: أشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عبده ورسوله. فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم. قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، قال: فلا يثقل اسم الله شيء" وهو صحيح.

خميس بن علي

4628- خَميسُ بنُ عَلي 1: ابن أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ، الإِمَامُ الحَافِظُ، مُحَدِّثُ وَاسِط، أَبُو الْكَرم الحَوْزِي, الوَاسِطِيُّ. سَمِعَ: أبا القاسم بن البسري، وأبا نصر الزينبي، وَعَاصِمَ بن الحَسَنِ، وَعَلِيَّ بن مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيّ النّديم، وَيَحْيَى بنَ هِبَةِ اللهِ البَزَّاز، وَأَبَا الفَتْح عَبْد الوَهَّابِ بنَ حَسَنٍ القَاضِي، وَهِبَةَ اللهِ بن الجَلَخْتِ، وَخَلْقاً كَثِيْراً، وَأَمْلَى مَجَالِسَ، وَجَرَّحَ وَعَدَّل. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الجَوَائِز سَعْدُ بن عبد الكريم، وأبو طاهر السلفي، وَأَحْمَدُ بنُ سَالِمٍ المُقْرِئ، وَيَحْيَى بنُ هِبَةِ اللهِ البَزَّاز، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بن حَسَنٍ الفَرَضِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مَنْصُوْرٍ البَاقِلاَّنِيّ المُقْرِئ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ السِّلَفِيّ يُثنِي عَلَيْهِ، وَقَالَ: كَانَ عَالِماً, ثِقَةً, يُمْلِي مِنْ حِفْظِهِ كُلَّ مَنْ أَسْأَله عَنْهُ، وَكَانَ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ. وَفِي "مُعْجَم السَّفَرِ" لِلسِّلَفِيِّ: حَدَّثَنَا خميسٌ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيُّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا المُخَلِّص، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. ثُمَّ قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ خميسٌ مِنْ أَهْلِ الأَدبِ البَارعِ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: وَالحَوزُ: قَرْيَةٌ بِشَرْقِيِّ وَاسِطَ, وَكَانَ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ والأدب، مولده: فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَفِي شَعْبَانَ مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْس مائَة. أَخْبَرَنَا الدَّشتِي، أَخْبَرْنَا ابْنُ رَوَاحَة، حَدَّثَنَا السِّلَفِيُّ، حدثنا خميس بجزء من فوائده.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 269"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "11/ 81"، والعبر "4/ 20"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1065"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 561"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 27".

أبو الخطاب

4629- أبو الخطاب 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ الوَرِعُ، شَيْخُ الحنَابلَة، أَبُو الخَطَّابِ مَحْفُوْظُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنِ بنِ حسن العراقي، الكلواذاني، ثُمَّ البَغْدَادِيّ، الأَزَجِي، تِلْمِيْذ القَاضِي أَبِي يَعْلَى بن الفَرَّاءِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَأَبَا علي محمد بن الحسين الجازري، وأبا طالب العُشَارِيّ، وَجَمَاعَة، وَرَوَى كِتَاب "الجَلِيْس وَالأَنِيس" عَنِ الجَازرِي عَنْ مُؤلفه المُعَافَى. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ ناصر، والسلفي، وأبو المعمر الأنصاري، والمبارك ابن خُضير، وَأَبُو الْكَرم بن الغَسَّال، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأصحاب، وصنف التصانيف.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 461"، واللباب لابن الأثير "3/ 107"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 190"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1261"، والعبر "4/ 21"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 212"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 27".

قَالَ أَبُو الْكَرم بن الشَّهرُزُورِي: كَانَ إِلكِيَا إِذَا رَأَى أَبَا الخَطَّاب الكَلوذَانِي مُقْبِلاً قَالَ: قد جاء الجبل. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ النَّقُّوْرِ: كَانَ إِلكيَا الهَرَّاسِي إِذَا رَأَى أَبَا الخَطَّاب قَالَ: قَدْ جاء الفقه. قال السلفي: هو ثقة رضا، مِنْ أَئِمَّة أَصْحَاب أَحْمَد. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ مُفْتِياً صَالِحاً، عَابِداً وَرِعاً، حَسَنَ العِشْرَة، لَهُ نَظْمٌ رَائِقٌ، وَلَهُ كِتَابُ "الهِدَايَةِ"، وَكِتَاب "رُؤُوْس المَسَائِل"، وَكِتَاب "أُصُوْل الفِقْه"، وَقَصِيدَة فِي الْمُعْتَقد يَقُوْلُ فِيْهَا: قَالُوا أَتَزْعُمُ أَنْ عَلَى العَرشِ اسْتوَى ... قُلْتُ الصَّوَابُ كَذَاكَ خَبَّرَ سَيِّدِي قَالُوا فَمَا مَعْنَى اسْتِوَاهُ أَبِنْ لَنَا ... فَأَجَبْتُهُم هَذَا سُؤَالُ المُعْتَدِي تُوُفِّيَ أَبُو الخَطَّابِ فِي الثَّالِث وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْس مائَة. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ القَاضِي، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ هَدِيَّة الفَقِيْه، أَخْبَرَنَا أَبُو الخَطَّابِ مَحْفُوْظُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الكَلوذَانِي، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ مُوْسَى بنُ عِيْسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاغندي، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ زُغْبَةَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: صَلَّى معاذٌ بِأَصْحَابِهِ العشَاء، فَطوَّلَ عَلَيْهِم، فَانْصَرَفَ رَجُلٌ مِنَّا، فَصَلَّى وَحْدَهُ، فَأُخبر معاذٌ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ مُنَافِق، فَلَمَّا بلغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ، دَخَلَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ مُعَاذ، فَقَالَ: "أَتُرِيْدُ أَنْ تَكُوْنَ فَتَّاناً يَا مُعَاذُ؟ إِذَا أَمَمْتَ النَّاسَ، اقْرَأْ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، واقرأ سورة والليل إذا يغشى" 1. قُلْتُ: كَانَ أَبُو الخَطَّابِ مِنْ مَحَاسِن العُلَمَاء، خَيِّراً صَادِقاً، حسنَ الخُلُقِ، حُلْوَ النَّادرَةِ، مِنْ أَذكيَاء الرِّجَال، رَوَى الكَثِيْر، وَطَلَبَ الحَدِيْثَ وَكتبه، وَلابْنِ كُلَيْبٍ مِنْهُ إِجَازَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: درس الفِقْه عَلَى أَبِي يَعْلَى، وَقرَأَ الفَرَائِضَ عَلَى الوَنِّي، وَصَارَ إِمَامَ وَقتِه، وَشيخ عصره، وَصَنَّفَ فِي المَذْهَب وَالأُصُوْل وَالخلاَف وَالشّعرِ الْجيد.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "701"، ومسلم "465"، وأبو داود "790"، والنسائي "2/ 172- 173"، وابن ماجة "986".

إلكيا، الزينبي

إلكيا، الزينبي: 4630- إلْكِيَا 1: العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافعيَة، وَمُدَرِّس النِّظَامِيَة، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ الطبري الهراسي. رَحل، فَتفقَّه بِإِمَام الحَرَمَيْنِ، وَبَرَعَ فِي المَذْهَب وَأُصُوْله، وَقَدِمَ بَغْدَاد، فَولِي النِّظَامِيَة سَنَة "493" وَإِلَى أَنْ مَاتَ. تَخرَّج بِهِ الأَئِمَّة، وَكَانَ أَحَدَ الفصحَاء، وَمِنْ ذَوِي الثروَة وَالحِشْمَة، لَهُ تَصَانِيْف حَسَنَة. حَدَّثَ عَنْ: زَيْدِ بنِ صَالِحٍ الآملِي، وَجَمَاعَة. رَوَى عَنْهُ: سَعْدُ الخَيْرِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَالِبٍ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ. قَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ الفُقَهَاءَ يَقُوْلُوْنَ: كَانَ الجُوَيْنِيّ يقول في تلامذته إذا ناظروا: التحقيق للخوافي، وَالجَرَيَانُ لِلْغزَّالِي، وَالبَيَانُ لِلْكِيَا. مَاتَ إِلكِيَا فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْس مائَة، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً وَشهرَانِ، وَكَانُوا يُلقِّبُونه شَمْسَ الإِسْلاَمِ. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: اتُّهِمَ إِلكيَا مُدَرِّس النِّظَامِيَة بِأَنَّهُ بَاطنِي، فَقَبَضَ عَلَيْهِ السُّلْطَانُ مُحَمَّد، فَشَهِدُوا ببراءة الساحة، فأطلق. قُلْتُ: وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي الرَّدِّ عَلَى مُفردَات الإمام أحمد فلم ينصف فيه. 4631- الزَّيْنَبِي 2: الشَّرِيْفُ الكَبِيْرُ المُعَمَّرُ، شَيْخُ بَنِي هَاشِمٍ، أَبُو يعلى حمزة بن محمد بن علي العباسي، الزَّيْنَبِيّ، أَخُو المُسْنِد أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَالنقيبِ طِرَاد الزَّيْنَبِيّ، وَنُورِ الهدَى. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة. وَحَدَّثَ عَنِ: القَاضِي أَبِي العَلاَءِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الوَاسِطِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَقرَأَ "الفَصِيْحَ" عَلَى النَّحْوِيّ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى الربعِي، وَأَنَا أَتعجَّبُ مِنْ هَذَا! كَيْفَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ بن بِشْرَان، وَأَبِي علي بن شاذان. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَقَالَ: قَالَ لِي: عَوَّل ابْنُ أَبِي الرّيَان الوَزِيْر عَلَى حَمْلِي إِلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ الحمَامِي، فَلَمْ يَتَّفِقْ ذَلِكَ. قُلْتُ: أَرَّخ السَّمْعَانِيّ مَوْلِده، قَالَ: وتوفي سنة أربع وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 167"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 286"، والعبر "4/ 8"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 231"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 201" وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 8". 2 ترجمته في العبر "4/ 8"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 202"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 8".

أخوه: نور الهدى

4632- أخوه: نور الهدى 1: الإِمَامُ القَاضِي، رَئِيْسُ الحَنَفِيَّة، صَدْرُ العِرَاقين، نورُ الهدى, أَبُو طَالِبٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بن حَسَنٍ الزَّيْنَبِيّ الحَنَفِيّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا طَالِبٍ بنَ غَيْلاَنَ، وَأَبَا القَاسِمِ الأَزْهَرِيّ، وَالحَسَن بن المُقْتَدِر، وَأَبَا القَاسِمِ التَّنُوْخِي. وَحَجَّ، فَسَمِعَ "الصَّحِيح" مِنْ كَرِيْمَةَ المَرْوَزِيَّة، وَتَفَرَّد بِهِ عَنْهَا، وَقصَدَهُ النَّاس. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْد الغَافِرِ الكَاشْغَرِي -وَمَاتَ قَبْلَهُ بدهرٍ- وَابْنُ أَخِيْهِ عَلِيّ بنُ طِرَاد، وَهِبَةُ اللهِ الصَّائِن، وَعبدُ المُنْعِم بن كُلَيْبٍ، وَسَمِعَ مِنْهُ "الصَّحِيح" لِلْبُخَارِيِّ، وَقَدْ كَانَ قَرَأَ القُرْآنَ على أبي الحسن بن القزويني الزَّاهِدِ، وَدرَّس مُدَّةً طَوِيْلَةً بِمَدرَسَةِ شَرفِ المُلك، وَتَرَسَّل إِلَى مُلُوْكِ الأَطرَافِ، وَوَلِيَ نَقَابَةَ العَبَّاسِيِّيْنَ وَالطَّالِبيين، ثُمَّ اسْتَعفَى بَعْدَ أشهرٍ، فَوَلِيهَا أَخُوْهُ طرادٌ، وَتَفَقَّهَ عَلَى قَاضِي القُضَاةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّامَغَانِي، وَلِلغزِّي الشَّاعِر فِيْهِ قَصِيدَة مَدحه بِهَا، وَكَانَ مكرماً لِلْغُربَاء، عَارِفاً بِالمَذْهَب، وَافر العظمَة. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، فَالإِخْوَة الأَرْبَعَةُ اتَّفَقَ لَهُم أَن مَاتُوا فِي عَشْرِ المائَةِ، وَهَذَا نَادر. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: أَفْتَى وَدرَّس بِالمدرسَة الَّتِي أَنشَأَهَا شَرفُ المُلكِ أَبُو سَعْدٍ، وَوَلِيَ نِقَابَة العَبَّاسِيِّيْنَ وَالطَّالبيين مَعاً فِي أَوّل سَنَة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، فَبقِي مُدَّةً عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 346"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 201"، والعبر "4/ 27" وتذكرة الحفاظ "4/ ص1249"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 217"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 34".

اسْتَعفَى، وَكَانَ شَرِيْفَ النَّفْس، قوِيّ الدّين، وَافرَ العِلْم، شَيْخَ أَصْحَابِ الرَّأْي فِي وَقته وَزَاهِدَهُم، وفقيه بني العباس وواهبهم، لَهُ الوجَاهَةُ الكَبِيْرَة عِنْد الخُلَفَاء. قَالَ السِّلَفِيّ: سألت شجاعًا الحافظ عن أبي طالب الزيني، فَقَالَ: إِمَامٌ عَالِم مُدَرِّس، مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حنيفة، سمع بمكة من كريمة "الصحيح". وَقَالَ ابْنُ نَاصر: كَانَ سَمَاعُ أَبِي طَالِبٍ صَحِيْحاً، وَكَانَ يُتَّهم بِالاعتزَال، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شيئًا من ذلك. وقال السلفي: وأبو طالب الزيني أَجَلُّ هَاشِمِيٍّ رَأَيْتُهُ فِي حضَرِي وَسفرِي، وَأَكْثَرُهُم عِلْماً، وَأَوفرُهُم عِلْماً، وَيُعَدُّ فِي فُحُوْل النُّظَّار. قُلْتُ: قَدْ وُجِدَ لَهُ سَمَاع مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ قَشِيش سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ الكَرْخِيّ الشَّافِعِيّ الفَقِيْهُ: مَرِضْتُ مرضَةً شَدِيْدَة، فَعَادنِي نُورُ الهدَى، فَجَعَلَ يَدعُو لِي، فَتَبَرَّكتُ بِزِيَارَتِه وَعُوفِيتُ.

شجاع بن فارس

4633- شُجَاع بن فارس 1: ابن حُسَيْنِ بنِ فَارِسِ بنِ حُسَيْنِ بنِ غَرِيْبِ بنِ بَشِيْرٍ، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، الحَافِظُ، المُفِيْدُ، أَبُو غَالِبٍ الذُّهْلِيُّ، السُّهْرَوَرْدِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الحَرِيْمِيُّ، النَّاسخُ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا طَالب بنَ غَيْلاَنَ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ الأَزَجِي، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ المُقْتَدِر، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَأَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُسْلِمَة، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَخَلْقاً كَثِيْراً، إِلَى أَنْ يَنْزِل إِلَى أَصْحَاب عَبْدِ المَلِكِ بن بشران، وَابْن رِيذه، وَكَتَبَ عَنْ أَقرَانه. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَابْنُ ناصر، والسلفي، وعمر بن ظفر، وسلمانبن جروَانَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: نسخ بخطِّه مِنَ التَّفْسِيْر وَالحَدِيْثِ وَالفِقْه مَا لَمْ يَنسخه أَحَدٌ مِنَ الوَرَّاقين، قَالَ لِي عَبْد الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ: دَخَلتُ عَلَيْهِ يَوْماً، فَقَالَ لِي: تَوِّبنِي. قُلْتُ: مَنْ أَي شَيْء؟ قَالَ: كَتَبتُ شعرَ ابْن الحَجَّاجِ بخطِّي سَبْعَ مَرَّاتٍ. قَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ: وَقلَّ بلدٌ يُوجد مِنْ بلاَد الإِسْلاَم إِلاَّ وفيه شيء بخط شجاع الذهلي.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 198"، والمنظم لابن الجوزي "9/ 176"، والعبر "4/ 13"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1052"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 16".

وَكَانَ مُفِيدَ وَقته بِبَغْدَادَ، ثِقَةً، سَدِيدَ السِّيرَة، أَفنَى عُمُره فِي الطَّلَب، وَعَمِلَ مُسَوَّدَةً لِـ "تَارِيخ بَغْدَاد" ذَيْلاً عَلَى "تَارِيخ الخَطِيْب"، فَغسَلَه فِي مرض مَوْته، وُلدَ شُجَاع فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ، وَمَاتَ فِي ثَالِث جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْس مائَة؛ وَقَدْ سَأَله السِّلَفِيّ عَنْ أَحْوَالِ الرِّجَال، وَأَجَابَ وَأَفَاد. قَرَأْتُ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ الخَلاَّلِ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ عَنْهُ. وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ بَدْرَانَ الحُلْوَانِيّ المُقْرِئُ، وَابْنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَالمُؤْتَمَنَ السَّاجِيّ، وَالإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن أَحْمَد الشَّاشِيّ، وَأَبُو المُظَفَّرِ الأَبِيوَرْدِي الشَّاعِر، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ اللّبَانَة شَاعِر الأَنْدَلُس، وَهَادِي بن إِسْمَاعِيْلَ العَلَوِيّ. أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ النَّجَّار "ح". وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ بَلَغْزَا، أَخْبَرَنَا البَهَاءُ عَبْد الرَّحْمَنِ الفَقِيْه، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو السَّعَادَاتِ نَصْرُ اللهِ القَزَّاز، أَخْبَرَنَا شُجَاع بن فَارِس الحَافِظ، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ الإِسكَافُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَيَّاط، زَادَ شُجَاع، فَقَالَ: وَأَبُو سَعْدٍ بنُ السِبْط، وَأَبُو طَالِبٍ العُشَارِي، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ دُوست، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: اجْتَمَع مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ وَمُحَمَّد بن وَاسِعٍ، فَتذَاكرُوا العيشَ، فَقَالَ مَالِكٌ، مَا شَيْء أَفْضَل مِنْ أَنْ يَكُوْنَ لِلرَّجُلِ غلَةٌ يَعيشُ مِنْهَا. فَقَالَ مُحَمَّد: طُوْبَى لِمَنْ وَجد غداء ولم يجد عشاء، ووجد عشا وَلَمْ يَجِدْ غَدَاءً، وَهُوَ عَنِ اللهِ راضٍ، والله عنه راضٍ.

الغسال

4634- الغَسَّال 1: الإِمَامُ المُقْرِئُ النَّحْوِيُّ، أَبُو الخَيْرِ المُبَارَكُ بنُ الحسين بن أحمد الغسَّالُ، البَغْدَادِيُّ، الشَّافِعِيُّ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَثْبَاتِ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الخَلاَّلِ، وَأَبِي جَعْفَرٍ بنِ المُسْلِمَةِ، وَالقَاضِي أَبِي يَعْلَى. وَتَلاَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى: أَبِي بَكْرٍ الخَيَّاط، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ الغُورِيِّ، وَأَبِي عَلِيٍّ غُلاَمِ الهَرَّاسِ، وَعِدَّة. وَتَصدَّر لِلإِقْرَاءِ، وَاشْتُهِرَ، تَلاَ عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْط الخَيَّاط، وَغَيْرهُ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ السِّنْجِيُّ، وَسَعْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَعبدُ المُنْعِم بنُ كُلَيْبٍ، وَآخَرُوْنَ، لَيَّنه شَيْئاً ابْنُ نَاصر. تُوُفِّيَ فِي غُرَّةِ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْس مائَة، وَكَانَ عَالِماً مُجَوِّداً، بَصِيْراً بِاللُّغَةِ.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 190"، والعبر "4/ 21"، وميزان الاعتدال "3/ 430"، ولسان الميزان "5/ 8"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي"4/ 27".

النسيب

4635- النسيب 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ الشَّرِيْفُ النسيبُ، خطيبُ دِمَشْق وشيخها، نَسِيبُ الدَّوْلَة، أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ العَبَّاسِ بنِ الحَسَنِ بنِ العَبَّاسِ بن الحَسَنِ ابْنِ السَّيِّدِ الرَّئِيْسِ أَبِي الجِنِّ حُسَيْنِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ ابنِ سَيِّدِ الهَاشِمِيين جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاقِرِ بنِ عَلِيٍّ زَيْنِ العَابِدِيْنَ ابنِ الشَّهِيْدِ سِبْطُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَيْحَانته أَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِ ابْنِ الإِمَامِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ العَلَوِيُّ، الحَسَنِي، الدِّمَشْقِيّ. كَانَ صدراً مُعَظَّماً، وَسَيِّداً مُحْتَشِماً، وَثِقَة مُحَدِّثاً، وَنبيلاً مُمَدَّحاً، مِنْ أَهْلِ السّنَة وَالجَمَاعَة، وَالأَثرِ وَالرِّوَايَة، كُلُّ أَحَدٍ يُثنِي عَلَيْهِ، انْتخب عَلَيْهِ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ عِشْرِيْنَ جُزْءاً سَمِعْنَاهَا، تُعْرَفُ بِـ "فَوَائِد النَّسِيب"، وَتَجد تَفرِيغه عَلَى أَكْثَر تَوَالِيف الخَطِيْب. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى الأستاد أَبِي عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَغَيْرِهِ. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ ثمان وثلاثين، وبعدها من: أبي الحسن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ سُلْوَانَ المَازِنِيّ، وَرشَأِ بن نَظيف، وَسليْم بن أَيُّوْبَ الفَقِيْه، وَالقَاضِي مُحَمَّد بن سَلاَمَةَ القُضَاعِي، وَكَرِيْمَةَ المَرْوَزِيَّة، وَأَبِي القَاسِمِ الحِنَّائِي، وَوَالِدِهِ مُسْتخص الدَّوْلَة، وَالخَطِيْب، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ بنُ الأَكْفَانِيِّ، وَالخَضِرُ بنُ شِبْلٍ الحَارِثِيُّ، وَعبدُ البَاقِي بن مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ، وَأَبُو المَعَالِي بنُ صَابرٍ، وَأَبُو القاسم ابن عساكر، وَأَخُوْهُ الصَّائِن هِبَةُ اللهِ، وَعِدَّةٌ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ ثِقَةً، مُكْثِراً، لَهُ أُصُوْلٌ بِخُطُوط الوَرَّاقين، وَكَانَ مُتَسِّنناً، وَسَبَبُ تَسنُّنه مُؤَدِّبُهُ أَبُو عِمْرَانَ الصَّقَلِي، وَإِكثَارُهُ مِنْ سَمَاعِ الحَدِيْثِ. إِلَى أَنْ قَالَ: سَمِعَ مِنْهُ شَيْخُهُ عَبْد العَزِيْزِ الكتَانِيُّ، وَأَكْثَرتُ عَنْهُ، وَقَدْ حَكَى لِي أَنَّنِي لما

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 17"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 208"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 23".

وُلِدْتُ سَأَلَ أَبِي: مَا سَمَّيتَه وَكَنَّيْتَه؟ فَقَالَ: أَبُو القَاسِمِ عليّ. فَقَالَ: أَخذتَ اسمِي وَكُنْيَتِي. قَالَ لِي أَبُو القَاسِمِ السُّمَيْسَاطِي، أَوْ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ: إِنَّهُ مَا رَأَى أَحَداً اسْمُهُ عَلِي، وَكُنِي أَبَا القَاسِمِ، إِلاَّ كَانَ طَوِيْلَ العُمُرِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ صَلَّى مرَّة عَلَى جَنَازَة، فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعاً. قَالَ: فَجَاءَ كِتَابُ صَاحِبِ مِصْر إِلَى أَبِيْهِ يُعَاتبه فِي ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُ أَبُوْهُ: لاَ تُصَلِّ بَعْدهَا عَلَى جَنَازَة. قُلْتُ: كَانَ أَصْحَابُ مِصْر رَافِضَّةً. ثُمَّ قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ جِنَازَةٌ عَظِيْمَةٌ، وَأَوْصَى أَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ أَبُو الحَسَنِ الفَقِيْه، وَأَن يُسَنَّم قَبْرُه، وَأَنْ لاَ يَتولاَهُ أَحَدٌ مِنَ الشِّيْعَة، وَحَضَرتُ دفنَه، تُوُفِّيَ فِي الرَّابع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْع الآخِرِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْس مائَة، وَدُفِنَ بِالمَقْبَرَة الفخرِيَة عِنْد المصلَّى. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: المُعَمَّر الصَّالِحُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ فَتحَان الشَّهرزُورِي البَغْدَادِيّ الَّذِي رَوَى مَجْلِساً عَنِ ابْنِ بِشرَانَ، وَلَهُ خَمْسٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَالمُسْنِدُ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَوْلاَنِيّ الأَنْدَلُسِيّ عَنْ تِسْعِيْنَ سَنَةً، وَأَبُو الْوَحْش سُبيعُ بنُ المسلم الدمشقي المقرئ، وابو الخَيْر هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الأَبَرْقُوْهِيّ، وَمُسْنِدُ هَمَذَانَ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ التوبي.

محمد بن طاهر

4636- محمد بن طاهر 1: ابن علي بن أحمد الإِمَامُ الحَافِظُ، الجَوَّال الرّحَالُ، ذُو التَّصَانِيْفِ، أَبُو الفَضْلِ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ بن القَيْسَرَانِيِّ المَقْدِسِيُّ، الأَثرِيُّ، الظَّاهِرِي، الصُّوْفِيّ. وُلِدَ بِبَيْتِ المَقْدِس، فِي شَوَّال، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة. وَسَمِعَ بِالقُدْس ومصر، والحرميين وَالشَّام، وَالجَزِيْرَة وَالعِرَاق، وَأَصْبَهَان وَالجِبَالِ، وَفَارِسَ وَخُرَاسَانَ، وَكَتَبَ مَا لاَ يُوصَفُ كَثْرَةً بِخطِّه السَّرِيع، القوِيّ الرّفِيع، وَصَنَّفَ وَجَمَعَ، وَبَرَعَ فِي هَذَا الشَّأْنِ، وَعُنِيَ بِهِ أَتَمَّ عِنَايَة، وَغَيْرُهُ أَكْثَرُ إِتقَاناً وَتَحرِّياً مِنْهُ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ الحسين بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيّ وَطَبَقَتِهِ بِمَكَّةَ، وَمِنْ سَعْد الزَّنْجَانِي، وَهَيَّاجِ بنِ عُبَيْدٍ. وَسَمِعَ بِالمَدِيْنَةِ: الحسين بن علي الطَّبَرِيّ، وَجَمَاعَة. وَسَمِعَ بِمِصْرَ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ الخلعِي، وَأَبِي إِسْحَاقَ الحبَال، وَعِدَّة. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ من: أبي محمد الصريفيني،

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 177"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 287"، والعبر "4/ 14"، وميزان الاعتدال "3/ 587"، ولسان الميزان "5/ 207"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 18".

وَابْنِ النَّقُّوْرِ، وَعَلِيّ بن البُسْرِيِّ، وَخَلْق، وَبِدِمَشْقَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ، وَعِدَّةٍ. وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعَبْد الوَهَّابِ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَةَ، وَطَبَقَته، وَبجُرْجَان مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ مَسْعَدَةَ الإِسْمَاعِيْلِي، وَببَيْت المَقْدِسِ مِنَ: الفَقِيْه نَصْر، وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنَ: الفَضْل بنِ الْمُحب، وَطَبَقَتِه، وَبِهرَاة مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَسْعُوْدٍ الفَارِسِيّ، وَعبدِ الرَّحْمَن بن عَفِيْف كُلارَ، وَطَائِفَة، وَبِمَرْوَ: مُحَمَّد بن الحَسَنِ المِهْرَبَنْدَقْشَايِي، وَبِالإِسْكَنْدَرِيَّة مِنَ: الحُسَيْن بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّفرَاوِي، وَبِتِنِّيس: عَلِيّ بن الحُسَيْنِ بنِ الحَدَّاد، رَوَى لَهُ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الوَشَّاء عَنْ عِيْسَى زُغبَة، وَبِحَلبَ مِنَ: الحَسَنِ بنِ مَكِّيّ، وَبَالجَزِيْرَة مِنْ: عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مُحَمَّدٍ اليَمنِي صَاحِب أَبِي عُمَرَ بن مَهْدِيٍّ، وَبآمِدَ مِنْ: قَاسم بن أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيّ الخَيَّاط، رَوَى لَهُ عَنِ ابْنِ جِشْنِسَ عَنِ ابْنِ صَاعِد، وَبإِسْتِرَابَاذَ: عَلِيَّ بن عَبْدِ المَلِكِ الْحَفْصِي، وَبِالبَصْرَةِ: عَبْدَ الْملك بن شَغَبَة، وَبَالدِّينَوَرِ: ابْنَ عَبَّاد. وَبَالرَّيّ: إِسْمَاعِيْلَ بنَ عَلِيٍّ، وَبسَرْخَسَ مُحَمَّد بن المُظَفَّر، وَبَشِيْرَازَ عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ الشُّروطِي، وَبقَزْوِيْن مُحَمَّدَ بن إِبْرَاهِيْمَ العِجْلِيّ، وَبِالكُوْفَةِ أَبَا القَاسِمِ حُسَيْنَ بنَ مُحَمَّدٍ، وَبِالمَوْصِلِ هِبَةَ اللهِ بن أَحْمَدَ المُقْرِئَ، وَبِمَرْوَ الرُّوذِ، وَسَاوَة، وَالرَّحبَة، وَالأَنبارِ، وَالأَهوازِ، وَنُوقَان، وَهَمَذَان، وَوَاسطَ، وَأَسَدَابَاذ، وَإِسفرَايين، وَآمُلَ، وَبِسْطَام، وَخُسْرَوْجِرْدَ، وَطُوس. حَدَّثَ عَنْهُ: شِيْرَوَيْه بنُ شهردَار، وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمَذَانِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الغَازِي، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَابْنُ نَاصر، وَالسِّلَفِيّ، وَأَبُو زُرْعَةَ طَاهِرُ بن مُحَمَّدٍ، وَوَلَدُهُ، وَمُحَمَّدُ بن إِسْمَاعِيْلَ الطَّرَسُوسِيّ، وطائفة سواهم. قال أبو القاسم بن عَسَاكِرَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بن مُحَمَّدٍ الحَافِظ يَقُوْلُ: أَحْفَظُ مَنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِر. وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن مَنْدَه: كَانَ ابْنُ طَاهِر أَحَدَ الحُفَّاظِ، حسنَ الاعتقَاد، جَمِيْلَ الطّرِيقَة، صَدُوْقاً، عَالِماً بِالصَّحِيح وَالسَّقيم، كَثِيْرَ التَّصَانِيْف، لاَزماً لِلأَثر. وَقَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ طَاهِر يَقُوْلُ: كَتَبتُ "الصَّحِيْحَيْنِ" وَ"سُنَنَ أَبِي دَاوُدَ" سَبْعَ مَرَّاتٍ بِالأُجرَة، وَكَتَبتُ "سُنَنَ ابْنِ مَاجَه" عشر مَرَّات بِالرَّيِّ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَأَلْتُ الفَقِيْه أَبَا الحَسَنِ الكَرْجِيّ عَنِ ابْنِ طَاهِرٍ، فَقَالَ: مَا كَانَ عَلَى وَجه الأَرْض لَهُ نظيرٌ، وَكَانَ دَاوُدي المَذْهَب، قَالَ لِي: اخْترتُ مَذْهَبَ دَاوُد. قُلْتُ: وَلِمَ? قَالَ: كَذَا اتَّفَقَ، فَسَأَلتُهُ: مَنْ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيْتَ? فَقَالَ: سَعْدُ بنُ عَلِيٍّ الزَّنجَانِي، وَعَبْدُ اللهِ بن محمد الأنصاري.

قَالَ أَبُو مَسْعُوْدٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ الحَاجِي: سَمِعْتُ ابْنَ طَاهِر يَقُوْلُ: بُلْتُ الدَّم فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ مرَّتين، مرَّة بِبَغْدَادَ، وَأُخْرَى بِمَكَّةَ، كُنْتُ أَمْشِي حَافِياً فِي الحرِّ، فَلحقنِي ذَلِكَ، وَمَا رَكبتُ دَابَّة قَطُّ فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ، وَكُنْت أَحْمِلُ كُتُبِي عَلَى ظهريٍ، وَمَا سَأَلتُ فِي حَال الطَّلَب أَحَداً، كُنْت أَعيشُ عَلَى مَا يَأْتِي. وَقِيْلَ: كَانَ يَمْشِي دَائِماً فِي اليَوْمِ والليلة عشرين فرسخًا، وكان قادرًا عَلَى ذَلِكَ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الدَّقَّاق فِي "رِسَالَتِهِ"، فَحطَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: كَانَ صُوْفِيّاً مَلاَمتيّاً، سكنَ الرَّيَّ، ثُمَّ هَمَذَان، لَهُ كِتَاب "صَفوَةِ التَّصَوُّفِ"، وَلَهُ أَدْنَى مَعْرِفَة بِالحَدِيْثِ فِي بَابِ شُيُوْخِ البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ وَغَيْرِهِمَا. قُلْتُ: يَا ذَا الرَّجُل، أَقْصِرْ، فَابْنُ طَاهِرٍ أَحْفَظُ مِنْكَ بِكَثِيْر. ثُمَّ قَالَ: وَذُكِرَ لِي عَنْهُ الإِباحَةِ. قُلْتُ: مَا تَعْنِي بِالإِباحَةِ? إِن أَردتَ بِهَا الإِباحَة المطلقَة، فَحَاشَا ابْن طَاهِر، هُوَ _ وَاللهِ _ مُسْلِمٌ أَثرِيٌّ، مُعَظِّمٌ لِحُرُمَاتِ الدِّينِ، وَإِنْ أَخْطَأَ أَوْ شَذَّ، وَإِن عَنِيتَ إِباحَةً خَاصَّةً، كَإِباحَةِ السَّمَاعِ، وَإِباحَةِ النَّظَر إِلَى المُرْدِ، فَهَذِهِ مَعصيَةٌ، وَقول لِلظَاهِرِيَة بِإِباحتهَا مَرْجُوح. قَالَ ابْنُ نَاصر: مُحَمَّدُ بنُ طَاهِر لاَ يُحْتَجُّ بِهِ، صَنَّفَ فِي جَوَازِ النَّظَر إِلَى المُرد، وَكَانَ يَذْهَبُ مَذْهَبَ الإِباحَةِ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَأَلْتُ إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ الحَافِظ عَنِ ابْنِ طَاهِرٍ، فَتَوقَّف، ثُمَّ أَسَاء الثَّنَاءَ عَلَيْهِ، وَسَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ بنَ عساكر يقول: جَمَعَ ابْنُ طَاهِرٍ أَطرَاف "الصَّحِيْحَيْنِ" وَأَبِي دَاوُدَ، وَأَبِي عِيْسَى، وَالنَّسَائِيّ، وَابْن مَاجَه، فَأَخْطَأَ فِي مَوَاضِعَ خَطَأً فَاحشاً. وَقَالَ ابْنُ نَاصر: كَانَ لُحَنَةً وَيُصَحِّف، قَرَأَ مرَّة: وَإِن جَبِينَه لَيَتَفَصَّدُ عَرَقاً1 -بِالقَافِ- فَقُلْتُ: بِالفَاء، فَكَابَرَنِي. وَقَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ فَاضِلاً يَعْرِفُ، لَكنَّه لُحَنَة، قَالَ لِي المُؤتَمَنُ السَّاجِيّ: كَانَ يَقرَأُ، وَيَلْحَنُ عِنْد شَيْخُ الإِسْلاَمِ بِهَرَاةَ، فَكَانَ الشَّيْخُ يُحرِّكُ رَأْسَه، وَيَقُوْلُ: لا حول ولا قوة إلَّا بالله.

_ 1 هي قطعة من حديث رواه البخاري "2" من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن الحارث بن هشام -رضي الله عنه- سَأَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقًا".

وَقَالَ شِيْرَوَيْه بنُ شَهردَارَ فِي "تَارِيخ هَمَذَانَ": ابْنُ طَاهِر سَكَنَ هَمَذَانَ، وَبَنَى بِهَا دَاراً، دَخَلَ الشَّامَ، وَالحِجَاز، وَمِصْر، وَالعِرَاق, وَخُرَاسَان، وَكَتَبَ عَنْ عَامَّةِ مَشَايِخ الوَقْتِ، وَرَوَى عَنْهُم، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً، حَافِظاً، عَالِماً بِالصَّحِيح وَالسَّقيم، حَسنَ المَعْرِفَة بِالرِّجَال وَالمُتُوْنِ، كَثِيْرَ التَّصَانِيْفِ، جَيِّدَ الخَطِّ، لاَزِماً لِلأَثرِ، بَعِيداً مِنَ الفُضُولِ وَالتَّعصُّب، خَفِيفَ الرُّوحِ، قَوِيَّ السَّيرِ فِي السَّفَرِ، كَثِيْرَ الحَجّ وَالعُمْرَةِ، مَاتَ بِبَغْدَادَ مُنْصَرِفاً مِنَ الحَجّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْتُ بِخَطِّ شُجَاعٍ الذُّهْلِيّ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرِ بن عَلِيٍّ المَقْدِسِيُّ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بن مُحَمَّدٍ المَحْمِي بِنَيْسَابُوْرَ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. أَنبَؤُونَا عَنْ شِهَاب الحَاتِمِي، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، سَمِعْتُ مِنْ أَثِقُ بِهِ يَقُوْلُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ الهَرَوِيّ: يَنْبَغِي لِصَاحِبِ الحَدِيْثِ أَنْ يَكُوْنَ سَرِيعَ القِرَاءة، سرِيعَ النَّسخ، سرِيعَ المشِي، وَقَدْ جَمَعَ اللهُ هَذِهِ الخِصَالَ فِي هَذَا الشَّابّ، وَأَشَارَ إِلَى ابْنِ طَاهِرٍ، وَكَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ. وَبِهِ قَالَ السَّمْعَانِيّ: وَسَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ السَّاوِي يَقُوْلُ: كُنْتُ بِالمَدِيْنَةِ مَعَ ابْنِ طَاهِرٍ، فَقَالَ: لاَ أَعْرِفُ أَحَداً أَعْلَم بِنَسَبِ هَذَا السَّيِّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي، وَآثَارِهِ وَأَحْوَالِهِ. وَسَمِعْتُ بَعضَهُم يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ طَاهِرٍ يَمْشِي فِي ليلةٍ وَاحِدَةٍ قَرِيْباً مِنْ سَبْعَةَ عَشَرَ فَرْسَخاً. أَنبَؤُونَا عَنْ عَبْدِ القَادِرِ الرُّهَاوِيِّ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحِيْم بنَ أَبِي الوَفَاءِ العَدْلَ، سَمِعْتُ ابْنَ طَاهِرٍ الحَافِظ يَقُوْلُ: رحلتُ مِنْ طُوْس إِلَى أَصْبَهَانَ لأَجْلِ حَدِيْث أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيّ الَّذِي أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ1 عَنْهُ ذَاكرنِي بِهِ بَعْضُ الرّحَالَة بِاللَّيْلِ، فَلَمَّا أَصْبَحتُ، سرتُ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَلَمْ أَحْلُلْ عَنِّي حَتَّى دَخَلتُ عَلَى الشَّيْخ أَبِي عَمْرٍو، فَقرَأْتُهُ عه، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ القَطَّان، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، وَدَفَعَ إِلَيَّ ثَلاَثَةَ أرغفةٍ وَكُمَّثْرَاتَيْنِ، فَمَا كَانَ لِي قوتٌ تِلْكَ اللَّيْلَة غَيْره، ثُمَّ لَزِمتُهُ إِلَى أَنْ حصَّلت مَا أُرِيْدُ، ثُمَّ خَرَجتُ إِلَى بَغْدَادَ، فَلَمَّا عُدْتُ، كَانَ قَدْ تُوُفِّيَ. قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: كُنْت يَوْماً أَقرَأُ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الحَبَّالِ جُزْءاً، فَجَاءنِي رجلٌ مِنْ أهل

_ 1 وهو الحديث الذي رواه مسلم "2739" حدثنا عبيد الله بن عبد الكريم، أبو زرعة، حدثنا ابن بكير حدثني يَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ عبد الله بن عمر قال: كان من دعاء رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك".

بَلَدِي، وَأَسَرَّ إِلَيَّ كَلاَماً قَالَ فِيْهِ: إِن أَخَاك قَدْ وَصل مِنَ الشَّام، وَذَلِكَ بَعْدَ دُخُوْل التّرْك بَيْتَ المَقْدِسِ، وَقتلَ النَّاس بِهَا، فَأَخَذتُ فِي القِرَاءةِ، فَاختلطت عليَّ السُّطورُ، وَلَمْ يُمكنِي أَقرَأُ، فَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: مَا لَكَ? قُلْتُ: خَيْر، قَالَ: لاَ بُدَّ أَنْ تُخبرنِي، فَأَخْبَرتُه، فَقَالَ: وَكم لَكَ لَمْ تَرَ أَخَاك? قال: سِنِيْنَ، قَالَ: وَلِمَ لاَ تَذْهَبُ إِلَيْهِ? قُلْتُ: حَتَّى أُتِمَّ الجُزْء، قَالَ: مَا أَعْظَم حرصَكم يَا أَهْلَ الحَدِيْث، قَدْ تَمَّ المَجْلِس، وَصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ، وَانْصَرَفَ. وَأَقَمْتُ بِتنِّيسَ مُدَّةً عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الحَدَّادِ وَنُظَرَائِهِ، فَضَاق بِي، فَلَمْ يَبْقَ مَعِي غَيْرُ دِرْهَمٍ، وَكُنْت أَحتَاج إِلَى حبرٍ وَكَاغَدَ، فَترددت فِي صرفه فِي الحَبْر أَوِ الكَاغد أَوِ الْخبز، وَمَضَى عَلَى هَذَا ثَلاَثَةُ أَيَّام لَمْ أَطْعَمْ فِيْهَا، فَلَمَّا كَانَ بكرَةَ اليَوْم الرَّابع، قُلْتُ فِي نَفْسِي: لَوْ كَانَ لِي اليَوْم كَاغَدَ، لَمْ يُمكنِي أَنْ أَكْتُب مِنَ الجُوع، فَجَعَلت الدِّرْهَم فِي فَمِي، وَخَرَجتُ لأَشْتَرِي خُبزاً، فَبلعتُهُ، وَوَقَعَ عليّ الضَّحكُ، فَلقينِي صديقٌ وَأَنَا أَضحك، فَقَالَ: مَا أَضحكك? قُلْتُ: خَيْر، فَأَلَحَّ عَلِيَّ، وَأَبِيْتُ أَنْ أُخْبِرَهُ، فَحَلَفَ بِالطَّلاَق لَتَصْدُقَنِّي، فَأَخْبَرتُهُ، فَأَدخلنِي مَنْزِلَه، وَتَكَلَّفَ أَطعمَةً، فَلَمَّا خَرَجْنَا لِصَلاَةِ الظُّهْرِ، اجْتَمَع بِهِ بَعْضُ وُكلاَء عَامِل تِنِّيس ابْن قَادوس، فَسَأَلَهُ عَنِّي، فَقَالَ: هُوَ هَذَا، قَالَ: إِنَّ صَاحِبِي مُنْذُ شَهرٍ أَمر بِي أَنْ أُوصِلَ إِلَيْهِ كُلَّ يومٍ عَشْرَةَ دَرَاهمَ قِيمتُهَا ربعُ دِيْنَار، وَسهوتُ عَنْهُ، فَأَخَذَ مِنْهُ ثَلاَث مائة، وجاء بها. قال: وَكُنْت بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ القَائِم بِأَمر الله، وَبُوْيِع لِلمقتدي بِأَمر الله، فَلَمَّا كَانَ عَشِيَّة اليَوْم، دخلنَا عَلَى أَبِي إِسْحَاق الشِّيرَازِي، وَسَأَلْنَاهُ عَنِ البَيْعَة، كَيْفَ كَانَتْ? فَحكَى لَنَا مَا جرَى، وَنظر إِلَيَّ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُخْتَطٌّ، فَقَالَ: هُوَ أَشْبَه النَّاس بِهَذَا، وَكَانَ مَوْلِدُ الْمُقْتَدِي فِي عَام مَوْلِدي، وَأَنَا أَصْغَرُ مِنْهُ بِأَرْبَعَة أَشْهُرٍ، وَأَوّلُ مَا سَمِعْتُ مِنَ الفَقِيْه نَصْر فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَرحلتُ إِلَى بَغْدَادَ سَنَة سبعٍ، ثُمَّ رَجَعتُ، وَأَحرمتُ مِنْ بَيْت المَقْدِسِ إِلَى مَكَّةَ. قُلْتُ: قَدْ كتب ابْنُ طَاهِر عَنِ ابْنِ هَزَارْمَرْدَ الصَّرِيفِيْنِي، وَبِيْبَى الهَرْثَمِيَّة، وَهَذِهِ الطَّبَقَة، ثُمَّ كتب عَنْ أَصْحَابِ هِلاَل الحَفَّار، ثُمَّ نَزل إِلَى أَصْحَاب أَبِي نُعَيْمٍ، إِلَى أَنْ كتب عَنْ أَصْحَابِ الجَوْهَرِيّ، بِحَيْثُ إِنَّهُ كتب عَنْ تِلْمِيْذه أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيّ، وَسَمِعَ وَلده أَبَا زُرْعَةَ المَقْدِسِيّ مِنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ المقومِي، وَعبدوس بن عَبْدِ اللهِ، وَالدُّوْنِي، وَخَلْق، وَطَال عُمُرُ أَبِي زُرْعَةَ، وَرَوَى الكَثِيْرَ وَبَعُد صِيتُه. أُنْبِئتُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّرَسُوسِيّ عَنِ ابْنِ طَاهِر قَالَ: لَوْ أَنَّ مُحَدِّثاً مِنْ سَائِر الفِرَق أَرَادَ أَنْ يَرْوِيَ حَدِيْثاً وَاحِداً بِإِسْنَاد إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوَافِقهُ الكُلُّ فِي عَقده، لَمْ يَسلم له ذلك،

وَأَدَّى إِلَى انْقطَاع الزوَائِد رَأْساً، فَكَانَ اعتِمَادُهُم فِي العَدَالَة عَلَى صِحَّة السَّمَاع وَالثِّقَة مِنَ الَّذِي يُرْوَى عَنْهُ، وَأَنْ يَكُوْنَ عَاقِلاً مُمَيِّزاً. قُلْتُ: العُمدَةُ فِي ذَلِكَ صِدقُ المُسْلِم الرَّاوِي، فَإِنْ كَانَ ذَا بدعَةٍ أُخِذَ عَنْهُ، وَالإِعرَاضُ عَنْهُ أَوْلَى، وَلاَ يَنْبَغِي الأَخذُ عَنْ مَعْرُوف بِكَبِيْرَة، وَاللهُ أَعْلَمُ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ فِي كِتَابِهِ، عَنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الطَّرَسُوسِيّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ طَاهِر، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِمَكَّةَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِرَاس، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الرَّبِيْعِ الجِيْزِي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي رُومَانَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ قَالَ ابْنُ طَاهِر: وَأَخْبَرَنَا الفَضْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُفَسِّرُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ الخَفَّاف، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الحَنْظَلِيّ، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ المُعَلِّم، عَنْ بُديل بن مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي الجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَفْتِحُ صَلاَتَهُ بِالتَّكْبِيْرِ وَالقِرَاءة بِالحَمْدِ للهِ رَبِّ العَالِمِين، وَكَانَ إِذَا رَكَعَ لَمْ يُشْخِصْ رَأْسَهُ، وَلَمْ يُصَوِّبْهُ، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوْع، اسْتَوَى قَائِماً، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ، لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ جَالِساً، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عَقِبِ الشَّيْطَانِ، وَكَانَ يَفْرُشُ رِجْلَهُ اليُسْرَى، وَيَنْصِبُ رِجْلَهُ اليُمْنَى، وَكَانَ يَكره أَنْ يَفترشَ ذِرَاعَيْه افْترَاشَ الكَلْبِ، وَكَانَ يَخْتِمُ الصَّلاَة بِالتَّسْلِيمِ، وَكَانَ يَقرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ التَّحِيَّةَ1. وَقَرَأْنَاهُ عَلَى أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ أَبِي سَعْدٍ، أخبرنا وجيه ابن طَاهِر، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، أَخْبَرَنَا الخَفَّاف، فذكره. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِق، وَصَالِحٌ الفَرَضِيّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الحَنْبَلِيّ"ح"، وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ هَذَا، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ الحَافِظُ سَنَة سِتٍّ وَخَمْس مائَة، أَخْبَرَنَا قَاسم بن أَحْمَدَ بآمِد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جِشْنِس، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ العَدَوِيّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَبُو هُرْمُز، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَلَيْكُم بِرَكْعَتَي الفَجْرِ، فَإِنَّ فِيْهِمَا الرَّغَائِبَ"2. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَنشدنَا والدي لنفسه:

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "498"، وأبو داود "783"، وابن ماجه "812". 2 ضعيف جدًا: أفته نافع أبو هرمز، قال أبو حاتم: متروك. وكذبه ابن معين.

يَا مَنْ يُدِلُّ بِقَدِّهِ ... وَبِخَدِّهِ وَالمُقْلَتَيْنِ وَيَصُوْلُ بِالصُّدْغِ المُعَقْ ... رَبِ شِبْهَ لامٍ فَوْقَ عَيْنِ ارْحَمْ فَدَيْتُكَ مُدْنِفاً ... وَسْطَ الفَلاَةِ صَرِيْعَ بَيْنِ قَتَلَتْهُ أَسْهُمُكَ الَّتِي ... مِنْ تَحْتِ قَوْسِ الحَاجِبَيْنِ الله ما بين الفر ... اق وبين من أهوى وبيني وَلَهُ: أَضْحَى العَذُوْلُ يَلُوْمُنِي فِي حُبِّهِم ... فَأَجَبْتُهُ وَالنَّارُ حَشْوُ فُؤَادِي يَا عَاذلِي لَوْ بِتُّ مُحْتَرِقَ الحَشَا ... لَعَرَفْتَ كَيْفَ تَفَتَّتُ الأَكْبَادِ صَدَّ الحَبِيْبُ وَغَابَ عَنْ عَيْنِي الكَرَى ... فَكَأَنَّمَا كَانَا عَلَى مِيْعَادِ وَلَهُ: سَارُوا بِهَا كَالبَدْرِ فِي هودجٍ ... يَمِيسُ مَحْفُوَفاً بِأَتْرَابِهِ فَاسْتَعْبَرَتْ تَبْكِي فَعَاتَبْتُهَا ... خَوَفاً مِنَ الوَاشِي وَأَصْحَابِهِ فَقُلْتُ لاَ تَبْكِي عَلَى هالكٍ ... بَعْدَكِ لَنْ يَبْقَى عَلَى مَا بِهِ لِلْمَوْتِ أبوابٌ وَكُلُّ الوَرَى ... لاَ بُدَّ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ بَابِهِ وَأَحْسَنُ المَوْتِ بِأَهْلِ الهَوَى ... مَنْ مَاتَ مِنْ فُرْقَةِ أَحْبَابِهِ ابْنُ النَّجَّار: أَنْبَأَنَا ذَاكر، عَنْ شُجَاع الذُّهْلِيّ قَالَ: مات ابن طاهر عند قدومه مِنَ الحَجّ فِي يَوْمَ الجُمُعَةِ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيتَا من شهر روى عنه، سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ، قَالَ: وَقَرَأْتُ فِي كِتَاب عَبْدِ اللهِ بن أَبِي بَكْرٍ بنِ الخَاضِبَة أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي ضُحَى يَوْمَ الخَمِيْسِ، العِشْرِيْنَ مِنَ الشَّهْر، وَلَهُ حجَات كَثِيْرَة عَلَى قَدَمَيْهِ، وَكَانَ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِعِلْم التَّصَوُّف وَأَنْوَاعه، متفنناً فِيْهِ، ظرِيفاً مطبوعاً، لَهُ تَصَانِيْفُ حَسَنَةٌ مُفِيدَةٌ فِي علم الحَدِيْثِ، رَحِمَهُ اللهُ.

تاج الإسلام، ابن اللبانة

تاج الإسلام، ابن اللبانة: 4637- تاج الإسلام 1: العلامة الحافظ الأوحد، أبو بكر محمد بن الإمام الكبير أَبِي المُظَفَّرِ مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ التَّمِيْمِيّ, السَّمْعَانِيّ، الخُرَاسَانِيّ, المَرْوَزِيّ، وَالِد سَيِّدِ الحُفَّاظ أَبِي سَعْدٍ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الخَيْرِ مُحَمَّد بن أَبِي عِمْرَانَ الصَّفَّار "صَحِيْح البُخَارِيِّ" حُضُوْراً، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ, وَأَبِي القَاسِمِ الزَّاهرِي، وَعَبْدِ اللهِ بن أَحْمَدَ الطَّاهرِي، وَأَبِي الفَتْحِ عُبيد الله الهَاشِمِيّ، وَارْتَحَلَ، فَسَمِعَ بِنَيْسَابُوْرَ مِنْ علي بن أحمد بن الأخرم، ونصر الله بن أَحْمَدَ الخُشنَامِي، وَعبدِ الوَاحِد بن أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، وَطَائِفَة، وَدَخَلَ بَغْدَادَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ، فَسَمِعَ مِنْ: ثَابِت بن بُنْدَار، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْد السَّلاَمِ الأَنْصَارِيّ، وَعِدَّة، وَبِالكُوْفَةِ مِنْ: أَبِي البقَاء الحبَّال، وَبِمَكَّةَ، وَالمَدِيْنَة، وَوعظ بِبَغْدَادَ مُدَّةً بِالنِّظَامِيَة، وَقرَأَ "تَارِيخَ الخَطِيْب" عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الآبَنُوْسِي، وَسَمِعَ بِهَمَذَانَ مِنْ: أَبِي غَالِبٍ العَدْل، وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ حَفِيْدِ ابْنِ مَرْدَوَيْه، وَأَبِي الفَتْحِ الحَدَّادِ. قَالَ وَلَدُهُ: ثُمَّ ارْتَحَلَ سَنَة تِسْعٍ وَخَمْس مائَة بِي وَبِأَخِي، فَأَسْمَعَنَا مِنَ الشِّيروِي، وَغَيْرهِ، وَأَملَى مائَة وَأَرْبَعِيْنَ مَجْلِساً بِجَامِعِ مَرْوَ، كُلُّ مَنْ رَآهَا، اعترف له أَنَّهُ لَمْ يُسْبَقْ إِلَى مِثْلِهَا، وَكَانَ يَرْوِي في الوعظ الأحاديث بِأَسَانِيْدِهِ، وَقَدْ طلب مرَّةً لِلَّذِيْن يَقْرَؤُونَ فِي مَجْلِسِهِ، فَجَاءَه لَهُم أَلفُ دِيْنَارٍ مِنْ أَهْلِ المَجْلِس. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ, سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْس مائَة, عَنْ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَأَبُو الفُتُوْح الطَّائِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّنْجِيُّ، وآخرون. 4638- ابن اللبَّانة 2: شَاعِرُ الأَنْدَلُسِ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بن محمد اللخمي, الداني، صَاحِبُ "الدِّيْوَان"، وَالتَّصَانِيْف الأَدبيَة، مدح الْملك ابْنَ عباد، وان صُمَادِح، وَكَانَ مُحْتَشِماً، كَبِيْرَ القَدْرِ. تُوُفِّيَ بِمَيُورقَة, سنة سبع وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 140" واللباب لابن الأثير "3/ 139"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 188"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 210"، والعبر "4/ 22"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1068"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 5"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 29". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 39"، وفوات والوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "4/ 27"، والعبر "4/ 15"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 20".

محمود بن الفضل، ظريف بن محمد

محمود بن الفضل، ظريف بن محمد: 4639- محمود بن الفضل 1: ابن محمود بن عبد الواحد، الإِمَامُ الحَافِظُ، مُفِيدُ الطَّلبَةِ بِبَغْدَادَ، أَبُو نَصْرٍ الأَصْبَهَانِيّ الصَّبَّاغُ. سَمِعَ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن مَنْدَه، وَأَخَاهُ عَبْد الوَهَّابِ ابْنَيْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَه، وَأَبَا الفَضْل البُزَانِي، وَأَبَا بَكْرٍ بن ماجه، وعائشة بنت الحسين الوَرْكَانِيَة، وَبِبَغْدَادَ رزق الله التَّمِيْمِيّ، وَطِرَاداً الزَّيْنَبِيَّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً، حَتَّى إِنَّهُ كتب عَنْ أَصْحَابِ الصَّرِيفِيْنِي، وَعَلِيِّ بنِ البُسْرِيِّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ نَاصِر، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْد السَّلاَمِ، وَالمُبَارَكُ بنُ كَامِلٍ، وَالسِّلَفِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ شِيْرَوَيْه الدَّيلمِي: قَدِمَ عَلَيْنَا هَمَذَان سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْس مائَة، وَكَانَ حَافِظاً ثِقَة، يُحْسِنُ هَذَا الشَّأْنَ، حسنَ السِّيْرَةِ، عَارِفاً بِالأَسْمَاء وَالنَّسَبِ، مُفِيداً لِطلبَة العِلْم. وَقَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ رفِيقنَا مَحْمُوْدُ بنُ الفَضْلِ يَطلُب الحَدِيْث، وَيَكْتُبُ العَالِي وَالنَّازِلَ، فَعَاتَبتُهُ فِي كَتْبِهِ النَّازِلَ، فَقَالَ: وَاللهِ إِذَا رَأَيْتُ سَمَاعَ هَؤُلاَءِ لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَترُكَه، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ مَوْتِه، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: غَفَر لِي بِهَذَا، وَأَخْرَج مِنْ كُمِّه جُزْءاً. قُلْتُ: مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة اثْنَتَيْنِ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، مِنْ أَبْنَاءِ السِّتِّيْنَ. 4640- ظَرِيفُ بن محمد: ابن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَحْمَدَ بنِ شَاذَانَ، العَالِمُ الرّحَالُ، أَبُو الحَسَنِ الحِيْرِيّ، النَّيْسَابُوْرِيّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا حَفْصٍ بنَ مَسْرُوْر، وَأَبَا عُثْمَانَ الصَّابونِي، وَأَبَا عَامِرٍ الحَسَنَ بنَ مُحَمَّدٍ، وَأَبَا مَسْعُوْد أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ البَجَلِيّ، وَأَبَا سَعْد الطَّبِيْب. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو شُجَاعٍ البِسْطَامِي، وَأَبُو المُعَمَّر الأَزَجِي، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَشُهْدَةُ الكَاتِبَة، وَعَبدُ المُنْعِم بن الفُرَاوِي، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الْخلّ، وآخرون. قَدِمَ بَغْدَاد لِلْحَجِّ، وَحَدَّثَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ ثِقَةً، مَأْمُوْناً، حَسَنَ السِّيْرَةِ، جَمِيْلَ الطّرِيقَة، مِنْ أَوْلاَد المُحَدِّثِيْنَ. وَقَالَ عبدُ الغَافِر: ثِقَةٌ, أَمِيْن، عِنْدَهُ سَمَاعُ "الإِكليلِ" لِلْحَاكِمِ، وَ"المُسْتَدرَكِ". تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ, سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وخمس مائة بنيسابور، وله ثمان وثمانون سنة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 202"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1058".

ابن سكرة

4641- ابن سُكَّرة 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ القَاضِي أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فِيرّه بن حَيُّونَ بن سُكَّرَة الصَّدفِي الأَنْدَلُسِيّ, السَّرَقُسْطِي. رَوَى عَنْ: أَبِي الوَلِيْدِ البَاجِي، وَمُحَمَّدِ بنِ سَعدُوْنَ القَروِي، وَحَجَّ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ، وَدَخَلَ عَلَى أَبِي إسحاق الحبال، وهو مَمْنُوْعٌ مِنَ التَّحْدِيْثِ كَمَا مرّ. وَسَمِعَ بِالبَصْرَةِ من: عبد الملك ابن شَغَبَة، وَجَعْفَرِ بن مُحَمَّدٍ العبَّادَانِي، وَبَالأَنبارِ مِنْ: خَطيبِهَا أَبِي الحَسَنِ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ: عَلِيِّ بنِ قُرَيْش، وَعَاصِم الأَدِيْب، وَمَالِك البَانِيَاسِيّ. وَبِوَاسِط مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ عبد السَّلاَّم بن أُحمولَةَ، وَحَمَلَ "التَّعليقَة" عَنْ أَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيّ. وَأَخَذَ بِدِمَشْقَ عَنِ: الفَقِيْه نَصْر، وَرَجَعَ بعلمٍ جَمٍ، وَبَرَعَ فِي الحَدِيْثِ مَتْناً وَإِسْنَاداً مَعَ حُسن الخطّ وَالضَّبط، وَحُسنِ التَّأْلِيف، وَالفِقْه وَالأَدب مَعَ الدّين وَالخَيْر وَالتَّوَاضع. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: هُوَ أَجْلُّ مَنْ كَتَبَ إِلَيَّ بِالإِجَازَةِ. وَخَرَّج لَهُ القَاضِي عِيَاض "مشيخَةً"، وَأَكْثَرَ عَنْهُ. وَأُكْرِهَ عَلَى القَضَاءِ، فَوَلِيَهُ بِمُرسيَة، ثُمَّ اخْتفَى حَتَّى أُعفِي. وَتَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى: ابْنِ خَيْرُوْنَ، وَرِزقِ الله، كتب عَنْهُ شَيْخُهُ الفَقِيْه نَصْرٌ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ، وَرَوَى عَنْهُ: ابْنُ صَابر، وَالقَاضِي مُحَمَّد بن يَحْيَى الزَّكوِي، وَالقَاضِي عِيَاض، فَرَوَى عَنْهُ "صَحِيْح مُسْلِم"، أخبرنا به أحمد ابن دلهاث العذري. استُشْهِدَ أَبُو عَلِيٍّ فِي ملحمَة قُتَنْدَة فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَهُوَ مِنْ أَبْنَاءِ السِّتِّيْنَ، وَكَانَتْ معيشتُهُ مِنْ بضَاعَة لَهُ مَعَ ثِقَات إِخْوَانِهِ، وَخَلَّفَ كُتُباً نَفِيْسَةً، وَأُصُوْلاً مُتْقَنَةً تَدُلُّ عَلَى حِفْظِهِ وَبَرَاعَتِهِ. وَتَلاَ أَيْضاً عَلَى: الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُبَشِّرٍ صَاحِب أَبِي عَمْرٍو الدَّانِي، وَمَوْلِدُهُ فِي نَحْو سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ ذَا دينٍ وَورعٍ وَصُوْنٍ، وإكبابٍ عَلَى العِلْم، وَيدٍ طُولَى فِي الفِقْه، لاَزم أَبَا بَكْرٍ الشاشي خمس سنين حتى علق عند "تَعلِيقَته" الكُبْرَى فِي مَسَائِل الخلاَف، ثُمَّ اسْتَوْطَنَ مُرسيَة، وَتَصدَّر لنشر الكِتَاب وَالسّنَة، وَتَنَافس الأَئِمَّةُ فِي الإِكثَار عَنْهُ، وَبَعُدَ صِيتُه، وَلَمَّا عَزلَ نَفْسَه مِنَ القَضَاءِ، وَردتْ كُتُبُ السُّلْطَانِ عَلِيّ بن يُوْسُفَ بنِ تَاشفِيْن بِرُجُوْعه إِلَى القَضَاء، وَهُوَ يَأْبَى، وَبَقِيَ ذَلِكَ أَشْهُراً حَتَّى كتب الطُّلاَب وَالرَّحَّالُوْنَ كِتَاباً يَشكُوْن فِيْهِ إِلَى أَمِيْرِ المؤمنين بن تاشفين حالهم ونفاذ نَفقَاتِهِم، وَانقطَاعَ أَمْوَالِهِم، فَسعَى لَهُ قَاضِي الجَمَاعَة عِنْدَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، وَبَيَّنَ لَهُ وَجْهَ عُذْرِهِ، فَسَكَتَ عَنْهُ. قَالَ القَاضِي عِيَاض: لَقَدْ حَدَّثَنِي الفَقِيْهُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ جَعْفَرٍ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظ قَالَ لَهُ: خُذِ الصَّحِيحَ، فَاذكُرْ أَيَّ متنٍ شِئْتَ مِنْهُ، أَذْكُرْ لَكَ سَنَدَه، أَوْ أَيَّ سندٍ، أَذْكُرْ لَكَ مَتْنَه.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 144"، والعبر "4/ 32"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1059"، والديباج المذهب لابن فرحون المالكي "1/ 3301"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 43".

النهاوندي، ابن مرزوق

النهاوندي، ابن مرزوق: 4642- النُّهاوَندي 1: القَاضِي العَلاَّمَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ نَصْرِ بن المُرهف النُّهَاوَنديُّ، ثُمَّ الأَيْدَبْنِيُّ _ وَأَيْدَبْنُ: من قرى ديار بكر _ الشافعي، قاضي نُهَاوَنْد مُدَّةً طَوِيْلَة. سَمِعَ مِنْ: أَبِي طَاهِر مُحَمَّد بن هِبَةِ اللهِ المَوْصِلِيّ بآمِد، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَاد، وَبَرَعَ فِي الفِقْه عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِي، وَأَحكم الأُصُوْلَ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَالقَاضِي أَبِي يَعْلَى، وَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب. حَدَّثَ عَنْهُ: الحُسَيْنُ بن خُسْرو، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ البَاجِسْرَائِي، وَغَيْرهُم. قَالَ السِّلَفِيّ: قَالَ لِي: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَاب أَبِي إِسْحَاقَ، وَوَلِيَ قَضَاءَ نُهَاوَنْد مُدَّةً مديدَةً، وَلَمْ يَكُنْ يُقيم بِهَا. وَقَالَ المُبَارَكُ بنُ كَامِلٍ الخَفَّاف: مَاتَ بِنَهَاوَنْد فِي مُحرَّمٍ, سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْس مائَة. 4643- ابْنُ مَرْزُوْقٍ 2: الحَافِظُ المُفِيْدُ الرّحَّالُ، أَبُو الخَيْرِ عَبْدُ اللهِ بنُ مَرْزُوْق الأَصَمّ الهَرَوِيّ، مَوْلَى شَيْخِ الإِسْلاَمِ. سَمِعَ: أَبَا عُمَر المَلِيْحِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي نصر الكوفاني، وأبا القاسم بن البُسْرِيّ، وَعبدَ الرَّحْمَن بن مَنْدَه، وَطَبَقَتَهُم، وَجَمَعَ، فَأَوعَى. أَخَذَ عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ السَّقَطِيّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَجَمَاعَة. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ التَّيْمِيُّ: هُوَ حافظ متقن. قُلْتُ: مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ, سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ, عن ست وستين سنة.

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "7/ 80". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1054"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 16".

ابن بدران

4644- ابن بَدْرَان 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُقْرِئُ المُسْنِدُ، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ بَدْرَانَ بنِ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيّ, البَغْدَادِيّ, المُقْرِئ، عُرِفَ بِخَالَوْه، شَيْخٌ صَالِح، دينٌ، عَارِف بِالقِرَاءات، عَالِي الرِّوَايَة. تَلاَ بِالسَّبْع عَلَى: أَبِي عَلِيٍّ الحَسَن بن غَالِبٍ، وَعَلِيّ بن فَارِس الخَيَّاط. تَلاَ عَلَيْهِ جَمَاعَة، مِنْهُم: أَبُو الْكَرم الشَّهْرُزُورِي، وَقَدْ سَمِعَ مِنْ: أَبِي الطَّيِّب الطَّبَرِيّ، وَالقَاضِي أَبِي الحَسَنِ المَاوردي، وَمُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بنِ شبَانَة الدِّيْنَوَرِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَانتقَى عَلَيْهِ الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَابْنُ نَاصر، وَالسِّلَفِيّ، وَأَبُو طَالِبٍ بنُ خُضَيْرٍ، وَخطيب المَوْصِل أَبُو الفَضْلِ، وَعَبدُ المُنْعِمِ بنُ كُلَيْبٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ نَاصِرٍ: شَيْخٌ, صَالِح, ضَعِيْف، لاَ يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِهِ، لَمْ تَكُنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ ثِقَةً زَاهِداً. قَالَ ابْنُ نَاصر: مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ، وأوصى بأن يُدْفَنَ إِلَى جَانب إِبْرَاهِيْم الحَرْبِيّ. قُلْتُ: وَمِمَّنْ تَلاَ عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الخَيَّاط، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بن مُحَمَّدٍ الصَّابونِي. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: تلوتُ عَلَيْهِ بِكِتَابِ "الجَامِع" لأَبِي الحَسَن الخَيَّاط، وتلا به على المصنف.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 175"، والعبر "4/ 12" وميزان الاعتدال "1/ 122"، ولسان الميزان "1/ 227", وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 16".

ابن ملة، أحمديل

ابن ملة، أحمديل: 4645- ابن مَلَّة 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، المُحَدِّثُ الوَاعِظُ، أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ مَلَّةَ الأَصْبَهَانِيّ, المُحْتَسِب, صَاحِبُ تِلْكَ المَجَالِسِ المَشْهُوْرَة. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بنَ رِيْذَةَ صَاحِبَ الطَّبَرَانِيِّ، وَأَبَا طَاهِرٍ بن عبد الرحيم، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ عَبْدَ الرَّزَّاقِ بن أَحْمَدَ الخَطِيْب، وَأَبَا القَاسِمِ عَبْدَ العَزِيْزِ بن أَحْمَدَ، وَعَلِيَّ بنَ شُجَاعٍ المَصْقَلِي، وَأَبَا العَبَّاسِ أَحْمَد بن محمد بن النعمان، وَأَملَى بِبَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نَاصر، وَظَاعِن بنُ مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِيّ الخَيَّاط، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَقَوْمٌ، آخِرهُم عبدُ المُنْعِم بن كُلَيْبٍ. قَالَ ابْنُ نَاصر: وَضَع حَدِيْثاً, وَأَملاَهُ، وَكَانَ يُخَلِّط. قُلْتُ: ثُمَّ رِوَايَتُه عَنِ ابْنِ رِيْذَه حُضُوْر، فَإِنَّ مَوْلِده -فِيمَا ذكر- سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ فِي رَجَبِهَا، وَمَاتَ ابْنُ رِيذه سَنَة أَرْبَعِيْنَ. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ اليُونَارْتِي فِي "مُعْجَمه": كَانَ ابْنُ ملَّة مِنَ الأَئِمَّةِ الْمَرضِيِّينَ، يَرْجِعُ فِي كُلِّ فَنٍّ مِنَ العِلْمِ إِلَى حظٍّ وَافِرٍ. وَقَالَ السِّلَفِيّ: هُوَ مِنَ المُكْثِرِيْنَ، يَرْوِي عَنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بن فَادويه، وَأَبِي القَاسِمِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن الذَّكوَانِي، وَكَانَ أَبُوْهُ يَرْوِي عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ البَيِّع صَاحِبِ المَحَامِلِيّ. مَاتَ أَبُو عُثْمَانَ فِي ثَانِي رَبِيْع الأَوّلِ، سَنَةَ تسع وخمس مائة, بأصبهان. 4646- أَحْمَديلُ 2: صَاحِبُ مَرَاغَةَ، أَحَدُ الأَبْطَال، كَانَ إِقطَاعُه يُغِلُّ فِي السَّنَةِ أَرْبَع مائَة أَلْفِ دِيْنَار، وَعَسْكَرُه خَمْسَةُ آلاَفِ فَارِسٍ، كَانَ فِي مَجْلِس السُّلْطَان مُحَمَّد بن مَلِكْشَاه، فَأَتَاهُ مِسْكِيْن، فَتضرَّع إِلَيْهِ فِي قِصَّة يقدِّمُهَا، فَيَضْرِبُهُ بِسكِّين، فَبَرَكَ أَحْمَديل فَوْقه، فَوَثَبَ باطنِي آخر فَوْقَ أَحْمَديل، فَجرحه، فَأَضرتهُمَا السُّيوفُ، فَوَثَبَ ثَالِث، وَضرب أَحْمَديل أَثخنه، وَذَلِكَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ عَشْرٍ وَخَمْس مائَة، وَكَانَ أَحْمَديل إِلَى جَانب أَمِيْر دِمَشْق طُغْتِكِين قَدْ قَدِمَا بَغْدَاد إِلَى خدمَة مُحَمَّد.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 18"، وميزان الاعتدال "1/ 248"، ولسان الميزان "1/ 434"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 22". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 185"، والعبر "4/ 15"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 208"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 21".

أبو العز، ابن المطلب، الباقرحي

أبو العز، ابن المطلب، الباقرحي: 4647- أَبُو العِزِّ 1: مُحَمَّدُ بنُ المُخْتَارِ بنِ مُحَمَّدِ بن عبد الواحد بن عَبْدِ اللهِ بن المُؤَيَّدِ بِاللهِ الهَاشِمِيّ العَبَّاسِيّ البَغْدَادِيّ، وَالِد المُعَمَّر أَبِي تَمَّام أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ الخُص. كَانَ ثِقَةً صَالِحاً ديناً، جَلِيْلاً محترماً، مِنْ أَهْلِ الْحرم الطَّاهرِي. سَمِعَ الكَثِيْر مِنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ الأَزَجِي، وَأَبِي الحَسَنِ القَزْوِيْنِيّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ المُذْهِب. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الرَّحَبِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ السَّدنك، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَنَصْرُ اللهِ القَزَّاز، وَعبدُ المُنْعِم بن كليب, وآخرون. تُوُفِّيَ فِي يَوْم عَاشُورَاءَ، مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْس مائَة، وَعَاشَ ثَمَانِيْنَ عَاماً. 4648- ابْنُ المُطَّلِب: الوَزِيْرُ الكَبِيْر، أَبُو المَعَالِي هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن المُطَّلِبِ الكِرْمَانِيّ، الفَقِيْه الشَّافِعِيّ. كَانَ مِنْ كِبَارِ الأَعيَان، رَأْساً فِي حسَاب الدِّيْوَان، سَاد وَعظم، وَوَزَرَ لِلمُسْتظهِر بِاللهِ سنتَيْن وَنِصْفاً، ثُمَّ عُزِلَ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ الصَّمَدِ بن المَأْمُوْن وَطَبَقَته، وَكَانَ ذَا مَعْرُوف وَبِرٍّ، يُلَقَّبُ بِمُجيرِ الدِّين، لَهُ خِبْرَة وَفضِيْلَة وَذكَاء، صُرِفَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْس مائَة، وَلَزِمَ بَيْتَه إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وخمس مائة. 4649- البَاقَرْحِي 2: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُسْنِدُ، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَخْلَدٍ البَاقَرْحِي، ثُمَّ البَغْدَادِيّ، رَجُل مستورٌ، مِنْ بَيْت الرِّوَايَة، سَمِعَ الكَثِيْر. مَوْلِده سَنَة سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 182". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 238"، والعبر "4/ 36"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 48".

سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ بنَ القَزْوِيْنِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ بن بشران، وأبا الفتح شِيطَا، وَأَبَا طَاهِر مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ العَلاَّف، وَأَبَا إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَأَبَا القَاسِمِ التَّنُوخِي. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَجَمَاعَة، وَآخر مَنْ رَوَى عَنْهُ: ذَاكرُ بن كَامِلٍ، وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ اليُوسفِي. مَاتَ فِي رجب، سنة سعيد عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: صَاحِبُ مَاردين، وَأَبُو مُلُوْكهَا نَجْمُ الدِّيْنِ أَيل غَازِي بن أَرتُق التُّركمَانِي، وَمُحيِي السّنَة أَبُو مُحَمَّدٍ البَغَوِيّ، والحافظ أبو محمد عبد الله ابن أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدي أَخُو إِسْمَاعِيْل، وَشيخُ القُرَّاء أبو القاسم عبد الرحمن بن بَكْرٍ بنِ الفَحَّام الصَّقَلِّي, مُصَنّف "التَّجرِيْدِ"، وَصَاحِبُ "المقَامَات" أَبُو مُحَمَّدٍ القَاسِم بن عَلِيٍّ الحَرِيْرِيّ البَصْرِيُّ، وَأَبُو عَدْنَانَ مُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ بنِ المُطَهِّر بن أَبِي نِزَارٍ الرَّبعِي الأَصْبَهَانِيّ، وَالحَافِظُ مُحَمَّد بن عبد الوَاحِد الدَّقَّاق، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ مُميلٍ الشِّيرَازِي معيد النظامية.

الشقاق، أبو طالب اليوسفي

الشقاق، أبو طالب اليوسفي: 4650- الشقَّاق 1: العَلاَّمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ البغدادي, ابن الشقاق الفرضي، لِشق قُرُوْنِ القسِي. أَخَذَ الفَرَائِضَ وَالحسَابَ عَنِ الخَبْرِيِّ، وَعَبْدِ المَلِكِ الهَمْدَانِيِّ، وَبَقِيَ بِلاَ نَظِيرٍ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ. قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ آيَةً مِنْ آيَاتِ الزَّمَانِ فِي الفَرَائِضِ وَالحسَابِ، يُقرِئ ذَلِكَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي الحُسَيْنِ بن الْمُهْتَدي بِاللهِ، وَسَمِعَ مِنْهُ ابْن نَاصر، وَالسِّلَفِيّ، وَخَطِيبُ المَوْصِل. مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَلَهُ نَيِّفٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ. 4651- أبو طالب اليُوسُفي 2: الشَّيْخُ الأَمِيْنُ، الثِّقَةُ العَالِمُ المُسْنِدُ، أَبُو طَالِبٍ عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ البَغْدَادِيّ, اليُوسفِي ابْن أبي بكر.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 194". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 239"، والعبر "4/ 38"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 49".

وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ المُصَنَّفَات الكِبَارَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ بنِ المُذْهِبِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ بِشْرَان، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَعِدَّة، وَتَفَرَّد فِي وَقته. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّارُ، وَهِبَةُ اللهِ الصَّائِن، وَأَبُو بَكْرٍ ابْن النَّقُّوْرِ، والشيخ عبد القادر، وعبد الحق اليوسفي، وأبو منصور بنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، وَيَحْيَى بن بَوْش، وَعَدَدٌ كَثِيْر. قَالَ السَّمْعَانِيّ: شَيْخٌ صَالِحٌ, ثِقَةٌ, ديِّنٌ، متحرٍّ فِي الرِّوَايَة، كَثِيْرُ السَّمَاع، انْتَشَرت عَنْهُ الرِّوَايَة فِي البُلْدَان، وَحُمِلَ عَنْهُ الكَثِيْر. وَقَالَ السِّلَفِيّ: تربَى أَبُو طَالِبٍ عَلَى طرِيقَةِ وَالِدِهِ فِي الاحْتِيَاطِ التَّام فِي الدِّين فِي التَّدَيُّنِ مِنْ غَيْرِ تَكلف، وَكَانَ كَامِلَ الفَضْل، حسنَ الجُمْلَة، ثِقَةً متحرِياً، إِلَى غايةٍ مَا عَلَيْهَا مزِيدٌ، قَلَّ مَنْ رَأَيْتُ مِثْله، وَكَانَ أَبُوْهُ أَبُو بَكْرٍ أَزْهَدَ خلق الله. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَطَّافٍ: تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ فِي آخِرِ يَوْمِ الجُمُعَةِ ثَامنَ عشرَ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

ابن الفحام

4652- ابن الفحَّام 1: الإِمَامُ شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بكرٍ عتيق بن خلف القُرَشِيّ, الصَّقَلِّي, المُقْرِئ النَّحْوِيّ, ابْن الفَحَّام، نَزِيْلُ الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَمُؤلف "التَّجرِيْد فِي القِرَاءات". تَلاَ بِالسَّبْعِ عَلَى: أَبِي العَبَّاسِ بن نَفِيْس، وَأَبِي الحُسَيْنِ نَصْر بن عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيّ، وَعبد البَاقِي بن فَارِس، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ المَالِكِيّ بِمِصْرَ، وَطَالَ عُمُرُهُ، وَتَفَرَّد، وَتزَاحم عَلَيْهِ القُرَّاء. تَلاَ عَلَيْهِ: أَبُو العَبَّاسِ بنُ الحطيَة، وَابْنُ سَعدُوْنَ القُرْطُبِيّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن خَلَفِ الله، وَعِدَّة. وَتلوتُ كِتَابَ اللهِ مِنْ طرِيقه بِعُلُوّ وَبِغَيْر عُلُوٍّ. أَخَذَ النَّحْوَ عَنِ ابْنِ بَابْشَاذ، وَعَمِلَ "شرحاً" لِمُقَدِّمَتِهِ. قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الأَنْدَلُسِيّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ بِالقِرَاءات مِنِ ابْنِ الفَحَّامِ، لاَ بِالمَشْرِقِ وَلاَ بِالمَغْرِبِ، وَرَوَى عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ العُثْمَانِيّ، وَغَيْرهُمَا، وَثَّقَهُ السِّلَفِيّ وَابْن المُفَضَّلِ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ أَوْ خمس وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَهُوَ يَشُكُّ. وَتُوُفِّيَ: فِي ذِي القَعْدَةِ, سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة بِالثَّغْرِ، وَلَهُ نيفٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً، وَآخرُ أَصْحَابه فِي الدُّنْيَا بِالإِجَازَةِ أَبُو طَاهِرٍ الخُشُوْعِيّ. وَقَدْ ذَكَرَهُ السِّلَفِيّ، فَقَالَ: هُوَ مِنْ خيَار القُرَّاء، رحلَ سنة ثمان وَثَلاَثِيْنَ، فَأَدْرَكَ ابْنَ هُشَيْم، وَابْن نَفِيْس، علَّقت عَنْهُ فَوَائِدَ، وَكَانَ حَافِظاً لِلْقِرَاءات صَدُوْقاً، مُتْقِناً، عَالِماً، كَبِيْرَ السِّنّ، وَقِيْلَ: كَانَ يَحفظ القِرَاءات كالفاتحة.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 37"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 225"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 495"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 49".

غيث بن علي، عيسى بن شعيب

غيث بن علي، عيسى بن شعيب: 4653- غيثُ بنُ علي 1: ابن عبد السلام، المُحَدِّثُ المُفِيْدُ، أَبُو الفَرَجِ الأَرْمَنَازِي، ثُمَّ الصُّوْرِيّ، خطيبُ صُوْر وَمُحَدِّثُهَا. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْب، وَعَلِيَّ بن عُبَيْد اللهِ الهَاشِمِيّ، وَبِدِمَشْقَ أَبَا نصر بن طلاب، وطائفة، وبنتنيس مِنْ رَمَضَانَ بن عَلِيٍّ، وَبِمِصر، وَالثَّغْرِ، وَكَتَبَ الكَثِيْر، وسوَّد "تَارِيخاً" لصُوْر، وَكَانَ ثِقَةً، حسنَ الخطّ. رَوَى عَنْهُ شَيْخُهُ؛ الخَطِيْبُ، وَأَبُو القَاسِمِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَذَلِكَ مِنْ نَمط "السَّابِق وَاللاَّحِق"، فَبَيْنَ الحَافِظَيْن فِي المَوْت مائَة سَنَةٍ وَثَمَانُ سِنِيْنَ. مَاتَ غَيْثٌ بِدِمَشْقَ، فِي صَفَرٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِ مائَة، عَنْ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ سَنَةً. 4653- عيسى بن شُعيب 2: ابن إبراهيم، المُحَدِّثُ العَالِمُ الزَّاهِدُ، شَيْخُ المُعَمَّرِيْنَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ السِّجْزِيّ, الصُّوْفِيّ، نَزِيْلُ هَرَاةَ، وَوَالِد الشَّيْخ أبي الوقت. لمولده بسِجِسْتَان, فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَأَرْبَع مائَة، فَسَمِعَ مِنْ عَلِيِّ بنِ بُشرَى اللَّيْثِيّ الحَافِظ جُمْلَةً، وَسَمِعَ بِهَرَاةَ مِنْ: عَبْدِ الوَهَّابِ بن مُحَمَّدٍ الخَطَّابِيّ، وَبِغَزْنَةَ مِنَ: الخَلِيْلِ بنِ أَبِي يَعْلَى، وَطَائِفَة، وَحَمَلَ ابْنه عبدَ الأَوّل عَلَى ظَهْرِهِ مِنْ هَرَاة إِلَى بُوشَنْج مَرْحَلَةً، فَسمِعَا "الصَّحِيحَ" مِنْ جَمَالِ الإِسْلاَمِ الدَّاوُودِيّ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ صَحِيْح صَالِح، حرِيصٌ عَلَى السَّمَاعِ، أَجَازَ لِي مَرْوِيَّاته، ثُمَّ ذَكَرَ مَوْلِدَه، قَالَ: وَتُوُفِّيَ بِمَالِينَ مِنْ هَرَاة, فِي ثَانِي عَشَرَ شَوَّالٍ, سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَلَهُ مائَة وَسَنتَانِ. وَفِيْهَا مَاتَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ المُسْتظهر بالله أبو العباس أحمد بن الْمُقْتَدِي بِاللهِ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ القَائِم العَبَّاسِيّ، وَلَهُ اثنتَانِ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً، وَكَانَتْ دَوْلَتُه خَمْساً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَمُفْتِي بُخَارَى شَمْسُ الأَئِمَّة الجَابِرِي، وَنُورُ الهدَى الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيّ، وَالعَلاَّمَةُ أَبُو القَاسِمِ سَلْمَانُ بن نَاصر الأَنْصَارِيّ النَّيْسَابُوْرِيّ الأُصُوْلِي صَاحِبُ إِمَام الحَرَمَيْنِ، وَالمُعَمَّرُ أَبُو العَلاَءِ عُبَيْد بن مُحَمَّدٍ القُشَيْرِيّ، وَشَيخُ الكَلاَم أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَتِيق بن أبي كدية القيرواني الشعري بِبَغْدَادَ عَنْ سِنٍّ عَالِيَة، وَالحَافِظُ مَحْمُوْد بن نصر الأصبهاني الصباغ ببغداد.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 189"، والعبر "4/ 18"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 24". 2 ترجمته في التجبير للسمعاني "1/ 611- 613".

أبو الفتح الهروي

4655- أبو الفتح الهَرَوي 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ الزَّاهِدُ، العَابِدُ المُعَمَّرُ، أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَنَفِيّ الهَرَوِيّ. سَمِعَ مِنْ: جَدِّه لأُمِّهِ أَبِي المُظَفَّر مَنْصُوْر بن إِسْمَاعِيْلَ الهَرَوِيّ، الرَّاوِي عَنْ أَبِي الفَضْلِ بنِ خَمِيْرُوَيْه، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي يَعْقُوْبَ القرَّاب الحَافِظ، وَأَبِي الحَسَنِ الدَّبَّاس, وَجَمَاعَة. وَخَرَّج لَهُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيّ "فَوَائِدَ" فِي ثَلاَثِ مُجلَّدَاتٍ، وَكَانَ أَسندَ مَنْ بَقِيَ بِبلده وَأَزْهَدَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: جَمَاعَةٌ بِهَرَاةَ وَمرو وَبُوشَنْج مِنْ مَشَايِخ السَّمْعَانِيّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْسِ مائَة، لاَ بَلْ تُوُفِّيَ فِي سَابع شَعْبَانَ, سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة. قَالَ السَّمْعَانِيّ: هُوَ نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن أَسَدِ بنِ أَحْمَدَ، مِنْ وَلد حنِيفَة بن لُجَيم بن صَعب بن عَلِيِّ بنِ بَكْر بن وَائِلٍ. قَالَ: وَهُوَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالسَّدَاد وَالصَّلاَح، أَفنَى عُمُرَه فِي كِتَابَةِ العِلْم، وَتَفَرَّد بِالرِّوَايَة الكَثِيْرَة. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَجدَّه، وَجدّه لأُمِّهِ، وَأَبَا عُثْمَانَ سَعِيْد بن العَبَّاسِ القُرَشِيّ، وَإِسْحَاقَ بنَ أَبِي إِسْحَاقَ القرَاب، وَعَبْدَ الوَهَّابِ ابن مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى، وَمُحَمَّد بن الفُضَيْل، وَمَوْلِدُهُ: سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة. قُلْتُ: عَاشَ اثنتين وتسعين سنة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ص1262".

أبو يعلى بن الهبارية

أبو يعلى بن الهبارية، الشاشي: 4656- أبو يعلى بن الهباريَّة 1: الشَّرِيْفُ، كَبِيْرُ الشُّعَرَاءِ، مُحَمَّدُ بن صَالِحِ بنِ حَمْزَةَ العَبَّاسِيّ، مِنْ ذُرِّيَّة وَلِي العَهْد عِيْسَى بنِ مُوْسَى، وَلقبُهُ نِظَام الدّين البَغْدَادِيّ، رأسٌ فِي الهَجْو وَالخلاعَة، وَشِعْرُهُ فَائِق، خدم نِظَامَ المُلك، وَسُعِدَ بِهِ، وَقَدْ نَظم كِتَاب "كَلِيْلَةَ وَدِمْنَةَ" جَوَّده وَحرره. قيل: مَاتَ بِكَرمَان, سَنَةَ أربع وخمس مائة. 4657- الشَّاشِي 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافعيَة، فَقِيْهُ الْعَصْر، فَخرُ الإِسْلاَم، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عُمَرَ الشَّاشِيّ, التُّركِي، مصَنّف "المُسْتظهرِي" فِي المَذْهَب، وَغَيْر ذَلِكَ. مَوْلِدُهُ بميَّافارقين فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَتَفَقَّهَ بِهَا عَلَى قَاضِيهَا أَبِي مَنْصُوْرٍ الطُّوْسِيّ، وَالإِمَامِ مُحَمَّد بن بَيَانٍ الكَازْرُوْنِي، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَاد، وَلاَزَمَ أَبَا إِسْحَاقَ، وَصَارَ مُعيدَه، وَقرَأَ كِتَاب "الشَّامِلِ" عَلَى مُؤلفه. وَرَوَى عَنِ الكَازْرُوْنِي شَيْخِهِ، وَعَنْ ثَابِتِ بنِ أَبِي القَاسِمِ الخَيَّاطِ، وَأَبِي بَكْرٍ الخطيب، وهياج بن عبيد المجاور، وعدة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 453"، ولسان الميزان "5/ 367"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 210"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 24". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 179"، ووفيات الأعيان "4/ 219"، والعبر "4/ 13"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1241"، وطبقات الشافعية للسبكي "6/ 70"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 206"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 16".

وَانتهت إِلَيْهِ رِيَاسَةُ المَذْهَب، وَتَخَرَّج بِهِ الأَصْحَاب ببغداد، وصنف. وكتاب "الحليَة" فِيْهِ اخْتِلاَف العُلَمَاء، وَهُوَ الكِتَابُ المُلَقَّب بِالمُسْتظهرِي، لأَنَّه صنفه لِلْخَلِيْفَة المُسْتظهِر بِاللهِ، وَوَلِيَ تَدْرِيْسَ النّظَامِيَة بَعْد الغَزَّالِي، وَصُرِفَ، ثُمَّ وَلِيَهَا بَعْدَ إِلْكِيَا الهَرَّاسِي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْس مائَة، وَدرَّس أَيْضاً بِمَدرسَة تَاجِ الْملك وَزِيْر السُّلْطَان مَلِكْشَاه. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو المُعَمَّر الأَزَجِي، وَعَلِيُّ بن أحمد اليزدي، وأبو بكر بن النَّقُّوْرِ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَفخرُ النِّسَاءِ شُهْدَة. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْس مائَة، وَدُفِنَ إِلَى جَنْبِ شَيْخِهِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِي، وَقِيْلَ: دُفِنَ مَعَهُ. وَقَعَ لِي مِنْ حَدِيْثِهِ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ الزَّنْجَانِي: كَانَ أَبُو بَكْرٍ الشَّاشِيّ يَتَفَقَّه مَعَنَا، وَكَانَ يُسَمَّى الجُنَيْدَ لدينه وورعه وزهده، رحمه الله تعالى.

ابن منده

4658- ابن مَنْدَه 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الحَافِظُ المُحَدِّثُ، أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن أبي عمرو عبد الوهاب بن الحَافِظِ الكَبِيْرِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن الحَافِظِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ العَبْدِيُّ, الأَصْبَهَانِيُّ. وُلِدَ فِي شَوَّالٍ, سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَبَكَّر بِهِ وَالِدُهُ، فَسَمَّعَهُ الكَثِيْرَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ رِيْذَةَ، وَأَبِي طَاهِرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الفضَاض. وَطلب هَذَا الشَّأْن، فَسَمِعَ مِنْ أَحْمَد بن مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ الجَصَّاصِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بن منصور سبط بحرويه، وَأَبِي الفَضْلِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ الرَّازِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيِّ الحَافِظ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، وَأَكْثَرَ عَنْ أَبِيْهِ، وَعَمِّه أَبِي القَاسِمِ، وَأَجَازَ لَهُ مِنْ بَغْدَادَ أَبُو طَالِبٍ بنُ غَيْلاَنَ، وَطَائِفَةٌ، وَأَملَى، وَصَنَّفَ، وَجَمَعَ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ، وَابْنُ نَاصر، وَعَلِيُّ بن أَبِي تُرَاب، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَعَبْدُ الحَقِّ اليُوسفِي، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخَشَّاب النَّحْوِيّ، وَمُحَمَّدُ بن إِسْمَاعِيْلَ الطَّرَسُوسِيّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَخَلْق. قَالَ السَّمْعَانِيّ: شَيْخٌ جَلِيْلُ الْقدر، وافر الفضل، واسع الرواية، ثقة حَافظ، مُكْثِر صَدُوْقٌ، كَثِيْرُ التَّصَانِيْف، حَسْنُ السِّيْرَةِ، بَعِيدٌ مِنَ التَّكلف، أَوحد بَيْته فِي عصره، أَجَازَ لِي. وَسَأَلت إِسْمَاعِيْلَ الحَافِظَ عَنْهُ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَصَفَه بِالحِفْظِ وَالمَعْرِفَةِ وَالدِّرَايَة، وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بن أبي نصر اللفتواني الحافظ يقول: بين بَنِي مَنده بُدِئَ بِيَحْيَى، وَخُتِمَ بِيَحْيَى. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 204"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "6/ 168"، والعبر "4/ 25"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1057"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 214"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 32".

المستظهر بالله

4659- المستظهر بالله 1: الإمام، أمير المؤمنين، أبو العباس أحمد بن المقتدي بأمر الله أبي القاسم عبد الله بن الذخيرة محمد بن القَائِمُ بِأَمْرِ اللهِ عَبْدُ اللهِ بنُ القَادِرِ الهَاشِمِيّ العَبَّاسِيّ, البَغْدَادِيّ. مَوْلِدُهُ فِي شَوَّالٍ, سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَاسْتُخْلِفَ عِنْد وَفَاة أَبِيْهِ فِي تَاسع عشر المُحَرَّم، وَلَهُ سِتَّ عَشْرَةَ سنة وثلاثة أشهر، وذلك في سبع وثمانين. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ مَوْصُوَفاً بِالسَّخَاء وَالجُود، وَمَحبَّةِ العُلَمَاء, وَأَهْلِ الدِّين، وَالتفقد لِلمسَاكينِ، مَعَ الفَضْل وَالنُّبلِ وَالبَلاغَةِ، وَعُلوِّ الهِمَّة، وَحُسْنِ السِّيْرَةِ، وَكَانَ رَضِيَّ الأَفعَالِ، سَدِيدَ الأَقْوَال. وَحَكَى أَبُو طَالِبٍ بنُ عبد السَّمِيْع عَنْ أَبِيْهِ أَنَّ المُسْتظهرَ بِاللهِ طلب مَنْ يُصَلِّي بِهِ، وَيُلقِّن أَوْلاَدَه، وَأَنْ يَكُوْنَ ضرِيراً، فَوَقَعَ اخْتيَارُهُ عَلَى القَاضِي أَبِي الحَسَنِ المُبَارَك بن مُحَمَّدِ بنِ الدَّوَاس مُقْرِئ وَاسِط قَبْل القلاَنسِي، فَكَانَ مُكرِماً لَهُ، حَتَّى إِنَّهُ مِنْ كَثْرَةِ إِعجَابه بِهِ كَانَ أَوّل رَمَضَان قَدْ شَرَعَ فِي التَّرَاويح، فَقَرَأَ فِي الرَّكعتين الأُوليين آيَةً آيَةً، فَلَمَّا سلَّم، قَالَ لَهُ المُسْتظهر: زِدْنَا مِنَ التِّلاَوَةِ، فَتَلاَ آيتينِ آيتينِ، فَقَالَ لَهُ: زِدْنَا، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى كَانَ يَقومُ كُلَّ لَيْلَةٍ بِجُزء، وَإِنَّهُ لَيْلَةً عَطِشَ، فَنَاوله الخَلِيْفَةُ الكُوزَ، فَقَالَ خَادم: ادْعُ لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَإِنَّهُ شَرَّفَكَ بِمُنَاولته إِيَّاكَ، فَقَالَ: جَزَى العَمَى عَنِّي خَيْراً، ثُمَّ نَهَضَ إِلَى الصَّلاَةِ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ. وَقَالَ السِّلَفِيّ: قَالَ لِي أَبُو الخَطَّابِ ابْن الجَرَّاح: صَلَّيْتُ بِالمُسْتظهِرِ فِي رَمَضَانَ، فَقَرَأْتُ: {إِنَّ ابْنَكَ سَرَق} * [يُوْسُف: 81] ، رِوَايَةً روينَاهَا عَنِ الكِسَائِيّ، فَلَمَّا سلمتُ، قَالَ: هَذِهِ قِرَاءة حَسَنَة، فِيْهِ تنزيه أولاد الأنياء عن الكذب.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 200"، والعبر "4/ 26"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 215"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 33". * بضم السين وتشديد الراء مبنيًا للمفعول، وهي قراءة ابن عباس، والكسائي.

قلت: كيف بقولهم: {فَأَكَلَهُ الذِّئْب} ، {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} [يوسف:17، 18] . قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ شَاتيل المقرئ، حدثني أبو سَعْد بن أَبِي عِمَامَة قَالَ: كُنْتُ لَيْلَة جَالِساً فِي بَيْتِي، وَقَدْ نَامَ النَّاسُ، فَدُقَّ البَابُ، فَإِذَا بفرَّاشٍ وخادمٍ مَعَهُ شَمعَة، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ، فَأُدْخِلْتُ عَلَى المُسْتظهر، وَعَلَيْهِ أَثَرُ غَمٍّ، فَأَخَذتُ فِي الحِكَايَات وَالموَاعِظِ وَتَصْغِيْرِ الدُّنْيَا، وَهُوَ لاَ يَتَغَيَّرُ، وَأَخَذتُ فِي حِكَايَات الكِرَام وَغَيْر ذَلِكَ، فَقُلْتُ: هَذَا لاَ يَنَامُ، وَلاَ يَدعُنِي أَنَامُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، لِي مَسْأَلَةٌ، قَالَ: قُلْ، قُلْتُ: وَلاَ تَكْتُمنِي? قَالَ: لاَ، قُلْتُ: بِاللهِ حَلَّ عَلَيْك نقدةٌ لِلبَائِع، أَوِ انكسَرَ زورقُكَ، أَوْ وَقعُوا عَلَى قافلةٍ لَكَ، وَضَاق وَقْتُكَ? عِنْدِي طبقُ خلافٍ أَنَا أُقرِضه لَكَ، وَتبقَى بَارزِياً فِي الدُّروب وَمَا يُخلِي الله مِنْ رِزق، فَهَذَا هَمٌّ عَظِيْم، وَقَدْ مرستَنِي اللَّيْلَة، فَضَحِكَ حَتَّى اسْتلقَى، وَقَالَ: قُمْ، فَعلَ اللهُ بِكَ وَصنع، فَقُمْتُ، وَتبعنِي الخادم بدنانير وتخت وثياب. قِيْلَ: إِنَّ ابْنَ مُقَلد العَوَّاد غَنَّى المُسْتظهر، فَسَرَّه، فَأَعْطَاهُ مائَتَيْ دِيْنَار، وَقطعَةَ كَافُوْر زِنَةَ ثَلاَثَةِ أَرطَالٍ مُقَمَّعَة بِذَهَبٍ. قَالَ أَبُو طَالِبٍ بنُ عبد السمِيْع: كَانَ مِنْ أَلْفَاظ المُسْتظهر: خيرُ ذَخَائِرِ المَرْءِ لِدنِيَاهُ ذكرٌ جميلٌ، وَلآخِرَتِهِ ثَوَابٌ جَزِيل. شُحُّ المَرْءِ بِفَلْسِهِ مِنْ دَنَاءةِ نَفْسِهِ. الصَّبْرُ عَلَى الشَّدَائِدِ يُنْتج الفَوَائِد. أَدبُ السَّائِلِ أَنفعُ مِنَ الوَسَائِل. بضَاعَة العَاقِلِ لاَ تَخْسَرُ، وَرِبْحُهَا يَظْهَرُ فِي المَحْشَرِ. وَلَهُ نَظْمٌ حسن. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: تُوُفِّيَ المُسْتظهر بِاللهِ سحر لَيْلَة الخَمِيْس, سَادسَ عِشْرِيْنَ رَبِيْعٍ الآخرِ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَمَرِضَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ تَرَاقِي ظَهَرَ بِهِ، وَبَلَغَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَسِتَّةَ أَيَّامٍ، وَكَانَ لَيِّنَ الجَانبِ، كَرِيْمَ الخَلاَئِقِ، مشكورَ المسَاعِي، إِذَا سُئِلَ مكرُمَةً، أَجَابَ إِلَيْهَا، وَإِذَا ذُكِّرَ بمثوبةٍ تَشوَّف نَحْوهَا. وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَنْشَدَ قَبْل مَوْته بِقَلِيْلٍ، وَبَكَى: يَا كَوْكَباً مَا كان أقصر عمره ... وكذاك عمر كواكب الأسحار

وَفِي أَوّل خِلاَفَته، جهَّز السُّلْطَان بَرْكْيَا رُوْق بن مَلِكْشَاه جَيْشاً مَعَ قسيم الدَّوْلَة جدِّ نور الدّين وَبُوزبَان، فَالتقَاهُم تَاجُ الدَّوْلَة تُتُش بِظَاهِرِ حلبَ، فَأَسر قَسيمَ الدَّوْلَة، وَذَبَحَه تُتُش، وأخذ حلب بعد حصار، وذبح بوزبان، وَسَجَن كَرْبوقَا، وَسَارَ، فَتملَّك الجَزِيْرَةَ، ثُمَّ خِلاَطَ، ثُمَّ أَذْرَبِيْجَانَ كُلَّهَا، وَاسْتفحل أَمره، وَكبس عَسْكَره بَرْكيَارُوْق، فَانْهَزَم، وَرَاحت خَزَائِنُهُ، وَذَهَبَ إِلَى أَصْبَهَانَ، فَفَتحُوا لَهُ خديعَةً، فَأَمسكوهُ، فَمَاتَ أَخُوْهُ صَاحِبُ أَصْبَهَان مَحْمُوْد، وَلَهُ سَبْعُ سِنِيْنَ بِالجُدَرِيّ، فَملَّكُوا بَرْكْيَارُوْق وَوَزَرَ لَهُ المُؤَيَّدُ بنُ نِظَام الْملك، وَجَمَعَ وَحَشَدَ، وَمَاتَ صَاحِبُ مِصْر المُسْتَنْصِر، وَأَمِيْرُ الجُيُوْش بدرٌ، وَوَالِي مَكَّة مُحَمَّدُ بنُ أَبِي هَاشِمٍ الَّذِي نهب الوَفْدَ، ثُمَّ التَقَى بَرْكْيَارُوْق وَعَمُّه تُتُش، فَقُتِلَ فِي المعركَة تُتُش، وَتَملَّك بَعْدَهُ دِمَشْق ابْنُهُ دُقَاقُ شَمْسُ المُلُوْك، وَقُتِلَ صَاحِبُ سَمَرْقَنْد أَحْمَد خَان، وَكَانَ قَدْ حَسَّنُوا لَهُ الإِباحَة، وَتزندق، فَقَبَضَ عَلَيْهِ الأُمَرَاءُ، وَشَهِدُوا عَلَيْهِ، فَأَفتَى العُلَمَاءُ بِقَتْلِهِ، وَمَلَّكُوا ابْن عَمِّهِ. وَقُتِلَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ صَاحِبُ مَرْوَ أَرغون أَخُو السُّلْطَان مَلِكْشَاه، وَكَانَ ظَلُوْماً جَبَّاراً، قَتله مملوكٌ لَهُ، وَكَانَ حَاكماً عَلَى نَيْسَابُوْر، وَبلخ أَيْضاً، تَمرَّدَ وَخَرَّبَ أَسوَارَ بِلاَدِهِ. وَعصَى نَائِبُ العُبَيْدِيَّةِ بِصُوْرَ، فَجَاءَ عَسْكَرٌ، وَحَاصَرُوهَا وَافْتَتَحُوهَا، وَقَتَلُوا بِهَا خلقًا، منهم نائبها. وجهز السلطان بركياروق جَيْشاً مَعَ أَخِيْهِ سَنْجَر، فَبَلَغَهُم قتل أَرغون، فَلحقهُم السُّلْطَانُ، فَتَمَلَّك جَمِيْعَ خُرَاسَانَ، وَخُطِبَ لَهُ بسمرقند، ودانت له الأمم، فاستناب أخوه سنجر بخراسان، وكان حدثًا، وأمر بركياروق عَلَى خُوَارزم مُحَمَّد بن نُوشْتِكِين مَوْلَى السَّلجوقيَة، وَكَانَ فَاضِلاً أَدِيباً عَادِلاً، ثُمَّ قَامَ بَعْدَهُ وَلَدُهُ خُوَارزم شَاه أَتسِز وَالِدُ خُوَارزم شَاهُ علاء الدين. وَفِي سَنَةِ تِسْع: كَانَ أَوّل ظُهُوْرِ الفِرَنْج بالشام قدموا في بحر قسطنطينية في جمع كثير، وانزعجت الملوك، وعم الخطبُ، لاَ سِيَّمَا ابْن قُتُلمش صَاحِبُ الرُّوْمِ، فَالتقَاهُم، فَطَحَنُوهُ. وَأَمَّا ابْنُ الأَثِيْرِ، فَقَالَ: ابْتِدَاءُ دَوْلَتِهِم فِي سَنَةِ "478"، فَأَخذُوا طُلَيْطُلَة وَغَيْرهَا، ثُمَّ صَقِلِّيَّة، وَأَخَذُوا بَعْض أَفْرِيْقِيَة، وَجَمَعَ ملكهُم بَغْدَوِين جَمعاً، وَبَعَثَ يَقُوْلُ لرُجَّار صَاحِب صَقِلِّيَّة: أَنَا واصل إليك لنفتح إفريقية، فبعث أفريقية, يَقُوْلُ: الأَوْلَى فَتْحُ القُدْس، فَقَصَدُوا الشَّام. وَقِيْلَ: إِنَّ صَاحِبَ مِصْر لَمَّا رَأَى قُوَّةَ آلِ سلجوق واستيلائهم عَلَى المَمَالِك، كَاتَبَ الفِرَنْجَ، فَمرُوا بَسِيس، وَنَازلُوا أَنطَاكيَة، فَخَافَ صَاحِبُهَا يَاغِي بَسَان، فَأَخْرَجَ النَّصَارَى إِلَى الخَنْدَق وَحبسهُم بِهِ، فَدَام حصَارُهَا تِسْعَةَ أَشهر، وَفنِيَ الفِرَنْجُ قتلاً وَمَوتاً، ثُمَّ إِنَّهُم عاملوا

الزراد المقدم، بذلوا لَهُ مَالاً، فَكَاشرَ لَهُم عَنْ بدنه، فَفَتحُوا شُبَّاكاً, وَطلعُوا مِنْهُ خَمْس مائَة فِي اللَّيْلِ، فَفَتح يَاغِي بَسَان، وَهَرَبَ، وَاسْتُبيح الْبَلَد _ فَإِنَّا للهِ _ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ، وَسَقَطَت قوَة ياغي بسان أسفًا، وانهزم غلمانه، فذبحم حَطَّاب أَرْمَنِيّ. ثُمَّ أَخَذُوا المَعَرَّةَ، فَقَتَلُوا وَسَبَوْا، وَتَجَمَّعتْ عَسَاكِرُ المَوْصِلِ وَغَيْرُهَا، فَالتَقَوْا، فَانْهَزَم المُسْلِمُوْنَ، واستشهد ألوف، وَصَالَحَهُم صَاحِبُ حِمْصَ، وَأَقْبَلَ ابْنُ أَمِيْرِ الجُيُوْشِ، فَأَخَذَ القُدْسَ مِنِ ابْنِ أَرتُقَ، وَانتشرت البَاطِنِيَّةُ بِأَصْبَهَانَ، وَتَمَّتْ حُرُوْبٌ مُزعِجَة بَيْنَ مُلُوْكِ الْعَجم، وَأَخَذتِ الفِرَنْجُ بَيْتَ المَقْدِسِ، نَصَبُوا عَلَيْهِ أَرْبَعِيْنَ منجنِيقاً، وَهَدُّوا سُورَه، وَجَدُّوا فِي الحصَار شَهراً وَنِصْفاً، ثُمَّ مَلَكُوهُ مِنْ شَمَاليِّه فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ، وَقتلُوا بِهِ نَحْواً مِنْ سَبْعِيْنَ أَلْفاً. قَالَ يُوْسُفُ ابنُ الجَوْزِيِّ وَالعهدَة عَلَيْهِ: سَارَتِ الفِرَنْجُ، وَمقدَّمهم كُندفرِي فِي أَلفِ أَلفٍ، مِنْهُم خَمْسُ مائَة أَلْفِ مقَاتل، وَعَمِلُوا برجًا من خشب ألصقوه بالسور، وحكموا بِهِ عَلَى الْبَلَد، وَسَارَ الأَفْضَلُ أَمِيْرُ الجُيُوْش، مِنْ مِصْرَ فِي عِشْرِيْنَ أَلْفاً نَجدَةً، فَقَدِمَ عَسْقَلاَن وَقَدِ اسْتُبيحت القُدْسُ، ثُمَّ كبست الفِرَنْجُ المِصْرِيّين، فَهَزموهُم، وَانحَاز الأَفْضَلُ إِلَى عَسْقَلاَن، وَتَمَزَّقَ جَيْشه، وَحُوْصِرَ، فَبذلَ لَهُم أَمْوَالاً، فَتَرَحَّلُوا عَنْهُ. وتملك محمد بن ملكشاه، وهزم أَخَاهُ بَرْكْيَارُوْق، ثُمَّ حَارب عَسْكَر المَوْصِل، وَجَرَتْ عَجَائِب، ثُمَّ فَرَّ بَرْكْيَارُوْقُ إِلَى خُرَاسَانَ، وَعَسَفَ، وَعَمِلَ مَصَافّاً مَعَ أَخِيْهِ سَنْجر، فَانْهَزَم كُلٌّ مِنْهُمَا، ثُمَّ سَارَ بَرْكْيَارُوْق عَلَى جُرْجَانَ طَالباً أَصْبَهَان. وَالْتَقَى ابْن الدَّانشهد جَيْشَ الفِرَنْج فَنقل ابن الأثير أنهم كانوا ثلاث مائَةِ أَلْف، فَلَمْ يُفْلِتْ أَحَدٌ مِنْهُم سِوَى ثَلاَثَة آلاَف. وَكَانَتْ وَقْعَة بَيْنَ المِصْرِيِّينَ وَالفِرَنْج عَلَى عَسْقَلاَنَ، فَقُتِلَ مُقَدَّم المِصْرِيّينَ سَعْدُ الدَّوْلَة، لَكِنِ انتَصَرَ المُسْلِمُوْنَ. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: فَيُقَالُ: قُتِلَ مِنَ الفِرَنْجِ ثَلاَثُ مائَةِ أَلْفٍ. قُلْتُ: هَذِهِ مُجَازفَة عَظِيْمَة. وَالْتَقَى السُّلْطَان مُحَمَّدُ بنُ مَلِكْشَاه وَأَخُوْهُ بَرْكْيَارُوْق مَرَّات، وَغَلَتِ الأَقطَارُ بِالبَاطِنِيَّةِ، وَطَاغُوتُهُم الحَسَن بن الصَّبَّاحِ المَرْوَزِيّ الكَاتِب، كَانَ دَاعِيَةً لِبَنِي عُبَيْدٍ، وَتَعَانَوْا شُغْلَ السِّكِّين، وَقَتَلُوا غِيلَةً عِدَّةً مِنَ العُلَمَاءِ وَالأُمَرَاء، وَأَخَذُوا القِلاعَ، وَحَاربُوا، وَقَطعُوا الطُّرقَ، وَظهرُوا أَيْضاً بِالشَّامِ، وَالتفَّ عَلَيْهِم كُلُّ شَيطَانٍ وَمَارِق، وَكُلُّ مَاكِرٍ وَمُتَحَيِّل.

قَالَ الغَزَّالِي فِي "سِرِّ العَالمين": شَاهَدتُ قِصَّة الحَسَن بنِ الصَّبَّاحِ لَمَّا تَزَهَّد تَحْتَ حِصن الأَلَموت، فَكَانَ أَهْلُ الْحصن يَتمنَّوْنَ صُعُوْدَه، وَيَتَمَنَّعُ وَيَقُوْلُ: أَمَا تَرَوْنَ المُنْكَرَ كَيْفَ فَشَا، وَفَسَدَ النَّاسُ، فَصَبَا إِلَيْهِ خلق، وَذَهَبَ أَمِيْرُ الحِصن يَتَصَيَّدُ، فَوَثَبَ عَلَى الْحصن فَتملَّكَه، وَبَعَثَ إِلَى الأَمِيْرِ مَنْ قَتَلَهُ، وَكثرت قِلاعُهُم، وَاشْتَغَل عَنْهُم أَوْلاَدُ مَلِكْشَاه بِاخْتِلاَفِهِم. وَلابْنِ البَاقِلاَّنِي، وَالغزَالِي، وَعَبْدِ الجَبَّارِ المُعْتَزِلِي كتبٌ فِي فَضَائِح هَؤُلاَءِ. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: وَفِي سَنَةِ "494" أَمر السُّلْطَانُ بَرْكْيَارُوْق بقتل الباطنية، وهم الإسماعيلية، وهو الذين كانوا قدمًا يُسَمَّوْنَ القرَامِطَةَ. قَالَ: وَتَجرد بِأَصْبَهَانَ لِلانتقَامِ مِنْهُم الخُجَنْدِيُّ، وَجَمَعَ الجمَّ الغفِيرَ بِالأَسلحَة، وَأَمر بِحفرِ أَخَادِيدَ أُوقِدَتْ فِيْهَا النِّيرَانُ، وَجَعَلُوا يَأْتُوْنَ بِهِم، وَيُلقُونَهُم فِي النَّارِ، إِلَى أَنْ قتلُوا مِنْهُم خَلقاً كَثِيْراً. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ صَبَّاح شَهْماً، عَالِماً بِالهندسَة وَالنُّجُوْم وَالسّحر، مِنْ تلاَمذَة ابْنِ غَطَّاشٍ الطَّبِيْب الَّذِي تَملَّك قَلْعَة أَصْبَهَان، وَمِمَّنْ دخل بمصر على المستنصر، فأعطاه مالًا، وأمر بِالدعوَة لابْنِهِ نِزَار، وَهُوَ الَّذِي بَعَثَ مَنْ قتل نِظَام الْملك، وَقَدْ قتل صَاحِبُ كِرْمَان أَرْبَعَة آلاَف لِكَوْنِهِم سُنَّةً، وَاسْمُهُ تيرَانشَاه السَّلْجُوْقِي، حَسَّن لَهُ رَأْيَ البَاطِنِيَّة أَبُو زُرْعَةَ الكَاتِب، فَانسلخَ مِنَ الدِّينِ، وَقَتَلَ أَحْمَد بن الحُسَيْنِ البَلْخِيّ شَيْخُ الحَنَفِيَّة، فَقَامَ عَلَيْهِ جندُه وَحَاربوهُ، فَذلَّ، وَتَبِعَهُ عَسْكَر، فَقتلُوْهُ، وَقتلُوا أَبَا زُرْعَةَ، وَصَارَت الأُمَرَاءُ يُلاَزمُوْنَ لُبْس الدُّرُوْع تَحْتَ الثِّيَاب خوَفاً مِنْ فَتكِ هَؤُلاَءِ الملاَحدَةِ، وَركب السُّلْطَان بَرْكْيَارُوْق فِي تَطلُّبِهِم، وَدَوَّخهُم، حَتَّى قتلَ جَمَاعَةً بُرَآء، سَعَى بِهِم الأَعْدَاءُ، وَدَخَلَ فِي ذَلِكَ أَهْل عَانَة، وَاتُّهم إِلكيَا الهَرَّاسِي بِأَنَّهُ مِنْهُم، وَحَاشَاهُ، فَأَمر السُّلْطَانُ مُحَمَّد بن مَلِكْشَاه بِأَنْ يُؤْخَذَ، حَتَّى شَهِدُوا لَهُ بِالخَيْرِ، فَأُطلق. وَفِيْهَا كَسَرَ دُقَاق صَاحِبُ دِمَشْق الفِرَنْجَ، وَحَاصَرَ صَاحِبُ القُدْس كندفرِي عكَّا، فَقُتِلَ بِسَهمٍ، وَتَملَّكَ أَخُوْهُ بغدوين، وأخذت الفرنج سروج بِالسَّيْف، وَأَرْسُوفَ وَحَيْفَا بِالأَمَان، وَقَيْسَارِيَّةَ عَنْوَةً. وَفِي سَنَةِ "459": مَاتَ المُسْتعلِي صَاحِبُ مِصْر، وَوَلِيَ الآمِرُ، وَكَانَتْ حروبٌ بَيْنَ الأَخوينِ بَرْكْيَارُوْق وَمُحَمَّد، وَبلاَءٌ وَحصَار، وَنَازلت الفِرَنْجُ طَرَابُلُس، فَسَارَ لِلْكشف عَنْهَا جُنْدُ دِمَشْقَ وَحِمْصَ، فَانكسرُوا، ثُمَّ التَقَى العَسْكَر، وَبغدوين، فَهَزمُوْهُ، وَقَلَّ مَنْ نَجَا مِنْ أَبْطَاله، وَظَفِرَ ثلاثةٌ مِنَ البَاطِنِيَّة عَلَى جَنَاحِ الدَّوْلَة صَاحِب حِمْص، فَقَتَلُوْهُ فِي الجَامِع،

فَنَازلتهَا الفِرَنْجُ، فَصُولحُوا عَلَى مَال، وَتَسَلَّمهَا شَمْسُ المُلُوْك، وَقَتلَتْ البَاطِنِيَّة الأَعزَّ، وَزِيْر بَرْكْيَارُوْق، وَمَاتَ كُربوقَا صَاحِبُ المَوْصِلِ بِخَوَيّ، وَقَدِ اسْتولَى عَلَى أَكْثَر أَذْرَبِيْجَانَ. وَخَطَبَ سَنْجَرُ بِخُرَاسَانَ لأَخِيه مُحَمَّد، وحارب قدرخان صاحب ما وراء النهر، فأسر سَنْجَر وَقتله، وَملَّكَ ابْنَ بغرَاجَان سَمَرْقَنْدَ، وَنَازل المُسْلِمُوْنَ بَلَنْسِيَةَ، وَاسْتَرجَعُوهَا مِنَ الفِرَنْجِ بَعْدَ أَنْ تَمَلَّكُوهَا ثَمَانِيَة أَعْوَامٍ، ثُمَّ رَاحت مِنَ المُسْلِمِينَ فِي سَنَةِ "636". وَفِي سَنَة سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ: سَارَ شَمْسُ المُلُوْك، فَحَاصَر الرَّحْبَة، وَأَخَذَهَا، وَجَاءَ عَسْكَرُ مِصْر، فَالتَقَوا الفِرَنْجَ بِيَافَا، وَخُذِلَتْ الفِرَنْجُ، وَتَصَالَحَ بَرْكْيَارُوْقُ وَأَخُوْهُ، وَملُّوا مِنَ الحَرْب، وَتَحَالفُوا، وَطَال حِصَارُ الفِرَنْج لِطَرَابُلُس، وَأَخَذُوا جُبيلَ، وَأَخَذُوا عكَّا، وَنَازلُوا حَرَّانَ، فَجَاءَ العَسْكَر، وَوَقَعَ المَصَافُّ، وَنَزَلَ النصر، وأبيدت الملاعين، وبلغت قَتْلاَهُم اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً، وَمَاتَ شَمْسُ المُلُوْك دُقَاقُ، وَتَملَّكَ وَلدُهُ بِدِمَشْقَ، وَأَتَابِكُهُ طُغْتِكِين. وَفِي سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ مَاتَ بَرْكْيَارُوْق، وَسلطنُوا ابْنه ملكشَاه وَهُوَ صَبِيّ، وَالتقَى المُسْلِمُوْنَ وَالفِرَنْج، فَأُصِيْب المُسْلِمُوْنَ، ثُمَّ قَدِمَ عَسْكَر مِصْر، وَانضمَّ إِلَيْهِم عَسْكَر دِمَشْق، فَكَانَ المَصَافّ مَعَ بغدوين عِنْد عَسْقَلاَن، وَثبت الفَرِيقَان، وَقُتِلَ مِنَ الفِرَنْج فَوْقَ الأَلف، وَمِنَ المُسْلِمِين مِثْلُهُم، ثُمَّ تَحَاجزُوا، وَفِيْهَا تَمَكَّنَ السُّلْطَان مُحَمَّد وَبسط العَدْل. وَفِي سَنَةِ "496": كبس الأَتَابك طُغْتِكِين الفِرَنْج بِالأُرْدُنّ، فَقتل وَأَسَرَ، وَزُيِّنت دِمَشْق، وَأَخَذَ مِنَ الفِرَنْج حِصْنَيْنِ. وَاستَولَتِ الإِسْمَاعِيْليَّة عَلَى فَامِيَة، وَقتلُوا صَاحِبَهَا ابْنَ مُلاَعِبٍ، وَكَانَ جَبَّاراً يَقطع الطَّرِيْق. وَفِي سَنَةِ خَمْسِ مائَةٍ: مَاتَ صَاحِبُ المَغْرِب وَالأَنْدَلُس يُوْسُفُ بن تَاشفِيْن، وَتَملَّكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عَلِيّ، وَكَانَ يَخطُب لِبَنِي العَبَّاسِ، وَجَاءته خِلَع السَّلطنَة وَالأَلْويَةِ، وَكَانَ أَنشَأَ مَرَّاكُشَ. وَقُتِلَ واحدٌ مِنَ الإِسْمَاعِيْليَّة فَخرَ المُلك بنَ نِظَام الْملك، وَزَرَ لِبَرْكْيَارُوْق، ثُمَّ لسنجر. وَقبض مُحَمَّد عَلَى وَزِيْرِهِ سَعْدِ المُلك، وَصَلَبَه بِأَصْبَهَانَ، وَاسْتَوْزَرَ أَحْمَد بن نظَامِ المُلك. وَقُتِلَ مُقدَّم الإِسْمَاعِيْليَّة بِقَلْعَةِ أَصْبَهَان أَحْمَدُ بنُ غطَّاش، قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: قَتَلَ أَتْبَاعُهُ خلقاً لاَ يُمْكِنُ إِحْصَاؤهُم ... ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَخرَّب السُّلْطَانُ مُحَمَّد القَلْعَةَ، وَكَانَ أَبُوْهُ مَلِكْشَاه أَنشَأَهَا عَلَى جبل، يُقَال: غَرِمَ عَلَيْهَا أَلفَيْ أَلف دِيْنَار وَزِيَادَة، فَتَحَيَّلَ ابْنُ غَطَّاش حَتَّى تَمَلَّكهَا، وَبَقِيَ بِهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً.

وَعَزَلَ المُسْتظهرُ وَزِيْرَه أَبَا القَاسِمِ بن جَهير، وَوَزَرَ هِبَة اللهِ بن المُطَّلِبِ. وَغَرِقَ ملكُ قُوْنِيَة قلج رسلاَن بن سُلَيْمَانَ بن قتلمش السلجوقي. وفي سنة إحدى وخمسين وَخَمْسِ مائَة مَاتَ صَاحِبُ الحِلَّةِ سَيْفُ الدَّوْلَةِ صَدَقَةُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ دُبَيْسٍ الأَسَدِيّ مَلِك الْعَرَب الَّذِي أَنشَأَ الحِلَّة عَلَى الرَّفض، قُتِلَ فِي وَقْعَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السُّلْطَانِ مُحَمَّد بنِ مَلِكْشَاه. وَفِيْهَا سَارَ طُغْتِكِين فِي جُنْدِ دِمَشْقَ، فَهَزمَ الفِرَنْجَ، وَأَسَرَ صَاحِبَ طَبَرَيَّة جرمَاس، وَحَاصَرَ بغدوين الكلبُ صُوْرَ، وَبَنَى بِإِزَائِهَا حِصناً، ثُمَّ بذل له أَهْلُهَا سَبْعَة آلاَف دِيْنَار، فَتَرحَّلَ عَنْهُم. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ: سَارَ طُغْتِكِين فِي أَلْفَيْنِ، فَالتَقَى الفِرَنْجَ، فَانْهَزَم جَمعُه، وَثبتَ هُوَ، ثُمَّ تَرَاجعُوا إِلَيْهِ، وَنُصِرُوا، وَأَسَرُوا قَوْمصاً، بَذَلَ فِي نَفْسِهِ جُمْلَةً، فَأَبَى طُغْتِكِين وَذَبحه، ثُمَّ هَادن بغدوين أَرْبَعَةَ أَعْوَام. وَفِيْهَا تَزَوَّجَ المُسْتظهر بِأُختِ السُّلْطَان مُحَمَّد عَلَى مائَة أَلْف دِيْنَار. وَفِيْهَا أَخذت الإِسْمَاعِيْليَّةُ شَيْزَر بِحيلَةٍ، فَرَجَعَ صَاحِبُهَا مِنْ مَوْكِبه، فَوَجَد بلدَه قَدْ رَاح مِنْهُ، فَيَعمد نِسَاؤُه مِنَ القُلَّة فَدَلَّوْا حِبالاً، وَاسْتقَوهُ وَأَجنَاده، فَوَقَعَ القِتَالُ، وَاسْتَحَرَّ القتلُ بِالملاَحدَةِ، وَكَانُوا مائَةً، قَدْ خدم أَكْثَرُهُم حَلاَّجِينَ فِي شَيْزَرَ، فَمَا نَجَا مِنْهُم أَحَدٌ، وَقُتِلَ مِنَ الأَجْنَادِ عِدَّة. وَفِي سَنَةِ ثَلاَثٍ أُخِذَتْ طَرَابُلُس فِي آخِر السّنَةِ بَعْد حِصَارِ سِتّ سِنِيْنَ أَخَذُوهَا بِأَبرَاجٍ خَشَبٍ صُنِعَتْ وَأُلْصِقَتْ بِسُورِهَا، وَأَخَذُوا بَانِيَاسَ، وَجُبيلَ بِالأَمَان، ثُمَّ طَرَسُوْس، وَحِصنَ الأَكرَادِ. وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ تَنَاحَب عَسَاكِرُ العِرَاق وَالجَزِيْرَة، وَأَقْبَلُوا لِغزو الفِرَنْج، وَعدَّوا الفُرَات، فَقل مَا نَفعُوا، ثُمَّ رَجَعُوا والأعداء تجول في الشام. وَتَمَّت بِالأَنْدَلُسِ غَزْوَةٌ كُبْرَى -نَصْر اللهِ-، وَانحطمتِ الفِرَنْج، وَقُتِلَ ابْنُ مَلِكِهِم. وَفِي سَنَةِ سِتٍّ: مات مَلِكُ الأَرمَنِ، فَسَارَ صَاحِبُ أَنطَاكيَة تَنكرِي لِيَتَمَلَّك سِيسَ، فَمَرِضَ، وَمَاتَ. وَمَاتَ قرَاجَا صَاحِبُ حِمْص، فَتَمَلَّكَ ابْنُه خَيْرخَان.

وَفِي أَوّل سَنَةِ سبعٍ أَقْبَلَ عَسْكَرُ الجَزِيْرَة نَجدَةً لِطُغتِكِين، فَالتَقَوُا الفِرَنْجَ بِالأُرْدُنّ، وَصبر الفرِيقَانِ، ثُمَّ اسْتَحَرَّ القتلُ بِالفِرَنْج، وَأُسِرَ طَاغِيتُهُم بغدوين، لَكِن أَسَاء الَّذِي أَسره، فَشلَّحه، وَأَطلقَه جَرِيحاً، ثُمَّ تَرَاجعَ العَدُوّ، وَجَاءتْهُم نَجدَةٌ، فَعملُوا المَصَافَّ مِنَ الغَدِ، وَحَمِي القِتَالُ، وَطَاب المَوْتُ، وَتَحَصَّنَ الكِلاَبُ بِجبلٍ، فَرَابط الجَيْشُ بِإِزَائِهِم يَترَامَوْنَ بِالنُّشَاب وَيَقْتتلُوْنَ، فَدَام ذَلِكَ كَذَلِكَ سِتَّةً وَعِشْرِيْنَ صَبَاحاً حَتَّى عُدِمَتِ الأَقْوَاتُ، وَتَحَاجَزَ الجَمْعَانِ. وَفِيْهَا وَثَبَ بَاطِنِيٌّ بِجَامِعِ دِمَشْقَ عَلَى صَاحِبِ المَوْصِلِ مَوْدُوْدِ بن أَلتونتِكِين فَقَتَلَهُ، وَهُوَ قَدْ صَلَّى الجُمُعَة مَعَ طغتكين، وأحرق الباطني. قال ابن القلانسي فِي "تَارِيْخِهِ": قَامَ هُوَ وَطُغْتِكِين حَوْلَهُمَا التُّركُ وَالأَحدَاثُ بِأَنْوَاع السِّلاَح مِنَ الصوَارم وَالصمصَامَات وَالخنَاجِر المُجَرَّدَة، كَالأَجمَة المشتبكَة، فَوَثَبَ رَجُل لاَ يُؤْبَهُ لَهُ، وَدَعَا لِمَوْدُوْد، وَشحذ مِنْهُ، وَقَبضَ بَنْدَ قَبَائِهِ، وَضَرَبَه تَحْتَ سُرَّتِه ضَربتَينِ، وَالسُّيوفُ تَنْزِلُ عَلَيْهِ، وَدُفِنَ بِخَانقَاه الطّوَاويس، ثُمَّ نُقِلَ، وَكَانَ بِطَبَرِيَّةَ مُصحفٌ أَرْسَله عُثْمَانُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- إِلَيْهَا، فَنَقَلَهُ طُغْتِكِين إِلَى جَامِعِ دِمَشْقَ. وَفِيْهَا تَملَّكَ حلبَ أَرْسَلاَنُ بنُ رِضوَان السَّلْجُوْقِي بَعْدَ أَبِيْهِ، وَقَتَلَ أَخويه، وَرَأْسَ الإِسْمَاعِيْليَّة أَبَا طَاهِر الصَّائِغ، وَعِدَّةً مِنْهُم. وَفِي سَنَة ثَمَانٍ وَخَمْسِ مائَةٍ: هَلَكَ بغدوين مِنْ جُرحه. وَقَتَلَتِ البَاطِنِيَّةُ صَاحِبَ مَرَاغَة أَحْمَديل. وَتَخَنْزَرتِ الفِرَنْجُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ، وَعَاثُوا بِالشَّامِ، وَأَخَذُوا رَفَنِيَّةَ، فَسَاق طُغْتِكِين، وَاسْتنقذهَا، وَكَانَ قَدْ عصَى عَلَى السُّلْطَان، وَحَارَبَ بعض عسكره، فندم، وسار بنفسه على العراق بتحف سنية، فرأى من الاحترام فَوْقَ آمَالِهِ، وَكَتبُوا لَهُ تَقليداً بِإِمْرَة الشَّام كُلِّه. وَفِي سَنَةِ عَشْرٍ قَدِمَ البُرسُقِي صَاحِبُ المَوْصِل إِلَى الشَّامِ غَازِياً، وَسَارَ مَعَهُ طُغْتِكِين، فَكَبَسُوا الفِرَنْجَ، وَنَزَلَ النَّصْرُ، فَقُتِلَ أُلُوْفٌ مِنَ الفِرَنْج، وَاسْتحكمت المَوَدَّةُ بَيْنَ البُرسُقِي وَبَيْنَ صَاحِب دِمَشْق. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ كَبَسَتِ الفِرَنْجُ حَمَاة، وَقتلُوا مائَة وَعِشْرِيْنَ رَجُلاً، وَبدَّعُوا، وَجَاءَ سيلٌ هدم سُورَ سِنجَار، وَغرَّق خَلاَئِقَ، وَأَخَذَ بَابَ المَدِيْنَة، ثُمَّ ظهر تَحْتَ الرملِ بَعْد سِنِيْنَ عَلَى مَسِيرَة بَرِيْد، وَسَلِمَ مَوْلُوْدٌ فِي سَرِيْرِهِ عامَ بِهِ، وَتَعَلَّق فِي زَيْتونَةٍ. وَفِيْهَا تَسَلَّطن السُّلْطَانُ مَحْمُوْدٌ بَعْدَ أَبِيْهِ مُحَمَّد، وَأُنفقت خَزَائِنُ أَبِيْهِ فِي العَسَاكِر، فَقِيْلَ: كَانَتْ أَحَدَ عشرَ أَلفَ أَلفِ دِيْنَارٍ. وَتُوُفِّيَ المُسْتظهر بِاللهِ عَنْ سَبْعَة بَنِيْنَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُه المُسْترشد بالله. وَبعدَه مَاتَتْ جَدَّتُه لأَبِيْهِ أَرْجُوَانُ الأَرمنِيَةُ، وَقَدْ رَأَتِ ابْنهَا خَلِيْفَةً، وَابْنَ ابْنِهَا، وَابْنَ ابْنِ ابْنِهَا، وَمَا اتَّفَقَ هَذَا لِسِوَاهَا.

أبو القاسم الأنصاري، صاحب إفريقية

أبو القاسم الأنصاري، صاحب إفريقية: 4660- أبو القاسم الأنصاري 1: إِمَامُ المُتَكَلِّمِين، سَيْفُ النَّظَر، سَلْمَانُ بنُ نَاصر بن عِمْرَانَ النَّيْسَابُوْرِيّ, الصُّوْفِيّ الشَّافِعِيّ، تِلْمِيْذُ إِمَامِ الحَرَمَيْنِ. رَوَى عَنْ فَضلِ الله المِيهَنِي، وَعَبْدِ الغَافِرِ الفَارِسِيّ، وَكَانَ يَتوَقَّدُ ذكَاءً، لَهُ تَصَانِيْفُ وَشُهرَةٌ وَزُهْدٌ وَتعبُّدٌ، شرح كِتَاب "الإِرشَادِ" وَغَيْر ذَلِكَ. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة. 4661- صاحب إفريقية 2: الملك أبو طاهر يحيى بن الْملك تَمِيمِ بن المُعزِّ بن بَادِيس الحِمْيَرِيّ، قَامَ فِي المُلك بَعْد أَبِيْهِ، وَخلعَ عَلَى قُوَّاده وَعَدَلَ، وَافتَتَحَ حُصُوْناً مَا قَدَرَ أَبُوْهُ عَلَيْهَا، وَكَانَ عَالِماً، كَثِيْرَ المُطَالَعَةِ، جَوَاداً مُمَدَّحاً، مُقرِّباً لِلْعُلَمَاء، وَفِيْهِ يَقُوْلُ أَبُو الصَّلْتِ أُمَيَّةُ الشَّاعِر: فَارْغَبْ بِنَفْسِكَ إلَّا عَنْ نَدَى وَوَغَى ... فَالمَجْدُ أَجْمَعُ بَيْنَ البَأْسِ وَالجُودِ كَدَأْبِ يَحْيَى الَّذِي أَحْيَتْ مَوَاهِبُهُ ... مَيْتَ الرَّجَاءِ بِإِنْجَازِ المَوَاعِيدِ مُعْطِي الصَّوَارِمِ وَالهِيْفِ النَّوَاعمِ وَالـ ... جُرْدِ الصُّلاَدِمِ وَالبُزْلِ الجَلاَمِيدِ إِذَا بَدَا بِسَرِيرِ المُلْكِ مُحْتَبِياً ... رَأَيْتَ يُوْسُفَ فِي مِحْرَابِ دَاوُدِ مَاتَ يَحْيَى يَوْم النَّحْر فَجْأَةً، فَكَانَ مَوْتُهُ وَسطَ النَّهَار سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِ مائَة، فَكَانَتْ دَوْلَتُهُ ثَمَانِيَ سِنِيْنَ، وَخلَّف لِصُلبِه ثَلاَثِيْنَ ابْناً، فَتَمَلَّك مِنْهُم ابنه علي، فقال سِتَّةَ أَعْوَام، وَمَاتَ، فَملَّكُوا وَلده الحَسَنَ بن علي صبيا مراهقا، فَامتدَّتْ أَيَّامُه، إِلَى أَنْ أَخذت الفِرَنْج طَرَابُلُسَ المَغْرِب بِالسَّيْف سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ، فَهَرَبَ الحَسَنَ مِنَ المَهديَّةِ هُوَ وَأَكْثَر أَهْلهَا، ثُمَّ انضمَّ إِلَى السُّلْطَان عبد المُؤْمِن. وَقَدْ وَقَفَ ليَحْيَى ثَلاَثَةُ غربَاء، وَزعمُوا أَنَّهُم يَعملُوْنَ الكيمِيَاء، فَأَحضرَهُم لِيَتَفَرَّج وَأَخلاَهُم، وَعِنْدَهُ قَائِدُ عَسْكَره إِبْرَاهِيْم، وَالشَّرِيْف أَبُو الحَسَنِ، فَسلَّ أَحَدهُم سِكِّيناً، وَضرب المَلِكَ، فَمَا صَنَعَ شَيْئاً، وَرَفَسَه الْملك دَحرَجَهُ، وَدَخَلَ مَجْلِساً وَأَغلقه، وَقُتِلَ الآخِر الشَّرِيْف، وَشدَّ إِبْرَاهِيْم بِسَيفِهِ عَلَيْهِم، وَدَخَلَ المَمَالِيْكُ، وَقتلُوا الثَّلاَثَة، وَكَانُوا باطنية، أظن الآمر العبيدي ندبهم لذلك.

_ 1 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "6/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 34"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 34". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ 211"، والعبر "4/ 19"، وشذرات الذهب "4/ 26".

الدرزيجاني، شمس الأئمة

الدرزيجاني، شمس الأئمة: 4662- الدَّرْزِيجَاني 1: الإِمَامُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو الفَضْلِ جَعْفَرُ بنُ الحَسَنِ الفَقِيْهُ, الحَنْبَلِيّ, المُقْرِئ، صَاحِبُ القَاضِي أَبِي يَعْلَى. سَمِعَ مِنْهُ، وَمِنْ: أَبِي عَلِيٍّ بنِ البَنَّاء، وَلَقَّن خلقاً كَثِيْراً، وَكَانَ قَوَّالاً بِالْحَقِّ، أَمَّاراً بِالعُرف، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، عَظِيْمَ الهيبَة. أَثْنَى عَلَيْهِ ابْنُ النَّجَّار، وَبَالَغَ فِي تَعْظِيْمِهِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ كُلَّ يَوْم فِي رَكْعَة واحدة، وأنه تفقه بأبي يعلى. وَقَالَ أَحْمَدُ الجِيْلِيُّ: جَعْفَر ذُو المقَامَاتَ المَشْهُوْرَة، وَالمَهِيبُ بِنُوْرِ الإِيْمَان وَاليَقِينَ لَدَى المُلُوْك وَالمُتَصَرِّفِيْن. مَاتَ فِي الصَّلاَةِ سَاجِداً, فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، فدفُن بدَاره بِدَرْزِيْجَانَ، -رَحِمَهُ اللهُ-، مِنْ سَنَةِ ست وخمس مائة. 4663- شمس الأئمة 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ، مُفْتِي بُخَارَى، شَمْسُ الأئمة, أبو الفضل بكر بن محمد بن عَلِيِّ بن الفَضْلِ الأَنْصَارِيّ الخَزْرَجِيّ، السَّلَمِيّ, الجَابِرِي، البُخَارِيّ, الزَّرَنْجَرِي. وَزَرَنْجَرُ: مِنْ قرَى بُخَارَى. كَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي حِفْظِ المَذْهَب، قَالَ لِي الحَافِظُ أَبُو العَلاَءِ الفَرَضِيّ: كَانَ الإِمَامَ عَلَى الإِطلاَق، وَالمَوفُودَ إِلَيْهِ مِنَ الآفَاقِ، رَافَقَ فِي أَوّل أَمرِهِ برهَانَ الأَئِمَّة المَاضِي عَبْد العَزِيْزِ بن مَازه، وَتَفَقَّهَا مَعاً عَلَى شَمْسُ الأَئِمَّة مُحَمَّدُ بنُ أَبِي سَهْل السَّرْخَسِيّ.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 15". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 270"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 200"، ولسان الميزان "2/ 58"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 216"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 33".

مَوْلِده سَنَة سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَتَفَقَّهَ أيضًا على شمس الأئمة عبد العزيز أَحْمَدَ الحَلْوَائِيّ. وَسَمِعَ: أَبَاهُ، وَعُمَرَ بنَ مَنْصُوْرِ بنِ خنْب، وَالحَافِظ أَبَا مَسْعُوْد أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ البَجَلِيّ، وَمَيْمُوْنَ بنَ عَلِيٍّ المَيْمُوْنِيّ، وَأَبَا سهل أَحْمَد بنَ عَلِيٍّ الأَبِيْوَرْديَّ، فَسَمِعَ مِنْهُ الصَّحِيح بِسمَاعِه مِنِ ابْنِ حَاجِبٍ الكُشَانِي، وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ إِبْرَاهِيْم بن عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ، وَالحَافِظ يُوْسُفَ بنِ مَنْصُوْرٍ، وَمُحَمَّدِ بن سُلَيْمَانَ الكَاخُسْتُوَانِي. وَتَفَرَّد، وَعَلاَ سَنَدُه، وَعَظُمَ قَدرُه، حَتَّى كَانَ يُقَالُ لَهُ: أَبُو حَنِيفَة الأَصْغَرُ، وَكَانَ يَدْرِي التَّارِيْخَ وَالأَنسَابَ، سَأَلُوْهُ مرَّة عَنْ مَسْأَلَة غَرِيبَةٍ، فَقَالَ: كَرَّرتُ عَلَيْهَا أَرْبَعَ مائَةِ مَرَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَاهِرٍ الفَرْغَانِي، وأبو جعفر أحمد بن مُحَمَّد الخُلْمِي البَلْخِيّ، وَمُحَمَّد بن يَعْقُوْبَ نَزِيْلُ سرخس، وعبد الحليم ابن مُحَمَّدٍ البُخَارِيّ, وَعِدَّة، وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ وَلَدُه عُمَرُ، وَشَيخُ الإِسْلاَم برْهَان الدِّين عَلِيّ بن أَبِي بَكْرٍ الفَرْغَانِي, وَطَائِفَة. مَاتَ فِي تَاسِعَ عَشَرَ شَعْبَان سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة. وَتُوُفِّيَ وَلَدُه العَلاَّمَة عمَادُ الدّين عُمَر: فِي سَنَةِ أربع وثمانين وخمس مائة.

القيرواني

4664- القَيْرَواني 1: العَلاَّمَةُ الأُصُوْلِي، شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَتِيقِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة اللهِ بنِ مَالِكٍ التَّمِيْمِيُّ القَيْرَوَانِيُّ، المَعْرُوف بِابْنِ أَبِي كُديَّة. درس الكَلاَمَ بِالقَيْرَوَان عَلَى الحُسَيْنِ بنِ حَاتِمٍ صَاحِبِ ابْنِ البَاقِلاَّنِيِّ. وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ عَبْدِ البَرِّ، وَمِنَ القَاضِي مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمَةَ القُضَاعِيِّ، وَتَلاَ بِالروَايَات عَلَى أَبِي العَبَّاسِ بنِ نَفِيْسٍ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: عَبدِ البَاقِي بنِ مُحَمَّدٍ العَطَّارِ. وَحَدَّثَ بِصُوْرَ، فَسَمِعَ مِنْهُ الفَقِيْه نَصْرٌ المَقْدِسِيّ، وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ العبدرِي، وَعبد الحَقّ اليُوسفِي، وَالسِّلَفِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَتَصدَّرَ لإِقْرَاء الأُصُوْلِ، وَكَانَ مُتَعَصِّباً لِمَذْهَبِ الأَشْعَرِيِّ. تَلاَ عليه بالروايات أبو الكرم الشهرزوري. قَالَ ابْنُ عَقِيْلٍ: هُوَ شَيْخ هَشٌّ، حَسَنُ العَارضَةِ، جَارِي العِبَارَةِ، حُفَظَةٌ مُتَدَيِّنٌ صَلِفٌ، تَذَاكرنَا، فَرَأَيْتُهُ مَمْلُوْءاً عِلْماً وَحِفظاً. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، عَنْ نحوٍ مِنْ تِسْعِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ مُشَاراً إِلَيْهِ فِي الكَلاَمِ، قَالَ لِي: أَنَا أَدْرُسُ الكَلاَمَ مِنْ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ، جَرَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الحنَابلَة فِتَنٌ، وَأُوذِيَ غَايَةَ الإِيذَاءِ، سَأَلتُهُ عَنْ مَسْأَلَةِ الاسْتِوَاءِ، فَقَالَ: أَحَدُ الوَجهَيْنِ لِلأَشعرِي أَنَّهُ يُحْمَلُ عَلَى مَا وَرد وَلاَ يُفَسَّر. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ شَافعٍ: قَالَ ابْنُ نَاصرٍ وَجَمَاعَةٌ: كَانَ أَصْحَابُ القَيْرَوَانِيِّ يَشهدُوْنَ عَلَيْهِ أَنَّهُ لاَ يُصَلِّي وَلاَ يَغْتَسِلُ مِنْ جنَابَة فِي أَكْثَرِ أَحْوَاله، وَيُرمَى بِالفِسْقِ مَعَ المُرْدِ، وَاشْتُهِرَ بِذَلِكَ، وَادَّعَى قِرَاءة القُرْآن عَلَى ابن نفيس. قلت: هذا كلام بهوى.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "5/ 217".

خوروست

4665- خُوروَسْت َ1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ، المُقْرِئُ الصَّالِحُ، بَقِيَّةُ المَشْيَخَة، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ الحَارِثِ الأَصْبَهَانِيّ, المُجَلّد، يُعرف بِخُوْروَسْتَ، وَيُكْنَى أَيْضاً أَبَا الفَتْح. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ بنَ فَاذشَاه، وَأَبَا القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ العَطَّارُ المُقْرِئُ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ رِيذه، وَأَحْمَدَ بنَ حَسَنِ بنِ فُوْرَكَ الأَدِيْب، وَهَارُوْن بن مُحَمَّدٍ النَّانِي، وَعَبْد الْملك بن الحُسَيْنِ بنِ عبد رَبّه، وَأَبَا طَاهِر بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَعِدَّةٍ، وَعِنْدَهُ "المُسْتخرجُ عَلَى صَحِيْح مُسْلِمٍ" لأَبِي الشَّيْخِ يَرْوِيْهِ عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ القُرقُوبِي عَنْهُ، وَعِنْدَهُ "مَغَازِي ابْنِ إِسْحَاقَ" سمعه من ابن عبد الرحيم. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو مُوْسَى، وَالحَافِظُ أَبُو العَلاَءِ العَطَّار، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْر الصَّيْدَلاَنِيّ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ شَيْخاً صَالِحاً يُلَقِّنُ الصِّبْيَانَ، ثُمَّ سَرَدَ شُيُوْخه. مَاتَ: فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَعَاشَ أَخُوْهُ أَبُو المُظَفَّرِ أَحْمَدُ بَعْدَهُ سَنَوَاتٍ، وَشيخُهُ ابْنُ فُورك مِمَّنْ سَمِعَ مِنَ الطَّبَرَانِيّ. وَمَاتَ فِيْهَا: شَيْخُ الحنَابلَة أَبُو الوَفَاء عَلِيُّ بن عَقِيْل، وَقَاضِي القُضَاة علي بن قَاضِي القُضَاة مُحَمَّد بن عَلِيٍّ الدَّامغَانِي، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ السُّلَمِيّ ابْن الموَازِينِي، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ طرخَان التُّركِي، وَالعَلاَّمَة أَبُو سَعْدٍ المُبَارَك بن عَلِيٍّ المُخَرِّمِيّ الحَنْبَلِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عبد البَاقِي الدُّوْرِيّ. وَفِيْهَا كشفت الفِرَنْجُ عَنْ مَغَارَةِ الخَلِيْل -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَفَتَحُوا عَلَيْهِ، وَشُوهِدَ هُوَ وَابْنُه إِسْحَاق وَحَفِيْدُهُ يَعْقُوْب لَمْ يَبْلُوا، وَوُجِدَ عِنْدَهُم قَنَادِيْلُ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، نَقَلَهُ حَمْزَةُ بنُ أَسَدٍ في "تاريخه".

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 30"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 41".

ابن مفوز، ابن حمدين

ابن مفوز، ابن حمدين: 4666- ابن مُفَوَّز 1: الحَافِظُ البَارعُ المُجَوِّدُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَيْدَرَة بن مفوَّز بن أَحْمَدَ بنِ مفوَّز المَعَافِرِيّ الشَّاطبِي. وُلِدَ فِي عَام مَوْت أَبِي عُمَرَ بن عَبْد البَرِّ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخُ أَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَالقَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِي. وَسَمِعَ مِنْ: عَمّه طَاهِر بن مُفوَّز، وَأَبِي عَلِيٍّ الجَيَّانِي، فَأَكْثَر، وَأَبِي مَرْوَانَ بنِ سِرَاجٍ، وَمُحَمَّد بن الفَرَجِ الطلاَّعِي، وَخَلَفَ شَيْخه أَبَا عَلِيٍّ فِي حَلْقَتِهِ. وَلَهُ ردٌّ عَلَى ابْنِ حَزْمٍ، وَكَانَ حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ، وَعِلله، عَالِماً بِالرِّجَالِ، مُتْقِناً أَدِيباً شَاعِراً، فَصِيْحاً نَبِيلاً، أَسْمَعَ النَّاسَ بِقُرْطُبَةَ، وفاجأه المَوْتُ قَبْل أَوَانِ الرِّوَايَة، وَعَاشَ نَيِّفاً وَأَرْبَعِيْنَ سنة. توفي سنة خمسٍ وخمس مائة. 4667- ابن حَمْدِين 2: العَلاَّمَةُ قَاضِي الجَمَاعَةِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد بن عبد العزيز بنِ حَمْدِيْنَ الأَنْدَلُسِيّ, المَالِكِيُّ، صَاحِبُ فُنُوْنٍ وَمَعَارِفَ وَتَصَانِيفَ. وَلِيَ القَضَاءَ ليُوْسُفَ بنِ تَاشفِيْن الْملك، فَسَارَ أَحْسَنَ سِيرَةٍ، وَحَمَلَ عَنْ أَبِيْهِ. رَوَى عَنْهُ القَاضِي عِيَاضٌ وَعظَّمه، وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِ مائَة، وَلِيَ قَضَاءَ قُرْطُبَة، وَلَهُ إِجَازَةٌ مِنْ أَبِي عُمَرَ بن عَبْد البَرِّ، وَأَبِي العَبَّاسِ بن دِلْهَاث، وَتَفَقَّهَ بِأَبِيْهِ، وَبِمُحَمَّدِ بنِ عَتَّابٍ، وَحَاتِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ ذَكِيّاً، بارعاً فِي العِلْمِ، مُتَفنِّناً أُصُوْلياً، لُغويّاً, شَاعِراً، حَمِيْدَ الأَحكَامِ. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ، لِثَلاَثٍ بَقِيْنَ مِنْهُ، عَنْ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً. وَكَانَ يَحُطُّ عَلَى الإِمَامِ أَبِي حَامِدٍ فِي طَرِيقَة التَّصَوُّفِ، وألف في الرد عليه.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 567"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1060". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 570".

محمد بن طرخان، ابن صابر

محمد بن طرخان، ابن صابر: 4668- محمد بن طَرَخان 1: ابن بلتكين بن مبارز بُجْكَمَ، الإِمَامُ الفَاضِلُ، المُحَدِّثُ المُتْقِنُ, النَّحْوِيُّ، أَبُو بَكْرٍ التُّركِي, البَغْدَادِيّ. سَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ بن المُسْلِمَة، وَعبدَ الصَّمدِ بن المَأْمُوْن، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الصريفيني، وأبا الحسن بن الغرِيق، وَابْن النَّقُّوْرِ، وَمَنْ بَعْدَهُم، وَصَحِبَ الحُمَيْدِيّ وَلاَزمه. وَكَتَبَ بِخطِّه الكَثِيْرَ، وَسَمِعَ كِتَاب "الإِكمَال" مِنَ الأَمِيْرِ أَبِي نَصْرٍ، وَتَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَخَذَ الكَلاَمَ عَنْ أَبِي عبد الله القيرواني، وكان يورق الناس، وَخَطُّه جيدٌ مُعرب، وَكَانَ ذَا حَظٍّ مِنْ تَأَلُّه وَعِبَادَة وَأَورَاد، وَزُهْدٍ وَصدق، يُذْكَرُ بِإِجَابَة الدعوَة. حَدَّثَ عَنْهُ: القَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ العربِي، وَعَبدُ الجَلِيْل كُوتَاهُ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ ابْنُ نَاصر. تُوُفِّيَ فِي ثَامنَ عَشَرَ صَفَرٍ, سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة, عَنْ سَبْع وَسِتِّيْنَ سَنَةً، وَكَانَ يَفْهَمُ وَيَحْفَظُ، رحمه الله. 4669- ابن صابر: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، مُفِيدُ دِمَشْقَ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ صَابِرٍ السُّلَمِيّ الدِّمَشْقِيّ، المَعْرُوفُ بِابْنِ سَيِّده. سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بن أَبِي العَلاَءِ المَصِّيْصِيِّ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ أَبِي الحَدِيدِ، وَالفَقِيْه نصراً، وَطَبَقَتَهُم. وَعَنْهُ السِّلَفِيّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُهُ أَبُو المَعَالِي عَبْدُ اللهِ بنُ صَابِرٍ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: سَمِعْنَا بِقِرَاءتِهِ الكَثِيْرَ، وَكَانَ ثِقَةً مُتحرزاً، عَاشَ خَمْسِيْنَ سَنَةً، تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ, سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة. وَقَالَ السِّلَفِيُّ: بَخيلٌ بِالإِفَادَة، وَكَانَ جَسَداً مُلِئَ حَسَداً.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 215"، والعبر "4/ 30"، وطبقات الشافعية للسبكي "6/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 14".

ابن القشيري

4670- ابن القُشَيري 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُفَسِّرُ العَلاَّمَة، أَبُو نَصْرٍ عَبْد الرحيم بن الإِمَامِ شَيْخِ الصُّوْفِيَّةِ أَبِي القَاسِمِ عَبدِ الكَرِيْمِ بن هوزان القُشَيْرِيّ, النَّيْسَابُوْرِيّ، النَّحْوِيّ, المُتَكَلِّم، وَهُوَ الوَلَدُ الرَّابع مِنْ أَوْلاَد الشَّيْخ. اعْتَنَى بِهِ أَبُوْهُ، وَأَسْمَعَهُ، وَأَقرَأَه حَتَّى بَرَعَ فِي العَرَبِيَّة وَالنَّظم وَالنَّثر وَالتَّأْوِيْل، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ بِأَسرعِ خطّ، وَكَانَ أَحَدَ الأذكياء، لازم إمام الحَرَمَيْنِ، وَحصل طرِيقَة المَذْهَب وَالخلاَف، وَسَاد، وَعَظُمَ قَدْرُهُ، وَاشْتُهِرَ ذِكْرُهُ. وَحَجَّ، فَوَعَظ بِبَغْدَادَ، وَبَالَغَ فِي التَّعَصُّبِ لِلأَشَاعِرَة، وَالغضِّ مِنَ الحنَابلَةِ، فَقَامَتِ الفِتْنَةُ عَلَى ساقٍ، وَاشتَدَّ الخطبُ، وَشَمَّرَ لِذَلِكَ أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الصُّوْفِيّ عَنْ سَاق الجدّ، وَبَلغَ الأَمْرُ إِلَى السَّيْفِ، وَاختَبَطَتْ بَغْدَادُ، وَظَهَرَ مُبَادرُ البَلاَء، ثُمَّ حَجَّ ثَانِياً، وَجَلَسَ، وَالفِتْنَةُ تَغلِي مَرَاجِلُهَا، وَكَتَبَ وُلاَةُ الأَمْرِ إِلَى نِظَامِ المُلك لِيَطلُبَ أَبَا نَصْرٍ بنَ القُشَيْرِيِّ إِلَى الحضرَةِ إِطفَاءً لِلنَّائِرَةِ، فَلَمَّا وَفَدَ عَلَيْهِ، أَكرمه وَعَظَّمه، وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالرُّجُوْعِ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، فَرَجَعَ، وَلَزِمَ الطَّرِيْقَ المُسْتَقِيمَ، ثُمَّ نُدِبَ إِلَى الوَعظِ وَالتَّدرِيسِ، فَأَجَابَ، ثُمَّ فَتَرَ أَمرُه، وَضَعُفَ بَدَنُه، وَأَصَابَهُ فَالِج، فَاعْتُقِلَ لِسَانُه إِلاَّ عَنِ الذِّكر نَحْواً مِنْ شهر، وَمَاتَ. سَمِعَ: أَبَا حَفْصٍ بنَ مَسْرُوْر، وَأَبَا عُثْمَانَ الصَّابونِي، وَعبدَ الغَافِر الفَارِسِيّ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن النَّقُّوْرِ، وَسَعْدَ بن عَلِيٍّ الزَّنجَانِي، وَأَبَا القَاسِمِ المهروَانِي، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: سِبْطُهُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الصَّفَّار، وَأَبُو الفُتُوْح الطَّائِيّ، وَخطيبُ المَوْصِل أَبُو الفَضْلِ الطُّوْسِيّ، وَعبدُ الصَّمد بن عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَعِدَّة، وَبِالإِجَازَة: أَبُو القَاسِمِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ. ذكره عَبْد الغَافِرِ فِي "سيَاقه"، فَقَالَ: هُوَ زَينُ الإِسْلاَم أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ، إِمَامُ الأَئِمَّة، وَحَبْرُ الأُمَّة، وَبحرُ العُلُوْم، وَصَدْرُ القُروم، أَشْبَههُم بِأَبِيْهِ خلقاً، حَتَّى كَأَنَّهُ شُقَّ مِنْهُ شَقاً، كَمُلَ فِي النَّظم وَالنَّثر، وَحَاز فِيْهِمَا قَصَبَ السَّبق، ثُمَّ لَزِمَ إِمَام الحَرَمَيْنِ، فَأَحكم المَذْهَبَ وَالأُصُوْل وَالخلاَفَ، وَلاَزمه يَقْتَدِي بِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَاجّاً، وَرَأَى أَهْلُ بَغْدَادَ فَضلَه وَكمَالَه، وَوجد مِنَ الْقبُول مَا لَمْ يُعْهَدْ لأَحدٍ، وَحضر مَجْلِسَه الخَوَاصُّ، وَأَطبقُوا عَلَى أَنَّهُم مَا رَأَوْا مِثْلَه فِي تَبحره ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَبلغ الأَمْرُ فِي التَّعصُّب لَهُ مَبْلَغاً كَادَ أَنْ يُؤَدِّي إِلَى الفِتْنَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَح: قَالَ شيخنَا أَبُو بَكْرٍ القَاسِم بن الصَّفَّار: وُلِدَ أَبِي أَبُو سَعْدٍ سَنَة ثَمَانٍ وَخَمْسِ مائَة، وَسَمِعَ مِنْ جَدِّه وَهُوَ ابْنُ أَرْبَع سِنِيْنَ أَوْ أَزْيَد، وَالعجبُ أَنَّهُ كتب بِخَطِّهِ الطَّبَقَة، وَحَيِي إِلَى سَنَةِ سِتّ مائَة. مَاتَ أَبُو نَصْرٍ فِي الثَّامن وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ, سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائة في عشر الثمانين.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 220"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 207"، والعبر "4/ 33"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 159"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 45".

الدوري

4671- الدَّوري 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، الثِّقَةُ الصَّالِحُ المُسْنِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الباقي بن محمد بنِ يُسر الدُّوْرِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ, السِّمْسَار. وُلِدَ سَنَةَ أربعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بنَ بِشْرَان، وَأَبَا طَالب العُشَارِي، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ العَبْدَرِي، وَابْنُ نَاصر، وَالسِّلَفِيّ، وَالصَّائِنُ هِبَةُ اللهِ، وَذَاكرُ بن كَامِلٍ، وعدةٌ، وَبِالإِجَازَة: عبدُ المُنْعِم بن كُلَيْبٍ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ شَيْخاً صَالِحاً ثِقَةً خَيراً. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: هُوَ مُحَمَّدُ بنُ عبد البَاقِي بن مُحَمَّدِ بن أبو الْيُسْر. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ, سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ ابْنُ عَقِيْلٍ الحَنْبَلِيّ، وَقَاضِي القُضَاة عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن الدَّامغَانِي، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ الموَازِينِي، وَمُحَمَّد بن طَرخَان، وَمُحَمَّد بنُ عَبْدِ اللهِ خُوروست، وَأَبُو سَعْدٍ المُبَارَك بن عَلِيٍّ المخرمي الحنبلي.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 31"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 41".

المخرمي، الأشقر

المخرمي، الأشقر: 4672- المُخَرِّمِي 1: العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الحنَابلَة، أَبُو سعدٍ المُبَارَكُ بنُ عَلِيٍّ المُخَرِّمِيّ, البَغْدَادِيّ. تَفقَّه بِالقَاضِي أَبِي يَعْلَى، ثُمَّ بِأَبِي جَعْفَرٍ بنِ أَبِي مُوْسَى، وَيَعْقُوْب بن سُطورَا البَرْزبينِي، وَلاَزمهُمَا حَتَّى سَاد، وَبَنَى مدرسَةً بِبَابِ الأَزَج، درَّس بَعْدَهُ بِهَا تِلْمِيْذُه الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِرِ وَكبَّرهَا، وَكَانَ نَزهاً عَفِيْفاً، نَاب فِي القَضَاءِ، وَحَصَّل كُتُباً عَظِيْمَةً، وَفتحت عَلَيْهِ الدُّنْيَا، وَبَنَى دَاراً وَحَمَّاماً وَبُستَاناً. وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ بن المُسْلِمَة، وَأَبِي الغنَائِمِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَتَفَقَّهَ بِهِ خلق. رَوَى عَنْهُ المُبَارَكُ بنُ كَامِلٍ. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، وَقَدْ شَاخَ. 4673- الأشْقَر 2: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الثِّقَةُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ مَحْمُوْدُ بنُ إسماعيل بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ الصَّيْرَفِيُّ الأَشْقَرُ، رَاوِي كِتَاب "المُعْجَمِ الكَبِيْرِ" لِلطَّبَرَانِيِّ عَنْ أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ فَاذشَاه. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ شَاذَانَ الأَعْرَجِ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِ "التَّرْغِيْبِ"، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ الهَمْدَانِيُّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المَهَّادُ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الطَّرَسُوسِيُّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي زَيْدٍ الكَرَّانِيّ الخَبَّازُ، وَبَالحُضُوْرِ أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَهُوَ محمود بن أبي العلاء. مَوْلِدُهُ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمَاتَ -عَلَى مَا أَرَّخَهُ أَبُو مُوْسَى-: فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة. قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ رَجُلاً صَالِحاً، لَهُ اتِّصَال بِبَنِي مَنْدَه، وَبإِفَادَتِهِم سَمِعَ الحَدِيْث. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ البُخَارِيّ، وَهُوَ المُبَخِّر، أَخُو هِبَة اللهِ، وَمُقْرِئ الثَّغْرِ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَن بن خَلَف بن بَلِّيمَة القروِي، وَرَئِيْس البُلغَاء مُؤَيَّدُ الدِّينِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ الطُّغْرَائِي الأَصْبَهَانِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة الصَّدفِي، وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بن أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، وَمُقْرِئ المرِيَّة أَبُو الحَسَنِ بنُ شفِيع، وَالمُسْنِدُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الموَازِينِي، وَأَبُو نَصْرٍ المُعَمَّرُ بن مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ البيِّع، وَقَاضِي سَمَرْقَنْد العَلاَّمَة أَبُو بكر محمود بن مسعود الشعيبي.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 215"، والعبر "4/ 31"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 40". 2 ترجمته في العبر "4/ 34"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 221"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 46".

أبو علي بن المهدي

4674- أبو علي بن المهدي 1 الشَّيْخُ الإِمَامُ، الخَطِيْبُ الثِّقَةُ الشَّرِيْفُ، أَبُو عَلِيٍّ محمد بن الشَّيْخِ أَبِي الفَضْلِ مُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ العَبَّاسِ بنِ المَهْدِيِّ بِاللهِ الهَاشِمِيّ البَغْدَادِيّ, الحريمي. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا طَالبِ بنَ غَيْلاَنَ، وَعبيدَ الله بنَ شَاهِيْن، وَأَبَا الحَسَنِ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ العَتِيْقِيّ، وَأَبَا إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَأَبَا القَاسِمِ التَّنُوْخِي، وَعِدَّة. وَكَانَ ثِقَةً مُكْثِراً معمَّراً. رَوَى عَنْهُ السِّلَفِيّ: وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّار، وَابْنُ نَاصر، وَدَهْبَلُ بنُ كَاره، وَأَخُوْهُ لاَحِق، وَأَحْمَد بن مَوْهُوْبِ بنِ السَّدنك، وَأَخُوْهُ يَحْيَى، وَذَاكرُ بنُ كَامِلٍ، وَالمُبَارَكُ بن الْمَعْطُوشِ، وَآخَرُوْنَ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ السَّوَّاق، وَتَفَرَّد بِإِجَازَة مُحَمَّد بن عبد الوَاحِد بن رِزمَة. مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. قَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ: ثِقَةٌ صَالِحٌ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّار: ثِقَةٌ نَبِيل مِنْ ظِرَاف البَغْدَادِيِّيْنَ، قَالَ الأَنْمَاطِيّ: دَخَلت عَلَيْهِ، فَقَالَ: اليَوْمَ كَانَ عِنْدِي رَسُوْلاَنِ مِنْ رسل مَلَك المَوْتِ، فَتَبَسَّمتُ، وَقُلْتُ: كَيْفَ? قَالَ: جَاءَ جَمَاعَةٌ حَتَّى أشْهدتُهُم عَلَى شهَادَةٍ عِنْدِي، وَجَاءَ المُحَدِّثُونَ لِيَسْمَعُوا مِنِّي حَتَّى يَروُوا عَنِّي. ثُمَّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الحُسَيْنِ بن الْمُهْتَدي بِاللهِ، وَاتَّفَقَ لَهُ مِثْل هَذَا، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ الأَنْمَاطِيّ: تُوُفِّيَ لَيْلَةَ السَّبْتِ, سَادسَ عَشرَ شَوَّالٍ, سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة. وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ شُهُودِ القَائِمِ بِأَمرِ الله. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: مُسْنِدُ الوَقْت أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد بأصبهان، وأمير الجيوش الأفضل بن أَمِيْر الجُيُوْش بدر الجمَالِي، وَالوَزِيْرُ أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ السُّمَيْرمِي، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ جَعْفَرِ بنِ القطَاع اللُّغَوِيّ، وَهزَارسب بن عوض الهروي المحدث.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 230"، والعبر "4/ 35"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 222"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 48".

السميرمي، ابن القطاع

السميرمي، ابن القطاع: 4675- السُّمَيرِمي 1: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ السُّمَيْرمِي، وَزِيْرُ السُّلْطَانِ مَحْمُوْد السَّلْجُوْقِي، صَدْرٌ مُعظَّمٌ، كَبِيْرُ الشَّأْنِ، شَدِيدُ الوَطْأَة، ذُو عَسْفٍ وَظُلْمٍ، وَسُوءِ سِيرَة، وَقَفَ مدرسةُ بِأَصْبَهَانَ، وَعَمِلَ بِهَا خِزَانَةَ كتبٍ نَفِيْسَةٍ، وَكَانَ يَقُوْلُ: قَدِ اسْتحييت مِنْ كَثْرَةِ الظُّلم وَالتَّعدي، وَلَمَّا عزم علَى السَّفَر، أَخَذَ الطَّالع، وَركب فِي مَوْكِب عَظِيْم، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عِدَّةٌ بِالسُّيوف وَالحرَاب وَالدَّبَابيس، قَالَ ابْنُ النَّجَّار: فَمَرَّ بِمضيقٍ، وَتَقدَّمه الكُلُّ، وَبَقِيَ منفرداً، فَوَثَبَ عَلَيْهِ باطنِي مِنْ دكة، فضربه بسكين، فرقعت فِي البَغْلَة، وَهَرَبَ، فَتبعه كُلُّ الأَعْوَان، فَوَثَبَ عليه آخر، فيضربه في خاصرته، وجذبه ورماه عَنِ البَغْلَة إِلَى الأَرْضِ وَجرحه فِي أَمَاكن، فَرد الأَعْوَان، فَوَثَبَ اثْنَانِ فَحَملاَهُمَا وَالقَاتِلُ عَلَيْهِم، فَانْهَزَم الجَمعُ، وَبَقِيَ الوَزِيْر، فَكرَّ قَاتِلُه، وَجرَّه، وَالوَزِيْر يَسْتَعطِفُه وَيَتضرع لَهُ، فَمَا أَقلع حَتَّى ذبحه، وَهُوَ يُكبِّر وَيَصيح: أَنَا مُسْلِم موحِّد فَقُتِلَ هُوَ وَالثَّلاَثَة، وَحُمِلَ الوَزِيْر إِلَى دَار أَخِيْهِ النَّصِيْر، ثُمَّ دُفِنَ وَذَلِكَ فِي سلخ صَفَرٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة. وَقِيْلَ: إِنَّ الَّذِي قَتله عبدٌ كَانَ لِلمُؤيد الطُّغْرَائِي وَزِيْرِ السُّلْطَان مَسْعُوْد، فَإِنَّ السُّمَيْرمِي قَتَلَ أُسْتَاذَه ظلماً، وَنبزه بِأَنَّهُ فَاسِد الاعتقَاد، وَكُلُّ قَاتِلَ مقتول. 4676- ابن القطَّاع 2: العَلاَّمَةُ شَيْخُ اللُّغَة، أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ جعفر بن علي السعدي, الصَّقَلِي, ابْن القطَّاع، نَزِيْلُ مِصْر، وَمُصَنِّف كِتَاب "الأَفعَال"، وَمَا أَغْزَر فَوَائِدَه!، وَلَهُ كِتَاب "أَبنِيَة الأَسْمَاء"، وَلَهُ مُؤلَّفٌ فِي العَروض، وَكِتَاب فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء. أَخَذَ بصَقَلّيَة عَنِ ابْنِ البِرِّ اللُّغَوِيّ وَغَيْرهِ، وَأَحكم النَّحْو، وَتَحوَّل مِنْ صَقَلِّية، ثُمَّ اسْتولت النَّصَارَى عَلَيْهَا بَعْدَ السِّتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَاحتفل المِصْرِيّون لِقدومه وَصُدُوْره، وَسَمِعُوا مِنْهُ "صِحَاحَ" الجَوْهَرِيّ، وَلَمْ يَكُنْ بِالمُتْقِن لِلرِّوَايَةِ، وَلَهُ نظم جيد وفضائل. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، عَنِ اثنتين وثمانين سنة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 239"، والعبر "4/ 38"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 50". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 322"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 18"، ولسان الميزان "4/ 209"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 45".

إيلغازي

4677- إيلغازي 1: الْملك نَجْمُ الدِّيْنِ ابْنُ الأَمِيْرِ أَرتُق بن أَكسب التّركمَانِي، صَاحِبُ مَاردين، كَانَ هُوَ وَأَخُوْهُ الأَمِيْرُ سُقمَان مِنْ أُمَرَاءِ تَاج الدَّوْلَة تُتُش صَاحِبِ الشَّام، فَأَقطعهُمَا القُدْسَ، وَجَرَتْ لَهُمَا سِيَرٌ، ثُمَّ اسْتولَى إِيلغَازِي عَلَى مَاردين. وَكَانَ ذَا شجَاعَةٍ، وَرَأْي، وَهَيْبَة وَصِيت، حَارب الفِرَنْجَ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَأَخَذَ حلبَ بَعْدَ أَوْلاَد رضوَان بن تُتُش، وَاسْتَوْلَى عَلَى مَيَّافَارِقين وَغَيْرهَا قَبْلَ مَوْته بِسَنَةٍ، ثُمَّ سَارَ منجداً لأَهْل تَفْلِيْسَ هُوَ وَزوجُ بِنْته ملكُ الْعَرَب دُبيس الأَسَدِيّ، وَانضمَّ إِلَيهُمَا طُغَان صَاحِبُ أَرزن، وَطغرِيل أَخُو السُّلْطَان مَحْمُوْد السَّلْجُوْقِي، وَسَارُوا عَلَى غَيْر تَعبِئَة، فَانحدر عَلَيْهِم دَاوُدُ طَاغِيَةُ الكُرْجِ، فَكبسهُم، فَهَزمهُم، وَنَازل اللعين تفليس وأخذها بِالسَّيْفِ، وَبدَّع، ثُمَّ جَعَلهُم رَعِيَةً لَهُ، وَعدل وَمكَّنهُم مِنْ شِعَار الإِسْلاَم، وَأَمر أَنْ لاَ يُذبح فِيْهَا خِنْزِيْرٌ، وَبَقِيَ يَجِيْء وَيسَمِعُ الخطبَة، وَيُعْطِي الخَطِيْبَ وَالمُؤذِّنِيْنَ الذّهبَ، وَعَمَّر رُبطاً لِلصَّوَفَةِ، وَكَانَ جَوَاداً مُحترماً لِلمُسْلِمِين. وَأَمَّا إِيلغَازِي، فَتُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ، بِمَيَّافَارقين، سَنَة سِتَّ عَشْرَةَ، فَهَذَا أَوَّلُ مَنْ تَملَّك مَاردين، وَاسْتمرت فِي يَدِ ذُرِّيَته إِلَى السَّاعَة، فَأَخَذَ مَيَّافَارقين ابْنُهُ شَمْسُ الدولة سليمان، واستولى ابنه حسان الدّين تَمرتَاش عَلَى مَارْدِين، وَاسْتَوْلَى عَلَى حلب ابْنُ أَخِيْهِ الأَمِيْرُ سُلَيْمَانُ بن عَبْد الجَبَّارِ بن أَرْتُق، إِلَى أَنْ أَخَذَهَا مِنْهُ ابْنُ عَمِّهِ بلَك بن بَهْرَامَ. وَقَالَ سِبْطُ ابْنِ الجَوْزِيّ: تُوُفِّيَ إِيلغَازِي سَنَة خَمْسَ عَشْرَةَ، وَكَانَ تَحْتَه بِنْتُ صَاحِب دِمَشْق طُغْتِكِين، وَتَزَوَّجَ ابْنُه سُلَيْمَانُ بِبنتِ صَاحِب الرُّوْم، فَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانِي عشرة، فتسلم تمرتاش ميافارقين.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 36"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 223"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 48".

الحنائي، ابن الموازيني

الحنائي، ابن الموازيني: 4678- الحنَّائي 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الثِّقَةُ، أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الحِنَّائِي، الدِّمَشْقِيّ، مِنْ أَهْلِ بَيْت حَدِيْثٍ وَعَدَالَةٍ، وَسُنَّةٍ وَصدق. سَمِعَ: أَبَاهُ أَبَا القَاسِمِ الحِنَّائِي، وَأَبَا الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ العَفِيْفِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نَصْرٍ، وَأَخَاهُ أَبَا عَلِيٍّ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدَ بن يَحْيَى بنِ سُلْوَان، وَمُحَمَّد بن عبد الوَاحِد الدَّارِمِيّ، وَابْن سختَام، وَأَبَا عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَرشَأَ بن نَظيف، وَمُحَمَّدَ بنَ عبد السَّلام بن سعدَان، وَالحَسَنَ بنَ عَلِيِّ بنِ شوَاش، وَعِدَّة، وَتَفَرَّد بِأَجزَاء كَثِيْرَة. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَالصَّائِن بنُ عَسَاكِرَ، وَأَخُوْهُ الحَافِظُ، وَالخَضِر بن شِبْل الحَارِثِيّ، وَأَبُو طاهر بن الحصني، والخضر بن طاوس، وَالفَضْلُ بن البَانِيَاسِيِّ، وَأَبُو المَعَالِي بنُ صَابر، وَآخَرُوْنَ. وَاعْتَنَى بِهِ وَالِدُه، وَأَوَّلُ سَمَاعِه كَانَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَهُ سِتّ سِنِيْنَ. مَاتَ فِي ثَالِث جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْسِ مائَة، وَلَهُ سَبْعٌ وَسَبْعُوْنَ سنة. 4679- ابن الموازيني 2: الشَّيْخُ العَالِمُ المُسْنِدُ، المُقْرِئُ الثِّقَةُ، شَيْخُ دِمَشْق، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ السُّلَمِيّ، الدِّمَشْقِيّ، ابْنُ الموَازِينِي. مَوْلِدُهُ فِي رَجَب، سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا عَلِيٍّ أَحْمَد، وَأَبَا الحُسَيْنِ مُحَمَّداً: ابْنَيْ عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي نَصْرٍ، وَرشَأَ بن نَظيف، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ سُلْوَانَ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ السَّلام بن سعدَان، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ الفُرَاتِ، وَأَبَا عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَعَبْد اللهِ بن عَلِيِّ بنِ أَبِي عَقيل، وَعِدَّةً، وَتَفَرَّد وعلا إسناده. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَمْزَةَ، وَأَبُو القَاسِمِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَحَفِيْدُه أَحْمَد بن حَمْزَةَ بن الموَازِينِي، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بن نَصْرٍ النَّجَّار، وَعبدُ الرَّحْمَن بن عَلِيِّ بنِ الخرقِي، وَالفَضْلُ بن الحُسَيْنِ البَانِيَاسِيّ، وَخَلْق. قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ حَسَنَ الأَخلاَقِ، مَرضِيَّ الطّرِيقَةِ، شُيُوْخُه هُم شُيُوْخُ أَبِي طَاهِر الحِنَّائِي، سَمِعَا مَعاً الكَثِيْرَ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر: شَيْخٌ مَسْتُوْر ثِقَة، حَافظٌ لِلْقُرْآن، سَمِعْتُ مِنْهُ أَجزَاءً يَسِيْرَة. مَاتَ: سَنَةَ أَرْبَعَ عشرة وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 245"، والعبر "4/ 21"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 29". 2 ترجمته في العبر "4/ 33"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 221"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 46".

محمد بن الحسن، البغوي

محمد بن الحسن، البغوي: أخوه: 4680- محمد بن الحسن 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَرَضِيّ الفَقِيْهُ العَابِدُ، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ ابْن الموَازِينِي. سَمِعَ: ابْنَ سُلْوَان، وَأَبَا القَاسِمِ بن الفُرَاتِ، وَأَبَا الحُسَيْنِ مُحَمَّد بن مَكِّيّ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَالفَضْلُ بن البَانِيَاسِيّ، وَجَمَاعَة. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمَاتَ فِي رجب، سنة ثلاث عشرة وخمس مائة. 4681- البغوي 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ الحَافِظُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، مُحْيِي السُّنَّة، أَبُو مُحَمَّدٍ الحُسَيْن بن مَسْعُوْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَرَّاء البَغَوِيّ، الشَّافِعِيّ، المُفَسِّرُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، كَـ "شرح السُّنَّةِ" وَ "مَعَالِم التَّنْزِيل" وَ "المصَابيح"، وَكِتَاب " التَّهْذِيب" فِي المَذْهَب، وَ "الْجمع بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ"، وَ "الأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً"، وأشياء. تفقيه عَلَى شَيْخِ الشَّافعيَة القَاضِي حُسَيْن بن مُحَمَّدٍ المَرْوَرُّوْذِيّ صَاحِب "التَّعليقَةِ" قَبْل السِّتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: مِنْهُ، وَمِنْ: أَبِي عُمَرَ عبد الوَاحِد بن أَحْمَدَ المَلِيْحِي، وَأَبِي الحَسَنِ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الشِّيرزِي، وَجَمَالِ الإِسْلاَمِ أَبِي الحَسَنِ عَبْدِ الرلحمن بن مُحَمَّدٍ الدَّاوُودِيّ، وَيَعْقُوْبَ بنِ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ يُوْسُفَ الجُوَيْنِيّ، وَأَبِي الفضل زياد بن محمد الحنفي،

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 30"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 41". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 136"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1062"، والعبر "4/ 37"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 75"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 223"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 48".

وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي نَصْرٍ الكُوَفَانِي، وَحَسَّان المَنِيْعِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الهَيْثَمِ التُّرَابِي، وَعِدَّةٍ. وَعَامَّةُ سَمَاعَاته فِي حُدُوْدِ السِّتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائة، وَمَا علمتُ أَنَّهُ حَجَّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَسْعَد العطَّارِي عُرِفَ بِحفدَة، وَأَبُو الفُتُوْح مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّائِيّ، وَجَمَاعَةٌ. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: أَبُو المَكَارِمِ وفضل الله بن مُحَمَّدٍ النَّوقَانِي، الَّذِي عَاشَ إِلَى سَنَةِ سِتّ مائَة، وَأَجَازَ لِشيخنَا الفَخْرِ بنِ عَلِيٍّ البُخَارِيّ. وَكَانَ البَغَوِيُّ يُلَقَّبُ بِمُحْيِي السُّنَّةِ وَبِرُكْنِ الدِّين، وَكَانَ سَيِّداً إِمَاماً، عَالِماً علاَّمَة، زَاهِداً قَانِعاً بِاليَسِيْرِ، كَانَ يَأْكُلُ الْخبز وَحْدَه، فَعُذِلَ فِي ذَلِكَ، فَصَارَ يَأْتَدِمُ بزَيْت، وَكَانَ أَبُوْهُ يَعمل الفِرَاء وَيبيعُهَا، بُورِكَ لَهُ فِي تَصَانِيْفه، وَرُزِقَ فِيْهَا القبولَ التَّام، لِحُسن قَصده، وَصِدق نِيَّتِه، وَتنَافس العُلَمَاءُ فِي تَحصيلهَا، وَكَانَ لا يلقى الدرس إلى عَلَى طهَارَةٍ، وَكَانَ مقتصداً فِي لِبَاسه، لَهُ ثَوْب خَام، وَعِمَامَةٌ صغِيرَة عَلَى مِنْهَاج السَّلَف حَالاً وَعقداً، وَلَهُ القدمُ الرَّاسخ فِي التَّفْسِيْر، والباع المديد في الفقه، رحمه الله. تُوُفِّيَ بِمَرْو الرُّوذ -مدينَةٍ مِنْ مَدَائِن خُرَاسَانَ- فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، وَدُفِنَ بِجنب شَيْخه القَاضِي حُسَيْن، وَعَاشَ بِضْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ. وَمَاتَ أَخُوْهُ العَلاَّمَةُ المُفْتِي أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بن مَسْعُوْدِ بنِ الفَرَّاء سَنَة تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَلَهُ إِحْدَى وَسَبْعُوْنَ سَنَةً، رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ الأَدِيْبِ وَجَمَاعَة. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الأَدِيْب، وَعبدُ الخَالِق بن عُلْوَانَ القَاضِي، وَأَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بن عَمِيْرَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ القُدَامِي، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّوْرِيّ، وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ بَهْرَامَ الصُّوْفِيّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَسْعَد الفَقِيْه سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا مُحْيِي السُّنَّة حُسَيْنُ بن مَسْعُوْدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الشِّيرزِي، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: إِنْ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيُصَلِّي الصُّبْحَ، فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوْطِهِنَّ، مَا يعرفن من الغلس1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "578"، ومسلم "645"، وأبو داود "423"، والترمذي "153".

ابن عقيل

4682- ابن عَقيل 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ البَحْرُ، شَيْخُ الحنَابلَة، أَبُو الوَفَاء عَلِيُّ بنُ عَقِيْل بن مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيّ، الظَّفَرِيّ، الحَنْبَلِيّ، المُتَكَلِّم، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، كَانَ يَسكن الظَّفَرِيَة، وَمَسجِدُه بِهَا مشهور. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بنَ بِشْرَان، وَأَبَا الفَتْح بن شيطَا، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَالحَسَنَ بنَ غَالِبٍ المُقْرِئ، وَالقَاضِي أَبَا يَعْلَى بنَ الفَرَّاءِ، وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ. وَتَلاَ بِالعَشرِ عَلَى: أَبِي الفَتْحِ بن شِيطَا. وَأَخَذَ العَرَبِيَّة عَنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ بَرْهَان. وَأَخَذَ عِلْمَ العَقْلِيَّات عَنْ شَيْخَي الاعتزَال: أبي علي بن الوليد، وأبي القاسم بن التَّبَّانِ صَاحِبَي أَبِي الحُسَيْنِ البَصْرِيِّ، فَانْحَرَفَ عَنِ السنة. وَكَانَ يَتوَقَّدُ ذكَاءً، وَكَانَ بحرَ معَارِفَ، وَكنزَ فَضَائِل، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي زَمَانِهِ نَظير عَلَى بدعته، وَعَلَّق كِتَاب "الفُنُوْنِ"، وَهُوَ أَزْيَدُ مِنْ أَرْبَع مائَة مُجلَّد، حشد فِيْهِ كُلَّ مَا كَانَ يَجرِي لَهُ مَعَ الفُضَلاَء وَالتَّلاَمذَة، وَمَا يَسْنَحُ لَهُ مِنَ الدَّقَائِق وَالغَوَامِضِ، وَمَا يسمعه من العجائب والحوادث. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَفْصٍ المغَازلِي، وَأَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ السِّنْجِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ خطيبُ المَوْصِل، وَابْنُ نَاصر، وَآخَرُوْنَ. أَنبؤونَا عَنْ حَمَّادٍ الحَرَّانِيّ، سَمِعَ السِّلَفِيّ يَقُوْلُ: مَا رَأَتْ عَيْنِي مِثْلَ أَبِي الوَفَاء بن عَقِيْل الفَقِيْه، مَا كَانَ أَحَدٌ يَقدِرُ أَنْ يَتَكَلَّم مَعَهُ لِغزَارَة عِلْمه، وَحُسن إِيرَاده، وَبَلاغَةِ كَلاَمِه، وَقُوَّة حجَّته، تَكَلَّمَ يَوْماً مَعَ شيخنَا إِلْكِيَا أَبِي الحَسَنِ، فَقَالَ لَهُ إِلكيَا: هَذَا لَيْسَ مَذْهَبك. فَقَالَ: أَكُوْنُ مِثْل أَبِي عَلِيٍّ الجُبَّائِي، وَفُلاَن وَفُلاَن لاَ أَعْلَمُ شَيْئاً؟! أَنَا لِي اجْتِهَاد مَتَى مَا طَالبنِي خصمٌ بِالحُجَّة، كَانَ عِنْدِي مَا أَدفع بِهِ عَنْ نَفْسِي وَأَقومُ لَهُ بِحجتِي. فَقَالَ إِلكيَا: كَذَاكَ الظَّنُّ بِكَ. وَقَالَ ابْنُ عَقِيْلٍ: عصمنِي اللهُ فِي شبَابِي بِأَنْوَاعٍ مِنَ العِصْمَة، وَقَصَرَ مَحَبَّتِي عَلَى العِلْم، وَمَا خَالطتُ لَعَّاباً قَطُّ، وَلاَ عَاشرتُ إِلاَّ أَمثَالِي مِنْ طَلبَةِ العِلْم، وَأَنَا فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ أَجِدُ مِنَ الحِرْصِ عَلَى العِلْم أَشدّ مِمَّا كُنْتُ أَجده وَأَنَا ابْنُ عِشْرِيْنَ، وَبلغتُ لاِثْنَتَيْ عشرة سنة، وأنا اليوم

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 212"، والعبر "4/ 29"، وميزان الاعتدال "3/ 146" ولسان الميزان "4/ 243"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 219"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 35".

لاَ أَرَى نَقصاً فِي الخَاطر وَالفِكرِ وَالحِفْظ، وَحدَّةِ النَّظَر بِالعين لرُؤْيَة الأَهلَةِ الخفِيَة إلَّا أَنَّ القوَّة ضَعِيْفَة. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ ابْنُ عَقِيْلٍ ديناً، حَافِظاً لِلْحُدُوْدِ، تُوُفِّيَ لَهُ ابْنَانِ، فَظَهَرَ مِنْهُ مِنَ الصَّبْر مَا يُتَعَجَّب مِنْهُ، وَكَانَ كَرِيْماً يُنفِق مَا يَجد، وَمَا خلَّف سِوَى كتبِه وَثِيَابِ بدنه، وَكَانَتْ بِمِقْدَار، توفي بكرة الجمعة ثاني عشر جُمَادَى الأُوْلَى, سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائة، وكان الجمع يفوت الإحصاء، قال ابن نَاصر شَيْخُنَا: حزرتُهُم بِثَلاَثِ مائَةِ أَلْف. قَالَ المُبَارَكُ بنُ كَامِلٍ: صُلِّي عَلَى شَيخنَا بِجَامِع القَصْر، فَأَمَّهُم ابْنُ شَافع، وَكَانَ الجمعُ مَا لا يحصى، وحمل على جَامِع المَنْصُوْر، فَصُلِّي عَلَيْهِ، وَجَرَتْ فتنةٌ، وَتَجَارَحُوا، وَنَال الشَّيْخُ تَقطيع كفن، وَدُفِنَ قَرِيْباً مِنَ الإِمَام أَحْمَد. وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ أَيْضاً فِيْهِ: هُوَ فَرِيْدُ فَنِّه، وَإِمَامُ عصره، كَانَ حَسَنَ الصُوْرَة، ظَاهِرَ المَحَاسِن. قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى القَاضِي أَبِي يَعْلَى مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَإِلَى أَنْ تُوُفِّيَ، وَحظيتُ مِنْ قُربه بِمَا لَمْ يَحظ بِهِ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مَعَ حدَاثَة سِنِّي، وَكَانَ أَبُو الحَسَنِ الشِّيرَازِي إِمَامَ الدُّنْيَا وَزَاهِدَهَا، وَفَارِسَ المنَاظرَة وَواحدَهَا، يعلمنِي المنَاظرَة، وَانتفعتُ بِمُصَنّفَاته ... , ثُمَّ سَمَّى جَمَاعَة مِنْ شُيُوْخِهِ. ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ أَصْحَابُنَا الحنَابلَة يُرِيْدُوْنَ مِنِّي هِجرَان جَمَاعَةٍ مِنَ العُلَمَاءِ، وَكَانَ ذَلِكَ يَحرِمنِي عِلْماً نَافِعاً. قُلْتُ: كَانُوا يَنهونه عَنْ مُجَالَسَةِ المُعْتَزِلَة، وَيَأْبَى حَتَّى وَقَعَ فِي حَبَائِلهِم، وَتَجسَّر عَلَى تَأْويلِ النُّصُوص، نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ. قَالَ: وَأَقْبَلَ عَليَّ الشَّيْخُ أَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ يُوْسُفَ، وَقَدَّمنِي عَلَى الفتَاوِي، وَأَجلَسَنِي فِي حَلْقَةِ البَرَامِكَةِ بِجَامِعِ المَنْصُوْر لَمَّا مَاتَ شَيخُنَا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وأربع مائة، وقام بكل مؤنتي وتجملي. وَأَمَّا أَهْلُ بَيْتِي، فَإِنَّهُم أَربَابُ أَقلاَم وَكِتَابَة وَأَدب، وَعَانَيْتُ مِنَ الفَقْر وَالنسخ بِالأُجرَة مَعَ عِفَّةٍ وَتُقَى، وَلَمْ أُزَاحم فَقِيْهاً فِي حَلْقَة، وَلاَ تَطلب نَفْسِي رُتْبَةً مِنْ رتب أَهْل العِلْمِ القَاطعَة عَنِ الفَائِدَة، وَأُوْذِيت مِنْ أَصْحَابِي، حَتَّى طُلب الدَّمُ، وَأُوْذِيت فِي دَوْلَةِ النِّظَام بِالطلب وَالحَبْس. وَفِي "تَارِيخ ابْن الأَثِيْرِ" قَالَ: كَانَ قَدِ اشْتَغَل بِمَذْهَب المُعْتَزِلَةِ فِي حَدَاثَتِهِ عَلَى ابْنِ الوَلِيْدِ، فَأَرَادَ الحَنَابِلَةُ قَتْلَه، فَاسْتجَارَ بِبَابِ المَرَاتِب عِدَّة سِنِيْنَ، ثُمَّ أَظهر التَّوبَة.

وَقَالَ ابْنُ عَقِيْلٍ فِي "الفُنُوْنِ": الأَصْلحُ لاعتقَاد العوَامِّ ظوَاهر الْآي، لأَنَّهُم يَأْنسُوْنَ بِالإِثْبَات، فَمتَى مَحَونَا ذَلِكَ مِنْ قلوبهِم، زَالت الحِشْمَة. قَالَ: فَتهَافُتهُم فِي التَّشبيه أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ إِغرَاقِهِم فِي التَّنْزِيه، لأَنَّ التَّشبيه يَغْمِسُهُم فِي الإِثْبَات، فَيخَافُوْنَ وَيَرجُوْنَ، وَالتَّنْزِيه يَرمِي بِهِم إِلَى النَّفْي، فَلاَ طَمَعَ وَلاَ مَخَافَة فِي النَّفْي، وَمنْ تدبَّر الشَّرِيعَة، رَآهَا غَامسَة لِلمُكلفين فِي التَّشبيه بِالأَلْفَاظ الظَّاهِرَة الَّتِي لاَ يُعطِي ظَاهِرهَا سِوَاهُ، كقول الأعرابي: أويضحك رَبُّنَا? قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نِعْمَ"1، فَلَمْ يَكفهِرَّ لِقَوْلِهِ، تَركه وَمَا وَقَعَ له. قُلْتُ: قَدْ صَارَ الظَّاهِرُ اليَوْم ظَاهِرَيْنِ: أَحَدُهُمَا حق، والثاني باطل، فالحق أبو يَقُوْلَ: إِنَّهُ سمِيْع بَصِيْر، مُرِيْدٌ متكلّم، حَيٌّ عَلِيْم، كُلّ شَيْء هَالك إلَّا وَجهَهُ، خلق آدَمَ بِيَدِهِ، وَكلَّم مُوْسَى تَكليماً، وَاتَّخَذَ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلاً، وَأَمثَال ذَلِكَ، فَنُمِرُّه عَلَى مَا جَاءَ، وَنَفهَمُ مِنْهُ دلاَلَةَ الخِطَابِ كَمَا يَليق بِهِ تَعَالَى، وَلاَ نَقُوْلُ: لَهُ تَأْويلٌ يُخَالِفُ ذَلِكَ. وَالظَّاهِرُ الآخر وَهُوَ البَاطِل، وَالضَّلاَل: أَنْ تَعتَقِدَ قيَاس الغَائِب عَلَى الشَّاهد، وَتُمَثِّلَ البَارِئ بِخلقه، تَعَالَى الله عَنْ ذَلِكَ، بَلْ صفَاتُهُ كَذَاته، فَلاَ عِدْلَ لَهُ، وَلاَ ضِدَّ لَهُ، وَلاَ نظير له، ولا مثيل لَهُ، وَلاَ شبيهَ لَهُ، وَلَيْسَ كَمثله شَيْء، لاَ فِي ذَاته، وَلاَ فِي صفَاته، وَهَذَا أمرٌ يَسْتَوِي فِيْهِ الفَقِيْهُ وَالعَامِيُّ، وَاللهُ أَعْلَمُ. قَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ ابْنَ عَقِيْل يَقُوْلُ: كَانَ جَدِّي كَاتِبَ بهَاءِ الدَّوْلَة بن بُويه، وَهُوَ الَّذِي كتب نُسخَة عزل الطَّائِع، وَتوليَة القَادِر، وَهِيَ عِنْدِي بِخَطِّ جَدِّي. وَقَالَ أَبُو المُظَفَّرِ سِبْطُ ابْن الجَوْزِيّ: حَكَى ابْنُ عَقِيْل عَنْ نفسه قال: حججت، فالتقطت عقد لؤلؤ فيه خيط أَحْمَرَ، فَإِذَا شَيْخٌ أَعْمَى يَنشُدُه، وَيبذُلُ لِمُلْتَقِطِهِ مائَة دِيْنَارٍ، فَرددتُهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: خُذِ الدَّنَانِيْر، فَامتنعتُ. وَخَرَجتُ إِلَى الشَّامِ، وَزُرْتُ القُدْس، وَقصدتُ بَغْدَادَ، فَأَويتُ بِحَلَبَ إِلَى مَسْجِد وَأَنَا بردَانُ جَائِع، فَقَدَّمُوْنِي، فَصَلَّيْتُ بِهِم، فَأَطعمُوْنِي، وَكَانَ أَوَّلَ رَمَضَان، فَقَالُوا: إِمَامُنَا تُوُفِّيَ, فَصَلِّ بِنَا هَذَا الشَّهْرَ، فَفَعَلتُ، فَقَالُوا: لإِمَامِنَا بنتٌ، فَزُوِّجْتُ

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "4/ 11"، وابن ماجه "1/ 181"، من طريق يزيد بن هارون، أنبأنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بنِ عَطَاءٍ، عن وكيع بن عدس، عن عمه أبي رزين قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره" قال: قلت: يا رسول الله أو يضحك الرب؟ قال: نعم. قلت: لن نعدم من رب يضحك خيرًا. قلت: إسناده ضعيف، آفته وكيع بن عدس، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

بِهَا، فَأَقَمْتُ مَعَهَا سَنَة، وَأَوْلَدْتُهَا وَلداً ذكراً، فَمَرِضَتْ فِي نَفَاسهَا، فَتَأَمَّلتُهَا يَوْماً فَإِذَا فِي عُنُقِهَا العقدُ بِعَيْنِهِ بِخَيطِهِ الأَحْمَر، فَقُلْتُ لَهَا: لِهَذَا قِصَّة، وَحكيتُ لَهَا، فَبكت، وَقَالَتْ: أَنْتَ هُوَ وَاللهِ، لَقَدْ كَانَ أَبِي يَبْكِي، وَيَقُوْلُ: اللَّهُمَّ ارزُقْ بِنْتِي مِثْل الَّذِي رَدَّ العقدَ عَلِيَّ، وَقَدِ اسْتَجَاب اللهُ مِنْهُ، ثُمَّ مَاتَتْ، فَأَخَذتُ العِقدَ وَالمِيْرَاثَ، وَعُدْتُ إِلَى بَغْدَادَ. وَحَكَى عَنْ نَفْسِهِ، قَالَ: كَانَ عِنْدَنَا بِالظَّفَرِيَة دارٌ، كلَمَّا سكنهَا ناسٌ أَصْبَحُوا مَوْتَى، فَجَاءَ مرَّة رجلٌ مُقْرِئ، فَاكترَاهَا، وَارتضَى بِهَا، فَبَاتَ بِهَا وَأَصْبَح سَالِماً، فَعجبَ الجيرَانُ، وَأَقَامَ مُدَّةً، ثُمَّ انْتقل، فَسُئِلَ، فَقَالَ: لَمَّا بِتُّ بِهَا، صَلَّيْتُ العشَاء، وَقَرَأْتُ شَيْئاً، وَإِذَا شَابّ قَدْ صَعِدَ مِنَ البِئْر، فَسَلَّمَ عليَّ، فَبُهِتُّ، فَقَالَ: لاَ بَأْسَ عَلَيْك، عَلِّمنِي شَيْئاً مِنَ القُرْآن، فَشرعتُ أُعَلِّمُه، ثُمَّ قُلْتُ: هَذِهِ الدَّار، كَيْفَ حَدِيْثُهَا? قَالَ: نَحْنُ جِنٌّ مُسْلِمُوْنَ، نَقرَأُ وَنُصلِي، وَهَذِهِ الدَّار مَا يَكترِيهَا إلَّا الفُسَّاقُ، فَيَجْتَمِعُوْنَ عَلَى الخَمْر، فَنخنقهُم، قُلْتُ: فَفِي اللَّيْلِ أَخَافُك، فَجِئ نَهَاراً، قَالَ: نَعَمْ، فَكَانَ يَصْعَدُ مِنَ البِئْر فِي النَّهَار، وَأَلِفْتُه، فَبَيْنَمَا هُوَ يَقرَأُ، إِذَا بِمعزم فِي الدَّرب يَقُوْلُ: المُرقِي مِنَ الدَّبِيْب، وَمِنَ العَينِ، وَمِنَ الجِنِّ، فَقَالَ: أيشٍ هَذَا? قُلْتُ: مُعَزِّم، قَالَ: اطلبْه، فَقُمْتُ وَأَدَخَلتُهُ، فَإِذَا بِالجنِّي قَدْ صَارَ ثُعبَاناً فِي السَّقف، فَعزَّمَ الرَّجُل، فَمَا زَالَ الثُّعبَانُ يَتدلَى حَتَّى سقط فِي وَسط المَنْدَل، فَقَامَ لِيَأْخذه وَيَضعَه فِي الزِّنْبِيل، فَمنعتُهُ، فَقَالَ: أَتَمنَعُنِي مِنْ صيدي?! فَأَعْطيتُهُ دِيْنَاراً وَرَاح، فَانْتفض الثُّعبَان، وَخَرَجَ الجِنِّي، وَقَدْ ضَعُفَ وَاصْفَرَّ وَذَاب، فَقُلْتُ: مَا لَكَ? قَالَ: قتلنِي هَذَا بِهَذِهِ الأَسَامِي، وَمَا أَظننِي أُفْلِحُ، فاجعل بالك الليلة، متى سمعت من البِئْر صُرَاخاً، فَانْهَزِمْ. قَالَ: فَسَمِعْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ النّعِيَّ، فَانْهَزَمتُ. قَالَ ابْنُ عَقِيْلٍ: وَامْتَنَعَ أَحَدٌ أن يسكن تلك الدار بعدها. أخبرنا إسماعيل بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو البَقَاءِ يَعيش، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَقِيْلٍ الفَقِيْه، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي الحَسَنِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِذْ أَتَاهُ رجلٌ، فَقَالَ: إِنَّمَا معيشتِي مِنَ التَّصَاوير، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "مَنْ صَوَّرَ صُوْرَةً, عَذَّبَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يَنْفُخَ فِيْهَا، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فيها أبدًا" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2225"، ومسلم "2110"، والنسائي "8/ 215"، وأحمد "1/ 241" من حديث ابن عباس، به.

ابن أبي عمامة، عثمان بن علي

ابن أبي عمامة، عثمان بن علي: 4683- ابن أبي عِمامَة 1: المُفْتِي الوَاعِظُ الكَبِيْرُ، أَبُو سَعْدٍ المُعَمَّرُ بنِ عَلِيِّ بنِ المُعَمَّر بن أَبِي عِمَامَة البَغْدَادِيّ، الحَنْبَلِيّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: مِنِ ابْنِ غَيْلاَنَ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ المقتدِر، وَالحَسَن بنِ مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ الأَزَجِي، وَأَبِي القَاسِمِ التَّنُوخِي، وَرَوَى اليَسِيْرَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نَاصر، وَأَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيُّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: درسَ الفِقْهَ عَلَى شُيُوْخِ زَمَانه، وَأَفتَى وَنَاظر، وَحَفِظَ مِنَ الآدَاب وَالشِّعر وَالنوَادِرِ فِي الجدِّ وَالهَزْلِ مَا لَمْ يَحفظْه غَيْرُه، وَانْفَرَدَ بِالوعظِ، وَانتفعُوا بِمَجَالِسه، فَكَانَ يُبْكِي النَّاسَ وَيُضْحِكهُم، وَلَهُ قبولٌ عَظِيْم عِنْد الخَاصِّ وَالعَامِّ، وَكَانَ لَهُ مِنْ حِدَّة الخَاطر، وَخِفَّةِ الرُّوح مَا شَاع وَذَاع وَاتَّفَقَ عَلَيْهِ الإِجْمَاعُ، وَكَانَ يَؤُمُّ بِالإِمَامِ الْمُقْتَدِي بِأَمرِ الله فِي التَّرَاويح وَيُنَادِمُهُ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْس مائَة، وَشيَّعه خلق كَثِيْر، وَسَاقَ ابْنُ النَّجَّار نَوَادِرَ وَطِيبَ مُزَاحٍ لَهُ. أخوه: 4684- عثمان بن علي 2: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو المَعَالِي عُثْمَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُعَمَّر بن أَبِي عِمَامَة البَغْدَادِيّ، البَقَّال. سمع من: أبي طالب بن غيلان، وعمربن عَبْدِ المَلِكِ الرزَّان، وَقرَأَ الأَدبَ عَلَى: عبدِ الوَاحِد بن بَرْهَان، وَالحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الدَّهَّان، وَرَوَى قليلاً. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ عَسِراً، غَيْرَ مرضِي السِّيرَة، يُخِلُّ بِالصَّلَوَات، وَيَرتكِبُ المحظورَات، رَوَى عَنْهُ ابْنُ الإِخْوَة، وَالسِّلَفِيّ. قَالَ السِّلَفِيّ: قرَأَ اللُّغَةَ عَلَى ابْنِ بَرْهَان إِلاَّ أَنَّ فِي عَقْله خللاً، وَهُوَ حَسَنُ الطّرِيقَةِ. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ يَقُوْلُ: رَأَينَا أَبَا المعَالِي ابْنَ أَبِي عِمَامَة فِي جَامِعِ المَنْصُوْر، وَمَعَنَا جُزْءٌ، فَأَردنَا أَن نَقرَأَه عَلَيْهِ، فَسَأَلنَاهُ، فَأَبَى، فَأَلححنَا عَلَيْهِ، فَرَفَعَ صَوْتَه، وَقَالَ: أَيُّهَا النَّاس، اشْهَدُوا أَنِّي كَذَّاب، ثُمَّ قَالَ: لاَ يَحلُّ لَكُم أَنْ تَسْمَعُوا مِنْ كَذَّاب، قُوْمُوا، قَالَ: وَكَانَ شَاعِراً هَجَّاءً، خَبِيثَ اللِّسَان. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وخمس مائة، وله إحدى وتسعون سنة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 173"، والعبر "4/ 11"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 205"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 14". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 248"، وميزان الاعتدال "3/ 49"، ولسان الميزان "4/ 148".

الطغرائي، السعيدي

الطغرائي، السعيدي: 4685- الطُّغْرَائي 1: العَمِيدُ، فَخرُ الكُتَّاب، مُؤَيَّدُ الدِّينِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصَّمَدِ الأَصْبَهَانِيّ المُنْشِئ، الشَّاعِر، ذُو بَاعٍ مَدِيد فِي الصِّنَاعَتَينِ، وَلَهُ لاَمِيَّةُ الْعَجم بَدِيعَة، وَمَا أَملح قَوْلَه: يَا قَلْبُ مَالَكَ وَالهَوَى مِنْ بعد ما ... طاب السلو وأقصر العشاق أوَما بَدَا لَكَ فِي الإِفَاقَةِ وَالأُلَى ... نَازَعْتَهُم كَأْسَ الغرام أفاقوا مَرِضَ النَّسِيْمُ وَصَحَّ وَالدَّاءُ الَّذِي ... تَشْكُوهُ لاَ يُرْجَى لَهُ إِفْرَاقُ وَهَذَا خُفُوْقُ البَرْق وَالقَلْبُ الَّذِي ... تُطْوَى عَلَيْهِ أَضَالِعِي خَفَّاقُ قُتِلَ سَنَةَ أربع عشرة وخمس مائة. 4686- السَّعِيدي 2: الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ، البَارعُ المُعَمَّرُ، شَيْخُ العَرَبِيَّة وَاللُّغَة، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ بَرَكَاتِ بنِ هِلاَلِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ السَّعيدي, المِصْرِيّ, الأَدِيْب. مَوْلِدُهُ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَلَوْ سَمِعَ فِي صِبَاهُ، لَسَمِعَ مِنْ مُسْنِدِ مِصْرَ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ نَظيف الفَرَّاء. وَقَدْ سَمِعَ فِي الكِبَرِ مِنَ القَاضِي أَبِي عَبْدِ اللهِ القُضَاعِي، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بن الحَسَنِ الضَّرَاب، وَكَرِيْمَةَ المَرْوَزِيَّة، فَجَاور، وَسَمِعَ مِنْهَا "صَحِيْح البُخَارِيِّ". حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَالشَّرِيْفُ أَبُو الفُتُوْح الخَطِيْب، وَإِسْمَاعِيْلُ بن عَلِيٍّ النَّحْوِيّ، وَمُنْجِبٌ المُرشدي، وأبو القاسم هبة الله البوصيري، وآخرون. أَرَّخ السِّلَفِيُّ مَوْلِدَهُ، وَقَالَ: كَانَ شَيْخَ مِصْرَ فِي عصره فِي اللُّغَة. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ, سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ مائَةُ سَنَةٍ وَثَلاَثَة أَشْهُرٍ. ذكره العمَاد الكَاتِب، فَقَالَ: عمل فِي مُسَافِر العَطَّار: يَا عُنُقَ الإِبرِيْقِ مِنْ فِضَّةٍ ... وَيَا قَوَامَ الغُصْنِ الرَّطْبِ هَبْكَ تَجَافَيْتَ وَأَقْصَيْتَنِي ... تَقْدِرُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ قَلْبِي

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 32"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 185"، والعبر "4/ 32"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 220"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 41". 2 ترجمته في العبر "4/ 47"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1271"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 62".

ابن برهان، أبو عدنان

ابن برهان، أبو عدنان: 4687- ابن بَرْهان: العَلاَّمَةُ الفَقِيْهُ، أَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ بَرْهَان بن الحمَّامِي، البَغْدَادِيّ, الشَّافِعِيّ. كَانَ أَحَدَ الأَذكيَاء، بارعاً فِي المَذْهَب وَأُصُوْله، من أصحاب ابن عقيل، ثُمَّ تَحَوَّلَ شَافعيّاً، وَدَرَّس بِالنِّظَامِيَّةِ. تَفقَّهَ بِالشَّاشِيّ وَالغزَالِي. وَسَمِعَ مِنَ: النِّعَالِيّ، وَابْن البَطِرِ، وَبقِرَاءته سَمِعَ ابْنُ كُلَيْب "الصَّحِيحَ" مِنْ أَبِي طَالِبٍ الزَّيْنَبِيّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ خَارقَ الذَّكَاء، لاَ يَكَادُ يَسْمَع شَيْئاً إلَّا حَفِظَهُ، حَلاَّلاً لِلمشكلاَت، يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي تَبَحُّرِهِ، تَصدَّر لِلإِفَادَة مُدَّةً، وَصَارَ مِنْ أَعْلاَم الدّين، مَاتَ كَهْلاً سَنَة ثَمَانِي عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة. 4688- أبو عدنان: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، المُعَمَّر النَّبِيْلُ، أَبُو عَدْنَان مُحَمَّدُ بن أحمد بن الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ المُطَهَّر بن أَبِي نِزَارٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ بُجَيْرٍ الرَّبعِيُّ, الأَصْبَهَانِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ "المُعْجَمَ الصَّغِيْرَ" مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ رِيْذَةَ، وَسَمِعَ مِنْ جَدِّهِ المُطَهَّر، وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ، وَسَمِعَ كتاب "الرهبان" لِلأَسَلِي، مِنْ أَبِي القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بكرٍ الذَّكوَانِيُّ، وَكِتَابَ "شُيُوْخ شُعْبَة" لِلطَّيَالسِي مِنْهُ عَنْ أَبِي الشَّيْخِ، وَكِتَاب "العِيْد" لأَبِي الشَّيْخِ, وَكِتَاب "الأَطعمَة" لابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، وَكِتَاب "السّنَة" ليَعْقُوْب الفَسَوِيّ، وَكِتَابَ "المِحنَةِ" جَمع صَالِح بن أَحْمَدَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو العَلاَءِ العَطَّار، وأبو موسى المديني، ويحيى بن محمود الثقفي وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: هُوَ شَيْخٌ، سديدٌ، صَالِحٌ، هُوَ أَبُو شَيْخَيْنَا عَبْدِ المُغِيْث وَعبدِ الجَلِيْل. قَالَ أَبُو مُوْسَى: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأول، سنة ست عشرة وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 250"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 99"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 207"، وطبقات الشافعية للسبكي "6/ 30"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 61".

العلوي، ابن سارة

العلوي، ابن سارة: 4689- العَلَوي 1: الشَّيْخُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّة بِأَصْبَهَانَ، السَّيِّدُ أَبُو مُحَمَّدٍ حَمْزَةُ بنُ العَبَّاسِ بنِ عَلِيٍّ العَلَوِيّ الحُسَيْنِيّ، الأَصْبَهَانِيّ, الصُّوْفِيّ، مُكْثِر عَنْ أَبِي طَاهِر بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَكَانَ مُقَدَّم الطَّائِفَة، وَيُعْرَفُ ببرطلة. رَوَى عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ الصَّائِغ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبدِ الخَالِق بن أَبِي شكر الجَوْهَرِيّ، وَعَفِيفَةُ الفَارفَانِيَة خاتمَة أَصْحَابِهِ، وَذَكَرَهُ السَّمْعَانِيُّ فِي شُيُوْخِهِ بِالإِجَازَةِ. تُوُفِّيَ فِي سَادس عَشَر جُمَادَى الأُوْلَى, سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وخمس مائة. 4690- ابن سارة 2: شَاعِرُ الأَنْدَلُسِ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَارَة، وَيُقَالُ: سَارَة -اللُّغَوِيّ, الشَّنْتَرِينِي، نزيل إشبيلية. نَسَخَ بِخطِّه المَلِيْحِ لِلنَّاسِ كَثِيْراً، وَمَدَحَ الأُمَرَاء، وَكَتَبَ لِبَعْضِهِم، وَلَهُ "دِيْوَانٌ" مَشْهُوْر. تُوُفِّيَ سَنَةَ سبع عشرة وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 40"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 55". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 93"، والعبر "4/ 40"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 55".

الحريري

4691- الحريري 1: العَلاَّمَةُ البَارعُ، ذُو البلاغتين، أَبُو مُحَمَّدٍ القَاسِم بن علي بن مُحَمَّد بن عُثْمَانَ البَصْرِيّ الحرَامِي الحَرِيْرِيّ، صَاحِبُ "المقَامَات". وُلِدَ بقَرْيَة المَشَانِ مِنْ عمل البَصْرَة. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي تَمَام مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ مُوْسَى، وَأَبِي القَاسِمِ الفَضْلِ القصَبَانِي، وَتَخَرَّجَ بِهِ فِي الأَدب. قَالَ ابْنُ افْتخَارٍ: قَدِمَ الحَرِيْرِيُّ بَغْدَاد، وَقرَأَ عَلَى عَلِيِّ بنِ فَضَال المُجَاشِعِيّ، وَتَفَقَّهَ عَلَى ابْنِ الصَّبَّاغ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِي، وَقرَأَ الفَرَائِضَ عَلَى الخَبْرِيِّ، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ سَنَةَ خَمْس مائَة، وَحَدَّثَ بِهَا بِجُزْءٍ مِنْ حَدِيْثِهِ وَبِمقَامَاتِهِ، وَقَدْ أَخَذَ عَلَيْهِ فِيْهَا ابن الخشاب أوهامًا يسيرة اعْتذر عَنْهَا ابْنُ بَرِّي. قُلْتُ: وَأَملَى بِالبَصْرَةِ مَجَالِسَ، وَعَمِلَ "دُرَّةَ الغَوَّاصِ فِي وَهْمِ الخَوَاصِ"، وَ "المُلْحَةَ" وَشَرَحَهَا، وَ "دِيْوَاناً" فِي الترسُّل، وغير ذلك، وخضع لنظمه نثره البُلغَاءُ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ؛ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ، وَالوَزِيْرُ عَلِيّ بن طِرَاد، وَقِوَامُ الدّين عَلِيُّ بن صَدَقَةَ، وَالحَافِظُ ابْنُ نَاصر، وَأَبُو العَبَّاسِ المَنْدَائِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ النَّقُّوْرِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَسْعَد العِرَاقِي، وَالمُبَارَكُ بن أَحْمَدَ الأَزَجِي، وَعَلِيُّ بنُ المُظَفَّر الظهيرِي، وَأَحْمَد بن النَّاعم، ومنوجهر بن تركانشاه، وأبو الكرام الكَرَابِيسِي، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ المُتَوَكِّل، وَآخَرُوْنَ. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ أَبُو طَاهِرٍ الخُشُوْعِيّ الَّذِي أَجَازَ لِشُيُوْخنَا، فَعن الحَرِيْرِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو زَيْد السَّرُوجِي شَيْخاً شَحَّاذاً بَلِيْغاً، وَمُكْدِياً فَصِيْحاً، وَرَدَ البَصْرَةَ عَلَيْنَا، فَوَقَفَ فِي مَسْجِدِ بَنِي حَرَام، فَسَلَّمَ، ثُمَّ سَأَلَ، وَكَانَ الوَالِي حَاضِراً، وَالمَسْجَدُ غَاصٌّ بِالفُضَلاَء، فَأَعْجَبتهُم فَصَاحَتُهُ، وَذَكَرَ أَسْرَ الرُّوْم وَلدَه كَمَا ذكرنَا فِي "المقَامَة الحرَامِيَة" فَاجتمع عِنْدِي جماعةٌ، فَحكيتُ أَمرَه، فَحكَى لِي كُلُّ وَاحِدٍ أَنَّهُ شَاهَدَ مِنْهُ فِي مَسْجِدٍ مِثْل مَا شَاهدتُ، وَأَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ معنى فِي فَصل، وَكَانَ يُغَيِّر شكلَه، فَتَعجَّبُوا مِنْ جريانه في ميدانه، وتصرفه في

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 95 و 121"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 241"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "16/ 261"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 63"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1257"، والعبر "4/ 38"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 63"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص 1257"، والعبر "4/ 38"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 266"، والنجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "5/ 225"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 50".

تَلُوُّنِهِ، وَإِحسَانه، وَعَلَيْهِ بَنَيْتُ هَذِهِ المقَامَات. نَقل هَذِهِ القِصَّة التَّاج المَسْعُوْدِيّ, عَنِ ابْنِ النَّقُّوْرِ عَنْهُ. قُلْتُ: اشتهرتِ المقَامَاتُ، وَأَعْجَبت وَزِيْرَ المُسْترشد شرفَ الدّين أَنوشِروَان القَاشَانِي، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِإِتمَامهَا، وَهُوَ القَائِلُ فِي الخطبَة: فَأَشَارَ مَنْ إِشَارته حكمٌ، وَطَاعته غنمٌ. وَأَمَّا تَسْمِيَتُهُ الرَّاوِي لَهَا بالحارث بن همام، فعنى به نَفْسَه أَخْذاً بِمَا وَرَدَ فِي الحَدِيْثِ: "كُلُّكُمْ حَارِثٌ، وَكُلُّكُم همَّام"1 فَالحَارِثُ: الكَاسب، وَالهمَّام: الكَثِيْرُ الاهتمَامِ، فَقصَدَ الصِّفَة فِيْهِمَا، لاَ العَلَمِيَّة. وَبنُو حَرَام: بِحَاء مَفْتُوْحَة وَرَاءٍ، وَالمشَان بِالفَتْح: بُليدَة فَوْقَ البَصْرَة مَعْرُوْفَة بِالوخم. قَالَ ابْنُ خَلِّكَان: وَجَدْت فِي عِدَّة تَوَارِيخَ أَنَّ الحَرِيْرِيَّ صَنَّفَ "المقامات" بإشارة أنوشروان، إِلَى أَنْ رَأَيْتُ بِالقَاهِرَةِ نسخَةً بِخَطِّ المصَنّف، وَقَدْ كتب أَنَّهُ صنفهَا لِلوزِيْر جلاَل الدّين أَبِي عَلِيٍّ بنِ صَدَقَةَ وَزِيْرِ المُسْترشدِ، فَهَذَا أَصَحُّ، لأَنَّه بِخَطِّ المُصَنِّفِ. وَفِي "تَارِيخ النُّحَاةِ" لِلْقِفطِيِّ أَنَّ أَبَا زَيْدٍ السَّروجِي اسْمُهُ مُطهَّر ابن سلاَّر، وَكَانَ بَصْرِيّاً لغوياً، صَحِبَ الحَرِيْرِيّ، وَتَخَرَّج بِهِ، وَتُوُفِّيَ بَعْد عَامِ أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، سَمِعَ أَبُو الفَتْحِ المَنْدَائِيُّ مِنْهُ "المُلحَة" بِسمَاعه مِنَ الحَرِيْرِيّ. وَقِيْلَ: إِنَّ الحَرِيْرِيّ عَمِلَ المقَامَات أَرْبَعِيْنَ وَأَتَى بِهَا إِلَى بَغْدَادَ، فَقَالَ بَعْضُ الأَدبَاء: هَذِهِ لِرَجُلٍ مَغْرِبِي مَاتَ بِالبَصْرَةِ، فَادَّعَاهَا الحَرِيْرِيُّ، فَسَأَلَهُ الوَزِيْرُ عَنْ صنَاعته، فَقَالَ: الأَدبُ، فَاقترح عَلَيْهِ إِنشَاءَ رِسَالَةٍ فِي واقعةٍ عَيَّنهَا، فانفرد وقعد زمانا لم يفتح عليه ما يَكتُبُه، فَقَامَ خجلاً. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ أَفلح الشَّاعِر: شيخٌ لَنَا مِنْ رَبِيْعَةَ الفَرَسِ ... يَنْتِفُ عُثْنُونَه مِنَ الهَوَسِ أَنْطَقَهُ اللهُ بِالمَشَانِ كَمَا ... رماه وسط الديوان بالخرس

_ 1 ورد عند أبي داود "4950" والنسائي "6/ 218- 219"، وأحمد "4/ 345" من حديث أبي وهب الجشمي مرفوعًا بلفظ:- "تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة". وهو حديث صحيح دون قوله: "تسموا بأسماء الأنبياء" فإنها ضعيفة لا تصح.

وَكَانَ يذكر أَنَّهُ مِنْ رَبِيْعَة الفَرَس، وَكَانَ يَعْبَثُ بِلحيته، فَلَمَّا ردَّ إِلَى بَلَده، كَمَّلَهَا خَمْسِيْنَ وَنفَّذهَا، وَاعْتَذَرَ عَنْ عِيِّهِ بِالهَيْبَةِ. وَقِيْلَ: بَلْ كَرِهَ المُقَامَة بِبَغْدَادَ، فَتَجَاهَلَ، وَقَبَّل صغِيراً بحلقة. وَكَانَ غنِيّاً لَهُ ثَمَانِيَةَ عشرَ أَلفَ نَخلَةٍ. وَقِيْلَ: كَانَ عفشاً زَرِيَّ اللِّباس فِيْهِ بخل، فَنَهَاهُ الأَمِيْرُ عَنْ نَتف لِحْيته، وَتوعَّده، فَتكلّم يَوْماً بِشَيْءٍ أَعْجَبَ الأَمِيْرَ، فَقَالَ: سَلْنِي مَا شِئْت، قَالَ: أَقطعنِي لحيتِي، فَضَحِكَ، وَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. تُوُفِّيَ الحَرِيْرِيّ فِي سَادِس رَجَب, سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة بِالبَصْرَةِ، وخلَّف ابْنِيْنَ: نَجم الدّين عَبْد اللهِ، وَقَاضِي البَصْرَةِ ضيَاء الإِسْلاَم عُبيد الله، وَعُمُرُهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً.

ابن السمرقند

4692- ابن السَّمَرْقَندي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ المُتْقِنُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الله بن المُقْرِئِ المُحَقِّقِ أَحْمَد بن عُمَرَ بنِ أَبِي الأَشْعَثِ بن السَّمَرْقَنْدي، الدِّمَشْقِيُّ المَوْلِد، البَغْدَادِيُّ الدَّارِ، اللُّغَوِيّ، أَخُو المُحَدِّث إِسْمَاعِيْل. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْب، وَعَبْدَ العَزِيْزِ الكَتَانِي، وَأَبَا نَصْرٍ بنَ طَلاَّب، وَعبدَ الدَّائِم الهِلاَلِي بِدِمَشْقَ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن النَّقُّوْرِ، وَالصَّرِيفِيْنِي، وَعِدَّةً بِبَغْدَادَ، وَعبدَ الرَّحْمَن بن مُحَمَّدِ بنِ عَفِيْفٍ بِبُوشنج، وَعَلِيُّ بنَ مُوْسَى الموسوِي بِمَرْوَ، وَكَامِلَ بن إِبْرَاهِيْمَ الخَنْدَقِي بجرجان، وَالفَضْلَ بنَ المُحِبِّ، وعدةٌ بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ بن شكرويه وَطَبَقَتَهُ بِأَصْبَهَانَ. وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَكَانَ يَفهَم وَيَدْرِي، مَعَ الإِتْقَان وَالتَّحرِّي وَالدِّيْنِ، وَسَعَةِ الأَدبِ، وَكَانَ يَقرَأُ لنِظَام المُلك عَلَى الشُّيُوْخِ، وَيُفِيدُهُ. خَرَّجَ لِنَفْسِهِ "المُعْجَمَ". مَوْلِدُهُ سَنَةَ "444". حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَقَالَ: كَانَ فَاضِلاً عَالِماً، ثِقَةً، ذَا لسنٍ وعربيةٍ، إِذَا قرَأَ أَعربَ وَأَغرب. قُلْتُ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ كِبَارِ تَلاَمذَةِ أَبِي عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ فِي القِرَاءات، وَسيَأْتِي أَخُوْهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ يَكتُب مَلِيحاً، وَيَضْبِطُ صَحِيْحاً، كَانَ مَوْصُوَفاً بِالحِفْظ وَالثِّقَة. رَوَى عَنْهُ: أَخُوْهُ وَبِنْتُه كَمَال، وَابْنُ نَاصر، وَهِبَةُ اللهِ بن مُكرَّم، وَشَيْخَانَا ذَاكرُ بنُ كَامِلٍ، وَيَحْيَى بنُ بَوشٍ. وَقَالَ عَبدُ الغَافِر فِي "السِّيَاق": أَبُو مُحَمَّدٍ السمرقندي شاب، فَاضِلٌ، حَافظٌ، حديدُ الخَاطرِ، خَفِيفُ الرُّوح. إِلَى أن قال: كان حافظ وقته.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 238"، والعبر "4/ 37"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1065"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 49".

أبو سعد بن الطيوري

4693- أبو سعد بن الطيوري 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُسْنِدُ، أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ الصَّيْرَفِيِّ, ابنُ الطيورِي البَغْدَادِيُّ، المُقْرِئُ الدَّلاَّلُ فِي الكُتُبِ، أَخُو المُحَدِّث أَبِي الحُسَيْنِ. كَانَ صَالِحاً، مُقْرِئاً، مُكْثِراً. سَمِعَ: أَبَا طَالب بن غَيْلاَنَ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَأَبَا الطَّيِّب الطَّبَرِيّ، وَالجَوْهَرِيّ، وَالعُشَارِي، وَعِدَّةً. وَأَجَازَ لَهُ: أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَالحَافِظُ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ الصُّوْرِيّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَطَائِفَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: قرَأَ بِالروَايَاتِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الخَيَّاط، وأبي علي بن البناء. قَالَ: وَأَجَازَ لَهُ عَبْدُ العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ الأَزَجِي وَغَيْرهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَالصَّائِنُ بنُ عَسَاكِرَ، وَابْن بَوش، وَذَاكرُ بنُ كَامِلٍ وَعِدَّة، وَتَفَرَّد بِإِجَازته: يَحْيَى بن بَوش، وَعفِيفَةُ الفَارفَانِيَة. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ, سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة, وَكَانَ مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: صدوقٌ، صَحِيْحُ السَّمَاع، دَلاَّلٌ فِي الكُتُبِ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بنُ بَوش، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ قِرَاءةً عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، أَخْبَرْنَا ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيْمِ بنِ جَابِرٍ، عَنْ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، مِثْلاً بِمِثْلٍ، يَداً بِيَدٍ" وَذَكَرَ الحَدِيْثَ2.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 247"، والعبر "4/ 39"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1265"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 53". 2 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 320"، ومسلم "1587"، وأبو داود "3349"، والترمذي "1240"، والدارمي "2/ 258"، والبيهقي "5/ 278 و 284".

ابن المهتدي بالله، الفرضي

ابن المهتدي بالله، الفرضي: 4694- ابن المُهْتَدِي بالله 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، الصَّالِحُ العَدْلُ الصَّادِقُ، أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الْمُهْتَدي بِاللهِ الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ، البَغْدَادِيُّ الحَرِيْمِيُّ، الخَطِيْبُ، مِنْ بَقَايَا المُسْنِدِينَ بِبَغْدَادَ. سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بنَ لُؤْلُؤ، وَأَبَا الحَسَنِ القَزْوِيْنِيّ، وَأَبَا إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نَاصر، وَالسِّلَفِيّ، وَذَاكرُ بنُ كَامِلٍ، وَأَبُو طَاهِرٍ المُبَارَك بن الْمَعْطُوشِ، وَآخَرُوْنَ، وَأَجَازَ لِلْخُشوعِي. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ستٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، ومات: في ربيع الأول سنة "517". 4695- الفَرَضِي الشَّيْخُ أَبُو المَعَالِي هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُسْلِمٍ البَغْدَادِيّ، الفَرَضِيّ، أَخُو نَصْرِ اللهِ. سَمِعَ: أَبَا طَالب بن غَيْلاَنَ، وأبا محمد بن الخلال، والجوهري. رَوَى عَنْهُ المُبَارَكُ بنُ كَامِلٍ، وَيَحْيَى بن بَوش، وَغَيْرهُمَا. ذكره ابْن النَّجَّار. مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، وَلَهُ تسعون سنة, رحمه الله.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 248"، والعبر "4/ 41"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 57".

النوحي، الزعفراني

النوحي، الزعفراني: 4696- النُّوحي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الفَقِيْهُ الخَطِيْبُ الكَبِيْرُ، أَبُو إِبْرَاهِيْمَ إِسْحَاق بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نُوْح النُّوحِي, النَّسفِي, الحَنَفِيّ، شَيْخُ الحَنَفِيَّة، رَاوِي كِتَاب "تَنبيه الغَافلين" عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ نَافلَةِ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ التِّرْمِذِيّ صَاحِبِ المُؤلف أَبِي اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدي، وَرَوَى أَيْضاً عَنْ: عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ شَاهِيْنٍ السَّمَرْقَنْدي، وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ السَّعْدِيّ، وَعَلِيِّ بن حَسَنِ بنِ مَكِّيّ النَّسفِي، وَالعَلاَّمَة عَبْدِ العَزِيْزِ بن أَحْمَدَ الحَلوَائِي، وَالحَافِظ أَبِي مَسْعُوْدٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البَجَلِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: عُمَرُ بنُ حَسَن الدَّرْغِي، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ يَعْقُوْبَ الوَاعِظ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيّ المُؤَدِّب، وَمُحَمَّد بن يُوْسُفَ النُّجَانِيكثي، وَأَسَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ القَطَوَانِي، وَمُحَمَّدُ بن محمد بن فَارِس الهَاشِمِيّ، وَمَحْمُوْدُ بنُ عَلِيٍّ النَّسفِي، وَعَلِيّ بن عبد الخَالِق اليَشْكُرِيّ مشيخَةِ أَبِي المُظَفَّر السَّمْعَانِيّ، وَعِدَّة. أَملَى مُدَّة بِسَمَرْقَنْدَ مِنْ أُصُوْله، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، وَلَهُ خمسٌ وثمانون سنة. 4697- الزَّعْفَراني 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ العَلاَّمَةُ، المُحَدِّثُ الثَّبْتُ, الصَّالِحُ، أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مَرْزُوْق بن عَبْدِ الرَّزَّاقِ بن مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيّ, الزَّعْفَرَانِيّ، الجَلاَّب، الشَّافِعِيّ. مولده سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ تَاجِراً جَوَّالاً. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْب، فَأَكْثَر، وَأَبَا جعفر بن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن الْمُهْتَدي بِاللهِ، وَابْن النَّقُّوْرِ، وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ: أَبَا نَصْرٍ بن طَلاَّب، وَبِالبَصْرَةِ: مُحَمَّد بن عَلِيٍّ السِّيرَافِي، وَأَبَا عَلِيٍّ التُّسْتَرِيّ، وَبِأَصْبَهَانَ: أَبَا مَنْصُوْرٍ بن شكرويه، وَطَائِفَة. وَبمصر مِنْ: صَالِح بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ رِشْدِيْنَ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَحرَّر، وَقيَّدَ وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَتَفَقَّهَ عَلَى الشيخ أبي إسحاق، فبرع في المذهب. حَدَّثَ عَنْهُ: يُوْسُفُ بنُ مَكِّيٍّ، وَأَبُو طَاهِرٍ بن الحصني، وهبة الله ابن الحَسَنِ الصَّائِنُ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَعَبْدُ الحَقِّ اليُوسُفِيُّ، وَأَخُوْهُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ، وَيَحْيَى بن بَوشٍ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو سَعْدٍ بنُ الطُّيورِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الخَيَّاط التَّغْلِبِيّ، شَاعِر الشَّام، وَأَبُو مُحَمَّدٍ حَمْزَةُ بنُ العَبَّاسِ العَلَوِيّ، وَظرِيفُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَبُو نَهْشَل عبدُ الصَّمد بن أَحْمَدَ العَنْبَرِيُّ، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ الْمُهْتَدي بِاللهِ، وَأَبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بنُ يَحْيَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي تليد الشاطبي.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 329". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 249"، والعبر "4/ 41"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1265"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 57".

الدشتج، المرتب

الدشتج، المرتب: 4698- الدَّشتج 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ الوَقْت، أَبُو طَاهِرٍ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الهَيْثَمِ الأصبهاني, الذهبي، الصباغ, الدشتي، ويقال: الدشتج. خَاتمَةُ مَنْ رَوَى عَنْ: أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظ، وَعبدِ الرَّحْمَن بن أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ الصَّفَّار. وَقَدْ سَمِعَ أَيْضاً مِنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ رِيذه، وَأَبِي الوَفَاء مَهْدِيّ بن مُحَمَّدٍ، وَعبيدِ الله بن المُعتز، وَغَيْرِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ الكَرَّانِيّ، وَعفِيفَةُ الفَارفَانِيَة، وَعبدُ الوَاحِد بن أَبِي المطهَّر، وَآخَرُوْنَ، وَبَالحُضُوْر يَحْيَى الثَّقفِي، وَأَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَسمَاعُهُ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ حُضُوْر. مَاتَ فِي ثَانِي عشرَ رَبِيْعٍ الأَوّلِ سَنَةَ ثَمَانَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، وَلَهُ نَيِّفٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. 4699- المُرَتَّب الإمام أبو الحسن علي بن أَبِي القَاسِمِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيّ، الدَّهَّان، المُرتِّب، كَانَ مُرتِّباً لِلصُّفوف بِجَامِعِ المَنْصُوْر، وَكَانَ يُؤرِّخُ، وَيُذَاكر، لَكنَّه أُمِّي. سَمِعَ: أَبَا الغنَائِم بنَ المَأْمُوْن، وَابْنَ المُهتدي بِاللهِ، وَصَحِبَ أَبَا علي بن الشبل. رَوَى عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَخطيبُ المَوْصِل، وَمُحَمَّد بن درمَا الصِّلحِي، وَطَائِفَة. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَان عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: سَمِعَ المُرَتِّب لِنَفْسِهِ فِي جزءٍ عَلَى الخَطِيْب، وَأَرَّخَهُ سَنَةَ خمس وستين، فافتضح.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 43".

الدقاق، أبو صادق المديني

الدقاق، أبو صادق المديني: 4700- الدقاق 1: الحَافِظُ الأَوحدُ، المُفِيْدُ الرَّحَّال، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بن محمد الأصبهاني, الدَّقَّاق. كَانَ يَقُوْلُ: عُرِفْتُ بَيْنَ الطَّلبَةِ بِالدَّقَّاق بِصديقِي أَبِي عَلِيٍّ الدَّقَّاق، وَوُلِدْتُ بِمحلَة جُروَاءان سَنَةَ بضعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعْتُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ مِنَ: الخَطِيْب عَبْدِ اللهِ بنِ شَبِيْبٍ الضَّبِّيّ، وَأَحْمَد بنِ الفَضْلِ البَاطِرْقَانِي، وَسَعِيْد العيَّار، وَأَبِي الفَضْلِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ الرَّازِيّ، وَأَصْحَابِ ابْنِ المُقْرِئ، وَشيخنَا أَبِي القَاسِمِ ابْن مَنْدَه. وَأَوَّلُ رِحلتِي كَانَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ، وَسَمِعْتُ بِنَيْسَابُوْرَ وَطُوسَ، وَسَرْخَسَ وَمَرْوَ، وَهَرَاةَ وَبَلْخَ، وَجُرْجَانَ، وَبُخَارَى، وَسَمَرْقَنْد, وَكِرْمَان، وَلَمْ نَصِلْ إِلَى العِرَاقِ. إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَمَّا الَّذِيْنَ كَتَبتُ عَنْهُم بِأَصْبَهَانَ، فَأَكْثَر مِنْ أَلفِ شَيْخ، وَكَتَبتُ فِي الرّحلَة عَنْ أَكْثَر مِنْ أَلفٍ أُخْرَى، فَقَدْ سَمِعْتُ بِهَرَاةَ وَنِيسَابُوْر مِنْ سِتِّ مائَة. قُلْتُ: كَانَ الدَّقَّاق مُحَدِّثاً مُكْثِراً، أَثرِيّاً متبعاً، فَقيراً متعففاً ديِّناً. حَدَّثَ عنه: السلفي، وأبو سعد الصائغ، وأبو موسى المَدِيْنِيّ، وَخَلِيْلُ بنُ بَدْرٍ الرَّارَانِيّ، وَعِدَّة. مَاتَ فِي شَوَّال، فِي سَادِسِهِ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وخمس مائة. 4701- أبو صادق المديني 2: المُحَدِّثُ الثِّقَةُ العَالِمُ، أَبُو صَادِق مرشدُ بنُ يَحْيَى بنِ القَاسِمِ المَدِيْنِيّ، ثُمَّ المِصْرِيّ. سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بن حِمِّصَة، وَعَلِيَّ بنَ رَبِيْعَةَ، وَأَبَا القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الطَّفَال، وَدَاجِناً السَّدُوْسِيَّ، وَالحكيمِي، وعدة. وَأَجَازَ لَهُ عَلِيُّ بنُ مُنِيْر الخَلاَّل، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ صَخْر، وَطَائِفَة. قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ ثقةٌ، صَحِيْحَ الأُصُوْل، أَكْثَرُهَا بِخَطِّ ابْنِ بقَاء وَبقِرَاءته. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّحَبِيّ، وَعشيرُ بن عَلِيٍّ المزَارع، وَعَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ الكَامِلِي، وَعَبْد اللهِ بن برِّي النَّحْوِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ البُوصِيْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 38"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1061"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 53". 2 ترجمته في العبر "4/ 41"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 57".

ابن الخياط

4702- ابن الخيَّاط 1: شَاعِرُ عَصْرِهِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن يَحْيَى بنِ صَدَقَة التَّغْلِبِيّ, الدِّمَشْقِيّ, الكَاتِبُ، مِنْ كِبَارِ الأَدبَاء، وَنظمُهُ فِي الذِّرْوَةِ، وَ "دِيْوَانُهُ" شَائِع، عَاشَ سَبْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ: سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائة. وَلَهُ: أَوَ مَا تَرَى قَلَقَ الغَدِيْرِ كَأَنَّهُ ... يَبْدُو لِعَيْنِكَ مِنْهُ حَلْيُ مَنَاطِقِ مُتَرَقْرِقٍ لَعِبَ الشُّعَاعُ بِمَائِهِ ... فَارْتَجَّ يَخْفِقُ مِثْلَ ثَلْبِ العَاشِقِ فَابْن الخَيَّاط الدِّمَشْقِيّ، هُوَ أَحْمَد بن سنِي الدَّوْلَة أَبِي الكَتَائِب الكَاتِب ابْنِ عَلِيٍّ، وَهُوَ مِنْ طَرَابُلُس، وَكَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بحَمَاة لأَبِي الفوَارس بن مَانك، وَخدمه مُدَّةً، ثُمَّ اشْتُهِرَ بِالشّعر، وَمدحَ المُلُوْكَ وَالأُمَرَاءَ، وَاجتمع بِحَلَبَ بِالأَمِيْر أَبِي الفِتيَان بن حيُّوس، وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنِ: السَّابِق مُحَمَّد بن الخَضِر بن أَبِي مَهْزُول المعرِي، وَحَسَّان بن الحُبَابِ، وَأَبِي نَصْرٍ بن الخيسِي، وَعَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ الدويدَة. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّليطُلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ القَيْسَرَانِيّ الشَّاعِر، وَتَخَرَّج بِهِ. وَقَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ ابْنُ الخَيَّاط شَاعِرَ الشَّام. وَقَالَ لِي أَبُو الفوَارس نَجَاءُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ العُمَرِيّ بِدِمَشْقَ سَنَة عَشْرٍ _ وَكَانَ شَاعِراً مُفلقاً _ ابْنُ الخَيَّاط فِي عصره أَشعرُ الشَّامِيّين بِلاَ خلاف.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 145"، والعبر "4/ 39"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 226"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 54".

قَالَ السِّلَفِيّ: وَقَدِ اخْترتُ مِنْ شِعْرِهِ "مجلدَة" لطيفَة، وَسَمِعتُهَا مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ الخَيَّاط: دَخَلتُ فِي الصِّبَا عَلَى الأَمِيْرِ ابْن حيُّوس بِحَلَبَ وَهُوَ مُسِنٌّ، فَأَنشدتُهُ لِي: لَمْ يَبْقَ عِنْدِي مَا يُبَاعُ بدرهمٍ ... وَكَفَاكَ عَيْنُ مَنْظَرِي عَنْ مخبري إِلاَّ صُبَابَةَ مَاءِ وجهٍ صُنْتُهَا ... مِنْ أَنْ تباع وأين المُشْتَرِي فَقَالَ لَهُ ابْنُ حيوس: لَوْ قُلْتُ: وَأَنْتَ نِعْمَ المُشْتَرِي. لَكَانَ أَحْسَنَ. ثُمَّ قَالَ: كَرُمْتَ عِنْدِي، وَنعيتَ إِلَيَّ نَفْسِي، فَإِنَّ الشَّام لاَ يَخلو مِنْ شَاعِر مُجيد، فَأَنْت وَارثي، فَاقصِدْ بنِي عَمَّار بِطَرَابُلُس، فَإِنَّهُم يُحبُّوْنَ هَذَا الفنَّ، ثُمَّ وَصَلَه بِثِيَابٍ، وَدَنَانِيْر، وَمَضَى إِلَى بنِي عَمَّار، فَوصلُوْهُ، وَمدحهُم. قَالَ العمَادُ الكَاتِب: ابْنُ حيُّوس أَصْنَعُ مِنِ ابْنِ الخَيَّاط، لَكِن لِشعر ابْنِ الخَيَّاط طَلاَوَةٌ لَيْسَتْ لَهُ، وَمَنْ كَانَ يَنظر إِلَى ابْنِ الخَيَّاط، يَعتقِدُه جَمَّالاً أَوْ حَمَّالاً، لِبزَّته وَشكله وَعرضه. فَمَنْ قَوْله فِي عضد الدَّوْلَة أبق بن عَبْدِ الرَّزَّاقِ الأَمِيْر بِدِمَشْقَ قَصِيدَته المَشْهُوْرَة الفَائِقَة، وَهِيَ أَكْثَرُ مِنْ سَبْعِيْنَ بَيْتاً، أَوَّلُهَا: خُذَا مِنْ صَبَا نجدٍ أمانًا لقلبه ... فقد كاد رياها يطير بلبه وَمدح القَاضِي فَخر الْملك أَبَا عَلِيٍّ بن مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارٍ بِطَرَابُلس بِهَذِهِ: هَبُوا طَيْفَكُمْ أَعْدَى عَلَى النَّاسِ مَسْرَاهُ ... فَمَنْ لمشوقٍ إِنْ تَهَوَّمَ جَفْنَاهُ وَهِيَ طَوِيْلَة. وَلَهُ فِي الرَّئِيْس وَجيهِ المُلْكِ أَبِي الذّوَاد مُفَرَج بن الحَسَنِ الصُّوْفِيّ: لَوْ كُنْتَ شَاهِدَ عَبْرَتِي يَوْمَ النَّقَا ... لَمَنَعْتَ قَلْبَكَ بَعْدَهَا أَنْ يَعْشَقَا وَعَذَرْتَ فِي أَنْ لاَ أُطِيْقَ تَجَلُّداً ... وَعَجِبْتَ مِنْ أَنْ لاَ أَذُوْبَ تَحَرُّقَا إِنَّ الظِّبَاءَ غَدَاةَ رَامَةَ لَمْ تَدَعْ ... إِلاَّ حَشَىً قَلِقاً وَقَلْباً شَيِّقَا سَنَحَتْ وَمَا مَنَحَتْ وَكَمْ مِنْ عارضٍ ... قَدْ مَرَّ مُجْتَازاً عَلَيْكَ وَمَا سَقَى وَهِيَ طَوِيْلَة.

وَلَهُ فِي أَبق الأَمِيْرِ المَذْكُور قصيدتُهُ المَشْهُوْرَة: سَلُوْا سَيْفَ أَلْحَاظِهِ المُمْتَشَقْ ... أَعِنْدَ القُلُوْبِ دمٌ لِلْحَدَقْ أَمَا مِنْ معينٍ وَلاَ عاذرٍ ... إِذَا عَنَّفَ الشَّوْقُ يَوْماً رَفَقْ تَجَلَّى لَنَا صَارِمُ المُقْلَتَيْـ ... ـنِ مَاضِي المُوَشَّحِ وَالمُنْتَطَقْ مِنَ التُّرْكِ مَا سَهْمُهُ إِذْ رَمَى ... بِأَفْتَكَ مِنْ طَرْفِهِ إذا رَمَقْ وَليْلَةَ وَافَيْتُهُ زَائِراً ... سَمِيْرَ السُّهَادِ ضَجِيْعَ القَلَقْ وَقَدْ رَاضَتِ الكَأْسُ أَخْلاَقَهُ ... وَوَقَّرَ بِالسُّكْرِ مِنْهُ النَّزَقْ وَخَفَّ العِنَاقُ فَقَبَّلْتُهُ ... شَهِيَّ المُقبَّلِ والمعتنق وَبِتُّ أُخَالِجُ شَكِّي بِهِ ... أزورٌ طَرَا أَمْ خيالٌ طَرَقْ أُفَكِّرُ فِي الهَجْرِ كَيْفَ انْقَضَى ... وَأَعْجَبُ لِلوَصْلِ كَيْفَ اتَّفَقْ فَلِلْحُبِّ مَا عَزَّ مِنِّي وَهَان ... وَلِلْحُسْنِ مَا جَلَّ مِنْهُ وَدَقْ لقد أبق الدمع من راحتي ... لَمَّا أَحَسَّ بِنُعْمَى أَبَقْ تَطَاوَحَ يَهْرُبُ مِنْ جُوْدِهِ ... وَمَنْ أَمَّهُ السَّيْلُ خَافَ الغَرَقْ وَلَهُ في أبي النجم هبة الله بَدِيع الأَصْبَهَانِيّ وَزِيْر الْملك تُتُش، مِنْهَا: وخيلٍ تَمَطَّتْ بِي وليلٍ كَأَنَّهُ ... تَرَادُفُ وَفْدِ الهَمِّ أَوْ زَاخِرُ اليَمِّ شَقَقْتُ دُجَاهُ وَالنُّجُوْمُ كَأَنَّهَا ... قلاَئِدُ نَظْمِي أَوْ مَسَاعِي أَبِي النَّجْمِ وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ الطُّليطلِي: كَانَ ابْنُ الخَيَّاط أَوّل مَا دَخَلَ طَرَابُلُس وَهُوَ شَابّ يغشَانِي فِي حَلقتِي، وَيُنشدنِي مَا أَسْتكثرُهُ لَهُ، فَأَتَّهِمُهُ لأَنَّنِي كُنْتُ إِذَا سَأَلتُهُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الأَدب، لاَ يَقومُ بِهِ، فَوبَّختُهُ يَوْماً عَلَى قِطعَة عملهَا، وَقُلْتُ: أَنْتَ لاَ تَقُوْم بنَحْو وَلاَ لُغَة، فَمِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا الشِّعر? فَقَامَ إِلَى زَاويَة، فَفَكَّر، ثُمَّ قَالَ: اسَمِع: وفاضلٍ قَالَ إِذْ أَنْشَدْتُهُ نُخَباً ... مِنْ بَعْضِ شِعْرِي وَشِعْرِي كُلُّهُ نُخَبُ لاَ شَيْءَ عِنْدَكَ مِمَّا يَسْتَعِيْنُ بِهِ ... مَنْ شَأْنُهُ مُعْجِزَاتُ النَّظْمِ وَالخُطَبُ فَلاَ عروضٌ وَلاَ نحوٌ وَلاَ لغةٌ ... قُلْ لِي فَمِنْ أَيْنَ هَذَا الفَضْلُ والأدب

فَقُلْتُ قَوْلَ امرئٍ صَحَّتْ قَرِيْحَتُهُ ... إِنَّ القَرِيحَةَ علمٌ ليس يكتسب ذَوْقِي عَرُوضِي وَلَفْظِي جُلُّهُ لُغَتِي ... وَالنَّحْو طَبْعِي فَهَلْ يَعْتَاقُنِي سَبَبُ فَقُلْتُ: حسبُك، وَاللهِ لاَ اسْتَعظمتُ لَكَ بَعْدَهَا عَظِيْماً، وَلزَمَنِي بَعْدَ ذَلِكَ، فأفاد من الأدب وما اسْتَقلَّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ القَيْسَرَانِيّ: وَقَّعَ هِبَةُ اللهِ بن بَدِيع أَبُو النّجم لابْنِ الخَيَّاط بِأَلفِ دِيْنَار، وَهُوَ آخِرُ شَاعِر فِي زَمَانِنَا وقع له بِأَلف دِيْنَار. وَلَهُ فِي سديدِ المُلْكِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ مُقَلِّد بنِ نَصْرِ بنِ مُنْقِذ بِشَيْزَرَ: يَقينِي يَقينِي حَادِثَاتِ النَّوَائِب ... وَحزمِي حَزْمِي فِي ظُهُوْرِ النَّجَائِبِ سَيُنْجِدُنِي جيشٌ مِنَ العَزْمِ طَالَمَا ... غَلَبْتُ بِهِ الخَطْبَ الَّذِي هُوَ غَالِبِي وَمَنْ كَانَ حَرْبَ الدَّهْرِ عَوَّدَ نَفْسَهُ ... قِرَاعَ اللَّيَالِي لاَ قِرَاعَ الكَتَائِبِ وَمَا كُلُّ دانٍ مِنْ مرامٍ بظافرٍ ... وَلاَ كُلُّ ناءٍ عَنْ رجاءٍ بِخَائِبِ وَإِنَّ الغِنَى مِنِّي لأَدْنَى مسافةً ... وأقرب مما بين عيني وحاجبي سَأَصحَبُ آمَالِي إِلَى ابْنِ مُقَلَّدٍ ... فَتُنْجِحُ مَا أَلوَى الزَّمَانُ بِصَاحِبِ فِي أَبيَات.

ابن الخازن

4703- ابن الخازن 1: الأَدِيْبُ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل ابْن الخَازن الدِّيْنَوَرِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ، الشَّاعِرُ، صَاحِبُ الخطِّ الفَائِقِ، وَالنَّظْمِ الرَّائِقِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَان عَشْرَةَ. وَخطُّه يُقَارِبُ خَطَّ الكَاتِب أَبِي الفوَارس ابْن الخَازن. وَلَهُ ولدٌ نسخ المقَامَاتِ كَثِيْراً، وَهُوَ أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ الخَازن. وَكَانَ أَبُو الفوَارس يَرْوِي عَنِ الجَوْهَرِيّ. قَالَ فِيْهِ السِّلَفِيّ: كَانَ أَحْسَن الناس خطًا. قُلْتُ: قِيْلَ: نسخَ خَمْسَ مائَة ختمَة، وَلَهُ نظمٌ أَيْضاً. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِ مائَة، وَاسْمُهُ حُسَيْن بن عَلِيِّ بنِ حُسَيْنٍ الدَّيلمِي، ثم البغدادي.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 204"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 149"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 229"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 57".

أبو نهشل

4704- أبو نَهْشَل: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُعَمَّرُ، أَبُو نَهْشَل عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ أَبِي الفوَارس أَحْمَد بن الفَضْلِ العَنْبَرِيّ، التَّمِيْمِيّ الأَصْبَهَانِيّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. أَجَازَ لَهُ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ فَاذشَاه، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ "جُزْءَ الزُّهْد" لأَسَد بن مُوْسَى، شَاهَدتُ الأَصْلَ بِذَلِكَ، فَهُوَ خَاتِمَة مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ، وَرَوَى أَيْضاً: عَنْ هَارُوْنَ بنِ مُحَمَّدٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ شَاذَانَ الأَعْرَج، وَابْن رِيذه؛ سَمِعَ مِنْهُ "مُعْجَمِي الطَّبَرَانِيّ" الأَكْبَر وَالأَصْغَر، وَسَمِعَ "فَضَائِل القُرْآن" لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ مِنْ هَارُوْنَ عَنِ الطَّبَرَانِيّ، وَسَمِعَ "برِّ الوَالِدّين" لأَبِي الشَّيْخِ، وَأَشيَاء تَفَرَّد بِهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو جعفر محمد بن إسماعيل الطوسي، وَمَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الجمَّال، وَمَسْعُوْدُ بنُ مَحْمُوْدٍ العِجْلِيّ، وَعبدُ الوَاحِد بنُ أَبِي الْمُطهر الصَّيْدَلاَنِيّ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: أَجَازَ لِي، وَكَانَ مُكْثِراً مُعَمَّراً، وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ فُضلاَءِ الأُدبَاءِ، وَكَانَ عبدُ الصَّمد مِنْ غُلاَة العَبْد الرّحمَانِيَة، وَمِنْ مَرْوِيَّاته بِعُلُوٍّ: "فَضَائِل القُرْآن" لإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَمْرٍو البَجَلِيّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة. أَنْبَأَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الفَقِيْه، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّ مائَةٍ، "ح" وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى قَالاَ: أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدٌ الجمَال- زَادَ ابْنُ عَبْد الغَنِيِّ، فَقَالَ: وَأَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ مَحْمُوْدِ بن خَلَفٍ، وَعبدُ الوَاحِد بن أَبِي المطهَّر قَالُوا: أَخْبَرَنَا عبدُ الصَّمد بن أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ سَنَة "432"، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ يَزِيْدَ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ، سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً يَوْمَ القِيَامَةِ رجلٌ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ، كَمَا يَغْلِي المِرْجَلُ أَوِ القُمْقُمُ" 1. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ شُعْبَةُ، والأعمش عن أبي إسحاق. أخرجه البخاري ومسلم بطرق.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "6561"، ومسلم "213"، والترمذي "2604".

ابن الدنف، ابن الحداد

ابن الدنف، ابن الحداد: 4705- ابن الدَّنِف 1: الإِمَامُ الفَقِيْهُ، العَابِدُ المُقْرِئُ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْد اللهِ بنِ الدَّنِف البَغْدَادِيّ الحَنْبَلِيّ, الإِسكَافُ. تَفقَّه بِأَبِي جَعْفَرٍ بن أَبِي مُوْسَى. وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ الصَّمَدِ بن المَأْمُوْن، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن المُسْلِمَة، وَالصَّرِيفِيْنِي، وَعِدَّة. أَخَذَ عَنْهُ ابْنُ نَاصر، وَلاَحِق بن كَاره، وَذَاكرُ بنُ كَامِلٍ، وَابْن بَوش، وكان من جلة مشايخ العلم. قرَأَ عَلَيْهِ جماعةٌ، وَانتفعُوا بِهِ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ, سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، وَلَهُ بِضْعٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. ذكره ابْنُ النَّجَّار. 4706- ابْنُ الحَدَّاد 2: الإِمَامُ الحَافِظُ، المُتْقِنُ الثِّقَةُ، العَابِدُ الخَيِّرُ، أَبُو نُعَيْمٍ عُبَيْد اللهِ ابْن الشَّيْخ أَبِي عَلِيٍّ الحَسَن بن أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الأَصْبَهَانِيّ الحَدَّاد، مفِيدُ أَصْبَهَان فِي زَمَانِهِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وستين وأربع مائة. وسمع: أبا عمرو عبد الوَهَّابِ بن مَنده، وَحَمْدَ بنَ وَلْكِيز، وَأَبَا طَاهِر أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ النقَاش، وَسُلَيْمَانَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، وَعِدَّةً بِأَصْبَهَانَ، وَأَبَا المُظَفَّر مُوْسَى بنَ عمران، وأبا بكر بن

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 230"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 47". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 247"، والعبر "4/ 41"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1067"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 56".

خَلَفٍ الشِّيرَازِي، وَخَلْقاً بِأَصْبَهَانَ، وَشيخَ الإِسْلاَمِ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ العُمَيْرِي، وَنَجيبَ بنَ مَيْمُوْنٍ، وَأَبَا عَامِرٍ الأَزْدِيّ بِهَرَاةَ، وَأَبَا الغنَائِم بنَ أَبِي عثمان، والنعالي، وطراد بن محمد ببغداد. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عبد الوَاحِد: هُوَ صَدِيْقٌ لِي، أَحَدُ العُلَمَاء فِي فنونٍ كَثِيْرَة، بلغَ مَبْلَغَ الإِمَامَة بِلاَ مُدَافَعَةٍ، وَلَهُ عِنْدِي أيادٍ كَثِيْرَة، سفراً وَحضراً، جمع مَا لَمْ يَجْمَعْه أحدٌ مِنْ أَقْرَانِهِ مِنَ الكُتُب وَالسَّمَاعَات الغزِيْرَة، صَدُوْقٌ فِي جمعه وَكتبه، أمينٌ فِي قِرَاءته. قُلْتُ: قَلَّ مَا رَوَى، وَقَدْ نسخ الكَثِيْرَ، وَصَنَّفَ، وَكَانَ يُكْرِمُ الغربَاء وَيُفِيدهُم، وَيهبُهُم الأَجزَاء، وَفِيْهِ دينٌ وَتَقوَى وَخَشْيَة، وَمَحَاسِنُهُ جَمَّة، جمع أَطرَافَ "الصَّحِيْحَيْنِ"، وَانتشرت عَنْهُ، وَاسْتحسنهَا الفُضَلاَءُ، وَانتقَى عَلَيْهِ الشُّيُوْخُ، فَالثقفِيَّاتُ مِنْ تخرِيجه. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: عفِيفَة الفَارفَانِيَة. أَنبؤونَا عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مَكِّيّ الحَنْبَلِيّ، قَالَ: قِيْلَ: إِنَّ أَبَا نُعَيْمٍ بن الحَدَّاد نَاظر شهردَار بن شِيْرَوَيْه -وَكَانَ قَدْ تَأَخر عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَدَّاد لأَجْل سَمَاع "صَحِيْح مُسْلِم" عن أَبِي الحَسَنِ النَّيْسَابُوْرِيّ- فَقَالَ لَهُ: سُبْحَانَ اللهِ، تركتَ العَوَالِي عِنْد أَبِي، وَاشْتَغَلتَ بِالنَّوازل?! فَقَالَ: لَيْسَ عِنْد أَبيك "صَحِيْح مُسْلِم"، وَهُوَ عَالٍ، قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِن عِنْدَهُ المخرَّج عَلَيْهِ لأَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظ، وَفِيْهِ عَامَّةُ عَوَالِيه، فَإِذَا سَمِعْتَ تِلْكَ مِنْ أَبِي، فَكَأَنَّك سمِعتهَا مِنْ عَبْد الغَافِرِ الفَارِسِيّ، وَلَوْ شِئْتُ لقُلْتُ: كَأَنَّك سَمِعْتَ بعْضَهَا مِنَ الجُلُودي، وَإِنْ قُلْت: كَأَنَّك سَمِعتَهَا مِنِ ابْنِ سُفْيَان لَمْ أَكْذِبْ، وَإِنْ شِئْتُ قُلْتُ: كَأَنَّك سمِعتهَا مِنْ مُسْلِم. ثُمَّ قَالَ: وَفِيْهِ أَحَادِيْثُ أَعْلَى مِنْ هَذَا، إِذا سَمِعتهَا من أبي، ساويت البخاري ومسلم، وَمِنْ جُملتهَا حَدِيْثُ المِسْوَر: "إِنَّمَا فَاطِمَةُ بضعةٌ مِنِّي". أَخْبَرَنَا طَائِفَةٌ إِجَازَة أَن عفِيفَة أَنبأَتهُم عَنْ عُبيد الله بن الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الوَاحِدي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الكَشْرُ، وَلَكِن يَقْطَعُهَا القَرْقَرَةُ" 1. هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَثَابِت واهٍ.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3714"، ومسلم "2449"، وقد خرجت هذا الحديث مرارًا في هذا الكتاب، وفي كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" ط. دار الحديث.

الميداني، الطرطوشي

الميداني، الطرطوشي: 4707- الميداني 1: العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الأَدب، أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المَيدَانِي, النَّيْسَابُوْرِيّ، الكَاتِبُ اللُّغَوِيّ، تِلْمِيْذُ الوَاحِدي المُفَسِّرُ، لَهُ كِتَاب فِي "الأَمثَال" لَمْ يُعَمل مِثْلُهُ، وَكِتَاب "السَّامِي فِي الأَسَامِي". تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائة في رمضان. وَمَاتَ ابْنُهُ العَلاَّمَة أَبُو سَعْدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وثلاثين وخمس مائة. 4708- الطُّرْطُوشي 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، القُدْوَةُ الزَّاهِدُ، شَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ خَلَفِ بن سُلَيْمَانَ بن أَيُّوْبَ الفِهْرِيّ الأَنْدَلُسِيّ, الطُّرْطُوشِي الفَقِيْه، عَالِمُ الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَطُرْطُوشَة: هِيَ آخِرُ حَدِّ المُسْلِمِين مِنْ شِمَالِي الأَنْدَلُس، ثُمَّ اسْتولَى العَدُوّ عَلَيْهَا مِنْ دَهْرٍ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُعْرَفُ فِي وقته بتبن أَبِي رَنْدَقَه. لاَزَمَ القَاضِي أَبَا الوَلِيْدِ البَاجِي بِسَرقُسْطَةَ، وَأَخَذَ عَنْهُ مَسَائِلَ الخلاَفِ، ثُمَّ حَجَّ، وَدَخَلَ العِرَاق. وَسَمِعَ بِالبَصْرَةِ "سُنَن أَبِي دَاوُدَ" من أبي علي التستري، وسمع بِبَغْدَادَ مِنْ قَاضِيهَا أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّامغَانِي، وَرزقِ الله التَّمِيْمِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ، وَعِدَّة. وَتَفَقَّهَ أَيْضاً عِنْد أَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيّ، وَنَزَلَ بَيْتَ المَقْدِسِ مُدَّة، وَتَحَوَّل إِلَى الثَّغْر، وَتَخَرَّج بِهِ أَئِمَّة. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ إِمَاماً عَالِماً، زَاهِداً وَرِعاً، ديناً مُتَوَاضِعاً، متقشِّفاً متقلِّلاً مِنَ الدُّنْيَا، رَاضياً بِاليسير، أَخْبَرَنَا عَنْهُ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ العربِي، وَوصفه بِالعِلْمِ، وَالفَضْل، وَالزُّهْدِ، وَالإِقبالِ عَلَى مَا يَعْنِيْهِ، قَالَ لِي: إِذَا عَرَضَ لَكَ أمرُ دُنْيَا وَأَمرُ آخِرَة، فَبَادِرْ بِأَمرِ الآخِرَة، يَحْصُلْ لَكَ أَمرُ الدنيا والأخرى.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "5/ 45"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 148"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 58". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 575"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 262"، والعبر "4/ 48"، والديباج المذهب لابن فرحون المالكي "2/ 244"، والنجوم الزاهرة تغري بردي "5/ 231"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 452"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 62".

وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَهْدِيِّ بنِ قليُنَا: كَانَ شيخُنَا أَبُو بَكْرٍ زُهْدُهُ وَعبَادتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عِلْمه، وَحَكَى بَعْضُ العُلَمَاء أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الطُّرطُوشِي أَنجبَ عَلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ مائَتَيْ فَقِيْهٍ مُفْتِي، وَكَانَ يَأْتِي إِلَى الفُقَهَاء وَهُم نِيَام، فَيَضع فِي أَفوَاهِهِم الدَّنَانِيْر، فَيَهُبُّوْن، فيرونهَا فِي أَفوَاهِهِم. قَالَ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ ابْنُ خَلِّكَان: دَخَلَ الطُّرطُوشِي عَلَى الأَفْضَلِ ابْن أَمِيْر الجُيُوْش بِمِصْرَ، فَبسط تَحْته مِئْزَره، وَكَانَ إِلَى جَانبِ الأَفضل نَصْرَانِي، فَوَعَظ الأَفْضَلَ حَتَّى أَبكَاهُ، ثُمَّ أَنشده: يَا ذَا الَّذِي طَاعَتُهُ قُرْبَةٌ ... وَحَقُّهُ مُفْتَرَضٌ وَاجِبُ إِنَّ الَّذِي شُرِّفْتَ مِنْ أَجْلِهِ ... يَزْعُمُ هَذَا أَنَّهُ كَاذِبُ وَأَشَارَ إِلَى ذَلِكَ النَّصْرَانِيّ، فَأَقَامَ الأَفْضَلُ النَّصْرَانِيَّ مِنْ مَوْضِعه. وَقَدْ صَنَّفَ أَبُو بَكْرٍ كِتَاب "سرَاج المُلُوْك" لِلْمَأْمُوْنِ بن البطائحي الَّذِي وَزَرَ بِمِصْرَ بَعْدَ الأَفْضَلِ، وَلَهُ مُؤلَّف فِي طرِيقَة الخلاَفِ، وَكَانَ المَأْمُوْنُ قَدْ نَوَّه بِاسْمِهِ، وَبَالَغَ فِي إِكْرَامِهِ. قِيْلَ: كَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَدَخَلَ بَغْدَاد فِي حَيَاة أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ، وَأَظُنُّهُ سَمِعَ مِنْهُ، وَقَالَ: رَأَيْتُ بِهَا آيَةً فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ بَعْدَ الْعَصْر، فَسمِعنَا دوياً عَظِيْماً، وَأَقْبَلَ ظلاَمٌ، فَإِذَا رِيحٌ لَمْ أَرَ مِثْلهَا، سَوْدَاءُ ثخينَةٌ، يَبينُ لَكَ جِسْمُهَا، فَاسوَدَّ النَّهَارُ، وَذَهَبت آثَارُهُ، وَذَهَبَ أَثَرُ الشَّمْس، وَبقينَا كَأَنَّنَا فِي أَشَدِّ ظُلْمَةٍ، لاَ يُبْصِرُ أَحَدٌ يَدَهُ، وَمَاجَ النَّاسُ، وَلَمْ نشكَّ أَنَّهَا القِيَامَة، أوخسف، أَوْ عَذَاب قَدْ نَزل، وَبَقِيَ الأَمْرُ كَذَلِكَ قدر مَا يَنْضِجُ الْخبز، وَرجع السَّوَادُ حُمْرَةً كلهبِ النَّار، أَوْ جمراً يَتَوَقَّدُ، فَلَمْ نَشُك حِيْنَئِذٍ أَنَّهَا نَارٌ أَرْسَلهَا الله عَلَى العبَاد، وَأَيِسْنَا مِنَ النَّجَاة، ثُمَّ مَكَثتْ أَقلَّ مِنْ مُكْثِ الظَّلاَمِ، وَتَجَلَّتْ بِحَمْدِ اللهِ عَنْ سلاَمَة، وَنَهبَ النَّاسُ بعضَهُم بعضاً فِي الأَسواقِ، وَخطفُوا العَمَائِمَ وَالمَتَاع، ثُمَّ طَلَعتِ الشَّمْسُ، وَبقيت سَاعَةً إِلَى الغُروب. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَالفَقِيْه سلاَّر بن الْمُقدم، وَجَوْهَرُ بن لُؤْلُؤ المُقْرِئ، وَالفَقِيْهُ صَالِحُ ابْن بِنْت مُعَافَى المالكي، وعبد اللهبن عَطَّافٍ الأَزْدِيّ، وَيُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ القروِي الفَرَضِيّ، وَعَلِيُّ بن مَهْدِيِّ بن قلينَا، وَأَبُو طَالِبٍ أحمد المسلم اللخمي، وظاهر بن عَطِيَّةَ، وَأَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَوْف، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العثماني، وعبد المجيد بن دليل، وآخرون. وَبِالإِجَازَة أَبُو طَاهِرٍ الخُشُوْعِيّ وَغَيْرهُ، وَلَهُ مُؤلَّف فِي تَحْرِيْم الغِنَاء، وَكِتَاب فِي الزُّهْد،

وَتعليقَة فِي الخلاَف، وَمُؤلَّف فِي البِدَع وَالحوَادث، وَبرِّ الوَالِدّين، وَالرَّدّ عَلَى اليَهُوْد، وَالعمد فِي الأُصُوْل، وَأَشيَاء. أَنْبَأَنَا ابْنُ عَلاَّن، عَنِ الخُشُوْعِيّ، عَنِ الطُّرطُوشِي: أَنَّهُ كتب هَذِهِ الرِّسَالَة جَوَاباً عَنْ سَائِلٍ سَأَله مِنَ الأَنْدَلُس عَنْ حقيقَة أَمرِ مُؤلف "الإِحيَاء"، فَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ مُظَفَّر: سلاَمٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي رَأَيْتُ أَبَا حَامِدٍ، وَكَلَّمتُهُ، فَوَجَدتُهُ امْرءاً وَافِرَ الفَهْمِ وَالعقل، وَمُمَارسَةً لِلْعلُوْم، وَكَانَ ذَلِكَ مُعْظَمَ زَمَانِهِ، ثُمَّ خَالَفَ عَنْ طَرِيْق العُلَمَاء، وَدَخَلَ فِي غِمَار العُمَّال، ثُمَّ تَصَوَّف، فَهَجَرَ العُلُوْمَ وَأَهْلَهَا، وَدَخَلَ فِي عُلُوْم الخوَاطِرِ، وَأَربَابِ الْقُلُوب، وَوسَاوسِ الشَّيْطَان، ثُمَّ سَابهَا، وَجَعَلَ يَطْعُنُ عَلَى الفُقَهَاء بِمَذَاهِبِ الفَلاَسِفَة، وَرموزِ الحلاَّج، وَجَعَلَ يَنْتحِي عَنِ الفُقَهَاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين. قَالَ الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ: إِن مُحَمَّدَ بنَ الوليد هذا ذكر في غيره هذه الرِّسَالَة كِتَابَ "الإِحيَاء". قَالَ: وَهُوَ -لَعَمْرُو الله- أَشْبَهُ بِإِمَاتَةِ عُلُوْم الدّين، ثُمَّ رَجَعنَا إِلَى تَمَام الرِّسَالَة. قَالَ: فَلَمَّا عَمِلَ كِتَابهُ "الإِحيَاء" عَمَدَ فَتكلَّم فِي عُلُوْم الأَحْوَال، وَمرَامزِ الصُّوْفِيَّة، وكان غير أنيس بها، ولا خبير بمعرفتها، فَسَقَطَ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ، فَلاَ فِي عُلَمَاءِ المُسْلِمِين قَرَّ، وَلاَ فِي أَحْوَال الزَّاهِدينَ اسْتَقرَّ، ثُمَّ شَحَنَ كِتَابهُ بِالكَذِبِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلاَ أَعْلَمُ كِتَاباً عَلَى وَجه بسيطِ الأَرْض أَكْثَر كذباً عَلَى الرَّسُول مِنْهُ، ثُمَّ شبَّكه بِمَذَاهِبِ الفَلاَسِفَة، وَرموزِ الْحَلَّاج، وَمعَانِي رَسَائِلِ إِخْوَان الصَّفَا، وَهُم يَرَوْنَ النُّبُوَّة اكتسَاباً، فَلَيْسَ النَّبِيُّ عِنْدَهُم أَكْثَرَ مِنْ شَخْص فَاضِل، تخلَّق بِمَحَاسِنِ الأَخلاَق، وَجَانَبَ سَفْسَافَهَا، وَسَاسَ نَفْسَه حَتَّى لاَ تغلِبه شَهْوَة، ثُمَّ سَاق الخَلْقَ بِتِلْكَ الأَخلاَقِ، وَأَنْكَرُوا أَنْ يَكُوْنَ اللهُ يَبعثُ إِلَى الْخلق رَسُوْلاً، وَزعمُوا أَنَّ المعجزَاتٍ حِيَلٌ وَمخَارِيق، وَلَقَدْ شرَّف اللهُ الإِسْلاَمَ، وَأَوضح حُجَجَه، وَقطعَ العُذْرَ بِالأَدلَّة، وَمَا "مَثَلُ" مَنْ نَصَرَ الإِسْلاَمَ بِمَذَاهِب الفَلاَسِفَةِ، وَالآرَاء المنطقيَةِ، إِلاَّ كَمَنْ يغسِلُ الثَّوْب بِالبول، ثُمَّ يَسُوْقُ الكَلاَم سوقاً يُرْعِدُ فِيْهِ وَيُبْرِقُ، وَيُمنِّي وَيُشَوِّقُ، حَتَّى إِذَا تَشوَّفت لَهُ النُّفُوْسُ، قَالَ: هَذَا مِنْ علم المعَامِلَة، وَمَا وَرَاءَهُ مِنْ علم المكَاشفَة لاَ يَجُوْزُ تسطيرُه فِي الكُتُبِ، وَيَقُوْلُ: هَذَا مِنْ سرِّ الصَّدْر الَّذِي نُهينَا عَنْ إِفشَائِهِ. وَهَذَا فِعْلُ البَاطِنِيَّة وَأَهْلِ الدَّغَلِ وَالدَّخَلِ فِي الدّين يَسْتَقِلُّ المَوْجُوْدَ وَيُعلِّقُ النُّفُوْسَ بِالمفقود، وَهُوَ تَشويشٌ لعقَائِد الْقُلُوب، وَتوهينٌ لمَا عَلَيْهِ كلمَةُ الجَمَاعَة، فَلَئِنْ كَانَ الرَّجُلُ يَعتقد مَا سطَّره، لَمْ يَبْعُدْ تَكفِيرُهُ، وَإِنْ كَانَ لاَ يَعتقِدُه، فَمَا أَقْرَبَ تضليلَه. وَأَمَّا مَا ذكرتَ مِنْ إِحرَاق الكِتَابِ، فَلعمرِي إِذَا انْتَشَر بَيْنَ من لا معرفة له بمسمومه القاتلة،

خِيْفَ عَلَيْهِم أَنْ يَعتقدُوا إِذاً صِحَّة مَا فِيْهِ، فَكَانَ تَحْرِيْقُه فِي مَعْنَى مَا حرَّقته الصَّحَابَة مِنْ صُحف المَصَاحِفِ الَّتِي تُخَالِفُ المُصْحَفَ العُثْمَانِيّ، وَذَكَرَ تَمَامَ الرِّسَالَة. قَالَ ابْنُ المُفَضَّلِ: تُوُفِّيَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة، فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو الوَلِيْدِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن طَرِيْفٍ القُرْطُبِيّ، وَأَبُو الفُتُوْح أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الغزَالِي الوَاعِظ أَخُو الإِمَامِ أَبِي حَامِد، وَالأَمِيْرُ قسيمُ الدَّوْلَة آقسُنْقُر البرسُقِي الَّذِي اسْتولَى عَلَى المَوْصِلِ وَعَلَى حلب، وَأَبُو بَحْرٍ سُفْيَانُ بنُ العَاصِ الأَسَدِيّ بقُرْطُبَة، وَصَاعِدُ بن سَيَّار الهَرَوِيّ الحَافِظ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عتَاب القُرْطُبِيّ، وَقَاضِي الجَمَاعَة أَبُو الوَلِيْدِ بنِ رشد، وَمُحَمَّد بن بَرَكَات السَّعِيدِي رَاوِي صَحِيْح البُخَارِيِّ.

القلانسي

4709- القَلانِسي 1: الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو العِزِّ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ بُنْدَار الوَاسِطِيّ، القَلاَنسِي، صَاحِبُ التصانيف في القراءات. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَتَلا بِالعشر عَلَى أَبِي عَلِيٍّ غُلاَم الهرَّاس، وَأَخَذَ عَنْ أَبِي القَاسِمِ الهُذَلِيّ صَاحِبِ الكَامِل، وَارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ سَنَة إِحْدَى وَسِتِّيْنَ، وَسَمِعَ مِنْ: أبي جعفر بن المسلمة، وعبد الصَّمَدِ بن المَأْمُوْن، وَأَبِي الحُسَيْنِ بن المُهتدي بِاللهِ، وَعِدَّةٍ. وَقرَأَ ختمَةً لأَبِي عَمْرٍو عَلَى الأَوَانِي صَاحِبِ أَبِي حَفْصٍ الكَتَّانِي. قَالَ السَّمْعَانِيّ: قرَأَ عَلَيْهِ عَالَمٌ مِنَ النَّاس، وَرُحِلَ إِلَيْهِ مِنَ الأَقطَار، وسمعت عبد الوهاب الأنماطي يسئ الثَّنَاء عَلَيْهِ، وَنسبَه إِلَى الرّفض، ثُمَّ وَجَدْتُ لأَبِي الْعِزّ أَبيَاتاً فِي فَضِيْلَة الصَّحَابَة. وَقَالَ ابْنُ نَاصر: أَلحق سَمَاعَه فِي جُزء مِنْ هَاءات الكِنَايَة لِعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي هَاشِمٍ من أبي علي بن البناء. قُلْتُ: كَانَ يَأْخُذُ الذّهبَ عَلَى إِقْرَاء العَشْرَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ البَنْدَنِيجِي يَقُولُ: سَأَلتُ أَبَا جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنَ القَاصّ: هَلْ قَرَأْتَ عَلَى أَبِي العزِّ؟ فَقَالَ: لَمَّا قَدِمَ بَغْدَاد، أَردتُ أَنْ أَقرَأَ عَلَيْهِ، فَطَلبَ مِنِّي ذهباً، فَقُلْتُ: وَاللهِ إِنِّيْ قَادِر، وَلَكِن لاَ أُعْطيك عَلَى القُرْآن أَجراً، فَلَمْ أَقرَأْ عَلَيْهِ. قَالَ خَمِيْسٌ الحوزِي: هُوَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعيَان فِي عُلُوْم القُرْآن، بَرَعَ فِي القِرَاءات. قُلْتُ: تَلاَ عَلَيْهِ: سِبْطُ الخَيَّاط، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ زُرَيْقٍ الحَدَّاد، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ البَاقلاَنِي، وَعَلِيُّ بنُ عَسَاكِرَ البطَائِحِي، وَعَدَد كَثِيْر، وَاشْتُهِرَ ذِكْرُهُ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 8"، والعبر "4/ 50"، وميزان الاعتدال "3/ 525"، وطبقات الشافعية للسبكي "6/ 97"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 64".

المتوكلي، ابن أبي روح

المتوكلي، ابن أبي روح: 4710- المُتَوكِّلِى 1: الشَّرِيْفُ، أَبُو السَّعَادَاتِ، أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ العَبَّاسِيّ. رَوَى عَنِ ابن المسلمة، والخطيب. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْن الجَوْزِيّ، وَجَمَاعَة. مَاتَ شهيداً، بَعْدَ أَنْ صَلَّى التَّرَاويح، لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ، مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَعَ مِنَ السَّطح فَمَاتَ، رَحِمَهُ اللهُ. 4711- ابن أبي رَوْح 2: رَأْسُ الرّفض بِالشَّامِ، القَاضِي أَبُو الفَضْلِ أَسَعْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي رَوْح الأَطَرَابُلُسِي، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. أَخَذَ عَنِ ابْنِ البرَاج، وَسَكَنَ صيدَا إِلَى أَنْ أَخذتهَا الفِرَنْجُ، فَقُتِلَ بِهَا، وَكَانَ ذَا تَعبُّد وَتهجُّد وَصمتٍ، نَاظرَ مَغْرِبيّاً فِي تَحْرِيْم الفقَاع، فَقطعه، فَقَالَ المَغْرِبِيُّ المَالِكِيُّ: كُلْنِي؟! قَالَ: مَا أَنَا عَلَى مَذْهَبك، أَي: جَوَازِ أَكلِ الْكَلْب. قِيْلَ لَهُ: مَا الدَّلِيْل عَلَى حَدَثِ القُرْآن؟ قَالَ: النَّسخُ، فَالقَدِيْمُ لاَ يَتبدل. قِيْلَ لَهُ: مَا الدَّلِيْل عَلَى أَنَّا مُخَيَّرَوْنَ فِي أَفعَالنَا، غَيْرُ مجبورِيْنَ؟ قَالَ: بِعْثَةُ الرُّسل. وَلَهُ كِتَاب "عُيُون الأَدلَة" فِي مَعْرِفَةِ الله، وَكَتَبَ فِي الخلاَف، وَكِتَاب "حقيقَة الآدَمِيّ"، وَأَشيَاء ذكرهَا ابْن أَبِي طيّ فِي "تَارِيخ الإِمَامِيَة".

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 7"، والعبر "4/ 49"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 232"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 64". 2 ترجمته في ميزان الاعتدال "1/ 210"، ولسان الميزان "1/ 386".

الفراء، ابن رشد

الفراء، ابن رشد: 4712- الفَرَّاء 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، الثِّقَةُ المُحَدِّثُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عُمَرَ بنِ الفَرَّاء المَوْصِلِيّ، ثُمَّ المِصْرِيّ. سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بن الحَسَنِ بنِ الضّرَاب كِتَاب "المُجَالَسَة" لِلدِّينَورِي. وَسَمِعَ مِنْ: عبد البَاقِي بن فَارِس، وَالحَافِظ عَبْدِ الرحيم بن أحمد البخاري، وعبدا لله بن المَحَامِلِيّ، وَأَبِي إِبْرَاهِيْمَ أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ بن مَيْمُوْنٍ، وَأَبِي الحُسَيْنِ مُحَمَّد بن مَكِّيّ الأَزْدِيّ، وَكَرِيْمَةَ المَرْوَزِيَّة؛ لقيهَا بِمَكَّةَ، وَابْن الغرَّاء بِالقُدْس، وَأَضعَافِهم. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ البوصيري، وجماعة. وَبِالإِجَازَة أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَرتَاحِي، وَسَمِعَ مِنْهُ البُخَارِيُّ. قَالَ السِّلَفِيّ: هُوَ مِنْ ثِقَاتِ الرُّوَاة، وَأَكْثَرُ شُيُوْخِنَا بِمِصْرَ سَمَاعاً، أُصُوْلُه أُصُوْلُ أَهْلِ الصِّدْق، وَقَدِ انتخبتُ مِنْ أَجزَائِهِ مائَة جُزء، وَقَالَ لِي: إِنَّهُ وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فِي أَوّل يَوْمٍ مِنْهَا. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة. وَفِيْهَا مَاتَ لُغوِي زَمَانِهِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْد الجَبَّارِ بن عيذُوْنَ التُّوْنُسِيّ، وَوزِيْرُ مِصْرَ المَأْمُوْن أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البطَائِحِي، وَأَبُو البَرَكَاتِ هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ البخاري المعدل. 4713- ابن رُشْد ِ2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ المَالِكِيَّة، قَاضِي الجَمَاعَة بقُرْطُبَة، أَبُو الوَلِيْدِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ رشد القُرْطُبِيُّ، المَالِكِيُّ. تَفقَّه بِأَبِي جَعْفَرٍ أحمد بن رزق.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 44"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 59". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 576"، والعبر "4/ 47"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص127" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 62".

وَحَدَّثَ عَنْهُ: وَعَنْ أَبِي مَرْوَانَ بن سرَاج، وَمُحَمَّد بن خَيْرَة، وَمُحَمَّدِ بنِ فَرج الطلاعِي، والحافظ أبي علي. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو العَبَّاسِ بنُ دِلهَاث. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ فَقِيْهاً عَالِماً، حَافِظاً لِلْفقه، مقدَّماً فِيْهِ عَلَى جَمِيْع أَهْلِ عصره، عَارِفاً بِالفَتْوَى، بَصِيْراً بِأَقْوَال أَئِمَّة المَالِكيَة، نَافذاً فِي علم الفَرَائِض وَالأُصُوْل، مِنْ أَهْلِ الرِّيَاسَة فِي العِلْمِ، وَالبرَاعَة وَالفَهْمِ، مَعَ الدِّينِ وَالفَضْلِ، وَالوَقَار وَالحِلْم، وَالسَّمتِ الحَسَن، وَالهَدْي الصَّالِح، وَمِنْ تَصَانِيْفِهِ كِتَابُ "المُقَدِّمَاتِ" لأَوَائِل كتب المدوَّنَة، وَكِتَاب "البيَان وَالتحصيل لمَا فِي المُسْتخرجَة مِنَ التَّوجيه وَالتَّعليل"، وَاختصَار "المبسَوْطَة"، وَاختصَار "مُشكل الآثَار" لِلطَّحَاوِي، سَمِعْنَا عَلَيْهِ بعضَهَا، وَسَارَ فِي القَضَاءِ بِأَحْسَنِ سِيرَة، وَأَقومِ طرِيقَة، ثُمَّ اسْتَعفَى مِنْهُ، فَأُعْفِيَ، وَنشر كتبَه، وَكَانَ النَّاسُ يُعَوِّلُوْنَ عَلَيْهِ وَيلجؤون إِلَيْهِ، وَكَانَ حَسَنَ الخُلُقِ، سَهْلَ اللِّقَاء، كَثِيْرَ النَّفع لِخَاصَّته، جَمِيْلَ العَشْرَة لَهُم، بارّاً بِهِم. عَاشَ سَبْعِيْنَ سَنَةً. وَمَاتَ: فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُه أَبُو القَاسِمِ، وَرَوَى عَنْهُ أَبُو الوَلِيْدِ بنِ الدَّبَّاغ، فَقَالَ: كَانَ أَفْقَهَ أَهْلِ الأَنْدَلُس، صَنَّفَ "شرح العتبيَة"، فَبَلَغَ فِيْهِ الغَايَة. قُلْتُ: وَحَفِيْدُهُ هُوَ فَيْلَسُوْفُ زَمَانِهِ، وَللقَاضِي عيَاض "سُؤَالاَت لابْنِ رشد"، مؤلف نفيس.

حفيد البيهقي

4714- حفيدُ البيهقي 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ ابنِ شَيْخِ الإِسْلاَمِ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ البَيْهَقِيُّ، الخُسْرَوْجِرْدِي. سَمِعَ الكُتُبَ مِنْ جَدِّهِ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي يَعْلَى بن الصَّابونِي، وَأَبِي سَعْدٍ أَحْمَد بن إِبْرَاهِيْمَ المُقْرِئ، وَعِدَّة. وَحَجَّ، فَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ نَاصر، وَأَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو الفَتْحِ المَنْدَائِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: مَا كَانَ يَعْرِفُ شَيْئاً، وَكَانَ يَتَغَالَى بِكِتَابَة الإِجَازَة، وَيَقُوْلُ: مَا أُجِيْزُ إِلاَّ بِطَسُّوج. قَالَ: وَسَمَّعَ لِنَفْسِهِ فِي جُزء، وَكَانَ سَمَاعُهُ فِيمَا عَدَاهُ صَحِيْحاً. قُلْتُ: سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الفَتْحِ المَنْدَائِيُّ كِتَاب جَدِّهِ فِي "الأَسْمَاء وَالصِّفَات". قَالَ ابْنُ نَاصر: مَاتَ بِبَغْدَادَ، بَعْد مرضِ ثلاثة عشر يومًا، في ثالث جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: جَعْفَرُ بنُ عبد الوَاحِد الثَّقَفِيّ، وَمَقْتَلُ وَزِيْر دِمَشْق كَمَال الدّين طَاهِر بن سَعْدٍ المردقَانِي فِي أُلُوْفٍ مِنَ البَاطِنِيَّة بِدِمَشْقَ، وَأَبُو الحجَاج يُوْسُفُ بن عَبْدِ العَزِيْزِ المَيُورْقِي، وَحَمْزَة بن هِبَةِ اللهِ العَلَوِيّ بِنَيْسَابُوْرَ عَنْ ست وتسعين سنة.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 54"، وميزان الاعتدال "3/ 15"، ولسان الميزان "4/ 116"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 67".

فاطمة

4715- فَاطِمَةُ 1: بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ بنِ عَقِيْلٍ، المعمَرَّة، الصَّالِحَةُ، مُسْنِدَةُ الوَقْت، أُمُّ إِبْرَاهِيْم، وَأُمُّ الغَيْث، وَأُمُّ الخَيْر الجُوْزْدَانِيَّة، الأَصْبَهَانِيَّة. آخِر مَنْ رَوَى فِي الدُّنْيَا عَنِ ابْنِ رِيذه، وَهِيَ مُكْثِرَةٌ عَنْهُ. حَدَّثَ عَنْهَا: أَبُو العَلاَءِ العَطَّار، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَمَعْمَر بن الفَاخر، وَأَبُو جَعْفَر الصَّيْدَلاَنِيّ، وَأَبُو الفَخْر أَسَعْدُ بنُ رَوْحٍ، وَعفِيفَةُ بِنْت أَحْمَد، وَأَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَرَّجَانِي، وَدَاوُد بن نِظَام الْملك، وَشُعَيْبُ بن الحَسَنِ السَّمَرْقَنْدي، وَعبدُ الرَّحِيْم بن الإِخْوَة، وَعَائِشَةُ وَمُحَمَّدٌ وَلدا مَعْمرٍ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. قَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ: قَدِمَتْ عَلَيْنَا مِنْ قَرْيَة جُوْزْدَان، وَمَوْلِدُهَا نَحْو سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَسَمِعَتْ مِنْ أَبِي بَكْرٍ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ. أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَتْنَا كَرِيْمَةُ القُرَشِيَّة، أَنْبَأَنَا أَبُو مَسْعُوْدٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ الحَاجِي، أَنَّهَا تُوُفِّيَت فِي غُرَّة شَعْبَانَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ الحافظ ابن نقطة: توفيت فيرابع عَشَرَ رَجَبٍ. قُلْتُ: سَمِعَتْ المُعْجَمَيْن "الكَبِيْرَ" وَ "الصَّغِيْر" لِلطَّبَرَانِيِّ، وَكِتَاب "الْفِتَن" لِنُعيمٍ مِنِ ابْنِ ريذه.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 56"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 69".

السلطان، أمير الجيوش

السلطان، أمير الجيوش: 4716- السلطان 1: صَاحِبُ العِرَاق، الْملك غِيَاثُ الدّين، أَبُو شُجَاعٍ محمد ابن السلطان ملشكاه بنِ أَلب أَرْسَلاَن التُّركِي، السَّلْجُوْقِي. لَمَّا مَاتَ أَبُوْهُ فِي سَنَةِ "485": اقتسمُوا الأَقَالِيمَ، فَكَانَ بَرْكْيَارُوْق هُوَ المُشَارَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَدِمَ أَخوَاهُ مُحَمَّد وَسَنجر، فَجَلَسَ لَهُمَا المُسْتَظْهِرُ بِاللهِ، وَسَلَطَنَ مُحَمَّداً، وَأُلبس سَبْعَ خِلَع، وَتَاجاً، وَطوقاً، وَسوَارِيْنَ، وَعَقَدَ لَهُ لوَاءَ السّلطنَة بِيَدِهِ، وَقلَّده سَيْفَيْنِ، ثُمَّ خلع عَلَى سَنجر قَرِيْباً مِنْهُ، وَقَطَعَ خُطبَةَ أَخِيْهِمَا بَرْكْيَارُوْق فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ، فَتحرَّك بَرْكْيَارُوْقُ، وَحَشَدَ وَجَمَعَ، وَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّد خَمْسُ مَصَافَّات، ثُمَّ عَظُمَ شَأْنُ مُحَمَّد، وَتَفَرَّد بِالسلطنَة، وَدَانت لَهُ البِلاَدُ، وَكَانَ أَخُوْهُ يَخطُبُ لَهُ بِخُرَاسَانَ، وَقَدْ كَانَ مُحَمَّدٌ فَحلَ آل سَلْجُوق، وَلَهُ بِرٌّ فِي الجُمْلَةِ، وَحُسْنُ سيرَة مشوبَة، فَمِنْ عدلِه أَنَّهُ أَبطل بِبَغْدَادَ المَكْسَ وَالضَّرَائِب، وَمَنَع مِنِ اسْتِخْدَام يَهُوْدي أَوْ نَصْرَانِي، وكسا في نهار أَرْبَعَ مائَة فَقير، وَكَانَ قَدْ كَفَّ مَمَاليكَه عَنِ الظُّلْمِ، وَدَخَلَ يَوْماً إِلَى قُبَّةِ أَبِي حَنِيْفَةَ، وَأَغلقَ عَلَى نَفْسِهِ يُصَلِّي وَيَدعُو. وَقِيْلَ: إِنَّهُ خَلَّف مِنَ الذَّهَبِ العِينِ أَحَدَ عَشَرَ أَلفَ أَلفِ دِيْنَارٍ. وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ: صَاحِبُ قُسْطَنْطِيْنِيَّة، وَصَاحِبُ القُدْس بغدوين، لعنهُمَا الله. وَقَدْ حَارب الإِسْمَاعِيْليَّة، وَأَبَادَ مِنْهُم، وَأَخَذَ مِنْهُم قَلْعَة أَصْبَهَان، وَقَتَلَ ابْنَ غطَّاش مَلِكَهُم، ثُمَّ تَعلل مُدَّة، وَمَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، بِأَصْبَهَانَ، وَدُفِنَ بِمدرسَة كَبِيْرَةٍ لَهُ، وَخَلَّفَ أَمْوَالاً لاَ تُحصَى، وَقَدْ تَزَوَّجَ المقتفِي بِابْنتِه فَاطِمَة، وَعَاشَ ثَمَانِياً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وتسلطن بعده ابنه محمود. 4717- أمير الجيوش 2: الملكُ الأَفْضَلُ، أَبُو القَاسِمِ شَاهِنشَاهُ ابْنُ الْملك أمير الجيوش بدر الجمالي، الأرمني.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 196"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 71"، والعبر "4/ 23"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 214"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 30". 2 ترجمته في الأعيان لابن خلكان "2/ 448"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 222"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 47".

كَانَ أَبُوْهُ نَائِباً بِعَكَّا، فَسَارَ فِي البَحْر فِي تَرمِيمِ دَوْلَةِ المُسْتَنْصِرِ العُبيدي، فَاسْتولَى عَلَى الإِقْلِيْم، وَأَبَادَ عِدَّة أُمَرَاء، وَدَانت لَهُ المَمَالِك إِلَى أَنْ مَاتَ، فَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُه هَذَا، وَعظم شَأْنُهُ، وَأَهْلك نِزَاراً وَلَدَ المُسْتَنْصِرِ صَاحِبِ دَعْوَة البَاطِنِيَّة وَأَتَابِكَه أَفتكين مُتَوَلِّي الثَّغْر، وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً، وَافِرَ الهيبَة، عَظِيْمَ الرُّتبَة، فَلَمَّا هَلَكَ المُسْتعلِي، نصبَ فِي الإِمَامَة ابْنَه الآمِرَ، وحجر عليه وقمعه، وكان الآمر طباشًا فَاسِقاً، فَعمِلَ عَلَى قتل الأَفْضَل، فَرتب عِدَّة وَثبُوا عَلَيْهِ، فَأَثخنوهُ، وَنَزَلَ إِلَيْهِ الآمِرُ، تَوَجَّع لَهُ، فَلَمَّا قضَى، اسْتَأْصل أَمْوَالَه، وَبَقِيَ الْآمِر فِي دَارِهِ أَرْبَعِيْنَ صَبَاحاً وَالكَتَبَة تَضْبِطُ تِلْكَ الأَمْوَال وَالذَّخَائِر، وَحَبَسَ أَوْلاَدَه، وَكَانَتْ أَيَّامُه ثَمَانِياً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَكَانَتِ الأُمَرَاء تَكرهُهُ لِكَوْنِهِ سُنِّياً، فَكَانَ يُؤذِيْهِم، وَكَانَ فِيْهِ عدل، فَظَهَرَ بَعْدَهُ الظُّلمُ وَالبدعَةُ، وَوَلِيَ الوزَارَة بَعْدَهُ المَأْمُوْن البطَائِحِي. قتلُوْهُ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، وَلَهُ ثَمَانٌ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ خلكان في "تاريخه" قال صاحب الدولة المُنْقَطِعَة: خلَّف الأَفْضَلُ سِتَّ مائَةِ أَلْفِ أَلفِ دِيْنَار، وَمائتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ إِردَبّاً مِنَ الدَّرَاهِم، وَخَمْسِيْنَ أَلفَ ثَوْبِ دِيبَاج، وَعِشْرِيْنَ أَلْفَ ثَوْبِ حَرِيْر، وَثَلاَثِيْنَ رَاحِلَة كَذَا وَكَذَا، وَدوَاةً مُجَوْهَرَة بِاثْنَيْ عشرَ أَلفَ دِيْنَار، وَعَشْرَة مَجَالِس؛ فِي المَجْلِسِ مَضْرُوب عَشْرَة مسَامِيْر مِنَ الذّهب، عَلَى المسمَار منْدِيل مشدودٌ فِيْهِ بدلَة ثِيَاب، وَخَمْس مائَة صُنْدُوق، فِيْهَا كِسْوَة وَمَتَاع، سِوَى الدَّوَابّ وَالمَمَالِيْك وَالبقر وَالغنم، وَلبن موَاشيه يُبَاع فِي السَّنَةِ بِثَلاَثِيْنَ أَلف دِيْنَار. قُلْتُ: هَذِهِ الأَشيَاء مُمْكِنَة، سِوَى الدَّنَانِيْرِ وَالَدّرَاهِم، فَلاَ أُجَوِّز ذَلِكَ، بَلْ أَسْتبعد عُشره، وَلاَ رِيبَ أَنَّ جَمعه لهَذِهِ الأَمْوَال موجبٌ لضعف جَيْشِ مِصْر، فَفِي أَيَّامِهِ اسْتولت الفِرَنْجُ عَلَى القُدْس وَعكَّا، وَصُوْر وَطَرَابُلُس وَالسَّوَاحل، فَلَو أَنفق ربعَ مَاله، لَجَمع جَيْشاً يَملأُ الفضَاء، وَلأَبَاد الفِرَنْجَ، وَلَكِن ليقضِي الله أَمراً كَانَ مَفْعُوْلاً. قَالَ أَبُو يَعْلَى بن القلاَنسِي: كَانَ الأَفْضَلُ حسنَ الاعتقَاد، سُنِّياً، حَمِيْد السِّيرَة، كَرِيْمَ الأَخلاَق، لَمْ يَأْت الزَّمَانُ بِمِثْلِهِ. قُلْتُ: وصُلِبَ البطَائِحِي المُتولِّي بَعْدَهُ سَنَة تِسْعَ عَشْرَةَ. وَوزر بَعْد هَلاَكِ الآمرِ أَمِيْرُ الجُيُوْش أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَد بن الأَفْضَل، وَكَانَ شَهْماً مُطَاعاً، وَبطلاً شُجَاعاً، سَائِساً سُنِّياً، كَأَبِيْهِ وَجدِّه، فَحجر عَلَى الحَافِظ، وَمَنَعه مِنْ أَعبَاءِ الأُمُوْر، فَشدَّ عَلَيْهِ مَمْلُوْكٌ لِلْحَافظ إِفرنجِي، فَطعنه قَتَلَه، وَوَزَرَ ياَنس الحَافِظِي، وَكَانَ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَد قَدْ بَالغ فِي الاحْتِجَار عَلَى الحَافِظ، وَحَوَّل ذخَائِر القَصْر إِلَى دَارِهِ، وَادَّعَى أَنَّهَا أَمْوَال أبيه. وَقِيْلَ: إِنَّهُ ترك مِنَ الخُطبَة اسمَ الحَافِظ، وَخَطَبَ لِنَفْسِهِ، وَقطع الأَذَان بِحَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ، فَنفرتْ مِنْهُ الرَّعِيَّةُ، وَغَالِبُهُم شيعَة، فَقُتِلَ وَهُوَ يَلعب بِالكُرَة، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَجدَّدُوا البَيْعَة حِيْنَئِذٍ لِلْحَافظ، فَمَاتَ الوَزِيْر يانس بَعْد ثَلاَث سِنِيْنَ، فَوزر وَلِيُّ العَهْدِ حسن ابن الحافظ.

البرسقي

4718- البُرْسُقى 1: الملكُ، قسيمُ الدَّوْلَة، أَبُو سَعِيْدٍ آقسُنْقُر مَمْلُوْك بُرْسُق، غُلاَمُ السُّلْطَان طُغْرُلْبَك. وَلِي المَوْصِل وَالرَّحبَة، وقد ولي شحنكية بغداد، وكان بلك قَدْ قتل بِمَنْبِج، فَتملَّك ابْنُ عَمِّهِ تَمرتَاش بن إيغازى حلب، وَكَانَ بَلَك قَدْ أَسر بغدوين صَاحِبَ القُدْس، فَاشْتَرَى نَفْسَه، وَهَادَنَهُ، فَغَدَرَ بغدوين، وَحَاصَرَ حلبَ، هُوَ وَدُبَيس الأَسَدِيّ، وَمَعَهُمَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ صَاحِب حلب رضوَان بن تُتُش السَّلْجُوْقِي، فَهلك أَهْلُهَا جُوعاً وَموتاً، فَخَرَجَ فِي اللَّيْلِ قَاضيهَا أَبُو غَانم، وَالشَّرِيْفُ زُهْرَة، وَآخر إِلَى تَمرتَاش بِمَاردين، وَفَاتُوا الفِرَنْجَ، فَأَخَذَ يُمَاطِلُهُم تَمرتَاش، فَانْملسُوا مِنْهُ إِلَى المَوْصِل، فَوَجَدُوا البُرْسُقِي مَرِيضاً، فَقُلْنَا: عاهد الله إن عافك أَنْ تَنْصُرَنَا، فَقَالَ: إِي وَاللهِ، فَعُوفِي بَعْدَ ثَلاَثٍ، فَنَادَى الْغُزَاة، وَلَمَّا أَشْرَف عَلَى حلب، تَقهقرتِ الفِرَنْجُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ مُقَاتِلتُهَا، وَحَملُوا عَلَى العَدُوّ هزموهُم، وَرتَّبَ أُمُوْرَ الْبَلَد، وَأَمدَّهُم بِالغلاَّت، فَبَادرُوا، وَبذرُوا فِي آذَار، وَنقعُوا الْقَمْح وَالشَّعيرَ، فَرتب بِهَا ابْنَه وَرجع، وَكَانَ قَدْ أَبَاد فِي الإِسْمَاعِيْليَّة، فَشدَّ عَلَيْهِ عَشْرَةٌ بِالجَامِع، فَقَتَلَ بِيَدِهِ مِنْهُم ثَلاَثَة، وَقُتِلَ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، كَانُوا بزي الصوفية، نجا منهم واحد. وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- ديناً عَادِلاً، حسنَ الأَخلاَق، وَصَّى قَاضِيَه بِالعَدْل، بِحَيْثُ إِنَّهُ أَمرَ زَوجته أَنْ تدَّعِي عَلَيْهِ بِصدَاقهَا، فَنَزَلَ إِلَى قَاضِيه، وجلس بين يديه، فتأدب كل أحد.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 254"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 242"، والعبر "4/ 46"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 230"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 61".

الطبقة الثامنة والعشرون

الطبقة الثامنة والعشرون الأبيوردي، ابن عتاب: 4719- الأبِيَوْرِدى 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ، المُعَمَّرُ العَفِيْفُ، مُسْنِدُ خُرَاسَان، أَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي مَنْصُوْرٍ الأَبِيْوَرْدِي، العَطَّار. وُلِدَ قَبْلَ العِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ: العَارِف فَضلِ الله بن أَبِي الخَيْرِ المِيهَنِي، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ النِّيلِي، وَأَبِي حَفْصٍ بن مَسْرُوْر، وَأَبِي عُثْمَانَ الصَّابونِي، وَسَمِعَ: "مُعْجَم أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيّ" مِنْ أَبِي نَصْرٍ الإِسْفَرَايينِي، رَحل إِلَيْهِ إِلَى إِسفرَايين، وَسَمِعَ "سُنَنَ الدَّارَقُطْنِيّ" مِنَ النَّوقَانِي، وَتَفَرَّد بِهِ مُدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: عُمَرُ الفرغولِي، وَإِبْرَاهِيْمُ بن سَهْلٍ المَسْجِدِي، وَيُوْسُف بن شُعَيْب، وَآخَرُوْنَ، وَرَوَى عَنْه "سُنَنَ الدَّارَقُطْنِيّ" أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ اللهِ بن عُمَرَ الصَّفَّار، وَانْفَرَدَ بعُلُوِّه. قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيّ: شَيْخٌ مَسْتُوْرٌ، كَثِيْرُ العِبَادَة، مشتغل بِنَفْسِهِ، سَمِعَ الكَثِيْر مِنْ جَدِّي، وَابْنِ مَسْرُوْر، وَجَمَاعَة، وَقَدْ نَيَّف عَلَى المائَة، مَاتَ فِي سادس صفئر، سَنَة ثَمَانِ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، بِنَيْسَابُوْرَ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ العَلاَّمَةُ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ المَيْدَانِي، وَأَبُو إِبْرَاهِيْمَ إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ النُّوحِي خطيب سَمَرْقَنْد، وَأَبُو الفَتْحِ سُلْطَان بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ الشَّافِعِيّ، وَأَبُو طاهر الدشتج. 4720- ابن عَتَّاب 2: الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ، المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ الأَنْدَلُسِ، أَبُو محمد عبد الرحمن بن المُحَدِّثِ مُحَمَّدِ بنِ عَتَّابِ بنِ محسن القُرْطُبِيّ. سَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ فَأَكْثَر، وَحَاتِم بنِ مُحَمَّدٍ الطرابلسى، وطائفة.

_ 1 تقدمت ترجمته في هذا الجزء برقم ترجمة عام "4605"، وبتعليقنا رقم "291". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 348"، والعبر "4/ 47"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1271"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 61".

وَتَلاَ بِالسَّبْعِ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْبٍ المُقْرِئ، وَأَجَازَ لَهُ: مَكِّيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن عَابِد، وَعَبْدُ اللهِ بن سَعِيْدٍ الشَّنْتَجَالِي، وَأَبُو عَمْرٍو السَّفَاقِسِي، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّهرَاوِي. قَالَ خَلَفُ بنُ بَشْكُوَالَ: هُوَ آخِرُ الشيوخ الأكابر الجلة بالأندلس في علوِّ الإِسْنَاد، وَسَعَةِ الرِّوَايَة، سَمِعَ مُعْظَمَ مَا عِنْد أَبِيْهِ، وَكَانَ عَارِفاً بِالطُّرُقِ، وَاقفاً عَلَى كَثِيْر مِنَ التَّفْسِيْر وَالغَرِيْب وَالمَعَانِي، مَعَ حظٍّ وَافِرٍ مِنَ اللُّغَة وَالعَرَبِيَّة، وَتَفَقَّهَ عِنْد أَبِيْهِ، وَشُووِرَ فِي الأَحكَام بَقِيَّة عُمُرِه، وَكَانَ صدراً فِيْمَنْ يُسْتَفتَى لِسنه وَتَقدُّمِهِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الفَضْل وَالحِلم، وَالوَقَار وَالتَّوَاضع، وَجَمَعَ كِتَاباً حَفِيلاً فِي الزُّهْد وَالرقَائِق، سَمَّاهُ "شفَاء الصُّدُوْر"، وَكَانَتِ الرّحلَة إِلَيْهِ فِي وَقته، وَكَانَ صَابراً لِلطَّلبَة، مُوَاظباً عَلَى الإِسمَاعِ، يَجْلِسُ لَهُم النَّهَار كُلَّه، وَبَيْنَ العِشَاءيْنِ، سَمِعَ مِنْهُ الآبَاء وَالأَبْنَاءُ، وَسَمِعْتُ عَلَيْهِ مُعْظَمَ مَا عِنْدَهُ، وَقَالَ: مَوْلِدي سَنَة "433"، وَمَاتَ: فِي جُمَادَى الأُوْلَى, سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الْجد، وَعبد الحَقّ بن بُونُه، وَأَخُوْهُ مُحَمَّد، وَأَحْمَد بن عبد الملك بن عميرة، وأحمد بن يوسف بنِ رُشد، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَادَةَ، وَمُحَمَّد بن يُوْسُفَ بنِ سعَادَة، وَمُحَمَّد بن عرَّاق، وَعَبْد اللهِ بن خَلَفٍ الفِهْرِيّ، وخلق.

أبو بحر بن العاص

4721- أبو بحر بن العاص 1: الإِمَامُ المُتْقِنُ النَّحْوِيُّ، أَبُو بَحْرٍ سُفْيَانُ بنُ العَاصِ بنِ أَحْمَدَ بنِ العَاصِ بنِ سُفْيَانَ بن عيسى الأسدي, المربيطري، نزيل قرطبة. رَوَى عَنْ: أَبِي عُمَرَ بنِ عَبْد البَرِّ، فَقَالَ ابْنُ الدَّبَّاغ: سَمِعَ مِنْهُ "المُوَطَّأ"، وَكِتَابه في الفرائض، "وبهجة المجالس". قلت: وروى الكَثِيْرَ: عَنْ أَبِي العَبَّاسِ بن دِلْهَاث، وَاختص بِهِشَام بن أَحْمَدَ الكِنَانِيّ، وَرَوَى أَيْضاً عَنْ: أَبِي الوَلِيْدِ البَاجِي، وَأَبِي الفَتْحِ اللَّيْث بن الحَسَنِ التُّركِي، وَمُحَمَّد بن سعدُوْنَ، وَأَبِي دَاوُدَ بن نَجَاح. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاء، وَكِبَارِ الأُدبَاء، ضَابطاً لِكُتُبِهِ، صَدُوْقاً، سَمِعَ النَّاسُ مِنْهُ كَثِيْراً. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ ابْنُ بَشْكُوَال، وَأَبُو الوَلِيْدِ بنُ الدَّبَّاغ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ الجدّ الفَقِيْه، وَعبد الحَقّ بن بُونُه العبدرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَدْ كَمَّلَ الثَّمَانِيْنَ، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 230"، والعبر "4/ 46"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1271" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 61".

ابن أبي تليد، الحلواني، ابن منظور

ابن أبي تليد، الحلواني، ابن منظور: 4722- ابن أبي تليد 1: الشيخ الصدوق، وأبا عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خَلَفِ بن مُوْسَى بن أَبِي تليد الشَّاطبِي. مُكْثِر عَنْ أَبِي عُمَرَ بن عَبْد البَرِّ، وَسَمَاعُهُ بِخُطُوط الثِّقَات. أَثْنَى عَلَيْهِ ابْنُ الدَّبَّاغ، وَقَالَ: سمع كتاب "الاستذكار"، وروى عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ زرقُوْنَ، وَطَائِفَة. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، وَكَانَ جَدُّهُم أَبُو تليد مِمَّنْ رَحَلَ، وَسَمِعَ مِنَ النسائي. 4723- الحُلْواني 2: العَلاَّمَةُ أَبُو سَعْدٍ يَحْيَى بن عَلِيٍّ الحُلْوَانِيّ الشَّافِعِيّ، مُصَنّف كِتَاب "التَّلويح" فِي المَذْهَب. كَانَ مِنْ كِبَارِ تَلاَمذَةِ الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ، لزمَه مُدَّةً، وَكَانَ مِنْ فُحُوْل المنَاظرِيْنَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بن المُسْلِمَة, وَغَيْرهِ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: قَدِمَ مَرْو إِلَى خَاقَان صَاحِب مَا وَرَاء النَّهْر رَسُوْلاً، فَسَمِعْتُ مِنْهُ جُزْءاً، وَكَانَ سَيِّئَ الخُلُقِ، مُتَكَبِّراً عَسِراً، مَاتَ بِسَمَرْقَنْدَ في رمضان, سنة عشرين وخمس مائة. 4724- ابن مَنْظُور 3: قاضي إشبيلية، أبو القاسم أحمد بن القَاضِي أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْظُوْر القَيْسِيّ المَالِكِيّ الإِشبيلِي. فَقيهٌ إِمَامٌ, مُحَدِّثٌ محتشِمٌ، مِنْ بَيْت علم وَجَلاَلَة. رَوَى عَنْ أَبِيْهِ، وَعَن ابْنِ عَمّهِم أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى بنِ مَنْظُوْر. أَخَذَ عَنْهُ ابْنُ بَشْكُوَال، وَغَلِطَ فِي نسبه، وَجَعَله ابْناً لأَبِي عَبْدِ اللهِ ابْن مَنْظُوْر الرَّاوِي "الصَّحِيحَ" عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وتلاه في الوهم أبو جعفر بن عَمَيْرَة. تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَكَانَ مِنْ روَاة "الصَّحِيح"، فَحَمَلَهُ عَنْهُ سَمَاعاً أَبُو بَكْرٍ بنُ الجدِّ الحافظ.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بَشْكوال "2/ 610". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 192"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 333". 3 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 78".

طغتكين

4725- طُغْتِكِين 1: صَاحِبُ دِمَشْق، الْملك أَبُو مَنْصُوْرٍ طُغْتِكِين الأَتَابك، مِنْ أُمَرَاءِ السُّلْطَان تُتُش بن أَلب أَرْسَلاَن السَّلْجُوْقِي, فَزَوَّجَهُ بِأُمِّ وَلده دُقَاق، فَقتل السُّلْطَان، وَتَملَّكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ دُقَاق، وَصَارَ طُغْتِكِين مُقَدَّم عَسْكَره، ثُمَّ تَملَّكَ بَعْدَ دُقَاق. وَكَانَ شَهْماً شُجَاعاً، مَهِيْباً مُجَاهِداً فِي الفِرَنْج، مُؤثراً لِلْعدل، يُلَقَّبُ ظهيرَ الدّين. قَالَ أَبُو يَعْلَى بن القلاَنسِي: مَرِضَ وَنَحُلَ، وَمَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَأَبْكَى العُيُونَ، وَأَنكَأَ القُلُوْبَ، وَفَتَّ فِي الأَعضَادِ، وَفتت الأَكبَادَ، وَزَادَ فِي الأَسَفِ، -فَرَحِمَهُ اللهُ، وَبرَّدَ مَضْجَعه- ثُمَّ مَاتَتْ زوجتُهُ الخَاتُوْنُ أُمُّ بُورِي بَعْدَهُ بِأَيَّام، فَدُفِنَتْ بِقُبَّتِهَا خَارِجَ بَابِ الفَرَادِيْس. قُلْتُ: لَوْلاَ أَنَّ اللهَ أَقَامَ طُغْتِكِين لِلإِسْلاَم بِإِزَاء الفِرَنْج، وَإِلاَّ كَانُوا غلبُوا عَلَى دِمَشْقَ، فَقَدْ هزمهُم غَيْرَ مَرَّةٍ، وَأَنجده عَسْكَرُ المَوْصِلِ، مَعَ مَوْدُوْد، وَمَعَ البُرسُقِي، وَسَارَ إِلَى بَغْدَادَ هُوَ إِلَى خدمَة السُّلْطَان مُحَمَّد بن مَلِكْشَاه، فَبَالغ فِي احترَامه وَإِجلاَله. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: تَملَّك بَعْدَهُ ابْنُهُ الكَبِيْر تَاجُ المُلُوْك بُورِي بعهدٍ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ طُغْتِكِين شَهْماً عَادِلاً، حزن عليه أهل دمشق، فلم تبقى محلَةٌ وَلاَ سُوْق إلَّا وَالمَأْتَمُ قائمٌ فِيْهِ عَلَيْهِ لِعَدله، وَحُسْنِ سيرَته، حكم عَلَى الشَّامِ خَمْساً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وَسَارَ ابْنُهُ بِسِيرَتِهِ مُديدَة، ثُمَّ تَغَيَّرَ وَظَلَم. قُلْتُ: قَدْ كَانَ طُغْتِكِين سَيْفاً مسلَوْلاً عَلَى الفِرَنْج، وَلَكِن لَهُ خَرْمَةٌ كان قد استفحل البلاء بداعي الإسماعيلية بهران بِالشَّامِ، وَكَانَ يَطُوْفُ المَدَائِن وَالقِلاع متخفِياً، وَيُغوِي الأغتام

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 51"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 234"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 65".

وَالشُّطَار، وَيَنْقَادُ لَهُ الجُهَّال، إِلَى أَنْ ظَهَرَ بِدِمَشْقَ بتقرِير قرَّره صَاحِبُ مَاردين إِيلغَازِي مَعَ طُغْتِكِين، فَأَخَذَ يُكرمه، وَيُبَالغ اتِّقَاءً لِشرِّه، فَتبعه الغَوْغَاءُ وَالسُّفَهَاء، وَالفلاَحُوْنَ، وَكَثُرُوا، وَوَافقه الوَزِيْرُ طَاهِر المزدقَانِي، وَبثَّ إِلَيْهِ سِرَّه، ثُمَّ الْتمس مِنَ الْملك طُغْتِكِين قَلْعَةً يَحتمِي بِهَا، فَأَعْطَاهُ بَانِيَاس فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَعَظُمَ الخطبُ، وَتَوَجَّعَ أَهْلُ الخَيْر، وَتَسَتَّرُوا مِنْ سَبِّهِم، وَكَانُوا قَدْ قتلُوا عِدَّةً مِنَ الكِبَارِ، فَمَا قَصَّر تَاجُ المُلُوْك فَقتل الوَزِيْرَ كَمَالَ الدّين طَاهِر بن سَعْدٍ المَذْكُور فِي رَمَضَانَ, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ بِالقَلْعَة، وَنصبَ رَأْسَه، وَركب جندُهُ، فَوضعُوا السيف بدمشق بالملاحدة الإِسْمَاعِيْليَّة، فَسبَّكُوا مِنْهُم فِي الحَال نَحْواً مِنْ سِتَّة آلاَف نَفْسٍ فِي الطُّرقَات، وَكَانُوا قَدْ تَظَاهِرُوا، وَتَفَاقم أَمرُهُم، وَرَاح فِي هَذِهِ الكَائِنَة الصَّالِحُ بِالطَّالح. وَأَمَّا بَهْرَامُ، فَتَمَرَّدَ وَعَتَا، وَقَتَلَ سابًا من أهل وادي التين اسْمه برْق، فَقَامَ عَشِيْرَتُهُ، وَتَحَالفُوا عَلَى أَخَذَ الثأر، فحاربهم بهران، فكبسوه وَذَبَحوهُ إِلَى اللَّعْنَة، وَسلَّمت الملاَحدَةُ بَانِيَاس لِلْفرنج، وَذلُّوا. وَقِيْلَ: إِنَّ المزدقَانِي كَاتِب الفِرَنْجَ ليُسلم إِلَيْهِم دِمَشْق، وَيُعطوهُ صُوْرَ، وَأَنَّ يهجمُوا البلدَ يَوْمَ جُمُعَة، وَوكَّل الملاَحدَةَ تُغْلِقُ أَبْوَابَ الجَامِع عَلَى النَّاسِ، فَقَتَلَهُ لِهَذَا تَاجُ المُلُوْك -رَحِمَهُ اللهُ- وَقَدِ التَقَى الفِرَنْجَ وَهَزَمَهُم، وَكَانَتْ وَقْعَةٌ مَشْهُوْدَة. وَفِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ أَقْبَلت جُمُوْعُ الفِرَنْج لأَخَذَ دِمَشْق، وَنَزَلُوا بِشَقْحَب، فَجمعَ طُغْتِكِينُ التُّركمَانِيين وَشُطَّار دِمَشْق، وَالتقَاهُم فِي آخِرِ العَامِ، وَحَمِيَ القِتَالُ، ثُمَّ فَرَّ طُغْتِكِين وَفُرْسَانُهُ عجزاً، فَعطفت الرَّجَّالَةُ عَلَى خيَام العَدُوِّ، وَقَتَلُوا فِي الفِرَنْج، وَحَازُوا الأَمْوَالَ وَالغَنَائِمَ، فَوَقَعتِ الهَزِيْمَةُ عَلَى الفِرَنْجِ، ونزل النصر.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 7"، والعبر "4/ 50"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 233"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 64".

ابن الفاعوس

4726- ابن الفاعوس 1: الفَقِيْهُ الزَّاهِدُ، العَابِدُ القُدْوَةُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بن المبارك بن علي بن الفَاعوس البَغْدَادِيّ, الإِسكَاف، تِلْمِيْذُ الشَّرِيْف أَبِي جَعْفَرٍ بن أَبِي مُوْسَى الحَنْبَلِيّ. رَوَى عَنِ القَاضِي أَبِي يَعْلَى، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ العَطَّار. رَوَى عَنْهُ: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَكَانَ يَقرَأُ لِلنَّاسِ الحَدِيْثَ بِلاَ إِسْنَاد يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَلَهُ قبولٌ زَائِد لِصلاَحه وَإِخلاَصه. قال ابن الجوزي: توفي الفقيه تَاسع عشر شَوَّالٍ, سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَغُلِّقَت الأَسواقُ, وَضج العوَامُّ بذِكْرِ السُّنَّةِ وَلَعْنِ أَهْلِ البِدَعِ، وَدُفِنَ بِقُرْبِ الإِمَام أَحْمَد. وَقِيْلَ: كَانَ يَتمنَّع مِنَ الرِّوَايَة إِزرَاءً عَلَى نَفْسِهِ، رَحِمَهُ اللهُ. مَاتَ عَنْ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ بِدِمَشْقَ يَقُوْلُ: أَهْلُ بَغْدَادَ يَعتقدُوْنَ فِيْهِ، وَكَانَ أَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدي يَقُوْلُ: إِنَّ ابْنَ الخَاضبَة كَانَ يَقُوْلُ لابْنِ الفَاعوس: الحَجَرِيّ، لأَنَّه كَانَ يَقُوْلُ: الْحجر الأَسْوَدِ يَمِيْنُ الله حقيقَةً. قَالَ كَاتِبه: هَذَا أَذَىً لاَ يَسوَغ فِي حقِّ رَجُلٍ صَالِحٍ، وَإِلاَّ فَهَذَا نَزَاع فِي إِطلاَق عبَارَةٍ مَا تَحْتهَا مَحْذُوْرٌ أَصلاً، وَهُوَ كقولنَا: بَيْتُ الله حقيقَة، وَنَاقَة الله حقيقَةً، وَروحُ الله ابْن مَرْيَم حقيقَةً، وَذَلِكَ مِنْ قبيل إِضَافَة التَّشرِيف، وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَمَا يَقُوْلُ مَنْ لَهُ عَقْلٌ قَطُّ: إِنَّ ذَلِكَ إِضَافَةُ صفَة، وَفِي سِيَاقِ الخَبَر مَا يُوَضِّح أَنَّهُ إِضَافَةُ مُلْكٍ، لاَ إِضَافَةُ صفَة، وَهُوَ قَوْله: "فَمَنْ صَافَحَهُ، فَكَأَنَّمَا صَافح الله" يَعْنِي أَنَّهُ بِمَنْزِلَة يَمِيْن البَارِئِ تَعَالَى فِي الأَرْضِ. رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبَّاد بن جَعْفَرٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: هَذَا الركن السود يمين الله في الأرض يصافح به عباده مُصَافَحَةَ الرَّجُلِ أَخَاهُ. وَلَكِنَّ الأَوْلَى فِي هَذَا ترك الْخَوْض فِي حقيقَة أَوْ مَجَاز، فَلاَ حَاجَةَ بِنَا إِلَى تَقييدِ مَا أَطْلَقَهُ السَّلَفُ، بَلْ نُؤمِنُ وَنسكُتُ، وَقَولُنَا فِي ذَلِكَ: حَقِيقَة أَوْ مَجَازاً؛ ضربٌ مِنَ العَيِّ وَاللَّكَنِ، فَنزجُرُ مَنْ بَحَثَ فِي ذَلِكَ، وَاللهُ الموفِّقُ.

المسجدي

4727- المَسْجِدي 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ المُسْنِدُ، أَبُو القَاسِمِ سَهْلُ بنُ إبراهيم النيسابوري المسجدي، ويعرف أيضًا: بالسبعي. رَوَى عَنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيّ الفَقِيْه، وَأَبِي حَفْصٍ بنِ مَسْرُوْر، وَعَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيِّ، وَأَبِي عُثْمَانَ الصَّابونِي، وَأَبِي سَعْدٍ الطَّبِيْب، وَوجيه بن أَبِي الطّيب. رَوَى عَنْهُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَحَفِيْدُهُ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ المَسْجِدِي، وَعبدُ المُنْعِم بن الفُرَاوِي، وَعبد الرَّحْمَن بن أَبِي القَاسِمِ الشّعرِي، وَأَبُو سَعْدٍ عَبْدُ اللهِ بن عُمَرَ الصَّفَّار، وَابْنُ يَاسِر الجيَّانِي، وَغَيْرهُم. وَقِيْلَ لَهُ: المَسْجِدِي، لأَنَّه كَانَ خَادِمَ مَسْجِدِ الْمُطَرز، وَكَانَ دَيِّناً خَيراً، عَالِيَ الإِسْنَاد، وَكَانَ وَالِدُهُ قَدْ عُرِفَ بتِلاَوَة سُبْعٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَكَانَ وَلدُهُ أَحْمَد بن سَهْل يَرْوِي عَنْ: يَعْقُوْب بن أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيّ. مَاتَ سهل سَنَة بِضْع وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَدْ ذَكَرْتُهُ فِي "تاريخ الإسلام" تقريبًا في اثنتين وعشرين.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 32"، واللباب لابن الأثير "2/ 100".

السلطان، الدينوري

السلطان، الدينوري: 4728- السُّلطان 1: صاحب العراق، مغيث الدين محمود بن السلطان محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي. تملَّك بَعْد أَبِيْهِ وَهُوَ حَدَّثٌ أَمردُ فِي أَوّل سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَخُطِبَ لَهُ عَلَى مَنَابِر بَغْدَاد، وَكَانَ ذكيّاً فَطِناً، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالنَّحْوِ، وَمَيْل إِلَى العِلْم، وَنظر فِي التَّارِيْخ، مَدحه الحَيْصَ بَيْصَ، وَضَعُفَتْ دَوْلَةُ بنِي سَلْجُوق فِي أَوَاخر أَيَّامه، وَكَانَ عَمّه السُّلْطَان سَنجر أَعْلَى رُتْبَةً مِنْهُ. مَاتَ بهَمَذَانَ, فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَيُكْنَى أَبَا القَاسِمِ، وَسَلْطَنُوا بَعْدَهُ أَخَاهُ طُغْرُلَ، فَمَاتَ بَعْدَ عَامَيْن، ثُمَّ تَسَلَّطن أَخُوْهُمَا مَسْعُوْدٌ، وَطوَّل. 4729- الدِّينَوَرِي 2: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ الصَّدُوْقُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ الدِّيْنَوَرِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ. سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ القَزْوِيْنِيّ، وَأَبَا طَالب بن غَيْلاَنَ، وَالحَافِظ أَبَا مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الجوهري، وغيرهم. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيّ، وَالحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَخُوْهُ الصَّائِنُ هِبَةُ اللهِ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو الفَرَجِ بنُ الجَوْزِيِّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ صَاحِبَ الخَبَرِ، تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ يَقُوْلُ: قَدْ مرَّ بِي أَبِي مِنَ الدِّينَوَر وَأَنَا صَبِيّ، وَاحترقت كُتُبِي زَمَن المُسْتظهر، وَقَدْ سَمِعَ أَبُو الحَسَنِ القَزْوِيْنِيّ مِنْ جدي أحمد.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 24"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 182"، والعبر "4/ 66"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 246"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 76". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 7"، والعبر "4/ 50"، وشذرات الذهب "4/ 64".

ابن البخاري، جعفر بن عبد الواحد

ابن البخاري، جعفر بن عبد الواحد: 4730- ابن البُخَاري 1: الشَّيْخُ العَدْلُ، الكَبِيْرُ المُسْنِدُ، أَبُو البَرَكَات هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن أَحْمَدَ البَغْدَادِيّ, ابْنُ البُخَارِيّ، وَهُوَ المُبَخِّر. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ: أَبَا طَالب بنَ غَيْلاَنَ، وَأَبَا القَاسِمِ التَّنُوْخِي، وَأَبَا عَلِيٍّ بنَ المُذْهِب، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَأَبَا الحَسَنِ البَاقِلاَّنِي، وَأَبَا طَالب العُشَارِي. وَعَنْهُ: عَبْدُ الجَبَّارِ بن هِبَةِ اللهِ البُنْدَار، وَالصَّائِنُ بنُ عَسَاكِرَ، ويحيى بن بوش، وجماعة. وَكَانَ صَحِيْحَ السَّمَاعِ، تُوُفِّيَ فِي رَجَب سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة بِبَغْدَادَ. 4731- جَعْفَرُ بنُ عبد الواحد 2: ابن مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ أَحْمَدَ المَوْلَى، الرَّئِيْسُ المُعَمَّرُ، أَبُو الفَضْلِ الأَصْبَهَانِيّ الثَّقَفِيّ. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بنَ رِيذه، وَعبدَ الرَّحْمَن بن أَبِي بكر الذكواني، وأبا طاهر بن عبد الرحيم، وَمُحَمَّدَ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَرْزُنَانِي، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ بن أَحْمَدَ الخَطِيْب، وَسَعِيْدَ بنَ أَبِي سَعِيْدٍ العيَّار، وَأَحْمَدَ بنَ الفَضْلِ البَاطِرْقَانِي، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ بن الزِّبْرِقَانِ، وَنَاصرُ بنُ مُحَمَّدٍ الويْرج، وَعبدُ الوَاحِد بنُ أَبِي المطهِّر الصَّيْدَلاَنِيّ، وَعبدُ الجَلِيْلِ بن أَبِي نَصْرٍ بن رَجَاء، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المهَّاد، وَخَلْق. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ صَالِحاً سدِيداً، وَمِنْ مَرْوِيَّاته: شُرُوط الذّمَة، وَكِتَاب السّنَة، وَالضَّحَايَا، وَالعقيقَة، وَالنَّوَادر، وَالعتق، وَالرَّمْي، وَالسَّبق، وَالسَّرقَة، وَفَوَائِد العِرَاقيين، الكُلّ لأَبِي الشَّيْخِ، سَمِعَهَا مِنِ ابْنِ عَبْد الرَّحِيْمِ عَنْهُ، وَالأَدب لابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، وَالآحَاد وَالمثَانِي لَهُ، وَكِتَاب "الجَامِع" لأَحْمَدَ بن الفُرَاتِ، وَالصَّلاَة لأَبِي نُعَيْمٍ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَتُوُفِّيَ: فِي تَاسع جُمَادَى الأُوْلَى, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَمْ يَبْقَ بَعْدَهُ مِنْ أصحاب ابن ريذه سوى فاطمة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 254"، والعبر "4/ 45"، وشذرات الذهب "4/ 60". 2 ترجمته في العبر "4/ 54"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 235"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 66".

الطرقي، خوارزمشاه، القطائفي

الطرقي، خوارزمشاه، القطائفي: 4732- الطَّرْقِي 1: الحَافِظُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ ثَابِتِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيّ، وَطَرْق: مِنْ قُرَى أَصْبَهَان. سَكَنَ برد، وَكَانَ مُتَفَنِّناً، لَهُ تَصَانِيْفُ، إلَّا أَنَّهُ جهل، وقال بقدم الروح. سَمِعَ: عَبْدَ الوَهَّابِ بنَ مَنْدَة وَطَبَقَتَه، وَجَال فِي الطَّلَب، وَلحق أَبَا القَاسِمِ بن البُسْرِيِّ. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ, سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائة. 4733- خُوارِزمشاه: الملكُ العَالِمُ، أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ نُوْشْتِكِين، ديِّنٌ فَاضِل، خيرٌ تَقِي، سَخِيٌّ، كَثِيْرُ التِّلاَوَة وَالغَزْو، عَارِفٌ بِالتَّفْسِيْر، كَانَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ نِظَامَ المُلك يَقُوْلُ: صَلاَةُ الصُّبْح بغلسٍ تُذْهِبُ ظُلْمَةَ القَبْر. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ فِي شَوَّال، وَكَانَتْ دَوْلَتُهُ بِخُوَارزم ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، كَانَ مِنْ أَعْدَلِ المُلُوْك، وَتَسَلْطَنَ بَعْدَهُ ابْنُهُ أَتسز. 4734- القطَائِفِيّ: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْد النُّهَاوندي، القطَائِفِيّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. وُلِدَ بِالدِّينَوَر، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَجَاءَ هُوَ وَأَبُوْهُ إِلَى بَغْدَادَ منجفلينَ وَقتَ ظُهُوْر الغُزِّ السّلجوقيَة. سَمِعَ مِنْ: عَلِيّ بن المُحَسِّن التَّنُوْخِي، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، والقاضي أبي يعلى، والخطيب، وجماعة رَوَى عَنْهُ: أَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ الخَبَّاز، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بن عبد الصَّمد السُّلَمِيّ. قَالَ ابْنُ نَاصر: هُوَ رَجُلٌ صَالِح حَلَوَانِي، مِنْ أَهْلِ السُّنَّة، وَسمَاعُهُ صَحِيْح. وَقَالَ ابْنُ كَامِل: مَاتَ فِي السَّادس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، سنة عشرين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 235"، واللباب لابن الأثير "2/ 280"، وميزان الاعتدال "1/ 86"، ولسان الميزان "1/ 143".

ابن رضوان، العطار

ابن رضوان، العطار: 4735- ابن رضوان: الجَلِيْلُ الرَّئِيْسُ، أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رِضوَانَ بن مُحَمَّدِ بنِ رِضوَان البَغْدَادِيّ، المَرَاتِبِيّ. سَمِعَ: أَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَأَبَا يَعْلَى بنَ الفَرَّاءِ، وَأَجَازَ لَهُ عَبْدُ العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ الأَزَجِي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ فِي "مُعْجَمه"، وَأَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ السِّبْط، وَطَائِفَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ صَالِحاً، صَدُوْقاً، كَثِيْرَ الصَّلاَة وَالصَّدَقَة، مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وله إحدى وثمانون سنة. 4736- العَطَّار 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بن أَحْمَدَ بنِ بِشْرٍ الكَرْخِيّ، البَغْدَادِيّ، العطار. سَمِعَ: أَبَا طَالب بن غَيْلاَنَ، وَالجَوْهَرِيّ. وَعَنْهُ: أَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ بنُ عَقِيْلٍ. أَعرض عَنْهُ المُحَدِّثُونَ، لأَنَّ السَّمْعَانِيّ قَالَ: سَأَلت أَبَا المُعَمَّر الأَنْصَارِيّ عَنْ أَبِي غَالِبٍ بن بِشْرٍ، فَقَالَ: كَانَ يَشْرَبُ إِلَى أَنْ مَاتَ- يَعْنِي: الخَمْرَ. مَوْلِدُهُ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمَاتَ: فِي جُمَادَى الأولى، سنة عشرين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في لسان الميزان "1/ 210".

ابن عيذون، البطليوسي، البارع

ابن عيذون، البطليوسي، البارع: 4737- ابن عَيْذُون 1: لُغَوِيُّ الْعَصْر، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بن سَلاَمَةَ بن عَيْذُوْنَ الهُذَلِيّ، التُّوْنُسِيّ، المُعَمَّر. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. رَأَى ابْنَ البِرِّ، فَتَرَكَه لِتَهَتُّكِهِ، وَلقِي ابن رشيق الشاعر. أَخَذَ عَنْهُ السِّلَفِيّ بِالثَّغْرِ، وَوصفه بِإِتْقَان اللُّغَة، وَأَنَّ لَهُ قصيدَةً أَحَدَ عشرَ أَلفَ بَيْتٍ فِي الرَّدِّ عَلَى المرتدّ البَغْدَادِيّ، وَلَوْ قِيْلَ: لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ أَلغَى مِنْهُ، لَمَّا اسْتُبعِدَ، وَقَالَ لِي: لَمْ أَرَ أَحْفَظَ لِلُّغَةِ وَالعَرَبِيَّة مِنِ ابْنِ القطَاع، فَأَكْثَرتُ عَنْهُ. مَاتَ ابن عيدون سنة تسع عشرة وخمس مائة. 4738- البَطَلْيَوْسى 2: العَلاَّمَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّيِّد النَّحْوِيّ اللُّغَوِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. أَقرَأَ الآدَابَ، وَشَرَحَ "المُوَطَّأ"، وَلَهُ كِتَاب "الاقتضَاب فِي شرح أَدب الكِتَاب"، وَكِتَاب "الأَسبَاب الموجبَة لاخْتِلاَف الأَئِمَّة"، وَأَشيَاء، وَنظمٌ فَائِق. مَاتَ فِي رَجَب، سنة إحدى وعشرين وخمس مائة. 4739- البارع 3: الإِمَامُ النَّحْوِيُّ، شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ ابنُ الوَزِيْرِ القَاسِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ الحَارِثِيُّ، البَغْدَادِيّ، ابْن الدَّباس الشَّاعِر، المُلَقَّب بِالبَارع، مِنْ بَيْت حِشْمَة وَوِزَارَة، نَسَبه هَكَذَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخَشَّاب. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "14/ 8"، والعبر "4/ 44"، وشذرات الذهب "4/ 59". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 292"، ووفيات الأعيان "3/ 96"، وشذرات الذهب "4/ 64". 3 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 16"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "10/ 147"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 181"، والعبر "4/ 56"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 236"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 69".

وَتَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الخَيَّاط، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ البَنَّاء، وَيُوْسُفَ الغُورِي، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ اللِّحيَانِي، وَأَبِي الخَطَّابِ الصُّوْفِيّ، وَالحُسَيْن بن الحَسَنِ الإِسكَاف، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ البصِيْر. وَسَمِعَ مِنَ الحَسَنِ بنِ غَالِبٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن المُسْلِمَة، وَالقَاضِي أَبِي يَعْلَى، وَأَبِي الحُسَيْنِ بن النَّرْسِيّ، وَعبدِ الوَاحِد بن بُرْهَان الأَسَدِيّ، وَعِدَّة. وَبَرَعَ فِي اللُّغَات وَالنَّحْوِ، وَمَدَحَ الْمُقْتَدِي، وَالمُسْتظهِرَ، وَعِدَّة وُزرَاء وَكُبَرَاءَ، وَدَخَلَ خُرَاسَانَ وَاليَمَنَ وَالشَّامَ، ولعب وعاشر، ثم تاب وَأَنَابَ، وَلَزِمَ مَسْجده بِبَابِ المَرَاتِب، وَتَكَاثر عَلَيْهِ المُقْرِئونَ وَالمُحَدِّثُونَ وَالنُّحَاة، وَصَنَّفَ لَهُ سِبْطُ الخَيَّاط كِتَاب "الشَّمْس المُنِيْرَة فِي التِّسْعَة الشَّهيرَة". قرَأَ عَلَيْهِ خلقٌ، مِنْهُم: أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ الوَاسِطِيّ الضّرِير، وَعَلِيُّ بنُ عَسَاكِرَ البَطَائِحِي، وَأَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانِيّ، وَنَصْرُ اللهِ ابْن الكيَال، وَيَعْقُوْبُ بنُ يُوْسُفَ الحَرْبِيّ، وَالحُسَيْنُ بن عَلِيِّ بنِ مُهجِل البَاقَدْرَائِي، وَعوضٌ المَرَاتِبِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خَالِدِ بنِ بختيَار، وَأَبُو المُظَفَّرِ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حمْدي، وَآخَرُوْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ البَاقِلاَّنِيّ الوَاسِطِيّ، وَأَبُو الفَرَجِ ابْنُ الجَوْزِيّ، وَأَبُو الفَتْح المَنْدَائِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن حَمدِيَّة، وَلَهُ "دِيْوَانُ" شعر، وَقَدْ أَضرَّ فِي آخِرِ عمره. قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: مَا كَانَ بِهِ بَأْس. وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ شَافع: فِيْهِ تسَاهُلٌ وَضَعف. قَالَ ابْنُ الخَشَّاب: أَخْبَرَنَا شيخُنَا البَارع بِكِتَاب "إِصْلاَح الْمنطق" لابْنِ السّكيت بِقِرَاءتِي مِنْ أَصْلِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَة بقِرَاءة أَخِي الإِمَام أَبِي الْكَرم بن فَاخر النَّحْوِيّ عَلَيْهِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ سُوَيْدٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ الأَنبارِي، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرْنَا ابْنُ رُسْتُمَ، أَخْبَرَنَا المُؤلف. مَاتَ البَارِعُ فِي سَابع عشر جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وعشرين وخمس مائة.

ابن الحصين

4740- ابن الحُصَين 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، المُسْنِدُ الصَّدُوْق، مُسْنِدُ الآفَاق، أَبُو القاسم هبة الله بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ العَبَّاسِ بنِ الحُصَيْن الشيباني، الهمذاني الأصل، البغدادي، الكاتب. مَوْلِدُهُ فِي رَابعِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ مِنْ أَبِي طَالِبٍ بن غَيْلاَنَ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ المُذْهِب، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ المُقْتَدِر، وَأَبِي القَاسِمِ التَّنُوْخِي، وَالقَاضِي أَبِي الطَّيِّب الطَّبَرِيّ، وَطَائِفَة. وَتفرَّد برِوَايَة "مُسْنَد أَحْمَدَ"، وَفَوَائِد أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ المَشْهُوْرَة بِـ "الغَيْلاَنِيَّات"، وَبِـ "اليشكرِيَات"، وَسمَاعُهُ لِكَثِيْر مِنَ "المُسْنَد" كَانَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ، كَذَلِكَ بَيَّنَهُ ابْنُ المُذْهِب فِي "الثَّبْت" لابْنِ الحُصَيْن، فَقَالَ: سَمِعَ مِنِّي الكِتَابَ فِي سَنَتَيْ سِتٍّ وَسَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ. قُلْتُ: فَعَلَى هَذَا يَكُوْنُ سَمَاعُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ، وَهُوَ فِي الخَامِسَة، وَأَملَى عِدَّة مَجَالِس، وَتَكَاثر عَلَيْهِ الطَّلبَة. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نَاصر، وَالسِّلَفِيّ، وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّار، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ ابن المَنِّي الفَقِيْه، وَقَاضِي بَغْدَاد أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الدَّامغَانِي، وَقَاضِي دِمَشْق أَبُو سَعْدٍ بنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ اللهِ وَإِبْرَاهِيْمُ ابْنَا مُحَمَّدِ بنِ حَمَدِيَّه، وَأَبُو محمد بن شدقينى، وَعبدُ الرَّحْمَن بن سعُوْد القَصْرِي، وَالعَلاَّمَة مُجيرُ الدِّين مَحْمُوْد الوَاسِطِيّ، وَعبدُ الخَالِق بن هِبَةِ اللهِ، وَالقَاضِي عُبيدُ الله بن مُحَمَّدٍ السَّاوِي، وَعبدُ الرَّحْمَن بن ملاَّح الشَّط، وَعَبْد اللهِ بن أَبِي بَكْرٍ بنِ الطَّوِيْلَة، وَعَلِيُّ بن عُمَرَ الحَرْبِيّ الوَاعِظ، وَعَبْدُ اللهِ بن أَبِي الْمجد الحَرْبِيّ، وَهِبَةُ اللهِ بن الحَسَنِ السِّبْط، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بن نَصْرِ بن مَزْرُوع، وَعبدُ الرَّحْمَن بن أَحْمَدَ العُمَرِيّ، وَالحَسَنُ بن أشنَانَة، وَعَبْدُ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عُليَان، وَلاَحِقُ بن قَنْدَرَة، وَفَاطِمَة بِنْتُ سَعْد الخَيْر، وَعُمَرُ بن جُرِيرَة القَطَّان، وَالمُبَارَك بن مُخْتَار السَّبتِي، وَعَبْد اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَقلِي، وَحَنْبَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُكَبَّر، وَأَبُو الفَتْحِ المَنْدَائِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ أَبِي نَصْرٍ بن القَارص، وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَهَّابِ بن سُكَيْنَة، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: شَيْخٌ، ثِقَةٌ، ديِّن، صَحِيْحُ السَّمَاع، وَاسِعُ الرِّوَايَة، تَفَرَّد وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مَعْمَرُ بنُ الفَاخر، وَأَبُو القَاسِمِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَعِدَّة، وَكَانُوا يَصفُوْنَهُ بِالسَّدَادِ وَالأَمَانَة وَالخيرِيَّة. وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ، بكَّر بِهِ أَبُوْهُ وَبأَخِيْهِ عبد الوَاحِد، فَأَسْمَعَهُمَا، سَمِعْتُ مِنْهُ "المُسْنَد"، وَكَانَ ثِقَةً، تُوُفِّيَ فِي رَابِعَ عَشَرَ شَوَّالٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وخمس مائة. وَقَالَ الحُسَيْنُ بنُ خسرو: دُفِنَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، بِبَابِ حَرْب، فِي ثَالِث يَوْمٍ مِنْ وَفَاته.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 24"، والعبر "4/ 66"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 247"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 77".

ابن تومرت

4741- ابن تومرت 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ الأُصُوْلِيُّ الزَّاهِد، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ تُوْمَرت البربري، والمصمودى، الهرْغِي، الخَارِجُ بِالمَغْرِبِ، المدَّعِي أَنَّهُ علوِي حَسَنِي، وأنه الإمام المعصوم المهدي، وأنه مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هود بن خَالِدِ بنِ تَمَّام بن عَدْنَانَ بن صَفْوَانَ بنِ جَابِرِ بنِ يَحْيَى بنِ رَبَاح بن يَسَارِ بن العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ ابنِ الإِمَامِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ. رَحَلَ مِنَ السُّوسِ الأَقْصَى شَابّاً إِلَى المَشْرِق، فَحجَّ وَتَفَقَّهَ، وَحَصَّل أَطرَافاً مِنَ العِلْمِ، وَكَانَ أَمَّاراً بِالمَعْرُوفِ، نَهَّاءً عَنِ المُنْكَر، قوِيَّ النَّفْس، زَعِراً شُجَاعاً، مَهِيْباً قَوَّالاً بِالْحَقِّ، عمَّالاً عَلَى الْملك، غَاوياً فِي الرِّيَاسَة وَالظُهُوْر، ذَا هيبَةٍ وَوقَار، وَجَلاَلَةٍ وَمعَامِلَة وَتَأَلُّه، انْتفع بِهِ خلقٌ، وَاهتَدَوْا فِي الجُمْلَةِ، وَملكُوا المَدَائِنَ، وَقهرُوا المُلُوْكَ. أَخَذَ عَنْ إِلكيَا الهَرَّاسِي، وَأَبِي حَامِد الغزَالِي، وَأَبِي بَكْرٍ الطُّرطُوشِي، وَجَاور سَنَةً. وَكَانَ لَهِجاً بِعِلْم الكَلاَمِ، خَائِضاً فِي مَزَالِّ الأَقدَامِ، ألف عقيدة لئقبها بـ "المُرْشِدَة"، فِيْهَا تَوحيد وَخير بِانحرَاف، فَحَمَلَ عَلَيْهَا أَتْبَاعَه، وَسمَّاهُم الْمُوَحِّدين، وَنَبَزَ مَنْ خَالف "المُرْشِدَةَ" بِالتَّجسيم، وَأَبَاحَ دَمَهُ، نَعُوذ بِاللهِ مِنَ الغَيِّ وَالهَوَى. وَكَانَ خَشِنَ العيشِ، فَقيراً، قَانِعاً بِاليسير، مُقتصراً عَلَى زِيِّ الفَقْرِ، لاَ لَذَّةَ لَهُ فِي مَأْكَلٍ وَلاَ مَنْكِح، وَلاَ مَال، وَلاَ فِي شَيْءٍ غَيْر رِيَاسَة الأَمْر، حَتَّى لَقِي الله تَعَالَى. لكنَّه دَخَلَ -وَاللهِ- فِي الدِّمَاء لِنَيلِ الرِّيَاسَة المُرديَة. وَكَانَ ذَا عصاً وَرِكوَة وَدفَّاس، غَرَامُهُ فِي إِزَالَة المُنْكَر، وَالصَّدْعِ بِالْحَقِّ، وكان يتبسم إلى من لقبه.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 45"، والعبر "4/ 57"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1274"، والنجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "5/ 254"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 70".

وَلَهُ فَصَاحَةٌ فِي العَرَبِيَّة وَالبَرْبَرِيَة، وَكَانَ يُؤذَى ويضرب ويصبر، أُوذِيَ بِمَكَّةَ، فَرَاح إِلَى مِصْرَ، وَبَالَغَ فِي الإِنْكَار، فَطردُوْهُ، وَآذَوْهُ، وَكَانَ إِذَا خَاف مِنَ البطشِ بِهِ خلَّط وَتَبَالَه. ثُمَّ سكنَ الثَّغْر مُدَّةً، ثُمَّ رَكِبَ البَحْر إِلَى المَغْرِب، وَقَدْ رَأَى أَنَّهُ شَرِبَ مَاءَ البَحْرِ مرَّتين، وَأَخَذَ يُنْكِرُ فِي الْمركب عَلَى النَّاسِ، وَأَلزمهُم بِالصَّلاَة، فآذَوْهُ، فَقَدِمَ المَهْدِيَّة وَعَلَيْهَا ابْنُ بَادِيس، فَنَزَلَ بِمسجد مُعَلّق، فَمتَى رَأَى مُنْكراً أَوْ خمراً، كَسَر وَبَدَّدَ، فَالتفَّ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ، وَاشْتَغَلُوا عَلَيْهِ، فَطَلَبَهُ ابْنُ بَادِيس، فَلَمَّا رَأَى حَالَه، وَسَمِعَ كلاَمَهُ، سَأَله الدُّعَاءَ، فَقَالَ: أَصْلَحَكَ اللهُ لِرعيتك. وَسَارَ إِلَى بِجَايَة، فَبقِي يُنكِرُ كَعَادته، فَنُفِي، فَذَهَبَ إِلَى قَرْيَة ملاَّلَة، فَوَقَعَ بِهَا بِعَبْدِ المُؤْمِنِ الَّذِي تسلطَن، وَكَانَ أَمْرَدَ عَاقِلاً، فَقَالَ: يَا شَابّ، مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: عبدُ المُؤْمِن. قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، أَنْتَ طَلِبَتِي، فَأَيْنَ مقصِدُك؟ قَالَ: طلبُ العِلْم. قَالَ: قَدْ وَجَدْتَ العِلْمَ وَالشَّرَفَ، اصْحَبْنِي وَنظر فِي حليته، فَوَافَقَتْ مَا عِنْدَهُ مِمَّا قِيْلَ: إِنَّهُ اطَّلع عَلَى كِتَابِ الجَفْرِ -فَاللهُ أَعْلَمُ- فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: من كُومِيَة. فَربط الشَّابّ، وَشوَّقه إِلَى أُمُوْرٍ عَشِقَهَا، وَأَفضَى إِلَيْهِ بسرِّه، وَكَانَ فِي صُحبته الفَقِيْهُ عَبْدُ اللهِ الوَنْشَرِيسِي، وَكَانَ جَمِيْلاً نَحْويّاً، فَاتفقَا عَلَى أَنْ يُخفِي علمَه وَفصَاحته، وَيَتظَاهِر بِالجَهْل وَاللَّكَنِ مُدَّةً، ثُمَّ يَجعلُ إِظهَار نَفْسِهِ معجزَةً، فَفَعَل ذَلِكَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى سِتَّة مِنْ أَجلاَد أَتْبَاعِهِ، وَسَارَ بِهِم إِلَى مَرَّاكُش، وَهِيَ لابْنِ تَاشفِيْن، فَأَخذُوا فِي الإِنْكَار، فَخوَّفُوا الْملك مِنْهُم، وَكَانُوا بِمسجد خرَاب، فَأَحضرهُم الملكُ، فَكلمُوْهُ فِيمَا وَقَعَ فِيْهِ مِنْ سَبِّ الْملك، فَقَالَ: مَا نُقِلَ مِنَ الوقيعَة فِيْهِ، فَقَدْ قلتُه، هل مِنْ وَرَائِهِ أَقْوَال، وَأَنْتُم تُطرُوْنَهُ وَهُوَ مَغْرُوْرٌ بكُم، فَيَا قَاضِي، هَلْ بَلغَك أَنَّ الخَمْرَ تُبَاعُ جِهَاراً، وَتَمْشِي الخنَازِيْرُ فِي الأَسواق، وَتُؤْخَذُ أَمْوَالُ اليَتَامَى؟ فَذَرَفَتْ عَيْنَا الملكِ وَأَطرق، وَفَهِمَ الدُّهَاةُ طَمَعَ ابْن تُوْمَرت فِي المُلك فَنصح مَالِك بن وُهَيْب الفَيْلَسُوْف سُلْطَانَه، وَقَالَ: إِنِّيْ خَائِف عَلَيْك مِنْ هَذَا، فَاسجنْه وَأَصْحَابَه، وَأَنفق عَلَيْهِم مُؤنتهُم، وَإِلاَّ أَنفقتَ عَلَيْهِم خَزَائِنَك. فَوَافَقه، فَقَالَ الوَزِيْر: يَقْبُحُ بِالملك أَنْ يَبْكِي مِنْ وعظه، ثم يسئ إِلَيْهِ فِي مَجْلِس، وَأَنْ يظْهر خوفُك، وَأَنْت سُلْطَان: مِنْ رَجُل فَقير. فَأَخَذتهُ نَخوَةٌ، وَصَرَفَه، وَسَأَلَهُ الدُّعَاءُ. وَسَارَ ابْنُ تُوْمَرت إِلَى أَغمَاتَ، فَنَزَلُوا عَلَى الفَقِيْه عَبدِ الحَقِّ المَصمودي، فَأَكْرَمَهُم، فَاسْتشَارُوهُ، فَقَالَ: هُنَا لاَ يَحمِيكُم هَذَا المَوْضِع، فَعليكُم بِتِينَمَلَّ، فَهِيَ يَوْمٌ عَنَّا، وَهُوَ أَحصنُ الأَمَاكنِ، فَأُقيمُوا بِهِ بُرْهَةً كِي يُنسَى ذِكرُكُم. فَتَجدد لابْنِ تُوْمَرت بِهَذَا الاسْمِ ذكرٌ لمَا عِنْدَهُ، فَلَمَّا رَآهُم أَهْلُ الْجَبَل عَلَى تِلْكَ الصُّوْرَة، علمُوا أَنَّهُم طَلَبَةُ علمٍ، فَأَنْزَلوهُم، وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِم، ثُمَّ تسَامَع بِهِ أَهْلُ الْجَبَل، فَتسَارعُوا إِلَيْهِم، فَكَانَ ابْنُ تُوْمرت مَنْ رأَى فِيْهِ جَلاَدَة، عَرَضَ عَلَيْهِ

مَا فِي نَفْسِهِ، فَإِنْ أَسرع إِلَيْهِ، أَضَافه إِلَى خوَاصِّه، وَإِن سكت، أَعرض عَنْهُ، وَكَانَ كُهولهُم يَنهون شُبَّانَهُم وَيُحَذِّرونهُم، وَطَالت المُدَّةُ، ثُمَّ كثر أتباعه من جبال دَرن، وَهُوَ جبل الثَّلج، وَطرِيقُهُ وَعرٌ ضيِّق. قَالَ اليَسع فِي "تَارِيْخِهِ": لاَ أَعْلَم مَكَاناً أَحصنَ مِنْ تِينَمَلل لأَنَّهَا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، وَلاَ يَصِلُ إِلَيهِمَا إِلاَّ الفَارِسُ، وَرُبَّمَا نَزل عَنْ فَرسه فِي أَمَاكنَ صعبَة، وَفِي موَاضِع يَعْبُرُ عَلَى خَشَبَة، فَإِذَا أُزِيلت الخَشَبَة، انْقَطَع الدَّرْبُ، وَهِيَ مَسَافَة يَوْم، فَشَرعَ أَتْبَاعُهُ يُغِيروْنَ وَيَقتلُوْنَ، وَكثُرُوا وَقَوُوا، ثُمَّ غَدَرَ بِأَهْلِ تِيْنَمَلَل الَّذِيْنَ آوَوْهُ، وَأَمر خوَاصَّه، فَوضعُوا فِيهِم السَّيْف، فَقَالَ لَهُ الفَقِيْهُ الإِفْرِيْقِيّ أَحَدُ العَشْرَة مِنْ خوَاصِّهِ: مَا هَذَا؟! قَوْمٌ أَكرمونَا وَأَنْزَلونَا نَقتلُهُم!! فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: هَذَا شكَّ فِي عِصمتِي، فَاقتلُوْهُ، فَقُتِلَ. قَالَ اليَسع وَكُلُّ مَا أَذْكُرُهُ مِنْ حَال المصَامِدَة، فَقَدْ شَاهَدتُهُ، أَوْ أَخذتُهُ مُتَوَاتِراً، وَكَانَ فِي وَصَيَّتِهِ إِلَى قَوْمه إِذَا ظَفِرُوا بِمُرَابِطٍ أَوْ تِلِمْسَانِي أَنْ يَحرِقوهُ. فَلَمَّا كَانَ عَامُ تِسْعَةَ عَشرَ وَخَمْسِ مائَة، خَرَجَ يَوْماً، فَقَالَ: تَعلمُوْنَ أَنَّ البَشِيْر -يُرِيْد الوَنْشَرِيسِي- رَجُلٌ أُمِّي، وَلاَ يثبُت عَلَى دَابَّة، فَقَدْ جَعَلَه الله مُبَشِّراً لَكُم، مُطَّلِعاً عَلَى أَسرَارِكُم، وَهُوَ آيَةٌ لَكُم، قَدْ حَفِظَ القُرْآن، وَتعلَّمَ الرُّكوب، وقال: اقرأ، فقرأ لختمة فِي أَرْبَعَةِ أَيَّام، وَركب حصَاناً، وَسَاقه، فَبُهِتُوا، وَعدُّوهَا آيَةً لِغَبَاوَتِهِم، فَقَامَ خَطِيْباً، وَتَلاَ: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [الأَنْفَال: 37] ، وَتَلاَ: {مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آلُ عِمْرَان: 110] ، فَهَذَا البَشِيْرُ مطلع على الأنفس، ملهم وَنبيُّكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "إِنَّ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ مُحَدِّثين، وَإِنَّ عُمَرَ مِنْهُم" 1. وَقَدْ صحبنَا أَقْوَامٌ أَطلعه الله عَلَى سرِّهم، ولابد مِنَ النَّظَرِ فِي أَمرهِم، وَتَيَمُّمِ العَدْل فِيهِم، ثُمَّ نُودِي فِي جبال المصَامدة: مَنْ كَانَ مطيعاً لِلإِمَامِ، فَليَأْتِ، فَأَقْبَلُوا يُهْرَعُوْنَ، فَكَانُوا يُعرضون عَلَى البَشِيْر، فَيُخْرِجُ قَوْماً عَلَى يَمِيْنه، وَيَعُدُّهُم مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَقوماً عَلَى يَسَاره، فَيَقُوْلُ: هَؤُلاَءِ شَاكُّوْنَ فِي الأَمْر، وَكَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُل مِنْهُم فَيَقُوْلُ: هَذَا تَائِب رُدُّوْهُ عَلَى اليَمِين تَابَ البَارِحَة، فَيعتَرِفُ بِمَا قَالَ: وَاتَّفَقت لَهُ فِيهِم عَجَائِب، حَتَّى كَانَ يُطلِقُ أَهْل اليَسَار، وَهُم يَعلمُوْنَ أَن مآلهُم إِلَى الْقَتْل، فَلاَ يَفرُّ مِنْهُم أَحَد، وَإِذَا تجمَّع مِنْهُم عِدَّة، قتلهم قراباتهم حتى يقتل الأخ أخاه.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "3689" من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون، فإن يك في أمتي فإنه عمر" زاد زكرياء ب أبي زائدة، عن سعد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر". أخرجه مسلم "2398"، والترمذي "3694"، من حديث عائشة، به.

قَالَ: فَالَّذِي صَحَّ عِنْدِي أَنَّهُم قُتِلَ مِنْهُم سَبْعُوْنَ أَلْفاً عَلَى هَذِهِ الصِّفَة، وَيُسمونه التّمْيِيْز، فَلَمَّا كَمُلَ التَّمْيِيْز، وَجَّه جُمُوْعه مَعَ البَشِيْر نحو أغمات، فالتفاهم المرَابطون، فَهَزَمَهُمُ المرَابطون، وَثبت خلقٌ مِنَ المصَامدة، فَقُتِلُوا، وَجُرِحَ عُمَر الهِنْتَانِي عِدَّةَ جِرَاحَات، فَحُمِلَ على أَعْنَاقِهِم مُثْخَناً، فَقَالَ لَهُم البَشِيْر: إِنَّهُ لاَ يَموتُ حَتَّى تُفتح البِلاَد. ثُمَّ بَعْدَ مُدَّة، فَتح عينِيه، وَسلَّم، فَلَمَّا أَتَوْا، عَزَّاهُم ابْن تُوْمرت، وَقَالَ: يَوْمٌ بِيَوْمٍ، وَكَذَلِكَ حربُ الرُّسل. وَقَالَ عبدُ الوَاحِد المَرَّاكُشِي: سَمِعَ ابْنَ تُوْمرت بِبَغْدَادَ مِنَ المُبَارَك بن الطُّيُورِي، وَأَخَذَ الأُصُوْلَ عَنِ الشَّاشِيّ، وَنَفَاهُ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَمِيْرُهَا، فَبَلَغَنِي أَنَّهُ اسْتمرَّ يُنكر فِي الْمركب، فَأَلْقَوْهُ، فَأَقَامَ نِصْفَ يَوْم يَعوم، فَأَنْزَلُوا مَنْ أَطلعه، وَاحتَرَمُوْهُ، فَنَزَلَ بِبِجَايَة، فَدرَّس وَوعظ، وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ، فَخَافَ صَاحِبُهَا، وَأَخْرَجه، وَكَانَ بارعاً فِي خطِّ الرَّمل. وَقِيْلَ: وَقَعَ بِالجفر، وَصَادف عبدَ المُؤْمِن، ثُمَّ لقيهُمَا عبدُ الوَاحِد الشَّرْقِيّ، فَسَارُوا إِلَى أَقْصَى المَغْرِب. وَقِيْلَ: لقِيَ عبدَ المُؤْمِن يُؤدِّب بِأَرْضِ متيّجَة، وَرَأَى عبدَ المُؤْمِن أَنَّهُ يَأْكُلُ مَعَ الْملك عَلِيٍّ بن تَاشفِيْن، وَأَنَّهُ زَادَ عَلَى أَكله، ثُمَّ اخْتطف مِنْهُ الصّحفَةَ، فَقَالَ لَهُ العَابر: لاَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُوْن هَذِهِ الرُّؤيَا لَكَ، بَلْ لِمَنْ يَثُوْرُ عَلَى أَمِيْرِ المُسْلِمِين إِلَى أَنْ يَغْلِبَ عَلَى بلاَده. وَكَانَ ابْنُ تُوْمرت طَوِيْلَ الصَّمْت، دَائِمَ الِانْقِبَاض، لَهُ هَيْبَةٌ فِي النُّفُوْس، قِيْلَ لَهُ مرَّة: فُلاَن مسجُوْنٌ، فَأَتَى الحَبْسَ، فَابْتدر السجَانُوْنَ يَتمسَّحُوْنَ بِهِ، فَنَادَى: فُلاَن, فَأَجَابَهُ، فَقَالَ: اخْرج، فَخَرَجَ، وَالسَّجَّانُوْنَ باهتُوْنَ، فَذَهَبَ بِهِ، وَكَانَ لاَ يَتعذر عَلَيْهِ أَمرٌ، وَانفصل، عَنْ تِلمسَان وَقَدِ اسْتحوذ عَلَى قلوبِ كُبرَائِهَا، فَأَتَى فَاس، وَأَخَذَ فِي الأَمْر بِالمَعْرُوف. قَالَ: وَكَانَ جلُّ مَا يَدعُو إِلَيْهِ الاعتقَادَ عَلَى رَأْي الأَشْعَرِيّ، وَكَانَ أَهْلُ الغَرْب ينَافِرُوْنَ هَذِهِ العُلُوْم، فَجمعَ مُتَوَلِّي فَاس الفُقَهَاء، وَنَاظروهُ، فَظَهَرَ، وَوجد جَوّاً خَالياً، وَقوماً لاَ يَدرُوْنَ الكَلاَمَ، فَأَشَارُوا عَلَى الأَمِيْرِ بِإِخرَاجه، فَسَارَ إِلَى مَرَّاكُش، فَبعثَوا بِخَبَرِهِ إِلَى ابْنِ تَاشفِيْن، فَجمعَ لَهُ الفُقَهَاءَ، فنَاظره ابْنُ وُهَيْب الفَيْلَسُوْف، فَاسْتشعر ذكَاءهُ وَقُوَّةَ نَفْسه، فَأَشَارَ عَلَى ابْنِ تَاشفِيْن بِقَتْلِهِ، وَقَالَ: إِنّ وَقَعَ إِلَى المصَامدة، قَوِيَ شرُّه، فَخَافَ الله فِيْهِ، فَقَالَ: فَاحبسه، قَالَ: كَيْفَ أَحبِسُ مسلماً لَمْ يَتعين لَنَا عَلَيْهِ حقٌّ؟ بَلْ يُسَافر. فَذَهَبَ وَنَزَلَ بِتِينَمَلَل، وَمِنْهُ ظهر، وَبِهِ دُفِنَ، فَبثَّ فِي المصَامدة العِلْم، وَدعَاهُم إِلَى الأَمْر بِالمَعْرُوف، وَاسْتمَالهُم وَأَخَذَ يُشوِّق إِلَى المَهْدِيّ، وَيَرْوِي أَحَادِيْثَ فِيْهِ، فَلَمَّا تَوثَّق مِنْهُم قَالَ: أَنَا هُوَ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَسَاقَ نسباً لَهُ إِلَى عليّ، فَبَايعُوْهُ، وَأَلف لَهُم كِتَابَ "أَعزّ مَا يَطلب"، ووافق المعتزلة

فِي شَيْءٍ، وَالأَشعرِيَة فِي شَيْءٍ، وَكَانَ فِيْهِ تَشيُّع، وَرتَّب أَصْحَابَه، فَمنهُم العَشْرَةُ، فَهُمْ أَوَّل مَنْ لَبَّاهُ، ثُمَّ الخَمْسِيْنَ، وَكَانَ يُسمِّيهم المُؤْمِنِيْنَ، وَيَقُوْلُ: مَا فِي الأَرْضِ مَنْ يُؤمن إِيْمَانَكُم، وَأَنْتُم العِصَابَة الَّذِيْنَ عَنَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: "لاَ يَزَالُ أَهْلُ الغَرْبِ ظَاهِرِيْنَ" 1 وَأَنْتُم تَفتحُوْنَ الرُّوْم، وَتَقتلُوْنَ الدَّجَّال، وَمِنْكُم الذي يؤم بعيسى، وحدثهم بجزئيات اتَّفَقَ وُقُوْعُ أَكْثَرهَا، فَعَظُمَتْ فِتْنَةُ القَوْم بِهِ حَتَّى قتلُوا أَبْنَاءَهُم وَإِخْوَتهُم لِقسوتهِم وَغِلَظِ طبَاعهِم، وَإِقدَامِهِم عَلَى الدِّمَاء، فَبَعَثَ جَيْشاً، وَقَالَ: اقصِدُوا هَؤُلاَءِ المَارقين المُبَدِّلين الدّين، فَادعوهُم إِلَى إِمَاتَة المُنْكَر وَإِزَالَةِ البِدَع، وَالإِقرَار بِالمَهْدِيّ المَعْصُوْم، فَإِنْ أَجَابُوا، فَهُمْ إِخْوَانُكُم، وَإِلاَّ فَالسّنَةُ قَدْ أَبَاحت لَكُم قِتَالَهُم، فَسَارَ بِهِم عبدُ المُؤْمِن يَقصِدُ مراكش، فالتقاه الزبير ابن أَمِيْر المُسْلِمِين، فَكلَّموهُم بِالدَّعوَة، فَردُّوا أَقبحَ ردٍّ، ثُمَّ انْهَزَمت المصَامدة، وَقُتِلَ مِنْهُم ملحمَة، فَلَمَّا بلغَ الخَبَرُ ابْنَ تُوْمرت، قَالَ: أَنَجَى عبدُ المُؤْمِن؟ قِيْلَ: نَعم. قَالَ: لَمْ يُفْقَدْ أَحَد. وَهَوَّن عَلَيْهِم، وَقَالَ: قتلاَكُم شُهَدَاء. قَالَ الأَمِيْر عزِيز فِي "أَخْبَار القَيْرَوَان": سَمَّى ابْنُ تُوْمرت أَصْحَابَه بِالموحِّدين، وَمَنْ خَالَفه بِالمُجَسِّمِين، وَاشْتُهِرَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَبَايعته هَرْغَة عَلَى أَنَّهُ المَهْدِيّ، فَقصدهُ المُلَثَّمُوْنَ، فَكسَرُوا الملثمِين، وَحَازُوا الغنَائِم، وَوثقت نُفُوْسُهُم، وَأَتتهُم أَمْدَادُ القبَائِل، وَوحَّدت هنتَاتَة، وَهِيَ مِنْ أَقوَى القبَائِل. ثُمَّ قَالَ عزِيز: لَهُم تَودُّد وَأَدبٌ وَبشَاشَة، وَيلبَسُوْنَ الثِّيَاب القصِيْرَةَ الرّخيصَة، وَلاَ يُخلوْنَ يَوْماً مِنْ طِرَادٍ وَمثَاقفَة وَنضَال، وَكَانَ فِي القبَائِل مفسدُوْنَ، فَطَلَبَ ابْنُ تُوْمرت مَشَايِخَ القبَائِل وَوعظهُم، وَقَالَ: لاَ يَصْلُحُ دينُكُم إِلاَّ بِالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَر، فَابحثُوا عَنْ كُلِّ مُفسد، فَانهوهُ، فَإِنْ لَمْ يَنْتَهِ، فَاكتُبُوا إِلَيَّ أَسْمَاءهُم، فَفَعلُوا، ثُمَّ هدَّد ثَانِياً، فَأَخَذَ مَا تَكرَّر مِنَ الأَسْمَاء، فَأَفردهَا ثُمَّ جمع القبَائِلَ، وحضهم على أنه لاَ يغِيبَ مِنْهُم أَحَد، وَدفعَ تِلْكَ الأَسْمَاء إِلَى البَشِيْر، فَتَأَمَّلهَا، ثُمَّ عَرَضَهُم رَجُلاً رَجُلاً، فمن وجند اسْمَه، رَدَّهُ إِلَى الشِّمَال، وَمَنْ لَمْ يَجده، بعثَه عَلَى اليَمِين، ثُمَّ أَمر بتكتيف أَهْلِ الشِّمَال، وَقَالَ لقرَابَاتهِم: هَؤُلاَءِ أَشقيَاء مِنْ أَهْلِ النَّار، فَلتقْتُلْ كُلُّ قبيلَة أَشقيَاءهَا، فَقتلوهُم، فَكَانَتْ وَاقعَةً عجيبَة، وَقَالَ: بِهَذَا الفِعْل صَحَّ دينكُم، وَقَوِيَ أَمرُكُم. وَأَهْلُ العَشْرَة هُم: عبدُ المُؤْمِن، والهزرجي، وعمرو بن يحيى الهنتاتى، وعبد الله البشير،

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1925"، من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعًا وتمامه: لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة".

وَعبدُ الوَاحِد الزوَاوِي طير الجَنَّة، وَعَبْدُ اللهِ بن أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرُ بن أَرنَاق، وَوَاسنَار أَبُو مُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بن جَامِعٍ، وَآخر. وَفِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ؛ جهَّز عِشْرِيْنَ أَلْفَ مقَاتل عَلَيْهِم البَشِيْر، وَعبدُ المُؤْمِن بَعْدَ أُمُوْرٍ يَطولُ شرحُهَا، فَالتَقَى الجمعَانِ، وَاسْتَحَرَّ القتلُ بِالموحِّدين، وَقُتِلَ البَشِيْر، وَدَام الحَرْبُ إِلَى اللَّيْل، فَصَلَّى بِهِم عبدُ المُؤْمِن صَلاَةَ الْخَوْف، ثُمَّ تحيَّز بِمَنْ بَقِيَ إِلَى بُستَان يُعرف بِالبُحَيْرَة، فَرَاح مِنْهُم تَحْتَ السَّيْف ثَلاَثَةَ عَشَرَ أَلْفاً، وَكَانَ ابْنُ تُوْمرت مَرِيضاً، فَأَوْصَى بَاتِّبَاع عبدِ المُؤْمِن، وَعَقَدَ لَهُ، وَلقَّبه أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، وَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَفتح البِلاَدَ، فَاعضُدُوْهُ بِأَنْفُسكُم وَأَمْوَالكُم، ثُمَّ مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ اليَسع بنُ حَزْم: سمَّى ابْنُ تُوْمرت المرَابطين بِالمُجَسِّمِين، وَمَا كَانَ أَهْلُ المَغْرِب يَدينُوْنَ إِلاَّ بِتَنْزِيه الله -تَعَالَى- عَمَّا لاَ يَجِبُ وَصفُهُ بِمَا يَجِبُ لَهُ، مَعَ تركِ خوضهِم عَمَّا تَقَصْر العُقُوْلُ عَنْ فَهمه. إِلَى أَنْ قَالَ: فَكفَّرهُم ابْنُ تُوْمرت لِجهلهِم العَرض والجوهر، وأن من لم يعرف ذلك، لن يَعرفِ المَخْلُوْقَ مِنَ الخَالِق، وَبأَنَّ مَنْ لَمْ يهاجر إِلَيْهِ، وَيُقَاتِل مَعَهُ، فَإِنَّهُ حَلاَلُ الدَّم وَالحرِيْم، وَذَكَرَ أَن غضبَهُ للهِ وَقيَامَه حسبَةٌ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَان: قَبْره بِالجَبَل مُعَظَّم، مَاتَ كَهْلاً، وَكَانَ أَسْمَرَ ربعَةً، عَظِيْمَ الهَامَة، حديدَ النَّظَر مَهِيْباً، وَآثَارُه تغنِي عَنْ أَخْبَاره، قَدَمٌ فِي الثَّرَى، وَهَامَةٌ فِي الثُّرِيَّا، وَنَفْسٌ تَرَى إِرَاقَةَ مَاءِ الحَيَاة دُوْنَ إِرَاقَةِ مَاءِ المُحَيَّا، أَغفلَ المرَابطون رَبطه وَحلَّه، حَتَّى دبَّ دبِيْبَ الفَلَقِ فِي الغَسَقِ، وَكَانَ قُوتُه مِنْ غزل أُخْته رَغِيْفاً بزَيْت، أَوْ قَلِيْل سمن، لَمْ يَنْتقِلْ عَنْ ذَلِكَ حِيْنَ كَثُرَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا، رَأَى أَصْحَابَهُ يَوْماً، وَقَدْ مَالت نُفُوْسُهُم إِلَى كَثْرَة مَا غنِمُوْهُ، فَأَمر بِإِحرَاق جَمِيْعه، وَقَالَ: مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا، فَهَذَا لَهُ عِنْدِي، وَمَنْ كَانَ يَبغِي الآخِرَةَ، فَجزَاؤُه عِنْد الله، وَكَانَ يَتَمَثَّل كَثِيْراً: تَجَرَّدْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّك إِنَّمَا ... خَرَجْتَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنْتَ مُجَرَّدُ وَلَمْ يَفتتح شَيْئاً مِنَ المَدَائِن، وَإِنَّمَا قرر القوَاعد، وَمهَّد، وَبغته المَوْت، وَافتَتَح بَعْدَهُ البِلاَدَ عبدُ المُؤْمِن. وَقَدْ بَلَغَنِي -فِيمَا يُقَالَ: أَنَّ ابْنَ تُوْمرت أَخفَى رِجَالاً فِي قُبُوْر دَوَارِسَ، وَجَاءَ فِي جَمَاعَةٍ لِيُرِيَهُم آيَة، يَعْنِي فَصَاحَ: أَيُّهَا الموتَى أَجيبُوا، فَأَجَابوهُ: أَنْتَ المَهْدِيّ المَعْصُوْمُ، وَأَنْت وَأَنْت، ثُمَّ إِنَّهُ خَاف مِنِ انتشَارِ الحِيلَةِ، فَخسف فَوْقهُم القبور فماتوا.

وَبِكُلِّ حَالٍ، فَالرَّجُل مِنْ فُحُوْل العَالَمِ، رَام أمرًا، فتم له، وربط البربر بالعصمة، وَأَقْدَمَ عَلَى الدِّمَاء إِقدَامَ الخَوَارِج، وَوجد مَا قَدَّمَ. قَالَ الحَافِظُ مَنْصُوْر بن العمَادِيَة فِي "تَارِيخ الثَّغْر": أَملَى عليّ نسبَه فُلاَن، وَفِي ذَلِكَ نَظَرٌ مِنْ حَيْثُ إِنَّ مُحَمَّد بن الحَسَنِ لَمْ يُعقب. وَلابْنِ تُوْمرت: دَعْنِي فَفِي النَّفْسِ أَشْيَاءٌ مُخَبَّأَةٌ ... لأَلبسن بِهَا دِرْعاً وَجِلْبَابَا وَاللهِ لَوْ ظَفِرَتْ نَفْسِي بِبُغْيَتِهَا ... مَا كُنْتُ عَنْ ضَرَبِ أَعْنَاقِ الوَرَى آبَى حَتَّى أُطَهِّرَ ثَوْبَ الدِّيْنِ عَنْ دَنَسٍ ... وَأُوجبَ الحَقَّ لِلسَّادَاتِ إيجابا

ابن صدقة، البطائحي

ابن صدقة، البطائحي: 4742- ابنُ صَدَقة 1: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، جلاَلُ الدِّين أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ صَدَقَة النَّصِيْبِيّ. تَنَقَّل فِي الأَعْمَال، ثُمَّ تَزَوَّجَ بِبنتِ الوَزِيْر ابْنِ المُطَّلِبِ، وولي الحِلَّةَ، ثُمَّ وَزَرَ بَعْدَ أَبِي شُجَاعٍ، وَكَانَ شَهْماً كَافِياً مَهِيْباً سَائِساً، فَوَزَرَ ثَلاَثَةَ أَعْوَامٍ، وَأُمْسِكَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، وَنُهِبَتْ دَارُه، وَسُجِنَ، ثُمَّ احتَاجُوا إِلَيْهِ بَعْدَ عَام، وَوَزَرَ إِلَى أن توفي في رجب سنة اثنتين وعشرون وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ يَد بَيضَاءُ فِي النَّظمِ والنثر، عاش ثلاثًا وستين سنة. 4743- البَطَائِحي 2: هُوَ وَزِيْرُ الدِّيَار المِصْرِيّة، وَالدَّوْلَة العُبَيْدِيَّة، الملكُ أَبُو عَبْدِ اللهِ المَأْمُوْنُ بنُ البطَائِحِي، وَكَانَ مِنْ قصَّته أَنْ أَبَاهُ كَانَ صَاحِبَ خَبَرٍ بِالعِرَاقِ لِلمصرِيين مِنْ أَجلاَدِ الرَّافِضَّة، فَمَاتَ، وَنَشَأَ المَأْمُوْنُ فَقيراً صُعْلُوكاً، فَكَانَ حمَالاً فِي السُّوق بِمِصْرَ، فَدَخَلَ مرَّةً إِلَى دَار الأَفْضَل أَمِيْرِ الجُيُوْش مَعَ الحمَّالين، فَرَآهُ الأَفْضَلُ شَابّاً مَلِيحاً، خفِيفَ الحَرَكَات، فَقَالَ: مَنْ هَذَا? قَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا ابْنُ فُلاَن، فَاسْتَخدمه فرَّاشاً مَعَ الجماعة، فتقدم وتميز، وترقى به الحَالُ إِلَى الْملك، وَهُوَ الَّذِي أَعَان الآمِرَ بِاللهِ عَلَى الفتكِ بِأَمِيْرِ الجُيُوْش، وَوَلِيَ منصبَه، وَكَانَ شَهْماً مِقْدَاماً، جَوَاداً بِالأَمْوَال، سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ، عُضْلَةً مِنَ العُضَلِ، ثُمَّ إِنَّهُ عَامل أَخَا الخَلِيْفَةِ الآمِرِ عَلَى قَتلِ الآمرِ، وَدَخَلَ مَعَهُمَا أُمَرَاء، فَعَرف بِذَلِكَ الآمرُ، فَقَبَضَ عَلَى المَأْمُوْنِ، وَصلبَه، وَاسْتَأْصَلَه فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 9"، والعبر "4/ 51"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 233"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 66". 2 ترجمه في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 263" و"5/ 299 و 302"، والعبر "4/ 44"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 229"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 60".

الغزي، ابن الأخشيذ

الغزي، ابن الأخشيذ: 4744- الغَزِّي 1: شَاعِرُ خُرَاسَان، أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يَحْيَى بنِ عُثْمَانَ الكَلْبِيّ، صَاحِبُ الدِّيْوَان. سَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنَ: الفَقِيْه نَصْر، وَأَقَامَ بِنظَامِيَّة بَغْدَاد مُدَّةً، وَمدح الأَعيَانَ، ثُمَّ تَحَوَّل إِلَى خُرَاسَانَ، وَمدح وَزِيْر كِرْمَان، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إلَّا قَصِيدَته: بِجَمْعِ جَفْنَيْكِ بَيْنَ البُرْءِ وَالسَّقَمِ ... لاَ تَسْفِكِي مِنْ دُمُوعِي بِالفِرَاقِ دَمِي إِشَارَةٌ مِنْكِ تَكفِيْنَا وَأَحْسَنُ مَا ... رُدَّ السَّلاَمُ غَدَاةَ البَيْنِ بِالعَنَمِ تَعْلِيْقُ قَلْبِي بِذَاتِ القِرْطِ يُؤْلِمُهُ ... فَلْيَشْكُرِ القرط تعليقا بلا ألم تَبَسَّمَتْ فَأَضَاءَ اللَّيْلُ فَالتَقَطَتْ ... حبَات مُنْتَثِر فِي ضوء مُنْتَظم مَاتَ بِنوَاحِي بَلخ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعشرون وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ ثَلاَث وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. 4745- ابْنُ الأخشيذ 2: الشَّيْخُ الأَمِيْنُ، المُسْنِدُ الكَبِيْرُ، أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الأَخشيذ الأَصْبَهَانِيّ التَّاجِر، وَيُعْرَفُ بِالسَّرَّاج. سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بكرٍ الذَّكوَانِيُّ، وأبا طاهر بن عبد الرحيم الكَاتِب، وَعَلِيَّ بنَ القَاسِمِ المُقْرِئ، وَأَبَا العَبَّاسِ بن النُّعْمَانِ الصَّائِغ، وَأَبَا الفَضْل الرَّازِيّ المُقْرِئ، وَأَحْمَدَ بنَ الفَضْلِ البَاطِرْقَانِي، وَعِدَّة مِنْ أَصْحَاب ابْنِ المُقْرِئ، وَغَيْرِهِ، وَيُكْنَى أَيْضاً أَبَا الفَتْح، وَبِهَا كَنَّاهُ السَّمْعَانِيّ، وَكَنَّاهُ بِأَبِي سَعْدٍ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَوَثَّقَهُ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: هُوَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَيَحْيَى بنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيّ، وَنَاصرٌ الويرج، وَخَلَفُ بنُ أَحْمَدَ الفَرَّاء، وَأَسَعْدُ بنُ أحمد الثقفي، وأبو جَعْفَر الصَّيْدَلاَنِيّ، وَجَمْعٌ كَثِيْر. قَالَ أَبُو مُوْسَى: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ لَيْلَةَ نِصْفِ شَعْبَانَ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ اسمُ أَبِي: مُحَمَّداً، وَيُكْنَى أَبَا الفَضْل، فَغَلَبَ عَلَيْهِ الفَضْلُ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ سَدِيدَ السِّيرَةِ، قرَأَ بِروَايَات، وَنسخ أَجزَاء كَثِيْرَة، وَكَانَ وَاسِعَ الرِّوَايَة، موثوقاً بِهِ، كَتَبَ إِلَيَّ بِالإِجَازَةِ، فَمِنْ مَسْمُوْعه "طَبَقَات الصَّحَابَة" لأَبِي عَرُوْبَةَ مُجلَّد سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ عبد الرحيم عن ابن المقرئ عنه، وكتاب "الأَشْرَاف" لابْنِ المُنْذِر, سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ عَبْد الرَّحِيْمِ عَنِ ابْنِ المُقْرِئ عَنْهُ، وَكِتَاب "السُّنَن" لِلْحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شعبان، وقيل: في رمضان سنة أربع وعشرون وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 15"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 57"، والعبر "4/ 55"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 236"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 67". 2 ترجمته في العبر "4/ 55"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 68".

الكراعي

4746- الكُرَاعي 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ مَرْوَ، أَبُو مَنْصُوْرٍ محمد بن علي بن مَحْمُوْدٍ الزُّولهِي، التَّاجِر، المَرْوَزِيّ، المَشْهُوْرُ بِالكُرَاعِي، وَيُقَالُ: إِنَّ اسْمَه أَحْمَد، مِنْ قَرْيَة زُولاَه بِنوَاحِي مَرْوَ، شَيْخٌ صَالِحٌ، صيِّنٌ دَيِّنٌ، رَحل إِلَيْهِ النَّاسُ، وَصَارَت زُولاَه مقصداً لطلبَة الحَدِيْث، وَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ أَبِي غَانم الكُرَاعِي صَاحِب عَبْد اللهِ بن الحُسَيْنِ النَّضْرِي، فَسَمِعَ مِنْهُ نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ جُزْءاً. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ مِنْهُ بقِرَاءة أَبِي طَاهِر السِّنْجِيّ اثْنَيْ عَشَرَ جُزْءاً، ثُمَّ أَحضره شيخنَا الخَطِيْبُ أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْوَزِيّ فِي الخَانقَاه، وَقُرِئت عَلَيْهِ الأَجزَاء المَسْمُوْعَةُ لَهُ، فَسمِعتهَا. إِلَى أَنْ قَالَ: ولد في العشرون مِنْ شَوَّالٍ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قال: ومات في أواخر سنة أربع وعشرون وَخَمْسِ مائَةٍ، أَوْ فِي أَوَائِل سَنَةِ خَمْسٍ بقَرْيَته. قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ بِالشَّامِ: أَبُو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْوَزِيّ البَاقِي إِلَى سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدَاوُدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَالِدي. وَمَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ: أَبُو الموَاهِبِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُلُوْك الوَرَّاق، وَشَاعِرُ وَقته أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ الغزِي بِبلخَ عَنْ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَإِسْمَاعِيْل بن الأَخشيذ السَّرَّاج، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ البَارع، وَعَبْدُ اللهِ بن مُحَمَّدِ بن إسماعيل الغزال بمكة. وَقِيْلَ: مَاتَ فِيْهَا سهل المَسْجِدِي، وَفِيْهَا مَاتَتْ: فَاطِمَة الجُوْزْدَانِيَّة، وَقرَاتكين بن الأَسْعَد التركِي، وَالحَافِظُ أَبُو عَامِرٍ مُحَمَّدُ بنُ سعدُوْنَ العبدرِيّ، وَابْنُ تُوْمرت كَبِيْر الموحِّدين، وَالآمِرُ بِأَحكَام الله مَنْصُوْر، وَهِبَة اللهِ بن الأَكْفَانِي، وَهِبَة اللهِ بن القاسم المهراني.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 325".

ابن كادش

4747- ابن كادش 1: الشَّيْخُ الكَبِيْرُ، أَبُو العِز أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ بن عُمَرَ بن إبراهيم بن عيسى بن صَاحِب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُتبَةَ بنِ فَرْقَدٍ السُّلَمِيّ, العُكْبَرِيّ، المَعْرُوف: بِابْنِ كَادش، أَخُو المُحَدِّث أَبِي يَاسِر مُحَمَّد. وُلِدَ فِي صَفَرٍ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَطَلَبَ الحَدِيْثَ, وَقرَأَ عَلَى المَشَايِخ، وَنسخ بخطِّه الرديءِ الْمعقد جُمْلَةً، وَجَمَعَ وَخَرَّجَ. سَمِعَ: أَبَا الطَّيِّب الطَّبَرِيّ، وَأَقضَى القُضَاة أَبَا الحَسَنِ المَاوردي، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَأَبَا عَلِيٍّ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ الجَازِرِي، وَأَبَا طَالب العُشَارِي، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن النَّرْسِيّ، وَعِدَّة. سَمِعَ مِنْهُ: ابْنُ نَاصر، وَالسِّلَفِيّ، وَأَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَمَعْمَر بن الفَاخر، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَهِبَة الله بن السِّبْط، وَعَبْدُ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَيُّوْبَ الحَرْبِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ ضَعِيْفاً فِي الرِّوَايَة، مُخلطاً، كَذَّاباً، لاَ يُحْتَجُّ بِهِ، وَللأَئِمَّة فِيْهِ مَقَالٌ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ ابْنُ نَاصر يُسيءُ القَوْل فِيْهِ. وَقَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ: كَانَ مُخلطاً. وَقَالَ ابْنُ نَاصر: لَمْ يَسْمَعْ كُلّ كِتَاب "الجَلِيْس" مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الجَازِرِي، قَالَ السَّمْعَانِيّ: فَذَكَرتُ هَذَا لأَبِي القَاسِم الدِّمَشْقِيّ، فَأَنْكَرَهُ غَايَةَ الإِنْكَار، وَقَالَ: كَانَ صَحِيْحَ السَّمَاعِ، وَرَأَيْتُ سَمَاعه لِهَذَا الكِتَاب فِي الأَصْل مثبتاً، وَأَثْنَى عَلَى أَبِي الْعِزّ. ثُمَّ قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ ابْنَ نَاصر يَقُوْلُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ سُلَيْمَانَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعِزّ بن كَادش يَقُوْلُ: وضعتُ حَدِيْثاً عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقرَّ عِنْدِي بِذَلِكَ. قَالَ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيّ: سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ عَلِيَّ بنَ الحَسَنِ الحَافِظ يقول: قال لي ابن

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 28"، والعبر "4/ 68"، وميزان الاعتدال "1/ 118"، ولسان الميزان "1/ 218"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 250"ن وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 78".

كَادش: وَضَع فُلاَنٌ حَدِيْثاً فِي حقِّ عَلِيٍّ، وَوضعتُ أَنَا فِي حقِّ أَبِي بَكْرٍ حَدِيْثاً، بِاللهِ أَلَيْسَ فَعَلتُ جَيِّداً? قُلْتُ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى جَهله، يَفتخِرُ بِالكَذِبِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: رَأَيْتُ لَهُ كِتَاباً سَمَّاهُ "الانتصَارَ لرُتم القِحَاب" فِيْهِ أَشعَار، فَيَقُوْلُ: أَنشدتَنِي المُغَنِّيَةُ فُلاَنَةٌ، وَأَنشدتَنِي ستوت المغنية بِأَوَانَا، وَقَدْ قرَأَه عَلَيْهِ ابْنُ الخَشَّاب. قَالَ مرَّة: وُلِدْتُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ، وَسُئِلَ مرَّة، فَقَالَ: سَنَة إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ. وَقَالَ يُوْسُف الدِّمَشْقِيّ: سَأَلته فَقَالَ: سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَقَالَ الصَّائِنُ بن عَسَاكِرَ: سَأَلته، فَقَالَ: فِي المُحَرَّمِ, سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ست وعشرون وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: الملكُ الأَكملُ أَحْمَد ابْن أَمِيْرِ الجُيُوْش بِمِصْرَ، وَتَاجُ المُلُوْك بُورِي بن الأَتَابك طُغْتِكِين صَاحِبُ دِمَشْق، وَالمُحَدِّثُ الحُسَيْنُ ابن مُحَمَّدِ بنِ خُسرو بِبَغْدَادَ، وَفقيهُ المَغْرِبِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ المُرسِي المَالِكِيّ، وَعبدُ الكَرِيْم بن حَمْزَةَ السُّلَمِيّ، وَشيخُ الحنابلة أبو الحسين محمد بن القَاضِي أَبِي يَعْلَى، وَأَبُو عَلِيٍّ مَنْصُوْرُ بنُ الخير المالقي.

المسترشد بالله

4748- المسترشد بالله 1: أمير المؤمنين أبو منصور الفضل بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بأمر الله عبد الله بن محمد بن القَائِم عَبْد اللهِ بن القَادِر القُرَشِيّ الهَاشِمِيّ, العَبَّاسِيّ, البَغْدَادِيّ. مَوْلِدُهُ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ فِي أَيَّامِ جدِّه الْمُقْتَدِي، وَخُطِبَ لَهُ بِوِلاَيَةِ العَهْدِ وَهُوَ يَرْضَعُ، وَضُرِبَتِ السِّكَّةُ باسمِهِ. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ بنِ العَلاَّف، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ بيَان، وَمِنْ مُؤَدِّبه أَبِي البَرَكَات بن السِّيبِي. رَوَى عَنْهُ: وَزِيْرُه عَلِيُّ بنُ طِرَاد، وَحَمْزَةُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بن المُلَقَّب. وَلَهُ خطٌّ بَدِيع، وَنثر صَنِيع، وَنظم جَيِّد، مَعَ دينٍ ورأيٍ، وشهامةٍ وَشجَاعَة، وكان خليقًا للإمامة، قليل النظير.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 54"، والعبر "4/ 75"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 257" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 256"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 86".

قَالَ ابْنُ النَّجَّار: ذكر قُثَم بن طَلْحَةَ الزَّيْنَبِيّ -وَمِنْ خطِّه نَقُلْتُ- أَنَّ المُسْترشد كَانَ يَتنسَّكُ فِي أَوَّل زَمَنه، وَيَلْبَسُ الصُّوف، وَيَتعبَّدُ، وَختم القُرْآن، وَتَفَقَّهَ، لَمْ يَكُنْ فِي الخُلَفَاء مَنْ كَتَب أَحْسَنَ مِنْهُ، وَكَانَ يَسْتَدْرِكُ عَلَى كُتَّابه، وَيُصلِحُ أَغَاليطَ فِي كُتبهِم، وَكَانَ ابْنُ الأَنْبَارِيّ يَقُوْلُ: أَنَا وَرَّاق الإِنشَاء وَمَالِكُ الأَمْر يَتولَّى ذَلِكَ بِنَفْسِهِ الشَّرِيْفَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ ذَا شَهَامَةٍ وَهَيْبَة، وَشجَاعَةٍ وَإِقدَامٍ، وَلَمْ تَزَلْ أَيَّامُه مُكَدَّرَةً بِتَشْوِيشِ المخَالفِيْن، وَكَانَ يَخْرُجُ بِنَفْسِهِ لدفع ذَلِكَ وَمبَاشرته إِلَى أَنْ خَرَجَ، فَكُسِرَ، وَأُسِرَ، ثُمَّ اسْتُشْهِدَ عَلَى يَدِ الملاَحدَة، وَكَانَ قَدْ سَمِعَ الحَدِيْثَ. قَالَ: وَلَهُ نَظْمٌ، ونثرٌ مليح، وَنُبْلُ رَأْي. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عبد المُنْعِم، أَنْبَأَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ طِرَاد، أَخْبَرَنَا المُسْترشِدُ بِاللهِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ بيَان الرَّزَّاز، أَخْبَرْنَا ابْنُ مَخْلَد، أَخْبَرَنَا الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: أَنشدنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ السِبْط حِفْظاً لِلمُسْترشد بِاللهِ: قَالُوا تُقِيْمُ وَقَدْ أَحَا ... طَ بِكَ العَدُوُّ وَلاَ تَفِرُّ فَأَجَبْتُهُمْ المَرْءُ مَا لَمْ ... يَتَّعِظْ بِالوَعْظِ غِرُّ لاَ نِلْتُ خَيراً مَا حَيِيْتُ ... وَلاَ عَدَانِي الدَّهْرَ شَرُّ إِنْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنْ غَيْ ... رَ اللهِ يَنْفَعُ أَوْ يضر وَلَهُ: أَنَا الأَشْقَرُ المَوْعُوْدُ بِي فِي المَلاَحِمِ ... وَمَنْ يَمْلِكُ الدُّنْيَا بِغَيْرِ مُزَاحِمِ سَتَبْلُغُ أَرْضَ الرُّوْمِ خَيْلِي وَتُنْتَضَى ... بِأَقْصَى بِلاَدِ الصِّيْنِ بِيْضُ صَوَارِمِي وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ لَمَّا أُسِرَ مُسْتشهداً: وَلاَ عَجَباً لِلأُسْدِ إِنْ ظَفِرَتْ بِهَا ... كِلاَبُ الأَعَادِي مِنْ فَصِيْحٍ وَأَعْجَمِ فَحَرْبَةُ وَحْشِيٍّ سَقَتْ حَمْزَةَ الرَّدَى ... وَمَوْتُ عَلِيٍّ مِنْ حُسَامِ ابْنِ ملحم قَالَ سَعْدُ الله بنُ نَجَا بن الوَادِي: حَكَى لِي صَدِيْقِي مَنْصُوْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: لَمَّا عَادَ الحَيْصَ بَيْصَ إِلَى بَغْدَادَ، وَكَانَ قَدْ هجَا الخَلِيْفَةَ المُسْترشِد طَالباً لِذِمَامِهِ، فَقَالَ فيه:

ثَنَيْتُ رِكَابِي عَنْ دُبَيْس بنِ مَزْيَدٍ ... مَنَاسِمُهَا مِمَّا تُغِذُّ دَوَامِي فِرَاراً مِنَ اللُّؤْمِ المُظَاهِرِ بِالخَنَا ... وَسُوْءِ ارتحالٍ بَعْدَ سُوْءِ مُقَامِ لِيُخْصِبَ رَبْعِي بَعْدَ طُوْلِ مَحِيْلِهِ ... بِأَبْيَضَ وَضَّاحِ الجَبِيْنِ إِمَامِ فَإِنْ يَشْتَمِلْ طُوْلُ العَمِيْمِ برأفةٍ ... بِلَفْظِ أمانٍ أو بعقد ذمام فَإِنَّ القَوَافِي بِالثَّنَاء فصيحةٌ ... تُنَاضِلُ عَنْ أَنسَابِكُم وَتُحَامِي قَالَ: فَخَرَجَ لفظ الخَلِيْفَة: سُرْعَةُ العفوِ عَنْ كَبِيْر الجُرم اسْتحقَارٌ بِالمعفو عَنْهُ. وَبِخَطِّ قَاضِي المَارستَان قَالَ: حُكِيَ أَنَّ الوَزِيْر عَلِيّ بن طِرَاد أَشَارَ عَلَى المُسْترشد أَنْ يَنْزِلَ فِي مَنْزِل اخْتَاره، وَقَالَ: هُوَ أَصْوَنُ. قَالَ: كُفَّ يَا عَلِيّ، وَاللهِ لأَضربنَّ بسيفِي حَتَّى يَكِلَّ سَاعِدي، وَلأَلْقَيَنَّ الشَّمْسَ بِوَجْهِي حَتَّى يَشْحُبَ لونِي: وَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ ... فَمِنَ العَجْزِ أَنْ تَكُوْنَ جَبَانَا ابْنُ النَّجَّار: أَخْبَرَنَا زَيْنُ الأُمنَاء عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الإِسكَافِي إِمَامِ الوَزِيْرِ، قَالَ: لَمَّا كُنَّا مَعَ المُسْترشد بِبَابِ هَمَذَان، كَانَ مَعَنَا "إِنْسَان يُعْرَفُ بـ" فارس الإِسْلاَم، وَكَانَ يَقْرُبُ مِنْ خدمَةِ الخَلِيْفَة، فَدَخَلَ عَلَى الوَزِيْر ابْن طِرَاد، فَقَالَ: رَأَيْتُ السَّاعَةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَا تَقُوْلُ فِي هَذَا الجَيْش? قَالَ: مَكْسُور مَقْهُور، فَأُرِيْدُ أَنْ تُطَالِعَ الخَلِيْفَة بِهَذَا، فَقَالَ: يَا فَارِسَ الإِسْلاَم، أَنَا أَشرتُ عَلَى الخَلِيْفَة أَنْ لاَ يَخْرُجَ مِنْ بَغْدَادَ، فَقَالَ: يَا عليّ، أَنْتَ عَاجز رُدَّ إِلَى بَيْتك، فَلاَ أُبلِّغُه هَذَا، لَكِن قل لابْنِ طَلْحَةَ صَاحِبِ الْمخزن، فَذَهَبَ إِلَى ابْنِ طَلْحَةَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: لاَ أُنهِي إِلَيْهِ مَا يُتَطَيَّرُ بِهِ، فَاكتب هَذَا إِلَيْهِ وَاعْرِضهَا، وَأَخلِ مَوْضِع مَقْهُور، فَكَتَبتُهَا، وَجِئْت إِلَى السُّرَادِق، فَوَجَدْتُ نَجَا في الدهليز، وقد صَلَّى الخَلِيْفَة الفَجْر، وَبَيْنَ يَدَيْهِ مصحف، وَمقَابلهُ ابْنُ سُكَيْنَة إِمَامُه، فَدَخَلَ نَجَا الخَادِم، فَسَلَّمَ الرُّقعَة إِلَيْهِ، وَأَنَا أَنْظُرُهُ، فَقرَأَهَا غَيْرَ مَرَّةٍ، وَقَالَ: مَنْ كَتَبَ هَذِهِ? فَقَالَ: فَارِسُ الإِسْلاَم، قَالَ: أَحضره، فَجَاءَ، فَقَبَضَ عَلَى يَدي، فَأُرْعِدْتُ، وَقبلتُ الأَرْض، فَقَالَ: وَعليكُم السَّلاَم، ثُمَّ قرَأَ الرقعَة مَرَّات، ثُمَّ قَالَ: مَنْ كَتَبَ هَذِهِ? قُلْتُ: أَنَا، قَالَ: وَيْلَك، لَمْ أَخلَيت مَوْضِعَ الكَلِمَة الأُخْرَى? قُلْتُ: هُوَ مَا رَأَيْتَ يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: وَيْلَك، هَذَا المَنَام أُرِيتُه أَنَا فِي هَذِهِ السَّاعَة، فَقُلْتُ: يَا مَوْلاَنَا، لاَ يَكُوْن أَصدق مِنْ رُؤيَاك، تَرْجِعُ مِنْ حَيْثُ جِئْت، قَالَ: وَيْلَك، وَيُكَذَّبُ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! لاَ وَاللهِ مَا بَقِيَ لَنَا رَجْعَة، وَيَقضِي الله مَا يَشَاء. فَلَمَّا كَانَ اليَوْمُ الثَّانِي أَوِ الثَّالِث، وَقَعَ المَصَافُّ، وَتَم مَا تَمّ، وَكُسِرَ وَأُسِرَ وَقُتِلَ، رحمه الله.

قَالَ ابْنُ نَاصر: خَرَجَ المُسْترشد بِاللهِ سَنَة تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ إِلَى هَمَذَان لِلإِصْلاَح بَيْنَ السّلاَطين، وَاخْتِلاَف الجُنْد، وَكَانَ مَعَهُ جمعٌ كَثِيْر مِنَ الأَترَاك، فَغَدَرَ بِهِ أَكْثَرهُم، وَلَحِقُوا بِمَسْعُوْد بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَلِكْشَاه، ثُمَّ التَقَى الجمعَانِ، فَانْهَزَم جَمعُ المُسْترشد بِاللهِ فِي رَمَضَانَ، وَقُبِضَ عَلَيْهِ، وَعَلَى خوَاصِّه، وَحُمِلُوا إِلَى قَلْعَةٍ هُنَاكَ، فَحُبِسُوا بِهَا، وَبَقِيَ الخَلِيْفَةُ مَعَ السُّلْطَان مَسْعُوْد إِلَى نِصْف ذِي القَعْدَةِ، وَحُمِلَ مَعَهُم إِلَى مرَاغَة، ثُمَّ إِنَّ البَاطِنِيَّة أَلَّفُوا عَلَيْهِ جَمَاعَةً مِنَ الملاَحدَة، وَكَانَ قَدْ أُنْزَل نَاحِيَة مِنَ المعَسْكَر، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَفَتكُوا بِهِ، وبجماعةٍ كَانُوا عَلَى بَاب خَرَكَاهِه، وَقُتِلُوا، وَنُقِلَ، فَدُفِنَ بمراغة، وكان مصرعه يوم الخَمِيْس سَادس عشر ذِي القَعْدَةِ. وَجَاءَ الخَبَرُ يَوْمَ التَّاسع مِنْ مَقْتَله إِلَى بَغْدَادَ، فَكَثُرَ النَّوحُ وَالبُكَاءُ بِهَا، وَعُمِلَ العَزَاءُ. وَقَالَ صَدَقَةُ بنُ الحُسَيْنِ الحَدَّاد: كَانَ قَدْ صَلَّى الظُّهْر، وَهُوَ يَقرَأ فِي المُصْحَف، وَهُوَ صَائِمٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مِنْ شَرْجِ الخَيْمَةِ جَمَاعَةٌ بِالسَّكَاكين، فَقتلُوْهُ، وَوقعت الصيحَةُ، فَقُتِلَ عَلَيْهِ جماعةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، مِنْهُم: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ سُكَيْنَة، وَابْن الخَزرِي، وَخرجُوا مُنْهَزِمِين، فَأُخِذُوا وَقُتِلُوا ثُمَّ أُحْرِقُوا، فَبقيت يَدُ أَحَدِهِم خَارِجَة مِنَ النَّارِ مَضْمُوْمَةً لَمْ تَحْترِقْ، فَفُتِحَتْ، وَإِذَا فِيْهَا شعراتٌ مِنْ لِحْيَتِهِ -صَلَوَاتُ اللهُ عَلَيْهِ- فَأَخَذَهَا السُّلْطَان مَسْعُوْد، وجعلها في تعويذ ذهب، وجلس للعزاء، وجاز الخَادِمُ وَمَعَهُ المُصْحَف، وَعَلَيْهِ الدَّمُ إِلَى السُّلْطَان، وَخَرَجَ أَهْلُ مرَاغَة فِي المُسُوح وَعَلَى وُجُوْهِهِم الرَّمَاد، وَكَانَتْ خِلاَفَتُهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَسِتَّة أَشْهُرٍ. قَالَ قُثَمُ بنُ طَلْحَةَ: كَانَ أَشقرَ أَعْطرَ أَشهلَ، خفِيفَ العَارِضَيْنِ، وَخلَّف مِنَ الذُّكور: مَنْصُوْراً الرَّاشدَ بِاللهِ، وَأَحْمَدَ، وَعَبْدَ اللهِ، وَإِسْحَاقَ -تُوُفِّيَ قَبْلَهُ- وَبِنتَانِ، وَوَزَرَ لَهُ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ صَدَقَة، وَعَلِيّ بن طراد، وأنوشروان. وَقضَاتُهُ: عَلِيُّ بنُ الدَّامغَانِي، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الزينبي. قُلْتُ: بُوْيِع عِنْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، فَكَانَتْ دَوْلَتُهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَسَبْعَة أَشهر، وَعَاشَ سِتّاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، فَقِيْلَ: إِنَّ الَّذِيْنَ فَتكُوا بِهِ جَهَّزَهُم مَسْعُوْد، وَكَانُوا سَبْعَةَ عَشَرَ نَفْساً، فَأُمْسِكُوا، وَقَتَلَهُم السُّلْطَان، وَأَظهر الحزنَ وَالجزعَ. وَقِيْلَ: بَعَثَ السُّلْطَان سَنجر بن مَلِكْشَاه إِلَى ابْنِ أَخِيْهِ مَسْعُوْد يُوَبِّخُهُ عَلَى انتهَاك حُرمَةِ المُسْترشد، وَيَأْمُرُهُ بِرَدِّهِ إِلَى مقرِّ عزِّهِ، وَأَنْ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهِ بِالغَاشيَة، وَيَخضَعَ، فَفَعَل ذَلِكَ ظَاهِراً، وَعَمِلَ عَلَى قتلِهِ، وَقِيْلَ: بَلِ الَّذِي جهَّزَ البَاطِنِيَّة عَلَيْهِ السُّلْطَان سَنجر مِنْ خُرَاسَان، وَفِيْهِ بُعد.

وَقِيْلَ: إِنَّ الشَّاشِيّ عَمِلَ "العُمدَة" فِي الفِقْه لِلمُسْترشد. وَفِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ كَانَ المَصَافُّ بَيْنَ المُسْترشد وَبَيْنَ دُبيس الأَسَدِيّ، وَجذب يَوْمَئِذٍ المُسْترشد سَيْفَه، فَانْهَزَم دُبيس وَتَمَزَّقَ جمعُه, ثُمَّ كَانَتْ بَيْنهُمَا وقعةٌ سَنَة "519"، فَذلَّ دُبيس، وَجَاءَ وَقبَّل الأَرْض، فَلَمْ يُعْطَ أَمَاناً، فَفَرَّ إِلَى السُّلْطَان سَنجر، وَاسْتجَار بِهِ، فَحَبَسَهُ خِدمَةً لِلمُسْترشد، وَصَلَّى المُسْترشدُ بِالنَّاسِ يَوْم الأَضحَى وَخطبهُم، وَنَزَلَ، فَنحر بدنَة بِيَدِهِ. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ: وَصل السُّلْطَانُ مَحْمُوْد، وَحَاصَرَ بَغْدَاد، وَاسْتظهر الخَلِيْفَة. وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ سَارَ المُسْترشد فِي اثني عشر ألف فَارِس، فَحَاصَر المَوْصِلَ ثَمَانِيْنَ يَوْماً، فَبذل لَهُ زنكِي مُتَوَلِّيهَا أَمْوَالاً لِيَرحل، فَأَبَى، ثُمَّ إِنَّهُ ارتحل، وَعظمت هيبتُه فِي النُّفُوْس، وَخضع زنكِي، وَبَعَثَ الْحمل إِلَى المُسْترشد، وَقَدِمَ رَسُوْلُ السُّلْطَان سَنجر، فَأُكْرِمَ، وَنفَّذ المُسْترشد لِسَنجر خِلْعَة السّلطنَة ثُمِّنَتْ بِمائَةِ أَلْفِ دِيْنَار وَعِشْرِيْنَ أَلْف دِيْنَار، وَعرض المُسْترشد جيوشَه فِي هيئَة لَمْ يُعهد مِثْلهَا مِنْ دَهْرٍ طَوِيْلٍ، فَكَانُوا خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفاً. وَفَارق مَسْعُوْدٌ بَغْدَاد عَلَى غضب، وَانضمَّ إِلَيْهِ دُبيس، وَعزمُوا عَلَى أَخْذِ بَغْدَاد، فَطَلبَ المُسْترشدُ زنكِي بن آقسُنْقُر، وَهُوَ مُحَاصر دِمَشْق، وَطلبَ نائب البصرة بكبه، فبيت مسعود لطلائع المُسْترشد، فَانْهَزَمُوا، وَلَكِن خَامَرَ أَرْبَعَة أُمَرَاء إِلَى المُسْترشد، فَأَنْعَمَ عَلَيْهِم بِثَمَانِيْنَ أَلف دِيْنَار، وَسَارَ فِي سَبْعَةِ آلاَف، وَكَانَتِ المَلْحَمَةُ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْع كَمَا ذكرنَا، فَانْهَزَم جَيْشُ الخَلِيْفَة، وَأَسلمُوْهُ، فَأَسره مَسْعُوْدٌ فِي نوعِ احترَام، وَحَاز خِزَانَته، وَكَانَتْ أَرْبَعَة آلاَف أَلف دِيْنَار، وَمجموعُ القَتْلَى خَمْسَة أَنْفُس، وَزوَّر السُّلْطَانُ عَلَى لِسَانِ الخَلِيْفَة كتباً إِلَى بَغْدَادَ بِمَا شَاءَ، وَقَامَت قِيَامَة البغَادِدَة عَلَى خَلِيفتِهِم، وَكَانَ مَحْبُوباً إِلَى الرَّعيَّة جِدّاً، وَبذلُوا السَّيْف فِي أَجنَاد السُّلْطَان، فَقُتِلَ مِنَ العَامَّة مائَة وَخَمْسُوْنَ نَفْساً، وَأَشرفت الرعيَة عَلَى البَلاَء، وَلَمَّا قُتِلَ المُسْترشد، بُوْيِع بالخلافة، ولده الراشد بالله ببغداد.

الراشد بالله

4749- الراشد با لله 1: أمير المؤمنين، أبو جعفر منصور بن المسترشد بالله الفضل بن أحمد العباسي. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْس مائَة فِي رَمَضَانَ. فَقِيْلَ: وُلِدَ بِلاَ مَخْرَجٍ، فَفُتِقَ لَهُ مَخرج بآلةٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَأُمّه أُمُّ وَلد. خُطِبَ لَهُ بِوِلاَيَةِ العَهْد سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَاسْتُخْلِفَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ. وَكَانَ أَبْيَضَ مَلِيحاً، تَامَّ الشّكل، شَدِيد الأَيد، يُقَالَ: إِنَّهُ كَانَ بِدَارِ الخِلاَفَة أَيِّلٌ عَظِيْم اعترضَهُ فِي البُسْتَان، فَأَحجم الخَدَمُ، فَهجم عَلَى الأَيِّل، وَأَمسك بِقَرنَيْهِ وَرَمَاهُ، وَطلب مِنشَاراً، فَقطع قَرنَيْهِ. وَكَانَ حَسَنَ السِّيرَةِ، مُؤثراً لِلْعدل، فَصِيْحاً عذْبَ العِبَارَة، أَديباً شَاعِراً، جَوَاداً، لَمْ تَطُلْ أَيَّامُهُ حَتَّى خَرَجَ إِلَى المَوْصِلِ، ثُمَّ إِلَى أَذْرَبِيْجَان، وَعَاد إِلَى أَصْبَهَانَ، فَأَقَامَ عَلَى بَابِهَا مَعَ السُّلْطَان دَاوُد، مُحَاصراً لَهَا، فَقتلته الملاَحدَةُ هُنَاكَ، وَكَانَ بَعْدَ خُرُوْجه مِنْ بَغْدَادَ مَجِيْءُ السُّلْطَان مَسْعُوْد بن مُحَمَّدِ بنِ مَلِكْشَاه، فَاجتمع بِالأَعيَان، وَخلعُوا الرَّاشِدَ، وَبَايعُوا عَمَّه المقتفِي. قَالَ أَبُو طَالِبٍ بنُ عبد السمِيْع: مِنْ كَلاَم الرَّاشد: إِنَّا نَكْرَهُ الفِتَنَ إِشفَاقاً عَلَى الرَّعِيَّة، وَنُؤْثِرُ العَدْلَ وَالأَمْنَ فِي البَرِيَّة، وَيَأْبَى المقدور إلَّا تَصَعُّبُ الأُمُوْر، وَاختلاَطُ الجُمْهُوْر، فَنَسْأَل الله العَوْنَ عَلَى لَمِّ شَعَثِ النَّاسِ بِإِطفَاءِ نَائِرَةِ البَأْسِ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ البَيْهَقِيّ فِي "وِشَاح دُمِيَة القَصْر": الرَّاشد بِاللهِ أَعْطَاهُ الله مَعَ الخِلاَفَة صورةٌ يُوْسُفِيَّة، وسيرةٌ عُمرِيَّةً. أَنشدنِي رَسُوْلُه لَهُ: زمانٌ قَدِ اسْتَنَّتْ فِصَالُ صُرُوْفِهِ ... وَذَلَّلَ آسَادَ الكِرَامِ لِذِي القَرْعَى أَكُوْلَتُهُ تَشْكُو صُرُوْفَ زَمَانِهِ ... وَلَيْسَ لَهَا مَأْوَى وَلَيْسَ لَهَا مَرْعَى فَيَا قَلْبُ لاَ تَأْسَفْ عَلَيْهِ فَرُبَّمَا ... تَرَى القَوْمَ فِي أَكْنَافِ أَفْنَائِهِ صَرْعَى وَلَهُ قصيدَة طَوِيْلَة مِنْهَا: أُقْسِمُ بِاللهِ وَهلْ خَلِيْفَه ... يَحْنَثُ أَنْ أَقْسَمَ فِي اليَمِيْنِ لاَ تَّزِرَنَّ فِي الحُرُوْبِ صَادِقاً ... لأَكْشِفَ العَارَ الَّذِي يَعْلُوْنِي مُشَمِّراً عَنْ سَاقِ عَزْمِي طَالباً ... ثأْرَ الإِمَامِ الوَالِدِ الأَمِيْنِ عُمْرِيَ عُمْرِي وَالَّذِي قُدِّرَ لِي ... مَا يَنْمَحِي المَكْتُوْبُ عَنْ جَبِيْنِي قَالَ ابْنُ نَاصر: بَقِيَ الأَمْر لِلرَاشِد سَنَة، ثُمَّ دَخَلَ مَسْعُوْد، وَفِي صحبته أصحاب المسترشد

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 76"، والعبر "4/ 89"، وشذرات الذهب "4/ 100".

الوزير علي بن طراد، وصاحب المخزن بن طَلْحَةَ، وَكَاتِبُ الإِنشَاء ابْنُ الأَنْبَارِيّ، وَخَرَجَ الرَّاشِدُ مع غلمان داره طالبًا المَوْصِل صُحْبَة زنكِي، فَأُحْضِرَ القُضَاةُ وَالشُّهُودُ وَالعُلَمَاء عِنْد الوَزِيْر أَبِي القَاسِمِ عَلِيّ، وَكتبُوا محضراً فِيْهِ شهَادَة الْعُدُول بِمَا جرَى مِنَ الرَّاشد مِنَ الظُّلم، وَأَخْذِ الأَمْوَال، وَسَفْكِ الدِّمَاءِ، وشُرب الخَمْر، وَاسْتفتِي الفُقَهَاء فِيْمَنْ فَعل ذَلِكَ، هَلْ تَصِحُّ إِمَامتُهُ? وَهل إِذَا ثَبَتَ فِسقُه بِذَلِكَ يَجوز لسُلْطَان الوَقْت أَنْ يَخلعه وَيستبدل بِهِ? فَأَفْتَوْا بجَوَازِ خلعه، وَالاستبدَال بِهِ، فَوَقَعَ الاختيَارُ مَعَ الغدِ بِحُضُوْر مَسْعُوْد وَأُمرَائِهِ فِي دَارِ الخِلاَفَة عَلَى عَمِّهِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ المُسْتظهر بِاللهِ وَلَقَّبوهُ بِالمُقتفِي، وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ سَنَةً، وَقَدْ وَخطه شيب، وَهُوَ أَسْمَرُ، وَأُمُّه أُمُّ وَلد صَفْرَاء تُدْعَى سِتُّ السَّادَةِ. قَالَ: ثُمَّ بَلَغَنَا أَنَّ الرَّاشد خَرَجَ مِنَ المَوْصِلِ إِلَى بِلاَدِ أَذْرَبِيْجَان إِلَى مُرَاغَةَ، وَكَانَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ، فَصَادرُوا أَهْلَهَا، وَعَاثُوا، ثُمَّ ذهبُوا إِلَى هَمَذَان، فَقتلُوا بِهَا، وَحلقُوا لِحَى جَمَاعَةٍ مِنَ الفُقَهَاء، وَعَتَوْا، وَمَضَوْا إِلَى نوَاحِي أَصْبَهَان، فَانْتهبُوا القُرَى، وَحَاصرُوا البلدَ فِي جَمعٍ مِنْ أَجنَاد دَاوُد بن مَحْمُوْدِ بنِ مُحَمَّدٍ، فَمَرِضَ الرَّاشدُ مرضاً أَشفَى مِنْهُ، بَلَغَنَا أَنَّ جَمَاعَة مِنَ العجم كانوا فراشين فِي خدمته؛ اتَّصَلُوا بِهِ هُنَاكَ؛ دَخَلُوا خَرَكَاهَهُ فِي السَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثلاثين، فقتلوه بِالسَّكَاكين، وَقُتِلُوا بَعْدَهُ كُلُّهُم. وَقِيْلَ: كَانَ قَدْ سُقِيَ سُمّاً، ثُمَّ دُفِنَ بِالمَدِيْنَةِ العَتِيْقَة فِي حُجْرَة مِنْ بِنَاء نِظَام الْملك، وَجَاءَ الخَبَرُ إِلَى عَمِّه المقتفِي، فَعقدُوا لَهُ العزَاء يَوْماً وَاحِداً. وَقَالَ عبدُ الجَلِيْل كوتَاه: دُفِنَ بِجنب الجَامِع بِمدينَة أَصْبَهَان. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: زُرتُ قَبْره بِجيَّ، وَهُوَ خشب مَنْقُوْش، وَعَلَيْهِ ستر أَسودُ، فِيْهِ كتابةٌ مِنْ إِبرِيسَم، وَلَهُ فَرَّاشُوْنَ وَخَدَمٌ، وَعَقِبُه باقٍ إِلَى آخِرِ سَنَةِ سِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ الرَّاشدُ، بَعَثَ إِلَيْهِ السُّلْطَانُ مَسْعُوْد يَتعنَّتُه، وَيطلُب مِنْهُ ذهباً كَثِيْراً، ثُمَّ قَدِمَ الأَتَابِكُ زنكِي وَغَيْرُهُ، فَحسَّنُوا لَهُ القِتَالَ لِمَسْعُوْدٍ، وَكَانَ شُجَاعاً، فَخَافُوهُ، ثُمَّ تَغَيَّر عَلَيْهِ زنكِي فَقَدِمَ الْملك دَاوُدُ بنُ مَحْمُوْدٍ إِلَى الرَّاشد، وَقصدُوا السُّلْطَان مسعُوْداً، فَسَارَ مسعودٌ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، فَنَازل بَغْدَاد يُحَاصِرُهَا، وَنهب عسكره واسطًا والنعمانية، وتملك بغداد. وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَخرج خطَّ الرَّاشد يَقُوْلُ: إِنِّيْ مَتَى عَسْكَرتُ أَوْ خَرَجتُ، انعزلتُ، وَبَالَغَ عَلِيّ بن طِرَاد الوَزِيْر فِي ذَمِّ الرَّاشد، وَخوَّف القُضَاة مِنْ غَائِلته وَمِنْ جَوْرِه، فَحكم القَاضِي ابْنُ الكَرْخِيّ بِخلعه، وَعَاشَ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ الله وسامحه.

حمزة بن هبة الله، تاج الملوك

حمزة بن هبة الله، تاج الملوك: 4750- حَمْزَةُ بنُ هِبَةِ اللهِ 1: ابْنِ مُحَدِّثِ نَيْسَابُوْرَ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ بنِ دَاوُدَ العَلَوِيّ, الحُسَيْنِيّ، النَّيْسَابُوْرِيّ، شيخٌ حُسْنُ السِّيْرَةِ، تَفَرَّد بِأَشيَاءَ. سَمِعَ: ابْنَ مَسْرُوْرٍ، وَعبدَ الغَافِر الفَارِسِيّ، وَعبدَ الرَّحْمَن بن مُحَمَّدٍ الأَنْمَاطِيّ صَاحِب الإِسْمَاعِيْلِي، وَمُحَمَّدَ بنَ الفَضْلِ النَّسوِي، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ زَيدياً. قَالَ السَّمْعَانِيّ: حَدَّثَنَا عَنْهُ جماعةٌ، عَاشَ سِتّاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، تُوُفِّيَ: فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وخمس مائة. 4751- تاج الملوك 2: صاحب دمشق، تاج الملوك، بوري بن صاحب دمشق الأتابك طُغْتِكِين، مَوْلَى السُّلْطَان تُتُشَ السَّلجوقِي. تَمَلَّك بَعْدَ أَبِيْهِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ، وَكَانَ ذَا حلمٍ وكرمٍ، لَهُ أَثرٌ كَبِيْر فِي قتل وَزِيْرِهِ وَالإِسْمَاعِيْليَّة. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَلابْنِ الخَيَّاط فِيْهِ مدَائِح فِي "دِيْوَانه"، وَقَدْ وَزر لَهُ أَيْضاً أَبُو الذواد ابن الصوفي، ثم كريم الملك بن عَمِّ المزدقَانِي. وَلَمَّا علم ابْنُ صَبَّاح صَاحِبُ الأَلمَوت بِمَا جرَى عَلَى أَشيَاعه الإِسْمَاعِيْليَّة بِدِمَشْقَ، تَنمَّر، وَنَدَبَ طَائِفَة لِقتل تَاج المُلُوْك، فَعيَّن اثْنَيْنِ بشربوشين فِي زِيِّ الجُنْد، ثُمَّ قدمَا، فَاجتمعَا بناسٍ مِنْهُم أجنادٌ، وَتَحَيَّلا عَلَى أَنَّ صَارَا مِنَ السَّلحدَانَة، وَضمنوهُمَا، ثُمَّ وَثبا عَلَيْهِ, فقتلاه. قال أبو يعلى القلاَنسِي: وَثبُوا عَلَيْهِ فِي خَامِس جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ، فَضَرَبَه الوَاحِدُ بِالسَّيْف قَصَدَ رَأْسَهُ، فَجرحه فِي رقبته جرحاً سليماً، وَضَرَبَه الآخرُ بِسكين فِي خَاصِرته، فَمرَّت بَيْنَ الجلدِ وَاللَّحْم. قُلْتُ: كَانَ تَعلَّل مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي رَجَب سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَحلفُوا بَعْدَهُ لوَلَده شَمْس المُلُوْك إِسْمَاعِيْل. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: وَصَّى بِالأَمْرِ لإِسْمَاعِيْلَ، وَوصَّى بِبَعْلَبَكَّ لاِبْنِهِ مُحَمَّدٍ. وَقِيْلَ: كَانَ عَجَباً فِي الجهاد، لا يفتر عن غَزوِ الفِرَنْج، وَلَوْ كَانَ لَهُ عَسْكَرٌ كَثِيْر، لاستأصل الفرنج.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 13". 2 ترجمته في العبر "4/ 69"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 249"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 78".

شمس الملوك

4752- شمس الملوك 1: صَاحِبُ دِمَشْق، شَمْسُ المُلُوْكِ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ بُورِي بن الأَتَابَك طُغْتِكِين التُّركِي. تَملَّك بَعْدَ أَبِيْهِ فِي رَجَب سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ، وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً، شَهْماً مِقْدَاماً كآبَائِهِ، لَكنَّه جبارٌ عَسُوْف. استنقذَ بَانِيَاس مِنَ الفِرَنْج فِي يَوْمَيْن، وَكَانَتِ الإِسْمَاعِيْليَّةُ بَاعوهَا لَهُم مِنْ سَبْع سِنِيْنَ، وَسَعَّرَ بلادَهم، وَأَوطَأَهُم ذُلاًّ، ثُمَّ سَارَ، فَحَاصَر أَخَاهُ بِبَعْلَبَكَّ، وَنَازل حَمَاة، وَهِيَ لِلأَتَابك زنكِي، وَأَخَذَهَا لَمَّا سَمِعَ بِأَنَّ المُسْترشد يُحَاصِرُ المَوْصِل، وَصَادَرَ الأَغنِيَاءَ وَالدَّوَاوِيْن، وَظَلَمَ وَعتَا، ثُمَّ بدَا لَهُ، فَكَاتَبَ الأَتَابَك زنكِي لِيسلم إِلَيْهِ دِمَشْق، فَخَافته أُمُّه زُمُرُّد وَالأُمَرَاء، فَهيَّأَت أُمُّهُ مَنْ قَتَلَهُ، لأَنَّه تَهدَّدهَا لَمَّا نَصَحته بِالقتل، وَكَانَتِ الفِرَنْجُ تخَافُه لمَا هزمهُم، وَبَيَّتهُم، وَشنَّ الغَارَة عَلَى بلادِهِم، وعثرهم، وَكَانَ قَدْ تسودَن وَتَخيَّل مِنْ أُمَرَائِهِ، وَأَخَذَ يُحَوِّل أَمْوَاله إِلَى قَلْعَة صَرْخَدَ. قَالَ ابْنُ القلاَنسِي: بَالغ فِي الظُّلْمِ، وَصَادر وَعذَّب، وَلَمَّا علم بِأَنَّ زنكِي عَلَى قصدِ دِمَشْق، بَعَثَ يَسْتَحِثُّه ليُعْطِيَه إِيَّاهَا لِهذيَانٍ تَخَيَّلَهُ، وَيَقُوْلُ: إِنْ لَمْ تجِئ، سلَّمتُهَا إِلَى الفِرَنْج، كتب هَذَا بِيَدِهِ، فَأَشفق النَّاسُ، فَحَمَلَ صفوَةَ المُلْكِ دِينُهَا عَلَى حسمِ الدَّاءِ، فَأَهْلكته، وَكَثُرَ الدُّعَاءُ لَهَا. قُتِلَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَتَملَّكَ بَعْدَهُ أَخُوْهُ مَحْمُوْد، ثُمَّ تَزَوَّجت أُمّه بصَاحِب حلب زنكي.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 77"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 255"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 90".

ابن الأكفاني، ابن يربوع

ابن الأكفاني، ابن يربوع: ابن الأكفاني 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُفَنَّنُ المُحَدِّثُ الأَمِيْنُ، مفِيدُ الشَّام، أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة اللهِ بن عَلِيِّ بنِ فارس الأنصاري الدِّمَشْقِيّ المُعَدَّل، المَعْرُوف بِابْنِ الأَكْفَانِي. وُلِدَ سَنَةَ "444". وَسَمِعَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِ سِنِيْنَ، وَبعد ذَلِكَ مِنْ: وَالِده، وَأَبِي القَاسِمِ الحِنَّائِي، وَأَبِي الحُسَيْنِ مُحَمَّد بنِ مَكِّيٍّ، وَعبد الدَّائِم بن الحَسَنِ الهِلاَلِي، وَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب، وَعَبْدِ العَزِيْزِ الكَتَّانِي، وَلاَزمه مُدَّةً، وَأَبِي نَصْرٍ بن طَلاب، وَأَبِي الحسن بن أَبِي الْحَدِيد، وَطَاهِرِ بن أَحْمَدَ القَاينِي، وَعَبْد الجَبَّارِ بن بُرزَة الوَاعِظ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، وَكَانَ أَبُوْهُ قَدْ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الطُّبيز. حَدَّثَ عنه: غيث الأرمنازي، وأبو بكر بن العربِي، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَخُوْهُ الصَّائِن، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ النَّجَّار، وَإِسْمَاعِيْل بن عَلِيٍّ الجَنْزَوِي، وَأَبُو طَاهِرٍ الخُشُوْعِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: سَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْر، وَكَانَ ثِقَةً, ثَبْتاً, متيقظاً، معْنِيّاً بِالحَدِيْثِ وَجَمْعِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ عَسِراً فِي التَّحْدِيْث، وَتَفَقَّهَ عَلَى القَاضِي المَرْوَزِيّ مُدَّةً، وَكَانَ يَنظُر فِي الوُقُوْف، وَيُزَكِّي الشُّهُود. وَقَالَ السِّلَفِيّ: هُوَ حافظٌ مُكْثِرٌ ثِقَةٌ، كَانَ تاريخ الشام، كتب الكثير. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر: مَاتَ الأَمِيْنُ فِي سَادس المُحَرَّم سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، رَحِمَهُ الله. 4754- ابن يَرْبُوع 2: الأُسْتَاذُ الحَافِظُ، المُجَوِّدُ الحُجَّةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ سُلَيْمَانَ، بنِ يَرْبُوْعٍ الشَّنْترِينِي، ثُمَّ الإِشْبِيلِيُّ، نَزِيْلُ قُرْطُبَة.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 63"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 235"، وشذرات الذهب "4/ 73". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 293"، والعبر "4/ 51"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1071"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 66".

سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ مَنْظُوْر "صَحِيْح البُخَارِيِّ"، وَمِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ خَزْرَج، وَحَاتِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَأَبِي مَرْوَانَ بنِ سِرَاجٍ، وأبي علي الغساني، وعدة. وأجاز له العَبَّاسِ بنُ دِلْهَاث. رَوَى عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَال، وَقَالَ: كَانَ حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ وَعِلله، عَارِفاً برِجَالِهِ، وَبَالجرحِ وَالتَّعديل، ضَابطاً ثِقَةً، كتبَ الكَثِيْر، وَصَحِبَ أَبَا عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ، وَاختصَّ بِهِ، وَكَانَ أَبُو عَلِيٍّ يُفَضِّلُهُ، وَيَصِفُهُ بِالمَعْرِفَة وَالذَّكَاء. إِلَى أَنْ قَالَ: صَنَّفَ كِتَاب "الإِقليد فِي بيان الأسانيد"، وكتاب "تَاج الحليَة وَسرَاج البُغيَة فِي مَعْرِفَة أَسَانِيْد المُوَطَّأ"، وَكِتَاب "البيَان عَمَّا فِي كِتَاب أَبِي نَصْرٍ الكَلاَبَاذِي مِنَ النُّقصَان"، وَكِتَاب "المنهَاج فِي رِجَال مُسْلِم"، سَمِعْتُ مِنْهُ مَجَالِسَ، وَتُوُفِّيَ: فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ ثَمَان وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ: وَزِيْرُ العِرَاقِ جلال الدِّين أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ صَدَقَة وَزِيْر المُسْترشد، وَصَاحِب دِمَشْق الأَتَابك طُغْتِكِين ظهيرُ الدِّين وَالِدُ تَاجِ المُلُوْك بُورِي، وَالمُسْنِدُ أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الكُرَاعِي بِمَرْوَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَهْلٍ النَّيْسَابُوْرِيّ المَسْجِدِي.

العبدري

4755- العَبْدَرِي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الحَافِظُ النَّاقِدُ الأَوحدُ، أَبُو عَامِرٍ مُحَمَّد بن سعدُوْنَ بن مُرَجَّى بن سَعدُوْنَ القُرَشِيّ العَبْدَرِي، المَيُوْرقِي, المَغْرِبِيّ, الظَّاهِرِي، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. مَوْلِدُهُ بِقُرْطُبَة، وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، لَوْلاَ تجسيم فيه، نسأل الله السلامة. سَمِعَ مِنْ: مَالِك البَانِيَاسِيّ، وَرزق الله التَّمِيْمِيّ، وَيَحْيَى السِّيبِي، وَطِرَاد الزَّيْنَبِيّ، وَنَصْر بن البَطِرِ، وَالحُمَيْدِيّ، وَابْن خَيْرُوْنَ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو المُعَمَّر، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَيَحْيَى بن بوش، وَأَبُو الفَتْحِ المَنْدَائِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ العربِي فِي "مُعْجَمه": أَبُو عَامِرٍ العبدرِي هُوَ أَنبلُ مَنْ لَقِيْتُهُ. وَقَالَ ابْنُ نَاصر: كَانَ فَهماً عَالِماً، متعففاً مَعَ فَقره، وَيَذْهَب إلى أن المناولة كالسماع.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 564"، والمنتظم لابن الجوزي "10/ 19"، والعبر "4/ 57"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1072"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 70".

وَقَالَ السِّلَفِيّ: هُوَ مِنْ أَعيَان عُلَمَاءِ الإِسْلاَم بِمدينَة السَّلاَم، متصرِّف فِي فُنُوْن مِنَ العِلْمِ أَدباً وَنحواً، وَمَعْرِفَةً بِالأَنسَابِ، وَكَانَ دَاوُودِيَّ المَذْهَبِ، قُرَشِيَّ النَّسَبِ، كتب عَنِّي، وَكَتَبتُ عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ البندنِيجِي أَنَّ الحَافِظَ ابْنَ نَاصرٍ لَمَّا دَفَنُوا العبدري، قال: خلاَ لَكِ الجَوُّ فَبِيضِي وَاصفِرِي. مَاتَ أَبُو عَامِرٍ حَافظُ حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنْ شَاءَ، فَلْيَقُلْ مَا شَاءَ. وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ العَبْدَرِيُّ أَحْفَظَ شَيْخٍ لَقِيْتُهُ، وَكَانَ فَقِيْهاً دَاوودياً، ذكر أَنَّهُ دَخَلَ دِمَشْق فِي حَيَاة أَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ، وَسَمِعتُهُ وَقَدْ ذُكِرَ مَالِك، فَقَالَ: جِلْفٌ جَاف، ضَرَبَ هِشَامَ بنَ عَمَّارٍ بِالدُّرَّة، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ "الأَمْوَال" لأَبِي عُبَيْدٍ, فَقَالَ _ وَقَدْ مرَّ قَوْلٌ لأَبِي عُبَيْدٍ: مَا كَانَ إلَّا حِمَاراً مُغَفَّلاً، لاَ يَعرِفُ الفِقْه. وَقِيْلَ لِي عَنْهُ: إِنَّهُ قَالَ فِي إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيّ: أَعْوَرُ سوء، فَاجتَمَعْنَا يَوْماً عِنْد ابْن السَّمَرْقَنْدي فِي قِرَاءة كِتَاب "الكَامِل"، فَجَاءَ فِيْهِ: وَقَالَ السَّعْدِيُّ كَذَا، فَقَالَ: يَكْذِبُ ابْنُ عَدِيٍّ، إِنَّمَا ذَا قَوْلُ إِبْرَاهِيْم الجَوْزَجَانِيّ، فَقُلْتُ لَهُ: فَهُوَ السَّعْدِيّ، فَإِلَى كَمْ نحتمِلُ مِنْكَ سوءَ الأَدَب، تَقُوْلُ فِي إِبْرَاهِيْمَ كَذَا وَكَذَا، وَتَقُوْلُ فِي مَالِكٍ جَاف، وَتَقُوْلُ فِي أَبِي عُبَيْدٍ?! فَغَضِبَ وَأَخَذته الرِّعدَة، وَقَالَ: كَانَ ابْنُ الخَاضبَة وَالبَرَدَانِي وَغَيْرهُمَا يَخَافُونِي، فآلَ الأَمْرُ إِلَى أَنْ تَقُوْلُ فِيَّ هَذَا?! فَقَالَ لَهُ ابْنُ السَّمَرْقَنْدي: هَذَا بِذَاكَ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا نَحْتَرِمُكَ مَا احترمتَ الأَئِمَّة، فَقَالَ: وَاللهِ لَقَدْ علمتُ مِنْ علم الحَدِيْث مَا لم يَعلمه غَيْرِي مِمَّنْ تَقدَّم، وَإِنِّيْ لأَعْلَمُ مِنْ صحيح البخاري ومسلم مَا لَمْ يَعلمَاهُ، فَقُلْتُ مُسْتهزئاً: فَعلمُك إِلهَامٌ إِذاً، وَهَاجرتُهُ، وَكَانَ سَيِّئَ الاعتقَادِ، يَعتقِدُ مِنْ أَحَادِيْث الصِّفَات ظَاهِرهَا، بَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لي فِي سُوْقِ بَاب الأَزَجِ: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القَلَمُ: 42] ، فَضَرَبَ عَلَى سَاقِهِ، وَقَالَ: سَاقٌ كَسَاقِي هَذِهِ. وَبَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أَهْلُ البِدَعِ يَحْتَجُّوْنَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشُّوْرَى: 11] ، أَي: فِي الإِلَهيَّةِ، فَأَمَّا فِي الصُّوْرَة، فَهُوَ مِثْلِي وَمِثْلُكَ، قَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} [الأَحزَاب: 32] ، أَي: فِي الحرمَة. وَسَأَلتُه يَوْماً عَنْ أَحَادِيْثِ الصِّفَاتِ، فَقَالَ: اخْتلف النَّاسُ فِيْهَا، فَمنهُم مَنْ تَأَوَّلَهَا، وَمِنْهُم مَنْ أَمْسَكَ، وَمِنْهُم مِنِ اعتَقَدَ ظَاهِرَهَا، وَمَذْهَبِي أَحَدُ هَذِهِ المَذَاهِب الثَّلاَثَةِ، وَكَانَ يُفْتِي عَلَى مَذْهَبِ دَاوُدَ، فَبَلَغَنِي أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ وُجُوبِ الْغسْل عَلَى مَنْ جَامَعَ وَلَمْ يُنْزِلْ، فَقَالَ: لاَ غُسلَ عَلَيْهِ، الآنَ فَعَلتُ ذَا بِأُمِّ أَبِي بَكْرٍ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ بَشِعَ الصُّوْرَةِ زرِيَّ اللّباس. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: هُوَ حَافظ مبرز فِي صنعَةِ الحَدِيْث، سَمِعَ الكَثِيْر، وَنسخ بخطِّه وَإِلَى آخر عُمُرِهِ، وَكَانَ يَنسخ وَقت السَّمَاع. وَقَالَ ابْنُ نَاصر: فِيْهِ تسَاهُلٌ فِي السَّمَاع، يَتحدَّث وَلاَ يُصْغِي، وَيَقُوْلُ: يكفِيْنِي حُضُوْرُ المَجْلِسِ، وَمَذْهَبُهُ فِي القُرْآنِ مَذْهَبُ سُوءٍ. مَاتَ: فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ, سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: مَا ثَبَتَ عَنْهُ مَا قِيْلَ مِنَ التَّشبيه، وإن صح، فبعدًا له وسحقًا.

الرازي

4756- الرَّازِي 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، المُعَمَّرُ الثِّقَةُ، مُسْنِدُ الإِسْكَنْدَرِيَّة وَمِصْر، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن أَحْمَدَ الرَّازِيّ، ثُمَّ المِصْرِيّ, الشُّروطِي المُعَدَّل، المَعْرُوف بِابْنِ الحطَاب الَّذِي يَقُوْلُ فِيْهِ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ فِيمَا نَقلتُهُ مِنْ خطِّه: لَمْ يَكُ فِي وَقته فِي الدُّنْيَا مَنْ يدانيه في علو الإسناد. قُلْتُ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَاعْتَنَى بِهِ وَالِدُهُ المُحَدِّثُ أَبُو العَبَّاسِ، فَسَمَّعَهُ الكَثِيْرَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ، وَبعْدَهَا سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ بنَ حِمِّصَة رَاوِي مَجْلِس البِطَاقَة، وَعَلِيّ بن رَبِيْعَةَ، وَعَلِيّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الطَّفَّالُ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ الفَتْح الحكيمِي، وَأَبَا الفَضْل السَّعْدِيّ، وَتَاجُ الأَئِمَّة أَحْمَدَ بن عَلِيِّ بنِ هَاشِم، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ بنِ سعدُوْنَ، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ بنِ التَّرْجُمَان، وَعدد شُيُوْخه سَبْعَة وَأَرْبَعُوْنَ، خَرَّج لَهُ عَنْهُم أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَخَرَّج لَهُ أَيْضاً السُّدَاسيَات، وَرَوَى عَنْهُ هُوَ وَيَحْيَى بن سعدُوْنَ القُرْطُبِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ العُثْمَانِيّ، وَعبد الوَاحِد بن عَسْكَر، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَضْرَمِيُّ، وأبو طالب محمد بن المُسَلَّمِ، وَإِسْمَاعِيْلُ بن عَوْفٍ الفَقِيْه، وَإِسْمَاعِيْلُ بن يَاسينَ، وَعبدُ الرَّحْمَن بن مُوْقَا، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي سَادس جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ إِحْدَى وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو السعُوْد أَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ المُجْلِي -بِجِيمٍ سَاكنَةٍ- وَالخَطِيْب أَبُو نَصْرٍ أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي بِالمَوْصِلِ، وَمُدَرِّس النِّظَامِيَة أَبُو عَلِيٍّ الحَسَن بن سَلْمَانَ بن الفَتَى، وَالشَّيْخ القُدْوَة حَمَّادُ بن مُسْلِمٍ الدَّبَّاس، وَطَبِيْبُ الأَنْدَلُس أَبُو العَلاَءِ زُهْرُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ زُهر الإِشبيلِي، وَأَبُو غالب محمد بن الحسن الماوردي، وَالسُّلْطَان مَحْمُوْدُ بن مُحَمَّدِ بنِ مَلِكْشَاه، وَأَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ، وَيَحْيَى بن المشرف المصري التمار.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 65"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 247"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 75".

ابن أبي ذر، ابن ملوك

ابن أبي ذر، ابن ملوك: 4757- ابن أبي ذر 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ وَقته، أَبُو بَكْرٍ محمد بن علي بن الشَّيْخِ أَبِي ذَرٍّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ الصَّالْحَانِي, الأَصْبَهَانِيّ. وَالصَّالْحَان: مَحلَّة مَشْهُوْرَة. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي طَاهِر بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَخَلَفُ بنُ أَحْمَدَ، وَتَمِيمُ بن أَبِي الفُتُوْح المُقْرِئ، وَسَعِيْدُ بن رَوْحٍ الصَّالحَانِي، وَعُبيدُ الله بن أَبِي نَصْرٍ اللَّفْتُوَانِي، وَمُحَمَّد بن أَبِي عَاصِمٍ بنِ زَيْنَة، وَمُحَمَّد بن أَبِي نَصْرٍ الحَدَّاد الضّرِير، وَزَاهِر بن أَحْمَدَ الثَّقَفِيّ، وَالمُخْلص مُحَمَّد بن الفَاخر، وَأَبُو مُسْلِمٍ بن الإِخْوَة، وَإِدْرِيْس بن مُحَمَّدٍ العَطَّار، وَمَحْمُوْد بن أَحْمَدَ المُضَرِيّ، وَعينُ الشَّمْس بِنْت أَحْمَد الثقفِيَة، وَعِدَّة. مَاتَ فِي ثَانِي جُمَادَى الآخِرَةِ, سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ, عَنِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ سنة. 4758- ابن مُلوك 2: الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ، أَبُو الموَاهِب أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُلُوْك البَغْدَادِيّ الوَرَّاق، شَيْخٌ خَيِّر، صَحِيْحُ السَّمَاع. سَمِعَ: القَاضِي أَبَا الطَّيِّب الطَّبَرِيّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَعبدُ الخَالِق بن هِبَةِ اللهِ البُنْدَار، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَجَمَاعَة، عِنْدَهُ "جُزْء الغِطْرِيْفِيّ". تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ خَمْسٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّار: تُوُفِّيَ سنة أربع.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 13"، والعبر "4/ 83"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 96". 2 ترجمته في العبر "4/ 64"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 73".

ابن عطية، ابنه عبد الحق بن أبي بكر

ابن عطية، ابنه عبد الحق بن أبي بكر: 4759- ابن عطية 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، النَّاقِدُ المُجَوِّدُ، أَبُو بَكْرٍ غَالِبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَالِب بن تَمَّام بن عطية المحاربي الأندلسي، الغرناطي المالكي. رَوَى عَنْ أَبِيْهِ، وَالحَسَن بن عُبيد الله الحَضْرَمِيّ، وَمُحَمَّد بن حَارِث، وَمُحَمَّد بن أَبِي غَالِبٍ القروِي، وَرَأَى ابْنَ عَبْد البَرِّ، وَحَجَّ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ، فَسَمِعَ عِيْسَى بنَ أَبِي ذَرٍّ، وَالحُسَيْنَ بن عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ، وَأَبَا الفَضْل الجَوْهَرِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُعَاذٍ التَّمِيْمِيّ المهدوِي. رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ صَاحِب التَّفْسِيْر الكَبِيْر. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ وَطُرُقِهِ وَعِلَلِهِ، عَارِفاً بِالرِّجَال، ذَاكِراً لِمُتُونِهِ وَمَعَانِيهِ، قَرَأْتُ بِخَطِّ بَعْضِ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ سَمِعَهُ يذكر أَنَّهُ كرَّرَ عَلَى "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" سَبْعَ مائَة مرَّة. قَالَ: وَكَانَ أَديباً شَاعِراً لُغَويّاً، دَيِّناً فَاضِلاً، أَكْثَرَ النَّاسُ عَنْهُ، وَكُفَّ بَصَرُه فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَكَتَبَ إلينا بإجازة ما رواه. مولده سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ: فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَلَهُ سَبْعٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ. 4760- ابْنُهُ عبد الحق بن أبي بكر 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ المفسِّرِيْنَ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحق بن الحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ غَالِب بن عَطِيَّةَ المُحَارِبِيّ الغرناطي. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَنِ الحَافِظ أَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ، وَمُحَمَّد بن الفَرَجِ مَوْلَى ابْنِ الطَّلاَّع، وَأَبِي الحُسَيْنِ يَحْيَى بن أَبِي زَيْدٍ المُقْرِئ بن البيَاز، وَعِدَّة. وَكَانَ إِمَاماً فِي الفِقْه، وَفِي التَّفْسِيْر، وَفِي العَرَبِيَّة، قوِيَّ المشَاركَة، ذكيّاً فَطِناً مدركًا، من أوعية العلم.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 457"، والعبر "4/ 43"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1069"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 59". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 386" وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 73".

مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، اعْتَنَى بِهِ وَالِده، وَلحق بِهِ الكِبَار، وَطَلَبَ العِلْمَ وَهُوَ مُرَاهِق، وَكَانَ يَتوَقَّدُ ذكَاءً، وَلِيَ قَضَاءَ المرِيَّة فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَوْلاَدُهُ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ حُبَيْش الحَافِظ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عُبيدِ الله، وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ مَضَاء، وَعبدُ المُنْعِم بن الْفرس، وَأَبُو جَعْفَرٍ بن حَكم، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ بِحصن لُوْرقَة, فِي الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شهرِ رَمَضَانَ، سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ الحَافِظُ خَلَف بن بَشْكُوَال: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقَالَ: كَانَ وَاسِعَ المَعْرِفَة، قَوِيَّ الأَدَبِ، مُتَفَنِّناً فِي العُلُوْمِ، أَخَذَ النَّاسُ عَنْهُ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

أبو غالب الماوردي

4761- أبو غالب الماوردي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بن الحَسَنِ التَّمِيْمِيُّ البَصْرِيُّ المَاوردي. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ بن النَّقُّوْرِ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ الأَنْمَاطِيّ، وَعَبْدَ اللهِ بن الخَلاَّل، وَعِدَّةً بِبَغْدَادَ، وَأَبَا عَمْرٍو بن مَنْدَه، وَمَحْمُوْدَ بن جَعْفَرٍ، وَعِدَّةً بِأَصْبَهَانَ، وَمُحَمَّد بن المَنْثُوْر الجُهَنِيّ، وَأَبَا الفَرَجِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ علاَّن بِالكُوْفَةِ، وَأَبَا عَلِيٍّ التُّسْتَرِيّ، وَعَبْدَ الْملك بن شَغَبَة بِالبَصْرَةِ. وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً عَالِماً، يَنسَخُ لِلنَّاسِ بالأجرة. حدث عنه أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو الفَرَجِ بنُ الجَوْزِيِّ، وَيَحْيَى بن بَوش، وَعَبْد الوَهَّابِ بن سُكَيْنَة. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: نسخ بخطِّه الكَثِيْرَ، وَكَانَ صَالِحاً، مَاتَ فِي رَمَضَانَ, سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ: وَرُئِي فِي المَنَامِ، فَقَالَ: غَفَرَ اللهُ لِي بِبَرَكَات الحَدِيْثِ، وَأَعْطَانِي جَمِيْع مَا أَمَّلْتُهُ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ ثِقَةً صَالِحاً عَفِيْفاً، حدث بالكثير.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 23"، واللباب لابن الأثير "3/ 156"، والعبر "4/ 65"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 75".

صاعد بن سيار، ابن صاعد، طاهر بن سهل

صاعد بن سيار، ابن صاعد، طاهر بن سهل: 4762- صاعد بن سَيَّار 1: ابن محمد بن عبد الله، المُحَدِّثُ الحَافِظُ، أَبُو العَلاَءِ الإِسْحَاقِي، الهَرَوِيّ, الدَّهَان. حَجَّ وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي عَاصِمٍ، وَأَبِي عَامِرٍ الأَزْدِيّ، وَشَيخِ الإِسْلاَمِ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ، وَعَلِيَّ بن فَضَالٍ النَّحْوِيَّ، وَعِدَّة. قرَأَ عَلَيْهِ ابْنُ نَاصر "جَامِع أَبِي عِيْسَى"، فَسَمِعَهُ مِنْهُ أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ المُنْعِم بن كُلَيْبٍ وَغَيْرهُ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ حَافِظاً مُتْقِناً، وَاسِعَ الرِّوَايَةِ، كتب الكَثِيْرَ، وَجَمَعَ الأَبْوَاب، وَعرفَ الرِّجَال، حَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُ نَاصر، وَأَبُو العَلاَءِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل، وَأَبُو المُعَمَّرِ الأَنْصَارِيّ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ الحَافِظُ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، مَاتَ بقَرْيَة غُورَج بِقُرْبِ هَرَاة, فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائة كهلًا، رحمه الله. 4763- ابنُ صاعد 2: قَاضِي نَيْسَابُوْر، وَصدرُهَا وَكَبِيْرُهَا، أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بن القَاضِي أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ الصَّاعدي. سَمِعَ: أَبَاهُ وَعَمَّه يَحْيَى، وَعُمَرَ بنَ مَسْرُوْر، وَأَبَا عُثْمَانَ الصَّابونِي، وَعَبْد الغَافِرِ بن مُحَمَّد. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ، فَرَوَى عَنْهُ ابْنُ نَاصر، وَغَيْرُهُ، وَابْن السَّمْعَانِيّ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ بِضْع وَثَمَانِيْنَ سنة. 4764- طاهر بن سهل 3: ابن بِشْرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ، الشَّيْخُ الكَبِيْرُ، المُسْنِدُ أَبُو مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايينِي، ثُمَّ الدِّمَشْقِيّ الصَّائِغ. سَمَّعَهُ أَبُوْهُ المُحَدِّثُ أَبُو الفَرَجِ مِنْ أَبِي القَاسِمِ الحِنَائِي، وَعبدِ الدَّائِم الهِلاَلِي، وَأَبِي الحُسَيْنِ مُحَمَّد بن مَكِّيّ الأَزْدِيّ، وَالحَافِظ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب، وَأَحْمَد بن عبد الوَاحِد بن أَبِي الْحَدِيد، وَعَبْد العَزِيْزِ بن أَحْمَدَ الكتَانِي، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الحَافِظُ، وَالخُشُوْعِيّ, وَعبدُ الرَّحْمَن بن عَلِيٍّ الخرقِي، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ نيفٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، فَإِنَّهُ وُلِدَ عَامَ خَمْسِيْنَ، غَمَزَه ابْنُ عَسَاكِرَ، وَقَالَ: كَانَ شَيْخاً عَسِراً، مَعَ جَهله بِالحَدِيْثِ، وَعدم ثِقَته، حكَّ اسمَ أَخِيْهِ مِنْ كِتَاب "الشِّهَابِ" لِلْقضَاعِي، وَأَثْبَت بدلَه اسْم نَفْسه.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 223"، واللباب لابن الأثير "1/ 52"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 262"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1070"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 61". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 33"، والعبر "4/ 72"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 251"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 82". 3 ترجمته في العبر "4/ 85"، وميزان الاعتدال "2/ 335"، ولسان الميزان "3/ 206"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 97".

ابن خسرو، ابن الطبر

ابن خسرو، ابن الطبر: 4765- ابن خُسْرو 1: المُحَدِّثُ العَالِمُ، مُفِيدُ أَهْل بَغْدَادَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خُسْرو البَلْخِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ الحَنَفِيّ، جَامِع "مُسْنَدِ أَبِي حَنِيْفَةَ". سَمِعَ مِنْ: مَالِكٍ البَانِيَاسِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ الأَنْبَارِيِّ، وَعبدِ الوَاحِد بن فَهْدٍ، وَالنِّعَالِيّ، فَمَنْ بَعْدَهُم، فَأَكْثَر وَجَمَعَ، وَأَفَاد وَتَعِبَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الجَوْزِيِّ، وَغَيْرُهُ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلت عَنْهُ ابْن ناصر، فقال: فيه لين، يذهب إِلَى الاعتزَال، وَكَانَ حَاطِبَ ليلٍ، وَسَأَلت عَنْهُ ابْن عَسَاكِرَ، فَقَالَ: مَا كَانَ يَعْرِفُ شَيْئاً. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ, سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وخمس مائة. 4766- ابن الطَّبَر 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُقْرِئُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ القُرَّاء وَالمُحَدِّثِيْنَ، أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عُمَرَ البَغْدَادِيّ الحَرِيْرِيّ. وُلِدَ يَوْم عَاشُورَاء، سَنَة خمس وثلاثين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "1/ 547"، ولسان الميزان "2/ 312". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 71"، والعبر "4/ 86"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 97".

وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّد بن عبد الوَاحِد بن زوج الحرَّة، وَأَبِي إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَأَبِي طَالِبٍ العُشَارِي، وَطَائِفَة، وَتَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى الخَيَّاط تِلْمِيْذِ أَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو الفَرَجِ بن الجَوْزِيّ، وَيَحْيَى بن يَاقُوْت، وَعبدُ الخَالِق بن هِبَةِ اللهِ البُنْدَار، وَعَبْد اللهِ بن الطَّوِيْلَة، وَعَلِيُّ بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الأَنْبَارِيّ، وَفَاطِمَةُ بِنْت سَعْدِ الخَيْرِ، وَعبدُ الرَّحْمَن بن أَحْمَدَ العمري، وبقاء بن حنذ، وأبو الفتح المدائني، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَتَلاَ عَلَيْهِ الكِنْدِيّ بِستِّ رِوَايَاتٍ، وَكَانَ خَاتِمَةَ مَنْ روى عنه في الدنيا. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ صَحِيْحَ السَّمَاع، قوِيَّ الْبدن، ثَبْتاً، كَثِيْرَ الذِّكْرِ، دَائِمَ التِّلاَوَةِ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنِ ابْنِ زوج الحرّة، قَرَأْتُ عَلَيْهِ، وَكُنْت أَجِيْءُ إِلَيْهِ فِي الحَرِّ، فَنصعدُ سطحَ المَسْجَد، فَيسبقنِي فِي الدّرج. مَاتَ فِي ثَانِي جُمَادَى الآخِرَةِ, سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ أَبُو مُوْسَى: ذَهَبَ بَصَرُهُ، ثم عاد بصيرًا.

حماد بن مسلم

4767- حَمَّاد بن مسلم 1: ابن ددُّوْهُ الشَّيْخُ الْقدَم، علمُ السَّالكين، أَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّبَّاس, الرَّحَبِيّ، رَحْبَةُ مَالِك بن طَوْق. نشَأَ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ يَجلسُ فِي غُرفَة كَاركه الدّبس، وَكَانَ مِنْ أَوليَاء الله أُولِي الكرَامَاتِ، انْتفع بصُحبَتِه خلقٌ، وَكَانَ يَتَكَلَّم عَلَى الأَحْوَال، كَتَبُوا مِنْ كلاَمه نَحْواً مِنْ مائَة جُزْء، وَكَانَ قَلِيْلَ العِلْم أُمِّيّاً. فَعَنْهُ قَالَ: مَاتَ أَبوَاي فِي نَهَارٍ وَلِي ثَلاَث سِنِيْنَ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الجيلِي: سَمِعَ مِنْ أَبِي الفضل بن خيرون، وَكَانَ يَتَكَلَّمُ عَلَى آفَاتِ الأَعْمَال، وَالإِخلاَصِ، وَالوَرَعِ، وقد جَاهدَ نَفْسَه بِأَنْوَاعِ المُجَاهِدَاتِ، وَزَاوَلَ أَكْثَرَ المِهَنِ وَالصَّنَائِع فِي طَلَبِ الحَلاَل، وَكَانَ مكَاشفاً. فَعَنْهُ قَالَ: إِذَا أَحَبَّ اللهُ عبداً، أَكْثَر هَمَّهُ فِيمَا فَرَّط، وَإِذَا أَبغض عَبداً، أَكْثَرَ هَمَّه فِيمَا قَسَمَه لَهُ. وَقَالَ: العِلْمُ مَحَجَّةٌ، فَإِذَا طلبتَهُ لِغَير الله، صَارَ حُجَّة. وَقِيْلَ: كَانَ يَقْبَلُ النَّذر، ثُمَّ تَركه، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهُ يُسْتَخْرَجُ مِنَ البَخِيْلِ" 2، ثُمَّ صَارَ يَأْكُلُ بِالمَنَام. قَالَ المُبَارَكُ بن كَامِلٍ: مَاتَ العَارِفُ الوَرِعُ النَّاطق بِالحِكْمَة حَمَّاد فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، لَمْ أَرَ مِثْلَهُ، كَانَ بِزِيِّ الأَغنِيَاء، وَتَارَةً بزِيِّ الفُقَرَاء. وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ يَتصَوَّفُ، وَيَدَّعِي المَعْرِفَة وَالمكَاشفَة، وَعُلُوْمَ البَاطِن، وَكَانَ عَارِياً عَنْ علمِ الشَّرع، وَنَفَقَ عَلَى الجهَال، كَانَ ابْنُ عَقِيْلٍ يُنَفِّرُ النَّاسَ عَنْهُ، وَبَلَغَهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُعطِي المَحمُومَ لَوْزَةً وَزبِيْبَة ليبرَأَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ: إِنْ عُدْتَ لِهَذَا ضربتُ عُنُقَك، تُوُفِّيَ في رمضان. قُلْتُ: نَقم ابْنُ الأَثِيْرِ وَسِبْطُ ابْن الجَوْزِيّ هَذَا، وَعظَّمَا حمَاداً -رَحِمَهُ اللهُ- وَكَانَ الشَّيْخ عبد القادر من تلامذته.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 22"، والعبر "4/ 64"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 246"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 73". 2 صحيح: أخرجه البخاري "6692" و "6693"، ومسلم "1639" وأبو داود "3287" والنسائي "7/ 15- 16"، وابن ماجة "2122"، وأحمد "2/ 61 و 86"، من حديث عبد الله بن عمر، به. وأخرجه البخاري "6694"، ومسلم "1640"، وأبو داود "3288"، من حديث أبي هريرة، به.

ابن زهر

4768- ابن زُهْر 1: العَلاَّمَةُ الأَوحدُ، أَبُو العَلاَءِ زُهْرُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدُ بنُ مَرْوَانَ بنِ زُهْرٍ الإِيَادِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ، الطَّبِيْب, الشَّاعِر. أَخَذَ الطِّبّ عَنْ أَبِيْهِ، فَسَاد فِيْهِ، وَصَنَّفَ، حَتَّى إنَّ أَهْلَ الأَنْدَلُس لَيفتخِرُوْنَ بِهِ، وَحَمَلَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الجيَّانِي، وَعَبْد اللهِ بن أَيُّوْبَ. وَلَهُ النّظمُ الفَائِق، وَفِيْهِ كَرَمٌ وَسُؤْدُد، لَكنَّه فِيْهِ بَذَاء، وَنَفَقَ عَلَى السُّلْطَان، حَتَّى صَارَت إِلَيْهِ رِيَاسَةُ بَلَده. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو مَرْوَانَ، وَأَبُو عَامِرٍ بن يَنق، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي مَرْوَانَ. أَلَّف كِتَاب "الأَدويَةِ المُفردَة"، وَكِتَاب "الخَواصِّ"، وَكِتَاب "حل شكوك الرَّازِيّ"، وَأَشيَاء، وَكَانَ أَبُوْهُ ملكَ الأَطبَاء، وَكَانَ جَدُّهُ فَقِيْهاً مُفْتِياً. تُوُفِّيَ أَبُو العَلاَءِ بقُرْطُبَة سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائة منكوبًا.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "4/ 74".

ظافر بن القاسم

ظافر بن القاسم، ابن حمويه: 4769- ظافر بن القاسم 1: ابن مَنْصُوْرٍ، شَاعِرُ زَمَانِهِ، أَبُو مَنْصُوْرٍ الجُذَامِيّ, الإِسْكَنْدَرَانِي, الحَدَّاد، لَهُ "دِيْوَانٌ" مَشْهُوْر. رَوَى عَنْهُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَغَيْرهُ، وَهُوَ القَائِلُ: يَذُمُّ المُحِبُّوْنَ الرَّقِيْبَ وَلَيْتَ لِي ... مِنَ الوَصْلِ مَا يَخْشَى عَلَيْهِ رَقِيْبُ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الآمِدِيّ: دَخَلت عَلَى مُتَوَلِّي الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَقَدْ وَرِمَ خِنْصرُهُ مِنْ خَاتَمٍ، فَقُلْتُ: المصلحَةُ قطعُ الخَاتم، وَطلبتُ لَهُ ظَافراً الحَدَّاد، فَقطع الحَلْقَة وَارتجل: قَصَّرَ عَنْ أَوْصَافِكَ العَالَمُ ... وَأَكْثَرَ النَّاثِرُ وَالنَّاظِمُ مَنْ يَكُنِ البَحْرُ لَهُ رَاحَةً ... يَضِيْقُ عَنْ خِنْصَرِهِ خَاتَمُ فَوَهَبَه الحَلْقَة، وَكَانَتْ ذهباً. تُوُفِّيَ سَنَةَ تسع وعشرين وخمس مائة. 4770- ابن حمُّويه 2: الإِمَامُ العَارِفُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ حمويه بن محمد بن حمويه الجُوَيْنِيّ الصُّوْفِيّ، جدّ آل حَمُّوْيَه الَّذِيْنَ رَأَسُوا بِمِصْرَ. كَانَ ذَا تَأَلُّهٍ وَتَعَبُّدٍ ومجاهدةٍ وَصدقٍ. حَجَّ مَرَّتَيْنِ، وَحَدَّثَ عَنْ: عَائِشَةَ بِنْت البِسْطَامِي، وَمُوْسَى بن عِمْرَانَ الصُّوْفِيّ، وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخَشَّاب، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَة, وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: صَاحِبُ كرَامَات وَآيَات، اشْتُهِرَ بِتربيَة المُرِيْدين، وَلَهُ إجازةٌ مِنَ الأُسْتَاذ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، وَعَاشَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: لَهُ فِي التَّصَوُّف تَأْلِيف، وَقَبْرُهُ يُزَارُ بقَرْيَةِ بُحَيْرَابَاذَ. تُوُفِّيَ إِلَى رِضوَان الله فِي مُسْتهلِّ رَبِيْعٍ الأَوّلِ، سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وخمس مائة، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 27"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 540"، والعبر "4/ 78"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 91". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 230"، واللباب لابن الأثير "1/ 392"، والمنتظم لابن الجوزي "10/ 63"، والعبر "4/ 83"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 95".

ابن عيذون، عبد الكريم بن حمزة

ابن عيذون، عبد الكريم بن حمزة: 4771- ابْنُ عَيْذُوْنَ 1: ذُو الوَزَارتَيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ المجيد بن عيذون، وهو منسوب إلى جدّه لأُمِّهِ عَبْد المَجِيد بن عَبْدِ اللهِ بن عَيْذُوْنَ الفِهْرِيّ الأَنْدَلُسِيّ، اليَابُرِي النَّحْوِيّ، الشَّاعِرُ المفلِق. أَخَذَ عَنْ: أَبِي الحجَّاج الأَعْلَم، وَعَاصِمِ بنِ أَيُّوْبَ، وَأَبِي مَرْوَانَ بن سرَاج، وَلَهُ نظمٌ فَائِق، وَمُؤلَّف فِي الانتصَار لأَبِي عُبَيْدٍ عَلَى ابْنِ قُتَيْبَة، وَكَانَ مِنْ بُحُوْر الآدَاب، كتب الإِنشَاءَ لِلمُتَوكِّلِ بنِ الأَفْطَس صَاحِب بَطَلْيَوْسَ وَأُشبونَة، وَلَهُ فِيهِم مرثيَة باهرَة أَوَّلُهَا: الدَّهْرُ يَفْجَعُ بَعْدَ العَيْنِ بِالأَثَرِ ... فَمَا البُكَاءُ عَلَى الأَشْبَاحِ وَالصُّوَرِ ثُمَّ تَضَعْضع، وَاحتَاج، وَعُمِّرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ زُهر: دَخَلَ عَلَيْنَا رَجُل رَثُّ الهيئَة، كَأَنَّهُ بدوِي، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، اسْتَأْذِن لِي عَلَى الوَزِيْر أَبِي مَرْوَانَ، فَقُلْتُ: هُوَ نَائِم، فَقَالَ: مَا هَذَا الكِتَاب? قُلْتُ: وَمَا سُؤَالك عَنْهُ?! هَذَا مِنْ كِتَاب "الأَغَانِي"، فَقَالَ: تُقَابِله? فَقُلْتُ: مَا هُنَا أَصل، قَالَ: إِنِّيْ حَفِظته فِي الصِّغَر، فَتبسَّمتُ، فَقَالَ: فَأَمسك عليَّ، فَأَمسكت، فَوَاللهِ مَا أَخْطَأَ شَيْئاً، وَقرَأَ نَحْواً مِنْ كُرَّاسَينِ، فَقُمْتُ مُسْرِعاً إِلَى أَبِي، فَخَرَجَ حَافِياً وَعَانقهُ، وَقبَّل يَدَه وَاعْتَذَرَ، وَسَبَّنِي وَهُوَ يُخَفِّض عَلَيْهِ، ثُمَّ حَادثه، وَوهبه مركوباً، ثُمَّ قُلْتُ: يَا أَبتِ، مَنْ هَذَا? قَالَ: وَيْحَك! هَذَا أَديبُ الأَنْدَلُس ابْنُ عَيْذُوْنَ، أَيْسَرُ محفوظاته كتاب "الأغاني". تُوُفِّيَ ابْنُ عيذُوْنَ بيَابُرَة سَنَة سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وخمس مائة. 4772- عبد الكريم بن حمزة 2: ابن الخَضِرِ بن العَبَّاسِ، الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُسْنِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ السُّلَمِيّ, الدِّمَشْقِيّ، الحَدَّاد، وَكيل المُقْرِئِين. سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ الحِنَّائِي، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْب، وَمُحَمَّد بن مَكِّيّ الأَزْدِيّ، وَعبد الدَّائِم بن الحَسَنِ الهِلاَلِي، وَأَحْمَد بن عبد الوَاحِد بن أَبِي الْحَدِيد، وَعُبيد الله بن عَبْدِ اللهِ الدَّارَانِيّ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن أَحْمَدَ الكتَانِي، وَجَمَاعَة. وَأَجَازَ لَهُ مِنْ بَغْدَادَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَة، وَمِنْ وَاسِط: أَبُو الحَسَنِ بنُ مَخْلَدٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَالسِّلَفِيّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَإِسْمَاعِيْل الجَنْزَوِي، وَعبد الرَّحْمَن بن الخرقِي، وَأَبُو طَاهِرٍ الخُشُوْعِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَآخِر مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الحَرَسْتَانِيّ المَذْكُور. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ شَيْخاً ثِقَةً، مَسْتُوْراً سهلاً، قَرَأْتُ عَلَيْهِ الكَثِيْر، وَتُوُفِّيَ: فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ست وعشرين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 388". 2 ترجمته في العبر "4/ 69"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 249"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 78".

أبو الحسين بن الفراء

4773- أبو الحسين بن الفرَّاء 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الفَقِيْهُ القَاضِي، أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ ابنُ القَاضِي الكَبِيْر أَبِي يَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ بنِ الفَرَّاءِ الحَنْبَلِيّ, البَغْدَادِيّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ. وَسَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا جَعْفَرٍ بن المُسْلِمَة، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْب، وَعَبْد الصَّمَدِ بن المَأْمُوْن، وَأَبَا المُظَفَّر هنَّاد النَّسفِي، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن الْمُهْتَدي بِاللهِ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن النَّقُّوْرِ، وَعِدَّةٍ. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، وَتَفَقَّهَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ، وَبَرَعَ وَنَاظر، وَدرس وَصَنَّفَ، وَكَانَ يُبَالِغُ فِي السُّنَّةِ، وَيلهَجُ بِالصفَة، وَجَمَعَ طَبَقَاتِ الفُقَهَاء الحنَابلَة. حدث عنه: السلفي، وابن عساكر، وأبو موسى المَدِيْنِيّ، وَتَمَّامُ بن الشنَّا، وَذَاكرُ الله الحَرْبِيّ، وَمُظَفَّر بن البَري، وَعَلِيّ بن عُمَرَ الوَاعِظ وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عُليَّانَ، وَمُحَمَّد بن غنيمة بن القاق، وعدة. وَقَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ أَبُو الحُسَيْنِ مُتَعَصِّباً فِي مَذْهَبِهِ، وَكَانَ كَثِيْراً مَا يَتَكَلَّم فِي الأَشَاعِرَة وَيُسْمِعُهُم، لاَ تَأْخُذُه فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِم، وَلَهُ تَصَانِيْف فِي مَذْهَبِهِ، وَكَانَ دَيِّناً ثِقَةً ثَبْتاً، سَمِعْنَا مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ لَهُ بَيْت فِي دَارِهِ بِبَابِ المَرَاتِب، يَبِيْتُ وَحْدَه، فَعَلِمَ مَنْ كَانَ يَخدُمُهُ بِأَنَّ لَهُ مَالاً، فَذَبَحوهُ ليلاً، وَأَخَذُوا المَال لَيْلَةَ عَاشُورَاء، سَنَة سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، ثُمَّ وَقعُوا بِهِم فَقُتِلُوا. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّار: تَمَيز وَصَنَّفَ فِي الأَصْلين وَالخلاَف وَالمَذْهَب، وَكَانَ دَيِّناً ثِقَةً، حميد السيرة, رحمه الله.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 29"، والعبر "4/ 69"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبي "4/ 79".

ابن أبي جعفر، أبو غالب بن البناء

ابن أبي جعفر، أبو غالب بن البناء: 4774- ابن أبي جعفر 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، فَقِيْهُ المَغْرِب، شَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الخُشنِي، المُرسِي. سَمِعَ مِنْ: أَبِي عُمَرَ بنِ عَبْدِ البَرّ، وَابْن دِلهَاث العُذْرِيّ، وَأَبِي الوَلِيْدِ البَاجِي، وَابْنِ مَسْرُوْر، وَمُحَمَّدِ بن سعدُوْنَ القروِي، وَحَاتِم بن مُحَمَّد، سَمِعَ مِنْهُ "الْمُلَخَّص"، أَخْبَرَنَا القَابِسِيّ، وَحَجَّ، فَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنَ الحُسَيْن بن عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ، وَأَخَذَ الفِقْه بقُرْطُبَة عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَد بن رزق المَالِكِيّ، وَانتهت إِلَيْهِ الإِمَامَةُ فِي مَعْرِفَةِ المذهب، وكان رأسًا في التَّفْسِيْر، لَهُ معرفةٌ بِالحَدِيْثِ، لَهُ حُرمَة وَجَلاَلَة، وَفِيْهِ تَعبُّد، وَلَهُ بِرٌّ وَمَعْرُوْف. أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عِيْسَى التَّمِيْمِيُّ قَاضِي سبتَة، وَجَمَاعَة، أَصَابه شيءٌ مِنَ الفَالِج، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ حِفْظه. مَاتَ فِي ثَالِث رَمَضَانَ سَنَة سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَرَوَى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ شبُّونه، وَعُمِّر، وَارْتَحَلَ إِلَيْهِ النَّاسُ مِنْ كُلِّ قُطر، رَحِمَهُ اللهُ. 4775- أَبُو غَالِبٍ بن البنَّاء 2: الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ، مُسْنِدُ بَغْدَادَ، أَبُو غَالِبٍ أحمد بن الإمام أبي علي الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ البَنَّاءِ البَغْدَادِيّ الحَنْبَلِيّ. سَمِعَ أَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَتَفَرَّد عنه بأجزاء عالية، وأبا الحسين بن حسون النرسي،

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 294"، والعبر "4/ 69"، وشذرات الذهب "4/ 78". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "1/ 31"، والعبر "4/ 71"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1288"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 79".

وَالقَاضِي أَبَا يَعْلَى بن الفَرَّاءِ، وَأَبَا الغنَائِم بن المَأْمُوْن، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن الغرِيق، وَوَالِده أَبَا عليّ، وَعِدَّة، وَلَهُ "مشيخَة" بِانتقَاء الحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ. وُلِدَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ إجازةٌ مِنَ الفَقِيْه أَبِي إسحاق البرمكي، والقاضي أبي الطيب الطبري. حدث عنه: السلفي، وابن عساكر، وأبو موسى المَدِيْنِيّ، وَهِبَةُ اللهِ بن مَسْعُوْدٍ البَاذبينِي، وَأَبُو الفَرَجِ مُحَمَّد بن هِبَةِ اللهِ الوَكِيْل، وَإِسْمَاعِيْل بن عَلِيٍّ القَطَّان، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَخَلْق، وَكَانَ مِنْ بَقَايَا الثِّقَات. مَاتَ فِي صَفَرٍ، وَقِيْلَ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَسَعْدُ بن أَبِي نَصْرٍ المِيهنِي الشَّافِعِيّ صَاحِب التعليقَة، وَالحَافِظُ أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم اليُونَارتِي الأَصْبَهَانِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ الفَقِيْه، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ المَزْرَفِي، وَأَبُو خَازِم مُحَمَّد بن أَبِي يَعْلَى مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الفَرَّاء الفَقِيْه.

أبو خازم بن الفراء

4776- أبو خازم بن الفراء 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ القُدْوَةُ، الزَّاهِدُ العَابِدُ، أَبُو خازم محمد بن القَاضِي الكَبِيْر أَبِي يَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الفَرَّاء البَغْدَادِيّ الحَنْبَلِيّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ، فَمَاتَ أَبُوْهُ وَهُوَ يَرْضَعُ، وَسَمِعَ مِنْ: أبي جعفر بن المسلمة، وعبد الصمد بن المَأْمُوْنِ، وَجَابِر بن يَاسينَ، وَطَائِفَةٍ، وَتَفَقَّهَ عَلَى: القَاضِي يَعْقُوْب البرزبينِي تِلْمِيْذ أَبِيْهِ، حَتَّى بَرَعَ فِي العِلْمِ، وَصَنَّفَ "التَّبصرَة" فِي الخلاَف، وَكِتَاب "رُؤُوْس المَسَائِل"، وَشرح "مُخْتَصَر الخرقِي". حَدَّثَ عَنْهُ أَوْلاَدُهُ أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد، وَأَبُو الفَرَجِ عَلِيٌّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ، وَابْنُ نَاصرٍ، وَيَحْيَى بن بَوْش وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ مرَّ أَخُوْهُ الإِمَامُ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ أَبِي يَعْلَى. تُوُفِّيَ أَبُو خَازِم فِي صَفَرٍ, سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَعَاشَ سَبْعِيْنَ سَنَةً، وَكنوهُ بكُنْيَة عَمّه أبي خازم محمد الراوي عن الدارقطني.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 34"، والعبر "4/ 73"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 251"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 82".

أبو الحسن بن الزاغوني

4777- أبو الحسن بن الزَّاغوني 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الحَنَابِلَةِ، ذُو الفُنُوْنِ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ نَصْر بن عُبيد الله بن سَهْلِ الزَّاغونِي البَغْدَادِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، وأبي مُحَمَّدٍ بنِ هَزَارْمَرْدَ، وَابْنِ النَّقُّوْرِ، وَابْنِ البُسْرِيّ، وَعَدَدٍ كَثِيْر، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَقَرَأَ الكَثِيْرَ، وَأَسَمَعَ أَخَاهُ المُعَمَّرَ أَبَا بَكْرٍ بنَ الزَّاغونِي. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَابْنُ نَاصر، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَعَلِيُّ بنُ عَسَاكِرَ البطَائِحِي، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ شدّقينِي، وَمَسْعُوْدُ بنُ غَيْث الدَّقَّاق، وأبو الفرج بن الجَوْزِيِّ، وَبَرَكَاتُ بن أَبِي غَالِبٍ، وَعُمَرُ بن طَبَرْزَدَ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، كَثِيْرَ التَّصَانِيْف، يَرْجِعُ إِلَى دِينٍ وَتَقوَى، وَزُهْد وَعِبَادَة. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: صَحِبتُه زَمَاناً، وَسَمِعْتُ مِنْهُ، وَعلقتُ عَنْهُ الفِقْه وَالوعظ، وَمَاتَ: فِي سَابع عشر المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ الجَمْعُ يَفوتُ الإِحصَاءَ. قَالَ ابْنُ الزَّاغونِيِّ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ: إِنِّيْ سَأَذْكُرُ عَقْدَ دِيْنِي صَادِقاً ... نَهْجَ ابْنِ حَنْبَلٍ الإِمَامِ الأَوْحَدِ منهَا: عالٍ عَلَى العَرْشِ الرَّفِيْعِ بِذَاتِهِ ... سُبْحَانَهُ عَنْ قول غاوٍ ملحد قد ذكرنَا أَن لفظَة "بِذَاته" لاَ حَاجَةَ إِلَيْهَا، وَهِيَ تَشْغَبُ النُّفُوْسَ، وَتركُهَا أَوْلَى، وَاللهُ أَعْلَمُ. قُلْتُ: وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ حَامِد بن أَبِي الفَتْحِ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ الزَّاغونِي يَقُوْلُ: حَكَى بعضهُم مِمَّنْ يُوْثَقُ بِهِ أَنَّهُ رَأَى فِي المَنَامِ ثَلاَثَةً، يَقُوْلُ واحدٌ مِنْهُم: اخْسِفْ، وَآخر يَقُوْلُ: أَغْرِقْ، وَآخر يَقُوْلُ: أَطْبِق -يَعْنِي الْبَلَد- فَأَجَابَ أَحَدُهُم: لاَ، لأَن بِالقُرْبِ منا ثلاثة: علي ابن الزَّاغونِي، وَأَحْمَد بن الطَّلاَيَة، وَمُحَمَّد بن فُلاَن.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 32"، والعبر "4/ 72"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 80".

أَملَى عليَّ القَاضِي عَبْدُ الرَّحِيْمِ بن الزَّرِيْرَانِي أَنَّهُ قرَأَ بِخَطِّ أَبِي الحَسَنِ بنِ الزَّاغونِي: قرَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ الضّرِير عليَّ القُرْآن لأَبِي عَمْرٍو، وَرَأَيْتُ فِي المَنَامِ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ القُرْآن مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ بِهَذِهِ القِرَاءة، وَهُوَ يَسْمَع، وَلَمَّا بلغت فِي الحَجّ إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الحَجّ: 14] الآيَة، أَشَارَ بِيَدِهِ، أَي: اسْمَعْ، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ الآيَة مَنْ قرَأَهَا، غُفِرَ لَهُ، ثُمَّ أَشَارَ أَن اقرَأْ، فَلَمَّا بلغتُ أَوّل يَس، قَالَ لِي: هَذِهِ السُّورَة مَنْ قرَأَهَا، أَمِنَ مِنَ الفَقْر، وَذَكَرَ بَقِيَّةَ المَنَام. وَرَأَيْتُ لأَبِي الحَسَن بخطِّه مقَالَةً فِي الْحَرْف وَالصَّوت عَلَيْهِ فِيْهَا مآخذُ، وَاللهُ يغفِرُ لَهُ، فَيَا لَيتَهُ سكت.

أبو علي الفارقي

4778- أبو علي الفارقي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ، شَيْخُ الشَّافعيَة، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ بَرهون الفَارِقِي. وُلِدَ بِمَيَّافَارِقينَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَتَفَقَّهَ بِهَا عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ بَيَانٍ الكَازْرُوْنِي، ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، وَلَزِمَ الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاقَ حَتَّى بَرَعَ وَفَاقَ وَحَفِظَ "المُهَذَّبِ"، ثُمَّ تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ بن الصَّبَّاغِ، وَحَفِظَ عَلَيْهِ "الشَّامِلُ" كُلُّهُ. وَسَمِعَ مِنْ: أبي جعفر بن المسلمة، وأبي الغنائم بن المَأْمُوْنِ، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: الصَّائِنُ بنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ عَصْرُوْنَ، وَطَائِفَة. قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ إِمَاماً زَاهِداً وَرِعاً، قَائِماً بِالْحَقِّ، سَمِعْتُ عُمَرَ بن الحَسَنِ الهَمَذَانِيّ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ الفَارقِي يَقُوْلُ لَنَا: كررتُ البَارِحَةَ الرُّبُعَ الفُلاَنِي مِنَ "الْمُهَذّب"، كررتُ البَارِحَة الرُّبع الفُلاَنِي مِنَ "الشَّامل". وَلِيَ قَضَاءَ وَاسِط، فَحُمِدَ، وَدَامَ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ مُمَتَّعاً بِحوَاسِّه، عَاشَ خمسًا وتسعين سنة. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّار: وَلِيَ قَضَاءَ وَاسِط فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَعُزِلَ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ، وَلاَزَمَ الإِشغَال بِوَاسِط، وَكَانَ إِمَاماً وَرِعاً مَهِيْباً، لاَ تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ. رَوَى عَنْهُ أَهْلُ وَاسِط، وَكَانَ مَعْدُوْداً فِي الأَذكيَاء. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ, سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ، وَعَلَيْهِ تَفَقَّهَ فَقِيْهُ الشَّام أَبُو سَعْدٍ بنُ أَبِي عَصْرُوْنَ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: القُدْوَة الزَّاهِد أَبُو الوَفَاء أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الشِّيرَازِي، وَأَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ سَلْمَوَيْهِ الصُّوْفِيّ بِنَيْسَابُوْرَ، وَالطَّبِيْب الفَيْلَسُوْف أُمَيَّة بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي الصَّلْتِ الدَّانِي، وَأَبُو الحُسَيْنِ سُلَيْمَان بن مُحَمَّدِ بنِ الطّرَاوَة نَحْوِي زَمَانه، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَفِ بنِ البَاذش المُقْرِئُ، وَأَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بن عبد الله الواسطي.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 37"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 77"، والعبر "4/ 74"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 57"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 85".

ابن قبليل، ابن الرطبي

ابن قبليل، ابن الرطبي: 4779- ابن قِبْلَيل 1: شَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ خَلَفِ بنِ قِبْلَيل الهَمَذَانِيّ الغَرْنَاطِي الفَقِيْه. تَحَمَّل عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ فَرج الطلاعِي، وَأَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ الحَافِظ، وَأَصْبَغ بن مُحَمَّد. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَأَبُو خَالِدٍ بن رِفَاعَةَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ البَاذَش، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَال. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبَّار: دَارت عَلَيْهِ الفُتْيَا، وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ الفُقَهَاء المُشَاورِيْنَ. تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ, سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 4780- ابْنُ الرُّطَبي 2: العَلاَّمَةُ المُفْتِي، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ بن عُبَيْدِ اللهِ بنِ مَخْلد الكَرْخِيّ, الشَّافِعِيّ, ابْن الرُّطَبِي، أَحَد أَذكيَاءِ الْعَصْر. رَوَى عَنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ البُسْرِيِّ وَجَمَاعَةٍ، وَتَفَقَّهَ بِالشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ، وَبِابْنِ الصَّبَّاغ، وَلاَزَمَ أَبَا بَكْرٍ الشَّاشِيّ، وَمَضَى إِلَى أَصْبَهَانَ، وَجَالَس مُحَمَّد بن ثَابِتٍ الْخُجَنْدِي، وَبَرَعَ وَسَاد، وَوَلِيَ قَضَاءَ الحرِيْم وَالحِسبَة، وَأَدَّبَ أَوْلاَدَ الخَلِيْفَة، وَكَانَ مِنْ رِجَالِ العالم عقلًا وسمتًا ووقارًا. رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِر، وَيَحْيَى بنُ ثَابِتٍ البَقَّالُ، وَيَحْيَى بن بوش، وَكَانَ بَصِيْراً بِالكَلاَم، وَبِهِ تَأَدَّبَ الرَّاشد بِاللهِ، وَكَانَ رَأْساً فِي المَذْهَب. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، في أول رجب، ببغداد.

_ 1 ترجمته في الديباج المذهب لابن فرحون المالكي "1/ 220". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 31"، والعبر "4/ 71"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1288".

ابن الفتى، دبيس

ابن الفتى، دبيس: 4781-ابن الفتى 1: العَلاَّمَةُ، مُدَرِّس النِّظَامِيَة، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ سَلْمَانَ بن عَبْدِ اللهِ أَبِي طَالِبٍ بنِ مُحَمَّدٍ النَّهْرَوَانِي، ثُمَّ الأَصْبَهَانِيّ. سَمِعَ مِنَ: الرَّئِيْس أَبِي عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيّ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ وَاعِظاً باهراً مُتَضَلِّعاً مِنَ الفِقْهِ وَالكَلاَمِ، وَافِرَ الجَلاَلَة. قَالَ أَبُو المُعَمَّرِ: لَمْ تَرَ عَينَاي مِثْله. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر فِي "طَبَقَات الأَشعرِيَة": كَانَ مِمَّنْ يَملأُ العينَ جَمَالاً، وَالأُذُنَ بيَاناً، وَيُرْبِي عَلَى أَقرَانه فِي النَّظَر، لأَنَّه كَانَ أَفصحَهُم لِسَاناً، تَفَقَّهَ بِأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتٍ الْخُجَنْدِي مُدَرِّسِ نِظَامِيَّةِ أَصْبَهَانَ. قِيْلَ: إِنَّهُ سُئِلَ: مَا عَلاَمَةُ قبُول صومِ رَمَضَانَ? قَالَ: أَنْ يَموتَ فِي شَوَّالٍ قَبْل التلبُّسِ بِرَدِيءِ الأَعْمَال، فَمَاتَ فِي سادس شوال سنة خمس وعشرين وخمس العلاء وَأَظهر عَلَيْهِ أَهْلُ بَغْدَادَ مِنَ الْجزع مَا لم يعهد مثله. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ. وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: وَعَظَ بِجَامِع القَصْرِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: أَنَا فِي الْوَعْظ مبتدئٌ، أَنشَأَ خُطباً كَانَ يُورِدُهَا، وَيَنْظِمُ فِيْهَا مَذْهَب الأَشْعَرِيّ فَنَفَقَتْ، وَمَالَ عَلَى المُحَدِّثِيْنَ وَالحنَابلَة، فَاسْتُلِبَ عَاجِلاً. قُلْتُ: تُوُفِّيَ كَهْلاً، وَكَانَ أَبُوْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ رَأْساً فِي اللُّغَة وَالنَّحْوِ، لَهُ كِتَاب القَانُوْنِ عشر مجلَّدَات فِي اللُّغَة، وَفسَّر القُرْآن، وَأَلَّف فِي علل القِرَاءات، أَخَذَ عَنِ ابْنِ بُرْهَان، وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ غَيْلاَنَ، وَتَخَرَّجَ بِهِ أُدبَاءُ أَصْبَهَانَ، وَرَوَى عَنْهُ السِّلَفِيّ، مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، تَأَدَّب بِهِ أَوْلاَدُ نِظَامُ المُلك. وَقَدْ شاخ. 4782- دبيس 2: صَاحِب الحِلَّة، الملِكُ نُور الدَّوْلَة أَبُو الأَعزّ دبيس بن الملك سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس الأسدي.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 22". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 52"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 263"، والعبر "4/ 78"، والنجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "5/ 256"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 90".

كَانَ أَديباً جَوَاداً مُمَدَّحاً، مِنْ نُجَبَاءِ العربِ، تَرَامت بِهِ الأَسفَارُ إِلَى الأَطرَاف، وَجَالَ فِي خُرَاسَانَ، وَاسْتَوْلَى عَلَى كَثِيْرٍ مِنْ بِلاَدِ العِرَاق، وَخِيفَ مِنْ سَطوَتِهِ، وَحَارَبَ المُسْترشِدَ بِاللهِ، ثُمَّ فَرَّ مِنَ الحِلَّةِ إِلَى صَاحِبِ مَاردِينَ نَجمِ الدّين، وَصَاهَرَهُ، وَصَارَ إِلَى الشَّامِ، وَأَمرُهَا فِي شدةٍ مِنَ الفِرَنْج، ثُمَّ ردَّ إِلَى العِرَاقِ، وَجَرَتْ لَهُ هَنَاةٌ، فَفَرَّ إِلَى سَنْجَر صَاحِبِ خُرَاسَان، فَأَقْبَل عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمسكه مِنْ أَجْل الخَلِيْفَة مُدَّةً، ثُمَّ أَطْلَقَهُ، فَلحِقَ بِالسُّلْطَان مَسْعُوْد، فَقَتَلَهُ غَدراً بِمَرَاغَةَ, فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَأَرَاح اللهُ الأُمَّةَ مِنْهُ، فَقَدْ نَهَبَ وَأَرجَفَ، وَفعل العَظَائِمَ، وَلَمَّا هَرَبَ فِي خوَاصِّهِ، قصد مرِّي بن رَبِيْعَةَ أَمِيْر عربِ الشَّام، فَهَلَكُوا فِي البَرِيَّة مِنَ العَطشِ، وَمَاتَ عدةٌ مِنْ مَمَالِيكِهِ، فَحصل فِي حِلَّة مكتُوْم بنِ حَسَّانٍ، فَبَادَرَ إِلَى مُتَوَلِّي دِمَشْق تَاجِ المُلُوْكِ، فَأَخْبَرَهُ بِهِ، فَبَعَثَ خَلِيْلاً، فَأَحضَرُوهُ إِلَى دِمَشْقَ، فَاعْتقله مُكرَّماً، ثُمَّ أَطْلَقَهُ لِلأَتَابِكِ زنكِي لِيُطلق مِنْ أَسره ولدَه سُوْنج بن تَاج المُلُوْك، وَكَانَ دُبيس شِيْعِيّاً كآبَائِهِ، وَلَهُ نَظْمٌ جيد.

تاج الملوك، ابن الحاج

تاج الملوك، ابن الحاج: وأما أخوه: 4783- تاج الملوك 1: سيف الدولة بن بَدْرَانُ، فشاعرٌ مُحسن، تَحَوَّل بَعْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ إِلَى مِصْرَ، فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ مُدَّة، ثُمَّ نُفِيَ إِلَى حلب. مَاتَ بَعْدَ دُبيس بِسَنَةٍ، وَسِيرَةُ دُبيس وَأَقَارَبِه تَحْتمل أَنْ تُعْمَل فِي مُجَيْلِيدٍ. 4784- ابن الحاج 2: شَيْخُ الأَنْدَلُس وَمُفتيهَا، وَقَاضِي الجَمَاعَةِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَفِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ لُبٍّ التُّجِيْبِيّ, القُرْطُبِيّ, المَالِكِيّ, ابْن الحَاج. تَفقَّه: بِأَبِي جَعْفَرٍ بن رزق، وَتَأَدَّب: بِأَبِي مَرْوَانَ بنِ سِرَاجٍ، وَسَمِعَ الكَثِيْر مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الفَرَجِ، وَخَازِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَعِدَّةٍ. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاءِ، مَعْدُوْداً فِي المُحَدِّثِيْنَ وَالأُدبَاء، بَصِيْراً بِالفَتْوَى، كَانَتِ الفَتْوَى تَدورُ عَلَيْهِ لِمَعْرِفَتِهِ وَدِينِهِ وَثِقَتِهِ، وَكَانَ مُعتَنِياً بِالآثَارِ، جَامِعاً لَهَا، ضَابطاً لأَسْمَاءِ رِجَالِهَا وَرُوَاتِهَا، مُقَيِّداً لِمعَانِيْهَا وَغرِيبهَا، ذَاكراً لِلأَنسَاب وَاللُّغَة وَالنَّحْو. إِلَى أَنْ قَالَ: قَيَّدَ العِلْمَ عُمُرَه كُلَّه، مَا أَعْلَمُ أَحَداً فِي وَقته عُنِيَ بِالعلم كعنَايته، سَمِعْتُ مِنْهُ، وَكَانَ ليِّناً حليماً مُتَوَاضِعاً، لَمْ يُحْفَظْ لَهُ جورٌ فِي قَضِيَّة، وَكَانَ كَثِيْرَ الْخُشُوع وَالذِّكر، قُتِلَ ظُلماً يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَهُوَ سَاجِد، فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ إحدى وسبعين سَنَةً. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بن عبد الملك بن عميرة، وأحمد بن يُوْسُفَ بنِ رُشْد، وَابْن بَشْكُوَالٍ، وَوَلَدُه أَبُو القاسم محمد بن الحَاج، وَعَبْدُ اللهِ بن مُغِيْث قَاضِي الجَمَاعَة، وَعَبْدُ اللهِ بن خَلَفٍ الفِهْرِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ طَلْحَةَ المُحَارِبِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ النِّعمَة، وَهُوَ مِنْ أَجدَادِ شَيخِنَا أَبِي الوَلِيْدِ إِمَامِ المالكية بدمشق.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 264"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 260". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 580"، والعبر "4/ 79"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 93".

الفراوي

4785- الفُرَاوي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ المُفْتِي، مُسْنِدُ خُرَاسَان، فَقِيْهُ الْحرم، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ بن محمد بن أبي العباس الصَّاعدي, الفُرَاوِي، النَّيْسَابُوْرِيّ, الشَّافِعِيّ. وُلِدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ تَقدِيراً، لأَنَّ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبَا عُثْمَانَ الصَّابونِيَّ أَجَازَ لَهُ فِيْهَا. وسمع "صحيح مسلم" من: أبي الحسن عبد الغافر بن محمد الفَارِسِيّ، وَسَمِعَ "جُزْء ابْن نُجيد" مِنْ: عُمَرَ بن مَسْرُوْر الزَّاهِد، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عُثْمَانَ الصابوني أيضًا. ومن أبي سعيد الكَنْجَرُوذِي، وَالحَافِظ أَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ الخَبَّازِيّ، وَأَبِي يَعْلَى إِسْحَاق الصَّابونِي، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيّ، وَأَحْمَد بن الحَسَنِ الأَزْهَرِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، وَأَبِي سَعِيْدٍ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ الخَشَّاب، وَمُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ العَدَوِيّ الهَرَوِيّ، وَعبدِ الرَّحْمَن بن عَلِيٍّ التَّاجِر، وَنَصْرِ بن عَلِيٍّ الطُّوْسِيّ الحَاكِم، وَعَلِيِّ بن يُوْسُفَ الجُوَيْنِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن مَسْعَدَةَ بن الإِسْمَاعِيْلِي، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ زَاهِر، وَأَبِي عَامِرٍ مَحْمُوْدِ بن القَاسِمِ الأَزْدِيّ، وَإِمَامِ الحَرَمَيْنِ أَبِي المَعَالِي، وَأَبِي الوَلِيْدِ الحَسَن بن مُحَمَّدٍ البَلْخِيّ، وَالقَاضِي مُحَمَّدِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ النسوِي، وَالأَمِيْرِ مُظَفَّر بن مُحَمَّدٍ المِيكَالِي، وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ اللحسَانِي. وَسَمِعَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" مِنْ: سَعِيْدِ بنِ أَبِي سعيد العيار، وأبي سهل الحفصي.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 65"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 290"، والعبر "4/ 83"، وطبقات الشافعية للسبكي "6/ 166".

وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: أَبِي عُثْمَانَ البَحيرِي، وَالشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِي، وَطَائِفَة. وَبِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَتَفَرَّد بِـ"صَحِيْحِ مُسْلِمٍ"، وَبِالأَسْمَاء وَالصِّفَاتِ، وَدَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ، وَالدَّعوَاتِ الكَبِيْرِ، وَبِالبَعْثِ لِلبَيهَقِيِّ. قَالَهُ السَّمْعَانِيّ، وَقَالَ: هُوَ إمامٌ مفتٍ، مُنَاظر وَاعِظ، حسنُ الأَخلاَق وَالمعَاشرَة، مكرمٌ لِلْغربَاء، مَا رَأَيْتُ فِي شُيُوْخِي مِثْله، وَكَانَ جَوَاداً كَثِيْرَ التبسم. قلت: روى عنه أبو سعيد السَّمْعَانِيُّ، وَيُوْسُفُ بن آدَمَ، وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّار، وأبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو الحَسَنِ المُرَادِيّ، وَابْنُ يَاسِر الجيَّانِي، وَأَبُو الخَيْرِ القَزْوِيْنِيّ، وَابْن صَدَقَة الحَرَّانِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ الصَّفَّارُ، وَعبدُ السَّلام بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَكَاف، وَعبدُ الرَّحِيْم بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشّعرِي، وَمَنْصُوْرُ بن عَبْد المُنْعِمِ الفُرَاوِي، وَأَبُو الفُتُوْح مُحَمَّد بن المُطَهَّر الفَاطِمِي، وَأَبُو المفَاخر سَعِيْد بن المَأْمُوْني، وَالمُؤَيَّد بن مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيّ، وَعِدَّة. وَبِالإِجَازَة القَاضِي أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ وَغَيْرُهُ. ذكره عَبْد الغَافِرِ فِي "سيَاقه"، فَقَالَ: فَقِيْهُ الحرمِ، البَارعُ فِي الفِقْه وَالأُصُوْل، الحَافِظُ لِلْقوَاعدِ، نَشَأَ بَيْنَ الصُّوْفِيَّة، وَوصل إِلَيْهِ بركَةُ أَنفَاسِهِم، دَرسَ الأُصُوْل وَالتَّفْسِيْرَ عَلَى زَيْنِ الإِسْلاَمِ القُشَيْرِيِّ، ثُمَّ اخْتلف إِلَى مَجْلِس أَبِي المَعَالِي، وَلاَزَمَ دَرسَه مَا عَاشَ، وَتَفَقَّهَ، وَعلَّق عَنْهُ الأُصُوْلَ، وَصَارَ مِنْ جُمْلَةِ المَذكُورِيْنَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَحَجَّ، وَعَقَدَ المَجْلِس بِبَغْدَادَ وَسَائِرِ البِلاَدِ، وَأَظهر العِلْمَ بِالحَرَمَيْنِ، وَكَانَ مِنْهُ بِهِمَا أثرٌ, وَذِكْرٌ، وَمَا تَعدَّى حدَّ العُلَمَاء وَسِيرَةَ الصَّالِحِيْنَ مِنَ التَّوَاضُعِ وَالتَّبَذُّلِ فِي المَلبَسِ وَالعيش، وَتَسَتَّر بِكِتَابَة الشُّروط لاتصَاله بِالزمرَّة الشحَامِيَة مُصَاهرَةً، وَدرَّس بِالمدرسَة النَّاصحيَة، وَأَمَّ بِمسجد المطرّز، وَعَقَدَ بِهِ مَجْلِسَ الإِملاَء فِي الأُسْبُوْع يَوْمَ الأَحَد، وَلَهُ مَجَالِسُ الْوَعْظ المشحونَة بِالفَوَائِد وَالمُبَالَغَة فِي النُّصْح، حَدَّثَ بِـ "الصَّحِيْحَيْنِ" وَ "غَرِيْب الحَدِيْث" لِلْخطَابِي، وَاللهِ يَزِيْد فِي مُدَّته وَيَفسَحُ فِي مُهْلَته، إِمْتَاعاً للمسلمين بفائدته. قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ عبدَ الرَّشِيْد بن عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ بِمَرْو يَقُوْلُ: الفُرَاوِي أَلفُ رَاوِي. وَحَكَى وَالِدُه الفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ عَنِ الأَمِيْر أَبِي الحَسَنِ السمحورِي: أَنَّهُ رَأَى فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُوْلُ لابني محمد: قد جعلتك نائبي فِي عقد المَجْلِس. قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: إِلَى الفُرَاوِي كَانَتْ رحلتِي الثَّانِيَة، وَكَانَ يُقْصَدُ مِنَ النَّوَاحِي لِمَا اجْتَمَع فِيْهِ مِنْ عُلُوِّ الإِسْنَاد، وَوُفُورِ العِلْم، وَصحَّةِ الاعتقَاد، وَحُسنِ الخلقِ، وَالإِقبالِ بِكُلِّيَّتِهِ عَلَى الطَّالب.

قَالَ السَّمْعَانِيُّ: وَسَمِعْتُ الفُرَاوِي يَقُوْلُ: كُنَّا نَسْمَعُ مُسْنَدَ أَبِي عَوَانَةَ عَلَى القُشَيْرِيِّ، وَكَانَ يَحْضُرُ رَئِيْس يَجْلِسُ بِجنب الشَّيْخِ، فَغَاب يَوْماً، وَكَانَ الشَّيْخ يَجْلِسُ وَعَلَيْهِ قميصٌ أَسودُ خشن، وَعِمَامَةٌ صَغِيرَةٌ، وَكُنْتُ أَظُنّ أَنَّ السَّمَاع عَلَى ذَلِكَ الْمُحْتَشَمَ، فَشرع أَبِي فِي القِرَاءةِ، فَقُلْتُ: عَلَى مَنْ تَقرَأُ وَالشَّيْخ مَا حضَر? فَقَالَ: وَكَأَنَّك تَظُنّ أَن شيخَك ذَلِكَ الشَّخْص? قُلْتُ: نَعم، فَضَاق صَدْرُهُ وَاسْترجع، وَقَالَ: يَا بُنَيَّ شيخُك هَذَا القَاعِد، ثُمَّ أَعَاد لِي مِنْ أَوَّل الكِتَاب. ثُمَّ قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ بن أَبِي نَصْرٍ الطَّبَسِي يَقُوْلُ: قَرَأْت صَحِيْح مُسْلِم عَلَى الفُرَاوِي سَبْعَ عَشْرَةَ نَوْبَة، وَقَالَ: أُوصيك أَنْ تحضر غسلِي، وَأَن تُصلِي عَلَيَّ في الدار، وأن تدخل لسانك في فمي، فَإِنَّك قَرَأْت بِهِ كَثِيْراً حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: فَصُلِّيَ عَلَيْهِ بُكْرَةً، وَمَا وَصلُوا بِهِ إِلَى المَقْبَرَة إِلَى بَعْدَ الظُّهْر مِنَ الزِّحَام، وَأَذْكُر أَنَّا كُنَّا فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَحملنَا مِحَفَّتَهُ عَلَى رقَابِنَا إِلَى قَبْرِ مُسْلِم لإِتْمَام الصَّحِيح، فَلَمَّا فَرَغَ القَارِئ مِنَ الكِتَاب، بَكَى الشَّيْخُ، وَدَعَا وَأَبْكَى الحَاضرِيْنَ، وَقَالَ: لَعَلَّ هَذَا الكِتَاب لاَ يُقرَأُ عليَّ بَعْدَ هَذَا، فَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ فِي الحَادِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَوَّال، وَدُفِنَ عِنْد إِمَامِ الأَئِمَّة ابْنِ خُزَيْمَةَ. قَالَ: وَقد أَملَى أَكْثَر مِنْ أَلف مَجْلِس. قُلْتُ: وَخَرَّجُوا لَهُ أَحَادِيْث سُدَاسيَة سَمِعْنَاهَا، وَمائَة حَدِيْثٍ عَوَالِي عِنْد أَصْحَابِ ابْنِ عَبدِ الدَّائِمِ، وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ المسَاوَاة وَغَيْرُ ذَلِكَ.

ابن آسة

ابن آسه: الإِمَامُ العَالِمُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ القَاهِرِ بن آسَة، وَاسْمُهُ الخَضِرُ بنُ عَلِيٍّ المَرَاتِبِيّ الفَرَضِيّ، تِلْمِيْذُ أَبِي حَكِيْم الخبْرِي. سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ الصَّمَدِ بن المَأْمُوْن، وَأَبِي الحُسَيْنِ بن الْمُهْتَدي بِاللهِ، وَابْن النَّقُّوْرِ، وَأَلَّف فِي الفَرَائِضِ، وَكَانَ خَيِّراً صَالِحاً. رَوَى عَنْهُ هِبَة اللهِ بن الحَسَنِ السِّبْط، وَطَائِفَة. عَاشَ خَمْساً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثلاثين وخمس مائة، رحمه الله.

الخلال، اليونارتي

الخلال، اليونارتي: 4787- الخَّلال 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ أَصْبَهَان، شَيْخُ العَرَبِيَّة، بقية السلف، أبو عبد الله الحسين بن عَبْدِ المَلِكِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيّ، الخَلاَّل، الأَثرِي، الأَدِيْب. وُلِدَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وسَمِعَ: أَحْمَد بن مَحْمُوْد الثَّقَفِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن مَنْصُوْر سِبْط بحرويه، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ بنَ شمَّة، وَأَبَا الفَضْل عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ الرَّازِيّ، وَسَعِيْدَ بن أبي سعيد العيار، وأحمد بن الفضل البَاطِرْقَانِي، وَعبدَ الرَّحْمَن بنَ مَنْدَة، وَأَخويه عَبْدَ الوَهَّابِ وَعُبيدَ الله، وَخَلْقاً كَثِيْراً. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ فِي الكُهُوْلَة مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ بَيَانٍ، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَالسَّمْعَانِيّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَالمَدِيْنِيّ، وَمَعْمَر، وَبَنوهُ، وَأَبُو الْمجد زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو نَجِيْحٍ فَضلُ الله بن عُثْمَانَ، والمؤيد بن الإخوة، ومحمود بن أحمد المضري، وَتَقيَةُ بِنْتُ أَموسَان، وخلقٌ سِوَاهُم. قَالَ السَّمْعَانِيّ: رَأَيْتُهُ بَعْدَ أَنْ كَبِرَ وَأَضرَّ، وَكَانَ حَسَنَ المُعَاشرَة وَالمُحَاورَة، بَسَّاماً كَثِيْرَ المَحْفُوْظ، قرَأَ عَلَيْهِ ابْنُ نَاصر بِبَغْدَادَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ"، وَكَانَ عَزِيزَ النَفْس قَانِعاً، لاَ يَقبلُ مِنْ أَحَد شَيْئاً مع فقره، خَرَّج لَهُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ اللفتوَانِي "مُعْجَماً" فِي أَكْثَر مِنْ عَشْرَة أَجزَاء، تُوُفِّيَ: فِي حَادِي عشر جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ يُلَقَّبُ بِالأَثرِي. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: لَمْ يُحَدِّثنَا عَنْهُ مِنْ بَلَده إلَّا دَاوُدُ بن سُلَيْمَانَ بن نِظَام الْملك، وَكَانَ مِنَ الأُدبَاء الفُضَلاَء، سَمِعَ الكَثِيْرَ. 4788- اليُونَارتي 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُفِيْدُ الحَافِظُ، أَبُو نَصْرٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ اليُونَارتِي، الأَصْبَهَانِيّ، وَيُونَارتُ: قَرْيَة عَلَى بَابِ أَصْبَهَان. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بنَ مَاجَه، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ بن شَكْرُويه، وَعِدَّة، وَلَمْ يَلحق أَبَا عَمْرٍو بن مَنْدَه، وَارْتَحَلَ فَأَكْثَر عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ وَطَبَقَته بِنَيْسَابُوْرَ، وَلقِيَ أَبَا عَامِرٍ الأَزْدِيّ بِهَرَاةَ، وَلقِي بِبلخ أَبَا القَاسِمِ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ الخَلِيْلِي، وَبِبَغْدَادَ أَحْمَدَ بنَ عَبْد القَادِرِ اليُوسفِي، وَابْن العلاَف. رَوَت عَنْهُ فَاطِمَةُ بنت سعد الخير "جزءا" مشهورًا به. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: قَالَ لِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظ: مَا كَانَ لَهُ كَبِيْرُ مَعْرِفَةٍ، غَيْر أَنَّهُ كَانَ نَظيفَ الأَجزَاء. وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنده: كَانَ حَافِظاً لأَحَادِيْثِ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلأَطرَافٍ مِنَ الأَدبِ وَالنَّحْو، حسنَ الْخلق، شُجَاعاً، سَمِعْنَا مِنْهُ "طَبَقَات السَّمَرْقَنْديين" لِلإِدرِيسِي. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ, عَنْ نيفٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1277"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 536". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 32"، والعبر "4/ 71"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1078"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 80".

الصيرفي

4789- الصَّيْرَفي 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ، العَالِمُ الثِّقَةُ، بَقِيَّةُ المَشَايِخ، أَبُو الفَرَجِ سَعِيْدُ بن أَبِي الرَّجَاءِ مُحَمَّد بن أَبِي مَنْصُوْرٍ بَكْر بن أَبِي الفَتْحِ بن بَكْرِ بنِ حجَاج الأَصْبَهَانِيّ الصَّيْرَفِيّ، السِّمْسَار فِي العقَار. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ عَام أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ الصَّائِغ مُسْنَدَ العَدَنِيّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ، وَسَمِعَ "مُسْنَد أَحْمَدَ بن مَنِيْع" مِنْ عبد الوَاحِد بن أَحْمَدَ المُعَلِّم، وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ النُّعْمَانِ، وَمِنْ سِبْط بحرويه "مُسْنَدَ أَبِي يَعْلَى" ملفقاً، وَسَمِعَ مِنْ مَنْصُوْر بن الحُسَيْنِ التاني، وأحمد بن الفضل البَاطِرْقَاني، وَأَبِي المُظَفَّر بن شَبِيْبٍ، وَأَبِي نَصْرٍ إِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدٍ الكِسَائِيّ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ هَاموشَة، وَأَبِي مُسْلِمٍ مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ مهربزد، وَسَعِيْد العيَّار، وَبنِي مَنده، وَخَلْق. حدث عنه: السلفي، وابن عساكر، وأبو موسى، وَالسَّمْعَانِيّ، وَأَبُو الخَيْرِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بن مُوْسَى، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ بنِ فَضْلٍ، وَمَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيّ، وَمَحْفُوْظُ بنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، وأبو المجد زاهر ابن أَحْمَدَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ بنُ الإِخْوَة، وَعَائِشَة بِنْت مَعْمر، وَعينُ الشَّمْس بِنْت سُلِيم، وَزليخَا بِنْتُ أَبِي حَفْصٍ الغضَائِرِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ الإِخْوَة يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ الدُّوْرِيّ، لأَنَّه كَانَ يُسَمْسِرُ فِي الدُّور. وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ، كَثِيْرُ السَّمَاع. وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: شيخٌ صَالِحٌ مُكْثِرٌ، صَحِيْحُ السَّمَاع، سَمَّعَهُ خَالُه، وَطَالَ عُمُرُهُ، وَكَانَ حرِيصاً عَلَى الرِّوَايَة، سَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْرَ، وَقَالَ لِي: رويتُ بِبَغْدَادَ جُزْءاً وَاحِداً. مَاتَ: فِي تَاسع عشر صفرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: خَالُهُ هُوَ المُحَدِّث مُحَمَّد بن أحمد الخلال.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 87"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 99".

ابن القشيري

4790- ابن القُشَيْرِي 1: عبد المنعم، الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُسْنِدُ المُعَمَّرُ، أَبُو المُظَفَّرِ ابنُ الأُسْتَاذِ أَبِي القَاسِمِ عبدِ الكَرِيْمِ بنِ هَوَازِن القُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مُسْنَدَ أَبِي يَعْلَى مِنْ: أَبِي سَعْدٍ مُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرُوذِي، وَسَمِعَ "مُسْنَدَ أَبِي عوَانَة" مِنْ: وَالِده، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عُثْمَانَ سَعِيْد بن مُحَمَّدٍ البحيرِي، وَالحَافِظِ أبي بكر البيهقي، والحسن بن محمد البندري، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ خَلَفٍ المَغْرِبِيّ، وَبِمَكَّةَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ الشَّافِعِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ الزَّنجَانِي، وَبِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيُّ، وَأَبِي القَاسِمِ يُوْسُف المِهروَانِي، وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ، وَغَيْرهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ عَبْد السَّلاَمِ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَعبدُ الرَّحِيْم بن أَبِي القَاسِمِ الشّعرِي، وَأُخْته زَيْنَب الشَّعْرِيَّة, وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: شيخٌ ظرِيف، مَسْتُوْرُ الحَال، سلِيمُ الجَانب، غَيْرُ مدَاخِل لِلأُمُوْر، رباهُ أَخُوْهُ أَبُو نَصْرٍ، وَحَجَّ مَعَهُ، وَخَرَجَ ثَانِياً، فَأَقَامَ بِبَغْدَادَ، وَمَضَى إِلَى كِرْمَان، سَمِعْتُ مِنْهُ "مُسْنَد أَبِي عَوَانَة"، وَأَحَادِيْث السَّرَّاج مجلَّدَة، وَ "الرِّسَالَة" لأَبِيْهِ، وَكَانَ حَسَنَ الإِصغَاء لِمَا يُقرَأُ عَلَيْهِ، كَانَ ابْنُ عَسَاكِر يُفَضِّلُه فِي ذَلِكَ عَلَى الفُرَاوِي. وَقَالَ عبد الغَافِرِ: خَرَّج لَهُ أَخُوْهُ أَبُو نَصْرٍ فَوَائِد. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّار: لزم البَيْت، وَاشْتَغَل بِالعِبَادَة، وَكِتَابَةِ المَصَاحِف، وَكَانَ لطيفَ المُعَاشرَة، ظرِيفاً كَرِيْماً، خَرَّج لَهُ أَخُوْهُ فَوَائِدَ عَشْرَة أَجزَاء، مَاتَ: بَيْنَ الْعِيدَيْنِ, سَنَة اثْنَتَيْنِ وثلاثين وخمس مائة، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 156"، والمنتظم لابن الجوزي "10/ 75"، والعبر "4/ 88" وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 192"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 99".

بنت زعبل

4791- بنت زَعْبَل 1: الشيخَةُ العَالِمَةُ، المُقْرِئَةُ الصَّالِحَةُ المعمَرَّةُ، مُسْنِدَةُ نَيْسَابُوْرَ، أم الخير فاطمة بنت علي بن مظفر بن الحَسَنِ بنِ زَعْبَل بن عَجْلاَنَ البَغْدَادِيَّة، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيَة. وُلِدَتْ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَتْ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ عَبْد الغَافِرِ الفَارِسِيّ، فَكَانَتْ آخرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: امرأةٌ صَالِحَةٌ عَالِمَةٌ، تُعَلِّمُ الجَوَارِي القُرْآن، سَمِعَتْ مِنْ عَبْد الغَافِرِ جَمِيْعَ "صَحِيْح مُسْلِم"، وَ"غَرِيْب الحَدِيْث" لِلْخطَابِي، وَغَيْر ذَلِكَ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهَا: أَبُو سَعْدٍ السمعاني، وأبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَالمُؤَيَّد بن مُحَمَّدٍ، وَزَيْنَبُ الشعْرِيَّة، وَجَمَاعَة. تُوُفِّيَت فِي أَوَائِل المُحَرَّمِ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَت فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ، عَنِ المُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيِّ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي القَاسِمِ أَن فَاطِمَةَ بِنْت الحسن العجلانية أَخْبَرَتْهُم فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ قَالَتْ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْروِ بنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، وَسُلَيْمَانُ بن أَيُّوْبَ صَاحِب البَصْرِيُّ، وَأَبُو كَامِلٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي المَلِيْح، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لاَ يَقْبَلُ اللهُ صَلاَةً بِغَيْرِ طهورٍ، وَلاَ صَدَقَةً مِنْ غلولٍ" 2 رواه: النسائي، عن قتيبة، فوافقناه.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 279"، واللباب لابن الأثير "2/ 68"، والعبر "4/ 89"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 100". 2 صحيح: أخرجه الطيالسي "1319"، وابن أبي شيبة "1/ 51"، وأحمد "5/ 74 و 75"، وأبو داود "59"، والنسائي "1/ 87- 88" و "5/ 56- 57"، وابن ماجه "271"، والطبراني في "الكبير" "505" و "506"، وأبو عوانة "1/ 235"، والبيهقي "1/ 230"، والبغوي "157" من طريق قتادة، به. ووالد أبي المليح اسمه: أسامة بن عمير. وهو صحابي أخرج له أصحاب السنن، وأبو المليح: اسمه عامر وقيل: زيد. وقيل: زياد، ثقة روى له الجماعة.

ابن المؤذن، عيسى بن محمد

ابن المؤذن، عيسى بن محمد: 4792- ابن المؤذن 1: الإمام الفقيه الأوحد، أبو سعد إسماعيل بن الحَافِظ المُؤَذِّنِ أَبِي صَالِحٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيِّ النَّيْسَابُوْرِيّ الوَاعِظُ، المَشْهُوْرُ بِالكِرْمَانِيّ، لِسُكنَاهُ بِهَا. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ ذا رأي وعقل وعلم، برع في الفِقْه، وَكَانَ لَهُ عِزٌّ وَوجَاهَةٌ عِنْدَ المُلُوْكِ. تَفَقَّهَ عَلَى: أَبِي المَعَالِي الجُوَيْنِيّ، وَأَبِي المُظَفَّر السَّمْعَانِيّ، وَأَسْمَعَهُ أَبُوْهُ مِنْ طَائِفَة. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ -أَوِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ- وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا حَامِد أَحْمَد بن الحَسَنِ الأَزْهَرِيّ، وَأَحْمَد بن مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيّ، وَالحَاكِمَ أَحْمَدَ بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ الإِسْمَاعِيْلِي، وَبَكْرَ بن مُحَمَّدِ بنِ حِيْدٍ، وَشُجَاعَ بنَ طَاهِر، وَشَبِيْبَ بن أَحْمَدَ البَسْتِيغِي، وَصَاعِدَ بن مَنْصُوْرٍ الأَزْدِيّ، وَالأُسْتَاذ أَبَا القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، وَأَبَا سهلٍ الحَفصي، وَيَعْقُوْب بن أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيّ، وَعِدَّة. وَلَهُ إِجَازَة مِنْ أَبِي سَعْدٍ الكَنْجَرُوذِي. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ طَاهِر في "معجمه"، وأبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَالقَاضِي أَبُو سَعْدٍ بنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَعبدُ الخَالِق بن الصَّابونِي، وهبة الله بن الحسن السبط، وعلي بن فاذشاه، وعبد الواحد ابن أبي المطهر الصيدلاني، وأبو الفرج بن الجوزي، وآخرون، وعمل الرسليَة مِنْ مَلِك كِرْمَان، وَقرَأَ "الإِرشَاد" عَلَى إِمَام الحَرَمَيْنِ، وَكَانَ وَافِرَ الجَلاَلَة، كَامِلَ الحِشْمَةِ. مَاتَ: لَيْلَة الْفطر, سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ, بِكِرمَانَ، وَقَعَ لَنَا ثَمَانِيَة أَجزَاء مِنْ حديثه. 4793- عيسى بن محمد 2: ابن عَبْدِ اللهِ بنِ عِيْسَى بنِ مُؤَمَّلِ بنِ أَبِي البَحْرِ الشَّيْخُ، العَالِمُ، المُعَمَّرُ، أَبُو الأَصْبَغِ الزُّهْرِيّ، الشَّنْتَرِينِي. سَمِعَ مِنْ: كَرِيْمَةَ، وَالحبَالِ، وَأَبِي مَعْشَرٍ الطَّبَرِيّ، وَأَبِي الوَلِيْدِ البَاجِي، وَابْن دِلْهَاث، وَعِدَّة. أَخَذَ النَّاسُ عَنْهُ، وَسكنَ العُدوَةَ. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كتبَ لِي القَاضِي أَبُو الفَضْلِ أنه توفي نحو سنة ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَأَنَّهُ أَخَذَ عَنْهُ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ خَيْر، وَقَدْ رَوَى ابْنُ دِحْيَة عَنِ ابْنِ خَيْر عَنْهُ، عن كريمة من الصحيح.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 74"، والعبر "4/ 87"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1277"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 99". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 440".

البآر

4794- البآر 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، المُحَدِّثُ الرّحَالُ المُكْثِرُ، أَبُو نَصْرٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الفَضْلِ الأَصْبَهَانِيّ البَآّرُ، وَيُلَقَّبُ بِدَعْلَجٍ، كَانَ أَبُوْهُ يَحْفِرُ الْآبَار. وُلِدَ سَنَةَ بضعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ بن النَّقُّوْرِ وَطَبَقَتِهِ بِبَغْدَادَ، وَمِنَ الفَضْلِ بن عَبْدِ اللهِ بن الْمُحب وَطَبَقَتِهِ بِنَيْسَابُوْرَ، وَمِنْ أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَنْدَه، وَطَائِفَةٍ بِأَصْبَهَانَ، وَمِنْ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيّ، وَجَمَاعَةٍ بِهَرَاةَ. قَالَ السَّمْعَانِيّ: رحلَ، وَسَمِعَ، وَنسخَ، وَجَمَعَ، وَمَا أَظُنُّ أَنْ أَحَداً بَعْد ابْن طَاهِر رَحل وَطَوَّف مِثلَهُ، أَوْ جَمَعَ جَمعَهُ، إلَّا أَنَّ الإِدبار لَحِقَه فِي آخِرِ الأَمْرِ، وَكَانَ يَقفُ فِي أَسواق أَصْبَهَان، وَيَرْوِي مِنْ حِفْظِهِ بِالإِسْنَادِ، وَسَمِعْتُ أَنَّهُ يَضَعُ فِي الحَال. قَالَ لِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظ: اشكرِ الله كَيْفَ ما لحقت البآر، وأساء الثناء عليه. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ السِّلَفِيّ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيّ، وَدَاوُدُ بن نِظَام الْملك، وَغَيْرهُم. قَالَ السِّلَفِيُّ: يُسَمَّى بِدَعِلْجٍ، لَهُ مَعْرِفَةٌ، سَمِعْنَا بِقِرَاءتِه كَثِيْراً، وَغَيْرُهُ أَرْضَى مِنْهُ. وَقَالَ مَعْمَرُ بنُ الفَاخر: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيْمَ البَآّر وَاقفاً فِي السُّوق، وَقَدْ رَوَى أَحَادِيْثَ مُنْكَرَة بِأَسَانِيْدَ صِحَاح، فَكُنْت أَتَأَمَّلُه تَأَمُّلاً مفرطاً، ظنّاً مِنِّي أَنَّ الشَّيْطَانَ عَلَى صُوْرته. وقال ابن طاهر: حدثت الأنباري عَنْ مَشَايِخ مكِّيين وَمصرِيين، فَبعدَ أَيَّامٍ بَلَغَنِي أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْهُم، فَبلغتِ القِصَّةُ إِلَى شَيْخِ الإِسْلاَمِ الأَنْصَارِيّ، فَسَأَلَهُ عَنْ لُقي هَؤُلاَءِ بِحَضْرَتِي، فَقَالَ: سَمِعْتُ مَعَ هَذَا، قُلْتُ: مَا رَأَيتُكَ قَطُّ إلَّا هَا هُنَا، قَالَ لَهُ الشَّيْخ: أحججت? قال: نعم، قال:

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 27"، واللباب لابن الأثير "1/ 106"، والعبر "4/ 81"، وميزان الاعتدال "1/ 52"، ولسان الميزان "1/ 89"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 94".

فَمَا علاَمَاتُ عرفَات? قَالَ: دَخَلنَاهَا بِاللَّيْلِ، قَالَ: يَجُوزُ، فَمَا علاَمَة مِنَى? قَالَ: كُنَّا بِهَا بِاللَّيْلِ، فَقَالَ: ثَلاَثَة أَيَّامٍ وَثَلاَث لَيَالٍ لَمْ يُصْبِح لَكُم الصُّبْح?! لاَ بَارَكَ اللهُ فِيكَ، وَأَمر بِإِخرَاجه مِنَ الْبَلَد، وَقَالَ: هَذَا دجَّال، ثُمَّ انْكَشَفَ أَمرُهُ حَتَّى صَارَ آيَةً فِي الكذب. قَالَ ابْنُ الفَاخر: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ, سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: صَاحِبُ الحِلَة تَاج المُلُوْك بَدْرَان بنُ صَدَقَةَ الأَسَدِيّ المزِيدي الشَّاعِر، وَصَاحِبُ جَعْبَرَ بَدْرَانُ بنُ مَالِكِ بنِ سالم العقيلي، وزين القضاة سلطان بن القَاضِي يَحْيَى بن عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ القُرَشِيّ بِدِمَشْقَ، وَعَبْدُ اللهِ بن عِيْسَى السَّرَقُسْطِي الَّذِي حَفِظ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" وَ "سُنَن أَبِي دَاوُدَ"، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الموحّد الوَكِيْل ابْن البقشلاَمِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ قُبَيس المَالِكِيّ، وأبو سهل محمد بن إبراهيم بن سَعْدَوَيْه الأَصْبَهَانِيّ، وَالقُدْوَةُ مُحَمَّدُ بنُ حَمُّوَيْه الجُوَيْنِيّ، وَالواعظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَبِيْبٍ العَامِرِيّ، وَالفُرَاوِي، وَابْن أَبِي ذَرٍّ الصالحاني.

المزرفي

4795- الِمزْرَفي 1: الإِمَامُ، شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحسين بن علي البَغْدَادِيّ، وَمِزْرفَةُ: دُوْنَ عُكبرَا. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وثلاثين وأربع مائة. وسمع: أبا حفص من المُسْلِمَة وَطَبَقَته، وَتَلاَ عَلَى أَصْحَابِ الحمَامِي. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِر، وَابْنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيّ، وَابْنُ الجَوْزِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ المَنْدَائِيُّ. وَكَانَ ثِقَةً، مُتْقِناً. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 33"، والعبر "4/ 72"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 251"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 81".

العجلي، الميهني

العجلي، الميهني: 4796- العَجَلي 1: شَيْخُ الشَّافعيَة، القُدْوَةُ الكَبِيْر، أَبُو سَعْدٍ عُثْمَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ شرَاف المَرْوَزِيّ البَنْجَدِيهِي, العَجَلِيّ -بِفَتحَتَينِ- نِسبَة إِلَى نِجَارَة العَجَلة. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلاَزَمَ القَاضِي حُسَيْناً، وبرع في الفقه. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مَسْعُوْدٍ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ البَجَلِيّ، وَسَعِيْد بن أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّار، وَالقَاضِي حُسَيْن، وَجَمَاعَة. أَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ وَوصفه بِالزُّهْد وَالوَرَع وَالإِمَامَةِ، وَأَنَّهُ كَانَ لاَ يُمَكِّنُ أَحَداً مِنَ الغِيبَة عِنْدَهُ، وَأَنَّهُ مَاتَ بِبَنْجَدِيه فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائة. 4797- المِيهَنِي 2: شَيْخُ الشَّافعيَة، مَجْدُ الدِّين، أَبُو الفَتْحِ أَسَعْدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ بنِ الفَضْلِ القُرَشِيّ, العُمَري, المِيهنِي، صَاحِب "التعليقَة" البديعَة. تَفقه بِمَرْو، وَسَارَ إِلَى غَزْنَةَ وَشَاعَ فَضلُهُ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الكِبَارُ، وَمَدَحَهُ أَبُو إِسْحَاقَ الغزِّي، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَاد، وَدرَّس بِالنِّظَامِيَة سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْس مائَة، ثُمَّ عُزِلَ بَعْد سِتِّ سِنِيْنَ، ثُمَّ وَلِيَهَا سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَنشر العِلْم. تَفقَّه عَلَى: العَلاَّمَة أَبِي المُظَفَّر السَّمْعَانِيّ، وَالمُوفَّق الهَرَوِيّ، وَكَانَ يَتوَقَّدُ ذكَاءً، وَأَخَذَ الأُصُوْل عَنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ الفُرَاوِي، وَسَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيْل بن الحَسَنِ الفَرَائِضِي، ولم يرو. وَنَقَلَ السَّمْعَانِيُّ أَنَّ فَقِيْهاً سَمِعَ أَسْعَدَ المِيهنِيَّ يلطم وجهه ويقول: {يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزُّمر: 56] ، وَبَكَى، وَردَّدَ الآيَةَ، إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَمَذَان فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَكَانَ قَدْ نُفِّذَ رَسُوْلاً إِلَى سَنْجَر بِمَرْوَ، وَرَسُوْلاً إِلَى هَمَذَان، وَخلَّف أَمْوَالاً كَثِيْرَة، وَعبيداً. وَعَاشَ سِتّاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً، وَقَدْ ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَبيِينِ كَذِبِ المُفترِي، وَمِيْهنَةُ: قَرِيْبَة مِنْ طُوْس، صغيرة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 399"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 208". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 13"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 207"، والعبر "4/ 71"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1288"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 252"، وشذرات الذهب "4/ 80".

ابن أبي الصلت، الإسلامي

ابن أبي الصلت، الإسلامي، الواسطي: 4798- ابن أبي الصَّلْت 1: العلامة القيلسوف، الطَّبِيْبُ الشَّاعِرُ المُجَوِّدُ، أَبُو الصَّلْتِ أُمَيَّة بن عَبْد العَزِيْزِ بن أَبِي الصَّلْتِ الدَّانِي، صَاحِب الكُتُب. وُلِدَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَتَنَقَّلَ، وَسَكَنَ الإِسْكَنْدَرِيَّة، ثُمَّ رُدَّ إِلَى الْغرب، وَأَقْبَلَ عليه علي ابن بَادِيسَ، وَكَانَ رَأْساً فِي النُّجُوْم وَالوَقْتِ وَالموسيقَى، عجباً فِي لعب الشَّطرنج، رَأْساً فِي الْمنطق وَهَذَيَانِ الأَوَائِل، سجنه صَاحِبُ مِصْرَ مُدَّةً لِكَوْنِهِ غَرَّق لَهُ سَفِيْنَةً مُوقرَةً صُفْراً، فَقَالَ لَهُ: أَنَا أَرْفَعُهُ، وَعَمَدَ إِلَى حبَالٍ دَلاَّهَا مِنْ سَفِيْنَة، وَنَزَلَ البحرِيَةُ، فَرَبَطُوا السَّفِيْنَةَ، ثُمَّ اسْتُقِيَتْ بِدوَالِيبَ، فَارتفعت، وَوصلَت، لَكِن تَقطَّعتِ الحبَال، فَوَقَعت، فَغَضِبَ الأَمِيْرُ عَلَيْهِ. مَاتَ بِالمهديَة فِي آخِرِ سنة ثمان وعشرين وخمس مائة. 4799- الإسلامي: العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الحَنَفِيَّة بِبَلْخَ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ السجزي، ثم البلخي الزاهد. حدث علي سَعِيْدٍ العَيَّارِ، وَمَنْصُوْرِ بنِ إِسْحَاقَ الحَافِظِ، وَأَبِي عَلِيٍّ الوخشِي. سَمِعَ مِنْهُ سُنَن أَبِي دَاوُدَ، وَسَمِعَ مِنَ العَيَّارِ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ". أَجَازَ لأَبِي سعيد السَّمْعَانِيّ، وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائة. 4800- الواسطي 2: الإِمَامُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ، أَبُو القَاسِمِ، هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الوَاسِطِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الشُّرُوْطِيُّ. سَمِعَ: ابْنَ المُسْلِمَةِ، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَأَبَا الغَنَائِمِ بنَ المَأْمُوْنِ، وَطَبَقَتَهُم. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَطَائِفَةٌ آخِرُهُم عُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ ثِقَةٌ صَالِحٌ مُكْثِرٌ، نَسَخَ، وَحَصَّلَ الأُصُوْلَ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ، وَسَمِعْتُهُم يُثنُوْنَ عَلَيْهِ، وَيَصِفُوْنَهُ بِالفَضْلِ والعلم والاشتغال بما يعنيه. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وخمس مائة، عن ست وثمانين سنة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 243"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 83". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 41"، والعبر "4/ 75"، وشذرات الذهب "4/ 86".

الحاكمي، ابن البناء

الحاكمي، ابن البناء: 4801- الحاكمي 1: العَلاَّمَةُ أَبُو القَاسِمِ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيٍّ الطُّوْسِيُّ, الحَاكمِيُّ, الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ إِمَامِ الحَرَمَيْنِ. سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ الأَزْهَرِيَّ، وَأَبَا صَالِحٍ المُؤَذِّنَ. وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ، وَسَافَرَ إِلَى العِرَاقِ وَالشَّامِ مَعَ الغَزَّالِيِّ، وَهُوَ مَدْفُوْنٌ إِلَى جَنْبِهِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عن سن عالية. 4802- ابن البَنَّاء 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الصَّادِقُ العَابِدُ، الخَيِّرُ, المُتَّبِعُ, الفَقِيْهُ، بقية المشايخ، أبو عبد الله يحيى بن الإمام أبي علي الحسن بن أحمد بن البَنَّاءِ البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. رَوَى شَيْئاً كَثِيْراً عَنْ: عبد الصَّمد بن المَأْمُوْنِ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بن المُهْتَدِي بِاللهِ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ الآبَنُوْسِيِّ، وَابْنِ النَّقُّوْرِ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو موسى المديني، وابن الجوزي، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَيَحْيَى بنُ يَاقُوْتٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدِ الخَيْرِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ الحَافِظَ عَبْدَ اللهِ بنَ عِيْسَى الأَنْدَلُسِيَّ يُثْنِي عَلَى يَحْيَى بنِ البَنَّاءِ، وَيَمدَحُهُ وَيُطرِيهِ، وَيَصِفُهُ بِالعِلْمِ وَالتَّمْيِيْزِ وَالفَضْلِ، وَحُسْنِ الأَخلاَقِ، وَتَركِ الفُضُولِ، وَعِمَارَةِ المَسْجَدِ وَمُلاَزَمَتِهِ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ فِي حَنَابِلَةِ بَغْدَادَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: وَكَذَا كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ كَانَ يُثْنِي عَلَيْهِ، وَيَمدَحُهُ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَتُوُفِّيَ فِي ثَامنِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَدْ مَرَّ أَخُوْهُ أَبُو غَالِبٍ. وَمَاتَ قَبْلَهُمَا أَخُوْهُمَا أَبُو الفَضْلِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ البَنَّاءِ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ, وَلَهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً، يَرْوِي عَنِ ابْنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَابْنِ النَّقُّوْرِ. سَمِعَ مِنْهُ: يَحْيَى بنُ بَوْشٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: أَبُو القَاسِمِ تَمِيْمٌ الجُرْجَانِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَرْحَانِ السُّمْنَانِيُّ، وَطَاهِرُ بنُ سَهْلٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ بِدِمَشْقَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمَذَانِيّ المُحَدِّثُ، وَهِبَةُ اللهِ بن الطبر الحريري المقرىء.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 52"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 47". 2 ترجمته في العبر "4/ 86"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 98".

الغازي

4803- الغازي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الحَافِظُ المُتْقِنُ، المُسْنِدُ الصَّالِحُ الرَّحَالُ، أبو نصر، أحمد بن عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، الأَصْبَهَانِيُّ, الغَازِي. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَجَالَ وَطَوَّفَ، وَجَمَعَ فَأَوعَى. سَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ بنَ النَّقُّوْرِ، وَعَبْدَ البَاقِي بنَ مُحَمَّدٍ العَطَّارَ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ البُسْرِيِّ، وَعِدَّةً بِبَغْدَادَ، وَأَبَا عليٍّ التُّسْتَرِيَّ بِالبَصْرَةِ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ المُظَفَّرِيَّ بسَرَخْس، وَعبدَ الرَّحْمَن بنَ مَنْدَه، وَأَخَاهُ أَبَا عَمْرٍو، وَابْنَ شَكْرُويه، وَخَلْقاً كَثِيْراً بِأَصْبَهَانَ، وَالفَضْلَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ المُحِبِّ، وَطَبَقَتَهُ بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبَا عَامِرٍ الأَزْدِيَّ، وَأَبَا إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيَّ، وَطَبَقَتَهُمَا بِهَرَاةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَالمُؤَيَّدُ بنُ الإِخْوَةِ، وَمَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ المُضَرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السِّلَفِيُّ: كَانَ مِنْ أَهْلِ المَعْرِفَةِ وَالحِفْظِ، سَمِعْنَا بقراءته كثيرًا، وأملى علي. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: ثِقَةٌ حَافِظٌ، دَيِّنٌ، وَاسِعُ الرِّوَايَةِ، كتبَ الكَثِيْرَ، وَحصَّلَ الكُتُبَ، مَا رَأَيْتُ فِي شُيُوخِي أَكْثَرَ رِحلَةً مِنْهُ، أَكْثَرتُ عَنْهُ، وَكَانَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا يُفَضِّلُونَهُ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ فِي الإِتْقَانِ وَالمَعْرِفَةِ، وَلَمْ يَبلغْ هَذَا الحدَّ، لَكنَّهُ أَعْلَى إِسْنَاداً مِنْ إِسْمَاعِيْلَ، مَاتَ فِي ثَالِثِ رَمَضَانَ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَشَهِدتُهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ إِسْمَاعِيْلُ الحَافِظُ.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "9/ 115"، والتجبير للسمعاني "1/ 261"، والمنتظم لابن الجوزي "10/ 73"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1074"، والعبر "4/ 86"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 98".

زاهر بن طاهر

4804- زاهر بن طاهر 1: ابن مُحَمَّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَرْزُبَانَ، الشَّيْخُ العَالِمُ، المُحَدِّثُ المُفِيْدُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ خُرَاسَانَ، أَبُو القاسم بن الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّحَّامِيُّ, المُسْتَمْلِي الشُّرُوطِيُّ, الشَّاهدُ. وُلِدَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَاعْتَنَى بِهِ أَبُوْهُ، فَسَمَّعَهُ فِي الخَامِسَةِ وَمَا بَعْدَهَا، وَاسْتجَازَ لَهُ. أَجَازَ لَهُ أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ، وأبو حفص بن مَسْرُوْرٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ مُسْنِدُ بَغْدَادَ. وَسَمِعَ من: أبي عثمان سعيد بن محمد البحيري، وَأَبِي سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوْنَ، وَأَبِي يَعْلَى بنِ الصَّابُوْنِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ محمد بن الحسن المقرىء، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الخَشَّابِ، وَأَبِي الوَلِيْدِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الدَّرْبَنْدِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ القُشَيْرِيِّ، وَأَبِي سَعْدٍ أَحْمَدَ بنِ أَبِي شَمْسٍ، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّارِ، وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ. وَسَمِعَ مِنْ: عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ البَحَّاثِيِّ "كِتَابَ ابْنِ حِبَّانَ"، وَسَمِعَ مِنَ: البَيْهَقِيِّ "سُنَنَهُ" الكَبِيْرَ، وَمِنَ: الكَنْجَرُوْذِيِّ أَكْثَرَ "مُسْنَدِ" أَبِي يَعْلَى. وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَاسْتَمْلَى عَلَى جَمَاعَةٍ، وَخَرَّجَ، وَجَمَعَ، وَانتقَى لِنَفْسِهِ السُّبَاعِيَّاتِ، وَأَشيَاءَ تَدُلُّ عَلَى اعتنَائِهِ بِالفَنِّ، وَمَا هُوَ بِالمَاهرِ فِيْهِ، وَهُوَ وَاهٍ مِنْ قِبَلِ دِيْنِهِ. وَكَانَ ذَا حبٍّ للرِّوَايَةِ، فَرَحَلَ لَمَّا شاخ، وروى الكثير ببغداد وبهراة, وَأَصْبَهَانَ, وَهَمَذَانَ, وَالرَّيِّ, وَالحِجَازِ, وَنَيْسَابُوْرَ. وَاسْتَمْلَى عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ الأَدِيْبِ فَمَنْ بَعْدَهُ، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ أَيْضاً عَوَالِي مَالِكٍ، وَعَوَالِي ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَمَا وَقَعَ لَهُ مِنْ عَوَالِي ابْنِ خُزَيْمَةَ، فَجَاءَ أَزْيَدَ مِنْ ثَلاَثِيْنَ جُزْءاً، وَعَوَالِي السَّرَّاجِ، وَعَوَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بِشْرٍ، وَعَوَالِي عَبْدِ اللهِ بنِ هَاشِمٍ، وَ"تُحْفَتَي العِيدَينِ"، وَ"مشيختَهُ"، وَأَملَى نَحْواً مِنْ أَلفِ مَجْلِسٍ، وكان لا يمل من التسميع.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 79- 80"، والعبر "4/ 91"، وميزان الاعتدال "2/ 64"، ولسان الميزان "2/ 470"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 102".

قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ مُكْثِراً, متيَقِّظاً، وَرَدَ عَلَيْنَا مَرْوَ قصداً لِلرِّوَايَةِ بِهَا، وَخَرَجَ مَعِي إِلَى أَصْبَهَانَ لاَ شُغْلَ لَهُ إلَّا الرِّوَايَةُ بِهَا، وَازدحَمَ عَلَيْهِ الخَلْقُ، وَكَانَ يَعرفُ الأَجزَاءَ، وَجَمَعَ وَنسخَ وَعُمِّرَ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ "تَارِيخَ نَيْسَابُوْرَ" فِي أَيَّامٍ قلاَئِلَ، كُنْتُ أَقرَأُ فِيْهِ سَائِرَ النَّهَارِ، وَكَانَ يُكرِمُ الغُربَاءَ، وَيُعِيرُهُمُ الأَجزَاءَ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُخِلُّ بِالصَّلَوَاتِ إِخلاَلاً ظَاهِراً وَقتَ خُرُوْجِهِ مَعِي إِلَى أَصْبَهَانَ، فَقَالَ لِي أَخُوْهُ وَجيهٌ: يَا فُلاَنُ، اجْتهدْ حَتَّى يَقعُدَ، لاَ يَفتَضِح بِتركِ الصَّلاَةِ، وَظهرَ الأَمْرُ كَمَا قَالَ وجيه، وعرف أهل أصبهان ذلك، وَشَغَبُوا عَلَيْهِ، وَتركَ أَبُو العَلاَءِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ الرِّوَايَةَ عَنْهُ، وَأَنَا فَوَقْتَ قِرَاءتِي عَلَيْهِ "التَّارِيْخ" مَا كُنْتُ أَرَاهُ يُصَلِّي، وَعَرَّفَنَا بِترْكِهِ الصَّلاَةَ أَبُو القَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: أَتيتُهُ قَبْلَ طُلُوْعِ الشَّمْسِ، فَنَبَّهُوهُ، فَنَزَلَ لنقرَأَ عَلَيْهِ، وَمَا صَلَّى، وقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: لِي عُذرٌ، وَأَنَا أَجْمَعُ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا، وَلَعَلَّهُ تَابَ، وَاللهُ يَغفِرُ لَهُ، وَكَانَ خَبِيْراً بِالشُّرُوطِ، وَعَلَيْهِ العُمْدَةُ فِي مَجْلِسِ الحُكْمِ، مَاتَ: بِنَيْسَابُوْرَ, فِي عَاشرِ رَبِيْعٍ الآخرِ, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: الشَّرَهُ يَحمِلُنَا عَلَى الرِّوَايَةِ لِمِثْلِ هَذَا. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَصَاعِدُ بنُ رَجَاءٍ، وَمَنْصُوْرُ بنُ أَبِي الحَسَنِ الطَّبَرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ القَاسِمِ الثَّقَفِيُّ، وَمَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ المُضَرِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَةَ، وَأَبُو المَجدِ زَاهِرٌ الثَّقَفِيُّ، وعبد اللطيف بن محمد الخوارزمي، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجُنَيْدِ، وَعَبْدُ البَاقِي بنُ عُثْمَانَ الهَمَذَانِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ بَرَكَةَ البَيِّعُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ حَمَدِيَّةَ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ يَعِيشَ، وَمَوْدُوْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، وَالمُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَزَيْنَبُ الشَّعْرِيَّةُ، وَعبدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَعَاشَ سَبْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي جَمْرَةَ المُرْسِيُّ الَّذِي أَجَازَ لَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَالفَقِيْهُ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ الخَلِيْلِ النَّسَفِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ اليُوْسُفِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الخَطِيبِيُّ بِأَصْبَهَانَ، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ أَفلحَ البَغْدَادِيُّ الشَّاعِرُ، وَجَمَال الإِسْلاَمِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ الشَّافِعِيُّ، وَأُمُّ المُجْتَبَى فَاطِمَةُ بِنْتُ نَاصرٍ العَلَوِيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ اللَّفْتُوَانِيُّ المُحَدِّثُ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَمْدٍ الأَصْبَهَانِيُّ الطِّيْبِيُّ، وَصَاحِبُ دِمَشْقَ شِهَابُ الدِّينِ مَحْمُوْدُ بنُ بُورِي، وَهِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلِ بنِ عُمَرَ بنِ البِسْطَامِيِّ السَّيِّدِيّ.

السيدي، أنو شروان

السيدي، أنو شروان: 4805- السيِّدي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الصَّالِحُ العَابِدُ، مُسْنِدُ وَقتِهِ، أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلِ بنِ عُمَرَ بن الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي الهَيْثَمِ، البِسْطَامِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، المَعْرُوفُ بِالسَّيِّدِيِّ. وُلِدَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ: أَبَا حَفْصٍ بنَ مَسْرُوْرٍ، وَأَبَا الحُسَيْنِ عَبْدَ الغَافِرِ الفَارِسِيَّ، وَأَبَا عُثْمَانَ سَعِيْدَ بنَ مُحَمَّدٍ البَحِيرِيَّ، وَأَبَا يَعْلَى الصَّابُوْنِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ البَيْهَقِيَّ، وَأَبَا سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيَّ، وَطَائِفَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَالمُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَالقُطْبُ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ، وَبِالإِجَازَةِ: أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ عَالِمٌ خَيِّرٌ، كَثِيْرُ العِبَادَةِ وَالتَّهَجُّدِ، وَلَكِنَّهُ عَسِرُ الخُلُقِ، بَسِرُ الوَجْهِ، لاَ يَشتهِي الرِّوَايَةَ، وَلاَ يُحِبُّ أَصْحَابَ الحَدِيْثِ، كُنَّا نَقرَأُ عَلَيْهِ بِجُهْدٍ جَهِيْدٍ وَبِالشَّفَاعَاتِ، وَكَانَ زَوجَ بِنْتِ إِمَامِ الحَرَمَيْنِ أَبِي المَعَالِي، وَكَانَ أَحَدَ الفُقَهَاءِ، وَتَفَرَّد بِـ "المُوَطَّأ"، وبـ "جزء ابن نجيد"، وَأَشيَاءَ، مَاتَ: فِي الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ صفرٍ, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ تِسْعُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: سَمِعْنَا "المُوَطَّأَ" مِنْ طَرِيقِهِ بِفَوتٍ قَدِيْمٍ، وَهُوَ المُسَاقَاةُ، وَالقِرَاضُ، وَالفَرَائِضُ. 4806- أَنُو شروَانَ 2: ابن خالد، الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو نَصْرٍ القَاشَانِيُّ. وَزَرَ لِلمُسْترشدِ، ووزر للسلطان محمود بن محمد. وَكَانَ عَاقِلاً سَائِساً رَزِيناً، وَافرَ الجَلاَلَةِ، حَسَنَ السِّيْرَةِ، مُحِبّاً لِلْعُلَمَاءِ. أَحضرَ ابْنَ الحُصَيْنِ إِلَى دَارِهِ، فَسَمَّعَ أَوْلاَدَهُ "المُسْنَدَ" بقِرَاءةِ ابْنِ الخَشَّابِ، وَسَمِعَهُ خَلْقٌ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنِ السَّاوِي. رَوَى عَنْهُ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ. ثُمَّ أَسنَّ وَتَضَعْضَعَ، وَلَزِمَ المَنْزِلَ، وَكَانَ مَهِيْباً, عَظِيْمَ الخِلْقَةِ. تُوُفِّيَ سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 217"، والتجبير للسمعاني "2/ 356"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 326"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 103". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 77"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 67"، والعبر "4/ 90"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 101".

عبد الغافر

4807- عبد الغافر 1: ابن إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الغافر، الإمام العالم, البارع, الحافظ, أبو الحسن بن الحافظ أبي عبد الله بن الشَّيْخِ الكَبِيْرِ أَبِي الحُسَيْنِ الفَارِسِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، مُصَنِّفُ: كِتَابِ "مَجْمَعِ الغَرَائِبِ" فِي غَرِيْبِ الحَدِيْثِ، وَكِتَابِ "السِّيَاقِ لِتَارِيخِ نَيْسَابُوْرَ"، وَكِتَابِ "المُفْهِمِ لشرحِ مُسْلِمٍ". وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَأَجَازَ لَهُ مِنْ بَغْدَادَ: أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ, وَغَيْرُهُ، وَمِنْ نَيْسَابُوْرَ: أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ المقرىء، وَسَمِعَ مِنْ: جدِّهِ لأُمِّهِ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الإِسْمَاعِيلِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الأَزْهَرِيِّ، وَالفَضْلِ بنِ المُحِبِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّامِ، وأبي نصر عبد الرحمن بن علي التاجر، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَتَفَقَّهَ بِإِمَامِ الحَرَمَيْنِ، وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ، وَارْتَحَلَ إِلَى غَزْنَةَ وَالهِنْدِ وَخُوَارِزْمَ، وَلقِيَ الكِبَارَ، وَوَلِيَ خَطَابَةَ نَيْسَابُوْرَ. وَكَانَ فَقِيْهاً مُحَقِّقاً، وَفَصِيْحاً مُفَوَّهاً، وَمُحَدِّثاً مُجَوِّداً، وَأَدِيباً كَامِلاً. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عمر الصفار. وَفِيْهَا مَاتَ: شَمْسُ المُلُوْكِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ تَاجِ المُلُوْكِ مَقْتُولاً، وَملكُ العربِ نُورُ الدَّوْلَةِ دُبَيْسُ بنُ صَدَقَةَ الأَسَدِيُّ، وَالمُسْتَرشِدُ بِاللهِ بنُ المُسْتظهِرِ، وَقَاضِي الجَمَاعَةِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَفِ بنِ الحَاجِّ التُّجِيْبِيُّ، وَالعَلاَّمَةُ محمد بن أبي الخيار العبدري القرطبي.

_ 1 ترجمته في التجبير للسمعاني "1/ 507"، ووفيات الأعيان "3/ 225"، والعبر "4/ 79" وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1073"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 171"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 93".

ابن قبيس، القارئ

ابن قبيس، القارئ: 4808- ابن قُبيس 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ النَّحْوِيُّ، الزَّاهِدُ العَابِدُ القُدْوَةُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قُبَيْسٍ، الغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ, المَالِكِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا القَاسِمِ السُّمَيْسَاطِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَأَبَا نَصْرٍ بنَ طَلاَّبٍ، وَغَنَائِمَ الخَيَّاطَ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ أَبِي الحَدِيْدِ، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَالسِّلَفِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ الجَنْزَوِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ الحرستاني، وآخرون. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ ثِقَةً, مُتَحَرِّزاً, مُتَيَقِّظاً، مُنْقَطِعاً فِي بَيْتِهِ بدَرْبِ النَّقَّاشَةِ، أَوْ بَيْتِهِ فِي المنَارَةِ الشَّرْقِيَّةِ بِالجَامِعِ، وَكَانَ فَقِيْهاً, مُفْتِياً، يقرىء النَّحْوَ وَالفَرَائِضَ، وَكَانَ مُتَغَالياً فِي السُّنَّةِ، مُحِبّاً لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ، قَالَ لِي غَيْرَ مَرَّةٍ: إِنِّيْ لأَرْجُو أَنْ يُحْيِيَ اللهُ بِكَ هَذَا الشَّأْنَ فِي هَذَا البلدِ، وَكَانَ لاَ يُحَدِّثُ إلَّا مِنْ أَصلٍ، سَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْرَ، وَمَاتَ يَوْمَ عَرفةَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ السِّلَفِيُّ: كَانَ يَسكنُ المنَارَةَ، وَكَانَ زَاهِداً عَابِداً ثِقَةً، لَمْ يَكُنْ فِي وَقتِهِ مِثْلُهُ بِدِمَشْقَ، وَهُوَ مُقَدَّمٌ فِي عُلُوْمٍ شَتَّى، مُحَدِّثٌ ابْنُ مُحَدِّثٍ. 4809- القارىء 2: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُعَمَّرُ المُسْنِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، إِسْمَاعِيْلُ بن أَبِي القَاسِمِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي بَكْرٍ صالح، النيسابوري، القارىء. قَالَ ابْنُ نُقْطَة: سَمِعَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ عَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيِّ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ"، وَأَحَادِيْثَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى التَّمِيْمِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ: أبي حَفْصٍ بنِ مَسْرُوْرٍ عِدَّةَ أَجزَاءٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو العَلاَءِ العَطَّارُ، وَأَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ القُشَيْرِيُّ، وَزَيْنَبُ الشَّعْرِيَّةُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ صَالِحٌ عَفِيْفٌ، صُوْفِيٌّ, نَظيفٌ، مُوَاظِبٌ عَلَى الجَمَاعَةِ، خَدَمَ الأُسْتَاذَ أَبَا القَاسِمِ القُشَيْرِيَّ، مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَة: رَوَى عَنْهُ "الصَّحِيْحَ" أَبُو سَعْدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُحَسِّنِ القُشَيْرِيُّ، وَسَمِعْتُ مِنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ "جُزءَ ابْنِ نُجَيْدٍ" بِسَمَاعِهَا مِنْهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ بِالإِجَازَةِ بِأَجزَاءِ عُمَرَ بنِ مَسْرُوْرٍ. مَاتَ فِي العِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ, سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائة. أرخه السمعاني.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 259"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 95". 2 ترجمته في التجبير للسمعاني "1/ 94"، والعبر "4/ 84"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 260"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 97".

تميم

4810- تميم 1: ابن أبي سعيد بن أبي العباس، الشَّيْخُ الفَاضِلُ, المُؤَدِّبُ، مُسْنِدُ هَرَاةَ، أَبُو القَاسِمِ الجُرْجَانِيُّ. مَوْلِدُهُ بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي حَفْصٍ بنِ مَسْرُوْر، وَأَبِي عَامِرٍ الحسن بن محمد بن عليٍّ النَّسَوِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوْنَ السُّلَمِيِّ، وَأَبِي سَعْدٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرُوْذِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ البَحَّاثِيِّ، فَسَمِعَ مِنْهُ كِتَابَ "الأَنْوَاعِ وَالتَّقَاسِيمِ" لأَبِي حَاتِمٍ بنِ حِبَّانَ، وَسَمِعَ "مُسْنَدَ أَبِي يَعْلَى" مِنْ أَبِي سَعْدٍ. وَانْتَهَى إِلَيْهِ بِهَرَاةَ عُلُوُّ الإِسْنَادِ، كَانَ قَدِ اعْتَنَى بِهِ خَالُهُ الحَافِظُ عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ، فَسَمَّعَهُ بِنَيْسَابُوْرَ مِنَ المَذْكُوْرِيْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: لَمْ أَلقَهُ، وَأَجَازَ لِي، وَكَانَ ثِقَةً صَالِحاً، يُعَلِّمُ الصِّبْيَانَ، سَمِعَ: ابْنَ مَسْرُوْرٍ، وَعَبْدَ الغَافِرِ، وَأَبَا عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيَّ، وَأَبَا عُثْمَانَ البَحِيْرِيَّ، وَالبَيْهَقِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ العُمَرِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الطَّبَرِيّ، وَمِنْ سَمَاعَاتِهِ: "مُعْجَمُ الحَاكِمِ" سَمِعَهُ مِنَ البَيْهَقِيِّ، أَخْبَرَنَا الحَاكِمُ، وَالقدرُ الَّذِي عِنْدَ أَبِي سَعْدٍ وَذَلِكَ خَمْسَةٌ وَثَلاَثُوْنَ جُزْءاً مِنْ "مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى"، وَكِتَابُ "المُتَّفق" لِلْجَوْزَقِيِّ، وَكِتَابُ "التَّرغِيب" لِحُمَيدِ بنِ زَنْجَوَيْه: أَخْبَرَنَا العُمَرِيُّ، أخبرنا ابن أبي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا الرَّذَانِيُّ عَنْهُ، سِوَى الجُزْءَ الخَامِسِ من تجزئة عشرة.

_ 1 ترجمته في التجبير للسمعاني "1/ 144"، والعبر "4/ 85"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 97".

قلت: وروى عنه أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو رَوْحٍ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: ذَكَرَ لِي يَحْيَى بنُ عَلِيٍّ المَالِقِيُّ أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ خَولَةَ الغَرْنَاطِيُّ مِنَ الهِنْدِ إِلَى هَرَاةَ، أَخرجَ إِلَيْهِم بَقِيَّةَ الأَصْلِ بِـ "مُسْنَدَ أَبِي يَعْلَى"، وَفِيْهِ سَمَاعُ أَبِي رَوْحٍ مِنْ تَمِيْمٍ. قَالَ يَحْيَى: فَكَمُلَ لَهُ "المُسْنَدُ" سَمَاعاً مِنْ تَمِيْمٍ بِتِلْكَ المُجَلَّدَةِ. أَخْبَرْنَا ابْنُ الخَلاَّلِ، أَخْبَرَنَا عَتِيْقٌ السَّلْمَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ الجُرْجَانِيُّ بِهَرَاةَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.. فَذَكَرَ حَدِيْثاً. فَهَذَا آخِرُ العَهْدِ بتَمِيْمٍ، وَلاَ أَدْرِي مَتَى تُوُفِّيَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ المُعَلِّمُ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَهُ فِي الحَجَّةِ الَّتِي أَمَرَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ حَجَّةِ الوَدَاعِ فِي يَوْمِ النَّحْرِ فِي رَهْطٍ يُؤَذِّنُ فِي النَّاسِ: أَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، وَلاَ يَطُوْفَنَّ بِالبَيْتِ عُريَانُ1. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ عَنِ الزَّهْرَانِيِّ.

_ 1 أخرجه البخاري"4655"، ومسلم "1347"، وأبو داود "1946"، والنسائي "5/ 234".

قاضي المرستان

4811- قاضي الَمَرسْتَان 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ المُتَفَنِّنُ، الفَرَضِيُّ العَدْلُ، مُسْنِدُ العصرِ، القَاضِي, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الرَّبِيْعِ بنِ ثَابِتِ بنِ وَهْبِ بنِ مَشْجَعَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ اللهِ ابنِ شَاعِرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحَدِ الثَّلاَثَةِ الَّذِيْنَ خُلِّفُوا كَعْبِ بنِ مَالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ القَيْنِ، الخَزْرَجِيُّ, السَّلَمِيُّ, الأَنْصَارِيُّ, البَغْدَادِيُّ، النَّصْرِيُّ مِنْ مَحَلَّةِ النصرية، الحَنْبَلِيُّ البَزَّازُ، المَعْرُوفُ: بقَاضِي المَرَسْتَان، وَيُعْرَف أَبُوْهُ بِصِهر هِبَةَ. مَوْلِدُهُ فِي عَاشرِ صفرٍ, سَنَةَ اثنتين وأربعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 92"، والعبر "4/ 96"، ولسان الميزان "5/ 241"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 267"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 108".

بَكَّرَ بِهِ أَبُوْهُ، وَسَمَّعَهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ البَرْمَكِيِّ "جُزءَ" الأَنْصَارِيِّ وَمَا مَعَهُ حُضُوْراً فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ، وَسَمِعَ الكَثِيْرَ بِإِفَادَةِ جَارِهِم المُحَدِّثِ الرَّحَّالِ عَبْدِ المُحْسِنِ الشِّيْحِيِّ السَّفَّارِ مِنْ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى البَاقِلاَّنِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيِّ، وَالقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ، وَعُمَرَ بنِ الحُسَيْنِ الخَفَّافِ، وَأَبِي طَالِبٍ العُشَارِيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ حَسْنُوْنَ النَّرْسِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ عُمَرَ البَرْمَكِيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ الآبَنُوْسِيّ، وَالقَاضِي أَبِي يَعْلَى بنِ الفَرَّاءِ، وَأَبِي جَعْفَرٍ بنِ المُسْلِمَةِ، وَمُحَمَّدِ بنِ وِشَاحٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَجَابِرِ بنِ يَاسِينَ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ بنِ المأمون، وأحمد بن عثمان المخبزي، وعلي بن الشَّيْخِ أَبِي طَالِبٍ المَكِّيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَأَبِي الفَضْلِ هِبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ المَأْمُوْنِ، وَخَدِيْجَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ الشَّاهجَانِيَّةِ، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَلِيَّكَ، وَوَالِدِهِ أَبِي طَاهِرٍ عَبْدِ البَاقِي حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ الصَّلْتِ المُجْبِرِ، وَالحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ، وَأَبِي الغَنَائِمِ مُحَمَّدِ بنِ الدَّجَاجِيِّ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ البيضَاوِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حُمَّدُوْهُ، وَهَنَّادِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ النَّسَفِيِّ، وَالشَّرِيْفِ أَبِي جَعْفَرٍ بنِ أَبِي مُوْسَى -وَبِهِ تَفَقَّهَ- والحسن بن علي المقرىء، وسمع بمصر من: أَبِي إِسْحَاقَ الحَبَّالِ الحَافِظِ، وَبِمَكَّةَ مِنْ: أَبِي مَعْشَرٍ الطَّبَرِيِّ، وَمِنْ عددٍ كَثِيْرٍ. وَلَهُ مَشْيَخَةٌ فِي ثَلاَثَةِ أَجزَاءَ، وَأُخْرَى خَرَّجهَا السَّمْعَانِيُّ فِي جُزءٍ. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِمِ التَّنُوخِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ شِيْطَا، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ سلاَمَةَ القُضَاعِيُّ، وَتَفَقَّهَ قَلِيْلاً عِنْدَ القَاضِي أَبِي يَعْلَى، وَشَهِدَ عِنْدَ قَاضِي القُضَاةِ أَبِي الحَسَنِ بنِ الدَّامَغَانِيِّ. وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَشَاركَ فِي الفَضَائِلِ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الإِسْنَادِ، وَحَدَّثَ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً فِي حَيَاةِ الخَطِيْبِ. حَدَّثَ عَنْهُ خَلْقٌ، مِنْهُم السِّلَفِيُّ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ نَاصرٍ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمِ بنِ جُوَالِقَ، وَالمُكَرَّمُ بنُ هِبَةِ اللهِ الصُّوْفِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ تَزمش، وَسَعِيْدُ بنُ عَطَّافٍ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعِيشَ الأَنْبَارِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُظَفَّرِ بنِ البَوَّابِ، وَيُوْسُفُ بنُ المُبَارَكِ بنِ كَامِلٍ، وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ أَبِي سَعْدٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ ضِيَاءُ بنُ الخُرَيفِ، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الأَخْضَرِ، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ شُنَيفٍ، وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ الدَّبِيْقِيِّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مَعَالِي بنِ مَنِيْنَا، وَخَلْقٌ. وَبِالإِجَازَةِ: المُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَغَيْرهُ. وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيْهِ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ بِكَلاَمٍ مُرْدٍ فَجٍّ، فَقَالَ: كَانَ يُتَّهَمُ بِمَذْهَبِ الأَوَائِل،

وَيُذكرُ عَنْهُ رِقَّةُ دِيْنٍ. قَالَ: وَكَانَ يَعرفُ الفقه على مذهب أَحْمَدَ، وَالفَرَائِض وَالحسَابَ وَالهَنْدَسَةَ، وَيَشْهَدُ عِنْد القُضَاةِ، وَيَنْظرُ فِي وُقُوفِ البَيْمَارَسْتَانِ العضديّ. وَقَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: كَانَ إِمَاماً فِي فُنُوْنٍ، وَكَانَ يَقُوْلُ: حفظتُ القُرْآنَ وَأَنَا ابْنُ سَبْعٍ، وَمَا مِنْ علمٍ إلَّا وَقَدْ نَظرتُ فِيْهِ، وَحصَّلْتُ مِنْهُ الكُلَّ أَوِ البَعْضَ، إلَّا هَذَا النَّحْوَ، فَإِنِّي قَلِيْلُ البِضَاعَةِ فِيْهِ، وَمَا أَعْلَمُ أَنِّي ضَيَّعْتُ سَاعَةً مِنْ عُمُرِي فِي لَهْوٍ أَوْ لَعِبٍ. وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: ذَكَرَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ القَاضِي أَنَّ مُنَجِّمَيْنِ حضَرَا عِنْد وِلاَدتِي، فَأَجْمَعَا عَلَى أَنَّ العُمُرَ اثنتَانِ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً، فَهَا أَنَا قَدْ جَاوَزْتُ التِّسْعِيْنَ. قُلْتُ: هَذَا يَدلُّ عَلَى حُسنِ مُعتقدِهِ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كان حَسَنَ الصُّوْرَةِ، حُلوَ المنطقِ، مليحَ المُعَاشَرَةِ، كَانَ يُصَلِّي فِي جَامِعِ المَنْصُوْر، فَيجِيْء فِي بَعْضِ الأَيَّامِ، فَيَقِفُ وَرَاءَ مَجْلِسِي وَأَنَا أَعظُ، فَيُسلِّم عليَّ. اسْتملَى عَلَيْهِ شَيْخُنَا ابْنُ نَاصرٍ، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ الكَثِيْرَ، وَكَانَ ثِقَةً فَهِماً، ثَبْتاً حُجَّةً، مُتفنِّناً، مُنْفَرِداً فِي الفَرَائِضِ، قَالَ لِي يَوْماً: صَلَّيْتُ الجُمُعَةَ، وَجلَسْتُ أَنظر إِلَى النَّاسِ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَودُّ أَنْ أَكُوْنَ مِثْلَهُ، وَكَانَ قَدْ سَافرَ، فَوَقَعَ فِي أَسْرِ الرُّوْمِ، وَبَقِيَ سَنَةً وَنِصْفاً، وَقَيَّدُوْهُ وَغَلُّوْهُ، وَأَرَادُوْهُ عَلَى كلمَةِ الكُفْرِ، فَأَبَى، وَتَعَلَّمَ مِنْهُم الخطَّ الرُّوْمِيَّ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَنْ خَدَمَ المحَابرَ، خَدَمَتْهُ المَنَابِرُ، يَجِبُ عَلَى المُعَلِّمِ أَنْ لاَ يُعَنِّفَ، وَعَلَى المتعلِّمِ أَنْ لاَ يَأْنفَ. وَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً صَحِيْحَ الحوَاسِّ لَمْ يَتغَيَّرْ مِنْهَا شَيْءٌ، ثَابِتَ العَقْلِ، يَقرَأُ الخطَّ الدَّقيقَ مِنْ بُعْدٍ، وَدخلنَا عَلَيْهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِمُدَيدَةٍ، فَقَالَ: سَالَتْ فِي أُذُنِي مَادَّةٌ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا مِنْ حَدِيْثِهِ، وَبَقِيَ عَلَى هَذَا نَحْواً مِنْ شَهْرَيْنِ، ثُمَّ زَالَ ذَلِكَ، ثُمَّ مرضَ، فَأَوْصَى أَنْ يُعمَّقَ قَبْره زِيَادَةً عَلَى العَادَة، وَأَنَّ يُكتبَ عَلَى قَبْرِهِ: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ، أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ} [ص: 67و 68] وَبَقِيَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يَفتُرُ مِنْ قِرَاءة القُرْآنِ، إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ قَبْلَ الظُّهْر, ثَانِي رَجَب سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَجْمَعَ لِلْفنُوْنِ مِنْهُ، نَظَرَ فِي كُلِّ علمٍ، فَبرعَ فِي الحسَابِ وَالفَرَائِضِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: تُبتُ مِنْ كُلِّ علمٍ تَعلَّمتُهُ إلَّا الحَدِيْثَ وَعِلمَهُ، وَرَأَيْتهُ وَمَا تَغَيَّرَ عَلَيْهِ مِنْ حَوَاسِّهِ شَيْءٌ، وَكَانَ يَقرَأُ الخَطَّ البعيدَ الدَّقيق، وَكَانَ سرِيعَ النَّسْخِ، حَسَنَ القِرَاءة لِلْحَدِيْثِ، وَكَانَ يَشتَغِلُ بِمُطَالَعَة الأَجزَاءِ الَّتِي مَعِي, وَأَنَا مُكِبٌّ عَلَى القِرَاءةِ، فَاتَّفَقَ أَنَّهُ وَجَدَ جُزْءاً مِنْ حَدِيْثِ الخُزَاعِيِّ قَرَأْتُهُ بِالكُوْفَةِ عَلَى عُمَرَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ العَلَوِيِّ بِإِجَازتِهِ مِنْ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَلَوِيُّ، وَفِيْهِ حِكَايَاتٌ مليحَةٌ، فَقَالَ: دَعْهُ عِنْدِي. فَرَجَعتُ مِنَ الغَدِ،

فَأَخْرَجَهُ وَقَدْ نَسَخَهُ، وَقَالَ: اقْرَأْهُ حَتَّى أَسْمَعَهُ، فَقُلْتُ: يَا سيِّدِي، كَيْفَ يَكُوْنُ هَذَا?! ثُمَّ قرأته، فقال للجماعة: اكتبوا اسمي. قُلْتُ: هَذَا الجُزْءُ فِي وَقْفِ الشَّيْخِ الضِّيَاء، وَأَوّلُهُ بخطِّهِ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: وَقَالَ لِي: أَسَرَتْنِي الرُّوْمُ، وَكَانُوا يَقُوْلُوْنَ لِي: قل: المَسِيْحُ ابْنُ اللهِ حَتَّى نَفعلَ وَنصنعَ فِي حَقِّكَ، فَمَا قُلْتُ، وَتَعَلَّمْتُ خطَّهُم، وَكَانَ لاَ يَعرِفُ علمَ النَّحْوِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: الذُّبَابُ إِذَا وَقَعَ عَلَى البيَاضِ سَوَّدَهُ، وَعَلَى السَّوَادِ بَيَّضَهُ، وَعَلَى التُّرَابِ برغَثَهُ، وَعَلَى الجُرْحِ قَيَّحَهُ، سَمِعْتُ مِنْهُ "الطَّبَقَاتِ" لابْنِ سَعْدٍ، وَ "المَغَازِي" لِلْوَاقِدِيِّ، وَأَكْثَرَ مِنْ مائَتَيْ جُزءٍ، وَقَالَ لِي: وُلِدْتُ بِالكَرْخِ، ثُمَّ انتقَلْنَا إِلَى النَّصْرِيَّةِ وَلِي أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: حَدَّثَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ بِـ"صَحِيْحِ البُخَارِيِّ"، عَنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ أَبِي الفَوَارِسِ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ النُّعَيمِيّ، أَخْبَرَنَا الفَرَبْرِيُّ عَنْهُ.

ابن السمرقندي

4812- ابن السَّمَرْقَنْدِي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُفِيْدُ المُسْنِدُ، أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ أَبِي الأَشْعَثِ، السَّمَرْقَنْديُّ، الدِّمَشْقِيُّ المَوْلِدِ، البَغْدَادِيُّ الوَطَنِ، صَاحِبُ المَجَالِسِ الكَثِيْرَةِ. وُلِدَ بِدِمَشْقَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَهُوَ أَصْغَرُ مِنْ أخيه الحافظ عبد الله. سَمِعَا: أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَعَبْدَ الدَّائِمِ بنَ الحَسَنِ، وَأَبَا نَصْرٍ بنَ طَلاَّبٍ، وَأَحْمَدَ بنَ عبد الواحد بن أبي الحديد، وعبد العزيز الكتَانِيَّ، ثُمَّ انتقلَ بِهِمَا الوَالِدُ إِلَى بَغْدَادَ، فَسمِعَا مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بنِ المُسْلِمَةِ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ هَزَارْمَرْدَ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيٍّ السُّكَّرِيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ، وَأَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ مُنْتَابٍ، وَمَالِكٍ البَانِيَاسِيِّ، وَطَاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ القَوَّاسِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ القَطَّانِ، وَعَاصِمِ بنِ الحَسَنِ، وَابْنِ الأَخْضَرِ الأَنْبَارِيِّ، وَجَعْفَرِ بنِ يَحْيَى الحكَّاكِ، وَمُحَمَّدِ بنِ هِبَةِ اللهِ اللاَّلْكَائِيِّ، وَابْنِ خَيْرُوْنَ، وَرِزقِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي عُثْمَانَ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الصَّقْرِ، وَيُوْسُفَ بنِ الحَسَنِ التَّفَكُّرِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مَسْعَدَةَ، وَطِرَادٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَالنِّعَالِيِّ، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ رِزْمَةَ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ البناء، وأحمد

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 98"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 112".

ابن الحُسَيْنِ العَطَّارِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ الخَلاَّلِ، ويوسف المِهْرَوَانِيِّ، وَعَبْدِ السَّيِّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاغِ، وَأَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ, وَوَالِدِهِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ، وَعَبْدِ البَاقِي بنِ مُحَمَّدٍ العَطَّارِ، وَابْنِ البُسْرِيِّ، وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ. ثُمَّ قَدِمَ إِسْمَاعِيْلُ الشَّامَ، وَسَمِعَ بِالقُدْسِ مِنْ مَكِّيٍّ الرُّمَيْلِيِّ، عُمِّرَ، وَرَوَى الكَثِيْرَ. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَأَعزُّ بنُ عَلِيٍّ الظَّهِيرِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ الكَاتِبُ، وَسَعِيْدُ بن عطاف، وَيَحْيَى بن يَاقُوْت، وَعُمَر بن طَبَرْزَدَ، وَزَيْد بنُ الحَسَنِ الكِنْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي تَمَّامٍ بنُ لُزُّوا، وَعَلِيُّ بنُ هبَلٍ الطَّبِيْبُ، وَسُلَيْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَوْصِلِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الأَخْضَرِ، وَمُوْسَى بنُ سَعِيْدِ بنِ الصَّيْقَلِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ الكُتُبَ الكِبَارَ وَالأَجزَاءَ، وَسَمِعْتُ أَبَا العَلاَءِ العَطَّارَ بِهَمَذَانَ يَقُوْلُ: مَا أَعدِلُ بِأَبِي القَاسِمِ بنِ السَّمَرْقَنْديِّ أَحَداً مِنْ شُيُوْخِ العِرَاقِ وَخُرَاسَانَ. وَقَالَ عُمَرُ البِسْطَامِيُّ: أَبُو القَاسِمِ إِسْنَادُ خُرَاسَانَ وَالعِرَاقِ. قَالَ ابْنُ السَّمَرْقَنْديِّ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ يَرْوِي "مُعْجَمَ ابْنِ جُمَيْعٍ" غَيْرِي وَلاَ عَنْ عَبْدِ الدَّائِمِ الهِلاَلِيِّ، وَأَنْشَدَ: وَأَعْجَبُ مَا فِي الأَمْرِ أَنْ عِشْتُ بَعْدَهُم ... عَلَى أَنَّهُم مَا خَلَّفُوا فِيَّ مِنْ بَطْشِ قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ ثِقَةً مُكْثِراً، صَاحِبَ أُصُوْلٍ، دَلاَّلاً فِي الكُتُبِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ فِي ابْنِ النَّقُّوْرِ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: وَعَاشَ إِلَى أَنْ خَلَتْ بَغْدَادُ، وَصَارَ مُحَدِّثَهَا كَثْرَةً وَإِسْنَاداً، حَتَّى صَارَ يَطلُبُ عَلَى التَّسمِيْعِ بَعْدَ حِرصِهِ عَلَى التَّحْدِيْثِ، أَملَى بِجَامِع المَنْصُوْر أَزْيَدَ مِنْ ثَلاَثِ مائَةِ مَجْلِسٍ، وَكَانَ لَهُ بَخْتٌ فِي بَيعِ الكُتُبِ، بَاعَ مرَّةً "صَحِيْحَيْ" البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ فِي مُجَلَّدَةٍ لَطِيفَةٍ بِخَطِّ الصُّوْرِيِّ بِعِشْرِيْنَ دِيْنَاراً، وَقَالَ: وَقعَتْ عَلَيَّ بِقِيرَاطٍ، لأَنِّي اشْتَرَيْتُهَا وَكِتَاباً آخرَ بِدِيْنَارٍ وَقيرَاطٍ، فَبِعتُ الكِتَابَ بدِيْنَارٍ. قَالَ السِّلَفِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ، لَهُ أُنْسٌ بمعرفة الرجال، وقال: كان ثِقَةً, يَعرفُ الحَدِيْثَ، وَسَمِعَ الكُتُبَ، وَكَانَ أَخُوْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَالِماً ثِقَةً فَاضِلاً، ذَا لسنٍ. وقال ابن ناصر: كان دلالًا، وكان سيىء المعَامِلَةِ، يُخَافُ مِنْ لِسَانِهِ، يُخَالطُ الأَكَابِر بِسَبَبِ الكُتُبِ. تُوُفِّيَ فِي السَّادِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَدْ رَأَى أَنَّهُ يُقبِّلُ قَدَمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُمِرُّ عَلَيْهَا وَجهَهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الخَاضِبَةِ: أَبشِرْ بِطُولِ البقَاءِ، وَبِانْتِشَارِ حَدِيْثِكَ، فتقبيل رجليه اتباع أثره.

4813- جمال الإسلام 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، مُفْتِي الشَّامِ، جمَال الإِسْلاَم، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّم بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الفَتْحِ، السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ الفَرَضِيُّ. سَمِعَ: أَبَا نَصْرٍ بنَ طَلاَّبٍ الخَطِيْبَ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بنَ أَحْمَدَ الكَتَانِيَّ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ أَبِي الحَدِيْدِ، وَنجَا العَطَّارَ، وَغَنَائِمَ بنَ أَحْمَدَ، وَابْنَ أَبِي العَلاَءِ المَصِّيْصِيَّ، وَالفَقِيْهَ نَصْراً المَقْدِسِيَّ, وَعِدَّةً. وَتَفَقَّهَ عَلَى القَاضِي أَبِي المُظَفَّرِ المَرْوَزِيِّ، وَكَانَ مُعِيداً لِلْفَقِيْهِ نَصْرٍ. وَقَالَ الغَزَّالِيُّ فِيمَا حَكَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ أَنَّهُ قَالَ: خَلَّفتُ بِالشَّامِ شَابّاً إِنْ عَاشَ كَانَ لَهُ شَأْنٌ. فَكَانَ كَمَا تَفرَّسَ فِيْهِ، وَدرَّسَ بحَلْقَةِ الغزَّالِيِّ مُدَّةً، ثُمَّ وَلِيَ تدرِيسَ الأَمِينِيَّةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: سَمِعْنَا مِنْهُ الكَثِيْرَ، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً، عَالِماً بِالمَذْهَبِ وَالفَرَائِضِ، يَحفظُ كِتَابَ "تَجرِيْدِ التَّجرِيْدِ" لأَبِي حَاتِمٍ القَزْوِيْنِيِّ، وَكَانَ حَسَنَ الخَطِّ، مُوفَّقاً فِي الفتَاوَى، عَلَى فَتَاويه عُمدَةُ أهل الشام، وكان كثير عِيَادَةِ المَرْضَى وَشُهُوْدِ الجَنَائِزِ، مُلاَزِماً لِلتَّدرِيس، حسنَ الأَخلاَقِ، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ فِي الفِقْهِ وَالتَّفْسِيْر، وَكَانَ يَعقدُ مَجْلِسَ التَّذكيرِ، وَيُظهِرُ السُّنَّةَ، وَيَرُدُّ عَلَى المُخَالِفِيْن، لَمْ يُخلِّفْ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. قُلْتُ: المُخَالفُوْنَ يَعْنِي بِهِم الرَّافِضَّةَ، وَكَانَتِ الدَّوْلَةُ لَهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُهُ القَاسِمُ، وَخطيبُ دُومَةَ عَبْدُ اللهِ بنُ حَمْزَةَ الكِرْمَانِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَلِيٍّ وَالِدُ كَرِيْمَة، وَمَكِّيُّ بنُ عَلِيٍّ، وَيَحْيَى بنُ الخضِرِ الأُرْمَوِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ الجَنْزَوِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ الخُشُوْعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الخصِيْبِ، وَالقَاضِي أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَأَملَى عِدَّةَ مَجَالِس. وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي كِتَابِ "تَبيِينِ كَذِبِ المفترِي"، وَقَالَ: عُنِيَ بِكَثْرَةِ المُطَالَعَةِ وَالتّكرَارِ، فَلَمَّا قَدِمَ الفَقِيْهُ نَصْرٌ المَقْدِسِيُّ لاَزمَهُ، وَلاَزَمَ الغزَالِيَّ مُدَّةَ مُقَامِه بِدِمَشْقَ، وَهُوَ الَّذِي أَمرَهُ بِالتَّصَدُّرِ بَعْدَ شَيْخِه نَصْرٍ، وَكَانَ يُثنِي عَلَى عِلمِهِ وَفهمِهِ، وَكَانَ عَالِماً بِالتَّفْسِيْرِ وَالأُصُوْلِ وَالفِقْهِ وَالتَّذكيرِ وَالفَرَائِضِ وَالحسَابِ وَتعبِير المَنَامَاتِ، تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ سَاجِداً فِي صَلاَةِ الفَجْرِ. قُلْتُ: مات في عشر التسعين. وَمَاتَ ابْنُهُ الفَقِيْهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ بِأَصْبَهَانَ بَعْدَ سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ قَدْ سَكَنَ أَصْبَهَانَ، وَجَاءتْهُ الأَوْلاَدُ، وَقَدِمَ قُبَيْلَ مَوْتِهِ، فَبَاع مُلكاً لَهُ، وَرجعَ إِلَى أَصْبَهَانَ، سَمِعَ منه الحافظ أبو المواهب.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 92"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 235"، وتبصير المنتبه "4/ ص1282"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 102".

ابن توبة

4814- ابن تَوبة 1: الشيخ الإمام المقرىء المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ تَوبَةَ، الأَسَدِيُّ العُكْبَرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَتَلاَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى أَصْحَابِ أَبِي الحَسَنِ بنِ الحَمَّامِيِّ، وَقرَأَ شَيْئاً مِنَ الفِقْهِ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ. وَكَانَ جَلِيْلاً مَهِيْباً وَقُوْراً. سَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُسْلِمَةِ، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَعَبْدَ الصَّمَدِ بنَ المَأْمُوْنِ، وَالصَّرِيْفِيْنِيَّ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ صَالِحٌ خَيِّرٌ، حَسَنُ الأَخْذِ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ الكَثِيْرَ، كُنْتُ أُقَدِّمُ السَّمَاعَ عَلَيْهِ عَلَى غَيْرِهِ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالتَّاجُ الكِنْدِيُّ. وَمَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائة. وَسَمِعْتُ "سَبْعَةَ" ابْنِ مُجَاهِدٍ مِنْ عُمَرَ بنِ القوَّاسِ، عَنِ الكِنْدِيِّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ تَوبَةَ، أَخْبَرَنَا الصريفيني، أخبرنا الكناني, عنه.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 91"، والعبر "4/ 96"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 107".

أخوه عبد الجبار، الشاذياخي

أخوه عبد الجبار، الشاذياخي: 4815- أخوه عبد الجبار 1: الإمام المقرىء الفَقِيْهُ القُدْوَةُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ تَوبَةَ، العُكْبَرِيُّ الشَّافِعِيُّ. كَانَ أَصْغَرَ مِنْ أَخِيْهِ. سَمِعَ حُضُوْراً مِنْ أَبِي الغَنَائِمِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ هَزَارْمَرْدَ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ. وَعَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَالتَّاجُ الكِنْدِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ المُبَارَكِ الخَفَّافُ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الأَخْضَرِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ حَسَنَ الإِصغَاءِ، ثِقَةً صَالِحاً، قَيِّماً بِكِتَابِ اللهِ، صَحِبَ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ، وَخَدَمَهُ، وَكَانَ كَثِيْرَ البُكَاءِ، أَكْثَرتُ عَنْهُ، تُوُفِّيَ فِي ثَالِث جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 4816- الشَّاذْيَاخِيُّ 2: الشَّيْخُ الصَّالِحُ المَأْمُوْنُ، أَبُو الفُتُوْحِ، عَبْدُ الوَهَّابِ بن شاه بن أحمد ابن عَبْدِ اللهِ، النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّاذْيَاخِيُّ الخَرَزِيُّ، كَانَ لَهُ حَانُوْتٌ يَتبلَّغُ فِيْهِ مِنْ بَيعِ الخَرَزِ. سَمِعَ "الصَّحِيْحَ" مِنْ أَبِي سهلٍ الحفْصيِّ، وَسَمِعَ "الرِّسَالَةَ" مِنْ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي حَامِدٍ الأَزْهَرِيِّ، وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَحِيْرِيِّ، وَحَسَّانٍ المَنِيْعِيِّ، وَنَصْرِ بنِ عَلِيٍّ الحَاكِمِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُكَرَّمٍ، وَأَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّنِ، وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ السَّمْعَانِيُّ، وَقَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ وَالصَّلاَحِ، وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وخمسين. قلت: وروى عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ المُغِيثيُّ، وَمَنْصُوْرٌ الفُرَاوِيّ، وَالمُؤَيَّدُ الطُّوْسِيُّ، وَزَيْنَبُ الشَّعْرِيَّةُ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: سَمِعَ مِنْهُ جَمِيْعَ "الصَّحِيْحِ" مَنْصُوْرٌ، وَالمُؤَيَّدُ، وَالشَّعْرِيَّةُ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ عَسَاكِرَ، عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةَ، أَخْبَرَنَا عبد الوهاب ابن شَاه، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فُوْرَك، حَدَّثَنَا ابْنُ خُرَّزَاذَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الحَارِثِ الأَهْوَازِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَدٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "حسنوا القرآن بِأَصوَاتِكُم، فَإِنَّ الصَّوتَ الحَسَنَ يَزِيْدُ القُرْآنَ حُسْناً" 3. صدقة صدوق.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 90"، والعبر "4/ 96"، وشذرات الذهب "4/ 107". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 241"، والتجبير للسمعاني "1/ 501"، والعبر "4/ 96"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 107". 3 صحيح: أخرجه الدارمي "2/ 474"، حدثنا محمد بن بكر، حدثنا صدقه بن أبي عمران، به. قلت: إسناده حسن، محمد بن بكر هو ابن عثمان البرساني، أبو عثمان البصري، صدوق، وصدقه ابن أبي عمران الكوفي، صدوق، وزازان، هو أبو عمر الكندي البزار، صدوق أيضًا كما قال الحافظ في "التقريب". وأخرجه الطيالسي "2/ 3"، وعبد الرزاق "2/ 4175 و 4176"، وابن أبي شيبة "2/ 521" و "10/ 462"، وأحمد "4/ 283 و 285 و 296 و 304"، وأبو داود "1468"، والنسائي "2/ 179- 180"، وابن ماجه "1342"، والدارمي "2/ 474"، والحاكم "1/ 571 و 572- 575"، وأبو نعيم في "الحلية" "5/ 27"، والبيهقي في "السنن" "2/ 53"، من طرق عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "زينوا القرآن بأصواتكم".

عماد الدولة بن هود

4817- عِمَادُ الدَّوْلَةِ بنُ هُودٍ 1: كَانَ أَحَدَ مُلُوْكِ الأَنْدَلُسِ فِي حُدُوْدِ الخَمْسِ مائَةِ، وَهُوَ مِنْ بَيْتِ مَمْلَكَةٍ تَملَّكُوا شرقَ الأَنْدَلُسِ، فَلَمَّا اسْتولَى المُلَثَّمُوْنَ عَلَى الأَنْدَلُسِ، أَبقَى يُوْسُفُ بنُ تَاشفِيْنَ عَلَى ابْنِ هودٍ، فَلَمَّا تَملَّكَ عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ بَعْدَ أَبِيْهِ كَانَ فِيْهِ سلاَمَةُ باطنٍ، فَحَسَّنَ لَهُ وُزَرَاؤُهُ أَخْذَ المُلكِ مِنِ ابْنِ هُودٍ، حَتَّى قَالُوا لَهُ: إِن أَمْوَالَ المُسْتَنْصِرِ العُبيديِّ صَارَت فِي غلاَء مِصْرَ المُفرِطِ تَحَوَّلَتْ كُلُّهَا إِلَى بنِي هُودٍ، وَقَالُوا: الشَّرْعُ يَأْمرُكَ أَنْ تَسْعَى فِي خلعهِم لِكَوْنِهِم مُسَالِمِينَ الرُّوْمَ، فَجَهَّزَ لَهُم الأَمِيْرَ أَبَا بَكْرٍ بنَ تيفلوت، فَتحصَّنَ عمَادُ الدَّوْلَةِ بِرُوْطَةَ، وَكَتَبَ إِلَى عَلِيِّ بنِ تَاشفِيْنَ يَسْتَعطِفُهُ فِي المُسَالَمَةِ، وَيَقُوْلُ: لَكُم فيما فعله أبوكم أسوة حَسَنَةٌ، وَسيعلمُ مُبْرِمُ هَذَا الرَّأْي عِنْدكُم سوءَ مَغَبَّتِهِ، وَاللهُ حسيبُ مَنْ مَعِي، وَحسبنَا اللهُ وَكَفَى. فَأَمرَ عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ بِالكَفِّ، وَأَنَّى ذَلِكَ وَقَدْ أَدْخَلته الرعيَّةُ سَرَقُسْطَة، وَكَانَ ابْنُ رُذمِيْر اللعينُ صَاحِبُ مَمْلَكَةِ أَرَغُوْنَة مِنْ شرقِ الأَنْدَلُسِ قِسِّيْساً مُجَرَّباً دَاهِيَةً مترهِّباً، فَقوِيَ عَلَى بِلاَدِ ابْنِ هودٍ، وَطوَاهَا، وَقنعَ عمَادُ الدَّوْلَةِ بن هود بِدَارِ سُكْنَاهُ، وَكَانَ ابْنُ رُذمِيْر لاَ يَتَجَهَّزُ إلَّا فِي عَسْكَرٍ قَلِيْلٍ كَامِلِ العدة، فيلقى بالألف آلافًا.

_ 1 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 163"، ونفح الطيب للتلمساني "1/ 441".

قَالَ اليَسعُ بنُ حَزْمٍ: حَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ هِلاَلٌ أَحَدُ وُجُوهِ العربِ، قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ المُرَابِطِيْنَ أَمرٌ أَلجَأَنِي إِلَى الوُفُوْدِ عَلَى ابْنِ رُذمِيْر، فَرحَّبَ بِي، وَأَمرَ لِي برَاتبٍ كَبِيْرٍ، فَحَضَرت مَعَهُ حرباً طُعن عَنْهُ حصَانُهُ، فَوَقَفتُ عَلَيْهِ ذَابّاً عَنْ حَوزتِهِ، فَلَمَّا انْصرفنَا إِلَى رشقَة، أَمرَ الصوَّاغِيْنَ بعملِ كَأْس مِنْ ذَهَبٍ رَصَّعه بِالدُّرِّ، وَكَتَبَ عَلَيْهِ: لاَ يَشربُ مِنْهُ إلَّا مَنْ وَقَفَ عَلَى سُلْطَانِهِ. فَحَضَرتُ يَوْماً، فَأَخْرَجَ الكَأْسَ، وَملأَهُ شرَاباً، وَنَاولنِي بحضرَةِ أَلفِ فَارِسٍ، وَرَأَيْتُ أَعْنَاقَهُم قَدِ اسودَّتْ مِنْ صدَأِ الدُّرُوْعِ. قَالَ: فَنَادَيتُ، وَقُلْتُ: غَيْرِي أَحقُّ بِهِ، فَقَالَ: لاَ يَشربُ هَذَا إلَّا مَنْ عَمِلَ عَملَكَ. وَكَانَ هِلاَلٌ هَذَا مِنْ قَرْيَة هِلاَلِ بنِ عَامِرٍ، تَابَ بَعْدُ، وَغَزَا مَعَنَا، فَكَانَ إِذَا حَضَرَ فِي الصَّفِّ جَبَلاً رَاسياً يَمنعُ تَهَائِمَ الجُيُوْشِ أَنْ تَمِيدَ، وَقَلْباً فِي البسَالَةِ قَاسياً، يَقُوْلُ فِي مُقَارعَة الأَبْطَالِ: هَلْ مِنْ مزِيدٍ. أَبْصَرتُهُ رَحِمَهُ اللهُ أُمَّةً وَحْدَهُ، يَتحَامَاهُ الفَوَارِسُ، فَحَدَّثَنِي عَنِ ابْنِ رُذمِيْر وَإِنصَافِهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَهُ بِظَاهِرِ رُوطَةَ وَقَدْ وَجَّه إِلَيْهِ عمَادُ الدَّوْلَةِ وَزِيْرَهُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللهِ بنَ هَمُشْك الأَمِيْرَ رَسُوْلاً، فَطَلبَ فَارِسٌ مِنِ ابْنِ رُذمِيْر أَنْ يُمكَّنَ مِنْ مبَارزَةِ ابْنِ هَمُشْك، فَقَالَ: لاَ، هُوَ عِنْدنَا ضَيفٌ. فَسَمِعَ بِذَلِكَ ابْنَ هَمُشْك، وَأَمْضَى ابْنُ رذمير حاجته، وَصرفَهُ، فَقَالَ: لاَ بُدَّ لِي مِنْ مُبَارزَةِ هَذَا، فَأَمرَ الملكُ ذَاكَ الفَارِسَ بِالمبَارزَةِ، وَقَالَ: هَذَا أَشجعُ الرُّوْمِ فِي زَمَانِهِ، فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللهِ يُرِيْدُ رُوطَةَ، وَخَرَجَ وَرَاءهُ الرُّوْمِيُّ شَاكّاً فِي سلاَحِه، وَمَا مَعَ ابْنِ هَمُشْك درعٌ وَلاَ بيضَةٌ، فَأَخَذَ رُمحَهُ وَطَارِقتَهُ مِنْ غُلاَمِهِ، وَقصدَ الرُّوْمِيَّ، فَحَمَلَ كُلٌّ مِنْهُمَا عَلَى الآخر حملاَت، ثُمَّ ضربَهُ ابْنُ هَمُشْك فِي الطَّارقَةِ، فَأَعَانَهُ اللهُ، فَانقطعَ حِزَامُ الفَارِس، فَوَقَعَ بسرجِهِ إِلَى الأَرْضِ، فَطعنه ابْن هَمُشْك، فَقَتَلَهُ، وَالملكُ يُشَاهِدُهُ عَلَى بُعْد، فَهمَّتِ الرُّوْمُ بِالحملَةِ عَلَى ابْنِ هَمُشْك، فَمنعهُم الملكُ، وَنَزَلَ غُلاَم ابْن هَمُشْك، فَجرَّدَ الفَارِسَ، وَسَلَبَهُ، وَأَخَذَ فَرسَهُ، وَذَهَبَ لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى نَاحِيَتِنَا، فَمَا أَدْرِي مِمَّ أَعْجَبُ، مِنْ إِنصَافِ الملكِ، أَوْ مِنِ ابْنِ هَمُشْك كَيْفَ مَضَى وَلَمْ يُعرِّجْ إِلَيْنَا?! وَأَقَامَ ابْنُ رُذمِيْر مُحَاصِراً سَرَقُسْطَة زَمَاناً، وَأَخَذَ كَثِيْراً مِنْ حُصُوْنِهَا، فَلَمَّا رَأَى أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ غَلْبُوْنَ القَائِدُ مَا حلَّ بِتِلْكَ البِلاَد مِنَ الرُّوْمِ، ثَار بدورقَة وَقَلْعَة أَيُّوْب وَملينَة، وَجَمَعَ وَحشد، وَكَافح ابْنَ رُذمِيْر، وَاسْتَوْلَى أَبُو بَكْرٍ بنُ تيفلوت عَلَى سَرَقُسْطَة، وَأَقَامَ بقَصْرهَا فِي لذَّاتِهِ، وَأَمَّا ابْنُ غَلبُوْنَ، فَأَحْسَنَ السِّيْرَةَ، وَعدلَ وَجَاهدَ وَرُزِقَ الجُنْدَ، رَأَيْتُهُ رَجُلاً طُوَالاً جِدّاً، وَاجتمعتُ بِهِ، أَقَامَ مُثَاغراً لابْنِ رُذمِيْر شَجَىً فِي حلقِهِ، التَقَى مَرَّةً فِي أَلفِ فَارِسٍ لابْنِ رُذمِيْر، وَالآخر فِي أَلفٍ، فَاشتدَّ بَيْنهُمَا القِتَالُ، وَطَالَ، ثُمَّ حَمَلَ ابْنُ غلبُوْنَ عَلَى ابْنِ رُذمِيْر، فَصَرَعَهُ عَنْ حصَانه، فَدَفَعَ عَنْهُ أَصْحَابُه، فَسَلِمَ، ثُمَّ انْهَزَمُوا، وَنَجَا اللعينُ فِي نَحْوِ المائَتَيْنِ فَقَطْ، وَأَمَّا ابْنُ تيفلوت، فَإِنَّهُ رَاسلَ ابْنَ غَلبُوْنَ، وَخَدَعَهُ، حَتَّى حسَّنَ لَهُ زِيَارَةَ أَمِيْرِ

المسلمين علي بن يُوْسُفَ، فَاسْتَخلفَ عَلَى بِلاَدِهِ وَلدَهُ أَبَا المُطَرِّفِ، وَكَانَ مِنَ الأَبْطَالِ المَوْصُوْفِيْن أَيْضاً، فَقَدِمَ مُحَمَّدٌ مَرَّاكُش، فَأُمسِكَ، وَأُلزِمَ بِأَنْ يُخَاطِبَ بَنِيهِ فِي إِخلاَءِ بِلاَدِهِ لِلمُرَابِطِيْنَ، فَأَخلَوهَا طَاعَةً لأَبِيْهِم، وَتَرَحَلُّوا إِلَى غربِ الأَنْدَلُسِ، فَفَرح بِذَلِكَ ابْنُ رُذمِيْر، وَحَصَرَ سَرَقُسْطَة، وَصنعَ عَلَيْهَا بُرْجَيْنِ عَظِيْمَينِ مِنْ خشبٍ، وَإِنَّ أَهْلهَا لَمَّا يَئسُوا مِنَ الغِيَاثِ، خَرَجُوا، وَأَحرقُوا البُرجَيْنِ، وَاقْتَتَلُوا أَشدَّ قِتَالٍ، وَكَتبُوا إِلَى ابْنِ تَاشفِيْنَ يَسْتَصرخونَ بِهِ، وَمَاتَ ابْنُ تيفلوت، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، فَأَنجدَهُم بِأَخِيْهِ تَمِيْمِ بنِ يُوْسُفَ، فَقَدِمَ فِي جَيْشٍ كَبِيْرٍ، وَعَنَّى ابْنُ رُذمِيْر جُيُوْشَهُ، فَفَرح أَهْلُ سَرَقُسْطَة بِتَمِيْمٍ، فَكَانَ عَلَيْهِم لاَ لَهُم، جَاءَ مُوَاجِهَ المَدِيْنَةِ، ثُمَّ نَكَّبَ عَنْهَا، وَكَانَ طَائِفَةٌ مِنْ خَيلِهَا وَرَجِلِهَا قَدْ تَلَقَّوهُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِم حَملَةً قَتَلَ مِنْهُم جَمَاعَةً كَثِيْرَةً، ثُمَّ نَكَّبَ عَن لقَاءِ العَدُوِّ، وَانْصَرَفَ إِلَى جهَاتِ المورَالَة، وَاشتدَّ البَلاَءُ عَلَى البلدِ، ثُمَّ سَلَّمُوْهُ بِالأَمَانِ، عَلَى أَنَّ مَنْ شَاءَ أَقَامَ بِهِ، وكَانَ ابْنُ رُذمِيْرَ مَعْرُوْفاً بِالوَفَاء، حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ: أَنَّ رَجُلاً كَانَتْ لَهُ بِنْتٌ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ، فَفَقدهَا، فَأُخبِرَ أَنَّ كَبِيْراً مِنْ رُؤُوْسِ الرُّوْمِ خَرَجَ بِهَا إِلَى سَرَقُسْطَة، فَتَبِعَهُ أَبوَاهَا وَأَقَارِبُهَا، فَشكوهُ إِلَى ابْنِ رُذمِيْر، فَأَحضرَهُ، وَقَالَ: عَلَيَّ بِالنَّارِ، كَيْفَ تَفْعَلُ هَذَا بِمَنْ هُوَ فِي جِوَارِي? فَقَالَ الرُّوْمِيُّ: لاَ تَعجل عليَّ، فَإِنَّهَا فَرَّتْ إِلَى دِيننَا، فَجِيْءَ بِهَا، فَأَنْكَرَتْ أَبويهَا، وَارتدَّتْ. وَلَمَّا دَخَلَ سَرَقُسْطَة، أَقرَّهُم عَلَى الصَّلاَةِ فِي جَامِعهَا سَبْعَةَ أَعْوَام، وَبعدَ ذَلِكَ يَعملُ مَا يَرَى، وَحَاصَرَ قُتُنْدَة بَعْد سَرَقُسْطَة سَنَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، قَصَدَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ حيونَة فِي جَيْشٍ فِيهِم قَاضِي المرِيَّة أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الفَرَّاءِ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة، فَبَرَزَ لَهُم اللعينُ، فَقتل خلقاً، وأسر آخرون، وَاسْتُشْهِدَ المَذْكُوْرَانِ، فَبنَى عَلَيْهِم ابْنُ رُذمِيْر قُبُوْراً، ثُمَّ سُلِّمَ البلدُ إِلَيْهِ، وَأَخَذَ فِي تِلْكَ المُدَّةِ دورقَة، وَقَلْعَة أَيُّوْب، وَطَرَسُوْنَة، وَأَكْثَرَ مِنْ مائَتَيْ مُسَوَّر، وَلَمْ يَبْقَ أَكْثَرُ مِنْ ثَلاَثَة مَدَائِنَ لَمْ يَأْخذْهَا، وَبَقِيَ مِنْ أَعْمَالِ بنِي هود لارِدَة، وَإِفرَاغَة، وَطُرْطُوْشَة، وَغَيْر ذَلِكَ معَامِلَة عَشْرَة أَيَّام لَمْ يظفرِ اللَّعين بِهَا، فَقَامَ بِلارِدَة الهُمَامُ البطلُ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَقَامَ بِإِفرَاغَة الزَّاهِدُ المُجَاهِدُ مُحَمَّدُ مَردنِيش الجُذَامِيُّ جدُّ الأَمِيْر مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ

أحمد بن عبد الملك بن هود

4818- أحمد بن عبد الملك بن هود 1: المُلَقَّبُ بِالمُسْتَنْصِرِ بِاللهِ الأَنْدَلُسِيُّ، مِنْ بَيْتِ مَمْلَكَةٍ وَحِشْمَةٍ، وَأَمْوَالٍ عَظِيْمَةٍ، وَكَانَ بِيَدِهِ قِطعَةٌ مِنَ الأَنْدَلُسِ، فَاسْتعَانَ بِالفِرَنْجِ عَلَى إِقَامَةِ دَوْلَتِهِ. ذَكَرَهُ اليَسعُ بنُ حَزْمٍ، فَقَالَ: انعقدَ الصُّلحُ بَيْنَ المُسْتَنْصِرِ بن هودٍ وَبَيْنَ السُّليطينِ ملكِ الرُّوْمِ وَهُوَ ابْنُ بِنْتِ أَذفونش إِلَى مُدَّةِ عِشْرِيْنَ سَنَةً، عَلَى أَنْ يَدفعَ لِلْفرنجِ رُوطَةَ، وَيدفعُوا إِلَيْهِ حُصُوْناً عِوَضَهَا، وَيُعِينوهُ بِخَمْسِيْنَ أَلْفاً مِنَ الرُّوْمِ، يَخْرُجُ بِهَا إِلَى بِلاَدِ المُسْلِمِيْنَ لِيَملِكَ، فَجَعَلَ اللهُ تَدمِيْرَهُ فِي تَدبِيرِهِ، وَكُنَّا نَجِدُ فِي الآثَارِ عَنِ السَّلَفِ فَسَادَ الأَنْدَلُسِ عَلَى يدي بني هود، وَصلاَحَهَا بَعْدُ عَلَى أَيديهِم، فَخَرَجَ اللعينُ السُّليطينُ وَابْنُ هود فِي نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَتَاشفِيْنُ بِالزّهرَاءِ، فَقصد ابْنُ هود جِهَة إِشْبِيْلِيَةَ، وَبَقِيَ يُنفقُ عَلَى جُيُوْشِ السُّليطين نَحْو ثَمَانِيَةِ أَشهرٍ، وَشرطَ عَلَيْهِم أَنَّهُم لاَ يَأْسِرُوْنَ أَحَداً، فَحَدَّثَنِي المُسْتَنْصِرُ -وَقَدْ نَدمَ عَلَى فِعْلِهِ مِنْ شيطنَةِ الشَّبِيْبَة وَطَلبِ مُلكِ آبَائِهِ- فَقَالَ لِي: الَّذِي أَنفقتُ فِي تِلْكَ السَّفْرَةِ مِنَ الذَّهبِ الخَالصِ ثَلاَثَةُ آلاَفِ أَلفِ دِيْنَارٍ، وَالَّذِي دفعتُ إِلَيْهِم مِنْ مَخَازنِ رُوطَةَ مِنَ الدُّرُوْعِ أَرْبَعُوْنَ أَلفَ درعٍ، وَمِنَ البيضِ مِثْلهَا، وَمِنَ الطَّوَارقِ ثَلاَثُوْنَ أَلْفاً، وَذَكَرَ لِي جَمَاعَةٌ أَنَّهُ دفَعَ إِلَى السُّلَيْطِيْنِ خيمَةً كَانَ يَحملهَا أَرْبَعُوْنَ بَغْلاً، وَذَكَرَ لِي مُحَمَّد بن مَالِكٍ الشَّاعِر أَنَّهُ أَبصرَ تِلْكَ الخيمَةَ، قَالَ: فَمَا سُمِعَ بِأَكْبَرَ مِنْهَا قَطُّ، وَلَمَّا طَالَتْ إِقَامتُهُ عَلَى البِلاَدِ، وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى ابْنِ هود أَحَدٌ، رَجَعَ وَمَعَهُ ابْنُ هُودٍ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَ ابْنِ هودٍ إلَّا نَحْوٌ مِنْ مائَتَيْ فَارِسٍ، فَأَقَامَ ابْنُ هُودٍ بِطُلَيْطُلَةَ لِيَذْهَبَ مِنْهَا إِلَى حُصُوْنِهِ الَّتِي عُوِّضَ بِهَا -وَبِئسَ لِلظَّالِمِين بَدَلاً- ثُمَّ إِنَّ قُرْطُبَةَ اضْطَرَب أَمرُهَا، وَاشْتَغَل أَمِيْرُ المُسْلِمِيْنَ بِمَا دَهَمَهُ مِنْ خُرُوْجِ التُّومَرْتيَّة، فَجَاءَ المُسْتَنْصِرُ بِاللهِ أَحْمَدُ مِنْ مدينَةِ غرليطش، وَقصَدَ قُرْطُبَةَ، وَكَانَ مُحَبَّباً إِلَى النَّاسِ بِالصِّيتِ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ ابْنُ حَمْدِينَ زَعِيم قُرْطُبَةَ بِعَسْكَرهَا، فَقصدَ عَسْكَرُهَا نَحْوَ ابْنِ هودٍ طَائِعين، فَفَرَّ حِيْنَئِذٍ ابْنُ حَمدين إِلَى بُليدَة، وَدَخَلَ ابْنُ هودٍ قُرْطُبَةَ بِلاَ كلفَةٍ وَلاَ ضربَة وَلاَ طعنَة، فَاسْتوزَرَ أَبَا سَعِيْدٍ المَعْرُوفَ بِفَرج الدَّلِيْل، وَكَاتَبَ نُوَّاب البِلاَد، فَفَرحُوا بِهِ لأَصَالتِهِ فِي الملكِ، ثُمَّ خَرَجَ فَرجُ الدَّلِيْل إِلَى حِصنِ المُدَوّر، فَقِيْلَ لابْنِ هُودٍ: قَدْ نَافقَ وَفَارق، فَخَرَجَ بنفسه، واستنزله من الْحصن، فَنَزَلَ غَيْر مُظهِرٍ خِلاَفاً، وَكَانَ رَجُلاً صالحاً، فَقَتَلَهُ صَبْراً، فَسَاء ذَاكَ أَهْلَ قُرْطُبَةَ، وَثَارَت نُفُوْسهُم، وَعظم عَلَيْهِم قتل أَسدٍ مِنْ أُسدِ الله، فَزحفُوا إِلَى القَصْرِ، فَفَرَّ ابْنُ هود مِنْ قُرْطُبَةَ، فَقصدهَا ابْن حَمدين، فَأَدخله أَهْلُه، وَكثر الْهَيْج، وَاشتدَّ البَلاَء بِالأَنْدَلُسِ، وَغَلَتْ مرَاجلُ الفِتْنَة، وَأَمَّا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عِيَاضٍ، فَكَانَ عَلَى مَمْلَكَةِ لاَرِدَةَ، فَخَرَجَ فِي خَمْسِ مائَة فَارِسٍ، لِيَسعَى فِي إِصْلاَحِ أَمرِ الأُمَّةِ، وَقَصَدَهُ أَهْلُ مُرْسِيَّة وَبَلَنْسِية لِيُمَلِّكوهُ عَلَيْهِم، فَامْتَنَعَ، ثُمَّ بَايَعَ أَهْلَ بَلَنْسِيَة عَنِ الخَلِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ العَبَّاسِيِّ، ثُمَّ اتَّفَقَ ابْنُ عِيَاضٍ وَابْنُ هود عَلَى أَنَّ اسْمَ الخِلاَفَةِ لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ العَبَّاسِيِّ، وَأَنَّ النَّظَرَ فِي الجُيُوْشِ وَالأَمْوَالِ لاِبْنِ عيَاضٍ -رَحِمَهُ اللهُ- وَأَنَّ السَّلطنَةَ لابْنِ هودٍ. قَالَ اليَسعُ: فَكَتَبتُ بَيْنَهُمَا عَهداً هَذَا نَصُّهُ:

_ 1 ترجمه في تاريخ ابن خلدون "4/ 163"، ونفخ الطيب للتلمساني "1/ 441".

كِتَابُ اتِّفَاقٍ وَنظَامٍ وَائْتِلاَفٍ لِجَمعِ كَلِمَةِ الإِسْلاَمِ يَفرحُ بِهِ المُؤْمِنُوْنَ، انعقدَ بَيْنَ الأَمِيْرِ المُسْتَنْصِرِ بِاللهِ أَحْمَدَ، وَبَيْنَ المُجَاهِدِ المُؤَيَّدِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيَاضٍ، وَصلَ اللهُ بِهِمَا أَبْوَابَ التَّوفِيقِ. . . إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَنَا لِي فِي جَزِيْرَةِ الأَنْدَلُسِ غُربَاء فِي مَادَّةِ الرُّوْمِ، فَلِمَ لاَ تَعزمُ عَلَى إِذَاعَةِ العَدْلِ وَتَرُومُ? وَقَدْ تَوجّهَ نَحْوكم كَاتِبُنَا ابْنُ اليَسعِ، وَكُلّ مَا عقدَهُ وَفِي أُمُوْرِكُم اعتمدَهُ أَمضَيْنَاهُ. قَالَ: فَلَمَّا وَصلْتُ المَدِيْنَةَ، وَقَرَأْتُ الكِتَابَ، فَرحُوا. . . إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَغَارتِ الرُّوْمُ عَلَى أَحْوَازِ شَاطِبَةَ، فَبعثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ عِيَاضٍ إِلَى المُسْتَنْصِرِ يَقُوْلُ لَهُ: أَنَا أَحتفلُ لِلْقَاءِ القَوْمِ، فَلاَ تخرجْ. فَلَمَّا جِئْتُه بِهَذِهِ الرِّسَالَة، قَالَ لِي: إِنَّمَا تُرِيْدُ أَنْ تُفْسِدَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الرُّوْمِ مِنْ وَكيدِ الذّمَّةِ، وَإِذَا أَنَا خَرَجتُ، وَاجتمعتُ بِملوكهِم، رَدُّوا مَا أَخَذُوهُ، فَأَعْلَمتُ ابْنَ عِيَاض، فَقَالَ لِي: يَحسبُ هَذَا أَنَّ الرُّوْمَ تَفِي لَهُ، سيتبَعُ رَأْيِي حِيْنَ لاَ يَنفعُهُ، فَتضرَّعْتُ إِلَى المُسْتَنْصِرِ، فَأَبَى، فَخَرَجْنَا جَمِيْعاً نؤمُّ العَدُوَّ، حَتَّى وَصلنَا، فَأَمَرَانِي بِكِتَابَيْنِ عَنْهُمَا إِلَى الْملكَيْنِ مُوَنَّق وَفرَاندَة، وَكِتَاب عَنِ ابْنِ عيَاض إِلَى صِهْرِهِ أَبِي مُحَمَّدٍ ليصلَ بِعَسْكَرِ بَلَنْسِيَةَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عِيَاضٍ: يَقربُ صيدُنَا، وَالحَرْبُ خُدعَة. فَأَبَى، وَقَالَ: إِذَا وَصلَهُم كِتَابِي، رُدُّوا الغَنَائِمَ، فَلَمْ يُغْنِ كِتَابُهُ شَيْئاً. إِلَى أَنْ قَالَ: فَالتقينَا نَحْنُ وَالرُّوْمُ، فَكَمَنُوا لَنَا أَلفَي فَارِسٍ، وَظهرَ لَنَا أَرْبَعَةُ آلاَفٍ، وَنَحْنُ نَحْوُ الأَلْفَيْن، وَوَقَعَ الحَرْبُ، فَمَاتَ مِنْ أَهْلِ بَلَنْسِيَة نَحْوُ سَبْع مائَة، وَمِنَ الرُّوْمِ نَحْوُ الأَلف، وَفَرَّ أَهْلُ مُرْسِيَة عَنِ ابْنِ عيَاضٍ، وَفَرَّ ابْنُ هُودٍ، فَثبتَ ابْنُ عِيَاض فِي نَحْو مائَة فَارِس، وَانكسَرَتِ الرُّوْمُ، لَكِن خَرَجَ كَمِينهُم، فَانكسرنَا بَعْدَ بَأْسٍ شَدِيدٍ، وَاسْتُشْهِدَ الأَمِيْرُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مِرْدنِيش صهر ابْنِ عِيَاضٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مِرْدنِيش، فَشَقَّ حِيْنَئِذٍ ابْنُ عِيَاضٍ وَسطَ الرُّوْمِ، وَجَاز نَهْرَ شُقَرَ حَتَّى وَصل مدينَة جنجَالَة، وَتوصل الفَلُّ إِلَيْهِ، وَفقدنَا ابْنَ هُود، وَدخلنَا مُرْسِيَة، وَاسْتبشر أَهْلُهَا بسلاَمَةِ الملكِ المُجَاهِد عَبْدِ اللهِ بنِ عِيَاضٍ، وَذَلِكَ سنة بضع وثلاثين وخمس مائة.

العثماني

4819- العثماني 1: العَلاَّمَةُ المُفْتِي، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى العُثْمَانِيُّ, المَقْدِسِيُّ, الشَّافِعِيُّ, الأَشْعَرِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ، مِنْ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله الديباج. مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بِبَيْرُوْت. وَأَخَذَ عَنِ الفَقِيْهِ نَصْرٍ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالمُبَارَكُ بنُ كَامِلٍ. وَدرَّسَ وَأَقرَأَ، وَوعظ، وَحَجَّ مَرَّات. وَرَوَى عَنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ الطَّبَرِيِّ. قَالَ ابْنُ كَامِلٍ: لَمْ أَرَ فِي زَمَانِي مِثْلَهُ، جمعَ العِلْم وَالعمل وَالزُّهْد وَالوَرَع وَالمُروءة وَحُسْنَ الخُلُقِ، وَكَانَ يَوْمُ جِنَازَتِهِ يَوْماً مشهودًا. قال أبو الفرج بن الجَوْزِيِّ: رَأَيْتهُ يَعظُ بِجَامِعِ القَصْرِ، وَكَانَ غَالياً فِي مَذْهَبِ الأَشْعَرِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ يُفْتِي وَيُنَاظِرُ وَيُذكِّرُ، وَكَانَتْ مَجَالِسُ تذكيرِهِ قَلِيْلَةَ الحشوِ، عَلَى طرِيقَةِ المُتَقَدِّمِيْنَ، مَاتَ فِي سَابعَ عشرَ صَفَرٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: غُلاَةُ المُعْتَزِلَةِ، وَغُلاَة الشِّيْعَة، وَغُلاَة الحَنَابِلَة، وَغُلاَة الأَشَاعِرَةِ، وَغلاَة المُرْجِئَة، وَغُلاَة الجَهْمِيَّة، وَغُلاَة الكَرَّامِيَّة، قَدْ مَاجت بِهِم الدُّنْيَا، وَكثرُوا، وَفِيهِم أَذكيَاءُ وَعُبَّاد وَعُلَمَاء، نَسْأَلُ اللهَ العفوَ وَالمَغْفِرَة لأَهْل التَّوحيد، وَنبرَأُ إِلَى اللهِ مِنَ الهَوَى وَالبِدَع، وَنُحبُّ السُّنَّةَ وَأَهْلَهَا، وَنُحِبُّ العَالِمَ عَلَى مَا فِيْهِ مِنَ الاتِّبَاعِ وَالصِّفَاتِ الحمِيدَة، وَلاَ نُحبُّ مَا ابْتدعَ فِيْهِ بتَأْوِيْلٍ سَائِغٍ، وَإِنَّمَا العبرة بكثرة المحاسن.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 33"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 109"، وطبقات الشافعية للسبكي "6/ 88- 89".

الدهان

4820- الدهَّان 1: الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الدَّهَّانِ، النَّيْسَابُوْرِيُّ البَيِّعُ، شَيْخٌ سَدِيدُ الطّرِيقَةِ، مِنْ بَيْتِ ثَروَةٍ وَمُروءةٍ. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ البَيْهَقِيَّ فَأَكْثَرَ، وَسَعِيْدَ بنَ أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّارَ، وَجَمَاعَةً. وَرَوَى الكَثِيْرَ، فَسَمِعَ مِنْهُ "السُّنَنَ الكَبِيْرَ" عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّعرِيُّ. وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: أَجَازَ لِي فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَهُوَ شَيْخٌ ثِقَةٌ، مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ وَالأَمَانَةِ، عِنْدَهُ تَصَانِيْفُ البَيْهَقِيِّ، وَسَمِعَ: أَبَا طَاهِرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الحَافِظَ الزَّرَّادَ، وَأَبَا يَعْلَى بنَ الصَّابُوْنِيِّ. وَذكره أَيْضاً عَبْدُ الغَافِرِ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَلَمْ يذكُرَا لَهُ وَفَاةً. لم يدركه ابن عساكر.

_ 1 ترجمته في التحبير للسمعاني "1/ 430".

ابن سعدويه، بدر

ابن سعدويه، بدر: 4821- ابن سَعْدُويه 1: الثِّقَةُ العَالِمُ، أَبُو سَهْلٍ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدُويه، الأَصْبَهَانِيُّ, الأَمِيْنُ. صَالِحٌ خَيِّرٌ صَدُوْقٌ مُكْثِرٌ. سَمِعَ: إِبْرَاهِيْمَ سِبْطَ بَحْرُويه، وَأَبَا الفَضْلِ بنَ بُنْدَارَ، وَالحَافِظَ مُحَمَّدَ بنَ الفضل الحلاوي. أكثر عنه: أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَعْمَرٍ، وَآخَرُوْنَ. وَأَجَازَ لابْنِ السَّمْعَانِيِّ أَبِي سَعْدٍ، وَقَالَ: مِنْ سَمَاعِهِ "مُسْنَدُ الرُّويَانِيِّ"، وَ "الغُرَرُ وَالدُّرر" لَهُ، سَمِعهُمَا مِنِ ابْنِ بُنْدَارَ، عَنِ ابْنِ فناكِي، عَنْهُ، وَكِتَابُ "العِلْم" لابْنِ مَرْدُويه: سَمِعَهُ مِنَ الحَلاَوِي عَنْهُ، مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ: وَمَاتَ فِي ذِي القعدة سنة ثلاثين وخمس مائة. 4822- بدر 2: الشَّيْخُ، أَبُو النَّجمِ، بَدرُ بنُ عَبْدِ اللهِ، الأَرمنِيُّ الشِّيحي. سَمَّعَهُ مَوْلاَهُ المُحَدِّثُ عَبْدُ المُحْسِنِ الكَثِيْرَ مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بنِ المُسْلِمَةِ، وَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ، وَأَبِي الغَنَائِمِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ الوَكِيْلُ. وَكَانَ عَرِيّاً مِنَ الفضِيْلَةِ، يُقَالَ: طُلِبَ مِنْهُ أَنْ يُجِيْزَ، فَقَالَ: كَمْ ذَا! مَا بَقِيَ عِنْدِي إِجَازَةٌ. مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَعَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بنُ بَدْرٍ بَقِيَ إِلَى حُدُوْدِ السَّبْعِيْنَ، يَرْوِي عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ العلاَّف. رَوَى عنه الموفق عبد اللطيف بحلب.

_ 1 ترجمته في التحبير للسمعاني "2/ 55- 56"، والمنتظم لابن الجوزي "10/ 63"، والعبر "4/ 82- 83"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 95". 2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 442- 443"، "الشيحي"، واللباب لابن الأثير "2/ 221"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 262".

ابن موهب، الأمين، صاحب دمشق

ابن موهب، الأمين، صاحب دمشق: 4823- ابْنُ مَوْهَب 1: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ مَوْهَبٍ، الجذامي, الأندلسي, المريي, المحدث. رَوَى عَنْ: أَبِي العَبَّاسِ العُذْرِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ بنِ وَرْدُوْنَ، وَأَبِي بَكْرٍ ابْنِ صَاحِبِ الأَحباسِ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبدِ البَر، وَأَبُو الوَلِيْدِ البَاجِي. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ مِنْ أَهْلِ المَعْرِفَةِ وَالعِلْمِ وَالذّكَاءِ وَالفهْمِ، لَهُ "تَفْسِيْرٌ" مُفِيْدٌ، وَمَعْرِفَةٌ بِأُصُوْلِ الدِّينِ، حَجَّ، وَأَخَذُوا عَنْهُ، وَأَجَازَ لَنَا، مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى وَلَهُ إِحْدَى وَتِسْعُوْنَ سَنَةً, عَامَ اثْنَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ, مِنْهُم عبد الله بن محمد الأشيري. 4824- الأمين 2: الشَّيْخُ أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيُّ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ، الأَمِيْنُ، رَاوِي "الجعديَّات" عَنِ ابْنِ هَزَارْمَرْدَ الصِّرِيفِيْنِيّ. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنَ النِّعَالِيِّ، وَجَعْفَرٍ السَّرَّاجِ. رَوَى عَنْهُ: وَلدُه أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ سُكَيْنَةَ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وآخرون. وَكَانَ نَاظَرَ الأَيْتَامِ، دَيِّناً خَيِّراً، مُتَعَبِّداً صَوَّاماً، ثِقَةً مُتَوَاضِعاً. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ. 4825- صاحب دمشق 3: الملك شهاب الدين أبو القاسم محمود بن تاج الملوك بوري بن الأَتَابِكِ طُغْتِكِيْنَ. تَملَّكَ بَعْدَ مَقْتَلِ أَخِيْهِ, بِإِعَانَةِ أُمِّهِ زُمُرُّدٍ، وَكَانَ مقدمَ عَسْكَرِهِ معِين الدِّينِ أَنُر. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَتِ الأُمُوْرُ تجرِي فِي أَيَّامِهِ عَلَى اسْتِقَامَةٍ، إِلَى أَنْ وَثَبَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ خَدَمِهِ، فَقتلُوْهُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَجَاءَ أَخُوْهُ مِنْ بَعْلَبَكَّ، فَتَسَلَّمَ دِمَشْقَ بِلاَ مُنَازعَةٍ. قَالَ أَبُو يَعْلَى بنُ القلاَنسِيِّ: قَتَلَهُ أَلَبقش الأَرمنِيُّ، وَيُوْسُفُ الخَادِمُ الَّذِي وَثِقَ بِهِ فِي نَوْمِهِ، وَالفَرَّاشُ، فَكَانُوا ثَلاَثتُهُم يَبِيْتُوْنَ حَوْلَ فِرَاشِهِ، فَقَتَلُوْهُ وَهُوَ نَائِمٌ، وَخَرَجُوا خُفْيَةً، ثُمَّ طُلِبُوا، فَهَرَبَ ألبقش، وصلب الآخران.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 426"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "14/ 5"، والعبر "4/ 88"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 99". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 75"، والعبر "4/ 88"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 100". 3 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 296"، والعبر "4/ 92"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 264"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 103".

أخوه جمال الدين محمد، ابن خفاجة، الموسوي

أخوه جمال الدين محمد، ابن خفاجة، الموسوي: 4826-[أخوه جمال الدين محمد 1] : وَأَخُوْهُ الملكُ جَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو المُظَفَّرِ مُحَمَّدٌ. قِيْلَ: هُوَ عمِلَ عَلَى أَخِيْهِ، ثُمَّ تَملَّكَ، فَأَسَاءَ السِّيرَةَ، فَمَا مَتَّعَهُ اللهُ، فَمَاتَ بَعْدَ مَحْمُوْدٍ بِعَشْرَةِ أَشهُرٍ، فَأَجلسُوا فِي المُلكِ وَلدَه أَبق وَهُوَ مُرَاهِقٌ، وَدُفِنَ بِتربَةِ جدِّهِ طُغْتِكِين بظاهر دمشق. 4827- ابن خَفَاجة 2: شَاعِرُ وَقتِهِ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي الفَتْحِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَفَاجَةَ الأَنْدَلُسِيُّ. لَهُ "دِيْوَانٌ" مَشْهُوْرٌ، وَلَمْ يَتعرَّضْ لِمَدحِ مُلُوْكِ الأَنْدَلُسِ، وَهُوَ القَائِلُ: وَالشَّمْسُ تَجْنَحُ لِلْغُرُوْبِ عَلِيلَةً وَالرَّعدُ يَرقِي وَالغَمَامَة تَنْفُثُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ, وَلَهُ ثَلاَثٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. 4828- الموسوي 3: الوَاعِظُ الكَبِيْرُ، أَبُو البَرَكَاتِ، مَهْدِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحُسَيْنِيُّ المُوْسَوِيُّ. وُلِدَ بِأَصْبَهَانَ، وَنَشَأَ بِبَغْدَادَ. وَسَمِعَ ابْنَ طَلْحَةَ النِّعَالِيَّ، وَابْن البَطِرِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَخُسِفَ بِجَنْزَةَ, فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَهَلَكَ فِيْهَا عَالَمٌ لاَ يحصون من المسلمين، منهم هذا الواعظ.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 296"، والعبر "4/ 93"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 265 و 266"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 105". 2 ترجمته في وفيات الأعيان "1/ 56- 57". 3 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 88".

البديع، ابن بطريق

البديع، ابن بطريق: 4829- البديع 1: بَدِيْعُ الزَّمَانِ، وَمَنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي عَملِ الأَسْطُرْلاَبِ وَآلاَتِ النُّجُوْمِ، أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ الله بن الحسين البغدادي الأسطرلابي. كَانَ النَّاسُ يَتنَافَسُوْنَ فِي شِرَاءِ عَمَلِه، فَحَصَّلَ أَمْوَالاً. وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّدٌ، وَخَلاَعَةٌ وَمُجُوْنٌ. رَتَّبَ "دِيْوَانَ ابْنِ الحَجَّاجِ" عَلَى مائَةٍ وَأَرْبَعِيْنَ بَاباً، وَسَمَّاهُ "دُرَّةَ التَّاجِ فِي شِعْرِ ابْن حَجَّاجٍ". وَقِيْلَ: كَانَ بَارِعاً فِي الطِّبِّ وَالفَلْسَفَةِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: هُوَ وَحِيدُ دَهْرِه، وَفَرِيْدُ عَصرِه فِي عِلمِ الهَيْئَةِ، مَاتَ بِالفَالِجِ, سَنَةَ أَرْبَعٍ وثلاثين وخمس مائة. 4830- ابن بِطْرِيق 2: المسند المقرىء، أَبُو القَاسِمِ، يَحْيَى بنُ بِطْرِيْقٍ، الطَّرَسُوْسِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: مَسْتُوْرٌ، حَافِظٌ لِلْقُرْآنِ، سَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بنَ مَكِّيٍّ، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ، وَالقَاسِمُ بنُ الحافظ، وآخرون.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "6/ 50- 53"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 275"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 103- 104". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 105".

ابن عطاف، عطاء بن أبي سعد

ابن عطاف، عطاء بن أبي سعد: 4831- ابن عَطَّاف 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّادِقُ، أَبُو الفَضْلِ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَطَّافٍ، الهَمْدَانِيُّ, الجَزَرِيُّ، ثُمَّ المَوْصِلِيُّ. قَدِمَ بَغْدَادَ، وَسَمِعَ مِنْ: مَالِكٍ البَانِيَاسِيِّ، وَطِرَادٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَابْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيِّ، فَمَنْ بَعْدَهُم. وَعَمِلَ "المُعْجَمَ"، وَ "الطِّبَّ النَّبَوِيَّ"، وَغَيْرَ ذَلِكَ. وَارْتَحَلَ إِلَى الكُوْفَةِ، وَآمُلَ، وَهَمَذَانَ. رَوَى عنه: ولده سعيد، وابن عساكر، وأبو سعيد السَّمْعَانِيُّ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً. 4832- عَطَاءُ بنُ أبي سعد 2: ابن عطاء، الإِمَامُ المُحَدِّثُ الزَّاهِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِيُّ الهَرَوِيُّ الفُقَّاعِيُّ الصُّوْفِيُّ، تِلْمِيْذُ شَيْخِ الإِسْلاَمِ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيِّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بِمَالِيْنَ. سَمِعَ مِنْ شَيْخِهِ، وَمِنْ أَبِي القَاسِمِ بن السبري، وأبي نصر الزينبي، وَعِدَّةٍ بِبَغْدَادَ، وَمِنْ: فَاطِمَةَ بِنْتِ الدَّقَّاقِ بِنَيْسَابُوْرَ. رَوَى عَنْهُ بَنُوْهُ الثَّلاَثَةُ، وَقَدْ سَمِعَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ مِنَ الثَّلاَثَةِ عَنْ أَبِيْهِم. وَرَوَى عنه: أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَمَحْمُوْدُ بنُ الفَضْلِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ مِمَّنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي إِرَادَةِ شَيْخِ الإِسْلاَمِ وَالجِدِّ فِي خِدْمَتِه، وَلَهُ حِكَايَاتٌ وَمَقَامَاتٌ فِي خُرُوْجِ شَيْخِه إِلَى بَلْخَ فِي المِحنَةِ، وَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الوَزِيْرِ نِظَامِ المُلْكِ مُحَاوَرَةٌ وَمُرَادَدَةٌ، وَاحتَمَلَ لَهُ النِّظَامُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَنَّ عَطَاءً قُدِّمَ لِلْخَشَبَةِ لِيُصْلَبَ، فَنَجَّاهُ اللهُ لِحُسْنِ نِيَّتِهِ، فَلَمَّا أُطلِقَ، عَادَ إِلَى التَّظَلُّمِ، وَمَا فَتَرَ، وَخَرَجَ مَعَ النِّظَامِ مَاشِياً إِلَى الرُّوْمِ، فَمَا رَكِبَ، وَكَانَ يَخُوضُ الأَنْهَارَ مَعَ الخَيلِ، وَيَقُوْلُ: شَيْخِي فِي المِحنَةِ، فَلاَ أَسْتَرِيحُ، قَالَ لِي ابْنُه مُحَمَّدٌ عَنْهُ, قَالَ: كُنْتُ أَعدُو

_ 1 ترجمته في اللباب "1/ 277"، وتبصير المنتبه "1/ 323". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 91"، واللباب لابن الأثير "2/ 437".

فِي مَوْكِبِ النِّظَامِ، فَوَقَعَ نَعلِي، فَمَا الْتَفَتُّ، وَرَمَيتُ الأُخْرَى، فَأَمسَكَ النِّظَامُ الدَّابَّةَ، وَقَالَ: أَيْنَ نَعْلاَكَ? فَقُلْتُ: وَقَعَ أَحَدُهُمَا، فَخَشِيتُ أَنْ تَسبِقَنِي إِنْ وَقَفتُ. قَالَ: فَلِمَ رَمَيتَ الأُخْرَى? فَقُلْتُ: لأَنَّ شَيْخِي أَخْبَرَنَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلُ فِي نَعْلٍ وَاحِدٍ1، فَمَا أَرَدتُ أَنْ أُخَالِفَ السُّنَّةَ. فَأَعْجَبَهُ، وَقَالَ: أَكْتُبُ -إِنْ شَاءَ اللهُ- حَتَّى يَرْجِعَ شَيْخُكَ إِلَى هَرَاةَ. وَقَالَ لِي: اركَبْ بَعْضَ الجَنَائِبِ، فَأَبَيْتُ، وَعَرَضَ عَلَيَّ مَالاً، فَأَبَيْتُ. قَالَ لِي ابْنُهُ: وَقُدِّمَ أَبِي بِأَصْبَهَانَ لِيُصلَبَ بَعْدَ أَنْ حَبَسُوهُ مُدَّةً، فَقَالَ لَهُ الجَلاَّدُ: صَلِّ رَكْعَتَيْنِ. قَالَ: لَيْسَ ذَا وَقتَ صَلاَةٍ، اشْتَغِلْ بِمَا أُمرتَ بِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ شَيْخِي يَقُوْلُ: إِذَا عَلَّقْتَ الشَّعيرَ عَلَى الدَّابَةِ فِي أَسفَلِ العَقَبَةِ، لاَ تُوصِلُكَ فِي الحَالِ إِلَى أَعلاَهَا، الصَّلاَةُ نَافِعَةٌ فِي الرَّخَاءِ لاَ فِي حَالَةِ البَأْسِ. فَوَصَلَ مُسْرِعٌ مِنَ السُّلْطَانِ وَمَعَهُ الخَاتَمُ بِتَسرِيحِهِ، كَانَتِ الخَاتُوْنُ مَعنِيَّةً فِي حَقِّهِ، فَلَمَّا أُطلِقَ، رَجَعَ إِلَى التَّظَلُّمِ وَالتَّشنِيعِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الخَالِقِ بنَ زِيَادٍ يَقُوْلُ: أَمرَ بَعْضُ الأُمَرَاءِ أَنْ يُضرَبَ عَطَاءٌ الفُقَّاعِيُّ فِي مِحْنَةِ الشَّهِيْد عَبْدِ الهَادِي بنِ شَيْخِ الإِسْلاَمِ مائَةً، فَبُطِحَ عَلَى وَجْهِه، فَكَانَ يُضرَبُ إِلَى أَنْ ضُرِبَ سِتِّيْنَ، فَشَكُّوا كَمْ ضُرِبَ خَمْسِيْنَ أَوْ سِتِّيْنَ? فَقَالَ عَطَاءٌ: خُذُوا بِالأَقلِّ احتِيَاطاً، وَحُبِسَ مَعَ نِسَاءٍ، وَكَانَ فِي المَوْضِعِ أَترسَةٌ، فَقَامَ بِجُهدٍ مِنَ الضَّربِ، وَأَقَامَ الأَترِسَةَ بَيْنَهُ وَبَينَهُنَّ، وَقَالَ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الخَلوَةِ بِالأَجْنَبِيَّةِ2. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَطَاءٍ: تُوُفِّيَ أَبِي تَقدِيراً سَنَةَ خمس وثلاثين وخمس مائة.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2099"، من حديث جابر بن عبد الله، به. 2 ورد عن ابن عباس أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: "لاَ يخلون رجل بامرأة ولا تسافر إلا ومعها ذو محرم" أخرجه الشافعي "1/ 286"، وأحمد "1/ 222"، والبخاري "3006" و "5233"، ومسلم "1341"، وابن خزيمة "2529"، والطحاوي "2/ 112"، والبيهقي "3/ 139" و "5/ 226"، والبغوي "1849" من طريق سفيان قال: حدثنا عمرو بن دينار عن أبي معبد، عن ابن عباس، به.

الزوزني

4833- الزَّوْزَنِي 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الكَبِيْرُ، أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ مَاخُرَّةَ الزَّوْزَنِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، مِنْ مَشَاهِيْرِ الصَّوَفَةِ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: مَاتَ فِي شَعْبَانَ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ العَلاَّمَةُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَازَةَ البُخَارِيُّ الحَنَفِيُّ، وَمُحَدِّثُ بَغْدَادَ أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَزَاهِدُ الأَنْدَلُسِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى ابْنُ العَرِيْفِ الصنهاجي الصوفي المقرىء، وَفَقِيْهُ مَرْوَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ المَرْوَرُّوْذِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ فُطَيْمَةَ البَيْهَقِيُّ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدٍ الخُوَارِيُّ، وَالزَّاهِدُ أَبُو الحَكَمِ بنُ بَرَّجَانَ الإِشْبِيْلِيُّ، وَشَرَفُ الإِسْلاَمِ أَبُو القاسم عبد الوهاب بن الشَّيْخِ أَبِي الفَرَجِ الحَنْبَلِيُّ، وَالعَلاَّمَةُ أَبُو عَبْدِ الله محمد بن علي المازري المَالِكِيُّ، وَالعَلاَّمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ البُوْنِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، وَأَبُو الكَرَمِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجَلَخْتِ الوَاسِطِيُّ، وهبة الله بن أحمد بن طاوس إِمَامُ جَامِعِ دِمَشْقَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ علي بن الطراح.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 97- 98"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 112".

ابن الجلخت

4843- ابن الجَلَخْت 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ، مُسْنِدُ وَاسِطَ، أَبُو الْكَرم نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ خَلَفٍ، الأَزْدِيُّ، الوَاسِطِيُّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا تَمَّامٍ عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ العَبْدِيَّ القَاضِي، وَسَعِيْدَ بنَ كَثِيْرٍ الشَّاهِدَ، وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ الحَوْزِيَّ. وَعَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ يَحْيَى بنِ الرَّبِيْعِ، وَعَلِيُّ بنُ عَلِيِّ بنِ نَغُوْبَا، وَحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَأَبُو الفَتْحِ المَنْدَائِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ فَضْلِ اللهِ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ، كَمَا أَنَّهُ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي تَمَّامٍ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: انْحَدَرتُ إِلَيْهِ، وَهُوَ شيخ صالح ثقة، من بيت الحديث. وَقَالَ خَمِيْسٌ الحَوْزِيُّ: ثِقَةٌ, صَالِحٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 101"، واللباب "1/ 286"، وتبصير المنتبه "2/ 551"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 270".

ابن البدن

4835- ابن البَدَن 1: الشيخ الثقة المقرىء الصَّالِحُ، أَبُو المَعَالِي، عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَلِيِّ بنِ البَدَنِ البَغْدَادِيُّ الصَّفَّارُ. سَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ بنَ الْمُهْتَدي بِاللهِ، وَعبدَ الصَّمد بنَ المَأْمُوْنِ، وَأَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُسْلِمَةِ، وَالصَّرِيْفِيْنِيَّ، وَعِدَّةً. وَعَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَةَ، وَأَبُو شُجَاعٍ بنُ المَقْرُوْنِ، وَسُلَيْمَانُ المَوْصِلِيُّ، وَأَخُوْهُ؛ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ ثِقَةٌ، قَيِّمٌ بِكِتَابِ اللهِ، كَثِيْرُ البُكَاءِ، حَسَنُ الإِصغَاءِ، مُوَاظبٌ عَلَى الجَمَاعَةِ، ذَهَبَتْ أُصُوْلُه، وَسَمَاعُه كَثِيْرٌ فِي أُصُوْلِ النَّاسِ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ الكَثِيْرَ، وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ شَافِعٍ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ، وَتُوُفِّيَ فِي سَلْخِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة ثَمَانٍ وثلاثين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 109"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 116".

ابن فطيمة

4836- ابن فُطَيْمَة 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ، المُسْنِدُ القَاضِي، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ فُطَيْمَةَ الخُسْرَوْجِرْدِيُّ, الشَّافِعِيُّ، قَاضِي بَيْهَقَ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ كِتَابَ "السُّنَنِ وَالآثَارِ" مِنَ: البَيْهَقِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي سَعِيْدٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الخَشَّابِ، وَأَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيِّ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ السُّوْرِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ الصَّفَّارِ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَثِيْرُ السَّمَاعِ، حَسَنُ السِّيْرَةِ، مَلِيحُ المُجَالَسَةِ، مَا رَأَيْتُ أَخفَّ رُوحاً مِنْهُ مَعَ السَّخَاءِ وَالبَذْلِ، سَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْرَ، وَكَتَبَ لِي أَجزَاءً، وَمِنَ العَجبِ أَنَّهُ قُطِعتْ أَصَابعُهُ بِكَرْمَانَ مِنْ عِلَّةٍ، فَكَانَ يَأْخُذُ القَلَمَ، وَيَتْرُكُ الوَرَقَ تَحْتَ رِجْلِه، وَيُمْسِكُ القَلَمَ بِكَفَّيهِ، فَيَكتُبُ خَطّاً مَلِيحاً سَرِيعاً، يَكتُبُ فِي اليَوْمِ خَمْسَ طَاقَاتٍ خَطّاً وَاسِعاً، تَفَقَّهَ بِمَرْوَ عَلَى جَدِّي أَبِي المُظَفَّرِ، وَحَجَّ، خَرَجتُ نَحْوَ أَصْبَهَانَ، فَتَركتُ القَافِلَةَ، وَمَضَيتُ إِلَى خُسْرَوْجِرْدَ مَعَ رَفِيقٍ لِي رَاجِلَينِ، فَدَخَلْنَا دَارَه، وَسلَّمنَا عَلَى أَصْحَابِه، فَمَا الْتَفَتُوا عَلَيْنَا، ثُمَّ خَرَجَ الشَّيْخُ، فَاسْتَقبَلنَاهُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا، وَقَالَ: لِمَ جِئْتُم? قُلْنَا: لِنَقرَأَ عَلَيْكَ جُزْأَيْنِ مِنْ "مَعْرِفَةِ الآثَارِ" لِلْبَيْهَقِيِّ. فَقَالَ: لَعَلَّكُم سمعتم الكِتَابَ مِنَ الشَّيْخِ عَبْدِ الجَبَّارِ، وَفَاتَكُم هَذَا القدرُ? قُلْنَا: بَلَى، وَكَانَ الجُزْءانِ فَوتاً لِعَبْدِ الجَبَّارِ، فَقَالَ: تَكُوْنُوْنَ عِنْدِي اللَّيْلَةَ، فَإِنَّ لِي مُهِمّاً، أُرِيْدُ أَنْ أَخرُجَ إِلَى سَتْرَوَارَ، فَإِنَّ ابْنِي كَتَبَ إِلَيَّ أَنَّ ابْنَ أُسْتَاذِي جَائِي فِي هَذِهِ القَافِلَةِ، فَأُرِيْدُ أَنْ أُسَلِّمَ عَلَيْهِ، وَأَسْأَلَه أَنْ يُقِيمَ عِنْدِي أَيَّاماً، وَسَمَّانِي، فَتَبَسَّمتُ، فَقَالَ لِي: تَعرِفُهُ? قُلْتُ: هُوَ بَيْنَ يَدَيكَ، فَقَامَ وَنَزَلَ وَبَكَى، وَكَادَ أَنْ يُقَبِّلَ رِجْلَيَّ، ثُمَّ أَخرَجَ الكُتُبَ وَالأَجزَاءَ، وَوَهَبَنِي بَعْضَ أُصُوْلِه، فَكُنْتُ عِنْدَهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. تُوُفِّيَ بِخُسْرَوْجِرْدَ, فِي ثَالِثَ عَشَرَ رَمَضَانَ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائة.

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "7/ 73".

اليوسفي، القاضي الزكي

اليوسفي، القاضي الزكي: 4837- اليُوسُفي: الشَّيْخُ العَالِمُ الدَّيِّنُ الخَيِّرُ، المُسْنِدُ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ القَادِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ اليُوْسُفِيُّ, الحَرْبِيُّ, النَّجَّارُ، المُجَاوِرُ بِمَكَّةَ زَمَاناً. وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ. وَسَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُسْلِمَةِ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَابْنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَالصَّرِيْفِيْنِيَّ. وَعَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَعَبْدُ المُجِيْبِ بنُ زُهَيْرٍ، وَمَحَاسِنُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، وَضِيَاءُ بنُ جَنْدَلٍ، وَالتَّاجُ الكِنْدِيُّ، وَخَلْقٌ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: دَيِّنٌ خَيِّرٌ صَالِحٌ، مِنْ بَيْتِ الحَدِيْثِ، جَرَى أَمرُه عَلَى سَدَادٍ وَاسْتِقَامَةٍ، مَاتَ بِالحَرْبِيَّةِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بن طليب. 4838- القاضي الزكي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ الكَبِيْرُ، القَاضِي أَبُو المُفَضَّلِ، يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، القُرَشِيُّ, الدِّمَشْقِيُّ, الشَّافِعِيُّ، وَيَعْرِفُ فِي وَقْتِهِ: بِابْنِ الصَّائِغِ. قَالَ سِبْطُه حَافِظُ الشَّامِ أَبُو القَاسِمِ: قَالَ لِي: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ: عَبْدَ العَزِيْزِ بنَ أَحْمَدَ الكَتَّانِيَّ، وَالحَسَنَ بنَ عَلِيِّ بنِ البُرِّيِّ، وَحَيْدَرَةَ بنَ عَلِيٍّ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ بنَ الفُضَيْلِ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ أَبِي العَلاَءِ، وَارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، فَسَمِعَ بِهَا، وَتَفَقَّهَ عَلَى أبي بكر الشاشي، وبدمشق عَلَى القَاضِي المَرْوَزِيِّ، وَالفَقِيْهِ نَصْرٍ. وَكَانَ عَالِماً بِالعَرَبِيَّةِ، نَابَ فِي القَضَاءِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ البَلاَسَاغُوْنِيِّ، ثُمَّ عَنْ أَبِي سَعْدٍ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ الهَرَوِيِّ، ثُمَّ قُتِلَ الهَرَوِيُّ، وَحَجَّ جَدِّي، فَكَانَ وَلَدُهُ القَاضِي أَبُو المَعَالِي هُوَ الحَاكِمَ. . . إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، حُلوَ المُحَاضَرَةِ، فَصِيْحاً، أَخْبَرَنَا جَدِّي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِقِرَاءةِ أَبِي الفَرَجِ الحَنْبَلِيِّ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ ... ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ نَافِلتُهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَافِظُ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ، وَدُفنَ عِنْدَ مَسْجِدِ القَدَمِ, فِي الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ أربع وثلاثين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "5/ 266"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 105".

الفضيلي، يوسف بن أيوب

الفضيلي، يوسف بن أيوب: 4839- الفُضَيِلي 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، مُسْنِدُ هَرَاةَ، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الفُضَيْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفضيل، الأنصاري, الفضيلي, الهروي, المزكي. سَمِعَ: مُحَلَّمَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الضَّبِّيَّ، وَأَبَا عُمَرَ عَبْدَ الوَاحِدِ بنَ أَحْمَدَ المَلِيْحِيَّ، وَسَعِيْدَ بنَ أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّارَ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو رَوْحٍ عَبْدُ المُعِزِّ، وَجَمَاعَتُهُ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ فِي "تَحْبِيْرِهِ": أَملَى مُدَّةً بِجَامِعِ هَرَاةَ، وَأَجَازَ لِي، وَوَرَدَ مَرْوَ وَأَنَا بِالعِرَاقِ. قُلْتُ: فَمَاتَ غَرِيْباً بِمَرْوَ, فِي صَفَرٍ, سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَمِنْ مَرْوِيَّاتِهِ "صَحِيْحُ البُخَارِيِّ" سَمِعَهُ مِنَ: المَلِيْحِيِّ، عَنِ النُّعَيْمِيِّ، عَنِ الفَرَبْرِيِّ، عَنْهُ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ المُؤَمِّلِ الغَزَّالُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَاهِرٍ الخُشُوْعِيُّ وَالِدُ بَرَكَاتٍ، وَشَاعِرُ الأَنْدَلُسِ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَرَفٍ الوَزِيْرُ، وَالقَاضِي أَبُو المُظَفَّرِ شَبِيْبُ بنُ الحُسَيْنِ البَرُوْجِرْدِيُّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حِكِيْمٍ الخَبْرِيِّ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدٍ السَّرْخَسِيُّ السره مرد، وأبو القَاسِمِ يَحْيَى بنُ بِطْرِيْقٍ بِدِمَشْقَ، وَالقَاضِي يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ القُرَشِيُّ. 4840- يُوْسُفُ بن أيُّوب 2: ابن يوسف بن حسين بن وهرة، الإمام العالم الفَقِيْهُ القُدْوَةُ العَارِفُ التَّقِيُّ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو يَعْقُوْبَ الهَمَذَانِيُّ الصُّوْفِيُّ، شَيْخُ مَرْوَ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَدِمَ بَغْدَادَ شَابّاً أَمردَ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بنِ المُسْلِمَةِ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَابْنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب، وَابْنِ هَزَارْمَرْدَ، وَابْنِ النَّقُّوْرِ، وَعِدَّةٍ، وَسَمِعَ بِأَصْبَهَانَ مِنْ: حَمْدِ بنِ وَلْكِيْزَ، وَطَائِفَةٍ، وَبِبُخَارَى مِنْ: أَبِي الخَطَّابِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الطَّبَرِيِّ، وَبِسَمَرْقَنْدَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ محمد بن الفضل الفارسي.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 105". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 171"، و "10/ 94- 95"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "7/ 78- 81"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 268"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 110".

وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَأَكْثَرَ التِّرحَالَ، لَكِنْ تفرقت أجزاؤه بَيْنَ الكُتُبِ، فَمَا كَانَ يَتفرَّغُ لإِخرَاجِهَا، كَانَ مَشْغُوْلاً بِالعِبَادَةِ، مِنْ أَوْلِيَاءِ اللهِ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ الإِمَامُ, الوَرِعُ, التَّقِيُّ, النَّاسكُ، العَامِلُ بِعِلْمِه، وَالقَائِمُ بِحقِّهِ، صَاحِبُ الأَحْوَالِ وَالمَقَامَاتِ، انتَهتْ إِلَيْهِ تَربِيَةُ المُرِيْدِينَ الصَّادِقِينَ، وَاجتَمَعَ فِي رِبَاطِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ المُنْقَطِعِينَ إِلَى اللهِ مَا لاَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَكُوْنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الرُّبُطِ مِثْلُهُم، وَكَانَ عُمُرَهُ عَلَى طَرِيقَةٍ مَرضِيَّةٍ، وَسَدَادٍ وَاسْتقَامَةٍ، سَارَ مِنْ قَرْيَتِه إِلَى بَغْدَادَ، وَقصَدَ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ، فَتفقَّه عَلَيْهِ، وَلاَزَمَه مُدَّةً، حَتَّى بَرَعَ، وَفَاقَ أَقرَانَه، خُصُوْصاً فِي عِلمِ النَّظَرِ، وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ يُقدِّمُه عَلَى عِدَّةٍ مَعَ صِغَرِ سِنِّهِ، لِعِلمِهِ بِحُسنِ سِيرَتِه وَزُهْدِهِ، ثُمَّ تَركَ كُلَّ مَا كَانَ فِيْهِ مِنَ المُنَاظرَةِ، وَاشْتَغَلَ بِالعِبَادَة, وَدَعوَةِ الخَلقِ وَإِرشَادِ الأَصْحَابِ، أَخرَجَ لَنَا أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِيْنَ جُزْءاً سَمِعْنَاهَا، وَقَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَظَهَرَ لَهُ قَبُولٌ تَامٌّ، وَوَعَظَ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ رَجَعَ، وَسَكَنَ مَرْوَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى هَرَاةَ، وَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَرْوَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى هَرَاةَ ثَانِياً، فَتُوُفِّيَ فِي الطَّرِيْقِ بِقُرْبِ بَغْشُوْرَ، سَمِعْتُ صَافِيَ بنَ عَبْدِ اللهِ الصُّوْفِيَّ يَقُوْلُ: حَضَرتُ مَجْلِسَ يُوْسُفَ فِي النِّظَامِيَّةِ، فَقَامَ ابْنُ السَّقَّاءِ، فَآذَى الشَّيْخَ، وَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: اجلِسْ، إِنِّيْ أَجِدُ مِنْ كَلاَمِكَ رَائِحَةَ الكُفْرِ، وَلَعَلَّكَ تَمُوتُ عَلَى غَيْرِ الإِسْلاَمِ. فَاتَّفَقَ أَنَّ ابْنَ السقاء ذَهَبَ فِي صُحْبَةِ رَسُوْلِ طَاغِيَةِ الرُّوْمِ، وَتَنَصَّرَ بِقُسْطَنْطِيْنِيَّةَ، وَسَمِعْتُ مَنْ أَثِقُ بِهِ: أَنَّ ابْنَيْ أَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيِّ قَامَا فِي مَجْلِسِ وَعْظِهِ، وَقَالاَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ تَنْتَحِلُ مَذْهَبَ الأَشْعَرِيِّ, وَإِلاَّ فَانْزِلْ. فَقَالَ: اقعُدَا, لاَ مُتِّعْتُمَا بِشَبَابِكُمَا. فَسَمِعْتُ جَمَاعَةً أَنَّهُمَا مَاتَا قَبْلَ أَنْ يَتَكَهَّلاَ. وَسَمِعْتُ السَّيِّدَ إِسْمَاعِيْلَ بنَ عَوَضٍ العَلَوِيَّ، سَمِعْتُ يُوْسُفَ بنَ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ لِلْفَصِيحِ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ، وَرَمَاهُ بِأَشيَاءَ-: هَذَا الرَّجُلُ يُقتَلُ، وَسَتَرَوْنَ ذَلِكَ. فَكَانَ كَمَا جَرَى عَلَى لِسَانِه. وَقَالَ جَدِّي أَبُو المُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ العِرَاقِ مِثْلُ يُوْسُفَ الهَمَذَانِيِّ، وَقَدْ تَكَلَّمَ مَعَهُ فِي مَسْأَلَةِ البَيعِ الفَاسِدِ، فَجَرَى بَيْنَهُمَا سَبْعَةَ عَشَرَ مَجْلِساً فِي المَسْأَلَةِ. . . إِلَى أَنْ قَالَ أَبُو سَعْدٍ: سَمِعْتُ يُوْسُفَ الإِمَامَ يَقُوْلُ: خَلَوتُ نُوَباً عِدَّةً، كُلُّ نَوْبَةٍ أَكْثَرُ مِنْ خَمْسِ سِنِيْنَ وَأَقلَّ، وَمَا كَانَ يَخْرُجُ حُبُّ المُنَاظَرَةِ وَالخِلاَفِ مِنْ قَلْبِي، إِلَى أَنْ وَصَلتُ إِلَى فُلاَنٍ السِّمْنَانِيِّ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ، خَرَجَ جَمِيْعُ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِي، كَانَتِ المُنَاظَرَةُ تَقطَعُ عَلَيَّ الطَّرِيْقَ. سُئِلَ أَبُو الحُسَيْنِ المَقْدِسِيُّ: هَلْ رَأَيْتَ وَلِيّاً للهِ? قَالَ: رَأَيْتُ فِي سِيَاحَتِي أَعْجَمِياً بِمَرْوَ يَعِظُ، وَيَدْعُو إِلَى اللهِ، يُقَالَ لَهُ: يُوْسُفُ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ: وَلَمَّا عَزَمتُ عَلَى الرِّحلَةِ، دَخَلتُ عَلَى شَيْخِنَا يُوْسُفَ مُودِّعاً، فَصَوَّبَ عَزمِي، وَقَالَ: أُوصِيكَ: لاَ تَدْخُلْ عَلَى السَّلاَطِينِ، وَأَبصِرْ مَا تَأْكُلُ لاَ يَكُوْنُ حرامًا.

قلت: وروى عنه أبو القاسم بن عساكر، وأبو روح عبد المعز، وجماعة. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ, وَلَهُ بِضْعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً, رَحِمَهُ اللهُ. وَأَمَّا ابْنُ السَّقَّاءِ المَذْكُوْرُ، فَقَالَ ابْنُ النجار: سمعت عبد الوهاب بن أحمد المقرىء يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ السَّقَّاءِ مُقْرِئاً مُجَوِّداً، حَدَّثَنِي مَنْ رَآهُ بِالقُسْطَنْطِيْنِيَّةِ مَرِيْضاً عَلَى دَكَّةٍ، فَسَأَلتُه: هل القرآن باق على حفظك? قال: مَا أَذْكُرُ مِنْهُ إِلاَّ آيَةً وَاحِدَةً: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحِجْرُ:2] ، والباقي نسيته.

القزاز

4841- القَزَّاز 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الثِّقَةُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن المُحَدِّثِ أَبِي غَالِبٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ حَسَنِ بنِ مَنَازِلَ بنِ زُرَيْقٍ، الشَّيْبَانِيُّ, البَغْدَادِيُّ, الحَرِيْمِيُّ, القَزَّازُ. رَاوِي "تَارِيْخ الخَطِيْبِ" عَنْهُ, سِوَى الجُزْءِ السَّادِسِ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ، غَابَ لِوَفَاةِ أُمِّهِ. وَسَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُسْلِمَةِ، وَأَبَا عَلِيٍّ بنَ وِشَاحٍ، وَعَبْدَ الصَّمَدِ بنَ المَأْمُوْنِ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَطَائِفَةً. وَلَهُ مشيخة. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ بذَالٍ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ العَاقُوْلِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الدَّبِيْقِيُّ، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَعِدَّةٌ، وَابْنُهُ أَبُو السَّعَادَاتِ نَصْرُ اللهِ القَزَّازُ. وَبِالإِجَازَةِ المُؤَيَّدُ الطُّوْسِيُّ. وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً مُتَودِّداً، سَلِيمَ القَلْبِ، حَسَنَ الأَخلاَقِ، صَبُوْراً، مُشْتَغِلاً بِمَا يَعْنِيْهِ. وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ ظَنّاً. وَتُوُفِّيَ فِي رَابِعَ عَشَرَ شَوَّالٍ, سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَخُوْهُ أَبُو الفَتْحِ، سَمِعَ الكَثِيْرَ، وَرَوَاهُ، وَكَانَ صَحِيْحَ السَّمَاعِ، أَثْنَى عَلَيْهِ السَّمْعَانِيُّ وَغَيْرُهُ. وَمَاتَ مَعَهُ: القَاضِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ سَعْدٍ العِجْلِيُّ البَدِيْعُ، وَالحَافِظُ إِسْمَاعِيْلُ التَّيْمِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَكِّيٍّ القَيْسِيُّ اللُّغَوِيُّ، وَالمُحَدِّثُ رَزِيْنٌ العَبْدَرِيُّ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ تَوْبَةَ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الشَّاذْيَاخِيُّ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي سعد خادم شيخ الإسلام يوسف الهمذاني الزاهد.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 90"، وتبصير المنتبه "3/ 1168"، و "4/ 1247"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 106".

الخواري

4842- الخُوَاري 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُفْتِي المُعَمَّرُ الثِّقَةُ، إِمَام جَامِعِ نَيْسَابُوْرَ المَنِيْعِيِّ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، الخُوَارِيُّ البَيْهَقِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيّ فَأَكْثَرَ، وَمِنْ: أَبِي الحَسَنِ الوَاحِدِيِّ المُفَسِّرِ، وَأَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ أَخِي الوَاحِدِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو الحَسَنِ المُرَادِيُّ، وَأَبُو الخَيْرِ أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الطَّالْقَانِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ فَضْلِ اللهِ السَّالاَرِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ الصَّفَّارُ، وَمَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ الفُرَاوِيُّ، وَالحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّوْكَانِيُّ، وَالمُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَزَيْنَبُ الشعرية، وآخرون. وَكَانَ مُتَوَاضِعاً خَيِّراً، بَصِيْراً بِمَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: فَمَنْ جُمْلَةِ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ بِنَيْسَابُوْرَ كِتَابُ "مَعْرِفَةِ السُّنَنِ وَالآثَارِ" لِلْبَيْهَقِيِّ، وَرَأَيْتُ فِي جُزْأَيْنِ مِنْهُ سَمَاعَه مُلحَقاً، وَذَكَرَ ابْنُ حَبِيْبٍ الحَافِظُ أَنَّه طَالَعَ أَصلَ البَيْهَقِيِّ، فَلَمْ يَجِدْ سَمَاعَ عَبْدِ الجَبَّارِ لِجُزْأَيْنِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: فَقَرَأْتُهُمَا عَلَى القَاضِي ابْنِ فُطَيْمَةِ، وَكَانَ سَمِعَ الكِتَابَ كُلَّه. قَالَ: وَأَكْثَرُ سَمَاعِ عَبْدِ الجَبَّارِ بِقِرَاءةِ ابن مُحَمَّدٍ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ، ثُمَّ ذَكَرَ شَيْخُنَا عَبْدُ الجَبَّارِ أَنَّهُ وَجَدَ سَمَاعَه بِالجُزْأَيْنِ فِي نُسْخَةِ الأَصْلِ بِنَيْسَابُوْرَ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سنة ست وثلاثين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "7/ 144"، وتبصير المنتبه "2/ 553"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 270"، وشذرات الذهب لابن العماد "/ 113".

ابن برجان، اللفتواني

ابن برجان، اللفتواني: 4843- ابن بَرَّجَان 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَارِفُ القُدْوَةُ، أَبُو الحَكَمِ، عَبْدُ السَّلاَم بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبِي الرِّجَالِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللَّخْمِيُّ, المَغْرِبِيُّ, الإِفْرِيْقِيُّ، ثُمَّ الأَنْدَلُسِيُّ, الإِشْبِيْلِيُّ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ. سَمِعَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْظُوْرٍ صَاحِبِ أَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيِّ، وَحَدَّثَ بِهِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ القَنْطَرِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَقِّ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ خَلِيْلٍ القَيْسِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَبَّارِ: كَانَ مِنْ أَهْلِ المَعْرِفَةِ بِالقِرَاءاتِ وَالحَدِيْثِ، وَالتَّحْقِيْقِ بِعِلْمِ الكَلاَمِ وَالتَّصَوُّفِ مَعَ الزُّهْدِ وَالاجْتِهَادِ فِي العِبَادَةِ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ مُفِيْدَةٌ، مِنْهَا "تَفْسِيْر القُرْآن" لَمْ يُكْمِلْهُ، وَكِتَابُ "شَرْحِ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى"، وَقَدْ رَوَاهُمَا عَنْهُ القَنْطَرِيُّ، تُوُفِّيَ مُغَرَّباً عَنْ وَطَنِه بِمَرَّاكُشَ, فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَبْرُهُ بِإِزَاءِ قَبْرِ الزَّاهِدِ الكَبِيْرِ أَبِي العَبَّاسِ بنِ العَرِيْفِ. قُلْتُ: أُخِذَ هَذَانِ، وَغُرِّبَا، وَاعْتُقِلاَ، توهم ابن تاشفين أن يثورا عليه كما فعل ابن تومرت. 4844- اللَّفْتُواني 2: الإمام المحدث المفيد، أبو بكر، محمد بن أَبِي نَصْرٍ شُجَاعِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ اللَّفْتُوَانِيُّ, الأَصْبَهَانِيُّ. سَمِعَ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنَ مَنْدَةَ، وَسَهْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ الغَازِي، وَسُلَيْمَانَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الثَّقَفِيَّ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ بنَ شَكْرُوَيْه، وَمَحْمُوْداً الكَوْسَجَ، وَأَبَا الخَيْرِ بنَ رَرَا، وَالثَّقَفِيَّ، وَعِدَّةً، وَبِبَغْدَادَ مِنْ: رِزْقِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ، وَطِرَادِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَابْنِ البَطِرِ. وَكَتَبَ مَا لاَ يوصف، وسمع الكثير.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "4/ 236- 237"، ولسان الميزان "4/ ترجمة 30"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 113". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 84".

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً، ثِقَةً عَابِداً، فَقِيراً قَانِعاً. مَوْلِدُهُ سَنَة سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَقَالَ أَبُو مُوْسَى: لَمْ أَرَ فِي شُيُوْخِي أَكْثَرَ كُتُباً وَتَصْنِيفاً مِنْهُ، اسْتَغرَقَ عُمُرَه في طلب الحديث وكتبته وتصنيفه ونشره. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ شَيْخاً صَالِحاً، كَثِيْرَ الصَّلاَةِ، حَسنَ الطَّرِيقَةِ خَشِنَهَا، سَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْرَ، وَمَا دَخَلتُ عَلَيْهِ إلَّا وَهُوَ مُشْتَغِلٌ بِخَيْرٍ، يُصَلِّي، أَوْ يَنسَخُ، أَوْ يَتْلُو، وَكَانَ يَقرَأُ قِرَاءةً غَيْرَ مَفْهُوْمَةٍ، وَهُوَ عَارِفٌ بِالحَدِيْثِ وَطُرِقِه، كَتَبَ عَمَّنْ أَقْبَلَ وَأَدبَرَ، وَخَطُّهُ لاَ يُمكِنُ قِرَاءتُه لِكُلِّ أَحَدٍ، فَكَانَ يَقُوْلُ: يَكفِي مِنَ السَّمَاعِ شَمُّه. قُلْتُ: هَذَا غَيْرُ مُسَلَّمٍ. مَاتَ فِي الحَادِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ وَالِدُهُ مِنْ مَشْيَخَةِ السلفي.

ابن السلال

4845- ابن السلاَّل 1: الإِمَامُ الفَاضِلُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ السَّلاَّلِ الكَرْخِيُّ, الوَرَّاقُ, الحَبَّارُ، لَهُ حَانُوْتٌ عِنْد بَابِ النُّوْبِيِّ. سَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُسْلِمَةِ، وَأَبَا الغَنَائِمِ بنَ المَأْمُوْنِ، وَجَابِرَ بنَ يَاسِيْنَ، وَمِنْ: أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بنِ وِشَاحٍ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ البَيْضَاوِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ سِياوشَ الكَازَرُوْنِيِّ، وَتَفَرَّدَ فِي وَقتِهِ عَنْ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ. مَوْلِدُهُ في سنة 447. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ فِي خُلُقه زعَارَّةٌ، وَكُنَّا نَسْمَعُ عَلَيْهِ بِجَهدٍ، وَهُوَ يُتَّهَمُ، مَعْرُوْفٌ بِالتَّشَيُّعِ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ نَاصِرٍ: كُنْتُ أَمضِي إِلَى الجُمُعَةِ وَقَدْ قَارَبَ الوَقْتُ، فَأَرَى ابْنَ السَّلاَّلِ فِي دُكَّانِه فَارِغَ القَلْبِ لَيْسَ عَلَى خَاطِرِه الصَّلاَةُ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ السَّمْعَانِيُّ، وَعُمَرُ بنُ طبرزد، وسليمان الموصلي، وأبو الفرج بن الجَوْزِيِّ، وَالنَّفِيْسُ بنُ وَهْبَانَ، وَبِالإِجَازَةِ أَبُو مَنْصُوْرٍ بن عفيجة، وأبو القاسم بن صَصْرَى. وَعَاشَ أَرْبَعاً وَتِسْعِيْنَ سنَةً، تُوُفِّيَ: فِي جُمَادَى الأُولى, سنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الإِخْوَةِ الوَكِيْلُ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو البَرَكَاتِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي سَعْدٍ شَيْخُ الشُّيُوْخِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ حَنْبَلُ بنُ عَلِيٍّ البُخَارِيُّ، وَالأَتَابِكُ زِنْكِي بنُ آقْسُنْقُرَ، وَالمُحَدِّثُ سَعْدُ الخَيْرِ بنُ مُحَمَّدٍ البَلَنْسِيُّ، وَظَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ المَسَامِيْرِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الخَيَّاطِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ المُحَارِبِيُّ صَاحِبُ "التَّفْسِيْرِ"، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ طِرَادٍ الزَّيْنَبِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخَشَّابُ سَمِعَ القُشَيْرِيَّ، ووجيه بن طاهر الشحامي، والمقرىء يحيى بن الخلوف الغرناطي.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 123"، واللباب لابن الأثير "1/ 334"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 280".

ابن الطراح

4846- ابن الطرَّاح 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّالِحُ المُسْنِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الطَّرَّاحِ البَغْدَادِيُّ، المُدِيْرُ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: عَبْدَ الصَّمَدِ بنَ المَأْمُوْنِ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ النَّقُّوْرِ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ السَّمْعَانِيِّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَابْنُ طَبَرْزَدَ، وَابْنُ الأَخْضَرِ، وَالكِنْدِيُّ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُبَارَكٍ البَلَدِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَوْصِلِيُّ، وَيَحْيَى بنُ يَاقُوْتٍ، وَحَفِيْدَتُهُ؛ سِتُّ الكَتَبَةِ بِنْتُ عَلِيٍّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَتَبْتُ عَنْهُ الكَثِيْرَ، وَكَانَ صَالِحاً سَاكِناً، مُشْتَغِلاً بِمَا يَعْنِيْهِ، كَثِيْرَ الرَّغبَةِ فِي الخَيْرِ وَفِي زِيَارَةِ القُبُوْرِ، سَمَّعَهُ أَبُوْهُ، وَحصَّلَ لَهُ الأَجزَاءَ، وَكَانَ مُدِيْرَ قَاضِي القُضَاةِ أَبِي القاسم الزينبي. تُوُفِّيَ فِي رَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ, وَقَدْ نَاطَحَ الثَّمَانِيْنَ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّوْزَنِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ العَرِيْفِ الزَّاهِدُ بِالغَربِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بن فطيمة البيهقي، وعبد الجبار بن محمد الخُوَارِيُّ، وَالزَّاهِدُ أَبُو الحَكَمِ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ بَرَّجَانَ، وَالعَلاَّمَةُ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مازة الحنفي، وشرف الإسلام عبد الوهاب بن الشَّيْخِ أَبِي الفَرَجِ الحَنْبَلِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المَازَرِيُّ، وَأَبُو الْكَرم نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجَلَخْت الوَاسِطِيُّ، وَالإِمَامُ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طاوس المقرىء، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَاشَاذَةَ الواعظ.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 138"، والنجوم الزاهرة "5/ 270"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 114".

أبو البدر الكرخي

4847- أبو البدر الكَرْخي 1: الشيخ الفقيه العالم المسند، أَبُو البَدْرِ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ عُمَرَ، البَغْدَادِيُّ الكَرْخِيُّ، المُنْفَرِدُ بِسَمَاعِ "أَمَالِي ابْنِ سَمْعُوْنَ" عَنْ خَدِيْجَةَ الشَّاهجَانِيَّةِ. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: أَبِي الغَنَائِمِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ هَزَارْمَرْدَ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ. وَلَهُ "مَشْيَخَةٌ" مَروِيَّةٌ. صَحِبَ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ لِلتَّفَقُّهِ. وَوُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَهُ أَبُو سَعْدٍ. قَالَ: وَأَصلُهُ مِنْ كَرْخ جُدَّانَ: وَكَانَ يَسكُنُ فِي دَارِ الشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ، وَهُوَ شَيْخٌ صَالِح مُعَمَّرٌ ثِقَةٌ، عَجِزَ عَنِ المَشْيِ، مَاتَ فِي التَّاسعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ ابن عساكر، والسمعاني، وأبو أحمد بن سُكَيْنَةَ، وَابْنُ طَبَرْزَدَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ سِبْطُ ابْنِ هَدِيَّةَ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مِنَيْنَا، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ المُبَارَكِ القَاضِي، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ هِبَةِ اللهِ، وَالحَسَنُ بنُ مُسْلِمٍ الفَارِسِيُّ الزَّاهِدُ، وَتُرْكُ بنُ مُحَمَّدٍ العَطَّارُ خَاتِمَةُ مَنْ رَوَى عنه.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "1/ 112- 113"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 276"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 121".

التيمي

4848- التَّيمي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ طَاهِرٍ القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، ثُمَّ الطَّلْحِيُّ، الأَصْبَهَانِيُّ، المُلَقَّبُ: بِقِوَامِ السُّنَّةِ، مُصَنِّفُ كِتَابِ "التَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ". مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ: أَبَا عَمْرٍو عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَةَ، وَعَائِشَةَ بِنْتَ الحَسَنِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدٍ الطَّيَّانَ، وَأَبَا الخَيْر مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَرَا، وَالقَاضِي أَبَا مَنْصُوْرٍ بنَ شَكْرُوَيْه، وَأَبَا عِيْسَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد، وَسُلَيْمَانَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظَ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ السِّمْسَارَ، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّكْوَانِيَّ، وَالرَّئِيْسَ أَبَا عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيَّ، وَطَبَقَتَهُم بِأَصْبَهَانَ، وَأَبَا نصر محمد بن محمد الزيني، وعاصم بن الحسن، وخلقًا بِبَغْدَادَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ خَلَفٍ الشِّيْرَازِيَّ، وَأَبَا نَصْرٍ مُحَمَّدَ بنَ سَهْلٍ السَّرَّاجَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَحْمَدَ الوَاحِدِيَّ، وَأَقْرَانَهُم بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَقدَمُ سَمَاعِهِ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الطِّهْرَانِيّ؛ صَاحِبِ ابْنِ مَنْدَةَ، فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ، وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِيْنَ. وَسَمِعَ بِمَكَّةَ، وَجَاوَرَ سَنَةً، وَأَملَى، وَصَنَّفَ، وَجَرَحَ وَعَدَّلَ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ العَرَبِيَّةِ أَيْضاً، وَفِي تَوَالِيفِه الأَشيَاءُ المَوْضُوْعَةُ كَغَيْرِهِ مِنَ الحُفَّاظِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ الصَّائِغُ، وَيَحْيَى بنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيُّ -وَهُوَ سِبْطُه- وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدٍ الخَبَّازُ، وَأَبُو الفَضَائِلِ مَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ العَبْدَكوِيُّ، وَأَبُو نَجِيْحٍ فضل الله بن عثمان، والمؤيد بن الإخوة، وَأَبُو المَجْدِ زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ الحَافِظُ إِمَامُ أَئِمَّةِ وَقتِه، وَأُسْتَاذُ عُلَمَاءِ عَصرِه، وَقُدْوَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي زَمَانِهِ، حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ فِي حَالِ حَيَاتِهِ، أُصمِتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، ثُمَّ فُلِجَ بَعْدَ مُدَّةٍ، وَمَاتَ يَوْمَ النَّحْرِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ, وَاجْتَمَعَ فِي جِنَازَتِه جَمعٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهُم كَثْرَةً، وَكَانَ أَبُوْهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدٌ صَالِحاً وَرِعاً، سَمِعَ مِنْ سَعِيْدٍ العَيَّارِ، وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى أَبِي المُظَفَّرِ بنِ شَبِيْبٍ، وتوفى في سنة إحدى وتسعين وأربع

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 90"، واللباب لابن الأثير "1/ 309- 310"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1075"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 267"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 105- 106".

مائَةٍ ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَوَالِدَتُه كَانَتْ مِنْ ذرية طلحة بن عبيد اللهِ التَّيْمِيِّ، أَحَدِ العَشْرَةِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم. قَالَ أَبُو مُوْسَى: قَالَ إِسْمَاعِيْلُ: سَمِعْتُ مِنْ عَائِشَةَ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعِ سِنِيْنَ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ عَلِيَّكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ. قَالَ أَبُو مُوْسَى: وَلاَ أَعْلَمُ أَحَداً عَابَ عَلَيْهِ قَوْلاً وَلاَ فِعلاً، وَلاَ عَانَدَه أَحَدٌ إِلاَّ وَنَصرَه اللهُ، وَكَانَ نَزِهَ النَّفْسِ عَنِ المَطَامعِ، لاَ يَدخُلُ عَلَى السَّلاَطِيْنِ، وَلاَ عَلَى مَنِ اتَّصلَ بِهِم، قَدْ أَخلَى دَاراً مِنْ مُلكِهِ لأَهْلِ العِلْمِ مَعَ خِفَّةِ ذَاتِ يَدِه، وَلَوْ أَعْطَاهُ الرَّجُلُ الدُّنْيَا بِأَسرِهَا لَمْ يَرْتَفِعْ عِنْدَهُ، أَملَى ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَخَمْسَ مائَةِ مَجْلِسٍ، وَكَانَ يُمْلِي عَلَى البَدِيْهَةِ. وَقَالَ الحَافِظُ يَحْيَى بنُ مَنْدَةَ: كَانَ أَبُو القَاسِمِ حَسَنَ الاعْتِقَادِ، جَمِيْلَ الطَّرِيقَةِ، قَلِيْلَ الكَلاَمِ، لَيْسَ فِي وَقتِه مِثْلُهُ. وَقَالَ عَبْدُ الجَلِيْلِ كُوتَاه: سَمِعْتُ أَئِمَّةَ بَغْدَادَ يَقُوْلُوْنَ: مَا رَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ بَعْدَ الإِمَامِ أَحْمَدَ أَفْضَلُ وَلاَ أَحْفَظُ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ. قُلْتُ: هَذَا قَوْلُ مَنْ لاَ يَعلَمُ. وَقَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ فِي ذِكرِ مَنْ هُوَ عَلَى رَأْسِ المائَةِ الخَامِسَةِ: لاَ أَعْلَمُ أَحَداً فِي دِيَارِ الإِسْلاَمِ يَصلُحُ لِتَأْوِيْلِ الحديث إلا إسماعيل الحافظ. قُلْتُ: وَهَذَا تَكلُّفٌ، فَإِنَّهُ عَلَى رَأْسِ المائَةِ الخَامِسَةِ مَا اشْتُهِرَ، إِنَّمَا اشْتُهِرَ قَبْلَ مَوْتِه بِعِشْرِيْنَ عَاماً. وَرُوِيَ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ الحَافِظِ أَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ فِي عُمُرِي مَنْ يَحفَظُ حِفْظِي. قَالَ أَبُو مُوْسَى: وَقرَأَ بِرِوَايَاتٍ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ القُرَّاءِ، وَأَمَّا التَّفْسِيْرُ وَالمَعَانِي وَالإِعرَابُ، فَقَدْ صَنَّفَ فِيْهِ كُتُباً بِالعَرَبِيَّةِ وَبِالفَارِسِيَّةِ، وَأَمَّا عِلمُ الفِقْهِ، فَقَدْ شُهِرَتْ فَتَاوِيهِ فِي البَلَدِ وَالرَّسَاتِيقِ. قَالَ أَبُو المَنَاقِبِ مُحَمَّدُ بنُ حَمْزَةَ العَلَوِيُّ: حَدَّثَنَا الإِمَامُ الكَبِيْرُ، بَدِيْعُ وَقتِه، وَقَرِيعُ دَهْرِه، أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَ حَدِيْثاً. وَبَلَغَنَا عَنْ أَبِي القَاسِمِ تَعبُّدٌ وَأَورَادٌ وَتَهجُّدٌ، فَقَالَ أَبُو مُوْسَى: سَمِعْتُ مَنْ يَحكِي عَنْهُ فِي اليَوْمِ الَّذِي قَدِمَ بِوَلَدِه مَيِّتاً، وَجَلَسَ لِلتَّعزِيَةِ، أَنَّهُ جَدَّدَ الوُضُوْءَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ مَرَّاتٍ نَحْوَ الثَّلاَثِيْنَ، كُلُّ ذَلِكَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِه: أَنَّهُ كَانَ يُمْلِي شرح "صحيح

مسلم" عند قبره وَلَدِهِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، وَيَوْمَ تَمَامِه عَمِلَ مَأْدُبَةً وَحَلاَوَةً كَثِيْرَةً، وَكَانَ ابْنُهُ وُلِدَ فِي سَنَةِ خَمْسِ مائَةٍ، وَنَشَأَ، وَصَارَ إِمَاماً فِي اللُّغَةِ وَالعُلُوْمِ حَتَّى مَا كَانَ يَتقدَّمُهُ كَبِيْرُ أَحَدٍ فِي الفَصَاحَةِ وَالبَيَانِ وَالذَّكَاءِ، وَكَانَ أَبُوْهُ يفضله على نفسه في اللغة وَجَرَيَانِ اللِّسَانِ، أَمْلَى جُمْلَةً مِنْ شَرْحِ "الصَّحِيْحَيْنِ"، وَلَهُ تَصَانِيْفُ كَثِيْرَةٌ مَعَ صِغَرِ سِنِّهِ، مَاتَ بِهَمَذَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ، وَفَقَدَهُ أَبُوْهُ، وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَسَنٍ يَقُوْلُ: كُنَّا مَعَ الشَّيْخِ أَبِي القَاسِمِ، فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِي مَسْعُوْدٍ الحَافِظِ، فَقَالَ: أَطَالَ اللهُ عُمُرَك، فَإِنَّك تَعِيشُ طَوِيْلاً، وَلاَ تَرَى مِثْلَكَ، فَهَذَا مِنْ كَرَامَاتِهِ. إِلَى أَنْ قَالَ الحَافِظُ أَبُو مُوْسَى: وَلَهُ "التَّفْسِيْرُ" فِي ثَلاَثِيْنَ مُجَلَّداً، سَمَّاهُ "الجَامِعَ"، وَلَهُ "تَفْسِيْرٌ" آخَرُ فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ، وَلَهُ "المُوَضّحُ" فِي التَّفْسِيْرِ فِي ثَلاَثِ مُجَلَّدَاتٍ، وَكِتَابُ "المُعْتَمَدِ" فِي التَّفْسِيْر عَشْرُ مُجَلَّدَاتٍ، وَكِتَاب "السُّنَّةِ" مُجَلَّدٌ، وَكِتَابُ "سِيَرِ السَّلَفِ" مُجَلَّدٌ ضَخْمٌ، وَكِتَابُ "دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ" مُجَلَّدٌ، وَكِتَابُ "المَغَازِي" مُجَلَّدٌ، وَأَشيَاءُ كَثِيْرَةٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ نَاصِرٍ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ ابْنُ أَخِي إِسْمَاعِيْلَ الحَافِظ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ الأَسْوَارِيُّ الَّذِي تَولَّى غَسْلَ عَمِّي -وَكَانَ ثِقَةً: أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُنَحِّي عَنْ سَوْأَتِه الخِرْقَةَ لأَجْلِ الغُسْلِ، قَالَ: فَجَبَذَهَا إِسْمَاعِيْلُ بِيَدِهِ، وَغَطَّى فَرْجَهَ. فَقَالَ الغَاسِلُ: أَحَيَاةٌ بَعْدَ مَوْتٍ؟! قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: أَبُو القَاسِمِ هُوَ أُسْتَاذِي فِي الحَدِيْثِ، وَعَنْهُ أَخَذتُ هَذَا القَدْرَ، وَهُوَ إِمَامٌ فِي التَّفْسِيْرِ وَالحَدِيْثِ وَاللُّغَةِ وَالأَدبِ، عَارِفٌ بِالمُتُوْنِ وَالأَسَانِيْدِ، كُنْتُ إِذَا سَأَلتُه عَنِ المُشكلاَتِ، أَجَابَ فِي الحَالِ، وَهَبَ أَكْثَرَ أُصُوْلِه فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَأَملَى بِالجَامِعِ قَرِيْباً مِنْ ثَلاَثَةِ آلاَفِ مَجْلِسٍ، وَكَانَ أَبِي يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ بِالعِرَاقِ مَنْ يَعرِفُ الحَدِيْثَ وَيَفهَمُهُ غير اثْنَيْنِ: إِسْمَاعِيْلَ الجُوْزِيِّ بِأَصْبَهَانَ، وَالمُؤْتَمَنِ السَّاجِيِّ بِبَغْدَادَ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ: تَلمذتُ لَهُ، وَسَأَلتُهُ عَنْ أَحْوَالِ جَمَاعَةٍ، قَالَ: وَرَأَيْتُهُ وَقَدْ ضَعُفَ، وَسَاءَ حِفْظُه. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاقُ: كَانَ أَبُو القَاسِمِ عَدِيْمَ النَّظِيْرِ، لاَ مِثْلَ لَهُ فِي وَقتِه، كَانَ مِمَّنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الصَّلاَحِ وَالرَّشَادِ. وَقَالَ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ: هُوَ فَاضِلٌ فِي العَرَبِيَّةِ وَمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ. وَقَالَ أَبُو عَامِرٍ العَبْدَرِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قط مثل إسماعيل، ذاكرته، فرأيته حافظًا الحديث، عَارِفاً بِكُلِّ عِلْمٍ، مُتَفَنِّناً، اسْتُعجِلَ عَلَيْهِ بِالخُرُوجِ. رَوَى السِّلَفِيُّ هَذَا عَنِ العَبْدَرِيِّ.

وَقَالَ السِّلَفِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا الحُسَيْنِ بنَ الطُّيُوْرِيِّ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُوْلُ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ خُرَاسَانَ مِثْلُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ. قُلْتُ: قَوْلُ أَبِي سَعْدٍ السَّمْعَانِيِّ فِيْهِ: الجُوْزِيُّ -بِضَمِّ الجِيمِ وَبِزَايٍ -هُوَ لَقَبُ أَبِي القَاسِمِ، وَهُوَ اسْمُ طَائِرٍ صَغِيْرٍ. وَقَدْ سُئِلَ أَبُو القَاسِمِ التَّيْمِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: هَلْ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: للهِ حد، أو لاَ؟ وَهَلْ جَرَى هَذَا الخِلاَفُ فِي السَّلَفِ؟ فَأَجَابَ: هَذِهِ مَسْأَلَةٌ أَسْتَعفِي مِنَ الجَوَابِ عَنْهَا؛ لِغُمُوْضِهَا، وَقِلَّةِ وُقُوفِي عَلَى غَرَضِ السَّائِلِ مِنْهَا، لَكِنِّي أُشِيرُ إِلَى بَعْضِ مَا بَلَغَنِي: تَكَلَّمَ أَهْلُ الحَقَائِقِ فِي تَفْسِيْرِ الحَدِّ بِعِبَارَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، مَحْصُوْلُهَا أَنَّ حَدَّ كُلِّ شَيْءٍ مَوْضِعُ بَيْنُونَتِه عَنْ غَيْرِهِ، فَإِنْ كَانَ غَرَضُ القَائِلِ: لَيْسَ للهِ حَدٌّ: لاَ يُحِيطُ عِلمُ الحَقَائِقِ بِهِ، فَهُوَ مُصِيْبٌ، وَإِنْ كَانَ غَرَضُهُ بِذَلِكَ: لاَ يُحِيطُ عِلمُهُ تَعَالَى بِنَفْسِهِ، فَهُوَ ضَالٌّ، أَوْ كَانَ غَرَضُهُ: أَنَّ اللهَ بِذَاتِه فِي كُلِّ مَكَانٍ، فَهُوَ أَيْضاً ضَالٌّ. قُلْتُ: الصَّوَابُ الكَفُّ عَنْ إِطلاَق ذَلِكَ، إِذْ لَمْ يَأْتِ فِيْهِ نَصٌّ، وَلَوْ فَرَضنَا أَنَّ المَعْنَى صَحِيْحٌ، فَلَيْسَ لَنَا أَن نَتَفَوَّهَ بِشَيْءٍ لَمْ يَأْذنْ بِهِ اللهُ؛ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَدخُلَ القَلْبَ شَيْءٌ مِنَ البِدْعَةِ, اللَّهُمَّ احْفَظْ عَلَيْنَا إِيْمَانَنَا. وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ أَبَا نَصْرٍ الحَسَنَ بنَ مُحَمَّدٍ اليُوْنَارَتِيَّ الحَافِظَ، فَرجَّحَه عَلَى أَبِي القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلَ -فَاللهُ أَعْلَمُ- وَكَأَنَّ ابْنَ عَسَاكِرَ لَمَّا رَأَى إِسْمَاعِيْلَ بنَ مُحَمَّدٍ وَقَدْ كَبِرَ وَنَقَصَ حِفْظُهُ، قَالَ هَذَا. قَدْ مَرَّ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَفِيْهَا مَاتَ: الإِمَامُ الكَبِيْرُ المُحَدِّثُ أَبُو الحَسَنِ رَزِيْنُ بنُ مُعَاوِيَةَ العَبْدَرِيُّ السَّرَقُسْطِيُّ المُجَاوِرُ، وَالفَقِيْهُ البَدِيْعُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ سَعْدٍ العِجْلِيُّ الهَمَذَانِيُّ، وَالعَلاَّمَةُ اللُّغَوِيُّ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَكِّيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ القرطبي، ومسند بغداد أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زُرَيْقٍ الشَّيْبَانِيُّ القَزَّازُ، وَمُسْنِدُ العَصرِ قَاضِي المَرَسْتَانِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي الأَنْصَارِيُّ البَغْدَادِيُّ، وَالزَّاهِدُ القُدْوَةُ يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيُّ بِمَرْوَ، وَمُسْنِدُ نَيْسَابُوْرَ أَبُو الْفتُوح عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ شَاه الشَّاذْيَاخِيّ، وَالمُعَمَّرُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ تَوْبَةَ الأَسَدِيُّ العُكْبَرِيُّ، وَأَخُوْهُ؛ أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الجَبَّارِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ مَحْمُوْدٍ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الهَادِي، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ مَحْمُوْدٍ، أَخْبَرَنَا جَدِّي لأُمِّي؛ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ بِأَصْبَهَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ

سَهْلٍ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ الأَزْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مَسْعُوْدٍ الهَمَذَانِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيْقٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَطْعَمَتِ المَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، فَلَهَا أجرُها، وَلَهُ مِثْلُهُ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لَهُ بِمَا احْتَسَبَ، وَلَهَا بِمَا أَنْفَقَتْ" 1. قَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: سَأَلتُ إِسْمَاعِيْلَ يَوْماً: أَلَيْسَ قد روي عن ابن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: اسْتوَى: قَعَدَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ لَهُ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهويه يَقُوْلُ: إِنَّمَا يُوْصَفُ بِالقُعُوْدِ مَنْ يَمَلُّ القِيَامَ. قَالَ: لاَ أَدْرِي أَيشٍ يَقُوْلُ إِسْحَاقُ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَخْطَأَ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي حَدِيْثِ الصُّوْرَةِ، وَلاَ يُطعَنُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ، بَلْ لاَ يُؤْخَذُ عَنْهُ هَذَا فَحَسْبُ. قَالَ أَبُو مُوْسَى: أَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَنَّهُ قَلَّ إِمَامٌ إِلاَّ وَلَهُ زَلَّةٌ، فَإِذَا تُرِكَ لأَجْلِ زَلَّتِه، تُرِكَ كَثِيْرٌ مِنَ الأَئِمَّةِ، وَهَذَا لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُفعَلَ. وَعَنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ عَبْدِ الرَّحِيْمِ قَالَ: كُنَّا نَمضِي مَعَ أَبِي القَاسِمِ إِلَى بَعْضِ المَشَاهِدِ، فَإِذَا اسْتَيقَظْنَا مِنَ اللَّيْلِ، رَأَينَاهُ قَائِماً يُصَلِّي. وَذَكَرَ أَبُو مُوْسَى فِي نِسبَةِ أَبِي القَاسِمِ التَّيْمِيِّ الطَّلْحِيِّ: أَنَّ ذَلِكَ النَّسَبَ لَهُ مِنْ جِهَةِ أُمِّهِ، ثم قال: وابن أخت القوم منهم.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1425"، و "1437" و "1439" و "1440" و "1441" و "2065" ومسلم "1024"، وأبو داود "1685"، والترمذي "671"، و "672"، من طريق شقيق، به.

ابن الجواليقي

4849- ابن الجَواليقى 1: العَلاَّمَةُ الإِمَامُ اللُّغَوِيُّ النَّحْوِيُّ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، مَوْهُوْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الخَضِرِ بنِ الحَسَنِ بنِ الجَوَالِيْقِيِّ، إِمَامُ الخَلِيْفَةِ المُقْتَفِي. مَوْلِدُهُ سَنَةَ 466. سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بنَ البُسْرِيِّ، وَأَبَا طَاهِرٍ بنَ أَبِي الصَّقْرِ، وَالنَّقِيْبَ طِرَادَ بنَ محمد الزيني، وعدة. وطلب بنفسه مدة، ونسخ الكثير.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1425"، و "1437" و "1439" و "1440" و "1441" و "2065" ومسلم "1024"، وأبو داود "1685"، والترمذي "671"، و "672"، من طريق شقيق، به.

حَدَّثَ عَنْهُ: بِنْتُهُ؛ خَدِيْجَةُ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَالتَّاجُ الكِنْدِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ كَامِلٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: إِمَامٌ فِي النَّحْوِ وَاللُّغَة، مِنْ مَفَاخِرِ بَغْدَادَ، قَرَأَ الأَدبَ عَلَى أَبِي زَكَرِيَّا التِّبْرِيْزِيِّ، وَلاَزَمَه، وَبَرَعَ، وَهُوَ ثِقَةٌ وَرِعٌ، غَزِيْرُ الفَضْلِ، وَافِرُ العَقْلِ، مَلِيْحُ الخَطِّ، كَثِيْرُ الضَّبْطِ، صَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَشَاعَ ذِكْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: قَرَأَ الأَدبَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً عَلَى التِّبْرِيْزِيِّ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عِلمُ اللُّغَةِ، وَدرَّسَ العَرَبِيَّةَ بِالنِّظَامِيَةِ، وَكَانَ المُقْتَفِي يَقرَأُ عَلَيْهِ شَيْئاً مِنَ الكُتُبِ، وَكَانَ مُتَوَاضِعاً، طَوِيْلَ الصَّمْتِ، مُتَثَبِّتاً، يَقُوْلُ كَثِيْراً: لاَ أَدْرِي. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَغَلطَ مَنْ قَالَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: هُوَ إِمَامُ أَهْلِ عَصرِهِ فِي اللُّغَةِ، كَتَبَ الكَثِيْرَ بِخَطِّهِ المَلِيْحِ المُتْقَنِ، مَعَ مَتَانَةِ الدِّينِ، وَصَلاَحِ الطَّرِيقَةِ، وَكَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، نَبِيلاً. وَقَالَ الكَمَالُ الأَنْبَارِيُّ: أَلَّفَ فِي العَرُوضِ، وَشَرَحَ "أَدَبَ الكَاتِبِ"، وَعَمِلَ كِتَابَ "المُعَرَّبِ" وَ "التَّكْمِلَةَ فِي لَحْنِ العَامَّةِ"، قَرَأْتُ عَلَيْهِ، وَكَانَ مُنتَفَعاً بِهِ لِديَانَتِه، وَحُسنِ سِيرَتِه، وَكَانَ يختار فِي النَّحْوِ مَسَائِلَ غَرِيْبَةً، وَكَانَ فِي اللُّغَة أَمثلَ مِنْهُ فِي النَّحْوِ. قَالَ ابْنُ شَافِعٍ: كَانَ مِنَ المُحَامِينَ عَنِ السُّنَّةِ. قُلْتُ: خَلَّفَ وَلَدَيْنِ؛ إِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ، مَاتَا فِي عَامٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ. فَأَمَّا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيْلُ: فَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ العَرَبِيَّةِ، كَتَّبَ أَيْضاً أَوْلاَدَ الخُلَفَاءِ مَعَ دِينٍ وَنَزَاهَةٍ وَسَعَةِ عِلمٍ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: مَا رَأَينَا وَلَداً أَشْبَهَ أَبَاهُ مِثْلَ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الجَوَالِيْقِيِّ. قُلْتُ: رَوَى عَنِ ابْنِ كادش، وابن الحصين.

ابن أبي جمرة

4850- ابن أبي جَمْرَة 1: الإِمَامُ المُعَمَّرُ المُسْنِدُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُوْسَى بنِ أَبِي جَمْرَةَ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمُ، المُرْسِيُّ، المَالِكِيُّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي جَعْفَرٍ، وَهِشَامَ بنَ أَحْمَدَ. وَانْفَرَدَ فِي زَمَانِهِ بِإِجَازَةِ الإِمَامِ أَبِي عَمْرٍو الداني، وأجار لَهُ أَيْضاً أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ. ذَكَرهُ الأَبَّارُ، وَقَالَ: حَدَّثَ عَنْهُ وَلَدُهُ؛ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدٌ شَيْخُنَا. قُلْتُ: سَمِعَ مِنْهُ وَلَدُه أَبُو بَكْرٍ كِتَابَ "التَّيْسِيْرِ" فِي السَّبْعِ، وَعَاشَ إِلَى قُربِ سَنَةِ سِتِّ مائَةٍ. وَتُوُفِّيَ أَبُو العَبَّاسِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 102"، والنجوم الزاهرة "5/ 265".

الشاطبي، أبو المعالي الفارسي

الشاطبي، أبو المعالي الفارسي: 4851- الشاطبي: الإِمَامُ المُسْنِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ اللَّخْمِيُّ، الأَنْدَلُسِيّ، الشَّاطِبِيُّ، سِبْطُ الحَافِظِ ابْنِ عَبْدِ البَرِّ. أَجَازَ لَهُ جَدُّهُ تَصَانِيْفَهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ "443". وَقَدْ سَمِعَ "الصَّحِيْحَيْنِ" مِنْ: أَبِي العَبَّاسِ بنِ دِلْهَاثٍ العُذْرِيِّ، وَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" مِنَ: القَاضِي أَبِي الوَلِيْدِ البَاجِيِّ. وَوَلِيَ قَضَاءَ مَدِينَةِ أَغْمَاتَ. رَوَى عَنْهُ: حَفِيْدُهُ لِبِنتِهِ؛ عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَغْمَاتِيُّ، وَعِيْسَى بنُ المَلْجُوْمِ، وَأَجَازَ لابْنِ بَشْكُوَال. مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ -أَوِ اثْنَتَيْنِ- وثلاثين وخمس مائة، وعاش تسعين عامًا. 4852- أبو المعالي الفارسي 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ الجَلِيْلُ المُسْنِدُ، أَبُو المَعَالِي، مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ القَاسِمِ الفَارِسِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: ثِقَةٌ مُكْثِرٌ، سَمِعَ "السُّنَنَ الكَبِيْرَ" مِنْ أَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيِّ، وَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" مِنْ سَعِيْدٍ العَيَّارِ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي حَامِدٍ الأَزْهَرِيِّ، وَسَمِعَ أَيْضاً كِتَابَ "المَدْخَلِ إِلَى السُّنَنِ" مِنَ البَيْهَقِيِّ. مَوْلِدُه: سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ، فِي شَعْبَانِهَا، وَتُوُفِّيَ فِي ثَالِثِ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَة تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ الفُرَاوِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَمَكَ المُغِيْثيُّ، وَالمُؤَيَّدُ الطُّوْسِيُّ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي القَاسِمِ الشَّعْرِيَّةُ، وَطَائِفَةٌ. وَأَجَازَ لِعَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أبي سعد السمعاني.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 276"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 124- 125".

ابن باجة، ابن خيرون

ابن باجة، ابن خيرون: 4853- ابن بَاجَة 1: فَيْلَسُوْفُ الأَنْدَلُس، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بن الصائغ السرقسطى، الشاعر. كَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الذَّكَاءِ، وَآرَاءِ الأَوَائِلِ، وَالطِّبِّ، وَالمُوْسِيْقَا، وَدَقَائِقِ الفَلْسَفَةِ. يُنَظَّرُ بِالفَارَابِيِّ، وَقَدْ سَعَوْا فِي قَتْلِهِ. وَعَنْهُ أَخَذَ ابْنُ رُشْدٍ الحَفِيْدُ، وَابْنُ الإِمَامِ الكَاتِبُ. مَاتَ بِفَاسَ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَمْ يَتكهَّلْ. 4854- ابن خيرون 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُعَمَّرُ، شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ الحَسَنِ بنِ خَيْرُوْنَ البَغْدَادِيُّ، المُقْرِئُ، الدَّبَّاسُ، مُصَنِّفُ كِتَابِ "المِفْتَاحِ" في القراءات الشعر، وَكِتَابِ " المُوَضّحِ" فِي القِرَاءاتِ. مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. فَبَادرَ عَمُّه الحَافِظُ أَبُو الفَضْلِ، وَأَخَذَ لَهُ الإِجَازَةَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّرْسِيِّ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بنِ المُسْلِمَةِ كِتَابَ "النَّسَبِ" لِلزُّبَيْرِ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ أكثر "تاريخه"، من "أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ هَزَارْمَرْدَ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَعِدَّةٍ. وَتَلاَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى: عَبْدِ السَّيِّدِ بنِ عَتَّابٍ، وَجَدِّه لأُمِّهِ أَبِي البَرَكَاتِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَحْمَدَ، وَأَبِي الفَضْلِ بنِ خَيْرُوْنَ. وَكَانَ يَنسخُ "تَارِيْخَ الخَطِيْبِ"، وَيَبِيعُهُ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: ثِقَةٌ صَالِحٌ، مَا لَهُ شُغلٌ سِوَى التِّلاَوَةِ وَالإِقْرَاءِ. وَقَالَ ابْنُ الخَشَّابِ: كَانَ شَافِعِيّاً، مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَالكِنْدِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ الفَقِيْهُ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَوْصِلِيُّ، وَعِدَّةٌ. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ أَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ عُفَيْجَةَ. وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَاتِ أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَيَحْيَى الأَوَانِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ بَقَاءٍ اللَّبَّانُ. مَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، ببغداد.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 429- 431"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 103". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 164"، وتبصير المنتبه "2/ 545 و 554"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 125"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 276".

العجلي

4855- العِجْلِي 1: المُحَدِّثُ الإِمَامُ، أَبُو عَلِيٍّ، أَحْمَدُ بنُ سَعْدِ بن علي بن الحسن بن القاسم بن عِنَانٍ العِجْلِيُّ، البَدِيْعُ الهَمَذَانِيُّ، ابْنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ، أحد الأعيان. رَحلَ، وَكَتَبَ، وَجَمَعَ، وَأَملَى. سَمِعَ: أَبَا الفَرَجِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ البَجَلِيُّ، وَبَكْرَ بنَ حَيْدٍ، وَيُوْسُفَ بنَ مُحَمَّدٍ الخَطِيْبَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ شَاذِي، وَأَحْمَدَ بنَ عِيْسَى بنِ عَبَّادٍ الدِّيْنَوَرِيَّ، وَأَبَا إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيَّ، وَعِدَّةً بِهَمَذَانَ، وَسُلَيْمَانَ الحَافِظَ، وَالثَّقَفِيَّ الرَّئِيْسَ، وَطَائِفَةً بِأَصْبَهَانَ، وَعَبْدَ الكَرِيْمِ بنَ أَحْمَدَ الوَزَّانَ، وَجَمَاعَةً بِالرَّيِّ، وَالشَّافِعِيَّ بنَ دَاوُدَ التَّمِيْمِيَّ بِقَزْوِيْنَ، وَأَبَا الغَنَائِمِ بنَ أَبِي عُثْمَانَ، وَعِدَّةً بِبَغْدَادَ، وَالحُسَيْنَ بنَ مُحَمَّدٍ الدِّهْقَانَ بِالكُوْفَةِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ نَاصِرٍ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَالمُبَارَكُ بنُ كَامِلٍ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ سِبْطُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ القُوْمَسَانِيِّ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ، فَاضِلٌ، ثِقَةٌ، جَلِيْلُ القَدرِ، وَاسِعُ الرِّوَايَةِ، سَمَّعَهُ أَبُوْهُ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة، وأوله سَمَاعِه فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ، وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَذَكَرَ ابْنُ النَّجَّارِ أَنَّ قَبْرَهُ يُقصَدُ بِالزِّيَارَةِ. وَقَالَ شِيْرَوَيْه: يَرْجِعُ إِلَى نَصِيْبٍ مِنْ كُلِّ العُلُوْمِ، وَكَانَ يُدَارِي، وَيَقُومُ بِحُقُوقِ النَّاسِ، مَقْبُوْلاً بَيْنَ الخاص والعام.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1281"، وطبقات الشافعية للسبكي "6/ 17- 18"، وسيعيد المؤلف ترجمته، برقم ترجمة عام "4885".

ابن مازة، ابن طاوس

ابن مازة، ابن طاوس: 4856- ابن مازَة 1: شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ، عَالِمُ المَشْرِقِ، أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَازَةَ البُخَارِيُّ. تَفقَّه بِأَبِيْهِ العَلاَّمَةِ أَبِي المَفَاخِرِ حَتَّى بَرعَ، وَصَارَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ، وَعَظُمَ شَأْنُه عِنْدَ السُّلْطَانِ، وَبَقِيَ يَصْدُرُ عَنْ رَأْيِه، إِلَى أَنْ رَزَقَه اللهُ -تَعَالَى- الشَّهَادَةَ عَلَى يَدِ الكَفَرَةِ، بَعْد وَقْعَةِ قَطَوَانَ وَانْهِزَامِ المُسْلِمِيْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: فَسَمِعْتُ أَنَّهُ لَمَّا خَرَجَ، كَانَ يُودِّعُ أَصْحَابَه وَأَوْلاَدَه وَدَاعَ مَنْ لاَ يَرْجِعُ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- سَمِعَ: أَبَاهُ، وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ خِدَامٍ، لَقِيْتُهُ بِمَرْوَ، وَحَضَرتُ مُنَاظَرَتَه، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: أَبِي سَعْدٍ بنِ الطُّيُوْرِيِّ، وَأَبِي طَالِبٍ بنِ يُوْسُفَ، وَكَانَ يُعرَفُ بِالحُسَامِ، تَفقَّه عَلَيْهِ خَلقٌ، وَسَمِعَ مِنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ الوَزِيْرِ الدِّمَشْقِيُّ، قُتِلَ صَبْراً بِسَمَرْقَنْدَ، فِي صَفَرٍ، سَنَة سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائة، وله ثلاث وخمسون سنة. 4857- ابن طاوس 2: إِمَامُ جَامِعِ دِمَشْقَ وَمُقْرِئُهُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ طاوس البَغْدَادِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ. أَتقَنَ السَّبْعَ عَلَى أَبِيْهِ أَبِي البَرَكَاتِ. وَسَمِعَ الكَثِيْرَ، وَنَسخَ، وَأَدَّبَ بِسُوْقِ الأَحَدِ، ثُمَّ وَلِي إِمَامَةَ الجَامِعِ. سَمِعَ: أَبَا العَبَّاسِ بنَ قُبَيْسٍ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ أَبِي العَلاَءِ، وَمَالِكاً البَانِيَاسِيَّ، وَابْنَ الأَخْضَرِ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ بنَ شَكْرُوَيْه، وَسُلَيْمَانَ الحَافِظَ. وَكَانَ ثِقَةً، مُتصوِّناً. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، عَنْ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. وَكَانَ ذَهبَ مع الرسول إلى أصبهان، من تتش. رَوَى عَنْهُ السَّمْعَانِيُّ -وَمَدَحَهُ- وَالسِّلَفِيُّ -وَوَثَّقَهُ- وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُه القَاسِمُ، وَالقَاضِي ابْنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَأَبُو المَحَاسِنِ بنُ أَبِي لُقْمَةَ. وَعِنْدِي مِنْ عَوَالِيْهِ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 268- 269". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 137"، واللباب لابن الأثير "1/ 322"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 270"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 114".

غانم بن أحمد، غانم بن خالد

غانم بن أحمد، غانم بن خالد: 4858- غانم بن أحمد: ابن الحسن بن محمد بن علي، الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، الثِّقَةُ، أَبُو الوَفَاءِ الأَصْبَهَانِيُّ، الجُلُوْدِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" مِنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّارِ، وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الكَاغَدِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَدَاوُدُ بنُ مُعَمَّرٍ، وَآخَرُوْنَ. وَقَرَأْتُ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" عَلَى أَبِي العَبَّاسِ الحَجَّارِ لأَوْلاَدِي بِإِجَازَتِه مِنِ ابْنِ مَعْمَرٍ. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ. تُوُفِّيَ فِي ثَالِث ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. حَطَّ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ اللَّفْتُوَانِيُّ، قَالَ: لأَنَّه كَانَ يَمِيْلُ إِلَى الأَشْعَرِيَّةِ، فَانْظُرْ، تر. 4859- غانم بن خالد 1: ابن عبد الواحد بن أحمد، الشَّيْخُ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ الشَّيْخِ أَبِي طَاهِرٍ الأَصْبَهَانِيُّ، التَّاجِرُ. سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ الرَّزَّاقِ بن شَمِهَ "سُنَنَ" مُوْسَى بنِ طَارِقٍ سِوَى الجُزْءِ الرَّابِعِ، وَتَفَرَّدَ بِعُلُوِّهُ. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنَ البَاطَرْقَانِيِّ، وَأَبِي مُسْلِمٍ بنِ مِهْرَبْزُدَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الكَرْوِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، بِأَصْبَهَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَحْمَدُ ابْنُ الحَافِظِ أَبِي العَلاَءِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرُّوَيْدَشْتِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي طَاهِرٍ بنِ غَانِمٍ حَفِيْدُهِ، وَحَفِيْدُه الآخَرُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ سَدِيداً، ثِقَةً، مُكْثِراً، تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَأَبُوْهُ من مشايخ السلفي.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ص1283".

أبو جعفر الهمذاني

4860- أبو جعفر الهَمَذَاني 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ الرَّحَّالُ الزَّاهِدُ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ والأثبات، أبو جعفر محمد بن أَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الهَمَذَانِيُّ. وُلِدَ بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَدِمَ بَغْدَادَ سَنَةَ سِتِّيْنَ، فَسَمِعَ بِهَا قَلِيلاً، ثُمَّ ارْتَحَلَ، فَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ البُسْرِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ الزيني، وَخَلْقٍ. وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنَ: الفَضْلِ بنِ المُحِبِّ، وَأَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّنِ، وَخَلْقٍ. وَبِمَكَّةَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ الشَّافِعِيِّ، وَسَعْدٍ الزَّنْجَانِيِّ. وَبِجُرْجَانَ مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ مَسْعَدَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَبِمَرْوَ مِنْ: أَبِي الخَيْرِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عِمْرَانَ. وَبِهَرَاةَ مِنْ: أَبِي إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيِّ، وَعِدَّةٍ، وَبِهَمَذَانَ. وَحَدَّثَ بِـ "الجَامِعِ" لأَبِي عِيْسَى عَنْ أَبِي عَامِرٍ الأَزْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ العَلاَءِ، وَثَابِتِ بنِ سَهْلَكَ القَاضِي، عَنِ الجَرَّاحِيِّ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ الأَثَرِ، وَمِنْ كُبَرَاءِ الصُّوْفِيَّةِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: سَافَرَ الكَثِيْرَ إِلَى البُلْدَانِ الشَّاسِعَة، وَنَسخَ بِخَطِّهِ، وَمَا أَعْرِفُ أحدًا من عَصرِهِ سَمِعَ أَكْثَرَ مِنْهُ. وَعَنْهُ، قَالَ: دَخَلْتُ بَغْدَادَ سَنَةَ سِتِّيْنَ، وَكُنْت أَسْمَعُ وَلاَ أَدَعُهُم يَكتُبُوْنَ اسْمِي؛ لأَنِّي كُنْتُ لاَ أَعْرِفُ العَرَبِيَّةَ، حَتَّى دَخَلتُ البَادِيَةَ، وَكُنْتُ أَدُورُ مَعَ الظَّاعِنِيْنَ مِنَ العَرَبِ حَتَّى رَجَعتُ إِلَى بَغْدَادَ، فَقَالَ لِي الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ: رَجَعتَ إِلَيْنَا عَرَبِيّاً. فكان يسميني الخثعمي؛ لإقامتي فيهم. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ خَطُّه رَدِيئاً، وَمَا كَانَ لَهُ كَبِيْرُ مَعْرِفَةٍ بِالحَدِيْثِ -عَلَى مَا سَمِعْتُ- وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي طَاهِرٍ بِأَصْبَهَانَ، سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ بنَ أَبِي عَلِيٍّ يَقُوْلُ: تَعسَّر على شيخ بجرجان، فحلقت أَنْ لاَ أَخرُجَ مِنْهَا حَتَّى أَكْتُبَ جَمِيْعَ مَا عِنْدَهُ، فَأَقَمْتُ مُدَّةً، وَكَانَ يُخْرِجُ إِلَيَّ الأَجزَاءَ وَالرِّقَاعَ، حَتَّى كَتَبتُ جَمِيْعَ مَا وَجَدْتُ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّارُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ المُعَزّمِ، وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ الَّذِي قَامَ فِي مجلس وعظم إِمَامِ الحَرَمَيْنِ، وَأَوْرَدَ عَلَيْهِ فِي مَسْأَلَةِ العُلُوِّ، فَقَالَ: مَا قَالَ عَارِفٌ قَطُّ: يَا أَللهُ، إِلاَّ وَقَامَ مِنْ بَاطِنِه قَصْدُ تَطلُّبِ العُلُوِّ، لاَ يَلتَفِتُ يَمنَةً وَلاَ يَسرَةً، فَهَلْ لِدَفعِ هَذِهِ الضَّرُوْرَةِ مِنْ حِيلَةٍ؟! فَقَالَ: يَا حَبِيْبِي، مَا ثمَّ إِلاَّ الحَيْرَة. وَذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي المَعَالِي. تُوُفِّيَ أَبُو جَعْفَرٍ فِي نِصْفِ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 260"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 97".

الجوهري، شرف الإسلام

الجوهري، شرف الإسلام: 4861- الجَوْهَري 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، الرَّئِيْسُ المُحْتَشِمُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنِ بنِ أَسَدٍ، البَرُوْجِرْدِيُّ. وَبَرُوْجِرْدُ عِنْدَ هَمَذَانَ. كَتَبَ الكَثِيْرَ، وَاسْتَنسَخَ، وَعَمِلَ "مُعْجَماً" لِنَفْسِهِ فِي مُجَلَّدٍ. سَمِعَ: السَّلاَّرَ مَكِّيَّ بنَ عَلاَّنَ، وَأَبَا مُطِيْعٍ الصَّحَّافَ، وَأَبَا الفَتْحِ أَحْمَدَ بنَ السُّوْذَرْجَانِيِّ، وَعَلِيَّ بنَ الأَخْرَمِ المَدِيْنِيَّ، ونصر الله الخشنامي، وأحمد ابن مُحَمَّدٍ الخَلِيْلِيَّ بِبَلْخَ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ العَلاَّفِ، ونحوهم. وَكَانَ وَاسِعَ الرِّحلَةِ، كَثِيْرَ المَالِ. رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بنُ بَوْش. قَالَ ابْنُ نَاصِرٍ: مَا كَانَ يَعرِفُ الحَدِيْثَ، كَانَ تَاجِراً. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ ستين وأربع مائة. 4862- شرفُ الإسلام 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ الوَاعِظُ، شَيْخُ الحَنَابِلَةِ بِدِمَشْقَ، شرف الإسلام، أبو القاسم عبد الوهاب بن أَجَلِّ الحَنَابِلَةِ الشَّيْخِ أَبِي الفَرَجِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ, الشِّيْرَازِيُّ الأَصْل، الدِّمَشْقِيُّ. تَفقَّهَ عَلَى أَبِيْهِ. وَحَدَّثَ بِالإِجَازَةِ عَنْ أَبِي طَالِبٍ بنِ يُوْسُفَ. وَصَارَ لَهُ القَبُولُ الزَّائِدُ فِي الوَعظِ، وَزَادتْ حِشمَتُهُ, وَرِئَاسَتُهُ، وَبَعَثَهُ المَلِكُ بُوْرِي رَسُوْلاً إِلَى المُسْتَرْشِدُ بِاللهِ يَسْتَصْرِخُ بِهِ عَلَى غَزوِ الفِرَنْجِ، وَأَنَّهُم أَخَذُوا كَثِيْراً من الشام. وَقَفَ المَدْرَسَةَ الكُبْرَى شِمَالِيَّ جَامِعِ دِمَشْقَ، وَكَانَ ذَا لَسَنٍ وَفَصَاحَةٍ وَصُوْرَةٍ كَبِيْرَةٍ. أَثْنَى عَلَيْهِ السِّلَفِيُّ، وَوَثَّقَهُ، سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ. وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ القَلاَنسِيِّ: تُوُفِّيَ بِمَرَضٍ حَادٍّ، وَكَانَ عَلَى الطَّرِيقَةِ المَرْضِيَّةِ، وَالخِلاَلِ الرَّضِيَّةِ، وَوُفُورِ العِلْمِ، وَحُسنِ الوَعْظِ، وَقُوَّةِ الدِّينِ، وَكَانَ يَوْمُ دَفنِهِ يَوْماً مَشْهُوْداً مِنْ كَثْرَة المُشَيِّعِينَ لَهُ وَالبَاكِينَ عَلَيْهِ، مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: كَانَ يُنَاظِرُ عَلَى قَوَاعدِ عَقَائِدِ الحَنَابِلَةِ، جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الفَقِيْهِ الفَنْدَلاَوِيِّ بُحُوثٌ وَسَبٌّ، وَكَانَ الفَنْدَلاَوِيُّ أَشْعَرِيّاً، رَحِمَ الله الجميع.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 81". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 113- 114".

المازري

4863- المازَرِي ِ1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ البَحْرُ المُتَفَنِّنُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ المَازَرِيُّ المَالِكِيُّ. مُصَنِّفُ كِتَابِ "المُعْلِم بِفَوَائِدِ شَرْحِ مُسْلِم" وَمُصَنِّفُ كِتَابِ "إِيضَاحِ المَحْصُوْلِ فِي الأُصُوْلِ"، وَلَهُ تَوَالِيفُ فِي الأَدبِ، وَكَانَ أَحَدَ الأَذكِيَاءِ، المَوْصُوْفِيْنَ وَالأَئِمَّةِ المُتبحِّرِيْنَ، وَلَهُ شَرْحُ كِتَابِ "التَّلْقِيْنِ" لِعَبْدِ الوَهَّابِ المَالِكِيِّ فِي عَشْرَةِ أَسفَارٍ، هُوَ مِنْ أَنْفَسِ الكُتُبِ. وَكَانَ بَصِيْراً بِعِلْمِ الحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْهُ: القَاضِي عِيَاضٌ، وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ يَحْيَى القُرْطُبِيُّ الوَزْغِيُّ. مَوْلِدُهُ بِمَدِينَةِ المَهْدِيَّةِ مِنْ إِفْرِيْقِيَةَ، وَبِهَا مَاتَ, فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَمَازَرُ: بُلَيدَةٌ مِنْ جَزِيْرَةِ صَقَلِّيَّةَ بِفَتحِ الزَّايِ, وَقَدْ تُكسَرُ. قَيَّدَه ابْنُ خَلِّكَانَ. قِيْلَ: إِنَّهُ مَرِضَ مَرضَةً، فَلَمْ يَجِدْ مَنْ يُعَالِجُه إلَّا يَهُوْدِيٌّ، فَلَمَّا عُوفِيَ عَلَى يَدِه، قَالَ: لَوْلاَ الْتِزَامِي بِحِفظِ صنَاعَتِي, لأَعدمتُكَ المسلمين. فأثر هذا عِنْد المَازَرِيِّ، فَأَقْبَل عَلَى تَعلُّمِ الطِّبِّ, حَتَّى فَاق فِيْهِ، وَكَانَ مِمَّنْ يُفْتِي فِيْهِ, كَمَا يُفْتِي فِي الفِقْهِ. وَقَالَ القَاضِي عِيَاضٌ فِي "المَدَارِكِ": المَازَرِيُّ يُعرَفُ بِالإِمَامِ، نَزِيْلُ المَهْدِيَّةِ, قِيْلَ: إِنَّهُ رَأَى رُؤْيَا، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَحقٌّ مَا يَدعُوْنَنِي بِهِ? إِنَّهُم يَدعُوْنَنِي بِالإِمَامِ. فَقَالَ: وَسِّعْ صَدْرَكَ لِلْفُتْيَا. ثُمَّ قَالَ: هُوَ آخِرُ المُتَكَلِّمِينَ مِنْ شُيُوْخِ إِفْرِيْقِيَةَ بِتَحْقِيْقِ الفِقْهِ، وَرُتبَةِ الاجْتِهَادِ، وَدِقَّةِ النَّظَرِ، أَخَذَ عَنِ: اللَّخْمِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الحَمِيْدِ السُّوْسِيِّ, وَغَيْرِهِمَا بِإِفْرِيْقِيَةَ، وَدرَّسَ أُصُوْلَ الفِقْهِ وَالدِّينِ، وَتَقدَّمَ فِي ذَلِكَ، فَجَاءَ سَابقاً، لَمْ يَكُنْ فِي عَصرِه لِلمَالِكيَّةِ فِي أَقطَارِ الأَرْضِ أَفْقَهُ مِنْهُ, وَلاَ أَقوَمُ بِمَذْهَبِهِم، سَمِعَ الحَدِيْثَ، وَطَالعَ مَعَانِيهِ، وَاطَّلعَ عَلَى عُلُوْمٍ كَثِيْرَةٍ مِنَ الطِّبِّ وَالحسَابِ وَالآدَابِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَكَانَ أَحَدَ رِجَالِ الكَمَالِ، وَإِلَيهِ كَانَ يُفزَعُ فِي الفُتْيَا فِي الفِقْهِ، وَكَانَ حَسَنَ الخُلُقِ، مَلِيحَ المُجَالَسَةِ، كَثِيْرَ الحِكَايَةِ وَالإِنشَادِ، وَكَانَ قَلَمُه أَبلَغُ مِنْ لِسَانِه، أَلَّفَ فِي الفِقْهِ وَالأُصُوْلِ، وَشَرَحَ كِتَابَ مُسْلِمٍ، وَكِتَابَ "التَّلْقِيْنِ"، وَشَرَحَ "البرهان" لأبي المعالي الجويني. وَثَمَّ مَازَرِيٌّ آخَرُ مُتَأَخِّرٌ، سَكَنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، وَشَرَحَ "الإِرْشَادَ" المُسَمَّى بِـ "المِهَادِ". وَلِصَاحِبِ التَّرْجَمَةِ تَأْلِيْفٌ فِي الرَّدِّ عَلَى "الإِحْيَاءِ" وَتَبيِينِ مَا فِيْهِ مِنَ الوَاهِي وَالتَّفَلْسُفِ، أَنْصَفَ فِيْهِ، رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "4/ ترجمة 671"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 114".

الفتح

4864- الفتح 1: الأَدِيْبُ الكَبِيْرُ، مُصَنِّفُ كِتَابِ "قَلاَئِدِ العِقْيَانِ"، أَبُو نَصْرٍ الفَتْحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَاقَانَ القَيْسِيُّ, الإِشْبِيْلِيُّ، جَمَعَ فِي كِتَابِهِ عِدَّةً مِنْ شُعَرَاءِ المَغْرِبِ، وَتَرْجَمَهُم. وَلَهُ كِتَابُ "ملح أهل الأندلس". وَكَانَ كَثِيْرَ التِّرحَالِ، مِنْ أَذكيَاءِ الرِّجَالِ، وَكَانَ لَعَّاباً، خَلِيعَ العِذَارِ. أَمَرَ بِقَتْلِهِ المَلِكُ عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ بنِ تَاشفِيْنَ، فَذُبِحَ بِالخَانِ, بِمَرَّاكُشَ, سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: بَلْ في سنة تسع وعشرين. فالله أعلم.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "4/ ترجمة 525"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 107".

بهجة الملك، وجيه بن طاهر

بهجة الملك، وجيه بن طاهر 4865- بهجةُ المُلْك ِ1: الرَّئِيْسُ الكَبِيْرُ، أَبُو طَالِبٍ، عَلِيُّ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ عِيَاضِ بنِ أَبِي عَقِيْلٍ الصُّوْرِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ. أَجدَادُه مِنْ قُضَاةِ صُوْرَ. وَكَانَ شَيْخاً, مَهِيْباً, دَيِّناً. سَمِعَ بِمِصْرَ مِنَ: القَاضِي الخِلَعِيِّ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ بَيَانٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُه القَاسِمُ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ "مُعْجَمَ" ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، مَوْلِدُهُ بِصُوْرَ, سَنَة نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: أَصلُه مِنْ حَرَّانَ، وَلَهُ سَمَاعٌ مِنَ الفَقِيْهِ نَصْرٍ، وكان مِنْ أَعْيَانِ البَلَدِ، ذَا حَظٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَوَقَارٍ، حَكَى لِي عَتِيْقُهُ نُوشتِكينُ أَنَّهُ سَمِعَهُ فِي مَرَضِهِ يَقُوْلُ: تَلَوتُ أَرْبَعَةَ آلاَفِ خَتْمَةٍ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ سَبْعٍ وثلاثين وخمس مائة. 4866- وجيه بن طاهر 2: ابن مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، الشَّيْخُ العَالِمُ العَدْلُ، مُسْنِدُ خُرَاسَانَ، أَبُو بَكْرٍ، أَخُو زَاهِرٍ، الشَّحَّامِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، مِنْ بَيْتِ العَدَالَةِ وَالرِّوَايَةِ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَرَحَلَ فِي الحَدِيْثِ. سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ القُشَيْرِيَّ، وَأَبَا حَامِدٍ الأَزْهَرِيَّ، وَأَبَا المُظَفَّرِ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الشُّجَاعِيَّ، وَأَبَا نَصْرٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدٍ التَّاجِرَ، وَيَعْقُوْبَ بنَ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيَّ، وَأَبَا صَالِحٍ المُؤَذِّنَ، وَعَلِيَّ بنَ يُوْسُفَ الجُوَيْنِيَّ، وَشبِيْبَ ابن أَحْمَدَ البَسْتِيْغِيَّ، وَأَبَا سَهْلٍ الحَفْصِيَّ، وَعُمَرَ وَعَائِشَةَ وَلَدَي أَبِي عُمَرَ البِسْطَامِيِّ، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى المزكي، وأبا الحسن الواحدي، ومحمد

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 273". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 184"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 280"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 130".

ابن عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّامَ، وَعِدَّةً بِنَيْسَابُوْرَ، وَبِيْبَى الهَرْثَمِيَّةَ، وَأَبَا عَطَاءٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيَّ، وَنَجِيْبَ بنَ مَيْمُوْنٍ، وَأَبَا إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيَّ، وَطَائِفَةً بِهَرَاةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مَسْعَدَةَ الإِسْمَاعِيْلِيَّ بِجُرْجَانَ، وَأَبَا نصر محمد بن محمد الزينبي، وعاصم بن الحَسَنِ بِبَغْدَادَ، وَأَبَا نَصْرٍ مُحَمَّدَ بنَ وَدْعَانَ بالمدينة. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّبَسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ فَضْلِ اللهِ السَّالاَرِيُّ، وَمَنْصُوْرٌ الفُرَاوِيُّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيِّ بنِ حَمُّوَيْه، وَمَجْدُ الدِّيْنِ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ الشَّهْرُزُوْرِيُّ، وَالمُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَزَيْنَبُ الشَّعْرِيَّةُ، وَالقَاسِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، وإسماعيل بن عثمان القارىء، وَخَلْقٌ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَتَبْتُ عَنْهُ الكَثِيْرَ، وَكَانَ يُمْلِي فِي الجَامِعِ الجدِيدِ بِنَيْسَابُوْرَ كُلَّ جُمُعَةٍ مَكَانَ أَخِيْهِ، وَكَانَ كَخيرِ الرِّجَالِ، مُتَوَاضِعاً، مُتودِّداً، أَلُوْفاً، دَائِمَ الذِّكرِ، كَثِيْرَ التِّلاَوَةِ، وَصُولاً لِلرَّحِمِ، تَفَرَّد فِي عَصرِه بِأَشيَاءَ، وَمِنْ مَسموعِه كِتَابُ "الزُّهْرِيَّاتِ" مِنِ ابْنِ أَبِي حَامِدٍ الأَزْهَرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حمدون، أخبرنا أبو حامد بن الشَّرْقِيِّ، حَدَّثَنَا الذُّهْلِيُّ المُصَنّفُ، وَ "رِسَالَةُ القُشَيْرِيِّ" سَمِعَهَا مِنَ المُؤلِّفِ. مَرضَ أُسْبُوْعاً، وَتُوُفِّيَ فِي ثمان عَشَرَ جُمَادَى الآخِرَةِ, سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا وَجِيهُ بنُ طاهر، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ الخفاف، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ رَبِيْعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَالِكِ بنِ بُحَيْنَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى, فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ1. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ, وَالبُخَارِيُّ, وَمُسْلِمٌ, وَالنَّسَائِيُّ, عن قتيبة. وَبِهِ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنُ الهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عامر

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 345"، والبخاري "390" و "807" و "3564"، ومسلم "495"، والنسائي "2/ 212"، وابن خزيمة "648"، وأبو عوانة "2/ 185"، والبيهقي "2/ 114"، من طرق عن بَكْرُ بنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ رَبِيْعَةَ، به. ووقع في المطبوع "جعفر عن ربيعة"، والصواب "وجعفر بن ربيعة" وهو ما أثبتناه.

بنِ سَعْدٍ، عَنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَقُوْلُ: "إِذَا سَجَدَ العَبْدُ، سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهُهُ, وَكَفَّاهُ, وَرُكْبَتَاهُ, وَقَدَمَاهُ" 1. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ, وَمُسْلِمٌ, وَالتِّرْمِذِيُّ, وَالنَّسَائِيُّ, عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَافَقْنَاهُم بعلو.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه الشافعي "1/ 85"، وأحمد "1/ 206 و 208"، ومسلم "491"، وأبو داود "891"، والترمذي "272"، والنسائي "2/ 208"، وابن ماجة "885"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 256"، والطبري في "تهذيب الآثار" "1/ 205"، والبيهقي "2/ 101" من طرق عن يزيد بن الهاد، به.

ابن العريف

4867- ابنُ العَريف 1: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بن عطاء الله، الإمام, الزاهد, العارف، أبو العباس بن العريف الصنهاجي الأندلسي, المريي, المقرىء، صَاحِبُ المَقَامَاتِ وَالإِشَارَاتِ. صَحبَ: أَبَا عَلِيٍّ بنَ سُكَّرَةَ الصَّدَفِيَّ، وَأَبَا الحَسَنِ البَرْجِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الحسن اللمغاني، وأبا الحسن بن شفيع المقرىء، وخلف بن محمد العريبي، وَعَبْدَ القَادِرِ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّدَفِيَّ، وَأَبَا خَالِدٍ المُعْتَصِمَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ الفَصِيْحِ. واختصَّ بصُحبَة أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ البَاقِي بنِ مُحَمَّدِ بنِ بريال، ومحمد ابن يَحْيَى بنِ الفَرَّاءِ، وَبأَبِي عُمَرَ أَحْمَدَ بنِ مَرْوَانَ بنِ اليُمْنَالِشِ الزَّاهِدِ. قَالَهُ: ابْنُ مَسْدِي. وَقَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: رَوَى عَنْ أَبِي خَالِدٍ يَزِيْدَ مَوْلَى المُعْتَصِمِ، وَأَبِي بَكْرٍ عُمَرَ بنِ رِزْقٍ، وَعَبْدِ القَادِرِ بنِ مُحَمَّدٍ القَرَوِيِّ، وَخَلَفِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ العَرَبِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوْخنَا، وَكَانَتْ عِنْدَهُ مُشَاركَةٌ فِي أَشيَاءَ مِنَ العِلْمِ، وَعنَايَةٌ بِالقِرَاءاتِ وَجَمْعِ الرِّوَايَاتِ، وَاهتمَامٌ بِطُرُقِهَا وَحَمَلتِهَا، وَقَدِ اسْتَجَازَ مِنِّي تَأْلِيْفِي هَذَا، وَكتبَه عَنِّي، وَاسْتجزتُه أَنَا أَيْضاً فِيمَا عِنْدَهُ، وَلَمْ أَلقَه، وَكَاتَبنِي مَرَّاتٍ، وَكَانَ مُتنَاهياً فِي الفَضْلِ وَالدِّينِ، مُنْقَطِعاً إِلَى الخَيْرِ، وَكَانَ العُبَّادُ وَالزُّهَّادُ يَقصدُوْنَهُ، وَيَأْلفُوْنَهُ، وَيَحْمَدُوْنَ صُحْبتَه، وَسُعِي بِهِ إِلَى السُّلْطَانِ، فَأَمرَ بِإِشخَاصِه إِلَى حضَرتِه بِمَرَّاكُشَ، فَوصَلَهَا، وَتُوُفِّيَ بِهَا. قُلْتُ فِي "تَارِيْخِي": إِنَّ مَوْلِدَ ابْن العَرِيْفِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وأربع مائة، ولا يصح.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 81"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 68"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 270".

وَكَانَ النَّاسُ قَدِ ازدحَمُوا عَلَيْهِ يَسْمَعُوْنَ كَلاَمَه ومواعظه، فخاف ابن تَاشفِيْنَ سُلْطَانُ الوَقْتِ مِنْ ظُهُوْرِه، وَظَنَّ أَنَّهُ مِنْ أُنْمُوْذَجِ ابْنِ تُوْمَرْتَ، فَيُقَالُ: إِنَّهُ قَتلَه سِرّاً، فَسقَاهُ، وَاللهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ قرَأَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى اثْنَيْنِ مِنْ بَقَايَا أَصْحَاب أَبِي عَمْرٍو الدَّانِي، وَلَبِسَ الخِرْقَةَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْد البَاقِي المَذْكُوْر آخرِ أَصْحَاب أَبِي عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيِّ وَفَاةً. قَالَ ابْنُ مَسْدِي: ابْنُ العَرِيْف مِمَّنْ ضَرَبَ عَلَيْهِ الكَمَالُ رِوَاقَ التعرِيف، فَأَشرقت بِأَضرَابِه البِلاَد، وَشَرِقت بِهِ جَمَاعَةُ الحُسَّاد، حَتَّى لَسَعَوْا بِهِ إِلَى سُلْطَان عصره، وَخوَّفُوهُ مِنْ عَاقبَة أَمرِه، لاشتمَال القُلوبِ عَلَيْهِ، وَانضِوَاءِ الغُربَاء إِلَيْهِ، فَغُرِّب إِلَى مَرَّاكُش، فَيُقَالُ: إِنَّهُ سُمَّ: وَتُوُفِّيَ شهيداً، وَكَانَ لَمَّا احتُمل إِلَى مَرَّاكُش، اسْتوحش، فَغرَّقَ فِي البَحْرِ جَمِيْعَ مُؤلَّفَاته، فَلَمْ يَبْقَ منه إلَّا مَا كُتِبَ مِنْهَا عَنْهُ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ الرِّزْقِ الحَافِظُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ ذِي النُّوْنِ، وَأَبُو العَبَّاسِ الأَنْدَرَشِيُّ، وَلَبِسَ مِنْهُ الخِرْقَة، وَصَحِبَ جَدِّي الزَّاهِدَ مُوْسَى بنَ مَسْدِي، وَلَعَلَّهُ آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِهِ. ثُمَّ قَالَ: مولدُ ابْنُ العَرِيْفِ فِي جُمَادَى الأولى سنة إحدى وثمانين وأربع مائة. قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ أَشْبَهُ بِالصّحَّة مِمَّا تَقدَّم، فَإِنَّ شُيُوْخَه عَامَّتُهُم كَانُوا بَعْد الخَمْس مائَة، فَلَقِيَهُم وَعُمره عِشْرُوْنَ سَنَةً. ثُمَّ قَالَ: وَأَقدمُ شُيُوْخه سِنّاً وَإِسْنَاداً عَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدٍ الحِجَارِيُّ الزَّاهِد، وَكَانَ عَبْدُ البَاقِي قَدْ حمله أَبُوْهُ وَهُوَ ابْنُ عشرِ سِنِيْنَ إِلَى أَبِي عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيِّ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ القُرْآن، وَقَدْ ذكرنَاهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْس مائَة، وَأَنَّهُ عَاشَ ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. قَالَ: وَتُوُفِّيَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ العَرِيْفِ بِمَرَّاكُش, لَيْلَة الجُمُعَةِ, الثَّالِثَ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ, سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَأَمَّا ابْنُ بَشْكُوَال، فَقَالَ: فِي صَفَرٍ، بَدَلَ رَمَضَانَ، فَاللهُ أَعْلَمُ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: وَاحتفل النَّاسُ بِجِنَازَتِه، وَنَدِمَ السُّلْطَانُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ فِي جَانِبِه، فَظهرت لَهُ كَرَامَاتٌ، رحمه الله.

الحلواني، ابن المهتدي بالله

الحلواني، ابن المهتدي بالله: 4868- الحُلْوَاني 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو المَعَالِي، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوَيْه الحُلْوَانِيُّ, المَرْوَزِيُّ, البَزَّازُ. فَقِيهٌ, عَالِمٌ, عَامِلٌ, مُؤثرٌ، كَبِيْرُ القَدْرِ، كَثِيْرُ المَال. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَارْتَحَلَ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ الشِّيْرَازِيِّ وَنَحْوِهِ بِنَيْسَابُوْرَ، وَمِنْ: ثَابِتِ بنِ بُنْدَارَ وَطَبَقَتِه بِبَغْدَادَ، وَمِنْ أَصْحَابِ أَبِي نُعَيْمٍ بِأَصْبَهَانَ. وَسَكَنَ غَزْنَةَ مُدَّةً، وَاشْتَرَى كُتُباً كَثِيْرَةً وَقَفهَا، وَأَنشَأَ رِباطاً لِلمُحَدِّثين بِمَرْوَ. أَخَذَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَطَائِفَةٌ. تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ, سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وخمس مائة. 4869- ابن المُهتدِي بالله 2: الخَطِيْبُ، شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو الفَضْلِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الله بن عبد الصمد بن الخليفة المهتدي بالله محمد بن الوَاثِقِ هَارُوْنَ الهَاشِمِيُّ, العَبَّاسِيُّ, الرَّشِيْدِيُّ, البَغْدَادِيُّ. مَوْلِدُه سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ الصَّمَدِ بن المَأْمُوْن، وَأَبِي الحُسَيْنِ بن المُهْتَدِي بِاللهِ، لَكِن احْتَرَقَ سَمَاعُهُ مِنْهُمَا، وَيَجْتَمِع هُوَ وَأَبُو الحُسَيْنِ جَدُّهُمَا فِي عَبْدِ الصَّمَدِ. وَأَمَّا عَمُّ صَاحِبِ التَّرْجَمَة، فَهُوَ القَاضِي أَبُو الحسن محمد بن أحمد ابن مُحَمَّدٍ، شَيْخٌ جَلِيْلٌ، يَرْوِي عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ رَزْقُوَيْه. نَعَم، وَرَوَى صَاحِبُ التَّرْجَمَة عَنْ: أَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ البُسْرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَتَلاَ بِرِوَايَاتٍ عَلَى تِلْمِيْذ الحمَّامي أَبِي الخَطَّابِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الصُّوْفِيِّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَتَلاَ عَلَيْهِ بِخَمْس رِوَايَاتٍ، وَرَوَى عَنْهُ أَيْضاً عُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ. وَكَانَ خَطِيْباً بِجَامِع القَصْرِ، ثِقَةً, صَالِحاً، سَرَدَ الصَّوْمَ أَزيدَ مِنْ خَمْسِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 159"، واللباب لابن الأثير "1/ 381"، وتبصير المنتبه "2/ 511"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 122". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 273".

البطروجي

4870- البِطْرَوِجي ّ1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ، الفَقِيْهُ، الحَافِظُ الكَبِيْرُ، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ البَارِي، الأَنْدَلُسِيُّ, البِطْرَوْجِيُّ -وَيُقَالُ: البِطْرَوْشِيُّ- القرطبي. رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ الفَرَجِ الطَّلاَّعِيِّ فَأَكْثَر، وَأَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ العَبْسِيِّ، وَخَازِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَخَلَفِ بنِ مُدِيْرٍ، وَخَلَفِ بنِ النَّخَّاسِ الخَطِيْبِ. وَتَلاَ عَلَى عِيْسَى بنِ خَيْرَةَ. وَتَفَقَّهَ عَلَى: عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَبِي الفَتْحِ، وَأَبِي الوَلِيْدِ بنِ رُشْدٍ، وَعرض "المُسْتخرجَة" عَلَى أَصْبَغَ بنِ مُحَمَّدٍ. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو المُطَرِّفِ الشَّعْبِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ بنُ نَجَاحٍ، وَطَائِفَةٌ. وَكَانَ عَلاَّمَةً فِي مَذْهَب مَالِك، مُحَدِّثاً حَافِظاً، نَاقداً, مُجَوِّداً، مُسْتحضراً, كَثِيْرَ التَّصَانِيْف، مُتبحِّراً فِي العِلْمِ، لَكنه قَلِيْلُ العَرَبِيَّة، رَثُّ الهَيْئَةِ، فِيْهِ خفَّةٌ، رَحِمَهُ اللهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَال -وَقَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ الحِفْظِ لِلْفِقه وَالحَدِيْثِ وَالرِّجَالِ وَالتَّوَارِيخِ، مُقَدَّماً فِي ذَلِكَ عَلَى أَهْلِ عصره- وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الفَخَّارِ، وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ الفِهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الشَّقُوْرِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحجري، وخلق كثير. مَاتَ لِثَلاَثٍ بَقِيْنَ مِنْ المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 82"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1080"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 130".

المصيصي

4871- المِصِّيصِي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُفْتِي الأُصُوْلِيُّ، شَيْخُ دِمَشْق، أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ القَوِيِّ المَصِّيْصِيُّ، ثُمَّ اللاَّذِقِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الأَشْعَرِيُّ نَسَباً وَمَذْهَباً، كَذَا قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ. وَقَالَ: نشَأَ بِصُوْرَ، وَسَمِعَ بِهَا مِنَ: الحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ، وَعُمَرَ بنِ أَحْمَدَ الآمِدِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيِّ، وَالفَقِيْهِ نَصْرٍ، وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: عَاصِمِ بنِ الحَسَنِ، وَرِزْقِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ، وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ: أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ شَكْرُوَيْه، وَالوَزِيْرِ نِظَامِ المُلْكِ، وَبِالأَنْبَارِ مِنْ: خَطِيبِهَا أَبِي الحَسَنِ بنِ الأَخْضَرِ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ، وَأَخَذَ عِلمَ الكَلاَمِ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَتِيْقٍ القَيْرَوَانِيِّ. . . إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ مُتَصِلِّباً فِي السُّنَّةِ، حَسَنَ الصَّلاَة، مُتَجَنِّباً أَبْوَابَ السَّلاَطِيْنِ، وَكَانَ مُدَرِّس الزَّاويَة الغربيَة -يَعْنِي: الغَزَّاليَةَ- بَعْد شَيْخِهِ الفَقِيْهِ نَصْرٍ، وَقَدْ وَقَفَ وُقُوَفاً فِي البِرِّ. وُلِدَ: بِاللاَّذِقِيَّةِ, سنة ثمان وأربعين وأربع مائة. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: إِمَامٌ, مُفتٍ، فَقِيْهٌ أُصُوْلِيٌّ، متكلّم، ديِّنٌ, خَيِّر، كَتَبْتُ عَنْهُ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ أيضًا القاسم بن عَسَاكِرَ، وَمَكِّيُّ بنُ عَلِيٍّ، وَجَابِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ اللِّحْيَةِ، وَعَسْكَرُ بنُ خَلِيْفَةَ الحَمَوِيَّانِ، وَيُوْسُفُ بنُ مَكِّيٍّ، وَالخَضِرُ بنُ كَامِلٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَيِّدِهِم، وَزَيْنَبُ بِنْتُ إِبْرَاهِيْمَ القَيْسِيِّ، وابن الحرستاني، وهبة الله بن طاوس، وَأَبُو المَحَاسِنِ بنُ أَبِي لُقْمَةَ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمَاعُهُ مِنَ الخَطِيْبِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ. انتهى إليه علو الإسناد بدمشق.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 197"، واللباب لابن الأثير "3/ 221 و 398"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1294"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 131".

أبو سعد

4872- أبو سَعْد 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الحَافِظُ الثِّقَةُ، المُسْنِدُ، مُحَدِّثُ أَصْبَهَانَ، أَبُو سَعْدٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ، البَغْدَادِيُّ الأَصْل، الأَصْبَهَانِيُّ. وُلِدَ بِأَصْبَهَانَ, فِي صَفَرٍ, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَانَ أَصْغَر مِنْ أُخْته فَاطِمَةَ بِنْتِ البَغْدَادِيِّ بِبِضْعَ عشرة سنةً. سَمِعَ: أَبَاهُ أَبَا الفَضْلِ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ مَنْدَةَ، وَأَخَاهُ عَبْدَ الوَهَّابِ، وَعَبْدَ الجَبَّارِ بنَ بُرْزَةَ الوَاعِظَ، وَحَمْدَ بنَ وَلْكِيْزَ، وَأَبَا إِسْحَاقَ الطَّيَّانَ، وَابْن مَاجَه الأَبْهَرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ بنِ سُسُّوَيْه، وَمُحَمَّدَ بنَ بَدِيْعٍ الحَاجِبَ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ بنَ شَكْرُوَيْه، وَسُلَيْمَانَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، وَعِدَّةً. وَارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، وَلَهُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وَقَدْ تَنبَّه، فَصَادف أَبَا نَصْرٍ الزَّيْنَبِيَّ قَدْ مَاتَ، فَصَاحَ، وَتَلَهَّفَ، وَسَمِعَ مِنْ عَاصِمِ بنِ الحَسَنِ، وَمَالِكٍ البَانِيَاسِيِّ، وَأَبِي الغَنَائِمِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ، وَرِزْقِ اللهِ، وَعِدَّةٍ. وَقَدْ حَدَّثَهُ: مَحْمُوْدُ بنُ جَعْفَرٍ الكَوْسَجُ، عَنْ جَدِّ أَبِيْهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ البَغْدَادِيِّ -وَهُم بَيْتُ رِوَايَةٍ وَحَدِيْث. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ نَاصِرٍ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَابْنُ طَبَرْزَدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ القُبَّيْطِيُّ، وَخَلْقٌ مِنَ البَغَادِدَةِ وَالأَصْبَهَانِيِّينَ، خَاتِمَتُهُم: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَدْرٍ الراراني. قال السمعاني: ثقة حافط، دَيِّنٌ خَيِّرٌ، حَسَنُ السِّيْرَةِ، صَحِيْحُ العَقِيدَةِ، عَلَى طرِيقَةِ السَّلَفِ الصَّالِح، تَاركٌ لِلتَّكَلُّفِ، كَانَ يَخْرُجُ إلى السوقة وَعَلَى رَأْسِه طَاقيَّةٌ، وَكَانَ يَصُوْمُ فِي طَرِيْق الحجاز. وَقَالَ فِي "التَّحْبِيرِ": كَانَ حَافِظاً كَبِيْراً، تَامّ المَعْرِفَة، يَحفظ جَمِيْع "صَحِيْح" مُسْلِم، وَكَانَ يُمْلِي مِنْ حِفْظِهِ، قَدِمَ مرَّة مِنْ حجِّه، فَاسْتقبله الْخلق وَهُوَ عَلَى فَرَس يَسير بِسَيرهِم، فَلَمَّا قرب مِنْ أَصْبَهَان، ركضَ فَرَسَه، وَتركَ النَّاسَ، وَقَالَ: أَردتُ السُّنَّةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يوضع

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 166"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1077"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 278"، ووقع عنده "أبو سعيد" بدل "أبو سعد"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 125".

رَاحِلَتَهُ إِذَا رَأَى جُدُرَ المَدِيْنَة1. وَكَانَ حُلو الشَّمَائِل، اسْتمليت عَلَيْهِ بِمَكَّةَ وَالمَدِيْنَة، وَكَتَبَ عَنِّي، قَالَ لِي مرَّة: أَوْقَفتُكَ. وَاعْتَذَرَ، فَقُلْتُ: يَا سيدِي، الوُقُوْف عَلَى بَابِ المُحَدِّث عزّ. فَقَالَ: لَكَ بِهَذِهِ الكَلِمَة إِسْنَاد? قُلْتُ: لاَ. قَالَ: أَنْتَ إِسْنَادهَا. وَسَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بن مُحَمَّدٍ الحَافِظ يَقُوْلُ: رَحل أَبُو سَعْدٍ إِلَى أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ، فَدَخَلَ بَغْدَاد وَقَدْ مَاتَ، فَجَعَلَ أَبُو سَعْدٍ يَلطم عَلَى رَأْسه، وَيَبْكِي، وَيَقُوْلُ: مِنْ أَيْنَ أَجد عَلِيّ بن الجَعْدِ، عَنْ شُعْبَةَ?! وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَرْزُوْق الحَافِظُ: أَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ شعلَةُ نَار. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: وَسَمِعْتُ مَعْمَر بن الفَاخر يَقُوْلُ: أَبُو سَعْدٍ يحفظ "صَحِيْح مُسْلِم"، وَكَانَ يَتَكَلَّم عَلَى الأَحَادِيْث بكَلاَمٍ مَليحٍ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: هُوَ إِمَام فِي الزُّهْد وَالحَدِيْث، وَاعِظ، كتب عَنْهُ شُجَاع الذُّهْلِيّ، وَابْن نَاصر، كَانَ إِذَا أَكل اغْرَوْرَقَتْ عينَاهُ، وَيَقُوْلُ: كَانَ دَاوُدُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُل بَكَى. قَالَ أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّطَنْزِيّ: كُنْت بِبَغْدَادَ، فَاقترض مِنِّي أَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ عَشْرَة دَنَانِيْر، فَاتَّفَقَ أَنِّي دَخَلت عَلَى السُّلْطَان مَسْعُوْد بن مُحَمَّدٍ، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَبَعَثَ مَعِي إِلَيْهِ خَمْس مائَة دِيْنَارٍ، فَأَبَى أَنْ يَأْخذهَا. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: حَجَّ أَبُو سَعْدٍ إِحْدَى عَشْرَةَ حجَّة، وَتردد مرَاراً، وَسَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْر، وَرَأَيْت أَخلاَقه اللطيفَة، وَمَحَاسِنَه الجَمِيْلَة، مَاتَ بِنُهَاوَنْدَ, رَاجِعاً مِنَ الحَجّ, فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ, سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَحُمِلَ إِلَى أَصْبَهَانَ، فَدُفِنَ بِهَا. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحِيْمِ الحَاجِي: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ مِنْهَا. وَمَاتَ ابْنُهُ أَبُو سَعِيْدٍ عَبْد اللَّطِيْفِ بن البَغْدَادِيّ بِأَصْبَهَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. يَرْوِي عَنْ أَبِي مُطِيع، وَأَبِي الفَتْحِ الحَدَّاد، وَطَائِفَة. أَنْبَأَنَا بِكِتَاب "مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ" لأَبِي عبد الله بن مندة جمال الدين يَحْيَى بنُ الصَّيْرَفِيّ, قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ القُبَّيْطِيّ قِرَاءةً عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا بِهِ غَيْر وَاحِد مُلفَّقاً، قالوا: أخبرنا المؤلف, رحمه الله.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1802"، من طريق حميد أنه سمع أنسًا -رضي الله عنه- يَقُوْلُ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته، وإن كانت دابة حركها". ووقع في رواية إسماعيل عن حميد، عن أنس: ""جدرات" بدل "درجات". وقوله أوضع: أي أسرع السير.

ابن مغيث، ابن تاشفين

ابن مغيث، ابن تاشفين: 4873- ابن مُغِيث 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ، المُفْتِي الكَبِيْر، أَبُو الحَسَنِ، يُوْنُس بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُغِيْثِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الإِمَامِ المُحَدِّثِ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُغِيْثٍ القُرْطُبِيّ, المَالِكِيّ. مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ بَعْد السِّتِّيْنَ مِنْ: حَاتِم بن مُحَمَّدٍ، وَأَبِي عُمَرَ بن الحَذَّاء، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ بَشِيْر، وَأَبِي مَرْوَانَ بن سرَاج، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْظُوْر، وَمُحَمَّد بن سَعْدُوْنَ القَرَوِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن رِزْقٍ، وَمُحَمَّد بن الفَرَجِ، وَأَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ الحَافِظ. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ عَارِفاً بِاللُّغَةِ وَالإِعرَاب، ذَاكراً لِلْغَرِيْب وَالأَنسَاب، وَافرَ الأَدبِ، قَدِيْم الطَّلَب، نَبِيهَ البَيْتِ وَالحسبِ، جَامِعاً لِلْكُتُبِ، رَاوِيَةً لِلأَخْبَار، أَنِيسَ المُجَالَسَة، فَصِيْحاً، مُشَاوراً، بَصِيْراً بِالرِّجَال وَأَزْمَانِهِم وَثِقَاتِهِم، عَارِفاً بِعُلَمَاءِ الأَنْدَلُس وَمُلُوكِهَا، أَخَذَ النَّاسُ عَنْهُ كَثِيْراً، قَرَأْتُ عَلَيْهِ، وَأَجَازَ لِي، تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ولده أبو الوليد. قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُفَرج القَنْطَرِيّ الحَافِظ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَادَةَ الجَيَّانِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن الْفرس، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْد اللهِ، وَعَبْد اللهِ بن طَلْحَةَ المُحَارِبِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ حُبيش، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بنِ الشَّرَّاط، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاء في عصره، رحمه الله. 4874- ابن تاشفين 2: السُّلْطَانُ، صَاحِبُ المَغْرِبِ، أَمِيْرُ المُسْلِمِيْنَ، أَبُو الحَسَنِ علي بن صَاحِبِ الغربِ يُوْسُفَ بنِ تَاشفِيْنَ، البَرْبَرِيُّ، ملكُ المُرَابِطِيْنَ. تَولَّى بَعْدَ أَبِيْهِ سَنَةَ خَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ شُجَاعاً, مُجَاهِداً، عَادِلاً, ديِّناً، وَرِعاً, صَالِحاً، معظمًا للعلماء، مشاورًا لهم،

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 688"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1277"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 101- 102". 2 ترجمته في وفيات الأعيان "5/ 49" و "7/ 123 و 125- 126"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 272"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 115".

نَفَقَ فِي زَمَانِهِ الفِقْهُ وَالكُتُبُ وَالفُرُوْعُ، حَتَّى تَكَاسَلُوا عَنِ الحَدِيْثِ وَالآثَارِ، وَأُهِيْنَتِ الفَلْسَفَةُ، وَمُجَّ الكَلاَمُ، وَمُقِتَ، وَاسْتحكمَ فِي ذِهنِ عَلِيٍّ أَنَّ الكَلاَمَ بِدعَةٌ مَا عَرفهُ السَّلَفُ، فَأَسرفَ فِي ذَلِكَ، وَكَتَبَ يَتهدَّدُ، وَيَأْمرُ بِإِحرَاقِ الكُتُبِ، وَكَتَبَ يَأْمرُ بِإِحرَاقِ تَوَالِيفِ الشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ، وَتوعَّدَ بِالقتلِ مَنْ كَتَمَهَا، وَاعْتَنَى بِعِلْمِ الرَّسَائِلِ وَالإِنشَاءِ، وعمِّر. وَلَمَّا التَقَى عَسْكَرُه العَدُوَّ، انْهَزَمُوا، وَاختلَّتِ الأَنْدَلُسُ، وَظهرَ بِهَا المُنْكَرُ، وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنَ المُرَابِطِيْنَ، وَأَخَذَ يَتهَاونُ، وَيَقنعُ بِالاسْمِ، وَأَقْبَلَ عَلَى العِبَادَةِ وَأَهملَ الرَّعَايَا، وَعَجَزَ، حَتَّى قِيْلَ: إِنَّهُ رَفعَ يَدَيْهِ، وَدَعَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ قَيِّضْ لِهَذَا الأَمْرِ مَنْ يَقوَى عَلَيْهِ. وَابتُلِيَ بِنُوَّابٍ ظَلَمَةٍ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِ ابْنُ تُوْمَرْتَ، وَحَارَبه عَبْدُ المُؤْمِنِ، وَقَوِيَ عَلَيْهِ، وَأَخَذَ البِلاَدَ، وَوَلَّتْ أَيَّام المُلَثَّمَةِ، فَمَاتَ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَعُهِدَ بِالأَمْرِ إِلَى ابْنِهِ يُوْسُفَ، فَقَاوَمَ عَبْدَ المُؤْمِنِ مُدَيدَةً، ثُمَّ انزَوَى إِلَى وَهرَانَ، وَتَفَرَّقتْ جُمُوْعُه، فَظَفِرَ بِهِ الموحِّدُوْنَ، وَهَلَكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَعِنْدِي فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَنَّ الَّذِي وَلِيَ بَعْدَ عَلِيٍّ وَلدُهُ تَاشفِيْنُ، فَحَارَبَ الموحِّدينَ مديدَةً، ثُمَّ تَحصَّنَ بِوَهْرَانَ، وَأَنَّهُ هَلَكَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تسع، وصلبوه.

النسفي

4875- النسفي 1: العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ، أَبُو حَفْصٍ، عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ لُقْمَانَ، النَّسَفِيُّ الحَنَفِيُّ، مِنْ أَهْلِ سَمَرْقَنْدَ. وَهُوَ مُصَنِّفُ "تَارِيخِهَا" المُلَقَّبِ بِالقَنْد. وَنَظَمَ "الجَامِعَ الصَّغِيْرَ". وَكَانَ صَاحِبَ فُنُوْنٍ، أَلَّفَ فِي الحَدِيْثِ، وَالتَّفْسِيْرِ، وَالشُّروطِ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ مائة مصنف. حَجَّ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ بَيَانٍ فِي الكُهُوْلَةِ، فَإِنَّهُ وُلدَ نَحْوَ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ النُّوْحِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ القَاضِي، وَمَهْدِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ العَلَوِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى النَّسَفِيِّ، وَأَبِي اليُسْرِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ النَّسَفِيِّ، وَحُسَيْنٍ الكَاشْغَرِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ الحَسَنِ المَاتُرِيْدِيِّ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التُّوربُشْتِيُّ، وَوَلَدُه أَبُو اللَّيْثِ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: مَاتَ بِسَمَرْقَنْدَ فِي ثَانِي عَشَرَ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سبع وثلاثين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في لسان الميزان "4/ 327"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 115".

ملك الخطا، ابن ماشاذه

ملك الخَطا، ابن ماشاذه 4876- مَلِكُ الخَطا 1: كُوْخَانُ، طَاغِيَةُ التُّركِ وَالخَطَا، مِنْ أَبْطَالِ المُلُوْكِ. أَقْبَلَ فِي ثَلاَثِ مائَةِ أَلْفِ فَارِسٍ فِيْمَا قِيْلَ، وَكسرَ السُّلْطَانَ سَنْجَرَ السَّلْجُوْقِيَّ، وَاسْتَوْلَى عَلَى بُخَارَى وَسَمَرْقَنْدَ فِي سَنَةِ سِتٍّ، فما أمهله الله، وَهَلَكَ فِي رَجَبٍ, سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ سَائِساً، مُحِبّاً لِلْعدلِ، دَاهِيَةً. وَحكمتِ الخَطَا عَلَى بِلاَدِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ, إِلَى أَنْ تَملَّكَ عَلاَءُ الدِّيْنِ خُوَارِزْمْشَاه، فَاسْتردَّ ذَلِكَ. 4877- ابن ماشاذه 2: العَلاَّمَةُ الكَبِيْرُ، المُفْتِي، أَبُو مَنْصُوْرٍ، مَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَاشَاذه، الأَصْبَهَانِيُّ الشَّافِعِيُّ. تَفقَّهَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتٍ الخُجَنْدِيِّ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مُحَمَّدٍ الفَامِيِّ. وَسَمِعَ مِنْ: شُجَاعِ بنِ عَلِيٍّ المَصْقَلِيِّ، وَأَخِيْهِ؛ أَحْمَدَ وَأَبِي طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ النّقَّاشُ، وَأَبِي سَهْلٍ حَمْدِ بنِ وَلْكِيْزَ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَدِيْعٍ الحَاجِبِ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بُرزَةَ الجَوْهَرِيّ، وَعَائِشَةَ الوَرْكَانِيَّةِ. وَأَمْلَى عِدَّةَ مَجَالِسَ، وَكَانَ إِمَاماً في التفسير والمذهب والخلاف والوعظ. عَظَّمَهُ ابْنُ النَّجَّارِ. وَرَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ. وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي آدَابِ الدِّينِ، وَمَنَاقِبِ الدَّوْلَةِ العَبَّاسِيَّةِ، ثُمَّ عَرضَه عَلَى المُسْترشِدِ بِاللهِ، فَقَبِلَهُ، وَشرَّفَه. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: شَيْخُنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مِنْ أَعْيَانِ العُلَمَاءِ، وَمَشَاهِيْرِ الفُضَلاَءِ الفُهمَاءِ، قَدِمَ بَغْدَادَ حَاجّاً سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ، فَلَمْ يَبْقَ بِهَا مِنَ المَذْكُوْرِيْنَ أَحَدٌ إلَّا تَلَقَّاهُ، وَسُرُّوا بِقُدُومِهِ، وَعَقَدَ المَجْلِسَ فِي جَامِعِ القَصْرِ. . . إلى أن قال: وعانيت مَرْتَبَتِهِ فِي بَلَدِهِ، وَحِشمَتِهِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: ارْتفعَ أَمرُهُ حَتَّى صَارَ أَوحدَ وقته، والمرجوع إليه، وجىء بِالسِّكِّينِ نُوباً عِدَّةً، وَحَمَاهُ اللهُ، وَكَانَ كَثِيْرَ الصَّلاَةِ وَالذِّكرِ بِاللَّيْلِ، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فَجْأَةً لَيْلَةَ الجُمُعَةِ ثَانِي عَشَرَ رَبِيْعٍ الآخرِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 268 و 272"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 115". 2 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 135" ووقع عنده "ما ساده" بالسين والدال المهملتين بدل: "ما شاذه" بالشين والذال المعجمتين، واللباب لابن الأثير "1/ 302".

الفهارس: فهرس الموضوعات: الصفحة الموضوع الطَّبَقَةُ الخَامِسَةُ وَالعِشْرُوْنَ 5/ 4321/ النُّوْقَانِيُّ: أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بن زاهر بن محمد. 6/ 4322/ ابن اللالكائي: أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي الشافعي. 6/ 4323/ الشحامي: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محمد النيسابوري المستملي الشحامي. 6/ 4324/ صَاحِبُ الرُّوْمِ: سُلَيْمَانُ بنُ قُتُلْمِشَ بنِ إِسْرَائِيْلَ السلجوقي. 7/ 4325/ الكوسج: أَبُو المُظَفَّرِ مَحْمُوْدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ التميمي الأصبهاني. 7/ 4326/ حيدرة بن علي بن محمد القحطاني. 7/ 4327/ الجُهَنِيُّ: أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ محمد الجهني. 8/ 4328/ ابْنُ عَلاَّنَ: أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن علان. 8/ 4329/ القواس: أبو الوفاء طاهر بن الحسين ابن أحمد البغدادي. 9/ 4330/ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيُّ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ يوسف. 14/ 4331/ ابن الصباغ: أبو نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد. 15/ 4332/ ابن الصباغ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ البيع أبو طاهر. 15/ 4333/ ابْنُ الصَّبَّاغِ: أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ السيد بن أبي طاهر ابن الصباغ. 17/ 4334/ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ: أَبُو المَعَالِي عَبْدُ المَلِكِ بنُ عبد الله بن يوسف الجويني النيسابوري الشافعي. 21/ 4335/ النسوي: أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أحمد.

21/ 4336/ ابن خلف: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الله. 22/ 4337/ فاطمة بنت أبي علي الحسن بن علي الدقاق. 23/ 4338/ فَاطِمَةُ بِنْتُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ البَغْدَادِيِّ العَطَّارِ أم الفضل. 23/ 4339/ التُّسْتَرِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي التستري. 24/ 4340/ صاحب الموصل: أبو المكارم مسلم بن قريش بن بدران العقيلي. 24/ 4341/ الصَّرَّامُ: أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ محمد النيسابوري. 25/ 4342/ السِّمْسَارُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي الأصبهاني. 25/ 4343/ الدَّامَغَانِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد. 27/ 4344/ الأَنْدَقِيُّ: أَبُو المُظَفَّرِ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ أَبِي حنيفة. 27/ 4345/ ابن خزرج: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ محمد بن خزرج. 28/ 4346/ ابن الوليد: أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الله الكرخي. 28/ 4347/ ابْنُ المُطَّلِبِ: أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن المطلب الكرماني. 29/ 4348/ شيخ الشيوخ: أبو سعد أحمد بن محمد بن دوست دادا النيسابوري. 29/ 4349/ الباهر: أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الخزاعي المطيري. 30/ 4350/ ابن شكرويه: أبو منصور محمد بن أحمد بن علي. 31/ 4351/ الجوهري: أَبُو عَطَاءٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 31/ 4352/ الجَوْهَرِيُّ: أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ المصري بن الجوهري. 32/ 4353/ الحَبَّالُ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عبد الله النعماني. 36/ 4354/ شيخ الإسلام: أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري. 44/ 4355/ ابن قريش: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ. 45/ 4356/ الحَاكِمِيُّ: أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد. 45/ 4357/ معلى بن حيدرة الكتامي أبو الحسن. 45/ 4358/ الحُسَيْنِيُّ: أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زيد العلوي الحسيني. 48/ 4359/ الحسيني: أبو الرضا الأطهر بن محمد بن محمد.

48/ 4360/ حجاج بن قاسم السبتي أبو محمد. 49/ 4361/ الشَّاشِيُّ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حامد. 49/ 4362/ البانياسي: أبو عبد الله وأبو الحسن مالك بن أحمد بن علي. 50/ 4363/ المجاشعي: أبو الحسن علي ابن فضال بن علي المجاشعي. 51/ 4364/ السَّرَّاجُ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ محمد. 51/ 4365/ موسى بن عمران بن محمد الأنصاري النيسابوري. 52/ 4366/ المُقَوِّمِيُّ: أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أحمد. 52/ 4367/ ابن البغدادي: أبو الفضل محمد بن أحمد بن الحسن. 53/ 4368/ مسعود بن ناصر بن عبد الله السجزي الركاب أبو سعيد. 55/ 4369/ أبو الوليد الباجي: سليمان ابن خلف بن سعد التجيبي. 59/ 4370/ أحمد بن سليمان الباجي أبو القاسم. 60/ 4371/ أبو جعفر الهاشمي: عبد الخالق بن موسى بن أحمد. 61/ 4372/ الدَّبَّاسُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بن محمد الرحبي الدباس. 61/ 4373/ البزاني: أَبُو الفَضْلِ المُطَهّرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ محمد. 62/ 4374/ ابن البقال: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي ابن البقال الأزجي. 62/ 4375/ الأَنْطَاكِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عمر. 63/ 4376/ ابن العجوز: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عبد الرحيم. 63/ 4377/ التفكري: أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بن الحسن. 64/ 4378/ جعبر بن سابق القشيري الأمير. 64/ 4379/ ابن منقذ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُنْقِذِ بنِ نَصْرِ الكناني شيزر. 64/ 4380/ ابن شريح أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ شُرَيْحِ بنِ أحمد الرعيني الإشبيلي. 65/ 4381/ الأعلم: أَبُو الحَجَّاجِ يُوْسُفُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ عِيْسَى الشنتمري النحوي. 66/ 4382/ دبيس بن علي بن مزيد الأسدي. 66/ 4383/ الخَبْرِيُّ: أَبُو حَكِيْمٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الخبري.

67/ 4384/ ابن منتاب: أبو محمد أحمد بن الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ مُنتَابٍ. 67/ 4385/ ابن جلبة: أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أَحْمَدَ بنِ جلبة الحراني. 68/ 4386/ البكري: أبو بكر عتيق البكري المغربي الأشعري. 68/ 4387/ ابن القشيري: أبو سعد عبد الله بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن. 69/ 4388/ ابْنُ رِزْقٍ: أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ ابن رزق. 69/ 4389/ نَافِلَةُ الإِسْمَاعِيْلِيُّ: أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَسْعَدَةَ بن إسماعيل. 70/ 4390/ الفارمذي: أَبُو عَلِيٍّ الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارمذِيُّ الخُرَاسَانِيُّ. 70/ 4391/ أَبُو عِيْسَى: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأصبهاني. 71/ 4392/ ابن دلهاث: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ أَنَسِ بن دلهاث. 71/ 4393/ البُرِّيُّ: أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عبد الواحد السلمي. 72/ 4394/ ابن ماكولا: أَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ علي العجلي الجرباذقاني. 77/ 4395/ ابن أبي الصقر: أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ. 77/ 4396/ المَحْمِيُّ: أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبيد الله. 78/ 4397/ الملك المؤيد: إبراهيم بن مسعود بن السلطان محمود بن سبكتكين. 78/ 4398/ ابْن مَاجَه: أَبُو بكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن الحسن. 79/ 4399/ الأزدي: أَبُو عُثْمَانَ طَاهِرُ بنُ هِشَامٍ الأَزْدِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ. 79/ 4400/ المَهْرِيُّ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمَّارٍ الأَنْدَلُسِيُّ. 80/ 4401/ الدِّيْنَوَرِيُّ: أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عباد. 80/ 4402/ المُتَوَلِّي: أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَأْمُوْنِ النيسابوري. 81/ 4403/ قاضي حلب: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَامِدِ البيكندي. 81/ 4404/ ابن أبي الشخباء: أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أبي الشخباء. 82/ 4405/ الطبسي: أبو الفضل محمد بن أحمد ابن أبي جعفر الطبسي شيخ. 82/ 4406/ ابن أبي الصهباء: أبو السنابل هبة الله بن أبي الصهباء محمد. 83/ 4407/ ابن أبي عثمان: أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ.

83/ 4408/ بَادِيْسُ بنُ حَبُوْسَ بنِ مَاكْسَ بنِ بُلُكِّيْنَ. 84/ 4409/ المعتصم بن صمادح: محمد بن معن بن محمد بن أحمد بن صمادح. 85/ 4410/ المظفر بن الأفطس سلطان الثغر. 87/ 4411/ النَاصِرُ بنُ عِلْنَاسَ بنِ حَمَّادِ بنِ بُلُكِّيْنَ. 87/ 4412/ العاصمي: أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد. 88/ 4413/ الكُرْكَانجِيُّ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي بن حامد. 89/ 4414/ مازن: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ. 89/ 4415/ البَزْدَوِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحسين. 89/ 4416/ ابن زكرى: أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ زكرى. 90/ 4417/ ابن فهد: أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد. 91/ 4418/ ابن الأخضر: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الشيباني. 92/ 4419/ ابن الأستاذ: أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَبَّادٍ. 92/ 4420/ ابن شانده: أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ شانده الأصبهاني. 93/ 4421/ ابْنُ جَهِيْرٍ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ بن جهير الثعلبي. 93/ 4422/ رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي. 97/ 4423/ أَبُو يُوْسُفَ القَزْوِيْنِيُّ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُحَمَّدٍ بن يوسف بن بندار. 99/ 4424/ الدباس: محمد بن علي. 99/ 4425/ الترياقي: عبد العزيز بن محمد. 100/ 4426/ الغورجي: أحمد بن عبد الصمد. 100/ 4427/ الصاعدي: أحمد بن أحمد. 100/ 4428/ الثقفي: القاسم بن الفضل. 102/ 4429/ التفليسي: محمد بن إسماعيل. 102/ 4430/ ابن أبي العلاء: علي بن محمد. 104/ 4431/ خواهر زاذه: محمد بن حسين. 104/ 4432/ الخلالي: إبراهيم بن عثمان. 105/ 4433/ ابن سمكويه: محمد بن أحمد. 105/ 4434/ هبة الله بن عبد الوارث.

106/ 4435/ الناصحي: محمد بن عبد الله. 107/ 4436/ حمد بن أحمد: أبو الفضل الأصبهاني. 108/ 4437/ سليمان بن إبراهيم: أبو مسعود الأصبهاني. 109/ 4438/ أبو الأصبغ: عيسى بن سهل. 110/ 4439/ الحصري: علي بن عبد الغني. 110/ 4440/ ظهير الدين: محمد بن الحسين. 112/ 4441/ الهمذاني: عبد الملك بن إبراهيم. 113/ 4442/ أبو عامر الأزدي: محمود بن القاسم. 114/ 4443/ السمسار: عبد الرحمن بن محمد. 114/ 4444/ البكري، عبد الله بن عبد العزيز. 114/ 4445/ البكري القصاص: أحمد بن عبد الله. 115/ 4446/ نجيب بن ميمون: أبو سهل الواسطي. 115/ 4447/ طِرَادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ. 116/ 4448/ محمد بن أبي تمام. 117/ 4449/ ابن أبي حرب: الفضل بن أبي حرب. 117/ 4450/ العباداني: جعفر بن محمد. 119/ 4451/ هبة الله بن عبد الرزاق. 120/ 4452/ ابن البطر: نصر بن أحمد. 122/ 4453/ البزدوي: محمد بن محمد بن الحسين. 122/ 4454/ ابن شغبة: عبد الملك بن علي بن خلف. 123/ 4455/ أَبُو الفَرَجِ الحَنْبَلِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ محمد بن علي. 124/ 4456/ نَاصِحُ الدِّيْنِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمِ بنِ عبد الوهاب. 125/ 4457/ ملكشاه: ابن السلطان ألب أرسلان. 126/ 4458/ المعتمد بن عباد: محمد بن عباد. 131/ 4459/ ابْنُ المُرَابِطِ: مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ سَعِيْدٍ. 131/ 4460/ الهكاري: علي بن أحمد بن يوسف. 132/ 4461/ العميري: محمد بن علي بن محمد. 133/ 4462/ السلار: مكي بن منصور بن محمد.

162/ 4490/ قسيم الدولة: آقسنقر التركي. 163/ 4491/ ابن العربي: عبد الله بن محمد بن العربي. 163/ 4492/ الحكاك: جعفر بن يحيى بن إبراهيم. 164/ 4493/ ابْنُ سِرَاجٍ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ سِرَاجِ بنِ عبد الله. 165/ 4494/ الوقشي: هشام بن أحمد بن خالد. 165/ 4495/ الفقيه نصر: نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْر بن إِبْرَاهِيْمَ. 169/ 4496/ النسفي: الحسن بن عبد الملك بن علي. 169/ 4497/ الكرجي: أحمد بن الحسن بن أحمد. 170/ 4498/ ابْنُ أَيُّوْبَ: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ. 171/ 4499/ السَّرْخَسيُّ: الفَضْلُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الفَضْلِ. 172/ 4500/ الجياني: الحسين بن محمد بن أحمد. 173/ 4501/ الكتبي: الحسين بن محمد. 174/ 4502/ الشيحي: عبد المحسن بن محمد بن علي. 175/ 4503/ الزاز: عبد الرحمن بن أحمد بن محمد. 175/ 4504/ القومساني: إسماعيل بن محمد بن عثمان. 176/ 4505/ صاحب الهند: إبراهيم بن مسعود. 176/ 4506/ العبدي: أحمد بن محمد بن حسن. 177/ 4507/ ابْنُ الأَخْرَمِ: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ. 177/ 4508/ أسعد بن مسعود النيسابوري. 178/ 4509/ الجرجاني: عبد الله بن يوسف. 178/ 4510/ الطريثيثي: أحمد بن علي بن الحسين. 179/ 4511/ الإسفراييني: سهل بن بشر بن أحمد. 180/ 4512/ ابن يوسف: أحمد بن عبد القادر بن محمد. 181/ 4513/ ابْنُ وَدْعَانَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ الله. 182/ 4514/ الخشنامي: نصر الله بن أحمد بن عثمان. 183/ 4515/ أبو داود= سليمان بن نجاح.

184/ 4516/ المراغي: عبد الباقي بن يوسف بن علي. 185/ 4517/ ابْنُ أَبِي ذَرٍّ: عِيْسَى بنُ عَبْدِ بنِ أحمد الأنصاري. 185/ 4518/ ابْنُ الجَرَّاحِ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هارون. 186/ 4519/ شيذله: عزيزي بن عبد الملك بن منصور. 187/ 4520/ ابن جهير: محمد بن محمد بن جهير. 187/ 4521/ أَبُو مُطِيعٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عبد العزيز. 188/ 4522/ الرميلي: مكي بن عبد السلام بن الحسين. 189/ 4523/ مجد الملك: أسعد بن موسى البلاشاني. 189/ 4524/ ابن خذام: علي بن محمد بن القاسم. 190/ 4525/ ابن حيد: منصور بن بكر بن محمد. 190/ 4526/ صاعد بن سيار بن يحيى. 191/ 4527/ ابن أشته: أحمد بن عبد الغفار بن أحمد. 191/ 4528/ الكامخي: محمد بن أحمد بن محمد. 192/ 4529/ ابنُ البُسْرِيِّ: الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ. 193/ 4530/ المتولى: عبد الرحمن بن مأمون بن علي. 193/ 4531/ ابن جزلة: يحيى بن عيسى بن جزلة. 193/ 4532/ شرف الملك: محمد بن منصور الخوارزمي. 194/ 4533/ الشيرجاني: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ. 195/ 4534/ ابن الخطاب: أحمد بن إبراهيم بن أحمد. 195/ 4535/ اللواتي: مروان بن عبد الملك. 196/ 4536/ شمس الملك: نصر بن إبراهيم. 196/ 4537/ السوذرجاني: أحمد بن عبد الله بن أحمد. 197/ 4538/ الربعي: علي بن الحسين بن عبد الله. 198/ 4539/ بركياروق: بركياروق بن ملكشاه بن ألب بن آرسلان. 198/ 4540/ البندنيجي: محمد بن هبة الله بن ثابت. 199/ 4541/ العجلي: سعد بن علي بن حسن العجلي.

199/ 4542/ ابْنُ الأَبْرَصِ: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خلف. 200/ 4543/ ابْنُ المُوْصِلاَيَا: العَلاَءُ بنُ حَسَنِ بنِ وَهْبٍ. 200/ 4544/ الطلاعي: محمد بن الفرج. 201/ 4545/ الحرمي: محمد بن الحسين بن محمد. 202/ 4546/ الطبري: الحسين بن علي بن الحسين. 202/ 4547/ ثابت بن بندار بن إبراهيم. 203/ 4548/ السمرقندي: الحسن بن أحمد بن محمد. 204/ 4549/ ابن مردويه: أحمد بن محمد بن أحمد. 205/ 4550/ الحبال: المعمر بن محمد بن علي. 206/ 4551/ الطبري "آخر": الحسين بن محمد بن عبد الله. 206/ 4552/ دقاق: دقاق بن تتش بن ألب آرسلان. 207/ 4553/ صَاحِبُ خُرَاسَان: أَرْسَلاَن أَرغون بنُ أَلب أَرْسَلاَن. 208/ 4554/ ابن السوادي: المبارك بن محمد بن السوادي. 208/ 4555/ ابْنُ الطُّيُورِيِّ: المُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ أحمد. 210/ 4556/ أَبُو الفَتْحِ الحَدَّادُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد. 210/ 4557/ القزويني: محمد بن محمود بن الحسن. 211/ 4558/ ابن بشرويه: أحمد بن محمد بن عبد الله. 211/ 4559/ البرداني: أحمد بن محمد بن أحمد. 212/ 4560/ الخياط: محمد بن أحمد بن علي. 214/ 4561/ مهارش: مهارش بن مجلى بن عكيث. 214/ 4562/ ابن سوار: أحمد بن علي بن عبد الله. 215/ 4563/ الشعبي: عبد الرحيم بن قاسم الشعبي. 215/ 4564/ السراج: جعفر بن أحمد بن الحسن. 217/ 4565/ جياش: جياش بن نجاح الحبشي. 219/ 4566/ صَاحِبُ مَاردِينَ: سُقْمَانُ بنُ أُرْتُقَ بنِ أَكْسَبَ. 219/ 4567/ الباقلاني: محمد بن الحسن ابن أحمد. 220/ 4568/ ابن زنجويه: أحمد بن محمد.

220/ 4569/ ابن أبي الصقر: محمد بن علي بن حسن. 221/ 4570/ الدوني: عبد الرحمن بن حمد بن الحسن. 222/ 4571/ ابن خشيش: محمد بن عبد الكريم بن خشيش. 222/ 4572/ ابن سوسن: أَحْمَدُ بنُ المُظَفَّر بن حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الله. 223/ 4573/ ابن العلاف: علي بن محمد بن علي. 224/ 4574/ السنجبستي: إسماعيل بن الحسن بن علي. 224/ 4575/ الجماري: محمد بن إبراهيم بن محمد. 225/ 4576/ الشيروي: عبد الغفار بن محمد بن الحسين. 226/ 4577/ القزويني: الجَلِيْلُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بن عَبْدِ اللهِ. 226/ 4578/ الفامي: عبد الوهاب بن محمد بن محمد. 228/ 4579/ صاحب الغرب: يوسف بن تاشفين اللمتوني. 229/ 4580/ المطرز: محمد بن محمد بن أحمد. 230/ 4581/ ابن نبهان: محمد بن سعيد بن إبراهيم. 230/ 4582/ ابن بيان: علي بن أحمد بن محمد. 232/ 4583/ التككي: الحسن بن محمد بن عبد العزيز. 232/ 4584/ ابن الموصلي: هبة الله بن أحمد بن محمد. 233/ 4585/ الرُّويَانِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَحْمَدَ. 234/ 4586/ ابْنُ الفَارِسِيِّ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ بنِ محمد. 234/ 4587/ ابن باديس: تميم بن المعز بن باديس. 235/ 4588/ صَاحِبُ الحِلَّةِ= صَدَقَةُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ دُبيسِ. 235/ 4589/ التميمي: محمد بن عيسى بن حسن. 236/ 4590/ ابْنُ غَطَاشٍ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ غطاش. 236/ 4591/ متولى همذان: زيد بن الحسين بن علي. 237/ 4592/ الكشاني: عبيد الله بن عمر بن محمد. 237/ 4593/ التبريزي: يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ. 238/ 4594/ أبو الهيجاء: مقاتل بن عطية البكري.

238/ 4595/ أَبُو غَالِبٍ العَدْلُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد. 239/ 4596/ البحيري: إسماعيل بن عمرو بن محمد. 239/ 4597/ ابن النرسي: محمد بن علي بن ميمون. 241/ 4598/ الأعمش: حمد بن نصر بن أحمد. 241/ 4599/ ابن الآبنوسي: عبد الله بن علي بن محمد. 242/ 4600/ أَبُو الحَسَنِ الآبَنُوْسِيُّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن علي. 243/ 4601/ الشقاني: العباس بن أحمد بن محمد. 243/ 4602/ القشيري: الفضل بن محمد بن عبيد. 243/ 4603/ الأنباري: علي بن محمد بن علي. 244/ 4604/ السقطي: هبة الله بن المبارك بن درس. 245/ 4605/ الأبيوردي: محمد بن أحمد بن محمد. 250/ 4606/ الأبيوردي: الفضل بن محمد الأبيوردي العطار. 250/ 4607/ الفضل بن محمد بن عبيد. 250/ 4608/ عبيد بن محمد القشيري. 251/ 4609/ شيرويه: ابن شهرزاد بن شيرويه. 252/ 4610/ الخلولاني: أحمد بن محمد بن عبد الله. 252/ 4611/ أَبُو طَاهِرٍ اليُوسُفِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بن عبد القادر. 253/ 4612/ ابن صليعة: عبيد الله بن صليعة. 254/ 4613/ صاحب الهند: مسعود بن إبراهيم بن سبكتكين. 254/ 4614/ ابن مرزوق: عبد الله بن مرزوق الهروي. 255/ 4615/ ابن فاخر: المبارك بن فاخر بن محمد. 256/ 4616/ الحداد: الحسن بن أحمد بن الحسن. 258/ 4617/ البلدي: محمد بن أحمد بن محمد. 258/ 4618/ الساجي: المؤتمن بن أحمد بن علي. 260/ 4619/ فخر الملك: ابن عمار صاحب طرابلس. 260/ 4620/ ابن أصبغ: أصبغ بن محمد بن أصبغ.

261/ 4621/ سرفرتج: محمد بن علي بن محمد. 261/ 4622/ المعير: أحمد بن عبيد الله بن محمد. 261/ 4623/ ابن البيهقي: إسماعيل بن أحمد بن الحسين. 262/ 4624/ رضوان: ابن تتش بن ألب آرسلان. 264/ 4625/ الرواسي: عمر بن عبد الكريم بن سعدويه. 266/ 4626/ البرجي: غانم بن محمد بن عبيد الله. 267/ 4627/ الغزالي: محمد بن محمد بن أحمد الطوسي. 279/ 4628/ خميس بن علي: أبو الكرم الحوزي. 280/ 4629/ أبو الخطاب: محفوظ بن أحمد بن حسن. 282/ 4630/ إلكيا: علي بن محمد بن علي. 282/ 4631/ الزينبي: حمزة بن محمد بن علي. 283/ 4632/ أخوه نور الهدى: الحسين بن محمد بن علي. 284/ 4633/ شُجَاعُ بنُ فَارِسِ: بنِ حُسَيْنِ بنِ فَارِسِ أبو غالب الذهلي. 285/ 4634/ الغسال: المبارك بن الحسين بن أحمد. 286/ 4635/ النسيب: علي بن إبراهيم بن العباس. 287/ 4636/ محمد بن طاهر: بن علي أبو الفضل. 294/ 4637/ تاج الإسلام: محمد بن منصور بن محمد. 294/ 4638/ ابن اللبانة: محمد بن عيسى بن محمد. 295/ 4639/ محمود بن الفضل: ابن محمود بن عبد الواحد أبو نصر. 295/ 4640/ ظريف بن محمد: ابن عبد العزيز بن أحمد أبو الحسن الحيري. 296/ 4641/ ابن سكرة: الحسين بن محمد بن فيره. 297/ 4642/ النهاوندي: الحسين بن نصر بن المرهف. 297/ 4643/ ابن مرزوق: عبد الله بن مرزوق الأصم. 298/ 4644/ ابن بدران: أحمد بن علي بن بدران. 299/ 4645/ ابن ملة: إسماعيل بن محمد بن أحمد. 299/ 4646/ أحمديل صاحب مراغة.

300/ 4647/ أَبُو العِزِّ: مُحَمَّدُ بنُ المُخْتَارِ بنِ مُحَمَّدِ. 300/ 4648/ ابن المطلب: هبة الله بن محمد بن علي. 300/ 4649/ الباقرحي: الحسن بن محمد بن إسحاق. 301/ 4650/ الشقاق: الحسين بن أحمد البغدادي. 301/ 4651/ أَبُو طَالِبٍ اليُوسفِيُّ: عَبْدُ القَادِر بنُ مُحَمَّدِ بن عبد القادر. 302/ 4652/ ابن الفحام: عبد الرحمن بن أبي بكر عتيق. 303/ 4653/ غيث بن علي: ابن عبد الله أبو الفرج الأرمنازي. 303/ 4654/ عيسى بن شعيب: ابن إبراهيم أبو عبد الله السجزي. 304/ 4655/ أبو الفتح الهروي: بن إبراهيم نصر بن أحمد. 305/ 4656/ أبو يعلى بن الهبارية: محمد ابن صالح بن حمزة. 305/ 4657/ الشاشي: محمد بن أحمد بن الحسن. 306/ 4658/ ابن منده: يحيى بن أبي عمرو. 307/ 4659/ المستظهر بالله: أحمد بن عبد الله بن محمد. 315/ 4660/ أَبُو القَاسِمِ الأَنْصَارِيُّ: سَلْمَانُ بنُ نَاصِرِ بنِ عمران. 315/ 4661/ صاحب إفريقية: يحيى بن تميم بن المعز. 316/ 4662/ الدرزيجاني: جعفر بن الحسن الفقيه الحنبلي. 316/ 4663/ شمس الأئمة: بكر بن محمد بن علي. 317/ 4664/ القيرواني: مُحَمَّدُ بنُ عَتِيقِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة الله. 318/ 4665/ خوروست: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حسين. 319/ 4666/ ابن مفوز: محمد بن حيدرة بن مفوز. 319/ 4667/ ابْنُ حَمْدِيْنَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ. 320/ 4668/ محمد بن طرخان: ابن بلتكين أبو بكر التركي. 320/ 4669/ ابن صابر: عبد الرحمن بن أحمد بن علي. 321/ 4670/ ابن القشيري: عبد الرحيم ابن عبد الكريم بن هوازن. 322/ 4671/ الدوري: محمد بن عبد الباقي بن محمد. 323/ 4672/ المخرمي: المبارك بن علي.

323/ 4673/ الأشقر: محمود بن إسماعيل بن محمد. 324/ 4674/ أَبُو عَلِيٍّ بنُ المَهْدِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن عبد العزيز. 325/ 4675/ السميرمي: علي بن أحمد بن علي. 325/ 4676/ ابن القطاع: علي بن جعفر بن علي. 326/ 4677/ إِيلغَازِي: نَجْمُ الدِّيْنِ بنُ أَرتُق بن أَكسَبَ. 327/ 4678/ الحنائي: محمد بن الحسين بن محمد. 327/ 4679/ ابن الموازيني: علي بن الحسن بن الحسين. 328/ 4680/ محمد بن الحسن: أبو الفضل بن الموازيني. 328/ 4681/ البغوي: الحسين بن مسعود بن محمد. 330/ 4682/ ابن عقيل: علي بن عقيل بن محمد. 334/ 4683/ ابن أبي عمامة: المعمر بن علي بن المعمر. 334/ 4684/ عثمان بن علي بن المعمر. 335/ 4685/ الطغرائي: الحسين بن علي بن محمد. 335/ 4686/ السعيدي: محمد بن بركات بن هلال. 336/ 4687/ ابن برهان: أحمد بن علي بن برهان. 336/ 4688/ أبو عدنان: محمد بن أحمد بن المطهر. 337/ 4689/ العلوي: حمزة بن العباس بن علي. 337/ 4690/ ابن سارة: عبد الله بن محمد بن صارة. 338/ 4691/ الحريري: القاسم بن علي بن محمد. 340/ 4692/ ابن السمرقندي: عبد الله بن المقرئ أحمد بن عمر. 341/ 4693/ أَبُو سَعْدٍ بنُ الطُّيُورِيِّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجبار بن القاسم. 342/ 4694/ ابْنُ الْمُهْتَدي بِاللهِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد. 342/ 4695/ الفرضي: هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مسلم. 343/ 4696/ النوحي: إسحاق بن محمد بن أحمد بن مسلم. 343/ 4697/ الزَّعْفَرَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ مَرْزُوْقِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. 344/ 4698/ الدشتج: عبد الواحد بن محمد بن أحمد.

344/ 4699/ المرتب: علي بن أحمد بن محمد. 345/ 4700/ الدَّقَّاقُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ. 345/ 4701/ أَبُو صَادِقٍ المَدِيْنِيُّ: مُرشِدُ بنُ يَحْيَى بنِ القاسم. 346/ 4702/ ابن الخياط: أحمد بن محمد بن علي. 349/ 4703/ ابن الخازن: أحمد بن محمد بن الفضل. 350/ 4704/ أَبُو نَهْشَل: عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ الفضل. 351/ 4705/ ابْنُ الدَّنِفِ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ الله. 351/ 4706/ ابْنُ الحَدَّاد: عُبَيْد اللهِ بن الحَسَنِ بنِ أحمد. 353/ 4707/ الميداني: أحمد بن محمد بن أحمد. 353/ 4708/ الطرطوشي: محمد بن الوليد بن خلف. 356/ 4709/ القلانسي: محمد بن الحسين بن بندار. 357/ 4710/ المُتَوكِّلِي: أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ. 357/ 4711/ ابن أبي روح: أسعد بن أحمد بن أبي روح. 358/ 4712/ الفراء: علي بن الحسين بن عمر. 358/ 4713/ ابن رشد: محمد بن أحمد بن أحمد. 359/ 4714/ حَفِيْدُ البَيْهَقِيِّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد. 360/ 4715/ فاطمة: بنت عبد الله بن أحمد أم إبراهيم الأصبهانية. 361/ 4716/ السلطان: غياث الدين محمد بن ألب أرسلان. 361/ 4717/ أمير الجيوش: شاهنشاه بن بدر الجمالي. 363/ 4718/ البرسقي: أبو سعيد آقسنقر. 364/ 4719/ الأبيوردي: الفضل بن محمد بن أحمد. 364/ 4720/ ابن عتاب: عبد الرحمن بن محمد بن غياب. 365/ 4721/ أَبُو بَحْرٍ بنُ العَاصِ: سُفْيَانُ بنُ العَاصِ بن أحمد. 366/ 4722/ ابْنُ أَبِي تليد: مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن خلف. 366/ 4723/ الحلواني: يحيى بن علي الحلواني. 366/ 4724/ ابن منظور: أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ.

367/ 4725/ طغتكين: أبو منصور طغتكين الأتابك. 368/ 4726/ ابن الفاعوس: علي بن المبارك بن علي. 369/ 4727/ المسجدي: سهل بن إبراهيم النيسابوري. 370/ 4728/ السلطان: محمود بن محمد ابن ملكشاه. 370/ 4729/ الدينوري: علي بن عبد الواحد بن أحمد. 371/ 4730/ ابن البخاري: هبة الله بن محمد بن علي. 371/ 4731/ جعفر بن عبد الواحد: أبو الفضل الأصبهاني الثقفي. 372/ 4732/ الطرقي: أحمد بن ثابت بن محمد. 372/ 4733/ خوارزمشاه: محمد بن انوشتكين. 372/ 4734/ القطائفي: أحمد بن عمر بن علي. 373/ 4735/ ابن رضوان: أحمد بن عبد الله بن أحمد. 373/ 4736/ العطار: أحمد بن عبد الباقي ابن أحمد. 374/ 4737/ ابن عيذون: علي بن عبد الجبار بن سلامة. 374/ 4738/ البطليوسي: عبد اله بن محمد بن السيد النحوي. 374/ 4739/ البَارِعُ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ. 376/ 4740/ ابن الحصين: هبة الله بن محمد. 377/ 4741/ ابن تومرت: محمد بن عبد الله بن تومرت. 383/ 4742/ ابن صدقة: الحسن بن علي ابن صدقة. 383/ 4743/ البطائحي: المأمون بن البطائحي. 384/ 4744/ الغزي: إبراهيم بن يحيى بن عثمان. 384/ 4745/ ابن الأخشيذ: إسماعيل بن الفضل بن أحمد. 385/ 4746/ الكراعي: محمد بن علي بن محمود. 386/ 4747/ ابن كادش: أحمد بن عبيد الله بن محمد. 387/ 4748/ المسترشد بالله: الفضل بن أحمد بن عبد الله. 391/ 4749/ الراشد بالله: منصور بن الفضل بن أحمد. 394/ 4750/ حمزة بن هبة الله بن محمد ابن الحسين.

394/ 4751/ تاج الملوك: بوري بن الأتابك طغتكين. 395/ 4752/ شَمْسُ المُلُوْك: إِسْمَاعِيْلُ بنُ بُورِي بنِ طُغْتِكِين. 396/ 4753/ ابن الأكفاني: هبة الله بن أحمد بن محمد. 396/ 4754/ ابن يربوع: عبد الله بن أحمد بن سعيد. 397/ 4755/ العبدري: محمد بن سعدون بن مرجى. 399/ 4756/ الرازي: محمد بن أحمد بن إبراهيم. 400/ 4757/ ابن أبي ذر: محمد بن علي بن محمد. 400/ 4758/ ابن ملوك: أحمد بن محمد بن عبد الملك. 401/ 4759/ ابن عطية: غالب بن عبد الرحمن بن غالب. 401/ 4760/ ابْنُهُ عَبْد الحَقّ بن أَبِي بَكْرٍ: أَبُو محمد بن غالب بن عطية. 402/ 4761/ أَبُو غَالِبٍ المَاورديُّ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ علي. 403/ 4762/ صاعد بن سيار: ابن محمد بن عبد الله أبو العلاء الإسحاقي. 403/ 4763/ ابْنُ صَاعِدٍ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ. 403/ 4764/ طاهر بن سهل: ابن بشر بن أحمد أبو محمد الإسفراييني. 404/ 4765/ ابن خسرو: الحسين بن محمد بن خسرو. 404/ 4766/ ابن الطبر: هبة الله بن أحمد بن عمر. 405/ 4767/ حماد بن مسلم: أبو عبد الله الدباس. 406/ 4768/ ابن زهر: زهر بن عبد الملك بن محمد. 407/ 4769/ ظافر بن القاسم: ابن منصور أبو منصور الجذامي. 407/ 4770/ ابن حمويه: محمد بن حمويه بن محمد. 408/ 4771/ ابن عيذون: عبد المجيد بن عيذون. 408/ 4772/ عبد الكريم بن حمزة: ابن الخضر بن العباس أبو محمد السلمي. 409/ 4773/ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَرَّاءِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن الحسين. 410/ 4774/ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ. 410/ 4775/ أَبُو غَالِبٍ بنُ البَنَّاءِ: أَحْمَدُ بنُ الحسن بن أحمد. 411/ 4776/ أَبُو خَازِمٍ بنُ الفَرَّاءِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ بن الحسين.

412/ 4777/ أَبُو الحَسَنِ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ: عَلِيُّ بنُ عُبَيْدِ الله بن نصر. 413/ 4778/ أَبُو عَلِيٍّ الفَارِقِيُّ: الحَسَنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ برهون. 414/ 4779/ ابن قبليل: أحمد بن عمر بن خلف. 414/ 4780/ ابن الرطبي: أحمد بن سلامة بن عبيد الله. 415/ 4781/ ابن الفتى: الحسن بن سلمان بن عبد الله. 415/ 4782/ دبيس: الملك نور الدولة. 416/ 4783/ تاج الملوك: سيف الدولة بدران. 416/ 4784/ ابن الحاج: محمد بن أحمد بن خلف. 417/ 4785/ الفراوي: محمد بن الفضل بن أحمد. 419/ 4786/ ابن آسة: علي بن عبد القاهر بن آسة. 420/ 4787/ الخلال: الحسين بن عبد الملك بن الحسين. 420/ 4788/ اليونارتي: الحسن بن محمد بن إبراهيم. 421/ 4789/ الصيرفي: سعيد بن محمد بن بكر. 422/ 4790/ ابْنُ القُشَيْرِيِّ: عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ. 423/ 4791/ بنت زعبل: فاطمة بنت علي بن مظفي. 424/ 4792/ ابن المؤذن: إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك. 424/ 4793/ عيسى بن محمد: ابن عبد الله بن عيسى أبو الأصبغ الزهري. 425/ 4794/ البآري: إبراهيم بن الفضل الأصبهاني. 426/ 4795/ المزرفي: محمد بن الحسين بن علي البغدادي. 427/ 4796/ العجلي: عثمان بن علي بن شراف. 427/ 4797/ الميهني: أسعد بن الفضل القرشي. 428/ 4798/ ابن أبي الصلت: أمية بن عبد العزيز. 428/ 4799/ الإسلامي: علي بن أحمد بن علي. 428/ 4800/ الوَاسِطِيُّ أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ الله بن أحمد البغدادي. 429/ 4801/ الحَاكمِيُّ أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بن علي الطوسي.

429/ 4802/ ابْنُ البَنَّاءِ أَبُو عَبْدِ اللهِ يَحْيَى بنُ الحسن بن أحمد. 430/ 4803/ الغَازِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ محمد الأصبهاني. 431/ 4804/ زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي أبو القاسم. 433/ 4805/ السَّيِّدِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلِ بن عمر البسطامي. 433/ 4806/ أنو شروان بن خالد الوزير أبو نصر القاشاني. 434/ 4807/ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عبدِ الغَافِر الفارسي. 435/ 4808/ ابن قبيس أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الغساني. 435/ 4809/ القارئ أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن صالح النيسابوري. 436/ 4810/ تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ أَبِي العَبَّاسِ أبو القاسم الجرجاني. 437/ 4811/ قَاضِي المَرَسْتَانِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الباقي بن محمد الحنبلي النصري. 440/ 4812/ ابن السمرقندي أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ. 442/ 4813/ جمَال الإِسْلاَم أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّم الشَّافِعِيُّ. 443/ 4814/ ابن توبة أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجبار الأسدي. 444/ 4815/ ابن توبة أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد العكبري الأسدي. 444/ 4816/ الشاذياخي أَبُو الفُتُوْحِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ شَاه بنِ أحمد. 445/ 4817/ عماد الدولة بن هود: عبد الملك بن أحمد بن يوسف بن هود الجنامي أبو مروان. 447/ 4818/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ هُودٍ، المُسْتَنْصِرُ بالله الأندلسي. 449/ 4819/ العُثْمَانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يحيى الشافعي المقدسي. 450/ 4820/ الدهان أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بن عبد الله النيسابوري. 451/ 4821/ ابْنُ سَعْدُوَيْه أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بن محمد الأصبهاني. 451/ 4822/ بدر بن عبد الله الأرمني الشيحي أبو النجم. 452/ 4823/ ابْنُ مَوْهَبٍ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد الجذامي. 452/ 4824/ الأَمِيْنُ أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيُّ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ البغدادي.

452/ 4825/ صاحب دمشق شهاب الدين أبو القاسم محمود بن بوري بن طغتكين. 453/ 4826/ صاحب دمشق جمال الدين أبو المظفر محمد بن بوري بن طغتكين. 453/ 4827/ ابن خفاجة الشاعر أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفتح الأندلسي. 453/ 4828/ المُوْسَوِيُّ أَبُو البَرَكَاتِ مَهْدِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحُسَيْنِيُّ الوَاعِظُ. 454/ 4829/ البَدِيْعُ أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ الحسين البغدادي الأسطرلابي. 454/ 4830/ ابْنُ بِطْرِيْقٍ أَبُو القَاسِمِ يَحْيَى بنُ بِطْرِيْقٍ الطرسوسي. 455/ 4831/ ابن عطاف أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن عطاف الهمداني. 455/ 4832/ عطاء بن أبي سعد بن عطاء الثعلبي الهروي. 456/ 4833/ الزَّوْزَنِيُّ أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ علي بن محمود بن ماخرة. 457/ 4834/ ابن الجلخت أَبُو الْكَرم نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محمد الأزدي. 458/ 4835/ ابن البدن أَبُو المَعَالِي عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بن علي. 459/ 4836/ ابن فطيمة أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي الشافعي. 459/ 4837/ اليُوْسُفِيُّ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبد القادر الحربي. 460/ 4838/ القاضي الزكي أبو الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز الشافعي. 461/ 4839/ الفضيلي أبو المفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل. 461/ 4840/ يوسف بن أيوب بن يوسف الهمذاني أبو يعقوب الصوفي. 463/ 4841/ القزاز أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ البغدادي. 464/ 4842/ الخُوَارِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد. 465/ 4843/ ابن برجان أَبُو الحَكَمِ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن محمد. 465/ 4844/ اللفتواني أبو بكر محمد بن أبي نصر شجاع بن أحمد. 466/ 4845/ ابن السلال أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد الكرخي الوراق الحبار. 467/ 4846/ ابن الطراح أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ البغدادي المسند. 468/ 4847/ أَبُو البَدْرِ الكَرْخِيُّ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ منصور البغدادي.

469/ 4848/ التَّيْمِيُّ أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفضل الطلحي الأصبهاني. 473/ 4849/ ابن الجواليقي أَبُو مَنْصُوْرٍ مَوْهُوْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ. 474/ 4850/ ابن أبي جمرة أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ موسى، المرسي المالكي. 475/ 4851/ الشَّاطِبِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد الأندلسي المسند. 475/ 4852/ أَبُو المَعَالِي الفَارِسِيُّ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ محمد بن حسين. 476/ 4853/ ابن باجة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ الصَّائِغِ فيلسوف الأندلس. 476/ 4854/ ابن خيرون أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ الحسن البغدادي المقرئ. 477/ 4855/ العِجْلِيُّ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ سَعْدِ بنِ علي. 478/ 4856/ ابن مازه أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عمر البخاري. 478/ 4857/ ابن طاوس أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ البغدادي. 479/ 4858/ غانم بن أحمد بن الحسن الأصبهاني. 479/ 4859/ غانم بن خالد بن الواحد بن أحمد. 480/ 4860/ أبو جعفر الهمذاني محمد بن أبي علي الحسن بن محمد. 481/ 4861/ الجَوْهَرِيُّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حسن البروجردي. 481/ 4862/ شرف الإسلام أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي الفرج. 482/ 4863/ المَازَرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عمر المالكي. 483/ 4864/ الفَتْحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خاقان القيسي الإشبيلي. 484/ 4865/ بهجة الملك أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ محمد. 484/ 4866/ وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي أبو بكر. 486/ 4867/ ابْنُ العَرِيْفِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الصنهاجي الأندلسي. 488/ 4868/ الحُلْوَانِيُّ أَبُو المَعَالِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بن محمد المروزي البزاز. 488/ 4869/ ابن المهتدي بالله أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد. 489/ 4870/ البطروجي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ محمد الأندلسي. 490/ 4871/ المصيصي أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد القوي.

491/ 4872/ أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البغدادي الأصبهاني. 493/ 4873/ ابْنُ مُغِيْثٍ أَبُو الحَسَنِ يُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ بن مغيث القرطبي المالكي. 493/ 4874/ ابن تاشفين صاحب المغرب. 494/ 4875/ النَّسَفِيُّ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد الحنفي. 495/ 4876/ ملك الخطا كوخان. 495/ 4877/ ابن ماشاذه أبو منصور. 497 فهرس الموضوعات 521 فهرس التراجم

فهرس التراجم على حروف المعجم: الصفحة التراجم 81/ 4404/ ابن أبي الشخباء: أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أبي الشخباء. 77/ 4395/ ابن أبي الصقر: أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ. 220/ 4569/ ابن أبي الصقر: محمد بن علي بن حسن. 428/ 4798/ ابن أبي الصلت: أمية بن عبد العزيز. 82/ 4406/ ابن أبي الصهباء: أبو السنابل هبة الله بن أبي الصهباء محمد. 102/ 4430/ ابن أبي العلاء: علي بن محمد. 366/ 4722/ ابْنُ أَبِي تليد: مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن خلف. 410/ 4774/ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ. 474/ 4850/ ابن أبي جمرة أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ موسى، المرسي المالكي. 117/ 4449/ ابن أبي حرب: الفضل بن أبي حرب. 185/ 4517/ ابن أبي ذر: عيسى بن عبد ابن أحمد الأنصاري. 400/ 4757/ ابن أبي ذر: محمد بن علي بن محمد. 357/ 4711/ ابن أبي روح: أسعد بن أحمد بن أبي روح. 83/ 4407/ ابن أبي عثمان: أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ. 334/ 4683/ ابن أبي عمامة: المعمر بن علي بن المعمر. 419/ 4786/ ابن آسة: علي بن عبد القاهر ابن آسة. 191/ 4527/ ابن أشته: أحمد بن عبد الغفار بن أحمد. 260/ 4620/ ابن أصبغ: أصبغ بن محمد بن أصبغ.

199/ 4542/ ابْنُ الأَبْرَصِ: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خلف. 241/ 4599/ ابن الآبنوسي: عبد الله بن علي بن محمد. 177/ 4507/ ابْنُ الأَخْرَمِ: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ. 384/ 4745/ ابن الأخشيذ: إسماعيل بن الفضل بن أحمد. 91/ 4418/ ابن الأخضر: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الشيباني. 92/ 4419/ ابن الأستاذ: أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَبَّادٍ. 396/ 4753/ ابن الأكفاني: هبة الله بن أحمد بن محمد. 371/ 4730/ ابن البخاري: هبة الله بن محمد بن علي. 485/ 4835/ ابن البدن أَبُو المَعَالِي عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بن علي. 192/ 4529/ ابنُ البُسْرِيِّ: الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ. 120/ 4452/ ابن البطر: نصر بن أحمد. 52/ 4367/ ابن البغدادي: أبو الفضل محمد بن أحمد بن الحسن. 62/ 4374/ ابن البقال: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي بن البقال الأزجي. 429/ 4802/ ابْنُ البَنَّاءِ أَبُو عَبْدِ اللهِ يَحْيَى بنُ الحسن بن أحمد. 261/ 4623/ ابن البيهقي: إسماعيل بن أحمد بن الحسين. 185/ 4518/ ابْنُ الجَرَّاحِ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هارون. 457/ 4834/ ابن الجلخت أَبُو الْكَرم نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محمد الأزدي. 473/ 4849/ ابن الجواليقي أَبُو مَنْصُوْرٍ مَوْهُوْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ. 416/ 4784/ ابن الحاج: محمد بن أحمد بن خلف. 351/ 4706/ ابْنُ الحَدَّاد: عُبَيْد اللهِ بن الحَسَنِ بنِ أحمد. 376/ 4740/ ابن الحصين: هبة الله بن محمد. 349/ 4703/ ابن الخازن: أحمد بن محمد بن الفضل. 152/ 4484/ ابْنُ الخَاضِبَةِ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الباقي. 195/ 4534/ ابن الخطاب: أحمد بن إبراهيم بن أحمد. 346/ 4702/ ابن الخياط: أحمد بن محمد بن علي. 351/ 4705/ ابْنُ الدَّنِفِ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ الله.

414/ 4780/ ابن الرطبي: أحمد بن سلامة بن عبيد الله. 466/ 4845/ ابن السلال أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد الكرخي الوراق الحبار. 440/ 4812/ ابن السمرقندي أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ. 340/ 4692/ ابن السمرقندي: عبد الله ابن المقرئ أحمد بن عمر. 208/ 4554/ ابن السوادي: المبارك بن محمد بن السوادي. 15/ 4333/ ابْنُ الصَّبَّاغِ: أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ السيد بن أبي طاهر بن الصباغ. 14/ 4331/ ابن الصباغ: أبو نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد. 15/ 4332/ ابن الصباغ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ البيع أبو طاهر. 404/ 4766/ ابن الطبر: هبة الله بن أحمد بن عمر. 467/ 4846/ ابن الطراح أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ البغدادي المسند. 208/ 4555/ ابْنُ الطُّيُورِيِّ: المُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ أحمد. 63/ 4376/ ابن العجوز: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عبد الرحيم. 163/ 4491/ ابن العربي: عبد الله بن محمد بن العربي. 486/ 4867/ ابْنُ العَرِيْفِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الصنهاجي الأندلسي. 223/ 4573/ ابن العلاف: علي بن محمد بن علي. 234/ 4586/ ابْنُ الفَارِسِيِّ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ بنِ محمد. 368/ 4726/ ابن الفاعوس: علي بن المبارك بن علي. 415/ 4781/ ابن الفتى: الحسن بن سلمان بن عبد الله. 302/ 4652/ ابن الفحام: عبد الرحمن بن أبي بكر عتيق. 162/ 4489/ ابْنُ الفُرَاتِ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ. 68/ 4387/ ابن القشيري: أبو سعد عبد الله بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن. 321/ 4670/ ابن القشيري: عبد الرحيم ابن عبد الكريم بن هوازن. 422/ 4790/ ابْنُ القُشَيْرِيِّ: عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ. 325/ 4676/ ابن القطاع: علي بن جعفر بن علي.

6/ 4322/ ابن اللالكائي: أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي الشافعي. 294/ 4638/ ابن اللبانة: محمد بن عيسى بن محمد. 424/ 4792/ ابن المؤذن: إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك. 131/ 4459/ ابْنُ المُرَابِطِ: مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ سَعِيْدٍ. 28/ 4347/ ابْنُ المُطَّلِبِ: أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن المطلب الكرماني. 300/ 4648/ ابن المطلب: هبة الله بن محمد بن علي. 488/ 4869/ ابن المهتدي بالله أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد. 342/ 4694/ ابْنُ الْمُهْتَدي بِاللهِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد. 327/ 4679/ ابن الموازيني: علي بن الحسن بن الحسين. 200/ 4543/ ابْنُ المُوْصِلاَيَا: العَلاَءُ بنُ حَسَنِ بنِ وَهْبٍ. 232/ 4584/ ابن الموصلي: هبة الله بن أحمد بن محمد. 28/ 4346/ ابن الوليد: أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الله الكرخي. 170/ 4498/ ابْنُ أَيُّوْبَ: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ. 476/ 4853/ ابن باجة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ الصَّائِغِ فيلسوف الأندلس. 234/ 4587/ ابن باديس: تميم بن المعز بن باديس. 298/ 4644/ ابن بدران: أحمد بن علي بن بدران. 465/ 4843/ ابن برجان أَبُو الحَكَمِ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن محمد. 336/ 4688/ ابن برهان: أحمد بن علي بن برهان. 211/ 4558/ ابن بشرويه: أحمد بن محمد بن عبد الله. 454/ 4830/ ابْنُ بِطْرِيْقٍ أَبُو القَاسِمِ يَحْيَى بنُ بِطْرِيْقٍ الطرسوسي. 230/ 4582/ ابن بيان: علي بن أحمد بن محمد. 493/ 4874/ ابن تاشفين صاحب المغرب علي بن يوسف تاشفين. 443/ 4814/ ابن توبة أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجبار الأسدي. 444/ 4815/ ابن توبة أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد العكبري الأسدي.

377/ 4741/ ابن تومرت: محمد بن عبد الله بن تومرت. 193/ 4531/ ابن جزلة: يحيى بن عيسى بن جزلة. 67/ 4385/ ابن جلبة: أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أَحْمَدَ بنِ جلبة الحراني. 93/ 4421/ ابْنُ جَهِيْرٍ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ بن جهير الثعلبي. 487/ 4520/ ابن جهير: محمد بن محمد بن جهير. 319/ 4667/ ابْنُ حَمْدِيْنَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ. 407/ 4770/ ابن حمويه: محمد بن حمويه بن محمد. 190/ 4525/ ابن حيد: منصور بن بكر بن محمد. 189/ 4524/ ابن خذام: علي بن محمد بن القاسم. 27/ 4345/ ابن خزرج: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ محمد بن خزرج. 404/ 4765/ ابن خسرو: الحسين بن محمد بن خسرو. 222/ 4571/ ابن خشيش: محمد بن عبد الكريم بن خشيش. 453/ 4827/ ابن خفاجة الشاعر أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفتح الأندلسي. 21/ 4336/ ابن خلف: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الله. 476/ 4854/ ابن خيرون أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ الحسن البغدادي المقرئ. 150/ 4483/ ابن خيرون: أحمد بن الحسن بن أحمد. 71/ 4392/ ابن دلهاث: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ أَنَسِ بن دلهاث. 69/ 4388/ ابْنُ رِزْقٍ: أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ بن رزق. 358/ 4713/ ابن رشد: محمد بن أحمد بن أحمد. 373/ 4735/ ابن رضوان: أحمد بن عبد الله بن أحمد. 89/ 4416/ ابن زكرى: أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ زكرى. 220/ 4568/ ابن زنجويه: أحمد بن محمد. 406/ 4768/ ابن زهر: زهر بن عبد الملك بن محمد. 337/ 4690/ ابن سارة: عبد الله بن محمد بن صارة. 164/ 4493/ ابْنُ سِرَاجٍ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ سِرَاجِ بنِ عبد الله.

451/ 4821/ ابْنُ سَعْدُوَيْه أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بن محمد الأصبهاني. 296/ 4641/ ابن سكرة: الحسين بن محمد بن فيره. 105/ 4433/ ابن سمكويه: محمد بن أحمد. 214/ 4562/ ابن سوار: أحمد بن علي بن عبد الله. 222/ 4572/ ابن سوسن: أَحْمَدُ بنُ المُظَفَّر بن حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الله. 92/ 4420/ ابن شانده: أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ شانده الأصبهاني. 64/ 4380/ ابن شريح: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ شُرَيْحِ بنِ أحمد الرعيني الإشبيلي. 122/ 4454/ ابن شغبة: عبد الملك بن علي بن خلف. 30/ 4350/ ابن شكرويه: أبو منصور محمد بن أحمد بن علي. 320/ 4669/ ابن صابر: عبد الرحمن بن أحمد بن علي. 403/ 4763/ ابْنُ صَاعِدٍ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ. 383/ 4742/ ابن صدقة: الحسن بن علي بن صدقة. 253/ 4612/ ابن صليعة: عبيد الله بن صليعة. 478/ 4857/ ابن طاوس أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ البغدادي. 364/ 4720/ ابن عتاب: عبد الرحمن بن محمد بن غياب. 455/ 4831/ ابن عطاف أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن عطاف الهمداني. 401/ 4759/ ابن عطية: غالب بن عبد الرحمن بن غالب. 330/ 4682/ ابن عقيل: علي بن عقيل بن محمد. 8/ 4328/ ابْنُ عَلاَّنَ: أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن علان. 408/ 4771/ ابن عيذون: عبد المجيد بن عيذون. 374/ 4737/ ابن عيذون: علي بن عبد الجبار بن سلامة. 236/ 4590/ ابْنُ غَطَاشٍ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ غطاش. 255/ 4615/ ابن فاخر: المبارك بن فاخر بن محمد. 459/ 4836/ ابن فطيمة أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي الشافعي.

90/ 4417/ ابن فهد: أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد. 414/ 4779/ ابن قبليل: أحمد بن عمر بن خلف. 435/ 4808/ ابن قبيس أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الغساني. 44/ 4355/ ابن قريش: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ. 386/ 4747/ ابن كادش: أحمد بن عبيد الله بن محمد. 78/ 4398/ ابْن مَاجَه: أَبُو بكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن الحسن. 478/ 4856/ ابن مازه أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عمر البخاري. 495/ 4877/ ابن ماشاذه أَبُو مَنْصُوْرٍ مَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المنعم. 72/ 4394/ ابن ماكولا: أَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ علي العجلي الجرباذقاني. 204/ 4549/ ابن مردويه: أحمد بن محمد بن أحمد. 297/ 4643/ ابن مرزوق: عبد الله بن مرزوق الأصم. 254/ 4614/ ابن مرزوق: عبد الله بن مرزوق الهروي. 493/ 4873/ ابْنُ مُغِيْثٍ أَبُو الحَسَنِ يُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ بن مغيث القرطبي المالكي. 141/ 4471/ ابن مفوز: طاهر بن مفوز بن أحمد. 319/ 4666/ ابن مفوز: محمد بن حيدرة بن مفوز. 299/ 4645/ ابن ملة: إسماعيل بن محمد بن أحمد. 400/ 4758/ ابن ملوك: أحمد بن محمد ابن عبد الملك. 67/ 4384/ ابن منتاب: أبو محمد أحمد بن الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ مُنتَابٍ. 306/ 4658/ ابن منده: يحيى بن أبي عمرو. 366/ 4724/ ابن منظور: أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ. 64/ 4379/ ابن منقذ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُنْقِذِ بنِ نَصْرِ الكناني شيزر. 452/ 4823/ ابْنُ مَوْهَبٍ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد الجذامي. 230/ 4581/ ابن نبهان: محمد بن سعيد بن إبراهيم. 181/ 4513/ ابْنُ وَدْعَانَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ الله. 396/ 4754/ ابن يربوع: عبد الله بن أحمد بن سعيد.

180/ 4512/ ابن يوسف: أحمد بن عبد القادر بن محمد. 401/ 4760/ ابْنُهُ عَبْد الحَقّ بن أَبِي بَكْرٍ: أَبُو محمد بن غالب بن عطية. 9/ 4330/ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيُّ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ يوسف الفيروزابادي. 109/ 4438/ أبو الأصبغ: عيسى بن سهل. 468/ 4847/ أَبُو البَدْرِ الكَرْخِيُّ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ منصور البغدادي. 242/ 4600/ أَبُو الحَسَنِ الآبَنُوْسِيُّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن علي. 412/ 4777/ أَبُو الحَسَنِ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ: عَلِيُّ بنُ عُبَيْدِ الله بن نصر. 409/ 4773/ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَرَّاءِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن الحسين. 280/ 4629/ أبو الخطاب: محفوظ بن أحمد بن حسن. 300/ 4647/ أَبُو العِزِّ: مُحَمَّدُ بنُ المُخْتَارِ بنِ مُحَمَّدِ. 210/ 4556/ أَبُو الفَتْحِ الحَدَّادُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد. 304/ 4655/ أبو الفتح الهروي: ابن إبراهيم نصر بن أحمد. 123/ 4455/ أَبُو الفَرَجِ الحَنْبَلِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بن علي. 315/ 4660/ أَبُو القَاسِمِ الأَنْصَارِيُّ: سَلْمَانُ بنُ نَاصِرِ بنِ عمران. 155/ 4485/ أَبُو المُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ= مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الجبار. 475/ 4852/ أَبُو المَعَالِي الفَارِسِيُّ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ محمد بن حسين. 238/ 4594/ أبو الهيجاء: مقاتل بن عطية البكري. 55/ 4369/ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: سُلَيْمَانُ بنُ خَلَفِ بنِ سعد التجيبي. 365/ 4721/ أَبُو بَحْرٍ بنُ العَاصِ: سُفْيَانُ بنُ العَاصِ بن أحمد. 60/ 4371/ أبو جعفر الهاشمي: عبد الخالق بن موسى بن أحمد. 480/ 4860/ أبو جعفر الهمذاني محمد بن أبي علي الحسن بن محمد. 411/ 4776/ أَبُو خَازِمٍ بنُ الفَرَّاءِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ بن الحسين. 183/ 4515/ أبو داود= سليمان بن نجاح. 491/ 4872/ أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البغدادي الأصبهاني. 341/ 4693/ أَبُو سَعْدٍ بنُ الطُّيُورِيِّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجبار بن القاسم..

345/ 4701/ أَبُو صَادِقٍ المَدِيْنِيُّ: مُرشِدُ بنُ يَحْيَى بنِ القاسم. 301/ 4651/ أَبُو طَالِبٍ اليُوسفِيُّ: عَبْدُ القَادِر بنُ مُحَمَّدِ بن عبد القادر. 252/ 4611/ أَبُو طَاهِرٍ اليُوسُفِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بن عبد القادر. 113/ 4442/ أبو عامر الأزدي: محمود بن القاسم. 336/ 4688/ أبو عدنان: محمد بن أحمد بن المطهر. 413/ 4778/ أَبُو عَلِيٍّ الفَارِقِيُّ: الحَسَنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ برهون. 324/ 4674/ أَبُو عَلِيٍّ بنُ المَهْدِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن عبد العزيز. 70/ 4391/ أَبُو عِيْسَى: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأصبهاني. 402/ 4475/ أَبُو غَالِبٍ المَاورديُّ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ علي. 238/ 4595/ أَبُو غَالِبٍ العَدْلُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد. 402/ 4761/ أَبُو غَالِبٍ المَاورديُّ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ علي. 187/ 4521/ أَبُو مُطِيعٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عبد العزيز. 350/ 4704/ أَبُو نَهْشَل: عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ الفضل. 305/ 4656/ أَبُو يَعْلَى بنُ الهَبَّارِيَّةِ: مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ بن حمزة. 97/ 4423/ أَبُو يُوْسُفَ القَزْوِيْنِيُّ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُحَمَّدٍ بن يوسف بن بندار. 239/ 4597/ أبي النرسي: محمد بن علي بن ميمون. 59/ 4370/ أحمد بن سليمان الباجي أبو القاسم. 447/ 4818/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ هُودٍ، المُسْتَنْصِرُ بالله الأندلسي. 229/ 4646/ أحمديل صاحب مراغة. 283/ 4632/ أخوه نور الهدى: الحسين بن محمد بن علي. 177/ 4508/ أسعد بن مسعود النيسابوري. 364/ 4719/ الأبيوردي: الفضل بن محمد الأبيوردي العطار. 250/ 4606/ الأبيوردي: الفضل بن محمد بن أحمد. 245/ 4605/ الأبيوردي: محمد بن أحمد بن محمد. 79/ 4399/ الأزدي: أَبُو عُثْمَانَ طَاهِرُ بنُ هِشَامٍ الأَزْدِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ. 179/ 4511/ الإسفراييني: سهل بن بشر بن أحمد. 428/ 4799/ الإسلامي: علي بن أحمد بن علي.

323/ 4673/ الأشقر: محمود بن إسماعيل بن محمد. 65/ 4381/ الأعلم: أَبُو الحَجَّاجِ يُوْسُفُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ عِيْسَى الشنتمري النحوي. 241/ 4598/ الأعمش: حمد بن نصر بن أحمد. 452/ 4824/ الأَمِيْنُ أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيُّ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ البغدادي. 243/ 4603/ الأنباري: علي بن محمد بن علي. 27/ 4344/ الأَنْدَقِيُّ: أَبُو المُظَفَّرِ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ أَبِي حنيفة. 62/ 4375/ الأَنْطَاكِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عمر. 374/ 4739/ البَارِعُ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ. 425/ 4794/ البآري: إبراهيم بن الفضل الأصبهاني. 300/ 4649/ الباقرحي: الحسن بن محمد بن إسحاق. 219/ 4567/ الباقلاني: محمد بن الحسن بن أحمد. 49/ 4362/ البانياسي: أبو عبد الله وأبو الحسن مالك بن أحمد بن علي. 29/ 4349/ الباهر: أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الخزاعي المطيري. 239/ 4596/ البحيري: إسماعيل بن عمرو بن محمد. 454/ 4829/ البَدِيْعُ أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ البغدادي الأسطرلابي. 266/ 4626/ البرجي: غانم بن محمد بن عبيد الله. 211/ 4559/ البرداني: أحمد بن محمد بن أحمد. 143/ 4475/ البرزبيني: يعقوب بن إبراهيم بن أحمد. 363/ 4718/ البرسقي: أبو سعيد آقسنقر. 71/ 4393/ البُرِّيُّ: أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عبد الواحد السلمي. 61/ 4373/ البزاني: أَبُو الفَضْلِ المُطَهّرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ محمد. 89/ 4415/ البَزْدَوِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحسين. 122/ 4453/ البزدوي: محمد بن محمد بن الحسين. 383/ 4743/ البطائحي: المأمون بن البطائحي. 489/ 4870/ البطروجي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ محمد الأندلسي.

374/ 4738/ البطليوسي: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّيِّد النَّحْوِيّ. 328/ 4681/ البغوي: الحسين بن مسعود بن محمد. 114/ 4445/ البكري القصاص: أحمد بن عبد الله. 114/ 4444/ البكري، عبد الله بن عبد العزيز. 68/ 4386/ البكري: أبو بكر عتيق البكري المغربي الأشعري. 257/ 4617/ البلدي: محمد بن أحمد بن محمد. 198/ 4540/ البندنيجي: محمد بن هبة الله بن ثابت. 237/ 4593/ التبريزي: يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ. 99/ 4425/ الترياقي: عبد العزيز بن محمد. 23/ 4339/ التُّسْتَرِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي التستري. 63/ 4377/ التفكري: أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بن الحسن. 102/ 4429/ التفليسي: محمد بن إسماعيل. 232/ 4583/ التككي: الحسن بن محمد بن عبد العزيز. 235/ 4589/ التميمي: محمد بن عيسى بن حسن. 142/ 4473/ التنكتي: نصر بن الحسن بن القاسم. 469/ 4848/ التَّيْمِيُّ أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفضل الطلحي الأصبهاني. 100/ 4428/ الثقفي: القاسم بن الفضل. 178/ 4509/ الجرجاني: عبد الله بن يوسف. 224/ 4575/ الجماري: محمد بن إبراهيم بن محمد. 7/ 4327/ الجُهَنِيُّ: أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ محمد الجهني. 481/ 4861/ الجَوْهَرِيُّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حسن البروجردي. 31/ 4352/ الجَوْهَرِيُّ: أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ المصري بن الجوهري. 31/ 4351/ الجوهري: أَبُو عَطَاءٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 172/ 4500/ الجياني: الحسين بن محمد بن أحمد. 429/ 4801/ الحَاكمِيُّ أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بن علي الطوسي.

45/ 4356/ الحَاكِمِيُّ: أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد. 32/ 4353/ الحَبَّالُ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عبد الله النعماني. 205/ 4550/ الحبال: المعمر بن محمد بن علي. 256/ 4616/ الحداد: الحسن بن أحمد بن الحسن. 201/ 4545/ الحرمي: محمد بن الحسين بن محمد. 338/ 4691/ الحريري: القاسم بن علي بن محمد. 48/ 4359/ الحسيني: أبو الرضا الأطهر بن محمد بن محمد. 45/ 4358/ الحُسَيْنِيُّ: أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زيد العلوي الحسيني. 110/ 4439/ الحصري: علي بن عبد الغني. 163/ 4492/ الحكاك: جعفر بن يحيى بن إبراهيم. 488/ 4868/ الحُلْوَانِيُّ أَبُو المَعَالِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بن محمد المروزي البزاز. 366/ 4723/ الحلواني: يحيى بن علي الحلواني. 139/ 4470/ الحموي: محمد بن المظفر بن بكران. 157/ 4486/ الحميدي: محمد بن فتوح بن عبد الله. 327/ 4678/ الحنائي: محمد بن الحسين بن محمد. 66/ 4383/ الخَبْرِيُّ: أَبُو حَكِيْمٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الخبري. 182/ 4514/ الخشنامي: نصر الله بن أحمد بن عثمان. 420/ 4787/ الخلال: الحسين بن عبد الملك بن الحسين. 104/ 4433/ الخلالي: إبراهيم بن عثمان. 135/ 4465/ الخلعي: علي بن الحسن بن الحسين. 252/ 4610/ الخلولاني: أحمد بن محمد بن عبد الله. 134/ 4464/ الخليلي: أحمد بن محمد بن محمد الخليلي. 464/ 4822/ الخُوَارِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد. 212/ 4560/ الخياط: محمد بن أحمد بن علي. 25/ 4343/ الدَّامَغَانِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد. 61/ 4372/ الدَّبَّاسُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بن محمد الرحبي الدباس.

99/ 4424/ الدباس: محمد بن علي. 143/ 4474/ الدبوسي: علي بن المظفر بن حمزة. 316/ 4662/ الدرزيجاني: جعفر بن الحسن الفقيه الحنبلي. 344/ 4698/ الدشتج: عبد الواحد بن محمد بن أحمد. 345/ 4700/ الدَّقَّاقُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ. 450/ 4820/ الدهان أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بن عبد الله النيسابوري. 322/ 4671/ الدوري: محمد بن عبد الباقي بن محمد. 221/ 4570/ الدوني: عبد الرحمن بن حمد بن الحسن. 80/ 4401/ الدِّيْنَوَرِيُّ: أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عباد. 370/ 4729/ الدينوري: علي بن عبد الواحد بن أحمد. 148/ 4481/ الذكواني: أحمد بن عبد الرحمن بن محمد. 399/ 4756/ الرازي: محمد بن أحمد بن إبراهيم. 391/ 4749/ الراشد بالله: منصور بن الفضل بن أحمد. 197/ 4538/ الربعي: علي بن الحسين بن عبد الله. 188/ 4522/ الرميلي: مكي بن عبد السلام بن الحسين. 264/ 4625/ الرواسي: عمر بن عبد الكريم بن سعدويه. 233/ 4585/ الرُّويَانِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَحْمَدَ. 175/ 4503/ الزاز: عبد الرحمن بن أحمد بن محمد. 343/ 4697/ الزَّعْفَرَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ مَرْزُوْقِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. 456/ 4833/ الزَّوْزَنِيُّ أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ علي بن محمود بن ماخرة. 282/ 4631/ الزينبي: حمزة بن محمد بن علي. 258/ 4618/ الساجي: المؤتمن بن أحمد بن علي. 51/ 4364/ السَّرَّاجُ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ محمد. 215/ 4564/ السراج: جعفر بن أحمد بن الحسن. 171/ 4499/ السَّرْخَسيُّ: الفَضْلُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الفَضْلِ. 137/ 4466/ السعيداني: عبد الله بن الحسين بن علي.

335/ 4686/ السعيدي: محمد بن بركات بن هلال. 244/ 4604/ السقطي: هبة الله بن المبارك بن درس. 133/ 4462/ السلار: مكي بن منصور بن محمد. 361/ 4716/ السلطان: غياث الدين محمد بن ألب أرسلان. 370/ 4728/ السلطان: محمود بن محمد بن ملكشاه. 203/ 4548/ السمرقندي: الحسن بن أحمد بن محمد. 25/ 4342/ السِّمْسَارُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي الأصبهاني. 114/ 4443/ السمسار: عبد الرحمن بن محمد. 325/ 4675/ السميرمي: علي بن أحمد بن علي. 224/ 4574/ السنجبستي: إسماعيل بن الحسن بن علي. 196/ 4537/ السوذرجاني: أحمد بن عبد الله بن أحمد. 146/ 4478/ السيبي: يحيى بن أحمد بن محمد. 433/ 4805/ السَّيِّدِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلِ بن عمر البسطامي. 444/ 4816/ الشاذياخي أَبُو الفُتُوْحِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ شَاه بنِ أحمد. 49/ 4361/ الشَّاشِيُّ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حامد. 305/ 4657/ الشاشي: محمد بن أحمد بن الحسن. 475/ 4851/ الشَّاطِبِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد الأندلسي المسند. 6/ 4323/ الشحامي: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محمد النيسابوري المستملي الشحامي. 215/ 4563/ الشعبي: عبد الرحيم بن قاسم الشعبي. 301/ 4650/ الشقاق: الحسين بن أحمد البغدادي. 243/ 4601/ الشقاني: العباس بن أحمد بن محمد. 161/ 4488/ الشيباني: عبد الواحد بن علوان بن عقيل. 174/ 4502/ الشيحي: عبد المحسن بن محمد بن علي. 194/ 4533/ الشيرجاني: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ. 225/ 4576/ الشيروي: عبد الغفار بن محمد بن الحسين.

100/ 4427/ الصاعدي: أحمد بن أحمد. 24/ 4341/ الصَّرَّامُ: أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ محمد النيسابوري. 421/ 4789/ الصيرفي: سعيد بن محمد بن بكر. 206/ 4551/ الطبري "آخر": الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ. 202/ 4546/ الطَّبَرِيّ: الحسين بن علي بن الحسين. 82/ 4405/ الطبسي: أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي جعفر الطبسي شيخ. 353/ 4708/ الطرطوشي: محمد بن الوليد بن خلف. 372/ 4732/ الطرقي: أحمد بن ثابت بن محمد. 178/ 4510/ الطريثيثي: أحمد بن علي بن الحسين. 335/ 4685/ الطغرائي: الحسين بن علي بن محمد. 200/ 4544/ الطلاعي: محمد بن الفرج. 87/ 4412/ العاصمي: أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد. 117/ 4450/ العباداني: جعفر بن محمد. 397/ 4755/ العبدري: محمد بن سعدون بن مرجى. 176/ 4506/ العبدي: أحمد بن محمد بن حسن. 449/ 4819/ العُثْمَانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يحيى الشافعي المقدسي. 477/ 4855/ العِجْلِيُّ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ سَعْدِ بنِ علي. 199/ 4541/ العجلي: سعد بن علي بن حسن العجلي. 427/ 4796/ العجلي: عثمان بن علي بن شراف. 373/ 4736/ العطار: أحمد بن عبد الباقي بن أحمد. 337/ 4689/ العلوي: حمزة بن العباس بن علي. 132/ 4461/ العميري: محمد بن علي بن محمد. 430/ 4803/ الغَازِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ محمد الأصبهاني. 267/ 4627/ الغزالي: محمد بن محمد بن أحمد الطوسي. 384/ 4744/ الغزي: إبراهيم بن يحيى بن عثمان. 285/ 4634/ الغسال: المبارك بن الحسين بن أحمد. 100/ 4426/ الغورجي: أحمد بن عبد الصمد.

138/ 4467/ الفارقي: الحسين بن أسد. 70/ 4390/ الفارمذي: أَبُو عَلِيٍّ الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارمذِيُّ الخُرَاسَانِيُّ. 226/ 4578/ الفامي: عبد الوهاب بن محمد بن محمد. 483/ 4864/ الفَتْحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خاقان القيسي الإشبيلي. 358/ 4712/ الفراء: علي بن الحسين بن عمر. 417/ 4785/ الفراوي: محمد بن الفضل بن أحمد. 342/ 4695/ الفرضي: هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مسلم. 250/ 4607/ الفضل بن محمد بن عبيد. 461/ 4839/ الفضيلي أبو المفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل. 165/ 4495/ الفقيه نصر: نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْر بن إِبْرَاهِيْمَ. 435/ 4809/ القارئ أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن صالح النيسابوري. 460/ 4838/ القاضي الزكي أبو الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز الشافعي. 463/ 4841/ القزاز أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ البغدادي. 226/ 4577/ القزويني: الجَلِيْلُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بن عَبْدِ اللهِ. 210/ 4557/ القزويني: محمد بن محمود بن الحسن. 243/ 4602/ القشيري: الفضل بن محمد بن عبيد. 372/ 4734/ القطائفي: أحمد بن عمر بن علي. 356/ 4709/ القلانسي: محمد بن الحسين بن بندار. 8/ 4329/ القَوَّاسُ: أَبُو الوَفَاءِ طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أحمد البغدادي. 175/ 4504/ القومساني: إسماعيل بن محمد بن عثمان. 317/ 4664/ القيرواني: مُحَمَّدُ بنُ عَتِيقِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة الله. 191/ 4528/ الكامخي: محمد بن أحمد بن محمد. 173/ 4501/ الكتبي: الحسين بن محمد. 385/ 4746/ الكراعي: محمد بن علي بن محمود. 169/ 4497/ الكرجي: أحمد بن الحسن بن أحمد. 88/ 4413/ الكُرْكَانجِيُّ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي بن حامد.

237/ 4592/ الكشاني: عبيد الله بن عمر بن محمد. 7/ 4325/ الكوسج: أَبُو المُظَفَّرِ مَحْمُوْدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ التميمي الأصبهاني. إلكيا: علي بن محمد بن علي. 465/ 4484/ اللفتواني أبو بكر محمد بن نصر شجاع بن أحمد. 195/ 4535/ اللواتي: مروان بن عبد الملك. 482/ 4863/ المَازَرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عمر المالكي. 357/ 4710/ المُتَوكِّلِي: أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ. 80/ 4402/ المُتَوَلِّي: أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَأْمُوْنِ النيسابوري. 193/ 4530/ المتولي: عبد الرحمن بن مأمون بن علي. 49/ 4363/ المُجَاشِعِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ فَضَالِ بنِ علي المجاشعي. 77/ 4396/ المَحْمِيُّ: أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبيد الله. 323/ 4672/ المخرمي: المبارك بن علي. 134/ 4463/ المديني: محمد بن محمد بن عبد الرحمن. 184/ 4516/ المراغي: عبد الباقي بن يوسف بن علي. 344/ 4699/ المرتب: علي بن أحمد بن محمد. 426/ 4795/ المزرفي: محمد بن الحسين بن علي البغدادي. 387/ 4748/ المسترشد بالله: الفضل بن أحمد بن عبد الله. 307/ 4659/ المستظهر بالله: أحمد بن عبد الله بن محمد. 369/ 4727/ المسجدي: سهل بن إبراهيم النيسابوري. 490/ 4871/ المصيصي أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد القوي. 229/ 4580/ المطرز: محمد بن محمد بن أحمد. 85/ 4410/ المظفر بن الأطفس سلطان الثغر. 84/ 4409/ المعتصم بن صمادح: محمد بن معن بن محمد بن أحمد بن صمادح. 126/ 4458/ المعتمد بن عباد: محمد بن عباد. 261/ 4622/ المعير: أحمد بن عبيد الله بن محمد.

52/ 4366/ المُقَوِّمِيُّ: أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أحمد. 78/ 4397/ الملك المؤيد: إبراهيم بن مسعود بن السلطان محمود بن سبكتكين. 79/ 4400/ المَهْرِيُّ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمَّارٍ الأَنْدَلُسِيُّ. 453/ 4828/ المُوْسَوِيُّ أَبُو البَرَكَاتِ مَهْدِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحُسَيْنِيُّ الواعظ. 353/ 4707/ الميداني: أحمد بن محمد بن أحمد. 427/ 4797/ الميهني: أسعد بن الفضل القرشي. 106/ 4435/ الناصحي: محمد بن عبد الله. 87/ 4411/ النَاصِرُ بنُ عِلْنَاسَ بنِ حَمَّادِ بنِ بُلُكِّيْنَ. 494/ 4875/ النَّسَفِيُّ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد الحنفي. 169/ 4496/ النسفي: الحسن بن عبد الملك بن علي. 21/ 4435/ النسوي: أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أحمد. 286/ 4635/ النسيب: علي بن إبراهيم بن العباس. 147/ 4480/ النعالي: الحسين بن أحمد بن محمد. 297/ 4642/ النهاوندي: الحسين بن نصر بن المرهف. 343/ 4696/ النوحي: إسحاق بن محمد بن إبراهيم. 5/ 4321/ النُّوْقَانِيُّ: أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ زَاهِرِ بنِ محمد. 131/ 4460/ الهكاري: علي بن أحمد بن يوسف. 112/ 4441/ الهمذاني: عبد الملك بن إبراهيم. 428/ 4800/ الوَاسِطِيُّ أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ الله بن أحمد البغدادي. 149/ 4482/ الوَرْكِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القاسم. 165/ 4494/ الوقشي: هشام بن أحمد بن خالد. 459/ 4837/ اليُوْسُفِيُّ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبد القادر الحربي. 420/ 4788/ اليونارتي: الحسن بن محمد بن إبراهيم. 17/ 4334/ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ: أَبُو المَعَالِي عَبْدُ المَلِكِ بنُ عبد الله بن يوسف الجويني النيسابوري.

138/ 4468/ أمير الجيوش: بدر بن عبد الله الأمير. 361/ 4717/ امير الجيوش: شاهنشاه بن بدر الجمالي. 433/ 4806/ أنو شروان بن خالد الوزير أبو نصر القاشاني. 326/ 4677/ إيلغازي: نجم الدين بن أرتق ابن أكسب. 83/ 4408/ بَادِيْسُ بنُ حَبُوْسَ بنِ مَاكْسَ بنِ بُلُكِّيْنَ. 451/ 4822/ بدر بن عبد الله الأرمني الشيحي أبو النجم. 198/ 4539/ بركياروق: بركياروق بن ملكشاه بن ألب بن آرسلان. 423/ 4791/ بنت زعبل: فاطمة بنت علي بن مظفي. 484/ 4865/ بهجة الملك أبو طالب علي ابن عبد الرحمن بن محمد. 294/ 4637/ تاج الإسلام: محمد بن منصور بن محمد. 147/ 4479/ تاج الملك: مرزبان بن خسرو. 394/ 4751/ تاج الملوك: بوري بن الأتابك طغتكين. 416/ 4783/ تاج الملوك: سيف الدولة بدران. 139/ 4469/ تتش: ابن ألب آرسلان. 436/ 4810/ تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ أَبِي العَبَّاسِ أبو القاسم الجرجاني. 202/ 4547/ ثابت بن بندار بن إبراهيم. 64/ 4378/ جعبر بن سابق القشيري الأمير. 371/ 4731/ جعفر بن عبد الواحد: أبو الفضل الأصبهاني الثقفي. 442/ 4813/ جمَال الإِسْلاَم أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّم الشَّافِعِيُّ. 217/ 4565/ جياش: جياش بن نجاح الحبشي. 48/ 4360/ حجاج بن قاسم السبتي أبو محمد. 359/ 4714/ حَفِيْدُ البَيْهَقِيِّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد. 405/ 4767/ حماد بن مسلم: أبو عبد الله الدباس. 107/ 4436/ حمد بن أحمد: أبو الفضل الأصبهاني. 394/ 4750/ حمزة بن هبة الله بن محمد بن الحسين. 7/ 4326/ حيدرة بن علي بن محمد القحطاني. 279/ 4628/ خميس بن علي: أبو الكرم الحوزي.

372/ 4733/ خوارزمشاه: محمد بن انوشتكين. 104/ 4431/ خواهر زاذه: محمد بن حسين. 318/ 4665/ خوروست: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حسين. 66/ 4382/ دبيس بن علي بن مزيد الأسدي. 415/ 4782/ دبيس: الملك نور الدولة. 206/ 4552/ دقاق: دقاق بن تتش بن ألب آرسلان. 93/ 4422/ رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي. 262/ 4624/ رضوان: ابن تتش بن ألب آرسلان. 431/ 4804/ زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي أبو القاسم. 261/ 4621/ سرفرتج: محمد بن علي بن محمد. 108/ 4437/ سليمان بن إبراهيم: أبو مسعود الأصبهاني. 284/ 4633/ شُجَاعُ بنُ فَارِسِ: بنِ حُسَيْنِ بنِ فَارِسِ أبو غالب الذهلي. 481/ 4862/ شرف الإسلام أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي الفرج. 193/ 4532/ شرف الملك: محمد بن منصور الخوارزمي. 316/ 4663/ شمس الأئمة: بكر بن محمد بن علي. 196/ 4536/ شمس الملك: نصر بن إبراهيم. 395/ 4752/ شَمْسُ المُلُوْك: إِسْمَاعِيْلُ بنُ بُورِي بنِ طُغْتِكِين. 36/ 4354/ شيخ الإسلام: أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري. 29/ 4348/ شيخ الشيوخ: أبو سعد أحمد بن محمد بن دوست دادا النيسابوري. 186/ 4519/ شيذله: عزيزي بن عبد الملك بن منصور. 251/ 4609/ شيرويه: ابن شهردار بن شيرويه. 315/ 4661/ صاحب إفريقية: يحيى بن تميم بن المعز. 235/ 4588/ صَاحِبُ الحِلَّةِ= صَدَقَةُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ دُبيسِ. 6/ 4324/ صَاحِبُ الرُّوْمِ: سُلَيْمَانُ بنُ قُتُلْمِشَ بنِ إِسْرَائِيْلَ السلجوقي. 228/ 4579/ صاحب الغرب: يوسف بن تاشفين اللمتوني.

24/ 4340/ صاحب الموصل: أبو المكارم مسلم بن قريش بن بدران العقيلي. 176/ 4505/ صاحب الهند: إبراهيم بن مسعود. 254/ 4613/ صاحب الهند: مسعود بن إبراهيم بن سبكتكين. 207/ 4553/ صَاحِبُ خُرَاسَان: أَرْسَلاَن أَرغون بنُ أَلب أَرْسَلاَن. 453/ 4826/ صاحب دمشق جمال الدين أبو المظفر محمد بن بوري بن طغتكين. 452/ 4825/ صاحب دمشق شهاب الدين أبو القاسم محمود بن بوري بن طغتكين. 161/ 4487/ صاحب سمرقند: الخان أحمد. 219/ 4566/ صَاحِبُ مَاردِينَ: سُقْمَانُ بنُ أُرْتُقَ بنِ أَكْسَبَ. 190/ 4526/ صاعد بن سيار بن يحيى. 403/ 4762/ صاعد بن سيار: ابن محمد بن عبد الله أبو العلاء الإسحاقي. 403/ 4764/ طاهر بن سهل: ابن بشر بن أحمد أبو محمد الإسفراييني. 115/ 4447/ طِرَادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ. 367/ 4725/ طغتكين: أبو منصور طغتكين الأتابك. 407/ 4769/ ظافر بن القاسم: ابن منصور أبو منصور الجذامي. 141/ 4472/ ظاهر: ظاهر بن أحمد بن علي. 295/ 4640/ ظريف بن محمد: ابن عبد العزيز بن أحمد أبو الحسن الحيري. 110/ 4440/ ظهير الدين: محمد بن الحسين. 434/ 4807/ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عبدِ الغَافِر الفارسي. 408/ 4772/ عبد الكريم بن حمزة: ابن الخضر بن العباس أبو محمد السلمي. 145/ 4477/ عبدوس: عبدوس بن عبد الله بن محمد. 250/ 4608/ عبيد بن محمد القشيري. 334/ 4684/ عثمان بن علي بن المعمر. 445/ 4833/ عطاء بن أبي سعد بن عطاء الثعلبي الهروي. 445/ 4817/ عماد الدولة بن هود: عبد الملك بن أحمد بن يوسف بن هود الجنامي أبو مروان. 303/ 4654/ عيسى بن شعيب: ابن إبراهيم أبو عبد الله السجزي. 424/ 4793/ عيسى بن محمد: ابن عبد الله بن عيسى أبو الأصبغ الزهري.

479/ 4858/ غانم بن أحمد بن الحسن الأصبهاني. 479/ 4859/ غانم بن خالد بن الواحد بن أحمد. 303/ 4653/ غيث بن علي: ابن عبد الله أبو الفرج الأرمنازي. 22/ 4337/ فاطمة بنت أبي علي الحسن بن علي الدقاق. 23/ 4338/ فَاطِمَةُ بِنْتُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ البَغْدَادِيِّ العَطَّارِ أم الفضل. 360/ 4715/ فاطمة: بنت عبد الله بن أحمد أم إبراهيم الأصبهانية. 260/ 4619/ فخر الملك: ابن عمار صاحب طرابلس. 437/ 4811/ قَاضِي المَرَسْتَانِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الباقي بن محمد الحنبلي النصري. 81/ 4403/ قاضي حلب: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَامِدِ البيكندي. 162/ 4490/ قسيم الدولة: آقسنقر التركي. 89/ 4414/ مازن: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ. 236/ 4591/ متولى همذان: زيد بن الحسين بن علي. 189/ 4523/ مجد الملك: أسعد بن موسى البلاشاني. 116/ 4448/ محمد بن أبي تمام. 328/ 4680/ محمد بن الحسن: أبو الفضل بن الموازيني. 287/ 4636/ محمد بن طاهر: ابن علي أبو الفضل. 320/ 4668/ محمد بن طرخان: ابن بلتكين أبو بكر التركي. 295/ 4639/ محمود بن الفضل: ابن محمود بن عبد الواحد أبو نصر. 53/ 4368/ مسعود بن ناصر بن عبد الله السجزي الركاب أبو سعيد. 45/ 4357/ معلى بن حيدرة الكتامي أبو الحسن. 495/ 4876/ ملك الخطا كوخان. 125/ 4457/ ملكشاه: ابن السلطان ألب آرسلان. 214/ 4561/ مهارش: مهارش بن مجلى ابن عكيث. 51/ 4365/ موسى بن عمران بن محمد الأنصاري النيسابوري. 124/ 4456/ نَاصِحُ الدِّيْنِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمِ بنِ عبد الوهاب. 69/ 4389/ نَافِلَةُ الإِسْمَاعِيْلِيُّ: أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَسْعَدَةَ بن إسماعيل.

115/ 4446/ نجيب بن ميمون: أبو سهل الواسطي. 144/ 4476/ نظام الملك: الحسن بن علي ابن إسحاق. 119/ 4451/ هبة الله بن عبد الرزاق. 105/ 4434/ هبة الله بن عبد الوارث. 484/ 4866/ وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي أبو بكر. 461/ 4840/ يوسف بن أيوب بن يوسف الهمذاني أبو يعقوب الصوفي.

سبطا الخياط، أخوه

المجلد الخامس عشر تابع الطبقة الثامنة والعشرون: سبطا الخياط، أخوه: 4878- سبطا الخياط 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُسْنِدُ المُقْرِئُ الصَّالِحُ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد بن عبد الله البغدادي. كَانَ أَسنَّ مِنْ أَخِيْهِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ الكَثِيْر بِإِفَادَة ابْنِ الخَاضِبَةِ. سَمِعَ أَبَا مُحَمَّدٍ الصَّرِيْفِيْنِيَّ، وَعَبْدَ الصَّمَدِ بن المأمون، وأبا الحسين ابن النَّقُّوْرِ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ العُكْبَرِيَّ النَّدِيْمَ، وَمَنْ بَعْدَهُم. حدث عنه: ابن عساكر، والسمعاني، وابن الجوزي، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: صَالِحٌ، حَسَنُ الإِقْرَاءِ، دَيِّنٌ، يَأْكُلُ مِنْ كَدِّ يَدِه، سَمِعَ الكَثِيْرَ بِإِفَادَةِ ابْنِ الخَاضِبَةِ فِي مَجْلِسِ عفيف القائمي. وقال أبو الفرج بن الجَوْزِيِّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ القُرْآنَ، مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 4879- أَخُوْهُ 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، مُقْرِئ العِرَاق، شَيْخ النُّحَاة، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ، سِبْطُ الإِمَامِ الزَّاهِدِ العَابِدِ أَبِي مَنْصُوْرٍ الخَيَّاط، وَإِمَامُ مَسْجِد ابْنِ جَرْدَةَ. وُلد سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، فِي شَعْبَانَ. وَتلقَّن القُرْآن مِنْ أبي الحسن بن الفاعوس.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 143"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 273"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 114-115". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 178"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 128-130".

وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ العُكْبَرِيّ، وَرِزْق اللهِ التَّمِيْمِيّ، وَطِرَادٍ الزَّيْنَبِيّ، وَنَصْر بن البَطِرِ، وَعِدَّةٍ. وَتَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى جدّه أَبِي مَنْصُوْرٍ الخَيَّاط، وَأَبِي الخَطَّابِ بن الجَرَّاحِ، وَثَابِتِ بنِ بُنْدَارَ، وَالشَّرِيْف عَبْد القَاهِرِ بن عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَبِي طاهر ابن سَوَّارٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الوَكِيْل، وَالمُعَمَّر يَحْيَى بن أَحْمَدَ السِّيْبِيِّ صَاحِبِ الحَمَّامِيِّ، وَأُبَيٍّ النَّرْسِيِّ، وَأَبِي الْعِزّ القَلاَنسِيّ. وَتَصدر لِلإِقْرَاءِ، وَصَنَّفَ الكُتُب الشهيرَة "كَالمُبهِجِ" وَ"الإِيجَاز" وَ"الكِفَايَة"، وأم بمسجد ابن جردة بضعًا وخمسين سَنَة، وَكَانَ مِنْ أَطيب النَّاس صَوْتاً بِالقُرْآنِ، وَختم عَلَيْهِ خلق كَثِيْر. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيّ، وَابْن الجَوْزِيِّ، وَيَحْيَى بن طَاهِر، وَمَحْمُوْد بن الدَّارِيج، وَإِسْمَاعِيْل بن إِبْرَاهِيْمَ السِّيْبِيّ، وَعَبْد اللهِ بن المُبَارَكِ بن سُكَيْنَة، وَعَبْد العَزِيْزِ بن مَنِيْنَا، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَخَلْق. وَتَلاَ عَلَيْهِ: الشِّهَاب مُحَمَّد بن يُوْسُفَ الغَزْنَوِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ الكَيَّالِ، وَصَالِح بن عَلِيٍّ الصرصرِي، وَالتَّاج الكِنْدِيّ، وَعَبْد الوَاحِدِ بن سُلْطَان، وَالمُبَارَك بن المُبَارَكِ بن زُرَيْقٍ الحَدَّاد، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الحِلِّيُّ ابْنُ الكَالِ، وَحَمْزَة بن القُبَّيْطِيّ، وَابْن سُكَيْنَة، وَزَاهِر بن رُسْتُمَ. وَقرَأَ عَلَيْهِ النَّحْو جَمَاعَة. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: لَمْ أَسْمَعْ قَارِئاً قَطُّ أَطيب صَوْتاً مِنْهُ، وَلاَ أَحْسَن أَدَاء عَلَى كبر سنّه، وَكَانَ لطيف الأَخلاَق، ظَاهِر الكَيَاسَة وَالظَّرَافَة، حَسنَ المُعَاشَرَة لِلْعوَامِّ وَالخَوَاصِّ. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ مُتَوَاضِعاً مُتودداً، حسن القِرَاءة، فِي المِحْرَاب، خُصُوْصاً ليَالِي رَمَضَان، وَقَدْ تَخَرَّجَ عَلَيْهِ خلق، وختموا عليه، وله تصانيف القِرَاءات، وَخُولِف فِي بَعْضهَا، وَشَنَّعُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ سَمِعْتُ أَنَّهُ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ، كَتَبْتُ عَنْهُ، وَعلَّقت عَنْهُ مِنْ شِعْرِهِ. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَحْمَد بن صَالِحٍ، وَبَالَغَ فِي تَعْظِيْمه، وَقَالَ: لَمْ يخلف في فنون مثله. وقال أبو الفرج بن الجَوْزِيِّ: مَا رَأَيْتُ أَكْثَر جَمعاً مِنْ جَمعِ جِنَازَتِهِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَرِيْرٍ القُرَشِيّ: دُفِنَ بِبَابِ حَرْب عِنْد جدّه أَبِي مَنْصُوْرٍ عَلَى دَكَّةِ الإِمَام أَحْمَد، وَكَانَ الْجمع يَفوت الإِحصَاء، غلَّق أَكْثَر البَلَد. تُوُفِّيَ فِي الثَّانِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْع الآخرِ، سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَمَاتَ فِي العَامِ مَعَهُ العَلاَّمَة الكَبِيْر، البَحْر الأَوْحَد، المُفَسِّرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ غَالِب بن تَمَّام بن عَطِيَّةَ المُحَارِبِيّ الأَنْدَلُسِيّ الغَرْنَاطِي، صَاحِب "التَّفْسِيْر"، عَنْ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: قرَأَ الأَدبَ عَلَى أَبِي الْكَرم بن فَاخِرٍ، وَلاَزمه نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً، قرَأَ عَلَيْهِ فِيْهَا "كِتَاب" سِيبَوَيْهٍ وَ"شَرْحَهُ" لِلسِّيرَافِي، وَ"الْمُحْتَسب" لابْنِ جِنِّيّ، و"المقتضب" للمبرد، و"الأصول" لابن السَّرَّاج، وَأَشيَاء. قَرَأْت "بِالمُبهِجِ" لَهُ عَلَى أَبِي أحمد بن سكينة.

الأنماطي

4880- الأنماطي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الحَافِظُ المُفِيْد، الثِّقَة المُسْنِدُ، بَقِيَّة السَّلَف، أَبُو البَرَكَاتِ، عَبْد الوَهَّابِ بن المُبَارَكِ بن أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارَ، البَغْدَادِيُّ، الأَنْمَاطِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ "الجَعدِيَات": مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الصَّرِيْفِيْنِيّ، وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ النَّقُّوْرِ، وَابْن البُسْرِيّ، وَعَبْد العَزِيْزِ الأَنْمَاطِيّ، وَأَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ، وَعَاصِمِ بنِ الحَسَنِ، وَرِزْق اللهِ التَّمِيْمِيّ، فَمَنْ بَعْدهُم. وَجَمَعَ فَأَوعَى، وَقَدْ قرَأَ عَلَى أَبِي الحُسَيْنِ بنِ الطُّيُوْرِيِّ جَمِيْع مَا عِنْدَهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نَاصِرٍ، وابن عساكر، والسمعاني، وأبو موسى المديني، وابن الجَوْزِيِّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَةَ، وَعُمَر بن طَبَرْزَدَ، وَيُوْسُف بن كَامِل، وَعَبْد العَزِيْزِ بن الأَخْضَر، وَعَبْد العَزِيْزِ بن مَنِيْنَا، وَأَحْمَد بن أَزْهَر، وَأَحْمَد بن يَحْيَى الدَّبِيْقِيّ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ بنِ هديَّةَ، وَخَلْق، وَمِنَ القُدَمَاء الحَافِظُ مُحَمَّد بن طَاهِر وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ حَافِظ ثِقَة مُتْقِن، وَاسِع الرِّوَايَة، دَائِم البِشر، سرِيع الدمعَة، حَسَنُ المُعَاشَرَة، خَرَجَ التَّخَارِيج، وَجَمَعَ مِنَ المَرْوِيَّات مَا لاَ يُوْصَف، وَكَانَ متصدياً لنشر الحَدِيْث، قَرَأْت عَلَيْهِ شَيْئاً كَثِيْراً. قُلْتُ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَكَانَ عَلَى طرِيقَة السَّلَف، وَمَا تَزَوَّجَ قَطُّ. وَقَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ رَفِيقُنَا عَبْد الوهاب حافظًا ثقةً، لديه معرفة جيدة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 149"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1076"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 116-117".

وَقَالَ ابْنُ نَاصِرٍ: كَانَ بَقِيَّةَ الشُّيُوْخ، سَمِعَ الكَثِيْر، وَكَانَ يَفْهَمُ، مَضَى مَسْتُوْراً، وَكَانَ ثِقَةً، لَمْ يَتزوَّج قَطُّ. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ أَيْضاً: لَعَلَّهُ مَا بَقِيَ جُزْء إلَّا قرَأَه، وَحصَّل نُسختَه، وَنسخ الكُتُب الكِبَار مِثْلَ "الطَّبَقَات" لابْنِ سَعْدٍ، وَ"تَارِيْخِ الخَطِيْبِ"، وَكَانَ متفرغاً لِلرِّوَايَةِ، وَكَانَ لاَ يَجُوْزُ الإِجَازَة عَلَى الإِجَازَة، وَصَنَّفَ فِي ذلك شَيْئاً، قَرَأْت عَلَيْهِ "الجعديَات" وَ"تَارِيخ الفَسَوِيِّ" وَانتقَاء البَقَّال عَلَى المُخَلِّص. وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كُنْت أَقرَأُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَبْكِي، فَاسْتفدتُ بِبُكَائِهِ أَكْثَر مِنِ اسْتفَادتِي بِرِوَايَته، وَانتفعت بِهِ مَا لَمْ أَنْتفعْ بِغَيْره. وَقَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ": هُوَ حَافِظُ عَصرِهِ بِبَغْدَادَ. قُلْتُ: وَمَاتَ مَعَهُ فِي عَامِ ثَمَانِيَةٍ: الشَّيْخ المُسْنِدُ أَبُو المَعَالِي عَبْدُ الخَالِقِ بنُ البَدَنِ الصَّفَّارُ، وَمُسْنَدَ أَصْبَهَانَ غَانِمُ بنُ خَالِدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ التَّاجِر، وَالمُسْنِدُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ صِرْمَا -وَهُوَ ابْنُ عَمَّةِ ابْنِ نَاصر- وَالخَطِيْب أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الْخضر المحولي المقرىء، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ المُظَفَّر بن الشَّهْرُزُوْرِيِّ المَوْصِلِيّ، وَالشَّيْخ أَبُو القَاسِمِ مَحْمُوْد بن عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيّ الخُوَارِزْمِيّ النَّحْوِيّ المُعْتَزِلِي، وَالوَزِيْر عَلِيّ بن طِرَادٍ الزَّيْنَبِيّ، وَأَبُو الوَفَاء غَانِمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنٍ الجُلُودِيُّ الأَصْبَهَانِيّ، وَشيخ الْوَعْظ أَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّد بن الفَضْلِ الإِسْفَرَايِيْنِي ابْنُ المُعْتَمِد المُتَكَلِّم. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ وَغَيْرُهُ إِجَازَةً قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ المُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ حَبَابَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ، أَنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَت إِحْدَى بَنَاتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمرنَا أَن نغسلهَا ثَلاَثاً أَوْ خَمْساً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، إِنْ رَأَيتُنَّ، وَأَن تَجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ شَيْئاً مِنْ سِدْرٍ وَكَافُوْر1. مُتَّفق عَلَى صِحَّته، وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ نَازلاً، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ شُعَيْبِ بنِ اللَّيْثِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ، عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، فوقع مصافحةً لشيوخنا.

_ 1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "1258"، وَمُسْلِمٌ "939"، وَأَبُو دَاوُدَ "3142"، وَالتِّرْمِذِيُّ "990"، وَالنَّسَائِيُّ "4/ 28-29".

ابن الزكي، ابن الشهرزوري

ابن الزكي، ابن الشهرزوري: 4881- ابن الزكي 1: قَاضِي دِمَشْقَ، القَاضِي المُنْتَجَبُ، أَبُو المَعَالِي، مُحَمَّد بن القاضي أبي الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز، القرشي الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ، وَيُعْرَفُ أَيْضاً بِابْنِ الصَّائِغِ. سَمِعَ أَبَا القَاسِمِ بنَ أَبِي العَلاَءِ، وَالحَسَنَ بنَ أَبِي الحَدِيْدِ، وَالفَقِيْهَ نَصراً المَقْدِسِيَّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ البُرِّيِّ، وَعِدَّةً، وَالقَاضِي الخِلَعِيِّ بِمِصْرَ، وَغَيْرَهُ، وَعَلِيَّ بنَ عَبْدِ المَلِكِ الدَّبِيْقِيَّ بِعَكَّا، وَحضر درس الفَقِيْه نَصْر، وَتَفَقَّهَ بِهِ. وَنَابَ عَنْ أَبِيْهِ فِي القَضَاءِ سَنَة عَشْرٍ لَمَّا حَجَّ أَبُوْهُ، ثُمَّ اسْتَقَلَّ بِالقَضَاءِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ أُخْتِهِ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ، وَقَالَ: كَانَ نَزِهاً عَفِيْفاً صَلِيباً فِي الحَكَمِ، وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ مَحْمُوْداً، حَسَنَ السِّيْرَةِ، شَفُوقاً وَقُوْراً، حَسَنَ المَنْظَر، مُتودِّداً. روى عنه: السمعاني، وابن عساكر، وابنهن وَطَرْخَان الشَّاغُوْرِيّ، وَأَبُو المَحَاسِنِ بن أَبِي لُقْمَةَ، وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ وَالِدُ القُضَاة بنِي الزَّكِيّ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائة، ودفن عند أبيه بمسجد القدم. 4882- ابن الشهرزوري 2: القَاضِي الكَبِيْر، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مُظَفَّرٍ، ابْنُ الشَّهْرُزُوْرِيّ المَوْصِلِيُّ الشَّافِعِيّ. شيخ عَالِم وَقور، وَافر الجَلاَلَة، وَلِيَ القَضَاءَ بِأَمَاكنَ، وَيُلَقَّبُ بِقَاضِي الخَافِقَيْنِ. تَفَقَّهَ عَلَى: الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَمِنْ أَبِي القَاسِمِ عَبْد العَزِيْزِ الأَنْمَاطِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَسَمِعَ بِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ، وَعُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ المَحْمِيِّ. رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ طَبَرْزَدَ، وَطَائِفَةٌ. وَقَدِمَ دِمَشْق غَيْرَ مَرَّةٍ رَسُوْلاً. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ خَمْس وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 272"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 116". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 155"، واللباب لابن الأثير 2/ 216-217"، ووفيات الأعيان "4/ 69-70"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 123".

ابن المعتمد

4883- ابن المعتمد 1: الوَاعِظ الكَبِيْر المُتَكَلِّم، أَبُو الفُتُوْحِ، مُحَمَّد بنُ الفضل الإسفراييني، المَعْرُوف بِابْنِ المُعْتَمِدِ. كَانَ رَأْساً فِي الوَعظِ، فَصِيْحاً، عذب العبَارَة، حُلْو الإِيرَاد، ظرِيفاً، عَالِماً، كَثِيْر المَحْفُوْظ، صُوْفِيَّ الشَّارَة، جَيِّد التَّصنِيف. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ الأَخْرَم، وَشِيْرَوَيْهِ الدَّيْلَمِيّ. رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَابْن عَسَاكِرَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ مِنْ أَفرَاد الدَّهْر فِي الْوَعْظ، دَقِيق الإِشَارَة، وَكَانَ أَوحد وَقتِه فِي مَذْهَب الأَشْعَرِيّ، وَلَهُ فِي التَّصَوُّف قَدَمٌ رَاسخ، صَنّف فِي الحقيقَة كُتباً مِنْهَا كِتَاب "كشف الأَسرَار"، وَكِتَاب "بَيَان القَلْب"، وَكِتَاب "بَث السِّرّ"، وَكُلُّ كتبه نُكتٌ وَإِشَارَات، ظهر لَهُ الْقبُول التَّام بِبَغْدَادَ، وَكَانَ يَتَكَلَّم بِمَذْهَب الأَشْعَرِيّ، فَثَارت الحَنَابِلَة، فَأَمر المُسْترشد بِإِخرَاجه، فَلَمَّا وَلِي المُقْتَفِي رَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ، وَعَاد فَعَادت الفِتَنُ، فَأَخرجُوهُ إِلَى بَلَده. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: هُوَ أَجرَأُ مَنْ رَأَيْتُهُ لِسَاناً وَجَنَاناً، وَأَكْثَرهُم فِيمَا يُورد إِعرَاباً وَإِحسَاناً، وَأَسرعهُم جَوَاباً، وَأَسلسهُم خطَاباً، مَعَ مَا رُزِقَ بَعْدَ صِحَّةِ العقيدَةِ مِنَ الخِصَال الحمِيدَةِ، وَإِرشَاد الْخلق، وَبَذْلِ النَّفْس فِي نُصْرَة الحَقِّ ... إِلَى أَنْ قَالَ: فَمَاتَ مبطوناً شهيداً غرِيباً، لاَزمتُ مَجْلِسه، فَمَا رَأَيْتُ مِثْله وَاعِظاً. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْت فِي كِتَاب أَبِي بَكْرٍ المَارستَانِي قال: حدثني قَاضِي القُضَاة أَبُو طَالِبٍ بنُ الحَدِيْثيِّ قَالَ: مرّ بِنَا أَبُو الفُتُوْحِ وَحَوْلَهُ خلق، مِنْهُم مَنْ يَصيح: لاَ نحرف ولاَ نصوب بَلْ عبَادَة، فَرجمه العوَامُّ حَتَّى تَرَاجَمُوا بِكَلْب مَيت، وَعظمت الفِتْنَة، لَوْلاَ قُرْبُهَا مِنْ بَاب النُّوْبِي، لَهلكَ جَمَاعَة، فَاتَّفَقَ جَوَاز عَمِيدِ بَغْدَاد مُوَفَّق الْملك، فَهَرَبَ مَنْ مَعَهُ، فَنَزَلَ، وَدَخَلَ إِلَى بعض

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 154"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 118".

الدَّكَاكِينِ، وَأَغلقهَا، ثُمَّ اجْتَمَع بِالسُّلْطَانِ، فَحكَى لَهُ، فَأَمر بِالقبضِ عَلَى أَبِي الفُتُوْحِ وَتَسفِيرِهِ إِلَى هَمَذَان، ثُمَّ إِلَى إِسْفَرَايِيْنَ، وَأَشْهَد عَلَيْهِ أَنَّهُ مَتَى خَرَجَ مِنْهَا، فَدمُهُ هدر. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: أُزعِجَ عَنْ بَغْدَاد، فَأَدْرَكه المَوْت بِبِسْطَامَ فِي ثَانِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَدُفِنَ بِجنب الشَّيْخ أَبِي يَزِيْدَ البِسْطَامِي. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ فِي "الْمُنْتَظِم": قَدِمَ السُّلْطَان مَسْعُوْد بَغْدَاد وَمَعَهُ الحَسَنُ بنُ أَبِي بَكْرٍ النَّيْسَابُوْرِيّ الحَنَفِيّ، أَحَدُ المُنَاظرِيْنَ، فَجَالَستُه، فَجَلَسَ بِجَامِعِ القَصْرِ، وَكَانَ يَلعن الأَشْعَرِيّ جهراً، وَيَقُوْلُ: كُن شَافِعِياً وَلاَ تَكُنْ أَشعرِياً، وَكُنْ حَنفِياً وَلاَ تَكُنْ مُعْتَزِلياً، وَكُنْ حَنْبَلياً، وَلاَ تَكُنْ مُشبِّهاً، وَكَانَ عَلَى بَابِ النِّظَامِيَّة اسْم الأَشْعَرِيّ، فَأَمر السُّلْطَان بِمحوِهِ، وَكَتَبَ مَكَانَهُ: الشَّافِعِيّ، وَكَانَ الإِسْفَرَايِيْنِي يَعظ فِي رِبَاطه، وَيذكر مَحَاسِن مَذْهَب الأَشْعَرِيّ، فَتقع الخُصُومَاتُ، فَذَهَبَ الغَزْنَوِيّ، فَأَخبر السُّلْطَانَ بِالفِتَنِ، وَقَالَ: إِنَّ أَبَا الفُتُوْح صَاحِبُ فِتْنَةٍ، وَقَدْ رُجم غَيْرَ مَرَّةٍ، وَالصَّوَاب إِخرَاجه، فَأُخْرِجَ، وَعَاد الحَسَن النَّيْسَابُوْرِيّ إِلَى وَطَنه، وَقَدْ كَانَتِ اللَّعْنَة قائمةً في الأَسواقِ، وَكَانَ بَيْنَ الإِسْفَرَايِيْنِي وَبَيْنَ الوَاعِظِ أَبِي الحَسَنِ الغَزْنَوِيِّ شَنآن، فَنُوْدِيَ فِي بَغْدَادَ أَنْ لاَ يَذْكُرَ أَحَدٌ مَذْهَباً. قُلْتُ: لَمَّا سَمِعَ ابْنُ عَسَاكِرَ بِوَفَاةِ الإِسْفَرَايِيْنِي أَملَى مَجْلِساً فِي المَعْنَى، سَمِعْنَاهُ بِالاتِّصَالِ، فَيَنْبَغِي لِلمُسْلِمِ أَنْ يَسْتَعيذَ مِنَ الفِتَنِ، وَلاَ يَشغَبَ بِذِكرِ غَرِيْبِ المَذَاهِبِ لاَ فِي الأُصُوْلِ وَلاَ فِي الفُرُوْعِ، فَمَا رَأَيْتُ الحركَةَ فِي ذَلِكَ تُحَصِّلُ خَيْراً، بَلْ تُثِيرُ شَرّاً وَعَدَاوَةً وَمَقْتاً لِلصُّلحَاءِ وَالعُبَّادِ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ، فَتمسَّكْ بِالسّنَة، وألزم الصَّمْت، وَلاَ تَخضْ فِيمَا لاَ يَعْنِيكَ، وَمَا أَشكلَ عَلَيْكَ فَرُدَّهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِه، وَقِفْ، وَقُلْ: اللهُ وَرَسُوْلُه أعلم.

شريح بن محمد

4884- شريح بن محمد 1: ابن شريح بن أحمد بن مُحَمَّدِ بنِ شُرَيْح بن يُوْسُفَ بنِ شُرَيْحٍ، الشَّيْخ، الإِمَام الأَوْحَدُ، المُعَمَّر، الخَطِيْب، شَيْخ المُقْرِئِين وَالمُحَدِّثِيْنَ، أَبُو الحَسَنِ الرُّعَيْنِيّ الإِشْبِيْلِيّ المَالِكِيّ، خطيب إِشْبِيْلِيَةَ. وُلِدَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. تَلاَ عَلَى: وَالِدِهِ العَلاَّمَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بِكِتَابِه "الكَافِي" فِي السَّبْعِ، وَحَمَلَ عَنْهُ عِلْماً كَثِيْراً، وَأَجَازَ لَهُ مَرْوِيَّاته أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ الظَّاهِرِي. وَسَمِعَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْظُوْر صَاحِب أَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ: عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ البَاجِي، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ خَزْرَج، وطائفة. قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ بنُ الدَّبَّاغ: لَهُ إِجَازَة مِنِ ابْنِ حَزْم، أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ ثِقَةً نَبيلٌ من أَصْحَابِنَا أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، وَلاَ أَعْلَم فِي شُيُوْخنَا أَحَداً عِنْدَهُ عَنِ ابْنِ حزم غَيْره، وَقَدْ سَأَلته: هَلْ أَجَازَ لَهُ ابْن حَزْمٍ ? فَسَكَتَ، وَأَحْسِبُهُ سَكَتَ عَنِ ابْنِ حزمٍ لِمَذْهَبِهِ. قُلْتُ: وَعَاينتُ فِي سَفِيْنَةٍ تَوَالِيفَ لابْنِ حَزْم بِخَطِّ السِّلَفِيّ وَقَدْ كتب: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الحَسَنِ شُرَيْح بن مُحَمَّدٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ. قَالَ الحَافِظُ خَلَفُ بنُ بَشْكُوَال: كَانَ أَبُو الحَسَنِ مِنْ جِلَّةِ المُقْرِئِينَ، مَعْدُوْداً فِي الأُدَبَاء وَالمُحَدِّثِيْنَ، خَطِيْباً بَلِيْغاً، حَافِظاً محسناً فَاضِلاً، مَلِيْح الخَطِّ، وَاسِع الْخلق، سَمِعَ مِنْهُ النَّاس كَثِيْراً، وَرَحَلُوا إِلَيْهِ، وَاسْتُقضِي بِبَلَدِهِ، ثُمَّ صُرف عَنِ القَضَاء، لَقِيْتُهُ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ، فَأَخَذتُ عَنْهُ. وَقَالَ اليَسع بن حَزْم: هُوَ إِمَام فِي التَّجويد وَالإِتْقَان، عَلَمٌ مِنْ أَعْلاَم البيَان، بَذَّ فِي صِنَاعَة الإِقْرَاء، وَبَرَّزَ فِي العَرَبِيَّة مَعَ علم الحَدِيْث وَفِقهِ الشرِيعَةِ، كَانَ إِذَا صَعِدَ المِنْبَر حنّ إِلَيْهِ جذع الخطَابَة، وَسُمِعَ لَهُ أَنِيْنُ الاسْتطَابَةِ، مَعَ خُشُوعٍ وَدُمُوع، رحلتُ إِلَيْهِ عَام أَرْبَعَة وَعِشْرِيْنَ، فَحملت عَنْهُ. قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خَيْر اللَّمْتُوْنِيّ، وَمُحَمَّد بن خَلَف بن صَاف، وَمُحَمَّد بن جَعْفَرِ بنِ حُمَيْدٍ البَلَنْسِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ الْجد الفِهْرِيّ، وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ الفَخَّارِ، وَمُحَمَّد بن يُوْسُفَ بنِ مفرج البَاقِي بتِلِمْسَان إِلَى سَنَةِ سِتّ مائَة، وَأَحْمَد بن عَلِيٍّ الحصَار، وَإِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدِ بنِ ملكُوْن النَّحْوِيّ، وَنَجَبَة بنُ يَحْيَى، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحجري، وَخَلْق، آخرهُم: عَبْد الرَّحْمَنِ بن عَلِيٍّ الزُّهْرِيّ الذي حدث عنه بصحيح البُخَارِيِّ فِي سَنَةِ "613". وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالسَّبْع عدد كَثِيْر، مِنْهُم أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مِقْدَام الرُّعَيْنِيّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ حسنُوْنَ الكُتَامِيّ، وَمَاتَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ الغَاسلِ، وَآخرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ فِي الدُّنْيَا بِالإِجَازَة أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بَقِيَ البَقَوِيّ البَاقِي إِلَى سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. مَاتَ شُرَيْح فِي الثَّالِث وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَتْ جِنَازَته مَشْهُوْدَة. وَفِيْهَا مَاتَ: رَئِيْس الشَّافِعِيَّة أَبُو مَنْصُوْرٍ سَعِيْد بن محمد بن الرزاز البغدادي مدرس النظامية.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 234-235"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 276"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 122".

البديع، الزيدي

البديع، الزيدي: 4885- البديع 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُتْقِن الفَقِيْه، مُفِيْد هَمَذَان، أَبُو علي أحمد بن سعد بن علي بن الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ بن عِنَانٍ العِجْلِيّ الهَمَذَانِيّ، المَعْرُوف بِالبَدِيْع. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ. وَسَمَّعَهُ أَبُوْهُ، ثُمَّ طلب بِنَفْسِهِ، وَرَحَلَ وَجَمَعَ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَرَجِ عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بنِ عبد الحميد كتاب "المتحابين" لابْنِ لاَل، وَسَمِعَ مِنْ بَكْر بن حَيْدٍ، وَيُوْسُف بن مُحَمَّدٍ الهَمَذَانِيّ، وَالشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ لمَا مرَّ بِهِم، وَسَمِعَ بِأَصْبَهَانَ مِنْ سُلَيْمَانَ الحَافِظ، وَالرَّئِيْس الثَّقَفِيّ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي الغَنَائِمِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ السَّمْعَانِيّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ: إِمَام ثِقَة، جَلِيْل الْقدر، وَاسِع الرِّوَايَة، لَهُ نَظْمٌ. وَقَالَ شِيْرَوَيْه: فَاضِل، يُرْجِع إِلَى عُلُوْمِ فِقهٍ وَأَدب، وَحَدَّثَ وَوَعظَ. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَبْره يُزَار. 4886- الزيدي 2: الشَّيْخُ العَلاَّمَة المُقْرِئ النَّحْوِيّ، عَالِم الكُوْفَة، وَشيخ الزَّيْديَة، أَبُو البَرَكَاتِ، عُمَرُ بن إِبْرَاهِيْمَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ بن يحيى بن الحسين بن الشَّهِيْدِ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ، العَلَوِيُّ الزَّيْدِيُّ الكُوْفِيُّ الحنفي، إمام مسجد أبي إسحاق السبيعي.

_ 1 سبقت ترجمته في الجزء الرابع عشر برقم ترجمة عام "4855"، وبتعليقنا رقم "554". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 161"، واللباب لابن الأثير "2/ 86"، وميزان الاعتدال "3/ 181"، ولسان الميزان "4/ 280-281" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 276"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 122-123".

وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَلَهُ إِجَازَة مِنْ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَلَوِيُّ، تَفَرَّدَ بِهَا. وَسَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ النَّقُّوْرِ، وَابْنَ البُسْرِيِّ، وَأَبَا الفَرَجِ بنَ عَلاَّنَ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ المَنْثُوْرِ الجُهَنِيَّ، وَمِنْ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الأَنْمَاطِيِّ. وَسكنَ الشَّام مُدَّة. وَأَخَذَ العَرَبِيَّةَ عَنْ أَبِي القَاسِمِ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ الفَارِسِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى، وَعِدَّة. وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالقِرَاءات يَعيشُ بنُ صَدَقَةَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخ كَبِيْر، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالفِقْه وَالحَدِيْث وَاللُّغَة وَالتَّفْسِيْرِ وَالنَّحْوِ، وَلَهُ التَّصَانِيْف فِي النَّحْوِ، وَهُوَ فَقِيرٌ قَانِع بِاليَسِيْر، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أَنَا زَيدِيُّ المَذْهَب، لَكِنِّي أُفتِي عَلَى مَذْهَب السُّلْطَان. وَحَكَى الحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ، عَنٍْ شَيْخ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي البَرَكَات أَنَّهُ يَقُوْلُ بالقَدَرِ وَبِخَلْقِ القُرْآنِ. توفي في شعبان سنة539.

ابن عبد السلام

4887- ابن عبد السلام 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، المُحَدِّثُ المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى، البَغْدَادِيّ الكَاتِب. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا مُحَمَّدٍ الصَّرِيْفِيْنِيّ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ النَّقُّوْرِ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ البُسْرِيِّ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ العُكْبَرِيّ، وَالحَافِظ الأَمِيْر أَبَا نَصْرٍ بن مَاكُوْلاَ، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْن السَّمْعَانِيّ، وَبُزْغُش مَوْلَى ابْنِ حَمْدِي، وَإِسْحَاقُ بنُ عَلِيٍّ البَقَّال، وَأَبُو شُجَاعٍ مُحَمَّدُ بنُ المَقْرُوْنِ، وَالمُبَارَك بن المُبَارَكِ الحَدَّاد، وَالوَزِيْر يَحْيَى بن زَبَادَةَ، وَيَحْيَى بن يَاقُوْت، وعمر بن طبرزد، وزيد بن الحسن الكندي، وَسُلَيْمَان بن المَوْصِلِيّ، وَيُوْسُف بن أَبِي حَامِد الأُرْمَوِيّ، وَخَلْق. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخ كَبِيْر، مِنْ بَيْتِ الرِّئَاسَةِ وَالتَّقَدُّمِ، وَاسِع الرِّوَايَةِ، صَاحِب أُصُوْلٍ حَسَنَةٍ مَلِيحَةٍ، سَمِعَ بِنَفْسِهِ، وَأَكْثَر، وَنَقَلَ وَجَمَعَ، أَكْثَرُ سَمَاعِهِ بقِرَاءة ابْنِ الخَاضِبَةِ، قَرَأْت عَلَيْهِ الكَثِيْر، وَكَانَ يَنحدر إِلَى وَاسِط مِنْ جِهَةِ الخَلِيْفَة عَلَى الأَعْمَال الَّتِي بِهَا، مَاتَ فِي سَابع رَجَبٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 163"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 276"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 122".

فاطمة بنت البغدادي، أكز

فاطمة بنت البغدادي، أكز: 4888- فاطمة بنت البغدادي 1: الشَّيْخَةُ العَالِمَة الوَاعِظَة الصَّالِحَة المُعَمَّرَة، مُسْنَدَة أَصْبَهَان، أم البهاء، فاطمة بنت محمد بن أَبِي سَعْدٍ أَحْمَد بن الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ البَغْدَادِيِّ الأَصْبَهَانِيِّ. مَوْلِدهَا بَعْد الأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَتْ مِنْ: أَحْمَد بنِ مَحْمُوْد الثَّقَفِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن مَنْصُوْر سبط بحرويه، وَأَبِي الفَضْلِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ الرَّازِيّ المُقْرِئ، وَسَعِيْد بن أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّار. وَعُمِّرتْ، وَتَفردت بِأَشيَاءَ. حَدَّثَ عَنْهَا: السَّمْعَانِيّ، وَابْن عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي طَالِبٍ بن شَهْرَيَار، وعبد اللطيف بن محمد الخوارزمي، ومحمد بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الرَّارَانِيّ، وَجَعْفَر بن مُحَمَّد آيوسَان، وَابْنُ بِنْتِهَا دَاوُد بن مَعْمَرٍ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيخَةٌ، مُعَمَرَّةٌ، مُسْنَدَةٌ، وَأَرَّخَ مَوْلِدَهَا. وَقَالَ أَبُو مُوْسَى: تُوُفِّيَتْ فِي الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ: ولها قريب من أربع وتسعين سنة. 4889- أكز: وَاقفُ المَدْرَسَةِ الأَكزِيَّةِ بِدِمَشْقَ، حُسَامُ الدّينِ الحَاجِبُ. مِنْ كُبَرَاءِ أُمَرَاءِ دِمَشْقَ. أُمسِكَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَسُمِلَتْ عَينَاهُ، وَسُجِنَ، وَأُخِذتْ أَمْوَالُهُ.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 123".

ابن طراد

4890- ابن طراد 1: الوزير الكبير، أبو القاسم، علي بن النَّقيبِ الكَامِلِ أَبِي الفَوَارِسِ طِرَادِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، الزَّيْنَبِيُّ، البَغْدَادِيُّ. مرَّ أَبُوْهُ وَأَعمَامُهُ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ، وَعَمَّيْهِ؛ أَبِي نَصْرٍ وأبي طالب، وأبي القاسم بن البُسْرِيِّ، وَرِزقِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ، وَابْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيِّ، وَنظَامِ المُلْكِ، وَعِدَّةٍ. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ. رَوَى الكَثِيْرَ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَةَ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَصِيَّةَ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم. وَكَانَ يَصلحُ لإِمرَةِ المُؤْمِنِيْنَ، وَلِي أَوَّلاً نَقَابَةَ العَبَّاسِيِّيْنَ بَعْدَ وَالِدِهِ، وَعَظُمَ شَأْنُهُ إِلَى أَنْ وَزَرَ لِلمُسْترشِدِ سَنَةَ523، فَقَلَّدَ أَخَاهُ أَبَا الحَسَنِ مُحَمَّدَ بنَ طِرَادٍ النَّقَابَةَ، ثُمَّ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ قُبِضَ عَلَى الوَزِيْرِ عَلِيٍّ، وَحُبِسَ، وَاحتِيْطَ عَلَى أَمْوَالِهِ وَنَائِبِهِ، وَأَقَامُوا فِي نِيَابَةِ الوزَارَةِ مُحَمَّدَ بنَ الأَنْبَارِيِّ، ثُمَّ أُطْلِقَ بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَقُرِّرَ عَلَيْهِ مَالٌ يَزِنُهُ، وَوَزَرَ أَنُوشروَانُ قَلِيْلاً، ثُمَّ أُعِيْدَ ابْنُ طِرَادٍ إِلَى الوزَارَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ، وَزِيْدَ فِي تَفخِيمِهِ. ثُمَّ سَارَ فِي خِدمَةِ المُسْترشِدِ لِحَرْبِ مَسْعُوْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَلِكْشَاه، فَلَمَّا قُتِلَ المُسْترشدُ قَبضُوا عَلَى الوَزِيْرِ، ثُمَّ تَوجَّهَ مَسْعُوْدٌ بجَيْشِهِ إِلَى بَغْدَادَ وَمَعَهُ الوَزِيْرُ أَبُو القَاسِمِ، فَوَصَلَ الوَزِيْرُ سَالِماً، وَقَدْ هَرَبَ الرَّاشدُ بِاللهِ وَلَدُ المُسْترشدِ إِلَى المَوْصِلِ، فَدبَّرَ الوَزِيْرُ فِي خلعِهِ، وَبَايعَ المُقْتَفِي، فَاسْتوزَرَهُ، وَعظم مُلكُه، فَلَمْ يَزَلْ عَلَى الوزَارَةِ إلى أن هرب إلى دار السُّلْطَانِ مُسْتجيراً بِهَا لأَمرٍ خَافَهُ، وَنَاب فِي الوزَارَةِ قَاضِي القُضَاةِ الزَّيْنَبِيُّ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ، ثُمَّ اسْتوزَرَ المُقْتَفِي ابْنَ جَهِيرٍ، ثُمَّ قَدِمَ السُّلْطَانُ مَسْعُوْدٌ بَغْدَادَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ، وَلَزِمَ ابْنُ طِرَادٍ بَيْتَهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ عَلِيُّ بنُ طِرَادٍ صدراً مَهِيْباً وَقُوْراً، دقيقَ النَّظَرِ، حَادَّ الفرَاسَةِ، عَارِفاً بِالأُمُوْرِ السَّنِيَّةِ العِظَامِ، شُجَاعاً، جَرِيئاً، خلعَ الرَّاشدَ، وَجَمَعَ النَّاسَ عَلَى خَلعِهِ وَمُبَايعَةِ المُقْتَفِي فِي يَوْمٍ، ثُمَّ إِنَّ المُقْتَفِي تَغَيَّرَ رَأْيُهُ فِيْهِ، وَهَمَّ بِالقبضِ عَلَيْهِ، فَالتَجَأَ إِلَى دَارِ السطان، فَلَمَّا قَدِمَ السُّلْطَانُ أَمرَ بِحملِهِ إِلَى دَارِهِ مُكَرَّماً، فَاشْتَغَلَ بِالعِبَادَةِ، وَكَانَ كَثِيْرَ التِّلاَوَةِ وَالصَّلاَةِ، دَائِمَ البِشْرِ، لَهُ إِدرَارٌ عَلَى القُرَّاءِ وَالزُّهَّادِ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ الكَثِيْرَ، وَكَانَ يُكرمنِي غَايَةَ الإِكرَامِ، وَأَوّلُ مَا دَخَلتُ عَلَيْهِ فِي وَزَارتِهِ قَالَ: مَرْحَباً بصنعَةٍ لاَ تَنفُقُ إلَّا عِنْدَ المَوْتِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الجِيْلِيُّ: مَاتَ الوَزِيْرُ شرفُ الدّينِ عَلِيُّ بنُ طِرَادٍ فِي مُسْتهلِّ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَشَيَّعَهُ وزير الوقت أبو نصر ابن جهير وخلائق، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 151"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 273-274" وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 117".

الزمخشري

4891- الزمخشري 1: العَلاَّمَةُ، كَبِيْرُ المُعْتَزِلَةِ، أَبُو القَاسِمِ مَحْمُوْدُ بنُ عمر بن محمد، الزمخشري الخوارزمي النحوي، صاحب "الكشاف" و"المفصل". رحلَ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ نَصْرِ بنِ البَطِرِ وغيره. وَحَجَّ، وَجَاورَ، وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّةٌ. ذَكَرَ التَّاجُ الكِنْدِيُّ أَنَّهُ رَآهُ عَلَى بَابِ الإِمَامِ أَبِي مَنْصُوْرٍ بنِ الجوَالِيقِيِّ. وَقَالَ الكَمَالُ الأَنْبَارِيُّ: لَمَّا قَدِمَ الزَّمَخْشَرِيُّ لِلْحَجِّ، أَتَاهُ شَيْخُنَا أَبُو السَّعَادَاتِ بنُ الشَّجرِيِّ مُهَنِّئاً بِقدومِهِ، وَقَالَ: كَانَتْ مُسَاءلَةُ الرُّكبَانِ تُخْبرنِي ... عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ أَطيبَ الخَبَرِ حَتَّى الْتَقَيْنَا فَلاَ وَاللهِ مَا سَمِعَتْ ... أُذني بِأَحْسَنَ مِمَّا قَدْ رَأَى بَصْرِي وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَلَمْ يَنطقِ الزَّمَخْشَرِيُّ حَتَّى فَرغَ أَبُو السَّعَادَاتِ، فَتَصَاغرَ لَهُ، وَعظَّمَهُ، وَقَالَ: إِنَّ زَيدَ الْخَيل دَخَلَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ: "يَا زَيْد! كُلُّ رَجُلٍ وُصفَ لِي وَجَدْتُهُ دون الصِّفَةِ إلَّا أَنْتَ، فَإِنَّك فَوْقَ مَا وُصِفْتَ وَكَذَلِكَ الشَّرِيْفُ"، وَدَعَا لَهُ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَزَيْنَبُ بنت الشعري.

_ 1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 156"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمته 711"، واللباب لابن الأثير "2/ 74"، وميزان الاعتدال "4/ 78"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1283". والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 274"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 118- 121".

وَرَوَى عَنْهُ أَنَاشيدَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخوارزمي، وأبو سعد أحمد ابن مَحْمُوْدٍ الشَّاشِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. وَكَانَ مَوْلِدُهُ بزَمَخْشَرَ -قَرْيَةٍ مِنْ عَمَلِ خُوَارِزْم- فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَانَ رَأْساً فِي البلاغَةِ وَالعَرَبِيَّةِ وَالمَعَانِي وَالبيَانِ، وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّدٌ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: أَنشدنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنشدنِي الزَّمَخْشَرِيُّ لِنَفْسِهِ يَرْثِي أُسْتَاذَهُ أَبَا مُضَرَ النَّحْوِيَّ: وقائلةٍ مَا هَذِهِ الدُّرَرُ الَّتِي ... تُسَاقِطُهَا عينَاك سِمْطَيْنِ سِمْطَيْنِ فَقُلْتُ هُوَ الدُّرُّ الَّذِي قَدْ حشَا بِهِ ... أَبُو مضرٍ أُذني تَسَاقَطَ مِنْ عيني أَنْبَأَنِي عِدَّةٌ عَنْ أَبِي المُظَفَّرِ بنِ السَّمْعَانِيِّ، أَنشدنَا أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدٍ القَاضِي بِسَمَرْقَنْدَ، أَنشدنَا أُسْتَاذِي مَحْمُوْدُ بنُ عُمَرَ: أَلاَ قُلْ لِسُعْدَى ما لنا فيك من وطر ... وما تطّيبنا النُّجْلَ مِنْ أَعْيَنِ البَقَرْ فَإِنَّا اقتصرنَا بِالَّذِيْنَ تَضَايَقَتْ ... عيونُهُم وَاللهُ يَجزِي مَنِ اقتصرْ مليحٌ وَلَكِنْ عِنْدَهُ كُلُّ جفوةٍ ... وَلَمْ أَرَ فِي الدُّنْيَا صفَاءً بِلاَ كَدَرْ وَلَمْ أَنْسَ إِذْ غَازَلْتُهُ قُرْبَ روضةٍ ... إِلَى جَنْبِ حَوْضٍ فِيْهِ لِلمَاءِ مُنْحَدَرْ فَقُلْتُ لَهُ جِئنِي بوردٍ وَإِنَّمَا ... أَردْتُ بِهِ وَردَ الخُدودِ وَمَا شَعَرْ فَقَالَ انتظرني رجع طرفٍ أجىء بِهِ ... فَقُلْتُ لَهُ هَيْهَاتَ مَا فِيَّ مُنْتَظَرْ فَقَالَ وَلاَ وردٌ سِوَى الخَدِّ حاضرٌ ... فَقُلْتُ لَهُ إِنِّيْ قَنِعْتُ بِمَا حَضَرْ قُلْتُ: هَذَا شعرٌ ركيكٌ لاَ رَقِيق. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنَيْسَابُوْرَ، عَنِ الزَّمَخْشَرِيِّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ البَطِرَةِ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً مِنْ "المَحَامِلِيَّاتِ". قَالَ السَّمْعَانِيُّ: بَرَعَ فِي الآدَابِ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَرَدَ العِرَاقَ وَخُرَاسَانَ، مَا دَخَلَ بَلَداً إلَّا وَاجتمعُوا عَلَيْهِ، وَتَلْمَذُوا لَهُ، وَكَانَ عَلاَّمَةً نَسَّابَةً، جَاور مُدَّةً حَتَّى هَبَّتْ عَلَى كَلاَمِهِ رِيَاحُ البَادِيَةِ. مَاتَ لَيْلَةَ عرفَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: لَهُ "الفَائِقُ" فِي غَرِيْبِ الحَدِيْثِ، وَ"رَبِيْعُ الأَبرَارِ"، وَ"أَسَاسُ البلاغَةِ"، وَ"مُشتَبه أَسَامِي الرُّوَاةِ"، وَكِتَابُ "النَّصَائِح"، وَ"المنهَاجُ فِي الأُصُوْلِ"، وَ"ضَالَّةُ النَّاشدِ". قِيْلَ: سقطَتْ رِجْلُهُ، فَكَانَ يَمْشِي عَلَى جَاون خشب، سَقَطت مِنَ الثَّلجِ. وَكَانَ دَاعِيَةً إِلَى الاعتزَالِ، اللهُ يُسَامِحُهُ.

البحيري

4892- البحيري 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ الصَّالِحُ، مُسْنِدُ نَيْسَابُوْرَ، أَبُو بَكْرٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ، البَحِيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ البَيْهَقِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ مَنْصُوْرٍ المَغْرِبِيَّ، وَالإِمَامَ أَبَا القَاسِمِ القُشَيْرِيَّ، وَوَالِدَهُ، وَعَمَّهُ عَبْدَ الحَمِيْدِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المِيكَالِيَّ، وَأَبَا سهلٍ الحفصيَّ، وَعِدَّةً. وَتَفَرَّدَ بِسَمَاعِ "المُتَّفق وَالمُفتَرَقِ" لِلْجَوْزَقِي عَنِ المغربي. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ فَضْلِ اللهِ السالاري، والمؤيد ابن مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَأَجَازَ لِعَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ السَّمْعَانِيِّ. وَهُوَ مِنْ بَيْتِ رِوَايَةٍ وَدِينٍ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَمَاتَ أَبُوْهُ العَدْلُ الجَلِيْلُ أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ اللهِ بَعْدَ السِّتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. يَرْوِي عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَبْدِ المَلِكِ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ وَجَمَاعَةٍ. يَرْوِي عنه: زاهر الشحامي في "مشيخته".

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 125-126".

الطبقة التاسعة والعشرون

الطبقة التاسعة والعشرون: 4893- سعد الخير 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ المُتْقِنُ، الجَوَّالُ الرَّحَّالُ، أَبُو الحَسَنِ، سَعْدُ الخَيْرِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، البَلَنْسِيُّ، التَّاجِرُ. سَارَ مِنَ الأَنْدَلُسِ إِلَى إِقْلِيْمِ الصِّيْنِ، فَترَاهُ يَكتُبُ: سَعْدُ الخَيْرِ الأَنْدَلُسِيُّ، الصِّينِيُّ. وَكَانَ مِنَ الفُقَهَاءِ العُلَمَاءِ. سَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ طِرَادٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَابْنِ طلحة النعالي، وابن البطر، وَطَبَقَتِهِم، وَبِأَصْبَهَانَ أَبَا سَعْدٍ المَطَرِّزَ وَطَائِفَةً، وَبِالدُّوْنِ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَمْدٍ. ثُمَّ سَمَّعَ بِنْتَهُ فَاطِمَةَ مِنْ فَاطِمَةَ الجُوْزْدَانِيَّةِ كَثِيْراً، وَهِيَ حَاضِرَةٌ، وَسَمَّعَهَا بِبَغْدَادَ مِنْ أَصْحَابِ الجَوْهَرِيِّ، وَحصَّلَ الكُتُبَ الجيِّدَةَ، ثُمَّ اسْتَقرَّ بِبَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسِّلَفِيُّ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَالمَدِيْنِيُّ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَالكِنْدِيُّ، وَابْنتُهُ فَاطِمَةُ، وَزوجُهَا عَلِيُّ بنُ نَجَا الوَاعِظُ. وَتَفَقَّهَ عَلَى الغَزَّالِيِّ. وَقرَأَ الأَدبَ عَلَى أَبِي زَكَرِيَّا التِّبْرِيزِيِّ. مَاتَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ الجَوْزِيِّ وَغَيْرُهُ. ذَكَرَ السَّمْعَانِيَّ أَنَّهُ حُمِلَ إِلَى قَاضِي المرستَان يَسِيرَ عُوْدٍ، فَدَفَعَهُ إِلَى جَارِيَةِ القَاضِي، فَلَمْ تَعرِفْهُ بِهِ لقلَّتِهِ. قَالَ: فَجَاءَ، وَقَالَ: يَا سيِّدَنَا، وَصلَ العُوْدُ? قَالَ: لاَ. قَالَ: دفَعْتُهُ إِلَى الجَارِيَةِ، فَسَأَلهَا عَنْهُ، فَاعْتلَّتْ بقِلَّتِهِ، وَأَحَضَرَتْهُ، فَرمَاهُ القَاضِي، وَقَالَ: لاَ حَاجَةَ لَنَا فِيْهِ. ثُمَّ إِنَّ سَعْدَ الخَيْرِ طَلَبَ مِنْهُ أَنْ يُسَمِّعَ وَلدَهُ جَابِراً جُزءَ الأَنْصَارِيِّ، فَحَلَفَ أَنْ لاَ يُحَدِّثهُ به إلَّا بِخَمْسَةِ أَمْنَاء عُوْداً، فَبقِي يُلِحُّ عَلَى القَاضِي أَنْ يُكَفِّرَ يَمِيْنَهُ، فَمَا فَعلَ، وَلاَ هو حمل شيئًا.

_ 1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 176"، واللباب لابن الأثير "1/ 176"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 128".

ابن الإخوة، شيخ الشيوخ

ابن الإخوة، شيخ الشيوخ: 4894- ابن الإخوة: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الإِخْوَةِ البَغْدَادِيُّ العَطَّارُ الوَكِيْلُ، جدُّ المُؤَيَّدِ بنِ الإِخْوَةِ. سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بنَ البُسْرِيِّ، وَغَيْرَهُ، وَتَفَرَّدَ بِـ"المُجْتَنَى" لابْنِ دُرَيْدٍ عَنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ العُكْبَرِيِّ. رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَطَائِفَةٌ خَاتِمَتُهُم الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ. وَعَاشَ سِتّاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ بَهِيٌّ، حَسَنُ المَنْظَرِ، خَيِّرٌ، مُتقَرِّبٌ إِلَى أَهْلِ الخَيْرِ، وَهُوَ أَبُو شَيْخَيْنَا عَبْدِ الرَّحِيْمِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ. تُوُفِّيَ فِي خَامِسِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 4895- شَيْخُ الشُّيُوْخِ 1: الشيخ الصالح، أبو البركات، إسماعيل بن أَبِي سَعْدٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دُوْسْتَ، النيسابوري. وُلِدَ سَنَةَ465 بِبَغْدَادَ. فَسَمِعَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ البُسْرِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَرِزْقِ اللهِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنَاهُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ، وَأَبُو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَةَ وَهُوَ سِبْطُهُ، وَسُلَيْمَانُ المَوْصِلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ العَاقُوْلِيّ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: وَقورٌ مَهيبٌ، عَلَى شَاكلَةٍ حَمِيدَةٍ، مَا عَرَفْتُ لَهُ هَفْوَةً، قَرَأْتُ عَلَيْهِ الكَثِيْرَ، وَكُنْتُ نَازِلاً بِرِباطِهِ. قال ابن النجار: سمعت ابن سكينة يقول: كُنْتُ حَاضِراً لَمَّا احتُضِرَ، فَقَالَتْ لَهُ أُمِّي: يَا سيِّدِي مَا تَجِدُ? فَمَا قَدِرَ عَلَى النطق، فكتب على يدها: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 89] ، ثُمَّ مَاتَ. قُلْتُ: مَاتَ فِي عَاشرِ جُمَادَى الآخِرَةَ، سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَعَمِلُوا لموته وليمةً بنحو ثلاث مائة دينار.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 174"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 280" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 128".

شافع، ابن الآبنوسي

شافع، ابن الآبنوسي: 4896- شافع 1: ابن عبد الرشيد، العَلاَّمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الجِيْلِيُّ، ثُمَّ الكَرْخِيُّ، من كبار أئمة الشافعية. رَحَلَ، وَتَفَقَّهَ عَلَى الغَزَّالِيِّ، وَإِلْكِيَا. وَسَمِعَ بِالبَصْرَةِ مِنَ القَاضِي أَبِي عُمَرَ النُّهَاوَنْدِيِّ. وَتَصدَّرَ لِلْعِلْمِ بِبَغْدَادَ. رَوَى عَنْهُ السَّمْعَانِيُّ. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عشر الثمانين. 4897- ابن الآبنوسي 2: الفقيه المفتي العابد، أبو الحسن، أحمد بن الإِمَامِ المُحَدِّثِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ الآبَنُوْسِي، البَغْدَادِيُّ الشَّافِعِيُّ الوَكِيْلُ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بنَ البُسْرِيِّ، وَإِسْمَاعِيْل بنَ مَسْعَدَةَ، وَأَبَا نصر الزينبي، وعدة، وتفق عَلَى قَاضِي القُضَاةِ الحَمَوِيِّ. وَنَظَرَ فِي الكَلاَمِ وَالاعتزَالِ، ثُمَّ لَطَفَ اللهُ بِهِ، وَصَارَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالمُتَابعَةِ، وَكَانَ يَدْرِي المَذْهَبَ وَالفَرَائِضَ وَالخلاَفَ وَالشُّروطَ، ثِقَةً زَاهِداً مُصَنِّفاً ذكَّاراً، مُتَأَلِّهاً، مؤثرًا للانقطاع. رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَالكِنْدِيُّ، وَسُلَيْمَانُ المَوْصِلِيُّ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِنْتُهُ شرفُ النِّسَاءِ. مَاتَ فِي ثَامنِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَمَاتَ أَبُوْهُ بَعْدَ الخمس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 177". 2 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 185"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1294"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 130".

ابن الأشقر، ابن أخت الطويل

ابن الأشقر، ابن أخت الطويل: 4898- ابْنُ الأَشْقَرِ 1: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، الدَّلاَّلُ البَغْدَادِيُّ ابْنُ الأَشْقَرِ. سَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ بنَ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَابْنَ هَزَارْمَرْدَ الصَّرِيْفِيْنِيَّ. وَعَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَتُرْكُ بنُ مُحَمَّدٍ العَطَّارُ، وَأَحْمَدُ بنُ الأَصْفَرِ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي الفَتْحِ، وَعِدَّةٌ. صَالِحٌ خَيِّرٌ، صَحِيْحُ السَّمَاعِ. مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 4899- ابْنُ أُخْتِ الطَّوِيْلِ 2: الشَّيْخُ الصَّالِحُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ هَمَذَانَ، أَبُو بَكْرٍ، هِبَةُ اللهِ بنُ الفَرَجِ، الهَمَذَانِيُّ ابْنُ أُخْتِ الطَّوِيْلِ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدٍ الخطيب، وأبي الفضل القُوْمَسَانِيِّ الإِمَامِ، وَأَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ البجلي الجريري، وبكر ابن حَيْدٍ، وَسُفْيَانَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ فَنْجَوَيه، وَعَبْدُوسِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو العَلاَءِ العَطَّارُ، وَأَوْلاَدُهُ؛ أَحْمَدُ، وَعَبْدُ الغَنِيِّ وَوَاثِلَةُ، وَالمُؤَيَّدُ بنُ الإِخْوَةِ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَعِدَّةٌ. وَأَجَازَ -فِيْمَا قِيْلَ لِعَبْدِ الخَالِقِ النِّشْتَبْرِيّ. وَكَانَ مِنْ خيَارِ الشُّيُوْخِ. كَانَ الحَافِظُ أَبُو العَلاَءِ يَقُوْلُ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْخٍ بِهَمَذَانَ. وَأَثْنَى عَلَيْهِ السَّمْعَانِيُّ فِي "تَحْبيرِهِ"، وَذَكَرَ مَوْلِدَهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ، وَقَالَ لأَبِي العَلاَءِ: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ. فَمِنْ مَسْمُوْعَاتِهِ "السُّنَن" مِنَ البَجَلِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ لاَلَ، عَنِ ابْنِ دَاسَةَ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ. وَحَدَّثَ بِهِ، فَسَمِعَهُ مِنْهُ أَحْمَدُ وَعَاتِكَةُ وَلدَا الحَافِظِ أَبِي العَلاَءِ. وَمِنْ سَمَاعَاتِهِ "مَكَارِم الأَخلاَقِ" لابْنِ لاَلَ، سَمِعَهُ مِنَ البَجَلِيِّ عَنْهُ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، عَنْ تِسْعِيْنَ سنة.

_ 1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 186"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 131". 2 ترجمته في التحبير للسمعاني "2/ 362-364".

الدومي

4900- الدومي 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، أَبُو الفَتْحِ، مُفْلِحُ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ، الدُّوْمِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الوَرَّاقُ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَابْنَ هَزَارْمَرْدَ الصَّرِيْفِيْنِيَّ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ النَّقُّوْرِ، وَعَلِيَّ بنَ البُسْرِيِّ. وَعَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَيُوْسُفُ بنُ المُبَارَكِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ السَّاوِي، وَتُرْكُ بنُ مُحَمَّدٍ العَطَّارُ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَتَبْتُ عَنْهُ الكَثِيْرَ، وَكَانَ شَيْخاً لاَ بَأْسَ بِهِ، كَانَ يَعقدُ فِي قطيعَةِ الفُقَهَاءِ بِالكَرْخِ، وَيَكْتُبُ الرِّقَاعَ بِالأُجْرَةِ، وَسَمِعْتُ أَنَّهُ جَمَعَ مَالاً كَثِيْراً، وَدفنَهُ، فَورثَهُ وَلدُهُ مُنجحٌ، كَانَ حرِيصاً، تُوُفِّيَ فِي ثَانِي عشرَ المحرَّمِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَوَلَدُهُ مُنجحُ بنُ مُفلِحٍ، يَرْوِي عَنِ ابْنِ البَطِرِ وَنَحْوِهِ. تُوُفِّيَ بَعْدَ سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَحَفِيْدُهُ مُصلحُ بنُ مُنجحِ بنِ مفلحٍ، سَمِعَ هِبَةَ اللهِ بنَ الطّبرِ وَغَيْرَهُ. رَوَى عَنْهُ إِلْيَاسُ بنُ جَامِعٍ. وَمَاتَ مَعَ مفلحٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ سِبْطُ الخَيَّاطِ، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ البيضَاوِيِّ، وَأَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّوْرِيُّ، وَأَمِيْرُ المُسْلِمِينَ عَلِيُّ بنُ يوسف بن تاشفين، والعلامة عمر ابن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ لُقْمَانَ النَّسَفِيُّ، وَكوخَانُ طَاغِيَةُ التُّرْكِ وَالخَطَا، وَالخَطِيْبُ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الْمُهْتَدي بِاللهِ، وَالقَاضِي المنتجب أبو المعالي محمد بن الزكي يحيى القرشي بدمشق.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "5/ 273"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 116".

الشريك، ابن الصباغ

الشريك، ابن الصباغ: 4901- الشريك: الإِمَامُ المُسْنِدُ، أَبُو عَمْرٍو، عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، البَلْخِيُّ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ الوَرَّاقَ، وَالحَافِظَ أَبَا عليٍّ الوَخْشِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ المَاسكَانِيَّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الخَلِيْلَ بنَ أَحْمَدَ السِّجْزِيَّ، وَطَائِفَةً. قَالَ السَّمْعَانِيَّ: كَانَ فَاضِلاً، حَسَنَ السِّيْرَةِ مِنْ أَهْلِ العلم، مكثرًا مِنَ الحَدِيْثِ، مُعَمَّراً، كَتَبَ إِلَيَّ بِمَرْوِيَّاتِهِ، يَرْوِي "المُوَطَّأَ" عَنْ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ أَحْمَدَ الحَدِيْثيِّ، عَنْ زَاهِرِ بنِ أَحْمَدَ السَّرْخَسِيِّ، وَيَرْوِي "تَفْسِيْرَ أَبِي اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْديِّ"، عَنِ الوَخْشِيِّ، عَنْ تَمِيْمِ بنِ زُرْعَةَ، عَنْهُ، وَرَوَى عَنِ الوَخْشِيِّ "سُنَنَ أَبِي دَاوُدَ"، وَعِدَّةَ تَفَاسير ... إِلَى أَنْ قَالَ: تُوُفِّيَ بِبَلْخَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ سَبْعٍ وثلاثين وخمس مائة. 4902- ابن الصباغ 1: العدل الصدوق العالم، أبو القاسم، علي بن العَلاَّمَةِ شَيْخِ الشَّافعيَّةِ أَبِي نَصْرٍ عَبْدُ السَّيِّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الصَّبَّاغِ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الصَّرِيْفِيْنِيَّ، وَطِرَاداً الزَّيْنَبِيَّ. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَحَمْزَةُ بنُ القُبَّيْطِيِّ، وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ أَبِي النَّجِيْبِ، وَزَاهِرُ بنُ رُسْتُمَ، وَيُوْسُفُ بنُ الخَفَّافِ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ العَاقُوْلِيّ، وَسُلَيْمَانُ المَوْصِلِيُّ، وَأَخُوْهُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ المَجِيْدِ بنُ العَلاَءِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ مِنَ الْمُعَدلين بِبَغْدَادَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ، ثِقَةٌ، صَالِحٌ، صَدُوْقٌ، حَسَنُ السِّيْرَةِ، قَالَ لِي: وُلِدْتُ فِي آخِرِ سَنَةِ إحدى وستين. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الجِيْلِيُّ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَتَبِعَهُ خلقٌ عَظِيْمٌ، وَكَانَ شَيْخَ الوَقْتِ، بَقِيَ نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً شَاهِداً، وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى بِبَغْدَادَ كِتَابَ "ابْنِ مُجَاهِدٍ" فِي القِرَاءاتِ. قَالَ: وَكَانَ شَيْخاً حَسَناً فَاضِلاً مُحترماً، مُقَدَّماً لدِينِهِ وَعلمِهِ وَبَيْتِهِ. وَفِيْهَا مَاتَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ الآبَنُوْسِيّ، وَأَبُو جعفر البطروجي، وأبو جعفر بن الباذش المقرىء، وأبو بكر أحمد بن علي ابن الأشقر، ودعوان بن علي المقرىء، وَعُمَرُ بنُ ظَفَرٍ المَغَازلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الفَتْحِ الطَّرَائِفِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الجُلاَّبِيُّ، وَالفَقِيْهُ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيُّ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ الفَرَجِ ابْن أُخْتِ الطَّوِيْلِ، وَأَبُو السَّعَادَاتِ هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بن الشجري النحوي.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 131".

ابن الرزاز، الدهان

ابن الرزاز، الدهان: 4903- ابن الرزاز 1: شَيْخُ الشَّافعيَّةِ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ الرَّزَّازِ، الشَّافِعِيُّ البَغْدَادِيُّ، مُدَرِّسُ النِّظَامِيَّةِ. تَفقَّهَ بِالغزَالِيِّ، وَأَبِي سَعْدٍ المُتولِّي، وَإِلْكِيَا الهرَاسِي، وَأَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيِّ، وَأَسْعَدَ المِيْهَنِيِّ. وَسَمِعَ مِنْ رزقِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَتَصدَّرَ، وَأَفَادَ، وَكَانَ ذَا وَقَارٍ وَسَمْتٍ وَحُرْمَةٍ تَامَّةٍ، وَلِيَ تدرِيسَ النّظَامِيَّةِ مُدَّةً، ثُمَّ عُزِلَ. وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ. رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ، وَطَائِفَةٌ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ وَلدُهُ أَبُو سَعْدٍ، وَعَاشَ سَبْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. 4904- الدَّهَّانُ: المحدث الصالح، أبو نصر، عبيد الله بن أَبِي عَاصِمٍ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الفَضْلِ، الهروي الصوفي الدهان، صاحب شيخ الإسلام. سَمِعَ: أَبَا عَاصِمٍ الفُضَيْلَ بنَ يَحْيَى، وَمُحَمَّدَ بنَ أَبِي مَسْعُوْدٍ الفَارِسِيَّ، وَلاَزَمَ شَيْخَ الإِسْلاَمِ مُدَّةً. رَوَى عَنْهُ سِبْطُهُ أَبُو رَوْحٍ الهَرَوِيُّ، وَهُوَ الَّذِي حرص عَلَيْهِ، وَسَمَّعَهُ الكَثِيْرَ. وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ السَّمْعَانِيِّ، وَبِالإِجَازَةِ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَابْنُ بَوْشٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وثلاثين وخمس مائة، وقد قارب الثمانين.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 158"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 276"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 122".

عمر بن ظفر

4905- عمر بن ظفر 1: ابن أحمد، الإِمَامُ، مُفِيْدُ بَغْدَادَ، أَبُو حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ المَغَازلِيُّ المقرىء. تَلاَ بِالرِّوَايَاتِ الكَثِيْرَةِ عَلَى أَحْمَدَ بنِ أَبِي الأَشْعَثِ السَّمَرْقَنْديِّ، وَغَيْرِهِ. تَلاَ عَلَيْهِ يَحْيَى بنُ أَحْمَدَ الأَوَانِيُّ بِالسَّبْعِ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ عَلِيِّ بنِ البُسْرِيِّ، وَمَالِكٍ البَانِيَاسِيِّ، وَطِرَادٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَالنِّعَالِيِّ، وَخَلْقٍ، حَتَّى كَتَبَ عَنِ ابْنِ الحُصَيْنِ وَذَوِيْهِ. وَرَوَى عَنْهُ: ابْنُ السَّمْعَانِيِّ، وَابْنُ عساكر، وابن الجوزي، وأبو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَابْنُ سُكَيْنَةَ، وَيُوْسُفُ بنُ كَامِلٍ، وَعَلِيُّ بنُ مَحْمُوْدٍ القَطَّانُ، وَآخَرُوْنَ. وَنَسَخَ شَيْئاً كَثِيْراً، وَعنِي بِالرِّوَايَةِ، مَعَ الخَيْرِ وَالصَّلاَحِ وَالعِلْمِ، وَقَدْ خَتَمَ عَلَيْهِ بِمسجدِهِ خَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ شَيْخٌ صَالِحٌ، حَسَنُ السِّيْرَةِ، صَحِبَ الأَكَابِرَ، وَخدَمَهُم، قَيِّمٌ بِكِتَابِ اللهِ، خَتَمَ عَلَيْهِ خَلْقٌ، كَتَبْتُ عَنْهُ الكَثِيْرَ، وَأَظهرَ المُبَارَكُ بنُ كَامِلٍ سَمَاعَهُ فِي السَّادِسِ مِنِ انتقَاءِ ابْنِ أَبِي الفَوَارِسِ عَلَى المُخَلِّص عَلَى وَرقَةٍ عَتِيْقَةٍ مِنْ عَلِيِّ بنِ البُسْرِيِّ، فَشنَّعَ أَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْديِّ عَلَيْهِ، وَقَالَ: مَا سَمِعَ مِنَ البُسْرِيِّ شَيْئاً، وَسِنُّ عُمَرَ مُحْتَمِلٌ. تُوُفِّيَ فِي حَادِي عشرَ شَعْبَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 131".

ظاهر بن أحمد، الجلابي

ظاهر بن أحمد، الجلابي 4906- ظَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ: أَبُو القَاسِمِ البَغْدَادِيُّ المَسَامِيْرِيُّ البَزَّازُ، الرَّجُلُ الصَّالِحُ. سَمِعَ: رزقَ اللهِ التَّمِيْمِيَّ، وَطِرَاداً الزَّيْنَبِيَّ، وَابْنَ البَطِرِ. وَعَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ المُبَارَكِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ القُبَّيْطِيُّ. تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائة. 4907- الجلابي 1: القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد بن محمد بن الطيب ابن الجُلاَّبِيِّ -بِالضَّمِّ- الوَاسِطِيُّ، المَالِكِيُّ، المَغَازلِيُّ، المُعَدَّلُ، الشُّرُوطِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمَّعَهُ أَبُوْهُ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مخلدٍ الأَزْدِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ الغَنْدَجَانِيِّ، وَأَبِي عَلِيٍّ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ كُمَارِي، وَأَبِي يَعْلَى عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ العَلاَّفِ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ العُكْبَرِيِّ لَمَّا قَدِمَ وَاسطاً، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنَ الحُمَيْدِيِّ، وَلَهُ إِجَازَةٌ مِنْ أَبِي غَالِبٍ بنِ الخَالَةِ اللُّغَوِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ، وَأَبِي تَمَّامٍ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ صَاحِبِ ابْنِ المُظَفَّرِ، وَتَفَرَّدَ بِأَشيَاءَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ مُتَوَدِّدٌ، حَسَنُ المُجَالَسَةِ، يَنوبُ عَنْ قَاضِي وَاسِطَ، انحدرْتُ إِلَيْهِ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْرَ، مِنْ ذَلِكَ مُسْنَدُ الخُلَفَاءِ الرَّاشدينَ لأَحْمَدَ بن سنان، والبر وَالصّلَةُ لابْنِ المُبَارَكِ، وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ بَعْدَ سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ شَيْخُنَا أَحْمَدُ بنُ الأَغْلاَقِيِّ يَرمِيه بِأَنَّهُ ادَّعَى سَمَاعَ شَيْءٍ لَمْ يَسْمَعْهُ، وَأَمَّا ظَاهِرُهُ، فَالصِّدْقُ وَالأَمَانَةُ، وَهُوَ صَحِيْحُ السَّمَاعِ وَالأُصُوْلِ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: الحَسَنُ بنُ مكي المرندي، وأبو المظفر علي ابن نَغُوبَا، وَيَحْيَى بنُ الرَّبِيْعِ الفَقِيْهُ، وَيَحْيَى بنُ الحُسَيْنِ الأَوَانِيُّ، وَأَبُو المَكَارِمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجَلَخْتِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ صدقة الغرافي، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المَنْدَائِيُّ. وَكَانَ أَبُو الفَتْحِ يَغْلَطُ، وَيَقُوْلُ: الجَلاَّبِيُّ بِالفَتْحِ، فَأَنَا رَأَيْتُهُ بِالضَّمِّ بِخَطِّ وَالِدِهِ فِي تَارِيخِ وَاسِطَ وَكَذَا قيَّدَهُ ابْنُ نُقْطَةَ وَغَيْرُهُ. مَاتَ فِي رمضان سنة "542".

_ 1 ترجمته في لسان الميزان "5/ 293"، وتبصير المنتبه "1/ 380"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 131".

ابن المختار، الطرائفي، ابن الداية

ابن المختار، الطرائفي، ابن الداية: 4908- ابن المختار 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، مُسْنِدُ وَقتِهِ، أَبُو تَمَّامٍ، أَحْمَدُ بن الشَّيْخِ أَبِي العِزِّ مُحَمَّدِ بنِ المُخْتَارِ بنِ محمد بن عبد الواحد بن المُؤَيَّدِ بِاللهِ، العَبَّاسِيُّ البَغْدَادِيُّ التَّاجِرُ الجَوَّالُ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ الخُصِّ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُسْلِمَةِ، فَكَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى بِخُرَاسَانَ صِفَةَ المُنَافِقِ لِلْفِرْيَابِيِّ عَنْهُ، وَسَمِعَ أَيْضاً أَبَا نَصْرٍ الزَّيْنَبِيَّ. رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ، وَالقَاسِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، وَإِسْمَاعِيْلُ القَارِّيُّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ بِنَيْسَابُوْرَ بَعْدَ أَنْ أَكْثَرَ مِنَ التِّجَارَةِ بِالبِحَارِ وَالهِنْدِ وَالتُّرْكِ فِي خَامِسِ ذِي القَعْدَةِ سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة. 4909- الطرائفي 2: المُعَمَّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الفَتْحِ الحَسَنِ، البَغْدَادِيُّ الطَّرَائِفِيُّ. سَمِعَ "صفَةَ المُنَافِقِ" مِنِ ابْنِ المُسْلِمَةِ، وَأَجَازَ لَهُ هُوَ وَالخَطِيْبُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ المَأْمُوْنِ. آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. رَوَى عَنْهُ: حَمْزَةُ بنُ القُبَّيْطِيِّ، وَأَخُوْهُ، وَزَاهِرُ بنُ رُسْتُمَ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ العَاقُوْلِيّ. 4910- ابْنُ الدَّايَةِ 3: مُحَمَّدُ بن علي، ابْنُ الدَّايَةِ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ مِنْهُ الفَتْحُ "صفَةَ المُنَافِقِ" بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِسَمَاعِهِ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ بنِ المُسْلِمَةِ. يُكْنَى أَبَا غَالِبٍ، عَاشَ سَبْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وحمزة محمد ابْنَا عَلِيِّ بنِ القُبَّيْطِيِّ، وَسُلَيْمَانُ المَوْصِلِيُّ. تُوُفِّيَ فِي مُحرَّمٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: هُوَ أَبُو غَالِبٍ، لاَ يُعْرَفُ اسْمُ جَدِّهِ، كَانَ أَبُوْهُ فَرَّاشاً فِي بيت رئيس الرؤساء، وأمه دَايَةٌ لَهُم، فَرُبِّيَ مَعَهُم، وَسَمِعَ مَعَ الأَوْلاَدِ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ بنِ المُسْلِمَةِ، وَعُمِّرَ، وَسَمِعَ مِنْهُ الحُفَّاظُ وَالكِبَارُ، وَكَانَ يُكَبِّرُ فِي الجَامِعِ خلف الخطيب، وكان سماعه صحيحًا.

_ 1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة201"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 135". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 194". 3 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 206"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1297".

ابن الرماك، الغنوي

ابن الرماك، الغنوي: 4911- ابن الرماك 1: مام النَّحْوِ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عِيْسَى، الأُمَوِيُّ الإِشبيلِيُّ، قَلَّ أَنْ تَرَى العُيُونُ مِثْلَهُ. أَقرَأَ كِتَابَ سِيبَوَيْهٍ، وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّةٌ. أَخَذَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي العَافِيَة، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ الأَخْضَرِ. حملَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ خَيْرٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ بنُ مَلْكُوْنَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ طَاهِرٍ الخِدَبُّ. تُوُفِّيَ كَهْلاً، سَنَةَ إِحْدَى وأربعين وخمس مائة. 4912- الغنوي 2: لإمام، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحْرِزٍ، الغنوي الرَّقِّيُّ، الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ الصُّوْفِيُّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ: رزقَ اللهِ التَّمِيْمِيَّ، وَعَبْدَ المُحْسِنِ الشِّيْحِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ بَكْرَان الشَّامِيَّ، وَالحُمَيْدِيَّ، وَعِدَّةً. وَقَدِمَ الخَطِيْبُ أَبُو القَاسِمِ يَحْيَى بن طاهر بن محمد بن سَيِّدِ الخُطَبَاءِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ نُبَاتَة فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَافداً عَلَى النِّظَامِ الوَزِيْرِ، فَقَالَ: إِنَّ دِيْوَانَ الخُطَبِ سَمَاعِي مِنْ أَبِي، عَنْ جَدِّي، وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ نُسْخَةٌ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الغَنَوِيُّ مِنْ نُسْخَةٍ جديدَةٍ لاَ سَمَاعَ عَلَيْهَا. وَقَدْ تَفَقَّهَ عَلَى الغزَالِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيِّ. وَكَتَبَ كَثِيْراً. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: رَأَيْتُهُ وَلَهُ سَمْتٌ وَصَمْتٌ، وَعَلَيْهِ وَقَارٌ وَخشوعٌ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ طَبَرْزَدَ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وكان صدوقًا.

_ 1 ترجمته في بغية الوعاة للسيوطي "2/ 86". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 200"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1297"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 135".

ابن الوزير، الجورقاني

ابن الوزير، الجورقاني: 913- ابن الوزير 1: لحافظ المُفِيْدُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنُ بنُ مَسْعُوْدٍ، ابْنُ الوَزِيْرِ الدِّمَشْقِيُّ. وَزَرَ جدُّهُ حَسَنٌ الخُوَارِزْمِيُّ لِتُتُش صَاحِبِ دِمَشْقَ. وَهَذَا طلبَ العِلْمَ، وَرَحَلَ فِي الحَدِيْثِ. وَتَفَقَّهَ لأَبِي حَنِيْفَةَ. وَسَكَنَ مَرْو، وَسَمِعَ الكَثِيْرَ، وَأَكْثَرَ عَنْ فَاطِمَةَ الجُوْزْدَانِيَّةِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: حَافِظٌ فَطِنٌ، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ وَالأَنسَابِ، قَالَ لِي: إِنَّهُ وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَمَاتَ بِمَرْوَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَلَهُ نظم جيد وفضائل. 4914- الجورقاني 2: لإمام الحَافِظُ النَّاقِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحسين ابن جَعْفَرٍ، الهَمَذَانِيُّ الجَوْرَقَانِيُّ. وَجَوْرَقَانُ: مِنْ قُرَى هَمَذَان. لَهُ مصَنَّفٌ فِي المَوْضُوْعَاتِ يَسوقهَا بِأَسَانِيْدِهِ. يَرْوِي عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الدُّوْنِيِّ فَمَنْ بَعْدَهُ. وَعَلَى كتابه بنى أبو الفرج بن الجَوْزِيِّ كِتَابَ "المَوْضُوْعَات"، لَهُ. قَالَ ابْنُ شَافعٍ: أَدْرَكَهُ أَجَلُهُ فِي السَّفَرِ، فَبَلَغَنَا فِي رَجَبٍ خَبَرَهُ مِنْ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَتَبَ وَحصَّلَ، وَصَنَّفَ، وَأَجَادَ تَصنِيفَ كِتَاب "المَوْضُوْعَات" حَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الجِيْلِيُّ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنِ ابْنِ طَاهِرٍ المَقْدِسِيِّ، وَيَحْيَى بنِ أَحْمَدَ الغضَائِرِيِّ، وَشِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِيِّ، وَحمدِ بنِ نَصْرٍ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ بنجير، وَيَحْيَى بنِ مَندَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ عَبَّادٍ البُرُوْجِرْدِي، وَيَنْزِلُ إِلَى عَبْدِ الخَالِقِ اليُوسفِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ بِالكِتَابِ ابْنُ أُخْتِهِ نَجيبُ بنُ غَانِمٍ الطَّيَّانُ فِي سَنَةِ582. قَالَ ابْنُ مَشِّقَ: تُوُفِّيَ فِي سَادس عشرَ رَجَبٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1297"، وميزان الاعتدال "1/ 523"، ولسان الميزان "2/ 256". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1085"، ولسان الميزان "2/ 269-271"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 136".

أبو الدر ياقوت

4915- أبو الدر ياقوت 1: لرومي التَّاجِرُ السَّفَّارُ، مَوْلَى عُبَيْدِ اللهِ بنِ البُخَارِيِّ. سَمَّعَهُ مَوْلاَهُ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الصَّرِيْفِيْنِيِّ سَبْعَةَ مَجَالِسِ المُخَلِّصِ، وَكِتَابَ "المزَاح" لِلزُّبَيرِ بنِ بَكَّارٍ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ شَيْخاً ظَاهِرُهُ الصَّلاَحُ وَالسَّدَادُ، لاَ بَأْسَ بِهِ، حَدَّثَ بِمِصْرَ وَدِمَشْقَ وَبَغْدَادَ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: قَدِمَ مِصْرَ وَدِمَشْقَ مَرَّاتٍ لِلتِّجَارَةِ، وَلَمْ يَكُنْ يَفْهَمُ شَيْئاً، وَمَاتَ بِدِمَشْقَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُهُ بهَاءُ الدِّينِ القَاسِمُ، وَأَبُو المَوَاهِبِ بنُ صَصْرَى، وَمُحَمَّدُ بنُ الزَّنْفِ، وَالخَضِرُ بنُ كَامِلٍ العَابرُ، وَعَقِيْلُ بنُ أَبِي الجِنِّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سُلْطَانٍ القُرَشِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الجَنْزَوِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ هِلاَلٍ، وَعَبْدُ الصمد ابن جَوْشَن التَّنُوخِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو تَمَّامٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ المُخْتَارِ بن المؤيد بِاللهِ التَّاجِرُ بِنَيْسَابُوْرَ، وَالفَقِيْهُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بن محمد بن نبهان الرَّقِّيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مَسْعُوْدٍ ابْنُ الوَزِيْرِ الدِّمَشْقِيُّ بِمَرْوَ، وَأَبُو القَاسِمِ الخَضِرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدَانَ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ سَهْلُ بن محمد ابن أَحْمَدَ الحَاجِي بِأَصْبَهَانَ، وَعَبَّادُ بنُ سَرْحَانَ الشَّاطبِيُّ بِالعُدْوَةِ -لَقِي رزقَ اللهِ- وَقَاضِي القُضَاة أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ نورِ الهدَى أَبِي طَالِبٍ الزَّيْنَبِيّ، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ العربِيِّ، وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ ابْنُ الدَّايَةِ، وَالمُبَارَكُ بنُ كَامِلٍ الخَفَّافُ، وَالفَقِيْهُ أَبُو الحجَّاجِ يُوْسُفُ بنُ دونَاسَ الفِنْدَلاَوِيُّ المَالِكِيُّ، وَالقُدْوَةُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الحلحولي.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "5/ 283"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 136".

هبة الرحمن

4916- هبة الرحمن 1: بن عبد الواحد بن شَيْخِ الإِسْلاَمِ أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ هَوَازِن، الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَالِمُ الخَطِيْبُ، مُسْنِدُ خُرَاسَانَ، أَبُو الأَسْعَدِ القُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، خطيبُ نَيْسَابُوْرَ، وَكَبِيْرُ أهل بيته في عصره. مَوْلِدُهُ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ جدِّهِ أَبِي القَاسِمِ فِي الخَامِسَةِ، وَمِنْ جَدَّتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الدَّقَّاقِ، وَمِنْ أَبِيْهِ، وَعَمَّيْهِ أَبِي سَعْدٍ وَأَبِي مَنْصُوْرٍ، وَمِنْ أَبِي سهلٍ الحفصيِّ صَاحِبِ الكُشْمِيْهَنِيِّ، سَمِعَ مِنْهُ فِي سَنَةِ465 "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ"، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّنِ، وَأَبِي نَصْرٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَلِيٍّ التَّاجِرِ، وَيَعْقُوْبَ بنِ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مَسْعَدَةَ، وَنَصْرِ بنِ عَلِيٍّ الحَاكمِيِّ، وَمُحَمَّدِ ابن عبد العزيز الصفار، وأبي بكر مُحَمَّدٍ بنِ يَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي، وَعِدَّةٍ. وَسَمِعَ مِنَ الحَاكمِيِّ "سُنَنَ أَبِي دَاوُدَ"، وَمِنْ عَبْدِ الحَمِيْدِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَحِيْرِي "مُسْنَدَ أَبِي عوَانَةَ". وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَبَعُدَ صيتُهُ، وَارتحلُوا إِلَيْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَالمُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَالقَاسِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، وَالمُؤَيَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ القُشَيْرِيُّ، وَالمُطَهِّرُ بنُ أَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَكْرِيُّ، وَأَبُو المُظَفَّرِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ السَّمْعَانِيِّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. أَملَى مَجَالِسَ كَثِيْرَةً، وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً -وَأُخْرَى حيَاتِهِ- ظَهَرَ بِهِ صمم يسمع معه إذا رفع القارىء صَوْتَهُ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ أَصْحَابَنَا يَقُوْلُوْنَ: إِنَّهُ ادَّعَى سَمَاعَ الرِّسَالَةِ مِنْ جدِّهِ، وَمَا ظهرَ لَهُ عَنْ جَدِّهِ إلَّا أَجزَاء أَبِي العَبَّاسِ السراج، وَمَجَالِس أَملاَهَا أَبُو القَاسِمِ، وَكِتَاب "عُيونِ الأَجوبَة فِي فُنُوْن الأَسولَةِ"، وَقَدْ رَوَى بِالإِجَازَةِ عَنْ أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ وَغَيْرِهِ. تُوُفِّيَ فِي ثَالِثَ عشر سوال سنة ست وأربعين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1309"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 329"، ولسان الميزان "6/ 187"، وشذرات الذهب "4/ 140-141".

البيضاوي، السمذي، الأرموي

البيضاوي، السمذي، الأرموي: 917- البيضاوي 1: لإمام القَاضِي، أَبُو الفَتْحِ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ مُحَمَّدِ بنِ البَيْضَاوِيِّ الفَارِسِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الحَنَفِيُّ، أَخُو قَاضِي القُضَاةِ أَبِي القَاسِمِ الزَّيْنَبِيِّ لأُمِّهِ. سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُسْلِمَةِ، وَأَبَا الغَنَائِمِ بنَ المَأْمُوْنِ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الصَّرِيْفِيْنِيَّ، وَطَائِفَةً. وَعَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَالكِنْدِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ صَالِحٌ مُتَوَاضِعٌ، متَحَرٍّ فِي قضَائِهِ الخَيْرَ، متثبِّتٌ، تُوُفِّيَ فِي نِصْفِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وخمس مائة. 4918- السمذي 2: بو المَكَارِمِ، المُبَارَكُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، البَغْدَادِيُّ الهُمَانِيُّ السِّمِّذِيُّ. سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ حُمَّدُوْه، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ هَزَارْمَرْدَ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ البُسْرِيِّ. وَعَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ طَبَرْزَدَ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ جَمَّازٍ القَلْعِيُّ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُفَيْجَةَ. تُوُفِّيَ يَوْم عَاشُورَاءَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وخمس مائة في عشر التسعين. 4919- الأرموي 3: لشيخ الفَقِيْهُ الإِمَامُ المُعَمَّرُ القَاضِي، مُسْنِدُ العِرَاقِ، أَبُو الفضل محمد ابن عُمَرَ بنِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدٍ، الأُرْمَوِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ بِاعتنَاء أَبِيْهِ مِنْ أبي جعفر بن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، وأبي الحسين بن

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 145"، والنجوم الزاهرة "5/ 273"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 115". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 172"، واللباب لابن الأثير "2/ 137"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 276"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 125". 3 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 225"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 303"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 145".

المُهْتَدِي بِاللهِ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ، وَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ، وَجَابِرِ بنِ يَاسينَ، وَأَبِي بَكْرٍ محمد بن علي الخياط المقرىء، وَأَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسِّلَفِيُّ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ البُتَيْتِ، وَالقَاضِي أَسَعْدُ بنُ المُنَجَّى، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الطَّرَّاحِ، وَمُبَارَكُ بنُ صَدَقَةَ الحَاسِبُ، وَيُوْنُسُ بنُ يَحْيَى الهَاشِمِيُّ، وَعُمَرُ بنُ مَسْعُوْدٍ البَزَّازُ الزَّاهِدُ، وَزَاهِرُ بنُ رُسْتُمَ، وَعُثْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فَارِسٍ السِّيْبِيُّ، وَأَخُوْهُ إِسْمَاعِيْلُ الخَبَّازُ، وَشُجَاعُ بنُ سَالِمٍ البيطَارُ، وَالتَّاجُ الكِنْدِيُّ، وَدَاوُدُ بنُ مُلاعبٍ، وَأُخْتُهُ حَفْصَةُ بِنْتُ مُلاعبٍ، وَسِبْطُهُ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ الأُرْمَوِيُّ، وَمُوْسَى بنُ الصَّيْقَلِ الهَاشِمِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ سَعْدِ اللهِ بنِ حَمْدِي، وَمُظَفَّرُ بنُ غَيْلاَنَ الدَّقَّاقُ، وَسَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّزَّازُ، وَمِسْمَارُ بنُ عُوَيْسٍ النَّيَّارُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ المُبَارَكِ بنِ المُشترِي، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ صِرْمَا، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ فَقِيْهاً منَاظراً متكُلَّماً صَالِحاً كَبِيْرَ القَدْرِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: فَقِيْهٌ إِمَامٌ مُتَدَيِّنٌ، ثِقَةٌ صَالِحٌ، حَسَنُ الكَلاَمِ، كَثِيْرُ التِّلاَوَةِ، تَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ. وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: سَمِعْتُ مِنْهُ بقِرَاءةِ الحَافِظِ ابْنِ نَاصرٍ، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ كَثِيْراً، وَكَانَ ثِقَةً دَيِّناً تَالياً، وَكَانَ شَاهِداً، فَعُزِلَ، تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ دَيْرِ العَاقولِ. مَاتَ فِي رَابعِ رَجَبٍ، وَلَهُ ثَمَانٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو الخَيْرِ جَامِعُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الجُنَيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ القَاينِي بِهَرَاةَ، وَالمُحَدِّثُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَسَنِ الشَّعرِيُّ الصُّوْفِيُّ وَالِدُ زَيْنَبَ، وَالفَقِيْهُ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَشيخُ القُرَّاءِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ غُلاَمِ الفرسِ الدَّانِي، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الحُرْضِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو عَامِرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ يَنق الشَّاطبِيُّ الأَدِيْبُ الطَّبِيْبُ، وَالسُّلْطَانُ مَسْعُوْدُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّلْجُوْقِيُّ، والواعظ الشهير أبو منصور مظفر بن أردشير العبادي.

الأموي، الأندي

الأموي، الأندي: 920- الأموي 1: لعلامة، أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنُ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَحْمَدَ القُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ الجَزَرِيُّ الشَّافِعِيُّ. قَدِمَ، فَتفقَّهَ بِبَغْدَادَ، وَبَرَعَ. وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ البُسْرِيِّ. وَوَلِيَ قَضَاءَ جَزِيْرَةِ ابْنِ عُمَرَ مُدَّةً، ثُمَّ عُزِلَ، فَتحَوَّلَ إِلَى آمِدَ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: سَأَلتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ، فَقَالَ: سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ مُقلِّدٍ: سَمِعْتُ مِنْهُ، وَمَاتَ بفنك في رمضان سنة544. 4921- الأندي: لمحدث الجَوَّالُ، أَبُو الحجَّاجِ، يُوْسُفُ بنُ عَلِيٍّ، القُضَاعِيُّ الأندي الحداد القفال. ارْتَحَلَ، وَحَجَّ. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ بيَانٍ، وَأَبِي طَالِبٍ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَأَبِي الغَنَائِمِ النَّرْسِيِّ، وَسَمِعَ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" مِنْ إِسْمَاعِيْلَ وَلدِ عَبْدِ الغَافِرِ الفَارِسِيِّ، وَسَمِعَ المَقَامَات مِنَ الحَرِيْرِيِّ. وَرجعَ، ثُمَّ ارْتَحَلَ مرَّةً ثَانِيَةً، وَسكنَ المَرِيَّةَ، وَرَوَى الكَثِيْرَ. حَدَّثَ عَنْهُ: المُحَدِّثُ رَزِيْنٌ العَبْدَرِيُّ -وَمَاتَ قَبْلَهُ- وَأَبُو مُحَمَّدٍ العُثْمَانِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ بنُ الدَّبَّاغِ، وَخطيبُ المَوْصِلِ أَبُو الفَضْلِ، وَابْنُ بَشْكُوَال، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ حُبَيْشٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَعِدَّةٌ. وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبَّارُ: كَانَ صَدُوْقاً، صَحِيْحَ السَّمَاعِ، لَيْسَ عِنْدَهُ كَبِيْرُ عِلْمٍ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ غلبَةِ العَدُوِّ عَلَى المَرِيَّةِ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَيُقَالُ: عَاشَ خمسًا وثمانين سنة، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "7/ 60-61".

المرادي

4922- المرادي 1: لعلامة الفَقِيْهُ المُحَدِّثُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ سُلَيْمَانَ بن أحمد، المرادي القرطبي الشقوري الشافعي. مَوْلِدُهُ قَبْلَ الخَمْسِ مائَةٍ. وَارْتَحَلَ إِلَى خُرَاسَانَ، فَتفقَّهَ بِمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، وَسَمِعَ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ"، وَتوَالِيفَ البَيْهَقِيِّ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الفرَاوِي، وَعبدُ الْمُنعم بنُ القُشَيْرِيّ، وَهِبَةِ اللهِ السَّيِّدِيِّ، وَأَقَامَ هُنَاكَ مُدَّةً، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، ثُمَّ قَدِمَ دِمَشْقَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِكُتُبِهِ، فَنَزَلَ عَلَى الحَافِظِ ابْنِ عَسَاكِرَ، فَسُرَّ بقدومِهِ، لأَنَّه كَانَ اتَّكَلَ عَلَيْهِ فِي كَثِيْرٍ مِمَّا سمِعَا، فَحَدَّثَ فِي دِمَشْقَ بـ"الصَّحِيْحَيْنِ". قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كُنْتُ آنَسُ بِهِ كَثِيْراً، وَكَانَ أَحَدَ العُبَّادِ، خَرَجْنَا مَعاً إِلَى نُوقَانَ لِسَمَاعِ تَفْسِيْرِ الثَّعْلَبِيِّ، فَلمحتُ مِنْهُ أَخلاَقاً وَأَحْوَالاً قَلَّمَا تَجتمعُ فِي وَرِعٍ، وَعلَّقْتُ عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: نُدِبَ لِلتَّدْرِيسِ بِحَمَاةَ، فَمَضَى إِلَيْهَا، ثُمَّ نُدِبَ إِلَى التَّدرِيسِ بِحَلَبَ، فَدرَّسَ بِمَدْرَسَةِ ابْنِ العَجَمِيِّ، وَكَانَ ثَبْتاً صَلْباً فِي السُّنَّةِ. قُلْتُ: روى عنه القاسم بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَيَحْيَى بنُ مَنْصُوْرٍ اليُخْلُفِيُّ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ بِحَلَبَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ العُقَيْلِيُّ، وَابْنُ عَمِّهِ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ منصور، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا زَاهِرٌ، أَخْبَرَنَا البَيْهَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الحَسَنِ العَلَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ بَالُوْيَه، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من يُطِعِ الأَمِيْرَ فَقَدْ أَطَاعنِي، وَمَنْ يَعصِ الأَمِيْرَ فقد عصاني" 2.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "2/ 203" وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 224-225". 2 صحيح: أخرجه البخاري "2957"، ومسلم "1835"، والنسائي "7/ 154".

الأتابك

4923- الأتابك 1: الملك عماد الدين الأتابك زنكي بن الحاجب قسيم الدولة آقسنقر ابن عَبْدِ اللهِ التُّرْكِيُّ، صَاحِبُ حَلَبَ. فَوَّضَ إِلَيْهِ السُّلْطَانُ مَحْمُوْدُ بنُ مَلِكْشَاه شِحْنَكِيَّة بَغْدَاد فِي سنة إحدى عَشْرَةَ وَخَمْس مائَةٍ فِي العَامِ الَّذِي وُلِدَ لَهُ فِيْهِ ابْنُهُ الملكُ العَادلُ نورُ الدِّينِ الشَّهِيْدُ، ثُمَّ إِنَّهُ حَوَّلَهُ إِلَى مدينَةِ المَوْصِلِ، فَجَعَله أَتَابَكاً لولدِهِ المُلَقَّبِ بِالخفَاجِيِّ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. ثُمَّ اسْتولَى عَلَى البِلاَدِ، وَعَظُمَ أَمرُهُ، وَافتَتَحَ الرُّهَا، وَتَملَّكَ حلبَ وَالمَوْصِلَ وَحَمَاةَ وَحِمْصَ وَبَعْلَبَكَّ وَبَانِيَاسَ، وَحَاصَرَ دِمَشْقَ، وَصَالَحهُم عَلَى أَنْ خطبُوا لَهُ بِهَا بَعْدَ حُرُوْبٍ يَطولُ شرحهَا. وَاسْتنقذَ مِنَ الفِرَنْجِ كَفرطَابَ وَالمَعَرَّةَ، وَدَوَّخَهُم، وَشغلهُم بِأَنْفُسِهِم، وَدَانت لَهُ البِلاَدُ. وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً مِقْدَاماً كَأَبِيْهِ، عَظِيْمَ الهيبَةِ، مليحَ الصُّوْرَةِ، أَسْمَرَ جَمِيْلاً، قَدْ وَخَطَهُ الشَّيْبُ، وَكَانَ يُضْرَبُ بِشَجَاعَتِهِ المَثَلُ، لاَ يَقرُّ وَلاَ يَنَامُ، فِيْهِ غَيْرَةٌ حَتَّى عَلَى نسَاءِ جندِهِ، عَمَرَ البِلاَدَ. قَصَدَ حلبَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ، وَكَانَتْ لِلبُرْسُقِيِّ قَدِ انتزعهَا مِنْ بَنِي أُرْتُق، ثُمَّ وَلِيهَا ابْنُهُ مَسْعُوْدٌ، وَالنَّائِبُ بِهَا قَيمَاز، ثُمَّ بَعْدُ قتلغ، فَنَازلهَا جوسلين ملك الفِرَنْج، فَبذلُوا لَهُ مَالاً، فَترحَّلَ، وَجَاءَ التَّقليدُ مِنَ السُّلْطَانِ مَحْمُوْدٍ بِحَلَبَ لزَنْكِي، فَدَخَلهَا، وَرتَّبَ أمورها، وافتتح مدائن عدة، ودوخ الفِرَنْج، وَكَانَ أَعدَاؤُهُ مُحيطينَ بِهِ مِنَ الجهَاتِ، وَهُوَ يَنْتصفُ مِنْهُم، وَيستولِي عَلَى بلادِهِم. قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: لَمْ يُخلِّفْ قسيمُ الدَّوْلَةِ مَمْلُوْكُ السُّلْطَانِ أَلب آرسلاَن وَلداً غَيْر زَنكِي، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ عشر سِنِيْنَ، فَالْتَفَّ عَلَيْهِ غلمَانُ أَبِيْهِ وَربَّاهُ كربوقَا، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِ. قُلْتُ: نَازلَ زَنْكِي قَلْعَةَ جَعْبَر، وَحَاصَرَ ملكَهَا عَلِيَّ بنَ مَالِكٍ، وَأَشرفَ عَلَى أَخْذِهَا، فَأَصْبَحَ مَقْتُولاً، وَفَرَّ قَاتلُهُ خَادمُهُ إِلَى جَعْبَر، وَذَلِكَ فِي خَامِسِ رَبِيْعٍ الآخر سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَتَمَلَّكَ ابْنُهُ نورُ الدِّينِ بِالشَّامِ، وَابْنُهُ غَازِي بِالمَوْصِلِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: وَثَبَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ مماليكه في الليل، وهربوا إلى جعبر، فصاحب أَهْلُهَا، وَفَرِحُوا. زَادَ عُمُرُ زَنكِي -رَحِمَهُ اللهُ- على الستين.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 175"، ووفيات الأعيان "2/ ترجمة 245"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 178-279"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 128".

غازي، أبو بكر

غازي، أبو بكر: 4924- غازي 1: الملكُ سَيْفُ الدِّينِ غَازِي بنُ زَنكِي. تَملَّكَ المَوْصِلَ بَعْدَ أَبِيْهِ، وَاعْتَقَلَ أَلب آرسلاَن السَّلْجُوقِيَّ. وَكَانَ عَاقِلاً حَازِماً، شُجَاعاً جَوَاداً، مُحِبّاً فِي أَهْلِ الخَيْرِ. لَم تَطُلْ مُدّتُهُ، وَعَاشَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وَكَانَ أَحْسَنَ المُلُوْكِ شكلاً، وَكَانَ لَهُ مائَةُ رَأْسٍ كُلَّ يَوْمٍ لسِمَاطِهِ. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ ركبَ بِالسَّنَاجق فِي الإِقَامَةِ، وَأَلزمَ الأُمَرَاءَ أَنْ يَرْكَبُوا بِالسَّيْفِ وَالدَّبُّوسِ. وَلَهُ مَدْرَسَةٌ كَبِيْرَةٌ بِالمَوْصِلِ. وَقَدْ مدحَهُ الحَيْص بَيصَ، فَأَجَازَهُ بِأَلفِ دينار. تُوُفِّيَ وَلَمْ يَتركْ سِوَى وَلدٍ مَاتَ شَابّاً وَلَمْ يُعقِبْ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ أربع وأربعين وخمس مائة. وتملك بعد المَوْصِلَ أَخُوْهُ الملِكُ قطبُ الدِّينِ مَوْدُوْد، وَالِدُ مُلُوْكِ المَوْصِلِ. وَدُفِنَ بِمدرستِهِ. وَكَانَ سِمَاطُهُ فِي العِيْدِ أَلفَ رَأْسِ غنمٍ سِوَى الْخَيل وَالبقر، وَلَمَّا حَاصرَتِ الفِرَنْجُ دِمَشْقَ، بَادرَ غَازِي، وَكشفَ عَنْهَا، وَخلَّفَ وَلداً شَابّاً، فَمَاتَ بَعْدَهُ بِقَلِيْلٍ، وَانقطع عقِبُهُ. 4925- أَبُو بَكْرٍ 2: يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَقَوِيُّ القُرْطُبِيُّ، الشَّاعِرُ الْمُفْلَقِ، مِنْ ذُرِّيَّة بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ الحَافِظِ. لَهُ موشحات بديعة. وكان رفيع رَايَة القرِيض، وَصَاحِب آيَة التَّصرِيح فِيْهِ وَالتعرِيض. وَهُوَ القَائِلُ: يَا أَقتل النَّاس أَلحَاظاً وَأَطيبهُم ... رِيقاً مَتَى كَانَ فِيك الصَّاب وَالعَسَلُ فِي صحْن خَدك وَهُوَ الشَّمْس طَالعَة ... وردٌ يَزِيدك فِيْهِ الرَّاح وَالخجلُ إِيْمَان حُبّك فِي قَلْبِي يُجدده ... مِنْ خَدك الكُتْبُ أَوْ مِنْ لحظك الرُّسُلُ لَوِ اطَّلعت عَلَى قَلْبِي وَجَدْت بِهِ ... مِنْ فِعل عَيْنَيْك جُرحاً لَيْسَ يَندملُ تُوُفِّيَ سنة أربعين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 520"، والنجوم الزاهرة "5/ 286"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 139". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 803".

ابن الشجري

4926- ابن الشجري 1: العَلاَّمَةُ، شَيْخ النُّحَاة، أَبُو السَّعَادَاتِ، هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ بنِ عَلِيٍّ، الهَاشِمِيُّ العَلَوِيُّ الحَسَنِيّ البَغْدَادِيّ، مِنْ ذُرِّيَّة جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: ابْن الشَّجرِيِّ شَيْخ وَقته فِي مَعْرِفَةِ النَّحْو، دَرَّسَ الأَدب طول عُمُرِهِ، وَكثر تَلاَمِذته، وَطَالَ عُمُرُهُ، وَكَانَ حَسَنَ الخُلُقِ، رفِيقاً. رَوَى عَنْ: أَبِي الحُسَيْنِ المُبَارَك بن الطيوري كتاب "المغازي" لسعيد ابن يَحْيَى الأُمَوِيّ. قرَأَ عَلَيْهِ: ابْن الخَشَّاب، وَابْن عبدة، والتاج الكندي، وأبو الحسن ابن الزَّاهِدَة. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضاً: عَبْد المَلِكِ بن المبارك القاضي، وأحمد بن يحيى ابن الدَّبِيْقِيّ، وَسُلَيْمَان بن مُحَمَّدٍ المَوْصِلِيّ، وَعَبْد اللهِ بن عُثْمَانَ البَيِّع، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ نَقيب الطَّالبيين بِالكَرْخ نِيَابَة عَنْ وَلد الطَّاهِر، وَكَانَ أَحَدَ أَئِمَّة النُّحَاة، لَهُ مَعْرِفَةٌ تَامَة بِاللُّغَةِ وَالنَّحْو، وَلَهُ تَصَانِيْف، وَكَانَ فَصِيْحاً، حُلْو الكَلاَم، حسن البيَان وَالإِفهَام، قرَأَ الحَدِيْث عَلَى جَمَاعَة مِنَ المُتَأَخِّرِيْنَ مِثْل أَبِي الحُسَيْنِ بنِ الطُّيُوْرِيِّ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ نَبْهَانَ. كَتَبْتُ عَنْهُ. وَقَالَ الكَمَال عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيّ: شَيْخنَا أَبُو السَّعَادَاتِ، كَانَ فَرِيْد عصره، وَوحيد دَهْره فِي علم النَّحْو، أَنحَى مَنْ رَأَينَا، وَآخِرَ مَنْ شَاهِدنَا مِنْ حُذَاقهِم وَأَكَابِرهِم، وَعَنْهُ أَخذت النَّحْو، وَكَانَ تَامّ المَعْرِفَة بِاللُّغَةِ، أَخَذَ عَنْ أَبِي المُعَمَّر بن طَبَاطَبَا، وَصَنَّفَ، وَأَملَى كتاب "الأَمَالِي"، وَهُوَ كِتَاب نَفِيْس يَشتمل عَلَى فُنُوْنٍ، وَكَانَ فَصِيْحاً، حُلْو الكَلاَم، وَقُوْراً ذَا سَمتٍ، لاَ يَكَاد يَتَكَلَّم فِي مَجْلِسِهِ بكلمَة إلَّا وَتتضمن أَدب نَفْس أَوْ أَدب درس، وَلَقَدِ اخْتصم إِلَيْهِ علويَان، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا. قَالَ: يَا بُنَيَّ احْتمل، فَإِنَّ الاحْتِمَال قَبْر المعَايب. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: لمَا فَرغ ابْن الشَّجَرِيِّ مِنْ كِتَاب الأَمَالِي أَتَاهُ ابْن الخَشَّاب لِيَسْمَعَهُ، فَامْتَنَعَ، فَعَادَاهُ، وَرد عَلَيْهِ فِي أَمَاكن مِنَ الكِتَاب، وَخَطَّأَه، فَوَقَفَ ابْن الشَّجَرِيِّ عَلَى رده، فَأَلف كِتَاب الانتصَارِ فِي ذَلِكَ. قَالَ: وُلِدَتْ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. تُوُفِّيَ فِي السَّادِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدُفِنَ بداره، وإنما سمع الحديث في كهولته.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 198"، وفيات الأعيان "6/ ترجمة 774"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 281"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 132-134".

الميهني

4927- الميهني: الشَّيْخُ الصَّالِحُ، أَبُو الفَضْلِ، أَحْمَدُ بنُ طَاهِرِ بن سعيد بن القُدْوَةِ أَبِي سَعِيْدٍ فضلُ اللهِ بنُ أَبِي الخَيْرِ المِيْهَنِي الخُرَاسَانِيُّ الصُّوْفِيُّ. وَمِيْهَنَةُ: قَرْيَة مَعْرُوْفَة. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ بِقَرْيتِه مِنْ أَبِي الفَضْلِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ العَارِف، وَبِنَيْسَابُوْرَ مُوْسَى بن عِمْرَانَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ خَلَف، وَالحَافِظ الحَسَن بن أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِي، وَجَمَاعَة. وَلَهُ إِجَازَة مِنَ المُفَسِّرِ أَبِي الحَسَنِ الوَاحِدِيّ رَوَى بِهَا تَفَاسيره. اسْتَوْطَنَ بَغْدَاد، وَرَوَى الكَثِيْر. رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَغَيْرهُ، وَأَبُو أَحْمَدَ بن سكينة، وأبو اليمن الكندي، والفتح بن عَبْد السَّلاَمِ، وَطَائِفَة، وَتَفَرَّد أَبُو الحَسَنِ ابْن المُقَيَّرِ بِإِجَازته. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: سَافر الكَثِيْر، وَرَأَى المَشَايِخ، وَخدم الصُّوْفِيَّة وَالأَكَابِر، وَهُوَ ظرِيف الجُمْلَة مَطْبُوْع، حسن الشَّمَائِل، مُتَوَاضِع، مَاتَ فِي ثَامن رَمَضَان سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدفن عَلَى دكَة الجُنَيْد رَحِمَهُ اللهُ سَمِعَ مِنْهُ الفتح الأربعين للحاكم.

ابن العربي

4928- ابن العربي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ القَاضِي، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، ابْنُ العَرَبِيِّ الأَنْدَلُسِيّ الإِشْبِيْلِيّ المَالِكِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. سَأَله ابْن بَشْكُوَال عَنْ مَوْلِده، فَقَالَ: فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ من خاله الحسن بن عمر الهزني وَطَائِفَة بِالأَنْدَلُسِ. وَكَانَ أَبُوْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ مِنْ كِبَارِ أَصْحَاب أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ حَزْم الظَّاهِرِي بِخلاَف ابْنه القَاضِي أَبِي بَكْرٍ، فَإِنَّهُ منَافر لابْنِ حَزْم، مُحِطٌّ عَلَيْهِ بنَفْس ثَائِرَة. ارْتَحَلَ مَعَ أَبِيْهِ، وَسَمِعَا بِبَغْدَادَ مِنْ طِرَاد بن مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ النِّعَالِيّ، وَأَبِي الخَطَّابِ ابْن البَطِرِ، وَجَعْفَر السَّرَّاج، وَابْن الطُّيُوْرِيّ، وَخَلْق، وَبِدِمَشْقَ مِنَ الفَقِيْه نَصْر بن إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ، وَأَبِي الفَضْلِ بنِ الفُرَاتِ، وَطَائِفَة، وَببَيْت المَقْدِسِ مِنْ مَكِّيّ بن عَبْدِ السَّلاَمِ الرُّمَيْلِيّ، وَبِالحرم الشَّرِيْف مِنَ الحُسَيْن بن عَلِيٍّ الفَقِيْه الطَّبَرِيّ، وَبِمِصْرَ مِنَ القَاضِي أَبِي الحَسَنِ الخِلَعِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ دَاوُدَ الفَارِسِيّ وَغَيْرِهِمَا. وَتَفَقَّهَ بِالإِمَام أَبِي حَامِد الغَزَّالِيّ، وَالفَقِيْه أبي بكر الشاشي، والعلامة الأَدِيْب أَبِي زَكَرِيَّا التِّبْرِيْزِيّ، وَجَمَاعَة. وَذَكَرَ أَبُو القاسم بن عَسَاكِرَ أَنَّهُ سَمِعَ بِدِمَشْقَ أَيْضاً مِنْ أَبِي البركات ابن طَاوُوْسٍ، وَالشَّرِيْف النَسِيْب، وَأَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ عَبْد الرَّحْمَنِ بن صَابر، وَأَخُوْهُ، وَأَحْمَد بن سَلاَمَةَ الأَبَّار، وَرجع إِلَى الأَنْدَلُسِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: رَجَعَ إِلَى الأَنْدَلُسِ بَعْدَ أَنْ دفن أَبَاهُ فِي رحلته أَظُنّ بِبَيْتِ المَقْدِس وَصَنَّفَ، وَجَمَعَ، وَفِي فُنُوْن العِلْم بَرَعَ، وَكَانَ فَصِيْحاً بَلِيْغاً خَطِيْباً. صَنّف كِتَاب "عَارِضَةِ الأَحْوَذِيِّ فِي شَرْحِ جَامِع أَبِي عِيْسَى التِّرْمِذِيِّ"، وَفسر القُرْآن الْمجِيد، فَأَتَى بِكُلِّ بَدِيْع، وَلَهُ كِتَاب "كَوْكَب الحَدِيْث وَالمسلسلاَت"، وَكِتَاب "الأَصْنَاف" فِي الفِقْه، وَكِتَاب "أُمَّهَات المَسَائِل"، وَكِتَاب "نُزْهَة النَّاظر"، وَكِتَاب "ستر العورَة"، وَ"المَحْصُوْل" فِي الأُصُوْل، وَ"حسم الدَّاء، فِي الكَلاَمِ عَلَى حديث السوداء"، كتاب في

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "4/ ترجمة 626"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1081"، والنجوم الزاهرة "5/ 302"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 141".

الرَّسَائِل وَغوَامض النَحْويين، وَكِتَاب "تَرْتِيْب الرّحلَة، لِلتَّرغِيب فِي المِلَّة"، وَ"الفِقْه الأَصْغَر المُعَلَّب الأَصْغَر"، وأشياء سوى ذلك لم نشاهدها. وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ، وَكَانَ رَئِيْساً مُحْتَشِماً، وَافر الأَمْوَال بِحَيْثُ أَنشَأَ عَلَى إِشْبِيْلِيَة سُوراً مِنْ مَالِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَحْمَدَ اليُوْسُفِيّ الحَافِظ، وَأَحْمَد بن خَلَفٍ الإِشْبِيْلِيّ القَاضِي، وَالحَسَن بن عَلِيٍّ القُرْطُبِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الفِهْرِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الخَثْعَمِي السُّهَيْلِي، وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ الفَخَّارِ، وَمُحَمَّد بن يُوْسُفَ بنِ سَعَادَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الكُتَامِيّ، وَمُحَمَّد بن جَابِرٍ الثَّعْلَبِيّ، وَنَجَبَة بن يَحْيَى الرُّعَيْنِيّ، وعبد المنعم بن يحيى الخَلُوْف الغَرْنَاطِي، وَعَلِيّ بن أَحْمَدَ بنِ لبَّال الشَّرِيْشِيّ، وَعَدَد كَثِيْر، وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّة، وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ فِي الأَنْدَلُس عَنْهُ بِالإِجَازَةِ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الشَّقُوْرِيّ، وَأَحْمَد بن عُمَرَ الخَزْرَجِيّ التَّاجِر، أَدخل الأَنْدَلُس إِسْنَاداً عَالِياً، وَعلماً جَمّاً. وَكَانَ ثَاقب الذّهن، عذب الْمنطق، كَرِيْم الشَّمَائِل، كَامِل السُّؤْدُد، وَلِيَ قَضَاءَ إِشْبِيْلِيَة، فَحُمدت سيَاسته، وَكَانَ ذَا شِدَّة وَسطوَة، فَعزل، وَأَقْبَلَ على نشر العلم وتدوينه. وَصفه ابْن بَشْكُوَال بِأَكْثَر مِنْ هَذَا، وَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَّهُ ارْتَحَلَ إِلَى المَشْرِق فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ بقُرْطُبَة وَبإِشْبِيْلِيَة كَثِيْراً. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ أَبُوْهُ رَئِيْساً وَزِيْراً عَالِماً أَدِيْباً شَاعِراً مَاهراً، اتَّفَقَ مَوْته بِمِصْرَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، فَرَجَعَ ابْنه إِلَى الأَنْدَلُسِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ طَرْخَانَ: قَالَ لِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ العَرَبِي: صَحِبتُ ابْنَ حَزْمٍ سَبْعَةَ أَعْوَام، وَسَمِعْتُ مِنْهُ جمِيْع مُصَنّفَاته سِوَى المُجَلَّد الأَخِيْر مِنْ كِتَاب "الفِصَلِ"، وَقَرَأْنَا مِنْ كِتَاب "الإِيصَال" لَهُ أَرْبَعَ مُجَلَّدَاتٍ، وَلَمْ يَفُتْنِي شَيْء مِنْ تَوَالِيْفِهِ سِوَى هَذَا. كَانَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ مِمَّنْ يُقَالَ: إِنَّهُ بلغَ رُتْبَة الاجْتِهَاد. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: حَدَّثَ بِبَغْدَادَ بِيَسِيْرٍ، وَصَنَّفَ فِي الحَدِيْثِ وَالفِقْه وَالأُصُوْل وَعُلُوْم القُرْآن وَالأَدب وَالنَّحْو وَالتَّوَارِيخ، وَاتَّسَع حَاله، وَكثر إِفضَاله، وَمدحته الشُّعَرَاء، وَعَلَى بَلَده سور أَنشَأَه مِنْ مَاله. وَقَدْ ذَكَرَهُ الأَدِيْب أَبُو يَحْيَى اليَسع بن حَزْم، فَبَالغ فِي تَقرِيظه، وَقَالَ: وَلِيَ القَضَاءَ

فَمَحنَ، وَجَرَى فِي أَعْرَاض الإِمَارَة فَلحن، وَأَصْبَح تَتحرك بآثَاره الأَلسِنَة، وَيَأْتِي بِمَا أَجرَاهُ عَلَيْهِ الْقدر النَّومُ وَالسِّنَةُ، وَمَا أَرَادَ إلَّا خَيراً، نصب السُّلْطَان عَلَيْهِ شبَاكه، وَسكَّنَ الإِدبار حرَاكه، فأبداه للناس صورةً تُذمُّ، وَسُوْرَة تَتلَى، لِكَوْنِهِ تَعلّق بِأَذْيَال المُلك، وَلَمْ يَجر مجرَى العُلَمَاء فِي مُجَاهِرَة السَّلاَطِيْن وَحِزْبِهِم، بَلْ دَاهن، ثُمَّ انْتقل إِلَى قُرْطُبَة مُعَظَّماً مُكرَّماً حَتَّى حُوِّلَ إِلَى العُدوَة، فَقَضَى نَحْبَه. قَرَأْت بِخَطِّ ابْنِ مَسدِي فِي مُعْجَمِهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُفرج النَّبَاتِيّ، سَمِعْتُ ابْنَ الجَدِّ الحَافِظَ وَغَيْرَه يَقُوْلُوْنَ: حضَر فُقَهَاء إِشْبِيْلِيَة: أَبُو بَكْرٍ بن المُرَجَّى وَفُلاَن وَفُلاَن، وَحضر مَعَهُم ابْن العَرَبِيِّ، فَتذَاكرُوا حَدِيْث الْمِغْفَر1، فَقَالَ ابْنُ المُرَجَّى: لاَ يُعرفُ إلَّا مِنْ حَدِيْثِ مَالِك عَنِ الزُّهْرِيِّ. فَقَالَ ابْنُ العَرَبِيّ: قَدْ رويته مِنْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ طرِيقاً غَيْر طَرِيْق مَالِك. فَقَالُوا: أَفدنَا هَذَا. فَوَعَدهُم، وَلَمْ يُخْرِجْ لَهُم شَيْئاً، وَفِي ذَلِكَ يَقُوْلُ خَلَف بن خَيْر الأَدِيْب: يَا أَهْل حِمْصَ وَمِنْ بِهَا أُوصيكم ... بِالبر وَالتَّقْوَى وَصيَة مُشْفِقِ فَخذُوا عَنِ العربِي أَسمَار الدجَى ... وَخذُوا الرِّوَايَة عَنْ إمامٍ متقِ إِنَّ الفَتَى حُلْو الكَلاَم مهذّبٌ ... إِنْ لَمْ يَجِدْ خَبَراً صَحِيْحاً يَخلقِ قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَة سَاذجَة لاَ تَدُلُّ عَلَى تَعمد، وَلَعَلَّ القَاضِي -رَحِمَهُ اللهُ- وَهِم، وَسرَى ذِهْنه إِلَى حَدِيْث آخر، وَالشَّاعِر يَخلق الإِفك، وَلَمْ أَنقُمْ عَلَى القَاضِي -رَحِمَهُ اللهُ- إلَّا إِقذَاعَه فِي ذَمّ ابْن حَزْمٍ وَاسْتجهَالَه لَهُ، وابن حزم أوسع دَائِرَة مِنْ أَبِي بَكْرٍ فِي العُلُوْم، وَأَحْفَظ بِكَثِيْر، وَقَدْ أَصَاب فِي أَشيَاء وَأَجَاد، وَزلق فِي مضَايق كغَيْره مِنَ الأَئِمَّةِ، وَالإِنصَافُ عزِيز. قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَال: تُوُفِّيَ ابْنُ العَرَبِيّ بفَاس فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا وَرخه الحَافِظُ أَبُو الحَسَنِ بنُ المُفَضَّلِ وَابْن خَلِّكَانَ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ المُسْنِدُ الكَبِيْر أَبُو الدُّرّ يَاقُوْت الرُّوْمِيّ السفار صاحب ابن هزارمرد، والمعمر

_ 1 حديث المغفر: أخرجه مالك "523"، ومن طريقه البخاري "1846" و"3044" و"4286" و"5808" ومسلم "1357" عن ابن شهاب الزهري عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاء رجل فقال: إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال اقتلوه" والمغفر: هو ما يلبس على الرأس من درع الحديد. وقال العلماء: إنما قتله لأنه كان ارتد عن الإسلام وقتل مسلما كان يخدمه، وكان يهجو النبي -صلى الله عليه وسلم- ويسبه. وكانت له قينتان تغنيان بهجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين.

أَبُو تَمَّام أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ المُخْتَارِ بن المُؤَيَّدِ بِاللهِ الهَاشِمِيّ السَّفَّار صَاحِب ابْن المُسْلِمَةِ بِنَيْسَابُوْرَ، وَالفَقِيْهُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نبهَان الغَنَوِيّ الرَّقِّيّ الَّذِي يَرْوِي الْخطب، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مَسْعُوْدٍ ابْن الوَزِيْر الدِّمَشْقِيّ كَهْلاً بِمَرْوَ، وَقَاضِي القُضَاة أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ نور الهدَى الحُسَيْن بنِ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيّ، وَالمُعَمَّرُ أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ ابْنُ الدَّايَة، وَمُسْنِد دِمَشْق أَبُو القَاسِمِ الخَضِرُ بن الحُسَيْنِ بنِ عَبْدَان، وَمُفِيْد بَغْدَاد أَبُو بَكْرٍ المُبَارَك بن كَامِلٍ الظَّفَرِيّ الخَفَّاف، وَالشَّهِيْد شَيْخ المَالِكِيَّة أَبُو الحَجَّاجِ يُوْسُف بن دُوْنَاسَ الفَنْدَلاَوِيّ بِدِمَشْقَ. قُتل بِأَيدِي الفِرَنْج رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَابِرٍ القَيْسِيّ المقرىء، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي بِتُوْنُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الرَّبِيْعِ بن سَالِمٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُبَيْش الحَافِظ، حَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ العَرَبِيِّ، حَدَّثَنَا طِرَادٌ الزَّيْنَبِيّ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا جَبَلَةَ بنِ سُحَيْمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ جَرَّ ثَوْباً مِنْ ثِيَابِهِ مِنْ مَخِيْلَةٍ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ" 1. وَأَخْبَرْنَاهُ عَالِياً بِدَرَجَتَيْنِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ وَطَائِفَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا طراد النقيب.. فذكره.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه عبد الرزاق "19980"، ومالك "2/ 914"، وابن أبي شيبة "8/ 387"، وأحمد "2/ 42 و44 و46 و65 و69 و81 و103 و131 و147"، والبخاري "5783" و"5791"، ومسلم "2085" "42" و"43" و"44" و"45" و"46"، والنسائي "8/ 206"، وابن ماجه "3569"، والبغوي "3074" و"3075" من طرق عن ابن عمر، به. وقوله: من مخيلة: أي من كبر.

رزين بن معاوية، الكرماني

رزين بن معاوية، الكرماني: 4929- رزين بن معاوية 1: ابن عمار، الإِمَامُ المُحَدِّثُ الشَّهِيْرُ، أَبُو الحَسَنِ العَبْدَرِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ السَّرَقُسْطِيُّ، صَاحِبُ كِتَابِ "تَجرِيْدِ الصِّحَاحِ". جَاورَ بِمَكَّةَ دَهْراً، وَسَمِعَ بِهَا "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" مِنْ عِيْسَى بنِ أَبِي ذَرٍّ، وَ"صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الطَّبَرِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: قَاضِي الحَرَمِ أَبُو المُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الطَّبَرِيُّ، وَالزَّاهِد أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ وَالِد الشَّيْخ أَبِي عُمَرَ، وَالحَافِظُ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَالحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ، وَقَالَ: كَانَ إِمَامَ المَالِكيين بِالحرم. قُلْتُ: أَدخل كِتَابهُ زِيَادَات وَاهيَة لَوْ تَنَزَّه عَنْهَا لأَجَاد. تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَقَدْ شَاخَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرْنَا أَبِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا رَزِيْن بن مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَافِرِ بن مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرْنَا ابْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُسْلِم، حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَب، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ وَقَاص، عَنْ عُمَرَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لامرىء مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا أَوِ امْرَأَةٌ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" 2. 4930- الكرماني 3: شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ، مُفْتِي خُرَاسَانَ، أَبُو الفَضْلِ، عَبْدُ الرحمن بن محمد ابن أَمِيْرَوَيْه بنِ مُحَمَّدٍ الكَرْمَانِيُّ. تَفقَّه بِمَرْوَ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ القَاضِي، وَبَرَعَ، وَأَخَذَ عَنْهُ الأَصْحَاب، وَانتشرت تَلاَمِذته، وَبعد صِيْتُهُ. وَرَوَى عَنْ أبيه، وأبي الفتح عَبْدِ اللهِ بنِ أَردشير الهِشَامِي. سَمِعَ مِنْهُ السَّمْعَانِيّ، وَبَالَغَ فِي وَصْفِهِ، وَقَالَ: وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَمَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ543.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 186-187"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1281"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 267"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 106". 2 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "1"، وَمُسْلِمٌ "1907"، وَأَبُو دَاوُدَ "2201"، وَالتِّرْمِذِيُّ "1647" وَالنَّسَائِيُّ "1/ 58-60"، وابن ماجه "4227". 3 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 93".

الزينبي، أبو جعفرك

الزينبي، أبو جعفرك: 4931- الزينبي 1: الصَّدْرُ الأَكملُ، قَاضِي القُضَاةِ، أَبُو القَاسِمِ، عَلِيُّ بن نور الهدى أبي طالب الحسين ابن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ الزَّيْنَبِيُّ البَغْدَادِيُّ الحَنَفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ، وَعَمّه النَّقِيْب طِرَاد، وَابْن البَطِرِ، وَجَمَاعَة. رَوَى عَنْهُ جَمَاعَة آخرهُم الفَتْح بن عَبْدِ السَّلاَمِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ غزِيْر الفَضْل، وَافر العَقْلِ، لَهُ وَقَار وَسُكُوْن وَرزَانَة وَثبَات، وَلِيَ قَضَاءَ العِرَاق سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ، قَرَأْت عَلَيْهِ جُزأَيْنِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ شَافِعٍ: كَانَ يَسْتَدعِي الشُّيُوْخ كَابْنِ الحُصَيْن وَابْن كَادش، فَيُقرَأُ لَهُ عَلَيْهِم، وَقَدْ سَارَ إِلَى المَوْصِل، ولم خَلَعُوا الرَّاشد -وَكَانَ أَيْضاً بِالمَوْصِل- فَطَلبَ مِنَ الزَّيْنَبِيّ إِبطَال عَزله وَصحَة إِمَامته، فَامْتَنَعَ، فَنَاله زِنْكِي بن آقْسُنْقُر بِشَيْءٍ مِنَ العَذَاب، وَأَرَادَ قَتلَه، فَدَفَعَ الله، وَسُجِنَ مديدَة، ثُمَّ عَادَ إِلَى بَغْدَادَ، وَتَمَكَّنَ. قَالَ أَبُو شُجَاعٍ مُحَمَّد بن الدّهَان: قِيْلَ: إِنَّ الزَّيْنَبِيّ مُنْذُ وَلِيَ القضاء ما رآه أحد إلَّا بطراحة وَخُفٍّ حَتَّى زوجتُه، وَلَقَدْ دَخَلت عَلَيْهِ فِي مرض مَوْتِهِ وَهُوَ نَائِم بِالطَّرحَةِ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ رَأْساً مَا رَأَينَا وَزِيْراً وَلاَ صَاحِب منصب أَوقرَ مِنْهُ وَلاَ أَحْسَنَ هَيْئَة وَسَمتاً، قلَّ أَنْ يُسْمَع مِنْهُ كلمَةٌ نَاقِصَّة، طَالت وِلاَيته، فَأَحكمه الزَّمَان، وَخدمَ الرَّاشد، وَنَاب فِي الوزَارَة لِلمُقْتَفِي، ثُمَّ إِنَّ المُقْتَفِي أَعرض عَنْهُ.. ثُمَّ ذَكَرَ أَشيَاء تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ لَهُ فِي القَضَاءِ إلَّا الاسْم، فَمَرِضَ. تُوُفِّيَ يَوْم الأَضحَى سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وخمس مائة. 4932- أبو جعفرك 2: العَلاَّمَةُ المُفَسِّرُ، ذُو الفُنُوْنِ، أَبُو جَعْفَرٍ، أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ البَيْهَقِيُّ، عَالِمُ نيسابور، وصاحب التصانيف، منها "تاج المصادر". وَخَرَّجَ لَهُ تَلاَمِذَةٌ نُجبَاءُ. وَكَانَ ذَا تَأَلُّهٍ وَعِبَادَةٍ، يُزَارُ وَيُتَبَرَّكُ بِهِ. مَاتَ فَجْأَةً فِي آخِرِ رَمَضَان، سَنَةَ أَرْبَع وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 205"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1297"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 282"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 135". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1306"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 49-51".

الفندلاوي، الأرجاني

الفندلاوي، الأرجاني: 4933- الفندلاوي 1: الإِمَامُ أَبُو الحَجَّاجِ، يُوْسُفُ بنُ دُوْنَاسَ المَغْرِبِيُّ الفَنْدَلاَوِيُّ المَالِكِيُّ، خَطيبُ بَانِيَاسَ، ثُمَّ مُدَرِّسُ المَالِكِيَّةِ بِدِمَشْقَ. رَوَى "المُوَطَّأ" بِنُزولٍ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَقَالَ: كَانَ حَسَنَ المُفَاكهَة، حُلو المحَاضِرَة، شَدِيد التَّعَصُّب لِمَذْهَب أَهْل السُّنَّةِ، كَرِيْماً، مُطَّرِحاً لِلتَّكَلُّفِ، قوِيّ القَلْب، سَمِعْتُ أَبَا تُرَاب بن قَيْسٍ يذكر أَنَّهُ كَانَ يَعتقد اعْتِقَاد الحَشَوِيَّةِ، وَيُبغض الفَنْدَلاَوِيّ لردِّه عَلَيْهِم، وَأَنَّهُ خَرَجَ إِلَى الحَجِّ، وَأُسِرَ، وَأُلقِي فِي جُبٍّ، وَغُطِّي بصخرَةٍ، وَبَقِيَ كَذَلِكَ مُدَّة يُلقِي إِلَيْهِ مَا يَأْكُل، وَأَنَّهُ أَحس لَيْلَة بِحسٍّ يَقُوْلُ: نَاولنِي يَدَكَ. فَنَاوله، فَأَخْرَجَهُ. قَالَ: فَإِذَا هُوَ الفَنْدَلاَوِيّ، فَقَالَ: تُب مِمَّا كُنْت عَلَيْهِ. فَتَاب، وَكَانَ يَخطُبُ ليلة الختم في رمضان رجل فِي حَلْقَة الفَنْدَلاَوِيّ وَعِنْدَهُ أَبُو الحَسَنِ بنُ المُسْلِمِ الفَقِيْه، فَرمَاهُم وَاحِد بِحَجَرٍ، فَلَمْ يُعرف، فَقَالَ الفَنْدَلاَوِيّ: اللَّهُمَّ اقْطَعْ يَده. فَمَا مَضَى إلَّا يَسير حَتَّى أُخِذَ خُضير مِنْ حَلْقَة الحَنَابِلَة، وَوُجِدَ فِي صُنْدُوْقه مفَاتيحُ كَثِيْرَة لِلسرقَة، فَأَمر شَمْسُ المُلُوْك بِقطع يَدَيْهِ، فَمَاتَ مِنْ قَطعِهِمَا. قُتِلَ الفَنْدَلاَوِيّ وَزَاهِدُ دِمَشْق عَبْد الرَّحْمَنِ الحُلْحُوْلِي يَوْم السَّبْت فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِالنَّيربِ فِي حَرْب الفِرَنْج وَمُنَازَلَتِهِم دِمَشْق، فَقُبِر الفَنْدَلاَوِيّ بِظَاهِر بَاب الصَّغِيْر، وَقُبِرَ الحلحُوْلِي بِالجبل، رَحِمَهُمَا الله. 4934- الأَرَّجَانِيُّ 2: الإِمَامُ الأَوْحَدُ، شَاعِرُ زَمَانِهِ، قَاضِي تُسْتَرَ، أَبُو بكر، أحمد بن مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ، نَاصِحُ الدِّيْنِ الأَرَّجَانِيُّ الشَّافِعِيُّ.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "2/ 442"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 282"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 136". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 210"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 63"، وترجمة الحفاظ "4/ 1306"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 285"، وشذرات الذهب "4/ 137".

رَوَى جُزءَ لُوَيْنٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ مَاجَه. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخَشَّاب، ومنوجهر بن تركانشاه، والمنشىء يَحْيَى بن زِيَادَة، وَآخَرُوْنَ. وَنَاب فِي القَضَاءِ بِعَسْكَر مُكْرَمٍ. وَالَّذِي دُوِّنَ مِنْ شِعْرِهِ لاَ يَكُوْن العُشر، وَقَدْ بلغَ فِي النَّظم الغَايَةَ، سقتُ مِنْهُ جُمْلَةً فِي "تَارِيخ الإِسْلاَم". مَاتَ بِتُسْتَرَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَأَرَّجَانُ: مُثَقَّلَة الرَّاء، قَيَّده صَاحِب "الصِّحَاح"، وَاسْتَعْمَلهَا المُتَنَبِّي مُخَفَّفَةً مُحرّكَة فِي شِعْرِهِ، وَهِيَ بُليدَةٌ مِنْ كُورِ الأَهواز. عَاشَ أَرْبَعاً وثمانين سنة.

الزيادي، القاضي عياض

الزيادي، القاضي عياض: 4935- الزيادي 1: الرَّئِيْسُ المُسْنِدُ، أَبُو المَحَاسِنِ، أَسَعْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُوَفَّقِ، الزِّيَادِيُّ الهَرَوِيُّ الحَنَفِيُّ العَابِدُ، نَزِيْلُ قَرْيَةِ مَالِيْنَ. سَمِعَ مِنَ الدَّاوُوْدِيّ "صَحِيْح البُخَارِيِّ"، وَالدَّارِمِيِّ، وَعَبْدِ بنِ حُمَيْدٍ. رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَامِيُّ، وَعَبْدُ الجَامِع بنُ عَلِيٍّ خَخَّةُ، وَأَبُو رَوْحٍ، وَآخَرُوْنَ. ذَكَرَ السَّمْعَانِيُّ أَنَّهُ ثِقَة صَالِح عَابِد، دَائِم الأَورَادِ، مُسْتغرقُ الأَوقَاتِ، يَسردُ الصَّوْمَِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ خَمْس وثمانون سنة. 4936- القاضي عياض 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ الأَوْحَدُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، القَاضِي أبو الفضل عِيَاضُ بنُ مُوْسَى بنِ عِيَاضِ بنِ عَمْرِو بنِ مُوْسَى بنِ عِيَاضٍ اليَحْصَبيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، ثُمَّ السَّبْتِيُّ، المَالِكِيُّ. وُلِدَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 138". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ ترجمة 974"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1083"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 511"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 285"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 138-139".

تَحَوَّل جَدّهُم مِنَ الأَنْدَلُس إِلَى فَاس، ثُمَّ سَكَنَ سَبْتَة. لَمْ يَحمل القَاضِي العِلْم فِي الحدَاثَة، وَأَوّل شَيْء أَخَذَ عَنِ الحَافِظ أَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ إِجَازَة مُجرَّدَة، وَكَانَ يُمكِنُه السَّمَاعُ مِنْهُ، فَإِنَّهُ لحق مِنْ حَيَاته اثْنَيْنِ وَعِشْرِيْنَ عَاماً. رَحل إِلَى الأَنْدَلُسِ سَنَة بِضْع وَخَمْس مائَة، وَرَوَى عَنِ القَاضِي أَبِي عَلِيٍّ بنِ سُكَّرَةَ الصَّدَفِيّ، وَلاَزمه، وَعَنْ أَبِي بَحْر بن العَاصِ، وَمُحَمَّد بن حَمْدِينَ، وَأَبِي الحُسَيْنِ سرَاج الصَّغِيْر، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عَتَّابٍ، وَهِشَامِ بنِ أحمد، وعدة. وَتَفَقَّهَ بِأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى التَّمِيْمِيِّ، وَالقَاضِي مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ المَسِيْلِيِّ. وَاستبحر مِنَ العُلُوْم، وَجَمَعَ وَأَلَّفَ، وَسَارَتْ بِتَصَانِيْفِهِ الرُّكبَانُ، وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ فِي الآفَاق. قَالَ خَلَفُ بنُ بَشْكُوَال: هُوَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالتفنن وَالذّكَاء وَالفَهْمِ، اسْتُقضِي بِسَبْتَةَ مُدَّة طَوِيْلَة حُمدت سيرتُه فِيْهَا، ثُمَّ نُقِلَ عَنْهَا إِلَى قَضَاء غَرْنَاطَةَ، فَلَمْ يُطَوِّلْ بِهَا، وَقَدِمَ عَلَيْنَا قُرْطُبَة، فَأَخذنَا عَنْهُ. وَقَالَ الفَقِيْه مُحَمَّد بن حَمَّاده السَّبْتِيُّ: جلس القَاضِي لِلمُنَاظَرَةِ وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَوَلِيَ القَضَاءَ وَلَهُ خَمْس وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً، كَانَ هَيِّناً مِنْ غَيْرِ ضَعفٍ، صَلِيْباً فِي الحَقِّ، تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ، وَصَحِبَ أَبَا إِسْحَاقَ بنَ جَعْفَرٍ الفَقِيْه، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِسَبْتَةَ فِي عصرٍ أكثر توالف مِنْ تَوَالِيْفِهِ، لَهُ كِتَاب "الشفَا فِي شرف المُصْطَفَى" مُجَلَّد، وَكِتَاب "تَرْتِيْب المدَارك وَتَقْرِيْب المسَالك فِي ذكرِ فُقَهَاء مَذْهَب مَالِك" فِي مُجَلَّدَات، وَكِتَاب "العقيدَة"، وَكِتَاب "شرح حَدِيْث أُمِّ زرع"، وكتاب "جامع التَّارِيْخ" الَّذِي أَربَى عَلَى جَمِيْع المُؤلفَات، جَمعَ فِيْهِ أَخْبَار مُلُوْك الأَنْدَلُس وَالمَغْرِب، وَاسْتَوْعَبَ فِيْهِ أَخْبَار سَبتَةَ وَعُلَمَاءهَا، وَلَهُ كِتَاب مشَارقِ الأَنوَار فِي اقتفَاء صَحِيْح الآثَارِ: "المُوَطَّأ" وَ"الصَّحِيْحَيْنِ" ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَحَاز مِنَ الرِّئَاسَة فِي بلدِه وَالرّفعَة مَا لَمْ يَصل إِلَيْهِ أَحَد قَطُّ مِنْ أَهْلِ بَلَده، وَمَا زَاده ذَلِكَ إلَّا تَوَاضعاً وَخَشْيَة للهِ -تَعَالَى- وَلَهُ مِنَ المُؤلفَات الصّغَار أَشيَاءُ لَمْ نَذكرهَا. قَالَ القَاضِي شَمْس الدِّيْنِ فِي "وَفِيَات الأَعيَان": هُوَ إِمَام الحَدِيْث فِي وَقْتِهِ، وَأَعْرفُ النَّاس بِعُلُوْمِهِ، وَبِالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ وَكَلاَمِ العَرَبِ وَأَيَّامهِم وَأَنسَابِهِم. قَالَ: وَمِنْ تَصَانِيْفِهِ كِتَابُ "الإِكمَالِ فِي شَرحِ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" كَمَّل بِهِ كِتَاب "المُعْلَم" لِلمَازَرِي، وَكِتَاب "مشَارق الأَنوَار" فِي تَفْسِيْر غَرِيْب الحَدِيْث، وَكِتَاب "التَّنبيهَات" فِيْهِ فَوَائِد وَغَرَائِب، وَكُلّ تَوَالِيْفِهِ بَدِيْعَة، وَلَهُ شعر حسن.

قُلْتُ: تَوَالِيفه نَفِيْسَة، وَأَجَلهَا وَأَشرفهَا كِتَاب "الشفَا" لَوْلاَ مَا قَدْ حشَاه بِالأَحَادِيْث المفتعلَة، عَمَلَ إِمَامٍ لاَ نَقد لَهُ فِي فَن الحَدِيْث وَلاَ ذَوْق، وَاللهُ يُثيبه عَلَى حسن قصدهِ، وَيَنْفَع بِـ"شِفَائِهِ"، وَقَدْ فَعَلَ، وَكَذَا فِيْهِ مِنَ التَّأْوِيْلاَت البعيدَة أَلوَان، وَنبينَا -صَلَوَاتُ اللهُ عَلَيْهِ وَسلاَمه- غنِيٌّ بِمدحَة التنزِيل عَنِ الأَحَادِيْث، وَبِمَا تَوَاتر مِنَ الأَخْبَار عَنِ الآحَاد، وَبِالآحَاد النّظيفَة الأَسَانِيْد عَنِ الوَاهيَات، فَلِمَاذَا يَا قَوْم نَتشبع بِالمَوْضُوْعَات؟ فَيتطرق إِلَيْنَا مَقَالُ ذَوِي الْغل وَالحسد، وَلَكِن مَنْ لاَ يَعلم مَعْذُور، فَعَلَيْك يَا أَخِي بِكِتَاب "دَلاَئِل النُّبُوَّة" لِلْبَيْهَقِيّ، فَإِنَّهُ شفَاء لمَا فِي الصُّدُوْر وَهدَى وَنور. وَقَدْ حَدَّثَ عَنِ القَاضِي خلق مِنَ العُلَمَاءِ، مِنْهُم الإِمَام عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ الأَشِيْرِيّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ القَصِيْر الغَرْنَاطِي، وَالحَافِظ خَلَف بن بَشْكُوَال، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحَجْرِيّ، وَمُحَمَّد بن الحَسَنِ الجَابِرِي، وَوَلَده القَاضِي مُحَمَّد بن عِيَاضٍ قَاضِي دَانِيَة. وَمِنْ شِعْرِهِ: انْظُر إِلَى الزَّرْع وَخَامَاته ... تَحكِي وَقَدْ مَاست أَمَام الرِّيَاحْ كتيبَةً خَضْرَاءَ مهزومَة ... شقَائِقُ النُّعْمَان فِيْهَا جراح قَالَ القَاضِي ابْنُ خَلِّكَانَ: شُيُوْخ القَاضِي يُقَاربُوْنَ المائَة، تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فِي رَمَضَانهَا، وَقِيْلَ: فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْهَا بِمَرَّاكُشَ، وَمَاتَ ابْنه فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: تُوُفِّيَ القَاضِي مُغَرَّباً عَنْ وَطَنه فِي وَسط سَنَةِ أَرْبَعٍ. وَقَالَ وَلده القَاضِي مُحَمَّد: تُوُفِّيَ فِي لَيْلَة الجُمُعَة نِصْف اللَّيْلَة التَّاسعَة مِنْ جُمَادَى الآخِرَة، وَدُفِنَ بِمَرَّاكُش، سَنَةَ أَرْبَعٍ. قُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ قُتل بِالرمَاح لِكَوْنِهِ أَنْكَر عِصْمَة ابْن تُوْمَرْت. وَفِيْهَا مَاتَ شَاعِر زَمَانِهِ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنٍ الأَرَّجَانِيّ قَاضِي تُسْتَر، وَالعَلاَّمَة المُصَنِّف أَبُو جعفَرَكَ أَحْمَد بن علي بن أَبِي جَعْفَرٍ البَيْهَقِيّ، وَالمُسْنِدُ بِهَرَاةَ أَبُو المَحَاسِنِ أَسَعْد بن عَلِيِّ بنِ المُوَفَّق، وَمُحَدِّث حلب أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ سُلَيْمَانَ المُرَادِيّ القُرْطُبِيّ. أَخْبَرَنَا القَاضِي مُعِيْن الدِّيْنِ عَلِيّ بن أَبِي العَبَّاسِ المَالِكِيّ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن الجِرْجِ، عَنْ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الحَافِظ، وَأَخْبَرَنِي أبو القاسم

مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ الحَضْرَمِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الغَافِقِيّ غَيْرَ مَرَّةٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَطِيَّةَ الجَابِرِي، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عيَاض بن مُوْسَى القَاضِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى التَّمِيْمِيّ، وَهِشَام بن أَحْمَدَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ النَّمِرِيّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ التَّمَّار، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَة وَابْنِ لَهِيْعَةَ وَسَعِيْدِ بن أَبِي أَيُّوْبَ، عَنْ كعبِ بن عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو: سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ فَقُوْلُوا مَا يَقُوْلُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْراً، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الوَسِيْلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الجَنَّةِ لاَ تَنَبْغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُوْنَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ اللهَ لِيَ الوَسِيْلَةَ حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ" 1. رَوَاهُ مسلم. ومن سلالته العلامة:

_ 1 صحيح على شرط مسلم: أخرجه مسلم "384"، وأبو داود "523"، والنسائي "2/ 25-26" وفي "عمل اليوم والليلة" "45"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" "93"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 143"، والبيهقي "1/ 410"، وأبو عوانة "1/ 336" من طريق حيوة بن شريح، عن كعب بن علقمة به.

أبو عبد الله محمد بن عياض

4937- أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عِيَاضٍ: ابْنِ محمد بن القَاضِي عِيَاضِ بنِ مُوْسَى، اليَحْصَبيُّ السَّبْتِيُّ النَّحْوِيُّ. قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَأَخَذَ عَنْ: أَيُّوْبَ بنِ عَبْدِ اللهِ الفِهْرِيِّ، وَأَخَذَ بِالجَزِيْرَةِ الخَضْرَاءِ كِتَابَ سِيْبَوَيْه تَفَقُّهاً عَنْ أَبِي القَاسِمِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن عَلِيٍّ النَّحْوِيّ، وَأَخَذَ بِهَا "الإِيضَاح" لأَبِي عَلِيٍّ الفَارِسِيّ عَنْ أَبِي الحَجَّاج بن مَعزُوز، وَأَجَازَ لَهُ مِنْ أَصْبَهَان أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ، وَوَلِيَ قَضَاءَ الجَمَاعَة بغَرْنَاطَة إِلَى أَنْ مَاتَ. وَكَانَ مِنْ سرَاة القُضَاة وَأَهْل النزَاهَة، شَدِيد التّحرِي، صَابراً عَلَى الضَعِيْف، شدِيداً عَلَى أَهْلِ الجَاهِ، فَاضِلاً وَقُوْراً، يُعرب كَلاَمه دَائِماً، وَكَانَ يُكرم الطلبَة، وَأَجَازَ لَهُ أَيْضاً مِنْ دِمَشْقَ الخُشُوْعِيّ. أَجَازَ لِي، وَمَاتَ فِي جُمَادَى الأُخْرَى سَنَة خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائة -رحمه الله- وتوفي أبوه عايض الفَقِيْه فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، بِمَالَقَة.

ابن الدباغ، البيع

ابن الدباغ، البيع: 4938- ابن الدباغ 1: لإمام الحَافِظُ المُتْقِن الأَوْحَدُ، أَبُو الوَلِيْدِ، يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ يُوْسُفَ بنِ عُمَرَ بنِ فِيْرُّه اللَّخْمِيُّ الأُنْدِيُّ المَالِكِيُّ، نَزِيْلُ مُرْسِيَةَ. أَكْثَر عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيّ وَلاَزمه، وَسَمِعَ "المُوَطَّأَ" مِنْ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الخَوْلاَنِيّ، وَأَخَذَ أَيْضاً عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عتَاب، وَطَائِفَة. وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ بَشْكُوَال، وَأَبُو عَبْدِ المَلِكِ مَرْوَان بن عَبْدِ العَزِيْزِ الوَزِيْر، وَأَحْمَد بن أَبِي المُطَرِّفِ البَلَنْسِيّ، وَأَحْمَد بن سَلَمَةَ اللُّوْرَقِي، وَمُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ هُذَيْل، وَآخَرُوْنَ. رَأَيْت "برنَامَجَه"، وَقَدْ سَمِعَ كتباً كِبَاراً، وَلَهُ تَأْلِيْف صَغِيْر فِي تسمِيَة الحُفَّاظ. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ مِنْ أَنبل أَصْحَابنَا، وَأعرفهِم بِطرِيقَة الحَدِيْث وَأَسْمَاء الرِّجَال وَأَزْمَانِهِم وَثِقَاتِهِم وَضُعفَائِهِم وَأَعمَارهِم وَآثَارهِم، وَمِنْ أَهْلِ العنَايَة الكَامِلَة بِتَقْيِيد العِلْم، وشوور في الأحكام ببلده، ثم خطب بِهِ وَقتاً، قَالَ لِي: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَمِنْ مَشَايِخه خَلَف بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ النَّخَّاس، وَعَبْد القَادِر الصَّدَفِيّ. قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: هُوَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ المهرَة المُتْقِنِيْنَ، وَمِنْ جهَابذَة النقَاد، اعْتَمدهُ النَّاس فِيمَا قَيَّده، وَكَانَ سَمحاً مُؤثراً عَلَى قلّةِ ذَات يَده، نَزِهَ النَّفْس، وَلِي خطَابَة مُرْسِيَة، ثُمَّ قَضَاء دانية. قلت: أنبأن بِ"المُوَطَّأ" أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ القُرْطُبِيِّ بسماعه منه. 4939- البيع 2: لشيخ أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الزُّهْرِيُّ الوَقَّاصِيُّ الدينوري، ثم البغدادي المراتبي البيع.

_ 1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ ترجمة 1510"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1087"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 302"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 142". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 300"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 140".

سَمِعَ أَبَاهُ، وَأَبَا نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ، وَعَاصِمَ بنَ الحَسَنِ، وَرِزْقَ اللهِ التَّمِيْمِيَّ. وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيْهِ مُحَمَّد بن هِبَةِ اللهِ مِنْ "مَشْيَخَةِ الأَبَرْقُوْهِيّ" شَيْخنَا. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ مِنْ أَوْلاَد المَيَاسير، وَكَانَ شَيْخاً متودداً كيساً مَطْبُوْعاً، غير أنه يلعب الحمام، قَالَ لِي: إِنَّهُ وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ خمس وسبعين وأربع مائة. مَاتَ فِي الثَّالِث وَالعِشْرِيْنَ مِنَ المُحَرَّم سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْن بن عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ النَّيْسَابُوْرِيّ الشَّحَّامِيّ -مُكْثِرٌ سَمِعَ مِنِ ابْنِ المُحِبّ- وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رِضَى خطيب قُرْطُبَة، وَأَبُو مُحَمَّدٍ المُبَارَك بن أَحْمَدَ بنِ بركَة الكِنْدِيّ الخَبَّاز، وَأَبُو البَرَكَاتِ مَحْفُوْظ بن الحَسَنِ بنِ صَصْرَى التَّغْلِبِيّ عَنْ ثَمَانِيْنَ سنة.

ابن عبدان، موفق

ابن عبدان، موفق: 4940- ابن عبدان: لشيخ أَبُو القَاسِمِ، الخَضِرُ بنُ حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدَانَ، الأَزْدِيّ الدِّمَشْقِيّ الصَّفَّار. سَمِعَ أَبَاهُ، وَأَبَا القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ، وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ، والفقيه نصر ابن إِبْرَاهِيْمَ، وَالحَسَن بن أَبِي الحَدِيْد، وَلَهُ إِجَازَة مِنْ عَبْدِ العَزِيْزِ الكَتَّانِيّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنه القَاسِم، وَأَبُو المَحَاسِنِ بن أَبِي لُقْمَةَ وَغَيْرهُم. مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وأربعين وخمس مائة. 4941- موفق: الخَادِم الأُسْتَاذ، أَبُو السَّدَادِ الحَبَشِيُّ، مَوْلَى الوَزِيْرِ نظام الملك. سَمِعَ أَبَا نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ، وَالقَاضِي الخِلَعِيَّ بِمِصْرَ، وَقرَّرَ بِرِباطِ الزَّوْزَنِيّ. رَوَى عَنْهُ: السِّلَفِيّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخَشَّاب. بَقِيَ إِلَى سنة أربع وأربعين وخمس مائة.

الشحامي، الرفاء

الشحامي، الرفاء: 4942- الشحامي 1: الرَّئِيْس الأَوْحَدُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بن الحسين بن محمد ابن مُحَمَّدٍ الشَّحَّامِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. كَانَ يَخدُمُ الخَاتُوْنَ. وَكَانَ سَمِعَ الكَثِيْر مِنَ الفَضْل بن المُحِبِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ، وَالصرَام، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ التفليسِي. رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ وَابْنه عَبْد الرَّحِيْمِ. تُوُفِّيَ لَيْلَة نِصْف شَعْبَان سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وخمس مائة. 4943- الرفاء 2: شَاعِرُ الشَّامِ، أَبُو الحُسَيْنِ، أَحْمَدُ بنُ مُنَيْرِ بن أحمد بن مفلح، الأَطَرَابُلُسِيُّ الرّفَّاءُ، صَاحِبُ "الدِّيْوَانِ" المَشْهُوْرِ. لَهُ نَظْمٌ بَدِيْع. وَكَانَ يُلَقَّبُ بِمُهذَّب الدِّيْنِ، وَيُقَالُ لَهُ: عين الزَّمَان. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: رَأَيْتهُ مَرَّات، وَكَانَ رَافِضِيّاً، خَبِيْث الهَجْو وَالفحش، سجنه بُورِي مُدَّة، وَهَمَّ بِقطع لِسَانه، ثُمَّ تسْحَب، فَلَمَّا وَلِي شَمْس المُلُوْك عَادَ إِلَى دِمَشْقَ، فَبَلَغَ شَمْس المُلُوْك عَنْهُ أَمر، وَأَرَادَ صلبه، فَاخْتَفَى، وَهَرَبَ، ثُمَّ قَدِمَ فِي صُحْبَة الْملك نُوْر الدِّيْنِ، وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِحَلَبَ. وَكَانَ هُوَ وَالقَيْسَرَانِيّ كفرسي رهان، لكن القيسراني سني دين.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 139- 140". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 64"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1313"، والنجوم الزاهرة "5/ 299"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 146-147".

القيسراني، الإسفراييني

القيسراني، الإسفراييني: 4944- القيسراني 1: سَيِّدُ الشُّعَرَاءِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ نصر بن صغير بن خالد، القيسراني. وله بعكَا، وَنَشَأَ بقيسَارِيَة، وَسَكَنَ دِمَشْق، وَامْتَدَح المُلُوْك، وَوَلِيَ إِدَارَة السَّاعَات عَلَى بَابِ الجَامِع فِي أَيَّامِ تَاج المُلُوْك، ثُمَّ سَكَنَ حلب، وَوَلِيَ بِهَا خزَانَة الكُتُب. قرَأَ الأَدب، وَأَتقن علم الهَيْئَة وَالهَنْدَسَة، وَصَحِبَ الشَّاعِر أَبَا عَبْدِ اللهِ ابْن الخَيَّاط. وَمِنْ نَظمه: يَا هِلاَلاً لاَح فِي شَفق ... أَعف أَجفَانِي مِنَ الأَرقِ فُكَّ قَلْبِي يَا مُعذِّبَهُ ... فَهُوَ مِنْ صَدغَيكَ فِي حَنَقِ قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ أَشعر مَنْ رَأَيْتهُ بالشام، ولد سنة ثمان وسبعين وَأَرْبَع مائَة، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائة. 4945- الإسفراييني 2: الشيخ أبو المعالي، الفضل بن سله بنِ بِشْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، وَيُلَقَّبُ بِالأَثِيْرِ، الحَلَبِيِّ. وُلِدَ بِمِصْرَ، وَنَشَأَ بِبَيْتِ المَقْدِس، وَسَافَرَ فِي التجَارَة إِلَى خُرَاسَانَ وَغَيْرهَا، وَوعظ مُدَّة بِحَلَبَ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ أَبِي العَلاَءِ، وَلَهُ إِجَازَة مِنْ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب، وَعِنْدَهُ عَنْ أَبِيْهِ "السُّنَن الكَبِيْر" لِلنسَائِي. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: يُتَّهَمُ بِالكَذِبِ فِي لَهجَتِهِ، وَسَمَاعه صَحِيْح. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ السَّمْعَانِيّ، وَابْن عَسَاكِرَ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ ابْن المُقَيَّرِ. مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "4/ ترجمة 677"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1313"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 150"، والنجوم الزاهرة لابن تغربي بردي "5/ 302". 2 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 238"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1313".

ابن الفراوي

4946- ابن الفراوي 1: الشَّيْخُ الفَقِيْهُ العَالِم، المُسْنِدُ الثِّقَةُ، أَبُو البَرَكَاتِ، عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ ابْن الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الفُرَاوِيِّ الصَّاعدِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، صَفِيُّ الدِّيْنِ المُعَدَّلُ. سَمِعَ مِنْ: جدّه لأُمِّهِ طَاهِر الشَّحَّامِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّام، وَعُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَحْمِيّ، وَأَبِي نَصْرٍ مُحَمَّد بن سَهْلٍ السَّرَّاج، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ التفليسِي، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ الوَاحِدِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ الشِّيْرَازِيّ، وَفَاطِمَة بِنْت الدَّقَّاق، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيّ وَوَلَده عَبْد الرَّحِيْمِ، وَالمُؤَيَّد الطُّوْسِيّ، وَمَنْصُوْر بن عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ الفُرَاوِيّ حَفِيْده، وَالصَّفَّار قَاسم بن عَبْدِ اللهِ، وَزَيْنَب بِنْت عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّعْرِيَّة، وَجَمَاعَة. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ إِمَام فَاضِل ثِقَة صَدُوْقٌ، دين، حسن الأَخلاَق، لَهُ بَاعَ طَوِيْل فِي الشُّرُوط وَكتبِ السِّجِلاَّت، لاَ يَجرِي أَحَد مَجرَاهُ فِي هَذَا الْفَنّ، وَهُوَ إِمَام مَسْجِد المُطَرز. وَقَدْ سَمِعَ أَبُو المُظَفَّرِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ السَّمْعَانِيّ مِنْ لَفظه "مَعْرِفَة عُلُوْم الحَدِيْث" لِلْحَاكِمِ بِسَمَاعه مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ عَنْهُ، وَسَمِعَ أَبُو المُظَفَّرِ مِنْهُ جَمِيْع "مُسْنَد أَبِي عوَانَة الإِسْفَرَايِيْنِي" بِسَمَاعه مِنْ أَوله إِلَى فَضَائِل المَدِيْنَة مِنْ عُثْمَانَ المَحْمِيّ، وَمِنْ ثَمَّ إِلَى كِتَاب فَضَائِل القُرْآن مِنَ الصَّرَّام، وَمِنْ ثَمَّ إلى آخِر الكِتَاب مِنْ فَاطِمَة بِنْت أَبِي عَلِيٍّ الدَّقَّاق بِسَمَاعِهِم مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ الإِسْفَرَايِيْنِي عَنْهُ. مَاتَ فِي جَائِحَة الغُزّ جوعاً وَبرداً بِنَيْسَابُوْرَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَهَلَكَ خلق مِنَ الْجُوع وَالعَذَاب وَالنهب، فَالأَمْر للهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ سَنَة سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ، عَنْ أَبِي المظفرِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أَبِي سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الفُرَاوِيّ، أَخْبَرَنَا عُثْمَان بن محمد المحمي وَأَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ، عَنِ القَاسِمِ بن عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الأَسَعْد بن القُشَيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البحيْرِيُّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ الحَافِظ سَنَة سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ القوَاس، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالاَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُوْلُوا: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوا ذَلِكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهُم وَأَمْوَالَهُم إلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُم عَلَى اللهِ" 2.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 153". 2 صحيح: أخرجه الطيالسي "2441"، وابن أبي شيبة "10/ 122 و124" و"12/ 374"، وأحمد "2/ 314 و377 و423 و439 و475 و482 و502 و528"، ومسلم "21"، وأبو داود "2640"، والترمذي "2606"، والنسائي "6/ 6-7" و"7/ 77-78 و79"، والدارقطني "1/ 231-232" و"2/ 89" وابن منده "23" و"27" و"196" و"199" و"200" و"402" و"403"، وابن الجارود "1032"، والبيهقي "1/ 196" و"3/ 92" و"8/ 19 و196 و202" و"9/ 182"، والبغوي "31" و"32" من طرق عن أبي هريرة، به.

السلطان، أنر

السلطان، أنر: 4947- السلطان 1: شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو سَعْدٍ، عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بن سهل الدامغاني، ويلقب بالسلطان. ذكره أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ فِي شُيُوْخه، فَقَالَ: كَانَ إِمَاماً، حسن الكَلاَم، رَقِيق القَلْب، سرِيع الدمعَة، سَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ الشِّيْرَازِيّ، وَأَحْمَد بن إِسْمَاعِيْلَ الشُّجَاعِيّ، وَالحَسَن بن أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِي. وَكَانَتْ وَفَاتُهُ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ تَاج الدِّيْنِ عَلِيّ بن أَنْجَب فِي كِتَابِ "الاقتفَاء فِي طَبَقَات الفُقَهَاء": كَانَ إِمَاماً فَاضِلاً مُنَاظراً، وَكَانَ يُعرف بِالسُّلْطَان، تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي حَامِد الغَزَّالِيّ. قُلْتُ: ذَكَرَ الْقطْب النَّيْسَابُوْرِيّ أَنَّهُ تَفَقَّهَ بعُمر السُّلْطَان، وَبِمُحَمَّد ابن يحيى، وتفقها بالغزالي. 4948- أنر 2: مَلِكُ الأُمَرَاءِ بِدِمَشْقَ، مُعِيْنُ الدِّيْنِ الطُّغْتِكِيْنِيُّ. أَمِيْر سَائِس، رَئِيْس شُجَاع، مَهِيب، فَحل الرَّأْي، دبر دَوْلَة أَوْلاَد أُسْتَاذه. وَكَانَ يُحبّ العُلَمَاء وَالصُّلَحَاء، ويبذل المال، وله مواقف مشهودة، وَغزو كَثِيْر، وَكَانَ حَسَنَ الدّيَانَة، لَهُ المَدْرَسَة المُعِيْنِيَّةُ، وَقُبَّةٌ عَلَى قَبْرِهِ وَرَاء دَار بِطِّيخ، وَكَانَتِ الفِرَنْجُ تَخَافه. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَبِنْته: هِيَ عِصْمَة الدِّيْنِ الخَاتُوْنُ، وَاقفَة المَدْرَسَة الخَاتُونِيَّة، تَزَوَّجَ بِهَا الْملك نُوْر الدِّيْنِ مَحْمُوْد بن زِنْكِي. تُوُفِّيَ أَنُرُ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ -رَحِمَهُ اللهُ- وَإِلَيه يُنسب قُصَيْر مُعِيْن الدِّيْنِ بِالغَور، وَكَانَ مَمْلُوْكاً لِلملك طُغْتِكِيْنَ. وَطُغْتِكِيْنُ مِنْ غلمَان السُّلْطَان تُتُش السَّلْجُوْقِيّ، وتتش هو أخو السلطان ملكشاه.

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "7/ 254". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 286".

السنجبستي، العبادي

السنجبستي، العبادي: 4949- السنجبستي: الشَّيْخُ المُسْنِدُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ السَّنْجَبَسْتِيُّ، شَيْخٌ عَالِمٌ صَالِحٌ. سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ كُلاَر، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ، وَقَارب التِّسْعِيْنَ. رَوَى عَنْهُ: أبو سعد السمعاني وابنه عبد الرحيم. مَاتَ بِنَيْسَابُوْرَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَنْجَبَسْتُ: مَنْزِلَةٌ مَعْرُوْفَة بَيْنَ نَيْسَابُوْرَ وَسَرَخْسَ، مِثْلُ قرية. 4950- العبادي 1: الوَاعِظُ المَشْهُوْرُ المُطْربُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، المُظَفَّرُ بنُ أَرْدَشِيْرَ المَرْوَزِيُّ العَبَّادِيُّ وَيُلَقَّبُ بِالأَمِيْرِ. وَاعِظ بَاهِر، حُلْو الإِشَارَة، رَشِيق العبَارَة، إلَّا أَنَّهُ قَلِيْل الدِّيْنِ. سَمِعَ مِنْ نَصْر اللهِ الخُشْنَامِيّ، وَعَبْد الغَفَّارِ الشيروِي، وَجَمَاعَة. قَدِمَ رَسُوْلاً إِلَى بَغْدَادَ مِنَ السُّلْطَان سَنْجَر سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ، فَأَقَامَ ثَلاَثَة أَعْوَام يَعظ بِجَامِع القَصْر وَبِدَارِ السَّلطنَةِ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ المُقْتَفِي وَالكُبَرَاءُ، وَأَملَى بِجَامِعِ القَصْرِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الأَخْضَرِ، وَحَمْزَةُ بنُ القُبَّيْطِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُكَرَّمِ. وَكَانَ يُضْرَبُ حسن وَعظِه المَثَلُ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: لَمْ يَكُنْ بِثِقَةٍ، رَأَيْت رِسَالَةً بِخَطِّهِ جَمَعهَا فِي إباحة شرب الخمر. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: لَهُ كَلِمَات جيدَة، وَكتبُوا عَنْهُ مِنْ وَعظِهِ مُجَلَّدَاتٍ، ذَهبَ لِيُصلِحَ بَيْنَ ملك وكبير، فَحصل لَهُ مِنْهُمَا مَالٌ كَثِيْر، وَمَاتَ بِعَسْكَر مُكْرَمٍ سَنَة سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: كَانَ يُخِلُّ بِالصَّلاَة لَيْلَةَ حُضُوْرِهِ السَّمَاع، وَذَكَرَ لَيْلَةً مَنَاقِب عليّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَأَنَّ الشَّمْس رُدَّت لَهُ، فَاتَّفَقَ أَنَّ الشَّمْس غَابَت بِالغَيمِ، فَعَمِلَ أَبيَاتاً وَهِيَ: لاَ تَغْرُبِي يَا شَمْسُ حَتَّى يَنْتَهِي ... مَدْحِي لآلِ المُصْطَفَى وَلِنَجْلِهِ وَاثْنِيْ عِنَانَكِ إِن أَردتِ ثَنَاءهُم ... أَنَسِيتِ إِذْ كان الوقوف لأجله إن كان لِلمَوْلَى وُقُوفُكِ فَلْيكُنْ ... هَذَا الوُقُوْف لِخَيْلِهِ وَلرَجْلِهِ قَالَ: فَطَلعت الشَّمْس مِنْ تَحْتَ الغَيمِ، فَلاَ يُدْرَى مَا رُمِي عَلَيْهِ مِنَ الثِّيَابِ وَالأَمْوَالِ. عاش ستًا وخمسين سنة، الله يسامحه.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 229"، واللباب لابن الأثير "2/ 310"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 303".

أبو عبد الله مردنيش

4951- أبو عبد الله مردنيش: لزاهد المُجَاهِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدٌ الجُذَامِيُّ المَغْرِبِيُّ. كَانَ مَعَهُ عِدَّة رِجَال أَبْطَال يُغِيرُ بِهِم يَمنَة وَيسرَة، وَكَانُوا يَحرِثُونَ عَلَى خَيلهِم كَمَا يَحرُثُ أَهْلُ الثَّغْر، وَكَانَ أَمِيْرُ المُسْلِمِيْنَ ابْنُ تَاشفِيْنَ يَمدُّهُم بِالمَالِ وَالآلاَتِ، وَيبرُّهُم. وَلِمَرْدَنِيْشَ مَغَازِي وَمَوَاقِفُ مَشْهُوْدَةٌ وَفَضَائِلُ، وَهُوَ جد الْملك مُحَمَّد ابن سَعْدِ بنِ مُحَمَّدٍ صَاحِب شَرق الأَنْدَلُس. فَمِنْ عَجِيْبِ مَا صَحَّ عِنْدِي مِنْ مَغَازِيه -يَقُوْلُ ذَلِكَ اليَسعُ بنُ حَزْم- أَنَّهُ أَغَارَ يَوْماً، فَغنِمَ غَنِيْمَةً كَثِيْرَةً، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ مِنَ الرُّوْمِ أَكْثَرُ مِنْ أَلفِ فَارِسٍ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ وَكَانُوا ثَلاَثَ مائَةِ فَارِسٍ: مَا تَرَوْنَ? فَقَالُوا: نَشغَلهُم بِتَركِ الغَنِيْمَةِ. فَقَالَ: أَلَمْ يَقُلِ القَائِلُ: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأَنْفَالُ:65] ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ مُوْرِيْنَ: يَا رَئِيْسُ! اللهُ قَالَ هَذَا. فَقَالَ: اللهُ يَقُوْلُ هَذَا وَتَقعدُوْنَ عَنْ لِقَائِهِم?! قَالَ: فَثَبَتُوا، فَهَزمُوا الرُّوْم. وَمِنْ غَرِيْب أَمرِهِ أَنَّهُ نَزل ملك الرُّوْم ابْن رُذمِيْرَ، فَأَفسدُوا الزُّروعَ، فَبَعَثَ يَقُوْلُ لَهُ: مِثْلُكَ لاَ يَرْضَى بِالفَسَادِ، وَلاَ بُدَّ لَكَ مِنَ الانْصِرَافِ، فَأُفسِدُ فِي بَلَدك فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مَا لاَ تُفسده فِي جُمُعَة. فَأَمر اللَّعِين أَصْحَابه بِالكَفّ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ يَرغب فِي رُؤيتِه لسُمْعَتِهِ عِنْدَهُم. قَالَ ابْنُ مُوْرِيْنَ: فَجِئْنَا مَعَ الرَّئِيْس، فَقَدَّمنَاهُ، فَأَكْرَمَه، وَأَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِهِ، وَجَعَلَ يَطَّلَّعُ إِلَيْهِ، وَيَقُوْلُ

بِلِسَانِهِ: اسْمُكَ عَظِيْمٌ، وَطلعتُكَ دُوْنَ اسْمِكَ، وَمَا شَخْصُك بِشخصِ فَارِس. وَكَانَ قَصِيْراً، وَأَرَادَ مُمَازحَتَه، وَكَذَا وَجَّه إِلَيْهِ أَمِيْرُ المُسْلِمِيْنَ عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ، فَمَضَى وَاجْتَمَعَ بِهِ، وَاسْتَنَابَ مَوْضِعَه وَلدَه سَعْداً إِلَى أَنْ رَجَعَ. وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ عشرين وَخَمْسِ مائَةٍ سَارَ ابْن رُذمِيْر، فَنَازل مدينَة إِفرَاغَة وَبِهَا ابْن مَرْدَنِيْش، وَطَال الحصَار، فَكَتَبُوا إِلَى أَمِيْرِ المُسْلِمِيْنَ ابْن تَاشفِيْن لِيُغِيثَهُم، فَكَتَبَ إِلَى ابْنِهِ تَاشفِيْن بنِ عَلِيٍّ، وَإِلَى الأَمِيْرِ يَحْيَى بنِ غَانِيَة بِإِغَاثَتِهِم، وَإِدخَالِ المِيْرَةِ إِلَيْهِم، فتهيأ لنجدتهم أربعة آلاف، فما وَصلُوا إِلَى إِفرَاغَة إلَّا وَقَدْ فَنِي مَا بِهَا، وَلَمْ يَبْقَ لابْنِ مَرْدَنِيْشَ سِوَى حِصَانٍ، فَذَبَحَهُ لَهُم، فَحَصَلَ لِكُلِّ وَاحِدٍ أُوقيَة أُوقيَة. قَالَ اليَسع: فَحَدَّثَنِي المَلِكُ المُجَاهِد ابْنُ عِيَاضٍ حَدِيْث هَذِهِ الغَزَاة، قَالَ: لَمَّا وَصلَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ غَانِيَة مدينَة زَيْتونَة، خَرَجتُ إِلَيْهِ مِنْ لاردَة مَعَ فُرْسَانِي، فَقَالَ: أَشِيرُوا عَلَيَّ. فَقُلْتُ: الصَّوَابُ جَمعُ جُنْدِ الأَنْدَلُس تَحْتَ راية واحدة، وهلال سليم تحت راية أخرى، ويتقدم الزبير ابن عُمَرَ بِأَهْلِ المَغْرِب وَبِالدوَاب الَّتِي تحمل الأَقوَات، مَعَهُم الطّبول وَالرَّايَات، وَنبقَى نَحْنُ وَالعرب كَمِيناً عَنْ يَمِيْن الجَيْش وَيسَاره، فَإِذَا أَبصر اللَّعِين الرَّايَات وَالطبول وَالزمر حَمل عَلَيْهِ، فَنكر عَلَيْهِ مِنَ الجِهَتَيْنِ. قَالَ: فَصَلَّينَا الصُّبْحَ فِي لَيْلَة سَبْع وَعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَأَبصر اللَّعِين الجَيْشَ وَقَدِ اسْتَرَاحَ مِنْ جِرَاحَاتِهِ، وَكَانَ عَسْكَرُهُ إِذْ ذَاكَ أَرْبَعَة وَعِشْرِيْنَ أَلْفَ فَارِسٍ سِوَى أَتْبَاعهِم، فَقصدُوا الطّبول، فَانكسرُوا وَتَفَرَّقُوا يَعْنِي المُسْلِمِيْنَ فَأَتينَا الرُّوْم عَنْ أَيْمَانِهِم، وَنَزَلَ النَّصْرُ وَعَمِلَ السَّيْفَ فِي الرُّوْم حَتَّى بَقِيَ ابْنُ رُذمِيْرَ فِي نَحْوِ أَرْبَعِ مائَةِ فَارِسٍ، فَلجؤُوا إِلَى حصن لَهُم، وَبَات المُسْلِمُوْنَ عَلَيْهِ، ثُمَّ هَلَكَ غَمّاً، وَأَصَابه مرض مَاتَ بَعْدَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ هَزِيمتِهِ، فلا رحمه الله.

ابن مسهر، ابن نظام الملك

ابن مسهر، ابن نظام الملك: 4952- ابن مسهر 1: الأديب البارع، مهذب الدين علي بن أَبِي الوَفَاءِ سَعْدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الواحد الموصلي الشاعر، وديوانه في مجلدين. مدح الخُلَفَاء وَالمُلُوْك، وَتنقل فِي الولاَيَات بِبلده. وُلِدَ بآمد، وَمَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ العمَاد: سَنَة سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ. وَلَهُ مِنْ أَبْيَات يَصف الْفَهد: مِنْ كُلِّ أَهْرَتَ بَادِي السُّخطِ مُطَّرِح ال ... حَيَاءِ جهم المحيّا سيّىء الخُلُقِ وَالشَّمْس مُذْ لقَّبُوْهَا بِالغزَالَة أَع ... طته الرَّشَا جَسَداً مِنْ لَونِهَا اليَقَقِ وَنقَّطَتْهُ حِبَاءً مِنْ تَسَالُمِهَا ... عَلَى المنَايَا نِعَاجُ الرَّمل بِالحَدَقِ هَذَا وَلَمْ تَبْرُزَا مَعَ سِلمِ جَانبه ... يَوْماً لِنَاظره إلَّا عَلَى فَرَقِ وَعَمِلَ فِي عصره الصوري السراج محمد بن أحمد: شئن البرَاثِنِ فِي فِيْهِ وَفِي يَدِهِ ... فَتكُ الصوَارم وَالعسَّالَة الذُّبُلِ تَنَافَسَ اللَّيْل فِيْهِ وَالنَّهَار مَعاً ... فَقمَّصَاهُ بجلبابٍ مِنَ المُقَلِ وَالشَّمْسُ مُذْ لقَّبُوْهَا بِالغزَالَةِ لَمْ ... تَبرزْ لنَاظره إلَّا عَلَى وَجَلِ 4953- ابن نظام الملك 2: الوزير الكامل، أبو نصر، أحمد بن رَأْسِ الوُزَرَاءِ نِظَامِ المُلْكِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ الطُّوْسِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. وَزَرَ لِلْخَلِيْفَةِ وَللسُّلْطَانِ، وَآخرُ مَا وَزر لِلمُسْترشد بِاللهِ، ثُمَّ عُزل بَعْدَ سَنَةٍ وَشهر، وَلَزِمَ دَارَهُ. وَكَانَ صدراً مُحْتَشِماً، يملأ العين. روى عن: عبد الرزاق الحسناباذي وَابْنه. وَعَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَحَفِيْده دَاوُد بن سُلَيْمَانَ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدُفِنَ بدَارِه. وَمَاتَ قَبْلَهُ فِي رَمَضَانَ ابْنُ أُخْت الإِمَامِ أَبُو الفَضْلِ نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نِظَام المُلْكِ، وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِهِ، قَاربَ الثَّمَانِيْنَ. وَرَوَى عَنِ الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيِّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ السَّمْعَانِيِّ. مات هذا بطوس.

_ 1ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 477". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 209".

أبو محمد ابن عياض المجاهد

4954- أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُ عِيَاضٍ المُجَاهِدُ: عَبْدُ اللهِ، وَقِيْلَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، المُجَاهِدُ فِي سَبِيْلِ اللهِ، فَارِسُ الأَنْدَلُسِ، وَبطلُهَا المَشْهُوْرُ، اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَهْلُ شرقِ الأَنْدَلُسِ. قَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيٍّ المَرَّاكُشِيُّ: كَانَ مِنَ الصَّالِحِيْنَ الكِبَارِ، بَلَغَنِي عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ أَنَّهُ كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، سَرِيعَ الدَّمعَةِ، رقيقاً، فَإِذَا ركبَ الخيلَ لاَ يَقومُ لَهُ أَحَدٌ، كَانَ النَّصَارَى يَعدُّوْنَهُ بِمائَة فَارِسٍ، فَحمَى اللهُ بِهِ النَّاحيَةَ مُدَّةً إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ، وَلاَ أَتَحقّقُ تَارِيخَ مَوْتِهِ. وَقَالَ اليَسعُ بنُ حَزْمٍ فِي "أَخْبَار المَغْرِب": حَدَّثَنِي الأَمِيْرُ الملكُ المُجَاهِدُ فِي سَبِيْلِ اللهِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عيَاضٍ أَشجعُ مَنْ ركبَ الخيلَ، وَأَفرسُ مَنْ سَامَ الرُّوْمَ الويلَ، قَالَ: نَزلتُ محلَّةَ الفِرَنْجِ عَلَيْنَا، فَكَانُوا إِذَا رَمَونَا بِالنَّبلِ صَارَ حَائِلاً بَيْنَنَا وَبَيْنَ الشَّمْسِ كَالجَرَادِ، وَالَّذِي صَحَّ عِنْدنَا أَنَّ عددَ خيلهِم مائَةُ أَلْفِ فَارِسٍ، وَمِنَ الرَّجْلِ مائةا أَلْفٍ أَوْ أَزْيَدَ، وَكُنَّا نَعدُّ عَلَى مَقرُبَةٍ مِنْ سُورنَا أَرْبَعَ مائَةِ خيمَةٍ ديباجٍ أَوْ نَحْوِهَا نُحقّقُ هَذَا، فَاشتدَّ عَلَيْنَا الحصَارُ، فَخَرَجْنَا في مائةي فَارِسٍ، فَشققنَا الرُّوْمَ نَقتلُ فِيهِم، وَلجَأْنَا إِلَى حصنِ الزَّيْتونَةِ قَاصدينَ بَلَنْسِيَةَ. قَالَ اليَسعُ: قَالَ لِي مَسْعُوْدُ بنُ عزِّ النَّاسِ: أَبْصَرتُ ابْنَ عِيَاضٍ وَهُوَ شَابٌّ حَدَثٌ، وَقَدْ صَارعَ رُومِيّاً غَلبَ جَمِيْعَ مَنْ فِي بِلاَدِ الأَنْدَلُسِ، فَجَاءهُ الرُّوْمِيُّ، فَدَفَعَهُ ابْنُ عِيَاضٍ عَنْ نَفْسِهِ دفعَةً حسبت أن الرومي انتفضت أَوْصَالُهُ، ثُمَّ أَمسكَ بِخَاصرَةِ الرُّوْمِيِّ حَتَّى رَأَيْتُ الدَّمَ تَحْتَ أَصَابعِ ابْنِ عِيَاضٍ، ثُمَّ رفعَهُ، وَأَلقَى بِهِ الأَرْضَ، فَطَارَ دِمَاغَهُ. وَلَهُ قِصَّةٌ أُخْرَى: وَذَلِكَ أَنَّهُ وَقَفَ فَارِسٌ مِنْ جُمْلَةِ خيَّالَةِ الرُّوْمِ عَلَى لاردَةَ، وَطلبَ المبَارزَةَ، فَخَرَجَ ابْنُ عِيَاضٍ عَلَيْهِ قَمِيْصٌ طَوِيْلُ الكُمِّ قَدْ أَدخلَ فِيْهِ حجراً مُدَحْرَجاً، وَربطَ رَأْسَ الكُمِّ، وَتَقلَّدَ سَيْفَهُ، وَالرُّوْمِيُّ شَاكٍ فِي سلاَحِهِ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ ابْنُ عِيَاضٍ، فَطَعَنَهُ الرُّوْمِيُّ فِي الطَّارقَةِ، فَنَشَبَ الرُّمْحُ، فَأَطلقهَا ابْنُ عِيَاضٍ مَنْ يَدِهِ، وَبَادرَ فَضَرَبَ الرُّوْمِيَّ بِكُمِّهِ، فَنَثَرَ دِمَاغَهُ، فَعَجِبْنَا، وَكَبَّرنَا، فَاشْتُهِرَ ذِكْرُهُ عَلَى صِغَرِ سنِّهِ، وَأَمَّا أَنَا فَحَضَرتُ مَعَهُ أَيَّامَ مَمْلَكتِهِ حُرُوْباً، كَانَ حجر لاَ يُؤثّر فِيْهِ، وَكَانَ فِي هَيئَتِهِ كَأَنَّهُ بُرجٌ غَرِيْبُ الخِلْقَةِ. قَالَ مَسْعُوْدٌ: وَلَمَّا وَصلْنَا الزَّيْتونَةَ بَعْدَ قَضَاءِ حَوَائِجنَا، جِئْنَا لاَرِدَةَ فِي السَّحَرِ، فَوَقَعنَا فِي خيَامِ العَدُوِّ المحيطِ بِالبَلَدِ، فَجَعَلنَا نَضربُ عَلَى الطَّوَارقِ، وَنَصِيحُ، فَنفرَتِ الخيلُ، وَنَحْنُ نَقتلُ مَنْ لَقِينَاهُ، فَدَخَلْنَا البلدَ سَالِمِينَ. قُلْتُ: وَلابْنِ عيَاضٍ مَوَاقِفُ مَشْهُوْدَةٌ، وَكَانَ فَارِسَ الإِسْلاَمِ فِي زَمَانِهِ، لَعَلَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَامَ بَعْدَهُ خَادمُهُ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدِ بنِ مَرْدَنِيْش، اسْتخلفَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ عَلَى النَّاسِ، فَدَامَتْ أَيَّامُهُ إِلَى سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ اليَسعُ فِي "تَارِيخ المَغْرِبِ" وَقَدْ خدَمَ ابْنَ عِيَاضٍ، وَصَارَ كاتبًا لَهُ فَذَكَرَ أَنَّ ابْنَ عِيَاضٍ الْتَقَى البَرْشَلُوْنِيّ، وَانتصرَ المُسْلِمُوْنَ، فَلَمَّا انفصلَ المَصَافُّ، قصدَ المُسْلِمُوْنَ المَاءَ ليشربُوا، وَتَجرَّدَ ابْنُ عِيَاضٍ مِنْ درعِهِ، وَنَحْو الخَمْسِ مائَةٍ مِنَ الرُّوْمِ فِي غَابَةٍ عِنْدَ المَاءِ، فَالْتَفَتَ ابْنُ عِيَاضٍ إِلَى أَصْحَابِهِ أَنِ ارمُوا الرُّوْمَ بِالنَّبْلِ، فَجَاءهُ سَهْمٌ فِي فَقَارِ ظَهْرِهِ، فَأُخْرِجَ مِنْهُ بَعْدَ قتلِ أُوْلَئِكَ الخَمْس مائَةٍ، وَإِذَا بِالسهْمِ قَدْ أَصَابَ النُّخَاعَ، فَوَصَلَ مُرْسِيَةَ، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ وِلاَيتِهِ إِيَّاهَا أَرْبَعَ سِنِيْنَ، وَوَجَدَ المُسْلِمُوْنَ لفقدِهِ.

ابن أبي ركب، محمد بن سعد

ابن أبي ركب، محمد بن سعد: 4955- ابن أبي ركب: نَحْوِيُّ الأَنْدَلُسِ، الأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الخُشَنِيُّ الجيَانِيُّ. أَخَذَ القِرَاءاتِ عَنِ ابْنِ شفِيعٍ وَجَمَاعَةٍ، وَالعَرَبِيَّةَ عَنِ ابْنِ أَبِي العَافِيَةِ، وَابْنِ الأَخْضَرِ. وَرَوَى عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ سرَاجٍ وَعِدَّةٍ. شرحَ كِتَابَ سِيبَوَيْهٍ، وَلَمْ يُتِمَّهُ. وَكَانَ رَأْساً فِي الآدَابِ مع الدين والصلاح. أَخَذَ عَنْهُ ابْنُهُ أَبُو ذَرٍّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ حَمِيْدٍ. وَعَاشَ ثَلاَثاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً، مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 4956- محمد بن سعد 1: ابن مُحَمَّدِ بنِ مَرْدَنِيْشَ الجُذَامِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، الملكُ أَبُو عَبْدِ اللهِ، صَاحِبُ مُرْسِيَةَ وَبَلَنْسِيَةَ. كَانَ صهراً لِلملكِ المُجَاهِدِ الوَرِعِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيَاضٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ ابْنُ عيَاضٍ، اتَّفَقَ رَأْيُ أَجنَادِهِ عَلَى تَقَدِيْمِ ابْنِ مَرْدَنِيْش هَذَا عَلَيْهِم، وَكَانَ صَغِيْرَ السِّنِّ شَابّاً، لَكنَّهُ كَانَ مِمَّنْ يُضْرَبُ بِشَجَاعَتِهِ المَثَلُ، وَابتُلِيَ بِجَيْشِ عَبْدِ المُؤْمِنِ يُحَارِبُونَهُ، فَاضطرَّ إِلَى الاسْتعَانَةِ بِالفِرَنْجِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ الخَلِيْفَةُ عَبْدُ المُؤْمِنِ تَمَكَّنَ ابْنُ مَرْدَنِيْش، وقوي سلطانه، وجرت له حروب وخطوب.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "7/ 131".

ذَكَرَهُ اليَسعُ فِي "تَارِيْخِهِ"، وَقَالَ: نَازَلَتِ الرُّوْمُ المَرِيَّةَ عِنْدَ عِلمهِم بِمَوْتِ ابْنِ عِيَاضٍ، وَلِكَوْنِ ابْنِ مَرْدَنِيْش شَابّاً، وَلَكِنْ عِنْدَهُ مِنَ الإِقدَامِ مَا لاَ يُوجدُ فِي أَحَدٍ حَتَّى أَضرَّ بِهِ فِي مَوَاضِعَ شَاهَدنَاهَا مَعَهُ، وَالرَّأْيُ قَبْلَ الشَّجَاعَةِ، وَإِلاَّ فَهُوَ فِي القوَّةِ وَالشَّجَاعَةِ فِي مَحلٍّ لاَ يَتمكَّنُ مِنْهُ أَحَدٌ فِي عصرِهِ، مَا اسْتَتمَّ خَمْسَةَ عَشَرَ عَاماً حَتَّى ظهرَتْ شَجَاعَتُهُ، فَإِنَّ العَدُوَّ نَازلَ إِفرَاغَةَ، فَقَرُبَ فَارِسٌ مِنْهُم إِلَى السُّوْرِ، فَخَرَجَ مُحَمَّدٌ، وَأَبُوْهُ سَعْدٌ لا يَعرِفُ، فَالتقيَا عَلَى حَافَّةِ النَّهْرِ، فَضَرَبَهُ مُحَمَّدٌ أَلقَاهُ مَعَ حِصَانِهِ فِي المَاءِ، فَلَمَّا كَانَ الغَدُ طَلَبَ فَارِسٌ مِنَ الرُّوْمِ مُبَارَزَتَهُ، وَقَالَ: أَيْنَ قَاتَلُ فَارِسنَا بِالأَمسِ? فَامْتَنَعَ وَالِدُهُ مِنْ إِخرَاجِهِ لَهُ، فَلَمَّا كَانَ وَقتُ القَائِلَةِ وَقَدْ نَامَ أَبُوْهُ، رَكِبَ حصَانَهُ، وَخَرَجَ حَتَّى وَصلَ إِلَى خيَامِ العَدُوِّ، فَقِيْلَ لِلملكِ: هَذَا ابْنُ سَعْدٍ. فَأَحضرَهُ مَجْلِسَهُ، وَأَكْرَمَهُ، وَقَالَ: مَا تُرِيْدُ? قَالَ: مَنَعَنِي أَبِي مِنَ المُبَارزَةِ، فَأَيْنَ الَّذِي يُبَارِزُ? فَقَالَ: لاَ تَعصِ أَبَاكَ. فَقَالَ لَهُ: لا بد. فحضر المبارز، فالتقيا، فضر العِلْجُ مُحَمَّداً فِي طَارِقتِهِ، وَضربَ هُوَ العِلْجَ أَلقَاهُ، ثُمَّ أَومَأَ إِلَيْهِ بِالرُّمْحِ لِيَقْتُلَهُ، فَحَالَتِ الرُّوْمُ بَيْنهُمَا، وَأَعْطَاهُ الملكُ جَائِزَةً. وَمِنْ شَجَاعَتِهِ يَوْمَ نِوَلَه: كَانَ فِي مائَةِ فَارِسٍ، وَالرُّوْمُ فِي أَلْفٍ، فَحَمَلَ بِنَفْسِهِ، فَاجتمعَتْ فِيْهِ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِيْنَ رُمْحاً، فَمَا قَلَبُوهُ، وَلَوْلاَ حَصَانَةُ عُدَّتِهِ لَهَلَكَ، فَكشفَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ، وَانْهَزَمَ الرُّوْمُ، فَاتَّبَعَهُم مِنَ الظُّهْرِ إِلَى اللَّيْلِ، ثُمَّ هَادَنَ الرُّوْمَ عشرَ سِنِيْنَ. قُلْتُ: وَلليسعِ بنِ حَزْمٍ فِي ابْنِ مَرْدَنِيْش عِدَّةُ تَوَارِيخ، وَقَالَ: لَهُ فِي المَمْلَكَةِ خَمْسَةٌ وَعِشْرُوْنَ عَاماً إِلَى تَارِيخنَا هَذَا. قُلْتُ: أَحْسِبُهُ تَملَّكَ بُعَيْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ: وَلَمْ تَزلِ الأَيَّامُ تخدمُهُ، وَقَدِ اهتمَّ بِجمعِ الصُّنَّاعِ لآلاَتِ الحُرُوْبِ وَلِلبنَاءِ وَالتَّرْخِيمِ، وَاشْتَغَلَ بِبنَاءِ القُصُوْرِ العَجِيْبَةِ وَالنُّزَهِ وَالبسَاتينِ العَظِيْمَةِ، وَصَاهرَ الرَّئِيْسَ القَائِدَ أَبَا إِسْحَاقَ بنَ هَمُشْك. قُلْتُ: هَذَا كَانَ فِي أَيَّامِ الملكِ نُورِ الدِّينِ، وَلاَ أَذْكُرُ مَتَى تُوُفِّيَ، فَلَعَلَّهُ بَعْدَ السِّتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. نَعَمْ، قَدْ مرَّ فِي ترجمة ابن عياض أنه ابْنَ مَرْدَنِيْش بَقِيَ إِلَى سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ.

حيدرة بن مفرج، أخوه، ابن حمدين

حيدرة بن مفرج، أخوه، ابن حمدين: 4957- حيدرة بن مفرج: ابن حسن، الوَزِيْرُ ابْنُ الصُّوْفِيِّ الدِّمَشْقِيُّ، زَينُ الدَّوْلَةِ، وَزِيْرُ صاحب دمشق مجبر الدِّينِ أَبَقَ، وَأَخُو الوَزِيْرِ المُسيَّبِ بنِ الصُّوْفِيِّ. عمِلَ عَلَى أَخِيْهِ المُسَيَّبِ حَتَّى خلعَهُ مِنَ الوزَارَةِ، وَوَلِيَ مَكَانَهُ، فَظلَمَ وَتَمَرَّدَ، وَعسف وَارتَشَى، فَعَلِمَ بِذَلِكَ مَخدُومُهُ مُجِيرُ الدِّينِ، فَانزعجَ، وَطَلَبَهُ إِلَى القَلْعَةِ، فَعَدَلَ بِهِ الجَنْدَارِيَّةُ إِلَى حَمَّامِ القَلْعَةِ، فَذَبَحوهُ صَبْراً، وَنُصِبَ رَأْسُهُ عَلَى خَنْدَقهَا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 4958- أَخُوْهُ: الوَزِيْرُ العَمِيدُ أَبُو الذّوَّادِ المُسيَّبُ، كَانَ قَدِ امتنع بدمشق، وحشد وَجَيَّشَ، وَاسْتخدمَ الأَحدَاثَ، فَلاَطفَهُ مَلِكُ دِمَشْقَ، ثُمَّ عَزَلَهُ، وَنَفَاهُ إِلَى صَرْخَد، فَلَمَّا تَملَّكَ نورُ الدِّينَ، رَجَعَ إِلَى دِمَشْقَ متمرِّضاً، ثُمَّ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ جَبَّاراً عَسُوفاً، لقَبُهُ مُؤيَّدُ الدَّوْلَةِ، وَدُفِنَ بِدَارِهِ بِدِمَشْقَ. 4959- ابن حمدين: مِنْ أَكَابِرِ أَهْلِ قُرْطُبَةَ، تَسَمَّى بِأَمِيْرِ المُسْلِمِيْنَ بعد هلاك ابن تاشفين، وشن الغارت عَلَى بِلاَدِ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيَاضٍ، وَتركَ الجِهَادَ لسوءِ رَأْي وُزرَائِهِ، فَاشتعلَتِ الفِتْنَةُ، وَالمُرَابِطونَ بغَرْنَاطَةَ فِي أَلْفَي فَارِسٍ، ثُمَّ إِنَّ ابْنَ حَمْدِين الْتَقَى هُوَ وَيَحْيَى بنُ غَانِيَةَ، فَانْتصرَ ابْنُ غَانِيَةَ، وَانْهَزَمَ ابْنُ حَمْدِين إِلَى قُرْطُبَةَ، وَخذلَهُ أَصْحَابُهُ، فَاتَّبعَهُ ابْنُ غَانِيَةَ، وَأَحسَّ ابْنُ حَمْدِين بِالعجْزِ، فَفَرَّ إِلَى فرنجَوَاش، وَاسْتنجدَ بِالسُّليْطِين طَاغِيَةِ الرُّوْمِ، وَاشترَطَ لَهُ أَمْوَالاً، وَابْنُ غَانِيَةَ مُضَايقٌ لابْنِ حَمْدِين، فَجَاءَ الطَّاغِيَةُ فِي مائَةِ أَلْفٍ، فَفَرَّ ابْنُ غَانِيَةَ، وَدَخَلَ قُرْطُبَةَ، فَنَازلَ اللَّعِينُ وَابْنُ حَمْدِين قُرْطُبَةَ، فَتَقَدَّمَ ابْنُ حَمْدِين إِلَى أَهْلِهَا، فَمَالَ إِلَيْهِ خلقٌ، وَدَخَلَتْهَا الرُّوْمُ لعظَمِ شَوَارِعهَا، فَقتلُوا مَنْ وَجَدُوْهُ، وَتَفَرَّقتِ الكَلِمَةُ مَعَ أَنَّ أَهْلَهَا يَنِيفُوْنَ عَلَى أَرْبَعِ مائَةِ أَلْفِ مقَاتلٍ. قَالَ ابْنُ اليَسعِ الغَافِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْوَانَ بنَ مَسرَّةَ وَقَدْ سَأَلَهُ عَبْدُ المُؤْمِنِ عَنْ عِدَّةِ مُقَاتِلَةِ أَهْلِ قُرْطُبَةَ، فَقَالَ: أَحصينَا فِيْهَا مِمَّنْ يَحضرُ المَسَاجِدَ أَرْبَعَ مائَةِ أَلْفِ مقَاتلٍ، وَلَمَّا تَمَكَّنَ العَدُوُّ مِنْهَا زَحَفَ إلى القصر، فَقَاتَلَ ابْنُ غَانِيَةَ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَكَانَ عِنْدَهُ نَمطٌ مِنَ الرُّوْمِ، فَأَخْرَجَهُ إِلَى ملكِ الرُّوْمِ طَالباً عَهْدَهُ عَلَى مَالٍ جَعَلَهُ لَهُ، فَحلَّ عَنْ قِتَالِهِ، وَخَرَجَ إِلَيْهِ بِمَالِهِ، وَذَكَّرَ الملكَ

بِأَحْوَالِ المَصَامِدَةِ، وَخوَّفَهُ مِنْ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ عَلِيٍّ، وَقَالَ لَهُ: إِنِّيْ خَادمُكَ فِي هَذَا البَلَدِ، وَحَائِلٌ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عَبْدِ المُؤْمِنِ، وَكَانَ لِلمصَامِدَةِ إِذْ ذَاكَ وَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ، فَاسْتنَابَهُ عَلَيْهَا، وَخَرَجَ السُّليْطِينُ بِجملتِهِ عَنْهَا، وَخَرَجَ عَنْهَا أَيْضاً ابْنُ غَانِيَةَ يُرِيْدُ إِشبيليَّةَ، فَدَخَلَ قُرْطُبَةَ أَبُو الغَمْرِ نَائِباً عَنْ عَبْدِ المُؤْمِنِ، وَهُوَ أَبُو الغمرِ بنُ غَلبُوْنَ أَحَدُ الأَبْطَالِ وَصَاحِبُ رُنْدَةَ، وَثَارَ بِإِشْبِيْلِيَةَ وَبلاَدِهَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ، وَثَارَ بِكُلِّ نَاحِيَةٍ رَئِيْسٌ، ثُمَّ اتَّفَقَ رَأْيُ الجَمِيْعِ عَلَى تَجويزِ المصَامِدَةِ الَّذِيْنَ تلَقَّبُوا بِالموحِّدِين مِنْ سَبْتَةَ إِلَى الجَزِيْرَةِ الخَضْرَاء، وَجَرَتْ فِتَنٌ كِبَارٌ، وَزَالَتْ دَوْلَةُ المُرَابِطِيْنَ، وَأَقْبَلَتْ دَوْلَةُ المُوَحِّدِيْنَ. وُلِدَ ابْنُ حَمْدِين قَبْلَ الخَمْسِ مائَةٍ بقُرْطُبَةَ. وَهُوَ القَاضِي أَبُو جَعْفَرٍ حَمْدِين بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ حَمْدِين الثَّعْلَبِيُّ، قَاضِي الجَمَاعَةِ بقُرْطُبَةَ. وَلِيَ القَضَاءَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، بَعْدَ مَقْتَلِ الشَّهِيْدِ القَاضِي أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الحَاجِّ. وَكَانَ مِنْ بَيْتِ حِشْمَةٍ وَجَلاَلَةٍ، صَارَت إِلَيْهِ رِئَاسَةُ قُرْطُبَةَ عِنْدَ اخْتلاَلِ أَمرِ المُلثَّمِيْنَ وَقيَامِ ابْنِ قسِي عَلَيْهِم بِقُرْبِ الأَنْدَلُسِ، فَلُقِّبَ ابْنُ حَمْدِين بِأَمِيْرِ المُسْلِمِيْنَ المَنْصُوْرِ بالله في رمضان سنة تسع وثلاثي وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدُعِيَ لَهُ فِي الخطبَةِ عَلَى أَكْثَرِ مَنَابِرِ الأَنْدَلُسِ، وَلَكِنْ لَمْ يَطُلْ ذَلِكَ، ثُمَّ تَعَاوَرَتْهُ المِحَنُ فِي قصصٍ يَطولُ شرحُهَا، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى مَالَقَةَ، وَأَقَامَ بِهَا خَامِلاً إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائة.

خياط الصوف

4960- خياط الصوف 1: الصَّالِحُ المُكْثِرُ، أَبُو سَعْدٍ، مُحَمَّدُ بنُ جَامِعِ بنِ أَبِي نَصْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الصَّيْرَفِيُّ. سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ بنَ خَلَفٍ، وَمُوْسَى بنَ عِمْرَانَ، وَفَاطِمَةَ بِنْتَ الدَّقَّاقِ، وَمُحَمَّدَ بنَ سَهْلٍ السَّرَّاجَ، وَمُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّامَ، وَطَبَقَتَهُم. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ السَّمْعَانِيِّ، وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ. وَقَدْ حَجَّ، وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخرِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 319".

الحمامي، ابن البن

الحمامي، ابن البن: 4961- الحمامي 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ الوَقْتِ، أَبُو القَاسِمِ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي نَصْرٍ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، ثُمَّ الأَصْبَهَانِيُّ الصُّوْفِيُّ، المَشْهُوْرُ بِالحمَّامِيِّ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ الخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَبَكَّرَ بِهِ أَبُوْهُ بِالسَّمَاعِ، فَسَمِعَ مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مِهْرَبْزُد صَاحِبِ أَبِي بكر بن المقرىء، وأبي منصور بكر بن محمد بن حِيْدٍ، وَالحَافِظِ مَسْعُوْدِ بنِ نَاصرٍ السِّجْزِيِّ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بُرزَةَ الوَاعِظِ، وَأَبِي سهلٍ حَمْدِ بنِ وَلْكِيْزَ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ العَطَّارِ المُسْتَمْلِي، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الكَرَوْنِي، وَأَبِي طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ النّقَّاشُ، وَالحَسَنِ بنِ عُمَرَ بنِ يُوْنُسَ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ الحَسَنِ الوَرْكَانِيَّةِ، وَانْفَرَدَ فِي الدُّنْيَا عَنْهُم. وَأَوّلُ سَمَاعِهِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ الشِّيْرَازِيُّ، وَزَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مَاشَاذه، وَيُوْسُفُ وَخضرٌ ابْنَا مَعْمَرِ بنِ الفَاخرِ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ خُمَارتَاش الوَاعِظُ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدٍ الصَّبَّاغُ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارقَانِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ آخرُهُم مُحَمَّدُ بنُ عبد الواحد المديني. وهو رواي نُسْخَةِ مَأْمُوْنٍ. عُمِّرَ دَهْراً مُمَتَّعاً بِحَوَاسِّهِ. مَاتَ فِي سَابعِ صفرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائة. 4962- ابن البن 2: الشَّيْخُ الفَقِيْهُ العَالِمُ، المُسْنِدُ الصَّدُوْقُ، أَبُو القَاسِمِ، الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ، الأَسَدِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الشافعي ابن البن. مَوْلِدُهُ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ466. سَمِعَ أَبَا القَاسِمِ بنَ أَبِي العَلاَءِ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ الحَسَنَ بنِ أَبِي الحَدِيْد، وَالفَقِيْهُ نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيَّ وَبِهِ تَفَقَّهَ، وَأَبَا البَرَكَاتِ ابْنَ طَاوُوْسٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنُهُ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو المَوَاهِبِ بنُ صَصْرَى، وَأَخُوْهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ صَصْرَى، وَالقَاضِي أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَحَفِيْدُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ البُنِّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ كَثِيْرَ الرِّوَايَةِ. ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، فَقَالَ: خَلَطَ عَلَى نَفْسِهِ، لَكنَّهُ تَابَ تَوبَةً نصوحاً، وَكَانَ حَسَنَ الظَّنِّ بِاللهِ. مَاتَ فِي نِصْفِ رَبِيْعٍ الآخر سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائة، ودفن بمقبرة باب الفراديس. وفيها مات إِسْمَاعِيْلُ الحمَّامِيُّ المُعَمَّرُ، وَأَتسزُ بنُ مُحَمَّدٍ صَاحِبُ خُوَارِزْم، وَسَلْمَانُ بنُ مَسْعُوْدٍ الشَّحَّامُ، وَعَتِيْقُ بنُ أَحْمَدَ الأَزْدِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُوية الأَزْدِيُّ الفَقِيْهُ، وَالوَاعِظُ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الغَزْنوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بن سلامة. الرُّطَبِيُّ، وَالقُدْوَةُ أَبُو البَيَانِ نَبَأُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْفُوْظٍ بِدِمَشْقَ، وَالمعينُ يَحْيَى بنُ سَلاَمَةَ الحصكفي، ويحيى بن عبد الباقي الغزال.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "5/ 324"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 158". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 324"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 158".

ابن مطكود، أخوه علي بن أحمد

ابن مطكود، أخوه علي بن أحمد: 4963- ابن مطكود: الشَّيْخُ أَبُو القَاسِمِ، نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُقَاتِلِ بنِ مَطْكُوْدٍ السُّوسِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ. سَمِعَ مِنْ جدِّهِ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الحَدِيْدِ، وَسَهْلِ بنِ بِشْرٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنُهُ، وَأَبُو المَوَاهِبِ، وَأَخُوْهُ أَبُو القَاسِمِ، وَطَرْخَان الشَّاغورِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: شَيْخٌ مَسْتُوْرٌ، لَمْ يَكُنِ الحَدِيْثُ مِنْ شَأْنِهِ، مَاتَ فِي تَاسِعَ عَشَرَ ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وخمس مائة. 4964- أخوه علي بن أحمد: ابن مُقَاتلٍ. يَرْوِي عَنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ، فَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ بِـ"جزء الصفة" لابن هارون. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنُهُ، وَالحُسَيْنُ بنُ صَصْرَى، وَزَينُ الأُمنَاءِ، وَمُكْرَمُ بنُ أَبِي الصَّقْرِ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

ابن أبي مروان، حامد بن أبي الفتح، حمزة بن محمد

ابن أبي مروان، حامد بن أبي الفتح، حمزة بن محمد: 4965- ابن أبي مروان: الإِمَامُ الحَافِظُ، أَبُو عُمَرَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بن أبي مروان عبد الملك ابن مُحَمَّدٍ، الأَنْصَارِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ. قَالَ الأَبَّارُ: سَمِعَ مِنْ شُرَيحِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَأَبِي الحَكَمِ بنِ حَجَّاجٍ، وَمفرِّجِ بنِ سعَادَةَ، وَكَانَ حَافِظاً مُحَدِّثاً، فَقِيْهاً ظَاهِرِيّاً، لَهُ كِتَابُ "الْمُنْتَخب المنتقَى" فِي الحَدِيْثِ، وَعَلَيْهِ بَنَى عَبْدُ الحَقِّ "أَحكَامَهُ"، تَلْمَذَ لَهُ عَبْدُ الحَقِّ، اسْتُشْهِدَ فِي كَائِنَةِ لَبْلَةَ فِي سنة تسع وأربعين وخمس مائة. 4966- حامد بن أبي الفتح 1: أحمد بن محمد، أَبُو عَبْدِ اللهِ المَدِيْنِيُّ الحَافِظُ، مِنْ أَعْيَانِ الطَّلبَةِ. سَمِعَ أَبَا عليٍّ الحَدَّادَ، وَيَحْيَى بنَ مندة، وهبة الله بن الحصين، وطبقتهم. وَعَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ وَلَدُ السَّمْعَانِيِّ. وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العُبَّادِ الزُّهَّادِ. قَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: مَاتَ بِيَزْدَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 4967- حمزة بن محمد: ابن بحسول، الإِمَامُ المُفِيْدُ، أَبُو الفَتْحِ الهَمَذَانِيُّ، نَزِيْلُ هَرَاةَ، ثُمَّ بَلْخَ. ذَكَرَهُ السَّمْعَانِيُّ، فَقَالَ: عَارِفٌ بِطُرُقِ الحَدِيْثِ، سَافرَ الكَثِيْرَ، وَدَخَلَ بَغْدَادَ، وَسَمِعَ أَبَا القَاسِمِ بنَ بيَانٍ، وَابْنَ نَبْهَانَ، وَغَانِماً البُرجِيَّ، وَالحَدَّادَ، وَخَلْقاً، وَعَقَدَ مَجْلِسَ الإِملاَءِ بِبَلْخَ، سَمِعُوا بِهَرَاةَ الكَثِيْرَ بقِرَاءاتِهِ، تُوُفِّيَ بِبَلْخَ فِي رَبِيْعٍ الأول سنة تسع وأربعين وخمس مائة.

_ 1 ستكرر ترجمته برقم عام "4999".

علي بن حيدرة، ابن دادا، الكشميهني

علي بن حيدرة، ابن دادا، الكشميهني: 4968- علي بن حيدرة: ابن جعفر، نَقيبُ الأَشْرَافِ، أَبُو طَالِبٍ الحُسَيْنِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. سَمِعَ أَبَا القَاسِمِ بنَ أَبِي العَلاَءِ، وَالفَقِيْهَ نَصْرَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ. وَعَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنُهُ، وَأَبُو المواهب بن صصرى، وأخوه الحسين. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعنَا مِنْ طرِيقِهِ السَّابِعِ مِنْ "فضائل الصحابة" لخيثمة. 4969- ابن دادا 1: العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ، أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حُسَيْنٍ الجَرْبَاذْقَانِيُّ. سَمِعَ غَانِماً الجُلُودِيَّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَافِظَ، وَفَاطِمَةَ بِنْتَ البَغْدَادِيِّ، وَبِبَغْدَادَ الأُرْمَوِيَّ، وَابْنَ نَاصرٍ وَلاَزَمَهُ. وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَكَانَ ثِقَةً مُتْقِناً مُتَثَبِّتاً، صَاحِبَ فِقهٍ وَفنُوْنٍ، مَعَ الزُّهْدِ وَالقنَاعَةِ. عَظَّمَ قدرَهُ ابْنُ الأَخْضَرِ، وَأَطنبَ فِي وَصْفِهِ. وَقَالَ المُحَدِّثُ أَبُو الفَضْلِ بنُ شَافعٍ: هَذَا الشَّخْصُ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ زُهْداً وَعلماً، وَتَفنُّناً فِي العُلُوْمِ، تَحقّقَ بِعُلُوْمٍ، وَصَارَ فِيْهَا مُنْتَهياً يُشَارُ إِلَيْهِ فِي جُلِّ غَوَامِضِهَا، وَكَانَ شَافِعِيّاً، لَوْ عَاشَ لَكَانَتِ الرِّحلَةُ إِلَيْهِ مِنَ الآفَاقِ. تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ سنة وأيام، رحمه الله تعالى. 4970- الكشميهني 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ الخَطِيْب الزَّاهِد، شَيْخ الصُّوْفِيَّة، أَبُو الفتح، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي تَوبَةَ الكُشْمِيْهَنِيّ المَرْوَزِيّ. سَمِعَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" بقِرَاءة أَبِي جَعْفَرٍ الهَمَذَانِيِّ عَلَى المُعَمَّر أَبِي الخَيْرِ مُحَمَّدِ بن أبي

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 154". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1313"، والنجوم الزاهرة "5/ 305"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 150".

عِمْرَانَ الصَّفَّار فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَسَمِعَ مِنَ الإِمَام أَبِي المُظَفَّرِ بن السَّمْعَانِيّ، وَمِنْ أَبِي الفَضْلِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ المِيْهَنِيِّ العَارِف، وَهِبَة اللهِ بن عَبْدِ الوَارِثِ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ، وَشَرِيْفَة بِنْت أَحْمَد الغَازِي، وَمَسْعُوْدُ بنُ مَحْمُوْدٍ المَنِيْعِيّ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَبِي سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحِيْمِ: سَمِعْتُ مِنْهُ "الصَّحِيْح" مرَّتين. وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ: كَانَ شَيْخَ مَرْوَ فِي عَصرِهِ، تَفَقَّهَ عَلَى جَدِّي، وَصَاهره، وَكَانَ لِي مِثْلُ الوَالِد، وَكَانَ حَسَنَ السيرَة، عَالِماً سخياً، مُكرماً لِلْغربَاء. مَاتَ فِي الثَّالِث وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَمَاتَ فِيْهَا ابْن الطَّلاَّيَةِ، وَأَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ منير الرفاء شاعر الوَقْت، وَقَاضِي الجَمَاعَة أَبُو جَعْفَرٍ حَمدين بن مُحَمَّدِ بنِ حَمدين القُرْطُبِيّ، وَطَاغِيَة الرُّوْم رُجَّار الْمُتَغَلب عَلَى صَقِلِّيَّة، وَمُحَدِّث بَغْدَاد أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ، وَأَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الإِخْوَةِ، وَأَبُو الفَتْحِ الكَرُوْخِي المُجَاوِر، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ البَلْخِيّ مُدَرِّس الصَّادرِيَة، وَالعَادل عَلِيّ بن السَّلاَّرِ صَاحِب مِصْر، قِيْلَ: وَالفَضْل بن سَهْلِ بنِ بِشْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِي، وَأَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرُوْذِيّ، وَالأَفْضَل مُحَمَّد بن الكَرِيْم بن أَحْمَدَ الشَّهْرَستَانِي صَاحِب "الْملَل وَالنحل"، وَالحَافِظ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ السِّنْجِيّ، خطيب مَرْو، وَشَاعِر زَمَانِهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ القَيْسَرَانِيّ، وَشيخ الشَّافِعِيَّة مُحَمَّد بن يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيّ، وَنَصْر بن أَحْمَدَ بنِ مقَاتل السُّوْسِيّ، وَهِبَة اللهِ الحَاسِب، وَالقُدْوَة أَبُو الحُسَيْنِ المَقْدِسِيّ الزاهد.

عبد الخالق

4971- عَبْدُ الخَالِقِ 1: بنُ زَاهِرِ بنِ طَاهِرِ بنِ محمد، الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَة المُحَدِّثُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ النَّيْسَابُوْرِيّ الشَّحَّامِيّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سمع مِنْ جدّه، وَعُثْمَان بن مُحَمَّدٍ المَحْمِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ، وَأَبِي القَاسِمِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ الوَاحِدِيّ، وَالفَضْل بن أَبِي حَرْب، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ التفليسِي، وَمُحَمَّد بن سَهْلٍ السَّرَّاج، وَعَبْد المَلِكِ بن عَبْدِ اللهِ الدَّشْتِي، وَأَبِي المُظَفَّرِ مُوْسَى بن عِمْرَانَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الصَّرَّام، وَهِبَةِ اللهِ بنِ أَبِي الصَّهْبَاءِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَّانٍ البُسْتِيِّ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيّ، وَابْنه عَبْد الرَّحِيْمِ بن أَبِي سَعْدٍ، وَالمُؤَيَّد الطُّوْسِيّ، وَالصَّفَّار قَاسم بن عَبْدِ اللهِ، وَعِدَّةٌ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً، حَسَنَ السِّيْرَةِ وَالمُعَاشَرَة، لَطيفَ الطَّبعِ، مُكْثِراً مِنَ الحَدِيْثِ، وَلَمَّا كبر كَانَ يَسْتَملِي لِلشُّيُوْخ وَالأَئِمَّة كَأَبِيْهِ وَجده، وَلَمَّا شَاخَ أَملَى بِمَوْضِع أَبِيْهِ وَجده بِالجَامِع المَنِيْعِيّ، وَفُقد فِي كَائِنَة الغُزِّ، فَلاَ يُدْرَى قُتِلَ أَوْ هَلَكَ مِنَ الْبرد؟ ثُمَّ سَمِعْتُ بَعْدُ أَنَّهُ أُحرق. كَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو العَلاَءِ الفَرَضِيّ أَن عَبْد الخَالِقِ مَاتَ فِي العقوبَة والمطالبة فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَكَانَ مُتمَيِّزاً فِي الشُّرُوط. وَمَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ تِسْع: أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ طاهر بن سعيد بن الإِمَامِ القُدْوَةِ فَضْلِ اللهِ المِيْهَنِيّ عَنْ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَالحَافِظُ أَبُو عُمَرَ أَحْمَد بن أَبِي مَرْوَانَ عَبْد المَلِكِ بن مُحَمَّدٍ الإِشْبِيْلِيّ، وَالظَّافر إِسْمَاعِيْل ابْن الحَافِظ مِنْ خُلَفَاء مِصْر، وَالمُحَدِّث حَمْزَة بن مُحَمَّدِ بنِ بحسول الهَمَذَانِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ سَالِم بن عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ العُمَرِيّ الهَرَوِيّ، وَعَائِشَة بِنْت أَحْمَد بن مَنْصُوْرٍ الصَّفَّار، وَالعَبَّاس بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَنْصُوْرٍ العَصَّارِيّ عَبَّاسَةُ الوَاعِظ، وَأَبُو البَرَكَاتِ بن الفُرَاوِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ جَامِع الصَّيْرَفِيّ خَيَّاط الصُّوف، وَأَبُو العَشَائِرِ مُحَمَّدُ بنُ خَلِيْلِ القَيْسِيّ، وَالقَاضِي فَخْر الدِّيْنِ مُحَمَّد بن عَبْدِ الصَّمَدِ بن الطَّرَسُوْسِيِّ الحَلَبِيّ نَاظر الوُقُوْف، وَأَبُو المُعَمَّر المُبَارَك بن أَحْمَدَ الأَزجِي المُحَدِّث، وَوزِيْر دِمَشْق الْمسيب بن الصُّوْفِيّ، وَنَاصر بن مَحْمُوْدٍ الصائغ بدمشق، وَالفَقِيْه وَهْب بن سَلْمَانَ بن الزَّنفِ، وَأَبُو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 319"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 153-154".

عبدان، هبه الله بن الحسين

عبدان، هبه الله بن الحسين: 972- عبدان 1: لمقرىء أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدَانُ بنُ زَرِّيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ الدُّوِيْنِيُّ، الضَّرِيرُ، نَزل دِمَشْقَ. وَرَوَى عَنِ الفَقِيْه نَصْرٍ، وَأَبِي البَرَكَاتِ بنِ طَاوُوْسٍ. وَعَنْهُ: الحَافِظ وَابْنه القَاسِم، وَأَبُو المَحَاسِنِ بن أَبِي لُقْمَةَ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو جعفَرَك أَحْمَد بن عَلِيٍّ البَيْهَقِيّ المُفَسِّرُ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الأَرَّجَانِيّ قَاضِي تُسْتَر وَكَانَ شَاعِر الْعَصْر، وَأَسَعْد بن عَلِيِّ بنِ المُوَفَّق بِهَرَاةَ، وَنَائِب دِمَشْق مُعِيْن الدِّيْنِ أَنُر الطُّغْتِكِيْنِيّ، وَأَبُو الفُتُوْحِ عَبْد اللهِ بن عَلِيٍّ الخركوشِي، وَالحَافِظ لِدِيْنِ اللهِ العُبَيْدِي، وَأَبُو الحَسَنِ المرادي بِحَلَبَ، وَالقَاضِي عِيَاض بِسَبتَةَ، وَالنَّحْوِيُّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدٍ ابْن أَبِي رُكَبٍ الخُشَنِيّ 4973- هِبَةُ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ 2: بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الله، الشيخ المعمر المسند، أبو القاسم ابن أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي شَرِيْكٍ البَغْدَادِيّ الحَاسِب. قَالَ: وُلِدَتْ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ النَّقُّوْرِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ عَلَى التركَاتِ، وَكَانَتِ الأَلسَنَة مُجمعَةً عَلَى الثَّنَاء السَّيِّئ عَلَيْهِ، وَكَانُوا يَقُوْلُوْنَ: إِنَّهُ لَيْسَتْ لَهُ طرِيقَة مَحْمُوْدَة، مَاتَ فِي صَفَرٍ -أَوْ أَوَائِل ربيع الأول- سنة ثمان وأربعين وخمس مائة. قلت: وروى عنه: أبو الفرج بن الجَوْزِيِّ، وَأَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ الجُلاَجِلِيّ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَآخَرُوْنَ، وَأَجَازَ لِمُحَمَّدِ بنِ عِمَادٍ الحَرَّانِيّ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكَاتِبُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي شَرِيْكٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ علي، أخبرنا يحيى بن محمد، حدثنا

_ 1 ترجمته في تبصير المنتبه "2/ 602". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 152"، وميزان الاعتدال "4/ 292".

عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ العَلاَءِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من جهر غَازِياً أَوْ حَاجّاً أَوْ مُعْتَمِراً أَوْ خَلَفَهُ في أهله، فله مثل أجره" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 114-115 و116" و"5/ 192"، والحميدي "818"، والترمذي "1629"، وابن ماجه "2759"، والدارمي "2/ 209"، وسعيد بن منصور في "سننه" "2328"، والطبراني في "الكبير" "5267" و"5268" و"5270-5277"، وفي "الصغير" "836"، والبيهقي "4/ 230" من طرق عن عطاء، به. وأخرجه الطيالسي "956"، وأحمد "4/ 115 و116 و117" و"5/ 193"، والبخاري "2843"، ومسلم "1895"، وأبو داود "2509"، والترمذي "1628"، والنسائي "6/ 46"، وسعيد بن منصور "2325" وابن الجارود "1037"، والطبراني في "الكبير" "5225-5234"، والبيهقي "9/ 28 و47 و172" من طرق عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجهني، به.

الحرضي، الرشاطي

الحرضي، الرشاطي: 4974- الحرضي 1: المُعَمَّرُ الصَّالِحُ، أَبُو نَصْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، الحُرْضِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، مِنْ بَيْتِ حِشْمَةٍ نَزلَ بِهِ الزَّمَانُ. سَمِعَ القُشَيْرِيّ، وَيَعْقُوْبَ بنَ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيَّ، وَالفَضْل بن المُحِبِّ، وَعُثْمَان المَحْمِيّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ السَّمْعَانِيّ، وَأَبُوْهُ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائة وله تسعون سنة. 4975- الرشاطي 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ المُتْقِن النَسَّابَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ المَرِيِّيُّ الرُّشَاطِيُّ. يَرْوِي عَنْ: أَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيِّ، وَأَبِي الحسن بن الدش، وأبي علي ابن سُكَّرَةَ، وَابْنِ فَتحُوْنَ، وَجَمَاعَة. وَصَنَّفَ فِيمَا ذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ الزُّبَيْرِ كِتَابَهُ الحَافل المُسَمَّى بِـ"اقتبَاسِ الأَنوَارِ وَالتمَاسِ الأَزهَارِ فِي أَنسَابِ رُوَاةِ الآثَارِ"، وَكِتَابَ "الإِعلاَم بِمَا فِي كِتَابِ المختلف والمؤتلف للدارقطني مِنَ الأَوهَام"، وَكِتَابَ انتصَاره مِنَ القَاضِي أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عَطِيَّةَ، وَغَيْرَ ذَلِكَ. وَكَانَ ضَابطاً مُحَدِّثاً مُتْقِناً إِمَاماً، ذَاكراً لِلرِجَال، حَافِظاً لِلتَّارِيخ وَالأَنسَاب، فَقِيْهاً بارعاً، أَحَدَ الجلَّة المُشَار إِلَيْهِم. رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَيْر، وَابْن مَضَاء، وَأَبُو خَالِدٍ بنُ رِفَاعَةَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عَبْدِ الرحيم، وأبو بكر بن أبي جمرة.. إِلَى أَنْ قَالَ: اسْتُشْهِدَ عِنْد دُخُوْلِ العَدُوِّ المرِيَة فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَقَدْ قَارب التِّسْعِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ وُلِدَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 127"، وتبصير المنتبه "2/ 494"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 303"، وشذرات الذهب "4/ 145". 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ ترجمة 653"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 352"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1084".

الأزجي، ابن الطلاية

الأزجي، ابن الطلاية: 4976- الأزجي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُفِيْد، أَبُو المُعَمَّرِ، المُبَارَكُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، الأَنْصَارِيُّ الأَزَجِيُّ. سَمِعَ النِّعَالِيّ، وَابْن البَطِرِ، فَمَنْ بَعْدهَا. وَعَمِلَ "المُعْجَم" فِي مُجَلَّدٍ. وَعَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَالكِنْدِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ نُقْطَة. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ أَرْبَع وَسَبْعِيْنَ سنة. 4977- ابن الطلاية 2: الشَّيْخُ الصَّادِقُ الزَّاهِد القُدْوَة، بَركَة المُسْلِمِيْنَ، أَبُو العَبَّاس أَحْمَد بنُ أَبِي غَالِبٍ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، عُرِفَ بِابْنِ الطَّلاَّيَةِ، الكَاغَدِيُّ البَغْدَادِيّ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 247"، والعبر "4/ 138"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 319"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 154". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 233"، والعبر "4/ 129- 130"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 304"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 145- 146".

رَوَى جُزْءاً عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيّ، وَتَفَرَّد بِهِ، وَهُوَ التَّاسع مِنَ "المُخَلِّصِيَّات" انتقَاء ابْنِ البَقَّال، وَحفظ القُرْآن. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخ كَبِيْر، أَفنَى عُمُره فِي العِبَادَةِ وَالقِيَام وَالصيَام، لَعَلَّهُ مَا صرف سَاعَة مِنْ عُمُره إلَّا فِي عبَادَةٍ، وَانْحَنَى حَتَّى لاَ يُتَبَيَّنَ قيَامُهُ مِنْ رُكُوْعِهِ إلَّا بِيَسِيْرٍ، وَكَانَ حَافِظاً لِلْقُرْآنِ، لاَ يَقبل مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً، وَلَهُ كفَايَةٌ يَتقنَّعُ بِهَا، دَخَلتُ عَلَيْهِ فِي مسجِدِه مَرَّاتٍ، بِالعَتَّابِيِّين، وَسَأَلتُهُ: هَلْ سَمِعْتُ شَيْئاً? فَقَالَ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ العَزِيْزِ الأَنْمَاطِيِّ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: مَا ظَفِرْنَا بِذَلِكَ، لَكِن قَرَأْتُ عَلَيْهِ "الرَّد عَلَى الجَهْمِيَّة" لنِفْطَوَيْه، سَمِعَهُ مِنْ أَبِي العَبَّاسِ بن قُرَيْش، وَحضر سَمَاعه مَعَنَا شَيْخنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدِي. قُلْتُ: ظهر سَمَاعُه مِنَ الأَنْمَاطِيّ بَعْد فِرَاق الحَافِظ أَبِي سَعْدٍ بَغْدَاد، فَرَوَى عَنْهُ الجُزْءَ يُوْنُس بن يحيى الهاشمي، وأحمد بن الحسن العاقولي، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ السِّمِّذِيُّ، وَعَلِيّ بن أَحْمَدَ بنِ العُرَيْبِيِّ، وَشُجَاع البَيْطَار، وَمُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ البَلِّ، وَسَعِيْد بن المُبَارَكِ بن كمونة، وعبيد الله ابن أَحْمَدَ المَنْصُوْرِيُّ، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَأَحْمَدُ بنُ الأَصْفَرِ، وَرَيْحَانُ بنُ تيكَانَ الضّرِيرُ، وَمُظَفَّر بن أَبِي يَعْلَى بن جَحْشويه، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن تُمَيْرَةَ، وَعَبْد اللهِ بن مَحَاسِنَ بن أَبِي شَرِيْكٍ، وَعَبْد الخَالِقِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصيَّادُ، وَعَبْد السَّلاَمِ بن المُبَارَكِ البَردَغُولِيُّ، وَأَحْمَد بن يُوْسُفَ بنِ صِرْمَا، وَالمُبَارَك بن عَلِيِّ بنِ أَبِي الجُوْدِ شَيْخُ الأَبَرْقُوْهِيِّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو المظفر بن الجَوْزِيّ: سَمِعْتُ مَشَايِخ الحَرْبِيَّة يَحكُوْن عَنْ آبَائِهِم وَأَجدَادهِم أَنَّ السُّلْطَان مسعُوْداً لَمَّا أَتَى بَغْدَاد، كَانَ يُحبّ زِيَارَة العُلَمَاء وَالصَّالِحِيْنَ، فَالتمسَ حُضُوْر ابْنِ الطَّلاَّيَةِ، فَقَالَ لِلرَّسُوْلِ: أَنَا فِي هَذَا المَسْجَد أنْتَظر دَاعِي الله فِي النَّهَار خَمْس مَرَّات. فَذَهَبَ الرَّسُولُ. فَقَالَ السُّلْطَان: أَنَا أَوْلَى بِالمَشْي إِلَيْهِ. فَزَاره، فَرَآهُ يُصَلِّي الضُّحَى، وَكَانَ يُطَوِّلُهَا يُصلِّيهَا بِثَمَانِيَة أَجزَاء، فَصَلَّى مَعَهُ بَعْضهَا، فَقَالَ لَهُ الخَادِم: السُّلْطَان قَائِم عَلَى رَأْسك. فَقَالَ: أَيْنَ مَسْعُوْد? قَالَ: هَا أَنَا. قَالَ: يَا مَسْعُوْد، اعْدِلْ، وَادعُ لِي، الله أَكْبَر. ثُمَّ دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ، فَبَكَى السُّلْطَان، وَكَتَبَ وَرقَةً بِخَطِّهِ بِإِزَالَة المُكُوْس وَالضّرَائِب، وَتَاب تَوبَة صَادِقَة. مَاتَ ابْنُ الطَّلاَّيَةِ فِي حَادِي عشر رَمَضَان سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَحُمِلَ عَلَى الرُّؤُوس، وَكَانَتْ جِنَازَته كَجَنَازَة أَبِي الحَسَنِ بن القَزْوِيْنِيّ، وَمَا خَلَّف بَعْدَهُ مِثْلَه، دفن إِلَى جَانب أَبِي الحُسَيْنِ بنِ سَمْعُوْنَ، رَحِمَهُمَا اللهُ تعالى.

نصر بن المظفر، ابن البنا

نصر بن المظفر، ابن البنا: 4978- نصر بن المظفر 1: ابن الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ خَالِدِ بنِ بَرْمَكَ بنِ آذَرْوَندَارَ، المَوْلَى الرَّئِيْس، أَبُو المَحَاسِنِ البَرْمَكِيُّ الجُرْجَانِيُّ ثُمَّ الهَمَذَانِيُّ، المُلَقَّب بِالشَّخْص العَزِيْز، أَخُو أَبِي الفُتُوْح الفَتْح. مَوْلِدُهُ بِبَغْدَادَ بَعْد الخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَإِنَّهُ قَالَ لِلسمِعَانِي: بلغت فِي سَنَةِ الْغَرق سَنَة466. ثُمَّ اسْتَوْطَنَ هَمَذَان. سَمِعَ أَبَا الحُسَيْنِ بنَ النَّقُّوْرِ، وَإِسْمَاعِيْل بن مَسْعَدَةَ بِبَغْدَادَ، وَأَبَا عَمْرٍو عَبْدَ الوَهَّابِ بنَ مَنْدَةَ، وَأَبَا عِيْسَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ زِيَادٍ، وَسُلَيْمَانَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظ بِأَصْبَهَانَ. وَانْفَرَدَ بِأَكْثَر مَسْمُوْعَاتِهِ، وَعُمِّرَ دَهْراً، وَقَصَدَهُ الطَّلبَةُ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ شَيْخٌ مُسِنٌّ، كَانَ يُصَلِّي بِبَعْض الأَترَاكِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ بِشَخصٍ، قَرَأْت عَلَيْهِ كِتَاب الاسْتِئذَان لابْنِ المُبَارَكِ. وَقال ابْن النَّجَّار: أَكْثَر الأَسفَار، وَدَخَلَ خُرَاسَان وَبُخَارَى وَسَمَرْقَنْد وَكَاشغر وَالسند ودمشق. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّار وَابْنه عَبْد البِرّ، وَدَاوُد بن مَعْمَرٍ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ الرُّوذرَاورِي، وَأَحْمَد بن شَهْرَيَار، وَعَبْد الهَادِي بن عَلِيٍّ الوَاعِظ، وَوَكِيْع بن مَانكديم، وَعَبْدُ الجَلِيْل بن مندويَة، وَعِدَّة. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: تُوُفِّيَ لَيْلَة القَدْرِ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ فِي ربيع الآخر. 4979- ابن البنا 2: الشَّيْخُ الصَّالِحُ الخَيِّرُ الصَّدُوْق، مُسْند بَغْدَادَ، أَبُو القاسم سعيد بن الشَّيْخِ أَبِي غَالِبٍ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ أحمد بن البنا، البغدادي الحنبلي.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 138"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 319"، وشذرات الذهب 4/ 154". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 251"، والعبر "4/ 139- 140"، والنجوم الزاهرة "5/ 321"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 155".

وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ أبا القاسم بن البسري، وأبا نصر الزينبي، وَعَاصِمَ بنَ الحَسَنِ، وَجَمَاعَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ الغَزَّالِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَحَاسِنَ، وَعَلِيُّ بنُ مُبَارَكٍ الصَّائِغُ، وَرَيْحَان بن تيكان الضرير، وموسى بن الشَّيْخِ عَبْد القَادِر، وَأَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّشِيْدِيّ، وَعَلِيّ بن مُحَمَّدٍ السَّقَّاءُ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بنُ المُبَارَكِ المُشترِي، وَثَابِتُ بنُ مُشَرِّفٍ، وَصَالِحُ بنُ القَاسِمِ بن كوّر، وَظَفَرُ بنُ سَالِمٍ البَيْطَارُ، وَمِسْمَارُ بن العُويس، وَالفَتْحُ بن عبد السَّلاَم، وَأَبُو المُنَجَّى عَبْد اللهِ بن اللَّتِّيِّ خَاتِمَةُ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُقَيَّرِ. تُوُفِّيَ فِي رَابِعَ عَشَرَ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَمَاتَ أَبُوْهُ سَنَة بِضْع وَعِشْرِيْنَ. وَمَاتَ جدّه سَنَة سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمَاتَ وَلده أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَن بن أَبِي القَاسِمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، يَرْوِي عَنْ جَعْفَرَ السَّرَّاج، وأبي غالب بن الباقلاني.

ابن ناصر

4980- ابن ناصر 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ، مُفِيْد العِرَاق، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ نَاصرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ السَّلاَمِيُّ البَغْدَادِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَرُبِّي يَتِيماً فِي كفَالَة جدّه لأُمِّهِ الفَقِيْه أَبِي حِكِيْمٍ الخُبْرِيّ. تُوُفِّيَ أَبُوْهُ المُحَدِّث نَاصر شَابّاً، فَلقَّنَهُ جدُّه أَبُو حَكِيْمٍ القُرْآنَ، وَسَمَّعَهُ مِنْ أَبِي القَاسِمِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ البُسْرِيِّ، وَأَبِي طَاهِرٍ بن أَبِي الصَّقْرِ الأَنْبَارِيّ. ثُمَّ طلب، وَسَمِعَ مِنْ: عَاصِم بنِ الحَسَنِ، وَمَالِك بن أَحْمَدَ البانياسي، وأبي الغنائم بن أبي عثمان، ورزق اللهِ التَّمِيْمِيّ، وَطِرَادٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَابْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيّ، ونصر بن البطر، وأبي

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 252"، واللباب لابن الأثير "2/ 161"، والعبر "4/ 140" وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1079"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 320"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 155- 156".

بَكْرٍ الطُّرَيْثِيْثِيّ، وَأَحْمَد بن عَبْدِ القَادِرِ اليُوْسُفِيِّ، وَالحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ البُسْرِيِّ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ الخَيَّاط، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ السَّلاَمِ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي الفضل بن خيرون، وجعفر السراج، والمبارك ابن عَبْدِ الجَبَّارِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، إِلَى أَنْ يَنْزِل إِلَى أَبِي طَالِبٍ بن يُوْسُفَ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ، وَإِسْمَاعِيْل ابْنِ السَّمَرْقَنْدِي. وَقرَأَ مَا لاَ يُوْصَف كَثْرَةً، وَحصَّل الأُصُوْل، وَجَمَعَ وَأَلَّف، وَبعد صِيْتُهُ، وَلَمْ يَبرع فِي الرِّجَالِ وَالعلل. وَكَانَ فَصِيْحاً، مليح القِرَاءة، قَوِيّ العَرَبِيَّة، بارعاً فِي اللُّغَة، جمَّ الفَضَائِل. تَفَرَّد بِإِجَازَات عَالِيَة، فَأَجَازَ لَهُ فِي سَنَةِ بِضْع وَسِتِّيْنَ فِي قرب وِلاَدته الحَافِظُ أَبُو صَالِحٍ أَحْمَد بن عَبْدِ المَلِكِ المُؤَذِّن، وَأَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُحِبِّ، وَفَاطِمَة بِنْت أَبِي عَلِيٍّ الدَّقَّاق، وَالحَافِظُ أَبُو إِسْحَاقَ المِصْرِيّ الحَبَّالُ، وَالحَافِظُ أَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلاَ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، وَالخَطِيْب أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ هَزَارْمَرْدَ الصَّرِيْفِيْنِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَلِيَّكَ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَعدد سِوَاهُم، بَادر لَهُ أَبُوْهُ -رَحِمَهُ اللهُ- بِالاستجَازَةِ، وَأَخَذَهَا لَهُ مِنَ البِلاَد ابْنُ مَاكُوْلاَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ طَاهِر، وَأَبُو عَامِرٍ العَبْدَرِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ السمعاني، وأبو العلاء العطار، وأبو القاسم بن عساكر، وأبو الفرج بن الجَوْزِيِّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَةَ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن الأَخْضَر، وَعَبْد الرَّزَّاقِ بن الجيلِي، وَيَحْيَى بن الرَّبِيْعِ الفَقِيْه، وَالتَّاج الكِنْدِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البَنَّاءِ الصُّوْفِيُّ، وَالفَقِيْهُ مُحَمَّد بن غَنِيَة، وَدَاوُد بن ملَاعِب، وَعَبْد العَزِيْزِ بن النَّاقِدِ، وَأَحْمَد بن ظَفَرِ بنِ هُبَيْرَةَ، وَمُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، وَأَحْمَد بنُ صِرْمَا، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُفَيجَةَ، وَالحَسَنُ بنُ السَّيِّدِ، وَآخَرُوْنَ، خَاتِمَتُهُم بِالإِجَازَةِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُقَيَّرِ. وَمِمَّا أَخْطَأَ فِيْهِ الحَافِظ ابْن مَسْدِي المُجَاوِر أَنَّهُ قرَأَ فِي "الجَعْدِيَّاتِ" أَوْ كُلّهَا عَلَى ابْنِ المُقَيَّرِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ المَلِيْحِيّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ أَبِي شُرَيْح، أَخْبَرَنَا البَغَوِيُّ. وَلاَ رَيْب أَنَّ المَلِيْحِيّ سَمِعَ الكِتَاب، وَالنُّسْخَة عِنْدِي مَكْتُوبَة عَنِ المَلِيْحِيّ، لَكنه مَاتَ قَبْلَ أَنْ يُولد ابْن نَاصر بِأَرْبَع سِنِيْنَ. قَالَ الشَّيْخُ جَمَال الدِّيْنِ ابْن الجَوْزِيِّ: كَانَ شَيْخُنَا ثِقَةً حَافِظاً ضَابطاً مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، لاَ مَغْمَز فِيْهِ، تَولَى تسمِيْعِي، سَمِعْتُ بقِرَاءته مُسْنَد أَحْمَدَ وَالكُتُب الكِبَار، وَعَنْهُ أَخذتُ علمَ الحَدِيْث، وَكَانَ كَثِيْرَ الذّكرِ، سريع الدمعة.

قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ يُحبّ أَنْ يَقع فِي الناس. فرد ابن الجوزي هَذَا، وَقبَّحه، وَقَالَ: صَاحِبُ الحَدِيْث يَجرحُ وَيُعَدِّلُ، أَفَلاَ تُفرِّقُ يَا هَذَا بَيْنَ الْجرْح وَالغِيبَة?! ثُمَّ قَالَ: وَهُوَ قَدِ احْتَجَّ بكَلاَم ابْن نَاصر فِي كَثِيْر مِنَ الترَاجم فِي "الذّيل" لَهُ. ثُمَّ بَالغ ابْن الجَوْزِيِّ فِي الْحَط عَلَى أَبِي سَعْدٍ، وَنسبه إِلَى التَّعَصُّب البَارِد عَلَى الحَنَابِلَة، وَأَنَا فَمَا رَأَيْتُ أَبَا سَعْد كَذَلِكَ، وَلاَ رَيْب أَنَّ ابْنَ نَاصرٍ يَتعسف فِي الْحَط عَلَى جَمَاعَة مِنَ الشُّيُوْخ، وَأَبُو سَعْدٍ أَعْلَم بِالتَّارِيْخ، وَأَحْفَظ مِنِ ابْنِ الجَوْزِيّ وَمِنِ ابْنِ نَاصر، وَهَذَا قَوْله فِي ابْن نَاصر فِي "الذّيل"، قَالَ: هُوَ ثِقَةٌ حَافِظ ديِّن مُتْقِن ثَبْتٌ لُغوِي، عَارِف بِالمُتُوْنِ وَالأَسَانِيْد، كَثِيْرُ الصَّلاَة وَالتِّلاَوَة، غَيْر أَنَّهُ يُحِبّ أَنْ يَقع فِي النَّاسِ، وَهُوَ صَحِيْح القِرَاءة وَالنقل، وَأَوّل سَمَاعه فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ الأَنْبَارِيّ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً، حسنَ الطّرِيقَة، مُتَدَيِّناً، فَقِيراً مُتَعَفِّفاً، نَظِيفاً نَزِهاً، وَقَفَ كُتُبَهُ، وَخلَّف ثِيَاباً خَلِيعاً وَثَلاَثَةَ دَنَانِيْرَ، وَلَمْ يُعقِب، سَمِعْتُ ابْنَ سُكَيْنَة وَابْن الأَخْضَرِ وَغَيْرَهُمَا يُكثرُوْنَ الثَّنَاء عَلَيْهِ، وَيَصِفُوْنَهُ بِالحِفْظ وَالإِتْقَان وَالدِّيَانَة وَالمحَافِظَة عَلَى السُّنَن وَالنوَافل، وَسَمِعْتُ جَمَاعَة مِنْ شُيُوْخِي يذكرُوْنَ أَنَّهُ وَابْنَ الجَوَالِيْقِيّ كَانَا يَقْرَآن الأَدب عَلَى أَبِي زَكَرِيَّا التِّبْرِيْزِيّ، وَيطلبَان الحَدِيْث، فَكَانَ النَّاسُ يَقُوْلُوْنَ: يَخْرُج ابْن نَاصر لغوِي بَغْدَاد، وَيَخْرُج أَبُو مَنْصُوْرٍ بن الجَوَالِيْقِيّ مُحَدِّثهَا، فَانعكس الأَمْر، وَانقَلْب.. قُلْتُ: قَدْ كَانَ ابْنُ نَاصِرٍ مِنْ أئمة اللغة أيضًا. قال ابن النجار: سمعت ابن سكينة يقول: قُلْتُ لابْنِ نَاصر: أُرِيْد أَنْ أَقرَأَ عَلَيْك ديوان المتنبي، وشرحه لأَبِي زَكَرِيَّا التِّبْرِيْزِيِّ. فَقَالَ: إِنَّك دَائِماً تَقرَأُ عَلَيَّ الحَدِيْثَ مَجَّاناً، وَهَذَا شعر، وَنَحْنُ نَحتَاج إِلَى نَفَقَة. قَالَ: فَأَعْطَانِي أَبِي خَمْسَة دَنَانِيْر، فدفعتها إليهن وَقَرَأْت الكِتَاب. وَقَالَ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ: سَمِعَ ابْنُ نَاصر مَعَنَا كَثِيْراً، وَهُوَ شَافعِي أَشعرِي، ثُمَّ انْتقل إِلَى مَذْهَب أَحْمَد فِي الأُصُوْل وَالفُرُوْع، وَمَاتَ عَلَيْهِ، وَلَهُ جُوْدَة حَفِظ وَإِتْقَان، وَحُسنُ مَعْرِفَةٍ، وَهُوَ ثَبْتٌ إِمَامٌ. وَقَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: هُوَ مقدمُ أَصْحَابِ الحَدِيْث فِي وَقْتِهِ بِبَغْدَادَ. أَنْبَؤُوْنَا عَنِ ابْنِ النَّجَّار قَالَ: قَرَأْت بِخَطِّ ابْنِ نَاصرٍ وَأَخْبَرَنِيه عَنْهُ سَمَاعاً يَحْيَى بن الحُسَيْنِ قَالَ: بقيت سِنِيْنَ لاَ أَدخل مَسْجِد أَبِي مَنْصُوْرٍ الخَيَّاط، وَاشْتَغَلت بِالأَدب عَلَى التِّبْرِيْزِيّ، فَجِئْت يَوْماً لأَقرَأَ الحَدِيْث عَلَى الخَيَّاط، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، تركت قِرَاءة القُرْآن، واشتغلت بغيره?!

عد، وَاقرَأْ عَلَيَّ ليَكُوْن لَكَ إِسْنَاد، فَعدتُ إِلَيْهِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ، وَكُنْت أَقُوْل كَثِيْراً: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لِي أَيَّ المَذَاهِبِ خَيْرٌ. وَكُنْت مرَاراً قَدْ مضيتُ إِلَى القَيْرَوَانِي المُتَكَلِّم فِي كِتَابِ التَّمهيد لِلباقلاَنِي، وَكَأَنَّ مَنْ يَردنِي عَنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَرَأَيْت فِي المَنَامِ كَأَنِّيْ قَدْ دَخَلت المَسْجَد إِلَى الشَّيْخ أَبِي مَنْصُوْرٍ، وَبِجَنبه رَجُل عَلَيْهِ ثِيَاب بِيضٌ وَرِدَاء عَلَى عِمَامَتِهِ يُشبِهُ الثِّيَابَ الرِّيفِيَّةَ، دُرِّيَّ اللَّوْنِ، عَلَيْهِ نُورٌ وَبَهَاءٌ، فَسَلَّمتُ، وَجلَسْت بَيْنَ أَيدِيهِمَا، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي لِلرَّجُلِ هَيْبَة وَأَنَّهُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جلَسْت الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ لِي: عَلَيْكَ بِمَذْهَبِ هَذَا الشَّيْخِ، عَلَيْكَ بِمَذْهَبِ هَذَا الشَّيْخ. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَانْتبهت مَرْعُوْباً، وَجِسْمِي يَرجف، فَقصصت ذَلِكَ عَلَى وَالِدتِي، وَبكرتُ إِلَى الشَّيْخ لأَقرَأَ عَلَيْهِ، فَقصصت عَلَيْهِ الرُّؤيَا، فَقَالَ: يَا وَلدِي، مَا مَذْهَب الشَّافِعِيّ إلَّا حسنٌ، وَلاَ أَقُوْل لَكَ: اتْرُكْهُ، وَلَكِن لاَ تَعتقدْ اعْتِقَادَ الأَشْعَرِيِّ. فَقُلْتُ: مَا أُرِيْدُ أَنْ أَكُوْن نِصْفَيْن، وَأَنَا أُشْهِدك، وَأُشْهِد الجَمَاعَة أَنَّنِي مُنْذُ اليَوْم عَلَى مَذْهَب أَحْمَد بن حَنْبَلٍ فِي الأُصُوْل وَالفُرُوْع. فَقَالَ لِي: وَفقك الله. ثُمَّ أَخذت فِي سَمَاع كتب أَحْمَد وَمَسَائِله وَالتَّفَقُّه عَلَى مَذْهَبه، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ وَغَيْرهُ: تُوُفِّيَ ابْنُ نَاصِرٍ فِي ثَامِنَ عَشَرَ شَعْبَان سَنَة خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: حَدَّثَنِي الفَقِيْهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ الحُصرِي، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ نَاصر فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: غَفَر لِي، وَقَالَ لِي: قَدْ غَفَرتُ لعَشْرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ فِي زَمَانِكَ لأَنَّك رَئِيْسَهُم وَسيِّدهُم. قُلْتُ: وَمَاتَ مَعَهُ فِي السَّنَةِ الخَطِيْب المُعَمَّرُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المشكاني راوي "تاريخ البخاري الصغير"، ومقرىء العراق أبو الكرم المبارك بن الحسن الشهروزوري، وَمُفْتِي خُرَاسَان الفَقِيْه مُحَمَّد بن يَحْيَى صَاحِب الغَزَّالِيّ، وَقَاضِي مِصْرَ وَعَالِمهَا أَبُو المَعَالِي مُجلِّي بن جُمَيْعٍ القُرَشِيّ صَاحِب كِتَاب الذّخَائِر فِي المذهب، والواعظ الكبير أبو زكريا يَحْيَى بن إِبْرَاهِيْمَ السّلمَاسِي، وَمُسْنَد نَيْسَابُوْر أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيْل بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ العصَائِدِي عَنْ بِضْع وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَالشَّيْخ أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الكَاتِب جد الفَتْح بن عَبْدِ اللهِ بِبَغْدَادَ. أَخْبَرَتْنَا أُمُّ مُحَمَّدٍ زَيْنَبُ بِنْت عُمَر بن كِندِي بِبَعْلَبَكَّ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ عَنْ أَبِي الفَتْحِ أَحْمَدَ بنِ ظفر بن يَحْيَى ابن الوَزِيْر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ نَاصر الحَافِظ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الصَّقْرِ الخَطِيْب فِي سَنَةِ473، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفَرَّاء بِمِصْرَ بِقِرَاءتِي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أحمد ابن خَرُوْف إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا طَاهِر بن عِيْسَى، حَدَّثَنَا أَصْبَغ بن الفَرَجِ، حَدَّثَنَا

ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ كُرَيْبٍ، عَنْ مَالِكِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مَالِكٍ الأَشْعَرِيّ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "لَيَشْرَبُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الخَمْرَ يُسَمُّوْنَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا، وَيُضْرَبُ عَلَى رُؤُوْسِهِم بِالمَعَازِفِ، يَخْسِفُ اللهُ بِهِمُ الأَرْضَ، وَيَجْعَلُ منهم قردةً وخنازير"1.

_ 1 ضعيف: أخرجه أحمد "5/ 342"، والبخاري في "التاريخ الكبير" "1/ 305"، وأبو داود "3688"، وابن ماجه "420"، والطبراني "3419"، والبيهقي في "السنن" "8/ 295" من طرق عن معاوية بن صالح، حدثني حاتم بن حريث، عن مالك بن أبي مريم، به. قلت: إسناده ضعيف، مالك بن أبي مريم، مجهول، لم يرو عنه غير حاتم بن حريث، ولم يوثقه غير ابن حبان كعادته في توثيق المجاهيل والمجروحين. وقال الذهبي: لا يعرف. وقال ابن حزم: لا يدري من هو. ولقوله: "يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها" شواهد عن عدد من الصحابة يصح بها: -فمنها عن عائشة: عند الحاكم "4/ 147"، والبيهقي "8/ 294-295". وعن عبادة بن الصامت: عند أحمد "5/ 318"، وابن ماجه "3385". وعن أبي أمامة الباهلي عند ابن ماجه "3384".

الجنيد بن محمد

4981- الجنيد بن محمد 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ المُحَدِّثُ، أَبُو القَاسِمِ القَايِنِيُّ، نَزِيْلُ هَرَاةَ، وَشَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ. سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ بنَ مَاجَه، وَسُلَيْمَان الحَافِظ بِأَصْبَهَانَ، وَأَبَا الفَضْل مُحَمَّد بن أَحْمَدَ العَارِف وَغَيْرهُ بِطَبَسَ، وَسَمِعَ بِهَرَاة محمد بن علي العميري، ونجيب بن ميمون، وَبِمرو مِنْ أَبِي المُظَفَّرِ السَّمْعَانِيّ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ جَمَاعَةَ كُتبٍ مِنْهُ، مَوْلِده سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَمَاتَ فِي رَابِعَ عَشَرَ شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ فَقِيْهاً فَاضِلاً، مُحَدِّثاً صَدُوْقاً، مَوْصُوَفاً بِالعِبَادَة، تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي المُظَفَّرِ، وَحصل الأُصُوْل، وَسَمِعَ بِقَايِنَ مِنَ الحَسَنِ ابن إِسْحَاقَ التُّوْنِيِّ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ نَاصِرٍ، وَابْن عساكر. قُلْتُ: وَزِنْكِي بنُ أَبِي الوَفَاءِ المَرْوَزِيُّ، وَأَبُو رَوْحٍ الهَرَوِيّ، وَعَبْد الرَّحِيْمِ بن السَّمْعَانِيُّ، وَطَائِفَة.

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "7/ 54-56".

حنبل بن علي، الكروخي

حنبل بن علي، الكروخي: 4682- حَنْبَلُ بنُ عَلِيٍّ 1: أَبُو جَعْفَرٍ البُخَارِيُّ، ثُمَّ السِّجِسْتَانِيُّ الصُّوْفِيُّ، نَزِيْلُ هَرَاة. رَوَى عَنْ: شَيْخُ الإِسْلاَمِ، وَأَبِي عَامِرٍ الأَزْدِيّ، وَنَجِيْب الوَاسِطِيّ، وَأَبِي نَصْرٍ التِّرْيَاقِيّ، وَابْن طَلْحَةَ النِّعَالِيّ، وَأَبِي الخَطَّابِ بن البَطِرِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَابْن عَسَاكِرَ، وَأَبُو رَوْحٍ عَبْد المُعِزِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَكَانَ كَيِّساً ظَرِيفاً. تُوُفِّيَ بِهَرَاة، فِي شَوَّالٍ، سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ سَبْعٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً، رحل وهو أمرد. 4983- الكروخي 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ الثِّقَةُ، أَبُو الفَتْحِ، عَبْدُ المَلِكِ بن أَبِي القَاسِمِ عَبْد اللهِ بن أَبِي سَهْلٍ بنِ القَاسِمِ بنِ أَبِي مَنْصُوْرٍ بنِ مَاح الكَرُوْخِيُّ الهَرَوِيُّ. قَالَ: وَلدت بِهَرَاةَ في ربيع الأول سنة اثنتي وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَرُوْخُ: عَلَى يَوْمٍ مِنْ هَرَاةَ. حَدَّثَ بِـ"جَامِع" أَبِي عِيْسَى عَنِ القاضي أبي عامر الأزدي، وأحمد ابن عَبْدِ الصَّمَدِ الغُوْرَجِيّ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن مُحَمَّد أَبِي نَصْرٍ التِّرْيَاقِيّ سِوَى الجُزْءِ الآخرِ فَلَيْسَ عند الترياق، فَسَمِعَهُ مِنْ أَبِي المُظَفَّرِ عُبَيْد اللهِ بن عَلِيٍّ الدّهَان بِسَمَاعِهِم مِنَ الجَرَّاحِيّ، وَأَوّل الجُزْء المَذْكُوْر مَنَاقِبُ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العُمَيْرِي، وَحَكِيْم ابن أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِي، وَأَبِي عَطَاءٍ المَلِيْحِيّ وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ خلق كَثِيْر، مِنْهُم: السَّمْعَانِيّ، وَابْن عَسَاكِرَ، وَابْن الجَوْزِيِّ، وَخطيب دِمَشْق عَبْد المَلِكِ بن يَاسِيْنَ الدَّوْلَعِيّ، وَزَاهِر بن رُسْتُمَ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَةَ، وَابْنُ الأَخْضَر، وَابْن طَبَرْزَدَ، وَأَحْمَد بن عَلِيٍّ الغَزْنَوِيّ، وَعَلِيّ بن أَبِي الْكَرم المَكِّيّ البَنَّاء، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ بن أَبِي مَكِّيّ القَيَّارِيّ، وَأَحْمَد بن يَحْيَى بنِ الدَّبِيْقِيّ، وَمُبَارَك بن صَدَقَةَ البَاخَرْزِيّ، وَالفَقِيْه مُحَمَّد بن مَعَالِي الحَلاَوِيّ، وَثَابِت بنُ مُشَرِّفٍ البناء.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 112"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 128". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 237"، واللباب "3/ 95"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1313"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 148".

قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ شَيْخ صَالِح ديِّن خَيِّر، حَسَن السِّيْرَةِ، صَدُوْقٌ ثِقَةٌ، قَرَأْت عَلَيْهِ جَامِعَ الترمذي، وقرىء عَلَيْهِ عِدَّة نوب بِبَغْدَادَ، وَكَتَبَ بِهِ نُسْخَة بِخَطِّهِ، وَوقفهَا، وَوجدُوا سَمَاعه فِي أُصُوْل المُؤتَمَنِ السَّاجِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَكُنْت أَقرَأُ عَلَيْهِ، فَمَرِضَ، فَنفذ لَهُ بَعْض السَّامعين شَيْئاً مِنَ الذَّهَبِ، فَمَا قَبِلَه، وَقَالَ: بَعْد السَّبْعِيْنَ وَاقْتِرَاب الأَجَلِ آخُذ عَلَى حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَيْئاً! وَرده مَعَ الاحْتِيَاج إِلَيْهِ، ثُمَّ جَاوَرَ بِمَكَّةَ حَتَّى تُوُفِّيَ، وَكَانَ يَنسخ كِتَابَ أَبِي عِيْسَى بِالأُجرَةِ، وَيَتَقَوَّتُ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: كَانَ صُوْفِيّاً مِنْ جُمْلَةِ مَنْ لَحِقَتْهُ بَرَكَةُ شَيْخِ الإِسْلاَمِ، لاَزمَ الفَقْرَ وَالوَرَعَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ فِي الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ بَعْد رَحِيلِ الحَاجِّ بِثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: وَهُوَ مِمَّنْ أَجَازَ فِي إِجَازَة النِّشْتِبْرِيّ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَقَرَأَ شَيْخُنَا ابْنُ الظَّاهِرِيِّ عَلَى النِّشْتِبْرِيّ "جَامِع أَبِي عِيْسَى" كُلَّه عَلَيْهِ عَنِ الكَرُوْخِيّ، وَحَدَّثَ أَيْضاً بِـ"الجَامِعِ" عُمَرُ بنُ كَرَمٍ بِإِجَازتِه مِنَ الكَرُوْخِيّ، فَالكَرُوْخِيّ فِي طَبَقَةِ شَيْخِ الحَافِظِ أَبِي عَلِيٍّ بنِ سُكَّرَةَ الصدفي في رواية الكتاب، والله أعلم.

البلخي

4984- البلخي 1: الَّذِي تُنسب إِلَيْهِ المَدْرَسَةُ البَلخِيَّةُ بِبَابِ البَرِيْد، هُوَ الإِمَامُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ البَلْخِيّ الحَنَفِيّ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ، وَمُدَرِّس الصَّادرِيَّةِ. وَعظ، وَأَقرَأَ، وَجُعِلتْ لَهُ دَار الأَمِيْر طَرْخَان مَدْرَسَةً، وَثَارَت عَلَيْهِ الحَنَابِلَة لأَنَّه نَال مِنْهُم، وَكَانَ ذَا جَلاَلَة وَوجَاهَة، وَيُلَقَّبُ بِالبُرْهَان البَلْخِيّ. درس أَيْضاً بِمَسجِدِ خَاتُوْنَ، وَأَبطلَ مِنْ حلب الأَذَانَ بِحَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَل. اشْتَغَل بِبُخَارَى عَلَى البُرْهَان بنِ مَازه، وَنَاظَرَ فِي الخلاَفِ، ثُمَّ حَجَّ وَجَاور، وَكَثُر أَصْحَابه. وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي المُعين المَكْحُوْلِيِّ، وَغَيْرهِ. وَعلق عَنْهُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ. تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فِي شَعْبَانَ. وَكَانَ كَرِيْماً لا يدخر شيئًا.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 131"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 148".

الرطبي، ابن الزاغوني

الرطبي، ابن الزاغوني: 4985- الرطبي 1: الشَّيْخُ الجَلِيْل العَدْل المُسْنِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ سَلاَّمَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مَخْلَد الكَرْخِيُّ، مِنْ كَرْخِ جَدَّانَ، لاَ كَرخِ بَغْدَادَ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ ابْنُ الرُّطبِيِّ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي القَاضِي أَحْمَد بن سَلاَمَةَ ابْنِ الرُّطَبِيِّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ. وَسَمِعَ أَبَا القَاسِمِ بنَ البُسْرِيِّ، وَأَبَا نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ، وَعَاصِمَ بنَ الحَسَنِ، وَجَمَاعَة. وَكَانَ جَمِيْل الأَمْر، لاَزماً لِبَيْته. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَعَبْد الخَالِقِ بن أَسَدٍ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن الأَخْضَر، وَعُمَر بن أَحْمَدَ بنِ بكرُوْنَ، وَمُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ الطَّرَّاحِ، وَدَاوُد بن ملَاعِب، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: نَاب فِي الحِسبَة عَنْ عَمِّهِ أَحْمَدَ، وَكَانَ عَفِيْفاً مُتَدَيِّناً، حسنَ الطّرِيقَة، شَهِدَ عِنْد قَاضِي القُضَاة عَلِيِّ بنِ الحسين الزينبي. 4986- ابن الزاغوني 2: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الكَبِيْر الصَّدُوْق، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ نصر ابن السَّرِيّ البَغْدَادِيّ، ابْنُ الزَّاغُونِيِّ المُجَلِّدُ. سَمَّعَهُ أَخُوْهُ الإِمَامُ أَبُو الحَسَنِ مِنْ أَبِي القَاسِمِ عَلِيّ بن البُسْرِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ، وَعَاصِمِ بنِ الحَسَنِ، وَرِزْق اللهِ، وَمَالِك البَانِيَاسِيّ، وَطِرَاد النَّقِيْبِ، وَأَبِي الفَضْلِ بنِ خَيْرُوْنَ، وَعِدَّةٍ. وَطَالَ عُمُرُهُ، وَعلاَ إِسْنَادُه، وَتَفَرَّد. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيّ، وَابْن الجَوْزِيِّ، وَابْن طَبَرْزَدَ، وَالكِنْدِيّ، وَابْن ملَاعِب، وَمُحَمَّد بن أَبِي المَعَالِي بن البَنَّاءِ، وَعَبْد السَّلاَمِ بن يُوْسُفَ العَبَرْتِيّ، وَمَحَاسِنُ الخَزَائِنِي، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الجَوَالِيْقِيّ، وَعَبْد السَّلاَمِ بن عَبْدِ اللهِ الدَّاهِرِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَآخر أَصْحَابه بِالإِجَازَةِ أَبُو الحسن بن المقير. قال السمعاني: شيخ صالح مُتَدَيِّن، مرضِي الطّرِيقَة، قَرَأْت عَلَيْهِ أَجزَاء، وَكَانَ لَهُ دُكَّانَ يُجلِّدُ فِيْهَا. قُلْتُ: كَانَ غَايَة فِي حُسن التَّجْلِيد، قَرَّرَهُ المُقْتَفِي لأَمر اللهِ لتجليد خزانة كتبه. مَاتَ فِي الثَّالِثِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ربيعٍ الآخر سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وثمانون سنة.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 144"، وتبصير المنتبه "2/ 629"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 159". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 267"، والعبر "4/ 150"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 327"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 164".

عبد الخالق بن أحمد

4987- عبد الخالق بن أحمد 1: ابْنِ عَبْدِ القَادِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ المُفِيْد، أَبُو الفَرَجِ مُحَدِّثُ بَغْدَاد مَعَ ابْنِ نَاصرٍ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَأَبَا نصر محمد بن محمد الزينبي، وعاصم بن الحَسَنِ، وَرِزْقَ اللهِ التَّمِيْمِيَّ، وَنَصْرَ بنَ البَطِرِ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ النِّعَالِيَّ، وَطِرَاداً الزَّيْنَبِيَّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً، وَارْتَحَلَ، وَسَمِعَ بِأَصْبَهَانَ وَالأَهواز، وَأَلف وَجَمَعَ. حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَابْن عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيّ، وَابْن الجَوْزِيِّ، وَالتَّاج الكِنْدِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُبَادر، وَعَبْد الوَهَّابِ بن عَلِيِّ بنِ الإِخْوَةِ، وَعَبْد السَّلاَمِ البَرْدَغُولِي، وَعَبْد العَزِيْزِ بن الأَخْضَر، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ مِنْ أَعيَانِ المُسْلِمِيْنَ فَضْلاً وَدِيْناً وَثبتاً وَمُروءةً، سَمِعَ مَعِي كَثِيْراً، وَبِهِ كَانَ أنسِي بِبَغْدَادَ، وَلَمَّا حججتُ أَودعتُ كُتُبِي عِنْدَهُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ مُحَدِّث حَسنُ الخطَّ، كَثِيْر الضَّبْط، خَيِّرٌ مُتَوَاضِع متودد، مُحتَاط فِي قِرَاءة الحَدِيْث، كتب وَحصَّل، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ. وَصفه بِهَذَا وَبِأَكْثَرَ مِنْهُ أَبُو سعد السمعاني. وَتُوُفِّيَ فِي الرَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنَ المُحَرَّم سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: رَوَى الكَثِيْر، وَجَمَعَ لِنَفْسِهِ مَشْيَخَة فِي أَرْبَعَةَ عَشَرَ جُزْءاً، وَكَانَ صَدُوْقاً فَاضِلاً مُتَدَيِّناً، كتب بِخَطِّهِ كَثِيْراً، وَلَمْ يَزَلْ يَطلُب وَيُفِيد إِلَى حِيْنَ وَفَاته. رَوَى عَنْهُ الحُفَّاظ. أَحْسَن ابْن نَاصر الثَّنَاءَ عَلَيْهِ وعلى بيته.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 236"، والعبر "4/ 130-131"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1313"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 305"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 148".

ابن الإخوة

4988- ابن الإخوة 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الأَدِيْب، أَبُو الفَضْلِ، عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الإِخْوَةِ البَغْدَادِيُّ اللُؤْلُؤَيُّ، أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَدْ مَرَّ وَالِدهُمَا مِنْ أَعْوَامٍ. سَمِعَ بِإِفَادَة خَاله الإِمَامِ أَبِي الحَسَنِ بنِ الزَّاغُونِي مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيّ، وَأَبِي الخَطَّابِ بن البَطِرِ، وَعِدَّةٍ، وَارْتَحَلَ، فَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ الغفَار الشيروِي، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَدَّادِ، وَخَلْقٍ، وَاسْتَوْطَنَ أَصْبَهَان، وَسَمَّعَ أَوْلاَده. وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخ فَاضِل يَعرف الأَدبَ، لَهُ شعر رَقِيق، صَحِيْح القِرَاءة وَالنقل، قرَأَ الكَثِيْر بِنَفْسِهِ، وَنَسَخَ بِخَطِّهِ مَا لاَ يَدخُلُ تَحْتَ الحدِّ، مَلِيْحُ الخَطِّ سَرِيعُه، سَافر إِلَى خُرَاسَانَ، وَسَمِعَ بِهَا، كتب لِي بِخَطِّهِ جُزْءاً بِأَصْبَهَانَ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ. سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ عَبْدِ المَلِكِ المَكِّيّ وَكَانَ شَابّاً صَالِحاً يَقُوْلُ: أَفسد عليّ عَبْد الرَّحِيْمِ بن الإِخْوَة سَمَاع "مُعْجَمِ الطَّبَرَانِيِّ"، كَانَ يقرؤه على فاطمة، فكان يقرأ في سماعة جُزْءاً، أَوْ جُزأَيْنِ، فَقُلْتُ: لَعَلَّهُ يُقَلِّب وَرقتين، فَقَعَدت قَرِيْباً مِنْهُ، وَكُنْت أُسَارقه النَّظَر، فَعمل كَمَا وَقَعَ لِي مِنْ ترك حَدِيْث وَحَدِيْثين، وَتَصفُّح وَرقتين، فَأَحَضَرتُ نُسْخَة، وَعَارضتُ، فَمَا قرَأَ يَوْمَئِذٍ إلَّا يَسيراً، وَظهر ذَلِكَ لِلْحَاضِرِيْنَ، فَانقطعتُ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: أَنَا مَا رَأَيْتُ مِنْهُ إلَّا الخَيْر. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كتب مَا لاَ يُحدُّ، وَكَانَ مَلِيْحَ الخَطِّ، سرِيع القِرَاءة، رَأَيْت بِخَطِّهِ التَّنبِيهَ لأَبِي إِسْحَاقَ، فَذَكَر فِي آخِره أَنَّهُ كَتَبَه فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَكَانَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ، مَاتَ بَشِيْرَاز فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وأربعين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "2/ 603"، ولسان الميزان "4/ 3".

ابن السلار

4989- ابن السلار 1: الوَزِيْر الْملك العَادل، سَيْف الدِّيْنِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ السَّلاَّرِ الكُرْدِي، وَزِيْر الظَّافر بِاللهِ العُبيدِي بِمِصْرَ. نشَأَ فِي القَصْر بِالقَاهِرَةِ، وَتَنَقَّلَتْ بِهِ الأَحْوَال، وَوَلِيَ الصّعيد وَغَيْرهُ، وَكَانَ الظَّافر قَدِ اسْتوزر نَجم الدِّيْنِ سَلِيْم بنَ مصَال أحد رؤوس الأمراء، فعظم مُتَوَلِّي الإِسْكَنْدَرِيَّةِ ابْنُ السَّلاَّر هَذَا، وَأَقْبَلَ يَطلُبُ الوزَارَة، فَعدَّى ابْنُ مصَال إِلَى نَحْو الجِيْزَةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ لَمَّا سَمِعَ بِمَجِيْءِ ابْن السَّلاَّر، وَدَخَلَ ابْنُ السَّلاَّر، وَعَلاَ شَأْنه، وَاسْتَوْلَى عَلَى المَمَالِك بِلاَ ضربَة وَلاَ طعنَة، وَلقب بِالملك العَادل أَمِيْر الجُيُوْش، فَحشد ابْنُ مصَال، وَجَمَعَ، وَأَقْبَلَ، فَأَبرز ابْنُ السَّلاَّر لِمُحَارِبته أُمَرَاء، فَالتَقَوْا، فَكُسِرَ ابْنُ مصَال بِدَلاَص، وَقُتِلَ، وَدُخِلَ بِرَأْسِهِ عَلَى رمح فِي ذِي القَعْدَةِ مِنَ السّنَة، وَاسْتوسق الدَّسْت لِلْعَادل. وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً، مِقْدَاماً مَهِيْباً شَافِعِياً سُنِّياً، لَيْسَ عَلَى دين العُبَيْدِيَّة، احْتَفَلَ بِالسِّلَفِيّ، وَبَنَى لَهُ المَدْرَسَة، لَكِنَّهُ فِيْهِ ظلم وَعسف وَجبروت. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ جندياً فَدَخَلَ عَلَى المُوَفَّق التِّنِّيْسِيّ، فَشَكَا إِلَيْهِ غرَامَة، فَقَالَ: إِنَّ كَلاَمك مَا يَدخل فِي أُذنِي، فَلَمَّا وَزر اخْتفَى المُوَفَّق، فَنُوْدِيَ فِي البَلَد: مَنْ أَخفَاهُ فَدمُهُ هَدَرٌ. فَخَرَجَ فِي زِيِّ امْرَأَة، فَأُخِذَ، فَأَمر العَادل بِلَوْح وَمِسْمَار، وَسُمِّر فِي أُذُنِهِ إِلَى اللَّوْح، وَلَمَّا صرخَ، قَالَ: دَخَلَ كَلاَمِي فِي أُذُنِكَ أَمْ لاَ? وَجَاءَ مِنْ إِفْرِيْقِيَة عَبَّاسُ بنُ أَبِي الفُتُوْح بنِ الأَمِيْر يَحْيَى بن بَادِيس صَبِيّاً مَعَ أُمّه، فَتَزَوَّجَهَا العَادل قَبْل الوزَارَة، ثُمَّ تَزَوَّجَ عَبَّاس، وَجَاءهُ ابْنٌ سَمَّاهُ نصراً، فَأَحَبّه العَادل، ثُمَّ جهَّز عبَاساً إِلَى الشَّامِ لِلْجِهَاد، فَكَرِه السَّفَر، فَأَشَارَ عَلَيْهِ أُسَامَة بن مُنْقِذ -فِيْمَا قِيْلَ: بِقَتْلِ العَادلِ، وَأَخْذِ مَنصِبِه، فَقتلَ نَصْرٌ العَادلَ عَلَى فِرَاشه غِيلَة فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِالقَاهِرَةِ. وَنَصْرٌ هَذَا هُوَ الذي قتل الظافر.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "3/ ترجمة 485"، والعبر "4/ 131-132"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 299"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 149".

ابن جهير، البستي، السنجي

ابن جهير، البستي، السنجي: 4990- ابن جهير 1: الوزير الأكمل، أبو نصر، مظفر بن الوزير علي بن الوَزِيْرِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَهِيْرٍ. كَانَ معرفاً فِي الوزَارَة، وَلِي أُسْتَاذ دَارِيَة الخَلِيْفَة المُسْترشد، ثُمَّ وَزَرَ لِلمُقْتَفِي سَبْعَة أَعْوَام، وَعُزِلَ سَنَة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ. وَحَدَّثَ عَنِ الحُسَيْنِ بنِ البُسْرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ السَّمْعَانِيّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ الدُّوْرِيُّ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ بِضْعٍ وستين سنة. 4991- البستي: الإِمَامُ الزَّاهِدُ، أَبُو العِزِّ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ البُسْتِيُّ الصُّوْفِيُّ، الجَوَّالُ. سَمِعَ مُوْسَى بنَ عِمْرَانَ الأَنْصَارِيّ، وَأَبَا المُظَفَّر السَّمْعَانِيّ، وَالمُبَارَك ابْن الطُّيُوْرِيّ، وَسَمِعَ مِنَ السِّلَفِيِّ بِمَيَّافَارقِيْنَ. وَأَخذَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ. وَكَانَ فَقيراً مُجرَّداً يَسْأَلُ، وَمَنْ أَعْطَاهُ أَكْثَر مِنْ نِصْفِ دِرْهَمٍ رَدَّهُ. وَيُقَالُ: سَاءت سيرتُهُ بِأَخَرَةٍ، سَامَحَهُ اللهُ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِمَرْوَ الرُّوْذِ وَلَهُ اثْنَتَانِ وسبعون سنة. وكان شيخ فقراء. 4992- السنجي 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ الخَطِيْبُ، مُحَدِّثُ مَرْوَ وَخَطِيبُهَا وعالمها، أبو طاهر محمد بنُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن أَبِي سَهْلٍ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، المَرْوَزِيُّ السِّنْجِيُّ الشافعي المؤذن الخطيب.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 248"، والعبر "4/ 138"، والنجوم الزاهرة "5/ 318"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 154". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 240"، والعبر "4/ 132، 133"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1088"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 150".

وُلِدَ بقَرْيَة سِنْجَ العُظْمَى، فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ أَوْ قَبْلهَا. وَسَمِعَ إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ الزَّاهرِي، وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ الشَّاشِيّ الشَّافِعِيّ، وَعَلِيّ بن أَحْمَدَ بنِ الأَخْرَم، وَنَصْر اللهِ بن أَحْمَدَ الخُشْنَامِيّ، وَفَيْدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّعرَانِي، وَالشَّرِيْفَ مُحَمَّدَ بنَ عبد السلام، وثابت بن بندار، وأبا البقال الحَبَّال، وَجَعْفَر بن أَحْمَدَ السَّرَّاج، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن الطيوري، وعبد الرحمن بن حمد الدُّونِي، وَخَلْقاً كَثِيْراً بِخُرَاسَانَ وَالعِرَاق وَأَصْبَهَانَ وَالحِجَازِ، وَقَدْ سَمِعَ بِأَصْبَهَانَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بن محمد بن أحمد ابن مَرْدَوَيْه، وَطَبَقَتِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ السَّمْعَانِيّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ: تَفَقَّهَ أَوَّلاً عَلَى جَدِّي أَبِي المُظَفَّرِ، وَعَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّزَّاز، وَكَتَبَ الكَثِيْر، وَحصَّل وَأَلَّف، وَكَانَ إِمَاماً وَرِعاً مُتَهَجِّداً مُتَوَاضِعاً، سرِيع الدمعَة، وَكَانَ مِنْ أَخصِّ أَصْحَاب وَالِدِي حضَراً وَسفراً، سَمِعَ الكَثِيْر مَعَهُ، وَنسخ لِنَفْسِهِ وَلِغَيْره، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ، وَهُوَ ثِقَةٌ دَيِّنٌ قَانِع، كَثِيْر التِّلاَوَة، كَانَ يَتولَّى أُمُوْرِي بَعْد وَالِدِي، وَسَمِعْتُ مِنْ لفظِهِ الكَثِيْر، وَكَانَ يَلِي الخطَابَةَ بِمَرْوَ فِي الجَامِع الأَقدم، تُوُفِّيَ فِي التَّاسع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ السَّمْعَانِيّ "سُنَنَ النَّسَائِيِّ" عَنِ: الدُّونِي، وَ"صَحِيْح مُسْلِم" بِرِوَايَتِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ صَاحِب عَبْد الغَافِر الفَارِسِيّ، وَكِتَاب "الحِلْيَة" لأَبِي نُعَيْمٍ، وَكِتَاب "الرِّقَاق" لابْنِ المُبَارَكِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الزَّاهرِي، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَنَال المَحْبُوبِيّ. أَمَّا:

السبخي

السبخي، الشهرستاني: 4993- السبخي 1: فَالشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ الزَّاهِدُ المُسْنِدُ، أَبُو طَاهِرٍ، محمد بن أبي بكر ابن عُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ السَّبَخِيُّ البَزْدَوِيُّ البُخَارِيُّ الصَّابُوْنِيُّ الحَنَفِيُّ. سَمِعَ فِي صِبَاهُ مِنَ المُعَمَّر عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّبَيْرِيِّ الوَرْكِيِّ وَجَمَاعَةٍ، وَصحب الزَّاهِد يُوْسُف بن أَيُّوْبَ. حَدَّثَ عَنْهُ السَّمْعَانِيّ وَابْنه أَبُو المُظَفَّرِ. مَاتَ بِبُخَارَى، فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. كَتَبته لِلتَّمْيِيْزِ، فُكُلٌّ مِنَ السِّنْجِيِّ وَالسَّبَخِي مِنْ مشايخ أبي المظفر السمعاني ووالده. 4994- الشهرستاني 2: الأَفْضَلُ مُحَمَّد بن عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أَحْمَدَ الشهرستاني، أبو الفتح، شَيْخ أَهْل الكَلاَم وَالحِكْمَة، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. بَرَعَ فِي الفِقْه عَلَى الإِمَامِ أَحْمَد الخوَافِي الشَّافِعِيّ، وَقرَأَ الأُصُوْل عَلَى أَبِي نَصْرٍ بنِ القُشَيْرِيّ، وَعَلَى أَبِي القَاسِمِ الأَنْصَارِيّ. وَصَنَّفَ كِتَاب "نِهَايَة الإِقدَام"، وَكِتَاب "المِلَلِ وَالنِّحَلِ". وَكَانَ كَثِيْرَ المَحْفُوْظ، قَوِيّ الفَهْم، مليح الْوَعْظ. سَمِعَ بِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ الأَخْرَم. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَتَبْتُ عَنْهُ بِمَرْوَ، وَحَدَّثَنِي أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. ثُمَّ قَالَ: غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ مُتَّهَماً بِالمَيْلِ إِلَى أَهْلِ القِلاعِ والدعوة إليهم، والنصرة لطاماتهم. وَقَالَ فِي "التّحبِير": هُوَ مِنْ أَهْلِ شَهْرَسْتَانَه، كَانَ إِمَاماً أُصُوْلياً، عَارِفاً بِالأَدب وَبِالعُلُوْم المهجورَة. قَالَ: وَهُوَ مُتَّهَم بِالإِلْحَاد، غَالٍ فِي التَّشَيُّع. وَقَالَ ابْنُ أَرْسَلاَن فِي "تَارِيخ خُوَارِزْم": عَالِم كيس مُتَفَنِّن، وَلَوْلاَ مَيْلُهُ إِلَى أَهْلِ الإِلْحَادِ وَتَخَبُّطُهُ فِي الاعْتِقَاد، لَكَانَ هُوَ الإِمَامَ، وَكَثِيْراً مَا كُنَّا نَتعجب مِنْ وُفور فَضله كَيْفَ مَالَ إِلَى شَيْءٍ لاَ أَصل لَهُ?! نَعُوذ بِاللهِ مِنَ الخذلاَن، وَلَيْسَ ذَلِكَ إلَّا لإِعرَاضه عَنْ علم الشَّرْع، وَاشتغَاله بظُلُمَاتِ الفَلْسَفَة، وَقَدْ كَانَتْ بَيْنَنَا مُحَاورَات، فَكَيْفَ يُبَالِغ فِي نُصْرَة مَذَاهِب الفَلاَسِفَة وَالذَّبّ عَنْهُم، حضَرتُ وَعظَه مَرَّات، فَلَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ قَالَ اللهُ وَلاَ قَالَ رَسُوْله، سَأَله يَوْماً سَائِل، فَقَالَ: سَائِر العُلَمَاء يذكرُوْنَ فِي مَجَالِسِهِم المَسَائِلَ الشرعيَة، وَيُجِيبُوْنَ عَنْهَا بِقَوْلِ أَبِي حَنِيْفَةَ وَالشَّافِعِيِّ، وَأَنْت لاَ تَفْعَل ذَلِكَ?! فَقَالَ: مَثَلِي وَمَثَلُكُم كَمثلِ بَنِي إِسْرَائِيْلَ يَأْتيهُم المَنُّ وَالسلوَى، فَسَأَلُوا الثُّومَ وَالبصل ... إِلَى أَنْ قَالَ ابْنُ أَرْسَلاَن: مَاتَ بِشَهْرَسْتَانَةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ: وَقَدْ حَجَّ سَنَة عَشْرٍ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَوعظ بِبَغْدَادَ.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "2/ 99"، وتبصير المنتبه "2/ 719". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 611"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1313"، ولسان الميزان "5/ 263-264"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 305"، وشذرات الذهب "4/ 149".

عباسة، الشهرزوري

عباسة، الشهرزوري 4995- عباسة: الوَاعِظُ العَالِمُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بن أبي منصور الطَّابَرَانِيُّ الطُّوْسِيُّ العَصَّارِيُّ، رَاوِي الكَشفِ وَالبَيَانِ فِي التَّفْسِيْرِ لِلثَّعْلَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ الفُرْخرَادِي، عَنْ مُؤلِّفه. وَسَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ بنَ الأَخْرَم. وَعَنْهُ: المُؤَيَّد الطُّوْسِيّ، وَعَبْد الرَّحِيْمِ السَّمْعَانِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ الصَّفَّار. هلك فِي دُخُوْل الغُزّ نَيْسَابُوْر سنة تسع وأربعين وخمس مائة. 4996- الشهرزوري 1: الإمام المقرىء المُجَوِّدُ الأَوْحَدُ، شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو الكَرَمِ، المُبَارَكُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ فَتحَانَ الشَّهْرُزُوْرِيُّ البَغْدَادِيُّ، مُصَنِّفُ كِتَابِ "المِصْبَاحِ الزَّاهِرِ فِي العَشْرَةِ البَوَاهِرِ". وُلِدَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ إِسْمَاعِيْل بنِ مَسْعَدَةَ الإِسْمَاعِيْلِيِّ، وَرِزْق اللهِ التَّمِيْمِيِّ، وَأَبِي الفَضْلِ بنِ خَيْرُوْنَ، وَطِرَادٍ الزَّيْنَبِيّ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الْمُهْتَدي بِاللهِ، وَعبدَ الصَّمد بن المَأْمُوْنِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ هَزَارْمَرْدَ، وأبو الحسين بن النقور، قاله السمعاني. وَقَالَ: شَيْخ صَالِح دين خَيِّر، قَيِّم بِكِتَابِ اللهِ، عَارِف بِاخْتِلاَف الرِّوَايَات وَالقِرَاءات، حَسَن السِّيْرَةِ، جَيِّد الأَخْذَ عَلَى الطُلاَّب، عَالِي الرِّوَايَات. قُلْتُ: تَلاَ عَلَى رِزْق اللهِ، وَعَبْد السَّيِّد بن عَتَّابٍ، وَيَحْيَى بن أَحْمَدَ السِّيْبِيّ، وَالشَّرِيْف عَبْد القَاهِرِ المَكِّيّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ القَيْرَوَانِي، وَأَبِي البَرَكَات الوَكِيْل، وَأَحْمَد بن مُبَارَك الأَكْفَانِي، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَسَن بن مُحَمَّدٍ الكَرْمَانِيّ الزَّاهِد صَاحِب الحُسَيْن بن عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الرهاوي، والحسن الشهرزوري والده.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 254"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1292"، والعبر "4/ 141" وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 157".

قرَأَ عَلَيْهِ خلق، مِنْهُم: عُمَر بن بكرُوْنَ النَّهْرَوَانِي، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ الكَال الحِلِّيّ، وَصَالِح بن عَلِيٍّ الصرصرِي، وَأَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ القُبَّيْطِيّ، وَعَبْد الوَاحِدِ بن سُلْطَان، وَيَحْيَى بن الحُسَيْنِ الأَوَانِي، وَأَحْمَد بن الحَسَنِ العَاقُوْلِيّ، وَزَاهِر بن رُسْتُمَ إِمَام المقَام، وَعَبْد العَزِيْزِ بن أَحْمَدَ بنِ النَّاقِد، وَمشرف بن عَلِيٍّ الخَالصي الضّرِير، وَعَلِيّ بن أَحْمَدَ الوَاسِطِيّ الدَّبَّاس، وَأَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّاشيدِي الضّرِير، وَعِدَّة. وَحَدَّثَ عَنْهُ كَثِيْر مِنْ هَؤُلاَءِ، وَمُحَمَّد بن أَبِي المَعَالِي بن البَنَّاءِ، وَأَسَعْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَلِيِّ بنِ صُعلوك، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَآخَرُوْنَ، وَأَجَازَ لأَبِي الحَسَن ابْن المُقَيَّرِ. انْتَهَى إِلَيْهِ علو الإِسْنَاد فِي القِرَاءات، فَإِنَّهُ قرَأَ ختمَة لِقَالُوْنَ عَلَى رِزْق اللهِ، عَنْ قِرَاءته عَلَى الحَمَّامِيِّ، وَتَلاَ لِوَرْشٍ على أحمد بن مبارك قال: قَرَأْت بِهَا إِلَى "سَبَأَ" عَلَى الحَمَّامِيّ، وَتَلاَ لِلدُّورِي عَلَى يَحْيَى السِّيْبِيّ، وَرِزْق اللهِ، وَأَبِي نَصْرٍ أَحْمَد بن عَلِيٍّ الهَاشِمِيّ، عَنْ تِلاَوَتِهِم عَلَى الحَمَّامِيّ. مَاتَ فِي الثَّانِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدُفن إِلَى جَانب الحَافِظ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب. وَفِيْهَا مَاتَ ابْنُ نَاصِرٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العصَائِدِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ البَنَّاءِ، وَسَعِيْدُ بنُ الحُسَيْنِ الجَوْهَرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ حَمْزَةَ العَلَوِيُّ الهَرَوِيُّ، وَالخَطِيْبُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ المُشْكَانِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الكَاتِبُ، وَالقَاضِي مُجَلِّي بنُ جُمَيْعٍ المَخْزُوْمِيُّ المِصْرِيُّ مُصَنِّفُ كِتَابِ الذَّخَائِرِ، وَيَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ السلماسي الواعظ.

ابن خميس

4997- ابن خميس 1: الفَقِيْهُ الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحُسَيْنُ بنُ نصر بن محمد بن حسين بن مُحَمَّدِ بنِ خَمِيْسٍ الجُهَنِيُّ الكَعْبِيُّ المَوْصِلِيُّ الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، ضبطَهُ عَنْهُ السَّمْعَانِيُّ. قَدِمَ بَغْدَادَ وَهُوَ حَدَثٌ، فَتفقَّهَ عَلَى الغزَالِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ طِرَادٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَابْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيِّ، وَالقَاضِي مُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّرِ الشَّامِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَسَمِعَ بِالمَوْصِلِ مِنْ أَبِي نَصْرٍ بنِ وَدْعَانَ. وَوَلِيَ قَضَاءَ الرّحبَةِ مُدَّةً، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بلدِهِ. وَقَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَحَدَّثَ بِهَا، فَرَوَى عَنْهُ: سُلَيْمَانُ وَعلِيُّ ابْنَا مُحَمَّدٍ المَوْصِلِيِّ، وَجَمَاعَةٌ، وَمَا وَقَعَ لَنَا حَدِيْثُهُ بِالعلوِّ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ أَحَادِيْثَ، وَهُوَ إِمَامٌ فَاضِلٌ، بَهِيُّ المَنْظَرِ، حَسَنُ الأَخلاَقِ، مليحُ الشَّيْبَةِ، كَثِيْرُ المَحْفُوْظِ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: أَنْبَأَنِي الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَمَّارٍ الوَاعِظُ قَالَ: تُوُفِّيَ ابْنُ خَمِيْسٍ فِي تَاسعِ رَبِيْعٍ الآخَرِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ: وَلَهُ مُصَنّفَاتٌ: "مَنْهجُ التَّوحيدِ"، "تَحْرِيْمُ الغِيبَةِ"، "أَخْبَارُ المَنَامَاتِ"، "لُؤْلُؤةُ المَنَاسِكِ"، "مَنَاقِبُ الأَبرَارِ"، "فَرح المُوَضّح عَلَى مَذْهَبِ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ"، "مَنْهجُ المرِيْدِ". وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بن علي بن الخراز الحريمي، وَقَاضِي وَاسِطَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ بختيَارِ بنِ عَلِيٍّ المَنْدَائِيُّ، وَصَاحِبُ نصِيْبينَ شَمْسُ المُلُوْكِ إبراهيم بن الملك رضوان بن السُّلْطَانِ تُتُشَ السَّلْجُوْقِيُّ، وَشيخُ مَا وَرَاء النَّهْرِ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ الأَنْدَقِيُّ الزَّاهِدُ، وَالسُّلْطَانُ الكَبِيْرُ سَنْجَر بنُ مَلِكْشَاه بِمَرْوَ، وَأَبُو منصور عبد الباقي ابن مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ بِدِمَشْقَ، وَعبدُ الصَّبُورِ بنُ عَبْدِ السَّلاَم الهَرَوِيّ، وَأَبُو مَرْوَانَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَسرَّةَ اليَحْصُبِيُّ القُرْطُبِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ عَلِيٍّ البِيْكَنْدِيُّ بِبُخَارَى، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عبد الله الحربي المقرىء، وَالإِمَامُ صَدرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتٍ الخُجَنْدِيُّ، وَالمُسْنِدُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ الزَّاغُونِيِّ، وَالفَقِيْهُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الخلِّ الشَّافِعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ الشَّدَنكِ أَبُو الغَنَائِمِ -يَرْوِي عَنْ عَاصِمِ بن الحسن- وَقَاضِي نَيْسَابُوْرَ بُرْهَانُ الدِّينِ مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الصَّاعدِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ نَصْرُ بنُ نصر العكبري الواعظ.

_ 1 ترجمته في الباب "1/ 318"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 188"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 162".

القيسي

4998- القيسي 1: الشَّيْخُ أَبُو العَشَائِرِ مُحَمَّدُ بنُ الخَلِيْلِ بنِ فَارِسٍ القَيْسِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، المَعْرُوفُ بِالكُرْدِيِّ. سَمِعَ مِنَ الفَقِيْهِ نَصْرٍ وَصَحِبَهُ، وَمِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ، وَالحَسَنِ بنِ أَبِي الحَدِيْدِ. وَسَكَنَ بَعْلَبَكَّ، وَخَدَمَ مُتَوَلِّيهَا، ثُمَّ قَدِمَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنُهُ القَاسِمُ، وَابْنُ أَخِيْهِ زَينُ الأُمَنَاءِ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ بِبَعْلَبَكَّ فِي ذِي الحِجَّةِ سنة تسع وأربعين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 137"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 319"، وشذرات الذهب "4/ 154".

حامد بن أبي الفتح، الخطير

حامد بن أبي الفتح، الخطير: 4999- حامد بن أبي الفتح 1: الحَافِظُ الزَّاهِدُ الوَرِعُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ المَدِيْنِيُّ. سَمِعَ أَبَا عليٍّ الحَدَّادَ، وَيَحْيَى بنَ مَنْدَةَ، وَارْتَحَلَ، فَسَمِعَ بَشِيْرَازَ مِنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ هِبَةِ اللهِ بنِ الحُصَيْنِ، وَأَبِي العِزِّ بن كَادِشٍ. روى عنه: أبو سعد السمعاني وابنه عبد الرَّحِيْمِ بنُ السَّمْعَانِيِّ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ فِي "مُعْجَمِهِ". وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الحَدِيْثِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: تُوُفِّيَ الشَّيْخُ الزَّاهِدُ الحَافِظُ حَامِدٌ المَدِيْنِيُّ بِيَزْدَشير كِرْمَان فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تسع وأربعين وخمس مائة. 5000- الخطير: الكَاتِبُ الصَّدْرُ المُنْشِئُ البَاهرُ، خَطِيْرُ الدَّوْلَةِ أَبُو عَبْدِ اللهِ، صَاحِبُ الخَبَرِ بدِيْوَانِ الزِّمَامِ، وَلَهُ بَاعٌ مَدِيدٌ فِي النَّثرِ وَالنَّظمِ. وَصَنَّفَ خَمْسِيْنَ مقَامَةً. وَرَوَى عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ القَادِرِ اليُوْسُفِيِّ. وَأَخَذَ عَنْ: أَبِي زَكَرِيَّا التِّبْرِيْزِيِّ. سَمِعَ منه ابن الخشاب، وأحمد بن طارق. وَكَانَ غَالياً فِي الرَّفضِ، مُتَّهَماً فِي الرِّوَايَةِ. مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، ذَكَرَهُ ابْنُ النَّجَّارِ وَغَيْرُهُ. وَاسْمُهُ الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بن خطاب.

_ 1 ترجم له المؤلف قريبًا برقم ترجمة عام "4966".

العكبري، الشلبي

العكبري، الشلبي: 5001- العكبري 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الوَاعِظُ، أَبُو القَاسِمِ، نَصْرُ بنُ نَصْرِ بنِ عَلِيِّ بنِ يُوْنُسَ، العُكْبَرِيُّ الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ أَبَا القَاسِمِ بنَ البُسْرِيِّ، وَعَاصِمَ بنَ الحَسَنِ، وَأَبَا الغَنَائِمِ بنَ أَبِي عُثْمَانَ، وَنِظَامَ المُلْكِ، وَأَبَا اللَّيْثِ التُّنْكَتِيَّ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ سُكَيْنَةَ، وَابْنُ الأَخْضَرِ، وَحَفِيْدُهُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ نَصْرٍ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ الدَّاهِرِيُّ، وَعُمَرُ بنُ كَرَمٍ، وَدَاوُدُ بنُ مُلاعبٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الجواليقي، وأبو الحسن بن القطيعي، وسعيد بن محمد الرزاز، آخرون، وَأَجَازَ لأَبِي الحَسَنِ ابْن المُقَيَّرِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ وَاعِظٌ متودِّدٌ مُتَوَاضِعٌ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ يَتَكَلَّمُ فِي الأَعزِيَةِ. وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كان ظاهر الكياسة، يعظ وعظ المشايخ، وَيَتَخَيَّرُهُ النَّاسُ لِعَملِ الأَعَزِّيَّةِ، وَنَشَأَ وَلدُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَى طَرِيقَتِهِ. مَاتَ أَبُو القَاسِمِ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5002- الشلبي 2: العَلاَّمَةُ ذُو الفُنُوْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ عِيْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ الأَنْدَلُسِيُّ، مِنْ بَيْتِ عِلْمٍ وَوِزَارَةٍ وَقَضَاءٍ. حَجَّ وَجَاوَرَ، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ وَخُرَاسَانَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: اجْتَمَعْتُ بِهِ بِهَرَاةَ، فَوَجَدتُهُ بَحْراً لاَ يُنْزَفُ مِنَ الحَدِيْثِ وَالفِقْهِ وَالنَّحْوِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. سَمِعَ أَبَا بَحْرٍ بنَ العَاصِ، وَالحَسَنَ بنَ عُمَرَ الهَوْزَنِيَّ، وَأَبَا غَالِبٍ بنَ البَنَّاءِ، وَزَاهِراً الشَّحَّامِيَّ، وَكَانَ ذَا زُهْدٍ، وَتعبُّدٍ وَجَلاَلَةٍ، تُوُفِّيَ بِهَرَاةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أبو المظفر بن السمعاني.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 270"، والعبر "4/ 150"، والنجوم الزاهرة "5/ 327" وشذرات الذهب "4/ 166". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 235".

الفامي، المبارك بن كامل

الفامي، المبارك بن كامل: 5003- الفامي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ، أَبُو النَّضْرِ، عَبْدُ الرحمن بن عبد الجَبَّارِ بنِ عُثْمَانَ بنِ مَنْصُوْرٍ الهَرَوِيُّ الفَامِيُّ الشُّرُوطِيُّ العَدْلُ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ أَبَا إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنُ عَلِيٍّ العُمَيْرِيُّ، وَنَجِيْبُ بنُ مَيْمُوْنٍ الوَاسِطِيُّ، وَالقَاضِي أَبَا عَامِرٍ الأَزْدِيَّ وَطَبَقَتَهُم، وَارْتَحَلَ فِي كُهُولَتِهِ لِلْحَجِّ فِيمَا أُرَى، فَسَمِعَ مِنْ هِبَةِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ البُخَارِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو رَوْحٍ عَبْدُ المُعِزِّ البَزَّازُ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ حَسَنَ السِّيرَةِ، جَمِيْلَ الطّرِيقَةِ، دَمِثَ الأَخلاَقِ، كَثِيْرَ الصَّدَقَةِ وَالصِّيَامِ، دَائِمَ الذِّكْرِ، متودِّداً مُتَوَاضِعاً، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ وَالأَدبِ، يُكرِمُ الغُربَاءَ، وَيُفِيدُهُم عَنِ الشُّيُوْخِ، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً، كَتَبْتُ عَنْهُ بِهَرَاةَ وَنوَاحيهَا، مَاتَ فِي الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَلقَبُهُ ثِقَةُ الدِّينِ، وَلَهُ "تَارِيخٌ" صَغِيْرٌ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الرَّفَّاءُ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالمُزَفَّتِ أَنْ يُنْتَبَذَ فيه2. 5004- المبارك بن كامل 3: ابن أبي غالب الخفاف، الشَّيْخُ العَالِمُ المُحَدِّثُ، مُفِيْدُ العِرَاقِ، أَبُو بَكْرٍ البغدادي الظفري.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحافظ "4/ ترجمة 1086"، والعبر "4/ 124"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 301"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 140" ووقع عنده [أبو نصر] بالصاد المهملة بدل [أبو نضر] بالضاد المعجمة. 2 صحيح: أخرجه البخاري "5587"، ومسلم "1992"، والنسائي "8/ 305"، من حديث أنس، به. 3 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 208"، والعبر "4/ 119-120"، ولسان الميزان "5/ 11- 12"، وشذرات الذهب "4/ 135-136".

مولده في سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ أَبَا القَاسِمِ بنَ بَيَانٍ، وَأَبَا عَلِيٍّ بنَ نَبْهَانَ، وَابْنَ فَتحَان الشَّهرُزُورِيَّ، وَأَبَا طَالبٍ بنَ يُوْسُفَ، وَابْنَ الحُصَيْنِ، وَأُمَماً لاَ يُحصَوْنَ. أَفنَى عُمُرَهُ فِي الطَّلَبِ، وَكَتَبَ عَمَّنْ دَبَّ وَدَرَجَ، وَسَمِعَ العَالِي وَالنَّازلَ، لاَ يَسْمَعُ بِمَنْ يَقدَمُ إلَّا وَيُبَادرُ إِلَى السَّمَاعِ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: أَبُو بَكْرٍ المُفِيْدُ يُعْرَفُ أَبُوْهُ بِالخَفَّافِ، سَمِعَ خلقاً كَثِيْراً، وَمَا زَالَ يَسْمَعُ وَيَتبعُ الأَشيَاخَ فِي الزَّوَايَا، وَيَنْقلُ السَّمَاعَاتِ، فَلَو قِيْلَ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنْ ثَلاَثَةِ آلاَفِ شَيْخٍ، لَمَا رُدَّ قَوْلُ القائل، وانتهت إليه معرفة المَشَايِخِ وَمِقْدَارُ مَا سَمِعُوا، وَعِلمُ الإِجَازَاتِ لِكَثْرَةِ دُرْبَتِهِ، صَحِبَ هزَارسب بنَ عَوَضٍ، وَمَحْمُوْداً الأَصْبَهَانِيَّ، إلَّا أَنَّهُ كَانَ قَلِيْلَ التَّحقِيقِ فِيمَا يَنقُلُ لِكَوْنِهِ كَانَ يَأْخذُ عَنْ ذَلِكَ ثَمناً، كَانَ فَقِيراً، كَثِيْرَ الأَوْلاَدِ وَالتَّزوُّجِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: سرِيعُ القِرَاءةِ وَالخطِّ، يُشبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً فِي الرَّدَاءةِ، سَمِعَ مِنِّي، وَسَمِعْتُ مِنْهُ، تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: جمعَ كِتَابَ "سلوَة الأَحزَان" نَحْو ثَلاَث مائَة جُزءٍ أَوْ أَكْثَر، رَوَى لَنَا عَنْهُ وَلدَاهُ يُوْسُفُ وَلاَمعَةُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الغَرَّادُ، وَكَانَ صَدُوْقاً مَعَ قلَّةِ فَهمِهِ وَمَعْرِفَتِهِ.

ابن الخل

5005- ابن الخل 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُفْتِي، شَيْخُ الشَّافعيَّةِ، أَبُو الحَسَنِ، محمد بن أَبِي البقَاءِ المُبَارَكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ الخَلِّ البَغْدَادِيُّ. تَفقَّهَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيِّ المُسْتظهرِيِّ، وَدرَّسَ وَأَفتَى، وصنف وأفاد وتفرد ببغداد بالفتوى فِي مَسْأَلَةِ الدَّوْرِ لابْنِ سُرَيْجٍ. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ عَلَّقَ عَلَى كِتَابِ التَّنْبِيهِ شرحاً، وَلَهُ كِتَابٌ فِي أُصُوْلِ الفِقْهِ. وَقَدْ سَمِعَ مِنِ ابْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيِّ، وَنَصْرِ بنِ البَطِرِ، وَثَابِتِ بن بندار، والحسين بن علي بن البسري، وَجَعْفَرٍ السَّرَّاجِ، وَأَبِي بَكْرٍ الطُّرَيْثِيْثِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الأَنْصَارِيِّ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ طَارِقٍ الكَرْكِيُّ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَبُو الحَسَنِ القطيعي، وآخرون. وكان مقدمًا في كتاب المَنْسُوْبِ، فَقِيْلَ: كَانُوا يَأْخذُوْنَ خَطَّهُ فِي الفَتَاوَى لِمُجَرَّدِ خَطِّهِ البَدِيْعِ فِي بَعْضِ الوَقْتِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الشَّافِعيَّةِ بِبَغْدَادَ، مُصِيْبٌ في فتاويه، وَلَهُ السِّيرَةُ الحَسَنَةُ، وَالطَّرِيقَةُ الحَمِيدَةُ، خَشِنُ العَيْشِ، تَارِكٌ لِلتَّكَلُّفِ، عَلَى طَرِيقَةِ السَّلَفِ، حِلْسُ مَسجِدِهِ الَّذِي بِالرَّحْبَةِ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَمَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَعَ لِي الجُزْءُ الأَوَّلُ مَنْ "مشيخَتِهِ". وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ أَخُوْهُ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ الشَّاعِرُ المَشْهُوْرُ عَنْ سبعينَ سَنَةً، وَقِيْلَ: اسْمُ أَبِي الحُسَيْنِ: الحَسَنُ، كَذَا سَمَّاهُ ابْن النَّجَّارِ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُؤَرِّخُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ الفَقِيْهُ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بنُ عَبْدِ اللهِ التَّرْقُفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الإِيْمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّوْنَ، أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُوْنَ بَاباً، أَفْضَلُهَا شهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيْقِ، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيْمَانِ" 2. هَذَا حَدِيْثٌ صحيح عال.

_ 1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 269"، ووفيات الأعيان "4/ ترجمة 593"، والعبر "4/ 150"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 327"، وشذرات الذهب "4/ 164-165". 2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 414"، وابن أبي شيبة "11/ 40"، ومسلم "35"، وأبو داود "4676"، والنسائي "8/ 110"، وابن ماجه "57"، وابن منده في "الإيمان" "147" و"171" و"172"، والبغوي "17" و"18"، والآجرى في "الشريعة" "110" من طريق عبد الله بن دينار، به.

بكبرة

5006- بكبرة 1: الشَّيْخُ الفَاضِلُ العَابِدُ الخَيِّرُ، أَبُو الفَتْحِ، عَبْدُ السلام بن أحمد بن إسماعيل الهروي الإسكاف المقرىء. سَمِعَ أَبَا عَاصِمٍ الفُضَيْلَ بنَ يَحْيَى، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيَّ، وَشَيْخَ الإِسْلاَمِ، وَرَوَى جَامِعَ أَبِي عِيْسَى عَنْ أَبِي الظَّفَرِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَطَاءٍ. وَعَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ وَابْنُهُ عَبْدُ الرحيم، وأبو الضوء الشهاب الشَّذَبَانِيُّ، وَعَبْدُ المُعِزِّ الصُّوْفِيُّ، وَحَمَّادٌ الحَرَّانِيُّ، وَنَصْرُ بنُ عَبْدِ الجَامِعِ الفَامِيُّ. وَطَالَ عُمُرُهُ، وَتَفَرَّدَ، وَبَقِيَ إِلَى قَرِيْبِ سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.

_ 1 ترجمته في تبصير المنتبه "1/ 102".

أبو الوقت

5007- أبو الوقت 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ الخَيِّرُ الصُّوْفِيُّ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، مسند الآفاق، أبو الوقت، عبد الأول بن الشَّيْخِ المُحَدِّثِ المُعَمَّرِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عِيْسَى بنُ شُعَيْبِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْحَاقَ، السِّجْزِيُّ، ثم الهروي الماليني. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ مِنْ جَمَالِ الإِسْلاَمِ أَبِي الحَسَنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ الدَّاوُوْدِيّ "الصحيح" وكتاب الدارمي، ومنتخب مُسْنَدِ عَبْدِ بنِ حُمَيْدٍ بِبُوشَنْج، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي عَاصِمٍ الفُضَيْلِ بنِ يَحْيَى، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَسْعُوْدٍ الفَارِسِيِّ، وَأَبِي يَعْلَى صَاعِدِ بنِ هِبَةِ اللهِ، وَبِيْبَى بِنْتِ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَفِيْفٍ حَدَّثوهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي شُرَيحٍ، وَسَمِعَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ أَبِي نَصْرٍ كَاكُو، وَعَبْدِ الوَهَّابِ بنِ أَحْمَدَ الثَّقَفِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ العَاصِمِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الفَضْلُويِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي عَاصِمٍ الجَوْهَرِيِّ، وَشيخِ الإِسْلاَمِ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيِّ -وَكَانَ مِنْ مُرِيْدِيهِ- وَأَبِي عَامِرٍ مَحْمُوْدِ بن القاسم الأزدي، وعبد الله ابن عَطَاءٍ البغَاوردَانِيِّ، وَحَكِيْمِ بنِ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ، وَأَبِي عدنان القاسم ابن عَلِيٍّ القُرَشِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ الكَلْوَذَانِيِّ، وَنَصْرِ بنِ أَحْمَدَ الحَنَفِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَحَدَّثَ بِخُرَاسَانَ وَأَصْبَهَانَ وَكَرْمَانَ وَهَمَذَانَ وَبَغْدَادَ، وَتَكَاثرَ عَلَيْهِ الطَّلَبَةُ، وَاشْتُهِرَ حَدِيْثُهُ، وَبَعُدَ صِيتُهُ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الإِسْنَادِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ الشِّيْرَازِيُّ، وَارْتَحَلَ إِلَيْهِ إِلَى كِرْمَانَ، وَسُفْيَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَنْدَةَ، وَأَبُو ذَرٍّ سُهَيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ البوشنجي،

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 274"، والباب لابن الأثير "2/ 105"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 403"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 328"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 166".

وَأَبُو الضّوءِ شِهَابٌ الشَّذَبَانِيُّ، وَعَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، وَالقَاضِي عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ بُنْدَارَ الهَمَذَانِيُّ، وَعَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ مَنْدَوَيْه، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ العَطَّارُ، وَعُثْمَانُ بنُ عَلِيٍّ الوَرْكَانِيُّ، وَعُثْمَانُ بنُ مَحْمُوْدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الفَتَّاحُ البُوْشَنْجِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَطِيَّةَ اللهِ الهَمَذَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَرَايَا المَوْصِلِيُّ، وَمَحْمُوْدُ بنُ وَاثقٍ البَيْهَقِيُّ، وَمُقَرّبُ بنُ علي الهمذاني، والفقيه يحيى بن سعد الرازي، وَيُوْسُفُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ نِظَامِ المُلْكِ، وَحَمَّادُ بنُ هِبَةِ اللهِ الحَرَّانِيُّ، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَسَعِيْدُ بنُ محمد الرزاز، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الدِّيْنَوَرِيُّ الصُّوْفِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ السُّهْرَوَرْدِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ الرُّوذَرَاورِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ ظَفَرِ بنِ هُبَيْرَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ مُكرَّمٍ، وَمُظَفَّرُ بنُ حَرِّكْهَا، وَعَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ بنِ صَبُوخَا، وَأَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ صِرْمَا، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ المَيْنُدِيُّ، وَزَيْدُ بنُ يَحْيَى البَيِّعُ، وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ عَسْكَرٍ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الرَّيَّانِ، وَأَسَعْدُ بنُ صُعْلُوكٍ، وَالنَّفِيْسُ بنُ كَرَمٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ شَرِيْفِ الرَّحْبَةِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ خَلِيْفَةَ الرُّوبَانِيُّ بِمُوَحَّدَةٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ البَيِّعُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الهَمَذَانِيُّ الخَطِيْبُ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ بُورْندَازَ، وَعُمَرُ بنُ أَعزَّ السُّهْرَوَرْدِيُّ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ مُحَمَّدُ بنُ لَيْثٍ الوسْطَانِيُّ، وَصَاعِدُ بنُ عَلِيٍّ الوَاعِظُ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ المُسْتعمِلُ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الجَوَالِيْقِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ النَّفِيْسِ بنِ عَطَاءٍ، وَالمهَذَّبُ بنُ قُنَيْدَةَ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ سُكَيْنَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَتِيقِ بنِ صيلاَ، وَأَبُو الرِّضَى مُحَمَّدُ بنُ عَصيَّةَ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ الدَّاهِرِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ النَّرْسِيُّ، وَعُمَرُ بنُ كَرَمٍ، وَالحُسَيْنُ بنُ الزُّبَيْدِيِّ، وَأَخُوْهُ الحَسَنُ، وَظَفَرُ بنُ سَالِمٍ البيطَارُ، وَعَبْدُ البَرِّ بنُ أَبِي العَلاَءِ العَطَّارُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَطِيْعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مَوْلَى ابْنِ باقَا، وَزَكَرِيَّا العُلَبِيُّ، وَعَلِيُّ بن روزبه، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيُّ، وَأَبُو المُنَجّى عَبْدُ اللهِ بنُ اللَّتِّيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ بَهْرُوْزَ، وَأَبُو سَعْدٍ ثَابِتُ بنُ أَحْمَدَ الخُجَنْدِيُّ نَزِيْلُ شيرَاز وَهُوَ آخِرُ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ مَوْتاً بَقِيَ إِلَى سَنَةِ637، وَسَمَاعُهُ فِي الخَامِسَةِ، وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ أَبُو الكَرَمِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المُتَوَكِّلِيُّ، وَكَرِيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الوَهَّابِ القُرَشِيَّةُ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ صَالِحٌ، حَسَنُ السَّمْتِ وَالأَخلاَقِ، مُتودِّدٌ مُتَوَاضِعٌ، سلِيمُ الجَانبِ، اسْتَسْعَدَ بصحبَةِ الإِمَامِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ، وَخَدَمَهُ مُدَّةً، وَسَافَرَ إِلَى العِرَاقِ وَخُوزستَانَ وَالبَصْرَةَ، نَزلَ بَغْدَادَ بِرِباطِ البِسْطَامِيِّ فِيمَا حَكَاهُ لِي، وَسَمِعْتُ مِنْهُ بِهَرَاةَ وَمَالِيْنَ، وَكَانَ صَبُوْراً عَلَى القِرَاءةِ، مُحِبّاً لِلرِّوَايَةِ، حَدَّثَ بِـ"الصَّحِيْحِ"، وَ"مُسْنَدِ عَبْدٍ"، وَ"الدَّارِمِيِّ" عِدَّةَ نُوَبٍ، وَسَمِعْتُ أَنَّ أَبَاهُ سَمَّاهُ مُحَمَّداً، فَسَمَّاهُ عَبْدُ اللهِ الأَنْصَارِيُّ عَبْدَ الأَوّلِ، وَكَنَّاهُ بِأَبِي الوَقْتِ، ثُمَّ قَالَ: الصُّوْفِيُّ ابْنُ وَقتِهِ.

وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ فِي "التَّحبِيرِ": إِنَّ وَالِدَ أَبِي الوَقْتِ أَجَازَ لَهُ، وَإِنَّ مَوْلِدَهُ بسِجِسْتَانَ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَإِنَّهُ سَمِعَ مِنْ عَلِيِّ بنِ بُشرَى اللَّيْثِيِّ مَنَاقِبَ الشَّافِعِيَّ لِلآبرِيِّ بِفَوتٍ، ثُمَّ سَكَنَ هَرَاةَ، وَإِنَّهُ شَيْخٌ صَالِحٌ مُعَمَّرٌ، حرصَ عَلَى سَمَاعِ الحَدِيْثِ، وَحَمَلَ وَلدَهُ أَبَا الوَقْتِ عَلَى عَاتقِهِ إِلَى بُوشَنْجَ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ الأَنْصَارِيُّ يُكرِمُهُ وَيُرَاعِيْه، مَاتَ بِمَالِيْن فِي شَوَّالٍ سَنَة اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، عَاشَ مائة وثلاث سنين. وَقَالَ زكِيُّ الدّينِ البِرزَالِيُّ: طَافَ أَبُو الوَقْتِ العِرَاقَ وَخُوزستَانَ، وَحَدَّثَ بِهَرَاةَ وَمَالِيْن وَبُوشَنْج وَكِرمَانَ وَيَزْدَ وَأَصْبَهَانَ وَالكَرْجِ وَفَارِسٍ وَهَمَذَانَ، وَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ الحُفَّاظُ وَالوُزَرَاءُ، وَكَانَ عِنْدَهُ كُتُبٌ وَأَجزَاءُ، سَمِعَ عَلَيْهِ مَنْ لاَ يُحصَى وَلاَ يُحصرُ. وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ صَبُوْراً عَلَى القِرَاءةِ، وَكَانَ صَالِحاً، كَثِيْرَ الذِّكْرِ وَالتَّهَجُّدِ وَالبُكَاءِ، عَلَى سَمْتِ السَّلَفِ، وَعَزَمَ عَامَ مَوْتِهِ عَلَى الحَجِّ، وَهَيَّأَ مَا يَحتَاجُ إِلَيْهِ، فَمَاتَ. وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ الشِّيْرَازِيُّ فِي "أَرْبَعِيْنَ البُلْدَانِ" لَهُ: لَمَّا رَحَلْتُ إِلَى شَيْخنَا رحلَةِ الدُّنْيَا وَمُسْنِدِ العصر أبي الوقت، قدر الله لي الوصولي إِلَيْهِ فِي آخِرِ بِلاَدِ كِرْمَانَ، فَسَلَّمتُ عَلَيْهِ، وَقَبَّلْتُهُ، وَجلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لِي: مَا أَقدَمَكَ هَذِهِ البِلاَدَ ? قُلْتُ: كَانَ قَصدِي إِلَيْكَ، وَمُعَوَّلِي بَعْدَ اللهِ عَلَيْكَ، وَقَدْ كَتَبتُ مَا وَقَعَ إِلَيَّ مِنْ حَدِيْثِكَ بِقَلَمِي، وَسَعَيْتُ إِلَيْكَ بِقَدَمِي، لأُدْرِكَ بَرَكَةَ أَنْفَاسِكَ، وَأَحظَى بِعُلُوِّ إِسْنَادِكَ. فَقَالَ: وَفَّقَكَ اللهُ وَإِيَّانَا لِمَرضَاتِهِ، وَجَعَلَ سَعْيَنَا لَهُ، وَقَصْدَنَا إِلَيْهِ، لَوْ كُنْتَ عَرَفْتَنِي حقَّ مَعْرِفَتِي، لَمَّا سلَّمْتَ عَلَيَّ، وَلاَ جلَسْتَ بَيْنَ يَدَيَّ، ثُمَّ بَكَى بُكَاءً طَوِيْلاً، وَأَبَكَى مَنْ حضَرَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اسْتُرْنَا بِسَتْرِكَ الجَمِيْلِ، وَاجعَلْ تَحْتَ السَّتْرِ مَا تَرضَى بِهِ عَنَّا، يَا وَلَدِي، تَعْلَم أَنِّي رَحَلْتُ أَيْضاً لِسَمَاعِ الصَّحِيْحِ مَاشِياً مَعَ وَالِدِي مِنْ هَرَاةَ إِلَى الدَّاوُوْدِيِّ بِبوشَنْجَ وَلِي دُوْنَ عشرِ سِنِيْنَ، فَكَانَ وَالِدِي يَضعُ عَلَى يَدَيَّ حَجَرَيْنِ، وَيَقُوْلُ: احْمِلْهُمَا. فَكُنْتُ مِنْ خوفِهِ أَحْفَظهُمَا بِيَدَيَّ، وَأَمْشِي وهُوَ يَتَأَمَّلُنِي، فَإِذَا رَآنِي قَدْ عَيِيْتُ أَمرنِي أَنْ ألقي حجرًا واحدًا، فألقي، ويخف عَنِّي، فَأَمْشِي إِلَى أَنْ يَتبيَّنَ لَهُ تَعَبِي، فَيَقُوْلُ لِي: هَلْ عَيِيْتَ? فَأَخَافُهُ، وَأَقُوْلُ: لاَ. فَيَقُوْلُ: لِمَ تُقَصِّرُ فِي المَشْي? فَأُسْرِعُ بَيْنَ يَدَيْهِ سَاعَةً، ثُمَّ أَعجَزُ، فَيَأْخذُ الآخرَ، فَيُلْقِيهِ، فَأَمْشِي حَتَّى أَعْطَبَ، فَحِيْنَئِذٍ كَانَ يَأْخُذُنِي وَيَحْمِلُنِي، وَكُنَّا نَلْتَقِي جَمَاعَةَ الفَلاَّحِينَ وَغَيْرَهُم، فَيَقُوْلُوْنَ: يَا شَيْخ عِيْسَى، ادْفَعْ إِلَيْنَا هَذَا الطِّفْلَ نُرْكِبْه وَإِيَّاكَ إِلَى بُوشَنْج، فَيَقُوْلُ: مَعَاذَ اللهِ أَنْ نَركَبَ فِي طَلَبِ أَحَادِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَلْ نَمْشِي، وَإِذَا عجزَ أَركبتُهُ عَلَى رَأْسِي إِجلاَلاً لِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ وَرَجَاءَ ثوَابِهِ. فَكَانَ ثمَرَةَ ذَلِكَ مِنْ حُسْنِ نِيَّتِهِ أَنِّي انتفعتُ بِسَمَاعِ هَذَا الكِتَابِ وَغَيْرِهِ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْ أَقرَانِي أَحَدٌ سِوَايَ، حَتَّى

صَارَتِ الوُفُوْدُ تَرْحَلُ إِلَيَّ مِنَ الأَمصَارِ. ثُمَّ أَشَارَ إِلَى صَاحِبِنَا عَبْدِ البَاقِي بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الهَرَوِيِّ أَنْ يُقَدِّمَ لِي حَلْوَاء، فَقُلْتُ: يَا سيِّدِي، قِرَاءتِي لِـ"جزءِ أَبِي الجَهْمِ" أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَكْلِ الحلوَاء. فَتبسَّمَ، وَقَالَ: إِذَا دَخَلَ الطَّعَامُ خَرَجَ الكَلاَمُ. وَقَدَّمَ لَنَا صحنًا فيه حلواء الفانيذ، فَأَكَلْنَا، وَأَخْرَجتُ الجُزْءَ، وَسَأَلتُهُ إِحضَارَ الأَصْلِ، فَأَحضرَهُ، وَقَالَ: لاَ تَخفْ وَلاَ تَحرِص، فَإِنِّي قَدْ قَبَرْتُ مِمَّنْ سَمِعَ عَلَيَّ خَلْقاً كَثِيْراً، فَسَلِ اللهَ السَّلاَمَةَ. فَقَرَأْت الجُزْءَ، وَسُرِرْتُ بِهِ، وَيَسَّرَ اللهُ سَمَاعَ "الصَّحِيْحِ" وَغَيْرِهِ مرَاراً، وَلَمْ أَزَلْ فِي صُحْبَتِهِ وَخِدْمَتِهِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي لَيْلَةِ الثُّلاَثَاءِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ -قُلْتُ: وَبَيَّضَ لِليَوْمِ وَهُوَ سَادس الشَّهْرِ- قَالَ: وَدَفَنَّاهُ بِالشُّونِيزِيَّةِ. قَالَ لِي: تدْفُنُنِي تَحْتَ أَقدَامِ مَشَايِخنَا بِالشُّونِيزِيَّةِ. وَلَمَّا احتُضِرَ سنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي، وَكَانَ مُسْتَهْتَراً بِالذِّكْرِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ الصوفي، وأكب عَلَيْهِ، وَقَالَ: يَا سيِّدِي، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ" 1، فَرَفَعَ طَرْفَهُ إِلَيْهِ، وَتَلاَ: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس: 26 و27] ، فَدهش إِلَيْهِ هُوَ وَمَنْ حضَرَ مِنَ الأَصْحَابِ، وَلَمْ يَزَلْ يَقرَأُ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ، وَقَالَ: الله الله الله، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ جالس على السجادة. وقال أبو الفرج بن الجَوْزِيِّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ التَّكرِيتِيُّ الصُّوْفِيُّ قَالَ: أَسندتُهُ إِلَيَّ، وَكَانَ آخِرَ كَلمَةٍ قَالَهَا: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس: 26 و27] ، وَمَاتَ. قُلْتُ: قَدِمَ بَغْدَادَ فِي شَوَّالٍ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَةً وَشهراً، وَكَانَ مَعَهُ أُصُوْلُهُ، فَحَدَّثَ مِنْهَا. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ الوَزِيْرُ أَبُو المُظَفَّرِ بنُ هُبَيْرَةَ قَدِ اسْتَدْعَاهُ، وَنَفَّذَ إِلَيْهِ نَفَقَةً، ثُمَّ أَنْزَلَهُ عِنْدَهُ، وَأَكْرَمَهُ، وَأَحضرَهُ فِي مَجْلِسِهِ، وَسَمِعَ عَلَيْهِ "الصَّحِيْحَ" فِي مَجْلِسٍ عَامٍّ أَذِنَ فِيْهِ لِلنَّاسِ، فَكَانَ الجمعُ يَفوتُ الإِحصَاءَ، ثُمَّ قرَأَهُ عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخَشَّابِ بالنظامية، وحضر خلق كثير دون هؤلاء، وقرىء عَلَيْهِ بِجَامِعِ المَنْصُوْرِ، وَسَمِعَهُ جَمعٌ جمٌّ، وَآخِرُ من قرآه عليه

_ 1 صحيح: ورد عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه" أخرجه ابن حبان "719" موارد وورد عن أبي هريرة موقوفا بلفظ: "من كان عند موته: لا إله إلا الله أنجته يوما من الدهر، أصابه قبل ذلك ما أصابه" أخرجه عبد الرزاق "6045". وورد عن معاذ بن جبل مرفوعا بلفظ: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"، وهو عند أبي داود "3116"، والحاكم "1/ 351".

شَيْخُنَا ابْنُ الأَخْضَرِ، وَكَانَ شَيْخاً صَدُوْقاً أَمِيناً، مِنْ مَشَايِخِ الصُّوْفِيَّةِ وَمَحَاسِنِهِم، ذَا وَرَعٍ وَعِبَادَةٍ مَعَ عُلوِّ سِنِّهِ، وَلَهُ أُصُوْلٌ حَسَنَةٌ، وَسَمَاعَاتٌ صَحِيْحَةٌ. ثُمَّ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ الجِيْلِيِّ: تُوُفِّيَ شَيْخنَا أَبُو الوَقْتِ لَيْلَةَ الأَحَدِ سَادسَ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ ضَاحِي نَهَارِ اليَوْمِ بِرِباطِ فَيْرُوْزٍ الَّذِي كَانَ نَازلاً فِيْهِ، ثُمَّ صُلِّيَ عَلَيْهِ بِالجَامِعِ، وَأَمَّنَا الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِرِ الجِيْلِيُّ، وَكَانَ الجمعُ مُتَوَفِّراً، وَكُنْت يَوْمَ خَامِسِ الشَّهْرِ عِنْدَهُ، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ الحَدِيْثَ إِلَى وَقتِ الظُّهْرِ، وَكَانَ مُسْتقيمَ الرَّأْيِ، حَاضِرَ الذّهنِ، وَلَمْ نَرَ فِي سنِّهِ مِثْلَ سنَدِهِ، وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً سُنِّيّاً، قَارِئاً لِلْقُرْآنِ، قد صَحِبَ الأَشيَاخَ، وَعَاشَ حَتَّى أَلْحَقَ الصّغَارَ بِالكِبَارِ، وَرَأَى مِنْ رِئَاسَةِ التَّحْدِيْثِ مَا لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنْ أَبْنَاءِ جِنْسِهِ، وَسَمِعَ مِنْهُ مَنْ لَمْ يَرغبْ فِي الرِّوَايَةِ قَبْلَهُ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى فِي الدُّنْيَا عَنِ الدَّاوُوْدِيِّ وَبَقِيَّةِ أَشيَاخِهِ، وَقُرِئَتِ الكُتُبُ الَّتِي مَعَهُ كُلّهَا عَلَيْهِ وَالأَجزَاءُ مَرَّاتٍ فِي عِدَّةِ مَوَاضِعَ، وَسَمِعَهَا مِنْهُ أُلُوفٌ مِنَ النَّاسِ، وَصلَ بَغْدَادَ فِي حَادِي عشرَ شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ، صَحِبَ شَيْخَ الإِسْلاَمِ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. أَنْبَأَنَا طَائِفَةٌ عَنِ ابْنِ النَّجَّار، قَالَ: أَنشدنَا دَاوُدُ بنُ مُعَمَّرٍ بِأَصْبَهَانَ، أَنشدَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ العُقَيْلِيُّ لِنَفْسِهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ: أَتَاكُمُ الشَّيْخُ أَبُو الوقت ... بأحسن الأحبار عن ثبت طَوَى إِلَيْكُمْ نَاشراً عِلْمَهُ ... مَرَاحِلَ الأَبْرَقِ وَالخَبْتِ أَلْحَقَ بِالأَشيَاخِ أَطفَالَكُم ... وَقَدْ رَمَى الحَاسدَ بِالكَبْتِ فَمِنَّةُ الشَّيْخِ بِمَا قَدْ رَوَى ... كَمِنَّةِ الغَيْثِ عَلَى النَّبْتِ بَارَكَ فِيْهِ اللهُ مِنْ حاملٍ ... خُلاَصَةَ الفِقْهِ إِلَى المُفْتِي انْتَهِزُوا الفُرْصَةَ يَا سَادَتِي ... وَحَصِّلُوا الإِسْنَادَ فِي الوَقْتِ فَإِنَّ مَنْ فَوَّتَ مَا عِنْدَهُ ... يَصِيْرُ ذَا الحَسْرَةِ وَالمَقْتِ وَفِيْهَا مَاتَ: الحَافِظُ عَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ مُحَمَّدٍ كوتاه الأصبهاني، وعلي ابن عَسَاكِرَ بنِ سرُوْرٍ الخَشَّابُ بِدِمَشْقَ، وَالإِمَامُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الصَّفَّارِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وأبو الفتح المبارك بن أحمد بن رزيق الواسطي الحداد المقرىء، وَأَبُو المَحَاسِنِ مَسْعُوْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الغَانِمِيُّ الهَرَوِيُّ.

المشكاني، محمد بن يحيى

المشكاني، محمد بن يحيى: 5008- المشكاني 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الخَطِيْبُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الرُّوذْرَاورِيُّ المُشْكَانِيُّ الشَّافِعِيُّ، خطيبُ مشكان، وهي قرية من عمر رُوذْرَاورَ، عَلَى سِتِّ فَرَاسخَ مِنْ هَمَذَانَ. وُلِدَ سنة ست وستين وأربع مائة بمشكان. فَقَدِمَ عَلَيْهِمُ الشَّيْخُ المُعَمَّرُ أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ النُّهَاوندِيُّ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ، فَسَمِعَ هَذَا مِنْهُ "التَّارِيْخَ الصَّغِيْرَ" لِلْبُخَارِيِّ بِسَمَاعِهِ مِنَ القَاضِي أَبِي العَبَّاسِ بنِ زَنْبِيلٍ النُّهَاوندِيِّ، عَنِ القَاضِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الأَشْقَرِ، عَنِ البُخَارِيِّ، فَتَفَرَّدَ الخَطِيْبُ بِعُلُوِّ هَذَا الكِتَابِ مُدَّةً، وَلَكِنْ قَلَّ مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ لِبُعْدِ الدِّيَارِ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: قَدِمَ هَذَا بَغْدَادَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثلاثين، فقصدته وهو مريض، فأخرج إليه التَّارِيْخَ وَقَدْ سَمِعَهُ بقِرَاءةِ الحَافِظِ حَمْزَةَ الرُّوذْرَاورِيِّ، وَقَدْ قرَأَه عَلَيْهِ أَبُو العَلاَءِ العَطَّارُ المُقْرِئُ، فَفَرحِتُ بِهِ لِعُلُوِّ السَّنَدِ وَعِزَّةِ الكِتَابِ، فَأَعْلَمتُ جَمَاعَةً، وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، وَرد إِلَى بلدِهِ، وَرَحَلَ الحافظ أبو القاسم بن عَسَاكِرَ إِلَى مُشْكَانَ، فَسَمِعَهُ مِنْهُ، وَكَانَ شَيْخاً بَهِيّاً، حَسَنَ المَنْظَرِ، مَطْبُوْعاً، متودِّداً، صَدُوْقاً. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ هَذَا الكِتَابَ بِالإِجَازَةِ قَاضِي دِمَشْقَ أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَطَالَ عُمُرُ أَبِي الحَسَنِ هَذَا إِلَى أَنْ أَدْركَهُ الحَافِظُ يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ الشِّيْرَازِيُّ، فَارْتَحَلَ إِلَى مُشْكَانَ، وَسَمِعَ مِنْهُ فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، قَالَ: وَفِي هَذِهِ السّنَةِ تُوُفِّيَ، وَتَارِيخُ سَمَاعِهِ لِلتَّارِيخِ كَانَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالسَّمَاعِ عَبْدُ البَرِّ بنُ أَبِي العَلاَءِ، وَعَاشَ أَرْبَعاً وَثَمَانِيْنَ سنةً. 5009- محمد بن يحيى 2: ابن منصور، الإمام العلامة، شيخ الشافعية، أبو سَعْدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، صَاحِبُ الغَزَّالِيِّ وَأَبِي المُظَفَّرِ أَحْمَدِ بنِ مُحَمَّدٍ الخَوَافِي، تَفَقَّهَ بِهِمَا، وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ فِي الفِقْهِ وَالخِلاَفِ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ، وَانتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ المَذْهَبِ بِنَيْسَابُوْرَ، وقصده الفقهاء من النواحي، وبعد صيته.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 217-218". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 591"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 25- 28"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 305"، وشذرات الذهب "4/ 151".

أَلَّفَ كِتَابَ "المُحيطِ فِي شَرحِ الوَسِيطِ"، وَلَهُ كِتَابُ "الانتصَافُ فِي مَسَائِلِ الخلاَفِ". وَدرَّسَ بِنظَامِيَّةِ بَلَدِهِ، وَهُوَ أُسْتَاذُ الفُقَهَاءِ المُتَأَخِّرِيْنَ مَعَ الزُّهْدِ وَالدِّيَانَةِ وَسَعَةِ العِلْمِ. مَوْلِدُهُ بِطُرَيْثِيثَ مِنْ خُرَاسَانَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ نَصْرِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الخُشْنَامِيّ، وَعَبْدِ الغَفَّارِ بنِ مُحَمَّدٍ الشِّيروِي، وَأَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدُوسٍ الحَذَّاءِ، وَالحَافِظِ أَبِي الفِتْيَانِ عُمَرَ بنِ أَبِي الحَسَنِ الرَّوَّاسِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَحِيْرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ وَوَلَدُهُ، وَمَنْصُوْرُ بنُ أَبِي الحَسَنِ الطَّبَرِيُّ، وَالفَقِيْهُ يَحْيَى بنُ الرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ الواسطي، وغيرهم. أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الصَّيْقَلِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ الرَّبِيْعِ سَنَةَ سِتِّ مائَةٍ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سعد محمد ابن يَحْيَى الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ بنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُلْقَابَاذِيُّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو حَسَّانٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ مَطَرٍ، أَخْبَرَنَا حَامِدُ بنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، عَنْ قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي مُوْسَى، أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا فِي بَعِيرٍ لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةً، فَجَعَلَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ1. قَتَلَتْهُ الغُزُّ -لاَ بُورِكَ فِيهِم- حِيْنَ فَتكُوا بِنَيْسَابُوْرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَرثَاهُ عَلِيُّ بنُ أَبِي القَاسِمِ البَيْهَقِيُّ، فَقَالَ: يَا سَافكاً دَمَ عالمٍ متبحّرٍ ... قَدْ طَارَ فِي أَقْصَى المَمَالِكِ صيتُهُ بِاللهِ قُلْ لِي يَا ظلُوْمُ وَلاَ تَخَفْ ... مَنْ كَانَ مُحْيِي الدِّينِ كَيْفَ تميته وقال آخر في محيي الدين ابن يَحْيَى -رَحِمَهُ اللهُ: رُفَاتُ الدِّينِ وَالإِسْلاَمِ تُحْيَى ... بِمُحيِي الدِّينِ مَوْلاَنَا ابْنِ يَحْيَى كَأَنَّ اللهُ رَبَّ العرشِ يُلقِي ... عَلَيْهِ حِيْنَ يُلقِي الدَّرْسَ وحيا وَمِمَّا قِيْلَ إِنَّهُ لابْنِ يَحْيَى: وَقَالُوا يَصِيْرُ الشَّعْرُ فِي المَاءِ حَيَّةً ... إِذَا الشَّمْسُ لاَقَتْهُ فَمَا خِلْتُهُ حَقَّا فَلَمَّا الْتَوَى صُدْغَاهُ فِي مَاءِ وَجْهِهِ ... وَقَدْ لَسَعَا قَلْبِي تَيَقَّنْتُهُ صِدْقَا

_ 1 صحيح: أخرجه أبو داود "3613" و"3614" و"3615"، والنسائي "8/ 248"، وابن ماجه "2330"، والحاكم "4/ 95"، والبيهقي "10/ 257 و259" من طريق قتادة، به. وأخرجه البيهقي "10/ 257" من طريق قتادة، عن أبي مجلز، عن أبي بردة، به. وأبو مجلز: هو لاحق بن حميد ثقة من كبار الطبقة الثالثة، روى له الجماعة.

ابن ناجية، أحمد بن وقشي الزبيدي

ابن ناجية، أحمد بن وقشي الزبيدي: 5010- ابن ناجية 1: العلامة أبو القاسم، أحمد بن أَبِي المَعَالِي عَبْدِ اللهِ بنِ بَرَكَةَ، الحَرْبِيُّ الفَقِيْهُ الوَاعِظُ، عُرِفَ بِابْنِ نَاجِيَةَ، وَهِيَ أُمُّهُ. سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ البُسْرِيِّ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ الطُّيُوْرِيِّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ سُكَيْنَةَ، وَابْنُ الأَخْضَرِ، وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ هِبَةِ اللهِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: فَقِيْهٌ دَيِّنٌ، حُلوُ الوَعْظِ، تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي الخَطَّابِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ حَنَفِيّاً، ثُمَّ شَافِعِيّاً، وَقَالَ لِي: أَنَا اليَوْمُ مُتَّبِعٌ لِلدَّلِيْلِ، مَا أُقَلِّدُ أَحَداً، كَتَبْتُ عَنْهُ، مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائة وله تسع وسبعون سنة. 5011- أَحْمَدُ بنُ وَقْشِيٍّ: مُؤَلِّفُ كِتَابِ خَلعِ النَّعْلَيْنِ فِيْهِ مَصَائِبُ وَبِدَعٌ. وَكَانَ أَوَّلاً يَدَّعِي الوِلاَيَةَ، وَكَانَ ذَا مَكْرٍ وَفَصَاحَةٍ وَبَلاغَةٍ وَحِيَلٍ وَشَعْبَذَةٍ، فَالْتَفَّ عَلَيْهِ خلقٌ، ثُمَّ خَرَجَ بِحصنِ مَارْتُلة، وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَبَايعُوْهُ، ثُمَّ اخْتلف عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ، وَدسَّ عَلَيْهِ الدَّوْلَةُ مَنْ أَخْرَجَهُ مِنَ الحِصنِ بِحيلَةٍ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ أَعْوَانُ عَبْدِ المُؤْمِنِ، وَأَتَوهُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ دَعَوْتَ إِلَى الهدَايَةِ?! فَكَانَ مِنْ جَوَابِهِ أَنْ قَالَ: أَلَيْسَ الفَجْرُ فَجْرَيْنِ كَاذِبٌ وَصَادِقٌ? قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَأَنَا كُنْتُ الفَجْرَ الكَاذِبَ. فَضَحِكَ، وَعَفَا عَنْهُ، وَبَقِيَ فِي حَضْرَةِ السُّلْطَانِ عَبْدِ المُؤْمِنِ، ثُمَّ لَمْ يَنشَبْ أَن قَتَلَهُ صَاحِبٌ لَهُ على شيء رآه منه. 5012- الزبيدي 2: الإِمَامُ القُدْوَةُ العَابِدُ الوَاعِظُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ علي ابن مُسْلِمِ بنِ مُوْسَى بنِ عِمْرَانَ القُرَشِيُّ اليَمنِيُّ الزبيدي، نزيل بغداد، وجد المشايخ الرواة. مولده سنة ستين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 277" ووقع عنده [أحمد بن معالي بن بركة الحربي] وليس [أحمد بن أبي المعالي] . 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 288"، وتبصير المنتبه "2/ 654".

وَقَدِمَ دِمَشْقَ بَعْدَ الخَمْسِ مائَةٍ، فَوَعَظَ بِهَا، وَأَخَذَ يَأْمُرُ بِالمَعْرُوفِ، فَلَمْ يَحْتَمِلْ لَهُ المَلِكُ طُغْتِكين، وَكَانَ نَحْويّاً فَقيراً قَانِعاً مُتَأَلِّهاً، ثُمَّ قَدِمَ دِمَشْقَ رَسُوْلاً مِنَ المُسْترشدِ فِي شَأْنِ البَاطِنِيَّةِ، وَكَانَ حَنَفِيّاً سَلَفِيّاً. قَالَ ابْنُ هُبَيْرَةَ: جلست معه من بُكرَةً إِلَى قَرِيْبِ الظُّهْرِ وَهُوَ يَلُوكُ شَيْئاً، فَسَأَلتُهُ، فَقَالَ: نَوَاةٌ أَتَعَلَّلُ بِهَا لَمْ أَجِدْ شَيْئاً. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ يَقُوْلُ الحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرّاً، لاَ تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ، قِيْلَ: دَخَلَ عَلَى الوَزِيْرِ الزَّيْنَبِيِّ وَعَلَيْهِ خِلْعَةُ الوزَارَةُ، وَهُم يُهَنِّئونَهُ، فَقَالَ: هُوَ ذَا يَوْمُ عزَاءٍ، لاَ يَوْمَ هنَاءٍ، فَقِيْلَ: ولم? قال: أهنىء عَلَى لُبْسِ الحَرِيْرِ?! قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: حَدَّثَنِي الفَقِيْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عِيْسَى، سَمِعْتُ الزَّبِيْدِيُّ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى المَدِيْنَةِ عَلَى الوَحْدَةِ، فآوَانِي اللَّيْلُ إِلَى جبلٍ، فَصعدتُ، وَنَادَيتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي اللَّيْلَةَ ضَيْفُكَ. ثُمَّ نُوْدِيْتُ: مَرْحَباً بضيفِ اللهِ، إنك مع طلع الشَّمْسِ تَمُرُّ بِقَوْمٍ عَلَى بِئرٍ يَأْكلُوْنَ خُبزاً وَتَمراً، فَإِذَا دَعَوْكَ فَأَجِبْ، فَسِرْتُ مِنَ الغَدِ، فَلاَحَتْ لِي أَهدَافُ بِئرٍ، فَجِئْتُهَا، فَوَجَدْتُ عِنْدَهَا قَوْماً يَأْكلُوْنَ خُبزاً وَتَمراً، فَدعُوْنِي، فَأَجبتُ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ يَعْرِفُ النَّحْوَ، وَيَعظُ، وَيسْمَعُ مَعَنَا مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ مِنَ القَاضِي أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرِهِ، وَكَانَ فَنّاً عَجِيْباً، وَكَانَ فِي أَيَّامِ المسترشد يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ، وَيَرْكُبُ حِمَاراً مَخْضُوْباً بِالحِنَّاءِ، وَكَانَ يَجلسُ وَيَجْتَمِعُ عِنْدَهُ العوَامُّ، ثُمَّ فَتَرَ سُوقُهُ، ثُمَّ إِنَّ الوَزِيْرَ ابْنَ هُبَيْرَةَ رَغِبَ فِيْهِ، وَنَفَقَ عَلَيْهِ، وَسَمِعْتُ جَمَاعَةً يَحكُوْنَ عَنْهُ أَشيَاءَ السُّكُوتُ عَنْهَا أَوْلَى، وَقِيْلَ: كَانَ يَذْهَبُ إِلَى مَذْهَبِ السَّالمِيَّةِ، وَيَقُوْلُ: إِنَّ الأَمْوَاتَ يَأْكلُوْنَ وَيَشربُوْنَ وَيَنكِحُوْنَ فِي قُبُوْرِهِم، وَإِنَّ الشَّارِبَ وَالزَّانِي لاَ يُلاَمُ، لأَنَّه يَفعلُ بقَضَاءِ اللهِ وَقدرِهِ. قُلْتُ: يَحْتَجُّ بقِصَّةِ آدَمَ وَمُوْسَى عَلَيْهِمَا السَّلاَم، وَبقولِ آدم: وأنه حج موسى1، ولو

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 264 و268 و398"، وابنه عبد الله في "السنة" "701" والبخاري "3409" و"4736" و"4738" و"7515"، ومسلم "2652" والترمذي "2134" وابن أبي عاصم "139-141" و"146-152" و"157-160"، وابن خزيمة ص "9 و54 و55 و57 و109"، والآجري في "الشريعة" "ص324"، واللالكائي "1033-1035"، والبيهقي في "الاعتقاد" "ص99"، وفي "الأسماء والصفات" "ص190-191 و232-233 و284 و315 و316"، والبغوي "69" من طرق عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "احتج آدم وموسى. فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة؟ فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، ثم تلومني على أمر قد قدر علي قبل أن أخلق؟ فحج آدم موسى". واللفظ لمسلم.

سَلَّمنَا أَنَّ الزَّانِي لاَ يُلاَم، فَعَلَيْنَا أَن نَحدَّهُ وَنُغَرِّبَهُ، وَنذمَّ فَعلَهُ، وَنَرُدَّ شَهَادَتَهُ، وَنكرِهَهُ، فَإِنْ تَابَ وَاتَّقَى أَحببنَاهُ وَاحْتَرَمنَاهُ، فَالنِّزَاعُ لفظِيٌّ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عَبْدِ المَلِكِ يَقُوْلُ: زَادَ الزَّبِيْدِيُّ فِي أَسْمَاءِ الله أَسَامِي: الزَّارِعُ، وَالمُتَمِّمُ، وَالمُبهمُ، وَالمُظهِرُ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: قَالَ وَلدُهُ إِسْمَاعِيْلُ: كَانَ أَبِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَليلَةٍ مِنْ أَيَّامِ مرضِهِ يَقُوْلُ: الله الله، نَحْواً مِنْ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ مرَّةً، فَمَا زال يقولها حتى طفىء. وَقَالَ ابْنُ شَافِعٍ، كَانَ لَهُ فِي علمِ العَرَبِيَّةِ وَالأُصُوْلِ حظٌّ وَافرٌ، وَصَنَّفَ فِي فُنُوْنِ العِلْمِ نَحْواً مِنْ مائَةِ مصَنَّفٍ، وَلَمْ يُضَيِّعْ شيئًا من عمره، وكان يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ، وَيَعتَمُّ مُلْتَحِياً دَائِماً، حُكِيَتْ لِي عَنْهُ مِنْ جهَاتٍ صَحِيْحَةٍ غَيْرُ كرَامَةٍ، مِنْهَا رُؤيتُهُ لِلْخضِرِ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وخَمْسِ مائَةٍ رَحِمَهُ اللهُ.

البروجردي، الحصكفي

البروجردي، الحصكفي: 5013- البروجردي: الحَافِظُ المُفِيْدُ، أَبُو الفَضْلِ، مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ العَلاَءِ البُرُوْجِرْدِيُّ، تِلْمِيْذُ ابْنِ طَاهِرٍ. سَمِعَ أَبَا مُحَمَّدٍ الدُّونِيَّ، وَمَكِيَّ بنَ بنجير، وَيَحْيَى بنَ مَنْدَةَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كُنْتُ أَنسخُ بِجَامِعِ بُرُوْجِرْدَ، فَقَالَ شَيْخٌ رَثُّ الهَيْئَةِ: مَا تكتب? فكرهت جوابه، وقلت: الحديث. فقال: كأنك طَالبٌ? قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ? قُلْتُ: مِنْ مَرْو. قَالَ: عَمَّنْ رَوَى البُخَارِيُّ مِنْ أَهْلِ مَرْو? قُلْتُ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ وَصَدَقَةَ بنِ الفَضْلِ. قَالَ: لِمَ لُقِّبَ عَبْدُ اللهِ بِعَبْدَانَ? فَتَوَقَّفْتُ، فَتَبَسَّمَ، فَنَظَرتُ إِلَيْهِ بِعَيْنٍ أُخْرَى، وَقُلْتُ: يُفِيدُ الشَّيْخُ. قَالَ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللهِ، فَاجْتَمَعَ فِيْهِ العَبْدَانِ، فَقِيْلَ: عَبْدَانُ. فَقُلْتُ: عَمَّنْ هَذَا? قَالَ: سَمِعتُهُ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ طَاهِر. 5014- الحصكفي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الخَطِيْبُ، ذُو الفُنُوْنِ، معينُ الدِّينِ، أبو الفضل، يحيى بن سلامة بن حسين بن أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ الدِّيَارَبكرِيُّ الطَّنْزِيُّ الحَصْكَفِيُّ، نَزِيْلُ مَيَّافَارِقِيْنَ. تَأَدَّبَ بِبَغْدَادَ عَلَى الخَطِيْبِ أَبِي زَكَرِيَّا التِّبْرِيْزِيِّ، وَبَرَعَ فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ، وَفِي الفَضَائِلِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ تَقْرِيْباً. وَوَلِيَ خطَابَةَ ميَّافَارقينَ، وَتَصدَّرَ لِلْفَتْوَى، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَلَهُ "دِيْوَانُ" خُطَبٍ، وَ"دِيْوَانُ" نَظْمٍ وَتَرَسُّلٍ. ذَكرَهُ العمَادُ فِي الخَرِيْدَةِ، فَقَالَ: كَانَ عَلاَّمَةَ الزَّمَانِ فِي علمِهِ، وَمَعَرِّيَّ العصرِ فِي نثرِهِ وَنظمِهِ، لَهُ التَّرصيعُ البَدِيْعُ، وَالتَّجنِيسُ النَّفِيْسُ، وَالتَّطبيقُ وَالتَّحْقِيْقُ، وَاللَّفْظُ الجَزْلُ الرَّقيقُ، وَالمَعْنَى السَّهلُ العَمِيْقُ، وَالتَّقسيمُ المُسْتقيمُ. قُلْتُ: مَوْلِدُهُ بِطَنْزَةَ: بُلَيْدَةٌ مِنْ ديَارِ بكرٍ بِقُرْبٍ مِنْ جَزِيْرَةِ ابْنِ عمر -وَكَانَ مُفْتِي تِلْكَ البِلاَد فِي عَصرِهِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقِيْلَ: فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ. وَهُوَ القَائِلُ: وخليعٍ بِتُّ أَعْذُلُهُ ... وَيَرَى عَذْلِي مِنَ العَبَثِ وَذَكَرَ الأَبيَاتَ السَّائِرَةَ.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 276"، واللباب لابن الأثير "1/ 369" و"2/ 286"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 804"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 328"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 168-169".

علي بن مهدي

5015- علي بن مهدي: كَانَ أَبُوْهُ مِنْ قَرْيَةٍ بِزَبِيْدٍ مِنَ الصُّلَحَاءِ، فَنشَأَ عَلِيٌّ فِي تَزَهُّدٍ، وَحَجَّ، وَلَقِيَ العُلَمَاءَ، وَحَصَّلَ، ثُمَّ وَعَظَ، وَذَمَّ الجُنْدَ. وَكَانَ فَصِيْحاً صَبِيْحاً طَوِيْلاً، أَخضرَ اللَّوْنِ، طيِّبَ الصَّوتِ، غزِيْرَ المَحْفُوْظِ، متصوِّفاً، خبيثَ السَّرِيرَةَ، دَاهِيَةً، يَتَكَلَّمُ عَلَى الخوَاطِرِ، فَربطَ الخلقَ، وَكَانَ يَعِظُ وَيَنتحبُ. قَالَ عُمَارَةُ اليَمنِيُّ: لاَزَمْتُهُ سَنَةً، وَتَرَكتُ التَّفَقُّهَ، وَنَسَكْتُ، فَأَعَادَنِي أَبِي إِلَى المَدْرَسَةِ، فَكُنْتُ أَزُورُهُ فِي الشَّهْرِ، فَلَمَّا اسْتفحَلَ أَمرُهُ تَركتُهُ، وَلَمْ يَزَلْ مِنْ سَنَةِ530 يَعِظُ وَيُخَوِّفُ فِي القُرَى، وَيَحُجُّ على نجيب، وأطلقت له السَّيِّدَةُ أُمُّ فَاتِكٍ وَلأَقَارِبِهِ خَرَاجَ أَملاَكِهِم، فَتموَّلُوا إِلَى أَنْ صَارَ جَمعُهُ نَحْوَ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ مقَاتِلٍ، وَحَارَبَ، وَكَانَ يَقُوْلُ: دَنَا الوَقْتُ، أَزِفَ الأَمْرُ، كَأَنَّكُم بِمَا أَقُوْلُ لَكُم عَيَاناً، ثُمَّ ثَار بِبلاَدِ خَوْلاَنَ، وَعَاثَ وَسبَى، وَأَهْلكَ النَّاسَ، ثُمَّ لَقِيْتُهُ عِنْدَ الدَّاعِي بِجبلَةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ يَسْتَنجدُ بِهِ، فَأَبَى، ثُمَّ دبَّرَ عَلَى قتلِ وَزِيْرِ آلِ فَاتِكٍ، ثُمَّ زَحَفَ إِلَى زَبِيْدٍ، فَقَاتلَهُ أَهْلُهَا نَيِّفاً وَسَبْعِيْنَ زَحْفاً، وَقُتِلَ خَلاَئِقُ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ، ثُمَّ قُتِلَ فَاتِكٌ مُتَوَلِّي زَبِيْدٍ، وَأَخَذَهَا ابْنُ مَهْدِيٍّ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَمَا مُتِّعَ، وَهَلَكَ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عَبْدُ النَّبِيِّ، وَعَظُمَ، حَتَّى اسْتَولَى عَلَى سَائِرِ اليَمَنِ، وَجَمَعَ أَمْوَالاً لاَ تُحصَى، وَكَانَ حَنَفِيَّ المَذْهَبِ -أَعنِي الأَبَ- يَرَى التَّكْفِيرَ بِالمَعَاصِي، وَيَستِحلُّ وَطْءَ سَبَايَا مَنْ خَالفَهُ، وَيَعتَقِدُ فِيْهِ قَوْمُهُ فَوْقَ اعْتِقَادِ الخَلْقِ فِي نَبِيِّهِم. قَالَ: وَحُكِيَ لِي عَنْهُ أَنَّهُ لَمْ يَثِقْ بِيَمِيْنِ مَنْ يَصحبُهُ حَتَّى يَذْبَحَ وَلَدَهُ أَوْ أَخَاهُ، وَكَانَ يَقتُلُ بِالتَّعذِيبِ فِي الشَّمْسِ، وَلاَ يَشفعُ أَحَدٌ عِنْدَهُ، وَلَيْسَ لأَحدٍ مِنْ عَسْكَرِهِ فَرَسٌ يَملكُهُ وَلاَ سلاَحٌ، بَلِ الكُلُّ عِنْدَهُ إِلَى وَقتِ الحَرْبِ، وَالمنهزمُ مِنْهُم يُقتَلُ جَزْماً، وَالسَّكرَانُ يُقتلُ، وَمَنْ زنَى أَوْ سَمِعَ غنَاءً يُقتلُ، وَمَنْ تَأَخَّرَ عن صلاة الجماعة قتل.

خوارزمشاه، الشحام

خوارزمشاه، الشحام: 5016- خوارزمشاه: صَاحِبُ خُوَارِزْم، الملكُ أَتسِزُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نوشتكين. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَتَمَلَّكَ مُدَّةً طَوِيْلَةً، وَكَانَ مُطِيعاً لِلسُّلْطَانِ سَنْجَرَ، تَعَلَّلَ مُدَّةً بِالفَالِجِ، فَأُعْطِيَ حَرَارَاتٍ بِلاَ أَمْرِ الطِّبِّ، فَاشتدَّ الأَلَمُ، وَضَعُفَتِ القوَّةُ، وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَكَانَ يَتَأَسَّفُ، وَيَقُوْلُ: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} [الحاقة: 28، 29] ، فتملك بعده ابنه خوارزمشاه أَرْسَلاَن، فَقَتَلَ جَمَاعَةً مِنْ أَعمَامِهِ. وَكَانَ أَتسِزُ عَادِلاً، مُحَبَّباً إِلَى رَعيتِهِ. وَمَاتَ ابْنُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ بَطَلاً شجاعًا، حارب الخطا، وهو والدتكش. 5017- الشحام 1 م: الشَّيْخُ الصَّالِحُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، سَلْمَانُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ حَسَنٍ البَغْدَادِيُّ الشَّحَّامُ، مِمَّنْ سَمِعَ الكَثِيْرَ. وَكَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالصِّدْقِ، خَرَّجَ لَهُ اليُوْنَارَتِيُّ الحَافِظُ خَمْسَةَ أَجزَاءٍ مِنْ سَمَاعِهِ عَلَى ثَابِتِ بنِ بُنْدَارَ، وَجَعْفَرٍ السَّرَّاجِ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ الطُّيُوْرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَعَبْدُ الخالق بن أسد، وابن الجوزي، وأبو الحَسَنِ القَطِيْعِيُّ، وَطَائِفَةٌ. وَبِالإِجَازَةِ: أَبُو الحَسَنِ بنُ المُقَيَّرِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ صَالِحٌ، مُشْتَغِلٌ بِكسبِهِ، وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ، وَمَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. كَذَا وَرَّخَهُ السَّمْعَانِيُّ. وَقَالَ القَطِيْعِيُّ: هَذَا سَهْوٌ لأَنَّه أَجَازَ فِي ذِي القَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى، وَقرَأَ عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخَشَّابِ جُزْءاً فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ مِنَ السَّنَةِ. قُلْتُ: الظَّاهِرُ مَوْتُهُ في المحرم سنة اثنتين وخمسين.

_ 1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 257".

الغزنوي

5018- الغزنوي 1: الوَاعِظُ المُحسنُ الشَّهيرُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الغَزْنَوِيُّ. سَمِعَ بِغَزْنَةَ "الصَّحِيْحَ" مِنْ حَمْزَةَ القَايِنِيّ بِسَمَاعِهِ مِنْ سَعِيْدٍ العَيَّارِ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ من أبي سعد بن الطُّيُوْرِيِّ وَغَيْرِهِ. وَسَمَّعَ وَلدَهُ المُعَمَّرَ أَحْمَدَ "جَامِعَ أَبِي عِيْسَى" مِنَ الكَرُوْخِيّ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ مليحَ الإِيرَادِ، لَطِيفَ الحَرَكَاتِ، بَنَتْ لَهُ زَوْجَةُ الخَلِيْفَةِ رِباطاً، وَصَارَ لَهُ جَاهٌ عَظِيْمٌ لِمَيْلِ العجمِ، كَانَ السُّلْطَانُ يَزورُهُ وَالأُمَرَاء، وَكثُرَتْ عِنْدَهُ المُحتَشِمُوْنَ، وَاسْتعبدَ طوَائِفَ بِنَوَالِهِ وَعطَائِهِ. وكَانَ مَحْفُوْظُهُ قَلِيْلاً، فَحَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ مِنَ القُرَّاءِ أَنَّهُ كان يعين لهم ما يَقْرَؤُونَهُ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: حُزمَةُ حُزنٍ خَيْرٌ مِنْ أَعدَالِ أَعْمَالٍ. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: رُبَّ طَالبٍ غَيْرُ وَاجدٍ، وَوَاجدٍ غَيْرُ طَالبٍ. وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ يَمِيْلُ إِلَى التَّشَيُّعُ، وَلَمَّا مَاتَ السُّلْطَانُ أُهينَ، وَكَانَتْ بِيَدِهِ قَرْيَة، فَأُخِذتْ، وَطولِبَ بِغَلِّهَا، وَحُبسَ، ثُمَّ أُخرجَ وَمُنِعَ مِنَ الوَعظِ لأَنَّه كَانَ لاَ يُعظِّمُ الخِلاَفَةَ كَمَا يَنْبَغِي، ثُمَّ ذَاقَ ذُلاًّ. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سنة إحدى وخمسين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 258"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 323-324"، وشذرات الذهب "4/ 159".

مجلي، أبو البيان، الخراز

مجلي، أبو البيان، الخراز: 5019- مجلي 1: شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ بِمِصْرَ، أَبُو المَعَالِي، مُجَلِّي بنُ جُمَيْعِ بنِ نَجَا القُرَشِيُّ المَخْزُوْمِيُّ الأُرسُوفِيُّ الشَّامِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ، مُصَنِّفُ كِتَابِ "الذَّخَائِرِ" وَهُوَ مِنْ كُتُبِ المَذْهَبِ المُعتَبَرَةِ. وَلِيَ قَضَاءَ مِصْرَ بتفويضٍ مِنَ العَادلِ بنِ السَّلاَّرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، ثم عزل بعد سنتين. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِي كِتَابِهِ مُخبّآت لاَ تُوجدُ فِي غيره. 5020- أبو البيان 2: الشَّيْخُ القُدْوَةُ الكَبِيْرُ، أَبُو البَيَانِ، نبأُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْفُوْظٍ القُرَشِيُّ الحَوْرَانِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ اللُّغَوِيُّ الأَثرِيُّ الزَّاهِدُ، شَيْخُ البيَانِيَّةِ، وَصَاحِبُ الأَذكَارِ المسجوعَةِ. سَمِعَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ الموَازِينِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ قُبَيْسٍ المَالِكِيِّ. رَوَى عَنْهُ: يُوْسُفُ بنُ وَفَاءٍ السُّلَمِيُّ: وَالفَقِيْهُ أَحْمَدُ العِرَاقِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدَانَ، وَالقَاضِي أَسَعْدُ بنُ المُنَجَّا. وَكَانَ حَسَنَ الطَّرِيقَةِ، صَيِّناً دَيِّناً تَقيّاً، مُحِبّاً لِلسُّنَّةِ وَالعِلْمِ وَالأَدبِ، لَهُ أَتْبَاعٌ وَمُحبُّوْنَ، أَنشَأَ الملكُ نورُ الدِّينِ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ رِباطاً كَبِيْراً عِنْدَ دربِ الحجرِ. وَكَانَ صديقاً لِلشَّيْخِ رسلاَن الزَّاهِدِ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائة، رحمه الله. 5021- الخراز 3: الشَّيْخُ الصَّالِحُ، أَبُو عَلِيٍّ، أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الحَرِيْمِيُّ البَغْدَادِيُّ ابْنُ الخَرَّازِ. وُلِدَ سَنَةَ475. سَمِعَ أَبَا الغَنَائِمِ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي عُثْمَانَ، وَمُحَمَّدَ بنَ الجَبَّانِ، وَمَالِكاً البَانِيَاسِيَّ، وَطِرَاداً الزَّيْنَبِيَّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ المُسْتعمِلِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ ابن الزَّبِيْدِيِّ، وَابْنُ طَبَرْزَدَ، وَآخَرُوْنَ. وَبِالإِجَازَةِ: ابْنُ المُقَيَّرِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ صَالِحٌ مُتَديِّنٌ، لاَزِمٌ لِمَسجدِهِ، مات فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائة -رحمه الله.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 556"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 157". 2 ترجمته في تبصير المتنبه "1/ 221"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 160". 3 ترجمته في تبصير المنتبه "1/ 331"، وشذرات الذهب "4/ 161" ووقع عنده [الخرار] بالراء المهملة دل [الخراز] بالزاي المعجمة.

صاحب نصيبين، عبد الصبور

صاحب نصيبين، عبد الصبور: 5022- صاحب نصيبين: شمس الملوك، أبو نصر، إبراهيم بن صاحب حلب رضوان بن السُّلْطَانِ تَاجِ الدَّوْلَةِ تُتُشَ بنِ أَلبِ أَرْسَلاَنَ السَّلْجُوْقِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَمَاتَ أَبُوْهُ وَهُوَ صَبِيٌّ. ثُمَّ أَقْبَلَ مَعَهُ صَاحِبُ الحِلَّةِ دُبَيْسٌ وَبغدوينُ الفِرَنْجِيُّ مُحَاصرِيْنَ لِحَلبَ فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَجَرَتْ أُمُوْرٌ، ثُمَّ إِنَّهُ تَملَّكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ حلبَ، وَفرحُوا بِهِ، فَأَقْبَلَ صَاحِبُ أَنطَاكيَةَ، فَنَازلَ حلبَ، فَتردَّدَتِ الرُّسُلُ فِي صُلْحٍ وَهُدْنَةٍ، فَعُقِدَتْ هُدنَةٌ فِيْهَا وَهَنٌ عَلَى أَهْلِ حلبَ وَحِمْلُ ذَهَبٍ فِي العَامِ، ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ أَخَذَ الأَتَابِكُ زِنْكِي مِنْ شَمْسِ المُلُوْكِ حلبَ، وَأَعْطَاهُ نَصِيْبِيْن، فَمَا زَالَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5023- عبد الصبور 1: بن عبد السلام، الشَّيْخُ الصَّادِقُ الجَلِيْلُ، أَبُو صَابرٍ، الهَرَوِيُّ الفَامِي التَّاجِرُ السَّفَّارُ، صَالِحٌ خَيِّرٌ مُسمّتٌ أَمِيْنٌ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ "الجَامِعَ" مِنْ أَبِي عَامِرٍ الأَزْدِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ شَيْخِ الإِسْلاَمِ، وَنَجِيْبٍ الوَاسِطِيِّ، وَإِلْيَاسَ بنِ مُضَرَ. حَدَّثَ بِهَمَذَانَ وببغداد في سنة تسع وثلاثين ولما حَجَّ بِالجَامِعِ. رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ نَجَا الوَاعِظُ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ العَاقُوْلِيُّ. تُوُفِّيَ بِهَرَاةَ فِي شَعْبَانَ سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "5/ 327"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 162".

كوتاه

5024- كوتاه 1: لشيخ الإِمَامُ الحَافِظُ المُتْقِنُ، مُحَدِّثُ أَصْبَهَانَ، أَبُو مَسْعُوْدٍ، عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد بنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ كُوْتَاه. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ رِزْقَ اللهِ التَّمِيْمِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ مَاجَه الأَبْهَرِيَّ، وَالقَاسِمَ بنَ الفَضْلِ الثَّقَفِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّكْوَانِيَّ، وَابْنَ أَشْتَةَ، وَعدداً كَثِيْراً مِنْ أَصْحَابِ أَبِي سَعِيْدٍ النَّقَاشِ وَأَبِي نُعَيْمٍ، ثُمَّ أَصْحَابِ أَبِي طَاهِرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو مُوْسَى: هُوَ أَوْحَدُ وَقتِهِ فِي علمِهِ مَعَ حُسْنِ طَرِيقتِهِ وَتوَاضعِهِ، حَدَّثَنَا لفظاً وَحفظاً عَلَى مِنْبَرِ وَعظِهِ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائة........، فذكر حديثًا. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: مِنْ أَوْلاَدِ المُحَدِّثِيْنَ، حَسَنُ السِّيْرَةِ، مُكْرِمٌ لِلْغربَاءِ، فَقِيْرٌ قَنُوعٌ، صَحِبَ أَبِي مُدَّةَ مُقَامِهِ بِأَصْبَهَانَ، وَسَمِعَ بقِرَاءتِهِ الكَثِيْرَ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ تامة بالحديث، هو من مقدمي أصحاب شيخنا إسماعيل ابن مُحَمَّدٍ الحَافِظِ، حضَرْتُ مَجْلِسَ إِملاَئِهِ، وَكَتَبتُ عَنْهُ، سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ الحَافِظَ بِدِمَشْقَ يُثْنِي عَلَيْهِ ثَنَاءً حَسَناً، وَيُفخِّمُ أَمرَهُ، وَيَصِفُهُ بِالحِفْظِ وَالإِتْقَانِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: لَمَّا وَردْتُ أَصْبَهَانَ كَانَ مَا يَخْرُجُ مِنْ دَارِهِ إلَّا لِحَاجَةٍ مُهمَّةٍ، كَانَ شَيْخُهُ إِسْمَاعِيْلُ الحَافِظُ هَجَرَهُ، وَمَنَعَهُ مِنْ حُضُوْرِ مَجْلِسِهِ لِمَسْأَلَةٍ جَرَتْ فِي النُّزَولِ، وَكَانَ كُوتَاهُ يَقُوْلُ: النُّزُولُ بِالذَّاتِ، فَأَنْكَرَ إِسْمَاعِيْلُ هَذَا، وَأَمرَهُ بِالرُّجُوْعِ عَنْهُ، فَمَا فَعلَ. قُلْتُ: وَقَدِ ارْتَحَلَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ الغَفَّارِ الشِّيرَوِيِّ. حدث عنه: أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ الشِّيْرَازِيُّ، وَطَائِفَةٌ، وَرَوَتْ عَنْهُ كَرِيْمَةُ الدِّمَشْقيَّةُ بِالإِجَازَةِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ أَبُو سَعْدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الخَالِقِ الشَّحَّامِيُّ، حَدَّثَنَا صَاعِدُ ابن سَيَّارٍ الحَافِظُ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَلِيْل بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بِالمَدِيْنَةِ، أَخْبَرَنَا رَوْحُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الخَرجَانِيُّ، أَخْبَرَنَا ابن خرزاذ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ رَوْحَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سنان، سمعت شيبان ابن يَحْيَى يَقُوْلُ: مَا أَعْلَمُ طرِيقاً إِلَى الجَنَّةِ أَقصَدَ مِمَّنْ يَسلُكُ طَرِيْقَ الحَدِيْثِ. مَاتَ كُوْتَاه فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَهُوَ مِنْ رُوَاةِ نُسْخَةِ لُوَيْنٍ عَنِ ابْنِ مَاجَه الأَبْهَرِيِّ. وَمَسْأَلَةُ النُّزَولِ فَالإِيْمَانُ بِهِ وَاجِبٌ، وَتَرْكُ الخوضِ فِي لوازِمِهِ أَوْلَى، وَهُوَ سَبِيْلُ السَّلَفِ، فَمَا قَالَ هَذَا: نُزُولُهُ بِذَاتِهِ، إلَّا إِرغَاماً لِمَنْ تَأَوَّلَهُ، وَقَالَ: نُزولُهُ إِلَى السَّمَاءِ بِالعِلْمِ فَقَطْ. نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ المِرَاءِ فِي الدِّينِ. وَكَذَا قَوْلُهُ: {وَجَاءَ رَبُّكَ} [الفجرُ: 22] ، وَنَحْوُهُ، فَنَقُوْلُ: جَاءَ، وَيَنْزِلُ، وَننَهَى عَنِ القَوْلِ: يَنْزِلُ بِذَاتِهِ، كَمَا لاَ نَقُوْلُ: يَنْزِلُ بِعِلْمِهِ، بَلْ نَسكتُ وَلاَ نَتفَاصَحُ عَلَى الرَّسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بعبارات مبتدعة، والله أعلم.

_ 1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 273"، واللباب لابن الأثير "1/ 302" وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1089"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 329"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 167".

العباسي

5025- العباسي 1: لشيخ الإِمَامُ الصَّالِحُ العَابِدُ المُسْنِدُ، أَبُو جَعْفَرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنُ عَلِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَلِيِّ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ يعقوب بن إبراهيم بن محمد بن الأَمِيْرِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ العَبَّاسِيُّ المَكِّيُّ، نَقِيبُ الهَاشِمِيِّينَ بِمَكَّةَ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وأربع مائة. وَسَمَّعَ جَمَاعَةَ أَجزَاءٍ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيِّ، تَفَرَّدَ بِعُلُوِّهَا. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ ثِقَةٌ صَالِحٌ مُتَوَاضِعٌ، مَا رَأَيْتُ فِي الأَشْرَافِ مِثْلَهُ، قَدِمَ عَلَيْنَا أَصْبَهَانَ لِدَينٍ رَكِبَهُ وَمَعَهُ خَمْسَةُ أَجزَاءٍ، فَسَمِعْتُ مِنْهُ، وَقَدْ سَمِعَ فِي الكُهُوْلَةِ، وَنَسَخَ الكَثِيْرَ، ثُمَّ قَدِمَ أَصْبَهَانَ رَاجِعاً مِنْ كِرْمَانَ فِي سَنَةِ547. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ صَدُوْقاً زَاهِداً عَابِداً، قَرَأْتُ بِخَطِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ الحَدِيْثَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الشَّافِعِيِّ وَعُمُرِي سَبْعُ سِنِيْنَ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَالقَاضِي أَسَعْدُ بنُ مُنَجَّا، وَثَابِتُ بنُ مُشَرِّفٍ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ الدَّاهِرِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عُلْوَانَ الحَلَبِيُّ وَآخَرُوْنَ، وَتَفَرَّدَ عَنْهُ بِالإِجَازَةِ أَبُو الحَسَنِ بنُ المُقَيَّرِ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَهُوَ جدُّ المُحَدِّثِ الحَافِظِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ العَبَّاسِيِّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعَ أَبَا عليٍّ الشَّافِعِيَّ، وَعَبْدَ القاهر العباسي المقرىء، وَعِيْسَى بنَ أَبِي ذَرٍّ، وَعَبْدَ السَّاتِرِ بنَ عَبْدِ اللهِ الزِّيَادِيَّ، وَبِبَغْدَادَ مِنِ ابْنِ الحُصَيْنِ، وأبي غالب بن البَنَّاءِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ كَثِيْراً، كتبَ عَنْهُ ابْنُ نَاصرٍ، حَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُ سُكَيْنَةَ، وَابْنُ الأَخْضَرِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوْنَ، وَتُرْكُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ، سَمِعْتُ عَامَّةَ شُيُوْخِنَا يُثنُوْنَ عَلَيْهِ، وَيَصفُوْنَهُ بِالزُّهْدِ وَالعِبَادَةِ وَالوَرَعِ وَالنَّزَاهَةِ.

_ 1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 278"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 331"، وشذرات الذهب "4/ 1710".

ابن غبرة

5026- ابن غبرة: لشيخ الجَلِيْلُ المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلَوِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدِ بنِ غَبرَةَ، الهَاشِمِيُّ الحَارِثِيُّ الكُوْفِيُّ المُعَدَّلُ، وَيُعْرَفُ قَدِيْماً بِابْنِ المُعَلِّمِ، وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ ابْنِ عَمِّ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَبِيْعَةَ بنِ الحَارِثِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ سَنَة خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ مِنْ أَبِي الفَرَجِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عِلاَّنَ المُعَدَّلِ، وَأَبِي غَالِبٍ بنِ المَنْثُوْرِ الجُهَنِيِّ، وَأَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ، وَالحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ الدِّهْقَانِ، وَجَمَاعَةٍ، وَتَفَرَّدَ بِأَجزَاءَ عَالِيَةٍ، وَرُحِلَ إِلَيْهِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: رَوَى لَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ سَمِعُوا مِنْهُ بِالكُوْفَةِ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الجِيْلِيُّ، وَأَبُو الفَرَجِ بنُ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَ بِبَغْدَادَ قَدِيْماً. قُلْتُ: آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ كَرِيْمَةُ القُرَشِيَّةُ. قَالَ مَسْعُوْدُ بنُ النَّادِرِ: مَاتَ ابْنُ غَبرَةَ فِي سَلْخِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: كَانَ ثِقَةً فِي رِوَايَتِهِ، سَمِعْتُ عَلَيْهِ بِقِرَاءتِي الأَجزَاءَ الَّتِي ظَهرَتْ لَهُ، وَمَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: مَا وَقَعَ لَنَا حديثه إلَّا وفي الطريق إجازة.

ابن محمويه

5027- ابن محمويه 1: لإمام العلامة الفقيه المقرىء، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مَحْمُويه، اليَزدِيُّ الشَّافِعِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. موُلِدُهُ بِيَزْدَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ -أَوْ أَرْبَعٍ. وَسَمِعَ مِنَ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ جُوَانشير، وَأَبِي المَكَارِمِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ الفَسَوِيِّ المقرىء، وَمُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ بَلُّوكٍ الصُّوْفِيِّ، وَغِيَاثِ بنِ أَبِي مُضَرَ الأَصْبَهَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيِّ. وَتَلاَ بِالرِّوَايَاتِ فِي أَصْبَهَانَ عَلَى أَبِي الفَتْحِ الحَدَّادِ. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنِ ابْنِ الطُّيُوْرِيِّ، وَابْنِ خُشَيْشٍ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ العَلاَّفِ، وَأَبِي القَاسِمِ الرَّبَعِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَسَمِعَ بِالدُّوْن "سُنَنَ النَّسَائِيِّ" مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَمْدٍ، وَبِهَمَذَانَ مِنْ نَاصرِ بنِ مَهْدِيٍّ، وَبِأَصْبَهَانَ أَيْضاً مِنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَرْدُويه. وَتَفَقَّهَ بِوَاسِطَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الفَارقِيِّ، وَبِبَغْدَادَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الشاشي. وسمع بالبصرة والكوفة ومكة. وَكَانَ يَسكنُ بقَرَاح ظَفَرٍ، وَصَنَّفَ كُتُباً نَافِعَةً فِي الفِقْهِ وَالحَدِيْثِ وَالزُّهْدِ، وَحَدَّثَ بِهَا وَبِـ"سُنَنِ النَّسَائِيِّ". قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ مِنْ أَعيَانِ الفُقَهَاءِ، وَمَشْهُوْرِي الزُّهَّادِ وَالعُبَّادِ وَأَهْلِ الوَرَعِ وَالاجْتِهَادِ، رَوَى لَنَا عَنْهُ أَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَةَ، وَابْنُ الأَخْضَرِ. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: نَزلَ بَغْدَادَ، فَقِيْهٌ فَاضِلٌ زَاهِدٌ، حَسَنُ السِّيْرَةِ، جَمِيْلُ الطّرِيقَةِ، عَزِيزُ النَّفْسِ، سَخِيُّ الطَّبعِ بِمَا يَملكُهُ، قَانِعٌ بِمَا هُوَ فِيْهِ، كَثِيْرُ الصَّوْمِ وَالعِبَادَةِ، صَنَّفَ تَصَانِيْفَ فِي الفِقْهِ، وَأَوْرَدَ فِيْهَا أَحَادِيْثَ مُسْنَدَةً عَنْ شُيُوْخِهِ، سَمِعْتُ مِنْهُ، وَسَمِعَ مِنِّي، وَكَانَ دَائِمَ البِشْرِ، مُتَوَاضِعاً، كَثِيْرَ المَحْفُوْظِ، وَكَانَ لَهُ عِمَامَةٌ وَقَمِيْصٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيْهِ، إِذَا خَرَجَ ذَاكَ قَعَدَ هَذَا فِي البَيْتِ، وَدَخَلتُ عَلَيْهِ مَعَ الوَاعِظِ الغَزنوِيِّ، فَوَجَدنَاهُ عُرْيَاناً مُتَّزِراً، فَاعْتذرَ، وَقَالَ: نَحْنُ كَمَا قَالَ أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ: قومٌ إِذَا غَسَلُوا ثِيَابَ جَمَالِهِم ... لَبِسُوا البُيُوْتَ إِلَى فَرَاغِ الغَاسِلِ قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بنَ عَلِيٍّ الحَرَّانِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ شَيْخُنَا عَليٌّ اليَزدِيُّ يَقُوْلُ لَنَا: إِذَا مُتُّ فَلاَ تَدْفِنُوْنِي إلَّا بَعْدَ ثَلاَثٍ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُوْنَ بِي سَكتَةٌ. قَالَ: وَكَانَ جَثيثاً صَاحِبَ بَلْغَمٍ، وَكَانَ يَصُوْمُ شَهْرَ رَجَبٍ، فَقَبْلَ أَيَّامٍ مِنْهُ قَالَ لَنَا: قَدْ رَجَعتُ عَنْ قَوْلِي، فَإِذَا مُتُّ فَادْفِنُوْنِي فِي الحَالِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ يَقُوْلُ: يَا عليُّ، صُمْ رَجَباً عِنْدنَا. قَالَ: فمات ليلة رجب. قَالَ ابْنُ شَافِعٍ: مَاتَ فِي تَاسعٍ وَعِشْرِيْنَ، سَنَةً إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ "السُّنَنَ" الخَطِيْبُ الدَّوْلَعِيّ، وَتَلاَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ بنُ القُبَّيْطِيِّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ النَّاقِدِ، وَعَلِيُّ بن الدباس.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 324"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 159".

الأغرجي، البيكندي

الأغرجي، البيكندي: 028- الأغرجي: الإِمَامُ ذُو الفُنُوْنِ، شَيْخُ العُلَمَاءِ بِخُوَارِزْمَ، أَبُو الفَرَجِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ. رَوَى عَنْ أَبِي عَلِيٍّ إِسْمَاعِيْلَ بنِ البَيْهَقِيِّ، والزمخشري. وكان ثقةً عادلًا، وَاعِظاً مُنَاظِراً مُفْتِياً، مُحِبّاً لِلْحَدِيْثِ، جَاوَزَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَازْدَحَمُوا عَلَى نَعْشِهِ، رَحِمَهُ الله. ذكره ابن رسلان في "تاريخه". 5029- البيكندي 1: لشيخ الفَاضِلُ العَابِدُ المُسْنِدُ، أَبُو عَمْرٍو، عُثْمَانُ بنُ علي بن محمد ابن علي البخاري البيكندي. مَوْلِدُهُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ عَبْدَ الوَاحِدِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوركي المعمر، وأبا بكر محمد ابن خُواهِرْزَادَه، وَالقَاضِي أَبَا الخَطَّابِ الطَّبَرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ أَبِي سَهْلٍ الفَقِيْهَ، وَعِدَّةً. وَتَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ عَنِ الإِمَامِ أَبِي المُظَفَّرِ عَبْدِ الكَرِيْمِ، الأَنْدقِيِّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ وَابْنُهُ أَبُو المُظَفَّرِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ، وَغَيْرُهُمَا. وَلَمَّا حَانَ وَقتُ رِوَايَةِ الرُّوَاةِ عَنْهُ، أَخذَتِ التَّتَارُ البِلاَدَ بِالسَّيْفِ، وَانسَدَّ بَابُ الرِّوَايَةِ بِخُرَاسَانَ أَقَاصيهَا وَأَدَانِيْهَا. قَالَ أَبُو سَعْدٍ: هُوَ إِمَامٌ فَاضِلٌ وَرِعٌ عَفِيْفٌ نَزِهٌ عَابِدٌ، قَانِعٌ بِاليَسِيْرِ، ثِقَةٌ صَالِحٌ، تُوُفِّيَ فِي تَاسعِ شَهْرِ شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وخمسين وخمس مائة، وشيعه أمم.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 327"، وشذرات الذهب "4/ 162" ووقع عنده [السكندري] بالسين بدل الباء الموحدة التحتية.

ابن الصفار

5030- ابن الصفار 1: لإمام العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ، أَبُو حَفْصٍ، عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بن منصور بن الشَّيْخِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ حَبِيْبٍ، النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّافِعِيُّ، زَوجُ بِنْتِ الإِمَامِ أَبِي نصر ابن القشيري. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ بقِرَاءةِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ الغَافِرِ الفَارِسِيِّ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ الأَدِيْبِ، وَأَبِي المُظَفَّرِ مُوْسَى بنِ عِمْرَانَ، وَأَبِي تُرَابٍ عَبْدِ البَاقِي المَرَاغِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ الوَاحِدِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ الأَخْرَمِ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الصَّفَّارِ، وَحَفِيْدُهُ القَاسِمُ بنُ أَبِي سَعْدٍ، وَالمُؤَيَّدُ الطُّوْسِيُّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، وَيَحْيَى بنُ الرَّبِيْعِ الوَاسِطِيُّ الفَقِيْهُ، وَسُلَيْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَوْصِلِيُّ، وَأَخُوْهُ عَلِيٌّ، وَزَيْنَبُ الشَّعْرِيَّةُ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الرَّافِعِيُّ وَالِدُ صَاحِبِ الشَّرْحِ. وَكَانَ يُلَقَّبُ بِعِصَامِ الدِّينِ. قَالَ حَفِيْدُهُ القَاسِمُ: كَانَ جَدِّي نَظيراً لِمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الفَقِيْهِ، وَكَانَ يَزِيْدُ عَلَيْهِ بِمَعْرِفَةِ الأَصْلَيْنِ. وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ إِمَامٌ بارِعٌ مُبَرِّزٌ، جَامِعٌ لأَنْوَاعِ الفَضْلِ مِنَ العُلُوْمِ، وَكَانَ سديدَ السِّيرَةِ، مُكْثِراً مِنَ الحَدِيْثِ. وَقَالَ عَبْدُ الغَافِرِ فِي "تَارِيْخِهِ": شَابٌّ فَاضِلٌ دَيِّنٌ وَرِعٌ، أَحَدُ وُجُوهِ الفُقَهَاءِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: تُوُفِّيَ يَوْمَ النَّحْرِ سَنَةَ ثلاث وخمسين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 329"، وشذرات الذهب "4/ 168".

الكرماني، ابن القطان

الكرماني، ابن القطان: 031- الكرماني 1: لشيخ الصَّالِحُ المُعَمَّرُ، أَبُو سَعْدٍ، عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ الكَرْمَانِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. وُلِدَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ، وَمُوْسَى بنِ عِمْرَانَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي سهلٍ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ اللهِ الدَّشْتِيِّ، وَتَفَرَّدَ فِي وَقتِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ وَوَلَدُهُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَاصرِ بنِ سَلْمَانَ، وَجَمَاعَةٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5032- ابْنُ القَطَّانِ 2: لشيخ الأَدِيْبُ البَارعُ، شَاعِرُ بَغْدَادَ، أَبُو القَاسِمِ، هِبَةُ الله بن الفضل ابن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدٍ، البَغْدَادِيُّ المَتُّوثِي ابْنُ القَطَّانِ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَأَبَا الفَضْلِ بنَ خَيْرُوْنَ، وَأَبَا طَاهِرٍ أَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ البَاقِلاَّنِيَّ، وَابْنَ طَلْحَةَ النِّعَالِيَّ. وَلَهُ هِجَاءٌ مُقْذِعٌ، وَمديحٌ فَائِقٌ. رَوَى عَنْهُ السَّمْعَانِيُّ، وَقَالَ: سأَلتُهُ عَنْ مولدِهِ، فَقَالَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الفِطْرِ سنة ثمان وخمسين وخمس مائة، وديوانه مَشْهُوْرٌ، وَقَدْ هجَا الْحَيْصُ بَيْص. وَجدُّهُ هُوَ شَيْخُ الخَطِيْبِ المُحَدِّثُ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الفَضْلِ القَطَّانُ، وَكَانَ فِيْهِ دُعَابَةٌ وَانطبَاعٌ، وَمِمَّنْ يتقى لسانه.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "5/ 366"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 187". 2 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 300"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 776"، ولسان الميزان "6/ 189".

جعفر بن زيد

5033- جَعْفَرُ بنُ زَيْدِ 1: بنِ جَامِعِ بنِ حُسَيْنٍ، الإِمَامُ الفَاضِلُ، أَبُو الفَضْلِ الطَّائِيُّ الشَّامِيُّ الحَمَوِيُّ، وَيُلَقَّبُ بِأَبِي زَيْدٍ. سَكَنَ بَغْدَادَ بِقَطُفْتَا. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعَ الكَثِيْرَ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ المُبَارَكِ، وَأَبِي سَعْدٍ أَحْمَدَ ابْنَيْ عَبْدِ الجَبَّارِ الصَّيْرَفِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ، وَأَبِي طَالِبٍ اليُوْسُفِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ، وَأَبِي العِزِّ بنِ كَادشٍ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ كَثِيْراً، وَخَطُّهُ مَضْبُوْطٌ، وَخَرَّجَ تَخَارِيجَ، وَسَمِعَ مِنْهُ القُدَمَاءُ، وَكَانَ مَشْهُوْراً بِالدِّينِ وَالصَّلاَحِ وَحُسْنِ الطَّرِيقَةِ، روى عنه أبو الفرج بن الجوزي، وأبو عبد الله بن الزبيدي. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: أَبُو زَيْدٍ الحَمَوِيُّ شَيْخٌ صَالِحٌ خَيِّرٌ، كَثِيْرُ العِبَادَةِ، دَائِمُ التِّلاَوَةِ، مُشْتَغِلٌ بِنَفْسِهِ، لاَ يَخْرُجُ إلَّا مِنْ جُمُعَةٍ إِلَى جُمُعَةٍ، كَتَبْتُ عَنْهُ. قُلْتُ: مَا أُرَاهُ أَدْرَكَ أَبَا الحُسَيْنِ بنَ الطُّيُوْرِيِّ، بَلَى سَمِعَ مِنْ أَخِيْهِ. قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَلاَثٍ -أَوْ خَمْس- وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: لَهُ كِتَابُ "البُرْهَانِ" فِي السُّنَّةِ، سَمِعْنَاهُ، وَعَلَيْهِ فِيْهِ مَآخذُ رَحِمَهُ اللهُ. أَخْبَرْنَا ابْنُ مُؤْمِنٍ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ العُكْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ الحَرْبِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ مَرْدَكَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: نُثْبِتُ هَذِهِ الصِّفَاتِ الَّتِي جَاءَ بِهَا القُرْآنُ وَوَرَدَتْ بِهَا السُّنَّةُ، وَننفِي التَّشبيهَ عَنْهُ كَمَا نَفَى عَنْ نَفْسِهِ، فَقَالَ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشُّورى: 11] . وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو سَعْدٍ مُنجحُ بنُ مفلِحٍ الدُّومِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ النَّيْسَابُوْرِيُّ سِبْطُ القُشَيْرِيِّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحسن بن جعفر بن المُتَوَكِّلِ، وَأَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ قَفَرْجَلَ، وَأَبُو جعفر أحمد بن محمد ابن عبد العزيز العباسي.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 279"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 331"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 171".

عدي

5034- عدي: لشيخ الإِمَامُ الصَّالِحُ القُدْوَةُ، زَاهِدُ وَقتِهِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَدِيُّ بنُ صَخرٍ الشَّامِيُّ، وَقِيْلَ: عَدِيُّ بنُ مُسَافِرِ وَهَذَا أَشهرُ ابْنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُوْسَى الشَّامِيُّ، ثُمَّ الهَكَّارِيُّ مَسْكَناً. قَالَ الحَافِظُ عَبْدُ القَادِرِ: سَاح سِنِيْنَ كَثِيْرَةً، وَصَحِبَ المَشَايِخَ، وَجَاهدَ أَنْوَاعاً مِنَ المُجَاهِدَاتِ، ثُمَّ إِنَّهُ سَكَنَ بَعْضَ جبالِ الموصلِ فِي مَوْضِع لَيْسَ بِهِ أَنِيسٌ، ثُمَّ آنسَ اللهُ تِلْكَ المَوَاضِعَ بِهِ، وَعمَّرهَا بِبَرَكَاتِهِ، حَتَّى صَارَ لاَ يَخَافُ أَحَدٌ بِهَا بَعْدَ قطْعِ السُّبُلِ، وَارتدَّ جَمَاعَةٌ مِنْ مفسدِي الأَكرَادِ بِبَرَكَاتِهِ، وَعُمِّرَ حَتَّى انتفعَ بِهِ خَلْقٌ، وَانتشرَ ذِكْرُهُ، وَكَانَ مُعَلِّماً لِلْخيرِ، نَاصحاً متشرِّعاً، شدِيداً فِي اللهِ، لاَ تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ، عَاشَ قَرِيْباً مِنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، مَا بَلَغَنَا أَنَّهُ بَاعَ شَيْئاً وَلاَ اشْتَرَى، وَلاَ تلَبَّسَ بِشَيْءٍ مِنْ أَمرِ الدُّنْيَا، كَانَتْ لَهُ غُلَيْلَةٌ يَزْرَعُهَا بِالقَدُومِ فِي الجبلِ، وَيَحصدُهَا، ويتقوت، وكان يزرع القطنَ، وَيَكْتَسِي مِنْهُ، وَلاَ يَأْكُلُ مِنْ مَالِ أَحَدٍ شَيْئاً، وَكَانَتْ لَهُ أَوقَاتٌ لاَ يُرَى فِيْهَا مُحَافظَةً عَلَى أَورَادِهِ، وَقَدْ طُفْتُ مَعَهُ أَيَّاماً فِي سوَادِ المَوْصِلِ، فَكَانَ يُصَلِّي مَعَنَا العشَاءَ، ثُمَّ لاَ نَرَاهُ إِلَى الصُّبْحِ، وَرَأَيْتُهُ إِذَا أَقْبَلَ إِلَى قَرْيَةٍ يَتلقَّاهُ أَهْلُهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَسْمَعُوا كَلاَمَهُ تَائِبينَ رِجَالُهُم وَنِسَاؤُهُم إلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ مِنْهُم، وَلَقَدْ أَتَيْنَا مَعَهُ عَلَى دَيرِ رُهبَانٍ، فَتَلَقَّانَا مِنْهُم رَاهِبَانِ، فكشفا رأسيهما، وقبلا رجليه، وقال: ادْعُ لَنَا فَمَا نَحْنُ إلَّا فِي بَرَكَاتِكَ، وَأَخْرَجَا طبقاً فِيْهِ خُبْزٌ وَعَسَلٌ، فَأَكَلَ الجَمَاعَةُ. وَخَرَجتُ إِلَى زِيَارَةِ الشَّيْخِ أَوّلَ مرَّةٍ، فَأَخَذَ يحادثنا، وَيَسْأَلُ الجَمَاعَةَ، وَيُوَانِسهُم، وَقَالَ: رَأَيْتُ البَارِحَةَ فِي النَّوْمِ كَأَنَّنَا فِي الجَنَّةِ وَنَحْنُ يَنْزِلُ عَلَيْنَا شَيْء كَالبَرَدِ. ثُمَّ قَالَ: الرَّحْمَةُ، فَنظرتُ إِلَى فَوْقَ رَأْسِي، فَرَأَيْتُ نَاساً، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاَءِ? فَقِيْلَ: أَهْلُ السُّنَّةِ وَالصِّيتُ لِلْحَنَابِلَةِ، وَسَمِعْتُ شَخْصاً يَقُوْلُ لَهُ: يَا شَيْخ! لاَ بَأْسَ بِمُدَارَاةِ الفَاسِقِ؟ فَقَالَ: لاَ يَا أَخِي! دِينٌ مكتُوْمٌ دين ميشوم. وكان لا يُوَاصِلُ الأَيَّامَ الكَثِيْرَةَ عَلَى مَا اشْتُهِرَ عَنْهُ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ كَانَ يَعتقدُ أَنَّهُ لاَ يَأْكُلُ شَيْئاً قَطُّ، فَلَمَّا بلَغَهُ ذَلِكَ أَخَذَ شَيْئاً، وَأَكَلَهُ بِحضرَةِ النَّاسِ، وَاشْتُهِرَ عَنْهُ مِنَ الرِّيَاضَاتِ وَالسِّيَرِ وَالكَرَامَاتِ وَالانتِفَاعِ بِهِ مَا لَوْ كَانَ فِي الزَّمَانِ القَدِيْمِ لَكَانَ أُحْدُوثَةً، وَرَأَيْتُهُ قَدْ جَاءَ إِلَى المَوْصِلِ فِي السَّنَةِ الَّتِي مَاتَ فِيْهَا، فَنَزَلَ فِي مَشْهدٍ خَارِجَ المَوْصِلِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ السُّلْطَانُ وَأَصْحَابُ الولاَيَاتِ وَالمَشَايِخُ وَالعوَامُّ حَتَّى آذوهُ مِمَّا يُقبِّلُوْنَ يَدَهُ، فَأُجْلِسَ فِي مَوْضِعٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ شُبَّاكٌ بِحَيْثُ لاَ يَصلُ إِلَيْهِ أَحَدٌ إلَّا رُؤْيَةً، فَكَانُوا يُسلِّمُوْنَ عَلَيْهِ، وَيَنصرفُوْنَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى زَاوِيَتِهِ. وَقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: أَصلُهُ مِنْ بَيْتِ فَار من بلاد بعلبك، وتوجه إلى جبلِ الهَكَّارِيَّةِ، وَانقطعَ، وَبَنَى لَهُ زَاويَةً، وَمَال إِلَيْهِ أَهْلُ البِلاَدِ مَيْلاً لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ، وَسَارَ ذِكْرُهُ فِي الآفَاقِ، وَتَبِعَهُ خَلْقٌ جَاوَزَ اعْتِقَادُهُم فِيْهِ الحدَّ، حَتَّى جَعَلُوْهُ قِبْلَتَهُم الَّتِي يُصلُّوْنَ إِلَيْهَا، وَذَخيرتَهُم فِي الآخِرَةِ، صَحِبَ الشَّيْخَ عَقِيلاً المَنْبِجِيَّ، وَالشَّيْخَ حَمَّاداً الدَّبَّاسَ وَغَيْرَهُمَا، وَعَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ مُظَفَّرُ الدِّينِ صَاحِبُ إِرْبِل: رَأَيْتُ الشَّيْخَ عَدِيَّ بنَ مُسَافِرٍ وَأَنَا صَغِيْرٌ بِالمَوْصِلِ، وَهُوَ شَيْخٌ رَبْعَةٌ، أَسْمَرُ اللَّوْنِ، رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: نَقلَ الحَافِظُ الضِّيَاءُ عَنْ شَيْخٍ لَهُ أَنَّ وَفَاتَهُ كَانَتْ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنَ السنة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "3/ ترجمة 415"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 362".

ابن الحطيئة

5035- ابن الحطيئة 1: لشيخ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ هشام اللخمي المغربي الفاسي المقرىء النَّاسخُ ابْنُ الحُطَيْئَةِ. مَوْلِدُهُ بِفَاسٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وسبعين وأربع مائة. وَحَجَّ، وَلَقِيَ الكِبَارَ، وَتَلاَ بِالسَّبْعِ عَلَى أَبِي القَاسِمِ بنِ الفَحَّامِ الصَّقَلِّيِّ، وَغَيْرِهِ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنُ مُشَرِّفٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحَضْرَمِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الطُّرْطُوشِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَصَنِيعَةُ المُلْكِ ابْنُ حَيْدَرَةَ، وَشُجَاعُ بنُ مُحَمَّدٍ المُدْلِجِيّ، وَالأَثيرُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بِنَانٍ -وَقرَأَ عَلَيْهِ- وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ اللَّمْطِيُّ، وَالنَّفِيْسُ أَسَعْدُ بنُ قَادوسٍ خَاتمَةُ أَصْحَابِهِ. وَقَدْ دَخَلَ الشَّامَ، وَزَارَ، وَسَكَنَ مِصْرَ، وَتَزَوَّجَ، وَكَانَ يَعيشُ مِنَ الوِرَاقَةِ، وَعلَّمَ زوجتَهُ وَبِنْتَهُ الكِتَابَةَ، فَكَتَبتَا مِثْلَهُ، فَكَانَ يَأْخذُ الكِتابَ وَيَقسِمُهُ بَيْنَهُ وَبينهُمَا، فَيْنسخُ كُلٌّ مِنْهُمَا طَائِفَةً مِنَ الكِتَابِ، فَلاَ يُفرَّقُ بَيْنَ الخُطُوطِ إلَّا فِي شَيْءٍ نَادِرٍ، وَكَانَ مُقيماً بِجَامِعِ رَاشِدَةَ خَارِجَ الفُسْطَاطِ، وَلأَهْلِ مِصْرَ حَتَّى أُمرَائِهَا العُبَيْدِيَّةُ فِيْهِ اعْتِقَادٌ كَبِيْرٌ، كَانَ لاَ يَقبلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً، مَعَ العِلْمِ وَالعملِ وَالخوفِ وَالإِخْلاَصِ. وَتَلاَ أَيْضاً بِالسَّبْعِ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ بنِ بَلِّيمَةَ، وَعَلَى مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَضْرَمِيِّ. وَأَحكَمَ العَرَبِيَّةَ وَالفِقْهَ، وَخَطُّهُ مرغوبٌ فِيْهِ لإتقانه وبركته.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 69"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 370"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 188".

وَقَدْ كَانَ حَصَلَ قَحطٌ بِمِصْرَ، فَبذلَ لَهُ غير واحد عطاءً، فأبى وقنع، فَخطبَ الفَضْلُ بنُ يَحْيَى الطَّوِيْلُ إِلَيْهِ بِنْتَهُ، فَزوَّجَهُ، ثُمَّ طلبَ مِنْهُ أُمَّهَا لِتُؤنِسَهَا، فَفَعَل، فَمَا أَجْمَلَ تلطُّفَ هَذَا المَرْء فِي بِرِّ أَبِي العَبَّاسِ؟ قَالَ السِّلَفِيُّ: كَانَ ابْنُ الحطيئَةِ رَأْساً فِي القِرَاءاتِ، وَقَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي الطَّاهِرِ بنِ الأَنْمَاطِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخنَا شُجَاعاً المُدْلِجِيّ وَكَانَ مِنْ خيَارِ عُبَّادِ اللهِ يَقُوْلُ: كَانَ شَيْخُنَا ابْنُ الحطيئَةِ شدِيداً فِي دِينِ اللهِ، فَظّاً غليظاً عَلَى أَعْدَاءِ اللهِ، لَقَدْ كَانَ يَحضُرُ مَجْلِسَهُ دَاعِي الدُّعَاةِ مَعَ عِظَمِ سُلْطَانِهِ وَنُفوذِ أَمرِهِ، فَمَا يَحتشمُهُ، وَلاَ يُكرِمُهُ، وَيَقُوْلُ: أَحْمَقُ النَّاسِ فِي مَسْأَلَةِ كَذَا وَكَذَا الرَّوَافضُ، خَالفُوا الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ، وَكفرُوا بِاللهِ، وَكُنْتُ عِنْدَهُ يَوْماً فِي مسجدِهِ بشرَفِ مِصْرَ وَقَدْ حضَرَهُ بَعْضُ وُزرَاءِ المِصْرِيّينَ أَظنُّهُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَاسْتسقَى فِي مَجْلِسِهِ، فَأَتَاهُ بَعْضُ غِلمَانِهِ بِإِنَاء فِضَّةٍ، فَلَمَّا رَآهُ ابْنُ الحطيئَةِ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فُؤَادِهِ، وَصرَخَ صرخَةً ملأَتِ المَسْجَدَ، وَقَالَ: وَاحرَّهَا عَلَى كبدِي! أَتَشْرَبُ فِي مَجْلِسٍ يُقرَأُ فِيْهِ حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي آنِيَةِ الفِضَّةِ?! لاَ وَاللهِ لاَ تَفْعَلْ، وَطَردَ الغُلاَمَ، فَخَرَجَ، وَطلبَ الشَّيْخُ كُوزاً، فَجِيْءَ بِكُوزٍ قَدْ تَثَلَّمَ، فَشرِبَ، وَاسْتَحيَى مِنَ الشَّيْخِ، فَرَأَيْتُهُ وَاللهِ كَمَا قَالَ اللهُ: {يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِغُهُ} [إِبراهِيمُ: 17] . قَالَ: وَأَتَى رَجُلٌ إِلَى شَيْخِنَا ابْنِ الحطيئَةِ بِمِئْزَرٍ، وَحَلَفَ بِالطَّلاَقِ ثَلاَثاً لاَ بُدَّ أَنْ يَقبَلَهُ، فَوبَّخَهُ عَلَى ذَلِكَ، وَقَالَ: عَلِّقْهُ عَلَى ذَاكَ الوتَدِ. فَلَمْ يَزَلْ عَلَى الوتدِ حَتَّى أَكَلَهُ العُثُّ، وَتَسَاقَطَ، وَكَانَ يَنسخُ بِالأُجْرَةِ، وكان له على الجِزْيَةِ فِي السَّنَةِ ثَلاَثَةُ دَنَانِيْرَ، وَلَقَدْ عرضَ عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الأُمَرَاءِ أَنْ يَزِيْدَ جَامِكيَّتَهُ، فَمَا قَبِلَ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الموقِعِ فِي قُلُوْبِهِم مَعَ كَثْرَةِ مَا يُهِينُهُم مَا لَمْ يَكُنْ لأَحدٍ سِوَاهُ، وَعَرَضُوا عَلَيْهِ القَضَاءَ بِمِصْرَ، فَقَالَ: وَاللهِ لاَ أَقضِي لَهُم.. إِلَى أَنْ قَالَ شُجَاعٌ: وَكَتَبَ صَحِيْحَ مُسْلِمٍ كُلَّهُ بِقَلَمٍ وَاحِدٍ، وَسَمِعتُهُ وقِيْلَ لَهُ: فُلاَنٌ رُزِقَ نِعمَةً وَمَعدَةً، فَقَالَ: حَسَدُوْهُ عَلَى التَّردُّدِ إِلَى الخلاَءِ، وَسَمِعته كَثِيْراً إِذَا ذُكِرَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُوْلُ: طُوِيَتْ سَعَادَةُ المُسْلِمِيْنَ فِي أَكْفَانِ عُمَرَ. وَذَكرنَا فِي "طَبَقَاتِ القُرَّاءِ" أَنَّ النَّاسَ بَقُوا بِمِصْرَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ بِلاَ قَاضٍ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ، فَوَقَعَ اخْتيَارُ الدَّوْلَةِ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي العَبَّاسِ، فَاشترَطَ عَلَيْهِم شُرُوطاً صعبَةً، مِنْهَا أَنَّهُ لاَ يَقضِي بِمَذْهَبِهِم يَعْنِي الرَّفْضَ، فَلَمْ يُجيبُوا إلَّا أَنْ يَقضِيَ عَلَى مَذْهَبِ الإِمَامِيَّةِ. تلوتُ بِالسَّبْعِ مِنْ طرِيقِهِ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ النَّحْوِيِّ، عَنِ الكَمَالِ العَبَّاسِيِّ، عَنْ شُجَاعٍ المدلجي، عنه.

وَقَرَأْتُ بِخَطِّ ابْنِ الأَنْمَاطِيِّ، قَالَ لِي شَيْخُنَا شُجَاعٌ: كَانَ الشَّيْخُ أَبُو العَبَّاسِ قَدْ أَخَذَ نَفْسَهُ بِتقَلِيْلِ الأَكلِ، بِحَيْثُ بَلَغَ فِي ذَلِكَ إِلَى الغَايَةِ، وَكَانَ يَتَعَجَّبُ مِمَّنْ يَأْكُلُ ثَلاَثِيْنَ لُقْمَةً، وَيَقُوْلُ: لَوْ أَكلَ النَّاسُ مِنَ الضَّارِ مَا آكُلُ أَنَا مِنَ النَّافِعِ مَا اعتلُّوا. قَالَ: وَحَكَى لَنَا شُجَاعٌ أَنَّ أَبَا العَبَّاسِ وُلِدَتْ لَهُ بِنْتٌ، فَلَمَّا كَبُرَتْ أَقرَأَهَا بِالسَّبْعِ، وقرأت عليه "الصحيحين" وغير ذلك، وكتبت الكَثِيْرَ، وَتَعلَّمَتْ عَلَيْهِ كَثِيْراً مِنَ العِلْمِ، وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهَا قَطُّ، فَسَأَلتُ شُجَاعاً: أَكَانَ ذَلِكَ عَنْ قَصْدٍ? فَقَالَ: كَانَ فِي أَوِّلِ العمرِ اتِّفَاقاً، لأَنَّه كَانَ يَشتغلُ بِالإِقْرَاءِ إِلَى المَغْرِبِ، ثُمَّ يَدخلُ بَيْتَهُ وَهِيَ فِي مَهْدِهَا، وَتَمَادَى الحَالُ إِلَى أَنْ كَبُرَتْ، فَصَارَت عَادَةً، وَزَوَّجَهَا، وَدَخَلَتْ بَيْتهَا وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ، وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهَا قَطُّ. قُلْتُ: لاَ مدحَ فِي مِثْلِ هَذَا، بَلِ السُّنَّةُ بِخلاَفِهِ، فَقَدْ كَانَ سَيِّدُ البَشَرِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَحملُ أُمَامَةَ بِنْتَ ابْنتِهِ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ1. تُوُفِّيَ ابْنُ الحطيئَةِ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتِّيْنَ وخمس مائة، وقبره بالقرافة ظاهر يزار.

_ 1 صحيح: أخرجه مالك "1/ 170" والشافعي "1/ 96"، وأحمد "5/ 295 و296 و297 و303 و304 و310 و311"، والطيالسي "1/ 109"، والحميدي "422"، والبخاري "516"، ومسلم "543" "42"، والنسائي "3/ 10"، والدارمي "1/ 316"، والطبراني في "الكبير" "22/ 1066-1071" من طرق عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بنِ سُلَيْم الزُّرَقِي، عَنْ أَبِي قَتَادَة الأنصاري قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يؤم الناس وأمامة بنت أبي العاص وهي ابنة زينب بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع من السجود أعادها" واللفظ لمسلم.

الداراني

5036- الدَّارَانِيُّ: أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الحسن بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ الكِنَانِيُّ الدَّارَانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. سَمَّعَهُ خَالُهُ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّسَائِيُّ مِنْ سَهْلِ بنِ بِشْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَأَبِي الفَضْلِ بنِ الفُرَاتِ. وَعَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنُهُ، وَالمُسَلَّمُ المَازِنِيُّ، وَمُكْرمٌ، وَكَرِيْمَةُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: لَمْ يَكُنِ الحَدِيْثُ من صنعته، توفي في جمادى الأُوْلَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. رَوَى كَثِيْراً مِنْ سُنَنِ النَّسَائِيِّ الكَبِيْرِ عَنِ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ.

الجواد، ابنه جلال الدين علي، سديد الدولة

الجواد، ابنه جلال الدين علي، سديد الدولة: 5037- الجواد 1: الوَزِيْرُ الصَّاحبُ، المُلَقَّبُ بِالجَوَادِ، أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي مَنْصُوْرٍ الأَصْبَهَانِيُّ، وَزِيْرُ صَاحِبِ المَوْصِلِ زِنْكِي الأَتَابَكِ. وَلاَّهُ زِنْكِي نِيَابَةَ الرَّحبَةِ وَنَصِيْبِيْن، وَاعتمدَ عَلَيْهِ. وَكَانَ كَرِيْماً نَبِيلاً، مُحبَّباً إِلَى الرَّعِيَّةِ، دَمِثَ الأَخلاَقِ، كَامِلَ الرِّئَاسَةِ، امْتَدَحَهُ القَيْسَرَانِيُّ بِهَذِهِ الكَلِمَةِ: سَقَى اللهُ بِالزَّوْرَاءِ مِنْ جَانبِ الغَرْبِ ... مَهاً وَرَدَتْ مَاءَ الحَيَاةِ مِنَ القَلْبِ قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ يُنفِّذُ فِي السَّنَةِ إِلَى الحَرَمَيْنِ مَا يَكفِي الفُقَرَاءَ، وَوَاسَى النَّاسَ فِي قَحطٍ حَتَّى افْتَقَرَ وَبَاعَ بَقْيَارَهُ، وَأَجرَى المَاءَ إِلَى عرفَاتَ أَيَّامَ المَوْسِمِ، وَأَنشَأَ مَدْرَسَةً بِالمَدِيْنَةِ، ثُمَّ وَزَرَ لغَازِي بنِ زنكي، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ لأَخِيهِ مَوْدُوْدٍ، ثُمَّ إِنَّهُ اسْتكثَرَ إِقطَاعَهُ، وَثقُلَ عَلَيْهِ، فَسَجَنَهُ فِي سَنَةِ558، فَمَاتَ مُضَيَّقاً عَلَيْهِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ، وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُوْدَةً مِنْ ضجيجِ الضُّعَفَاءِ وَالأَيْتَامِ، وَدُفِنَ بِالمَوْصِلِ، ثُمَّ نُقِلَ بَعْدَ عَامٍ، فَدُفِنَ بِالمَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ. 5038- ابْنُهُ جَلاَلُ الدِّينِ عَلِيٌّ 2: وَكَانَ ابْنُهُ جَلاَلٌ عَلِيٌّ أَحَدَ البُلَغَاءِ، دُوِّنَتْ رَسَائِلُهُ، وَعَنْهُ أَخَذَ مَجدُ الدِّينِ المُبَارَكُ بنُ الأَثِيْرِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَدْ وَزَرَ أيضًا. 5039- سديد الدولة 3: كَاتِبُ السِّرِّ لِلْخِلاَفَةِ، سَدِيدُ الدَّوْلَةِ، مُحَمَّدُ بنُ عبد الكريم بن إبراهيم ابن رِفَاعَةَ الشَّيْبَانِيُّ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ. أَقَامَ فِي كِتَابَةِ الإِنشَاءِ خَمْسِيْنَ سَنَةً، وَنَابَ فِي الوزَارَةِ، وَنُفِّذَ رسولًا إلى الشام وإلى خراسان.

_ 1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 301"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 704"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 365"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 185". 2 ترجمته في وفيات الأعيان "5/ 146". 3 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 299"، وشذرات الذهب "4/ 184".

وَكَانَ مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الحَرِيْرِيِّ مُرَاسلاَتٌ قَدْ دُوِّنَتْ. حَدَّثَ عَنْ: هِبَةِ اللهِ بنِ الحُصَيْنِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ. أخذ عنه: المبارك بن النقور، وغيره. وَعَاشَ نَيِّفاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. حكَى أَنَّ الحَرِيْرِيَّ كَتَبَ إِلَيْهِ رُقعَةً، قَالَ: فَأَجبتُهُ: أَهْلاً بِمَنْ أَهدَى إِلَيَّ صَحِيْفَةً ... صَافَحْتُهَا بِالرُّوحِ لاَ بِالرَّاحِ وَتَبَلَّجَتْ فَتَأَرَّجَتْ نَفحَاتُهَا ... كَالمِسْكِ شِيْبَ نَسِيْمُهُ بِالرَّاحِ فَكَتَبَ إِلَى جَوَابِ هَذِهِ: لَقَدْ صَدَقَتْ رُوَاةُ الأَخْبَارِ: أن معدن الكتابة الأنبار.

اللباد، البزري

اللباد، البزري: 5040- اللباد 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي العَبَّاسِ، الأَصْبَهَانِيُّ اللَّبَّادُ. سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ ماجة، ورزق الله التميمي، ورجاء ابن قَوْلويه، وَالرَّئِيْسَ الثَّقَفِيَّ، وَأَبَا نَصْرٍ السِّمْسَارَ، وَلَهُ إِجَازَةٌ صَحِيْحَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ الأَدِيْبِ. انتخبَ عَلَيْهِ مَعْمَرُ بنُ الفَاخرِ "جُزْءاً". حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيٍّ، وَأَهْلُ تِلْكَ الدِّيَارِ. وَلَمْ يَقعْ لَنَا حَدِيْثُهُ مُتَّصِلاً. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ ابْنُ اللَّتِّيِّ، وَكَرِيْمَةُ، وَغَيْرُهُمَا. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ من أبناء التسعين. 5041- البزري 2: الإِمَامُ عَالِمُ أَهْلِ الجَزِيْرَةِ، أَبُو القَاسِمِ، عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عِكْرِمَةَ، ابْنُ البَزْرِيِّ الجَزَرِيُّ الشَّافِعِيُّ. ارْتَحَلَ، وَأَخَذَ المَذْهَبَ عَنِ الغَزَالِيِّ، وَإِلْكِيَا، وَطَائِفَةٍ. وَبَرَعَ فِي غَوَامضِ الفِقْهِ، وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّةٌ. وَلَهُ مُصَنَّفٌ كَبِيْرٌ شرحَ فِيْهِ إِشكَالاَتِ "المُهَذَّبِ". قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ أَحْفَظَ مَنْ بَقِيَ فِي الدُّنْيَا عَلَى مَا يُقَالُ لِمَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ، وَكَانَ يُلَقَّبُ بِزَيْنِ الدِّينِ جَمَالِ الإِسْلاَمِ، لَمْ يَدَعْ بِالجَزِيْرَةِ نَظيرَهُ، تُوُفِّيَ فِي أَحَدِ الرَّبِيْعَيْنِ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ تِسْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَهذه نِسبَةٌ إِلَى عَمَلِ البَزْرِ وَبيعِهِ وَهُوَ اسْتخرَاجُ زَيْتِ الكَتَّانِ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 370"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 189". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 495"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 370"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 189".

الحراني، ابن الفراء

الحراني، ابن الفراء: 5042- الحراني 1: العَدْلُ الجَلِيْلُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن العباس بن عبد الحميد الحراني ثم البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ رِزْقَ اللهِ التَّمِيْمِيَّ، وَهِبَةَ اللهِ بنَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الأَنْصَارِيَّ، وَطِرَاداً الزَّيْنَبِيَّ، وَبِأَصْبَهَانَ أَبَا الفَتْحِ الحَدَّادَ، وَجَمَاعَةً. رَوَى عَنْهُ بِنْتُهُ خَدِيْجَةُ، وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ القُبَّيْطِيِّ. وَأَجَازَ لِلرَّشِيْدِ بنِ مَسْلَمَةَ. وَلَهُ نَظْمٌ حَسَنٌ، أَلَّفَ كِتَاباً سَمَّاهُ "رَوْضَةَ الأُدبَاءِ". وَكَانَ آخرَ مَنْ مَاتَ مِنْ شُهُوْدِ القَاضِي أَبِي الحَسَنِ بنِ الدَّامَغَانِيّ. تُوُفِّيَ فِي ثَانِي عشرَ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ستين وخمس مائة. 5043- ابن الفراء 2: شَيْخُ الحَنَابِلَةِ، المُفْتِي القَاضِي، أَبُو يَعْلَى الصَّغِيْرُ، محمد بن أبي خازم محمد بن القَاضِي الكَبِيْرِ أَبِي يَعْلَى بنِ الفَرَّاءِ البَغْدَادِيُّ، مِنْ أَنْبَلِ الفُقَهَاءِ وَأَنْظَرِهِم. تَخَرَّجَ بِهِ خَلْقٌ. سمع من أبي الحسن بن العلاف، والحسن بن محمد التككي، وطائفة. وولي قَضَاءَ وَاسِطَ مُدَّةً، ثُمَّ عُزِلَ، وَلَزِمَ الإِفَادَةَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفَتْحِ المَنْدَائِيُّ، وَابْنُ الأَخْضَرِ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ سِتٌّ وَسِتُّوْنَ سَنَةً. تَفقَّهَ بِأَبِيْهِ وَبعَمِّهِ أَبِي الحُسَيْنِ مُحَمَّدٍ. وَقَدْ أَضَرَّ بِأَخَرَةٍ، وكان أحد الأذكياء.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 303"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 368-369"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 189". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 304"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 370"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 190".

ابن التلميذ، ابن الصابوني

ابن التلميذ، ابن الصابوني: 5044- ابن التلميذ 1: قِسِّيسُ النَّصَارَى، وَبُقرَاطُ وَقتِهِ، أَمِيْنُ الدَّوْلَةِ، أَبُو الحسن، هبة الله ابن صَاعِدٍ، المَسِيْحِيُّ الطَّبِيْبُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. كَانَ كَثِيْرَ الأَمْوَالِ وَالتَّجَمُّلِ، وَعَاشَ أَرْبَعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. مَاتَ سنة ستين وخمس مائة. 5045- ابن الصابوني 2: المقرى الإِمَامُ، أَبُو الفَتْحِ، عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ المَالِكِيُّ -مِنْ قَرْيَة المَالِكِيَّةِ- البَغْدَادِيُّ الصَّابُوْنِيُّ أَبُوْهُ الخَفَّافُ الحَنْبَلِيُّ. قرَأَ بِالعَشْرِ عَلَى ابْنِ بَدْرَانَ، وَأَبِي العِزِّ القَلاَنسِيِّ. وَسَمِعَ الكَثِيْرَ مِنَ النِّعَالِيِّ، وَابْنِ البَطِرِ، وَثَابِتِ بنِ بُنْدَارَ، وَابْنِ الطُّيُوْرِيِّ. رَوَى عَنْهُ: سِبْطُهُ عُمَرُ بنُ كَرَمٍ تِلْكَ "الأَرْبَعِيْنَ" المخرَّجَةِ لَهُ، وَابْنُ الأَخْضَرِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ ثَبْتاً صَدُوْقاً، قَيِّماً بِمَعْرِفَةِ القِرَاءاتِ. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: صَدُوْقٌ صَالِحٌ، حَسَنُ السِّيْرَةِ بِكِتَابِ اللهِ، يَأْكُلُ مِنْ كَدِّ يَدِهِ، كَتَبْتُ عَنْهُ، وَقَالَ لِي: وُلِدْتُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ يَصنعُ خِفَافَ النِّسَاءِ.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 779"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 190-191". 2 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 152"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 361"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 177".

علي بن عساكر، ابن قفرجل

علي بن عساكر، ابن قفرجل: 5046- علي بن عساكر 1: ابن سرور، الشَّيْخُ الأَمِيْنُ المُعَمَّرُ، أَبُو الحَسَنِ المَقْدِسِيُّ الخَشَّابُ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ سَبْعِيْنَ مِنَ الفَقِيْهِ نَصْرٍ المَقْدِسِيِّ، وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَدِيْدِ. وَقَدِمَ دِمَشْقَ فِي تِجَارَةٍ، ثُمَّ سَكَنَهَا بَعْدَ اسْتيلاَءِ النَّصَارَى عَلَى بَيْتِ المَقْدِسِ. وَكَانَ يَصحبُ الفَقِيْهَ نَصْرَ اللهِ المَصِّيْصِيَّ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنُهُ القَاسِمُ، وَأَبُو المَوَاهِبِ بنُ صصرى، وأخوه أبو القاسم الحُسَيْنِ، وَجَمَاعَةٌ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَعَ لِي جُزءٌ مِنْ عواليه. 5047- ابن قفرجل: الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُسْنِدُ، أَبُو القَاسِمِ، أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ عَبْدِ البَاقِي بنِ مُحَمَّدِ بنِ قفرجل البغدادي الذهبي القطان المقرىء، أَخُو الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ أَحْمَدَ بنِ المُبَارَكِ الَّذِي يَرْوِي عَنْ طِرَادٍ وَمَاتَ قَبْلَ أَبِي القَاسِمِ بِعَشْرِ سِنِيْنَ. وَأَبُو القَاسِمِ هَذَا سَمِعَ عَاصِمَ بنَ الحَسَنِ، وَطِرَادَ بنَ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيَّ، وَرِزْقَ اللهِ التَّمِيْمِيَّ، وَالفَضْلَ بنَ أَبِي حربٍ الجُرْجَانِيَّ، وَأَبَا الغَنَائِمِ بنَ أَبِي عُثْمَانَ، وَأَبَا الفَضْلِ بنَ خَيْرُوْنَ، وَأَبَا طَاهِرٍ البَاقِلاَّنِيَّ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَسَعْدُ بنُ طَاهِرٍ البَلْخِيُّ، وَزَيْدُ بنُ يَحْيَى البَيِّعُ، وَمُحَمَّدُ بنُ لَيْثٍ الوسْطَانِيُّ، وَعِدَّةٌ. وَأَجَازَ لأَبِي الحَسَنِ بنِ المُقَيَّرِ. وَكَانَ شَيْخاً مَسْتُوْراً لاَ بَأْسَ بِهِ. مَاتَ فِي سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عشر التسعين. وَقَعَ لِي مِنْ المَحَامِلِيَّاتِ مِنْ طرِيقِهِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: رَوَى لَنَا عَنْهُ ابْنُ سُكَيْنَةَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ الأَخْضَرِ، وَثَابِتُ بنُ مُشَرِّفٍ، مَوْلِدُهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، ومات يوم عاشوراء سنة ست وخمسين.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 329"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 167-168".

ابن الحبوبي، الأقليشي

ابن الحبوبي، الأقليشي: 5048- ابن الحبوبي 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُسْنِدُ، أَبُو يَعْلَى، حَمْزَةُ بنُ عَلِيِّ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ حَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، الثَّعْلَبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ البَزَّازُ ابْنُ الحُبُوبِيِّ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ أَبَا القَاسِمِ بنَ أَبِي العَلاَءِ، وَأَبَا الفَتْحِ نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيُّ، وَسَهْلُ بنُ بشر الإسفراييني. سَمَّعَهُ عَمُّهُ أَبُو المَجْدِ مَعَالِي بنُ الحُبُوبِيِّ. وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: لاَ بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنُهُ، وَأَبُو المَوَاهِبِ بنُ صَصْرَى، وَأَخُوْهُ الحُسَيْنُ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ، وَابْنُهُ غَالِبٌ، وَحَمْزَةُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، وَابْنُهُ أَحْمَدُ بنُ حَمْزَةَ ابْنُ الحُبُوبِيِّ، ومكرم بن أبي الصقر، وأبو نصر بن الشِّيْرَازِيِّ، وَكَرِيْمَةُ الزُّبَيْرِيَّةُ وَهِيَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عنه. مَاتَ فِي جمَادَى الأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وخمس مائة، ودفن بسفح قاسيون. 5049- الأقليشي 2: العَلاَّمَةُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ مَعَدِّ بنِ عِيْسَى بنِ وَكيلٍ التُّجِيْبِيُّ، الأُقْلِيشِيُّ الدَّانِي. سَمِعَ أَبَاهُ، وَتَفَقَّهَ بِأَبِي العَبَّاسِ بنِ عِيْسَى. وَسَمِعَ مِنْ صِهْرِهِ طَارِقِ بنِ يَعيشَ، وَابْنِ الدَّبَّاغِ، وَبِمَكَّةَ مِنْ أَبِي الفَتْحِ الكَرُوْخِيّ، وَبِالثَّغْرِ مِنَ السِّلَفِيِّ. وَلَهُ تَصَانِيْفُ مُمتعَةٌ، وَشعرٌ، وَفَضَائِلُ، وَيدٌ فِي اللُّغَةِ. مَاتَ بِقُوْصٍ بَعْدَ الخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 333"، وشذرات الذهب "4/ 174"، ووقع عنده [أبو يعلى بن الجبري] بدل [أبو يعلى ابن الحبوبي] . 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 321"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 154-155".

ابن التريكي، الغانمي

ابن التريكي، الغانمي: 5050- ابن التريكي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُسْنِدُ العَدْلُ، خَطِيبُ جَامِعِ المَهْدِيِّ، أبو المظفر، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ، المَعْرُوفُ بِابْنِ التُّرَيْكِيِّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَعَاصِمِ بنِ الحَسَنِ، وَرِزْقِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ هارون الحلي، وأبو الفرج محمد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَاسِطِيُّ التَّاجِرُ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ سُكَيْنَةَ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي المُظَفَّرِ الحَنَفِيُّ مُدَرِّسُ النَّفِيْسِيَّةِ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي نِصْفِ ذِي القَعْدَةِ سنة خمس وخمسين وخمس مائة. 5051- الغانمي: الإِمَامُ الفَقِيْهُ العَابِدُ الأَدِيْبُ، أَبُو المَحَاسِنِ، مَسْعُوْدُ بن محمد بن غانم ابن محمد الغانمي الهروي. وُلِدَ بِطُوْسَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَأَجَازَ لَهُ الإِمَامَانِ أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ. وَسَمِعَ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيَّ، وَطَائِفَةً. وَسَمِعَ "مُسْنَدَ الهَيْثَمِ الشَّاشِيِّ" مِنْ: أَبِي القَاسِمِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الخَلِيْلِيّ. وَعَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَالتَّاجُ المَسْعُوْدِيُّ، وعبد الرحيم ابن السَّمْعَانِيِّ. سَمِعَ مِنْهُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ: "مُسْنَدَ" الشَّاشِيِّ، وَ"رِسَالَةَ" القُشَيْرِيِّ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ: كَانَ إِمَاماً وَرِعاً، كَثِيْرَ العِبَادَةِ، تَورَّعَ عَنْ طَعَامِ وَالِدِهِ لاختلاَطِهِ بِالدَّوْلَةِ، وَعُمِّرَ فِي الطَّاعَةِ، وَكَانَ سَرِيعَ النَّظْمِ، مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثلاث وخمسين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 287"، واللباب لابن الأثير "1/ 215"، وتبصير المنتبه "1/ 145"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 333"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 175".

الطائي

5052- الطائي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الصَّالِحُ الوَاعِظُ المُحَدِّثُ، أَبُو الفُتُوْحِ، محمد بن أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، الطائي الهمذاني، صاحب "الأربعين" المشهورة. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ بِهَمَذَانَ. سَمِعَ: فَيْدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّعرَانِيَّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ حَمْدٍ الدُّونِيَّ، وَظرِيفَ بنَ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَالأَدِيْبَ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي العَبَّاسِ الأَبيوردِيَّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ الحَسَنِ السَّنْجَبَسْتِيَّ، وَعَبْدَ الغَفَّارِ بنَ مُحَمَّدٍ الشِّيرَوِيَّ، وَالعَلاَّمَةَ أَبَا المَحَاسِنِ الرُّويَانِيَّ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ بيَانٍ الرَّزَّازَ، وَشِيرويه الدَّيلمِيَّ، وَابْنَ طَاهِرٍ المَقْدِسِيَّ، وَمُحْيِي السُّنَّةِ البَغَوِيَّ، وَتَاجَ الإِسْلاَمِ أَبَا بَكْرٍ السَّمْعَانِيَّ، وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِمَا بِمَرْوَ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ يَرْجِعُ إِلَى نَصِيْبٍ مِنَ العُلُوْمِ فِقهٍ وَحَدِيْثٍ وَأَدبٍ وَوَعظٍ، حضَرْتُ وَعظَهُ بِهَمَذَانَ، فَاسْتحسنْتُهُ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَنَّاءِ الصُّوْفِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ الزَّبِيْدِيِّ، وَأَخُوْهُ الحَسَنُ، وَأَبُو المُنَجَّا بنُ اللَّتِّيِّ، وَجَمَاعَةٌ سَمِعُوا مِنْهُ بِبَغْدَادَ. تُوُفِّيَ بِهَمَذَانَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ مُؤرِّخُ دِمَشْقَ العَمِيدُ حَمْزَةُ بنُ أَسَدٍ التَّمِيمِيُّ ابْنُ القَلاَنسِيِّ، وَحَمْزَةُ بنُ عَلِيِّ ابْنُ الحُبُوبِيِّ، وَالفَائِزُ عِيْسَى بنُ الظَّافرِ خَلِيْفَةُ العُبَيْدِيَّةِ وَلَهُ عشرُ سِنِيْنَ، وأمير المؤمنين المقتفي، والشيخ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الزَّبِيْدِيُّ الوَاعِظُ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ البُخَارِيُّ الصَّابُوْنِيُّ، وَمَسْعُوْدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّوْسِيُّ ابْنُ تَاجِ القُرَّاءِ، وَأَبُو المُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ ابْنُ التُّرَيْكِيِّ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 333"، وشذرات الذهب "4/ 175".

سنجر

5053- سنجر 1: السلطان، ملك خراسان، معز الدين، سنجر بن السُّلْطَانِ مَلِكْشَاه بنِ أَلب أَرْسَلاَن بنِ جغرِيبَك بنِ مِيكَائِيْلَ بنِ سَلْجُوْقٍ الغُزِّيّ التركِي السَّلْجُوْقِيّ، صَاحِب خُرَاسَانَ وَغَزْنَة وَبَعْض مَا وَرَاء النَّهْر. خُطِب لَهُ بِالعِرَاقِ وَأَذْرَبِيْجَانَ وَالشَّامِ وَالجَزِيْرَةِ وَديَارِ بكر وَأَرَّان وَالحَرَمَيْنِ. وَاسْمُهُ بِالعربِي أَبُو الحَارِثِ أَحْمَد بن حَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ. كَذَا قَالَ السَّمْعَانِيُّ، لَكِن قَالَ فِي أَبِيْهِ: حسن إِنْ شَاءَ اللهُ. وُلِدَ بِسِنْجَارَ مِنَ الجَزِيْرَة فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة إذ تَوجّه أَبُوْهُ لِغزوِ الرُّوْم، وَنَشَأَ بِبلاَد الخوزِ، ثُمَّ سَكَنَ خُرَاسَانَ، وَتَديَّر مَرْو. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: وَلِي نِيَابَةً عَنْ أَخِيْهِ السُّلْطَان بَرْكِيَارُوْق سَنَة تِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، ثُمَّ اسْتَقلَّ بِالملك فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ فِي أَيَّامِ أَخِيْهِ يُلَقَّبُ بِالملك المُظَفَّر إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ أَخُوْهُ مُحَمَّد بِالعِرَاقِ فِي آخِرِ سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ، فَتسلطن، وَرِثَ الْملك عَنْ آبَائِهِ، وَزَادَ عَلَيْهِم، وَملك البِلاَد، وَقهر العبَاد، وَخُطِبَ لَهُ عَلَى أَكْثَر مَنَابِر الإِسْلاَم. وَكَانَ وَقُوْراً حَيِيّاً، كَرِيْماً سخياً، مُشفِقاً، نَاصحاً لِرَعيَّتِهِ، كَثِيْر الصَّفْحِ، جَلَسَ عَلَى سَرِيرِ الْملك قَرِيْباً مِنْ سِتِّيْنَ سَنَةً. قَال: وحكَى أنه دَخَلَ مَعَ أَخِيْهِ مُحَمَّد عَلَى المُسْتظهر بِاللهِ، قَالَ: فَلَمَّا وَقفنَا ظَنَّنِي السُّلْطَان، فَافْتَتَحَ كَلاَمه مَعِي، فَخَدَمْتُ، وَقُلْتُ: يَا مَوْلاَنَا، هُوَ السُّلْطَان، وَأَشرتُ إِلَى أَخِي، فَفَوض إِلَيْهِ السّلطنَة، وَجَعَلنِي وَلِيّ عَهْدِهِ. أَجَازَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ المَدِيْنِيّ لسَنْجَر مَسْمُوْعَاته، فَقَرَأْت عَلَيْهِ بِهَا أَحَادِيْث، وَقَدْ ثقل سَمْعُهُ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: حَارب سَنْجَر الغُزَّ يَعْنِي قَبْلَ سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ -فَأَسَرُوهُ، ثُمَّ تَخَلَّص بَعْد مُدَّة. وَقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ مِنْ أَعْظَمِ المُلُوْكِ همةً، وأكثرهم عطاءً، ذكر أنه اصطبح خمسة

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 263"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 280" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 326-327"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 161-162".

أَيَّام مُتوَالِيَة ذهب بِهَا فِي الجُود كُلَّ مَذْهَبٍ، فَبَلَغَ مَا وَهب مِنَ العَيْنِ سَبْع مائَة أَلْف دِيْنَار سِوَى الْخلْع وَالخيل. قَالَ: وَقَالَ خَازِنُهُ: اجْتَمَع فِي خَزَائِنه مِنَ الأَمْوَال مَا لَمْ يُسْمَعْ أَنَّهُ اجْتَمَع فِي خَزَائِن ملك، قلت له يومًا: حصل من خَزَائِنك أَلف ثَوْب دِيبَاج أَطلس، وَأُحبُّ أَنْ تَرَاهَا، فَسَكَتَ، فَأَبرزت جَمِيْعهَا، فَحَمِدَ الله، ثُمَّ قَالَ: يَقبح بِمثلِي أَنْ يُقَالَ: مَال إِلَى المَال. وَأَذِنَ لِلأُمَرَاء فِي الدّخول، وَفرَّق عَلَيْهِم الثِّيَاب. قَالَ: وَاجْتَمَعَ عِنْدَهُ مِنَ الجَوَاهِر أَلف رَطْل وَنَيِّف، وَلَمْ يُسْمَعْ عِنْد ملك مَا يقارب هذا. قال ابن خلكان: لم يَزل فِي ازديَادٍ إِلَى أَنْ ظَهرت عَلَيْهِ الغُزّ فِي سَنَةِ548 وَهِيَ وَقْعَة مَشْهُوْرَة اسْتُشْهِدَ فِيْهَا الفَقِيْه مُحَمَّد بن يَحْيَى، فَكسروهُ، وَانحل نِظَام ملكه، وَملكُوا نَيْسَابُوْر، وَقتلُوا خلقاً كَثِيْراً، وَأخذُوا السُّلْطَان، وَضَرَبُوا رقَاب عِدَّة مِنْ أُمَرَائِهِ، ثُمَّ قَبَّلُوا الأَرْض، وَقَالُوا: أَنْتَ سُلْطَاننَا، وَبَقِيَ مَعَهُم مِثْل جندِي يَرْكُب اكديشاً، وَيَجوع وَقتاً، وَأَتَوْا بِهِ، فَدَخَلُوا مَعَهُ مَرْوَ، فَطَلَبَهَا مِنْهُ أَمِيْرُهُم بختيَار إِقطَاعاً، فَقَالَ: كَيْفَ يَصِيْر هَذَا?! هَذِهِ دَار الْملك. فَصفَى لَهُ، وَضحكُوا، فَنَزَلَ عَنِ الْملك، وَدَخَلَ إِلَى خَانْقَاه مَرْو، وَعملت الغُزّ مَا لاَ تَعْمَلُه الكُفَّارُ مِنَ العظَائِم، وَانضمت العَسَاكِر، فَمَلَّكُوا مَمْلُوْك سَنْجَرَ أَيَبَه، وَجَرَتْ مصَائِب عَلَى خُرَاسَانَ، فَبقِي فِي أَسرهِم ثَلاَث سِنِيْنَ وَأَرْبَعَة أَشْهُرٍ، ثُمَّ أُفلت مِنْهُم، وَعَاد إلى خراسان، وَزَال بِمَوْتِهِ مُلْكُ بَنِي سَلْجُوْق عَنْ خُرَاسَان، وَاسْتَوْلَى عَلَى أَكْثَر مَمْلَكته خُوَارِزْم شَاه أُتْسِزُ بن مُحَمَّدِ بنِ نوشتكين، وَمَاتَ أُتْسِز قَبْل سَنْجَر. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: مَاتَ فِي الرَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدُفِنَ فِي قُبَّةٍ بَنَاهَا، وَسَمَّاهَا دَار الآخِرَة. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: لَمَّا جَاءَ خَبَرُ مَوْتِهِ إِلَى بَغْدَادَ، قُطِعَت خُطبته، وَلَمْ يُعقد لَهُ عَزَاء. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: تَسَلَّطن بَعْدَهُ ابْن أُخْته الخَاقَان مَحْمُوْد بن مُحَمَّدِ بنِ بغرَاجَان. قُلْتُ: وَقَدْ عَمِلَ فِي أَثْنَاءِ دَوْلَته مَصَافّاً مَا سُمِعَ بِمِثْلِهِ أَبَداً مَعَ كَافِر ترك، انْكَسَرَ سَنْجَرُ فِيْهَا، وَقُتِلَ مِنْ جُنْده سَبْعُوْنَ ألفًا.

أبق، عبد المؤمن بن علي

أبق، عبد المؤمن بن علي: 5054- أبق 1: المَلِكُ المُظَفَّرُ، مُجِيْرُ الدِّيْنِ، أَبُو سَعِيْدٍ، أَبَقُ، صَاحِبُ دِمَشْقَ وَابْنُ صَاحِبهَا جَمَالِ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بنِ تَاجِ المُلُوْكِ بُورِي بنِ طُغْتِكِيْنَ البَعْلَبَكِّيُّ المَوْلِد. تَملك بَعْد أَبِيْهِ وَهُوَ حَدَثٌ، وَدبر الدولة أنر الطغتكيني والوزير ابن الصُّوْفِيّ، فَلَمَّا مَاتَ أَنُر اسْتَقلَّ بِالملك مُجِيرُ الدِّيْنِ، ثُمَّ نَفَى الوَزِيْرَ إِلَى صَرْخَد، وَاسْتَوْزَرَ أَخَاهُ حَيْدَرَة مُدَّة، ثُمَّ قَتَلَهُ، وَقَدَّمَ عَلَى الجَيْش عَطَاء البَعْلَبَكِّيّ، ثُمَّ قَتَلَهُ، فَقصد نُوْر الدِّيْنِ دِمَشْق، وَعَامله أَهْلهَا، فَأَخَذَهَا بِالأَمَان، وَعوض مُجِيْر الدِّيْنِ بِحِمْصَ، فَأَقَامَ بِهَا، ثُمَّ أَمره نُوْر الدِّيْنِ بِالتَّحَوُّل إِلَى بَالِسَ، فَسَارَ إِلَيْهَا، ثُمَّ تركهَا، وَقَدِمَ عَلَى الخَلِيْفَة، فَأَعْطَاهُ خُبْز سَبْعِيْنَ فَارِساً إِلَى أَنْ مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ كَهْلاً. 5055- عَبْدُ المُؤْمِنِ بن علي 2: ابن علوي، سُلْطَان المَغْرِبِ الَّذِي يُلَقَّبُ بِأَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ، الكُوْمِيُّ القَيْسِيُّ، المَغْرِبِيُّ. مَوْلِدُهُ بِأَعْمَال تِلِمْسَان. وَكَانَ أَبُوْهُ يَصنع الفخَار. قِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ -أَعنِي عَبْد المُؤْمِنِ: إِنَّمَا نَحْنُ مِنْ قَيْس غَيْلاَن بن مُضَرَ بن نِزَارٍ، وَلكُومِيَة عَلَيْنَا حقُّ الولاَدَة، والمنشأ فيهم، وهم أخوالي. وَكَانَ الخُطَبَاء إِذَا دَعَوا لَهُ بَعْد ابْنِ تومرت، قالوا: قسميه فِي النَّسَبِ الكَرِيْم. مَوْلِده سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَكَانَ أَبْيَضَ جَمِيْلاً، ذَا جِسْم عَمَمٍ، تَعلُوْهُ حُمْرَة، أَسود الشّعر، مُعْتَدِل القَامَة، جَهورِي الصَّوْت، فَصِيْحاً جزل الْمنطق، لاَ يَرَاهُ أَحَد إلَّا أَحَبّه بَدِيهَة، وَكَانَ فِي كِبَرِهِ شَيْخاً وَقُوْراً، أَبيض الشّعر، كَثّ اللِّحْيَة، وَاضِح بيَاضِ الأَسْنَان، وَكَانَ عَظِيْمَ الهَامَة، طَوِيْل القعدَة، شَثن الكَفّ، أَشهل الْعين، عَلَى خَدّه الأَيْمَن خَالٌ، يُقَالُ: كَانَ فِي صِبَاهُ نَائِماً، فَسَمِعَ أَبُوْهُ دوياً، فَإِذَا سَحَابَة سَمْرَاء مِنَ النَّحْل قَدْ أَهوت مُطْبِقَةً عَلَى بَيْتِهِ، فَنَزَلت كُلّهَا عَلَى الصَّبيّ، فَمَا اسْتيقظ، فَصَاحت أُمّه، فَسكنهَا أَبُوْهُ، وَقَالَ: لاَ بَأْسَ، لَكِنِّي مُتَعَجب مِمَّا تدل عليه، ثم طارت

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 188-189"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 381" وشذرات الذهب لابن العماد "211-212". 2 ترجمته في وفيات الأعيان "3/ ترجمة 408"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 263"، وشذرات الذهب "4/ 183".

عَنْهُ، وَقَعَدَ الصَّبيّ سَالِماً، فَذَهَبَ أَبُوْهُ إِلَى زَاجر، فَذَكَر لَهُ مَا جرَى، فَقَالَ: يُوشك أَنْ يَكُوْنَ لابنِكَ شَأْن، يَجتمع عَلَيْهِ طَاعَة أَهْل المَغْرِب. وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ تُوْمَرْت قَدْ سَافر فِي حُدُوْدِ الخَمْس مائَة إِلَى المَشْرِق، وَجَالَس العُلَمَاء، وَتزَهَّد، وَأَقْبَلَ عَلَى الإِنْكَار عَلَى الدَّوْلَة بِالإِسْكَنْدَرِيَّة وَغَيْرهَا، فَكَانَ يُنفَى وَيُؤذَى، فَفِي رجعته إلى إفريقية هو ورفيقه الشَّيْخ عُمَر الهِنْتَاتِيّ صَادفَ عَبْد المُؤْمِنِ، فَحَدثه وَوَانسه، وَقَالَ: إِلَى أَيْنَ تُسَافر? قَالَ: أَطلب العِلْم. قَالَ: قَدْ وَجَدْتَ طَلِبَتَكَ. فَفَقهه، وَصحبه، وأحبه، وأقضى إِلَيْهِ بِأَسرَاره لِمَا رَأَى فِيْهِ مِنْ سِمَاتَ النّبل، فَوَجَد همَّته كَمَا فِي النَّفْس، فَقَالَ ابْنُ تُوْمَرْتَ يَوْماً لخوَاصه: هَذَا غَلاَّب الدُّول. وَمَضَوا إِلَى جبل تِيْنمَلّ بِأَقْصَى المَغْرِب، فَأَقْبَل عَلَيْهِم البَرْبَر، وَكثرُوا، وَعَسْكَرُوا، وَشَقُّوا العصَا عَلَى ابْنِ تَاشفِيْن، وَحَاربوهُ مَرَّات، وَعظم أَمرهُم، وَكثرت جُمُوْعهُم، وَاسْتفحل أَمرهُم، وَخَافتهُم المُلُوْك، وَآل بِهِم الحَال إِلَى الاسْتيلاَء عَلَى المَمَالِك، وَلَكِن مَاتَ ابْنُ تُوْمَرْتَ قَبْل تَمكُّنِهِم فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَتْ وَقْعَة البُحَيْرَة بِظَاهِر مَرَّاكُش بَيْنَ ابْن تَاشفِيْن صَاحِب المَغْرِب وَبَيْنَ أَصْحَاب ابْن تُوْمَرْت فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، فَانْهَزَم فِيْهَا الموحدُوْنَ، وَاسْتَحَرَّ بِهِم الْقَتْل، وَلَمْ يَنج مِنْهُم إلَّا نَحْو مِنْ أَرْبَع مائَة مقَاتل، وَلَمَّا تُوُفِّيَ ابْنُ تُوْمَرْتَ كتمُوا مَوْتَه، وجعلوا يخرون مِنَ البَيْت، وَيَقُوْلُوْنَ: قَالَ المَهْدِيّ كَذَا، وَأَمر بِكَذَا، وَبَقِيَ عَبْد المُؤْمِنِ يُغِير فِي عَسْكَره عَلَى القرَى، وَيَعيشُوْنَ مِنَ النّهب، وَضَعف أَمرهُم، وَكَذَلِكَ اخْتلف جَيْش ابْن تَاشفِيْن الَّذِيْنَ يُقَالُ لَهُم: المُرَابِطُوْنَ، وَيُقَالُ لَهُم: الملثمُوْنَ، فَخَامر مِنْهُم الفلاَكِيُّ مِنْ كِبَارهِم، وَسَارَ إِلَى عَبْدِ المُؤْمِنِ، فَتلقَّاهُ بِالاحْتِرَامِ، وَاعتضد بِهِ، فَلَمَّا كَانَ بَعْد خَمْسَة أَعْوَام أَفصحُوا بِمَوْتِ ابْنِ تُوْمَرْت، وَلَقَّبُوا عَبْدَ المُؤْمِنِ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، وَصَارَت حُصُوْنُ الفلاَكِي لِلموحِّدين، وَأَغَارُوا عَلَى نوَاحِي أَغمَات وَالسوس الأَقْصَى، واستفحل بهم البلاء. وَقَالَ صَاحِب "الْمُعْجب" عَبْد الوَاحِدِ المَرَّاكُشِيُّ: اسْتدعَى ابْن تُوْمَرْت قَبْل مَوْته الرِّجَال المُسَمَّين بِالجَمَاعَة وَأَهْلَ الخَمْسِيْنَ وَالثَّلاَثَةَ عُمَر أَرتَاج، وَعُمَر إِيْنْتِي، وَعَبْدَ اللهِ بنَ سُلَيْمَانَ، فَحَمِدَ الله، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ -سُبْحَانَهُ، وَلَهُ الْحَمد- مَنَّ عَلَيْكُم أَيَّتُهَا الطَّائِفَة بتَأْيِيْدِه، وَخصكم بِحقيقَةِ تَوحيدِه، وَقيض لَكُم منْ أَلفَاكُم ضُلاَّلاً لاَ تَهتدُوْنَ، وَعُمياً لاَ تُبصرُوْنَ، قَدْ فَشت فِيْكُم البِدَع، وَاسْتهوتكُم الأَبَاطيل، فَهدَاكُم الله بِهِ، وَنَصَركُم، وَجَمَعكُم بَعْد الفُرقَة، وَرَفَعَ عَنْكُم سُلْطَان هَؤُلاَءِ المَارقينَ، وَسَيُورِّثُكُم أَرْضَهُم وَدِيَارَهُم، ذَلِكَ بِمَا كسبت أَيدِيهِم، فَجَدَّدُوا للهِ خَالِصَ نِيَّاتِكُم، وَأَرُوهُ مِنَ الشّكر قَوْلاً وَفعلاً مِمَّا يُزكِي بِهِ سعيكُم، وَاحذرُوا الفرقَة، وَكونُوا يَداً وَاحِدَة عَلَى عَدُوّكُم، فَإِنَّكُم إِنْ فَعَلتُم ذَلِكَ هَابكُمُ النَّاس، وَأَسرعُوا إِلَى

طَاعتكُم، وَإِنْ لاَ تَفْعَلُوا شَمَلكُم الذُّلّ، وَاحتقرتكُم العَامَّة، وَعليكُم بِمَزجِ الرَّأْفَة بِالغلظَة، وَاللينِ بِالعُنفِ، وقد اخرنا لَكُم رَجُلاً مِنْكُم، وَجَعَلْنَاهُ أَمِيْراً بَعْدَ أَنْ بلونَاهُ، فَرَأَينَاهُ ثَبْتاً فِي دِيْنِهِ، مُتَبَصِّراً فِي أَمره، وَهُوَ هَذَا -وَأَشَارَ إِلَى عَبْدِ المُؤْمِنِ- فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطيعُوا مَا أَطَاع رَبّهُ، فَإِنْ بدل فَفِي المُوَحِّدِيْن بركَة وَخير، وَالأَمْر أَمر الله يُقلده مَنْ يَشَاء. فَبَايَع القَوْمُ عَبْد المُؤْمِنِ، وَدَعَا لَهُم ابْن تُوْمَرْت. وَقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: مَا اسْتَخلَفَه بَلْ أَشَارَ بِهِ. قَالَ: فأول ما أخذ من البِلاَد وَهرَانَ، ثُمَّ تِلِمْسَان، ثُمَّ فَاس، ثُمَّ سَلاَ، ثُمَّ سَبتَة، ثُمَّ حَاصر مَرَّاكُش أَحَدَ عشرَ شَهْراً، فَأَخَذَهَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَامتدّ ملكه، وَافتَتَح كَثِيْراً مِنَ الأَنْدَلُس، وَقصدته الشُّعَرَاء، وَلَمَّا قَالَ فِيْهِ التِّيْفَاشِيّ قَصيدَتَه: مَا هَزَّ عِطْفَيْهِ بَيْنَ البِيضِ وَالأَسَلِ ... مِثْلُ الخَلِيْفَةِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ عَلِي أَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ يَقتصر عَلَى هَذَا الْمطلع، وَأَمَرَ لَهُ بِأَلف دِيْنَار، وَانقطعت الدعوَة العَبَّاسِيَّة بِمَوْت أَمِيْر المُسْلِمِيْنَ عَلِيّ بن تَاشفِيْن وَوَلَده تَاشفِيْن، وَكَانَتْ دَوْلَة تَاشفِيْن ثَلاَث سِنِيْنَ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ فِي "المِرْآةِ": اسْتولَى عَبْد المُؤْمِنِ عَلَى مَرَّاكُش، فَقتل المُقَاتلَة، وَكفّ عَنِ الرَّعِيَّةِ، وَأَحْضَرَ اليَهُوْدَ وَالنَّصَارَى، وَقَالَ: إِنَّ المَهْدِيّ أَمرنِي أَنْ لاَ أُقرَّ النَّاس إلَّا عَلَى مِلَّة الإِسْلاَم، وَأَنَا مُخيِّرُكُم بَيْنَ ثَلاَث، إِمَّا أَنْ تُسلمُوا، وَإِمَّا أَنْ تلحقُوا بِدَارِ الحَرْب، وَإِمَّا القتلُ. فَأَسْلَمَ طَائِفَة وَلحقت أُخْرَى بِدَارِ الحَرْب، وَخَرَّب كَنَائِسهُم، وَعملهَا مَسَاجِد، وَأَلغَى الجِزْيَة، فَعل ذَلِكَ فِي جَمِيْع مَدَائِنِهِ، وَأَنفق بيُوت الأَمْوَال، وَصَلَّى فِيْهَا اقتدَاء بعلِيٍّ، وَلِيُرِي النَّاس أَنَّهُ لاَ يَكنِزُ المَال، وَأَقَامَ كَثِيْراً مِنْ معَالِم الإِسْلاَم مَعَ سيَاسَة كَامِلَة، وَنَادَى: مَنْ تَركَ الصَّلاَة ثَلاَثاً فَاقتلُوْهُ، وَأَزَال المُنْكَر، وَكَانَ يؤم بِالنَّاسِ، ويتلو في اليوم سبعًا، ويلبس الصُّوف الفَاخر، وَيَصُوْمُ الاثْنَيْنَ وَالخَمِيْسَ، وَيَقسم الفَيْء بِالشرع، فَأَحَبّوهُ. قَالَ عزِيز فِي كِتَابِ "الْجمع": كَانَ عَبْدُ المُؤْمِنِ يَأْخذ الحَقّ إِذَا وَجب عَلَى وَلَدِهِ، وَلَمْ يَدع مشركاً فِي بِلاَده لاَ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِياً، فَجَمِيْع رَعيته مُسْلِمُوْنَ. وَقَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيٍّ: وَزر لَهُ أَوَّلاً عُمَر أَرتَاج، ثُمَّ رَفعه عَنِ الوزَارَة، وَاسْتَوْزَرَ أَبَا جَعْفَرٍ أَحْمَد بن عَطِيَّةَ الكَاتِب، فَلَمَّا أَخَذَ بِجَايَة اسْتكتب مِنْ أَهْلهَا أَبَا القَاسِمِ القَالمِي، ثُمَّ فِي سَنَةِ "53" قتل ابْنَ عَطِيَّةَ، وَأَخَذَ أَمْوَاله، وَاسْتَوْزَرَ عَبْد السَّلاَمِ الكُوْمِيّ، ثُمَّ قَتَلَهُ سَنَة سَبْعٍ، وَاسْتَوْزَرَ ابْنه عُمَر، وَوَلَّى قَضَاءهُ ابْن جَبَل الوهرَانِي، ثُمَّ عَبْد اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَالقِي، وَأَسَرَ يَحْيَى الصِّنْهَاجِيّ صَاحِب بِجَايَة، وَكَانَ هُوَ وَآبَاؤُه مِنْ بقايا نواب بني عبيد الرافضة، ثم

أحس إِلَى يَحْيَى، وَصَيَّرَهُ مِنْ قوَاده، وَكَانَ عَبْدُ المُؤْمِنِ مُؤثراً لأَهْل العِلْمِ، مُحِباً لَهُم، وَيُجزل صِلاَتِهِم، وَسُمِّيت المصَامُدَّة بِالمُوَحِّدِيْنَ لأَجْل خَوْض المَهْدِيّ بِهِم فِي علم الاعْتِقَاد وَالكَلاَمِ. وَكَانَ عَبْدُ المُؤْمِنِ رَزِيناً وَقُوْراً، كَامِل السُّؤْدُد، سَرِيّاً، عَالِي الهِمَّة، خليقاً لِلإِمَارَة، وَاختلت أَحْوَال الأَنْدَلُس، وَتَخَاذل المُرَابِطُوْنَ، وَآثرُوا الرَّاحَة، وَاجترَأَ عَلَيْهِم الفِرَنْجُ، وَانْفَرَدَ كل قائد بمدينة، وهاجت عليهم الفِرَنْجُ، وَطَمِعُوا، فَجَهَّزَ عَبْد المُؤْمِنِ عُمَر إِينتِي، فَدَخَلَ إِلَى الأَنْدَلُسِ، فَأَخَذَ الجَزِيْرَة الخَضْرَاء، ثُمَّ رُندَة، ثُمَّ إِشْبِيْلِيَة وَقُرْطُبَة وَغَرْنَاطَة، ثُمَّ سَارَ عَبْد المُؤْمِنِ بِجُيُوْشه، وَعدَى البَحْر مِنْ زقَاق سَبْتَة، فَنَزَلَ جبل طَارِق، وَسَمَّاهُ جبل الفَتْحِ، فَأَقَامَ أَشْهُراً، وَبَنَى هُنَاكَ قُصُوْراً وَمدينَة، وَوَفَدَ إِلَيْهِ كُبَرَاء الأَنْدَلُس، وَقَامَ بَعْض الشُّعَرَاء مُنشداً: مَا لِلْعدَى جنّةٌ أَوقَى مِنَ الهَرَبِ ... أَيْنَ المفرُّ وَخيل الله فِي الطَّلَبِ وَأَيْنَ يَذْهَب مَنْ فِي رَأْس شاهقةٍ ... وَقَدْ رَمَتْهُ سِهَام الله بِالشُّهب حَدِّثْ عَنِ الرُّوْم فِي أَقطَار أندلسٍ ... وَالبَحْرُ قَدْ ملأَ البَرَّيْنِ بِالعرب فَأُعْجَب بِهَا عَبْد المُؤْمِنِ، وَقَالَ: بِمِثْلِ هَذَا يُمدح الخُلَفَاء. ثُمَّ أَمَّر عَلَى إِشْبِيْلِيَة وَلده يُوْسُف، وَعَلَى قُرْطُبَة أَبَا حَفْصٍ عُمَر أَينتِي، وَعَلَى غَرْنَاطَة عُثْمَانَ وَلَدَه، وَقرر بِالأَنْدَلُسِ جَيْشاً كثيفاً مِنَ المصَامدَة وَالعرب وَقبَائِل بنِي هِلاَل، وَكَانَ قَدْ حَارَبَهُم مُدَّة، وَظَفِرَ بِهِم، وَأَذلهُم، ثُمَّ كَاتَبَهُم وَلاَطفهُم، فَخدمُوا مَعَهُ، وَخلعَ عَلَيْهِم، وَكَانَ دُخُوْله إِلَى الأَنْدَلُسِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَمِمَّا لاَطف بِهِ العربَ وَاسْتمَالَهُم قصيدَةٌ لَهُ وَهِيَ: أَقيمُوا إِلَى العليَاءِ هُوْجَ الرَّوَاحِلِ ... وَقُودُوا إِلَى الهيجَاءِ جُرْدَ الصَّوَاهلِ وَقُومُوا لِنَصْرِ الدِّيْنِ قَوْمَةَ ثائرٍ ... وَشُدُّوا عَلَى الأَعْدَاءِ شَدَّةَ صَائِلِ فَمَا العِزُّ إلَّا ظَهرُ أَجردَ سابحٍ ... وَأَبيضُ مأثورٌ وليس بسائل بنِي الْعم مِنْ عَليَا هِلاَل بن عامرٍ ... وَمَا جَمَعتْ مِنْ باسلٍ وَابْنِ باسلِ تَعَالَوا فَقَدْ شُدت إِلَى الغَزْو نيّةٌ ... عواقبُهَا منصورةٌ بِالأَوَائِل هِيَ الغَزْوَة الغرَاء وَالموعدُ الَّذِي ... تَنَجَّزَ مِنْ بَعْدِ المدَى المتطَاولِ بِهَا نَفتح الدُّنْيَا بِهَا نبلغُ المنَى ... بِهَا نُنْصِف التّحقيقَ مِنْ كُلِّ بَاطِلِ فَلاَ تَتَوَانَوْا فَالبِدَارُ غنيمةٌ ... وَللمُدلِجِ السَّارِي صفَاءُ المنَاهلِ قَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ المَرَّاكُشِيُّ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَن عَبْد المُؤْمِنِ لَمَّا نَزل سَلاَ -وَهِيَ عَلَى

البَحْر الْمُحِيط يَنْصبُّ إِلَيْهَا نَهْر عَظِيْم، وَيَمرّ فِي البَحْر عَبَرَ النَّهْرَ، وَضُربت لَهُ خيمَة، وَجَعَلت جُيُوْشه تَعبر قَبيلَةً قبيلَةً، فَخر سَاجِداً، ثُمَّ رفع وَقَدْ بَلَّ الدمعُ لِحْيتَهُ، فَقَالَ: أَعْرف ثَلاَثَة وَرَدُوا هَذِهِ المَدِيْنَة، لاَ شَيْء لَهُم إلَّا رَغِيْفٌ وَاحِد، فَرَامُوا عُبُور هَذَا النَّهْر، فَبذلُوا الرَّغِيْف لِصَاحِب القَاربِ عَلَى أَنْ يعدي بهم، فقال: لا آخذه إلَّا عن اثْنَيْنِ، فَقَالَ أَحَدهُم وَكَانَ شَابّاً: تَأَخُذُ ثِيَابِي وَأَنَا أَسبح، فَفَعَل، فَكَانَ الشَّابّ كُلَّمَا أَعيَا، دنَا مِنَ القَاربِ، وَوَضَعَ يَده عَلَيْهِ يَسْتَرِيحُ، فَيَضرِبُه بِالمِجذَافِ، فَمَا عَدَّى إلَّا بَعْد جُهدٍ. فما شك السماعون أَنَّهُ هُوَ السَّابِحُ، وَالآخرَانِ ابْن تُوْمَرْت، وَعَبْد الوَاحِدِ الشَّرْقِيّ. قَالَ: ثُمَّ نَزل عَبْد المُؤْمِنِ مَرَّاكُش، وَأَقْبَلَ عَلَى البنَاء وَالغرَاس وَتَرْتِيْب ملكه، وَبسط العَدْل، وَبَقِيَ ابْنه عَبْد اللهِ بِبجَايَة يشن الغارات على نَوَاحِي إِفْرِيْقِيَةَ، وَضَايقَ تُوْنُس، ثُمَّ حَاصرهَا مُدَّة، وَأَفسد مِيَاههَا، وَقطع أَشجَارهَا، وَبِهَا ابْن خُرَاسَان نَائِب صَاحِب صَقِلِّيَّة لُوجَار بن الدوقَة الرُّوْمِيِّ، فَطَالَ عَلَى ابْنِ خُرَاسَان الحصَار، فَبَرَزَ، وَالتَقَى المُوَحِّدِيْن، فَهَزمهُم، وَقَتَلَ خلقاً مِنْهُم، فَبَعَثَ عَبْدُ اللهِ يَسْتَمد أَبَاهُ، فَتَهَيَّأَ فِي سَنَةِ553 لِتُونس، وَأَقْبَلَ فِي جُيُوْشه حَتَّى نَازَلَهَا، فَأَخَذَهَا عَنْوَة، وَانْتَقَلَ إِلَى المهديَة وَهِيَ لِلنَّصَارَى لَكِن رعيَّتهَا مُسْلِمُوْنَ، فَطَالَ الحصَار لحصَانتهَا، يُقَالَ: عَرضُ سُورِهَا مَمَرُّ سِتَّة أَفرَاس، وَأَكْثَرهَا فِي البَحْر، فَكَانَتِ النّجدَات تَأْتِيهَا مِنْ صَقِلِّيَّة. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: نَازل عَبْد المُؤْمِنَ المهديَة، فَبَرَزَ شجعَان الفِرَنْج، فَنَالُوا مِنْ عَسْكَره، فَأَمر بِبنَاء سور عَلَيْهِم، وَصَابرهَا، وَأَخَذَ سَفَاقِس وَطَرَابُلُس وَقَابِسَ، وَجَرَتْ أُمُوْرٌ وَحُرُوْب يَطول شرحُهَا، وَجَهَّزَ مَنِ افْتَتَحَ تَوْزَرَ وَبِلاَدَ الجرِيْدِ، وَطرد عَنْهَا الفِرَنْج، وَطهر إِفْرِيْقِيَة مِنَ الكُفْر، وَتَكمَّل لَهُ ملك المَغْرِب مِنْ طَرَابُلُس إِلَى السوس الأَقْصَى وَأَكْثَر مَمْلَكَة الأَنْدَلُس، وَلَوْ قصد مِصْر لأَخَذَهَا، وَلَمَا صَعُبت عَلَيْهِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ مرَّ بِقَريتِهِ ليصلَ بِهَا ذَوِي رَحِمِهِ، وَيزور قَبْر أُمّه، فَلَمَّا أَطل عَلَيْهَا وَجُيُوْشه قَدْ ملأَت الفضَاء، وَالرَّايَات وَالبنُوْدُ عَلَى رأسه، وضرب نحو من مائةي طَبْل، وَطُبولهُم كِبَارِ جِدّاً تُزعج الأَرْض، فَقَالَتْ عجوز منهم: هَكَذَا يَعُوْد الغَرِيْبُ إِلَى بَلَدِهِ?! وَصَاحَتْ بِذَلِكَ. وَلَمَّا دَخَلت سَنَة ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ أَمر الجَيْش بِالجهَاز لجِهَاد الرُّوْم، وَاسْتنفر النَّاس عَاماً، ثُمَّ سَارَ حَتَّى نَزَلَ بِسلاَ، فَمَرِضَ، وَجَاءهُ الأَجَلُ بِهَا فِي السَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَة، وَارتجَّت المَغْرِب لِمَوْتِهِ، وَكَانَ قَدْ جَعَلَ وَلِيّ عَهْدِهِ ابْنه مُحَمَّداً، وَكَانَ لاَ يَصلح لطيشه وَجُذَامٍ بِهِ وَلِشُرْبِه الخَمْر، فَتَمَلَّكَ أَيَّاماً، وَخَلَعُوْهُ، وَاتَّفَقُوا عَلَى تَوليَة أَخِيْهِ يُوْسُف بن عَبْدِ المُؤْمِنِ، فَبقِي فِي الْملك اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. وَخلَّف عَبْدُ المُؤْمِنِ سِتَّةَ عَشَرَ وَلداً ذَكَراً. قَالَ صَاحِب كِتَاب "الْجمع": وَقفت عَلَى كِتَاب كَتَبَهُ عَنْ عَبْدِ المُؤْمِنِ بَعْضُ كُتَّابِهِ: مِنَ الخَلِيْفَة المَعْصُوْم الرضِي الزَّكِيّ، الَّذِي بشر بِهِ النَّبِيّ العربِي، القَامع لِكُلِّ مُجَسِّمٍ غَوِي، النَّاصِرُ لِدِيْنِ اللهِ العلِي، أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عَبْد المُؤْمِنِ بن علي.

شهردار

5056- شهردار 1: ابن شِيْرَوَيْه بنُ شَهْردَارَ بنِ شِيْرَوَيْه بنِ فَنَّاخُسْره، الإمام العالم المحدث المفيد، أبو منصور بن الحَافِظِ المُؤَرِّخ أَبِي شُجَاع الدَّيْلَمِيّ الهَمَذَانِيّ، مِنْ ذُرِّيَّة الضَّحَّاك بن فَيْرُوْز الدَّيْلَمِيّ -رَضِيَ اللهُ عنه. أَجَازَ لَهُ عَامَ مَوْلِدِهِ بِاعْتنَاء وَالِدِهِ أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلَفٍ الشِّيْرَازِيّ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ المُقومِيّ سَنَة483. وَسَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا الفَتْح عَبْدُوْس بن عَبْدِ اللهِ، وَمكِيَّ بن عَلاَّنَ السَّلاَّر، وَحَمْد بن نَصْرٍ الأَعْمَش، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الدُّوْنِي، وَفَيْد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبَا بَكْرٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ زَنْجَوَيْه فَقِيْه زَنْجَان ذكر أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ مُسْنَد الإِمَام أَحْمَد فِي سَنَةِ خَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ الفَلاَّكِيّ، أَخْبَرَنَا القَطِيْعِيّ. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو مُسْلِمٍ أَحْمَدُ، وَأَبُو سَهْلٍ عَبْد السَّلاَمِ بن فَتْحَةَ السَّرْفُوْلِيّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الأَلقَاب لِلشيرَازِي، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ وَقَالَ: كَانَ حَافِظاً عَارِفاً بِالحَدِيْثِ، فَهماً، عَارِفاً بِالأَدب، ظرِيفاً خفِيفاً، لاَزِماً مَسْجده، متبعاً أَثر وَالِده فِي الحَدِيْثِ وَالسَّماع وَالطلب، رَحل مَعَ أَبِيْهِ سَنَة خَمْسٍ وَخَمْسِ مائَةٍ إِلَى أَصْبَهَانَ، كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ يَجْمَع أَسَانِيْد كِتَابِ الفِرْدَوْس لِوَالِده، وَرتب ذَلِكَ تَرْتِيْباً حسناً عَجِيْباً، ثُمَّ رَأَيْت الكِتَابَ بِمَرْوَ سَنَة سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ فِي ثَلاَث مُجَلَّدَاتٍ ضَخْمَة وَقَدْ فَرغ مِنْهُ، وَهذَّبه، وَنقحه. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحِيْمِ الحَاجِيّ: تُوُفِّيَ شَهْرَدَار فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلاَّم بن فتحَة سَنَة ثَمَان عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَة حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ شَهْرَدَار بن شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِيّ سَنَة554، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ البَيّع، أَخْبَرَنَا حُمَيْد بن مأمون، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشيرَازِيّ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ هُوَ عَبْدُ اللهِ ابن مُحَمَّدِ بنِ مَحْبُور التَّمِيْمِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ هُوَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ ابن مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مالك، عن أبي الزناد، عن

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 182".

الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَمَّا قَضَى اللهُ الخَلْقَ، كَتَبَ كِتَاباً، فَهُوَ عِنْدَهُ عَلَى عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي" 1. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ شُعَيْبِ بنِ شُعَيْبِ بنِ إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ. وَفِيْهَا مَاتَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ قُدَامَة الزَّاهِد وَالِدُ الشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ، وَسَلاَمَة بن أَحْمَدَ بنِ الصَّدْر، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي الحَسَنِ الدَّارَانِيّ بِدِمَشْقَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زَيْدِ بنِ الفَضْلِ الوَرَّاق، وَعَبْد المُؤْمِنِ صَاحِب المَغْرِب، وَكمَال بِنْت المُحَدِّثِ عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَصَاحِب الإِنشَاء سَدِيد الدَّوْلَة مُحَمَّد بن عَبْدِ الكَرِيْمِ ابْنُ الأَنْبَارِيّ عَنْ نَيِّف وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَهِبَة اللهِ بن الفَضْلِ بنِ القَطَّان المَتُّوْثِيّ، أَحَد الشُّعَرَاء، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَشيخ الشافعية باليمن أبو الخير يحيى ابن سَالِمٍ العِمْرَانِيّ صَاحِب كِتَاب "البَيَانِ فِي المَذْهَب".

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 242"، والبخاري "3194"، ومسلم "2751"، من حديث أبي هريرة، به.

الباغبان

5057- الباغبان 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ الثِّقَةُ الكَبِيْرُ، أَبُو الخَيْرِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ عُمَرَ بنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ إِسْحَاقَ بنِ سندَارَ، الأَصْبَهَانِيُّ المُقَدِّرُ المُهَنْدِسُ المُؤَذِّنُ الصُّوْفِيُّ، شُهِرَ بِالبَاغْبَانِ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسِتِّيْنَ وأربع مائة. وسمع أبا عمرو عبد الوهاب بن مَنْدَةَ، وَأَبَا عِيْسَى بن زِيَادٍ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ مَاجَه، وَالمُطَهَّر البُزَانِيّ، وَأَبَا الطَّيِّبِ محمد بن أحمد بن سلى صَاحِب أَبِي عَلِيٍّ بنِ البَغْدَادِيّ، وَالعَلاَّمَة أَبَا نَصْرٍ بن الصَّبَّاغ فِي الرسليَة، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ بن شَكْرُوَيْه، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ السِّمْسَار، وَإِبْرَاهِيْم بن محمد القفال، وحكيم ابن مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِيْنِي سَمِعَ مِنْهُ مُسْنَد الشَّافِعِيّ، أَخْبَرَنَا جدي لأمي علي ابن مُحَمَّدٍ السَّقَّاء. وَحَدَّثَ بِحضرَة الحَافِظ أَبِي العَلاَءِ العَطَّار بِهَمَذَان وَبِأَصْبَهَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَجَامِعُ بن خمارتاش، ومحمد بن أحمد بن أَبِي الفَتْحِ النَّجَّار، وَمُحَمَّد بن مَكِّيّ الحَنْبَلِيّ، وَدَاوُد بن مَعْمَرٍ، وَعَبْدُ البَرِّ بنُ أَبِي العَلاَءِ، وَأَبُو الوَفَاءِ مَحْمُوْدُ بنُ مَنْدَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُعَلِّمُ، وَآخَرُوْنَ. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ كَرِيْمَةُ القُرَشِيَّةُ، وَعَجِيْبَةُ البَاقدَارِيَةُ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: هُوَ ثِقَةٌ صَحِيْحُ السَّمَاعِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحِيْمِ الحَاجِّي: مَاتَ فِي ثَانِيَ عَشَرَ شَوَّال سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ المُسْنِدُ أَبُو سَعْدٍ عَبْد الوَهَّابِ بن الحَسَنِ الكَرْمَانِيّ، وَعَلِيّ بن حَمْزَةَ بن إِسْمَاعِيْلَ المُوْسَوِيّ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو المَعَالِي عُمَر بن عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيّ الخَفَّاف، وَالحَافِظ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ الزَّاغُوْلِيّ بمرو.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 366"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 187".

الشيخ رسلان

5058- الشيخ رسلان 1: هُوَ الشَّيْخُ الزَّاهِدُ العَابِدُ، بَقِيَّة المَشَايِخ، رِسْلاَن بن يَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجَعْبَرِيّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيّ، النَّشَّارُ، مِنْ أَوْلاَد الأَجْنَاد الَّذِيْنَ بِقَلْعَةِ جعبر. صَحِبَ الشَّيْخ أَبَا عَامِرٍ المُؤَدِّب الَّذِي هُوَ مَدْفُوْن مَعَ الشَّيْخ رسلاَن فِي قُبَّتِهِ بِظَاهِرِ بَابِ تُوْمَا وَدُفِنَ عِنْدَهُمَا ثَالِثٌ وَهُوَ أَبُو المَجْدِ خَادم رسلاَن وَكَانَ أَبُو عَامِرٍ قَدْ صَحِبَ الشَّيْخ يَاسين تِلْمِيْذَ الشَّيْخ مَسْلَمَة. وَقِيْلَ: إِنَّ مَسْلَمَة الزَّاهِدَ صَحِبَ الشَّيْخَ عقيلاً، وَهُوَ صَحِبَ الشَّيْخَ عَلِيَّ بنَ عُلَيْمٍ صَاحِبَ أَبِي سَعِيْدٍ الخَرَّازِ. كَانَ نَشَّاراً فِي الخَشَب، فَقِيْلَ: بَقِيَ سِنِيْنَ يَأْخذُ أُجرته، وَيدفعهَا لِشيخه أَبِي عَامِرٍ، وَشيخه يُطعمه. وَقِيْلَ: بَلْ كَانَ يَقسم أُجرته، فَثلث يَتصدَّق بِهِ، وَثلث لقُوته، وَثلث لباقِي مصَالِحه. وَكَانَ يَتعبد بِمسجدٍ دَاخِلَ بَابِ تُوْمَا جَوَارَ بَيْتِهِ، ثُمَّ انْتقل إِلَى مَسْجِد درب الْحجر، فَأَقَامَ بِجِهَتِهِ الشَّرْقِيَّة، وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو البَيَانِ فِي جَانِبِهِ الغَرْبِيِّ، فَتعبَّدَا مُدَّة، وَصَحِبَ كُلاًّ مِنْهُمَا جَمَاعَةٌ، ثُمَّ خَرَجَ الشَّيْخ بِأَصْحَابِهِ، فَأَقَامَ بِمسجد خَالِد بن الوَلِيْدِ الَّذِي تجاه قبته، وعبد الله إلى أَن مَاتَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ أَوْ بَعْدَ ذَلِكَ. وَقَدْ سقت مِنْ أَخْبَاره فِي "تَارِيخنَا الكَبِيْر". وَكَانَ وَرِعاً قَانِتاً، صَاحِب أَحْوَال وَمَقَامَات، وَلَمْ تَبْلُغْنِي أَخْبَارُه كَمَا ينبغي، وما عملته كان له اشتغال في العلم.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 160".

أبو الحسين الزاهد

5059- أبو الحسين الزاهد 1: هُوَ الزَّاهِد القُدْوَة الوَلِيُّ، أَبُو الحُسَيْنِ بن أبي عبد الله بن حمزة المقدسي. أَلف الحَافِظ الضِّيَاء سيرَته فِي جُزْء، أَنْبَأَنِي بِهِ الشَّيْخ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الكَمَال وَغَيْرهُ بِسَمَاعِهِم مِنْهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي الإِمَام عَبْد اللهِ بن أَبِي الحَسَنِ الجُبَّائِيّ قَالَ: مَضَيْت إِلَى زِيَارَة أَبِي الحُسَيْنِ الزَّاهِد بِحَلَبَ، وَلَمْ تَكن نِيَّتِي صَادِقَة، فَقَالَ: إِذَا جِئْت إِلَى المَشَايِخ، فَلتكن نِيَّتُك صَادِقَة فِي الزِّيَارَة. سَأَلتُ خَالِي أَبَا عُمَرَ: هَلْ رَأَيْتَ أَبَا الحُسَيْنِ يَأْكُل شَيْئاً ? فَقَالَ: رَأَيْتهُ يَأْكُل خَرُّوباً يَمُصُّه وَيَرمِي بِهِ، وَرَأَيْتُهُ يَأْكُل بقلاً مصلوقاً. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ سِنَانَ بنَ مُشَيّعٍ الرَّقِّيّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ أَبَا الحُسَيْنِ المَقْدِسِيّ بِرَأْس عين فِي مَوْضِعٍ عُرْيَاناً قَدِ اتَّزر بقمِيْصه وَمَعَهُ حِمَار، وَالنَّاس قَدْ تَكَابُّوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: تَعَال: فَتقدمتُ، فَأَخَذَ بِيَدِي، وَقَالَ: نَتواخَى? قُلْتُ: مَا لِي طَاقَة. قَالَ: أَيش لَكَ فِي هَذَا؟ وَآخَانِي. وَقَالَ لوَاحِد مِنَ الجَمَاعَة: حِمَارِي يَحتَاج إِلَى رسن. فَقَالُوا: ثمنه أَرْبَعَةُ فُلوس. فَأَشَارَ إِلَى مَوْضِع فِي الْحَائِط، فإِني جزتُ هَا هُنَا، وخبأتُ ثَمَّ أَربع فُلُوس، اشتَرُوا لِي بِهَا حبلاً. ثُمَّ قَالَ: أُرِيْد أَنْ تَشترِي لِي بدِيْنَار سمكاً. قُلْتُ: كرَامَة، وَمِنْ أَيْنَ لَكَ ذهب? قَالَ: بَلَى مَعِي ذهب كَثِيْر. قُلْتُ: الذّهب يَكُوْن أَحْمَر. قَالَ: أَبصِرْ تَحْتَ الْحَشِيش. فَأَخَذتُ الْحَشِيش، فَخَرَجَ دِيْنَار، فَاشْتَرَيْت لَهُ بِهِ سَمكاً، فَنظفه، وَشوَاهُ، ثُمَّ قَلاَهُ، ثُمَّ أَخرج مِنْهُ الْجلد وَالعِظَام، وَجَعَله أَقرَاصاً، وَجففه، وَتركه فِي جِرَابه، وَمَضَى وَلَهُ سنُوْنَ مَا أَكل الْخبز. وَكَانَ يَسكن جبالَ الشَّام، وَيَأْكُل البَلُّوْط وَالخرنوب. قَالَ الضِّيَاء: قَرَأْت بِخَطِّ يُوْسُف بن مُحَمَّدِ بنِ مُقَلّد الدِّمَشْقِيّ أَنَّهُ سمع مِنَ الشَّيْخ أَبِي الحُسَيْنِ أَبيَاتاً، ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ عَظِيْمَ الشَّأْن، يَقعد خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً لاَ يَأْكُل سِوَى أَكلَةٍ، وَيَتقوت مِنَ الخَرُّوبِ البري، ويجفف السمك، وحدثني يوسف بن الشَّيْخِ أَبِي الحُسَيْنِ أَنَّ الشَّيْخ اسْتفَّ مِنْ صُرَّةٍ، فَرَآهُ رَجُل، فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفَّ مِنْهُ، فَإِذَا هُوَ مُرٌّ، فَلَمَّا جَاءَ الشَّيْخ، قَالَ: يَا سَيِّدِي، مَا فِي الصُرَّةِ? فَنَاوله مِنْهَا كفًا، فإذا هو سكر وقلب لوز.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1313"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 152".

وَأَخْبَرَنَا أَبُو المُظَفَّرِ السَّمْعَانِيّ عَنْ أَبِيْهِ: سَمِعْتُ عَبْدَ الوَاحِدِ بنَ عَبْدِ المَلِكِ الزَّاهِد بِالكَرَجِ، سَمِعْتُ أَبَا الحُسَيْنِ المَقْدِسِيّ وَكَانَ صَاحِبَ آيَاتٍ وَكَرَامَاتٍ عَجِيْبَةٍ، وَكَانَ طَاف الدُّنْيَا يَقُوْلُ: رَأَيْتُ أَعْجَمِياً بِخُرَاسَانَ يَعظُ، اسْمُهُ يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو تَمَّامٍ حَمْدُ بنُ تركِي بن ماضي قال: حدثني جدي قال: كان بِعَسْقَلاَنَ فِي يَوْم عِيدٍ، فَجَاءَ أَبُو الحُسَيْنِ الزَّاهِد إِلَى امْرَأَة مَعَهَا خُبْزٌ سُخْن، فَقَالَ: تَشتهِي لِزَوْجِك مِنْ هَذَا الْخبز وَكَانَ فِي الحَجّ فَنَاولَتْه رَغِيْفَيْنِ، فَلفَّهمَا فِي مِئْزَر، وَمَضَى إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: خُذْ هَذَا مِنْ عِنْد أَهْلك. وَأَخْرَجَهُ سُخناً، وَرجع، فَرَأَوهُ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ وَبعَسْقَلاَن، وَجَاءَ الرَّجُل، وَقَالَ: أَمَا أَعْطيتَنِي الرَّغِيْفَيْنِ ? فَقَالَ: لاَ تَفْعَل، قَدِ اشتبهَ عَلَيْك. فَحَدَّثَنِي جَدِّي مَاضِي قَالَ: كَانَ أَبُو الحُسَيْنِ بِعَسْقَلاَنَ، فَوصَّوْا عَلَيْهِ البوَّابين لاَ تُخَلُّوْهُ يَخْرُج خَوْفاً مِنَ الفِرَنْجِ، فَجَاءَ وَعَدَا وَقمِيْصُه فِي فَمِهِ، فَإِذَا هُوَ فِي جبلِ لُبْنَانَ، فَقَالَ لِنَفْسِهِ: وَيْلَكِ وَأَنْتِ مِمَّنْ بلغَ هَذِهِ الرُّتبَة?! وَعَنْ مَسْعُوْدٍ اليَمَنِيّ: قَالَتِ الفِرَنْج: لَوْ أَنَّ فِيْكُم آخر مثل أبي الحسين لاَتَّبَعْنَاكُم عَلَى دينكُم، مَرُّوا يَوْماً، فَرَأَوهُ رَاكِباً عَلَى سَبُعٍ وَفِي يَدِهِ حَيَّة، فَلَمَّا رَآهُم، نَزل وَمَضَى. السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الوَاحِدِ بِالكَرَجِ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الكُفَّار يَقُوْلُوْنَ: الأُسُوْد وَالنُّمور كَأَنَّهَا نَعَمُ أَبِي الحُسَيْنِ. قَالَ الضِّيَاء: سَمِعْنَا لَهُ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ مَشْيِ الأَسَدِ مَعَهُ، وَقِيْلَ: عَمِلَ حَلاَوَةً مِنْ قُشُوْر الْبِطِّيخ، فَغرف حَلاَوَةً مِنْ أَحْسَن الحَلاَوَة. وَحَدَّثَنِي عَنْهُ المُحْسِنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الشَّيْخِ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: كَانَ وَالِدِي يَعملُ لَنَا الحَلاَوَةَ مِنْ قُشُوْر الْبِطِّيخ، وَيَسُوْطهَا بِيَدِهِ، فَعملْنَا بَعْدَهُ، فَلَمْ تَنعمل، فَقَالَتْ أُمِّي: بقيت تُعْوِزُ المِغْرفَة. حَدَّثَنِي خَالِي أَبُو عُمَرَ قَالَ: كَانَ أَبُو الحُسَيْنِ يَجِيْء إِلَيْنَا، وَكَانَ يَقطع الْبِطِّيخ وَيطبخه، وَاسْتعَار مِنِّي سكِّيناً، فَجرحَتْهُ، فَقَالَ: مَا سكِّينُك إلَّا حَمْقَى. وَعَنِ امْرَأَةٍ: أَنَّ أَبَا الحُسَيْنِ دَخَلَ تَنُّوراً، وَخَرَجَ مِنْهُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الإِمَامُ بِمَرْدَا، حَدَّثَنَا أَبُو يُوْسُفَ حسن قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي الحُسَيْنِ الزَّاهِد، فَقَالَ لِنَاسٍ: أَعْطُونِي مِنْ نَارِكُم، فَمَلَؤُوا لَهُ قطعَة جرَّة، فَقَالَ: صُبُّوْهَا فِي مِلْحَفَتِي. فَصَبُّوْهَا فِي مِلْحَفَتِهِ، فَأَخَذَهَا وَمَضَى. وَقِيْلَ: إِنَّهُ رش مَاء عَلَى زَمِنَةٍ، فَمشت. سَمِعْتُ خَالِي مُوَفَّق الدِّيْنِ يَقُوْلُ: حُكِي أَنَّ أَبَا الحُسَيْنِ أَرَادَ لِصٌّ أَنْ يَأْخذ حِمَاره، قَالَ: فَيبست يَدُه، فَلَمَّا أَبعد عَنْهُ، عَادت. قَالَ الضِّيَاءُ: وَبَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُلبس سرَاويله حِمَارَه، وَيَقُوْلُ: نُوَارِي عَوْرَتَه. فَيَضْحَك النَّاس. وَقِيْلَ: كَانَ إِذَا عُرف بِمَكَان سَافر، وَقَبْره يُزَار بِظَاهِر حلب. مَاتَ -ظَنّاً: سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: أَعْطت زَوْجَةُ سُلْطَان حلب لزَوْجَة أَبِي الحُسَيْنِ شقَّةَ حَرِيْرٍ، فَعملهَا سرَاويلَ لحمَارِه. وَرَأَى حَمَّالاً قَدْ رَمَى قَفَصَ فَخَّار، فَتطحَّن، فَجمعه لَهُ، وَجَاءَ مَعَهُ إِلَى الفاخورة، فحطه، فوجده صحاحًا.

مسعود

5060- مسعود 1: السُّلْطَان الكَبِيْر، غِيَاث الدِّيْنِ، أَبُو الفَتْحِ، مَسْعُوْدُ بن السُّلْطَانِ مُحَمَّدٍ ابْنِ السُّلْطَانِ مَلِكْشَاه السَّلْجُوْقِيُّ. نشَأَ بِالمَوْصِل مَعَ أَتَابَك مَوْدُوْد، وَرباهُ، ثُمَّ مَعَ آقْسُنْقُر البرسقِي، ثُمَّ مَعَ خُوش بِك صَاحِب الموصل، فلما مات والده، حسن له خوشبك الخُرُوج عَلَى أَخِيْهِ مَحْمُوْد، فَالتقيَا، فَانْكَسَرَ مَسْعُوْد، ثُمَّ تَنقَّلَت بِهِ الأَحْوَال، وَاسْتقلَّ بِالسلطنَة فِي سَنَةِ528، وَقَدِمَ بَغْدَادَ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ عَادِلاً لَيِّناً، كَبِيْرَ النَّفْس، فَرَّق مَمْلَكته عَلَى أَصْحَابه، وَمَا نَاوَأَهُ أَحَد إلَّا وَظَفِرَ بِهِ، وَقَتَلَ خلقاً مِنْ كِبَارِ الأُمَرَاء وَالخَلِيفَتَيْنِ الرَّاشد وَالمُسْترشد، لأَنَّه وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المُسْترشد لاستطَالَة نوَاب مَسْعُوْد عَلَى العِرَاقِ، وَعَارضُوا الخَلِيْفَة فِي أَملاَكه، فَبَرَزَ لِحَرْبِهِ، فَجَيْش مَسْعُوْد بِهَمَذَان، فَالتقيَا، فَانْكَسَرَ جَيْش المُسْترشد، وَأُسِرَ فِي عِدَّة مِنْ أُمَرَائِهِ، وَطَافَ بِهِم مَسْعُوْد بِأَذْرَبِيْجَان، وَقُتِلَ الخَلِيْفَة بِمرَاغَة، وَأَقْبَلَ مَسْعُوْد عَلَى اللَّذَات وَالبطَالَة، وَحَدَّثَ له علة الغثيان مدة، وجرت بينه وبني عَمّه سَنْجَر منَازعَة، ثُمَّ تَصَالَحَا. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: كَانَ كَثِيْرَ المزَاح، حَسَنَ الْخلق، كَرِيْماً، عَفِيْفاً عَنْ أَمْوَال الرَّعِيَّةِ، مِنْ أَحْسَن السَّلاَطِيْن سيرَة، وَأَليَنِهِم عرِيكَة. قُلْتُ: أَبطل مُكوساً وَمظَالِم كَثِيْرَة، وَعدل، وَاتَّسَع ملكه، وَكَانَ يَمِيْل إِلَى العلماء والصالحين، ويتواضع لهم.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 231"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 720"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 303"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 145".

قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ، أَخْبَرَنَا السُّلْطَان مَسْعُوْد، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ قَاضِي المَرَسْتَان، أَخْبَرَنَا البَرْمَكِيّ بِحَدِيْث مِنْ "جُزْءِ الأَنْصَارِيِّ". قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ بَطَلاً شُجَاعاً، ذَا رَأْي وَشَهَامَة، تلِيق بِهِ السّلطنَة، سَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَة، مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: نُقل إِلَى أَصْبَهَانَ، فَدُفِنَ بِهَا، وَعَاشَ خَمْساً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ قَدْ أَحَبّ خَاص بَك التركمَانِي، فرقاه، وقدمه على جميع قواده، وَكثرت أَمْوَاله، فَلَمَّا مَاتَ السُّلْطَان، قَالَ خَاص بَك لوَلَده مَلِكْشَاه: سَأَقبض عَلَيْك صُوْرَة، وَأَطلب أَخَاك مُحَمَّداً لأُملكه، فَإِذَا جَاءَ أَمسكنَاهُ، وَتستقل أَنْتَ. قَالَ: فَافْعَلْ. فَمَا نَفق خُبثه عَلَى مُحَمَّدٍ، وَجَاءَ إِلَى هَمَذَان، فَبَادر العَسْكَر إِلَيْهِ، فَقَالَ: كَلاَمكُم مَعَ خَاص بَك فَهُوَ الوَالِد، فَوَصَلَ هَذَا القَوْل إِلَى خَاص بَك، فَاطِمَأَنَّ، وَتلقَاهُ، وَقَدَّمَ لَهُ تُحَفاً، ثُمَّ قُتِلَ خَاص بِك، وَخلَّف أَمْوَالاً جَزِيْلَة مِنْ بَعْضهَا سَبْعُوْنَ أَلفَ ثَوْبِ أَطلس. قَالَ المُؤَيَّد: بَدرهُ السُّلْطَان مُحَمَّد ثَانِي يَوْم مِنْ قُدومه، وَقَتَلَه، وَقَتَلَ معه آخر.

الخجندي

5061- الخجندي 1: العَلاَّمَةُ الأَكملُ، صَدْرُ الدِّيْنِ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتٍ الخُجَنْدِيُّ، ثُمَّ الأَصْبَهَانِيُّ الشَّافِعِيُّ. سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ الحَدَّادَ وَغَيْرهُ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ صدر العِرَاق عَلَى الإِطلاَق، إِمَاماً فَحلاً، مُنَاظراً، مليح الْوَعْظ، جَوَاداً مَهِيْباً، كَانَ السُّلْطَان مَحْمُوْد يَصدر عَنْ رأيه، وَكَانَ بِالوُزَرَاء أَشْبَه مِنْهُ بِالعُلَمَاء، وَكَانَ يَرْوِي الحَدِيْث عَلَى المِنْبَرِ مِنْ حِفْظِهِ. وَقَالَ ابْنُ الجوزي: قدم وولي التدريس النِّظَامِيَّة، حضَرتُ مُنَاظرته. وَهُوَ يَتَكَلَّم بكَلِمَات مَعْدُوْدَة كَأَنَّهَا الدُّرّ، وَوعظ بِجَامِع القَصْر، وَمَا كَانَ يَندَار فِي الْوَعْظ، وَكَانَ مَهِيْباً، وَحَوْلَهُ السُّيوف. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: ذهب إِلَى أَصْبَهَانَ، فَنَزَلَ قَرْيَة بِقُرْبِ هَمَذَان، فَنَام فِي عَافِيَة، وَأَصْبَح مَيتاً فِي شَوَّالٍ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: جرت لِمَوْتِهِ فِتْنَة قُتلَ فيها خلق أصبهان.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 268"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 163".

ابن المتوكل، ابن القلانسي

ابن المتوكل، ابن القلانسي: 5062- ابن المتوكل 1: الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ ابْنِ المُتَوَكِّل عَلَى اللهِ، الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ. سَمِعَ أَبَا غَالِب البَاقِلاَّنِي، وَعَلِيّ بن مُحَمَّدٍ العَلاَّف، وَجَمَاعَة. رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَعَبْد المُغِيْث بن زُهَيْرٍ، وَأَبُو المُنَجَّا ابْن اللَّتِّيِّ. وَكَانَ يُلَقَّبُ بهَاء الشَّرَف. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: لَهُ معرفة بالأدب والشعر، وكان صالحًا. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: لَهُ كِتَاب سُرعَة الجَوَابِ أَتَى فِيْهِ بِكُلِّ مَلِيْحٍ. وَقِيْلَ: جَمَعَ "سيرَة" لِلمُقْتَفِي. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5063- ابن القلانسي 2: الصَّاحبُ العَمِيدُ، أَبُو يَعْلَى، حَمْزَةُ بنُ أَسَدِ بنِ عَلِيٍّ، التَّمِيْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ ابْنُ القَلاَنسِيِّ الكَاتِبُ، صَاحِبُ "التَّارِيْخِ". رَوَى عَنْ: سَهْلِ بنِ بِشْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِي، وَحَامِد بن يُوْسُفَ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ كَاتِباً أَدِيْباً، تَولَى رِئَاسَة دِمَشْق مرَّتين، وَكَانَ يَكتب لَهُ فِي سَمَاعه أَبُو العَلاَءِ المُسَلَّمُ، فَذَكَر هُوَ أَنَّهُ هُوَ، وَأَنَّهُ كَانَ كَذَلِكَ يُسَمَّى، صَنّف "تَارِيخاً" لِلْحوَادث، تُوُفِّيَ فِي ربيع الأول سنة خمس وخمسين وخمس مائة. قُلْتُ: نَيَّفَ عَلَى الثَّمَانِيْنَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ أَبُو القاسم بن صصرى، وَمُكْرَم بن أَبِي الصَّقْرِ، وَجَمَاعَة. وَكَانَ مُتَمَيزاً فِي الكِتَابَتَينِ الإِنشَاء وَالِدِّيْوَان، وَحُمدت وِلاَيته، وَفِي عقبه رؤساء وعلماء.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 280"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 171". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 332"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 174" ووقع عنده [حمزة بن راشد] بدل [حمزة بن أسد] .

صاحب عزنة، الكرخي

صاحب عزنة، الكرخي: 5064- صاحب غزنة 1: السلطان خسروشاه بن السلطان بهرام شاه بن السلطان مسعود بن إبراهيم بن مسعود بن فَاتِح الهِنْد السُّلْطَانِ مَحْمُوْدِ بنِ سُبُكْتِكِيْنَ. تَمَلَّك بَعْد أَبِيْهِ تِسْعَة أَعْوَام. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: كَانَ عَادِلاً، حَسَن السِّيْرَةِ، مُحِبّاً لِلْخير، مُقرِّباً لِلْعُلَمَاء، رَاجِعاً إِلَى قَوْلِهِم، تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْس مائَة، وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنه السُّلْطَان مَلِكْشَاه، فَقصدهُ ملك الغُوْر عَلاَء الدِّيْنِ، وَحَاصَرَ غَزْنَة، فَنَزَلَ عَلَيْهِم ثَلج كَثِيْر، فَترحَّلُوا. قَالَ المُؤَيَّد: صَاهَرَ الأَمِيْر مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الغُوْرِيُّ لِلسُّلْطَانِ بَهْرَامَ شَاه بنِ مَسْعُوْدٍ، فَاسْتوحش السُّلْطَان مِنْ مُحَمَّد، فَأَمسكه، ثُمَّ ذَبَحَهُ، فَحشد أَخُوْهُ سورِي وَأَقْبَلَ، فَالتَقَوا، فَأَسره بَهْرَامَ شَاه، فَقَتَلَهُ أَيْضاً، فَأَقْبَل أَخُوْهُمَا الْملك عَلاَء الدِّيْنِ حُسَيْن بن حُسَيْنٍ، وَهَزَمَ بَهْرَامَ شَاه، واستولى عَلَى غَزْنَةَ، وَاسْتنَاب عَلَيْهَا أَخَاهُ سَيْف الدِّيْنِ سَامَ بن الحُسَيْنِ، ثُمَّ التَقَى بَهْرَامَ شَاه هُوَ وَسَام، فَقُتلَ سَام، وَتَمَكَّنَ بَهْرَامَ شَاه إِلَى أَنْ مَاتَ، وَتَملَّكَ خُسرو، فَقَصَدهُ ملك الغُوْر عَلاَء الدِّيْنِ الْملك المُعَظَّم، فَهَرَبَ خُسرو إِلَى نهَاور، وَتَملَّك عَلاَءُ الدِّيْنِ حُسَيْن غَزْنَةَ، وَنَهَبَهَا، وَدَانَتْ لَهُ الأُمَمُ، وَاسْتَعْمَلَ وَلَدَي أَخِيْهِ غِيَاثَ الدِّيْنِ وَشِهَابَ الدِّيْنِ ابْنَيْ سَامَ اللَّذَيْنِ تَمكنَا وَتَملَّكَا، فَحَاربا عمهُمَا، فَهَزمَاهُ، وَقهرَاهُ، وَأَسرَاهُ، لَكِن أَكرمَاهُ، وَأَعَادَاهُ إِلَى مَمْلَكته، وَوقفَا فِي خِدْمَته، فَزوَّجَهُمَا بِابْنَتَيْهِ، وَجَعَلَهُمَا وَلِيَّي عَهْده، وَدَام ذَلِكَ إِلَى أَنْ مَاتَ هُوَ سَنَة سِتٍّ وخمسين وخمس مائة. 5065- الكرخي 2: القَاضِي العَلاَّمَةُ، أَبُو طَاهِرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ الكَرْخِيِّ. حَدَّثَ عَنْ: النِّعَالِيِّ، وَالحُسَيْنِ بنِ البُسْرِيِّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الأَخْضَرِ، وَغَيْرُهُ. وَوَلِيَ القَضَاءَ بِبَابِ الأَزجِ وَبِوَاسِطَ. تَفَقَّه بِإِلْكِيَا الهَرَّاسِيّ، وَالشَّاشِيّ، وَشَهِدَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ الدَّامَغَانِيِّ. وَلَهُ فَضَائِلُ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بَعْدَ عِلَّةٍ طَوِيْلَةٍ وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سنة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "5/ 333"، وشذرات الذهب "4/ 175". 2 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 292"، وتبصير المنتبه "3/ ص 1210".

ابن المادح، ابن كروس

ابن المادح، ابن كروس: 5066- ابن المادح 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ الصَّدُوْقُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، مُحَمَّدُ بنُ أحمد بن عبد الكريم ابن مُحَمَّدِ بنِ المَادِحِ التَّمِيْمِيُّ البَغْدَادِيُّ. شيخ مُعَمَّر، عِنْدَهُ نَحْوٌ مِنْ سِتَّة أَجزَاء عَالِيَةٍ. سَمِعَ: أَبَا نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ، وَأَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيّ، وَأَبَا الغَنَائِم بن أَبِي عُثْمَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّعَّار، وَأَحْمَد بن طَارِقٍ، وَعُمَر بن مُحَمَّدٍ الدِّيْنَوَرِيّ، وَأَحْمَد بن يَحْيَى بنِ هِبَةِ اللهِ، وَعَبْد الحَقّ بن المَقْرُوْنِ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن الغَزَّالِ، وَأَبُو الفُتُوْحِ نَصْر بن الحُصْرِيِّ، وَثَابِتُ بنُ مُشَرِّفٍ، وعلي بن برورنداز، وَعَبْد اللَّطِيْفِ بن عَبْدِ الوَهَّابِ الطَّبَرِيّ، وَمُحَمَّد ابن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي حَرْب النَّرْسِيّ. وَكَانَ أَبُوْهُ نَوَّاحاً، مدَّاحاً لِلصحَابَة بِالقصَائِد فِي الموَاسم بِصَوْت مُطربٍ. مَاتَ أَبُو مُحَمَّدٍ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو حَكِيْم إِبْرَاهِيْم بن دينار النهرواني الفقيه الزاهد، وأمير مِصْرَ الصَّالِح طلاَئِع بن رُزِّيْكٍ، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّابُوْنِيِّ، وَمقبل بن أَحْمَدَ بنِ الصَّدْر الحَنْبَلِيّ، وَصَاحِبُ مَا وَرَاء النَّهْر مَحْمُوْدُ خَاقَانَ بنُ مُحَمَّدٍ. 5067- ابْنُ كروس 2: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ المُسْنِدُ، أَبُو يَعْلَى، حَمْزَةُ بنُ أَحْمَدَ بنِ فَارِسِ بنِ المُنَجَّا بنِ كَرُّوْسٍ السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. مَوْلِده يَوْم الأَضحَى سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ "مُوَطَّأَ" يَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ مِنَ الفَقِيْه نَصْر بن إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ، وَسَمِعَ مِنْ مَكِّيّ بن عَبْدِ السَّلاَمِ الرُّمَيْلِيّ، وَسَهْل بن بِشْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِي. وَطَلَبَ فِي وَقت بِنَفْسِهِ، وَنسخ بِخَطِّهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنه القَاسِم، وَعُمَر بن عَلِيٍّ القُرَشِيّ، وَأَخُوْهُ عَبْدُ الوَهَّابِ، وَالقَاضِي عَبْد الرَّحْمَنِ بن سلطان، وأبو القاسم بن صَصْرَى، وَمُكْرَم بن أَبِي الصَّقْرِ، وَإِسْحَاق بن طَرْخَانَ الشَّاغُوْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَتَبْتُ عَنْهُ بَعْد مَا تَابَ، وَكَانَ شَيْخاً حسن السَّمْت، تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَة سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ نَاقَةَ الكُوْفِيّ المُحَدِّث، وَزُمُرُّذ خَاتُوْنَ أُمُّ شَمْس المُلُوْك صَاحِبَةُ الخَاتُونِيَّةِ الَّتِي عَلَى الشَّرَف، وَصَدَقَةُ بنُ وَزِيْرٍ الوَاسِطِيّ الوَاعِظ، وَالوَاعِظ عَبْد الرَّحْمَنِ المَعَرِيّ بِدِمَشْقَ، وَالشَّيْخ عَدِيّ بن مُسَافِرٍ الزَّاهِد، وَإِلْكِيَا الصَّبَّاحِيّ البَاطِنِي صَاحِبُ أَلموتَ، وَهِبَة الله الشلبي القصار صاحب أبي نصر الزينبي.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "5/ 361"، وشذرات الذهب "4/ 178" ووقع عنده [ابن المارح] بالراء المهملة بدل [ابن المادح] بالدال المهملة. 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 362"، وشذرات الذهب "4/ 178".

الشبلي

5068- الشبلي 1: الشيخ المسند، بقية المشايخ، خاتم من سمع من أبي نصر محمد ابن مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيِّ، أَبُو المُظَفَّرِ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الشِّبْلِيِّ البَغْدَادِيُّ القَصَّارُ الدقاق المؤذن. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: أَبِي الغَنَائِمِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ، وَطِرَادِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ بنِ المُجْلِي. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الجِيْلِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَاقدرَائِي، وَأَبُو العَلاَءِ العَطَّار، وَعَبْد المُغِيْثِ بن زُهَيْرٍ، وَأَحْمَد بنُ طَارِقٍ، وَأَبُو طَالِبٍ بنُ عَبْدِ السَّمِيْعِ، وَعَلِيّ بن أَبِي سَعْدٍ بنِ تُمَيْرَةَ، وَأَبُو الفُتُوْحِ بنُ الحُصْرِيِّ، وَزَيْد ابن يَحْيَى البَيِّعُ، وَظَفِرَ بن سَالِمٍ البَيْطَار، وَأُخْته يَاسمِينُ، وَالشَّيْخ شِهَاب الدِّيْنِ عُمَر السُّهْرَوَرْدِيّ، وَالنَّفِيْسُ بنُ كَرَمٍ، وَهِبَة اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ كَمَالٍ القَطَّانُ، وَعِدَّة. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ عَجِيْبَةُ البَاقدَارِيَة. تُوُفِّيَ فِي سَلْخِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَمِنْ غَرِيْب الاتِّفَاق أَنَّ فِيْهَا مَاتَ سَمِيُّه أَبُو بَكْرٍ هِبَة اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَفَّار بِبَغْدَادَ، سَمِعَ مِنْ رِزْق اللهِ التَّمِيْمِيّ، وأجاز لكريمة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 362"، وشذرات الذهب "4/ 181".

الموسوي، الزيادي

الموسوي، الزيادي: 5069- الموسوي 1: السَّيِّدُ العَالِمُ الزَّاهِدُ الصَّالِحُ، شَيْخ هَرَاة، أَبُو الحسن، علي بن حمزة ابن إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَمْزَةَ، الهَاشِمِيُّ العَلَوِيُّ المُوْسَوِيُّ الهَرَوِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّد بن عَلِيٍّ العُمَيْرِيّ، وَنَجِيْب بن مروان، وَأَبِي عَامِرٍ الأَزْدِيّ، وَصَاعِد بن سَيَّار، وَالحَافِظ عبد الله بن يوسف الجرجاني، وجماعة. وَخَرَّجَ الحَافِظُ أَبُو النَّضْرِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الفَامِي لَهُ "جُزْءاً" عَنْ مَشَايِخه. وَمِنْ مَرْوِيَّاته كِتَاب العَوَالِي لابْنِ عَدِيّ. وَسَمِعَ "جَامِع" أَبِي عِيْسَى مِنَ الأَزْدِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ وَوَلَده، وَعَبْد اللهِ بن عِيْسَى بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، وَحَفِيْده مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ بن عَلِيٍّ، وَحَفِيْده الآخر عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، وَيَحْيَى بن مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ، وَأَبُو رَوْحٍ عَبْد المُعِزِّ بن مُحَمَّدٍ البَزَّاز، وَآخَرُوْنَ. وَعَاشَ نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: عَلَوِي حَسَن السِّيْرَةِ، مَرضِي، جَمِيْل الظَّاهِر وَالبَاطِن، كَثِيْر العِبَادَة وَالخَيْر، يَتفقد الفُقَرَاء، وَيُرَاعِيْهِم، مُحْتَرم عِنْد أَهْل بَلَده، مَاتَ سَنَةَ تسع وخمسين وخمس مائة. 5070- الزيادي: الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ البغوي المقرىء الصُّوْفِيُّ، بَقِيَّةُ الكِبَارِ. سَمِعَ جَامِع أَبِي عِيْسَى مِنْ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي صَالِحٍ الدَّبَّاس فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. ذَكَرَهُ ابْن نُقْطَة وَأَنَّهُ تُوُفِّيَ بِهَرَاةَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائة، فلو أنه كان بِبَغْدَادَ لَبَقِي أَصْحَابه إِلَى بَعْد الأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائة. عاش أكثر من تسعين سنة.

_ 1 ترجمته في شذرات لابن العماد "4/ 187".

أبو حكيم، الزيات

أبو حكيم، الزيات: 5071- أبو حكيم 1: العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ، أَبُو حَكِيْمٍ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ دِيْنَارٍ النُّهْرُوَانِيُّ الحَنْبَلِيُّ، أَحَدُ أَئِمَّةِ بَغْدَادَ. إِمَام زَاهِد وَرع خَيِّرٌ حَلِيْمٌ، إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي عِلمِ الفَرَائِضِ. أَنشَأَ بِبَابِ الأَزجِ مَدْرَسَةً، وَانقطع بِهَا يَتعبَّدُ. وَكَانَ يُؤثر الخُمُوْل وَالقُنوع، وَيَقتَاتُ مِنَ الخياطة، فيأخذ على القميص حبتين فقط، ولد جهد جَمَاعَةٌ فِي إِغضَابِهِ، فَعَجَزُوا، وَكَانَ يَخدُم الزَّمْنَى وَالعجَائِز بوجهٍ طَلْق، وَسَمَاعُه صَحِيْحٌ. سَمِعَ أَبَا الحَسَنِ بنَ العَلاَّفِ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ بَيَانٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ الجَوْزِيِّ، وَابْنُ الأَخْضَر، وَأَبُو نَصْرٍ عُمَر بن مُحَمَّد. عَاشَ خَمْساً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة سِتٍّ وخمسين وخمس مائة. 5072- الزيات 2: الشَّيْخُ الصَّالِحُ، أَبُو النَّدَى، حَسَّانُ بنُ تَمِيْمِ بنِ نَصْرٍ، الدِّمَشْقِيُّ الزَّيَّاتُ. سَمِعَ مِنَ الفَقِيْه نَصْر بن إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ مِنْ مَجَالِسه. وَعَاشَ بِضْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنُهُ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ، وَأَبُو المَوَاهِب التَّغْلِبِيُّ، وَمُكْرمٌ القُرَشِيُّ، وَكَرِيْمَةُ بِنْتُ الحَبَقْبَقِ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي تَاسِعَ عَشَرَ رَجَبٍ سَنَة سِتِّيْنَ وخمس مائة، ودفن بمقبرة باب الفراديس. وفيها مَاتَ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ القُزَّةِ الدِّمَشْقِيُّ رَاوِي "الصَّحِيْح" عَنِ الفَقِيْه نصر، عن ابن السمسار.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 290"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 360"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 176". 2 ترجمته في شذرات لابن العماد "4/ 188".

الصالح

5073- الصالح 1: وَزِيْرُ مِصْرَ، الْملك الصَّالِحُ، أَبُو الغَارَاتِ، طَلاَئِعُ بنُ رُزِّيك الأَرْمَنِيّ المِصْرِيّ الرَّافضِي، وَاقف جَامِع الصالح الذي بالشارع. وَلِي نوَاحِي الصّعيد، فَلَمَّا قُتل الظَّافر، نَفَّذ آلُ الظَّافر وَحرمُهُ إِلَى ابْنِ رُزِّيك كُتُباً مُسخَّمَة فِي طَيِّهَا شُعورُ أَهْلِه مقصوصَةً، يَسْتَنفِرُوْنَهُ ليَأْخُذَ بِالثَّأْر، فَحشد وَجَمَعَ، وَأَقْبَلَ، وَاسْتَوْلَى عَلَى مِصْرَ. وَكَانَ أَدِيْباً عَالِماً شَاعِراً سَمحاً جَوَاداً ممدحًا شجاعًا سائسًا. ولد "دِيْوَان" صَغِيْر. وَلَمَّا مَاتَ الفَائِز، أَقَامَ العَاضد، فَتزوَّج العَاضد بِبنتِه، وَكَانَ الحلّ وَالعقد إِلَى الصَّالِح، وَكَانَ العَاضد مُحتجباً عَنِ الأُمُوْر لصبَاهُ، وَاغترَّ الصَّالِح بطول السَّلاَمَة، وَنقصَ أَرزَاقَ الأُمَرَاء، فَتعَاقدُوا عَلَى قَتلِهِ، وَوَافَقَهُم العَاضد، وَقرر قتلَه مَعَ أَوْلاَد الدَّاعِي، وَأَكمنهُم فِي القَصْر، فَشدُّوا عَلَيْهِ، وَجرحوهُ عِدَّة جرَاحَات، فَبَادَرَ مَمَالِيْكُهُ، فَقتلُوا أُوْلَئِك، وَحُمِلَ، فَمَاتَ ليَوْمِهِ فِي تَاسِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَخُلعَ عَلَى ابْنِهِ العَادِل رُزِّيْك، وَوَلِيَ الوزَارَة. قَالَ الشَّرِيْف الجوَانِي: كَانَ فِي نَصْر المَذْهَب كَالسِّكَّة المُحمَاة لاَ يُفرَى فَرِيُّه، وَلاَ يُبارَى عبقرِيُّه، وَكَانَ يَجْمَع العُلَمَاء، وَيُنَاظِرهُم عَلَى الإِمَامَة. قُلْتُ: صَنّف فِي الرَّفْضِ وَالْقَدَرِ. وَلعُمَارَة اليَمَنِيِّ فِيْهِ مدائح ومراثي. وَلَقَدْ قَالَ لِعَلِيِّ بنِ الزُّبْدِ لمَا ضجَّت الغوَغَاءُ يَوْم خِلاَفَة العَاضد وَهُوَ حَدَثٌ: يَا عَلِيُّ، تَرَى هَؤُلاَءِ القَوَّادِيْنَ دُعَاة الإِسْمَاعِيليَة يَقُوْلُوْنَ: مَا يَموت الإِمَام حَتَّى يَنُصَّهَا فِي آخَرَ، وَمَا عَلِمُوا أَنِّي مِنْ سَاعَةٍ كُنْت أَسْتعرضُ لهم خليفةً كما أستعرض الغنم.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "2/ ترجمة 311"، وتبصير المنتبه "2/ 643"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 345"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 177".

المقتفي لأمر الله

5074- المقتفي لأمر الله 1: أمير المؤمنين، أبو عبد الله، محمد بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بالله عبد الله بن الذخيرة محمد بن القَائِمُ بِأَمْرِ اللهِ عَبْدُ اللهِ بنُ القَادِرِ بالله أحمد بن الأمير إسحاق بن المُقْتَدِرِ، الهَاشِمِيّ العَبَّاسِيّ البَغْدَادِيّ الحَبَشِيّ الأُمُّ. مَوْلِدُهُ فِي رَبِيْع الأَوّل سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ العَلاَّفِ، وَمِنْ مُؤَدِّبِهِ أَبِي البَرَكَات السِّيْبِيّ. وَبُوْيِع بِالإِمَامَة فِي سَادِسَ عَشَرَ ذِي القَعْدَةِ سَنَة ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: وَأَظُنُّهُ سَمِعَ "جُزْءَ ابْنِ عَرَفَةَ" مِنِ ابْنِ بَيَانٍ، كَتَبتُ إِلَيْهِ قِصَّةً أَسْأَلُه الإِنعَامَ بِالإِذن فِي السَّمَاع مِنْهُ، فَأَنْعَم، وَفتش عَلَى الجُزْء، وَنفَّذه إِلَيَّ عَلَى يَدِ إِمَامِهِ ابْنِ الجَوَالِيْقِيّ، فَسمِعتُه مِنِ ابْنِ الجواليقي عنه، حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ بن الجَوَالِيْقِيّ، أَخْبَرَنَا المُقْتَفِي لأَمْرِ اللهِ ... فَذَكَرَ حَدِيْثاً. قَرَأْته عَلَى الأَبَرْقُوْهِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ الجَوَالِيْقِيّ، أَخْبَرَنَا الوَزِيْر عَوْن الدِّيْنِ، أَخْبَرَنَا المُقْتَفِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيْفِيْنِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الوَرَّاق، حَدَّثَنَا حَفْصٌ الرَّبَالِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو سُحَيْم، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لا يَزْدَادُ الأَمْرُ إلَّا شِدَّةً، وَلاَ النَّاسُ إلَّا شُحّاً، وَلاَ تَقُوْمُ السَّاعَةُ إلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ"2. وَأَنْبَأَنَاهُ جَمَاعَة سَمِعُوْهُ مِنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ البَيْضَاوِيّ، أَخْبَرَنَا الصَّرِيْفِيْنِيّ. كَانَ المُقْتَفِي عَاقِلاً لَبِيْباً، عَامِلاً مَهِيْباً، صَارِماً، جَوَاداً، مُحِبّاً لِلْحَدِيْثِ وَالعِلْمِ، مُكْرماً لأَهْلِهِ، وَكَانَ حَمِيْدَ السيرَةِ، يَرْجِع إِلَى تديُّنٍ وَحُسنِ سِيَاسَةٍ، جدَّد معَالِمَ الخِلاَفَة، وَبَاشر المُهمَّاتِ بِنَفْسِهِ، وَغَزَا فِي جُيُوْشه. قَالَ أَبُو طَالِبٍ بنُ عَبْدِ السميع: كانت أيامه نضرةً بالعدل زهرة بِالخَيْرِ، وَكَانَ عَلَى قَدَمٍ مِنَ العِبَادَة قَبْل الخِلاَفَة وَمَعَهَا، وَلَمْ يُرَ مَعَ لينه بَعْد المُعْتَصِم فِي شهَامتِه مَعَ الزُّهْد وَالوَرَع، وَلَمْ تزل جيوشه منصورة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 286"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 332-333" وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 172-174". 2 منكر: في إسناده أبو سحيم، مبارك بن سحيم، له نسخة معروفة عن عبد العزيز بن صهيب. قال أبو زرعة: ما أعرف له حديثا صحيحا. وقال النسائي: لا يكتب حديثه. وقال البخاري: منكر الحديث.

قُلْتُ: وَكَانَ مِنْ حَسَنَاتِهِ وَزِيْرُهُ عَوْنُ الدِّينِ بنُ هُبَيْرَةَ، وَقِيْلَ: كَانَ لاَ يَجرِي فِي دَوْلَتِهِ شَيْءٌ إلَّا بِتَوقِيعِهِ، وَكَتَبَ فِي خِلاَفَتِهِ ثَلاَثَ رَبَعَاتٍ، وَوَزَرَ لَهُ عَلِيُّ بنُ طِرَادٍ، ثُمَّ أَبُو نَصْرٍ بنُ جَهِيرٍ، ثُمَّ عَلِيُّ بنُ صَدَقَةَ، ثُمَّ ابْنُ هُبَيْرَةَ، وَحجبَهُ أَبُو المَعَالِي بنُ الصَّاحبِ، ثُمَّ كَامِلُ بنُ مُسَافِرٍ، ثُمَّ ابْنُ المعوّجِ، ثُمَّ أَبُو الفَتْحِ بنُ الصَّيْقَلِ، ثُمَّ أَبُو القَاسِمِ بنُ الصَّاحبِ. وَكَانَ أَسْمَرَ آدَمَ، مَجْدُورَ الوَجْهِ، مليحَ الشَّيْبَةِ، أَقَامَ حِشْمَةَ الخِلاَفَةِ، وَقطعَ عَنْهَا أَطمَاعَ السَّلاَطِيْنِ السَّلْجُوْقيَّةِ وَغَيْرِهِم، وَكَانَ مِنْ سَلاَطِيْنِ خِلاَفَتِهِ صَاحِبُ خُرَاسَانَ سَنْجَرُ بنُ مَلِكْشَاه، وَالملكُ نورُ الدِّينِ صَاحِبُ الشَّامِ، وَأَبُوْهُ قسيمُ الدَّوْلَةِ. أَنْبَؤُوْنَا عَنِ ابْنِ الجَوْزِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي الفَرَجِ الحَدَّادِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ أَثقُ بِهِ أَنَّ المُقْتَفِي رَأَى فِي مَنَامِهِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخلَفَ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ لَهُ: سيصِلُ هَذَا الأَمْرُ إِلَيْكَ، فَاقتَفِ بِي. فَلِذَا لُقِّبَ المُقْتَفِي لأَمرِ اللهِ. وَكَانَ قَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ السُّلْطَانُ مَسْعُوْدٌ السَّلْجُوْقِيُّ، وَذَهَبَ الرَّاشدُ مِنْ بَغْدَادَ، فَاجْتَمَعَ القُضَاةُ وَالكُبَرَاءُ، وَخلعُوا الراشد -كما ذكرنا- لعدم أهليته، وَحكمَ بِخلعِهِ ابْنُ الكَرْخِيِّ القَاضِي، وَبَايَعُوا عَمَّهُ. قَالَ السَّديدُ بنُ الأَنْبَارِيِّ: نَفَّذَ السُّلْطَانُ إِلَى عَمِّهِ سَنْجَر: مَنْ نَستخلفُ? فَكَتَبَ إِلَيْهِ: لاَ تُوَلِّ إلَّا مَنْ يَضمنُهُ الوَزِيْرُ، وَصَاحِبُ المخزنِ، وَابْنُ الأَنْبَارِيِّ. قَالَ: فَاجْتَمَعَ بِنَا مَسْعُوْدٌ، فَقَالَ الوَزِيْرُ: نُوَلِّي الدَّيِّنَ الزَّاهِدَ مُحَمَّدَ بنَ المُسْتظهِرِ. قال: تضمنه ? قال: نعم. وكان صهراً لِلوزِيْرِ عَلَى بِنْتِهِ تَزَوَّجَ بِهَا فِي دَوْلَةِ أَبِيْهِ. وَأَخَذَ مَسْعُوْدٌ كُلَّ حَوَاصِلِ دَارِ الخِلاَفَةِ بِحَيْثُ لَمْ يَدعْ فِي إِصطبلِ الخِلاَفَةِ سِوَى أَرْبَعَةِ أَفرَاسٍ وَثَمَانِيَةِ بغَالٍ. فَقِيْلَ: بَايَعُوا مُحَمَّداً عَلَى أَنْ لاَ يَكُوْنَ عِنْدَهُ خيلٌ وَلاَ عِدَّةُ سفرٍ، وَفِي الثَّانِيَةِ مِنْ سِنِيِّهِ صَادرَ مَسْعُوْدٌ أَهْلَ بَغْدَادَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ ابْنُ الكوَّازِ الزَّاهِدُ، وَوعظَهُ، فَتركَ، وَلَمْ يَدعْ لِلْخَلِيْفَةِ سِوَى العَقَار، ثُمَّ تَزَوَّجَ الخَلِيْفَةُ بِأُخْتِ مَسْعُوْدٍ. وَفِيْهَا اقتتلَ مَسْعُوْدٌ وَعَسَاكِرُ أَذْرَبِيْجَانَ وَالرَّاشدُ المخلوعُ، وَتَمَّتْ وَقْعَةٌ مَهُولَةٌ، وَكَتَبَ الخَلِيْفَةُ لِزِنْكِي بِعَشْرَةِ بِلاَدٍ، وَأَنْ لاَ يُعِينَ الرَّاشدَ، فَخُطِبَ بِالمَوْصِلِ لِلمُقْتَفِي، فَنَفَّذَ الرَّاشدُ يَقُوْلُ لِزِنْكِي: غدرتَ. قَالَ: مَا لَنَا طَاقَةٌ بِمَسْعُوْدٍ، وَفَارقَ الرَّاشدَ وَزِيْرُهُ ابْنُ صَدَقَة، وَقلَّ جَمعُهُ، وَتَحيَّزَ إِلَى مرَاغَةَ، وَبَكَى عِنْدَ قَبْرِ أَبِيْهِ، وَحَثَا عَلَى رَأْسِهِ التُّرَابَ، فَثَارَ مَعَهُ أَهْلُ مَرَاغَةَ، وَبذلُوا لَهُ الأَمْوَالَ، وَقَوِيَ بِالملكِ دَاوُدَ، وَعَمِلَ مَصَافّاً مَعَ مَسْعُوْدٍ، فَاسْتظهَرَ دَاوُدَ. وَفِيْهَا هَرَبَ وَزِيْر مِصْر تاج الدولة بهرام الأنصاري الأرمني، وكان قد تمكن، واستعمل

الأَرمن، فَظلم الرَّعِيَّة، فَجمعَ رِضْوَانُ الولخشِي جَيْشاً، وَقصد القَاهِرَةَ، فَسَارَ بَهْرَامُ فِي جَيْشِهِ إِلَى الصّعيد وَأَكْثَرهُم أَرمن نَصَارَى، فَمنعه أَمِيْر أُسْوَان مِنْ دُخُوْلهَا، فَاقْتَتَلُوا، وَقُتِلَ عِدَّةٌ مِنَ الأَرمن وَالسودَان، ثُمَّ بَعَثَ يَطلب أَمَاناً مِنَ الحَافِظِ العبيدِي، فَآمَنَهُ، فَعَاد وَحُبِس بِالقَاهِرَةِ، ثُمَّ ترهَّبَ، ثُمَّ أُطْلِقَ، وَوزر لِلْحَافِظ رِضْوَان، وَلُقب بِالملك الأَفْضَل، ثُمَّ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الحَافِظ بَعْد سنتَيْن، فَهَرَبَ إِلَى الشَّامِ، فَنَزَلَ عَلَى أَمِيْرِ الدَّوْلَة كَمشتِكين صَاحِب صَرْخَد، فَأَكْرَمَه، وَعظَّمه. وَأُعِيْدت إِلَى المُقْتَفِي ضِيَاعه وَمعَامِلاَتُهُ، وَتَمَكَّنَ، وَنَصْر عَسْكَر دِمَشْق وَعَلَيْهِم بزوَاش عَلَى فِرْنَج طَرَابُلُس، وَالتَقَى زِنْكِي وَالفِرَنْج أَيْضاً فَهَزمهُم، وَاسْتَوْلَى عَلَى قَلْعَةٍ لَهُم، ثُمَّ سَارَ وَأَخَذَ بَعْلَبَكَّ، وَأَخَذتِ الرُّوْم بُزَاعَةَ بِالأَمَانِ، وَتنصَّر قَاضِيهَا وَجَمَاعَة، فَلله الأَمْر. وَتَزَوَّجَ السُّلْطَان مَسْعُوْدٌ بِبنتِ دُبَيْسٍ الأَسَدِيِّ لِملاَحتهَا، وَأُغلقت بَغْدَاد لِلْعرس أُسْبُوْعاً فِي سَنَةِ "532". وَفِيْهَا اسْتفحل أَمر الرَّاشد، وَالتف عَلَيْهِ عَسَاكِر، فَقتلته البَاطِنِيَّة، وَنَازلت عَسَاكِر الرُّوْم حلب، وَحمِي الحَرْب، وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنَ النَّصَارَى، وَقُتِلَ بِطْرِيْقُهُم، ثُمَّ نَازلُوا شَيْزَر مُدَّة، وَعَاثُوا فِي الشَّام، وَمَا قحم عَلَيْهِم زِنْكِي، بَلْ ضَايقهُم، وَطلب النّجدَة مِنَ السُّلْطَان مَسْعُوْد، ثُمَّ قلعهُم الله. وَفِي سَنَةِ533 زلْزلت جَنْزَة. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: فَأَهْلكت مائتي أَلفٍ وَثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، فَسَمِعْتُ شَيْخنَا ابْنَ نَاصِرٍ يَقُوْلُ: جَاءَ الخَبَر أَنَّهُ خُسفت جَنْزَة، وَصَارَ مَكَان البَلَدِ مَاءٌ أَسودُ. وَكَذَا عدهُم ابْن الأَثِيْرِ فِي كَامِلِه لَكِن أَرَّخهَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ. وَفِيْهَا حَاصر زِنْكِي دِمَشْق غَيْرَ مَرَّةٍ، وَعُزِلَ ابْنُ طِرَاد مِنَ الوِزَارَة، وَوَلِيهَا أُسْتَاذ الدَّار أَبُو نَصْرٍ بنُ جَهِيْرٍ، وَعَظُمَ الخطبُ بِالعَيَّارِيْنَ، وَأَخَذُوا الدُّور بِالشُّموع وَالثِّيَاب مِنَ الحمَامَات، وَأَعَانَهُم وَزِيْر السُّلْطَان، فَتَحَزَّب النَّاسُ لَهُم، وَأَذِنَ فِي ذَلِكَ السُّلْطَانُ، وَتَتَبَّعُوهُم. وَفِيْهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ عُظْمَى بَيْنَ سَنْجَر السُّلْطَان وَبَيْنَ كَافِر ترك بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ، فَانْكَسَرَ المُسْلِمُوْنَ، وَنَجَا سَنْجَر فِي طَائِفَةٍ، فَتوصَّل إِلَى بَلْخَ فِي سِتَّة نَفرٍ، وَقُتِلَ خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنَ الجَيْش حَتَّى قِيْلَ: قُتل مائَةُ أَلْف، وَسَارَ اللعينُ فِي ثَلاَثِ مائَةِ أَلْفِ فَارِسٍ، وَأَحَاطُوا بِسَنْجَرَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ. وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ حَاصَرَ زِنْكِي الفِرَنْج بِالرُّهَا، وَافْتَتَحَهَا، ثُمَّ بَعْد سَنَوَات أَخَذَتهَا الفِرَنْج.

وَفِيهَا افْتَتَحَ عَبْدُ المُؤْمِنِ مدينَة تِلِمْسَان، ثُمَّ فَاس. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ حَاصر زِنْكِي قَلْعَة جَعْبَرَ، فَوَثَبَ عَلَيْهِ ثَلاَثَةٌ مِنْ غِلمَانِه، فقتلوه، وعارضه شِحْنَةُ مَسْعُوْدٍ المُقْتَفِي فِي دَارِ الضَّرب، فَأَمر بِحَبسِهِ، وَعظُم المُقْتَفِي، وَأَخَذتِ الفِرَنْجُ طَرَابُلُسَ المَغْرِبِ، واستفحل أمر الْمَلِكِ عَبْدِ المُؤْمِنِ، وَغَلَبَ عَلَى مَمَالِكِ المَغْرِبِ. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَلِي ابْن هُبَيْرَةَ دِيْوَانَ الزِّمَام، وَعُزل مِنِ ابْنِ جَهِيْر، وَوزر أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ صَدَقَةَ. وَفِي سَنَةِ543 جَاءت ثَلاَثَةُ مُلُوْكٍ مِنَ الفِرَنْجِ إِلَى القُدْسِ، مِنْهُم طَاغِيَةُ الأَلمَانِ، وَصَلَّوْا صَلاَة المَوْت، وَفَرَّقُوا عَلَى جُندهِم سَبْع مائَة أَلْف دِيْنَارٍ، فَلَمْ يَشعُر بِهِم أَهْل دِمَشْقَ إلَّا وَقَدْ صبَّحوهُم فِي عَشْرَة آلاَف فَارِس وَسِتِّيْنَ أَلْفَ رَجُلٍ، فَخَرَجَ المسلمون فارسهم وراجلهم، والتقوا، فاستشهد نحو المائةين، مِنْهُم الفَنْدَلاَوِيّ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ الحَلْحُوْلِيّ، ثُمَّ اقْتَتَلُوا مِنَ الغَدِ، وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنَ الفِرَنْج، فَلَمَّا كَانَ خَامِس يَوْم وَصل مِنَ الجَزِيْرَة غَازِي ابن زِنْكِي فِي عِشْرِيْنَ أَلْفاً، وَتَبِعَهُ أَخُوْهُ نُور الدِّيْنِ، وَكَانَ الضَّجِيج وَالدُّعَاء وَالتَّضَرُّع بِدِمَشْقَ لاَ يُعَبَّرُ عَنْهُ، وَوَضَعُوا المُصْحَف العُثْمَانِيّ فِي صَحنِ الجَامِعِ، وَكَانَ قِسِّيسُ العَدُوّ قَالَ: وَعَدَنِي المَسِيْحُ بِأَخْذَ دِمَشْق، فَحفُّوا بِهِ، وَرَكِبَ حِمَارَه وَفِي يَدِهِ الصَّليب، فَشدَّ عَلَيْهِ الدَّمَاشقَة، فَقتلُوْهُ، وَقتلُوا حِمَاره، وَجَاءت النّجدَات، فَانْهَزَمَ الفِرَنْجُ. وَقَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: سَارَ ملكُ الأَلمَان مِنْ بِلاَدِه لِقَصْدِ المُسْلِمِيْنَ، وَانضمَّ إِلَيْهِم فِرْنَجُ الشَّامِ، فَنَازلَ دِمَشْقَ، وَبِهَا الْملك مُجِيْرُ الدِّيْنِ أَبَقُ وَأَتَابَكُهُ مُعِيْنُ الدِّيْنِ أَنُر، فَنَجَدَه أَوْلاَدُ زِنْكِي، وَنَزَلَ ملكُ الألمان بالميدان الأخضر، وَأَيِسَ أَهْلُ دِمَشْقَ، وَوصل صَاحِبُ المَوْصِلِ إِلَى حِمْصَ، فَرَاسلَ أَنُر مُلُوْكَ فِرْنَجِ السَّاحِلِ يَقُوْلُ: بأَيِّ عقل تُسَاعِدُوْنَ الأَلمَان عَلَيْنَا?! وَإِنْ ملكُوا أَخذُوا مِنْكُم السوَاحل، وَأَنَا إِذَا عجزت سلَّمت دِمَشْق إِلَى ابْنِ زِنْكِي، فَلاَ تَقُوْمُوْنَ بِهِ، فَتخَاذلُوا، وَبَذَلَ لَهُم بَانِيَاس، فَخوَّفُوا ملك الأَلمَان مِنْ عَسَاكِر الشَّرْق، فَرد إِلَى بِلاَده، وَهِيَ وَرَاء قُسْطَنْطِيْنِيَّة. وَفِيْهَا ظُهُوْر الدَّوْلَة الغُورِيَة، فَقصد سُوْرِيُّ بنُ حُسَيْنٍ مَدينَةَ غَزْنَةَ، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، فَجرت بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَهْرَامَ شَاه وَقْعَةٌ، فَقُتلَ سُورِي، فَغضبت الغُوْر لِقَتلِهِ، وَحَشَدُوا، فَكَانَ خُرُوْجُهُم فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَالملكُ فِي بَقَايَاهُم إِلَى اليَوْمِ، وَافْتَتَحُوا إِقْلِيْم الهِنْد.

وَاشتدَّ بِإِفْرِيْقِيَةَ القَحطُ، لاَ بَلْ كَانَ القَحطُ عَامّاً، فَقَالَ المُؤَيَّد عِمَادُ الدِّيْنِ: فِيْهَا كَانَ الغلاَءُ العَامُّ مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى العِرَاقِ إِلَى الشَّامِ إِلَى بِلاَد المَغْرِبِ. وَفِي سَنَةِ44 كسر نُوْر الدِّيْنِ مَحْمُوْد صَاحِبُ حلب الفِرَنْجَ، وَقَتَلَ صَاحِب أَنطَاكيَة فِي أَلف وَخَمْس مائَة مِنْهُم، وَأَسَرَ مِثْلهُم، ثُمَّ أَخَذَ مِنْهُم حصن فَامِيَة. وَكَانَ جُوسلين طَاغِيَةُ تلّ باشِر قَدْ أَلهبَ المُسْلِمِيْنَ بِالغَارَات، وَاسْتَوْلَى عَلَى إِلبيرَة وَبَهَسْنَا وَمَرْعَش وَالرَّاوندَان وَعين تَابَ وَعَزَاز، فَحَارَبَهُ سلحدَار نُوْرِ الدين، فأسره جوسلين، فدس نور الدين جَمَاعَة مِنَ التُّركمَان، وَقَالَ: مَنْ جَاءنِي بِجُوسلين فَلَهُ مَا طلبَ. فَنَزَلُوا بِنَاحيَة عين تَابَ، وَأَغَار عَلَيْهِم جُوسلين، وَأَخَذَ مِنْهُم امْرَأَة مليحَة، وَافتضَّهَا تَحْتَ شَجَرَة،، فَكمن لَهُ التُّرُكْمَانُ، وَأَسروهُ، فَأَعْطَاهُم نُوْر الدِّيْنِ عَشْرَة آلاَف دِيْنَار، وَاسْتَوْلَى نُوْر الدِّيْنِ عَلَى بِلاَدِه، وَاشتدَّ القَحط بِالعِرَاقِ عَام أَوّل، وَزَال فِي العَامِ، وَوزر ابْن هُبَيْرَةَ، وَنكثتْ فِرْنَج السوَاحل، فَشن أَنُر الغَارَات عَلَيْهِم، وَفعل مِثْلَه العربُ وَالتُّرُكْمَان، حَتَّى طلبُوا تَجديد الهُدنَة، وَأَنْ يَتركُوا بَعْض القطيعَة. وَالتَقَى نُوْر الدِّيْنِ الفِرَنْج، فَهَزمهُم، وَقَتَلَ قَائِدهُم البُرْنُس أَحَد الأَبْطَال، وَمَرِضَ أَنُر بِحَوْرَان وَمَاتَ، ثُمَّ دُفِنَ بِالمُعَيْنِيَّةِ. وَمَاتَ الحَافِظُ صَاحِب مِصْرَ، وَقَامَ وَلَدُهُ الظَّافرُ، وَوزر لَهُ ابْن مصَال، ثُمَّ اخْتلف المِصْرِيّون، وَقُتِلَ خَلْقٌ. وَفِي سَنَةِ545 ضَايق نُور الدِّيْنِ دِمَشْقَ، فَأَذْعَنُوا، وَخطبُوا لَهُ بِهَا بَعْد ملكهَا، فَخلع عَلَى ملكهَا، وَطوَّقه، وَردَّه إِلَى البَلَد، وَاسْتدعَى الرَّئِيْس مُؤَيَّد الدِّيْنِ إِلَى مُخيَّمه، وَخَلَعَ عَلَيْهِ، وَردَّ إِلَى حلب. وَفِيْهَا أُخِذَ ركبُ العِرَاق، وَقلَّ مَنْ نَجَا، وَقُتِلَ ابْنُ مصَال الوَزِيْر، وَغلبَ ابْنُ السَّلاَّر. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: جَاءَ بِاليَمَنِ مَطَرٌ كُلُّه دَم. وَفِي سَنَةِ46 عَاود نُوْر الدِّيْنِ مُحَاصرَة دِمَشْق، وَرَاسلهُم نُوْر الدِّيْنِ: إِنِّيْ أُوْثِر إِصْلاَح الرَّعِيَّة وَجِهَاد الفِرَنْج، فَإِنْ أَعَاننِي عَسْكَركُم عَلَى الغَزْو، فَهُوَ المُرَاد. فَنفرُوا، وَامتنعُوا، وَخربت الغُوْطَة، وَعَاث العَسْكَر، وَتحركت الفِرَنْج إِنجَاداً لملك دِمَشْق، فَضَاقت صُدُور الأَخيَار، وَجُرح خلق، ثُمَّ تَحَوَّلَ نُوْر الدِّيْنِ إِلَى البِقَاع لَمَّا جَاءت جُيُوْش الفِرَنْج نَجدَة، فَطَلبُوا مِنْ دِمَشْقَ مَال القطيعَة المَبْذُوْلَة لَهُم عَلَى تَرْحِيلُ نُوْر الدِّيْنِ، ثُمَّ عَادَ نُوْرُ الدِّيْنِ إِلَى دَارَيَّا، وَبَرَزَ عَسْكَر البَلَد، وَوقعت المنَاوشَة، وَتَصَالَحُوا، ثُمَّ سَارَ ملك دِمَشْق مُجِيْر الدِّيْنِ إِلَى خدمَة نُوْر الدِّيْنِ إِلَى حلب، فَأَكْرَمَه، وَبَقِيَ كَنَائِبٍ لِنُوْر الدِّيْنِ بِدِمَشْقَ، وَافتَتَح نُوْر الدِّيْنِ أَنطرطوس وَتل

بَاشر وَعِدَّة معَاقل لِلْفرنج، وَنَازلت أَرْبَعونَ أَلْفاً مِنَ الفِرَنْج قُرْطُبَة ثَلاَثَة أَشْهُرٍ، حَتَّى كَادُوا أَنْ يَأْخذوهَا، فَكشف عَنْهَا جَيْشُ عَبْد المُؤْمِنِ، وَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً، وَقَدِمَ السُّلْطَان مَسْعُوْد بَغْدَاد. وَفِي سَنَةِ47 مَاتَ مَسْعُوْد، وَقَامَ بَعْدَهُ أَخُوْهُ مُحَمَّد، وَعظم شَأْن المُقْتَفِي، وَسَارَ إِلَى وَاسِط، فَمهدهَا، وَعطف إِلَى الكُوْفَةِ، ثُمَّ عَادَ مُؤيداً مَنْصُوْراً، فَعُملتْ لَهُ قِبَاب الزِّينَة. وَفِي سَنَةِ48 أَخذت الفِرَنْج عَسْقَلاَن، وَاشتدَّ الغلاَء بِدِمَشْقَ، وَمَاتَ الفُقَرَاء، فَطمع نُوْر الدِّيْنِ فِي أَخْذِهَا، فَفِي أَوَّلِ سَنَة تِسْع قَدِمَ شِيْركُوه رَسُوْلاً، فَنَزَلَ فِي أَلف فَارِس، فَلَمْ يَخْرُجُوا لِتلقيه، وَقَوِيت الوحشَة، وَأَقْبَلَ نُوْر الدِّيْنِ، فَنَزَلَ بِبَيْتِ الأَبَّار، وَزَحَفَ عَلَى البَلَد مَرَّتين، وَأَقْبَلَ عَسْكَره إِلَى بَاب كَيْسَان، فَإِذَا لَيْسَ عَلَى السُّوْر كَبِيْر أَحَد، فَتَقَدَّم رَاجل، فَرَأَتْه يَهُوْديَة، فَدلَّت لَهُ حبلاً، فَصَارَ عَلَى السُّوْر، وَتَبِعَهُ جَمَاعَة، فنصبوا سَنْجَقاً، وَصَاحُوا: نُوْر الدِّيْنِ يَا مَنْصُوْر. وَفتر القِتَال، وَبَادر قطَّاع خشب بفَأْسه، فَكسر قفل بَاب شرقِي، وَدَخَلَ نُوْر الدِّيْنِ، وَفرحت بِهِ الرَّعِيَّة، فَتحصن الْملك مُجِيْر الدِّيْنِ بِالقَلْعَة طَالباً لِلأَمَان، ثُمَّ نَزل، فَطيب نُوْر الدِّيْنِ قَلْبه، وَخَرَجَ بِأَمْوَاله إِلَى الدَّارِ الأَتَابَكيَة، ثُمَّ ذهب إِلَى حِمْصَ، وَكُتِبَ لَهُ بِهَا مَنْشُوْر. وَأَقْبَلت الغُزّ التُّرُكْمَان، فَنهبُوا نَيْسَابُوْر، وَعَذَّبُوا وَقتلُوا بِهَا أُلُوْفاً، وَخدمُوا السُّلْطَان سَنْجَر، وَأَخَذوهُ مَعَهُم، فَصَارَ فِي حَال زرِيَة بَعْد الْعِزّ وَالملك، يَرْكُب أَكدُشاً، وَرُبَّمَا جَاع. وَفِيْهَا يَوْمَ الجُمُعَةِ ثَانِي شَوَّال وَقعت صَاعِقَة عَظِيْمَة فِي التَّاج الَّذِي بِدَارِ الخِلاَفَة، فَتَأَججت فِيْهِ وَفِي القُبَّة وَالدَّار، فَبقيت النَّار تَعْمَل فِيْهِ تِسْعَة أَيَّام، حَتَّى أُطْفِئَتْ بَعْدَ أَنْ صَيَّرته كَالحُمَمَة، وَكَانَتْ آيَة هَائِلَة وَكَائِنَة مدهشَة، وَكَانَ هَذَا التَّاج مِنْ مَحَاسِن الدُّنْيَا، أَنشَأَه المكتفِي فِي دَوْلَته، وَكَانَ شَاهقاً بَدِيْع البنَاء، ثُمَّ رُمَّ شَعْثُه وَطُرِّي. وَفِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ سَارَ المُقْتَفِي إلى الكوفة، واجتاز يسوقها، وَقُتِلَ فِي العَامِ المَاضِي الظَّافرُ بِمِصْرَ، وَقَدِمَ طلاَئِع بن زُرِّيك مِنَ الصّعيد لِلأَخْذَ بِثَأْر الظَّافر مِنْ قَاتِلِه عَبَّاسٍ، فَفَرَّ عَبَّاس نَحْو الشَّام بِأَمْوَاله، فَأَخَذتْهُ فِرْنَجُ عَسْقَلاَن، فَقَتَلُوْهُ، وَبَاعُوا ابْنه نصرَا لِلمِصرِيِّينَ، وَاضْطَرَب أَمرُ مِصْر، وَعزمت الفِرَنْج عَلَى أَخْذِهَا، وَأَرست مَرَاكِب جَاءت مِنْ صَقِلِّيَّة عَلَى تِنِّيْسَ، فَهجموهَا، وَقتلُوا، وَسَبَوْا، وَافتَتَح نُوْر الدِّيْنِ قِلاعاً لِلْفرنج وَبَعْض بِلاَدِ الرُّوْم بِالأَمَانِ، وَاتَّسَعَ مُلكُه، فَبَعَثَ إِلَيْهِ المُقْتَفِي تَقلِيداً، ولقبه بالملك العادل، وأمره بقصد مصر. وَفِي سَنَةِ551 سَارَ المُقْتَفِي وَالسُّلْطَان سُلَيْمَان بن مُحَمَّدِ بنِ مَلِكْشَاه إِلَى حُلْوَان، ثُمَّ نَفَّذ

المُقْتَفِي العَسَاكِر مَعَ السُّلْطَان، وَفِي رَمَضَانهَا هَرَبَ سَنْجَر مِنَ الغُزّ فِي خوَاصه إِلَى تِرْمِذ، وَتَمنع بِهَا. وَكَانَ أَتْسِز خُوَارِزْمشَاه وَابْن أُخْت سَنْجَر الخَاقَانُ مَحْمُوْد يُحَاربَان الغُزّ، وَالحَرْب بَيْنهُم سجَال، وَذلَّت الغُزّ بِمَوْت عليّ بِك، وَأَتَتِ الأَترَاك الفَارغليَة إِلَى خدمَة سَنْجَر، وَعظم حَاله، وَرجع إِلَى دَار ملكه مَرْو. وَفِيْهَا جَاءت الزَّلْزَلَة العُظْمَى بِالشَّامِ. وَفِي سَنَةِ52 وَرد كِتَاب السُّلْطَان سَنْجَر إِلَى الْملك نُوْر الدِّيْنِ يَتودد فِيْهِ، وَأَنَّهُ انْتَصر عَلَى الغُزّ بحيلَة، وَيَعده بِنصره عَلَى الفِرَنْج، فَزُيِّنَت دِمَشْق وَالقَلْعَة بِالمغَانِي، وَكسر عَسْكَر نُوْر الدِّيْنِ الفِرَنْج، وَأَخَذَ نُوْر الدِّيْنِ بَانِيَاس بِالسَّيْف، ثُمَّ التَقَى نُوْرُ الدِّيْنِ، وَنُصِرَ عَلَيْهِم، وَللهِ الحَمْدُ. وَفِيْهَا نَازل مُحَمَّد شَاه بنُ مَحْمُوْدٍ وَعلِي كوجك بَغْدَاد فِي ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، وَاقْتَتَلُوا أَيَّاماً، وَعظم الْخطب، وَقُتِلَ خَلْقٌ كَثِيْر، وَبَذَلَ المُقْتَفِي الأَمْوَال وَالغلاَل، ثُمَّ ترحلُوا، وَسَارَ المُقْتَفِي إِلَى أَوَانَا، وَتَصيد، وَمَاتَ سَنْجَر السُّلْطَان، وَهَزَمَ نُوْر الدِّيْنِ الفِرَنْج عَلَى صَفد، وَأُخِذت غزَة مِنَ الفِرَنْج. وَفِي سَنَةِ53 سَارَ المُقْتَفِي إِلَى وَاسِط، وَزَار مشْهد الحُسَيْن، وَرد، ثُمَّ سَارَ إِلَى المَدَائِن، وَشَهِدَ العِيْد في تجمل باهر. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: كَانَ مصرع الإِسْمَاعِيليَة الخُرَاسَانِيين، نَزلُوا وَكَانُوا أَلْفاً وَسَبْع مائَة، فَأَخذُوا زَوَّقَ تركمَان، فَتنَاخت التُّرُكْمَان، وَكَرُّوا عَلَيْهِم، وَوضعُوا فِيهِم السَّيْف، فَمَا نَجَا مِنْهُم إلَّا تِسْعَة أَنْفُس. وَكَانَتْ ملحمَة كُبْرَى بَيْنَ الغُزّ وَبَيْنَ أُمَرَاء خُرَاسَان، وَدَام المَصَافّ يَوْمَيْنِ، وَانتصرت الغُزّ، وَاسْتَغْنَوْا، وَشرعُوا فِي العَدْل قَلِيْلاً. وَفِيْهَا التَقَى المِصْرِيّون وَالفِرَنْجُ بِفِلَسْطِيْن، فَاسْتُبيحت الفِرَنْج. وَفِيْهَا التَقَى نُوْر الدِّيْنِ وَالفِرَنْج، فَانْهَزَم عَسْكَرُهُ، وَنَجَا نُوْرُ الدِّيْنِ، وَانْهَزَمَ العَدُوُّ أَيْضاً. وَفِيْهَا أَقْبَل صَاحِب قُسْطَنْطِيْنِيَّة فِي جُيُوْش الرُّوْم، وَأَغَار أَوَائِلُهُم عَلَى بِلاَدِ أَنطَاكيَة. وَفِي سَنَةِ554 مرض نُوْر الدِّيْنِ، وَعهد بِالمُلك بَعْدَهُ لأَخِيهِ مَوْدُوْدٍ، وَصَالَحَ صَاحِبَ القُسْطَنْطِيْنِيَّة، وَأَطلق لَهُ مُقدَّمين مِنْ أَسرَى الفِرَنْج، فَبَعَثَ هُوَ إِلَى نُوْر الدِّيْنِ هدَايَا وَتحفاً، وَسَارَ نُوْر الدِّيْنِ، فَتَمَلَّكَ حرَان، وَمد سِمَاطاً لأَخِيه مَوْدُوْد لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ. وَفِي سَنَةِ4 كَانَ الفَسَاد بِالغز عَمَّالاً، وَسَارَ الخَلِيْفَة إِلَى وَاسِط، وَسَارَ عَبْد المُؤْمِنِ سُلْطَان المَغْرِب، فَحَاصَر المهديَة سَبْعَة أَشهر، وَأَخَذَهَا بِالأَمَان، وَبِهَا خلق مِنَ النَّصَارَى، وَكَانَتْ بِأَيْدِيهِم مِنِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وافتتح أيضًا قبلها تونس. وَفِي "كَامِل" ابْن الأَثِيْرِ أَنَّ نَقيب العَلَوِيَّة بِنَيْسَابُوْرَ ذُخْرَ الدِّيْنِ قتل شَافعِيٌّ بَعْض أَصْحَابه، فَطَلَبَهُ مِنْ رَئِيْس الشَّافِعِيَّة المُوفَّقِي، فَحمَاهُ، فَاقْتَتَلُوا أَيَّاماً، وَعظم الْخطب، وَأُحرقت المدَارس وَالأَسواق، وَاسْتَحَرَّ الْقَتْل بِالشَّافِعِيَّة بِحَيْثُ اسْتُؤصل البَلَد، فَلله الأَمْر. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: مرض المُقْتَفِي بعلَة الترَاقِي، وَقِيْلَ: بِدُمَّل فِي عُنُقه، فَتُوُفِّيَ فِي ثَانِي ربيع الأول سنة خمس وخمسين وخمس مائة وَلَهُ سِتٌّ وَسِتُّوْنَ سَنَةً سِوَى ثَمَانِيَة وَعِشْرِيْنَ يَوْماً، وَكَذَا مَاتَ أَبُوْهُ بعلَة الترَاقِي.

المستنجد بالله

5075- المستنجد بالله 1: الخليفة أبو المظفر يوسف بن المقتفي لأمر الله محمد بن المستظهر بن المقتدِي العَبَّاسِيّ. عَقَدَ لَهُ أَبُوْهُ بِوِلاَيَةِ العَهْد فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَعمره يَوْمَئِذٍ تِسْع وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. فَلَمَّا احْتضرَ المُقْتَفِي رَام طَائِفَة عزل المُسْتَنْجِد، وَبعثَت حَظِيَّةُ المُقْتَفِي أُمُّ عليّ إِلَى الأُمَرَاءِ تَعدِهُم وَتُمَنِّيهم ليُبَايعُوا ابْنهَا عَلِيّ بن المقتفي، قالوا: كَيْفَ هَذَا مَعَ وُجُوْد وَلِي العَهْد يُوْسُف ? قَالَتْ: أَنَا أَكفِيكمُوْهُ، وَهَيَّأَتْ جَوَارِي بِسكَاكين ليثبن عليه، فرأى خويدم يوسف الحَرَكَةَ، وَرَأَى بِيَدِ عَلِيّ وَأُمّه سَيْفَيْن، فَبَادر مذعوراً إِلَى سيِّده، وَبعثَت هِيَ إِلَى يُوْسُف: أَن احْضر مَوْت أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ. فَطَلبَ أُسْتَاذَ الدَّار، وَلَبِسَ درعاً، وَشهر سَيْفه، وَأَخَذَ مَعَهُ جَمَاعَة مِنَ الحوَاشِي، وَالفَرَّاشين، فَلَمَّا مرّ بِالجَوَارِي ضَرَبَ جَارِيَةً بِالسَّيْفِ جَرَحَهَا، وَتَهَارب الجَوَارِي، وَأَخَذَ أَخَاهُ وَأُمّه، فَحَبَسَهُمَا، وَأَبَاد الجَوَارِي تَغرِيقاً وَقَتلاً، وَتَمَكَّنَ. وَأُمّه كرجيَة اسْمهَا طَاوُوْس. قَالَ الدُّبَيْثِيّ: كَانَ يَقُوْلُ الشّعر، وَنقشُ خَاتِمه: مَنْ أَحَبّ نَفْسه عَمل لَهَا. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: حَكَى ابْن صَفِيَّة أَنَّ المُقْتَفِي رَأَى ابْنه يُوْسُف في الحر، فقال: أيش في

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 192-194"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 386"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 218-219".

فَمِك? قَالَ: خَاتم يَزْدَن عَلَيْهِ أَسْمَاء الاثْنَيْ عَشَرَ، وَذَلِكَ يُسكِّن الْعَطش. قَالَ: وَيْلَك يُرِيْد يَزْدَن أَنْ يُصَيِّرك رَافِضِيّاً، سَيِّدُ الاثْنَيْ عَشَرَ الحُسَيْن -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَمَاتَ عطشَان. وَللمُسْتنجد: عَيَّرَتْنِي بِالشَّيبِ وَهُوَ وَقَارُ ... لَيتَهَا عَيَّرتْ بِمَا هُوَ عَارُ إِنْ تَكُنْ شَابَتِ الذَّوَائِب مِنِّي ... فَاللَّيَالِي تَزِينُهَا الأَقمَارُ نَبأَنِّي جَمَاعَة عَنِ ابْنِ الجَوْزِيّ، حَدَّثَنِي الوَزِيْر ابْن هُبَيْرَةَ، حَدَّثَنِي المُسْتَنْجِد قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ مُنْذُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فقال لِي: يَبْقَى أَبُوْك فِي الخِلاَفَة خَمْساً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. فَكَانَ كَمَا قَالَ، فَرَأَيْتهُ قَبْل مَوْت أَبِي بِأَرْبَعَة أَشْهُرٍ، فَدَخَلَ بِي مِنْ بَاب كَبِيْر، ثُمَّ ارْتفعنَا إِلَى رَأْس جبل، وَصَلَّى بِي رَكْعَتَيْنِ، وَأَلْبَسَنِي قمِيْصاً، ثُمَّ قَالَ لِي: قل: اللَّهُمَّ اهدنِي فِيْمَنْ هديت. ثُمَّ قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: أَقر المُسْتَنْجِد أَربَاب الولاَيَات، وَأَزَال المُكُوْس وَالضّرَائِب. وَنَقَلَ صَاحِب "الرَّوْضَتين" أَنه كَانَ مَوْصُوَفاً بِالعَدْل وَالرّفق، وَأَطلق المُكُوْس بِحَيْثُ إِنَّهُ لَمْ يَتركْ بِالعِرَاقِ مكساً، وَكَانَ شدِيداً عَلَى الْمُفْسدينَ، سجن عوَانِياً كَانَ يَسْعَى بِالنَّاسِ مُدَّة، فَبذل رَجُل فِيْهِ عَشْرَة آلاَف دِيْنَار، قَالَ المُسْتَنْجِد: فَأَنَا أَبذل عَشْرَة آلاَف دِيْنَار لِتَأْتِينِي بآخر مِثْله أَحبسه. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ فِي "كَامِلِه": كَانَ المُسْتَنْجِد أَسْمَر، تَامّ القَامَة، طَوِيْل اللحية، اشتد مرضه، وكان قد خافه أُسْتَاذ الدَّار عضد الدَّوْلَة بن رَئِيْس الرُّؤسَاء وَقَايمَاز المُقتَفَوِي كَبِيْرُ الأُمَرَاء، فَوَاضَعَا الطَّبِيْب عَلَى أَذِيَّته، فَوصف لَهُ الحَمَّام، فَامْتَنَعَ لضَعْفه، ثُمَّ أُدخل الحَمَّام، وَأُغلق عَلَيْهِ، فَتَلِفَ، هَكَذَا سَمِعْتُ غَيْر وَاحِد مِمَّنْ يَعلم الحَال. قَالَ: وَقِيْلَ: إِنَّ الخَلِيْفَة كَتَبَ إِلَى وَزِيْره مَعَ ابْنِ صَفِيَّة الطَّبِيْب يَأْمره بِالقبض عَلَى قَايمَاز وَعضد الدَّوْلَة وَصَلْبهمَا، فَأَرَى ابْنُ صَفِيَّة الْخط لِعَضُدِ الدولة، فاجتمع بقايماز ويزدن، فَاتَّفَقُوا عَلَى قَتله، فَدَخَلَ إِلَيْهِ يَزدن وَآخر، فَحملاَهُ إِلَى الحَمَّام وَهُوَ يَسْتَغِيث، وَأَغلقَاهُ عَلَيْهِ. قُلْتُ: أَوَّل مَنْ بَايَع المُسْتَنْجِد عَمُّه أَبُو طَالِبٍ، ثُمَّ أَخُوْهُ أَبُو جَعْفَرٍ، ثُمَّ ابْن هُبَيْرَةَ، وَقَاضِي القُضَاة الدَّامَغَانِيّ. وَفِي سَنَةِ55 قبض الأُمَرَاء بِهَمَذَان عَلَى سُلَيْمَانَ شَاه، وَملَّكُوا أَرْسَلاَن شَاه، وَمَاتَ بِمِصْرَ الفَائِز بِاللهِ، وَبَايعُوا العَاضد.

وَفِي سَنَةِ56 قُتل بِمِصْرَ الصَّالِحُ وَزِيْرُهَا، وَاسْتَوْلَى شَاور، وَسَافَرَ لِلصيد المُسْتَنْجِد مَرَّات، وَالتَقَى صَاحِب أَذْرَبِيْجَان وَالكُرْج، فَنَصَرَ اللهُ، وَتَملك نَيْسَابُوْر المُؤَيَّد أَيَبَه، وَاسْتنَاب مَمْلُوْكَهُ يَنكز عَلَى بِسْطَامَ وَدَامَغَان، وَتَمَكَّنَ، وَهَزَمَ الجُيُوْش، وَهُوَ مِنْ تَحْتِ أَمر السُّلْطَان رسلاَن. وَفِيْهَا كسرت الفِرَنْج نُوْر الدِّيْنِ تَحْتَ حصن الأَكرَاد، وَنجَا هُوَ بِالجهد، وَنَزَلَ عَلَى بُحيرَة حِمْص، وَحَلَفَ لاَ يَسْتَظل بِسَقْف حَتَّى يَأْخذ بِالثَّأْر، ثُمَّ التقَاهُم فِي سَنَةِ59 فَطحَنهُم، وَأَسَرَ ملوكهُم، وَقُتِلَ مِنْهُم عَشْرَة آلاَف بِحَارمَ، ثُمَّ جهَّز جُيُوْشه مَعَ أَسد الدِّيْنِ مُنجِد الشَّاور وَانتصر، وَقَتَلَ ضدَّه ضِرغَاماً، ثُمَّ اسْتنجد بِالفِرَنْج، فَأَقْبَلُوا، وَضَايقُوا أَسد الدِّيْنِ بِبَلْبِيْس، وَافتَتَح نُوْر الدِّيْنِ حَارم وَبَانِيَاس، وَضَاع مَنْ يَده خَاتم بِفَصٍّ يَاقُوْت يُسَمَّى الْجَبَل، ثُمَّ وَجَدُوْهُ. وَفِيْهَا أَقْبَل صَاحِب قُسْطَنْطِيْنِيَّة بجَيْشه مُحَارِباً لملك الرُّوْم قلج رسلاَن، فَنَصَرَ اللهُ، وَأَخَذَ المسلمون منهم حصونًا. وَفِي سَنَةِ60 وُلدت بِبَغْدَادَ بِنْتُ أَبِي الْعِزّ الأَهْوَازِيّ أَرْبَعَ بنَات جُمْلَةً. وَفِيْهَا هَاجت فِتْنَةٌ صمَاء بِسَبَب العقَائِد بِأَصْبَهَانَ، وَدَام القِتَال بَيْنَ العلماء أيامًا، وقتل خلق كثير. قال ابْنُ الأَثِيْرِ. وَفِي سَنَةِ561 عَملت الرَّافِضَّة مَأْتَم عَاشُورَاء، وَبَالغُوا، وَسبُّوا الصَّحَابَة، وَخَرَجت الكَرَج، وَبدَّعُوا فِي الإِسْلاَمِ، وَغَزَا نُوْر الدِّيْنِ مَرَّات. وَفِي سَنَةِ62 كَانَ مسير شِيْركُوه إِلَى مِصْرَ ثَانِي مرَّة فِي أَلْفَيْن، وَحَاصَرَ مِصْر شَهْرَيْنِ، وَاسْتنجد شَاور بِالفِرَنْج، فَدَخَلُوا مِنْ دِمْيَاط، وَحَارَبَهُم شِيْركُوه، وَانتصر، وَقتلت أُلُوف مِنَ الفِرَنْج، وَسَارَ شِيْركُوه، وَاسْتَوْلَى عَلَى الصّعيد، وَافتَتَح وَلد أَخِيْهِ صلاَح الدِّيْنِ الإِسْكَنْدَرِيَّة، ثُمَّ نَازلته الفِرَنْج، وَحَاصروهُ بِهَا أَشْهُراً حَتَّى ردّ شِيْركُوه، فَهَرَبت الفِرَنْج عَنْهَا، وَاسْتقر بِمِصْرَ لِلْفرنج شحنَة وَقطيعَةُ مائَةِ أَلْف دِيْنَار فِي العَامِ، وَقَدِمَ شِيْركُوه، وَأَعْطَاهُ نُوْر الدِّيْنِ حِمْص. وَفِي سَنَةِ564 غزوُ شِيْركُوه مِصْر ثَالِثَ مرَّة، وَملكت الفِرَنْج بَلْبِيْس، وَنَازلُوا القَاهِرَة، فَذل لَهُم شَاور، وَطلب الصُّلح عَلَى قطيعَة أَلف أَلف دِيْنَار فِي العَامِ، فَأَجَابَهُ الطَّاغِيَة مَرِّي إِلَى ذَلِكَ، فَعجل لَهُ مائَة أَلْف دِيْنَار، وَاسْتنجد بِنُوْرِ الدِّيْنِ، وَسود كِتَابهُ، وَجَعَلَ فِي طَيِّه ذوَائِب النِّسَاء، وَوَاصِل كتبه يَحُثُّه، وَكَانَ فِي حلب، فَجَهَّزَ عَسْكَره، وَاسْتخدم أَسد الدِّيْنِ حَتَّى قِيْلَ: كَانَ فِي سَبْعِيْنَ أَلْفاً مِنْ بَيْنِ فَارِس وَرَاجل، فَتقهقر الفِرَنْج لقُدُومِهِ وَذلُوا، وَدَخَلَ القَاهِرَة فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، وَجَلَسَ فِي دست المَمْلَكَة، وَخلعَ عَلَيْهِ العَاضد خلع السّلطنَة، وَكَتَبَ لَهُ التَّقْلِيد،

وَعلاَمَة العَاضد بِخَطِّهِ: هَذَا عهد لَمْ يُعهد مِثْلُه لوزِيْر، فَتقلَّدْ أَمَانَةً رَآك أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ لَهَا أَهْلاً، وَالحُجَّةُ عَلَيْك عِنْد الله بِمَا أَوضحه لَكَ مِنْ مرَاشِد سُبُله، فَخذ كِتَاب أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ بِقُوَّة، وَاسحب ذَيل الفخَار بِأَنِ اعتزَّتْ بِك بُنُوَّةُ النُّبُوَّةِ، وَاتَّخِذْ لِلْفوزِ سَبِيلاً: {وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا} [النحلُ: 91] . وَقَام شَاور لضيَافَة الجَيْش، فَطَلبُوا مِنْهُ النفقَة، فَمَاطل، ثُمَّ شدَّ عَلَيْهِ أُمَرَاء، فَقبضُوا عَلَيْهِ، وَذُبحَ، وَحُمِلَ رَأْسه إِلَى العَاضد، وَمَاتَ شِيْركُوه بَعْد الوِلاَيَة بِشَهْرَيْنِ. قَالَ العمَاد: أَحرق شَاور مِصْر، وَخَافَ عَلَيْهَا مِنَ الفِرَنْج، وَدَامت النَّار تَعْمَل فِيْهَا أَرْبَعَة وخمسين يومًا. وقلد العاضد منصب شيركوه لابن أَخِيْهِ صلاَح الدِّيْنِ، فَغَضِبَ عَرَبُ مِصْر وَسودَانُهَا، وَتَأَلبُوا، وَأَقْبَلُوا فِي خَمْسِيْنَ أَلْفاً، فَكَانَ المَصَافّ بَيْنَ القَصْرَيْنَ يَوْمَيْن، وَرَاح كَثِيْر مِنْهُم تَحْتَ السَّيْف، وَكَانَتِ الزَّلْزَلَة العُظْمَى بصِقِلِّيَّةَ أَهْلكت أُمَماً. وَفِي سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ جَاءت زلاَزل عِظَام بِالشَّامِ، وَدكت الْقِلَاع، وَأَفنت خلقاً، وَحَاصرت الفِرَنْج دِمْيَاط خَمْسِيْنَ يَوْماً، فَعَجَزُوا، وَرحلُوا، وَأَخَذَ نُوْر الدِّيْنِ سِنْجَار، وَتوجّه إِلَى المَوْصِل، وَرَتَّبَ أُمُوْرهَا، وَبَنَى بِهَا الجَامِع الأَكْبَر، وَسَارَ فَحَاصَر الْكرْك، وَنصبَ عَلَيْهَا مِنجنِيقَينِ، وَجدَّ فِي حصَارهَا، فَأَقْبَلت نَجدَة الفِرَنْج، فَقصدهُم نُوْر الدِّيْنِ، وَحصدهُم، وَتَمَكَّنَ بِمِصْرَ صلاَح الدِّيْنِ وَذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُوْهُ، فَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً، ركب العَاضد بِنَفْسِهِ لِتلقيه. قَالَ صلاَح الدِّيْنِ: مَا رَأَيْتُ أَكرم مِنَ العَاضد، بعث إِلَيَّ مُدَّة مُقَام الفِرَنْج عَلَى حِصَار دِمْيَاط أَلفَ أَلفِ دِيْنَار مِصرِيَة سِوَى الثِّيَاب وَغَيْرهَا. وَقِيْلَ: إِنَّ المُسْتَنْجِد كَانَ فِيْهِ عدل وَرِفق، بطَّل مُكُوْساً كَثِيْرَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ مَوْصُوَفاً بِالفَهْم الثَّاقب، وَالرَّأْي الصَّائِب، وَالذّكَاء الغَالِب، وَالفَضْل البَاهر، لَهُ نَظْمٌ وَنثر، وَمَعْرِفَة بِالأَسْطُرْلاَب، تُوُفِّيَ فِي ثَامنِ رَبِيْع الآخر سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنه المُسْتضيء. قُلْتُ: الإِمَام إِذَا كَانَ لَهُ عقل جَيِّد وَدين مَتِين، صلح بِهِ أَمر المَمَالِك فَإِنْ ضعف عَقْله، وَحسنت ديَانتُه، حَمله الدِّيْنُ عَلَى مشَاورَة أَهْل الْحزم، فَتسددت أُمُوْرُه، وَمشت الأَحْوَال، وَإِنْ قلَّ دينُه، وَنَبُلَ رَأْيه، تَعبت بِهِ البِلاَد وَالعبَاد، وَقَدْ يَحمله نبل رَأْيه عَلَى إِصْلاَح ملكه وَرعيته لِلدُّنْيَا لاَ لِلتَّقْوَى، فَإِنْ نقص رأيه، وقد دينه وَعَقْله، كثر الفسَاد، وَضَاعت الرَّعِيَّة، وَتعبُوا بِهِ، إلَّا أَنْ يَكُوْنَ فِيْهِ شجَاعَة وَلَهُ سطوَة وَهَيْبَة فِي النُّفُوْس، فَيْنجبر الحَال، فَإِنْ كَانَ جَبَاناً، قَلِيْلَ الدِّيْنِ، عَدِيْمَ الرَّأْي، كَثِيْر الْعَسْف، فَقَدْ تَعرَّض لبلاَء عَاجِل، وَرُبَّمَا عُزل وَسُجن إِنْ لَمْ يُقتل، وَذَهَبت عَنْهُ الدُّنْيَا، وَأَحَاطت بِهِ خطَايَاهُ، وَنَدِمَ -وَاللهِ- حَيْثُ لاَ يُغنِي النّدم، وَنَحْنُ آيِسُوْنَ اليَوْمَ مِنْ وُجُوْد إِمَام رَاشِد مِنْ سَائِر الوُجُوه، فَإِنْ يَسَّر الله للأمة بإمام فيه كثرة محاسن وفيه مساوىء قليلة، فمن لنابه، اللَّهُمَّ فَأَصلح الرَّاعِي وَالرَّعِيَّة، وَارحمْ عبَادَك، وَوَفِّقْهُم، وأيد سلطانهم، وأعنه بتوفيقك.

أبو البركات، كمال

أبو البركات، كمال: 5076- أبو البركات: العَلاَّمَةُ الفَيْلَسُوْف، شَيْخ الطِّبِّ، أَوحدُ الزَّمَانِ، أَبُو البَرَكَاتِ، هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ ملكَا البَلَدِيُّ، اليَهُوْدِيُّ كَانَ، ثُمَّ أَسْلَمَ فِي أَوَاخِرِ عُمُرِهِ، خدم الخَلِيْفَة المُسْتَنْجِد. قَالَ المُوَفَّق بن أَبِي أَصِيْبعَة: تَصَانِيْفُه فِي غَايَة الجَوْدَة، وَلَهُ فِطرَة فَائِقَة، أَضَرَّ بِأَخَرَةٍ، وَكَانَ يُمْلِي عَلَى الجمَال بن فَضْلاَن، وَابْن الدَّهَّان، وَالمُهذَّب ابْنِ النَّقَّاش، وَوَالِدِ المُوفَّق عَبْد اللَّطِيْفِ، كِتَابهُ المُسَمَّى بِـ"المُعتبر". قِيْلَ: سَبَب إِسلاَمه أَنَّهُ دَخَلَ إِلَى الخَلِيْفَة، فَقَامَ لَهُ الكُلّ سِوَى القَاضِي، فَقَالَ: يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ، إِنْ كَانَ القَاضِي لم يقم لأني غَيْر مِلَّتِه، فَأَنَا أُسْلِمُ. فَأَسْلَمَ. خلف ثَلاَث بنَات، وَعَاشَ نَحْو الثَّمَانِيْنَ. وَهُوَ صَاحِبُ تِريَاق برشعثَا، وَلَهُ رِسَالَةٌ فِي مَاهيَة العَقْل. وَمِنْ تَلاَمِذته الْمُهَذّب عَلِيّ بنُ هبَل. مَاتَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَبَرَعَ فِي علم الفلسفة إلى الغاية. 5077- كَمَالُ: بِنْتُ المُحَدِّثِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أُمُّ الحَسَنِ، صَالِحَةٌ خَيِّرَةٌ، وَهِيَ زَوْجَةُ المُحَدِّثِ عَبْدِ الخَالِقِ اليُوْسُفِيِّ. سَمِعَتْ مِنْ: طِرَاد، وَابْن البَطِرِ، وَالنِّعَالِيّ. وَعَنْهَا: إِبْرَاهِيْم بن بَرْهَان النسَاج، وَهِبَة الله بن عمر بن كمال الحلاج. توفي سنة ثمان وخمسين وخمس مائة.

أبو المظفر هبة الله، الخزرجي، الحرستاني

أبو المظفر هبة الله، الخزرجي، الحرستاني: أَخُوْهَا: 5078- أَبُو المُظَفَّرِ هِبَةُ اللهِ: سَمِعَ النِّعَالِيّ، وَجَعْفَراً السَّرَّاج. رَوَى عَنْهُ مُوَفَّق الدِّيْنِ المَقْدِسِيّ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5079- الخَزْرَجِيُّ: الإِمَامُ الفَقِيْهُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الحَقِّ بنِ أَحْمَدَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الحَقِّ، الخَزْرَجِيّ القُرْطُبِيّ المَالِكِيّ. سَمِعَ المُوَطَّأَ وَغَيْرَهُ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ فرج الطلاعي، وعني بالفقه. وَسَمِعَ فِي كُهولته مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عتَاب وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ القَاضِي عَبْد الحَقّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ بَقِيٍّ وَغَيْرُهُمَا. وَتُوُفِّيَ قَرِيْباً مِنْ سَنَةِ سِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ هَارُوْنَ فِي كِتَابِهِ مِنْ تُوْنُس سَنَة سبعِ مائَة قَالَ: سَمِعْتُ المُوَطَّأ مِنِ ابْنِ بَقِيٍّ، أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الحَقِّ حَدَّثَهُ سَمَاعاً عَنِ الطلاعي. 5080- الحرستاني: الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ، القُرَشِيُّ الحَرَسْتَانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ البُسْتَانِيُّ، رَاوِي جُزْءِ الرَّافقِي، سَمِعَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الحَدِيْد، وَهُوَ الَّذِي عرَّفهُم بِسَمَاعِه لَمَّا رَآهُم قَدْ خَرَجُوا يَسْمَعُوْنَ بِالقَرْيَة، فَقَالَ: مَا أَنسَى ابْن أَبِي الحَدِيْد وَقَدْ طلع، وَسَمِعنَا عَلَيْهِ، وَفَرطْتُ لَهُم مِنْ هَذِهِ الجَوزَة، فَدَخَلَ الطلبَة، فَنبشُوا سَمَاعَه. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنه، وَمَحْمُوْد بن شُتَيّ، وَأَبُو القاسم بن صَصْرَى، وَابْنُ غَسَّانَ، وَمُكْرم، وَكَرِيْمَة. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَة إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ نيف وتسعين سنة.

الفلكي، العلوي

الفلكي، العلوي: 5081- الفلكي 1: المَوْلَى الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ الزَّاهِدُ الصَّالِحُ، أَبُو المُظَفَّرِ، سَعِيْدُ بنُ سَهْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، النَّيْسَابُوْرِيُّ الأَصْلِ، الخُوَارِزْمِيُّ، المَشْهُوْرُ بِالفَلَكِيِّ. سَمِعَ مِنْ نَصْر اللهِ بن أَحْمَدَ الخُشْنَامِيّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الأَخْرَم المُؤَذِّن. وَاستوطن دِمَشْق بِالسُّمَيْسَاطيَة. حَدَّثَ عَنْهُ بِالجُزْء المَنْسُوْب إِلَيْهِ: ابْن عَسَاكِرَ وَابْنه بَهَاء الدِّيْنِ، وَأَبُو المَوَاهِب بن صَصْرَى، وَأَخُوْهُ الحُسَيْن، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ المُجَاوِر، وَزَين الأُمَنَاءِ أَبُو البَرَكَاتِ، وَمُحَمَّد بن غَسَّانَ، وَمُكْرَم بن أَبِي الصَّقْرِ، وَطَائِفَة. وَقَدْ كَانَ وَزر بِخُوَارِزْمَ لِصَاحِبهَا. وَكَانَ ذَا هَيْبَة وَشَهَامَة وَنَهضَة بِأَعبَاء الأَمْر وُجُوْدٍ وَبَذْلٍ، ثُمَّ إِنَّهُ خَاف مِنَ الْملك، فَحجَّ، وَتَصدَّق بِأَمْوَال ضَخْمَة، وَقَدِمَ دِمَشْق، وَنَزَلَ بِالخَانْقَاه، وَجدد بِهَا الصُّفَّةَ الغربيَة وَالبِركَة وَالقنَاةَ مِنْ مَالِه، وَبَاشر النَّظَر في وقفها. وَكَانَ ثِقَةً، مُتَوَاضِعاً، صَالِحاً، حسن الاعْتِقَاد، أَثْنَى عَلَيْهِ ابْن عَسَاكِرَ وَغَيْرهُ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَة سِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدُفِنَ بِمقَابر الصُّوْفِيَّة. وَفِيْهَا مَاتَ بِبَغْدَادَ شَيْخ الطِّبّ وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ أمين الدولة هبة الله ابن صَاعِد ابْن التِلْمِيْذ النَّصْرَانِيُّ الشقِيُّ، وَكَانَ قِسِّيس النصارى عمر أربعًا وتسعين سنة. 5082- العلوي 2: المَوْلَى الشَّرِيْفُ، أَبُو طَالِبٍ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي زَيْدٍ، العَلَوِيُّ الحَسَنِيُّ البَصْرِيُّ، نَقيب الطَّالبيين بِبلده. سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ عَلِيّ بن أَحْمَدَ التُّسْتَرِيّ، فَحَدث عَنْهُ بِـ"سُنَن" أَبِي دَاوُدَ سَمَاعاً لِلْجزء الأَوّل، وَإِجَازَة لسَائِر الكِتَاب إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعاً، وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ جَعْفَر بن مُحَمَّدٍ العبَّادَانِي، وَأَبِي عُمَرَ الحَسَن بن غَسَّانَ النَّحْوِيِّ، وَمُحَمَّد بن علي المؤدب ابن العلاف.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 370"، وشذرات الذهب "4/ 188". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "5/ 370"، وشذرات الذهب "4/ 190".

قَالَ السَّمْعَانِيُّ: قَدِمَ بَغْدَادَ مَرَّاتٍ، وَانحدرتُ فِي صُحْبَتِه إِلَى البَصْرَةِ، وَكَانَ ظرِيفاً مَطْبُوْعاً، كَانَ أَصْحَابُنَا البَصْرِيّون يَقُوْلُوْنَ: إِنَّهُ يَكْذِب كَثِيْراً فَاحشاً فِي أَحَادِيْث النَّاس. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَة: قَدِمَ بَغْدَادَ سَنَة555، وَحَدَّثَ بِهَا بـ"سُنَن أَبِي دَاوُد"، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو طَالِبٍ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ السَّمِيْعِ، وَسَمَاعُهُ مِنَ التُّسْتَرِيِّ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ. وَقَالَ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيُّ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن عبيد الله ابن عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ باغِر بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنِ بن جَعْفَرِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ العَلَوِيّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ أَبِي زَيْدٍ، قَالَ لِي: وُلِدَتُ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَة إحدى وستين وأربع مائَةٍ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَأَمَّا السَّمْعَانِيُّ، فَقَالَ: وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَأَلت النَّقِيْب أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدٍ عَنْ وَالِده: مَتَى وُلد ? فَقَالَ: سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ. قُلْتُ: اسْتَقدمه الوَزِيْر ابْن هُبَيْرَةَ، وَسَمِعَ مِنْهُ "السُّنَن" لأَبِي دَاوُدَ، وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ الحَافِظُ أَبُو الفُتُوْحِ نَصْر بن الحُصْرِيِّ بِالسَّمَاع المُتَّصِل، وَقَالَ: أُخْبِرتُ أَنَّ سَمَاعه لَهُ ظَهَرَ بَعْدَ ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ نُقْطَة: هَذَا القَوْلُ عِنْدِي فِيْهِ نَظَرٌ، لأَنَّا لَمْ نَسْمَع أَحَداً قَالَهُ غَيْرَ ابْنِ الحُصَرِيّ، وَالصَّحِيْح عِنْدِي مَا قَيده أَبُو المَحَاسِنِ القُرَشِيّ -يَعْنِي الجُزْء الأَوّل فَقَطْ- وَآخرُه كرَاهيَةُ مسِّ الذَّكَرِ فِي الاسْتبرَاءِ. قُلْتُ: قَدْ رَوَى الكِتَاب المِقْدَاد بن أَبِي القَاسِمِ القَيْسِيّ سَمَاعاً مِنِ ابْنِ الحُصَرِيّ مُتَّصِلاً، وَأَجَازَ لِي رِوَايَته. وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ طَارِقٍ، أَنَّ أَبَا طَالبٍ العَلَوِيَّ أَنشَدَهُم لِنَفْسِهِ: لاَ تَشكُوَنَّ دَهْراً سَطَا ... شَكْوَاكُهُ عَيْنُ الخَطَا وَاصْبِرْ عَلَى حَدَثَانِه ... إِنْ جَارَ يَوْماً وَامْتَطَى الدَّهْرُ دهرٌ قلّبٌ ... يَوْمَاهُ بؤسٌ أَوْ عَطَا وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ الحُطَيْئَةِ، وَأَبُو النَّدَى حَسَّانُ بنُ تَمِيْمٍ الزَّيَّاتُ، وَخُزَيْفَةُ بنُ سَعْدِ بنِ الهَاطِرَا، وَالوَزِيْرُ سَعِيْدُ بنُ سَهْلٍ الخُوَارِزْمِيُّ الفَلَكِيُّ بِدِمَشْقَ، وَأَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ القُزَّةِ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ اللَّبَّادُ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُقَاتِلٍ السُّوْسِيُّ، وَمُفْتِي الجَزِيْرَةِ أَبُو القَاسِمِ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ البَزْرِيِّ الشَّافِعِيُّ عَنْ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَالعَدْلُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ الحَرَّانِيُّ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو يَعْلَى الصَّغِيْرُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَازِمٍ بنِ أَبِي يَعْلَى بنِ الفَرَّاءِ شَيْخُ الحَنَابِلَةِ، وَالوَزِيْرُ عَوْنُ الدِّيْنِ بنُ هُبَيْرَةَ، وصاحب ملطية ياغي أرسلان بن دانشمد.

ابن هبيرة

5083- ابن هبيرة 1: لوزير الكَامِلُ، الإِمَامُ العَالِمُ العَادلُ، عَوْنُ الدِّينِ، يَمِيْنُ الخِلاَفَةِ، أَبُو المُظَفَّرِ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ هُبَيْرَةَ بنِ سَعِيْدِ بنِ الحَسَنِ بنِ جَهْمٍ، الشَّيْبَانِيُّ الدُّوْرِيُّ العِرَاقِيُّ الحَنْبَلِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. مَوْلِدُهُ بِقَرْيَة بَنِي أَوْقرَ مِنَ الدُّورِ أَحَدِ أَعْمَالِ العِرَاقِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَدَخَلَ بَغْدَادَ فِي صِبَاهُ، وَطَلَبَ العِلْمَ، وَجَالَسَ الفقهاء، وتفقه بأبي الحسين بن القَاضِي أَبِي يَعْلَى وَالأُدبَاءِ، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ، وَتَلاَ بِالسَّبْعِ، وَشَاركَ فِي عُلُوْمِ الإِسْلاَمِ، وَمَهَرَ فِي اللُّغَةِ، وَكَانَ يَعرفُ المَذْهَبَ وَالعَرَبِيَّةَ وَالعَرُوضَ، سَلَفِيّاً أَثرِيّاً، ثُمَّ إِنَّهُ أَمضَّهُ الفَقْرُ، فَتعرَّضَ لِلْكِتَابَةِ، وَتَقدَّمَ، وَتَرقَّى، وَصَارَ مُشَارفُ الخزَانَةِ، ثُمَّ وَلِيَ دِيْوَانَ الزِّمَامِ لِلمُقْتَفِي لأَمْرِ اللهِ، ثُمَّ وَزَرَ لَهُ فِي سَنَةِ544، وَاسْتمرَّ وَوَزَرَ مِنْ بَعْدِهِ لابْنِهِ المُسْتَنْجِدِ. وَكَانَ دَيِّناً خَيِّراً مُتَعَبِّداً عَاقِلاً وقورًا متواضعًا، جزل الرأي، بارًا بِالعُلَمَاءِ، مُكِبّاً مَعَ أَعبَاءِ الوزَارَةِ عَلَى العِلْمِ وَتَدوينِهِ، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، حَسَنَةَ الزَّمَانِ. سَمِعَ أَبَا عُثْمَانَ بنَ ملَّةَ، وَهِبَةَ اللهِ بنَ الحُصَيْنِ، وَخَلْقاً بَعْدَهُمَا. وَسَمِعَ الكَثِيْرَ فِي دَوْلَتِهِ، وَاسْتحضَرَ المَشَايِخَ، وَبَجَّلَهُم، وَبَذَلَ لَهُم. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ يَجتهِدُ فِي اتِّبَاعِ الصَّوَابِ، وَيَحذَرُ مِنَ الظُّلْمِ وَلاَ يَلْبَسُ الحَرِيْرَ، قَالَ لِي: لَمَّا رَجَعتُ مِنَ الحِلَّةِ، دَخَلتُ عَلَى المُقْتَفِي، فَقَالَ لِي: ادْخُلْ هَذَا البَيْتَ، وَغَيِّرْ ثيَابَكَ، فَدَخَلتُ، فَإِذَا خَادمٌ وَفَرَّاشٌ مَعَهُم خِلَعُ الحَرِيْرِ، فَقُلْتُ: والله ما ألبسها. فخرج الخادم،

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 306"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 807"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 369-370"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 191-197".

فَأَخبرَ الخَلِيْفَةَ، فَسَمِعْتُ صَوْتَهُ يَقُوْلُ: قَدْ -وَاللهِ- قُلْتُ: إِنَّهُ مَا يَلبَسُهُ. وَكَانَ المُقْتَفِي مُعْجَباً بِهِ، وَلَمَّا اسْتُخْلِفَ المُسْتَنْجِدُ، دَخَلَ ابْنُ هُبَيْرَةَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَكفِي فِي إِخْلاَصي أَنِّي مَا حَابَيْتُكَ فِي زَمَنِ أَبِيكَ، فَقَالَ: صَدَقتَ. قَالَ: وَقَالَ مُرجَانُ الخَادِمُ: سَمِعْتُ المُسْتَنْجِدَ بِاللهِ يُنْشِدُ وَزِيْرَهُ وَقَدْ قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي أَثْنَاءِ مُفَاوضَةٍ تَرجِعُ إِلَى تَقرِيرِ قوَاعدِ الدِّينِ وَالصَّلاَحِ، وَأَنشدَهُ لِنَفْسِهِ: ضَفَتْ نِعْمَتَانِ خَصَّتَاكَ وَعَمَّتَا ... فَذِكْرُهُمَا حتّى القيامة يذكر وُجُوْدُكَ وَالدُّنْيَا إِلَيْكَ فقيرةٌ ... وَجُوْدُكَ وَالمَعْرُوفُ فِي النَّاسِ يُنْكَرُ فَلَو رَامَ يَا يَحْيَى مَكَانَكَ جعفرٌ ... وَيَحْيَى لَكَفَّا عَنْهُ يَحْيَى وَجَعْفَرُ وَلَمْ أَرَ مَنْ يَنوِي لَكَ السُّوْءَ يَا أَبَا ال ... مُظَفَّرِ إلَّا كُنْتَ أَنْتَ المُظَفَّرُ قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: وَكَانَ مبَالِغاً فِي تَحصيلِ التَّعْظِيْمِ لِلدَّولَةِ، قَامِعاً لِلمخَالفِيْنَ بِأَنْوَاعِ الحِيَلِ، حَسَمَ أُمُوْرَ السَّلاَطِيْنِ السَّلْجُوْقيَّةِ، وَقَدْ كَانَ آذَاهُ شحنَةٌ فِي صِبَاهُ، فَلَمَّا وَزَرَ، اسْتحضَرَهُ وَأَكْرَمَهُ، وَكَانَ يَتحدَّثُ بِنِعَمِ اللهِ، وَيذكرُ فِي منصبِهِ شِدَّةَ فَقرِهِ القَدِيْمِ، وَقَالَ: نَزلتُ يَوْماً إِلَى دِجْلَةَ وَلَيْسَ مَعِي رَغِيْفٌ أَعبرُ بِهِ. وَكَانَ يُكثِرُ مُجَالَسَةَ العُلَمَاءِ وَالفُقَرَاءِ، وَيبذلُ لَهُم الأَمْوَالَ، فَكَانَتِ السَّنَةُ تَدورُ وَعَلَيْهِ دُيُونٌ، وَقَالَ: مَا وَجبَتْ عليَّ زَكَاةٌ قَطُّ. وَكَانَ إِذَا اسْتفَادَ شَيْئاً مِنَ العِلْمِ، قَالَ: أَفَادَنِيْهِ فُلاَنٌ. وَقَدْ أَفدتُهُ مَعْنَى حَدِيْثٍ، فَكَانَ يَقُوْلُ: أَفَادَنِيهِ ابْنُ الجَوْزِيِّ، فَكُنْتُ أستحييى، وَجَعَلَ لِي مَجْلِساً فِي دَارِهِ كُلَّ جُمُعَةٍ، وَيَأْذنُ لِلْعَامَّةِ فِي الحُضُوْرِ، وَكَانَ بَعْضُ الفُقَرَاءِ يَقرَأُ عِنْدَهُ كَثِيْراً، فَأَعْجَبَهُ، وَقَالَ لزوجتِهِ: أُرِيْدُ أَنْ أُزَوِّجَهُ بِابْنَتِي، فَغضبَتِ الأُمُّ. وَكَانَ يُقرَأُ عِنْدَهُ الحَدِيْثُ كُلَّ يَوْمٍ بَعْدَ العَصرِ، فَحضرَ فَقِيْهٌ مَالِكِيٌّ، فَذَكَرْتُ مَسْأَلَةً، فَخَالفَ فِيْهَا الجمعَ، وَأَصرَّ، فَقَالَ الوَزِيْرُ: أَحِمَارٌ أَنْتَ! أَمَا تَرَى الكُلَّ يُخَالِفونَكَ?! فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، قَالَ لِلْجَمَاعَةِ: إِنَّهُ جرَى مِنِّي بِالأَمسِ فِي حقِّ هَذَا الرَّجُلِ مَا لاَ يَليقُ، فَليَقُلْ لِي كَمَا قُلْتُ لَهُ، فَمَا أَنَا إلَّا كَأَحَدِكُم، فَضجَّ المَجْلِسُ بِالبُكَاءِ، وَاعْتَذَرَ الفَقِيْهُ، قَالَ: أَنَا أَوْلَى بِالاعتذَارِ، وَجَعَلَ يَقُوْلُ: القِصَاصَ القصَاصَ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى قَالَ يُوْسُفُ الدِّمَشْقِيُّ: إِذْ أَبَى القِصَاصَ فَالفِدَاءَ، فَقَالَ الوَزِيْرُ: لَهُ حُكمُهُ. فَقَالَ الفَقِيْهُ: نِعَمُكَ عَلَيَّ كَثِيْرَةٌ، فَأَيُّ حُكْمٍ بَقِيَ لِي ? قَالَ: لاَ بُدَّ. قَالَ: عَلَيَّ دَينٌ مائة دينار. فأعطاه مائةي دِيْنَارٍ، وَقَالَ: مائَةٌ لإِبرَاءِ ذِمَّتِهِ، وَمائَةٌ لإِبرَاءِ ذِمَّتِي. وَمَا أَحلَى شِعْرَ الحَيْص بَيص فِيْهِ حَيْثُ يَقُوْلُ: يَهُزُّ حَدِيْثُ الجُودِ سَاكِنَ عِطْفِهِ ... كَمَا هَزَّ شَرْبَ الحَيِّ صَهْبَاءُ قَرْقَفُ إِذَا قِيْلَ عَوْنُ الدِّينِ يَحْيَى تَأَلَّقَ ال ... غَمَامُ وَمَاسَ السَّمْهَرِيُّ المُثَقَّفُ

قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ الوَزِيْرُ يَتَأَسَّفُ عَلَى مَا مَضَى، وَيَندمُ عَلَى مَا دَخَلَ فِيْهِ، وَلَقَدْ قَالَ لِي: كَانَ عِنْدَنَا بِالقَرْيَة مَسْجِدٌ فِيْهِ نَخْلَةٌ تحملُ أَلْفَ رطلٍ، فَحَدَّثْتُ نَفْسِي أَنْ أُقيمَ فِي ذَلِكَ المَسْجَدِ، وَقُلْتُ لأَخِي مَجْدِ الدِّيْنِ: أَقعدُ أَنَا وَأَنْتَ، وَحَاصِلُهَا يَكفِيْنَا، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى مَا صرتُ. ثُمَّ صَارَ يَسْأَلُ اللهَ الشَّهَادَةَ، وَيَتعرَّضُ لأَسبَابهَا، وَفِي لَيْلَةِ ثَالِثَ عشرَ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائة استيقظ وقت السحر، فقاء، فحضر طيبه ابْنُ رشَادَةَ، فَسَقَاهُ شَيْئاً، فَيُقَالُ: إِنَّهُ سَمَّهُ، فَمَاتَ، وَسُقِيَ الطَّبِيْبُ بَعْدَهُ بنِصْفِ سَنَةٍ سُمّاً، فَكَانَ يَقُوْلُ: سَقَيتُ فَسُقِيتُ، فَمَاتَ، وَرَأَيْتُ أَنَا وَقتَ الفَجْرِ كَأَنِّي فِي دَارِ الوَزِيْرِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَدَخَلَ رَجُلٌ بِيَدِهِ حَرْبَةٌ، فَضَرَبَهُ بِهَا، فَخَرَجَ الدَّمُ كَالفَوَّارَةِ، فَالْتَفَتَ فَإِذَا خَاتمٌ ذَهَبٌ، فَأَخَذتُهُ، وَقُلْتُ: لِمَنْ أُعْطيهِ? أَنْتظرُ خَادِماً يَخْرُجُ فَأُسلِّمُهُ إِلَيْهِ، فَانْتبهْتُ، فَأَخْبَرتُ مَنْ كَانَ مَعِي، فَمَا اسْتَتْمَمْتُ الحَدِيْثَ حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَاتَ الوَزِيْرُ، فَقَالَ رَجُلٌ: هَذَا مُحَالٌ، أَنَا فَارقتُهُ فِي عَافِيَةٍ أَمسِ العصرَ، فَنفَّذُوا إِلَيَّ، وَقَالَ لِي وَلدُهُ: لاَ بُدَّ أَنْ تُغَسِّلَهُ، فَغسَّلتُهُ، وَرفعتُ يَدَهُ ليدخُلَ المَاءُ فِي مَغَابِنِهِ، فَسَقَطَ الخَاتمُ مِنْ يَدِهِ حَيْثُ رَأَيْتُ ذَلِكَ الخَاتمَ، وَرَأَيْتُ آثَاراً بِجَسَدِهِ وَوَجهِهِ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مَسْمُوْمٌ، وَحُمِلَتْ جِنَازَتُهُ إِلَى جَامِعِ القَصْرِ، وَخَرَجَ مَعَهُ جَمْعٌ لَمْ نَرَهُ لمَخْلُوْقٍ قَطُّ، وَكثُرَ البُكَاءُ عَلَيْهِ لِمَا كَانَ يَفعلُهُ مِنَ البِرِّ وَالعَدْلِ، وَرَثَتْهُ الشُّعَرَاءُ. قُلْتُ: لَهُ كِتَابُ "الإِفصَاحِ" عَنْ مَعَانِي "الصِّحَاحِ" شَرَحَ فِيْهِ "صَحِيْحَي البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ" فِي عَشْرِ مُجَلَّدَاتٍ، وَأَلَّفَ كِتَابَ "العِبَادَاتِ" عَلَى مَذْهَبِ أَحْمَدَ، وَلَهُ أُرْجُوزَةٌ فِي "المَقصُوْرِ وَالمَمْدُوْدِ"، وَأُخْرَى فِي "عِلمِ الخَطِّ"، وَاختصرَ كِتَابَ "إِصْلاَحِ المَنطِقِ" لابْنِ السِّكِّيتِ. وَقِيْلَ: إِنَّ الحَيْصَ بَيْصَ دَخَلَ عَلَى الوَزِيْرِ، فَقَالَ الوَزِيْرُ: قَدْ نَظمتُ بَيْتَيْنِ، فَعزِّزْهُمَا: زَارَ الخَيَالُ نَحِيْلاً مِثْلَ مُرْسِلِهِ ... فَمَا شَفَانِي مِنْهُ الضَّمُّ وَالقُبَلُ مَا زَارَنِي الطَّيْفُ إلَّا كَي يُوَافِقَنِي ... عَلَى الرّقاد فينفيه ويرتحل فَقَالَ الحَيْص بَيْص بَدِيهاً: وَمَا دَرَى أَنَّ نَوْمِي حيلةٌ نُصِبَتْ ... لِوَصْلِهِ حِيْنَ أَعْيَا اليَقْظَةَ الحِيَلُ قَالَ أَبُو المُظَفَّرِ سِبْطُ ابْنِ الجَوْزِيِّ: وَقَدِ اضطرَّ وَرثَةُ الوَزِيْرِ ابْنِ هُبَيْرَةَ إِلَى بَيْعِ ثِيَابِهِم وَأَثَاثِهِم، وَبِيعَتْ كُتُبُ الوَزِيْرِ المَوْقُوْفَةُ عَلَى مَدرَسَتِهِ، حَتَّى لَقَدْ أُبِيْعَ البُسْتَانُ لأَبِي اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيِّ فِي الرَّقَائِقِ بِخَطِّ مَنْسُوْبٍ وَكَانَ مُذَهَّباً بِدَانِقَيْنِ وَحَبَّةٍ، وَقيمَتُهُ عَشْرَةُ دَنَانِيْرَ، فَقَالَ وَاحِدٌ: مَا أَرخصَ هَذَا البُسْتَانَ! فَقَالَ جَمَالُ الدِّيْنِ بنُ الحُصَيْنِ: لِثِقَلِ مَا عَلَيْهِ مِنَ الخَرَاجِ يُشِيرُ إِلَى الوَقْفِيَّةِ فَأُخِذَ وَضُرِبَ وَحُبِسَ.

قُلْتُ: وَزَرَ بَعْدَهُ الوَزِيْرُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ البَلَدِيِّ، فَشرَعَ فِي تَتَبُّعِ بَنِي هُبَيْرَة، فَقَبَضَ عَلَى وَلَدَي عَوْنِ الدِّينِ مُحَمَّدٍ وَظَفرٍ، ثُمَّ قَتَلَهُمَا، وَجَرَى بَلاَءٌ عَظِيْمٌ، نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ بِمَنِّهِ. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ الوَبْرِيِّ، أَخبركَ الحَسَنُ بنُ إِسْحَاقَ الكَاتِبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو المُظَفَّرِ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ الوَزِيْرُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى المُقْتَفِي لأَمْرِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ العَبَّاسِيِّ، حدَّثَكُم أَبُو البَرَكَاتِ أَحْمَدُ بن عبد الوَهَّابِ السِّيْبِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الصريفيني وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ أَبِي الجُوْدِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي غَالِبٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ الحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ مُسَاوِرٍ، حَدَّثَنَا يَغْنَمُ بنُ سَالِمٍ، حَدَّثَنَا أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "طوبى لمن رآني وَآمَنَ بِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي"1. هَذَا الحَدِيْثُ تُسَاعِي لَنَا، لَكنَّهُ وَاهٍ لِضَعْفِ يَغْنَمَ، فَإِنَّهُ مجمع على تركه.

_ 1 موضوع: آفته يغنم بن سالم، قال ابن حبان: كان يضع على أنس بن مالك، وقال ابن يونس: حدث عن أنس فكذب. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة وذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته في "الميزان" وعده من بلاياه.

الرستمي

5084- الرستمي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُفْتِي القُدْوَةُ المُسْنِدُ، شَيْخُ أَصْبَهَانَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الحَسَنُ بنُ العَبَّاسِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ رُسْتُمَ، الرُّسْتُمِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ، الزَّاهِدُ. مَوْلِدُهُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ أَبَا عَمْرٍو عَبْدَ الوَهَّابِ بنَ مَنْدَةَ، وَمَحْمُوْدَ بنَ جَعْفَرٍ الكَوْسَجَ، وَالمُطَهَّرَ بنَ عَبْدِ الوَاحِدِ البُزَانِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدٍ الطَّيَّانَ، وَأَبَا بَكْرٍ محمد ابن أَحْمَدَ السِّمْسَارَ، وَالفَضْلَ بنَ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَعَبْدَ الكَرِيْمِ بنَ عَبْدِ الوَاحِدِ الصَّحَّافَ، وَأَبَا عِيْسَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ بنَ شَكْرُويه، وَسُلَيْمَان بنَ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظ، وَأَحْمَد بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّكْوَانِيَّ، وَسَهْلَ بنَ عَبْدِ اللهِ الغَازِي، وَأَبَا الخَيْرِ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ رَرَا، وَرِزْقَ اللهِ التَّمِيْمِيَّ، وَالرَّئِيْسَ الثقفي، وطرادًا الزينبي، وطائفةً.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 307"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 372"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 198".

حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو مُوْسَى المديني، وشرف ابن أَبِي هَاشِمٍ البَغْدَادِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الخِرَقِيُّ، وَأَبُو الوَفَاءِ مَحْمُوْدُ بنُ مَنْدَةَ، وَعدَدٌ أَمثَالُهُم. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: أَبُو المُنَجَّا ابْنُ اللَّتِّيِّ، وَكَرِيْمَةُ وَصَفِيَّةُ بِنْتَا عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ الحَبَقْبَقِ، وعجيبة بنت الباقداري. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: إِمَامٌ فَاضِلٌ، مُفْتِي الشَّافِعِيَّةِ، وَهُوَ عَلَى طَرِيقَةِ السَّلَفِ، لَهُ زَاويَةٌ بِجَامِعِ أَصْبَهَانَ، مُلاَزِمُهَا فِي أَكْثَرِ أَوقَاتِهِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ الجُبَّائِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَكْثَرَ بُكَاءً مِنَ الرُّسْتُمِيِّ. وَقَالَ الجُبَّائِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ سَالار، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الرُّستمِيَّ يَقُوْلُ: وَقفتُ عَلَى ابْنِ مَاشَاذَه وَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَلَى النَّاسِ، فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلِ، رَأَيْتُ رَبَّ العِزَّةِ فِي المَنَامِ وَهُوَ يَقُوْلُ لِي: يَا حسنُ، وَقفتَ عَلَى مُبْتَدِعٍ، وَنظرتَ إِلَيْهِ، وَسَمِعْتَ كَلاَمَهُ، لأَحرمَنَّكَ النَّظَرَ فِي الدُّنْيَا. فَاسْتيقظتُ كَمَا تَرَى. قَالَ الجُبَّائِيُّ: كَانَتْ عَينَاهُ مَفْتُوْحتَينِ وَهُوَ لاَ يَنظرُ بِهِمَا. قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ الحَافِظُ عَبْدُ القَادِر الرُّهَاوِيُّ، وَقَالَ فِيْهِ: كَانَ فَقِيْهاً زَاهِداً وَرِعاً بَكَّاءً، عَاشَ نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَمَاتَ سَنَةَ سِتِّيْنَ. كَذَا قَالَ، ثُمَّ قَالَ: وَحَضَرْتُهُ يَوْمَ مَوْتِهِ وَخَرَجَ النَّاسُ إِلَى قَبْرِهِ أَفوَاجاً، وَأَملَى شَيْخُنَا الحَافِظُ أَبُو مُوْسَى عِنْدَ قَبْرِهِ مَجْلِساً فِي مَنَاقِبِهِ، وَكَانَ عَامَّةُ فُقَهَاءِ أَصْبَهَانَ تَلاَمِذتَهُ حَتَّى شَيْخُنَا أَبُو مُوْسَى عَلَيْهِ تَفَقَّهَ، وَكَانَ أَهْلُ أَصْبَهَانَ لاَ يَثِقُوْنَ إلَّا بِفَتوَاهُ، وَسَأَلنِي شَيْخُنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ عَنْ شُيُوْخِ أَصْبَهَانَ، فَذَكَرْتُهُ لَهُ، فَقَالَ: أَعْرفُهُ فَقِيْهاً متنسكًا. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: إِمَامٌ مُتَدَيِّنٌ وَرعٌ، يُزجِي أَكْثَرَ أَوقَاتِهِ فِي نشرِ العِلْمِ وَالفُتْيَا. وَقَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: أَقرَأَ الرُّستمِيُّ المَذْهَبَ كَذَا كَذَا سَنَةً، وَكَانَ مِنَ الشِّدَادِ فِي السُّنَّةِ. قَالَ عَبْدُ القَادِرِ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا الأَصْبَهَانِيِّينَ يَحكِي عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ يَنْفَرِدُ يَبْكِي فِيْهِ، فَبَكَى حَتَّى ذَهَبَتْ عَينَاهُ، وَكُنَّا نَسْمَعُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي رَثَاثَةٍ مِنَ المَلْبَسِ وَالمفرَشِ لاَ يُسَاوِي طَائِلاً، وَكَذَلِكَ مَنْزِلُهُ، وَكَانَتِ الفِرَقُ مُجْتَمِعَةً عَلَى مَحَبَّتِهِ. قَالَ أَبُو مُوْسَى: تُوُفِّيَ مسَاءَ يَوْمِ الأَرْبعَاءِ ثَانِي صفرٍ سَنَةَ إحدى وستين وخمس مائة.

ابن رفاعة

5085- ابن رفاعة 1: لشيخ الفَقِيْهُ العَالِمُ الفَرَضِيُّ الإِمَامُ، مُسْنِدُ وَقتِهِ، أَبُو محمد، عبد الله بن رفاعة بن غدير بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي عُمَرَ بنِ أَبِي الذَّيَّالِ بنِ ثَابِتِ بنِ نُعَيمٍ، السَّعْدِيُّ المِصْرِيُّ الشَّافِعِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَلاَزَمَ القَاضِي أَبَا الحَسَنِ الخِلَعِيَّ وَأَكْثَرَ عَنْهُ، وَتَفَقَّهَ بِهِ، وَسَمِعَ مِنْهُ السيرة الهشامية، والفوائد العشرين، والسنن لأبي داود، وغير ذَلِكَ، فَكَانَ خَاتمَةَ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ. حَدَّثَ عنه: التاج المسعودي، وأبو الجود المقرىء، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَبِي الرَّدَّادِ، وَيَحْيَى بنُ عَقِيْلِ بنِ شَرِيْفِ بنِ رِفَاعَةَ، وَالقَاضِي عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُجَلِّي الشَّافِعِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عَقِيْلٍ، وَأَبُو البَرَكَاتِ عَبْدُ القوِيِّ بنُ الجَبَّابِ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ حَيْدَرَةَ، وَمُحَمَّدُ بن عماد، وأبو صادق ابن صَبَّاحٍ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مُقَدَّماً فِي الفَرَائِضِ وَالحسَابِ. وَلِيَ قَضَاءَ الجِيْزَةِ مُدَّةً، ثُمَّ اسْتَعفَى، فَأُعْفِيَ، وَاشْتَغَلَ بِالعِبَادَةِ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ حَمَّادٌ الحَرَّانِيُّ: حَكَى لِي ابْنُ رِفَاعَةَ قَالَ: كُنْتُ يَتيماً، وَكَانَ الخِلَعِيُّ يُؤوينِي، فَمررتُ يَوْماً بِجَامِعِ مِصْرَ، فَجلَسْتُ فِي حَلْقَةِ حَدِيْثٍ، وَسَمِعْتُ جُزْءاً، فَسَأَلتُ: مَنْ ذَا الشَّيْخُ? فَقِيْلَ: هُوَ الحَبَّالُ، فَعدتُ إِلَى الخِلَعِيِّ، فَأَخْبَرتُهُ، فَعَنَّفَنِي، وَطردنِي، وَكَانَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ أَظنُّهُ مِنْ جِهَةِ الاعْتِقَادِ، فَلَمْ أَعُدْ إِلَى الحَبَّالِ، وَلَمْ أَظفَرْ بِمَا سَمِعْتُ مِنْهُ. قَالَ الحَافِظُ أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ الأَنْمَاطِيِّ: سَمِعْتُ أَبِي -وَكَانَ قَدْ صَحِبَ ابْنَ رِفَاعَةَ كَثِيْراً وَسَمِعَ مِنْهُ- يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ رِفَاعَةَ قَدِ انْقَطَعَ فِي مَسْجِدٍ بقرَافَةِ مِصْرَ، وَكَانَتْ كُتُبُهُ عِنْدَهُ فِي عُلِّيَّةٍ يُحيِي اللَّيْلَ كُلَّهُ فِيْهَا، وَكَانَتْ لَهُ زَوْجَةٌ صَالِحَةٌ، وَكَانَ يَمنعُهَا مِنَ المَبِيْتِ فِي العُلِّيَّةِ، فَسَأَلَتْهُ لَيْلَةً المَبِيْتَ بِهَا، فَأَجَابَهَا، فَجلَسَتْ، وَقَامَ يُصَلِّي وِرْدَهُ، فَسَمِعَتْ صَوْتَ إِنْسَانٍ يُعَذَّبُ، فَغُشِيَ عَلَيْهَا، وَبَكَتْ وَاضْطَرَبَتْ، وَأَصْبَحَتْ مَرِيْضةً، وَمَاتَتْ بَعْدَ أَيَّامٍ، وَأَرَانِي أَبِي قَبْرَهَا. قَالَ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ العُلَيْمِيُّ: تَطلَّبْتُ سَمَاعَ ابْنِ رِفَاعَةَ لفَوَائِدِ الخِلَعِيِّ، وَهُوَ عِشْرُوْنَ جُزْءاً فِي يَدِهِ، فَإِذَا سَمَاعُهُ فِيْهَا سِوَى الأَوَّلِ وَالسَّادِسِ لَمْ أَجِدْ سَمَاعَهُ، وَالثَّانِي عشرَ قد سمع منه

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "5/ 372"، وشذرات الذهب "4/ 198".

قِطعَةً، وَالجُزْءِ العِشْرِيْنَ لَمْ أَقفْ عَلَى الأَصْلِ بِهِ، بَلْ رَأَيْتُ بِيَدِ الشَّيْخِ بِهِ فَرْعاً. قُلْتُ: هَذَا نَقلتُهُ مِنْ خطِّ ابْنِ سَامَةَ، عَنْ نَقلِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الكَافِي، عَنْ أَبِي الحَسَنِ الحِصْنِيِّ، قَالَ: وَجَدْتُ ذَلِكَ بِخَطِّ الرَّشِيْدِ العَطَّارِ عَنِ الأَصْلِ، ثُمَّ كتبَ ابْنُ الأَنْمَاطِيِّ تَحْتَ خطِّ العُلَيْمِيِّ: لَقَدْ طلبَ وَاجتهدَ، وَلَكِنْ وَجدَ غَيْرُهُ مَا لَمْ يَجِدْ. وَكَانَ ابْنُ رِفَاعَةَ صَادِقاً فِي ذِكْرِ سَمَاعِهِ، فَإِنَّهُ خدمَ الخِلَعِيَّ، وَلزِمَهُ، وَكَانَ أَلزمَ النَّاسِ لَهُ، حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: مُذْ لَزِمْتُ الخِلَعِيَّ مَا انْقَطَعتُ عَنْهُ إلَّا يَوْماً وَاحِداً، حضَرتُ مَجْلِسَ الحبَّالِ.. فَذَكَرَ الحِكَايَةَ، ثُمَّ قال: ولم أنقطع عن شيء قرىء عَلَيْهِ إِلَى أَنْ مَاتَ. قَالَ ابْنُ الأَنْمَاطِيِّ: أَخرجَ إِلَيْنَا شَيْخُنَا حَمَّادٌ الحَرَّانِيُّ بِخَطِّهِ وَحَدَّثَنِي قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ظَهْرِ الجُزْءِ الثَّانِي مِنْ حَدِيْثِ الزَّعْفَرَانِيِّ ثَبَتَ كُتُبٍ سَمِعَهَا شَيْخُنَا عَبْدُ اللهِ بنُ غَديرٍ السَّعْدِيُّ، وَالنُّسْخَةُ لِلمسعُوْدِيِّ، سَمِعَ جَمِيْعَ كِتَابِ "السُّنَنِ" لأَبِي دَاوُدَ عَلَى الخِلَعِيِّ، عَلَى مُحَمَّدٍ الرُّوحَانِيِّ بقِرَاءةِ أَبِي عَلِيٍّ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّدَفِيِّ وَخَادمِ القَاضِي أَبِي مُحَمَّدٍ عبد الله بن رفاعة ابن غَديرٍ. قَالَ: وَسَمِعُوا عَلَيْهِ "السِّيرَةَ" تَهْذِيْبَ ابْنِ هِشَامٍ، وَجَمِيْعَ "الفَوَائِدِ" عِشْرِيْنَ جُزْءاً لِلْخلعِيِّ، وَجَمِيْعَ أَحَادِيْثِ الزَّعْفَرَانِيِّ، وَأَحَادِيْثَ يُوْنُسَ، وَ"مُعْجَمَ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ"، وَفَوَائِدَ أُخْرَى بقِرَاءةِ المَذْكُوْرِ وَغَيْره، وَذَلِكَ فِي مُدَّةِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وأربع مائة، وأكثر ذلك بالقرافة. قَالَ ابْنُ الأَنْمَاطِيِّ: ثُمَّ رَأَيْتُ أَصلَ الثَّبْتِ فِي ذَلِكَ، وَأَكْثَرُ ذَلِكَ بقرَافَةِ مِصْرَ، وَسَمِعَ مَعَهُم عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ النَّحْوِيُّ وَالخطُّ لَهُ، كَتَبَهُ تَذْكِرَةً لأَبِي الحَسَنِ الرُّوحَانِيِّ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القُرَشِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "التسبيح في الصلاة للرجال، والتصفيق للنساء" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه الشافعي "1/ 117"، وأحمد "2/ 241"، والحميدي "948"، والبخاري "1203"، ومسلم "422" "106"، وأبو داود "939"، والترمذي "369"، والنسائي "3/ 11"، وابن ماجه "1034"، والدارمي "1/ 317"، وابن الجارود "210"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 447"، والبيهقي "2/ 246"، والبغوي "748"، من طرق عن سفيان، به.

خزيفة، الشيخ عبد القادر

خزيفة، الشيخ عبد القادر: 086- خزيفة 1: لإمام المقرىء المُجَوِّدُ، أَبُو المُعَمَّرِ، عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بن الحسين ابن الهَاطِرِ، البَغْدَادِيُّ العَطَّارُ الوَزَّانُ الأَزَجِيُّ، يُعْرَفُ بِخُزَيْفَةَ. تلا بالروايات، وتفق عَلَى أَبِي الخَطَّابِ. وَسَمِعَ الكَثِيْر مِنْ: نَصْرِ بنِ البَطِرِ، وَالنِّعَالِيِّ، وَأَبِي الفَضْلِ بنِ خَيْرُوْنَ، والحسين بن البسري. وَكَانَ صَالِحاً صَادِقاً، صَابراً عَلَى التَّحْدِيْثِ، حَسَنَ الأَخلاَقِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: حَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُ الأَخْضَرِ، وَأَحْمَدُ بنُ البَنْدَنِيْجِيِّ، وَعُمَرُ بنُ السُّهْرَوَرْدِيِّ، وَطَاوُوْسُ بنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَمَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتِّيْنَ وخمس مائة ببغداد. 5087- الشيخ عبد القادر 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ الزَّاهِدُ العَارِفُ القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، عَلَمُ الأَوْلِيَاءِ، مُحْيِي الدِّينِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عبد القادر بن أبي صالح عبد الله ابن جنكِي دَوَّسَتْ الجِيْلِيُّ الحَنْبَلِيُّ، شَيْخُ بَغْدَادَ. مَوْلِدُهُ بِجيلاَنَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَدِمَ بَغْدَادَ شَابّاً، فَتفقَّهَ عَلَى أَبِي سَعْدٍ المخرمي. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي غَالِبٍ البَاقِلاَّنِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ المُظَفَّرِ بنِ سُوسٍ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ بَيَانٍ، وَجَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ السَّرَّاجِ، وَأَبِي سَعْدٍ بنِ خُشَيْشٍ، وَأَبِي طَالِبٍ اليُوْسُفِيِّ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَعُمَرُ بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيُّ، وَالحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ، وَالشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ ابْن قُدَامَةَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَمُوْسَى وَلَدَاهُ، وَالشَّيْخُ عَلِيُّ بنُ إِدْرِيْسَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُطِيْعٍ البَاجِسْرَائِيُّ، وَأَبُو هريرة، محمد ابن لَيْثٍ الوسْطَانِيُّ، وَأَكْمَلُ بنُ مَسْعُوْدٍ الهَاشِمِيُّ، وَأَبُو طَالِبٍ عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القُبَّيْطِيِّ، وَخَلْقٌ، وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ الرَّشِيْدُ أَحْمَدُ بنُ مَسْلَمَةَ. أَخْبَرَنَا القَاضِي تَاجُ الدِّين عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عُلْوَانَ بِبَعْلَبَكَّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الله بن

_ 1 ترجمته في تبصير المنتبه "1/ 421" وشذرات الذهب "4/ 189". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 308"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 371"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 198- 202".

أَحْمَدَ الفَقِيْهُ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا شَيْخُ الإِسْلاَمِ عَبْدُ القَادِرِ بنُ أَبِي صَالِحٍ الجيلي، أخبرنا أحمد ابن المُظَفَّرِ التَّمَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ نَجِيْحٍ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوْبُ بنُ يُوْسُفَ القَزْوِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيْلَ اسْتخلفُوا خَلِيْفَةً عَلَيْهِم بَعْدَ مُوْسَى، فَقَامَ يُصَلِّي فِي القَمَرِ فَوْقَ بَيْتِ المَقْدِسِ، فَذَكَرَ أُمُوْراً كَانَ صَنَعَهَا، فَخَرَجَ، فَتَدَلَّى بِسَبَبٍ، فَأَصْبَحَ السَّبَبُ مُعلَّقاً فِي المَسْجَدِ، وَقَدْ ذَهَبَ، فَانْطَلقَ حَتَّى أَتَى قَوْماً عَلَى شطِّ البَحْرِ، فَوَجَدَهُم يَصنعُوْنَ لَبِناً، فَسَأَلَهُم: كَيْفَ تَأَخذُوْنَ هَذَا اللَّبِنَ? فَأَخبروهُ، فَلَبَّنَ مَعَهُم، وَكَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَملِ يَدِهِ، فَإِذَا كَانَ حِيْنَ الصَّلاَةِ، تَطهَّرَ فَصَلَّى، فَرَفَعَ ذَلِكَ العُمَّالُ إِلَى قَهْرَمَانِهِم، أنَّ فِيْنَا رَجُلاً يَفعلُ كَذَا وَكَذَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ إِنَّهُ جَاءهُ بِنَفْسِهِ يَسِيرُ عَلَى دَابَّتِهِ، فَلَمَّا رَآهُ فَرَّ، وَاتَّبعَهُ فَسَبَقَهُ، فَقَالَ: أَنظِرْنِي أُكلِّمْكَ. قَالَ: فَقَامَ حَتَّى كَلَّمَهُ، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُ، فَلَمَّا أَخْبَرَهُ خَبَرَهُ، وَأَنَّهُ كَانَ مَلِكاً، وَأَنَّهُ فَرَّ مِنْ رَهِبَةِ اللهِ، قَالَ: إِنِّيْ لأَظُنُّ أَنِّي لاَحِقٌ بِكَ. فَلَحِقَهُ، فَعَبَدَا اللهَ حَتَّى مَاتَا برملَةِ مِصْرَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوْ كُنْتُ ثَمَّ لاَهتديتُ إِلَى قَبْرَيهِمَا مِنْ صفَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّتِي وَصفَ. هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ عَالٍ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ عَبْدُ القَادِرِ مِنْ أَهْلِ جيلاَنَ إِمَامَ الحَنَابِلَةِ وَشيخَهُم فِي عصرِهِ، فَقِيْهٌ صَالِحٌ دَيِّنٌ خَيِّرٌ، كَثِيْرُ الذِّكْرِ، دَائِمُ الفِكْرِ، سرِيعُ الدَّمْعَةِ، تَفَقَّهَ عَلَى المُخَرِّمِيِّ، وَصَحِبَ الشَّيْخَ حَمَّاداً الدَّبَّاسَ، وَكَانَ يَسكنُ بِبَابِ الأَزَجِ فِي مَدْرَسَةٍ بُنِيَتْ لَهُ، مَضَيْنَا لزِيَارتِهِ، فَخَرَجَ وَقَعَدَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، وَخَتمُوا القُرْآنَ، فَأَلقَى دَرْساً مَا فَهِمْتُ مِنْهُ شَيْئاً، وَأَعْجَبُ مِنْ ذَا أَنَّ أَصْحَابَهُ قَامُوا وَأَعَادُوا الدَّرسَ، فَلعلَّهُم فَهِمُوا لإِلفهِم بكَلاَمِهِ وَعبَارَتِهِ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ أَبُو سَعْدٍ المُخَرِّمِيُّ قَدْ بَنى مَدْرَسَةً لطيفَةً بِبَابِ الأَزَجِ، فَفُوِّضَتْ إِلَى عَبْدِ القَادِرِ، فَتكلَّمَ عَلَى النَّاسِ بِلِسَانِ الوعظِ، وَظهرَ لَهُ صِيْتٌ بِالزُّهْدِ، وَكَانَ لَهُ سَمْتٌ وَصَمْتٌ، وَضَاقَتِ المَدْرَسَةُ بِالنَّاسِ، فَكَانَ يَجلسُ عِنْدَ سورِ بَغْدَادَ مُسْتَنِداً إِلَى الرِّباطِ، وَيَتوبُ عِنْدَهُ فِي المَجْلِسِ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، فَعُمِّرَتِ المَدْرَسَةُ، وَوُسِّعَتْ، وَتعصَّبَ فِي ذَلِكَ العوَامُّ، وَأَقَامَ فيها يدرس ويعظ إلى أن توفي. أَنبَأَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ طَرْخَانَ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ وَسُئِلَ عَنِ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ فَقَالَ: أَدْرَكْنَاهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، فَأَسْكَنَنَا فِي مدرستِهِ، وَكَانَ يُعنَى بنا، وربما

أَرْسَلَ إِلَيْنَا ابْنَهُ يَحْيَى، فَيُسْرِجَ لَنَا السِّرَاجَ، وَرُبَّمَا يُرْسِلُ إِلينَا طَعَاماً مِنْ مَنْزِلِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي الفرِيضَةَ بِنَا إِمَاماً، وَكُنْتُ أَقرَأُ عَلَيْهِ مِنْ حِفْظِي مِنْ كِتَابِ الخِرَقِيِّ غُدْوَةً، وَيَقرَأُ عَلَيْهِ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ مِنْ كِتَابِ الهِدَايَةِ فِي الكِتَابِ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ يَقرَأُ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ سِوَانَا، فَأَقمنَا عِنْدَهُ شَهْراً وَتِسْعَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ مَاتَ، وَصلَّيْنَا عَلَيْهِ ليلاً فِي مدرستِهِ، وَلَمْ أَسْمَعْ عَنْ أَحَدٍ يُحْكَى عَنْهُ مِنَ الكَرَامَاتِ أَكْثَرَ مِمَّا يُحَكَى عَنْهُ، وَلاَ رَأَيْتُ أَحَداً يُعَظِّمُهُ النَّاسُ لِلدِّينِ أَكْثَرَ مِنْهُ، وَسَمِعنَا عَلَيْهِ أَجزَاءَ يَسِيْرَةً. قَرَأْتُ بِخَطِّ الحَافِظِ سَيْفِ الدِّينِ ابْنِ المَجْدِ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مَحْمُوْدٍ المَرَاتِبِيَّ، سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا بَكْرٍ العمَادَ -رَحِمَهُ اللهُ- يَقُوْلُ: كُنْتُ قَرَأْتُ فِي أُصُوْلِ الدِّينِ، فَأَوقع عِنْدِي شَكّاً، فَقُلْتُ: حَتَّى أَمضِي إِلَى مَجْلِسِ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ، فَقَدْ ذُكِرَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ عَلَى الخوَاطِرِ، فَمضَيْتُ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ: اعْتِقَادُنَا اعْتِقَادُ السَّلَفِ الصَّالِحِ وَالصَّحَابَةِ. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا قَالَهُ اتِّفَاقاً، فَتكلَّمَ ثُمَّ التَفَتَ إِلَى نَاحِيَتِي، فَأَعَادَهُ، فَقُلْتُ، الوَاعِظُ قَدْ يَلتَفِتُ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ ثَالِثَةً، وَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، فَأَعَادَ القَوْلَ: ثُمَّ قَالَ: قُمْ قَدْ جَاءَ أَبُوْكَ. وَكَانَ غَائِباً، فَقُمْتُ مُبَادراً، وَإِذَا أَبِي قَدْ جَاءَ. وَحَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، حَدَّثَنِي شَيْخُنَا جَمَالُ الدِّيْنِ يحيى ابن الصَّيْرَفِيِّ، سَمِعْتُ أَبَا البقَاءِ النَّحْوِيَّ قَالَ: حضَرتُ مَجْلِسَ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ، فَقَرَؤُوا بَيْنَ يَدَيْهِ بِالأَلحَانِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: تُرَى لأَيِّ شَيْءٍ مَا يُنكِرُ الشَّيْخُ هَذَا? فَقَالَ: يَجِيْءُ وَاحِدٌ قَدْ قرَأَ أَبْوَاباً مِنَ الفِقْهِ يُنكِرُ. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَعَلَّ أَنَّهُ قَصَدَ غَيْرِي، فَقَالَ: إِيَّاك نَعنِي بِالقَوْلِ، فَتُبْتُ فِي نَفْسِي مِنْ اعترَاضِي، فَقَالَ: قَدْ قَبِلَ اللهُ تَوبَتَكَ. وَسَمِعْتُ الإِمَامَ أَبَا العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الحَلِيْمِ، سَمِعْتُ الشَّيْخَ عِزَّ الدِّيْنِ الفَارُوثِيَّ، سَمِعْتُ شَيْخَنَا شِهَابَ الدِّينِ السُّهْرَوَرْدِيَّ يَقُوْلُ: عزمْتُ عَلَى الاشتغَالِ بِأُصُوْلِ الدِّينِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: أَسْتشيرُ الشَّيْخَ عَبْدَ القَادِرِ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ أَنْطقَ: يَا عُمَرُ، مَا هُوَ مِنْ عُدَّةِ القَبْرِ، يَا عُمَرُ، مَا هُوَ مِنْ عُدَّةِ القَبْرِ. قَالَ الفَقِيْهُ مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدٍ المَرَاتِبِيُّ: قُلْتُ لِلشَّيْخِ الموفَّقِ: هَلْ رَأَيتُم مِنَ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ كرَامَةً? قَالَ: لاَ أَظُنُّ، لكنْ كَانَ يَجلسُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَكُنَّا نَتْرُكُهُ وَنَمضِي لِسَمَاعِ الحَدِيْثِ عِنْدَ ابْنِ شَافعٍ فُكُلُّ مَا سَمِعْنَاهُ لَمْ نَنتفِعْ بِهِ. قَالَ الحَافِظُ السَّيْفُ: يَعْنِي لِنُزولِ ذَلِكَ. قَالَ شَيْخُنَا الحَافِظُ أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ الشَّيْخَ عَبْدَ العَزِيْزِ بنَ عَبْدِ السَّلاَمِ الفَقِيْهَ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: مَا نُقِلَتْ إِلَيْنَا كَرَامَاتُ أَحَدٍ بِالتَّوَاتُرِ إلَّا الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِرِ، فَقِيْلَ لَهُ: هَذَا مَعَ اعْتِقَادِهِ، فَكَيْفَ هَذَا ? فَقَالَ: لاَزِمُ المَذْهَبِ لَيْسَ بِمَذْهَبٍ.

قُلْتُ: يُشِيْرُ إِلَى إِثبَاتِهِ صِفَةَ العُلُوِّ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَمَذْهَبُ الحَنَابِلَةِ فِي ذَلِكَ مَعْلُوْمٌ، يَمشُوْنَ خَلْفَ مَا ثَبَتَ عَنْ إِمَامِهِم -رَحِمَهُ اللهُ- إلَّا مَنْ يَشِذُّ مِنْهُم، وَتَوَسَّعَ فِي العِبَارَةِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَارِيْخِهِ: دَخَلَ الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِر بَغْدَادَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَتفقَّهَ عَلَى ابْنِ عَقِيْلٍ، وَأَبِي الخَطَّابِ، وَالمُخَرِّمِيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ الفَرَّاءِ، حَتَّى أحكم الأصول والفروع وَالخلاَفَ، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ، وَقرَأَ الأَدبَ عَلَى أَبِي زَكَرِيَّا التِّبْرِيْزِيِّ، وَاشْتَغَلَ بِالوَعظِ إِلَى أَنْ برَّزَ فِيْهِ، ثُمَّ لاَزَمَ الخَلْوَةَ وَالرِّيَاضَةَ وَالمُجَاهِدَةَ وَالسِّيَاحَةَ وَالمقَامَ فِي الخرَابِ وَالصَّحرَاءِ، وَصَحِبَ الدَّبَّاسَ، ثُمَّ إِنَّ اللهَ أَظَهْرَهُ لِلْخَلْقِ، وَأَوقَعَ لَهُ القبولَ العَظِيْمَ، فَعَقَدَ مَجْلِسَ الوعظِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، وَأَظهرَ اللهُ الحِكْمَةَ عَلَى لِسَانِهِ، ثُمَّ درس، وأفتى، وصار يقصد بالزيار وَالنُّذُورِ، وَصَنَّفَ فِي الأُصُوْلِ وَالفُرُوْعِ، وَلَهُ كَلاَمٌ عَلَى لِسَانِ أَهْلِ الطَّرِيقَةِ عَالٍ. وَكَتَبَ إِلَيَّ عبد الله بن أبي الحسن الجبائي: قال لِي الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِرِ: طَالَبَتْنِي نَفْسِي يَوْماً بِشَهْوَةٍ، فَكُنْتُ أُضَاجِرُهَا، وَأَدخُلُ فِي دَرْبٍ، وأَخرُجُ مِنْ آخرَ أَطلُبُ الصَّحرَاءَ، فَرَأَيْتُ رُقعَةً مُلْقَاةً، فَإِذَا فِيْهَا: مَا لِلأَقْوِيَاءِ وَالشَّهوَاتِ، وَإِنَّمَا خُلِقَتِ الشَّهوَاتُ لِلضُّعَفَاءِ. فَخَرَجَتِ الشَّهْوَةُ مِنْ قَلْبِي. قَالَ: وَكُنْتُ أَقتَاتُ بِخَرُّوبِ الشَّوْكِ وَوَرَقِ الخَسِّ مِنْ جَانِبِ النَّهْرِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ نَصْرِ بنِ حَمْزَةَ التَّيْمِيِّ، سَمِعْتُ الشَّيْخَ عَبْدَ القَادِرِ يَقُوْلُ: بَلغَتْ بِي الضَّائِقَةُ فِي الغِلاَءِ إِلَى أَنْ بَقِيْتُ أَيَّاماً لاَ آكُلُ طَعَاماً، بَلْ أَتَّبَّعُ المَنبُوذَاتِ، فَخَرَجتُ يَوْماً إِلَى الشَّطِّ، فَوَجَدْتُ قَدْ سَبَقَنِي الفُقَرَاءُ، فَضَعُفْتُ، وَعَجَزْتُ عَنِ التَّمَاسُكِ، فَدَخَلتُ مَسْجِداً، وَقعدتُ، وَكِدْتُ أُصَافِحُ المَوْتَ، وَدَخَلَ شَابٌّ أَعْجَمِيٌّ وَمَعَهُ خُبْزٌ وَشِوَاءٌ، وَجَلَسَ يَأْكُلُ، فَكُنْتُ أَكَادُ كُلَّمَا رَفَعَ لُقْمَةً أَنْ أَفتحَ فَمِي، فَالْتَفَتَ فَرَآنِي، فَقَالَ: بِاسمِ اللهِ، فَأَبَيْتُ، فَأَقسمَ عَلَيَّ، فَأَكَلتُ مُقَصِّراً، وَأَخَذَ يَسْأَلُنِي، مَا شُغْلُكَ، وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ? فَقُلْتُ: متفقِّهٌ مِنْ جيلاَنَ. قَالَ: وَأَنَا مِنْ جيلاَنَ، فَهَلْ تَعرفُ لِي شَابّاً جَيلاَنِيّاً اسْمُهُ عَبْدُ القَادِر، يُعرَفُ بِسِبْطِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصَّوْمعِيِّ الزَّاهِدِ? فَقُلْتُ: أَنَا هو. فاضطرب لذلك، وتغير وَجهُهُ، وَقَالَ: وَاللهِ يَا أَخِي، لَقَدْ وَصلتُ إِلَى بَغْدَادَ وَمعِي بَقِيَّةُ نَفَقَةٍ لِي، فَسَأَلتُ عنك، فلم يرشدني أحد إلى أن نفدت نَفَقَتِي، وَبقيتُ بَعْدهَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ أَجِدُ ثَمَنَ قُوتِي إلَّا مِنْ مَالِكَ، فَلَمَّا كَانَ هذا اليوم الرابع، قلت: قد تجاوزتني ثلاثة أَيَّامٍ، وَحَلَّتْ لِي المَيْتَةُ، فَأَخَذتُ مِنْ وَدِيعَتِكَ ثمنَ هَذَا الخبزِ وَالشِّوَاءِ، فُكُلْ طَيِّباً، فَإِنَّمَا هُوَ لَكَ، وَأَنَا ضَيفُكَ الآنَ. فَقُلْتُ: وَمَا ذَاكَ? قَالَ: أُمُّكَ وَجَّهَتْ مَعِي ثَمَانِيَةَ دَنَانِيْرَ، وَاللهِ مَا خُنْتُكَ فِيْهَا إِلَى اليَوْمِ، فَسَكَّنْتُهُ، وَطَيَّبْتُ نَفْسَهُ، وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ شَيْئاً مِنْهَا.

قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الحَسَنِ الجُبَّائِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِرِ: كُنْتُ فِي الصَّحرَاءِ أُكَرِّرُ فِي الفِقْهِ وَأَنَا فِي فَاقَةٍ، فَقَالَ لِي قَائِلٌ لَمْ أَرَ شَخْصَهُ: اقتَرِضْ مَا تَسْتعينُ بِهِ عَلَى طلبِ الفِقْهِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ أَقترِضُ وَأَنَا فَقيرٌ وَلاَ وَفَاءَ لِي? قَالَ: اقترِضْ وَعَلَيْنَا الوَفَاءُ. فَأَتيتُ بَقَّالاً، فَقُلْتُ: تُعَامِلُنِي بِشَرْطٍ إِذَا سَهَّلَ اللهُ أَعْطيتُكَ، وَإِن مُتُّ تَجعَلْنِي فِي حِلٍّ، تُعطِيَنِي كُلَّ يَوْمٍ رَغِيْفاً وَرشَاداً. فَبَكَى، وَقَالَ: أَنَا بِحُكْمِكَ. فَأَخَذتُ مِنْهُ مُدَّةً، فَضَاقَ صَدْرِي، فَأَظُنُّ أَنَّهُ قَالَ: فَقِيْلَ لِي: امضِ إِلَى مَوْضِعِ كَذَا، فَأَيَّ شَيْءٍ رَأَيْتَ عَلَى الدِّكَّةِ، فَخُذْهُ، وَادفعْهُ إِلَى البَقَّالِ. فَلَمَّا جِئْتُ رَأَيْتُ قطعَةَ ذَهَبٍ كَبِيْرَةً، فَأَعْطيتُهَا البَقْلِي. وَلَحِقَنِي الجُنُوْنُ مرَّةً، وَحُمِلْتُ إِلَى المَارستَان، فَطَرَقَتْنِي الأَحْوَالُ حَتَّى حَسِبُوا أَنِّي مُتُّ، وَجَاؤُوا بِالكَفَنِ، وَجَعَلونِي عَلَى المُغْتَسَلِ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنِّي، وَقُمْتُ، ثُمَّ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنْ أَخرجَ مِنْ بغداد لكثرة الفتن، فَخَرَجتُ إِلَى بَابِ الحَلَبَةِ، فَقَالَ لِي قَائِلٌ: إِلَى أَيْنَ تَمْشِي?! وَدَفَعَنِي دفعَةً خَرَرْتُ مِنْهَا، وَقَالَ: ارْجِعْ فَإِنَّ لِلنَّاسِ فِيكَ مَنْفعَةً. قُلْتُ: أُرِيْدُ سَلاَمَةَ دِينِي. قَالَ: لَكَ ذَاكَ وَلَمْ أَرَ شَخْصَهُ. ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ طَرَقَتْنِي الأَحْوَالُ، فَكُنْتُ أَتَمنَّى مَنْ يَكشِفُهَا لِي، فَاجتزْتُ بِالظَّفَرِيَّةِ، فَفَتَحَ رَجُلٌ دَارَهُ، وَقَالَ: يَا عَبْدَ القَادِرِ، أَيشٍ طلبتَ البَارِحَةَ? فَنَسيتُ، فَسَكَتُّ، فَاغتَاظَ، وَدفعَ البَابَ فِي وَجْهِي دفعَةً عَظِيْمَةً، فَلَمَّا مَشيتُ ذَكَرْتُ، فَرَجَعتُ أَطلبُ البَابَ، فَلَمْ أَجِدْهُ، قَالَ: وَكَانَ حَمَّاداً الدَّبَّاسَ، ثُمَّ عَرَفْتُهُ بَعْدُ، وَكشفَ لِي جَمِيْعَ مَا كَانَ يُشكِلُ عَلَيَّ، وَكُنْتُ إِذَا غبتُ عَنْهُ لِطلبِ العِلْمِ وَجِئْتُ، يَقُوْلُ: أَيشٍ جَاءَ بِكَ إِلَيْنَا، أَنْتَ فَقِيْهٌ، مُرَّ إِلَى الفُقَهَاءِ، وَأَنَا أَسكتُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ جُمُعةٍ خَرَجتُ مَعَ الجَمَاعَةِ فِي شِدَّةِ البَرْدِ، فَدَفَعنِي أَلقَانِي فِي المَاءِ، فَقُلْتُ: غُسْلُ الجُمُعَةِ، بِاسمِ اللهِ، وَكَانَ عَلَيَّ جُبَّةٌ صُوْفُ، وَفِي كُمِّي أَجزَاءٌ، فَرفعتُ كُمِّي لِئَلاَّ تَهلِكَ الأَجزَاءُ، وَخَلَّوْنِي، وَمَشَوا، فَعصَرْتُ الجُبَّةَ، وَتَبِعْتُهُم، وَتَأَذَّيْتُ بِالبَردِ كَثِيْراً، وَكَانَ الشَّيْخُ يُؤذِينِي وَيَضربُنِي، وَإِذَا جِئْتُ يَقُوْلُ: جَاءنَا اليَوْمَ الخُبْزُ الكَثِيْرُ وَالفَالوذَجُ، وَأَكلنَا ومَا خَبَّأْنَا لَكَ وَحشَةً عَلَيْكَ، فَطمِعَ فِيَّ أَصْحَابُهِ، وَقَالُوا: أَنْتَ فَقِيْهٌ، أَيشٍ تَعْمَلُ مَعَنَا? فَلَمَّا رَآهُم يُؤذُونَنِي، غَارَ لِي؛ وَقَالَ: يَا كِلاَبُ لِمَ تُؤْذُونَهُ? وَاللهِ مَا فِيْكُم مِثْلُهُ، وَإِنَّمَا أُوذِيْهِ لأَمتحِنَهُ، فَأَرَاهُ جبلاً، لاَ يَتحرَّكُ، ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ، قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ هَمَذَانَ يُقَالَ لَهُ: يُوْسُفُ الهَمَذَانِيُّ، وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ القطب، ونزل في رباط، فمشيت إليه، فلم أَرَهُ، وَقِيْلَ لِي: هُوَ فِي السِّرْدَابِ، فَنَزَلْتُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآنِي قَامَ، وَأَجلسنِي، فَفَرشنِي، وَذَكَرَ لِي جَمِيْعَ أَحْوَالِي، وَحلَّ لِي المُشْكِلَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ لِي: تَكَلَّمْ عَلَى النَّاسِ، فَقُلْتُ: يا سيدي، أنا رجل أَعْجَمِيٌّ قُحٌّ أَخرسُ، أَتكلَّمُ عَلَى فُصَحَاءِ بَغْدَادَ؟! فَقَالَ لِي: أَنْتَ حَفِظتَ الفِقْهَ وَأُصُوْلَهُ، وَالخلاَفَ وَالنَّحْوَ وَاللُّغَةَ وَتَفسيرَ القُرْآنِ لاَ يَصلُحُ لَكَ أَنْ تَتكلَّمَ؟! اصعَدْ عَلَى الكُرْسِيِّ، وَتَكلَّمْ، فَإِنِّي أَرَى فِيكَ عِذْقاً سيصِيْرُ نَخْلَةً.

قَالَ الجُبَّائِيُّ: وَقَالَ لِي الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِرِ: كُنْتُ أُومَرُ وَأُنْهَى فِي النَّوْمِ وَاليقظَةِ، وَكَانَ يغلبُ عَلَيَّ الكَلاَمُ، وَيزدحِمُ عَلَى قَلْبِي إِنْ لَمْ أَتكلَّمْ بِهِ حَتَّى أَكَادُ أَخْتنقُ، وَلاَ أَقدرُ أَسكتُ، وَكَانَ يَجلسُ عِنْدِي رَجُلاَنِ وَثَلاَثَةٌ، ثُمَّ تَسَامعَ النَّاسُ بِي، وَازدحَمَ عَلَيَّ الخَلْقُ، حَتَّى صَارَ يَحضرُ مَجْلِسِي نَحْوٌ مِنْ سَبْعِيْنَ أَلْفاً. وَقَالَ: فَتَّشْتُ الأَعْمَالَ كُلَّهَا، فَمَا وَجَدْتُ فِيْهَا أَفْضَلُ مِنْ إِطعَامِ الطَّعَامِ، أَودُّ لَوْ أَنَّ الدُّنْيَا بِيَدِي فَأُطعِمَهَا الجيَاعَ، كَفِّي مثقوبَةٌ لاَ تضبطُ شَيْئاً، لَوْ جَاءنِي أَلفُ دِيْنَارٍ لَمْ أُبَيِّتْهَا، وَكَانَ إِذَا جَاءهُ أَحَدٌ بِذَهَبٍ، يَقُوْلُ: ضَعْهُ تَحْتَ السَّجَّادَةِ، وَقَالَ لِي: أَتَمَنَّى أَنْ أَكُوْنَ فِي الصَّحَارَى وَالبَرَارِي كَمَا كُنْتُ فِي الأَوّلِ لاَ أَرَى الخَلْقَ وَلاَ يَرُوْنِي. ثُمَّ قَالَ: أَرَادَ اللهُ مِنِّي مَنْفعَةَ الخلقِ، فَقَدْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيَّ أَكْثَرُ مِنْ خَمْسِ مائَةٍ، وَتَابَ عَلَى يَدَيَّ أَكْثَرُ مِنْ مائَةِ أَلْفٍ، وَهَذَا خَيْرٌ كَثِيْرٌ، وَتَرِدُ عَلَيَّ الأَثقَالُ الَّتِي لَوْ وُضِعَتْ عَلَى الجِبَالِ تَفَسَّخَتْ، فَأَضعُ جَنْبِي عَلَى الأَرْضِ، وَأَقُوْلُ: إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً، ثُمَّ أَرْفَعُ رَأْسِي وَقَدِ انفرَجَتْ عَنِّي. وَقَالَ: إِذَا وُلِدَ لِي وَلدٌ أَخذتُهُ عَلَى يَدِي، وَأَقُوْلُ: هَذَا مَيِّتٌ، فَأُخْرِجُهُ مِنْ قَلْبِي، فَإِذَا مَاتَ لَمْ يُؤثِّرْ عِنْدِي مَوْتُهُ شَيْئاً. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ابْنُ الشَّيْخِ: وُلِدَ لأَبِي تِسْعَةٌ وَأَرْبَعُوْنَ وَلداً، سبعة وعشرون ذكرًا، والباقي إناث. وَقَالَ الجُبَّائِيُّ: كُنْتُ أَسْمَعُ فِي الحِلْيَةِ عَلَى ابْنِ نَاصرٍ، فَرَقَّ قَلْبِي، وَقُلْتُ: اشتهيتُ لَوِ انْقَطَعْتُ، وَأَشتغلُ بِالعِبَادَةِ، وَمضيتُ، فَصَلَّيْتُ خلفَ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ، فَلَمَّا جَلَسْنَا، نَظَرَ إِلَيَّ، وَقَالَ: إِذَا أَردتَ الانقطَاعَ، فَلاَ تَنقطِعْ حَتَّى تَتَفَقَّهَ وَتُجَالِسَ الشُّيُوْخَ وَتتَأَدَّبَ، وَإِلاَّ فَتنقطِعُ وَأَنْتَ فُرَيخٌ مَا رَيَّشْتَ. وَعَنْ أَبِي الثَّنَاءِ النَّهْرملكِي قَالَ: تَحدَّثْنَا أَنَّ الذُّبَابَ مَا يَقعُ عَلَى الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ، فَأَتَيْتُهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ، وَقَالَ: أَيشٍ يَعملُ عِنْدِي الذُّبَابُ، لاَ دِبْسَ الدُّنْيَا، وَلاَ عَسَلَ الآخِرَةِ. قَالَ أَبُو البَقَاءِ العُكْبَرِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ نَجَاحٍ الأَدِيْبَ يَقُوْلُ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: أُرِيْدُ أنْ أُحصيَ كَمْ يَقصُّ الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِرِ شعرَ تَائِبٍ، فَحَضَرتُ المَجْلِسَ وَمعِي خَيْطٌ، فَلَمَّا قصَّ شَعْراً، عقدتُ عُقدَةً تَحْتَ ثِيَابِي مِنَ الخيطِ وَأَنَا فِي آخِرِ النَّاسِ، وإذا به يقول: أنا حل وَأَنْتَ تَعقدُ؟! قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْتُ شَيْخَ الصُّوْفِيَّةِ عُمَرَ بنَ مُحَمَّدٍ السُّهْرَوَرْدِيَّ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَتفقَّهُ فِي صِبَايَ، فَخطرَ لِي أَنْ أَقرَأَ شَيْئاً مِنْ عِلمِ الكَلاَمِ، وَعزمتُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَتكلَّمَ بِهِ، فَصَلَّيْتُ مَعَ عَمِّي أَبِي النَّجِيْبِ، فَحضرَ عِنْدَهُ الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِرِ مُسلِّماً، فَسَأَلَهُ عمِّي الدُّعَاءَ

لِي، وَذَكَرَ لَهُ أَنِّي مُشْتَغِلٌ بِالفِقْهِ، وَقُمْتُ فَقبَّلْتُ يَدَهُ، فَأَخَذَ يَدِي، فَقَالَ: تُبْ مِمَّا عزَمْتَ عَلَيْهِ مِنَ الاشتغَالِ بِهِ، فَإِنَّكَ تُفْلِحُ، ثُمَّ سكتَ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ عَزمِي عَنِ الاشتغَالِ بِالكَلاَمِ حَتَّى شُوِّشَتْ عَلَيَّ جَمِيْعُ أَحْوَالِي، وَتَكدَّرَ وقتي، فعلمت أن ذلك بمخالفة الشيخ. ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ بنَ الأَخْضَر يَقُوْلُ: كُنْتُ أَدخل عَلَى الشَّيْخ عَبْد القَادِر فِي وَسط الشِّتَاء وَقُوَّةِ بَرْدِهِ وَعَلَيْهِ قَمِيْصٌ وَاحِد، وَعَلَى رَأْسه طَاقيَّة، وَحَوْلَهُ مَنْ يُروحهُ بِالمِرْوَحَة. قَالَ: وَالعرق يَخْرُج مِنْ جَسَدِه كَمَا يَكُوْن فِي شِدَّةِ الحَرِّ. ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْتُ عَبْدَ العَزِيْز بنَ عَبْدِ المَلِكِ الشَّيْبَانِيّ، سَمِعْتُ الحَافِظُ عَبْد الغَنِيِّ، سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ بنَ الخَشَّاب النَّحْوِيّ يَقُوْلُ: كُنْتُ وَأَنَا شَابّ أَقرَأُ النَّحْو، وَأَسْمَعُ النَّاس يَصفُوْنَ حسن كَلاَم الشَّيْخ عَبْد القَادِر، فَكُنْت أُرِيْد أَنْ أَسْمَعه وَلاَ يَتَّسِع وَقتِي، فَاتَّفَقَ أَنِّي حضَرت يَوْماً مَجْلِسه، فَلَمَّا تَكَلَّمَ لَمْ أَسْتحسن كَلاَمه، وَلَمْ أَفهمه، وَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ضَاع اليَوْم مِنِّي. فَالْتَفَت إِلَى نَاحِيَتِي، وَقَالَ: وَيْلَك تُفضِّلُ النَّحْو عَلَى مَجَالِس الذِّكرِ، وَتَختَارُ ذَلِكَ؟! اصحَبْنَا نُصَيِّرْكَ سِيبَوَيْه. قَالَ أَحْمَدُ بنُ ظفر بن هُبَيْرَةَ: سَأَلت جَدِّي أَنْ أَزور الشَّيْخ عَبْد القَادِر، فَأَعْطَانِي مبلغًا من الذهب لأعطيه، فلما نزل عن المِنْبَرِ سلمت عَلَيْهِ، وَتحرجتُ مِنْ دفع الذَّهَبِ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْجمع، فَقَالَ: هَاتِ مَا مَعَكَ وَلاَ عَلَيْك مِنَ النَّاس، وَسلِّمْ عَلَى الوَزِيْرِ. قَالَ صَاحِب "مِرْآة الزَّمَان": كَانَ سكُوت الشَّيْخ عَبْد القَادِر أَكْثَرَ مِنْ كَلاَمه، وَكَانَ يَتَكَلَّم عَلَى الخوَاطر، وَظهر لَهُ صيت عَظِيْم وَقبول تَامّ، وَمَا كَانَ يَخْرُج مِنْ مَدْرَسَته إلَّا يَوْمَ الجُمُعَةِ أَوْ إِلَى الرِّبَاط، وَتَاب عَلَى يَده مُعْظَم أَهْل بَغْدَادَ، وَأَسْلَمَ خلق، وَكَانَ يَصدع بِالْحَقِّ عَلَى المِنْبَرِ، وَكَانَ لَهُ كرامات ظاهرة. قُلْتُ: لَيْسَ فِي كِبَارِ المَشَايِخ مَنْ لَهُ أَحْوَالٌ وَكَرَامَاتٌ أَكْثَر مِنَ الشَّيْخ عَبْد القَادِر، لَكِن كَثِيْراً مِنْهَا لاَ يَصحُّ، وَفِي بَعْضِ ذَلِكَ أَشيَاءُ مُسْتحيلَة. قَالَ الجُبَّائِيّ: كَانَ الشَّيْخ عَبْد القَادِر يَقُوْلُ: الخَلْقُ حِجَابُكَ عَنْ نَفْسِكَ، وَنَفْسُكَ حِجَابُكَ عَنْ رَبِّكَ. عَاشَ الشَّيْخ عَبْد القَادِر تِسْعِيْنَ سَنَةً، وَانْتَقَلَ إِلَى اللهِ فِي عَاشر رَبِيْع الآخر سَنَة إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَشيَّعه خلق لاَ يُحصَوْنَ، وَدُفِنَ بِمَدرسَتِهِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو المَحَاسِنِ إِسْمَاعِيْل بن عَلِيِّ بنِ زَيْدِ بنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيّ -سَمِعَ مِنْ

رِزْق اللهِ التَّمِيْمِيّ، وَالمُحَدِّثُ العَلاَّمَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ الأَشِيْرِيّ المَغْرِبِيّ وَدُفِنَ بِظَاهِر بَعْلَبَكَّ، وَالإِمَام الرَّئِيْس أَبُو طَالِبٍ عَبْد الرَّحْمَنِ بنِ الحَسَنِ ابْن العَجَمِيّ وَاقف المَدْرَسَة بحلب، وعلي ابن أَحْمَدَ الحَرَسْتَانِيّ رَاوِي جُزْء الرَّافقِي، وَأَبُو رَشِيْدٍ مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الأَصْبَهَانِيّ البَاغْبَانُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الرُّسْتَمِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ إِبْرَاهِيْم بن الحَسَنِ ابْنُ الحصنِي الشَّافِعِيّ بِدِمَشْقَ، وَالقَاضِي مُهَذَّب الدِّيْنِ الحَسَنُ بن عَلِيِّ بنِ الرَّشِيْد ابْنُ الزُّبَيْرِ الأُسْوَانِي الشَّاعِر أَخُو الرَّشِيْد أَحْمَدَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الحسين بن رواحة الأنصاري الحموي المقرىء الشاعر، والمسند ابن رفاعة، والفقيه المقرىء عبد الصمد ابن الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ تَمِيْمٍ التَّمِيْمِيّ الدِّمَشْقِيّ، وَشيخ القُرَّاء أَبُو حُمَيْدٍ عَبْد العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ السُّمَانِيّ الإِشْبِيْلِيّ وَالشَّيْخ عَلِيّ بن أَحْمَدَ الحَرَسْتَانِيّ رَاوِي جُزْء الرَّافقِي. وَفِي الجُمْلَة الشَّيْخ عَبْد القَادِر كَبِيْرُ الشَّأْنِ، وَعَلَيْهِ مَآخِذ فِي بَعْضِ أَقْوَالِه وَدَعَاويه، وَاللهُ المَوْعِدُ، وَبَعْضُ ذَلِكَ مكذوب عليه.

عبد الجليل بن أبي سعد

5088- عَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ أَبِي سَعْدٍ 1: مَنْصُوْرِ بنِ إسماعيل بن أَبِي سَعْدٍ بنِ أَبِي بِشْرٍ، العَدْلُ الجَلِيْلُ الصَّالِحُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ هَرَاةَ، أَبُو مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ الفَامِيُّ. آخِرُ مَنْ سَمِعَ فِي الدُّنْيَا مِنْ بِيْبَى بِنْتِ عَبْدِ الصَّمَدِ الهَرْثَمِيَّةِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ كُلاَر البُوْشَنْجِيّ، وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ شيخ الإسلام عبد الله ابن مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ وَوَلَدُهُ أَبُو المُظَفَّرِ، وَعَبْد البَاقِي بن عَبْدِ الوَاسِع الأَزْدِيّ، وَالحَافِظ عَبْد القَادِر الرُّهَاوِيّ، وَهُوَ أَكْبَر شَيْخ لقيه في سعة راحلته. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الخَيْر وَالصِّدْق، وُلِدَ فِي شَهْرِ شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى حديث أبي القاسم البغوي عاليًا.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1318" وشذرات الذهب "4/ 205".

عبد الهادي، البسطامي

عبد الهادي، البسطامي: 5089- عبد الهادي: ابن أَبِي سَعِيْدٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بن مأمون، الإِمَامُ القُدْوَةُ الزَّاهِدُ العَابِدُ، أَبُو عَرُوْبَةَ السِّجِسْتَانِيُّ الَّذِي ارْتَحَلَ إِلَيْهِ الحَافِظ عَبْد القَادِر الرُّهَاوِيّ، وَبَالَغَ فِي تَعْظِيْمِهِ، وَقَالَ: سَمِعَ مِنْ جدّه فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلَمَّا حَجَّ قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن نَاصر "مُسلسلاَت ابْن حِبَّانَ". وَقَالَ: عَاشَ تِسْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَمَا عَرَفْتُ لَهُ زَلَّة، وَكَانَ مُنْتَشِر الذّكر، وَلَهُ رِبَاط كَانَ يَعظ فِيْهِ وَمرِيْدُوْنَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ رَحِمَهُ اللهُ. 5090- البَسْطَامِيُّ 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ، أَبُو شُجَاعٍ، عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نَصَرٍ -بِالتَّحرِيك- البَسْطَامِيُّ، ثُمَّ البَلْخِيُّ، إِمَام مَسْجِدِ رَاغُومَ. قَالَ: وُلِدْت سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَأَبَا القَاسِمِ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الخَلِيْلِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيّ، وَأَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ الحسين السمنجاني، وتفقه عليه. وَكَانَ طَلاَّبَةً لِلْعِلْمِ، صَاحِبَ فُنُوْنٍ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ مَجْمُوْع حسن، وَجُملَة مليحَة، مُفتٍ مُنَاظر مُحَدِّث مُفسر وَاعِظ أَدِيْب شَاعِر حَاسِب، وَمَعَ فَضَائِله كَانَ حَسَنَ السيرَةِ، مليح الأَخلاَق، مَأْمُوْنَ الصُّحْبَة، نَظيف الظَّاهِر وَالبَاطِن، لَطيف العُشْرَة، فَصيح العبَارَة، مليح الإِشَارَة، فِي وَعظه كَثِيْرُ النّكتِ وَالفَوَائِد، وَكَانَ عَلَى كِبَرِ السِّنّ حرِيصاً عَلَى طلب الحَدِيْث وَالعِلْمِ، مُقتبِساً مِنْ كُلِّ أَحَد، كَتَبْتُ عَنْهُ بِمَرْوَ وَهرَاة وَبُخَارَى وَسَمَرْقَنْد، وَكَتَبَ عَنِّي الكَثِيْر، وَحصَّل نُسْخَةً بِمَا ذَيَّلتُه عَلَى تَارِيْخ الخَطِيْبِ، وَكَتَبَ إِلَيَّ مِنْ بَلْخ: يَا آلَ سَمْعَان مَا أَسنَى فَضَائِلَكُم ... قَدْ صِرنَ فِي صُحُفِ الأَيَّام عُنوَانَا مَعَاهداً أَلِفَتْهَا النَّازلُوْنَ بِهَا ... فَمَا وَهتْ بِمُرُوْر الدَّهْر أَرْكَانَا حَتَّى أَتَاهَا أَبُو سعدٍ فَشيَّدهَا ... وَزَادهَا بِعُلُوّ الشَّأْن بنيانا

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1318"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 376"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 206".

كَانُوا مَلاَذَ بَنِي الآمَالِ فَانقَرَضُوا ... مُخَلِّفِيْن بِهِ مِثْلَ الَّذِي كَانَا لَوْلاَ مَكَانُ أَبِي سعدٍ لَمَا وَجَدُوا ... عَلَى مَفَاخرِهِم لِلنَّاسِ بُرْهَانَا وَقَاهُ رَبِّي مِنْ عينِ الكَمَال فَمَا ... أَبْقَتْ عُلاَهُ لِرَدِّ العَيْنِ نُقْصَانَا قُلْتُ: سَمِعَ أَبُو شُجَاعٍ مِنَ الخَلِيْلِيِّ "مُسْنَدَ الهَيْثَمِ الشَّاشِيِّ"، وَ"غَرِيْبَ الحَدِيْثِ" لابْنِ قُتَيْبَةَ، وَكِتَابَ "الشَّمَائِلِ"، وَقَدْ صَنَّفَ كِتَاباً حَسَناً فِي أَدبِ المَرِيْضِ وَالعَائِدِ. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ فِي مَكَانٍ آخر: لاَ يُعرف أَجْمَع لِلْفَضَائِل مِنْهُ مَعَ الوَرَع التَّام، وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ أَبِي حَامِد أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الشُّجَاعِيّ، وأبي نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ المَاهَانِي، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ القَاضِي. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ وَابْنه أَبُو المُظَفَّرِ، وَأَبُو الفَرَجِ ابْنُ الجَوْزِيِّ، وَالافتخَارُ عَبْدُ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيّ، وَالتَّاجُ الكِنْدِيُّ، وَأَبُو أحمد ابن سُكَيْنَةَ، وَأَبُو الفَتْحِ المَنْدَائِيُّ، وَأَبُو رَوْحٍ عَبْد المُعِزِّ الهَرَوِيّ، وَجَمَاعَة. تُوُفِّيَ بِبَلْخَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ مُحَدِّث تِلْكَ الدِّيَار وَمُسْنِدَهَا. قَالَ عَلِيُّ بنُ مَحْمُوَيْه اليَزْدِيُّ الفَقِيْه: مَا رَأَيْتُ فِي مَشَايِخِ أَصْحَابِنَا مِثْلَ أَبِي شُجَاعٍ عَقْلاً وَعِلماً وَلطفاً وَجِدّاً. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ.

الكيزاني

5091- الكيزاني 1: الإمام المقرىء الزَّاهِدُ الأَثَرِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ ثَابِتٍ، المِصْرِيُّ الكِيْزَانِيُّ الوَاعِظُ، لَهُ تَلاَمِذَةٌ وَأَصْحَابٌ، وَلَهُ شِعرٌ كَثِيْرٌ مُدَوَّنٌ، وَكَلاَمٌ فِي السُّنَّةِ. قَالَ أَبُو المُظَفَّرِ سِبْطُ ابْنِ الجَوْزِيِّ: كَانَ يَقُوْلُ: أَفعَال العبَادِ قَدِيْمَة، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْل بلدِهِ نِزَاعٌ، وَكَانَ قَدْ دُفن عِنْد ضرِيحِ الشَّافِعِيِّ، فَتعصَّبَ عَلَيْهِ الخُبُوْشَانِيّ، وَنَبَشَه، وَقَالَ: هَذَا حَشَوِيٌّ لاَ يَكُوْن عِنْد الإِمَام. ودفن في موضع آخر. وَمِنْ شِعْرِهِ: يَا مَنْ يَتِيه عَلَى الزَّمَان بِحُسنه ... اعْطِفْ عَلَى الصَّبِّ المَشُوق التَّائِهِ أَضحَى يَخَاف عَلَى احترَاقِ فُؤَاده ... أَسفاً لأَنَّك مِنْهُ فِي سَودَائِهِ تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وستين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثر "3/ 125"، ووفات الأعيان لان خلكان "4/ ترجمة 678"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 368 و376".

القنطري، السمعاني

القنطري، السمعاني: 5092- القنطري: العَلاَّمَةُ الحَافِظُ، أَبُو القَاسِمِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مسعود ابن مُفَرّجٍ، الأَنْدَلُسِيّ الشِّلْبِيُّ، المَعْرُوفُ بِالقَنْطَرِيِّ. سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ بنَ غَالِب، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ صَاعِدٍ، وَبإِشْبِيْلِيَة أَبَا الحَكَم بن بَرَّجَانَ، وَالقَاضِي ابْنَ العَرَبِيّ، وَبقُرْطُبَةَ يُوْنُس بنَ مُغِيْث، وَابْنَ أَبِي الخِصَالِ، وَعِدَّة. ذكره الأَبَّار، فَقَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ المَعْرِفَةِ الكَامِلَةِ بصِنَاعَة الحَدِيْث، بعيد الصِّيْت فِي الحِفْظِ وَالإِتْقَانِ، جَمَّاعَةً لِلْكتبِ، وَقَدْ شُوْوِرَ فِي الأَحكَام، وَلَهُ زِيَادَة عَلَى ابْنِ بَشْكُوَال فِي تَارِيْخِهِ، رَوَى عَنْهُ يَعيشُ بن القَدِيْم وَغَيْرهُ، تُوُفِّيَ بِمَرَّاكُش فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ إحدى وستين وخمس مائة. 5093- السمعاني 1: الإِمَامُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ الأَوْحَدُ الثِّقَةُ، مُحَدِّثُ خُرَاسَانَ، أبو سعد عبد الكريم بن الإمام الحافظ الناقد أبي بكر محمد بن العَلاَّمَةِ مُفْتِي خُرَاسَانَ أَبِي المُظَفَّرِ مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، التميمي السمعاني الخراساني المَرْوَزِيُّ، صَاحِبُ المُصَنَّفَاتِ الكَثِيْرَةِ. وُلِدَ بِمَرْوَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَحضَّره أَبُوْهُ فِي الرَّابِعَةِ عَلَى مُسْنِدِ زَمَانِهِ عَبْدِ الغَفَّارِ بن مُحَمَّدٍ الشِّيْرَوِيّ، وَعُبَيْدِ بنِ مُحَمَّدٍ القُشَيْرِيِّ، وَسَهْلِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ السُّبْعِيّ، وَطَائِفَة. وَسَمِعَ بِاعْتنَاء أَبِيْهِ مِنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن الكراعي، والمحدث محمد بن عبد الواحد الدقاق.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 317"، واللباب لابن الأثير "1/ 13-16"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1090"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 375"، وشذرات الذهب "4/ 205-106".

وَتُوُفِّيَ الوَالِدُ وَأَبُو سَعْدٍ صَغِيْرٌ، فَكَفَلَهُ عَمُّه وَأَهْلُه، وَحُبِّب إِلَيْهِ الحَدِيْث، وَلاَزَمَ الطَّلَبَ مِنَ الحدَاثَةِ. وَرَحَلَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ عَلَى رَأْسِ الثَّلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَأَكْثَر عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الفُرَاوِيِّ، وَأَبِي المُظَفَّرِ بنِ القُشَيْرِيِّ، وَهِبَة اللهِ بنِ سَهْلٍ السَّيِّدِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي بَكْرٍ القارىء، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ زَعْبَل، وَزَاهِرِ بنِ طَاهِرٍ، وَأَخِيْهِ وَجِيهٍ، وَطَبَقَتِهِم. وَتوجَّه إِلَى أَصْبَهَانَ، فَسَمِعَ الحُسَيْن بن عبد الملك الخلال، وسعيد ابن أَبِي الرَّجَاءِ، وَأُمَّ المُجْتَبَى فَاطِمَةَ، وَالمَوْجُوْدين، وَأَكْثَر عَنِ الحَافِظِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ. وَبَادر إِلَى بَغْدَادَ، فَأَكْثَر عَنِ القَاضِي أَبِي بَكْرٍ الأنصاري، وإسماعيل ابن السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيِّ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيِّ، وَأَبِي سَعْدٍ الزَّوْزَنِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. ثُمَّ حَجَّ، وَقَدِمَ دِمَشْق، فَسَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي الفَتْحِ نَصْرِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيِّ، وَالقَاضِي أَبِي المَعَالِي مُحَمَّد بن يَحْيَى القُرَشِيّ، وَالمَوْجُوْدين. وَلاَ يُوْصَف كَثْرَةُ البِلاَدِ وَالمَشَايِخِ الَّذِيْنَ أَخَذَ عَنْهُم. وَقَدْ أَلَّف كِتَاب التَّحْبِيْرِ فِي مُعْجَمِهِ الكَبِيْرِ، يكون ثلاث مجلدات. فَسَمِعَ بِآمُلِ طَبَرِسْتَانَ مِنْ أَبِي نَصْرٍ الفَضْل بن أَحْمَدَ بنِ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ البَصْرِيِّ وَطَبَقَتِهِ. وَبِأَبِيْوَرْدَ مِنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيٍّ الزُّهْرِيّ. وَبإِسْفَرَايِيْنَ مِنْ طَلْحَةَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ القَاضِي حَدَّثَهُ عَنْ جَدِّهِ. وَبِالأَنْبَارِ مِنْ يَحْيَى بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الأَخْضَر حَدَّثَهُ عَنِ الخَطِيْب الحَافِظ. وَببُخَارَى مِنْ عُثْمَانَ بن عَلِيٍّ البِيْكَنْدِيّ وَعِدَّة. وَبِبَرُوْجِرْدَ مِنَ القَاضِي أَبِي المُظَفَّرِ شَبِيْب بن الحُسَيْنِ، وَأَبِي تَمَّام إِبْرَاهِيْم بن أَحْمَدَ حَدَّثَاهُ عَنْ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدٍ الهَمَذَانِيّ. وَببِسْطَامَ مِنَ المُحَسِّنِ بنِ النُّعْمَانِ المُعَلِّم حَدَّثَهُ عَنْ طَاهِر الشَّحَّامِيّ. وَبِالبَصْرَةِ مِنْ طَلْحَةَ بنِ عَلِيٍّ الشَّاهدِ رَوَى لَهُ عَنْ جَعْفَرٍ العَبَّادَانِيّ. وَبِبَغْشُوْرَ مِنْ صَالِح بن أحمد بن مدوسة المقرىء وَغَيْرِهِ مِنْ "جَامِع التِّرْمِذِيّ". وَبِبَلْخَ مِنَ القَاضِي عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ المَحْمُوْدِيِّ صَاحِب الوَخْشِيّ.

وَبِتِرْمِذَ مِنْ أَسَعْد بن عَلِيٍّ. وَبِجُرْجَانَ مِنْ أَبِي عَامِرٍ سَعْدِ بنِ عَلِيٍّ العَصَّارِيِّ وَجَمَاعَةٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الوَاسِعِ الجُرْجَانِيِّ. وَبِحَلَبَ مِنَ الرَّئِيْسِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْطَاكِيِّ. وَبِحَمَاةَ مِنْ كَامِلِ بنِ عَلِيِّ بنِ سَالِمٍ السِّنْبِسِيِّ عَنْ أَبِيْهِ. وَبِحِمْصَ مِنْ قَاضِيهَا أَبِي البَيَانِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّنُوْخِيِّ. وَبِخَرْتَنْكَ عِنْد قَبْرِ البُخَارِيِّ مِنْ أَبِي شُجَاع عُمَر بن مُحَمَّدٍ البِسْطَامِيِّ. وَبِخُسْروجِرْدَ مِنْ عَبْدِ الحَمِيْدِ بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الخُوَارِيّ صَاحِب البَيْهَقِيِّ. وَبِخُوَارِ الرَّيِّ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ المَغَازِلِيّ، عَنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ بن شَكْرُوَيْه. وَبِالرَّحْبَةِ مِنَ الحَافِظ أَبِي سَعْدٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ البَغْدَادِيّ. وَبِالرَّيّ مِنَ القَاضِي أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَن بن مُحَمَّدٍ الحَنَفِيّ حَدَّثَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ كَثِيْرٍ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا ابْنُ الصَّلْت المُجْبِر. وَبِسَاوَةَ مِنْ أَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّازِيّ. وَبِسَرَخْسَ مِنْ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّد بن مَحْمُوْدٍ الشُّجَاعِيِّ وَآخر قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ العَبَّاسِيِّ العَبْدُوْسِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ الحَجَّاجِيّ، حَدَّثَنَا الحَافِظُ أَبُو العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيّ. وَبِسَمَرْقَنْدَ مِنَ الخَطِيْب أَبِي المَعَالِي مُحَمَّدِ بنِ نَصْرِ بنِ مَنْصُوْرٍ المَدِيْنِيّ حَدَّثَهُ عَنِ السَّيِّد أَبِي المَعَالِي مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ الحَافِظ. وَبِسِمْنَانَ مِنْ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ العَالِم المُضَرِيّ عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ الأَخْرَم. وَبِسِنْجَارَ مِنَ القَاضِي أَبِي مَنْصُوْرٍ المُظَفَّرِ بنِ القَاسِمِ الشَّهْرُزُوْرِيِّ، سَمِعَ أَبَا نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ. وَبِهَمَذَانَ وَهَرَاةَ وَالحَرَمَيْنِ وَالكُوْفَةِ وَطُوْسَ وَالكَرْخِ وَنَسَا وَوَاسِطَ وَالمَوْصِلِ وَنُهَاوَنْدَ وَالطَّالْقَانِ وَبُوْشَنْجَ وَالمَدَائِنِ، وَبِقَاعٍ يَطُول ذِكرُهَا بِحَيْثُ إِنَّهُ زَار القُدْس وَالخَلِيْل وَهُمَا بِأَيدِي الفِرَنْج، تحيل، وَخَاطر فِي ذَلِكَ، وَمَا تَهَيَّأَ ذَلِكَ لِلسِّلَفِيِّ وَلاَ لابْنِ عَسَاكِر.

ذكره أَبُو القَاسِمِ الحَافِظُ فِي تَارِيْخِ دِمَشْقَ، فَقَالَ: أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ الفَقِيْه الشَّافِعِيّ الحَافِظ الوَاعِظ الخَطِيْب ... إِلَى أَنْ قَالَ: سَمِعَ بِبلاَدٍ كَثِيْرَة، اجْتَمَعتُ بِهِ بِنَيْسَابُوْرَ وَبَغْدَاد وَدِمَشْق، وَعَاد إِلَى خُرَاسَانَ، وَدَخَلَ هَرَاةَ وَبَلخَ وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ، وَهُوَ الآنَ شَيْخُ خُرَاسَان غَيْرَ مُدَافَعٍ، عَنْ صدقٍ وَمَعْرِفَةٍ وَكَثْرَةِ رِوَايَةٍ وَتَصَانِيفَ، سَمِعَ بِبلاَدٍ كَثِيْرَةٍ، وَحصَّل النُّسخ الكَثِيْرَة، وَكَتَبَ عَنِّي، وَكَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ مُتَصَوِّناً عَفِيْفاً حَسَنَ الأَخلاَقِ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ بِدِمَشْقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَفَّارِ الشِّيْرَوِيّ.. فَذَكَر مِنْ "جُزءِ ابْنِ عُيَيْنَةَ" حَدِيْثَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ? وَرَوَاهُ مَعَهُ ابْنُه أَبُو مُحَمَّدٍ القَاسِم. ثُمَّ ذَكَرَ وَفَاته. حَدَّثَ أَيْضاً عَنْ أَبِي سَعْدٍ: وَلدَاهُ أَبُو المُظَفَّرِ عَبْد الرَّحِيْمِ وَمُحَمَّدٌ، وَأَبُو رَوْحٍ عَبْد المُعِزِّ بن مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو الضَّوْء شِهَابٌ الشذِيَانِي، وَالافتخَارُ أَبُو هَاشِمٍ عَبْد المُطَّلِبِ الحَلَبِيّ الحَنَفِيّ، وَعَبْد الوَهَّابِ بن سُكَيْنَة، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن مَنِيْنَا، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: نَقُلْتُ أَسْمَاء تَصَانِيْفه مِنْ خطِّه: "الذَّيل" عَلَى "تَارِيْخ الخَطِيْبِ" أَرْبَع مائَة طَاقَةٍ، "تَارِيخ مَرْو" خمس مائة طاقة، "معجم البُلْدَانِ" خَمْسُوْنَ طَاقَةً، "مُعْجَم شُيُوْخِه" ثَمَانُوْنَ طَاقَةً، "أَدب الطَّلَبِ" مائَة وَخَمْسُوْنَ طَاقَةً، "الإِسفَار عَنِ الأَسفَار" خَمْس وَعِشْرُوْنَ طَاقَةً، "الإِملاَء وَالاستملاَءُ" خَمْسَ عَشْرَةَ طَاقَةً، "تُحْفَة المُسَافِرِ" مائَة وَخَمْسُوْنَ طَاقَةً، "الهديَة" خَمْس وَعِشْرُوْنَ طَاقَةً، "عِزُّ العُزلَةِ" سَبْعُوْنَ طَاقَةً، "الأَدب وَاسْتعمَال الْحسب" خَمْس طَاقَاتٍ، "المَنَاسِكُ" سِتُّوْنَ طَاقَةً، "الدعوَات" أَرْبَعُوْنَ طَاقَةً، "الدعوَات النَّبَوِيَّةُ" خَمْسَ عَشْرَةَ طَاقَةً، "دُخُوْل الحَمَّامِ" خَمْسَ عَشْرَةَ طَاقَةً، "صَلاَة التّسبيح" عشر طَاقَاتٍ، "تُحْفَة العِيْد" ثَلاَثُوْنَ طَاقَةً "التّحَايَا" سِتُّ طَاقَاتٍ، "فَضلُ الدِّيكِ" خَمْسُ طَاقَاتٍ، "الرَّسَائِل وَالوَسَائِلُ" خَمْسَ عَشْرَةَ طَاقَةًُ، "صَوْمُ الأَيَّامِ البِيْضِ" خَمْسَ عَشْرَةَ طَاقَةً، "سُلوَة الأَحبَابِ" خَمْس طَاقَاتٍ، "فَرطُ الغرَام إِلَى سَاكنِي الشَّامِ" خَمْسَ عَشْرَةَ طَاقَةً، "مقَام العُلَمَاء بَيْنَ يَدِي الأُمَرَاءِ" إِحْدَى عَشْرَةَ طَاقَةً "المُسَاوَاة وَالمُصَافحَةُ" ثَلاَثَ عَشْرَةَ طَاقَةً، "ذِكرَى حَبِيْب رَحل وَبُشرَى مَشيبٍ نَزَل" عِشْرُوْنَ طَاقَةً، "التَّحْبِيْر فِي المُعْجَم الكبير" ثلاث مائة طاقة، "الأمالي" له مائةا طَاقَةٍ، خَمْس مائَة مَجْلِسٍ، "فَوَائِد الموَائِد" مائَةُ طَاقَةٍ، "فَضل الهِرِّ" ثَلاَث طَاقَاتٍ، "رُكُوْب البَحْر" سَبْع طَاقَاتٍ، "الهرِيسَة" ثَلاَث طَاقَاتٍ، "وَفِيَّاتُ المُتَأَخِّرِيْنَ" خَمْسَ عَشْرَةَ طَاقَةً، كِتَاب "الأَنسَاب" ثَلاَث مائَةٍ وخمسون طاقة، "الأمالي" ستون طاقة، "بخار بَخُورِ البُخَارِيّ" عِشْرُوْنَ طَاقَةً، "تَقَدِيْم الجِفَانِ إِلَى الضِّيفَانِ" سَبْعُوْنَ طَاقَةً، "صَلاَةُ الضُّحَى" عشرُ طَاقَاتٍ، "الصِّدْقُ فِي الصَّدَاقَةِ"، "الرِّبحُ فِي التِّجَارَةِ"، "رَفعُ الارتيَابِ عَنْ كِتَابَةِ الكِتَابِ" أَرْبَع طَاقَاتٍ،

"النُزوعُ إِلَى الأَوطَانِ" خَمْس وَثلاَثُوْنَ طَاقَةً، "تَخفِيف الصَّلاَةِ" فِي طَاقَتَيْنِ، "لَفتَةُ المُشتَاق إِلَى سَاكنِي العِرَاقِ" أَرْبَع طَاقَاتٍ، "مَنْ كُنيَتُهُ أَبُو سَعْدٍ" ثلاَثُوْنَ طَاقَةً، "فَضلُ الشَّامِ" فِي طَاقَتَيْنِ، "فَضل يس" فِي طَاقَتَيْنِ. قُلْتُ: وَانتخبَ عَلَى غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَشَايِخِهِ، وَخَرَّجَ لِوَلَدِهِ أَبِي المُظَفَّرِ "مُعْجَماً" فِي مُجَلَّدٍ كَبِيْرٍ. وَكَانَ ظَرِيفَ الشَّمَائِل، حُلوَ المذَاكرَةِ، سَرِيعَ الفَهْمِ، قَوِيَّ الكِتَابَة سَرِيعَهَا، درَّس وَأَفتَى وَوعظ، وَسَاد أَهْل بَيْتِهِ، وَكَانُوا يُلَقِّبُونه بِلَقَب وَالِده تَاجِ الإِسْلاَمِ، وَكَانَ أَبُوْهُ يُلَقَّبُ أَيْضاً مُعِيْنَ الدِّيْنِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْتُ مَنْ يذكر أَن عدد شُيُوْخ أَبِي سَعْدٍ سَبْعَةُ آلاَف شَيْخ. قَالَ: وَهَذَا شَيْء لَمْ يَبلُغْه أَحَد، وَكَانَ مَليحَ التَّصَانِيْف، كَثِيْرَ النشوَارِ وَالأَنَاشيدِ، لَطيفَ المِزَاجِ، ظَرِيفاً، حَافِظاً، وَاسِعَ الرِّحلَةِ، ثِقَةً صَدُوْقاً دَيِّناً، سَمِعَ مِنْهُ مَشَايِخُهُ وَأَقرَانُهُ. قُلْتُ: حَكَى أَبُو سَعْدٍ فِي "الذَّيلِ" أن شيخه قاضي المرستان رأى مَعَهُ جُزْءاً قَدْ سَمِعَهُ مِنْ شَيْخِ الكُوْفَةِ عُمَر بن إِبْرَاهِيْمَ الزَّيْدِيّ. قَالَ: فَأَخَذَهُ، وَنَسخَهُ، وَسَمِعَهُ مِنِّي. قُلْتُ: رَأَيْتُ ذَلِكَ الجُزْء بِخَطِّ القَاضِي أَبِي بَكْرٍ. وَالطَّاقَةُ يُخَالُ إِلَيَّ أَنَّهَا الطَّلحيَّةُ. أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ قِرَاءةً عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَفَّارِ بن مُحَمَّد حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ الأَصَمّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ? قَالَ: "وَمَا أَعددتَ لَهَا"؟. فلم يذكر كبيرًا إلَّا أن يُحبّ الله وَرَسُوْله، قَالَ: "فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَقَدْ مَرَّ أَنَّ الحَافِظ أَبَا القَاسِمِ وَابْنه المُحَدِّث بَهَاء الدِّيْنِ رويَاهُ عَنْ أَبِي سَعْدٍ، وَقَدْ سَمِعْنَاهُ مِنْ جَمَاعَة سَمِعُوْهُ مِنْ جَمَاعَة قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بنُ عَلاَّنَ. وَسَمِعنَاهُ مِنْ عَائِشَةَ بِنْت عِيْسَى، عَنْ جَدِّهَا الفَقِيْه أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الكَامخِي قَالاَ: أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ.. فَذَكَرَهُ. مَاتَ الحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ فِي مستهل ربيع الأول، سنة اثنتين وستين وَخَمْس مائَة بِمَرْوَ وَلَهُ سِتٌّ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً.

وَمَاتَ مَعَهُ فِي السَّنَةِ مُسْنِدُ وَقتِهِ عَبْد الجَلِيْل بن أَبِي سَعْدٍ المُعَدَّل بِهَرَاةَ، وَمُحَدِّثُ مَا ورَاء النَّهْر الإِمَامُ أَبُو شُجَاعٍ عُمَر بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ البِسْطَامِيُّ ثُمَّ البَلْخِيُّ، وَمُسْنِدُ بَغْدَادَ أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَيَّانِ اللَّحَّاسُ، وَمُسْنِدُ أَصْبَهَانَ بَلِ الدنيا الرئيس مسعود بن الحسن بن الرَّئِيْس أَبِي عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ عَنْ مائَة عَامٍ، وَمُسْنِدُ العِرَاق أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ هِلاَلٍ الدَّقَّاقُ فِي عَشْرِ المائَةِ، وَعَالِمُ سِجِسْتَانَ أَبُو عَرُوْبَةَ عَبْدُ الهَادِي بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَأْمُوْنٍ، وَعَالِمُ دِمَشْقَ جَمَالُ الأَئِمَّة عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ ابْنُ المَاسِحِ، وَخَطِيبُ دِمَشْق أَبُو البركات الخضر ابن شِبْلِ بنِ عَبْدٍ الحَارِثِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كُنْت أَنسخُ بِجَامِع بُرُوْجِرْدَ، فَدَخَلَ شَيْخٌ رَثُّ الهَيْئَة، ثُمَّ قَالَ: أَيشٍ تَكتب? فَكَرِهت جَوَابه، وَقُلْتُ: الحَدِيْثَ. فَقَالَ: كَأَنَّك طَالب حَدِيْث? قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: مَنْ أَيْنَ أَنْتَ? قُلْتُ: مَنْ مَرْوَ. قَالَ: عَمَّنْ يَرْوِي البُخَارِيُّ مِنْ أَهْلِهَا? قُلْتُ: عَنْ عَبْدَانَ وَصَدَقَةَ بنِ الفَضْلِ وَعَلِيِّ ابن حُجْرٍ. فَقَالَ: مَا اسْمُ عَبْدَان? فَقُلْتُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ. فَقَالَ: وَلِمَ قِيْلَ لَهُ: عَبْدَانُ? فَتوقفتُ، فَتبسَّمَ، وَنظرتُ إِلَيْهِ بعينٍ أُخْرَى، وقلت: يَذْكُرُ الشَّيْخ. فَقَالَ: كُنْيَتُه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَاجْتَمَعَ فِي اسْمِهِ وَفِي كُنْيَتِهِ العَبْدَانِ، فَقِيْلَ: عَبْدَانُ. فَقُلْتُ عَمَّنْ? قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ طَاهِرٍ يَقولُه. وَإِذَا هُوَ الحَافِظُ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ العَلاَءِ البُرُوْجِرْدِيُّ، فَرَوَى لَنَا عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الدُّوْنِيّ وَطَائِفَة.

ابن اللحاس

5094- ابن اللحاس 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُسْنِدُ، أَبُو المَعَالِي، مُحَمَّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد الحَرِيْمِيُّ العَطَّارُ، عُرفَ بِابْنِ الجَبَّانِ اللَّحَّاسِ. سَمِعَ مِنْ جدِّه مُحَمَّد فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ في أيام أبي نصر الزينبي، وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَطَاءٍ الإِبْرَاهِيْمِيّ، وَالحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ السَّرَّاجِ، وَطِرَاد بن مُحَمَّدٍ النَّقِيْب، وَرَوَى الكَثِيْر بِإِجَازَة أَبِي القَاسِمِ عَلِيّ بن أَحْمَدَ بنِ البُسْرِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ المُسْتعمل، وَمُحَمَّد بن أَبِي البَرَكَاتِ بنِ صَعْنِيْنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحسن بن البواب، وأنجب ابن أَبِي السَّعَادَاتِ الحَمَّامِيُّ، وَأَبُو المُنَجَّا عَبْدُ اللهِ بنُ اللَّتِّيِّ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ السَّبَّاكِ، وَأَحْمَد بن يَعْقُوْبَ المَارستَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الدُّبَيْثِيُّ: ثقة، صحيح السماع. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ شَيْخاً صَالِحاً عَفِيْفاً صَدُوْقاً، حسنَ الأَخلاَقِ، لَطِيفاً، رَوَى الكَثِيْرَ. قُلْتُ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَتُوُفِّيَ فِي تَاسِعَ عَشَرَ رَبِيْع الآخرِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ أَرْبَع وَتِسْعِيْنَ سنة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 206".

الأشيري

5095- الأشيري 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ، الصِّنْهَاجِيُّ الأَشِيْرِيُّ. وَأَشِيْرُ: بُليدَةٌ آخرَ إِقْلِيْم إِفْرِيْقِيَة مِمَّا يَلِي الْغرب، وَهِيَ قَلْعَةٌ لِبَنِي حَمَّادٍ مُلُوْك إِفْرِيْقِيَةَ. سَمِعَ بِبَغْدَادَ مَعَ وَلده فِي أَيَّامِ ابْن هُبَيْرَةَ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ المَالِكِيَّة، فَحَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ غَزْلُوْنَ، وَعَلِيّ بن عَبْدِ اللهِ بنِ مَوْهَبٍ الجُذَامِيِّ، وَالقَاضِي عِيَاضٍ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفُتُوْحِ بنُ الحُصْرِيِّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عَلُّوْنَ الأَسَدِيُّ. قَالَ ابْنُ الحُصْرِيِّ: كَانَ إِمَاماً فِي الحَدِيْثِ، ذَا معرفة بفقهه ورجاله، وَلَهُ يَد بَاسِطَة فِي النَّحْوِ وَاللُّغَة، وَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الوَزِيْر ابْن هُبَيْرَةَ كَلاَم فِي دعائه -عليه السلام- يَوْم بَدْرٍ: "إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ العِصَابَةُ"2 وَكَانَ الصَّوَابُ مَعَهُ. قُلْتُ: نَازع الوَزِيْر بِعُنف، فَأَحرجَهُ حَتَّى قَالَ لَهُ الوَزِيْر: تَهذِي! لَيْسَ كَلاَمُك بصَحِيْح. وَانفض النَّاس، ثُمَّ اعْتذر إِلَيْهِ الوَزِيْر بِكُلِّ طَرِيْقٍ، وَوَصَلَهُ بِمَال، وَمَا وَدَعَهُ حَتَّى قَالَ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ لَهُ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ يَكتُبُ لِصَاحِبِ المَغْرِبِ، فَلَمَّا مَاتَ، خَافَ وَنَزَحَ، وَقَرَّرَ لَهُ الملكُ نُوْرُ الدِّيْنِ بِحَلَبَ كِفَايَتَهُ، ثُمَّ حَجَّ. اتَّفَقَ مَوْتُهُ بِاللَّبوَة فِي شَوَّالٍ سَنَة إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "1/ 68- 69"، وتبصير المنتبه "1/ 46"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 372"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 198". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1763"، وأبو داود "2690"، والترمذي "3081"، وهو جزء من حديث طويل عن عبد الله بن عباس قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر، نَظَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى المشركن وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا فاستقبل نبي الله -صلى الله عليه وسلم- القبلة، ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: "اللهم أنجز لي ما وعدتني. اللهم آت ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ... ".

ابن الماسح، البارزي

ابن الماسح، البارزي: 5096- ابن الماسح 1: العلامة، جمال الأئمة، أبو القاسم، علي بن أبي الفضائل الحسن ابن الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ، الكِلاَبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ الفَرَضِيُّ النَّحْوِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ المَاسِحِ، أَحَدُ أَئِمَّة المَذْهَبِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَتَلاَ لابْنِ عَامِرٍ عَلَى أَبِي الْوَحْش سُبَيْعٍ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَمِنْ أَبِي تُرَابٍ حَيْدَرَةَ، وَعَبْدِ المُنْعِمِ بن الْغمر. وَتَفَقَّهَ بِجَمَال الإِسْلاَمِ، وَنَصْر اللهِ المَصِّيْصِيّ. وَكَانَتْ لَهُ حَلْقَة كَبِيْرَة بِالجَامِع لِلإِقْرَاءِ وَالفِقْه وَالنَّحْو، وَأَعَاد بِالأَمِينِيَّة، وَدرَّس بِالمُجَاهِديَّة، وَعَلَيْهِ العُمدَة فِي الفَتْوَى وَفِي القسمَة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو المَوَاهِبِ بنُ صَصْرَى، وَأَخُوْهُ أبو القاسم، وَجَمَاعَة. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وستين وخمس مائة. 5097- البارزي: الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ البَارِزِيِّ البَغْدَادِيُّ، البَزَّازُ بخان الصفة. سَمِعَ: ابْنَ طَلْحَةَ، وَابْنَ البَطِرِ، وَثَابِتَ بنَ بُنْدَارَ، وَجَمَاعَةً. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الأَخْضَرِ، وَالحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ، وَالشَّيْخُ المُوفَّقُ، وَعَلِيُّ بنُ رَشِيدٍ، وَجَمَاعَةٌ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ الرَّشِيْد بن مَسْلَمَةَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ صَالِحاً مُتَدَيِّناً، عَلَى طرِيقَة السَّلَف. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ اثْنَتَانِ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: يَقع لِي مِنْ عَوَالِيْهِ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 375"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 155".

مسعود بن الحسن

5098- مَسْعُوْد بن الحَسَنِ 1: ابنِ الرَّئِيْس أَبِي عَبْد اللهِ القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، الشَّيْخُ المُعَمَّرُ الفَاضِلُ، مُسْنِدُ العصرِ، أَبُو الفَرَجِ الثَّقَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ مِنْ: جَدِّهِ، وَمِنْ أَبِي عَمْرٍو عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مَنْدَةَ، وَأَبِي عِيْسَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زِيَادٍ، وَالمُطَهِّرِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ البُزَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ السِّمْسَارِ، وَإِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدٍ الطَّيَّانِ، وَسَهْل بن عَبْدِ اللهِ الغَازِي، وَأَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ تَانَة، وَأَبِي الخَيْرِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ رَرَا، وَسُلَيْمَانَ ابن إِبْرَاهِيْمَ، وَغَانِمِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَعِدَّةٍ. وَخَرَجت لَهُ فَوَائِد فِي تِسْعَة أَجزَاء وَعَوَالِي. وَعُمِّر وَتَفَرَّد، وَأَلحق الأَبْنَاء بِالآبَاء. وَقَدْ كَانَ رَوَى الكَثِيْر بِإِجَازَة أَبِي الغَنَائِمِ بن المَأْمُوْنِ، وَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَجَمَاعَة مِنَ البغَاددَة اعتمَاداً مِنْهُ عَلَى مَا نَقل المُحَدِّثُ أَبُو الخَيْرِ عَبْد الرَّحِيْمِ بن مُوْسَى، فَقَامُوا عَلَى أَبِي الخَيْرِ، وَكَذَّبه الحَافِظُ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، فَطَالبوهُ بِالأَصْل، فَغَالطهُم. وَلَهُ إِجَازَة مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ مَنْدَةَ، وَغَيْرِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الآمُلِيّ، وَعَبْد اللهِ بن أَبِي الفَرَجِ الجُبَّائِيّ، وَالحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ الجَرْبَاذْقَانِيّ، وَعَبْد الأَوّل بن ثَابِتٍ المَدِيْنِيّ، وَالحَافِظ عَبْد القَادِر الرُّهَاوِيّ، وَمُحَمَّد بن مَكِّيّ الحَنْبَلِيّ، وَمَحْمُوْد بن مُحَمَّدٍ الحَدَّاد، وَأَبُو الوَفَاء مَحْمُوْد بن مَنْدَةَ، وَآخَرُوْنَ، وَبِالإِجَازَة: أَبُو المُنَجَّا عَبْدُ اللهِ بنُ اللَّتِّيِّ، وَكَرِيْمَة القُرَشِيَّة، وَأُخْتهَا صَفِيَّة، وَعَجِيْبَة البَاقدَارِيَة. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: لَمْ يَتفق أَنْ أَسْمَع مِنْهُ لاشتغَالِي بِغَيْره، وَمَا كَانُوا يُحسِنُوْنَ الثَّنَاء عَلَيْهِ -وَاللهِ يَرحمه- وَكَتَبَ إلي بالإجازة، وقد حدثني محمد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَيْجُ أَنَّهُ قرَأَ عَلَى الرَّئِيْس أَبِي الفَرَجِ جميعَ تَارِيْخِ الخَطِيْبِ فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: ثُمَّ تَبيَّنَ وَهنُ إِجَازَة الخَطِيْب لَهُ، وَامْتَنَعَ الرَّجُل مِنَ الرِّوَايَة بِالإِجَازَةِ عَنِ البَغْدَادِيِّيْنَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَانَ فِي كثرة سماعاته العالية شغل شَاغل، وَكَانَ ذَا حِشْمَة وَأَمْوَال، عَاشَ مائَةَ عَامٍ. تُوُفِّيَ يَوْم الاثْنَيْن غُرَّةَ رَجَبٍ سَنَةَ اثنتين وستين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في لسان الميزان "6/ 24- 25"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 206-207".

الدقاق

5099- الدقاق 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، مُسْنِدُ بَغْدَادَ، أَبُو القَاسِمِ، هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ هِلاَلِ بنِ عَلِيِّ بنِ حِمْصَاءَ العِجْلِيُّ السَّامَرِّيُّ الكَاتِبُ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ ابْنُ الدَّقَّاقِ، شَيْخٌ مُعَمَّرٌ، صَحِيْحُ الرِّوَايَةِ، مِنْ أَهْلِ الظَّفرِيَّةِ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيّ، وَعَاصِمَ بنَ الحَسَنِ، وَعَبْدَ اللهِ بن عَلِيِّ بنِ زِكْرِيّ، وَأَبَا الغَنَائِم مُحَمَّد بن أَبِي عُثْمَانَ، وَعَبْد الوَاحِدِ بن فَهْد العَلاَّف، وَعَبْد المَلِكِ بن أَحْمَدَ السُّيُوْرِيّ، وَتَفَرَّد بِأَجزَاء. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَعَبْد الغَنِيِّ بن عَبْدِ الوَاحِدِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قُدَامَة، وَمُحَمَّد بن عُمَرَ بنِ الذَّهَبِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن باتكين الجَوْهَرِيّ، وَعَبْد اللَّطِيْفِ بن مُحَمَّدٍ القُبَّيْطِيّ، وَعِدَّة، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ إِجَازَة الرَّشِيْد أَحْمَد بن مَسْلَمَةَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ شَيْخاً لاَ بَأْسَ بِهِ، ظَاهِره الخَيْر وَالصَّلاَح. وَقَالَ ابْنُ قُدَامَةَ: هُوَ فِيمَا أَظُنُّ أَقدمُ مَشَايِخِنَا سَمَاعاً. وَقَالَ ابْنُ مَشِّق: تُوُفِّيَ فِي تَاسِعَ عَشَرَ المُحَرَّم سَنَة اثنتين وستين وَخَمْس مائَة. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ الدّقَاقُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الفَرَجِ الجُشَمِيّ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ" 2. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيْثِ حُمَيْد الطَّوِيْل وَغَيْرِهِ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ صَدُوْقاً صَحِيْحَ السَّمَاع، هُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عن عاصم وابن أبي عثمان.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 207". 2 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 282"، والبخاري "1548"، ومسلم "1251"، وأبو داود "1795"، والترمذي "821"، والنسائي "5/ 150"، وابن ماجه "2968" و"2969"، والحاكم "1/ 472"، والبيهقي "5/ 9 و40"، وابن الجارود "430"، والبغوي "1881" و"1882" من طرق عن حمد، عن أنس، به.

الباجسرائي، ابن المقرب

الباجسرائي، ابن المقرب: 5100- الباجسرائي 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ، أَبُو المَعَالِي، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغني بن محمد بن حنيفة الباجسرائي التانىء، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. سَمِعَ مِنْ: نَصْر بن البَطِرِ، وَالنِّعَالِيّ، وَثَابِت بن بُنْدَار، وَالحُسَيْن بن عَلِيِّ بنِ البُسْرِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَرَوَى الكَثِيْر. وَقَدْ رَكبه دين، وَنزح إِلَى هَمَذَان، فَمَاتَ هُنَاكَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَمُحَمَّد بن عماد، وَعَبْد اللَّطِيْفِ بن القُبَّيْطِيّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الكَاشغرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَبِالإِجَازَة: الرَّشِيْد بن مَسْلَمَةَ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ ثِقَةً. وَقَالَ الدُّبَيْثِيّ: مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِهَمَذَان، وَلَمْ يُحَدِّث بِهَا، وَعَاشَ أَرْبَعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً وشهرًا. 5010- ابن المقرب 2: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الثِّقَةُ المُسْنِدُ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بن المقرب بن الحسين ابن الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ الكَرْخِيُّ. شيخ دَيِّن كَيِّسٌ مُتودِّد، صَحِيْح السَّمَاع. سَمِعَ طِرَاداً الزَّيْنَبِيَّ، وَابْنَ طَلْحَةَ النِّعَالِيَّ، وَابْنَ سَوَّارٍ. وَعَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَعَبْدُ الغَنِيِّ، وَالمُوفَّقُ، وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ القُبَّيْطِيُّ، وَابْنُ الخَازِنِ، وَالحُسَيْن بن رَئِيْس الرُّؤسَاء، وَخَلْق. وَتَلاَ بِالسَّبْع، وَتَفَقَّهَ، وَنسخ الأَجزَاء، وَلَهُ أُصُوْل حَسَنَة. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 312"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 379"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 207". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 314"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 379"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 208".

الطامذي، أبو النجيب

الطامذي، أبو النجيب: 5102- الطامذي 1: الشيخ الإمام المقرىء الزَّاهِد المُعَمَّر، بَقِيَّة السَّلَف، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَصْبَهَانِيُّ الطَّامِذِيُّ. وَطَامِذُ: مَكَانٌ بِأَصْبَهَانَ. سَمِعَ أَبَا نَصْرٍ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ السِّمْسَار، وَعِدَّة. وَارْتَحَلَ فَسَمِعَ بِالبَصْرَةِ مِنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل العَبَّادَانِيّ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ طِرَادِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَابْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَقرَأَ الحَدِيْث عَلَى المَشَايِخ، وَعُمِّرَ دَهْراً، خَرَّجُوا لَهُ ثَلاَثَة أَجزَاء. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيٍّ الحَنْبَلِيّ، وَعَبْد القَادِر بنُ عَبْدِ اللهِ الرُّهَاوِيّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي غَالِبٍ شعرَانَة، وَمُحَمَّد بن مَحْمُوْدٍ الرُّوَيْدَشْتِيّ، وَجَمَاعَة، وَبِالإِجَازَة: كَرِيْمَة الزُّبَيْرِيَّة. وَقَدْ غلط أَبُو الفَتْحِ الأَبِيْوَرْدِي، فَقَرَأَ عَلَى الرَّشِيْد إِسْمَاعِيْل العِرَاقِي بِإِجَازته مِنَ الطَّامِذِيّ، وَلاَ يُمْكِن ذَلِكَ، فَإِنَّ الطَّامِذِيّ مَاتَ فِي العِشْرِيْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ سنّ عَالِيَة وَلَمْ يَكُنِ الرَّشِيْدُ وُلِدَ بَعْدُ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو المَعَالِي البَاجِسْرَائِيّ، وأبو المظفر أحمد بن محمد ابن عَلِيٍّ الكَاغَدِي، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ المُقَرِّبِ، وقاضي القضاة جعفر ابن عَبْدِ الوَاحِدِ الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو المَنَاقِب حَيْدَرَة بن عمر الزيدي، والخضر ابن الفَضْلِ الصَّفَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ رَجُلٌ، وَشَاكِرُ بنُ عَلِيٍّ الأَسْوَارِيُّ، وَالشَّيْخ أَبُو النَّجِيْبِ السُّهْرَوَرْدِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْن تَاج القُرَّاء، وَأَبُو المَعَالِي عُمَر بن بُنَيْمَانَ البَغْدَادِيّ، وَأَبُو بكر محمد ابن أَحْمَدَ بنِ نُمَارَةَ البَلَنْسِيّ، وَالشَّرِيْف نَاصر بن الحَسَنِ الزَّيْدِيّ الخَطِيْب، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ علي بن ياسر الجياني، ونفيسة بنت محمد البَزَّازُ، وَالصَّائِنُ هِبَةُ اللهِ بنُ عَسَاكِرَ. 5103- أَبُو النجيب 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِم المُفْتِي المُتَفَنِّنُ الزَّاهِدُ العَابِدُ القُدْوَةُ شَيْخ المَشَايِخ، أَبُو النَّجِيْب، عَبْدُ القَاهِرِ بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمُّوْيَه بن سَعْد بن الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ بِنِ عَلْقَمَةَ بنِ النَّضْرِ بنِ

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "5/ 380"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 208". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 318"، واللباب "2/ 157"، ووفيات الأعيان "3/ ترجمة 393"، والنجوم الزاهرة "5/ 380"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 208-209".

معاذ بن الفَقِيْهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، القُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ البَكْرِيُّ السُّهْرَوَرْدِيّ الشَّافِعِيّ الصُّوْفِيّ الوَاعِظ، شَيْخ بَغْدَاد. وُلد تقريبًا بسهرورد فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَدِمَ بَغْدَادَ نَحْو سَنَة عَشرٍ، فَسَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ نَبْهَانَ كِتَاب غَرِيْب الحَدِيْث، وَسَمِعَ مِنْ زَاهِر الشَّحَّامِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ وَجَمَاعَةٍ، فَأَكْثَر، وَحصَّل الأُصُوْل، وَكَانَ يَعظ النَّاس فِي مدرسَتِه. أَثْنَى عَلَيْهِ السَّمْعَانِيّ كَثِيْراً، وَقَالَ: تَفَقَّهَ فِي النِّظَامِيَّة، ثُمَّ هبَّ لَهُ نَسِيمُ الإِقبال وَالتَّوفِيقِ، فَدلَّهُ عَلَى الطَّرِيْقِ، وَانقطعَ مُدَّةً، ثُمَّ رَجَعَ، وَدَعَا إِلَى اللهِ، وَتَزَهَّدَ بِهِ خلقٌ، وَبَنَى لَهُ رِباطاً عَلَى الشَّطِّ، حضَرتُ عِنْدَهُ مَرَّاتٍ، وَانتفعتُ بِكَلاَمِهِ، وَكَتَبتُ عَنْهُ. وَقَالَ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيُّ: هُوَ مِنْ أَئِمَّةِ الشَّافِعِيَّةِ، وَعلمٌ مِنْ أَعْلاَم الصُّوْفِيَّةِ، ذكر لِي أَنَّهُ دَخَلَ بَغْدَاد سَنَة سَبْعٍ، وَسَمِعَ "غَرِيْبَ الحَدِيْث"، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَسْعَدَ المِيْهَنِيّ، وَتَأَدَّبَ عَلَى الفَصِيْحِيّ، ثُمَّ آثر الانقطَاعَ، فَتَجرَّد، وَدَخَلَ البَرِيَّة حَافِياً، وَحَجّ، وَجَرَتْ لَهُ قصَص، وَسلك طرِيقاً وَعراً فِي المُجَاهِدَةِ، وَدَخَلَ أَصْبَهَان، وَجَالَ فِي الجِبَالِ، ثُمَّ صحب الشيخ حَمَّاداً الدَّبَّاس، ثُمَّ شَرعَ فِي دُعَاءِ الخَلقِ إِلَى اللهِ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَصَارَ لَهُ قَبُولٌ عَظِيْمٌ، وَأَفلح بِسَبِبِهِ أُمَّةٌ صَارُوا سُرُجاً، وَبَنَى مَدْرَسَةً وَرِبَاطَيْنِ، وَدرَّس وَأَفتَى، وَوَلِيَ تَدرِيس النِّظَامِيَّةِ، وَلَمْ أَرَ لَهُ أَصلاً يُعتمدُ عَلَيْهِ بِـ"الغَرِيْبِ". وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ مُطَّرحاً لِلتَّكَلُّفِ فِي وَعظِهِ بِلاَ سَجع، وَبَقِيَ سِنِيْنَ يَسْتَقِي بِالقِرْبَةِ بِالأُجْرَةِ، وَيَتَقَوَّتُ، وَيُؤثِرُ مَنْ عِنْدِهِ، وَكَانَتْ لَهُ خَرِبَةٌ يَأْوِي إِلَيْهَا هُوَ وَأَصْحَابُه، ثُمَّ اشْتَهَرَ، وَصَارَ لَهُ الْقبُول عِنْد المُلُوْك، وَزَاره السُّلْطَان، فَبنَى الخَرِبَةَ رِباطاً، وَبَنَى إِلَى جَانبه مَدْرَسَةً، فَصَارَ حِمَىً لِمَنْ لَجَأَ إِلَيْهِ مِنَ الخَائِفِيْن يُجير مِنَ الخَلِيْفَة وَالسُّلْطَان، وَدرَّس بِالنِّظَامِيَّةِ سَنَة45، ثُمَّ عُزل بَعْد سنتَيْن، أَملَى مَجَالِس، وَصَنَّفَ مُصَنَّفَات ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَصَحِبَ الشَّيْخ أَحْمَدَ الغَزَّالِيّ الوَاعِظَ، وَسلَّكه. قُلْتُ: قَدْ أُوذِي عِنْدَ مَوْتِ السُّلْطَان مَسْعُوْد، وَأُحضر إِلَى بَابِ النُّوْبِي، فَأُهينَ، وَكُشِف رَأْسُه، وَضُرب خَمْسَ دُرَر، وَحُبس مُدَّةً لأَنَّه درَّس بِجَاه مَسْعُوْد. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: وَأَنْبَأَنَا يَحْيَى بنُ القَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّجِيْبِ قَالَ: كُنْتُ أَدخلُ عَلَى الشَّيْخِ حَمَّادٍ وَفِيَّ فُتورٌ، فَيَقُوْلُ: دَخَلتَ عَلَيَّ وَعَلَيْكَ ظُلْمَةٌ، وَكُنْتُ أَبقَى اليَوْمَيْنِ وَالثَّلاَثَةَ لاَ أَسْتطعِمُ بزَادٍ، فَأَنْزِلُ فِي دِجْلَةَ أَتقَلَّبُ لِيسكُنَ جُوعِي، ثُمَّ اتَّخَذتُ قُربَةً أَسْتقِي بِهَا، فَمَنْ

أَعْطَانِي شَيْئاً أَخذتُهُ، وَمَنْ لَمْ يُعْطنِي لَمْ أُطَالِبْهُ، وَلَمَّا تَعَذَّرَ ذَلِكَ فِي الشِّتَاءِ عَلَيَّ، خَرَجتُ إِلَى سُوقِ، فَوَجَدْتُ رَجُلاً بَيْنَ يَدَيْهِ طبرزد، وعنده جماعة يدقون الأرز، فقلت: اسْتَعْمِلْنِي. قَالَ: أَرِنِي يَدَكَ. فَأَرَيتُه، قَالَ: هَذِهِ يَدٌ لاَ تَصلُحُ إلَّا لِلْقلمِ، وَأَعْطَانِي وَرقَةً فِيْهَا ذَهبٌ، فَقُلْتُ: لاَ آخذُ إلَّا أُجرَةَ عَمَلِي، فَإِنْ شِئْتَ نَسختُ لَكَ بِالأُجرَةِ. قَالَ: اصعدْ، وَقَالَ لِغُلاَمِه: نَاوِلْهُ المِدَقَّةَ، فَدَقَقتُ مَعَهُم وَهُوَ يَلحَظُنِي، فَلَمَّا عَمِلتُ سَاعَةً، قَالَ: تَعَالَ، فَنَاوَلَنِي الذّهبَ، وَقَالَ: هَذِهِ أُجرتُكَ، فَأَخَذتُهُ، ثُمَّ أَوقعَ اللهُ فِي قَلْبِي الاشتغَالَ بِالعِلْمِ، فَاشْتَغَلتُ حَتَّى أَتقنتُ المَذْهَبَ، وَقَرَأْتُ الأَصْلَينِ، وَحَفِظتُ الوسيطَ لِلوَاحِدِيِّ فِي التَّفْسِيْرِ، وَسَمِعْتُ كُتُبَ الحَدِيْثِ المَشْهُوْرَةَ. قال أبو القاسم بن عَسَاكِرَ: ذَكَرَ لِي أَبُو النَّجِيْبِ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَدَّادِ، وَاشْتَغَل بِالمُجَاهِدَةِ، ثُمَّ اسْتَقَى بِالأُجرَةِ، ثُمَّ وَعظَ وَدرَّسَ بِالنِّظَامِيَّةِ، قَدِمَ دِمَشْقَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ لِزِيَارَةِ بَيْتِ المَقْدِسِ، فَلَمْ يَتفقْ لَهُ لانْفِسَاخِ الهُدنَةِ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ هُوَ وَالقَاسِمُ ابْنُه، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ سُكَيْنَةَ، وزين الأمناء، وأبو نصر بن الشِّيْرَازِيِّ، وَابْنُ أَخِيْهِ الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّيْنِ عُمَرُ، وَخَلْقٌ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَدرَسَتِهِ.

ابن تاج القراء

5104- ابن تاج القراء 1: الشَّيْخُ الزَّاهِدُ المُعَمَّرُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ محمد ابن رَافِعٍ الطُّوْسِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ تَاجِ القُرَّاءِ. بَكَّرَ بِهِ وَالِدُهُ، فَسَمِعَ مِنْ: مَالِكِ بنِ أَحْمَدَ البَانِيَاسِيِّ، وَيَحْيَى بنِ أَحْمَدَ السِّيْبِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الطُّرَيْثِيْثِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الغَنِيِّ الحَافِظُ، وَالشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ الكاشغري، وآخرون، وبالإجازة: الرشيد بن مسلمة. قال الشَّيْخُ المُوَفَّقُ: سَمِعْنَا مِنْهُ جُزْأَيْنِ يَرْويهِمَا عَنِ البَانِيَاسِيِّ. وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ صُوْفِياً خَدَمَ المَشَايِخَ، وَتَخَلَّقَ بِأَخلاَقِهِم، طَلَبْتُهُ عِدَّةَ نُوَبٍ، فَمَا صَدَفْتُهُ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 380"، وشذرات الذهب "4/ 209".

قَالَ: وَهُوَ أَخُو شَيْخِنَا يَحْيَى. وَقَالَ ابْنُ مَشِّقْ: تُوُفِّيَ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: هُوَ رَاوِي "جُزْءِ البَانِيَاسِيِّ". وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَامِ خَلْقٌ، مِنْهُم أَبُو المَعَالِي عُمَرُ بنُ بُنَيْمَانَ، بَغْدَادِيٌّ ثِقَةٌ سَمِعَ ثَابِتَ بنَ بُنْدَارَ وَطَبَقَتَهُ، وَأَبُو المظفر أحمد بن محمد بن علي الكاغدي البَغْدَادِيُّ رَاوِي "مَشْيَخَةِ الفَسَوِيِّ"، وَأَبُو المَنَاقِبِ حَيْدَرَةُ بن أَبِي البَرَكَاتِ عُمَرَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الحُسَيْنِيُّ الزَّيْدِيُّ عِنْدَهُ مَجْلِسَانِ لِطِرَادٍ، وَأَبُو طَاهِرٍ الخَضِرُ بنُ الفَضْلِ الصَّفَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ، عُرِفَ بِرَجُلٍ، تَفَرَّدَ بِإِجَازَةِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مَنْدَةَ، وَأَبُو الفَضْلِ شَاكِرُ بن علي الأسواري، وأبو الحسن مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِلاَلِ بن المحسن بن الصابىء الكاتب، سمع النعالي، ومقرىء مِصْرَ الشَّرِيْفُ نَاصرُ بنُ الحَسَنِ الحُسَيْنِيُّ الخَطِيْبُ، وَالإِمَامُ المُحَدِّثُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَاسِرٍ الجَيَّانِيُّ، وَنَفِيْسَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ البَزَّازَةُ، سَمِعَتْ مِنْ طِرَادٍ، فَأَكْثَرَتْ، وَهِبَةُ الله بن الحَافِظِ عَبْدِ اللهِ بنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ البَغْدَادِيُّ، سَمِعَ مِنَ النِّعَالِيِّ، وَالعَلاَّمَةُ مُدَرِّسُ النِّظَامِيَّةِ يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بُنْدَارَ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ صَاحِب أَسْعَدَ المِيْهَنِيِّ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ رَافِعٍ الطُّوْسِيُّ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بنُ أَحْمَدَ الفَرَّاءُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن محمد ابن مُوْسَى بنِ القَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا إِذَا بَايَعنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَايَعْنَاهُ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، يَقُوْلُ لَنَا: "فِيْمَا اسْتَطَعْتَ" 1. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ عن ابن يوسف التنيسي، عن مالك.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "7202".

ابن البطي

5105- ابن البطي 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ العَالِمُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ العِرَاقِ، أَبُو الفَتْحِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بنِ أَحْمَدَ بنِ سَلْمَانَ، البَغْدَادِيُّ الحَاجِبُ ابْنُ البَطِّيِّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. اعْتَنَى بِهِ والده من الصغر، أجاز له أبو نصر مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ. وَسَمِعَ مِنْ: عَاصِمِ بنِ الحَسَنِ العَاصِمِيِّ، وَمَالِكِ بنِ أَحْمَدَ البَانِيَاسِيِّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيّ الخَطِيْب، وَرِزْقِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ زِكْرِيٍّ الدَّقَّاقِ، وَطِرَادٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَالحُسَيْنِ بنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيِّ، وَأَبِي الفَضْلِ بنِ خَيْرُوْنَ، وَعَبْدِ الواحد بن علي ابن فهد، وثابت بن بدار، وَنَصْرِ بنِ البَطِرِ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيِّ، وَحَمْدِ بنِ أَحْمَدَ الحَدَّادِ سَمِعَ مِنْهُ كِتَابَ الحلية كله، وأحمد بن عمر السمرقندي المقرىء، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ الخَاضِبَةِ، وَهُوَ الَّذِي حَرصَ عليه وأسمه، وَحَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِيِّ صَاحِبِ الحُرْفِيِّ، وَأَحْمَدَ بن عبد القادر ابن يُوْسُفَ، وَأَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَيُّوْبَ، وَأَبِي بَكْرٍ الطُّرَيْثِيْثِيِّ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ البُسْرِيّ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الرَّبَعِيِّ، وَأَبِي طاهر أحمد ابن الحَسَنِ الكَرْخِيِّ، وَعَبْدِ الجَلِيْلِ بنِ مُحَمَّدٍ السَّاوِيِّ، وأبي سعد محمد بن عَلِيِّ بنِ السّرْفَرْتَجِ الأَصْبَهَانِيِّ، وَجَعْفَرٍ السَّرَّاجِ، وَالحَسَنِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ اليُوْسُفِيِّ، وَجَمَاعَةٍ سِوَاهُم. وَعُمِّرَ، وَتَفَرَّدَ، وَرُحِلَ إِلَيْهِ، وَرَوَى شَيْئاً كَثِيْراً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ، وَابْنُ الأَخْضَرِ، وَالحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ، وَأَبُو الفُتُوْحِ بنُ الحُصْرِيِّ، وَالشَّيْخُ المُوَفَّقُ، وَإِبْرَاهِيْمُ ابْنُ البَرْنِيِّ، وَالشَّيْخُ الفَخْرُ ابْنُ تَيْمِيَةَ، وَالشِّهَابُ أَبُو حَفْصٍ السُّهْرَوَرْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَغَازِلِيُّ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الرَّيَّانِ، وَعَلِيُّ بنُ كُبَّةَ، وَتَامِرُ بنُ مُطْلِقٍ، وَزُهْرَةُ بِنْتُ حَاضِرٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ بَاتكِيْنَ، وَعَلِيُّ بنُ الجَوْزِيّ، وَسَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَاسِيْنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّبَّاكِ، وَالأَنْجَبُ بن أبي السعدات، ومحمد بن عماد، والحسين بن علي بن رَئِيْسِ الرُّؤَسَاءِ، وَخَلِيْلٌ الجَوْسَقِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ البَرَّاجِ، وَالمُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، وَدَاوُدُ بنُ الفَاخِرِ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الجَوَالِيْقِيِّ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي الفَخَّارِ الهَاشِمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ اللَّتِّيِّ، وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ مُحَمَّدٍ القُبَّيْطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَهْرُوْزَ الطَّبِيْبُ، وَأَحْمَدُ بنُ المُعِزِّ الحَرَّانِيُّ، وَجَمَالُ النِّسَاءِ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الغَرَّافِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ الكَاشْغَرِيُّ، وَآخِرُ من روى عنه بالإجازة الرشيد بن مسلمة، وعيسى بن سلامة الحراني. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: حَدَّثَ ابْنُ البَطِّيِّ بِـ"حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ" عَنْ حَمْدٍ الحَدَّادِ، وَهُوَ ثِقَةٌ، صَحِيْحُ السَّمَاعِ، سَمِعَ مِنْهُ الأَئِمَّةُ وَالحُفَّاظُ. وَقَالَ الشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ: هُوَ شَيْخُنَا وَشَيخُ أَهْلِ بَغْدَادَ فِي وَقْتِهِ، وَأَكْثَرُ سَمَاعَاتِهِ عَلَى أَبِي الفَضْلِ بنِ خَيْرُوْنَ، وَمَا رَوَى لَنَا عَنْ رِزْقِ اللهِ وَالحُمَيْدِيِّ وَحَمْدٍ غَيْرُهُ، وَكَانَ ثِقَةً سهلًا في السماع.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 325"، والنجوم الزاهرة "5/ 382"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 213-214".

وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ حَرِيصاً عَلَى نَشْرِ العِلْمِ، صَدُوْقاً، حصَّلَ أَكْثَرَ مَسْمُوْعَاتِه شِرَاءً وَنَسخاً، وَوَقَفَهَا، سَمِعَ مِنْهُ الحَافِظُ ابْنُ نَاصِرٍ، وَسَعْدُ الخَيْرِ، وَالكِبَارُ. قَالَ ابْنُ مَشِّقْ: تُوُفِّيَ يَوْمَ الخَمِيْسِ سَابِعَ وَعِشْرِيْنَ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ أَبرز. وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي أَخُو ابْنِ البَطِّيِّ بَعْدَهُ بِسَنَةٍ وَقَدْ شَاخَ، رَوَى عَنِ ابْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ الرَّبَعِيِّ. وَمَاتَ مَعَ ابْنِ البَطِّيِّ سَعْدُ اللهِ بنُ نَصْرٍ الدَّجَاجِيُّ، وَالمُظَفَّرُ مُجِيْرُ الدِّيْنِ أَبَقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ تَاجِ المُلُوْكِ الَّذِي كَانَ صَاحِبَ دِمَشْقَ، فَأَخَذَهَا مِنْهُ نُوْرُ الدِّيْنِ، وَوزِيْرُ مِصْرَ شَاورُ بنُ مُجِيْرٍ السَّعْدِيُّ، وَوَزِيْرُ مِصْرَ أسد الدين شِيرْكُوْه بنُ شَاذِي، وَالمُحَدِّثُ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ الحَنَفِيُّ، وَأَبُو مَرْوَانَ بنُ قُزْمَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ القُرْطُبِيُّ الفَقِيْهُ، وَشَيْخُ القُرَّاءِ ابْنُ هُذَيْلٍ، وَقَاضِي دِمَشْقَ الزَّكِيُّ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى القُرَشِيُّ، وَمَعْمَرُ بنُ الفَاخِرِ، وَالشَّيْخُ عَلِيٌّ الهيتي.

الطبقة الثلاثون

الطبقة الثلاثون: 5106- ابن الفاخر 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الوَاعِظُ العَالِمُ المُحَدِّثُ المُفِيْدُ الرَّحَّالُ الثِّقَة، أَبُو أَحْمَدَ، مَعْمَرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ رَجَاءِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بن الفاخر ابن أَحْمَدَ القُرَشِيّ العَبْشَمِيّ السَّمُرِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، المُعَدَّلُ. مَوْلِده سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ أَبَا الفَتْحِ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَدَّادَ، وَأَبَا المَحَاسِنِ الرُّوْيَانِيَّ شَيْخَ الشَّافِعِيَّةِ، وَأَبَا عَلِيٍّ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ شَهْرَيَارَ، وَأَبَا طَاهِرٍ المُحَسَّدَ بنَ أَبِي الحُسَيْنِ، وَغَانِمَ بنَ مُحَمَّدٍ البَرْجِيَّ، وَأَبَا عَلِيٍّ الحَدَّادَ، وَالحَافِظَ أَبَا زَكَرِيَّا بنَ مَنْدَةَ، وَعَبْدَ الصَّمَدِ بنَ أَحْمَدَ العَنْبَرِيَّ، وعبد الواحد بن محمد الدشتج، ومحمد بن أَبِي عَدْنَانَ، وَعِدَّةً بِأَصْبَهَانَ، وَهِبَةَ اللهِ بنَ الحُصَيْنِ، وَأَبَا غَالِبٍ بنَ البَنَّاءِ، وَأَحْمَدَ بنَ رِضْوَانَ، وَأَبَا العِزِّ بنَ كَادِشٍ، وَقَاضِي المَرَسْتَانِ، وَعِدَّةً بِبَغْدَادَ، وَارْتَحَلَ إِلَيْهَا غَيْرَ مَرَّةٍ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ العَلاَّفِ، وَإِسْمَاعِيْل بن الحَسَنِ السَّنْجَبَسْتِيّ صَاحِب أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَلَمْ يَزَلْ يَكتب حَتَّى أَخَذَ عَنِ الحَافِظ أَبِي القَاسِمِ بنِ عَسَاكِرَ، وَسَمِعَ أَوْلاَده، وَأَفَاد الغربَاء. لَهُ سَبْع رحلاَت إِلَى بَغْدَادَ، وَسَمِعَ بِالحَرَمَيْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَابْن عَسَاكِرَ، وَابْن الجَوْزِيِّ، وَعَبْد الغَنِيِّ، وَابْن قُدَامَةَ، وَابْن الأَخْضَر، وَعُمَر بن جَابِرٍ، وَأَبُو حَفْصٍ السُّهْرَوَرْدِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ المُقَيَّرِ، وَآخَرُوْنَ. ذَكَرَهُ السَّمْعَانِيّ، فَقَالَ: شَابٌّ كَيِّس، حسن العَشْرَة وَالصُّحْبَة، سخِي متودد، يُرَاعِي حُقُوقَ الأَصْدِقَاءِ، وَيَقْضِي حَوَائِجَهُم، أَكْثَرُ مَا سَمِعْتُ بِأَصْبَهَانَ كَانَ بِإِفَادَتِهِ، كَانَ يَدُورُ مَعِي مِنَ الصَّبَاح إِلَى اللَّيْلِ عَلَى الشُّيُوْخِ -شَكَرَ اللهُ سَعيَهُ- ثُمَّ كَانَ يُنفِّذُ إِلَيَّ الأَجزَاءَ لأَنسخَهَا، وَيَكْتُبُ إِلَيَّ بِوَفَاةِ الشُّيُوْخِ، كَتبَ لِي جُزْءاً عَنْ شُيُوْخِه، وَحَدَّثَنِي بِهِ. وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ مِنَ الحُفَّاظِ الوُعَّاظِ، وَلَهُ معرفة حسنة بالحديث، كان يخرج

_ 1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 328"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1091"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 214".

وَيُمْلِي، سَمِعْتُ مِنْهُ بِالمَدِيْنَةِ، مَاتَ بِالبَادِيَة ذَاهِباً إِلَى الحَجّ فِي ذِي القَعْدَةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ سرِيع الكِتَابَة، مَوْصُوَفاً بِالحِفْظ وَالمَعْرِفَة وَالثِّقَة وَالصَّلاَح وَالمُروءة وَالوَرَعِ، صَنّف كَثِيْراً فِي الحَدِيْثِ والتواريخ والمعاجم، وَكَانَ مُعَظَّماً بِبلده، ذَا قبُول وَوجَاهَة. قُلْتُ: آخر مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: عِيْسَى بن سَلاَمَةَ الخَيَّاط، فَسَمِعَ مِنْهُ عَفِيْف الدِّيْنِ الآمِدِيّ تِسْعَة مَجَالِس لِمَعْمَرٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدِ الحَافِظِ بنِ بَدْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بنُ الفَاخر، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ الحَدَّادُ، أَخْبَرْنَا ابْنُ عبدكويه، أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، حَدَّثَنَا القَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا مُغِيْرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ أَحَدِكُم مِنْ أَحَدِكُم بِضَالَّتِهِ إِذَا وَجَدَهَا" 1. قَالَ ابْنُ مَشِّقْ: مَاتَ مَعْمَرٌ فِي ثَالِثَ عَشَرَ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وخمس مائة، عاش سبعين سنة.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2675".

ابن خضير

5107- ابن خضير 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّادِقُ المُفِيْد، أَبُو طَالِبٍ، المُبَارَك بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ابْنُ خُضَيْرٍ، البَغْدَادِيّ الصَّيْرَفِيّ البَزَّاز. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وثمانين وأربع مائة. وَسَمِعَ بِنَفْسِهِ مَا لاَ يُوْصَف كَثْرَةً مِنْ: جَعْفَر السَّرَّاج، وَالحَاجِب أَبِي الحَسَنِ بنِ العَلاَّفِ، وَأَبِي سَعْدٍ بنِ خُشَيْشٍ، وَأَبِي الغَنَائِمِ النَّرْسِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ بَيَانٍ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ نَبْهَانَ، وَأَبِي سَعْدٍ بنِ الطُّيُوْرِيِّ، وَأَبِي العِزِّ مُحَمَّدِ بنِ المُخْتَارِ، وَيَنْزِل إِلَى قَاضِي المَرَسْتَان، وَإِسْمَاعِيْل بن السَّمَرْقَنْدِي، بَلْ وَإِلَى ابْنِ نَاصر، وَابْن البَطِّيِّ، وَارْتَحَلَ فَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ هِبَة الله بن الأكفاني، وعبد الكريم بن حمزة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1319"، وتبصير المنتبه "1/ 445"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 376"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 206".

وَبُورك لَهُ فِي حَدِيْثِهِ، وَحَدَّثَ بِأَكْثَر مَسْمُوْعَاته مرَاراً. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ السَّمْعَانِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بن عَسَاكِرَ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ شَافع، وَأَبُو الفَرَجِ بن الجَوْزِيِّ فَأَكْثَر، وَأَحْمَد بن البَنْدَنِيْجِيّ، وَابْن الأَخْضَر، وَأَبُو طَالِبٍ بنُ عَبْدِ السَّمِيْعِ، وَالحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَالشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ، وَمَنْصُوْر بن المُعَوّجِ، وَأَحْمَد بن المُعِزِّ الحَرَّانِيّ، وَخَلْقٌ، وَبِالإِجَازَة: الرَّشِيْد بن مَسْلَمَةَ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعَ الكَثِيْر، وَنسخ، وَلَهُ جِدٌّ فِي الطَّلَب عَلَى كِبَرِ السِّنِّ، وَهُوَ جَمِيْل الأَمْر، سَدِيد السيرَة، خَرَّج لَهُ أَبُو القَاسِمِ الدِّمَشْقِيّ جُزْءاً، سَمِعْتُ مِنْهُ، وَسَمِعَ مِنِّي. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ مِنَ المُكْثِرِيْنَ سَمَاعاً وَكِتَابَة وَتَحصيلاً إِلَى آخِرِ عُمُرِهِ، وَلَهُ فِي ذَلِكَ جِدٌّ وَاجْتِهَاد، وَكَانَتْ لَهُ حَال وَاسِعة مِنَ الدُّنْيَا، فَأَنفقهَا فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ وَعَلَى أَهْله إِلَى أَنِ افْتقر، كتب الكَثِيْر، وَحصَّل الأُصُوْل الحسَان، وَكَانَ عَفِيْفاً نَزِهاً صَالِحاً مُتَدَيِّناً، يَسرد الصَّوْم، وَكَانَ يَمْشِي كثيرًا فِي الطَّلَب، وَيُحَدِّث مِنْ لَفظِهِ، وَيدُورُ عَلَى المكَاتِبِ، وَيُحَدِّث الصِّبْيَانَ، وَكَانَ صَدُوْقاً مَعَ قَلَّة مَعْرِفَتِهِ بِالعِلْمِ وَسُوءِ فَهمِه، وَكَانَ خطُّه رَدِيئاً كَثِيْرَ السقم. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الشّعَار: مَاتَ شَيْخنَا ابْنُ خُضَيْرٍ لَيْلَة الجُمُعَة ثَالِثَ عَشَرَ ذِي الحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائة فجأةً رحمه الله.

نفيسة

5108- نفيسة 1: وَتُسَمَّى فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدِ بن عَلِيٍّ البَزَّازَةَ البَغْدَادِيَّةَ أُخْتَ أَبِي الفَرَجِ بنِ البَزَّازَةِ. سَمِعَتْ مِنْ: طِرَادٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَابْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيِّ. وَعَنْهَا: الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ، وَالشَّيْخُ المُوَفَّقُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الكَاشْغَرِيُّ، وَعِدَّةٌ، وَمِنَ القُدَمَاءِ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ. وَأَجَازت لابْنِ مَسْلَمَةَ. تُوُفِّيَت فِي ذِي الحِجَّةِ سنة ثلاث وستين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 380"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 210".

ابن الزبير، ابن الكريدي، السويقي

ابن الزبير، ابن الكريدي، السويقي: 5109- ابن الزبير 1: القَاضِي الرَّشِيْدُ، أَبُو الحُسَيْنِ، أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بن إبراهيم بن محمد ابن الزُّبَيْرِ الغَسَّانِيُّ الأُسْوَانِيُّ، الكَاتِبُ البَلِيْغُ. لَهُ "دِيْوَان"، وَلَهُ كِتَاب "الجَنَانِ". وَلأَخِيْهِ المُهَذَّبِ الحَسَنِ "دِيْوَان" أَيْضاً. وَلَهُمَا يَدٌ فِي النّظم وَالنثر وَرِئَاسَة وَحِشْمَة، فَالمُهَذَّبُ أَشعرُهُمَا، وَالرَّشِيْد أَعْلَمُهُمَا. وَلِي الرَّشِيْد نَظَرَ الإِسْكَنْدَرِيَّة مُكرهاً، ثُمَّ قُتل ظُلماً فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ لِمَيْلِهِ إِلَى أَسَدِ الدين شيركوه. وَكَانَ أَسودَ، صَاحِبَ فُنُوْنٍ. وَمَاتَ أَخُوْهُ قَبْلَهُ بعامين. 5110- ابن الكريدي: الشَّيْخُ العَالِمُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مَهْدِيِّ بن مُفَرّج الهِلاَلِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، طَبِيْبُ المَرَسْتَانِ. سَمِعَ أَبَا الفَضْلِ بنَ الكُرَيْدِيِّ، وَأَبَا القَاسِمِ النَّسِيبَ، وَأَبَا طَاهِرٍ الحِنَّائِيَّ، وَبِبَغْدَادَ أَبَا بَكْرٍ الأَنْصَارِيَّ، وَغَيْرهُ. نَسَخَ بِخَطِّهِ الكَثِيْر. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القاسم بن عساكر، وأبو نصر بن الشِّيْرَازِيِّ، وَمُكرم القُرَشِيّ، وَكَرِيْمَةُ الزُّبَيْرِيَّةُ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائة، وقد قارب الثمانين. 5111- السويقي 2: الشَّيْخُ الصَّالِح، أَبُو عَاصِمٍ، قَيْس بن مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، الأَصْبَهَانِيّ السَّوِيْقِيّ الصُّوْفِيّ، المُؤَذِّنُ بِجَامِع أَصْبَهَانَ، رَفِيقُ أَبِي نَصْرٍ اليُوْنَارَتِيِّ إِلَى بَغْدَادَ. سمع من: أبي الحسن بن العلاف، والحسن بن مُحَمَّدٍ التِّكَكِيّ، وَأَبِي غَالِبٍ البَاقِلاَّنِي، وَعِدَّة. وَانتَقَى لَهُ اليُوْنَارَتِيُّ جُزْءاً رَوَاهُ غَيْرَ مَرَّةٍ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: مَا اتَّفَقَ لِي السَّمَاعُ مِنْهُ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُم مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ الخُوِنْجَانِيُّ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ ابْن اللَّتِّيِّ، وَكَرِيْمَة القُرَشِيَّة. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سنة اثنتين وستين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 65"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 373-374"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 197 و203-204". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 206".

الزاغولي

5112- الزاغولي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ الزَّاهِدُ القُدْوَةُ، أَبُو عَبْدِ الله، محمد بن الحسين ابن مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ يَعْقُوْبَ المَرْوَزِيُّ الزَّاغُوْلِيُّ الأَرُزِّيُّ. وَزَاغُولُ: قَرْيَةٌ مِنْ نَاحِيَة بَنْجدِيْه. ذَكَره الحَافِظُ السَّمْعَانِيُّ، وَحَدَّثَ عَنْهُ هُوَ وَوَلَدُهُ أَبُو المُظَفَّرِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ، فَقَالَ: تَفَقَّهَ عَلَى وَالِدِي أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدٍ، وَالمُوَفَّقِ بنِ عبد الكريم الهَرَوِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الفَتْحِ نَصْرِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَنَفِيِّ، وَمُحْيِي السُّنَّةِ أَبِي مُحَمَّدٍ البَغَوِيِّ، وَعِيْسَى بنِ شُعَيْبٍ السِّجْزِيِّ، وَغَيْرِهِم، وَكَانَ صَالِحاً، خشن الْعَيْش، قَانِعاً بِاليَسِيْر، عَارِفاً بِالحَدِيْثِ وَطرقه، اشْتَغَل بِطَلبه وَجَمْعِه طُول عُمُره، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَكَانَ عَارِفاً بِاللُّغَةِ، كتب الكَثِيْر، وَرَحَلَ إِلَى هَرَاة، سَمِعْتُ مِنْهُ وَبقِرَاءته، جمع كِتَاباً كَبِيْراً أَكْثَر مِنْ أَرْبَع مائَة مجلدَة يَشتمل عَلَى التَّفْسِيْر وَالحَدِيْث وَالفِقْه وَاللُّغَة، سَمَّاهُ قَيْد الأَوَابد، وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ فِي "مُعْجَم" وَلَدِه عَبْد الرَّحِيْمِ: وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ، وَتُوُفِّيَ فِي ثَانِيَ عَشَرَ جُمَادَى الآخِرَة سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائة. قرىء عَلَى أَبِي الفَضْلِ بنِ عَسَاكِرَ، وَأَجَازَهُ لَنَا عَنْ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أَبِي سَعْدٍ قَالَ: حدثنا عبد أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الأَرُزِّيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ الحَنَفِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّبَّاس، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرَّفَّاءُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَنْصُوْرُ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُجنبُ ثُمَّ يَنَامُ ولا يمس ماءً2.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "2/ 53"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 187-188". 2 صحيح: أخرجه أبو داود "228"، والترمذي "118"، وابن ماجه "583" من طريق ابن إسحاق، به. وأخرجه مسلم "739" "129" من طريق أبي إسحاق قال: سألت الأسود بن يزيد عما حدثته عائشة عن صَلاَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: كان ينام أول الليل ويحيي آخره. ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ثم ينام. فإذا كان عند النداء الأول قالت: وثب ولا والله ما قالت: قام فأفاضى عليه الماء. ولا والله ما قالت اغتسل وأنا أعلم ما تريد وإن لم يكن جنبا توضأ وضوء الرجل للصلاة ثم صلى الركعتين".

الباذرائي، ابن الدامغاني

الباذرائي، ابن الدامغاني: 5113- الباذرائي 1: الشَّيْخُ الصَّالِح الصَّدُوْق، أَبُو المَكَارِمِ، المُبَارَكُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُعَمَّرِ البَاذَرَائِيُّ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي الخَطَّابِ بن البَطِرِ، وَأَبِي بَكْرٍ الطُّرَيْثِيْثِيّ، وَعَلِيّ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي الخَطَّابِ الجَرَّاحِ، وَجَمَاعَة. وَعَنْهُ: تَمِيْم البَنْدَنِيْجِيّ، وَالحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَالحَافِظ عَبْد القَادِر الرُّهَاوِيّ، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَعَلِيّ بن ثابت الطالباني، وعلي بن الحسين ابن يوحن البَاورِّيّ، وَجَمَاعَة. قَالَ الشَّيْخُ المُوَفَّق: هُوَ شَيْخ صَالِح ضَعِيْف، أَكْثَرُ أَوقَاته مُسْتلقٍ عَلَى قفَاهُ، وَكَانَ يَسْأَلنَا عَنِ الصَّلاَة قَاعِداً لعجزِهِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي العِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ زَاهِداً مقصودًا بالزيارة معمرًا. 5114- ابن الدامغاني 2: الشَّيْخُ أَبُو مَنْصُوْرٍ، جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن قَاضِي القُضَاة أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ محمد بن الدامغاني البغدادي. شيخٌ رَئِيْس، كَاتِبٌ مَحْمُوْدُ الطّرِيقَةِ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي مُسْلِمٍ السِّمْنَانِيّ، وَثَابِتِ بنِ بُنْدَار، وَأَبِي طَاهِرٍ بنِ سِوَارٍ، وَابْنِ العَلاَّفِ، وَعِدَّةٍ. وَكَانَ صَدُوْقاً مُكْثِراً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الأَخْضَر، وَأَحْمَد بن أحمد البندنيجي، وابنه يحيى ابن جَعْفَرٍ، وَآخَرُوْنَ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. يُلَقَّبُ مُهَذَّبَ الدَّوْلَة، تَولَّى الإشراف على ديوان العمائر.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 66"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 224"، ووقع عنده [الباوراي] بدل [الباذرائي] . 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 227".

الصائن

5115- الصائن 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِم الفَقِيْه المُفْتِي المُحَدِّث، صَائِن الدِّيْنِ، أَبُو الحُسَيْنِ، هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ هِبَة اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ ابْنُ عَسَاكِرَ، أَخُو الحَافِظِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَتَلاَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى أبي الوحش سبيع صاحب الأهوازي، وعلى مُصَنّف المُقْنِعِ فِي القِرَاءات أَحْمَدَ بنِ خَلَفٍ الأَنْدَلُسِيِّ. وَسَمِعَ مِنَ النَّسِيْبِ وَطَبَقَتِهِ، وَوُجد لَهُ سَمَاع مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ أَبِي الْجرْو صَاحِب ابْنِ السِّمْسَار، فَلَمْ يَرْوِهِ، وَقَالَ: لاَ أَحقُّه. وَتَفَقَّهَ وَبَرَعَ، وَرَحَلَ فَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ بنِ نَبْهَانَ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ المَهْدِيّ، وَعِدَّة. وَسَمِعَ "سُنَن الدَّارَقُطْنِيِّ" وَكتبه. وَقرَأَ الأُصُوْل وَالنَّحْو، وَتَقدم، وَسَمِعَ الكَثِيْر، وَدرس بِالغَزَّاليَةِ. وَحَدَّثَ أيضًا بالطبقات لابْنِ سَعْدٍ. وَعُرِضت عَلَيْهِ خطَابَةُ دِمَشْقَ، فَامْتَنَعَ، وَاجتهد بِهِ خَالُه القَاضِي أَبُو المَعَالِي مُحَمَّد بن يَحْيَى القُرَشِيّ أَنْ يَنوبَ عَنْهُ فِي الحكم، فَأَبَى. حَدَّثَ عَنْهُ: أَخُوْهُ، وَابْنُ أَخِيْهِ القَاسِم، وَابْنُ أَخِيْهِ زَين الأُمَنَاءِ، وَأَبُو القَاسِمِ بن صَصْرَى، وَسيفُ الدَّوْلَة مُحَمَّد بن غَسَّانَ، وَمُكْرَم بن أبي الصقر، والمفتي فخر الدين بن عَسَاكِرَ، وَجَمَاعَة. مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَلَقَدْ كتب بِخَطِّهِ مِنَ العلم شيئًا كثيرًا.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 311"، والنجوم الزاهرة "5/ 380".

عبد الخالق بن أسد

5116- عبد الخالق بن أسد 1: ابن ثابت، الفَقِيْه الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُفْتِي، أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنَفِيُّ الطَّرَابُلُسِيُّ الأَصْلِ. كَانَ فَقِيْهاً شَافِعِيّاً، ثُمَّ تَحَوَّلَ حنفِياً، وَتَفَقَّهَ عَلَى البَلْخِيّ. وَرَحَلَ فِي الحَدِيْثِ، وَصَنَّفَ، وَخَرَجَ، وَدرس بِالمُعِيْنِيَّةِ وَبِالصَّادرِيَة، وَوعظ النَّاس، وَكَانَ يُلَقَّبُ تَاج الدِّيْنِ. سَمِعَ جَمَال الإِسْلاَمِ عَلِيَّ بنَ المُسَلَّمِ، وَعَبْد الكَرِيْم بن حمزة، وطاهر ابن سَهْل الإِسْفَرَايِيْنِي، وَعَلِيّ بن قُبَيْس المَالِكِيّ، وَيَحْيَى بن بِطْرِيْقٍ، وَنَصْرَ اللهِ المَصِّيْصِيّ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ قَاضِي المَرَسْتَان، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَأَحْمَد بن محمد الزوزني، وعبد الوهاب الأنماطي، وطبقهم، وَبِالكُوْفَةِ أَبَا البَرَكَات عُمَرَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ العَلَوِيّ، وَبِهَمَذَان هِبَة اللهِ ابْن أُخْت الطَّوِيْل، وَبِأَصْبَهَانَ فَاطِمَة بِنْت البَغْدَادِيّ، وَعَتِيْق بن أَحْمَدَ الرُّوَيْدَشْتِيّ. وَصَنَّفَ مُعْجَماً لِشُيُوْخِه. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ غَالِبٌ، وَسيف الدَّوْلَة مُحَمَّد بن غَسَّانَ، وَإِسْمَاعِيْل بن يداش السلار، وآخرون. وَعفرَةُ أَمهرُ فِي الحَدِيْثِ مِنْهُ. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَلَهُ شعرٌ حسن، فَمِنْهُ: قَلَّ الحِفَاظُ فَذُو العَاهَاتِ مُحتَرَمُ ... وَالشَّهْمُ ذُو الفَضْلِ يُؤذَى مَع سَلاَمَتِهِ كَالقَوْسِ يُحْفَظُ عَمداً وَهُوَ ذُو عوجٍ ... وَيُنبَذُ السَّهْمُ قَصْداً لاستِقَامَتِهِ عَاشَ نَيِّفاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1320"، ووقع عنده [عبد الخالق بن أسعد] بدل [ابن أسد] وهو تحريف، والنجوم الزاهرة "5/ 381"، وشذرات الذهب "4/ 212".

ابن النقور، ابن هلال

ابن النقور، ابن هلال: 5117- ابن النقور 1: الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ الخَيِّرُ، أَبُو بَكْرٍ، عَبْدُ الله بن الشيخ أبي منصور محمد بن الشَّيْخِ الكَبِيْرِ أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ النَّقُّوْرِ البَغْدَادِيُّ البَزَّازُ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ: المُبَارَكَ بنَ عَبْدِ الجَبَّارِ الصَّيْرَفِيَّ، وَأَبَا الحَسَنِ عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ العَلاَّفَ، وَأَحْمَدَ بنَ المُظَفَّرِ بنِ سَوْسَنٍ، وَالحَسَنَ بنَ مُحَمَّدٍ التِّكَكِيَّ، وَوَالِدَه أَبَا مَنْصُوْرٍ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ بَيَانٍ، وَأَبَا البَرَكَاتِ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الوَكِيْلَ، وَأَبَا سَعْد الأَسَدِيّ، وَأَبَا القَاسِمِ عَلِيّ بن الحُسَيْنِ الرَّبَعِيَّ، وَهِبَة اللهِ بنَ أَحْمَدَ بنِ النَّرْسِيِّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ القَاسِمَ بنَ عَلِيٍّ الحَرِيْرِيَّ الأَدِيْبَ، وَهِبَةَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ المَوْصِلِيَّ، وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَعُمَرُ بنُ عَلِيٍّ القرشي، وعمر العُلَيْمِيّ، وَالحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَمُحَمَّد بن عِمَاد، وَعَبْد العَزِيْزِ بن باقَا، وَالفَخْرُ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ الإِرْبِلِيُّ، وَعَبْد اللَّطِيْفِ بن يُوْسُفَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. قَالَ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ: طَلَبَ أَبُو بَكْرٍ بِنَفْسِهِ، وَقَرَأَ وَكَتَبَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الدِّيْنِ وَالصَّلاَحِ، وَمِنَ التَّحرِّي عَلَى دَرَجَة رفِيعَةٍ، قلَّ مَا رَأَيْتُ فِي شُيُوْخِنَا أَكْثَر تَثبُّتاً مِنْهُ. قَالَ ابْنُ مَشِّقْ: تُوُفِّيَ عَاشِرَ شَعْبَانَ سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5118- ابن هلال 2: الشَّيْخُ الجَلِيْل العَدْلُ الأَمِيْنُ المُسْنِدُ، أَبُو المَكَارِمِ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُسَلَّمِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِلاَلٍ، الأَزْدِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. سَمَّعَهُ أَبُوْهُ حُضُوْراً جُزْءاً مِنْ حَدِيْثِ خَيْثَمَة علَى الشَّيْخ عَبْدِ الكَرِيْم الكَفْرَطَابِيِّ. وَسَمِعَ مِنَ الشَّرِيْفِ النَّسِيْبِ، وَأَبِي طَاهِرٍ الحِنَّائِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ المَوَازِينِيِّ. وَأَجَازَ لَهُ الفَقِيْه نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيُّ، وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِي، وَعَبْد اللهِ بن عَبْدِ الرَّزَّاقِ الكَلاَعِيّ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَتَفَرَّد ببعض مروياته وإجازاته عن نصر وغيره. وَكَانَ عَدلاً كَبِيْراً، متجملاً، حَجَّ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَوَقَفَ، وَتَصدَّقَ، وَكَانَ ذَا حظٍّ مِنْ صَلاَةٍ وَتِلاَوَةٍ وَصِيَامٍ، وَأُثنِي عَلَيْهِ بِهَذَا وَبِغَيْرِهِ، وَحَدَّثَ عنه: الحافظ أبو القاسم بن عَسَاكِرَ، وَابْنه، وَابْن أَخِيْهِ زَين الأُمَنَاءِ، وَأَبُو القَاسِمِ ابْنُ صَصْرَى، وَالحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ، وَالشَّيْخ أَبُو عُمَرَ، وَمُوَفَّقُ الدِّيْنِ أَخُوْهُ، وَالشِّهَابُ مُحَمَّد بن خَلَفِ بنِ رَاجحٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ غَسَّانَ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي عَاشرِ جُمَادَى الآخِرَة سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَة بَابِ الفراديس. وفي أولاده مشايخ ورواة ونبلاء.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 384"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 215". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 384".

الفارقي

5119- الفارقي 1: زَاهِدُ العِرَاقِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. كَانَ يُذكِّرُ بَعْدَ الصَّلاَةِ بِجَامِعِ القَصْرِ، يَجْلِسُ عَلَى آجُرَّتين، وَكَانَ يَحضُرُه العُلَمَاءُ وَالرُّؤَسَاءُ، وَلَهُ عبَارَةٌ عذبَة عَلَى لِسَانِ الفَقْرِ، وَلَهُ حَالٌ وَتَأَلُّهٌ وَمُجَاهِدَاتٌ، وَكَانَ حَسَنَ النَّزْهِ، مَليحَ الوَجْهِ، لَهُ فَصَاحَةٌ وَبيَانٌ. حَدَّثَ عَنْ: جَعْفَر السَّرَّاجِ. روى عنه: ابن سكينة. وَلَهُ كَلاَمٌ فِي المَحَبَّة وَالذَّوقِ، يَتَغَالَى فِيْهِ الفُضَلاَء، وَيَكْتُبونه. وَكَانَ فَقِيراً مُتقلِّلاً، لاَ يَدَّخِرُ شيئًا، لم يجىء بَعْد الشَّيْخ عَبْدِ القَادِرِ مِثْلُ الفَارِقِيّ. وَعَاشَ سَبْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أربع وستين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 327"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 214".

فورجه

5120- فورجه 1: الشَّيْخُ الأَمِيْنُ المُعَمَّرُ، أَبُو القَاسِمِ، مَحْمُوْدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، الأَصْبَهَانِيُّ التَّاجِرُ، المَعْرُوفُ بِفُورجه. سَمِعَ جُزءَ لُوَيْن مِنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَاجَه. وَسَمِعَ مِنْ: سُلَيْمَانَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظِ، وَالرَّئِيْسِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ المَدِيْنِيّ، وَمِنْ جَدِّه عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، وَخَرَّجُوا لَهُ فَوَائِدَ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَيُوْسُفُ بن أَحْمَدَ الشِّيْرَازِيُّ، وَيُوْسُف العَاقُوْلِيّ، وَعَلِيُّ بنُ نَصْرٍ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سُكَيْنَةَ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الأَخْضَرِ، وَثَابِتُ بنُ مُشَرِّفٍ، وَعَلِيُّ بنُ بُوْرندَازَ، وَعَبْدُ القَادِر بنُ عَبْدِ اللهِ الرُّهَاوِيُّ، وَمُحَمَّد بن محمد بن محمد بن غانم، ومحمد بن مَحْمُوْد الرُّوَيْدَشْتِيُّ، وَمَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّدٍ اللّبَّادُ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ مَحْمُوْدٍ الخَبَّازُ، وَعِدَّة، وَبِالإِجَازَة: ابْنُ اللَّتِّيِّ، وَعَلَم الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ الصَّابُوْنِيِّ، وَكَرِيْمَةُ القُرَشِيَّةُ، وَأُخْتهَا صَفِيَّةُ. مَاتَ بِأَصْبَهَانَ فِي صَفَرٍ سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَبِهِ خُتِمَ حَدِيْثُ لُوَيْن عَالِياً. وَقَالَ ابْنُ غَانِمٍ المَذْكُوْرُ: مَاتَ فِي سَابع رَبِيْعٍ الأَوّلِ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ المُحَدِّثُ أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجِيْلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بنِ البَطِّيِّ أَخُو أَبِي الفَتْحِ، وَأَحْمَد بن المبارك بن الشَّدَنْكِ الحَرِيْمِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ النَّقُّوْرِ، وَأَبُو المَكَارِمِ بنُ هِلاَلٍ الدِّمَشْقِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَرَكَةَ الصِّلَحِيُّ الصُّوْفِيُّ، وَأَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ حَمْزَةَ بنِ الموَازِينِيِّ أَخُو أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السكن، وَحجَّةُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ ظَفَرٍ ذُو التَّصَانِيْف بِحمَاه، وَالمُبَارَكُ بن عَلِيِّ بنِ عَبْدِ البَاقِي الخَيَّاط، رَوَى بِدِمَشْقَ، وَصَاحِبُ المَوْصِل قُطْبُ الدِّيْنِ مَوْدُوْدُ بنُ زِنْكِي، وَيُوْسُفُ بنُ مَكِّيٍّ الحَارِثِيُّ إِمَامُ جَامِعِ دمشق.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 216".

أبو زرعة المقدسي

5121- أبو زرعة المقدسي 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُسْنِدُ الصَّدُوْقُ الخَيِّرُ أَبُو زُرْعَةَ طاهر بن الحَافِظِ مُحَمَّدِ بنِ طَاهِر بنِ عَلِيٍّ، الشَّيْبَانِيُّ المَقْدِسِيُّ، ثُمَّ الرَّازِيُّ، ثُمَّ الهَمَذَانِيُّ. وُلِدَ بِالرَّيِّ سَنَة ثَمَانِيْنَ وَقِيْلَ: سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ المُقَوِّمِيِّ، وَمَكِّيِّ بنِ مَنْصُوْرٍ الكَرْجِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الكَامخِي بِسَاوَةَ، وَعَبْدُوسِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدُوْسٍ بِهَمَذَانَ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ بَيَانٍ بِبَغْدَادَ. وَحَجّ مَرَّاتٍ، وَكَانَ يَقْدَمُ بَغْدَادَ، وَيُحَدِّثُ بِهَا، وَتَفَرَّدَ بِالكُتُبِ وَالأَجزَاءِ. وَحَدَّثَ بِـ"سُنَن النَّسَائِيّ المُجْتَبَى" عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَمْدٍ الدُّوْنِيّ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ أَيْضاً مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ العَلاَّفِ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَابْن الجَوْزِيِّ، وَأَحْمَد بن صَالِحٍ الجِيْلِيّ، وَأَحْمَد بن طَارِقٍ، وَالحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن الأَخْضَر، وَالمُوَفَّق عَبْد اللَّطِيْفِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الزُّبَيْدِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ البَرَّاجِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بن أَحْمَدَ بنِ بَاقَا، وَالمُهَذَّب بن فُنَيْدَةَ، وَعَلِيّ بن الجَوْزِيّ، وَأَبُو حَفْصٍ السُّهْرَوَرْدِيّ، وَالأَنْجَبُ الحَمَّامِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ بَهْرُوْزَ، وَأَبُو تَمَّامٍ بنُ أَبِي الفَخَّارِ، وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ مُحَمَّدٍ القُبَّيْطِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ محمد بن سعيد بن الخازن، وآخرون. قَالَ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيّ: بَدَأْتُ بقِرَاءة سُنَن ابْنِ مَاجَه عَلَى أَبِي زُرْعَةَ، قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجّاً، وَقَالَ لَنَا: الكِتَاب سَمَاعِي مِنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ المُقَوِّمِيّ، وَكَانَ سَمَاعِي فِي نُسْخَةٍِ عِنْدِي بِخَطِّ أَبِي، وَفِيْهَا سَمَاعُ إِسْمَاعِيْلَ الكَرْمَانِيّ، فَطَلَبَهَا مِنِّي، فَدَفَعتُهَا إِلَيْهِ مِنْ أَكْثَر مِنْ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً. ثُمَّ قَالَ القُرَشِيّ: وَتحققْنَا أَنَّ له إجازة المقومي، فقرىء الكِتَاب عَلَيْهِ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعاً. قُلْتُ: قَدْ سَمِعَ مِنَ المُقَوِّمِيّ كِتَاب "فَضَائِل القُرْآن" لأَبِي عُبَيْدٍ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ، فَيَكُوْن سَمَاعه لِذَلِكَ حُضُوْراً فِي الرَّابِعَةِ، وَسَمِعنَا مِنْ طرِيقِه "مُسْنَد" الشَّافِعِيّ، وَ"المُجْتَبَى"، وَ"سُنَن" ابْنِ مَاجَه، وَأَجزَاء. وَقَدْ سَمَّاهُ السَّمْعَانِيّ فِي "الذّيل" دَاوُدَ -فَوَهِمَ وَقِيْلَ: اسْمُه الفَضْلُ قَالَ: وَوُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: طوَّف بِأَبِي زُرْعَةَ طَاهِرٍ أَبُوْهُ، وَسَمَّعَهُ ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ تَاجراً لاَ يَفْهَم شَيْئاً مِنَ العِلْمِ، وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً، حمل جَمِيْعَ كُتُب وَالِدِه -وَكَانَتْ كُلُّهَا بِخَطِّهِ- إِلَى الحَافِظِ أَبِي العَلاَءِ العَطَّارِ، وَوقفَهَا، وَسلَّمهَا إِلَيْهِ، فَسَمِعْتُ مَنْ يذكُرُ أَنَّهَا كَانَتْ فِي ثَلاَثِيْنَ غِرَارَةً رَأَيْتُ أَكْثَرهَا فِي خِزَانَة أَبِي العَلاَءِ، وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا زُرْعَةَ حَجَّ عِشْرِيْنَ مرَّة. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الدُّبَيْثِيّ: تُوُفِّيَ فِي ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مائة بِهَمَذَانَ. ثُمَّ قَالَ: وَمَا كَانَ يَعرفُ شَيْئاً.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 192- 193"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 217".

ابن الخلال، يحيى بن ثابت

ابن الخلال، يحيى بن ثابت: 5122- ابن الخلال 1: الأَدِيْبُ البَلِيْغُ، مُوَفَّقُ الدِّيْنِ، أَبُو الحَجَّاجِ، يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الخَلاَّلِ المِصْرِيُّ، كَاتِبُ السِّرِّ لِلْحَافِظِ العُبَيْدِيِّ وَلِمَنْ بَعْدَهُ. أَسنَّ وَأَضرَّ، وَلَزِمَ بَيْتَه، وَلَهُ النّظم وَالنثر. قَالَ القَاضِي الفَاضِل: ترددتُ إِلَيْهِ، وَمثلْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَتَدربتُ، وَكُنْتُ قَدْ حَفِظتُ كِتَاب "الحمَاسَة" فَأَمرَنِي أَنْ أَحُلَّ أَشعَارَ الكِتَابِ، فَفَعَلتُ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5123- يَحْيَى بنُ ثَابِتِ 2: ابن بندار بن إبراهيم، الشَّيْخُ الجَلِيْل المُسْنِدُ العَالِمُ، أَبُو القَاسِمِ، الدِّيْنَوَرِيُّ الأصل، البغدادي البقال الوكيل. سمع أباه المقرىء أَبَا المَعَالِي، وَابْنَ طَلْحَةَ النِّعَالِيّ، وَطِرَادَ بنَ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيَّ، وَجَمَاعَةً. وَحَدَّثَ بِـ"صَحِيْح" الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَبِـ"المُوَطَّأِ"، وَأَشيَاءَ عَنْ أَبِيْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَعُمَر بن عَلِيٍّ القُرَشِيّ، وَابْن الجَوْزِيِّ، وَابْن قُدَامَةَ، وَعَبْد الغَنِيِّ الحَافِظ، وَالمُوَفَّق عَبْد اللطيف، والفخر الإربلي، وَأَبُو المُنَجَّا بن اللَّتِّيِّ، وَأَبُو حَفْصٍ السُّهْرَوَرْدِيّ، ومحمد بن عماد، وعبد العزيز بن باقا، وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ بن مُحَمَّدِ بنِ القُبَّيْطِيّ، وَأَبُو الكَرَمِ مُحَمَّد بن دُلَف، وَعَلِيّ بن فَائِق، وَآخَرُوْنَ. وَسَمَاعُهُ صَحِيْحٌ. مَاتَ فِي خَامِسِ رَبِيْعٍ الأَوّلِ سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَقَدْ رَوَى الحَافِظُ أَبُو القاسم بن عَسَاكِرَ عَنْهُ بِالإِجَازَةِ وَالرَّشِيْدُ بنُ مَسْلَمَةَ. وَفِيْهَا مَاتَ الوَزِيْر الكَبِيْر أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ البَلَدِيِّ قَتَلَه رَئِيْس الرُّؤَسَاء لَمَّا وَزرَ، وَأَبُو زُرْعَةَ المَقْدِسِيُّ، وَعَبْد الرَّحِيْمِ بن أَبِي الوَفَاء الحَاجِّيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ سعَادَة بِشَاطِبَةَ، وَالمُسْتَنْجِد بِاللهِ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي لَيْلَى الأنصاري المرسي.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 194" وحسن المحاضرة للسيوطي "2/ 232" وشذرات الذهب "4/ 219". 2 ترجمته في العبر "4/ 194"، وشذرات الذهب "4/ 218".

ابن هذيل

5124- ابن هذيل 1: الشيخ الإمام المعمر، مقرىء العصر، أبو الحسن، علي بن محمد ابن علي بن هذيل البلنسي. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَأَكْثَر عَنْ زَوجِ أُمِّه أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَان بن نَجَاحٍ وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالسَّبْع، وَسَمِعَ مِنْهُ الكُتُب، وَهُوَ أَثْبَت النَّاس فِيْهِ، وَصَارَت إِلَيْهِ أُصُوْل أَبِي دَاوُدَ. وَسَمِعَ "صَحِيْح" البُخَارِيِّ مِنْ أَبِي محمد الركلي، و"صحيح مسلم" بن طَارِقِ بنِ يَعِيْشَ، وَ"سُنَنَ أَبِي دَاوُدَ" مِنْهُ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ البَيَّازِ، وَخَازِم بن مُحَمَّد. قَالَ الأَبَّار: كَانَ مُنْقَطِع القَرِيْنِ فِي الفَضْلِ وَالزُّهْد وَالوَرَع مَعَ العدَالَة وَالتقلُّل مِنَ الدُّنْيَا، صَوَّاماً قَوَّاماً، كَثِيْر الصَّدَقَة، طَوِيْل الاحْتِمَال عَلَى مُلاَزِمَة الطَّلبَةِ لَهُ لَيلاً وَنَهَاراً، انْتَهَت إِلَيْهِ رِئَاسَة الإِقْرَاء لِعُلُوِّهِ وَإِمَامَتِهِ فِي التَّجويدِ وَالإِتْقَانِ، وَحَدَّثَ عَنْ جِلَّةٍ لاَ يُحصَوْنَ، وَكَانَتْ لَهُ ضَيعَةٌ. قُلْتُ: تَلاَ عَلَيْهِ ابْنُ فِيْرُّه الشَّاطِبِيّ، وَمُحَمَّد بن سَعِيْدٍ المُرَادِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الحَصَّارُ، وَابْنُ نُوْحٍ الغَافِقِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ رُلاَلَ، وَعِدَّة. وَرَوَى عَنْهُ: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ التُّجِيْبِيُّ، وَسِبْطَتُهُ زَيْنَبُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَتُوُفِّيَا سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سنة أربع وستين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 187- 188"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 382"، وشذرات الذهب "4/ 213".

ابن سعادة، الجياني

ابن سعادة، الجياني: 5125- ابن سعادة 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الأَنْدَلُسِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ سَعَادَةَ المُرْسِيُّ، مَوْلَى سَعِيْدِ بنِ نَصْرٍ، نَزِيْلُ شَاطِبَةَ. لاَزم أَبَا عَلِيٍّ الصَّدَفِيّ، وَصَاهَرَه، وَصَارَت إِلَيْهِ أَكْثَرُ أُصُوْلِه. وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ جَعْفَرٍ. وَارْتَحَلَ، فَسَمِعَ ابْنَ عَبَّاسَةَ، وَأَبَا بَحْرٍ بنَ العَاصِ، وَبِالثَّغْرِ أَبَا الحَجَّاجِ المَيُوْرقِيّ، وَبِالمَهدِيَّةِ أَبَا عَبْدِ اللهِ المَازَرِيَّ، فَسَمِعَ مِنْهُ المُعْلمَ، وَبِمَكَّةَ مِنْ رَزِيْنٍ العَبْدَرِيِّ، وَابْن الغَزَالِ صَاحِبِ كَرِيْمَةَ. قَالَ الأَبَّارُ: عَارِفٌ بِالآثَارِ، مُشَارك فِي التَّفْسِيْرِ، حَافِظٌ لِلْفُرُوْعِ، بَصِيْرٌ بِاللُّغَةِ، مُتَصَوِّفٌ، ذُو حظٍّ مِنْ علم الكَلاَمِ، فَصيح مُفَوَّهٌ، مَعَ الوقَارِ وَالحلمِ وَالخشوعِ وَالصَّوْمِ، وَلِي خِطَابَةَ مُرْسِيَة، ثُمَّ قَضَاء شَاطِبَة، وَأَقرَأَ، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الحَسَنِ بنُ هُذَيلٍ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَصَنَّفَ كِتَابَ شَجَرَةَ الوَهْمِ المُتَرَقِّيَةَ إِلَى ذِرْوَةِ الفَهْمِ لَمْ يُسبقْ إِلَى مِثْلِهِ، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَكَابِرُ شُيُوْخِنَا، مَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وله سبعون عامًا. 5126- الجياني 2: العَلاَّمَةُ أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَاسِرٍ، الأَنْصَارِيُّ الجَيَّانِيُّ. وُلِدَ بِالأَنْدَلُسِ بِجَيَّانَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَأَكْثَرَ التِّرحَالَ إِلَى القَيْرَوَانِ وَمِصْرَ وَالحِجَازِ وَالشَّامِ وَالعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ،

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 193"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 218". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 380"، وشذرات الذهب "4/ 210".

وَتَفَقَّهَ بِبُخَارَى، وَمَهَرَ فِي الخِلاَفِ وَالجَدَلِ، ثُمَّ طَلبَ الحَدِيْثَ، وَتَقدَّمَ فِيْهِ، وَسَكَنَ بَلْخَ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ بِهَا، وَحَجَّ، ثُمَّ اسْتَوْطَنَ حَلَبَ، وَوَقَفَ بِجَامِعِهَا كُتُبَهُ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ صَدُوْقاً مُتَدَيِّناً، سَمِعَ ابْنَ الحصين، وأبا منصور مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ المَرْوَزِيَّ الكُرَاعِيَّ، وَأَبَا عَمْرٍو عُثْمَانَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الشَّرِيْكِ البَلْخِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ الفَضْلِ الفُرَاوِيَّ، وَسَهْلَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ المَسْجِدِيَّ النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَجَمَالَ الإِسْلاَمِ عَلِيَّ بنَ المُسَلَّمِ. وَعَنْهُ: أَبُو الفَتْحِ بنُ الحُصْرِيِّ، وَأَبُو المُظَفَّرِ بنُ السَّمْعَانِيِّ، وَالقَاضِي أَبُو المَحَاسِنِ بنُ شَدَّادٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عُلْوَانَ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ قُشَامٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْت بِخَطِّهِ قَالَ: كُنْتُ مُشْتَغِلاً بِالجَدَلِ وَالخِلاَفِ مُجِدّاً فِي ذَلِكَ، فرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ، فَوَقَفَ عَلَى رَأْسِي، وَقَالَ لِي: قُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ. فَلَمَّا قُمْتُ، تَنَاول يدي، فصافحني، ثم ولى، وقال لي: تَعَالَ خَلْفِي، فَتبِعتُهُ نَحْواً مِنْ عَشْرِ خُطُوَاتٍ، وَانتهيتُ، فَأَتيتُ أَبَا طَالِبٍ إِبْرَاهِيْمَ بنَ هِبَةِ اللهِ الدِّيَارِيَّ الزَّاهِدَ، وَكُنْتُ لاَ أُمضِي أَمراً دُوْنَهُ، فَقصصتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: يُرِيْدُ مِنْكَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ تَترُكَ الخلاَفَ، وَتَشتَغِلَ بِحَدِيْثِه، إِذْ قَدْ أَمرك بِاتِّبَاعه، فَتركتُ الخلاَفَ، وَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الحَدِيْثِ، وَأَقْبَلتُ عَلَى الحَدِيْث. قَالَ ابْنُ الحُصْرِيِّ: أَبُو بَكْرٍ الجَيَّانِيُّ حَافِظٌ عَالِمٌ بِالحَدِيْثِ، وَفِيْهِ فَضلٌ، ذَكَرَ بَعْضُ الحَلَبِيِّيْنَ أَنَّ الجَيَّانِيَّ مَاتَ فِي لَيْلَةِ السَّبْتِ سَابِعَ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ أَبُو المَوَاهِبِ بنُ صَصْرَى: مَاتَ بِحَلَبَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى وَقَدْ بَلغَ السَّبْعِيْنَ. قَالَ مَحْمُوْدُ بنُ أَرْسَلاَنَ فِي "تَارِيْخِ خُوَارِزْمَ": حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ يَاسِرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُعْتَصِمٍ بِبَلْخَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ علي المقرىء، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مَنْدَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعاً: "تَحْرُمُ النَّارُ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لين قريب سهل" 1. هذا مسلسل بالمحمدين.

_ 1 صحيح بشواهده: أخرجه أحمد "1/ 415"، والترمذي "2488"، وأبو يعلى "5053"، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" "ص11 و23"، وابن حبان "469" و"470"، والطبراني في "الكبير" "10562"، والبغوي في "شرح السنة" "3505" من طريق مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عمرو الأودي، عن ابن مسعود، به مرفوعا.=

الرحبي، البطليوسي

الرحبي، البطليوسي: 5127- الرحبي 1: الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ الرَّحَبِيُّ، بَوَّابُ الحرِيْمِ. سَمِعَ النِّعَالِيّ، وَعَلِيّ بن أَحْمَدَ بنِ الْخلّ، وَابْن خُشَيْش. وَكَانَ لاَ بَأْسَ بِهِ. وَعَنْهُ: ابْنُ الأَخْضَر، وَعَبْد الغَنِيِّ، وَالمُوَفَّق، وَعَبْد العَزِيْزِ بن دُلَفٍ، وَوَاثِلَة بن بَقَاءٍ، وَعِدَّة. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَة سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائة وله خمس وثمانون سنة. 5128- البطليوسي 2: العَلاَّمَة، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ، الأَنْصَارِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ البَطَلْيَوْسِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ الفَرَّاءِ. سَمِعَ بِالثَّغْرِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الطُّرْطُوْشِيّ وَغَيْرِهِ، وَمدَّهَا إِلَى خُرَاسَانَ، فأخذ عن أبي

_ = قلت: إسناده ضعيف، آفته عبد الله بن عمرو الأودي، مجهول، لم يرو عنه غير موسى بن عقبة، ولم يوثقه إلا ابن حبان كعادته في توثيق المجاهيل والمجروحين، وأخرجه أبو يعلى "5060" من طريق إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن رجل من بني عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود به مرفوعا. قلت: إسناده ضعيف أيضا لإبهام الرجل من بني ابن مسعود، وللحديث شواهد يصح بها: منها عن معيقيب: عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق" "ص23"، والطبراني في "الأوسط" كما ذكر الهيثمي "4/ 75" في "المجمع" وقال: وفيه من لا يعرف. وعن أنس: عن الطبراني في "الأوسط" كما ذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" "4/ 75" وقال: وفيه الحارث بن عبيدة وهو ضعيف، ويشهد له حديث العرباض بن سارية الطويل: ".... فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد" وهو عند أحمد "4/ 126"، وهو حديث صحيح. وقوله: هين: أي سهل. ويريد بذلك حسن الخلق. 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 66"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 220" ووقع عنده [الحريمي] بدل [الرحبي] . 2 ترجمته في اللباب لابن الأثير "1/ 160"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 145".

نَصْرٍ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ القُشَيْرِيِّ، وَسَهْل بن إِبْرَاهِيْمَ السُّبْعِيِّ، وَمُحَمَّد بن الفَضْلِ الفُرَاوِيّ، وَطَائِفَة، وَالأَدِيْب أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ المَيْدَانِيّ. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ وَبِالشَّامِ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَكَانَ ذَا تَعبُّدٍ وَخَشْيَةٍ وَخَوفٍ، وَحَدَّثَ بِـ"صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ566. رَوَى عَنْهُ: القَاضِي عُمَر بن عَلِيٍّ القُرَشِيّ، وَابْنه عَبْد اللهِ بن عُمَرَ، وَالمُوَفَّق عَبْد اللَّطِيْفِ، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ بن أَبِي الصيف، والفخر الإربلي، والقاضي أبو نصر بن الشِّيْرَازِيِّ. وَذكره أَبُو المَوَاهِب بن صَصْرَى. مَاتَ بِحَلَبَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَقَدْ بلغَ الثَّمَانِيْنَ. وَقَدْ وَهِمَ السَّمْعَانِيّ، وَذَكَرَ وَفَاته سَنَة ثَمَانٍ أَوْ تِسْع وَأَرْبَعِيْنَ. وَمَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُنَيْفٍ الدَّارَقَزِّيُّ شَيْخ القُرَّاءِ وَبَقِيَّة أَصْحَاب ابْنِ سِوَارٍ، وَخُوَارِزْم شَاه أَرْسَلاَن ابن أتسز، والأمير نجم الدين أيوب وَالِد السَّلاَطِيْن، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ جَعْفَر بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الدَّامَغَانِيّ، وَمَلِكُ النُّحَاةِ أو نِزَارٍ الحَسَنُ بنُ صَافِي البَغْدَادِيُّ بِدِمَشْقَ، وَشَيْخُ المَالِكِيَّةِ أَبُو طَالِبٍ صَالِحُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بن سند الإسكندراني بن بِنْت مُعَافَى، وَالعَدْل أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُبَارَكِ بنِ نَغُوْبَا الوَاسِطِيّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ حُسَيْنٍ الصَّيْدَلاَنِيّ الأَصْبَهَانِيّ تَفَرَّد بِإِجَازَة بِيْبَى، وَكُلاَرُ، وَصَاحِبُ تَارِيخِ خُوَارِزْمَ أَبُو مُحَمَّدٍ مَحْمُوْد بن مُحَمَّدِ بنِ عَبَّاسٍ الخُوَارِزْمِيّ الشَّافِعِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ مَسْعُوْد بن مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ المَرْوَزِيّ المَسْعُوْدِيّ خطيب مَرْو.

ابن بندار

5129- ابن بندار 1: شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو المَحَاسِنِ، يُوْسُف بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بُنْدَارَ الدِّمَشْقِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. رَوَى عنه: هِبَة اللهِ بنِ البُخَارِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ المُؤَذِّنِ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ قَاضِي مِصْرَ زَيْنُ الدِّيْنِ عَلِيٌّ، وَأَبُو الخَيْرِ الجِيْلاَنِيُّ. بَرَعَ فِي الفِقْهِ وَالأُصُوْلِ وَالخِلاَفِ وَالجَدَلِ، وَدرَّسَ بِالنِّظَامِيَّةِ، وَنُفِّذ رَسُوْلاً عَنِ الخِلاَفَة، فَمَاتَ بِخُوْزِسْتَانَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وستين وخمس مائة. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: انْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ، وَعَمِلَ الوَعظَ، وَلَمْ يَكُنْ فِيْهِ بِذَاكَ، وَاسمُ أَبِيْهِ رَمَضَانُ مِنْ أَهْلِ مَرَاغَةَ، وُلِدَ لَهُ يُوْسُفُ بِدِمَشْقَ. قَالَ: فَسَافَرَ يُوْسُفُ، وَتَفَقَّهَ بِأَسْعَدَ المِيْهَنِيِّ، وَأَعَادَ لَهُ، وَكَانَ حَسَنَ المُنَاظَرَةِ، صلب الاعتقاد.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 321"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 380".

شاور

5130- شاور 1: وَزِيْرُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ، الْملك، أَبُو شُجَاعٍ، شَاورُ بنُ مُجِيْرٍ السَّعْدِيُّ الهَوَازِنِيُّ. كَانَ الصَّالِح بن رُزِّيْكٍ قَدْ وَلاَّهُ الصّعيد. وَكَانَ شَهْماً شُجَاعاً فَارِساً سَائِساً. وَلَمَّا قُتل الصَّالِح، ثَار شَاور، وَحشد، وَجَمَعَ، أَقْبَل عَلَى وَاحَاتٍ يَخترق البَرَّ حَتَّى خَرَجَ عِنْد تَرُوْجَه، وَقَصدَ القَاهِرَةَ، فَدَخَلَهَا، وَقَتَلَ العَادِلَ رُزِّيْكَ بنَ الصَّالِحِ، وَاسْتَقَلَّ بِالأَمْرِ، ثُمَّ تَزَلزَلَ أَمرُهُ، فَسَارَ إِلَى نُوْرِ الدِّيْنِ صَاحِبِ الشَّامِ، فَأَمدَّه بِأَسَدِ الدِّيْنِ بنِ شِيرْكُوْه، فثبته في منصبه، فَتلاَءمَ عَلَى شِيرْكُوْه وَلَمْ يَفِ لَهُ، وَعَمِلَ قبَائِح، وَاسْتنجد بِالفِرَنْج، وَكَادُوا أَنْ يَملِكُوا مِصْر، وَجَرَتْ أُمُوْرٌ عَجِيْبَة، ثُمَّ اسْتظهر شِيرْكُوْه، وَتَمرض، فَعَادَهُ شَاور، فَشدّ عَلَيْهِ جُرديك النُّوْرِيّ، فَقَتَلَهُ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، وَقِيْلَ، بَلْ قَتَله صَلاَح الدِّيْنِ لاَ جُرديك. قَالَ إِمَام مَسْجِد الزُّبَيْر إِبْرَاهِيْمُ بن إِسْمَاعِيْلَ الهَاشِمِيّ: تَملك شَاورُ البِلاَد، وَلَمَّ شَعثَ القَصْر، وَأَدر الأَرزَاق الكَثِيْرَة عَلَى أَهْلِ القَصْر، وَكَانَ قَدْ نَقصهُمُ الصَّالِحُ أَشيَاءَ كَثِيْرَةً، وَتَجبَّر وَظلم أَعنِي شَاور فَخَرَجَ عَلَيْهِ الأَمِيْر ضرغَام وَأُمَرَاءُ، وَتَهَيَّؤُوا لِحَرْبِهِ، فَفَرَّ إِلَى الشَّامِ، وَقُتِلَ وَلدُه طيٌّ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، وَاختبط النَّاسُ، وَأَقْبَلت الرُّوْم إِلَى الحَوْفِ، فَحَاصَرُوا بَلْبِيْسَ، وَجَرَتْ وَقْعَة كُبْرَى قُتِلَ فِيْهَا خلق، وَرد العَدُوّ إِلَى الشَّامِ، فَأَتَى شَاور، فَاجْتَمَعَ بِنُوْرِ الدِّيْنِ، فَأَكْرَمَه، وَوعده بِالنُّصرَة، وَقَالَ شَاور لَهُ: أَنَا أُملِّكُكَ مِصْر، فَجَهَّزَ مَعَهُ شِيرْكُوْه بَعْد عُهُود وَأَيمَان، فَالتَقَى شِيرْكُوْه هُوَ وَعَسْكَر ضرغَام، فَانْكَسَرَ المِصْرِيّون، وَحُوصر ضرغَام بِالقَاهِرَةِ، وَتَفلُّل جَمعُه، فَهَرَبَ، فأدرك وقتل عند جامع بن طولُوْنَ، وَطيفَ بِرَأْسِهِ، وَدَخَلَ شَاور، فَعَاتبه العَاضد عَلَى مَا فَعل مِنْ تَطرِيقِ التّرْك إِلَى مِصْرَ، فَضمن لَهُ أَنْ يَصرِفَهُم، فَخلع عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَى الرُّوْمِ يَسْتَنفرهُم وَيُمَنِّيهِم، فَأُسقط فِي يد شيركوه، وحاصر

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 285"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 382"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 212".

القَاهِرَة، فَدهمته الرُّوْم، فَسبق إِلَى بَلْبِيْس، فَنَزَلهَا، فَحَاصَرَه العَدُوّ بِهَا شَهْرَيْنِ، وَجَرَتْ لَهُ مَعَهُم وَقعَاتٌ، ثُمَّ فَترُوا، وَترحَّلُوا، وَبَقِيَ خلق مِنَ الرُّوْم يَتَقَوَّى بِهِم شَاور، وَقرَّر لَهُم مَالاً، ثم فارقوه. وَبَالغ شَاور فِي الْعَسْف وَالمُصَادرَة، وَتَمَنَّوْا أَنْ يَلِيَ شِيرْكُوْه عَلَيْهِم، فَسَارَ إِلَيْهِم ثَانِياً مِنَ الشَّامِ، فَاسْتصرخَ شَاورُ لاَ سلَّمَهُ اللهُ بِمَلِكِ الفِرَنْجِ مَرِّي، فَبَادر فِي جَمعٍ عَظِيْم، فَعَبَرَ شِيرْكُوْه إِلَى نَاحِيَة الصّعيدِ، ثُمَّ نَزَلَ بِأَرْضِ الجِيْزَةِ، وَنَزَلت الفِرَنْجُ بِإِزَائِهِ فِي الفُسْطَاطِ، وَقرر شَاور لِلْفرنج أَرْبَعَ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَار وَإِقَامَات، ثُمَّ ترحَّل شِيرْكُوْه إِلَى نَحْو الصّعيد، فَتبعه شَاور وَالفِرَنْج، وَنُهِبَ لِلْفرنج أَشيَاءُ كَثِيْرَة، وَرَجَعُوا مغلُولين، فَنَزَلُوا بِالجِيْزَة، فَردَّ شِيرْكُوْه، وَقَدِمَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، وَتبعتْهُ الفِرَنْجُ، فَفَتَح أَهْلُ الثَّغْرِ لِشِيرْكُوْه، وَفرحُوا بِهِ، فَاسْتَخلف بِهَا ابْن أَخِيْهِ صَلاَح الدِّيْنِ، وَكر إِلَى الفَيُّوْمِ، وَنهب جُنْده القرَى، وَظلمُوا، وَذَهَبَ هُوَ فَصَادر أَهْل الصّعيد، وَبَالَغَ، وَحَاصَرَ شَاورُ وَالرُّوْمُ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَبِهَا صَلاَحُ الدِّيْنِ، وَاشتدَّ القِتَال، ثُمَّ قَدِمَ شِيرْكُوْه مِصْر، وَترددت الرُّسُل فِي الصُّلح، وَرجعت الرُّوْم إِلَى بِلادِهِم، ثُمَّ أَقْبَل الطَّاغِيَة مَرِّي فِي جُيُوْشه، وَغدر، وَخَنْدَق شَاور عَلَى مِصْرَ، وَعظم الْخطب، وَاسْتبَاحت الرُّوْم بَلْبِيْس قَتلاً وَسَبْياً، وَهَرَبَ المِصْرِيّون عَلَى الصَّعبِ وَالذَّلُولِ، وَأُحرِقَت دُور مِصْر، وَتَهَتَّكَتِ الأَسْتَارُ، وَعَمَّ الدَّمَارُ، وَدَام البَلاَءُ أَشْهُراً يُحَاصِرهُمُ الطَّاغِيَةُ، فَطَلبُوا المُهَادنَة، فَاشترط الكلبُ شُرُوطاً لاَ تُطَاق، فَأَجْمَع رَأْي العَاضد وَأَهْل القَصْر عَلَى الاسْتصرَاخ بِنُوْرِ الدِّيْنِ، فَكرَّ شِيرْكُوْه فِي جَيْشِهِ، فَتقهقر العَدُوّ إِلَى السَّاحِل وَفِي أَيديهِم اثْنَا عَشرَ أَلفَ أَسِيْرٍ، وَقَدِمَ شِيرْكُوْه، فَمَا وَسِعَ شَاورَ إلَّا الخُرُوجُ إِلَيْهِ متنصِّلاً مُعتذِراً، فَصفحَ عَنْهُ، وَقبل عُذْرَهُ، وَبَرَزتِ الخِلَعُ لِشِيرْكُوْه وَشَاور وَفِي النُّفُوْس مَا فِيْهَا، وَتَحَرَّز هَذَا مِنْ هَذَا، إِلَى أَنْ وَقَعَ لِشَاورَ أَنْ يَعمل دَعْوَةً لِشِيرْكُوْه، وَرَكِبَ إِلَيْهِ، فَأَحسَّ شِيرْكُوْه بِالمَكِيدَةِ، فَعَبَّى جُندَه، وَأَخَذَ شَاور أَسِيْراً، وَانْهَزَم عَسْكَرُه، ثُمَّ قُتِلَ، وَأُسِرَ أَوْلاَدُه وَأَعْوَانُه، وَعُذّبُوا، ثُمَّ ضُربت أَعْنَاقُهُم، وَتَمَكَّنَ شِيرْكُوْه ثَمَانِيَة وَخَمْسِيْنَ يَوْماً، ثُمَّ مَاتَ بِالخَوَانِيْق، وَقِيْلَ: بَلْ سَمَّهُ العَاضدُ فِي مِنديلِ الحَنَكِ الَّذِي لِلْخِلْعَةِ.

محمد بن عبد الله، ابن قزمان، عليم

محمد بن عبد الله، ابن قزمان، عليم: 5131- محمد بن عبد الله 1: ابن محمد بن خليل، الفَقِيْهُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القَيْسِيّ اللَّبْلِيُّ المَالِكِيّ، صَاحِب مَالِك بن وُهَيْبٍ. يَرْوِي عَنْ: محمد بن فرج الطلاعي، وأبي علي الغساني الحَافِظِ، وَخَازِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ سِرَاجٍ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ سُكَّرَةَ، وَطَائِفَةٍ. قَالَ الأَبَّارُ: كَانَ مِنْ أَهْلِ الدِّرَايَةِ وَالرِّوَايَةِ، نَزَلَ فَاسَ، ثُمَّ مَرَّاكُشَ، أَخَذَ عَنْهُ شَيْخنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَنْدَرَشِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَبْدِ الحَقِّ قَاضِي تِلِمْسَان، وَسَمِعَ مِنَ الغَسَّانِيِّ صَحِيْحَ مُسْلِمٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: سَمِعَ مِنْهُ يَعِيْشُ بنُ القَدِيْمِ، وَآخِرُ مَنْ حَمَلَ عَنْهُ شَيْخنَا إِسْحَاقُ بنُ عَامِرٍ الطَّوْسِيُّ بِفَتحِ الطَّاءِ الكَاتِبُ. وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي مَكَانٍ آخَرَ: أَخْبَرَنَا بِـ"المُوَطَّأِ" إِسْحَاقُ الطَّوْسِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ الطَّلاَّعِ. قُلْتُ: صرَّحَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ رِوَايَتَهُ لِلْمُوَطَّأِ عَنِ الطَّوْسِيِّ مُنَاوَلَةٌ، وَأَنَّ رِوَايَةَ القَيْسِيِّ عَنِ الطَّلاَّعِيّ إِجَازَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ سماعًا. 5132- ابن قزمان 2: الإِمَامُ الفَقِيْهُ، أَبُو مَرْوَانَ، عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ قُزْمَانَ القُرْطُبِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّد بن فَرَجٍ الطَّلاَّعِيّ، وَالحَافِظ أَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ العَبْسِيِّ. وَتَفَقَّهَ بِأَبِي الوَلِيْدِ بنِ رُشْدٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الخَطَّابِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ وَاجِبٍ البَلَنْسِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ الخَوْلاَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ اليَتِيْمِ. قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ، وَجِلَّةِ الفُقَهَاءِ، مُقدَّماً فِي الأُدَبَاء، تُوُفِّيَ فِي مُسْتهلِّ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وخمس مائة. 5133- عليم: ابن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَيْدِ الله، الإِمَامُ الحَافِظُ، أَبُو مُحَمَّدٍ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ العُمَرِيُّ الأندلسي، ويكنى أيضًا بأبي الحسن.

_ 1ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 75"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 238" ووقع عنده [الليلي] بالياء التحتية بدل [البلى] الموحدة التحتية. 2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ ترجمة 757"، وتبصير المنتبه "3/ 1127".

مَوْلِدُهُ بِشَاطِبَةَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ مُغَاوِرٍ، وَأَبَا جَعْفَرٍ بنَ جَحْدَرٍ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ غُلاَم الْفرس الدَّانِي، وَأَبَا إِسْحَاقَ بن جَمَاعَة، وأبا القاسم بن ورد، وعدة. قَالَ الأَبَّار: كَانَ أَحَدَ العُلَمَاءِ الزُّهَّاد، أَقَرَأَ القُرْآنَ وَالفِقْه، وَكَانَ صَاحِبَ فُنُوْن، كَثِيْر المَحْفُوْظ جِدّاً لاَ سِيَّمَا "المُوَطَّأ" وَ"الصَّحِيْحَيْنِ"، وَكَانَ يَقُوْلُ: مَا حَفِظت شَيْئاً فَنسيته، وَكَانَ مَيَّالاً إِلَى السُّنَن وَالآثَار وَعُلُوْم القُرْآن، مَعَ حَظّ مِنْ علم النَّحْو وَالشّعر وَالمَيْل إِلَى الزُّهْد، مَعَ الوَرَع وَالتَّوَاضع، وَكَانَ مُعَظَّماً فِي النُّفُوْس، كَثِيْر التَّوَاضع وَالمَحَاسِن. تُوُفِّيَ بِبَلَنْسِيَةَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ رَحِمَهُ الله.

الزكي، ابن قرقول

الزكي، ابن قرقول: 5134- الزكي 1: قَاضِي دِمَشْقَ، الإِمَامُ زَكِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو الحَسَنِ، علي بن القاضي المنتجب أبي المعالي محمد بن القَاضِي الزَّكِيِّ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ، القُرَشِيُّ الشَّافِعِيُّ. فَقيه ديِّن خَيْر، عَالِم، مَحْمُوْد الأَحكَام، اسْتَعفَى مِنَ الحُكْمِ، فَأُعفِي، وَحَجّ مِنْ طَرِيْقِ العِرَاق، وَرجع فَأَقَامَ بِبَغْدَادَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ. سَمِعَ مِنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ حَمْزَةَ وَجَمَاعَةٍ. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخَشَّاب، وَأَبُو طَالِبٍ بنُ عَبْدِ السَّمِيْعِ، وَابْن الأَخْضَر. مَوْلِده سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَمَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وستين وخمس مائة، رحمه الله. 5135- ابن قرقول 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بَادِيسَ بن القَائِدِ، الحَمْزِيُّ الوَهْرَانِيُّ، المَعْرُوف بِابْنِ قُرْقُوْل، مِنْ قرية حمزة من عمل بجاية.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 236"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 382"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 213" ووقع في النجوم الزاهرة [المنتخب] بالخاء الموحدة الفوقية، بدل [المنتجب] الموحدة التحتية. 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 19"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 231". ووقع عنده [الجمري] بالجيم الموحدة التحتية الراء المهملة وهو تصحيف، والصواب [الحمزي] بالحاء المهملة، وهي نسبة إلى [حمزة] بالحاء والزاي المعجمة، وهي مدينة بالمغرب.

مَوْلِدُهُ بِالمَرِيَّةِ؛ إِحْدَى مَدَائِنِ الأَنْدَلُس. سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ أَبِي القَاسِمِ بنِ وَردٍ، وَمِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ نَافِعٍ، وَرَوَى عَنْهُمَا، وَعَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ اللواز، وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ العَرِيْفِ الزَّاهِدِ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الحَاجِّ الشَّهِيْدِ. وَحَمَلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الخَفَاجِيِّ "دِيْوَانَهُ". وَكَانَ رَحَّالاً فِي العِلْمِ نَقَّالاً فَقِيْهاً، نَظَّاراً أَدِيباً نَحْوياً، عَارِفاً بِالحَدِيْثِ وَرِجَالِهِ، بَدِيْعَ الكِتَابَةِ. رَوَى عَنْهُ عِدَّةٌ، مِنْهُم يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الشَّيْخ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ السُّمَاتِيُّ. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، لَهُ كِتَابُ "المَطَالِعِ على الصحيح" غزير الفوائد. انتقلَ مِنْ مَالَقَةَ إِلَى سَبْتَةَ، ثُمَّ إِلَى سَلاَ، ثُمَّ إِلَى فَاسَ، وَتَصدَّرَ لِلإِفَادَةِ. وَكَانَ رَفِيقاً لأَبِي زَيْدٍ السُّهَيْلِيِّ وَصَدِيقاً لَهُ، فَلَمَّا فَارَقَهُ وَتَحَوَّل إِلَى مَدِينَة سَلاَ، نَظمَ فِيْهِ أَبُو زَيْدٍ أَبيَاتاً، وَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ، وَهِيَ: سَلاَ عَنْ سَلاَ إِنَّ المَعَارِفَ وَالنُّهَى ... بِهَا وَدَّعَا أُمَّ الرَّبَابِ وَمَأْسَلاَ بكيتُ أَسَىً أَيَّامَ كَانَ بسبتةٍ ... فَكَيْفَ التَأَسِّي حِيْنَ مَنْزِله سَلاَ وَقَالَ أناسٌ إِنَّ فِي الْبعد سَلوَةً ... وَقَدْ طَالَ هَذَا البُعدُ وَالقَلْبُ مَا سَلاَ فَليت أَبَا إِسْحَاقَ إِذْ شَطَّتِ النَّوَى ... تَحيَّتَهُ الحُسْنَى مَعَ الرِّيْحِ أَرْسَلا فَعَادَتْ دَبُورُ الرِّيْح عِنْدِي كَالصَّبَا ... بِذِي غمرٍ إِذْ أَمرُ زيدٍ تَبسَّلاَ فَقَدْ كَانَ يُهدينِي الحَدِيْث مُوصَّلاً ... فَأَصْبَحَ موصولَ الأَحَادِيْثِ مُرْسَلا وَقَدْ كَانَ يُحْيِي العِلْمَ وَالذِّكرَ عِنْدَنَا ... أَوَانَ دَنَا فَالآنَ بِالنَّأْي كسَّلاَ فَلِلَّهِ أُمٌّ بِالمَرِيَّةِ أَنْجَبت ... بِهِ وأبٌ مَاذَا مِنَ الخَيْرِ أَنسَلاَ تُوُفِّيَ ابْنُ قُرْقُوْل فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ أَرْبَعٌ وستون سنة.

مودود، ابن ظفر

مودود، ابن ظفر: 5136- مودود 1: السلطان صاحب الموصل، قطب الدين، مودود بن الأتابك زنكي بن آقسنقر، التركي الأعرج. تَمَلَّكَ بَعْدَ أَخِيْهِ غَازِي، وَكَانَ لاَ بَأْسَ بِسِيرَتِهِ، وَهُوَ الَّذِي نَكب وَزِيْرهُم الجَوَاد، وَكَانَ يَنوب فِي مَمْلَكته زَيْنُ الدِّيْنِ عَلِيٌّ صَاحِبُ إِرْبِلَ. وَكَانَتْ أَيَّامه اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَخلَّف أَوْلاَداً مِنْهُم السُّلْطَان عِزّ الدِّيْنِ مَسْعُوْد، وَالسُّلْطَان سَيْف الدِّيْنِ غَازِي الَّذِي تَمَلَّكَ بَعْدَ أَبِيْهِ، وَهُوَ أَخُو صَاحِب الشَّام نُوْر الدِّيْنِ. 5137- ابن ظفر 2: العَلاَّمَةُ البَارعُ، حُجَّةُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ مُحَمَّدِ بنِ ظَفَرٍ الصَّقَلِّيُّ، صَاحِبُ كِتَابِ "خَيْرِ البَشَرِ"، وَكِتَابِ "سُلْوَانِ المطَاعِ فِي عُدوَانِ الأَتْبَاعِ"، وَكِتَابِ "شَرحِ المَقَامَاتِ". وَكَانَ قصِيْراً لَطيف الشّكلِ، وَلَهُ نَظْمٌ وَفَضَائِل. سكن حَمَاةَ، وَنَشَأَ بِمَكَّةَ، وَأَكْثَرَ الأَسفَارَ. وَكَانَ فَقِيْراً أَخَذَ بِنْتَهُ زَوْجُهَا، فَبَاعَهَا فِي بَعْضِ البِلاَدِ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائة بحماة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 744"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 383" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 216". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 662"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "1/ 141-142".

ابن الخشاب

5138- ابن الخشاب 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ، إِمَامُ النَّحْوِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نَصْرِ، البَغْدَادِيُّ ابْنُ الخَشَّابِ، مَنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي العَرَبِيَّةِ، حَتَّى قِيْلَ: إِنَّهُ بَلَغَ رُتْبَةَ أبي علي الفارسي. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الرَّبَعِيّ، وَأُبَيٍّ النَّرْسِيّ، وَيَحْيَى بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مَنْدَةَ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ البَارع، وَأَبِي غَالِبٍ البَنَّاءِ، وَهِبَة اللهِ بن الحُصَيْنِ، وَعِدَّةٍ. وَقرَأَ كَثِيْراً، وَحصَّل الأُصُوْلَ. وَأَخَذَ الأَدَبَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ المُحَوَّلِ شَيْخِ اللُّغَةِ، وَأَبِي السَّعَادَاتِ بن الشَّجَرِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ أَبِي زَيْدٍ الفَصِيْحِيِّ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ مَوْهُوْبِ بنِ الجَوَالِيْقِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ جَوَامرد النَّحْوِيِّ. وَفَاقَ أَهْلَ زَمَانِهِ فِي علمِ اللِّسَانِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ المَلِيْحِ المَضْبُوْطِ شَيْئاً كَثِيْراً، وَبَالَغَ فِي السَّمَاعِ حَتَّى قَرَأَ عَلَى أَقْرَانِهِ، وَحصَّلَ مِنَ الكُتُبِ شَيْئاً لاَ يُوْصَفُ، وَتَخَرَّجَ بِهِ فِي النَّحْوِ خَلقٌ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَالحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَأَبُو البَقَاءِ العُكْبَرِيّ، وَمُحَمَّد بن عِمَاد، وَفَخْر الدِّيْنِ بنُ تَيْمِيَةَ، وَمَنْصُوْر بن أَحْمَدَ بنِ المُعَوّجِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ شَابّ كَامِل فَاضِل، لَهُ مَعْرِفَةٌ تَامَّة بِالأَدب وَاللُّغَة وَالنَّحْو وَالحَدِيْث، يَقْرَأُ الحَدِيْث قِرَاءة حَسَنَة صَحِيْحَة سرِيعَة مَفْهُوْمَة، سَمِعَ الكَثِيْر، وَحصَّل الأُصُوْل مِنْ أَيِّ وَجهٍ، كَانَ يَضنُّ بِهَا، سَمِعْتُ بقِرَاءتِه كَثِيْراً، وَكَانَ يُدِيْم القِرَاءة طُول النَّهَارِ مِنْ غَيْرِ فُتُورٍ، سَمِعْتُ أَبَا شُجَاعٍ البِسْطَامِيَّ يَقُوْلُ: قرأ علي بن الخشاب "غريب الحديث" لأبي محمد القُتَبِيِّ قِرَاءةً مَا سَمِعْتُ قَبْلَهَا مِثْلَهَا فِي الصِّحَّةِ وَالسُّرعَةِ، وَحضَر جَمَاعَة مِنَ الفُضَلاَءِ، فَكَانُوا يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَأْخُذُوا عَلَيْهِ فَلْتَةَ لِسَانٍ، فَمَا قَدَرُوا. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: أَخَذَ ابْنُ الخَشَّابِ الحِسَابَ وَالهَنْدَسَة عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَاضِي المَرَسْتَان، وَأَخَذَ الفَرَائِض عَنْ أَبِي بَكْرٍ المَزْرَفِيّ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَمْ يَكُنْ فِي دِيْنِهِ بِذَاكَ، وَقَرَأْتُ بِخَطِّ الشَّيْخ المُوَفَّق: كَانَ ابْنُ الخَشَّاب إِمَامَ أَهْل عصرِه فِي عِلمِ العَرَبِيَّة، حَضَرتُ كَثِيْراً مِنْ مَجَالِسِهِ، وَلَمْ أَتَمَكَّنْ مِنَ الإِكثَارِ عَنْهُ لِكَثْرَة الزِّحَامِ عَلَيْهِ، وَكَانَ حَسَنَ الكَلاَمِ فِي السنة وشرحها.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 337"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 350"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 65"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 220-222".

قَالَ ابْنُ الأَخْضَرِ: كُنْت عِنْدَهُ وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الحَنَابِلَةِ، فَسَأَلَهُ مَكِّيٌّ الغَرَّادُ: هَلْ عِنْدَكَ كِتَابُ "الجِبَالِ"? فَقَالَ: يَا أَبْلَهُ! مَا تَرَاهُم حولي?. وَقِيْلَ: إِنَّهُ سُئِلَ: أَيُمَدُّ القَفَا أَوْ يُقْصَرُ ? فَقَالَ: يُمدُّ، ثُمَّ يُقْصَرُ. وَكَانَ مَزَّاحاً. وَقِيْلَ: عرضَ اثْنَانِ عَلَيْهِ شِعراً لَهُمَا، فَسَمِعَ لِلأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ أَردَأُ شِعراً مِنْهُ. قَالَ: كَيْفَ تَقُوْلُ هَذَا وَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ الآخَرِ?! قال: لأن هذا لا يكون أردأ منه. وَقَالَ لِرَجُلٍ: مَا بِكَ? قَالَ: فُؤَادِي. قَالَ: لَوْ لَمْ تَهَمْزِهُ لَمْ يُوْجِعْكَ. قَالَ حَمْزَةُ بنُ القُبَّيْطِيِّ: كَانَ ابْنُ الخَشَّاب يَتعمَّمُ بِالعِمَامَةِ، وَتبَقَى مُدَّةً حَتَّى تَسوَدَّ وَتَتَقَطَّعَ مِنَ الوَسَخِ وَعَلَيْهَا ذَرَقُ العَصَافِيْرِ. وَقَالَ ابْنُ الأَخْضَر: مَا تَزَوَّجَ ابْنُ الخَشَّاب وَلاَ تَسَرَّى، وَكَانَ قَذِراً يَسْتَقِي بِجَرَّةٍ مَكْسُوْرَةٍ، عُدنَاهُ فِي مَرَضِهِ، فَوَجَدنَاهُ بأسوء حَالٍ، فَنقَلَهُ القَاضِي أَبُو القَاسِمِ بنُ الفَرَّاء إِلَى دَارِهِ، وَأَلْبَسَه ثَوْباً نَظيفاً، وَأَحضر الأَشْرِبَة وَالمَاوردَ، فَأَشْهَدنَا بِوقْفِ كُتُبِهِ، فَتفرَّقَتْ، وَبَاع أَكْثَرَهَا أَوْلاَدَ العَطَّارِ حَتَّى بَقِيَ عُشرُهَا، فَتُرِكَ بِرِباطِ المَأْمُوْنِيَّةِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ بَخِيلاً مُتَبذِّلاً، يَلعب بِالشطرنجِ عَلَى الطَّرِيْقِ، وَيَقفُ عَلَى المُشَعْوِذِ، وَيَمزَحُ، أَلَّفَ فِي الردِّ عَلَى الحَرِيْرِيِّ فِي "مَقَامَاتِهِ"، وَشَرَحَ "اللُّمَعَ"، وَصَنَّفَ فِي الردِّ عَلَى أبي زكريا التبريزي. وقال القِفْطِيُّ: عِبَارتُه أَجْوَدُ مِنْ قَلمِهِ، وَكَانَ ضيق العَطَن، مَا كَمَّل تَصنِيفاً. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْتُ المُبَارَك بن المُبَارَكِ النَّحْوِيّ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ الخَشَّاب إِذَا نُودِي عَلَى كِتَاب، أَخَذَهُ وَطَالَعَه، وَغلَّ وَرقه، ثُمَّ يَقُوْلُ: هُوَ مَقْطُوْع، فَيَشْتَرِيهِ بِرخص. قُلْتُ: لَعَلَّهُ تَابَ، فَقَدْ قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الفَرَجِ الجُبَّائِيّ، رَأَيْتُ ابْنَ الخَشَّاب وَعَلَيْهِ ثِيَاب بيضٌ، وَعَلَى وَجهه نورٌ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: غَفَر لِي، وَدَخَلتُ الجَنَّة، إلَّا أَنَّ اللهَ أَعرضَ عَنِّي وَعَنْ كَثِيْر مِنَ العُلَمَاءِ مِمَّنْ لاَ يَعمَلُ. مَاتَ فِي ثَالِث رَمَضَانَ سَنَةَ سبع وستين وخمس مائَةٍ. أَخْبَرْنَا ابْنُ الفَرَّاءِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الخَشَّابِ ... فَذَكَرَ حَدِيْثاً.

الصيدلاني

5140- الصيدلاني 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ العَالِمُ المُحَدِّثُ، مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ، أَبُو المطهر، القاسم ابن الفَضْلِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الفَضْلِ، الأَصْبَهَانِيُّ الصَّيْدَلاَنِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: رِزْق اللهِ التَّمِيْمِيّ، وَالرَّئِيْسِ أَبِي عبد الله الثقفي، ومكي بن منصور الكرجي، وَسُلَيْمَانَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظِ، وَجَدِّهِ لأُمِّهِ أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَجَمَاعَةٍ كَثِيْرَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الجنزي ثم الأصبهاني بمسند الشَّافِعِيِّ، وَالحَافِظُ عَبْدُ القَادِرِ الرُّهَاوِيُّ، وَأَبُو نِزَارٍ رَبِيْعَةُ بنُ الحَسَنِ اليَمَنِيّ، وَمُحَمَّد بن مَسْعُوْدِ بنِ أَبِي الفَتْحِ المَدِيْنِيّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي سَعِيْدٍ بنِ طَاهِر، وَمُعَاوِيَة بن مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل، وَآخَرُوْنَ، وَمِنَ القُدَمَاء: أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: الشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ المَقْدِسِيّ وَكَرِيْمَة بِنْت الحَبَقْبَقِ، وَعَجِيْبَة. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ مُتَمَيِّزاً، حرِيصاً عَلَى طلب الحَدِيْث، مَلِيْح الخَطِّ، سَمِعَ وَبَالَغَ. قُلْتُ: وَسَمَّعَ وَلده المُعَمَّر عَبْد الواحد بن أبي المطهر الكثير. تُوُفِّيَ فِي نِصْفِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ نَيِّفٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ الرَّحَبِيّ، وَابْن الخَشَّابِ، وَعَبْد اللهِ بن مَنْصُوْرِ بنِ المَوْصِلِيّ، وَالعَاضد بِمِصْرَ، وَأَبُو الحَسَنِ بن النعمة المربي بِبَلَنْسِيَةَ، وَأَبُو المُظَفَّرِ مُحَمَّد بن أَسْعَدَ بن الحَلِيْم العِرَاقِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن الْفرس الغَرْنَاطِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الرِّمَامَةِ قَاضِي فَاس، وَأَبُو المَكَارِمِ المُبَارَك بن مُحَمَّدٍ البَاذَرَائِيّ، والشاعر المجيد أبو الفتوح نصر الله بن قلاَقس الإِسْكَنْدَرَانِي، وَوَجِيْه بن هِبَةِ اللهِ السَّقَطِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بن سعدُوْنَ بن تَمَّام القرطبي المقرىء.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 66"، وشذرات لابن العماد "4/ 223".

الصيدلاني، نور الدين

الصيدلاني، نور الدين: 5140- الصيدلاني 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ وَقتِهِ، أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ الأَصْبَهَانِيُّ الصَّيْدَلاَنِيُّ. أَجَازَ لَهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَفِيْفٍ البُوْشَنْجِيُّ كُلاَرُ، وَبِيْبَى بِنْتُ عَبْدِ الصَّمَدِ الهَرْثَمِيَّةُ، وَشَيْخُ الإِسْلاَمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَالزَّاهِدُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العُمَيْرِيُّ، وَنَجِيْبُ بنُ مَيْمُوْنٍ الوَاسِطِيُّ. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ مِنْ سُلَيْمَانَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظِ، وَرِزْقِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ، وَالرَّئِيْسِ الثَّقَفِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بنِ سُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ فَضلويه، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ السُّكَّرِيِّ، وَثَلاَثَتُهُم سَمِعُوا مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الجُرْجَانِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ عُمَر بن أَحْمَدَ السِّمْسَار، وَمَكِّيٍّ الكَرَجِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ المَدِيْنِيّ. خَرَّج لَهُ أَحْمَد بن عُمَرَ النَّاينِي جُزْءاً سَمَّاهُ "لآلِي القلاَئِد". حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ العَظِيْمِ بنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ الشَّرَابِيّ، وَالحَافِظُ عَبْدُ القَادِرِ الرُّهَاوِيُّ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، وَالعِمَادُ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَمِيْركَا البَاقِي إِلَى بَعْدِ سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَأَجَازَ أَبُو جَعْفَرٍ لِلْعَلَمِ ابْنِ الصَّابُوْنِيّ، وَكَرِيْمَةَ الميطورِيَة، وَعَجِيْبَة البَاقدَارِيَّةِ. مَاتَ فِي السَّادِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَانْتَهَى إِلَيْهِ علو الإسناد. 5141- نور الدين 2: صَاحِبُ الشَّامِ، المَلِكُ العَادِلُ، نُوْرُ الدِّيْنِ، نَاصِرُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، تَقِيُّ المُلُوْكِ، لَيْثُ الإِسْلاَمِ، أَبُو القاسم، محمود بن الأتابك قسيم الدولة أبي سعيد زنكي بن الأَمِيْرِ الكَبِيْرِ آقْسُنْقُرَ، التُّرْكِيُّ السّلطَانِيُّ المَلِكْشَاهِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي شَوَّال سَنَة إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 69"، وشذرات الذهب "4/ 228". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 348"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 715"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 71"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 228-231".

وَلِي جدُّه نِيَابَةَ حَلَبَ لِلسُّلْطَانِ مَلِكْشَاه بنِ أَلب آرسلاَن السَّلْجُوْقِيِّ. وَنَشَأَ قسيمُ الدَّوْلَة بِالعِرَاقِ، وَنَدبَهُ السُّلْطَانُ مَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَلِكْشَاه بِإِشَارَةِ المُسْتَرشِدِ لإِمْرَةِ المَوْصِلِ وَدِيَارِ بَكْرٍ وَالبِلاَدِ الشَّامِيّةِ، وَظَهَرَتْ شَهَامتُهُ وَهَيبَتُهُ وَشَجَاعَتُه، وَنَازَلَ دِمَشْقَ، وَاتَّسَعَتْ مَمَالِكُهُ، فَقُتِلَ عَلَى حِصَارِ جَعْبَرَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ، فَتَمَلَّكَ ابْنُه نُوْر الدِّيْنِ هَذَا حلب، وابنه الآخِر المَوْصِلَ. وَكَانَ نُوْر الدِّيْنِ حَامِل رَايَتَيِ العَدْل وَالجِهَاد، قلَّ أَنْ تَرَى العُيُونُ مِثْلَه، حَاصرَ دِمَشْق، ثُمَّ تَمَلَّكَهَا، وَبَقِيَ بِهَا عِشْرِيْنَ سَنَةً. افتَتَح أَوَّلاً حُصُوْناً كَثِيْرَة، وَفَامِيَةَ، وَالرَّاوندَانَ، وَقَلْعَةَ إِلبِيْرَةَ، وَعزَازَ، وَتلَّ بَاشرَ، وَمَرْعَشَ، وَعَيْنَ تَابَ، وَهَزَمَ البُرْنُسَ صَاحِبَ أَنطَاكيَة، وَقتلَهُ فِي ثَلاَثَة آلاَفٍ مِنَ الفِرَنْجِ، وَأَظهرَ السُّنَّةَ بِحَلَبَ وَقمعَ الرَّافِضَّةَ. وَبَنَى المَدَارِسَ بِحَلَبَ وَحِمْصَ وَدِمَشْقَ وَبَعْلَبَكَّ وَالجَوَامِعَ وَالمَسَاجِدَ، وَسُلِّمت إِلَيْهِ دِمَشْقُ لِلْغلاَءِ وَالخوف، فَحَصَّنهَا، وَوسَّع أَسواقهَا، وَأَنشَأَ المَارستَان وَدَار الحَدِيْث وَالمدَارس وَمَسَاجِدَ عِدَّةً، وَأَبطل المُكُوْس مِنْ دَار بِطِّيخ وَسُوْقِ الغنمِ وَالكيَالَة وَضمَان النَّهْرِ وَالخَمْر، ثُمَّ أَخَذَ مِنَ العَدُوّ بَانِيَاسَ وَالمُنَيْطِرَةَ، وَكسر الفِرَنْجَ مَرَّات، وَدوَّخهُم، وَأَذَلَهَّم. وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً، وَافر الهَيْبَة، حسن الرَّمْي، مليح الشّكل، ذَا تَعبُّد وَخوف وَورعٍ، وَكَانَ يَتعرَّضُ لِلشَّهَادَة، سمع كَاتِبه أَبُو اليُسْرِ يَسْأَل الله أَنْ يَحشُرَهُ مِنْ بُطُوْنِ السِّبَاعِ وَحَوَاصِل الطَّير. وَبَنَى دَار العَدْل، وَأَنْصَفَ الرَّعِيَّة، وَوَقَفَ عَلَى الضُّعَفَاء وَالأَيْتَام وَالمُجَاوِرِيْنَ، وَأَمر بِتكمِيْل سُور المَدِيْنَة النَّبَوِيَّة، وَاسْتخرَاجِ العينِ بِأُحُد دَفَنهَا السَّيْل، وَفتح درب الحِجَاز، وَعَمَّر الخوَانق وَالرُّبط وَالجسور وَالخَانَات بِدِمَشْقَ وَغَيْرهَا. وَكَذَا فَعلَ إِذْ ملك حَرَّانَ وَسِنْجَارَ وَالرُّهَا وَالرَّقَّة وَمَنْبِجَ وَشَيْزَر وَحِمْص وَحَمَاة وَصَرْخَد وَبَعْلَبَكَّ وتدمر. ووقف كتبًا كثيرة مثمنة، وَكسر الفِرَنْج وَالأَرمنَ عَلَى حَارم وَكَانُوا ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، فَقَلَّ مَنْ نَجَا، وَعَلَى بَانِيَاس. وَكَانَتِ الفِرَنْج قَدِ اسْتضرَّت عَلَى دِمَشْقَ، وَجَعَلُوا عَلَيْهَا قطيعَةً، وَأتَاهُ أَمِيْر الجُيُوْش شَاور مُسْتجيراً بِهِ، فَأَكْرَمَه، وَبَعَثَ مَعَهُ جَيْشاً لِيَرُدَّ إِلَى منصبِهِ، فَانْتصرَ، لَكنه تَخَابثَ وَتلاَءم، ثُمَّ اسْتنجَدَ بِالفِرَنْجِ، ثُمَّ جَهَّز نُوْرُ الدِّيْنِ -رَحِمَهُ اللهُ- جَيْشاً لَجِباً مَعَ نَائِبِهِ أَسَدِ الدِّيْنِ شِيرْكُوْه، فَافْتَتَحَ مِصْرَ، وَقهرَ دَوْلَتهَا الرَّافضيَة، وَهربت مِنْهُ الفِرَنْج، وَقُتِلَ شَاور، وَصَفَتِ الدِّيَار المِصْرِيَّة

لِشِيرْكُوْه نَائِب نُوْر الدِّيْنِ، ثُمَّ لِصَلاَح الدِّيْنِ، فَأَبَاد العُبَيْدِيِّيْنَ، وَاسْتَأْصَلَهُم، وَأَقَامَ الدعوَة العَبَّاسِيَّة. وَكَانَ نُوْر الدِّيْنِ مَلِيْح الخَطِّ، كَثِيْر المُطَالَعَة، يُصَلِّي فِي جَمَاعَةٍ، وَيَصُوْم، وَيَتلو وَيُسَبِّح، وَيَتحرَّى فِي القُوْت، وَيَتجنَّب الكِبْر، وَيَتَشَبَّه بِالعُلَمَاءِ وَالأَخيَار، ذكر هاذ ونحوه الحافظ بن عَسَاكِرَ، ثُمَّ قَالَ: رَوَى الحَدِيْثَ، وَأَسْمَعَهُ بِالإِجَازَةِ، وَكَانَ مَنْ رَآهُ شَاهَد مِنْ جَلاَلِ السَّلطَنَةِ وهبة المُلْكِ مَا يَبْهَرُهُ، فَإِذَا فَاوضه، رَأَى مِنْ لَطَافته وَتوَاضعه مَا يُحَيِّرُه. حَكَى مَنْ صَحِبَه حَضَراً وَسفراً أَنَّهُ مَا سَمِعَ مِنْهُ كلمَة فُحشٍ فِي رِضَاهُ وَلاَ فِي ضَجَرِه، وَكَانَ يُوَاخِي الصَّالِحِيْنَ، وَيزُورهُم، وَإِذَا احْتَلَم مَمَالِيْكُه أَعتَقَهُم، وَزَوَّجَهُم بِجَوَارِيه، وَمتَى تَشَكَّوْا مِنْ وُلاَتِهِ عَزَلَهُم، وَغَالِبُ مَا تَمَلَّكَه مِنَ البُلْدَانِ تَسَلَّمه بِالأَمَانِ، وَكَانَ كُلَّمَا أَخَذَ مدينَةً، أَسقطَ عَنْ رَعِيَّتِهِ قسطًا. وقال أبو الفرج بن الجَوْزِيِّ: جَاهدَ، وَانتزعَ مِنَ الكُفَّارِ نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ مَدِينَةً وَحِصناً، وَبَنَى بِالمَوْصِلِ جَامِعاً غَرِمَ عَلَيْهِ سبعين ألف دِيْنَارٍ، وَتَرَكَ المُكُوسَ قَبْل مَوْتِه، وَبَعَثَ جُنُوْداً فَتَحُوا مِصْرَ، وَكَانَ يَمِيْلُ إِلَى التَّوَاضُعِ وَحُبِّ العُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ، وَكَاتَبَنِي مِرَاراً، وَعَزَمَ عَلَى فَتْحِ بَيْتِ المَقْدِسِ، فَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ: كَانَ نُوْرُ الدِّيْنِ لَمْ يَنشفْ لَهُ لِبدٌ مِنَ الجِهَاد، وَكَانَ يَأْكُل مِنْ عَمل يَده، يَنسخ تَارَة، وَيَعْمَل أَغلاَفاً تَارَة، وَيَلْبَس الصُّوف، وَيُلاَزم السجَّادَة وَالمُصْحَف، وَكَانَ حنفِياً يُرَاعِي مَذْهَب الشَّافِعِيّ وَمَالِك، وَكَانَ ابْنُهُ الصَّالِح إِسْمَاعِيْل أَحْسَنَ أَهْل زَمَانِهِ. وَقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: ضُربت السِّكَّة وَالخطبَة لنُوْر الدِّيْنِ بِمِصْرَ، وَكَانَ زَاهِداً عَابِداً، متمسِّكاً بِالشَّرع، مُجَاهِداً، كَثِيْر البِرِّ وَالأَوقَافِ، لَهُ مِنَ المَنَاقِب مَا يَسْتَغرقُ الوَصْفَ، تُوُفِّيَ فِي حَادِي عَشَرِ شَوَّالٍ بِقَلْعَةِ دِمَشْقَ بِالخَوَانِيْقِ، وَأَشَارُوا عَلَيْهِ بِالفصدِ، فَامْتَنَعَ، وَكَانَ مَهِيْباً فَمَا رُوجِعَ، وَكَانَ أَسْمَرَ طَوِيْلاً، حَسنَ الصُّوْرَة، لَيْسَ بِوجهِهِ شَعرٌ سِوَى حَنَكِهِ، وَعهد بِالملك إِلَى ابْنِهِ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً. وَقَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: كَانَ أَسْمَر، لَهُ لِحيَة فِي حَنكه، وَكَانَ وَاسِع الجبهَة، حسن الصُّوْرَة، حُلْو العينِيْنَ، طَالعتُ السِّيَر، فَلَمْ أَرَ فِيْهَا بَعْد الخُلَفَاء الرَّاشدين وَعُمَر بن عَبْدِ العَزِيْزِ أَحْسَنَ مِنْ سِيرته، وَلاَ أَكْثَر تَحرِّياً مِنْهُ لِلْعدل، وَكَانَ لاَ يَأْكُل وَلاَ يَلبس وَلاَ يَتصرف إلَّا مِنْ ملك لَهُ قَدِ اشترَاهُ مِنْ سَهْمه مِنَ الغَنِيْمَة، لَقَدْ طلبت زَوجته مِنْهُ، فَأَعْطَاهَا ثَلاَثَة دَكَاكِيْنَ، فَاسْتقلَّتْهَا، فَقَالَ: لَيْسَ لِي إلَّا هَذَا، وَجَمِيْع مَا بِيدِي أَنَا فِيْهِ خَازنٌ لِلمُسْلِمِيْنَ، وَكَانَ يَتهجَّد كَثِيْراً، وَكَانَ

عَارِفاً بِمَذْهَب أَبِي حَنِيْفَةَ، لَمْ يَتركْ فِي بِلاَدِه عَلَى سَعَتهَا مُكساً، وَسَمِعْتُ أَن حَاصل أَوقَافه فِي البِرِّ فِي كُلِّ شَهْر تِسْعَةُ آلاَف دِيْنَارٍ صُوْرِيَّةٍ. قَالَ لَهُ الْقطْب النَّيْسَابُوْرِيّ: بِاللهِ لاَ تُخَاطر بِنَفْسِك، فَإِنْ أُصبتَ فِي مَعْرَكَة لاَ يَبْقَى لِلمُسْلِمِيْنَ أَحَدٌ إلَّا أَخَذَهُ السَّيْف، فَقَالَ: وَمَنْ مَحْمُوْدٌ حَتَّى يُقَالَ هَذَا?! حَفِظ الله البِلاَدَ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إلَّا هُوَ. قُلْتُ: كَانَ دَيِّناً تَقِيّاً، لاَ يَرَى بذلَ الأَمْوَال إلَّا فِي نَفع، وَمَا لِلشُّعَرَاء عِنْدَهُ نَفَاق، وَفِيْهِ يَقُوْلُ أُسَامَةُ: سُلْطَانُنَا زاهدٌ وَالنَّاس قَدْ زَهِدُوا ... لَهُ فكلٌّ عَلَى الخيرَات مُنْكَمِشُ أَيَّامُه مِثْلُ شَهْر الصَّوْم طاهرةٌ ... مِنَ المَعَاصِي وَفِيْهَا الْجُوع وَالعطشُ قَالَ مَجْد الدِّيْنِ ابْن الأَثِيْرِ فِي نَقل سِبْط الجَوْزِيّ عَنْهُ: لَمْ يَلبس نُوْر الدِّيْنِ حَرِيْراً وَلاَ ذهباً، وَمَنَع مِنْ بيع الخَمْر فِي بِلاَده -قُلْتُ: قَدْ لبس خِلْعَة الخَلِيْفَة وَالطّوق الذَّهَبِ- قَالَ: وَكَانَ كَثِيْرَ الصَّوْم، وَلَهُ أَورَاد فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَيُكثر اللّعب بِالكُرَة، فَأَنْكَر عَلَيْهِ فَقير، فَكتب إِلَيْهِ: وَاللهِ مَا أَقصدُ اللعبَ، وَإِنَّمَا نَحْنُ فِي ثَغرٍ، فَرُبَّمَا وَقَعَ الصَّوْت، فَتكُوْنُ الخَيلُ قَدْ أَدمَنَتْ عَلَى الانعطَافِ وَالكَرِّ وَالفَرِّ. وَأُهدِيَتْ لَهُ عِمَامَةٌ مِنْ مِصْرَ مُذَهَّبَةٌ، فَأَعْطَاهَا لابْنِ حَمُّوَيْه شَيْخِ الصُّوْفِيَّةِ، فَبِيعتْ بِأَلفِ دِيْنَارٍ. قَالَ: وَجَاءهُ رَجُل طلبه إِلَى الشَّرع، فَجَاءَ مَعَهُ إِلَى مَجْلِس كَمَال الدِّيْنِ الشَّهْرُزُوْرِيّ، وَتَقدمه الحَاجِب يَقُوْلُ للقَاضِي: قَدْ قَالَ لَكَ: اسْلُكْ مَعَهُ مَا تَسلكُ مَعَ آحَادِ النَّاسِ. فَلَمَّا حَضَر سَوَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَصمه، وَتَحَاكمَا، فَلَمْ يثبتْ لِلرَّجُلِ عَلَيْهِ حَقٌّ، وَكَانَ مِلْكاً، ثُمَّ قَالَ السُّلْطَانُ: فَاشْهَدُوا أَنِّي قَدْ وَهَبْتُهُ لَهُ. وَكَانَ يَقعد فِي دَارِ العَدْل فِي الجُمُعَة أَرْبَعَة أَيَّام، وَيَأْمر بِإِزَالَة الحَاجِب وَالبوَّابين، وَإِذَا حَضَرت الحَرْب، شدَّ قَوسَينِ وَتَرْكَاشَيْنِ، وَكَانَ لاَ يَكِلُ الجُنْدَ إِلَى الأُمَرَاءِ، بَلْ يُباشر عدَدَهُم وَخُيُولَهُم، وَأَسَرَ إِفرنجياً، فَافْتكَّ نَفْسه مِنْهُ بِثَلاَثِ مائَةِ أَلْف دِيْنَار، فَعند وُصُوْلِهِ إِلَى مَأْمنه مَاتَ، فَبنَى بِالمَالِ المَارستَانَ وَالمَدْرَسَةَ. قَالَ العِمَادُ فِي "البَرْقِ الشَّامِيِّ": أَكْثَر نُوْر الدِّيْنِ عَام مَوْته مِنَ البِرّ وَالأَوقَاف وَعمَارَة المَسَاجِد، وَأَسقط مَا فِيْهِ حَرَام، فَمَا أَبقَى سِوَى الجِزْيَة وَالخَرَاج وَالعُشر، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى جَمِيْع البِلاَد، فَكَتَبتُ لَهُ أَكْثَرَ مِنْ أَلف مَنْشُوْر.

قَالَ: وَكَانَ لَهُ بِرَسْمِ نَفَقَةٍ خَاصَّةٍ فِي الشَّهْرِ مِنَ الجِزْيَةِ مَا يَبلُغُ أَلْفَي قِرْطَاسٍ يَصْرِفُهَا فِي كسوتِهِ وَمَأْكُوله وَأُجْرَةِ طَبَّاخِهِ وَخَيَّاطِهِ كل ستين قرطاسًا بدينار. قَالَ سِبْط الجَوْزِيّ: كَانَ لَهُ عجَائِزُ، فَكَانَ يَخِيطُ الكوَافِي، وَيَعْمَلُ السَّكَاكِرَ، فَيَبِعْنهَا لَهُ سرّاً، وَيُفْطِر عَلَى ثمنهَا. قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: كَانَ مِنْ أَقوَى النَّاس قَلْباً وَبدناً، لَمْ يُرَ عَلَى ظهر فَرَس أَحَد أَشدَّ مِنْهُ، كَأَنَّمَا خلق عَلَيْهِ لاَ يَتحرك، وَكَانَ مِنْ أَحْسَن النَّاس لعباً بِالكرَة، يَجرِي الفرسُ وَيَخطِفهَا مِنَ الهوَاء، وَيَرمِيهَا بِيَدِهِ إِلَى آخِر المَيْدَان، وَيُمْسِك الجوكسان بِكُمِّه تَهَاوُناً بِأَمره، وَكَانَ يَقُوْلُ: طَالمَا تَعرضتُ لِلشَّهَادَة، فَلَمْ أُدْرِكْهَا. قُلْتُ: قَدْ أَدْركهَا عَلَى فِرَاشه، وَعَلَى أَلسَنَة النَّاس: نُوْر الدِّيْنِ الشَّهِيْد، وَالَّذِي أَسقط مِنَ المُكُوْس فِي بِلاَده ذكرتُه فِي "تَارِيْخِنَا الكَبِيْر" مفصَّلاً، وَمَبْلَغُه فِي العَامِ خَمْسُ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ، وَسِتَّةٌ وَثَمَانُوْنَ أَلفَ دِيْنَارٍ، وَأَرْبَعَة وَسَبْعُوْنَ دِيْنَاراً مِنْ نَقد الشَّام، مِنْهَا عَلَى الرّحبَة سِتَّةَ عَشَرَ أَلفَ دِيْنَار، وعلى دمشق خمسون ألف وَسَبْعُ مائَةٍ وَنَيِّف، وَعَلَى المَوْصِل ثَمَانِيَة وَثَلاَثُوْنَ أَلْفَ دِيْنَار، وَعَلَى جَعْبَر سَبْعَة آلاَف دِيْنَار وَنَيِّف، وَفِي الكِتَابِ: فَأَيقنُوا أَنَّ ذَلِكَ إِنعَام مُسْتمر عَلَى الدّهور، باقٍ إِلَى يَوْم النُّشُوْر، فَـ {كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} [سَبَأُ: 15] ، {فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ} [البَقَرَةُ: 181] . وَكَتَبَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائة. قَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: حَكَى لِي نَجْمُ الدِّيْنِ بنُ سَلاَّمٍ عَنْ وَالِدِه أَنَّ الفِرَنْجَ لَمَّا نَزلَتْ عَلَى دِمْيَاطَ، مَا زَال نُوْرُ الدِّيْنِ عِشْرِيْنَ يَوْماً يَصُوْمُ وَلاَ يُفْطِرُ إلَّا عَلَى المَاءِ، فَضَعُفَ وَكَادَ يَتلَفُ، وَكَانَ مَهِيْباً، مَا يَجسُرُ أَحَدٌ يُخَاطِبَه فِي ذَلِكَ، فَقَالَ إِمَامُه يَحْيَى: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ يَقُوْلُ: يَا يَحْيَى، بَشِّرْ نُوْرَ الدِّيْنِ بِرَحِيْلِ الفِرَنْجِ عَنْ دِمْيَاطَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، رُبَّمَا لاَ يُصدِّقُنِي. فَقَالَ: قُلْ لَهُ: بِعَلاَمَةِ يَوْمِ حَارِمَ. وَانتَبَهَ يَحْيَى، فَلَمَّا صَلَّى نُوْرُ الدِّيْنِ الصُّبْحَ، وَشَرَعَ يَدْعُو، هَابَهُ يَحْيَى، فَقَالَ لَهُ: يَا يَحْيَى، تُحَدِّثُنِي أَوْ أُحَدِّثُكَ? فَارْتَعَدَ يَحْيَى، وَخَرسَ، فَقَالَ: أَنَا أُحَدِّثُكَ، رَأَيْتَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَذِهِ اللَّيْلَةَ، وَقَالَ لَكَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: نَعَمْ، فَبِاللهِ يَا مَوْلاَنَا، مَا مَعْنَى قَوْلِه: بِعَلاَمَةِ يَوْمِ حَارِمَ? فَقَالَ: لَمَّا التَقَينَا العَدُوَّ، خِفْتُ عَلَى الإِسْلاَمِ، فَانْفرَدْتُ، وَنَزَلْتُ، وَمَرَّغْتُ وَجْهِي عَلَى التُّرَابِ، وَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي مَنْ مَحْمُوْدٌ فِي الْبَين، الدِّيْنُ دِيْنُكَ، وَالجُنْدُ جُنْدُكَ، وَهَذَا اليَوْمَ افْعَلْ مَا يَلِيْقُ بِكَرَمِكَ. قَالَ: فَنَصَرَنَا الله عليهم.

وَحَكَى لِي تَاج الدِّيْنِ قَالَ: مَا تَبسَّم نُوْر الدِّيْنِ إلَّا نَادراً، حَكَى لِي جَمَاعَة مِنَ المُحَدِّثِيْنَ أَنَّهُم قَرَؤُوا عَلَيْهِ حَدِيْث التَّبَسُّمِ، فقالوا له: تبسم، قال: لا أتبسم مِنْ غَيْرِ عجب. قُلْتُ: الخَبَر لَيْسَ بصَحِيْح، وَلَكِنَّ التَّبَسُّم مُسْتَحَبٌّ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيْكَ صَدَقَةٌ" 1، وَقَالَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ: مَا حَجَبنِي رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُنْذُ أَسلمتُ، وَلاَ رَآنِي إلَّا تَبسَّم2. وَقَبْرُ نُوْر الدِّيْنِ بِتُربته عِنْد بَابِ الخَوَّاصينَ يُزَار. وَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ الْملك الصَّالِحُ أَشْهُراً، وَسلَّم دِمَشْق إِلَى السُّلْطَانِ صَلاَحِ الدِّيْنِ، وَتَحَوَّلَ إِلَى حَلَبَ، فَدَامَ صَاحِبُهَا تِسْع سِنِيْنَ، وَمَاتَ بِالقُوْلَنْجِ وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً، وَكَانَ شَابّاً دَيِّناً رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 صحيح لغيره: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" "891"، والترمذي "1956" من طريق عكرمة بن عمار قال حدثني أبو زميل، عن مالك بنمرثد، عن أبيه، عن أبي ذر، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته مرثد والد مالك لم يوثقه غير ابن حبان كعادته في توثيق المجاهيل. وقال الذهبي: ليس بمعروف ما روى عنه سوى ولده مالك. وللحديث طريق أخرى عند أحمد "5/ 168" وإسناده صحيح، وله شاهد من حديث أبي ذر مرفوعا بلفظ: "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك يوجه طلق" أخرجه مسلم "2626". 2 صحيح: أخرجه البخاري "3035"، ومسلم "2475" من حديث جرير بن عبد الله بن قال: ما حجبني النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُنْذُ أَسلمتُ، وَلاَ رآني إلا تبسم في وجهي".

حفده

5142- حفده 1: الشَّيْخُ الفَقِيْهُ العَلاَّمَة الوَاعِظ الإِمَام، مَجْدُ الدِّيْنِ، أبو منصور، محمد ابن أَسْعَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الطُّوْسِيُّ العَطَّارِيُّ الشَّافِعِيُّ حَفَدَه. تَفقه بِمَرْوَ عَلَى الإِمَامِ أَبِي بكر محمد بن منصور السمعاني، وبطوس عَلَى أَبِي حَامِد الغَزَّالِيّ، وَبِمَرْوَ الرُّوْذِ عَلَى مُحْيِي السُّنَّةِ أَبِي مُحَمَّدٍ الحُسَيْن بن مَسْعُوْدٍ البغوي وسمع منه كتابيه معالم التنزيل وشرح السُّنَّة وَكتبهُمَا، وَاشْتَغَل بِبُخَارَى عَلَى العَلاَّمَة بُرْهَان الدِّيْنِ عَبْد العَزِيْزِ بنِ مَازَةَ الحَنَفِيّ. وَقَدِمَ أَذْرَبِيْجَان وَالجَزِيْرَة، وَوعظ، وَنفق سوقه، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ لحسن تَذْكِيره، وَلاَ أَعْلَم لِمَ لقب بِحَفَدَه. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَتَبْتُ عَنْهُ بِمَرْوَ وَنَيْسَابُوْر، وَكَانَ فَقِيْهاً وَاعِظاً شَاطراً جلداً فَصِيْحاً، سَمِعَ مِنْ عَبْدِ الغَفَّارِ الشِّيْرَوِيّ، وَالحَافِظِ أَبِي الفِتْيَانِ الرَّوَّاسِيِّ، وَنَاصرِ بنِ أَحْمَدَ العيَاضِي. قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ سُكَيْنَةَ، وَابْنُ الأَخْضَرِ، وَشَمْس الدِّيْنِ عَبْد الغَفُوْرِ بن بدل التِّبْرِيْزِيّ البُزُوْرِيّ، وَأَبُو المَوَاهِبِ بنُ صَصْرَى، وَالقَاضِي بَهَاءُ الدِّيْنِ يُوْسُف بن شَدَّادٍ، وَأَبُو المَجْدِ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ القَزْوِيْنِيّ. مَوْلِده سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَتُوُفِّيَ بِتِبْرِيْزَ فِي رَبِيْعٍ الآخر سنة إحدى وسبعين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 368"، ووفيات الأعين لابن خلكان "4/ ترجمة 569" وتذكرة الحفاظ "4/ 1333-1334"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 77"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 240".

ابن الرخلة، علي بن حميد بن عمار

ابن الرخلة، علي بن حميد بن عمار: 5143- ابن الرخلة 1: الشيخ العالم المقرىء المُعَمَّرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، صَالِحُ بنُ المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، البَغْدَادِيُّ الكَرْخِيُّ القَزَّازُ، عُرفَ بِابْنِ الرِّخْلَةِ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيّ، وَمِنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ الطُّيُوْرِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: تَمِيْمُ بنُ أَحْمَدَ البَنْدَنِيْجِيّ، وَمُحَمَّد بن مَشِّق، وَالشَّيْخ العِمَاد إِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّرْسِيُّ، وَأَبُو المَعَالِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ الجِيْلِيّ، وَجَمَاعَة، وَإِنْ كَانَ الحَافِظ عَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ قَدْ حَمل عَنْهُ، فَذَلِكَ الَّذِي يغلِبُ عَلَى ظَنِّي. وَقَدْ تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ. 5144- عَلِيُّ بنُ حُمَيْدِ بنِ عَمَّارٍ: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ الجَلِيْلُ، أَبُو الحَسَنِ، الطَّرَابُلُسِيُّ، ثُمَّ المكي النحوي المقرىء، رَاوِي "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" عَنْ عِيْسَى بنِ أَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيِّ، وَالمُنْفَرِدِ بِذَلِكَ، بَقِيَ إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. رَوَى عَنْهُ: المُحَدِّث مُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ التُّجِيْبِيّ الأَنْدَلُسِيّ، وَنَاصِرُ بن عَبْدِ اللهِ المِصْرِيّ العَطَّار، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي حَرَمِيّ بن بَنِينَ المَكِّيّ، وَسُلَيْمَان بن أَحْمَدَ السَّعْدِيّ المُغَرْبِل. وَقِيْلَ: إِنَّهُ عَاشَ إلى سنة خمس وسبعين، وحدث فيها.

_ 1 ترجمته في تبصير المنتبه "2/ 597"، والنجوم الزاهرة "6/ 80"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 241".

شهدة

5145- شهدة 1: بنت المحدث أبي نصر أحمد ابن الفَرَجِ الدِّيْنَوَرِيِّ، ثُم البَغْدَادِيِّ الإِبَرِيِّ الجهَةِ، المُعَمَّرَةُ، الكَاتِبَةُ، مُسْنِدَةُ العِرَاقِ، فَخْرُ النِّسَاءِ. وُلدت بَعْد الثمانين وأربع مائة. وسمع مِنْ: أَبِي الفَوَارِسِ طِرَادٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَابْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ أَيُّوْبَ، وَأَبِي الخَطَّابِ بن البَطِرِ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ علوَان، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ القَادِرِ اليُوْسُفِيّ، وَثَابِت بن بُنْدَارَ، ومنصور بن حيد، وجعفر بن السَّرَّاج، وَعِدَّة. وَلَهَا "مَشْيَخَة" سَمِعْنَاهَا. حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالسَّمْعَانِيّ، وَابْن الجَوْزِيِّ، وَعَبْد الغَنِيِّ، وَعَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ، وَابْن الأَخْضَرِ، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَالشَّيْخ العِمَاد، وَالشِّهَاب بن رَاجِحٍ، وَالبَهَاء عَبْد الرَّحْمَنِ، وَالنَّاصح، وَالفَخْر الإِرْبِلِيّ، وَتَاج الدِّيْنِ عَبْد اللهِ بن حَمُّوَيْه، وَأَعَزُّ بنُ العُلَّيْقِ، وَإِبْرَاهِيْم بن الخَيِّرِ، وَبَهَاء الدِّيْنِ بن الجُمَّيْزِيّ، وَمُحَمَّد بن المنِّيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ قميْرَة، وَخَلْقٌ كثير. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: قَرَأْت عَلَيْهَا، وَكَانَ لَهَا خطّ حسن، وَتزوجت بِبَعْض وُكلاَء الخَلِيْفَة، وَخَالطت الدّور وَالعُلَمَاء، وَلَهَا بر وَخير، وَعُمِّرت حَتَّى قَاربت المائَة، تُوُفِّيَت فِي رَابِعَ عَشَرَ المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَحضرهَا خلق كَثِيْر وَعَامَّة العُلَمَاء. وَقَالَ الشَّيْخُ المُوَفَّق: انْتَهَى إِلَيْهَا إِسْنَاد بَغْدَاد، وَعُمِّرت حَتَّى أَلحقت الصّغَار بِالكِبَار، وَكَانَتْ تَكتبُ خَطّاً جَيِّداً، لَكنه تَغَيَّرَ لِكبرهَا. وَمَاتَ مَعَهَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ النَّاعِمِ الوَكِيْلُ، وَأَسَعْدُ بنُ بلدرك بنِ أَبِي اللِّقَاءِ البوَّاب، وَالأَمِيْر شِهَاب الدِّيْنِ سَعْد بن مُحَمَّدِ بنِ سَعْدِ بنِ صَيفِيٍّ الشَّاعِرُ الْحَيْصُ بَيْص، وَأَبُو صَالِحٍ سَعْد الله بن نَجَا بن الوَادِي الدّلاَل، وَأَبُو رُشَيْد عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الأَصْبَهَانِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ عَبْد الرَّحِيْمِ بن عَبْدِ الخَالِقِ بن يُوْسُفَ، وَعُمَر بن مُحَمَّدٍ العُلَيْمِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ المُجَاهِد الإشبيلي الزاهد، ومحمد بن نسيم العيشوني.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 374"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 297"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 248".

ابن ماشاذه، المعداني

ابن ماشاذه، المعداني: 5146- ابن ماشاذه 1: الشيخ الإمام المعمر المقرىء المجود المحرر، مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الفَرَجِ بن ماشاذه الأصبهاني السكري المقرىء، خَاتِمَةُ مَنْ سَمِعَ مِنْ سُلَيْمَانَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظ. وَسَمِعَ مِنَ الرَّئِيْس أَبِي عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ، وَمَكِّيّ بن مَنْصُوْرٍ الكَرَجِيِّ، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عنه: محمد بن مكي الحنبلي، وعبد القادر الحَافِظ، وَعَبْد الأَعْلَى بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الرُّسْتَمِيّ، وَإِسْحَاق بن مُطَهَّرٍ اليَزْدِيّ، وَأَحْمَد بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ سُفْيَانَ بن مَنْدَةَ، وَجَامِع بن أَحْمَدَ الخَبَّاز الأَصْبَهَانِيُّون، وَبِالإِجَازَة كَرِيْمَة القُرَشِيَّة. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ المُقْرِئِيْنَ، وَمَا علمتُ عَلَى مَنْ تَلاَ. مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وله نيف وتسعون سنة. 5147- المعداني: الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ، أَبُو القَاسِمِ، رَجَاءُ بنُ حَامِدِ بنِ رَجَاءِ بنِ عُمَرَ، الأَصْبَهَانِيُّ المَعْدَانِيُّ. سَمِعَ مِنْ: رِزْق اللهِ التَّمِيْمِيّ، وَسُلَيْمَان الحَافِظ، وَمَكِّيّ بن عَلاَّنَ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ القَادِرِ الرُّهَاوِيُّ، وَأَبُو نِزَارٍ رَبِيْعَةُ اليَمَنِيُّ، وَسُلَيْمَان بنُ دَاوُدَ بن مَاشَاذَه، وَمَحْمُوْد بن مُحَمَّدٍ الوَرْكَانِيّ، وَسِبْطهُ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ أَبِي الفَضَائِلِ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي المَعَالِي الوثابي، وآخرون، وأجاز لكريمة وغيرها. لَم أَظفَرْ لَهُ بِوَفَاةٍ، تُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وستين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 242-243" ووقع عنده [ما ساده] بالسين والدال المهملتين بدل [ما شاذه] بالشين والذال المعجمتين.

نصر بن سيار، ابن قلاس

نصر بن سيار، ابن قلاس: 5148- نصر بن سيار: ابن صاعد بن سيار، الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ خُرَاسَانَ، شَرَفُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَتْحِ الكِنَانِيُّ الهَرَوِيُّ الحَنَفِيُّ القَاضِي. سَمِعَ الكَثِيْر مِنْ جدّه القَاضِي أَبِي العَلاَءِ صَاعِدُ بنُ سَيَّارُ بنُ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ، وَالقَاضِي أَبِي عَامِرٍ مَحْمُوْد بن القَاسِمِ الأَزْدِيّ -سَمِعَ مِنْهُ "جَامِع أَبِي عِيْسَى"- وَنَجِيْب بن مَيْمُوْنٍ الوَاسِطِيّ، وَالزَّاهِد مُحَمَّد بن عَلِيٍّ العُمَيْرِيّ، وَأَبِي عَطَاءٍ عَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المَلِيْحِيّ، وَأَبِي نَصْرٍ أَحْمَد بن أَمِيْرجه، وَجَمَاعَة. وَلَهُ إِجَازَة مِنْ شَيْخِ الإِسْلاَمِ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الخَلِيْلِيّ. وَقَدْ سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ "صَحِيْح الإِسْمَاعِيْلِيّ". قَالَ السَّمْعَانِيُّ فِي "التَّحْبِيْر": سَمِعْتُ مِنْهُ "الجَامِع" لِلتِّرْمِذِيِّ، وَ"الزُّهْدَ" لِسَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، رَوَاهُ عَنْ جَدِّهِ. قَالَ: وَكَانَ فَقِيْهاً مُنَاظِراً فَاضِلاً مُتَدَيِّناً، حَسَنَ السِّيْرَةِ، مَطْبُوْعَ الحَرَكَات، تَاركاً لِلتَّكَلُّفِ، سَلِيم الجَانب، وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وأربع مائة. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ هُوَ وَابْنه عَبْد الرَّحِيْمِ، وَزِنْكِي بن أَبِي الوَفَاء، وَمَوْدُوْد بن مَحْمُوْدٍ، وَضِيَاء الدِّيْنِ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَلِيٍّ المَامنجِي، وَالحَافِظ عَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ، وَبِالإِجَازَة: ابْن الشِّيْرَازِيّ. مَاتَ يَوْم عَاشُوْرَاءَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائة. 5149- ابن قلاقس 1: الشَّاعِرُ المَجِيْدُ البَلِيْغُ، أَبُو الفُتُوْحِ، نَصْرُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَخْلُوْفٍ اللَّخْمِيُّ الإِسْكَنْدَرِيُّ، وَيُلَقَّبُ بِالقَاضِي الأَعزِّ. وَ"دِيْوَانه" مَشْهُوْر. وَلَهُ فِي السِّلَفِيّ مدَائِحُ. وَنَظْمُهُ بَدِيْعٌ. وَدَخَلَ اليَمَنَ، وَمَدَحَ الكِبَارَ. مَاتَ شَابّاً فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سبع وستين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 762"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 224" وقد وقع عنده [ملامس] بميمين بدل [قلاقس] .

القرطبي

5150- القرطبي 1: الإِمَامُ، شَيْخُ المَوْصِل، أَبُو بَكْرٍ، يَحْيَى بنُ سعدون بن تمام، الأزدي القرطبي المقرىء النَّحْوِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَيُلَقَّبُ بِصَائِنُ الدِّيْنِ. أَخَذَ القِرَاءاتِ عَنْ أَبِي القَاسِمِ خَلَفِ بنِ النَّخَّاسِ بقُرْطُبَةَ، وَعَنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ الفَحَّام بِالإِسْكَنْدَرِيَّة. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عَتَّاب، وَمُحَمَّد بن بَرَكَات السَّعِيْدِيّ، وأبي صادق مرشد المدينين وَأَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَد بن عَبْدِ الحَقِّ، وَأَبِي بكر محمد بن سعيد الضرير مقرىء المَهْدِيَّةِ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الرَّازِيّ صَاحِب "السُّدَاسِيَات"، وَالمُحَدِّث رَزِيْن بن مُعَاوِيَةَ، وَسَارَ إِلَى أَنْ بلغَ خُوَارِزْمَ، وَأَخَذَ عَنِ الزَّمَخْشَرِيّ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنِ ابْنِ الحُصَيْنِ، وَأَبِي العز ابن كَادِشَ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ جَمَالِ الإِسْلاَمِ السُّلَمِيِّ. وَكَانَ ثِقَةً مُتْقِناً، بارعاً فِي العَرَبِيَّة، بَصِيْراً بِعِلَل القراءات، دينًا خيرًا ناسكًان وَافِرَ الحُرْمَةِ، تَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّةٌ. تَلاَ عَلَيْهِ الفَخْر مُحَمَّد بن أَبِي الفَرَجِ المَوْصِلِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الكَرِيْمِ البَوَازِيْجِيّ، وَالقَاضِي بَهَاءُ الدِّيْنِ يُوْسُفُ بنُ شَدَّادٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الكَالِ الحِلِّيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ القُرْطُبِيّ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظَان ابْن عَسَاكِرَ وَالسَّمْعَانِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ القَطِيْعِيّ، وَعَبْد اللهِ بن حُسَيْنٍ المَوْصِلِيّ، وَعِدَّة. تُوُفِّيَ بِالمَوْصِل يَوْمَ عِيْدِ الفِطْرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ شَدَّادٍ: كُنْت أَرَى مَنْ يَأْتِي الشَّيْخَ، فَيُعْطِيهِ شَيْئاً ملفوَفاً وَيَذْهَب، ثُمَّ تَقصَّينَا ذَلِكَ، فَعَلِمنَا أَنَّهَا دَجَاجَةٌ مَسمُوطَة كَانَتْ بِرَسمِهِ كُلَّ يَوْم، يَشْتَرِيهَا ذَلِكَ الرَّجُل، وَيسمِطُهَا، فَإِذَا قَامَ الشَّيْخ تَولَى طَبْخَهَا. قَالَ: ولازمته إحدى عشرة سنة.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 26"، ووفيات الأعيان لابن خلكا "6/ ترجمة 796"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 66"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 225".

البطائحي

5151- البطائحي 1: الإمام، مقرىء العِرَاقِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عَسَاكِرَ بنِ المُرَحَّبِ البَطَائِحِيُّ الضّرِيرُ. تَلاَ بِالرِّوَايَات الكَثِيْرَة عَلَى أَبِي العِزِّ القَلاَنسِيّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ البَارع، وَأَبِي بَكْرٍ المَزْرَفِيّ، وَعُمَر بن إِبْرَاهِيْمَ الزَّيْدِيّ. وتقدم في هذا الشأن. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي طَالِبٍ بن يُوْسُفَ، وَهِبَة اللهِ بن الحُصَيْنِ. وَلَهُ مُصَنَّفٌ فِي القِرَاءاتِ. وَكَانَ يَدْرِي العَرَبِيَّة جَيِّداً. أَخَذَ عَنْهُ القِرَاءاتِ: الوَزِيْرُ عَوْن الدِّيْنِ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن دُلَفٍ، وَالخَطِيْب بَهَاء الدِّيْنِ بن الجُمَّيْزِيّ، وَعِدَّة. وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الأَخْضَرِ، وَعَبْدُ الغَنِيِّ، وَعَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ، وَابْن بَاقَا، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَآخَرُوْنَ. قَرَأْت بِخَطِّ الشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ: سَمِعْنَا مِنَ البَطَائِحِيّ الإبانة لابن بطة، والزهد لأحمد، وكان مقرىء بَغْدَادَ، وَكَانَ عَالِماً بِالعَرَبِيَّةِ، إِمَاماً فِي السُّنَّةِ. وَقَالَ الضِّيَاءُ: قِيْلَ: وُلِدَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدِ الحَافِظِ بِنَابُلسَ، أَخْبَرْنَا ابْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرْنَا عَلِيُّ بنُ عَسَاكِر بِقِرَاءتِي، أَخْبَرَكُم أَبُو طَالِبٍ اليُوْسُفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ البَرْمَكِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ بُخَيْتٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بن محمد، حدثنا أبو بكر الأترم، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ صُهَيْبٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] ، قال: "ذا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ إِنَّ لَكُم عِنْدَ اللهِ عَهْداً يُرِيْد أَنْ يُنْجِزَكُمُوْهُ، قَالُوا: أَلَمْ يُبَيِّضْ وُجُوْهَنَا، وَيُثقِّلْ مَوَازِيننَا، وَيُدخِلْنَا الجَنَّة، وَيُجِرْنَا مِنَ النَّارِ? فَيكشف الحجَاب، فَيْنظُرُوْنَ إِلَيْهِ، فَوَاللهِ مَا أَعْطَاهُم الله شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيْهِم من ذلك ولا أقر لأعينهم منه" 2.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 359"، وتبصير المنتبه "4/ ص 1275"، والنجوم الزاهرة "6/ 80"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 242". 2 صحيح: أخرجه الطيالسي "1315"، وهناد بن السري في "الزهد" "171"، وأحمد "4/ 332 و332-333" و"6/ 15-16"، وعنه عبد الله بن أحمد في "السنة" "271"، ومسلم "181"، والترمذي "2552" و"3105"، وابن ماجه "187"، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص54-55" والطبري في "تفسيره" "17626"، وابن أبي عاصم في "السنة" "472"، وأبو عوانة"1/ 156"، وابن خزيمة "ص180-181"، والآجري في "التصديق بالنظر" "34-36"، والطبراني في "الكبير" "7314" و"7315"، وابن منده "782" و"784" و"785" و"786"، واللاكائي في "شرح أصول الاعتقاد، "ص124"، وفي "الأسماء والصفات" "ص307"، والبغوي "4393" من طرق عن حماد ابن سلمة، به.

تجني، خديجة

تجني، خديجة: 5152- تَجَنِّي 1: بِنْتُ عَبْدِ اللهِ، أُمُّ عتبٍ الوَهْبَانِيَّةُ، عتيقة أبي المكارم بن وهبان. هي آخر من سمع طِرَادٍ الزَّيْنَبِيٍّ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيّ مَوْتاً بِبَغْدَادَ. حَدَّثَ عَنْهَا: السَّمْعَانِيّ، وَابْن عَسَاكِرَ، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَالنَّاصح ابْن الحَنْبَلِيّ، وَالبَهَاء عَبْد الرَّحْمَنِ، وَأَبُو الفُتُوْحِ بنُ الحُصْرِيِّ، وَهِبَة الله بن الحَسَن الدَّوَامِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الكَرِيْمِ السَّيِّدِيّ، وَفَخْرُ النِّسَاءِ بِنْتُ الوَزِيْر مُحَمَّد بن رَئِيْسِ الرُّؤَسَاءِ، وَإِبْرَاهِيْم بن الخَيِّرِ، وَيَحْيَى بن قُمَيْرَةَ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيّ: أَجَازت لَنَا، وَتُوُفِّيَت فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5153- خَدِيْجَةُ 2: بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الكريم، فَخْرُ النِّسَاءِ، بِنْتُ النُّهْرُوَانِيِّ، امْرَأَة صَالِحَة مُعَمَّرَة. رَوَتْ عَنِ: ابْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيّ. حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنُ أَخِيْهَا عَلِيُّ بنُ رَوْحٍ، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَنَصْر بن عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَالشَّيْخ العِمَاد المَقْدِسِيُّ، وآخرون. توفي فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَآخِرُ من تبقى من أصحابها بالسماع المقرىء إِبْرَاهِيْمُ بنُ الخَيِّرِ. وَفِيْهَا مَاتَ أَحْمَدُ بنُ المبارك بن سعد المرقعاني، وَقَاضِي القُضَاة أَبُو طَالِبٍ رَوْح بن أَحْمَدَ الحَدِيْثِي، وَعَبْد اللهِ بن عَبْدِ الصَّمَدِ السُّلَمِيّ وَالِد أَحْمَد العَطَّار، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ الطُّوْسِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلِيْلٍ القيسي اللبلي.

_ 1 ترجمته في تبصير المنتبه "1/ 194"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 250". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 75"، وشذرات الذهب "4/ 237" ووقع عنده [الحسين] بدل [الحسن] .

عبد الحق

5154- عَبْدُ الحَقِّ 1: ابْنُ الحَافِظِ عَبْدِ الخَالِقِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ القَادِرِ بن مُحَمَّدِ بن يُوْسُفَ، الشَّيْخُ العَالِمُ الخَيِّرُ المُسْنِدُ الثِّقَةُ، أَبُو الحُسَيْنِ البَغْدَادِيُّ اليُوْسُفِيُّ، مِنْ بَيْتِ الحَدِيْثِ، وَالفَضْلِ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَأَسْمَعَهُ أَبُوْهُ الكَثِيْر مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ الطُّيُوْرِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ الرَّبَعِيّ، وَجَعْفَر بن أَحْمَدَ السَّرَّاج، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ العَلاَّفِ، وَأَبِي سَعْدٍ بنِ خُشَيْش، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ بَيَانٍ، وَأَبِي طَالِبٍ بن يُوْسُفَ، وَخَلْق. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الأَخْضَرِ، وَابْن الحُصْرِيِّ، وَعَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ، وَعَبْد الغَنِيِّ، وَابْن قُدَامَةَ، وَابْن رَاجِحٍ، وَحَمْد بن صديق، وأبو الحسن بن القَطِيْعِيِّ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن بختيَار، وَعُمَر بن بطَاح، وَقَيْصَر البَوَّاب، وَإِبْرَاهِيْم بن الخَيِّرِ، وَأَعزّ بن العُلَّيْقِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الجُمَّيْزِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الكَرِيْمِ السَّيِّدِيّ، وَخَلْق. قَالَ أَبُو الفضل بن شافع: هو أثبت أقرانه. وَقَالَ ابْنُ الأَخْضَر: كَانَ لاَ يُحَدِّث بِمَا سَمِعَهُ حُضُوْراً تَوَرُّعاً. وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ حَافِظاً لِكِتَابِ اللهِ، دَيِّناً ثِقَةً. وَقَالَ البَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سَمِعْنَا عَلَيْهِ كَثِيْراً، وَكَانَ مِنْ بَيْت الحَدِيْث، وَكَانَ صَالِحاً فَقيراً، وَكَانَ عسراً فِي السَّمَاع جِدّاً، وَرُزقت مِنْهُ حظاً، وَكَانَ يُعِيْرُنِي الأَجزَاءَ، فَأَكْتُبُهَا، وَكَانَ يَتلُو فِي اليَوْمِ عِشْرِيْنَ جُزْءاً. قُلْتُ: مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الوَفَاءِ الصَّائِغُ، وأبو يحيى اليسع ابن حَزْمٍ الغَافِقِيُّ، وَتَجَنِّي الوَهْبَانِيَّة، وَالمُسْتَضِيْءُ بِأَمْرِ اللهِ، وَعَبْد المُحْسِنِ بن تُرَيْك البَيِّعُ، وَالمُحَدِّث عَلِيّ بن أَحْمَدَ الحُسَيْنِيّ الزَّيْدِيّ القُدْوَة، وَأَبُو المَعَالِي عَلِيّ بن هِبَةِ اللهِ بنِ خَلْدُوْنَ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو المَحَاسِنِ عُمَر بن عَلِيٍّ القُرَشِيّ عَمّ كَرِيْمَة، وَعِيْسَى بن أَحْمَدَ أَبُو هَاشِمٍ الدوشَابِي الهراس، والحافظ أبو بكر ابن خير اللمتوني، والحافظ أبو محمد بن أَبِي غَالِبٍ البَاقدَارِي، وَمنوجهر بن تُركَانشَاه، وَأَبُو محمد المبارك بن علي ابن الطباخ بمكة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 86"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 251".

ابن عساكر

5155- ابن عساكر 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ المُجَوِّدُ، مُحَدِّثُ الشَّامِ، ثِقَةُ الدِّيْنِ، أَبُو القَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ "تَارِيْخِ دِمَشْقَ". نَقَلْتُ تَرْجَمَتَهُ مِنْ خطّ وَلدِه المُحَدِّث أَبِي مُحَمَّدٍ القَاسِم بن عَلِيٍّ، فَقَالَ: وُلِدَ فِي المُحَرَّمِ فِي أَوِّلِ الشَّهْر سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَسَمَّعَهُ أَخُوْهُ صَائِنُ الدِّيْنِ هِبَة اللهِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِ مائة وبعدها، وارتحل إِلَى العِرَاقِ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ، وَحَجّ سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ. قُلْتُ: وَارْتَحَلَ إِلَى خُرَاسَانَ عَلَى طَرِيْق أَذْرَبِيْجَانَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائة. وهو علي بن الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ. فَعَسَاكِرُ لاَ أَدْرِي لَقَبُ مَنْ هُوَ مِنْ أَجدَادِه، أَوْ لَعَلَّهُ اسْمٌ لأَحدِهِم. سَمِعَ: الشَّرِيْف أَبَا القَاسِمِ النَّسِيْبَ، وَعِنْدَهُ عَنْهُ الأَجزَاء العِشْرُوْنَ الَّتِي خَرَّجهَا لَهُ شَيْخُه الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ سَمِعْنَاهَا بالاتصال، وسمع من قوام ابن زَيْدٍ صَاحِبِ ابْنِ هَزَارْمَرْدَ الصَّرِيْفِيْنِيّ، وَمِنْ أَبِي الوَحْشِ سُبَيْعِ بنِ قِيْرَاطٍ صَاحِبِ الأَهْوَازِيِّ، وَمِنْ أَبِي طَاهِرٍ الحِنَّائِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ المَوَازِيْنِيِّ، وَأَبِي الفَضَائِلِ المَاسِحِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي العَلاَءِ المَصِّيْصِيّ، وَالأَمِيْن هِبَة اللهِ بن الأَكْفَانِيِّ، وَعَبْد الكَرِيْمِ بن حَمْزَةَ، وَطَاهِر بن سَهْلٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَخَلْق بِدِمَشْقَ. وَأَقَامَ بِبَغْدَادَ خَمْسَة أَعْوَام، يُحصِّل العِلْم، فَسَمِعَ مِنْ هِبَة اللهِ بنِ الحُصَيْنِ، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الدِّيْنَوَرِيِّ، وقراتكين بن أسعد، وأبي غالب بن البَنَّاءِ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ الطَّبَر، وَأَبِي الحَسَنِ البَارِع، وَأَحْمَد بن مُلُوْك الوَرَّاق، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَبِمَكَّةَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ المِصْرِيّ المُلَقَّب بِالغَزَالِ. وَبِالمَدِيْنَة مِنْ عَبْدِ الخَلاَّقِ بن عَبْدِ الوَاسِعِ الهروي.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 356"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 441"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1094"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 77"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 239-240".

وَبِأَصْبَهَانَ مِنَ الحُسَيْن بن عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل، وغانم بن خالد، وَإِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ الحَافِظ، وَخَلْق. وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الفُرَاوِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ السَّيِّدِيّ، وَزَاهِر الشَّحَّامِيّ، وَعَبْد المُنْعِمِ بن القُشَيْرِيّ، وَفَاطِمَة بِنْت زَعْبَل، وَخَلْق. وَبِمَرْوَ مَنْ: يُوْسُف بن أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ الزَّاهِد، وَخَلْق. وَبِهَرَاةَ مِنْ: تَمِيْمِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ المُؤَدِّبِ، وَعِدَّة. وَبِالكُوْفَةِ مِنْ: عُمَرَ بن إِبْرَاهِيْمَ الزَّيْدِيّ الشَّرِيْف. وَبِهَمَذَانَ وَتِبْرِيْز وَالمَوْصِل. وَعَمِلَ "أَرْبَعِيْنَ" حَدِيْثاً بُلدَانِيَّة. وَعددُ شُيُوْخِهِ الَّذِي فِي "مُعْجَمِهِ" أَلفٌ وَثَلاَثُ مائَةٍ شَيْخٍ بِالسَّمَاعِ، وَسِتَّةٌ وَأَرْبَعُوْنَ شَيْخاً أَنشَدُوْهُ، وَعَنْ مائَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ شَيْخاً بِالإِجَازَةِ، الكُلُّ فِي "مُعْجَمِهِ"، وَبِضْعٌ وَثَمَانُوْنَ امْرَأَةً لَهُنَّ "مُعْجَمٌ" صَغِيْرٌ سَمِعْنَاهُ. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ وَالحِجَازِ وَأَصْبَهَانَ وَنَيْسَابُوْرَ. وَصَنَّفَ الكَثِيْرَ. وَكَانَ فَهِماً حَافِظاً مُتْقِناً ذَكِيّاً بَصِيْراً بِهَذَا الشَّأْن، لاَ يُلحَقُ شَأْؤُه، وَلاَ يُشق غُبَاره، وَلاَ كَانَ لَهُ نَظير فِي زَمَانِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: مَعْمَر بن الفَاخِرِ، وَالحَافِظُ أَبُو العَلاَءِ العَطَّار، وَالحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَابْنه القَاسِم بن عَلِيٍّ، وَالإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ القُرْطُبِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو المَوَاهِبِ بنُ صَصْرَى، وَأَخُوْهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ صَصْرَى، وَقَاضِي دِمَشْق أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ، والحافظ عبد القادر الرهاوي، والمفتي فَخْر الدِّيْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن عَسَاكِرَ، وَأَخوَاهُ زَيْنُ الأُمَنَاءِ حَسَنٌ، وَأَبُو نَصْرٍ عَبْد الرَّحِيْمِ، وَأَخُوْهُم تَاجُ الأُمَنَاءِ أَحْمَدُ، وَوَلَدُهُ العِزُّ النَسَّابَةُ، وَيُوْنُس بن مُحَمَّدٍ الفَارِقِيّ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن نَسِيم، وَالفَقِيْه عَبْد القَادِرِ بن أَبِي عَبْدِ الله البغدادي، والقاضي أبو نصر بن الشِّيْرَازِيِّ، وَعَلِيّ بن حجَاج البَتَلْهِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ القُرَشِيّ ابْن أَخِي الشَّيْخ أَبِي البَيَانِ، وَأَبُو المَعَالِي أَسْعَد، وَالسَّدِيْد مَكِّيّ ابْنَا المُسَلَّمِ بنِ عَلاَّنَ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الكَرِيْمِ بن الهَادِي المُحْتَسِب، وَفَخْر الدِّيْنِ مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ الشِّيْرَجِيّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ وَعَبْد العَزِيْزِ ابْنَا أَبِي طَاهِرٍ الخشوعي، وعبد الواحد بن أحمد ابن أَبِي المَضَاءِ، وَنَصْر اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ فِتْيَانَ الأَنْصَارِيّ، وَعَبْد الجَبَّارِ بن عَبْدِ الغني بن الحرستاني، ومحمد

ابن أَحْمَدَ المَاكِسِيْنِيّ، وَمَحَاسِن بن أَبِي القَاسِمِ الجَوْبَرَانِيّ، وَسَيْف الدَّوْلَةِ مُحَمَّد بن غَسَّانَ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن شُعْلَةَ البَيْتَ سَوَائِيُّ، وَخَطَّابُ بنُ عَبْدِ الكريم المزي، وعتيق ابن أَبِي الفَضْلِ السَّلْمَانِيّ، وَعُمَر بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ البَرَاذعِيّ، وَمُحَمَّد بن رُوْمِيٍّ السَّقْبَانِيّ، وَالرَّشِيْد أَحْمَد بن المَسْلَمَةِ، وَبَهَاءُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ الجُمَّيْزِيّ، وَخَلْق. وَقَدْ رَوَى لِشُيُوْخِي نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِيْنَ نَفْساً مِنْ أَصْحَابِ الحَافِظ أَفردت لَهُم جزءًا. وَكَانَ لَهُ إِجَازَات عَالِيَة، فَأَجَازَ لَهُ مُسْند بَغْدَادَ الحَاجِب أَبُو الحَسَنِ بنُ العَلاَّف، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بَيَان، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ نَبْهَانَ الكَاتِب، وَأَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَدَّاد، وغانم البرجي، وأبو علي الحداد المقرىء، وعبد الغفار الشيروي صاحب القَاضِي أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الحِيْرِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم أَجَازُوا لَهُ وَهُوَ طِفْل. قَالَ ابْنُهُ القَاسِم: رُوِي عَنْهُ أَشيَاء مِنْ تَصَانِيْفه بِالإِجَازَةِ فِي حيَاته وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ فِي الأَرْضِ، وَتَفَقَّهَ فِي حدَاثته عَلَى جَمَال الإِسْلاَمِ أَبِي الحَسَنِ السُّلَمِيّ وَغَيْرِهِ، وَانتفع بصحبَة جدّه لأُمِّهِ القَاضِي أَبِي المُفَضَّل عِيْسَى بن عَلِيٍّ القُرَشِيّ فِي النَّحْوِ، وَعلَّق مَسَائِل مِنَ الخلاَف عَنْ أَبِي سَعْدٍ بنِ أَبِي صَالِحٍ الكَرْمَانِيّ بِبَغْدَادَ، وَلاَزَمَ الدَّرسَ وَالتَّفَقُّهَ بِالنِّظَامِيَّةِ بِبَغْدَادَ، وَصَنَّفَ وَجَمَعَ فَأَحْسَنَ. قَالَ: فَمَنْ ذَلِكَ "تَارِيخُهُ" فِي ثَمَانِ مائة جزء -قلت: الجزء عشرون وَرقَةً، فَيَكُوْنُ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفَ وَرقَةٍ- قَالَ: وَجَمَعَ "المُوَافِقَات" فِي اثْنَيْنِ وَسَبْعِيْنَ جُزْءاً، وَ"عَوَالِي مَالِك"، وَ"الذَّيْل" عَلَيْهِ خَمْسِيْنَ جُزْءاً، وَ"غَرَائِب مَالِك" عَشْرَة أَجزَاء، وَ"المُعْجَم" فِي اثْنَيْ عَشَرَ جُزْءاً -قُلْتُ: هُوَ رِوَايَة مُجرَّدَة لَمْ يُتَرْجِمْ فِيْهِ شُيُوْخَه- قَالَ: وَلَهُ "مَنَاقِبُ الشُّبَّانِ" خَمْسَةَ عَشَرَ جُزْءاً، وَ"فَضَائِل أصحاب الحديث" أحد عشر جزء، "فَضل الجُمُعَة" مُجَلَّد، وَ"تَبْيِين كذب المفترِي فيما نسب إلى الأشعري" مُجَلَّد، وَ"المُسَلْسَلاَت" مُجَلَّد، وَ"السُّبَاعِيَات" سَبْعَة أَجزَاء، "مَنْ وَافقت كُنْيَتُهُ كُنْيَة زوجتِهِ" أَرْبَعَة أَجزَاء، وَ"فِي إِنشَاء دَار السُّنَّةِ" ثَلاَثَة أَجزَاء، "فِي يَوْم المَزِيد" ثَلاَثَة أَجزَاء، "الزَّهَادَة فِي الشَّهَادَة" مُجَلَّد، "طُرُقُ قَبضِ العِلْمِ"، "حَدِيْث الأَطِيط"، "حَدِيْث الهُبُوطِ وَصحَّتُه"، "عَوَالِي الأَوْزَاعِيِّ وَحَالُهُ" جُزآن. وَمِنْ تَوَالِيفِ ابْنِ عَسَاكِرَ اللَّطِيفَةِ: "الخُمَاسِيَّات" جُزء، "السُّدَاسِيَات" جُزء، "أَسْمَاءُ الأَمَاكن الَّتِي سَمِعَ فِيْهَا"، "الخِضَاب"، "إِعزَاز الهِجْرَة عِنْد إِعواز النُّصرَة"، "المَقَالَة الفَاضحَة"، "فَضل كِتَابَة القُرْآن"، "مَنْ لاَ يَكُوْن مُؤتَمناً لاَ يَكُوْن مُؤذِّناً"، "فَضل الكَرَم عَلَى أَهْلِ الحَرَم"، "فِي حَفرِ الخَنْدَق"، "قَوْلُ عُثْمَان: مَا تَغَنَّيتُ"، "أَسْمَاء صحَابَة المُسْنَدِ"،

"أَحَادِيْثُ رَأْسِ مَالِ شُعْبَةَ"، "أَخْبَارُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ"، "مُسلسل العِيْدِ"، "الأُبْنَةُ"، "فَضَائِلُ العَشْرَةِ" جُزآنِ، "مَنْ نَزَلَ المِزَّةَ"، "فِي الرَّبوَةِ وَالنَّيربِ"، "في كفر سوسية"، "رواية أَهْلِ صَنْعَاءَ"، "أَهْل الحِمرِيين"، "فَذَايَا"، "بَيْت قُوفَا"، "البَلاَط"، "قَبْر سَعْد"، "جِسْرِيْن"، "كفر بَطنَا"، "حرستَا"، "دُومَا مَعَ مِسْرَابَا"، "بَيْت سَوَا"، "جَرْكَانَ"، "جَدَيَا وَطَرْمِيس"، "زَمْلَكَا"، "جَوْبَر"، "بَيْت لِهْيَا"، "بَرزَة"، "مَنِيْنَ"، "يَعقُوبَا"، "أَحَادِيْثُ بَعْلَبَكَّ"، "فَضل عَسْقَلاَن"، "القُدْس"، "المَدِيْنَة"، "مَكَّة"، كِتَاب "الجِهَاد"، "مُسْنَدُ أَبِي حَنِيْفَةَ وَمَكْحُوْلٍ"، "العَزلُ" وَغَيْر ذَلِكَ، وَ"الأَرْبَعُوْنَ الطّوَال" مُجيليد، وَ"الأَرْبَعُوْنَ البَلَديَة" جُزْء، وَ"الأَرْبَعُوْنَ فِي الجِهَادِ"، وَ"الأَرْبَعُوْنَ الأَبْدَال"، وَ"فضل عَاشُورَاء" ثَلاَثَة أَجزَاء، وَ"طرق قبض العِلْم" جُزْء، كِتَاب "الزلاَزل" مجيليد، "المصَاب بِالوَلَد" جُزْآنِ، "شُيُوْخ النَّبَل" مُجيليد، "عَوَالِي شُعْبَةَ" اثْنَا عَشرَ جُزْءاً، "عَوَالِي سُفْيَانَ" أَرْبَعَةُ أَجزَاءٍ، "مُعْجَم القُرَى وَالأَمصَار" جُزء، وَسَرَدَ لَهُ عِدَّةَ تَوَالِيفَ. قَالَ: وَأَملَى أربعة مائَة مَجْلِس وَثَمَانِيَة. قَالَ: وَكَانَ موَاظباً عَلَى صَلاَة الجَمَاعَة وَتِلاَوَة القُرْآن، يَخْتِم كُلّ جُمُعَة، وَيَخْتِم فِي رَمَضَانَ كُلّ يَوْم، وَيَعتكَفُ فِي المنَارَة الشَّرْقِيَّة، وَكَانَ كَثِيْرَ النَّوَافل وَالأَذكَار، يُحيِي لَيْلَة النِّصْف وَالعيدين بِالصَّلاَة وَالتسبيح، وَيُحَاسِب نَفْسه عَلَى لحظَة تَذْهَب فِي غَيْر طَاعَة، قَالَ لِي: لَمَّا حَمَلَت بِي أُمِّي، رَأَتْ فِي مَنَامهَا قَائِلاً يَقُوْلُ: تَلِدِينَ غُلاَماً يَكُوْن لَهُ شأن. حدثني أَنَّ أَبَاهُ رَأَى رُؤْيَا مَعْنَاهُ يُولد لَكَ وَلدٌ يُحْيِي الله بِهِ السّنَة، وَلَمَّا عزم على الرحلة، قَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ بنُ قُبَيْس: أَرْجُو أَنْ يُحِيي الله بِك هَذَا الشَّأْن. وَحَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنْتُ يَوْماً أَقرَأُ عَلَى أَبِي الفَتْحِ المُخْتَار بن عَبْدِ الحَمِيْدِ وَهُوَ يَتحدّث مَعَ الجَمَاعَة، فَقَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ الوَزِيْر، فَقُلْنَا: مَا رَأَينَا مِثْله، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، فَقُلْنَا: مَا رَأَينَا مِثْله، حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا هَذَا، فَلَمْ نَر مِثْله. قَالَ القَاسِم: وَحَكَى لِي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الأَنْصَارِيّ الحَنْبَلِيّ، عَنْ أَبِي الحَسَنِ سَعْد الخَيْر قَالَ: مَا رَأَيْتُ فِي سنِّ أَبِي القَاسِمِ الحَافِظ مِثْله. وَحَدَّثَنَا التَّاج مُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَسْعُوْدِيّ، سَمِعْتُ الحَافِظَ أَبَا العَلاَءِ الهَمَذَانِيّ يَقُوْلُ لبَعْض تَلاَمِذته -وَقَدِ اسْتَأَذنه أَنْ يَرحل- فَقَالَ: إِنْ عَرَفْت أُسْتَاذاً أَعْلَم مِنِّي أَوْ فِي الفَضْلِ مِثْلِي، فَحِيْنَئِذٍ آذنُ إِلَيْك أَنْ تُسَافر إِلَيْهِ، اللَّهُمَّ إلَّا أن تسافر إلى الحافظ بن عَسَاكِرَ، فَإِنَّهُ حَافِظ كَمَا يَجِبُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الحَافِظُ? فَقَالَ: حَافِظ الشَّامِ أَبُو القَاسِمِ، يَسكنُ دِمَشْق.. وَأَثْنَى عَلَيْهِ. وَكَانَ يَجرِي ذِكْرُهُ عند ابن شيخه وهو الخطيب أبو الفَضْل بن أَبِي نَصْرٍ الطُّوْسِيّ،

فَيَقُوْلُ: مَا نَعلم مَنْ يَسْتَحقُّ هَذَا اللَّقَب اليَوْم -أَعنِي الحَافِظ- وَيَكُوْن حقيقاً بِهِ سِوَاهُ. كَذَا حَدَّثَنِي أَبُو المَوَاهِبِ بن صَصْرَى. وَقَالَ: لَمَّا دَخَلت هَمَذَان أَثْنَى عَلَيْهِ الحَافِظُ أَبُو العَلاَءِ، وَقَالَ لِي: أَنَا أَعْلَم أَنَّهُ لاَ يُسَاجل الحَافِظ أَبَا القَاسِمِ فِي شَأْنه أَحَد، فَلَو خَالَقَ النَّاس وَمَازجهُم كَمَا أَصْنَع، إِذاً لاجْتَمَعَ عَلَيْهِ المُوَافِق وَالمُخَالِفُ. وَقَالَ لِي أَبُو العَلاَءِ يَوْماً: أَيُّ شَيْءٍ فُتِحَ لَهُ: وَكَيْفَ تَرَى النَّاسَ لَهُ? قُلْتُ: هُوَ بعيد مِنْ هَذَا كُلّه، لَمْ يَشتغل مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً إلَّا بِالجمع وَالتصنِيف وَالتسمِيْع حَتَّى فِي نُزهه وَخلوَاته، فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ، هَذَا ثَمَرَة العِلْم، إلَّا إِنَّا قَدْ حَصَلَ لَنَا هَذِهِ الدَّارُ وَالكُتُب وَالمَسْجَد، هَذَا يَدلّ عَلَى قلّة حُظُوظ أَهْل العِلْمِ فِي بِلاَدكُم. ثُمَّ قَالَ لِي: مَا كَانَ يُسَمَّى أَبُو القَاسِمِ بِبَغْدَادَ إلَّا شعلَة نَار مِنْ تَوقُّده وَذكَائِهِ وَحُسن إِدرَاكه. وَرَوَى زَين الأُمَنَاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ القَزْوِيْنِيّ عَنْ وَالِده مُدَرِّس النِّظَامِيَّة قَالَ: حَكَى لَنَا الفُرَاوِيّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ عَسَاكِرَ، فَقَرَأَ عَلَيَّ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فَأَكْثَر، فَأَضجَرَنِي، وَآليتُ أَنْ أُغلِقَ بَابِي، وَأَمتنعَ، جرَى هَذَا الخَاطر لِي بِاللَّيْلِ، فَقَدم مِنَ الغَدِ شَخْص، فَقَالَ: أَنَا رسول رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيْكَ، رَأَيْتهُ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ: امْضِ إِلَى الفُرَاوِيّ، وَقُلْ لَهُ: إِن قَدِمَ بلدكُم رَجُل مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَسْمَر يَطلب حَدِيْثِي، فَلاَ يَأْخُذْكَ منه ضجر ولا ملل. قال: فَمَا كَانَ الفُرَاوِيّ يَقُومُ حَتَّى يَقُومَ الحَافِظ أَوَّلاً. قَالَ أَبُو المَوَاهِب: وَأَنَا كُنْتُ أُذَاكِرُه فِي خَلَوَاتِهِ عَنِ الحُفَّاظِ الَّذِيْنَ لَقِيَهُم، فَقَالَ: أَمَّا بِبَغْدَادَ، فَأَبُو عَامِرٍ العَبْدَرِيّ، وَأَمَّا بِأَصْبَهَانَ، فَأَبُو نَصْرٍ اليُوْنَارَتِيّ، لَكِن إِسْمَاعِيْل الحَافِظ كَانَ أَشهر مِنْهُ. فَقُلْتُ لَهُ: فَعَلَى هَذَا مَا رَأَى سيدنَا مِثْل نَفْسه. فَقَالَ: لاَ تَقُلْ هَذَا، قَالَ اللهُ -تَعَالَى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النَّجْمُ: 32] . قُلْتُ: فَقَدْ قَالَ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضُّحَى: 11] ، فَقَالَ: نَعَمْ، لَوْ قَالَ قَائِل: إِنَّ عَيْنِي لَمْ تَرَ مِثْلِي لَصَدَقَ. قَالَ أَبُو المَوَاهِبِ: وَأَنَا أَقُوْل: لَمْ أَرَ مِثْله وَلاَ مَنِ اجْتَمَع فِيْهِ مَا اجْتَمَع فِيْهِ مِنْ لُزُوم طرِيقَة وَاحِدَة مُدَّة أَرْبَعِيْنَ سَنَةً مِنْ لُزُوم الجَمَاعَة فِي الخَمْس فِي الصَّفّ الأَوّل إلَّا مِنْ عذر، وَالاعتكَاف فِي رَمَضَانَ وَعشر ذِي الحِجَّةِ وَعدم التَّطَلُّع إِلَى تَحْصِيل الأَملاَك وَبنَاء الدّور، قَدْ أَسقط ذَلِكَ عَنْ نَفْسِهِ، وَأَعرض عَنْ طلب المنَاصب مِنَ الإِمَامَة وَالخطَابَة، وَأَبَاهَا بَعْدَ أَنْ عرضت عَلَيْهِ، وَقِلَّةِ التِفَاتِه إِلَى الأُمَرَاءِ، وَأَخذِ نَفْسه بِالأَمْرِ بِالمَعْرُوف وَالنَّهْي عَنِ المُنْكَر لاَ تَأْخُذُه فِي اللهِ لَوْمَة لاَئِم. قَالَ لِي: لَمَّا عزمت عَلَى التَّحْدِيْث وَاللهِ الْمطلع أَنَّهُ مَا حَمَلَنِي عَلَى

ذَلِكَ حبّ الرِّئَاسَة وَالتَّقَدُّم، بَلْ قُلْتُ: مَتَى أَروِي كُلّ مَا قَدْ سمِعته، وَأَيُّ فَائِدَة فِي كَونِي أُخلِّفُهُ بَعْدِي صَحَائِف? فَاسْتَخرتُ الله، وَاسْتَأْذنت أَعيَان شُيُوْخِي وَرُؤَسَاء البَلَد، وَطُفت عَلَيْهِم، فُكُلٌّ قَالَ: وَمَنْ أَحقّ بِهَذَا مِنْكَ? فَشرعت فِي ذَلِكَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ، فَقَالَ لِي وَالِدِي أَبُو القَاسِمِ الحَافِظُ: قَالَ لِي جَدِّي القَاضِي أَبُو المُفَضَّل لَمَّا قَدَمت مِنْ سفرِي: اجْلِسْ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ هَذِهِ السَّوَارِي حَتَّى نَجلس إِلَيْك، فَلَمَّا عزمت عَلَى الجُلُوْس اتَّفَقَ أَنَّهُ مرضَ، وَلَمْ يُقدَّرْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ الخُرُوجُ إِلَى المَسْجَد ... إِلَى أَنْ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ القَاسِم: وَكَانَ أَبِي -رَحِمَهُ اللهُ- قَدْ سَمِعَ أَشيَاء لَمْ يُحصِّلْ مِنْهَا نُسَخاً اعتمَاداً عَلَى نسخ رفِيقه الحَافِظ أَبِي عَلِيٍّ بنِ الوَزِيْر، وَكَانَ مَا حَصلَه ابْن الوَزِيْر لاَ يُحصله أَبِي، وَمَا حَصلَه أَبِي لاَ يُحصله ابْن الوَزِيْر، فَسَمِعْتُ أَبِي لَيْلَة يَتحدّث مَعَ صَاحِب لَهُ فِي الجَامِع، فَقَالَ: رحلتُ وَمَا كَأَنِّيْ رحلتُ، كُنْت أَحسب أَنَّ ابْنَ الوَزِيْر يَقدَمُ بِالكُتُب مِثْل الصَّحِيْحَيْنِ وَكُتُبِ البَيْهَقِيّ وَالأَجزَاء، فَاتَّفَقَ سُكنَاهُ بِمَرْوَ، وَكُنْت أُؤمل وُصُوْل رفِيق آخر لَهُ يُقَالَ لَهُ: يُوْسُف بن فَارّوا الجَيَّانِيّ، وَوُصُوْل رَفِيقنَا أَبِي الحَسَنِ المُرَادِيّ، وَمَا أَرَى أَحَداً مِنْهُم جَاءَ، فَلاَ بُدَّ مِنَ الرّحلَة ثَالِثَةً وَتَحصيل الكُتُب وَالمهمَات. قَالَ: فَلَمْ يَمض إلَّا أَيَّام يَسِيْرَة حَتَّى قَدِمَ أَبُو الحَسَنِ المُرَادِيّ، فَأَنْزَلَهُ أَبِي فِي مَنْزِلنَا، وَقَدِمَ بِأَرْبَعَة أَسفَاط كتب مَسْمُوْعَة، فَفَرح أَبِي بِذَلِكَ شدِيداً، وَكفَاهُ الله مُؤنَة السَّفَر، وَأَقْبَلَ عَلَى تِلْكَ الكُتُب، فَنسخ وَاستنسخَ وَقَابَلَ، وَبَقِيَ مِنْ مَسْمُوْعَاته أَجزَاء نَحْو الثَّلاَث مائَة، فَأَعَانه عَلَيْهَا أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، فَنقل إِلَيْهِ مِنْهَا جُمْلَةً حَتَّى لَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ أَكْثَر مِنْ عِشْرِيْنَ جُزْءاً، وَكَانَ كُلَّمَا حصل لَهُ جُزْء مِنْهَا كَأَنَّهُ قَدْ حصل عَلَى ملك الدُّنْيَا. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْت بِخَطِّ مَعْمَر بن الفَاخِرِ في "معجمه": أخبرني أَبُو القَاسِمِ الحَافِظُ إِمْلاَءً بِمِنَى وَكَانَ مِنْ أَحْفَظ مَنْ رَأَيْتُ وَكَانَ شَيْخنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِمَام يُفضله عَلَى جَمِيْع مَنْ لقينَاهُم، قَدِمَ أَصْبَهَان وَنَزَلَ فِي دَارِي، وَمَا رَأَيْتُ شَابّاً أَحْفَظَ وَلاَ أَورعَ وَلاَ أَتقنَ مِنْهُ، وَكَانَ فَقِيْهاً أَدِيباً سَنِيّاً، سَأَلتُه عَنْ تَأَخُّره عَنِ الرّحلَة إِلَى أَصْبَهَانَ، قَالَ: اسْتَأَذنتُ أُمِّي في الرحلة إليها، فما أذنت. وقال السَّمْعَانِيُّ: أَبُو القَاسِمِ كَثِيْرُ العِلْمِ، غزِيْر الفَضْل، حَافِظ مُتْقِن، ديِّن خَيِّر، حسن السَّمْت، جَمع بَيْنَ مَعْرِفَة المُتُوْنِ وَالأَسَانِيْد، صَحِيْح القِرَاءة، متثبِّت مُحتَاط ... إِلَى أَنْ قَالَ: جَمع مَا لَمْ يَجْمَعْهُ غَيْرُهُ، وَأَرْبَى عَلَى أَقرَانِهِ، دَخَلَ نَيْسَابُوْرَ قَبْلِي بِشَهْرٍ، سَمِعْتُ مِنْهُ، وَسَمِعَ مِنِّي، وَسَمِعْتُ منه معجمه، وحصل لي بدمشق نسخة به، وَكَانَ قَدْ شَرَعَ فِي التَّارِيْخِ الكَبِيْرِ لِدِمَشْقَ، ثُمَّ كَانَتْ كُتُبُه تَصِلُ إِلَيَّ، وَأُنفذُ جَوَابَهَا.

سَمِعْتُ الحَافِظُ عَلِيّ بن مُحَمَّد يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الحَافِظُ أَبَا مُحَمَّدٍ المُنْذِرِيّ يَقُوْلُ: سَأَلت شَيْخنَا أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بن المُفَضَّلِ الحَافِظ عَنْ أَرْبَعَة تَعَاصرُوا، فَقَالَ: مَنْ هُم ? قُلْتُ: الحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ، وَالحَافِظ ابْن نَاصِر، فَقَالَ: ابْنُ عَسَاكِرَ أَحْفَظ. قُلْتُ: ابْنُ عَسَاكِرَ وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ? قَالَ: ابْنُ عَسَاكِرَ. قُلْتُ: ابْنُ عَسَاكِرَ وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ? فَقَالَ: السِّلَفِيّ شَيْخنَا، السِّلَفِيُّ شَيْخنَا. قُلْتُ: لَوَّحَ بِأَنَّ ابنَ عَسَاكِرَ أَحْفَظ، ولكن تأدب مع شيخه، وقال لفظًا مُحْتَمَلاً أَيْضاً لِتفْضِيْلِ أَبِي طَاهِرٍ، فَاللهُ أَعْلَمُ. وَبَلَغَنَا أَنَّ الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ المَقْدِسِيَّ بَعْد مَوْتِ ابْن عَسَاكِرَ نَفَّذ مَنِ اسْتَعَار لَهُ شَيْئاً مِنْ تَارِيْخِ دِمَشْقَ، فَلَمَّا طَالعه، انْبَهَرَ لِسعَة حِفْظ ابْن عَسَاكِرَ، وَيُقَالُ: نَدِمَ عَلَى تَفويت السَّمَاع مِنْهُ، فَقَدْ كَانَ بَيْنَ ابْن عَسَاكِرَ وَبَيْنَ المَقَادِسَةِ وَاقِعٌ، رَحِمَ اللهُ الجَمِيْع. وَلأَبِي عَلِيٍّ الحُسَيْن بن عَبْدِ اللهِ بنِ رَوَاحَة يَرْثِي الحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ: ذَرَا السَّعْيَ فِي نَيلِ العَلَى وَالفَضَائِل ... مَضَى مَنْ إِلَيْهِ كان شدّ الرّواجل وَقُولاَ لِسَارِي البَرْقِ إِنِّيْ نَعَيتُه ... بِنَارِ أَسَىً أَوْ دَمْعِ سحبٍ هَوَاطلِ وَمَا كَانَ إلَّا البَحْرَ غَارَ وَمَنْ يُرِدْ ... سَوَاحِلَهُ لَمْ يَلْقَ غَيْرَ جَدَاوِلِ وَهَبْكُمْ رَوَيتُم عِلْمَه عَنْ رُوَاته ... وَلَيْسَ عَوَالِي صَحبِه بِنَوازِلِ فَقَدْ فَاتَكُم نورُ الهُدَى بِوَفَاتِهِ ... وَعزُّ التُّقَى مِنْهُ وَنُجْحُ الوَسَائِلِ خَلتْ سُنَّةُ المُخْتَارِ مِنْ ذَبِّ نَاصِرٍ ... فَأَقْرَبُ مَا نَخشَاهُ بِدعَة خَاذِلِ نَحَا لِلإِمَامِ الشَّافِعِيِّ مَقَالَةً ... فَأَصْبَح شَافِي عَيِّ كُلِّ مُجَادِلِ وَسدَّ مِنَ التَّجسيمِ بَابَ ضلالةٍ ... وَردَّ مِنَ التَّشبيه شُبهَةَ بَاطِلِ. قُتل نَاظمُهَا عَلَى عكَا سَنَة خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ. وَمِنْ نَظْمِ الحَافِظِ أَبِي القَاسِمِ: أَلاَ إِنَّ الحَدِيْث أَجَلُّ علمٍ ... وَأَشرفُه الأَحَادِيْث العَوَالِي وَأَنفعُ كُلُّ نوعٍ مِنْهُ عِنْدِي ... وَأَحْسَنُه الفَوَائِدُ وَالأَمَالِي فَإِنَّكَ لَنْ تَرَى لِلْعِلْمِ شَيْئاً ... تُحَقِّقُه كَأَفْوَاهِ الرِّجَالِ

فَكُنْ يَا صَاحِ ذَا حرصٍ عَلَيْهِ ... وَخُذهُ عَنِ الشُّيُوْخِ بِلاَ مَلاَلِ وَلاَ تَأْخُذْه مِنْ صحفٍ فَتُرمَى ... مِنَ التَّصحيفِ بِالدَّاءِ العُضَالِ وَلَهُ: أَيَا نَفُْس وَيْحَكِ جَاءَ المَشِيْب ... فَمَاذَا التّصابي وماذا الغزل تَولَّى شَبَابِي كَأَنْ لَمْ يَكُنْ ... وَجَاءَ مَشِيبِي كَأَنْ لَمْ يَزَلْ كَأَنِّيْ بِنَفْسِي عَلَى غرّةٍ ... وَخَطْبُ المَنُوْنِ بِهَا قَدْ نَزلْ فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مِمَّنْ أَكُوْن ... وَمَا قدَّر اللهُ لِي فِي الأَزَلْ. وَلابْنِ عَسَاكِر شِعْرٌ حسن يُملِيه عَقِيب كَثِيْرٍ مِنْ مَجَالِسه، وَكَانَ فِيْهِ انجمَاع عَنِ النَّاس، وَخَير، وَتَركٌ لِلشهَادَاتِ عَلَى الحُكَّام وَهَذِهِ الرعونَات. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَة إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ لَيْلَة الاثْنَيْن حَادِي عشر الشَّهْر، وَصَلَّى عَلَيْهِ القُطْب النَّيْسَابُوْرِيّ، وَحضره السُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ، وَدُفن عِنْد أَبِيْهِ بِمَقْبَرَة بَاب الصَّغِيْر. أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ أَحْمَدَ اليُوْنِيْنِيّ بِبَعْلَبَكَّ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، أَخْبَرَنَا القَاضِي عَبْد الوَاحِدِ بن أَحْمَدَ بنِ أَبِي المَضَاءِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ بقِرَاءة الحَافِظ أَبِي مُوْسَى المَقْدِسِيّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الشَّافِعِيّ إِمْلاَءً بِبَعْلَبَكَّ سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَة، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بِأَصْبَهَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّد بن الفَيْضِ، وَالحُسَيْن بن عَبْدِ اللهِ الرَّقِّيّ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ هِشَامِ بنِ يَحْيَى الغَسَّانِيّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عن عروة بن رويم اللَّخْمِيّ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَ ذَا وُصلَةٍ لأَخِيْهِ المُسْلِمِ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ فِي تَبْلِيْغِ بِرٍّ أَوْ تَيْسِيْرِ عَسِيْرٍ، أَعَانَهُ اللهُ عَلَى إجازة الصراط يوم دحض الأقدام"1.

_ 1 ضعيف جدا: أخرجه ابن حبان "2069"، والطبراني في "الصغير" "451"، وفي "الأوسط" "3601"، وفي "مكارم الأخلاق" "132"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "530" و"531" من طرق عن إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، به. قلت: إسناده ضعيف جدا، آفته إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، قال أبو حاتم وأبو زرعة: كذاب، وذكره ابن حبان في "الثقات" كعادته في توثيق المجاهيل والمجروحين.=

أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بِقِرَاءتِي، أَخْبَرَنَا زَيْنُ الأُمنَاء الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَمِّي الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ النَّسِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيْمِيّ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ القَاسِمِ المَيَانَجِيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ التَّمِيْمِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَاتِمٍ الطَّوِيْل، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إِذَا اشْتَكَى قَرَأَ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ، وَنفث، أَوْ نُفث عَلَيْهِ1. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. أَمَا أَحْمَد بن حَاتِمِ بنِ مَخْشِي، عَنْ مَالِكٍ، فَشيخ بصري، وأما الطويل فبغدادي.

_ =وقد ورد من حديث ابن عمر مرفوعا: عند البيهقي "8/ 167" وإسناده ضعيف جدا، فيه عبد الوهاب بن هشام بن الغاز، قال أبو حاتم: كان يكذب: وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به. وقد ذكرت الحديث في كتابنا [الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة] المجلد الأول ط. مكتبة الدعوة بالأزهر حديث رقم "175"، وقد خرجته بإسهاب فيه فراجعه ثمت تفد علما ثرا يسرا الله طبع بقية مجلداته الأربع وأكثر النفع به وجعله في ميزان حسناتنا بكرمه ومنه وسعة فضله قوله: "وصله": أي موصلا، وقوله: "ادحض": أي زلق. 1 صحيح: أخرجه البخاري "4439"، ومسلم "2192".

ابن شافع

5156- ابن شافع 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُفِيْدُ، مُحَدِّثُ بَغْدَادَ، أَبُو الفَضْلِ، أحمد بن صالح بن شافع بن صالح بنِ حَاتِمٍ، الجِيْلِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ المُعَدَّلُ. وُلِدَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمَّعَهُ أَبُوْهُ مِنْ أبي غالب بن البَنَّاءِ، وَهِبَة اللهِ بن الطَّبرِ، وَهِبَة اللهِ بن عَبْدِ اللهِ الشُّرُوْطِيّ، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ، وَبدر الشِّيْحِيّ. ثُمَّ طلب هُوَ بِنَفْسِهِ، وَتَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ سِبْط الخَيَّاط، وَلاَزَمَ الحَدِيْث، فَأَكْثَر مِنْهُ، وَاقتفَى أَثر ابْن نَاصِر، وحذا حذره، وتخرج به، واستملى له، ثم كان قارىء الحَدِيْث بِمَجْلِس ابْن هُبَيْرَةَ الوَزِيْر. وَكَانَ مَلِيْح الخَطِّ، مُتْقِناً وَرِعاً دَيِّناً، عَلَى سمت السَّلَف، علق "تَارِيخاً" عَلَى السِّنِيْنَ مَا بَيَّضَه. رَوَى عنه: ابن الأخضر، والحافظ عبد الغني، والشيخ المُوَفَّقُ. قَالَ المُوَفَّق: إِمَام ثِقَة حَافِظ، إِمَام فِي السُّنَّةِ، يَقرَأُ قِرَاءة مليحَة بِصَوْت رفِيع. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ حَافِظاً حُجَّة ثَبْتاً وَرِعاً سنيّاً، صَحِيْح النَّقْل، وَقِيْلَ: كَانَ ذَا حلم وسؤدد وصفات حميدة. مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ كَهْلاً، رَحِمَهُ اللهُ. ذَيَّل عَلَى "تَارِيْخ" الخَطِيْبِ عَلَى السِّنِيْنَ إِلَى بَعْد السِّتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَذَكَرَ الحوَادثَ وَالوَفِيَّات. قَالَ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيّ: هُوَ أَحَد العُلَمَاء الأَثْبَاتِ، كتب الكَثِيْر، وَنَال رِئَاسَةً مَعَ علمٍ وَدينٍ وَتثبُّت وإتقان، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 329"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 215".

أبو الخير

قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَالشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: أَخرج إِلَيَّ شَيْخنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَنْبَلِيّ بِأَصْبَهَانَ محضراً فِي أَبِي الخَيْرِ، وَفِيْهِ خطُّ إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل، وَأَبِي نَصْرٍ الغَازِي، وَمُحَمَّد بن أَبِي نَصْرٍ اللَّفْتُوَانِيّ، وَكُوتَاه عَلَيْهِ، وَكلهُم شهدوا أنه لا يحتج بنقله، ولا يقبله قَوْلُه، وَلاَ يُوثَقُ بِهِ فِي ديَانتِهِ وَسُوء سِيرَتِه. وَقَرَأْتُ بِخَطِّ عُبَيْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ الخُجَنْدِيّ سُؤَالاً سَأَلُه الحَافِظَ أَبَا مُوْسَى عَنْ إِجَازَات البَغْدَادِيِّيْنَ لِمَسْعُوْد الثَّقَفِيّ، وَهُم الخَطِيْب، وَابْن المُهْتَدِي بِاللهِ، وَابْن المَأْمُوْن، وَتَمَامُ العَشْرَة، الَّذِيْنَ نَقلهُم عَبْد الرَّحِيْمِ بن مُوْسَى، وَأَحَال عَلَى مَوَاضِع طُلبت، فَلَمْ تُوجد، وَتَكلّم النَّاس فِي ذَلِكَ، وَسَأَلَهُ أَيْضاً عَنْ إِجَازَات ابْن هَاجَرٍ، فَكَتَبَ مَا [نصُّه] : اغْترت الأَغرَارُ بِهَذِهِ الإِجَازَات، وَضيَّعُوا أَوقَاتَهُم فِي القِرَاءةِ بِهَا، وَبتسويف المدعِي لَهَا بِإِظهَارهَا إِلَى أَنْ تحقّق بُطلاَنُهَا بَعْد طول المُدَّة، وَالرُّجُوْعُ إِلَى الحَقِّ أَوْلَى، فَمَنْ قَرَأَ عَلَى الرَّئِيْس مَسْعُوْدٍ بِإِجَازَةِ هَؤُلاَءِ فَقَدْ ضلَّ سَعيُهُ، وَخَابَ أَملُهُ، وَقَدْ أَشْهَدَ الرَّئِيْسُ عَلَى نَفْسِهِ بِبُطلاَنِ بَعْضِهَا. قَالَ الضِّيَاء: سَمِعْتُ الإِمَامَ عَبْدَ اللهِ الجُبَّائِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو الخَيْرِ يَحفظُ صَحِيْحَ البُخَارِيِّ، وَيَقُوْلُ: مَنْ أَرَادَ أن يقرأ المتن حتى أقرأ له الإِسْنَاد، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقرَأَ الإِسْنَاد حَتَّى أَقرَأَ الْمَتْن. وَقَرَأْت بِخَطِّ الشَّيْخ الضِّيَاء: سَمِعْتُ الإِمَام مُحَمَّد بن أَبِي سَعِيْدٍ بِأَصْبَهَانَ يَقُوْلُ: أَرْسَل إِلَيَّ وَلد الحَافِظ أَبِي العَلاَءِ مِنْ هَمَذَان يَسْأَلنِي عَنْ أَبِي الخَيْرِ بن مُوْسَى: مَا صَحَّ عِنْدَك فِيْهِ? فَأَرْسَلت إِلَيْهِ: عِنْدِي دَرْجٌ فِيْهِ جَرْحُه، وَدَرْجٌ فِيْهِ تَعديلُه، وَالتَّعدِيلُ -وَاللهُ أَعْلَمُ- أَقْرَبُ. ثُمَّ قَالَ: لأَنَّه تَكَلَّمَ فِيْهِ الحَافِظُ أَبُو مُوْسَى مِنْ أَجْل إِجَازَاتِ مَسْعُوْدٍ الثَّقَفِيِّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثمان وستين وخمس مائة.

الحاجي

5158- الحاجي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ العَدْل، أَبُو مَسْعُوْدٍ، عَبْدُ الرحيم بن أَبِي الوَفَاءِ عَلِيِّ بنِ حَمْدِ بنِ عِيْسَى الأَصْبَهَانِيُّ الحَاجِّيُّ، سِبْطُ الشَّيْخ غَانِم البَرْجِيّ. سَمِعَ مِنْ: جدّه غَانِم، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَدَّادِ، وَعَبْد الغَفَّارِ بن مُحَمَّدٍ الشِّيْرَوِيّ -ارْتَحَلَ إِلَيْهِ- وَأَبِي القاسم بن الحصين، وأبي العز بن كادش، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَابْن عَسَاكِرَ، وَعَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ، وَطَائِفَة، وَبِالإِجَازَة: ابْن اللَّتِّيِّ، وَكَرِيْمَة الزُّبَيْرِيَّة. وَعَاشَ بِضْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: شَابّ كيس متودد، حَسَن السِّيْرَةِ، لَهُ أُنسه بِالحَدِيْثِ، وَهُوَ أَحَد الشُّهُود المُعدَّلين. قُلْتُ: سَمِعَ مِنْهُ ابْن عَسَاكِرَ "المُعْجَم الكَبِيْر" لِلطَّبَرَانِيِّ. تُوُفِّيَ فِي الثَّانِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَوَّال سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 193"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 217" ووقع عنده [علي بن أحمد] بدل [علي بن حمد] .

أبو رشيد، البروي

أبو رشيد، البروي: 5159- أبو رشيد 1: الشَّيْخُ الكَبِيْرُ المُعَمَّرُ، عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، أَبُو رَشِيْدٍ، الأَصْبَهَانِيُّ، مِنْ بَقَايَا أَصْحَاب الرَّئِيْس الثَّقَفِيّ، وَأَحْمَد بن أَشْتَةَ. عَاشَ نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. أَجَازَ لابْنِ اللَّتِّيّ، وَكَرِيْمَة. وَسَمِعَ مِنْهُ أَحَادِيْث: ابْنُ نَظيف مُحَمَّد بن مَحْمُوْدٍ الوَاعِظ الهَمَذَانِيّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي سَعِيْدٍ الأَدِيْب الأَصْبَهَانِيّ، ومحمد بن محمد بن محمد بن المقرىء، وَأَخُوْهُ أَحْمَد، وَمُحَمَّد بن أَبِي الحَسَنِ القَصَّار، والحسين بن الحسن الكوسج، الأصبهانيون. 5160- البروي 2: مُفْتِي الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ سَعْدٍ، الفَقِيْهُ الخُرَاسَانِيُّ الوَاعِظُ، صَاحِبُ التَّعْلِيقَةِ فِي الخِلاَفِ. وَهُوَ أَكْبَرُ أَصْحَابِ ابْنِ يَحْيَى. أَلَّفَ جَدَلاً مَشْهُوْراً، وَاشْتَغَلُوا بِهِ. قَدِمَ بَغْدَادَ، وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ كَثِيْراً، فَمَاتَ بَعْدَ أَشهُرٍ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ خَمْسُوْنَ سَنَةً. وَقَدْ درَّسَ بِالبَهَائِيَّةِ، وكان أحد الأذكياء.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "4/ 248". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 338"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 592" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 224"، ووقع في المنتظم [أبو المظفر] ، وفي الشذرات [أبو حامد] بدل [أبو منصور] .

الجبريلي، ابن العصار

الجبريلي، ابن العصار: 5161- الجبريلي 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو أَحْمَدَ، أَسَعْدُ بنُ بلدرك بنِ أَبِي اللِّقَاءِ الجِبْرِيْلِيُّ البَوَّابُ. وُلِدَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ وَهُوَ كَبِيْر مِنْ أَبِي الخَطَّابِ بن الجَرَّاحِ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ العَلاَّفِ. وَعَنْهُ: ابْنُ الأَخْضَرِ، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَالبَهَاء عَبْد الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بنُ المَنِّيِّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وسبعين وخمس مائة. 5162- ابن العصار 2: العَلاَّمَةُ الأَدِيْبُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ الحَسَنِ السُّلَمِيُّ، ثُمَّ العَبَّاسِيُّ الرَّقِّيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ اللُّغَوِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الغَنَائِمِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَأَبِي العز بن كادش. وَطَلَبَ الحَدِيْثَ، وَقرَأَ كَثِيْراً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الفُتُوْحِ بنُ الحُصْرِيِّ وَغَيْرهُ. وَكَانَ عَجَباً فِي اللُّغَة، ثَبْتاً فِي النَّقلِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: لَمْ يَكُنْ لَهُ عيب سِوَى تَقنِيطِه عَلَى نَفْسِهِ، وَلَهُ فِي ذَلِكَ حِكَايَاتٌ، وَخَلَّفَ مَالاً طائلًا.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 246"، ووقع عنده [أحمد بن أسعد] بدل [أبو أحمد أسعد] . 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 257"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 175".

قُلْتُ: أَخَذَ عَنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ بنِ الجَوَالِيْقِيِّ، وَبِمِصْرَ عَنْ صَاحِب الإِنشَاءِ أَبِي الحَجَّاجِ يُوْسُفَ بنِ الخَلاَّلِ. وَكَانَ مَلِيْحَ الخَطِّ، أَنِيقَ الضَّبْطِ، سَافرَ فِي التِّجَارَةِ، ثُمَّ تَصَدَّرَ لِلإِفَادَةِ، وَأَقرَأَ كتب الأَدب، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ قَوِيَّةٌ بِالنَّحْوِ، وَكَانَ يَأْخذُ بِمِصْرَ النَّحْوَ عَنِ ابْنِ بَرِّيٍّ، وَكَانَ ابْنُ بَرِّيٍّ يَسْتَفِيدُ مِنْهُ اللُّغَةَ، وَكَانَ يَحفظُ مِنْ أَشعَارِ العَرَبِ مَا لاَ يُوْصَفُ. وَهُوَ خَالُ المُحَدِّثِ أَحْمَدَ بنِ طَارِقٍ الكَرْكِيِّ. مَاتَ فِي ثَالِثِ المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: السِّلَفِيُّ، وَأَبُو الضِّيَاءِ بَدْرٌ الجذَادَاذِي رَاوِي "الصَّحِيْح"، وَشَمْس الدَّوْلَة تُوْرَانْشَاه بنُ أيوب، وأبو المفاخر سعيد بن الحُسَيْنِ المَأْمُوْنِيُّ، وَأَبُو المَعَالِي عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ صَابِرٍ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ يَحْيَى بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَأَبُو الفَهْمِ عَبْد الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي العَجَائِزِ، وَغَازِي بن مَوْدُوْدٍ صَاحِب المَوْصِل، وَأَبُو العِزِّ مُحَمَّد بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَوَاهِبَ بنِ الخُرَاسَانِيِّ.

الحظيري، ابن الدهان

الحظيري، ابن الدهان 5163- الحَظِيْرِيُّ 1: أَبُو المَعَالِي،، سَعْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ قَاسِمٍ، الأَنْصَارِيُّ الوَرَّاقُ الشَّاعِرُ عُرفَ بِدَلاَّلِ الكُتُبِ. صَنّفَ كِتَابَ "زِيْنَةِ الدَّهْرِ وَعُصْرَةِ أَهْلِ العَصْرِ" ذَيَّل بِهِ عَلَى "دُمْيَةِ القَصْرِ" لِلْبَاخَرْزِيِّ، وَلَهُ كِتَاب "لمح المُلح" يَدلّ عَلَى سعَة اطِّلَاعه. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِبَغْدَادَ. وَالحَظِيْرَةُ: مَحلَّة فَوْقُ بِبَغْدَادَ. 5164- ابْنُ الدهان 2: العَلاَّمَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ، سَعِيْدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ الدَّهَّانِ البَغْدَادِيُّ النَّحْوِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ وَهُوَ كَبِيْر من ابن الحصين، وأبي غالب بن البَنَّاءِ. وَشَرَحَ الإِيضَاحَ لأَبِي عَلِيٍّ فِي ثَلاَثَة وَأَرْبَعِيْنَ مُجَلَّداً، وَشَرَحَ "اللُّمَعَ". ثُمَّ نَزَلَ المَوْصِلَ، وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ، وَبَالَغَ الجَوَادُ فِي إِكرَامِه، وَقرَّر لَهُ. قَالَ القِفْطِيُّ: ذهب إِلَى أَصْبَهَانَ، وَاستفَاد من كتبها، وقد غرقت كتبه بِبَغْدَادَ فِي غَيبتِه، ثُمَّ نُقِلَتْ إِلَيْهِ إِلَى المَوْصِل، فَشرع فِي تَبخيرهَا بِاللاَّذن ليقْطع ريحها الرديء، فطلع ذلك إلى رأسه، وأحد لَهُ العَمَى. وَلَهُ كِتَابُ سَرِقَات المُتَنَبِّي مُجَلَّد، وَكِتَاب "التَّذْكِرَة" سَبْع مُجَلَّدَاتٍ. قَالَ العِمَاد الكَاتِب: هُوَ سِيْبَوَيْه عَصرِهِ، وَوحيدُ دَهْرِهِ، لَقِيْتُهُ وَكَانَ حِيْنَئِذٍ يُقَالُ: نُحَاةُ بَغْدَادَ أَرْبَعَةٌ: ابْنُ الجَوَالِيْقِيّ، وَابْنُ الشَّجَرِيِّ، وَابْن الخَشَّاب، وَابْن الدَّهَّانِ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: لَقبه نَاصِح الدِّيْنِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ تسع وستين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 341"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 259". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 265"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 72"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 233".

عبد النبي

5165- عَبْدُ النَّبِيِّ 1: ابنُ المَهْدِيِّ عَلِيِّ بنِ مَهْدِيٍّ. كَانَ أَبُوْهُ قَدْ وَعظَ، وَاشْتَغَل، وَدَعَا إِلَى نفسه، وجرت له أمور، وَغلبَ عَلَى اليَمَنِ، وَعسف وَظلم، وَفجر، وَشقَّق بُطُوْن الحبالَى، وَتَمرَّد عَلَى اللهِ، وَكَانَ مِنْ دُعَاة البَاطِنِيَّة، فَقصمه الله سَنَةَ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ. فَقَامَ بَعْدَهُ عَبْد النَّبِيّ هَذَا، فَفَعَل كَأَبِيْهِ، وَسبَى الحرِيْم، وَتزَنْدَق، وَبَنَى عَلَى قَبْر أَبِيْهِ المَهْدِيّ قُبَّة عَظِيْمَة، وَزخرفهَا، وَعَمِلَ أَسْتَار الحَرِيْر عَلَيْهَا وَقَنَادِيْل الذَّهَبِ، وَأَمر النَّاس بِالحَجّ إِلَيْهَا، وَأَنْ يَحمِلَ كُلُّ أَحَدٍ إِلَيْهَا مَالاً، وَلَمْ يَدَعْ أَحَدٌ زِيَارَتَهَا إلَّا وَقَتَلَهُ، وَمَنَعهُم مِنْ حَجَّ بَيْت الله، فَتَجَمَّع بِهَا أَمْوَال لاَ تُحصَى، وَانهمك فِي الفوَاحش إِلَى أَنْ أَخَذَهُ الله عَلَى يَد شَمْسِ الدَّوْلَةِ أَخِي السُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ، عذَّبه، ثُمَّ قَتَلَهُ، وَأَخَذَ خَزَائِنه، فَلله الْحَمد عَلَى مصرع هَذَا الزِّنْدِيْق، وَكَانَ ذَلِكَ فِي قرب سَنَة سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فَإِنَّ مُضِيَّ شَمْس الدَّوْلَةِ تُوْرَانَ شَاه إِلَى اليَمَنِ وَأَخْذِهَا كَانَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ، فَأَسر هَذَا المُجرمَ، وَشَنَقَهُ، وَتَملَّكَ زَبِيْدَ وَعَدَنَ وَصَنْعَاءَ. وَلِعَبْدِ النَّبِيِّ أَخْبَارٌ فِي الجَبَرُوْتِ وَالعُتُوِّ، فلا رحمه الله.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهر لابن تغري بردي "6/ 69 و72 و73"وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 234".

الطاهري، ابن النعمة

الطاهري، ابن النعمة: 5166- الطاهري: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، أَبُو المَكَارِمِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ، الخُزَاعِيُّ الحَرِيْمِيُّ. سَمِعَ الحُسَيْن بن البُسْرِيِّ، وَشُجَاعاً الذُّهْلِيّ، وَأَبَا العِزِّ بن المُخْتَارِ وعدة. وَعَنْهُ: ابْنُ الأَخْضَر، وَأَحْمَد بن البَنْدَنِيْجِيّ، وَابْن السَّمْعَانِيّ. وَكَانَ مِنْ أَعيَان التُّجَّار. حَدَّثَ بِخُرَاسَانَ، وَرَوَى عَنْهُ الشَّيْخ المُوَفَّق. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5167- ابْنُ النعمة 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، ذُو الفُنُوْنِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَلَفِ بن مُحَمَّدِ بنِ النِّعْمَةِ، الأَنْصَارِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ المَرِيِّيُّ، شَيْخُ بَلَنْسِيَةَ. أَخَذَ عَنِ الإِمَامِ أَبِي الحَسَنِ بنِ شَفِيْعٍ، وَعَبَّاد بن سَرْحَانَ. وَقَدِمَ بِهِ أَبُوْهُ إِلَى بَلَنْسِيَة سَنَة سِتٍّ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَتلاَ بِهَا عَلَى مُوْسَى بن خَمِيْس، وَاختص بِهِ. وَرَوَى عَنْ أَبِي بَحْر بن العَاصِ، وَخُلَيْص بن عَبْدِ اللهِ. وَتَفَقَّهَ بقُرْطُبَة عَلَى أَبِي الوَلِيْدِ بنِ رُشْدٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الحَاجِّ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عَتَّاب، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ سُكَّرَةَ، وَعِدَّة. تَصَدَّرَ لإِقْرَاء القِرَاءات وَالفِقْه وَالنَّحْو وَالحَدِيْث. قَالَ الأَبَّار: كَانَ عَالِماً مُتْقِناً، حَافِظاً لِلْفقه وَالتَّفَاسِيْر وَمَعَانِي الآثَار، مقدَّماً فِي عِلمِ اللِّسَان، فَصِيْحاً مُفَوَّهاً، وَرِعاً فَاضِلاً، معظمًا، لين الجَانبِ، وَلِي الشُّوْرَى وَخِطَابَةَ بَلَنْسِيَة مُدَّة، وَانتهت إليه رئاسة الإقراء والفتوى، له كتاب زي الظمآن في تفسير القرآن، كبير، وشرح سُنَن النَّسَائِيّ، بَلغَ فِيْهِ الغَايَة مِنَ الاحْتِفَال وَالإِكثَار، وَأَخْبَرَنَا عَنْهُ جَمَاعَة، وَهُوَ خَاتِمَة العُلَمَاءِ بِشرقِ الأَنْدَلُس. تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ رَحِمَهُ الله.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 66"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 223".

البيهقي

5168- البيهقي: الوَزِيْرُ العَلاَّمَةُ، ذُو التَّصَانِيْفِ، شَرَفُ الدِّيْنِ، وَحُجَّةُ الدين أبو الحسن، علي بن أَبِي القَاسِمِ زَيْدِ بنِ أَمِيْركَ الأَنْصَارِيُّ، الأَوسِيُّ، الخُزَيْمِيُّ -نِسبَة إِلَى خُزَيْمَةَ بنِ ثَابِتٍ- البُسْتِيُّ، ثُمَّ البَيْهَقِيُّ. مَوْلِده سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَوَلِيَ قَضَاءَ بَيْهَقَ سَنَة526. قَالَ أَبُو النَّضْرِ الفَامِيُّ: صَدرُ السَّيْف وَالقلم، وَاختَار سُؤْدُده كَنَارٍ فِي العَلَم، نَادرَة الدَّهْر، افْتَتَحَ وِلاَيَة هَرَاة خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَإِلَيه الحلّ وَالعقد. قلت: مدحه الحيص بيص. وَذَكَرَهُ العِمَاد الكَاتِب، فَقَالَ: كَانَ مِنْ أَعيَان الأَنَام، وَأَعْوَان الكِرَام، وَأَجَوَاد الورَى، وَأَطوَاد النُّهَى، حَدَّثَنِي وَالِدِي أَنَّهُ لَمَّا مَضَى إِلَى الرَّيِّ عَقيبَ النّكبَةِ، أَصْبَحَ وَشَرَفُ الدِّيْنِ البَيْهَقِيّ قَدْ قَصَدهُ فِي مَوْكِبِهِ وَهُوَ حِيْنَئِذٍ وَالِي الرَّيِّ، فَنَقَلَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَكَانَ يَترشَّحُ حِيْنَئِذٍ لِوزَارَةِ السُّلْطَانِ سَنْجَرَ. قَالَ: وَأَظُنّ أَنَّهُ نُكِبَ فِي وَاقعَةِ سَنْجَرَ مَعَ الخَطَا، وَكَانَ أَبِي يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَه. قُلْتُ: هُوَ القَائِلُ: يَا خَالِقَ العَرشِ حَمَلْتَ الوَرَى ... لَمَّا طَغَى المَاءُ عَلَى جَارِيَه وَعبدُكَ الآنَ طَغَى مَاؤُه ... فَاحْمِلْهُ يَا رَبِّ عَلَى جَارِيَه وَشعره كَثِيْر سَائِر. قَالَ يَاقُوْت الحَمَوِيُّ: لَهُ كِتَاب "إِعجَاز القُرْآن"، وَ"فَرَائِض"، وَ"أُصُوْل فِقْه"، وَ"مَعَارج نَهج البلاغَة"، وَكِتَاب "إِيضَاح البرَاهين" فِي الأُصُوْل، وَ"إِثْبَات الْحَشْر"، وَ"الوَقيعَة فِي مُنْكَر الشَّرِيعَة" وَ"دِيْوَانُه"، وَتَوَالِيف فِي التَّرسُّل، وَ"غرر الأَمثَال"، وَكِتَاب "الانتصَار مِنَ الأَشْرَار"، وَ"شرح المَقَامَات"، وَ"مَجَامِع الأَمثَال" فِي أَرْبَع مُجَلَّدَاتٍ، وَ"أَطعمَة المَرْضَى" وَكِتَاب "المُعَالجَات الاعتبَارِيَة"، وَكِتَاب "السُّموم" وَ"تَفَاسير العقَاقير"، وَفِي التَّنْجِيم، وَفِي الأَسْطُرْلاَبِ، وَالكرَة، وَالقِرَانَات، وَقَصَصِ الأَنْبِيَاء، وَكِتَاب "الإمارات في شرح الإشارات"، وشرح النُّحَاة، وَ"تَارِيخ بَيْهَق" وَأَشيَاء عِدَّة ذكرهَا يَاقُوْت. مَاتَ بِبَيْهَقَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائة.

ابن البلدي، شيركوه

ابن البلدي، شيركوه: 5169- ابن البلدي 1: وَزِيْرُ المُسْتَنْجِدِ بِاللهِ، أَبُو جَعْفَرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ، مِنْ رِجَالِ الدَّهْرِ سَعْداً وَدهَاءً وَنُبلاً، فَلَمَّا تُوُفِّيَ المُسْتَنْجِدُ، طَلَبوهُ لِلْعزَاءِ، وَلأَخْذِ بَيْعَة المُسْتَضِيْء، فَلَمَّا دَخَلَ أُدخل بَيْتاً، وَقُتِلَ، وَقُطع، وَرُمِي فِي دِجْلَة، وَأَخَذَ البَيْعَة الوَزِيْر الْجَدِيد أَبُو الفَرَجِ ابْنُ رَئِيْس الرُّؤَسَاء. وَكَانَتْ وِزَارَة ابْن البَلَدِيّ سِتّ سِنِيْنَ، فَوَجَدُوا فِي أَورَاقه خطّ الخَلِيْفَة المُسْتَنْجِد يَأْمر ابْن البَلَدِيّ بِالقبض عَلَى ابْنِ رَئِيْس الرُّؤَسَاء وَقُطْب الدِّيْنِ قَيْمَاز، وَكِتَابَةَ الوَزِيْر إِلَى الخَلِيْفَة يَنْهَاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَعلمَا بَرَاءة سَاحتِه، وَنَدِمَا عَلَى قَتلِه، ثُمَّ اقْتصّ الله لَهُ مِنِ ابْنِ رَئِيْس الرُّؤَسَاء وَقُتِلَ. قُتل ابْنُ البَلَدِيّ فِي ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مائة. 5170- شيركوه 2: الملكُ المَنْصُوْرُ، فَاتِحُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ، أَسَدُ الدِّيْنِ شِيرْكُوْه بنُ شَاذِي بنِ مَرْوَانَ بنِ يَعْقُوْبَ الدُّوِيْنِيُّ الكُرْدِيُّ، أَخُو الأَمِيْر نَجْمِ الدِّيْنِ أَيُّوْبَ. مَوْلِدُهُ بِدُوَيْنَ: بليدَة بِطرف أَذْرَبِيْجَانَ مِمَّا يَلِي بِلاَدَ الكُرْجِ -بِضَمِّ أَوَّلِه، وَكَسْرِ ثَانِيهِ- وَيُقَالُ فِي النِّسبَة إِلَيْهَا: دُوَيْنِيّ بِفَتْحِ ثَانِيهِ. نشَأَ هُوَ وَأَخُوْهُ بِتَكْرِيْتَ لَمَّا كَانَ أَبُوْهُمَا شَاذِي نَقيب قلعتهَا، وَشَاذِي بِالعربِي: فَرْحَان، أَصلهُم مِنَ الكُرْد الروَادِيَّة فَخِذ مِنَ الهذبَانِيَّة. وَأَنْكَر طَائِفَة مِنْ أَوْلاَده أَنْ يَكُوْنُوا أَكْرَاداً، وَقَالُوا: بَلْ نَحْنُ عَرَبٌ نَزلنَا فِيهِم، وَتزوّجنَا مِنْهُم. نعم قَدِمَ الأَخوَان الشَّام، وَخدمَا، وَتَنَقَّلَتْ بِهِمَا الأَحْوَال إِلَى أَنْ صَارَ شِيرْكُوْه مِنْ أَكْبَر أُمَرَاء نُوْر الدِّيْنِ، وَصَارَ مقدم جُيُوْشه. وَكَانَ أَحَدَ الأَبْطَال المَذْكُوْرِيْنَ، وَالشجعَان المَوْصُوْفِيْن، تُرعَبُ الفِرَنْج مِنْ ذِكْرِهِ، ثُمَّ جهّزه نُوْر الدِّيْنِ فِي جَيْش إِلَى مِصْرَ لاختلاَل أَمرهَا، وَطَمِعَ الفِرَنْج فِيْهَا، فسار إليها غير مرة، فسلك

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ 233"، وشذرات الذهب لابن العماد "216-217". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 298"، والنجوم الزاهرة "5/ 381 و387-389" وشذرات الذهب "4/ 211".

أَوَّلاً عَلَى طَرِيْق وَادِي الغزلاَن، وَخَرَجَ مِنْ عِنْد إِطفِيح، وَجَهَّزَ وَلدَ أَخِيْهِ صَلاَحَ الدِّيْنِ إلى الإسكندرية، وَجَرَتْ لَهُ أُمُوْر يَطُول شَرحُهَا وَحُرُوْب وَحِصَار، وَأَقْبَلت الفِرَنْج، وَأَحَاطُوا بِبَلْبِيْسَ، وَاسْتبَاحُوهَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، فَاسْتغَاثَ المِصْرِيّونَ بِنُوْرِ الدِّيْنِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِم أَسَد الدِّيْنِ، فَطرد عَنْهُم العَدُوّ، وَدَخَلَ القَاهِرَة، وَتَمَكَّنَ، فَعزم شَاور وَزِيْر مِصْر عَلَى الْفَتْك بِهِ، فَبَادر وَبَتّه، وَاسْتقلَّ بوزَارَة العَاضد، وَدَان لَهُ الإِقْلِيْم، فَبقِي شَهْرَيْنِ، وَبغته الأَجَل بِالخَوَانِيْق شهيداً فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، فَقَامَ فِي الدَّسْتِ بَعْدَهُ صَلاَح الدِّيْنِ، وَلَمَّا ضَايقت الفِرَنْج شِيرْكُوْه مَا كَانُوا يُقْدِمُوْنَ عَلَيْهِ، قَتَلَهُ خَانوقٌ فِي لَيْلَة، وَكَانَ يَعتلُّ بِهِ لِكَثْرَة أَكله اللَّحْم. وَخلَّف وَلَدَه صَاحِب حِمْص نَاصِر الدِّيْنِ وَأَبَا صَاحِبهَا الملكِ المُجَاهِدِ شِيرْكُوْه وَجَدَّ صَاحِبهَا الْملك المَنْصُوْر نَاصِر الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْم. أَخُوْهُ الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ:

نجم الدين أيوب، يوسف بن آدم

نجم الدين أيوب، يوسف بن آدم: 5171- نجم الدين أيوب 1: والد الملوك. وَلِيَ نِيَابَةَ بَعْلَبَكَّ لِلأَتَابَك زِنْكِي، وَأَنشَأَ الخَانكَاه بِهَا، ثُمَّ كَانَ مِنْ أَعيَانِ أُمَرَاءِ دِمَشْقِ، وَلَمَّا تَمَلَّكَ مِصْر وَلدُهُ، أَذن لَهُ نُوْر الدِّيْنِ، فَسَارَ إِلَى ابْنِهِ، فَبَالغ فِي مُلتقَاهُ، وَخَرَجَ لِتلقِّيه الخَلِيْفَةُ الرَّافضِيُّ العَاضد. وَكَانَ مِنْ رِجَالِ العَالَمِ عَقْلاً وَخِبْرَةً. شبَّ بِهِ الْفرس، فَمَاتَ بَعْدَ أَيَّام فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. ثُمَّ نُقل هُوَ وَأَخُوْهُ إِلَى تُربَةٍ بِقُرْبِ الحُجْرَة النَّبويَةِ بَعْد عشر سنين. ولده عِدَّةُ بنِيْنَ وَبنَات رَحِمَهُ اللهُ. 5172- يُوْسُفُ بنُ آدم: ابن محمد بن آدم، المُحَدِّثُ الصَّالِحُ، أَبُو يَعْقُوْبَ المَرَاغِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيّ، من مشايخ السنة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1 ترجمة 107" وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 226- 227".

سَمِعَ مِنَ: الحَافِظ ابْن نَاصِر، وَأَبِي بَكْرٍ بن الزاغوني، وجماعة. وحدث بصحيح مُسْلِمٍ عَنِ الفُرَاوِيّ، مَا أَدْرِي بِالسَّمَاع -وَهُوَ أظهر- أبو بِالإِجَازَةِ? وَسَمِعَهُ مِنْهُ المُحَدِّثَان عَبْد الرَّزَّاقِ الجِيْلِيّ، وَمُحَمَّد بن مَشِّق. وَرَوَى عَنْهُ: الشَّيْخ سلاَمَة الحداد، وهلال بن محفوظ الرسعني، وطائفة. وَحَدَّثَ بِدِمَشْقَ وَبِبَغْدَادَ وَنَصِيْبِيْنَ، وَنسخ الكَثِيْر. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ أَمَّاراً بِالعُرف، دَاعِياً إِلَى الأَثَرِ بزعَارَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ كَثِيْرَ الشَّغب، مُثيراً لِلْفِتَنِ بَيْنَ الطّوَائِف. قَالَ أَبُو الحَسَنِ القَطِيْعِيّ: كَانَ إِذَا بلغه أَن قَاضِياً أَشعرِياً عقد نَكَاحاً، فَسخَ نِكَاحه، وَأَفتَى بِأَنَّ الطَّلاَق لاَ يَقعُ فِي ذَلِكَ النِّكَاحِ، فَأَثَار فِتَناً، فَأَخْرَجَهُ صَاحِب دِمَشْق مِنْهَا، فَسَكَنَ حَرَّان، ثُمَّ تَمَلَّكَها نُوْر الدِّيْنِ، فَالتمَسَ مِنْهُ العَوْد إِلَى دِمَشْقَ لِيَزُورَ أُمَّه، فَأَذِنَ لَهُ بِشَرْط أَنْ لاَ يَدخل البَلَدَ، فَجَاءَ وَنَزَلَ بِكَهفِ آدَمَ، فَخَرَجتْ أُمُّهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ دَخَلَ البَلَدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَخَافَ وَالِيهَا مِنْ فِتَنِهِ، فَأَمَرَهُ بِالعَوْدِ إِلَى حَرَّان، فَعَاد إِلَيْهَا، لَقِيْتُهُ بِهَا، وَكَتَبتُ عَنْهُ. قَالَ: وَبِهَا مَاتَ فِي قُرب رَبِيْع الأَوّل سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: كَانَ فِي سَنَةِ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ قَدْ ضَرَبَ السَّيْفُ البَلْخِيُّ الوَاعِظ أَنفَ يُوْسُف بن آدَمَ بِدِمَشْقَ، فَأَدمَاهُ، فَنفَى نور الدين بن آدَمَ مِنْ دِمَشْقَ، وَكَانَ مِنْ عوَامِّ المُحَدِّثِيْنَ، مَزجِيَّ البِضَاعَة. أَنْبَأَنِي أَحْمَد بن سَلاَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الغَنِيِّ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ آدَمَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ زَيْدٍ الحَمَوِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ ابْن الزَّاغُوْنِيِّ "ح". وَقَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الأَسَدِيّ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا جَدِّي، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيْفِيْنِيّ، أَخْبَرَنَا الكَتَّانِيّ، أَخْبَرَنَا البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُوْنَ أَنْ يُظهِرَ الرَّجُلُ أَحْسَنَ مَا عِنْدَهُ.

ابن عبد، عمارة

ابن عبد، عمارة: 5173- ابن عبد 1: الفَقِيْهُ العَلاَّمَةُ، أَبُو البَرَكَاتِ، الخَضِرُ بنُ شِبْلِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، الحَارِثِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ، مُدَرِّسُ الغَزَاليَّةِ وَالمُجَاهِديَّةِ، وَخَطيبُ دِمَشْقَ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ أَبَا القَاسِمِ النَّسِيْب، وَأَبَا طَاهِرٍ الحِنَّائِيّ، وَسُبَيْعَ بنَ قِيْرَاط، وَعِدَّة. وَتَفَقَّهَ بِجَمَال الإِسْلاَمِ وَغَيْرهِ. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وابنه بهاء الدين، وأبو نصر بن الشِّيْرَازِيِّ، وَجَمَاعَة. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كتب كَثِيْراً مِنَ الفِقْهِ وَالحَدِيْث، وَدرَّس سَنَة ثَمَانِي عَشْرَةَ، وَأَفتَى، وَكَانَ سَدِيْد الفتَاوَى، وَاسِع المَحْفُوْظ، ثَبْتاً، ذَا مُروءة ظَاهِرَة، يَتَكَلَّم فِي الخلاَف وَالأُصُوْل، لَزِمت دَرسه مُدَّة. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وخمس مائة. 5174- عمارة 2: العَلاَّمَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عُمَارَةُ بنُ عَلِيِّ بنِ زيدان الحكمي المذحجي اليَمَنِيُّ الشَّافِعِيُّ الفَرَضِيُّ، الشَّاعِرُ، صَاحِبُ "الدِّيْوَانِ" المَشْهُوْرِ. ولد سنة خمس عشرة وخمس مائة. وتفق بِزَبِيْدَ مُدَّةً، وَحَجّ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَنفذه أَمِيْر مَكَّة قَاسم بن فُلَيْتَةَ رَسُوْلاً إِلَى الفَائِز بِمِصْرَ، فَامْتَدَحه بِهَذِهِ الكَلِمَة: الحمدُ لِلْعِيس بَعْد العَزْم وَالهممِ ... حَمداً يَقوم بِمَا أَولَتْ مِنَ النِّعمِ لاَ أَجحدُ الحَقَّ عِنْدِي لِلرِّكَاب يدٌ ... تَمنَّتِ اللُّجْمَ فِيْهَا رُتْبَةَ الخُطُمِ قَرَّبْنَ بَعْد مَزَار العزِّ مِنْ نَظرِي ... حَتَّى رَأَيْتُ إمام العصر من أمم

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 375"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 205" ووقع عنده [عبد الحارثي] بدل [عبد الواحد الحارثي] . 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 489" ووقع عنده [ريدان] بالراء المهملة بدل [زيدان] بالزاي المعجمة، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 234-235".

فَهَلْ درَى البَيْتُ أَنِّي بَعْد فُرقتِه ... مَا سرتُ مِنْ حرمٍ إلَّا إِلَى حرمِ حَيْثُ الخِلاَفَةُ مضروبٌ سُرَادِقُهَا ... بَيْنَ النَّقِيضَيْنِ مِنْ عفوٍ وَمِنْ نِقَمِ وَلِلإِمَامَةِ أَنوَارٌ مقدّسةٌ ... تَجْلُو البَغِيضَيْنِ مِنْ ظلمٍ وَمِنْ ظُلَمِ وَللنُّبُوَّةِ آياتٌ تَنصُّ لَنَا ... عَلَى الخَفِيَّيْنِ مِنْ حكمٍ وَمِنْ حِكَمِ وَللمَكَارِمِ أعلامٌ تُعلِّمنَا ... مَدحَ الجَزِيلَيْنِ مِنْ بأسٍ ومن كرم وَلِلْعُلَى ألسنٌ تُثْنِي مَحَامِدُهَا ... عَلَى الحَمِيدَيْنِ مِنْ فِعلٍ وَمِنْ شِيَمِ مِنْهَا: لَيْتَ الكَوَاكِبَ تدنُو لِي فَأَنظِمَهَا ... عُقُودَ مدحٍ فَمَا أَرْضَى لَكُم كَلمِي ثُمَّ اسْتَوْطَنَ بَعْدُ مِصْر. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ شَدِيد التَّعَصُّب لِلسُّنَّةِ، أَدِيْباً مَاهراً، رَائِجاً فِي الدَّوْلَة، ثُمَّ تَملك صَلاَح الدِّيْنِ، فَامْتَدَحه، ثُمَّ إِنَّهُ شرع فِي اتِّفَاقٍ مَعَ رُؤسَاء فِي إِعَادَة دَوْلَة العُبيديين، فَنُقل أَمرُهُم إِلَى صَلاَح الدِّيْنِ، فَشنقَ عُمَارَة فِي ثَمَانِيَةٍ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَدْ نُسِبَ إِلَى عُمَارَةَ بَيْتٌ، فَرُبَّمَا وُضِعَ عَلَيْهِ، فَأَفْتَوْا بِقَتْلِهِ، وَهُوَ: قَدْ كَانَ أَوَّلُ هَذَا الأَمْرِ مِنْ رجلٍ ... سَعَى إِلَى أَنْ دَعَوْهُ سَيِّدَ الأُمم وَهُوَ مِنْ بَيْت إِمْرَة وَتَقدُّم مِنْ تَهَائِمِ اليَمَن مِنْ وَادِي وَسَاع يَكُوْن عَنْ مَكَّةَ أَحَدَ عَشَرَ يَوْماً. قَالَ عُمَارَةُ: كَانَ القَاضِي مُحَمَّد بن أَبِي عَقَامَةَ الحفائلي رأس أهل العِلْمِ وَالأَدب بِزَبِيْدَ يَقُوْلُ لِي: أَنْتَ خَارِجِيُّ هَذَا الوَقْت وَسَعيدُه، لأَنَّك أَصْبَحتَ تُعدّ مِنْ أَكَابِر التُّجَّار وَأَهْل الثَّروَة، وَمِنْ أَعْيَانِ الفُقَهَاء الَّذِيْنَ أَفتَوا، وَمِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ الأَدب، فَهَنِيئاً لَكَ. وَحَكَى عُمَارَةُ أَنَّ الصَّالِح بنَ رُزِّيْكٍ فَاوَضَه، وَقَالَ: مَا تَعتقدُ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ? قُلْتُ: أَعْتَقِد أَنَّه لَولاَهُمَا لَمْ يَبْقَ الإِسْلاَمُ عَلَيْنَا وَلاَ عَلَيْكُم، وَأَنَّ مَحَبَّتَهُمَا وَاجِبَة. فَضَحِكَ، وَكَانَ مُرتَاضاً حصيفاً، قَدْ سَمِعَ كَلاَم فُقَهَاءِ السُّنَّة. قُلْتُ: هَذَا حِلمٌ مِنَ الصَّالِح على رفضه.

وَلِعُمَارَةَ فِيْهِ: وَلَوْ لَمْ يَكُنْ يَدْرِي بِمَا جَهلَ الورَى ... مِنَ الفَضْلِ لَمْ تَنفُقْ عَلَيْهِ الفَضَائِلُ لَئِنْ كَانَ مِنَّا قَابَ قوسٍ فَبَينَنَا ... فَرَاسخُ مِنْ إِجْلاَلِهِ وَمَرَاحِلُ وَلَهُ: لِي فِي هَوَى الرَّشَأِ العُذْرِيِّ أَعذَارُ ... لَمْ يَبْقَ لِي مُذْ أَقرَّ الدَّمْعُ إِنْكَارُ لِي فِي القُدودِ وَفِي لَثمِ الخُدودِ وَفِي ... ضَمِّ النُّهودِ لباناتٌ وَأَوطَارُ هَذَا اخْتيَارِي فَوَافِقْ إِن رَضِيتَ بِهِ ... أَوْ لاَ فَدَعْنِي وَمَا أَهوَى وَأَختَارُ لُمْنِي جُزَافاً وَسَامِحنِي مُصَارفَةً ... فَالنَّاسُ فِي دَرَجَاتِ الحُبِّ أطوار وَلَهُ بَيْتٌ كَيِّسٌ فِي العُبيديين: أَفَاعِيلُهُم فِي الجُودِ أَفعَالُ سنّةٍ ... وَإِنْ خَالَفُونِي فِي اعْتِقَادِ التَّشَيُّعِ قُلْتُ: يَا ليتَه تَشيُّعٌ فَقَطْ، بَلْ يَا ليته ترفُّض، وَإِنَّمَا يُقَالُ: هُوَ انحَلاَل وَزَنْدَقَة. وَلِعُمَارَةَ فَضَائِلُ وَأَخْبَار يَطولُ بثُّهَا، سُقت مِنْهَا فِي "تَارِيْخِنَا الكَبِيْرِ". وَصُلِبَ مَعَهُ دَاعِي الدعَاة قَاضِي الدِّيَارِ المِصْرِيَّة أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ الله ابن كامل، وكان صاحب فنون.

العثماني

5175- العثماني 1: القَاضِي، الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَحْيَى بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الوَلِيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدِ بن الدِّيْبَاجِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ الشهيد عثمان بن عَفَّانَ، الأُمَوِيُّ العُثْمَانِيُّ الدِّيْبَاجِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، صَاحِبُ تِلْكَ الفَوَائِدِ الَّتِي نَروِيهَا. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ الفَحَّام، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الرَّازِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ الوَلِيْدِ الطُّرْطُوْشِيّ، وَأَبِي الفضل جعفر بن إسماعيل بن خلف المقرىء، وَعَبْد اللهِ بن يَحْيَى بنِ حَمُّودٍ، وَعِدَّة. وَمَا علمتُه رَحَل. رَوَى عَنْهُ: الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَالحَافِظ عَلِيّ بن المُفَضَّلِ، وَالحَافِظ عَبْد القادر، وحماد الحراني، وجعفر بن علي الهمداني، وَآخَرُوْنَ. وَيُعرفُ فِي زَمَانِهِ بِابْنِ أَبِي اليَابِسِ. قَالَ ابْنُ المُفَضَّلِ: كَانَتْ عِنْدَهُ فُنُوْنٌ عِدَّة، وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَمَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: كَانَ ثِقَةً فِي نَفْسِهِ. وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ الحَرَّانِيّ: رَمَى أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ العُثْمَانِيَّ بِالكَذِبِ، فَذَكَر لِي جَمَاعَة مِنْ أَعيَانِ أَهْل الإِسْكَنْدَرِيَّة أَنَّ العُثْمَانِيَّ كَانَ صَحِيْحَ السَّمَاعَات، ثِقَةً ثبتًا صالحًا متعففًا، يقرىء النَّحْو وَاللُّغَة وَالحَدِيْث، وَسَمِعْتُ جَمَاعَةً يَقُوْلُوْنَ: إِنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: بَيْنِي وَبَيْنَ السِّلَفِيِّ وقفَةٌ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ. قَالَ الأَبَّار: أَكْثَر أَبُو عَبْدِ اللهِ التُّجِيْبِيُّ عَنْ أَبِي الحَجَّاجِ الثَّغْرِيِّ، وَقَالَ: لَمْ أَرَ أَفْضَلَ مِنْهُ، وَلَمْ أَرَ بِالبِلاَدِ المَشْرِقيَّةِ أَفْضَلَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ العُثْمَانِيِّ وَلاَ أَزْهَدَ وَلاَ أَورعَ مِنْهُ. قُلْتُ: خَرَّجَ تِلْكَ الفَوَائِدَ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَحَدَّثَ بِهَا فِي ذَلِكَ الوَقْتِ وَهَلُمَّ جَرّاً. وكان أبوه من علماء الثغر.

_ 1 ترجمته في لسان الميزان "3/ 309"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 80"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 241-242".

ابن بنيمان

5176- ابن بنيمان: الشَّيْخُ العَالِمُ الأَدِيْبُ، الصَّالِحُ المُعَمَّرُ، أَبُو الفَضْلِ، مُحَمَّدُ بنُ بُنَيْمَانَ بنِ يُوْسُفَ، الهَمَذَانِيُّ المُؤَذِّنُ المُؤَدِّبُ، سِبْطُ الحَافِظِ حَمْدِ بنِ نَصْرٍ الأَعْمَشِ. سَمِعَ مِنْ: جَدِّهِ، وَعَبْدُوْسِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدُوْسٍ، وَالسَّلاَّرِ مَكِّيِّ بنِ مَنْصُوْرٍ الكَرَجِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ يَاسِيْنَ، وَسَعْدِ بنِ عَلِيٍّ العِجْلِيِّ المُفْتِي، وَمُحَمَّدِ بنِ جَامِعٍ الجَوْهَرِيِّ القَطَّانِ، وَعَبْدِ الرحمن بن حمد الدوني، وعنده المجتبى وعمل يَوْمٍ وَلَيلَةٍ لابْنِ السُّنِّيِّ عَنِ الدُّوْنِي. وَعَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو المَوَاهِبِ بنُ صَصْرَى، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ الشِّيْرَازِيُّ، وَصَالِحُ بنُ المُعَزِّمِ، وَمُحَمَّدُ بنُ محمد بن الكرابيسي، وأحمد ابن آدَمَ الكَرَابِيْسِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ أَبُو الفَضْلِ الأُشْنَانِيُّ، شَيْخٌ أَدِيْبٌ فَاضِلٌ، جَمِيْلُ الطَّرِيقَةِ، ثِقَةٌ، لَهُ سَمتٌ وَوَقَارٌ وَتَوَدُّدٌ وَصَلاَحٌ، مُكْثِرٌ من الحديث، قَرَأَ الأَدَبَ عَلَى أَبِي المُظَفَّرِ الأَبِيْوَرْدِيِّ، سَمِعْتُ مِنْ لَفْظِهِ كِتَابَ "سُنَنِ التَّحْدِيْثِ" لِصَالِحِ بنِ أَحْمَدَ الهَمَذَانِيِّ، وَ"جُزْءِ الذُّهْلِيِّ". قُلْتُ: تُوُفِّيَ بِهَمَذَانَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ تِسْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً وَأَشهُرٌ.

السلفي

5177- السلفي 1: هُوَ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ المُفْتِي، شَيْخُ الإِسْلاَمِ شَرَف المُعَمِّرِيْنَ، أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأصبهاني الجرواني. وَيُلَقَّبُ جدّه أَحْمَد سِلَفَةَ، وَهُوَ الْغَلِيظ الشفَةِ، وَأَصله بِالفَارِسيَّة سلبَة، وَكَثِيْراً مَا يَمزجُوْنَ البَاء بِالفَاء، فَالسِّلَفِيُّ مُسْتفَاد مَعَ السَّلَفِيّ -بِفَتحتين- وَهُوَ مَنْ كَانَ عَلَى مَذْهَب السَّلَف، وَمِنْهُم: أَبُو بكر عبد الرحمن بن عَبْدِ اللهِ السَّرْخَسِيّ يَرْوِي عَنْ أَبِي الفِتْيَانِ الرَّوَّاسِيّ. وَالسُّلَفِيّ -بِضَمٍّ ثُمَّ فَتحٍ- قَيْس بن الحَجَّاجِ السُّلَفِيّ، وَرَافِع بن عُقَيْبٍ، وَمُحَمَّد بن خَالِدِ بنِ خَلِيّ، وَعَبْد اللهِ بن عَبْدِ الأَعْلَى، وَأَبُو الأَخْيَلِ مِنْ ذُرِّيَّة سُلَفِ بنِ يَقطنَ، وَهُم بَطْنٌ مِنَ الكَلاَعِ، وَالكَلاَع قبيلَة مِنْ حِمْيَر. وَبكسرٍ وَسكُوْنٍ: إِسْمَاعِيْل بن عَبَّادٍ السِّلْفِيّ القَطَّان، عَنْ عَبَّاد الرَّوَاجِنِيّ، مَنْسُوْب إِلَى دَرْبِ السِّلْفِيّ، وَهُوَ مِنْ قطيعَةِ الرَّبِيْع بِبَغْدَادَ. وَبِفَتحَتَيْنِ وَقَافٍ: أَبُو عَمْرٍو أَحْمَد بن روح السلقي، هجاه البحتري. وَبزِيَادَة يَاء: إِسْمَاعِيْلُ بن عَلِيٍّ السَّيْلَقِيّ مِنْ كِبَارِ مَشْيَخَة السِّلَفِيّ صَاحِب التَّرْجَمَة. وُلِدَ الحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ، أَوْ قَبْلهَا بِسَنَةٍ، وَهَذَا مُطَابقٌ لِمَا رَوَاهُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَطِيْعِيّ فِي "تَارِيْخِهِ"، قَالَ: سَمِعْتُ الحَافِظَ عَبْد الغَنِيِّ بن عَبْدِ الوَاحِدِ بَعْد عَوْده مِنْ عِنْد السِّلَفِيّ يَقُوْلُ: سَأَلته عَنْ مَوْلِده، فَقَالَ: أَنَا أَذْكُر قتل نِظَام المُلْكِ -يَعْنِي الوَزِيْرَ الَّذِي وَقَفَ المَدْرَسَة النِّظَامِيَّة بِبَغْدَادَ- وَكَانَ عُمُرِي نَحْو عشر سِنِيْنَ؛ قُتِلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ كتب عَنِّي بِأَصْبَهَانَ أَوّل سَنَة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَأَنَا ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً أَوْ أَكْثَر، أَوْ أَقلّ بِقَلِيْلٍ، وَمَا فِي وَجْهِي شعرَة، كَالبُخَارِيّ -رَحِمَهُ الله- يَعْنِي لَمَّا كتبوا عنه.

_ 1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "2/ 126"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 44"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1082"، وميزان الاعتدال "1/ ترجمة 610"، ولسان الميزان "1/ ترجمة 880"، وتبصير المنتبه "2/ 738".

وَقَالَ الإِمَامُ أَبُو شَامَة: سَمِعْتُ شَيْخَنَا عَلَم الدِّيْنِ السَّخَاوِيّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ يَوْماً أَبَا طَاهِرٍ السِّلَفِيّ يُنشد لِنَفْسِهِ مَا قَالَهُ قَدِيْماً: أَنَا مِنْ أَهْلِ الحدِي ... ثِ وَهُم خَيْر فِئَه جزت تسعين وأر ... جو أن أجوزنّ المائة قَالَ: فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ حقّق الله رَجَاءك، فَعلمتُ أَنَّهُ قَدْ جَاز المائَة، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَدْ ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ السِّلَفِيّ مِمَّنْ نَيّف عَلَى المائَة عَامٍ، حَتَّى إِنَّ تِلْمِيْذَه الوَجِيْهَ عَبْد العَزِيْزِ بنَ عِيْسَى قَالَ: مَاتَ وَلَهُ مائَةٌ وست سنين. وَأَوّل سَمَاعٍ حَضَرَهُ السِّلَفِيّ مُتَفَرِّجاً مَعَ الصِّبْيَانِ مَجْلِسُ رِزْقِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ الحَنْبَلِيّ، إِذْ قَدِمَ عَلَيْهِم رَسُوْلاً أَصْبَهَان، فَقَالَ السِّلَفِيّ فِيمَا قرَأْته عَلَى عَبْدِ المُؤْمِنِ الحَافِظ أَخْبَرْنَا ابْنُ رَوَاج، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، قَالَ: شَاهدتُ رِزْق اللهِ يَوْم دُخُوْله إِلَى البَلَدِ، وَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً كَالعِيْد، بَلْ أَبلغُ فِي المزِيد، وَحَضَرت مَجْلِسه فِي الجَامِع الجورجيرِيّ، وَقَالَ لِي أَحْمَدُ بنُ مَعْمَرٍ العَبْدِيُّ: قَدِ اسْتَجزتُهُ لَكَ فِي جُمْلَةِ مِنْ كَتَبتُ مِنْ صِبيَاننَا. قَالَ السِّلَفِيُّ فِي "مُعْجَم أَصْبَهَان": الوَاعِظَةُ أَرْوَى بِنْت مُحَمَّد هِيَ ابْنَة عَمّ جَدَّتِي فَاطِمَة الشَّعبيَّةِ مقدّمَة الوَاعِظَات، رَأَيْتُهَا وَحَضَرت عِنْدَهَا كَثِيْراً، وَقَدْ سَمِعَتْ مِنْ أَبِي سَعْدٍ المَالِيْنِيِّ، وَالنَّقَّاشِ، وَمَاتَتْ سَنَة ثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَالَ: أَوّل مَنْ سَمِعْتُ مِنْهُ وَكَتَبت عنه محمد بن محمد بن عبد الرحمن المديني، سمع في سنة تِسْع وَأَرْبَع مائَة مِنْ أَحْمَد بن عَبْدِ الرحمن اليَزْدِيّ. وَسَمِعَ السِّلَفِيّ كَثِيْراً مِنَ الرَّئِيْس أَبِي عَبْدِ اللهِ القَاسِمِ بنِ الفَضْلِ الثَّقَفِيِّ، وَلَهُ سَمَاعٌ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَمَاتَ هُوَ وَالمَدِيْنِيّ عَام تِسْعَة وَثَمَانِيْنَ. وَسَمِعَ أَيْضاً بِأَصْبَهَانَ مِنْ رَئِيْس المُؤذنِيْنَ أَبِي مَسْعُوْدٍ مُحَمَّد وَأَحْمَد ابْنَيْ عَبْدِ اللهِ السُّوْذَرْجَانِيّ رَوَيَا لَهُ عَنْ عَلِيِّ بنِ مَيْلَةَ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ: لَمْ يَمُتْ أَحَد مِنْ شُيُوْخِي قَبْلَه، وَلاَ حَدَّثَنَا عَنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ بنِ مِهْرَبزدَ صَاحِب أَبِي عَلِيٍّ الصّحَّاف سِوَاه. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الكَاغَدِيّ عَنْ عَلِيِّ بنِ مَيْلَةَ. وَحَدَّثَ السِّلَفِيّ عَنْ أَبِي مُطِيع مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِدِ الصّحاف صَاحِب ابْنِ مَرْدَوَيْه، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ القُوْسَانِيّ، وَأَبِي طَالِبٍ أَحْمَد بن أَبِي هَاشِمٍ الكُنْدُلاَنِيّ، وَأَحْمَد بن

عَبْدِ الغَفَّارِ بن أَشْتَه، وَإِسْمَاعِيْل بن عَلِيٍّ السَّيْلَقِيّ، وَأَبِي الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ سَلِيْمٍ المُؤَدِّبِ، وَأَبِي الفَتْحِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَدَّادِ -وَتَلاَ عَلَيْهِ إِلَى الخوَاتيمِ- وعبد الرحمن بن مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ النَّصْرِيّ السِّمْسَار -بَقِيَّة أَصْحَاب الجُرْجَانِيّ- وَسَعِيْد بن مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الجَوْهَرِيّ -صَاحِب ابْنِ مَيْلَةَ- وَمَكِّيّ بن مَنْصُوْرٍ الكَرَجِيّ السَّلاَّر -صَاحِب القَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ- وَأَبِي سَعْدٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ المُطَرِّز -وَتَلاَ عَلَيْهِ ختمَة- وَأَبِي الفَتْحِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ الحَارِثِ الأَخْرَم -صَاحِب غُلاَم مُحْسِن- وَالحَافِظ أحمد بن محمد بن الحَافِظ أَبِي بَكْرٍ بنِ مَرْدَوَيْه، وَالحَافِظ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ بُشْرَوَيْه -وَسَمِعَ مِنْهُ "مُعْجَمه"- وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ قُوْلَوَيْه، وَالمُقْرِئ إِسْمَاعِيْل بن الحسن العلوي، وَالمُحَدِّث بُنْدَار بن مُحَمَّدٍ الخُلْقَانِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ بَلِّيْزَة الخِرَقِيّ، وَتَلاَ عَلَيْهِ لِقُنْبُلَ عَنْ قِرَاءته فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ عَلَى ابْنِ زَنْجَوَيْه، وَأَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمٍ المُعَلِّمُ -صَاحِب غُلاَم مُحْسِنٍ- وَأَبِي نَصْرٍ الفَضْل بن عَلِيٍّ الحَنَفِيّ -صَاحِب ابْن مَيْلَةَ- وَأَبِي القَاسِمِ الفَضْل بن عَلِيٍّ السُّكَّرِيّ -صَاحِب أَبِي بَكْرٍ ابْنِ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِيّ- وَفَضْلاَن بن عُثْمَانَ القَيْسِيّ -صَاحِب الذَّكْوَانِيّ أَيْضاً- وَأَبِي عَلِيٍّ المُطَهَّر بن بُطَّةَ -رَوَى عَنِ الحَمَّال- وَلاَحِق بن مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيّ -يَرْوِي عَنِ الفَضْلِ بنِ شَهْرَيَار- وَتَلاَ لقَالُوْنَ أَيْضاً عَلَى أَبِي سَعْدٍ نَصْر بن مُحَمَّدٍ الشِّيْرَازِيّ، صَاحِب أَبِي الفَضْلِ الرَّازِيّ فِي خلقٍ كَثِيْرٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي نُعَيْمٍ وَابْن رِيْذَةَ. وَنَزَلَ إِلَى الحَافِظِ إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل الطَّلْحِيّ، وَالفَضْل بن مُحَمَّدٍ الدَّيْلَمِيّ، وَعِدَّة. وَسَمِعَ مِنَ النِّسَاءِ بِأَصْبَهَانَ، مِنْ أُمِّ سَعْدٍ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، تَروِي عن ابن عبد كويه، وَالجَمَّالِ، وَابْن أَبِي عَلِيٍّ، وَمِنْ أَمَةِ العَزِيْزِ بِنْتِ مُحَمَّدِ بنِ الجُنَيْدِ -سَمِعَتِ الجَمَّالَ- وَمِنْ سَارَةَ أُخْتِ شَيْخِهِ أَبِي طَالِبٍ الكُنْدُلاَنِيّ، وَفَاطِمَة بِنْت مَاجَه -تروِي عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ حَسْنَوَيْه- وَمِنْ لاَمِعَةَ بِنْتِ سَعِيْدٍ البَقَّالِ، وَقَدْ سَمِعُوا مِنْهَا فِي حَيَاةِ أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظِ، فَعمل مُعْجَمَ شُيُوْخِهِ الأَصْبَهَانِيّ فِي مُجَلَّدٍ كَبِيْرٍ. وَارْتَحَلَ، وَلَهُ أَقلُّ مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً، فَدَخَلَ بَغْدَادَ وَلَحِقَ بِهَا أَبَا الخَطَّاب ابْنَ البَطِرِ، وَسَمِعَ مِنْهُ نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ جُزْءاً، كَانَ يَتَفَرَّد بِهَا، فَتَفَرَّد هُوَ بِهَا عَنْهُ؛ كَالدُّعَاء لِلمَحَامِلِيّ، وَالأَجزَاء المَحَامِلِيَّات الثَّلاَثَة. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيْثِيّ، وَالحُسَيْن بن عَلِيِّ بنِ البُسْرِيِّ، وَثَابِت بن بُنْدَار، وَأَبِي سَعْدٍ الحُسَيْن بن الحُسَيْنِ الفَانِيْدِيّ، وَأَبِي مُسْلِمٍ عبد الرحمن بن عُمَرَ السِّمْنَانِيّ، وَعَلِيّ بن مُحَمَّدِ بنِ العَلاَّفِ الحَاجِب، وَعَلِيّ بن الحُسَيْنِ الرَّبَعِيّ، وَأَبِي الخطاب بن الجَرَّاح، وَقَاضِي المَوْصِل أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ وَدْعَانَ صَاحِب تِيك الأَرْبَعِيْنَ المَكْذُوْبَة، والمبارك بن عبد الجبار بن الطيوري، وجعفر بن أحمد السراج، والمعمر

ابن مُحَمَّدٍ الحَبَّال، وَمَنْصُوْر بن بَكْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حِيْدٍ، وَأَبِي الفَضْلِ مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ ابْن الصَّبَّاغ، وَأَبِي طَاهِرٍ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ قيدَاس، وَأَبِي البَرَكَات مُحَمَّد بن المُنْذِرِ بن طَيْبَانَ، وَأَبِي البَرَكَات مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ الوَكِيْل، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ الخَيَّاط، وَأَبِي سَعْدٍ مُحَمَّد بن عَبْدِ المَلِكِ الأَسَدِيِّ، وَأَبِي يَاسِر مُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ الخَيَّاط، وَالشَّرِيْف مُحَمَّد بن عَبْدِ السَّلاَمِ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي سعد محمد بن عبد الملك ابن خُشَيْش، وَأَبِي غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ البَاقِلاَّنِيّ، وَعَلِيُّ بنُ الخَلِّ البَزَّاز، وَأَبِي تُرَاب عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ المُؤَدِّب، صَاحِب هبة الله اللاَّلْكَائِيّ وَأَحْمَد بن سُوْسَن التَّمَّار، وَالحَافِظ أَبِي عَلِيٍّ البَرَدَانِيّ، وَالحَافِظ شُجَاع بن فَارِس الذُّهْلِيّ، وَالحَافِظ مُؤْتَمَن بن أَحْمَدَ السَّاجِيّ، وَالمُفِيْد أَبِي مُحَمَّدٍ ابْن الآبنوسِيّ، وَالحَافِظ أَبِي عَامِرٍ العَبْدَرِيّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ عَمل لَهُم المُعْجَم فِي مُجَلَّدٍ تَامّ فِيهِم عدد مِنْ أَصْحَابِ ابْن غيلان والجوهري. ونزل إلى أصحاب أبي الحسين بن النَّقُّوْرِ. وَجَالَس فِي الفِقْه إِلْكِيَا الهَرَّاسِيّ، وَيُوْسُف بن عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ الشَّاشِيّ. وَأَخَذَ الأَدب عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بن عَلِيٍّ التَّبْرِيْزِيّ. وَلَمْ يَتفق لَهُ لُقِيُّ أَبِي حَامِد الغَزَالِيّ فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ فَارق بَغْدَاد. وَحَجّ وَقَدِمَ الشَّام ثُمَّ ارْتَحل مِنْهَا إِلَى خُرَاسَانَ. لَمْ يَسْمَعْ بِبَغْدَادَ مِنَ النِّسَاء سِوَى ثَمَانِي شَيْخَات، وَسَافَرَ مِنْهَا بَعْد أَرْبَع سِنِيْنَ. وَسَمِعَ بِالكُوْفَةِ مِنْ أَبِي البَقَاءِ الحَبَّالِ وَجَمَاعَة. وَحَجّ فَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ أَبِي شَاكِر العُثْمَانِيّ صَاحِب أَبِي ذَرٍّ الحَافِظ، وَمِنَ الحُسَيْن بن عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ الفَقِيْه. وَبِالمَدِيْنَة مِنْ أَبِي الفَرَجِ القَزْوِيْنِيّ. وردّ إِلَى بَغْدَادَ فَأَقَامَ بِهَا عَامَيْنِ مُكبّاً عَلَى العِلْم وَالفَضَائِلِ. ثُمَّ ارْتَحَلَ سَنَةَ خَمْسِ مائَةٍ فَسَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ العَسْكَرِيِّ وطائفة بِالبَصْرَةِ، وَمِنَ المُفْتِي أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَنْجَوَيْه صَاحِب أَبِي عَلِيٍّ بنِ شَاذَانَ بِزَنْجَانَ، وَمِنْ أَبِي غَالِبٍ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ العَدْل صَاحِب ابْن شُبَانَةَ بِهَمَذَانَ، وَمِنْ أبي سعيد عبد الرحمن بن عَبْدِ العَزِيْزِ الشَّافِعِيّ بِأَبْهَرَ، وَمِنْ أَبِي نُعَيْمٍ مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ زبزب بِوَاسِط، وَمِنْ أَبِي القَاسِمِ مَحْمُوْد بن سعَادَة الهِلاَلِيّ بِسَلَمَاسَ، وَمِنْ مُحَمَّدِ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ فَدُوْيَه الكُوْفِيّ بِالحِلَّةِ، وَمِنْ أَبِي سَعْدٍ أَحْمَد بن الخصِيْب الخَانسَارِيّ بِجَرْبَاذَقَانَ، وَمِنْ أَحْمَد بن إِسْحَاقَ الأَدِيْب بِسَاوَة، وَمِنْ قَاضِي الدِّيْنَوَرِ أَبِي طَالِبٍ نَصْرِ بنِ الحُسَيْنِ بِالدِّيْنَوَرِ، وَمِنْ مُوَحِّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ القَاضِي بِتُسْتَرَ، وَمِنْ أَبِي طَاهِرٍ حَمْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ

الكَوْسَجِ بِالكَرَجِ، وَمِنْ رَاشِدِ بنِ عَلِيٍّ المُقْرِئِ بِالأَهْوَازِ، وَمِنْ أَحْمَد بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نَاتَانَ بِتَفْلِيْسَ، وَمِنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَهْدِيٍّ السُّرُنْجِيّ بِنَصِيْبِيْنَ، وَمِنْ أَبِي طَاهِرٍ أَحْمَد بن عَلِيٍّ بِشَابُرْخُوَاسْتَ، وَمِنْ أَبِي نَصْرٍ عَبْد الوَاحِدِ بن مُحَمَّد بِالكَنْكَوَر، وَمِنْ أَبِي الفَتْحِ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ رُشَيْدٍ الأَدَمِيّ بِشَهْرَسْتَانَ، وَمِنْ أَبِي تَمَّامٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ بَنْبَقَ بِالنُّعْمَانِيَّةِ، وَمِنَ القَاضِي مَسْعُوْدِ بنِ عَلِيٍّ الملحِيّ بِأَرْدَبِيْلَ، وَمِنَ القَاضِي سَالِمِ بنِ محمد العِمْرَانِيّ بِآمِدَ، وَمِنَ القَاضِي عَبْد الجَبَّارِ بن سَعْدٍ بِالأَشْتَر، وَمِنْ أَبِي الفَتْحِ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ حَامِدٍ الحَرَّانِيّ بِمَاكِسِيْنَ، وَمِنَ القَاضِي عَبْد الكَرِيْمِ بن حَمْدٍ الجُرْجَانِيّ بِمَأْمُوْنِيَّةِ زَرَنْدَ، وَمِنْ قَاضِي نَهْرِ الدَّيْرِ عَبْدِ الوَاحِدِ بن أَحْمَدَ بِهَا، وَمِنْ مَيْمُوْن بن عُمَرَ البَابِيِّ الفَقِيْه بِبَابِ الأَبْوَابِ، وَمِنْ أَبِي صَادِق المَدِيْنِيّ بِمِصْرَ، وَمِنَ القَاضِي أَبِي المَحَاسِن الرُّوْيَانِيّ بِالرَّيِّ، وَمِنَ القَاضِي إِسْمَاعِيْل بن عَبْدِ الجَبَّارِ المَاكِيّ بقَزْوِيْن، وَمِنْ أَبِي عَلاَّنَ سَعْد بن عَلِيٍّ المُضَرِيّ بِمَرَاغَةَ، وَمِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الرَّازِيّ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة، وَمِنْ خلقٍ كَثِيْر بِهَا، وَمِنْ أَبِي طَاهِرٍ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ الحِنَّائِيّ بِدِمَشْقَ، وَمِنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ غَزْوٍ بِنَهَاوَنْد. وَسَمِعَ بِأَبْهَرَ مِنْ أَبِي العَلاَءِ أَحْمَد بن إِسْمَاعِيْلَ الطَّبَّاخِيّ بِسَمَاعه مِنْ جدّه لأُمِّهِ مُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ بِصُوْر مِنْ أَبِي الفَضْلِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ الكَامِلِي المُسْتَمْلِي عَنْ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ الآمِدِيّ. وَسَمِعَ بقَزْوِيْن مِنَ الخَلِيْل بن عَبْدِ الجَبَّارِ التَّمِيْمِيّ رَاوِي نُسْخَة فُلَيْحٍ. وَسَمِعَ بِصَرِيْفِيْنَ وَاسِطَ مِنْ رَجَبِ بنِ مُحَمَّدٍ الشُّرُوْطِيّ، وَبِمَيَّافَارِقِيْنَ مِنْ مُفْتِيْهَا شَرِيْفِ بنِ فَيَّاضٍ، وَبِالرَّحْبَةِ مِنْ أبي منصور ضبة بن أحمد القضاعي الشروطي، وبالدون من عبد الرحمن بن حَمْدٍ السُّفْيَانِيّ، وَبِالفَرَكِ مِنْ بَدْر بن دُلَفٍ الفَرَكِيّ، وَبقَرْقِيْسِيَا عَلِيّ بن إِبْرَاهِيْمَ الخَطِيْبِيّ، وَبقَرْمِيْسِيْنَ عَلِيّ بن مُنِيْر الحَرَّانِيّ، وَبِشَرْوَانَ عَلِيّ بن أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ المُفَضّض وَلَيَّنَه، وَبِزَرَنْدَ عَبْد الرَّزَّاقِ بن حَسَنٍ، وَبأَبْهَرَ أَيْضاً مِنْ رَئِيْسِهَا عَبْدِ الوَارِثِ بن مُحَمَّدٍ الأَسَدِيّ بِسَمَاعه مِنْ أَبِيْهِ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ؛ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤٍ الوَرَّاقُ، وَبِالفَارُوْثِ مِنْ عَسْكَرِ بنِ حَسَنِ بنِ سَنْبَرَ، وَبِمَدِيْنَةِ القضر مِنْ غَالِبِ بنِ عَلِيٍّ، وَبِفَيْدَ مِنْ فَرَجِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَبِعَرَابَانَ كَلاَّب بن حوَارِيّ التَّنُوْخِيّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ آخرَ عَنْ عَبْدِ الغَافِرِ الفَارِسِيِّ، وَبِدَارَيَّا مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ حُجَيْجَةَ، وَبعَسْكَر مُكْرَمٍ المُبَارَك بن مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ الدِّيْبَاجِيّ، وَبِحَانِيّ مُبَارَكَة بِنْت أَبِي الحَسَنِ الحَنْبَليَّة، وَبِثغرنَشَوَى مُفَرّج بن أَبِي عَبْدِ اللهِ، وَبِالدُّوْنَق نصر بن منصور الدُّوْنَقِيّ، وَبِالزُّزّ مِنْ مَانكيل بن مُحَمَّدٍ، وَبِتَدْمُرَ أَبيَاتاً مِنْ وُهَيْب التَّمِيْمِيّ، وَبِسرَاي، دَارِ مَمْلَكَةِ أُزْبَك خَانَ، مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ السُّفُنِيّ. وَسَمِعَ بِمَارْدِيْنَ، وَسُهْرَوَرْدَ، وَدَبِيْلَ، وَجَوِّيْث، وَخِلاَط، وَقَهج، وَغَيْر ذَلِكَ، وَأَفْرَدَ مِنْ ذَلِكَ "الأَرْبَعِيْنَ البلدية".

وَأَملَى مَجَالِس بِسَلَمَاسَ وَهُوَ شَابّ، وَانْتخب عَلَى غَيْر وَاحِد مِنَ المَشَايِخ، وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازل، وَنسخ مِنَ الأَجزَاء مَا لاَ يُحصَى كَثْرَة، فَكَانَ يَنسخ الجُزْء الضَخْم فِي لَيْلَة. وَخطّه مُتْقَن سرِيع لَكنه مُعَلّق مغْلق. وَبَقِيَ فِي الرّحلَة ثَمَانِيَةَ عشرَ عَاماً، يَكتب الحَدِيْث وَالفِقْه وَالأَدب وَالشّعر. وَقَدِمَ دِمَشْق سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَتَيْنِ، يَكتب العِلْم مقيماً بِالخَانقَاه. وَقَدْ جَمعُوا لَهُ مِنْ جُزَازِهِ وَتعَالِيقِهِ مُعْجَم السَّفَر فِي مُجَلَّدٍ كَبِيْرٍ. ثُمَّ اسْتَوْطَنَ ثغر الإِسْكَنْدَرِيَّة بِضْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً وَإِلَى أَنْ مات، يَنشر العِلْم وَيُحَصّل الكُتُب الَّتِي قل مَا اجْتَمَع لعَالِمٍ مِثْلهَا فِي الدُّنْيَا. ارْتَحَلَ إِلَيْهِ خلق كَثِيْر جِدّاً، وَلاَ سِيَّمَا لما زَالت دَوْلَة الرّفض عَنْ إِقْلِيْم مِصْر وَتَملّكهَا عَسْكَر الشَّام، فَارْتَحَلَ إِلَيْهِ السُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ وَإِخْوَته وَأُمرَاؤُه، فَسمِعُوا مِنْهُ. حَدَّثَ عَنْهُ الحَافِظ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَالمُحَدِّث سَعْد الخَيْر وَهُمَا مِنْ شُيُوْخِهِ، وَأَبُو العِزِّ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ المُلْقَابَاذِيّ، وَعَلِيّ بن إِبْرَاهِيْمَ السَّرَقُسْطِيّ، وَطَيِّب بن مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيّ، وَقَدْ رَوَى أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ عَنِ الثَّلاَثَة عَنِ السِّلَفِيّ. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بنُ سَعْدُوْنَ القُرْطُبِيّ، وَالصَّائِن هِبَة اللهِ بن عَسَاكِرَ، وَحَدَّثَ عَنْهُمَا الحَافِظَان: ابْن السَّمْعَانِيّ وَأَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْهُ. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ خلق مَاتُوا قَبْله، مِنْهُم: القَاضِي عِيَاض بن مُوْسَى. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الأَئِمَّةِ: عُمَر بن عَبْدِ المَجِيْدِ المَيَانَشِيّ، وَحَمَّاد الحَرَّانِيّ، وَالحَافِظَان: عَبْد الغَنِيِّ وَعَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ، وَعَلِيّ بن المُفَضَّل الحَافِظ، وَأَبُو البَرَكَاتِ ابْن الجَبَّابِ، وَالشِّهَاب ابْن رَاجِحٍ، وَأَبُو نزَار رَبِيْعَة بن الحَسَنِ اليَمَنِيّ، وَأَبُو النَّجْمِ فَرْقَد الكِنَانِيّ، وَعَبْد الرَّحِيْمِ بن أَبِي الفَوَارِسِ القَيْسِيّ، وَالصَّائِن عَبْد الوَاحِدِ بن إِسْمَاعِيْلَ الأَزْدِيّ، وَأَبُو النَّجْمِ بن رسلاَن الوَاعِظ، وَالسُّلْطَان يُوْسُف بن أَيُّوْبَ وَأَخُوْهُ السُّلْطَان أَبُو بَكْرٍ العَادل، وَأَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ البَكْرِيّ وَابْنُه أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّد، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الغَفَّارِ الهَمَذَانِيّ، وَالأَمِيْر مُحَمَّد بن محمود الدوني، وظافر ابن عُمَرَ بنِ مُقَلّد الدِّمَشْقِيّ، وَعَبْد اللهِ بن عُمَرَ الشَّافِعِيّ قَاضِي اليَمَن، وَمُرْتَضَى بن حَاتِمٍ، وَظَافر بن شَحْمٍ، وَعَلِيّ بن زَيْدٍ التَّسَارَسِيّ، وعلي بن مختار العامير، وَجَعْفَر بن عَلِيٍّ الهَمْدَانِيّ، وَعَبْد الغَفَّارِ بن شُجَاعٍ المَحَلِّيّ، وَالفَخْر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ الفَارِسِيّ، وَالحَسَن بن مُحَمَّدٍ الأَوقِيّ، وَنَصْر بن جرْو، وَعَبْد الصَّمَدِ الغَضَارِيّ، وَعِيْسَى بن الوَجِيْه بن عِيْسَى، وَمُحَمَّد بن عِمَاد الحَرَّانِيّ، وَالفَخْر مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَهَّابِ، وَإِبْرَاهِيْم بن عَلِيٍّ المَحَلِّيّ، وَدِرْع بن فَارِس العَسْقَلانِيّ الشِّيْرَجِيّ، وَعَبْد الخَالِقِ بن إِسْمَاعِيْلَ التِّنِّيْسِيّ،

وَعَلِيّ بن مُحَمَّدِ بنِ رَحَّالٍ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ المَأْمُوْنِيّ، وَعَبْد اللهِ بن عبد الجبار العثماني، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن الجباب وأخوه محمد، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الصَّفْرَاوِيِّ، وَعَبْد الرَّحِيْمِ بن الطُّفَيْل، وَالحَسَن بن هِبَةِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَيُوْسُف بن عَبْدِ المعطي بن المخيلي، والوجيه محمد بن تَاجِرِ عَيْنه، وَعَلِيّ بن إِسْمَاعِيْلَ بن جُبَارَةَ، وَحَمْزَة بن أَوْسٍ الغَزَّال، وَيَحْيَى بن عَبْدِ العَزِيْزِ الأَغْمَاتِيّ وَأَخُوْهُ نَاصِر، وَحُسَيْن بن يُوْسُفَ الشَّاطِبِيّ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن النَّقَّارِ، وَمُظَفَّر بن عبد الملك الفوي، ومنصور بن سند بن الدِّمَاغِ، وَعَلَم الدِّيْنِ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيّ، وعلم الدين علي بن محمود بن الصَّابُوْنِيّ وَابْن أَخِيْهِ الشِّهَاب أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ، وَفَاضِل بن نَاجِي المخيلِيّ، وَيُوْسُف بن يَعْقُوْبَ الساوي، وأبو الوفاء عبد الملك بن الحَنْبَلِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ رَوَاحَةَ، وَأَحْمَد بن محمد بن الجَبَّابِ، وَعَلِيّ بن أَبِي بَكْرٍ الدَّيْبُلِيّ، وَعَلِيّ بن عبد الرحمن المَنْبِجِيّ، وَعُمَر بن أَمِيْر ملك الحَنَفِيّ، وَعَبْد الوَاحِدِ بن أَبِي القَاسِمِ الدِّمَشْقِيّ، وَتَمَّام بن عبد الهادي بن الحنبلي، وعبد العزيز بن عبد الله بن الصواف، وعمر بن الشَّيْخ أَبِي عُمَرَ بن قُدَامَةَ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ محمد بن عقيل بن الصُّوْفِيّ، وَمَحْمُوْد بن موسك الهَذَبَانِيّ، وَمُحَمَّد بن يحيى بن السَّدَّارِ، وَبشَارَة بن طلاَئِع، وَعَبْد اللهِ بن يُوسُف القابسيّ، وَصدقَة بن عبد الله الْأَدِيب، وعلي بن مَنْصُور بن مَخْلُوْف، وَسُلَيْمَان بن حَسَنٍ البَزَّاز، وَعَبْد اللهِ بن يَحْيَى المَهْدَوِيّ، وَحَسَّان بن أَبِي القَاسِمِ المَهْدَوِيّ، وَعَبْد الحَكِيْمِ بن حَاتِمٍ، وَسِتّ الحُسْنِ بِنْت الوَجِيْه بن عِيْسَى، وَعَبْد الكَافِي السّلاَوِيّ، وَعَبْد اللهِ بن إِسْمَاعِيْلَ بن رَمَضَان، وَالحُسَيْن بن صَادِق المَقْدِسِيّ، وَنَصْر اللهِ ابن نقاش السكة، وعبد الكَرِيْم بن كُلَيْبٍ الحَرَّانِيّ، وَهِبَة اللهِ ابْن نَقَّاشِ السِّكَّةِ أَخُو المَذْكُوْر، وَعَبْد الوَهَّابِ بن رواج الأزدي، وبهاء الدين علي بن الجُمَّيْزِيّ، وَشُعَيْب بن يَحْيَى الزَّعْفَرَانِيّ، وَأَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ بَدْر الدِّمَشْقِيّ، وَعَبْد الخَالِقِ بن حَسَنِ بنِ هَيَّاجٍ، وَعَبْد المُحْسِنِ السطحِيّ، وَعَلِيّ بن عَبْدِ الجَلِيْلِ الرَّازِيّ، وَقَيْمَاز المُعَظَّمِيّ، وَهِبَة الله بن محمد بن مفرج بن الواعظ وسبطه أبو القاسم عبد الرحمن بن مَكِّيّ، وَخَلْق آخرهُم مَوْتاً رَاوِي المُسَلْسَلِ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ السَّفَاقُسِيّ. وَبِالإِجَازَة تَاج الدِّيْنِ أَحْمَدَ بن محمد بن الشيرازي، والنور البلخي، وعثمان بن علي بن خَطِيْبِ القَرَافَةِ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيّ الحَافِظ، وَمَكِّيّ بن عَلاَّنَ القَيْسِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الهَادِي الجَمَّاعِيْليّ، وَعِدَّة. وَمِمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ أَيْضاً أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ يَاقُوْت وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ العَامَّة الزِّين أَحْمَدُ بن عَبْدِ الدَّائِمِ وَطَائِفَة؛ فَبين ابْن طَاهِر وبين السَّفَاقُسِيّ فِي الوَفَاة مائَة وَسَبْع وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً، وَذَا مَا لَمْ يَتّفق مِثْلُه لأَحدٍ فِي كِتَابِ "السَّابِقِ وَاللاَّحِقِ".

وَلَقَدْ خَرَّجَ "الأَرْبَعِيْنَ البَلَدِيَّةَ" الَّتِي لَمْ يُسبق إِلَى تخرِيجهَا، وَقل أَنْ يَتَهَيَّأَ ذَلِكَ إلَّا لِحَافِظ عُرف بِاتِّسَاعِ الرّحلَةِ. وَلَهُ كِتَاب السَّفِيْنَة الأَصْبَهَانِيَّة فِي جُزْء ضَخْم، روينَاهُ، وَ"السَّفِيْنَة البَغْدَادِيَّة" فِي جُزْءيْنِ كَبِيْرِيْنَ، وَ"مقدمَة معَالِم السُّنَن"، وَ"الوجِيْز فِي المجَاز وَالمجِيْز"، وَ"جُزْء شَرط القِرَاءة عَلَى الشُّيُوْخِ"، وَ"مَجْلِسَان فِي فَضل عَاشُورَاء". وَانْتخب عَلَى جَمَاعَة مِنْ كِبَارِ المَشَايِخ كجَعْفَر بن أَحْمَدَ السَّرَّاج، وَأَبِي الحُسَيْن ابْن الطُّيُوْرِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ ابْنِ الفَرَّاءِ المَوْصِلِيّ، وَكَانَ مُكبّاً عَلَى الكِتَابَة وَالاشتغَال وَالرِّوَايَة، لاَ رَاحَة لَهُ غَالِباً إلَّا فِي ذَلِكَ. قَالَ الحَافِظُ المُنْذِرِيّ: سَمِعْتُ الحَافِظَ ابْنَ المُفَضَّلِ يَقُوْلُ: عِدَّة شُيُوْخ الحَافِظ السِّلَفِيّ بِأَصْبَهَانَ تَزِيد عَلَى سِتِّ مائَةِ نَفْس، وَ"مَشْيَخَته البَغْدَادِيَّة" خَمْسَة وَثَلاَثُوْنَ جُزْءاً، وَكُلّ مَنْ سَمِعَ مِنْ أَبِي صَادِق المَدِيْنِيّ وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ الرَّازِيّ المعدل من المصريين فأكثره بإفادته. وَلَهُ تَصَانِيْفُ كَثِيْرَة، وَكَانَ يَسْتَحسن الشّعر، وَيَنْظمه، وَيُثيب مَنْ يَمدحه. وَرَأَى عِدَّة مِنَ الحُفَّاظِ كَأَبِي القَاسِمِ إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق، وَيَحْيَى بن مَنْدَةَ، وَأَبِي نَصْرٍ اليُوْنَارْتِي بِأَصْبَهَانَ، وَكَأَبِي عَلِيٍّ البَرَادَانِيّ، وَشُجَاع الذُّهْلِيّ، وَالمُؤْتَمَن السَّاجِيّ بِبَغْدَادَ، وَمُحَمَّد بن طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ وَعِدَّة. وَأَخَذَ التَّصُوْف عَنْ مَعْمَرِ بنِ أَحْمَدَ اللُّنْبَانِيّ، وَالفِقْه عَنْ إِلْكِيَا أَبِي الحَسَنِ الطَّبَرِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الشَّاشِيّ، وَالفَقِيْه يُوْسُف الزَّنْجَانِيّ، وَالأَدب عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا التَّبْرِيْزِيّ، وَأَبِي الكَرَمِ بن فَاخِرٍ، وَعَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الفَصِيْحِيّ. وَأَخَذَ حُرُوف القِرَاءاتِ عَنْ أَبِي طَاهِرٍ بن سَوَّارٍ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ الخَيَّاط، وَأَبِي الخَطَّابِ بن الجَرَّاحِ. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَتَى لَمْ يَكُنِ الأَصْل بخطِّي لَمْ أَفرح بِهِ. وَكَانَ جَيِّد الضَّبْط، كَثِيْر الْبَحْث عَمَّا يُشكل عَلَيْهِ. قَالَ: وَكَانَ أَوحد زَمَانه فِي علم الحَدِيْث وَأَعْرفهِم بِقَوَانِيْنِ الرِّوَايَة وَالتحَدِيْث، جمع بَيْنَ عُلُوّ الإِسْنَادِ وَغُلُوِّ الانتقَاد، وَبِذَلِكَ كَانَ يَنْفَرِد عَنْ أَبْنَاء جنسه. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الأَوقِيّ: سَمِعْتُ أَبَا طَاهِرٍ السِّلَفِيّ يَقُوْلُ: لِي سِتُّوْنَ سَنَةً بِالإِسْكَنْدَرِيَّة مَا رَأَيْتُ منَارتهَا إلَّا مِنْ هَذِهِ الطَّاقَة، وَأَشَارَ إِلَى غرفة يجلس فيها. وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ فِي ذَيله: السِّلَفِيُّ ثِقَةٌ، وَرع، مُتْقِن، مُتَثَبِّت، فَهِم، حَافِظ،

لَهُ حَظّ مِنَ العَرَبِيَّة، كَثِيْر الحَدِيْثِ، حَسَن الفَهْمِ وَالبصِيْرَة فِيْهِ. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ؛ فَسَمِعْتُ أَبَا العَلاَءِ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل الحَافِظ بِأَصْبَهَانَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ ابْنَ طَاهِرٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا طَاهِرٍ الأَصْبَهَانِيَّ -وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّنْعَةِ- يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو حَازِمٍ العبدَويّ، إِذَا رَوَى عَنْ أَبِي سَعْدٍ المَالِيْنِيِّ، يَقُوْلُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ حَفْصٍ الحَدِيْثيُّ، هَذَا أَوْ نَحْوهُ. وَقَدْ صَحِبَ السِّلَفِيّ وَالِدِي مُدَّة بِبَغْدَادَ، ثُمَّ سَافر إِلَى الشَّامِ، وَمَضَى إِلَى صُوْر، وَركب البَحْر إِلَى مِصْرَ، وَأَجَازَ لِي مَرْوِيَّاته فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ عَبْدُ القَادِرِ الرُّهَاوِيّ: سَمِعْتُ مَنْ يَحكِي عَنِ ابْن نَاصِرٍ أَنَّهُ قَالَ عَنِ السِّلَفِيّ: كَانَ بِبَغْدَادَ كَأَنَّهُ شعلَة نَار فِي تَحْصِيل الحَدِيْث. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي الصَّقْرِ يَقُوْلُ: كَانَ السِّلَفِيّ إِذَا دَخَلَ عَلَى هِبَة اللهِ ابْن الأَكْفَانِيِّ يَتلقَاهُ، وَإِذَا خَرَجَ يُشيعه. ثُمَّ قَالَ عَبْدُ القَادِرِ: كَانَ لَهُ عِنْد مُلُوْك مِصْر الجَاهُ وَالكَلِمَة النَّافذَة مَعَ مخَالفته لَهُم فِي المَذْهَب -يُرِيْد عَبْد القَادِرِ الملوكَ البَاطِنِيَّة المتظَاهِرِيْنَ بِالرّفض- وَقَدْ بَنَى الوَزِيْر العَادل ابْن السَّلاَّرِ مَدْرَسَة كَبِيْرَة، وَجَعَله مُدرِّسهَا عَلَى الفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة، وَكَانَ ابْن السَّلاَّر لَهُ مَيْل إلى السنة. قَالَ عَبْدُ القَادِرِ الحَافِظُ: وَكَانَ أَبُو طَاهِرٍ لاَ تَبدو مِنْهُ جفوَة لأَحدٍ، وَيَجْلِس لِلْحَدِيْثِ فَلاَ يَشرب مَاء، وَلاَ يَبزق، وَلاَ يَتورك، وَلاَ تَبدو لَهُ قَدمٌ، وَقَدْ جَاز المائَة. بَلَغَنِي أَن سُلْطَان مِصْر حضَر عِنْدَهُ لِلسَمَاع، فَجَعَلَ يَتحدّث مَعَ أَخِيْهِ، فَزَبَرَهُمَا، وَقَالَ: أَيش هَذَا، نَحْنُ نَقرَأُ الحَدِيْث، وَأَنْتُمَا تَتَحَدَّثَان?! وَبَلَغَنِي أَن مُدَّة مُقَامه بِالإِسْكَنْدَرِيَّة مَا خَرَجَ مِنْهَا إِلَى بُستَانٍ وَلاَ فُرجَة سِوَى مرَّة وَاحِدَة، بَلْ كَانَ لاَزماً مَدْرَسَته، وَمَا كُنَّا نَكَاد نَدْخُل عَلَيْهِ إلَّا وَنرَاهُ مطَالعاً فِي شَيْءٍ، وَكَانَ حليماً متحمّلاً لجفَاء الغربَاء. خَرَجَ مِنْ بَغْدَادَ سَنَة خَمْس مائَة إلَى وَاسِط وَالبَصْرَة، وَدَخَلَ خُوْزِسْتَان وَبلاَد السِّيس وَنَهَاوَنْد، ثُمَّ مَضَى إِلَى الدَّرْبَنْد، وَهُوَ آخِرُ بلاَد الإِسْلاَم، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى تَفلَيْسَ وَبلاَد أَذْرَبِيْجَان، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى دِيَار بَكْرٍ، وَعَاد إِلَى الجَزِيْرَة وَنَصِيْبِيْن وَمَاكِسِيْنَ، ثُمَّ صعد إِلَى دِمَشْقَ. وَلَمَّا دَخَلَ الإِسْكَنْدَرِيَّة رَآهُ كبرَاؤهَا وَفضلاؤهَا، فَاسْتحسنُوا عِلْمه وَأَخلاَقه وَآدَابه، فَأَكرمُوْهُ، وَخدمُوْهُ، حَتَّى لزمُوْهُ عِنْدَهُم بِالإِحسَان. وَحَدَّثَنِي رفِيق لِي عَنِ ابْن شَافِعٍ، قَالَ: السِّلَفِيّ شَيْخ العُلَمَاء. وَسَمِعْتُ بَعْضَ فُضلاَء هَمَذَانَ يَقُوْلُ: السِّلَفِيّ أَحْفَظ الحُفَّاظ.

قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي ترجمة السلفي: حدث بِدِمَشْقَ، وَسَمِعَ مِنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا، وَلَمْ أَظفر بِالسَّمَاع مِنْهُ، وَسَمِعْتُ بقِرَاءته مِنْ عِدَّة شُيُوْخ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مِصْرَ وَسَمِعَ بِهَا، وَاسْتَوْطَنَ الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَتَزَوَّجَ بِهَا امرَأَة ذَات يَسَار، وَحصلت لَهُ ثروَة بَعْد فَقر وَتَصَوُّفٍ، وَصَارَت لَهُ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة وَجَاهَة، وَبَنَى لَهُ أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيّ بن إِسْحَاقَ بنِ السَّلاَّر المُلَقَّب بِالعَادل أَمِيْر مِصْرَ مَدْرَسَة وَوَقَفَ عَلَيْهَا. أَجَازَ لِي جَمِيْع حَدِيْثه، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَخِي. سَمِعْتُ الإِمَام أَبَا الحُسَيْنِ ابْنَ الفَقِيْه يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الحَافِظَ زَكِيّ الدِّيْنِ عَبْد العَظِيْم يَقُوْلُ: سَأَلت الحَافِظ أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بن المُفَضَّلِ عَنْ أَرْبَعَة تَعَاصرُوا، فقلت: أيما أحفظ أبو القاسم بن عَسَاكِرَ أَوْ أَبُو الفَضْلِ بنُ نَاصِر? فَقَالَ: ابْن عَسَاكِرَ. قُلْتُ: أَيُّمَا أَحْفَظ ابْن عَسَاكِرَ أَوْ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ? قَالَ: ابْن عَسَاكِرَ. قُلْتُ: أَيُّمَا أَحْفَظ ابْن عَسَاكِرَ أَوْ، أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ? قَالَ: السِّلَفِيّ شَيْخنَا! السِّلَفِيُّ شَيْخنَا! قُلْتُ: فَهَذَا الجَوَاب مُحْتَمل كَمَا تَرَى، وَالظَّاهِر أَنَّهُ أَرَادَ بِالسِّلَفِيّ المبتدَأَ وَبشيخنَا الخَبَر، وَلَمْ يَقصد الوَصْفَ، وَإِلاَّ فَلاَ يَشكُّ عَارِف بِالحَدِيْثِ أَنَّ أَبَا القَاسِمِ حَافِظ زَمَانه، وَأَنَّهُ لَمْ يَرَ مِثْل نَفْسه. قَالَ الحَافِظُ عَبْد القَادِرِ: وَكَانَ السِّلَفِيّ آمراً بِالمَعْرُوف، نَاهياً عَنِ المُنْكَر، حَتَّى إِنَّهُ قَدْ أَزَال مِنْ جِوَاره مُنْكرَات كَثِيْرَة. وَرَأَيْتهُ يَوْماً، وَقَدْ جَاءَ جَمَاعَة مِنَ المُقْرِئِين بِالأَلحَان، فَأَرَادُوا أَنْ يَقرَؤُوا فَمنعهُم مِنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: هَذِهِ القِرَاءة بدعَة، بَلِ اقرَؤُوا ترتيلًا، فقرؤوا كما أمرهم. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنِ الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ بن عَبْدِ الوَاحِدِ، وَمِنْ خَطِّهِ نَقَلْتُ جُزْءاً فِيْهِ نَقلُ خُطُوط المَشَايِخ لِلسِّلَفِيِّ بِالقِرَاءات، وَأَنَّهُ قرَأَ بِحرف عَاصِم، عَلَى أَبِي سَعْدٍ المُطَرِّز، وَقرَأَ بِرِوَايَتَي حَمْزَة وَالكِسَائِيّ، عَلَى مُحَمَّدِ بنِ أَبِي نَصْرٍ القَصَّار، وَقرَأَ لقَالُوْنَ عَلَى نَصْر بن مُحَمَّدٍ الشِّيْرَازِيّ، وَبرِوَايَة قُنْبُل، عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الخِرَقِيّ. وَقَدْ قرَأَ عَلَى بَعْضهِم فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ نُقْطَةَ: كَانَ السِّلَفِيُّ جَوَّالاً فِي الآفَاق، حَافِظاً، ثِقَة، مُتْقِناً، سَمِعَ مِنْهُ أَشيَاخه وَأَقرَانه، وَسَأَل عَنْ أَحْوَال الرِّجَال شُجَاعاً الذُّهْلِيّ، وَالمُؤْتَمَن السَّاجِيّ، وَأَبَا عَلِيٍّ البَرَادَانِيّ، وَأَبَا الغَنَائِم النَّرْسِيّ، وَخَمِيْساً الحَوْزِيّ، سُؤَال ضَابط مُتْقِن. قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ العَظِيْمِ المُنْذِرِيّ بِمِصْرَ، قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَقرَؤُوا "سُنَنَ النَّسَائِيِّ" عَلَى أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، أَتَوْهُ بِنُسْخَة سَعْدِ الخَيْرِ وَهِيَ مصحّحَة، قَدْ سَمِعَهَا مِنَ الدُّوْنِيِّ، فَقَالَ: اسْمِي فِيْهَا ? قَالُوا: لاَ، فَاجتذَبَهَا مَنْ يَدِ القَارِئِ بِغَيْظٍ، وَقَالَ: لاَ أُحَدِّث إلَّا مِنْ أَصَّلَ فِيْهِ اسْمِي. وَلَمْ يُحَدِّث بِالكِتَابِ.

قُلْتُ: وَكَانَ السِّلَفِيّ قَدِ انْتخب جُزْءاً كَبِيْراً مِنَ الكِتَاب بِخَطِّهِ، سَمِعْنَاهُ مِنْ أَصْحَابِ جَعْفَر الهمذاني، أخبرنا السلفي. قَالَ ابْن نُقْطَة: قَالَ لِي عَبْد العَظِيْم: قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ المَقْدِسِيّ: حَفِظت أَسْمَاءً وَكنَى، ثُمَّ ذَاكرت السِّلَفِيّ بِهَا، فَجَعَلَ يذكرهَا مِنْ حِفْظِهِ وَمَا قَالَ لِي: أَحْسَنت، ثُمَّ قَالَ: مَا هَذَا شَيْء مليح مِنِّي، أَنَا شَيْخ كَبِيْر فِي هَذِهِ البلدَة هَذِهِ السِنِيْنَ لاَ يذَاكرنِي أَحَد، وَحفظِي هَكَذَا. قَالَ العِمَاد الكَاتِب، وَسكنَ السِّلَفِيّ الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَسَارَتْ إِلَيْهِ الرِّجَال، وَتبرك بزِيَارته المُلُوْك وَالأَقيَال، وَلَهُ شعر وَرَسَائِل وَمُصَنَّفَات. ثُمَّ أَوْرَد لَهُ مُقطّعَات مِنْ شِعْرِهِ. قرأت بخط السيف أحمد بن المَجْدِ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سَلاَمَةَ النَّجَّار يَقُوْلُ: إن الحافظين عبد الغني وعبد القادر أرادا سماع كتاب اللالكائي، يعني شرح السنة على السِّلَفِيّ، فَأَخَذَ يَتعلل عَلَيْهِمَا مرَّة، وَيدَافعهُم مَرَّةً أُخْرَى بِالأَصْل، حَتَّى كَلَّمتْه امْرَأَته فِي ذَلِكَ. قَالَ ابْن النَّجَّار: عُمِّر السِّلَفِيّ حَتَّى أَلحق الصّغَار بِالكِبَار. سَمِعَ مِنْهُ بِبَغْدَادَ أَبُو عَلِيٍّ البَرَادَانِيّ، وَعَبْد المَلِكِ بن عَلِيِّ بنِ يُوْسُفَ، وَهَزَارَسْب بن عَوَضٍ، وَمَحْمُوْد بن الفَضْلِ، وَأَبُو الحسن الزعفراني، وَرَوَى لِي عَنْهُ أَكْثَر مِنْ مائَة شَيْخ. قرأت بخط عمر بن الحاجب أن "معجم السَّفَر" لِلسِّلَفِيِّ يَشتَمِلُ عَلَى أَلْفَي شَيْخٍ. كَذَا قَالَ، وَمَا أَحْسِبُهُ يَبلغ ذَلِكَ. قَالَ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ الأَوقِيُّ: كَانُوا يَأْتُوْنَ السِّلَفِيّ، وَيطلبُوْنَ مِنْهُ دُعَاءً لِعُسْرِ الوِلاَدَةِ، فَيكتبُ لِمَنْ يَقصِدهُ، قَالَ: فَلَمَّا كثر ذَلِكَ نَظرت فِيمَا يَكتب، فَوَجَدته يَكتُبُ: اللَّهُمَّ إِنَّهُم قَدْ أَحْسَنُوا ظنّهُم بِي، فَلاَ تُخيِّب ظَنَّهُم فِيَّ. قَالَ: وَحضر عِنْدَهُ السُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ وَأَخُوْهُ الْملك العَادل لسَمَاع الحَدِيْث، فَتحدثَا، فَأَظهر لَهُمَا الكرَاهَة وَقَالَ: أَنْتُمَا تَتحدثَان، وَحَدِيْث النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقرَأُ?! فَأَصغَيَا عِنْد ذَلِكَ. قُلْتُ: وَقَدْ حَدَّثَ السُّلْطَان عَنْهُ. قَالَ الحَافِظُ زَكِيّ الدِّيْنِ عَبْد العَظِيْمِ: كَانَ السِّلَفِيّ مُغْرَىً بِجمع الكُتُب وَالاستكثَار مِنْهَا، وَمَا كَانَ يَصل إِلَيْهِ مِنَ المَال كَانَ يُخْرِجه فِي شرَائِهَا، وَكَانَ عِنْدَهُ خَزَائِن كتب، وَلاَ يَتفرغ لِلنظر فِيْهَا، فَلَمَّا مَاتَ وَجَدُوا مُعْظَم الكُتُب فِي الخَزَائِن قَدْ عَفنَتْ، وَالتصق بَعْضهَا بِبَعْض لندَاوَة الإِسْكَنْدَرِيَّة، فَكَانُوا يَسْتَخلصونهَا بِالفَأْس، فَتَلِفَ أَكْثَرهَا. قَالَ السَّيْف أَحْمَد بن المَجْدِ الحَافِظ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سَلاَمَةَ النَّجَّارَ يَقُوْلُ: أَرَادَ عَبْد

الغَنِيِّ وَعَبْد القَادِرِ الحَافِظَان سَمَاع كِتَاب اللاَّلْكَائِيّ، يعني "شرح السنة"، على السلفي، فأخذ يتعلل عَلَيْهِمَا مرَّة، وَيدَافعهُم عَنْهُ أُخْرَى بِأَصل السَّمَاع، حَتَّى كَلَّمتْه امْرَأَته فِي ذَلِكَ. قُلْتُ: مَا أَظنّه حَدَّثَ بِالكِتَابِ. بَلَى حَدَّثَ مِنْهُ بكَرَامَات الأَوْلِيَاء. قَرَأْت بِخَطِّ عُمَر بن الحَاجِب أَن "معجم السفر" للسلفي يشتمل على ألفي شيخ. أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ الدَّشْتِيّ، وَإِسْحَاق الأَسَدِيّ، قَالاَ: أَنشدنَا ابْن رَوَاحَةَ: أَنْشَدَنِي أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ لِنَفْسِهِ: كَمْ جُلْتُ طُوْلاً وَعَرْضاً ... وَجُبْتُ أَرْضاً فَأَرْضَا وَمَا ظَفرْتُ بخلٍّ ... مِنْ غَيْرِ غلٍّ فَأَرْضَى أَنْبَأَنِي أَحْمَد بن سَلاَمَةَ، عَنِ الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ بن سُرُوْر، أَنشدنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ لِنَفْسِهِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ: دعُوْنِي عَنْ أَسَانِيْدِ الضَّلاَلِ ... وَهَاتُوا مِنْ أسانيدٍ عَوَالِي رخاصٍ عِنْد أَهْل الجَهْل طُرّاً ... وَعِنْد العَارِفِيْن بِهَا غوَالِي عَنْ أَشيَاخِ الحَدِيْث وَمَا رَوَاهُ ... إمامٌ فِي العلُوْم عَلَى الكَمَالِ كمالكٍ اوْ كمعمرٍ المزكَّى ... وَشُعْبَة أَوْ كسُفْيَان الهِلاَلِي وَسُفْيَان العِرَاق وَلَيْث مصرٍ ... فَقِدماً كان معدوم المثال وَالأَوْزَاعِيِّ فَهْوَ لَهُ بِشرع ال ... نَّبِيّ المُصْطَفَى أَوْفَى اتِّصَالِ ومسعرٍ الَّذِي فِي كُلِّ علمٍ ... يُشَارُ كَذَا إِلَيْهِ كَالهِلاَلِ وزائدةٍ وَزِدْ أَيْضاً جَرِيْراً ... فكلٌّ مِنْهُمَا رَجُل النِّضَالِ وَكَابْن مباركٍ أَوْ كَابْن وهبٍ ... وَكَالقَطَّان ذِي شرفٍ وَحَالِ وحمّادٍ وحمّادٍ جَمِيْعاً ... وَكَابْنِ الدَّسْتُوَائِيّ الْجمال وَبَعْدَهُم وكيعٌ وَابْنُ مهديٍّ ... المَهْدِيُّ فِي كُلِّ الخِلاَّلِ ومكيٍّ ووهبٍ وَالحُمَيْدِيّ ... عَبْدِ اللهِ ليثٍ ذِي صِيَالِ وضحّاكٍ عقيب يَزِيْدَ أَعنِي ... ابْنَ هَارُوْنَ المحقّق في الخصال

كَذَاكَ طيَالِسِيَّا البَصْرَةِ اذكُرْ ... فَمَا رَوَيَاهُ مِنْ أثرٍ لآلِي وعفّانٌ نَعَمْ وَأَبُو نعيمٍ ... حَمِيدَا الحَالِ مَرْضِيَّا الفِعَالِ وَيَحْيَى شَيْخُ نَيْسَابُوْر ثُمَّ ال ... إِمَامُ الشَّافِعِيُّ المُقْتَدَى لِي كَذَاكُم ابْنُ خالدٍ المُكَنَّى ... أَبَا ثورٍ وَكَانَ حَوَى المَعَالِي وَأَيْضاً فَالصَّدُوْقُ أَبوْ عبيدٍ ... فأعلامٌ مِنْ أرْبَابِ المَقَالِ كيَحْيَى وَابْن حنبلٍ المُعَلَّى ... بِمَعْرِفَة المتُوْنِ وَبِالرِّجَالِ وَإِسْحَاق التَّقِي وَفتَى نجيحٍ ... وَعَبْدِ اللهِ ذِي مدحٍ طُوَالِ إِسْحَاقُ: هُوَ ابْن رَاهُويه، وَفتَى نُجَيْحٍ: ابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ: ابْن أبي شيبة. وَعُثْمَانَ الرَّضِيِّ أَخِيْهِ أَيْضاً ... وَكَالطُّوْسِيِّ رُكنِ الابتهَالِ وَكَالنَّسَوِيّ أَعْنِيْه زُهَيْراً ... وَيُعْرَفُ بِابْنِ حربٍ فِي المَجَالِ وَكَالذُّهْلِيِّ شَمْسِ الشَّرْقِ عدلٍ ... يُعدِّلُه المُعَادِي وَالمُوَالِي وَأَصْحَابِ الصِّحَاح الخَمْسَةِ اعْلَم ... رجالٍ فِي الشّرِيعَةِ كَالجِبَالِ وَكَابْنِ شجاعٍ البَلْخِيِّ ثُمَّ ال ... سَمَرْقَنْدِيِّ مَنْ هُوَ رَأْس مَالِي وَبُو شَنْجِيِّهِم ثُمَّ ابْنِ نصرٍ ... بِمَرْوَ مقدّمٍ فِيهِم ثمَال وَبِالرَّيِّ ابْنُ وَارَةَ ذُو افتنانٍ ... وَتِرْبَاهُ كَذَاكَ عَلَى التَّوَالِي تِرْبَاهُ هُمَا: أَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ. كَذَاكَ ابْنُ الفُرَاتِ وَكَانَ سَيْفاً ... عَلَى البِدْعِيِّ يَطعُنُ كَالأَلاَلِ كَذَا الحَرْبِيُّ أَحربهِ وَحربُ ... ابن إسماعيل خيرٌ ذو منال ويعقوبٌ وَيَعْقُوْبَانِ أَيْضاً ... سِوَاهُ وَابْنُ سنجرٍ الثِّمَالِ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَيَعْقُوْبُ بن إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَيَعْقُوْب الفَسَوِيُّ. وصالحٌ الرِّضَى وَأَخُوْهُ مِنْهُم ... كَذَاكَ الدَّارِمِيُّ أَخُو المَعَالِي وصالحٌ المُلَقَّبُ وَابْن عمروٍ ... دمشقيٌّ حليمٌ ذُو احتِمَالِ وَنجلُ جريرٍ إِذْ تُوُفِّيَ وَتُرْبِي ... مَنَاقِبُه عَلَى عددِ الرِّمَالِ

كَذَا ابْنُ خُزَيْمَةَ السُّلَمِيُّ ثُمَّ ابْ ... ن مَنْدَةَ مُقْتَدَى مُدُنِ الجِبَالِ وخلقٌ تَقْصُرُ الأَوْصَافُ عَنْهُم ... وَعَنْ أَحْوَالِهِم حَال السُّؤَالِ سَمَوا بِالعِلْمِ حِيْنَ سَمَا سِوَاهُم ... لَدَى الجُهَّالِ بِالرِّمَمِ البَوَالِي وَمَعْ هَذَا المَحَلِّ وَمَا حَوَوْهُ ... فَآلُهُمُ كَذَلِكَ خير آل مَضَوْا وَالذِّكْرُ مِنْ كلٍّ جميلٌ ... عَلَى المعهودِ فِي الحُقُبِ الخوَالِي أَطَاب الله مَثْوَاهُم فَقِدْماً ... تَعَنَّوا فِي طِلاَبِهِمُ العَوَالِي وَبعدَ حُصُولهَا لَهُمُ تَصَدَّوا ... كَذَلِكَ لِلرِّوَايَةِ وَالأَمَالِي وَتُلْفِي الكُلَّ مِنْهُم حِيْنَ يُلْقَى ... مِنْ آثَارِ العِبَادَةِ كَالخِلاَلِ وَهَا أَنَا شارعٌ فِي شَرحِ دينِي ... وَوصف عقيدتِي وَخفِيِّ حَالِي وَأَجهدُ فِي البيَانِ بقَدْرِ وُسعِي ... وَتَخليصِ العُقُوْلِ مِنَ العِقَالِ بشعرٍ لاَ كشعرٍ بَلْ كسحرٍ ... ولفظٍ كَالشَّمُوْلِ بَلِ الشِّمَالِ فَلَسْت الدَّهْر إِمَّعَةً وَمَا إِنْ ... أَزِلُّ وَلاَ أَزولُ لذِي النِّزَالِ فَلاَ تَصْحَبْ سِوَى السُّنِّيّ دِيْناً ... لِتَحْمَدَ مَا نَصَحْتُكَ فِي المآلِ وَجَانِبْ كُلَّ مبتدعٍ تَرَاهُ ... فَمَا إِنْ عِنْدَهُم غَيْرُ المُحَالِ وَدعْ آرَاءَ أَهْلِ الزَّيغِ رَأْساً ... وَلاَ تغرركَ حذلقَةُ الرُّذَالِ فَلَيْسَ يَدومُ لِلبدعِيّ رأيٌ ... وَمِنْ أَيْنَ المقرُّ لذِي ارْتحَالِ يُوَافَى حَائِراً فِي كُلِّ حالٍ ... وَقَدْ خَلَّى طَرِيْقَ الإِعتدَالِ وَيَتْرُك دَائِباً رَأْياً لرأيٍ ... وَمِنْهُ كَذَا سرِيعُ الإِنتقَالِ وَعمدَةُ مَا يَدين بِهِ سفَاهاً ... فأحداثٌ مِنْ أَبْوَابِ الجِدَالِ وَقول أَئِمَّةِ الزَّيغ الَّذِي لاَ ... يُشَابههُ سِوَى الدَّاءِ العُضَالِ كمعبدٍ المضلَّلِ فِي هواه ... وواصلٍ أو كغيلان المحال وجعدٍ ثُمَّ جهمٍ وَابْن حربٍ ... حميرٌ يَسْتَحِقُّوْنَ المخَالِي وثورٍ كَاسمه أَوْ شِئْتَ فَاقَلِبْ ... وَحَفْصِ الفرد قردٍ ذي افتعال

وبشرٍ لا رأى بُشرَى فَمِنْهُ ... تَولَّدَ كُلّ شرٍّ وَاختلاَلِ وَأَتْبَاعُ ابْن كلاّبٍ كلابٌ ... عَلَى التّحقيقِ هُم مِنْ شَرِّ آلِ كَذَاكَ أَبُو الهُذَيْلِ وَكَانَ مَوْلَىً ... لِعَبْدِ القَيْسِ قَدْ شَانَ المَوَالِي وَلاَ تَنْسَ ابْنَ أشرسٍ المُكنَّى ... أَبَا معنٍ ثُمَامَةَ فَهُوَ غَالِي وَلاَ ابْنَ الحَارِثِ البَصْرِيَّ ذَاكَ ال ... مُضِلَّ عَلَى اجتهادٍ وَاحتِفَالِ وَلاَ الكُوْفِيَّ أَعْنِيه ضِرَارَ ب ... ن عمروٍ فَهْوَ لِلبَصْرِيِّ تَالِي كَذَاكَ ابْنُ الأَصَمِّ وَمِنْ قَفَاهُ ... مِنَ اوْبَاشِ البهاشمة النّغال وعمروٌ هَكَذَا أَعنِي ابْنَ بحرٍ ... وَغَيْرهُم مِنْ أَصْحَابِ الشِّمَالِ فَرَأْيُ أُولاء لَيْسَ يُفِيْدُ شَيْئاً ... سِوَى الهَذَيَانِ مِنْ قيلٍ وَقَالِ وَكُلُّ هَوَىً ومحدثةٍ ضلالٌ ... ضعيفٌ فِي الحقيقَةِ كَالخيَالِ فَهَذَا مَا أَدِينُ بِهِ إِلهِي ... تَعَالَى عَنْ شبيهٍ أَوْ مِثَالِ وَمَا نَافَاهُ مِنْ خدعٍ وزورٍ ... وَمِنْ بدعٍ فَلَمْ يَخَطُرْ بِبَالِي صدق النَّاظمُ رَحِمَهُ الله، وَأَجَاد، فَلأَن يَعِيْش المُسْلِم أَخرس أَبكَم خَيْر لَهُ مِنْ أَنْ يَمتلِئَ بَاطِنه كَلاَماً وَفَلْسَفَةً! أَنشدنَا أَبُو الغَنَائِمِ بنُ عَلاَّنَ فِي كِتَابِهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا أبي، أَنْشَدَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْد الكَرِيْمِ بن مُحَمَّد بِدِمَشْقَ، أَنْشَدَنَا أَبُو العِزِّ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ البُسْتِيّ بِمُلْقَابَاذَ "ح". وَأَنْشَدَنَا أَبُو الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنِيّ، أَنْشَدَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ المُقْرِئ، قَالاَ: أَنْشَدَنَا الحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ لِنَفْسِهِ: إِنَّ عِلْمَ الحَدِيْثِ عِلْمُ رجالٍ ... تَرَكُوا الابتدَاعَ لِلاتِّبَاعِ فَإِذَا جَنَّ لَيْلُهُم كَتَبُوهُ ... وَإِذَا أَصْبَحُوا غَدَوا لِلسَّمَاعِ أَنْشَدَنَا أَبُو الفَتْحِ القُرَشِيّ، أَنْشَدَنَا يُوْسُفُ السَّاوِيُّ، أَنْشَدَنَا السِّلَفِيُّ لِنَفْسِهِ: لَيْسَ عَلَى الأَرْضِ فِي زَمَانِي ... من شانه في الحديث شاني نَظماً وَضبطاً يَلِي عُلُوّاً ... فِيْهِ عَلَى رغْمِ كلّ شاني

أَنْشَدَنَا أَبُو الحُسَينِ ابْن الفَقِيْه، وَأَبُو عَلِيٍّ القَلاَنسِيّ، قَالاَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الفَضْلِ الهَمْدَانِيّ، أَنْشَدَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ لِنَفْسِهِ: لَيْسَ حُسْنُ الحَدِيْثِ قربَ رجالٍ ... عِنْدَ أَربَابِ علمِهِ النَّقَّادِ بَلْ عُلُوُّ الحَدِيْثِ عِنْد أُولِي الإِتْ ... قَانِ وَالحِفْظِ صِحَّةُ الإِسْنَادِ فَإِذَا مَا تَجَمَّعَا فِي حديثٍ ... فَاغتَنِمْهُ فَذاكَ أَقْصَى المُرَادِ قَدْ مَرَّ ذِكْرُ مَوْلِدِهِ وَأَنَّهُ عَلَى التَّقْدِيْرِ، وَقَدْ قَالَ المُحَدِّثُ محمد بن عبد الرحمن بن عَلِيٍّ التُّجِيْبِيّ الأَنْدَلُسِيُّ: سَمِعْتُ عَلَى السِّلَفِيِّ وَوجدت بِخَطِّهِ مُقيداً: مَوْلِدِي بِأَصْبَهَانَ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ تخمِيناً لاَ يَقيناً. وَيُقوِيّ هَذَا مَا تَقدم عَنِ السَّخَاوِيّ، وَالأَظهر خِلاَفه مِنْ قَوْله لما كَتَبُوا عَنْهُ وَهُوَ أَمرد، وَمِنْ قَوْله وَقت قَتْلَةِ نِظَامِ المُلْكِ. وَقَالَ القَاضِي شَمْس الدِّيْنِ أَحْمَد بن خَلِّكَانَ: كَانَتْ وِلاَدَتُه بِأَصْبَهَانَ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ تَقَرِيْباً. قَالَ: وَوجدت العُلَمَاء بِمِصْرَ وَالمُحَدِّثِيْنَ مِنْ جملتهِم الحَافِظ المُنْذِرِيّ يَقُوْلُوْنَ فِي مَوْلِد السِّلَفِيّ هَذِهِ المَقَالَة. ثُمَّ وَجَدْت فِي كِتَاب زهر الرِّيَاض لأَبِي القَاسِمِ ابْنِ الصَّفْرَاوِيِّ أَنَّ السِّلَفِيّ كَانَ يَقُوْلُ: مَوْلِدِي بِالتخمِين لاَ بِاليقين سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ. فَيَكُوْن مَبْلَغ عُمُره عَلَى مقتضَى ذَلِكَ ثَمَانِياً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. ثُمَّ قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: وَرَأَيْت فِي تَارِيخ ابْن النَّجَّار مَا يَدلُّ عَلَى صحة ما قَالَهُ الصَّفْرَاوِيّ، فَإِنَّهُ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الغَنِيّ المَقْدِسِيّ: سَأَلت السِّلَفِيَّ عَنْ مَوْلِده، فَقَالَ: أَنَا أَذْكُر قتلَ نِظَامِ المُلْكِ سَنَة خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَلِي نَحْو عشر سِنِيْنَ، وَلَوْ كَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ عَلَى مَا يَقوله أَهْل مِصْرَ مَا كَانَ يَقُوْلُ: أَذْكُر قتلَ نِظَامِ المُلْكِ، فَيَكُوْن عَلَى مَا قَالُوْهُ عُمره ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً أَوْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَلَمْ تَجرِ العَادَة أَنَّ مَنْ سِنُّه هَكَذَا أَنْ يَقُوْلَ: أَذْكُر القِصَّةَ الفُلاَنِيَّةَ. قَالَ: فَقَدْ ظَهَرَ بِهَذَا أَن قَوْل الصَّفْرَاوِيّ تِلْمِيْذه أَقْرَب إِلَى الصّحَّة. قُلْتُ: أَرَى أَنَّ الْقَوْلَيْنِ بعيدَان، وَهُمَا سَنَة اثْنَتَيْنِ، وَسَنَة ثَمَانٍ، فَإِنَّهُ قَدْ حَدَّثَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ فِي أَوَّلهَا، وَقَدْ مرّ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ ابْن سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً أَكْثَر أَوْ أَقلّ بِقَلِيْلٍ، فَلَو كَانَ مَوْلِدُهُ سَنَة اثْنَتَيْنِ لَكَانَ ابْنَ عِشْرِيْنَ سَنَةً تامةً، ولو كان على ما قال الصَّفْرَاوِيّ لَكَانَ قَدْ كَتَبُوا عَنْهُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَهَذَا بعيد جِدّاً، فَتعيّن أَنّ مَوْلِده عَلَى هَذَا يَكُوْن فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْس وَسَبْعِيْنَ، وَأَنَّهُ مِمَّنْ جَاوَزَ المائَةَ بِلاَ تَرَدُّدٍ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: مَعَ أَنَّا مَا علمنَا أَحَداً مُنْذُ ثَلاَث مائَة سَنَةٍ إِلَى الآنَ بلغَ المائَة -فَضْلاً عَنْ أَنَّهُ زَادَ عَلَيْهَا- سِوَى القَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيّ: فَإِنَّهُ عَاشَ مائَة وَسَنَتَيْنِ.

قُلْتُ: هَذَا الكَلاَم لاَ يَدلُّ عَلَى نَفِي تَعمِيْر المائَة، بَلْ فِيْهِ اعترَاف فِي الطَّبَرِيّ رَحِمَهُ الله وَمَا قَالَهُ الصَّفْرَاوِيّ فَقَاله بِاجتهَاده، وَمَا تُوبع عَلَيْهِ، بَلَى خُولف. وَقَدْ كُنْت أَلّفْت جُزْءاً كَبِيْراً فِيْمَنْ جَاوَزَ المائَةَ مِنَ المشايخ، ومنهم أَنَس بنُ مَالِكٍ، وَأَبُو الطُّفَيْلِ، وَغَيْرهُمَا مِنَ الصَّحَابَةِ، وَسُوَيْد بن غَفَلَة، وَأَبُو رَجَاءٍ العُطَارِدِيّ، وَعِدَّة مِنَ التَّابِعِيْنَ، وَالحَسَن بن عَرَفَةَ العَبْدِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَبَدْر بن الهَيْثَمِ، وَسُلَيْمَان بن أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيّ، وَالفَقِيْه عَبْد الوَاحِدِ الزُّبَيْرِيّ بِمَا وَرَاء النَّهْر، وَشَيْخُنَا رُكْن الدِّيْنِ الطَّاوُوْسِيّ، وبالأمس مسند الدنيا شهاب الدين أحمد بن الشِّحْنَةِ. قَالَ المُحَدِّثُ وَجِيْه الدِّيْنِ عَبْد العَزِيْزِ بن عِيْسَى اللَّخْمِيّ قَارِئُ الحَافِظِ السِّلَفِيّ: تُوُفِّيَ الحَافِظ فِي صَبِيْحَة يَوْمَ الجُمُعَةِ خَامِسَ شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ مائَةُ سَنَةٍ وَسِتُّ سِنِيْنَ. كَذَا قَالَ فِي سِنِّه، فَوَهِمَ الوَجِيْه. ثُمَّ قَالَ: وَلَمْ يَزَلْ يُقرَأُ عَلَيْهِ الحَدِيْث يَوْمَ الخَمِيْسِ إِلَى أَنْ غربتِ الشَّمْس مِنْ لَيْلَة وَفَاته، وَهُوَ يَردّ عَلَى القَارِئ اللَّحْنَ الخفِيَّ، وَصَلَّى يَوْمَ الجُمُعَةِ الصُّبْح عِنْد انفجَار الفَجْر، وَتُوُفِّيَ بَعْدهَا فُجَاءةً. قُلْتُ: وَكَذَا أَرَّخَ مَوْتَهُ غَيْرُ وَاحِد -رَحِمَهُ الله وَغفر لَهُ- وَقَبْره مَعْرُوف بِظَاهِرِ الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَكَانَ يَطَأُ أَهْلَه وَيَتمتَّع وَإِلَى قَرِيْب وَفَاتِه، وَإِنَّمَا تَزَوَّجَ وَقَدْ أَسنَّ بَعْدَ سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: لَقَبُهُ صدر الدين.

أبو العلاء الهمذاني

5178- أبو العلاء الهمذاني 1: الإمام الحافظ المقرئ العلامة شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو العَلاَءِ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عثكل بنِ إِسْحَاقَ بنِ حَنْبَلٍ الهَمَذَانِيُّ العَطَّارُ، شَيْخ هَمَذَانَ بِلاَ مدَافعَة. مَوْلِدُهُ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَأَوّل سَمَاعه فِي سَنَةِ خمس وتسعين، وبعدها سمع من عبد الرحمن بن حَمْدٍ الدُّوْنِيّ، وَخَلْقٍ بِهَمَذَانَ. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ بَيَانٍ، وَأَبِي عَلِيٍّ بن نبهان، وأبي علي بن المَهْدِيِّ، وَطَبَقَتهِم. وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَدَّاد، ومحمود الأشقر، وخلق. وقرأ

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 345"، وشذرات لابن العماد "4/ 231".

بِالرِّوَايَات الكَثِيْرَة عَلَى الحَدَّاد، وَعَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ البَارِع، وَأَبِي بَكْرٍ المَزْرَفِيّ، وَجَمَاعَة. وَارتحل إِلَى خُرَاسَانَ، فَسَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ الفُرَاوِيِّ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ"، وَمَا زَالَ يَسْمَعُ وَيَرحل وَيُسَمِّعُ أَوْلاَده. وَآخر قَدَمَاته إِلَى بَغْدَادَ، وَكَانَ بَعْد الأَرْبَعِيْنَ، فَقَرَأَ لأَوْلاَده عَلَى أَبِي الفَضْلِ الأُرْمَوِيّ، وَابْن نَاصِر، وَابْن الزَّاغُوْنِيِّ، فَحَدث إِذْ ذاك بها وأقرأ. فَتَلاَ عَلَيْهِ بِالعَشْرَةِ أَبُو أَحْمَدَ عَبْد الوَهَّابِ بن سكينة. وروى عنه هو وأبو المواهب ابن صَصْرَى، وَعَبْد القَادِرِ بن عَبْدِ اللهِ الرُّهَاوِيّ، وَيُوْسُف بن أَحْمَدَ الشِّيْرَازِيّ، وَمُحَمَّد بن مَحْمُوْدٍ الحَمَّامِيّ، وَعَتِيْق بن بَدَلٍ المَكِّيّ، وَأَوْلاَدُه: أَحْمَد، وَعَبْد البَرِّ، وَفَاطِمَة، وَأَسباطُه: القَاضِي عَلِيّ، وَمُحَمَّد، وَعَبْد الحَمِيْدِ، بَنُوْ عَبْدِ الرَّشِيْدِ بنِ عَلِيِّ بنِ بُنَيْمَانَ، وَآخَرُوْنَ. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ أَبُو الحَسَنِ ابْنُ المُقَيَّرِ، وَغَيْرهُ. قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ حَافِظ مُتْقِن، وَمُقْرِئٌ فَاضِل، حَسَن السِّيْرَةِ، جَمِيْل الأَمْر، مَرضِيّ الطّرِيقَة، عزِيز النَّفْس، سخِيّ بِمَا يَملكه، مكرم لِلْغربَاء، يَعرف الحَدِيْث وَالقِرَاءات وَالآدَاب مَعْرِفَةً حَسَنَةً، سَمِعْتُ مِنْهُ بِهَمَذَانَ. وَقَالَ الحَافِظُ عَبْد القَادِرِ: شَيْخنَا أَشهر مِنْ أَنْ يُعرّف؛ تَعذّر وُجُوْد مِثْله مِنْ أَعصَار كَثِيْرَة، عَلَى مَا بَلَغَنَا مِنْ سير العُلَمَاء وَالمَشَايِخ، أَربَى عَلَى أَهْلِ زَمَانه فِي كَثْرَة السَمَاعَات، مَعَ تَحْصِيل أُصُوْل مَا سَمِعَ، وَجُوْدَة النُّسخ، وَإِتْقَان مَا كتبه بِخَطِّهِ؛ فَإِنَّهُ مَا كَانَ يَكتب شَيْئاً إلَّا منقوطاً معرباً، وَأَوّل سَمَاعه مِنَ الدُّوْنِيّ سَنَة495، وَبَرَعَ عَلَى حُفَّاظ عصره فِي حِفْظِ مَا يَتعلّق بِالحَدِيْثِ مِنَ الأنساب والتواريخ والأسماء والكنى والقصص والسير. وَلَقَدْ كَانَ يَوْماً فِي مَجْلِسِهِ، وَجَاءته فَتوَى فِي أَمر عُثْمَان -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَخَذَهَا، وَكَتَبَ فِيْهَا مِنْ حِفْظِهِ، وَنَحْنُ جُلُوْس، درجاً طَوِيْلاً، ذكر فِيْهِ نسبهُ، وَمَوْلِده، وَوَفَاته، وَأَوْلاَده، وَمَا قِيْلَ فِيْهِ، إِلَى غَيْر ذَلِكَ. وَلَهُ التَّصَانِيْف فِي الحَدِيْثِ، وَفِي الزُّهْد وَالرَّقَائِق، وَقَدْ صَنَّفَ كِتَاب "زَادَ المُسَافِر" فِي خَمْسِيْنَ مُجَلَّداً، وَكَانَ إِمَاماً فِي الحَدِيْثِ وَعلُوْمه. وَحَصّل مِنَ القِرَاءات مَا إِنَّهُ صَنّف فِيْهَا العَشْرَة وَالمفردَات، وَصَنَّفَ فِي الْوَقْف وَالابْتِدَاء، وَفِي التَّجْوِيد، وَكِتَاباً فِي مَاءات القُرْآن، وَفِي الْعدَد، وَكِتَاباً فِي مَعْرِفَةِ القُرَّاء فِي نَحْو مِنْ عِشْرِيْنَ مُجَلَّداً، استُحْسِنَت تَصَانِيْفه، وَكُتِبت، وَنُقِلَتْ إِلَى خُوَارِزْم وَإِلَى الشَّامِ، وَبَرَعَ عِنْدَهُ

جَمَاعَة كَثِيْرَة فِي القِرَاءات. وَكَانَ إِذَا جرَى ذَكَرَ القُرَّاء يَقُوْلُ: فُلاَن مَاتَ عَام كَذَا وَكَذَا، وَمَاتَ فُلاَن فِي سَنَةِ كَذَا وَكَذَا، وَفُلاَن يَعلو إِسْنَاده عَلَى فُلاَن بِكَذَا. وَكَانَ عَالِماً إِمَاماً فِي النَّحْوِ وَاللُّغَة. سَمِعْتُ أَنَّ مِنْ جُمْلَةِ مَا حَفِظ كِتَاب الجَمْهَرَةِ. وَخَرَّج لَهُ تَلاَمِذَةً فِي العَرَبِيَّة أَئِمَّة يُقْرِؤُونَ بِهَمَذَانَ، وَبَعْض أَصْحَابه رَأَيْتهُ، فَكَانَ مِنْ مَحْفُوْظَاته كِتَاب الغرِيبين لأَبِي عُبَيْدٍ الهَرَوِيّ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ مُهيناً لِلمَال، بَاعَ جَمِيْع مَا وَرثه، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التُّجَّار، فَأَنفقه فِي طَلَبِ العِلْمِ، حَتَّى سَافر إِلَى بَغْدَادَ وَإِلَى أَصْبَهَانَ مَرَّات مَاشياً يَحمل كتبه عَلَى ظَهْرِهِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَبَيْت بِبَغْدَادَ فِي المَسَاجِدِ، وَآكلُ خُبْز الدُّخْنِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا الفَضْل بن بُنَيْمَانَ الأَدِيْب يَقُوْلُ: رَأَيْتُ أَبَا العَلاَءِ العَطَّار فِي مَسْجِد مِنْ مَسَاجِد بَغْدَاد يَكتب وَهُوَ قائم؛ لأن السراج كان عاليًا، إِلَى أَنْ قَالَ: فَعظم شَأْنه فِي القُلُوْب؛ حَتَّى إِنْ كَانَ ليمرّ فِي هَمَذَان فَلاَ يَبْقَى أَحَد رَآهُ إلَّا قَامَ، وَدَعَا لَهُ؛ حَتَّى الصِّبْيَان وَاليَهُوْد، وَرُبَّمَا كَانَ يَمضِي إِلَى بلدَة مُشْكَانَ يُصَلِّي بِهَا الجُمُعَة، فَيتلقَاهُ أَهْلهَا خَارِج البَلَد؛ المُسْلِمُوْنَ عَلَى حدَة، وَاليَهُوْد عَلَى حدَة، يَدعُوْنَ لَهُ، إِلَى أَنْ يَدخل البَلَد. وَكَانَ يُفتح عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا جُمَلٌ، فَلَمْ يَدَّخِرهَا، بَلْ يُنفقهَا عَلَى تَلاَمِذته، وَكَانَ عَلَيْهِ رُسُوم لأَقْوَام، وَمَا كَانَ يَبرح عَلَيْهِ أَلف دِيْنَار هَمَذَانِيَة أَوْ أَكْثَر مِنَ الدَّيْنِ، مَعَ كَثْرَة مَا كَانَ يُفتح عَلَيْهِ. وَكَانَ يَطلب لأَصْحَابِهِ مِنَ النَّاس، وَيَعز أَصْحَابه وَمَنْ يَلوذ بِهِ، وَلاَ يَحضر دَعْوَة حَتَّى يَحضر جَمَاعَة أَصْحَابه، وَكَانَ لاَ يَأْكُل مِنْ أَمْوَال الظَّلمَة، وَلاَ قَبِلَ مِنْهُم مَدْرَسَة قَطُّ وَلاَ رباطاً، وَإِنَّمَا كَانَ يُقْرِئُ فِي دَارِهِ، وَنَحْنُ فِي مَسْجده سُكَّانٌ. وَكَانَ يُقْرِئُ نِصْف نَهَاره الحَدِيْث، وَنِصْفه القُرْآن وَالعِلْم، وَلاَ يَغشَى السَّلاَطِيْن، وَلاَ تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لُوْمَة لاَئِم، وَلاَ يُمكِّن أَحَداً فِي محلَّته أَنْ يَفعل مُنْكراً، وَلاَ سَمَاعاً، وَكَانَ يُنَزِّلُ كُلّ إِنْسَان مَنْزِلته، حَتَّى تَأَلَّفت القُلُوْب عَلَى مَحَبَّته وَحسنِ الذّكر لَهُ فِي الآفَاق البعيدَة، حَتَّى أَهْل خُوَارِزْم الَّذِيْنَ هُم مُعْتَزِلَة مَعَ شدته فِي الحَنْبَلَةِ. وَكَانَ حَسَنَ الصَّلاَة لَمْ أَرَ أَحَداً مِنْ مَشَايِخنَا أَحْسَن صَلاَة مِنْهُ، وَكَانَ مُتَشَدِّداً فِي أَمر الطّهَارَة؛ لاَ يَدع أَحَداً يَمس مَدَاسه، وَكَانَتْ ثيَابه قصَاراً، وَأَكمَامه قصَاراً، وَعِمَامَته نَحْو سَبْعة أذرع.

وَكَانَتِ السُّنَّةُ شعَاره وَدِثَاره اعْتِقَاداً وَفِعْلاً، بِحَيْثُ إِنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ مَجْلِسه رَجُلٌ، فَقَدّم رِجْله اليُسْرَى كلَّفه أَن يَرْجِع، فَيقدّم اليُمْنَى، وَلاَ يَمس الأَجزَاء إلَّا عَلَى وَضوء، وَلاَ يَدع شَيْئاً قَطُّ إلَّا مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ تَعَظِيْماً لَهَا. قُلْتُ: هَذَا لَمْ يَرد فِيْهِ ثوَاب. إِلَى أَنْ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْ أَثق بِهِ عَنْ عَبْدِ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيّ أَنَّهُ قَالَ فِي الحَافِظ أَبِي العَلاَءِ، لَمَّا دَخَلَ نَيْسَابُوْر: مَا دَخَلَ نَيْسَابُوْر مِثْلك. وَسَمِعْتُ الحَافِظَ أَبَا القَاسِمِ عَلِيّ بن الحَسَنِ يَقُوْلُ -وَذَكَرَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ رَحل: إِنْ رَجَعَ وَلَمْ يَلق الحَافِظ أَبَا العَلاَءِ ضَاعت رحلته. قُلْتُ: كَانَ أَبُو العَلاَءِ الحَافِظ فِي القِرَاءات أَكْبَر مِنْهُ فِي الحَدِيْثِ، مَعَ كَوْنه مِنْ أَعيَان أَئِمَّة الحَدِيْث، لَهُ عِدَّةُ رحلاَت إِلَى بَغْدَادَ وَأَصْبَهَان وَنَيْسَابُوْر. أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْيَةَ صَبِيْحٌ الأَسْوَدُ، أخبرنا أبو الحسن ابن المقير، أَخْبَرَنَا أَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانِيّ مُكَاتَبَة، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ خَلاَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنَا القَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ خُبَيْب بن عَبْدِ الرَّحْمَانِ، عَنْ حَفْصِ بنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ؛ إِمَامٌ عَادِلٌ.."، وَذَكَرَ الحَدِيْثَ1. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا الحَافِظُ أَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانِيّ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّد بن الحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الفَضْلِ الوَاسِطِيّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيّ سَعْدِ بنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "المَعْرُوْفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ آخِرَ مَا تَعَلَّقَ بِهِ الجَاهِليَّةِ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَافْعَلْ مَا شئت" 2.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "2/ 439"، والبخاري "660" و"1423" و"6479" و"6806" ومسلم "1031" "91"، والترمذي في إثر حديث "2391"، وابن خزيمة "358"، والبيهقي "4/ 190" و"8/ 162" من طرق عن عبد الله بن عمر، عن حبيب بن عبد الرحمن، به. 2 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 405"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "2/ 135- 136" من طريق يزيد بن هارون، به، وورد عن أبي مسعود مرفوعا لفظ: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ". أخرجه الطيالسي "621"، وأحمد "4/ 121 و122"، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" "5/ 273" والبخاري "3484"، وفي "الأدب المفرد" "1316"، وأبو داود "4797"، والطبراني=

تُوُفِّيَ أَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانِيُّ بِهَا، فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْس مائَة، وَلَهُ نَيِّفٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا: مَاتَ صَاحِب الشَّام الْملك نُوْر الدِّيْنِ مَحْمُوْد بن زَنْكِي التُّرْكِيّ عَنْ بِضْع وَخَمْسِيْنَ سَنَةً، وَالمُسْنِدُ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُعَمَّر العَلَوِيّ النَّقِيْب بِبَغْدَادَ، وَأَبُو الحَسَنِ دَهْبَل بن عَلِيِّ بنِ كَارِهٍ الحَرِيْمِيّ، وَشَيْخ النَّحْو أَبُو مُحَمَّدٍ سعيد بن المبارك بن الدَّهَّانِ البَغْدَادِيّ، وَمُسْنَد المَغْرِب أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ حُنَيْنٍ الكِنَانِيّ بفَاس عَنْ ثَلاَث وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَالمُسْنِدُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ محمد بن النَّرْسِيِّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ بنُ قرْقُول الحَمْزِيّ، وَأَبُو تَمِيْمٍ سَلْمَان بن عَلِيٍّ الرَّحَبِيّ الخَبَّاز، وَعَبْد النَّبِيّ بن المَهْدِيّ الخَارِجِيّ الْمُتَغَلب عَلَى اليَمَنِ، وَالفَقِيْه عُمَارَة بن عَلِيٍّ اليَمَنِيّ شَاعِر وَقته، وَأَبُو شُجَاعٍ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ المَادَرَائِيّ الحَاجِب. وَفِي أَوْلاَد الحَافِظ أَبِي العَلاَءِ جَمَاعَةٌ نُجبَاءُ؛ أصغرهم الحافظ الرحال مُفِيْد هَمَذَان أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ، سَمِعَ مِنْ أَبِي الوَقْت وَالبَاغَبَانِ، وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ أَبِي رشيْدٍ عَبْد اللهِ بن عُمَرَ، وَالحَافِظ أَبِي مُوْسَى، وَقرَأَ كَثِيْراً، وَحصَّل الأُصُوْل، رَوَى عَنْهُ أَبُو الحَسَنِ ابْنُ القَطِيْعِيِّ، مَاتَ كَهْلاً سنة خمس وست مائة.

الخطيبي

5179- الخطيبي: الفَقِيْهُ أَبُو حَنِيْفَةَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ الخَطِيْبِيُّ الحَنَفِيُّ. رَوَى عَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ حَمْد بن صَدَقَةَ، وَأَبِي مُطِيْعٍ الصَّحَّافِ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَرْدَوَيْه، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الدُّوْنِيّ، وَأَبِي الفَتحِ الحَدَّادِ. وَأَملَى عِدَّةَ مَجَالِسَ، وَحَدَّثَ بِأَصْبَهَانَ، وَمَكَّة، وَبَغْدَاد. رَوَى عَنْهُ أَبُو طَالِبٍ بنُ عَبْدِ السَّمِيْعِ، وَالإِمَام المُوَفَّق بن قُدَامَةَ، وَابْن الأَخْضَرِ، وَأَبُو القاسم ابن صَصْرَى، وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ مِنْ بَيْت علمٍ وَرِوَايَةٍ. تُوُفِّيَ بِأَصْبَهَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وله ثلاث وثمانون سنةً.

_ = "17/ 651"، وأبو نعيم في "الحلية" "4/ 370"، والبيهقي في "السنن" "10/ 192"، والقضاعي في "مسند الشهاب" "1153" و"1156"، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" "83" من طريق شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ ربْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مسعود، به.

ابن البوقي، اليوسفي، العليمي

ابن البوقي، اليوسفي، العليمي: 5180- ابن البوقي 1: شَيْخ الشَّافِعِيَّة بِوَاسِطَ، أَبُو جَعْفَرٍ هِبَةُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ حَسَنٍ الوَاسِطِيّ، ابْنُ البُوْقِيِّ، العَطَّارُ. سَمِعَ أَبَا نُعَيْمٍ الجُمَّارِيّ، وَأَبَا نُعَيْمٍ ابن زَبْزَبٍ، وَخَمِيْساً الحَافِظ. وَتَفَقَّهَ وَبَرَعَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الفَارِقِيِّ، وَاسْتَقْدَمَهُ ابْنُ هُبَيْرَةَ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ الأَخْضَر، وَإِبْرَاهِيْمُ الكَاشْغَرِيُّ، وَكَانَ بَصِيْراً بِالخِلاَفِ، عَلِيْماً بِالفَرَائِضِ. مَاتَ بِوَاسِط فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فِي عَشْرِ التسعين. 5181- اليوسفي 2: الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ بن أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ القَادِرِ بن مُحَمَّدِ بن يوسف البغدادي الخياط. رَوَى عَنِ ابْنِ نَبْهَانَ، وَابْنِ بَيَانٍ، وَأَبِي طَالِبٍ اليُوْسُفِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ الأَخْضَرِ، وَالشَّيْخُ المُوَفَّقُ، وَالبَهَاء عَبْد الرَّحْمَانِ، وَالشَّمْس البُخَارِيّ، وَكَتَائِبُ بنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ الحَقّ الفَيَّالِيُّ، وَعَبْدُ الحَقِّ بنُ خَلَفٍ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَخِيْهِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ تِسْعٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً، وَكَانَ دَيِّناً خَيِّراً، ذَا مُروءةٍ تامة. 5182- العليمي 3: المُحَدِّثُ العَالِمُ الرّحَّالُ أَبُو الخَطَّابِ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَضِرِ بنِ مُسَافِرٍ العُلَيْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ السَّفَّارُ، عُرِفَ بِابْنِ حَوشكَاشَ. سَمِعَ مِن الفَقِيْه نَصْر اللهِ المصِّيْصِيّ، وَنَصْر بن مطكود، وأبي القاسم ابن البُنِّ، وَأَبِي الأَسَعْدِ ابْنِ القُشَيْرِيِّ، وَنَصْر بن المُظَفَّر البَرْمَكِيّ، وَعَبْد اللهِ بن الفُرَاوِيّ، وَهِبَة اللهِ الدَّقَّاق، وَعَبْد اللهِ بن رِفَاعَةَ، وَالسِّلَفِيّ، وَعَدَد كَثِيْر بِخُرَاسَانَ وَالعِرَاق وَمِصْر وَالشَّام. وَكَتَبَ الكثير، وكان صدوقًا، حميد السيرَة، جَيِّدَ الفَهْمِ وَالمَعْرِفَة. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الأَخْضَر، وَزَيْنُ الأُمَنَاءِ، وَطَائِفَة. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِدِمَشْقَ، وَلَهُ أربع وخمسون سنةً.

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "7/ 328". 2 ترجمته في العبر "4/ 220"، وشذرات الذهب الذهب لابن العماد "4/ 248". 3 ترجمته في العبر "4/ 220"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 248".

الحديثي، ابنه

الحديثي، ابنه: 5183- الحديثي 1: قَاضِي القُضَاةِ أَبُو طَالِبٍ رَوْحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ الحَدِيْثِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ إِسْمَاعِيْل بن الفَضْلِ الجُرْجَانِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ البَاقِي البَجَلِيّ، وَهِبَة اللهِ بن الحصين. سَمِعَ مِنْهُ: عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيُّ. وَرَوَى عَنْهُ: إِسْفَنْديَار ابْنُ المُوَفَّقِ، وَبِالإِجَازَة ابْنُ مَسْلَمَةَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ مُتَدَيِّناً، حسنَ الطَّرِيقَةِ، عَفِيْفاً نَزهاً، وَلاَّهُ المُسْتَضِيْءُ القَضَاءَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ بَعْدَ امتِنَاعٍ مِنْهُ شَدِيد، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى القَضَاءِ حَتَّى تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سنة سبعين وخمس مائة. 5184- ابنه: الإِمَامُ القَاضِي الزَّاهِدُ العَابِدُ القَانِتُ أَبُو المَعَالِي، عَبْدُ المَلِكِ بنُ رَوْحٍ، استَنَابَه أَبُوْهُ فِي القَضَاءِ بِحَرِيْمِ دَارِ الخِلاَفَةِ، وَسَمِعَ مِنْ عَلِيِّ بن الصباغ، ومحمد بن محمد بن السَّلاَّلِ، وَالأُرْمَوِيِّ. انتَقَى لَهُ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الزَّيْدِيُّ جُزْءاً. وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ البَرَدَانِيُّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بن أبي محمد، أخبرنا عبد الملك بن الحديثي، أخبرنا ابن السلال، فذكر حديثًا. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْتُ جَارنَا عَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ القَوَّاسَ يَقُوْلُ: كَانَ القَاضِي عَبْدُ المَلِكِ بن الحَدِيْثِيِّ يَخْرُجُ مِنْ دَارِ وَالِدِه قَاضِي القُضَاةِ رَاكِباً بِالعِمَامَة الكَبِيْرَةِ، وَالقمِيْصِ وَالطَّيْلَسَانِ، وَالوكلاَءُ وَالرَّكَّابِيَّةُ بَيْنَ يَدِي فَرسه، إِلَى بَاب مَنْزِله، فَإِذَا نَزل وَدَخَلَ دَاره، خَرَجَ مَاشياً، عَلَيْهِ ثِيَاب قصِيْرَة صغِيرَة الأَكمَام، وَعِمَامَة لطيفَة، وَالمصلَى عَلَى كَتِفِهِ، حَتَّى يَأْتِي مَسْجِد السُّوق، فَيُصَلِّي السّنَّة، ثُمَّ يَخْرُج، وَيُقيم الصَّلاَة، وَيَؤمُّ بِالنَّاسِ، وَكَانَ يُسحِّر فِي ليَالِي رَمَضَانَ، وَكَانَ يَعرف الموَاقيت. حَجَّ ابْن الحَدِيْثِيّ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ، وَقَدِمَ وَقَدْ مَاتَ أَبُوْهُ، فَخوطب فِي أَنْ يَلِي قَضَاء القُضَاة، فَلَمْ يُجِبْ، وَتردَّد الكَلاَم فِي ذَلِكَ أَيَّاماً، وَمَرِضَ، فَمَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سبعين وخمس مائة رحمه الله عليه.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 351".

المأموني، صاحب اليمن

المأموني، صاحب اليمن: 5185- المأموني 1: العَلاَّمَةُ الأَدِيْبُ الأَخْبَارِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُوْنُ بنُ العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدٍ العَبَّاسِيُّ المَأْمُوْنِيُّ البَغْدَادِيُّ، مُصَنِّفُ "التَّارِيْخ" عَلَى السِّنِيْنَ، وَلَهُ "شرح المَقَامَات"، وَكِتَاب "أخبار الأوائل". وَحَدَّثَ عَنْ قَاضِي المَارستَانِ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5186- صَاحِبُ اليَمَنِ 2: المَلِكُ المُعَظَّمُ، شَمْسُ الدَّوْلَةِ، تُوْرَانْشَاه بنُ أَيُّوْبَ، أَخُو السُّلْطَانِ صَلاَحِ الدِّيْنِ، هُوَ أَسَنُّ مِنَ السُّلْطَانِ، فَكَانَ يَحترِمُهُ وَيَرَى لَهُ. جهّزه فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ إِلَى بلاَد النُّوْبَة، فَرَجَعَ بغَنَائِم كَثِيْرَة، ثُمَّ بعثَه عَلَى اليَمَنِ، فَظَفِرَ بِعَبْدِ النَّبِيّ المتغلِّب عَلَيْهَا، وَقتله، وَاسْتَوْلَى عَلَى مُعْظَم اليَمَن، وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً جَوَاداً مُمَدَّحاً. ثُمَّ إِنَّهُ ملَّ مِنْ سكنَى اليَمَن، وَلَمْ تُوَافقه، فَاستنَاب عَلَيْهَا، وَقَدِمَ فِي آخِرِ سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ، فَعمل نِيَابَة السّلطنَة بِدِمَشْقَ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى مِصْرَ فِي عَام أَرْبَعَة وَسَبْعِيْنَ، وَاتفق مَوْته بِالإِسْكَنْدَرِيَّة فِي صَفَرٍ سَنَة سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ، فَنقل فِي تَابوت إِلَى دِمَشْقَ، وَدُفِنَ بِالمَدْرَسَة الشَّامِيّة عِنْد أُخْته شَقِيقَته. وَمَعْنَى تُوْرَانْشَاه: مَلِك الشَّرْق. وَكَانَتِ الإِسْكَنْدَرِيَّة لَهُ إِقطَاعاً، وَكَانَ نوَابه بِاليمَنِ يَحملُوْنَ إِلَيْهِ الأَمْوَال مِنْ زَبَيْد وَعدن، وَكَانَ لاَ يَدّخر شَيْئاً، وَفِيْهِ لعب ولذة محظورة وعسف. مات وعليه مائةا أَلف دِيْنَار. وَلَهُ إِخْوَة نُجبَاء: صَلاَح الدِّيْنِ السُّلْطَان، وَسيف الدِّيْنِ العَادل، وَشَاهنشَاه وَالِد فَرُّوخشَاه صَاحِب بَعْلَبَكَّ، وَوَالِد الْملك تَقِي الدِّيْنِ عُمَر صَاحِب حَمَاة، وَتَاج المُلُوْك بُوْرِي الَّذِي قُتل عَلَى حلب، وَسيف الإِسْلاَم طُغْتِكِيْن الَّذِي تَملك اليمن أيضًا، وربيعة خاتون، وست الشام.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 217"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 245-246". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 127"، والعبر "4/ 228".

ملك الموصل، خوارزمشاه

ملك الموصل، خوارزمشاه: 5187- ملك الموصل 1: المَلِكُ سَيْفُ الدِّيْنِ، غَازِي ابْنُ صَاحِبِ المَوْصِلِ، قُطْبِ الدِّيْنِ مَوْدُوْدِ ابْنِ الأَتَابكِ زنْكِي ابْنِ قَسيْمِ الدَّوْلَةِ آقْسُنْقُرَ التُّرْكِيُّ المَوْصِلِيُّ. تَمَلَّكَ بَعْدَ أَبِيْهِ مِنْ تَحْت يَدِ عَمّه الْملك نُوْر الدِّيْنِ، وَطَالت أَيَّامه، فَلَمَّا تَسَلَّطن صَلاَح الدِّيْنِ، وَحَاصَرَ حلب، نَفَّذ غَازِي جَيْشه مَعَ أَخِيْهِ مَسْعُوْد يُنجد ابْنَ عَمِّهِ، فَالتَقَوا هُم وَصَلاَح الدِّيْنِ عِنْد قرُوْنِ حَمَاة، فَانْكسر مَسْعُوْد، فَأَقْبَل غَازِي بِنَفْسِهِ ليَأْخذ بِالثَّأْر، فَوَقَعَ المَصَافّ عَلَى تلّ السُّلْطَان بِقُرْبِ حلب، فَانْكسرت مَيْسَرَة صَلاَح الدِّيْنِ، فَحَمَلَ السُّلْطَان بِنَفْسِهِ، فَكسر المَوَاصِلَةَ، فَقبح الله القِتَال عَلَى المُلْكِ، مَا أَردَأَه. مَاتَ غَازِي -رَحِمَهُ الله- بِالسّلِّ فِي صَفَرٍ سَنَة ست وسبعين وخمس مائَة، وَتَملّك المَوْصِل أَخُوْهُ الْملك عِزّ الدِّيْنِ مسعود. 5188- خوارزمشاه: السُّلْطَان أَرْسَلاَن بنُ خُوَارِزْم شَاه آتسز ابْنِ الأَمِيْر مُحَمَّدِ بنِ نُوشْتِكِيْن. تَمَلَّكَ بَعْدَ أَبِيْهِ. كَانَ جَدّهُم نُوشْتِكِيْن مَمْلُوْكاً لِرَجُلٍ، فَاشترَاهُ أَمِيْر مِنَ السُّلْجُوْقِيَّة اسْمه بلكَا بِك فَكَبِرَ نُوشْتِكِيْن، وَنَشَأَ نَجيباً عَاقِلاً، فَوُلد لَهُ مُحَمَّد، فَأَشغله فِي العِلْمِ وَالأَدب، وَطلع نبيلاً كَامِلاً، وَسَاد، وَتَأَمّر، وَنَاب فِي حُدُوْدِ الخَمْس مائَة بِخُوَارِزْمَ، وَلقّبوهُ خُوَارِزْمشَاه، فَعَدَلَ، وَأَحْسَن السيَاسَة، وَقرّب العُلَمَاء، وَعظم شَأْنه عِنْد مَخْدُومه السُّلْطَان سَنْجَر، ثُمَّ تُوُفِّيَ، فَقَامَ فِي وِلاَيته ابْنه آطسز خُوَارِزْمشَاه، ثُمَّ بَنُوْهُ، فَوَلِيَ أَرْسَلاَن هَذَا، فَكَانَ مِنْ كِبَارِ المُلُوْك كَأَبِيْهِ. رَجَعَ مِنْ مُحَارِبَة الخَطَا مَرِيْضاً، فَمَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنه سُلْطَان شَاه مَحْمُوْد، وَكَانَ ابْنه الآخر تَكِشّ مقيماً عَلَى مدينَة جَنْد، فَلَمَّا سَمِعَ، تَنمَّر وَأَنِف مِنْ سَلْطَنَة أخيه الصغير، وسار إلى ملك الخَطَا، فَأَمده بجَيْش، وَأَقْبَلَ، فَتَأَخّر أَخُوْهُ مُحَمَّد وَأُمّه إِلَى صَاحِب نَيْسَابُوْر المُؤَيَّد، وَاسْتَوْلَى عَلاَء الدِّيْنِ تَكِشّ عَلَى البِلاَد، ثُمَّ التقَى هُوَ وَالمُؤَيَّد، فَانحطم جمع المُؤَيَّد، وَأُسِرَ هُوَ، وَذُبِحَ صَبْراً، وَهَرَبَ مَحْمُوْد وَأُمّه إِلَى دِهِسْتَان، ثُمَّ حَاصرهُم تَكِشّ، وَافتَتَح البَلَد، فَهَرَبَ مَحْمُوْد وَأُسرت أُمّه، فَقُتلت، وَالتَجَأَ مَحْمُوْد إِلَى السُّلْطَانِ غِيَاث الدِّيْنِ صَاحِب غَزْنَة، فَاحْتَرَمه، وَتَمَلَّكَ بَعْدَ المُؤَيَّد وَلده مُحَمَّد بن أَيَبَةَ. وَأَمَّا تَكِشّ، فَامتدت أيامه، وقهر الملوك.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 520"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 88" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 257".

ابن حنين

5189- ابن حنين: الإِمامُ الكَبِيْرُ، مُسْنِدُ المَغْرِبِ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ حُنَيْنٍ الكِنَانِيُّ القُرْطُبِيُّ المَالِكِيُّ المُقْرِئُ، نَزِيْلُ مَدِيْنَةِ فَاسٍ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقرَأَ بِالرِّوَايَات عَلَى أَبِي الحَسَنِ العَبْسِيّ صَاحِب أَبِي العَبَّاسِ بن نَفِيْسٍ، فَكَانَ خَاتمَة أَصْحَاب العَبْسِيّ. وَسَمِعَ "المُوَطَّأ" مِنْ مُحَمَّدِ بنِ فَرَجٍ الطَّلاَّعِيّ. وَرَوَى أَيْضاً عَنْ خَازِم بن مُحَمَّدٍ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ شَفِيْعٍ. وَتَلاَ بِجَيَّانَ عَلَى أَبِي عَامِرٍ مُحَمَّد بن حَبِيْبٍ. وَحَجّ فِي سَنَةِ خَمْسِ مائَةٍ. قَالَ الأَبَّار فِي تَارِيْخِهِ: فَلقِي أَبَا حَامِد الغَزَّالِيّ، وَصحبه، وَسَمِعَ مِنْهُ كَثِيْراً مِنْ مُوَطَّأِ يَحْيَى بن بُكَيْرٍ بِسَمَاعه مِنَ الفَقِيْه نَصْر، وَأَقَامَ تِسْعَة أَشهر يُقْرِئُ القُرْآن بِبَيْتِ المَقْدِس. طَالَ عُمُرُهُ وَتَصدّر لِلإِقْرَاءِ. رَوَى عَنْهُ مَنْ شيوخنا أبو القاسم بن بقي، وأبو زكريا التَّادَلِيّ، فَأَخْبَرَنَا التَّادَلِيّ بِكِتَابِ الشِّهَاب لِلْقُضَاعِيِّ سَمَاعاً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ حُنَيْنٍ، حَدَّثَنَا العَبْسِيّ، حَدَّثَنَا المُؤلف. ثُمَّ قَالَ الأَبَّار: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: روى عنه بقوض مُحَمَّد بن عَبْدِ الحَمِيْدِ بن صَالِحٍ الهسكورِيُّ "المُوَطَّأ" أَوْ بَعْضه، فَقَالَ صَاحِب كِتَاب "الإِمَامِ": قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ المُحْسِنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ القُوْصِيّ بِهَا أَنَّهُ سَمِعَ الهسكورِيّ -قَدِمَ عَلَيْهِم- عَنِ ابن الحنين فذكر حديثًا.

ابن الشهرزوري

5190- 1ابن الشهرزوري 1: الإِمَامُ قَاضِي القُضَاةِ، كَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ بنِ مُظَفَّر بن عَلِيٍّ، ابْنُ الشَّهْرُزُوْرِيِّ المَوْصِلِيُّ الشَّافِعِيُّ، بَقِيَّةُ الأَعْلاَمِ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ جدّه لأُمِّهِ عَلِيّ بن أَحْمَدَ بنِ طَوْقٍ، وَأَبِي البَرَكَات بن خَمِيْس، وَبِبَغْدَادَ مِنْ نُوْر الهُدَى الزَّيْنَبِيّ، وَطَائِفَة. وَكَانَ وَالِدُهُ أَحَد عُلَمَاء زَمَانه يُلَقَّبُ بِالمُرْتَضَى، تَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ، وَوعظ، وَلَهُ نَظْمٌ فَائِق، وَفَضَائِل، وَوَلِيَ قَضَاءَ المَوْصِل، وَهُوَ القَائِلُ: يَا ليلَ مَا جِئْتكُم زَائِراً ... إِلاَّ وَجَدْت الأَرْض تُطوَى لِي وَلاَ ثَنَيْتُ العَزْم عَنْ بَابكُم ... إِلاَّ تَعثَّرْتُ بِأَذْيَالِي مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ كَهْلاً. وَكَمَال الدِّيْنِ حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَا صَصْرَى، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَالبَهَاء عَبْد الرَّحْمَانِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الأَخْضَرِ، وَالقَاضِي شَمْس الدِّيْنِ عمر بن المُنَجَّى، وَآخَرُوْنَ. وَشيخه فِي الفِقْه أَسْعَد المِيْهَنِيّ. وَلِيَ قَضَاءَ بَلَده، وَذَهَبَ فِي الرُّسْلِيَّةِ مِنْ صَاحِب المَوْصِل زَنْكِي الأَتَابك، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى وَلد زَنْكِي نُوْر الدِّيْنِ، فَبَالغ فِي احْتِرَامه بِحَلَبَ، وَنفَّذَه رَسُوْلاً إِلَى المُقْتَفِي. وَقَدْ أَنشَأَ بِالمَوْصِل مَدْرَسَة وَبِطَيْبَةَ رِبَاطاً. ثُمَّ إِنَّهُ وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ لنُوْر الدِّيْنِ، وَنظر الأَوقَاف، وَنظر الخزَانَة، وَأَشيَاء، فَاسْتنَاب ابْنه أَبَا حَامِد بِحَلَبَ، وَابْن أَخِيْهِ أَبَا القَاسِمِ بحَمَاة، وَابْنه الآخر فِي قَضَاء حِمْص. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْق سَنَة555، وَكَانَ أَديباً، شَاعِراً، فَكه المَجْلِس، يَتَكَلَّم فِي الأُصُوْل كَلاَماً حسناً، وَوَقَفَ وُقُوْفاً كَثِيْرَة، وَكَانَ خَبِيْراً بِالسيَاسَة وَتَدبِير الْملك. وَقَالَ أَبُو الفَرَجِ ابْنُ الجَوْزِيِّ: كَانَ رَئِيْس أهل بيته، بنى مدرسةً بالموصل، ومدرسةً

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 361"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 598"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 80"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 243".

بِنَصِيْبِيْن، وَوَلاَّهُ نُوْر الدِّيْنِ القَضَاء، ثُمَّ اسْتَوْزَره. وَرَدَ رَسُوْلاً، فَقِيْلَ إِنَّهُ كتب قِصَّة عَلَيْهَا مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ الرَّسُول، فَكَتَبَ المُقْتَفِي: -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ سِبْط ابْنِ الجَوْزِيِّ: لمَا جَاءَ الشَّيْخ أَحْمَد بن قُدَامَةَ والد الشَّيْخ أَبِي عُمَرَ إِلَى دِمَشْقَ، خَرَجَ إِلَيْهِ أَبُو الفَضْلِ، وَمَعَهُ أَلف دِيْنَار، فَعَرضهَا عَلَيْهِ، فَأَبَى، فَاشْتَرَى بِهَا الهَامَةَ، وَوقفهَا عَلَى المقَادسَة. قَالَ: وَقَدِمَ السُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ سَنَة سَبْعِيْنَ، فَأَخَذَ دِمَشْق، وَنَزَلَ بِدَارِ العَقِيْقِيّ، ثُمَّ إِنَّهُ مَشَى إِلَى دَار القَاضِي كَمَال الدِّيْنِ، فَانزعج، وَأَسرع لِتلقيه، فَدَخَلَ السُّلْطَان، وَبَاسطه، وَقَالَ: طِبْ نَفْساً، فَالأَمْر أَمرك، وَالبَلَد بَلَدك. وَلَمَّا تُوُفِّيَ كَمَال الدِّيْنِ، رثَاهُ وَلده مُحْيِي الدِّيْنِ بقصيدَة أَوَّلُهَا -وَكَانَ بِحَلَبَ: أَلِمُّوا بسَفْحَيْ قَاسِيُوْنَ وَسَلِّمُوا ... عَلَى جدثٍ بَادِي السَّنَا وَترَحَّمُوا وَأَدُّوا إِلَيْهِ عَنْ كئيبٍ تحيَّةً ... مُكلِّفُكُم إِهدَاءهَا القَلْبُ وَالفمُ قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي سَادس المُحَرَّم سَنَة اثْنَتَيْنِ وسبعين وخمس مائة.

ابنه

5191- ابنه 1: وَمَاتَ ابْنه: قَاضِي القُضَاةِ أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدٌ سنة ست وثمانين. وكان من تلامذة أبي منصور بن الرَّزَّازِ. وَوَلِيَ قَضَاءَ حلب، ثُمَّ المَوْصِل، وَدرّس بِنظامِيتهَا، وَتَمَكَّنَ مِنْ صَاحِبهَا مَسْعُوْد جِدّاً. وَكَانَ سَرِيّاً عَالِماً أَديباً جَوَاداً، بَذَلَ بِبَغْدَادَ لفُقَهَائِهَا نَوْبَةً عَشْرَة آلاَف دِيْنَار، وَرُبَّمَا أدَى عَنِ الغرِيْم الدِّينَار وَالدِّيْنَارَيْن. وَلَهُ فِي جَرَادَةٍ: لَهَا فَخِذَا بكرٍ وَسَاقَا نعامةٍ ... وَقَادِمَتَا نسرٍ وَجُؤجُؤُ ضَيْغَمِ حَبَتْهَا أَفَاعِي الرَّمْلِ بَطْناً وَأَنْعَمَتْ ... عَلَيْهَا جياد الخيل بالرّأس والفم

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 599".

الحيص بيص، أبو المسعودي، ابن صيلا

الحيص بيص، أبو المسعودي، ابن صيلا: 5192- الحيص بيص 1: الشَّاعِرُ المَشْهُوْرُ، الأَمِيْرُ شِهَابُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَوَارِسِ، سعد بن محمد بن سعد بن صيفي التَّمِيْمِيُّ الأَدِيْبُ الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ. سَمِعَ مِنْ أَبِي طَالِبٍ الزَّيْنَبِيّ، وَأَبِي المَجْدِ مُحَمَّد بن جَهْوَرٍ. رَوَى عَنْهُ: القَاضِي بَهَاء الدِّيْنِ بن شَدَّادٍ، ومحمد بن المني. وَلَهُ دِيْوَان، وَترسّلٌ، وَبلاغَةٌ، وَبَاع فِي اللُّغَة، وَيد فِي المُنَاظَرَة، وَكَانَ يَتحدّث بِالعَرَبِيَّة، وَيلبس زِيّ الْعَرَب. مَاتَ فِي شَعْبَان سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائة 5193- أبو المسعودي: الشيخ الصالح، أبو حامد عبد الرحمن بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسْعُوْدِ بنِ أَحْمَدَ المَرْوَزِيّ البَنْجَدِيْهِيُّ الخَمْقَرِيُّ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ فِي "التَّحْبِيْر": شَيْخ صَالِح مُعَمَّر عَفِيْف، مِنْ أَهْلِ بَنْجَ دِيه. تَفَرَّد برِوَايَة جَامِع التِّرْمِذِيّ عَنِ القَاضِي أَبِي سَعِيْدٍ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ، البَغَوِيّ الدَّبَّاس. سَمِعْتُ مِنْهُ، وَنَشَأَ لَهُ وَلد اسْمه مُحَمَّد، فَهِم الحَدِيْث، وَبَالَغَ فِي طلبه، وَرَحَلَ إِلَى العِرَاقِ والشام. قلت: عنى به التاج المسعودي بن شَارِحِ "المَقَامَات". وَقَدْ رَوَى جَامِعَ التِّرْمِذِيّ القَاضِي أبو نصر ابن الشيرازي عن أبي حَامِدٍ هَذَا بِالإِجَازَةِ. وَأَظُنُّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وستين وخمس مائة. 5194- ابن صيلا: الشَّيْخُ المُسْنِدُ أَبُو بَكْرٍ عَتِيْقُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيِّ بنِ صِيْلاَ الحَرْبِيُّ الخَبَّازُ. سَمِعَ مِنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنُ علوَان، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ القَادِرِ اليُوْسُفِيّ، وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ: وَلَدَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَانِ وَعَبْد العَزِيْزِ، وَابْن الأَخْضَرِ، وَعَبْد الرَّزَّاقِ الجِيْلِيّ، وَأَحْمَد بن أَحْمَدَ البَنْدَنِيْجِيّ، والبهاء عبد الرحمن المَقْدِسِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي الحَسَنِ المَالِحَانِيّ، وَالأَنْجَب بن مُحَمَّدِ بنِ صِيْلاَ الحَمَامِيّ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائة، وله خمس وثمانون سنةً.

_ 1 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 373"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 258"، ولسان الميزان "3/ 19".

السقلاطوني، شملة، الطوسي

السقلاطوني، شملة، الطوسي: 5195- السقلاطوني: الشَّيْخُ أَبُو شَاكِرٍ يَحْيَى بنُ يُوْسُفَ البَغْدَادِيُّ السَّقْلاَطُوْنِيُّ الخَبَّازُ، وَيُعْرَفُ بصَاحِبِ ابْن بَالاَنَ. رَوَى عن: ثابت بن بندار، والحسين بن البسري، والمبارك بن الطُّيُوْرِيِّ، وَجَمَاعَة. رَوَى عَنْهُ: الشَّيْخ المُوَفَّق، وَابْن الأَخْضَرِ، وَالبَهَاء عَبْد الرَّحْمَانِ، وَالمُبَارَك بن عَلِيٍّ المُطَرِّز، وَبَهَاء الدِّيْنِ ابْن الجُمَّيْزِيِّ وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي شَعْبَان سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ سنّ عَالِيَة. 5196- شَمْلَةُ 1: التُّرُكْمَانِيُّ السُّلْطَانُ المُتَغَلِّبُ عَلَى مَمْلَكَةِ فَارِس. أَنشَأَ قلاعاً، وَظلم، وَتَمرّد، وقوي على السلجوقية، وكان يظهر طَاعَة الخُلَفَاء. وَدَام ملكه أَزْيدَ مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَبدَّع فِي الأَكرَاد، ثُمَّ تَجَهَّز لِحَرْب جَيْشٍ مِنَ التُّرُكْمَان، فَاسْتَعَانوا بِالبَهْلَوَان صَاحِب أَذْرَبِيْجَان، وَعُمِلَ مَصَافٌّ كَبِيْر، فَوَقَعَ فِي شَمْلَةَ سَهْم، وَانفلَّ جَيْشُه، وَأُخِذَ أَسِيْراً هُوَ وَابْنُه وَابْنُ أَخِيْهِ، وَزَال ملكُهُ، وَمَاتَ بَعْدَ يَوْمَيْنِ، وَفرح بذلك المسلمون. هلك سنة570. 5197- الطوسي: الفَقِيْهُ الإِمَامُ، نَاصِحُ المُسْلِمِيْنَ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ، الطُّوْسِيُّ الشَّافِعِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ الأَخْرَم، وَنَصْر اللهِ الخُشْنَامِيّ، وَالفَضْل بن عَبْدِ الوَاحِدِ التَّاجِر، وَهُم مِنْ أَصْحَابِ الحِيْرِيِّ. وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً سَمِعْنَاهَا، خَرَّجهَا لَهُ عَلِيّ بن عُمَرَ الطُّوْسِيّ. رَوَى عَنْهُ: عُثْمَان بن أَبِي بَكْرٍ الخُبُوْشَانِيّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي طَاهِرٍ العَطَّارِيّ، وَأَبُو حَامِدٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ السِّمْنَانِيّ، وَالحَسَن بن عُبَيْدِ اللهِ القُشَيْرِيّ، وَالحُرَّةُ زَيْنَبُ الشَّعْرِيَّةُ وَابْنَاهَا: المُؤَيَّدُ وَبِيْبَى؛ وَلدَا النَّجِيْب مُحَمَّد بن عَلِيٍّ، وَالحَافِظ عَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَكَانَ أَسندَ مَنْ تَبقَّى بِنَيْسَابُوْرَ فِي وَقْتِهِ. مات سنة سبعين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 352"، والعبر "4/ 211".

قايماز، صدقة بن الحسين

قايماز، صدقة بن الحسين: 5198- قَايْمَازُ 1: مَوْلَى المُسْتَنْجِدِ بِاللهِ، مَلِكُ الأُمَرَاءِ، قُطْبُ الدِّيْنِ، ارْتفعَ شَأْنُهُ، وَعلاَ محلُّه فِي دَوْلَةِ أُسْتَاذهِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ المُسْتَضِيْءُ، عَظُمَ قَايْمَاز، وَصَارَ هُوَ الكُلّ؛ فَلَقَدْ رَام المُسْتَضِيْءُ تَوليَةَ وَزِيْرٍ، فَمنعَه قَايْمَاز، وَأَغلق بَابَ النُّوْبِيِّ، وَهَمَّ بشقِّ العصَا، وَخَرَجَ فِي جَيْشِهِ مِنْ بَغْدَادَ، وَكَانَ سَمحاً كَرِيْماً، طلقَ المُحيَّا، قَلِيْل الظُّلم، فَأَتَاهُ الأَجَلُ بِنَاحيَة المَوْصِل، وَسَكَنَت النَّائِرَةُ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5199- صَدَقَةُ بن الحسين 2: العَلاَّمَةُ أَبُو الفَرَجِ ابْنُ الحَدَّادِ البَغْدَادِيُّ الحَنْبَلِيُّ النَّاسِخُ الفَرَضِيُّ، المُتَكَلِّمُ، المتَّهَمُ فِي دِيْنِهِ. نسخ الكثير بخط منسوب. وَأَخَذَ عَنِ ابْن عَقِيْلٍ، وَابْن الزَّاغُوْنِيِّ، وَسَمِعَ مِنِ ابْن مَلَّةَ، وَاشْتَغَلَ مُدَّة، وَأَمَّ بِمسجد كَانَ يَسكنُه، وَنَاظر، وَأَفتَى. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: يظْهر مِنْ فَلتَات لِسَانه مَا يَدلّ عَلَى سوء عَقِيدَته، وَكَانَ لاَ يَنضبط، وَلَهُ مَيْلٌ إِلَى الفَلاَسِفَة، قَالَ لِي مرَّةً: أَنَا الآنَ أُخَاصِم فَلَكَ الْفلك. وَقَالَ لِي القَاضِي أَبُو يَعْلَى الصَّغِيْر: مُذْ كتب صَدَقَةُ "الشِّفَاءَ" لابْن سِيْنَا تَغَيَّر. وَقَالَ لِلظَّهِيْرِ الحَنَفِيِّ: إِنِّيْ لأَفرح بِتعثيرِي لأَنَّ الصَّانع يَقصدنِي. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ. وَكَانَ يَطلب مِنْ غَيْرِ حَاجَة، وَخَلَّفَ ثَلاَث مائَة دِيْنَارٍ. وَرويت لَهُ منامات نجسة أعاذنا الله من الشقاوة.

_ 1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 354"، والعبر "4/ 211". 2 ترجمته في المنتظم "10/ ترجمة 365"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 245".

المستضيء بأمر الله

5200- المستضيء بأمر الله: الخليفة أبو محمد الحسن بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفي محمد بن المستظهر أحمد بن المُقْتَدِي الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ. بُوْيِع بِالخِلاَفَةِ وَقت مَوْت أَبِيْهِ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَامَ بِأَمر البَيْعَة عَضُد الدِّيْنِ أَبُو الفَرَجِ ابْنُ رَئِيْس الرُّؤَسَاءِ، فَاسْتَوْزَره يَوْمَئِذٍ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَأُمُّه أَرْمَنِيَّةٌ، اسْمهَا: غَضَّةُ. وَكَانَ ذَا حلم وَأَنَاة وَرَأْفَةٍ وَبرّ وَصَدَقَات. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ فِي "المُنْتَظَمِ": بُوْيِعَ، فَنُوْدِيَ بِرفع المكوسِ، وَرد المظَالِم، وَأَظهر مِنَ العَدْل وَالكرم مَا لَمْ نَره مِنْ أَعمَارنَا، وَفرّق مَالاً عَظِيْماً عَلَى الهَاشِمِيِّيْنَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: بُوْيِعَ وَلَهُ إِحْدَى وَعِشْرُوْنَ سنةً -فأظنه وهم- قال: وَكَانَ حليماً، رحيماً، شفِيقاً، ليّناً، كَرِيْماً، نَقَلْتُ مَنْ خطِّ أَبِي طَالِبٍ بن عَبْدِ السَّمِيْعِ، قَالَ: كَانَ المُسْتَضِيْء مِنَ الأَئِمَّةِ الموفّقين، كَثِيْر السّخَاء، حَسَن السِّيْرَةِ، إِلَى أَنْ قَالَ: اتَّصل بِي أَنَّهُ وَهب فِي يَوْمٍ لِحظَايَا وَجِهَاتٍ أَزْيَدَ مِنْ خَمْسِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ. عَبْدُ العَزِيْزِ بن دلف، حدثنا مسعود بن النَّادِرِ، قَالَ: كُنْتُ أُنَادِم أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ المُسْتَضِيْء، وكان صاحب المخزم ابْنُ العَطَّارِ قَدْ صَنَعَ شَمْعَدَاناً ثمنَ أَلف دِيْنَار، فَحضر وَفِيْهِ الشّمعَة، فَلَمَّا قُمْت، قَامَ الخَادِم بِهَا بَيْنَ يَدَيَّ، فَأَطلق لِي التَّوْرَ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: وَفرّق أَمْوَالاً فِي الْعلوِيين وَالعُلَمَاء وَالصُّوْفِيَّة. كَانَ دَائِم الْبَذْل لِلمَال، لَيْسَ لَهُ عِنْدَهُ وَقْعٌ. وَلَمَّا اسْتُخْلف، خلع عَلَى أَربَاب الدَّوْلَة، فَحكَى خَيَّاطُ الْمخزن لِي أَنَّهُ فَصَّل أَلْفاً وَثَلاَثِ مائَةٍ قبَاء إِبرِيسمٍ، وَوَلَّى قَضَاء القُضَاة رَوْحَ بنَ الحَدِيْثِيِّ، وَأَمر سَبْعَةَ عَشَرَ مَمْلُوْكاً. قَالَ: وَاحتجب عَنْ أَكْثَر النَّاس فَلَمْ يَرْكَبْ إلَّا مَعَ الْخَدَم، وَلَمْ يَدخلْ عليه غَيْر الأَمِيْر قُطْب الدِّيْنِ قَايْمَاز. وَفِي خِلاَفَتِهِ زَالت دَوْلَة العُبَيْدِيَّة بِمِصْرَ، وَخُطِبَ لَهُ بِهَا، وجاء الخبز فَغلقت الأَسواق لِلمسرَّة، وَعملت القبَاب، وَصنّفتُ كِتَاباً سَمَّيتُه "النَّصْر عَلَى مِصْرَ"، وَعرضته عَلَى الإِمَامِ المستضيء.

قُلْتُ: وَخُطِبَ لَهُ بِاليَمَنِ، وَبرقَةَ، وَتَوْزَرَ، وَإِلَى بلاَد التُّرْكِ، وَدَانت لَهُ المُلُوْك، وَكَانَ يَطلب ابْن الجَوْزِيّ، وَيَأْمرُه أَنْ يَعظ بِحَيْثُ يَسْمَع، وَيَمِيْل إِلَى مَذْهَب الحَنَابِلَة، وَضَعف بدَوْلَته الرّفض بِبَغْدَادَ وَبِمِصْرَ وَظهرت السُّنَّة، وَحصل الأَمن، وَللهِ المِنَّةُ. وَللحَيْصَ بَيْص فِيْهِ: يَا إِمَامَ الهُدَى عَلَوْتَ عَنِ الجُو ... دِ بمالٍ وفضّةٍ وَنَضَارِ فَوَهَبْتَ الأَعَمَارَ وَالأَمْنَ وَالبُل ... دَانَ فِي ساعةٍ مَضَتْ مِنْ نَهَارِ فَبمَاذَا نُثْنِي عَلَيْكَ وَقَدْ جَا ... وَزتَ فَضلَ البُحُوْرِ وَالأَمطَارِ إِنَّمَا أَنْتَ معجزٌ مستقلٌّ ... خارقٌ لِلْعُقُوْلِ وَالأَفكَارِ جَمَعَتْ نَفْسُكَ الشَّرِيْفَةُ بِالبَأْ ... سِ وَبِالجُودِ بَيْنَ ماءٍ وَنَارِ مَاتَ المُسْتَضِيْءُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَبَايعُوا بَعْدَهُ وَلده النَّاصِر لِدِيْنِ اللهِ. وَمِنْ حَوَادِثِ أَيَّامِهِ: خَرَجَ صَلاَح الدِّيْنِ بِالمِصْرِيّين، فَأَغَار بِغَزَّةَ وَعَسْقَلاَن عَلَى الفِرنْج، وَافْتَتَح قلعة أيلة، وسار إلى الإسكندرية، وسمع مِنَ السِّلَفِيِّ. وَخَرَجَ مَلِك الخَزَرِ مِنَ الدَّرْبَنْدِ، وَأَخَذَ مدينَة دُوَيْنَ، وَقَتَلَ بِهَا مِنَ المُسْلِمِيْنَ ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً. وَظهر بِدِمَشْقَ مَغْرِبِيٌّ شَيطَانٌ ادَّعَى الرُّبوبيَّة، فَقُتل. وَفِي سَنَةِ67 أُمسك الوَزِيْر ابْنُ رَئِيْس الرُّؤَسَاءِ. قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: وَعظت بِالحَلْبَةِ فِي رَمَضَانَ، فَقُطِّعَت شُعُور مائَة وَعِشْرِيْنَ نَفْساً. وَفِيْهَا هَلَكَ العَاضد آخر خُلَفَاء العُبَيْدِيَّة بِمِصْرَ، وَخُطِبَ قَبْل مَوْته بِثَلاَث لِلمُسْتَضِيْء العَبَّاسِيّ -وَللهِ الحَمْدُ- فَزُيِّنت بَغْدَادُ، وَعَمِلَ صَلاَح الدِّيْنِ لِلْعَاضد العزَاء، وَأَغرب فِي الْحزن وَالبُكَاء، وَتَسَلَّمَ القَصْر بِمَا حوَى، وَاحْتِيْطَ عَلَى آل القَصْر، وَأُفْرِدُوا بِمَوْضِعٍ، وَمُنِعُوا مِنَ النِّسَاء؛ لِئَلاَّ يَتنَاسلُوا وَقَدِمَ أُسْتَاذ دَار المُسْتَضِيْء صَنْدَلٌ الخَادِمُ رَسُوْلاً فِي جَوَاب البشَارَة، فَلَبَّسَ نُوْر الدِّيْنِ الخِلْعَة: فَرجيَّةٌ، وَجُبَّةٌ، وَقبَاءٌ، وَطوقٌ أَلفَ دِيْنَار، وَحصَان بسرجٍ مثمّن، وَسَيْفَانِ، وَلوَاء، وَحصَان آخر بِجنب وَقُلّد السّيفَيْن، إِشَارَة إِلَى الْجمع لَهُ بَيْنَ مِصْر وَالشَّام. وَنُفِّذ إِلَى صَلاَح الدِّيْنِ تَشرِيفٌ نَحْو ذَلِكَ وَدُوْنَهُ، مَعَهُ خِلَعٌ سود لِخُطَبَاء مِصْر، وَاتَّخَذ نُوْر الدِّيْنِ الحَمَامَ، وَدرجتْ عَلَى الطَّيَرَانِ.

وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ جلَسْت يَوْم عَاشُورَاء بِجَامِع المَنْصُوْر، فَحزر الْجمع بِمائَةِ أَلْف، وَخُتن إِخْوَة المُسْتَضِيْء، فَذبح أَلف شَاة، وَعُمِلَ عِشْرُوْنَ أَلفَ خشكنَانكَة. وَفِيْهَا حَاصر عَسْكَر مِصْر أَطْرَابُلُس المَغْرِب، وَأَخَذوهَا. وَافْتَتَح شَمْس الدَّوْلَةِ أَخُو صَلاَح الدِّيْنِ برقَة ثُمَّ اليَمَن، وَأَسَرَ ابْن مَهْدِيٍّ الأَسْوَد، وَكَانَ خَبِيْث الاعْتِقَاد. وَسَارَ صَلاَح الدِّيْنِ، فَنَازل الكَرَك، ثُمَّ ترحل لحصَانتهَا. وَفِيْهَا هزم مَلِيْح بن لاَونَ الأَرْمَنِيّ السِّيْسِيّ عَسْكَر صَاحِب الرُّوْم، وَكَانَ مُصَافِياً لنُوْر الدِّيْنِ، يُبَالِغ فِي خِدْمَته، وَيُحَارِب مَعَهُ الفِرنْج، وَلَمَّا عُوتِبَ نُوْر الدِّيْنِ فِي إِعطَائِهِ سِيْسَ، قَالَ: أَسْتعين بِهِ عَلَى قِتَال أَهْل ملّته، وَأُرِيح طَائِفَة مِنْ جندِي، وَهُوَ سدٌّ بَيْنِي وَبَيْنَ صَاحِب قُسْطَنْطِيْنِيَّة. قُلْتُ: وَقَدْ هزم مَلِيْحٌ عَسْكَر قُسْطَنْطِيْنِيَّةَ. وَفِيْهَا سَارَ نُوْر الدِّيْنِ إِلَى المَوْصِل، ثُمَّ افْتَتَح بَهَسْنَا وَمَرْعَشَ، وَسيّر قليج رسلاَن يوادِدُ نُوْر الدِّيْنِ وَيَخضع لَهُ. وَفِي سَنَةِ569: وَقَعَ بِالسَّوَاد برد كَالنارنج وَزَنَتْ مِنْهُ بردَة سَبْعَة أَرطَال، قَالَهُ ابْنُ الجَوْزِيِّ. وَقَالَ: زَادت دِجْلَة أَكْثَر مِنْ كُلِّ زِيَادَات بَغْدَاد بذِرَاع وَكسر، وَخَرَجَ النَّاس إِلَى الصّحرَاء وَبَكَوْا، وَكَانَ آيَة مِنَ الآيَات، وَدَام الْغَرق أَيَّاماً.

ابن غانية

5201- ابن غانية: الأَمِيْرُ المُجَاهِدُ، أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بن غَانِيَةَ البَرْبَرِيُّ، أَخُو الأَمِيْرِ مُحَمَّد. وَجّه بِهِمَا أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين إِلَى الأَنْدَلُسِ عَلَى وِلاَيَة بَعْض مدنهَا، فَكَانَ يَحْيَى مِنْ حَسَنَات الزَّمَان، قَدْ حصّل الفِقْه وَالسّنَّة، وَفِيْهِ دين وَورع، وَكَانَ مِمَّنْ يُضْرَبُ بِشَجَاعَته المَثَل، حَتَّى قِيْلَ: كَانَ يُعدّ بِخَمْسِ مائَة فَارِس، فَأَصْلَحَ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ أَشيَاء وَدفعَ بِهِ مَكَاره. وَلِي بَلَنْسِيَة، ثُمَّ قُرْطُبَة، وَغَزَا عِدَّة غَزَوَات، وَسبَى، وَغنم. وَأَكْبَر غَزَوَاته نَوْبَة مدينَة سَالِم لقِي فِيْهَا جَيْشاً ضَخْماً، فَهَزمهُم، وَنَازل المَدِيْنَة، وَأَقَامَ عَلَى قَبْر المَنْصُوْر مُحَمَّد بن أَبِي عَامِرٍ سَبْعَة أَيَّام، وَرجع سَالِماً غَانِماً، وَبَقِيَ إِلَى آخر دَوْلَة المرَابطين، وَلَمْ يُعْقِبْ، فَاضْطَّرَبَ أَمر أَخِيْهِ مُحَمَّد، وَبَقِيَ يَجول فِي الأَنْدَلُس، وَدعوَة المَصَامِدَة تَنْتَشر. ثُمَّ إِنَّهُ قصد دَانِيَة، وَعدَّى مِنْهَا إِلَى جَزِيْرَة مَيُوْرْقَة، فَتملّكهَا، وَأَخَذَ الجزِيْرتين اللَّتين حَوْلَهَا: مَنُوْرَقَة وَيَابِسَةَ. وَيُقَالُ: إِنَّ ابْن تَاشفِيْن أَبعده إِلَيْهَا عَلَى طَرِيْق الاعْتِقَالِ، وَمَيُوْرْقَة هَذِهِ طيبَة خصبَة، نحو ثلاثين فرسخًا، عديمة الهوام والوحوش، فأقام محمد بن غَانِيَةَ بِهَا، وَأَقَامَ الدعوَة لِبَنِي العَبَّاسِ عَلَى قَاعِدَة المُرَابطين إِلَى أَنْ مَاتَ، فَخلفه ابْنه إِسْحَاق، وَكثر الدَّاخلُوْنَ إِلَيْهِ، وَأَقْبَلَ عَلَى الغَزْو فِي البَحْر، وَكثرت أموَاله مِنَ الغَنَائِم، وَبَقِيَ يهَادِي الموحّدين، وَيَحْمِل إِلَيْهِم، وَيدَارِيهِم إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، استُشهد فِي بلاَد الفِرنْج مِنْ طعنَة فِي عُنُقه، وَخَلَّف ثَمَانِيَة بَنِيْنَ، فَوَلِيَ المَمْلَكَةَ بَعْدَهُ بِعَهْد منه ابنه الأمير علي بن إسحاق بن غانية.

الرصافي، عضد الدين

الرصافي، عضد الدين: 5202- الرصافي 1: شَاعِرُ المَغْرِبِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ الأَنْدَلُسِيُّ الرَّفَّاءُ، مِنْ رُصَافَةِ الأَنْدَلُسِ. سَار نَظْمُه فِي الآفَاق، وَتُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِمَالقَة. وَرُصَافَةُ: بُليدَة بِقُرْبِ بَلَنْسِيَة، أَنشَأَهَا عَبْد الرَّحْمَانِ بن مُعَاوِيَةَ الداخل. 5203- عضد الدين 2: وَزِيْرُ العِرَاقِ، الأَوْحَدُ المُعَظَّمُ، عَضُدُ الدِّيْنِ أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ هِبَة اللهِ بنِ مُظَفَّرِ ابْن الوَزِيْرِ الكَبِيْرِ رَئِيْسِ الرؤساء، أبي القاسم، علي بن المُسْلِمَةِ، البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ هِبَة اللهِ بن الحُصَيْنِ، وعبيد الله بن محمد بن البَيْهَقِيِّ، وَزَاهِر بن طَاهِر. حَدَّثَ عَنْهُ: حَفِيْده دَاوُد بن عَلِيٍّ، وَغَيْرهُ. وَعَمِلَ الأُسْتَاذُ دَارِيَّةً لِلمُقْتَفِي وَللمُسْتَنْجِدِ، ثُمَّ وَزَرَ لِلإِمَامِ المُسْتَضِيْءِ. وَكَانَ جَوَاداً سَرِيّاً مَهِيْباً كَبِيْرَ القَدْرِ. قَالَ المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ: كَانَ إِذَا وَزَنَ الذَّهَب، يَرمِي تَحْتَ الحُصْرِ قُرَاضَة كَثِيْرَة ليَأْخذهَا الفَرَّاشُوْنَ، وَلاَ يَرَى صَبِيّاً مِنَّا إلَّا وَضَع فِي يَدِهِ دِيْنَاراً، وَكَذَا كَانَ وَلدَان لَهُ يَفعلاَن؛ وَهُمَا: كمال الدين، وعماد الدين.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 671"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 242". 2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "10/ ترجمة 369".

قَالَ: وَكَانَ وَالِدِي مُلاَزِمَهُ عَلَى قِرَاءة القُرْآن وَالحَدِيْث. اسْتَوْزَره المُسْتَضِيْء أَوّل مَا بُوْيِع، وَاسْتَفْحَلَ أمره، وكان المستضيء كريمًا رؤوفًا، وَكَانَ الوَزِيْر ذَا انصبَاب إِلَى أَهْلِ العِلْمِ وَالتَصَوُّف؛ يُسبغ عَلَيْهِم النِّعَم، وَيَشتغل هُوَ وَأَوْلاَده بِالحَدِيْثِ وَالفِقْه وَالأَدب. وَكَانَ النَّاسُ مَعَهُم فِي بُلَهْنِيَّةٍ، ثُمَّ وَقعتْ كدورَات وَإِحن بَيْنَهُ وَبَيْنَ قُطْب الدِّيْنِ قَايْمَاز. قُلْتُ: وَقَدْ عُزِلَ، ثُمَّ أُعيد، وَتَمَكَّنَ، ثُمَّ تَهَيَّأَ لِلْحَجِّ، وَخَرَجَ فِي رَابع ذِي القَعْدَةِ فِي مَوْكِب عَظِيْم، فَضَرَبَه باطنِيٌّ عَلَى بَاب قَطُفْتَا أَرْبَع ضربَات، وَمَاتَ ليَوْمه مِنْ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ، وَكَانَ قَدْ هَيَّأَ سِتّ مائَة جمل، سبَّل مِنْهَا مائَة، صَاح البَاطِنِيُّ: مَظْلُوْم! مَظْلُوْم! وَتَقرّب، فَزجره الغلمَان، فَقَالَ: دعُوْهُ، فَتَقَدَّم إِلَيْهِ، فَضَرَبَه بِسكين فِي خَاصرته، فَصَاح الوَزِيْر: قَتَلنِي، وَسقط، وَانْكَشَفَ رَأْسه، فَغطَى رَأْسه بكمّه، وَضرب البَاطِنِيُّ بِسيف، فَعَاد وَضرب الوَزِيْر، فَهبّروهُ بِالسُّيوف، وَكَانَ مَعَهُ اثْنَانِ، فَأُحرقُوا، وَحُمِلَ الوَزِيْر إِلَى دَار، وَجُرِحَ الحَاجِب، وَكَانَ الوَزِيْر قَدْ رَأَى فِي النَّوْمِ أَنَّهُ معَانق عُثْمَان -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَحَكَى عَنْهُ ابنه أنه اغتسل قبل خُرُوْجه، وَقَالَ: هَذَا غسل الإِسْلاَم، فَإِنَّنِي مَقْتُول بِلاَ شكّ. ثُمَّ مَاتَ بَعْدَ الظُّهْر، وَمَاتَ الحَاجِب بِاللَّيْلِ. وَعُمِلَ عزَاء الوَزِيْر، فَقَلَّ مَنْ حضَر كنَحْو عزَاءِ عَامِّيٍّ؛ إِرضَاءً لِصَاحِب المخزنِ، ثُمَّ عَمل نِيَابَة الوزَارَة. وَقِيْلَ: إِنَّ الوَزِيْر بَقِيَ يَقُوْلُ: الله! الله! كَثِيْراً، وَقَالَ: ادفنُوْنِي عِنْد أَبِي. وَفِيْهَا -أَيْ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ- تُوُفِّيَ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ القَاصّ المُقْرِئ العَابِدُ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بكرُوْسٍ الحَنْبَلِيّ الزَّاهِد، وَصَدَقَة بن الحُسَيْنِ ابْنِ الحَدَّاد النَّاسخ الفَرَضِيّ -مطعُوْنٌ فِيْهِ- وَأَبُو بَكْرٍ عَتِيْق بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صِيْلاَ الخَبَّاز، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ اللَّوَاتِيّ الفَاسِيّ الفَقِيْه، وَالمُسْنِدُ مُحَمَّد بن بُنَيْمَانَ الهَمَذَانِيّ، وَأَبُو الثَنَاءِ مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ هِبَة اللهِ ابْن الزَّيْتُوْنِيّ، وَهَارُوْن بن العَبَّاسِ المَأْمُوْنِيّ الأَدِيْب المُؤَرِّخ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ لاَحِق بن عَلِيِّ بنِ كَارِهٍ، وَأَبُو شَاكِر يَحْيَى بن يُوْسُفَ السَّقْلاَطُوْنِيّ، وَأَبُو الغَنَائِمِ هِبَة اللهِ بن محفوظ بن صصرى الدمشقي، وآخرون.

الرفاعي

5204- الرفاعي 1: الإِمَامُ، القُدْوَةُ، العَابِدُ، الزَّاهِدُ، شَيْخُ العَارِفِيْن، أَبُو العباس أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى بنِ حَازِمِ بنِ عَلِيِّ بنِ رِفَاعَةَ الرِّفَاعِيُّ المَغْرِبِيُّ ثُمَّ البَطَائِحِيُّ. قَدِمَ أَبُوْهُ مِنَ المَغْرِب، وَسكنَ البطَائِح، بقَرْيَة أُمِّ عُبَيْدَةَ. وَتَزَوَّجَ بِأُخْت مَنْصُوْر الزَّاهِد، وَرُزِق مِنْهَا الشَّيْخ أَحْمَد وَإِخْوَته. وَكَانَ أَبُو الحَسَنِ مُقْرِئاً يَؤُمّ بِالشَّيْخ مَنْصُوْر، فَتُوُفِّيَ وَابْنه أَحْمَد حَمْلٌ. فَربّاهُ خَاله، فَقِيْلَ: كَانَ مَوْلِدُهُ فِي أَوَّلِ سَنَة خَمْس مائَة. قِيْلَ: إِنَّهُ أَقسم عَلَى أَصْحابه إِنْ كَانَ فِيْهِ عيب يُنبِّهونه عَلَيْهِ، فَقَالَ الشَّيْخُ عُمَر الفَارُوْثِيُّ: يَا سيّدِي أَنَا أَعْلَم فِيك عَيباً. قَالَ: مَا هُوَ? قَالَ: يَا سيّدِي، عَيْبك أَننَّا مِنْ أَصْحَابك. فَبَكَى الشَّيْخ وَالفُقَرَاءُ، وَقَالَ أَيْ عُمَرُ: إِنْ سَلِمَ الْمركب، حَمَلَ مَنْ فِيْهِ. قِيْلَ: إِنَّ هرَّة نَامت عَلَى كُمِّ الشَّيْخ أَحْمَد، وَقَامَت الصَّلاَة، فَقص كُمَّه، وَمَا أَزعجهَا، ثُمَّ قَعَدَ، فَوَصَلَهُ، وَقَالَ: مَا تَغَيَّر شَيْء. وَقِيْلَ: تَوضَّأَ، فَنَزَلت بعوضَة على يده، فوقف لها حتى طارت. وَعَنْهُ قَالَ: أَقْرَب الطَّرِيْق الانْكِسَار وَالذّلّ وَالافْتِقَار؛ تُعظِّم أَمر الله، وَتُشفق عَلَى خلق الله، وَتَقتدِي بِسُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقِيْلَ: كَانَ شَافِعِيّاً يَعرف الفِقْه. وَقِيْلَ: كَانَ يَجْمَع الْحَطب، وَيَجِيْء بِهِ إِلَى بيُوت الأَرَامل، وَيَملأُ لَهُم بِالجرَّة. قيل لَهُ: أَيش أَنْتَ يَا سيّدِي? فَبَكَى، وَقَالَ: يَا فَقيرُ، وَمَنْ أَنَا فِي البَيْنِ، ثَبِّتْ نَسَبْ وَاطْلُب مِيْرَاث. وَقَالَ: لَمَّا اجْتَمَع القَوْم، طلب كُلّ واحد شيء، فَقَالَ هَذَا اللاش أَحْمَد: أَيْ رَبِّ عِلْمُك مُحِيط بِي وَبطلبِي فَكُرِّرَ عليّ القَوْل. قُلْتُ: أَيْ مَوْلاَيَ، أُرِيْد أَنْ لاَ أُرِيْد، وَأَخْتارُ أَنْ لاَ يَكُوْن لِي اخْتيَار، فَأُجبت، وَصَارَ الأَمْر لَهُ وَعَلَيْهِ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ رَأَى فَقيراً يَقتل قملَةً، فَقَالَ: لاَ وَاخذك الله، شَفَيت غَيظك?! وَعَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ أَنَّ عَنْ يَمِيْنِي جَمَاعَة يُروِّحونِي بِمرَاوح النَّدّ وَالطيب، وَهُم أَقْرَب النَّاس إِلَيَّ، وَعَنْ يَسَارِي مِثْلهُم يَقرضون لحمِي بِمقَارِيض وَهُم أَبغضُ النَّاس إِلَيَّ، مَا زَادَ هَؤُلاَءِ عِنْدِي، وَلاَ نَقص هَؤُلاَءِ عِنْدِي بِمَا فَعلُوْهُ، ثُمَّ تَلاَ: {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الْحَدِيد: 23] . وَقِيْلَ: أُحضر بَيْنَ يَدَيْهِ طبق تَمر، فَبقِي يُنقِّي لِنَفْسِهِ الحشفَ يَأْكله، وَيَقُوْلُ: أَنَا أحق بالدون، فإني مثله دون.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "1/ ترجمة 70"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 259".

وَكَانَ لاَ يَجْمَع بَيْنَ لبس قمِيْصين، وَلاَ يَأْكُل إلَّا بَعْد يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ أَكلَةً، وَإِذَا غسل ثَوْبه، يَنْزِلُ فِي الشَّطّ كَمَا هُوَ قَائِم يَفْركُهُ، ثُمَّ يَقف فِي الشَّمْسِ حَتَّى يَنشف، وَإِذَا وَرد ضيفٌ، يَدور عَلَى بيُوت أَصْحَابه يَجْمَع الطَّعَام فِي مِئْزَر. وَعَنْهُ قَالَ: الْفَقِير المتمكّن إِذَا سَأَلَ حَاجَة، وَقُضيت لَهُ، نَقَصَ تَمكُّنه دَرَجَة. وَكَانَ لاَ يَقوم لِلرُّؤَسَاء، وَيَقُوْلُ: النَّظَر إِلَى وُجُوْهِهِم يُقسِّي القَلْب. وَكَانَ كَثِيْرَ الاسْتِغْفَار، عَالِي المِقْدَار، رَقِيق القَلْب، غزِيْر الإِخْلاَص. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائة في جمادى الأولى رحمه الله.

الكشميهني

5205- الكشميهني: الإمام الخطيب، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي تَوبَةَ، الكُشْمِيْهَنِيُّ، المَرْوَزِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الوَاعِظُ. سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ السَّمْعَانِيّ، وَالنُّعْمَان بن أَبِي حَرْب، وَعَلِيّ بن حَسَّانٍ المَنِيْعِيّ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ الكُرَاعِيّ، وَأَبَا نَصْرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ المَاهَانِيَّ، وَإِسْمَاعِيْل ابْن البَيْهَقِيّ. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ أَبَا غَالِب ابْن البَنَّاءِ، وَطَبَقَته، وَبِنَيْسَابُوْرَ أَبَا عَبْدِ اللهِ الفُرَاوِيّ، وَعِدَّة، وَبِالكُوْفَةِ عُمَر الزَّيْدِيّ، وَبِمَكَّةَ عَتِيْق بن أَحْمَدَ الأَزْدِيّ، وَبِهَمَذَانَ أَبَا جَعْفَرٍ بنَ أَبِي عَلِيٍّ. ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ سَنَة سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ بِآلِهِ، فَسكنهَا، وَحَدَّثَ بِـ"صَحِيْح مُسْلِم" عِنْد الوَزِيْر ابْنِ هُبَيْرَةَ. وَرَوَى بِحَلَبَ، وَعَاد إِلَى مَرْو. رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ ابْنُ البَنْدَنِيْجِيِّ، وَابْن الحُصْرِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عُلْوَانَ، وَإِبْرَاهِيْم بن عُثْمَانَ الكَاشَغْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وكان أبوه كبير الصوفية. قال السمعاني: أبو عبد الرحمن وَاعِظٌ، وَرِعٌ، دَيِّن، كَتَبْتُ عَنْهُ، وَقَالَ لِي: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وخمس مائة.

ابن مواهب، الدوشابي

ابن مواهب، الدوشابي: 5206- ابن مواهب: العَلاَّمَةُ الأَدِيْبُ، أَبُو العِزِّ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَوَاهبَ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ، ابْنُ الخُرَاسَانِيِّ، النَّحْوِيُّ الشَّاعِرُ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ الحُسَيْن ابْن البُسْرِيِّ، وَأَبِي سَعْدٍ بنِ خُشَيْش، وَأَبِي الحُسَيْن ابْن الطُّيُوْرِيّ، وَابْن سَوْسَن التَّمَّار. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الأَخْضَر، وَأَبُو الفُتُوْحِ ابْن الحُصْرِيِّ، وَمُحَمَّد بن رَجَب الخازن، والبهاء عبد الرحمن، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْن الدُّبَيْثِيّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ العِمَاد الكَاتِب: هُوَ علاَّمَة الزَّمَان فِي الأَدب وَالنَّحْو، متبحِّر فِي علم الشّعر، قَادِر عَلَى النظم، له خاطر كالماء الجاري، وديوانه في خَمْسَةَ عَشَرَ مُجَلَّداً، وَكَانَ وَاسِع العبَارَة، غزِيْر العِلْم، ذَكِيّاً. وَقَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيّ: هُوَ صَاحِبُ العروضِ وَالنّوَادر المَنْسُوْبَة إِلَى حدَّة الخَاطر. أَخَذَ الأَدب عَنِ ابْنِ الجَوَالِيْقِيّ، وَمدح الخُلَفَاء وَالوُزَرَاء. سمعنا منه في آخر عُمُرِهِ، إلَّا أَنَّهُ تَغَيَّر تَغَيُّر سَهْوٍ وَغفلَة. تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَمَاتَ أَخُوْهُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ، فَكَانَ الأَسنّ، حَدَّثَ عَنْ أَبِي الحُسَيْنِ ابْنِ الطُّيُوْرِيّ. 5207- الدوشابي 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو هَاشِمٍ عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ الهَاشِمِيُّ الدُّوْشَابِيُّ العَبَّاسِيُّ البَغْدَادِيُّ الهَرَّاسُ. رَوَى عَنِ الحُسَيْن بن عَلِيّ ابْن البُسْرِيِّ. قَالَ أَبُو سعد السمعاني: كتبت عنه حديثين. قلت: روى عنه البهاء عبد الرحمن، وَقَاضِي حَرَّانَ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ نَصْرٍ، وَحَمْد بن صُدَيْقٍ، وَأَبُو الحَسَنِ ابْنُ المُقَيَّرِ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وسبعين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 252"، والنجوم الزاهرة "6/ 86".

ابن العطار، حفيد الشاشي

ابن العطار، حفيد الشاشي: 5208- ابن العطار: الصَّاحِبُ الوَزِيْرُ، ظَهِيْرُ الدِّيْنِ أَبُو بَكْرٍ مَنْصُوْرُ بنُ نَصْر ابْنُ العَطَّار الحَرَّانِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. كَانَ أَبُوْهُ مِنْ كُبَرَاء التُّجَّار. نشَأَ أَبُو بَكْرٍ، وَتَفَقَّهَ، وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ نَاصِر وَابْن الزَّاغُوْنِيِّ. وَلَمَّا مَاتَ أَبُوْهُ، خلّف لَهُ نِعمَة، فَبسط يَده، وَخَالط الدَّوْلَة وَالأَعيَان، وَبَذَلَ، وَاتصل بِالمُسْتَضِيْء قَبْل الخِلاَفَة، فَلَمَّا بُوْيِع، وَلاَّهُ أَوَّلاً مشَارفَة الخزَانَة، ثُمَّ نَظرهَا مَعَ وَكَالته، فَلَمَّا قتل الوزير عضد الدين، رد المُسْتَضِيْء مقَاليد الأُمُوْر إِلَى هَذَا، وَصَارَ يُوَلِّي، وَيَعزل، وَكَانَ ذَا سطوَةٍ وَجبروت، وَشِدَّة وَطأَة، فَلَمَّا مَاتَ المُسْتَضِيْء، خلاَّهُ النَّاصِر فِي نَظَرَ الخزَانَة قَلِيْلاً، ثُمَّ أَخَذَهُ، وَسَجَنَهُ أَيَّاماً، فَمَاتَ عَنِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، فَحُمِلَ إِلَى بَيْت أُخْته، فَكفِّن، وَأُخْرِج بَعْد الصُّبْح، فَعَلِمَ بِهِ النَّاس، فَرجمُوْهُ، ثُمَّ رمِي، فَطرح مِنْ تَابوته، وَمزق الْكَفَن، وَسحب بِحبل، وَالصِّبْيَان يَصيحُوْنَ: بِاسْمِ اللهِ يَا مَوْلاَنَا حَتَّى أُلقِي فِي المدبغَة. إلَّا أَنَّهُ كَانَ نَقمَة وَعَذَاباً عَلَى الرَّافِضَّة. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5209- حَفِيْدُ الشاشي 1: العَلاَّمَةُ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ شَيْخِ الشَّافِعِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الشَّافِعِيُّ الشَّاشِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ مُدَرِّسُ النِّظَامِيَّةِ وَأَحَد المُصَنّفِيْنَ. تَفَقَّهَ عَلَى أَبِيْهِ، وَعَلَى أَبِي الحَسَنِ ابْن الخَلِّ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الوَقْتِ. مَاتَ قَبْلَ الكُهُوْلَة سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائة.

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "6/ 22".

ابن خير، خطيب الموصل

ابن خير، خطيب الموصل: 5210- ابن خير 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ البَارِعُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ المُقْرِئُ الأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خَيْرِ بنِ عُمَرَ بنِ خَلِيْفَةَ اللَّمْتُوْنِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ عَالِمُ الأَنْدَلُسِ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِ مائَةٍ. أَخَذَ القِرَاءات عَنْ شُرَيْح وَلاَزمه، وَهُوَ أَنبل أَصْحَابه وَسَمِعَ مِنْهُ، وَمِنْ أَبِي مَرْوَانَ البَاجِيّ، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ ابْنِ العَرَبِيّ، وَارْتَحَلَ إِلَى قُرْطُبَة، فَأَخَذَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ بن عَبْدِ العَزِيْزِ، وَأَبِي القَاسِمِ ابْن بَقِي، وَابْن مُغِيْث، وَابْن أَبِي الخِصَال وَخَلْق، حَتَّى سَمِعَ مِنْ رفَاقه. قَالَ الأَبَّار: كَانَ مُكْثِراً إِلَى الغَايَة، وَسَمِعَ مِنْ أَكْثَر مِنْ مائَة نَفْس، وَلاَ نَعلم أَحَداً مِنْ طَبَقَتِهِ مِثْله. تَصدّر بِإِشبيليَة لِلإِقْرَاءِ وَالإِسْمَاع، وَكَانَ مُقْرِئاً مُجَوِّداً، وَمُحَدِّثاً مُتْقِناً، أَديباً لُغوياً، وَاسِع المَعْرِفَة، رِضَىً مَأْمُوْناً، وَلَمَّا مَاتَ، بِيْعَتْ كتبه بِأَغلَى ثمن لصحتهَا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ نَظير فِي هَذَا الشَّأْن، مَعَ الحظّ الأَوفر مِنْ علم اللِّسَان، أَكْثَر عَنْهُ شَيْخنَا ابْنُ وَاجِب. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ جَنَازَة مَشْهُوْدَة. وَلِي إِمَامَة جَامِع قُرْطُبَة، وَتَلاَ عَلَيْهِ ابْنُ أُخْته المُعَمَّرُ أَبُو الحُسَيْنِ ابْن السَّرَّاج بِرِوَايَات، وَسَمِعَ منه "التفسير" للنسائي، وكتاب "الخصائص" له. 5211- خطيب الموصل 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَالِمُ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، مُسْنِدُ العَصْرِ، خَطِيْبُ المَوْصِلِ، أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ القَاهِرِ بنِ هِشَامٍ الطُّوْسِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، ثُمَّ المَوْصِلِيُّ الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَة سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَاعتنَى بِهِ أَبُوْهُ؛ فَسَمِعَ حُضُوْراً مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيّ وَطِرَاد الزَّيْنَبِيّ، وَسَمِعَ مِنْ نَصْر ابْن البَطِرِ، وَأَبِي بَكْرٍ الطُّرَيْثِيْثِيّ، وَأَحْمَد بن عَبْدِ القَادِرِ اليُوْسُفِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ السَّلاَمِ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ أَيُّوْبَ، وَجَعْفَر السَّرَّاج، وَمَنْصُوْر بن حِيْدٍ، وَالحُسَيْن بن عَلِيّ ابْن البُسْرِيِّ، وَأَبِي غَالِبٍ البَاقِلاَّنِيّ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ الخَيَّاط.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1108"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 252". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1341"، والنجوم الزاهرة "6/ 94".

وَسَمِعَ بِأَصْبَهَانَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي نَصْرٍ ابْن القُشَيْرِيّ، وَبتِرْمِذَ مِنْ مَيْمُوْنِ بنِ مَحْمُوْدٍ. وَبِالمَوْصِل مِنْ أَبِيْهِ وَعَمِّهِ، وَوَلِيَ خطَابتهَا زَمَاناً، وَقصدهُ الرَّحَّالوْنَ، وَكَانَ ثِقَةً فِي نَفْسِهِ. وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الحَازِمِيّ إِذَا روى عنه، قال: أخبرنا من أصله العَتِيْق، يَحترز بِذَلِكَ مِمَّا زَوَّر لَهُ وَغَيَّرهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ اليُوْسُفِيّ، فَلَمَّا بَيَّنَ المُحَدِّثُونَ لِلْخطيب ذَلِكَ، رَجَعَ عَمَّا رَوَاهُ بِنَقْلِ مُحَمَّد، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ تِلْكَ "المَشْيَخَة" مِنِ أُصُوله. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَعَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ، وَالشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ عَبْد اللهِ، وَالبَهَاء عَبْد الرَّحْمَانِ، وَالقَاضِي يُوْسُف بن شَدَّادٍ، وَهِبَة الله بن باطيش، وأبو الحسن بن القَطِيْعِيِّ، وَالشَّيْخ عِزّ الدِّيْنِ عَلِيّ ابْن الأَثِيْرِ، وَالمُوَفَّق يَعِيْش بن عَلِيٍّ النَّحْوِيّ، وَعَبْد الكَرِيْمِ بن التُّرَابِيِّ، وَأَبُو الخَيْرِ إِيَاس الشَّهْرُزُوْرِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن يُوْسُفَ بنِ خُتَّةَ المَوْصِلِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ: كَانَ شَيْخاً حسناً لَمْ نَر مِنْهُ إلَّا الخَيْر. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّار: وُلِدَ بِبَغْدَادَ، وَقرَأَ الفِقْه وَالأُصُوْل عَلَى إِلْكِيَا أَبِي الحَسَنِ الهَرَّاسِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيّ، وَالأَدب عَلَى أَبِي زكريا التبريزي، وأبي محمد الحريري. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَلَهُ شعر حسن، وَفِيْهِ سُؤْدُد وَدين، قصدهُ الرَّحَّالوْنَ، وَتَفَرَّد. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ ابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ. وَفِيْهَا مَاتَ القُدْوَة الشَّيْخ أَحْمَد ابْن الرِّفَاعِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ شِيْرَوَيْه، وَالخَضِر بن هِبَةِ اللهِ بنِ طَاوس المُقْرِئ، وَالحَافِظ خَلَف بن بَشْكُوَال، وَأَبُو طَالِبٍ أَحْمَد بن المُسَلَّمِ بنِ رَجَاءٍ الإِسْكَنْدَرَانِيّ، وَعَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْتِيْس السَّرَّاج، وَصَاحِب بَعْلَبَكَّ عِزّ الدِّيْنِ فَروخشَاه بنُ شَاهنشَاه بنُ أَيُّوْبَ، وَالإِمَام قُطْب الدِّيْنِ مَسْعُوْد بن مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ الشَّافِعِيّ بِدِمَشْقَ، وَهِبَة اللهِ بن مُحَمَّدِ ابْنِ الشِّيْرَازِيّ إِمَام مشْهد عليّ.

ابن حمكا، الخرقي

ابن حمكا، الخرقي: 5212- ابن حمكا: الشَّيْخُ أَبُو الوَفَاء مَحْمُوْدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ بنِ عُمَرَ بنِ حَمَكَا الأَصْبَهَانِيُّ، ابْنُ أُخْتِ الحَافِظِ أَبِي سَعْدٍ ابْنِ البَغْدَادِيِّ. شَيْخٌ صَدُوْقٌ مُعَمَّرٌ. تَفَرَّد بِإِجَازَة أَبِي عَبْدِ اللهِ ابْنِ طلحة النعالي، وطراد بن محمد الزينبي. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الفَتْحِ أَحْمَد بن عَبْدِ اللهِ السُّوْذَرْجَانِيّ. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ سَنَة سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو الفُتُوْحِ ابْن الحُصْرِيِّ، وَالحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ وَاقَا. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة ثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، عَنْ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. 5213- الخرقي 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الصَّالِحُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ، رحلَةُ الوَقْتِ، أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الفَتْحِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ القَاسِمِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ الخِرَقِيُّ. سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا العَبَّاسِ، وَأَبَا مُطِيع مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِدِ الصَّحَّاف، وَأَبَا الفَتْح أَحْمَد بن عَبْدِ اللهِ السُّوْذَرْجَانِيّ، وَأَبَا الفَتْح أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الحَدَّاد، وَبُنْدَار بن محمد الخلقاني، وعبد الرحمن بن حَمْدٍ الدُّوْنِيّ، وَحَمْد بن حَنَّةَ، وَعُمَر بن مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ علّوَيْه، وَعَبْد الرحمن بن أَبِي عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ، وَطَائِفَة. وُلد يَوْم الأضحى سنة تسعين وأربع مائة. وَسَمِعَ حُضُوْراً فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَبعدهَا مِنِ ابْنِ علّوَيْه. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَمُحَمَّد بن مَكِّيّ، وَعَبْد اللهِ بن أَبِي الفَرَجِ الجُبَّائِيّ، وَالمُهَذَّب ابْنُ زَيْنَةَ، وَأَبُو الفَضْلِ ابْنُ سلاَمَة العَطَّار، وَمُحَمَّد بن خَلِيْل بن بَدْرٍ الرَّارَانِيّ، وَعِدَّة. وَبِالإِجَازَة: كَرِيْمَة، وَالحَافِظ الضِّيَاء، وَالرَّشِيْد العِرَاقِيّ وَغَيْرهُم. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلاَثَاءِ بَعْد فَرَاغه مِنْ صَلاَة الصُّبْح السَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَجَب سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الحَافِظُ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ. وَفِيْهَا مَاتَ إِسْمَاعِيْل بن قَاسم الزَّيَّات بِمِصْرَ، وَتَقيَّة الأَرمنَازِية الشَّاعِرَة، وَشَاعِر العِرَاق مُحَمَّد بن بختيَار الأَبْلَه، وَأَبُو العَلاَءِ مُحَمَّد بن جَعْفَرِ بنِ عَقِيْلٍ المُقْرِئ، وَمُحْتَسِب وَاسِط أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الكَتَّانِيّ، وَأَبُو المَجْدِ مَحْمُوْد بن نَصْرِ بن الشَّعَّارِ وَالِدُ المُحَدِّث إِبْرَاهِيْم.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 237"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 266".

الصفاري، أبوه، ابن صابر

الصفاري، أبوه، ابن صابر: 5214- الصفاري: العَلاَّمَةُ، قَوَامُ الدِّيْنِ، أَبُو المَحَامِدِ حَمَّادُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ شِيْث الوَائِلِيُّ، البُخَارِيُّ، الحَنَفِيُّ، ابْنُ الصَّفَّارِيِّ. سَمِعَ مِنْ أبيه، وإسماعيل ابن البيهقي. رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ البَيْلَقِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن سَالاَرَ الخُوَارِزْمِيّ، وَعُبَيْد اللهِ بن إِبْرَاهِيْمَ المَحْبُوبِيّ، وَالحُسَيْن بن عُمَرَ التِّرْمِذِيّ الأَدِيْب، وَبرْهَان الإِسْلاَم عُمَر بن مَازَة، وَتَاج الإِسْلاَم مُحَمَّد بن طَاهِرٍ الخُدَابَاذِيّ، نَبَّأَنِي بِهَذَا أَبُو العَلاَءِ الفَرَضِيّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5215- أبوه: العَلاَّمَةُ رُكْنُ الدِّيْنِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ. سَمِعَ مِنْ وَالِده الإِمَام إِسْمَاعِيْل، وَعَلِيّ بن عُمَرَ بنِ خَنْبٍ البَزَّاز، وَعَبْد العَزِيْزِ بن المُسْتَقِرِّ الكَرْمِيْنِيّ، وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدٍ النَّسَفِيّ الأَدِيْب، وَشَيْخ الإِسْلاَم أَحْمَد بن عُثْمَانَ العَاصِمِي البَلْخِيّ، وَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَأَبُوْهُ: إِسْمَاعِيْل بنُ إِسْحَاقَ الوَائِلِي: رَوَى عَنْ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الشُّرُوْطِيّ، وَعَبْد الغَافِر بن مُحَمَّدٍ الفارسي، وأبي عاصم محمد بن علي البَلْخِيّ. مَا ذكر لَهُ أَبُو العَلاَءِ وَفَاة. بقي إلى نحو سنة خمس مائة، وحدث عنه ولده. 5216- ابن صابر 1: الشَّيْخُ أَبُو المَعَالِي عَبْدُ اللهِ ابْنُ المُحَدِّثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ صَابِرٍ السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، ابْنُ سَيِّدَةَ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمَّعَهُ أَبُوْهُ مِنَ الشَّرِيْف النَّسِيْب، وَأَبِي طَاهِرٍ الحِنَّائِيّ، وَعَلِيّ ابْن المَوَازِيْنِيِّ، وَعِدَّة. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: أَبُو المَعَالِي شَابّ قَدِمَ مِنْ بَغْدَادَ لِلتجَارَة، سَمِعْتُ مِنْهُ "المُروءة" لِلضَّرَّابِ. وَقَالَ ابْنُ صَصْرَى: بَاعَ كتب أَبِيْهِ وعمه بثمن بخس، وأعرض في وَسط عُمُره عَنِ الخَيْر، ثُمَّ أَقلع، تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الغَنِيّ الحَافِظ، وَالشَّيْخ الموفق، والبهاء عبد الرحمن، وَالحَافِظ الضِّيَاء، وَعَبْد الحَقِّ بن خَلَفٍ، وَعُمَر بن المُنَجَّى، وَسَالِم وَيَحْيَى ابْنَا عَبْد الرَّزَّاقِ، وَآخَرُوْنَ. وَلأَبِيْهِ فِيْهِ: بِأَبِي كُلُّ أَزرقِ العَيْنَيْنِ ... أَبيضِ الوَجْهِ لونُهُ كَاللُّجَيْنِ مَا تَأَمَّلتُ حُسْنَ عَيْنَيْهِ إِلاَّ ... زَادَنِي فَرحَةً وَقُرَّةَ عَيْنِ سَمِعَهُمَا منه السلفي.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 229"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 256".

ابن أبي العجائز، تقية

ابن أبي العجائز، تقية: 5217- ابن أبي العجائز 1: الشَّيْخُ أَبُو الفَهْمِ عَبْد الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي العَجَائِزِ، الأَزْدِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. مِنْ بَيْتِ حَدِيْثٍ وَرِوَايَةٍ. حَدَّثَ عَنْ أَبِي طَاهِرٍ الحِنَّائِيّ. وَعَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنه البَهَاء، وَابْن صَصْرَى، وَإِبْرَاهِيْم ابْن الخُشُوْعِيِّ، وَمَكِّيّ بن عَلاَّنَ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مُلاَزِماً لحَلْقَة الحَافِظ ابْنِ عَسَاكِرَ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ عَنْ ثَمَانِيْنَ عَاماً. 5218- تَقِيَّةُ 2: بِنْتُ المُحَدِّثِ غَيْثِ بنِ عَلِيٍّ الأَرْمَنَازِيِّ، ثمَّ الصُّوْرِيِّ. شَاعِرَةٌ، مُحْسِنَةٌ، مَشْهُوْرَةٌ. وَهِيَ وَالِدَة المُحَدِّثِ عَلِيِّ بنِ فَاضِلِ بنِ صَمْدُوْنَ. مَدَحَتِ السِّلَفِيَّ، وَتَقِيّ الدِّيْنِ صَاحِبَ حَمَاةَ. رَوَى عَنْهَا أَبُو القَاسِمِ بنُ رَوَاحَةَ مِنْ شِعرهَا. تُوُفِّيَت سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهَا سِتّ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 229"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 257". 2 ترجمته وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 123"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 265".

أبو طالب، الرافعي

أبو طالب، الرافعي 5219- أبو طالب: الإِمَامُ الأُصُوْلِيُّ، أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ المُسَلَّمِ بنِ رَجَاءٍ اللَّخْمِيُّ، وَيُسَمَّى أَيْضاً خَلِيْفَة، وَغَلَبَ عليه أحمد. من علماء أهل الإسكندرية. سَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الطُّرْطُوْشِيّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الخَطَّابِ الرَّازِيّ، وَعَبْد المُعْطِي بن مُسَافِرٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ بنُ المُفَضَّلِ، وَالحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَابْن رَوَاحَةَ، وَابْن روَاج، وَالعَلَم السَّخَاوِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأَوقِيّ، وَنَبَأُ بنُ هَجَّامٍ، وَجَعْفَر الهَمْدَانِيّ. قَالَ ابْنُ المُفَضَّلِ: فِيْهِ لين فِي مَا يَرْوِيْهِ، إلَّا أَنَّا لَمْ نَسْمَع مِنْهُ إلَّا مِنْ أُصُوْله. وَكَانَ عَارِفاً بِالفِقْه وَالأُصُوْل، مَاهراً فِي علم الكَلاَم. تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ المُقْرِئ، أَنْشَدَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ، أَنْشَدَنَا أَبُو طَالِبٍ بنُ مُسَلَّمٍ اللَّخْمِيّ الأُصُوْلِيّ لِنَفْسِهِ: أَوَمَا عجيبٌ جيفةٌ مسمومةٌ ... وَكلاَبُهَا قَدْ غَالَهُم دَاءُ الكَلَبْ يَتذَابحُوْنَ عَلَى اعترَاقِ عِظَامهَا ... فَالسَّيِّدُ المرهوبُ فِيهِم مَنْ غَلَبْ هذِي هِيَ الدُّنْيَا وَمَعْ عِلمِي بِهَا ... لَمْ أستطع تركًا لها يا للعجب 5220- الرافعي: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، مُفْتِي الشَّافِعِيَّة، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ الفَضْلِ الرَّافِعِيُّ القَزْوِيْنِيُّ. تَفقّه بِنَيْسَابُوْرَ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، وَبِبَغْدَادَ عَلَى أَبِي مَنْصُوْرٍ ابْن الرَّزَّاز، وَبقَزْوِيْن عَلَى ملكدَاد بنِ عَلِيٍّ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ شَافعِيّ. وسمع من أبي البركات ابن الفراوي، وعبد الخَالِقِ ابْن الشَّحَّامِيِّ، وَطَائِفَة. وَبَرَعَ فِي المَذْهَب. تَفقّه بِهِ وَلده الإِمَام مصَنّف الشَّرْح أَبُو الفَضَائِل مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ، وَغَيْرهُ. تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَة ثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

ابن المطلب، ابن عبد المؤمن

ابن المطلب، ابن عبد المؤمن: 5221- ابن المطلب: المَوْلَى الصَّاحِبُ أَبُو المُظَفَّرِ حَسَنُ ابْنُ الوَزِيْرِ هبة الله بن محمد بن عَلِيِّ بنِ المُطَّلِبِ البَغْدَادِيُّ. صدر مُعَظَّم، ديِّن صَيِّن، مُعَمَّر. وُلِدَ بَعْدَ التِّسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ ابْنِ العَلاَّفِ، وَابْن نَبْهَانَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ ابْن سُكَيْنَةَ، وَالمُوَفَّق عَبْد اللَّطِيْفِ. طُلب لِلوزَارَة فَامْتَنَعَ، وَكَانَ ذَا أَمْوَال كَثِيْرَة. أَنشَأَ الجَامِع الكَبِيْر بِالجَانب الغربِي، وَمَدْرَسَة لِلشَافِعِيَّة، وَرِبَاطاً، وَمَسْجِداً، وَوَقَفَ عِدَّة قرَى. وَكَانَ كَثِيْرَ المُجَاوِرَة، فِيْهِ خَيْر وَعِبَادَة، يَأْتيه الكُبَرَاء، وَلاَ يَذْهَب إِلَى أَحَد. يُلَقَّبُ بفَخْر الدَّوْلَةِ. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5222- ابْنُ عبد المؤمن: السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ، أَبُو يَعْقُوْبَ يُوْسُفُ ابْنُ السُّلْطَانِ عبد المؤمن بن عَلِيٍّ، صَاحِبُ المَغْرِبِ. تَمَلَّكَ بَعْدَ أَخِيْهِ الْمَخْلُوع مُحَمَّد لطيشه، وَشُرْبِه الخَمْر، فَخلع بَعْد شَهْر وَنِصْف، وَبُوْيِع أَبُو يَعْقُوْبَ، وَكَانَ شَابّاً مَلِيحاً، أَبيض بِحُمْرَةٍ، مُسْتدير الوَجْه، أَفْوَهَ، أَعْيَن، تَامّ القَامَة، حُلْو الكَلاَم فَصِيْحاً، حُلْو المفَاكهَة، عَارِفاً بِاللُّغَةِ وَالأَخْبَار وَالفِقْه، مُتَفَنِّناً، عَالِي الهِمَّة، سخيّاً، جَوَاداً، مَهِيْباً، شُجَاعاً، خليقاً لِلملك. قَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيٍّ التَّمِيْمِيّ: صَحَّ عِنْدِي أَنَّهُ كَانَ يَحفظ أَحَد "الصَّحِيْحَيْنِ"، أَظنّه البُخَارِيّ. قَالَ: وَكَانَ سَدِيْد الملوكيَّة، بعيد الهِمَّة، جَوَاداً، استغنَى النَّاس فِي أَيَّامِهِ. ثُمَّ إِنَّهُ نَظَرَ فِي الطِّبّ وَالفَلْسَفَة، وَحفظ أَكْثَر كِتَاب "الملكِي"، وَجَمَعَ كتب الفَلاَسِفَة، وَتطلبهَا مِنَ

الأقطَار، وَكَانَ يَصحبه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ طُفَيْلٍ الفَيْلَسُوْف، فَكَانَ لاَ يَصبِرُ عَنْهُ، وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ يَحْيَى الفَقِيْه، سَمِعْتُ الحَكَمَ أَبَا الوَلِيْدِ بن رُشْدٍ الحَفِيْد يَقُوْلُ: لَمَّا دَخَلتُ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي يَعْقُوْبَ، وَجَدْتُه هُوَ وَابْن طُفَيْلٍ فَقَطْ، فَأَخَذَ ابْنُ طُفَيْلٍ يُطْرِينِي، فَكَانَ أَوّل مَا فَاتَحنِي أَنْ قَالَ: مَا رَأْيهُم فِي السَّمَاءِ? أَقَدِيمَةٌ أَمْ حَادثَةٌ? فَخفت، وَتعلّلت، وَأَنْكَرت الفَلْسَفَة، فَفَهِم، فَالْتَفَت إِلَى ابْنِ طُفَيْلٍ، وَذَكَرَ قَوْل أَرِسْطُو فِيْهَا، وَأَوْرَد حجج أهل الإسلام، فَرَأَيْت مِنْهُ غَزَارَة حَفِظ، لَمْ أَكن أَظنّهَا فِي عَالِم، وَلَمْ يَزَلْ يَبسطنِي حَتَّى تَكلّمت، ثُمَّ أَمر لِي بخِلْعَة وَمَالٍ وَمركوبٍ. وَزر لَهُ أَخُوْهُ عُمَر أَيَّاماً، ثُمَّ رفع مَنْزِلته عَنِ الوزَارَة، وَوَلَّى إِدْرِيْس بن جَامِعٍ، إِلَى أَنِ اسْتَأْصَلَهُ سَنَة577، ثُمَّ وَزَرَ لَهُ وَلدُهُ يَعْقُوْب الَّذِي تَسَلْطَنَ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الوَلَدِ سِتَّةَ عَشَرَ ابْناً. وَفِي وَسط أَيَّامِه خَرَجَ عَلَيْهِ سَبُعُ بنُ حَيَّانَ وَمَزَزْدَغْ فِي غُمَارَةَ، فَحَارَبَهُمَا، وَأَسَرَهُمَا، وَدَخَلَ الأَنْدَلُس فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ لِلْجِهَاد، وَيُضمر الاسْتيلاَء عَلَى باقِي الجَزِيْرَة، فَجَهَّزَ الجَيْش إِلَى مُحَمَّدِ بنِ سَعْدِ بنِ مَرْدَنِيْش، فَالتَقَوْا بِقُرْبِ مُرْسِيَةَ، فَانْكَسَرَ مُحَمَّد، ثُمَّ ضَايقه الموحّدُوْنَ بِمُرْسِيَة مُدَّة، فَمَاتَ، وَأَخَذَ أَبُو يَعْقُوْبَ بلاَده، ثُمَّ سَارَ، فَنَازَلَ مَدِينَةَ وَبْذَى، فَحَاصَرَهَا أَشْهُراً، وَكَادُوا أَنْ يُسلموهَا مِنَ العَطشِ، ثُمَّ اسْتَسْقَوا -لَعَنَهُمُ اللهُ- فَسُقُوا، وَامْتَلأَتْ صَهَارِيجُهُم، فَرَحَلَ، وَهَادَنَ الفُنش، وَأَقَامَ بِإِشْبِيْلِيَةَ سَنَتَيْنِ وَنِصْفاً، وَدَانت لَهُ الأَنْدَلُس، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى السُّوس سَنَة571 لِتسكن فَتنٌ وَقعت بَيْنَ البَرْبَر، ثُمَّ سَارَ فِي سَنَةِ75 حَتَّى أَتَى مدينَة قَفْصَة، فَحَاصَرَهَا، وَقبض عَلَى ابْن الرَّنْدِ. وَهَادن صَاحِب صَقِلِّيَّة، عَلَى أَنْ يَحمل كُلّ سَنَة ضرِيبَة عَلَى الفِرنْج، فَبَعَثَ إِلَى أَبِي يَعْقُوْبَ تُحَفاً، مِنْهَا قطعَة يَاقُوْت معدومَة بِقدر استدَارَة حَافر فرس، فَكلّلُوا المُصْحَف العُثْمَانِيّ بِهَا. قَالَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ ابْنُ الجَدِّ: كُنَّا عِنْدَهُ، فَسَأَلنَا: كَمْ بَقِيَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَسْحُوْراً? فَشكَّيْنَا. فَقَالَ: بَقِيَ شَهْراً كَامِلاً، صَحَّ ذَلِكَ. وَكَانَ فَقِيْهاً يَتَكَلَّم فِي المَذَاهِب، وَيَقُوْلُ: قَوْل فُلاَن صوَاب، وَدليله مِنَ الكِتَاب وَالسّنَّة كَذَا وَكَذَا. قَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ: لمَا تَجَهَّز لِغَزْو الرُّوْم، أَمر العُلَمَاء أَنْ يَجْمَعُوا أَحَادِيْث فِي الجِهَادِ تُملَى عَلَى الجُنْد، وَكَانَ هُوَ يملي بنفسه، وكبار الموحّدين يَكتُبُوْنَ فِي أَلوَاحهِم. وَكَانَ يُسهِّل عَلَيْهِ بذل الأَمْوَال سعَةُ الخَرَاج، كَانَ يَأْتيه مِنْ إِفْرِيْقِيَة فِي العَامِ مائَة وَخَمْسُوْنَ وَقْرَ بغل. وَاسْتنفر فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ أَهْل السَّهْل وَالجبل وَالعرب، فَعبر إِلَى الأَنْدَلُسِ، وَقصد شَنْتَرِيْنَ بِيَدِ ابْن الرِّيْقِ -لَعَنَهُ اللهُ- فَحَاصَرَهَا مُدَّة، وَجَاءَ الْبرد، فَقَالَ: غداً نَترحّل، فَكَانَ أَوَّل من قوض

مخيّمه عَلِيُّ ابْنُ القَاضِي الخَطِيْب، فَلَمَّا رَآهُ النَّاس، قوّضُوا أَخبَيْتَهُم، فَكثر ذَلِكَ، وَعبر لَيْلَتَئِذٍ العَسْكَر النَّهْر، وَتَقدّمُوا خوف الازدحَام، وَلَمْ يَدر بِذَلِكَ أَبُو يَعْقُوْبَ، وَعرفت الرُّوْم، فَانْتهزُوا الفرصَة، وَبرزُوا، فَحملُوا عَلَى النَّاسِ، فَكشفَوَهِمَ، وَوصلُوا إِلَى مخيم السُّلْطَان، فَقُتِلَ عَلَى بَابه خلق مِنَ الأَبْطَال، وَخُلصَ إِلَى السُّلْطَانِ، فَطُعن تَحْتَ سرّته طعنَةً مَاتَ بَعْدَ أَيَّام مِنْهَا، وَتَدَارك النَّاس، فَهَزمُوا الرُّوْمَ إِلَى البَلَد، وَهَرَبَ الخَطِيْب، وَدَخَلَ إِلَى صَاحِب شَنْتَرِيْن، فَأَكْرَمَه، وَاحْتَرَمه، ثُمَّ أَخَذَ يُكَاتِب المُسْلِمِيْنَ، وَيدلّ عَلَى عورَة العَدُوّ، فَأَحرقوهُ، وَلَمْ يَسيرُوا بِأَبِي يَعْقُوْبَ إلَّا لَيْلَتَيْنِ، وَتُوُفِّيَ، وَصُلِّي عَلَيْهِ، وَصُبِّر فِي تَابوت، وَبُعِثَ إِلَى تينمَلّ، فَدفن مَعَ أَبِيْهِ وَابْنِ تُوْمَرْت. مَاتَ فِي سَابع رَجَب سَنَة ثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَبَايعُوا ابْنه يَعْقُوْب. وَفِيْهَا مَاتَ أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ درّك الضّرِير، وَصَدْر الدِّيْنِ عَبْد الرحيم بن شَيْخ الشُّيُوْخِ إِسْمَاعِيْل بن أَبِي سَعْدٍ، وَأَبُو الفَرَجِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ ابْنِ الشَّيْخ أَبِي عَلِيٍّ بنِ نَبْهَانَ الأَدِيْب، وَشَيْخ النَّحْو أَبُو بكر محمد بن أَحْمَد الخدَبّ، وَمُحَمَّد بن حَمْزَةَ بن أَبِي الصَّقْرِ القُرَشِيّ المُعَدَّل، وَمَحْمُوْد بن حَمَكَا الأَصْبَهَانِيّ.

السلماسي، ابن الصائغ

السلماسي، ابن الصائغ: 5223- السلماسي 1: العَلاَّمَةُ ذُو الفُنُوْنِ سَدِيْدُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ السَّلَمَاسِيُّ الشَّافِعِيُّ، مُعِيْدُ النِّظَامِيَّةِ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: هُوَ الَّذِي شَهَر طرِيقه الشَّرِيْف بِالعِرَاقِ. تخرّج بِهِ أَئِمَّة كَالعِمَاد وَالكَمَال ابْنَي يُوْنُس، وَالشَّرَف مُحَمَّد بن عُلْوَانَ بن مُهَاجرٍ. وَكَانَ مسدَّداً فِي الفَتْوَى. مَاتَ فِي شَعْبَان سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَأَتقن عِدَّة فنون. 5224- ابن الصائغ 2: الإمام المفتي، أبو الفتح أحمد بن أبي الوفاء بن عبد الرحمن بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ البَغْدَادِيُّ الحَنْبَلِيُّ، ابْنُ الصَّائِغ. عُرف بغُلاَم أَبِي الخَطَّابِ، لأَنَّه خدَمه، وَاشْتَغَلَ عليه. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَحَدَّثَ بِحَرَّانَ وَحلب عَنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ بُنَان "بِجُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ". حَدَّثَ عَنْهُ: يُوْسُف بن أَحْمَدَ الشِّيْرَازِيّ، وَالحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ صَصْرَى، وَإِبْرَاهِيْم بن أَبِي الحَسَنِ الزَّيَّات، وَأَخوَاهُ: بَرَكَات وَمُحَمَّد، وَعَلِيّ بن سَلاَمَةَ الخَيَّاط، وَعَمَّار بن عَبْدِ المُنْعِمِ، وَالفَقِيْه سُلَيْمَان بن أَحْمَدَ المَقْدِسِيّ وَوَلَده عَبْد الرَّزَّاقِ بن أَحْمَدَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: دَرَّس بِحَرَّانَ، وَأَفتَى، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعين وَخَمْس مائَة. قُلْتُ: وَقِيْلَ سَنَةَ خمس.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 595"، وطبقات الشافعية للسبكي "7/ 23". 2 ترجمته في العبر "4/ 222"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 249".

الزيدي

5225- الزيدي 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ العَلَوِيُّ الحُسَيْنِيُّ، ثُمَّ الزَّيْدِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الزَّاهِدُ الحَافِظُ. مَوْلِده سَنَة تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَة. وَسَمِعَ مِنِ ابْن الزَّاغونِي، وَابْن نَاصِر، وَنَصْر بن نَصْرٍ العُكْبَرِيّ، وَأَبِي الوَقْت، وَهَلُمَّ جَرّاً. وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ أَجزَاء رَوَاهَا. أَخَذَ عَنْهُ العُلَيْمِيّ، وَأَبُو المَوَاهِبِ بن صَصْرَى، وَأَقرَانُه. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: كَانَ أَحَدَ الأَعيَان وَالزُّهَّاد وَالنسَاك، حَفِظ القُرْآن، وَالفِقْه، وَكَتَبَ الكَثِيْر، وَجَمَعَ. وَكَانَ نَبِيلاً، جَامِعاً لصِفَات الخَيْر، سَمِعْتُ ابْنَ الأَخْضَرِ يُعظم شَأْنه، وَيَصف زُهْده وَدينه. وَكَانَ ثِقَةً. وَقِيْلَ: إِنَّ الوَزِيْر عَضُد الدِّيْنِ ابْن رَئِيْس الرُّؤَسَاء بَعَثَ إِلَيْهِ بِأَلف دِيْنَار، فَعَلِمَ المُسْتَضِيْء، فَبَعَثَ بِأَلف أُخْرَى، فَبعثَت أُمّ الخَلِيْفَة بَنَفْشَا بِأَلف أُخْرَى، فَمَا تَصرف فِيْهَا، بَلْ بَنَى بِهَا مَسْجِداً، وَاشترَى كتباً وَقفهَا، فَانتفع بِهَا النَّاس. تُوُفِّيَ الزَّيْدِيّ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فِي حَيَاة أبويه. ودفن بداره رحمه الله.

_ 1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "7/ 212"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 86".

القرشي، القطب

القرشي، القطب: 5226- القرشي 1: القَاضِي أَبُو المَحَاسِنِ عُمَر بن عَلِيِّ بنِ الخضر، القرشي، الزُّبَيْرِيّ، الدِّمَشْقِيّ، الحَافِظ، عَمّ كَرِيْمَة. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيّ: فَقِيْه، حَافِظ، عَالِم، عُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ، وَحلب، وَحرَّان، وَالمَوْصِل، وَالكُوْفَة، وَبَغْدَاد، وَالحَرَمَيْنِ، وَرزق الفَهْمَ. سَمِعَ أَبَا الدُّرّ الرُّوْمِيّ، وَابْن البُنِّ، وَأَبَا الوَقْت، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ المَادح، وَخَلاَئِق. وَنفذ رَسُوْلاً إِلَى الشَّامِ. وَوَلِيَ قَضَاءَ الحرِيْم. رَوَى عَنْهُ ابْنه عَبْد اللهِ، وَابْن الحُصْرِيّ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ خَمْسُوْنَ سَنَةً. 5227- القُطْبُ 2: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخ الشَّافِعِيَّة، قُطْب الدِّيْنِ أَبُو المعالي مسعود بن محمد بن مَسْعُوْدٍ الطُّرَيْثِيْثِيّ النَّيْسَابُوْرِيّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِيْهِ، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى تِلْمِيْذ الغَزَّالِيّ، وَعُمَر بن عَلِيٍّ، عُرِفَ بسُلْطَان. وَتَفَقَّهَ بِمَرْو عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّد. وَسَمِعَ مِنْ هِبَة اللهِ بن سَهْلٍ السَّيِّدِيّ، وَعَبْد الجَبَّارِ الخُوَارِيّ. وَتَأَدب عَلَى أَبِيْهِ، وَبَرَعَ، وَتَقدم، وَأَفتَى، وَوعظ فِي أَيَّامِ مَشَايِخه، وَدرس بِنظَامِيَة نَيْسَابُوْر نِيَابَة، وَصَارَ مِنْ فُحُوْل المنَاظرِيْنَ، وَبلغ رُتْبَة الإِمَامَة. وَقَدِمَ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ538، فَوَعَظ وَنَاظر، ثُمَّ سَكَنَ دِمَشْقَ، وَقَدْ رَأَى أَبَا نَصْرٍ القُشَيْرِيّ. وَكَانَ صَاحِبَ فُنُوْن، أَقْبَلُوا عَلَيْهِ بِدِمَشْقَ فِي أَيَّامِ أَبِي الفَتْحِ المصِّيْصِيّ، وَدرس بِالمُجَاهِديَة، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو الفَتْحِ، وَلِي بَعْدَهُ تدرِيس الغزَاليَة، ثُمَّ انْفَصل إلى حلب، فولي

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 224"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 252". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 718"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 94"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 263".

تدرِيس الْمَدْرَسَتَيْنِ اللَّتين أَنشَأَهُمَا نُوْر الدِّيْنِ وَأَسَد الدِّيْنِ، ثُمَّ سَارَ إِلَى هَمَذَان، وَدرس بِهَا مُدَّة، ثُمَّ عَادَ إِلَى دِمَشْقَ، وَدرس بِالغزَاليَة ثَانِياً، وَتَفَقَّهَ بِهِ الأَصْحَاب. وَكَانَ حَسَنَ الأَخلاَق، متودداً، قَلِيْل التَّصنع. ثُمَّ سَارَ إِلَى بَغْدَادَ رَسُوْلاً. رَوَى عَنْهُ: أَبُو المَوَاهِب بنُ صَصْرَى، وَأَخُوْهُ الحسين، والتاج ابن حمويه، وطائفة. وَأَجَازَ لِلْحَافِظ الضِّيَاء. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ أَبُوْهُ مِنْ طُرَيْثِيْثَ. كَانَ أَديباً يُقرِئُ الأَدب، قَدِمَ وَوعظ، وَحصل لَهُ قبولٌ، وَكَانَ حَسَنَ النَّظَر موَاظباً عَلَى التدرِيس، وَقَدْ تَفَرَّد برِئَاسَة أَصْحَاب الشَّافِعِيّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: قَدِمَ بَغْدَادَ رَسُوْلاً، وَتَزَوَّجَ بَابْنَة أَبِي الفُتُوْح الإِسْفَرَايِيْنِيّ. أَنْشَدَنِي أَبُو الحَسَنِ القَطِيْعِيّ، أَنْشَدَنِي أَبُو المَعَالِي مَسْعُوْد بن مُحَمَّدٍ الفَقِيْه: يَقُوْلُوْنَ: أَسبَابُ الفرَاغِ ثلاثةٌ ... وَرَابعهَا خَلَّوْهُ وَهُوَ خيَارُهَا وَقَدْ ذكرُوا أَمْناً وَمَالاً وَصحةً ... وَلَمْ يَعلمُوا أَنَّ الشَّبَابَ مدَارُهَا قُلْتُ: كَانَ فَصِيْحاً، مُفَوَّهاً، مُفَسّراً، فَقِيْهاً، خِلاَفِيّاً، درّس أَيْضاً بِالجَارُوْخِيَّةِ، وَقِيْلَ: إِنَّهُ وَعظ بِدِمَشْقَ، وَطلب مِنَ الْملك نُوْر الدِّيْنِ أَنْ يَحضر مَجْلِسه، فَحضره، فَأَخَذَ يَعظه، وَيُنَادِيه: يَا مَحْمُوْدُ، كَمَا كَانَ يَفْعَلُ البرْهَان البَلْخِيّ شَيْخ الحَنَفِيَّة، فَأَمر الحَاجِب، فَطَلَعَ، وَأَمره أَنْ لاَ يُنَادِيه بِاسْمه، فَقِيْلَ فِيمَا بَعْد لِلملك، فَقَالَ: إِنَّ البرْهَان كَانَ إِذَا قَالَ: يَا مَحْمُوْد قَفَّ شعرِي هَيْبَة لَهُ، وَيَرق قَلْبِي، وَهَذَا إِذَا قَالَ، قسَا قَلْبِي، وَضَاق صَدْرِي. حَكَى هَذِهِ سِبْط ابْن الجَوْزِيّ، وَقَالَ: كَانَ القُطْب غرِيقاً في بحار الدنيا. قَالَ القَاسِمُ ابْنُ عَسَاكِر: مَاتَ فِي سَلْخِ رَمَضَان سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدُفن يَوْم العِيْد فِي مَقْبَرَة أَنشَأَهَا جَوَار مَقْبَرَة الصُّوْفِيَّة غربِي دِمَشْق. قُلْتُ: وَبَنَى مَسْجِداً، وَوَقَفَ كتبه -رحمه الله.

ابن أبي الصقر، أبو الكرم، صاحب حلب

ابن أبي الصقر، أبو الكرم، صاحب حلب: 5228- ابن أبي الصقر 1: المُحَدِّثُ العَدْلُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ حَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَلاَمَةَ بنِ أَبِي جَمِيْلٍ، القُرَشِيُّ، الشُّرُوْطِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ أَبِي الصَّقْرِ. مُحَدِّثٌ، ثِقَةٌ، مُفِيْدٌ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: هِبَة اللهِ ابْن الأَكْفَانِيِّ، وَعَلِيّ بن قُبَيْس الغَسَّانِيّ، وَجَمَال الإِسْلاَمِ السُّلَمِيّ. وَارتحل، فَسَمِعَ مِنْ هِبَة اللهِ ابْن الطَّبَرِيِّ، وَقَاضِي المَارستَان. وَسَمَّعَ وَلده مكرماً مِنْ أَبِي يَعْلَى ابْن الحبوبِي وَجَمَاعَة. وَكَانَ شروطِيَّ البَلَدِ. رَوى عَنْهُ: أَبُو المَوَاهِبِ التَّغْلِبِيّ، وَعَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ، وَالبَهَاء عَبْد الرحمن، وَأَبُو الحَسَنِ ابْنُ القَطِيْعِيِّ، وَالشَّيْخ الضِّيَاء وَآخَرُوْنَ. توفي سنة ثمانين وخمس مائة. 5229- أبو الكرم: مُسْنِدُ هَمَذَان، الشَّيْخُ أَبُو الكَرَمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ، العَبَّاسِيُّ، الهَمَذَانِيُّ، العَطَّارُ. حَدَّثَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ بِهَمَذَانَ عَنْ أَبِي غَالِبٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ العَدْل صَاحِب ابْن شُبَانَةَ، وَعَنْ فَيْد بن عَبْدِ الرحمن الشّعرَانِي وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ اسفهسلار الرَّازِيّ، وَشَمْس الدِّيْنِ أَحْمَدَ بن عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيّ البُخَارِيّ، وَالحَافِظ عَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ وَجَمَاعَة. وَسَمَاعَاته فِي سَنَةِ نَيِّفٍ وَخَمْسِ مائَةٍ رَحِمَهُ الله. 5230- صاحب حلب: الملك الصالح، أبو الفتح إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ صَاحِبِ الشَّامِ نُوْرِ الدِّيْنِ مَحْمُوْدِ ابْنِ الأَتَابك. عمل لَهُ أَبُوْهُ ختَاناً لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ، وَأَطعمَ أَهْل دِمَشْقَ حَتَّى سَائِر أَهْل الغُوْطَة، وَبَقِيَ الهنَاء أُسْبُوْعاً، وَفِي الأُسْبُوْع الآتِي انْتقل نُوْر الدِّيْنِ إِلَى اللهِ، وَوصَّى بمملكته لهذا، وهو ابن إحدى عشرة سنةً، فملكوه بدمشق، وَكَذَا حلفُوا لَهُ بِحَلَبَ، فَأَقْبَل مِنْ مِصْرَ صَلاَح الدِّيْنِ، وَأَخَذَ مِنْهُ دِمَشْق، فَترحّل إِلَى حلب، وَكَانَ شَابّاً، دَيِّناً، خَيّراً، عَاقِلاً، بَدِيْع الْجمال، محبَّباً إِلَى الرَّعِيَّةِ وَإِلَى الأُمَرَاءِ، فَنمت فِتْنَةٌ، وَجَرَتْ بِحَلَبَ بَيْنَ السّنَّة وَالرَّافِضَّة، فَسَارَ السُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ، وَحَاصَرَ حلب مُدَيْدَة، ثُمَّ ترحّل، ثُمَّ حَاصرهَا، فَصَالَحُوْهُ، وَبذلُوا لَهُ المَعَرَّة

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 239"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 268".

وَغَيْرهَا، ثُمَّ نَازل حلب ثَالِثاً، فَبذل أَهْلهَا الْجهد فِي نُصْرَة الصَّالِح، فَلَمَّا ضَجر السُّلْطَان، صَالِحهُم، وَترحّل وَأَخْرَجُوا إِلَيْهِ بِنْت نُوْر الدِّيْنِ، فَوَهَبهَا عَزَازَ، وَكَانَ تدبِير مَمْلَكَة حلب إِلَى أُمّ الصَّالِح وَإِلَى شَاذبخت الخَادِم وَابْن القَيْسَرَانِيّ. تعلّل الْملك الصَّالِح بِقَوْلنج خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً، وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَتَأَسفُوا عَلَيْهِ. قيل: عَرَضَ عَلَيْهِ طبِيْبه خمراً لِلتدَاوِي، فَأَبَى، وَقَالَ: قَدْ قَالَ نَبِيُّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَ أُمَّتِي فِيْمَا حَرَّمَ عَلَيْهَا" 1، وَلَعَلِّي أموت وهو في جوفي. عاش عشرين سنةً سوى أشهر.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "7/ 23"، والطبراني "9714" من طريق منصور، عن أبي وائل أن رجلا أصابه الصفر، فنعت له السكر، فسأل عبد الله عن ذلك، فقال: "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم" وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أحمد في "كتاب الأشربة" "130"، والطبراني في "الكبير" "9716"، والحاكم "4/ 218"، والبيهقي "10/ 5" من طريق أبي وائل نحوه، وأخرجه الطبراني "23/ 749"، وأحمد في "الأشربة" "159"، والبيهقي "10/ 5"، وابن حزم "1/ 175" من طريق جرير، عن الشيباني، عن حسان بن مخارق، عن أم سلمة، به نحوه.

صاحب أذربيجان

5231- صَاحِبُ أَذْرَبِيْجَانَ: الأَتَابِكُ شَمْسُ الدِّيْنِ إِلْدُكُزُ صَاحِبُ أَذْرَبِيْجَان وَهَمَذَانَ. كَانَ مِنْ غلمَان الوَزِيْر السُّمَيْرَمِيّ، فَصَارَ بَعْد قَتله لِلسُّلْطَانِ مَسْعُوْد، فَأَمّره، ثُمَّ وَلاَّهُ مَسْعُوْد مَمْلَكَة أَرَّانِيَّة، ثُمَّ تَمَكَّنَ، وَعظم شَأْنه، وَاسْتَوْلَى عَلَى إِقْلِيْم أَذْرَبِيْجَان، وَعَلَى الرَّيّ وَهَمَذَان وَأَصْبَهَان، وَكَانَ يُخطَب مَعَهُ لابْنِ زَوجته السُّلْطَان أَرْسَلاَن بن طُغْرل، وَبلغ عدد جَيْش إِلْدُكُز خَمْسِيْنَ أَلْفاً، وَكَانَ جَيِّد السّيرَة، حَازِماً، فَارِساً، شُجَاعاً. مَاتَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ، وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَقَدْ شَاخَ. ابْنه السُّلْطَان شَمْس الدِّيْنِ بَهْلَوَان بن إِلْدُكُز صَاحِب أَذْرَبِيْجَان وَعرَاق الْعَجم. تَمَلَّكَ بَعْدَ أَبِيْهِ، وَعظم سُلْطَانه، وَاتَّسَعت دُنْيَاهُ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ لَهُ خَمْسَة آلاَف مَمْلُوْك، وَمِنَ الْخَيل وَالعُدَدِ مَا لاَ يُعبَّر عَنْهُ. تَمَلَّكَ بَعْدَهُ أَخُوْهُ لأُمِّهِ قَزل. وَقِيْلَ: مَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ. وَكَانَ قَدْ أَقَامَ فِي اسْم السّلطنَة طُغْرل بن أَرْسَلاَن آخِر المُلُوْك السُّلْجُوْقِيَّة وَالتصرفَات لِلبهلوانِ، ثُمَّ بَعْدَهُ تَمَكَّنَ طُغْرل، وَتحَارب هُوَ وَقزل بن إِلْدُكُز إِلَى أَنْ قُتِل قزل فِي شَعْبَان سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائة.

الكمال الأنباري

5232- الكمال الأنباري 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ، شَيْخُ النَّحْو كَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو البَرَكَاتِ عَبْدُ الرَّحْمَانِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الأَنْبَارِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. تَفقّه بِالنّظَامِيَّةِ عَلَى أَبِي مَنْصُوْرٍ الرَّزَّاز وَغَيْرهِ، وَبَرَعَ فِي مَذْهَب الشَّافِعِيّ، وَقرَأَ الخلاَف، وَأَعَاد بِالنّظَامِيَّةِ، وَوعظ، ثُمَّ إِنَّهُ تَأَدب بِابْنِ الجَوَالِيْقِيّ، وَأَبِي السَّعَادَاتِ ابْن الشجري، وشرح عدة دواوين، وتصدر، وَأَخَذَ عَنْهُ أَئِمَّة، وَسَمِعَ بِالأَنْبَار مِنْ أَبِيْهِ، وَخَلِيْفَة بن مَحْفُوْظ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ بن خَيْرُوْنَ، وَعَبْد الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ الشَّهْرُزُوْرِيّ، وَعِدَّة، رَوَى كتباً مِنَ الأَدبيَّات. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: رَوَى لَنَا عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ المُبَارَك بن المُبَارَكِ النَّحْوِيّ، وَابْن الدُّبَيْثِيّ، وَعَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ الخَبَّاز. قَالَ: وَكَانَ إِمَاماً كَبِيْراً فِي النَّحْوِ، ثِقَة، عَفِيْفاً، منَاظراً، غزِيْر العِلْم، وَرِعاً، زَاهِداً، عَابِداً، تَقِيّاً، لاَ يَقبل مِنْ أَحَد شَيْئاً، وَكَانَ خشن الْعَيْش جشب2 المَأكل وَالملبس، لَمْ يَتلبّس مِنَ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ، مَضَى عَلَى أَسدِّ طرِيقَة. وَلَهُ كِتَاب "هدَايَة الذَّاهب فِي مَعْرِفَةِ المَذَاهِب"، كِتَاب "بدَايَة الهدَايَة"، كِتَاب "فِي أُصُوْل الدِّيْنِ"، كِتَاب "النُّوْر اللاَمح، فِي اعْتِقَاد السَّلَف الصَّالِح"، كِتَاب "مَنْثُوْر الْعُقُود فِي تَجرِيْد الحُدُوْد"، كِتَاب "التَّنْقِيح فِي الخلاَف"، كِتَاب "الْجمل فِي علم الجَدَل"، كِتَاب "أَلْفَاظ تَدور بَيْنَ النُّظَار"، كِتَاب "الإِنصَاف فِي الخلاَف بَيْنَ البَصْرِيّين وَالكُوْفِيِّيْنَ"، كِتَاب "أَسرَار العَرَبِيَّة"، كِتَاب "عُقُود الإِعرَاب"، كِتَاب "مِفْتَاح المذاكرَة"، كِتَاب "كلاَ وَكلتَا"، كِتَاب "لَوْ وَمَا"، كِتَاب "كَيْفَ"، كِتَاب "الأَلف وَاللاَّم"، كِتَاب "فِي يَعفُوْنَ"، كِتَاب "حليَة العَرَبِيَّة"، كِتَاب "لمع الأَدلَة"، كِتَاب "الوجِيْز فِي التَّصرِيف"، كِتَاب "إِعرَاب القُرْآن"، كِتَاب "دِيْوَان اللُّغَة"، "شرح المَقَامَات"، "شرح دِيْوَان المتنبِي"، "شرح الحمَاسَة"، "شرح السَّبْع"، كِتَاب "نَزهَة الأَلِبَّاء فِي طَبَقَات الأُدَبَاء"، كِتَاب "تَارِيخ الأَنْبَار"، كِتَاب فِي "التَّصُوّف"، كِتَاب فِي "التعبِير". سرد له ابن النجار أسماء تصانيف جمة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 369"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 258". 2 الجشب: هو الغليظ الخشن من الطعام. وقيل غير المأدوم. وكل بشع الطعم جشب.

وَقَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا الكَمَال، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَلِيّ ابْن البُسْرِيِّ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً، وَعلاَهُ. وَلَهُ شعر حسن. مَوْلِدُهُ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَمَاتَ فِي تَاسع شَعْبَان سَنَة سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ عَنْ بِضْع وَسِتِّيْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ الصَّالِح إِسْمَاعِيْل بن نُوْر الدِّيْنِ صَاحِب حلب، وَأَبُو الفَتْحِ عُمَر بن عَلِيِّ بن محمد بن حَمُّوَيْه الجُوَيْنِيّ بِدِمَشْقَ، وَأَبُو طَاهِرٍ هَاشِم بن أحمد ابن عَبْدِ الوَاحِدِ، خطيب حلب، وَهِبَة اللهِ بن أَبِي الكَرَمِ بن الجَلَخْت الوَاسِطِيّ عَنْ نَيِّف وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ المُوَفَّق عَبْد اللَّطِيْفِ: الكَمَال شَيْخنَا؛ لَمْ أَرَ فِي العُبَّاد المُنْقَطِعين أَقوَى مِنْهُ فِي طرِيقه، وَلاَ أَصدق مِنْهُ فِي أُسلوبه، جدّ مَحْض، لاَ يَعترِيه تَصَنُّع، وَلاَ يَعرف الشرُوْر، وَلاَ أحوَال العَالم، كَانَ لَهُ دَار يَسكنهَا، وَحَانُوْت وَدَار يَتقوَّت بِأُجرتهِمَا، سيّر لَهُ المُسْتَضِيْء خَمْس مائَة دِيْنَارٍ فَرَدَّهَا، وَكَانَ لاَ يُوْقِدْ عَلَيْهِ ضوءاً، وَتَحْته حصِيْر قصب، وَثَوْبَا قُطْن، وَلَهُ مائَة وَثَلاَثُوْنَ مُصَنّفاً رَحِمَهُ الله تعالى.

الكتاني

5233- الكتاني 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، العَالِمُ الصَّالِحُ، الخَيِّرُ المُعَمَّرُ، مُحْتَسِبُ واسط، أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ يُوْسُفَ، الوَاسِطِيُّ الكَتَّانِيُّ المُعَدَّلُ. كَانَ عَلَى حسبَة وَاسِط هُوَ وَأَبُوْهُ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. سَمِعَ مِنْ مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ أَبِي الصَّقْرِ الشَّاعِر، وَأَبِي نُعَيْمٍ الجُمارِيّ وَأَبِي نُعَيْمٍ بن زَبْزَبٍ، وَهِبَة اللهِ ابْن السَّقَطِيّ، وَطَائِفَة. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ العَلاَّف، وَأَبِي القَاسِمِ ابن بَيَانٍ، وَنُوْر الهُدَى. وَتَفَرَّد بِإِجَازَة أَبِي طَاهِرٍ أَحْمَد بن الحَسَنِ البَاقِلاَّنِيّ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ عَبْد المُحْسِنِ الشِّيْحِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ أَيُّوْبَ البَزَّاز، ذَكَرهُم لَهُ ابْنُ الدُّبَيْثِيّ، وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً، صَحِيْح السَّمَاع، متخشّعاً، يَرْجِع إِلَى دين وَصلاَح. رَحل النَّاس إِلَيْهِ. وَتُوُفِّيَ بِوَاسِط فِي ثَانِي المُحَرَّم سَنَة تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو المَوَاهِبِ بنُ صَصْرَى، وَيُوْسُف الشِّيْرَازِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الحَازِمِيّ، وَعَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيُّ، وأبو الفتح المَنْدَائِيّ وَابْنه، وَأَبُو طَالِبٍ بنُ عَبْدِ السَّمِيْعِ، وَالمُرَجَّى بن الشُّقَيْر، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الدُّبَيْثِيّ، وَقَالَ: نِعْمَ الشَّيْخ كَانَ، سَمِعْتُ مِنْهُ فِي سنة أربع وسبعين بقراءتي.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 238"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 267".

ابن شاتيل

5234- ابن شاتيل 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، المُسْنِدُ، المُعَمَّرُ، أَبُو الفَتْحِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نَجَا بنِ شَاتِيْلَ، البَغْدَادِيُّ، الدَّبَّاسُ. سَمِعَ أَبَاهُ، والحسين بن علي بن البُسْرِيِّ، وَأَبَا غَالِب البَاقِلاَّنِيّ، وَأَبَا الحَسَنِ ابْن العَلاَّفِ، وَأَبَا القَاسِمِ الرَّبَعِيّ، وَأَبَا سَعْد بن خُشَيْش، وَأَحْمَد بن المُظَفَّر بن سُوْسن، وَأَبَا عَلِيٍّ بنَ نَبْهَانَ، وَأَبَا الغَنَائِم النَّرْسِيّ، وَعِدَّة. وَعُمِّرَ دَهْراً، وَتَفَرَّد، وَرحلُوا إِلَيْهِ. وَقَدْ وَجِدَ سَمَاعه بِخَطِّ أَبِي بَكْرٍ بنِ كَامِلٍ عَلَى حَدِيْث الإِفك لِلآجُرِّيّ مِنْ أَبِي الخَطَّابِ ابْن البَطِرِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَحَدَّثَ بِهِ. فَإِمَّا تَارِيخ السَّمَاع خطَأ، وَإِمَّا أَنَّهُ مَا سَمِعَهُ، وَهُوَ أَرْجَح، أَوْ لَعَلَّ الاسْم لأَخ لَهُ باسمه مَاتَ قَدِيْماً. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: أَكْثَر أَهْل الحَدِيْث أَبطلُوا سَمَاعه مِنِ ابْن البَطِرِ، فَإِنَّهُ ذكر أَنّ مَوْلِدَهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقَالَ بَعْضُهُم: بَلْ وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ. انتهَى إليه علو الإسناد. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَابْن الأَخْضَرِ، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَالبَهَاء عَبْد الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ ابْن الحَافِظِ عَبْد الغَنِيِّ، وَسَالِم بن صَصْرَى، وَمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ الحَمامِيّ، وَمُحَمَّد بن علي بن السَّبَّاكِ، وَفضل الله الجِيْلِيّ وَخَلْق، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ ابْن عَبْدِ الدَّائِمِ. قَالَ أَبُو الحَسَنِ ابْنُ القَطِيْعِيِّ: قَالَ لِي: وُلِدْت فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ491، وَمَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَة إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: مَنْ يَقُوْلُ: إِنِّيْ وُلِدت فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ، كَيْفَ يُتصَوَّر أَنْ يَسْمَع فِي تِلْكَ السَّنَةِ? وَقَدْ قرَأَ هَذَا الجُزْء عَلَيْهِ المُبَارَك بن كَامِلٍ فِيمَا شَاهِدته بِخَطِّهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ. وَنَقَلْتُ مَنْ خطّ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الخَشَّابِ النَّحْوِيّ أَنَّهُ قرَأَه عَلَى أَبِي الفَتْحِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ. وَنَقَلْتُ مَنْ خطّ عَبْد العَزِيْزِ بن دُلَف أَنَّهُ قرَأَه عَلَيْهِ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَام مَوْته، فَسَمِعَهُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ بقَاء ابْن السبَاك، وَقرَأَه التَّوزرِي عَلَى ابْنِ عبد الدائم إجازةً.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 244"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 272".

ابن حبيش

5235- ابن حبيش 1: القَاضِي الإِمَامُ، العَالِمُ الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو القَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ الأَنْصَارِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ المَرِيِّيُّ، نَزِيْلُ مُرْسِيَة، ابْن حُبَيْشٍ، وَحُبَيْشٌ هُوَ خَاله، فَيُنسب إِلَيْهِ. وُلِدَ بِالمَرِيَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. تَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى أحمد بن عبد الرحمن القَصَبِيّ، وَابْن أَبِي رَجَاءٍ البَلَوِيّ، وَطَائِفَة. وَتَفَقَّهَ بِأَبِي القَاسِمِ بنِ وَرد، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ نَافِعٍ. وَسَمِعَ مِنْ خلق، مِنْهُم: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ وَضَّاح، وَعَبْد الحَقِّ بن غَالِبٍ، وَعَلِيّ بن إِبْرَاهِيْمَ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ مُوْهَب. وَلقِي بقُرْطُبَة يُوْنُس بن مُغِيْث، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ مَكِّيّ، وَقَاضِي الجَمَاعَة مُحَمَّد بن أَصْبَغَ، وَالقَاضِي أَبَا بَكْرٍ ابْنَ العربِي، وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَسُوْسِيّ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بنُ حَوْطِ الله، وَمُحَمَّد بن وَهْبٍ، وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ صلتَان، وَعَلِيّ بن أَبِي العَافِيَة، وَنذِير بن وَهْبٍ، وَالحَافِظ عَبْد اللهِ بن الحَسَنِ ابْنِ القُرْطُبِيّ، وَأَبُو الخطاب ابن دِحْيَة، وَعَلِيّ بن الشَّرِيْك، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي السّداد، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَقُصِد مِنَ البِلاَد. وَأَخَذَ الأَدب عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي زيد النحوي، وبرع في العربية. وَلَمَّا تَغَلَّبَت الرُّوْم عَلَى المَرِيَّة سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، خَرَجَ إِلَى مُرْسِيَة، ثُمَّ سَكَنَ جَزِيْرَة شُقْر، فَولِي القَضَاء وَالخطَابَة بِهَا. وَكَانَ فِي خُلُقِه ضيق، وَكَانَ مِنْ فُرْسَان الحديث

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1101"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 108"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 280".

بِالأَنْدَلُسِ، بارعاً فِي لغَته، لَمْ يَكُنْ أَحَد يُجَارِيه فِي مَعْرِفَةِ الرِّجَال، وَلَهُ خطب حِسَان، وَتَصَانِيف، وَسعَة علم كَثِيْر جِدّاً. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ الزُّبَيْرِ: هُوَ أَعْلَم أَهْل طَبَقَته بصنَاعَة الحَدِيْث، وَأَبرعهُم فِي ذَلِكَ، مَعَ مشَاركته فِي علُوْم، وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلين، أَمعن النَّاس فِي الأَخْذ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عيَاد: كَانَ عَالِماً بِالقُرْآنِ، إِمَاماً فِي علم الحَدِيْث، وَاقفاً عَلَى رِجَاله، لَمْ يَكُنْ بِالأَنْدَلُسِ مَنْ يُجَارِيه فِيْهِ، أَقرّ لَهُ بِذَلِكَ أَهْل عصره، مَعَ تَقَدُّمِهِ فِي اللُّغَة وَالأَدب، وَاستقلاَله بِغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ جَمِيْع الفُنُوْن. قَالَ: وَكَانَ لَهُ حظّ مِنَ البلاغَة وَالبيَان، صَارِماً فِي أَحكَامه، جزلاً فِي أَموره، تَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ وَالتسمِيْع وَالعَرَبِيَّة، وَكَانَتِ الرّحلَة إِلَيْهِ فِي زَمَانِهِ، وَطَالَ عُمُرُهُ، وَلَهُ كِتَاب المَغَازِي في خمس مجلدات، حمله عنه الناس. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبَّارُ: مَاتَ بِمُرْسِيَة فِي رَابِعَ عَشَر صفر سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَكَادَ النَّاس أَنْ يهلكُوا مِنَ الزحمَة عَلَى نَعشه. قُلْتُ: حمل عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ اللَّخْمِيّ الدَّانِيّ أَيْضاً، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ حبُّوْنَ المِصْرِيّ، وَعَبْد اللهِ بن الحَسَنِ المَالقِي، وَأَبُو الخَطَّابِ بن دِحْيَة، وَأَخُوْهُ، وَالعَلاَّمَة أَبُو عَلِيٍّ الشَّلوبِيْن، وَخَلْق. فَقَالَ أَبُو الرَّبِيْعِ الكَلاَعِيّ فِي شُيُوْخه: القَاضِي العَلاَّمَة ابْنُ حُبَيْشٍ آخر أَئِمَّة المُحَدِّثِيْنَ بالمغرب، والمسلم له في حفظ أغربة الحديث وَلِسَان الْعَرَب مَعَ متَانَة الدِّيْنِ، لَقِيْتُهُ بِمُرْسِيَة، وَأَخَذت عَنْهُ مُعْظَم مَا عِنْدَهُ، وَقَرَأْت عَلَيْهِ صَحِيْح البُخَارِيِّ، وَسَمِعَهُ مِنِ ابْن مُغِيْث سَنَة530. قَالَ: سَمِعته عَلَى أَبِي عُمَرَ ابْن الحَذَّاء، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسَد سَنَة395، حَدَّثَنَا ابْن السَّكن سَنَة343، حَدَّثَنَا الفَرَبْرِيّ، عن البخاري، وَقَرَأْت عَلَيْهِ مصَنّف النَّسَائِيّ بِسَمَاعه مِنِ ابْن مُغِيْث، قَالَ: قرَأْته عَلَى مَوْلَى ابْنِ الطَّلاَّعِ، وَأَخْبَرَنَا بِهِ ابْن الحَذَّاء، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَسَد، أَخْبَرَنَا حَمْزَة الكِنَانِيّ، حَدَّثَنَا النَّسَائِيّ.

ابن عوف، أبو المحاسن

ابن عوف، أبو المحاسن: 5236- ابن عوف 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، صَدْرُ الإِسْلاَمِ، شَيْخُ المَالِكِيَّة، إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَكِّيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عِيْسَى بنِ عَوْفِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ حُمَيْد ابْنِ صَاحِبِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، القُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ العوفي الإسكندري المالكي، من ذرية عبد الرحمن بن عَوْف -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَتَفَقَّهَ عَلَى الأُسْتَاذ أَبِي بَكْرٍ الطُّرْطُوْشِيّ، وَبَرَعَ، وَفَاق الأَقرَان، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَاب. وَرَوَى عَنِ الطُّرْطُوْشِيّ المُوَطَّأ، وَعَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الرَّازِيّ. كتب عَنْهُ الحَافِظ السِّلَفِيّ وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ، وَالحَافِظون: عَبْد الغَنِيِّ وَابْن المُفَضَّلِ وَعَبْد القَادِرِ، وَالسُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ، وَأَوْلاَد ابْنه عَبْد الوَهَّابِ، وَهُم: الحَسَن وَعبْد اللهِ وَعَبْد العَزِيْزِ، وَحَدَّثَ بِـ"المُوَطَّأ" مَرَّات. تُوُفِّيَ فِي الخَامِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَعْبَان سَنَة إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، بِالإِسْكَنْدَرِيَّة وَلَهُ سِتٌّ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً رَحِمَهُ الله. قَالَ ابْنُ الجُمَّيْزِيّ فِي "مَشْيَخته": هُوَ إِمَام عصره، وَفرِيْد دَهْره في الفِقْه، وَعَلَيْهِ مدَار الفَتْوَى مَعَ الوَرَع وَالزّهَّادَة وَكَثْرَة العِبَادَة. 5237- أَبُو المَحَاسِنِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ بنِ أَبِي شُكْرٍ الأَصْبَهَانِيُّ. سَمِعَ "المُجْتبَى" كله للنسائي من عبد الرحمن بن حَمْدٍ الدُّوْنِيّ بقِرَاءة عَبْد الجَلِيْل كوتَاه سَنَة499. وَسَمِعَ "الحِلْيَة" وَ"المُسْتخرج عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ"، وَ"تَارِيخ أَصْبَهَان" مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَسَمِعَ "المُعْجَم الكَبِيْر" مِنَ المُجَسَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الإِسكَاف: أَخْبَرْنَا ابْنُ فَاذشَاه، أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ. تُوُفِّيَ سنة ثلاث وثمانين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في الحفاظ "4/ 1336"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 268".

الترك، ابن أبي عصرون

الترك، ابن أبي عصرون: 5238- الترك 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ، المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ عَصْرِهِ، أَبُو العَبَّاسِ أحمد بن أبي منصور أحمد بن محمد بنِ يَنَالَ، الأَصْبَهَانِيُّ، الصُّوْفِيُّ شَيْخُ الطَّائِفَة. سَمِعَ أَبَا مُطِيع مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِدِ المِصْرِيّ، وعبد الرحمن بن حَمْدٍ الدُّوْنِيّ. وَبِبَغْدَادَ أَبَا عَلِيٍّ بنَ نَبْهَانَ، وَأَبَا طَاهِرٍ اليُوْسُفِيّ. وَانتقَى عَلَيْهِ الحَافِظُ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ. وَانتهَى إِلَيْهِ عُلُوّ الإِسْنَادِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ، وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الحَازِمِيّ، وَأَبُو المَجْدِ القَزْوِيْنِيّ، وَعِدَّة. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو المُنَجَّى ابْنُ اللَّتِّيِّ، وَالرَّشِيْد العِرَاقِيّ وَغَيْرهُمَا بِالإِجَازَةِ. وَهُوَ خَاتِمَة مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي مُطِيْعٍ وَالدُّوْنِيِّ. مَاتَ فِي شَعْبَان سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَد بن حَمْزَةَ بن أَبِي الحَسَنِ ابْنِ المَوَازِيْنِيّ الدِّمَشْقِيّ، وَالفَقِيْهُ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بن مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ الحضرِيّ بِالثَّغْرِ، وَقَاضِي القُضَاةِ أبو سعد عَبْدِ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَصْرُوْنَ التَّمِيْمِيّ، وَعَبْد المَجِيْدِ بن الحُسَيْنِ بنِ دُلَيل الإِسْكَنْدَرَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ صَاف الإِشْبِيْلِيّ، وَشَيْخ الشَّافِعِيَّة أَبُو طَالِبٍ المُبَارَك، ابْن المُبَارَكِ تِلْمِيْذ ابْن الخَلِّ، وَأَبُو المَعَالِي مُنْجِبُ بن عَبْدِ اللهِ المرشدِيّ رَاوِي الصَّحِيْح، وَالحَافِظ يُوْسُف بن أَحْمَدَ الشِّيْرَازِيّ ثم البغدادي. 5239- ابن أبي عصرون 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الفَقِيْهُ البَارِعُ، المُقْرِئُ الأَوْحَدُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، قَاضِي القُضَاةِ، شَرَفُ الدِّيْنِ، عَالِمُ أَهْلِ الشَّامِ، أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ محمد بن هبة الله ابن المُطَهِّرِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي عَصْرُوْنَ بنِ أبي السري التَّمِيْمِيُّ الحَدِيْثِيُّ الأَصْل، المَوْصِلِيُّ، الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ اثنتين وتسعين وأربع مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 110"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 283". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 335"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 110"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 283".

وَتَفَقَّهَ عَلَى المُرْتَضَى الشَّهْرُزُوْرِيّ وَالِد القَاضِي كَمَال الدِّيْنِ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْن بن خَمِيْس المَوْصِلِيّ، وَتلقن عَلَى المُسَلَّمِ السَّرُوْجِيِّ. وَتَلاَ بِالسَّبْع عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ البارع، وبالعشر على أبي بكر المزرفي، وَدعوَان بن عَلِيٍّ، وَسِبْط الخَيَّاط. وَتَفَقَّهَ بِوَاسِط مُدَّة عَلَى القَاضِي أَبِي عَلِيٍّ الفَارِقِيّ، وَتَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى أَبِي العِزِّ القَلاَنسِيّ، قَالَهُ ابْنُ النَّجَّارِ. وَعلّق بِبَغْدَادَ عَنْ أَسْعَد المِيْهَنِيّ، وَأَخَذَ الأُصُوْل عَنْ أَبِي الفَتْحِ أَحْمَد بن بَرْهَان، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ، وَأَبِي البَرَكَات ابْن البُخَارِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن أَبِي صَالِحٍ، وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِ مائَةٍ مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ طَوْقٍ، وَحصّل عِلْماً جَمّاً. وَرجع إِلَى بَلَده، فَدرّس بِالمَوْصِل فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، ثُمَّ سَكَنَ سِنْجَار مُدَّة، وَقَدِمَ حلب سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ فَدرّس بِهَا، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ صَاحِبهَا نُوْر الدِّيْنِ مَحْمُوْد بن زَنْكِي، ثُمَّ قَدِمَ مَعَهُ دِمَشْق إِذْ تَملّكهَا، وَدرّس بِالغزَالية، وَوَلِيَ نَظَرَ الأَوقَاف، ثُمَّ رَجَعَ إلى حلب، ثم ولي قَضَاء حرَّان وَسِنْجَار وَديَار رَبِيْعَة، وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ أَئِمَّة، ثُمَّ عَادَ إِلَى دِمَشْقَ سَنَة سَبْعِيْنَ، ثُمَّ وَلِي قَضَاءهَا سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَأَقرَأَ القِرَاءات وَالفِقْه، وَاشْتُهِرَ ذِكْرُهُ، وَعظم قدره. أَلّف كِتَاب "صفوَة المَذْهَب فِي نِهَايَة الْمطلب" وَهُوَ سَبْع مُجَلَّدَاتٍ، وَكِتَاب "الانْتِصَار" فِي أَرْبَع مُجَلَّدَاتٍ، وَكِتَاب "الْمُرشد" فِي مُجَلَّدين، وَكِتَاب "الذّرِيعَة فِي مَعْرِفَةِ الشّرِيعَة"، وَكِتَاب "التَّيْسِيْر فِي الخلاَف" أَرْبَعَة أَجزَاء، وَكِتَاب "مَآخِذ النَّظَر"، وَكِتَاب "الفَرَائِض"، وَكِتَاب "الإِرشَاد" فِي نُصْرَة المَذْهَب، وَمَا كَمُلَ. وَبَنَى لَهُ نُوْر الدِّيْنِ مدَارس بِحَلَبَ وَحَمَاة وَحِمْص وَبَعْلَبَكَّ، وَبَنَى لِنَفْسِهِ مَدْرَسَة بِحَلَبَ وَمَدْرَسَة بِدِمَشْقَ، وَقَبْره بِهَا. مِنْ تآلِيفه: كِتَاب "التَّنْبِيه فِي مَعْرِفَةِ الأَحكَام"، وَكِتَاب "فَوَائِد المُهَذَّب" مُجَلَّدَان، وَصَنَّفَ جُزْءاً فِي صِحَّة قَضَاء الأَعْمَى لَمَّا أَضر، وَهُوَ خِلاَف المَذْهَب، وَفِي ذَلِكَ وَجه قوِيّ. وَلَمَّا وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْق، نَاب عَنْهُ القَاضِي مُحْيِي الدِّيْنِ مُحَمَّد ابْنُ الزَّكِيِّ، وَأَوْحَد الدِّيْنِ دَاوُد، وَكُتِبَ لَهُمَا تَقليد مِنَ السُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ بِالنِيَابَة، وَلَمَّا فَقَد بَصَره، قلّد السُّلْطَان القَضَاء وَلده مُحْيِي الدِّيْنِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعزل الوَالِد، وَاسْتقلَّ مُحْيِي الدِّيْنِ ابْنُه إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ، ثُمَّ صُرف بمحيي الدين ابن الزكي.

حَدَّثَ عَنْ أَبِي سَعْدٍ جَمَاعَة، مِنْهُم: الشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ ابْن قُدَامَةَ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ صَصْرَى، وَالقَاضِي أَبُو نَصْرٍ بنُ الشِّيْرَازِيِّ، وَعَبْد اللطيف ابن سِيَّمَا، وَمَحْمُوْد بن عَلِيِّ بنِ قَرقِين، وَصدّيق بن رَمَضَان، وَالعِمَاد أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ النَّحَّاسِ، وَالإِمَام بَهَاء الدِّيْنِ ابْن الجُمَّيْزِيّ. وَلأَبِي سَعْدٍ نَظم جَيِّد، مِنْهُ: أَمُسْتَخْبِرِي عَنْ حَنِينِي إِلَيْهِ ... وَعَنْ زَفَرَاتِي وَفرْطِ اشتيَاقِي لَكَ الخَيْرُ إِنَّ بِقَلْبِي إِلَيْك ... ظَماً لاَ يُرَوِّيْهِ إلَّا التَّلاَقِي وَلَهُ: يَا سَائِلِي كَيْفَ حَالِي بَعْد فُرْقَته ... حَاشَاكَ مِمَّا بِقَلْبِي مِنْ تَنَائِيكَا قَدْ أَقسَمَ الدَّمعُ لاَ يَجفو الجُفُوْنَ أَسَىً ... وَالنومُ لاَ زَارهَا حَتَّى أُلاقيكا وَقَرَأْت بِخَطِّ الشَّيْخ المُوَفَّق، قَالَ: سَمِعْنَا درْسَه مَعَ أَخِي أَبِي عُمَرَ وَانقطعنَا، فَسَمِعْتُ أَخِي يَقُوْلُ: دَخَلت عَلَيْهِ بَعْد، فَقَالَ: لِمَ انْقَطَعتم عَنِّي? قُلْتُ: إِنَّ نَاساً يَقُوْلُوْنَ: إِنَّك أَشعرِيّ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا أَنَا أَشعرِيّ. هَذَا مَعْنَى الحِكَايَة. وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالعَشْرِ ابْن الجُمَّيْزِيّ. تُوُفِّيَ فِي حَادِي عَشَر رَمَضَان سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

الصائغ

5240- الصائغ 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُفِيْدُ، الحَافِظُ المُسْنِدُ، أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ حُسَيْن الأَصْبَهَانِيُّ الصَّائِغُ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وتسعين وأربع مائة. وَسَمِعَ مِنْ غَانِم البُرْجِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَدَّادِ، وَحَمْزَة بن العَبَّاسِ العَلَوِيّ، وَجَعْفَر بن عَبْدِ الوَاحِدِ الثَّقَفِيّ، وَصَاعِد بن سَيَّار الدّهَّان، وَيَحيِي بن مَنْدَةَ، وَأَبِي عَدْنَانَ مُحَمَّد بن أَبِي نزَار، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق، وَإِسْمَاعِيْل الحَافِظ، وَخَلْق. وَبِهَمَذَانَ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَلِيٍّ الحَافِظ، وَطَبَقَته. وَبَشِيْرَاز مِنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ عَبْد الرَّحِيْمِ بن مُحَمَّدٍ الخَطِيْب، وَهِبَة اللهِ بن الحَسَنِ. وَبِالأَهْوَاز مِنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الحُسَيْنِ. وَكَتَبَ وَجَمَعَ وَأَملَى، وَكَانَ ثِقَةً عَالِماً. رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَعَبْد الغَنِيِّ المَقْدِسِيّ، وَأَبُو نزَار رَبِيْعَة اليَمَنِيّ، وَجَمَاعَة. وَبِالإِجَازَة كَرِيْمَة، وَطَائِفَة. مَاتَ فِي الثَّانِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَة إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: الشَّيْخ حَيَاة بِحَرَّانَ، وَبَهْلَوَان بن الأَتَابك صَاحِب الْعَجم، وَكَاتِب السرّ أَبُو اليُسْرِ شَاكِر بن عَبْدِ اللهِ التَّنُوْخِيّ، وَالحَافِظ عَبْد الحق، والإمام أبو القاسم السهيلي، وعبد الرحمن بن مُحَمَّدٍ السِّبْيِيّ الجيَّار بِمِصْرَ، وَالشَّيْخ عَبْد الرَّزَّاقِ بن نَصْرٍ النَّجَّار، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ شَاتيل، وَأَبُو الجُيُوْش عَسَاكِر بن عَلِيٍّ المُقْرِئ، وَالمُفَضَّل بن الحُسَيْنِ الحِمْيَرِيّ البَانْيَاسِيّ، وَصَاحِب حِمْص مُحَمَّد بن أَسَد الدِّيْنِ، وَالحَافِظُ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ مَحْمُوْد بن أَحْمَدَ ابْنُ الصابوني.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 246"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 273".

الحلاوي

5241- الحلاوي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُقْرِئُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي السُّعُوْدِ المُبَارَكِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ طَالِبٍ الحَرْبِيُّ الحَلاَوِيُّ. شيخٌ مُعَمَّر عَتِيْق هَرِم، ظهر لَهُ بَعْد مَوْته السَّمَاع مِنْ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ السَّرَّاج فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَفِي سَنَةِ سِتٍّ وخَمْسِ مائَةٍ مِنْ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيّ. وَظهر لَهُ قَبْل مَوْته بِأَرْبَعِيْنَ لَيْلَةً إِجَازَة أَبِي الفَضْلِ مُحَمَّد بن عَبْدِ السَّلاَمِ، وَالحَسَن بن مُحَمَّدٍ التِّكَكِيّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ الطُّيُوْرِيّ، وَطَائِفَة. فَأَكبّ عَلَيْهِ طلبَة الحَدِيْث يَقْرَؤُونَ عَلَيْهِ بِالإِجَازَةِ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ، وَالقَاضِي أَبِي الحُسَيْنِ مُحَمَّد ابْن الفَرَّاءِ، حدّثونَا عَنْهُ. قَالَ الدُّبَيْثِيّ: مَاتَ فِي التَّاسع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ سَنَة سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَعَاشَ بِضْعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَقِيْلَ: مَوْلِدُهُ كَانَ بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ في جمادى الآخرة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 287".

الأبله، القزاز

الأبله، القزاز: 5242- الأبله 1: شَاعِرُ العِرَاقِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ بختيَار الجَوْهَرِيُّ، عُرِفَ بِالأَبْلَه لِغَفْلَةٍ فِيْهِ. مدح الخُلَفَاء وَالوُزَرَاء. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ نَصْرٍ الأَدِيْب، وَأَبُو الحَسَنِ القَطِيْعِيّ المُؤَرِّخ. وَكَانَ شَابّاً ظرِيفاً، مُتَهَجِّداً، رَائِق النّظم، وَ"دِيْوَانُه" مَشْهُوْر. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وخمس مائة، لم يبلغ الستين. 5243- القزاز 2: الشَّيْخُ الصَّالِحُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ بَغْدَادَ، أَبُو السَّعَادَاتِ نَصْرُ اللهِ، ابْنُ الشَّيْخِ المُسْنِدِ أَبِي مَنْصُوْرٍ عبد الرحمن، ابن المسند أبي غالب محمد بن عَبْدِ الوَاحِدِ الشَّيْبَانِيُّ البَغْدَادِيُّ القَزَّازُ، ابْن زُرَيْق الحَرِيْمِيُّ. سَمِعَ جدّه، وَأَبَا سَعْد بن خُشَيْش، وَأَبَا القَاسِمِ الرَّبَعِيّ، وَأَبَا الحُسَيْن ابْن الطُّيُوْرِيّ، وَعَلِيّ بن مُحَمَّدِ ابْنِ العَلاَّفِ، وَابْن بيَان، وَابْن نَبْهَانَ، وَشُجَاعاً الذُّهْلِيّ، وَأَبَا العِزِّ مُحَمَّد بن المُخْتَارِ، وَعِدَّةٍ. وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوّ الإِسْنَادِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَابْن الأَخْضَرِ، والعز محمد ابن الحافظ، والبهاء عبد الرحمن، وَالتَّقِيّ ابْن بَاسُوَيْه، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْن الدُّبَيْثِيّ، وَالجمال أَبُو حَمْزَةَ المَقْدِسِيّ، وَسَالِم بن صَصْرَى، وَفضل الله ابْن الجِيْلِيّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيِّ ابْنِ السَّبَّاكِ، وَمُحَمَّد بن أَبِي الفُتُوْح ابْن الحُصْرِيِّ، وَعَبْد اللهِ بن عُمَرَ البَنْدَنِيْجِيّ، وَخَلْق. وَتَفَرَّد بِإِجَازته ابْن عَبْدِ الدَّائِمِ. قَالَ الدُّبَيْثِيّ: أَرَانِي مَوْلِدُهُ بِخَطِّ جدّه فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي تَاسِعَ عَشَرَ رَبِيْع الآخر سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ يُوْسُفَ شَيْخ الفُتوة، وَالمُحَدِّث عَبْد المُغِيْثِ بن زُهَيْرٍ، وَقَاضِي القُضَاةِ عَلِيّ بن أَحْمَدَ ابْنِ الدَّامَغَانِيّ، وَمُحَمَّد بن يَحْيَى أَبُو الفَتْحِ البَرَدَانِيّ، وَكَبِيْر الأُمَرَاء شَمْس الدِّيْنِ مُحَمَّد ابْن المقدم قتل بِعَرَفَةَ، وَشَيْخ المَالِكِيَّة أَبُو القَاسِمِ مَخْلُوْف بن جَارَة الإِسْكَنْدَرَانِيّ، وَشَيْخ الحَنَابِلَة نَاصِح الدِّيْنِ أَبُو الفَتْحِ ابْنُ المَنِّي، وَالصَّدْر مَجْد الدِّيْنِ هبة الله ابن علي ابن الصاحب.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 679"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 266". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 276".

الثقفي

5244- الثقفي 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الجَلِيْلُ العَالِمُ، أَبُو الفَرَجِ يَحْيَى بنُ مَحْمُوْدِ بنِ سَعْدٍ، الثَّقَفِيُّ، الأَصْبَهَانِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَدَّاد كَثِيْراً وَهُوَ حَاضِر فِي السَّنَةِ الأُوْلَى، وَمِنْ حَمْزَة بن العَبَّاسِ العَلوِيّ حُضُوْراً، وَأَبِي عدنَان مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي نِزَار حُضُوْراً، وَسَمِعَ مِنْ فَاطِمَة الجُوْزدَانِيَّة، وَحَمْزَة بن مُحَمَّدِ بنِ طَبَاطَبَا، وَجده لأُمِّهِ الحَافِظ إِسْمَاعِيْل التَّيْمِيّ -وَعِنْدَهُ عَنْهُ كِتَاب "التَّرْغِيْب وَالتَّرْهِيْب"- وَمِنَ الحُسَيْن بن عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل، وَعَبْد الكَرِيْمِ بن عَبْدِ الرَّزَّاقِ الحسنَابَاذِيّ، وَجَعْفَر بن عَبْدِ الوَاحِدِ الثَّقَفِيّ، وَعِدَّة. وَارتحل لمَا شَاخَ ناشرًا لرواياته بأصبهان، وحلب والموصل، ودمشق. وَلَهُ أُصُوْل وَأَجزَاء اقتنَاهَا لَهُ وَالِده. حَدَّثَ عَنْهُ: الشَّيْخ أَبُو عُمَرَ، وَأَخُوْهُ الشَّيْخ المُوَفَّق وَأَوْلاَدهُمَا، وَبدلٌ التَّبْرِيْزِيّ، وَالخَطِيْب عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ المعافري، والرضي عبد الرحمن، وَالقَاضِي زَيْن الدِّيْنِ ابْن الأُسْتَاذ، وَمُحَمَّد بن طَرْخَانَ، وَيُوْسُف بن خَلِيْل، وَالحَسَن بن سَلاَّمٍ، وَسَالِم بن عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَخطيب عقربَاء، وَإِسْحَاق بن صَصْرَى، وَالشَّيْخ الضِّيَاء، وَالعِمَاد عَبْد الحَمِيْدِ بن عَبْدِ الهَادِي، وَأَخُوْهُ مُحَمَّد، وَخطيب مَرْدَا، وَالضِّيَاء صَقر الحَلَبِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن خَلِيْل، وَالزِّين ابْن عَبْدِ الدَّائِمِ، وَعِدَّةٍ. وَلَهُ قصيدَة مدح بها القاضي الفاضل منها: فمالي مِنْ مَوْلَى ومولٍ وموئلٍ ... ومالٍ ومأمولٍ سوَاكُم وَعَاصِم تُوُفِّيَ بِقُرْبِ هَمَذَان غرِيباً فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: فِي آخِرِ سَنَةِ ثَلاَثٍ. وَمَاتَ أَبُوْهُ أَبُو الرَجَاء فِي حُدُوْدِ الأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: قَرَأْت عَلَيْهِ ثَلاَثَة أَجزَاء انتقَاهَا لَهُ حَمُوْهُ الحَافِظُ إِسْمَاعِيْل، فِيْهَا عَنِ ابْنِ عَمِّ جدّه الرَّئِيْس الثَّقَفِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ السِّمْسَار، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ بَيَانٍ الرَّزَّاز، وَكَانَ حرِيصاً عَلَى طلب الحَدِيْث وجمعه، وحصل الكتب الكبار.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 109"، وشذرات الذهب "4/ 282".

ابن بري

5245- ابن بري 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، نَحْوِي وَقْتِهِ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ بَرِّيِّ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ بَرِّيٍّ، المَقْدِسِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ، النَّحْوِيُّ، الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَقرَأَ الأَدب عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، وَسَمِعَ مِنْ مُرشد بن يَحْيَى المَدِيْنِيّ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ الرَّازِيّ، وَعَبْد الجَبَّارِ بن محمد المعافري، وعلي بن عبد الرحمن الحَضْرَمِيِّ، وَأَبِي البَرَكَات مُحَمَّد بن حَمْزَةَ العِرْقِيّ، وَابْن الحُطَيْئَة، وَعِدَّة. وَتَصدّر بِجَامِع مِصْر لِلْعربيَّة، وتخرج به أئمة، وقصد من الآفاق. قال الجمال القفطي: كان عالمًا بكتاب سِيْبَوَيْه وَعلله، قيّماً بِاللُّغَةِ وَشوَاهدهَا، وَإِلَيه كَانَ التَّصفّح فِي دِيْوَان الإِنشَاء، لاَ يَصدر كِتَاب إِلَى المُلُوْك إلَّا بَعْد تَصفّحه، وَكَانَ فِيْهِ غفلَة، وَقَدْ تَصدّر تَلاَمِذته فِي حيَاته، وَقل مَا صَنّف. وَلَهُ "جَوَاب المَسَائِل الْعشْر"، وَ"حوَاش عَلَى الصِّحَاح" جَوَّدهَا، جَاءت فِي سِتّ مُجَلَّدَاتٍ، وَكَانَ ثِقَةً دَيِّناً. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الغَنِيّ المَقْدِسِيّ، وَابْن المُفَضَّلِ، وَأَبُو عُمَرَ الزَّاهِد، وأبو المعالي عبد الرحمن بن عَلِيٍّ المُغِيرِيّ، وَمُصْطَفَى بن مَحْمُوْدٍ، وَنبأُ ابن أَبِي المَكَارِمِ، وَأَبُو العَبَّاسِ القَسْطلاَنِيّ، وَابْن الجُمَّيْزِيّ، وَخَلْق. وَكَانَ يَتحدّث ملحوناً، وَيَتبرّم بِمَنْ يَتفَاصح. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: الحَسَن بن عَلِيِّ بنِ عُبَيْدَةَ الكَرخِيّ المُقْرِئ، وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ الأُمَوِيّ النَّاسخ، وَعَبْد الغَنِيِّ ابْن الحافظ أبي العلاء الهمذاني.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 353"، والعبر "4/ 247".

ابن المنى، ابن بشكوال

ابن المنى، ابن بشكوال: 5246- ابن المني 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُفْتِي، شَيْخُ الحَنَابِلَة، نَاصِحُ الإسلام، أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ فِتْيَانَ بنِ مَطَرٍ ابْنِ المنِّيِّ النُّهْرُوَانِيُّ الحَنْبَلِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْس مائَة. وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الدِّيْنَوَرِيّ، وَلاَزمه، حَتَّى بَرَعَ فِي الفِقْه، وَسَمِعَ مِنْ هِبَة اللهِ بن الحُصَيْنِ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ البَارِع، وَالحُسَيْن بن عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل، وَأَبِي الحَسَنِ ابْنِ الزَّاغُوْنِيِّ، وَعِدَّة. وَتَصدّر لِلْعِلْمِ، وَتَكَاثر عَلَيْهِ الطلبَة. تَفقه عَلَيْهِ الشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ، والبهاء عبد الرحمن، وَالفَخْر إِسْمَاعِيْل. وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ نَصْر بن عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَمُحَمَّد بن مُقْبِل ابْن المنِّيّ وَلد أَخِيْهِ، وَجَمَاعَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ وَرِعاً عَابِداً، حسن السّمت، عَلَى مِنْهَاج السَّلَف، أَضَرَّ بِأَخَرَةٍ، وَثقل سَمِعَهُ، وَلَمْ يَزَلْ يَدرّس إِلَى حِيْنَ وَفَاته بِمسجده بِالمَأْمُوْنِيَّة. تُوُفِّيَ فِي خَامِس رَمَضَان سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَحُمِلَ عَلَى الرُّؤُوس، وَتولَّى حَفِظ جِنَازَته جَمَاعَة مِنَ التّرْك، لاَزدحَام الْخلق، ثُمَّ دُفِنَ بداره رحمه الله. 5247- ابن بشكوال 2: الإِمَامُ العَالِمُ الحَافِظُ، النَّاقِدُ المُجَوِّدُ، مُحَدِّثُ الأَنْدَلُسِ، أَبُو القَاسِمِ خَلَفُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَسْعُوْدِ بنِ مُوْسَى بنِ بَشْكُوَالَ بنِ يُوْسُفَ بنِ دَاحَةَ الأَنْصَارِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ، صَاحِبُ "تَارِيخ الأَنْدَلُس". وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 276-277". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1097"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 217"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 261".

وسمع أباه، وأبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَتَّابٍ فَأَكْثَرَ عَنْهُ، وَهُوَ أَعْلَى شَيْخ لَهُ، وَأَبَا بَحْرٍ سُفْيَان بن العَاصِ، وَأَبَا الوَلِيْدِ بن رُشْدٍ الكَبِيْر، وَأَبَا الوَلِيْدِ بن طَرِيْفٍ، وَأَبَا القَاسِمِ بن بَقِيٍّ، وَأَبَا الحَسَنِ شُرَيح بن مُحَمَّدٍ، وَالقَاضِي أَبَا بَكْرٍ ابْن العَرَبِيّ، وَأَبَا جَعْفَرٍ أَحْمَد بن عبد الرحمن البُطْروْجِيّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سكّرَة الصَّدَفِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْظُوْر، وَطَائِفَة. وَمِنْ بَغْدَاد هِبَة اللهِ بن أَحْمَدَ الشِّبْلِيّ -وَلَوِ اسْتُجِيْز لَهُ فِي صغره مِنْ بَغْدَادَ لأَدْرَكَ الحُسَيْن بن عَلِيٍّ البُسْرِيّ- وَأَبَا بكر أحمد بن علي الطريثيثي، وَجَعْفَر بن أَحْمَدَ السَّرَّاج، وَالرِّوَايَة رزق مَقْسُوْم. وَقَدْ صَنَّفَ مُعْجَماً لِنَفْسِهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبَّارُ: كَانَ متِسْع الرِّوَايَة، شَدِيد العنَايَة بِهَا، عَارِفاً بوجوههَا، حجَّة، مقدّماً عَلَى أَهْلِ وَقته، حَافِظاً، حَافلاً، أَخْبَارِيّاً، تَارِيخيّاً، ذَاكراً لأَخْبَار الأَنْدَلُس. سَمِعَ العَالِي وَالنَّازل، وَأَسند عَنْ مَشَايِخه أَزْيَدَ مِنْ أَرْبَع مائَة كِتَاب، مِنْ بَيْنِ كَبِيْر وَصَغِيْر. رَحل النَّاس إِلَيْهِ، وَأَخَذُوا عَنْهُ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَة، وَوصفُوهُ بصلاَح الدِّخلَة، وَسلاَمَة البَاطِن، وَصحة التَّوَاضع، وَصدق الصَّبْر لِلطَّلبَة، وَطول الاحتمَال، وَأَلّف خَمْسِيْنَ تَأْلِيْفاً فِي أَنْوَاع العِلْم. وَوَلِيَ بِإِشْبِيْلِيَة قَضَاء بَعْض جهَاتهَا نِيَابَةً عَنِ ابْنِ العَرَبِيِّ. وَعَقَدَ الشّروط، ثُمَّ اقْتصر عَلَى إِسْمَاع العِلْم، وَعَلَى هَذِهِ الصّنَاعَة، وَهِيَ كَانَتْ بضَاعته، وَالرُّوَاة عَنْهُ لاَ يُحْصَوْنَ؛ مِنْهُم: أَبُو بَكْرٍ بنُ خَيْر، وَأَبُو القَاسِمِ القَنْطَرِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ سمجُوْنَ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الضَّحَّاكِ، وَكلّهُم مَاتَ قَبْلَهُ. قُلْتُ: وَمِنَ الرُّوَاة عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ رُشْدٍ، وَأَحْمَد بن عَبْدِ المَجِيْدِ المَالقِيّ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ الأَصْلع، وَأَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ بَقِيٍّ، وَأَحْمَد بن عَيَّاشٍ المُرْسِيّ، وَأَحْمَد بن أَبِي حجَّة القَيْسِيّ، وَثَابِت بن مُحَمَّدٍ الكَلاَعِيّ، وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ بن صلتان، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ ابْن الصَّفَّار، وَمُوْسَى بن عبد الرحمن الغَرْنَاطِيّ، وَأَبُو الخَطَّابِ بن دِحْيَة، وَأَخُوْهُ أَبُو عَمْرٍو اللُّغَوِيّ، وَعَدَد كَثِيْر. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: أَبُو الفَضْلِ جَعْفَر بن عَلِيٍّ الهَمْدَانِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ سِبْط السِّلَفِيّ. وَلَمْ يَخْرُج مِنَ الأَنْدَلُس. وَمِنْ تَصَانِيْفه كِتَاب "صلَة تَارِيخ أَبِي الوَلِيْدِ ابْنِ الفَرَضِيّ" فِي مُجَلَّدتين، وَكِتَاب "غوَامض الأَسْمَاء المبهمَة" فِي مُجَلَّدٍ يُنْبِئُ عَنْ إِمَامته، وَكِتَاب "مَعْرِفَة العُلَمَاء الأَفَاضِل" مُجَلَّدَان، "طرق حَدِيْث الْمِغْفَر" ثَلاَثَة أَجزَاء، كِتَاب "الحِكَايَات المُسْتغربَة" مُجَلَّد، كتاب

"القربَة إِلَى اللهِ بِالصَّلاَة عَلَى نَبِيِّهِ"، كِتَاب "المُسْتَغِيْثين بِاللهِ"، كِتاب "ذكر مَنْ رَوَى المُوَطَّأ عَنْ مَالِكٍ" جُزْآنِ، كِتَاب "أَخْبَار الأَعْمَش" ثَلاَثَة أَجزَاء، "تَرْجَمَة النَّسَائِيّ" جُزْء، "تَرْجَمَة المحَاسِبِي" جُزْء، "تَرْجَمَة إِسْمَاعِيْل القَاضِي" جُزْء، "أَخْبَار ابْن وَهْبٍ" جُزْء، "أَخْبَار أَبِي المَطَرف القنَازعِي" جُزْء، "قُضَاة قُرْطُبَة" مُجَلَّد، "المُسَلْسَلاَت" جُزْء، "طرق حَدِيْث مَنْ كذب عليّ" جُزْء، "أَخْبَار ابْن المُبَارَكِ" جُزْآنِ، "أَخْبَار ابْن عُيَيْنَةَ" جُزْء ضَخْم. وَقَدْ ذَكَرَهُ الحَافِظُ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ الزُّبَيْرِ، فَاستوفَى تَرْجَمَته، فَمِنْ ذَلِكَ قَالَ: كَانَ رَحِمَهُ الله يُؤثر الخمُوْل وَالقنوع بِالدّوْنِ مِنَ الْعَيْش، لَمْ يَتدنّس بخُطة تحطّ مِنْ قدره، حَتَّى يَجد أَحَد إِلَى الكَلاَم فِيْهِ مِنْ سَبِيْل، إِلَى أَنْ قَالَ: وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالسَّمَاع شَيْخنَا أَبُو الحُسَيْنِ ابْنُ السَّرَّاج، وَبِالإِجَازَة المجرّدَة أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَلَوِيّ. قُلْتُ: وَقَعَ لَهُ حَدِيْث سبَاعِيّ الإِسْنَاد عَنِ ابْنِ عتَّاب، عَنْ حَكَم بن مُحَمَّدٍ، عَنْ شَيْخ، عَنْ أَبِي خَلِيْفَة الجُمَحِيّ. تُوُفِّيَ إِلَى رَحْمَة الله فِي ثَامن شَهْر رَمَضَان سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَة قُرْطُبَة بِقُرْبِ قَبْر يَحْيَى بن يَحْيَى اللَّيْثِيّ الفَقِيْه. وَفِي هَذِهِ السّنَة مَاتَ شَيْخ العراق الزاهد القدوة أحمد بن علي ابن الرِّفَاعِيّ وَقَدْ قَارب الثَّمَانِيْنَ، وَمُسْند وَقته خطيب المَوْصِل عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ الطُّوْسِيّ عَنِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ عَاماً، وَعَالِم دِمَشْق الإِمَام قُطْب الدِّيْنِ مَسْعُوْد بن مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ الشَّافِعِيّ، وَالمُسْنِدُ أَبُو طَالِبٍ الخَضِر بن هِبَةِ اللهِ بنِ طَاوُوْسٍ المُقْرِئ. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُقْرِئ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَظِيْمِ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ المَالقِيّ، أَخْبَرَنَا خَلَف بنُ عَبْدِ المَلِكِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَتَّاب بِقِرَاءتِي، أَخْبَرَنَا حَاتِم بن مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ فرَاس المَكِّيّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ رَحْمُوْنَ السِنْجَارِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مُوْسَى الطَّوِيْل، حَدَّثَنَا مَوْلاَيَ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "طُوْبَى لِمَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رآني"1. وَقَعَ لَنَا حَدِيْث مُوْسَى الطَّوِيْل بِعُلُوّ دَرَجَتَيْنِ فِي "جُزْء طَلْحَة الكَتَّانِيّ"، وَلَكِن مُوْسَى غَيْر ثِقَة، عَاشَ بَعْد المائَتَيْنِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ رَأَى أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها.

_ 1 موضوع: آفته موسى بن عبد الله الطويل، قال ابن حبان: روى عن أنس أشياء موضوعة، وقال ابن عدي: روى عن أنس مناكير، وهو مجهول. وقد ذكر الذهبي الحديث في ترجمته في "ميزان الاعتدال" مع أحاديث أخرى من بلاياه.

صاحب حمص، البهلوان

صاحب حمص، البهلوان: 5248- صاحب حمص 1: المَلِكُ القَاهِرُ، نَاصِرُ الدِّيْنِ، مُحَمَّدُ ابْنُ وَزِيْرِ الدِّيَارِ المِصْرِيَّة المَلِك أَسَد الدِّيْنِ شِيرْكُوْه بن شَاذِي بنِ مَرْوَانَ، ابْن عَمّ السُّلْطَانِ صَلاَحِ الدين. كَانَتْ حِمْص لوَالِده الْملك المُجَاهِد، ثُمَّ أَعْطَاهَا نُوْر الدِّيْنِ لابْنِهِ هَذَا، فَاسْتقلَّ بِهَا هُوَ وَأَوْلاَده مائَة سَنَة. وَكَانَ نَاصِر الدِّيْنِ ذَا شَهَامَة وَشجَاعَة، بِحَيْثُ أَنَّ السُّلْطَان لما مرض بِحَرَّانَ فِي شَوَّالٍ، عظم مَرضه، وَأَوْصَى، فَسَارَ من عنده ناصر الدين، ومر بحب، وَأَخَذَ خلقاً مِنَ الأَحدَاث، وَأَنفق فِيهِم، وَقَدِمَ حِمْص، فَرَاسل أَهْل دِمَشْقَ بِأَنَّ يَتملّكهَا، فَلَمَّا عوفِي السُّلْطَان، خَنَس، ثُمَّ لَمْ يَنشَب أَن مَاتَ، فَيُقَالُ: سُقِي، وَقِيْلَ: مَاتَ فِي الخَمْر. وَالمَشْهُوْر أَنَّهُ مرض مرضاً حَادّاً، فَمَاتَ يَوْمَ عرفَة سَنَة إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، ثُمَّ نَقلته زَوجته، وَهِيَ بِنْت عَمّه، سِتّ الشَّام، أُخْت السُّلْطَان إِلَى تربتهَا فِي مدرستهَا الشَّامِيّة، فَدفنته عِنْد أَخِيْهَا الْملك شَمْس الدَّوْلَةِ تَوَارنشَاه. قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: سَكِرَ، فَأَصْبَح مَيتاً، وَتَمَلَّكَ بَعْدَ ابْنه شِيرْكُوْه، وَبلغت تركته نَحْو أَلف أَلف دِيْنَار. 5249- البَهْلَوَانُ: ابْنُ الأَتَابِكِ إِلْدُكُز، صَاحِبُ أَذْرَبِيْجَانَ وَعِرَاقِ العَجَمِ، مِنْ كِبَارِ المُلُوْكِ كَوَالِدِهِ. مَاتَ أَبُوْهُ هُوَ وَسُلْطَانُه رسلاَن شَاه بنُ طغرِيل بن مُحَمَّدِ بنِ مَلِكْشَاه فِي سَنَةِ وَاحِدَة عَام سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَتملّك البَهْلَوَانُ، وَأَقَامَ فِي السّلطنَة مَعَهُ طغرِيل بن رسلاَن شَاه المَذْكُوْر خَاتمَة بقَايَا السُّلْجُوْقِيَّة، وَكَانَ مِنْ تَحْت حكم البَهْلَوَان. وَكَانَتْ أَيَّامه إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً، وَخلّف البَهْلَوَان خَمْسَة آلاَف مَمْلُوْك، وَمِنَ الدَّوَابّ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ رَأْس، وَمِنَ الأَمْوَال مَا لاَ يُعبّر عَنْهُ، فَلَمَّا مَاتَ، قَوِي شَأْن طغرِيل، وَعَمِلَ مَصَافّاً مَعَ الَّذِي قَامَ بَعْد البَهْلَوَان وَهُوَ أَخُوْهُ لأُمِّهِ قزل، وَكَانَتْ دَوْلَة قزل سَبْع سِنِيْنَ. مَاتَ البَهْلَوَان فِي سَنَةِ إحدى وثمانين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 99- 100"، وشذرات الذهب "4/ 273".

أبو اليسر، الباقداري، ابن زرقون

أبو اليسر، الباقداري، ابن زرقون: 5250- أبو اليسر 1: الصَّاحِبُ البَلِيْغُ البَارِعُ شَاكِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ التَّنُوْخِيُّ المَعَرِّيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، كَاتِبُ السرِّ لِلمَلِكِ نُوْرِ الدِّيْنِ صَاحِبِ الشَّامِ. أَخَذَ الأَدب عَنْ جَدِّهِ أَبِي المَجْدِ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بحَمَاة، وَسَمِعَ وَرَوَى شَيْئاً. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ صَصْرَى، وَإِبْرَاهِيْم وَلده وَالِد الشَّيْخ تَقِيّ الدِّيْنِ ابْن أَبِي اليَسر. مَوْلِدُهُ بشَيْزَر سَنَة سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَعَاشَ خَمْساً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. 5251- الباقداري 2: المُحَدِّثُ الحَافِظُ الذَّكِيُّ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي غَالِب بنِ أَحْمَدَ بنِ مَرْزُوْقٍ البَاقِدَارِيُّ، البَغْدَادِيُّ الأَعْمَى. قَدِمَ مِنْ قَرْيَة بَاقِدَارَ، وَتَلاَ عَلَى غَيْر وَاحِد، وَسَمِعَ مِنْ سِبْط الخَيَّاط، وأبي بكر ابن الزَّاغُوْنِيِّ، وَابْن نَاصِر، وَخَلْق. قَالَ الدُّبَيْثِيّ: انْتَهَى إِلَيْهِ مَعْرِفَة رِجَال الحَدِيْث وَحفظه، وَعَلَيْهِ كَانَ المُعْتَمَد، سَمِعْتُ غَيْر وَاحِد مِنْ شُيُوْخنَا يَصفُوْنَهُ بِالحِفْظ وَمَعْرِفَة الرِّجَال وَالمتُوْن مَعَ ضَرَره. وَقِيْلَ: كَانَ ابْن نَاصِر يُرَاجعه فِي أَشيَاء، وَيَرْجِع إِلَيْهِ. قُلْتُ: مَاتَ كَهْلاً فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فِي آخرهَا، وَعمّرت بِنْته عجيبة، وانتهى إليها علو الإسناد. 5252- ابن زرقون 3: الشَّيْخُ الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، المُعَمَّرُ، المُقْرِئُ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ أبو عبد الله محمد بن أَبِي الطَّيِّبِ سَعِيْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ البَرِّ بنِ مُجَاهِدٍ ابْن زَرْقُوْنَ الأنصاري الأندلسي الإشبيلي المالكي.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 270". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 252". 3 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1360-1361"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 112".

أَجَازَ لَهُ عَام اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِ مائَةٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَوْلاَنِيّ رَاوِي المُوَطَّأ، وَفِيْهَا وُلد، وَتَفَرَّد فِي وَقْتِهِ عَنْهُ. وَسَمِعَ بِمَرَّاكش مِنْ أَبِي عِمْرَانَ مُوْسَى بن أَبِي تليد، فَتَفَرَّد عَنْهُ أَيْضاً. وَسَمِعَ بِسبتَة مِنَ القَاضِي عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ الوَحِيْديّ، وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ المَجِيْدِ بن عيذُوْنَ، وَخَلَف بن يوسف الأبرش، والقاضي عياض بن مُوْسَى، وَحَدَّثَ عَنْهُم، وَعَنْ أَبِي بَحْر بن العَاصِ، وَمُحَمَّد بن شبرِيْنَ، وَأَبِي الحَسَنِ شُرَيْح بن محمد. وقرأ التقصي على ابن أبي تَلِيْد، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُؤلّفه. وَسَمِعَ المُوَطَّأ مِنْ عيَاض، وَلاَزمه زَمَاناً. قَالَ الأَبَّار: وَلِيَ قَضَاءَ سَبْتَة فَشُكر. وَكَانَ مِنْ سروَات الرِّجَال، فَقِيهاً، مُبرّزاً، وَأَديباً كَامِلاً، حسن البزَّة، ليّن الجَانب، جمع بَيْنَ "سُنَن أَبِي دَاوُدَ"، وَ"جَامِع التِّرْمِذِيّ"، وَارْتَحَلَ النَّاس إِلَيْهِ لعلُوْه. حَدَّثَ عنه: أبو العباس أحمد ابن الرّومِيَّة النّبَاتِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن قسوم، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بنُ حَوْطِ الله، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ النُّوْر، والحافظ ابن خلفون، وابن دحية وأخوه، وَخَلْق. مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ أَبُو الرَّبِيْعِ بن سَالِمٍ الحَافِظ: وَمِنْ شُيُوْخِي: الفَقِيْه المشَاور الحَافِظ ابْن زرقُوْنَ -وَزرقُوْنَ: لقب لِسَعِيْدٍ أَبِي جدّه، لقّب بِهِ لِشِدَّة حُمْرَته- كَانَ شَيْخنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاء الحَافِظين لِلمَذْهَب، مَعَ متَانَة الأَدب، وَجَلاَلَة الْقدر، وَكرم الْخلق، وَسعَة الصَّدْر، وَاتسَاع جَانب البِرّ، لَقِيْتُهُ بِإِشْبِيْلِيَة وَقت لقَائِي لابْنِ الجدّ، فَقَرَأْت عَلَيْهِ المُوَطَّأ عَنِ الخَوْلاَنِيّ إِجَازَة بِسَمَاعه مِنْ عُثْمَانَ بن أَحْمَدَ اللَّخْمِيّ، عَنْ أَبِي عِيْسَى اللَّيْثِيّ، وَقرَأْته عَلَيْهِ بِسَمَاعه سَنَة عِشْرِيْنَ عَلَى القَاضِي عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ القَيْسِيّ الوَحِيْديّ بِسَمَاعه مِنْ مَوْلَى الطلاّع، وَقَرَأْت عَلَيْهِ التقصّي لابْنِ عَبْدِ البَرِّ بِسَمَاعه بِمَرَّاكش سَنَة516 مِنْ مُوْسَى بنِ أَبِي تليد. قَالَ: سمِعته مِنْهُ سَنَة سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَرَأْت عَلَيْهِ "المنتقَى" لابْنِ الجَارُوْد، عَنِ الخَوْلاَنِيّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيّ، عَنْ أَبِي جَعْفَر بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نَافِعٍ الخُزَاعِيّ، عَنْهُ، وَ"التَّيْسِيْر" قرَأته عَلَيْهِ، عَنِ الخَوْلاَنِيّ، عَنِ المُؤلّف إِجَازَة، وَ"النّوَادر" لِلْقَالِي قرَأته عَلَيْهِ بقِرَاءته عَلَى ابْنِ عَيْذُوْنَ، وَخَلَف بن فَرتُوْنَ، عَنِ الوَزِيْر أَبِي بَكْرٍ عَاصِم بنِ أَيُّوْبَ، عَنِ ابْنِ العزَّاب، عَنْ هَارُوْنَ بنِ مُوْسَى، عَنْهُ، وَبإِجَازته مِنَ الخَوْلاَنِيّ، أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ أَيُّوْبَ الحَدَّاد الفَقِيْه، عَنِ القَالِي، وَهَذَا نِهَايَة فِي العلوّ.

وَقَرَأْتُ عَلَى ابْنِ زرقُوْنَ: أَنبأَكم أَبُو عَبْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الشِّيْرَازِيّ بِإِشْبِيْلِيَة سَمَاعاً -أَظَنّ في سنة423- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا الكَجِّيّ، حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا ابْن عَوْنٍ فَذَكَر حَدِيْث: "الحَلاَل بَيِّنٌ وَالحَرَامُ بَيِّنٌ" 1. وَمَاتَ مَعَهُ المُحَدِّثُ الرَّئِيْس أَبُو المَوَاهِبِ بنُ صَصْرَى، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَالِب ابْن الشرَّاط القُرْطُبِيّ، وَالمُقْرِئُ أَبُو الطَّيِّبِ عَبْد المُنْعِمِ بن يَحْيَى بنِ الخَلُوْف الغَرْنَاطِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حُمَيْد بنِ مَأْمُوْنٍ البَلَنْسِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الْجد الإِشْبِيْلِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ أَبِي السُّعُوْدِ الحَلاَوِيّ الحَرْبِيّ فِي عشر المائة، ومسعود بن علي بن النَّادر، وَأَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ عَلِيِّ ابن الكيال مقرئ واسط.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 267 و269 و270 و271"، والبخاري "52" و"2051"، ومسلم "1599"، وأبو داود "3330"، والترمذي "1205"، والنسائي "7/ 241"، وابن ماجه "3984"، والدارمي "2/ 245"، وأبو نعيم في "الحلية" "4/ 270 و336"، والبيهقي "5/ 264" من طرق عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، به مرفوعا.

ابن مغاور

5253- ابن مغاور 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الفَقِيْهُ، الكَاتِبُ البَلِيْغُ، أَبُو بَكْرٍ عبد الرحمن بن محمد بنِ مُغَاورِ بنِ حَكَمِ بنِ مُغَاورٍ، السُّلَمِيُّ، الشَّاطِبِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ سُكَّرَةَ الصَّدَفِيّ، وَهُوَ خَاتمَة أَصْحَابه. وَسَمِعَ صَحِيْح البُخَارِيِّ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ بن غزلُوْنَ صَاحِب أَبِي الوَلِيْدِ البَاجِيّ، وَسَمِعَ مِنْ أَحْمَد بن جَحْدَرٍ الأَنْصَارِيّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الرَّبِيْعِ بن سَالِمٍ، وَابنَا حَوْط اللهِ، وَهَانِئ بن هَانِئ، وَأَبُو القَاسِمِ الطيّب المُرْسِيّ، وَقَالَ: هُوَ رَئِيْس البلاغَة. وَقَالَ الأَبَّار: كَانَ بَقِيَّة مَشْيَخَة الكِتَاب وَالأُدَبَاء مَعَ الثِّقَة وَالكرم، بَلِيْغاً مُفَوَّهاً، مدركاً، لَهُ حظّ وَافر مِنْ قرض الشّعر، وَصدق اللهجَة، طَالَ عُمُرُهُ، وَعلت رِوَايَته، حَدَّثَ بِشَاطِبَة. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَة سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ سَالِم: لَقِيْتُه بِبَلَنْسِيَة فِي أَوَّلِ سَنَة ثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَسَمِعْتُ مِنْهُ، وَأَجَازَ لِي، وَسَمِعْتُ مِنْهُ بِشَاطِبَة فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ فوائد أبي علي الصدفي وجزء ابن عرفة وعوالي أَبِي الفَضْلِ بنِ خَيْرُوْنَ، حَدَّثَنِي ابْنُ مُغَاوِرٍ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ فَهْد العَلاَّف وَآخَرُوْنَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ مَخْلَدٍ، فَذَكَر حَدِيْث: "أَنْ تَصَدَّقَ وأنت صحيح شحيح...." 1.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 261"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 289"، ووقع عنده [ابن مفاوز] بالفاء والزاي المعجمتين. بدل [ابن مغاور] بالغين والراء المهملة. 2 صحيح: أخرجه البخاري "2748"، ومسلم "1032" مِنْ طَرِيْقِ عُمَارَةَ بنِ القَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زرعة، عن أبي هريرة قال: أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجل فقال: يا رسول الله: أي الصدقة أعظم؟ فقال: "أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا. ولفلان كذا ألا وقد كان لفلان" واللفظ لمسلم.

أبو موسى المديني

5254- أبو موسى المديني 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ الكَبِيْرُ، الثِّقَةُ، شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ، أبو موسى محمد بن أبي بكر عمر بن أَبِي عِيْسَى أَحْمَدَ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي عِيْسَى المَدِيْنِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ الشَّافِعِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. مَوْلِدُهُ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة إِحْدَى وَخَمْس مائَة. وَمَوْلِد أَبِيْهِ المُقْرِئ أَبِي بَكْرٍ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. حرص عَلَيْهِ أَبُوْهُ، وَسَمَّعَهُ حُضُوْراً، ثُمَّ سَمَاعاً كَثِيْراً مِنْ أَصْحَابِ أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظ، وطبقتهم. وعمل أبو مُوْسَى لِنَفْسِهِ مُعْجَماً رَوَى فِيْهِ عَنْ أَكْثَر مِنْ ثَلاَث مائَة شَيْخ. رَوَى عَنْ: أَبِي سَعْدٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ المُطَرِّز حضورًا وَإِجَازَة، وَعَنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَوَيْه، وَغَانِم بن أَبِي نَصْرٍ البُرْجِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَدَّادِ -فَأَكْثَر جِدّاً- وَالحَافِظ هِبَة اللهِ بن الحَسَنِ الأَبَرْقُوْهِيّ، وَالحَافِظ يَحْيَى بن مندة، والحافظ محمد بن

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1095"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 101"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 273".

طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَأَبِي العَبَّاسِ أَحْمَد بن الحُسَيْنِ بنِ أَبِي ذَرٍّ، وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ الصَّالحَانِيّ وَابْن عَمِّهِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي ذَرٍّ -خَاتمَة مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي طَاهِرٍ بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ- وَأَبِي غَالِبٍ أَحْمَد بن العَبَّاسِ بنِ كُوشيذ، وَإِبْرَاهِيْم بن أَبِي الحُسَيْنِ بنِ أَبرويه، سِبْط الصَّالحَانِيّ، وَعَبْد الوَاحِدِ بن مُحَمَّدٍ الصَّبَّاغ الدَّشْتَج، وَأَبِي الفَتْحِ إِسْمَاعِيْل بن الفَضْلِ السَّرَّاج، وَالحَافِظ أَبِي القَاسِمِ إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَضْلِ التَّيْمِيّ -لاَزمَه مُدَّة، وَتَخَرَّجَ بِهِ- وَأَبِي طَاهِرٍ إِسْحَاق بن أَحْمَدَ الرَّاشتينَانِيّ، وَالوَاعِظ تَمِيْم بن عَلِيٍّ القَصَّار، وَالرَّئِيْس جَعْفَر بن عَبْدِ الوَاحِدِ الثَّقَفِيِّ، وأبي محمد حمزة ابن العَبَّاسِ العَلَوِيِّ، وَأَبِي شُكر حَمْد بن عَلِيٍّ الحبَّال، وَأَبِي الطَّيِّبِ حَبِيْب بن أَبِي مُسْلِمٍ الطِّهْرَانِيّ، وَأَبِي الفَتْحِ رَجَاء بن إِبْرَاهِيْمَ الخَبَّاز، وَطَلْحَة بن الحُسَيْنِ بنِ أَبِي ذَرٍّ الصَّالحَانِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ طَاهِر بن أَحْمَدَ البَزَّار، وَالحَافِظ أَبِي الخَيْرِ عَبْد اللهِ بن مَرْزُوْق الهَرَوِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ عَبْد الجَبَّارِ بن عُبَيْدِ اللهِ بنِ فُورويه الدّلاَل -مِنْ أَصْحَابِ أَبِي نُعَيْمٍ- وأبي نَهْشَل عَبْد الصَّمَدِ بن أَحْمَدَ العَنْبَرِيّ، وَمَحْمُوْد بن إِسْمَاعِيْلَ الصَّيْرَفِيّ الأَشْقَر، وَالهَيْثَم بن مُحَمَّدِ بنِ الهَيْثَم الأَشْعَرِيّ، وَخجستَة بِنْت عَلِيِّ بنِ أَبِي ذَرٍّ الصَّالحَانِيَّة، وَأُمّ اللَّيْث دَعْجَاءَ بِنْت أَبِي سهل الفَضْل بن مُحَمَّدٍ، وَفَاطِمَة بِنْت عَبْدِ اللهِ الجُوْزْدَانِيَّة. وَارتحل، فَسَمِعَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ، وَهِبَة اللهِ بن أَحْمَدَ ابن الطَّبرِ، وَقَاضِي المَارستَان أَبِي بَكْرٍ، وَأَبِي الحَسَنِ ابْن الزَّاغُوْنِيِّ، وَأَبِي العِزِّ بن كَادِشٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَصَنَّفَ كِتَاب الطّوَالاَت فِي مُجَلَّدين، يُخضَع لَهُ فِي جَمعِه، وَكِتَاب "ذِيل مَعْرِفَة الصَّحَابَة" جمع فَأَوعَى، وَأَلّف كِتَاب "القُنُوت" فِي مُجَلَّدٍ، وَكِتَاب "تَتمَّة الغرِيبين" يَدلّ عَلَى برَاعته فِي اللُّغَة، وَكِتَاب "اللطَائِف فِي رِوَايَة الكِبَار وَنَحْوهم عَنِ الصّغَار"، وَكِتَاب "عَوَالِي" يُنْبِئُ بتقدّمه فِي مَعْرِفَةِ العَالِي وَالنَّازل، وَكِتَاب تَضْييع العُمُر فِي اصطناع المعروف إلى اللئام وأشياء كثيرةً. وَحفظ "علُوْم الحَدِيْث" لِلْحَاكِم، وَعرضه عَلَى إِسْمَاعِيْلَ التَّيْمِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الحَازِمِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الغَنِيّ بن عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ القَادِرِ بنُ عَبْدِ اللهِ الرُّهَاوِيّ، وَمُحَمَّد بن مَكِّيّ الأَصْبَهَانِيّ، وَأَبُو نَجِيْحٍ مُحَمَّد بن معاوية، والناصح عبد الرحمن ابْن الحَنْبَلِيّ. وَلَوْ سَلِمَتْ أَصْبَهَان مِنْ سَيْف التَّتَار فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، لعَاشَ أَصْحَاب أَبِي مُوْسَى إِلَى حُدُوْدِ نَيِّف وَسِتِّيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ عَبْد اللهِ بن بَرَكَات الخُشُوْعِيّ، وَطَائِفَة.

قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيّ: عَاشَ أَبُو مُوْسَى حَتَّى صَارَ أَوحد وَقته، وَشَيْخ زَمَانه إِسْنَاداً وَحفظاً. وقال أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي مُوْسَى، وَكَتَبَ عَنِّي، وَهُوَ ثِقَةٌ صَدُوْقٌ. وَقَالَ عَبْدُ القَادِرِ الحَافِظُ: حصّل أَبُو مُوْسَى مِنَ المَسْمُوْعَات بِأَصْبَهَانَ مَا لَمْ يَحصل لأَحدٍ فِي زَمَانِهِ، وَانضمّ إِلَى ذَلِكَ الحِفْظُ وَالإِتْقَان، وَلَهُ التَّصَانِيْف الَّتِي أَربَى فِيْهَا عَلَى المُتَقَدِّمِيْنَ، مَعَ الثِّقَة، وَالعفَّة، كَانَ لَهُ شَيْء يَسير يَتربّح بِهِ، وَيَنفق مِنْهُ، وَلاَ يَقبل مِنْ أَحَد شَيْئاً قط، أوصى إليه غير وَاحِد بِمَال، فِيردّه، فَكَانَ يُقَالُ لَهُ: فَرّقه عَلَى مَنْ تَرَى، فِيمتنع، وَكَانَ فِيْهِ مِنَ التَّوَاضع بِحَيْثُ أَنَّهُ يُقْرِئُ الصَّغِيْر وَالكَبِيْر، وَيُرشد الْمُبْتَدِئ، رَأَيْتهُ يَحفّظ الصِّبْيَان القُرْآن فِي الأَلوَاح، وَكَانَ يمْنَع مَنْ يَمْشِي مَعَهُ، فَعَلْت ذَلِكَ مرَّة، فَزجرنِي، وَتردّدت إِلَيْهِ نَحْواً مِنْ سَنَة وَنِصْف، فَمَا رَأَيْتُ مِنْهُ، وَلاَ سَمِعْتُ عَنْهُ سقطَة تُعَاب عَلَيْهِ. وَكَانَ أَبُو مَسْعُوْدٍ كُوتَاه يَقُوْلُ: أَبُو مُوْسَى كنز مخفِيّ. قَالَ الحُسَيْنُ بنُ يَوْحن البَاورِّيّ: كُنْت فِي مدينَة الخَان، فَسَأَلنِي سَائِل عَنْ رُؤْيَا، فَقَالَ: رَأَيتُ كَأَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تُوُفِّيَ، فَقَالَ: إِنْ صدقت رُؤيَاك، يَموت إِمَام لاَ نَظير لَهُ فِي زَمَانِهِ؛ فَإِنَّ مِثْل هَذَا المَنَام رُئِيَ حَال وَفَاة الشَّافِعِيّ وَالثَّوْرِيّ وَأَحْمَد بن حَنْبَلٍ، قَالَ: فَمَا أَمسينَا حَتَّى جَاءنَا الخَبَر بِوَفَاة الحَافِظ أَبِي مُوْسَى المَدِيْنِيّ. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الخُجَنْدِيّ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو مُوْسَى، لَمْ يَكَادُوا أَن يَفرغُوا مِنْهُ، حَتَّى جَاءَ مَطَر عَظِيْم فِي الحرّ الشَّدِيد، وَكَانَ المَاء قَلِيْلاً بِأَصْبَهَانَ، فَمَا انْفَصل أَحَد عَنِ المَكَان مَعَ كَثْرَة الْخلق إلَّا قَلِيْلاً، وَكَانَ قَدْ ذَكَرَ فِي آخِرِ إِمْلاَء أَملاَهُ: أَنَّهُ مَتَى مَاتَ مَنْ لَهُ مَنْزِلَة عِنْد الله، فَإِنَّ اللهَ يَبعثُ سحَاباً يَوْم مَوْته علاَمَة لِلمَغْفِرَة لَهُ، وَلِمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ. سَمِعْتُ شَيْخنَا العَلاَّمَة أَبَا العَبَّاسِ بن عَبْدِ الحَلِيْم يُثنِي عَلَى حِفْظِ أَبِي مُوْسَى وَيُقْدّمه عَلَى الحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ بَاعْتِبَارِ تَصَانِيْفه وَنفعهَا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدٍ الرُّوَيْدَشْتِيّ: تُوُفِّيَ أَبُو مُوْسَى فِي تَاسع جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: كَانَ حَافِظ المَشْرِق فِي زَمَانِهِ. وَفِيْهَا مَاتَ حَافِظ المَغْرِب أَبُو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأَزْدِيّ مصَنّف الأَحكَام، وَعَالِم الأَنْدَلُس الحَافِظُ أَبُو زيد عبد الرحمن بن عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِصبغ الخَثْعَمِيّ السُّهَيْلِيّ المَالقِيّ الضّرِير صَاحِب الرّوض الأُنُف، وَمُسْنِد الوَقْت أَبُو الفَتْحِ عُبَيْد اللهِ

بن عَبْدِ اللهِ بنِ شَاتيل الدَّبَّاس بِبَغْدَادَ، وَحَافِظ أَصْبَهَان الإِمَامُ أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الصَّائِغ، وَمُسْنِد دِمَشْق أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ نَصْرٍ النَّجَّار، وَأَبُو المَجْدِ الفَضْل بن الحُسَيْنِ البَانْيَاسِيّ، وَشَيْخ حرَّان الزَّاهِد الشَّيْخ حَيَاة بن قَيْسٍ الأَنْصَارِيّ، وَشَيْخ الإِسْكَنْدَرِيَّة الفَقِيْهُ أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْل بن عَوْفٍ الزُّهْرِيّ عَنْ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَمُحَدِّث مَكَّة أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ المَيَانَشِيّ. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ فضل الحنبلي بقراءتي، أخبرنا عبد الرحمن بن نَجْم الوَاعِظ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المَدِيْنِيّ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَان وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، وَحَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رَزِيْنٍ الخَيَّاط، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن جَابِرٍ، حَدَّثَنَا عطيَة بن قَيْسٍ، عَنْ عبد الرحمن بن غَنْمٍ الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَامِرٍ أو أبو مالك الأشعري -والله ما كذبني، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم- يَقُوْلُ: "لَيَكُوْنَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّوْنَ الحِرَ وَالحَرِيْرَ وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ تَرُوْحُ عَلَيْهِم سَارِحَةٌ، فَيَأْتِيْهِم رَجُلٌ لِحَاجَةٍ، فَيَقُوْلُوْنَ لَهُ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَداً، فَيُبَيِّتُهُمُ الله تعالى، ويضع العلم عليهم، ويمسخ آخرون قِرَدَةً وَخَنَازِيْرَ". رَوَاهُ البُخَارِيُّ عَنْ هِشَامٍ تَعليقاً1، فَقَالَ: وَقَالَ هِشَام. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طرِيقِ بِشْر بن بَكْرٍ التِّنِّيْسِيّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ بنَحْوهِ. المعَازف: اسْمٌ لِكُلِّ آلاَت الملاَهِي الَّتِي يُعزَف بِهَا، كَالزمر، وَالطنبور، وَالشّبّابَة، وَالصُّنوج. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي العز بطرابلس، أخبرنا عبد الرحمن بن نَجْم الوَاعِظ سَنَة ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ الحَافِظ بِأَصْبَهَانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ العَطَّار، حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْد عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَجَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ غَزْوَة تَبُوْك، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ المَدِيْنَةِ، قَالَ: "إِنَّ بِالمَدِيْنَةِ لأَقْوَاماً مَا قَطَعْتُمْ مِنْ وَادٍ، وَلاَ سِرْتُمْ

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5590" معلقا عن هشام بن عمار، به. لكن قد وصله البيهقي "10/ 221" من طريق أبي بكر بن عبد الله أنبأنا الحسن بن سفيان، حدثنا هشام بن عمار، به. وأخرجه أبو داود "4039" حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا بشر بن بكر، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ به. وإسناده صحيح.

مِنْ مَسِيْرٍ إلَّا كَانُوا مَعَكُم فِيْهِ". قَالُوا: يا رسول الله! وهم بالمدينة? قال: "نعم، خلفهم العذر" 1. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: انْتَشَر علم أَبِي مُوْسَى فِي الآفَاق، وَنفع الله بِهِ المُسْلِمِيْنَ، وَاجْتَمَعَ لَهُ مَا لَمْ يَجتمع لغَيْره مِنَ الحِفْظ وَالعِلْم وَالثِّقَة وَالإِتْقَان وَالصَّلاَح وَحسن الطّرِيقَة وَصحَة النَّقْل. قَرَأَ القُرْآنَ بِالرِّوَايَات، وَتَفَقَّهَ لِلشَّافِعِيِّ، وَمهر فِي النَّحْوِ وَاللُّغَة، وَكَتَبَ الكَثِيْر، رَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، وَحَجّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسَنَة اثْنَتَيْنِ وأَرْبَعِيْنَ. قَالَ إِسْمَاعِيْلُ التَّيْمِيُّ لطَالب: الزمِ الحَافِظ أَبَا مُوْسَى؛ فَإِنَّهُ شَابّ مُتْقِن. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدٍ الرُّوَيْدَشْتِيّ: صَنّف الأَئِمَّة فِي مَنَاقِب شيخنا أبي موسى تصانيف كثيرةً.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4423"، وأبو داود "2508".

عبد المغيث

5255- عبد المغيث 1: ابن زهير بن زهير بن علوي، الشيخ الإمام المحدث، الزاهد الصَّالِحُ، المُتَّبَعُ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ، أَبُو العِزِّ بنُ أَبِي حَرْبٍ، البَغْدَادِيُّ الحَرْبِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْس مائَة. وَعُنِي بِالآثَار، وَقرَأَ الكُتُب، وَنسخ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، مَعَ الوَرَع وَالِدّين وَالصِّدْق وَالتمسك بِالسُّنَن، وَالوقع فِي النُّفُوْس وَالجَلاَلَة. سَمِعَ أَبَا القَاسِمِ بن الحُصَيْنِ، وَأَبَا العِزِّ بن كَادِشٍ، وَهِبَة اللهِ بن الطَّبرِ، وَأَبَا غَالِب ابْن البَنَّاء، وَقَاضِي المَارستَان، وَعدداً كَثِيْراً. وَرَوَى الكَثِيْر، وَأَفَاد الطلبَة. حَدَّثَ عَنْهُ: الشَّيْخ المُوَفَّق، وَالحَافِظ عَبْد الغني، وحمد بن صديق، والبهاء عبد الرحمن، وَالحَافِظ مُحَمَّد ابْن الدُّبَيْثِيّ، وَطَائِفَة. وَقَدْ أَلّفَ "جُزْءاً" فِي فَضَائِل يَزِيْد أَتَى فِيْهِ بعَجَائِب وَأَوَابد، لَوْ لَمْ يُؤَلّفه، لَكَانَ خَيراً، وَعَمِلَهُ ردّاً عَلَى ابْنِ الجَوْزِيّ، وَوَقَعَ بَيْنهُمَا عدَاوَة. وَلعَبْد المُغِيْثِ غلطَات تَدُلُّ عَلَى قلّة عِلْمه: قَالَ مرَّةً: مُسْلِم بن يَسَارٍ صَحَابِيّ، وَصحّح حَدِيْثَ الاستلقَاء، وَهُوَ مُنْكَر، فَقِيْلَ لَهُ فِي ذلك، فقال: إِذَا رددنَاهُ، كَانَ فِيْهِ إِزرَاء عَلَى مَنْ رَوَاهُ! وَقَدْ حفرَ لَهُ قَبْراً بِقُرْبِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَكَانَ قَدْ قَدِمَ دِمَشْقَ تَاجراً بِمَالٍ لِسَعْدِ الخَيْرِ، فَحَدَّثَ بِهَا، وَذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيْخِهِ". حكَى ابْنُ تَيْمِيَّةَ شَيْخُنَا قَالَ: قِيْلَ: إِنَّ الخَلِيْفَةَ النَّاصِرَ لَمَّا بَلَغَهُ نَهْيُ عَبْدِ المُغِيْثِ عَنْ سَبِّ يَزِيْدَ، تَنَكَّرَ، وَقَصَدَهُ، وَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَتَبَالَهَ عَنْهُ، وَقَالَ: يَا هَذَا إِنَّمَا قَصَدْتُ كَفَّ الأَلْسِنَةِ عَنْ لَعْنِ الخُلَفَاءِ، وَإِلاَّ فَلَو فَتَحْنَا هَذَا لَكَانَ خَلِيْفَةُ الوَقْتِ أَحَقَّ بِاللَّعْنِ؛ لأَنه يَفْعَلُ كَذَا، وَيَفْعَلُ كَذَا، وَجَعَلَ يُعَدِّدُ خَطَايَاهُ، قَالَ: يَا شَيْخُ ادْعُ لِي، وَقَامَ. تُوُفِّيَ عَبْدُ المُغِيْثِ فِي المحرم سنة ثلاث وثمانين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 106"، وشذرات الذهب "4/ 275".

ابن الموازيني

5256- ابن الموازيني 1: الشَّيْخُ العَالِمُ، المُحَدِّثُ المُسْنِدُ، أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ حَمْزَةَ ابْنِ المُحَدِّثِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ ابْن المَوَازِيْنِيِّ، الدِّمَشْقِيُّ، المُعَدَّلُ. وُلِدَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْس مائَة. سَمِعَ مِنْ جدّه أَبِي الحَسَنِ، وَوَالِدَتِه شُكْرِ بِنْت سَهْلِ بنِ بِشْرٍ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ. وَأَجَازَ لَهُ مِنْ أَصْبَهَانَ أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد. وَارتحل، فَسَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ ابْنِ الزَّاغُوْنِيِّ، وَمُحَمَّد بن عُبَيْدِ اللهِ الرُّطَبِيّ، وَأَبِي الكَرَمِ الشَّهْرُزُوْرِيّ، وَسَعِيْد ابْن البَنَّاءِ، وَطَائِفَة. وَخَرَّجَ، وَجَمَعَ، وَسَكَنَ بِسَفْحِ قَاسيُوْن، وَأَنشَأَ زَاويَة، وَكَانَ مُقْبِلاً عَلَى شَأْنه، مُؤثراً لِلْعُزلَة، موَاسياً لِلْفُقَرَاء، خَرَّجَ لِنَفْسِهِ مَشْيَخَة حَسَنَة، فِيْهَا عَنْ أَبِي الفَضْلِ الأُرْمَوِيّ، وَابْن الطَّلاَّيَةِ وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: الحَافِظُ الضِّيَاءُ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَعَبْدُ الحَقِّ بنُ خَلَفٍ وَالبَهَاءُ عَبْد الرحمن، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، وَخَطِيْب مَرْدَا، وَالعِمَادُ ابْنُ عبد الهادي، والعماد عبد الله ابن النحاس، وَالزِّين ابْن عَبْدِ الدَّائِمِ، وَخَلْق. قَالَ الضِّيَاء: كَانَ دَيِّناً، خَيِّراً، قَدِ انحنَى. سَمِعْنَا مِنْهُ أَكْثَر "الحِلْيَة". مَاتَ فِي المُحَرَّم سَنَةَ خَمْسٍ وثمانين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 110"، وشذرات الذهب "4/ 283".

الطبقة الحادية والثلاثون

الطبقة الحادية والثلاثون: ابن الصابوني، ابن الصاحب: 5257- ابن الصابوني: الإِمَامُ بَقِيَّةُ المَشَايِخِ، أَبُو الفَتْحِ مَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ المَحْمُوْدِيُّ الجَعْفَرِيُّ ابْنُ الصَّابُوْنِيِّ. نُسبَ إِلَى جَدِّ وَالِدتِه شَيْخِ الإِسْلاَمِ أَبِي عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيِّ الصُّوْفِيِّ المُقْرِئِ، وَكَانَ يَسكنُ بِالجَعْفَرِيّةِ بِبَغْدَادَ، فَنُسِبَ إِلَيْهَا. وُلِدَ سَنَةَ خَمْس مائَة تَقَرِيْباً. وَتَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى أَبِي العِزِّ القَلاَنسِيِّ. وَسَمِعَ هِبَةَ اللهِ بنَ الحُصَيْنِ، وَجَمَاعَةً، وَصَحِبَ حَمَّاداً الدَّبَّاسَ، وَعَلِيَّ بنَ مَهْدِيٍّ البَصْرِيَّ، وَكَانَ لَهُ زَاوِيَةٌ بِبَغْدَادَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَلَم الدين، وابن المفضل الحافظ، وطائفة. وَكَانَ يُلَقَّبُ جَمَال الدِّيْنِ. وَقِيْلَ لِجدِّه عَلِيّ بن أَحْمَدَ: المَحْمُوْدِيّ، لاتِّصَالِه بِالسُّلْطَانِ مَحْمُوْدٍ السَّلْجُوْقِيِّ. قَدِمَ أَبُو الفَتْحِ، فَزَارَهُ نُوْرُ الدِّيْنِ، وَسَأَلَهُ الإِقَامَةَ بِدِمَشْقَ، فَقَالَ: قصدِي زِيَارَة ضَرِيْحِ الشَّافِعِيِّ، فَجَهَّزَهُ سَنَة بِضْع وَسِتِّيْنَ، فِي صُحْبَة الأَمِيْر نَجْم الدِّيْنِ أَيُّوْب، وَصَارَ صديقاً لَهُ، فَكَانَ وَلدَاهُ السُّلْطَانَان صَلاَح الدِّيْنِ وَسَيْفُ الدِّيْنِ يَحْتَرِمَانِ أَبَا الفَتْحِ، وَيَرْعيَانِهِ. وَبَعَثَ الشَّيْخُ عُمَرُ المَلاَّء زَاهِدُ المَوْصِلِ إِلَى أَبِي الفَتْحِ هَذَا يَطلُبُ مِنْهُ الدُّعَاء. مَاتَ فِي شَعْبَان سَنَةَ إِحْدَى وثمانين وخمس مائة. 5258- ابن الصاحب 1: المَوْلَى الكَبِيْرُ، مَجْدُ الدِّيْنِ، هِبَةُ اللهِ ابْنُ الصَّاحِبِ أُسْتَاذِ دَارِ المُسْتَضِيْءِ. أَحَدُ مَنْ بَلَغَ أَعْلَى الرُّتَبِ، وَصَارَ يُوَلِّي، وَيَعزل، وَأَظهر الرّفض، ثم وَلِي حجَابَة بَاب النُّوْبِيِّ، وَلَمْ يَزَلْ فِي ارْتقَاءٍ حَتَّى قُتِلَ، وَعُلِّقَ رَأْسُهُ بِبَغْدَادَ. خَلَّفَ تَركَة ضَخْمَةً فِيْهَا مِنَ العَيْن أَلف أَلف دِيْنَار، وَمِنَ الفِضَّة جُمْلَةً، وَمِنَ الأَمتعَة وَالعقَارِ مَا لاَ يُوْصَفُ، فَتركت الأَملاَكُ لأَوْلاَدِهِ. طُلِبَ إِلَى دَارِ الخِلاَفَةِ، فَوَثَبَ عَلَيْهِ الشّحنَةُ يَاقُوْتٌ فِي الدِّهْلِيْزِ، فَقَتَلَهُ، وَكَانَ قَدْ تَمرَّدَ، وَسَفَكَ الدِّمَاءَ، وَسَبَّ الصَّحَابَةَ، وَعَزَمَ عَلَى قَلْبِ الدَّوْلَةِ، فقصمه الله.

_ 1 ترجمته في العبر "4/ 251"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 275".

ابن منقذ

5259- ابن منقذ 1: الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ العَلاَّمَةُ، فَارِسُ الشَّامِ، مَجْدُ الدِّيْنِ، مُؤَيِّدُ الدَّوْلَةِ، أَبُو المُظَفَّرِ أُسَامَةُ ابْنُ الأَمِيْرِ مُرْشِدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُقَلِّد بنِ نَصْرِ بنِ مُنْقِذ الكِنَانِيُّ، الشَّيْزَرِيُّ. وُلِدَ بِشَيْزَرَ سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ499 نُسْخَةَ أَبِي هُدْبَة مِنْ عَلِيِّ بنِ سَالِمٍ السنبسي. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْن السَّمْعَانِيّ، وَأَبُو المواهب، والحافظ عبد الغني، والبهاء عبد الرحمن، وَابْنه الأَمِيْر مُرْهَفٌ، وَعَبْد الصَّمَدِ بن خَلِيْل الصَّائِغ، وَعَبْد الكَرِيْمِ بن أَبِي سُرَاقَة، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الكَافِي الصَّقَلِّيّ. وَلَهُ نَظْمٌ فِي الذِّرْوَةِ كَأَبِيْهِ. قَالَ السَّمْعَانِيُّ: ذُكِرَ لِي أَنَّهُ يَحفظُ مِنْ شعر الجَاهِلِيَّة عَشْرَة آلاَف بَيْت. قُلْتُ: سَافر إِلَى مِصْرَ: وَكَانَ مِنْ أُمرَائِهَا الشِّيْعَة، ثُمَّ فَارقهَا، وَجَرَتْ لَهُ أُمُوْر، وَحضر حُرُوْباً أَلّفهَا فِي مُجَلَّدٍ فِيْهِ عبر. قَالَ يَحْيَى بنُ أَبِي طَيء فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ إِمَامِيّاً حسن العقيدَة، إلَّا أَنَّهُ كَانَ يُدَارِي عَنْ مَنْصِبه، وَيُتَاقِي، وَصَنَّفَ كتباً مِنْهَا "التَّارِيْخ البَدْرِيّ"، وَلَهُ "دِيْوَان" كَبِيْر. قُلْتُ: عَاشَ سَبْعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَمَاتَ بِدِمَشْقَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أربع وثمانين وخمس مائة. وَلَهُ: مَعَ الثَّمَانِيْنَ عَاثَ الضَّعْفُ فِي جَسَدِي ... وَسَاءنِي ضَعْفُ رِجْلِي وَاضْطِرَابُ يَدِي إِذَا كَتَبتُ فَخطِّي خطُّ مضطربٍ ... كخطِّ مُرْتَعِشِ الكفَّيْنِ مُرْتَعِدِ فَاعجَبْ لضَعْفِ يَدِي عَنْ حَمْلهَا قَلَماً ... مِنْ بَعْدِ حَطْمِ القنَا فِي لبَّةِ الأَسَدِ فَقُلْ لِمَنْ يَتَمَنَّى طولَ مُدَّتِه: ... هَذِي عَواقِبُ طولِ العمر والمدد ومات ابنه الأمير الكَبِيْرُ عضد الدَّوْلَة مُرْهَفٌ بن أُسَامَةَ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ عَنْ ثَلاَث وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَلَهُ شعر رَائِق. رَوَى عَنْهُ الزَّكِيّ المُنْذِرِيّ، وَالقوْصِيّ، وَجَمَعَ مِنَ الكُتُب مَا لا يوصف.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 107"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 279".

الحازمي

5260- الحازمي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، الحُجَّةُ النَّاقِدُ، النَسَّابَةُ البَارِعُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ عُثْمَانَ بنِ مُوْسَى بنِ عُثْمَانَ بنِ حَازِمٍ الحَازِمِيُّ الهَمَذَانِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ مِنْ أَبِي الوَقْت السِّجْزِيّ حُضُوْراً وَلَهُ أَرْبَع سِنِيْنَ، وَسَمِعَ مِنْ شَهْرَدَار بن شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِيّ، وَأَبِي زُرْعَةَ بن طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ الحَافِظ، وَأَبِي العَلاَءِ العَطَّار، وَمَعْمَر بن الفَاخِرِ، وَأَبِي الحُسَيْنِ عَبْد الحَقِّ اليُوْسُفِيّ، وَعَبْد اللهِ بن الصَّمد العَطَّار، وَشُهْدَة الكَاتِبَة، وَأَبِي الفَضْلِ عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ خَطِيْب المَوْصِل، وَأَبِي طَالِبٍ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ الكَتَّانِيّ الوَاسِطِيّ، وَمُحَمَّد بن طَلْحَةَ البَصْرِيّ المَالِكِيّ بِهَا، وَأَبِي العَبَّاسِ أَحْمَد بن يَنَال التّرْك، وَأَبِي الفَتْحِ عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ الخِرَقِيّ، وَأَبِي مُوْسَى مُحَمَّد بن أَبِي عِيْسَى المَدِيْنِيّ، وَأَقرَانهم بِالعِرَاقِ وَأَصْبَهَان وَالجَزِيْرَة والشام والحجاز. وجمع، وصنف، وبرع في فن الحَدِيْثِ خُصُوْصاً فِي النَّسَبِ. وَاسْتَوْطَنَ بَغْدَاد. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الدُّبَيْثِيّ: تَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ فِي مَذْهَب الشَّافِعِيّ، وَجَالَس العُلَمَاء، وَتَمَيَّزَ، وَفَهِم، وَصَارَ مِنْ أَحْفَظ النَّاس لِلْحَدِيْثِ وَلأَسَانِيْده وَرِجَاله، مَعَ زُهْد، وَتعبّد، وَرِيَاضَة، وَذِكْرٍ. صَنَّف فِي الحَدِيْثِ عِدَّة مُصَنَّفَات، وَأَملَى عِدَّة مَجَالِس، وَكَانَ كَثِيْرَ المَحْفُوْظ حُلْو المذَاكرَة، يغلبُ عَلَيْهِ مَعْرِفَة أَحَادِيْثَ الأَحكَام. أَملَى طرق الأَحَادِيْث الَّتِي فِي "المُهَذَّب" لِلشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَسندهَا، وَلَمْ يُتِمَّه. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ النَّجَّار فِي "تَارِيْخِهِ": كَانَ الحَازِمِيُّ مِنَ الأَئِمَّةِ الحُفَّاظ العَالِمِين بِفقه الحَدِيْث وَمعَانِيه وَرِجَاله. أَلّف كِتَاب "النَّاسخ وَالمَنْسُوْخ"، وَكِتَاب "عجَالَة الْمُبْتَدِئ فِي النَّسَبِ"، وَكِتَاب "المُؤتلف وَالمُخْتَلِف فِي أَسْمَاء البُلْدَان". وَأَسند أحَادِيث "المُهَذَّب"، وكان

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 625"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1106"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 109"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 282".

ثِقَةً، حُجَّةً، نبيلاً، زَاهِداً، عَابِداً، وَرِعاً، مُلاَزِماً لِلْخلوَة وَالتصنِيف وَبثّ العِلْم أَدْركه الأَجل شَابّاً، وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ غَانِم الحَافِظ يَقُوْلُ: كَانَ شَيْخنَا الحَافِظُ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ يُفضّل أَبَا بَكْرٍ الحَازِمِيَّ عَلَى عَبْدِ الغَنِيِّ المَقْدِسِيّ، وَيَقُوْلُ: مَا رَأَينَا شَابّاً أَحْفَظ مِنَ الحَازِمِيّ، لَهُ كِتَاب فِي "النَّاسخ وَالمَنْسُوْخ" دَالٌّ عَلَى إِمَامته فِي الفِقْه وَالحَدِيْث لَيْسَ لأَحدٍ مِثْلُه. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الأَئِمَّة يذكر أَنَّ الحَازِمِيّ كَانَ يَحفظ كِتَاب الإِكمَال فِي المُؤتلف وَالمُخْتَلِف وَمُشْتَبِهِ النِّسْبَة، كَانَ يُكرَّر عَلَيْهِ، وَوجدتُ بِخَطِّ الإِمَام أَبِي الخَيْرِ القَزْوِيْنِيّ وَهُوَ يَسْأَل الحَازِمِيَّ: مَاذَا يَقُوْلُ سَيِّدُنَا الإِمَامُ الحَافِظُ فِي كَذَا وَكَذَا? وَقَدْ أَجَابَ أَبُو بَكْرٍّ الحَازِمِيّ بِأَحْسَنِ جَوَابٍ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ النَّجَّار: سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ المُقْرِئَ جَارنَا يَقُوْلُ -وَكَانَ صَالِحاً: كَانَ الحَازِمِيّ -رَحِمَهُ الله- فِي رِبَاط البَدِيْع، فَكَانَ يَدخل بَيْته فِي كُلِّ لَيْلَة، وَيطَالع، وَيَكْتُبَ إِلَى طُلُوْع الفَجْر، فَقَالَ البَدِيْعُ لِلْخَادِمِ: لاَ تدفع إِلَيْهِ اللَّيْلَة بزراً لِلسِّرَاجِ لَعَلَّهُ يَسْتَرِيح اللَّيْلَة. قَالَ: فَلَمَّا جنّ اللَّيْل، اعْتذر إِلَيْهِ الخَادِم لأَجْل انقطَاع الْبزْر، فَدَخَلَ بَيْته، وَصفّ قَدَمَيْهِ يُصَلِّي، وَيَتلو، إِلَى أَنْ طلع الفَجْر، وَكَانَ الشَّيْخ قَدْ خَرَجَ ليعرف خَبَره، فَوَجَده فِي الصَّلاَةِ. مَاتَ أَبُو بَكْرٍ الحَازِمِيّ فِي شَهْر جُمَادَى الأولى سنة أربع وثمانين وخمس مائَة، وَلَهُ سِتٌّ وَثَلاَثُوْنَ سَنَة. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الحمْد أَقُش الافتخَارِيِّ، أَخبركُم عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الدِّمْيَاطِيّ الخَطِيْب سَنَة سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ ذَاكر بِقِرَاءتِي، أَخبركُم حَسَن بن أَحْمَدَ القَارِئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الكَاتِبُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَزَّاز، حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ يَزِيْدَ، حَدَّثَنَا غَسَّان بن مُضَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْلَمَة، قَالَ: سَأَلت أَنَس بن مَالِكٍ: أَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتَفْتِحُ بِالحَمْد للهِ رَبّ العَالِمِين ? فَقَالَ: إِنَّك لَتسَأَلنِي عَنْ شَيْءٍ مَا أَحْفَظه، وَمَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَد قَبْلك، قُلْتُ: أَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي فِي النَّعْلَيْنِ? قَالَ: نَعَمْ. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ غَرِيْبٌ، وَهُوَ ظَاهِر فِي أَنَّ أَبَا مَسْلَمَةَ سَعِيْد بن يَزِيْدَ سَأَلَ أَنساً عَنِ الصَّلَوَات الخَمْس، أَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتَفتح -يَعْنِي أَوّلَ مَا يُحرمُ بِالصَّلاَةِ- بدُعَاء الاستِفْتَاحِ أَمْ بِالاسْتِعَاذَة، أَمْ بِالحَمْد للهِ رَبّ العَالِمِين ? فَأَجَابَهُ أَنَّهُ لاَ يَحفظ فِي ذَلِكَ شَيْئاً.

فَأَمَّا الْجَهْر وَعدمه بِالبسملَة، فَقَدْ صَحَّ عَنْهُ مِنْ حَدِيْثِ قَتَادَة وَغَيْره عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وأبا بكر وَعُمَرَ كَانُوا لاَ يَجهرُوْنَ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ1. وَقَدْ رَوَى عَنِ الحَازِمِيّ المُقْرِئُ تَقِيّ الدِّيْنِ ابْن بَاسُوَيْه الوَاسِطِيّ، وَالفَقِيْه عَبْد الخَالِقِ النَّشْتَبْرِيّ، وَجَلاَل الدِّيْنِ عَبْد اللهِ بن الحَسَنِ الدِّمْيَاطِيّ الخَطِيْب، وَآخَرُوْنَ. وَمَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ الأَمِيْر الكَبِيْر مُؤَيِّد الدَّوْلَةِ مَجْد الدِّيْنِ أَبُو المُظَفَّرِ أُسَامَة بن مُرْشِد بن مُنْقِذ الكِنَانِيّ الشَّيْزَرِيّ الشَّاعِر عَنْ سَبْع وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَأَبُو المُقيم ظَاعن بن مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِيّ الخَيَّاط، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بن عَلِيِّ بنِ سُوَيْدَة التَّكرِيتِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ حُبَيْش الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو القبَائِل عَشِيرُ بن عَلِيٍّ الجَبَلِيّ بِمِصْرَ، وَشَمْس الأَئِمَّة عِمَاد الدِّيْنِ عُمَر بن بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ البُخَارِيّ شَيْخ الحَنَفِيَّة، وَتَاج الدِّيْنِ مُحَمَّد بن عبد الرحمن المَسْعُوْدِيّ المُحَدِّث، وَشَاعِر العِرَاق أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ ابْن التَّعَاويذِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ صَدَقَة الحَرَّانِيّ السَّفَّار، وَأَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّد بن المُطَهَّر بن يَعْلَى الفَاطِمِيّ الهَرَوِيّ، وَالعَبْد الصَّالِح مُحَمَّد بن أَبِي المَعَالِي بن قَايد الأَوَانِيّ، وَيَحْيَى بن مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيّ، وَالمُبَارَك بن أَبِي بَكْرٍ بنِ النقور.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "743"، ومسلم "399".

الجابري

5261- الجابري: شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ، نُعمَانُ الزَّمَانِ، القَاضِي عِمَادُ الدِّيْنِ، أَبُو العَلاَءِ عُمَرُ ابْنُ العَلاَّمَةِ شَيْخِ المَذْهَبِ شَمْسِ الأَئِمَّةِ أَبِي الفَضْلِ بَكْرِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ الجَابِرِيُّ البُخَارِيُّ الزَّرَنْجَرِيُّ. وَزَرَنْجَرَى مِنْ قرَى بُخَارَى. تَفقّه بِأَبِيْهِ، وَببرْهَانِ الأَئِمَّة ابْنِ مَازَةَ، وَسَمِعَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" مِنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي سَهْل الأَبِيْوَرْدِيّ، عَنِ ابْنِ حَاجِب الكَاشَانِيّ. تَفقّه بِهِ: شَمْس الأَئِمَّة أَبُو الوحدَةِ مُحَمَّد بن عَبْدِ الستَار الكُرْدِيّ، وَالمُفْتِي جَمَال الدِّيْنِ عُبَيْد اللهِ بن إِبْرَاهِيْمَ المَحْبُوبِيّ، وَصدر العَالَم مُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَازَةَ. وَعُمِّر نَحْو التِّسْعِيْنَ، وَانتهت إِلَيْهِ رِئَاسَة الحَنَفِيَّة. مَاتَ فِي شوال سنة أربع وثمانين وخمس مائة.

5157- أبو الخير 1: الإِمَامُ الحَافِظُ، العَالِمُ الكَبِيْر، أَبُو الخَيْرِ عَبْد الرَّحِيْمِ بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ بن مُوْسَى الأَصْبَهَانِيُّ. وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسِ مائَةٍ. وَرَوَى عَنْ: غَانِم البَرْجِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَدَّادِ، وَجَعْفَر الثَّقَفِيّ، وَعَبْد الوَاحِدِ بن مُحَمَّدٍ الدَّشْتَج، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق، وَطَبَقَتهِم، وَفِي الرّحلَة مِنِ ابْنِ الحُصَيْن، وَأَبِي العِزِّ بن كَادِشٍ، وَخَلْقٍ. ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ بَعْد السِّتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَأَملَى بِجَامِع القَصْر، اسْتملَى عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الأَخْضَرِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَأَلْتُ ابْنَ الأَخْضَر عَنْهُ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوصفه بِالحِفْظ وَالمَعْرِفَة، وَقَالَ: كَانُوا يُفضلونه عَلَى مَعْمَرِ بن الفَاخِرِ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ مِنْ حُفَّاظ الحَدِيْث، سَمِعْتُ جَمَاعَةً يَقُوْلُوْنَ: كَانَ يَحفظ "الصَّحِيْحَيْنِ"، وَكَانُوا يُفَضِّلُونه عَلَى الحافظ أبي موسى في الحفظ.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1092"، ولسان الميزان "4/ 7-8"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 228".

المسعودي، ابن التعاويذي

المسعودي، ابن التعاويذي: 5262- المسعودي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الفَقِيْهُ، اللُّغَوِيُّ، المُتَفَنِّنُ، تَاج الدِّيْنِ، أبو سعيد وأبو عبد الله محمد بن المسند عبد الرحمن بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَسْعُوْدٍ المَسْعُوْدِيُّ البَنْجَدِيْهِيُّ المَرْوَزِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ أَبَاهُ، وَعَبْدَ السَّلاَّم بن أَحْمَدَ بِكبرِهِ، وَمَسْعُوْدَ بنَ مُحَمَّدٍ الغَانِمِيّ، وَأَبَا النَّضْرِ الفَامِيّ، وَأَبَا الوَقْت عَبْد الأَوَّل، وَأَبَا المُظَفَّر التُّرَيْكِيّ البَغْدَادِيّ، وَابْن رِفَاعَةَ السَّعْدِيّ، وَمَسْعُوْد الثَّقَفِيّ، وَعَبْد الصَّبُوْرِ بن عَبْدِ السَّلاَمِ، وَالحَافِظ السِّلَفِيّ، وَعِدَّة. وَأَملَى بِمِصْرَ مَجَالِس فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ. وَأَدّب الْملك الأَفْضَل ابْن السُّلْطَان. وَعَمِلَ شرحاً كَبِيْراً لِلمَقَامَات، وَاقتنَى كتباً كَثِيْرَة، وَليّنه المُحَدِّثُونَ. قَالَ المُنْذِرِيّ: كتب عَنْهُ السِّلَفِيّ أَنَاشيد، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ ابْن المُفَضَّلِ وَآخَرُوْنَ. قُلْتُ: وَزَينُ الأُمَنَاءِ، وَالتَّاج القُرْطُبِيّ، وَالنُّوْر البَلْخِيّ، وَأَمثَالهُم. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ خَلِيْل: لَمْ يَكُنْ فِي نَقله بثِقَة وَلاَ مَأْمُوْنٍ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ مِنَ الفضلاء في كل فن، ومن أظرف المَشَايِخ، وَأَحْسَنهم هَيْئَة، وَأَجْمَلهم لباساً. سَمِعَ بِدِمَشْقَ من عبد الرحمن ابن أَبِي الحَسَنِ الدَّارَانِيّ، وَطَائِفَة، وَأجَاز لَهُ أَبُو العِزِّ بن كَادِشٍ. قُلْتُ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَوَقَفَ كتبه بالسميساطية. 5263- ابن التعاويذي 2: رَئِيْسُ الشُّعَرَاءِ، أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ التَّعَاوِيْذِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الأَدِيْبُ، سِبْطُ المُبَارَكِ بنِ المُبَارَكِ التَّعَاوِيْذِيِّ. كَانَ وَالِدُهُ مِنْ غلمَان بنِي المُظَفَّر، وَكَانَ هُوَ كَاتِباً بدِيْوَان المقَاطعَات. وَ"دِيْوَانه" مُجَلَّدَان. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ المُبَارَكِ بن وارث. أَضَرَّ بِأَخَرَةٍ، وَرثَى عينِيه وَأَيَّام شبَابه، وَنظمه فَائِق. عَاشَ خَمْساً وَسِتِّيْنَ سَنَةً، وَمَاتَ فِي شوال سنة أربع وثمانين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في لسان الميزان "5/ ترجمة 784"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 280-281". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 105"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 281" ووقع عنده [ابن عبد الله] بدل [ابن عبيد الله] .

ابن الدهان

5264- ابن الدهان 1: العَلاَّمَةُ، مُهَذِّبُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَسْعَدَ بنِ عَلِيٍّ المَوْصِلِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الشَّاعِرُ المُدَرِّسُ بِحِمْصَ. لَهُ "دِيْوَان" صَغِيْر، وَنظمه بَدِيْع. دخل إِلَى مِصْرَ، وَمدح ابْن رُزِّيْك بقصيدَة مِنْهَا: أَأَمدَحُ التُّرْكَ أَبغِي الفَضْلَ عِنْدَهُمُ ... وَالشِّعْرُ ما زال عند التّرك متروكا السُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ بقصيدَة طنانَة مِنْهَا: قُلْ لِلبخيلَةِ بِالسَّلاَمِ تَوَرُّعاً ... كَيْفَ استَبَحْتِ دَمِي وَلَمْ تتورّعي وَزَعَمْتِ أَنْ تَصِلِي لعامٍ قابلٍ ... هَيْهَاتَ أَنْ أَبقَى إِلَى أَنْ تَرْجِعِي أَبَدِيْعَةَ الحُسْنِ الَّتِي فِي وَجههَا ... دُوْنَ الوُجُوهِ عنايةٌ لِلمُبدعِ مَا كَانَ ضَرَّكِ لَوْ غَمَزْتِ بحاجبٍ ... يَوْمَ التَّفَرُّقِ أَوْ أَشَرْتِ بأُصبع فَتَيَقَّنِي أَنِّي بِحُبِّكِ مغرمٌ ... ثُمَّ اصنَعِي مَا شِئْتِ بِي أَنْ تَصْنَعِي وَلَهُ: يُضحِي يُجَانِبُنِي مُجَانبَةَ العِدَى ... وَيبَيْتُ وَهْوَ إِلَى الصَّبَاحِ نَدِيمُ وَيَمُرُّ بِي يَخشَى الرَّقيبَ فَلفظُهُ ... شتمٌ، وَغَنْجُ لحَاظِهِ تَسْلِيمُ تُوُفِّيَ فِي شعبان سنة إحدى وثمانين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 336"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 270".

ابن الجد

5265- ابن الجد 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، الفَقِيْهُ، الخَطِيْبُ الأَفْوَهُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ فَرَجِ بنِ الجَدِّ الفِهْرِيُّ اللَّبْلِيُّ، ثم الإشبيلي المالكي. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ بقُرْطُبَة أَبَا مُحَمَّدٍ بنَ عتَّاب، وَأَبَا بَحْرٍ بن العَاصِ، وَأَبَا الوَلِيْدِ بن رُشْدٍ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَبإِشْبِيْلِيَة أَبَا بَكْرٍ بنَ العربِيّ، وَأَبَا الحَسَنِ شُرَيْح بن مُحَمَّد، لَكنّه امْتَنَع مِنَ الرِّوَايَة عَنْهُمَا. وَبحث "سِيْبَوَيْه" عَلَى أَبِي الحَسَنِ ابْن الأَخْضَرِ، وَأَخَذَ عَنْهُ كتب اللُّغَة. وَسَمِعَ "صَحِيْح مُسْلِم" مِنْ أَبِي القَاسِمِ الهَوْزَنِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الشَّرِيْشِيّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زرقُوْنَ، وَمُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ الغَزَّال، وَأَبُو عَلِيٍّ الشَّلَوْبِيْن، وَأَبُو الخَطَّابِ بن دِحْيَة، وَيَحْيَى بن أَحْمَدَ السَّكُوْنِيّ اللَّبْلِيّ، وَعَدَد كَثِيْر. وَكَانَ كَبِيْرَ الشَّأْنِ، انْتَهَت إِلَيْهِ رِئَاسَة الحِفْظ فِي الفُتْيَا، وَقَدِمَ لِلشُوْرَى مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، وَعظم جَاهه، وَنَال دُنْيَا عرِيضَة، وَلَمْ يَكُنْ يَدْرِي فَنّ الحَدِيْث، لَكنّه عَالِي الإِسْنَاد فِيْهِ. وَكَانَ أَحَدَ الفصحَاء البلغَاء، امْتحن فِي كَائِنَة لَبْلَة، وَقُيّد وَسجن. وَكَانَ فَقِيْه عصره، تخرّج بِهِ أَئِمَّة. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ أَبُو الرَّبِيْعِ بنُ سَالِمٍ: وَمِنْ أَعيَان شُيُوْخِي الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّدْر الكَبِيْر أَبُو بَكْرٍ بن الجَدِّ، فَقِيْه الأَنْدَلُس، وَحَافِظهَا، وَزعيمهَا غَيْر مُنَازَع، وَلاَ مُدَافَع، انْتَهَت إِلَيْهِ رِئَاسَة الفِقْه أَزْيد مِنْ سِتِّيْنَ سَنَةً مَعَ الجَلاَلَة الَّتِي تُجَاوز مدَاهَا، وَالخلال الَّتِي التزمَ أَهدَاهَا، وَكَانَ فِي غَزَارَة الحِفْظ، وَمتَانَة مَادَّة العِلْم عِبْرَة مِنَ الْعبر، وَآيَة مِنَ الآيَات، سَمِعْتُ عَلَيْهِ "جَامِع التِّرْمِذِيّ"، وَأَشيَاء، رَحِمَهُ الله. وَذَكَرَهُ ابْنُ رشيد، فَقَالَ: بَحْر الفِقْه وَحبره، وَفَقِيْه الأَنْدَلُس فِي وَقْتِهِ، وَحَافِظ المَذْهَب، لاَ يدَانِيه أَحَد، مَعَ الذّهن الثَّاقب وَسرعَة الجَوَاب، وَالبرَاعَة فِي العَرَبِيَّة، وَقَدْ حلف أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن عليّ التُّجِيْبِيّ أَنَّ ابْنَ الجَدِّ أَحْفَظ مِنِ ابْنِ القَاسِمِ، وَقَدْ أَكْثَر عَنْ أَبِي الحَسَنِ ابْن الأَخْضَرِ، ومع إمامته قل ما صنف.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 112"، ووقع عنده [ابن الفرح] بدل [ابن الفرج] بالجيم المعجمة لا بالحاء المهملة، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 286-287".

ابن الفراوي

5266- ابن الفراوي 1: الشيخ العالم المعمر الأصيل، مسند خراسان، أَبُو المَعَالِي عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ اللهِ ابْن فَقِيْهِ الحَرَمِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ الفُرَاوِيُّ الصَّاعدِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ جدّه، وَعَبْد الغَفَّارِ بن مُحَمَّدٍ الشيروئِيّ، وَأَبِي نَصْرٍ ابْن القُشَيْرِيّ، وَالعَبَّاس بن أَحْمَدَ الشَّقَّانِيّ، وَظرِيف بن مُحَمَّدٍ الحِيْرِيّ، وَطَائِفَة. وَحَجّ فِي آخِرِ عُمُرِهِ. حَدَّثَ بِنَيْسَابُوْرَ، وَبَغْدَاد، وَالحَرَمَيْنِ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوّ الإِسْنَادِ. وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً سَمِعْنَاهَا، وَهُوَ مِنْ بَيْت الرِّوَايَة وَالعدَالَة. حَدَّثَ عَنْهُ: مُكْرَّمُ بنُ مَسْعُوْدٍ، وَالفَقِيْهُ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المُلَقَّبُ بِالبُخَارِيِّ، وَالتَّقِيُّ بنُ بَاسُوَيْه، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القُرْطُبِيُّ، وَالنَّفِيْسُ مُحَمَّدُ بنُ رَوَاحَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ الأُمَوِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ الدُّبَيْثِيُّ، وَالتَّاجُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَآخَرُوْنَ. وَهُوَ وَالِدُ المُسْنِدِ أَبِي الفَتْحِ مَنْصُوْرِ ابْنِ الفُرَاوِيِّ، وَجدُّ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ. وَفُرَاوَةُ بِالضَّمِّ وَالفَتْحِ بُلَيدَةٌ مِنْ نَاحِيَةِ خُوَارِزْم. تُوُفِّيَ عَبْدُ المُنعمِ فِي أَواخِرِ شَعْبَان سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ تِسْعُوْنَ عَاماً، وَنَزَلَ النَّاسُ بِمَوْتِهِ دَرَجَةً. وَفِيْهَا مَاتَ عبد الحق بن عبد الملك بن بونه العَبْدَرِيُّ بِالمُنَكَّبِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ ابْنِ الخِرَقِيِّ اللَّخْمِيُّ الفَقِيْهُ، وَصَاحِبُ حَمَاةَ تَقِيُّ الدِّيْنِ عُمَرُ بنُ شَاهنشَاه بنِ أَيُّوْبَ، وَنجمُ الدِّينِ مُحَمَّدُ ابْنُ المُوَفَّقِ الخَبُوْشَانِيُّ الشَّافِعِيُّ بِمِصْرَ، وَقُتِلَ الشِّهَابُ السُّهْرَوَرْدِيُّ الفَيْلَسُوْفُ، وَشَيْخُ القُرَّاءِ يعقوب بن يوسف الحربي.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 289".

ابن عياد، حياة

ابن عياد، حياة: 5267- ابن عياد 1: الإِمَامُ شَيْخُ القُرَّاءِ وَالمُحَدِّثِيْنَ، أَبُو عُمَرَ يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سعيد بن أَبِي زَيْدِ ابْنِ عَيَّادٍ الأَنْدَلُسِيُّ اللّرييُّ. تَلاَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَابْنِ هُذَيْلٍ، وَأَبِي مَرْوَانَ ابْنِ الصَّيْقَلِ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الوَلِيْدِ ابْنِ الدَّبَّاغِ، وَطَارِقِ بنِ يَعِيْشَ، وَعِدَّةٍ. وَكَانَ حجَّةً ثَبْتاً مَعْنِيّاً بصنَاعَةِ الحَدِيْثِ، مُكْثِراً إِلَى الغَايَةِ، بَصِيْراً بِترَاجمِ الرِّجَالِ. وَلَهُ تَصَانِيْفُ مِنْهَا: "شرحُ الْمُنْتَقَى لابْنِ الجَارُوْدِ"، وَ"شرحُ كِتَابِ الشِّهَابِ"، وَكِتَابُ "الكفَايَةِ فِي مَرَاتِبِ الرِّوَايَةِ" وَ"الأَرْبَعِيْنَ فِي الحشرِ" وَ"الأَرْبَعِيْنَ فِي العِبَادَاتِ". رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَأَبُو الحَجَّاجِ بنُ عَبْدَةَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ غلبُوْنَ. استُشْهِدَ فِي كَائِنَةِ لريَّةَ عَنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً، وَذَلِكَ يَوْمَ العِيْدِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وخمس مائة. 5268- حياة 2: الشَّيْخُ القُدْوَةُ الزَّاهِدُ العَابِدُ، شَيْخُ حَرَّانَ، وَزَاهِدُهَا، حياة بن قيس ابن رَجَّالِ بنِ سُلْطَانٍ الأَنْصَارِيُّ الحَرَّانِيُّ. صَاحِبُ أَحْوَالٍ وَكَرَامَاتٍ وَتَأَلُّهٍ وَإِخْلاَصٍ وَتعفُّفٍ وَانقباضٍ. كَانَتِ المُلُوْكُ يَزورُوْنَهُ، وَيَتبرَّكُوْنَ بلقَائِهِ، وَكَانَ كلمَةَ وِفَاقٍ بَيْنَ أَهْلِ بلدِهِ. قِيْلَ: إِنَّ السُّلْطَانَ نُوْرَ الدِّيْنِ زَارَهُ، فَقوَّى عَزْمَهُ عَلَى جِهَادِ الفِرنْج، وَدَعَا لَهُ، وَإِنَّ السُّلْطَانَ صَلاَحَ الدِّيْنِ زَارَهُ، وَطلبَ مِنْهُ الدُّعَاءَ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِترْكِ قصدِ المَوْصِلِ، فَلَمْ يَقبلْ، وَسَارَ إِلَيْهَا فَلَمْ يظفرْ بِهَا. وَكَانَ الشَّيْخُ حَيَاةُ قَدْ صَحِبَ الشَّيْخَ حُسَيْناً البَوَارِيَّ تِلْمِيْذَ مُجَلِّي بنِ يَاسينَ، وَكَانَ مُلاَزِماً لزَاويتِهِ بِحَرَّانَ مُنْذُ خَمْسِيْنَ سَنَةً، لَمْ تَفُتْهُ جَمَاعَةٌ إلَّا مِنْ عُذرٍ شرعِيٍّ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ بشوشَ الوَجْهِ، ليِّنَ الجَانبِ، رحيمَ القَلْبِ، سخيّاً كَرِيْماً، صَاحِبَ ليلٍ وَتَبَتُّلٍ، لَمْ يُخَلِّفْ بِحَرَّانَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَلَهُ سيرَةٌ فِي مُجَلَّدٍ كَانَتْ عِنْدَ ذُرِّيَتِهِ. تُوُفِّيَ فِي لَيْلَةِ الأَرْبعَاءِ سَلْخَ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً رَحِمَهُ الله تَعَالَى.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 254" ووقع عنده [ابن عباد] بالموحدة التحتية، بدل [ابن عياد] بالمثناة التحتية، ووقع أيضا [ابن سعد] بدل [ابن سعيد] . 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 269".

سنان

5269- سنان: رَاشِدُ الدِّينِ، كَبِيْرُ الإِسْمَاعِيْلِيَّة وَطَاغوتُهُم، أَبُو الحَسَنِ سِنَانُ بنُ سَلْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ البَصْرِيُّ البَاطِنِيُّ، صَاحِبُ الدَّعوَةِ النِّزَارِيَّةِ. كَانَ ذَا أَدبٍ وَفضِيْلَةٍ، وَنظَرٍ فِي الفَلْسَفَةِ وَأَيَّامِ النَّاسِ، وَفِيْهِ شَهَامَةٌ وَدهَاءٌ وَمكرٌ وَغَوْرٌ، فَذَكَر رَسُوْلٌ لَهُ وَهُوَ سَعْدُ الدِّينِ عَبْدُ الكَرِيْمِ، قَالَ: حَكَى الشَّيْخُ سنَانٌ: قَالَ: وَردْتُ الشَّامَ، فَاجتزْتُ بِحَلَبَ، فَصَلَّيْتُ العصرَ بِمشهدٍ عَلَى ظَاهِرِ بَابِ الجنانِ، وَثَمَّ شَيْخٌ مُسِنٌّ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ الشَّيْخُ? قَالَ: مَنْ صِبيَانِ حلبَ. قُلْتُ: الدَّعوَةُ النِّزَارِيَّةُ نسبَةٌ إِلَى نزَارِ ابْنِ خَلِيْفَة العُبَيْدِيَّةِ المُسْتَنْصِرِ، صَيَّرَهُ أَبُوْهُ وَلِيَّ عَهْدِهِ، وَبثَّ لَهُ الدُّعَاةَ، فَمنهُم صَبَّاحٌ جدُّ أَصْحَابِ الْأَلْمُوتِ، أَحَدُ شيَاطينِ الإِنْسِ، ذُو سَمْتٍ، وَذلقٍ، وَتَخَشُّعٍ، وَتنَمُّسٍ، وَلَهُ أَتْبَاعٌ. دَخَلَ الشَّامَ وَالسَّوَاحِلَ فِي حُدُوْدِ ثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، فَلَمْ يَتِمَّ لَهُ مرَامُهُ، فَسَارَ إِلَى العَجَمِ، وَخَاطبَ الغُتْمَ الصُّمَّ، فَاستجَابَ لَهُ خَلْقٌ، وَسَلَخَهُم، وَحَلَّهُم، وَكثرُوا، وَأَظهرُوا شغلَ السِّكِّين وَالوثَوْبَ عَلَى الكِبَارِ، ثُمَّ قصدَ قَلْعَةَ الْأَلْمُوتِ بقَزْوِيْنَ، وَهِيَ مَنِيعَةٌ بِأَيدِي قَوْمٍ شجعَان، لَكنَّهُم جهلَةٌ فُقَرَاءُ، فَقَالَ لَهُم: نَحْنُ قَوْمٌ عُبَّادٌ مسَاكينُ، فَأَقَامُوا مُدَّةً، فَمَالُوا إِلَيْهِم، ثُمَّ قَالَ: بِيعُونَا نِصْفَ قلعتِكُم بِسَبْعَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ، فَفَعلُوا، فَدَخَلوهَا، وَكثرُوا، وَاستولَى صَبَّاحٌ عَلَى القَلْعَةِ، وَمَعَهُ نَحْوُ الثَّلاَثِ مائَةٍ، وَاشْتُهِرَ بِأَنَّهُ يُفْسدُ الدِّينَ، وَيَحلُّ مِنَ الإِيْمَانِ، فَنهدَ لَهُ ملكُ تِلْكَ النَّاحيَةِ، وَحَاصَرَ القَلْعَةَ مَعَ اشتغَالِهِ بلعبِهِ وَسُكْرِهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ اليَعْقُوْبِيُّ مِنْ خوَاصِّ صَبَّاح: أَيش يَكُوْنُ لِي عَلَيْكُم إِنْ قتلتُهُ? قَالُوا: يَكُوْنُ لَكَ ذكران في تسابيحنا، قال: رضيت، أمرهم بِالنُّزَولِ ليلاً، وَقسَمَهُم أَربَاعاً فِي نوَاحِي ذَلِكَ الجَيْشِ، وَرتَّب مَعَ كُلِّ فِرقَةٍ طُبُولاً، وَقَالَ: إِذَا سَمِعتُم الصَّيحَةَ، فَاضربُوا الطُّبولَ، فَاختبطَ الجَيْشُ، فَانْتهزَ الفرصَةَ، وَهجم عَلَى الملكِ فَقَتَلَهُ، وَقُتِلَ، وَهَرَبَ العَسْكَرُ، فَحَوَتِ الصَّبَّاحيَّةُ الخيَامَ بِمَا حَوَتْ، وَاسْتغنَوا، وَعظُمَ البَلاَءُ بِهِم، وَدَامت الألموتُ لَهُم مائَةً وَسِتِّيْنَ عَاماً، فَكَانَ سنَان مِنْ نُوَّابِهِم.

فَأَمَّا نِزَارٌ، فَإِنَّ عَمَّتهُ عَمِلَتْ عَلَيْهِ، وَعَاهدَتِ الأُمَرَاءَ أَنْ تُقيمَ أَخَاهُ صَبِيّاً، فَخَافَ نِزَارٌ، فَهَرَبَ إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَجَرَتْ لَهُ أُمُوْرٌ وَحُرُوْبٌ، ثُمَّ قُتِلَ، وَصَارَ صَبَّاحٌ يَقُوْلُ: لَمْ يَمتْ، بَلِ اخْتَفَى، وَسيظهرُ، ثُمَّ أَحبلَ جَارِيَةً، وَقَالَ لَهُم: سيظهرُ مِنْ بطنِهَا، فَأَذعنُوا لَهُ، وَاغتَالُوا أُمَرَاءَ وَعُلَمَاءَ خبطُوا عَلَيْهِم، وَخَافتْهُمُ المُلُوْكُ، وَصَانَعوهُم بِالأَمْوَالِ. وَبَعَثَ صَبَّاحٌ الدَّاعِيَ أَبَا مُحَمَّدٍ إِلَى الشَّامِ، وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ، فَقوِيَ أَمرُهُ، وَاستجَابَ لَهُ الجبليَّةُ الجَاهِلِيَّةُ، وَاسْتولَوا عَلَى قَلْعَةٍ مِنْ جبلِ السماق. ثُمَّ هَلَكَ هَذَا الدَّاعِي، وَجَاءَ بَعْدَهُ سنَان، فَكَانَ سخطَةً وَبلاَءً، مُتَنَسِّكاً، متخَشِّعاً، وَاعِظاً، كَانَ يَجلسُ عَلَى صخرَةٍ كَأَنَّهُ صخرَةٌ لاَ يَتحرَّكُ منه سِوَى لِسَانِهِ، فَربطهُم، وَغَلَوا فِيْهِ، وَاعتقدَ مِنْهُم له الإِلهيَّةَ، فَتبّاً لَهُ وَلجهلِهِم، فَاستغوَاهُم بسحرٍ وَسيمِيَاء، وَكَانَ لَهُ كتبٌ كَثِيْرَةٌ وَمُطَالَعَةٌ، وَطَالَتْ أَيَّامُهُ. وَأَمَّا الألموتُ فَوَلِيهَا بَعْدَ صَبَّاحٍ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ بَعْدَهُ حَفِيْدُهُ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الَّذِي أَظهرَ شعَارَ الإِسْلاَمِ، وَنبذَ الانحَلاَلَ تَقيَّةً، وَزَعَمَ أَنَّهُ رَأَى الإِمَامَ عَلِيّاً، فَأَمرَهُ بِإِعَادَةِ رُسومِ الدِّينِ، وَقَالَ لخوَاصِّهِ: أَلَيْسَ الدِّين لِي? قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَتَارَةً أَضعُ عَلَيْكُم التَّكَالِيفَ، وَتَارَةً أَرفضُهَا، قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطعنَا، وَاستحضرَ فُقَهَاءَ وَقُرَّاءَ لِيُعَلِّمُوهُم، وَتَخَلَّصُوا بِهَذَا مِنْ صولَةِ خُوَارِزْمشَاه. نعم، وَكَانَ سنَان قَدْ عَرَجَ مِنْ حجَرٍ وَقَعَ عَلَيْهِ فِي الزَّلْزَلَةِ الكَبِيْرَةِ زَمَنَ نُوْرِ الدِّيْنِ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ مُحِبُّوهُ عَلَى مَا حَكَى المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ ليقتلُوْهُ، فَقَالَ: وَلِمَ تَقتلونِي? قَالُوا: لِتعُوْدَ إِلَيْنَا صَحِيْحاً، فَشَكَرَ لَهُم، وَدَعَا، وَقَالَ: اصبرُوا عَلَيَّ، يَعْنِي ثُمَّ قَتَلَهُم بِحِيلَةٍ. وَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَحلَّهُم مِنَ الإِسْلاَمِ، نَزلَ فِي رَمَضَانَ إِلَى مَقْثَأَةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا، فَأَكلُوا مَعَهُ. قَالَ ابْنُ العَدِيْمِ فِي "تَارِيْخِهِ": أَخْبَرَنِي شَيْخٌ أدرك سنانًا أنه كان بصريًا يُعلِّمُ الصِّبْيَانَ، وَأَنَّهُ مرَّ وَهُوَ طَالعٌ إِلَى الحُصُونِ عَلَى حِمَارٍ، فَأَرَادَ أَهْلُ إِقمِينَاسَ أَخَذَ حِمَارِهِ، فَبعدَ جُهْدٍ تركوهُ، ثُمَّ آلَ أَمرُهُ إِلَى أَنْ تَملَّكَ عِدَّةَ قِلاعٍ. أَوْصَى يَوْماً أَتْبَاعَهُ، فَقَالَ: عَلَيْكُم بِالصَّفَاءِ بَعْضُكُم لبَعْضٍ، لاَ يَمنعَنَّ أَحَدُكُم أَخَاهُ شَيْئاً لَهُ، فَأَخَذَ هَذَا بِنْتَ هَذَا، وَأَخَذَ هَذَا أُخْتَ هَذَا سِفَاحاً، وَسَمَّوا نُفُوْسَهُم الصُّفَاةُ، فَاسْتدَعَاهُم سنَانٌ مرَّةً، وَقَتَلَ خلقاً مِنْهُم. قَالَ ابْنُ العَدِيْمِ: تَمَكَّنَ فِي الحُصُونِ، وَانقَادُوا لَهُ. وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بنُ الهوَّارِيِّ أَنَّ صَلاَحَ الدِّيْنِ سَيَّرَ رَسُوْلاً إِلَى سنَانٍ يَتهدَّدُهُ، فَقَالَ لِلرَّسُوْلِ: سَأُرِيكَ الرِّجَالَ الَّذِيْنَ أَلقَاهُ بِهِم، فَأَشَارَ إِلَى جَمَاعَةٍ أَنْ يَرمُوا أَنْفُسَهُم مِنْ أَهْلِ الحصنِ مِنْ أَعلاَهُ، فَأَلقَوا نُفُوْسَهُم، فهلكوا.

قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ أَحلَّ لَهُم وَطءَ أُمَّهَاتِهِم وَأَخوَاتِهِم وَبنَاتِهِم، وَأَسقطَ عَنْهُم صومَ رَمَضَانَ. قَالَ: وَقَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي غَالِبٍ بنِ الحُصَيْنِ أَنَّ فِي مُحَرَّمٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ هَلَكَ سنَانٌ صَاحِبُ الدَّعوَةِ بِحصنِ الكَهْفِ، وَكَانَ رَجُلاً عَظِيْماً خفِيَّ الكيدِ، بعيدَ الهِمَّةِ، عَظِيْمَ المخَارِيقِ، ذَا قدرَةٍ عَلَى الإِغوَاءِ، وَخديعَةِ القُلُوْبِ، وَكتمَانِ السِّرِّ، وَاستخدَامِ الطَّغَامِ وَالغَفَلَةِ فِي أَغرَاضِهِ الفَاسِدَةِ. وَأَصلُهُ مِنْ قُرَى البَصْرَةِ، خدَمَ رُؤسَاءَ الإِسْمَاعِيْلِيَّة بِأَلَمُوت، وَرَاضَ نَفْسَهُ بعلُوْمِ الفلاسفَةِ، وَقرَأَ كَثِيْراً مِنْ كُتُبِ الجَدَلِ وَالمغَالطَةِ وَرَسَائِلِ إِخْوَانِ الصَّفَاءِ، وَالفَلْسَفَةِ الإِقنَاعِيَّةِ المُشَوَّقَةِ لاَ المُبَرْهَنَةِ، وَبَنَى بِالشَّامِ حُصُوْناً، وَتوثَّبَ عَلَى حصُوْنٍ، وَوَعَّرَ مسَالِكَهَا، وَسَالَمَتْهُ الأَنَامُ، وَخَافتْهُ المُلُوْكُ مِنْ أَجْلِ هجومِ أَتْبَاعِهِ بِالسِّكِّينِ. دَام لَهُ الأَمْرُ نَيِّفاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وَقَدْ سير إليه دَاعِي الدُّعَاةِ مِنْ قَلْعَةِ أَلَمُوْتَ جَمَاعَةً غَيْرَ مَرَّةٍ ليقتلُوْهُ لاِستبدَادِهِ بِالرِّئَاسَةِ، فَكَانَ سنَانٌ يَقتلُهُم، وَبَعْضُهُم يَخدعُهُ، فَيَصِيْرُ مِنْ أَتْبَاعِهِ. قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى حُسَيْنٍ الرَّازِيِّ فِي "تَارِيْخِهِ" قَالَ: حَدَّثَنِي مُعِيْنُ الدِّينِ مَوْدُوْد الحَاجِبُ أَنَّهُ حضَرَ عِنْدَ الإِسْمَاعِيْلِيَّةِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ، فَخلا بِسنَانٍ، وَسَأَلَهُ فَقَالَ: نشَأتُ بِالبَصْرَةِ، وَكَانَ أَبِي مِنْ مقدَّمِيهَا، فَوَقَعَ هَذَا الأَمْرُ فِي قَلْبِي، فَجرَى لِي مَعَ إِخْوَتِي أَمرٌ، فَخَرَجتُ بِغَيْرِ زَادٍ وَلاَ رَكُوْبٍ، فَتوصَّلْتُ إِلَى الأَلَمُوت، وَبِهَا إِلْكِيَا مُحَمَّدُ بنُ صَبَّاحٍ، وَلَهُ ابْنَانِ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ، فَأَقعدنِي مَعَهُمَا فِي المَكْتَبِ، وَكَانَ يَبُرُّنِي بِرَّهُمَا، وَيُسَاوينِي بِهِمَا، ثُمَّ مَاتَ، وَوَلِيَ حَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ، فَنفَّذَنِي إِلَى الشَّامِ، فَخَرَجْتُ مِثْلَ خُرُوْجِي مِنَ البَصْرَةِ، وَكَانَ قَدْ أَمرَنِي بِأَوَامرَ، وَحمَّلَنِي رَسَائِلَ، فَدَخَلتُ مَسْجِدَ التَّمَّارِيْنَ بِالمَوْصِلِ، ثُمَّ سِرْتُ إِلَى الرَّقَّةِ، فَأَدَّيْتُ رسَالَتَهُ إِلَى رَجُلٍ، فَزوَّدنِي، واكترى لي بَهيمَةً إِلَى حلبَ، وَلقيتُ آخرَ برسَالتِهِ، فَزوَّدنِي إِلَى الكهفِ، وَكَانَ الأَمْرُ أَنْ أُقيمَ هُنَا، فَأَقَمْتُ حَتَّى مَاتَ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ صَاحِبُ الأَمْرِ، فَولِيَ بَعْدَهُ خوَاجَا عليّ بِغَيْرِ نصٍّ، بَلْ بَاتِّفَاقِ جَمَاعَةٍ، ثُمَّ اتَّفَقَ الرَّئِيْسُ أَبُو مَنْصُوْرٍ ابْنُ الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ وَالرَّئِيْسُ فَهْدٌ، فَبعثَوا مَنْ قتلَ خوَاجَا، وَبَقِيَ الأَمْرُ شُوْرَى، فَجَاءَ الأَمْرُ مِنَ الأَلموت بِقَتْلِ قَاتِلِهِ وَإِطلاَقِ فَهْدٍ، وَقُرِئت الوصيَّةُ عَلَى الجَمَاعَةِ، وَهِيَ: هَذَا عهدٌ عهدنَاهُ إِلَى الرَّئِيْسِ نَاصِرِ الدِّيْنِ سنَان، وَأَمَرْنَاهُ بقِرَاءتِهِ عَلَى الرِّفَاقِ وَالإِخْوَانِ، أَعَاذَكُمُ اللهُ مِنَ الاخْتِلاَفِ وَاتِّبَاعِ الأَهوَاءِ، إِذْ ذَاكَ فِتْنَةُ الأَوَّلِينَ، وَبلاَءُ الآخرِيْنَ، وَعبرَةٌ لِلمعتبرِيْنَ، مَنْ تَبرَّأَ مِنْ أَعْدَاءِ اللهِ وَأَعْدَاءِ وَليِّهِ وَدِيْنِهِ، عَلَيْهِ مُوَالاَةُ أَوْلِيَاءِ اللهِ، وَالاَتحَادُ بِالوحدَةِ سُنَّةُ جَوَامِعِ الكلم، كلمَةِ اللهِ وَالتَّوحيدِ وَالإِخْلاَصِ. لاَ إِلَهَ إلَّا الله عُرْوَةُ اللهِ الوُثقَى، وَحبلُهُ الْمَتِين، إلَّا فَتمسَّكُوا بِهِ، وَاعتصمُوا بِهِ، فَبِهِ صلاَحُ الأَوِّلِينَ، وفلاح الآخرين،

أَجْمِعُوا آرَاءكُم لِتعَلِيْمِ شَخْصٍ مُعَيَّنٍ بِنصٍّ مِنَ اللهِ وَوَليِّهِ، فتلقُّوا مَا يُلْقِيهِ إِلَيْكُم مِنْ أَوَامِرِهِ وَنوَاهيهِ بقبولٍ، فَلاَ وَرَبّكَ لاَ تُؤمنُوْنَ حَتَّى تُحَكِّمُوْهُ فِيمَا شَجَرَ بَيْنكُم ثُمَّ لاَ تَجدُوا فِي أَنْفُسِكُم حَرَجاً مِمَّا قضَى وَتسلِّمُوا تسليماً، فَذَلِكَ الاَتّحَادُ بِالوحدَةِ الَّتِي هِيَ آيَةُ الحَقِّ المُنْجِيَةُ مِنَ المهَالكِ، المُؤدِّيَةُ إِلَى السَّعَادَةِ، إِذِ الكَثْرَةُ علاَمَةُ البَاطِلِ المُؤدِّيَةُ إِلَى الشَّقَاوَةِ المُخزِيَةِ، فَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ زوَالِهِ، وَبِالوَاحِدِ مِنْ آلهَةٍ شَتَّى، وَبِالوحدَةِ مِنَ الكَثْرَةِ، وَبِالنَّصِّ وَالتَّعَلِيْمِ مِنَ الأَدوَاءِ وَالأَهوَاءِ، وَبِالحَقِّ مِنَ البَاطِلِ، وَبِالآخِرَةِ البَاقيَةِ مِنَ الدُّنْيَا المَلْعُوْنَةِ، إلَّا مَا أُرِيْدَ بِهِ وَجهُ اللهِ، فَتزوَّدُوا مِنْهَا لِلأُخْرَى، وَخيرُ الزَّادِ التَّقْوَى، أَطيعُوا أَمِيْرَكُم وَلَوْ كَانَ عبداً حبشيّاً. قَالَ ابْنُ العَدِيْمِ: كتب سنَانٌ إِلَى صَاحِبِ شَيْزَرَ يُعَزِّيهِ بِأَخِيْهِ: إِنَّ المنَايَا لاَ تَطَا بمنسمٍ ... إِلاَّ عَلَى أَكتَافِ أَهْلِ السُّؤْدُدِ فَلَئِنْ صَبْرتَ فَأَنْتَ سَيِّدُ معشرٍ ... صَبْرُوا وَإِنْ تَجْزَعْ فَغَيْرُ مُفَنَّدِ هَذَا التَّنَاصُرُ بِاللِّسَانِ وَلَوْ أَتَى ... غَيْرُ الحِمَامِ أَتَاكَ نَصْرِي بِاليَدِ وَهِيَ لأَبِي تَمَّامٍ. وَكَتَبَ سنَانٌ إِلَى صَلاَحِ الدِّيْنِ: يَا لِلرِّجَالِ لأمرٍ هَال مَقْطَعُهُ ... مَا مَرَّ قَطُّ عَلَى سَمعِي تَوَقُّعُهُ فَإِذَا الَّذِي بِقِرَاعِ السَّيْفِ هَدَّدَنَا ... لاَ قَامَ مَصْرَعُ جَنْبِي حِيْنَ تَصْرَعُهُ قَامَ الحَمَامُ إِلَى البَازِي يُهَدِّدُهُ ... وَاسْتَيْقَظَتْ لأُسود البرّ أضبعه وَقفْتُ عَلَى تَفصيلِ كِتَابِكُم وَجُمَلِهِ، وَعَلِمْنَا مَا هدَّدنَا بِهِ مِنْ قَوْلِهِ وَعملِهِ، فَيَا للهِ العجبُ مِنْ ذُبَابَةٍ تَطنُّ فِي أُذنِ فِيلٍ، وَبعوضَةٍ تُعَدّ فِي التَّمَاثيلِ، وَلَقَدْ قَالهَا مِنْ قَبْلِكَ قَوْمٌ، فَدمَّرْنَا عَلَيْهِم، وَمَا كَانَ لَهُم مِنْ نَاصِرِيْنَ. أَلِلْحقِّ تدحضُونَ، وَللبَاطِلِ تَنصرُوْنَ?! وَسيعلَمُ الَّذِيْنَ ظلمُوا أَيَّ منقَلَبٍ يَنقَلْبُوْنَ. وَلَئِنْ صَدَرَ قَوْلُكَ فِي قطعِ رَأْسِي، وَقلعِكَ لقلاعِي مِنَ الجِبَالِ الرَّواسِي، فَتلكَ أَمَانِيّ كَاذِبَةٌ، وَخيَالاَتٌ غَيْرُ صَائِبَةٍ، فَإِنَّ الجَوَاهِرَ لاَ تَزولُ بِالأَعْرَاضِ، كَمَا أَنَّ الأَرْوَاحَ لاَ تضمحِلُّ بِالأَمرَاضِ. وَإِنْ عُدْنَا إِلَى الظَّاهِرِ، وَعدلْنَا عَنِ البَاطِنِ فَلنَا فِي رَسُوْلِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ: "مَا أُوذِيَ نَبِيٌّ مَا أُوذِيْت" 1 وَقَدْ علمتَ مَا جرَى عَلَى عترته وشيعته، فالحال

_ 1 صحيح على شرط مسلم: ورد عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ: "لقد أوذيت في الله، وما يؤذى أحد، وأخفت في الله، وما يخاف أحد، ولقد أتت عليَّ ثلاثة من بين يوم وليلة، ومالي وبلال طعام يأكله ذو كبد، إلا ما يواري إبط بلال". أخرجه ابن أبي شيبة "11/ 464" و"14/ 300"، وأحمد "3/ 120"، واللفظ له، وعبد بن حميد "1317"، والترمذي "2472"، وفي "الشمائل" "137"، وابن ماجه "151"، وأبو يعلى "3423"، والبيهقي في "الشعب" "1632"، والضياء في "المختارة" "1633" و"1634" من طرق عن حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك، به. وإسناده صحيح على شرط الشيخين خلا حماد بن سلمة فإنه على شرط مسلم.

مَا حَالَ، وَالأَمْرُ مَا زَالَ، وَقَدْ علمْتُم ظَاهِرَ حَالِنَا، وَكَيْفِيَّةَ رِجَالِنَا، وَمَا يَتمنَّوْنَهُ مِنَ الفَوتِ، وَيَتقرَّبُوْنَ بِهِ مِنْ حيَاضِ المَوْتِ، وَفِي المَثَلِ: أَو لِلبطِّ تُهّدِّدُ بِالشَّطِّ? فَهيّئ لِلبلاَيَا أَسبَاباً، وَتَدرَّعْ لِلرَّزَايَا جِلبَاباً، فَلأَظهرَنَّ عَلَيْكَ مِنْكَ، وَتَكُوْنُ كَالبَاحثِ عَنْ حَتْفِهِ بظلفِهِ، وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بعزِيزٍ، فَكُنْ لأَمرنَا بِالمرصَادِ، وَاقرَأْ أَوَّلَ النَّحْلِ وَآخرَ صَ. قَالَ النَّجْمُ ابْنُ إِسْرَائِيْلَ: أَخْبَرَنِي المنتَجَبُ بنُ دَفْتَرخوَان، قَالَ: أَرْسَلنِي صَلاَحُ الدِّيْنِ إِلَى سنَانٍ حِيْنَ قفزُوا عَلَى صَلاَحِ الدِّيْنِ المَرَّةِ الثَّالِثَةِ، وَمعِي القُطْبُ النَّيْسَابُوْرِيُّ يُهَدِّدُهُ، فَكَتَبَ عَلَى طُرَّةِ كِتَابِهِ: جَاءَ الغُرَابُ إِلَى البَازِي يهدِّدُهُ ... وَذَكَرَ الأَبيَاتَ، وَقَالَ: هَذَا جَوَابُهُ، إِنَّ صَاحِبَكَ يَحكمُ عَلَى ظَاهِرِ جُندِهِ، وَأَنَا أَحكمُ عَلَى باطنِ جُندِي، وَسترَى دَليلَهُ، فدعا عشرةً مِنْ صِبيَانِ القَاعَةِ، فَأَلقَى سِكِّيناً فِي الخَنْدَقِ، وَقَالَ: مَنْ أَرَادَ هَذِهِ، فَليقَعْ خلْفَهَا، فَتبَادرُوا جَمِيْعاً خلفهَا وَثْباً، فَتقطَّعُوا، فَعُدْنَا، فَصَالَحَهُ صَلاَحُ الدِّيْنِ. وَذَكَرَ قُطْبُ الدِّيْنِ فِي "تَارِيْخِهِ": أَنَّ سنَاناً سَيَّرَ رَسُوْلاً إِلَى صَلاَحِ الدِّيْنِ، فَلَمْ يَجِدْ مَعَهُ مَا يَخَافُهُ، فَأَخلَى لَهُ المَجْلِسَ سِوَى نَفرٍ، فَامْتَنَعَ مِنْ أَدَاءِ الرِّسَالَةِ حَتَّى يَخْرُجُوا، فَأَخْرَجَهُم كلَّهُم سِوَى مَمْلُوْكَيْنِ، فَقَالَ: أُمِرْتُ أَنْ لاَ أُؤَدِّي إلَّا خَلْوَةً، قَالَ: هَذَانِ مَا يخرجَانِ، فَإِنْ أَدَّيْتَ، وَإِلاَّ فَقُم، فَهُمَا مِثْلُ أَوْلاَدِي، فَالْتَفَتَ إِلَيهُمَا، وَقَالَ: إِذَا أَمرتُكُمَا عَنْ مَخْدُومِي بِقَتْلِ هَذَا السُّلْطَانِ، أَتقتلاَنِهِ? قَالاَ: نَعم، وَجَذَبا سَيْفَهُماً، فَبُهِتَ السُّلْطَانُ، وَخَرَجَ أَحَدُهُمَا مَعَ الرَّسُولِ، فَدَخَلَ السُّلْطَانُ فِي مرضَاةِ سنَانٍ، وَمِنْ شِعْرِهِ: مَا أَكْثَرَ النَّاسَ وَمَا أَقلَّهُمُ ... وَمَا أَقلُّ فِي القَلِيْلِ النُّجَبَا ليتَهُم إِذْ يَكُوْنُوا خُلِقُوا ... مُهَذَّبِيْنَ صَحِبُوا مُهَذَّبا مَاتَ سنَانٌ كَمَا قُلْنَا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائة.

الطالقاني

5270- الطالقاني 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الوَاعِظُ، ذُو الفُنُوْنِ، رضِيُّ الدِّينِ، أَبُو الخَيْرِ أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ يوسف الطالقاني القزويني الشافعي. مَوْلِدُهُ بقَزْوِيْنَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَتَفَقَّهَ عَلَى ملكدَاذ بنِ عَلِيٍّ العُمَرَكِيِّ، ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، فَتفقَّهَ بِمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهِ، وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ. وَسَمِعَ مِنْ أبي عَبْدِ اللهِ الفُرَاوِيِّ، وَعَبْدِ الغَافِرِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَهِبَةِ اللهِ السَّيِّدِيِّ، وَزَاهِرٍ الشَّحَّامِيِّ، وَعَبْدِ المُنْعِمِ ابْنِ القُشَيْرِيِّ، وَعَبْدِ الجَبَّارِ الخُوَارِيِّ. وَسَمِعَ الكُتُبَ الكِبَارَ. وَدَرَّسَ بقَزْوِيْنَ وَبِبَغْدَادَ. وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ البَطِّيِّ. وَوَعَظَ، وَنَفَقَ سُوْقهُ، ثُمَّ درَّسَ بِالنّظَامِيَّةِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ إِمَاماً فِي المَذْهَبِ وَالأُصُوْلِ وَالتَّفْسِيْرِ وَالخلاَفِ وَالتَّذْكيرِ، وَحَدَّثَ "بصَحِيْحِ مُسْلِمٍ"، وَ"مُسْنَدِ ابْنِ رَاهَوَيْه"، وَ"تَارِيخِ الحَاكِمِ"، وَ"السُّنَنِ الكَبِيْرِ"، وَ"دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ"، وَ"البَعْثِ"، لِلْبَيْهَقِيِّ، وَأَملَى مَجَالِسَ، وَوعظَ، وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ لحُسْنِ سَمْتِهِ، وَحَلاَوَةِ مَنْطِقهِ، وَكَثْرَةِ مَحْفُوْظَاتِهِ، وَكثُرَ التَّعصّبُ لَهُ مِنَ الأُمَرَاءِ وَالخَوَاصِّ، وَأَحَبَّهُ العوَامُّ، وَكَانَ يَجلسُ بِجَامِعِ القَصْرِ، وَبِالنّظَامِيَّةِ، وَتحضرُهُ أُمَمٌ، ثم عاد سَنَة ثَمَانِيْنَ إِلَى بلدِهِ. وَكَانَ كَثِيْرَ العِبَادَةِ وَالصَّلاَةِ، دَائِمَ الذِّكرِ، قَلِيْلَ المَأكل، يَشتملُ مَجْلِسُهُ عَلَى التَّفْسِيْرِ وَالحَدِيْثِ وَالفِقْهِ وَحِكَايَاتِ الصَّالِحِيْنَ بِلاَ سجعٍ وَلاَ تَزويقٍ وَلاَ شِعرٍ. وَهُوَ ثِقَةٌ فِي رِوَايَتِهِ، وَقِيْلَ: كَانَ يَخْتِمُ كُلَّ يَوْمٍ مَعَ دوَامِ الصَّوْمِ، وَيُفْطِرُ عَلَى قرصٍ وَاحِدٍ. وَقَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: أَملَى عِدَّةَ مَجَالِسَ، وَكَانَ مُقْبِلاً عَلَى الخَيْرِ، كَثِيْرَ الصَّلاَةِ، لَهُ يَدٌ بَاسِطَةٌ فِي النَّظَرِ، وَاطِّلاعٌ عَلَى العلُوْمِ، وَمَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ، كَانَ جَمَّاعَةً لِلْفنُوْنِ -رَحِمَهُ الله- رُدَّ إِلَى بلدِهِ، فَأَقَامَ مُشْتَغِلاً بِالعِبَادَةِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ الحَافِظُ عَبْدُ العَظِيْمِ: حَكَى غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَزَالُ لِسَانُهُ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ اللهِ. مَاتَ فِي الثَّالِثِ وَالعِشْرِيْنَ مِنَ المُحَرَّمِ. وَأَنْبَأَنَا مَحْفُوْظُ ابْنُ البُزُوْرِيِّ فِي "تَارِيْخِهِ"، قال: أبو الخير، هُوَ أَوَّلُ مَنْ وَعَظَ بِبَابِ بدْرٍ الشَّرِيْفِ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 134".

قُلْتُ: هَذَا مَوْضِعٌ كَانَ رُبَّمَا حضَرَ فِيْهِ وَعظَهُ الخَلِيْفَةُ المُسْتَضِيْءُ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ، وَتحضرُ الأُمَمُ، فَكَانَ هُوَ يَعظُ مرَّةً وَابْنُ الجَوْزِيِّ مرَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو البَقَاءِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، وَالمُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ، وَبَالَغَ فِي تَعَظِيْمِهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْن الدُّبَيْثِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي السَّهْلِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ المُوَفَّقُ: كَانَ يَعملُ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مَا يَعجزُ المُجْتَهِدُ عَنْهُ فِي شَهْرٍ، وَظهرَ التَّشَيُّعُ فِي زَمَانِهِ بِسَبَبِ ابْنِ الصَّاحبِ، فَالتمسَ العَامَّةُ مِنْهُ عَلَى المِنْبَرِ يَوْمَ عَاشُورَاء أَنْ يَلعَنَ يَزِيْدَ، فَامتنعَ، فَهمُّوا بِقَتْلِهِ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يُرَعْ، وَلاَ زَلَّ، وَسَارَ إِلَى قَزْوِيْنَ، وَضَجَعَ لَهُم1 ابْنُ الجَوْزِيِّ. وَلأَبِي الخَيْرِ وَلدَانِ متخَلِّفَانِ دخلاَ في الكذب والزوكرة والغربة.

_ 1 ضج لهم: أي مال إليهم.

ابن صدقة

5271- ابن صدقة 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ الصَّدُوْقُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد بن حَسَنِ بنِ صَدَقَةَ الحَرَّانِيُّ، البَزَّازُ، السَّفَّارُ، المَعْرُوفُ قَدِيْماً بِابْنِ الوَحْشِ. شيخٌ مُعَمَّرٌ، معتبَرٌ، دَيِّنٌ، تردد إلى خراسان وَغَيْرِهَا فِي التِّجَارَةِ. وَسَمِعَ فِي كهولتِهِ سَنَة ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ مِنَ الفُرَاوِيِّ الصَّحِيْحَ وَغَيْرَهُ، وَلَهُ إِحْدَى وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ، وَأَخُوْهُ الشَّيْخُ المُوَفَّقُ، وَالبَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالضِّيَاءُ الحَافِظُ، وَالحَسَنُ بنُ سَلامٍ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَأَبُو المَعَالِي ابْنُ الشِّيْرَازِيِّ وَابْن سَعْدٍ، وَخَطِيْبُ مَرْدَا، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الهَادِي، وَالعِمَادُ عَبْدُ اللهِ ابْنُ النَّحَّاسِ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الصَّقَلِّيُّ، وَابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَآخَرُوْنَ. وَرَوَى ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، عَنِ ابْنِ الأَخْضَرِ، عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: بَنَى بِدِمَشْقَ مَدْرَسَةً، وَوقفَهَا عَلَى الحَنَابِلَةِ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، وَقِيْلَ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِدِمَشْقَ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: لا وجود للمدرسة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 109"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 282".

ابن قائد، الخرقي

ابن قائد، الخرقي: 5272- ابن قائد: القُدْوَةُ العَارِفُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي المَعَالِي بنِ قَايدٍ الأَوَانِيُّ. زَاهِدٌ، خَاشعٌ، ذُو كَرَامَاتٍ، وَتَأَلُّهٍ، وَأَورَادٍ، أُقعدَ مُدَّةً. قَدِمَ أَوَانَا وَاعِظٌ باطنِيٌّ، فَنَالَ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَحُمِلَ هَذَا فِي مِحَفَّتِهِ، وَصَاحَ بِهِ: يَا كلبُ انزلْ، وَرجمَتْهُ العَامَّةُ، فَهَرَبَ، وَحَدَّثَ سنَاناً بِمَا تَمَّ عَلَيْهِ، فَنَدَبَ لَهُ اثْنَيْنِ فَأَتيَاهُ، وَتعَبَّدَا مَعَهُ أَشْهُراً، ثُمَّ قَتَلاَهُ، وَقَتَلاَ خَادِمَهُ، وَهربا فِي البسَاتينِ، فَنكرهمَا فَلاَّحٌ، فَقَتَلَهُمَا بِمرِّهِ، ثُمَّ نَدِمَ لَمَّا رَآهُمَا بِزِيقِ الفَقْرِ، ثُمَّ تَيَقَّنَ أَنَّهُمَا اللَّذَانِ قَتَلاَ الشَّيْخَ بصفتِهِمَا، ثُمَّ أُحرِقَا، فَقِيْلَ: إِنَّ الشَّيْخَ عَبْدَ اللهِ الأُرْمَوِيَّ شَاهَدَ ذلك. 5273- الخرقي 1: الإِمَامُ الصَّالِحُ، مُعِيْدُ الأَمِيْنِيَّةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بنِ المُسَلَّمِ اللَّخْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، ابْنُ الخِرَقِيِّ، الشَّافِعِيُّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ مَعَ الحَافِظِ ابْنِ عَسَاكِرَ. وَسَمِعَ أَبَا الحَسَنِ ابْنَ المَوَازِيْنِيِّ، وَعَبْد الكَرِيْمِ بن حَمْزَةَ، وَابْن قُبَيْس، وَطَاهِر بن سَهْلٍ، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: الشَّيْخ المُوَفَّق، وَالضِّيَاء، وَالبَهَاء، وَابْن خَلِيْل، وَأَخُوْهُ إِبْرَاهِيْم الآدَمِيّ، وَخَطِيْب مَرْدَا، وَابْن سَعْدٍ، وَابْن عَبْدِ الدَّائِمِ، وَخَلْق. ابْنُ الحَاجِبِ، عَنِ ابْنِ نُقْطَة، عَنِ ابْنِ الأَنْمَاطِيّ: أَنَّ الخِرَقِيّ رَاوِي نُسْخَة أَبِي مُسْهِرٍ، لَمْ يُوجد بِهَا أَصله، إِنَّمَا سَمِعْتُ بِقَوْلِهِ عَنِ ابْن المَوَازِيْنِيّ. قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: كَانَ فَقِيْهاً عدلاً صَالِحاً، يَتلو كُلّ يوم وليلة ختمَة، وَقَالَ أَبُو حَامِدٍ ابْن الصَّابُوْنِيّ فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ: أَعَاد بِالأمينِيَّة لجَمَال الإِسْلاَمِ أَبِي الحَسَنِ، وَأَضرّ فِي الآخَرِ، وَأُقعد، فَاحتَاج إِلَى وَضوء فِي اللَّيْلِ وَمَا عِنْدَهُ أَحَد، فَذُكِرَ أَنه قَالَ: بَيْنَا انَا أَتَفَكر إِذَا بِنُوْرِ مِنَ السَّمَاء دَخَلَ البَيْت، فَبصُرْت بِالمَاءِ، فَتوضَّأْت، حَدَّثَ بَعْض إِخْوَانه بِهَذَا، وَأَوْصَاهُ أَنْ لاَ يُخْبِر بِهِ إلَّا بَعْد مَوْته. تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 116"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 289".

قزل، عبد الحق

قزل، عبد الحق: 5274- قزل 1: السُّلْطَانُ أَرْسَلاَن قزل، وَاسْمُهُ عُثْمَانُ ابْنُ المَلِكِ إلدكز صاحب أَذْرَبِيْجَانَ بَعْدِ أَخِيْهِ البَهْلَوَان. ثُمَّ تَملّك هَمَذَان وَأَصْبَهَان وَالرَّيّ، وَقوِي عَلَى سُلْطَانِهِ طُغْرل، وَأَخَذَهُ وَحَبَسَهُ، وَسَارَ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَصلبَ جَمَاعَة مِنَ الشَّافِعِيَّة، وَخَطَبَ لِنَفْسِهِ بِالسّلطنَة، وَتَمَكَّنَ. وَكَانَتْ دَوْلَته سَبْع سِنِيْنَ، ثُمَّ قُتِل غيلَة عَلَى فِرَاشه، وَمَا عُرِف مَنْ قَتله، وَذَلِكَ فِي شَعْبَان سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5275- عَبْدُ الحَقِّ 2: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ المُجَوِّدُ العَلاَّمَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الحق بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ سَعِيْدٍ الأَزْدِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ المَعْرُوفُ فِي زَمَانِهِ بِابْنِ الخَرَّاطِ. مَوْلِده فِيمَا قَيده أَبُو جَعْفَرٍ بنُ الزُّبَيْرِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. حَدَّثَ عن: أبي الحسن شريح بن محمد وأبي الحَكَم بن بَرَّجَانَ، وَعُمَر بن أَيُّوْبَ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ مُدِير، وَأَبِي الحَسَنِ طَارِق بن يَعِيْشَ، وَالمُحَدِّث طَاهِر بن عَطِيَّةَ، وَطَائِفَة. سكن مدينَة بِجَايَة وَقت الفِتْنَة الَّتِي زَالت فِيْهَا الدَّوْلَة اللّمتُونِيَّة بِالدَّوْلَة المُؤْمِنِيَّة، فَنَشَر بِهَا عِلْمَه، وصنف التصانيف، واشتهر اسمه، وسارت بِـ"أَحكَامه الصُّغْرَى" وَ"الوسطَى" الرُّكبَان. وَلَهُ "أَحكَام كُبْرَى" قِيْلَ هِيَ بِأَسَانِيْده، فَاللهُ أَعْلَم. وَوَلِيَ خطَابَة بِجَايَة. ذكره الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ البَلَنْسِيّ الأَبَّار، فَقَالَ: كَانَ فَقِيْهاً، حَافِظاً، عَالِماً بِالحَدِيْثِ وَعِلَلِهِ، عَارِفاً بِالرِّجَال، مَوْصُوَفاً بِالخَيْرِ وَالصَّلاَح وَالزُّهْد وَالوَرَع وَلزوم السُّنَّة وَالتقلّل مِنَ الدُّنْيَا، مشَاركاً فِي الأَدب وَقول الشِّعر، قَدْ صَنّف فِي الأَحكَام نُسْخَتَيْنِ كُبْرَى وَصغرَى، وَسبقه إِلَى مِثْل ذَلِكَ الفَقِيْهُ أَبُو العَبَّاسِ بنُ أَبِي مَرْوَانَ الشَّهِيْد بلبْلَة، فَحظِيَ الإِمَام عَبْد الحَقِّ دُوْنَهُ. قُلْتُ: وَعَمِلَ الْجمع بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ بِلاَ إِسْنَاد عَلَى تَرْتِيْب مُسْلِم، وَأَتْقَنَهُ، وَجَوَّده.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 289-290". ووقع عنده [الزكر بالزاى المعجمة والراء المهملة بدل [الدكز] بالدال المهملة والزاى المعجمة. 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1100"، وشذرات الذهب "4/ 271".

قَالَ الأَبَّار: وَلَهُ مصَنّف كَبِيْر جمع فِيْهِ بَيْنَ الكُتُب السِّتَّة، وَلَهُ كِتَاب "الْمُعْتَل مِنَ الحَدِيْثِ" وَكِتَاب "الرّقَاق" وَمُصَنَّفَات أُخَر. قُلْتُ: وَلَهُ كِتَاب "العَاقبَة" فِي الْوَعْظ وَالزُّهْد. وَقَالَ الأَبَّار: وَلَهُ فِي اللُّغَة كِتَاب حَافل ضَاهَى بِهِ كِتَاب "الغرِيبين" لأَبِي عُبَيْدٍ الهَرَوِيّ. حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَة مِنْ شُيُوْخنَا. وَقَالَ: وُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ بِبجَايَة بَعْد مِحْنَة نَالَتْهُ مِنْ قِبَل الدَّوْلَة فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ خَطِيْب بَيْت المَقْدِسِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بن محمد المَعَافِرِيُّ، وَأَبُو الحَجَّاجِ ابْن الشَّيْخ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ نَقيْمَش، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ غَالِبٍ الأَزْدِيّ، وَأَبُو العَبَّاسِ العَزَفِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَصَنَّفَ الحَافِظُ القَاضِي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الحِمْيَرِيّ الكُتَامِيّ الفَاسِيّ المَشْهُوْرُ بِابْنِ القَطَّان كِتَاباً نَفِيساً فِي مُجَلَّدتين سَمَّاهُ "الوَهْمُ وَالإِيهَام فِيمَا وَقَعَ مِنَ الْخلَل فِي الأَحكَام الكُبْرَى لِعَبْدِ الحَقِّ" يُنَاقشه فِيْهِ فِيمَا يَتعلّق بِالعلل وَبِالجَرْح وَالتَعْدِيْل، طَالعتُهُ، وَعلّقت مِنْهُ فَوَائِد جَلِيْلَة. وَمِنْ مَسْمُوْع الحَافِظ عَبْد الحَقِّ "صَحِيْح مُسْلِم" يَحملُه عَنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ بشر، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكّرَة الصَّدَفِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ بنُ دِلْهَاث العُذْرِيّ، أَخْبَرَنَا الرَّازِيّ بِإِسْنَادِهِ. فَهَذَا نُزول بِحَيْثُ أَنَّ ابْنَ سكّرَة فِي إِزَاء المُؤَيَّد الطُّوْسِيّ، وَشيخنَا القَاسِم الإِرْبِلِيّ فِي طَبَقَة ابْن بِشْر هَذَا، وَصَاحِبه ابْن عَطِيَّةَ وَنَحْنُ فِي الْعدَد سَوَاء، فَكَانَ عَبْدَ الحَقّ سَمِعَهُ مِنَ المِزِّيّ وَالبِرْزَالِيّ وَاللهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ أَنْبَأَنَا "بِالأَحكَام الصُّغْرَى": الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ هَارُوْنَ فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنَ المَغْرِب، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبِي نَصْرٍ بِسَمَاعه مِنَ المصَنّف أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْد الحَقِّ. قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي تَرْجَمَة عَبْد الحَقِّ: كَانَ يُزَاحم فُحُوْل الشُّعَرَاء، وَلَمْ يُطلق عنَانَه فِي نطقِه. قُلْتُ: مَا أَحلَى قَوْله وَأَوعظه إِذْ قَالَ: إِنَّ فِي المَوْتِ وَالمعَادِ لُشغلاً ... وَادِّكَاراً لذِي النُّهَى وَبلاغَا فَاغتَنِمْ خطتَينِ قَبْل المنَايَا ... صِحَّةَ الجِسْم يَا أَخِي وَالفرَاغَا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ التَّبْرِيْزِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا مَجْد الدِّيْنِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ غَالِب الأَزْدِيّ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الْحق الأزديّ أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنا أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِرٍ التَّمِيْمِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُوْرِيّ المُقْرِئ وَغَيْرهُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الخُزَاعِيّ، أَخْبَرَنَا الهَيْثَمُ بنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيّ بِبُخَارَى، أَخْبَرَنَا أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، سمعت عبد الله ابن أَبِي عُتبَة يُحدِّث عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئاً، عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ"1 وَأَنْبَأَنَاهُ عَالِياً أَحْمَدُ بن مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُطَّلِب بن هَاشِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو شُجَاعٍ عُمَر بن مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَة قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَلِيْلِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الخُزَاعِيّ، فَذَكَره.

_ 1 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 523-524"، والطيالسي "2222" وابن سعد في "الطبقات" "1/ 368"، وأحمد "3/ 71 و79 و88 و91 و92"، والبخاري "3562" و"6102" و"6119"، وفي "الأدب المفرد، "467"، والترمذي في "الشمائل" "351"، وابن ماجه "4180"، والبيهقي "10/ 192"، وفي "دلائل النبوة" "1/ 316"، وفي "الآدب" "200"، من حديث أبي سعيد الخدري، به.

صاحب حماة

5276- صاحب حماة 1: المَلِكُ المُظَفَّرُ، تَقِيُّ الدِّيْنِ عُمَرُ ابْنُ الأَمِيْرِ نُوْرِ الدَّوْلَةِ شَاهنشَاه بنِ أَيُّوْبَ بنِ شَاذِي صَاحِبُ حَمَاةَ، وَأَبُو أَصْحَابهَا. كَانَ بَطَلاً شُجَاعاً مِقْدَاماً جَوَاداً مُمَدَّحاً، لَهُ موَاقفُ مَشْهُوْدَة مَعَ عَمّه السُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ، وَكَانَ قَدِ استنَابه عَلَى مِصْرَ، وَلَهُ وَقُوف بِمِصْرَ وَالفَيُّوْم. وَسَمِعَ مِن السِّلَفِيّ وَابْن عَوْف. وَرَوَى شَيْئاً مِنْ شِعْرِهِ. وَكَانَ لمَا مَرِض السُّلْطَان بِحَرَّانَ، قَدْ هم بتملك مصر، فلما عوفي، طلبهُ إِلَى الشَّامِ، فَامْتَنَعَ، وَعَزَمَ عَلَى اللُّحُوق بِمَمْلَكَة قرَاقوش وَبوزبا اللذِيْن تَملّكَا أَطرَاف المَغْرِب، وَشرع فِي السفَرِ، فَأَتَاهُ الفَقِيْه المقدَّم عِيْسَى الهكَّارِيُّ، فَثنَى عَزْمه، وَأَخْرَجه إِلَى الشَّامِ، فَصفح عَنْهُ عَمُّه، وَلاَطفه، وَأَعْطَاهُ حَمَاة، ثُمَّ المَعَرَّة، وَسلميَّةَ وَكفرطَاب، وَمَيَّافَارِقِيْن، وَحرَّان، وَالرُّهَا، وَسَارَ إِلَى مَيَّافَارِقِيْن ليتسلّمهَا فِي سَبْع مائَة فَارِس. وَكَانَ ملكاً عَالِي الهِمَّة، فَقصد حَانِي، فَحَاصَرَهَا، وَأَخَذَهَا، فَغَضِبَ صَاحِب خِلاَط بَكتمر، وَسَارَ لِحَرْبِهِ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفٍ، فَالتَقَوا، فَانْهَزَم بِكتمر، وَسَاقَ المُظَفَّر، فَنَازل خِلاَط، فَلَمْ يَنَل شَيْئاً، لقلّة جُنْده، فَترحَّل، فَأَتَى مَنَازَكِرد، فَحَاصَرَهَا مُدَّة، فَأَتَاهُ أَجَلُهُ عَلَيْهَا فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ شَابّاً، وَنُقِلَ، فَدُفِنَ بحَمَاة، وَكَانَ مِنْ أَعيَان مُلُوْك زَمَانه. وَتملّك حَمَاة بَعْدهَا ابْنه الْملك المَنْصُوْر مُحَمَّد، وَكَانَ لَهُ صيت كَبِيْر فِي الشَّجَاعَة. وَمَاتَ مَعَهُ فِي اليَوْمِ الأَمِيْر حُسَام الدِّيْنِ مُحَمَّد بن لَاجِين ابْن أُخْت السلطان، ودفن بالشامية مدرسة أمه.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "3/ ترجمة 501"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 113"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 289".

الخبوشاني

5277- الخبوشاني 1: الفَقِيْهُ الكَبِيْرُ، الزَّاهِدُ، نَجْمُ الدِّيْنِ، أَبُو البَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بنُ مُوَفَّقِ بنِ سَعِيْدٍ، الخبُوْشَانِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الصُّوْفِيُّ. تَفَقَّهَ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، وَبَرَعَ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: فَكَانَ يَسْتَحضر كِتَابهُ الْمُحِيط وَهُوَ ستّةَ عشرَ مُجَلَّداً. وَقَالَ المُنْذِرِيّ: وُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَحَدَّثَ عَنْ هبَة الرحمن ابْن القُشَيْرِيّ. وَقَدِمَ مِصْر فَأَقَامَ بِمسجدٍ مُدَّة، ثم بتربة الشَّافِعِيّ، وَتبتَّل لإِنشَائِهَا، وَدرَّس بِهَا، وَأَفتَى وَصَنَّفَ. وَخبُوشَان مِنْ قرَى نَيْسَابُوْر. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ السُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ يُقرِّبه، وَيَعتقد فِيْهِ، وَرَأَيْت جَمَاعَة مِنْ أَصْحَابِهِ، فَكَانُوا يَصفُوْنَ فَضله وَدينه وَسلاَمَة بَاطِنه. وَقَالَ المُوَفَّق عَبْد اللَّطِيْفِ: سكنَ السُّمَيْسَاطِيَّة، وَعرف الأَمِيْر نَجْم الدِّيْنِ أَيُّوْب، وَأَخَاهُ، وَكَانَ قشفاً فِي الْعَيْش، يَابساً فِي الدّين، وَكَانَ يَقُوْلُ: أَصعدُ إِلَى مِصْرَ، وَأُزِيل ملك بنِي عُبيد اليَهودِيّ، إِلَى أَنْ قَالَ: فَنَزَلَ بِالقَاهِرَةِ، وَصرّح بِثَلْبِ أَهْل القَصْر، وَجَعَلَ سبّهم تَسْبِيحه، فَحَارُوا فِيْهِ، فَنفذُوا إِلَيْهِ بِمَال عَظِيْم قِيْلَ: أَرْبَعَة آلاَف دِيْنَار، فَقَالَ لِلرَّسُوْلِ: ويلك، ما هذه

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "4/ ترجمة 597"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 288".

البدعَة?! فَأَعجله، فَرمَى الذَّهَبَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَضَرَبَه، وَصَارَت عِمَامَته حلقاً، وَأَنْزَله مِنَ السّلم. وَمَاتَ العَاضد، وَتهيّبوا الخطبَة لِبَنِي العَبَّاسِ، فَوَقَفَ الخبُوْشَانِيّ بعَصَاهُ قُدَّام المِنْبَر، وَأَمر الخَطِيْب بِذَلِكَ، فَفَعَل، وَلَمْ يَكُنْ إلَّا الخَيْر، وَزُيّنت بَغْدَاد. وَلَمَّا بَنَى مَكَان الشَّافِعِيّ، نبش عِظَام ابْن الكِيْزَانِيّ، وَقَالَ: لاَ يَكُوْن صدِّيْق وَزِنْدِيْق مَعاً، فَشدّ الحَنَابِلَة عَلَيْهِ، وَتَأَلَّبُوا، وَصَارَ بَيْنهُم حملاَتٌ حربيَة وَغلبهُم. وَجَاءَ العَزِيْز إِلَى زِيَارته وَصَافحه، فَطَلبَ مَاء، وَغسل يَده، وَقَالَ: يَا وَلدِي إِنَّك تَمسّ العنَان، وَلاَ يَتوقَّى الغلمَان، قَالَ: فَاغسلْ وَجهك، فَإِنَّك مَسَحْت وَجهك. قَالَ: نَعَمْ، وَغَسَلَهُ. وَكَانَ أَصْحَابُه يَأْكلُوْنَ بِسَببِهِ الدُّنْيَا، وَلاَ يَسْمَعُ فِيهِم، وَهُم عِنْدَهُ مَعْصُوْمُوْنَ. وَكَانَ مَتَى رَأَى ذميًا راكبًا، قصد قتله، فظفر بواحد طبيب يُعرف بِابْنِ شُوعَة، فَأَندر عينه بعَصَاهُ، فَذَهَبت هدراً. وَقِيْلَ: الْتمس مِنَ السُّلْطَان إِسقَاط ضرَائِب لاَ يَمكن إِسقَاطهَا، وَسَاء خلقه، فَقَالَ: قُمْ لاَ نَصرك الله! وَوكزه بعَصَاهُ، فَوَقَعت قَلَنْسُوَته، فَوجم لِذَلِكَ، ثُمَّ حضَر وَقْعَة، فَكُسِر، فَظَنّ أَنَّهُ بدعَائِهِ، فَجَاءَ وَقبل يَدَيْهِ، وَسَأَلَهُ الْعَفو. وَجَاءهُ حَاجِب نَائِب مِصْر المُظَفَّر تَقِيِّ الدِّيْنِ عُمَر، وَقَالَ لَهُ: تَقِيُّ الدِّيْنِ يُسلِّم عَلَيْك. فَقَالَ الخبُوْشَانِيّ قل: بَلْ شَقِيّ الدِّيْنِ لاَ سلَّم الله عَلَيْهِ، قَالَ: إِنَّهُ يَعتذرُ، وَيَقُوْلُ: لَيْسَ لَهُ مَوْضِعٌ لبيع المِزْرِ1. قَالَ: يَكْذِب. قَالَ: إِنْ كَانَ ثَمَّ مَكَانٌ، فَأَرنَاهُ. قَالَ: ادن. فدنا، فأمسك بِشعرِهِ، وَجَعَلَ يَلطمُ عَلَى رَأْسه، وَيَقُوْلُ: لَسْتُ مزَاراً فَأَعْرف موَاضِع المِزْرِ، فَخلَّصوهُ مِنْهُ. وَعَاشَ عُمُره لَمْ يَأْخُذْ دِرْهَماً لمَلِكٍ، وَلاَ مِنْ وِقْفٍ، وَدُفِنَ فِي الكِسَاء الَّذِي صَحبه مِنْ بَلَده، وَكَانَ يَأْكُل مِنْ تَاجر صَحِبَه مِنْ بَلَده. وَأَتَاهُ القَاضِي الفَاضِل لزِيَارَة الشَّافِعِيّ، فَرَآهُ يَلقِي الدّرس، فَجَلَسَ وَجَنْبه إِلَى القَبْرِ، فَصَاحَ: قُمْ قُمْ، ظهْرك إِلَى الإِمَام?! فَقَالَ: إِنْ كُنْت مُسْتَدبرَهُ بقَالبِي، فَأَنَا مُسْتَقْبِلُه بِقَلْبِي. فَصَاح فِيْهِ، وَقَالَ: مَا تُعُبِّدنَا بِهَذَا، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعقل. قُلْتُ: مَاتَ الخبُوْشَانِيّ فِي ذِي القعدة سنة سبع وثمانين وخمس مائة.

_ 1 المزر: نبيذ يتخذ من الذرة. وقيل: من الشعير أو الحنطة.

السهروردي

5278- السهروردي 1: العَلاَّمَةُ، الفَيْلَسُوْفُ السِّيْمَاوِيُّ المَنْطِقِيُّ، شِهَابُ الدِّيْنِ يَحْيَى بنُ حَبَشِ بن أَمِيْرك السُّهْرَوَرْدِيُّ، مَنْ كَانَ يَتَوَقَّدُ ذكَاءً، إلَّا أَنَّهُ قَلِيْل الدِّيْنِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي أُصِيْبعَة: اسْمه عُمَر، وَكَانَ أَوحد في حكمة الأوائل، بارعاً فِي أُصُوْل الفِقْه، مُفْرِط الذّكَاء، فَصِيْحاً، لَمْ يُنَاظر أَحَداً إلَّا أَربَى عَلَيْهِ. قَالَ الفَخْر المَارْدِيْنيّ: مَا أَذكَى هَذَا الشَّابّ وَأَفصحه، إلَّا أَنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ لَكَثْرَة تَهوُّره وَاستهتَارِه. قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ نَاظر فُقَهَاء حلب، فَلَمْ يُجَاره أَحَد، فَطَلَبَهُ الظَّاهِر، وَعَقَدَ لَهُ مَجْلِساً، فَبَان فَضلُه، فَقرَبّه الظَّاهِر، وَاختصَّ بِهِ، فَشَنَّعُوا، وَعملُوا محَاضِر بكُفره، وَبعثَوهَا إِلَى السُّلْطَانِ، وَخوَّفُوهُ أَنْ يُفْسِد اعْتِقَاد وَلده، فَكَتَبَ إِلَى وَلده بِخَطِّ الفَاضِل يَأْمره بِقَتْلِهِ حتماً، فَلما لَمْ يَبْقَ إلَّا قَتله، اخْتَار لِنَفْسِهِ أَنْ يُمَات جوعاً، فَفَعَل ذَلِكَ فِي أَوَاخِرِ سَنَة سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ بِقَلْعَة حلب، وَعَاشَ سِتّاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ أَبِي أُصِيْبعَة: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ صَدَقَة الحَكِيْم، قَالَ: خَرَجْنَا مِنْ بَاب الْفرج مَعَهُ، فَذَكَرنَا السّيمِيَاء، فَقَالَ: مَا أَحْسَن هَذِهِ الموَاضِع! فَنظرنَا مِنْ نَاحِيَة الشَّرْق جَوَاسق مبيضَة كَبِيْرَة مزخرفَة، وَفِي طَاقَاتهَا نسَاء كَالأَقمَار وَمغَانِي، فَتعجّبنَا، وَانذهلنَا، فَبقينَا سَاعَة، وَعدنَا إِلَى مَا كُنَّا نَعهده، إلَّا أَنِّي عِنْد رُؤْيَة ذَلِكَ بقيت أُحسّ مِنْ نَفْسِي كَأَنَّنِي فِي سِنَةٍ خفِيَّة، وَلَمْ يَكُنْ إِدرَاكِي كَالحَالَة الَّتِي أَتحقّقهَا مِنِّي. وَحَدَّثَنِي عجمِيّ قَالَ: كُنَّا مَعَ السُّهْرَوَرْدِيّ بِالقَابُوْنِ، فَقُلْنَا: يَا مَوْلاَنَا! نُرِيْد رَأْس غنم، فأعطانا عَشْرَة درَاهِم، فَاشترَينَا بِهَا رَأْساً، ثُمَّ تَنَازعنَا نَحْنُ وَالتُّرُكْمَانِيّ، فَقَالَ الشَّيْخُ: روحُوا بِالرَّأْس، أَنَا أُرْضيه، ثُمَّ تَبِعَنَا الشَّيْخُ، فَقَالَ التُّرُكْمَانِيّ: أَرْضنِي، فَمَا كلّمه، فَجَاءَ، وَجذب يَده، فَإِذَا بِيَدِ الشَّيْخ قَدِ انْخَلَعَتْ مِنْ كتفه، وَبقيت فِي يَد ذَاكَ، وَدَمهَا يَشخب، فَرمَاهَا، وَهَرَبَ، فَأَخَذَ الشَّيْخ يَده بِاليد الأُخْرَى، وَجَاءَ، فَرَأَينَا فِي يَدِهِ مِنْدِيله لاَ غَيْر. قَالَ الضِّيَاء صَقر: فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ قَدِمَ السُّهْرَوَرْدِيّ، وَنَزَلَ فِي الحلاَويَّة، وَمُدَرِّسهَا الافتخَار الهَاشِمِيّ، فَبحث، وَعَلَيْهِ دَلَق وَلَهُ إِبرِيق وَعُكَّاز، فَأَخْرَج لَهُ الافتخَار ثَوْب عتابِيّ، وَبقيَاراً، وَغلاَلَة، وَلباساً مَعَ ابْنه إِلَيْهِ، فَقَالَ: اقْض لِي حَاجَة، وَأَخْرَج فَصّاً كالبيضة، وقال:

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 813"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 114"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 290".

ناد لي عليه، قال: فجاب خمسةً وعشين أَلْفاً، فَطَلَعَ بِهِ العَرِيْف إِلَى الظَّاهِر، فَدَفَعَ فِيْهِ ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، فَجَاءَ وَشَاوره، فَغَضِبَ، وَأَخَذَ الفص، وضربه بحجر فتته، وَقَالَ: خُذِ الثِّيَابَ، وَقبّل يَد وَالِدك، وَقُلْ له: لو أردنا الْمَلْبُوس مَا غلبنَا، وَأَمَّا السُّلْطَان، فَطَلبَ العَرِيْف، وَقَالَ: أُرِيْد الفَصّ، قَالَ: هُوَ لابْن الافتخَار، فَنَزَلَ السُّلْطَان إِلَى المَدْرَسَة، ثُمَّ اجْتمع بِالسُّهْرَوَرْدِيّ، وَأَخَذَهُ مَعَهُ، وَصَارَ لَهُ شَأْن عَظِيْم، وَبحث مَعَ الفُقَهَاء، وَعجَّزهُم. إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَفتَوا فِي دَمه، فَقِيْلَ: خُنِقَ، ثُمَّ بَعْد مُدَّة حَبَس الظَّاهِر جَمَاعَة مِمَّنْ أَفْتَى، وَصَادرهَم. وَحَدَّثَنِي السَّدِيْد مَحْمُوْدُ بنُ زقَيْقَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَتمشَّى مَعَ السُّهْرَوَرْدِيّ فِي جَامِع مَيَّافَارِقِيْن، وَعَلَيْهِ جُبَّة قصِيْرَة، وَعَلَى رَأْسه فُوطَة، وَهُوَ بزربول كَأَنَّهُ خَرْبَنْدَا. وَللشِهَاب شعر جَيِّد. وَلَهُ كِتَاب "التلويحَات اللوحية: و"العرشية"، وَكِتَاب "اللَّمْحَة"، وَكِتَاب "هيَاكل النُّوْر"، وَكِتَاب "المعَارج وَالمطَارحَات"، وَكِتَاب "حِكْمَة الإِشرَاق"، وَسَائِرهَا لَيْسَتْ مِنْ علُوْم الإِسْلاَم. وَكَانَ قَدْ قرَأَ عَلَى الْمجد الجِيْلِيّ بِمَرَاغَة، وَكَانَ شَافِعِيّاً، وَيُلَقَّبُ بِالمُؤَيَّد بِالملكوت. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: وَكَانَ يُتَّهَم بِالانحَلاَل وَالتعطيل، وَيَعتقد مَذْهَب الأَوَائِل اشْتهر ذَلِكَ عَنْهُ، وَأَفتَى علماء حلب بقتله، وأشدهم الزين وَالمجد ابْنَا جَهْبَل. قُلْتُ: أَحْسَنُوا وَأَصَابُوا. قَالَ المُوَفَّق يَعِيْش النَّحْوِيّ: لمَا تَكلّمُوا فِيْهِ، قَالَ لَهُ تِلْمِيْذه: إِنَّك تَقُوْلُ: النُّبُوَّة مكتسبَة، فَانزح بِنَا، قَالَ: حَتَّى نَأْكل بِطِّيخ حلب، فَإِنَّ بِي طرفاً مِنَ السّلّ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى قَرْيَة بِهَا بِطِّيخ، فَأَقمنَا أَيَّاماً، فَجَاءَ يَوْماً إِلَى محفرَة لِتُرَاب الرَّأْس، فَحَفَر حَتَّى ظهر لَهُ حصَى، فَدهنَه بِدهن مَعَهُ، وَلفَّه فِي قُطْن، وَحمله فِي وَسطه أَيَّاماً، ثُمَّ ظهر كُلّه يَاقُوْتاً أَحْمَر، فَبَاع مِنْهُ، وَوهب أَصْحَابه، وَلَمَّا قُتِل كَانَ مَعَهُ مِنْهُ. قُلْتُ: كَانَ أَحْمَق طيَّاشاً مُنحلاًّ. حكَى السَّيْف الآمِدِيّ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لاَ بُدَّ لِي أَنْ أَملك الدُّنْيَا. قُلْتُ مَنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا? قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّيْ شَرِبت مَاء البَحْر، قُلْتُ: لَعَلَّ يَكُوْن اشتهَار علمك، فَلَمْ يَرْجِع عَمَّا فِي نَفْسِهِ. وَوجدته كَثِيْرَ العِلْمِ، قَلِيْل العَقْل. وَلَهُ عِدَّةُ مُصَنَّفَات. قُلْتُ: قُتِلَ فِي أَوَائِل سَنَة سبع وثمانين وخمس مائة.

صاحب الروم، النميري

صاحب الروم، النميري: 5279- صاحب الروم: السُّلْطَانُ عِزُّ الدِّيْنِ قِلْجُ أَرْسَلاَن ابْنُ السُّلْطَانِ مسعود بن قلج أرسلان بن سُلَيْمَانَ بنِ قُتُلْمش بنِ إِسْرَائِيْلَ بنِ بيغو بنِ سَلْجُوْقٍ، السَّلْجُوْقِيُّ، التُّرُكْمَانِيُّ مَلِكُ الرُّوْم. فِيه عَدْلٌ فِي الجُمْلَةِ وَسدَادٌ وَسيَاسَةٌ. امتدَّت أَيَّامه. وَهُوَ وَالِدُ الَسْتِّ السُّلْجُوْقِيَّة زَوْجَة الإِمَام النَّاصِر. كَانَتْ دَوْلَته تِسْعاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً -وَقِيْلَ بِضْعاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً- وَشَاخ، وَقوِيَ عَلَيْهِ بَنُوْهُ. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: كَانَ لَهُ مِنَ البِلاَد قُوْنيَة، وَأَقْصَرَا، وَسيوَاس، وَملطيَة، وَكَانَ ذَا سيَاسَة وَعدل، وَهَيْبَة عَظِيْمَة، وَغَزَوَات كَثِيْرَة. وَلَمَّا كبر، فَرّق بلاَده عَلَى أَوْلاَده، ثُمَّ حجر عَلَيْهِ ابْنه قُطْب الدِّيْنِ، فَفَرّ مِنْهُ إِلَى ابْنِهِ الآخر، فَتبّرم بِهِ، ثُمَّ خدَمه وَلده كيخسرو، وَنَدِمَ هو عَلَى تَفرِيق بلاَده. وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِقُوْنِيَة سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فِي مُنْتَصف شَعْبَان. قُلْتُ: وَيُقَالُ: إِنَّهُ قُتِل سرّاً، وَلَمْ يَصِحَّ. وَتسلطنَ بَعْدَهُ ابْنه غِيَاث الدِّيْنِ كيخسرو. وَمَاتَ مَلِكْشَاه بنُ قِلج أَرْسَلاَن بَعْد أَبِيْهِ بِيَسِيْرٍ، وتمكن كيخسرو. وهو والد السلطان كيكاوس. 5280- النميري 1: الأَمِيْرُ الأَدِيْبُ، أَبُو المُرْهفِ نَصْرُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ حَسَنٍ النُّمَيْرِيّ. وَأُمّه بَنَّةُ بِنْتُ سَالِم بن مَالِكٍ ابْن صَاحِب المَوْصِل بَدْرَان بن مقلّد العُقَيْلِيّ. وُلِدَ بِالرَّافقَة بَعْد الخَمْسِ مائةٍ. وَقَالَ الشّعر وَهُوَ مُرَاهِق. وَلَهُ "دِيْوَان". ضعف بصره بالجدري.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 761"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 118"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 295-296".

ثُمَّ اختلفتْ عَشِيرَتُه، وَاختلّ نِظَامهُم، فَقَدِم بَغْدَاد، وَحفظ القُرْآن، وَتَفَقَّهَ لأَحْمَدَ، وَأَخَذَ النَّحْو عَنِ ابْنِ الجَوَالِيْقِيّ. وَسَمِعَ مِنْ هِبَة اللهِ بن الحصين وجماعة. وَصَحِبَ الصَّالِحِيْنَ، وَمدح الخُلَفَاء، وَأَضَرَّ بِأَخَرَةٍ. رَوَى عنه: عثمان بن مقبل، والبهاء عبد الرحمن، وَابْن الدُّبَيْثِيّ، وَابْن خَلِيْل، وَعَلِيّ بن يُوْسُفَ الحمامِيّ، وَكَانَتْ لأَبِيْهِ قَلْعَة نَجْمٍ. وَهُوَ القَائِلُ: يُزَهِّدُنِي فِي جَمِيْع الأَنَامِ ... قِلَّةُ إِنْصَافِ مَنْ يَصْحَبُ وَهَلْ عَرَفَ النَّاسُ ذُو نهيةٍ ... فَأَمسَى لَهُ فِيهِم مَأْرَبُ هُمُ النَّاسُ مَا لَمْ يُجَرِّبْهُمُ ... وَطُلْسُ الذِّئَابِ إِذَا جُرِّبُوا وَلَيْتَكَ تَسْلَمُ حَال البِعَادِ ... مِنْهُم، فَكَيْفَ إِذَا قُرِّبُوا ? وَلَهُ: أُحبّ عَلِيّاً وَالبتُولَ وَوُلْدَهَا ... وَلاَ أَجحَدُ الشَّيْخَيْنِ حَقَّ التَّقَدُّمِ وأبرأُ مِمَّنْ نَال عُثْمَانَ بِالأَذَى ... كَمَا أَتَبَرَّا مِنْ وَلاَء ابْنِ مُلجِمِ وَيُعْجِبُنِي أَهْلُ الحَدِيْثِ لصدقِهِم ... مدَى الدَّهْرِ فِي أَفعَالِهِم وَالتَّكَلُّمِ مَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وخمس مائة.

ابن مجبر

5281- ابن مجبر 1: شَاعِرُ زَمَانِهِ الأَوْحَدُ، البَلِيْغُ، أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بنُ عَبْدِ الجَلِيْلِ بنِ مُجْبَرٍ، الفِهْرِيُّ المرْسِيُّ، ثُمَّ الإِشْبِيْلِيُّ. مدح المُلُوْك، وَشَهِدَ لَهُ بِقَوَّة عَارضته، وَسلاَمَة طبعه، وَفحُوْلَة نَظمه قصَائِدُه الَّتِي سَارَتْ أَمثَالاً، وَبعدت منَالاً. أَخَذَ عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ حَسَّانٍ، وَغَيْرهُ. بَالغ ابْن الأَبَّار فِي وَصْفِهِ. وَمَاتَ بِمرَّاكش لَيْلَة النَّحْر سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ كَهْلاً، وَقِيْلَ: سَنَةَ سَبْعٍ. وَلَهُ هَذِهِ: أَترَاهُ يَتْرُكُ العَذَلا ... وَعَلَيْهِ شَبَّ وَاكتهلاَ كلفٌ بِالغِيْدِ مَا عَلِقَتْ ... نَفْسُهُ السّلوان مذ عقلا غَيْرُ راضٍ عَنْ سَجِيَّةِ مَنْ ... ذَاقَ طَعْمَ الحُبِّ ثُمَّ سَلاَ نَظَرَتْ عَيْنِي لِشِقْوَتِهَا ... نظراتٍ وَافَقَتْ أَجلاَ غَادَةً لَمَّا مَثَلْتُ لَهَا ... تَرَكَتْنِي فِي الهَوَى مَثَلاَ خَشِيْتُ أَنِّي سأُحرقها ... إِذْ رَأَتْ رَأْسِي قَدِ اشتَعلاَ ليتنَا نَلْقَى السُّيُوفَ وَلَمْ ... نلقَ تِلْكَ الأَعْيُن النُّجلاَ أَشرَعُوا الأَعْطَافَ مَائِسَةً ... حِيْنَ أَشرعنَا القَنَا الذُّبلاَ نُصِرُوا بِالحُسْنِ فَانْتَهبُوا ... كُلَّ قلبٍ بِالهَوَى خُذِلاَ منهَا: ثُمَّ قَالُوا سَوف نَترُكُهَا ... سَلَباً لِلْحبِّ أَوْ نَفلاَ قُلْتُ أَوَمَا وَهِيَ عالقةٌ ... بِأَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ فَلاَ وَلَهُ: دَعَا الشَّوْقُ قَلْبِي وَالركَائِبَ وَالركْبَا ... فَلبَّوا جَمِيْعاً وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ لبَّى وَمِنْهَا: يَقُوْلُوْنَ دَاوِ القَلْبَ يَسْلُ عَنِ الهَوَى ... فَقُلْتُ لَنِعْمَ الرأي لو أنّ لي قلبا

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "7/ 13".

الحضرمي، أخوه، سلطان شاه

الحضرمي، أخوه، سلطان شاه: 5282- الحضرمي 1: قَاضِي الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ الحَضْرَمِيُّ العَلاَئِيُّ، نسبَةً إِلَى العَلاَء بن الحَضْرَمِيّ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الصَّقَلِّيُّ، ثُمَّ الإسكندراني، المالكي، الفقيه. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الرَّازِيّ عِدَّة أَجزَاء. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ المُفَضَّلِ الحَافِظ، وَعَبْد الغَنِيِّ الحافظ، وابن رواج، وعبد الرحمن بن علاّس القصديرِيّ، وَعَلِيّ بن عُمَرَ بنِ ركَاب، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائة. 5283- أخوه: الإِمَامُ الفَقِيْهُ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَضْرَمِيُّ المَالِكِيُّ، مِنْ كِبَارِ الفُقَهَاءِ. رَوَى عَنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ الرَّازِيّ، وَأَبِي الوَلِيْدِ بنِ خِيرَة، وَيُوْسُف بن مُحَمَّدٍ الأُمَوِيّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ رِفَاعَةَ. وَدرَّس. وَسَمَاعه مِنَ الرَّازِيّ حُضُوْرٌ، فَإِنَّهُ قَالَ: وُلِدت فِي أَوَّلِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ. رَوَى عَنْهُ جَمَاعَة، وَهُوَ أَقدمُ شَيْخ لقِيه التقِيُّ ابْن الأَنْمَاطِيّ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ أَبُوْهُمَا الشَّيْخ أَبُو القَاسِمِ آخرَ مَنْ حَدَّثَ بِالإِجَازَةِ عَنِ الحبَّال. وَكَانَ جَدّهُمَا مِنْ مَشَايِخ السِّلَفِيّ، فهم بيت علم ورواية. 5284- سلطان شاه 2: صَاحِبُ مَرْو، مَحْمُوْدُ بنُ خُوَارِزمْشَاه أَرْسَلاَنُ بنُ أَتْسِز بنِ مُحَمَّدِ بنِ نُوشْتِكِيْن الخُوَارِزْمِيُّ، أَخُو السُّلْطَانِ عَلاَءِ الدِّيْنِ خُوَارِزْمشَاه تَكش. تَمَلَّكَ بَعْدَ أَبِيْهِ سَنَة548، وَجَرَتْ لَهُ حُرُوْب وَخُطُوب. وَكَانَ أَخُوْهُ قَدْ ملَّكه أَبُوْهُ بَعْض خُرَاسَان، فَحشد، وَأَقْبَلَ، وَحَارَبَ أَخَاهُ، وَكَانَ كَفَرَسَي رهَان فِي الْحزم وَالعَزْم وَالشَّجَاعَة وَالرَّأْي. حضر مَحْمُوْد غيرَ مَصَافٍّ، وَاسْتعَان بِالخَطَا، وَافتَتَح مُدناً، وَقَدْ أَسَرَ أَخُوْهُ تَكش وَالِدَة مَحْمُوْد، وَذبحهَا، وَاسْتَوْلَى عَلَى خزائن أبيه.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 297". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 297".

وَلهُم سِيَرٌ وَأَحْوَال. وَقِيْلَ: إِنَّ مَحْمُوْداً طَرَدَ الغُزَّ عَنْ مَرْو، وَتَملّكهَا، ثُمَّ تحزَّبُوا عَلَيْهِ، وَكسروهُ، وَقتلُوا فُرْسَانه، فَاسْتنجد بِالخَطَا، وَأَقْبَلَ بِعَسْكَر عَظِيْم، وَأَخْرَج الغُزّ عَنْ سَرْخَس، وَنسَا، وَمرو، وَأَبِيْوَرْد، وَتَملَّك ذَلِكَ. ثُمَّ إِنَّهُ كَاتِب غِيَاث الدِّيْنِ الغُوْرِيّ، ليُسَلِّم إِلَيْهِ هَرَاة، وَبَعَثَ إِلَيْهِ الغِيَاث يَأْمرُهُ أَنْ يَخطُب لَهُ، فَأَبَى، وَشنَّ الغَارَات، وَظلم، وَتَمرَّد، فَأَقْبَل الغُوْرِيّ لِحَرْب مَحْمُوْد، فَتقهقر، وَجَمَعَ، فَتحزَّب لَهُ غِيَاث الدِّيْنِ، وَأَخُوْهُ صَاحِب الهِنْد شِهَاب الدِّيْنِ، ثُمَّ الْتَقَى الجمعَان، فَتفلَّلَ جمع مَحْمُوْد، وَتحصَّن هُوَ بِمَرْو، فَبَادر أَخُوْهُ تَكش، وَآذَى مَحْمُوْداً، وَضَايقه حَتَّى كَلَّ، وَخَاطر، وَسَارَ إِلَى خدمَة الغِيَاث، فَبَالغ فِي احْتِرَامه، وَأَنْزَله مَعَهُ، فَبَعَثَ تَكش إِلَى الغِيَاث يَأْمُرُه بَاعتقَالِ أَخِيْهِ، فَأَبَى، فَبَعَثَ يَتوعَّده، فَتَهَيَّأَ الغِيَاث لقَصده. وَأَمَّا مَحْمُوْد، فَمَاتَ فِي سَلْخِ رَمَضَان سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَأَحْسَن الغِيَاث إِلَى أَجنَاد مَحْمُوْد، وَاستخدمهُم.

أبو مدين

5285- أَبُو مَدْيَنَ: شُعَيْبُ بنُ حُسَيْنٍ الأَنْدَلُسِيُّ الزَّاهِدُ، شَيْخُ أَهْلِ المَغْرِبِ، كَانَ مِنْ أَهْلِ حصنِ منتُوجت مِنْ عَمل إِشْبِيْلِيَة. جَال وَسَاح، وَاسْتَوْطَنَ بجاية مدةً، ثم تلمسان. ذكره الأَبَّار بِلاَ تَارِيخ وَفَاة، وَقَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ الْعَمَل وَالاجتهَاد، مُنْقَطِع القرِيْنَ فِي العِبَادَةِ وَالنُّسك. قَالَ: وَتُوُفِّيَ بتِلِمْسَان فِي نَحْو التِّسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ آخر كَلاَمه: الله الحيّ، ثُمَّ فَاضت نَفْسه. قَالَ مُحْيِي الدِّيْنِ ابْنُ العَرَبِيِّ: كَانَ أَبُو مَدْيَنَ سُلْطَانَ الوَارِثِيْنَ، وَكَانَ جمَال الحُفَّاظ عَبْدُ الحَقِّ الأَزْدِيّ قَدْ آخَاهُ بِبجَايَة، فَإِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ، وَيَرَى مَا أَيَّده الله بِهِ ظَاهِراً وَبَاطِناً، يَجد فِي نَفْسِهِ حَالَة سَنِيَّةً لَمْ يَكُنْ يَجِدُهَا قَبْل حُضُوْر مَجْلِس أَبِي مَدْيَن، فَيَقُوْلُ عِنْدَ ذَلِكَ: هَذَا وَارِث عَلَى الحقيقَة. قَالَ مُحْيِي الدِّيْنِ: كَانَ أَبُو مَدْيَن يَقُوْلُ: مِنْ علاَمَات صِدْق المرِيْد فِي بدَايته انْقطَاعه عَنِ الخلْقِ، وَفرَارُه، وَمِنْ علاَمَات صِدْق فَرَاره عَنْهُم وَجُوْدُه لِلْحقِّ، وَمِنْ علاَمَات صدق وَجُوْده لِلْحقِّ رُجُوْعه إِلَى الخلْقِ، فَأَمَّا قَوْل أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيّ لَوْ وَصلُوا مَا رَجَعُوا فَلَيْسَ بِمنَاقض لِقَوْل أَبِي مَدْيَن، فَإِنَّ أَبَا مَدْيَن عَنَى رُجُوْعهُم إِلَى إرشاد الخلق، والله أعلم.

ابن بنان

5286- ابن بنان 1: المَوْلَى الفَاضِلُ الأَثِيْرُ، ذُو الرِّيَاسَتَيْنِ، أَبُو الفَضْلِ محمد بن محمد بن أَبِي الطَّاهِرِ مُحَمَّدِ بنِ بُنَانٍ الأَنْبَارِيُّ الأَصْل، المِصْرِيُّ الكَاتِبُ، وَلَدُ القَاضِي الأَجلِّ أَبِي الفَضْلِ. وُلِدَ بِالقَاهِرَةِ سَنَة سَبْعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي صَادِق مُرْشِد المَدِيْنِيّ، وَوَالِده، وَأَبِي البركات محمد ابن حَمْزَةَ العِرْقِيِّ، وَالقَاضِي مُحَمَّد بن هِبَةِ اللهِ بنِ عُرْس. وَتَلاَ عَلَى أَبِي العَبَّاسِ بنِ الحُطيئَة. حَدَّثَ عَنْهُ: الشَّرِيْف مُحَمَّد بن عَبْدِ الرحمن الحُسَيْنِيّ الحَلَبِيّ، وَالرَّشِيْد أَبُو الحُسَيْنِ العَطَّار، وَجَمَاعَة سِوَاهُمَا. قَالَ الدُّبَيْثِيّ: قَدِمَ بَغْدَادَ رَسُوْلاً مِنْ صَاحِب اليَمَن سَيْف الإِسْلاَم، فَحَدَّثَ بِـ"السيرَة" عَنْ وَالِده عَنِ الحبَّال. وَحَدَّثَ بِـ"صِحَاح الجوهري"، وكتبوا عنه من شعره. وَقَالَ المُنْذِرِيّ: سَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَة مِنْ رُفقَائِنَا، وَكَتَبَ الكَثِيْر، وَخطُّه فِي غَايَة الجوْدَة. وَلِيَ دِيْوَان النَّظَر فِي الدَّوْلَة المِصْرِيَّة، وَتَقَلَّب فِي الْخَدَم، وَعَاشَ تِسْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. قَالَ المُوَفَّق عَبْد اللَّطِيْفِ: كَانَ أَسْمَر طُوَالاً رقيقاً، لَهُ أَدب وَترَسُّل، وَكَانَ صَاحِبَ الدِّيْوَان، وَالقَاضِي الفَاضِل، مِمَّنْ يغشَى بَابَه وَيَمتدحه، وَيَفخَرُ بِالوُصُوْل إِلَيْهِ، فَلَمَّا جَاءت الدَّوْلَة الصَّلاَحيَّة، قَالَ الفَاضِل: هَذَا رَجُل كَبِيْرَ القَدْرِ يَنْبَغِي أَنْ يُجرَى عَلَيْهِ مَا يَكفِيه، وَيَجْلِس فِي بَيْته، فَفُعَل ذَلِكَ، ثُمَّ تَوجّه إِلَى اليَمَنِ، وَوزر بِهَا، وَترسّل إِلَى بَغْدَادَ، فَعظّم وَبجّل، وَلَمَّا صرت إِلَى مِصْرَ، وَجَدْت ابْنَ بُنَانٍ فِي ضَنْك، وَعَلَيْهِ دَيْن ثَقِيل أَدَّى أَمره إِلَى أَنْ حَبسه الحَاكِم بِالجَامِع، وَكَانَ يَنْتقص بِالقَاضِي الفَاضِل، وَيَرَاهُ بِالعين الأُوْلَى، فَقَصَّر الفَاضِل فِي حقّه، وَكَانَ الدَّيْن لأَعْجَمِيّ، فَصَعِدَ إِلَيْهِ إِلَى سطح الجَامِع، وَسفّه عَلَيْهِ، وَقبض عَلَى لِحْيته وَضَرَبَه، فَفَرّ، وَأَلقَى نَفْسه مِنَ السّطح، فَتهشّم، فَحُمِلَ إِلَى دَارِهِ، وَمَاتَ بَعْدَ أَيَّام، فَسيّر الفَاضِل لِتجهيزه خَمْسَةَ عَشَرَ دِيْنَاراً مَعَ وَلده، ثُمَّ إِنَّ الفَاضِل مَاتَ بَعْدَ ثَلاَثَة أَيَّام فُجَاءةً. مَاتَ ابْن بُنَانٍ فِي ثَالِث رَبِيْع الآخر سَنَة ست وتسعين وخمس مائة. وَكَانَ فِيْهَا القَحط بِمِصْرَ وَالفنَاء، وَخَرُبَ الإِقْلِيْم، وَجلاَ أَهْله، وَأَكلُوا المَيْتَة وَالآدَمِيّين، وَهلكُوا؛ لأَن النّيل كسر مِنْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ ذرَاعاً وَأَصَابع، وَقِيْلَ: مَا كملَ الثَّلاَثَة عشر فَللهِ الأَمْر.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 159"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 327" ووقع عنده [بيان] بالمثناة التحتية بدل [بنان] بالموحدة الفوقية.

ابن حيدرة، أبو طالب الكرخي

ابن حيدرة، أبو طالب الكرخي: 5287- ابن حيدرة 1: الشريف، أبو المعمر محمد بن أَبِي المَنَاقِبِ حَيْدَرَةَ ابْنِ الإِمَامِ عُمَرَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الزَّيْدِيُّ، العَلَوِيُّ، الكُوْفِيُّ. عَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً. وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي الغَنَائِم النَّرْسِيّ، وَرَوَى عَنْ جَدِّهِ، وَعَنْ سَعِيْدِ بنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيّ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ طَارِقٍ، وَابْن خَلِيْل. قَالَ تَمِيْم البَنْدَنِيْجِيّ: كَانَ رَافِضِيّاً. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ ابْنُ بَوْش، وَصَاحِب اليَمَن سَيْف الإِسْلاَم طُغْتِكِيْن بن أَيُّوْبَ، وَمُقْرِئ وَاسِط ابْن البَاقِلاَّنِيّ، وَالوَزِيْر جلاَل الدِّيْنِ عُبَيْد اللهِ بن يُوْنُسَ الأَزَجِيّ، وَقَاضِي القُضَاةِ أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي البَرَكَات هِبَة اللهِ ابن البُخَارِيّ الشَّافِعِيّ، وَالشَّيْخ عُمَر الكُمَيْمَاتِيّ الزَّاهِد، وَمُحَمَّد بن سيّدهُم الدِّمَشْقِيّ ابْن الهَرَّاس، وَأَبُو الفَتْحِ نَاصِر بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَتْحِ الويرج القطان. 5288- أبو طالب الكرخي 2: الإِمَامُ الأَوْحَدُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، وَصَاحِبُ الخَطِّ المَنْسُوْبِ، أَبُو طَالِبٍ المُبَارَك بن المُبَارَكِ بن المُبَارَكِ الكرخي، صاحب أبي الحسن ابن الخَلِّ، وَهُوَ المُبَارَكُ بنُ أَبِي البَرَكَاتِ. وُلِدَ سنة نيف وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 143"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 315". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 110-111"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 284".

وَسَمِعَ مِنْ: هِبَة اللهِ بن الحُصَيْنِ، وَقَاضِي المَارستَان. حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ البَنْدَنِيْجِيّ، وَغَيْرهُ. كَانَ ذَا جَاه وَحِشْمَة لِكَوْنِهِ أَدَّب أَوْلاَد النَّاصِر لِدِيْنِ اللهِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: شَهِدَ عِنْد قَاضِي القُضَاةِ أَبِي القَاسِمِ الزَّيْنَبِيّ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، ثُمَّ درّس بِمَدْرَسَة شَيْخه ابْنِ الخَلِّ بَعْدَهُ، ثُمَّ وَلِي النّظَامِيَّة فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ. وَكَانَ إِمَامَ وَقته فِي العِلْمِ وَالِدّين وَالزُّهْد وَالوَرَع، لاَزم ابْنَ الخَلِّ حَتَّى بَرَعَ فِي المَذْهَب وَالخلاَف....، إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ مِنَ الوَرَع وَالزُّهْد وَالعفَّة وَالنزَاهَة وَالسَّمْت عَلَى طرِيقَة اشْتهَرَ بِهَا، وَكَانَ أَكْتَب أَهْل زَمَانِهِ لطرِيقَة ابْنِ البوَّاب، وعليه كتب الظاهر بأمر الله. قَالَ: وَكَانَ ضنِيناً بِخَطِّهِ، حَتَّى إِنَّهُ كَانَ إِذَا شَهِدَ، وَكَتَبَ فِي فُتْيَا، كسر الْقَلَم، وَكَتَبَ بِهِ خطّاً رديّاً. قُلْتُ: درّس، وَأَفتَى، وَدَرَّسَ بِالنّظَامِيَّةِ بَعْد أَبِي الخَيْرِ القَزْوِيْنِيّ. وَرَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الحَازِمِيّ. وَعَاشَ نَيِّفاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. قَالَ المُوَفَّق عَبْد اللَّطِيْفِ بن يُوْسُفَ: كَانَ رَبّ علم وَعَمل وَعفَاف وَنُسُك، وَكَانَ نَاعم الْعَيْش، يَقوم عَلَى نَفْسِهِ وَبدنه قيَاماً حَكِيْماً، رَأَيْتهُ يُلْقِي الدّرس، فَسَمِعْتُ مِنْهُ فَصَاحَة رَائِعَة، وَنغمَة رَائِقَة، فَقُلْتُ: مَا أَفصح هَذَا الرَّجُل! فَقَالَ شَيْخنَا ابْنُ عُبَيْدَةَ النَّحْوِيّ: كَانَ أَبُوْهُ عوَّاداً، وَكَانَ هُوَ مَعِي فِي الْمكتب، فَضَرَبَ بِالعُوْد، وَأَجَاد، وَحذق حَتَّى شَهِدُوا لَهُ أَنَّهُ فِي طَبَقَة مَعْبَد، ثُمَّ أَنِف، وَاشْتَغَل بِالخطّ إِلَى أَنْ شَهِدَ لَهُ أَنَّهُ أَكْتَب مِنَ ابْنِ البوَّاب، وَلاَ سِيَّمَا فِي الطُّومَار وَالثُّلُث، ثُمَّ أَنِف مِنْهُ، وَاشْتَغَلَ بِالفِقْه، فَصَارَ كَمَا تَرَى، وَعلّم وَلَدَي النَّاصِر لِدِيْنِ اللهِ، وَأَصلحَا مدَاسه. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: تُوُفِّيَ فِي ثَامن ذِي القَعْدَةِ سَنَة خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ قَدْ خَرَجَ فِي عصر هَذَا اليَوْم لِلصَّلاَة بِالجَمَاعَة بِالرِّبَاط، فَلَمَّا تَوجّه لِلصَّلاَة، عرضت لَهُ سعلَة، وَتتَابعت، فَسَقَطَ، وَحُمِلَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَمَاتَ فِي وَقْتِهِ، وَحضره خلق كَثِيْر، رحمة الله عليه.

القاضي الفاضل، ابن أبي حبة

القاضي الفاضل، ابن أبي حبة: 5289- القاضي الفاضل 1: هُوَ العَلاَّمَةُ، صَاحِبُ الطّرِيقَةِ، أَبُو طَالِبٍ مَحْمُوْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ التَّمِيْمِيُّ، الأَصْبَهَانِيُّ الشَّافِعِيُّ، تِلْمِيْذُ مُحْيِي الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الشَّهِيْدِ. لَهُ تَعليقَة فِي الخلاَف باهرَة جِدّاً، وَكَانَ عجباً فِي إِلقَاء الدّروس. تخرّج بِهِ أَئِمَّة، وَكَانَ آيَةً فِي الْوَعْظ، صَاحِب فُنُوْن. أَرَّخ ابْن خَلِّكَانَ مَوْته فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5290- ابْنُ أَبِي حَبَّةَ 2: الشَّيْخُ الكَبِيْرُ، أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ هبة الله بن أبي ياسر عبد الوَهَّابِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي حَبَّةَ البَغْدَادِيُّ، الطَّحَّانُ، رَاوِي المُسْنَد بِحَرَّانَ. سَمِعَ: هِبَة اللهِ بن الحصين، وأبا غالب ابن البناء، وأبا الحُسَيْنِ مُحَمَّدَ ابْنَ القَاضِي أَبِي يَعْلَى، وَهِبَة اللهِ ابْن الطَّبَر، وَزَاهِر بن طَاهِر، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ المَزْرَفِيّ، وَعِدَّة. وَكَانَ فَقيراً، قَانِعاً، متعففًا. حدث عنه: البهاء عبد الرحمن، وَعَبْد العَزِيْزِ بن صُدَيْقٍ، وَأَحْمَد بن سَلاَمَةَ النجا، وَأَهْل حرَّان. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ لاَ بَأْسَ بِهِ، صَبُوْراً عَلَى فَقره. وَقَالَ ابْنُ الدبيبثي: كَانَ فَقيراً، صَبُوْراً، صَحِيْح السَّمَاع. وُلِدَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَأَدْرَكَهُ الأَجَلُ بِحَرَّانَ فِي الحَادِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ العِرَاقِيّ الحَنْبَلِيّ المُقْرِئ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ بِدِمَشْقَ، وَإِسْمَاعِيْل الجَنْزَوِيُّ الشُّرُوْطِيّ، وَمُفْتِي وَاسِط أَبُو عَلِيٍّ الحَسَن ابْن الإِمَام أَبِي جَعْفَرٍ هِبَة اللهِ ابْن البُوقِيّ الشَّافِعِيّ، وَالمُحَدِّث الصَّالِح أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ يُوحنَّ اليَمَانِيّ عَنْ نَيِّف وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَالوَزِيْر المُنْشِئُ مُوَفَّق الدِّيْنِ خَالِد بن مُحَمَّدِ بنِ نَصْر ابْن القَيْسَرَانِيّ الحَلَبِيّ بِهَا، وَالمُسْنِدُ أَبُو مَنْصُوْرٍ طَاهِر بن مكَارِم المَوْصِلِيّ المُؤَدِّب رَاوِي "مُسْنَد المُعَافَى"، وَالشَّيْخ أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْد اللهِ بن أَحْمَدَ ابْنِ السمِين، وَالأَمِيْر الكَبِيْر سَيْف الدِّيْنِ عَلِيّ بن أَحْمَدَ ابْنِ الْملك أَبِي الهيجَا الهكَّارِيّ، المشطوبُ، وَقَاسم بن إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ بِمِصْرَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ فَارِس بن أَبِي القَاسِمِ بنِ فَارِس الحَفَّار الحَرْبِيّ، عَنْ بِضْع وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَصَاحِب الرُّوْم عِزّ الدِّيْنِ قليج أَرْسَلاَن بن مَسْعُوْدٍ السَّلْجُوْقِيّ، وَالنَّسَّابَة أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بن أسعد الجواني الشريف بمصر، وآخرون.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 712"، وشذرات الذهب "4/ 284". 2 ترجمته في شذرات الذهب "4/ 293".

رجب، والد كريمة

رجب، والد كريمة: 5291- رجب: ابن مذكور بن أرنب، الشَّيْخُ الأُمِّيُّ أَبُو الحُرَمِ الأَزَجِيُّ الأَكَّاف. شَيْخٌ، صَحِيْح السَّمَاع، عَالِي الرِّوَايَة، عرِيّ مِنَ الفضِيْلَة. سمع: أبا العز بن كادش، وَقَرَاتِكِيْن بن أسعد، وَهِبَة اللهِ بن الحُصَيْنِ، وَأَبَا غَالِب ابْن البَنَّاء، وَعَلِيّ بن المُوَحّد وَعِدَّة، وَتَفَرَّد بِأَجزَاء. سَمِعَ مِنْهُ: عُمَر بن عَلِيٍّ القُرَشِيّ، وَمَاتَ قَبْلَهُ بِمُدَّة. وَرَوَى عَنْهُ: سالم بن صصرى، والبهاء عبد الرحمن، وَابْن الدّبَيْثِيّ، وَابْن خَلِيْلٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: لاَ بَأْسَ بِهِ، وَهُوَ أَخُو ثَعْلَب. مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: سُلْطَان الوَقْت صَلاَح الدِّيْنِ، وَالشَّيْخ سنَان صَاحِب حصُوْن الإِسْمَاعِيْلِيَّة، وَطُغدِي بن ختلغ الأَمِيْرِيّ المُقْرِئُ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ بن عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ كوثر المُحَارِبِيّ الغَرْنَاطِيّ، وَصَاحِب المَوْصِل عِزّ الدِّيْنِ مَسْعُوْد الأَتَابكِيّ، وَالمُكْرَّم بن هِبَةِ الله بن مكرم الصوفي. 5292- والد كريمة 1: العَدْلُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَلِيِّ بن خضر الأسدي، الزبيري، الدِّمَشْقِيُّ، الشُّرُوْطِيُّ، وَيُعْرَفُ بِالحَبَقْبَق، وَهُوَ أَخُو الحَافِظ أَبِي المَحَاسِن عُمَر بن عَلِيٍّ القُرَشِيّ، وَأَبُو الشيختين كَرِيْمَة وَصَفِيَّة. مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ. وَسَمِعَ مِنْ: جَمَال الإِسْلاَمِ عَلِيّ بنِ المُسَلَّمِ، وَيَاقُوْت الرُّوْمِيّ، وَنَصْر بن مُحَمَّدٍ المصِّيْصِيّ، وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ: أَخُوْهُ، وَوَلَدَاهُ عَلِيّ وَكَرِيْمَة، وَأَبُو المَوَاهِبِ بنُ صَصْرَى، وَأَبُو الحَجَّاجِ بنِ خَلِيْل. مَاتَ فِي ثَالِث صفر سَنَة تِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "4/ 301".

قاضي خان، المرغيناني، الجويني

قاضي خان، المرغيناني، الجويني: 5293- قاضي خان 1: هُوَ العَلاَّمَةُ شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ، أَبُو المَحَاسِنِ حَسَنُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ مَحْمُوْدٍ البُخَارِيُّ الحَنَفِيُّ، الأُوْزْجَندِيُّ، صاحب التصانيف. سَمِعَ الكَثِيْر مِنَ الإِمَام ظَهِيْر الدِّيْنِ الحَسَن بن عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَمِنْ إِبْرَاهِيْمَ بن عُثْمَانَ الصَّفَّارِيّ وَطَائِفَة. وَأَملَى مَجَالِس كَثِيْرَة رَأَيْتُهَا. رَوَى عَنْهُ: العَلاَّمَة جَمَال الدِّيْنِ مَحْمُوْد بن أَحْمَدَ الحَصِيْرِيّ، أَحَد تَلاَمِذته. بَقِيَ إِلَى سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَإِنَّهُ أَملَى في هذا العام. 5294- المرغيناني العَلاَّمَةُ، عَالِمُ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ، برْهَانُ الدِّيْنِ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الجَلِيْلِ المَرْغِيْنَانِيُّ الحَنَفِيُّ، صَاحِب كِتَابَي "الهدَايَة" وَ"البدَايَة" فِي المَذْهَب. كَانَ فِي هَذَا الْحِين، لَمْ تَبْلُغْنَا أَخْبَاره، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العلم رحمه الله. 5295- الجويني 2: الكَاتِبُ المُجَوِّدُ الأَوْحَدُ، أَبُو عَلِيٍّ حَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الجُوَيْنِيُّ، الأَدِيْبُ الشَّاعِرُ، وَيُعْرَفُ: بِابْنِ اللعيبَةِ.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "4/ 308". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 180".

قَالَ العِمَاد: هُوَ مِنْ أَهْلِ بَغْدَاد، لَهُ الخطُّ الرَّائِق، وَالفَضْل الفَائِق، وَاللَّفْظ الشَّائِق، وَالمَعْنَى اللاَئِق، لَهُ فَصَاحَةٌ وَلَسَن، وَخطّ كَاسْمِهِ حسنٌ، مِنْ نُدمَاء الأَتَابكِ زَنْكِي، ثُمَّ ابْنه، ثُمَّ سَافر إِلَى مِصْرَ، وَلَيْسَ بِهَا مَنْ يَكتب مثله. قلت: مدح صلاح الدين والفاضل. قَالَ العِمَاد: حَدَّثَنِي سَعْدٌ الكَاتِبُ بِمِصْرَ، قَالَ: كَانَ الجُوَيْنِيُّ صَدِيْقِي، وَكَانَ يَشرب الخَمْر، فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ كَانَ يَكتب مصحفاً، وَبَيْنَ يَدَيْهِ مِجْمَرَة وَقنِينَة خمر، وَلَمْ يَكُنْ بقربِي مَا أُندِّي بِهِ الدوَاة، فَصببت مِنَ القنِينَة فِي الدوَاة، وَكَتَبت وَجهَة، وَنشَّفْتُهَا عَلَى المِجْمَرَةِ، فَصعدت شرَارَةٌ أَحرَقَتِ الخطَّ دُوْنَ بَقِيَّة الورقَة، فَرعبتُ، وَقُمْت، وَغسلت الدوَاة وَالأَقلاَم، وَتبت إِلَى اللهِ. مَاتَ سنة ست وثمانين وخمس مائة.

الجنزوي

5296- الجنزوي 1: الشَّيْخُ الفَاضِلُ، المُحَدِّثُ، الفَرَضِيُّ، الشُّرُوْطِيُّ، العَدْلُ، أَبُو الفَضْلِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي القَاسِمِ الجَنْزَوِيُّ الأَصْل، الدِّمَشْقِيُّ، الكَاتِبُ، وَيُقَالُ فِيْهِ: الجَنْزِيُّ وَالكَنْجِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ، فَهُوَ أَسنّ مِنَ الحَافِظ ابن عساكر بسنة. تَفَقَّهَ عَلَى جَمَال الإِسْلاَمِ، وَأَبِي الفَتْحِ المِصِّيْصِيّ. وَسَمِعَ مِن الأَمِيْن هِبَة اللهِ ابْن الأَكْفَانِي، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بن حَمْزَةَ، وَطَاهِرُ بنُ سَهْلٍ، وَيَحْيَى بن بِطْرِيْقٍ، وَطَبَقَتهِم. وَاعتنَى بِالرِّوَايَة، وَكَتَبَ، ورحل، فسمع بغداد مِنْ أَبِي البَرَكَات هِبَة اللهِ ابْن البُخَارِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ مُحَمَّد بن مَرْزُوْق الزَّعْفَرَانِيّ، وَالحَافِظ أَبِي مُحَمَّدٍ ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَالحَسَن بن إِسْحَاقَ البَاقَرحِيّ، وَهِبَة اللهِ بن الطَّبرِ، وَعِدَّة. رَوَى عنه: أبو المواهب بن صصرى، والقاسم بن عَسَاكِرَ، وَابْن الأَخْضَرِ، وَعَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ، وَابْن خليل، والشيخ الضياء، والبهاء عبد الرحمن، وَالتَّاج القُرْطُبِيّ، وَعَبْد اللهِ ابْن الخُشُوْعِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن خَلِيْل، وَالعِمَاد بن عَبْدِ الهَادِي، وَابْن عَبْدِ الدَّائِمِ، وَخَلْق. وَجَنْزَة مِنْ مدن أَرَّان، وَهُوَ إِقْلِيْم صَغِيْر، بَيْنَ أَذْرَبِيْجَان وَأَرْمِيْنِيةَ. كَانَ مِنْ كِبَارِ الشُّهُود وَالمُحَدِّثِيْنَ. مَاتَ فِي سَلْخِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وله تسعون عامًا وشهران. رحمه الله.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 119"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 293" ووقع عنده [الخبزوي] بدل [الجنزوي] .

ابن عبد السلام

5297- ابن عبد السلام: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُعَمَّرُ، المُسْنِدُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، عَبْدُ الله بن محمد بن أَبِي الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ البَغْدَادِيُّ الكَاتِبُ. مِنْ بَيْت الرِّوَايَة وَالكِتَابَة. وُلِدَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ -أَوْ جُمَادَى الأُوْلَى- سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ بيَان، وَمِنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ نَبْهَانَ -وَهُوَ فِي الخَامِسَة- وَمُحَمَّد بن عَبْدِ البَاقِي الدُّوْرِيِّ، وَأَبِي طَالِبٍ بن يُوْسُفَ، وَجَعْفَر بن الْمُحسن السَّلَمَاسِيّ، وَجدِّه، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: الشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ المَقْدِسِيّ، وَيُوْسُف بن خَلِيْل، وَالجلاَل عَبْد اللهِ بن الحَسَنِ قَاضِي دِمْيَاط، وَعَلِيّ بن عَبْدِ اللَّطِيْفِ ابْنِ الخِيَمِيّ، وَمُحَمَّد بن نفيسٍ الزَّعيْمِيّ، وَأَحْمَد بن شكرٍ الكِنْدِيّ، وَعِدَّة. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الأَخْضَرِ: سَمِعْتُ مِنْهُ، وَمِنْ أَبِيْهِ، وَجدّه. قُلْتُ: مَاتَ فِي تَاسع رَبِيْع الأَوّل سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ خَلِيْل جَزْءَ ابْنِ عَرَفَةَ. وَهُوَ وَالِدُ مُسْنِدِ وَقته الفَتْح بن عَبْدِ السَّلاَمِ. وَقَالَ فِيْهِ الحَافِظ ابْن النَّجَّار: كَانَ شَيْخاً نبيلاً، وَقُوْراً، مِنْ ذَوِي الهيئَات وَأَوْلاَد الرُّؤَسَاء وَالمُحَدِّثِيْنَ. حَدَّثَ بِالكَثِيْرِ. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ النَّفِيْس بن مُنْجِبٍ يَقُوْلُ: كَانَ ثقةً يتشيع.

صاحب الموصل

5298- صاحب الموصل 1: المَلِكُ عِزُّ الدِّيْنِ أَبُو المُظَفَّرِ مَسْعُوْدُ ابْنُ المَلِكِ مَوْدُوْدِ بنِ الأَتَابكِ زَنْكِي بن آقْسُنْقُر، الأَتَابكِيُّ، التُّرْكِيُّ، الَّذِي عَمِلَ المَصَافَّ مَعَ صَلاَحِ الدِّيْنِ عَلَى قرُوْنِ حَمَاة، فَانْكَسَرَ مَسْعُوْدٌ سَنَة سَبْعِيْنَ، ثُمَّ وَرِثَ حلب، أَوْصَى لَهُ بِهَا ابْنُ عَمِّهِ الصَّالِح إِسْمَاعِيْل، فَسَاق، وَطلع إِلَى القَلْعَة، وَتَزَوَّجَ بوَالِدَة الصَّالِح، فَحَارَبَهُ صَلاَح الدِّيْنِ، وَحَاصَرَ المَوْصِل ثَلاَث مَرَّاتٍ، وَجَرَتْ أُمُوْرٌ، ثُمَّ تَصَالَحَا، وَكَانَ مَوْتُهُمَا مُتَقَارِباً. تعَلَّل مَسْعُوْد، وَبَقِيَ عَشْرَة أَيَّام لاَ يَتَكَلَّم إلَّا بِالشَّهَادَة وَالتِلاَوَة، وَإِنْ تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ، اسْتغْفر، وَخُتم لَهُ بِخَيْر. وَكَانَ يَزور الصَّالِحِيْنَ، وَفِيْهِ حلم وَحيَاء وَدين وَقيَام ليل، وَفِيْهِ عدل. مَاتَ فِي شَعْبَان سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ فِي تَرْجَمَة صَاحِب المَوْصِل عِزّ الدِّيْنِ مسعود بن مودود: لما سار السلطان صلاحا لدين مِنْ مِصْرَ، وَأَخَذَ دِمَشْق بَعْد مَوْتِ نُوْر الدِّيْنِ، خَاف مِنْهُ صَاحِب المَوْصِل غَازِي، فَجَهَّزَ أَخَاهُ مسعُوْداً هَذَا لِيَردَّ صَلاَح الدِّيْنِ عَنِ البِلاَد، فَترحّل صَلاَح الدِّيْنِ عَنْ حلب فِي رجب سنة سَبْعِيْنَ، وَأَخَذَ حِمْص، فَانضمّ الحلبيّون مَعَ مَسْعُوْد، وَعَرَفَ بِذَلِكَ صَلاَح الدِّيْنِ، فَسَارَ، فَوَافَاهُم عَلَى قرُوْنَ حَمَاة، فَترَاسلُوا فِي الصُّلح، فَأَبَى مَسْعُوْد، وَظَنّ أَنَّهُ يهْزم صَلاَح الدِّيْنِ، فَالتَقَوا، فَانكسر مَسْعُوْد، وَأُسِرَ عِدَّة مِنْ أُمَرَائِهِ فِي رَمَضَانَ، وَأُطلقُوا، وَعَاد صَلاَح الدِّيْنِ، فَنَزَلَ عَلَى حلب، فَصَالَحَ ابْن نُوْر الدِّيْنِ عَلَى بذل المَعَرَّة وَكفرطَاب وَبَارِيْنَ، فَترحّل، ثُمَّ تَسَلَّطن بِالمَوْصِل مَسْعُوْد، فَلَمَّا احتُضر وَلد نُوْر الدِّيْنِ، أَوْصَى بِحَلَبَ لمَسْعُوْد ابْن عَمِّهِ، وَاسْتخلف لَهُ الأَمْرُ، فَبَادر إِلَيْهَا مَسْعُوْد، فَدَخَلهَا فِي شَعْبَان سَنَةَ77، وَتَمَكَّنَ، وَتَزَوَّجَ بِأُمِّ الصَّالِح، وَأَقَامَ بِهَا نَحْو شَهْرَيْنِ، ثُمَّ خَاف مِنْ صَلاَح الدِّيْنِ، وَأَلحّ عَلَيْهِ الأُمَرَاء بِطَلب إِقطَاعَات، فَفَارق حلب، وَاستنَاب عَلَيْهَا مُظَفَّرَ الدِّيْنِ ابْن صَاحِب إِرْبِل، ثُمَّ اجْتمع بأخيه زنكي، فقايضه عن حلب بِسِنْجَار، وَتحَالفَا، وَقَدِمَ زَنْكِي، فَتملّك حلب فِي المُحَرَّم سَنَةَ78، وَردّ صَلاَح الدِّيْنِ إِلَى مِصْرَ، فَبلغَتْهُ الأُمُوْر، فَكرّ رَاجِعاً، وَبَلَغَهُ أَنّ مسعُوْداً رَاسل الفِرنْج يَحثّهُم عَلَى حَرْب صَلاَح الدِّيْنِ، فَغَضِبَ وَسَارَ، فَنَازل حلب فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَمَانٍ، ثُمَّ ترحّل بَعْد ثَلاَث، فَانحَاز إِلَيْهِ مُظَفَّر الدِّيْنِ ابْن صَاحِب إِرْبِل، وَقوَّى عَزْمه عَلَى قصد مَمَالِك الجَزِيْرَة، فَعدَّى الفُرَات، وَأَخَذَ الرَّقَّة، وَالرُّهَا، وَنَصِيْبِيْن، وَسَرُوج، ثُمَّ نازل الموصل في

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 721"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 297-298".

رَجَبٍ، فَرَآهَا منِيعَة، فَنَزَلَ عَلَى سِنْجَار أَيَّاماً، وَافْتَتَحَهَا، فَأَعْطَاهَا لِتقِيّ الدِّيْنِ عُمَر صَاحِب حَمَاة، ثُمَّ نَازل المَوْصِل فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ، فَنَزَلت إِلَيْهِ أُمّ مَسْعُوْد فِي نِسْوَة، فَمَا أَجَابهنّ، ثُمَّ نَدِم، وَبذلت الموَاصِلَةُ نُفُوْسهُم فِي القتال ليالي، فأتاه موت صاحب خلاط شَاه أَرمن، وَتَملُّكُ مَمْلُوْكهِ بَكتمر، فَلاَن بَكتمر أَنْ يُملِّكَ صَلاَحَ الدِّيْنِ خِلاَط، وَيَكُوْن مِنْ دَوْلَته، وَتردَّدت الرسُلُ، وَأَقْبَلَ بَهْلَوَان صَاحِب أَذْرَبِيْجَان ليَأْخذ خِلاَط، فَرَاوَغ بِكتمر المَلِكَين، وَنَزَلَ صَلاَحُ الدِّيْنِ عَلَى مَيَّافَارِقِيْن، فَجدَّ فِي حصَارهَا إِلَى أَنْ فَتحهَا، وَأَخَذَهَا مِنْ قُطْب الدِّيْنِ الأُرتقِيِّ، وَكرَّ إِلَى المَوْصِل، فَتمرَّض مُدَّة، وَرقَّ، وَصَالِح أَهْل المَوْصِل، وَحَلَفَ لَهُم، وَتَمَكَّنَ حِيْنَئِذٍ مَسْعُوْد، وَاطمَأَنَّ، إِلَى أَنْ مَاتَ بَعْدَ صَلاَح الدِّيْنِ بِأَشهر بعلَّة الإِسهَال، وَدُفِنَ بِمدرسته الكُبْرَى، وَتَملّك بَعْدَهُ ابْنه نُوْر الدِّيْنِ مُدَّة، ثُمَّ مَاتَ عَنِ ابْنَيْنِ: القَاهِر مَسْعُوْد، وَالمَنْصُوْر زَنْكِي.

الشيرازي

5299- الشيرازي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، الرَّحَّال، أَبُو يَعْقُوْبَ يوسف بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، الشِّيْرَازِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الصُّوْفِيُّ، صَاحِبُ "الأَرْبَعِيْنَ البَلَدِيَّة". وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِبَغْدَادَ. فَسَمَّعَهُ أَبُوْهُ مِنْ أَبِي القَاسِمِ ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَيَحْيَى بن عَلِيٍّ الطّراح، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَبِي سَعْدٍ بنِ البَغْدَادِيّ الحَافِظ. ثُمَّ طلب بِنَفْسِهِ، فَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ المَلِكِ الكَرُوْخِيّ، وَابْن نَاصِر، وَبِالكُوْفَةِ مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ غَبْرَة، وَبكرمَان مِنْ أَبِي الوَقْت السِّجْزِيّ، وَبِالبَصْرَةِ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلِيخٌ، وَبِوَاسِط مِنْ أَحْمَد بن بختيَار المَنْدَائِيّ، وَبِهَرَاةَ مِنَ المُعَمَّر عَبْد الجَلِيْل بن أَبِي سَعْدٍ، وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الطُّوْسِيّ، وَبِبَلْخَ مِنْ أَبِي شُجَاع البِسْطَامِيّ، وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ الحَمَّامِيّ، وَبِهَمَذَانَ مِنْ نَصْر البَرْمَكِيّ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ أَبِي المَكَارِمِ بن هِلاَلٍ. وَكَانَ ذَا رحلَة وَاسِعَةٍ، وَمَعْرِفَة جيدَة، وَصدق وَإِتْقَان. وَثَّقَهُ ابْنُ الدُّبَيْثِيّ. وَكَتَبَ عَنْهُ أَبُو المواهب بن صصرى.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1103"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 111"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 284".

وكان حلو المحاضرة، ظريفًا، دمث الأخلاق. تَوَصَّلَ وَسَادَ وَذَهَبَ رَسُوْلاً عَنْ دِيْوَان العَزِيْز إِلَى المُلُوْكِ، وَكَثُرَ مَالُهُ، وَرَوَى شَيْئاً يَسيراً. تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَدْ أَجَادَ تَأْلِيْف "الأَرْبَعِيْنَ"، وَهِيَ فِي مُجَلَّدٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ بِمَكَّةَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْن حَبَابَةَ، حَدَّثَنَا البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَادَ رَجُلاً قَدْ صَارَ مِثْلَ الفرخ.. الحديث1.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "2688"، والترمذي "3487" من طريق حميد، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ. فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟ قال: نعم. كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة، فعجله لي في الدنيا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله لا تطيقه -أولا تستطيعه- أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "؟ قال: فدعا الله له فشفاه". واللفظ لمسلم.

ابن الفخار

5300- ابن الفخار 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الحَافِظُ البَارِعُ، المُجَوِّدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ خَلَفٍ، الأَنْدَلُسِيُّ، المَالقِيُّ، ابْنُ الفَخَّارِ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ شُرَيْح بن مُحَمَّدٍ الرُّعَيْنِيّ، وَأَبَا جَعْفَرٍ البِطْرَوْجِيّ، وَالقَاضِي أَبَا بَكْرٍ ابْن العَرَبِيّ، وَأَبَا مَرْوَانَ بن مسرَّة، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَانِ القُرَشِيّ، وَطَبَقَتهُم. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبَّارُ: كَانَ صدراً فِي الحُفَّاظ، مقدّماً، مَعْرُوْفاً بِسَرْد المتُوْن وَالأَسَانِيْد، مَعَ مَعْرِفَة بِالرِّجَال وَحفظ لِلْغَرِيْب. سَمِعَ مِنْهُ جلَّة، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَئِمَّة. سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَان بن حَوْط الله يذكر عَنِ ابْنُ الفَخَّارِ أَنَّهُ حَفِظ فِي شبِيْبته "سُنَن أَبِي دَاوُدَ"، فَأَمَّا فِي مُدَّة لقَائِي إِيَّاهُ، فَكَانَ يذكر "صَحِيْح مُسْلِم". وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالوَرَع وَالفَضْل، مُسلَّماً لَهُ فِي جَلاَلَة القَدْر، وَمتَانَة العدَالَة، طُلب إِلَى حضَرَة السُّلْطَان بِمَرَّاكش ليُسْمَعَ عَلَيْهِ بِهَا، فَتُوُفِّيَ هُنَاكَ فِي شَعْبَان سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ أَبُو الرَّبِيْعِ بنُ سَالِمٍ: وَمِنْ شُيُوْخِي ابْن الفَخَّارِ، مُسَلَّم لَهُ فِي جَلاَلَة الْقدر، وَمتَانَة الأَمَانَة وَالعدَالَة، اخْتصَّ بِابْنِ العربِي، وَأَكْثَر عَنْهُ، لَقِيْتُهُ برِبَاط الفَتْح، قَرَأْت عَلَيْهِ وَعَلَى ابْن حُبَيْش، وَابْن عُبَيْدِ اللهِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْن العربِي، أَخْبَرَنَا طراد، فذكر حديثًا. وَفِيْهَا مَاتَ الشَّاطِبِيّ، وَأَبُو الخَيْرِ القَزْوِيْنِيّ، وَأَبُو المُظَفَّرِ عَبْد الخَالِقِ بن فَيْرُوْز الجَوْهَرِيّ، وَوَالِد كَرِيْمَة، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ المَلِكِ بنِ بُوْنُه أَخُو عَبْدِ الحَقِّ. وَلَهُ إِجَازَة مِنِ ابْنِ سكرة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1102"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 303".

ابن بوش

5301- ابن بوش 1: الشيخ المعمر، الرحلة، أَبُو القَاسِمِ يَحْيَى بنُ أَسْعَدَ بنِ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَوْشٍ، البَغْدَادِيُّ الأَزَجِيُّ الخَبَّازُ. سَمِعَ بِإِفَادَة خَاله مِنْ أَبِي طَالِبٍ بن يُوْسُفَ، وَأَبِي الغَنَائِم مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ، وَالحَسَن بن مُحَمَّدٍ البَاقَرحِيّ، وَأَبِي سَعْدٍ بنِ الطُّيُوْرِيّ، وَأَبِي غَالِبٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الشَّهْرُزُوْرِيُّ، وَأَبِي البَرَكَات هِبَة اللهِ ابْن البُخَارِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ أَحْمَد بن هِبَةِ اللهِ ابْنِ النرسي، وأبي العز بن كادش، وَعَلِيّ بن عَبْدِ الوَاحِدِ الدِّيْنَوَرِيّ، وَهِبَة اللهِ بن الحُصَيْنِ، وَأَبِي عُبَيْدِ اللهِ البَارِع، وَعِدَّة. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ بيَان، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَأَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ، وَجَمَاعَة. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيّ: كَانَ سَمَاعه صَحِيْحاً، وَبوركَ فِي عُمُرِه، وَاحتيجَ إِلَيْهِ، وَحَدَّثَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ علم. قُلْتُ: مَنْ سَمَاعه المُسْنَد كُلّه عَلَى ابْنِ الحُصَيْنِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الشَّيْخ موفق الدين، والبهاء عبد الرحمن، وَالتَّقِيّ بن بَاسُوَيْه، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ الصَّوَّاف، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ القَادِرِ البَنْدَنِيْجِيّ، وَتَمِيْم بن مَنْصُوْرٍ الرُّصَافِيّ، وَجَعْفَر بن ثنَاء ابْن القُرطبَان، وَدَاوُد بن شُجَاعٍ، وَعَلِيّ بن فَائِزَة، وَعَلِيّ بن الأَخْضَر، وَفضل الله الجِيْلِيّ، وَعَلِيّ بن مَعَالِي الرُّصَافِيّ، وَمُحْيِي الدِّيْنِ ابْن الجَوْزِيّ، وَابْن خَلِيْل، وَاليَلْدَانِيّ، وَابْن المُهَيْر الحَرَّانِيّ، وَعِدَّة. وَأَجَازَ لِشيخنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ. وَكَانَ يُعطَى عَلَى الرِّوَايَة لفقرِه فِي بَعْضِ الوَقْت. مَاتَ فِي ثَالِث ذِي القَعْدَةِ فُجَاءةً، غصّ بلُقمَة، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ بضع وثمانون سنةً.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 143"، وشذرات الذهب "4/ 315".

الطرسوسي، الكاغدي

الطرسوسي، الكاغدي: 5302- الطرسوسي 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَتْحِ، الطَّرَسُوْسِيُّ، ثُمَّ الأَصْبَهَانِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، الفَقِيْهُ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِ مائَةٍ، فِي صَفَرِهَا. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَمُحَمَّد بن طَاهِر، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق، وَمَحْمُوْد بن إِسْمَاعِيْلَ الأَشْقَر، وَأَبِي نَهْشَل عَبْد الصَّمَدِ العَنْبَرِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُوْسَى عَبْد اللهِ بن عَبْدِ الغَنِيِّ، وَيُوْسُف بن خَلِيْلٍ، وَطَائِفَة. وَأَجَازَ لأَحْمَدَ بن أَبِي الخَيْرِ. مَاتَ فِي السَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَة سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ سَلاَّمٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: "كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنُوْدِيَ بالصلاة جامعة"2. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ رَاهَوَيْه عَنْ يَحْيَى به. 5303- الكاغدي 3: القَاضِي الإِمَامُ المُعَمَّرُ، الخَطِيْبُ، أَبُو الفَضَائِل، عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ، الأَصْبَهَانِيُّ، الكَاغَدِيُّ، المُعَدَّلُ. وُلِدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْس مائَة. سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق، وَإِسْمَاعِيْل الإِخشيذ، وَفَاطِمَة الجُوْزْدَانِيَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: يُوْسُف بن خَلِيْل، وَهُوَ أَحَد العَشْرَة الَّذِيْنَ أَدْركهُم مِنْ أَصْحَابِ الحَدَّاد. أَجَازَ لِشيخنَا أَحْمَدَ بنِ سَلاَمَةَ. وَتُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو طَاهِرٍ عَلِيّ بن سَعِيْدِ بنِ فاذشاه بأصبهان، وهو أحد العشرة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 154"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 320-321". 2 صحيح: أخرجه البخاري "1045"، ومسلم "910". 3 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 317".

ابن الباقلاني

5304- ابن الباقلاني 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُقْرِئُ البَارِعُ، مُسْنِدُ القُرَّاءِ، أَبُو بكر عبد الله بن مَنْصُوْرِ بنِ عِمْرَانَ بنِ رَبِيْعَةَ، الرَّبَعِيُّ، الوَاسِطِيُّ، ابْنُ البَاقِلاَّنِيِّ. وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَة خَمْس مائَة. وَتَلاَ بِالعَشْر عَلَى أَبِي العِزِّ القَلاَنسِيّ، وَعَلِيّ بن عَلِيِّ بنِ شيرَان، وَسِبْط الخَيَّاط. وَسَمِعَ مِنْ خَمِيْسٍ الحَوْزِيّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ البَارِع، وَهِبَة اللهِ بنِ الحُصَيْنِ، وَأَبِي العزِّ بنِ كَادِشٍ، وَأَبِي عَلِيٍّ الفَارِقِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ المَزْرَفِيّ، وَأَبِي الكَرَمِ نَصْر اللهِ بن الجَلَخْت، وَجَمَاعَة. رَوَى عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَابْن عَسَاكِرَ أَنَاشيدَ، وَكَانَ شَاعِراً مُحسناً. وَحَدَّثَ عَنْهُ، وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالعشر: التَّقِيُّ ابْنُ بَاسُوَيْه، وَالمُرَجَّى بن شقيرَة، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بن الدُّبَيْثِيّ، وَالحُسَيْن بن أَبِي الحَسَنِ بنِ ثَابِتٍ الطِّيْبِيّ، وَالإِمَامُ أَبُو الفَرَجِ ابْنُ الجَوْزِيِّ، وَوَلَده مُحْيِي الدِّيْنِ يُوْسُف، وَالشَّرِيْف الدَّاعِي، وَقُصِدَ مِنَ الآفَاق لِعُلُوِّ الإِسْنَادِ. قَالَ الدُّبَيْثِيّ: انْفَرد بِالعَشْرَةِ عَنْ أَبِي العِزِّ، وَادَّعَى رِوَايَة شَيْء مِنَ الشّواذِّ، فَتكلّم النَّاس فِيْهِ، وَوقفُوا فِي ذَلِكَ، وَكَانَ عَارِفاً بوُجُوه القِرَاءات. وَسَمِعْتُ عَبْدَ المُحسِن بن أَبِي العَمِيد الصُّوْفِيّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ فِي المَنَامِ بَعْدَ وَفَاة ابْنِ البَاقِلاَّنِيّ كَأَنَّ مَنْ يَقُوْلُ لِي: صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُوْنَ وَليّاً للهِ. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَة: حَدَّثَ بسُنَن أَبِي دَاوُدَ عَنِ الفَارِقِيّ، وَسَمَاعه مِنْهُ سَنَة ثَمَانِي عَشْرَةَ. وَقَالَ المُحَدِّثُ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الوَاسِطِيّ: قرَأَ ابْنُ الباقلاني على أبي العز بالإرشاد وَمَا سِوَى ذَلِكَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَزوره. تُوُفِّيَ ابْنُ البَاقِلاَّنِيّ فِي سَلْخِ رَبِيْع الآخر سَنَةَ ثلاث وتسعين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 142"، وشذرات الذهب "4/ 314".

النوقاني، ذاكر بن كامل

النوقاني، ذاكر بن كامل: 5305- النوقاني: العَلاَّمَةُ المُفْتِي، أَبُو المَفَاخِرِ، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي علي بن أبي نصر، النَّوْقَانِيُّ، الشَّافِعِيُّ. تَفقّه بِمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، وَبَرَعَ فِي المَذْهَب وَالخلاَف، ثُمَّ سَكَنَ بَغْدَاد، وَأَخَذُوا عنه طريقته، ثم درس بمدرسة أم الخليفة النَّاصِر، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ تَامَّة بِالتَّفْسِيْر. تخرّج بِهِ أَئِمَّة، وَكَانَ ذَا صلاَح وَصيَانَة وَمُلاَزمَة لِلْعِلْمِ مَعَ سخَاء وَمُروءة وَبَذْلٍ وَقنَاعَة. حَدَّثَ "بِالأَرْبَعِيْنَ" الَّتِي لابْنِ يَحْيَى، وَكَانَ شَيْخاً مَهِيْباً. رَوَى عنه: عبد الرحمن بن عُمَرَ الغَزَّال، وَغَيْرهُ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْتُ الفَقِيْه نَصْر بن عَبْدِ الرَّزَّاقِ غَيْرَ مَرَّةٍ يُثنِي عَلَى النَّوْقَانِيّ ثنَاء كَثِيْراً، وَيَصفُ خلقَه وَبذله لِتَلاَمِذته، وَغزَارَة عِلْمه وَسعَة فَهمه. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: وَسَمِعْتُ الفَقِيْه مُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ بنِ الدَّبَّاس يُثنِي عَلَى النَّوْقَانِيّ، وَيَقُوْلُ: كَانَ وَليّاً للهِ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِنوقَان. وَتُوُفِّيَ قَافلاً مِنْ حجّه بِالكُوْفَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وخمس مائة. 5306- ذاكر بن كامل: ابن أبي غالب محمد بن حسين، الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، المُسْنِدُ، أَبُو القَاسِمِ البَغْدَادِيُّ الخَفَّافُ. سَمِعَهُ أَخُوْهُ المُبَارَك الحَافِظ مِنَ الحَسَنِ مُحَمَّد بن إِسْحَاقَ البَاقَرحِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ ابْنِ المَهْدِيِّ، وَالمُعَمَّر بن مُحَمَّدٍ البيِّع، وَأَبِي سَعْدٍ ابْن الطُّيُوْرِيّ، وَعَبْد اللهِ ابْن السَّمَرْقَنْدِيّ، وَأَبِي طَالِبٍ بن يُوْسُفَ، وَأَبِي العِزِّ القَلاَنسِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ البَاقِي الدُّوْرِيّ، وَعِدَّة. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القاسم بن بيان، وعبد الغفار الشيرويي، وَأَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَأَبُو طَاهِرٍ الحِنَّائِيّ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّسِيْب، وَعِدَّة.

وَرَوَى الكَثِيْر، وَتَفَرَّد، وَكَانَ صَالِحاً خَيّراً، قَلِيْل الكَلاَم، ذَاكراً الله، يَسرد الصَّوْم، وَيَتقوّت مِنْ عَمَله، وَكَانَ أُمِّيّاً لاَ يَكتب. حَدَّثَ عَنْهُ: سَالِم بن صَصْرَى، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الدُّبَيْثِيّ، وَابْن خَلِيْل، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الجَلِيْلِ، وَعَلِيّ بن مَعَالِي الرُّصَافِيّ، وَعِدَّة. وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ مَعْمَر بن الفَاخِرِ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، لِمَكَان اسمه. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ مُسْندُ بَغْدَادَ مُحَمَّد بن الدِّيْنَةِ. تُوُفِّيَ فِي سَادس رَجَب سَنَة إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ بن الزِّبْرِقَانِ الأَصْبَهَانِيّ فِي عَشْرِ المائَة، وَشَيْخ القُرَّاء شُجَاع بن مُحَمَّدِ بنِ سيّدهُم المُدْلِجِيُّ بِمِصْرَ، وَمُقْرِئ بَغْدَاد أَبُو جَعْفَرٍ عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الوَاسِطِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْد اللهِ الحَجْرِيّ، وَأَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الأَصفهبذ بِأَصْبَهَانَ، وَأَبُو الحَسَنِ نَجبَة بن يَحْيَى الرُّعَيْنِيّ المُقْرِئُ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ يَحْيَى بن عَلِيِّ ابن الخَرَّاز الحَرِيْمِيّ مِنْ شُيُوْخ ابْن خَلِيْل، سَمِعَ أبا علي ابن المهدي.

الحجري

5307- الحجري 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ المُعَمَّرُ، المُقْرِئُ المُجَوِّدُ، المُحَدِّثُ الحَافِظُ، الحُجَّةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ ذِي النُّوْنِ، الرُّعَيْنِيُّ، الحَجْرِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، المَرِيِّيُّ، المَالِكِيُّ، الزَّاهِدُ، نَزِيْلُ سَبْتَة. وُلِدَ سَنَةَ خمس وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ "صَحِيْح مُسْلِم" مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بن زغيبة، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ وَرد، وَأَبِي الحسن بن موهب، و [لقي] أَبَا الحَسَنِ بنَ مُغِيْث -لقِيه بقُرْطُبَة- وَأَبَا القَاسِمِ بن بَقِيٍّ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنِ مَكِّيّ، وَأَبَا جَعْفَرٍ البِطْرَوْجِيّ -سَمِعَ مِنْهُ "سُنَن النَّسَائِيّ" عَالِياً- وَأَبَا بَكْرٍ ابْن العَرَبِيّ، وَأَبَا الحَسَنِ شُرَيحاً، وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالسَّبْعِ، وَقرَأَ عَلَيْهِ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَعُنِي بِالحَدِيْثِ، وَتَقدَّم فِيْهِ. قَالَ الأَبَّار: كَانَ غَايَة فِي الوَرَع وَالصَّلاَح وَالعدَالَة. وَلِي خطَابَة المَرِيَّة، وَدعِي إِلَى القَضَاء، فَأَبَى، وَلَمَّا تغلّب العَدُوّ، نَزح إِلَى مُرْسِيَة، وَضَاقت حَاله، فَتحوّل إِلَى فَاس، ثم إلى

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1111"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 307".

سَبْتَة، فَتصدّر بِهَا، وَبَعُد صِيْتُهُ، وَرَحَلَ إِلَيْهِ النَّاس، وَطُلِب إِلَى السُّلْطَانِ بِمَرَّاكش ليَأْخذ عَنْهُ، فَبقِي بِهَا مُدَّة، وَرجع، حَدَّثَنَا عَنْهُ عَالِم مِنَ الجُلَّة، سَمِعْتُ أَبَا الرَّبِيْع بن سَالِمٍ يَقُوْلُ: صَادف وَقت وَفَاته قَحط، فَلَمَّا وُضِعت جِنَازَته، تَوسّلُوا بِهِ إِلَى اللهِ، فَسُقُوا، وَمَا اخْتلف النَّاسُ إِلَى قَبْره مُدَّة الأُسْبُوْع إلَّا فِي الْوَحل. قَالَ: وَهُوَ رَأْس الصَّالِحِيْنَ، وَرسيسُ الأَثْبَاتِ الصَّادقين، حَالَفَ عُمُره الوَرَع، وَسَمِعَ مِنَ العِلْمِ الكَثِيْر، وَأَسَمِع، وَكَانَ ابْن حُبَيشٍ شَيْخنَا كَثِيْراً مَا يَقُوْلُ: لَمْ تُخرِج المَرِيَّة أَفْضَل مِنْهُ، وَكَانَ زَمَاناً يُخْبِر أَنَّهُ يَموت فِي المُحَرَّم لرُؤْيَا رَآهَا، فَكَانَ كُلّ سَنَة يَتَهَيَّأَ، قَرَأْت عَلَيْهِ "صَحِيْح مُسْلِم" فِي سِتَّة أَيَّام وَكتباً، ثُمَّ سمَّاهَا. قُلْتُ: تَلاَ بِالسَّبْع أَيْضاً عَلَى يَحْيَى بنِ الخَلُوْف، وَأَبِي جَعْفَرٍ بن البَاذش. تَلاَ عَلَيْهِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّارِّيّ، وَأَكْثَر عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ فَرْتُوْنَ: ظَهَرَتْ لأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عُبَيْدِ اللهِ كَرَامَات، حَدَّثَنَا شَيْخنَا الرَّاويَة مُحَمَّد بن الحَسَنِ بنِ غَاز، عَنْ بِنْت عَمّه -وَكَانَتْ صَالِحَة، وَكَانَتِ اسْتُحِيضَت مُدَّة- قَالَتْ: حُدِّثْتُ بِمَوْتِ ابْن عُبَيْدِ اللهِ، فَشقّ عليّ أَنْ لاَ أَشْهَده، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ وَلياً مِنْ أَوليَائِك، فَأَمسِك عَنِّي الدَّم حَتَّى أُصَلِّي عَلَيْهِ، فَانقطع عَنِّي لوقتِهِ، ثُمَّ لَمْ أَره بَعْد. قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ غَازِي المَذْكُوْر، وَأَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عيشُوْنَ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ اليَتيم الأَنْدَرَشِيّ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ اليَحْصَبيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ الصَّفَّار القُرْطُبِيّ، وَشَرَف الدِّيْنِ مُحَمَّد بن عُبَيْدِ اللهِ المُرْسِيّ، وَأَبُو الخَطَّابِ بن دِحْيَة، وَأَخُوْهُ أَبُو عَمْرٍو، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحْرِز الزُّهْرِيّ، وعبد الرحمن بن القَاسِمِ السَّرَّاج، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بن الفَخَّارِ الشَّرِيْشِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ فَطرَال، وَأَبُو الحَجَّاجِ يُوْسُف بن مُحَمَّدٍ الأَزْدِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن عامر الطُّوْسِيّ -بِفَتح الطَّاء- وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ بن الجِرْجِ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ الأَزْدِيّ الَّذِي بَقِيَ إِلَى سَنَةِ سِتِّيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. أَخْبَرَنِي عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَلَفٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الأَنْصَارِيّ، أَخْبَرَنَا الحَافِظُ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ الحَجْرِيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بن بقي، وأحمد بن عبد الرحمن البِطْرَوْجِيّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ الفَقِيْه، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو عِيْسَى يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا عَمّ أَبِي عُبيدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:

"إِنَّ الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاَةُ العَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلهُ وَمَالهُ" 1. مَاتَ ابْنُ عُبَيْدِ اللهِ فِي المُحَرَّم -وَقِيْلَ: فِي أَوَّلِ صفر- سَنَة إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَتْ جِنَازَته مَشْهُوْدَة بِسبتَة. وَقِيْلَ: بَلْ وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِ مائة. قَالَ طَلْحَةُ بنُ مُحَمَّدٍ: ثَلاَثَةٌ مِنْ أَعْلاَم المَغْرِب فِي هَذَا الشَّأْن: ابْن بَشْكُوَال، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَيْر، وَابْن عُبَيْدِ اللهِ. وَقَالَ ابْنُ سَالِمٍ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُوْن، فَحِي هلاَ بِابْن عُبَيْدِ اللهِ. وَقَالَ ابْنُ رشيد: كَانَ يجمعُ إِلَى الزُّهْد وَالحِفْظ المشَاركَة فِي أَنْوَاع مِنَ العِلْمِ رَحِمَهُ الله. وَقَالَ ابْنُ رشيد: وَقِيْلَ: مَكَثَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً لاَ يَحضُر الجُمُعَة لعذرٍ بِهِ، ثُمَّ أَنْكَر ابْن رشيد هَذَا، وَقَالَ: لَمْ يَنقطع هَذِهِ المُدَّة كُلّهَا عَنِ الجُمُعَة. قُلْتُ: كَأَنَّهُ انْقَطَع بَعْض ذَلِكَ لِكبره وَسنّه، وَكَانَ أَهْلُ سَبْتَة يَتغَالَوْنَ فِيْهِ، وَيَتبرّكُوْن برؤيته، رحمه الله.

_ 1 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "1/ 11-12"، وعبد الرزاق "2075"، وابن أبي شيبة "1/ 342"، وأحمد "2/ 13 و27 و48 و54 و64 و75 و76 و102 و124"، والبخاري "552"، ومسلم "626"، وأبو داود "414"، والترمذي "175"، والنسائي "1/ 255"، والدارمي "1/ 280"، والبيهقي "1/ 444"، والبغوي "370" و"371"، من طرق عن نافع، عن ابن عمر، به.

المجير

5308- المجير 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الأُصُوْلِيُّ، كَبِيْرُ الشَّافِعِيَّة، مُجِيْرُ الدِّيْنِ أَبُو القَاسِمِ مَحْمُوْدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ علي بن المبارك، الواسطي، ثم البغدادي. تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي مَنْصُوْرٍ الرَّزَّاز، وَغَيْرهِ. وَأَخَذَ الكَلاَم عَنْ أَبِي الفُتُوْح مُحَمَّد بن الفَضْلِ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَعَبْد السَّيِّد الزَّيْتُوْنِيّ. وَبَرَعَ، وَتَقدّم، وَفَاق الأَقرَان، وَكَانَ يُضْرَبُ بذكَائِهِ المَثَل. وُلِدَ سَنَةَ"517". وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ الحُصَيْن، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ وَجَمَاعَة. وَقَدِمَ دِمَشْق، فَدرّس، وَنَاظر، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَاب، ثُمَّ سَارَ إِلَى شيرَاز، فَدرّس بِهَا، وَبعَسْكَر مُكْرَمٍ، وَوَاسط، ثُمَّ دَرَّسَ بِالنّظَامِيَّةِ بِبَغْدَادَ، وَخلعَ عَلَيْهِ بِطرحَة، ثُمَّ بُعِثَ رَسُوْلاً إِلَى هَمَذَان، فَأَدْرَكه الأَجْل. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: بَرَعَ فِي الفِقْه حَتَّى صَارَ أَوحد زَمَانه، وَتَفَرَّد بِمَعْرِفَة الأُصُوْل، قَرَأْت عَلَيْهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَجْمَع لفنُوْن العِلْم مِنْهُ، مَعَ حسن العبَارَة. نُفذ رَسُوْلاً إِلَى خُوَارِزْمشَاه، فَمَاتَ فِي طرِيقه بِهَمَذَانَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائة. قلت: حدث عنه: ابن الدبيثي، وابن خَلِيْل، وَرَوَى ابْنُ النَّجَّارِ عَنِ ابْنِ خَلِيْل عَنْهُ. وَقَالَ المُوَفَّق عَبْد اللَّطِيْفِ: كَانَ طُوَالاً، ذَكِيّاً، دَقِيق الْفَهم، غوَّاصاً عَلَى المَعَانِي، يَشتغل سرّاً بِالمنطق وَفنُوْنِ الحِكْمَة عَلَى أَبِي البَرَكَات صَاحِب الْمُعْتَبر، وَكَانَ بَيْنَ المُجِيْر وَبَيْنَ ابْن فَضْلاَنَ مُنَاظَرَة كَمُحَارَبَة، وَكَانَ المُجِيْر يَقطعُهُ كَثِيْراً. وله بنيت بدمشق الجاروخية.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 140"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 311".

ابن فضلان

5309- ابن فضلان 1: شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو القَاسِمِ يَحْيَى الوَاثِقُ بنُ عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ بنِ هِبَة اللهِ بنِ بَرَكَةَ، البَغْدَادِيُّ. قَالَ لَهُ ابْن هُبَيْرَةَ: لاَ يَحسُنُ أَنْ تَكتب بخطّك إِلَى الخَلِيْفَة: الوَاثق، لأَنَّه لقَب خَلِيْفَة. قَالَ: فَكَتَبتُ يَحْيَى. مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ أَبَا غَالِب ابْن البَنَّاءِ، وَإِسْمَاعِيْل بن السَّمَرْقَنْدِيّ، وَمِنْ أَبِي الفَضْلِ الأُرْمَوِيّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ خَلِيْل فِي "مُعْجَمِهِ"، فَسَمَّاهُ وَاثقاً، وَابْنُ الدُّبَيْثِيّ، وَجَمَاعَة. وَكَانَ بارعاً فِي الخلاَف وَالنَّظَر، بَصِيْراً بِالقوَاعد، ذَكِيّاً، يَقظاً، لبِيْباً، عذب العبَارَة، وَجيهاً، مُعظَّماً، كَثِيْر التَلاَمِذَة، ارْتَحَلَ إِلَى ابْن يَحْيَى صَاحِب الغَزَّالِيّ مرَّتين، وَوَقَعَ فِي السَّفَرِ، فَانْكَسَرَ ذِرَاعه، وَصَارَت كَفَخِذِهِ، ثُمَّ أَدّته الضَّرُوْرَة إِلَى قطعهَا مِنَ الْمرْفق، وَعَمِلَ محضراً بِأَنَّهَا لَمْ تُقطع فِي رِيْبَة. فَلَمَّا نَاظر المُجِيْر مرَّة، وَكَانَ كَثِيْراً مَا يَنقطع فِي يَد المُجِيْر، فَقَالَ: يُسَافر أَحَدُهُم فِي قطع الطَّرِيْق، وَيدّعِي أَنَّهُ كَانَ يَشتغل، فَأَخْرَجَ ابْن فَضلاَن الْمحْضر، وَأَخَذَ يُشنّع عَلَى المُجِيْر بِالفَلْسَفَة. وَكَانَ ابْنُ فَضلاَن ظرِيف المُنَاظَرَة، ذَا نغمَاتٍ موزونَة، يَشير بِيَدِهِ بِوَزْن مَطَرب أَنِيق، يَقِفُ عَلَى أَوَاخِر الْكَلم خوَفاً مِنَ اللّحن. قَالَهُ المُوَفَّق عَبْد اللَّطِيْفِ، ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ يُدَاعبنِي كَثِيْراً، ثُمَّ رُمِيَ بِالفَالِج فِي أَوَاخِرِ عُمُره رَحِمَهُ الله. قُلْتُ: وَتَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ عَلَى أَبِي مَنْصُوْرٍ الرَّزَّاز، وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّة، وَسَمِعَ بِخُرَاسَانَ مِنْ أَبِي الأَسْعَد القشيري، وعمر بن أحمد بن الصَّفَّار. درّس بِمَدْرَسَة دَار الذّهب، وَقَدْ تَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى مُحَمَّدِ ابْنِ العَالِمَة، وَكَانَ عَلَى دُرُوسِهِ إِخبَات وَجَلاَلَة. مَاتَ فِي شَعْبَان سَنَةَ خمس وتسعين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 153"، وشذرات الذهب "4/ 321".

ابن كليب

5310- ابن كليب 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الأَمِيْنُ، مُسْنِدُ العَصْرِ، أَبُو الفَرَجِ، عبد المنعم بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ سَعْدِ بنِ صَدَقَةَ بنِ خَضِرِ بنِ كُلَيْبٍ، الحَرَّانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، التَّاجِرُ، الآجُرِّيُّ؛ لسكنَاهُ فِي درب الْآجر. وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْس مائَة. وَسَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بنَ بَيَانٍ، وَأَبَا عَلِيٍّ بنَ نَبْهَانَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ بَدْرَان، وَأَبَا عُثْمَانَ بن مَلَّة، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ طَاهِر الخَازن، وَأَبَا الخَطَّاب الفَقِيْه، وَصَاعِد بن سَيَّار، وَنُوْر الهُدَى أَبَا طَالب الزَّيْنَبِيّ. وَلقِي بالإجازة: أبا علي بن المَهْدِيّ، وَأَبَا العِزِّ مُحَمَّد بن المُخْتَارِ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ البَاقِي الدُّوْرِيّ، وَأَبَا طَاهِرٍ بن يُوْسُفَ، وَالمُبَارَك بن الحُسَيْنِ الغسَّال، وَابْن بيَان، وَابْن نَبْهَانَ أَيْضاً. وَلَهُ "مَشْيَخَة" مرويَّة. حَدَّثَ عنه: ابن الدبيثي، وابن خليل، وابن النجار، وعمر بن بدر، وأبو موسى بن الحَافِظِ، وَاليَلْدَانِيّ، وَأَحْمَد بن سَلاَمَةَ الحَرَّانِيّ، وَمُحْيِي الدين بن الجَوْزِيّ، وَشَيْخ الشُّيُوْخ عَبْد العَزِيْزِ بن مُحَمَّدٍ الأنصاري، وشمس الدين أبو المظفر سبط بن الجَوْزِيّ، وَابْن عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالنَّجِيْب عَبْد اللَّطِيْفِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَبِالإِجَازَة: ابْن أَبِي اليُسْر، وَالقُطْب ابن عصرون، والخضر بن حَمُّوَيْه، وَأَحْمَد بن أَبِي الخَيْرِ، وَالعزّ عَبْد العَزِيْزِ بن الصَّيْقَلِ، وَمُحَمَّد بن أَبِي الدِّيْنَة. وَانتهَى إِلَيْهِ عُلُوّ الإِسْنَادِ، وَمتِّع بحوَاسّه وَذهنه، وَكَانَ صَبُوْراً مُحِبّاً لِلرِّوَايَةِ. دخل مِصْر مَعَ أَبِيْهِ، وَسَكَنَ دِمْيَاط مُدَّة، وَحَجّ سَبْع مَرَّاتٍ، وَفَاتته عرفَة فِي الثَّامِنَة، تَعوّق بِالبَحْر. قَالَ المُنْذِرِيّ فِي "الوفِيَات": سَمِعْتُ قَاضِي القُضَاةِ أَبَا مُحَمَّدٍ الكِنَانِيّ، سَمِعْتُ ابْنُ كُلَيْبٍ يَقُوْلُ: تَسَرَّيْتُ بِمائَة وَثَمَان وَأَرْبَعِيْنَ جَارِيَة، قَالَ: وَكَانَ يُخَاصم أَوْلاَده فِي ذَلِكَ السِّنّ، فَيَقُوْلُ: اشترُوا لِي جَارِيَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: أَلحق الصّغَار بِالكِبَار، وَمُتِّع بصحّته، وَذهنه، وَحسن صُوْرته، وَحُمْرَةِ وَجهه، وَكَانَ لاَ يَملّ مِنَ السَّمَاع، كتب "جُزْء ابْن عَرَفَةَ" بِخَطِّهِ، وَلَهُ بِضْعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً بِخَطّ مَلِيح، وَحَدَّثَ بِهِ مِنْ لَفظه، وَكَانَ مِنْ أَعيَان التُّجَّار، ذَا ثروَة وَاسِعَة، ثُمَّ تَضَعْضع، وَاحتَاج إِلَى الأَخْذ، وَبَقِيَ لاَ يُحَدِّث "بِجُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ" إلَّا بدِيْنَار، وَكَانَ صَدُوْقاً قَرَأْت عَلَيْهِ كَثِيْراً. تُوُفِّيَ لَيْلَة السَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 404"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 159"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 327".

جاكير، الشاطبي

جاكير، الشاطبي: 5311- جاكير: الزَّاهِدُ، مِنْ كِبَارِ مَشَايِخِ العِرَاقِ، صَاحِبُ أَحْوَالٍ وَتَأَلُّهٍ وَتَعَبُّدٍ. صَحِبَ الشَّيْخ عَلِيّاً الهِيْتِيَّ وَغَيْرَهُ. وَجَاكِيْر لقب، وَاسْمه مُحَمَّد بن دُشَمَ الكُرْدِيُّ الحَنْبَلِيُّ، لَمْ يَتزوَّج، وَتُذكر عَنْهُ كَرَامَات، وَلَهُ زَاويَة كَبِيْرَة بقَرْيَة رَاذَان، عَلَى برِيْد مِنْ سَامَرَّاء. وَجلس فِي المَشْيَخَة بَعْدَهُ أَخُوْهُ أَحْمَد، وَبعد أَحْمَد وَلده الغرسُ، وَبعد الْغَرْس ابْنه محمد. 5312- الشاطبي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَالِمُ العَامِلُ، القُدْوَةُ، سَيِّدُ القُرَّاءِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو القَاسِمِ القَاسِمُ بنُ فِيْرُّه بن خلف بن أحمد الرعيني، الأندلسي، الشاطبي، الضرير، ناظم "الشاطبية" و"الرائية".

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 537"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 301-302".

مَنْ كَنَّاهُ أَبَا القَاسِمِ كَالسَّخَاوِيِّ وَغَيْرهِ، لَمْ يَجْعَلْ لَهُ اسْماً سِوَاهَا. وَالأَكْثَرُوْنَ عَلَى أَنَّهُ أَبُو مُحَمَّدٍ القَاسِمُ. وَذكرَهُ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصلاَحِ فِي "طبقَاتِ الشَّافِعِيَةِ". وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَتَلاَ بِبلدِه بِالسّبعِ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي العَاصِ النَّفْرِيّ، وَرَحَلَ إِلَى بَلَنْسِيَة، فَقَرَأَ القِرَاءاتِ عَلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ هُذَيْلٍ، وَعَرضَ عَلَيْهِ "التَّيْسِيْرَ"، وَسَمِعَ مِنْهُ الكُتُب، وَمِنْ أَبِي الحَسَنِ ابْنِ النِّعْمَةِ، وأبي عبد الله ابن سَعَادَةَ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عَاشِرٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَعُلَيْمِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَارْتَحَلَ لِلْحَجِّ، فَسَمِعَ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَغَيْرِهِ. وَكَانَ يَتوَقَّدُ ذَكَاءً. لَهُ البَاعُ الأَطولُ فِي فَنِّ القِرَاءاتِ وَالرّسمِ وَالنَّحْوِ وَالفِقْهِ وَالحَدِيْثِ، وَلَهُ النَّظمُ الرَّائِقُ، مَعَ الوَرَعِ وَالتَّقْوَى وَالتَأَلُّهِ وَالوَقَارِ. اسْتَوْطَنَ مِصْر، وَتَصدّرَ، وَشَاعَ ذِكْرُهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ بنُ خَيْرَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الجنجَالِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ وَضَّاحٍ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الجُمَّيْزِيِّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ قَارِئُ مُصحفِ الذَّهَبِ. وَقرَأَ عَلَيْهِ بِالسَّبْعِ: أَبُو مُوْسَى عِيْسَى بنُ يُوْسُفَ المقدسي، وعبد الرحمن بنُ سَعِيْدٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بن عمر القرطبي، وأبو الحَسَنِ السَّخَاوِيُّ، وَالزَّيْنُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الكُرْدِيُّ، وَالسَّدِيْدُ عِيْسَى بنُ مَكِّيٍّ، وَالكَمَالُ عَلِيُّ بنُ شُجَاعٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ أَبُو شَامَةَ: أَخْبَرَنَا السَّخَاوِيُّ: أَنَّ سَبَبَ انتِقَالَ الشَّاطِبِيِّ مِنْ بَلدِه أَنَّهُ أُرِيْدَ عَلَى الخَطَابَةِ، فَاحتجَّ بِالحَجِّ، وَتركَ بَلَدَهُ، وَلَمْ يَعد إِلَيْهِ تَوَرُّعاً مِمَّا كَانُوا يُلزمُوْنَ الخُطَبَاءَ مِنْ ذِكرهِمُ الأُمَرَاءَ بِأَوْصَافٍ لَمْ يَرهَا سَائِغَةً، وَصبرَ عَلَى فَقرٍ شَدِيدٍ، وَسَمِعَ مِنَ السِّلَفِيِّ، فَطَلَبَهُ القَاضِي الفَاضِلُ لِلإِقْرَاءِ بِمَدْرَسَتِه، فَأَجَابَ عَلَى شُرُوْطٍ، وَزَار بَيْتَ المَقْدِسِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ السَّخَاوِيُّ: أَقطعُ بِأَنَّهُ كَانَ مكَاشَفاً، وَأَنَّهُ سَأَلَ اللهَ كَفَّ حَالِه. قَالَ الأَبَّارُ: تَصَدَّرَ بِمِصْرَ، فَعظمَ شَأْنُه، وَبعُدَ صِيتُه، انتهَتْ إِلَيْهِ رِيَاسَةُ الإِقْرَاءِ، وَتُوُفِّيَ بِمِصْرَ فِي الثَّامن وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَلَهُ أَوْلاَدٌ رَوَوْا عَنْهُ مِنْهُم أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدٌ.

أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ الحَافِظ بِبَعْلَبَكَّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا الشَّاطِبِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ هُذَيْلٍ بِحَدِيْثٍ ذكرتُهُ فِي "التَّارِيْخِ الكَبِيْرِ". وَجَاءَ عَنْهُ قَالَ: لاَ يَقرَأُ أَحَدٌ قصيدتِي هَذِهِ إلَّا وَيَنْفَعُهُ الله، لأَنَّنِي نَظمتُهَا للهِ. وَلَهُ قصيدَةٌ دَاليَّةٌ نَحْو خَمْسِ مائَةِ بَيْتٍ، مَنْ قرأها، أحاط علمًا بـ"التَّمْهِيْدِ" لابْنِ عَبْدِ البَرِّ. وَكَانَ إِذَا قُرِئَ عَلَيْهِ "المُوَطَّأُ"، وَ"الصَّحِيْحَانِ"، يُصحِّحُ النّسخَ مِنْ حِفْظِهِ، حَتَّى كَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ يَحفَظُ وَقْرَ بعيرٍ مِنَ العلُوْمِ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: قِيْلَ: اسْمُهُ وَكُنْيَتُه وَاحِدٌ، وَلَكِنْ وجدت إِجَازَات أَشيَاخِه لَهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ القَاسِم. وَكَانَ نَزِيْلَ القَاضِي الفَاضِلِ فَرتَّبَهُ بِمَدْرَسَتِه لإِقْرَاءِ القُرْآنِ، وَلإِقْرَاءِ النَّحْوِ وَاللُّغَةِ، وَكَانَ يَتجنَّبُ فضولَ الكَلاَمِ، وَلاَ يَنطقُ إلَّا لِضرُوْرَةٍ، وَلاَ يَجْلِسُ لِلإِقْرَاءِ إلَّا عَلَى طهارة.

ابن صصري

5312- ابن صصرى 1: الإِمَامُ العَالِمُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، البَارِعُ، الرَّئِيْسُ النَّبِيْلُ، أبو المواهب، الحسن بن العَدْلِ أَبِي البَرَكَاتِ هِبَةِ اللهِ بنِ مَحْفُوْظِ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ صَصْرَى، التَّغْلِبِيُّ، البَلَدِيُّ الأَصْل، الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ اسْمه نَصْر اللهِ، فَغَيَّرَه. سَمِعَ مِنْ: جدّه، وَالفَقِيْه نَصْر اللهِ بن مُحَمَّدٍ المِصِّيْصِيّ -فَهُوَ أَكْبَر شَيْخ لَهُ- وَمِنْ: عَبْدَان بن زَرِّيْنَ، وَعَلِيّ بن حَيْدَرَة، وَنَصْر بن مُقَاتِلٍ، وَالحُسَيْن بن البُنِّ، وَأَبِي يَعْلَى بن الحُبُوبِيّ، وَحَمْزَة بن كَرُّوْس، وَحَمْزَة بن أَسَدٍ القَلاَنسِيّ، وَعِدَّة. وَلاَزَمَ الحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ، وَأَكْثَر عَنْهُ، وَتَخَرَّجَ بِهِ، وَعنِي بِهَذَا الشَّأْن جِدّاً. وَارْتَحَلَ، وَسَمِعَ بحَمَاة مُحَمَّد بن ظفر الحجة، وبحلب من أبي طالب بن العَجَمِيّ، وَبِالمَوْصِل الحَسَن بن عَلِيٍّ الكَعْبِيّ، وَيَحْيَى بن سعدُوْنَ، وَسُلَيْمَان بن خَمِيْس، وَبِبَغْدَادَ هِبَة

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمته 1104"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 112"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 285".

اللهِ الدَّقَّاق، وَابْن البَطِّيِّ، وَعِدَّة، وَبِهَمَذَانَ أَبَا العَلاَءِ العَطَّار وَغَيْرهُ، وَبِأَصْبَهَانَ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ مَاشَاذه، وَأَبَا رشيد عَبْد اللهِ بن عُمَرَ، وَعِدَّة، وَبتِبْرِيْز حفدَة العَطَّارِيّ. وَجَمَعَ "المُعْجَم"، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَصَنَّفَ فِي "فَضَائِل الصَّحَابَة" وَ"عَوَالِي ابْن عُيَيْنَةَ" وَ"فَضَائِل القُدْس" وَ"ربَاعِيَات التَّابِعِيْنَ"، وَقَدِ احْتَرَقت كتبه بِالكلاّسَة، ثُمَّ إِنَّهُ وَقَفَ خزَانَة أُخْرَى. وَثَّقَه أَبُو عَبْدِ اللهِ الدُّبَيْثِيّ، وَقَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا بِالإِجَازَةِ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ تِسْعٌ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا جَدِّي الحُسَيْن بن هِبَةِ اللهِ بنِ مَحْفُوْظ، أَخْبَرَنَا أَخِي أبو المواهب، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ المصِّيْصِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ اليَزْدِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَارِثِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْر، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ خَتَنِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آخَى جُوَيْرِيَّة، قَالَ: "وَاللهِ مَا تَرَكَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَ مَوْتِهِ دِيْنَاراً وَلاَ دِرْهَماً وَلاَ عَبْداً وَلاَ أَمَةً وَلاَ شَيْئاً إلَّا بَغْلَتَهُ البَيْضَاء، وَسِلاَحَهُ، وَأَرْضاً جَعَلهَا صَدَقَة1. رواه البخاري عن إبراهيم.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2739"، والنسائي "6/ 229".

أبوه الرئيس أبو البركات، جده محفوظ

أبوه الرئيس أبو البركات، جده محفوظ: 5314- أبوه الرئيس أبو البركات: تَفَقَّهَ، وَقَرَأَ القُرْآنَ، وَلَهُ صَدَقَةٌ وَبرٌّ. كَانَ يَخْتِم فِي رَمَضَانَ ثَلاَثِيْنَ ختمَة. رَوَى عَنْ: جَمَال الإِسْلاَمِ، وَيَحْيَى بن بِطْرِيْقٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ، وَشَهِدَ عَلَى القَضَاءِ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسِتُّوْنَ سَنَةً. 5315- جده محفوظ: قِيْلَ: يُكْنَى أَبَا البَرَكَات، مِنْ رُؤسَاء البَلَد وَعدولِهُم. سَمِعَ جُزْءاً فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ مِنْ نَصْر بن أَحْمَدَ الهَمَذَانِيّ. سَمِعَ مِنْهُ: الحَافِظُ ابْن عَسَاكِرَ، وَابْنه البَهَاء، وَوَلَده أَبُو المَوَاهِبِ. تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سنةً، ودفن بباب توما.

طغرل، الجمال

طغرل، الجمال: 5316- طغرل 1: المَلِكُ طُغْرِل شَاه بنُ أَرْسَلاَنَ بنِ طُغْرِل بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَلِكْشَاه التُّرْكِيُّ، آخرُ مُلُوْكِ السُّلْجُوْقِيَّة المَلِكْشَاهية. خَرَجَ عَلَى الخَلِيْفَة النَّاصِر، فَالتقَاهُ الجَيْش، عَلَيْهِم ابْن يُوْنُسَ الوَزِيْر، فَانْهَزَمُوا، وَأُسِرَ الوَزِيْر، ثُمَّ نَدب النَّاصِر خُوَارِزْمشَاه لِحَرْبِهِ، فَالتقَاهُ عَلَى الرَّيّ، فَقُتِل طُغْرِل فِي المَصَافّ، وَكَانَ من ملاح زمانه وشجعانهم. قُتِلَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ، وَدخلُوا إِلَى بَغْدَادَ بِرَأْسِهِ وَسنَاجقه المُنَكَّسَة. وَكَانَ حَاكماً عَلَى أَذْرَبِيْجَان وَهَمَذَان وعدة مدائن، ملكوه وهو صبي. 5317- الجمال 2: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ، أَبُو الحَسَنِ، مَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنٍ، الأَصْبَهَانِيُّ، الجَمَّالُ، الخَيَّاطُ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ: أَبَا عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَمَحْمُوْد بن إِسْمَاعِيْلَ، وَأَبَا نَهْشَل عَبْد الصَّمَدِ، وَحَمْزَة بن العَبَّاسِ العَلَوِيّ. وَسَمِعَ حُضُوْراً مِنْ غَانِم البُرْجِيّ، وَأَجَازَ لَهُ مِنْ نَيْسَابُوْر عَبْدُ الغَفَّارِ الشيرويِيّ صَاحِب أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ. وَعُمِّرَ دَهْراً، وَتَفَرَّد، وَرَحَلَ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ العُثْمَانِيّ، وَأَبُو مُوْسَى بن عَبْدِ الغَنِيِّ، وَأَبُو الحَجَّاجِ بنِ خَلِيْلٍ، وَآخَرُوْنَ. وَأَجَازَ لأَحْمَدَ بن سَلاَمَةَ. مَاتَ فِي الخَامِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَوَّال سَنَةَ خمس وتسعين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 301" ووقع عنده [ابن طغرليك] بدل [ابن طغرل] . 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 154" ووقع عنده [ابن أبي مسعود] بدل [أبي منصور] . وشذرات الذهب "4/ 321".

الراراني، ابن ياسين

الراراني، ابن ياسين: 5318- الراراني 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُسْنِدُ، شَيْخُ الشُّيُوْخِ، أَبُو سَعِيْدٍ، خَلِيْلُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ بَدْرِ بنِ أَبِي الفَتْحِ ثَابِتِ بنِ رَوْحِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، الأَصْبَهَانِيُّ، الرَّارَانِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ: أَبَا عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَمَحْمُوْد بن إِسْمَاعِيْلَ الأَشْقَر، وَجَعْفَر بن عَبْدِ الوَاحِدِ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُوْسَى بن عَبْدِ الغَنِيِّ، وَيُوْسُف بن خليل، وعبد العزيز بن علي الواعظ، وولده محمد بن خَلِيْل وَحَفِيْدته لَيْلَة الْبَدْر بِنْت مُحَمَّد، وَجَمَاعَة. وَأَجَازَ لأَحْمَدَ بن أَبِي الخَيْرِ، وَكَانَ مِنْ مُرِيْدِي حَمْزَة بن العَبَّاسِ العَلَوِيّ. مَاتَ فِي الخَامِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْع الآخر سنة ست وتسعين وخمس مائة. 5319- ابن ياسين 2: الشيخ المسند الصالح العابد، أبو الطاهر، إسماعيل بن أبي التقى صَالِحِ بنِ يَاسِيْنَ بنِ عِمْرَانَ، المِصْرِيُّ، الشَّارِعِيُّ الشَّفِيْقِيُّ، نِسبَةً إِلَى خدمَة شفِيق الْملك، الجبلِيّ، نسبَة إِلَى سُكنَى جبل مِصْر، البنَّاء. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ الرَّازِيّ "مَشْيَخته" بِإِفَادَة الرُّدَينِيّ الزَّاهِد. وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ بِمِصْرَ عَنِ الرَّازِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَالحَافِظ الضِّيَاء، وَابْن خَلِيْل، وَأَخُوْهُ يُوْنُس، وَأَبُو الحَسَنِ السَّخَاوِيّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ الحَاجِبِ، وَالشِّهَاب القوْصِيّ، والرضي عبد الرحمن بن مُحَمَّدٍ، وَخَطِيْب مَرْدَا، وَالزَّيْن أَحْمَدَ بن عَبْدِ المَلِكِ، وَإِسْمَاعِيْل بن ظفر، وَالمعين أَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ يُوْسُفَ، وَعَبْد اللهِ بن علاَّق، وَالرَّشِيْد يَحْيَى العَطَّار، وَإِسْمَاعِيْل بن عِزُونَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. تُوُفِّيَ فِي ثَانِي عشر ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. لَمْ يجز لابن أبي الخير.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 158- 159"، وشذرات الذهب "4/ 323-324". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 158"، وشذرات الذهب "6/ 323".

أحمد بن طارق

5320- أحمد بن طارق 1: ابن سنان، المُحَدِّثُ العَالِمُ، أَبُو الرِّضَا، الكَرْكِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، التَّاجِرُ، الشِّيْعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَضْلِ الأُرْمَوِيّ، وَمَوْهُوْب بن الجَوَالِيْقِيّ، وَهِبَة اللهِ بن أَبِي شَرِيْكٍ، وَمُحَمَّد بن طِرَاد، وَابْن نَاصِر، وَسَعْد الخَيْر، وَعِدَّة. وسمع بدمشق من ناصر بن عبد الرحمن النجار، وأبي القاسم بن البُنِّ، وَطَائِفَة، وَبِالثَّغْر مِنَ السِّلَفِيّ، وَبِمِصْرَ مِنِ ابْنِ رِفَاعَة، وَعِدَّة. وَحَدَّثَ فِي هَذِهِ البِلاَد، وَكَتَبَ الكَثِيْر. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيّ: كَانَ حرِيصاً عَلَى السَّمَاع، وَعَلَى تَحْصِيل الأَجزَاء، مَعَ قلّة مَعْرِفَته، وَكَانَ ثِقَةً. قُلْتُ: أَبُوْهُ مِنْ كَرْك نُوْح، قَيَّدَهُ بِالسُّكُوْن ابْن نُقْطَة، وَالمُنْذِرِيّ. وَأَمَّا كَرَك الشّوبك، فَبالتحرِيك. رَوَى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، وَابْن خَلِيْل، وَقبلهما الحَافِظ ابْن المُفَضَّلِ. وَأَجَازَ لأَحْمَدَ بن أَبِي الخَيْرِ. قَالَ الشَّيْخُ الضِّيَاء: كَانَ شيعيًا غاليًا. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: لَمْ يَزَلْ يَطلُبُ، وكَانَ يُوَادُّنِي، وَكَانَ صديقاً طيب المَعَاشرَة، إلَّا أَنَّهُ غَال فِي التَّشَيُّع، شَحِيح مُقتِر، يَشْتَرِي مِنْ لقم المكديين، وَيَتبَعُ المُحَدِّثِيْنَ ليَأكل مَعَهُم، وَلاَ يُوِقِدُ ضوءاً، خلَّف تَجَارَة بِثَلاَثَة آلاَف دِيْنَار، وَمَاتَ وَحْدَه، وَلَمْ يُعلَمْ بِهِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الجِيْلِيّ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً، مَعَ فَسَاد دينه. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَة: خَبِيْث الاعْتِقَاد، رَافضِيّ.

_ 1 ترجمته في لسان الميزان "1/ ترجمة 597"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 140"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 308".

وَقِيْلَ: أَكَلت الفَأر أَنفه وَأُذُنَيْه. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ جَدُّهُ قَاضِي كرْك نُوْح. وَفِيْهَا مَاتَ قَاضِي قُرْطُبَة أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حُرَيْثٍ اللَّخْمِيّ عَنْ نَحْو الثَّمَانِيْنَ، وَأَبُو طَاهِرٍ إِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمَديَّة العُكْبَرِيّ أَخُو عَبْدِ اللهِ مِنْ أَصْحَابِ بن الحُصَيْن، وَبلقيس بِنْت سُلَيْمَان بن النّظَام، وَعَبْد الخَالِقِ بن عَبْدِ الوَهَّابِ الصَّابُوْنِيّ الخَفَّاف، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيّ المهَّاد، وَمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ بنِ مُحَمَّدٍ الجلاَلِيّ البَغْدَادِيّ عَنْ مائَة عَام، وَشَاعِر وَقته أَبُو الغَنَائِمِ محمد بن علي بن فارس بن المُعَلِّم الوَاسِطِيّ فِي عَشْرِ المائَة، وَوزِيْر العِرَاق مؤيد الدين أبو الفضل محمد بن علي بن القَصَّاب، وَأَبُو مُحَمَّدٍ مُحَمَّد بن مَعَالِي بن شدقينِي، وَالإِمَام فَخْر الدِّيْنِ مُحَمَّد بن أَبِي عَلِيٍّ النُّوْقَانِيّ صَاحِب الغَزَّالِيّ، وَالإِمَام مُجِيْر الدِّيْنِ مَحْمُوْد بن المُبَارَكِ بن عَلِيٍّ البَغْدَادِيّ صَاحِب أَبِي مَنْصُوْرٍ الرَّزَّاز، وَيُوْسُف بن مَعَالِي الكَتَّانِيّ المقرئ.

ابن حمدية، أبو طاهر إبراهيم بن محمد

ابن حمدية، أبو طاهر إبراهيم بن محمد: 5321- ابن حمدية: الشَّيْخُ المُسْنِدُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمَديَّةَ، العُكْبَرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ أَبَا العِزِّ بن كَادِشٍ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ البَارِع، وَزَاهِر بن طَاهِر، وَأَبَا علي بن السِّبْط، وَأَبَا بَكْرٍ المَزْرَفِيّ، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيّ، وَابْن خَلِيْلٍ، وَطَائِفَة. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ أَرْبَع وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَمَاتَ مَعَهُ فِي صَفَرٍ بَعْد أَيَّام أَخُوْهُ: 5322- أَبُو طَاهِرٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ: وَكَانَ قَدْ كَتَبَ بِخَطِّهِ، وَرَوَى الكَثِيْر عَنِ ابن الحصين، وزاهر، وهبة اللهِ الشُّرُوْطِيِّ، وَأَبِي غَالِبٍ المَاوَرْدِيِّ. رَوَى عَنْهُ أَيْضاً: ابْن الدُّبَيْثِيّ وَابْن خَلِيْل. وَنيَّف هَذَا عَلَى الثَّمَانِيْنَ. وَلَمْ أَرهُمَا أَجَازَا لأَحْمَدَ بن سلامة.

الصابوني، ابن بونه

الصابوني، ابن بونه: 5323- الصابوني 1: الإِمَامُ المُقْرِئُ، المُسْنِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الخَالِقِ بن الشَّيْخِ أَبِي الفَتْحِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بن الصَّابُوْنِيِّ، البَغْدَادِيُّ، الخَفَّافُ. وُلِدَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْس مائَة. وَسَمَّعَهُ أَبُوْهُ مِنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الدِّيْنَوَرِيّ، وَأَحْمَد بنُ مُحَمَّدِ بنِ البُخَارِي، وَهِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ، وَقَرَاتِكِيْن بن أَسْعَد، وَأَبِي العِزِّ بن كَادِشٍ، وَأَحْمَد بن أَحْمَدَ المتوكلِيِّ، وَزَاهِر بن طَاهِر، وَإِسْمَاعِيْل بن أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن، وَهِبَة اللهِ بن الطَّبرِ، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: ابْنُ الأَخْضَر، وَوَلَده عَلِيّ، وَابْن خَلِيْلٍ، وَجَمَاعَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ شَيْخاً صَدُوْقاً لاَ بَأْسَ بِهِ، عسراً فِي الرِّوَايَة. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وخمس مائة. 5324- ابن بونه: الشَّيْخُ الفَاضِلُ، المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الحَقِّ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ بُونُه بنِ سَعِيْدٍ، العَبْدَرِيُّ، المَالقِيُّ، المَعْرُوف بِابْنِ البَيْطَار، نَزِيْلُ مدينَة المُنَكَّب مِنْ مَدَائِن الأَنْدَلُس. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عَتَّاب، وَأَبِي بَحْر بن العَاصِ، وَغَالِب بن عَطِيَّةَ، وَابْن مُغِيْث، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ البَاذش. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيّ. رَوَى عَنْهُ: هَانِئ بنُ هَانِئ، وَابْنَا حَوْط اللهِ، وَأَبُو الرَّبِيْعِ بن سَالِمٍ، وابن دحية، وآخرون. قَالَ الأَبَّار: سَمَّعَهُ أَبُوْهُ صغِيراً، وَرَحَلَ بِهِ، فَأَورثه ذَلِكَ نباهَة. وَقَالَ ابْنُ سَالِم: هُوَ الشَّيْخُ الرَّاويَة العَدْل الثِّقَة أَبُو مُحَمَّدٍ الغَرْنَاطِيّ، أَخذتُ عَنْهُ. تُوُفِّيَ بِالمُنَكَّب سَنَة سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وخمس مائة. عاش ثلاثًا وثمانين سنةً.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 309".

ابن مأمون، بكتمر

ابن مأمون، بكتمر: 5325- ابن مأمون: الإِمَامُ، المُقْرِئُ المُجَوِّدُ، النَّحْوِيُّ، المُحَدِّثُ، قَاضِي بَلَنْسِيَة، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حُمَيْدِ بنِ مَأْمُوْنٍ، الأُمَوِيّ، مَوْلاَهُم، البَلَنْسِيُّ، ثُمَّ الغَرْنَاطِيُّ. أَخذ القِرَاءات عَنِ ابْن هذِيل، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي الحَسَنِ شُرَيْح بن مُحَمَّدٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي سَمُرَة. وَأَخَذَ بِجَيَّانَ علُوْم اللِّسَان عَنْ أبي بكر بن مسعود الخشني، وسمع بِالمَرِيَّةِ مِنَ القَاضِي أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ المُحَارِبِيّ، وَطَائِفَة. حمل عَنْهُ أَبُو الرَّبِيْع بن سَالِمٍ، وَقَالَ: أَتقن "كِتَاب سِيْبَوَيْه" تَفقُّهاً وَتَفهُّماً عَلَى ابْنِ أَبِي رُكب الخُشَنِيّ، ثُمَّ تَصَدَّرَ بِمُرْسِيَة لِلإِقْرَاءِ وَالعَرَبِيَّة، وَكَانَ فِي النَّحْوِ إِمَاماً مُقدَّماً، سَمِعْتُ مِنْهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" وَغَيْرهُ عَنْ شُرَيْح بِفَوْت، وَ"التَّيْسِيْر"، وَ"الكَافِي"، وَ"التَّلْخِيص" لأَبِي مَعْشَرٍ سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ ثُعْبَان، بِسَمَاعه مِنْ أَبِي مَعْشَرٍ. قُلْتُ: وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ بنُ مُغِيْث. قَالَ ابْنُ سَالِم: تُوُفِّيَ بِمُرْسِيَة صَادراً عَنْ حضَرَة الْملك، فِي سَابع عشر جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدُفِنَ إِلَى جَنْبِ أَبِي القاسم بن حُبَيْشٍ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائة. 5326- بكتمر 1: صَاحِبُ خِلاَط، المَلِكُ سَيْفُ الدِّيْنِ، مَمْلُوْكُ المَلِكِ ظهير الدين شاه أرمن. استولَى عَلَى أَرْمِيْنِيةَ، وَكَانَ مُحَارِباً لِلسُّلْطَانِ صَلاَح الدِّيْنِ، فَلَمَّا بلغَه مَوْته، أَمر بِضَرْب البشَائِر، وَعَمِلَ تختاً، فَجَلَسَ عَلَيْهِ، وَسَمَّى نَفْسه عَبْد العَزِيْزِ، وَتلقّب بِالسُّلْطَان المُعْظَّم صَلاَح الدِّيْنِ، فَمَا أَمهله الله، وَقُتِلَ غيلَة بَعْد شَهْر فِي أَوَّلِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، خَرَجَ عَلَيْهِ خشدَاشه، وَزوج بِنْته الأَمِيْر هزَار دِيْنَارِي، ثُمَّ تَملّك بَعْدَهُ، وَلقّبَهُ بَدْر الدِّيْنِ، فَبقِي خَمْس سِنِيْنَ، وَمَاتَ، فَملّكُوا مُحَمَّد بن بُكْتَمُر، ثُمَّ قَبَض عَلَى نَائِبه شُجَاع الدِّيْنِ، ثُمَّ ثَار أُمَرَاء، وَخنقُوا مُحَمَّداً، وَتَملّك بلبان سنةً، ثم تسلمها الأوحد بن الملك العادل.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "4/ 297".

صلاح الدين وبنوه

5327- صَلاَحُ الدِّيْنِ وَبَنُوْهُ 1: السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ، المَلِكُ النَّاصِرُ، صلاح الدين، أبو المظفر، يوسف بن الأَمِيْرِ نَجْمِ الدِّيْنِ أَيُّوْبَ بنُ شَاذِي بنِ مَرْوَانَ بنِ يَعْقُوْبَ، الدُّوِيْنِيُّ، ثُمَّ التِّكرِيتِيُّ المَوْلِد. وُلِدَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ إِذْ أَبُوْهُ نَجْم الدِّيْنِ مُتَوَلِّي تِكرِيتَ نِيَابَةً. وَدُوِيْنُ: بُليدَة بِطرف أَذْرَبِيْجَان مِنْ جِهَةِ أَرَان وَالكَرَجِ، أهلهَا أَكرَادٌ هَذَبَانِيَّة. سَمِعَ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَالفَقِيْه عَلِيّ ابْن بِنْت أَبِي سَعْدٍ، وَأَبِي الطَّاهِر بن عَوْف، وَالقُطْب النَّيْسَابُوْرِيّ. وَحَدَّثَ. وَكَانَ نُوْر الدِّيْنِ قَدْ أَمَّرَه، وَبعثَه فِي عَسْكَره مَعَ عَمّه أَسَد الدِّيْنِ شِيرْكُوْه، فَحكم شِيرْكُوْه عَلَى مِصْرَ، فَمَا لَبِثَ أَنْ تُوُفِّيَ، فَقَامَ بَعْدَهُ صَلاَح الدِّيْنِ، وَدَانت لَهُ العَسَاكِر، وَقهر بنِي عُبَيْد، وَمحَا دَوْلَتهُم، وَاسْتَوْلَى عَلَى قَصْر القَاهِرَة بِمَا حوَى مِنَ الأَمتعَة وَالنّفَائِس، مِنْهَا الْجَبَل اليَاقُوْت الَّذِي وَزنهُ سَبْعَةَ عَشَرَ دِرْهَماً؛ قَالَ مُؤلِّف الكَامِل ابْن الأَثِيْر: أنَا رَأَيْتهُ وَوزنته. وَخلاَ القَصْر مِنْ أَهْلِهِ وَذخَائِره. وَأَقَامَ الدعوَة العَبَّاسِيَّة. وَكَانَ خليقاً لِلإِمَارَة، مَهِيْباً، شُجَاعاً حَازِماً، مُجَاهِداً كَثِيْر الغَزْو، عَالِي الهِمَّة، كَانَتْ دَوْلَته نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. وَتَمَلَّكَ بَعْدَ نُوْر الدِّيْنِ، وَاتَسَعت بلاَده. وَمنذ تسلطَنَ، طَلّق الخَمْر وَاللَّذَات، وَأَنشَأَ سوراً عَلَى القَاهِرَة وَمِصْر، وَبَعَثَ أَخَاهُ شَمْس الدِّيْنِ فِي سَنَةِ ثمان وستين، فافتتح برقة، ثم افْتَتَحَ اليَمَن، وَسَارَ صَلاَح الدِّيْنِ، فَأَخَذَ دِمَشْق مِنِ ابْن نُوْر الدِّيْنِ. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ حَاصر عَزَاز، وَوَثَبَتْ عَلَيْهِ البَاطِنِيَّة، فَجرحوهُ. وَفِي سَنَةِ ثَلاَثٍ كَسرته الفِرنْج عَلَى الرَّمْلَة، وَفَرَّ فِي جَمَاعَةٍ، وَنجَا. وَفِي سَنَةِ خَمْس التقَاهُم وَكسرهُم. وَفِي سَنَةِ سِتّ أَمر بِبنَاء قَلْعَة الْجَبَل. وَفِي سَنَةِ ثَمَان عَدَّى الفُرَات، وأخذ حران، وسروج، والرقة، والرها، وسنجار،

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 3-119"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 219-220".

وَالبِيْرَة، وَآمِد، وَنَصِيْبِيْن، وَحَاصَرَ المَوْصِل، ثُمَّ تَملّك حلب، وَعوّض عَنْهَا صَاحِبهَا زَنْكِي بِسِنْجَار، ثُمَّ إِنَّهُ حَاصر المَوْصِل ثَانِياً وَثَالِثّاً، ثُمَّ صَالَحَه صَاحِبُهَا عِزّ الدِّيْنِ مَسْعُوْد، ثُمَّ أَخَذَ شَهْرزور وَالبوازِيج. وَفِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ فَتح طبريَّة، وَنَازل عَسْقَلاَن، ثُمَّ كَانَتْ وَقْعَة حِطِّيْن بَيْنَهُ وَبَيْنَ الفِرنْج، وَكَانُوا أَرْبَعِيْنَ أَلفاً، فَحَال بَيْنهُم وَبَيْنَ المَاء عَلَى تلّ، وَسلّمُوا نُفُوْسهُم، وَأُسِرَتْ ملوكهُم، وَبَادر، فَأَخَذَ عكَّا وَبَيْرُوْت وَكَوْكَب، وَسَارَ فَحَاصَر القُدْس، وَجدّ فِي ذَلِكَ فَأَخَذَهَا بِالأَمَان. وَسَارَ عَسْكَر لابْنِ أَخِيْهِ تَقِيّ الدِّيْنِ عُمَر فَأَخذُوا أَوَائِل المَغْرِب، وَخطبُوا بِهَا لِبَنِي العَبَّاسِ. ثُمَّ إِنَّ الفِرنْج قَامت قيَامتهُم عَلَى بَيْتِ المقدس، وأقبلوا كقطع اللَّيْل المُظْلِم برّاً وَبَحْراً وَأَحَاطُوا بعكَّا ليستردّوهَا وَطَال حصَارهُم لَهَا، وَبَنَوا عَلَى نُفُوْسهم خَنْدَقاً، فَأَحَاط بِهِم السُّلْطَان، وَدَام الحصَار لَهُم وَعَلَيْهِم نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ شَهْراً، وَجَرَى فِي غُضُون ذَلِكَ ملاَحم وَحُرُوْب تُشيِّب النَّوَاصي، وَمَا فَكُّوا حَتَّى أَخَذُوهَا، وَجَرَتْ لَهُم وَللسُلْطَان حُرُوْب وَسِير. وَعِنْدَمَا ضَرِسَ الفرِيقَان، وَكُلّ الحزبَان، تَهَادن الملتَان. وَكَانَتْ لَهُ همَّة فِي إِقَامَة الجِهَاد، وَإِبَادَة الأَضدَاد مَا سُمِعَ بِمِثْلِهَا لأَحدٍ فِي دَهْر. قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ فِي حِصَار عزَاز: كَانَتْ لجَاولي خيمَة كَانَ السُّلْطَان يَحضر فِيْهَا، وَيَحضّ الرِّجَال، فَحضر باطنِيَّة فِي زيِّ الأَجْنَاد، فَقفز عَلَيْهِ وَاحِد ضربه بِسكين لَوْلاَ المِغْفَرُ الزَّرَدُ الَّذِي تَحْت القلنسوَة، لِقتله فَأَمسكَ السُّلْطَان يَد البَاطِنِيّ بيدَيْهِ، فَبقِي يَضربُ فِي عُنُق السُّلْطَان ضرباً ضَعِيْفاً، وَالزَّرَدُ تَمنع، وَبَادر الأَمِيْر بَازكوج، فَأَمسك السِّكِّين، فَجرحته، وَمَا سيَّبهَا البَاطِنِيّ حَتَّى بَضَّعُوْهُ، وَوَثَبَ آخر، فَوَثَبَ عَلَيْهِ ابْن منكلاَن، فَجرحَه البَاطِنِيُّ فِي جنبه، فَمَاتَ، وَقُتِلَ البَاطِنِيّ، وَقفز ثَالِث، فَأَمسكه الأَمِيْر عَلِيُّ بن أَبِي الفَوَارِسِ، فَضمَّه تَحْتَ إِبطه، فَطعَنَه صَاحِب حِمْص، فَقَتَلَهُ، وَركب السُّلْطَانُ إِلَى مُخيَّمه، وَدَمُه يَسِيْل عَلَى خَدّه، وَاحتجب فِي بَيْت خشب، وَعرض جُنْده، فَمَنْ أَنْكَره، أَبعدَهُ. قَالَ المُوَفَّق عَبْد اللَّطِيْفِ: أَتيت، وَصَلاَح الدِّيْنِ بِالقُدْس، فَرَأَيْت ملكاً يَملأَ العُيُون روعَة، وَالقُلُوْب مَحَبَّة، قَرِيْباً بعيداً، سهلاً، محبَّباً، وَأَصْحَابه يَتشبَّهون بِهِ، يَتسَابقُوْنَ إِلَى المَعْرُوف كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا} [الحِجْرُ: 47] ، وَأَوّل لَيْلَة حضَرتُهُ وَجَدْت مَجْلِسه حَفْلاً بِأَهْلِ العِلْمِ يَتَذَاكَرُوْنَ، وَهُوَ يُحْسنُ الاستمَاع وَالمشَاركَة، وَيَأْخذ فِي كَيْفِيَة بِنَاء الأَسْوَار، وَحفر الخنَادق، وَيَأْتِي بِكُلِّ مَعْنَىً بَدِيْع، وَكَانَ مهتماً فِي بِنَاء

سورِ بَيْتِ المَقْدِسِ وَحفْر خَنْدَقه، وَيَتولَّى ذَلِكَ بِنَفْسِهِ، وَيَنْقل الحجَارَة عَلَى عَاتقه، وَيَتَأَسَّى بِهِ الخلقُ حَتَّى القَاضِي الفَاضِل، وَالعِمَاد إِلَى وَقت الظُّهْر، فِيمدُّ السمَاط، وَيسترِيح، وَيَرْكبُ الْعَصْر، ثُمَّ يَرْجِع فِي ضوء المشَاعل، قَالَ لَهُ صَانِع: هَذِهِ الحجَارَة الَّتِي تُقْطَع مِنْ أَسفل الخَنْدَق رخوَة، قَالَ: كَذَا تَكُوْن الحجَارَة الَّتِي تلِي القرَار وَالنّدَاوَة، فَإِذَا ضربَتْهَا الشَّمْس، صَلُبَت. وَكَانَ يَحفظ "الحمَاسَة"، وَيظَنّ أَن كُلّ فَقِيْه يَحفظهَا، فَإِذَا أَنْشَدَ، وَتَوَقَّفَ، اسْتطْعمَ فَلاَ يُطعَم، وَجَرَى لَهُ ذَلِكَ مَعَ القَاضِي الفَاضِل، وَلَمْ يَكُنْ يَحفظُهَا، وَخَرَجَ، فَمَا زَالَ حَتَّى حَفِظهَا، وَكَتَبَ لِي صَلاَح الدِّيْنِ بِثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً فِي الشَّهْر، وَأَطلق أَوْلاَده لِي روَاتب، فَأُشْغلت بِجَامِعِ دِمَشْقَ. وَكَانَ أَبُوْهُ ذَا صلاَحٍ، وَلَمْ يَكُنْ صَلاَح الدِّيْنِ بِأَكْبَر أَوْلاَده. وَكَانَ صَلاَح الدِّيْنِ شِحْنَة دِمَشْق، فَكَانَ يَشرَب الخَمْر، ثُمَّ تَابَ، وَكَانَ مُحببّاً إِلَى نُوْر الدِّيْنِ يُلاعبُه بِالكُرَة. وَكَانَتْ وَقعته بِمِصْرَ مَعَ السُّودَان، وَكَانُوا نَحْو مائَتَيْ أَلف، فَنُصِر عَلَيْهِم، وَقَتَلَ أَكْثَرهُم. وَفِي هَذِهِ الأَيَّام اسْتولَى ملك الخَزَر عَلَى دُوِيْن، وَقتلَ مِنَ المُسْلِمِيْنَ ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً. حُمَّ صَلاَح الدِّيْنِ، فَفَصده مَنْ لاَ خَبَرَة لَهُ، فَخَارت القُوَّة، وَمَاتَ، فَوَجَد النَّاسُ عَلَيْهِ شبيهاً بِمَا يَجدُوْنَهُ عَلَى الأَنْبِيَاء، وَمَا رَأَيْتُ ملكاً حَزِنَ النَّاس لِمَوْتِهِ سِوَاهُ، لأَنَّه كَانَ مُحببّاً، يُحِبُّه البِرّ وَالفَاجر، وَالمُسْلِم وَالكَافِر، ثُمَّ تَفرّق أَوْلاَده وَأَصْحَابه أَيَادِي سَبَأ، وَتَمزّقُوا. وَلَقَدْ صدق العِمَاد فِي مَدحه حَيْثُ يَقُوْلُ: وَلِلنَّاسِ بِالمَلِكِ النَّاصِرِ الصَّلاَ ... حِ صلاحٌ ونصرٌ كَبِيْرُ هُوَ الشَّمْسُ أَفلاَكُهُ فِي البِلاَ ... دِ وَمَطْلَعُهُ سَرْجُهُ وَالسَّرِيْرُ إِذَا ما سطا أو حبا واحتبى ... فما الليث مِنْ حاتمٍ مَا ثَبِيْرُ قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: بَلَغَنِي أَنّ صَلاَح الدِّيْنِ قَدِمَ بِهِ أَبُوْهُ وَهُوَ رضيعٌ، فَنَاب أَبُوْه بِبَعْلَبَكَّ إِلَى آخذهَا أَتَابك زَنْكِي، وَقِيْلَ: إِنَّهُم خَرَجُوا مِنْ تَكرِيت فِي لَيْلَةِ مَوْلِد صَلاَح الدِّيْنِ، فَتطيَّرُوا بِهِ، فَقَالَ شِيرْكُوْه أَوْ غَيْره: لَعَلَّ فِيْهِ الخَيْر وَأَنْتُم لاَ تَعلمُوْنَ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ شِيرْكُوْه أَرْفَع مَنْزِلَةً عِنْد نُوْر الدِّيْنِ، فَإِنَّهُ كان مقدم جيوشه. وَوَلِيَ صَلاَح الدِّيْنِ وِزَارَة العَاضد، وَكَانَتْ كَالسلطنَة، فَولِي بَعْد عَمّه سَنَة564، ثُمَّ مَاتَ العَاضد سَنَة67، فَاسْتقلَّ بِالأَمْرِ مَعَ مدَارَاة نُوْر الدِّيْنِ وَمرَاوَغته، فَإِنَّ نُوْر الدِّيْنِ عزم عَلَى

قصد مِصْر؛ ليُقيم غَيْر صَلاَح الدِّيْنِ، ثُمَّ فَتَر، وَلَمَّا مَاتَ نُوْر الدِّيْنِ، أَقْبَل صَلاَح الدِّيْنِ ليُقيم نَفْسه أَتَابكاً لولد نُوْر الدِّيْنِ، فَدَخَلَ البَلَد بِلاَ كلفَة، وَاسْتَوْلَى عَلَى الأُمُوْر فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعِيْنَ، وَنَزَلَ بِدَارِ العَقِيْقِيّ، ثُمَّ تسلّم القَلْعَة، وَشَال الصَّبيّ مِنَ الْوسط ثُمَّ سَارَ، فَأَخَذَ حِمْص، ثُمَّ نَازل حلب، وَهِيَ الوقعَة الأُوْلَى، فَجَهَّزَ السُّلْطَانُ غَازِي مِنَ المَوْصِل أَخَاهُ عِزّ الدِّيْنِ مسعُوْداً فِي جَيْش، فَرحّله، وَقَدِمَ حِمْص، فَأَقْبَل مَسْعُوْد وَمَعَهُ الْحَلَبِيُّونَ، فَالتقوا عَلَى قرُوْن حَمَاة، فَانْهزم مَسْعُوْد، وَأُسِرَ أُمَرَاؤُهُ، وَسَاقَ صَلاَح الدِّيْنِ، فَنَازل حلب ثَانِياً، فَصَالَحُوْهُ بِبذْلِ المَعَرَّة وَكفرطَاب، وَبلغ غَازِي كَسْرَةُ أَهْله وَأَخِيْهِ، فَعبر الفُرَات، وَقَدِمَ حلب، فَتلقَاهُ ابْن عَمِّهِ الْملك الصَّالِح، ثُمَّ التَقَوا هُم وَصَلاَح الدِّيْنِ، فَكَانَتْ وَقْعَة تلّ السُّلْطَان، وَنُصِرَ صَلاَح الدِّيْنِ أَيْضاً، وَرجع صَاحِب المَوْصِل. ثُمَّ أَخَذَ صَلاَح الدِّيْنِ مَنْبِج وَعزَاز، وَنَازل حلب ثَالِثاً، فَأَخرجُوا إِلَيْهِ بِنْت نُوْر الدِّيْنِ، فَوَهَبهَا عزَاز. وَرد إِلَى مِصْرَ، وَاسْتنَاب عَلَى دِمَشْقَ أَخَاهُ صَاحِب اليَمَن تُوْرَانْشَاه، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ مِصْرَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ، فَالتَقَى الفِرنْج، فَانْكَسَرَ. ثُمَّ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ نَازل حلب، وَأَخَذَهَا، وَعوّض عَنْهَا عِمَاد الدِّيْنِ زَنْكِي بِسِنْجَار وَسَرُوج، وَرتّب بِحَلَبَ وَلده الْملك الظَّاهِر. ثم حاصر الكرك، وجاءت إمدادات الفرنج. وَفِي شَعْبَان سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ نَازل صَلاَح الدِّيْنِ المَوْصِل، وَتردّدت الرُّسُل بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَاحِبهَا عِزّ الدِّيْنِ، وَتَمرّض، وَتَأَخّر إِلَى حرَّان، وَاشتدَّ مَرضه، وَحلفُوا لأَوْلاَده بِأَمره، وَأَوْصَى عَلَيْهِم أَخَاهُ العَادل، ثُمَّ مرّ بِحِمْصَ، وَقَدْ مَاتَ صَاحِبهَا نَاصِر الدِّيْنِ مُحَمَّد، ابْن عَمِّهِ، فَأَعْطَاهَا لوَلَده المجاهد شيركوه وله ثنتا عَشْرَةَ سَنَةً. وَفِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ افْتَتَحَ صَلاَح الدِّيْنِ بلاَد الفِرنْج، وَقهرهُم، وَأَبَاد خَضْرَاءهُم، وَأَسَرَ ملوكهُم عَلَى حطّين. وَكَانَ قَدْ نَذر أَن يَقتُل أَرنَاط صَاحِب الكَرَك، فَأَسره يَوْمَئِذٍ، كَانَ قَدْ مرّ بِهِ قَوْم مِنْ مِصْرَ فِي حَال الهُدنَة، فَغَدَرَ بِهِم، فَنَاشدُوْهُ الصُّلح، فَقَالَ مَا فِيْهِ اسْتخفَافٌ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَتَلَهُم، فَاسْتحضر صَلاَح الدِّيْنِ المُلُوْك، ثُمَّ نَاول الْملك جفرِي شربَة جلَّاب ثَلج، فَشرب، فَنَاول أَرنَاط، فَشرب، فَقَالَ السُّلْطَان لِلتَرْجمَان: قل لجفرِي: أَنْتَ الَّذِي سقيتَهُ، وَإِلاَّ أَنَا فَمَا سقَيْتُه، ثُمَّ اسْتحضر البرِنْس أَرنَاط فِي مَجْلِس آخر، وَقَالَ: أَنَا أَنْتصر لِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْكَ، ثُمَّ عرض عَلَيْهِ الإِسْلاَم، فَأَبَى، فَحلَّ كتفه بِالنِيمجَاه1. وَافتَتَح عَامَهُ مَا لَمْ يَفتحْهُ ملكٌ، وَطَار صِيْتُهُ فِي الدنيا، وهابته الملوك.

_ 1 النيمجاء: خنجر مقوس.

ثُمَّ وَقَعَ النّوح وَالمَأَتم فِي جزَائِر البَحْر وإلى رومية، ونودي بالنفير إلى نُصْرَة الصّليب، فَأَتَى السُّلْطَانَ مِنْ عَسَاكِر الفِرنْج مَا لاَ قِبَلَ لَهُ بِهِ، وَأَحَاطُوا بعكَّا. وَقَالَ آخر: أَوّل فُتُوْحَاته الإِسْكَنْدَرِيَّة فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ، وَقَاتَلَ مَعَهُ أَهْلُهَا لَمَّا حَاصَرَتْهُم الفِرنْج أَرْبَعَة أَشْهُرٍ، ثُمَّ كشَفَهُم عَنْهُ عَمُّه أَسَد الدِّيْنِ، فَتركهَا، وَقَدِمَا الشَّام. ثُمَّ تَملّك وِزَارَة العَاضد، وَاستتبَّ لَهُ الأَمْرُ، وَأَبَاد آل عُبَيْدٍ وَعَبِيْدَهُم، وَتَملّك دِمَشْق ثُمَّ حِمْص، وَحَمَاة، وَحلب، وَآمِد، وَمَيَّافَارِقِيْن، وَعِدَّة بلاَد بِالجَزِيْرَةِ. وَدِيَار بَكْرٍ. وَبَعَثَ أَخَاهُ، فَافْتَتَحَ لَهُ اليَمَن، وَسَارَ بَعْض عَسْكَره. فَافْتَتَح لَهُ بَعْض المَغْرِب، وَلَمْ يَزَلْ سُلْطَانه فِي ارتقَاء إِلَى أَنْ كَسَرَ الفِرنْج نَوْبَة حطّين. ثُمَّ افْتَتَحَ عكَّا، وَبَيْرُوْت، وَصيدَا، وَنَابُلُس، وَقيسَارِيَّة، وَصَفُّورِيَّة، وَالشَّقِيْف، وَالطُّور، وَحَيْفَا، وَطَبَرِيَّة، وَتبنِيْنَ، وَجُبَيْل، وَعَسْقَلاَن، وَغزَّة، وَالقُدْس، وَحَاصَرَ صُوْر مُدَّة، وَافتَتَح أَنطَرْطُوسَ، وَهُوْنِيْنَ، وَكَوْكَب، وَجَبَلَة، وَاللاَّذِقِيَّة، وَصِهْيَوْن، وَبلاَطُنُس وَالشُّغْرَ، وَبَكَاس، وَسُرمَانِية، وَبُرزَية، وَدربسانَ، وَبَغْرَاس، ثُمَّ هَادن بُرْنُس أَنطَاكيَة، ثُمَّ افْتَتَح الكَرَك بِالأَمَانِ، وَالشَّوْبَك وَصَفَدَ وَشَقِيْف أَرنوْنَ، محضر عِدَّة وَقعَات. وَخَلَّفَ مِنَ الأَوْلاَدِ: صَاحِبَ مِصْر الْملك العَزِيْز عُثْمَان، وَصَاحِب حلب الظَّاهِر غَازِياً، وَصَاحِب دِمَشْق الأَفْضَل عَلِيّاً، وَالملك المعزَّ فَتح الدِّيْنِ إِسْحَاق، وَالملك المُؤَيَّد مسعُوْداً، وَالملك الأَعزّ يعقوب، والملك المظفر خَضِراً، وَالملك الزَّاهر مُجِيْر الدِّيْنِ دَاوُد، وَالملك المُفَضَّل قُطْب الدِّيْنِ مُوْسَى، وَالملك الأَشرف عزِيز الدِّيْنِ مُحَمَّداً، وَالملك المُحْسِن جمَال المُحَدِّثِيْنَ ظَهِيْر الدِّيْنِ أَحْمَدَ، وَالمُعَظَّم فَخْر الدِّيْنِ تُوْرَانْشَاه، وَالملك الجَوَاد رُكْن الدِّيْنِ أَيُّوْب، وَالملك الغَالِب نصِيْر الدِّيْنِ مَلِكْشَاه، وَعِمَاد الدِّيْنِ شَاذِي، وَنصرَة الدِّيْنِ مَرْوَان، وَالملك المُظَفَّر أَبَا بَكْرٍ، وَالسَّيِّدَة مُؤنسَة زَوْجَة الْملك الكَامِل. وَحَدَّثَ عَنْهُ: يُوْنُس الفَارِقِيُّ، وَالقَاضِي العِمَاد الكَاتِب. مرِضَ بِحُمَّى صفرَاوية، وَاحتدّ الْمَرَض، وَحَدَثَ بِهِ فِي التَّاسع رعشَةٌ وَغِيبَة، ثُمَّ حُقِنَ مرَّتين، فَاسْترَاح، وَسرب، ثُمَّ عرق حَتَّى نفذَ مِنَ الفِرَاش، وَقضَى فِي الثَّاني عشر. تُوُفِّيَ بِقَلْعَة دِمَشْق بَعْد الصُّبْح مَنْ يَوْم الأَرْبعَاء السَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ صفر سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. مَحَاسِنُ صَلاَح الدِّيْنِ جَمَّة، لاَ سِيَّمَا الجِهَاد، فَلَهُ فِيْهِ اليَد البيضَاء بِبذل الأَمْوَال وَالخيل المُثَمَّنَة لِجندِه. وَلَهُ عقلٌ جَيِّد، وَفهمٌ، وَحزمٌ، وَعَزَمٌ.

قَالَ العِمَاد: أَطلق فِي مُدَّة حِصَار عكَّا اثْنَيْ عَشَرَ أَلف فَرَس. قَالَ: وَمَا حضَر اللِّقَاء إلَّا اسْتَعَار فَرساً، وَلاَ يَلبس إلَّا مَا يَحلّ لُبْسُهُ كَالكتان وَالقطن، نَزَّه المَجَالِس مِنَ الْهزْل، وَمحَافلُهُ آهلَةٌ بِالفُضَلاَء، وَيُؤثِرُ سَمَاع الحَدِيْث بِالأَسَانِيْد، حليماً، مُقيلاً لِلْعثرَة، تَقيّاً نَقيّاً، وَفِيّاً صفِيّاً، يُغضِي وَلاَ يغضبُ، مَا ردَّ سَائِلاً، وَلاَ خجَّلَ قَائِلاً، كَثِيْرُ البِرِّ وَالصَدَقَات، أَنْكَر عليَّ تحليَةَ دوَاتِي بفِضَّة، فَقُلْتُ: فِي جَوَازه وَجهٌ ذَكَرَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيّ. وَمَا رَأَيْتهُ صَلَّى إلَّا فِي جَمَاعَةٍ. قُلْتُ: وَحضر وَفَاته القَاضِي الفَاضِل. وَذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ القُرْطُبِيّ إِمَام الكلاّسَة: إِنَّنِي انتهيتُ فِي القِرَاءةِ إِلَى قَوْلِهِ -تَعَالَى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} [الحَشْرُ: 22] ، فَسَمِعْتُ صَلاَح الدِّيْنِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: صَحِيْح. وَكَانَ ذِهْنه قَبْل ذَلِكَ غَائِباً، ثُمَّ مَاتَ، وَغسَّلَه الخَطِيْب الدَّوْلَعِيّ، وَأُخْرِج فِي تَابوت، فَصَلَّى عَلَيْهِ القَاضِي محيي الدين بن الزَّكِيّ، وَأُعيد إِلَى الدَّارِ الَّتِي فِي البُسْتَان الَّتِي كَانَ مُتَمرِّضاً فِيْهَا، وَدُفِنَ فِي الصُّفَّة، وَارتفعت الأَصوَات بِالبُكَاء، وَعظُم الضّجيج، حَتَّى إِنَّ العَاقل ليُخيَّل لَهُ أَنَّ الدُّنْيَا كُلّهَا تَصيح صَوْتاً وَاحِداً، وَغَشِي النَّاس مَا شغلهُم عَنِ الصَّلاَة عَلَيْهِ، وَتَأَسَّف النَّاس عَلَيْهِ حَتَّى الفِرنْج لِما كَانَ مِنْ صدق وَفَائِهِ. ثُمَّ بَنَى وَلده الأَفْضَل قُبَّةً شمَالِي الجَامِع، وَنقلَهُ إِلَيْهَا بَعْد ثَلاَث سِنِيْنَ، فَجَلَسَ هُنَاكَ لِلْعزَاء ثَلاَثاً. وَكَانَ شَدِيد القوَى، عَاقِلاً، وَقُوْراً، مَهِيْباً، كَرِيْماً، شُجَاعاً. وَفِي "الرَّوْضَتين" لأَبِي شَامَة: أَنَّ السُّلْطَان لَمْ يُخلِّف فِي خزَانته مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّة إلَّا سَبْعَة وَأَرْبَعِيْنَ دِرْهَماً، وَدِيْنَاراً صُوْرِيّاً، وَلَمْ يُخَلِّف مِلْكاً وَلاَ عقَاراً رَحِمَهُ الله، وَلَمْ يَخْتلف عَلَيْهِ فِي أَيَّامِهِ أَحَد مَنْ أَصْحَابِهِ، وَكَانَ النَّاسُ يَأْمنُوْنَ ظلمَه، وَيَرجُوْنَ رِفْدَه، وَأَكْثَرُ مَا كَانَ يَصِلُ عطَاؤُه إِلَى الشّجعَانِ، وَإِلَى العُلَمَاءِ، وَأَربَابِ البيوتَاتِ، وَلَمْ يَكُنْ لمبطلٍ وَلاَ لمزاح عنده نصيب. قَالَ المُوَفَّق: وُجِدَ فِي خزَانته بَعْد مَوْته دِيْنَارٌ وَثَلاَثُوْنَ دِرْهَماً، وَكَانَ إِذَا نَازل بَلَداً، وَأَشرف عَلَى أَخذهِ، ثُمَّ طلبُوا مِنْهُ الأَمَان، آمنهُم، فِيتَأَلَّم لِذَلِكَ جَيْشه، لفوَات حظِّهم. قَالَ القَاضِي بَهَاء الدِّيْنِ ابْن شَدَّاد: قَالَ لِي السُّلْطَان فِي بَعْضِ محَاورَاته فِي عقد الصُّلح: أَخَاف أَنْ أصَالِحَ، وَمَا أَدْرِي أَيش يَكُوْن مِنِّي، فِيقوَى هَذَا العَدُوّ، وَقَدْ بقيَتْ لَهُم بلاَدٌ، فِيخرجُوْنَ لاستعَادَة مَا فِي أَيدِي المُسْلِمِيْنَ، وَترَى كُلّ وَاحِد مِنْ هَؤُلاَءِ يَعْنِي أَخَاهُ وَأَولادَهم قَدْ قَعَدَ فِي رَأْس تَلِّهِ يَعْنِي قَلعته وَيَقُوْلُ: لاَ أَنْزِلُ، وَيهلك المُسْلِمُوْنَ.

قَالَ ابْنُ شَدَّادٍ: فَكَانَ -وَاللهِ- كَمَا قَالَ، اخْتلفُوا، وَاشْتَغَل كُلُّ وَاحِدٍ بِنَاحِيَتِه، وَبَعُدَ، فَكَانَ الصُّلحُ مصلحَةً. قُلْتُ: مِنْ لُطفِ الله لمَا تَنَازع بَنُوْ أَيُّوْب، وَاخْتَلَفُوا يَسَّر الله بِنقصِ همَّة الأَعْدَاء، وَزَالت تِلْكَ الشَّهَامَة مِنْهُم. وَكَتَبَ القَاضِي الفَاضِل تَعزِيَةً إِلَى صَاحِب حلب: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأَحزَاب: 21] ، {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحَجّ: 1] ، كَتَبتُ إِلَى مَوْلاَنَا الْملك الظَّاهِر أَحْسَنَ الله عزَاءهُ، وَجَبَر مُصَابَهُ، وَجَعَلَ فِيْهِ الخلفَ مِنَ السَّلَف فِي السَّاعَة المَذْكُوْرَة، وَقَدْ زُلْزِلَ المُسْلِمُوْنَ زلزَالاً شدِيداً، وَقَدْ حضَرَتِ الدُّمُوعُ المَحَاجر، وَبَلَغتِ القُلُوْبُ الحنَاجر، وَقَدْ وَدَّعتُ أَبَاك وَمخدومِي وَدَاعاً لاَ تلاَقِي بَعْدَهُ، وَقبَّلتُ وَجهَهُ عَنِّي وَعنكَ، وَأَسلَمْتُهُ إِلَى اللهِ وَحْدَهُ مغلوبَ الحيلَةِ، ضَعِيْفَ القُوَّةِ، رَاضياً عَنِ اللهِ، وَلاَ حُوْل وَلاَ قوّة إلَّا بِاللهِ. وَبِالبَاب مِنَ الجُنُوْد المجنّدَة، وَالأَسلحَة المعمدَة مَا لَمْ يَدْفَعِ البَلاَء، وَلاَ مَا يَردُّ القَضَاء، تَدْمَع العينُ، وَيَخشعُ القَلْبُ، وَلاَ نَقُوْل إلَّا مَا يَرضِي الرّبَّ، وَإِنَّا بِك يَا يُوْسُف لمحزونُوْنَ. وَأَمَّا الوصَايَا، فَمَا تَحْتَاجُ إِلَيْهَا، وَالآرَاءُ، فَقَدْ شَغَلنِي المصَابُ عَنْهَا، وَأَمَّا لاَئِح الأَمْر، فَإِنَّهُ إِن وَقَعَ اتِّفَاقٌ، فَمَا عدِمْتُم إلَّا شَخْصَهُ الكَرِيْم، وَإِنْ كَانَ غَيْر ذَلِكَ، فَالمصَائِبُ المستقبلةُ أَهونُهَا مَوْته. وَلِلْعَلَم الشَّاتَانِيِّ فِيْهِ قصيدَة مطلعهَا: أَرَى النَّصْرَ مَقْرُوْناً بِرَايَتِكَ الصَّفْرَا ... فَسِرْ وَاملِكِ الدُّنْيَا فَأَنْت بِهَا أحرى وَبَعَثَ إِلَيْهِ ابْن التَّعَاوِيْذِيّ بِقَصِيدَتِهِ الطنَّانَة الَّتِي أَوَّلهَا: إِنْ كَانَ دِيْنُكَ فِي الصَّبَابَةِ دينِي ... فَقِفِ المَطِيَّ برَمْلَتَي يَبرِيْنِ وَالْثِمْ ثَرَىً لَوْ شَارَفَتْ بِي هُضْبَهُ ... أَيدِي المَطِيِّ لَثَمْتُهُ بِجفُونِي وَأَنْشَدَ فُؤَادِي فِي الظِّبَاءِ مُعَرِّضاً ... فَبِغَيْر غِزْلاَنِ الصَّرِيْمِ جُنُوْنِي وَنَشيدَتِي بَيْنَ الخيَامِ وَإِنَّمَا ... غَالَطْتُ عَنْهَا بِالظِّبَاءِ العِينِ للهِ مَا اشتَمَلَتْ عَلَيْهِ فتاتُهُم ... يَوْمَ النَّوَى مِنْ لؤلؤٍ مَكنُوْنِ مِنْ كُلِّ تائهةٍ عَلَى أَترَابهَا ... فِي الحُسْنِ غانيةٍ عَنِ التّحْسِيْن خودٍ يُرَى قَمَرُ السَّمَاءِ إِذَا رَنَتْ ... مَا بَيْنَ سالفةٍ لَهَا وَجَبِيْنِ

يَا سُلْمَ إِنْ ضَاعَت عُهُودِي عِنْدكُم ... فَأَنَا الَّذِي استَوْدَعْتُ غَيْرَ أَمِيْنِ هَيْهَاتَ مَا لِلبيْضِ فِي وُدِّ امرئٍ ... أربٌ وَقَدْ أَربَى عَلَى الخَمْسِيْنِ لَيْتَ البَخِيْلَ عَلَى المُحِبِّ بِوَصْلِهِ ... لَقِنَ السّماحة من صلاح الدّين

العزيز

5328- العزيز 1: السُّلْطَانُ، المَلِكُ العَزِيْزُ، أَبُو الفَتْحِ، عِمَادُ الدِّيْنِ، عثمان ابْنِ السُّلْطَانِ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أَيُّوْبَ، صَاحِبُ مِصْر. وُلِدَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فِي جُمَادَى الأُوْلَى. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَابْن عَوْف. وَتَمَلَّكَ بَعْدَ أَبِيْهِ، وَكَانَ لاَ بَأْسَ بِسِيرَتِهِ. قَدِمَ دِمَشْق، وَحَاصَرَ أَخَاهُ الأَفْضَل. نَقَلْتُ مَنْ خطِّ الضِّيَاء الحَافِظ، قَالَ: خَرَجَ إِلَى الصّيد، فَجَاءته كتب مِنْ دِمَشْقَ فِي أَذِيَّة أَصْحَابنَا الحَنَابِلَة، يَعْنِي فِي فِتْنَة الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، فَقَالَ: إِذَا رَجَعنَا مِنْ هَذِهِ السّفرَة، كُلّ مَنْ كَانَ يَقُوْلُ بمقَالَتهُم أَخرجنَاهُ مِنْ بلدنَا، قَالَ: فَرمَاهُ فَرَس، وَوَقَعَ عَلَيْهِ، فَخسفَ صَدْرَهُ، كَذَا حَدَّثَنِي يوسف ابن الطُّفَيْل، وَهُوَ الَّذِي غسّله. وَقَالَ المُنْذِرِيّ: عَاشَ ثَمَانِياً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. مَاتَ فِي العِشْرِيْنَ مِنَ المُحَرَّم سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: دُفِنَ بقبَّة الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى. وَأُقيم بَعْدَهُ وَلدٌ لَهُ صَبِيّ فَلَمْ يَتُمَّ ذَلِكَ. وَقَالَ المُوَفَّق عَبْد اللَّطِيْفِ: كَانَ العَزِيْز شَابّاً، حسن الصُّوْرَة، ظرِيف الشَّمَائِل، قويّاً، ذَا بَطش، وَأَيد، وَخفَّة حركَة، حييّاً، كَرِيْماً، عَفِيْفاً عَنِ الأَمْوَال وَالفُرُوْج، بلغَ مِنْ كَرمه أَنَّهُ لَمْ تَبق لَهُ خزَانَة، وَلاَ خَاصٌّ، وَلاَ بركٌ، وَلاَ فَرَس. وَبيوت أُمرَائِهِ تَفِيض بِالخيرَات، وَكَانَ شُجَاعاً مِقْدَاماً، بلغَ مِنْ عفّته أَنَّهُ كَانَ لَهُ غُلاَم تركِيّ بِأَلف دِيْنَار يُقَالُ لَهُ أَبُو شَامَةَ، فَوَقَفَ، فَرَاعَهُ حُسْنُه، فَأَمَرَه أَنْ يَنْزع ثيَابه، وَجَلَسَ مِنْهُ مَجْلِس الخَنَا، فَأَدْرَكه تَوفِيقٌ، فَأَسرع إِلَى سَرِيَّة لَهُ، فَقضَى وَطرَه. إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَمَّا عفّتُهُ عَنِ المَال، فَلاَ أَقدِرُ أَنْ أَصفَ حِكَايَاته فِي ذَلِكَ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 146"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 319".

وَقَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: كَانَتِ الرَّعِيَّةُ يُحبُّونَهُ مَحَبَّة عَظِيْمَةً شَدِيْدَةً، وَكَانَتِ الآمَال مُتَعَلِّقَة بِأَنَّهُ يسدُّ مسدَّ أَبِيْهِ. وَلَمَّا سَارَ أَخُوْهُ الأَفْضَل مَعَ العَادل، وَنَازلاَ بِلْبِيْسَ، وَتَزَلْزَلَ، بذلت لَهُ الرَّعِيَّة أَمْوَالهَا، فَامْتَنَعَ. قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: وَحُكِي عَنْهُ أن عبد الكريم بن البَيْسَانِيّ أَخَا القَاضِي الفَاضِل كَانَ يَتولَّى البُحَيْرَة مُدَّة، وَحصَّل، وَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيْهِ، فَعُزِل، وَكَانَ مزوَّجاً بِبنت ابْن مُيَسَّرٍ، فَأَسَاء عشرتهَا لسُوء خلقه، فَتوجّه أَبُوْهَا، وَأَثْبَت عِنْد قَاضِي الإِسْكَنْدَرِيَّةِ ضَرَرهَا، وَأَنَّهُ قَدْ حَصَرهَا فِي بَيْت، فَمَضَى القَاضِي بِنَفْسِهِ، وَرَام أَنْ يَفتح عَنْهَا، فَلَمْ يَقدِرْ، فَأَحضر نَقَّاباً، فَنقبَ البَيْت، وَأَخْرَجهَا، ثُمَّ سدَّ النَّقبَ، فَهَاجَ عَبْدُ الكَرِيْمِ، وَقصد الأَمِيْر جهَاركس بِمِصْرَ، وَقَالَ: هَذِهِ خَمْسَة آلاَف دِيْنَار لَكَ، وَأَرْبَعُوْنَ أَلف دِيْنَار لِلسُّلْطَانِ، وَأُوَلَّى قضاء الإسكندرية. فأتى العزيز ليلًا، وأحضر الذّهب، فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ: ردَّ عَلَيْهِ مَالَه، وَقُلْ لَهُ: إِيَّاك وَالعَوْد إِلَى مِثْلهَا، فَمَا كُلُّ ملكٍ يَكُوْن عَادِلاً، أَنَا مَا أَبيع أَهْل الإِسْكَنْدَرِيَّة بِهَذَا المَال. قَالَ جهَاركس: فَوجمتُ، وَظهَرَ عليَّ، فَقَالَ: أَرَاك أَخذْتَ شَيْئاً، قُلْتُ: نَعم خَمْسَة آلاَف دِيْنَار، قَالَ: أَعْطَاك مَالاً يَنفعُ مرَّةً، وَأَنَا أُعْطيكَ مَا تَنْتَفعُ بِهِ مَرَّات، ثُمَّ وَقَّعَ لِي بِإِطلاَق طُنبذَة، كُنْتُ أَسْتَغلُّهَا سَبْعَة آلاَف دِيْنَار. قُلْتُ: تَملّك دِمَشْق، وَأَنشَأَ بِهَا العَزِيْزِيَّة إِلَى جَانب تربَة أَبِيْهِ. وَخلّف وَلده النَّاصِرَ مُحَمَّداً، فَحلفُوا لَهُ، فَامْتَنَعَ عمَّاهُ المُؤَيَّد وَالمعزّ إلَّا أَنْ يَكُوْنَ لَهُمَا الأَتَابكيةُ، ثُمَّ حَلَفَا، وَاخْتَلَفت الآرَاء، ثُمَّ كَاتِبُوا الْملك الأَفْضَل مِنْ مِصْرَ، فَخَرَجَ مِنْ صَرْخَدُ إِلَيْهِم فِي عِشْرِيْنَ رَاكِباً. ثُمَّ جرت أُمُوْر، وَأَقْبَلَ العَادلُ، وَتَمَكَّنَ، وَأَجلس ابْنه الكَامِل، وَضَعُفَ حَال الأفضلِ، وَعُزِلَ النَّاصِرُ، وَانضمَّ إِلَى عَمّه بحلب.

الأفضل

5329- الأفضل 1: أبو الحسن علي بن يوسف. تَمَلَّكَ دِمَشْقَ، ثُمَّ حَارَبَهُ العَزِيْزُ أَخُوْهُ، وَقَهَرَهُ، ثُمَّ لَمَّا مَاتَ العَزِيْزُ، أَسْرَعَ الأَفْضَلُ إِلَى مِصْرَ، وَنَابَ فِي المُلْكِ، وَسَارَ بِالعَسْكَرِ المِصْرِيِّ، فَقصد دِمَشْق، وَبِهَا عَمُّه العَادل، قَدْ بَادرَ إِلَيْهَا مِنْ مَارْدِيْن قَبْل مجِيْء الأَفْضَل بيَوْمَيْنِ، فَحَصَرَهُ الأفضلُ، وَأحرق الحوَاضر وَالبسَاتين، وَعَمِلَ كُلّ قَبِيح، وَدَخَلَ البَلَد، وَضجَّتِ الرَّعِيَّة بشعَاره، وَكَانَ محبوبًا، فكاد العادل أن

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 262"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 101".

يَسْتَسلِمَ، فَتمَاسك، وَشدَّ أَصْحَابه عَلَى أَصْحَابِ الْأَفْضَل، فَأَخرجُوْهُم، ثُمَّ قَدِمَ الظَّاهِر وَمَعَهُ صَاحِب حِمْص، وَهمُّوا بِالزّحف، فَلَمْ يَتَهَيَّأَ أَمرٌ، ثُمَّ سَفُل أَمر الأَفْضَل، وَعَاد إِلَى صَرْخَدُ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى سُمَيْسَاط، وَقنَع بِهَا، وَفِيْهِ تَشيّع بِلاَ رفض. وَلَهُ نَظْمٌ وَفضِيْلَة، وَإِلَيه عهد أَبُوْهُ بِالسلطنَة لمَا احتُضِر، وَكَانَ أَسنّ إِخْوَته، وَهُوَ القَائِلُ فِي عَمّه العَادل: ذِي سنّةٍ بَيْنَ الأَنَامِ قديمةٍ ... أَبَداً أَبُو بكرٍ يَجُورُ عَلَى عليّ وَقَدْ كتب مِنْ نَظمه إِلَى الخَلِيْفَة النَّاصِر، وَفِي النَّاصِر تَشيّع: مَوْلاَيَ إِنَّ أَبَا بكرٍ وَصَاحِبَهُ ... عُثْمَانَ قَدْ غَصَبَا بِالسَّيْفِ حقَّ عَلِي وَهُوَ الَّذِي كَانَ قَدْ وَلاَّهُ وَالِدُه ... عَلَيْهِمَا وَاسْتقَامَ الأَمْرُ حِيْنَ وَلِي فَخَالفَاهُ وَحَلاَّ عَقْدَ بَيْعَتِهِ ... وَالأَمْرُ بَيْنهُمَا وَالنَّصُّ فِيْهِ جَلِي فَانظر إِلَى حَظِّ هَذَا الاسْم كَيْفَ لقِي ... مِنَ الأَوَاخِرِ مَا لاَقَى مِنَ الأُول فَأَجَابوهُ مِنَ الدِّيْوَان: وَافَى كِتَابُكَ يَا ابْنَ يُوْسُفَ معلنا ... بالودّ يخبر أنّ أصلك طاهر غَصَبُوا عَلِيّاً حَقَّهُ إِذْ لَمْ يَكُنْ ... بَعْدَ الرَّسُول لَهُ بطَيْبَةَ نَاصِرُ فَابِشِرْ فَإِنَّ غداً عَلَيْهِ حسَابهُم ... وَاصبرْ، فَنَاصِرُكَ الإِمَامُ النَّاصِرُ مَاتَ الأَفْضَل فُجَاءةً بِسُمَيْسَاط فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ أَخُوْهُ مُوْسَى، وَلُقّب بِلَقَبِهِ، وَعَاشَ إِلَى سَنَةِ نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَهِيَ قَلْعَةٌ عَلَى الفُرَات قَرِيْبَة مِنَ الكختَا، وَقَدْ دَثَرَتِ الآنَ. عَاشَ سِتّاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً، وَلَهُ ترسُّلٌ وَفضِيْلَة وَخطّ مَنْسُوْب. قال عز الدين بن الأَثِيْرِ: وَكَانَ مِنْ مَحَاسِن الدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي المُلُوْك مِثْل. كَانَ خَيّراً، عَادِلاً، فَاضِلاً، حليماً، كَرِيْماً، رَحِمَهُ الله تَعَالَى. وَمِنْ شِعْرِهِ: يَا مَنْ يُسَوِّدُ شَيْبَه بِخِضَابهِ ... لَعَسَاهُ فِي أَهْلِ الشَّبِيْبَةِ يَحصُلُ هَا فَاخْتَضِبْ بِسوَادِ حَظِّي مرَّةً ... وَلَكَ الأَمَانُ بِأَنَّهُ لاَ يَنْصُلُ

الظاهر

5330- الظاهر 1: سُلْطَانُ حَلَبَ، المَلكُ الظَّاهِرُ، غِيَاثُ الدِّيْنِ، أَبُو منصور، غَازِي ابْنِ السُّلْطَانِ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أيوب. مَوْلِدُهُ بِمِصْرَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الطَّاهِرِ بنِ عَوْفٍ، وَعَبْد اللهِ بنِ بَرِّيٍّ النَّحْوِيِّ، وَالفَضْلِ ابْنِ البَانْيَاسِيِّ. وَحَدَّثَ. تَمَلَّكَ حَلَبَ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً. وَكَانَ بَدِيْعَ الحُسْنِ فِي صِبَاهُ، مَليحَ الشَّكلِ فِي رجولِيَّتِهِ، لَهُ عقلٌ وَغورٌ وَدهَاءٌ وَفكرٌ صَائِبٌ. كَانَ يُصَادِقُ مُلُوْكَ الأَطرَافِ وَيباطِنُهُم، وَيُوهمهُم أَنَّهُ لولاَهُ، لَقَصَدَهُم عَمُّه العَادلُ، وَيوهِمُ عَمَّه أَنَّهُ لولاَهُ، لَتعَامَلَ عَلَيْهِ المُلُوْكُ، وَلشقُّوا العصَا. وَكَانَ كَرِيْماً مِعْطَاءً، يُتْحِفُ المُلُوْكَ بِالهدَايَا السنِيَّة، وَيُكرم الرُّسُلَ وَالشُّعَرَاءَ وَالقُصَّادَ. وَكَانَ عَمُّه يَرْعَى لَهُ لِمَكَان بِنْتِهِ، فَمَاتَتْ، فَزَوَّجَهُ بِأُخْتِهَا وَالِدَةِ ابْنِهِ الملكِ العَزِيْزِ، فَلَمَّا وَلَدَتْ، زُيِّنَتْ حَلَبُ مُدَّةَ شَهْرَيْنِ، وَأَنفَقَ عَلَى وِلاَدَتِهِ كرَائِمَ الأَمْوَالِ، وَكَانَ قَدِ انضمَّ إِلَيْهِ إِخْوَتُهُ وَأَولاَدُهُم، فَزوَّج ذكرَانَهُم بِإِنَاثِهِم، بِحَيْثُ أَنَّهُ عَقَدَ بَيْنَهُم فِي يَوْم نيفًا وعشرين عقدًا. وَعَمَّرَ أَسوَارَ حَلَبَ أَكمَلَ عمَارَةٍ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ عبث بالشاعر الحلي، وألح عليه، فقال الحي: أَنظِمُ ? يُعَرِّضُ بِالهجَاءِ. فَقَالَ الظَّاهِرُ: أَنْثُرُ ? وَقبضَ عَلَى السَّيْف. قَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: كَانَ مَهِيْباً سَائِساً، فَطناً، دَوْلَتُهُ معمورَةٌ بِالعُلَمَاءِ، مُزَيَّنَةٌ بِالمُلُوْكِ وَالأُمَرَاءِ، وَكَانَ مُحسناً إِلَى الرعيَّةِ، وَشَهِدَ مُعْظَمَ غَزَوَاتِ وَالِدِهِ، وَكَانَ يَزورُ الصَّالِحِيْنَ، وَيَتفقَّدهُم، وَلَهُ ذكَاءٌ مُفْرِطٌ، مَاتَ بِعلَّةِ الذَّربِ. قَالَ أَبُو شَامَةَ: أَوْصَى فِي مَوْتِهِ بِالمُلْكِ لِولدِهِ مِنْ بِنْتِ العَادِلِ، وَأَرَادَ أَنْ يُرَاعِيْهَا إِخْوَتُهَا، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ لأَحْمَدَ، ثُمَّ لِلْمَنْصُوْرِ مُحَمَّدِ ابْنِ أَخِيْهِ المَلِكِ العَزِيْزِ، وَفوَّضَ القَلْعَةَ إِلَى طغرِيل الخَادِمِ الرُّوْمِيِّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائة عن خمس وأربعين سنةً.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 217-218"، وشذرات الذهب "5/ 55-56".

قُلْتُ: كَانَ يُفِيقُ، وَيَتشهَّدُ، وَيَقُوْلُ: اللَّهُمَّ بِكَ أَسْتجيرُ. وَرثَاهُ شَاعِرُهُ رَاجِحٌ الحلِّيُّ، فَقَالَ: سَلِ الخَطْبَ إِنْ أَصْغَى إِلَى مَنْ يُخَاطِبُهُ ... بِمَنْ عَلِقَتْ أَنْيَابُهُ وَمَخَالِبُهْ نشدتُكَ عَاتِبْهُ عَلَى نَائِبَاتِهِ ... وَإِنْ كَانَ لاَ يَلْوِي عَلَى مَنْ يُعَاتِبُهْ إِلَى اللهِ أَرمِي بِطَرْفِي ضَلاَلَةً ... إِلَى أُفق مجدٍ قد تهاوت كواكبه فمالي أَرَى الشَّهْبَاءَ قَدْ حَال صُبْحُهَا ... عليَّ دُجَىً لاَ تَسْتَنِيرُ غَيَاهِبُهْ أَحَقّاً حِمَى الغَازِي الغِيَاثِ بنِ يوسفٍ ... أُبيح وَعَادَتْ خائباتٍ مَوَاكِبُهْ وَهَل مُخْبرِي عَنْ ذَلِكَ الطَّوْدِ هَلْ وَهَتْ ... قَوَاعِدُهُ أم لان للخطب جانبه

ابن يونس

5331- ابن يونس: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، جَلاَلُ الدِّيْنِ، أَبُو المُظَفَّرِ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ يُوْنُسَ بنِ أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ الأَزَجِيُّ الفَقِيْهُ. تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي حِكِيْمٍ النّهْرُوَانِيِّ، وَقرَأَ الأُصُوْل وَالكَلاَم عَلَى صَدَقَة بن الحُسَيْنِ، وَتَلاَ بِالرِّوَايَات بِهَمَذَانَ عَلَى أَبِي العَلاَءِ العَطَّار. وَسَمِعَ مِنْ نَصْر بن نَصْرٍ العُكْبَرِيّ، وَجَمَاعَة. ثُمَّ دَاخَل الكُبَرَاء إِلَى أَنْ تَوكَّل لأُمِّ النَّاصِر، ثُمَّ ترقَّى أَمرُه إِلَى أَنْ وَزر فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ. ثُمَّ سَارَ بِالجُيُوْش لِحَرْب طُغْريِل آخِر السُّلْجُوْقِيَّة، فَعمل مَعَهُ مَصَافّاً، فَانْكَسَرَ الوَزِيْر، وَتَفلّل جَمْعُه، وَأُسِرَ هُوَ وَأُخِذَ إِلَى تَورِيز، ثُمَّ هَرَبَ إِلَى المَوْصِل، وَجَاءَ بَغْدَاد مُتَستِّراً، وَلَزِمَ بَيْته مُدَّة، ثُمَّ ظهر، فَولِي نَظَرَ الخزَانَة، ثُمَّ الأُسْتَاذ دَارِية فِي سَنَةِ سبع وثمانين، فلما وزر المؤيد بن القَصَّاب عَام تِسْعِيْنَ، قَبَضَ عَلَى ابْن يُوْنُسَ، وَسَجَنَهُ، فَلَمَّا مَاتَ ابْن القَصَّاب عَام اثْنَتَيْنِ، رُمِي ابْن يُوْنُسَ فِي مطمورَةٍ، فَكَانَ آخِر العَهْد بِهِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ يَدْرِي الكَلاَم، صَنّف كِتَاباً فِي الأُصُوْل، فَسَمِعَهُ مِنْهُ الفُضَلاَءُ. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ القَطِيْعِيّ، وَابْن دلف، وَلَمْ يَكُنْ فِي وِلاَيته مَحْمُوْداً. قيل: مَاتَ فِي السِّردَاب فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وتسعين وخمس مائة.

الفراتي، الفارسي، طاهر بن مكارم

الفراتي، الفارسي، طاهر بن مكارم: 5332- الفراتي: شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو القَاسِمِ، يَعِيْشُ بنُ صَدَقَةَ، الفُرَاتِيُّ الضَّرِيرُ، صَاحِبُ ابْنِ الخَلِّ. تَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى الشَّرِيْف أَبِي البَرَكَاتِ عُمَر بن إِبْرَاهِيْمَ. وسمع من إسماعيل بن السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَجَمَاعَة. رَوَى عَنْهُ: التَّقِيُّ بن بَاسُوَيْه، وابن الدبيثي، وابن خليل، وَاليَلْدَانِيّ، وَبِالإِجَازَة أَحْمَد بن أَبِي الخَيْرِ. وَهُوَ مَنْسُوْب إِلَى نَهْر الفُرَات. وَكَانَ إِمَاماً صَالِحاً، رَأْساً فِي المَذْهَب وَالخلاَف، تخرّج بِهِ الفُقَهَاء، وَدرّس بِالثِّقَتيَّة، وَبِالكَمَاليَّة، وَكَانَ سَدِيْد الفتَاوَى، قوِيّ المُنَاظَرَة، كَبِيْرَ القَدْرِ. مَاتَ فِي ذِي القعدَة سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَقَدْ شَاخَ وأسن. 5333- الفارسي 1: الزَّاهِدُ العَابِدُ، شَيْخُ العِرَاقِ، أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنُ بنُ مُسَلَّمِ بنِ أَبِي الجُوْدِ، الفَارِسِيُّ، العِرَاقِيُّ، مِنْ أَهْلِ قَرْيَة الفَارِسيَّة. قَرَأَ القُرْآنَ، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي البَدْرِ الكَرْخِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ بَاسُوَيْه، وَابْن الدُّبَيْثِيّ، وَابْن خَلِيْل، وَاليَلْدَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مُنْقَطِع القرِيْن، صَوَّاماً، قَوَّاماً، مُتبتّلاً، خَاشعاً، صَحِبَ الشَّيْخ عَبْد القَادِرِ، وَكَانَ يُقصَدُ بِالزِّيَارَة، زاره الخليفة الناصر بقريته، بالغ فِي تَعَظِيْمه وَتوقيره ابْن الجَوْزِيّ. مَاتَ فِي المُحَرَّم سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ، وَكَانَ يَدْرِي الفِقْه وَالفَرَائِض، وَتُذْكَر عَنْهُ كَرَامَات وَتَأَلُّهٌ رَحِمَهُ الله. 5334- طَاهِرُ بن مكارم: ابن أحمد بن سعد، الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ المَوْصِلِيُّ القَلاَنسِيُّ، البَقَّالُ، المُؤَدِّبُ. سَمِعَ "مُسْنَدَ" المُعَافَى بنِ عِمْرَانَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ نَصْر بن أَحْمَدَ بنِ صَفْوَانَ سَنَة اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. رَوَى عَنْهُ: عز الدين علي بن الأثير، وشمس الدين بن خَلِيْل، وَغَيْرهُمَا. تُوُفِّيَ بِالمَوْصِل فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثمان وثمانين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "4/ 316".

مسلم بن علي، أبو جعفر القرطبي

مسلم بن علي، أبو جعفر القرطبي: 5335- مسلم بن علي: ابن محمد، الشيخ أبو منصور، ابن السيحي، الموصلي. آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي البَرَكَاتِ مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ خَمِيْس. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ خَلِيْل، وَالتَّقِيُّ اليَلْدَانِيّ، وَجَمَاعَة لقيهُم الدِّمْيَاطِيّ. تُوُفِّيَ فِي مُنْتَصف المُحَرَّم سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائة. 5336- أبو جعفر القرطبي 1: الإِمَامُ، المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ، أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي بَكْرٍ عَتِيْقِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، الأَنْدَلُسِيُّ، الفَنَكِيُّ، الشَّافِعِيُّ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ، وَإِمَامُ الكَلاَّسَةِ، وَأَبُو إِمَامِهَا. مَوْلِده سَنَة ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ بقرطبة من الحافظ أبي الوليد بن الدَّبَّاغِ كِتَاب المُوَطَّأ بقِرَاءة وَالِده بَعْد الأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِسَمَاعه مِنَ الخَوْلاَنِيّ بِسَمَاعه مِنَ القبحطالي. وَتَلاَ بِالسَّبْع عَلَى ابْن صَافٍ، وَبِمَكَّةَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ تَلاَمِذَة أَبِي العِزِّ القَلاَنسِيّ، وَبِالمَوْصِل عَلَى ابْن سعدُوْنَ. وَسَمِعَ الكَثِيْر مِنِ ابْن عَسَاكِرَ، وَأَبِي نَصْرٍ اليُوْسُفِيّ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيّ، وَخَلْق. وَنسخ شَيْئاً كَثِيْراً. وَكَانَ دَيِّناً صَالِحاً، قَانِتاً للهِ، بَصِيْراً بِالقِرَاءات. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ: تَاج الدِّيْنِ مُحَمَّد، وَإِسْمَاعِيْل، وَابْن خَلِيْل، وَالشِّهَاب القُوْصِيّ، وَعِدَّة. وَأَجَازَ لأَحْمَدَ بن أَبِي الخَيْرِ. وَفَنَكُ مِنْ أَعْمَالِ قُرْطُبَة. مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ست وتسعين وخمس مائة رحمه الله.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 158"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 323".

العراقي، الساوي، الويرج

العراقي، الساوي، الويرج: 5337- العراقي 1: العَلاَّمَةُ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ المسلم، المصري الشَّافِعِيُّ، الخَطِيْبُ المَشْهُوْرُ بِالعِرَاقِيِّ. وُلِدَ بِمِصْرَ سَنَة عَشْرٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَارْتَحَلَ، فَتَفَقَّهَ، وَبَرَعَ فِي المَذْهَب عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الأُرْمَوِيّ تِلْمِيْذ الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ، ثُمَّ تَفَقَّهَ على أبي الحسن بن الخَلِّ، وَتَفَقَّهَ بِمِصْرَ عَلَى القَاضِي مُجَلِّيّ بن جُمَيْعٍ، وَتَصَدَّرَ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَاب، وَوَلِيَ خطَابَة جَامِع مِصْر. وَصَنَّفَ شَرْحاً "لِلمُهَذَّب" مُفِيْداً. وَهُوَ جدّ العَلاَّمَة العَلَمِ العِرَاقِيِّ لأُمِّهِ. وَكَانَ عَلَى سدَادٍ وَأَمر جَمِيْل. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فِي جُمَادَى الأُوْلَى. وَلَهُ نَظْمٌ وفضائل. 5338- الساوي: الإِمَامُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بن عبد الجليل ابن الشيخ أبي الفَتْحِ، السَّاوِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الحَنَفِيُّ، نَائِبُ الحُكْمِ بِبَغْدَادَ. وَكَانَ حَمِيْدَ السِّيْرَةِ. حَدَّثَ عَنِ: ابْن الحُصَيْنِ، وَهِبَة اللهِ بن الطَّبرِ، وَجَمَاعَة. وَعَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيّ، وَابْن خَلِيْل، وَالبَغْدَادِيّون. مَاتَ فِي المُحَرَّم سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ ثلاث وثمانون سنةً. 5339- الويرج 2: الشَّيْخُ المُسْنِدُ، أَبُو الفَتْحِ نَاصِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَتْحِ الأَصْبَهَانِيُّ المُقْرِئُ القَطَّانُ، المَعْرُوفُ بِالوَيْرَجِ. صدوقٌ وَمُكْثِر. سَمِعَ مِنِ ابْنِ الإِخْشيذِ، وجعفر بن عبد الواحد الثقفي، وابن أَبِي ذَرٍّ، وَفَاطِمَة الجُوْزْدَانِيَّة، وَسَعِيْد بن أَبِي الرَّجَاءِ. وَعَنْهُ: أَبُو الجنَاب الخِيْوَقِيّ، وَأَبُو رَشِيْدٍ الغَزَّال، وَابْن خَلِيْلٍ، وَآخَرُوْنَ. أَنْبَأَنِي أَبُو العَلاَءِ الفَرَضِيّ أَنَّ نَاصِراً سَمِعَ "مُسْنَد أَبِي حَنِيْفَةَ" لابْنِ المُقْرِئِ، وَكِتَاب معَانِي الآثَار لِلطّحَاوِيّ مِنْ إسماعيل بن الإِخْشيذِ بِسَمَاعه لِلأَوَّل مَنِ ابْن عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَللكِتَاب الثَّانِي مِنْ مَنْصُوْر بن الحُسَيْنِ، عَنِ ابْن المُقْرِئ عَنْهُ، وَسَمِعَ "المُعْجَم الكَبِيْر" مِنْ فَاطِمَة الجُوْزْدَانِيَّة. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ثَامن ذِي الحجة سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "4/ 323". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 143" ووقع عنده [الوترح] بالمثناة الفوقية والحاء المهملة بدل [الويرج] بالمثناة التحتية والجيم المعجمة. وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 315".

ابن رشد الحفيد

5340- ابن رشد الحفيد 1: العَلاَّمَةُ. فَيْلَسُوْفُ الوَقْتِ، أَبُو الوَلِيْدِ، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ أَحْمَدَ ابْنِ شَيْخِ المَالِكِيَّةِ أَبِي الوَلِيْدِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ رُشْدٍ القُرْطُبِيُّ. مَوْلِده قَبْل مَوْت جدّه بِشهر سَنَة عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. عرض "المُوَطَّأ" عَلَى أَبِيْهِ. وَأَخَذَ عَنْ أَبِي مَرْوَانَ بن مسرَّة وجماعة، وبرع في الفقه، وأخذ الطب عَنْ أَبِي مَرْوَانَ بن حَزْبُول، ثُمَّ أَقْبَل عَلَى علُوْم الأَوَائِل وَبلاَيَاهُم، حَتَّى صَارَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي ذَلِكَ. قَالَ الأَبَّار: لَمْ يَنشَأْ بِالأَنْدَلُسِ مِثْله كَمَالاً وَعلماً وَفضلاً، وَكَانَ مُتَوَاضِعاً، مُنْخَفض الجنَاح، يُقَالُ عَنْهُ: إِنَّهُ مَا ترك الاشتغَال مُذْ عَقَلَ سِوَى لَيْلَتَيْنِ: لَيْلَة مَوْت أَبِيْهِ، وَليلَة عرْسه، وَإِنَّهُ سوّد فِي مَا أَلّف وَقيّد نَحْواً مِنْ عَشْرَة آلاَف وَرقَة، وَمَال إِلَى علُوْم الحكمَاء، فَكَانَتْ لَهُ فِيْهَا الإِمَامَة. وَكَانَ يُفزَع إِلَى فُتْيَاهُ فِي الطِّبّ، كَمَا يُفزَع إِلَى فُتيَاهُ فِي الفِقْه، مَعَ وَفور العَرَبِيَّة، وَقِيْلَ: كَانَ يَحفظ "دِيْوَان أَبِي تَمَّام"، وَ"المتنبِي". وَلَهُ مِنَ التَّصَانِيْف: "بدَايَة المُجْتَهِد" فِي الفِقْه، وَ"الكُليَّات" فِي الطِّبّ، وَ"مُخْتَصَر المُسْتصفَى" فِي الأُصُوْل، وَمُؤلَّف فِي العَرَبِيَّة. وَوَلِيَ قَضَاءَ قُرْطُبَة، فَحُمِدَت سيرَته.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 154"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 320".

قَالَ ابْنُ أَبِي أُصِيْبعَة فِي "تَارِيخ الحكمَاء": كَانَ أَوحد فِي الفِقْه وَالخلاَف، وَبَرَعَ فِي الطِّبّ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي مَرْوَانَ بن زهر مَوَدَّة، وَقِيْلَ: كَانَ رَثَّ البِزَّة، قوِيّ النَّفْس، لاَزم فِي الطِّبّ أَبَا جَعْفَرٍ بنَ هَارُوْنَ مُدَّة، وَلَمَّا كَانَ المَنْصُوْرُ صَاحِب المَغْرِب بقُرْطُبَة، اسْتدعَى ابْن رُشْدٍ، وَاحْتَرَمه كَثِيْراً، ثُمَّ نَقَمَ عَلَيْهِ بَعْدُ -يَعْنِي لأَجْل الفَلْسَفَة- وَلَهُ "شرح أُرْجُوزَة ابْنِ سِيْنَا" فِي الطِّبّ، وَ"المقدمات" في الفقه، كتاب "الحيوان"، كِتَاب "جَوَامع كتب أَرِسْطُوطَاليس"، "شرح كِتَاب النَّفْس"، كِتَاب "فِي الْمنطق"، كِتَاب "تَلْخِيص الإِلاَهيَات" لنِيَقُوْلاَوس، كِتَاب "تَلْخِيص مَا بَعْد الطّبيعَة" لأَرِسْطُو، كِتَاب "تَلْخِيص الاسْتقصَات" لجَالينوس، وَلخّص لَهُ كِتَاب "المِزَاج"، وَكِتَاب "القوَى"، وَكِتَاب "الْعِلَل"، وَكِتَاب "التعرِيف"، وَكِتَاب "الحُمّيَات"، وَكِتَاب "حِيْلَة الْبُرْء" وَلخّص كِتَاب "السَّمَاع الطبيعي"، وله كتاب "تهافت التهافت"، وكتاب "منهاج الأَدلَّة" أُصُوْل، وَكِتَاب "فَصل المَقَالِ فِيمَا بَيْنَ الشرِيعَة وَالحِكْمَة مِنَ الاتصَال"، كِتَاب "شرح القيَاس" لأَرِسْطُو، "مَقَالَة فِي العَقْل"، "مَقَالَة فِي القيَاس"، كِتَاب "الْفَحْص فِي أَمر العَقْل"، "الْفَحْص عَنْ مَسَائِل فِي الشّفَاء"، "مَسْأَلَة فِي الزَّمَان"، "مَقَالَة فِيمَا يَعتقده المشَّاؤُون وَمَا يَعتقده المُتَكَلِّمُوْنَ فِي كَيْفِيَة وَجُوْد العَالَم"، "مَقَالَة فِي نَظَرَ الفَارَابِيّ فِي الْمنطق وَنظر أَرِسْطُو"، "مَقَالَة فِي اتّصَال العَقْل المفَارق لِلإِنْسَان"، "مَقَالَة فِي وَجُوْد المَادَّة الأُوْلَى"، "مَقَالَة فِي الرّدّ عَلَى ابْن سينَا"، "مَقَالَة فِي المِزَاج"، "مَسَائِل حكمِيَّة"، "مَقَالَة فِي حركَة الفَلَك"، كِتَاب "مَا خَالف فِيه الفَارَابِيّ أَرِسْطُو". قَالَ شَيْخ الشُّيُوْخِ ابْن حَمُّوَيْه: لَمَّا دَخَلتُ البِلاَد، سَأَلت عَنِ ابْن رُشْدٍ، فَقِيْلَ: إِنَّهُ مهجُور فِي بَيْته مِنْ جِهَةِ الخَلِيْفَة يَعْقُوْب، لاَ يَدخل إِلَيْهِ أَحَد؛ لأَنَّه رُفِعت عَنهُ أَقْوَال رديَّة، وَنُسبت إِلَيْهِ العلُوْم المهجورَة، وَمَاتَ محبوساً بدَاره بِمَرَّاكش فِي أَوَاخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ فِي صَفَرٍ، وَقِيْلَ: ربيع الأول سنة خمس. وَمَاتَ السُّلْطَان بَعْدَهُ بِشهر. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَوْط الله، وَسَهْل بن مَالِكٍ، وَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يُرْوَى عَنْه.

ابن ملاح الشط

5341- ابن ملاح الشط 1: الشيخ الصالح المسند، أبو الفرج عبد الرحمن بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى، القَصْرِيُّ، البَوَّابُ، وَيُعْرَفُ بِابْن ملاَّح الشَّطّ. كَانَ يَسكن بقَصْر عَلِيّ بن عِيْسَى الهَاشِمِيّ. سَمِعَ الكَثِيْر مِنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ الحصين، وأبي غالب بن البَنَّاءِ، وَأَبِي البَرَكَاتِ يَحْيَى بن حُبَيْش الفَارِقِيّ، وأبي الحسن علي بن الزَّاغُوْنِيِّ، وَعِدَّة. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَتَبْتُ عَنْهُ كَثِيْراً، وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً، حسن الأَخلاَق، مُحِبّاً لِلرِّوَايَةِ، لاَ يَسأَم، وَلاَ يَضجر، وَكَانَ بوَّاباً بِمَدْرَسَة أُمّ الخَلِيْفَة. سَأَلت عَنْ مَوْلِده، فَقَالَ: أَذْكُر خِلاَفَة المُسْتَظْهِر. مَاتَ شَيْخنَا فِي صَفَرٍ سنة سبع وتسعين وخمس مائة. قُلْتُ: لَعَلَّهُ جَاوَزَ التِّسْعِيْنَ. وَرَوَى عَنْهُ: ابْنُ خَلِيْل، وَالضِّيَاء، وَابْن عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالنَّجِيْب الحَرَّانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَبِالإِجَازَة ابْنُ أَبِي الخَيْرِ، وَالقُطْبُ ابْنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَالفَخْرُ ابْنُ البُخَارِيِّ. وَفِيْهَا مَاتَ ابْنُ الجَوْزِيِّ، وَأَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، وَالمُحَدِّثُ تَمِيْمُ ابن البندنيجي، وعبد الله بن المبارك بن الطَّوِيْلَةِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ مُحَمَّدِ بن عبد الرحيم بن الفَرَسِ الأَنْصَارِيُّ الغَرْنَاطِيّ، شَيْخُ المَالِكِيَّةِ، وَالوَاعِظُ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ الحَرْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي زَيْدٍ الكَرَّانِيُّ، وَالعِمَادُ الكَاتِبُ، وَشَيْخُ المَالِكِيَّةِ أَبُو المَنْصُوْرِ ظَافِرُ بنُ الحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ بِمِصْرَ، وَالأَمِيْرُ بَهَاءُ الدِّيْنِ قَرَاقُوْشُ الخَادِمُ الأَبْيَضُ مَوْلَى شِيرْكُوْه الَّذِي بَنَى سُورَ مِصْرَ وَقَلْعَةَ الجَبَلِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الفَارفَانِيّ أَخُو عَفِيْفَةَ، وَالمُقْرِئُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الكَالِ الحِلِّيُّ، وَأَبُو شُجَاعٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ المَقْرُوْنُ اللوزي المقرئ.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "4/ 331".

صاحب المغرب

5342- صاحب المغرب 1: السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ، المُلَقَّبُ بِأَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ المَنْصُوْرُ، أَبُو يوسف، يَعْقُوْبُ ابْنُ السُّلْطَانِ يُوْسُفَ ابْنِ السُّلْطَانِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ عَلِيٍّ، القَيْسِيُّ، الكُوْمِيُّ، المَغْرِبِيُّ، المَرَّاكُشِيُّ، الظَّاهِرِيُّ، وَأُمّه أَمَةٌ رُومِيَّة اسْمهَا سَحَر. عقدُوا لَهُ بِالأَمْرِ سَنَة ثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عِنْد مهلك أَبِيْهِ، فَكَانَ سنُّه يَوْمَئِذٍ ثِنْتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. وَكَانَ تَامّ القَامَة، أَسْمَر، صَافِيَا، جَمِيْل الصُّوْرَة، أَعْيَن، أَفوَهَ، أَقنَى، أَكحلَ، سمِيناً، مُسْتدير اللِّحْيَة، جهورِيَّ الصَّوت، جزل العبَارَة، صَادِق اللَّهجَة، فَارِساً، شُجَاعاً، قوِيّ الفرَاسَة، خَبِيْراً بِالأُمُوْر، خليقاً لِلإِمَارَة، يَنطوِي عَلَى دين وَخير وَتَأَلُّه وَرزَانَة. عمل الوزَارَة لأَبِيْهِ، وَخبَرَ الخَيْر وَالشَّرّ، وَكشف أَحْوَال الدَوَاوِيْن. وَزَرَ لَهُ عُمَرُ بن أَبِي زَيْدٍ، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ بن الشَّيْخِ عُمَر إِيْنتِي، ثُمَّ ابْن عَمّ هَذَا مُحَمَّد الَّذِي تَزَهَّد، وَاخْتَفَى، ثُمَّ أَبُو زَيْد الهنتَانِيُّ، وَزِيْر وَلده مِنْ بَعْدِه. وَكَتَبَ لَهُ السّرّ ابْن مَحْشُوَّة، ثُمَّ ابْن عَيَّاشٍ الأَدِيْب. وَقضَى لَهُ ابْنُ مضَاء، ثُمَّ الوَهْرَانِيّ، ثُمَّ أَبُو القَاسِمِ بنُ بَقِيٍّ. وَلَمَّا تَملَّك، كَانَ حَوْلَهُ منَافسُوْنَ لَهُ مِنْ عُمُومَته وَإِخْوَته، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى سَلاَ، وَبِهَا تَمَّت بيعتُه، وَأَرْضَى آله بِالعَطَاء، وَبَنَى مدينَة تلِي مَرَّاكش عَلَى البَحْر، فَمَا عَتمَ أَن خَرَجَ عَلَيْهِ عَلِيّ ابن غَانِيَة الملثّم، فَأَخَذَ بِجَايَة، وَخَطَبَ لِلنَاصِر العَبَّاسِيّ، فَكَانَ الخَطِيْب بِذَلِكَ عَبْد الحَقِّ مصَنّف "الأَحكَام"، وَلَوْلاَ حُضُوْر أَجَله، لأَهْلكه المَنْصُوْر. ثُمَّ تَملّك ابْن غَانِيَة قَلْعَة حَمَّاد، فَسَارَ المَنْصُوْر، وَاسْتردّ بِجَايَة، وَجَهَّزَ جَيْشه، فَالتقَاهُم ابْن غَانِيَة فَمزّقهُم، فَسَارَ المَنْصُوْر بِنَفْسِهِ، فَكسر ابْن غَانِيَة، وَذَهَبَ مُثْخَناً بِالجرَاح، فَمَاتَ فِي خيمَةِ أَعرَابيَة، وَقَدَّمَ جيشه عليهم أخاه يحيى، فانحاز بهم إلى الصحراء مَعَ الْعَرَب، وَجَرَتْ لَهُ حُرُوْب طَوِيْلَة، وَاسْتردّ المَنْصُوْر قَفْصَة، وَقَتَلَ فِي أَهْلهَا، فَأَسرف، ثُمَّ قتل عَمَّيه سُلَيْمَان وَعُمَر صَبْراً، ثُمَّ نَدِم، وَتزَهَّد، وَتَقشّف، وَجَالِس الصُّلَحَاء وَالمُحَدِّثِيْنَ، وَمَال إِلَى الظَّاهِر، وَأَعرض عَنِ المَالِكِيَّة، وَأَحرق مَا لاَ يُحصَى مِنْ كُتُب الفُرُوْع. قَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيٍّ: كُنْت بفَاس، فَشهدْتُ الأَحمَال يُؤْتَى بِهَا، فَتُحرق، وَتهدَّد عَلَى الاشتغَال بِالفُرُوْع، وَأَمر الحُفَّاظ بِجمع كِتَاب فِي الصَّلاَةِ مِنَ "الكُتُب الخَمْسَة"، وَ"المُوَطَّأ"، وَ"مُسْنَد ابْن أَبِي شَيْبَةَ"، وَ"مُسْنَد البَزَّار"، وَ"سُنَن الدَّارَقُطْنِيّ"، وَ"سُنَن البَيْهَقِيّ"، كَمَا جَمَع ابْن تُوْمَرْت فِي الطّهَارَة. ثُمَّ كَانَ يُمْلِي ذَلِكَ بِنَفْسِهِ عَلَى كِبَارِ دَوْلَته، وَحَفِظَ ذَلِكَ خلق، فَكَانَ لِمَنْ يَحفظُه عَطَاء وَخِلْعَة. إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ قصدهُ مَحْو مَذْهَب مَالِك مِنَ البِلاَد، وَحَمَلَ النَّاس عَلَى الظَّاهِر، وَهَذَا الْمَقْصد بِعَيْنِهِ كَانَ مقْصد أَبِيْهِ وَجدّه، فَلَمْ يُظْهِرَاهُ، فَأَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَن ابْن الجَدِّ أَخْبَرَهُم قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ يُوْسُف، فَوَجَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ كِتَاب ابْن يُوْنُسَ، فَقَالَ: أَنَا أَنظر فِي هذَة الآرَاء الَّتِي أُحْدثَت فِي الدِّيْنِ، أَرَأَيْت المَسْأَلَة فِيْهَا أَقْوَال، فَفِي أَيِّهَا الحَقّ? وَأَيُّهَا يَجِبُ أَنْ يأْخذَ بِهِ المقلِّد? فَافْتتحت أُبَيِّن لَهُ، فَقطع كَلاَمِي، وَقَالَ: لَيْسَ إلَّا هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى المُصْحَف، أَوْ هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى سُنَن أَبِي دَاوُدَ، أَوْ هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى السَّيْف. قَالَ يَعْقُوْبُ: يَا مَعْشَر الموحِّدين، أَنْتُم قبَائِل، فَمَنْ نَابه أَمر، فَزِع إِلَى قَبيلَته، وَهَؤُلاَءِ -يَعْنِي طلبَة العِلْم- لاَ قبيل لَهُم إلَّا أَنَا، قَالَ: فَعظمُوا عِنْد الموحِّدين.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "7/ ترجمة 829".

وَفِي سَنَة خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ: غَزَا الفِرنْج، ثُمَّ رَجَعَ، فَمَرِضَ، وَتَكلّم أَخُوْهُ أَبُو يَحْيَى فِي الْملك، فَلَمَّا عوفِي، قَتَلَه، وَتهدَّد القَرَابَة. وَفِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ انْتقضت الهدنَة، فَتَجَهَّز، وَعرض جُيُوشه بإشبيلية، وَأَنفق الأَمْوَال، فَقَصَدهُ أَلْفُنْش فَالتَقَوا، وَكَانَ نصراً عزِيزاً، مَا نَجَا أَلْفُنش إلَّا فِي شُريذِمَة، وَاسْتُشْهِدَ مِنَ الكِبَارِ جَمَاعَة، وَاسْتَوْلَى يَعْقُوْب عَلَى قلاع، وَنَازل طليطلَة، ثُمَّ رَجَعَ، ثُمَّ غَزَا، وَوَغل، بِحَيْثُ انْتَهَى إِلَى أَرْضٍ مَا وَصلت إِلَيْهَا المُلُوْك، فَطَلبَ أَلْفُنْش المهَادنَة، فَعُقدتْ عشراً، ثُمَّ رَدَّ السُّلْطَان إِلَى مَرَّاكش بَعْد سَنَتَيْنِ، وَصرَّح بِقصد مِصْر. وَكَانَ يَتولَّى الصَّلاَة بِنَفْسِهِ أَشْهُراً، فَتعوَّق يَوْماً، ثُمَّ خَرَجَ، وَهُم يَنْتظرُوْنَهُ، فلامهم، وقال: قد قدم الصحابة عبد الرحمن بن عَوْف لِلْعذر، ثُمَّ قرّر إِمَاماً عَنْهُ. وَكَانَ يَجلسُ لِلْحَكَمِ، حَتَّى اخْتصم إِلَيْهِ اثْنَانِ فِي نِصْفِ، فَقضَى، ثُمَّ أَدَّبهُمَا، وَقَالَ: أَمَّا كَانَ فِي البَلَد حكَّام? وَكَانَ يَسْمَع حَكَم ابْن بَقِيٍّ مِنْ وَرَاء السّتر، وَيدخل إِلَيْهِ أُمنَاء الأَسواق، فَيَسْأَلهُم عَنِ الأُمُوْر. وَتَصدّق فِي الغَزْوَة المَاضيَة بِأَرْبَعِيْنَ أَلْفَ دِيْنَار. وَكَانَ يَجْمَع الأَيْتَام فِي العَامِ، فَيَأْمُر لِلصبِيِّ بدِيْنَار وَثَوْب وَرَغِيْف وَرُمانَة. وَبَنَى مَارستَان مَا أَظَنّ مِثْله، غرس فِيْهِ مِنْ جَمِيْع الأَشجَار، وَزخرفَه وَأَجرَى فِيْهِ المِيَاهَ، وَرتَّب لَهُ كُلّ يَوْم ثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً لِلأَدويَة، وَكَانَ يَعُوْد المَرْضَى فِي الجُمُعَة. وَوَرَدَ عَلَيْهِ أُمَرَاء مِنْ مِصْرَ، فَأَقطع وَاحِداً تِسْعَة آلاَف دِيْنَار. وَكَانَ لاَ يَقُوْلُ بالعِصْمَة فِي ابْن تُوْمَرْت. وَسَأَل فَقِيْهاً: مَا قَرَأْت? قَالَ: تَوَالِيف الإِمَام، قَالَ: فَزَوَرَنِي، وَقَالَ: مَا كَذَا يَقُوْلُ الطَّالب! حُكْمك أَنْ تَقُوْلَ: قَرَأْت كِتَاب اللهِ، وَقَرَأْت مِنَ السّنَّة، ثُمَّ بَعْد ذَا قُل مَا شِئْت. قَالَ تَاج الدِّيْنِ ابْن حَمُّوَيْه: دَخَلت مَرَّاكش فِي أَيَّامِ يَعْقُوْب، فَلَقَدْ كَانَتِ الدُّنْيَا بسيَادته مجملَة، يُقصَد لِفَضْلِهِ وَلعدله وَلبذله وَحسن مُعْتَقده، فَأَعذب موردِي، وَأَنجح مقصدِي، وَكَانَتْ مَجَالِسُه مُزَيَّنَة بِحُضُوْرِ العُلَمَاء وَالفُضَلاَء، تُفتتَح بِالتِّلاَوَة ثُمَّ بِالحَدِيْثِ، ثُمَّ يَدعُو هُوَ، وَكَانَ يُجِيْد حَفِظ القُرْآن، وَيَحفظ الحَدِيْث، وَيَتكلَّم فِي الفِقْه، وَيُنَاظر، وَيَنسبونه إِلَى مَذْهَب الظَّاهِر. وَكَانَ فَصِيْحاً، مَهِيْباً، حسن الصُّوْرَة، تَامّ الخلقه، لاَ يُرَى مِنْهُ اكفهرَار، وَلاَ عَنْ

مَجَالِسه إِعرَاض، بزِيّ الزُّهَّاد وَالعُلَمَاء، وَعَلَيْهِ جَلاَلَة المُلُوْك، صَنّف فِي العِبَادَات، وَلَهُ "فَتَاو"، وَبَلَغَنِي أن السودان قدموا له فِيلاً فَوصلهُم، وَردّه، وَقَالَ: لاَ نُرِيْد أَن نَكُوْن أَصْحَاب الفِيْل، ثُمَّ طوّل التَّاج فِي عدله وَكرمه، وَكَانَ يَجْمَع الزَّكَاة، وَيُفرّقهَا بِنَفْسِهِ، وَعَمِلَ مكتباً لِلأَيتَام، فِيْهِ نَحْو أَلف صَبِيّ، وَعَشْرَة مُعَلِّمُوْنَ. حَكَى لِي بَعْض عُمَّاله: أَنَّهُ فَرّق فِي عيد نَيِّفاً وَسَبْعِيْنَ أَلْفَ شَاة. وَقَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ: كَانَ مُهتّماً بِالبنَاء، كُلّ وَقت يُجدِّد قَصْراً أَوْ مدينَة، وَأَنَّ الَّذِيْنَ أَسلمُوا كرهَا أَمرهُم بِلبْس كحلِيّ وَأَكمَام مُفرِطَة الطّول، وَكلوتَاتّ ضَخْمَة بشعَة، ثُمَّ أَلْبَسَهُم ابْنه العَمَائِم الصُّفْر، حمل يَعْقُوْب عَلَى ذَلِكَ شكّه فِي إِسلاَمهِم، وَلَمْ تَنعقد عِنْدنَا ذِمَّة ليَهُوْدِيّ وَلاَ نَصْرَانِيّ مُنْذُ قَامَ أَمر المَصَامِدَة، وَلاَ فِي جَمِيْع المَغْرِب كنِيسَة، وَإِنَّمَا اليَهُوْد عِنْدنَا يُظهرُوْنَ الإِسْلاَم، وَيُصلُّوْنَ، وَيُقرِئون أَولاَدَهُمُ القُرْآنَ جَارِيْنَ عَلَى مِلَّتنَا. قُلْتُ: هَؤُلاَءِ مُسْلِمُوْنَ، وَالسَّلاَم. وَكَانَ ابْن رُشْدٍ الحَفِيْد قَدْ هذّب لَهُ كِتَاب "الحيوَان" وَقَالَ: الزُّرَافَة رَأَيْتُهَا عِنْد ملك البَرْبَر، كَذَا قَالَ غَيْر مُهتبل، فَأَحنَقَهُم هَذَا، ثُمَّ سَعَى فِيْهِ مَنْ يُنَاوئه عِنْد يَعْقُوْب، فَأَرَوهُ بِخَطِّهِ حَاكياً عَنِ الفَلاَسِفَة أَنَّ الزُّهرَة أَحَد الآلهَة، فَطَلَبَهُ، فَقَالَ: أَهَذَا خطّك? فَأَنْكَر، فَقَالَ: لَعَنَ اللهُ مَنْ كتبه، وَأَمر الحَاضِرِيْنَ بِلَعْنِهِ، ثُمَّ أَقَامَه مُهَاناً، وَأَحرق كتب الفَلْسَفَة سِوَى الطِّبّ وَالهندسَة. وَقِيْلَ: لَمَّا رَجَعَ إِلَى مَرَّاكش، أحب النظر في الفلسفة، وطلب ابْنَ رُشْدٍ ليُحسن إِلَيْهِ، فَحضر، وَمَاتَ، ثُمَّ بَعْد يَسير مَاتَ يَعْقُوْب. وَقَدْ كتب صَلاَح الدِّيْنِ إِلَى يَعْقُوْبَ يَسْتَنجد بِهِ فِي حِصَار عكَّا، وَنفّذ إِلَيْهِ تَقدمَةً، وَخضع لَهُ، فَمَا رضِي لِكَوْنِهِ مَا لقّبه بِأَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ، وَلَقَدْ سمح بِهَا، فَامْتَنَعَ مِنْهَا كَاتبه القَاضِي الفَاضِل. وَقِيْلَ: إِنَّ يَعْقُوْب أَبطل الخَمْر فِي مَمَالِكه، وَتوعّد عَلَيْهَا فَعدمت، ثُمَّ قَالَ لأَبِي جَعْفَرٍ الطَّبِيْب: ركِّب لَنَا ترِيَاقاً، فَأَعوزَه خمر، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: تلطّف فِي تَحْصِيله سرّاً، فَحرص، فَعَجِزَ، فَقَالَ الْملك: مَا كَانَ لِي بِالتِّرْيَاق حَاجَة، لَكِن أَردت اخْتبَار بلاَدِي. قِيْلَ: إِنَّ الأَدفنش كتب إِلَيْهِ يُهدِّده، وَيُعنِّفه، وَيطلب مِنْهُ بَعْض البِلاَد، وَيَقُوْلُ: وَأَنْت تُمَاطل نَفْسك، وَتُقدِّم رِجْلاً، وَتُؤخِّر أُخْرَى، فَمَا أَدْرِي الجبنُ بَطَّأَ بِك، أَوِ التَّكذِيب بِمَا وَعدك نَبِيّك? فَلَمَّا قرَأَ الْكتاب، تَنمَّر، وَغَضِبَ، وَمزّقه، وَكَتَبَ عَلَى رقعَة مِنْهُ: {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا ... } الآيَةَ [النَّمْلُ: 37] ، الجَوَابُ مَا تَرَى لاَ مَا تسَمِع.

وَلاَ كُتْب إلَّا المشرفِيَّةُ عِنْدنَا ... وَلاَ رُسْل إلَّا لِلْخَمِيْسِ العَرَمْرَمِ ثُمَّ اسْتنْفرَ سَائِر النَّاس، وحشد، وجمع، حتى احتوى ديوان جيشه عَلَى مائَة أَلْف، وَمِنَ المطَّوِّعَة مِثْلهُم، وَعدَّى إِلَى الأَنْدَلُسِ، فَتمّت المَلْحَمَة الكُبْرَى، وَنَزَلَ النَّصْر وَالظفر، فَقِيْلَ: غنمُوا سِتِّيْنَ أَلْفَ زرديَّة. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: قُتِلَ مِنَ العَدُوّ مائَة أَلْف وَسِتَّة وَأَرْبَعُوْنَ أَلْفاً، وَمِنَ المُسْلِمِيْنَ عِشْرُوْنَ أَلْفاً. وَذكره أَبُو شَامَةَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: وَبعد هَذَا فَاختلفت الأَقْوَال فِي أَمره، فَقِيْلَ: إِنَّهُ ترك مَا كَانَ فِيْهِ، وَتَجرّد، وَسَاح، حَتَّى قَدِمَ المَشْرِق مُتَخفِّياً، وَمَاتَ خَامِلاً، حَتَّى قِيْلَ: إِنَّهُ مَاتَ بِبَعْلَبَكَّ. وَمِنْهُم مَنْ يَقُوْلُ: رَجَعَ إِلَى مَرَّاكش، فَمَاتَ بِهَا، وَقِيْلَ: مَاتَ بِسَلاَ، وَعَاشَ بِضْعاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: إِلَيْهِ تُنسب الدَّنَانِيْر اليَعْقُوْبيَّة. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: حَكَى لِي جمع كَبِيْر بِدِمَشْقَ أَن بِالبِقَاعِ بِالقُرْبِ مِنَ الْمجْدَل قَرْيَة يُقَالُ لَهَا: حَمَّارَة، بِهَا مشْهد يُعرف بِقَبْر الأَمِيْر يَعْقُوْب ملك المَغْرِب، وَكُلّ أَهْل تِلْكَ النَّاحيَة متفقُوْنَ عَلَى ذَلِكَ. قيل: الأَظهر مَوْته بِالمَغْرِبِ، فَقِيْلَ: مَاتَ فِي أَوَّلِ جُمَادَى الأُوْلَى، وَقِيْلَ: فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، وَقِيْلَ: مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ. وَقَدْ يُقَالُ: لَوْ مَاتَ مِثْل هَذَا السُّلْطَان فِي مقرّ عزّه، لَمْ يُخْتَلَفْ هَكَذَا فِي وَفَاتِهِ -فَاللهُ أَعْلَم- لَكِن بُوْيِع فِي هَذَا الحين ولده محمد بن يعقوب المؤمني.

صاحب غزنة

5343- صاحب غزنة 1: السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ، غِيَاثُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ سَامِ بنِ حُسَيْنٍ الغُوْرِيُّ، أَخُو السُّلْطَانِ شِهَابِ الدِّيْنِ الغُوْرِيِّ. قَالَ عِزّ الدِّيْنِ ابْن البُزُوْرِيِّ: كَانَ ملكاً عَادِلاً، وَللمَال باذلاً، فَكَانَ محسناً إِلَى الرَّعِيَّةِ، رَؤُوْفاً بِهِم، كَانَتْ بِهِ ثُغُور الأَيَّام باسمَة، وَكلّهَا بوجُوْده موَاسم. قرّب العُلَمَاء، وَأَحَبّ الفُضَلاَء، وَبَنَى المَسَاجِد وَالرُّبُط وَالمدَارس، وَأَدرّ الصَّدَقَات، وَبَنَى الخَانَات. قُلْتُ: كَانَ ابْتدَاء دَوْلَتهِم مُحَارَبَتَهُم لسُلْطَانِهِم بَهْرَامَ شَاه بنِ مَسْعُوْدٍ السُبُكْتِكِيْنِيِّ، وَكَانَ رَأْس أَهْل الغوْر عَلاَء الدِّيْنِ الحُسَيْن بن الحَسَنِ، فَهَزمه بَهْرَامُ شَاه غَيْرَ مَرَّةٍ، وَقَتَلَ إِخْوَته، ثُمَّ تَمَكَّنَ عَلاَء الدِّيْنِ، وَتسلطن، وَأَمّر ابْنَي أَخِيْهِ غِيَاثَ الدِّيْنِ وَشِهَابَ الدِّيْنِ ابْنَيْ سَامَ، ثُمَّ قَاتلاَهُ، وَأَسرَاهُ، ثُمَّ تَأَدّبا مَعَهُ، وَردَّاهُ إِلَى ملكه، فَخضع، وَصَاهرهُمَا عَلَى بنِيه، وَجَعَلهُمَا وَلِيَّي عَهْده، فَلَمَّا مَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ، تَسَلَّطن غِيَاث الدِّيْنِ المَذْكُوْر، وَاسْتَوْلَى عَلَى غَزْنَة، ثُمَّ قَهره الغُزّ، وَاسْتولُوا عَلَى غَزْنَة خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. ثُمَّ نَهَضَ شِهَاب الدِّيْنِ، وَهَزَمَ الغُزَّ، وَقَتَلَ مِنْهُم خلائق، وافتتح البلاد الشَّاسعَة، وَقصدَ لَهَا، وَردّ بِهَا خسرو شَاه بنَ بَهْرَامَ شَاه آخر مُلُوْك الهِنْد السُبُكْتِكِيْنِيَّة، فَأَخَذَهَا سَنَة تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ، وَأَمّن خسرو شَاه، ثُمَّ بعثَه مَعَ وَلده، وَأَسلمهُمَا إِلَى أَخِيْهِ، فَسجنهُمَا، وَكَانَ آخِر العَهْد بِهِمَا، وَكَانَ دَوْلَتهُم أَزْيد مِنْ مائَتَيْ عَام. وَيُقَالُ: بَلْ مَاتَ خسرو كَمَا قَدَّمْنَا فِي حُدُوْدِ سَنَةِ خَمْسِيْنَ، وَتسلطن بَعْدَهُ ابْنه مَلِكْشَاه، فَيُحرَّر هَذَا. وَحكم الغُوْرِيّ عَلَى الهِنْد وَالأَقَالِيم، وَتلقّب بِقَسِيم أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ، ثُمَّ سَارَ الأَخوَان، وَافْتَتَحَا هَرَاة وَبُوْشَنْج وَغَيْر ذَلِكَ، ثُمَّ حَشَدت مُلُوْك الهِنْد، وَعملُوا المَصَافّ، وَانكسر المُسْلِمُوْنَ، وَجُرِحَ شِهَاب الدِّيْنِ، وَسقط، ثُمَّ جمع، وَالتَقَى الهِنْد، فَاسْتَأصلهُم، وَطوَى المَمَالِك. نعم، وَكَانَ غِيَاث الدِّيْنِ وَاسِع البِلاَد مُظَفَّراً فِي حُرُوْبه، وَفِيْهِ دهَاء، وَمكر، وَشجَاعَة، وَإِقدَام. وَتمرّض بِالنِّقْرِس. وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَسقط مُكُوسَ بلاَده. وَكَانَ يَرْجِع إِلَى فَضِيْلَة وَأَدب. وَكَانَ يَقُوْلُ: التعصّب فِي المَذَاهِب قَبِيح. وَقَدِ امْتَدَّتْ أَيَّامه، وَتَمَلَّكَ بَعْدَ عَمّه، وَلَهُ غَزَوَات وَفُتُوْحَات. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ أَخُوْهُ السُّلْطَان شِهَاب الدِّيْنِ مُدَّة، ثُمَّ قُتِلَ غِيلَة، وَتسلطن بَعْدَهُ ابْنُ أَخِيْهِ السُّلْطَان غِيَاث الدِّيْنِ مَحْمُوْد بن مُحَمَّد، ثم تملك غلامهم السلطان تاج الدِّيْنِ إِلْدُز، وَاستولَى عَلَى مَدَائِن، وَعظُم أَمره، ثُمَّ قُتِلَ فِي مَصَافّ. وَلهذه المَمْلَكَة جُيُوش عظيمة جدًا.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 184-185"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 342".

أخوه السلطان شهاب الدين، ابن القصاب

أخوه السلطان شهاب الدين، ابن القصاب: 5344- أَخُوْهُ السُّلْطَانُ شِهَابُ الدِّيْنِ 1: أَبُو المُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بنُ سَامٍ. قتلته البَاطِنِيَّة فِي شَعْبَان سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتّ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: قَتَلَ صَاحِبُ الهِنْدِ شِهَابَ الدِّيْنِ بِمخيَّمه بَعْد عَوْده مِنْ لُهَاوور، وَذَلِكَ أَنَّ نَفراً مِنَ الكُفَّارِ الكوكرِيَّة لزمُوا عَسْكَره ليغتَالُوْهُ، لِمَا فَعل بِهِم مِنَ الْقَتْل وَالسّبْي، فَتفرّق خوَاصّه عَنْهُ لَيْلَة، وَكَانَ مَعَهُ مِنَ الخَزَائِن مَا لاَ يُوْصَف؛ ليُنفقهَا فِي العَسَاكِر لِغَزْو الخَطَا، فَثَار بِهِ أَولئك، فَقتلُوا مِنْ حَرسه رَجُلاً، فَثَارت إِلَيْهِ الْحَرس عَنْ موَاقفهِم، فَخلاَ مَا حَوْل السّرَادِق، فَاغتنم أَولئك الوَقْت، وَهجمُوا عَلَيْهِ، فَضربوهُ بِسكَاكينهِم، وَنَجوا، ثُمَّ ظُفِرَ بِهِم، وَقُتِلُوا، وَحَفِظَ الوَزِيْر والأمراء والأموال، وَصَيَّرُوا السُّلْطَان فِي مِحَفَّة، وَدَارُوا حَوْلهَا بِالحشمِ والصناجق، وكانت خزائنه على ألفي جمل ومائةين، فَقَدمُوا كِرْمَان، فَخَرَجَ إِلَيْهِم الأَمِيْر تَاج الدِّيْنِ إلدز، فشق ثيابه، وبكى، وَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً، وَتطلّع تَاج الدِّيْنِ إِلَى السّلطنَة، وَدُفن شِهَاب الدِّيْنِ بِتربَة لَهُ بغَزْنَة، وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً مَهِيْباً جَيِّد السّيرَة، يَحكم بِالشّرع. بَلَغَنَا أَن فَخْر الدِّيْنِ الرَّازِيّ وَعظ مرَّة عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا سُلْطَان العَالم، لاَ سُلْطَانك يَبْقَى، وَلاَ تَلْبِيس الرَّازِيّ يَبْقَى، {وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} [غَافر] . قَالَ: فَانْتحب السُّلْطَان بِالبُكَاء. وَكَانَ شَافِعِيّاً كَأَخِيْهِ. وَقِيْلَ: كَانَ حنفِيّاً. 5345- ابْنُ القَصَّابِ 2: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، مُؤَيّدُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ ابْنِ القَصَّابِ، البَغْدَادِيُّ. مِنْ رِجَالِ الدَّهْر شَهَامَة، وَهَيْبَة، وَحَزْماً، وَغوراً، وَدهَاء، مَعَ النّظم وَالنّثر وَالبلاغَة. نَاب فِي الوزَارَة، وَخدم فِي دِيْوَان الإِنشَاء، وَسَارَ فِي العَسَاكِر، فَافْتَتَحَ هَمَذَان وَأَصْبَهَان، وَحَاصَرَ الرَّيّ، وَرجع، فولي الوزارة، وسار فِي جَيْش عَظِيْم إِلَى هَمَذَان، فَجَاءهُ المَوْت فِي شَعْبَان سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَدْ جَاوَزَ سَبْعِيْنَ سَنَةً. وَكَانَ أَبُوْهُ قصَّاباً عجمِيّاً بسُوْق الثُّلاَثَاء، ثُمَّ نَبَشَه خُوَارِزْمشَاه مِنْ قَبْره، وَقطعَ بِهِ، وَطَافَ بِهِ عَلَى رمحٍ بخراسان.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 191"، وشذرات الذهب "5/ 7-8". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 139"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 311".

ابن المقرون

5346- ابن المقرون 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ العَابِدُ، شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو شُجَاعٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي المَعَالِي بن المَقْرُوْنِ، البَغْدَادِيُّ، اللَّوْزِيُّ، مِنْ مَحَلَّةِ اللَّوْزِيَّة. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَجَوَّد القِرَاءات عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ سِبْط الخَيَّاط، وَأَبِي الكَرَمِ الشَّهْرُزُوْرِيّ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ كِتَاب الجعديَات بكمَاله. وَقرَأَه عَلَيْهِ الزِّين بن عبد الدائم. وسمع من علي بن الصَّبَّاغ، وَأَبِي الفَتْحِ البَيْضَاوِيّ، وَسِبْط الخَيَّاط، وَأَبِي الفَضْلِ الأُرْمَوِيّ، وَعِدَّة. وَرَوَى الكَثِيْر، وَأَقرَأَ الكِتَاب العزيز ستين عامًا، وكان محققًا لِحُرُوفِهِ، عَامِلاً بِحُدُوْده، يَأْكُل مِنْ كسب يَده، وَيَتعفّف وَيَتعبّد، وَيَأْمر بِالمَعْرُوف، وَلاَ يَخَاف فِي اللهِ لُوْمَة لاَئِم. لقّن الأَوْلاَد وَالآبَاء وَالأَجدَاد. قرَأَ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَات خلق، مِنْهُم: أَبُو عَبْدِ الله بن الدُّبَيْثِيِّ، وَقَالَ: نِعْمَ الشَّيْخ. كَانَ دفنُهُ بِصُفَّةِ بِشْرٍ الحَافِي. قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْهُ: الشَّيْخ الضِّيَاء، وَابْن خَلِيْل، وَالتَّقِيّ اليَلْدَانِيّ، وَالنَّجِيْب الحَرَّانِيّ، وَابْن عَبْدِ الدَّائِمِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: لَقَّنَ خلقاً لاَ يُحصَوْنَ، وَحُمِلَت جِنَازَته عَلَى الرُّؤُوس، مَا رَأَيْتُ جمعاً أَكْثَر مِنْ جمع جِنَازَته. قَالَ: وَكَانَ مُسْتَجَاب الدعوَة، وَقُوْراً. مَاتَ فِي سَابع عشر رَبِيْع الآخِرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: وَمِنْ مَرْوِيَّاته: "الْجمع بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ" لِلْحُمَيْدِيِّ، تحمَّله عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الغَنَوِيّ عَنِ المُؤلف، قرَأَه عَلَيْهِ العِزّ مُحَمَّد بن عَبْدِ الغَنِيِّ سَنَة سِتٍّ. أَجَازَ مَرْوِيَّاته لأَحْمَدَ بن سلامة، وعلي بن البخاري، وجماعة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "4/ 333".

ابن زهر

5347- ابن زهر 1: العَلاَّمَةُ، جَالِيْنُوس زَمَانِهِ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عبد الملك بن زُهْرُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدُ بنُ مَرْوَانَ بنِ زُهْرٍ، الإِيَادِيُّ، الإِشْبِيْلِيُّ. أَخَذَ الطِّبّ عَنْ جَدِّهِ أَبِي العَلاَءِ، وَعَنْ أَبِيْهِ، وَبلغ الغَايَة وَالحظّ الوَافر مِنَ اللُّغَة وَالأَداب وَالشّعر وَعلوِّ المرتبَة فِي الْعِلَاج عِنْد الدَّوْلَة، مَعَ السّخَاء وَالجُود وَالحِشْمَة. أَخَذَ عَنْهُ: ابْنُ دِحْيَة، وَأَبُو عَلِيٍّ الشَّلَوْبِيْن. قَالَ الأَبَّار: كَانَ أَبُو بَكْرٍ بنُ الجَدِّ يُزكّيه، وَيَحْكِي عَنْهُ أَنَّهُ يَحفظ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" مَتْناً وَإِسْنَاداً. مَاتَ بِمَرَّاكش فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ دِحْيَةَ: مَكَانه مكين فِي اللُّغَة، وَموردُه معِين فِي الطِّبّ، كَانَ يَحفظ شعر ذِي الرُّمَّةِ وَهُوَ ثلث اللُّغَة، مَعَ الإِشرَاف عَلَى جَمِيْع أَقْوَال أَهْل الطِّبّ، مَعَ سموّ النّسب، وَكَثْرَة النّشَب، صَحِبته زَمَاناً، وَلَهُ أَشعَار حلوَة، وَقَدْ رَحل أَبُو جدّه إِلَى المَشْرِق، وَوَلِيَ رِيَاسَة الطِّبّ بِبَغْدَادَ، ثُمَّ بِمِصْرَ، ثُمَّ بِالقَيْرَوَان، ثُمَّ نَزل دَانِيَة، وَطَار ذِكْرُهُ. قُلْتُ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ هَذَا يُقَالُ لَهُ: الحَفِيْد، كَمَا يُقَالُ لِصديقِهِ ابْن رُشْدٍ: الحَفِيْد، وَكَانَ فِي رُتْبَة الوُزَرَاء، وقيل: كان دينًا عدلًا، قوي النَّفْس، مليح الشّكل، يَجرّ قوساً قويّاً، وَلَهُ نَظْمٌ رَائِقٌ، فَمِنْهُ: للهِ مَا فَعَلَ الغَرَامُ بقلبه ... أودى له بِهِ لَمَّا أَلَمَّ بلبِّهِ يَأْبَى الَّذِي لاَ يَسْتَطيع لِعُجبِهِ ... رَدَّ السَّلاَمِ وَإِنْ شككْتَ فَعُجْ بِهِ ظبيٌ مِنَ الأَترَاك مَا تَرَكَتْ ضنىً ... أَلحَاظُه مِنْ سلوةٍ لِمُحِبِّهِ إِنْ كُنْت تُنْكِرُ مَا جنَى بِلحَاظِهِ ... فِي سَلْبِهِ يَوْم الغُوَيْرِ فَسَل بِهِ يَا مَا أُميلحه وَأَعذَبَ رِيقَهُ ... وَأَعَزَّهُ وَأَذَلَّنِي فِي حُبِّه بَلْ مَا أُليطف وَْردَةً فِي خَدِّهِ ... وَأَرَقَّهَا وَأَشَدَّ قَسْوَةِ قَلْبِهِ

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 672"، وشذرات الذهب "4/ 320".

ابن زريق الحداد، البندار

ابن زريق الحداد، البندار: 5348- ابن زريق الحداد 1: الإمام، شيخ المقرئين، أبو جعفر، المبارك بن الإِمَامِ أَبِي الفَتْحِ المُبَارَكُ بنُ أَحْمَدَ بنِ زُرَيْقٍ، الوَاسِطِيُّ، ابْنُ الحَدَّادِ، إِمَامُ جَامِعِ وَاسِط بَعْدَ وَالِدِهِ. مَوْلِده سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. تَلاَ عَلَى أَبِيْهِ، وَمَهَرَ، ثُمَّ سَافر مَعَهُ إلى بغداد في سنة532، فقرأ بها بالمبهج وَغَيْره عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ سِبْط الخَيَّاط. وَسَمِعَ من: قاضي المارستان، وإسماعيل بن السمرقندي، وطائفة، وبواسط من علي بن عَلِيِّ بنِ شيرَان، وَالقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ الفَارِقِيّ، وَجَمَاعَة، وَتَفَرَّد عَنِ ابْن شيرَان الفَارِقِيّ، وَتَفَرَّد بإجازة خميس الحوزي، وأبي الحسين محمد بن غُلاَم الهَرَّاس أَبِي عَلِيٍّ، وَرَزِيْن بن مُعَاوِيَةَ العَبْدَرِيّ، وَأَجَازَ لَهُ أَيْضاً أَبُو طَالِبٍ بنُ يوسف، وعبد الله بن السَّمَرْقَنْدِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ النَّفِيْس بن مُنْجِبٍ، وَيُوْسُف بن خَلِيْل، وَإِبْرَاهِيْم بن مَحَاسِنَ، وَابْن الدُّبَيْثِيّ وَآخَرُوْنَ. وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَات: الشَّرِيْف مُحَمَّد بن عُمَرَ الدَّاعِي، وَغَيْرهُ. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ مِنْ أَعيَان القُرَّاء المَوْصُوْفِيْن بجُوْدَة القِرَاءة، وَحسن الأَدَاء، وَطيب الصّوت، وَكَانَ بَقِيَّة الأَكَابِر، وَهُوَ صَدُوْقٌ مُتَدّين. مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَزُرَيْقٌ أَوّله زاي. 5349- البندار 2: الشَّيْخُ الصَّالِحُ القُدْوَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الخَالِقِ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ القَاسِمِ بنِ مَنْصُوْرٍ، الحَرِيْمِيُّ، البُنْدَارُ، أَخُو عَبْدِ الجَبَّارِ. سَمِعَ هِبَة اللهِ بن الحُصَيْنِ، وَأَبَا المَوَاهِب بن مُلُوْك، وَهِبَة اللهِ الحَرِيْرِيّ، وَقَاضِي المَارستَان. وَسَمِعَ بِالرَّيِّ عبد الرحمن بن أبي القاسم الحصيري.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 159"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 328". 2 ترجمته في شذرات الذهب "4/ 319-320".

رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيّ، وَابْن خَلِيْل، وَابْن النَّجَّار، وَجَمَاعَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ صَالِحاً، زَاهِداً، كَثِيْر العِبَادَة، حسن السّمْت، عَلَى مِنْهَاج السَّلَف، كَأنَّ النُّوْر يَلوح عَلَى وَجهه، وَيَجد النَّاظر إِلَيْهِ رَوْحاً فِي نَفْسِهِ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَتْ أَسْمَاء بنت محمد ابن البزاز الدمشقية، وأختها آمنة والدة القاضي محيي الدين محمد بن الزَّكِيِّ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو الفَرَجِ ثَابِت بن مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيّ، وَدُلَف بن أَحْمَدَ بنِ قُوْفَا، وَطَرْخَان بن مَاضِي الشَّاغُوْرِيّ الَّذِي أَمّ بِالملك نُوْر الدين، وصاحب مصر الملك العزيز بن صَلاَحِ الدِّيْنِ، وَأَتَابك المَوْصِل مُجَاهِد الدِّيْنِ قَيْمَاز الرُّوْمِيّ الخَادِم، وَالفَيْلَسُوْف أَبُو الوَلِيْدِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ رُشْدٍ القُرْطُبِيّ الحَفِيْد صَاحِب المُصَنَّفَات، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الطَّرَسُوْسِيّ، وَطَبِيْب الوَقْت أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ زُهْرٍ الإِشْبِيْلِيّ، وَمُسْلِم بن عَلِيٍّ السِّيْحِيّ المَوْصِلِيّ، وَمَنْصُوْر بن أَبِي الحَسَنِ الطَّبَرِيّ الوَاعِظ، وَشَيْخ الشَّافِعِيَّة جَمَال الدِّيْنِ يَحْيَى بن عَلِيِّ بنِ فضلان البغدادي، ويعقوب صاحب المغرب.

خوارزمشاه

5350- خوارزمشاه 1: السُّلْطَانُ عَلاَءُ الدِّيْنِ، تَكش بنُ أَرْسَلاَنُ بنُ آتسز بن مُحَمَّدِ بنِ نُوشْتِكِيْنَ. قَالَ أَبُو شَامَةَ: هُوَ مِنْ وَلد طَاهِر بن الحُسَيْنِ الأَمِيْر. قَالَ: وَكَانَ جَوَاداً شُجَاعاً، تَملّك الدُّنْيَا مِنَ السّند وَالهِنْد وَمَا وَرَاء النَّهْر إِلَى خُرَاسَانَ إِلَى بَغْدَادَ، فَإِنَّهُ كَانَ نُوَّابه فِي حُلْوَان، وَكَانَ جُنْده مائَة أَلْف، هزم مَمْلُوْكُه عَسْكَر الخَلِيْفَة، وَأَزَال هُوَ دَوْلَة السّلاجقَة، وَكَانَ حَاذِقاً بِلعب العُوْد. هَمّ بِهِ باطنِيّ، فَأرعد، فَأَخَذَهُ، وَقرّره، فَأَقرّ، فَقَتَلَهُ، وَكَانَ يُباشر الحَرْب بِنَفْسِهِ، وَذَهَبت عينه بِسهْم. عزم عَلَى قصد بَغْدَاد، وَوصل دِهِسْتَان، فَمَاتَ، ثُمَّ قَامَ بَعْدَهُ ابْنه مُحَمَّد، وَلُقّب عَلاَء الدِّيْنِ بِلَقَبِهِ. قَالَ لَنَا ابْن البُزُوْرِيّ: كَانَ تَكش عِنْدَهُ آدَاب وَمَعْرِفَة بِمَذْهَب أَبِي حَنِيْفَةَ. بَنَى مَدْرَسَة بِخُوَارِزْم، وَلَهُ المقامَات المَشْهُوْرَة. حَارب طُغْرِيْلَ، وَقتله، ثُمَّ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْن القَصَّابِ الوَزِيْر، فَكَانَ قَدْ نَفّذ إِلَيْهِ تَشرِيفاً مِنَ الدِّيْوَان، فَرَدَّهُ، ثُمَّ نَدم، وَاعتذر، وَبُعِثَ إِلَيْهِ بتشرِيف، فَلبِسَه. مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وتسعين بشهر ستانة، فحمله ولده محمد، فدفنه بمدرسته بخوارزم. وقيل: مات بالخوانيق.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 159"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 324".

العجلي، صاحب اليمن

العجلي، صاحب اليمن: 5351- العجلي 1: رَأْسُ الشِّيْعَةِ، وَعَالِمُ الرَّافِضَّةِ، العَلاَّمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِدْرِيْسَ، العِجْلِيُّ، الحِلِّيُّ. صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، مِنْهَا كِتَاب الحَاوِي لِتحَرِيْرِ الفَتَاوِي، وَكِتَاب السّرَائِر، وَكِتَاب خلاَصَة الاستدلاَل، وَمَنَاسِك وَأَشيَاء فِي الأُصُوْل وَالفُرُوْع. أَخَذَ عَنِ الفَقِيْه رَاشِد، وَالشَّرِيْف شَرَف شَاه. وَلَهُ بِالحِلَّةِ شهْرَة كَبِيْرَة وَتَلاَمِذَة، وَلبَعْض الجَهَلَة فِيْهِ قصيدَة يُفضّله فِيْهَا عَلَى مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ إمامنا. مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5352- صاحب اليمن 2: سَيْفُ الإِسْلاَمِ، طُغْتِكِيْنُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ شَاذِي. كَانَ أَخُوْهُ المَلِك المُعَظَّم تُوْرَانْشَاه قَدِ افْتَتَح اليَمَن سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ، ثُمَّ رَجَعَ بَعْد عَامَيْنِ، وَاستنَاب عَنْهُ، وَقَدِمَ دِمَشْق، ثُمَّ بَعَثَ صَلاَح الدِّيْنِ أَخَاهُ سَيْفَ الإِسْلاَم إِلَى اليَمَنِ سَنَة تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ، فَتملّك اليَمَن كُلّه، وَحَارَبَ الزَّيْدِيَّة، وَبعد أَعْوَام أَخَذَ صَنْعَاء، وَكَانَتْ دَوْلَته أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمَّا احتُضر، سلطن مَمْلُوْكه بُوْزَبَا، وَمَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، ثُمَّ تَملّك وَلده المُعِزّ، وَقَتَلَ بُوْزَبَا وَجَمَاعَة مِنْ مَمَالِيْك أَبِيْهِ، وَحَارَبَ رَأْس الزَّيْدِيَّة، وَهزمه، وَأَنشَا بِزَبِيْد مَدْرَسَة، وَادّعَى أَنَّهُ أُموِيّ، وَرَام الخِلاَفَة، وَلَهُ "دِيْوَان شعر"، فَقَتَلَهُ أُمَرَاؤُهُ الأَكرَاد، وملكوا أخاه الناصر أيوب بن طغتكين.

_ 1 ترجمته في لسان الميزان "5/ ترجمة 215". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 141-142"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 311-313"، وقد توفى في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.

عبد اللطيف

5353- عبد اللطيف 1: ابن أبي البركات إسماعيل بن الشَّيْخِ أَبِي سَعْدٍ مُحَمَّدِ بنِ دُوستَ شَيْخُ الشُّيُوْخِ، أَبُو الحَسَنِ النَّيْسَابُوْرِيُّ الأَصْلِ البَغْدَادِيُّ الصُّوْفِيُّ، أَخُو شَيْخِ الشُّيُوْخِ صَدْرِ الدِّيْنِ عَبْد الرَّحِيْمِ الَّذِي مَاتَ بِالرَّحْبَة. كَانَ أَبُو الحَسَنِ شَيْخاً عَامِيّاً بليداً عَرِيّاً مِنَ العِلْمِ. سَمِعَ مِنَ القاضي أبي بكر، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَعَلِيّ بن عَلِيٍّ الأَمِيْن، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَطَائِفَة. وَتَمَشْيَخَ برِبَاط جدّه بَعْد أَخِيْهِ فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ، وَقَدْ حَجَّ، وَركب البَحْر، وَقَدِمَ مِصْر وَبَيْت المَقْدِسِ زَائِراً وَدِمَشْق. وَحَدَّثَ، فَأَدْرَكته المنِيَّة بِدِمَشْقَ فِي رَابِعَ عشر ذي الحجة سنة ست وتسعين وخمس مائَةٍ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. ذكر هَذَا أَوْ مَعْنَاهُ ابْنُ النَّجَّار، وَرَوَى عَنْهُ هُوَ وابن خليل، واليلداني، وعثمان بن خَطِيْبِ القَرَافَةِ، وَفَرَج الحَبَشِيّ، وَعَبْد اللهِ وَعَبْد الرحمن ابْنَا أَحْمَدَ بنِ طِعَانٍ، وَالقَاضِي صَدْر الدِّيْنِ ابن سني الدولة، وابن عبد الدَّائِم، وَابْن أَبِي اليُسْرِ، وَالكَمَال بن عَبْدٍ، وَعَدَد كَثِيْر. وَبِالإِجَازَة أَحْمَد بن أَبِي الخَيْرِ. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيّ: كَانَ بليداً لاَ يَفهم، قَالَ مرَّة -فِيمَا بَلَغَنِي- لِمَنْ قصدهُ فِي سَمَاع جُزْء: امْضِ بِهِ إِلَى ابْن سُكَيْنَةَ يُسْمِعْك عَنِّي، فَإِنِّي مَشْغُوْل. وَفِيْهَا مَاتَ ابْن كُلَيْبٍ، وَالإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ القُرْطُبِيّ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ ابْنِ البَخِيْلِ، وَالعَلاَّمَة أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَنْصُوْرٍ العِرَاقِيّ الخَطِيْب، وَإِسْمَاعِيْل بن صَالِحِ بنِ يَاسِيْنَ الشَّارعِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَانِ الفَارِسِيّ الزَّاهِد، وَخَلِيْل بن أَبِي الرَّجَاءِ الرَّارَانِيّ، وَخُوَارِزْمشَاه تَكش، وَالقَاضِي الفَاضِل، وَالوَجِيْه عَبْد العَزِيْزِ بن عِيْسَى اللَّخْمِيّ بِالثَّغْرِ، وَالقَاضِي عُبَيْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَلِيْلِ السَّاوِيّ، وَالفَقِيْه عَسْكَر بن خَلِيْفَةَ الحَمَوِيّ، وَالنّظام مُحَمَّد بن عبد الله ابن الظَّرِيْفِ البَلْخِيّ، وَالأَمِيْر ابْن بُنَانٍ، وَالشِّهَاب مُحَمَّد بن محمود الطوسي شيخ الشافعية بمصر.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري "6/ 159"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 327".

ابن زبادة

5354- ابن زبادة 1: الصَّاحِبُ الأَثِيْرُ، رَئِيْسُ دِيْوَانِ الإِنشَاءِ، قَوَامُ الدِّيْنِ، أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بنُ سَعِيْدِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَلِيِّ بنِ زَبَادَةَ الوَاسِطِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. كَانَ رَبّ فُنُوْنٍ: فَقه، وَأُصُوْل، وَكَلاَم، وَنظم، وَنثر. سَارَتِ الركبَان بِترسله المُؤنّق. وَلِي المنَاصب الجَلِيْلَة. وَرَوَى عَنْ: أَبِي الحَسَنِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَبِي القَاسِمِ عَلِيّ ابن الصَّبَّاغِ، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الأَرَّجَانِيّ الشَّاعِر، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ ابْنِ الجَوَالِيْقِيِّ، وَأَخَذَ عَنْهُ العَرَبِيَّة. وَلِي نَظَرَ وَاسِط، وَوَلِيَ حجَابَة الحجَاب، ثُمَّ الأسْتَاذدَارِيَة، ثُمَّ نُقل إِلَى كِتَابَةِ السّرِّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيّ، وَابْن خَلِيْل، وَغَيْرهُمَا. وَكَانَ دَيِّناً صَيِّناً، حَمِيْد السّيرَة، وَهُوَ القَائِلُ: لاَ تغبِطَنَّ وَزِيْراً لِلمُلُوْكِ وَإِنْ ... أَنَالَهُ الدَّهْرُ مِنْهُم فَوْقَ هِمَّتِهِ وَاعلمْ بِأَنَّ لَهُ يَوْماً تَمورُ بِهِ ال ... أَرْضُ الوقورُ كَمَا مَارت بهيبتِهِ هَارُوْنُ وَهُوَ أَخُو مُوْسَى الشّقيقُ لَهُ ... لَوْلاَ الوزَارَةُ لَمْ يَأْخُذْ بِلحيتهِ أَنْبَؤُوْنَا عَنِ ابْن الدُّبَيْثِيّ، أَنْشَدَنَا أَبُو طَالِبٍ بنُ زَبَادَةَ، أَنْشَدَنِي القَاضِي الأَرَّجَانِيّ لِنَفْسِهِ: وَمَقْسُوْمَة العَيْنَيْنِ مِنْ دَهَشِ النَّوَى ... وَقَدْ رَاعهَا بِالعِيْسِ رَجَعَ حُدَاءِ تُجِيْبُ بِإِحْدَى مُقْلَتَيْهَا تَحِيَّتِي ... وأُخرى تُرَاعِي أَعْيُنَ الرُّقَبَاءِ وَلَمَّا بَكَتْ عَيْنِي غَدَاةَ رَحِيْلِهِم ... وَقَدْ رَوَّعتْنِي فُرقَةُ القُرَنَاءِ بَدَتْ فِي مُحَيَّاهَا خيَالاَتُ أَدْمُعِي ... فَغَارُوا وَظنُّوا أَنْ بَكتْ لبُكَائِي تُوُفِّيَ ابن زبادة في سابع عشر ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وله اثنتان وسبعون سنةً وأشهر.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 808"، وشذرات الذهب "4/ 318"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 144- 145".

القاضي الفاضل

5355- القاضي الفاضل 1: المَوْلَى الإِمَامُ العَلاَّمَةُ البَلِيْغُ، القَاضِي الفَاضِلُ، مُحْيِي الدِّيْنِ، يَمِيْنُ المَمْلَكَةِ، سَيِّدُ الفُصَحَاءِ، أَبُو عَلِيٍّ عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ المُفَرِّجِ، اللَّخْمِيُّ، الشَّامِيُّ، البَيْسَانِيُّ الأَصْلِ، العَسْقَلاَنِيُّ المَوْلِدِ، المِصْرِيُّ الدَّارِ، الكَاتِبُ، صَاحِبُ دِيْوَانِ الإِنشَاءِ الصَّلاَحِيِّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ فِي الكُهُوْلَةِ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ العُثْمَانِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ عَسَاكِرَ، وَأَبِي الطَّاهِر بنِ عَوْفٍ، وَعُثْمَانَ بنِ فَرَجٍ العَبْدَرِيِّ. وَرَوَى اليَسِيْرَ. وَفِي انتسَابِهِ إِلَى بيسَانَ تَجوُّزٌ، فَمَا هُوَ مِنْهَا، بَلْ قَدْ وَلِيَ أَبُوْهُ القَاضِي الأَشرفُ أَبُو الحَسَنِ قَضَاءهَا. انتهتْ إِلَى القَاضِي الفَاضِلِ برَاعَة التَّرسُّلِ وَبلاغَة الإِنشَاءِ، وَلَهُ فِي ذَلِكَ الفَنِّ اليَدُ البيضَاءُ، وَالمَعَانِي المبتكرَةُ، وَالبَاعُ الأَطولُ، لاَ يدرك شأوه، وَلاَ يُشَقُّ غُبَارُهُ، مَعَ الكَثْرَةِ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: يُقَالُ إِنَّ مسوَّدَاتِ رَسَائِلِهِ مَا يَقَصْرُ عن مائة مجلد، وله النظم الكثير. أخذ الصّنعَةَ عَنِ المُوَفَّقِ يُوْسُفَ بنِ الخَلاَّلِ صَاحِبِ الإِنشَاءِ لِلْعَاضدِ، ثُمَّ خدمَ بِالثَّغْرِ مُدَّةً، ثُمَّ طلبه ولد الصالح بن رزيك، وَاسْتخدمَهُ فِي دِيْوَانِ الإِنشَاءِ. قَالَ العِمَادُ: قضَى سعيداً، وَلَمْ يُبْقِ عَملاً صَالِحاً إلَّا قدَّمَهُ، وَلاَ عهداً فِي الجَنَّةِ إلَّا أَحْكَمَهُ، وَلاَ عقْدَ بِرٍّ إلَّا أَبرمَهُ، فَإِنَّ صَنَائِعَهُ فِي الرِّقَابِ، وَأَوقَافَهُ متجَاوزَةُ الحسَابِ، لاَ سِيَّمَا أَوقَافُهُ لفكَاكِ الأَسرَى، وَأَعَانَ المَالِكيَّةَ وَالشَّافِعِيَّةَ بِالمَدْرَسَةِ، وَالأَيْتَامَ بِالكُتَّابِ، كَانَ لِلْحُقُوقِ قَاضِياً، وَفِي الحَقَائِق مَاضياً، وَالسُّلْطَانُ لَهُ مُطِيعٌ، مَا افْتَتَحَ الأَقَالِيمَ إلَّا بِأَقَاليد آرَائِهِ، وَمقَاليد غِنَاه وَغَنَائِهِ، وَكُنْتُ مِنْ حَسَنَاتِهِ محسوباً، وَإِلَى آلاَئِهِ مَنْسُوْباً، وَكَانَتْ كِتَابَتُهُ كَتَائِبَ النَّصْرِ، وَيَرَاعتُهُ رَائِعَة الدَّهْرِ، وَبرَاعتُهُ بارِيَةً لِلبرِّ، وَعبَارتُهُ نَافثَة فِي عُقَدِ السِّحْرِ، وَبلاغتُهُ لِلدَّولَةِ مُجَمِّلَة، وَللمَمْلَكَةِ مُكَمِّلَة، وَلِلْعصرِ الصَّلاَحِيِّ عَلَى سَائِرِ الأَعصَارِ مُفَضَّلَة. نسخَ أَسَاليبَ القُدَمَاءِ بِمَا أَقدَمَهُ مِنَ الأَسَاليْبِ، وَأَعرَبَهُ مِنَ الإِبدَاعِ، مَا أَلْفَيْتهُ كرَّرَ دُعَاءً فِي مكَاتَبَةٍ، وَلاَ رددَّ

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 374"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 156-158" وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 324-327".

لفظاً فِي مخَاطبَةٍ. إِلَى أَنْ قَالَ: فَإِلَى مَنْ بَعْدَهُ الوِفَادَةُ? وَمِمَّنِ الإِفَادَةُ? وَفِيْمَنِ السيَادَة? وَلِمَنِ السعَادَةُ? وَقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: وَزَرَ لِلسُّلْطَانِ صَلاَحِ الدِّيْنِ بن أَيُّوْبَ، فَقَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سنَاء الْملك قصيدَةً مِنْهَا: قَالَ الزَّمَانُ لغَيْرِهِ لَوْ رَامَهَا ... تَرِبَتْ يَمِيْنُكَ لَسْتَ مِنْ أَربَابِهَا اذهَبْ طرِيقَكَ لَسْتَ مِنْ أَربَابِهَا ... وَارْجِعْ وراءك لست من أترابها وَبِعِزِّ سيِّدِنَا وَسَيِّدِ غَيرِنَا ... ذلَّتْ مِنَ الأَيَّامِ شَمْسُ صِعَابِهَا وَأَتَتْ سعَادتُهُ إِلَى أَبْوَابِهِ ... لاَ كَالَّذِي يَسْعَى إِلَى أَبْوَابِهَا فَلْتَفْخَرِ الدُّنْيَا بِسَائِسِ مُلْكِهَا ... مِنْهُ وَدَارسِ علمِهَا وَكِتَابِهَا صوَّامِهَا قوَّامِهَا علاَّمِهَا ... عَمَّالِهَا بِذَّالِهَا وَهَّابِهَا وَبَلَغَنَا أَنَّ كُتُبَهُ الَّتِي ملكَهَا بلغَتْ مائَة أَلْفِ مُجَلَّدٍ، وَكَانَ يُحصِّلُهَا مِنْ سَائِرِ البِلاَدِ. حكَى القَاضِي ضِيَاءُ الدِّيْنِ ابْنُ الشَّهْرُزُوْرِيِّ أَنَّ القَاضِي الفَاضِلَ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ العَادلَ أَخَذَ مِصْرَ، دَعَا بِالموتِ خَشْيَةَ أَنْ يَسْتَدعيَهُ وَزِيْرُهُ ابْنُ شُكْرٍ، أَوْ يُهِينَهُ، فَأَصْبَحَ مَيْتاً، وَكَانَ ذَا تَهجُّدٍ وَمعَامِلَةٍ. وَلِلْعِمَادِ فِي "الخريْدَةِ": وَقبلَ شروعِي فِي أَعيَانِ مِصْرَ أُقَدِّمُ ذِكْرَ مَنْ جَمِيْعُ أَفَاضِلِ العصرِ كَالقطرَةِ فِي بحرِهِ المَوْلَى القَاضِي الفَاضِلُ. إِلَى أَنْ قَالَ: فَهُوَ كَالشَّرِيعَةِ المحمَّدِيَّةِ نسخَتِ الشَّرَائِعَ، يَخترعُ الأَفكَارَ، وَيَفترِعُ الأَبكَارَ، هُوَ ضَابطُ المُلكِ بآرَائِهِ، وَرَابطُ السِّلكِ بآلاَئِهِ، إِنْ شَاءَ، أَنشَأَ فِي يَوْمٍ مَا لَوْ دُوِّنَ، لَكَانَ لأَهْلِ الصناعة خير بِضَاعَةٍ، أَيْنَ قُسٌّ مِنْ فَصَاحتِهِ، وَقيسٌ فِي حَصَافتِهِ، وَمَنْ حَاتِمٌ وَعَمْرٌو فِي سمَاحتِهِ وَحمَاستِهِ، لا من في فعله، ولا مين في قَوْلِهِ، ذُو الوَفَاءِ وَالمُروءةِ وَالصَّفَاءِ وَالفتوَّةِ، وَهُوَ مِنَ الأَوْلِيَاءِ الَّذِيْنَ خُصُّوا بِالكرَامَةِ، لاَ يَفترُ مَعَ مَا يَتولاَّهُ مِنْ نوَافلِ صَلاَتِهِ وَنوَافلِ صِلاَتِهِ، يَتلو كُلَّ يَوْمٍ.. إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَنَا أُوثِرُ أَنْ أُفرِدَ لنظمِهِ وَنثرِهِ كِتَاباً. قِيْلَ: كَانَ القَاضِي أَحَدبَ، فَحَدَّثَنِي شَيْخُنَا أَبُو إِسْحَاقَ الفَاضِلِيُّ أَنَّ القَاضِي الفَاضِلَ ذهبَ فِي الرُّسليَّةِ إِلَى صَاحِبِ المَوْصِلِ، فَأُحْضِرَتْ فَوَاكهُ، فَقَالَ بَعْضُ الكِبَارِ مُنَكِّتاً: خيَارُكُم أَحَدبُ، يُوَرِّي بِذَلِكَ، فَقَالَ الفَاضِلُ: خَسُّنَا خَيْرٌ مِنْ خيَارِكُم.

قَالَ الحَافِظُ المُنْذِرِيُّ: رَكَنَ إِلَيْهِ السُّلْطَانُ رُكُوناً تَامّاً، وَتَقدَّمَ عِنْدَهُ كَثِيْراً، وَكَانَ كَثِيْرَ البِرِّ، وَلَهُ آثَارٌ جَمِيْلَةٌ. تُوُفِّيَ لَيْلَةَ سَابعِ رَبِيْعٍ الآخر سنة ست وتسعين وخمس مائة. وَقَالَ المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ: كَانُوا ثَلاَثَةَ إخوَةٍ: أَحَدهُم: خدَمَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَخلَّفَ مِنَ الخوَاتِيمِ صنَادِيقَ، وَمِنَ الحُصْرِ وَالقُدُورِ بُيُوتاً مَمْلُوْءةً، وَكَانَ مَتَى سَمِعَ بِخَاتمٍ، سَعَى فِي تحصيلِهِ. وَأَمَّا الآخَرُ: فَكَانَ لَهُ هَوَسٌ مُفْرِطٌ فِي تحصيلِ الكُتُبِ، عِنْدَهُ نَحْوُ مائَتَيْ أَلف كِتَاب. وَالثَّالِثُ: القَاضِي الفَاضِلُ كَانَ ذَا غرَامٍ بِالكِتَابَةِ وَبِالكُتُبِ أَيْضاً، لَهُ الدِّينُ، وَالعفَافُ، وَالتُّقَى، موَاظِبٌ عَلَى أَورَادِ اللَّيْلِ وَالصِّيَامِ وَالتِّلاَوَةِ. لَمَّا تَملَّكَ أَسَدُ الدِّيْنِ، أَحضرَهُ، فَأُعْجِبَ بِهِ، ثُمَّ اسْتخلَصَهُ صَلاَحُ الدِّيْنِ لِنَفْسِهِ، وَكَانَ قَلِيْلَ اللَّذَّاتِ، كَثِيْرَ الحَسَنَاتِ، دَائِمَ التَّهَجُّدِ، يَشتغلُ بِالتَّفْسِيْرِ وَالأَدبِ، وَكَانَ قَلِيْلَ النَّحْوِ، لَكنَّهُ لَهُ دُرْبَةٌ قويَّةٌ، كتبَ مِنَ الإِنشَاءِ مَا لَمْ يَكتبْهُ أَحَدٌ، أَعْرِفُ عِنْدَ ابْنِ سنَاء الملكِ مِنْ إِنشَائِهِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِيْنَ مُجَلَّداً، وَعِنْدَ ابْنِ القَطَّانِ عِشْرِيْنَ مُجَلَّداً، وَكَانَ مُتَقَلِّلاً فِي مطعَمِهِ وَمنكحِهِ وَملبسِهِ، لباسُهُ البيَاضُ، وَيَرْكُبُ مَعَهُ غُلاَمٌ وَركَابِيٌّ، وَلاَ يَمكِّنُ أَحَداً أَنْ يَصحبَهُ، وَيُكْثِرُ تَشييعَ الجَنَائِزِ، وَعيَادَةَ المَرْضَى، وَلَهُ معروف مَعْرُوفٌ فِي السِّرِّ وَالعَلاَنِيَةِ، ضَعِيْفُ البُنْيَةِ، رقيقُ الصُّوْرَةِ، لَهُ حَدْبَةٌ يُغَطِّيهَا الطَّيْلَسَانُ، وَكَانَ فِيْهِ سُوءُ خُلُقٍ يُكْمِدُ بِهِ نَفْسَهُ، وَلاَ يضرُّ أَحَداً بِهِ، وَلأَصْحَابِ العِلْمِ عِنْدَهُ نفَاقٌ، يُحْسِنُ إِلَيْهِم، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ انتقَامٌ مِنْ أَعدَائِهِ إلَّا بِالإِحسَانِ أَوِ الإِعرَاضِ عَنْهُم، وَكَانَ دَخْلُهُ وَمَعْلُوْمُهُ فِي العَامِ نَحْواً مِنْ خَمْسِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ سِوَى مَتَاجر الهِنْدِ وَالمَغْرِبِ. تُوُفِّيَ مَسْكُوتاً، أَحْوَجَ مَا كَانَ إِلَى المَوْتِ عِنْدَ تَوَلِّي الإِقبالِ وَإِقبالِ الإِدبارِ، وَهَذَا يَدلُّ عَلَى أَنَّ لله به عنايةً. قَالَ العِمَادُ: تَمَّتِ الرَّزِيَّةُ بَانتقَالِ القَاضِي الفَاضِلِ مِنْ دَارِ الفنَاءِ إِلَى دَارِ البقَاءِ فِي مَنْزِلِهِ بِالقَاهِرَةِ فِي سَادسِ رَبِيْعٍ الآخَرَ، وَكَانَ لَيْلَتَئِذٍ صَلَّى العشَاءَ، وَجَلَسَ مَعَ مُدَرِّسِ مَدْرَسَتِهِ، وَتحدَّثَ مَعَهُ مَا شَاءَ، وَانفصلَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَحِيْحاً، وَقَالَ لغُلاَمِهِ: رَتِّبْ حوَائِجَ الحَمَّامِ، وَعرفنِي حَتَّى أَقضِي مُنَى المَنَامِ، فَوَافَاهُ سَحَراً، فَمَا اكترَثَ بصوتِهِ، فَبَادَرَ إِلَيْهِ وَلدُهُ، فَأَلفَاهُ وَهُوَ سَاكِتٌ باهِتٌ، فَلبثَ يَوْمَهُ لاَ يُسْمَعُ لَهُ إلَّا أَنِيْنٌ خفِيٌّ، ثُمَّ قضَى رَحِمَهُ الله. قيل: وَقَفَ مُنَجِّمٌ عَلَى طَالعِ القَاضِي، فَقَالَ: هَذِهِ سعَادَةٌ لاَ تَسَعُهَا عَسْقَلاَنُ. حفظَ القُرْآنَ، وَكَتَبَ ختمَةً، وَوقفَهَا، وَقرَأَ "الجمعَ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ" عَلَى ابْنِ فَرحٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الحُمَيْدِيِّ، وَصَحِبَ أَبَا الفَتْحِ مَحْمُوْدَ بنَ قَادوس المنشِئ، وَكَانَ مَوْتُ أَبِيْهِ سَنَة46، وَكَانَ لَمَّا جرَى عَلَى أَبِيْهِ نَكبَةً اتَّصَلَتْ بِمَوْتِهِ، ضُرِبَ، وَصُودِرَ حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُ شَيْء، وَمَضَى إِلَى الإسكندرية، وصحب بني حديد، فاستخدموه. قال جماد الدِّيْنِ ابْنُ نُبَاتَةَ: رَأَيْتُ فِي بَعْضِ تَعَاليقِ القَاضِي: لَمَّا رَكِبْتُ البَحْرَ مِنْ عَسْقَلاَنَ إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، كَانَتْ مَعِي رزمَةٌ فِيْهَا ثِيَابٌ، وَرزمَةٌ فِيْهَا مُسَوَّدَاتٌ، فَاحتَاجَ الرُّكَّابُ أَنْ يُخَفِّفُوا، فَأَردتُ أَنْ أَرمِي رزمَةَ المُسَوَّدَاتِ، فَغلِطْتُ، وَرَمَيْتُ رزمَةَ القِمَاشِ. وَذَكَرَ القَاضِي ابْنُ شَدَّادٍ أَنَّ دَخْلَ القَاضِي كَانَ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسِيْنَ دِيْنَاراً.

العماد

5356- العماد 1: القَاضِي الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ المُفْتِي، المنشِئُ البَلِيْغُ، الوَزِيْرُ، عِمَادُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَامِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ أَلُه الأَصْبَهَانِيُّ الكَاتِبُ، وَيُعْرَفُ بِابنِ أَخِي العَزِيْزِ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِأَصْبَهَانَ. وَقَدِمَ بَغْدَادَ، فَنَزَلَ بِالنّظَامِيَّةِ، وَبَرَعَ فِي الفِقْهِ عَلَى أَبِي مَنْصُوْرٍ سَعِيْدِ بنِ الرَّزَّازِ. وَأَتقنَ العَرَبِيَّةَ وَالخِلاَفَ، وَسَادَ فِي عِلْمِ التَّرَسُّلِ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَاشْتُهِرَ ذِكْرُهُ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ خَيْرُوْنَ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ السَّيِّدِ ابْنِ الصَّبَّاغِ، وَالمُبَارَكِ بنِ عليٍّ السّمذِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ ابْنِ الأَشْقَرِ. وَأَجَازَ لَهُ الفُرَاوِيُّ مِنْ نَيْسَابُوْرَ، وَابْنُ الحُصَيْنِ مِنْ بَغْدَادَ، وَرجعَ إِلَى أَصْبَهَانَ مُكِبّاً عَلَى العِلْمِ، وَتَنَقَّلَتْ بِهِ الأَحْوَالُ. حَدَّثَ عَنْهُ: يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، وَالخطيرُ فُتُوْحُ بنُ نُوْحٍ، وَالعِزُّ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عُثْمَانَ الإِرْبِلِيُّ، وَالشِّهَابُ القُوْصِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَأَجَازَ مَرْوِيَّاتِهِ لِشيخِنَا أَحْمَدَ بنِ أَبِي الخَيْرِ. وَأَلُه: فَارِسِيٌّ مَعْنَاهُ عُقَابٌ، وَهُوَ بِفَتحِ أَوَّلِهِ وَضَمِّ ثَانِيهِ وَسكُوْنِ الهَاءِ. اتَّصلَ بِابْنِ هَبِيرَةَ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى دِمَشْقَ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ، وَاتَّصلَ بِالدَّوْلَةِ، وَخدمَ بِالإِنشَاءِ الملكَ نُوْرَ الدِّيْنِ. وَكَانَ يُنشِئُ بِالفَارِسِيِّ أَيْضاً، فَنفّذَهُ نُوْرُ الدِّيْنِ رَسُوْلاً إِلَى المُسْتَنْجِدِ، وَوَلاَّهُ تدرِيسَ العِمَادِيَّةِ سَنَة سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ، ثُمَّ رتَّبَهُ فِي إِشرَافِ الدِّيْوَانِ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ نُوْرُ الدِّيْنِ، أُهْمِلَ، فَقصدَ المَوْصِلَ، وَمَرِضَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى حَلَبَ، وَصَلاَحُ الدِّيْنِ محاصر لها سنة سبعين،

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "5/ ترجمة 705"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 332-333".

فَمدحَهُ، وَلَزِمَ رِكَابَهُ، فَاسْتكتبَهُ، وَقرَّبَهُ، فَكَانَ القَاضِي الفَاضِلُ يَنقطعُ بِمِصْرَ لمُهِمَّاتٍ، فَيَسُدُّ العِمَادَ فِي الخدمَةِ مَسَدَّهُ. صَنّفَ كِتَابَ "خريْدَة القَصْرِ وَجرِيْدَة العصرِ" ذيلاً عَلَى زِينَةِ الدَّهْرِ لِلْحظيرِيِّ، وَهِيَ ذيلٌ عَلَى "دميَةِ القَصْرِ وَعصرَةُ أَهْلِ العصرِ" لِلبَاخَرْزِيِّ الَّتِي ذَيَّلَ بِهَا عَلَى "يَتيمَةِ الدَّهْرِ" لِلثعَالبِيِّ الَّتِي هِيَ ذَيلٌ عَلَى "البَارِعِ" لِهَارُوْنَ بنِ عَلِيٍّ المُنَجِّمِ، فَالخريْدَةُ مشتملٌ عَلَى شُعَرَاءِ زَمَانِهِ مِنْ بَعْدِ الخَمْسِ مائَة، وَهُوَ عشرُ مجلدات. وَلَهُ "البَرْقُ الشَّامِيُّ" سَبْع مُجَلَّدَاتٍ، وَ"الفَتْحُ القُسِّيُّ فِي الفَتْحِ القُدْسِيِّ" مجلدَانِ، وَكِتَابُ "السَّيْلُ وَالذَّيلُ" مُجَلَّدَانِ، وَ"نُصْرَةُ الفَتْرَةِ" فِي أَخْبَار بنِي سَلْجُوْق، وَ"دِيْوَانُ رَسَائِل" كَبِيْرٌ، وَ"دِيْوَانُهُ" فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ. وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الفَاضِلِ مخَاطبَاتٌ وَمُكَاتَبَاتٌ. قَالَ مَرَّةً لِلْفَاضِلِ مِمَّا يُقرَأُ مَنْكوساً: سِرْ فَلاَ كَبَا بِكَ الفَرَسُ، فَأَجَابَهُ بِمِثْلِهِ فَقَالَ: دَامَ عُلاَ العِمَادِ. قَالَ ابن خلكان: ولم يزل العماد على مكانته إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ صَلاَحُ الدِّيْنِ، فَاخْتَلَّتْ أَحْوَالُهُ، فَلَزِمَ بَيْتَهُ، وَأَقْبَلَ عَلَى تَصَانِيْفِهِ. قَالَ المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ: حَكَى لِي العِمَادُ، قَالَ: طلبنِي كَمَالُ الدِّيْنِ لنِيَابتِهِ فِي الإِنشَاءِ، فَقُلْتُ: لاَ أَعْرفُ الكِتَابَةَ، قَالَ: إِنَّمَا أُرِيْدُ مِنْكَ أَنْ تُثْبِتَ مَا يَجرِي، فَتُخْبِرنِي بِهِ، فَصِرْتُ أَرَى الكُتُبَ تُكْتَبُ إِلَى الأَطرَافِ، فَقُلْتُ: لَوْ طُلبَ مِنِّي أَنْ أَكْتُبَ مِثْلَ هَذَا، مَا كُنْتُ أَصْنَعُ? فَأَخَذتُ أَحْفَظُ الكُتُبَ، وَأُحَاكيهَا، وَأُروِّضُ نَفْسِي، فَكَتَبتُ إِلَى بَغْدَادَ كُتُباً، وَلَمْ أُطلِعْ عَلَيْهَا أَحَداً، فَقَالَ كَمَالُ الدِّيْنِ يَوْماً: ليتنَا وَجَدْنَا مَنْ يَكْتُبُ إِلَى بَغْدَادَ، وَيُرِيْحُنَا، فَقُلْتُ: أَنَا، فَكَتَبتُ، وَعرضْتُ عَلَيْهِ، فَأَعْجَبَهُ، وَاستكتَبَنِي، فَلَمَّا تَوجَّهَ أَسَدُ الدِّيْنِ إِلَى مِصْرَ المَرَّةَ الثَّالِثَةَ، صَحِبتُهُ. قال الموفق: وكان فقهه على طريقة أَسْعَدَ المِيْهَنِيِّ. وَيَوْمَ تدرِيسِهِ تسَابقَ الفُقَهَاءُ لسَمَاعِ كَلاَمِهِ، وَحُسْنِ نُكَتِهِ، وَكَانَ بطيءَ الكِتَابَةِ، لَكنَّهُ دَائِمَ العملِ، وَلَهُ تَوسُّعٌ فِي اللُّغَةِ لاَ النَّحْوِ. تُوُفِّيَ بَعْدَ مَا قَاسَ مُهَانَاتِ ابْنِ شكر، وَكَانَ فَرِيْدَ عصرِهِ نَظماً وَنثراً، وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَجْلِسِ ابْنِ شُكْرٍ مزحوماً فِي أُخرِيَاتِ النَّاسِ. وَقَالَ زَكِيُّ الدِّيْنِ المُنْذِرِيُّ: كَانَ العِمَادُ جَامِعاً لِلْفَضَائِلِ: الفِقْهِ، وَالأَدبِ، وَالشِّعْرِ الجيِّدِ، وَلَهُ اليَدُ البيضَاءُ فِي النَّثْرِ وَالنَّظمِ. صَنَّفَ تَصَانِيْفَ مُفِيْدَةً، وَللسُلْطَانِ الملكِ النَّاصِرِ مَعَهُ مِنَ الإِغضَاءِ وَالتَّجَاوزِ وَالبَسْطِ وَحُسْنِ الخُلُقِ مَا يُتَعَجَّبُ مِنْ وُقوعِ مِثْلِهِ. تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدُفِنَ بِمقَابرِ الصُّوْفِيَّةِ رحمه الله.

أَنْبَأَنِي مَحْفُوْظُ ابْنُ البُزُوْرِيِّ فِي "تَارِيْخِهِ"، قَالَ: العِمَادُ إِمَامُ البُلَغَاءِ، شَمْسُ الشُّعَرَاءِ، وَقُطْبُ رَحَى الفُضَلاَءِ، أَشرقَتْ أَشعَّةُ فَضَائِلِهِ وَأَنَارَتْ، وَأَنجدَتِ الرُّكبَانُ بِأَخْبَارِهِ وَأَغَارَتْ، هُوَ فِي الفَصَاحَةِ قُسُّ دَهْرِهِ، وفي البلاغة سحبانه عصرِهِ، فَاقَ الأَنَامَ طُرّاً، نَظماً وَنثراً. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ فِي كِتَابِهِ، عَنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الكَاتِبِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ السَّيِّدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيْفِيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ حَبَابَةَ، حَدَّثَنَا البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي ذِبيَان -هُوَ خَلِيْفَةُ بن كعب- قال: سمعت ابن الزبير يقول: لاَ تُلْبِسُوا نسَاءكُمُ الحَرِيْرَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "مَنْ لَبِسَهُ فِي الدُّنْيَا لَمْ يلبسه في الآخرة" 1. وَمِنْ نَظمِهِ فِيمَا أَجَازَ لَنَا ابْنُ سَلاَمَةَ عَنْهُ: يَا مَالِكاً رَقَّ قَلْبِي ... أَرَاكَ مَالِكَ رقه ها مهجتي خُذْهَا ... فَإِنَّهَا مُسْتَحقَّه فَدَتْكَ نَفْسِي بِرِفْقٍ ... فَمَا أُطِيْقُ المَشَقَّه وَيَا رَشِيْقاً أَتَانِي ... مِنْ سَهْمِ عَيْنَيْهِ رَشْقَه لِصَارِمِ الجَفْنِ مِنْهُ ... فِي مُهْجَتِي أَلْفُ مَشْقَه وَخَصْرُهُ مثلُ مَعْنَىً ... بَلاَغِيٍّ فِيْهِ دِقَّه وَلَهُ مِنْ قصيدَةٍ: كَالنَّجْمِ حِيْنَ هَدَا كَالدَّهْرِ حِيْنَ عَدَا ... كَالصُّبْحِ حِيْنَ بَدَا كَالعَضْبِ حين بري في الحكم طودعلا فِي الحِلْمِ بَحْرُ نُهَىً ... فِي الجُوْدِ غَيْثُ نَداً فِي البَاسِ لَيْثُ شَرَا وَلَهُ مِنْ أُخْرَى: وَلِلنَّاسِ بِالمَلِكِ النَّاصِرِ الصَّلاَحِ ... صلاَحٌ وَنَصْرٌ كبير

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "5834" ومسلم "2069" "11" والنسائي "8/ 200" من طريق ابن الزبير، به. أخرجه أحمد "3/ 101 و281"، وابن أبي شيبة "8/ 345"، والبخاري "5832"، ومسلم "2073"، وابن ماجه "3588"، وأبو يعلى "3930"، والطحاوي "4/ 246-247 و247"، والبيهقي "2/ 422"، من طريق عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ صُهَيْب، عَنْ أَنَسِ بنِ مالك، به.

هُوَ الشَّمْسُ أَفلاَكُهُ فِي البِلاَدِ ... وَمَطْلَعُهُ سَرْجُهُ والسرير إذا ما سطا أو حبا واحتبى ... فَمَا اللَّيْثُ؟ منْ حَاتِمٌ؟ مَا ثَبِيْر؟ وَارْتَحَلَ فِي مَوْكِبٍ فَقَالَ فِي القَاضِي الفَاضِلِ: أَمَّا الغُبَارُ فَإِنَّهُ ... مِمَّا أَثَارَتْهُ السَّنَابِكْ فَالجَوُّ مِنْهُ مظلم ... لكن تباشير السنابك يا دهر لي عبد الرحيم ... فلست أخشى مس نابك

الدولعي

5357- الدولعي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ المُفْتِي، خَطِيْبُ دِمَشْقَ، ضِيَاءُ الدِّيْنِ، عَبْدُ المَلِكِ بنُ زَيْدِ بنِ يَاسِيْنَ بنِ زَيْدِ بنِ قَائِدٍ التَّغْلِبِيُّ، الأَرْقَمِيُّ، المَوْصِلِيُّ، الدولعي، الشافعي. وله سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ عَبْدِ المَلِكِ الكَرُوْخِيِّ "جَامِعَ أَبِي عِيْسَى التِّرْمِذِيِّ"، وَسَمِعَ: "سُنَنَ النَّسَائِيِّ" مِنْ عَلِيِّ بن أحمد بن محمويه اليزدي. وثفقه بِبَغْدَادَ، وَبَرَعَ وَسَكَنَ دِمَشْقَ، وَسَمِعَ بِهَا مِنَ: الفقيه فَضْلِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ المصِّيْصِيِّ، وَعُمِّرَ دَهْراً. حدث عنه: أبو الطاهر بن الأنماطي، وأبو الحجاج بن خليل، وَلِيَ خطَابَةَ دِمَشْقَ دَهْراً، وَدرَّسَ بِالغَزَاليَّةِ، وَكَانَ مُتَصَوِّناً، حُمَيْدَ الطَّرِيقَةِ. مَاتَ فِي ثَانِي عشرَ رَبِيْعٍ الأَوّلِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ إِحْدَى وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَالدَّوْلَعِيَّةُ: مِنْ قُرَى المَوْصِلِ. وَوَلِيَ خطَابَةَ دِمَشْقَ بَعْدَهُ ابْنُ أَخِيْهِ وَتِلْمِيْذُهُ الإِمَامُ جَمَالُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الفضل الدولعي، واقف المدرسة التي يجيرون، وَبِهَا دُفِنَ عَامَ خَمْسَةٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 181" ووقع عنده [الدولغي] بالغين المعجمة بدل [الدولعي] بالعين المهملة. وشذرات الذهب لان العماد "4/ 336".

السبط، الطاووسي

السبط، الطاووسي: 5358- السبط 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ المُعَمَّرُ، أَبُو القَاسِمِ، هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ أَبِي سَعْدٍ المُظَفَّرِ بنِ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ الأَصْلِ البَغْدَادِيُّ المَرَاتِبِيُّ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ عَشْرٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ أَبِي عَلِيٍّ، وَأَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ رِضْوَانٍ، وَأَبِي العِزِّ بنِ كَادِشٍ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ، وَأَبِي بَكْرٍ المَزْرَفِيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ الفَرَّاءِ، وَأَبِي غَالِبٍ بنِ البَنَّاءِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّنِ، وَطَائِفَةٍ. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: هُوَ صَحِيْحُ السَّمَاعِ، فِيْهِ تسَامُحٌ فِي الأُمُوْرِ الدِّينِيَّةِ. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: كَانَ غَيْرَ مَرْضِيِّ السِّيرَةِ فِي دِيْنِهِ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَالشَّيْخُ الضِّيَاءُ اليَلْدَانِيُّ، وَالنَّجِيْبُ الحَرَّانِيُّ، وَابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَعِدَّةٌ. وَبِالإِجَازَةِ: الفَخْرُ عَلِيٌّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الخير. تُوُفِّيَ فِي العِشْرِيْنَ مِنَ المُحَرَّمِ سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: كَانَ مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ فَهماً ذَكِيّاً، حَفظَةً لِلنَّوَادِرِ، عَمِلَ مَرَّةً شطْرنجاً وَزْنُهُ خَرُوبتَانِ، وَرزَّةٌ مِنْ عَاجٍ وَأَبنوس، ثُمَّ كَبُرَ وَسَاءَ خُلُقُهُ، وَكَانَ يَتعَاسَرُ، وَيَسُبُّ أَبَاهُ الَّذِي سَمَّعَهُ، وَفِيْهِ قِلَّةُ دِيْنٍ، اللهُ يسامحه. 5359- الطاووسي: العَلاَّمَةُ، رُكْنُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَضْلِ، العِرَاقِيُّ بنُ محمد بن العِرَاقِيِّ القَزْوِنِيُّ الطَّاوُوْسِيُّ، المُتَكَلِّمُ، صَاحِبُ الطَّرِيقَةِ المَشْهُوْرَةِ فِي الجَدَلِ. كَانَ رَأْساً فِي الخِلاَفِ وَالنَّظَرِ، مفحِماً لِلْخُصُوْمِ. أَخَذَ عَنِ الرَّضِيِّ النَّيْسَابُوْرِيِّ الحَنَفِيِّ صَاحِبِ الطَّرِيقَةِ. صَنَّفَ ثَلاَثَ تَعَاليقَ، وَبَعُدَ صِيْتُهُ، وَرحلُوا إِلَيْهِ. مَاتَ سَنَةَ سِتِّ مائَةٍ بِهَمَذَانَ. وَمِنْ تَلاَمِذتِهِ القَاضِي نَجْمُ الدِّيْنِ ابْنُ رَاجِحٍ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 181"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 338".

الحربي، ابن الزينبي، الخشوعي

الحربي، ابن الزينبي، الخشوعي: 5360- الحربي 1: الإِمَامُ الوَاعِظُ، المُسْنِدُ، الأَدِيْبُ، أَبُو عَلِيٍّ عُمَرُ بن علي بن عمر الحَرْبِيُّ، ابْنُ النَّوَّامِ. سَمِعَ هِبَةَ اللهِ بنَ الحُصَيْنِ، وَالقَاضِي أَبَا الحُسَيْنِ بنَ أَبِي يَعْلَى. حدث عنه: ابن الدبيثي، وابن خليل، والضياء، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَجَمَاعَةٌ. وَبِالإِجَازَةِ: أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، وَالفَخْرُ عليٌّ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5361- ابْنُ الزَّيْنَبِيِّ: الرَّئِيْسُ الصَّالِحُ الخَاشعُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ ابْنُ قَاضِي القُضَاةِ أَبِي القَاسِمِ عَلِيِّ ابْنِ الإِمَامِ قَاضِي القُضَاةِ نُوْرِ الهُدَى أَبِي طَالِبٍ الزَّيْنَبِيِّ. سَمِعَ مِنْ قَاضِي المَارستَان، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن القاسم الشهرزوري. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْنَا مِنْهُ، وَكَانَ صَالِحاً مُتَدَيِّناً، صَدُوْقاً، خَاشعاً، افْتَقَرَ فِي الآخِرِ فَقراً مُدْقِعاً، فَصبرَ، وَاحتسبَ، وَلَمْ يَكُنْ يَعرفُ شَيْئاً مِنَ العِلْمِ. مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وتسعين وخمس مائة. 5362- الخشوعي 2: الشَّيْخُ العَالِمُ، المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ الشَّامِ، أَبُو طَاهِرٍ بَرَكَاتُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ طَاهِرِ بنِ بَرَكَاتِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الدِّمَشْقِيُّ الخُشُوْعِيُّ الأَنْمَاطِيُّ الرَّفَّاءُ الذَّهَبِيُّ، نِسبَةً إِلَى مَحَلَّةِ حَجر الذَّهب. وُلِدَ في صفر سنة عشر وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 331". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 181"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 335".

وسمع من: هبة الله بن الأَكْفَانِيِّ، فَأَكْثَر، وَمِنْ: عَبْدِ الكَرِيْمِ بن حَمْزَةَ، وَطَاهِر بن سَهْلٍ، وَابْن قُبَيْس المَالِكِيّ، وَابْن طَاوُوْسٍ، وَجَمَال الإِسْلاَمِ أَبِي الحَسَنِ، وَعِدَّةٍ. أَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادِ مِنْ أَصْبَهَانَ، وَأَبُو صادق المديني، والفراء مِنْ مِصْرَ، وَمُحَمَّد بن بَرَكَات السَّعِيْدِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ ابْنُ الفَحَّامِ، وَالرَّازِيّ، وَعِدَّة. وَأَجَازَ لَهُ الحَرِيْرِيُّ صَاحِب المَقَامَات فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وأبو طالب اليوسفي، وأبو علي بن المَهْدِيِّ، وَعِدَّة. وَرَوَى الكَثِيْر، وَتَفَرَّد، وَتَكَاثرُوا عَلَيْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَوْلاَدُهُ: إِبْرَاهِيْم وَعَبْد العَزِيْزِ وَعَبْد اللهِ، وَسِتُّ العَجَمِ، وَسِتُّهُم، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَعَبْد القادر الرهاوي، والبهاء عبد الرحمن، وَالضِّيَاء، وَاليَلْدَانِيّ، وَأَحْمَد بن يُوْسُفَ التِّلِمْسَانِيّ، وَالزَّيْن ابْن عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالشِّهَاب القوْصِيّ، وَحَفِيْد الشَّيْخ بَرَكَات بن إِبْرَاهِيْمَ، وَالخَطِيْب دَاوُد بن عُمَرَ، وَعُبَيْد اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ طِعَانٍ وَأَخُوْهُ عبد الرحمن، وَعَلِيّ بن المُظَفَّر النُّشْبِيّ وَابْنه مُحَمَّدٌ، وَالخَطِيْبُ عماد الدين عبد الكريم بن الحرستاني، وفرج الحبشي، وفراس بن العسقلاني، والشيخ الفقيه محمد اليُوْنِيْنِيّ، وَالتَّاج مُظَفَّر ابْن الحَنْبَلِيّ وَابْن عَمِّهِ يحيى بن النَّاصِحِ، وَيُوْسُف بن يَعْقُوْبَ الإِرْبِلِيّ، وَيُوْسُف بن مَكْتُوْم الحبَّال، وَأَيُّوْب بن أَبِي بَكْرٍ الحَمَّامِيّ، وَعَلِيّ بن عَبْدِ الوَاحِدِ الأَنْصَارِيّ، وَالمَجْد مُحَمَّد بن عَسَاكِرَ، وَالتَّقِيّ ابْن أَبِي اليُسْرِ، وَعَبْد الوَهَّابِ بن مُحَمَّدٍ القُنَّبِيْطِيّ، وَالكَمَال عَبْد العَزِيْزِ بن عَبْدٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَبِالإِجَازَة القُطْب بن عَصْرُوْنَ، وَأَحْمَد بن أَبِي الخَيْرِ، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ عَلاَّنَ، وَالفَخْرُ عَلِيّ، وَعِدَّة. قَالَ القُوْصِيّ: كَانَ أَعلاَهُم إِسْنَاداً مَعَ تَوَاضع وَافر، وَدين ظَاهِر، وَمُروءة تَدُلُّ عَلَى أَصلٍ طَاهِر، لاَزمته إِلَى حِيْنَ مَوْته. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: سَمَاعَاتُه وَإِجَازَاتُه صَحِيْحَةٌ. قُلْتُ: مَا ظهرتْ لَهُ إِجَازَةُ الحَدَّاد إلَّا بَعْد مَوْته، وَقَدْ خَبَّط القُوْصِيُّ، وَزَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ عَلَيْهِ بِهَا جُمْلَةً. وَقَالَ الحَافِظُ المُنْذِرِيُّ فِي نَسَبِ الخُشُوْعِيِّ: الفُرْشِيُّ يَعْنِي بِالفَاءِ، وَقَالَ: قَالَ وَالِدُهُ إِبْرَاهِيْمُ: كَانَ جدُّنَا الأَعْلَى يَؤُمّ بِالنَّاسِ، فَمَاتَ فِي المِحْرَاب، وَالفُرْشِيُّ: نسبة إلى بيع الفرش. قُلْتُ: وَقَدْ ضَبطه بِالقَاف ابْن خَلِيْل وَالضِّيَاء، وَترك جَمَاعَة هَذِهِ النّسبَة لِلْخلف الوَاقع فِيْهَا. وَقَدْ رَوَى عِدَّة مِنْ آبَائِهِ وَأَوْلاَده. مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَدْ رَوَى كتباً كبارًا بالسماع وبالإجازة.

ابن الزكي، ابن أبي المجد

ابن الزكي، ابن أبي المجد: 5363- ابن الزكي 1: قَاضِي دِمَشْقَ، مُحْيِي الدِّيْنِ، أَبُو المَعَالِي، مُحَمَّد ابن القاضي علي ابن مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ الزَّكِيِّ القُرَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ. مِنْ بَيْت كَبِيْر، صَاحِب فُنُوْن وَذكَاء، وَفقه وَآدَاب وَخُطَبٍ وَنظم. وَلِيَ القَضَاءَ وَالِده زَكِيّ الدِّيْنِ، وَجدّه مَجْد الدِّيْنِ، وَجدّ أَبِيْهِ الزَّكِيّ، وَوَلِيَ القَضَاءَ وَلدَاهُ زَكِيّ الدِّيْنِ الطَّاهِر، ومحيي الدين يحيى بن محمد. وَكَانَ صَلاَح الدِّيْنِ يُعزّه وَيَحترمه، ثُمَّ وَلاَّهُ القَضَاء سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَدْ مَدحه بقصيدَة فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ مِنْهَا ذَلِكَ: وَفَتْحُكَ القَلْعَة الشَّهبَاء فِي صفرٍ مُبَشِّراً بِفُتُوْحِ القُدْسِ فِي رَجَبِ فَاتَّفَقَ فَتح القُدْس فِي رَجَبٍ بَعْد أَرْبَع سِنِيْنَ، وَذَكَرَ أَنَّهُ أَخَذَ ذَلِكَ مِنْ تَبَشِيْر ابْن بَرَّجَانَ فِي: {الم، غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: 1، 2] . قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: وَجَدْته حَاشيَة لاَ أَصلاً. توفي في شعبان سنة ثمان وتسعين وخمس مائة عن ثمان وأربعين سنةً. 5364- ابن أبي المجد 2: الشَّيْخُ المُعَمَّر، الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي المَجْدِ بنِ غَنَائِم الحَرْبِيُّ العَتَّابِيُّ الإِسْكَافُ. رَاوِي "مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ" عَنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ، وَيَرْوِي أَيْضاً عن أبي الحسين بن الفَرَّاءِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الضِّيَاء، وَابْن الدُّبَيْثِيّ، وَابْن خَلِيْل، وَشَرَف الدِّيْنِ عَبْد العَزِيْزِ الأَنْصَارِيّ، وَابْن عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالنَّجِيْب عَبْد اللَّطِيْفِ، وَعَدَد كَثِيْر مِنْ مَشْيَخَةِ الدِّمْيَاطِيّ. حَدَّثَ بِـ"المُسْنَدِ" غَيْرَ مَرَّةٍ بِبَغْدَادَ، وَبِالمَوْصِل، وَقَدْ أَجَازَ لِسَعْد الدِّيْنِ الخضر بن حمويه، ولقطب الدين بن عصرون، وللفخر بن البُخَارِيّ. وَاسم جدّه صَاعِد. مَاتَ أَبُو مُحَمَّدٍ بِالمَوْصِل فِي ثَانِي عَشَر المُحَرَّم سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ رَحِمَهُ الله. وَمَاتَ أَبُوْهُ أَحْمَد بن صَاعِد فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً، وَهُوَ أَخُو المُقْرِئ عُمَر بن عَبْدِ اللهِ الحَرْبِيّ لأُمِّهِ، وقد سمعا مِنِ ابْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيّ، وَالمُبَارَكِ بنِ الطُّيُوْرِيِّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: وَهِمَ ابْنُ السَّمْعَانِيِّ، فَجَعَلَه أَحْمَد بن عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ الحَرْبِيّ، وَظنّه أَخاً لِعُمَرَ مِنْ أَبِيْهِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: رَوَى لَنَا عَنْهُ ابْنُ الأَخْضَرِ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ يَاسِيْنَ البَزَّاز، وَكَانَ صَالِحاً وَرِعاً، حَافِظاً لِكِتَابِ اللهِ، كَثِيْر البُكَاء، يَؤمّ بِالنَّاسِ، وَيَغْسِل الموتَى حسبَة، مَكَثَ عَلَى ذَلِكَ زمانًا.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 181-182"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 337-338". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 181"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 335".

اللبان

5365- اللبان 1: القَاضِي العَالِمُ، مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ، أَبُو المَكَارِمِ، أَحْمَدُ بنُ أَبِي عِيْسَى مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الإِمَامِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ ابْنُ المُحَدِّثِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، التَّيْمِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ الشُّرُوْطِيُّ، ابْنُ اللَّبَّان. وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَة سَبْعٍ، وَقَالَ مرَّة: سَنَة سِتٍّ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَهُوَ مِنْ تَيْمِ اللهِ بنِ ثَعْلَبَةَ. وَقِيْلَ: بَلْ وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ، حكاه الحافظ الضياء. وَهُوَ مُكْثِر عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَتَفَرَّد بِإِجَازَة عَبْد الغَفَّارِ الشّيروبِيّ الرَّاوِي عَنْ أَصْحَابِ الأَصَمّ. حَدَّثَ عَنْهُ: العِزّ مُحَمَّد، وَأَبُو مُوْسَى وَلد الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَإِسْمَاعِيْل بن ظفر، وَيُوْسُف بن خَلِيْل، وَأَبُو رَشِيْدٍ الغَزَّال، وَعِدَّة. وَبِالإِجَازَة أَحْمَد بن سَلاَمَةَ، وَالفَخْر ابْن البُخَارِيّ، وَطَائِفَة. مَاتَ فِي السَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحجة سنة سبع وتسعين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 179"، وشذرات الذهب "4/ 329".

الكراني، ابن الفرس

الكراني، ابن الفرس: 5366- الكراني 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ أَصْبَهَان، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ أبي زيد بن حمد بنِ أَبِي نَصْرٍ الكَرَّانِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، الخَبَّازُ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَعَاشَ مائَةَ عَام. سَمِعَ الحَدَّاد، وَمَحْمُوْداً الأَشْقَرَ، وَفَاطِمَةَ الجُوْزْدَانِيَّة. حَدَّثَ عنَة: بَدَلٌ التَّبْرِيْزِيّ، وَأَبُو مُوْسَى ابْنُ الحَافِظِ، وَابْن خَلِيْل، وَابْن ظفر، وَعِدَّة. وَأَجَازَ لابْنِ أَبِي الخَيْرِ، وَابْن البُخَارِيّ. مَاتَ فِي ثالث شوال سنة سبع. وكران: محلة بأصبهان. 5367- ابن الفرس 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، شَيْخُ المَالِكِيَّةِ بغَرْنَاطَةَ فِي زَمَانِهِ، أبو محمد بن الفَرَسِ، وَاسْمُهُ عَبْدُ المُنْعِمِ ابْنُ الإِمَامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ. سَمِعَ أَبَاهُ وَجدّه العَلاَّمَة أَبَا القَاسِمِ، وَبَرَعَ فِي الفِقْه وَالأُصُوْل، وَشَارك فِي الفَضَائِل، وَعَاشَ بِضْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. وَسَمِعَ أَبَا الوَلِيْدِ بن بَقْوَةَ، وَأَبَا الوَلِيْدِ بن الدَّبَّاغ، وَتَلاَ بِالسَّبْع عَلَى ابْنِ هذِيل، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَكِّيٍّ، وَأَبُو الحَسَنِ بن مَوْهَبٍ. بلغَ الغَايَة فِي الفِقْه. قَالَ أَبُو الرَّبِيْعِ بن سَالِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بن الجَدِّ -وَنَاهيكَ بِهِ- يَقُوْلُ غَيْر مرَّة: مَا أَعْلَم بِالأَنْدَلُسِ أَحْفَظ لِمَذْهَب مَالِك مِنْ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ الفَرَسِ بَعْد أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ زرقون. قَالَ الأَبَّار: أَلّف فِي أَحكَام القُرْآن كِتَاباً مِنْ أَحْسَن مَا وُضِع فِي ذَلِكَ. قِيْلَ: أَصَابه فَالِج وَخَدَرٌ غَيَّر حَفِظه قَبْل مَوْته بِعَامَيْنِ، فَتُرك الأَخْذُ عَنْهُ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي جُمَادَى الآخرَةِ سنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَحْيَى العَطَّار، وَعَبْد الغَنِيِّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو الحُسَيْنِ يَحْيَى بن عَبْدِ اللهِ الدَّانِيّ الكَاتِب، وَالشَّرَف المرسي؛ سمع منه "الموطأ".

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 180"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 332". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 180".

أبو الفرج ابن الجوزي

5368- أبو الفرج ابن الجوزي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ المُفَسِّرُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، مَفْخَرُ العِرَاقِ، جَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمَّادِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ بنِ النَّضْرِ بن القاسم بن محمد بن عبد الله ابن الفقيه عبد الرحمن ابْنِ الفَقِيْهِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ ابْنُ خَلِيْفَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، القرشي التَّيْمِيُّ البَكْرِيُّ البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، الوَاعِظُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ أَوْ عَشْرٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَأَوُّلُ شَيْءٍ سَمِعَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ. سَمِعَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ البَارِع، وَعَلِيّ بن عَبْدِ الوَاحِدِ الدِّيْنَوَرِيّ، وَأَحْمَد بن أَحْمَدَ المُتَوَكِّلِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن، وَالفَقِيْه أبي الحسن بن الزَّاغُوْنِيِّ، وَهِبَة اللهِ بن الطَّبَرِ الحَرِيْرِيّ، وَأَبِي غالب بن البَنَّاءِ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ المَزْرَفِيّ، وَأَبِي غَالِبٍ مُحَمَّد بن الحَسَنِ المَاوَرْدِيّ،، وَأَبِي القَاسِمِ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيّ الخَطِيْب، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ البَاقِي الأنصاري، وإسماعيل بن السمرقندي، ويحيى بن البَنَّاءِ، وعَلِيّ بن المُوَحِّد، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ بن خَيْرُوْنَ، وَبدر الشِّيْحِيّ، وَأَبِي سَعْدٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الزَّوْزَنِيّ، وَأَبِي سَعْدٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيّ الحَافِظ، وَعَبْد الوَهَّابِ بن المُبَارَكِ الأَنْمَاطِيّ الحَافِظ، وَأَبِي السُّعُوْدِ أَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ المجلي، وأبي منصور عبد الرحمن بنِ زُرَيْقٍ القَزَّاز، وَأَبِي الوَقْت السِّجْزِيّ، وَابْن نَاصِر، وَابْن البَطِّيِّ، وَطَائِفَة مَجْمُوْعهُم نَيِّفٌ وَثَمَانُوْنَ شَيْخاً قَدْ خَرَّجَ عَنْهُم مَشْيَخَة فِي جُزْءيْنِ.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 370"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1098"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 174- 176"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 329-331".

وَلَمْ يَرْحَلْ فِي الحَدِيْثِ، لَكنه عِنْدَهُ "مُسْنَد الإِمَام أَحْمَد" وَ"الطَّبَقَات لابْنِ سَعْدٍ"، وَ"تَارِيْخ الخَطِيْب"، وَأَشيَاء عَالِيَة، وَ"الصَّحِيْحَانِ"، وَالسُّنَنُ الأَرْبَعَةُ، وَ"الحِلْيَة" وَعِدَّة توَالِيف وَأَجزَاء يُخَرِّج منها. وَكَانَ آخِر مَنْ حَدَّثَ عَنِ الدِّيْنَوَرِيِّ وَالمُتَوَكِّلِيّ. وَانتفع فِي الحَدِيْثِ بِمُلاَزِمَة ابْن نَاصِر، وَفِي القُرْآن وَالأَدب بِسِبْط الخَيَّاط، وَابْن الجَوَالِيْقِيِّ، وَفِي الفِقْه بطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ الصَّاحب العَلاَّمَة مُحْيِي الدِّيْنِ يُوْسُفُ أُسْتَاذ دَار المُسْتَعْصِمِ بِاللهِ، وَوَلَده الكَبِيْر عَلِيّ النَّاسِخ، وَسِبْطهُ الوَاعِظ شَمْس الدِّيْنِ يُوْسُف بن قُزْغُلِيّ الحَنَفِيّ صَاحِب مِرَآة الزَّمَانِ، وَالحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَالشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ ابْن قُدَامَةَ، وَابْن الدُّبَيْثِيِّ، وَابْن النَّجَّارِ، وَابْن خَلِيْلٍ، وَالضِّيَاء، وَاليَلْدَانِيّ، وَالنَّجِيْب الحَرَّانِيّ، وَابْن عَبْدِ الدَّائِمِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَبِالإِجَازَةِ الشَّيْخ شَمْس الدِّيْنِ عبد الرحمن، وَابْن البُخَارِيِّ، وَأَحْمَد بن أَبِي الخَيْرِ، وَالخَضِر بن حَمُّوْيَه، وَالقُطْب ابْن عَصْرُوْنَ. وَكَانَ رَأْساً فِي التَّذْكِير بِلاَ مدَافعَة، يَقُوْلُ النَّظم الرَّائِق، وَالنّثر الفَائِق بديهاً، وَيُسهِب، وَيُعجِب، وَيُطرِب، وَيُطنِب، لَمْ يَأْت قَبْله وَلاَ بَعْدَهُ مِثْله، فَهُوَ حَامِل لوَاء الْوَعْظ، وَالقيِّم بِفنونه، مَعَ الشّكل الحَسَن، وَالصّوت الطّيب، وَالوقع فِي النُّفُوْس، وَحُسْن السِّيْرَةِ، وَكَانَ بَحْراً فِي التَّفْسِيْر، علاَّمَة فِي السّير وَالتَّارِيْخ، مَوْصُوَفاً بِحسن الحَدِيْث، وَمَعْرِفَة فُنونه، فَقِيْهاً، عليماً بِالإِجْمَاعِ وَالاخْتِلاَف، جَيِّد المشَاركَة فِي الطِّبّ، ذَا تَفنُّن وَفَهم وَذكَاء وَحفظ وَاسْتحضَار، وَإِكْبَابٍ عَلَى الْجمع وَالتَّصْنِيْف، مَعَ التَّصَوُّنِ وَالتَّجَمُّلِ، وَحسن الشَّارَةِ، وَرشَاقَة العبَارَة، وَلطف الشَّمَائِل، وَالأَوْصَاف الحمِيدَة، وَالحرمَة الوَافرَة عِنْد الخَاص وَالعَام، مَا عَرَفْتُ أَحَداً صَنَّفَ مَا صَنَّفَ. تُوُفِّيَ أَبُوْهُ وَلَهُ ثَلاَثَة أَعْوَام، فَرَبَّتْهُ عَمَّتُه. وَأَقَارِبُه كَانُوا تُجَّاراً فِي النُّحاسِ، فَرُبَّمَا كتبَ اسْمَهُ فِي السماع عبد الرحمن بن عَلِيٍّ الصَّفَّار. ثُمَّ لمَا تَرَعْرَعَ، حَملته عَمَّته إِلَى ابْنِ نَاصِر، فَأَسمعَهُ الكَثِيْر، وَأَحَبّ الْوَعْظ، وَلهج بِهِ، وَهُوَ مُرَاهِق، فَوَعَظ النَّاس وَهُوَ صَبِيّ، ثُمَّ مَا زَالَ نَافق السُّوق مُعظَّماً مُتغَالياً فِيْهِ، مُزدحماً عَلَيْهِ، مضروباً بِروَنق وَعظه المَثَل، كَمَالُه فِي ازديَاد وَاشتهَار، إِلَى أَن مَاتَ -رَحِمَهُ الله وَسَامَحَهُ- فَلَيْتَهُ لَمْ يَخُض فِي التَّأْوِيْل، وَلاَ خَالف إِمَامه.

صَنّف فِي التَّفْسِيْر "المغنِي" كَبِيْر، ثُمَّ اخْتصره فِي أَرْبَع مُجَلَّدَاتٍ، وَسَمَّاهُ: "زَاد المَسِيْر" وَلَهُ "تذكرَة الأَرِيب" فِي اللُّغَة مُجَلَّد، "الوُجُوه وَالنَّظَائِر" مُجَلَّد، "فُنُوْن الأَفنَان" مُجَلَّد، "جَامِع المسَانِيْد" سَبْع مُجَلَّدَاتٍ وَمَا اسْتَوْعَبَ وَلاَ كَادَ، "الحدَائِق" مُجَلَّدَان، "نَقْي النّقل" مُجَلَّدَان، "عُيُون الحِكَايَات" مُجَلَّدَان، "التّحقيق فِي مَسَائِل الخلاَف" مُجَلَّدَان، "مُشكل الصِّحَاح" أَرْبَع مُجَلَّدَاتٍ، "المَوْضُوْعَات" مُجَلَّدَان، "الوَاهيَات" مُجَلَّدَان. "الضُّعَفَاء" مُجَلَّد، "تَلْقِيح الْفُهُوم" مُجَلَّد، "الْمُنْتَظِم فِي التَّارِيْخ" عَشْرَة مُجَلَّدَاتٍ، "المَذْهَب فِي الْمَذْهَب" مُجَلَّد، "الانتصَار فِي الخلاَفِيَات" مُجَلَّدَان، "مَشْهُوْر المَسَائِل" مُجَلَّدَان، "اليَواقيت" وَعظ، مُجَلَّد، "نَسِيم السّحر" مُجَلَّد، "الْمُنْتَخب" مُجَلَّد، "الْمُدْهِشُ" مُجَلَّد، "صفوَة الصّفوَة" أَرْبَع مُجَلَّدَاتٍ، "أَخْبَار الأَخيَار" مُجَلَّد، "أَخْبَار النِّسَاء" مُجَلَّد، "مُثِير العَزْم السَّاكن" مُجَلَّد، "الْمقْعد الْمُقِيم" مُجَلَّد، "ذَمّ الهَوَى" مُجَلَّد، "تلبيس إبليس" مجلد، "صيد الخَاطر" ثَلاَث مُجَلَّدَاتٍ، "الأَذكيَاء" مُجَلَّد، "المغفّلين" مُجَلَّد، "منَافِع الطِّبّ" مُجَلَّد، "صبَا نَجد" مُجَلَّد، "الظرفَاء" مُجَلَّد، "الْمُلَهَّب" مُجَلَّد، "الْمُطْرِب" مُجَلَّد، "منتهَى المشتهَى" مُجَلَّد، "فُنُوْن الأَلبَاب" مُجَلَّد، "الْمُزْعِج" مُجَلَّد، "سلوَة الأَحزَان" مُجَلَّد، "مِنْهَاج القَاصدين" مُجَلَّدَان، "الوَفَا بفَضَائِل المُصْطَفَى" مُجَلَّدَان، "مَنَاقِب أَبِي بَكْرٍ" مُجَلَّد، "مَنَاقِب عُمَر" مُجَلَّد، "مَنَاقِب عليّ" مُجَلَّد، "مَنَاقِب إِبْرَاهِيْم بن أَدْهَمَ" مُجَلَّد، "مَنَاقِب الفُضَيْل" مُجَلَّد، "مَنَاقِب بشر الحَافِي" مُجَلَّد، "مَنَاقِب رَابِعَة" جُزْء، "مَنَاقِب عُمَر بن عَبْدِ العَزِيْزِ" مُجَلَّد، "مَنَاقِب سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ" جُزْءانِ، "مَنَاقِب الحَسَن" جُزْءانِ، "مناقب الثَّوْرِيّ" مُجَلَّد، "مَنَاقِب أَحْمَد" مُجَلَّد، "مَنَاقِب الشَّافِعِيّ" مُجَلَّد، "مُوَافِق المرَافق" مُجَلَّد، مَنَاقِب غَيْر وَاحِد جُزْء جُزْء، "مُخْتَصَر فُنُوْن ابْن عَقِيْل" فِي بَضْعَة عشر مُجَلَّداً، "مَنَاقِب الْحَبَش" مُجَلَّد، "لِبَاب زِين الْقَصَص"، "فَضل مَقْبَرَة أَحْمَد"، "فَضَائِل الأَيَّام"، "أَسبَاب البدَايَة"، "وَاسطَات الْعُقُود"، "شُذُورِ الْعُقُود فِي تَارِيخ الْعُهُود"، "الخوَاتيم"، "المَجَالِس اليَوسفِيَّة"، "كُنُوز الْعُمر"، "إِيقَاظ الوسنَان بِأَحْوَال النّبَات وَالحيوَان"، "نَسِيم الرّوض"، "الثبَات عِنْد المَمَاتَ"، "المَوْت وَمَا بَعْدَهُ" مُجَلَّد، "دِيْوَانه" عِدَّة مُجَلَّدَاتٍ، "مَنَاقِب مَعْرُوف"، "العزلَة"، "الرِّيَاضَة"، "النَّصْر عَلَى مِصْرَ"، "كَانَ وَكَانَ" فِي الْوَعْظ "خطب اللَّآلِئ"، "النَّاسخ وَالمَنْسُوْخ"، "موَاسم الْعُمر"، "أَعْمَار الأعيان" وأشياء كثيرة تركتها، ولم أرها. وَكَانَ ذَا حظّ عَظِيْم وَصيت بعيد فِي الْوَعْظ، يَحضر مَجَالِسه المُلُوْك وَالوُزَرَاء وَبَعْض الخُلَفَاء وَالأَئِمَّة وَالكُبَرَاء، لاَ يَكَاد المَجْلِس يَنقص عَنْ أَلوف كَثِيْرَة، حَتَّى قِيْلَ فِي بَعْضِ مَجَالِسه: إِن حُزر الْجمع بِمائَةِ أَلْف. وَلاَ رِيب أَنَّ هَذَا مَا وَقَعَ، وَلَوْ وَقَعَ، لَمَا قدر أَنْ يُسْمِعَهُم، وَلاَ المَكَان يَسعهُم.

قَالَ سِبْطه أَبُو المُظَفَّرِ: سَمِعْتُ جَدِّي عَلَى المِنْبَرِ يَقُوْلُ: بأُصْبُعَيَّ هَاتَيْنِ كَتَبتُ أَلْفَي مُجَلَّدَةٍ، وَتَاب عَلَى يَدَيَّ مائَةُ أَلْفٍ، وَأَسْلَمَ عَلَى يَدَيَّ عِشْرُوْنَ أَلْفاً. وَكَانَ يَخْتِم فِي الأُسْبُوْع، وَلاَ يَخْرُج مِنْ بَيْته إلَّا إِلَى الجُمُعَةِ أَوِ المَجْلِس. قُلْتُ: فَمَا فَعَلَتْ صَلاَةُ الجَمَاعَةِ?! ثُمَّ سرد سِبْطه تَصَانِيْفه، فَذَكَر مِنْهَا كِتَاب "المُخْتَار فِي الأَشعَار" عشر مُجَلَّدَاتٍ، "درَة الإِكليل" فِي التَّارِيْخ، أَرْبَع مُجَلَّدَاتٍ، "الأَمثَال" مُجَلَّد، "المَنْفِعَة فِي المَذَاهِب الأَرْبَعَة" مُجَلَّدَان، "التبصرَة فِي الْوَعْظ"، ثَلاَث مُجَلَّدَاتٍ، "رُؤُوْس القوَارِير" مُجَلَّدَان، ثُمَّ قَالَ: وَمَجْمُوْع تَصَانِيْفه مائَتَانِ وَنَيِّفٌ وَخَمْسُوْنَ كِتَاباً. قُلْتُ: وَكَذَا وُجِدَ بِخَطِّهِ قَبْل مَوْتِهِ أَنَّ تَوَالِيفه بلغت مائتين وخمسين تأليفًا. ومن غرر ألفاظه: عقَارب المنَايَا تَلْسَع، وَخُدرَانُ جِسْمِ الأَمَالِ يَمنَعُ، وَمَاء الحَيَاة فِي إِنَاء الْعُمر يَرشح. يَا أَمِيْرُ: اذْكُر عِنْد القدرَة عَدْلَ الله فِيك، وَعِنْد العقوبَة قدرَةَ الله عَلَيْك، وَلاَ تَشفِ غَيظَك بِسَقَم دينك. وَقَالَ لِصديق: أَنْتَ فِي أَوسع الْعذر مِنَ التَأخُّر عَنِّي لثقتِي بِك، وَفِي أَضيقِه مِنْ شَوْقِي إِلَيْك. وَقَالَ لَهُ رَجُل: مَا نِمتُ البَارِحَة مِنْ شَوْقِي إِلَى المَجْلِس قَالَ: لأَنَّك تُرِيْد الفرجَة، وَإِنَّمَا يَنْبَغِي اللَّيْلَة أَنْ لاَ تَنَام. وَقَام إِلَيْهِ رَجُل بغِيض، فَقَالَ: يَا سيّدِي: نُرِيْد كلمَة ننقلهَا عَنْكَ، أَيُّمَا أَفْضَل أَبُو بَكْرٍ أَوْ عَلِيُّ? فَقَالَ: اجْلِسْ، فَجَلَسَ، ثُمَّ قَامَ، فَأعَاد مقَالَته، فَأقعده، ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ: اقعدْ، فَأَنْتَ أَفْضَل مِنْ كُلِّ أَحَد. وَسَأَله آخر أَيَّام ظُهُوْر الشِّيْعَة، فَقَالَ: أَفْضَلُهُمَا مَنْ كَانَتْ بِنْتُهُ تَحْتَه. وَهَذِهِ عبَارَة مُحْتَمَلَة تُرضِي الفَرِيْقَيْنِ. وَسَأَله آخرُ: أَيُّمَا أَفْضَلُ: أُسبح أَوْ أَسْتَغْفِر? قَالَ: الثَّوْب الْوَسخ أَحْوَج إِلَى الصَّابُوْنِ مِنَ الْبخُور.

وَقَالَ فِي حَدِيْث: "أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّيْنَ إِلَى السَّبْعِيْنَ" 1: إنما طَالت أَعَمَّار الأَوَائِل لطول البَادِيَة فَلَمَّا شَارف الركب بلد الإِقَامَة، قِيْلَ: حُثُّوا المَطِيّ. وَقَالَ: مَنْ قنع، طَاب عيشه، وَمِنْ طمع، طَالَ طَيشه. وَقَالَ يَوْماً فِي وَعظه: يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ، إِنْ تَكلّمت، خفت مِنْكَ، وَإِن سكتّ، خفت عَلَيْك، وَأَنَا أُقدّم خوفِي عَلَيْك عَلَى خوفِي مِنْكَ، فَقول النَّاصح: اتَّقِ الله خَيْرٌ مِنْ قَوْل القَائِل: أَنْتُم أَهْل بَيْت مغْفُور لَكُم. وَقَالَ: يَفتخر فِرْعَوْن مِصْرَ بِنهر مَا أَجرَاهُ، مَا أَجرَأَه! وَهَذَا بَاب يَطول، فَفِي كُتُبِه النفَائِس مِنْ هَذَا وَأَمثَاله. وَجَعْفَر الَّذِي هُوَ جَدُّهُ التَّاسع: قَالَ ابْنُ دِحْيَة: جَعْفَر هُوَ الجَوْزِيّ، نُسب إِلَى فُرْضَةٍ مِنْ فُرَضِ البَصْرَة يُقَالُ لَهَا: جَوْزَةُ. وَقِيْلَ: كَانَ فِي داره جوزة لم يكن بواسط جوز سِوَاهَا. وَفرضَة النَّهْر ثلمتُهُ، وَفرضَة البَحْر محطُّ السُّفُنِ. قَالَ أَبُو المُظَفَّرِ: جَدِّي قَرَأَ القُرْآنَ، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الدِّيْنَوَرِيّ الحَنْبَلِيّ، وَابْن الفَرَّاء. قُلْتُ: وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى سِبْط الخَيَّاط. وَعنِي بِأَمره شَيْخه ابْن الزَّاغونِيّ، وَعَلّمه الوَعْظَ، وَاشْتَغَل بِفنُوْن العلُوْم، وَأَخَذَ اللُّغَة عَنْ أَبِي منصور بن الجَوَالِيْقِيِّ، وَرُبَّمَا حضَر مَجْلِسه مائَة أَلْف، وَأَوقع الله لَهُ فِي القُلُوْب الْقبُول وَالهَيْبَة. قَالَ: وَكَانَ زَاهِداً فِي الدُّنْيَا، متقلّلاً مِنْهَا، وَكَانَ يَجلسُ بِجَامِع القَصْر وَالرُّصَافَة وَببَاب بدر وَغَيْرهَا. إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَا مَازح أَحَداً قَطُّ، وَلاَ لعِب مَعَ صَبِيّ، وَلاَ أَكل مِنْ جهة لا يتيقن حلها.

_ 1 حسن: أخرجه الترمذي "3550"، وابن ماجه "4236"، والحاكم "2/ 427"، والبيهقي "3/ 370"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "6/ 397" والقضاعي في "مسند الشهاب "252" من طرق عن الحسن بن عرفة قال: حدثنا المُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِوٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة، به. قلت: إسناده حسن، محمد بن عمرو، هو ابن علقمة الليثي، صدوق، روى له البخاري مقرونا بغيره. وروى له مسلم في المتابعات. والمحاربي هو عبد الرحمن بن محمد بن زياد، وأخرجه الترمذي "2331" من طريق محمد بن ربيعة عن كامل أبي العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به.

وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ فِي "تَارِيْخِهِ": شَيْخنَا جَمَال الدِّيْنِ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ فِي فُنُوْن العلُوْم مِنَ التَّفْسِيْر وَالفِقْه وَالحَدِيْث وَالتَّوَارِيخ وَغَيْر ذَلِكَ. وَإِلَيه انْتَهَت مَعْرِفَة الحَدِيْث وَعلُوْمه، وَالوُقُوْف عَلَى صَحِيْحه مِنْ سَقِيمه، وَكَانَ مِنْ أَحْسَن النَّاس كَلاَماً، وَأَتمّهم نَظَاماً، وَأَعذبهم لِسَاناً، وَأَجْوَدهم بيَاناً. تَفَقَّهَ عَلَى الدِّيْنَوَرِيّ، وَقرَأَ الْوَعْظ عَلَى أَبِي القَاسِمِ العَلَوِيّ، وَبورك لَهُ فِي عُمُرِه وَعِلْمه، وَحَدَّثَ بِمُصَنّفَاته مرَاراً، وَأَنْشَدَنِي بِوَاسِط لِنَفْسِهِ: يَا سَاكنَ الدُّنْيَا تَأَهَّبْ ... وَانتَظِرْ يَوْمَ الفِرَاقِ وَأَعِدَّ زَاداً لِلرَّحيلِ ... فَسَوْفَ يُحدَى بِالرِّفَاقِ وَابكِ الذُّنُوبَ بأدمعٍ ... تَنهَلُّ مِنْ سُحُبِ المآقِي يَا مَنْ أَضَاعَ زَمَانَهُ ... أَرَضِيْتَ مَا يَفنَى بِباقِ وَسَأَلته عَنْ مَوْلِده غَيْرَ مَرَّةٍ، وَيَقُوْلُ: يَكُوْن تَقَرِيْباً فِي سَنَةِ عَشْرٍ، وَسَأَلت أَخَاهُ عُمَر، فَقَالَ: فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِ مائَةٍ تقريبًا. وَمِنْ تَوَالِيْفِهِ "التَّيْسِيْر فِي التَّفْسِيْر" مُجَلَّد، "فُنُوْن الأَفنَان فِي علُوْم القُرْآن" مُجَلَّد، "وَرد الأَغصَان فِي معَانِي القُرْآن" مُجَلَّد، "النّبعَة فِي القِرَاءات السَّبْعَة" مُجَلَّد، "الإِشَارَة فِي القِرَاءات المُخْتَارَة" جُزْء، "تذكرَة الْمُنْتَبِه فِي عُيُون الْمُشْتَبه"، "الصّلف فِي المُؤتلف وَالمُخْتَلِف" مُجَلَّدَان، "الخطَأ وَالصَّوَاب مِنْ أَحَادِيْث الشِّهَاب" مُجَلَّد، "الفَوَائِد المنتقَاة" سِتَّة وَخَمْسُوْنَ جُزْءاً، "أُسود الغَابَة فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَة"، "النقاب فِي الأَلقَاب" مُجَيْلِيْد، "المُحْتَسب فِي النَّسَبِ" مُجَلَّد، "المُدَبَّج" مُجَلَّد، "المُسَلْسَلاَت" مجيليد، "أَخَاير الذّخَاير" مُجَلَّد، "المجتَنى" مُجَلَّد، "آفَة المُحَدِّثِيْنَ" جُزْء، "الْمُقْلِق" مُجَلَّد، "سلوَة الْمَحْزُون فِي التَّارِيْخ" مُجَلَّدَان، "الْمجد العضدِي" مُجَلّد، "الفَاخر فِي أَيَّامِ النَّاصِر" مُجَلَّد، "الْمُضِيء بِفضل المُسْتَضِيْء" مجيليد، "الأَعَاصر فِي ذَكَرَ الإِمَام النَّاصِر" مُجَلَّد، "الفَجْر النُّوْرِيّ" مُجَلَّد، "المَجْدُ الصَّلاَحِيُّ" مُجَلَّد، "فَضَائِل الْعَرَب" مُجَلَّد، "كَفّ التَّشبيه بِأَكَفّ أَهْل التنزِيه" مجيليد، "البدَايع الدَّالة عَلَى وَجُوْد الصَّانع" مجيليد، "مُنْتَقَدٌ الْمُعْتَقد" جُزْء، "شَرَف الإِسْلاَمِ" جُزْء، "مَسْبُوك الذّهب فِي الفِقْه" مُجَلَّد، "البلغَة فِي الفِقْه" مُجَلَّد، "التَّلْخِيص فِي الفِقْه" مُجَلَّد، "البَاز الأَشْهَب" مُجَلَّد، "لقطَة العَجْلاَن" مُجَلَّد، "الضّيَا فِي الرد على إلكيا" مجلد، "الجدل" ثلاثة أَجزَاء، "دَرْء الضّيم فِي صَوْم يَوْم الْغَيْم" جُزْء، "المَنَاسِك" جُزْء، "تَحْرِيْم الدُّبُر" جُزْء، "تَحْرِيْم المتعَة" جُزْء، "الْعدة فِي أُصُوْل الفِقْه" جُزْء، "الفَرَائِض" جُزْء، "قيَام الليَل" ثَلاَثَة أَجزَاء، "منَاجزَة الْعُمر" جُزْء، "السّتر الرّفِيع" جُزْء، "ذَمّ الْحَسَد" جُزْء، "ذَمّ الْمُسكر" جُزْء، "ذَكَرَ القصَاص" مُجَلَّد، "الحفاظ"

مُجَلَّد، "الآثَار العَلَوِيَّة" مُجَلَّد، "السهُم المصِيْب" جُزْآنِ، "حَال الحلاّج" جُزْآنِ، "عطف الأُمَرَاء عَلَى العُلَمَاء" جُزْآنِ، "فُتُوْح الفُتُوْح" جُزْآنِ، "إِعلاَم الأَحْيَاء بِأَغلاَط الإِحيَاء" جُزْآنِ، "الْحَث عَلَى العِلْم" مُجَلَّد، "المُسْتدرك عَلَى ابْنِ عَقِيْل" جُزْء، "لفتَة الْكبد" جُزْء، "الْحَث عَلَى طلب الوَلَد" جُزْء، "لقط المنَافِع فِي الطِّبّ" مُجَلَّدَان، "طب الشُّيُوْخ" جُزْء، "الْمُرْتَجل فِي الْوَعْظ" مُجَلَّد، "اللطَائِف" مُجَلَّد، "التّحفه" مُجَلَّد، "المَقَامَات" مُجَلَّد، "شَاهِد وَمَشْهُوْد" مُجَلَّد، "الأَرج" مُجَلَّد، "مغَانِي المَعَانِي" مجيليد، "لُقَط الجمَان" جُزْآنِ، "زوَاهر الجَوَاهِر" مجيليد، "المَجَالِس البدرِية" مجيليد، "يَوَاقيت الْخطب" جزآن، "لآلئ الْخطب" جُزْآنِ، "خطبَ الْجمع" ثَلاَثَة أَجزَاء، "الموَاعِظ السُّلْجُوْقِيَّة"، "اللُؤْلُؤة"، "اليَاقُوتَة"، "تَصديقَات رَمَضَان"، "التعَازِي الملوكيَّة"، "روح الرّوح"، "كُنُوز الرّموز". وَقِيْلَ: نَيّفت تَصَانِيْفه عَلَى الثَّلاَثِ مائَةٍ. وَمِنْ كَلاَمه: مَا اجْتَمَع لامْرِئٍ أَملُهُ، إلَّا وَسَعَى فِي تَفرِيطه أَجَلُهُ. وَقَالَ عَنْ وَاعِظ: احذرُوا جَاهِل الأَطبَّاء، فَرُبَّمَا سَمَّى سُمّاً، وَلَمْ يَعرف المُسَمَّى. وَكَانَ فِي المَجْلِسِ رَجُل يُحسن كَلاَمه، وَيُزَهْزِهُ لَهُ، فَسَكَتَ يَوْماً، فَالتفت إِلَيْهِ أَبُو الفَرَجِ، وَقَالَ: هَارُوْنُ لَفْظك معينٌ لِمُوْسَى نطقِي، فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً. وَقَالَ يَوْماً: أَهْل الكَلاَم يَقُوْلُوْنَ: مَا فِي السَّمَاءِ رَبّ، وَلاَ فِي المُصْحَف قُرْآن، وَلاَ فِي القَبْرِ نَبِيّ، ثَلاَث عورَات لَكُم. وَحضر مَجْلِسَه بَعْض المخَالفِيْن، فَأَنْشَدَ عَلَى المِنْبَرِ: مَا لِلْهوَى العُذْرِيّ فِي ديَارنَا ... أَيْنَ العُذَيْب مِنْ قُصُوْر بَابِلِ وَقَالَ -وَقَدْ تَوَاجد رَجُل فِي المَجْلِسِ- وَاعجباً، كلّنَا فِي إِنشَاد الضَّالة سَوَاء، فَلِمَ وجدْتَ أَنْتَ وَحْدَكَ: قَدْ كَتَمْتُ الحبَّ حَتَّى شفَّنِي ... وَإِذَا مَا كُتِمَ الدَّاء قَتَلْ بَيْنَ عَيْنَيْكَ علاَلاتُ الكَرَى ... فَدَعِ النَّومَ لرَبَّاتِ الحَجَلِ وَقَدْ سُقْتُ مِنْ أَخْبَارِ الشَّيْخ أَبِي الفَرَجِ كرَّاسَة فِي "تَارِيخ الإِسْلاَم". وَقَدْ نَالَتْهُ مِحْنَة فِي أَوَاخِرِ عُمُره، وَوَشَوْا بِهِ إِلَى الخَلِيْفَة النَّاصِر عَنْهُ بِأَمر اخْتُلف فِي حَقِيْقته، فَجَاءَ مَنْ شَتَمَه، وَأَهَانه، وَأَخَذَه قبضاً بِاليد، وَختم عَلَى دَاره، وَشتّت عيَاله، ثُمَّ أُقعد فِي سَفِيْنَة إِلَى مدينَة وَاسِط، فَحُبس بِهَا فِي بَيْتٍ حرجٍ، وَبَقِيَ هُوَ يغسل ثَوْبه، ويطبخ

الشَّيْء، فَبقِي عَلَى ذَلِكَ خَمْس سِنِيْنَ مَا دَخَلَ فِيْهَا حَمَّاماً. قَامَ عَلَيْهِ الرُّكْن عَبْدُ السَّلاَّم بن عَبْدِ الوَهَّابِ ابْن الشَّيْخ عَبْد القَادِرِ، وَكَانَ ابْنُ الجَوْزِيِّ لاَ يُنْصِف الشَّيْخَ عبد القادر، وَيَغضّ مِنْ قدره، فَأَبغضه أَوْلاَده، وَوزر صَاحِبهُم ابْنُ القَصَّاب، وَقَدْ كَانَ الرُّكْن رَدِيء الْمُعْتَقد، متفلسفاً، فَأُحرقت كتبه بِإِشَارَة ابْن الجَوْزِيّ، وَأُخِذت مَدْرَسَتهُم، فَأُعْطيت لابْنِ الجَوْزِيّ، فَانسمّ الرُّكْن، وَقَدْ كَانَ ابْن القَصَّاب الوَزِيْر يَترفّض، فَأَتَاهُ الرُّكْن، وَقَالَ: أَيْنَ أَنْتَ عَنِ ابْن الجَوْزِيّ النَّاصِبِيِّ? وَهُوَ أَيْضاً مِنْ أَوْلاَد أَبِي بَكْرٍ، فَصرَّف الرُّكْنَ فِي الشَّيْخ، فَجَاءَ، وَأَهَانه، وَأَخَذَهُ مَعَهُ فِي مركب، وَعَلَى الشَّيْخ غلاَلَةٌ بِلاَ سرَاويل، وَعَلَى رَأْسه تخفِيفَة، وَقَدْ كَانَ نَاظر وَاسِط، شِيْعِيّاً أَيْضاً، فَقَالَ لَهُ الرُّكْن: مكّنِّي مِنْ هَذَا الفَاعِل لأَرمِيه فِي مطمورَة، فَزجره، وَقَالَ: يَا زِنْدِيْق، أَفْعَل هَذَا بِمُجَرَّد قَوْلك? هَاتِ خطّ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ، وَاللهِ لَوْ كَانَ عَلَى مَذْهَبِي، لبذلت روحِي فِي خِدْمَته، فَردَّ الرُّكْنُ إِلَى بَغْدَادَ. وَكَانَ السَّبَبُ فِي خَلاَص الشَّيْخ أَن وَلده يُوْسُف نشَأَ وَاشْتَغَل، وَعَمِلَ فِي هذَة المُدَّة الْوَعْظ وَهُوَ صَبِيّ، وَتوصّل حَتَّى شفعت أُمُّ الخلِيفة، وَأَطلقت الشَّيْخ، وَأَتَى إِلَيْهِ ابْنه يُوْسُف، فَخَرَجَ، وَمَا ردّ مِنْ وَاسِط حَتَّى قرَأَ هُوَ وَابْنه بِتَلْقِينِهِ بِالعشر عَلَى ابْنُ البَاقِلاَّنِيّ، وَسنّ الشَّيْخ نَحْو الثَّمَانِيْنَ، فَانْظُرْ إِلَى هَذِهِ الهِمَّة العَالِيَة. نَقَلَ هَذَا الحَافِظ ابْن نُقْطَةَ عَنِ القَاضِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ حَسَنٍ. قَالَ المُوَفَّق عَبْد اللَّطِيْفِ فِي تَأْلِيْف لَهُ: كَانَ ابْن الجَوْزِيّ لطيف الصّورَة، حُلْو الشَّمَائِل، رَخِيم النّغمَة، مَوْزُون الحَرَكَات وَالنّغمَات، لذِيذ المفَاكهة، يَحضر مَجْلِسه مائَة أَلْف أَوْ يَزِيدُوْنَ، لاَ يَضيّع مِنْ زَمَانه شَيْئاً، يَكتب فِي اليَوْمِ أَرْبَع كَرَارِيْس، وَلَهُ فِي كُلِّ علم مشَاركَة، لَكنّه كَانَ فِي التَّفْسِيْر مِنَ الأَعيَان، وَفِي الحَدِيْثِ مِنَ الحُفَّاظِ، وَفِي التَّارِيْخ مِنَ المتوسّعين، وَلَدَيْهِ فَقه كَاف، وَأَمَّا السّجع الوعظي، فله فيه ملكة قوية، وله فِي الطِّبّ كِتَابُ "اللقط" مُجَلَّدَان. قَالَ: وَكَانَ يُرَاعِي حِفْظ صحّته، وَتلطيف مِزَاجه، وَمَا يُفِيد عَقْله قُوَّة، وَذهنه حدَّة. جلّ غذَائِهِ الفرَارِيج وَالمزَاوير، وَيَعتَاض عَنِ الفَاكهة بِالأَشرِبَة وَالمعجونَات، وَلباسه أَفْضَل لِبَاس: الأَبيض النَّاعم المطيّب، وَلَهُ ذِهْن وَقَّاد، وَجَوَاب حَاضِر، وَمجُوْن وَمدَاعبَة حلوَة، وَلاَ يَنفكّ مِنْ جَارِيَة حسنَاء، قَرَأْت بِخَطِّ مُحَمَّد بن عَبْدِ الجَلِيْلِ الموقَانِيّ أَنَّ ابْنَ الجَوْزِيّ شَرِبَ البَلاَذُر، فَسَقَطت لِحْيته، فَكَانَتْ قصِيْرَة جِدّاً، وَكَانَ يَخضبهَا بِالسَّوَاد إِلَى أَنْ مَاتَ. قَالَ: وَكَانَ كَثِيْرَ الغَلَطِ فِيمَا يُصنّفه، فَإِنَّهُ كَانَ يَفرغ مِنَ الكِتَاب وَلاَ يَعتبره. قُلْتُ: هَكَذَا هُوَ لَهُ أَوهَام وَأَلوَان مِنْ ترك المرَاجعَة، وَأَخَذَ العِلْم مِنْ صحف، وَصَنَّفَ شَيْئاً لَوْ عَاشَ عُمراً ثَانِياً، لَمَا لحق أَنْ يُحرّره ويتقنه.

قَالَ سِبْطه: جلس جَدِّي تَحْت تربَة أُمّ الخلِيفة عِنْد مَعْرُوف الكَرْخِيّ، وَكُنْت حَاضِراً، فَأَنْشَدَ أَبيَاتاً، قطع عَلَيْهَا المَجْلِس وَهِيَ: الله أَسْأَلُ أَنْ يُطَوِّلَ مُدَّتِي ... لأَنَالَ بِالإِنعَامِ مَا فِي نيّتي لِي همّةٌ فِي العِلْمِ مَا إِنْ مِثْلُهَا ... وَهِيَ الَّتِي جَنَتِ النُّحُوْلَ هِيَ الَّتِي خُلِقَتْ مِنَ العلْقِ العَظِيْمِ إِلَى المُنَى ... دُعِيَتْ إِلَى نَيْلِ الكَمَالِ فَلبَّتِ كَمْ كَانَ لِي مِنْ مجلسٍ لَوْ شُبِّهَتْ ... حَالاَتُه لَتَشَبَّهَتْ بِالجَنَّةِ أَشتَاقُهُ لَمَّا مَضَتْ أَيَّامُهُ ... عُطْلاً وَتُعذَرُ ناقةٌ إِن حَنَّتِ يَا هَلْ لليلاتٍ بجمعٍ عودةٌ ... أَمْ هَلْ عَلَى وَادِي مِنَىً مِنْ نَظرَةِ قَدْ كَانَ أَحلَى مِنْ تَصَارِيفِ الصَّبَا ... وَمِنَ الحَمَامِ مُغَنِّياً فِي الأَيكَةِ فِيْهِ البَدِيْهَاتُ الَّتِي مَا نَالهَا ... خلقٌ بِغَيْرِ مُخَمَّرٍ وَمُبَيَّتِ فِي أَبيَات. وَنَزَلَ، فَمَرِضَ خَمْسَة أَيَّام، وَتُوُفِّيَ لَيْلَة الجُمُعَة بَيْنَ العِشَاءيْنِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فِي دَارِهِ بقَطُفْتَا. وَحكت لِي أُمِّي أَنَّهَا سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ قَبْل مَوْته: أَيش أَعمل بطوَاويس? -يُرَدِّدهَا- قَدْ جبتُم لِي هَذِهِ الطّوَاويس. وَحضر غسله شَيْخنَا ابْن سُكَيْنَة وَقت السّحر، وَغلّقت الأَسواق، وَجَاءَ الْخلق، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنه أَبُو القَاسِمِ عليّ اتفَاقاً، لأَنَّ الأَعيَان لَمْ يَقدرُوا مِنَ الوُصُوْل إِلَيْهِ، ثُمَّ ذهبُوا بِهِ إِلَى جَامِع المَنْصُوْر، فَصلُّوا عَلَيْهِ، وَضَاق بِالنَّاسِ، وَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً، فَلَمْ يَصل إِلَى حفرته بِمَقْبَرَة أَحْمَد إِلَى وَقت صَلاَة الجُمُعَة، وَكَانَ فِي تَمُّوْز، وَأَفطر خلق، وَرَمَوا نُفُوْسهُم فِي المَاء. إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَا وَصل إِلَى حفرته مِنَ الْكَفَن إلَّا قَلِيْل، -كَذَا قَالَ- وَالعهدَة عَلَيْهِ، وَأُنْزِل فِي الحُفْرَة، وَالمُؤَذِّن يَقُوْلُ الله أَكْبَر، وَحزن عَلَيْهِ الخلق، وَبَاتُوا عِنْد قَبْره طول شَهْر رَمَضَان يَخْتِمُوْنَ الختمَات، بِالشّمع وَالقَنَادِيْل، وَرَآهُ فِي تِلْكَ الليَلة المُحَدِّث أَحْمَد بن سَلْمَانَ السُّكَّرُ فِي النَّوْمِ، وَهُوَ عَلَى مِنْبَر مَنْ يَاقُوْت، وَهُوَ جَالِس فِي مَقْعَد صدق وَالمَلاَئِكَة بَيْنَ يَدَيْهِ. وَأَصْبَحنَا يَوْم السَّبْت عَملنَا العزَاء، وَتَكلّمت فِيْهِ، وَحضر خلق عَظِيْم، وَعملت فِيْهِ المرَاثِي، وَمِنَ العَجَائِب أَنَا كُنَّا بَعْد انْقَضَاء العزَاء يَوْم السَّبْت عِنْد قَبْره، وَإِذَا بِخَالِي مُحْيِي الدِّيْنِ قَدْ صعد مِنَ الشّطّ، وَخلفه تَابوت، فَقُلْنَا: نَرَى مَنْ مَاتَ، وَإِذَا بِهَا خَاتُوْن أُمّ مُحْيِي الدِّيْنِ، وَعهدِي بِهَا لَيْلَة وَفَاة

جَدِّي فِي عَافِيَة، فَعد النَّاس هَذَا مِنْ كرامَاته، لأَنَّه كَانَ مغرَىً بِهَا. وَأَوْصَى جدّه أَنْ يُكتب عَلَى قَبْرَه: يَا كَثِيْرَ العَفْوِ عَمَّنْ ... كَثُرَ الذَّنْبُ لَدَيْهِ جَاءكَ المُذْنِبُ يَرْجُو ال ... صَّفْحَ عَنْ جُرْمِ يَدَيْهِ أَنَا ضيفٌ وَجزَاءُ ال ... ضَّيْفِ إحسانٌ إِلَيْهِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَرَجِ عبد الرحمن بن عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ البُرْقَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الوَزَّان، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الأَزْدِيّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن المَدِيْنِيّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ الحِمْصِيّ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَالَ حِيْنَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّداً الوَسِيْلَةَ وَالفَضِيْلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوْداً الَّذِي وعدته، حلت له الشفاعة" 1. وأنبأناه عاليًا بدَرَجَات عَبْد الرَّحْمَانِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الهَيْثَمِ البَلَدِيّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَيَّاشٍ مِثْله، لَكِن زَادَ فِيْهِ: "إلَّا حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ يَوْمَ القِيَامَةِ" فَكَأنَّ شَيْخِي سَمِعَهُ مِنْ أَحْمَد بن إِبْرَاهِيْمَ الإِسْمَاعِيْلِيّ الفَقِيْه. وَكَتَبَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بنُ طَرْخَان، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ مُوَفَّق الدِّيْنِ، قَالَ: ابْنُ الجَوْزِيِّ إِمَام أَهْل عصره فِي الْوَعْظ، وَصَنَّفَ فِي فُنُوْن العِلْم تَصَانِيْف حَسَنَة، وَكَانَ صَاحِبَ فُنُوْن، كَانَ يَصَنّف فِي الفِقْه، وَيدرّس، وَكَانَ حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ، إلَّا أَننَا لَمْ نَرض تَصَانِيْفه فِي السُّنَّةِ، وَلاَ طرِيقته فِيْهَا، وَكَانَتِ العَامَّة يُعظّمونه، وَكَانَتْ تَنْفلتُ مِنْهُ فِي بَعْضِ الأَوقَات كَلِمَات تُنكر عَلَيْهِ فِي السُّنَّةِ، فَيُستفتَى عَلَيْهِ فِيْهَا، ويضيق صدره من أجلها.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 354"، والبخاري "614" و"4719"، وفي "خلق أفعال العباد" "ص29"، وأبو داود "529"، والترمذي "211"، والنسائي "2/ 26-28"، وفي "عمل اليوم والليلة" "46"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 146"، وابن خزيمة "420"، والطبراني في "الصغير" "1/ 420"، والبيهقي "1/ 410"، وابن أبي عاصم في "السنة" "826"، والبغوي "420"، من طرق عن علي بن عياش قال: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن المنكدر، عن جابر، به مرفوعا.

وَقَالَ الحَافِظُ سَيْف الدِّيْنِ ابْن المَجْدِ: هُوَ كَثِيْر الوَهْمِ جِدّاً، فَإِنَّ فِي مَشْيَخته مَعَ صغرهَا أَوْهَاماً: قَالَ فِي حَدِيْث: أَخْرَجَهُ البُخَارِيّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُثَنَّى، عَنِ الفَضْلِ بنِ هِشَامٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنِ الفَضْلِ بنِ مُسَاوِر، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ. وَقَالَ فِي آخَرَ: أَخْرَجَهُ البُخَارِيّ، عَنْ عَبْدِ الله بن منير، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَار، وَبَينَهُمَا أَبُو النَّضْرِ، فَأَسقطه. وَقَالَ فِي حَدِيْث: أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَثْرَم، وَإِنَّمَا هُوَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ. وَقَالَ فِي آخَرَ: أَخْرَجَهُ البُخَارِيّ عَنِ الأُوَيْسِيّ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ فِي آخَرَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَإِنَّمَا هُوَ حَدَّثَنَا حَاتِم. وَفِي آخَرَ: حَدَّثَنَا أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ العُشَارِيّ، وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو طَالِبٍ. وَقَالَ: حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، عَنْ عَفَّانَ بن كَاهِلٍ، وَإِنَّمَا هُوَ هِصَّان بن كَاهِلٍ. وَقَالَ: أَخْرَجَهُ البُخَارِيّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ أَبِي إِيَاسٍ، وَإِنَّمَا هُوَ آدَم. وَفِي وَفَاةِ يَحْيَى بن ثَابِتٍ، وَابْن خُضَيْرٍ، وَابْن المُقَرّبِ ذكر مَا خُولِفَ فِيْهِ. قُلْتُ: هذَة عُيُوب وَحشَة في جزئين. قَالَ السَّيْف: سَمِعْتُ ابْنَ نُقْطَةَ يَقُوْلُ: قِيْلَ لابْنِ الأَخْضَرِ: إلَّا تُجيب عَنْ بَعْض أَوهَام ابْن الجَوْزِيّ? قَالَ: إِنَّمَا يُتَتَبَّع عَلَى مَنْ قل غلطه، فأما هذا، فأوهامه كثيرة. ثُمَّ قَالَ السَّيْفُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً يُعتَمَدُ عَلَيْهِ فِي دِيْنِهِ وَعِلْمِهِ وَعَقْلِهِ رَاضياً عَنْهُ. قُلْتُ: إِذَا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلاَ اعْتِبَار بِهِم. قَالَ: وَقَالَ جَدِّي: كَانَ أَبُو المُظَفَّرِ ابْنُ حَمْدِيٍّ يُنكر عَلَى أَبِي الفَرَجِ كَثِيْراً كَلِمَات يُخَالِف فِيْهَا السُّنَّة. قَالَ السَّيْف: وَعَاتَبَه أبو الفتح بن المَنِّيِّ فِي أَشيَاء، وَلَمَّا بَان تَخْلِيطه أَخيراً، رَجَعَ عَنْهُ أَعيَان أَصْحَابنَا وَأَصْحَابه. وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ العَلْثِيّ يُكَاتِبهُ، وَيُنْكِر عَلَيْهِ. أَنْبَأَنِي أَبُو مَعْتُوْقٍ مَحْفُوْظ بن مَعْتُوْق ابْن البُزُوْرِيّ فِي "تَارِيْخِهِ" فِي تَرْجَمَة ابْن الجَوْزِيّ يَقُوْلُ: فَأَصْبَح في مذهبه إمامًا يُشَار إِلَيْهِ، وَيَعقد الخنصرُ فِي وَقْتِهِ عَلَيْهِ، درّس بِمَدْرَسَة ابْن الشّمحل، وَبمَدْرَسَة الجهَة بَنَفْشَا، وَبمَدْرَسَة الشَّيْخ عَبْد القَادِرِ، وَبَنَى لِنَفْسِهِ مدرسَة بدرب دينار، ووقف عَلَيْهَا كتبه، بَرَعَ فِي العلُوْم، وَتَفَرَّد بِالمَنْثُوْر وَالمنظوم، وَفَاق عَلَى أُدبَاء مصره، وَعلاَ عَلَى فُضلاَء عصره، تَصَانِيْفه تَزِيد عَلَى ثَلاَث مائَة وَأَرْبَعِيْنَ مُصَنّفاً مَا بَيْنَ عِشْرِيْنَ مُجَلَّداً إِلَى كرَّاس، وَمَا أَظَنّ الزَّمَان يَسمح بِمِثْلِهِ، وَلَهُ كِتَاب "الْمُنْتَظِم"، وَكِتَابُنَا ذَيْلٌ عَلَيْهِ.

قَالَ سِبْطه أَبُو المُظَفَّرِ: خَلَّفَ مِنَ الوَلَدِ عَلِيّاً، وَهُوَ الَّذِي أَخَذَ مُصَنَّفَات وَالِده، وَبَاعهَا بيع العبيد، وَلِمَنْ يَزِيْد، وَلَمَّا أُحْدِر وَالِده إِلَى وَاسِط، تَحَيّل عَلَى الكُتُب بِاللَّيْلِ، وَأَخَذَ مِنْهَا مَا أَرَادَ، وَبَاعهَا وَلاَ بِثمن المدَاد، وَكَانَ أَبُوْهُ قَدْ هَجره مُنْذُ سِنِيْنَ، فَلَمَّا امْتحن، صَارَ أَلَباً عَلَيْهِ. وَخلّف يُوْسُف مُحْيِي الدِّيْنِ، فَولِي حسبَة بَغْدَاد فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَترسّل عَنِ الخُلَفَاء إِلَى أَنْ وَلِي فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ أُسْتَاذ دَارِية الخِلاَفَة. وَكَانَ لجدِّي وَلد أَكْبَرُ أَوْلاَده اسْمه عَبْد العَزِيْزِ، سَمَّعَهُ مِنَ الأُرْمَوِيّ وَابْن نَاصِر، ثُمَّ سَافر إِلَى المَوْصِل، فَوَعَظ بِهَا، وَبِهَا مَاتَ شَابّاً، وَكَانَ لَهُ بنَات: رَابِعَةُ أُمِّي، وَشَرَف النِّسَاءِ، وَزَيْنَب، وَجَوْهَرَة، وَسِتّ العُلَمَاءِ الصّغِيرَة.

لؤلؤ العادلي، حماد بن هبة الله

لؤلؤ العادلي، حماد بن هبة الله: 5369- لُؤْلُؤٌ العَادِلِيُّ 1: الحَاجِبُ مِنْ أَبْطَالِ الإِسْلاَمِ، وَهُوَ كَانَ المَنْدُوْبُ لِحَرْبِ فِرنج الكَرَك الَّذِيْنَ سَارُوا لأَخْذِ طيبَة، أَوْ فِرنج سِوَاهُم سَارُوا فِي البحر المالح، فلم يسر لُؤْلُؤ إلَّا وَمَعَهُ قُيُود بَعْددهُم، فَأَدْرَكهُم عِنْد الْفَحْلَتَيْنِ، فَأَحَاط بِهِم، فَسلّمُوا نُفُوْسهُم، فَقيّدهُم، وَكَانُوا أَكْثَر مِنْ ثَلاَث مائَة مقَاتل، وَأَقْبَلَ بِهِم إِلَى القَاهِرَة، فَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً. وَكَانَ شَيْخاً أَرمنِيّاً مِنْ غلمَان العَاضد، فَخدم مَعَ صَلاَح الدِّيْنِ، وَعُرف بِالشَّجَاعَة وَالإِقدَام، وَفِي آخِرِ أَيَّامه أَقْبَل عَلَى الخَيْر وَالإِنفَاق فِي زَمَنِ قَحط مِصْر، وَكَانَ يَتَصَدَّق فِي كُلِّ يَوْم بِاثْنَيْ عشرَ أَلف رَغِيْف مَعَ عِدَّة قُدُور مِنَ الطَّعَام. وَقِيْلَ: إِنَّ الملاعِين التجؤُوا مِنْهُ إِلَى جبل، فَترَجَّل، وَصعد إِلَيْهِم فِي تِسْعَة أَجنَاد، فَأَلقَى فِي قُلُوْبهم الرّعب، وَطَلَبُوا مِنْهُ الأَمَان، وَقُتلُوا بِمِصْرَ، تَولَّى قتلهُم العُلَمَاء وَالصَّالِحُوْنَ. تُوُفِّيَ لُؤْلُؤ -رَحِمَهُ الله- بِمِصْرَ فِي صَفَرٍ سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. 5370- حَمَّادُ بنُ هِبَةِ الله 2: ابن حماد بن الفضل، الإمام المحدث، الصادق، أبو الثناء الحَرَّانِيُّ التَّاجِرُ السَّفَّارُ. رَحل إِلَى مِصْرَ وَالعِرَاق وَخُرَاسَانَ، وَكَتَبَ، وَخَرَّجَ وَأَفَاد. وَلَهُ نَظْمٌ، وَأَدب، وسيرة حميدة. روى عن: إسماعيل بن السمرقندي، -وهو أكبر شيوخه- وأبي بكر بن الزاغوني،

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 336-337". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 181"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 335".

وسعيد بن البَنَّاءِ، وَأَبِي النَّضْرِ الفَامِيّ، وَسَالِم بن عَبْدِ اللهِ العُمَرِيّ، وَعَبْد السَّلاَّم بن أَحْمَدَ الإِسكَاف، وَابْن رِفَاعَةَ، وَالسِّلَفِيّ، وَابْن البَطِّيِّ، وَخَلْق. حَدَّثَ عَنْهُ: عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ العُلَيْمِيّ، وَابْن أُخْته محمد بن عماد، والتاج بن أَبِي جَعْفَرٍ، وَطَائِفَة. وَأَجَازَ لأَحْمَدَ بن أَبِي الخَيْرِ. وَكَانَ لَهُ عَمل جَيِّد فِي الحَدِيْثِ. قَالَ ابْن النَّجَّارِ: قَرَأْت بِخَطِّ حَمَّاد الحَرَّانِيّ: مَوْلِدِي بَعْد سِتِّيْنَ يَوْماً مِنْ سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ بِحَرَّانَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَفِيْهَا: تُوُفِّيَ أَحْمَد بن تَزمش الخَيَّاط، وَأَسَعْد بن أَحْمَدَ بنِ أَبِي غَانِم الثَّقَفِيّ الفَقِيْه، أَخُو زَاهِر، عَنْ ثَلاَث وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَأَبُو طَاهِرٍ الخُشُوْعِيّ، وَالمُحَدِّثُ الشَّرِيْف جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ العَبَّاسِيّ شَابّاً، وَسَعْد بن طَاهِرٍ المزدقَانِيّ الأَمِيْر، وَأَبُو بَحْرٍ صَفْوَان بن إِدْرِيْسَ المُرْسِيّ الكَاتِب أَحَد البلغَاء الكِبَار، وَعَبْد اللهِ بن أَبِي المَجْدِ الحَرْبِيّ رَاوِي المُسْنَد، وَالقَاضِي عَبْد الرحمن بن أَحْمَدَ ابْنِ العُمَرِيِّ عَنْ بِضْع وَثَمَانِيْنَ سنةً. وزين القضاة عبد الرحمن بن سُلْطَان القُرَشِيّ الزكوِيّ، وَعَبْد الرَّحِيْمِ بن أَبِي القَاسِمِ الجُرْجَانِيّ الشَّعْرِيّ أَخُو زَيْنَب، وَخَطِيْب دِمَشْق ضِيَاء الدِّيْنِ الدَّوْلَعِيّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ يَعِيشَ البَغْدَادِيّ، وَقَاضِي القُضَاةِ مُحْيِي الدِّيْنِ مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّد بن الزَّكِيِّ، وَأَبُو الهمَامِ مَحْمُوْد بن عَبْدِ المنعم التميمي، وهبة الله بن الحسن بن السِّبْطِ، وَأَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ البُوصِيْرِيّ.

الشهاب الطوسي

5371- الشهاب الطوسي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَالِمُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، شِهَابُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَتْحِ، مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ مُحَمَّدٍ الخُرَاسَانِيُّ الطُّوْسِيُّ صَاحِبُ الفَقِيْهِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ، وَغَيْرِهِ. وَقَدِمَ بَغْدَادَ، وَعَظُمَ قَدْرُهُ، وَصَاهر قَاضِي القُضَاةِ أَبَا البركات بن الثَّقَفِيِّ، ثُمَّ حَجَّ، وَأَتَى مِصْر سَنَة تِسْعٍ وسبعين، ونزل بالخانقاه، وتردد إليه الفقهاء.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 159"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 327-328".

وَرَوَى عَنْهُ: الإِمَام بَهَاء الدِّيْنِ ابْن الجُمَّيْزِيِّ، وَشِهَاب الدِّيْنِ القُوْصِيّ. ثُمَّ درّس بِمَنَازِل العِزّ، وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّة، وَكَانَ جَامِعاً لِلْفنُوْن، غَيْر مُحتفلٍ بِأَبْنَاء الدُّنْيَا. وَعظ بِجَامِع مِصْر مُدَّة. قَالَ الإِمَامُ أَبُو شَامَةَ: قِيْلَ: إِنَّهُ قَدِمَ بَغْدَادَ، فَكَانَ يَرْكُب بِالسّنجق وَالسُّيوف المسلّلَة وَالغَاشيَة وَالطّوق فِي عُنُق البَغْلَة، فَمُنِعَ مِنْ ذَلِكَ، فَسَافر إِلَى مِصْرَ، وَوعظ، وَأَظهر مَقَالَة الأَشْعَرِيّ، فَثَارت الحنَابلة، وَكَانَ يَجرِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَيْن الدِّيْنِ ابْن نُجَيَّةَ كَبِيْرهُم العَجَائِب وَالسّبُّ. قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ سُئِلَ: أَيُّمَا أَفْضَلُ دَم الحُسَيْن، أَوْ دَم الحَلاَّجِ? فَاسْتعظم ذَلِكَ، قَالُوا: فَدم الحَلاَّج كتب عَلَى الأَرْضِ: الله، الله، وَلاَ كَذَلِكَ دَمُ الحُسَيْن?! قَالَ: المتَّهم يَحتَاج إِلَى تَزكية! قُلْتُ: لَمْ يَصحَّ هَذَا عَنْ دَم الحَلاَّج، وَليسَا سَوَاء: فَالحُسَيْن -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- شَهِيد قُتِلَ بِسيف أَهْل الشَّرّ، وَالحَلاَّج فَقُتل عَلَى الزَّنْدَقَة بِسيف أَهْل الشّرع. وَقَالَ المُوَفَّق عَبْد اللَّطِيْفِ: كَانَ طُوَالاً، مَهِيْباً، مِقْدَاماً، سَادّ الجَوَاب فِي المحَافل، أَقْبَل عَلَيْهِ تَقِيّ الدِّيْنِ عُمَر، وَبَنَى لَهُ مَدْرَسَة، وَكَانَ يُلقِي الدّرس مِنْ كِتَاب، وَكَانَ يَرتَاعه كُلّ أَحَد، وَهُوَ يَرتَاع مِنَ الخُبُوْشَانِيّ، وَيَتضَاءل لَهُ، وَكَانَ يَحمق بظرَافَة، وَيَتيه عَلَى المُلُوْك بلباقَة، وَيُخَاطب الفُقَهَاء بصرَامَة، عرض لَهُ جُدَرِيّ بَعْد الثَّمَانِيْنَ عَمّ جسده، وجاء يوم عيد، وَالسُّلْطَان بِالمَيْدَان، فَأَقْبَل الطُّوْسِيّ وَبَيْنَ يَدَيْهِ مُنَادٍ يُنَادِي: هَذَا ملك العُلَمَاء، وَالغَاشيَة عَلَى الأَصَابع، فَإِذَا رَآهَا المُجَّان، قرَأَوا: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغَاشِيَةِ: 1] ، الغَاشِيَةُ فَتفرّق الأُمَرَاء غَيظاً مِنْهُ. وَجَرَى لَهُ مَعَ العَادل وَمَعَ ابْن شكر قضَايَا عَجِيْبَة، لما تَعرضُوا لأَوقَاف المدَارس، فَذبّ عَنِ النَّاس، وَثبت. قَالَ ابْن النَّجَّارِ: مَاتَ بِمِصْرَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَحمله أَوْلاَد السُّلْطَان عَلَى رِقَابِهِم، رَحِمَهُ الله.

السديد، البوصيري

السديد، البوصيري: 5372- السديد 1: إِمَامُ الطِّبِّ، بقرَاطُ العَصْرِ، شَرَفُ الدِّيْنِ، أَبُو المَنْصُوْرِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ دَاوُدَ بنِ مُبَارَكٍ. أَخَذَ الفنّ عَنْ أَبِيْهِ الشَّيْخ السَّدِيْد، وَعدلاَنَ بن عَيْن زَرْبِيّ. وَسَمِعَ بِالثَّغْرِ مِنِ ابْنِ عَوْفٍ، وَصَارَ رَئِيْس الأَطبَّاء بِمِصْرَ، وَخدم ملوكهَا، وَأَخَذَ عَنْهُ الأَطبَّاء، وَأَقْبَلت عَلَيْهِ الدُّنْيَا، وَخدم العَاضد صَاحِب مِصْر، وَطَالَ عُمُرُهُ. أَخَذَ عَنْهُ شَيْخ الأَطبَّاء النَّفِيْس بن الزُّبَيْرِ، فَرَوَى عَنْهُ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ أَبِيْهِ عَلَى الْآمِر العُبَيْدِيّ. وَحَكَى ابْنُ أَبِي أُصَيْبِعَةَ عَنْ أَسَعْدِ الدِّيْنِ أَنَّ السَّديْد حَصَلَ لَهُ فِي نهار ثَلاَثُوْنَ أَلْفَ دِيْنَار. وَنَقَلَ عَنْهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ خَتَنَ وَلَدَيِ الحَافِظ لِدِيْنِ اللهِ، فَحصَلَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ نَحْو خَمْسِيْنَ أَلْفَ دِيْنَار. وَكَانَ السُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ يَحترمه، وَيَعتمد عَلَى طبّه. مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وقيل: اسمه داود. 5373- البوصيري2: الشَّيْخُ العَالِمُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّة، أَمِيْن الدِّيْنِ، أَبُو القَاسِمِ، سَيِّدُ الأَهْلِ، هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ سعُوْدِ بنِ ثَابِتِ بنِ هَاشِمِ بنِ غَالِبٍ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ، المُنَسْتِيْريُّ الأَصْلِ البوصيري المِصْرِيُّ، الأَدِيْبُ الكَاتِبُ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مَعَ السِّلَفِيّ مِنْ أَبِي صَادِق مُرْشِد بن يَحْيَى المَدِيْنِيّ، وَمُحَمَّد بن بَرَكَات السعيدي، وأبي الحسن علي بن الفَرَّاءِ، وَالفَقِيْه سُلْطَان بن إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ، وَالخفرَة بِنْت فَاتكٍ، وَجَمَاعَة. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله بن الحطاب الرازي، وأبو الحسن بن الفَرَّاءِ. وَسَمِعَ مِنَ الرَّازِيّ أَيْضاً، وَمِنَ السِّلَفِيّ، وَحَدَّثَ وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ، وَرُحِلَ إِلَيْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحُفَّاظ: عَبْد الغَنِيِّ، وَابْن المُفَضَّلِ، وَالضِّيَاء، وَابْن خليل، وأبو الحسن

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 309". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 778"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 182"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "4/ 338" ووقع عنده [ابن مسعود] بدل [ابن سعود] .

السخاوي، وأبو سليمان بن الحَافِظِ، وَخَطِيْب مَرْدَا، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَكَارِم، وأبو عمرو بن الحَاجِبِ، وَإِسْمَاعِيْل بن عَزُّوْنَ، وَإِسْمَاعِيْل بن صَارم، وَعَبْد اللهِ بن علاق، وَعَبْد الغَنِيِّ بن بَنِينَ، وَعَدَد كَثِيْر. وَأَجَازَ لِشيخنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ، بَلْ وَأَجَازَ لِمَنْ أَدْرَكَ حيَاته، نَقل ذَلِكَ المُحَدِّث حَسَن بن عَبْدِ البَاقِي الصَّقَلِّيّ فِيمَا قرَأَه بِخَطِّهِ المُحَدِّث أَحْمَد بن الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ الشَّيْخُ الضِّيَاء: كَانَ قَدْ ثقُلَ سَمْعَهُ، وَكَانَ يَسْمَع بِأُذُنِهِ اليُسْرَى أَجْوَد، وَكَانَ شرساً، شَاهِدته وَشيخنَا عَبْد الغَنِيِّ يَقرَأُ عَلَيْهِ مِنَ البُخَارِيّ حَدِيْث: "لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ" 1 فَقَالَ: لَيْسَ فِيْهَا "يحيي ويميت". تُوُفِّيَ البُوْصِيْرِيُّ فِي ثَانِي صفر سَنَة ثَمَانٍ وتسعين وخمس مائة.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "844"، ومسلم "593"، وأبو داود "1505"، والنسائي "3/ 70".

ابن موقى

5374- ابن موقى 1: الشَّيْخُ الفَقِيْهُ، المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، أَبُو القَاسِمِ، عبد الرحمن بنُ مَكِّيٍّ بنِ حَمْزَةَ بنِ مُوَقَّى بنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ السَّعْدِيُّ الثَّغْرِيُّ المَالِكِيُّ التَّاجِرُ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ عَلاَّسٍ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الرَّازِيّ "مَشْيَخته" وَأَجَازَ لَهُ، وَهُوَ خَاتمَة أَصْحَابه. حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ المُفَضَّلِ، وَالزَّيْن مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بن النَّحْوِيِّ، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ اللَّخْمِيّ، وأحمد بن عبد الله بن النَّحَّاسِ، وَأَخُوْهُ مَنْصُوْر، وَجَعْفَر بن تَمَّام، وَالحُسَيْن وَعَبْد اللهِ ابْنَا أَحْمَدَ بنِ خُلَيْد الكِنَانِيّ، وَالحَسَن بن عُثْمَانَ المُحْتَسِب، وَهِبَة اللهِ بن رُوَيْنَ، وَعُثْمَان بن هِبَةِ اللهِ بنِ عَوْفٍ، وآخرون آخرهم ابن عوف. قَالَ الحَافِظُ عَبْد العَظِيْمِ المُنْذِرِيّ: لَمْ يَزَلْ صَحِيْح السَّمْع وَالبصر وَالجَسَد إِلَى أَنْ مَاتَ، وَتَصدّق مِنْ ثلثه بِأَلف دِيْنَار بَعْد مَوْته. تُوُفِّيَ فِي سَلْخِ رَبِيْع الآخِرِ سَنَةَ تِسْعٍ وتسعين وخمس مائة، وله أربع وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ قَحْطَبَة الفَرْغَانِيّ ثُمَّ البَغْدَادِيّ بن أُشْنَانَة، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ دَهْبَل بن كَارِهٍ الحَرِيْمِيّ، وَقَاضِي فَاس أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى التَّادَلِيّ الفَاسِيّ، وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عليَّانَ الحَرْبِيّ، وَالوَاعِظ زَيْن الدِّيْنِ عَلِيّ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَجَا الحَنْبَلِيّ بِالشَّارع، وَعَلِيّ بن حَمْزَةَ الكَاتِب بِمِصْرَ، وَعَلِيّ بن خَلَف بن مَعْزُوْز بِالمُنْيَةِ، وَالسُّلْطَان غِيَاث الدِّيْنِ مُحَمَّد بن سَام بن حُسَيْنٍ الغُوْرِيّ، وَقَاضِي القُضَاةِ بِبَغْدَادَ ضِيَاء الدِّيْنِ القَاسِم بن يَحْيَى الشّهروزِيّ، ثُمَّ قَاضِي حمَاة، وَالزَّاهِد الكَبِيْر أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرَشِيّ الأَنْدَلُسِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي جَمْرَةَ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، وَشِهَاب الدِّيْنِ محمد بن يوسف الغزنوي بالقاهرة، والمبارك بن المَعْطُوْشِ، وَمَحْمُوْد بن أَحْمَدَ العَبْدَكَوِيّ، وَمَسْعُوْد بن عَبْدِ اللهِ بنِ غَيْثٍ الدَّقَّاق، وَيُوْسُف بن الطفيل الدمشقي.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 183".

ابن نجية

5375- ابن نجية 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ الرَّئِيْسُ الجَلِيْلُ الوَاعِظُ، الفَقِيْهُ، زين الدين، أبو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَجَا بنِ غَنَائِمَ الأَنْصَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ نَزِيْلُ الشَّارعِ بِمِصْرَ، ويعرف بابن نجية. ولد بدمشق في سَنَة ثَمَانٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ قُبَيْسٍ المَالِكِيِّ، وَمِنْ خَالِهِ شَرَفِ الإِسْلاَمِ، عَبْدُ الوَهَّابِ ابْنُ الشَّيْخِ أَبِي الفَرَجِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ الحَنْبَلِيِّ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الأَشْقَرِ، وَأَبِي سَعِيْدٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيِّ، وَابْنِ نَاصِرٍ، وَمَوْهُوْبِ بنِ الجَوَالِيْقِيِّ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ جَامِعَ أَبِي عِيْسَى مِنْ عَبْدِ الصَّبُوْرِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الهَرَوِيِّ، وَسَمِعَ مِنَ الحَافِظِ عَبْدِ الخَالِقِ اليُوْسُفِيِّ، وَسَعْدِ الخَيْرِ الأَنْصَارِيِّ، وَتَزَوَّجَ بَابْنتِهِ المُسْنِدَةِ فَاطِمَةَ. كتب عَنْهُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ حكَايةً. وَوعظَ بِجَامِعِ القَرَافَةِ مُدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ خَلِيْلٍ، والشيخ الضياء، ومحمد بن البهاء، وأبو سُلَيْمَانَ ابْنُ الحَافِظِ، وَالزَّكِيُّ المُنْذِرِيُّ، وَعَبْدُ الغَنِيِّ بنُ بَنِينَ، وَالحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ أَيْضاً. وَبِالإِجَازَةِ: أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ، وَغَيْرُهُ. وَكَانَ صدراً مُحْتَشِماً نبيلاً، ذَا جَاهٍ وَرِيَاسَةٍ وَسُؤْدُدٍ وَأَمْوَالٍ وتجمل وافر، واتصال بالدولة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 183-184".

تَرَسَّلَ لنُوْرِ الدِّيْنِ إِلَى الدِّيْوَانِ العَزِيْزِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ مليحَ الوعظِ، لطيفَ الطَّبعِ، حلوَ الإِيرَادِ، كَثِيْرَ المَعَانِي، مُتَدَيِّناً، حَمِيْدَ السِّيرَةِ، ذَا مَنْزِلَةٍ رفِيعَةٍ، وَهُوَ سِبْطُ الشَّيْخِ أَبِي الفَرَجِ. قَالَ أَبُو شَامَةَ: كَانَ كَبِيْرَ القَدْرِ، مُعَظَّماً عِنْدَ صَلاَحِ الدِّيْنِ، وَهُوَ الَّذِي نَمَّ عَلَى الفَقِيْهِ عُمَارَةَ اليَمَنِيِّ وَأَصْحَابِهِ بِمَا كَانُوا عزمُوا عَلَيْهِ مِنْ قَلْبِ الدَّوْلَةِ، فَشنقَهُم صَلاَحُ الدِّيْنِ وَكَانَ صَلاَحُ الدِّيْنِ يُكَاتِبُهُ، وَيُحضِرُهُ مَجْلِسَهُ، وَكَذَلِكَ وَلدُهُ الملكُ العَزِيْزُ مِنْ بَعْدِهِ، وَكَانَ وَاعِظاً مُفَسِّراً، سَكَنَ مِصْرَ، وَكَانَ لَهُ جَاهٌ عَظِيْمٌ، وَحُرمَةٌ زَائِدَةٌ، وَكَانَ يَجرِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشِّهَابِ الطُّوْسِيِّ العَجَائِبُ، لأَنَّه كَانَ حَنْبَليّاً، وَكَانَ الشِّهَابُ أَشعرِيّاً وَاعِظاً. جلسَ ابْنُ نُجَيَّةَ يَوْماً فِي جَامِعِ القرَافَةِ، فَوَقَعَ عَلَيْهِ وَعَلَى جَمَاعَةٍ سقفٌ، فَعملَ الطُّوْسِيُّ فَصْلاً ذَكَرَ فِيْهِ: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النَّحْلُ: 26] . جَاءَ يَوْماً كلبٌ يَشقُّ الصُّفوفَ فِي مَجْلِسِ ابْنِ نُجَيَّةَ، فَقَالَ: هَذَا من هناك، وأشار إلى جهة الطوسي. قَالَ أَبُو المُظَفَّرِ السِّبْطُ: اقتنَى ابْنُ نُجَيَّةَ أَمْوَالاً عَظِيْمَةً، وَتنعَّمَ تَنعُّماً زَائِداً، بِحَيْثُ أَنَّهُ كَانَ فِي دَارِهِ عِشْرُوْنَ جَارِيَةً لِلْفِرَاشِ، تُسَاوِي كُلُّ وَاحِدَةٍ أَلفَ دِيْنَارٍ وَأَكْثَرَ، وَكَانَ يُعمَلُ لَهُ مِنَ الأَطعمَةِ مَا لاَ يُعمَلُ لِلمُلُوْكِ، أَعْطَاهُ الخُلَفَاءُ وَالمُلُوْكُ أَمْوَالاً جَزِيْلَةً. قَالَ: وَمَعَ هَذَا مَاتَ فَقيراً كفَّنَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ. قَالَ المُنْذِرِيُّ: مَاتَ فِي سَابعِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَمَاتَتْ بَعْدَهُ زوجتُهُ فَاطِمَةُ بسنة.

علي بن حمزة

5376- علي بن حمزة 1: ابن علي بن طلحة بن علي، الشَّيْخُ الجَلِيْلُ أَبُو الحَسَنِ بنُ أَبِي الفُتُوْحِ، الكَاتِبُ البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ. وَسَمِعَ مِنْ هِبَةِ اللهِ بنِ الحُصَيْنِ، وَوَلِيَ الحجَابَةَ بِبَابِ النّوْبِيِّ، وَكَانَ يَكتبُ خَطّاً بَدِيْعاً، وَسَكَنَ مصر. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ خَلِيْلٍ، وَالضِّيَاءُ، وَخَطِيْبُ مَرْدَا، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ أَبُوْهُ وَكيلاً لِلمُسْترشدِ بِاللهِ. مَاتَ عليٌّ فِي غرَّةِ شَعْبَان سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِمِصْرَ. كَانَ أَبُوْهُ أَخَا المُسْترشدِ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَبَلَّغَهُ أَعْلَى المَرَاتِبِ، وَبعدَهُ تَزَهَّدَ، وَلَزِمَ العِبَادَةَ، وَبَنَى مَدْرَسَةً لِلشَافِعِيَّةِ، وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ بيَانٍ الرَّزَّازُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 184"، وشذرات الذهب "4/ 342".

ابن المارستانية، ابن أبي جمرة

ابن المارستانية، ابن أبي جمرة 5377- ابن المارستانية 1: الصَّدْرُ الكَبِيْرُ، الأَدِيْبُ البَلِيْغُ، أَبُو بَكْرٍ عُبَيْدُ الله بن علي بن نصر بن حمزة التيمي. قرَأَ الفِقْهَ وَالآدَابَ، وَصَنَّفَ وَسَادَ، إلَّا إِنَّهُ زَوَّرَ لِنَفْسِهِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ الأُرْمَوِيِّ. وَقَدْ سَمِعَ مِنِ ابْنِ البَطِّيِّ وَطَبَقَتِهِ، وَقرَأَ الكَثِيْرَ، وَحصَّلَ، وَقرَأَ الطِّبَّ وَالفَلْسَفَةَ، وَعَمِلَ الكِتَابَةَ، ثُمَّ نُفِّذَ رَسُوْلاً إِلَى ابْنِ البَهْلوَانِ، فَمَاتَ بتَفْلِيْسَ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. وَكَانَ كَذَّاباً. 5378- ابن أبي جمرة 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ المَغْرِبِ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُوْسَى بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ وَليدِ بنِ أَبِي جَمْرَةَ الأُمَوِيُّ، مَوْلاَهُم، الأَنْدَلُسِيُّ المُرْسِيُّ. سَمِعَ الكَثِيْرَ مِنْ وَالِدِهِ، مِنْ ذَلِكَ: التَّيْسِيْر لأَبِي عَمْرٍو الدَّانِيِّ، بِإِجَازتِهِ مِنَ الدَّانِيِّ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَسودَ، وَمِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَحْرٍ سفيان بن العاص، والفقيه أبو الوليد بن رُشْدٍ، وَأَبُو الحَسَنِ شُرَيحٌ، وَخَلْقٌ. وَقَدْ عرضَ "المدونة" على أبيه. قَالَ الأَبَّارُ: عُنِيَ بِالرَّأْيِ وَحفظهُ، وَوَلِيَ خُطَّةَ الشُّوْرَى وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَتَقلَّدَ قَضَاءَ مُرْسِيَةَ وَشَاطِبَةَ مَرَّاتٍ، وَكَانَ بَصِيْراً بِمَذْهَبِ مالك، عاكفًا عَلَى نشرِهِ، فَصِيْحاً، حَسَنَ البيَانِ، عدلاً، جزلاً، عرِيقاً فِي النَّباهَةِ وَالوجَاهَةِ. صَنَّفَ كِتَابَ "نَتَائِج الأَفكَارِ فِي معَانِي الآثَارِ" أَلَّفَهُ عِنْدَمَا أَوقعَ السُّلْطَانُ بِالمَالِكِيَّةِ، وَأَمرَ بِإِحرَاقِ "المُدَوَّنَةِ"، وَلَهُ "إِقليدُ الإِقليدِ المُؤدِّي إِلَى النَّظَرِ السَّديْدِ". قرَأَ عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَوْطِ اللهِ "المُوَطَّأَ" بِسَمَاعِهِ مِنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ قِرَاءةً. وَتَكلَّمَ فِيْهِ بَعْضُ النَّاسِ بكَلاَمٍ لاَ يَقدَحُ فِيْهِ. وَحَدَّثَ عَنْهُ أَبُو عُمَرَ بنُ عَاتٍ وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ زُلاَلٍ. وَكَتَبَ إِلَيَّ بِالإِجَازَةِ، وَأَنَا ابْنُ عَامَيْنِ، وَهُوَ أَعْلَى شُيُوْخِي إِسْنَاداً. مَاتَ بِمُرْسِيَةَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ أَبُو الرَّبِيْعِ بنُ سَالِمٍ: ظهرَ مِنْهُ فِي بَابِ الرِّوَايَةِ اضطرَابٌ طَرَّقَ الظِّنَّةَ إِلَيْهِ، وَأَطلَقَ الأَلسَنَةَ عَلَيْهِ. قُلْتُ: وَقَدْ سَمِعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ التَّيْسِيْرَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ جوبر بِسَمَاعِهِ مِنْهُ.

_ 1 ترجمته في لسان الميزان "4/ ترجمة 218"، وشذرات الذهب "4/ 339". 2 ترجمه في شذرات الذهب لابن العماد "4/ 342".

الهاشمي، ابن المعطوش

الهاشمي، ابن المعطوش: 5379- الهاشمي 1: القُدْوَةُ الرَّبَّانِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ القُرَشِيُّ الهَاشِمِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، مِنَ الجَزِيْرَةِ الخَضْرَاءِ، لَهُ كَرَامَاتٌ فِيمَا يُقَالُ وَأَحْوَالٌ. نزلَ بَيْتَ المَقْدِسِ، وَصحِبَهُ الصَّالِحُوْنَ. صحِبَ جَمَاعَةً، وَلَهُ جَلاَلَةٌ عَجِيْبَةٌ وَشُهْرَةٌ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ رَحِمَهُ الله. 5380- ابن المعطوش 2: الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ، المُعَمَّرُ، أَبُو طَاهِرٍ، المُبَارَكُ بن المبارك بن هبة الله بن المَعْطُوْشِ الحَرِيْمِيُّ البَغْدَادِيُّ العَطَّارُ، أَخُو أَبِي القَاسِمِ المبارك. ولد في رجب سنة Results الهاشمي، ابن المعطوش الهاشمي، ابن المعطوش: 5379- الهاشمي 1: القُدْوَةُ الرَّبَّانِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ القُرَشِيُّ الهَاشِمِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، مِنَ الجَزِيْرَةِ الخَضْرَاءِ، لَهُ كَرَامَاتٌ فِيمَا يُقَالُ وَأَحْوَالٌ. نزلَ بَيْتَ المَقْدِسِ، وَصحِبَهُ الصَّالِحُوْنَ. صحِبَ جَمَاعَةً، وَلَهُ جَلاَلَةٌ عَجِيْبَةٌ وَشُهْرَةٌ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ رَحِمَهُ الله. 5380- ابن المعطوش 2: الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ، المُعَمَّرُ، أَبُو طَاهِرٍ، المُبَارَكُ بن المبارك بن هبة الله بن المَعْطُوْشِ الحَرِيْمِيُّ البَغْدَادِيُّ العَطَّارُ، أَخُو أَبِي القَاسِمِ المُبَارَكِ. وُلِدَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِ مائة. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن المهدي، وأبي الغَنَائِمِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَهِبَةِ اللهِ بنِ الحُصَيْنِ وَحَدَّثَ عَنْهُ بِجَمِيْعِ "المُسْنَدِ"، وَأَبِي المَوَاهِبِ أَحْمَدَ بنِ ملوك، والقاضي أبي بك، وَهُوَ آخرُ مَنْ سَمِعَ مِنِ ابْنِ المَهْدِيِّ وَابْنِ المُهْتَدِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ خليل، وابن النجار، وأبو موسى بن الحَافِظِ، وَاليَلْدَانِيُّ، وَابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالنَّجِيْبُ، وَآخَرُوْنَ. وبالإجازة ابن أبي الخير، والفخر بن البُخَارِيِّ. قَالَ ابْن الدُّبَيْثِيِّ: سَمَاعُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَكَانَ يَقِظاً فَطِناً صَحِيْحَ السَّمَاعِ. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: تُوُفِّيَ فِي عَاشرِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَكَانَ سَمَاعُهُ صَحِيْحاً. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ كَثِيْراً. وَكَانَ شَيْخاً مُتيقِّظاً، لطيفَ الطَّبعِ، مليحَ النَّادرَةِ، سرِيعَ الجَوَابِ، مِنْ مَحَاسِنِ النَّاسِ، قَرَأَ القُرْآنَ، وَطَلَبَ الحَدِيْثَ بِنَفْسِهِ، وَقرَأَ عَلَى المَشَايِخِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ، وَعُمِّرَ حَتَّى تَفَرَّدَ بِأَكْثَر مَرْوِيَّاتِهِ. وحدث بمسند أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ مَرَّاتٍ، وَكَانَتِ الرِّحلةُ إِلَيْهِ. وَمتَّعَهُ اللهُ بِسَمْعِهِ وَبصرِهِ وَعقلِهِ إِلَى حِيْنِ وَفَاتِهِ، وَكَانَ مُكْرِماً لِمَنْ يَقصدُهُ مِنَ الطَّلبَةِ، بسامًا، مزاحًا.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "4/ ترجمة 632"، والنجوم الزاهرة "6/ 184"، وشذرات الذهب "4/ 342". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 184"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 343" ووقع عنده [ابن المعطوس] بالسين المهملة بدل [ابن المعطوش] بالشين المعجمة.

العجلي

5381- العجلي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، مُفْتِي العَجَمِ، مُنْتَخَبُ الدِّينِ، أَبُو الفُتُوْحِ، أَسَعْدُ بنُ أَبِي الفَضَائِلِ مَحْمُوْدِ بنِ خَلَفِ بنِ أَحْمَدَ العِجْلِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ الوَاعِظُ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسمِعَ مِنْ فَاطِمَةَ الجُوْزْدَانِيَّةَ "المُعْجَمَ الصَّغِيْرَ" وَبَعْضَ "الكَبِيْرِ" أَوْ جَمِيْعَهُ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ الحَافِظِ، وَغَانِمِ بنِ أَحْمَدَ وَجَمَاعَةٍ. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ فِي الكُهُوْلَة مِنِ ابْنِ البَطِّيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نِزَارٍ رَبِيْعَةُ اليَمَنِيُّ، وَالحَافِظُ الضِّيَاءُ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَأَجَازَ لابْنِ أَبِي الخَيْرِ وَابْنِ البُخَارِيِّ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الشَّافِعِيَّةِ. لَهُ تَصَانِيْفُ. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: كَانَ زَاهِداً، لَهُ معرفة تامة بالمذهب، وكان يأكل مِنَ النَّسْخِ، وَعَلَيْهِ كَانَ المعتمَدُ فِي الفَتْوَى بِأَصْبَهَانَ. وَقَالَ القَاضِي ابْنُ خَلِّكَانَ: هُوَ أَحَدُ الفُقَهَاءِ الأَعيَانِ، لَهُ كِتَابٌ فِي شَرْحِ مُشكلاَتِ "الوجِيْزِ" وَ"الوسيطِ" لِلْغزَالِيِّ، وَكِتَابُ "تَتمَّة التَّتِمَّة". تُوُفِّيَ بِأَصْبَهَانَ فِي الثَّانِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ صفرٍ سَنَةَ سِتِّ مائَةٍ. وَقَالَ الحَافِظُ الضِّيَاءُ: شَيْخُنَا هَذَا كَانَ إِمَاماً مُصَنِّفاً، أَملَى وَوعظَ، ثُمَّ تَرَكَ الوعظَ، جمعَ كِتَاباً سَمَّاهُ "آفَاتِ الوُعَّاظِ"، سمعت منه "المعجم الصغير" للطبراني.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 186"، ووقع عند [أبو الفتح] بدل [أبو الفتوح] وشذرات الذهب "4/ 344".

الصفار

5382- الصفار 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، المُعَمَّرُ، فَخرُ الإِسْلاَمِ، أَبُو سَعْدٍ، عَبْدُ اللهِ ابْنُ العَلاَّمَةِ أَبِي حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرِ ابْنِ فَقِيْهِ خُرَاسَانَ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ حَبِيْبِ ابْنِ الصَّفَّارِ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ جدِّهِ لأُمِّهِ الإِمَامِ أَبِي نصر بن القُشَيْرِيّ، فَكَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى عَنْهُ، وَسَمِعَ مِنَ الفُرَاوِيِّ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ"، وَمِنْ عَبْدِ الجَبَّارِ بن مُحَمَّدٍ الخُوَارِيِّ، وَزَاهِرِ بنِ طَاهِرٍ، وَالحَافِظِ عَبْدِ الغَافِرِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَسَهْلِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَالفَضْلِ الأَبِيْوَرْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ صَاعِدٍ، وَمِنْ أَبِيْهِ، وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: بَدَلٌ التِّبْرِيْزِيُّ، وَنجمُ الدِّينِ أَبُو الجَنَّابِ الخَيْوَقِيُّ، وَأَبُو رَشِيْدٍ الغَزَّالُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ ظَفَرٍ، وَالقَاسِمُ بنُ أَبِي سَعْدٍ الصَّفَّارُ وَلَدُهُ، وَجَمَاعَةٌ. وَبِالإِجَازَةِ: الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عُمَرَ، وَابْنُ البُخَارِيِّ، وَطَائِفَةٌ. وَكَانَ مِنَ الأَئِمَّةِ العُلَمَاءِ الأَثْبَاتِ. وَمِنْ مَسْمُوْعَاتِهِ: "سُنَنُ الدَّارَقُطْنِيِّ" بفُوَيْتٍ مَعْلُوْمٍ عَلَى أَبِي القَاسِمِ الفَضْلِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَبِيْوَرْدِيِّ بِسَمَاعِهِ مِنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ النّوْقَانِيِّ، بِسَمَاعِهِ مِنْهُ، وَسَمِعَ "السُّنَنَ الكَبِيْرَ" مِنْ زَاهِرِ بنِ طَاهِرٍ، وَسَمِعَ "سُنَنَ أَبِي دَاوُدَ" مِنْ عَبْدِ الغَافِرِ: أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الحَاكمِيُّ، وَسَمِعَ "السُّنَنَ" وَ"الآثَارَ" مِنْ عَبْدِ الجَبَّارِ. أَنْبَأَنِي أَبُو العَلاَءِ الفَرَضِيُّ قَالَ: مَجْدُ الدين أبو سعد بن الصَّفَّارُ إِمَامٌ عَالِمٌ بِالأُصُوْلِ، فَقِيْهٌ، ثقَةٌ، سَمِعَ أَبَاهُ وَعَمَّتَهُ عَائِشَةَ وَجَدَّتَهُ دُرْدَانَةَ أُخْتَ عَبْدِ الغَافِرِ، وَهِبَةَ اللهِ السَّيِّدِيَّ، وَسَهْلَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ المَسْجِدِيَّ، وَعِدَّةً. قَالَ المُنْذِرِيُّ: مَاتَ فِي سَابِع عشر رمضان سنة ست مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 186"، وشذرات الذهب "4/ 345".

القاسم

5383- القاسم 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، العَالِمُ الرَّئِيْسُ، بَهَاءُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، القَاسِمُ ابْنُ الحَافِظِ الكَبِيْرِ مُحَدِّثِ العَصْرِ ثِقَةِ الدِّيْنِ أَبِي القَاسِمِ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبَة اللهِ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ المَعْرُوفُ بِابْنِ عَسَاكِرَ، وَمَا علمتُ هَذَا الاسْم فِي أَجدَادِهِ وَلاَ مَنْ لُقِّبَ بِهِ مِنْهُم. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَأَجَازَ لَهُ: الفُرَاوِيّ، وَزَاهِر، وَقَاضِي المَارستَان، وَالحُسَيْن بن عبد الملك، وعبد المنعم بن القُشَيْرِيّ، وَابْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ الطَّبَرِ، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيّ، وَهِبَة اللهِ بن سهل السيدي، وعبد الجَبَّار الخُوَارِيّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنَ البِلاَد، لقيهُم وَالِده وَلَمْ أَجِدْ لَهُ حُضُوْراً وَلاَ لأَبِيْهِ وَعَمِّهِ الصَّائِن. سَمِعَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ مِنْ جَمَال الإِسْلاَمِ أَبِي الحَسَنِ السُّلَمِيّ، وَجدّ أَبِيْهِ القَاضِي الزَّكِيّ يَحْيَى بن عَلِيٍّ القُرَشِيّ، وَيَحْيَى بن بِطْرِيْقٍ، وَنَصْر اللهِ بن مُحَمَّدٍ المصِّيْصِيِّ، وَأَبِي الدُّرّ يَاقُوْت الرُّوْمِيّ، وَهِبَة اللهِ بن طَاوُوْس، وَأَبِي طَالِبٍ عَلِيّ بن أَبِي عَقِيْلٍ، وَأَبِي الفُتُوْح أُسَامَة بن مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ العَلَوِيِّ، وَأَبِي الكَرَمِ يَحْيَى بن عَبْدِ الغَفَّارِ عَنْ رِزْق اللهِ، وَخَال أَبِيْهِ أَبِي المَعَالِي مُحَمَّد بن يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ، وَنَاصِر بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ البُنِّ الأَسَدِيّ، وَالخَضِر بن الحُسَيْنِ بنِ عَبْدَان، وَعَبْدَان بن زَرِّيْنَ الدُّوِيْنِيّ، وَيَحْيَى بن سعدُوْنَ القُرْطُبِيّ، وَالحَافِظ أَبِي سَعْدٍ ابْنِ السَّمَّان، وَأَبِيْهِ أَبِي القَاسِمِ الحَافِظ، فَأَكْثَر إِلَى الغَايَة؛ فَإِنَّنِي مَا علمت أَحَداً سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ أَكْثَر مِنْ هَذَا الابْنِ حَتَّى وَلاَ ابْن الإِمَامِ أَحْمَد، لَعَلَّ القَاسِم سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ ثَلاَثَة آلاَف جُزْء، وَسَمِعَ مِنْ عَمّه الصَّائِن، وَمِنْ أبي يعلى بن الحبوبي، وحمزة بن كروس، وعبد الرحمن بن أَبِي الحَسَنِ الدَّارَانِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن طَاهِرٍ الخشوعي، وعبد الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي الْحَدِيد، وَأَبِي البَرَكَاتِ الخَضِر بن عَبْدٍ الحَارِثِيّ، وَنَصْر بن أَحْمَدَ بنِ مُقَاتِل وَأَخِيْهِ عَلِيّ بن أَحْمَدَ، وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَعْفَرٍ، وَفَضَائِل بن الحَسَنِ، وَأَبِي العشَائِر مُحَمَّد بن خَلِيْل، وَالوَزِيْر الفَلَكِيّ، وَأَبِي نَصْرٍ غَالِب بن أحمد، ونصر بن قاسم

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1368"، والنجوم الزاهرة "6/ 186"، وشذرات الذهب "4/ 347".

المَقْدِسِيّ المُلَقِّن، وَحُفَّاظ بن الحَسَنِ الغَسَّانِيّ، وَمَحْفُوْظ بن صَصْرَى التَّغْلِبِيّ، وَمُحَمَّد بن كَامِلٍ بن ديسم، وعلي بن الحُسَيْن بن أَشلِيهَا، وَحَمْزَة بن الحَسَنِ بنِ مُفَرِّجٍ الأَزْدِيّ، وَأَبِي طَاهِرٍ رَاشِد بن مُحَمَّدٍ، وَأَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ النَّبِيْهِ، وَعَلِيّ بن زَيْدٍ، وَعَلِيّ بن هِبَةِ اللهِ بنِ خَلْدُوْنَ، وَهِبَة اللهِ بن الْمُسلم الرَّحَبِيّ، وَعَلِيّ بن أَحْمَدَ الحَرَسْتَانِيّ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَهُوَ أَوسع رِوَايَة وَسَمَاعاً مِنْ أَبِي الفَرَجِ بن الجَوْزِيِّ، وَلَهُ عَمل جَيِّد، وَلَكِن ابْن الجَوْزِيّ أَعْلَم مِنْهُ بِكَثِيْر بِالرِّجَال وَالمتُوْن وَبعدَة فُنُوْن، وَكُلّ مِنْهُمَا لَمْ يَرْحَلْ، بَلْ قنع أَبُو مُحَمَّد بِبلده وَوَالِده، وَنَاهيك بِذَلِكَ، وَقنع أَبُو الفَرَجِ بِبَغْدَادَ. نعم، وَحَجّ أَبُو مُحَمَّدٍ فِي سَنَةِ555، فَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ مَسْعُوْد بن الحُصَيْنِ، وَأَحْمَد بن المُقَرِّبِ، وَأَبِي النَّجِيْب السُّهْرَوَرْدِيّ، وَفَخْرِ النِّسَاءِ شُهْدَة. وَسَمِعَ بِمِصْرَ، وَحَدَّثَ بِهَا، وَبِالحِجَاز، وَبَيْت المَقْدِسِ، وَدِمَشْق. وَكَتَبَ مَا لاَ يُوْصَف كَثْرَة بِخَطِّهِ العَدِيْم الجوْدَة، وَأَملَى، وَصَنَّفَ، وَنُعِتَ بِالحِفْظ وَالفهمِ، وَلَكِنّ خطّه نَادر النَّقْط وَالشّكل. جمع كِتَاباً كَبِيْراً فِي الجِهَادِ، وَمَا قَصَّر فِيْهِ، وَمُجَلَّداً فِي فَضَائِل القُدْس، وَمُجَلَّداً فِي المَنَاسِك، وَكِتَاباً فِي مَنْ حَدَّثَ بِمَدَائِنِ الشَّامِ وَقُرَاهَا، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ مُوَافقَات وَأَبَدَالاً وَسُبَاعِيَات، وَأَملَى عِدَّة مَجَالِس، وَرَوَى الكَثِيْر، وَتَفَرَّد بِأَشيَاء عَالية. ذكره العِزُّ النَّسَّابَةُ فَقَالَ: كَانَ أَحَبَّ مَا إليه المزاح. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: هُوَ ثِقَةٌ، لَكِنّ خطّه لاَ يُشبِه خطّ أَهْل الضَّبْط. وَذَكَرَ المُحَدِّث عبد الرحمن بن مُقَرّبٍ عَنْ نَدَى العُرضِيّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى بَهَاء الدِّيْنِ القَاسِمِ، فَقُلْتُ: عَنِ ابْنِ لَهِيْعَة، فَردّ عليّ بِالضمِّ! قُلْتُ: ذكر مُحَدِّث أَنَّهُ اجْتَمَع بِالمَدِيْنَةِ بِبَهَاء الدِّيْنِ القَاسِم، فَسَأَلَهُ أَنْ يُحَدِّثهُ، فَرَوَى لَهُ مِنْ حِفْظِهِ أَحَادِيْث، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ قَابل تِلْكَ الأَحَادِيْث بِأَصلهَا، فَوَافَقت، وَبمثل هَذَا يُوْصَف المُحَدِّث فِي زَمَانِنَا بِالحِفْظ. وَبَلَغَنِي أَنَّ الحَافِظ بَهَاء الدِّيْنِ وَلِي بَعْد أَبِيْهِ مَشْيَخة النّورِيَّة فَمَا تَنَاول مِنَ الجَامكيَّة شَيْئاً، بَلْ كَانَ يُعْطِيه لِمَنْ يَرحل فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ.

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو المَوَاهِبِ بنُ صَصْرَى، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ المُفَضَّلِ، وَعَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ، وَيُوْسُف بن خَلِيْل، وَوَلَده عِمَاد الدِّيْنِ عَلِيّ بن القاسم، وأبو الطاهر بن الأَنْمَاطِيِّ، وَالتَّاج القُرْطُبِيّ، وَفتَاهُ فَرَج، وَالتَّقِيّ اليَلْدَانِيّ، وَالشِّهَاب القُوْصِيّ، وَعَبْد الغَنِيِّ بن بَنِينَ، وَبَدَل بن أَبِي المُعَمَّر التَّبْرِيْزِيّ، وَالزَّيْن خَالِد بن يوسف، والمجد محمد بن عساكر، والتقي إِسْمَاعِيْل بن أَبِي اليُسْرِ، وَالنُّشْبِيّ وَوَلَده أَبُو بَكْرٍ، وَالكَمَال عَبْد العَزِيْزِ بن عَبْدِ، وَعَبْد الوَهَّابِ بن زَين الأُمَنَاءِ، وَفرَاس بن عَلِيٍّ العَسْقَلاَنِيّ، وَعِمَاد الدِّيْنِ عَبْد الكَرِيْمِ بن الحرستَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَبِالإِجَازَة: أَحْمَد بن سَلاَمَةَ الحَدَّاد، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ عَلاَّنَ، وَطَائِفَة. أَخْبَرَنَا ابْنُ عَلاَّنَ، وَابْن سَلاَمَةَ، كِتَابَةً، عَنِ القَاسِمِ بن عَلِيٍّ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا أَبُو المُفَضَّل يَحْيَى بن عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا حَيْدَرَة بن عَلِيٍّ المُعَبِّر، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ حَذْلَم، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنِي عُقْبَة بن مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنٍ، عَنْ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ: شَهِدت عَلِيّاً وَعُثْمَان بَيْنَ مَكَّة وَالمَدِيْنَة، وَعُثْمَان يَنْهَى عَنِ المتعَة، وَأَنْ لاَ يُجْمَع بَيْنهُمَا، وَأَبَى عَلِيٌّ ذَلِكَ، أَهَلَّ بِهِمَا، فَقَالَ: لبّيك بعُمْرَة وَحجَّة مَعاً، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَنْهَى النَّاسَ، وَأَنْت تَفْعَلُه? فَقَالَ: لَمْ أَكن أَدع سُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِقَوْل أَحَد مِنَ النَّاس1. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، وَفِيْهِ أَن مَذْهَب الإِمَام عَلِيّ كَانَ يَرَى مخالفة ولي الأَمْر لأَجْل متَابعَة السُّنَّة، وَهَذَا حسن لِمَنْ قَوِيَ، وَلَمْ يُؤْذِهِ إِمَامه، فَإِنْ آذَاهُ، فَلَهُ ترك السّنَّة، وَلَيْسَ لَهُ ترك الْفَرْض، إلَّا أَنْ يَخَافَ السَّيْفَ. أَخْبَرَنِي ابْنُ رَافِعٍ أَنَّهُ قرَأَ بِخَطِّ عِمَاد الدِّيْنِ عَلِيّ بن القَاسِمِ الحَافِظ تَرْجَمَة لأَبِيْهِ فَقَالَ: كَانَ وَالِدِي بَهَاء الدِّيْنِ مِنَ الأَئِمَّةِ وَالعُلَمَاء حِيْنَ بلغَ حدّ السَّمْعِ، سَمَّعَهُ عَمَّاهُ الحَافِظُ أَبُو الحُسَيْنِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ مِنَ المَشَايِخ الأَعيَان، ثُمَّ قَدِمَ أَبُوْهُ -يَعْنِي مِنَ الرّحلَة- سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ، فَأَسْمَعَهُ. إِلَى أَنْ قَالَ: فَتَقْرُبُ عِدَّةُ مَشَايِخه مِنْ مائَة شَيْخ، تَفَرَّد بِالرِّوَايَة عَنْ أَكْثَرِهِم، وَلَمْ يَزَلْ يَسْمَعُ، وَيَكْتُب، وَيُؤَلِّف. قَالَ: وَحَجّ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ، فَسَمِعَ بِمَكَّةَ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَوْلاَ تَبييضُه لِكِتَابِ التَّارِيْخ، وَنقله مِنَ المسوّدَة، لَمَّا قدر الشَّيْخ الكَبِيْر يَعْنِي وَالِده عَلَى إِتقَانه، وَلاَ جَوَّده، فَإِنَّهُ حِيْنَ فَرغ مِنْ تَسْوِيده، عجز عَنْ نَقله، وَتَجديده، وَضَبْطِ مَا فِيْهِ مِنَ المشْكِلِ، وَتَحدِيده، كَأنَّ نَظره قَدْ كَلَّ، وَبصره قَدْ قلّ، فلم يزل

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1563" من طريق محمد بن بشار، حدثنا غندر به. وأخرجه النسائي "5/ 148"، من طريق أبي عامر حدثنا شعبة، به.

وَالِدِي يَكتب، وَيَنْقله مِنَ الأَورَاق الصّغَار وَالظُهُوْر، وَيهذّب إِلَى أَنْ نَجز مِنْهُ نَحْو مائَة وَخَمْسِيْنَ جُزْءاً، وَكَأنَّ بَيْنَهُمَا نَفرَة، فَكَانَ لاَ يَحضر السَّمَاع تِلْكَ المُدَّة، فَحكَى لِي وَالِدِي، قَالَ: ضَاق صَدْرِي، فَأَتَيْتُ الوَالِد لَيْلَة النِّصْف فِي المنَارَة الشَّرْقِيَّة، وَزَال مَا فِي قَلْبه. وَسَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ القُرْطُبِيّ كَثِيْراً يَقُوْلُ عِنْد غَيبَة وَالِدك عَنْهُ: جزَاهُ الله عَنِّي خَيراً، فَلولاَهُ مَا تَمّ التَّارِيْخ، هَذَا أَوْ مَعْنَاهُ. قُلْتُ: يُقَالُ: إِنَّ الحَافِظ أَبَا القَاسِمِ حَلَفَ أنه لا يكلم ابْنَهُ حَتَّى يَكتبَ التَّارِيْخَ، فَكَتَبَهُ، وَلَمَّا عَمل بَهَاءُ الدِّيْنِ كِتَاب "الجِهَاد"، سَمِعَهُ مِنْهُ كُلّه السُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ، قَالَ: فَدعوت فِي أَوله وَآخره بِفَتح بَيْت المَقْدِسِ، فَاسْتجَاب الله ذَلِكَ، وَلَهُ الْحَمد، وَفتح بَيْت المَقْدِسِ فِي السَّادِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَجَب سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَأَنَا حَاضِرٌ فَتحه. تُوُفِّيَ الحَافِظ بَهَاء الدِّيْنِ فِي تَاسع صفر سَنَة سِتّ مائَة، وَكَانَتْ جِنَازَته مَشْهُوْدَة. تم الجزء الخامس عشر ويليه: الجزء السادس عشر، وأوله: شميم

فهرس موضوعات الجزء الخامس عشر: فهرس الموضوعات: الصفحة الموضوع. 5/ 4878/ سبط الخَيَّاطِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد. 5/ 4879/ سبط الخياط أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد البغدادي النحوي. 7/ 4880/ الأنماطي أَبُو البَرَكَاتِ عَبْد الوَهَّابِ بن المُبَارَكِ بن أحمد البغدادي. 9/ 4881/ ابن الزكي قاضي دمشق أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي الدمشقي الشافعي. 9/ 4882/ ابْنُ الشَّهْرُزُوْرِيِّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بن مظفر الموصلي الشافعي. 10/ 4883/ ابْنُ المُعْتَمِدِ أَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الإسفراييني الواعظ. 11/ 4884/ شُرَيْحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُرَيْحِ بنِ أَحْمَدَ الإشبيلي المالكي أبو الحسن. 13/ 4885/ البديع أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي الهمذاني. 13/ 4886/ الزَّيْدِيُّ أَبُو البَرَكَاتِ عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ محمد العلوي الكوفي الحنفي. 14/ 4887/ ابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ البغدادي. 15/ 4888/ فاطمة بنت محمد بن أبي سعد بن الحسن بن البغدادي. 15/ 4889/ أكز حسام الدين الحاجب. 16/ 4890/ ابن طراد أبو القاسم علي بن طراد بن محمد الزينبي الوزير. 17/ 4891/ الزمخشري أبو القاسم محمود بن عمر النحوي المفسر. 19/ 4892/ البحيري أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النيسابوري. 20/ 4893/ سَعْدُ الخَيْرِ أَبُو الحَسَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سهل الأندلسي التاجر. 21/ 4894/ ابن الإخوة أبو العباس أحمد ابن محمد بن محمد البغدادي العطار.

21/ 4895/ شيخ الشيوخ أبو البركات إسماعيل بن أحمد بن محمد النيسابوري. 22/ 4896/ شافع بن عبد الرشيد الجبلي أبو عبد الله الشافعي. 22/ 4897/ ابْنُ الآبَنُوْسِيِّ أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ علي البغدادي الشافعي. 23/ 4898/ ابْنُ الأَشْقَرِ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الواحد البغدادي الدلال. 23/ 4899/ ابْنُ أُخْتِ الطَّوِيْلِ أَبُو بَكْرٍ هِبَةُ اللهِ بن الفرج الهمذاني. 24/ 4900/ الدُّومِيُّ أَبُو الفَتْحِ مُفلِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد البغدادي الوراق. 25/ 4901/ الشَّرِيكُ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البلخي. 25/ 4902/ ابْنُ الصَّبَّاغِ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ السَّيِّدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ الشافعي. 26/ 4903/ ابْنُ الرَّزَّازِ أَبُو مَنْصُوْرٍ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بن عمر البغدادي الشافعي. 26/ 4904/ الدهان أبو نصر عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الفضل الهروي الصوفي. 27/ 4905/ عمر بن ظفر بن أحمد الشيباني المقرئ أبو حفص. 28/ 4906/ ظاهر بن أحمد البغدادي المساميري البزاز أبو القاسم. 28/ 4907/ الجُلاَّبِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد الواسطي المالكي. 29/ 4908/ ابن المختار أَبُو تَمَّام أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ المُخْتَارِ العباسي البغدادي المسند. 29/ 4909/ الطَّرَائِفِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحسن البغدادي. 29/ 4910/ ابْنُ الدَّايَةِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ. 30/ 4911/ ابْنُ الرماك أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأموي الإشبيلي. 30/ 4912/ الغَنَوِيُّ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محرز الرقي الشافعي الصوفي. 31/ 4913/ ابْنُ الوَزِيْرِ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مَسْعُوْدٍ الدمشقي الحافظ. 31/ 4914/ الجورقاني أبو عبد الله الحسين بن الهمذاني الحافظ. 32/ 4915/ أبو الدر ياقوت الرومي التاجر.

33/ 4916/ هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري أبو الأسعد. 34/ 4917/ البَيْضَاوِيُّ أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بن محمد الفارسي الحنفي. 34/ 4918/ السِّمِّذِيُّ أَبُو المَكَارِمِ المُبَارَكُ بنُ عَلِيِّ بنِ عبد العزيز البغدادي. 34/ 4919/ الأُرْمَوِيُّ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ يوسف البغدادي الشافعي. 36/ 4920/ الأُمَوِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ سَعِيْدِ بنِ أحمد القرشي الجزري الشافعي. 36/ 4921/ الأُنْديُّ أَبُو الحجَّاجِ يُوْسُفُ بنُ عَلِيٍّ القُضَاعِيُّ المحدث. 37/ 4922/ المراي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَحْمَدَ القرطبي الشافعي. 38/ 4923/ الأتابك عماد الدين زنكي بن آقْسُنْقُرَ بنِ عَبْدِ اللهِ التُّرْكِيُّ صَاحِبُ حَلَبَ. 39/ 4924/ غازي بن زنكي الملك سيف الدين. 39/ 4925/ أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحمن البقوي القرطبي الشاعر. 40/ 4926/ ابن الشجري أَبُو السَّعَادَاتِ هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد الحسني البغدادي. 41/ 4927/ المِيْهَنِيُّ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ طَاهِرِ بنِ سعيد الخراساني الصوفي. 42/ 4928/ ابْنُ العَرَبِيِّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد الأندلسي المالكي. 45/ 4929/ رزين بن معاوية بن عمار العبدري الأندلسي أبو الحسن. 46/ 4930/ الكرماني أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أميرويه الحنفي الخرساني. 47/ 4931/ الزينبي أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ نور الهدَى الحُسَيْن بن محمد الهاشمي الحنفي. 47/ 4932/ أبو جعرك أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ البَيْهَقِيُّ النيسابوري المفسر. 48/ 4933/ الفَنْدَلاَوِيُّ أَبُو الحَجَّاجِ يُوْسُفُ بنُ دُوْنَاسَ المَغْرِبِيُّ المالكي. 48/ 4934/ الأرجاني الشاعر أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الشافعي. 49/ 4935/ الزِّيَادِيُّ أَبُو المَحَاسِنِ أَسَعْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الموفق الهروي الحنفي. 49/ 4936/ القاضي عياض أبو الفضل بن موسى اليحصبي الأندلسي. 52/ 4937/ أبو عبد الله محمد بن عياض بن محمد بن القاضي عياض النحوي. 53/ 4938/ ابن الدباغ أَبُو الوَلِيْدِ يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ يوسف المالكي.

53/ 4939/ البيع أبو بكر محمد بن عبد العزيز علي الزهري البغدادي. 54/ 4940/ ابن عبدان أَبُو القَاسِمِ الخَضِرُ بنُ حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الله الأزدي الدمشقي. 54/ 4941/ موفق أَبُو السَّدَادِ الحَبَشِيُّ مَوْلَى الوَزِيْرِ نِظَامِ المُلْكِ. 55/ 4942/ الشَّحَّامِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحسين النيسابوري. 55/ 4943/ الرفاء الشاعر أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن ملح الأطرابلسي. 56/ 4944/ القَيْسَرَانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرِ بن صغير بن خالد سيد الشعراء. 56/ 4945/ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ أَبُو المَعَالِي الفَضْلُ بنُ سَهْلِ بنِ بشر الدمشقي. 57/ 4946/ ابن الفراوي أَبُو البَرَكَاتِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفضل بن النيسابوري. 58/ 4947/ السُّلْطَانُ أَبُو سَعْدٍ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ سهل الدامغاني الشافعي. 58/ 4948/ أنر ملك الأمراء بدمشق معين الدين الطغتكيني. 59/ 4949/ السَّنْجَبَسْتِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، شيخ مسند. 59/ 4950/ العَبَّادِيُّ أَبُو مَنْصُوْرٍ المُظَفَّرُ بنُ أَرْدَشِيْرَ المَرْوَزِيُّ. 60/ 4951/ أبو عبد الله مردنيش الجذامي المغربي. 61/ 4952/ ابْنُ مُسْهِرٍ عَلِيُّ بنُ سَعْدِ بنِ عَلِيٍّ الموصلي الشاعر مهذب الدين. 62/ 4953/ بن نظام الملك الوزير أبو نصر أحمد بن نظام الملك الحسن بن علي الطوسي. 63/ 4954/ أبو محمد بن عياض المجاهد. 64/ 4955/ ابن أبي ركب أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الخُشَنِيُّ النحوي. 64/ 4956/ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَرْدَنِيْشَ الجذامي الأندلسي الملك أبو عبد الله. 66/ 4957/ حيدرة بن مفرج بن حسن، الوزير ابن الصوفي الدمشقي زين الدولة. 66/ 4958/ المسيب بن مفرج بن حسن، الوزير العميد أبو الذواد، أخو حيدرة. 66/ 4959/ ابن حمدين أَبُو جَعْفَرٍ حَمْدِين بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ الثعلبي. 67/ 4960/ خياط الصوف أبو سعد بن جامع بن أبي نصر النيسابوري.

68/ 4961/ الحَمَّامِيُّ أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحسين النيسابوري الصوفي. 68/ 4962/ ابن البن أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الأسدي الشافعي. 69/ 4963/ ابْنُ مَطْكُودٍ أَبُو القَاسِمِ نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بن مقاتل السوسي الدمشقي. 69/ 4964/ ابن مطكود علي بن أحمد بن مقاتل أخو نصر. 70/ 4965/ ابن أبي مروان أبو عمر وأبو جعفر أحمد بن عبد الله بن محمد الأنصاري. 70/ 4966/ حَامِدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ المديني الحافظ أبو عبد الله. 70/ 4967/ حمزة بن محمد بن بحسول الهمذاني أبو الفتح الهروي. 71/ 4968/ علي بن حيدرة بن جعفر الحسيني أبو طالب نقيب الأشراف. 71/ 4969/ ابن دادا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حُسَيْنٍ الجرباذقاني. 71/ 4970/ الكشميهني أبو الفتح مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي تَوبَةَ المروزي. 72/ 4671/ عبد الخالق بن زاهر بن طاهر النيسابوري الشحامي أبو منصور. 74/ 4972/ عبدان بنُ زَرِّيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ الدُّوِيْنِيُّ المُقْرِئُ أَبُو محمد. 74/ 4973/ هبة الله بن الحسن بن علي البغدادي الحاسب أبو القاسم. 75/ 4974/ الحرضي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرحيم النيسابوري. 75/ 4975/ الرُّشَاطِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عبد الله الأندلسي الحافظ. 76/ 4976/ الأَزَجِيُّ أَبُو المُعَمَّرِ المُبَارَكُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبد العزيز الانصاري الحافظ. 76/ 4977/ ابن الطلاية أبو العَبَّاس أَحْمَد بنُ أَبِي غَالِبٍ بنِ أَحْمَدَ البغدادي. 78/ 4978/ نصر بن المظفر بن الحسين البرمكي أبو المحاسن، الشخص العزيز. 78/ 4979/ ابن البناء أبو القاسم سعيد بن أبي غالب أحمد بن الحسن البغدادي. 79/ 4980/ ابن ناصر أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ نَاصرِ بنِ مُحَمَّدِ بن علي السلامي البغدادي الحافظ. 83/ 4981/ الجنيد بن محمد، أبو القاسم القايني، شيخ الصوفية. 84/ 4982/ حنبل بن علي البخاري أبو جعفر الصوفي. 84/ 4983/ الكروخي أبو الفتح عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي سهل الهروي.

85/ 4984/ البَلْخِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ محمد الحنفي الدمشقي. 86/ 4985/ الرُّطَبِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ الله بن سلامة الكرخي. 86/ 4986/ ابْنُ الزَّاغُوْنِيِّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ نصر البغدادي. 87/ 4987/ عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر اليوسفي، أبو الفرج الحافظ. 88/ 4988/ ابن الإخوة أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد البغدادي. 89/ 4989/ ابن السلار الْملك العَادل سَيْف الدِّيْنِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ الكردي الوزير. 90/ 4990/ ابن جهير الوزير أبو نصر مُظَفَّرُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ ابن جهبر. 90/ 4991/ البُسْتِيُّ أَبُو العِزِّ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد الصوفي. 90/ 4992/ السِّنْجِيُّ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الله المروزي الشافعي. 91/ 4993/ السبخي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ عثمان البزدوي الحنفي. 92/ 4994/ الشَّهْرَسْتَانِيُّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أَحْمَدَ، أبو الفتح، المتكلم. 93/ 4995/ عَبَّاسَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أبي منصور الطابراني. 93/ 4996/ الشَّهْرُزُوْرِيُّ أَبُو الكَرَمِ المُبَارَكُ بنُ الحَسَنِ بنِ أحمد البغدادي المقرئ. 94/ 4997/ ابن خميس أبو عبد الله الحسين بن نصر بن محمد الجهني الكعبي الشافعي. 95/ 4998/ القَيْسِيُّ أَبُو العَشَائِرِ مُحَمَّدُ بنُ الخَلِيْلِ بنِ فارس الدمشق. 96/ 4999/ حَامِدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ المدني الحافظ. 96/ 5000/ الخطير أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ خطاب، خطير الدولة. 97/ 5001/ العُكْبَرِيُّ أَبُو القَاسِمِ نَصْرُ بنُ نَصْرِ بنِ علي بن يونس الشافعي. 97/ 5002/ الشلبي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عِيْسَى بنِ عبد الله الأندلسي. 98/ 5003/ الفامي أبو النضر عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ عُثْمَانَ الهروي. 98/ 5004/ المُبَارَكُ بنُ كَامِلِ بنُ أَبِي غَالِبٍ الخَفَّافُ، أبو بكر البغدادي. 99/ 5005/ ابن الخل أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدِ البغداد الشافعي. 100/ 5006/ بكبرة أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ إسماعيل الهروي المقرئ. 101/ 5007/ أَبُو الوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى بنِ شعيب السجزي الهروي.

106/ 5008/ المُشْكَانِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الروذراوري الشافعي. 106/ 5009/ محمد بن يحيى بن منصور، شيخ الشافعية، أبو سعد النيسابوري. 108/ 5010/ ابن ناجية أبو القاسم أحمد بن أَبِي المَعَالِي عَبْدِ اللهِ بنِ بَرَكَةَ الحَرْبِيُّ. 108/ 5011/ أحمد بن وقشى. 108/ 5012/ الزَّبِيْدِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ علي بن مسلم القرشي. 110/ 5013/ البروجردي أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ العلاء. 110/ 5014/ الحصكفي معينُ الدِّينِ أَبُو الفَضْلِ يَحْيَى بنُ سَلاَمَةَ بن حسين الطنزي. 111/ 5015/ علي بن مهدي. 112/ 5016/ خوارز مشاه الملك أتشز بن محمد بن نوشتكين. 112/ 5017/ الشَّحَّامُ أَبُو مُحَمَّدٍ سَلْمَانُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ حسن البغدادي. 113/ 5018/ الغَزْنَوِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، الوَاعِظُ. 114/ 5019/ مُجَلِّي بنُ جُمَيْعِ بنِ نَجَا القُرَشِيُّ المَخْزُوْمِيُّ الشافعي أبو المعالي. 114/ 5020/ أبو البيان نبأ بن محمد بن محفوظ الحوراني الشافعي. 114/ 5021/ الخَرَّازُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي الحريمي البغدادي. 115/ 5022/ صاحب نصيبين شمس الملوك أبو نصر إبراهيم بن رضوان بن تتش. 115/ 5023/ عَبْدُ الصَّبُورِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَبُو صَابِرٍ الهروي التاجر. 116/ 5024/ كوتاه أَبُو مَسْعُوْدٍ عَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الواحد الأصبهاني. 117/ 5025/ العَبَّاسِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد العزيز، نقيب الهاشميين بمكة. 118/ 5026/ ابْنُ غَبْرَةَ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحسن الهاشمي الحارثي. 119/ 5027/ ابْنُ مَحْمُويه أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بن الحسين اليزدي الشافعي. 120/ 5028/ الأَغرجِيُّ أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أبي سعيد الخوارزمي. 120/ 5029/ البِيْكَنْدِيُّ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد البخاري. 121/ 5030/ ابن الصفار أبو حفص عمر ابن أحمد بن منصور النيسابوري الشافعي.

122/ 5031/ الكرماني أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحَسَنِ بنِ عبد الله النيسابوري. 122/ 5032/ ابن القطان أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ الفَضْلِ بنِ عبد العزيز المتوثي. 123/ 5033/ جعفر بن زيد بن جامع، أبو الفضل الطائي الشامي. 124/ 5034/ عدي بن صخر -أو ابن مسافر- بن إسماعيل الشامي الهكاري. 125/ 5035/ ابن الحطيئة أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد اللخمي المغربي. 127/ 5036/ الدَّارَانِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الحسن بن إبراهيم الكناني الدمشقي. 128/ 5037/ الجواد الوزير أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي منصور الأصبهاني. 128/ 5038/ جلال الدين علي بن الوزير أبي جعفر الجواد الأصبهاني. 128/ 5039/ سَدِيدُ الدَّوْلَةِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ إبراهيم الشيباني ابن الأنباري. 129/ 5040/ اللَّبَّادُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الأصبهاني. 129/ 5041/ البزري أَبُو القَاسِمِ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الجزري الشافعي. 130/ 5042/ الحَرَّانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن العباس البغدادي. 130/ 5043/ ابن الفراء أبو يعلى الصغير محمد بن محمد بن القاضي الكبير أبي يعلى الحنبلي. 131/ 5044/ ابن التلميذ أَمِيْنُ الدَّوْلَةِ أَبُو الحَسَنِ هِبَةُ اللهِ بنُ صاعد المسيحي الطبيب. 131/ 5045/ ابن الصابوني أبو الفتح عبد الوهاب بن محمد الحسين. 132/ 5046/ عَلِيُّ بنُ عَسَاكِرَ بنِ سُرُوْرٍ، أَبُو الحَسَنِ المقدسي الخشاب. 132/ 5047/ ابن قفرجل أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ عَبْدِ الباقي القطان. 133/ 5048/ ابن الحبوبي أيو يعلى حمزة بن علي هبة الله بن حسن الدمشقي البزاز. 133/ 5049/ الأُقْلِيْشِيُّ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مَعَدِّ بنِ عيسى التجيبي. 134/ 5050/ ابْنُ التُّرَيْكِيِّ أَبُو المُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن علي الهاشمي العباسي. 134/ 5051/ الغَانِمِيُّ أَبُو المَحَاسِنِ مَسْعُوْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غانم الهروي. 135/ 5052/ الطَّائِيُّ أَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ علي الهمذاني.

136/ 5053/ سنجر السلطان ملك خراسان بن ملكشاه بن ألب أرسلان. 138/ 5054/ أبق صاحب دمشق مجبر الدين أبو سعيد بن محمد بن بوري بن طغتكين. 138/ 5055/ عبد المؤمن بن علي بن علوي، سلطان المغرب. 143/ 5056/ شَهْرَدَارُ بنُ شِيْرَوَيْه بنِ شَهْرَدَارَ بنِ شِيْرَوَيْه بن شهردار ن شيرويه بن فناخسره الديلمي. 144/ 5057/ الباغبان أَبُو الخَيْرِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ عُمَرَ الأصبهاني المهندس. 145/ 5058/ الشَّيْخُ رِسْلاَنُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدمشقي. 146/ 5059/ أَبُو الحُسَيْنِ الزَّاهِدُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ بن حمزة المقدسي. 148/ 5060/ السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه السلجوقي غياث الدين أبو الفتح. 149/ 5061/ الخجندي صَدْرُ الدِّيْنِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللطيف بن محمد الشافعي. 150/ 5062/ ابْنُ المُتَوَكِّلِ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ جَعْفَرٍ بن عبد الصمد الهاشمي. 150/ 5063/ ابن القلانسي أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ أَسَدِ بنِ عَلِيٍّ التميمي الدمشقي المؤرخ. 151/ 5064/ صاحب غزنة خسروشاه بن بهرام بن مَسْعُوْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَسْعُوْدِ بنِ مَحْمُوْدِ. 151/ 5065/ الكَرْخِيُّ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن جعفر. 152/ 5066/ ابْنُ المَادِحِ أَبُو مُحَمَّدٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن عبد الكريم التميمي البغدادي. 152/ 5067/ ابْنُ كَرُّوْسٍ أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ أَحْمَدَ بن فارس السلمي الدمشقي. 153/ 5068/ الشِّبْلِيُّ أَبُو المُظَفَّرِ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بن محمد البغدادي المؤذن. 154/ 5069/ المُوْسَوِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ بنِ إسماعيل الهاشمي الهروي. 154/ 5070/ الزِّيَادِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ البغوي. 155/ 5071/ أَبُو حَكِيْمٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ دِيْنَارٍ النُّهْرُوَانِيُّ الحَنْبَلِيُّ البغدادي. 155/ 5072/ الزَّيَّاتُ أَبُو النَّدَى حَسَّانُ بنُ تَمِيْمِ بنِ نصر الدمشقي. 156/ 5073/ الصالح وزير مصر طلائع بن رزيك أبو الغارات.

157/ 5074/ المقتفي لأمر الله أمير المؤمنين العباسي. 164/ 5075/ المستنجد بالله ابن المقتفي لأمر الله الخليفة العباسي. 168/ 5076/ أَبُو البَرَكَاتِ هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ ملكا الفيلسوف الطبيب. 168/ 5077/ كمال بنت أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ السمرقندي أم الحسن. 169/ 5078/ أبو المظفر هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، أخو المحدثة كمال. 169/ 5079/ الخزرجي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الحَقِّ بن أحمد القرطبي المالكي. 169/ 5080/ الحَرَسْتَانِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ القرشي البستاني. 170/ 5081/ الفَلَكِيُّ أَبُو المُظَفَّرِ سَعِيْدُ بنُ سَهْلِ بنِ محمد النيسابوري الخوارزمي الوزير. 170/ 5082/ العَلَوِيُّ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محمد بن علي البصري. 172/ 5083/ ابن هبيرة الوزير أَبُو المُظَفَّرِ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ هُبَيْرَةَ الحنبلي. 175/ 5084/ الرُّسْتُمِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَسَنُ بنُ العَبَّاسِ بن علي الأصبهاني الشافعي. 177/ 5085/ ابْنُ رِفَاعَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ رفاعة بن غدير بن علي السعدي الشافعي. 179/ 5086/ خزيفة أَبُو المُعَمَّرِ عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بنِ الحين البغدادي العطار. 179/ 5087/ الشيخ عبد القادر الجيلاني. 186/ 5088/ عَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ أَبِي سَعْدٍ مَنْصُوْرِ بنِ إسماعيل الهروي أبو محمد الفامي. 187/ 5089/ عَبْدُ الهَادِي بنُ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ عَبْدِ الله السجستاني أبو عروبة. 187/ 5090/ البَسْطَامِيُّ أَبُو شُجَاعٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ البلخي. 188/ 5091/ الكِيْزَانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ ثابت المصري الواعظ. 189/ 5092/ القَنْطَرِيُّ أَبُو القَاسِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن أحمد الأندلسي. 189/ 5093/ السمعاني أبو سَعْدٍ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرِ الخراساني المروزي. 194/ 5094/ ابْنُ اللَّحَّاسِ أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الحريمي. 195/ 5095/ الأَشِيْرِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الصنهاجي.

196/ 5096/ ابن الماسح أبو القاسم علي بن الحسن بن الحسن الدمشقي الشافعي. 196/ 5097/ البارزي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عبد الواحد البغدادي. 197/ 5098/ مسعود بن الحسن بن القاسم بن أحمد أبو الفرج مسند العصر. 198/ 5099/ الدَّقَّاقُ أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بن هلال البغدادي. 199/ 5100/ الباجسرائي أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ محمد التانئ. 199/ 5101/ ابن المقرب أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ المُقَرِّبِ بنِ الحُسَيْنِ البغدادي الكرخي. 200/ 5102/ الطَّامِذِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عبد الله الأصبهاني. 200/ 5103/ أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد الهروردي الشافعي. 202/ 5104/ ابن تاج القراء أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ محمد الطوسي. 203/ 5105/ ابن الطبي أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بنِ أحمد البغدادي الحاجب. 206/ 5106/ ابْنُ الفَاخِرِ أَبُو أَحْمَدَ مَعْمَرُ بنُ عَبْدِ الواحد بن رجاء بن الفاخر القرشي. 207/ 5107/ ابْنُ خُضَيْرٍ أَبُو طَالِبٍ المُبَارَكُ بنُ عَلِيٍّ بن محمد البغدادي الصيرفي. 208/ 5108/ نفيسة -وَتُسَمَّى فَاطِمَةَ- بِنْتَ مُحَمَّدِ بن عَلِيٍّ البَزَّازَةَ البغدادية. 209/ 5109/ ابن الزبير القَاضِي الرَّشِيْدُ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بن إبراهيم الغساني. 209/ 5110/ ابْنُ الكُرَيْدِيِّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مَهْدِيِّ بن مفرج الهلالي الدمشقي. 209/ 5111/ السَّوِيْقِيُّ أَبُو عَاصِمٍ قَيْسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إسماعيل الأصبهاني الصوفي. 210/ 5112/ الزَّاغُوْلِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ محمد المروزي. 211/ 5113/ البَاذَرَائِيُّ أَبُو المَكَارِمِ المُبَارَكُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المعمر البغدادي. 211/ 5114/ ابن الدامغاني أبو مَنْصُوْرٍ جَعْفَر بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ البغدادي. 212/ 5115/ الصائن أَبُو الحُسَيْنِ هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ هِبَةِ اللهِ بن عساكر الشافعي. 213/ 5116/ عبد الخالق بن أسد بن ثابت الفقيه الحنفي الدمشقي أبو محمد.

214/ 5117/ ابن النقور أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ البزاز. 214/ 5118/ ابن هلال أَبُو المَكَارِمِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المسلم الأزدي الدمشقي. 215/ 5119/ الفارقي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بن عبد الحميد البغدادي. 216/ 5120/ فورجه أَبُو القَاسِمِ مَحْمُوْدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ علي الأصبهاني التاجر. 217/ 5121/ أَبُو زُرْعَةَ المَقْدِسِيُّ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طاهر الشيباني. 218/ 5122/ ابْنُ الخَلاَّلِ أَبُو الحَجَّاجِ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ المصري كاتب السر للحافظ العبيدي. 218/ 5123/ يَحْيَى بنُ ثَابِتِ بنِ بُنْدَارَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البغدادي البقال أبو القاسم. 219/ 5124/ ابن هذيل أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ البلنسي. 220/ 5125/ ابْنُ سَعَادَةَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ سعادة المرسي الأندلسي. 220/ 5126/ الجَيَّانِيُّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ ياسر الأنصاري. 222/ 5127/ الرَّحَبِيُّ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، بواب الحريم. 222/ 5128/ البَطَلْيَوْسِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحسن الأندلسي. 223/ 5129/ ابْنُ بُنْدَارَ أَبُو المَحَاسِنِ يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ الله الدمشقي الشافعي. 224/ 5130/ شاور بن مجبر السعدي أبو شجاع وزير الديار المصرية. 225/ 5131/ محمد بن عبد الله بن محمد القيسي المالكي أبو عبد الله. 226/ 5132/ ابْنُ قُزْمَانَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ القرطبي الفقيه. 226/ 5133/ عُلَيْمُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العمري الأندلسي أبو محمد. 227/ 5134/ الزكي أبو الحسن عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ القرشي الشافعي. 227/ 5135/ ابن قرقول أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الوهراني. 229/ 5136/ السلطان مودود صاحب الموصل بن زنكي بن آقسنقر. 229/ 5137/ ابن ظفر أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بن محمد الصقلي. 230/ 5138/ ابن الخشاب أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أحمد البغدادي النحوي. 232/ 5139/ الصيدلاني أَبُو المُطَهَّرِ القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ بنِ عَبْدِ الواحد الأصبهاني. 233/ 5140/ الصيدلاني أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ الأصبهاني.

233/ 5141/ نور الدين الشهيد أبو القاسم محمود بن زنكي بن آقسنقر. 238/ 5142/ حَفَدَه أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَسْعَدَ بنِ محمد الطوسي الشافعي. 239/ 5143/ ابن الرخلة أبو محمد صالح بن المبارك بن محمد البغدادي الكرخي. 239/ 5144/ علي بن حميد بن عمار الطرابلسي النحوي. 240/ 5145/ شُهْدَةُ بِنْتُ المُحَدِّثِ أَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بنِ الفرج الدينوري البغدادي. 241/ 5146/ ابن ماشاذة أبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الفَرَجِ الأصبهاني. 241/ 5147/ المَعْدَانِيُّ أَبُو القَاسِمِ رَجَاءُ بنُ حَامِدِ بنِ رجاء الأصبهاني. 242/ 5148/ نَصْرُ بنُ سَيَّارِ بنِ صَاعِدِ بنِ سَيَّارٍ الهروي الحنفي أبو الفتح. 242/ 5149/ ابن قلاقس الشاعر أبو الفتح نصر الله بن عبد الله الإسكندري. 243/ 5150/ القُرْطُبِيُّ أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بنُ سَعْدُوْنَ بنِ تمام الأزدي. 244/ 5151/ البطائحي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَسَاكِرَ بنِ المُرَحَّبِ الضرير. 245/ 5152/ تجني بنت عبد الله الوهبانية أم عتب. 245/ 5153/ خديجة بنت أحمد بن الحسن بنت النهرواني. 246/ 5154/ عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد اليوسفي أبو الحسين. 247/ 5155/ ابن عساكر الحافظ المؤرخ أبو القاسم ثقة الدين علي بن الحسن بن هبة الله. 255/ 5156/ ابْنُ شَافِعٍ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ بن شافع الجيلي البغدادي. 256/ 5157/ أبو الخير عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الأصبهاني الحافظ. 257/ 5158/ الحَاجِّيُّ أَبُو مَسْعُوْدٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَلِيِّ بن حمد الأصبهاني. 258/ 5159/ أَبُو رَشِيْدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ اللهِ الأصبهاني. 258/ 5160/ البَرَوِيُّ أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بن سعد الخراساني الواعظ. 259/ 5161/ الجبريلي أبو أحمد أسعد بن بلدرك البواب. 259/ 5162/ ابْنُ العَصَّارِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرحيم بن الحسن العباسي. 260/ 5163/ الحَظِيْرِيُّ أَبُو المَعَالِي سَعْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ قاسم الأنصاري الشاعر. 260/ 5164/ ابن الدهان أبو محمد سعيد بن المبارك البغدادي النحوي. 261/ 5165/ عبد النبي بن المهدي علي بن مهدي.

262/ 5166/ الطَّاهِرِيُّ أَبُو المَكَارِمِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الخزاعي الحريمي. 262/ 5167/ ابن النعمة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خلف الأندلسي. 263/ 5168/ البَيْهَقِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ أميرك الأنصاري الخزيمي. 264/ 5169/ ابْنُ البَلَدِيِّ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بن سعيد، وزير المستنجد بالله. 264/ 5170/ شيركوه بن شاذي بن مروان الكردي أسد الدين. 265/ 5171/ نجم الدين أيوب والد الملوك. 265/ 5172/ يوسف بن آدم بن محمد المراغي الدمشقي أبو يعقوب. 267/ 5173/ ابن عبد أَبُو البَرَكَاتِ الخَضِرُ بنُ شِبْلِ بنِ الحُسَيْنِ الدمشقي الشافعي. 267/ 5174/ عمارة بن علي بن زيدان اليمني الشافعي الشاعر أبو محمد. 269/ 5175/ العثماني أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن يحيى الديباجي الاسكندراني. 270/ 5176/ ابن بنيمان أبو الفضل محمد ابن بنيمان بن يوسف الهمذان. 271/ 5177/ السلفي: أحمد بن محمد. 287/ 5178/ أبو العلاء الهمذاني: الحسن بن أحمد. 291/ 5179/ الخطيبي: محمد بن عبد الله. 292/ 5180/ ابن البوقي: هبة الله بن يحيى. 292/ 5181/ اليوسفي: عبد الرحيم بن عبد الخالق. 292/ 5182/ العليمي: عمر بن محمد. 293/ 5183/ الحديثي: روح بن أحمد. 293/ 5184/ ابنه: عبد الملك بن روح. 294/ 5185/ المأموني: هارون بن العباس. 294/ 5186/ صاحب اليمن: تورانشاه بن أيوب. 295/ 5187/ ملك الموصل: غازي بن صاحب الموصل. 295/ 5188/ خوارزمشاه: أرسلان بن خوارزم شاه. 296/ 5189/ ابن حنين: علي بن أحمد. 297/ 5190/ ابن الشهرزوري: كمال الدين أبو الفضل. 298/ 5191/ ابنه: أبو حامد محمد. 299/ 5192/ الحيص بيص: سعد بن محمد. 299/ 5193/ أبو المسعودي: عبد الرحمن بن محمد.

299/ 5194/ ابن صيلا: عتيق بن عبد العزيز. 300/ 5195/ السقلاطوني: يحيى بن يوسف. 300/ 5196/ شملة: التركماني. 300/ 5197/ الطوسي: محمد بن علي. 301/ 5198/ قايماز: مولى المستنجد بالله. 301/ 5199/ صدقة بن الحسين. 302/ 5200/ المستضيء بأمر الله: الحسن بن المستنجد بالله. 304/ 5201/ ابن غانية: يحيى بن علي. 305/ 5202/ الرصافي: محمد بن غالب. 305/ 5203/ عضد الدين: محمد بن عبد الله. 306/ 5204/ الرفاعي: أحمد بن أبي الحسين. 308/ 5205/ الكشميهني: محمد بن محمد. 309/ 5206/ ابن مواهب: محمد بن محمد. 309/ 5207/ الوشابي: عيسى بن محمد. 310/ 5208/ ابن العطار: منصور بن نصر. 310/ 5209/ حفيد الشاشي: أحمد بن عبد الله. 311/ 5210/ ابن خير: محمد بن خير. 311/ 5211/ خطيب الموصل: عبد الله بن أحمد. 312/ 5212/ ابن حكما: محمود بن أبي القاسم. 313/ 5213/ الخرقي: عبد الله بن أحمد. 314/ 5214/ الصفاري: حماد بن إبراهيم. 314/ 5215/ أبوه: أبو إسحاق إبراهيم. 314/ 5216/ ابن صابر: عبد الله بن سيدة. 315/ 5217/ ابْنُ أَبِي العَجَائِزِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العزيز. 315/ 5218/ تقية: بنت المحدث غيث بن علي. 316/ 5219/ أبو طالب: أحمد بن سالم. 316/ 5220/ الرافعي: محمد بن عبد الكريم. 317/ 5221/ ابن المطلب: حسن بن الوزير. 317/ 5222/ ابن عبد المؤمن: يوسف بن السلطان. 319/ 5223/ السلماسي: محمد بن هبة الله. 319/ 5224/ ابن الصائغ: أحمد بن أبي الوفاء. 320/ 5225/ الزيدي، علي بن أحمد. 321/ 5226/ القرشي: عمر بن علي.

321/ 5227/ القطب: مسعود بن محمد. 322/ 5228/ ابن أبي الصقر: محمد بن حمزة. 323/ 5229/ أبو الكرام: علي بن عبد الكريم. 323/ 5230/ صاحب حلب: أبو الفتوح إسماعيل. 324/ 5231/ صاحب أذربيجان. 325/ 5232/ الكمال الأنباري: عبد الرحمن بن محمد. 326/ 5233/ الكتاني: محمد بن أبي الأزهر. 327/ 5234/ ابْنُ شَاتِيْلَ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ. 328/ 5235/ ابن حبيش: عبد الرحمن بن محمد. 330/ 5236/ ابن عوف: إسماعيل بن مكي. 330/ 5237/ أبو المحاسن: محمد بن عبد الخالق. 331/ 5238/ الترك: أحمد بن أبي منصور. 331/ 5239/ ابْنُ أَبِي عَصْرُوْنَ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ. 333/ 5240/ الصائغ: محمد بن عبد الواحد. 334/ 5241/ الحلاوي: محمد بن أبي السعود. 335/ 5242/ الأبله: محمد بن بختيار. 335/ 5243/ القزاز: أبو السعادات نصر الله. 336/ 5244/ الثقفي: يحيى بن محمود. 337/ 5245/ ابن بري: عبد الله بن بري. 338/ 5246/ ابن المنى: نصر بن فتيان. 338/ 5247/ ابن بشكوال: خلف بن عبد الملك. 341/ 5248/ صاحب حمص: محمد بن شركوه. 341/ 5249/ البهلوان: ابن الأتابك إلدكز. 342/ 5250/ أبو اليسر: شاكر بن عبد الله. 342/ 5251/ الباقداري: محمد بن أحمد. 342/ 5252/ ابن زرقون: محمد بن سعيد. 344/ 5253/ ابن مغاور: عبد الرحمن بن محمد. 345/ 5254/ أبو موسى المديني: محمد بن عمر. 349/ 5255/ عبد المغيث البغدادي الحربي. 350/ 5256/ ابن الموازيني: أحمد بن حمزة. 351/ 5257/ ابن الصابوني: محمود بن أحمد.

351/ 5258/ ابن الصاحب: هبة الله. 352/ 5259/ ابن منقذ: أسامة بن مرشد. 353/ 5260/ الحازمي: محمد بن موسى. 355/ 5261/ الجابري: عمر بن بكر. 356/ 5262/ المسعودي: محمد بن عبد الرحمن. 356/ 5263/ ابن التعاويذي: أبو الفتوح بن عبيد الله. 357/ 5264/ ابن الدهان: عبد الله بن أسعد. 358/ 5265/ ابن الجد: محمد بن عبد الله. 359/ 5266/ ابْنُ الفُرَاوِيِّ: عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ اللهِ. 360/ 5267/ ابن عياد: يوسف بن عبد الله. 360/ 5268/ حياة: حياة بن قيس. 361/ 5269/ سنان: سنان بن سلمان. 366/ 5270/ الطالقاني: أحمد بن إسماعيل. 367/ 5271/ ابن صدقة: محمد بن علي. 368/ 5272/ ابن قائد: محمد بن قائد. 368/ 5273/ الخرقي: عبد الرحمن بن علي. 369/ 5274/ قزل: عثمان بن إلكز. 369/ 5275/ عبد الحق: عبد الحق بن عبد الرحمن. 371/ 5276/ صاحب حماة: عمر بن شاهنشاه. 372/ 5277/ الخبوشاني: محمد بن موفق. 374/ 5278/ السهروردي: يحيى بن حبش. 376/ 5279/ صاحب الروم: قلج أرسلان بن مسعود. 376/ 5280/ النميري: نصر بن منصور. 377/ 5281/ ابن مجبر: يحيى بن عبد الجليل. 378/ 5282/ الحضرمي: محمد بن عبد الرحمن. 379/ 5283/ أخوه: أحمد بن عبد الرحمن. 379/ 5284/ سلطان شاه: محمود بن خوارزمشاه. 380/ 5285/ أبو مدين: شعيب بن حسين. 381/ 5286/ ابن بنان: محمد بن محمد. 382/ 5287/ ابن حيدرة: محمد بن حيدرة. 382/ 5288/ أبو طالب الكرخي: المبارك بن المبارك. 384/ 5289/ القاضي الفاضل: محمود بن علي. 384/ 5290/ ابْنُ أَبِي حَبَّةَ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ هِبَةِ الله.

385/ 5291/ رجب: رجب بن مذكور. 385/ 5292/ والد كريمة: عبد الوهاب بن علي. 386/ 5293/ قاضي خان: حسن بن منصور. 386/ 5294/ المرغيناتي: علي بن عبد الجليل. 386/ 5295/ الجويني: حسن بن علي. 387/ 5296/ الجنزوي: إسماعيل بن علي. 388/ 5297/ ابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ. 389/ 5298/ صاحب الموصل: مسعود بن مودود. 390/ 5299/ الشيرازي: يوسف بن أحمد. 391/ 5300/ ابن الفخار: محمد بن إبراهيم. 392/ 5301/ ابن بوش: يحيى بن أسعد. 393/ 5302/ الطرسوسي: محمد بن إسماعيل. 393/ 5303/ الكاغدي: عبد الرحيم بن محمد. 394/ 5304/ ابن الباقلاني: عبد الله بن منصور. 395/ 5305/ النوقاني: محمد بن أبي علي. 395/ 5306/ ذاكر بن كامل: محمد بن حسين. 396/ 5307/ الحجري: عبد الله بن محمد. 398/ 5308/ المجير: محمود بن المبارك. 399/ 5309/ ابن فضلان: يحيى بن علي. 400/ 5310/ ابْنُ كُلَيْبٍ: عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ. 401/ 5311/ جاكير: محمد بن دشم. 401/ 5312/ الشاطبي: القاسم بن فيره. 403/ 5313/ ابْنُ صَصْرَى: الحَسَنُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ منصور. 404/ 5314/ أبوه الرئيس أبو البركات. 404/ 5315/ جده محفوظ. 405/ 5316/ طغرل: طغرل شاة بن أرسلان. 405/ 5317/ الجمال: مسعود بن محمد. 406/ 5318/ الراراني: خليل بن بدر. 406/ 5319/ ابن ياسين: إسماعيل بن صالح. 407/ 5320/ أحمد بن طارق: الكركي البغدادي. 408/ 5321/ ابن حمدية: عبد الله بن محمد. 408/ 5322/ أبو طاهر إبراهيم بن محمد. 409/ 5323/ الصابوني: عبد الخالق بن عبد الوهاب. 409/ 5324/ ابْنُ بُوْنُهْ: عَبْدُ الحَقِّ بنُ عَبْدِ المَلِكِ.

410/ 5325/ ابن مأمون: محمد بن جعفر. 410/ 5326/ بكتمر: سيف الدولة. 411/ 5327/ صلاح الدين وبنوه: يوسف بن شاذي. 418/ 5328/ العزيز: عثمان بن يوسف. 419/ 5329/ الأفضل: علي بن يوسف. 421/ 5330/ الظاهر: غازي بن يوسف. 422/ 5331/ ابن يونس: عبيد الله بن يونس. 423/ 5332/ الفراتي: يعيش بن صدقة. 423/ 5333/ الفارسي: الحسن بن مسلم. 423/ 5334/ طاهر بن مكارم: الموصلي القلانسي. 423/ 5335/ مسلم بن علي. 424/ 5336/ أبو جعفر القرطبي: أحمد بن علي. 425/ 5337/ العراقي: إبراهيم بن منصور. 425/ 5338/ الساوي: عبيد الله بن محمد. 425/ 5339/ الويرج: ناصر بن محمد. 426/ 5340/ ابن رشد الحفيد: محمد بن أحمد. 427/ 5341/ ابن ملاح الشط: عبد الرحمن بن محمد. 428/ 5342/ صاحب المغرب: يعقوب بن يوسف. 432/ 5343/ صاحب غزنة: محمد بن سام. 434/ 5344/ أخوه السلطان شهاب الدين. 434/ 5345/ ابن القصاب: محمد بن علي. 435/ 5346/ ابن المقرون: البغدادي اللوزي. 436/ 5347/ ابن زهر: محمد بن عبد الملك. 437/ 5348/ ابن زريق الحداد: المبارك بن أحمد. 437/ 5349/ البندار: عبد الخالق بن هبة الله. 438/ 5350/ خوارزمشاه: تكش بن أرسلان. 439/ 5351/ العجلي: محمد بن إدريس. 439/ 5352/ صاحب اليمن: طغتكين بن أيوب. 440/ 5353/ عبد اللطيف: بن إسماعيل بن محمد. 441/ 5354/ ابن زبادة: يحيى بن سعيد. 442/ 5355/ القاضي الفاضل: عبد الرحيم بن علي. 445/ 5356/ العماد: محمد بن حامد. 448/ 5357/ الدولعي: عبد الملك بن زيد.

449/ 5358/ السبط: هبة الله بن الحسن. 449/ 5359/ الطاووسي: العراقي بن محمد. 450/ 5360/ الحربي: عمر بن علي. 450/ 5361/ ابن الزينبي: محمد بن علي. 450/ 5362/ الخشوعي: بركات بن إبراهيم. 452/ 5363/ ابن الزكي: محمد بن علي. 452/ 5364/ ابن أبي المجد: عبد الله بن أحمد. 453/ 5365/ اللبان: أحمد بن محمد. 454/ 5366/ الكراني: محمد بن حمد. 454/ 5367/ ابن الفرس: عبد المنعم بن محمد. 455/ 5368/ أبو الفرج بن الجوزي: عبد الرحمن بن علي. 466/ 5369/ لؤلؤ العادلي. 466/ 5370/ حماد بن هبة الله. 467/ 5371/ الشهاب الطوسي: محمد بن محمود. 468/ 5372/ السديد: عبد الله بن علي. 469/ 5373/ البوصيري: هبة الله بن علي. 470/ 5374/ ابن موقى: عبد الرحمن بن مكي. 471/ 5375/ ابن نجية: علي بن إبراهيم. 472/ 5376/ علي بن حمزة: الكاتب البغدادي. 473/ 5377/ ابن المارستانية: عبيد الله بن علي. 473/ 5378/ ابن أبي جمرة: محمد بن أحمد. 474/ 5379/ الهاشمي: محمد بن أحمد. 474/ 5380/ ابن المعطوش: المبارك بن المبارك. 475/ 5381/ العجلي: أسعد بن محمود. 476/ 5382/ الصفار: عبد الله بن عمر. 477/ 5383/ القاسم: بهاء الدين. 481/ فهرس الموضوعات. 503/ فهرس التراجم.

فهرس التراجم على حروف المعجم الجزءالخامس عشر: الصفحة التراجم: 138/ 5054/ أبق صاحب دمشق مجير الدين أبو سعيد بن محمد بن بوري بن طغتكين. 322/ 5228/ ابن أبي الصقر: محمد بن حمزة. 315/ 5217/ ابْنُ أَبِي العَجَائِزِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العزيز. 452/ 5364/ ابن أبي المجد: عبد الله بن أحمد. 473/ 5378/ ابن أبي جمرة: محمد بن أحمد. 384/ 5290/ ابْنُ أَبِي حَبَّةَ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ هِبَةِ الله. 64/ 4955/ ابن أبي ركب أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الخُشَنِيُّ النحوي. 331/ 5239/ ابْنُ أَبِي عَصْرُوْنَ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ. 70/ 4965/ ابن أبي مروان أبو عمر وأبو جعفر أحمد بن عبد الملك بن محمد الأنصاري. 23/ 4899/ ابْنُ أُخْتِ الطَّوِيْلِ أَبُو بَكْرٍ هِبَةُ اللهِ بن الفرج الهمذاني. 22/ 4897/ ابْنُ الآبَنُوْسِيِّ أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ علي البغدادي الشافعي. 21/ 4894/ ابْنُ الإِخْوَةِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بن محمد البغدادي العطار. 88/ 4988/ ابن الإخوة أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد البغدادي. 23/ 4898/ ابْنُ الأَشْقَرِ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الواحد البغدادي الدلال. 394/ 5304/ ابن الباقلاني: عبد الله بن منصور. 203/ 5105/ ابن البطي أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بنِ أحمد البغدادي الحاجب. 264/ 5169/ ابْنُ البَلَدِيِّ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بن سعيد، وزير المستنجد بالله.

68/ 4962/ ابن البن أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الأسدي الشافعي. 78/ 4979/ ابن البناء أبو القاسم سعيد بن أبي غالب أحمد بن الحسن البغدادي. 292/ 5180/ ابن البوقي: هبة الله بن يحيى. 134/ 5050/ ابْنُ التُّرَيْكِيِّ أَبُو المُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ علي الهاشمي العباسي. 356/ 5263/ ابن التعاويذي: أبو الفتح بن عبيد الله. 131/ 5044/ ابن التلميذ أَمِيْنُ الدَّوْلَةِ أَبُو الحَسَنِ هِبَةُ اللهِ بنُ صاعد المسيحي الطبيب. 358/ 5265/ ابن الجد: محمد بن عبد الله. 133/ 5048/ ابن الحبوبي أبو يعلى حمزة بن علي هبة الله بن حسن الدمشقي البزاز. 125/ 5035/ ابن الحطيئة أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد اللخمي المغربي. 230/ 5138/ ابن الخشاب أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أحمد البغدادي النحوي. 99/ 5005/ ابن الخل أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدِ البغدادي الشافعي. 218/ 5122/ ابْنُ الخَلاَّلِ أَبُو الحَجَّاجِ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ المصري كاتب السر للحافظ العبيدي. 211/ 5114/ ابن الدامغاني أبو مَنْصُوْرٍ جَعْفَر بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ. 29/ 4910/ ابْنُ الدَّايَةِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ. 53/ 4938/ ابْنُ الدباغ أَبُو الوَلِيْدِ يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ يوسف المالكي. 260/ 5164/ ابن الدهان أبو محمد سعيد بن المبارك البغدادي النحوي. 357/ 5264/ ابن الدهان: عبد الله بن أسعد. 239/ 5143/ ابن الرخلة أبو محمد صالح بن المبارك بن محمد البغدادي الكرخي. 26/ 4903/ ابْنُ الرَّزَّازِ أَبُو مَنْصُوْرٍ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بن عمر البغدادي الشافعي. 30/ 4911/ ابن الرماك أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأموي الإشبيلي. 86/ 4986/ ابن الزغوني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ نصر البغدادي. 209/ 5109/ ابن الزبير القَاضِي الرَّشِيْدُ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بن إبراهيم الغساني.

9/ 4481/ ابن الزكي قاضي دمشق أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي الدمشقي الشافعي. 452/ 5363/ ابن الزكي: محمد بن علي. 450/ 5361/ ابن الزينبي: محمد بن علي. 89/ 4989/ ابن السلار الْملك العَادل سَيْف الدِّيْنِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ الكردي الوزير. 40/ 4926/ ابن الشجري أَبُو السَّعَادَاتِ هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد الحسني البغدادي. 9/ 4482/ ابْنُ الشَّهْرُزُوْرِيِّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بن مظفر الموصلي الشافعي. 297/ 5190/ ابن الشهرزوري: كمال الدين أبو الفضل. 319/ 5224/ ابن الصائغ: أحمد بن أبي الوفاء. 131/ 5045/ ابن الصابوني أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ. 351/ 5257/ ابن الصابوني: محمود بن أحمد. 351/ 5258/ ابن الصاحب: هبة الله. 25/ 4902/ ابْنُ الصَّبَّاغِ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ السيد محمد البغدادي الشافعي. 121/ 5030/ ابن الصفار أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرِ النيسابوري الشافعي. 76/ 4977/ ابن الطلاية أبو العَبَّاس أَحْمَد بنُ أَبِي غَالِبٍ بنِ أَحْمَدَ البغدادي. 42/ 4928/ ابْنُ العَرَبِيِّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد الأندلسي المالكي. 259/ 5162/ ابْنُ العَصَّارِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرحيم بن الحسن العباسي. 310/ 5209/ ابن العطار: منصور بن نصر. 206/ 5016/ ابْنُ الفَاخِرِ أَبُو أَحْمَدَ مَعْمَرُ بنُ عَبْدِ الواحد بن رجاء بن الفاخر القرشي. 391/ 5300/ ابن الفخار: محمد بن إبراهيم. 130/ 5043/ ابن الفراء أبو يعلى الصغير محمد بن محمد بن القاضي الكبير أبي يعلى الحنبلي. 57/ 4946/ ابن الفراوي أَبُو البَرَكَاتِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفضل النيسابوري. 359/ 5266/ ابْنُ الفُرَاوِيِّ: عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ اللهِ. 454/ 5367/ ابن الفرس: عبد المنعم بن محمد. 434/ 5345/ ابن القصاب: محمد بن علي.

122/ 5032/ ابن القطان أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ الفَضْلِ بنِ عبد العزيز المتوثي. 150/ 5063/ ابن القرنسي أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ أَسَدِ بنِ عَلِيٍّ التميمي الدمشقي المؤرخ. ابْنُ الكُرَيْدِيِّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مَهْدِيِّ بن مفرج الهلالي الدمشقي. 194/ 5094/ ابْنُ اللَّحَّاسِ أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الحريمي. 152/ 5066/ ابْنُ المَادِحِ أَبُو مُحَمَّدٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن عبد الكريم التميمي البغدادي. 473/ 5377/ ابن المارستاتية: عبيد الله بن علي. 196/ 5096/ ابن الماسح أبو القاسم علي بن الحسن بن الحسن الدمشقي الشافعي. 150/ 5062/ ابْنُ المُتَوَكِّلِ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ جَعْفَرٍ بن عبد الصمد الهاشمي. 29/ 4908/ ابن المختار أَبُو تَمَّام أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ المُخْتَارِ العباسي البغدادي المسند. 317/ 5221/ ابن المطلب: حسن بن الوزير. 10/ 4883/ ابْنُ المُعْتَمِدِ أَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الإسفراييني الواعظ. 474/ 5380/ ابن المعطوش: المبارك بن المبارك. 199/ 5101/ ابن المقرب أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ المُقَرِّبِ بنِ الحُسَيْنِ البغدادي الكرخي. 435/ 5346/ ابن المقرون: البغدادي اللوزي. 338/ 5246/ ابن المنى: نصر بن فتيان. 350/ 5256/ ابن الموازيني: أحمد بن حمزة. 262/ 5167/ ابن النعمة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خلف الأندلسي. 214/ 5117/ ابن النقور أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ البزاز. 31/ 4913/ ابْنُ الوَزِيْرِ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مَسْعُوْدٍ الدمشقي الحافظ. 337/ 5245/ ابن برى: عبد الله بن برى. 338/ 5247/ ابن بشكوال: خلف بن عبد الملك. 381/ 5286/ ابن بنان: محمد بن محمد. 223/ 5129/ ابْنُ بُنْدَارَ أَبُو المَحَاسِنِ يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ الله الدمشقي الشافعي. 270/ 5176/ ابن بنيمان أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ بُنَيْمَانَ بنِ يُوْسُفَ الهمذان.

392/ 5301/ ابن بوش: يحيى بن أسعد. 409/ 5324/ ابْنُ بُوْنُهْ: عَبْدُ الحَقِّ بنُ عَبْدِ المَلِكِ. 202/ 5104/ ابن تاج القراء أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ محمد الطوسي. 90/ 4990/ ابن جهير الوزير أبو نصر مُظَفَّرُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ ابن جهير. 328/ 5235/ ابن حبيش: عبد الرحمن بن محمد. 312/ 5212/ ابن حكما: محمود بن أبي القاسم. 408/ 5321/ ابن حمدية: عبد الله بن محمد. 66/ 4959/ ابن حمدين أَبُو جَعْفَرٍ حَمْدِين بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ الثعلبي. 296/ 5189/ ابن حنين: علي بن أحمد. 382/ 5287/ ابن حيدرة: محمد بن حيدرة. 207/ 5107/ ابْنُ خُضَيْرٍ أَبُو طَالِبٍ المُبَارَكُ بنُ عَلِيٍّ بن محمد البغدادي الصيرفي. 94/ 4997/ ابن خميس أبو عبد الله الحسين بن نصر بن محمد الجهني الكعبي الشافعي. 311/ 5210/ ابن خير: محمد بن خير. 71/ 4969/ ابن دادا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حُسَيْنٍ الجرباذقاني. 426/ 5340/ ابن رشد الحفيد: محمد بن أحمد. 177/ 5085/ ابْنُ رِفَاعَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ رفاعة بن غدير بن علي السعدي الشافعي. 441/ 5354/ ابن زيادة، يحيى بن سعيد. 342/ 5252/ ابن زرقون: محمد بن سعيد. 437/ 5348/ ابن زريق الحداد: المبارك بن أحمد. 436/ 5347/ ابن زهر: محمد بن عبد الملك. 220/ 5125/ ابْنُ سَعَادَةَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ سعادة المرسي الأندلسي. 327/ 5234/ ابْنُ شَاتِيْلَ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ. 255/ 5156/ ابْنُ شَافِعٍ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ بن شافع الجيلي البغدادي. 314/ 5216/ ابن صابر: عبد الله بن سيدة. 367/ 5271/ ابن صدقة: محمد بن علي. 403/ 5313/ ابْنُ صَصْرَى: الحَسَنُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ منصور. 299/ 5194/ ابن صيلا: عتيق بن عبد العزيز.

16/ 4890/ ابن طراد أبو القاسم علي بن طراد بن محمد الزينبي الوزير. 229/ 5137/ ابن ظفر أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بن محمد الصقلي. 267/ 5173/ ابن عبد أَبُو البَرَكَاتِ الخَضِرُ بنُ شِبْلِ بنِ الحُسَيْنِ الدمشقي الشافعي. 14/ 4887/ ابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ البغدادي. ابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ. 317/ 5222/ ابن عبد المؤمن: يوسف بن السلطان. 54/ 4940/ ابن عبدان أبو القاسم الخضر بن حسين بن عبيد الله الأزدي الدمشقي. 247/ 5155/ ابن عساكر الحافظ المؤرخ أبو القاسم ثقة الدين علي بن الحسن بن هبة الله. 330/ 5236/ ابن عوف: إسماعيل بن مكي. 360/ 5267/ ابن عياد: يوسف بن عبد الله. 304/ 5201/ ابن غانية: يحيى بن علي. 118/ 5026/ ابْنُ غَبْرَةَ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحسن الهاشمي الحارثي. 399/ 5309/ ابن فضلان: يحيى بن علي. 368/ 5272/ ابن قائد: محمد بن قائد. 227/ 5135/ ابن قرقول أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الوهراني. 226/ 5132/ ابْنُ قُزْمَانَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ القرطبي الفقيه. 132/ 5047/ ابن قفرجل أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ عَبْدِ الباقي القطان. 242/ 5149/ ابن قلاقس الشاعر أبو الفتح نصر الله بن عبد الله الإسكندري. 152/ 5067/ ابْنُ كَرُّوْسٍ أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ أَحْمَدَ بن فارس السلمي الدمشقي. 400/ 5310/ ابْنُ كُلَيْبٍ: عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ. 241/ 5146/ ابن ماشاذة أبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الفَرَجِ الأصبهاني. 410/ 5325/ ابن مأمون: محمد بن جعفر. 377/ 5281/ ابن مجبر: يحيى بن عبد الجليل. 119/ 5027/ ابْنُ مَحْمُويه أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بن الحسين البزدي الشافعي. 61/ 4952/ ابْنُ مُسْهِرٍ عَلِيُّ بنُ سَعْدِ بنِ عَلِيٍّ الموصلي الشاعر مهذب الدين. 69/ 4963/ ابْنُ مَطْكُودٍ أَبُو القَاسِمِ نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بن مقاتل السوسي الدمشقي.

69/ 4964/ ابن مطكود علي بن أحمد بن مقاتل أخو نصر. 644/ 5253/ ابن مغاور: عبد الرحمن بن محمد. 427/ 5341/ ابن ملاح الشط: عبد الرحمن بن محمد. 352/ 5259/ ابن منقذ: أسامة بن مرشد. 309/ 5206/ ابن مواهب: محمد بن محمد. 470/ 5374/ ابن موقي: عبد الرحمن بن مكي. 108/ 5010/ ابن ناجية أبو القاسم أحمد بن أَبِي المَعَالِي عَبْدِ اللهِ بنِ بَرَكَةَ الحَرْبِيُّ. 79/ 4980/ ابن ناصر أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ نَاصرِ بنِ مُحَمَّدِ بن علي السلامي البغدادي الحافظ. 471/ 5375/ ابن نجية: علي بن إبراهيم. 62/ 4953/ ابن نظام الملك الوزير أبو نصر أحمد بن نظام الملك الحسن بن علي الطوسي. 172/ 5083/ ابن هبيرة الوزير أَبُو المُظَفَّرِ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ هُبَيْرَةَ الحنبلي. 219/ 5124/ ابن هذيل أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ البلنسي. 214/ 5118/ ابن هلال أَبُو المَكَارِمِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المسلم الأزدي الدمشقي. 406/ 5319/ ابن ياسين: إسماعيل بن صالح. 422/ 5331/ ابن يونس: عبيد الله بن يونس. 298/ 5191/ ابنه: أبو حامد محمد. 293/ 5184/ ابنه: عبد الملك بن روح. 168/ 5076/ أَبُو البَرَكَاتِ هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ ملكا الفيلسوف الطبيب. 114/ 5020/ أبو البيان نبأ بن محمد بن محفوظ الحوراني الشافعي. 146/ 5059/ أَبُو الحُسَيْنِ الزَّاهِدُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ بن حمزة المقدسي. 256/ 5157/ أبو الخير عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الأصبهاني الحافظ. 32/ 4915/ أبو الدر ياقوت الرومي التاجر. 287/ 5178/ أبو العلاء الهمذاني: الحسن بن أحمد. 455/ 5368/ أبو الفرج بن الجوزي: عبد الرحمن بن علي. 323/ 5229/ أبو الكرام: علي بن عبد الكريم.

330/ 5237/ أبو المحاسن: محمد بن عبد الخالق. 299/ 5193/ أبو المسعودي: عبد الرحمن بن محمد. 169/ 5078/ أبو المظفر هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، أخو المحدثة كمال. 200/ 5103/ أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد السهروردي الشافعي. 101/ 5007/ أَبُو الوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى بنِ شعيب السجزي الهروي. 342/ 5250/ أبو اليسر: شاكر بن عبد الله. 39/ 4925/ أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحمن البقوي القرطبي الشاعر. 424/ 5336/ أبو جعفر القرطبي: أحمد بن علي. 47/ 4932/ أَبُو جَعْفَرَكَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي جعفر البيهقي النيسابوري المفسر. 155/ 5071/ أَبُو حَكِيْمٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ دِيْنَارٍ النُّهْرُوَانِيُّ الحَنْبَلِيُّ البغدادي. 258/ 5159/ أَبُو رَشِيْدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ اللهِ الأصبهاني. 217/ 5121/ أَبُو زُرْعَةَ المَقْدِسِيُّ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طاهر الشيباني. 382/ 5288/ أبو طالب الكرخي: المبارك بن المبارك. 316/ 5219/ أبو طالب: أحمد بن المسلم. 408/ 5322/ أبو طاهر إبراهيم بن محمد. 52/ 4937/ أبو عبد الله محمد بن عياض بن محمد بن القاضي عياض النحوي. 60/ 4951/ أبو عبد الله مردنيش الجذامي المغربي. 63/ 4954/ أبو محمد بن عياض المجاهد. 380/ 5285/ أبو مدين: شعيب بن حسين. 345/ 5254/ أبو موسى المديني: محمد بن عمر. 404/ 5314/ أبوه الرئيس أبو البركات. 314/ 5215/ أبوه: أبو إسحاق إبراهيم. 408/ 5320/ أحمد بن طارق: الكركي البغدادي. 108/ 5011/ أحمد بن وقشي. 434/ 5344/ أخوه السلطان شهاب الدين. 379/ 5283/ أخوه: أحمد بن عبد الرحمن. 15/ 4889/ أكز حسام الدين الحاجب. 335/ 5242/ الأيله: محمد بن بختيار. 38/ 4923/ الأتابك عماد الدين زنكي بن آقْسُنْقُرَ بنِ عَبْدِ اللهِ التُّرْكِيُّ صَاحِبُ حَلَبَ. 48/ 4934/ الأرجاني الشاعر أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الشافعي.

34/ 4919/ الأُرْمَوِيُّ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ يوسف البغدادي الشافعي. 76/ 4976/ الأَزَجِيُّ أَبُو المُعَمَّرِ المُبَارَكُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبد العزيز الأنصاري الحافظ. 56/ 4945/ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ أَبُو المَعَالِي الفَضْلُ بنُ سَهْلِ بنِ بشر الدمشقي. 195/ 5095/ الأَشِيْرِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الصنهاجي. 120/ 5028/ الأَغرجِيُّ أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أبي سعيد الخوارزمي. 419/ 5329/ الأفضل: علي بن يوسف. 133/ 5049/ الأُقْلِيْشِيُّ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مَعَدِّ بنِ عيسى التجيبي. 36/ 4920/ الأُمَوِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ سَعِيْدِ بنِ أحمد القرشي الجزري الشافعي. 36/ 4921/ الأُنْديُّ أَبُو الحجَّاجِ يُوْسُفُ بنُ عَلِيٍّ القُضَاعِيُّ المحدث. 7/ 4880/ الأنماطي أبو البركات بن عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد البغدادي. 199/ 5100/ الباجرائي أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ محمد التأني. 211/ 5113/ البَاذَرَائِيُّ أَبُو المَكَارِمِ المُبَارَكُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المعمر البغدادي. 196/ 5097/ البارزي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عبد الواحد البغدادي. 144/ 5057/ الباغبان أَبُو الخَيْرِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ عُمَرَ الأصبهاني المهندس. 342/ 5251/ الباقداري: محمد بن أحمد. 19/ 4892/ البحيري أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النيسابوري. 13/ 4885/ البديع أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي الهمذاني. 110/ 5013/ البروجردي أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ العلاء. 258/ 5160/ البَرَوِيُّ أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بن سعد الخراساني الواعظ. 129/ 5041/ اليزري أَبُو القَاسِمِ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الجزري الشافعي. 90/ 4991/ البُسْتِيُّ أَبُو العِزِّ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد الصوفي. 187/ 5090/ البَسْطَامِيُّ أَبُو شُجَاعٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ البلخي. 244/ 5151/ البطائحي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَسَاكِرَ بنِ المُرَحَّبِ الضرير. 222/ 5128/ البَطَلْيَوْسِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحسن الأندلسي. 85/ 4984/ البَلْخِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ محمد الحنفي الدمشقي.

437/ 5349/ البندار: عبد الخالق بن هبة الله. 341/ 5249/ البهلوان: ابن الأتابك إلدكز. 469/ 5373/ البوصيري: هبة الله بن علي. 34/ 4917/ البَيْضَاوِيُّ أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بن محمد الفارسي الحنفي. 53/ 4939/ البيع أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ علي الزهري البغدادي. 120/ 5029/ البِيْكَنْدِيُّ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد البخاري. 263/ 5168/ البَيْهَقِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ أميرك الأنصاري الخزيمي. 331/ 5238/ الترك: أحمد بن أبي منصور. 336/ 5244/ الثقفي: يحيى بن محمود. 355/ 5261/ الجابري: عمر بن بكر. 259/ 5161/ الجبريلي أبو أحمد أسعد بن بلدرك البواب. 28/ 4907/ الجُلاَّبِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد الواسطي المالكي. 405/ 5317/ الجمال: مسعود بن محمد. 387/ 5296/ الجنزوي: إسماعيل بن علي. 83/ 4981/ الجنيد بن محمد، أبو القاسم القايني، شيخ الصوفية. 128/ 5037/ الجواد الوزير أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي منصور الأصبهاني. 31/ 4914/ الجورقاني أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحسين الهمذاني الحافظ. 386/ 5295/ الجويني: حسن بن علي. 220/ 5126/ الجَيَّانِيُّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ ياسر الأنصاري. 257/ 5158/ الحَاجِّيُّ أَبُو مَسْعُوْدٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَلِيِّ بن حمد الأصبهاني. 353/ 5260/ الحازمي: محمد بن موسى. 396/ 5307/ الحجري: عبد الله بن محمد. 293/ 5183/ الحديثي: روح بن أحمد. 130/ 5042/ الحَرَّانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن العباس البغدادي. 450/ 5360/ الحربي: عمر بن علي. 169/ 5080/ الحَرَسْتَانِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ القرشي البستاني. 75/ 4974/ الحرضي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرحيم النيسابوري. 110/ 5014/ الحصكفي معينُ الدِّينِ أَبُو الفَضْلِ يَحْيَى بنُ سَلاَمَةَ بن حسين الظنزي. 378/ 5282/ الحضرمي: محمد بن عبد الرحمن. 260/ 5163/ الحَظِيْرِيُّ أَبُو المَعَالِي سَعْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ قاسم الأنصاري الشاعر.

334/ 5241/ الحلاوي: محمد بن أبي السعود. 68/ 4961/ الحَمَّامِيُّ أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحسين النيسابوري الصوفي. الحيص بيص: سعد بن محمد. 372/ 5277/ الخبوشاني: محمد بن موقق. 149/ 5061/ الخجندي صَدْرُ الدِّيْنِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللطيف بن محمد الشافعي. 114/ 5021/ الخَرَّازُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي الحريمي البغدادي. 368/ 5273/ الخرقي: عبد الرحمن بن علي. 313/ 5213/ الخرقي: عبد الله بن أحمد. 169/ 5079/ الخزرجي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الحَقِّ بن أحمد القرطبي المالكي. 450/ 5362/ الخشوعي: بركات بن إبراهيم. 291/ 5179/ الخطيبي: محمد بن عبد الله. 96/ 5000/ الخطير أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ خطاب، خطير الدولة. 127/ 5036/ الدَّارَانِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الحسن بن إبراهيم الكناني الدمشقي. 198/ 5099/ الدَّقَّاقُ أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بن هلال البغدادي. 26/ 4904/ الدهان أبو نصر عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الفضل الهروي الصوفي. 309/ 5207/ الدوشابي: عيسى بن أحمد. 448/ 5357/ الدولعي: عبد الملك بن زيد. 24/ 4900/ الدُّومِيُّ أَبُو الفَتْحِ مُفلِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد البغدادي الوراق. 406/ 5318/ الراراني: خليل بن بدر. 316/ 5220/ الرافعي: محمد بن عبد الكريم. 222/ 5127/ الرَّحَبِيُّ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، بواب الحريم. 175/ 5084/ الرُّسْتُمِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَسَنُ بنُ العَبَّاسِ بن علي الأصبهاني الشافعي. 75/ 4975/ الرُّشَاطِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عبد الله الأندلسي الحافظ. 305/ 5202/ الرصافي: محمد بن غالب. 86/ 4985/ الرُّطَبِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ الله بن سلامة الكرخي. 55/ 4943/ الرفاء الشاعر أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الأطرابلسي.

306/ 5204/ الرفاعي: أحمد بن أبي الحسين. 210/ 5112/ الزَّاغُوْلِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ محمد المروزي. 108/ 5012/ الزَّبِيْدِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ علي بن مسلم القرشي. 227/ 5134/ الزكي أبو الحسن عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ القرشي الشافعي. 17/ 4891/ الزمخشري أبو القاسم محمود بن عمر النحوي المفسر. 155/ 5072/ الزَّيَّاتُ أَبُو النَّدَى حَسَّانُ بنُ تَمِيْمِ بنِ نصر الدمشقي. 49/ 4935/ الزِّيَادِيُّ أَبُو المَحَاسِنِ أَسَعْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الموفق الهروي الحنفي. 154/ 5070/ الزِّيَادِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ البغوي. 13/ 4886/ الزَّيْدِيُّ أَبُو البَرَكَاتِ عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ محمد العلوي الكوفي الحنفي. 320/ 5225/ الزيدي: علي بن أحمد. 47/ 4931/ الزينبي أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ نور الهدَى الحُسَيْن بن محمد الهاشمي الحنفي. 425/ 5338/ الساوي: عبيد الله بن محمد. 91/ 4993/ السبخي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ عثمان البزدوي الحنفي. 449/ 5358/ السبط: هبة الله بن الحسن. 468/ 5372/ السديد: عبد الله بن علي. 300/ 5195/ السقلاطوني: يحيى بن يوسف. 58/ 4947/ السُّلْطَانُ أَبُو سَعْدٍ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ سهل الدامغاني الشافعي. 148/ 5060/ السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه السلجوقي غياث الدين أبو الفتح. 229/ 5136/ السلطان مودود صاحب الموصل بن زنكي بن آقسنقر. 271/ 5177/ السلفي: أحمد بن محمد. 319/ 5223/ السلماسي: محمد بن هبة الله. 34/ 4918/ السِّمِّذِيُّ أَبُو المَكَارِمِ المُبَارَكُ بنُ عَلِيِّ بنِ عبد العزيز البغدادي. 189/ 5093/ السمعاني أبو سَعْدٍ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرِ الخراساني المروزي. 59/ 4949/ النجبستي أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، شيخ مسند. 90/ 4992/ السِّنْجِيُّ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الله المروزي الشافعي.

374/ 5278/ السهروردي: يحيى بن حبش. 209/ 5111/ السَّوِيْقِيُّ أَبُو عَاصِمٍ قَيْسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إسماعيل الأصبهاني الصوفي. 401/ 5312/ الشاطبي: القاسم بن فيره. 153/ 5068/ الشِّبْلِيُّ أَبُو المُظَفَّرِ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بن محمد البغدادي المؤذن. 112/ 5017/ الشَّحَّامُ أَبُو مُحَمَّدٍ سَلْمَانُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ حسن البغدادي. 55/ 4942/ الشَّحَّامِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحسين النيسابوري. 25/ 4901/ الشَّرِيكُ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البلخي. 97/ 5002/ الشلبي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عِيْسَى بنِ عبد الله الأندلسي. 467/ 5371/ الشهاب الطوسي: محمد بن محمود. 93/ 4996/ الشَّهْرُزُوْرِيُّ أَبُو الكَرَمِ المُبَارَكُ بنُ الحَسَنِ بنِ أحمد البغدادي المقرئ. 92/ 4994/ الشَّهْرَسْتَانِيُّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أَحْمَدَ، أبو الفتح، المتكلم. 145/ 5058/ الشَّيْخُ رِسْلاَنُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدمشقي. 179/ 5087/ الشيخ عبد القادر الجيلاني. 390/ 5299/ الشيرازي: يوسف بن أحمد. 333/ 5240/ الصائغ: محمد بن عبد الواحد. 212/ 5115/ الصائن أبو الحسن هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ هِبَة اللهِ بن عساكر الشافعي. 409/ 5323/ الصابوني: عبد الخالق بن عبد الوهاب. 156/ 5073/ الصالح وزير مصر طلائع بن رزيك أبو الغارات. 476/ 5382/ الصفار: عبد الله بن عمر. 314/ 5214/ الصفاري: حماد بن إبراهيم. 232/ 5139/ الصيدلاني أبو المظهر القاسم بن الفضل بن عبد الواحد الأصبهاني. 233/ 5140/ الصيدلاني أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ الأصبهاني. 135/ 5052/ الطَّائِيُّ أَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ علي الهمذاني. 366/ 5270/ الطالقاني: أحمد بن إسماعيل. 200/ 5102/ الطَّامِذِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عبد الله الأصبهاني. 262/ 5166/ الطَّاهِرِيُّ أَبُو المَكَارِمِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الخزاعي الحريمي. 449/ 5359/ الطاووسي: العراقي بن محمد.

29/ 4909/ الطَّرَائِفِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحسن البغدادي. 393/ 5302/ الطرسوسي: محمد بن إسماعيل. 300/ 5197/ الطوسي: محمد بن علي. 421/ 5330/ الظاهر: غازي بن يوسف. 59/ 4950/ العَبَّادِيُّ أَبُو مَنْصُوْرٍ المُظَفَّرُ بنُ أَرْدَشِيْرَ المَرْوَزِيُّ. 117/ 5025/ العَبَّاسِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد العزيز، نقيب الهاشميين بمكة. 269/ 5175/ العثماني أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن يحيى الديباجي الاسكندراني. 475/ 5381/ العجلي: أسعد بن محمود. 439/ 5351/ العجلي: محمد بن إدريس. 425/ 5337/ العراقي: إبراهيم بن منصور. 418/ 5328/ العزيز: عثمان بن يوسف. 97/ 5001/ العُكْبَرِيُّ أَبُو القَاسِمِ نَصْرُ بنُ نَصْرِ بنِ علي بن يونس الشافعي. 170/ 5082/ العَلَوِيُّ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي البصري. 292/ 5182/ العليمي: عمر بن محمد. 445/ 5356/ العماد: محمد بن حامد. 134/ 5051/ الغَانِمِيُّ أَبُو المَحَاسِنِ مَسْعُوْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غانم الهروي. 113/ 5018/ الغَزْنَوِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، الوَاعِظُ. 30/ 4912/ الغَنَوِيُّ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محرز الرقى الشافعي الصوفي. 423/ 5333/ الفارسي: الحسن بن مسلم. 215/ 5119/ الفارقي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بن عبد الحميد البغدادي. 98/ 5003/ الشامي أبو النضر عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ عُثْمَانَ الهروي. 423/ 5332/ الفراتي: يعيش بن صدقة. 170/ 5081/ الفَلَكِيُّ أَبُو المُظَفَّرِ سَعِيْدُ بنُ سَهْلِ بنِ محمد النيسابوري الخوارزمي الوزير. 48/ 4933/ الفَنْدَلاَوِيُّ أَبُو الحَجَّاجِ يُوْسُفُ بنُ دُوْنَاسَ المَغْرِبِيُّ المالكي. 477/ 5383/ القاسم: بهاء الدين. 442/ 5355/ القاضي الفاضل: عبد الرحيم بن علي. 384/ 5289/ القاضي الفاضل: محمود بن علي. 49/ 4936/ القاضي عياض أبو الفضل بن موسى اليحصبي الأندلسي.

321/ 5226/ القرشي: عمر بن علي. 243/ 5150/ القُرْطُبِيُّ أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بنُ سَعْدُوْنَ بنِ تمام الأزدي. 335/ 5243/ القزاز: أبو السعادات نصر الله. 321/ 5227/ القطب: مسعود بن محمد. 189/ 5092/ القَنْطَرِيُّ أَبُو القَاسِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن أحمد الأندلسي. 56/ 4944/ القراني أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرِ بنِ صغير بن خالد سيد الشعراء. 95/ 4998/ القَيْسِيُّ أَبُو العَشَائِرِ مُحَمَّدُ بنُ الخَلِيْلِ بنِ فارس الدمشقي. 393/ 5303/ الكاغدي: عبد الرحيم بن محمد. 326/ 5233/ الكتاني: محمد بن أبي الأزهر. 454/ 5366/ الكراني: محمد بن حمد. 151/ 5065/ الكَرْخِيُّ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن جعفر. 46/ 4930/ الكرماني أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أميرويه الحنفي الخراساني. 122/ 5031/ الكرماني أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحَسَنِ بنِ عبد الله النيسابوري. 84/ 4983/ الكروخي أبو الفتح عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي سهل الهروي. 71/ 4970/ الكشميهني أبو الفتح مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي تَوبَةَ المروزي. 308/ 5205/ الكشميهني: محمد بن محمد. 325/ 5232/ الكمال الأنباري: عبد الرحمن بن محمد. 188/ 5091/ الكِيْزَانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ ثابت المصري الواعظ. 129/ 5040/ اللَّبَّادُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الأصبهاني. 453/ 5365/ اللبان: أحمد بن محمد. 294/ 5185/ المأموني: هارون بن العباس. 98/ 5004/ المُبَارَكُ بنُ كَامِلِ بنُ أَبِي غَالِبٍ الخَفَّافُ، أبو بكر البغدادي. 398/ 5308/ المجير: محمود بن المبارك. 37/ 4922/ المُرَادِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أحمد القرطبي الشافعي. 386/ 5294/ المرغناني: علي بن عبد الجليل. 302/ 5200/ المستضيء بأمر الله: الحسن بن المستنجد بالله. 164/ 5075/ المستنجد بالله ابن المقتفي لأمر الله الخليفة العباسي.

356/ 5262/ المسعودي: محمد بن عبد الرحمن. 66/ 4958/ المسيب بن مفرج بن حسن، الوزير العميد أبو الذواء، أخو حيدرة. 106/ 5008/ المُشْكَانِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الروذراوي الشافعي. 241/ 5147/ المعنداني أبو القاسم رجاء بن حامد بن رجاء الأصبهاني. 157/ 5074/ المقتفي لأمر الله أمير المؤمنين العباسي. 154/ 5069/ المُوْسَوِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ بنِ إسماعيل الهاشمي الهروي. 41/ 4972/ المِيْهَنِيُّ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ طَاهِرِ بنِ سعيد الخراساني الصوفي. 176/ 5280/ النميري: نصر بن منصور. 195/ 5305/ النوقاني: محمد بن أبي علي. 474/ 5379/ الهاشمي: محمد بن أحمد. 425/ 5339/ الويرج: ناصر بن محمد. 292/ 5181/ اليوسفي: عبد الرحيم بن عبد الخالق. 58/ 4948/ أنر ملك الأمراء بدمشق معين الدين الطغتكين. 100/ 5006/ بكيرة أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ إسماعيل الهروي المقرئ. 410/ 5326/ بكتمر: سيف الدين. 245/ 5152/ تجنى بنت عبد الله الوهبانية أم عتب. 315/ 5218/ تقية: بنت المحدث غيث بن علي. 401/ 5311/ جاكير: محمد بن دشم. 404/ 5315/ جده محفوظ. 123/ 5033/ جعفر بن زيد بن جامع، أبو الفضل الطائي الشامي. 128/ 5038/ جلال الدين علي بن الوزير أبي جعفر الجواد الأصبهاني. 70/ 4996/ حَامِدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ المديني الحافظ أبو عبد الله. 96/ 4999/ حَامِدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ: أَبُو عَبْدِ اللهِ المديني الحافظ. 238/ 5142/ حَفَدَه أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَسْعَدَ بنِ محمد الطوسي الشافعي. 310/ 5209/ حفيد الشاشي: أحمد بن عبد الله. 446/ 5370/ حماد بن هبة الله. 70/ 4967/ حمزة بن محمد بن بحول الهمذاني أبو الفتح الهروي. 84/ 4982/ حنبل بن علي البخاري أبو جعفر الصوفي. 360/ 5268/ حياة: حياة بن قيس. 66/ 4957/ حيدرة بن مفرج بن حسن،

الوزير بن الصوفي الدمشقي زين الدولة. 245/ 5153/ خديجة بنت أحمد بن الحسن بنت النهرواني. 179/ 5086/ خزيفة أَبُو المُعَمَّرِ عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بنِ الحين البغدادي العطار. 311/ 5211/ خطيب الموصل: عبد الله بن أحمد. 112/ 5016/ خوارزمشاه الملك آتز بن محمد بن نوشتكين. 295/ 5188/ خوارزمشاه: أرسلان بن خوارزم شاه. 438/ 5350/ خوارزمشاه: تكش بن أرسلان. 67/ 4960/ خياط الصوف أبو سعد بن جامع بن أبي نصر النيسابوري. 395/ 5306/ ذاكر بن كامل: محمد بن حسين. 385/ 5291/ رجب: رجب بن مذكور. 45/ 4929/ رزين بن معاوية بن عمار البعدري الأندلسي أبو الحسن. 5/ 4878/ سبط الخَيَّاطِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد. 5/ 4879/ سبط الخياط أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد البغدادي النحوي. 128/ 5039/ سَدِيدُ الدَّوْلَةِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ إبراهيم الشيباني بن الأنباري. 20/ 4893/ سَعْدُ الخَيْرِ أَبُو الحَسَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سهل الأندلسي التاجر. 379/ 5284/ سلطان شاه: محمود بن خوارزمشاه. 361/ 5269/ سنان: سنان بن سلمان. 136/ 5053/ سنجر السلطان ملك خراسان بن ملكشاه بن ألب أرسلان. 22/ 4896/ شافع بن عبد الرشيد الجيلي أبو عبد الله الشافعي. 224/ 5130/ شاور بن مجير السعدي أبو شجاع وزير الديار المصرية. 11/ 4884/ شُرَيْحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُرَيْحِ بنِ أَحْمَدَ الإشبيلي المالكي أبو الحسن. 300/ 5196/ شملة: التركماني. 240/ 5145/ شُهْدَةُ بِنْتُ المُحَدِّثِ أَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بنِ الفرج الدينوري البغدادي. 143/ 5056/ شَهْرَدَارُ بنُ شِيْرَوَيْه بنُ شَهْردَارَ بنِ شِيْرَوَيْه بنِ فَنَّاخُسْره الديلمي. 21/ 4895/ شيخ الشيوخ أبو البركات إسماعيل بن أحمد بن محمد النيسابوري.

264/ 5170/ شركوه بن شاذي بن مروان الكردي أسد الدين. 324/ 5231/ صاحب أذربيجان. 376/ 5279/ صاحب الروم: قلج أرسلان بن مسعود. 428/ 5342/ صاحب المغرب: يعقوب بن يوسف. 389/ 5298/ صاحب الموصل: مسعود بن مودود. 294/ 5186/ صاحب اليمن: تورانشاه بن أيوب. 439/ 5352/ صاحب اليمن: طغتكين بن أيوب. 323/ 5230/ صاحب حلب: أبو الفتوح إسماعيل. 371/ 5276/ صاحب حماة: عمر بن شاهنشاه. 341/ 5248/ صاحب حمص: محمد بن شيركوه. 151/ 5064/ صاحب غزنة خسروشاه بن بهرام بن مَسْعُوْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَسْعُوْدِ بنِ مَحْمُوْدِ. 432/ 5343/ صاحب غزنة: محمد بن سام. 115/ 5022/ صاحب نصيبين شمس الملوك أبو نصر إبراهيم بن رضوان بن تتش. 301/ 5199/ صدقة بن الحسين. 411/ 5327/ صلاح الدين وبنوه: يوسف بن شاذي. 433/ 5334/ طاهر بن مكارم: الموصلي القلانسي. 405/ 5316/ طغرل: طغرل شاه بن أرسلان. 28/ 4906/ ظاهر بن أحمد البغدادي المساميري البزاز أبو القاسم. 93/ 4995/ عَبَّاسَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أبي منصور الطابراني. 186/ 5087/ عَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ أَبِي سَعْدٍ مَنْصُوْرِ بنِ إسماعيل الهروي أبو محمد الفامي. 246/ 5154/ عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد اليوسفي أبو الحسين. 369/ 5275/ عبد الحق: عبد الحق بن عبد الرحمن. 87/ 4987/ عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر اليوسفي، أبو الفرج الحافظ. 213/ 5116/ عبد الخالق بن أسد بن ثابت الفقيه الحنفي الدمشقي أبو محمد.

72/ 4971/ عبد الخالق بن زاهر بن طاهر النيسابوري الشحامي أبو منصور. 115/ 5023/ عَبْدُ الصَّبُورِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَبُو صَابِرٍ الهروي التاجر. 440/ 5353/ عبد اللطيف: بن إسماعيل بن محمد. 138/ 5055/ عبد المؤمن بن علي بن علوي، سلطان المغرب. 349/ 5255/ عبد المغيث البغدادي الحربي. 261/ 5165/ عبد النبي بن المهدي علي بن مهدي. 187/ 5089/ عَبْدُ الهَادِي بنُ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ عَبْدِ الله السجستاني أبو عروبة. 74/ 4972/ عبدان بنُ زَرِّيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ الدُّوِيْنِيُّ المُقْرِئُ أَبُو محمد. 124/ 5034/ عدي بن صخر أو ابن مسافر بن إسماعيل الشامي الهكاري. 305/ 5203/ عضد الدين: محمد بن عبد الله. 472/ 5376/ علي بن حمزة: الكاتب البغدادي. 239/ 5144/ علي بن حميد بن عمار الطرابلسي النحوي. 71/ 4968/ علي بن حيدرة بن جعفر الحسيني أبو طالب نقيب الأشراف. 132/ 5046/ عَلِيُّ بنُ عَسَاكِرَ بنِ سُرُوْرٍ، أَبُو الحَسَنِ المقدسي الخشاب. 111/ 5015/ علي بن مهدي. 226/ 5123/ عُلَيْمُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العمري الأندلسي أَبُو مُحَمَّدٍ. 267/ 5174/ عُمَارَةُ بنُ عَلِيِّ بنِ زَيْدَانَ اليمني الشافعي الشاعر أبو محمد. 27/ 4905/ عمر بن ظفر بن أحمد الشيباني المقرئ أبو حفص. 39/ 4924/ غازي بن زنكي الملك سيف الدين. 15/ 4888/ فاطمة بنت محمد بن أبي سعد بن الحسن البغدادي. 216/ 5120/ فورجه أَبُو القَاسِمِ مَحْمُوْدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ علي الأصبهاني التاجر. 386/ 5293/ قاضي خان: حسن بن منصور. 301/ 5198/ قايماز: مولى المستنجد بالله. 369/ 5274/ قزل: عثمان بن إلكز. 168/ 5077/ كمال بنت أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ السمرقندي أم الحسن. 116/ 5024/ كوتاه أَبُو مَسْعُوْدٍ عَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الواحد الأصبهاني. 446/ 5369/ لؤلؤ العادلي. 114/ 5019/ مُجَلِّي بنُ جُمَيْعِ بنِ نَجَا القُرَشِيُّ المَخْزُوْمِيُّ الشافعي أبو المعالي.

64/ 4956/ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَرْدَنِيْشَ الجذامي الأندلسي الملك أَبُو عَبْدِ اللهِ. 225/ 5131/ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن محمد القيسي المالكي أَبُو عَبْدِ اللهِ. 106/ 5009/ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ منصور، شيخ الشافعية، أبو سعد النيسابوري. 197/ 5098/ مسعود بن الحسن بن القاسم بن أحمد أبو الفرج مسند العصر. 423/ 5335/ مسلم بن علي. 295/ 5187/ ملك الموصل: غازي بن صاحب الموصل. 54/ 4941/ موفق أَبُو السَّدَادِ الحَبَشِيُّ مَوْلَى الوَزِيْرِ نِظَامِ المُلْكِ. 265/ 5171/ نجم الدين أيوب والد الملوك. 78/ 4978/ نصر بن المظفر بن الحسين البرمكي أبو المحاسن، الشخص العزيز. 242/ 5148/ نَصْرُ بنُ سَيَّارِ بنِ صَاعِدِ بنِ سَيَّارٍ الهروي الحنفي أبو الفتح. 208/ 5108/ نفيسة وَتُسَمَّى فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدِ بن عَلِيٍّ البَزَّازَةَ البغدادية. 233/ 5141/ نور الدين الشهيد أبو القاسم محمود بن زنكي بن آقسنقر. 33/ 4916/ هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري أبو الأسعد. 74/ 4973/ هبة الله بن الحسين بن علي البغدادي الحاسب أبو القاسم. 385/ 5292/ والد كريمة: عبد الوهاب بن علي. 218/ 5123/ يَحْيَى بنُ ثَابِتِ بنِ بُنْدَارَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البغدادي البقال أبو القاسم. 265/ 5172/ يوسف بن آدم بن محمد المراغي الدمشقي أبو يعقوب.

شميم، بنت سعد الخير

المجلد السادس عشر تابع الطبقة الحادية والثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم شُمَيْم، بنت سعد الخير: 5384- شميم 1: أبوا لحسن عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَنْتَرَ الحِلِّيُّ الأَدِيْبُ. شَاعِرٌ لغوِيٌّ مُتَقَعِّرٌ رقيعٌ أَحْمَقُ، قَلِيْلُ الخَيْر. لَهُ عِدَّةُ تَوَالِيف أَدبيَّة فِيْهَا الغثُّ وَالسَّمِينُ. كَانَ كَثِيْرَ الدّعَاوَى، مُقيم الفُشَار، يَشتم أَبَا تَمَّامٍ وَأَبَا العَلاَءِ، وَيزرِي بِامْرِئِ القَيْسِ، فَهُوَ فِي عدَاد مَجَانِيْنِ الفُضَلاَءِ. حطّ عَلَيْهِ ابْن المُسْتوفِي وَابْن النَّجَّارِ وَغَيْرهُمَا، وَأَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّم فِي الأَنْبِيَاء، وَيستخفّ بِمعجزَاتِهِم، وَأَنَّهُ عَارض القُرْآن، وَكَانَ إِذَا تلاَهُ، يَخشع وَيسجد فِيْهِ. أَخَذَ عَنْ ملك النُّحَاة أَبِي نزَار، وَعَنِ ابْنِ الخَشَّاب. وَأَلّفَ "حمَاسَة" مِنْ أَشعَاره خَاصَّة، وَيَنْدُرُ لَهُ المَعْنَى الجيّد، وَلَعلَّهُ تَابَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتّ مائَةٍ بِالمَوْصِل، عَنْ أَزْيَدَ مِنْ تسعين سنةً. 5385- بنت سعد الخير 2: الشَّيْخَةُ الجَلِيْلَةُ، المُسْنِدَةُ، أُمُّ عَبْدِ الكَرِيْمِ، فَاطِمَةُ بِنْتُ المُحَدِّثِ التَّاجِرِ أَبِي الحَسَنِ سَعْدُ الخَيْرِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلِ الأَنْصَارِيِّ، البَلَنْسِيِّ. مَوْلِدهَا بِأَصْبَهَانَ، فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَتْ حُضُوْراً فِي الثَّالِثَة مِنْ فَاطِمَة الجُوْزْدَانِيَّة جملةً من "المُعْجَم الكَبِيْر"، وَحَضَرت بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ عَلَى: هِبَة اللهِ بن الحُصَيْنِ، وَزَاهِر بن طَاهِر، وَأَبِي غَالِبٍ ابْنِ البَنَّاءِ. وَسَمِعَتْ بَعْدُ مِنْ أَبِيْهَا، وَمِنْ هِبَة اللهِ بن الطَّبَرِ، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ، وَيَحْيَى بن حُبَيْشٍ

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 445"، وشذرات الذهب "5/ 4". 2 ترجمتها في تذكرة الحفاظ "4/ ص1369" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 186"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 347".

الفَارِقِيّ، وَيَحْيَى ابْن البَنَّاءِ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ القَزَّاز، وَإِسْمَاعِيْل السَّمَرْقَنْدِيّ وَعِدَّة. وَأَجَازَ لَهَا خلق. وَحدّثت بِدِمَشْقَ، وَبِمِصْرَ. تَزوَّج بِهَا الرَّئِيْس زَيْن الدِّيْنِ ابْن نُجَيَّةَ الوَاعِظ، وَسَكَنَ بِهَا بِدِمَشْقَ، ثُمَّ بِمِصْرَ، وَرَأَت عِزّاً وَجَاهاً. حَدَّثَ عَنْهَا: أَبُو موسى ابن الحافظ، وعبد الرحمن بن مُقَرّبٍ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ ابْنِ الوَزَّان الحَنَفِيّ، وَمُحَمَّد ابْن الشَّيْخِ الشَّاطِبِيّ، وَالحَافِظ الضِّيَاء، وَخَطِيْب مَرْدَا، وَعَبْد اللهِ بن عَلاَّنَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَرَوَى عَنْهَا بِالإِجَازَةِ: الحَافِظ زَكِيّ الدِّيْنِ عَبْد العَظِيْمِ، وَقَالَ: تُوُفِّيَت فِي ثَامن رَبِيْع الأَوَّلِ، سَنَةَ سِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: عَاشت ثَمَانِياً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَأَجَازت لِشيخنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخير سلامة.

النوقاني

5386- النوقاني: الشَّيْخُ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ العَلاَّمَةُ، أَبُو المَكَارِمِ، فَضْلُ الله ابن المحدث العَالِمِ أَبِي سَعِيْدٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ النَّوْقَانِيُّ، الشَّافِعِيُّ. وَنَوْقَانُ بِالفَتْح، وَهِيَ مدينَة صغِيرَة هِيَ قصبَة طُوْس. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ، وَقِيْلَ: سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَبَادر أَبُوْهُ، فَأَخَذَ لَهُ الإِجَازَة مِنْ مُحْيِي السُّنَّةِ أَبِي مُحَمَّدٍ البَغَوِيِّ بِمَرْوِيَّاته. وَسَمِعَ "الأَرْبَعِيْنَ الصُّغْرَى" لِلْبَيْهَقِيِّ مِنْ عَبْدِ الجَبَّارِ بن مُحَمَّدٍ الخُوَارِيّ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ "مُسْنَد الشَّافِعِيّ". وَتَفَقَّهَ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى صَاحِب الغَزَالِيّ، حَتَّى بَرَعَ فِي المَذْهَب، وَدرّس، وَأَفتَى، وَسَاد، وَتَقدَّمَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو رَشِيْدٍ الغَزَّال، وَغَيْرهُ. وَأَجَازَ لِلإِمَامِ شَمْسُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عُمَرَ، وَلِلْفَخْرِ عليّ مَرْوِيَّاته. قَالَ لَنَا أَبُو العَلاَءِ الفَرَضِيّ: مرِض بِنَيْسَابُوْرَ، فَحُمِلَ إِلَى نَوْقَانَ، فَمَاتَ بِهَا، فِي سَنَةِ سِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: نَروِي تَوَالِيف مُحْيِي السُّنَّةِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، وَالفَخْر إِجَازَة، عَنْهُ، عَنْ مُحْيِي السُّنَّةِ. وَفِيْهَا مَاتَ: العَلاَّمَة أَسَعْد بن مَحْمُوْدٍ العِجْلِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن عَلِيِّ بنِ وَكَّاسٍ القَطَّان، وَبقَاء بن عُمَرَ بنِ حُنَّدٍ الأَزَجِيّ، وأبو الفرج جابر بن محمد ابن اللِّحْيَة الحَمْوِيّ، وَصَاحِب الرُّوْم رُكْن الدِّيْنِ سُلَيْمَان بن قلج أَرْسَلاَن السَّلْجُوْقِيّ، وَشُجَاع بن مَعَالِي بن شدقينِي الغَرَّاد، وَالإِمَامُ أَبُو سَعْدٍ ابْنُ الصَّفَّارِ، وَأَبُو حَامِدٍ عَبْد اللهِ بن مُسْلِمِ بنِ ثَابِتٍ النَّخَّاس، وَالحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَعَبْد المَلِكِ بن مَوَاهِب الوَرَّاق، وَالرُّكْن الطَّاوُوْسِيّ صَاحِب الطّرِيقَة بقَزْوِيْن، وَفَاطِمَة بِنْت سَعْد الخَيْر، وَبَهَاء الدِّيْنِ القَاسِم ابْن الحَافِظِ، وَمُحَمَّد بن صَافِي النَّقَّاش، وَضِيَاء الدِّيْنِ مُحَمَّد بن يُوْسُفَ الآمُلِيّ المُقْرِئ، وَصنعَة الْملك هِبَة اللهِ بن حَيْدَرَةَ.

الأرتاحي

5387- الأرتاحي 1: الشَّيْخُ الثِّقَةُ، الصَّالِحُ، الخَيِّرُ، المُسْنِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ ابْنُ الشَّيْخِ الصَّالِحِ أَبِي الثَّنَاءِ حَمْدِ بنِ حَامِدِ بنِ مُفَرِّجِ بنِ غِيَاثٍ الأَنْصَارِيُّ، الشَّامِيُّ، الأَرْتَاحِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، الأَدَمِيُّ. وُلِدَ تَقَرِيْباً سَنَة سَبْعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَأَجَازَ لَهُ مَرْوِيَّاته أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الفراء سَنَة ثمَانِي عَشْرَةَ، فَرَوَى بِهَا كَثِيْراً، وَتَفَرَّد بِهَا، وَسَمِعَ فِي كبره مِنْ: عَلِيِّ بنِ نَصْرٍ الأَرْتَاحِيّ، وَالمُبَارَك ابْن الطَّبَّاخِ بِمَكَّةَ. وَهُوَ من بيت القرآن والحديث والصلاح. حدث عنه: الحفاظ: عبد الغني، وابن المفضل، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَالضِّيَاءُ، وَأَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بنُ صَدْر الدِّيْنِ ابْن دِرْبَاس، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَكَارِم، وَالكَمَال الضّرِير، وَالنَّظام عُثْمَان بن عَبْدِ الرحمان بن رشيق، والمعين أحمد ابن زَيْن الدِّيْنِ، وَالخَطِيْب عَبْد الهَادِي القَيْسِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ مُهَلْهل، وَأَحْمَد بن حَامِدٍ الأَرْتَاحِيّ، وَجَمَاعَة. وَأَجَازَ إِلَى ابْن بِنْتِهِ وَقَرَابَته لاَحقِ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ قَاسم بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمْدٍ الأَرْتَاحِيّ، وَجَمَاعَة. وَأَجَازَ لأَحْمَدَ بن أَبِي الخَيْرِ. قَالَ الشَّيْخُ الضِّيَاء: كَانَ ثِقَةً، ديِّناً، ثَبْتاً، حَسَن السِّيْرَةِ، لَمْ نَعلم لَهُ شَيْئاً عَالِياً سِوَى إِجَازَة الفَرَّاءِ، وَكَانَ لاَ يَمَلُّ مِنَ التَّسْمِيْعِ، رَحِمَهُ الله. قَالَ الحَافِظُ المُنْذِرِيُّ: سَمِعْتُ مِنْهُ بِإِفَادَة أَبِي، تُوُفِّيَ فِي العِشْرِيْنَ مِنْ شَعْبَان، سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّ مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 188"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 6".

الطبقة الثانية والثلاثون

الطبقة الثانية والثلاثون: ابن كامل، ابن الخريف: 5388- ابن كامل 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ أَبُو الفُتُوْحِ يُوْسُفُ ابْنُ المُحَدِّثِ أَبِي بَكْرٍ المُبَارَكِ بنِ كَامِلِ بنِ أَبِي غَالِبٍ البَغْدَادِيُّ، الخَفَّافُ، المُقْرِئُ. سَمَّعَهُ أَبُوْهُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ القَاضِي، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ القَزَّاز، وَإِسْمَاعِيْل ابْن السَّمَرْقَنْدِيّ، وَيَحْيَى ابْن الطّرَاح، وَخَلْق. حَدَّثَ عنه: ابن الدبيثي، وابن خليل، والضياء، وابن النَّجَّارِ، وَاليَلْدَانِيّ، وَالنَّجِيْبُ، وَأَخُوْهُ؛ العِزّ عَبْد العَزِيْزِ، وَآخَرُوْنَ. وَأَجَازَ لِلزكِيّ المُنْذِرِيّ، وَالفَخْر عَلِيّ، وَالشَّيْخ شَمْس الدِّيْنِ. وَكَانَ أُمِّيّاً لاَ يَكتب، قَالَهُ ابن النجار، وقال: هو صالح، حافظ لكتاب الله، ولا يعرف شيئًا من الفقه، عسر في الرواية، سيء الْخلق، مُتَبَرِّمٌ بِالسَّمَاع، كُنَّا نلقَى مِنْهُ شِدَّة، وَكَانَ فَقيراً مُدْقعاً، وَكَانَ مِنْ فُقَهَاء النّظامِيَة، وَكَانَ يأْخذ عَلَى الرِّوَايَة. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَسَمِعَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. مَاتَ فِي الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ إحدى وست مائة. 3589- ابن الخريف 2: الشَّيْخُ المُسْنِدُ أَبُو عَلِيٍّ ضِيَاءُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ ابْنِ الخُرَيْفِ السَّقْلاَطُوْنِيُّ، النَّجَّارُ. مُكْثِرٌ عن قاضي المارستان. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ ابْنِ الفَرَّاءِ، وَابْن السَّمَرْقَنْدِي، وَكَانَ أُمِّياً. حَدَّثَ عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، وَابْن النَّجَّارِ، وَابْن خَلِيْلٍ، وَابْن عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالنَّجِيْب، وَأَخُوْهُ العِزّ. وَأَجَازَ لِلْفخر عليّ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَسِتّ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: يُوْسُف بن كَامِلٍ الخَفَّاف، وَمُحَمَّد بن حَمْدٍ الأرتاحي، وشميم الحلي، ومحمد بن الخصيب.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 188"، وشذرات الذهب "5/ 6". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 191"، وشذرات الذهب لابن المبارك "5/ 8".

البستنبان، القصري، ابن خطيب الموصل

البستنبان، القصري، ابن خطيب الموصل: 5390- البستنبان 1: الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَيُّوْبَ الحَرْبِيُّ، الفَلاَّحُ، البَقْلِيُّ، البُسْتَنْبَان، وَتَفْسِيْرُه النَّاطور. سَمِعَ مِنْ: هِبَة اللهِ بن الحُصَيْنِ، وتفرد بالسماع من أبي العز بن كَادش. وَعَاشَ سَبْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَرَوَى عَنْهُ: ابْن الدُّبَيْثِيِّ، وَابْن خَلِيْلٍ، وَالضِّيَاء مُحَمَّد، وَالنَّجِيْب عَبْد اللَّطِيْفِ، وَآخَرُوْنَ. وَبِالإِجَازَة ابْن أَبِي الخَيْرِ، وَالفَخْر عليّ. مَاتَ فِي رَبِيْع الأَوَّلِ، سَنَةَ إحدى وست مائة. 5391- القصري: العَلاَّمَةُ الزَّاهِدُ العَابِدُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الجَلِيْل بنُ مُوْسَى الأَنْصَارِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، القَصْرِيُّ، مِنْ أَهْلِ قَصْرِ عَبْدِ الكَرِيْمِ. رَوَى عَنْ: أَبِي الحَسَنِ بنِ حُنَيْنٍ، وَفتح بن مُحَمَّدٍ المُقْرِئ. قَالَ الأَبَّار: كَانَ مُتَقَدِّماً فِي علم الكَلاَم، مشَاركاً فِي فُنُوْن، عمل "تَفْسِيْر القُرْآن"، وَكِتَاب "شعب الإيمان"، وكتاب "المسائل والأجوبة"، وأشياء، وكان صاحب زهد وتبتل. أَجَازَ لأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ حَوْط اللهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتّ مائَةٍ. 5392- ابْنُ خَطِيْب المَوْصِلِ: الشَّيْخُ الخَطِيْبُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ ابْنُ خَطِيْبِ الموصل عبد الله بن أحمد بن محمد الطُّوْسِيُّ، ثُمَّ المَوْصِلِيُّ، الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: جدّه أَبِي نَصْرٍ الخَطِيْب، وَأَبِي البَرَكَاتِ بن خَمِيْس، وَبِبَغْدَادَ مِنْ عَبْدِ الخَالِقِ اليُوْسُفِيّ، وَغَيْرِهِ، وَوَلِيَ خِطابة المَوْصِل زَمَاناً، وَخِطابَة حِمْص مُدَيدَة، وَرجع وَحَدَّثَ هو وأبوه وجده وعمه عبد الرحمن، وأخو عبد الرحمن عَبْد الوَهَّابِ، وَعَبْد المُحْسِنِ أَخُو هَذَا. رَوَى عَنْهُ ابْن خَلِيْلٍ، وَالتَّقِيُّ اليَلْدَانِيّ. وَأَجَازَ: لابْنِ أَبِي الخَيْرِ، وَغَيْرهِ. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتّ مائَةٍ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ. وَقِيْلَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وست مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 188"، وشذرات الذهب "5/ 3".

التقي الأعمى، الفراء، سبط الشهرزوري

التقي الأعمى، الفراء، سبط الشهرزوري: 5393- التَّقِيُّ الأَعْمَى 1: مُدَرِّسُ الأَمِينِيَّة، إِمَامٌ، مُفتٍ، خَبِيرٌ بِالمَذْهَبِ، ابْتُلِي بِأَخْذِ مَالِهِ، فَاتَّهَمَ بِهِ شَخْصاً يَقرَأُ عَلَيْهِ وَيَقوده، فَنَالَ النَّاس مِنْهُ، فَتَسَوْدَنَ، وَشَنَقَ نَفْسَه بِالمئذنَةِ الغربيَة، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتّ مائَةٍ. وَدرَّس بِالأَمِينِيَّةِ الْجمال المِصْرِيّ بَعْدَه. 5394- الفَرَّاءُ: مُفْتِي أَصْبَهَان، أَبُو المَفَاخِرِ خَلَفُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، الفَرَّاءُ، الشَّافِعِيُّ. سَمِعَ: إِسْمَاعِيْل بن الإِخشيذ، وَابْن أَبِي ذَرٍّ الصَّالحَانِيّ. وَعَنْهُ ابْن خَلِيْلٍ، وَالضِّيَاء. وَأَجَازَ لِلشَّيْخِ، وَلابْنِ البُخَارِيّ، وابن شيبان. مَاتَ فِي شَعْبَان، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتّ مائَةٍ، وله أربع وثمانون سنة. 5395- سبط الشهرزوري: المُفْتِي شَرَفُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ ابْنِ شَيْخِ الشَّافِعِيَّةِ جَمَالِ الإِسْلاَمِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ المُسَلَّم السُّلَمِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ، مُدَرِّس الأَمِينِيَّة، وَيُعْرَف جدّه أَبُو الحَسَنِ: بِابْنِ بِنْت الشَّهْرُزُوْرِيّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي العشَائِر الكُرْدِيّ، وَحَمْزَة ابْن الحُبُوْبِيِّ، وَخَالِهِ الصَّائِن ابْن عَسَاكِرَ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ شُهْدَة. وَحَدَّثَ بِمِصْرَ وَبِبَغْدَادَ، وَكَانَ طَوِيْل البَاع فِي المُنَاظرة، فَصِيْحاً، بَلِيْغاً. رَوَى عَنْهُ الضِّيَاء، وَابْن خَلِيْلٍ، وَالقُوْصِيُّ. قَالَ القُوْصِيُّ: أَخْبَرَنَا مُفْتِي الشَّام شَرَف الدِّيْنِ بِمَدْرَسَته الأَمِينِيَّة. قَالَ أَبُو شَامَةَ: سَكَنَ حِمْص مُنْذُ أُخرج مِنْ دِمَشْقَ، وَكَانَ مُدَرِّس الأَمِينِيَّة وَالزَّاويَة المقَابلَة لِلبَرَادَة، وَكَانَ عَالِماً بِالمَذْهَب وَالخلاَف، مَاهراً. قُلْتُ: مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ اثنتين وست مائة، بحمص غريبًا.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 7".

محمد بن كامل، الماكسيني

محمد بن كامل، الماكسيني: 5396- محمد بن كامل: ابن أحمد بن أسد، الشَّيْخُ، أَبُو المَحَاسِنِ التَّنُوْخِيُّ، المَعَرِّيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ الشَّاهدُ. سَمِعَ مِنْهُ: الفَخْر ابْن البُخَارِيِّ الجُزْء السَّادِس مِنَ "الحِنائِيَات" فِي الخَامِسَة، بِسَمَاعه فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ مِنْ طَاهِر بن سهل. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضاً ابْن خَلِيْل، وَالضِّيَاء، وَجَمَاعَة. مَاتَ فِي رَبِيْع الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّ مائة، وله ثمان وسبعون سنة. 5397- الماكسيني 1: العَلاَّمَةُ إِمَامُ العَرَبِيَّة صَائِنُ الدِّيْنِ أَبُو الحُرَمِ مَكِّيُّ بنُ رَيَّانَ بنِ شَبَّةَ بنِ صَالِحٍ المَاكِسِيْنِيُّ، ثُمَّ المَوْصِلِيُّ، المُقْرِئُ، الضَّرِيرُ. عمِي وَلَهُ ثَمَانِ سِنِيْنَ، وَسَارَ إِلَى بَغْدَادَ بَعْدَ أَنْ تَلاَ بِالسَّبْع، وَتَأَدّب عَلَى يَحْيَى بنِ سَعْدُوْنَ القُرْطُبِيّ، فَمهر فِي النَّحْوِ عَلَى: ابْنِ الخَشَّاب، وَعَلَى: أَبِي الحَسَنِ بنِ الْعصار، وَالكَمَال الأَنْبَارِيّ، وَتَقدّم فِي الآدَاب؛ تخرّج بِهِ عُلَمَاء المَوْصِل. وَكَانَ ذَا تَقوَى وَصلاَح، إلَّا أَنَّهُ كَانَ يَتعصّب لأَبِي العَلاَءِ المَعَرِّيّ؛ لاتِّفَاقِهِمَا فِي الأَدب والعمى بالجدري. قَدِمَ فِي أَوَاخِرِ عُمُره وَحَدَّثَ بِدِمَشْقَ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ السَّخَاوِيّ كِتَاب "أَسرَار العَرَبِيَّة" لِشيخه كَمَال الدِّيْنِ، وَكَانَ مَعَ برَاعته فِي القِرَاءات وَاللُّغَة يَدْرِي الفِقْه وَالحسَاب وَأَشيَاء. كَانَ أَحَدَ الأَذكيَاء. رَوَى عَنْهُ القُوْصِيّ، وَضِيَاء الدِّيْنِ، وَابْن أَخِيْهِ؛ الفَخْر عَلِيّ، وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَات وَالِد المُوَفَّق الكواشي. توفي بالموصل، في شوال سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقَدْ نَاهز السَّبْعِيْنَ.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 738"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 11".

عبد الرزاق

5398- عَبْدُ الرَّزَّاقِ 1: ابْنُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ عَبْدُ القَادِرِ بنُ أَبِي صَالِحٍ، الشيخ الإمام المحدث أَبُو بَكْرٍ الجِيْلِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ الحَنْبَلِيُّ الزَّاهِدُ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ: القَاضِي أَبِي الفَضْلِ الأُرْمَوِيّ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ صِرْمَا، وَابْن نَاصِر، وَأَبِي الكَرَمِ ابْنِ الشَّهْرُزُوْرِيِّ، وَعُنِي بِهَذَا الشَّأْن، وَكَتَبَ الكَثِيْر. حدث عنه: ابن الدبيثي، وابن النجار، والضياء، وَالتَّقِيّ اليَلْدَانِيّ، وَالنَّجِيْب عَبْد اللَّطِيْفِ، وَجَمَاعَة. وَأَجَازَ لِلشَّيْخِ شَمْس الدِّيْنِ، وَأَحْمَد بن شَيْبَان، وَخَدِيْجَة بِنْت رَاجِح، وَالفَخْر عَلِيّ. وَيُقَالُ لَهُ: الحَلْبِيُّ؛ نِسبَة إِلَى مَحَلَّة الحَلْبَةِ. وَقَالَ الضِّيَاء: لَمْ أَرَ بِبَغْدَادَ فِي تيقُّظه وَتحرِّيه مِثْله. وَقَالَ أَبُو شَامَةَ: كَانَ زَاهِداً، عَابِداً، ثِقَة، مُقْتَنِعاً بِاليَسِيْر. وَقَالَ ابْن النَّجَّارِ: كتب لِنَفْسِهِ كَثِيْراً، وَكَانَ خطّه رديئاً. قَالَ: وَكَانَ حَافِظاً، مُتْقِناً، ثِقَة، حسن المَعْرِفَة، فَقِيْهاً، وَرِعاً، كَثِيْر العِبَادَة، مُنْقَطِعاً فِي مَنْزِلِهِ، لاَ يَخْرُج إلَّا إِلَى الجُمُعَةِ، وَكَانَ مُحِبّاً لِلرِّوَايَةِ، مكرماً لِلطَّلبَة، سخيّاً بِالفَائِدَة، ذَا مُروءة، مَعَ قلّة ذَات يَده، صابرًا على فقره على منهاج السلف، وَكَانَتْ جِنَازَته مَشْهُوْدَة، وَحُمِلَ عَلَى الرُّؤُوس، رَحِمَهُ الله. مَاتَ فِي شَوَّالٍ، فِي سَادِسِه سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّ مائَةٍ. وَمَاتَ فِيْهَا: أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَمُحَمَّد بن مَعْمَر بن الفَاخِرِ، وَمَكِّيّ بن ريان الماكسيني.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1116"، والنجوم الزاهرة "6/ 192"، وشذرات الذهب "5/ 9، 10".

صاحب الروم، ابن الفاخر

صاحب الروم، ابن الفاخر: 5399- صاحب الروم: السُّلْطَانُ رُكْنُ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ ابْنُ السُّلْطَانِ قِلْج أَرْسَلاَن بنِ مَسْعُوْدِ بنِ قِلْج أَرْسَلاَن بنِ سُلَيْمَانَ السَّلْجُوْقِيُّ. مرض بِالقُوْلَنْج فَهَلكَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة سِتّ مائَة، وَكَانَتْ دَوْلَته ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ قَبْل مَوْته بِأَيَّام قَدْ غدر بِأَخِيْهِ صَاحِب أَنقرَة الَّتِي يُقَالُ لَهَا الآنَ أَنكورِيَة. قَالَ المُؤَيَّد الحَمْوِيّ: كَانَ يَمِيْل إِلَى مَذْهَب الفَلاَسِفَة، وَيُقَدِّمهُم. وَملّكُوا بَعْدَهُ وَلده قِلْج أَرْسَلاَن، فَلَمْ يَتمّ ذَلِكَ. 5400- ابْنُ الفَاخِرِ 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُحَدِّثُ الأَدِيْبُ الكَامِل بَقِيَّة المشايخ، مخلص الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مَعْمَرِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الفَاخِرِ القُرَشِيُّ، العَبْشَمِيُّ، الأَصْبَهَانِيُّ. وُلِدَ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ فَاطِمَة الجُوْزْدَانِيَّة حُضُوْراً، وَمِنْ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَإِسْمَاعِيْل الإِخشيذ، وَابْن أَبِي ذَرٍّ، وَإِسْمَاعِيْل بن أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن، وَالحُسَيْن بن عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل، وَزَاهِر الشَّحَّامِيّ، وَعِدَّة. وَأَملَى بِبَغْدَادَ، وَكَانَ رَئِيْساً، مُحْتَشِماً، مُحَدِّثاً، مُفِيْداً، مُتَفَنِّناً، بَصِيْراً بِمَذْهَب الشَّافِعِيّ، لَهُ صُوْرَة كَبِيْرَة فِي الدَّوْلَة. رَوَى عَنْهُ: ابْن خَلِيْلٍ، وَالضِّيَاء، وَأَبُو مُوْسَى ابْنُ الحَافِظِ، وَجَمَاعَة. وَأَجَازَ لِلبُرْهَان ابْن الدَّرَجِيِّ، وَابْن البُخَارِيِّ. مَاتَ بَشِيْرَاز، فِي رَبِيْع الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَكَانَ لا يجيز المناكير والموضوعات.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 193"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 11".

الصيدلاني، حنبل

الصيدلاني، حنبل: 5401- الصيدلاني 1: الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ الوَقْتِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْرِ بنِ أَبِي الفَتْحِ حُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَالويه الأَصْبَهَانِيُّ، الصَّيْدَلاَنِيُّ، سِبْطُ حُسَيْنِ بنِ مَنْدَةَ. وَلد لَيْلَة النَّحْر، سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ حُضُوْراً فِي الثَّالِثَة شَيْئاً كَثِيْراً مِنْ أَبِي عَلِيٍّ، وَكَانَ يُمكنه السَّمَاع مِنْهُ، فَمَا اتَّفَقَ. وَحَضَرَ: مَحْمُوْدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الأَشْقَرَ، وَعَبْدَ الكَرِيْمِ بنَ عَلِيٍّ فَورجَة، وَحَمْزَةَ بنَ العَبَّاسِ، وَعَبْدَ الجَبَّارِ بن الفضل الأموي، وجعفر ابن عَبْدِ الوَاحِدِ الثَّقَفِيَّ، وَأَبَا عَدْنَان مُحَمَّدَ بنَ أَبِي نِزَارٍ. وَسَمِعَ مِنْ: فَاطِمَة بِنْت عَبْدِ اللهِ "المُعْجَم الكَبِيْر" لِلطَّبَرَانِيِّ بكمَاله، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً، وَتَفَرَّد بِالرِّوَايَة عَنِ المَذْكُوْرِيْنَ سِوَى فَاطِمَة. وَكَانَ يُعرف بِسِلَفَةَ. رَوَى عَنْهُ الشَّيْخ الضِّيَاء فَأَكْثَر، وَبَالَغَ، وَمُحَمَّد بن عُمَرَ العُثْمَانِيّ، وَعَبْد اللهِ ابْن الحَافِظِ، وَبَدَل التَّبْرِيْزِيّ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ الزَّنْجَانِيّ، وَابْن خَلِيْلٍ، وَحَسَن بن يُوْنُسَ سِبْط دَاوُد بن مَعْمَرٍ، وَعَبْد اللهِ بن يُوْسُفَ ابْن اللَّمْطِ، وَأَبُو الخَطَّابِ بن دحية، وخلق. وَأَجَازَ لابْنِ الدَّرَجِيِّ، وَابْن البُخَارِيِّ، وَابْن شَيْبَان، وَطَائِفَة. تُوُفِّيَ فِي سَلْخِ رَجَب، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّ مائَةٍ، فِيمَا قَرَأْت بِخَطِّ الضِّيَاء. 5402- حَنْبَلُ 2: ابن عَبْدِ اللهِ بنِ فَرَجِ بنِ سَعَادَةَ، بَقِيَّةُ المُسْنَدينَ أَبُو عَلِيٍّ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الوَاسِطِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الرُّصَافِيُّ، المُكَبِّرُ، رَاوِي "المُسْنَدِ" كُلِّهِ عَنْ هِبَةِ اللهِ بنِ الحُصَيْنِ، وَسَمَاعُهُ لَهُ بِقِرَاءةِ ابْنِ الخَشَّابِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ أَحَادِيْث مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ المُؤَمِّلِ، وَكَانَ يُكبِّرُ بِجَامِعِ المَهْدِيِّ، وَيُنَادِي فِي الأَملاَكِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَأَبُو الطَّاهِرِ ابْنُ الأَنْمَاطِيِّ، وَالتَّاجُ القُرْطُبِيُّ، وَالمُوَفَّقُ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأَبارِيُّ، وَالصَّدْرُ البَكْرِيُّ، وَخَطِيْبُ مردا، والتقي بن أبي

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 193"، وشذرات الذهب "5/ 10، 11". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 195"، وشذرات الذهب "5/ 12".

اليُسْرِ، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ عَلاَّنَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَالشَّيْخُ الفَخْرُ، وَغَازِي ابْنُ الحَلاَوِيِّ، وَزَيْنَبُ بنت مكي، وخلق كثير. قَالَ أَبُو شَامَةَ: كَانَ فَقِيراً جِدّاً، رَوَى "المُسْنَدَ" بِإِرْبِلَ، وَبِالمَوْصِلِ، وَدِمَشْقَ، وَكَانَ يَمرض بِالتخم، كَانَ السُّلْطَانُ يَعملُ لَهُ الأَلوَانَ. وَقَالَ ابْنُ الأَنْمَاطِيِّ: كَانَ أَبُوْهُ قَدْ وَقَفَ نَفْسَه عَلَى مصَالِحِ المُسْلِمِيْنَ، وَالمَشْيِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِم، وَكَانَ أَكْثَرَ هَمِّهِ تَجهيزُ المَوْتَى عَلَى الطُّرُقِ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ ابْنُ الأَنْمَاطِيِّ بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَنْبَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا وُلِدتُ، مَضَى أَبِي إِلَى الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ الجِيْلِيِّ، وَقَالَ لَهُ: قَدْ وُلِدَ لِيَ ابْنٌ، مَا أُسَمِّيْهِ? قَالَ: سَمِّهِ حَنْبَلَ، وَإِذَا كَبِرَ سَمِّعْهُ "مُسْنَدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ". قَالَ: فَسمَّانِي كَمَا أَمرَهُ، فَلَمَّا كَبِرْتُ، سَمَّعَنِي "المُسْنَدَ"، وَكَانَ هَذَا مِنْ بَركَةِ مَشُوْرَةِ الشَّيْخِ. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: كَانَ دَلاَّلاً فِي بَيعِ الأَملاَكِ، سُئِلَ عَنْ مَوْلِدِه، فَذَكَرَ مَا يَدلُّ عَلَى أَنَّهُ فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَوْ إِحْدَى عَشْرَةَ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَتُوُفِّيَ بَعْد عَوْدِه مِنَ الشَّامِ، فِي لَيْلَةِ الجُمُعَةِ، رَابِع مُحَرَّمٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ الأَنْمَاطِيِّ: سَمِعْتُ مِنْهُ جَمِيْعَ "المُسْنَدِ" بِبَغْدَادَ، أَكْثَرُهُ بِقِرَاءتِي عَلَيْهِ، فِي نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ مَجْلِساً، وَلَمَّا فَرغْتُ، أَخذتُ أُرَغِّبُهُ فِي السَّفَرِ إِلَى الشَّامِ، فَقُلْتُ: يَحصلُ لَكَ مَالٌ، وَيُقْبِلُ عَلَيْكَ وُجُوهُ النَّاسِ وَرُؤَسَاؤُهُم. فَقَالَ: دَعْنِي؛ فَوَاللهِ مَا أُسَافرُ لأَجْلِهِم، وَلاَ لِمَا يَحصلُ مِنْهُم، وَإِنَّمَا أسافر خدمَةً لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْوِي أَحَادِيْثَه فِي بَلَدٍ لاَ تُرْوَى فِيْهِ. قَالَ ابْنُ الأَنْمَاطِيِّ: اجْتَمَعَ لَهُ جَمَاعَةٌ لاَ نَعلمُهَا اجْتَمَعتْ فِي مَجْلِسِ سَمَاعٍ قَبْلَ هَذَا بِدِمَشْقَ، بَلْ لَمْ يَجتمعْ مِثْلُهَا لأَحدٍ مِمَّنْ رَوَى "المُسْنَدَ". قُلْتُ: أَسْمَعُهُ مَرَّة بِالبَلَدِ، وَمرَّةً بِالجَامِعِ المُظَفَّرِيِّ. وَفِيْهَا: مَاتَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ سُلْطَانَ المُقْرِئُ، وَسِتُّ الكَتَبَةِ بِنْتُ الطَّرَّاحِ.

ابن القارص

5403- ابن القارص 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ العَالِمُ المُقْرِئُ المُسْنِدُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَبِي نَصْرٍ بنِ حَسَنِ بن هبة الله ابن أَبِي حَنِيْفَةَ الحَرِيْمِيُّ، الضَّرِيرُ، المَعْرُوفُ: بِابْنِ القَارِصِ. قال ابن الدبيثي: هو آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ هِبَةِ اللهِ بنِ الحُصَيْنِ شَيْئاً مِنَ "المُسْنَدِ"، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَبِي حَنِيْفَةَ الإِمَامِ، وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: أَبِي مَنْصُوْرٍ القَزَّازِ، وَأَبِي عَلِيٍّ الخَزَّازِ، وَأَضَرَّ بِأَخَرَةٍ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَالشَّيْخُ الضِّيَاءُ. وَأَجَازَ: لِلْفَخْرِ ابْنِ البُخَارِيِّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قرَأَ بِالرِّوَايَاتِ على المبارك بن أحمد بن الناعورة، وَسَمِعَ أَكْثَرَ "المُسْنَدِ" مِنِ ابْنِ الحُصَيْنِ، وَكَانَ صَالِحاً، حَسَنَ الأَخْلاَقِ. تُوُفِّيَ فِي التَّاسِعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَعْبَان، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ تسعون سنة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 196، 197"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 14".

ست الكتبة، عبد الواحد

ست الكتبة، عبد الواحد: 5404- ست الكتبة 1: اسْمُهَا نِعْمَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ ابْنِ الطَّرَّاحِ. سَمِعَتْ مِنْ: جَدِّهَا كِتَابَ "الكِفَايَةِ" لِلْخَطِيْبِ، وَكِتَابَ "البُخَلاَءِ" لَهُ، وَكِتَابَ "الجَامِعِ"، وَكِتَابَ "السَّابِقِ وَاللاَّحِقِ"، وَكِتَابَ "القُنُوْتِ"، وَأَشيَاءَ. وَسَمِعَتْ من: أبي شجاع البِسْطَامِيِّ. وَأَجَازَ لَهَا: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي ذَرٍّ الصَّالحَانِيُّ، وَالفُرَاوِيّ. حَدَّثَ عَنْهَا: الضِّيَاء، وَابْن خَلِيْلٍ، وَاليَلْدَانِيّ، وَالمُنْذِرِيّ، وَابْن أَبِي عُمَرَ، والفخر علي، وجماعة. وَلدت سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ، وَقِيْلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ. وَتُوُفِّيَتْ بِدِمَشْقَ، فِي الثَّامن وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّ مائَةٍ. 5405- عَبْدُ الوَاحِدِ: ابن أبي المطهر القاسم بن الفضل، الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، المُسْنِدُ، الرّحلَةُ، أَبُو القَاسِمِ الأَصْبَهَانِيُّ، الصيدلاني.

_ 1 ترجمتها في النجوم الزاهرة "6/ 195"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 12".

سَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَجَعْفَر بن عَبْدِ الوَاحِدِ الثَّقَفِيّ، وَفَاطِمَة الجُوْزْدَانِيَّة، وَإِسْمَاعِيْل الإِخشيذ، وَابْن أَبِي ذَرٍّ الصَّالحَانِيّ. وَسَمِعَ حُضُوْراً مِنْ: عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّشْتَج صَاحِب أَبِي نُعَيْمٍ، وَعُمِّرَ دَهْراً، فَإِنَّ مولده في ذي الحجة، سنة أربع عشرة وَخَمْسِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظَان؛ الضِّيَاء وَابْن خَلِيْلٍ، وَجَمَاعَة. وَأَجَازَ: لِلشَّيْخِ شَمْس الدِّيْنِ عَبْد الرحمن، وَالكَمَال عَبْد الرَّحِيْمِ، وَأَحْمَد بن أَبِي الخَيْرِ، وَأَحْمَد بن شَيْبَان، وَالفَخْر عَلِيّ. تُوُفِّيَ بِأَصْبَهَانَ، فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ كتابة عن عبد الواحد بن القَاسِم، أَنَّ عَبْد الوَاحِدِ بن مُحَمَّد أَخْبَرَهُم فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الخَطْمِيّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْب، قَالَ: دُعِي عَبْد اللهِ بن يَزِيْدَ إِلَى طَعَامٍ، فَلَمَّا جَاءَ، رَأَى البَيْتَ مُنَجَّداً، فَقعد خَارِجاً، وَبَكَى، وَقَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا ثَلاَثاً -أَيْ أَقْبَلَتْ ". ثُمَّ قَالَ: "أَنْتُمْ خَيْرٌ أَمْ إِذَا غَدَتْ عَلَيْكُمْ قَصْعَةٌ وَرَاحَتْ أُخْرَى، وَيَغْدُو أَحَدُكُم فِي حلَّةٍ وَيَرُوْحُ فِي أُخْرَى، وَتَسْتُرُوْنَ بُيُوْتَكُم كَمَا تُسْتَرُ الكَعْبَةُ". قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَفَلاَ أَبْكِي؟ وَقَدْ رَأَيتكُم تَسْتُرُوْنَ بيوتكُم كَمَا تُسْتر الكَعْبَة. النَّسَائِيُّ فِي "اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ"، عَنْ هِلاَلِ بنِ العَلاَءِ، عَنْ عَفَّانَ.

ابن المنجى

5406- ابن المنجى 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ شَيْخُ الحَنَابِلَة، وَجِيْهُ الدِّيْنِ أَبُو المَعَالِي أَسَعْدُ بنُ المُنَجَّى بنِ أَبِي المُنَجَّى بَرَكَاتِ بنِ المُؤَمَّلِ التَّنُوْخِيُّ، المَعَرِّيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ بَعْدَ أَنْ تَفَقَّهَ على شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الحَنْبَلِيِّ، فَتَفَقَّهَ أَيْضاً عَلَى: الشَّيْخ عَبْد القَادِرِ، وَالشَّيْخ أَحْمَد الحَرْبِيّ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَضْلِ الأُرْمَوِيّ، وَأَنُوشْتِكِيْن الرَّضْوَانِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ العَبَّاسِيّ. وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ: نَصْر بن مُقَاتِل، وَطَائِفَة. رَوَى عَنْهُ الشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ ابْن قُدَامَةَ، وَابْن خَلِيْلٍ، وَالضِّيَاء، وَالزَّكِيّ المُنْذِرِيّ، وَالشِّهَاب القُوْصِيّ، وَابْن أَبِي عُمَرَ، وَالفَخْر ابْن البُخَارِيِّ، وَجَمَاعَة. وَلأَجْلِهِ بَنَى الرَّئِيْس مِسْمَار مَدْرَسَته، وَوقفهَا عَلَيْهِ وَعَلَى ذُرِّيَته. وَلَهُ شعر جَيِّد، وَمَعْرِفَة تَامَّة، وَجَلاَلَة وَافرَة. أَلَّفَ كِتَاب "النِّهْايَةِ فِي شَرْحِ الهِدَايَةِ" فِي عِدَّةِ مُجَلَّدَاتٍ، وَكِتَاب "الخُلاَصَةِ فِي المَذْهَبِ"، وَغَيْرَ ذَلِكَ. وَفِي أَوْلاَدِهِ عُلَمَاء وَكُبَرَاء. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ حرَّان فِي دَوْلَةِ الْملك نُوْر الدِّيْنِ. وَمَاتَ أَخُوْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الوَهَّابِ عَنْ غَيْر عَقِبٍ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. رَوَى عَنْهُ الفَخْرُ ابْنُ البُخَارِيِّ، عن ابن مقاتل.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 18، 19".

المندائي

5407- المندائي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ القَاضِي المُعَمَّرُ مُسْنِدُ العِرَاقِ أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ ابْنُ القَاضِي أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ بختيَار بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ المَنْدَائِيُّ، الوَاسِطِيُّ. وُلِدَ بِوَاسِطَ، فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ. وَاعْتَنَى بِهِ أَبُوْهُ، وَقَدِمَ بِهِ، فَسَمِعَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ كَثِيْراً، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ البَارِعِ، وَهِبَةِ اللهِ بنِ الطَّبَرِ، وَأَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ المُجْلِي، وَالحَافِظِ أَبِي عَامِرٍ العَبْدَرِيِّ، وَمكِيِّ البُرُوْجِرْدِيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ البَيْهَقِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ المَزْرَفِيِّ، وَقَاضِي المَارستَانِ، وَأَبِي منصور القزاز، وأبي منصور بن خيرون، وعدة. وَقَدْ وَلِيَ أَبُوْهُ قَضَاءَ الكُوْفَةِ، فَسَمَّعَهُ بِهَا مِنْ أَبِي البَرَكَاتِ عُمَرَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الزَّيْدِيِّ. وَبِوَاسِطَ مِنْ: أَبِي الكَرَمِ نَصْرِ اللهِ بنِ الجَلَخْتِ، وَالقَاضِي مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الجُلاَّبِيِّ، وَالمُبَارَكِ ابن نَغُوْبَا. وَتَلاَ بِهَا عَلَى: أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الآمِدِيِّ، وَابْنِ تركَانَ. وَتَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ عَلَى: أَبِي مَنْصُوْرٍ ابْن الرَّزَّاز، وَتَأَدَّبَ عَلَى: أَبِي منصور ابن الجواليقي. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الطَّاهِرِ ابْنُ الأَنْمَاطِيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ نُقْطَةَ، وَفُتُوْحُ بنُ نُوْحٍ الجُوَيْنِيُّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَعِدَّةٌ. وَأَجَازَ لابْنِ أَبِي عُمَرَ، وَالفَخْرِ عَلِيٍّ، وَالقَاضِي عَبْدِ الوَاحِدِ الأَبْهَرِيِّ. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: كَانَ حَسَنَ المَعْرِفَةِ، جَيِّدَ الأُصُوْلِ، صَحِيْحَ النَّقْلِ، متيقِّظاً، صَارَ أَسنَدَ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَنِعْمَ الشَّيْخُ كَانَ، عَقْلاً وَخُلُقاً وَمَوَدَّةً. وَقَالَ الحَافِظُ عَبْدُ العَظِيْمِ: كَانَ بَقِيَّةَ السَّلَفِ، وَشَيْخَ القُضَاةِ وَالشُّهُودِ، وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ بـ"المُسْنَدِ" كَامِلاً، وَكَانَ يَعرف مَا يُقرَأُ عَلَيْهِ. وَسُئِلَ عَنْ مَعْنَى المَاندَائِيِّ، فَقَالَ: كَانَ أَجدَادِي قَوْماً مِنَ العجَمِ تَأَخَّرَ إِسلاَمُهُم، فَسُمُّوا بِذَلِكَ، وَهُوَ البَاقِي بِالفَارِسيَّةِ. مَاتَ فِي ثَامنِ شَعْبَان، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَدُفِنَ بدَارِهِ، وَخُتمت عِنْدَهُ عِدَّةَ خِتَمٍ -رَحِمَهُ الله- وَقَدْ نَابَ مُدَّةً فِي قَضَاءِ وَاسِطَ. كتبَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الحَازِمِيُّ، وَحَدَّثَ عَنْهُ بِبَغْدَادَ بِالكَثِيْرِ، وثقه ابن النجار.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 196"، وشذرات الذهب "5/ 17".

ابن مشق

5408- ابن مشق 1: الإِمَامُ الفَاضِلُ المُحَدِّثُ مُفِيْدُ بَغْدَادَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنٍ البَغْدَادِيُّ، البَيِّعُ، عُرِفَ بِابْنِ مَشِّق. وُلِدَ سَنَةَ "533"، وَسَمَّعَهُ وَالِدُهُ، ثُمَّ طَلَبَ بِنَفْسِهِ. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بنَ الأَشْقَرِ، وَالقَاضِي مُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ الأُرْمَوِيَّ، وَسَعِيْدَ ابْنَ البَنَّاءِ، وَسَعْدَ الخَيْرِ الأَنْدَلُسِيَّ، فَمَنْ بَعْدَهُم. رَوَى عَنْهُ ابْنُ النَّجَّارِ، وَالضِّيَاءُ، وَالنَّجِيْبُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ، وَطَائِفَةٌ. وَأَجَازَ: لِلْفخرِ عَلِيٍّ، وَلإِسْمَاعِيْلَ العَسْقَلاَنِيِّ، وَكَانَ صَدُوْقاً، مُتودِّداً، جَمِيْلَ السِّيرَةِ. قَالَ الدُّبَيْثِيُّ: لَمْ يَرْوِ إلَّا اليَسِيْرَ، وَقَدْ عَملَ "المُعْجَمَ"، وَبلغَتْ أَثبَاتُهُ سِتَّ مُجَلَّدَاتٍ، وَاختلطَ قَبْلَ مَوْتِهِ بنَحْوٍ مِنْ ثَلاَثِ سِنِيْنَ، حَتَّى كَانَ لاَ يَأْتِي بِشَيْءٍ عَلَى وَجهِ الصِّحَّةِ، فَتركَهُ النَّاسُ. مَاتَ فِي حَادِي عشرَ شَعْبَان، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّ مائَةٍ. وَمَاتَ فِيْهَا: أَبُو الفَتْحِ المَنْدَائِيُّ، وَالقَاضِي صَدْرُ الدِّيْنِ ابْنُ دِرْبَاسٍ، وَشَيْخُ القُرَّاءِ أَبُو الجُودِ اللَّخْمِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ أَبِي نَصْرٍ الحَرِيْمِيُّ ابْنُ القَارصِ، وَعبدُ الوَاحِد بنُ أَبِي المطهِّر الصَّيْدَلاَنِيّ، وَعبدُ الله بن أبي الحسن الجبائي.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 196"، وشذرات الذهب "5/ 18".

حمزة بن علي

5409- حمزة بن علي 1: ابن حمزة بن فارس الإِمَامُ شَيْخُ القُرَّاءِ أَبُو يَعْلَى ابْنُ القُبَّيْطِيِّ الحَرَّانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، أَخُو المُحَدِّثِ أَبِي الفَرَجِ مُحَمَّدٍ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قرَأَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى: أَبِيْهِ، وَسِبْط الخَيَّاطِ، وَأَبِي الكرم الشهرزوري، وعمر بن ظفر، وعلي ابن أَحْمَدَ اليَزْدِيِّ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مَنْصُوْرٍ القَزَّازِ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ تَوْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ ابْنِ السَّلاَّلِ، وَعَلِيِّ بن الصَّبَّاغِ، وَأَبِي سَعْدٍ البَغْدَادِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. وَكَتَبَ وَتعبَ وَحصَّلَ الأُصُوْلَ، لَكِنِ احترقَتْ كتُبُهُ، وَكَانَ مليحَ الكِتَابَةِ، مُتْقِناً، إِمَاماً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وابن خليل، وعدة. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: أَكْثَرتُ عَنْهُ، وَلاَزمتُهُ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ مِنْ كُتُبِ القِرَاءاتِ وَالأَدبِ، وَكَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، نبيلاً، مَوْصُوَفاً بِحُسْنِ الأَدَاءِ، وَطيبِ النَّغْمَةِ، يَقصُدُهُ النَّاسُ فِي التَّرَاويحِ، مَا رَأَيْتُ قَارِئاً أَحلَى نَغمَةً مِنْهُ، وَلاَ أَحْسَنَ تَجويداً، مَعَ عُلُوِّ سِنِّهِ، وَانقلاعِ ثَنِيَّتِهِ، وَكَانَ تَامَّ المَعْرِفَةِ بوُجُوهِ القِرَاءاتِ وَعِلَلِهَا، وَحَفِظَ أَسَانِيْدَهَا وَطُرُقهَا، وَكَانَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ حَسَنَة بِالحَدِيْثِ، وَكَانَ دَمِثاً، لطيفاً، متودِّداً، وَكَانَ فِي صِبَاهُ مِنْ أَحْسَنِ أَهْلِ زَمَانِهِ وَأَظرفِهِم، مَعَ صيَانَةٍ وَنزَاهَةٍ، وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ الشُّيُوْخِ صُوْرَةً، وَقَدْ أَكْثَرَ الشُّعَرَاءُ فِي وَصْفِهِ؛ فَأَنْشَدَنِي يَحْيَى بنُ طَاهِرٍ، أَنْشَدَنَا أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ لِنَفْسِهِ فِي حَمْزَةَ بنِ القُبَّيْطِيِّ: تَمَلَّكَ مُهْجَتِي ظبيٌ غريرٌ ... ضَنِيتُ بِهِ وَلَمْ أَبْلُغْ مُرَادِي فَتَصْحِيْفُ اسْمِهِ فِي وَجْنَتَيْهِ ... وَمِنْ ريقٍ بِفِيْهِ وَفِي فُؤَادِي قَرَأْتُ عَلَى حَمْزَةَ بنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ تَوبَةَ، حَدَّثَنَا الخَطِيْبُ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. تُوُفِّيَ فِي ثَامِنَ عَشَرَ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتّ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: الضِّيَاءُ بنُ الخُرَيفِ، وَسُلْطَانُ غزنة الشهاب الغوري.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 191"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 7"، ووقع عنده [ابن القسطى] بالسين المهملة بدل [ابن القبيطي] .

ابن الخصيب، عبد الغني

ابن الخصيب، عبد الغني: 5410- ابن الخصيب 1: الشيخ العالم الفقيه أبو المفضل مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي الرِّضَا بنِ الخصيب بن زيد القرشي، الدمشقي، الشافعي. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: جَمَالِ الإِسْلاَمِ أَبِي الحَسَنِ، وَأَبِي طَالِبٍ عَلِيِّ بنِ أَبِي عَقِيْلٍ الصُّوْرِيِّ، وَنَصْرِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَقْدِسِيُّ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ الكَافِي، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَبِي بَكْرٍ الوَاعِظُ الحَمْوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُسَلَّمِ بنِ أَبِي الخوفِ، وَيُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ القُوْصِيُّ، وَخَالِدٌ النَّابلسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ حَيَّانَ العَامِرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَأَجَازَ لأَحْمَدَ بنِ سَلاَمَةَ الحَدَّادِ، وَالفَخْرِ ابْنِ البُخَارِيِّ، وَالكَمَالِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ. وَثَّقَهُ بَعْضُهُم، وَضَعَّفَهُ ابْنُ خَلِيْلٍ، وَمَا فَسَّرَ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتَّ مائَةٍ، فِي ثَالِثِ المُحَرَّمِ، وَكَانَ يُعرَفُ قَدِيْماً بِسِبْطِ زِيدٍ المُحْتَسِبِ. 5411- عبد الغني 2: الإِمَامُ العَالِمُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ الصَّادِقُ القُدْوَةُ العَابِدُ الأثري المتبع عَالِمُ الحُفَّاظِ تَقِيُّ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الغني بن عبد الواحد بن علي بن سُرُوْرِ بنِ رَافِعِ بنِ حَسَنِ بنِ جَعْفَرٍ المَقْدِسِيُّ الجَمَّاعِيْليُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ المَنْشَأ الصَّالِحيُّ الحَنْبَلِيُّ، صَاحِبُ "الأَحكَامِ الكُبْرَى"، وَ"الصُّغْرَى". قَرَأْتُ سِيرتَهُ في جزئين جَمْعِ الحَافِظِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ المَقْدِسِيِّ، عَلَى الشَّيْخِ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ أَحْمَدَ البَنَّاءِ، بِسَمَاعِهِ عَامَ سِتَّةٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ من المؤلف، فعامة ما أورده فمنها.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 188"، وشذرات الذهب "5/ 6". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1112"، وشذرات الذهب "4/ 345، 346".

قَالَ: وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِجُمَّاعِيلَ، أَظنُّهُ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، قَالَتْ وَالِدتِي: هُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَخِيْهَا الشَّيْخِ المُوَفَّقِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَالمُوَفَّقُ وُلِدَ فِي شَعْبَان. سَمِعَ الكَثِيْرَ بِدِمَشْقَ، وَالإِسْكَنْدَرِيَّةَ، وَبَيْتَ المَقْدِسِ، وَمِصْرَ، وَبَغْدَادَ، وَحَرَّانَ، وَالمَوْصِلَ، وَأَصْبَهَانَ، وَهَمَذَانَ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ. سَمِعَ: أَبَا الفَتْحِ ابْنَ البَطِّيِّ، وَأَبَا الحَسَنِ عَلِيَّ بنَ رَبَاحٍ الفَرَّاءَ، وَالشَّيْخَ عَبْدَ القَادِرِ الجِيْلِيَّ، وَهِبَةَ اللهِ بنَ هِلاَلٍ الدَّقَّاقَ، وَأَبَا زُرْعَةَ المَقْدِسِيَّ، ومعمر بن الفاخر، وأحمد بن المقرب، ويحيى بن ثابت، وأبا بكر بن النَّقُّوْرِ، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الغَنِيِّ البَاجِسْرَائِيَّ، وَعِدَّةً بِبَغْدَادَ، وَالحَافِظَ أَبَا طَاهِرٍ السِّلَفِيَّ، فَكَتَبَ عَنْهُ نَحْواً مِنْ أَلفِ جزءٍ، وَبِدِمَشْقَ أَبَا المَكَارِمِ بنَ هِلاَلٍ، وَسَلْمَانَ بنَ عَلِيٍّ الرَّحَبِيَّ، وَأَبَا المَعَالِي بنَ صَابرٍ، وَعِدَّةً. وَبِمِصْرَ: مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الرَّحَبِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ بَرِّيٍّ، وَطَائِفَةً، وَبِأَصْبَهَانَ الحَافِظَ أَبَا مُوْسَى المَدِيْنِيَّ، وَأَبَا الوَفَاءِ مَحْمُوْدَ بنَ حَمَكَا، وَأَبَا الفَتْحِ الخِرَقِيَّ، وَابْنَ يَنَال التُّرْك، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الوَاحِدِ الصَّائِغَ، وَحَبِيْبَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الصُّوْفِيَّ، وَبِالمَوْصِلِ أَبَا الفَضْلِ الطُّوْسِيَّ، وَطَائِفَةً. وَلَمْ يَزَلْ يَطلبُ وَيَسْمَع وَيَكْتُبُ، وَيسهَرُ، وَيدأَبُ، وَيَأْمرُ بِالمَعْرُوفِ وَيَنَهى عَنِ المُنْكَرِ، وَيَتقِي اللهَ، وَيَتعبَّدُ وَيَصُوْمُ، وَيَتهجَّدُ، وَيَنشرُ العِلْمَ إِلَى أَنْ مَاتَ. رَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ مرَّتينِ، وَإِلَى مِصْرَ مرَّتينِ؛ سَافرَ إِلَى بَغْدَادَ هُوَ وَابْنُ خَالِهِ الشَّيْخُ المُوَفَّقُ فِي أَوَّلِ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ، فَكَانَا يَخْرُجَانِ مَعاً وَيَذْهَبُ أَحدُهُمَا فِي صُحْبَة رفِيقِهِ إِلَى دَرْسِهِ وَسَمَاعِهِ، كَانَا شَابَّيْنِ مُخْتَطّين، وَخوَّفَهُمَا النَّاسُ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ، وَكَانَ الحَافِظُ مَيْلُهُ إِلَى الحَدِيْثِ وَالمُوَفَّقُ يُرِيْدُ الفِقْهَ، فَتفقَّهَ الحَافِظُ وَسَمِعَ المُوَفَّقُ مَعَهُ الكَثِيْرَ، فَلَمَّا رَآهُمَا العُقَلاَءُ عَلَى التَّصَوُّنِ وَقِلَّةِ المُخَالَطَةِ أَحَبُّوهُمَا، وَأَحْسَنُوا إِلَيهُمَا، وَحصَّلاَ عِلْماً جمّاً، فَأَقَامَا بِبَغْدَادَ نَحْوَ أَرْبَعِ سِنِيْنَ، وَنَزَلاَ أَوَّلاً عِنْد الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ فَأَحْسَنَ إِلَيهِمَا، ثُمَّ مَاتَ بَعْدَ قُدُومِهِمَا بخَمْسِيْنَ لَيْلَةً، ثُمَّ اشْتَغَلاَ بِالفِقْهِ والخلاف عَلَى ابْنِ المنِّي. وَرَحَلَ الحَافِظُ إِلَى السِّلَفِيِّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ، فَأَقَامَ مُدَّةً، ثُمَّ رحل أيضًا إلى السلفي سنة سَبْعِيْنَ. ثُمَّ سَافرَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ إِلَى أَصْبَهَانَ، فَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً، وَحَصَّلَ الكتُبَ الجيِّدَةَ. قَالَ الضِّيَاءُ: وَكَانَ لَيْسَ بِالأَبيضِ الأَمهَقِ، بَلْ يَمِيْلُ إِلَى السُّمرَةِ، حسن الشَّعْرِ، كَثّ اللِّحْيَةِ، وَاسِع الجبينِ، عَظِيْم الخَلْقِ، تَامّ القَامَةِ، كَأَنَّ النُّوْر يَخْرُجُ مِنْ وَجهِهِ، وَكَانَ قَدْ ضعُفَ بصرُهُ مِنَ البُكَاءِ وَالنَّسْخِ وَالمُطَالَعَةِ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ الشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ، وَالحَافِظُ عِزُّ الدِّيْنِ مُحَمَّدٌ، وَالحَافِظُ أَبُو مُوْسَى عَبْدُ

اللهِ، والفَقِيْهُ أَبُو سُلَيْمَانَ أَوْلاَدُهُ، وَالحَافِظُ الضِّيَاءُ، وَالخَطِيْبُ سُلَيْمَانُ بنُ رَحْمَةَ الأَسْعَرْدِيُّ، وَالبَهَاءُ عَبْدُ الرحمان، والشيخ الفقيه محمد اليونيني، والزين بن عَبْدِ الدَّائِمِ، وَأَبُو الحَجَّاجِ بنُ خَلِيْلٍ، وَالتَّقِيُّ اليَلْدَانِيُّ، وَالشِّهَابُ القُوْصِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ القَلاَنسِيُّ، وَالوَاعِظُ عُثْمَانُ بنُ مَكِّيٍّ الشَّارعِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَامِدٍ الأَرْتَاحِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ القوِيِّ بنِ عَزُّوْنَ، وَأَبُو عِيْسَى عَبْدُ اللهِ بنُ عَلاَّقٍ الرَّزَّازُ، وَخَلْقٌ، آخِرُهُم مَوْتاً سَعْدُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مُهَلْهَلٍ الجينِيُّ. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ شَيْخُنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ الحَدَّادُ. تَصَانِيْفُهُ: كِتَابُ "المِصْبَاح فِي عُيونِ الأَحَادِيْثِ الصِّحَاحِ" مشتمل على أحاديث "الصَّحِيْحَيْنِ"، فَهُوَ مُسْتخرَجٌ عَلَيْهِمَا بِأَسَانِيْدِهِ، فِي ثَمَانِيَةٍ وَأَرْبَعِيْنَ جُزْءاً، كِتَابُ "نِهَايَة المُرَادِ" فِي السُّنَنِ، نَحْوُ مائَتَيْ جزءٍ لَمْ يَبَيِّضْهُ، كِتَابُ "اليَواقيت" مُجَلَّدٌ، كِتَابُ "تُحْفَة الطَّالبينَ فِي الجِهَادِ وَالمُجَاهِدِيْنَ" مُجَلَّدٌ، كِتَابُ "فَضَائِل خَيْرِ البرِيَّةِ" أَرْبَعَةُ أَجزَاءٍ، كِتَابُ "الرَّوْضَة" مُجَلَّدٌ، كِتَابُ "التَّهجُّد" جُزْآنِ، كِتَابُ "الفَرَج" جزآنِ، كِتَابُ "الصِّلاَت إِلَى الأَمْوَاتِ" جزآنِ، "الصِّفَات" جزآنِ، "مِحْنَة الإِمَامِ أَحْمَدَ" جُزْآنِ، "ذَمّ الرِّيَاءِ" جُزْء، "ذَمّ الغِيبَةِ" جُزْء، "التَّرغِيب فِي الدُّعَاءِ" جُزْء، "فَضَائِل مَكَّةَ" أَرْبَعَةُ أَجزَاءٍ، "الأَمْر بِالمَعْرُوفِ" جزءٌ، "فَضل رَمَضَانَ" جُزْء، "فَضل الصَّدَقَةِ" جُزْء، "فَضل عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ" جزءٌ، "فَضَائِل الحَجِّ" جزءٌ، "فَضل رَجَب"، "وَفَاة النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" جزءٌ، "الأَقسَام الَّتِي أَقسمَ بِهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، كِتَابُ "الأَرْبَعِيْنَ" بِسندٍ وَاحِدٍ، "أَرْبَعِيْنَ مِنْ كَلاَمِ رَبِّ العَالِمِينَ"، كِتَابُ "الأَرْبَعِيْنَ" آخرُ، كِتَابُ "الأَرْبَعِيْنَ" رَابعُ، "اعْتِقَاد الشَّافِعِيِّ" جزءٌ، كِتَابُ "الحِكَايَاتِ" سَبْعَةُ أَجزَاءٍ، "تَحَقِيْق مُشْكِلِ الأَلْفَاظِ" مجلَّدَيْنِ، "الجَامِعُ الصَّغِيْرِ فِي الأَحكَامِ" لَمْ يَتِمَّ، "ذِكْر القُبُوْرِ" جزءٌ، "الأَحَادِيْث والحكايات" كان يَقرؤهَا لِلْعَامَّةِ، مائَة جزءٍ، "مَنَاقِب عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ" جزءٌ، وَعِدَّةُ أَجزَاءٍ فِي "مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ"، وَأَشيَاءَ كَثِيْرَةً جِدّاً مَا تَمَّتْ، وَالجَمِيْعُ بِأَسَانِيْدِهِ، بِخَطِّهِ المَلِيْحِ الشَّدِيدِ السُّرعَةِ، وَ"أَحكَامه الكُبْرَى" مُجَلَّدٌ، وَ"الصَّغرَى" مُجَيْلِيْدٌ، كِتَابُ "دُرَر الأَثرِ" مُجَلَّدٌ، كِتَابُ "السَّيرَة" جزءٌ كَبِيْرٌ، "الأَدعيَة الصَّحيحَة" جزءٌ، "تَبيين الإِصَابَةِ لأَوهَامٍ حصلَتْ لأَبِي نُعَيْمٍ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ" جُزْآنِ، تَدُلُّ عَلَى برَاعتِهِ وَحفظِهِ، كِتَابُ "الكَمَال فِي مَعْرِفَةِ رِجَالِ الكُتُبِ السِّتَّةِ" فِي أَرْبَعَةِ أَسفَارٍ، يَرْوِي فِيْهِ بأسانيده.

فِي حِفْظِهِ: قَالَ ضِيَاءُ الدِّيْنِ: كَانَ شَيْخُنَا الحَافِظُ لاَ يَكَادُ يُسْأَلُ عَنْ حَدِيْثٍ إلَّا ذَكَرَهُ وَبَيَّنَهُ، وَذَكَرَ صِحَّتَهُ أَوْ سقمَهُ، وَلاَ يُسْأَلُ عَنْ رَجُلٍ إلَّا قَالَ: هُوَ فُلاَنُ بنُ فُلاَنٍ الفُلاَنِيُّ وَيذكرُ نسبَهُ، فَكَانَ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ الحَافِظِ أَبِي مُوْسَى، فَجرَى بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ منَازعَةً فِي حَدِيْثٍ، فَقَالَ: هُوَ فِي "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ". فَقُلْتُ: لَيْسَ هُوَ فِيْهِ، قَالَ: فَكَتَبَهُ فِي رُقْعَةٍ، وَرفعهَا إِلَى أَبِي مُوْسَى يَسْأَلُهُ، قَالَ: فَنَاوَلَنِي أَبُو مُوْسَى الرُّقْعَةَ، وَقَالَ: مَا تَقُوْلُ? فَقُلْتُ: مَا هُوَ فِي "البُخَارِيِّ"، فَخجِلَ الرَّجُلُ. قَالَ الضِّيَاءُ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ بِمَرْوَ كَأَنَّ البُخَارِيَّ بَيْنَ يَدَي الحافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ، يَقرَأُ عَلَيْهِ مِنْ جزءٍ وَكَانَ الحَافِظُ يَردُّ عَلَيْهِ، أَوْ مَا هَذَا مَعْنَاهُ. وَسَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بنَ ظَفَرٍ يَقُوْلُ: قَالَ رَجُلٌ لِلْحَافِظ عَبْدِ الغني: رَجُلٌ حلفَ بِالطَّلاَقِ أَنَّكَ تَحفَظُ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ، فَقَالَ: لَوْ قَالَ أَكْثَرَ لصدَقَ! وَرَأَيْتُ الحَافِظَ عَلَى المِنْبَرِ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُوْلُوْنَ لَهُ اقرَأْ لَنَا مِنْ غَيْرِ كِتَابٍ، فِيقرَأُ أَحَادِيْثَ بأسانيده من حفظه. وسمعت ابنه عبد الرحمن يَقُوْلُ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِنَا يَقُوْلُ: إِنَّ الحَافِظَ سُئِلَ: لِمَ لاَ تَقرَأُ مِنْ غَيْرِ كِتَابٍ? قَالَ: أَخَافُ العُجْبَ. وَسَمِعْتُ خَالِي أَبَا عُمَرَ أَوْ وَالِدِي، قَالَ: كَانَ الملِكُ نُوْرُ الدِّيْنِ بنُ زَنْكِي يَأْتِي إِلَيْنَا، وَكُنَّا نَسْمَعُ الحَدِيْثَ، فَإِذَا أَشْكَلَ شَيْءٌ عَلَى القَارِئ قَالَهُ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ، ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى السِّلَفِيِّ، فَكَانَ نُوْرُ الدِّيْنِ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَيْنَ ذَاكَ الشَّابُّ? فَقُلْنَا: سَافرَ. وَسَمِعْتُ عَبْدَ العَزِيْز بنَ عَبْدِ المَلِكِ الشَّيْبَانِيّ، سَمِعْتُ التَّاجَ الكِنْدِيَّ يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ بَعْدَ الدَّارَقُطْنِيِّ مِثْلُ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ. وَسَمِعْتُ أَبَا الثَّنَاءِ مَحْمُوْدَ بنَ هَمَّامٍ، سَمِعْتُ الكِنْدِيَّ يَقُوْلُ: لَمْ يَرَ الحَافِظُ مِثْلَ نَفْسِهِ. شَاهَدْتُ بِخَطِّ أَبِي مُوْسَى المَدِيْنِيِّ عَلَى كِتَابِ "تَبيينِ الإِصَابَةِ" الَّذِي أَملاَهُ عَبْدُ الغَنِيِّ -وَقَدْ سَمِعَهُ أَبُو مُوْسَى، وَالحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ الصَّائِغُ، وَأَبُو العَبَّاسِ التّرك: "يَقُوْلُ أَبُو مُوْسَى عفَا اللهُ عَنْهُ: قَلَّ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا يَفهَمُ هَذَا الشَّأْنَ كفَهْمِ الشَّيْخِ الإِمَامِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الغَنِيِّ المَقْدِسِيِّ، وَقَدْ وُفِّقَ لِتبيينِ هَذِهِ الغلطَات، وَلَوْ كَانَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَأَمثَالُهُ فِي الأَحْيَاءِ لَصَوَّبُوا فَعلَهُ، وَقَلَّ مَنْ يَفهَمُ فِي زَمَانِنَا مَا فَهِمَ، زَادَهُ الله علمًا وتوفيقًا".

قَالَ أَبُو نِزَارٍ رَبِيْعةُ الصَّنْعَانِيُّ: قَدْ حضَرْتُ الحَافِظَ أَبَا مُوْسَى، وَهَذَا الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ، فَرَأَيْتُ عَبْدَ الغَنِيِّ أَحْفَظَ مِنْهُ. سَمِعْتُ عَبْدَ الغَنِيِّ يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ الجَوْزِيِّ فَقَالَ: وُرَيْرَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الغَسَّانِيُّ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا هُوَ وَزِيْرَةُ. فَقَالَ: أَنْتُم أَعْرفُ بِأَهْلِ بلدِكُم. فِي إِفَادَتِهِ وَاشتِغَالِهِ: قَالَ الضِّيَاءُ: وَكَانَ -رحمَهُ اللهُ- مُجْتَهِداً عَلَى الطَّلَبِ، يُكرِمُ الطَّلبَةَ، وَيُحسِنُ إِلَيْهِم، وَإِذَا صَارَ عِنْدَهُ طَالبٌ يَفهَمُ أَمرَهُ بِالرِّحلَةِ، وَيَفرحُ لَهُم بِسَمَاعِ مَا يَحصِّلُونَهُ، وَبسَبَبه سَمِعَ أَصْحَابُنَا الكَثِيْرَ. سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَافِظَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ الحَدِيْثَ فِي الشَّامِ كُلِّهِ إلَّا بِبركَةِ الحَافِظِ، فَإِنَّنِي كُلَّ مَنْ سَأَلتُهُ يَقُوْلُ: أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ عَلَى الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ، وَهُوَ الَّذِي حَرَّضَنِي. وَسَمِعْتُ أَبَا مُوْسَى ابْنَ الحَافِظِ يَقُوْلُ عِنْدَ مَوْتِهِ: لاَ تُضَيِّعُوا هَذَا العِلْمَ الَّذِي قَدْ تَعِبْنَا عَلَيْهِ. قُلْتُ: هُوَ رَحَّلَ ابْنَ خَلِيْلٍ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَرَحَّلَ ابْنَيْهِ العِزَّ مُحَمَّداً، وَعَبْدَ اللهِ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ صغِيراً، وَسَفَّرَ ابْنَ أُخْتِهِ مُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ بنِ أَبِي بكر، وابن عمه علي ابن أَبِي بَكْرٍ. قَالَ الضِّيَاءُ: وَحرَّضَنِي عَلَى السَّفَرِ إِلَى مِصْرَ، وَسَافَرَ مَعَنَا ابْنُهُ أَبُو سُلَيْمَانَ عبد الرحمن ابْنُ عشرٍ، فَبَعَثَ مَعَنَا "المُعْجَمَ الكَبِيْرَ" لِلطَّبَرَانِيِّ، وَكِتَابَ "البُخَارِيِّ"، وَ"السِّيرَةَ"، وَكَتَبَ إِلَى زَيْنِ الدين علي بن نجيا يُوصِيهِ بِنَا، وَسَفَّرَ ابْنَ ظَفَرٍ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَزوَّدَهُ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى هَذَا. قَالَ الضِّيَاءُ: لَمَّا دخلنَا أَصْبَهَانَ فِي سفرتِي الثَّانِيَةِ كُنَّا سَبْعَةً، أَحَدُنَا الفَقِيْهُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَافِظِ، وَكَانَ طِفْلاً، فَسمِعنَا عَلَى المَشَايِخِ، وَكَانَ المُؤَيَّدُ ابْنُ الإِخْوَةِ عِنْدَهُ جُمْلَةٌ مِنَ المَسْمُوْعَاتِ، وَكَانَ يَتشدَّدُ عَلَيْنَا، ثُمَّ تُوُفِّيَ، فَحَزِنْتُ كَثِيْراً، وَأَكْثَرَ مَا ضَاقَ صَدْرِي لثَلاَثَةِ كُتُبٍ: "مُسْنَدِ العَدَنِيِّ"، وَ"مُعْجَمِ ابْنِ المُقْرِئ"، وَ"مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى"، وَقَدْ كُنْتُ سَمِعْتُ عَلَيْهِ فِي النَّوبَةِ الأُوْلَى "مُسْنَدَ العَدَنِيِّ" لَكِنْ لأَجْلِ رِفْقَتِي، فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ الحَافِظَ عَبْدَ الغَنِيِّ قَدْ أَمسَكَ رَجُلاً وَهُوَ يَقُوْلُ لِي: أُمَّ هَذَا، أُمَّ هَذَا، وَهَذَا الرَّجُلُ هُوَ ابْنُ عَائِشَةَ بِنْتِ مَعْمَرٍ. فَلَمَّا استيقظْتُ قُلْتُ: مَا هَذَا إلَّا لأَجْلِ شَيْءٍ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِي أَنَّهُ يُرِيْدُ الحَدِيْثَ، فَمضيتُ إِلَى دَارِ بَنِي مَعْمَرٍ، وَفتَّشْتُ الكُتُبَ، فَوَجَدْتُ "مُسْنَدَ العَدَنِيِّ" سَمَاع عَائِشَةَ مِثْلَ ابْنِ الإِخْوَةِ، فَلَمَّا

سَمِعْنَاهُ عَلَيْهَا قَالَ لِي بَعْضُ الحَاضِرِيْنَ: إِنَّهَا سَمِعَتْ "مُعْجَمَ ابْنِ المُقْرِئ" فَأَخذنَا النُّسْخَةَ مِنْ خَبَّازٍ، وَسَمِعنَاهُ، وَبعدَ أَيَّامٍ نَاولنِي بَعْضُ الإِخْوَانِ "مسند أبي يعلى" سماعها، فسمعناه. مَجَالِسُهُ: كَانَ -رَحِمَهُ الله- يَقرَأُ الحَدِيْثَ يَوْمَ الجُمُعَةِ بِجَامِعِ دِمَشْقَ وَليلَة الخَمِيْسِ، وَيَجْتَمِع خلق، وَكَانَ يَقرَأُ وَيَبْكِي وَيُبْكِي النَّاسَ كَثِيْراً، حَتَّى إِنَّ مَنْ حَضَرَه مَرّة لاَ يَكَاد يَتركه، وَكَانَ إِذَا فَرَغَ دَعَا دُعَاءً كَثِيْراً. سَمِعْتُ شَيْخَنَا ابْنَ نَجَا الوَاعِظ بِالقَرَافَةِ يَقُوْلُ عَلَى المِنْبَرِ: قَدْ جَاءَ الإِمَامُ الحَافِظُ، وَهُوَ يُرِيْد أَنْ يَقرَأَ الحَدِيْثَ، فَاشْتَهَى أَنْ تَحضرُوا مَجْلِسه ثَلاَث مَرَّات، وَبعدهَا أَنْتُم تَعرفُوْنَهُ وَتحصل لَكُم الرّغبَة، فَجَلَسَ أَوّل يَوْم، وَحَضَرتُ، فَقَرَأَ أَحَادِيْث بِأَسَانِيْدهَا حِفْظاً، وَقرَأَ جُزْءاً، فَفَرح النَّاس بِهِ، فَسَمِعْتُ ابْنَ نَجَا يَقُوْلُ: حَصَلَ الَّذِي كُنْت أُرِيْده فِي أَوَّلِ مَجْلِس. وَسَمِعْتُ بَعْضَ مِنْ حضَر يَقُوْلُ: بَكَى النَّاس حَتَّى غُشِيَ عَلَى بَعْضهِم، وَكَانَ يَجلسُ بِمِصْرَ بِأَمَاكن. سَمِعْتُ مَحْمُوْدَ بنَ هَمَّامٍ الأَنْصَارِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الفَقِيْهَ نَجْمَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ الحَنْبَلِيَّ يَقُوْلُ وَقَدْ حضَر مَجْلِس الحَافِظ: يَا تَقِيّ الدِّيْنِ، وَاللهِ لَقَدْ حَملتَ الإِسْلاَم، وَلَوْ أَمكننِي مَا فَارقتُ مَجْلِسك. أَوْقَاتُهُ: كَانَ لاَ يُضيِّع شَيْئاً مِنْ زَمَانه بِلاَ فَائِدَة، فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الفَجْر، وَيلقّن القُرْآن، وَرُبَّمَا أَقرَأَ شَيْئاً مِنَ الحَدِيْثِ تلقيناً، ثُمَّ يَقوم فَيَتَوَضَّأُ، وَيُصَلِّي ثَلاَث مائَة رَكْعَة بِالفَاتِحَة وَالمعوّذتين إِلَى قَبْل الظُّهْر، وَيَنَام نَوْمَة ثُمَّ يُصَلِّي الظُّهْر، وَيَشتغل إِمَّا بِالتّسمِيْع، أَوْ بِالنّسخ إِلَى المَغْرِب، فَإِنْ كَانَ صَائِماً أَفطر، وَإِلاَّ صَلَّى مِنَ المَغْرِب إِلَى العشَاء، وَيُصَلِّي العشَاء، وَيَنَام إِلَى نِصْف اللَّيْل أَوْ بَعْدَهُ، ثُمَّ قَامَ كَأَنَّ إِنْسَاناً يُوقظه، فَيُصَلِّي لَحْظَةً ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي إِلَى قُرب الفَجْر، رُبَّمَا تَوضَأَ سَبْع مَرَّاتٍ أَوْ ثَمَانِياً فِي اللَّيْلِ، وَقَالَ: مَا تَطِيبُ لِي الصَّلاَة إلَّا مَا دَامت أَعضَائِي رطبَة، ثُمَّ يَنَام نَوْمَة يَسِيْرَة إِلَى الفَجْر، وَهَذَا دَأْبُهُ. أَخْبَرَنِي خَالِي مُوَفَّق الدِّيْنِ قَالَ: كَانَ الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ جَامِعاً للعلم والعمل، وكان رفيقي في الصبا، وفي طَلَبِ العِلْمِ، وَمَا كُنَّا نَسْتَبِق إِلَى خَيْر إلَّا سبقنِي إِلَيْهِ إلَّا القَلِيْل، وَكمّل الله فَضِيْلته بَابتلاَئِه بِأَذَى أَهْل البدعَة وَعدَاوتهِم، وَرِزْقِ العِلْم، وَتحصيل الكُتُب الكَثِيْرَة، إلَّا أَنَّهُ لَمْ يعمر.

قَالَ أَخُوْهُ الشَّيْخ العِمَاد: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشدّ محَافِظَة عَلَى وَقته مِنْ أَخِي. قَالَ الضِّيَاء: وَكَانَ يَسْتَعْمَل السّوَاك كَثِيْراً حَتَّى كَأَنَّ أَسْنَانه البَرَدُ. سَمِعْتُ مَحْمُوْدَ بنَ سَلاَمَةَ التَّاجِر الحَرَّانِيّ يَقُوْلُ: كَانَ الحَافِظُ عَبْد الغَنِيِّ نَازلاً عِنْدِي بِأَصْبَهَانَ، وَمَا كَانَ يَنَام مِنَ اللَّيْلِ إلَّا قَلِيلاً، بَلْ يُصَلِّي وَيَقرَأُ وَيَبْكِي. وَسَمِعْتُ الحَافِظَ يَقُوْلُ: أَضَافَنِي رَجُلٌ بِأَصْبَهَانَ، فَلَمَّا تَعَشَّينَا، كَانَ عِنْدَهُ رَجُل أَكل مَعَنَا، فَلَمَّا قُمْنَا إِلَى الصَّلاَةِ لَمْ يصل، فَقُلْتُ: مَا لَهُ? قَالُوا: هَذَا رَجُل شَمْسِيّ. فَضَاق صَدْرِي، وَقُلْتُ لِلرَّجُلِ: مَا أَضفتَنِي إلَّا مَعَ كَافِر! قَالَ: إِنَّهُ كَاتِب، وَلَنَا عِنْدَهُ رَاحَة، ثُمَّ قُمْت بالليل أصلي، وذاك يَسْتَمع، فَلَمَّا سَمِعَ القُرْآن تَزَفَّر، ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْد أَيَّام، وَقَالَ: لَمَّا سَمِعتك تَقرَأُ، وَقَعَ الإِسْلاَم فِي قَلْبِي. وَسَمِعْتُ نَصْر بن رِضْوَان المُقْرِئ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً عَلَى سِيرَةِ الحَافِظ، كَانَ مُشْتَغِلاً طول زَمَانه. قِيَامُهُ فِي المُنْكَرِ: كَانَ لاَ يَرَى مُنْكراً إلَّا غَيَّرَهُ بِيَدِهِ أَوْ بِلِسَانِهِ، وَكَانَ لاَ تَأْخُذُه فِي اللهِ لَوْمَة لاَئِم. قَدْ رَأَيْتُهُ مرَّة يهرِيق خمراً، فَجبذ صَاحِبُهُ السَّيْف فَلَمْ يَخَفْ مِنْهُ، وَأَخَذَهُ مَنْ يَدِهِ، وَكَانَ قَوِيّاً فِي بَدَنِهِ، وَكَثِيْراً مَا كَانَ بِدِمَشْقَ يُنكِرُ وَيَكسر الطَّنَابِيرَ وَالشَّبابَات. قَالَ خَالِي المُوَفَّق: كَانَ الحَافِظ لاَ يَصبر عَنْ إِنْكَار المُنْكَر إِذَا رَآهُ، وَكُنَّا مرَّة أَنْكَرنَا عَلَى قَوْم، وَأَرقنَا خمرهُم، وَتضَارَبْنَا، فَسَمِعَ خَالِي أَبُو عُمَرَ، فَضَاق صَدْره، وَخَاصمنَا، فَلَمَّا جِئْنَا إِلَى الحَافِظِ طَيَّبَ قُلُوْبنَا، وَصوّب فِعلنَا وَتَلاَ: {وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} [لقمان: 17] . وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَحْمَدَ الطَّحَّان، قَالَ: كَانَ بَعْض أَوْلاَد صَلاَح الدِّيْنِ قَدْ عُملت لَهُم طنَابِير، وَكَانُوا فِي بُستَان يَشربُوْنَ، فَلقِي الحَافِظ الطّنَابِير، فَكسرهَا. قَالَ: فَحَدَّثَنِي الحَافِظ، قَالَ: فَلَمَّا كُنْت أنَا وَعَبْد الهَادِي عِنْد حمَّام كَافُوْر، إِذَا قَوْم كَثِيْر مَعَهُم عصيّ، فَخففت المشِي، وَجَعَلت أَقُوْل: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيْلُ، فَلَمَّا صرت عَلَى الجِسْر، لحقُوا صَاحِبِي، فَقَالَ: أَنَا مَا كسرت لَكُم شَيْئاً، هَذَا هُوَ الذي كسر. قال: فإذا فارس يركض، فَترَجَّل، وَقبَّل يَدِي، وَقَالَ: الصِّبْيَان مَا عَرَفُوك. وَكَانَ قَدْ وَضَع الله لَهُ هَيْبَة فِي النفوس.

سَمِعْتُ فَضَائِلَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ سُرُوْرٍ المَقْدِسِيَّ يَقُوْلُ: سمِعتهُم يَتحدثُونَ بِمِصْرَ أَنَّ الحَافِظ كَانَ قَدْ دَخَلَ عَلَى العَادل، فَقَامَ لَهُ، فَلَمَّا كَانَ اليَوْم الثَّانِي، جَاءَ الأُمَرَاء إِلَى الحَافِظ مِثْل سركس وَأُزكش، فَقَالُوا: آمنَّا بِكَرَامَاتك يَا حَافِظ. وذكرُوا أَنَّ العَادل قَالَ: مَا خفتُ مِنْ أَحَد مَا خفت مِنْ هَذَا. فَقُلْنَا: أَيُّهَا الْملك، هَذَا رَجُل فَقِيْه. قَالَ: لَمَّا دَخَلَ مَا خُيّل إِلَي إلَّا أَنَّهُ سَبعٌ. قَالَ الضِّيَاء: رَأَيْت بِخَطِّ الحَافِظ: وَالملك العَادل اجْتَمَعت بِهِ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْهُ إلَّا الجَمِيْل، فَأَقْبَل عَلَيّ، وَقَامَ لِي، وَالتزَمَنِي، وَدعوت لَهُ، ثُمَّ قُلْتُ: عِنْدنَا قصُوْر هُوَ الَّذِي يُوجب التَّقْصِير. فَقَالَ: مَا عِنْدَك لاَ تَقصِيْر وَلاَ قصُوْر، وَذَكَرَ أَمر السّنَّة، فَقَالَ: مَا عِنْدَك شَيْء تُعَاب بِهِ لاَ فِي الدِّيْنِ وَلاَ الدُّنْيَا، وَلاَ بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ حَاسدين. وَبَلَغَنِي بَعْد عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالشَّامِ وَلاَ مصر مِثْل فُلاَن، دَخَلَ عليّ، فَخُيّل إِلَيَّ أَنَّهُ أَسد، وَهَذَا بِبركَة دعَائِكم وَدُعَاء الأَصْحَاب. قَالَ الضِّيَاء: كَانُوا قَدْ وَغَروا عَلَيْهِ صدر العَادل، وَتَكلّمُوا فِيْهِ، وَكَانَ بَعْضهُم أَرْسَل إِلَى العَادل يَبذل فِي قتل الحَافِظ خَمْسَة آلاَف دِيْنَار. قُلْتُ: جرّ هَذِهِ الفِتْنَة نَشْر الحَافِظ أَحَادِيْث النُّزَول وَالصِّفَات، فَقَامُوا عَلَيْهِ، وَرَمَوْهُ بِالتّجسيم، فَمَا دَارَى كَمَا كَانَ يُدَارِيهِم الشَّيْخ المُوَفَّق. سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابنَا يَحكِي عَنِ الأَمِيْر دِرباس: أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ الحَافِظ إِلَى الْملك العَادل، فَلَمَّا قضَى الْملك كَلاَمه مَعَ الحَافِظ، جَعَلَ يَتَكَلَّم فِي أَمر مَارْدِيْن وَحصَارهَا، فَسَمِعَ الحَافِظ، فَقَالَ: أَيش هَذَا، وَأَنْت بَعْدُ تُرِيْد قِتَال المُسْلِمِيْنَ، مَا تَشكر الله فِيمَا أَعْطَاك، أَمَا ... أَمَا?! قَالَ فَمَا أَعَاد ولا أبدى. ثم قام الحَافِظُ وَقُمْت مَعَهُ، فَقُلْتُ: أَيش هَذَا? نَحْنُ كُنَّا نخَاف عَلَيْك مِنْ هَذَا، ثُمَّ تَعْمَل هَذَا الْعَمَل? قَالَ: أَنَا إِذَا رَأَيْت شَيْئاً لاَ أَقدر أَن أَصْبِر، أَوْ كَمَا قَالَ. وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ ابْنَ الطَّحَّانِ، قَالَ: كَانَ فِي دَوْلَةِ الأَفْضَلِ جَعَلُوا المَلاَهِي عِنْد الدَّرَجِ، فَجَاءَ الحَافِظ فَكسّر شَيْئاً كَثِيْراً، ثُمَّ صعد يَقرَأُ الحَدِيْث، فَجَاءَ رَسُوْل القَاضِي يَأْمره بِالمشِي إِلَيْهِ لينَاظره فِي الدُّفّ وَالشَّبَّابَة، فَقَالَ: ذَاكَ عِنْدِي حَرَام، وَلاَ أَمْشِي إِلَيْهِ، ثُمَّ قرَأَ الحَدِيْث. فَعَاد الرَّسُول، فَقَالَ: لاَ بُدَّ مِنَ المشِي إِلَيْهِ، أَنْتَ قَدْ بطّلت هَذِهِ الأَشيَاء عَلَى السُّلْطَان. فَقَالَ الحَافِظُ: ضَرَبَ الله رقبته وَرقبَة السُّلْطَان. فَمَضَى الرَّسُول وَخفنَا، فَمَا جَاءَ أحد.

وَمِنْ شَمَائِله: قَالَ الضِّيَاء: مَا أَعْرف أَحَداً مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ رَآهُ إلَّا أَحَبّه وَمَدَحَهُ كَثِيْراً؛ سَمِعْتُ مَحْمُوْد بن سَلاَمَةَ الحَرَّانِيّ بِأَصْبَهَانَ، قال: كان الحافظ يصطف الناس فِي السُّوق يَنظُرُوْنَ إِلَيْهِ، وَلَوْ أَقَامَ بِأَصْبَهَانَ مُدَّة وَأَرَادَ أَنْ يَملكهَا، لملكهَا. قَالَ الضِّيَاء: وَلَمَّا وَصل إِلَى مِصْرَ، كُنَّا بِهَا، فَكَانَ إِذَا خَرَجَ لِلْجمعَة لاَ نَقدر نَمْشِي مَعَهُ مِنْ كَثْرَة الْخلق، يَتبركُوْن بِهِ، وَيَجْتَمِعُوْنَ حَوْلَهُ، وَكُنَّا أَحَدَاثاً نَكْتُب الحَدِيْث حَوْلَهُ، فَضحكنَا مِنْ شَيْءٍ، وَطَال الضحك، فَتبسَّم وَلَمْ يَحْرَد عَلَيْنَا، وَكَانَ سخيّاً، جَوَاداً، لاَ يَدّخر دِيْنَاراً وَلاَ دِرْهَماً مهمَا حصَّل أَخْرَجَهُ، لَقَدْ سَمِعْتُ عَنْهُ: أَنَّهُ كَانَ يَخْرُج فِي اللَّيْلِ بِقفَاف الدّقيق إِلَى بيُوت مُتَنَكِّراً فِي الظّلمَة، فَيُعْطِيهم وَلاَ يُعرَف، وَكَانَ يُفتح عَلَيْهِ بِالثِّيَاب، فَيُعْطِي النَّاس وَثَوْبه مرقّع. قَالَ خَالِي الشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ: كَانَ الحَافِظ يُؤثر بِمَا تَصل يَده إِلَيْهِ سِرّاً وَعَلاَنِيَّة، ثُمَّ سرد حِكَايَات فِي إِعطَائِهِ جُمْلَةَ دَرَاهِمَ لِغَيْرِ وَاحِدٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ بدر بن مُحَمَّدٍ الجَزَرِيّ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَكرم مِنَ الحَافِظ؛ كُنْت أَسْتدين يَعْنِي لِأطْعم بِهِ الفُقَرَاء، فَبقِي لِرَجُلٍ عِنْدِي ثَمَانِيَة وَتِسْعُوْنَ دِرْهَماً، فَلَمَّا تَهَيَّأَ الوَفَاء، أَتَيْتُ الرَّجُل، فَقُلْتُ: كَمْ لَكَ؟ قَالَ: مَا لِي عِنْدَك شَيْء! قُلْتُ: مَنْ أَوَفَاهُ؟ قَالَ: قَدْ أُوفِي عَنْكَ، فَكَانَ وَفَّاهُ الحَافِظُ وَأَمره أَنْ يَكتم عَلَيْهِ. وَسَمِعْتُ سُلَيْمَان الأَسْعَرْدِيّ يَقُوْلُ: بعثَ الأَفْضَل ابْن صَلاَح الدِّيْنِ إِلَى الحَافِظ بنفقَة وَقمح كَثِيْر، فَفَرَّقه كُلّه. وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ اللهِ العِرَاقِيّ؛ حَدَّثَنِي مَنْصُوْرٌ الغَضَارِيُّ، قَالَ: شَاهَدْتُ الحَافِظَ فِي الغَلاَءِ بِمِصْرَ وَهُوَ ثَلاَث لَيَالٍ يُؤثر بعشائه ويطوي. رَأَيْت يَوْماً قَدْ أُهدِيَ إِلَى بَيْت الحَافِظ مشْمش فَكَانُوا يفرقُون، فَقَالَ مِنْ حِينه، فَرِّقُوا: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] . وَقَدْ فُتح لَهُ بِكَثِيْر مِنَ الذَّهب وَغَيْرِهِ، فَمَا كَانَ يَترك شَيْئاً حَتَّى قَالَ لِي ابْنه أَبُو الفَتْحِ: وَالِدِي يُعطِي النَّاس الكَثِيْر، وَنَحْنُ لاَ يَبعثَ إِلَيْنَا شَيْئاً، وَكُنَّا بِبَغْدَادَ.

مَا ابْتُلِيَ الحَافِظُ بِهِ: قَالَ الضِّيَاء: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْد الرَّحْمَانِ بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، سَمِعْتُ الحَافِظَ يَقُوْلُ: سَأَلت الله أَنْ يَرْزُقنِي مِثْل حَال الإِمَام أَحْمَد، فَقَدْ رزقنِي صلاَته قَالَ: ثُمَّ ابْتُلِي بَعْدَ ذَلِكَ، وَأُوذِي. سَمِعْتُ الإِمَام عَبْد اللهِ بن أَبِي الحَسَنِ الجُبَّائِيّ بِأَصْبَهَانَ يَقُوْلُ: أَبُو نُعَيْمٍ قَدْ أَخَذَ عَلَى ابْنِ مَنْدَةَ أَشيَاء فِي كِتَابِ "الصَّحَابَة"، فَكَانَ الحَافِظُ أَبُو مُوْسَى يَشتهِي أَنْ يَأْخذ عَلَى أَبِي نُعَيْمٍ فِي كِتَابِهِ الَّذِي فِي الصَّحَابَة، فَمَا كَانَ يَجسر، فَلَمَّا قَدِمَ الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، أَشَارَ إِلَيْهِ بِذَلِكَ، قَالَ: فَأَخَذَ عَلَى أَبِي نُعَيْمٍ نَحْواً مِنْ مائَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ مَوْضِعاً، فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ الصَّدْر الخُجَنْدِيّ، طلب عَبْد الغَنِيِّ، وَأَرَادَ هَلاَكه، فَاخْتَفَى. وَسَمِعْتُ مَحْمُوْد بن سَلاَمَةَ يَقُوْلُ: مَا أَخرجنَا الحَافِظ مِنْ أَصْبَهَان إلَّا فِي إِزَار، وَذَلِكَ أَن بَيْت الخُجَنْدِيّ أَشَاعِرَة، كَانُوا يَتعصّبُوْنَ لأَبِي نُعَيْمٍ، وَكَانُوا رُؤسَاء البَلَد. وَسَمِعْتُ الحَافِظَ يَقُوْلُ: كُنَّا بِالمَوْصِل نَسْمَع "الضُّعَفَاء" لِلْعُقَيْلِيّ، فَأَخذنِي أَهْل المَوْصِل وَحَبَسُونِي، وَأَرَادُوا قتلِي مِنْ أَجْل ذكر شَيْء فِيْهِ، فَجَاءنِي رَجُلٌ طَوِيْل وَمَعَهُ سَيْف، فَقُلْتُ: يَقتلنِي وَأَسْترِيح. قَالَ: فَلَمْ يَصنع شَيْئاً، ثُمَّ أَطلقونِي، وَكَانَ يَسْمَع مَعَهُ ابْنُ البَرْنِيِّ الوَاعِظ، فَقلع الْكرَّاس الَّذِي فِيْهِ ذَلِكَ الشَّيْء، فَأَرْسَلُوا، وَفتشُوا الكِتَاب، فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئاً، فَهَذَا سَبَب خَلاَصه. وَقَالَ: كَانَ الحَافِظ يَقرَأُ الحَدِيْث بِدِمَشْقَ، وَيَجْتَمِع عَلَيْهِ الْخلق، فَوَقَعَ الْحَسَد، فَشرعُوا عَملُوا لَهُم وَقتاً لقِرَاءة الحَدِيْث، وَجَمَعُوا النَّاس، فَكَانَ هَذَا يَنَام وَهَذَا بِلاَ قَلْب، فَمَا اشتفَوْا، فأمروا الناصح ابن الحنبلي بِأَنْ يَعظ تَحْت النّسر يَوْمَ الجُمُعَةِ وَقت جُلُوْس الحَافِظ. فَأَوّل ذَلِكَ: أَنَّ النَّاصح وَالحَافِظ أَرَادَا أَنْ يَخْتلفَا الوَقْت، فَاتفقَا أَنَّ النَّاصح يَجْلِس بَعْد الصَّلاَة، وَأَنْ يَجْلِس الحَافِظ الْعَصْر، فَدسُّوا إِلَى النَّاصح رَجُلاً نَاقص العَقْل مِنْ بَنِي عَسَاكِر، فَقَالَ لِلنَّاصح فِي المَجْلِسِ مَا مَعْنَاهُ: إِنَّك تَقُوْلُ الْكَذِب عَلَى المِنْبَرِ. فَضُرِبَ، وَهَرَبَ، فَتمت مكيدتهُم، وَمَشَوا إِلَى الوَالِي، وَقَالُوا: هَؤُلاَءِ الحَنَابِلَة قصدهُم الفِتْنَة، وَاعْتِقَادهُم يُخَالِف اعْتِقَادنَا ... ، وَنَحْو هَذَا. ثُمَّ جَمعُوا كبرَاءهُم، وَمضُوا إِلَى القَلْعَة إِلَى الوَالِي، وَقَالُوا: نشتهِي أَنْ تحضر عَبْد الغَنِيِّ، فَانحدر إِلَى المَدِيْنَةِ خَالِي المُوَفَّق، وَأَخِي الشَّمْس البُخَارِيّ، وَجَمَاعَة، وَقَالُوا: نَحْنُ ننَاظرهُم. وَقَالُوا لِلْحَافِظ: لاَ تَجِئْ، فَإِنَّك حدّ، نَحْنُ نَكفِيك. فَاتَّفَقَ أَنَّهُم أَخذُوا الحَافِظ وَحْدَه، وَلَمْ يَدر أَصْحَابنَا، فَنَاظروهُ، وَاحتدّ، وَكَانُوا قَدْ كَتَبُوا شَيْئاً مِنَ الاعْتِقَاد، وَكتبُوا

خُطُوطهُم فِيْهِ، وَقَالُوا لَهُ: اكْتُبْ خطّك. فَأَبَى، فَقَالُوا لِلوَالِي: الفُقَهَاء كلّهُم قَدِ اتَّفَقُوا عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ يُخَالِفهُم. وَاسْتَأَذنوهُ فِي رفع مِنْبَره، فَبَعَثَ الأَسرَى، فَرفعُوا مَا فِي جَامِع دِمَشْق مِنْ مِنْبَر وَخزَانَة وَدَرَابزِين، وَقَالُوا: نُرِيْد أَنْ لاَ تَجعل فِي الجَامِع إلَّا صَلاَة الشَّافِعِيَّة. وَكسّرُوا مِنْبَر الحَافِظ، وَمَنَعونَا مِنَ الصَّلاَةِ، فَفَاتتنَا صلاة الظهر. ثُمَّ إِنَّ النَّاصح جمع البَنَويَّة، وَغَيْرهُم، وَقَالُوا: إِنْ لَمْ يخلونَا نُصَلِّي بِاخْتِيَارهِم، صلّينَا بِغَيْرِ اخْتيَارهِم. فَبَلَغَ ذَلِكَ القَاضِي، وَكَانَ صَاحِبَ الفِتْنَة، فَأَذن لَهُم، وَحمَى الحَنَفِيَّة مقصُوْرتهُم بِأَجنَاد، ثُمَّ إِنَّ الحَافِظ ضَاق صَدْره وَمَضَى إِلَى بَعْلَبَكَّ، فَأَقَامَ بِهَا مُدَّة، فَقَالَ لَهُ أَهْلهَا: إِنِ اشْتهيت جِئْنَا مَعَكَ إِلَى دِمَشْقَ نؤذِي مَنْ آذَاكَ، فَقَالَ: لاَ. وَتوجّه إِلَى مِصْرَ، فَبقِي بِنَابُلُسَ مُدَّة يقرأُ الحَدِيْث، وَكُنْتُ أَنَا بِمِصْرَ، فَجَاءَ شَابّ مِنْ دِمَشْقَ بِفَتَاو إِلَى صَاحِب مِصْر الْملك العَزِيْز وَمَعَهُ كتب أَنَّ الحَنَابِلَة يَقُوْلُوْنَ كَذَا وَكَذَا مِمَّا يُشنِّعُوْنَ بِهِ عَلَيْهِم. فَقَالَ -وَكَانَ يَتصيد: إِذَا رَجَعنَا أَخرجنَا مِنْ بلاَدنَا مَنْ يَقُوْلُ بِهَذِهِ المَقَالَة. فَاتَّفَقَ أَنَّهُ عدَا بِهِ الْفرس، فَشب بِهِ، فَسَقَطَ، فَخُسِف صَدْره، كَذَلِكَ حَدَّثَنِي يُوْسُفُ بنُ الطُّفَيْل شَيْخنَا وَهُوَ الَّذِي غسّله، فَأُقيم ابْنه صَبِيّ، فَجَاءَ الأَفْضَل مِنْ صَرْخَدُ، وَأَخَذَ مِصْر، وَعَسْكَر، وَكرّ إِلَى دِمَشْقَ، فَلقِي الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ فِي الطَّرِيْق، فَأَكْرَمَه إِكرَاماً كَثِيْراً، وَنفّذ يُوصي بِهِ بِمِصْرَ، فَتُلُقِّي الحَافِظ بِالإِكرَام، وَأَقَامَ بِهَا يُسْمِع الحَدِيْث بِموَاضِع، وَكَانَ بِهَا كَثِيْر مِنَ المخَالفِيْن، وَحصر الأَفْضَل دِمَشْق حصراً شدِيداً، ثُمَّ رَجَعَ إلى مصر، فسار العَادل عَمُّه خَلفه، فَتملّك مِصْر، وَأَقَامَ، وَكثر المخَالفُوْنَ عَلَى الحَافِظ، فَاسْتُدعِي، وَأَكْرَمَهُ العَادل، ثُمَّ سَافر العَادل إِلَى دِمَشْقَ، وَبَقِيَ الحَافِظ بِمِصْرَ، وَهُم يَنَالُوْنَ مِنْهُ، حَتَّى عزم الْملك الكَامِل عَلَى إِخرَاجه، وَاعْتُقِل فِي دَار أُسْبُوْعاً، فَسَمِعْتُ أَبَا مُوْسَى يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: مَا وَجَدْت رَاحَة فِي مِصْر مِثْل تِلْكَ اللَّيَالِي. قَالَ: وَكَانَتِ امرَأَة فِي دَار إِلَى جَانب تِلْكَ الدَّار، فَسمِعتهَا تَبْكِي، وَتَقُوْلُ: بِالسِّرِّ الَّذِي أودعته قلب موسى حتى قوي عَلَى حمل كَلاَمك. قَالَ: فَدعوت بِهِ، فَخلصتُ تِلْكَ اللَّيْلَة. سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الغَنِيِّ، حَدَّثَنِي الشُّجَاع بن أَبِي زكرِي الأَمِيْر، قَالَ: قَالَ لِي الْملك الكَامِل يَوْماً: هاهنا فَقِيْه قَالُوا إِنَّهُ كَافِر. قُلْتُ: لاَ أَعْرفه، قَالَ: بَلَى، هُوَ مُحَدِّث، قُلْتُ: لَعَلَّهُ الحَافِظُ عَبْد الغَنِيِّ؟ قَالَ: هَذَا هُوَ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا الْملك، العُلَمَاء أَحَدهُم يَطلب الآخِرَة، وَآخر يَطلب الدُّنْيَا، وَأَنْت هُنَا بَاب الدُّنْيَا، فَهَذَا الرَّجُل جَاءَ إِلَيْك أَو تَشَفَّع يطْلب شَيْئاً؟ قَالَ: لاَ. فَقُلْتُ: وَاللهِ هَؤُلاَءِ يَحسدُوْنَهُ، فَهَلْ فِي هَذِهِ البِلاَد أَرْفَع مِنْكَ؟ قَالَ: لاَ. فَقُلْتُ: هَذَا الرَّجُل أَرْفَع العُلَمَاء كَمَا أَنْتَ أَرْفَع النَّاس، فَقَالَ: جَزَاكَ اللهُ خَيراً كَمَا عَرَّفْتَنِي، ثُمَّ بعثَتُ رقعَة إِلَيْهِ أُوصيه بِهِ، فَطَلبنِي فَجِئْت، وَإِذَا عِنْدَهُ شَيْخ الشُّيُوْخِ ابْن حَمُّوَيْه، وعز

الدِّيْنِ الزّنجَارِيّ، فَقَالَ لِي السُّلْطَان: نَحْنُ فِي أَمر الحَافِظ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْملك، القَوْم يَحسدُوْنَهُ، وَهَذَا الشَّيْخ بَيْنَنَا -يَعْنِي: شَيْخ الشُّيُوْخِ- وَحلفته هَلْ سَمِعْتَ مِنَ الحَافِظ كَلاَماً يُخْرِج عَنِ الإِسْلاَم؟ فَقَالَ: لاَ وَاللهِ، وَمَا سَمِعْتُ عَنْهُ إلَّا كُلَّ جَمِيْلٍ، وَمَا رَأَيْتهُ. وَتَكلّم ابْن الزّنجَارِيّ فَمدح الحَافِظ كَثِيْراً وَتَلاَمِذته، وَقَالَ: أَنَا أَعْرفهُم، مَا رَأَيْتُ مِثْلهُم، فَقُلْتُ: وَأَنَا أَقُوْل شَيْئاً آخر: لاَ يَصل إِلَيْهِ مكروهٌ حَتَّى يُقْتَل مِنَ الأَكرَاد ثَلاَثَة آلاَف، قَالَ: فَقَالَ: لاَ يُؤذَى الحَافِظ، فَقُلْتُ: اكْتُبْ خطّك بِذَلِكَ، فكتب. وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابنَا يَقُوْلُ: إِنَّ الحَافِظ أُمِر أَنْ يَكتبَ اعْتِقَادَه، فَكَتَبَ: أَقُوْل كَذَا؛ لِقَوْل الله كَذَا، وَأَقُوْل كَذَا؛ لِقَوْل الله كَذَا ولِقَوْل النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَذَا، حَتَّى فَرغ مِنَ المَسَائِل الَّتِي يُخَالِفُوْنَ فِيْهَا، فَلَمَّا رَآهَا الكَامِل قَالَ: أَيش أَقُوْل فِي هَذَا يَقُوْلُ بقول الله وَقول رَسُوْله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! ? قُلْتُ: وَذَكَرَ أَبُو المُظَفَّرِ الوَاعِظ فِي "مِرَآة الزَّمَانِ"، قَالَ: كَانَ الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ يَقرَأُ الحَدِيْث بَعْد الجُمُعَة، قَالَ: فَاجْتَمَعَ القَاضِي مُحْيِي الدِّيْنِ، وَالخَطِيْب ضِيَاء الدِّيْنِ، وَجَمَاعَة، فَصعدُوا إِلَى القَلْعَة، وَقَالُوا لوَالِيهَا: هَذَا قَدْ أَضلّ النَّاس، وَيَقُوْلُ بالتّشبيه، فَعقدُوا لَهُ مَجْلِساً، فَنَاظرهُم، فَأَخذُوا عَلَيْهِ موَاضِع مِنْهَا: قَوْلُهُ: لاَ أُنزهه تَنزِيهاً يَنفِي حَقِيْقَة النُّزَول، وَمِنْهَا: كَانَ اللهُ وَلاَ مَكَان، وَلَيْسَ هُوَ اليَوْم عَلَى مَا كَانَ، وَمِنْهَا: مَسْأَلَة الْحَرْف وَالصّوت، فَقَالُوا: إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَى مَا كَانَ فَقَدْ أَثْبَت لَهُ المَكَان، وَإِذَا لَمْ تنَزهه عَنْ حقِيْقَة النُّزَول فَقَدْ جوزت عَلَيْهِ الانتقَالَ، وَأَمَّا الْحَرْف وَالصّوت فَلَمْ يَصحَّ عَنْ إِمَامك، وَإِنَّمَا قَالَ إِنَّهُ كَلاَم اللهِ، يَعْنِي غَيْر مَخْلُوْق، وَارتفعت الأَصوَات، فَقَالَ وَالِي القَلْعَة الصَّارم برغش: كُلّ هَؤُلاَءِ عَلَى ضلاَلَة وَأَنْت عَلَى الحَقِّ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَمر بِكسّر مِنْبَره. قَالَ: وَخَرَجَ الحَافِظ إِلَى بَعْلَبَكَّ، ثُمَّ سَافر إِلَى مِصْرَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَفتَى فُقَهَاء مِصْر بِإِباحَة دَمه، وَقَالُوا: يُفسد عقَائِد النَّاس، وَيذَكَرَ التّجسيم، فَكَتَبَ الوَزِيْر بنفِيه إِلَى المَغْرِب، فَمَاتَ الحافظ قبل وصول الكتاب. قَالَ: وَكَانَ يُصَلِّي كُلّ يَوْم وَليلَة ثَلاَث مائَة رَكْعَة، وَيَقوم اللَّيْل، وَيَحْمِل مَا أَمكنه إِلَى بيُوت الأَرَامل وَاليتَامَى سرّاً، وَضَعف بَصَره مِنْ كَثْرَة البُكَاء وَالمُطَالَعَة، وَكَانَ أَوحد زَمَانه فِي علم الحَدِيْث. وَقَالَ أَيْضاً: وَفِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ كَانَ مَا اشْتُهِرَ مِنْ أَمر الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ وَإِصرَاره عَلَى مَا ظهر مِنِ اعْتِقَاده وَإِجمَاع الفُقَهَاء عَلَى الفُتْيَا بتكفِيره،

وَأَنَّهُ مُبْتَدِع لاَ يَجُوْزُ أَنْ يُترك بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ، فَسَأَلَ أَنْ يُمهل ثَلاَثَة أَيَّام لِيَنْفَصِل عَنِ البَلَد فَأُجيب. قُلْتُ: قَدْ بلوتُ عَلَى أَبِي المُظَفَّرِ المجَازفَة وَقِلَّة الوَرَع فِيمَا يُؤرّخه -وَاللهُ الموعدُ- وَكَانَ يَترفّض، رَأَيْت لَهُ مُصَنّفاً فِي ذَلِكَ فِيْهِ دَوَاهٍ، وَلَوْ أَجْمَعت الفُقَهَاء عَلَى تَكفِيره -كَمَا زَعَم- لَمَا وَسعهُم إِبقَاؤُه حيّاً، فَقَدْ كَانَ عَلَى مقَالَته بِدِمَشْقَ أَخُوْهُ الشَّيْخ العِمَاد وَالشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ، وَأَخُوْهُ القُدْوَةُ الشَّيْخ أَبُو عُمَرَ، وَالعَلاَّمَة شَمْس الدِّيْنِ البُخَارِيّ، وَسَائِر الحَنَابِلَة، وَعِدَّة مِنْ أَهْلِ الأَثر، وَكَانَ بِالبَلَدِ أَيْضاً خلق مِنَ العُلَمَاءِ لاَ يُكفّرُوْنَهُ، نَعم، وَلاَ يُصرّحُوْنَ بِمَا أَطْلَقَهُ مِنَ العبَارَة لَمَّا ضَايقوهُ، وَلَوْ كَفّ عَنْ تِلْكَ العبَارَات، وَقَالَ بِمَا وَردت بِهِ النّصوص لأَجَاد وَلسلم، فَهُوَ الأَوْلَى، فَمَا فِي تَوسيع العبَارَات المُوهِمَة خَيْر، وَأَسوَأ شَيْء قَالَهُ أَنَّهُ ضللَ العُلَمَاء الحَاضِرِيْنَ، وَأَنَّهُ عَلَى الحَقِّ، فَقَالَ كلمَة فِيْهَا شَرّ وَفسَاد وَإِثَارَة لِلبلاَء، رَحِمَ اللهُ الجَمِيْع وَغفر لَهُم، فَمَا قصدهُم إلَّا تَعَظِيْم البَارِي -عَزَّ وَجَلَّ- مِنَ الطّرفِيْن، وَلَكِنَّ الأَكمل فِي التعَظِيْم وَالتنزِيه الوُقُوْف مَعَ أَلْفَاظ الكِتَاب وَالسّنَّة، وَهَذَا هُوَ مَذْهَب السَّلَف -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم. وَبِكُلِّ حَال فَالحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ مِنْ أَهْلِ الدِّيْنِ وَالعِلْم وَالتَأَلّه وَالصّدع بِالْحَقِّ، وَمَحَاسِنه كَثِيْرَة، فَنَعُوذ بِاللهِ مِنَ الهَوَى وَالمِرَاء وَالعصبيَّة وَالافترَاء، وَنبرَأُ مِنْ كُلِّ مُجَسِّم وَمُعطِّل. مِنْ فِرَاسَةِ الحَافِظِ وَكَرَامَاتِهِ: قَالَ الحَافِظُ الضِّيَاء: سَمِعْتُ الحَافِظَ أَبَا مُوْسَى بن عَبْدِ الغَنِيِّ يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ وَالِدِي بِمِصْرَ، وَهُوَ يذكر فَضَائِل سُفْيَان الثَّوْرِيّ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِن وَالِدِي مِثْله، فَالْتَفَت إِلَيَّ، وَقَالَ: أَيْنَ نَحْنُ مِنْ أَولئك؟ سَمِعْتُ نَصْر بن رِضْوَان المُقْرِئ يَقُوْلُ: كَانَ مِنْبَر الحَافِظ فِيْهِ قِصَر، وَكَانَ النَّاسُ يُشرفُوْنَ إِلَيْهِ، فَخطر لِي لَوْ كَانَ يُعَلَّى قَلِيْلاً، فَترك الحَافِظ القِرَاءة مِنَ الجُزْء، وَقَالَ: بَعْضُ الإِخْوَان يَشتهِي أَنْ يُعَلَّى هَذَا المِنْبَر قَلِيْلاً، فزادوا في رجليه. سَمِعْتُ أَبَا مُوْسَى ابْنَ الحَافِظِ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ أَخُو اليَاسَمِيْنِيّ، قَالَ: كُنْتُ يَوْماً عِنْد وَالِدك، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: أَشتهِي لَوْ أَنَّ الحَافِظ يُعْطِينِي ثَوْبه حَتَّى أُكفَّن فِيْهِ. فَلَمَّا أَردت القِيَام خلع ثَوْبه الَّذِي يَلِي جَسَده وَأَعْطَانِيه، وَبَقِيَ الثَّوْب عِنْدنَا كُلُّ مَنْ مَرِضَ تركوه عليه فيعافى.

سمعت الرضي عبد الرحمن المَقْدِسِيّ يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ الحَافِظ بِالقَاهِرَةِ، فَدَخَلَ رَجُل، فَسَلَّمَ، وَدفعَ إِلَى الحَافِظ دِيْنَارَيْنِ، فَدَفَعهُمَا الحَافِظ إِلَيَّ، وَقَالَ: مَا كَأَنَّ قَلْبِي يَطيب بِهِمَا، فَسَأَلت الرَّجُل: أَيش شغلك؟ قَالَ: كَاتِب عَلَى النّطرُوْنَ، يَعْنِي وَعَلَيْهِ ضمَان. حَدَّثَنِي فَضَائِل بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ سُرُوْر بِجَمَّاعِيْل، حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّي بَدْرَان بن أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ الحَافِظ -يَعْنِي: فِي الدَّار الَّتِي وَقفهَا عَلَيْهِ يُوْسُف المسجّف- وَكَانَ المَاء مَقْطُوْعاً، فَقَامَ فِي اللَّيْلِ، وَقَالَ: امْلأْ لِي الإِبرِيق، فَقضَى الحَاجَة، وَجَاءَ فَوَقَفَ، وَقَالَ: مَا كُنْت أَشتهِي الوُضُوْء إلَّا مِنَ البركَةِ، ثُمَّ صَبَر قَلِيْلاً فَإِذَا المَاء قَدْ جرَى، فَانْتظر حَتَّى فَاضت البركَة، ثُمَّ انْقَطَع المَاء، فَتَوَضَّأَ، فَقُلْتُ: هَذِهِ كرَامَة لَكَ، فَقَالَ لِي: قل أَسْتَغْفِرُ اللهَ، لَعَلَّ المَاء كَانَ محتبساً، لاَ تقل هذا! وسمعت الرضي عبد الرحمن يَقُوْلُ: كَانَ رَجُل قَدْ أَعْطَى الحَافِظ جَامُوْساً في البحرة فقال لي: جئ به وَبِعْهُ، فَمضيت فَأَخَذتهُ فَنفر كَثِيْراً وَبَقِيَ جَمَاعَة يَضحكُوْن مِنْهُ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ بِبركَة الحَافِظ سهّل أَمره فَسُقته مَعَ جَامُوْسَيْنِ، فَسهُل أَمره، وَمَشَى فَبعته بقَرْيَة. وَفَاتُهُ: سَمِعْتُ أَبَا مُوْسَى يَقُوْلُ: مَرِضَ أَبِي فِي رَبِيْع الأَوَّلِ مرضاً شدِيداً مَنعه مِنَ الكَلاَم وَالقِيَام، وَاشتدَّ سِتَّةَ عشرَ يَوْماً، وَكُنْت أَسْأَلُهُ كَثِيْراً: مَا يَشتهِي؟ فَيَقُوْلُ: أَشتهِي الجَنَّة، أَشتهِي رَحْمَة الله، لاَ يَزِيْد عَلَى ذَلِكَ، فَجِئْته بِمَاء حَارّ فَمدَّ يَده فَوضأته وَقت الفَجْر، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ قُمْ صلّ بِنَا وَخفّف، فَصَلَّيْت بِالجَمَاعَة، وَصَلَّى جَالِساً، ثُمَّ جلَسْت عِنْد رَأْسه، فَقَالَ: اقْرَأْ يس، فقرأتها، وجعل يدعو وَأَنَا أُؤمّن، فَقُلْتُ: هُنَا دَوَاء تَشْرَبُهُ، قَالَ: يَا بُنَيَّ! مَا بَقِيَ إلَّا المَوْت. فَقُلْتُ: مَا تَشتهِي شَيْئاً؟ قَالَ: أَشتهِي النَّظَر إِلَى وَجه الله -سُبْحَانه. فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ عَنِّي رَاض؟ قَالَ: بَلَى وَاللهِ، فَقُلْتُ: مَا تُوصي بِشَيْءٍ؟ قَالَ: مَا لِي عَلَى أَحَد شَيْء، وَلاَ لأَحدٍ عَلَيَّ شَيْء، قُلْتُ: تُوصينِي؟ قَالَ: أُوصيك بتَقْوَى الله وَالمحَافِظَة عَلَى طَاعته، فَجَاءَ جَمَاعَة يَعُوْدُوْنَهُ، فَسلّمُوا، فَردّ عَلَيْهِم، وَجَعَلُوا يَتحدثُونَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ اذكرُوا الله، قَوْلُوا لاَ إِلَهَ إلَّا الله، فَلَمَّا قَامُوا جَعَلَ يذَكَرَ الله بِشفتيه، وَيُشِيْر بِعَيْنَيْهِ، فَقُمْت لأنَاول رَجُلاً كِتَاباً مِنْ جَانب المَسْجَد فَرَجَعت وَقَدْ خَرَجت روحه، -رَحِمَهُ الله، وَذَلِكَ يَوْم الاثْنَيْنِ الثَّالِث والعشرين من ربيع الأول، سنة ست مائَةٍ، وَبَقِيَ لَيْلَة الثُّلاَثَاء فِي المَسْجَدِ وَاجْتَمَعَ الْخلق مِنَ الغَدِ، فَدَفَنَّاهُ بِالقرَافَة.

قَالَ الضِّيَاء: تَزَوَّجَ الحَافِظ بِخَالتِي رَابِعَة ابْنَة خَاله الشَّيْخ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ قُدَامَة، فَهِيَ أُمّ أَوْلاَده مُحَمَّد وَعَبْد اللهِ وَعَبْد الرحمن وَفَاطِمَة، ثُمَّ تسرَّى بِمِصْرَ. قُلْتُ: أَوْلاَده عُلَمَاء: فَمُحَمَّدٌ هُوَ المُحَدِّثُ الحَافِظُ الإِمَام الرَّحَّال عِزّ الدِّيْنِ أَبُو الفَتْحِ، مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ كَهْلاً، وَكَانَ كَبِيْرَ القَدْرِ. وَعَبْد اللهِ هُوَ المُحَدِّثُ الحَافِظُ المُصَنِّف جَمَال الدِّيْنِ أَبُو مُوْسَى، رَحل وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ كُلَيْبٍ وَخَلِيْلٍ الرَّارَانِيِّ، مَاتَ كَهْلاً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سنة تسع وعشرين. وعبد الرحمن هُوَ المُفْتِي أَبُو سُلَيْمَانَ ابْنُ الحَافِظِ، سَمِعَ مِنَ البُوْصِيْرِيّ وَابْن الجَوْزِيِّ، عَاشَ بِضْعاً وَخَمْسِيْنَ سنة، تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. مِن المَنَامَاتِ: أَوْرَد لَهُ الشَّيْخ الضِّيَاء عِدَّة مَنَامَات، مِنْهَا: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ يُوْنُسَ المَقْدِسِيّ الأَمِيْن يَقُوْلُ: رَأَيْتُ كَأَنِّيْ بِمسجد الدَّيْرِ وَفِيْهِ رِجَال عَلَيْهِم ثِيَابٌ بِيْضٌ، وَقَعَ فِي نفسي أنهم ملائكة، فدخل الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، فَقَالُوا بِأَجْمَعهِم: نشْهد بِاللهِ إِنَّك مِنْ أَهْلِ اليَمِين مرَّتين أَوْ ثَلاَثاً. سَمِعْتُ الحَافِظَ عَبْد الغَنِيِّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ وَأَنَا أَمْشِي خَلفه إلَّا أَنّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ رَجُلاً. سَمِعْتُ الرَّضِيَّ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد يَقُوْلُ: رَأَيْتُ كَأَنَّ قَائِلاً يَقُوْلُ: جَاءَ الحَافِظ مِنْ مِصْرَ، فَمضيتُ أَنَا وَالشَّيْخ أَبُو عَمْرٍو العِزّ ابْن الحَافِظِ إِلَيْهِ، فَجِئْنَا إِلَى دَار فَفُتِحَ الباب، فإذا الحافظ وعلى وَجهه عَمُود مِنْ نور إِلَى السَّمَاءِ، وَإِذَا وَالِدته فِي تِلْكَ الدَّار. سَمِعْتُ الشَّيْخ الصَّالِح غشيم بن نَاصِر المِصْرِيّ قَالَ: لَمَّا مَاتَ الحَافِظ كُنْت بِمَكَّةَ، فَلَمَّا قَدمتُ، قُلْتُ: أَيْنَ دُفِنَ؟ قِيْلَ: شرقِي قَبْر الشَّافِعِيّ، فَخَرَجت، فَلقيت رَجُلاً، فَقُلْتُ: أَيْنَ قَبْر عَبْد الغَنِيِّ؟ قَالَ: لاَ تسَأَلنِي عَنْهُ، مَا أَنَا عَلَى مَذْهَبه وَلاَ أُحبّه، فَتركته، وَمشيت، وَأَتيت قَبْر الحَافِظ، وَترددت إِلَيْهِ، فَأَنَا بَعْضُ الأَيَّام فِي الطَّرِيْق فَإِذَا الرَّجُل فَسَلَّمَ عليّ وَقَالَ: أَمَا تَعرفنِي؟ أَنَا الَّذِي لَقِيتك مِنْ مُدَّة وَقُلْتُ لَكَ كَذَا وَكَذَا، مَضَيْت تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأَيْت قَائِلاً يَقُوْلُ لِي: يَقُوْلُ لَكَ فُلاَن وَسَمَّانِي: أَيْنَ قَبْر عَبْد الغَنِيِّ؟ فَتَقُوْلُ: مَا قُلْت؟! وَكرّر القَوْل عَلَيَّ، وَقَالَ: إِنْ أَرَادَ الله بِك خَيراً فَأَنْت تَكُوْن عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: فَلَو كُنْت أَعْرف مَنْزِلك لأَتيتك.

سَمِعْتُ أَبَا مُوْسَى ابْنَ الحَافِظِ، حَدَّثَنِي صنِيعَة الْملك هِبَة اللهِ بن حَيْدَرَةَ قَالَ: لَمَّا خَرَجت لِلصَّلاَة عَلَى الحَافِظ لَقِيَنِي هَذَا المَغْرِبِيُّ فَقَالَ: أَنَا غَرِيْب، رَأَيْت البَارِحَة كَأَنِّيْ فِي أَرْض بِهَا قَوْم عَلَيْهِم ثِيَاب بيض، فَقُلْتُ ما هَؤُلاَءِ؟ قِيْلَ: مَلاَئِكَة السَّمَاء نَزلُوا لِمَوتِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ، فَقُلْتُ: وَأَيْنَ هُوَ؟ فَقِيْلَ لِي: اقعدْ عِنْد الجَامِع حَتَّى يَخْرُج صنِيعَة الْملك فَامض مَعَهُ، قَالَ: فَلقيته وَاقفاً عِنْد الجَامِع. سَمِعْتُ الفَقِيْه أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الغني سنة اثنتي عشرة يقول: رأيت البارحة أَخَاك الكَمَال عَبْد الرَّحِيْمِ -وَكَانَ تُوُفِّيَ تِلْكَ السّنَة- فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: يَا فُلاَنُ أَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: فِي جَنَّة عدن، فَقُلْتُ: أَيُّمَا أَفْضَلُ الحَافِظُ أَوِ الشَّيْخُ أَبُو عُمَرَ؟ فَقَالَ: مَا أَدْرِي، وَأَمَّا الحَافِظ فُكُلُّ لَيْلَة جُمُعَة يُنْصب لَهُ كُرْسِيّ تَحْت الْعَرْش، وَيُقْرَأُ عَلَيْهِ الحَدِيْث، وَيُنْثَرُ عَلَيْهِ الدُّرُّ وَالجَوْهَر، وَهَذَا نَصِيْبِي مِنْهُ، وَكَانَ فِي كُمِّه شَيْء. سَمِعْتُ الشَّيْخ عَبْد اللهِ بن حَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الكُرْدِيّ بِحَرَّانَ يَقُوْلُ: قَرَأْت فِي رَمَضَانَ ثَلاَثِيْنَ ختمَة، وَجَعَلت ثوَاب عشر مِنْهَا لِلْحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ترَى يَصل هَذَا إِلَيْهِ؟ فَرَأَيْت فِي النَّوْمِ كَأَنَّ عِنْدِي ثَلاَثَة أَطباق رطب، فَجَاءَ الحَافِظ وَأَخَذَ وَاحِداً مِنْهَا. وَرَأَيْتهُ مرَّة فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ مُتَّ؟ قَالَ: إِنَّ اللهَ بقَى عَلَيَّ وِرْدِي مِنَ الصَّلاَةِ، أَوْ نَحْو هَذَا. سَمِعْتُ القَاضِي الإِمَام عُمَر بن عَلِيٍّ الهَكَّارِيّ بِنَابُلُسَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ الحَافِظَ كَأَنَّهُ قَدْ جَاءَ إِلَى بَيْت المَقْدِسِ، فَقُلْتُ: جِئْتَ غَيْرَ رَاكِبٍ، فَعل اللهُ بِمَنْ جِئْتِ مِنْ عِنْدِهِم! قَالَ: أَنَا حَمَلَنِي النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْبَرَنَا الإِمَامُ عَبْد الحَافِظِ بن بَدْرَانَ بِنَابُلُسَ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الفَقِيْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا الحَافِظُ عَبْد الغَنِيِّ بن عَبْدِ الوَاحِدِ، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُوْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السُّوْذَرْجَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ الحبَّال، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الفَابَجَانِيّ، حَدَّثَنَا جَدِّي عِيْسَى بن إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا آدَم بن أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ حَيَّان، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السُّجُوْدَ، فَسَجَدَ، اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، وَيَقُوْلُ: يَا وَيْلَهُ! أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُوْدِ، فَسَجَدَ، فَلَهُ الجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُوْدِ، فَعَصَيْتُ، فلي النار".

ابن الساعاتي، عبد المجيب

ابن الساعاتي، عبد المجيب: 5412- ابن الساعاتي 1: عَيْنُ الشُّعَرَاءِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رُسْتُمٍ، بَهَاءُ الدِّيْنِ الخُرَاسَانِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، ابْنُ السَّاعَاتِيِّ. كَانَ أَبُوْهُ يَعملُ السَّاعَاتِ، فَتَجنَّدَ بَهَاءُ الدِّيْنِ وَمدحَ المُلُوْكَ وَسَكَنَ مِصْرَ، وَقَالَ النَّظْمَ الفَائِقَ، وَهُوَ أَخُو الطَّبِيْبِ الأَوحدِ فَخْرُ الدِّيْنِ رَضْوَانُ ابْنُ السَّاعَاتِيِّ. بلغَ "دِيْوَانُ البَهَاءِ" مجلدتين، وانتخب منه ديوانًا صغيرًا. وَهُوَ القَائِلُ: وَالطَّلُّ فِي سِلْكِ الغُصُوْنِ كلؤلؤٍ ... رطبٍ يُصَافِحُهُ النَّسِيْمُ فَيَسْقُطُ وَالطَّيْرُ تقرأُ وَالغَدِيْرُ صحيفةٌ ... وَالرِّيْحُ تَكْتُبُ وَالغَمَامُ يُنَقِّطُ تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً. وَأَمَّا أَخُوْهُ فَتَقَدَّمَ بِالطِّبِّ إِلَى أَنْ وَزَرَ لِلملكِ المُعْظَّمِ، وَكَانَ يُنَادِمُهُ بِلَعِبِ العود. 5413- عبد المجيب 2: ابن أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ اللهِ بنِ زُهَيْرِ بنِ زُهَيْرٍ، المَوْلَى الكَبِيْرُ، الصَّالِحُ، أَبُو مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ. سَمَّعَهُ عَمُّهُ عَبْدُ المُغِيْثِ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ اليُوْسُفِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَعَبْدِ الصَّبُوْرِ الهَرَوِيِّ، وَقَدِمَ رَسُوْلاً عَلَى العَادلِ سَنَةَ سِتِّ مائَةٍ، وَزَارَ البَيْتَ المُقَدَّسِ، وَكَانَ كثير التلاوة، يتلو في اليوم ختمة. رَوَى عَنْهُ: الضِّيَاءُ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَالدُّبَيْثِيُّ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَالنَّجِيْبُ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَغَيْرُهُم. تُوُفِّيَ بحَمَاةَ، فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ سبع وسبعون سنة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 478"، وشذرات الذهب "5/ 13، 14". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 195"، وشذرات الذهب "5/ 12، 13".

أبو الجود، ابن درباس

أبو الجود، ابن درباس: 5414- أبو الجود 1: الإِمَامُ المُحَقِّقُ شَيْخُ المُقْرِئِينَ أَبُو الجُودِ غِيَاثُ بنُ فَارِسِ بنِ مَكِّيٍّ اللَّخْمِيُّ، المُنْذِرِيُّ، المِصْرِيُّ، الفَرَضِيُّ، النَّحْوِيُّ، العَرُوضِيُّ، الضَّرِيرُ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَتَلاَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى: الشَّرِيْفِ الخَطِيْبِ أَبِي الفُتُوْحِ الزَّيْدِيِّ، وَسَمِعَ مِنْهُ وَمِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ رِفَاعَةَ. وَتَلاَ أَيْضاً عَلَى: اليَسَعِ بنِ حَزْمٍ الغَافِقِيِّ بِمَا فِي "التَّيْسِيْرِ"، عَنْ أَبِيْهِ وَغَيْرِهِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ بنِ نَجَاحٍ. وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ دَهْراً، وَانتشرَ أَصْحَابُهُ، مِنْهُم: الشَّيْخُ عَلَمُ الدِّيْنِ السَّخَاوِيُّ، وَعَبْدُ الظَّاهِرِ بنُ نشوَانَ، وَالفَقِيْهُ زِيَادَةُ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ الحاجب، والمنتجب الهمذاني، وَعَلَمُ الدِّيْنِ القَاسِمُ بنُ أَحْمَدَ اللُّورَقِيُّ، وَالكَمَالُ العَبَّاسِيُّ الضَّرِيرُ، وَأَبُو عَلِيٍّ مَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ الله الضرير، والتقي عبد الرحمن بن مرهف الناشري، وأبو الفتح عبد الرحمن بنُ مرهفٍ النَّاشرِيُّ، وَأَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ هِبَةِ اللهِ المِلَنْجِيُّ، وَآخَرُوْنَ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ عَبْدُ العَظِيْمِ فِي "الوفَياتِ" فَقَالَ: أَقرَأَ النَّاسَ دَهْراً، وَرُحِلَ إِلَيْهِ، وَأَكْثَرُ المتصدِّرِيْنَ لِلإِقْرَاءِ بِمِصْرَ أَصْحَابُهُ، وَأَصْحَابُ أَصْحَابِهِ، سَمِعْتُ مِنْهُ، وَقَرَأْتُ القِرَاءاتِ فِي حيَاتِهِ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَلَمْ يَتيسَّرْ لِي القِرَاءةُ عَلَيْهِ، وَكَانَ دَيِّناً، فَاضِلاً، بارعاً فِي الأَدبِ، حَسَنَ الأَدَاءِ، لَفَّاظاً، مُتَوَاضِعاً، كَثِيْرَ المُروءةِ، لاَ يُطْلَبُ مِنْهُ قَصْدُ أَحَدٍ فِي حَاجَةٍ إلَّا يُجِيبُ، وَرُبَّمَا اعتذرَ إِلَيْهِ المشفوعُ إِلَيْهِ وَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ يُطْلَبُ مِنْهُ العَوْدُ إِلَيْهِ فَيَعُوْدُ إِلَيْهِ، تَصَدَّرَ بِالجَامِعِ العَتِيْقِ بِمِصْرَ، وَبمسجدِ الأَمِيْرِ مُوسك وَبِالفَاضِليَّةِ، إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي تَاسعِ رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّ مائَةٍ، رَحِمَهُ الله. 5415- ابن درباس 2: قَاضِي الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ الإِمَامُ الأَوْحَدُ صَدْرُ الدِّيْنِ أبو القاسم عبد الملك ابن عِيْسَى بنِ دِرباسِ بنِ فِيْرِ بنِ جَهْمِ بنِ عَبْدُوْسٍ المَارَانِيُّ الكُرْدِيُّ الشَّافِعِيُّ. مَوْلِدُهُ بِأَعْمَالِ المَوْصِلِ، فِي حُدُوْدِ سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ تَقَرِيْباً. وَبَنُو مَارَانَ إِقَامتُهُم بِالمرُوجِ، تَحْت الموصل.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 196"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 17". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 196".

رَحَلَ فِي طَلَبِ الفِقْهِ، وَاشْتَغَلَ بِحَلَبَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ سُلَيْمَانَ المُرَادِيِّ، وَسَمِعَ مِنْهُ. وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ بنِ البُنِّ الأَسَدِيِّ، وَالحَافِظِ ابْنِ عَسَاكِرَ، وَبِمِصْرَ مِنْ: عَلِيٍّ ابْنِ بِنْتِ أَبِي سَعْدٍ، وَخَرَّجَ لَهُ الحَافِظُ أَبُو الحَسَنِ بنُ المُفَضَّلِ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً. رَوَى عَنْهُ الحَافِظُ زَكِيُّ الدِّيْنِ المُنْذِرِيُّ، وَقَالَ: كَانَ مَشْهُوْراً بِالصَّلاَحِ وَالغَزْوِ، وَطَلَب العِلْمَ، يُتَبَرَّكُ بآثَارِهِ لِلمَرْضَى. قُلْتُ: كَانَ مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاءِ وَفضلاَئِهِم، وَفِي أَقَارِبِهِ وَذُرِّيَّتِهِ جَمَاعَةٌ فَضلاَءُ، وَروَاةٌ. تُوُفِّيَ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ فِي خَامِسِ شَهْرِ رَجَبٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ أبناء التسعين. وَأَخُوْهُ: القَاضِي ضِيَاءُ الدِّيْنِ عُثْمَانُ بنُ عِيْسَى، مِنْ أَئِمَّةِ الشَّافِعِيَّةِ، نَابَ فِي الحُكْمِ بِالقَاهِرَةِ، وَتَفَقَّهَ بِإِرْبِلَ عَلَى: الخَضِرِ بنِ عَقِيْلٍ، وَبِدِمَشْقَ عَلَى ابْنِ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَبَرَعَ فِي الأُصُوْلِ وَالفُرُوْعِ، وَشرحَ "المُهَذَّبَ" شَرْحاً شَافِياً فِي عِشْرِيْنَ مُجَلَّداً، لَكِنْ بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِ الشَّهَادَات إِلَى آخرِهِ، وَشَرَحَ كِتَابَ "اللُّمَعِ"، وَأَفتَى، وَدرَّسَ. تُوُفِّيَ فِي: ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّ مائَةٍ، وَهُوَ وَالِدُ المُحَدِّثِ الرَّحَّالِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عثمان بن درباس.

الجلياني، ابن أبي ركب

الجلياني، ابن أبي ركب: 5416- الجلياني: العَلاَّمَةُ الطَّبِيْبُ الزَّاهِدُ المتَصَوُّفُ الأَدِيْبُ أَبُو الفَضْلِ عَبْدِ المُنْعِمِ [بنِ] عُمَرَ بنِ عَبْدِ اللهِ الغَسَّانِيُّ، المَغْرِبِيُّ. وَجِلْيَانة: مِنْ قُرَى غَرْنَاطَةَ. سَكَنَ دِمَشْقَ، وَنَزَلَ بِنظَامِيَّةِ بَغْدَادَ، وَدَخَلَ فِي علُوْمِ البَاطِنِ، وَلَهُ شِعْرٌ رَائِقٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ بسِرِّهِ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى السَّبْعِيْنَ. 5417- ابْنُ أَبِي ركب 1: العَلاَّمَةُ اللُّغَوِيُّ إِمَامُ النَّحْوِ أَبُو ذَرٍّ مُصْعَبُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الخُشَنِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، الجَيَّانِيُّ، النَّحْوِيُّ، المَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي رُكَبٍ. أَخَذَ عَنْ وَالِدِهِ الأُسْتَاذ أَبِي بَكْرٍ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ طَاهِرٍ الخِدَبّ، وَسَمِعَ مِنْهُمَا، وَمِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ حُنَيْنٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ النُّمَيْرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ. أَقرَأَ العَرَبِيَّةَ دَهْراً، وَلَهُ مصَنَّفٌ فِي شَرْحِ غَرِيْبِ "السِّيْرَةِ"، وَمصَنَّفٌ كَبِيْرٌ فِي شرحِ "سِيْبَوَيْه"، وَكِتَابُ "شرحِ الإِيضَاحِ"، وَ"شَرْح الجُمَلِ"، وَغَيْرُ ذَلِكَ. وَكَانَ مُحْتَشِماً، مَهِيْباً، وَقُوْراً، مليح الشكل، كان الوُزَرَاءُ وَالأَعيَانُ يَمشُوْنَ إِلَى مَجْلِسِهِ، وَإِذَا رَكِبَ مَشَوا مَعَهُ، يُقرِئُ النَّهَارَ كُلَّهُ، وَبَعْضَ اللَّيْلِ. قَالَ الأَبَّارُ: أَخَذَ عَنْهُ جِلَّةٌ، وَكَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ القُرْطُبِيُّ يُنْكِرُ سَمَاعَهُ مِنَ النُّمَيْرِيِّ، وَلِيَ خطَابَةَ إِشْبِيْلِيَةَ، ثُمَّ قَضَاءَ جَيَّانَ، ثُمَّ سَكَنَ فَاسَ مُدَّةً، وَبَعُدَ صِيْتُهُ. وَقِيْلَ: عُزِلَ مِنْ قَضَاءِ جَيَّانَ، وَأُهِيْنَ لِتِيهِهِ، وَيُقَالُ: ارْتشَى. مَاتَ بفَاس، فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، عن سبعين سنة، وله نظم جيد.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 14".

الميرتلي، ابن الشيخ

الميرتلي، ابن الشيخ: 5418- الميرتلي: الإِمَامُ العَارِفُ زَاهِدُ الأَنْدَلُسِ أَبُو عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ حُسَيْنِ بنِ مُوْسَى بنِ عِمْرَانَ القَيْسِيُّ، المِيْرتُليُّ، صَاحِبُ الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ المُجَاهِدِ. قَالَ الأَبَّارُ: كَانَ مُنْقَطِعَ القَرِيْن فِي الزُّهْدِ وَالعِبَادَةِ وَالوَرَعِ وَالعُزْلَةِ، مشَاراً إِلَيْهِ بِإِجَابَةِ الدَّعوَةِ، لاَ يُعدَلُ بِهِ أَحَدٌ، وَلَهُ فِي ذَلِكَ آثَارٌ مَعْرُوْفَةٌ، مَعَ الحظِّ الوَافرِ مِنَ الأَدبِ وَالنَّظمِ فِي الزُّهْدِ وَالتَّخويفِ، وَكَانَ مُلاَزِماً لمسجدِهِ بِإِشْبِيْلِيَةَ، يُقرِئُ وَيُعَلِّمُ وَمَا تَزَوَّجَ. حَدَّثَنَا عَنْهُ: أَبُو سُلَيْمَانَ بنُ حَوْطِ اللهِ، وَبَسَّامُ بن أحمد، وأبو زيد بن مُحَمَّدٍ، وَعَاشَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ سَنَةَ أربع وست مائة. 5419- ابن الشيخ: الإِمَامُ القُدْوَةُ المُجَابُ الدَّعوَةِ أَبُو الحَجَّاجِ يُوْسُفُ بن محمد بن عبد الله ابن غَالِبٍ البَلَوِيُّ المَالقِيُّ المَعْرُوفُ بِابْنِ الشَّيْخِ. حملَ القِرَاءاتِ عَنِ ابْن الفَخَّارِ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَمِنَ: السُّهَيْلِيِّ، وَابْنِ قرْقُول، وَالسِّلَفِيِّ، وَعَبْدِ الحَقِّ الأَزْدِيِّ، وَالعُثْمَانِيِّ. وَعَنْهُ أَبُو الرَّبِيْعِ بنُ سَالِمٍ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ قطرَالٍ، وَابْنُ حَوْطِ اللهِ. وَكَانَ رَبَّانِيّاً، مُتَأَلِّهاً، قَانِتاً للهِ، كَثِيْرَ الغَزْوِ، يُعَدُّ مِنَ الأَبْدَالِ، وَفحُوْلِ الرِّجَالِ. تَلاَ بِالسَّبْعِ، وَأَقرَأَ وَأَفَادَ. تُوُفِّيَ بِمَالَقَةَ، عَنْ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّ مائَةٍ.

النفيس، ابن سناء الملك

النفيس، ابن سناء الملك: 5420- النفيس 1: القُطْرُسِيُّ الشَّاعِرُ صَاحِبُ "الدِّيْوَان" أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بن عبد الغني ابن أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ، المِصْرِيُّ، المَالِكِيُّ. مِنْ فُحُوْلِ الشُّعَرَاءِ، وَلَهُ فِقهٌ وَيدٌ فِي علُوْمِ الفلاسفَةِ، وَهُوَ القَائِلُ: يَا رَاحِلاً وَجَمِيْلُ الصَّبْرِ يَتبَعُهُ ... هَلْ مِنْ سبيلٍ إِلَى لُقيَاكَ يَتَّفِقُ مَا أَنْصَفَتْكَ جُفُونِي وَهِيَ داميةٌ ... وَلاَ وَفَى لَكَ قَلْبِي وَهُوَ يَحترقُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّ مائَةٍ بقوص. 5421- ابن سناء الملك 2: القَاضِي الأَثيرُ البَلِيْغُ المُنشِئُ أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ ابْنِ القَاضِي سنَاءِ المُلْكِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَةِ اللهِ المِصْرِيُّ، الشَّاعِرُ المَشْهُوْرُ. قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى الشَّرِيْفِ أَبِي الفُتُوْحِ، وَالنَّحْوَ على ابن بري، وَسَمِعَ مِنَ السِّلَفِيِّ، وَلَهُ "دِيْوَانٌ" مَشْهُوْرٌ، وَمُصَنَّفَاتٌ أدبية، وكتب في ديوان التوسل مُدَّةً. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: هُوَ هِبَةُ اللهِ ابْنُ القَاضِي الرَّشِيْدِ أَبِي الفَضْلِ جَعْفَرِ ابْنِ المعتمدِ سنَاءِ المُلْكِ السَّعْدِيِّ، كَانَ أَحَدَ الرُّؤَسَاءِ النُّبَلاَءِ، وَكَانَ كَثِيْرَ التَّنَعُّمِ، وَافرَ السَّعَادَةِ، لَهُ رَسَائِل دَائِرَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القَاضِي الفَاضِلِ، وَهُوَ القَائِلُ: وَلَوْ أَبصرَ النَّظَّامُ جَوْهَرَ ثَغْرِهَا ... لَمَا شَكَّ فِيْهِ أَنَّهُ الجَوْهَرُ الفَرْدُ وَمَنْ قَالَ إِنَّ الخَيْزُرَانَةَ قَدُّهَا ... فَقُوْلُوا لَهُ: إِيَّاكَ أَنْ يَسْمَعَ القَدُّ وَلَهُ: ومليّةٍ بِالحُسْنِ يسخرُ وَجْهُهَا ... بِالبَدْرِ يهزأُ رِيْقُهَا بِالقَرْقَفِ لاَ شَيْءَ أَحْسَنَ مِنْ تَلَهُّبِ خَدِّهَا ... بِالمَاءِ إلَّا حُسْنُهَا وَتعَفُّفِي والقلب يحلف أن سيسلو ثمّ لا ... يسلو وَيَحْلِفُ أَنَّهُ لَمْ يَحْلِفِ تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ بِضْعٍ وَسِتِّيْنَ سنة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "1/ ترجمة 66". 2 ترجمته في وفيات الأعيان "6/ ترجمة 777"، والنجوم الزاهرة "6/ 204"، وشذرات الذهب "5/ 33-36".

عفيفة

5422- عفِيفَةُ 1: بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حسن بن مِهْرَان، الشَّيْخَةُ الجَلِيْلَةُ، المُعَمَّرَةُ، مُسْنِدَةُ أَصْبَهَانَ، أُمُّ هَانِي الأَصْبَهَانِيَّةُ، الفَارفَانِيَّةُ -بفَائَيْنِ. وُلِدت سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَتْ آخر مَنْ حَدَّثَ بِالسَّمَاعِ عَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ الدَّشْتَجِ، وَسَمِعَتْ أَيْضاً مِنْ: حَمْزَةَ بنِ العَبَّاسِ العَلَوِيِّ، وَإِسْحَاقَ بنِ أَحْمَدَ الأُشناني، وَفَاطِمَةَ الجُوْزْدَانِيَّةِ؛ سَمِعَتْ مِنْهَا "المُعْجَمَ الكَبِيْرَ" بكمَالِهِ، وَ"المُعْجَمَ الصَّغِيْرَ"، وَ"الفِتَنَ" لنُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ، وَأَجَازَ لَهَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ. وَسَمِعْتُ أَيْضاً مِنْ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الثَّقَفِيِّ، وَانْتَهَى إِلَيْهَا عُلُوُّ الإِسْنَادِ. وَقَدْ أَجَازَ لَهَا مِنْ بَغْدَادَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ المَهْدِيِّ، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَأَبُو سَعْدٍ ابْنُ الطُّيُوْرِيِّ، وَأَبُو طَالِبٍ اليُوْسُفِيُّ، وطائفة. حَدَّثَ عَنْهَا: أَبُو مُوْسَى بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ، وَالشَّيْخُ الضِّيَاءُ، وَالرَّفِيعُ إِسْحَاقُ الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ نُقْطَةَ، وَقَالَ: سَمِعْتُ مِنْهَا "المُعْجَمَ الكَبِيْرَ"، وَ"الفِتَنَ" لِنُعَيْمٍ، وَغَيْرَ ذَلِكَ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهَا بِالإِجَازَةِ أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، وَالبُرْهَان ابْنُ الدَّرَجِيِّ، وَابْنُ شَيْبَانَ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ الشِّهَابِ بنِ رَاجِحٍ. قَالَ الضِّيَاءُ: وُلِدت فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ عَشْرٍ، وَمَاتَتْ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: تُوُفِّيَتْ فِي رَبِيْعٍ الآخَرِ، أَوْ جُمَادَى الأُوْلَى. أَنْبَأَنَا ابْنُ سَلاَمَةَ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، عَنْ عفِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ 517، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ سَنَةَ 429، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ العَبْسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "لَبَّيْكَ" بِحجَّة وَعُمْرَةٍ مَعاً.

_ 1 ترجمتها في النجوم الزاهرة "6/ 200"، وشذرات الذهب "5/ 19، 20".

أبو هريرة، ابن الإخوة

أبو هريرة، ابن الإخوة: 5423- أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاثِلَةُ بنُ الأَسْقَعِ الهَمَذَانِيُّ المُؤَذِّنُ. رَجُلٌ صَالِحٌ، مِنْ أَصْحَابِ أَبِي العَلاَءِ العَطَّارِ. سَمِعَ مِنْ: هِبَةِ اللهِ ابْنِ أُخْتِ الطَّوِيْلِ، والأرموي، وابن ناصر. مَاتَ بِالكَرَجِ، فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّ مائة. 5424- ابن الإخوة 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُسْنِدُ المُؤَيَّدُ أَبُو مُسْلِمٍ هِشَامُ ابن المحدث عبد الرحيم بن أحمد بن محمد ابْنِ الإِخْوَةِ البَغْدَادِيُّ، ثُمَّ الأَصْبَهَانِيُّ المُعَدَّلُ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَبَكَّرَ بِهِ وَالِدُهُ أَبُو الفَضْلِ، فَسَمَّعَهُ حُضُوْراً مِنْ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي ذَرٍّ الصَّالحَانِيُّ، وَزَاهِرٍ الشَّحَّامِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ، وَالحُسَيْنِ الخَلاَّلِ، وَمُحَمَّدِ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدُوْيَه. وَسَمِعَ مِنْ: غَانِمِ بنِ خَالِدٍ، وَطَائِفَةٍ وَبِهَمَذَانَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ هِبَةِ اللهِ بنِ الفَرَجِ، وَنَصْرِ بنِ المُظَفَّرِ. وَبِبَغْدَادَ مِنَ: القَاضِي الأُرْمَوِيِّ، وَهِبَةِ اللهِ الحَاسِبِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نُقْطَةَ، وَالضِّيَاءُ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَالتَّقِيُّ ابْنُ العِزِّ، وَجَمَاعَةٌ، وَبِالإِجَازَةِ: ابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَابْنُ الدَّرَجِيِّ، وَالكَمَالُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَعِدَّةٌ. وَعَاشَ تِسْعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. وَمِنْ مَسْمُوْعَاتِهِ "مُسْنَد أَبِي يَعْلَى"، وَ"مُسْنَد العَدَنِيِّ"، وَ"مُسْنَد الرُّوْيانِيِّ"، وَلَكِنْ غَالِبُ ذَلِكَ حضور، وكان ثقةً في نفسه. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: المُعَمَّرُ إِدْرِيْسُ بنُ مُحَمَّدٍ آل وَالوَيه العَطَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ -يَرْوِي عَنِ: ابْنِ أَبِي ذَرٍّ- وَشَيْخُ الحَنَابِلَةِ القَاضِي وَجِيْهُ الدِّيْنِ أَسَعْدُ بنُ المُنَجَّى التَّنُوْخِيُّ بِدِمَشْقَ، وَشَيْخُ الأُصُوْليَّةِ العَلاَّمَةُ فَخْرُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ حُسَيْنٍ الرَّازِيُّ المُتَكَلِّم ابْن خَطِيْبِ الرَّيِّ، وَالعَلاَّمَةُ مَجْدُ الدِّيْنِ المُبَارَكُ بنُ الأَثِيْرِ الجَزَرِيُّ، وَإِمَامُ جَامِعِ أَصْبَهَانَ مَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ المُضَرِيُّ، عَنْ تِسْعِيْنَ سَنَةً -يَرْوِي عَنِ ابْنِ أَبِي ذَرٍّ والخلال- والمعمرة عفيفة الفارفانية.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 199"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 23".

ابن مماتي، ابن الربيع

ابن مماتي، ابن الربيع: 5425- ابن مماتي 1: القَاضِي أَبُو المُكَارِمِ أَسَعْدُ ابْنُ الخَطيرِ مُهَذَّبِ بنِ مِينَا ابْنِ مَمَّاتِي، المِصْريُّ، الكَاتِبُ، نَاظرُ النُّظَّارِ بِمِصْرَ. لَهُ مُصَنَّفَاتٌ عِدَّةٌ، وَنظمٌ رَائِقٌ، فَنظمَ "كَلِيْلَةَ وَدِمْنَةَ"، وَنظمَ سِيرَةَ صَلاَحِ الدِّيْنِ، خَاف مِنِ ابْنِ شُكُرٍ، فَسَارَ إِلَى حَلَبَ، وَلاَذَ بِمَلِكِهَا، فَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّ مائَةٍ، في جمادى الأولى. وَمَاتَ أَبُوْهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ، وَكَانَ ناظر الجيش. 5426- ابن الربيع 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ ذُو الفُنُوْنِ مَجْدُ الدِّيْنِ، أَبُو عَلِيٍّ يَحْيَى ابْنُ الإِمَامِ الفَقِيْهِ أَبِي الفَضْلِ الرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ حَرَّازٍ العُمَرِيُّ، الوَاسِطِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الأُصُوْلِيُّ، مُدَرِّسُ النِّظَامِيَّةِ. وُلِدَ بِوَاسِطَ، سَنَة ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ. وَقرَأَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى جدِّهِ لأُمِّهِ أَبِي يَعْلَى مُحَمَّدِ بنِ سَعْدِ بنِ تُركَانَ، وَعلَّقَ الخلاَفَ بِبلدِهِ عَنِ القَاضِي أَبِي يَعْلَى ابْنِ الفَرَّاءِ الصَّغِيْرِ، إِذْ وَلِيَ قَضَاءَ وَاسِطَ. وَسَمِعَ فِي صِغَرِهِ كَثِيْراً مِنْ: أَبِي الكَرَمِ بنِ الجَلَخْتِ، وَالقَاضِي مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الجُلاَّبِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الآمِدِيِّ. وَارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، فَتفَقَّهَ بِهَا عَلَى: مُدَرِّسِ النِّظَامِيَّةِ أَبِي النَّجِيْبِ، وَتَفَقَّهَ أَيْضاً عَلَى: أَبِيْهِ، وَأَبِي جَعْفَرٍ هِبَةِ اللهِ بنِ البُوْقِيِّ. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ: مِنِ ابْنِ نَاصِرٍ، وَأَبِي الوَقْتِ، وَعَبْدِ الخَالِقِ بنِ يُوْسُفَ. وَسَارَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، فَتفقَّهَ عِنْدَ محمد بن يحيى، وبرع فِي العِلْمِ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي البَرَكَات ابْن الفُرَاوِيِّ، وَعَبْدِ الخَالِقِ ابْن الشَّحَّامِيِّ. وَمَضَى رَسُوْلاً مِنَ الدِّيْوَانِ إِلَى صَاحِبِ غَزْنَةَ، فَحَدَّثَ هُنَاكَ، فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ، وَبلغَ مِنَ الحِشْمَةِ والجاه رتبة عالية.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 91"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 178"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 20" ووقع عنده [ابن ميناس] بدل [ابن مينا] . 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 199"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 23، 24".

قَالَ الدُّبَيْثِيُّ: كَانَ ثِقَةً، صَحِيْحَ السَّمَاعِ، عَالِماً بِالمَذْهَبِ، وَبِالخلاَفِ، وَالتَّفْسِيْرِ، وَالحَدِيْثِ، كَثِيْرَ الفُنُوْنِ. وَقَالَ أَبُو شَامَةَ: كَانَ عَالِماً بِالتَّفْسِيْرِ، وَالمَذْهَبِ، وَالأَصْلَيْنِ، وَالخلاَفِ، دَيِّناً، صَدُوْقاً. وَقَالَ المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ: كَانَ مُعِيْدَ ابْنِ فَضلاَنَ، وَكَانَ أَبرعَ وَأَقومَ بِالمَذْهَبِ، وَعِلْمَ القُرْآنَ مِنِ ابْنِ فَضلاَنَ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا صُحْبَةٌ جَمِيْلَةٌ، لَمْ أَرَ مِثْلَهَا بَيْنَ اثْنَيْنِ قَطُّ؛ فَكُنَّا نَسْمَعُ الدَّرْسَ مِنَ الشَّيْخِ فَلاَ نَفهمُهُ لَكَثْرَةِ فَرَاقِعِهِ، ثُمَّ نَقومُ إِلَى ابْنِ الرَّبِيْعِ فَكمَا نَسْمَعَهُ نَفهمُهُ، وَكَانَتِ الفُتْيَا تَأْتِي ابْنَ فَضلاَنَ، فَلاَ يَكتُبُ حَتَّى يُشَاور ابْنَ الرَّبِيْعِ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ الرَّبِيْعِ تدرِيسَ النِّظَامِيَّةِ، وَنُفِّذَ رَسُوْلاً إِلَى خُرَاسَانَ، فَمَاتَ فِي الطَّرِيْق. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: ابْن الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَالضِّيَاءُ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَأَجَازَ لِلشَّيْخِ، وَلِلْفَخْرِ عليٍّ. وَتُوُفِّيَ فِي أَوَاخِرِ شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ، سَنَة سِتٍّ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ إِجَازَةٌ مِنْ زاهر ابن طاهر.

الجبائي، ابن الأثير

الجبائي، ابن الأثير: 5427- الجبائي 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الحَسَنِ بنِ أَبِي الفَرَجِ الشَّامِيُّ، الجُبَّائِيُّ، [مِنْ قَرْيَة الجُبَّةِ] ، مِنْ أَعْمَالِ طَرَابُلسَ. كَانَ أَبُوْهُ نَصْرَانِيّاً، فَأَسْلَمَ هُوَ فِي صِغَرِهِ، وَحفظَ القُرْآنَ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ إِحْدَى وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، فَصحِبَ الشَّيْخَ عَبْدَ القَادِرِ. وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ الطّلاَيَةِ، وَابْنِ نَاصِرٍ، وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ أَبِي الخَيْرِ البَاغْبَانِ، وَمَسْعُوْدٍ الثَّقَفِيِّ، وَخَلْقٍ. وَحصَّلَ الأُصُوْلَ، ثُمَّ اسْتَوْطَنَ أَصْبَهَانَ. وَكَانَ ذَا قبولٍ وَمَنْزِلَةٍ، وَصِدْقٍ، وَتَأَلُّهٍ، وَهُوَ مِنْ جُبَّةِ بشَرّى. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّ مائَةٍ، رَوَى الكَثِيْرَ. 5428- ابْنُ الأَثِيْرِ 2: القَاضِي الرَّئِيْسُ العَلاَّمَةُ البَارِعُ الأَوحدُ البَلِيْغُ مَجْدُ الدين أبو السعادات المُبَارَكُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الشَّيْبَانِيُّ، الجَزَرِيُّ، ثُمَّ المَوْصِلِيُّ، الكَاتِبُ، ابْنُ الأَثِيْرِ، صَاحِبُ "جَامِعِ الأُصُوْلِ"، و"غريب الحديث"، وغير ذلك.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 15، 16". 2 ترجمته في وفيات الأعيان "4/ ترجمة 552"، وشذرات الذهب "5/ 22، 23".

مَوْلِدُهُ بجَزِيْرَةِ ابْنِ عُمَرَ، فِي أَحَدِ الرَّبِيْعَيْنِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَنَشَأَ بِهَا، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى المَوْصِلِ، وَسَمِعَ مِنْ: يَحْيَى بن سعدُوْنَ القُرْطُبِيِّ، وَخَطِيْبِ المَوْصِلِ، وَطَائِفَةٍ. وَرَوَى الكُتُبَ نَازلاً، فَأَسنَدَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ"، عَنِ ابْنِ سرَايَا، عَنْ أَبِي الوَقْتِ، وَ"صَحِيْحَ مُسْلِمٍ"، عَنْ أَبِي يَاسِرٍ بنِ أَبِي حَبَّةَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، عَنِ التُّنْكُتِيِّ، عَنْ أَبِي الحُسَيْنِ عَبْدِ الغَافِرِ. ثُمَّ عَنِ ابْنِ سُكَيْنَةَ إِجَازَةً عَنِ الفُرَاوِيِّ، وَ"المُوَطَّأَ"، عَنِ ابْنِ سَعدُوْنَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَتَّابٍ، عَنِ ابْنِ مُغِيْثٍ، فَوَهِمَ، وَ"سُنَنَ أَبِي دَاوُدَ وَالتّرْمِذِيَّ" بِسَمَاعِهِ مِنِ ابْنِ سُكَيْنَةَ، وَ"سُنَنَ النَّسَائِيِّ"، أَخْبَرَنَا يَعِيْشُ بنُ صَدَقَةَ، عَنِ ابْنِ مَحْمُوَيْه. ثُمَّ اتَّصَلَ بِالأَمِيْرِ مُجَاهِدِ الدِّيْنِ قَيْمَاز الخَادِم، إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ مَخْدُومَهُ، فَكَتَبَ الإِنشَاءَ لِصَاحِبِ المَوْصِلِ عِزِّ الدين مسعود الأتابكي، وولي ديوان الإِنشَاءِ، وَعَظُمَ قدرُهُ، وَلَهُ اليَدُ البيضَاءُ فِي التَّرَسُّلِ، وَصَنَّفَ فِيْهِ. ثُمَّ عَرَضَ لَهُ فَالِجٌ فِي أَطرَافِهِ، وَعجِزَ عَنِ الكِتَابَةِ، وَلَزِمَ دَارَهُ، وَأَنشَأَ رِبَاطاً فِي قَرْيَة وَقَفَ عَلَيْهِ أَملاَكَهُ، وَلَهُ نَظْمٌ يَسيرٌ. قَالَ الإِمَامُ أَبُو شَامَةَ: قرَأَ الحَدِيْثَ وَالعِلْمَ وَالأَدبَ، وَكَانَ رَئِيْساً مُشَاوَراً، صَنَّفَ "جَامِعَ الأُصُوْلِ"، وَ"النِّهَايَةَ"، وَ"شرحاً لمُسْنَدِ الشَّافِعِيِّ" وَكَانَ بِهِ نَقرسٌ، فَكَانَ يُحْمَلُ فِي مَحَفَّةٍ، قرَأَ النَّحْوَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ سَعِيْدِ ابْنِ الدَّهَّانِ، وَأَبِي الحرَمِ مَكِّيٍّ الضَّرِيرِ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَمَّا حَجَّ سَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنِ ابْنِ كُلَيْبٍ، وَحَدَّثَ، وَانتفعَ بِهِ النَّاسُ، وَكَانَ وَرِعاً، عَاقِلاً، بَهِيّاً، ذَا بِرٍّ وَإِحسَانٍ. وَأَخُوْهُ عِزُّ الدِّيْنِ عليٌّ صَاحِبُ "التَّارِيْخِ"، وَأَخُوْهُمَا الصَّاحبُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ، مُصَنِّفُ كِتَاب المَثَلِ السَّائِرِ. وَقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: لمَجْدِ الدِّيْنِ كِتَابُ "الإِنصَافِ فِي الْجمع بَيْنَ الكَشْفِ وَالكَشَّافِ" تَفسيرَي الثَّعْلَبِيِّ وَالزَّمَخْشَرِيِّ، وَلَهُ كِتَابُ "المُصْطَفَى المُخْتَارِ فِي الأَدعيَةِ وَالأَذكَارِ"، وَكِتَابٌ لطيفٌ فِي صِنَاعَةِ الكِتَابَةِ، وَكِتَابُ "البَدِيْعِ فِي شرحِ مقدِّمَةِ ابْنِ الدَّهَّانِ"، وَلَهُ "دِيْوَانُ رَسَائِلَ". قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ وَالشِّهَابُ القُوْصِيُّ، وَالإِمَامُ تَاجُ الدِّيْنِ عَبْدُ المُحْسِنِ بنُ محمد بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَامضِ شَيْخُ البَاجربقِيّ وَطَائِفَةٌ. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: الشَّيْخُ فَخْرُ الدين ابن البخاري. قَالَ ابْنُ الشَّعَّارِ: كَانَ كَاتِبُ الإِنشَاءِ لدولَةِ صَاحِبِ المَوْصِلِ نُوْرِ الدِّيْنِ أَرْسَلاَن شَاه بنِ مَسْعُوْدِ بنِ مَوْدُوْدٍ، وَكَانَ حَاسِباً، كَاتِباً، ذكيّاً، إِلَى أَنْ قَالَ: وَمِنْ تَصَانِيْفِهِ كِتَابُ "الفرُوْقِ فِي الأَبنِيَةِ"، وَكِتَابُ "الأَذوَاءِ وَالذَّوَاتِ"، وَكِتَابُ "المُخْتَارِ فِي مَنَاقِبِ الأَخيَارِ"، وَ"شرحُ غَرِيْبِ الطِّوَالِ" قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَشدِّ النَّاسِ بُخلاً.

قُلْتُ: مَنْ وَقَفَ عقَارَهُ للهِ فَلَيْسَ بِبخيلٍ، فَمَا هُوَ بِبخيلٍ، وَلاَ بجَوَادٍ، بَلْ صَاحِبُ حزمٍ وَاقتصَادٍ رَحِمَهُ الله. عَاشَ ثَلاَثاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّ مائَةٍ بِالمَوْصِلِ. حكَى أَخُوْهُ العِزُّ، قَالَ: جَاءَ مَغْرِبِيٌّ عَالَجَ أَخِي بِدُهْنٍ صَنَعَهُ، فَبَانَتْ ثَمَرَتهُ، وَتَمَكَّنَ مِنْ مَدِّ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ لِي: أَعْطِهِ مَا يُرْضِيهِ وَاصرِفْهُ قُلْتُ: لِمَاذَا وَقَدْ ظَهَرَ النُّجْحُ؟ قَالَ: هُوَ كَمَا تَقُوْلُ، وَلَكِنِّي فِي رَاحَةٍ مِنْ تَرْكِ هَؤُلاَءِ الدَّوْلَةِ، وَقَدْ سَكَنَتْ نَفْسِي إِلَى الانقطَاعِ وَالدَّعَةِ، وَبِالأَمسِ كُنْتُ أُذَلُّ بِالسَّعِي إِلَيْهِم، وَهنَا فَمَا يَجيئونِي إلَّا فِي مشُوْرَةٍ مُهِمَّةٍ، وَلَمْ يَبْقَ مِنَ العمرِ إلَّا القَلِيْلُ.

ابن روح

5429- ابن روح 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ الجَلِيْلُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ أَبُو الفخر أسعد بن سعيد ابن مَحْمُوْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رَوْحٍ الأَصْبَهَانِيُّ التَّاجِرِ، ابْن أَبِي الفُتُوْحِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ مِنْ: فَاطِمَةَ الجُوْزْدَانِيَّةِ "مُعْجَمَ الطَّبَرَانِيِّ الكَبِيْرَ" بفَوَتٍ، وَ"المُعْجَمَ الصَّغِيْرَ"، فَكَانَ آخر أَصْحَابِهَا مَوْتاً، وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: سَعِيْدِ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ، وَزَاهِرٍ الشَّحَّامِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نُقْطَةَ، وَالضِّيَاءُ، وَالتَّقِيُّ ابْنُ العِزِّ، وَالجمال أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ أَبِي بَكْرٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَأَجَازَ لِلبُرْهَان ابْنِ الدَّرَجِيِّ، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ، وَالكَمَالِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَابْنِ شَيْبَانَ، وَعَبْدِ الرحمن ابْنِ الزَّينِ، وَالفَخْرِ عَلِيٍّ، وَالتَّقِيِّ ابْنِ الوَاسِطِيِّ. قَرَأْتُ بِخَطِّ ابْنِ نُقْطَةَ: أَبُو الفَخْرِ أَسَعْدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مَحْمُوْدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ رَوْحِ بنِ الفَرَجِ التَّاجِرُ، أَرَانَا مَوْلِدَهُ وَهُوَ فِي ثَانِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة، قَالَ: وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً، صَحِيْحَ السَّمَاعِ. قُلْتُ: مَاتَ فِي رَابعِ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، بِأَصْبَهَانَ، وَانغلَقَ بِوَفَاتِهِ بَابُ عُلُوِّ حَدِيْثِ الطَّبَرَانِيِّ، وَكَانَ آخِر مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْمُ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَقَدْ أَكْثَرَ عَنْهُ الحَافِظُ الضياء في تواليفه.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 203"، وشذرات الذهب "5/ 24، 25".

أبو المجد، منصور بن عبد المنعم

أبو المجد، منصور بن عبد المنعم: 5430- أبو المجد 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الصَّالِحُ المُسْنِدُ المُعَمَّرُ أَبُو المَجْدِ زاهر بن أبي طاهر أحمد بن حامد بنِ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيُّ، الأَصْبَهَانِيُّ. وُلِدَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ حُضُوْراً مِنْ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الثَّقَفِيِّ، وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ أَبِي ذَرٍّ صَاحِبِ أَبِي طَاهِرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ الصَّيْرَفِيِّ، وَزَاهِرٍ الشَّحَّامِيِّ، وَالحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّلِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ الحَافِظِ، وَرَوَى الكَثِيْرَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نُقْطَةَ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَالضِّيَاءُ، وَالتَّقِيُّ ابْنُ العِزِّ، وَالجمال أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ، وَعِدَّةٌ. وَأَجَازَ لِلْكمَالِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَلِلشَّيْخِ، وَلابْنِ شَيْبَانَ، وَابْنِ الدَّرَجِيِّ، وَالفَخْرِ عَلِيٍّ، وَالتَّقِيِّ ابْنِ الوَاسِطِيِّ، وَغَيْرِهِم. وَلَهُ إِجَازَةٌ مِنْ فَاطِمَةَ الجُوْزْدَانِيَّةِ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: كَانَ شَيْخاً، صَالِحاً، أَضرَّ عَلَى كِبَرٍ، وَكَانَ صَبُوْراً لِلطَّلبَةِ، مُكْرِماً لَهُم. قُلْتُ: سَمِعَ "مُسْنَدَ" أَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيِّ مِنْ طرِيقِ ابْنِ المُقْرِئِ عَلَى الخَلاَّلِ، وَ"مُسْنَدَ الرُّوْيَانِيِّ". تُوُفِّيَ فِي الثَّانِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، سَنَة سَبْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ. وَمَاتَ فِيْهَا: أَبُو الفَخْرِ أَسَعْدُ بنُ سَعِيْدٍ بِأَصْبَهَانَ، وَأَبُو أَحْمَدَ بن سُكَيْنَةَ بِبَغْدَادَ، وَالشَّيْخُ أَبُو عُمَرَ المَقْدِسِيُّ الزَّاهِدُ، وَعُمَرُ بنُ طَبَرْزَدَ، وَصَاحِبُ المَوْصِلِ نُوْرُ الدِّيْنِ أَرْسَلاَن الأَتَابكِيُّ، وَعَائِشَةُ بِنْتُ مَعْمَرٍ. 5431- مَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ المنعم 2: ابن عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ، الشَّيْخُ الجَلِيْلُ العَدْلُ المُسْنِدُ أَبُو الفَتْحِ وَأَبُو القَاسِمِ، ابْنُ مُسْنِدِ وَقتِهِ أَبِي المَعَالِي ابْنِ المُحَدِّثِ أَبِي البَرَكَاتِ ابْنِ فَقِيْهِ الحرَمِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصَّاعدِيُّ الفُرَاوِيُّ ثم النيسابوري.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 202"، وشذرات الذهب "5/ 25". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 204"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 34".

مَوْلِدُهُ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ أَبَاهُ وَجدَّهُ، وَأَكْثَرَ عَنْ جدِّ أَبِيْهِ، وَعَبْدَ الجَبَّارِ بنَ مُحَمَّدٍ الخُوَارِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيَّ، وَوَجِيْهَ الشَّحَّامِيَّ، وَطَائِفَةً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نُقْطَةَ، وَالزَّكِيُّ البِرْزَالِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَحِ، وَالشَّرَفُ المُرْسِيُّ، وَالرَّضِيُّ إِبْرَاهِيْمُ بنُ البرهان، وعبد العزيز بن هلالة، وجماعة. وَأَجَازَ لِلْجمَالِ يَحْيَى ابْنِ الصَّيْرَفِيِّ، وَللزَّكِيِّ عَبْدِ العَظِيْمِ، وَللشَّمْسِ بنِ عَلاَّنَ، وَلِلْفَخْرِ عليٍّ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: كَانَ شَيْخاً، ثِقَةً، مُكْثِراً، صَدُوْقاً، سَمِعْتُ مِنْهُ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" بِسَمَاعِهِ مِنْ وَجيهٍ الشَّحَّامِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيِّ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ بنِ شَاه، وَ"صَحِيْحَ مُسْلِمٍ"، وَسَمِعَهُ مرَاراً، وَرَأَيْتُ سَمَاعَهُ بِالمُجَلَّدِ الأَوَّلِ وَالثَّانِي وَالثَّالِثِ بـ "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ"، فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِ سِنِيْنَ وَخَمْسَةِ أَشْهُرٍ. وَحَدَّثَنِي رَفِيقُنَا ابْنُ هِلاَلَةَ، قَالَ: كَانَ شَيْخُنَا مَنْصُوْرٌ يَرْوِي "غَرِيْبَ الحَدِيْثِ" لِلْخطَّابِيِّ عَنْ جَدِّهِ بفَوَتٍ، فَقرَأْنَاهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلتُ إِلَى سَمَرْقَنْدَ -أَوْ قَالَ: بُخَارَى- وَجَدْتُ بَعْضَ نُسْخَةٍ بـ "غَرِيْبِ الخَطَّابِيِّ"، وَفِيْهَا القدرُ الَّذِي يَفوتُ مَنْصُوْر، وَفِيْهِ سَمَاعُهُ بِغَيْرِ تِلْكَ القِرَاءةِ، وَغَيْرِ التَّارِيْخِ، وَهَذَا مِمَّا يَدلُّ عَلَى صِدْقِ الشَّيْخِ، وَأَنَّهُ أَكْثَرَ مِنَ الكُتُبِ المُطَوَّلَةِ عَنْ جَدِّهِ. قَالَ: وَسَمِعَ "تَفْسِيْرَ الثَّعْلَبِيِّ" مِنْ عَبَّاسَةَ العَصَّارِيِّ. وَقَالَ لِي ابْنُ هِلاَلَةَ: رَأَيْتُ أَصلَ البَيْهَقِيِّ بـ "السُّنَنِ الكَبِيْرِ"، وَقَدْ ذَهَبَتْ مِنْهُ أَجزَاءٌ متفرِّقَةٌ، فَجَمِيْعُ مَا وَجَدْتُ قرَأتهُ عَلَيْهِ، وَبَاقِي الكِتَابِ بِالإِجَازَةِ إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعاً. ثُمَّ قَالَ: وَمَوْلِدُهُ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ. قُلْتُ: وَقَدْ حَجَّ، وحدث ببغداد مع والده. قَرَأْتُ وَفَاتَهُ فِي ثَامنِ شَعْبَان، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّ مائَةٍ، بِخَطِّ الحَافِظِ الضِّيَاءِ، لَيْلَةَ وُصُوْلِهِ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، فَفَاتَهُ الأَخْذُ عَنْهُ. وَفِيْهَا مَاتَ: أحمد بن الحسن بن أبي البقاء العاقولي، وَالخَضِرُ بنُ كَامِلٍ السَّرُوْجِيُّ المُعَبِّرُ، وَالقُدْوَةُ الشَّيْخُ عُمَرُ البَزَّازُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ نُوْحٍ الغَافِقِيُّ المُقْرِئُ، وَالعِمَادُ مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنَعَةَ المَوْصِلِيُّ، وَالقَاضِي هِبَةُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ سنَاءِ المُلْكِ الأَدِيْبُ، وَيُوْنُسُ بنُ يَحْيَى الهَاشِمِيُّ بِمَكَّةَ، وَالقُدْوَةُ عَبْدُ الجَلِيْلِ بن موسى القصري.

صاحب الموصل، الجزولي، ابن يونس

صاحب الموصل، الجزولي، ابن يونس: 5432- صاحب الموصل 1: المَلِكُ العَادِلُ نُوْرُ الدِّيْنِ أَرْسَلاَنُ شَاه ابْنُ عز الدين مسعود بن مودود ابن الأَتَابكِ زَنْكِي. كَانَتْ دَوْلَتُهُ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ شَهْماً، مَهِيْباً، فِيْهِ عَسْفٌ وَشُحٌّ. تَحَوَّلَ شَافِعِيّاً، وَبَنَى مَدْرَسَةً كَبِيْرَةً مزخرفَةً، مرِضَ مُدَّةً، وَمَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ. وَكَانَ سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ، فِيْهِ دهَاءٌ، وَلَهُ سَطوَةٌ عَلَى الأُمَرَاءِ، وَكَانَ مَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ الأَثِيْرِ مُلاَزِماً لَهُ، فَيَأْمرُهُ بِالخَيْرِ، فَيُطيعُهُ، وَصَيَّرَ مَمْلُوْكَهُ لؤلؤًا أستاذ داره. 5433- الجزولي 2: إِمَامُ النَّحْوِ أَبُو مُوْسَى عِيْسَى بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ يَلَلْبَختِ بنِ عِيْسَى اليَزْدَكَنْتِيُّ، الجُزُولِيُّ، البَرْبَرِيُّ، المَرَّاكُشِيُّ. حَجَّ وَلاَزَمَ ابْنَ بَرِّيٍّ، وَأَتقنَ عَنْهُ العَرَبِيَّةَ وَاللُّغَةَ، وَسَمِعَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، وَتَصَدَّرَ بِالمَرِيَّةِ وَغَيْرِهَا، وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّةٌ. وَكَانَ إِمَاماً لاَ يُجَارَى، اعْتَنَى بـ "مُقَدِّمَتِهِ" الأَذكيَاءُ، وَشرحوهَا. تُوُفِّيَ بِأَزمُورٍ مِنْ عمَلِ مَرَّاكش سَنَة سَبْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقِيْلَ سَنَةَ سِتٍّ. وَوَلِيَ خطَابَةَ مَرَّاكش، وَكَانَ فِي طلبِهِ بِمِصْرَ فَقيراً، يَخْرُجُ إِلَى القُرَى، فَيُصَلِّي بِهِم، وَأَخَذَ مَذْهَبَ مَالِك بِمِصْرَ، عَنِ الفَقِيْهِ ظَافرٍ، وَقَدْ طوَّلْتُ تَرْجَمَتَهُ فِي "التاريخ". وقيل: بقي إلى سنة عشر. 5434- ابن يونس 3: شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ عِمَادُ الدِّيْنِ أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنَعَةَ الإِرْبِلِيُّ، ثُمَّ المَوْصِلِيُّ. تَفقَّهَ بِأَبِيْهِ، وَبِبَغْدَادَ عَلَى أَبِي المحاسن بن بندا، وَطَائِفَةٍ. وَسَمِعَ، وَعلاَ صِيتُهُ، وَصَنَّفَ، وَتَخَرَّجَ بِهِ خَلْقٌ، وَصَنَّفَ "المحيطَ"، وَأَشيَاءَ، وَكَانَ وَرِعاً، نَزِهاً، قَشِفاً، شَدِيدَ الوُسوَاسِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّ مائَةٍ وَلَهُ ثَلاَثٌ وَسَبْعُوْنَ سنة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "1/ ترجمة 82"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 200"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 24". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 513"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 26". 3 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 601"، وشذرات الذهب "5/ 34".

الأصبهاني، بنت معمر

الأصبهاني، بنت معمر: 5435- الأصبهاني: الإِمَامُ المُتَفَنِّنُ الوَاعِظُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ عبد الرحمن مَجْدُ الدِّيْنِ، المَغْرِبِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ المَوْلِدِ، المَعْرُوفُ بِالأَصْبَهَانِيِّ لإِقَامتِهِ بِهَا خَمْسَةَ أَعْوَامٍ، فَقَرَأَ الفِقْهَ لِلشَّافِعِيِّ، وَالخِلاَفَ، وَالجَدَلَ، وَالتَّصَوُّفَ، وَالأُصُوْلَ. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بنَ مَاشَاذَة، وَأَبَا رُشْدٍ بنَ خَالِدٍ، والسلفي، وتحول في الأندلس، وسكن غرناطة. قَالَ ابْنُ مُسْدِيّ: قرَأَ عَلَيَّ جزءَ "عروسِ الأَجزَاءِ" مِمَّا سَمِعَهُ بِأَصْبَهَانَ، وَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ تَكُوْنُ لَكَ رِحلَةٌ وَجَولاَن. قَالَ: وَسَمَاعُهُ مِنْ مَسْعُوْدٍ الثَّقَفِيِّ سَنَةَ سِتِّيْنَ، وَلَمَّا نَزلَ غَرْنَاطَةَ تركَ الوعظَ، وَلَهُ تَعليقَةٌ فِي الخلاَفِ بَيْنَ أَبِي حَنِيْفَةَ وَالشَّافِعِيِّ، وَقُحِطْنَا، فَنَزَلَ الأَمِيْرُ إِلَى شيْخِنَا هَذَا وَقَالَ: تُذَكِّرُ النَّاسَ، فَلَعَلَّ اللهَ يُفرِّجُ، فَوَعَظَ فَورَدَ عَلَيْهِ وَارِدٌ، فَسَقَطَ، وَحُمِلَ، فَمَاتَ بَعْدَ سَاعَةٍ، فَلَمَّا أُدْخِلَ حفرتَهُ، انفتحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَسَالَتِ الأَوديَةُ أَيَّاماً. قُلْتُ: مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّ مائَةٍ بغرناطة. 5436- بنت معمر 1: الشَّيْخَةُ المُعَمَّرَةُ المُسْنِدَةُ أُمُّ حَبِيْبَةَ عَائِشَةُ بِنْتُ الحَافِظِ مَعْمَرِ بنِ الفَاخِرِ القُرَشِيَّةُ، العَبْشَمِيَّةُ، الأَصْبَهَانِيَّةُ. سَمِعَتْ حُضُوْراً مِنْ فَاطِمَةَ الجُوْزْدَانِيَّةَ، وَسَمَاعاً كَثِيْراً من زاهر بن طَاهِرٍ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنُ نُقْطَةَ، وَالشَّيْخُ الضِّيَاءُ، وَالتَّقِيُّ ابْنُ العِزِّ، وَآخَرُوْنَ. وَأَجَازَتْ لِلشَّيْخِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، وَابْنِ شَيْبَانَ، وَالكَمَالِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَالفَخْرِ عَلِيٍّ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ نُقْطَةَ: سَمِعْنَا مِنْهَا "مسند أبي يعلى الموصلي" بسماعها من سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، وكان سماعها صحيحا بِإِفَادَةِ أَبيهَا. تُوُفِّيَتْ عَائِشَةُ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخَرِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ بِضْعٍ وثمانين سنةً.

_ 1 ترجمتها في النجوم الزاهرة "6/ 202"، وشذرات الذهب "5/ 25".

فخر الدين، ابن سكينة

فخر الدين، ابن سكينة: 5437- فخر الدين 1: العَلاَّمَةُ الكَبِيْرُ ذُو الفُنُوْنِ فَخْرُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بن عمر بن الحسين القرشي البَكْرِيُّ الطَّبَرَستَانِيُّ، الأُصُوْلِيُّ، المُفَسِّرُ، كَبِيْرُ الأَذكيَاءِ وَالحُكَمَاءِ وَالمُصَنِّفِيْنَ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَاشْتَغَلَ عَلَى أَبِيْهِ الإِمَامِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ خَطِيْبِ الرَّيِّ، وَانتشرَتْ تَوَالِيفُهُ فِي البِلاَدِ شرقاً وَغرباً، وَكَانَ يَتوَقَّدُ ذكَاءً، وَقَدْ سُقْتُ تَرْجَمَتَهُ عَلَى الوَجْهِ فِي "تَارِيخِ الإِسْلاَمِ". وَقَدْ بدَتْ مِنْهُ فِي تَوَالِيفِهِ بلاَيَا وَعظَائِمُ وَسِحْرٌ وَانحرَافَاتٌ عَنِ السُّنَّةِ، وَاللهُ يَعْفُو عَنْهُ، فَإِنَّهُ تُوُفِّيَ عَلَى طرِيقَةٍ حَمِيدَةٍ، وَاللهُ يَتولَّى السّرَائِرَ. مَاتَ بِهَرَاةَ، يَوْمَ عِيْدِ الفِطْرِ، سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ بِضْعٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً، وَقَدِ اعترَفَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ حَيْثُ يَقُوْلُ: لقد تَأَمَّلْتُ الطُّرُقَ الكَلاَمِيَّةَ، وَالمنَاهجَ الفلسفِيَّةَ، فَمَا رَأَيَّتُهَا تشفِي عليلاً، وَلاَ تروِي غليلاً، وَرَأَيْتُ أَقْرَبَ الطُّرُقِ طرِيقَةَ القُرْآنِ، أَقرَأُ فِي الإِثْبَاتِ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ} [فاطر: 10] ، وأقرأ في النفي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] ، وَمَنْ جَرَّبَ مِثْلَ تَجرِبَتِي عرفَ مِثْلَ مَعْرِفَتِي. 5438- ابن سكينة: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ الفَقِيْهُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ القُدْوَةُ الكَبِيْرُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ مَفْخَرُ العِرَاقِ ضِيَاءُ الدِّيْنِ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَهَّابِ ابْن الشَّيْخِ الأَمِيْنِ أَبِي مَنْصُوْرٍ عَلِيُّ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ ابْنِ سُكَيْنَةَ البَغْدَادِيُّ، الصُّوْفِيُّ، الشَّافِعِيُّ. وَسُكَيْنَةُ هِيَ وَالِدَةُ أَبِيْهِ. مَوْلِدُهُ فِي شَعْبَان، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ الكَثِيْرَ مِنْ أَبِيْهِ، فَرَوَى عَنْهُ "الجَعْدِيَّاتِ"، وَهِبَةِ اللهِ بنِ الحُصَيْنِ، يَرْوِي عَنْهُ "الغَيْلاَنِيَّاتِ"، -وَأَبِي غَالِبٍ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ المَاوَرْدِيِّ، وَزَاهِرٍ الشَّحَّامِيِّ، وَقَاضِي المَارستَانِ، وَمُحَمَّدِ بنِ حَمُّوَيْه الجُوَيْنِيِّ الزَّاهِدِ، وَعِدَّةٍ، بإِفَادَةِ ابْنِ نَاصِرٍ. ثُمَّ لاَزمَ أَبَا سَعْدٍ البغدادي

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "4/ ترجمة 600"، والنجوم الزاهرة "6/ 197، 198".

المُحَدِّثَ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ. وَسَمِعَ مَعَهُ مِنْ: أَبِي منصور القزاز، وإسماعيل ابن السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ تَوْبَةَ، وَشَيْخِ الشُّيُوْخِ أَبِي البَرَكَاتِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَحْمَدَ، -وَهُوَ جدُّهُ لأُمِّهِ، وَعِدَّةٍ. وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ عنَايَةً قويَّةً، وَبِالقِرَاءاتِ، فَبَرَعَ فِيْهَا، وَتَلاَ بِهَا عَلَى: أَبِي مُحَمَّدٍ سِبْطِ الخَيَّاطِ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ مَحْمُوَيْه، وَأَبِي العَلاَءِ الهَمَذَانِيِّ. وَأَخَذَ الْمَذْهَب وَالخلاَفَ عَنْ: أَبِي مَنْصُوْرٍ ابْن الرَّزَّاز، وَالعَرَبِيَّة عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ ابْنِ الخَشَّابِ. وَصَحِبَ جدَّهُ أَبَا البَرَكَاتِ، وَلَبِسَ مِنْهُ، وَلاَزَمَ ابْنَ نَاصِرٍ، وَأَخَذَ عَنْهُ عِلْمَ الأَثرِ، وَحفظَ عَنْهُ فَوَائِدَ غزِيْرَةً. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: شَيْخُنَا ابْنُ سُكَيْنَةَ شَيْخُ العِرَاقِ فِي الحَدِيْثِ، وَالزُّهْدِ، وَحُسْنِ السَّمْتِ، وَمُوَافِقَةِ السُّنَّةِ وَالسَّلَفِ، عُمِّرَ حَتَّى حَدَّثَ بِجَمِيْعِ مَرْوِيَّاتِهِ، وَقصدَهُ الطُّلاَّبُ مِنَ البِلاَدِ، وَكَانَتْ أَوقَاتُهُ مَحْفُوْظَةٌ، لاَ تَمضِي لَهُ سَاعَةٌ إلَّا فِي تِلاَوَةٍ، أَوْ ذِكْرٍ، أَوْ تَهجُّدٍ، أَوْ تَسْمِيْعٍ، وَكَانَ إِذَا قُرِئَ عَلَيْهِ مَنَعَ مِنَ القِيَامِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ، وَكَانَ كَثِيْرَ الحَجِّ وَالمُجَاوِرَةِ وَالطَّهَارَةِ، لاَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إلَّا لِحُضُوْرِ جُمُعَةٍ أَوْ عيدٍ أَوْ جَنَازَةٍ، وَلاَ يَحضُرُ دورَ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا فِي هَنَاءٍ وَلاَ عَزَاءٍ، يُدِيمُ الصَّوْمَ غَالِباً، وَيستعملُ السُّنَّةَ فِي أَمورِهِ، وَيُحِبُّ الصَّالِحِيْنَ، وَيُعَظِّمُ العُلَمَاءَ، وَيَتوَاضَعُ لِلنَّاسِ، وَكَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُوْلُ: أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُمِيتَنَا مُسْلِمِيْنَ، وَكَانَ ظَاهِرَ الخشوعِ، غزِيْرَ الدَّمعَةِ، وَيَعتذرُ مِنَ البُكَاءِ، وَيَقُوْلُ: قَدْ كَبِرْتُ وَلاَ أَملِكُهُ. وَكَانَ اللهُ قَدْ أَلْبَسَهُ رِدَاءً جَمِيْلاً مِنَ البَهَاءِ وَحُسْنِ الخِلْقَةِ وَقَبُولِ الصُّوْرَةِ، وَنورِ الطَّاعَةِ، وَجَلاَلَةِ العِبَادَةِ، وَكَانَتْ له في القلوب مَنْزِلَةٌ عَظِيْمَةٌ، وَمَنْ رَآهُ انتفَعَ برُؤْيتِهِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ كَانَ عَلَيْهِ البَهَاء وَالنُّوْر، لاَ يُشْبَعُ مِنْ مُجَالَسَتِهِ. لَقَدْ طُفْتُ شرقاً وَغرباً وَرَأَيْتُ الأَئِمَّةَ وَالزُّهَّادَ فَمَا رَأَيْتُ أَكملَ مِنْهُ وَلاَ أَكْثَرَ عبَادَةً وَلاَ أَحْسَنَ سَمْتاً، صَحِبتُهُ قَرِيْباً مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً ليلاً وَنَهَاراً، وَتَأَدَّبْتُ بِهِ، وَخَدَمْتُهُ، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ بِجَمِيْعِ رِوَايَاتِهِ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ أَكْثَرَ مَرْوِيَّاتِهِ وَكَانَ ثِقَةً حُجَّةً نبيلاً عَلَماً مِنْ أَعْلاَمِ الدِّينِ! سَمِعَ مِنْهُ الحُفَّاظُ: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الزَّيْدِيُّ، وَالقَاضِي عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيُّ، وَالحَازِمِيُّ، وَطَائِفَةٌ مَاتُوا قَبْلَهُ. وَسَمِعْتُ ابْنَ الأَخْضَرِ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُوْلُ: لَمْ يَبْقَ مِمَّنْ طَلَبَ الحَدِيْثَ وَعُنِيَ بِهِ غَيْرُ عَبْدِ الوَهَّابِ ابْن سُكَيْنَة. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كَانَ شَيْخُنَا ابْنُ نَاصِرٍ يَجْلِسُ فِي دَارِهِ عَلَى سرِيرٍ لطيفٍ، فُكُلُّ مَنْ حضَرَ عِنْدَهُ يَجْلِسُ تَحْت، إلَّا ابْن سُكَيْنَةَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: وَأَنْبَأَنَا يَحْيَى بنُ القَاسِمِ مُدَرِّسُ النِّظَامِيَّةِ فِي ذِكْرِ مَشَايِخِهِ: ابْنُ سُكَيْنَةَ كَانَ عَالِماً عَامِلاً، دَائِمَ التَّكرَارِ لِكِتَابِ "التَّنْبِيْهِ" فِي الفِقْهِ، كَثِيْرَ الاشتغَالِ بـ "المهذب"،

وَ"الوسيطِ"، لاَ يُضيِّعُ شَيْئاً مِنْ وَقتِهِ، وَكُنَّا إِذَا دَخَلْنَا عَلَيْهِ يَقُوْلُ: لاَ تَزِيدُوا عَلَى "سَلام عَلَيْكم" مَسْأَلَةً؛ لَكَثْرَةِ حِرْصِهِ عَلَى المُبَاحثَةِ، وَتَقرِيرِ الأَحكَامِ. وَقَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: سَمِعَ بِنَفْسِهِ، وَحصَّلَ المَسْمُوْعَاتِ، ثُمَّ سَمَّى فِي شُيُوْخِهِ: أَبَا البَرَكَاتِ عُمَرَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الزَّيْدِيَّ، وَأَبَا شجاع البسطامي. قَالَ: وَحَدَّثَ بِمِصْرَ وَالشَّام وَالحِجَاز، وَكَانَ ثِقَةً، فَهْماً، صَحِيْحَ الأُصُوْلِ، ذَا سَكِيْنَةٍ وَوقَارٍ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ الشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ، وَابْنُ الصَّلاَحِ، وَأَبُو مُوْسَى ابْنُ الحَافِظِ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَالضِّيَاءُ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ غَنِيْمَةَ الإسكاف، ومحمد بن عسكر الطبيب، وَالعِمَادُ مُحَمَّدُ ابْنُ السُّهْرَوَرْدِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ السَّاوجِيُّ، وَبَكْرُ بنُ مُحَمَّدٍ القَزْوِيْنِيُّ، وَعَامِرُ بن مكي، وعبد الله، وعبد الرحمن ابْنَا عَلِيِّ بنِ أَبِي الدَّينَةِ، وَالمُوَفَّقُ عَبْدُ الغَافِر بنُ مُحَمَّدٍ القَاشَانِيُّ، وَعَبْدُ الغَنِيِّ بنُ مَكِّيٍّ، وَمَكِّيُّ بنُ عُثْمَانَ بنِ الهُبْرِيِّ، وَيُوْنُسُ بنُ جَعْفَرٍ الأَزَجِيُّ، وَالنَّجِيْبُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ، وَابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَبِالإِجَازَةِ ابْنُ شَيْبَانَ، والفخر علي، والكمال عبد الرحمن بنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ ابْنِ المُكَبِّرِ. وَقَدْ قَدِمَ ابْنُ سُكَيْنَةَ دِمَشْقَ رَسُوْلاً فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ، وَسَمِعَ مِنْهُ: التَّاجُ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الإِمَامُ أَبُو شَامَةَ: وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ تُوُفِّيَ ابْنُ سُكَيْنَةَ، وَحضرَهُ أَربَابُ الدَّوْلَةِ، وَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً، ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ مِنَ الأَبْدَالِ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: مَاتَ فِي تَاسِعَ عَشَرَ رَبِيْعٍ الآخَرِ، رَحِمَهُ الله.

ابن الزنف

5439- ابن الزنف: الشَّيْخُ تَاجُ الدِّيْنِ أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ ابْنُ الفَقِيْهِ أَبِي القَاسِمِ وَهْبِ بنِ سَلْمَانَ بنِ أَحْمَدَ ابْنِ الزَّنْفِ السُّلَمِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. سَمِعَ مِنْ: نصر الله المصيصي، وأبي الدر ياقوت الرومي. وَعَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، -لَقِيَهُ بِبَغْدَادَ، وَالضِّيَاءُ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَالزَّكِيُّ المُنْذِرِيُّ، وَالشِّهَابُ القُوْصِيُّ، وَالفَخْرُ ابْنُ البُخَارِيِّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَان، سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.

صاحب غزنة، صاحب الجزيرة، ابن طبرزذ

صاحب غزنة، صاحب الجزيرة، ابن طبرزذ: 5440- صاحب غزنة: السُّلْطَانُ غِيَاثُ الدِّيْنِ مَحْمُوْدُ ابْنُ السُّلْطَانِ الكَبِيْرِ غياث الدين محمد ابن سَامٍ الغُوْرِيُّ. مِنْ كِبَارِ مُلُوْكِ الإِسْلاَمِ، اتَّفَقَ أَنَّ خُوَارِزْمشَاه عَلاَء الدِّيْنِ هزمَ الخَطَا مَرَّاتٍ، ثُمَّ وَقَعَ فِي أَسرِهم مَعَ بَعْضِ أُمَرَائِهِ، فَبَقِيَ يَخدُمُ ذَلِكَ الأَمِيْرَ كَأَنَّهُ مَمْلُوْكهُ، ثُمَّ قَالَ الأَمِيْرُ لِلَّذِي أَسرَهُمَا: نَفِّذْ غِلْمَانَكَ إِلَى أَهْلِي لِيَفْتَكُّونِي بِمَالٍ. فَقَالَ: فَابْعَثْ مَعَهُم غُلاَمَكَ هَذَا لِيَدُلَّهُم، فَبعثَهُ وَنجَا عَلاَء الدِّيْنِ بِهَذِهِ الحيلَةِ، وَقَدِمَ، فَإِذَا أَخُوْهُ عَلِيٌّ شَاه نَائِبُهُ على خراسان قد هم بالسلطنة، فَفَزع، فَهَرَبَ إِلَى غِيَاثِ الدِّيْنِ، فَبَالَغَ فِي إِكرَامِهِ، فَجَهَّزَ عَلاَء الدِّيْنِ مُقَدَّماً، اسْمُهُ أَمِيْر ملك، فَحَارَبَ غِيَاث الدِّيْنِ إِلَى أَنْ نَزَلَ إِلَيْهِ بِالأَمَانِ، فَجَاءَ الأَمْرُ بِقَتْلِهِ وَبِقَتْلِ عَلِيّ شَاه، فَقُتِلاَ مَعاً بَغْياً وَعُدْوَاناً، سَنَةَ خَمْسٍ وست مائة. 5441- صاحب الجزيرة: المَلِكُ مُعِزُّ الدِّيْنِ سَنْجَر ابْنُ المَلِكِ غَازِي بن مودود بن الأتابك زنكي ابن آقْسُنْقُر، صَاحِبُ جَزِيْرَةِ ابْنِ عُمَرَ. كَانَ ظَالِماً غَاشماً لِلرَّعِيَّةِ وَللجُنْدِ، وَالحرِيْمِ، سجنَ أَوْلاَدَهُ بِقَلْعَةٍ، فَهَرَبَ وَلَدُهُ غَازِي إِلَى المَوْصِلِ، فَأَكْرَمَهُ صَاحِبُهَا، وَقَالَ: اكْفِنَا شَرَّ أَبيكَ، فَرَجَعَ وَاخْتَفَى، ثُمَّ تَسَلَّقَ وَاخْتَفَى عِنْدَ سُرَيَّةٍ، فَسترَتْ عَلَيْهِ، وَسَكِرَ أَبُوْهُ، فَوَثَبَ عَلَيْهِ ابْنُهُ فِي الخلاَءِ، فَقَتَلَهُ، فَلَمْ يُمَلِّكُوهُ، بَلْ مَلَّكُوا أَخَاهُ مَحْمُوْداً، وَدخلُوا عَلَى غَازِي فَمَانَعَ عَنْ نَفْسِهِ، فَقتلُوْهُ وَرُمِيَ، وَتَمَكَّنَ مَحْمُوْدٌ فَقتَلَ أَخَاهُ الآخرَ مَوْدُوْداً. وَقِيْلَ: بَلْ تَملَّكَ غَازِي يَوْماً وَاحِداً، ثُمَّ أُخِذَ. وَيُحْكَى مِنْ عُسْفِ سَنْجَر وَقِلَّةِ دِيْنِهِ عَجَائِبَ، طَالَتْ أَيَّامُهُ، وَقُتِلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّ مائَةٍ. 5442- ابن طبرزذ 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الكَبِيْرُ الرِّحْلَةُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بن محمد بن معمر بن أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى بنِ حَسَّانٍ البَغْدَادِيُّ، الدَّارَقَزِّيُّ، المُؤَدِّبُ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ طَبَرْزَذَ. وَالطَّبَرْزَذ بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ هُوَ السُّكَّر. مَوْلِدُهُ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 499"، والنجوم الزاهرة "6/ 201"، وشذرات الذهب "5/ 26".

وَسَمَّعَهُ أَخُوْهُ المُحَدِّثُ المُفِيْدُ أَبُو البَقَاءِ مُحَمَّدٌ كَثِيْراً. وَسَمِعَ هُوَ بِنَفْسِهِ، وَحصَّلَ أُصُوْلاً، وَحفظهَا. سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بنَ الحُصَيْنِ، وَأَبَا غَالِب ابْن البَنَّاءِ، وَأَبَا المَوَاهِبِ بنَ مُلُوْكٍ، وَأَبَا القَاسِمِ هِبَةَ اللهِ الشُّرُوْطِيَّ، وَأَبَا الحَسَنِ ابْنَ الزَّاغُوْنِيِّ، وَهِبَةَ اللهِ بنَ الطَّبَرِ، وَالقَاضِي أَبَا بَكْرٍ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ القَزَّازَ، وَابْنَ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَابْنَ خَيْرُوْنَ، وَأَبَا البدْرِ الكَرْخِيَّ، وَأَبَا سَعْدٍ الزَّوْزَنِيَّ، وَعَبْدَ الخَالِقِ بنَ البَدِن، وَأَبَا الفَتْحِ مُفْلِحاً الدُّومِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ طِرَادٍ، وَخَلْقاً سِوَاهُم. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ النَّجَّارِ، وَالضِّيَاءُ مُحَمَّدٌ، وَالزَّكِيُّ عَبْدُ العظيم، وَالصَّدْرُ البَكْرِيُّ، وَالكَمَالُ ابْنُ العَدِيْمِ، وَأَخُوْهُ مُحَمَّدٌ، وَالجمال مُحَمَّدُ بنُ عَمرُوْنَ، وَالشِّهَابُ القُوْصِيُّ، وَأَخُوْهُ عُمَرُ، وَالمَجْدُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالتَّقِيُّ بنُ أَبِي اليُسْرِ، وَالجمال البَغْدَادِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ الكَهَفِيُّ، وَالقُطْبُ بنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَالفَقِيْهُ أَحْمَدُ بنُ نِعمَةَ، وَإِسْحَاقُ بنُ يلكويه الكَاتِبُ، وَالمُؤَيَّدُ أَسَعْدُ بنُ القَلاَنسِيُّ، وَالبَهَاءُ حَسَنُ بنُ صَصْرَى، وَطَاهِرٌ الكَحَّالُ، وَالجمال يَحْيَى ابْنُ الصَّيْرَفِيِّ، وَالشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عُمَرَ، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ عَلاَّنَ، وَالكَمَالُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ، وَأَحْمَدُ بنُ شَيْبَانَ، وَغَازِي الحَلاَوِيُّ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ ابْنُ خَطيبِ المِزَّةِ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ المُحَسَّنِ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَسَاكِرَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ مَكِّيٍّ، وَشَامِيَّةُ بِنْتُ البَكْرِيِّ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ شُكر، وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ رَاجِحٍ، وَسِتُّ العربِ الكِنْديَّةُ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم. وَبِالإِجَازَةِ: ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَالكَمَالُ الفُويره. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: سَمِعَ "السُّنَنَ" مِنْ أَبِي البَدرِ الكَرْخِيِّ بَعْضَهَا، وَمِنْ مُفلِحٍ الدُّومِيِّ بَعْضَهَا، قَالاَ: أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، وَسَمِعَ "الجَامِعَ": مِنْ أَبِي الفَتْحِ الكَرُوْخِيِّ، ثُمَّ قَالَ: وَهُوَ مُكْثِرٌ، صَحِيْحُ السَّمَاعِ، ثِقَةٌ فِي الحَدِيْثِ، تُوُفِّيَ فِي تَاسعِ رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ، وَدُفِنَ بِبَابِ حربٍ. وَقَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: وَردَ دِمَشْقَ، وَازدحَمَتِ الطَّلَبَةُ عَلَيْهِ، وَتَفَرَّدَ بِعِدَّةِ مَشَايِخَ، وَكَتَبَ كُتُباً وأجزاء، وكان مسند أهل زمانه. وَقَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: كَانَ سَمَاعُهُ صَحِيْحاً عَلَى تخلِيطٍ فِيْهِ، سَافرَ إِلَى الشَّامِ، وَحَدَّثَ فِي طرِيقِهِ بِإِرْبِلَ، وَبِالمَوْصِلِ، وَحَرَّانَ، وَحلبَ، وَدِمَشْقَ، وَعَاد إِلَى بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ بِهَا، وَجَمَعْتُ لَهُ "مَشْيَخَةً" عَنْ ثَلاَثَةٍ وَثَمَانِيْنَ شَيْخاً، وَحَدَّثَ بِهَا مرَاراً، وَأَملَى مَجَالِسَ بِجَامِعِ المَنْصُوْرِ، وَعَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً وَسَبْعَةَ أَشهرٍ. قُلْتُ: يُشيرُ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ بِالتَّخليطِ إِلَى أَنَّ أَخَا ابْنِ طَبَرْزَذ ضَعِيْفٌ، وَأَكْثَرُ سَمَاعَاتِ عُمَرَ بقِرَاءةِ أَخِيْهِ، وَفِي النَّفْسِ مِنْ هَذَا. قَالَ أَبُو شَامَةَ: تُوُفِّيَ ابْنُ طَبَرْزَذ، وَكَانَ خليعاً، مَاجناً، سَافرَ بَعْدَ حَنْبَلٍ إِلَى الشام،

وَحصَلَ لَهُ مَالٌ بِسَبَبِ الحَدِيْثِ، وَعَادَ حَنْبَلٌ فَأَقَامَ يَعمل تَجَارَةً بِمَا حصَّلَ، فَسلَكَ ابْنُ طَبَرْزَذ سَبِيلَهُ فِي استعمَالِ كَاغَدٍ وَعتَّابِيٍّ، فَمَرِضَ مُدَّةً، وَمَاتَ وَرجعَ مَا حصَلَ لَهُ إِلَى بَيْتِ المَالِ كحَنْبَلٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: هُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ الحُصَيْنِ، وَابْنِ البَنَّاءِ، وَابْنِ مُلُوْكٍ، وَهِبَةِ اللهِ الوَاسِطِيِّ، وَابْنِ الزَّاغُوْنِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؛ ابْنَي أَحْمَدَ بنِ دُحْرُوجٍ، وَعَلِيِّ بنِ طِرَادٍ، وَطُلِبَ مِنَ الشَّامِ فَتوجَّهَ إِلَيْهَا، وَأَقَامَ بِدِمَشْقَ مُدَّةً طَوِيْلَةً، وَحصَّلَ مَالاً حسناً، وَعَادَ إِلَى بَغْدَادَ، فَأَقَامَ يُحَدِّثُ، سَمِعْتُ مِنْهُ الكَثِيْرَ، وَكَانَ يَعرِفُ شُيُوْخَهُ وَيذكُرُ مَسْمُوْعَاتِهِ، وَكَانَتْ أُصُوْلُهُ بِيَدِهِ، وَأَكْثَرُهَا بِخَطِّ أَخِيْهِ، وَكَانَ يُؤدِّبُ الصِّبْيَانَ، وَيَكْتُبُ خَطّاً حسناً، وَلَمْ يَكُنْ يَفهَمُ شَيْئاً مِنَ العِلْمِ، وَكَانَ مُتَهَاوِناً بِأُمُوْرِ الدِّينِ، رَأَيْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ يَبولُ مِنْ قيام، فَإِذَا فَرغَ مِنَ الإِرَاقَةِ، أَرْسَلَ ثَوْبَهُ وَقَعَدَ مِنْ غَيْرِ اسْتنجَاءٍ بِمَاءٍ وَلاَ حجرٍ. قُلْتُ: لَعَلَّهُ يُرَخِّصُ بِمَذْهَبِ مَنْ لاَ يُوجِبُ الاستنجَاءَ. قَالَ: وَكُنَّا نَسْمَعُ مِنْهُ يَوْماً أَجْمَع، فَنصلِّي وَلاَ يُصَلِّي مَعَنَا، وَلاَ يَقومُ لِصَلاَةٍ، وَكَانَ يَطلبُ الأَجرَ عَلَى رِوَايَةِ الحَدِيْثِ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ سوءِ طرِيقتِهِ، وَخَلَّفَ مَا جمعَهُ مِنَ الحُطَامِ، لَمْ يُخْرِجْ مِنْهُ حَقّاً للهِ -عَزَّ وَجَلَّ. وَسَمِعْتُ القَاضِي أَبَا القَاسِمِ ابْنَ العَدِيْمِ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ عَبْدَ العَزِيْز بنَ هِلاَلَةَ يَقُوْلُ، -وَغَالِبُ ظَنِّي أَنَّنِي سَمِعتُهُ مِنِ ابْنِ هِلاَلَةَ بِخُرَاسَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بنَ طَبَرْزَذ فِي النَّوْمِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَزرقُ، فَقُلْتُ لَهُ: سَأَلتُكَ بِاللهِ مَا لَقِيْتَ بَعْدَ مَوْتِكَ؟ فَقَالَ: أَنَا فِي بَيْتٍ مِنْ نَارٍ، دَاخِلَ بَيْتٍ مِنْ نَارٍ. فَقُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: لأخذ الذهب عَلَى حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: الظَّاهِرُ أَنَّهُ أَخَذَ الذَّهَبَ وَكنَزَهُ وَلَمْ يُزَكِّهِ، فَهَذَا أَشَدُّ مِنْ مُجَرَّدِ الأَخْذِ، فَمَنْ أَخَذَ مِنَ الأُمَرَاءِ وَالكِبَارِ بِلاَ سُؤَالٍ وَهُوَ مُحْتَاجٌ، فَهَذَا مغتَفَرٌ لَهُ، فَإِنْ أَخَذَ بِسُؤَالٍ رُخِّصَ لَهُ بِقَدْرِ القُوْتِ، وَمَا زَادَ فَلاَ، وَمَنْ سَأَلَ وَأَخَذَ فَوْقَ الكِفَايَةِ ذُمَّ، وَمَنْ سَأَلَ مَعَ الغِنى وَالكفَايَةِ حَرُمَ عَلَيْهِ الأَخْذُ، فَإِنْ أَخَذَ المَالَ وَالحَالَة هَذِهِ وَكَنَزَهُ وَلَمْ يُؤَدِّ حقَّ اللهِ فَهُوَ مِنَ الظَّالِمِينَ الفَاسِقينَ، فَاسْتَفْتِ قَلْبَكَ، وَكُنْ خَصْماً لِرَبِّكَ عَلَى نَفْسِكَ. وَأَمَّا تركُهُ الصَّلاَةَ فَقَدْ سَمِعت مَا قِيْلَ عَنْهُ، وَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ ابْنَ الظَّاهِرِيِّ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ طَبَرْزَذ لا يصلي. وَأَمَّا التَّخليطُ مِنْ قَبيلِ الرِّوَايَةِ، فَغَالِبُ سَمَاعَاتِهِ مَنُوطٌ بِأَخِيْهِ المُفِيْدِ أَبِي البقَاءِ، وَبقِرَاءتِهِ وَتسمِيْعِهِ لَهُ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَالَ عُمَرُ بنُ المُبَارَكِ بنِ سهلاَنَ: لَمْ يَكُنْ أَبُو البَقَاءِ بنُ طَبَرْزَذ ثِقَةً، كَانَ كَذَّاباً يَضعُ لِلنَّاسِ أَسْمَاءهُم فِي الأَجزَاءِ، ثُمَّ يَذْهَبُ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِم، عَرَفَ بِذَلِكَ شَيْخُنَا عَبْدُ الوَهَّابِ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَاصِرٍ وَغَيْرُهُمَا. قُلْتُ: عَاشَ أَبُو البَقَاءِ نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَمَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ أَبُو حَفْصٍ بنُ طَبَرْزَذ فِي تَاسعِ رَجَبٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَدُفِنَ بِبَابِ حربٍ، -وَاللهُ يُسَامحُهُ- فَمعَ مَا أَبدَيْنَا مِنْ ضَعْفِهِ قَدْ تَكَاثرَ عَلَيْهِ الطَّلَبَةُ، وَانتشرَ حَدِيْثُهُ فِي الآفَاقِ، وَفرِحَ الحُفَّاظُ بعَوَالِيْهِ، ثُمَّ فِي الزَّمَنِ الثَّانِي تَزَاحمُوا عَلَى أَصْحَابِهِ، وَحَمَلُوا عَنْهُم الكَثِيْرَ، وَأَحْسَنُوا بِهِ الظن، والله الموعد، ووثقه ابن نقطة.

الشيخ أبو عمر

5443- الشيخ أبو عمر 1: الإِمَامُ العَالِمُ الفَقِيْهُ المُقْرِئُ المُحَدِّثُ البَرَكَةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بنِ مِقْدَامِ بنِ نَصْرٍ المَقْدِسِيُّ الجَمَّاعِيْلِيُّ الحَنْبَلِيُّ الزَّاهِدُ، وَاقِفُ المَدْرَسَةِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِقَرْيَةِ جَمَّاعِيْلَ مِنْ عَمَلِ نَابُلُسَ، وَتَحَوَّلَ إِلَى دِمَشْقَ هُوَ وَأَبُوْهُ وَأَخُوْهُ وَقَرَابَتُهُ مُهَاجِرِيْنَ إِلَى اللهِ، وَتَرَكُوا المَالَ وَالوَطَنَ لاسْتِيْلاَءِ الفِرَنْجِ، وَسَكَنُوا مُدَّةً بِمَسْجِدِ أَبِي صَالِحٍ بِظَاهِرِ بَابِ شَرْقِي ثَلاَثَ سِنِيْنَ، ثُمَّ صَعَدُوا إلى سفح قاسيون، وبنوا الدير المبارك وَالمَسْجِدَ العَتِيْقَ، وَسَكَنُوا ثَمَّ، وَعُرِفُوا بِالصَّالِحِيَّةِ نِسْبَةً إِلَى ذَاكَ المَسْجِد. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا المَكَارِمِ بنَ هِلاَلٍ، وَسَلْمَانَ بنَ عَلِيٍّ الرَّحَبِيَّ، وَأَبَا الفَهْمِ بنَ أَبِي العَجَائِزِ، وَعِدَّةً، وَبِمِصْرَ: ابْنَ بَرِّيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ الزَّيَّاتَ، وَكَتَبَ وَقَرَأَ، وَحَصَّلَ وَتَقَدَّمَ، وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ، وَمِنَ الأَوْلِيَاءِ المُتَّقِيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَخُوْهُ؛ الشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ، وَابْنَاهُ؛ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالضِّيَاءُ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَالزَّكِيُّ المُنْذِرِيُّ، وَالقُوْصِيُّ، وَابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَطَائِفَةٌ. وَقَدْ جَمَعَ لَهُ الحَافِظُ الضِّيَاءُ "سِيْرَةً" فِي جُزْءيْنِ، فَشَفَى وَكَفَى، وَقَالَ: كَانَ لاَ يَسْمَعُ دُعَاءً إلَّا وَيَحْفَظُهُ فِي الغَالِبِ، وَيَدْعُو بِهِ، وَلاَ حَدِيْثاً إلَّا وَعَمِلَ بِهِ، وَلاَ صَلاَةً إلَّا صَلاَّهَا، كَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي النِّصْفِ مائَةَ رَكْعَةٍ وَهُوَ مُسِنٌّ، وَلاَ يَتْرُكُ قِيَامَ اللَّيْلِ مِنْ وَقْتِ شُبُوبِيَتِهِ. وَإِذَا رَافَقَ نَاساً فِي السَّفَرِ نَامُوا وَحَرَسَهُم يُصَلِّي. قُلْتُ: كَانَ قُدْوَةً، صَالِحاً، عَابِداً، قَانِتاً للهِ، ربانيًا، خاشعًا، مخلصًا، عديم النظر، كَبِيْرَ القَدْرِ، كَثِيْرَ الأَوْرَادِ وَالذِّكْرِ، وَالمُرُوْءَةِ وَالفُتوّةِ والصفات الحميدة، قل أن ترى العيون

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 201، 202"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 27-30".

مِثْلَهُ. قِيْلَ: كَانَ رُبَّمَا تَهَجَّدَ، فَإِنْ نَعَسَ ضَرَبَ عَلَى رِجْلَيْهِ بِقَضِيْبٍ حَتَّى يَطِيْرَ النُّعَاسُ. وَكَانَ يُكْثِرُ الصِّيَامَ، وَلاَ يَكَادُ يَسْمَعُ بِجَنَازَةٍ إلَّا شَهِدَهَا، وَلاَ مَرِيْضٍ إلَّا عَادَهُ، وَلاَ جِهَادٍ إلَّا خَرَجَ فِيْهِ، وَيَتْلُو كُلَّ لَيْلَةٍ سُبعاً مُرَتَّلاً فِي الصَّلاَةِ، وَفِي النَّهَارِ سُبعاً بين الصلاتين، وإذا صلى الفَجْرَ تَلاَ آيَاتِ الحَرْسِ وَيس وَالوَاقِعَةَ وَتَبَارَكَ، ثُمَّ يُقْرِئُ وَيُلَقِّنُ إِلَى ارْتفَاعِ النَّهَارِ، ثُمَّ يُصَلِّي الضُّحَى، فَيُطِيْل وَيُصَلِّي طَوِيْلاً بَيْنَ العِشَائَينِ، وَيُصَلِّي صَلاَةَ التَّسْبِيْحِ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ، وَيُصَلِّي يَوْمَ الجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ بِمائَةِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، فَقِيْلَ: كَانَتْ نَوَافِلُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيلَةٍ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ رَكْعَةً. وَلَهُ أَذْكَارٌ طَوِيْلَةٌ، وَيَقْرَأُ بَعْدَ العِشَاءِ آيَاتِ الحَرْسِ، وَلَهُ أَوْرَادٌ عِنْدَ النَّوْمِ وَاليَقَظَةِ، وَتَسَابِيْحُ، وَلاَ يَتْرُكُ غُسْلَ الجُمُعَةِ، وَيَنْسَخُ الخِرَقِيَّ مِنْ حِفْظِهِ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بالفقه وَالفَرَائِضِ. وَكَانَ قَاضِياً لِحَوَائِجِ النَّاسِ، وَمَنْ سَافَرَ مِنَ الجَمَاعَةِ يَتَفَقَّدُ أَهَالِيْهِم، وَكَانَ النَّاسُ يَأْتُوْنَهُ فِي القَضَايَا فَيُصْلِحُ بَيْنَهُم، وَكَانَ ذَا هَيْبَةٍ وَوَقْعٍ فِي النُّفُوْسِ. قَالَ الشَّيْخُ المُوَفَّقُ: رَبَّانَا أَخِي، وَعَلَّمَنَا، وَحَرَصَ عَلَيْنَا، كَانَ لِلْجَمَاعَةِ كَالوَالِدِ يَحْرِصُ عَلَيْهِم وَيَقومُ بِمَصَالِحِهِم، وَهُوَ الَّذِي هَاجَرَ بِنَا، وَهُوَ سَفَّرَنَا إِلَى بَغْدَادَ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَقُوْمُ فِي بِنَاءِ الدَّيْرِ، وَحِيْنَ رَجَعْنَا زَوَّجَنَا، وَبَنَى لَنَا دُوْراً خَارِجَ الدَّيْرِ، وَكَانَ قَلَّمَا يَتَخَلَّفُ عَنْ غَزَاةٍ. قَالَ الشَّيْخُ الضِّيَاءُ: لَمَّا جَرَى عَلَى الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ مِحْنَتَهُ، جَاءَ أَبَا عُمَرَ الخَبَرُ، فَخَرَّ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ، فَلَمْ يُفقْ إلَّا بَعْدَ سَاعَةٍ، وَكَانَ كَثِيْراً مَا يَتَصَدَّقُ بِبَعْضِ ثِيَابِهِ، وَتَكُوْنُ جُبَّتُهُ فِي الشِّتَاءِ بِلاَ قَمِيْصٍ، وَرُبَّمَا تَصَدَّقَ بِسَرَاوِيْلِهِ، وَكَانَتْ عامته قُطْعَةً بِطَانَةً، فَإِذَا احْتَاجَ أَحَدٌ إِلَى خِرقَةٍ، قَطَعَ لَهُ مِنْهَا، يَلْبَسُ الخَشِنَ، وَيَنَامُ عَلَى الحَصِيْرِ، وَرُبَّمَا تَصَدَّقَ بِالشَّيْءِ وَأَهْلُهُ مُحْتَاجُوْنَ إِلَيْهِ، وَكَانَ ثَوْبُهُ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ، وَكُمُّهُ إِلَى رُسْغِهِ، سَمِعْتُ أُمِّي تَقُوْلُ: مَكَثْنَا زَمَاناً لاَ يَأْكُلُ أَهْلُ الدَّيْرِ إلَّا مِنْ بَيْتِ أَخِي أبي عمر، وكان يقول: إذا لم تَتَصَدَّقُوا مَنْ يَتَصَدَّقُ عَنْكُم، وَالسَّائِلُ إِنْ لَمْ تُعْطُوْهُ أَنْتُم أَعْطَاهُ غَيْرُكُم، وَكَانَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فِي خَيْمَةٍ عَلَى حِصَارِ القُدْسِ فَزَارَهُ المَلِكُ العَادِلُ، فَلَمْ يَجِدْهُ، فَجَلَسَ سَاعَةً، وَكَانَ الشَّيْخُ يُصَلِّي فَذَهَبُوا خَلْفَهُ مَرَّتَيْنِ فَلَمْ يَجِئْ، فَأَحْضَرُوا لِلْعَادِلِ أقراصاُ فَأَكَلَ وَقَامَ وَمَا جَاءَ الشَّيْخُ. قَالَ الصَّرِيْفِيْنِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ لَيْسَ عِنْدَهُ تَكَلُّفٌ غَيْرَ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ. قَالَ الشَّيْخُ العِمَادُ: سَمِعْتُ أَخِي الحَافِظَ يَقُوْلُ: نَحْنُ إِذَا جَاءَ أَحَدٌ اشْتَغَلنَا بِهِ عَنْ عَمَلِنَا، وَإِنّ خَالِي أَبُو عُمَرَ فِيْهِ لِلدُّنْيَا وَالآخِرَة يُخَالِطُ النَّاسَ وَلاَ يُخلي أَوْرَادَهُ. قُلْتُ: كَانَ يَخْطُبُ بِالجَامِعِ المُظَفَّرِيِّ، وَيُبْكِي النَّاسَ، وَرُبَّمَا أَلَّفَ الخُطْبَةَ، وَكَانَ يَقْرَأُ الحَدِيْثَ سَرِيعاً بِلاَ لَحْنٍ، وَلاَ يَكَادُ أَحَدٌ يَرْجِع مِنْ رِحلَتِه إلَّا وَيَقرَأُ عَلَيْهِ شَيْئاً مِنْ سَمَاعِه، وَكَتَبَ

الكَثِيْرَ بِخَطِّه المَلِيْحِ كَـ "الحِلْيَةِ"، وَ"إِبَانَةِ ابْنِ بَطَّةَ"، وَ"مَعَالِم التَّنْزِيلِ"، وَ"المُغْنِي"، وَعِدَّة مَصَاحِف. وَرُبَّمَا كَتَبَ كرَّاسَينِ كِبَاراً فِي اليَوْمِ، وَكَانَ يَشفعُ بِرقَاع يَكتُبُهَا إِلَى الوَالِي المُعْتَمِد وَغَيْرِهِ. وَقَدِ اسْتَسقَى مَرَّة بِالمَغَارَةِ فَحِيْنَئِذٍ نَزَلَ غَيث أَجرَى الأَوديَة. وَقَالَ: مُذْ أَمَمْتُ مَا تركتُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ. وَقَدْ سَاق لَهُ الضِّيَاءُ كَرَامَاتٍ وَدَعَوَاتٍ مُجَابَاتٍ، وَذَكَرَ حِكَايَتَيْنِ فِي أَنَّهُ قُطِّبَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ. وَكَانَ إِذَا سَمِعَ بِمُنكَرٍ اجْتهدَ فِي إِزَالَتِه، ويكتب فيه إِلَى المَلِكِ، حَتَّى سَمِعنَا عَنْ بَعْضِ المُلُوْكِ أَنَّهُ قَالَ: هَذَا الشَّيْخُ شَرِيكِي فِي مُلكِي. وَكَانَ لَيْسَ بِالطَّوِيْلِ، صَبِيْحَ الوَجْهِ، كَثَّ اللِّحْيَةِ، نَحِيْفاً، أَبيضَ، أَزرقَ العَينِ، عَالِي الجَبهَةِ، حَسَنَ الثَّغْرِ، تَزَوَّجَ فِي عُمُرِه بِأَرْبَع، وَجَاءهُ عِدَّةُ أَوْلاَدٍ أَكْبَرهُم عُمَرُ، وَبِهِ يُكْنَى، وَأَصْغَرهُم عَبْد الرَّحْمَنِ الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ. وَمِنْ شِعْرِهِ: أَلَمْ تَكُ مَنْهَاةً عَنِ الزّهو أَنَّنِي ... بَدَا لِي شَيْبُ الرَّأْسِ وَالضَّعْفُ وَالأَلَمْ أَلَمَّ بِيَ الخَطْبُ الَّذِي لَوْ بَكَيْتُهُ ... حَيَاتِيَ حَتَّى يَنْفَدَ الدَّمْعُ لَمْ أُلَمْ وَقَدْ مَاتَ ابْنُه عُمَرُ، فَرَثَاهُ بِأُرْجُوزَةٍ حَسَنَةٍ. تُوُفِّيَ أَبُو عُمَرَ، فَقَالَ الصَّرِيْفِيْنِيُّ: حَزَرْتُ الجَمْعَ بِعِشْرِيْنَ أَلْفاً. قُلْتُ: وَرَثَاهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَأَحْمَدُ ابْنُ المَزْدَقَانِيِّ. وَتُوُفِّيَ إِلَى رِضْوَانِ اللهِ: عَشِيَّةَ الاثْنَيْنِ، فِي الثَّامنِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقَدِ اسْتَوْفَيْتُ سِيْرَتَهُ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ".

ابن القبيطي

5444- ابن القبيطي 1: الإِمَامُ الصَّدُوْقُ أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بن حمزة بن فارس، ابن القُبَّيْطِيِّ البَغْدَادِيُّ، الكَاتِبُ، أَخُو حَمْزَةَ. وُلِدَ سَنَةَ 528، وَسَمِعَ الحُسَيْن سِبْط الخَيَّاط، وَأَخَاهُ الإِمَام أَبَا مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ ابْنِ السَّلاَّلِ، وَعَلِيّ ابْن الصَّبَّاغِ، وَأَبَا سَعْد ابْن البَغْدَادِيّ، وَالأُرْمَوِيّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً، وَتَفَرَّد، وَحَدَّثَ بِالكَثِيْرِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْت عَلَيْهِ كَثِيْراً، وَكَانَ صَدُوْقاً، مَرضيّاً، حُفَظَةً لِلْحِكَايَات وَالأَشعَار. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سنة تسع وست مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 207"، وشذرات الذهب "5/ 38" ووقع عنده [ابن القسطي] بالسين المهملة بدل [ابن القبيطي] .

ابن كامل، المعبر

ابن كامل، المعبر: 5445- ابن كامل 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الفَقِيْهُ المُعَمَّرُ أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ كَامِلٍ البَغْدَادِيُّ، الوَكِيْلُ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَأَبِي غَالِبٍ ابْنِ البَنَّاءِ، وَأَبِي القَاسِمِ هِبَة اللهِ بن عَبْدِ اللهِ الشُّرُوْطِيّ، وَبدر الشِّيْحِيّ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ بن خَيْرُوْنَ. وَلَهُ إِجَازَة ابْن الحُصَيْن. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْن الدُّبَيْثِيِّ، والضياء، واليلداني، والنجيب الحراني، وَأَخُوْهُ العِزّ عَبْد العَزِيْزِ، وَجَمَاعَةٌ. وَأَجَاز: لابْنِ شَيْبَان، وَالفَخْر عَلِيّ، وَالكَمَال ابْن المُكَبِّر. وَكَانَ بَصِيْراً بِالحكوَمَاتَ، صَاحِب قبُول وَشُهرَة بِذَلِكَ. مَاتَ فِي خَامِس رَجَب، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ. 5446- المعبر 2: الشَّيْخُ العَالِمُ المُسْنِدُ أَبُو العَبَّاسِ الخَضِرُ بنُ كَامِلِ بنِ سَالِمِ بنِ سُبَيْعٍ الدِّمَشْقِيُّ، السَّرُوْجِيُّ، الدَّلاَلُ، المُعَبِّرُ. سَمِعَ مِنَ: الفَقِيْهِ نَصْرِ اللهِ المَصِّيْصِيِّ، وَأَبِي الدُّرّ يَاقُوْت الرُّوْمِيّ، وَبِبَغْدَادَ، مِنَ: الحسين بن علي بن سِبْط الخَيَّاط. وَرَوَى الكَثِيْر. حَدَّثَ عَنْهُ: الضِّيَاء، وَابْن خَلِيْلٍ، وَالزّكيَّان: البِرْزَالِيّ وَالمُنْذِرِيّ، وَالقُوْصِيّ، وَاليَلْدَانِيّ، وَالفَخْر عَلِيّ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وست مائة، وهو في عشر التسعين.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 202"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 30". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 205"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 33".

القصري، يونس بن يحيى

القصري، يونس بن يحيى: 5447- القصري: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ العَارِفُ القُدْوَةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أبو محمد عَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ مُوْسَى بنِ عَبْدِ الجَلِيْلِ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيّ، الأَنْدَلُسِيّ، القُرْطُبِيّ، المَشْهُوْرُ بِالقَصْرِيِّ؛ لِنُزولِه بقَصْر عَبْد الكَرِيْمِ، وَهُوَ قَصْر كتَامَة؛ بلد بِالمَغْرِبِ الأَقْصَى. رَوَى المُوَطَّأ عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ حُنَيْنٍ صَاحِب ابْن الطّلاع، وَصَحِبَ بِالقَصْر أبا الحَسَن بن غَالِبٍ الزَّاهِد وَلاَزمه، وَسَاد فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ، وَكَانَ مُنْقَطِع القَرِيْنِ. صَنّف "التَّفْسِيْر" وَ"شرح الأَسْمَاء الحُسْنَى"، وَكِتَاب "شُعب الإِيْمَان". وَكَلاَمه فِي الحَقَائِق رفِيع، بَدِيْع، مَنُوط بِالأَثر فِي أَكْثَر أَموره، وَرُبَّمَا قَالَ أَشيَاء باجْتِهَاده وَذوقه، وَاللهِ يغْفر لَهُ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ الزُّبَيْرِ: كَلاَمه فِي طرِيقَة التَّصَوُّف سهل مُحَرَّر مَضْبُوْط بِظَاهِرِ الكِتَاب وَالسّنَّة، وَلَهُ مشَاركَة فِي عُلُوْم وَتَصرّف فِي العَرَبِيَّة، خُتِم بِهِ التَّصَوُّف بِالمَغْرِبِ وَرُزقَ مِنْ عَلِيِّ الصِّيتِ وَالذِّكر الجَمِيْل مَا لَمْ يُرْزَق كَبِيْر أَحَد. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ الغَافِقِيّ، وَغَيْرهُمَا. قَالَ: وَتُوُفِّيَ بِسبتَة، فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّ مائَةٍ. 5448- يُوْنُسُ بنُ يَحْيَى 1: الهَاشِمِيُّ الأَزَجِيُّ القَصَّارُ المُجَاوِرُ. سَمِعَ الأُرْمَوِيَّ، وَابْن الطَّلاَّيَةِ، وابن ناصر، وعدة. وروى بأماكن. حَدَّثَ عَنْهُ: البِرْزَالِيّ، وَابْن خَلِيْلٍ، وَالضِّيَاء مُحَمَّد، وَالتَّاج ابْن القَسْطَلانِيِّ، وَيَعْقُوْب بن أَبِي بَكْرٍ الطَّبَرِيّ. تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ، سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 36".

ابن عات، ربيعة بن الحسن

ابن عات، ربيعة بن الحسن: 5449- ابن عات 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ القُدْوَةُ الزَّاهِدُ أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ عَاتٍ النَّفْزِيُّ، الشَّاطِبِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ: أَبَاهُ العَلاَّمَة أَبَا مُحَمَّدٍ، وَأَبَا الحَسَنِ بنِ هُذَيْلٍ، وَالحَافِظ عُلَيْم بن عَبْدِ العَزِيْزِ، وَالحَافِظ أَبَا طَاهِرٍ السِّلَفِيّ بِالثَّغْرِ، وَأَبَا الطَّاهِر بن عَوْف، وَعَاشر بن مُحَمَّدٍ، وَعِدَّة. وَكَانَ مِنْ بَقَايَا الحُفَّاظ المُكْثِرِيْنَ. كَانَ الحَافِظ عَلِيّ بن المُفَضَّلِ يذكرهُ بكثرة الحفظ والميل إلى تحصيل المعارف. قَالَ الأَبَّارُ: كَانَ أَحَدَ الحُفَّاظِ، يَسْرُدُ المتُوْنَ، وَيَحْفَظُ الأَسَانِيْدَ عَنْ ظَهْرِ قَلْب، لاَ يخلّ مِنْهَا بِشَيْءٍ مَوْصُوَفاً بِالدّرَايَة وَالرِّوَايَة، غَالِباً عَلَيْهِ الوَرَع وَالزُّهْد، يَلْبَس الْخشن، وَيَأْكُل الجَشِب2، وَرُبَّمَا أَذّن فِي المَسَاجِدِ، لَهُ تَصَانِيْف دَالَّة عَلَى سعَة حَفِظه مَعَ حظّ مِنَ النّظم وَالنَّثْر. أَجَاز لِي، وَحدّثونَا عَنْهُ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ غَازِياً، فَشهد وَقْعَة العِقَاب الَّتِي أَفضت إِلَى خرَاب الأَنْدَلُس بِالدَّائِرَة عَلَى المُسْلِمِيْنَ فِيْهَا، فَعُدم أَبُو عُمَرَ فِي صَفَرٍ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: رَبِيْعَة اليَمَنِيّ المُحَدِّث، وَأَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ المُعَزّمِ، وَشَيْخ النَّحْو أَبُو الحَسَنِ بنُ خَرُوْف الإِشْبِيْلِيّ، وَأَبُو الفَرَجِ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ ابْن القُبَّيْطِيّ، وَالقُدْوَة مَحْمُوْد بن عُثْمَانَ النَّعَّال. 5450- رَبِيْعَةُ بنُ الحسن 3: ابن علي بن عبد الله بن يحيى، الإِمَامُ الفَقِيْهُ الأَوْحَدُ المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ الثِّقَةُ، أَبُو نِزَار الحَضْرَمِيُّ، اليَمَنِيُّ، الصَّنْعَانِيُّ، الذِّمارِيُّ، الشَّافِعِيُّ. مَوْلِدُهُ في سنة خمس وعشرين وخمس مائة. تَفقّه بظفَار عَلَى الفَقِيْه مُحَمَّد بن حَمَّادٍ، وغيره.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1118"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 36، 37"، ووقع عنده [النقرى] بضم النون والقاف بدلا من [النفزى] بالنون والفاء الموحدة الفوقية. 2 الجشب: هو الغليظ الخشن من الطعام. وقيل غير المأدوم. وكل بشع الطعام جشب. 3 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1120"، والنجوم الزاهرة "6/ 207"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 37".

وَركب البَحْر إِلَى كيش وَالبَصْرَة، وَارْتَحَلَ إِلَى أَصْبَهَانَ، فَأَقَامَ بِهَا مُدَّة، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي السعادات الفقه. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي المُطَهَّر القَاسِم بن الفَضْلِ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَرَجَاء بن حَامِد، وَإِسْمَاعِيْل بن شَهْرَيَار، وَعَبْد اللهِ بن عَلِيٍّ الطَّامِذِيّ، وَمُحَمَّد بن سَهْلٍ المُقْرِئ، وَعَبْد الجَبَّارِ بن مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي ذَرٍّ الصَّالحَانِيُّ، وَهِبَة اللهِ بن حَنَّةَ، وَمَعْمَر بن الفَاخِرِ، وَعِدَّة. وَبِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ ابْنِ الخَشَّابِ، وَشُهْدَة، وَبِالثَّغْر مِنَ: السِّلَفِيّ، وَبِمَكَّةَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ المُبَارَك بن الطَّبَّاخِ. وَحَدَّثَ بِدِمَشْقَ وَبِمِصْرَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الضِّيَاء، وَابْن خَلِيْلٍ، وَالبِرْزَالِيّ، وَالمُنْذِرِيّ، وَالشِّهَاب القُوْصِيّ، وَالتَّقِيّ اليَلْدَانِيّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ النُّشبِيّ، وَجَمَاعَة. قَالَ المُنْذِرِيّ: كَانَتْ أُصُوْله أَكْثَرهَا بِاليَمَنِ، وَهُوَ أَحَد مَنْ يَفهَم هَذَا الشَّأْن مِمَّنْ لَقِيْتُهُ، وَكَانَ عَارِفاً بِاللُّغَةِ مَعْرِفَة حَسَنَة، كَثِيْر التِلاَوَة، كَثِيْر التّعبد وَالانْفِرَاد. وَقَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: كان أبو نزار إمامًا عالمًا ثِقَةً أَديباً شَاعِراً حَسَن الخطّ ذَا دين وَورع. مَوْلِدُهُ بِشِبَامَ مِنْ قُرَى حضَرموت. مَاتَ فِي ثَانِيَ عَشَرَ جُمَادَى الآخِرَة سَنَة تِسْعٍ وست مائة. وَقَالَ القُوْصِيّ: أَنْشَدَنَا أَبُو نِزَار لِنَفْسِهِ: بِبَيْتِ لِهْيَا بِسَاتِيْنٌ مُزَخْرَفَةٌ ... كَأَنَّهَا سُرِقَتْ مِنْ دَارِ رِضْوَانِ أَجْرَتْ جَدَاوِلُهُ ذَوْبَ اللُّجينِ عَلَى ... حَصَىً مِنَ الدُّرِّ مخلُوْطٍ بِعِقْيَانِ وَالطَّيرُ تَهتِفُ فِي الأَغصَانِ صَادحَةً ... كضَارِبَاتِ مَزَامِيْرٍ وَعِيدَانِ وَبَعْدَ هَذَا لِسَانُ الحَالِ قَائِلَةٌ: ... مَا أَطْيَبَ العَيشَ فِي أَمْنٍ وَإِيْمَانِ وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي نِزَار بِالإِجَازَةِ: أحمد بن سلامة، والفخر علي.

الحصار، زاهر بن رستم

الحصار، زاهر بن رستم: 5451- الحصار 1: الإمام المقرئ الوَقْتِ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى بنِ عَوْنِ اللهِ الدَّانِيُّ، ثُمَّ المُرْسِيُّ، الحَصَّارُ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ. وَذَكَرَ أَنَّهُ تَلاَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ. وَرَحَلَ، فَتلاَ بِالسَّبْع عَلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ هُذَيْلٍ، وَسَمِعَ مِنْهُ الكَثِيْر، وَمِنِ ابْنِ النِّعمَة، وَابْن سعَادَة. تَلاَ عَلَيْهِ مُحَمَّد بن جوبر، وَالعَلَمُ أَبُو القَاسِمِ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ مُشِليُوْن، وَعِدَّة. مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَة تسع وست مائة. لَيَّنَهُ أَبُو الرَّبِيْعِ الكَلاَعِيُّ. وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: سَمِعَ فِي صغره مِنْ أَبِي الوَلِيْدِ ابْنِ الدَّبَّاغِ، وَجَمَعَ السَّبْع عَلَى ابْنِ سَعِيْد. وَقَالَ الأَبَّارُ: لَمْ يَكُنْ أَحَد يُدَانِيه فِي الضَّبْط وَالتّجويد، أَخَذَ عَنْهُ الآبَاء وَالأَبْنَاء، اضْطَرَب بِأَخَرَةٍ، فَأَسند عَنْ جَمَاعَةٍ أَدْركهُم، وَكَانَ بَعْض شُيُوْخنَا يُنكر عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ مُشِليُوْن: كَانَ الحَصَّارُ يَنسخ "التَّيْسِيْر" فِي أُسْبُوْع، وَيَقتَات بِثمنِهِ، وَكَانَ وَرِعاً. قُلْتُ: أَكْثَر عَنْهُ الأَبَّار، وَقوَّاهُ، لَكنّه مَا سَمَّى فِي شُيُوْخه ابْنَ سَعِيْدٍ الدَّانِيّ. 5452- زاهر بن رستم 2: ابن أبي الرجاء، الإِمَامُ العَالِمُ المُفْتِي المُقْرِئُ المُجَوِّدُ القُدْوَةُ أَبُو شُجَاعٍ الأَصْبَهَانِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الصُّوْفِيُّ، المُجَاوِرُ، إِمَامُ المَقَامِ. تَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ سِبْط الخَيَّاط، وَعَلَى أَبِي الكَرَمِ صَاحِب "المِصْبَاح". وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَضْلِ الأُرْمَوِيِّ، وَأَبِي الفَتْحِ الكَرُوْخِيّ، وَأَبِي غَالِبٍ مُحَمَّد ابْن الدَّايَةِ، وَسِبْط الخَيَّاط، وَطَائِفَة. وَتَفَقَّهَ، وَصَحِبَ الزُّهَّاد، وَجَاور مُدَّة، ثُمَّ انْقَطَع وَعجز. قَالَ ابْنُ نُقْطَة: ثِقَة، صَحِيْح الأَخْذِ لِلْقِرَاءات وَالحَدِيْث. قَالَ الزَّكِيّ المُنْذِرِيّ: لَمْ يَتفق لِي السَّمَاع مِنْهُ، وَأَجَاز لِي، وَتُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّ مائة. قلت: حدث عنه ابن الدبيثي، وابن خَلِيْلٍ، وَالبِرْزَالِيّ، وَالضِّيَاء مُحَمَّد، وَالنَّجِيْب عَبْد اللَّطِيْفِ، وابن القسطلاني التاج، وآخرون.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1390"، والنجوم الزاهرة "6/ 207"، وشذرات الذهب "5/ 36". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1390"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 207"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 37".

ابن نوح، صاحب الروم، ابن شنيف

ابن نوح، صاحب الروم، ابن شنيف: 5453- ابن نوح 1: الإِمَامُ شَيْخُ القُرَّاءِ القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْب بنِ نُوْحٍ الغَافِقِيُّ، البَلَنْسِيُّ. تَلاَ عَلَى: ابْنِ هذِيل. وَسَمِعَ مِنْ جَمَاعَة، وَتَفَقَّهَ بِابْنِ عِقَال، وَحفظ "المُدَوَّنَة"، وَأَخَذَ النَّحْو عَنِ: ابْنِ النِّعمَة. وَأَجَاز لَهُ أَبُو مَرْوَانَ بنُ قُزْمَانَ، وَالسِّلَفِيّ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّة، خطب ببلنسية، وكان ذا دعابة. تَلاَ عَلَيْهِ بِالسَّبْع: أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبَّارُ، وَعَلَم الدِّيْنِ اللورقِيّ، وَطَائِفَة. مَاتَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ ثَمَانٌ وَسَبْعُوْنَ سنة، وكان صاحب فنون. 5454- صاحب الروم: السُّلْطَانُ غِيَاثُ الدِّيْنِ كيخسرو بنِ قِلْج رسلاَنَ السَّلْجُوْقِيُّ، قَتله ملك الأَشكرِيِّ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، فَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنه كيكَاوس. وَكَانَتْ أَيَّام كيخسرو تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَبعد أَرْبَع سِنِيْنَ، أَسرت التُّرُكْمَان ملك الأشكرِي، وَأَتَوا بِهِ إِلَى كيخسرو، فَأَرَادَ قَتله، فَبذل فِي نَفْسِهِ أَمْوَالاً وقلاعًا لم يملكا المسلمون قط فقبل ذلك. 5455- ابن شنيف 2: الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّادِقُ الخَيِّرُ المُسْنِدُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ سَعِيْدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ شنيف بن محمد الدارقزي، الأمين. وُلِدَ سَنَةَ 525. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَمِنْ هِبَة اللهِ ابْن الطَّبَرِ، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ، وَإِسْمَاعِيْل ابْن السَّمَرْقَنْدِيّ، وَعَبْد المَلِكِ بن عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زُرَيْقٍ، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْن دبيثي، وَابْن النَّجَّارِ، وَالضِّيَاء، وَالنَّجِيْب الحَرَّانِيّ، وَالخَطِيْب شرف بن قَارُوْنَ الهَاشِمِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَأَجَاز لِلْفخر عَلِيّ، وَللكمَال الفُوَيْرِه. وَكَانَ أَمِيناً لِلْقُضَاةِ بِمحلّته وَمَا يَلِيهَا هُوَ وَأَبُوْهُ، وَكَانَ مِنْ صلحَاء الحَنَابِلَة. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: كَانَ ثِقَةً مِنْ بَيْت حَدِيْث، أَخذتُ عَنْهُ، وَنِعْمَ الشَّيْخ كَانَ، تُوُفِّيَ فِي ثَالِثَ عَشَرَ المُحَرَّمِ، سَنَةَ عَشْرٍ وَسِتِّ مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 204، 205"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 34". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1395"، وشذرات الذهب "5/ 42".

ابن المعزم، العاقولي، ابن مندويه

ابن المعزم، العاقولي، ابن مندويه: 5456- ابن المعزم 1: الفقيه أبو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ أَبِي زَيْدٍ بنِ المُعَزِّمِ الهَمَذَانِيُّ. سَمِعَ: أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي عَلِيٍّ، وَالبَدِيْع أَحْمَد بن سَعْدٍ العِجْلِيّ، وَهِبَة اللهِ ابْن أُخْت الطَّوِيْل، وَعِدَّة. وَانْفَرَدَ عَنِ العِجْلِيّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ نُقْطَة، وَالرَّفِيع الهَمَذَانِيّ، وَالشَّرَف المُرْسِيّ، وَالصَّدْر البكري، وعدة. توفي سنة ثمان وست مائة. 5457- العاقولي 2: الإِمَامُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَبِي البَقَاءِ العَاقُوْلِيُّ، البَغْدَادِيُّ. تَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى أَبِي الكَرَمِ الشَّهْرُزُوْرِيّ، وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ، وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي مَنْصُوْرٍ القَزَّاز، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ بن خَيْرُوْنَ، وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: ابْن خَلِيْلٍ، وَالضِّيَاء، وَالنَّجِيْب، وَابْن عَبْدِ الدَّائِمِ، وَغَيْرهُم. مَاتَ يَوْم التّرويَة، سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ. 5458- ابن مندويه 3: الشَّيْخُ الإِمَامُ شَيْخُ القُرَّاءِ، بَقِيَّة السَّلَفِ، أَبُو مسعود عبد الجليل بن أَبِي غَالِبٍ بنِ أَبِي المَعَالِي بنِ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ مَنْدَوَيْه الأَصْبَهَانِيُّ، السَّريجَانِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ فِي كبره مِنْ: نَصْر بن المُظَفَّر، وَمِنْ أَبِي الوَقْت السِّجْزِيّ. وَحَدَّثَ "بِالصَّحِيْحِ" وَبأَجزَاءٍ عَالِيَةٍ بِدِمَشْقَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الزَّكِيَّانِ؛ البِرْزَالِيُّ وَالمُنْذِرِيُّ، وَابْنُ خليل، والضياء، واليلداني،

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1390"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 37". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 205"، وشذرات الذهب "5/ 32". 3 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 209"، وشذرات الذهب "5/ 42".

وَالقُوْصِيّ، وَالمُحْيِي بن عَصْرُوْنَ، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ عَلاَّنَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ المِزِّيّ، وَعَلِيّ بن أَبِي بَكْرٍ بنِ صَصْرَى، وَالفَخْر عَلِيّ وَبِالإِجَازَةِ: أَبُو حَفْصٍ ابْن القَوَّاس. قَالَ ابْنُ نُقْطَة: ثِقَة صَالِحٌ، صَحِيْح السَّمَاع، سَمِعْتُ مِنْهُ بِدِمَشْقَ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الجُمُعَةِ سَابِعَ عَشَرَ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ عَشْرٍ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: مَا علمت عَلَى مَنْ قرَأَ، وَكَانَ يَدْرِي القِرَاءات. وَبَعْضُهُم قيّد السُّرِيْجَانِيّ بِضم السّين، وَكسر الرَّاء، وَنُوْنَ سَاكنَة، فَاللهُ أَعْلَم. وَفِيْهَا مَاتَ: تَاجُ الأُمَنَاءِ أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَسَاكِرَ، وَخَطِيْبُ قُرْطُبَة أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الحِمْيَرِيّ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ، والفخر إسماعيل بن علي الزجي الحَنْبَلِيّ المُتَكَلِّم المُصَنِّف غُلاَم ابْن المنِّيّ، وَزَيْنَب بِنْت إِبْرَاهِيْم القَيْسِيَّة زَوْجَة الدَّوْلَعِيّ، وَالوَزِيْر مُعِزّ الدين سَعِيْد بن حَدِيْدَةَ الأَنْصَارِيّ البَغْدَادِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ هَبَل الطَّبِيْب مُهَذَّب الدين.

عين الشمس

5459- عَيْنُ الشَّمْسِ 1: بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الفَرَجِ، أُمُّ النُّوْرِ الثَّقَفِيَّةُ. الأَصْبَهَانِيَّةُ، مُسْنِدَةُ وَقْتِهَا. سَمِعَتْ حُضُوْراً فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الإِخْشِيْذِ، وَسَمِعَتْ "جُزْءَ أَبِي الشَّيْخِ" مِنْ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي ذَرٍّ الصَّالحَانِيُّ، وَتَفرّدت فِي الدُّنْيَا عَنْهُمَا. وَكَانَتْ صَالِحَة، عفِيفَة، مِنْ بَيْت الرِّوَايَة وَالإِسْنَاد. حَدَّثَ عَنْهَا: الضِّيَاء مُحَمَّد، وَالزَّكِيّ البِرْزَالِيّ، وَالتَّقِيّ ابْن العِزّ، وَعِدَّة. وَبِالإِجَازَةِ: الشَّمْس عَبْد الوَاسِع الأَبْهَرِيّ، وَالفَخْر عَلِيّ، وَالشَّمْس ابْن الزَّيْنِ، وَطَائِفَة، وَعَاشَتْ تِسْعِيْنَ عَاماً. تُوُفِّيَت فِي نِصْفِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ عَشْرٍ وَسِتِّ مائَةٍ. أَنْبَأَنِي عَبْدُ الوَاسِعِ، عَنْ عَيْنِ الشَّمْسِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ أَبِي ذَرٍّ سَنَةَ 526، أَخْبَرْنَا ابْنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ القَبَّابُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ هَارُوْنَ الأَشْعَرِيّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ القَادِسِيّ بِعُكْبَرَا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَمَّادٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بنِ سُلَيْمَانَ، بِخَبَرٍ مَوْضُوْعٍ. وَمِنْ سَمَاعهَا عَلَى ابْنِ أَبِي ذَرٍّ كِتَاب "الدِّيَاتِ" لابْنِ أَبِي عاصم، وَ"التَّوبَة"، وَ"عَوَالِي القَبَّابِ"، وَ"أَحَادِيْث بَكْر بن بَكَّارٍ"، وَ"جُزْء أَبِي الزُّبَيْرِ عن غير جابر"، وأشياء.

_ 1 ترجمتها في النجوم الزاهرة "6/ 209"، وشذرات الذهب "5/ 42".

ابن نغوبا، التجيبي

ابن نغوبا، التجيبي: 5460- ابن نغوبا: الشَّيْخُ أَبُو المُظَفَّرِ عَلِيُّ بنُ عَلِيِّ بنِ المُبَارَكِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ نَغُوْبَا الوَاسِطِيُّ، مِنْ أَوْلاَدِ المَشَايِخِ. سَمِعَ: نَصْر اللهِ بن الجَلَخْت، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ الجُلاَّبِيّ، وَبِبَغْدَادَ مِنَ الأُرْمَوِيّ، وَعَبْد البَاقِي بن أَحْمَدَ ابْنِ النَّرْسِيّ، وَجَمَاعَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: حَدَّثَنَا، وَكَانَ صَدُوْقاً مِنَ المُعَدَّلِيْنَ بِوَاسِطَ، مَاتَ بِهَا فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ: ابْنُ المُفَضَّلِ الحَافِظ، وَابْن الأَخْضَرِ الحَافِظ، وَمُحَمَّد بن مَعَالِي بن غَنِيْمَةَ الحَنْبَلِيّ، وعبد اللطيف الخوارزمي وآخرون. 5461- التجيبي: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ الحَافِظُ المُحَدِّثُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سليمان التجيبي، المرسي، محدث تلمسان. أَخَذَ القِرَاءات وَجَوَّدَهَا عَنْ: أَبِي أَحْمَدَ بنِ مُعْطٍ المُرْسِيّ، وَأَبِي الحَجَّاجِ الثَّغْرِيّ، وَابْن الفَرَسِ، وَحَجَّ، وَطَوَّل الغَيْبَةَ، وَأَكْثَر عَنْ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَكَتَبَ عَنْ مائَةٍ وَثَلاَثِيْنَ نَفْساً، وَعَمِلَ "المُعْجَم"، وَكَانَ يَقُوْلُ: دَعَا لِي السِّلَفِيُّ بِطُولِ العُمُرِ، وَقَالَ لِي: تَكُوْنُ مُحَدِّثَ المَغْرِبِ، إِنْ شَاءَ اللهُ. وَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ: عَلِيِّ بنِ عمار "صحيح البخاري"، وسمع بجاية مِنْ عَبْدِ الحَقِّ الحَافِظِ. ارْتَحَلَ إِلَيْهِ الطَّلَبَةُ، وَأَكْثَرُوا عَنْهُ. قَالَ الأَبَّارُ: كَانَ عَدْلاً، خَيِّراً، حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ، ضَابطاً، وَغَيْرُهُ أَضْبَطُ مِنْهُ، رَوَى عَنْهُ أَكَابِر أَصْحَابنَا وَبَعْض شُيُوْخنَا لِعُلُوِّ إِسْنَادِهِ وَعَدَالَتِهِ، وَأَجَاز لِي، وَأَلَّفَ "أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً فِي الموَاعِظ"، وَ"أَرْبَعِيْنَ فِي الفَقْر وَفضله"، وَ"أَرْبَعِيْنَ فِي الْحبّ للهِ"، وَ"أَرْبَعِيْنَ فِي الصَّلاَةِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، وَتَصَانِيْفَ أُخَرَ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ عَشْرٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ سبعين سنة.

ابن خروف، تاج الأمناء، أبو جعفر ابن يحيى

ابن خروف، تاج الأمناء، أبو جعفر ابن يحيى: 5462- ابن خروف: إمام النحو أبو الحسن عل بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ خَرُوْفٍ الإِشْبِيْلِيُّ، مُصَنِّفُ "شَرْحِ سِيْبَوَيْه" وَغَيْر ذَلِكَ. تَخَرَّجَ عَلَى ابْنِ طَاهِرٍ الخِدَبّ، وَتَصَدَّرَ لِلإِفَادَة. مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقِيْلَ: سَنَةَ تِسْعٍ. وَهُوَ مِنْ نُظَرَاءِ الجُزُوْلِيِّ، كَبِرَ، وَأَسَنَّ. 5463- تَاجُ الأُمَنَاءِ 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبَةِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ. رَوَى عَنْ: عَمَّيْهِ؛ الصَّائِنِ وَالحَافِظِ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ البن، ونصر ابن مُقَاتِل، وَأَبِي العشَائِر الكُرْدِيّ، وَأَبِي المُظَفَّرِ الفَلَكِيّ، وَأَبِي المَكَارِمِ بن هِلاَلٍ، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ مَشْيَخَةً، وَكَانَ عَالِماً، جَلِيْلاً، وَلِي مَنَاصِبَ كِبَاراً. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ؛ العِزّ النَّسَّابَة، وَالضِّيَاء، وَابْن خَلِيْلٍ، والقوصي، وَالمُسَلَّم بن عَلاَّنَ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ عَشْرٍ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ ثَمَان وَسِتِّيْنَ سَنَةً، وَهُوَ جَدُّ شَيْخِنَا أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ الله. 5464- أبو جعفر ابن يحيى: خطيب قرطبة وعالمها أو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَحْيَى الحِمْيَرِيُّ، الكُتَامِيُّ، القُرْطُبِيُّ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ عِشْرِيْنَ. وَرَوَى عَنْ: يُوْنُسَ بنِ مُغِيْثٍ، وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَكِّيٍّ، وَشُرَيحِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ المَازَرِيِّ إِجَازَةً، وَسَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ مَكِّيٍّ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ نَجَاحٍ، وَحَمَلَ السَّبْعَ عَنْ عَيَّاشِ بنِ فَرَجٍ وَغَيْرِهِ، وَتَفَرَّدَ، وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ مُدَّةً، وَكَانَ إِمَاماً فِي العَرَبِيَّةِ وَغَيْرِهَا. رَوَى عَنْهُ ابْنُ مُسْدِيّ بِالإِجَازَةِ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ الوَزْغِيِّ. وَمَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ عَشْرٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ تسعون سنة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 210"، وشذرات الذهب "5/ 40".

المطرزي، غلام ابن المني

المطرزي، غلام ابن المني: 5465- المطرزي 1: شَيْخُ المُعْتَزِلَةِ أَبُو الفَتْحِ نَاصِرُ بنُ عَبْدِ السَّيِّدِ بنِ عَلِيٍّ الخُوَارِزْمِيُّ، الحَنَفِيُّ، النَّحْوِيُّ، صَاحِبُ "المُقَدِّمَةِ اللَّطيفَةِ". كَانَ رَأْساً فِي فُنُوْنِ الأَدبِ، دَاعِيَةً إِلَى الاعتزَالِ. أَخَذَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَالمُوَفَّقِ بنِ أَحْمَدَ خَطِيْبِ خُوَارِزْمَ. وَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ ابن أَبِي سَعْدٍ التَّاجِرِ، وَجَمَاعَةٍ. وَلَهُ عِدَّةُ تَصَانِيْف، مِنْهَا: "شرحُ المَقَامَاتِ". حَملُوا عَنْهُ، وَبَعُدَ صِيتُهُ. وُلِدَ عَامَ تُوُفِّيَ الزَّمَخْشَرِيّ. وَمَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ عَشْرٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَرُثِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِ مائَةِ قصيدَةٍ. 5466- غُلاَمُ ابْنِ المَنِّيِّ 2: العَلاَّمَةُ الأُصُوْلِيُّ الفَيْلَسُوْفُ فَخْرُ الدِّيْنِ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ علي بن الحسين الأَزَجِيُّ، المَأْمُوْنِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، صَاحِبُ العَلاَّمَةِ نَاصِحِ الإِسْلاَمِ، ابْن المَنِّيِّ. مَوْلِدُهُ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَتَفَقَّهَ عَلَى ابْنِ المَنِّيِّ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَسَمِعَ "مَشْيَخَةَ شُهْدَةَ" مِنْهَا، وَسَمِعَ مِنْ لاَحِقِ بنِ كَارِهٍ، وَأَشغلَ بِمسجدِ المَأْمُوْنِيَّةِ بَعْدَ شَيْخِهِ، وَكَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ بِجَامِعِ القَصْرِ، لِلنَّظَرِ، وَكَانَ يَتوَقَّدُ ذكَاءً. لَهُ تَصَانِيْفُ فِي المَعْقُوْلِ، وَتعليقَةٌ فِي الخلاَفِ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ، وَرُتِّبَ ناظرًا في ديوان المطيق، فَذُمَّتْ سِيرتُهُ، فَعُزِلَ، وَبَقِيَ محبوساً مُدَّةً، وَأُخْرِجَ، وَتَمرَّضَ أَشْهُراً. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: برَعَ الفَخْرُ إِسْمَاعِيْلُ فِي المَذْهَبِ وَالأَصْلينِ وَالخلاَفِ، وَكَانَ حَسَنَ العبَارَةِ، مقتدراً عَلَى ردِّ الخُصُوْمِ، كَانَتِ الطَّوَائِفُ مجمعَةً عَلَى فَضلِهِ وَعلمِهِ ... ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ فِي دِيْنِهِ بِذَاكَ، حَكَى لِي ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ فِي معرِضِ المدحِ لَهُ: أَنَّهُ قرَأَ المنطقَ وَالفَلْسَفَةَ عَلَى ابْنِ مرقشٍ النَّصْرَانِيِّ، فَكَانَ يَتردَّدُ إِلَى البَيْعَةِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْتُ منْ أَثقُ بِهِ أَنَّ الفَخْرَ صَنَّفَ كِتَاباً سَمَّاهُ "نوَامِيسُ الأَنْبِيَاءِ"، يذكرُ فِيْهِ أَنَّهُم كَانُوا حُكمَاءَ كهُرمسَ وَأَرِسْطُو، فَسَأَلتُ بَعْضَ تلامذته الخصيصين عَنْ ذَلِكَ فَمَا أَنْكَرَهُ، وَقَالَ: كَانَ مُتَسَمِّحاً في دِيْنِهِ، متلاعباً بِهِ، وَلَمَّا ظهرَتِ الإِجَازَةُ لِلنَّاصِرِ لِدِيْنِ اللهِ، كتبَ ضَرَاعَةً يَسْأَلُ فِيْهَا أَنْ يُجَازَ، فَوَقَّعَ النَّاصِرُ فِيْهَا: لاَ يَصلُحُ لِلرِّوَايَةِ، فَطَالَ مَا كَانَتِ السّعَايَاتُ بِالنَّاسِ تَصَدُرُ مِنْهُ إِلَيْنَا. ثُمَّ شُفِعَ فِيْهِ، فَأُجِيْزَ لَهُ، وَكَانَ دَائِماً يَقعُ فِي رُوَاةِ الحَدِيْثِ، وَيَقُوْلُ: هُم جُهَّالٌ لاَ يَعرفُوْنَ العُلُوْمَ العَقليَّةَ، وَلاَ معَانِي الحَدِيْثِ الحَقِيْقيَّةِ، بَلْ هُم مَعَ اللَّفْظِ الظَّاهِرِ، سَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ، وَلاَ كلمته، مَاتَ فِي ثَامنِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ عَشْرٍ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: أَخَذَ عَنْهُ الشَّيْخُ مَجْدُ الدين ابن تيمية.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "5/ ترجمته 758". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 210"، وشذرات الذهب "5/ 40، 41".

ابن جرج، ابن الأخضر

ابن جرج، ابن الأخضر: 5467- ابن جرج: المُعَمَّرُ المُسْنِدُ أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي المطرف ابن سَعِيْدِ بنِ جرجٍ القُرْطُبِيُّ، الَّذِي سَمِعَ "مصَنَّفَ النَّسَائِيَّ" مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ البِطْرَوْجِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الطَّيْلَسَانِ، وَأَجَازَ لابْنِ مَسْدِيّ، وَعَاشَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. مَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّسَائِيِّ أَرْبَعَةُ أنفس. 5468- ابن الأخضر 1: الإِمَامُ العَالِمُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ المُعَمَّرُ مُفِيْدُ العِرَاقِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي نَصْرٍ مَحْمُوْدِ بنِ المُبَارَكِ بنِ مَحْمُوْدٍ الجُنَابَذِيُّ الأَصْلِ، البَغْدَادِيُّ، التَّاجِرُ، البَزَّازُ، ابْنُ الأَخْضَرِ. وُلِدَ سَنَةَ 524، وَسَمِعَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ. سَمِعَ: القَاضِي أَبَا بَكْرٍ، وَأَبَا القَاسِمِ ابْنَ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَيَحْيَى ابْنَ الطّرَاحِ، وَعَبْدَ الجَبَّارِ بنَ تَوبَةَ، وَعَبْدَ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيَّ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ بنَ خَيْرُوْنَ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَبَا سَعْدٍ ابْنَ البَغْدَادِيِّ، وَأَبَا الفَضْلِ الأُرْمَوِيَّ، وَأَبَا الفَضْلِ بنَ نَاصِرٍ، وَابْنَ البَطِّيِّ. وَصَنَّفَ وَجَمَعَ وَكَتَبَ عَنْ أَقرَانِهِ، وَحَدَّثَ نَحْواً مِنْ سِتِّيْنَ عَاماً، وَكَانَ ثِقَةً، فهمًا، خيرًا، دينًا، عفيفًا.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1115"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 211"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 46، 47".

قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: لَمْ أَرَ فِي شُيُوْخِنَا أَوفرَ شُيُوْخاً مِنِ ابْنِ الأَخْضَرِ، وَلاَ أَغزَرَ سماعًا، حدث بجامع القصر سنين كثيرة. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، مَأْمُوْناً، كَثِيْرَ السَّمَاعِ، صَحِيْحَ الأُصُوْلِ، مِنْهُ تَعلَّمْنَا، وَاسْتفدْنَا، وَمَا رَأَينَا مِثْلَهُ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَالبِرْزَالِيُّ وَالضِّيَاءُ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَزَيْنُ الدِّيْنِ خَالِدٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَصْرِ بنِ عبد الرزاق، وعلي بن ميران، والعفيفعلي بنُ عدلاَنَ المَوْصِلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ الدَّارِيُّ الخَلِيْلِيّ، وَالجمَالُ يَحْيَى ابْنُ الصَّيْرَفِيِّ، وَالنَّجِيْبُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ، وَأَخُوْهُ العِزُّ، وَالمِقْدَادُ بنُ أَبِي القَاسِمِ القَيْسِيُّ، وَعَلَمُ الدِّيْنِ أَبُو القَاسِمِ الأَنْدَلُسِيُّ، وَإِسْرَائِيْلُ بنُ أَحْمَدَ القُرَشِيُّ، وَابْنُهُ عَلِيُّ ابْنُ الأَخْضَرِ. وَأَجَازَ لِلْكمَالِ الفُوَيره. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمَّعَهُ أبوه من جماعة، وأول طلبه من بن نَاصِرٍ وَالأُرْمَوِيِّ، وَمَا زَالَ يَسمَعُ حَتَّى قرَأَ عَلَى شُيُوْخِنَا. كتبَ كَثِيْراً لِنَفْسِهِ، وَتورِيقاً لِلنَّاسِ فِي شبَابِهِ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ كَثِيْراً فِي حَلْقَتِهِ، وفي حانوته للبر فِي خَانِ الخَلِيْفَةِ، وَكَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، نبيلاً، مَا رَأَيْتُ فِي شُيُوْخِنَا مِثْلَهُ فِي كَثْرَةِ مَسْمُوْعَاتِهِ، وَحُسْنِ أُصُوْلِهِ، وَحفظِهِ وَإِتقَانِهِ، وَكَانَ أَمِيناً ثخينَ السَّتْرِ، مُتَدَيِّناً ظرِيفاً، مَاتَ فِي سَادسِ شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: أَلَّفَ كِتَاباً فِيْمَنْ حَدَّثَ هُوَ وَابْنُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَكِتَاب "مَنْ حَدَّثَ عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ" مُجَلَّدٌ، وَكِتَاب "مَشْيَخَة" لأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ فِي مجلد، وحدث بذلك.

ابن منينا

5469- ابن منينا 1: الصَّالِح الخَيِّرُ مُسْنِدُ العِرَاقِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العزيز بن معالي بن غنيمة ابن الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ، الأُشْنَانِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ: القَاضِي أَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ آخِرَ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ مَوْتاً بِبَغْدَادَ، وَمِنْ: عَبْدِ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ سِبْطِ الخَيَّاطِ، وَأَبِي البدرِ الكَرخِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ ابن الدُّبَيْثِيُّ، وَقَالَ: كَانَ خَيِّراً، صَحِيْحَ السَّمَاعِ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ البِرْزَالِيُّ، وَالضِّيَاءُ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَالجمَال يَحْيَى ابْنُ الصَّيْرَفِيِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ النَّنِّ، وَعِدَّةٌ. وَبِالإِجَازَةِ الكَمَالُ الفُوَيره، وَطَائِفَةٌ. مَاتَ فِي الثَّامنِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِيْنَ.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1389"، والنجوم الزاهرة "6/ 215"، وشذرات الذهب "5/ 50".

الكندي

5470- الكندي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُفْتِي، شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ، وَشَيْخُ العَرَبِيَّةِ، وَشَيْخُ القِرَاءاتِ، وَمُسْنِدُ الشَّامِ، تَاجُ الدِّيْنِ، أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سَعِيْدِ بنِ عصْمَةَ بنِ حِمْيَرٍ الكِنْدِيُّ، البَغْدَادِيُّ، المُقْرِئُ، النَّحْوِيُّ، اللُّغَوِيُّ، الحَنَفِيُّ. وُلِدَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَحفظَ القُرْآنَ وَهُوَ صَغِيْرٌ مُمَيِّزٌ، وَقرَأَهُ بِالرِّوَايَاتِ العَشْرِ، وَلَهُ عَشْرَةُ أَعْوَامٍ، وَهَذَا شَيْءٌ مَا تَهَيَّأَ لأَحدٍ قَبْلَهُ، ثُمَّ عَاشَ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الإِسْنَادِ فِي القِرَاءاتِ وَالحَدِيْثِ؛ فَتلاَ عَلَى أُسْتَاذِهِ وَمُعَلِّمِهِ أَبِي مُحَمَّدٍ سِبْطِ الخَيَّاطِ، ثُمَّ قرَأَ عَلَى أَقْوَامٍ، فَصَارَ فِي دَرَجَةِ سِبْطِ الخَيَّاطِ فِي بَعْضِ الطُّرُقِ، فَتلاَ بـ "الكفَايَةِ فِي القِرَاءاتِ السِّتِّ" عَلَى المُعَمَّرِ هِبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الطَّبَرِ مِنْ تَلاَمِذَةِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى الخَيَّاطِ، وَتَلاَ بـ "المفتاح" على مُؤلِّفِهِ ابْنِ خَيْرُوْنَ، وَتَلاَ بِالسَّبْعِ عَلَى خَطِيْبِ المُحَوَّلِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبِي الفَضْلِ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ. وَسَمِعَ مِنَ القَاضِي أَبِي بَكْرٍ الأَنْصَارِيِّ، وَابْنِ الطَّبَرِ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ القَزَّازِ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ تَوْبَةَ، وَأَخِيْهِ عَبْدِ الجَبَّارِ، وَإِسْمَاعِيْلَ ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَطَلْحَةَ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَالحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ سِبْطِ الخَيَّاطِ وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ السَّيِّدِ ابْنِ الصَّبَّاغِ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي القَاسِمِ الكَرُوْخِيِّ، وَالمُبَارَكِ بنِ نَغُوْبَا، وَأَبِي القَاسِمِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ اليُوْسُفِيِّ، وَيَحْيَى ابْنِ الطَّرَّاحِ، وَأَبِي الفَتْحِ ابْنِ البَيْضَاوِيِّ، وَعِدَّةٍ. خَرَّجَ لَهُ عَنْهُم مَشْيَخَةً المُحَدِّثُ أَبُو القَاسِمِ عليٌّ حَفِيْدُ ابْنِ عَسَاكِرَ. وَقرَأَ النَّحْوَ عَلَى أَبِي السَّعَادَاتِ ابْنِ الشَّجَرِيِّ، وَسِبْطِ الخَيَّاطِ، وَابْنِ الخَشَّابِ. وأخذ اللغة عن: أبي منصور بن الجَوَالِيْقِيِّ. وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الحديدِ، وَتَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْ غَالِبِ شُيُوْخِهِ، وَأَجَازَ لَهُ عَدَدٌ كَثِيْرٌ، وتردد إلى البلاد، وإلى مصر والشام،

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1402"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 249"، والنجوم الزاهرة "6/ 216"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 54، 55".

يَتَّجِرُ، ثُمَّ اسْتَوْطَنَ دِمَشْقَ، وَرَأَى عِزّاً وَجَاهاً، وَكثُرَتْ أَمْوَالُهُ، وَازدحَمَ عَلَيْهِ الفُضَلاَءُ، وَعُمِّرَ دَهْراً. وَكَانَ حَنْبَليّاً، فَانْتقلَ حَنَفِيّاً، وَبَرَعَ فِي الفِقْهِ، وَفِي النَّحْوِ، وَأَفتَى وَدرَّسَ وَصَنَّفَ، وَلَهُ النَّظْمُ وَالنَّثْرُ، وَكَانَ صَحِيْحَ السَّمَاعِ، ثِقَةً فِي نَقلِهِ، ظرِيفاً، كَيِّساً، ذَا دُعَابَةٍ، وَانطبَاعٍ. قرَأَ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَاتِ عَلَمُ الدِّيْنِ السَّخَاوِيَّ، وَلَمْ يُسنِدْهَا عَنْهُ، وَعَلَمُ الدِّيْنِ القَاسِمُ بنُ أَحْمَدَ الأَنْدَلُسِيُّ، وَكَمَالُ الدِّيْنِ ابْنُ فَارِسٍ، وَعِدَّةٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ، وَالحَافِظُ عَبْدُ القَادِرِ، وَالشَّيْخُ المُوَفَّقُ، وَابْنُ نُقْطَةَ، وَابْنُ الأَنْمَاطِيِّ، وَالضِّيَاءُ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَالزَّيْنُ خَالِدٌ، وَالتَّقِيُّ بنُ أَبِي اليُسْرِ، وَالجمَالُ ابْنُ الصَّيْرَفِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ، وَالقَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ ابْنُ العِمَادِ، وَالشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ بنُ أَبِي عُمَرَ، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ عَلاَّنَ وَمُؤَمِّلُ البَالِسِيُّ، وَالصَّاحِبُ كَمَالُ الدِّيْنِ العَدِيْمِيُّ، وَمُحْيِي الدِّيْنِ عُمَرُ بنُ عَصرُوْنَ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَالشَّمْسُ ابْنُ الكَمَالِ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُؤْمِنٍ، وَيُوْسُفُ ابْنُ المُجَاوِرِ، وَسِتُّ العربِ بِنْتُ يَحْيَى مَوْلاَهُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ ابْن القَوَّاسِ. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ أَبَوَا حَفْصٍ: ابْنُ القَوَّاسِ، وَابْنُ العَقِيمِيِّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: أَسلمَهُ أَبُوْهُ فِي صِغَرِهِ إِلَى سِبْطِ الخَيَّاطِ، فَلقَّنَهُ القُرْآنَ، وَجَوَّدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ حَفَّظَهُ القِرَاءاتِ وَلَهُ عشرُ سِنِيْنَ، قَالَ: وَسَافَرَ عَنْ بَغْدَادَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ، فَأَقَامَ بِهَمَذَانَ سِنِيْنَ يَتَفَقَّهُ عَلَى مَذْهَبِ أَبِي حَنِيْفَةَ عَلَى سَعْدٍ الرَّازِيِّ بِمَدْرَسَةِ السُّلْطَانِ طُغْرل، ثُمَّ إِنَّ أَبَاهُ حَجَّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، فَمَاتَ فِي الطَّرِيْقِ، فَعَادَ أَبُو اليُمْنِ إِلَى بَغْدَادَ، ثُمَّ تَوجَّهَ إِلَى الشَّامِ، وَاسْتَوْزَرَهُ فَرُّوخشَاه ثُمَّ بَعْدَهُ اتَّصَلَ بِأَخِيْهِ تَقِيِّ الدِّيْنِ عُمَرَ، وَاختصَّ بِهِ، وَكثُرَتْ أَمْوَالُهُ، وَكَانَ المَلِكُ المُعَظَّمُ يَقرَأُ عَلَيْهِ الأَدبَ، وَيَقصدُهُ فِي مَنْزِلِهِ وَيُعَظِّمُهُ. قَرَأْتُ عَلَيْهِ كَثِيْراً، وَكَانَ يَصلُنِي بِالنَّفَقَةِ، مَا رَأَيْتُ شَيْخاً أَكملَ مِنْهُ عَقْلاً وَنُبْلاً وَثِقَةً وَصِدقاً وَتَحَقِيْقاً وَرزَانَةً مَعَ دمَاثَةِ أَخلاَقِهِ، وَكَانَ بَهِيّاً وَقُوْراً، أَشْبَهَ بِالوُزَرَاءِ مِنَ العُلَمَاءِ؛ لِجَلاَلَتِهِ وَعُلُوِّ مَنْزِلتِهِ، وَكَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ زَمَانِهِ بِالنَّحْوِ، أَظنُّهُ يَحفظُ "كِتَابَ سِيْبَوَيْه"، مَا دَخَلتُ عَلَيْهِ قَطُّ إلَّا وَهُوَ فِي يَدِهِ يُطَالِعُهُ، وَكَانَ فِي مُجَلَّدٍ وَاحِدٍ رفِيعٍ يَقْرَؤُهُ بِلاَ كُلْفَةٍ، وَقَدْ بلغَ التِّسْعِيْنَ، وَكَانَ قَدْ مُتِّعَ بِسَمْعِهِ وَبصرِهِ قوته، وَكَانَ مليحَ الصُّوْرَةِ، ظرِيفاً، إِذَا تَكَلَّمَ ازدَادَ حَلاَوَةً، وَلَهُ النَّظْمُ وَالنَّثْرُ وَالبَلاغَةُ الكَامِلَةُ. إِلَى أَنْ قَالَ: تُوُفِّيَ وَحَضَرتُ الصَّلاَةَ عَلَيْهِ. قُلْتُ: كَانَ يَرْوِي كُتُباً كِبَاراً مِنْ كُتُبِ العِلْمِ. وَرَوَى عَنْهُ "كِتَابَ سِيْبَوَيْه": عَلَمُ الدِّيْنِ القَاسِمُ. قَالَ أَبُو شَامَةَ: وَردَ مِصْرَ، وَكَانَ أَوحدَ الدَّهْرِ، فَرِيْدَ العصرِ، فَاشتملَ عَلَيْهِ عِزُّ الدِّيْنِ

فَرُّوخشَاه، ثُمَّ ابْنُهُ الأَمجدُ، وَتردَّدَ إِلَيْهِ بِدِمَشْقَ الملكُ الأَفْضَلُ، وَأَخُوْهُ المُحْسِنُ وَابْنُ عَمِّهِ المُعَظَّم. قَالَ ضِيَاءُ الدِّيْنِ ابْنُ أَبِي الحَجَّاجِ الكَاتِبُ عَنِ الكِنْدِيِّ، قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ القَاضِي الفَاضِلِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَرُّوخشَاه فَجرَى ذِكْرُ شَرْحِ بَيْتٍ مِنْ دِيْوَانِ المتنبِّي، فَذَكَرْتُ شَيْئاً فَأَعْجَبَهُ، فَسَأَلَ القَاضِي عَنِّي، فَقَالَ: هَذَا العَلاَّمَةُ تَاجُ الدِّيْنِ الكِنْدِيُّ، فَنهضَ وَأَخَذنِي مَعَهُ، وَدَامَ اتِّصَالِي بِهِ. قَالَ: وَكَانَ المُعَظَّم يَقرَأُ عَلَيْهِ دَائِماً، قرَأَ عَلَيْهِ: "كِتَابَ سِيْبَوَيْه"، فَصّاً وَشرحاً، وَكِتَابَ "الحمَاسَةِ" وَكِتَابَ "الإِيضَاحِ" وَشَيْئاً كَثِيْراً، وَكَانَ يَأْتيه مَاشياً مِنَ القَلْعَةِ إِلَى دربِ العجَمِ، وَالمُجَلَّدُ تَحْتَ إِبِطِهِ. وَنَقَلَ ابْنُ خَلِّكَانَ أَنَّ الكِنْدِيَّ قَالَ: كُنْتُ قَاعِداً عَلَى بَابِ ابْنِ الخَشَّابِ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ الزَّمَخْشَرِيُّ، وَهُوَ يَمْشِي فِي جَاون خشب، سَقَطت رِجْلُهُ مِنَ الثَّلْجِ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: كَانَ الكِنْدِيُّ مُكْرِماً لِلْغربَاءِ، حسن الأخلاق، وكان مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا المُشْتَغِلينَ بِهَا، وَبإِيثَارِ مُجَالَسَةِ أَهْلِهَا، وَكَانَ ثِقَةً فِي الحَدِيْثِ وَالقِرَاءاتِ، سَامَحَهُ اللهُ. وَقَالَ الشَّيْخُ المُوَفَّقُ: كَانَ الكِنْدِيُّ إِمَاماً فِي القِرَاءةِ وَالعَرَبِيَّةِ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الإِسْنَادِ، وَانْتَقَلَ إِلَى مَذْهَبِهِ لأَجْلِ الدُّنْيَا، إلَّا أَنَّهُ كَانَ عَلَى السُّنَّةِ وَصَّى إِلَيَّ بِالصَّلاَةِ عَلَيْهِ، وَالوُقُوْفِ عَلَى دفنِهِ، فَفَعَلتُ. وَقَالَ القِفْطِيُّ: آخرُ مَا كَانَ الكِنْدِيُّ بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ، وَسَكَنَ حَلَبَ مُدَّةً، وَصَحِبَ بِهَا الأَمِيْرَ حسنَ ابْنَ الدَّايَةِ النُّوْرِيَّ وَالِيَهَا. وَكَانَ يَبتَاعُ الخلي مِنَ الملبُوسِ وَيَتَّجِرُ بِهِ إِلَى الرُّوْمِ. ثُمَّ نَزلَ دِمَشْقَ، وَسَافَرَ مَعَ فَرُّوخشَاه إِلَى مِصْرَ، وَاقتنَى مِنْ كُتُبِ خَزَائِنهَا عِنْدَمَا أُبِيعَتْ ... ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ ليِّناً فِي الرِّوَايَةِ، مُعْجَباً بِنَفْسِهِ فِيمَا يذكرهُ وَيَرْوِيْهِ، وَإِذَا نُوظِرَ جَبَهَ بِالقبيحِ، وَلَمْ يَكُنْ موفَّقَ القلَمِ، رَأَيْتُ لَهُ أَشيَاءَ بَارِدَةً، وَاشْتُهِرَ عَنْهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ صحيح العقيدة. قلت: مت علمْنَا إلَّا خَيراً، وَكَانَ يُحبُّ اللهَ وَرَسُوْلَهُ وأهل الخير، وشاهدت له فتيا في القرآن عَلَى خَيْرٍ وَتَقرِيرٍ جَيِّدٍ، لَكنَّهَا تُخَالِفُ طرِيقَةَ أَبِي الحَسَنِ، فَلَعَلَّ القِفْطِيّ قصدَ أَنَّهُ حَنْبَلِيُّ العَقْدِ، وَهَذَا شَيْءٌ قَدْ سَمُجَ القَوْلُ فِيْهِ، فُكُلُّ مَنْ قصدَ الحَقَّ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ فَاللهُ يغفرُ لَهُ، أَعَاذنَا اللهُ مِنَ الهَوَى وَالنَّفْسِ. وَقَالَ المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ: اجْتَمَعتُ بِالكِنْدِيِّ، وَجَرَى بَيْنَنَا مُبَاحثَات، وَكَانَ شَيْخاً بَهِيّاً ذكيّاً مُثْرِياً، لَهُ جَانبٌ مِنَ السُّلْطَانِ، لَكنَّهُ كَانَ مُعْجَباً بِنَفْسِهِ، مُؤذِياً لِجليسِهِ.

قُلْتُ: أَذَاهُ لِهَذَا القَائِل أَنَّهُ لقَّبَهُ بِالمَطْحن. قَالَ: وَجَرَتْ بَيْنَنَا مبَاحثَات، فَأَظهرنِي اللهُ عَلَيْهِ فِي مَسَائِل كَثِيْرَةٍ، ثُمَّ إِنِّيْ أَهملْتُ جَانبَهُ. وَمِنْ شعرِ السَّخَاوِيِّ فِيْهِ: لَمْ يَكُنْ فِي عَصْرِ عَمْرٍو مِثْلُهُ ... وَكَذَا الكِنْدِيُّ فِي آخِرِ عَصْرِ فَهُمَا زَيْدٌ وَعَمْرٌو إِنَّمَا ... بُنِيَ النَّحْوُ عَلَى زَيْدٍ وَعَمْرِو وَلأَبِي شُجَاعٍ ابْنِ الدَّهَّانِ فِيْهِ: يَا زَيْدُ زَادَكَ رَبِّي مِنْ مَوَاهِبِهِ ... نُعْمَى يُقَصِّرُ عَنْ إِدرَاكِهَا الأَمَلُ لاَ بَدَّلَ اللهُ حَالاً قَدْ حَبَاكَ بِهَا ... مَا دَارَ بَيْنَ النُّحَاةِ الحَالُ وَالبَدَلُ النَّحْوُ أَنْتَ أَحقُّ العَالِمِينَ بِهِ ... أَلَيْسَ باسْمِكَ فِيْهِ يُضْرَبُ المَثَلُ? وَمِنْ شِعْرِ التَّاجِ الكِنْدِيِّ: دَعِ المُنَجِّمَ يَكبُو فِي ضَلاَلَتِهِ ... إِنِ ادَّعَى عِلْمَ مَا يَجرِي بِهِ الفَلَكُ تَفَرَّدَ اللهُ بِالعِلْمِ القَدِيْمِ فَلاَ الـ ... إِنْسَانُ يَشْرَكُهُ فِيْهِ وَلاَ المَلَكُ أَعدَّ لِلرِّزْقِ مِنْ أَشرَاكِهِ شَرَكاً ... وَبِئسَتِ العُدَّتَانِ: الشِّرْكُ وَالشَّرَكُ وَلَهُ: أَرَى المَرْءَ يَهْوَى أَنْ تَطُولَ حَيَاتُهُ ... وَفِي طُولِهَا إِرهَاقُ ذلٍّ وَإِزهَاقُ تَمَنَّيْتُ فِي عصرِ الشَّبِيْبَةِ أَنَّنِي ... أُعَمَّرُ وَالأَعَمَّارُ لاَ شَكَّ أَرزَاقُ فَلَمَّا أَتَى مَا قَدْ تَمَنَّيْتُ سَاءنِي ... مِنَ العُمْرِ مَا قَدْ كُنْتُ أَهوَى وَأَشتَاقُ يُخَيَّلُ فِي فِكرِي إِذَا كُنْتُ خَالياً ... رُكُوبِي عَلَى الأَعْنَاقِ وَالسَّيْرُ إِعنَاقُ وَيُذْكِرُنِي مرُّ النَّسِيْمِ وَرَوُحُهُ ... حفَائِرَ تَعْلُوهَا مِنَ التُّربِ أَطْبَاقُ وَهَا أَنَا فِي إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ حِجَّةً ... لَهَا فِيَّ إِرعَادٌ مَخُوفٌ وَإِبرَاقُ يَقُوْلُوْنَ تِرْيَاقٌ لِمِثْلِكَ نَافِعٌ ... وَمَالِيَ إلَّا رَحْمَةُ اللهِ تِرْيَاقُ وَمِنْ شعره قوله:

لَبِسْتُ مِنَ الأَعَمَّارِ تِسْعِيْنَ حِجَّةً ... وَعِنْدِي رَجَاءٌ بِالزِّيَادَةِ مُولَعُ وَقَدْ أَقْبَلَتْ إِحْدَى وَتِسْعُوْنَ بَعْدَهَا ... وَنَفْسِي إِلَى خَمْسٍ وَسِتٍّ تَطَلَّعُ وَلاَ غَرْوَ أَنْ آتِي هُنَيْدَةَ سَالِماً ... فَقَدْ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ مَا يَتَوَقَّعُ وَقَدْ كَانَ فِي عَصْرِي رِجَالٌ عَرَفْتُهُم ... حَبَوْهَا وَبِالآمَالِ فِيْهَا تَمَتَّعُوا وَمَا عَافَ قَبْلِي عَاقِلٌ طُولَ عُمْرِهِ ... وَلاَ لاَمَهُ مَنْ فِيْهِ لِلْعَقْلِ مَوْضِعُ قَالَ الأَنْمَاطِيُّ: تُوُفِّيَ الكِنْدِيُّ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، سَادِسَ شَوَّالٍ، سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَأَمَّهُم عَلَيْهِ قَاضِي القُضَاةِ جَمَالُ الدين ابن الحرستاني، ثم أَمَّهُم بِظَاهِرِ بَابِ الفَرَادِيْسِ: شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ جَمَالُ الدِّيْنِ الحَصِيْرِيُّ، ثُمَّ أَمَّ بِالجَبَلِ: مُوَفَّقُ الدِّيْنِ شَيْخُ الحَنْبَليَّةِ، وَشَيَّعَهُ الخَلْقُ، وَدُفِنَ بِتُرْبَةٍ لَهُ، وَعُقِدَ لَهُ العَزَاءُ تَحْتَ النَّسْرِ يَوْمَيْنِ.

ابن حوط الله

5471- ابن حوط الله 1: الحَافِظُ الإِمَامُ مُحَدِّثُ الأَنْدَلُسِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ بنِ حَوْطِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، الحَارِثِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، الأُنْدِيُّ، أَخُو الحَافِظِ أَبِي سُلَيْمَانَ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائة. وتلا بالسبع على أبيه، وسع مِنِ ابْنِ هُذَيْلٍ بَعْضَ "الإِيْجَازِ" فِي قِرَاءةِ وَرْشٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ حُبَيْشٍ، وَالسُّهَيْلِيِّ، وَابنِ الجَدِّ، وَابْنِ زَرْقُوْنَ وَابْنِ بَشْكُوَالَ، وَخَلْقٍ. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الطَّاهِرِ بنُ عَوْفٍ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَأَبُو طَاهِرٍ الخُشُوْعِيُّ مِنْ دِمَشْقَ. رَوَى شَيْئاً كَثِيْراً، وَأَلَّفَ كِتَاباً فِي رِجَالِ الكُتُبِ الخَمْسَةِ: خَ م د ت س. وَكَانَ مُنشِئاً، خَطِيْباً، بَلِيْغاً، شَاعِراً، نَحْويّاً، تَصَدَّرَ لِلْقِرَاءاتِ وَالعَرَبِيَّةِ، وَأَدَّبَ أَوْلاَدَ المَنْصُوْرِ بِمَرَّاكُش، وَنَالَ عِزّاً وَدُنْيَا وَاسِعَةً، وَوَلِيَ قَضَاءَ قُرْطُبَةَ وَأَمَاكِنَ، وَحُمِدَ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عشرة وست مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1123"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 50".

العز ابن الحافظ

5472- العز ابن الحافظ 1: الإِمَامُ العَالِمُ الحَافِظُ المُفِيْدُ الرَّحَّالُ عِزُّ الدِّيْنِ أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ ابْنُ الحَافِظِ الكَبِيْرِ تَقِيِّ الدِّيْنِ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَلِيِّ بنِ سُرُوْرٍ الجَمَّاعِيْليُّ، المَقْدِسِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الصَّالِحِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. مَوْلِدُهُ بِالدَّيْرِ الصَّالِحِيِّ، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فِي أَحَدِ الرَّبِيْعَيْنِ. وَارْتَحَلَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ، فَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ بنِ شَاتيلَ، وَنَصْرِ اللهِ القَزَّاز، وَمَنْ بَعْدَهُمَا. وَتَفَقَّهَ عَلَى: نَاصِحِ الإِسْلاَمِ ابْنِ المَنِّيِّ، وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ أَبِي المَعَالِي بنِ صَابِرٍ، وَمُحَمَّدِ بن أبي الصقر، والخضر بن طاووس، وَأَقدَمُ شَيْخٍ لَهُ أَبُو الفَهْمِ بنُ أَبِي العَجَائِزِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْنَا مِنْهُ وَبِقِرَاءتِهِ كَثِيْراً، وَكَتَبَ كَثِيْراً، وَحَصَّلَ الأُصُوْل وَاسْتَنسَخَ، وَكَانَ يُعِيرُنِي الأُصُوْلَ، وَيُفِيدُنِي، وَيَتَفَضَّلُ إِذَا زُرْتُهُ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ مَتْناً وَإِسْنَاداً، عَارِفاً بِمَعَانِيهِ وَغَرِيْبِهِ، مُتْقِناً لِلأَسْمَاءِ مَعَ ثِقَةٍ وَعِدَالَةٍ، وَأَمَانَةٍ وَدِيَانَةٍ، وَكيس وَتَودُّدٍ، وَمُسَاعِدَةٍ لِلْغُربَاءِ. وَقَالَ الشَّيْخُ الضِّيَاءُ: كَانَ حَافِظاً، فَقِيْهاً، ذَا فُنُوْنٍ، وَكَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ قِرَاءةً وَأَسْرَعَهَا، وَكَانَ غَزِيْرَ الدَّمعَةِ عِنْدَ القِرَاءةِ، ثِقَةً، مُتْقِناً، سَمْحاً، جَوَاداً. قُلْتُ: وَارْتَحَلَ بِأَخِيْهِ أَبِي مُوْسَى، فَسَمِعَا بِأَصْبَهَانَ مِنْ مَسْعُوْدٍ الجَمَّالِ، وَعَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ محمد الكاغد، وَأَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانِ، وَعِدَّةٍ. وَقَالَ الضِّيَاءُ: سَافَرَ العِزُّ مَعَ عَمِّهِ الشَّيْخِ العِمَادِ، وَأَقَامَ بِبَغْدَادَ عَشرَ سِنِيْنَ، فَاشْتَغَلَ بِالفِقْهِ وَالنَّحْوِ وَالخِلاَفِ، وَكَانَ يَقرَأُ لِلنَّاسِ الحَدِيْثَ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ بِمَسْجِدِ دَارِ بطِّيْخٍ، ثُمَّ انتَقَلَ إِلَى الجَامِعِ، إِلَى مَوْضِعِ أَبِيْهِ، فَكَانَ يَقرَأُ يَوْمَ الجُمُعَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ. وَطُلِبَ إِلَى المَلِكِ المُعَظَّمِ، فَقَرَأَ لَهُ فِي "المُسْنَدِ" عَلَى حَنْبَلٍ وَأَحَبَّهُ، وَخَلَعَ عَلَيْهِ، وَهُوَ الَّذِي أَذِنَ لَهُ فِي المَجْلِسِ بِالجَامِعِ، وَطَلَبَ مِنْهُ مَكَاناً لِلْحَنَابِلَةِ بِالقُدْسِ، فَأَعْطَاهُ مَهْدَ عِيْسَى، وَكَانَ يُسَارِعُ إِلَى الخَيْرِ، وَإِلَى مَصَالِحِ الجَمَاعَةِ، وَكَانَ لاَ يَكَادُ بَيْتُهُ يَخلُو مِنَ الضُّيُوفِ. ثُمَّ سَرَدَ لَهُ الشَّيْخُ الضِّيَاءُ عِدَّةَ مَنَامَاتٍ رُؤِيَتْ لَهُ، تَدُلُّ عَلَى فَوزِهِ. وَقَدْ رَثَاهُ الشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ. وَمَاتَ فِي تَاسِعَ عَشَرَ شَوَّالٍ، سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: الضِّيَاءُ، وَالقُوْصِيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَالشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ بنُ أَبِي عُمَرَ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ. وَسَمِعنَا بِإِجَازَتِهِ عَلَى أَبِي حَفْصٍ ابْنِ القَوَّاسِ، وَخَطُّهُ كَبِيْرٌ مَلِيحٌ رَشِيقٌ، لِي جَمَاعَةُ أَجزَاءٍ بِخَطِّهِ، رَحِمَهُ اللهُ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَصَاحِبُ حَلَبَ المَلِكُ الظَّاهِرُ، وَالقَاضِي ثِقَةُ المُلْكِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُجَلِّي المِصْرِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيٍّ الزُّهْرِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ صَاحِبُ شُرَيْحٍ، وَالصَّائِنُ عبد الواحد بن إسماعيل الدمياطي.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1126"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 218"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 56، 57".

ابن واجب

5473- ابن واجب 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ المُحَدِّثُ المُتْقِنُ القُدْوَةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو الخَطَّابِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ ابْنِ الإِمَامِ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ وَاجِبِ بنِ عُمَرَ بنِ وَاجِبٍ القَيْسِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، البَلَنْسِيُّ، المَالِكِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَأَجَاز لَهُ: القَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ العَرَبِيِّ، وَالحَافِظُ يُوْسُفُ ابْنُ الدَّبَّاغِ، وَلَحِقَ أَبَا مَرْوَانَ، بنَ قُزْمَانَ فَسَمِعَ مِنْهُ، وَأَكْثَرَ عَنْ جَدِّهِ، وَعَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ هُذَيْلٍ -وَتَلاَ عَلَيْهِ- وَأَبِي الحَسَنِ بنِ النِّعْمَةِ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ سَعَادَةَ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الفَرَسِ، وَأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، وَابْنِ بَشْكُوَالَ، وَابْنِ زَرْقُوْنَ، وَعِدَّةٍ. قَرَأْت فِي "فَهْرَسَةٍ" عَلَيْهَا خَطُّ أَبِي الخَطَّابِ بنِ واجب: تلوت "بالتيسير" وقرأته، ولم أقرأ بما فيه مم الإِدغَامِ الكَبِيْرِ عَلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ هُذَيْلٍ، وَقَرَأْت عَلَيْهِ "إِيْجَازَ البَيَانِ"، وَ"التَّلْخِيْصَ"، وَ"المُحْتَوَى"، وَعِدَّةَ كُتُبٍ فِي القِرَاءاتِ لِلدَّانِيِّ. وَسَمِعْتُ عَلَيْهِ: كِتَابَ "جَامِعِ البَيَانِ"، وَكِتَابَ "طَبَقَاتِ القُرَّاءِ" لَهُ، وَكَانَ وَقتُ تِلاَوَتِي عَلَيْهِ يَمْتَنِعُ مِنَ الإِقْرَاءِ بِالإِدْغَامِ الكَبِيْرِ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ الأَبَّارِ: هُوَ حَامِلُ رَايَةِ الرِّوَايَةِ بِشَرقِ الأَنْدَلُسِ، حَصَّلَ العَرَبِيَّةَ عَلَى ابْنِ النِّعْمَةِ، وَكَانَ مُتْقِناً، ضَابِطاً، مُتَقلِّلاً مِنَ الدُّنْيَا، عَالِيَ الإِسْنَادِ، وَرِعاً، قَانِتاً، تَعلُوْهُ خَشْيَةٌ لِلمَوَاعِظِ، مَعَ عِنَايَةٍ كَامِلَةٍ بِصِنَاعَةِ الحَدِيْثِ، وَبصرٍ بِهِ، وَذِكْرٍ لِرِجَالِهِ، وَمُحَافِظَةٍ عَلَى نَشْرِهِ، وَكَانَتِ الرِّحلَةُ إِلَيْهِ، وَلِيَ قَضَاءَ بَلَنْسِيَةَ وَشَاطِبَةَ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَجَمَعَ مِنْ كُتُبِ الحَدِيْثِ وَالأَجزَاءِ شَيْئاً كَثِيْراً، وَرُزِقتُ مِنْهُ قَبُولاً، وَبِهِ اخْتِصَاصاً، فَمُعْظَمُ رِوَايَتِي قَدِيماً عَنْهُ. تُوُفِّيَ بِمَرَّاكُش فِي رِحْلَتِهِ إِلَيْهَا لاسْتِدْرَارِ جَارٍ لَهُ مِنْ بَيْتِ المَالِ انْقَطَعَ فَتُوُفِّيَ فِي سَادِسِ رَجَبٍ، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: أَكْثَر عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُشليون، وَمُحَمَّدُ بنُ جوبر، وَابْنُ عَمِّيْرَةَ المَخْزُوْمِيُّ، وَابْنُ مَسْدِيّ المُجَاوِرُ وَتُوُفِّيَ وَهُوَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ، رَحِمَهُ الله.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 221"، وشذرات الذهب "5/ 75".

ابن جبير

5474- ابن جبير 1: العَلاَّمَةُ أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جبير بن محمد بن جبير الكناني، البَلَنْسِيُّ، ثُمَّ الشَّاطِبِيُّ، الكَاتِبُ البَلِيْغُ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ الإِمَامِ الرَّئِيْسِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَصِيْلِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي العَيْشِ المُقْرِئِ صَاحِبِ أَبِي دَاوُدَ، وَحَمَلَ عَنْهُ القِرَاءاتِ. وَلَهُ إِجَازَة أَبِي الوَلِيْدِ ابْنِ الدَّبَّاغِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ. نَزَلَ غَرْنَاطَةَ مُدَّةً، ثُمَّ حَجَّ، وَرَوَى بِالثَّغْرِ وَبِالقُدْسِ. قَالَ الأَبَّارُ: عُنِيَ بِالآدَابِ، فَبَلَغَ فِيْهَا الغَايَةَ، وَبَرَعَ فِي النَّظْمِ وَالنَّثْرِ، وَدُوِّنَ شِعرُه، وَنَال دُنْيَا عَرِيضَةً، وَتَقدَّمَ، ثُمَّ زَهِدَ، لَهُ ثَلاَثُ رِحلاَتٍ إِلَى المَشْرِقِ، مَاتَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: الزَّكِيُّ المُنْذِرِيُّ، وَالكَمَالُ الضَّرِيْرُ، وَأَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلُ المِلَنْجِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الخَلِيْلِيّ، وَطَائِفَةٌ. وَقَدْ سَمِعَ بِمَكَّةَ مِنَ المَيَانَجِيِّ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي أَحْمَدَ بنِ سُكَيْنَةَ. وَمِنْ نَظْمِهِ: تَأَنَّ فِي الأَمْرِ لاَ تَكُنْ عَجِلاً ... فَمَنْ تَأَنَّى أَصَابَ أَوْ كَادَا وَكُنْ بِحَبْلِ الإِلَهِ مُعْتَصِماً ... تَأْمَنُ مِنْ بَغْيِ كَيْدِ مَنْ كَادَا فَكَمْ رَجَاهُ فَنَالَ بُغْيَتَهُ ... عَبْدٌ مُسِيْءٌ لِنَفْسِهِ كَادَا وَمَنْ تَطُلْ صُحْبَةُ الزَّمَانِ لَهُ ... يَلْقَ خطوبًا به وأنكادا

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 221"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 60، 61".

العماد

5475- العماد 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ الزَّاهِدُ القُدْوَةُ الفَقِيْهُ بَرَكَةُ الوَقْتِ عِمَادُ الدِّيْنِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَلِيِّ بنِ سُرُوْرٍ المَقْدِسِيُّ الجَمَّاعِيْليُّ، نَزِيْلُ سَفْحِ قَاسِيُوْنَ، وَأَخُو الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ. وُلِدَ بِجَمَّاعِيْلَ، سَنَةَ 543. وَهَاجَرُوا بِهِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ، وَلَهُ ثَمَانِ سِنِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي المَكَارِمِ بنِ هِلاَلٍ، وَسَلْمَانَ بنِ عَلِيٍّ الرَّحَبِيِّ، وَأَبِي المَعَالِي بنِ صَابِرٍ، وَارْتَحَلَ فَسَمِعَ مِنْ: صَالِحِ ابْن الرّخلَةِ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ ابْنِ الخَشَّابِ، وَشُهْدَةَ، وَعَبْدِ الحَقِّ، وَعِدَّةٍ، وَبِالمَوْصِلِ مِنْ أَبِي الفَضْلِ الخَطِيْبِ. وَتَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ عَلَى: ابْنِ المَنِّيِّ، وَتبصَّرَ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ. حَدَّثَ عَنْهُ البرزالي، والضياء، وابن خليل، والمنذري، والقوصي، وَابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالتَّاجُ عَبْدُ الوَهَّابِ ابْنُ زَيْنِ الأُمَنَاءِ، وَوَلَدُهُ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ ابْنُ العِمَادِ، وَالشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ بنُ أَبِي عُمَرَ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ وَالشَّمْسُ مُحَمَّدُ ابْنُ الكَمَالِ، وَعِدَّةٌ. قَالَ الشَّيْخُ الضِّيَاءُ: كَانَ لَيْسَ بِالآدَمِ كَثِيْراً، وَلاَ بِالطَّوِيْلِ، وَلاَ بِالقَصِيْرِ، وَاسِعَ الجَبْهَةِ، مَعرُوْقَ الجَبِيْنِ، أَشهَلَ العَيْنِ، قَائِمَ الأَنْفِ، يَقُصُّ شَعْرَهُ، وَكَانَ فِي بَصَرِهِ ضَعْفٌ. سَافَرَ إِلَى بَغْدَادَ مَرَّتَيْنِ، وَحَفِظَ القُرْآنَ، وَ"غَرِيْبَ" العُزَيْرِيِّ -فِيْمَا قِيْلَ- وَحَفِظَ الخِرَقِيَّ، وَأَلقَى الدَّرسَ مِنَ "التَّفْسِيْرِ"، وَمِنَ "الهِدَايَةِ"، وَاشْتَغَلَ فِي الخِلاَفِ، شَاهَدتُهُ يُنَاظِرُ غَيْرَ مَرَّةٍ. وَكَانَ عَالِماً بِالقِرَاءاتِ وَالنَّحْوِ وَالفَرَائِضِ، قرَأَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ عَسَاكِرَ البَطَائِحِيِّ، وَأَقرَأ بِهَا، وَصَنَّفَ "الفُرُوْقَ فِي المَسَائِلِ الفِقْهِيَّةِ"، وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي الأَحكَامِ لَمْ يُتِمَّهُ، وَلاَ كَانَ يَتفرَّغُ لِلتَّصْنِيفِ مِنْ كَثْرَةِ اشتِغَالِهِ وَإِشْغَالِهِ. أَقَامَ بِحَرَّانَ مُدَّةً فَانْتَفَعُوا بِهِ، وكان يشغل الجبل إِذَا كَانَ الشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ بِالمَدِيْنَةِ، فَإِذَا صَعِدَ المُوَفَّقُ، نَزَلَ هُوَ وَأَشْغَلَ، فَسَمِعْتُ الشَّيْخَ المُوَفَّقَ يَقُوْلُ: مَا نَقدِرُ نَعمَلُ مِثْلَ العِمَادِ، كَانَ يَتَأَلَّفُ النَّاسَ، وَرُبَّمَا كَرَّرَ عَلَى الطَّالِبِ مِنْ سَحَرٍ إِلَى الفَجْرِ. قَالَ الضِّيَاءُ: وَكَانَ يَجلِسُ فِي جَامِعِ البَلَدِ مِنَ الفَجْرِ إِلَى العشاء، ولا يخرج إلَّا لحاجة،

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 220"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 53، 54".

يُقْرِئُ القُرْآنَ وَالعِلْمَ، فَإِذَا فَرَغُوا اشْتَغَلَ بِالصَّلاَة، فَسَأَلْتُ الشَّيْخَ مُوَفَّقَ الدِّيْنِ عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ من خيار أصحابنا، وأعظمهم نَفْعاً، وَأَشَدِّهِم وَرَعاً، وَأَكْثَرِهِم صَبْراً عَلَى التَّعْلِيْمِ، وَكَانَ دَاعِيَةً إِلَى السُّنَّةِ، أَقَامَ بِدِمَشْقَ مُدَّةً يُعلِّمُ الفُقَرَاءَ وَيُقْرِئُهُم، وَيُطْعِمُهُم، وَيَتَوَاضَعُ لَهُم، كَانَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ تَوَاضُعاً، وَاحْتِقَاراً لِنَفْسِهِ، وَخَوْفاً مِنَ اللهِ، مَا أَعْلَمُ أَنَّنِي رَأَيْتُ أَشدَّ خَوْفاً مِنْهُ، وَكَانَ كَثِيْرَ الدُّعَاءِ وَالسُّؤَالِ للهِ، يُطِيلُ السُّجُوْدَ وَالرُّكُوْعَ، وَلاَ يَقبَلُ مِمَّنْ يَعْذُلُهُ، وَنُقِلَتْ لَهُ كَرَامَاتٌ. ثُمَّ قَالَ الضِّيَاءُ: لَمْ أر أحدًا أحسن صلاة من وَلاَ أَتَمَّ، بِخُشُوْعٍ وَخُضُوْعٍ، قِيْلَ: كَانَ يُسبِّحُ عَشْراً يَتَأَنَّى فِيْهَا، وَرُبَّمَا قَضَى فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ صَلَوَاتٍ عِدَّةٍ، وَكَانَ يَصُوْمُ يَوْماً، وَيُفْطِر يومًا، وكان إذا دعا كان يَشْهَدُ بِإِجَابَة دُعَائِهِ مِنْ كَثْرَةِ ابْتِهَالِهِ وَإِخْلاَصِهِ، وَكَانَ يَمضِي يَوْمَ الأَرْبعَاءِ إِلَى مَقَابِرِ بَابِ الصغير عند الشهداء، فيدعو وَيَجْتَهِدُ سَاعَةً طَوِيْلَةً. وَمِنْ دُعَائِهِ المَشْهُوْرِ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَقْسَانَا قَلْباً، وَأَكْبَرِنَا ذَنْباً، وَأَثْقَلِنَا ظَهْراً، وَأَعْظَمِنَا جُرْماً". وَكَانَ يَدْعُو: "يَا دَلِيلَ الحَيَارَى، دُلَّنَا عَلَى طَرِيْقِ الصَّادِقِيْنَ، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِيْنَ". وَكَانَ إِذَا أَفْتَى فِي مَسْأَلَة، يَحتَرِزُ فِيْهَا احتِرَازاً كَثِيْراً. قَالَ: وَأَمَّا زُهْدُهُ، فَمَا أَعْلَم أَنَّهُ أَدخَلَ نَفْسَه فِي شَيْءٍ مِنْ أَمر الدُّنْيَا، وَلاَ تَعرَّضَ لَهَا، وَلاَ نَافَسَ فِيْهَا، وَمَا عَلِمْتُ أَنَّهُ دَخَلَ إِلَى سُلْطَانٍ وَلاَ وَالٍ، وَكَانَ قَوِيّاً فِي أَمْرِ اللهِ، ضَعِيْفاً فِي بدنه، لاَ تَأْخُذُه فِي اللهِ لَوْمَة لاَئِم، أَمَّاراً بِالمَعْرُوف، لاَ يَرَى أَحَداً يسيء صلاته، إلَّا قال له وعلمه. قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ أَتَى فُسَّاقاً، فَكَسَرَ مَا مَعَهُم، فَضَرَبُوهُ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، فَأَرَادَ الوَالِي ضَرْبَهُم، فَقَالَ: إِنْ تَابُوا وَلاَزمُوا الصَّلاَةَ، فَلاَ تُؤْذِهِم، وَهُم فِي حِلٍّ، فَتَابُوا. قَالَ الضِّيَاءُ: سَمِعْتُ خَالِي مُوَفَّقَ الدِّيْنِ يَقُوْلُ: مِنْ عُمُرِي أَعْرِفُهُ -يَعْنِي: العِمَادَ- مَا عَرَفْتُ أَنَّهُ عَصَى اللهَ مَعْصِيَةً. وَسَمِعْتُ الإِمَامَ مَحَاسِنَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ يَقُوْلُ: كَانَ الشَّيْخُ العِمَادُ جَوْهَرَةَ العَصرِ. ثُمَّ قَالَ الضِّيَاءُ: أَعْرفُ وَأَنَا صَغِيْرٌ أَنَّ جَمِيْعَ مَنْ كَانَ فِي الجَبَلِ يَتَعَلَّمُ القُرْآنَ كَانَ يَقرَأُ عَلَى العِمَادِ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ، وَكَانَ يَبعثُ بِالنَّفَقَةِ سِرّاً إِلَى النَّاسِ، وَيَأْخُذُ بِقَلْبِ الطَّالِبِ، وَلَهُ بِشْرٌ دَائِمٌ.

وَحَدَّثَنِي الشَّيْخُ المُقْرِئُ عَبْدُ اللهِ بنُ حَسَنٍ الهَكَّارِيُّ بِحَرَّانَ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ قَائِلاً يَقُوْلُ لِي: العِمَادُ مِنَ الأَبْدَالِ، فَرَأَيْتُ خَمْسَ لَيَالٍ كَذَلِكَ. وَسَمِعْتُ التَّقِيَّ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ ابْن الحَافِظِ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ الشَّيْخَ العِمَادَ فِي النَّوْمِ عَلَى حِصَانٍ، فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي الشَّيْخَ، إِلَى أَيْنَ? قَالَ: أَزُورُ الجَبَّارَ -عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ أَبُو المُظَفَّرِ فِي "المِرْآةِ": كَانَ الشَّيْخُ العماد يحضر مجلسي دَائِماً، وَيَقُوْلُ: صَلاَحُ الدِّيْنِ يُوْسُفُ فَتَحَ السَّاحِلَ، وَأَظهَرَ الإِسْلاَمَ، وَأَنْتَ يُوْسُفُ أَحيَيتَ السُّنَّةَ بِالشَّامِ. قَالَ أَبُو شَامَةَ: يُشير أَبُو المُظَفَّرِ إِلَى أَنَّهُ كَانَ يُورد فِي الوَعْظِ كَثِيْراً مِنْ كَلاَمِ جَدِّهِ وَمِنْ خُطَبِهِ مَا يَتَضمَّنُ إِمْرَارَ الصِّفَاتِ وَمَا صَحَّ مِنَ الأَحَادِيْثِ عَلَى مَا وَردَ مِنْ غَيْرِ مَيْلٍ إِلَى تَأْوِيْلٍ وَلاَ تَشْبِيهٍ وَلاَ تَعْطِيلٍ، وَمَشَايِخُ الحَنَابِلَةِ العُلَمَاءُ هَذَا مُخْتَارُهُم، وَهُوَ جَيِّدٌ، وَشَاهَدتُ العِمَادَ مُصَلِّياً فِي حَلْقَةِ الحَنَابِلَةِ مِرَاراً وَكَانَ مُطِيلاً لأَرْكَانِ الصَّلاَةِ قِيَاماً وَرُكُوْعاً وَسُجُوداً، كَانَ يُصَلِّي إِلَى جُرَانتين، ثُمَّ عَمِلَ المِحْرَابَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. قَالَ الضِّيَاءُ: تُوُفِّيَ العِمَادُ -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- لَيْلَةَ الخَمِيْسِ، سَابِعَ عَشَرَ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَشَاءَ الآخِرَةِ، فَجْأَةً وَكَانَ صَلَّى المَغْرِبَ بِالجَامِعِ وَكَانَ صَائِماً، فَذَهَبَ إِلَى البَيْتِ، وَأَفطَرَ عَلَى شَيْءٍ يَسِيرٍ، وَلَمَّا أُخْرِجَتْ جِنَازَته، اجْتَمَعَ خَلْقٌ، فَمَا رَأَيْتُ الجامع إلَّا وكأنه يَوْمُ الجُمُعَةِ مِنْ كَثْرَةِ الخَلْقِ، وَكَانَ الوَالِي يَطْرُدُ الخَلْقَ عَنْهُ، وَازْدَحَمُوا حَتَّى كَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَهْلِكَ، وَمَا رَأَيْتُ جَنَازَةً قَطُّ أَكْثَرَ خَلْقاً مِنْهَا. وَحُكِي عَنْهُ أَنَّهُ لَمَّا جَاءهُ المَوْتُ جَعَلَ يَقُوْلُ: يَا حَيُّ يَا قَيُّوْمُ، لاَ إِلَهَ إلَّا أَنْتَ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيْثُ، واستقبل القبلة، وتشهد. قَالَ: وَزَوْجَاتُهُ أَرْبَعٌ، مِنْهُنَّ غَزِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ البَاقِي، وَلَدَتْ لَهُ: قَاضِي مِصْرَ شَمْسَ الدِّيْنِ، والعماد أحمد.

ابن الجلاجلي، ابن الصقيل، يحيى بن ياقوت

ابن الجلاجلي، ابن الصقيل، يحيى بن ياقوت: 5476- ابن الجلاجلي 1: التَّاجِرُ الرَّئِيْسُ المُقْرِئُ كَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُبَارَكِ البَغْدَادِيُّ، ابْنُ الجَلاَجِلِيِّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ هِبَة اللهِ بنِ أَبِي شَرِيْكٍ، وَابْنِ البَطِّيِّ، وَتَلاَ بِرِوَايَاتٍ عَلَى أَبِي الحَسَنِ البَطَائِحِيِّ، وَأَبِي السَّعَادَاتِ الوَكِيْلِ؛ تِلْمِيْذِ أَبِي البَرَكَاتِ الوَكِيْلِ. وَسَمِعَ مِنَ: السِّلَفِيِّ، وَجَال مِنْ مِصْرَ إِلَى الهِنْدِ وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ فِي التِّجَارَةِ، وَكَانَ صَادِقاً كَيِّساً، مُحْتَشِماً، حُفَظَةً لِلْحِكَايَاتٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ النَّجَّارِ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَالقُوْصِيُّ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَابْنُ البُخَارِيِّ، وَابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَابْنُ الزَّيْنِ، ومحمد بن مؤمن، وعدة. وتوفي فِي بَيْتِ المَقْدِسِ، فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عشرة وست مائة، رحمه الله. 5477- ابن الصيقل 2: الشَّرِيْفُ أَبُو القَاسِمِ مُوْسَى بنُ سَعِيْدٍ الهَاشِمِيُّ، ابْنُ الصَّيْقَلِ. سَمِعَ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ ابْنِ الطَّرَائِفِيِّ، وَالأُرْمَوِيِّ. وَعَنْهُ: الدُّبَيْثِيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَالمِقْدَادُ القَيْسِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَوَلِيَ نَقَابَةَ العَبَّاسِيِّيْنَ بِالكُوْفَةِ، وَوَلِيَ حِجَابَةَ بَابِ النُّوْبِيِّ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. 5478- يَحْيَى بنُ ياقوت 3: الشَّيْخُ أَبُو الفَرَجِ الفَرَّاشُ. سَمِعَ: إِسْمَاعِيْلَ ابْنَ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَعَبْدَ الجَبَّارِ بنَ تَوْبَةَ، وَيَحْيَى ابْنَ الطَّرَّاحِ، وَابْنَ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَجَاوَرَ، وَرَتَّبَ شَيْخاً بِالحَرَمِ وَمِعْمَاراً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مَوْدُوْدٍ نَزِيْلُ مِصْرَ، وَعِدَّةٌ. ثُمَّ عَادَ إِلَى بَغْدَادَ، وَبِهَا مَاتَ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، عن سن عالية.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1389"، ووقع عنده [الحلاحلي] بحاءين مهملتين، بدل [الجلاجلي] بجيمين معجمتين. والنجوم الزاهرة "6/ 215"، وشذرات الذهب "5/ 53". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1389"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 53". 3 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1389"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 214"، وشذرات الذهب "5/ 53".

ابن مجلي، الزهري، عبد السلام

ابن مجلي، الزهري، عبد السلام: 5479- ابن مجلي: الإِمَامُ القَاضِي ثِقَةُ الملكِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ ابْنُ القَاضِي الإِمَامِ أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُجَلِّي بنِ حُسَيْنٍ الرَّمْلِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الخَطِيْبُ. سَمِعَ: ابْنَ رِفَاعَةَ، وَأَبَا الفُتُوْحِ الخَطِيْبَ، وَنَاب فِي القَضَاءِ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. رَوَى عَنْهُ: البِرْزَالِيُّ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَشَرَفُ الدِّيْنِ عُمَرُ بنُ صَالِحٍ السُّبْكِيُّ، وَمُحَمَّدُ ابْن الخِيَمِيّ الشَّاعِرُ، وَآخَرُوْنَ. 5480- الزهري: مسند الأندلس أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الزُّهْرِيُّ، الإِشْبِيْلِيُّ. سَمِعَ "البُخَارِيَّ" مِنْ أَبِي الحَسَنِ شُرَيْحِ بنِ مُحَمَّدٍ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَعُمِّرَ، وَتَفَرَّدَ، وَتَنَافَسُوا فِي الأَخْذِ عَنْهُ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ سَيِّدِ النَّاسِ الحَافِظُ. تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقِيْلَ: بَقِيَ إِلَى سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَلَمْ يَصِحَّ. وَشَيخُهُ يَرْوِي الصَّحِيْحَ عَنْ وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الحَافِظِ. 5481- عَبْدُ السَّلاَمِ 1: ابْنُ الفَقِيْهِ عَبْدِ الوَهَّابِ ابْنِ الشيخ عبد القادر الجيلي. الركن، أبو مَنْصُوْرٍ، الفَاسِدُ العَقيدَةِ، الَّذِي أُحرِقَتْ كُتُبُه، وَكَانَ خِلاًّ لِعَلِيِّ ابْنِ الجَوْزِيِّ يَجْمَعهُمَا عَدَمُ الوَرَعِ! وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: جَدِّهِ، وَابْنِ البَطِّيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ المُقَرّبِ، وَمَا سَمِعُوا مِنْهُ شَيْئاً. دَرَّسَ بِمَدْرَسَةِ جَدِّهِ، وَوَلِيَ أَعْمَالاً. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: ظَهَرَ عَلَيْهِ بِخَطِّهِ بتَخيُّرِ الكَوَاكِبِ وَمُخَاطَبَتِهَا بِالإِلَهِيَّةِ، وَأَنَّهَا مُدبِّرَةٌ، فَأُحضِرَ، فَقَالَ: كَتَبتُهُ تَعجُّباً لاَ مُعْتَقِداً، فَأُحرِقَتْ مَعَ كُتُبِ فَلسَفِيَّةٍ بِخَطِّهِ فِي مَلأٍ عَظِيْمٍ، سَنَةَ 588، وَأُعْطِيَتْ مَدَارِسُه لابْنِ الجَوْزِيِّ، فَهَذَا كَانَ السَّبَبَ فِي اعتِقَالِ ابْنِ الجَوْزِيِّ خَمْسَةَ أَعْوَامٍ بِوَاسِطَ؛ وَلِيَ وَزِيْرٌ شِيْعِيٌّ، فَمكَّنَ الرُّكْنَ مِنِ ابْنِ الجَوْزِيِّ، وَبَعدَ سَنَةِ سِتِّ مائَةٍ أُعِيدَ إِلَى الرُّكْنِ الْمدَارِس، ثُمَّ رتّب عَمِيداً بِبَغْدَادَ وَمُسْتَوْفِياً لِلمكس، وَتَمَكَّنَ، فَظَلَمَ وَعَسَفَ، ثُمَّ حُبِسَ وَخَمَلَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ ظَرِيفاً، لَطِيفَ الأَخْلاَقِ، إلَّا أَنَّهُ كَانَ فَاسِدَ العَقِيدَةِ. مَاتَ فِي رَجَبٍ، سنة إحدى عشرة وست مائة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 45، 46".

السائح

5482- السائح 1: الزَّاهِدُ الفَاضِلُ الجَوَّالُ الشَّيْخُ عَلِيُّ بنُ أَبِي بكر الهروي الذي طوف غَالِبَ المَعْمُور، وَقَلَّ أَنْ تَجِدَ مَوْضِعاً مُعْتَبَراً إلَّا وَقَدْ كَتَبَ اسْمَهُ عَلَيْهِ. مَوْلِدُهُ بِالمَوْصِلِ، وَاسْتَوْطَنَ فِي الآخِر حَلَبَ، وَلَهُ بِهَا رِبَاطٌ. وَجَمَعَ تَوَالِيفَ وَفَوَائِدَ وَعَجَائِبَ. وَكَانَ حَاطِبَ لَيْلٍ، دَخَلَ فِي السِّحْرِ وَالسِّيمِيَاءِ، وَنفقَ عَلَى الظَّاهِر صَاحِبِ حَلَبَ، فَبَنَى لَهُ مَدْرَسَةً، فَدرَّسَ بِهَا، وَخَطَبَ بِظَاهِرِ حَلَبَ، وَكَانَ غَرِيْباً مُشَعْوِذاً، حُلْوَ المُجَالَسَةِ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَادَ أَنْ يُطبِقَ الأَرْض بِالدَّوَرَانِ بَرّاً وَبَحْراً وَسَهْلاً وَوَعْراً، حَتَّى ضُرِبَ بِهِ المَثَلُ، فَقَالَ ابْنُ شَمْسِ الخِلاَفَةِ فِي رَجُلٍ: أَوْرَاقُ كِذْبَتِهِ فِي بَيْتِ كُلِّ فَتَىً ... عَلَى اتِّفَاقِ مَعَانٍ وَاخْتِلاَفِ رَوِي قَدْ طَبَّقَ الأَرْضَ مِنْ سَهْلٍ إِلَى جَبَلٍ ... كَأَنَّهُ خَطُّ ذَاكَ السَّائِحِ الهَرَوِيّ قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: كَانَ عَارِفاً بِأَنْوَاعِ الحِيَلِ وَالشَّعْبَذَةِ، أَلَّفَ خُطَباً وَقدَّمهَا لِلنَّاصِرِ لِدِيْنِ اللهِ، فَوَقَّعَ لَهُ بِالحُسبَةِ فِي سَائِرِ البِلاَدِ، فَبقِيَ لَهُ شَرَفٌ بِهَذَا التَّوقِيعِ مَعَهُ، وَلَمْ يُباشرْ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ. قُلْتُ: سَمِعَ مِنْ عَبْدِ المُنْعِمِ ابْنِ الفُرَاوِيِّ سُبَاعِيَّاتِهِ. وَرَأَيْتُ لَهُ كِتَاب المَزَارَاتِ وَالمَشَاهِدِ الَّتِي عَايَنَهَا، وَدَخَلَ إِلَى جَزَائِرِ الفِرَنْجِ، وَكَادَ أَنْ يُؤْسَرَ. وَقَبرُهُ فِي قُبَّةٍ بِمَدْرَسَتِهِ بِظَاهِرِ حَلَبَ. مَاتَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسِتِّ مائة، وقد شاخ.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "3/ ترجمة 459"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 49".

ابن الصباغ، ابن البناء

ابن الصباغ، ابن البناء: 5483- ابن الصباغ 1: الشَّيْخُ القُدْوَةُ الزَّاهِدُ الكَبِيْرُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حُمَيْد ابْن الصَّبَّاغِ الصَّعِيْدِيُّ. انتَفَعَ بِهِ خَلقٌ، وَكَانَ حَسَنَ التَّربِيَةِ لِلمُرِيْدِين، يَتفقَّدُ مَصَالِحهم الدِّينِيَّةَ، وَلَهُ أَحْوَالٌ وَمَقَامَاتٌ وَتَأَلُّهٌ. قَالَ الحَافِظُ زَكِيُّ الدِّيْنِ المُنْذِرِيُّ: اجْتَمَعْتُ بِهِ بِقَنَا، وَتُوُفِّيَ بِهَا، وَهِيَ مِنْ صَعِيدِ مِصْرَ، فِي نِصْفِ شعبان، سنة عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ. 5484- ابْنُ البَنَّاءِ 2: الشَّيْخُ الزَّاهِدُ العَالِمُ نُوْرُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي المَعَالِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَوْهُوْبِ بنِ جَامِعِ بنِ عَبْدُوْنَ البَغْدَادِيُّ، الصُّوْفِيُّ، ابْنُ البَنَّاءِ. صَحِبَ الشَّيْخَ أَبَا النَّجِيْبِ. وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ نَاصِرٍ، وَأَبِي الكَرَمِ الشَّهْرُوزُرِيِّ، وَأَبِي بكر ابن الواغوني، ونصر بن نصر، وعدة. وَحَدَّثَ بِمَكَّةَ، وَمِصْرَ، وَالشَّامِ، وَبَغْدَادَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ خَلِيْلٍ، وَالقُوْصِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ بلكويه، وَالجمَالُ ابْنُ الصَّيْرَفِيِّ، وَالقُطْبُ الزُّهْرِيُّ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَابْنُ البُخَارِيِّ، وَآخَرُوْنَ. وَأَجَازَ لِشَيخِنَا عُمَرُ ابْنُ القَوَّاسِ. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: شَيْخٌ حَسَنٌ كَيِّسٌ، صَحِبَ الصُّوْفِيَّةَ، وَتَأَدَّبَ بِهِم، وَسَمِعَ كَثِيْراً، وَقَالَ لِي: وُلِدْتُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ زَمَاناً، ثُمَّ تَوجَّهَ إِلَى مِصْرَ، ثُمَّ إِلَى دِمَشْقَ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ مِنْ أَعيَانِ الصُّوْفِيَّةِ وَأَحْسَنِهِم شَيْبَةً وَشَكلاً لاَ يَمَلُّ جَلِيسُهُ مِنْهُ. مَاتَ فِي مُنْتَصَفِ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، بِالسُّمَيْسَاطِيَّةِ، وكتب بخطه أجزاء عديدة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1389"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 215"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 52، 53". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1389"، والنجوم الزاهرة "6/ 215"، وشذرات الذهب "5/ 53".

الملنجي، ابن ظاهر

الملنجي، ابن ظاهر: 5485- الملنجي: المُحَدِّثُ المُفِيْدُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ المِلَنْجِيُّ، الأَصْبَهَانِيُّ، القَطَّانُ، المؤدب. وُلِدَ نَحْوَ سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ الحَمامِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي نَصْرٍ بنِ هَاجَرَ، وَحَجَّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ المُفَضَّلِ الحَافِظُ -وَمَاتَ قَبْلَهُ- وَالحَافِظُ الضِّيَاءُ، وَابْنُ خَلِيْلٍ. وَأَجَاز لابْنِ البُخَارِيِّ. وَكَانَ حَافِظاً، مُكْثِراً، مُكرِماً لِلطَّلبَةِ، ذَا مُرُوءةٍ، مُحِبّاً لِلرِّوَايَةِ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَمِلَنْجَةَ: مَحلَّةٌ، أو قرية من أصبهان. 5486- ابن ظافر: صَاحِبُ كِتَابِ "الدُّوَلِ المُنْقَطِعَةِ" العَلاَّمَةُ البَارِعُ، جَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ ابْنُ العَلاَّمَةِ أَبِي منصور ظَافِرِ بنِ الحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ، المِصْرِيُّ، المَالِكِيُّ، الأُصُوْلِيُّ، المُتَكَلِّمُ، الأَخْبَارِيُّ. أَخَذَ الفِقْهَ وَالكَلاَمَ عَنْ أَبِيْهِ، وَجَوَّدَ العَرَبِيَّةَ، وَشَاركَ فِي الفَضَائِلِ. وَكَانَ فَطِناً، طَلِقَ العِبَارَةِ، سَيَّالَ الذِّهنِ، جَيِّدَ التَّصَانِيْفِ، درَّسَ بِمَدْرَسَةِ المَالِكِيَّةِ بِمِصْرَ بَعْدَ وَالِدِه، وَترسَّلَ إِلَى الخليفة، ووزر للملك الأشرف مُدَّةً، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مِصْرَ، وَوَلِيَ وَكَالَةَ السُّلْطَانِ، وَلَهُ كِتَابُ "الدُّوَلِ المُنْقَطِعَةِ"، فَأَتَى فِيْهِ بِنفَائِس، وَلَهُ كِتَابُ "بَدَائِعِ البَدَائِهِ"، وَكِتَابُ "أَخْبَارِ الشَّجْعَانِ"، وَ"أَخْبَارِ آلِ سَلْجُوْقٍ"، وَكِتَابُ "أَسَاسِ السِّيَاسَةِ"، وَلَهُ نَظْمٌ حَسنٌ. أَخَذَ عَنْهُ المُنْذِرِيُّ، وَالشِّهَابُ القُوْصِيُّ، وَأَقْبَلَ فِي الآخَرِ عَلَى الحَدِيْثِ، وَأَدمَنَ النَّظَرَ فِيْهِ. عَاشَ ثَمَانِياً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ.

ابن صاحب الأحكام، الجاجرمي

ابن صاحب الأحكام، الجاجرمي: 5487- ابن صاحب الأحكام: العَدْلُ العَالِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ الأَنْصَارِيُّ، الغَرْنَاطِيُّ. مَاتَ فِي رجب، فجاءة من سنة أربه عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ سِتٌّ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. قَالَ الأَبَّارُ: رَوَى عَنْ أَبِي الحَسَنِ شُرَيْحِ بن محمد، وأبي الحكم عبد الرحمن بنِ غَشَلْيَانَ، وَابْن رِضَى -يَعْنِي: إِجَازَةً. وَقَالَ ابن مسدي: هو أحد الأعلان بِبِلاَدِه، قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ خَلَفِ بنِ يَبْقَى، وَأَجَاز لَهُ: ابْنُ العَرَبِيِّ. قُلْتُ: لابْنِ غَشَلْيَانَ إِجَازَةٌ مِنَ الخِلَعِيِّ، وَقَدْ أَجَازَ ابْنُ صَاحِبِ الأَحْكَامِ هَذَا لأَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ الطَّنْجَالِيِّ شَيْخِ أَثِيْرِ الدِّيْنِ أَبِي حَيَّانَ. قَالَ ابْنُ مَسْدِي: سَمِعْتُ مِنْهُ أَجزَاءً، وَأَخَذَ عِلمَ الوَثَائِقِ عَنْ خَالِهِ؛ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى البَكْرِيِّ. ابْنُ مَسْدِي: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ سَنَةَ 611، أَخْبَرْنَا ابْنُ يَبْقَى، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الجَلِيْلِ الغَسَّانِيُّ بِالقَيْرَوَانِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ القَابِسِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ مِسْكِيْنٍ، حَدَّثَنَا سحْنُوْن، حَدَّثَنَا القَاسِمُ بِحَدِيْث، ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَسْدِي: هَذَا أَعْلَى الأَسَانِيْدِ إِلَى القَابِسِيِّ. قُلْتُ: صَدقَ إِنْ لم يكن سقط رجل?! 5488- الجاجرمي 1: العَلاَّمَةُ مُصَنِّفُ "الكِفَايَةِ" أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي الفَضْلِ السَّهْلِيُّ، الشَّافِعِيُّ، مُعِيْنُ الدِّيْنِ، مُفْتِي نَيْسَابُوْرَ. وَلَهُ كِتَاب "إِيْضَاحِ الوَجِيْزِ"، مجلدان. تخرج به أئمة. وَمَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائة. وبليدة جاجرم بين جرجان ونيسابور.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "4/ ترجمة 602"، وشذرات الذهب "5/ 56".

أبو تراب، البندنيجي

أبو تراب، البندنيجي: 5489- أبو تراب: الفَقِيْهُ أَبُو تُرَابٍ يَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي تُرَابٍ الكَرْخِيُّ، اللَّوْزِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الرَّافضِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَتَفَقَّهَ عَلَى أبي الحسن ابن الخل. وسمع من: الأموي، وَالكَرُوْخِيِّ، وَأَبِي الوَقْتِ، وَجَمَاعَةٍ. وَحَدَّثَ بِدِمَشْقَ، وَبَغْدَادَ. روى عنه: ابن الدبيثي، وابن خليل، وَالقُوْصِيُّ، فَقَالَ القُوْصِيُّ: أَخْبَرَنَا المُفْتِي قَوَامُ الدِّيْنِ يَحْيَى مُعِيْدُ العِمَاد الكَاتِب، أَخْبَرْنَا ابْنُ الزَّاغُوْنِيِّ -فَذَكَرَ حَدِيْثاً. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: دَخَلتُ عَلَيْهِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، فَرَأَيْتُهُ مُختلاًّ؛ زَعَمَ أَنَّ المَلاَئِكَةَ تَنزِلُ عَلَيْهِ بِثِيَابٍ خُضْرٍ، فِي هَذَيَانٍ طَوِيْلٍ وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ كَانَ إِذَا ضَجِرَ لَمَّا قُرِئَ عَلَيْهِ "التِّرْمِذِيّ" يَشتمهُم بِفُحشٍ. وَحَدَّثَنِي ابْنُ هِلاَلَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أبي تراب، فقال: من أين أَنْتَ? قُلْتُ: مِنَ المَغْرِبِ. فَبَكَى، وَقَالَ: لاَ رَضِيَ اللهُ عَنْ صَلاَحِ الدِّيْنِ، ذَاكَ فَسَادُ الدِّيْنِ، أَخرجَ الخُلَفَاءَ مِنْ مِصْرَ وَجَعَلَ يَسُبُّهُ، فَقُمْتُ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وست مائة. 5490- البندنيجي 1: الحَافِظُ مُفِيْدُ بَغْدَادَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ كَرَمٍ البَنْدَنِيْجِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الأَزَجِيُّ، المُعَدَّلُ، أَخُو المُحَدِّثِ تَمِيْمٍ. وُلِدَ سنة إحدى وأربعين وخمس مائة. وسمع من: ابْنِ الزَّاغُوْنِيِّ، وَأَبِي الوَقْتِ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ ابْنِ المَادِحِ، وَهَلُمَّ جَرَّا. وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازِلَ، وَبَالَغَ عَنْ غَيْرِ إِتْقَانٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وابن النجار، والزكي، البرزالي، وَاليَلْدَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَلَهُ عِنَايَةٌ بِالأَسْمَاءِ، وَنَظَرٌ فِي العَرَبِيَّةِ، وَكَانَ فَصِيْحاً، طَيِّبَ القِرَاءةِ، امْتُحِنَ بِأَنْ شَهِدَ فِي سِجلٍّ بَاطِلٍ، فَصُفِعَ عَلَى حِمَارٍ، وَحُبِسَ مُدَّةً فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ، وَخَمَلَ. وَكَانَ أَخُوْهُ تَمِيْمٌ قَدِ اسْتَجَازَ لِلإِمَامِ النَّاصِرِ جَمَاعَةً، فَأَظهرَ الإِجَازَةَ، فَأَنْعَمَ عَلَيْهِ، فَتَكَلَّمَ فِي أَخِيْهِ، وَأَنَّهُ مَا شَهِدَ بِزُوْرٍ مَحْضٍ، بَلْ رَكنَ إِلَى قَوْلِ القَاضِي مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ العَبَّاسِيِّ، وَأَنَّ الأُسْتَاذَ دَارَ ابْنَ يُوْنُسَ تَعصَّبَ عَلَيْهِ، فَأَعَادَهُ النَّاصِرُ إِلَى العَدَالَةِ، وَقَبِلَهُ القَاضِي أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ ابْنُ الدَّامَغَانِيِّ بِلاَ تَزْكِيَةٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ كَثِيْراً، وَكُنْتُ أَرَاهُ كَثِيْرَ التَّحَرِّي لاَ يُسَامِحُ فِي حَرْفٍ. قَالَ: وَمَعَ هَذَا فَكَانَتْ أُصُوْلُه مُظْلِمَةً، وَكَذَا خَطُّهُ وَطِبَاقُهُ، وَكَانَ سَاقِطَ المُرُوءةِ، وَسِخَ الهَيْئَةِ، يَدُلُّ حَالُهُ عَلَى تَهَاوُنِهِ بِالأُمُوْرِ الدِّيْنِيَّةِ، وَتُحْكَى عَنْهُ قَبَائِحُ، فَسَأَلْتُ شَيْخَنَا ابْنَ الأَخْضَرِ عنه وعن أخيه، فصرح بكذبهما. أخوه:

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 226"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 62".

أبو القاسم تميم، علي بن المفضل

أبو القاسم تميم، علي بن المفضل: 5491- أبو القاسم تميم 1: ابن أبي بكر أحمد بن أحمد الزجي مُفِيْدُ الجَمَاعَةِ، كَانَ أَصْغَرَهُمَا. وُلِدَ: سَنَةَ خَمْسٍ وأربعين. وسمع كأخيه من: ابن الواغوني، وَأَبِي الوَقْتِ، وَهِبَة اللهِ الشِّبْلِيِّ، وَمَنْ بَعْدَهُم. وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَأَفَادَ الغُربَاءَ، وَكَانَ خَبِيْراً بِالمَرْوِيَّات وَبِالشُّيُوْخِ، وَلَهُ فَهْمٌ، وَلَيْسَ بِذَاكَ المُتْقِنِ. رَوَى عَنْهُ الدُّبَيْثِيُّ، وَاليَلْدَانِيُّ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، كَهْلاً. وَمَاتَ الأَوَّلُ شَيْخاً، فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وست مائة. 5492- علي بن المفضل 2: ابن عَلِيِّ بنِ مُفَرِّجِ بنِ حَاتِمِ بنِ حَسَنِ بن جعفر، الشَّيْخُ، الإِمَامُ، المُفْتِي، الحَافِظُ، الكَبِيْرُ، المُتْقِنُ، شَرَفُ الدِّيْنِ، أَبُو الحَسَنِ ابْنُ القَاضِي الأَنْجَبِ أَبِي المكارم المقدسي، ثم الإسكندراني، المالكي.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 180"، وشذرات الذهب لابن العماد "4/ 329". 2 ترجمته في وفيات الأعيان "3/ ترجمة 431"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1119"، والنجوم الزاهرة "6/ 212"، وشذرات الذهب لابن العماد "6/ 47، 48".

مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَتَفَقَّهَ بِالثَّغْرِ عَلَى: الفَقِيْهِ صَالِحِ ابْنِ بِنْتِ مُعَافَى، وَأَبِي الطَّاهِرِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ، وَعَبْدِ السَّلاَمِ بنِ عَتِيْقٍ السَّفَاقُسِيِّ، وَأَبِي طَالِبٍ أَحْمَدَ بنِ المُسَلَّمِ اللَّخْمِيِّ. وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ، وَسَمِعَ منهم، ومن الحافظ أبي طاهر السِّلَفِيّ، وَلَزِمَه سَنَوَاتٍ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ، وَانقطَعَ إِلَيْهِ، وأسمع ولده محمدًا منه، ة سمع أَيْضاً مِنَ القَاضِي أَبِي عُبَيْدٍ نِعْمَةَ بنِ زِيَادَةِ اللهِ الغِفَارِيِّ؛ حَدَّثَهُ بِأَكْثَرِ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ"، عَنْ عِيْسَى بنِ أَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيِّ ثُمَّ السَّرْوِيِّ، وَسَمَاعُهُ مِنْهُ "لِلصَّحِيْحِ" سِوَى قِطعَةٍ مِنْ آخِرِهِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: بَدْرٍ الخُذَادَاذِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خَلَفِ اللهِ المُقْرِئِ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ العُثْمَانِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ بَرِّيٍّ النَّحْوِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ هِبَةِ اللهِ الكَامِلِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الرَّحْبِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ بِالثَّغْرِ وَمِصْرَ وَالحَرَمَيْنِ. وَجَمَعَ وَصَنَّفَ وَتَصَدَّرَ لِلإِشْغَالِ، وَنَابَ فِي الحُكمِ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ مُدَّةً، ثُمَّ درَّسَ بِمَدْرَسَتِهِ الَّتِي هُنَاكَ مُدَّةً، ثُمَّ إِنَّهُ تَحَوَّلَ إِلَى القَاهِرَةِ، وَدرَّسَ بِالمَدْرَسَةِ الَّتِي أَنْشَأَهَا الصَّاحِبُ ابْنُ شُكْرٍ، وَإِلَى أَنْ مَاتَ. وَكَانَ مُقَدَّماً فِي المَذْهَبِ، وَفِي الحَدِيْثِ؛ لَهُ تَصَانِيْفُ مُحرَّرَةٌ، رَأَيْتُ لَهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ كِتَابَ "الصِّيَامِ" بِالأَسَانِيْدِ، وَلَهُ "الأَرْبَعُوْنَ فِي طَبَقَاتِ الحُفَّاظِ"، وَلَمَّا رَأَيْتُهَا تَحَرَّكتْ هِمَّتِي إِلَى جَمْعِ الحُفَّاظِ وَأَحْوَالِهِم. وَكَانَ ذَا دِيْنٍ وَوَرَعٍ وَتَصَوُّنٍ وَعَدَالَةٍ وَأَخلاَقٍ رَضِيَّةٍ وَمُشَاركَةٍ فِي الفَضْلِ قَوِيَّةٍ. ذَكَرَهُ تِلْمِيْذُهُ الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ المُنْذِرِيُّ، وَبَالَغَ فِي تَوقِيْرِهِ وَتَوْثِيْقِهِ، وَقَالَ: رَحَلَ إِلَى مِصْرَ فِي سَنَةِ أربع وسبعين، فسمع محمد بن علي الرَّحْبِيَّ، وَسَمَّى جَمَاعَةً، وَكَانَ مُتوَرِّعاً، حَسَنَ الأَخْلاَقِ، جَامِعاً لِفنُوْنٍ، انْتَفَعتُ بِهِ كَثِيْراً. قُلْتُ: لَوْ كَانَ ارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ وَالمَوْصِلِ، لَلَحِقَ جَمَاعَةَ مُسْنَدِيْنَ، وَمَتَى خَرَجَ عَنِ السِّلَفِيِّ نَزَلَتْ رِوَايَتُهُ وَقَلَّتْ. أَجَاز لَهُ مِنَ المَغْرِب مُسْنِدُ وَقْتِهِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ حُنَيْنٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَلَمَّا تُوُفِّيَ، قَالَ بَعْضُ الفُضَلاَءِ لِمَا مَرُّوا بِنَعْشِهِ: رَحِمَك الله أَبَا الحَسَنِ، قَدْ كُنْتَ أَسْقَطْتَ عَنِ النَّاس فُرُوضاً -يُرِيْدُ: لِنُهُوضِهِ بِفنُوْنٍ مِنَ العِلْمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: المُنْذِرِيُّ، وَالرَّشِيْدُ الأُرْمَوِيُّ، وَزَكِيُّ الدِّيْنِ البِرْزَالِيُّ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ وَهْبٍ القُشَيْرِيُّ، وَالعَلَمُ عَبْدُ الحَقِّ ابْن الرَّصاصِ، وَالشَّرَفُ عَبْدُ المَلِكِ بنُ نَصْرٍ الفِهْرِيُّ اللُّغَوِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ بلكويه الصُّوْفِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عُثْمَانَ القَابِسِيُّ المُحْتَسِبُ، وَالجَمَالُ

مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الهَوَارِيّ، وَالقَاضِي شَرَفُ الدِّيْنِ أَبُو حَفْصٍ السُّبْكِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُرْتَضَى بنِ أَبِي الجُوْدِ، وَالشِّهَابُ إِسْمَاعِيْلُ القُوْصِيُّ، وَالنَّجِيْبُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّفَاقُسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ بنِ طَرْخَانَ الأُرْمَوِيُّ، وَالمُحْيِي عَبْدُ الرَّحِيْمِ ابْنُ الدَّمِيْرِيِّ، وَعِدَّةٌ. وَرَوَى لِي عَنْهُ بِالإِجَازَةِ يُوْسُفُ ابْن القَابِسِيِّ: لَمْ أُدْرِكْ أَحَداً سَمِعَ مِنْهُ فِي رِحلَتِي. قَالَ زَكِيُّ الدِّيْنِ المُنْذِرِيُّ: تُوُفِّيَ فِي مُسْتَهَلِّ شَعْبَانَ، سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَدُفِنَ بِسَفْحِ المُقَطَّمِ. قُلْتُ: وَتُوُفِّيَ فِيْهَا: شَيْخُ الحَنَابِلَةِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَعَالِي بنِ غَنِيْمَةَ البَغْدَادِيُّ ابْنُ الحَلاَوِيِّ، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سنة، ومسند الأندلس أبو القاسم أحمد ابن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي المُطَرِّفِ بنِ جَرْجٍ القُرْطُبِيُّ وَلَهُ تِسْعُوْنَ سَنَةً، -سَمِعَ "سُنَنَ النَّسَائِيِّ" بِكَمَالِه مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ البِطْرَوْجِيِّ عَالِياً- وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ ابْن القُرْطُبِيِّ الأَنْصَارِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ، سَمِعَ ابْنَ الجَدِّ، وَالحَافِظُ عَبْدُ العَزِيْزِ ابْنُ الأَخْضَرِ، وَأَبُو المُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ البَلِّ الوَاعِظُ، وَالشَّيْخُ عَلِيُّ بنُ أَبِي بَكْرٍ السَّائِحُ الهَرَوِيُّ. وَمِنْ نَظْمِ ابْنِ المُفَضَّلِ: أبا نَفْسُ بِالمَأْثُوْرِ عَنْ خَيْرِ مُرْسَلٍ ... وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِيْنَ تَمَسَّكِي عَسَاكِ إِذَا بَالَغْتِ فِي نَشْرِ دِينِهِ ... بِمَا طَابَ مِنْ نَشْرٍ لَهُ أَنْ تَمَسَّكِي وَخَافِي غَداً يَوْمَ الحِسَابِ جَهَنَّماً ... إِذَا نَفَحَتْ نيرانها أن تمسك

ابن القرطبي

5493- ابن القرطبي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُحَدِّثُ البَارِعُ الحُجَّةُ النَّحْوِيُّ المُحَقِّقُ أَبُو بَكْرٍ عَبْد اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، المَالقِيُّ، المَشْهُوْرُ: بِابْنِ القُرْطُبِيِّ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائة، واختص بأبي زيد السهيلي، ولازمه. وَسَمِعَ أَيْضاً: أَبَاهُ الإِمَام أَبَا عَلِيٍّ، وَأَبَا بَكْرٍ، بن الجَدِّ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ زَرْقُوْنَ، وَأَبَا القَاسِمِ بن حُبَيْش، وَطَبَقَتهُم، فَأَكْثَر وَجَوَّد. وَأَجَاز لَهُ أَبُو مَرْوَانَ بنُ قُزْمَانَ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ هُذَيْل، وَطَائِفَة، وَعنِي بِهَذَا الشَّأْن. قَالَ الأَبَّارُ: كَانَ مِنْ أَهْلِ المَعْرِفَة التَّامَّة بصنَاعَة الحَدِيْث وَالبصر بِهَا، وَالإِتْقَان، وَالحِفْظ لأَسْمَاء الرِّجَال، وَالتَّقَدُّم فِي ذَلِكَ، مَعَ المَعْرِفَة بِالقِرَاءات، وَالمشَاركَة فِي العَرَبِيَّة، وَقَدْ نُوْظِر عَلَيْهِ فِي "كِتَاب سِيْبَوَيْه". وَرِث برَاعَة الحَدِيْث عَنْ أَبِيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَد يُدَانِيه فِي الحِفْظِ وَالجرح وَالتعديل إلَّا أَفرَاد مِنْ عصره. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَوْط اللهِ: المُحَدِّثُونَ بِالأَنْدَلُسِ ثَلاَثَة: أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ القُرْطُبِيّ: وَأَبُو الرَّبِيْعِ بن سَالِمٍ، وَسَكَتَ عَنِ الثَّالِث، فَيَرَوْنَهُ عَنَى نَفْسه. قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ أَبُو القَاسِمِ المَلاَّحِيّ الحَافِظ بِدُونِهِمْ، وَقَدْ كَانَ ابْنُ القُرْطُبِيّ ذَا عَظَمَة فِي النُّفُوْس عِنْد الخَاصَّة وَالعَامَّة، أَخَذَ النَّاس عَنْهُ، وَانتفعُوا بِهِ. مَاتَ بِمَالَقَة، خَطِيْباً بِهَا، فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وست مائة.

_ 1 ترجمة في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1122"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 48".

الرهاوي

5494- الرهاوي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ الجَوَّالُ مُحَدِّثُ الجَزِيْرَةِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ القَادِرِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ الرُّهَاوِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، السَّفَّارُ، مِنْ مَوَالِي بَعْضِ التُّجَّارِ. وُلِدَ بِالرُّهَا فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَنَشَأَ بِالمَوْصِلِ. ثُمَّ أَعتقه مَوْلاَهُ، وَحُبّب إِلَيْهِ سَمَاع الحَدِيْث، وَلقِي بقايا المسندين، وأكثر عنهم، وتميز، صنف، وَكَانَ رَدِيء الكِتَابَة، لَمْ يُتْقِن وَضْعَ الخطّ. سَمِعَ مِنْ: مَسْعُوْد بن الحَسَنِ الثَّقَفِيّ، وَالحَسَن بن العَبَّاسِ الرُّسْتمِيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنٍ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَرَجَاء بن حَامِدٍ المَعْدَانِيّ، وَمَحْمُوْد بن عَبْدِ الكَرِيْمِ فُورجَة، وَعَلِيّ بن عَبْدِ الصَّمَدِ بن مَرْدَوَيْه، وَمَعْمَر بن الفَاخِرِ، وَإِسْمَاعِيْل بن شَهْرَيَار، وَأَبِي مَسْعُوْدٍ عَبْد الرَّحِيْمِ الحَاجِّيّ وخلق بِأَصْبَهَانَ، وَعَبْد الجَلِيْل بن أَبِي سَعْدٍ المُعَدَّل بهَرَاة، وَهُوَ أَكْبَر شَيْخ لَهُ. وَقَعَ حَدِيْث البَغَوِيّ وَابْن صَاعِد عَالِياً، وَسَمِعَ بِهَمَذَانَ مِنْ: أَبِي زُرْعَةَ طَاهِر بن مُحَمَّدِ بنِ طَاهِر المَقْدِسِيّ، وَمُحَمَّد بن بُنَيْمَانَ، وَالحَافِظ أَبِي العَلاَءِ العَطَّار، وَطَائِفَة. وَبِمَرْوَ مِنْ: مَسْعُوْد بن مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيّ وَغَيْره. وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيّ. وَبسِجِسْتَان مِنْ: أَبِي عَرُوْبَةَ عَبْدُ الهَادِي بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِد. وَبِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الرَّحْبِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ ابْنِ الخشاب، وفخر النساء شهدة، وخلق. وبواسط

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1117"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 214"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 50، 51".

من: هبة الله ابن مَخْلَد الأَزْدِيّ، وَأَبِي طَالِبٍ الكَتَّانِيّ. وَبِالمَوْصِل مِنْ: خَطِيْبهَا أَبِي الفَضْلِ عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ ابْنِ الطُّوْسِيِّ، وَيَحْيَى بن سعدُوْنَ القُرْطُبِيّ المُقْرِئ. وَبِدِمَشْقَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ بَرَكَةَ الصِّلْحِيّ وَأَبِي القَاسِمِ عَلِيّ بن الحَسَنِ الحَافِظ. وَبِالإِسْكَنْدَرِيَّة مِنَ: الحَافِظ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ العُثْمَانِيّ. وَبِمِصْرَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الرَّحْبِيّ، وَعَبْد اللهِ بن بَرِّيّ النَّحْوِيّ. وَعَمِلَ "أَرْبَعِي البُلْدَان" المتبَاينَة الأَسَانِيْد وَلوَاحقهَا وَمتعلقَاتهَا، فَجَاءت فِي مُجَلَّدَيْنِ دلّت عَلَى حِفْظِهِ وَنُبله، وَلَهُ فِيْهَا أَوهَام: تكرر عليه أبو إسحاق السبيعي وسعيد ابن مُحَمَّدٍ البَحَيْرِيّ، وَجَمَعَ كِتَاباً كَبِيْراً سَمَّاهُ "المَادح وَالممدوح" فِيْهِ ترَاجم جَمَاعَة مِنَ الحُفَّاظِ وَالأَئِمَّة، أَصله تَرْجَمَة شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ الهَرَوِيّ. ذكره ابْن نُقْطَة فَقَالَ: كَانَ عَالِماً، ثِقَة، مأمونًا، صالحًا، إلَّا أنه كان عسرًا غي الرِّوَايَة، لاَ يُكثر عَنْهُ إلَّا مَنْ أَقَامَ عِنْدَهُ. وَقَالَ أَبُو الحَجَّاجِ بن خَلِيْل: كَانَ حَافِظاً، ثَبْتاً، كَثِيْر السَّمَاع، كَثِيْر التَّصنِيف، مُتْقِناً، خُتِمَ بِهِ علمُ الحَدِيْث. وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ المُنْذِرِيّ: كَانَ ثِقَةً، حَافِظاً، رَاغِباً فِي الانْفِرَاد عَنْ أَربَاب الدُّنْيَا. وَقَالَ شِهَاب الدِّيْنِ أَبُو شَامَةَ: كَانَ صَالِحاً، مَهِيْباً، زَاهِداً، نَاسِكاً، خشن العيش، ورعًا. وأثنى عليه بن النَّجَّارِ، وَعظّمه، وَتَرْجَمَه. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نُقْطَة، وَزَكِيّ الدِّيْنِ البِرْزَالِيّ، وَضِيَاء الدِّيْنِ المَقْدِسِيّ، وَأَحْمَد بن سَلاَمَةَ النَّجَّار، وَشَمْس الدِّيْنِ ابْن خَلِيْلٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الصَّرِيْفِيْنِيّ، وَشِهَاب الدِّيْنِ القُوْصِيّ، وَجمَال الدِّيْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن سَالِمٍ الأَنْبَارِيّ، وَزَيْن الدِّيْنِ بن عَبْدِ الدَّائِمِ، وَجمَال الدِّيْنِ يَحْيَى ابن الصَّيْرَفِيّ، وَعَبْد اللهِ بن الوَلِيْدِ المُحَدِّثُ البَغْدَادِيّ، وَعَامِر القَلْعِيّ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن الصَّيْقَلِ، وَخَلْق آخِرُهُم مَوْتاً المُعَمَّر العَلاَّمَة نَجْم الدِّيْنِ أَبُو عبد الله ابن حَمْدَان، وَمَعَ فَضله وَحفظه فَغَيْرُه أَحْفَظ مِنْهُ وأتقن. حدث قديمًا، وولي مشيخة الحديث. وَتُوُفِّيَ بِحَرَّانَ، فِي ثَانِي شَهْر جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، وَلَهُ سِتٌّ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ: شَيْخ الصّعيد الإِمَامُ القُدْوَةُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حُمَيْدٍ ابْن الصَّبَّاغ، وَمُسْنَد العِرَاق أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مَعَالِي بن مَنِيْنَا، وَالشَّيْخ كَمَال الدِّيْنِ أَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّد بن

عَلِيٍّ ابْن الجَلاَجِلِيّ السَّفَّار، وَمُسْنَد مَكَّة يَحْيَى بن يَاقُوْت الفَرَّاش، وَالمُسْنَدُوْنَ، بِبَغْدَادَ: أَبُو العَبَّاسِ أحمد بن يحيى ابن الدَّبِيْقِيّ البَزَّاز، وَأَحْمَد بن إِبْرَاهِيْمَ ابْن السَّبَّاك الصُّوْفِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ المَنْصُوْرِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ مُوْسَى بن سَعِيْدِ بنِ الصَّيْقَلِ الهَاشِمِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ سُلَيْمَان بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ المَوْصِلِيّ -رَحِمَهُمُ الله. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الفَقِيْهُ فِي كِتَابِهِ أَخْبَرَنَا الحَافِظ عَبْد القَادِرِ بن عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّيَّان وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ السِّمْسَار، قَالاَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ التَّاجِر، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَذْعُور، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بنُ القَاسِمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَتيت أَبَا بَكْرٍ أَسأله فَمنعنِي، ثُمَّ أَتيته أَسْأَله فَمنعنِي، فَقُلْتُ: إِمَّا أَنْ تَبخل وَإِمَّا أَنْ تعطينِي. فَقَالَ: أَتُبَخِّلنِي! وَأَيُّ دَاءٍ أَدوَأ مِنَ البُخْل?! مَا أَتيتَنِي مِنْ مرَّة إلَّا وَأَنَا أُرِيْد أَنْ أَعْطيك أَلْفاً، قَالَ: فَأَعْطَانِي أَلْفاً وَأَلفاً وَأَلفاً. إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ. قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ أَبِي بَكْرٍ البُحْتُرِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن ركَاب المُعَلِّم: أَخْبَرَكُمَا أحمد بن عب الدائم، أخبرنا بن عَبْدِ الدَّائِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ القَادِرِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ العَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْد الوَهَّابِ بن مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ كُوْفِيّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ وَاقِدٍ الطَّائِيّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: "صَلَّيْت أَنَا وَيَتيم كَانَ عِنْدَنَا خلف رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأُمّ سليم من ورائنا".

ابن البل

5495- ابن البل 1: الإِمَامُ الوَاعِظُ الكَبِيْرُ أَبُو المُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ نَصْرِ بنِ البَلِّ الدُّوْرِيُّ. وُلِدَ بِالدُّور، مِنْ نوَاحِي دُجَيْل، وَقَدِمَ بَغْدَادَ، وَاشْتَغَل، وَتَفنّن. وَسَمِعَ مِنْ: عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الهَرَوِيّ بِالدّور فِي سَنَةِ 531، وَمِنِ: ابْن الطَّلاَّيَةِ، وَسَعِيْد ابْن البَنَّاءِ، وَابْن نَاصِر، وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ ابْن النَّجَّارِ، وَقَالَ: صَارَ شَيْخ الوعَّاظ، وَكثر لَهُ الْقبُول، وَوعظ عِنْد قَبْر مَعْرُوف، وَكَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْن الجَوْزِيِّ منَافرَات، وَلِكُلّ مِنْهُمَا متعصبُوْنَ وَأَتْبَاع، وَلَمْ يَزَلِ الدُّوْرِيّ عَلَى ذَلِكَ إِلَى أَنْ خَاصم وَلدُهُ غُلاَماً لأُمّ النَّاصِر، وَبدَا مِنَ الشَّيْخ مَا اشتدَّ بِهِ الأَمْر، فمنع من الوعظ، وأمر بلزوم بيته، فَبقِي كَذَلِكَ إِلَى حِيْنَ وَفَاته، وَكَانَ فَاضِلاً، مُتَدَيِّناً، صَدُوْقاً، أَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ: يَتُوبُ عَلَى يَدِي قَوْمٌ عُصَاةٌ ... أَخَافَتْهُم مِنَ البَارِي ذُنُوبُ وَقَلْبِي مُظْلِمٌ مِنْ طٌولِ مَا قَدْ ... جَنَى فَأَنَا عَلَى يَدِ مِنْ أَتُوبُ? كَأَنِّيْ شَمْعَةٌ مَا بَيْنَ قَوْمٍ ... تُضِيءُ لَهُم وَيَحْرِقُهَا اللَّهِيبُ كَأَنِّيْ مِخْيَطٌ يَكسُو أُنَاساً ... وَجِسْمِي مِنْ مَلاَبِسِه سَليبُ مَاتَ فِي ثَانِي عَشَر شَعْبَان، سَنَة إِحْدَى عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَمَاتَ ابْنُ أَخِيْهِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ ابْن البَلِّ المُجَلِّدُ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ قَبْله، سَمَّعَهُ مِنِ: ابْن الطَّلاَّيَةِ، وَابْن ناصر، وجماعة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 48".

العميدي

5496- العميدي: العَلاَّمَةُ رُكْنُ الدِّيْنِ صَاحِب "الجُسْتِ" وَالطَّرِيقَة، أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَقِيْلَ: اسْمُه أَحْمَدُ، العَمِيْدِيُّ، السَّمَرْقَنْدِيُّ، الحَنَفِيُّ. كَانَ مُبرزاً فِي الخلاَف وَالنَّظَر، وَهُوَ أَحَد الأَرْبَعَة الَّذِيْنَ اشتهرُوا مِنْ تَلاَمِذَة الرَّضِيّ النَّيْسَابُوْرِيّ: هَذَا، وَالرُّكْن الطَّاوُوْسِيّ، وَالرُّكْن زَادَا، وَالرُّكْن فُلاَن -نَسِيْنَا اسْمَهُ. وَصَنَّفَ العَمِيْدِيُّ "جُسْتَهُ" المَشْهُوْر، وَكِتَاب "الإِرْشَاد"، وَاعْتَنَى بِشَرْحِهِ جَمَاعَةٌ، مِنْهُم: القَاضِي شَمْس الدِّيْنِ أَحْمَد الخوئِي، وَالبَدْرُ المَرَاغِيّ الطَّوِيْل، وَأَوْحَد الدِّيْنِ الدُّوْنِيّ، وَنَجْم الدِّيْنِ ابْن المَرَندِيّ. وَتَخَرَّجَ بِالعَمِيْدِيِّ الأَصْحَاب، مِنْهُم: نظَام الدِّيْنِ أَحْمَد ابْن الشَّيْخ جَمَال الدين محمود الحصيري، وكان طيب لأخلاق، مُتَوَاضِعاً. مَاتَ بِبُخَارَى، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ خمس عشرة وست مائة، وليس علمه من زاد المعاد.

القاهر، ابن سيدهم، ست الشام

القاهر، ابن سيدهم، ست الشام: 5497- القاهر 1: صَاحِبُ المَوْصِلِ المَلِكُ القَاهِرُ عِزُّ الدِّيْنِ أَبُو الفَتْحِ مَسْعُوْدُ ابْنُ السُّلْطَانِ أَرْسَلاَن شَاه بنُ مَسْعُوْدِ بنِ مَوْدُوْدِ بنِ زَنْكِي. تَسَلَّطن بَعْد أَبِيْهِ سَنَة سَبْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَهُوَ أَمرد، وَكَانَ ذَا كرمٍ وَحلمٍ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَة خَمْسَ عَشْرَةَ، وَلَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ فِي "تَارِيْخِهِ": أَخذته حمى، ثم فارقته، ثم عاودته بقيء كَثِيْر وَكرب متتَابع، ثُمَّ برد، ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَ حليماً، كَافّاً عَنِ الأَذَى، مُقْبِلاً عَلَى لذَّاته، تَأَلَّم النَّاس لِمَوْتِهِ، وَأَوْصَى بِالمُلْكِ إِلَى ابْنِهِ نُوْر الدِّيْنِ رسلاَن شَاه، وَلَهُ عشر سِنِيْنَ، وَمُدبّر دَوْلَته بَدْر الدِّيْنِ لُؤْلُؤ، فَتعلّل مُدَّة وَمَاتَ فِي العَامِ، فَأَقَامَ لُؤْلُؤ أَخَاهُ صغِيراً لَهُ ثَلاَث سِنِيْنَ، وَبَقِيَ هُوَ الكُلّ. 5498- ابن سيدهم 2: الشَّيْخُ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سيدهم بن هبة الله بن سرايا الأنصاري، الدمشقي، ابن لهراس، الوَكِيْلُ، الجَابي. سَمَّعَهُ وَالِده مِنْ أَبِي الفَتْحِ نصر الله المصيصي، ونصر الله بن مُقَاتِل. رَوَى عَنْهُ الضِّيَاء، وَاليَلْدَانِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ المُنْذِرِيّ، وَالشَّيْخ شَمْس الدِّيْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ، وَالفَخْر عَلِيّ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ. 5499- سِتُّ الشَّامِ 3: خَاتُوْنُ أُخْتُ السَّلاَطِيْنِ أَوْلاَدِ نَجْمِ الدِّيْنِ أَيُّوْبَ بنِ شاذي، واقفة المَدْرَسَتين، فَدُفنت بِالبَرَّانِيَة. لهَا برّ، وَصَدَقَات، وَأَمْوَالٌ، وَخَدَمٌ. وَهِيَ شَقِيْقَةُ المُعَظَّم تُوْرَانْشَاه. تُوُفِّيَت فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 225"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 62، 63". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 246"، وشذرات الذهب "5/ 66". 3 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 246"، وشذرات الذهب "5/ 67".

ابن حمويه، ابن الحرستاني

ابن حمويه، ابن الحرستاني: 5500- ابن حمويه 1: العَلاَّمَةُ المُفْتِي صَدْرُ الدِّيْنِ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بن أَبِي الفَتْحِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ ابْنِ العَارِفِ مُحَمَّدِ بنِ حَمُّوَيْه الجُوَيْنِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ بجُوَين، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي طَالِبٍ مَحْمُوْد بن عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيّ صَاحِب "التّعليقَة"، وَبِدِمَشْقَ عَلَى القُطْب النَّيْسَابُوْرِيّ، وَبَرَعَ فِي المَذْهَب، وَأَفتَى. وَتَزَوَّجَ بِابْنَة القطب فأولدها الأمراء الكبراء: عماد لدين عُمَر، وَفَخْر الدِّيْنِ يُوْسُف، وَكَمَال الدِّيْنِ أَحْمَدَ، وَمُعِيْن الدِّيْنِ حسن. درّس بِالشَّافِعِيّ، وَمشهد الحُسَيْن، وترسل عن الكمال إِلَى الخَلِيْفَة، فَمَرِضَ بِالمَوْصِلِ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ. رَوَى عَنْ: أَبِي الوَقْت، وَنَصْر بن نَصْرٍ العُكْبَرِيّ، وَالحَسَن بن أَحْمَدَ المُوسيَابَادِيِّ، وَعَاشَ أَرْبَعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ حَسَنَ السّمْت، كَثِيْر الصَّمْت، كَبِيْرَ القَدْرِ، غزِيْر الفَضْل، صاحب أوراد وحلم وأناة. 5501- ابن الحرستاني 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ المُفْتِي المُعَمَّر الصَّالِح مُسْنِدُ الشَّامِ شَيْخُ الإِسْلاَمِ قَاضِي القُضَاةِ جَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَد بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَضْل بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الأَنْصَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ ابْنُ الحَرَسْتَانِيِّ، مِنْ ذُرِّيَّة سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وُلِدَ فِي أَحَد الرَّبِيْعين، سَنَة عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ، وَبعدهَا، مِنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ بن حَمْزَةَ، وَطَاهِر بن سَهْلٍ، وَجَمَال الإِسْلاَمِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ، وَالفَقِيْه نَصْر اللهِ بن مُحَمَّدٍ، وَهِبَة اللهِ بن طَاوُوْس، وَعَلِيّ بن قُبَيْس المَالِكِيّ، وَمَعَالِي ابْن الحُبُوْبِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ البُنِّ الأَسَدِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ المُرَادِيّ، وَجَمَاعَة. وَلَهُ "مَشْيَخَة" فِي جُزْء مروِيّ. وَقَدْ أَجَاز لَهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الفرَاوِي، وَهِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلٍ السيدي، وزاهر ابن طَاهِر، وَعَبْد المُنْعِمِ ابْن الأُسْتَاذ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، وَإِسْمَاعِيْل القَارِئ، وَطَائِفَة. وَحَدَّثَ "بدَلاَئِل النُّبُوَّة" للبيهقي، و"بصحيح مسلم"، وأشياء.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 251"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 77". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 220"، وشذرات الذهب "5/ 60".

وَبَرَعَ فِي المَذْهَب، وَأَفتَى وَدرّس، وَعُمَّر دَهْراً، وَتَفَرَّد بِالعَوَالِي. حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو المَوَاهِبِ بن صصرَى، وَعَبْد الغَنِيِّ المَقْدِسِيّ، وَعَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ، وَالضِّيَاء، وَابْن النَّجَّارِ، وَالبِرْزَالِيّ، وَابْن خَلِيْلٍ، وَالقُوْصِيّ، وَالزَّكِيّ عَبْد العَظِيْمِ، وَكَمَال الدِّيْنِ ابْن العَدِيْم، وَالنَّجِيْب نَصْر اللهِ الصَّفَّار، وَزَيْن الدِّيْنِ خَالِد، وَالجمَال عَبْد الرَّحْمَنِ بن سَالِمٍ الأَنْبَارِيّ، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ عَلاَّنَ، وَأَبُو حَامِدٍ ابْن الصَّابُوْنِيّ، وَالبُرْهَان ابْن الدَّرَجِيِّ، وَيُوْسُف بن تَمَّام، وَأَبُو بَكْرٍ ابْن الأَنْمَاطِيّ، وَمُحَمَّد وَعُمَر ابْنَا عَبْد المُنْعِمِ القَوَّاس، وَمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ العَامِرِيّ، وَالفَخْر عَلِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَرْخَان، وَالشَّمْس عَبْد الرَّحْمَنِ ابْن الزِّين، وَالشَّمْس ابْن الزِّين، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ المِزِّيّ، وَالقَاضِي شَمْس الدِّيْنِ مُحَمَّد بن العِمَادِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ ابْن الوَاسِطِيّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: العِمَاد عَبْد الحَافِظِ بن بَدْرَانَ، وَعَائِشَة بِنْت المجْد. وَكَانَ إِمَاماً فَقِيْهاً، عَارِفاً بِالمَذْهَبِ، ورعًا، صالحًا، محمود الأحكام، حَسَن السِّيْرَةِ، كَبِيْرَ القَدْرِ. رَحَلَ إِلَى حَلَب، وَتَفَقَّهَ بِهَا عَلَى المُحَدِّث الفَقِيْه أَبِي الحَسَنِ المُرَادِيّ، وَوَلِيَ القَضَاءَ بِدِمَشْقَ، نِيَابَة عَنْ أَبِي سَعْدٍ بنِ أَبِي عَصْرُوْنَ، ثُمَّ إِنَّهُ وَلِيَ قَضَاءَ القُضَاةِ اسْتَقلاَلاً فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ نُقْطَة: هُوَ أَسندُ شَيْخ لقينَا مِنْ أَهْلِ دِمَشْق، حسن الإِنصَات، صَحِيْح السَّمَاع. وَقَالَ أَبُو شَامَةَ: دَخَلَ بِهِ أَبُوْهُ مِنْ حرستَا، فَنَزَلَ بِبَابِ تُوْمَا يؤمّ بِمسجد الزَّيْنَبِيّ، ثُمَّ أَمّ فِيْهِ ابْنه جَمَال الدِّيْنِ، ثُمَّ انْتقل جَمَالُ الدِّيْنِ فَسَكَنَ بدَاره بِالحُوَيرَة، وَكَانَ يُلاَزم الجَمَاعَة بِمَقْصُوْرَة الخضِر، وَيُحَدِّث هُنَاكَ، وَيَجْتَمِع خلق، مَعَ حسن سَمْته، وَسكونه وَهيبته. حَدَّثَنِي الشَّيْخ عِزّ الدِّيْنِ بن عَبْدِ السَّلاَمِ أَنَّهُ لَمْ يَرَ أَفْقَه مِنْهُ، وَعَلَيْهِ كَانَ ابْتدَاء اشتغَاله، ثُمَّ صَحِبَ فَخْر الدِّيْنِ ابن عساكر، فسألته عنهما فرجع ابْن الحَرَسْتَانِيّ، وَكَانَ حَفِظ "الْوَسِيط" لِلْغزالِيّ. ثُمَّ قَالَ أَبُو شَامَةَ: وَلَمَّا وَلِي مُحْيِي الدِّيْنِ القَضَاء لَمْ يَنب ابْن الحَرَسْتَانِيّ عَنْهُ، وَبَقِيَ إِلَى أَنْ وَلاَّهُ العَادل القَضَاء، وَعزل الطَّاهِر، وَأَخَذَ مِنْهُ العَزِيْزِية، وَالتَّقويَّة، فَأَعْطَى العَزِيْزِية ابْن الحَرَسْتَانِيّ مَعَ القَضَاء، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ العَادل، وَكَانَ يحكم المجاهدية، وناب عنه ولد العِمَاد، ثُمَّ ابْن الشِّيْرَازِيّ، وَشَمْس الدِّيْنِ ابْن سَنِيّ الدَّوْلَة، وَبَقِيَ سَنَتَيْنِ وَسَبْعَة أَشهر، وَمَاتَ، وَكَانَتْ لَهُ جَنَازَة عَظِيْمَة، وَقَدِ امْتَنَع مِنَ القَضَاء، فَأَلحُّوا عَلَيْهِ، وَكَانَ صَارِماً عَادِلاً، عَلَى طريقة السلف في لباسه وعفته. وَقَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: كَانَ زَاهِداً، عَفِيْفاً، وَرِعاً، نَزِهاً، لاَ تَأْخذه فِي اللهِ لُوْمَة لاَئِم، اتفق

أَهْلُ دِمَشْقَ عَلَى أَنَّهُ مَا فَاتته صَلاَة بِجَامِع دِمَشْق فِي جَمَاعَةٍ إلَّا إِذَا كَانَ مَرِيْضاً، ثُمَّ سَاق حِكَايَات مِنْ مَنَاقِبه وَعدله فِي قضَايَاه، وَأُتِيَ مرَّة بِكِتَاب، فَرمَى بِهِ، وَقَالَ: كِتَابُ اللهِ قَدْ حكم عَلَى هَذَا الكِتَاب، فَبَلَغَ العَادل قَوْله، فَقَالَ: صدق، كِتَاب اللهِ أَوْلَى مِنْ كِتَابِي، وَكَانَ يَقُوْلُ لِلْعَادل: أَنَا مَا أَحكم إلَّا بِالشّرع، وَإِلاَّ فَأَنَا ما سألتك القضاء، فإن فَأَبصر غَيْرِي. قَالَ أَبُو شَامَةَ: ابْنه العِمَاد هُوَ الَّذِي أَلحّ عَلَيْهِ حَتَّى تَولَّى القَضَاء. وَحَدَّثَنِي ابْنه قَالَ: جَاءَ إِلَيْهِ ابْن عُنَيْن، فَقَالَ: السُّلْطَان يُسلّم عَلَيْك وَيُوْصِي بِفُلاَن، فَإِنَّ لَهُ محَاكمَة. فَغَضِبَ، وَقَالَ: الشّرع مَا يَكُوْن فِيْهِ وَصيَّة. قَالَ المُنْذِرِيّ: سَمِعْتُ مِنْهُ، وَكَانَ مَهِيْباً، حَسَن السّمت، مَجْلِسه مَجْلِس وَقَار وَسَكِيْنَة، يُبَالِغ فِي الإِنصَات إِلَى مَنْ يَقرَأ عَلَيْهِ. تُوُفِّيَ فِي رَابع ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، وَهُوَ فِي خَمْس وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ: القُدْوَة الشَّيْخ العِمَاد المَقْدِسِيّ، وَأَبُو الخَطَّابِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ وَاجِبٍ البَلَنْسِيُّ، وَالشَّيْخ ذِيَال الزَّاهِد، وَالمُحَدِّث عَبْد اللهِ بن عَبْدِ الجَبَّارِ العُثْمَانِيّ، وَعَبْد الخَالِقِ بن صَالِحِ بنِ ريْدَان المِسكِيّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جُبَيْرٍ الكِنَانِيّ، وَالمُعَمَّر مُحَمَّد بن عبد العزيز بن سعادة الشَّاطِبِيّ، وَأَبُو الغَنَائِمِ هِبَة اللهِ بن أَحْمَدَ الكهفِيّ، وَالفَقِيْهُ أَبُو تُرَاب يَحْيَى بن إِبْرَاهِيْمَ الكرخي.

العطار

5502- العطار 1: الشَّيْخُ الأَمِيْرُ المُسْنِدُ الدَّيِّنُ أَبُو القَاسِمِ شَمْسُ الدين أحمد بن عبد الله ابن عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ السُّلَمِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الصَّيْدَلاَنِيُّ، العَطَّارُ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَأَبِي الوَقْت السِّجْزِيّ، وَابْن البَطِّيِّ. وَحَدَّثَ "بِالصَّحِيْحِ"، وَ"عَبْد"، وَ"الدَّارِمِيّ"، وَكَانَ يذكر أَنَّهُ مِنْ وَلد أَبِي عبد الرحمن السُّلَمِيّ، سَكَنَ دِمَشْقَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ له داكن بِظَاهِر بَاب الفَرَادِيْس لِلْعطر، وَكَانَ صَدُوْقاً، مُتَدَيِّناً، مرضِيّ الطّرِيقَة. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَة: شَيْخ صَالِحٌ، ثِقَة، صَدُوْقٌ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: هُمَا، وَالضِّيَاء، وَالمُنْذِرِيّ، وَالقُوْصِيّ، وَالزَّيْن خَالِد، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ النشبي، والرشيد العامري، والمحيي بن عصرُوْنَ، وَالفَخْر عَلِيّ ابْن البُخَارِيِّ، وَالشَّمْس ابْن الكَمَال، وَالجمَال ابْن الصَّابُوْنِيّ، وَالعَلاَء بن صَصْرَى، وَالتَّقِيّ ابْن الوَاسِطِيّ، وَعِدَّة. وظَهْر لِشيخنَا العِزِّ أَحْمَد ابْن العِمَادِ بَعْد مَوْته بَعْض كِتَاب "الدَّارِمِيّ" سَمِعَهُ مِنْهُ حُضُوْراً. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: عُمَر بن القَوَّاس. مَاتَ فِي سَابِعَ عَشَرَ شَعْبَان، سَنَة خَمْسَ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، وَدُفِنَ بقَاسِيُوْن. وَفِيْهَا مَاتَ: الرُّكْن العَمِيْدِيّ صَاحِب "الجُسْت" وَ"الطّرِيقَة" تِلْمِيْذ الرَّضِيّ النَّيْسَابُوْرِيّ، اسْمه: أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيّ الحَنَفِيّ -وَالمَلِك العَادل، وَصَاحِب المَوْصِل المَلِك القَاهِر مَسْعُوْد، وَصَاحِب الرُّوْم كيكَاوس، وَالشِّهَاب فِتيَان بن عَلِيٍّ الشَّاغُوْرِيّ الشَّاعِر صَاحِب "الدِّيْوَان"، وَزَيْنَب الشَّعْرِيَّة، وأبو الفتوح البكري، وآخرون.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 226"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 62".

الشعرية

5503- الشعرية 1: الشَّيْخَةُ الجَلِيْلَةُ مُسْنَدَةُ خُرَاسَانَ أُمّ المُؤَيَّد حُرَّة ناز زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن ابن الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَهْلِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدُوْسٍ الجُرْجَانِيَّة الأَصْلِ، النَّيْسَابُوْرِيَّةُ، الشَّعْرِيَّةُ. سَمِعْتُ مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي بَكْرٍ القَارِئِ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ زَعْبَل، وَعَبْد المُنْعِمِ ابْن القُشَيْرِيّ، وَزَاهِر بن طَاهِر، وَأَخِيْهِ؛ وَجيه، وَأَبِي المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيّ، وَعبدُ الجَبَّار بن مُحَمَّدٍ الخُوَارِيّ، وَعَبْد الوَهَّابِ بن شَاه، وَفَاطِمَة بِنْت خلف الشَّحَّامِيّ، وَعَبْد اللهِ ابْن الفُرَاوِيّ، وَعَبْد الرَّزَّاقِ الطَّبَسِيّ. وَأَجَاز لَهَا عَبْد الغَافِر بن إِسْمَاعِيْلَ، وَأَبُو القَاسِمِ الزَّمَخْشَرِيّ النَّحْوِيّ. وَسَمِعَتِ "الصَّحِيْح" مِنَ الفَارِسِيّ وَوَجِيْه. حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنُ هِلاَلَة، وَابْن نُقْطَة، وَالبِرْزَالِيّ، وَالضِّيَاء، وَابْن الصَّلاَح، وَالمُرْسِيّ، وَإِبْرَاهِيْم الصَّرِيْفِيْنِيّ، وَمُحَمَّد بن سَعْدٍ الهَاشِمِيّ، وَالصَّدْر البَكْرِيّ، وَابْن النَّجَّارِ. وَسَمِعْتُ بِإِجَازتهَا مِنْ جَمَاعَة. وَكَانَتْ صَالِحَة، مُعَمَّرة، مكَثْرَة. تُوُفِّيَت فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سنة خمس عشرة وست مائة، بنيسابور.

_ 1 ترجمتها في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 251"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 226"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 63".

ابن الدهان

5504- ابن الدهان 1: العَلاَّمَةُ وَجِيْه الدِّيْنِ أَبُو بَكْرٍ المُبَارَكُ بنُ المبارك بن أبي الأزهر سعيد بن أَبِي السَّعَادَاتِ الوَاسِطِيُّ، النَّحْوِيُّ، الضَّرِيْرُ. حفظ القُرْآن، وَتَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى جَمَاعَة. وَقَدِمَ بَغْدَادَ شَابّاً، فَسَمِعَ مِنْ: أَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيّ، وَيَحْيَى بن ثَابِتٍ، وَأَحْمَد بن المُبَارَكِ المُرَقَّعَاتِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ ابْنِ الخَشَّابِ، وَلزمه فِي العَرَبِيَّة. قَالَ ابْنُ النَّجَّار: قرَأَ الأَدبَ عَلَى أَبِي سَعِيْدٍ نَصْر بن مُحَمَّدٍ المُؤَدِّب، وَقَدِمَ بَغْدَادَ مَعَ وَالِده، فَسكنهَا، وَقرَأَ الأَدب عَلَى ابْنِ الخَشَّاب، وَقرَأَ جُمْلَةً مِنْ كُتُب النَّحْو وَاللُّغَة وَالشّعر عَلَى أَبِي البَرَكَاتِ الأَنْبَارِيّ مِنْ حِفْظِهِ، وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ قرَأَ نِصْف "كِتَاب سِيْبَوَيْه" مِنْ حِفْظِهِ عَلَيْهِ أَيْضاً، وَأَنَّهُ كَانَ يَحْفَظ فِي كُلِّ يَوْم كُرَّاساً فِي النَّحْوِ وَيَفهمه وَيُطَارح فِيْهِ، حَتَّى بَرَعَ، وَكَانَ يَتردَّد إِلَى مَنَازِل الصُدُوْر لإِقْرَاء الأَدب، وَكَانَ شَدِيد الذّكَاء، ثَاقب الفَهم، كَثِيْر المَحْفُوْظ، مُضطلعاً بعلُوْم كَثِيْرَة: النَّحْو، وَاللُّغَة، وَالتّصرِيف، وَالعروض، وَمعَانِي الشّعر، وَالتَّفْسِيْر، وَيَعْرِف الفِقْه وَالطِّبّ وَعلم النُّجُوْم وَعُلُوْم الأَوَائِل. قُلْتُ: لَوْ جهل هَذَيْنِ الْعلمين لَسَعِدَ. قَالَ: وَلَهُ النّظم والنثر، وينشيء الْخطب وَالرَّسَائِل بِلاَ كلفَة وَلاَ رويَّة، وَيَتكلَّم بِالتّركيَّة وَالفَارِسيَّة وَالرومِيَّة وَالأَرْمَنِيَّة وَالحَبَشِيَّة وَالهنديَّة وَالزّنجيَّة بكلام فَصيح عِنْد أَهْل ذَلِكَ اللِّسَان، وَكَانَ حليماً بَطِيء الغَضَب، مُتَوَاضِعاً، دَيِّناً، صَالِحاً، كَثِيْر الصَّدَقَة، متفقّداً لِلْفُقَرَاء وَالطّلبَة؛ تَفَقَّهَ أَوَّلاً لأَبِي حَنِيْفَةَ، ثُمَّ تَحَوَّلَ شَافِعِيّاً بَعْد عُلُوِّ سنّه، وَوَلِيَ تدرِيس النَّحْو بِالنّظَامِيَّة، إِلَى أَنْ مَاتَ، قَرَأْت عَلَيْهِ كَثِيْراً، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَتح فَمِي بِالعِلْمِ، لأَنْ أُمِّي أَسلمتَنِي إِلَيْهِ وَلِي عشر سِنِيْنَ، فَكُنْت أَقرَأُ عَلَيْهِ القُرْآن وَالفِقْه وَالنَّحْو، وَأُطَالع لَهُ ليلاً وَنَهَاراً، وَإِذَا مَشَى، كُنْت آخذاً بِيَدِهِ، وَكَانَ ثِقَةً نبيلاً، أَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ: أَيُّهَا المَغْرُوْر بِالدُّنْيَا انتبِه ... إِنَّهَا حَالٌ ستفنَى وَتحوْلُ وَاجتهِدْ فِي نِيلِ مُلْكٍ دَائِمٍ ... أَيُّ خَيْرٍ فِي نَعيمٍ سَيَزُولُ لَوْ عَقلْنَا مَا ضَحِكْنَا لَحْظَةً ... غَيْر أَنَّا فُقِدَتْ مِنَّا العُقُوْلُ

_ 1 ترجمته في الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمته 555"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 214"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 53".

قَالَ: مَوْلِدُهُ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، وَكُنْت بِنَيْسَابُوْرَ. قُلْتُ: فِيْهِ نَظم المُؤَيَّد ابْن التَّكرِيتِيّ: وَمَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي الوَجِيْهَ رِسَالَةً ... وَإِنْ كَانَ لاَ تُجْدِي لَدَيْهِ الرَّسَائِلُ تَمَذْهَبْتَ لِلنُّعْمَانِ بَعْدَ ابْنِ حَنْبَلٍ ... وَذَلِكَ لَمَّا أَعْوَزَتْك المآكِلُ وَمَا اخْتَرتَ رَأْي الشَّافِعِيّ دِيَانَةً ... وَلَكِنَّمَا تَهوَى الَّذِي هُوَ حَاصِلُ وَعَمَّا قَلِيْلٍ أَنْتَ لاَ شَكَّ صَائِرٌ ... إِلَى مَالِكٍ فَافْطَنْ لما أنا قائل! قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: تخرّج بِالوَجِيْه جَمَاعَة فِي النَّحْوِ وَكَانَ هُذَرَة، كَتَبْتُ عَنْهُ أَنَاشيد. قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ الزَّكِيّ البِرْزَالِيّ. وَأَجَاز لِشيخنَا أحمد بن سلامة.

البكري

5505- البكري 1: الشَّرِيْفُ العَالِمُ الصَّالِحُ الزَّاهِدُ فَخْرُ الدِّيْنِ بَقِيَّةُ المَشَايِخِ أَبُو الفُتُوْحِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْروك القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، البَكْرِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، الصُّوْفِيُّ. لَوْ سَمِعَ عَلَى قدر سنّه لَلَحِق إِسْنَاداً عَالِياً؛ فَإِنَّ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ وَهُوَ كَبِيْر مِنْ أبي الأسعد هبة الرحمن ابْن القُشَيْرِيّ. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنَ: الحُسَيْن بن خمسي المَوْصِلِيّ. وَبِالثَّغْر مَعَ وَلده مِنْ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ، وَبِمَكَّةَ، وَمِصْر، وَدِمَشْق، وَجَاور مُدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ البِرْزَالِيّ، وَابْن خَلِيْلٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ المُنْذِرِيّ، وَحَفِيْده صَدْر الدِّيْنِ أَبُو عَلِيٍّ، وَإِبْرَاهِيْم ابْن الدَّرَجِيِّ، وَابْن أَبِي عُمَرَ، وَالفَخْر عَلِيّ، وَالشَّمْس ابْن الكَمَال، وجماعة. تُوُفِّيَ فِي حَادِي عشر جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ. وَمَاتَ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ رفِيقُه الشَّيْخ مُحَمَّد بن عَبْدِ الغَفَّارِ الهَمَذَانِيّ، وَلَهُ بِضْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، حَدَّثَ عَنِ السِّلَفِيّ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 226".

ابن ملاعب، العكبري

ابن ملاعب، العكبري: 5506- ابن ملاعب 1: الشَّيْخُ الفَاضِلُ المُسْنِدُ رَبِيْبُ الدِّيْنِ أَبُو البَرَكَاتِ دَاوُدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ ثَابِتِ بنِ مُلاعِبٍ البَغْدَادِيُّ، الأَزَجِيُّ، الوَكِيْلُ عِنْدَ القُضَاةِ. وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ: القَاضِي أَبِي الفَضْلِ الأُرْمَوِيّ، وَنَصْر بن نَصْرٍ العُكْبَرِيّ، وَالحَافِظ ابْن نَاصِر، وَأَبِي بَكْرٍ ابْن الزَّاغُوْنِيّ، وَأَبِي الوَقْت السِّجْزِيّ، وَأَبِي الكَرَمِ الشَّهْرُزُوْرِيّ، وَأَحْمَد بن بختيَار المَنْدَائِيّ، وَطَائِفَة، وَسَكَنَ دِمَشْق. حَدَّثَ عَنْهُ: الشَّيْخ المُوَفَّق، وَالضِّيَاء، وَابْن خَلِيْلٍ، وَالبِرْزَالِيّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ المُنْذِرِيّ، وَالسَّيْف أَحْمَد ابْن المَجْدِ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْن الأَنْمَاطِيّ، وَالفَخْر عَلِيّ بن أَحْمَدَ، وَالشَّمْس ابْن الكَمَال، وَالشَّمْس ابْن الزِّين، وَالتَّقِيّ ابْن الوَاسِطِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن حَمْدٍ، وَعِدَّة. وَبِالإِجَازَةِ: عُمَرُ ابْن القَوَّاس، وَالعِمَادُ بنُ بَدْرَانَ. وَسَمَاعُهُ صَحِيْحٌ، لَكِنَّ غَالِبه فِي السَّنَةِ الخَامِسَة. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ أَبُوْهُ دِيْوَانِياً، فَاعْتَنَى بِهِ، وكان متيقظًا، متوددًا، صحيح السماع، له مُروءة وَنَفْس حَسَنَة يُحَدِّث مِنْ أُصُوْله. مَاتَ فِي الخَامِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، وَدُفِنَ بِسَفْحِ قَاسِيُوْن. 5507- العكبري 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ النَّحْوِيُّ البَارِعُ مُحِبُّ الدِّيْنِ أَبُو البَقَاءِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي البَقَاءِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ العُكْبَرِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ الأَزَجِيُّ الضَّرِيْرُ النَّحْوِيُّ الحَنْبَلِيُّ الفَرَضِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. قرَأَ بِالرِّوَايَات عَلَى عَلِيِّ بنِ عَسَاكِرَ البَطَائِحِيّ، وَالعَرَبِيَّة عَلَى ابْنِ الخَشَّاب، وَأَبِي البَرَكَاتِ

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 246"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 67". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 349"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 246"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 67-69".

ابن نَجَاح. وَتَفَقَّهَ عَلَى القَاضِي أَبِي يَعْلَى الصَّغِيْر مُحَمَّد بن أَبِي خَازِم، وَأَبِي حِكِيْمٍ النَّهْروانِيّ، وَبَرَعَ فِي الفِقْه وَالأُصُوْل، وَحَاز قَصب السّبق فِي العَرَبِيَّة. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ ابْن البَطِّيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ النَّقُّوْرِ، وَجَمَاعَة. وَتخرّج بِهِ أَئِمَّة. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْت عَلَيْهِ كَثِيْراً مِنْ مُصَنّفَاته، وَصَحِبته مُدَّة طَوِيْلَة، وَكَانَ ثِقَةً، مُتَدَيِّناً، حَسَن الأَخلاَق، مُتَوَاضِعاً، ذكر لِي أَنَّهُ أَضرّ فِي صِبَاهُ مِنَ الجُدَرِيّ. ذِكْرُ تَصَانِيْفِهِ: صَنَّفَ "تَفْسِيْرَ القُرْآن"، وكتاب "إعراب القرآن"، وكتاب "إعراب الشَّواذ"، وَكِتَابَ "مُتَشَابه القُرْآن"، وَ"عدد الْآي"، وَ"إِعرَاب الحَدِيْث" جُزْء، وَلَهُ "تَعليقَة فِي الخلاَف"، وَ"شرح لهِدَايَة أَبِي الخَطَّابِ"، وَكِتَاب "المرَام فِي المَذْهَب"، وَمصَنّف فِي الفَرَائِضِ، وَآخر، وَآخر، وَ"شرح الفَصِيْح"، وَ"شرح الحمَاسَة"، وَ"شرح المَقَامَات"، وَ"شرح الْخطب"، وَأَشيَاء سماها ابن النجار وتركتها. حدث عنه: بن الدبيثي، وابن النجار، والضياء المقدسي، والجمال ابن الصَّيْرَفِيّ، وَجَمَاعَة. قِيْلَ: كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يصنِّف كِتَاباً، جمع عِدَّة مُصَنّفَات فِي ذَلِكَ الفنّ، فَقُرِئت عَلَيْهِ، ثُمَّ يُمْلِي بَعْدَ ذَلِكَ، فَكَانَ يُقَالُ: أَبُو البَقَاءِ تِلْمِيْذ تَلاَمِذته؛ يَعْنِي هُوَ تَبع لَهُم فِيمَا يقرؤُونَ لَهُ وَيَكْتُبونه. وَقَدْ أَرَادُوْهُ عَلَى أَنْ يَنْتقل عَنْ مَذْهَب أَحْمَد، فَقَالَ، وَأَقسم: لَوْ صببتُم الذَّهب الذَّهب عليَّ حَتَّى أَتوَارَى بِهِ، مَا تركتُ مَذْهَبِي. تُوُفِّيَ العَلاَّمَة أَبُو البَقَاءِ فِي ثَامن رَبِيْع الآخِرِ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، وَكَانَ ذَا حظّ مِنْ دين وَتعبُّد وَأَورَاد.

ابن الناقد

5508- ابن الناقد 1: شيخ القراء أبو محمد عبد العزيز بن أَبِي الرِّضَا، أَحْمَد بن مَسْعُوْدٍ، ابْنُ النَّاقِدِ، البغدادي، الجصاص. تلا بالروايات عَلَى أَبِي الكَرَمِ الشَّهْرُزُوْرِيّ، وَعُمَر الحَرْبِيّ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الفَضْلِ الأُرْمَوِيِّ، وَأَبِي سَعْدٍ ابْن البَغْدَادِيّ، وَابْن نَاصِر، وَأَمَّ بِمسجد الفَاعُوس. تَلاَ عَلَيْهِ بِالعَشْر عَبْد الصَّمَدِ بن أَبِي الجَيْش، وَغَيْرهُ. وَرَوَى عَنْهُ الضِّيَاء المَقْدِسِيّ، وَالنَّجِيْب الحَرَّانِيّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ صَدُوْقاً، فَاضِلاً، صَالِحاً، سَدِيْد السّيرَة، حَسَن الأَخلاَق، قَالَ لِي: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 247"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 69".

ابن سيدهم، ريحان

ابن سيدهم، ريحان: 5509- ابن سيدهم 1: الشَّيْخُ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سيدهم بن هبة الله بن سرايا الأنصاري، الدِّمَشْقِيُّ، الوَكِيْلُ، الجَابِي، ابْن الفَرَّاش. سَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ نَصْرِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيّ، ونصر الله بن مُقَاتِل. حَدَّثَ عَنْهُ: الضِّيَاء، وَالزَّكِيّ المُنْذِرِيّ، وَالتَّقِيّ اليَلْدَانِيّ، وَابْن أَبِي عُمَرَ، وَابْن البُخَارِيِّ. وَأَجَاز لِشيخنَا عُمَرُ ابْنُ القَوَّاسِ، وَكَانَ مِنْ بقايا المشيخة. مَاتَ فِي ثَالِثَ عَشَرَ شَعْبَان، سَنَة سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. 5510- ريحان 2: شَيْخُ القُرَّاءِ أَبُو الخَيْرِ رَيْحَانُ بنُ تِيْكَانَ بنِ مُوْسَكَ الكُرْدِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الحَرْبِيُّ، الضَّرِيْرُ. كَانَ يمكنهُ السَّمَاع مِنِ ابْنِ الحُصَيْن. تَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ اللهِ الحَرْبِيّ. وَسَمِعَ مِنِ: ابْن الطَّلاَّيَةِ، وَالمُبَارَك بن أَحْمَدَ الكِنْدِيّ، وَجَمَاعَة. وَعَنْهُ: ابْن الدُّبَيْثِيِّ، وَالضِّيَاء، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ البِرْزَالِيّ، وَابْن الصَّيْرَفِيّ، وَأَجَاز لِلْكمَال عَبْد الرحمن المُكَبِّر، فَتَفَرَّد بِإِجَازته. مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، وَقَدْ قَارب المائَة.

_ 1 سبقت ترجمته قريبا برقم ترجمة عام "5498"، وبتعليقنا رقم "85". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 67".

الشقوري، ابن الرزاز

الشقوري، ابن الرزاز: 5511- الشقوري: الإِمَامُ المُقْرِئُ المُسْنِدُ المُعَمَّرُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ بنِ عِيْسَى الغَافِقِيُّ، القرطبي، الشقوري. أَجَاز لَهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَهُوَ صَغِيْر أَبُو بَكْرٍ بنُ العَرَبِيِّ، وَالقَاضِي عِيَاض، وَالمُفَسِّرُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عَطِيَّةَ، وَجَمَاعَة تَفَرَّد عَنْهُم. وَتَلاَ بِالسبع عَلَى أَبِيْهِ، وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ عَمِّهِ مُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ، وَتَأَدّب بشَقُوْرَةَ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي يدَاس، وَتَلاَ عَلَيْهِ أَيْضاً بِالرِّوَايَات، وَعُمِّر وَرَحَلَ إِلَيْهِ الطلية، وَنَزَلَ قُرْطُبَة. قَالَ الأَبَّارُ: كَانَ ثِقَةً، صَالِحاً، كَفّ بِأَخَرَةٍ، وَمَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ مَسْدِي، وَغَيْرهُ: روى الكثير بالإجازة، وعزمت إلى الرّحلَة إِلَيْهِ، فَبَلَغَنِي مَوْته، فَعدلت إِلَى إِشْبِيْلِيَة، وَمَاتَ بِمَوْته بِالأَنْدَلُسِ إِسْنَاد كَبِيْر. قُلْتُ: عَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَلقِي أَبُو حَيَّانَ مَنْ يَرْوِي عَنْهُ بِالإِجَازَةِ. وَمَاتَ فِيْهَا: أَحْمَد بن سَلْمَانَ بن الأَصْفَر الحَرِيْمِيّ، وَالخَاتُوْن سِتّ الشَّام ابْنَة العادل واقفة الشامية، وعبد الرحمن بن مُحَمَّدِ بنِ يَعِيْش الأَنْبَارِيّ الكَاتِب، وَالتَّقِيّ عبد الرحمن بن نَسِيم الدِّمَشْقِيّ المُحَدِّث، وَمُدَرِّس المَالِكِيَّة برْهَان الدِّيْنِ عَلِيّ بن علوش بِدِمَشْقَ، وَحَفِيْد ابْن عَسَاكِرَ الإِمَامُ الحَافِظُ عِمَاد الدِّيْنِ عَلِيّ بن القَاسِمِ ابْن الحَافِظ جرِيحاً بَعْد عَوْدِهِ مِنْ خراسان، وآخرون. 5512- ابن الرزاز 1: العَدْلُ الجَلِيْلُ أَبُو مَنْصُوْرٍ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ ابن شيخ الشافعية أبي منصور سَعِيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ ابْن الرَّزَّازِ البَغْدَادِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَسَمِعَ "الصَّحِيْح" مِنْ أَبِي الوَقْت السِّجْزِيّ، وَسَمِعَ مِنْ: نَصْر بن نَصْرٍ العُكْبَرِيّ، وَأَبِي الفَضْلِ الأُرْمَوِيّ. رَوَى عَنْهُ ابْن الدُّبَيْثِيِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ البِرْزَالِيّ، وَنَجِيْب الدِّيْنِ المِقْدَاد، وَجَمَاعَة. وَحَدَّثَنِي أَبِي عَنِ المِقْدَاد عَنْهُ. مَاتَ فُجَاءةً، فِي ثَانِي المُحَرَّم، سَنَة سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، بِبَغْدَادَ. وَسَمِعْتُ "الصَّحِيْح" بكمَاله مِنَ الحَافِظ الكَبِيْر أَبِي الحَجَّاجِ يُوْسُف ابْن الزَّكِيّ الكَلْبِيّ بِسَمَاعه مِنَ النجيب القيسي، عنه.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 246"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "5/ 67".

العميدي، ابن شاش

العميدي، ابن شاش: 5513- العميدي: العَلاَّمَةُ سَيْفُ النَّظرِ رُكْنُ الدِّيْنِ أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ أَوْ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ السمرقندي، العميدي، الحنفي، مصنف كتاب "الجست". كَانَ بارِعاً فِي الخلاَفِ، لَهُ طرِيقَةٌ مَشْهُوْرَةٌ فِي المُبَاحَثَةِ. اشْتَغَل عَلَى الرَّضِيّ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَلَهُ كِتَاب "الإِرْشَاد" شَرحه جَمَاعَة. اشْتَغَل عَلَيْهِ نَظَام الدِّيْنِ ابْن الحَصِيْرِيّ، وَغَيْرهُ. مَاتَ بِبُخَارَى، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، وَلَيْسَ علمه مِنْ زَادِ المعَاد. 5514- ابْنُ شَاسٍ 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ شَيْخُ المَالِكِيَّة جَلاَلُ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ نَجْمِ بنِ شَاسِ بنِ نِزَارِ بنِ عَشَائِرَ بنِ شَاسٍ الجُذَامِيُّ السَّعْدِيُّ المِصْرِيُّ المَالِكِيُّ مُصَنِّفُ كِتَابِ "الجَوَاهِر الثَّمِينَةِ فِي فِقْهِ أَهْل المَدِيْنَةِ". سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ بَرِّي النَّحْوِيّ، وَدرَّس بِمِصْرَ، وَأَفتَى، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَاب، وَكِتَابه المَذْكُوْر وَضَعه عَلَى تَرْتِيْب "الوجِيْز" لِلْغزَالِيّ. وَجَوَّده وَنقَّحه، وَسَارَتْ بِهِ الرُّكبَان، وَكَانَ مُقْبِلاً عَلَى الحَدِيْث، مُدمناً لِلتفقُّه فِيْهِ، ذَا وَرع، وَتحرٍّ، وَإِخْلاَص، وَتَأَلّه، وَجِهَاد. وَبعد عَوْده مِنَ الحَجّ امْتَنَع مِنَ الفَتْوَى إِلَى حِيْنَ وَفَاته، وَكَانَ مِنْ بَيْت حشمة وإمرة. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظ المُنْذِرِيّ، وَوصفه بِأَكْثَر مِنْ هَذَا، وَقَالَ: مَاتَ غَازِياً بِثغر دِمْيَاط، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، أَوْ فِي رَجَبٍ، سَنَة سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ الوزِيْرِيّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَظِيْمِ الحَافِظ، أَخْبَرْنَا ابْنُ شَاس، أَخْبَرْنَا ابْنُ بَرِّيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو صَادِق المَدِيْنِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا العَبَّاسُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ الغَسُوْلِيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُسَاوِر الوَرَّاق، عَنْ جَعْفَرِ بنِ عَمْرِو بنِ حُرَيْث، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: "رَأَيْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِمَامَةً سَوْدَاء"2. أَخْرَجَهُ: ت ق، عَنْ رِجَالِهِمَا، عَنْ سُفْيَانَ بنِ عيينة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 337"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 69". 2 صحيح: أخرجه مسلم "1359"، وأبو داود "4077"، والترمذي في "الشمائل" "108"، والنسائي "8/ 211"، وابن ماجه "1104" و"2821" من طريق مساور الوراق، به.

الافتخار

5515- الإفتخار 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ كَبِيْرُ الحَنَفِيَّة افْتِخَارُ الدِّيْنِ أبو هاشم عبد المطلب ابن الفضل عبد المطلب بن الحسين بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ صَالِحِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ القُرَشِيُّ، الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، البلخي، ثم الحلبي، الحنفي. تَفقّه بِمَا وَرَاء النَّهْرِ، وَسَمِعَ بِسَمَرْقَنْدَ، وَبَلْخَ، وَتِلْكَ الدِّيَارِ مِنَ: القَاضِي عُمَر بن عَلِيٍّ المَحْمُوْدِيّ، وَأَبِي الفَتْحِ عَبْد الرَّشِيْد الولوَالجِي، وَالأَدِيْب أبي عُمَر بن عَلِيٍّ الكَرَابِيْسِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَسَن بن بِشْرٍ البَلْخِيّ النَّقَّاش، وَالإِمَام أَبِي شُجَاع البِسْطَامِيّ، وَطَائِفَة. وَأَفتَى، وَنَاظر، وَصَنَّفَ، وَقَدْ درّس بِالحلاَويَّة، وَصَنَّفَ شرحاً "لِلْجَامِع الكَبِيْر" فِي المَذْهَب. وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَئِمَّة، وَكَانَ شَرِيْفاً، سَرِيّاً، وَرِعاً، دَيِّناً، وَقُوْراً، صَحِيْح السَّمَاع، عَلِيّ الإِسْنَاد. حَدَّثَ عَنْهُ: خلق، مِنْهُم: تَقِيّ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بن عَبْدِ الوَاحِدِ الحَوْرَانِيّ الزَّاهِد، وَالبِرْزَالِيّ، وَالضِّيَاء، وَالعِمَاد أحمد بن يوسف، وَالمُؤَيَّد إِبْرَاهِيْم بن يُوْسُفَ القِفْطِيّ، وَأَبُو المَكَارِمِ إسحاق بن عبد الرحمن ابْن العَجَمِيّ، وَأَخُوْهُ مُحَمَّد، وَابْن عَمِّهِ القُطْب مُحَمَّد، وَالعُوْنُ سُلَيْمَان ابْن العَجَمِيّ، وَالمُحَدِّث عُبَيْد اللهِ بن عُمَرَ ابْن العَجَمِيّ، وَالكَمَال أَحْمَد ابْن النَّصِيْبِيّ، وَعَبْد اللهِ بن الأَوْحَدِ الزُّبَيْرِيّ، وَعِدَّة. مَاتَ بِحَلَبَ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، وَرّخه: الشَّيْخ الضِّيَاء. وسمعت على زينب الكندية بإجازته.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 69".

ابن الجراح، اليونيني

ابن الجراح، اليونيني: 5516- ابن الجراح 1: الأَدِيْبُ المُنْشِئُ تَاجُ الدِّيْنِ يَحْيَى بنُ مَنْصُوْر ابْن الجَرَّاحِ المِصْرِيُّ، صَاحِبُ الخَطِّ الأَنِيقِ، وَالتَّرسُّلِ البديع. خدم مُدَّة، وَرَوَى عَنِ السِّلَفِيّ، وَلَهُ لغزٌ: ماشي قلبه حجر، ووجه قمر، إِن نُبِذَ اعْتَزل البَشَر، وَإِن أَجعتَه رضِي بِالنّوَى، وَانطوَى عَلَى الخوَى، وَإِن أَشْبَعْتَهُ قَبَّل الْقدَم وَصَحِبَ الْخَدَم، وَإِن غلَّفتَه ضَاع، وَإِنْ أَدَخَلته السُّوق أَبَى أَنْ يُبَاع، وَإِن شدّدت ثَانِيَة وَحذفت رَابعه كدرَ الحَيَاة وَخفّف الصلاة وأحدث وقت العصر الضجر ووقت الفَجْر الْخدر، وَإِنْ فَصلتَه دَعَا لَكَ وَبقَّى، مَا إِن ركبته هَالكَ وَرُبَّمَا كثّر مَالك، وَأَحْسَن بعُوْن المسَاكين مآلك. قَوْله: قَلْبه حجر أَي جَلْمَد، وَالمسَاكين أَهْل السَّفِيْنَة فِي البَحْر. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتّ مائة، وله خمس وسبعون سنة. 5517- اليونيني 2: الزَّاهِدُ العَابِدُ أَسَدُ الشَّامِ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ جَعْفَرٍ اليُوْنِيْنِيُّ. كَانَ شَيْخاً طَوِيْلاً مَهِيْباً شُجَاعاً حَادّ الحَال، كَانَ يَقوم نِصْف اللَّيْل إِلَى الفُقَرَاء، فَمَنْ رَآهُ نَائِماً وَلَهُ عصَا اسْمهَا العَافِيَة ضربَه بِهَا، وَيَحْمِل الْقوس وَالسِّلاَح، وَيلبس قُبعاً مِنْ جِلْدِ مَاعز بصوفه، وكان أمارًا بالمعروف لا يهاب المُلُوْك، حَاضِر القَلْب، دَائِم الذّكر، بعيد الصِّيْت. كَانَ مِنْ حدَاثته يَخْرُج وَيَنطرح فِي شَعْرَاء يُونِيْن فِيردّه السّفَّارَة إِلَى أُمّه، ثُمَّ تَعبّد بِجَبل لُبْنَان، وَكَانَ يَغْزُو كَثِيْراً. قَالَ الشَّيْخُ عليّ القَصَّار: كُنْت أَهَابه كَأَنَّهُ أَسد، فَإِذَا دَنَوْت مِنْهُ وَدِدْت أَنْ أَشقّ قَلْبِي وَأَجعله فِيْهِ. قِيْلَ: إِنَّ العَادل أَتَى وَالشَّيْخ يَتوضَأَ، فَجَعَلَ تَحْتَ سجَادته دَنَانِيْر، فَرَدَّهَا وَقَالَ: يَا أَبُو بَكْرٍ كَيْفَ أَدْعُو لَكَ وَالخُمُوْر دَائِرَة فِي دِمَشْق، وَتبيع المَرْأَة وَقيَة يُؤْخَذ مِنْهَا قرطيس? فَأَبطل ذَلِكَ. وَقِيْلَ: جلس بَيْنَ يَدَيْهِ المُعَظَّمُ، وَطلب الدُّعَاء مِنْهُ، فَقَالَ: يَا عِيْسَى، لا تكن نحس مثل أبيك، أظهر الزعل، وافسد على الناس المعاملة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "6/ ترجمة 810"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 71، 72". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "5/ 73-75".

حكَى الشَّيْخ عَبْد الصَّمَدِ، قَالَ: وَاللهِ مُذْ خدمت الشَّيْخ عَبْد اللهِ، مَا رَأَيْتهُ اسْتند وَلاَ سَعَل وَلاَ بَصَق. قد طوّلت هَذِهِ التَّرْجَمَة فِي "التَّارِيْخ الكَبِيْر" وَفِيْهَا كَرَامَات لَهُ وَرِيَاضَات وَإِشَارَات، وَكَانَ لاَ يَقوم لأَحدٍ تَعْظِيْماً للهِ وَلاَ يَدّخر شَيْئاً؛ لَهُ ثَوْب خَام، وَيلبس فِي الشِّتَاء فَرْوَة، وَقَدْ يُؤثِر بِهَا الْبرد، وَكَانَ رُبَّمَا جَاع وَيَأْكُل مِنْ وَرق الشجر. قَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: كَانَ الشَّيْخ شُجَاعاً، مَا يُبالِي بِالرِّجَال قلُّوا أَوْ كثرُوا، وَكَانَ قَوْسه ثَمَانِيْنَ رطلاً، وَمَا فَاتته غَزَاة. وَقِيْلَ: كَانَ يَقُوْلُ لِلشَّيْخِ الفَقِيْه تِلْمِيْذه: فِيَّ وَفِيك نَزلت: {إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} [التَّوبَة: 34] . تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، وَهُوَ صَائِم، وَقَدْ جَاوَزَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَلأَصْحَابِهِ فِيْهِ غُلُوّ زَائِد، وَقَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً، وَالشَّيْخ أَبُو عُمَرَ أَجَلّ الرجلين.

الغزنوي

5518- الغزنوي: الوَاعِظُ أَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الغَزْنَوِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ 532. وَسَمَّعَهُ أَبُوْهُ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ بنِ صِرْمَا، وَالأُرْمَوِيِّ، وَأَبِي الفَتْحِ الكَرُوْخِيّ، وَأَبِي سَعْدٍ ابْن البَغْدَادِيّ. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: لَمْ يحبّ الرِّوَايَة لمِيْله إِلَى غَيْر ذَلِكَ وَشنآنه، وَلَمْ يَكُنْ مَحْمُوْد الطريقة. وقال ابن النجار: كان فاسد القعيدة، يعظ ونال مِنَ الصَّحَابَةِ، شَاخَ وَافتقر وَهَجره النَّاسُ، وَكَانَ ضجوراً عسراً مُبِغضاً لأَهْل الحَدِيْث، انْفَرد برِوَايَة "جَامِع التِّرْمِذِيّ"، وَ"بِمَعْرِفَة الصَّحَابَة" لابْنِ مَنْدَة، وَكَانَ يُسَمِّع بِالأُجْرَة. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ لَيْث ابْن نُقْطَة، وَمُحَمَّد بن الْهَنِي، وَمُحَمَّد بن مَسْعُوْدٍ العَجَمِيّ المَوْصِلِيّ، وَالشَّيْخ عَبْد الصَّمَدِ بن أَبِي الجَيْش. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَة: هُوَ مَشْهُوْر بَيْنَ العوَام برذَائِل وَنقَائِص مِنْ شَرِبَ وَرفض، ثُمَّ سُئِلَ وَأَنَا أَسْمَعُ عَمَّنْ يَقُوْلُ: القُرْآن مَخْلُوْق، فَقَالَ: كَافِر، وَعَمَّنْ يَسُبّ الصَّحَابَة، فَقَالَ: كَافِر، وَعَمَّنْ يَسْتَحلّ شرب الخَمْر -وَقِيْلَ: إِنَّهُم يَعنونك بِذَلِكَ، فَقَالَ: أَنَا برِيْء مِنْ ذَلِكَ، وَكَتَبَ خطّه بِالبَرَاءة. قُلْتُ: لَعَلَّهُ تَابَ وَارعوَى. وَمِمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ كَثِيْراً الشَّيْخ جَمَال الدِّيْنِ يَحْيَى ابْن الصَّيْرَفِيّ. تُوُفِّيَ: فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ ثماني عشرة وست مائة.

الطوسي

5519- الطوسي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُقْرِئُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ خُرَاسَانَ رَضِيُّ الدين أَبُو الحَسَنِ المُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي صَالِحٍ الطُّوْسِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ "صَحِيْح مُسْلِم" فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ مِنَ الفُرَاوِيّ. وَسَمِعَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" مِنْ: وَجيه، وَأَبِي المَعَالِي الفَارِسِيّ، وَعَبْد الوَهَّابِ بن شَاه. وَ"المُوَطَّأ" مِنْ: هِبَة اللهِ السَّيِّدِيّ سِوَى الفَوَت العَتِيْق، وَسَمِعَ "تَفْسِيْر الثَّعْلَبِيّ" مِنْ: عبَّاسَة العَصَّارِيّ، وَأَكْثَر "الْوَسِيط" لِلوَاحِدِي مِنْ عَبْدِ الجَبَّارِ الخُوَارِيّ، وَ"الغَايَة" لابْنِ مهرَان مِنْ زَاهِر بن طَاهِر، وَ"الأَرْبَعِيْنَ" لِلْحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ مِنْ فَاطِمَة بِنْت زَعْبَل، وَ"جُزْء ابْن نَجيد"، وَأَشيَاء تَفَرَّد بِهَا، وَرُحِلَ إِلَيْهِ مِنَ الأَقطَار. وَكَانَ ثِقَةً، خَيّراً، مُقْرِئاً جَلِيْلاً. حَدَّثَ عَنْهُ: العَلاَّمَةُ جَمَالُ الدِّيْنِ مَحْمُوْدُ ابْنُ الحَصِيْرِيّ، وَابْنُ الصَّلاَح، وَالقَاضِي الخُوئِي، وَابْنُ نُقْطَة، والبرزالي، وابن النجار، والضياء، والموسي، وَالصَّرِيْفِيْنِيُّ، وَالمَجْدُ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَعَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ الصُّوْرِيّ، وشمس الدين البيلقاني، ومفضل القرشي، وأحمد ابن عُمَرَ البَاذَبِينِيُّ، وَالكَمَالُ بنُ طَلْحَة، وَخَلْقٌ. وَبِالإِجَازَةِ تَاج الدِّيْنِ العَصْروِيّ، وَابْن عَسَاكِرَ، وَعَبْد الوَاسِع الأَبْهَرِيّ، وَزَيْنَب الكِنْدِيَّة. تُوُفِّيَ فِي العِشْرِيْنَ مِنْ شَوَّالٍ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ. وَقَدْ أَجَاز لَهُ مِنْ بَغْدَادَ قَاضِي المَارستَان، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّاز. وَفِيْهَا مَاتَ: الزَّاهِد الشَّيْخ عَبْد الله اليونيني، وعبد الرحمن بن أَحْمَدَ بنِ هديَّة الوَرَّاق، وَالمُحَدِّث عَبْد العَزِيْزِ بن هِلاَلَة، وَعَبْد العَظِيْمِ بن عَبْدِ اللَّطِيْفِ الشَّرابِيّ، وَأَمِيْر مَكَّة قَتَادَة بن إِدْرِيْسَ الحَسَنِيّ، وَخُوَارِزْم شَاه عَلاَء الدِّيْنِ مُحَمَّد بن تِكِش، وَصَاحِب حَمَاة المَنْصُوْر بن مُحَمَّدِ بنِ تَقِيّ الدِّيْنِ عُمَر، وَوزِيْر العِرَاق النَّصِيْر بن مَهْدِيٍّ العَجَمِيّ، وَالأَمِيْر عِمَاد الدِّيْنِ ابْن المَشْطُوب. حكَى الأَشرف أَحْمَد ابْن القَاضِي الفَاضِل: حَدَّثَنِي المُحِبّ عَبْد العَزِيْزِ بن هِلاَلَة، قَالَ: رَأَيْتُ كَأنَّ المُؤَيَّد الطُّوْسِيّ قَدْ مَاتَ وَدَفَنَّاهُ، فَلَمَّا انْصرف النَّاس وَشق القَبْر وَخَرَجَ مِنْهُ النَّار وَهُوَ يُنَادِي: يَا مُحِبّ مَا تبصر مَا أَنَا فِيْهِ? قُلْتُ: وَلِمَ يُفْعَلْ بِك هَذَا? قال: لأخذ الذهب عَلَى حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم حدث المحب بمنام رآه لابن طبرزذ هو في "تاريخ ابن العديم".

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 752"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 251"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 78".

السمعاني

5520- السمعاني 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُفْتِي المُحَدِّثُ فَخْرُ الدِّيْنِ أَبُو المُظَفَّرِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ ابْنُ الحَافِظِ الكَبِيْرِ أَبِي سَعْدٍ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرِ ابْن السَّمْعَانِيِّ المَرْوَزِيُّ، الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فِي ذِي القَعْدَةِ، وَاعْتَنَى بِهِ أَبُوْهُ اعتنَاء كليّاً، وَرَحَلَ بِهِ، وَأَسمَعَهُ مَا لاَ يُوْصَف كَثْرَة. وَسَمِعَ بِعُلُوّ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" وَ"سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ"، وَ"جَامِعِ أَبِي عِيْسَى"، وَ"سُنَن النَّسَائِيّ"، وَ"مُسْنَد أَبِي عَوَانَةَ"، وَ"تَارِيْخ الفَسَوِيّ". وَسَمِعَ: "الحِلْيَة"، وَ"مُسْنَد الهَيْثَم"، وَ"صَحِيْح مُسْلِم" وَكَثِيْراً مِنْ "مُسْنَد السَّرَّاج". وَخَرَّجَ أَبُوْهُ لَهُ عَوَالِي فِي سِفْرَيْنِ، وَأَشغله بِالفِقْه وَالحَدِيْث وَالأَدب، وَحصّل مِنْ كُلِّ فَنّ، وَانتهت إِلَيْهِ رِيَاسَة الشَّافِعِيَّة بِبلده، وَكَانَ مُعَظَّماً محترماً، قَالَهُ ابْن النَّجَّارِ. قَالَ: وَعَمِلَ لَهُ أَبُوْهُ "مُعْجَماً" فِي ثَمَانِيَةَ عَشَرَ جُزْءاً. قُلْتُ: أَعْلَى شَيْخ لَهُ أَبُو تَمَّام أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ المُخْتَارِ العَبَّاسِيّ التَّاجِر، حَدَّثَهُ "بصفَة المُنَافِق" بِنَيْسَابُوْرَ، عَنْ أبي جعفر ابن المسلمة. وَسَمِعَ مِنَ: الرَّئِيْس أَسَعْد بن عَلِيٍّ المهروِي، وَوَجِيْه الشَّحَّامِيّ، وَالحُسَيْن بن عَلِيٍّ الشَّحَّامِيّ، وَأَبِي الفُتُوْح عَبْد اللهِ بن عَلِيٍّ الخَركوشِيّ، وَالجُنَيْد القَايِنِيّ، وَأَبِي الوَقْت السِّجْزِيّ، وَأَبِي الأَسْعَد ابْن القُشَيْرِيّ، وَجَامع السَّقَّاء، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ بن أبي صالح

_ 1 ترجمته في الميزان "2/ ترجمة 5032"، ولسان الميزان "4/ ترجمة 10"، وشذرات الذهب "5/ 75".

المُؤَذِّن، وَمُحَمَّد بن مَنْصُوْرٍ الحُرْضِيّ، وَأَبِي طَاهِرٍ مُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ السِّنْجِيّ، وَأَبِي الفَتْحِ مُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكُشمهينِيّ، وَمُحَمَّد بن الحَسَنِ بنِ تَمِيْمٍ الطَّائِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي سَعْدٍ الشِّيْرَازِيّ، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ الشَّامَاتِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِدِ المَغَازِلِيّ، وَمُحَمَّد بن جَامِعٍ خَيَّاط الصُّوف، وَالحَسَن بن مُحَمَّدٍ السَّنْجَبَسْتِيّ، وَسَعِيْد بن عَلِيٍّ الشُّجَاعِيّ، وَأَبِي البَرَكَاتِ عَبْد اللهِ بن الفُرَاوِيّ، وَعَبْد السَّلاَمِ الهَرَوِيّ بكبرَة، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ عَبْدِ الخَالِقِ بن الشَّحَّامِيّ، وَعُمَر بن أَحْمَدَ الصَّفَّار، وَعُثْمَان بن عَلِيٍّ البِيْكَنْدِيّ، وَخَلْق بِبُخَارَى، وَسَمَرْقَنْد، وَهرَاة، وَنَيْسَابُوْر، وَمرو، وَأَمَاكن عِدَّة. وَحَجّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ، فَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ، وَرجع. رَوَى الكَثِيْر، وَرَحَلَ الطّلبَة إِلَيْهِ. سَمِعَ مِنْهُ: الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الحَازِمِيّ -وَمَاتَ قَبْلَهُ بدَهْر، وَالبِرْزَالِيّ، وَابْن الصَّلاَح، وَالضِّيَاء، وَابْن النَّجَّارِ، وَابْن هِلاَلَة، وَالشَّرَف المُرْسِيّ، وَأَحْمَد بن عَبْدِ الْمُحسن الغرافي، وجماعة. وَبِالإِجَازَةِ تَاج الدِّيْنِ ابْن عصرُوْنَ، وَالشَّرَف ابْن عَسَاكِرَ، وَزَيْنَب الكِنْدِيَّة. وَكَانَ صَدْراً مُعَظَّماً مُكَمَّلاً، بَصِيْراً بِالمَذْهَبِ، لَهُ أَنسَةٌ بِالحَدِيْثِ. قَالَ ابْنُ الصَّلاَح: قَرَأْت عَلَيْهِ فِي "أَرْبَعِيْنَ" ابْن الفُرَاوِيّ فِي حَدِيْث كَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ البُخَارِيّ، فَقَالَ: ليس لك بعال، ولكنه للبخاري نَازل. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمَاعَاته بخُطُوط المَعْرُوْفِيْن صَحِيْحَة، فَأَمَّا مَا كَانَ بِخَطِّهِ، فَلاَ يَعتمد عَلَيْهِ، كَانَ يَلحق اسْمه فِي الطّباق. قُلْتُ: عُدم فِي دُخُوْل التَّتَار فِي آخِرِ سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ، أَوْ فِي أَوَّلِ سَنَة ثَمَانِي عَشْرَةَ، وَكَانَ أَخُوْهُ الصَّدْر أَبُو زَيْد مُحَمَّد رَسُوْلاً مِنْ جِهَةِ خُوَارِزْم شَاه إِلَى الخَلِيْفَة.

ابن الصفار، محمد بن مكي

ابن الصفار، محمد بن مكي: 5521- ابن الصفار 1: الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُسْنِدُ الجَلِيْلُ أَبُو بَكْرٍ القَاسِمُ ابْنُ الشَّيْخِ أَبِي سَعْدٍ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الفَقِيْهِ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، ابْنُ الصَّفَّارِ، الشَّافِعِيُّ، مُفْتِي خُرَاسَانَ. مَوْلِدُهُ فِي رَبِيْعٍ الآخرِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ مِنْ: جدّه، وَمِنْ وَجيه الشَّحَّامِيّ وَعَبْد اللهِ ابْن الفراوي، ومحمد ابن منصور الحرضي، وهبة الرحمن ابن القيشري، وإسماعيل بن عبد الرحمن العصَائِدِيّ، وَعَبْد الوَهَّابِ بن إِسْمَاعِيْلَ الصَّيْرَفِيّ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: البِرْزَالِيّ، وَالضِّيَاء، وَالصَّرِيْفِيْنِيّ، وَابْن الصَّلاَح، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَالمُرْسِيّ، وَالبَكْرِيّ، وَعُمَر الكَرْمَانِيّ، وَجَمَاعَة. وَبِالإِجَازَةِ أَبُو الفَضْلِ ابْن عَسَاكِرَ، وَابْن أَبِي عَصْرُوْنَ، وَزَيْنَب بِنْت كندِي. وَمِنْ مَسْمُوْعَاته: "مُسْنَد أَبِي عَوَانَةَ" مِنْ أَبِي الأَسْعَد ابْن القُشَيْرِيّ، وَكِتَاب "الزُّهرِيات" لِلذُّهلِيّ مِنْ وَجيه. وَنقَلْتُ مَنْ خطّ الإِسْفَرَايِيْنِيّ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ مُفْتِي خُرَاسَان شِهَاب الدِّيْنِ القَاسِم ابْن الصَّفَّار، فَذَكَرَ حَدِيْثاً، ثُمَّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ فِي خُرَاسَان مِنَ المَشَايِخ مِثْل شِهَاب الدِّيْنِ هَذَا حلماً وَعلماً وَمَعْرِفَة بِالمَذْهَبِ. سَمِعْتُ أَنَّهُ درّس "الْوَسِيط" لِلْغزَالِيّ أَرْبَعِيْنَ مرَّة دَرْسَ العَامَّة سِوَى درْس الخَاصَّة. قَالَ: وَدَخَلت التّرك نَيْسَابُوْر فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، وَلَمْ يَتمكنُوا مِنْ دُخُوْلهَا، قُتل مقدمهُم بِسهم غرْب، فَرجعُوا عَنْهَا، ثُمَّ عَادُوا، إِلَيْهَا فِي سَنَةِ ثَمَانِي عَشْرَةَ وأخذوها وأخربوها، وقتلوا رجالها ونسائها إلَّا مَنْ شَاءَ الله، وَاسْتُشْهِدَ شَيْخنَا القَاسِم ابن الصفار فيهم. 5522- محمد بن مكي 2: ابن أبي الرجاء، الفَقِيْهُ الإِمَامُ الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ الحنبلي، مفيد أصبهان. سَمِعَ أَبَا الخَيْرِ البَاغَبَان، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ الرُّسْتُمِيّ، وَمَسْعُوْد بن الحَسَنِ الثَّقَفِيّ، وَمَحْمُوْداً فورجَة، وَأَبَا المُطَهَّر الصَّيْدَلاَنِيّ، وَطَبَقَتهُم. وَكَتَبَ الكَثِيْر، وَجَمَعَ، وَخَرَّجَ، وَحَدَّثَ. رَوَى عَنْهُ: ضِيَاء الدِّيْنِ المَقْدِسِيّ، وَزَكِيّ الدِّيْنِ البِرْزَالِيّ، وَطَائِفَة مِنَ الرّحَّالَة. وَأَجَاز لابْنِ شَيْبَان، وَالفَخْر ابْن البُخَارِيِّ، وَالبُرْهَان ابْن الدّرَجِيِّ. مَاتَ فِي المُحَرَّم، سَنَةَ عَشْرٍ وَسِتِّ مائة، وقد شاخ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 253"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 81، 82". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1395"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 42، 43".

نجم الدين الكبرى

5523- نجم الدين الكبرى 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ المُحَدِّثُ الشَّهِيْدُ شَيْخُ خُرَاسَانَ نَجْمُ الكُبَرَاءِ، وَيُقَالُ: نَجْمُ الدِّيْنِ الكُبْرَى، الشيخ أبو الجناب أحمد بن عمر ابن مُحَمَّدٍ الخُوَارِزْمِيُّ الخِيْوَقِيُّ الصُّوْفِيُّ، وَخِيْوَق: مِنْ قُرَى خُوَارِزْم. طَاف فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَأَبِي العَلاَءِ الهَمَذَانِيّ العَطَّار، وَمُحَمَّد بن بُنَيْمَانَ، وَعَبْد المُنْعِمِ ابْن الفُرَاوِيّ، وَطَبَقَتهم، وَعُنِي بِالحَدِيْثِ، وَحصّل الأُصُوْل. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ هِلاَلَة، وَخَطِيْب دَارَيَّا شَمخ، وناصر بن منصور العرضي، وشيف الدِّيْنِ البَاخَرْزِيّ تِلْمِيْذه، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ نُقْطَة: هُوَ شَافعِيّ، إِمَام فِي السُّنَّةِ. وَقَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: طَاف البِلاَد، وَسَمِعَ، وَاسْتَوْطَنَ خُوَارِزْم، وَصَارَ شَيْخ تِلْكَ النَّاحيَة، وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَسُنَّة، ملجَأ لِلْغربَاء، عَظِيْم الجَاه، لاَ يَخَاف فِي اللهِ لُوْمَة لاَئِم. وَقَالَ ابْنُ هِلاَلَة: جلَسْتُ عِنْدَهُ فِي الخلوَة مرَاراً، وَشَاهِدت أُمُوْراً عَجِيْبَة، وَسَمِعْتُ مَنْ يُخَاطبنِي بِأَشيَاء حَسَنَة. قُلْتُ: لاَ وُجُوْد لِمَنْ خَاطبك فِي خَلْوَتِك مَعَ جُوعِك الْمُفرط، بَلْ هُوَ سَمَاع كَلاَم فِي الدِّمَاغ الَّذِي قَدْ طَاش وَفَاش وَبَقِيَ قَرعَة كَمَا يتمّ لِلمُبَرْسَم وَالمغمور بِالحُمَّى وَالمَجْنُوْن، فَاجزِم بِهَذَا، وَاعَبد اللهِ بِالسُّنَن الثَّابتَة، تُفْلِح! وَقِيْلَ: إِنَّهُ فَسّر القُرْآن فِي اثْنَيْ عَشَرَ مُجَلَّداً، وَقَدْ ذهب إِلَيْهِ فَخْر الدِّيْنِ الرَّازِيّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَنَاظر بَيْنَ يَدَيْهِ فَقِيْهاً فِي مَعْرِفَةِ الله وَتوحيده، فَأَطَالاَ الجِدَال، ثُمَّ سَأَلاَ الشَّيْخ عَنْ علم المَعْرِفَة، فَقَالَ: هِيَ وَاردَات ترد عَلَى النُّفُوْس، تَعجز النُّفُوْس عَنْ ردّهَا، فَسَأَلَهُ فَخْر الدِّيْنِ: كَيْفَ الوُصُوْل إِلَى إِدرَاك ذَلِكَ? قَالَ: بِتَرْكِ مَا أَنْتَ فِيْهِ مِنَ الرِّئَاسَة، وَالحظوظ. قَالَ: هَذَا مَا أَقْدِر عَلَيْهِ. وَأَمَّا رفيقه فزهد، وتجرد، وصحب الشيخ.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 79، 80".

نَزَلَتِ التَّتَارُ عَلَى خُوَارِزْم فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَسِتّ مائَةٍ، فَخَرَجَ نَجْم الدِّيْنِ الكُبْرَى فِيْمَنْ خَرَجَ لِلْجِهَاد، فَقَاتلُوا عَلَى بَابِ البَلَد حَتَّى قتلُوا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، وَقُتِلَ الشَّيْخ وَهُوَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ. وَفِي كَلاَمه شَيْء مِنْ تَصُوف الحكمَاء. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ نَافِع الهندِيّ، أَخْبَرَنَا مَوْلاَيَ سَعِيْد بن المُطَهَّر، أَخْبَرَنَا أَبُو الجَنَّابِ أَحْمَد بن عُمَرَ سَنَة 615، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي العَلاَءِ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بنُ سَالِمٍ، عَنْ نُوْح بن أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ هَذِهِ الآيَة: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} ، قَالَ: "لِلَّذِيْن أَحْسَنُوا العَمَلَ فِي الدُّنْيَا الحُسْنَى، وَهِيَ الجَنَّة، وَالزِّيَادَة: النَّظَر إِلَى وَجه الله الكريم". نوح تالف، وسلم ضعفوه. وَفِيْهَا مَاتَ: الوَاعِظ أَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الغَزْنَوِيّ صَاحِب الكَرُوْخِيّ، وَطَاغوت الإِسْمَاعِيْلِيَّة ضلاَل الدِّيْنِ حَسَن بن عَلِيٍّ الصَّبَّاحِيّ بِالألموت، وَالشِّهَاب مُحَمَّد بن رَاجِحٍ الحَنْبَلِيّ، وَأَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَاسِطِيُّ التَّاجِر، وَمُوْسَى بن عَبْدِ القَادِرِ الجِيْلِيّ، وَهِبَة اللهِ بن الخَضِر بن طَاوُوْس، وَالقَاسِم بن عَبْدِ اللهِ ابْن الصَّفَّار، وَمُسْنِد هَرَاة أَبُو رَوْحٍ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ.

أبو روح

5524- أبو روح 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الصَّدُوْقُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ خُرَاسَانَ حَافِظُ الدِّيْنِ أَبُو رَوْحٍ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَسَعْدَ بنِ صَاعِدٍ السَّاعِدِيُّ الخُرَاسَانِيُّ الهَرَوِيُّ البَزَّازُ الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، بهَرَاة. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَبعدهَا مِنْ: جدّه لأُمِّهِ عُبَيْد اللهِ بن أَبِي عَاصِمٍ، وَتَمِيْم بن أَبِي سَعِيْدٍ الجُرْجَانِيّ، وَزَاهِر بن طَاهِر، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ الفُضَيْلِيّ، وَيُوْسُف بن أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ الزَّاهِد، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ المُضَرِيّ، وَعَبْد الرَّشِيْد حَفِيْد أَبِي عُمَرَ المَلِيْحِيّ، وَعِدَّة. وَلَهُ "مَشْيَخَة" فِي جُزْء. وَقَدْ حضَر فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الفَامِيّ. وَسَمِعَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" مِنْ: خَلَف بن عَطَاءٍ، بِسَمَاعه مِنْ أَبِي عُمَرَ المليحي. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَة: سَمِعَ "مُسْنَد أَبِي يَعْلَى" من تميم، قال لي يحيى ابن عَلِيٍّ المَالقِيّ: كَانَ لَهُ فَوت فِيْهِ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ خَوْلَة مِنَ الهِنْد إِلَى هَرَاة، فَأَخْرَجَ لَنَا المُجَلَّدَة الَّتِي فِيْهَا سَمَاعه، فَتَمَّ لَهُ الكِتَاب. قَالَ: وَيَرْوِي كِتَاب "الأَنْوَاع وَالتّقَاسيم". قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ البِرْزَالِيّ، وَالضِّيَاء، وَابْن النَّجَّارِ، وَالمُرْسِيّ، وَالبَكْرِيّ، وَعَبْد الحَقِّ المَنْبِجِي، وَالصَّرِيْفِيْنِيّ، وَمَشْهُوْر النِّيرَبَانِي. وَسَمِعْتُ بِإِجَازته مِنْ جَمَاعَة، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوّ الإِسْنَادِ. قَالَ الضِّيَاء: قتلته التّركُ، فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَسِتّ مائة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 81".

العادل وبنوه

5525- العادل وبنوه 1: السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ المَلِكُ العَادِل سَيْفُ الدِّيْنِ أَبُو الملوك وأخو الملوك أبو بَكْرٍ مُحَمَّد ابْنُ الأَمِيْرِ نَجْمِ الدِّيْنِ أَيُّوْبَ بنُ شَاذِي بنِ مَرْوَانَ بنِ يَعْقُوْبَ الدُّوِيْنِيُّ الأَصْل، التَّكرِيتِيُّ، ثُمَّ البَعْلَبَكِّيّ المَوْلِد. وُلِدَ بِهَا إِذْ وَالِده يَنوب بِهَا لِلأَتَابَك زَنْكِي بن آقْسُنْقُر فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. كَانَ أَصْغَر مِنْ أَخِيْهِ صَلاَح الدِّيْنِ بعَامَيْنِ، -وَقِيْلَ: بَلْ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ- فَاللهُ أَعْلَم. نشَأَ فِي خدمَة المَلِك نُوْر الدِّيْنِ، ثُمَّ شَهِدَ المَغَازِي مَعَ أَخِيْهِ. وَكَانَ ذَا عقل وَدَهَاء وَشجَاعَة وَتؤدة وَخبرَة بِالأُمُوْر، وَكَانَ أَخُوْهُ يَعتمدُ عَلَيْهِ وَيَحترمه، اسْتنَابه بِمِصْرَ مُدَّة ثُمَّ ملّكه حَلَب، ثُمَّ عوّضه عَنْهَا بِالكَرَك وَحرَّان، وَأَعْطَى حَلَب لوَلَده الظَّاهِر. قِيْلَ: إِنَّ العَادل لَمَّا سَارَ مَعَ أَخِيْهِ، قَالَ: أَخذت مِنْ أَبِي حُرْمدَان، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِذَا أَخذتم مِصْر امْلَأْهُ لِي ذهباً. فلما جاء إلى مصر، قال: وأبن الحرمدَان? فَملأته درَاهِم، وَجَعَلت أَعلاَهُ دَنَانِيْر، فَلَمَّا قَلَّبَهُ، قَالَ: فَعَلت زَغَل المِصْرِيّين. وَلَمَّا نَاب بِمِصْرَ اسْتحبّه صَلاَح الدِّيْنِ فِي الحَمْل، حَتَّى قَالَ: يُسَيِّر الحَمْل مِنْ مَالنَا أَوْ مِنْ مَاله، فَشقّ عَلَيْهِ، وَحكَاهَا لِلْقَاضِي الفَاضِل، فَكَتَبَ جَوَابه: وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ السُّلْطَان، فَتلك لفظَة ما المقصود بها من الممالك النجعة بل قصد به الكَاتِب السَّجعَة، وَكم مِنْ كلمَةٍ فَظَّة وَلفظَة

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 693".

فيها غلظة جبرت عي الأقلام، وسدت [خلل] الكلام، وعلى الملوك الضَّمَان فِي هَذِهِ النُّكْتَة، وَقَدْ فَات لِسَان القَلَم أَيّ سَكْتَة. قُلْتُ: وَكَانَ سَائِساً، صَائِب الرَّأْي، سعيداً، اسْتولَى عَلَى البِلاَد، وَامتدت أَيَّامه، وَحكم عَلَى الحِجَاز، وَمِصْر، وَالشَّام، وَاليَمَن، وَكَثِيْر مِنَ الجَزِيْرَة، وَدِيَار بَكْرٍ، وَأَرْمِيْنيَةَ. وَكَانَ خَلِيقاً لِلمُلك، حَسَن الشّكل، مَهِيْباً، حليماً، دَيِّناً، فِيْهِ عِفَّة وَصَفح وَإِيثَار فِي الجُمْلَةِ. أَزَال الخُمُوْر والفاحشة ف بَعْضِ أَيَّام دَوْلَته، وَتَصدَّق بِذَهَب كَثِيْر فِي قَحط مِصْر حَتَّى قِيْلَ: إِنَّهُ كَفَّن مِنَ الموتَى ثَلاَث مائَة أَلْف، وَالعُهدَة عَلَى سِبْط الجَوْزِيّ فِي هَذِهِ. وَسيرته مَعَ أَوْلاَد أَخِيْهِ مَشْهُوْرَة، ثُمَّ لَمْ يزَلْ يرَاوَغهم وَيلقِي بَيْنهُم حَتَّى دحَاهُم، وَتَمَكَّنَ وَاسْتَوْلَى عَلَى مَمَالِك أَخِيْهِ، وَأَبعد الأَفْضَل إِلَى سُمَيسَاط، وَودَع الظَّاهِر وَكَاسر عَنْهُ لَكُوْن بِنْته زَوجته، وَبَعَثَ عَلَى اليَمَنِ حَفِيْده المَسْعُوْد أَطسز ابْن الكَامِل، وَنَاب عَنْهُ بِمَيَّافَارِقِيْن ابْنه الأَوْحَدُ، فَاسْتولَى عَلَى أَرْمِيْنِيَةَ. ثُمَّ إِنَّهُ قسّم المَمَالِك بَيْنَ أَوْلاَده، وَكَانَ يصيّف بالشام غالبً وَيَشتو بِمِصْرَ. جَاءته خِلَع السّلطنَة مِنَ النَّاصِر لِدِيْنِ اللهِ وَهِيَ: جُبَّة سَوْدَاء بِطرز ذهب وجواهر في الطوق، وعمامة سوداء مذهبة، وطرق، وسيف، وحصان بِمركب ذهب، وَعَلَم أَسود، وَعِدَّة خلع لبنِيه مَعَ السُّهْرَوَرْدِيّ، فَقُرِئ تَقليده عَلَى كُرْسِيّ، قرَأَه وَزِيْره، وَخوطب فِيْهِ: بِالعَادل شَاه أَرمن ملك المُلُوْك خَلِيْل أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ. وَخَافَ مِنَ الفِرَنْج فَصَالَحَهُم، وَهَادَنَهُم، وَأَعْطَاهُم مَغَلّ الرَّملَة وَلدّ، وَسَلَّمَ إِلَيْهِم يَافَا، فَقَوِيَتْ نُفُوْسهُم، فَالأَمْر للهِ. ثُمَّ أَمَرَ بِتَجْدِيْدِ قَلْعَة دِمَشْق، وَأَلْزَمَ كُلّ مَلك مِنْ آلِهِ بِعِمَارَةِ بُرْج فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَعَمَّرَ عِدَّةَ قِلاعٍ. قَالَ المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ: كَانَ أَعْمَق إِخْوَته فِكْراً، وَأَطولهُم عُمْراً، وَأَنظرهُم فِي الْعَوَاقِب، وَأَحبهُم لِلدِّرْهَمِ، وَكَانَ فِيْهِ حِلْمٌ وَأَنَاةٌ وَصَبْرٌ عَلَى الشَّدَائِدِ، سَعِيْد الجَدّ، عَالِي الكَعْب، مُظَفَّراً، أَكُوْلاً، نَهِماً، يَأْكُلُ مِنَ الحَلْوَاء السُّكَّرِيَّة رَطْلاً بِالدِّمَشْقِيّ، وَكَانَ كَثِيْرَ الصَّلاَةِ، وَيَصُوْمُ الخَمِيْس، يُكْثِرُ الصَّدَقَة عِنْد نَزول الآفَات، وَكَانَ قَلِيْلَ الْمَرَض، لَقَدْ أُحضر إِلَيْهِ أَرْبَعُوْنَ حملاً مِنَ الْبِطِّيخ فَكسر الجَمِيْع وَبَالَغَ فِي الأَكل فَحمّ يَوْماً. وَكَانَ كَثِيْرَ التّمتع بِالجَوَارِي، وَلاَ يَدخل عَلَيْهِنَّ خَادِماً إلَّا دُوْنَ البلوَغ. نجب لَهُ عِدَّةُ أَوْلاَد سلطنهُم، وَزوّج بنَاته بِمُلُوْك الأَطرَاف.

وَقَدِ اُحْتِيلَ عَلَى الْفَتْك بِهِ مَرَّات، وَيُسَلِّمُهُ الله. وَكَانَ شَدِيدَ المُلاَزَمَة لخدمَة أَخِيْهِ صَلاَح الدِّيْنِ، وَمَا زَالَ يَتحيّل حَتَّى أَعْطَاهُ العَزِيْز دِمَشْق، فَكَانَتِ السَّبَب فِي أَنْ تَملّك البِلاَد، وَلَمَّا جَاءهُ بِمَنْشُوْرهَا ابْن أَبِي الحَجَّاجِ أَعْطَاهُ أَلف دِيْنَار، ثُمَّ جرت أُمُوْر يَطول شرحهَا وَقِتَال عَلَى المُلك، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ التّعب وَالحَرْب جهادًا للْفرنج لأَفلح. وَتملّك ابْنه الأَوْحَدُ خِلاَط، فَقتل خلقاً مِنْ عَسْكَرهَا. قَالَ المُوَفَّقُ: فَقَالَ لِي بَعْض خواصة: إِنَّهُ قَتَل فِي مُدَّةٍ ثَمَانِيَةَ عشرَ أَلْفاً مِنَ الخَواص كَانَ يَقتلهُم ليلاً وَيلقيهم فِي الْآبَار، فَمَا أُمهِلَ وَاختل عقلُه وَمَاتَ. وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْهِ أَبُوْهُ مُعَزِّماً ظنَّه جُنَّ. فَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ الأَشرف إِلَى أَنْ قَالَ: وَرَدَ العَادل وَرمَاح الفِرَنْج فِي أَثره حَتَّى وَصل دِمَشْق وَلَمْ يَدخلهَا، وَشجعه المُعْتَمِد. وَأَمَّا الفِرَنْج فَظنُّوا هزِيمته مكيدَة فَرجعُوا بَعْدمَا عَاثُوا وَقصدُوا دِمْيَاط. وَقِيْلَ: عرض لَهُ ضَعْف وَرعشَة، وَاعْتَرَاهُ وَرم الأُنثيين، فَمَاتَ بِظَاهِر دِمَشْق. كَانَتْ خزانته بجعبر ورها وَلدُه الحَافِظ ثُمَّ نَقلهَا إِلَى دِمَشْقَ، فَحصلت فِي قبضَة وَلده المُعَظَّم، وَكَانَ قَدْ مكر وَحسّن لأَخِيه العصيَان فَفَعَل، فَبَادر أَبُوْهُ وَحَوَّل الأَمْوَال. وَقَدْ حَدَّثَ العَادل بِجُزْء السَّابِع مِنْ "المَحَامِلِيَّات" عَنِ السِّلَفِيّ، رَوَاهُ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ الصَّالِح إِسْمَاعِيْل، وَالشِّهَاب القُوْصِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْن النُّشبِيّ، وَمَاتَ وَفِي خزَانته سَبْع مائَة أَلْف دِيْنَار عيناً. تُوُفِّيَ بعَالقين فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خمس عشرة وست مائة، ودفن بِالقَلْعَة أَرْبَع سِنِيْنَ فِي تَابوت ثُمَّ نَقل إِلَى تُرْبَته. وَخَلَّفَ عِدَّةَ أَوْلاَد: الكَامِل صَاحِب مِصْر، وَالمُعَظَّم صَاحِب دِمَشْق، وَالأَشرف صَاحِب أَرْمِيْنِيَةَ ثُمَّ دِمَشْق، وَالصَّالِح عِمَاد الدِّيْنِ، وَشِهَاب الدِّيْنِ غَازِياً صَاحِب مَيَّافَارِقِيْن، وَآخرُ مَنْ مَاتَ مِنْهُم: تَقِيّ الدِّيْنِ عَبَّاس، وَعَاشَتْ بِنْته مُؤنسَة بِنْت العَادل بِمِصْرَ إِلَى سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَحدثت بِإِجَازَة عفِيفَة. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ مَائِلاً إِلَى العُلَمَاء، حَتَّى لصَنف لَهُ الرَّازِيّ كِتَاب "تَأسيس التَّقْدِيس"، فَذَكَر اسْمه فِي خطبته.

المعظم

5526- المعظم 1: السُّلْطَانُ المَلِكُ المُعَظَّم ابْنُ العَادِلِ المَذْكُوْر، هُوَ شَرَفُ الدِّيْنِ عِيْسَى بنُ مُحَمَّدٍ الحَنَفِيُّ، الفَقِيْهُ، صاحب دمشق. مَوْلِدُهُ بِالقَصْر مِنَ القَاهِرَة، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَنَشَأَ بِدِمَشْقَ، وَحفظ القُرْآن، وَبَرَعَ فِي المَذْهَب، وَعُنِي "بِالجَامِع الكَبِيْر"، وَصَنَّفَ لَهُ شرحاً كَبِيْراً بِمعَاونَة غَيْره، وَلاَزَمَ التَّاج الكِنْدِيّ، وَتردّد إِلَيْهِ إِلَى درب الْعَجم مِنَ القَلْعَة، وَتحت إِبطه الكِتَاب، فَأَخَذَ عَنْهُ "كِتَاب سِيْبَوَيْه"، وَكِتَاب "الحُجَّة فِي القِرَاءات"، وَ"الحمَاسَة"، وَحفظ عَلَيْهِ "الإِيضَاح"، وَسَمِعَ "مُسند الإِمَامِ أَحْمَد بنِ حَنْبَلٍ"، وَلَهُ "دِيْوَان شعر" سَمِعَهُ مِنْهُ القُوْصِيّ فِيمَا زَعَمَ. وَلَهُ مصَنّف فِي الْعرُوض، وَكَانَ رُبَّمَا لاَ يُقيم الْوَزْن، وَكَانَ يَتعصّب لمَذْهَبه، قَدْ جَعَلَ لِمَنْ عرض المُفَصّل، مائَة دِيْنَارٍ صُوْرِيّة وَلِمَنْ عرض "الجَامِع الكَبِيْر" مائَتَيْ دِيْنَار. وَحَجّ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ، وَأَنشَأَ البِرَك، وَعَمِلَ بِمُعَان دَار مَضيف وَحمَّاماً. وَكَانَ يَبحث وَيُنَاظر، وَفِيْهِ دَهَاء وَحزم، وَكَانَ يُوْصَف بِالشَّجَاعَة وَالكرم وَالتَّوَاضع؛ سَاق مرَّة إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّة فِي ثَمَانِيَة أَيَّام عَلَى فَرَس وَاحِد، وَاعد القُصَّاد وَأَصْحَاب الأَخْبَار، وَكَانَ عَلَى كَتِفِهِ الفِرَنْج، فَكَانَ يظلم، وَيدير ضمَان الخَمْر لِيَسْتَخْدِمَ بِذَلِكَ، وَكَانَ يَرْكَب وَحْدَه مرَاراً ثُمَّ يَلحقه ممَاليكه يَتطَاردُوْنَ، وَكَانَ يُصَلِّي الجُمُعَة فِي تربَة عَمّه صَلاَح الدِّيْنِ، ثُمَّ يَمْشِي مِنْهَا يَزور قَبْر أَبِيْهِ. قَرَأْت بِخَطّ الضِّيَاء الحَافِظ: كَانَ المُعَظَّم شُجَاعاً فَقِيْهاً يَشرب الْمُسكر، وَأَسّس ظلماً كَثِيْراً، وَخرب بَيْت المَقْدِسِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: وَكَانَ عَالِماً بِعِدَّة عُلُوْم، نَفق سُوْق العِلْم فِي أيامه، وَقصدهُ الفُقَهَاء، فَأَكْرَمَهُم، وَأَعْطَاهُم، وَلَمْ يسمع مِنْهُ كلمَة نَزقَة، وَيَقُوْلُ: اعْتِقَادِي فِي الأُصُوْلِ مَا سطّره الطَّحَاوِيّ، وَأَوْصَى أَنْ لاَ يُبْنَى عَلى قَبْرِهِ، وَلَمَّا مرض، قَالَ: لِي فِي قَضِيَّة دِمْيَاط مَا أَرْجُو بِهِ الرَّحْمَة. وَقَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: كَانَ جُنْده ثَلاَثَة آلاَف فَارِس فِي نِهَايَة التَّجَمُّل، وَكَانَ يُقَاوم بِهِم إِخْوَته، وَكَانَ الكَامِل يَخَافه، مَعَ أَنَّهُ كَانَ يَخطب لِلْكَامِل فِي بلاَده وَيَضرب السّكة باسمه. وَكَانَ لاَ يَرْكَب فِي غَالِب أَوقَاته بِالعصَائِب، وَيلبس كلوتَة صَفْرَاء بِلاَ عِمَامَة، وَرُبَّمَا مَشَى بَيْنَ العوَام حتى كاد يُضرب المَثَل بِفعله، فَمَنْ فَعل شَيْئاً بِلاَ تَكلّف، قِيْلَ: هَذَا بِالمُعَظَّمِيِّ. وَتردد مُدَّة فِي الفِقْه إِلَى الحَصِيْرِيّ حَتَّى تَأَهّل لِلْفُتْيَا. تُوُفِّيَ فِي سَلْخِ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَكَانَ لَهُ دِمَشْق وَالكَرَك وَغَيْر ذلك، وحلفوا بعده لابنه الناصر داود.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 515"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 267، 268"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 115، 116".

الأشرف

5527- الأشرف 1: صَاحِبُ دِمَشْقَ السُّلْطَانُ المَلِكُ الأَشْرَفُ مُظَفَّرُ الدِّيْنِ أَبُو الفَتْحِ مُوْسَى شَاه أَرْمَنَ ابْنُ العَادِلِ. وُلِدَ بِالقَاهِرَةِ، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ، فَهُوَ مِنْ أَقرَانِ أَخِيْهِ المُعَظَّمِ. وَرَوَى عَنِ ابْنِ طَبَرْزَد. حَدَّثَنَا عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنَيُّ. وحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: القُوْصِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ". وَسَمِعَ "الصَّحِيْحَ" فِي ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْدِيِّ. تَملَّكَ القُدْسَ أَوَّلاً، ثُمَّ أَعْطَاهُ أَبُوْهُ حَرَّانَ وَالرُّهَا وَغَيْرَ ذَلِكَ، ثُمَّ تَملَّكَ خِلاَطَ، وَتَنَقَّلَتْ بِهِ الأَحْوَالُ، ثُمَّ تَملَّكَ دِمَشْقَ بَعْدَ حِصَارِ النَّاصِرِ بِهَا، فَعَدَلَ، وَخَفَّف الجَوْرَ، وَأَحَبَّتْهُ الرَّعِيَّةُ. وَكَانَ فِيْهِ دِينٌ وَخَوفٌ مِنَ اللهِ عَلَى لَعِبِهِ. وَكَانَ جَوَاداً، سَمحاً، فَارِساً شُجَاعاً، لَديهِ فَضِيْلَةٌ. وَلَمَّا مرَّ بِحَلَبَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّ مائَةٍ تَلقَّاهُ الملكُ الظَّاهِرُ ابْنُ عَمِّهِ وَأَنْزَلَه فِي القَلْعَةِ، وَبَالَغَ فِي الإِنفَاقِ عَلَيْهِ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ خَمْسَةً وَعِشْرِيْنَ يَوْماً، فَلَعَلَّهُ نَابَهُ فِيْهَا لأَجله خَمْسُوْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، ثُمَّ قَدَّمَ لَهُ تَقدِمَةً وَهِيَ: مائَة بُقْجَةٍ مَعَ مائَةِ مَمْلُوْكٍ فِيْهَا فَاخِرُ الثِّيَابِ وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُوْنَ رَأْساً مِنَ الخيلِ، وَعِشْرُوْنَ بَغلاً وَقطَارَان جِمَال، وَعِدَّة خِلَعٍ لِخوَاصِّه وَمائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَأَشيَاءُ سِوَى ذَلِكَ. وَمِنْ سَعَادتِه أَنَّ أَخَاهُ الملكَ الأَوْحَدَ صَاحِبَ خِلاَطٍ مرض، فعاده الأشرف، فَأَسَرَّ الطَّبِيْبُ إِلَيْهِ: إِنَّ أَخَاكَ سَيَمُوتُ. فَمَاتَ بعد يوم، واستولى الأشرف على أرمينية.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "5/ ترجمة 749"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 300، 301"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 175-177".

وَكَانَ مَلِيْحَ الهَيْئَةِ، حُلوَ الشَّمَائِلِ. قِيْلَ: مَا هُزِمتْ لَهُ رَايَةٌ. وَكَانَ لَهُ عُكُوفٌ عَلَى المَلاَهِي وَالمُسْكِرِ -عفَا الله عَنْهُ- وَيُبَالغ فِي الخُضوعِ لِلْفُقَرَاءِ وَيَزورُهُم وَيُعْطِيهِم، وَيُجِيْزُ عَلَى الشِّعرِ، وَيَبعثُ فِي رَمَضَانَ بِالحلاَوَات إِلَى أَمَاكنِ الفُقَرَاءِ، وَيُشَاركُ فِي صَنَائِعَ، وَلَهُ فَهْمٌ وَذَكَاءٌ وَسِيَاسَةٌ. أَخرَبَ خَانَ العُقَيْبَة، وَعَمِلَهُ جَامِعاً. قَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: فَجلَسْتُ فِيْهِ، وَحَضرَ الأَشْرَفُ وَبَكَى وَأَعتقَ جَمَاعَةً. وَعَمِلَ مَسْجِدَ بَابِ النَّصْرِ، وَدَارَ السَّعَادَةِ، وَمَسجدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَجَامِعَ جَرَّاحٍ، وَدَاري الحَدِيْثِ بِالبَلَدِ وَبِالسَّفحِ وَالدَّهشَةِ، وَجَامِعَ بَيْت الأَبَّارِ. قَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: كَانَ الأَشْرَف يَحضُرُ مَجَالِسِي بِحَرَّانَ، وَبِخِلاَطٍ، وَدِمَشْقَ، وَكَانَ مَلِكاً عَفِيْفاً، قَالَ لِي: مَا مَددتُ عَيْنِي إِلَى حَرِيْمِ أَحَدٍ وَلاَ ذكر ولا أنثى، جائتني عَجُوْزٌ مِنْ عِنْدِ بِنْتِ صَاحِبِ خِلاَطٍ شَاه أَرْمَن بِأَنَّ الحَاجِبَ عَلِيّاً أَخَذَ لَهَا ضَيعَةً فَكَتَبتُ بِإِطلاَقهَا. فَقَالَتِ العَجُوْزُ: تُرِيْدُ أَنْ تَحضُرَ بَيْنَ يَدَيْكَ. فَقُلْتُ: بِاسْمِ اللهِ، فَجَاءتْ بِهَا، فَلَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْ قَوَامهَا، وَلاَ أَحْسَنَ مِنْ شَكلِهَا، فَخَدَمَت، فَقُمْتُ لَهَا، وَقُلْتُ: أَنْتَ في هذا البلد وأنا لا أَدْرِي? فَسَفرتْ عَنْ وَجْهٍ أَضَاءتْ مِنْهُ الغُرفَةُ، فَقُلْتُ: لاَ، اسْتَترِي. فَقَالَتْ: مَاتَ أَبِي وَاسْتَوْلَى عَلَى المَدِيْنَةِ بُكْتَمر، ثُمَّ أَخَذَ الحَاجِب قرِيتِي، وَبقيت أَعيش مِنْ عَمل النّقش وَفِي دَار بِالكرَاء. فَبكيت لَهَا، وَأَمرت لَهَا بِدَار وَقمَاش، فَقَالَتِ العَجُوْز: يَا خوند إلَّا تَحْظَى اللَّيْلَة بِك? فَوَقَعَ فِي قَلْبِي تغَيُّر الزَّمَان وَأَنَّ خِلاَط يَملكهَا غَيْرِي، وَتَحْتَاج بِنْتِي أَنْ تَقعد هَذِهِ القعدَة، فَقُلْتُ: مَعَاذَ اللهِ مَا هَذَا مِنْ شيمتِي. فَقَامَتِ الشَّابة بَاكيَة تَقُوْلُ: صَان الله عواقبك. وَحَدَّثَنِي أَن غُلاَماً لَهُ مَاتَ فَخلّف ابْناً كَانَ مليح زَمَانه، وَكُنْت أُتَّهم بِهِ، وَهُوَ أَعزّ مِنْ وَلد، وَبلغ عِشْرِيْنَ سَنَةً، فَاتَّفَقَ أَنَّهُ ضَرَبَ غُلاَماً لَهُ فَمَاتَ، فاستغاث أولياؤه، فاجتمع عليه ممَاليكِي، حَتَّى بذلُوا لَهُم مائَة أَلْف فَأَبوا إلَّا قَتله، فَقُلْتُ: سلّمُوْهُ إِلَيْهِم، فَسلمُوْهُ فَقتلُوْهُ. وَقضيته مَشْهُوْرَة بِحَرَّانَ؛ أَتَاهُ أَصْحَاب الشَّيْخ حَيَاة وَبدّدُوا الْمُسكر مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، فَسَكَتَ، وَكَانَ يَقُوْلُ: بِهَا نصرت. وَقَدْ خلع عليّ مرَّة، وَأَعْطَانِي بَغْلَة وَعَشْرَة آلاَف دِرْهَم. وَحَدَّثَنِي الفَقِيْه مُحَمَّد اليُوْنِيْنِيّ، قَالَ: حَكَى لِي فَقير صَالِح، قَالَ: لَمَّا مَاتَ الأَشْرَف، رَأَيْتهُ فِي ثِيَاب خُضر، وَهُوَ يَطير مَعَ الأَوْلِيَاء. وَلَهُ شعر فِيْمَا قِيْلَ. قَالَ: وَكُنْت أَغشَاه فِي مَرَضِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: اسْتَعدَّ لِلقَاء الله فَمَا يَضر، فَقَالَ: لاَ وَاللهِ بَلْ يَنفع، فَفَرَّق البِلاَد، وَأَعتق ممَاليكه نَحْو مائَتَيْنِ، وَوَقَفَ دَار السعَادَة والدهشة على بنته.

وَقَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: خَلَّف بِنْتاً فَتَزَوَّجَهَا المَلِكُ الجَوَاد، فَلَمَّا تَسَلْطن عمّهَا الصَّالِح فَسخ نِكَاحهَا، ولأنه حلف بطلاقها إلى شَيْءٍ فَعله، ثُمَّ زوّجهَا بِوَلَدِهِ المَنْصُوْر مُحَمَّد، فَدَامت فِي صُحبته إِلَى اليَوْمِ. وَكَانَ لِلأَشرف مَيْل إِلَى المُحَدِّثِيْنَ وَالحَنَابِلَة؛ قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: وَقعت فِتْنَة بَيْنَ الشَّافِعِيَّة وَالحَنَابِلَة بِسَبَب العقَائِد. قال: وتعصب الشيخ عز الدين ابن عَبْدِ السَّلاَمِ عَلَى الحَنَابِلَة، وَجَرَتْ خَبطَة، حَتَّى كتب عِزّ الدِّيْنِ -رَحِمَهُ اللهُ- إِلَى الأَشْرَف يَقع فِيهِم، وَأَنَّ النَّاصح سَاعِد عَلَى فَتح بَاب السَّلاَمَة لعَسْكَر الظَّاهِر وَالأَفْضَل عِنْدَمَا حَاصرُوا العَادل، فَكَتَبَ الأَشْرَف: يَا عِزّ الدِّيْنِ، الفِتْنَة سَاكنَة لَعَنَ اللهُ مثيرهَا، وَأَمَّا بَاب السَّلاَمَة فَكمَا قِيْلَ: وَجُرْم جَرَّهُ سُفَهَاء ُقَوْمٍ ... فَحَلَّ بغير جانبه العَذَابُ وَقَدْ تَابَ الأَشْرَف فِي مَرَضِهِ وَابتهل، وَأَكْثَر الذّكر وَالاسْتِغْفَار. قُلْتُ: مرض مَرَضَيْنِ مُخْتَلِفيْن فِي أَعلاَهُ وَأَسفله، فَقِيْلَ: كَانَ الجرَائِحِي يُخْرِج مِنْ رَأْسِهِ عِظَاماً، وَهُوَ يَحمد الله. وَلَمَّا احتُضِر، قَالَ لابْنِ موسك: هَاتِ وَديعتِي، فَجَاءَ بِمئزر صُوْف فِيْهِ خِرقٌ مِنْ آثَار المَشَايِخ، وَإِزَار عَتِيْق، فَقَالَ: يَكُوْن هَذَا عَلَى بَدَنِي أَتقِي بِهِ النَّار، وَهَبَنِيه إِنْسَان حَبَشِيّ مِنَ الأَبْدَال كَانَ بِالرُّهَا. وَقَالَ ابْنُ حَمُّوَيْه: كَانَ بِهِ دمَامل فِي رَأْسه وَمَخْرَجِه، وَتَأَسّف الْخلق عَلَيْهِ. قُلْتُ: كَانَ يُبَالِغ فِي تَعْظِيْم الشَّيْخ الفقيه، توضأ الفقيه يومًا، فوثب الأَشْرَف، وَحلّ مِنْ تَخْفِيْفَته وَرمَاهَا عَلَى يَدِي الشَّيْخ ليُنَشِّف بِهَا، رَأَى ذَلِكَ شَيْخنَا أَبُو الحُسَيْنِ، وَحكَاهُ لِي. مَاتَ فِي رَابع المُحَرَّم، سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَكَانَ آخر كَلاَمه لاَ إِلَهَ إلَّا الله فِيْمَا قِيْلَ.

الكامل

5528- الكامل 1: السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ المَلِكُ الكَامِلُ نَاصِرُ الدُّنْيَا وَالدِّيْنِ، أَبُو المَعَالِي، وَأَبُو المُظَفَّرِ مُحَمَّدُ ابْنُ المَلِكِ العَادِلِ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَيُّوْبَ صَاحِب مِصْرَ وَالشَّامِ وَمَيَّافَارِقِيْنَ وَآمد وَخِلاَط وَالحِجَازَ وَاليَمَن وَغَيْر ذَلِكَ. وُلِدَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَهُوَ مِنْ أَقرَان أَخويه المُعَظَّم وَالأَشْرَف، وَكَانَ أَجلّ الثَّلاَثَة وَأَرْفَعهم رُتْبَة. أَجَاز لَهُ عَبْد اللهِ بن بَرِّيّ النَّحْوِيّ. وَتملّك الدِّيَار المِصْرِيَّة أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، شطرهَا فِي أَيَّامِ وَالِده، وَكَانَ عَاقِلاً، مَهِيْباً، كَبِيْرَ القَدْرِ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: مَال عِمَاد الدِّيْنِ ابْن الْمَشْطُوبَ وَأُمَرَاء إلى خلع الكَامِل وَقت نَوْبَة دِمْيَاط وَسلطنَة أَخِيْهِ إِبْرَاهِيْم الفَائِز، وَلاَح ذَلِكَ لِلْكَامِل فَدَارَى حَتَّى قَدِمَ إِلَيْهِ المُعَظَّم فَأَفضَى إِلَيْهِ بسرّه، فَجَاءَ المُعَظَّم يَوْماً إِلَى خيمَة ابْن الْمَشْطُوبَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ، وَخضعَ، فَقَالَ: ارْكَبْ نَتحدّث. فَرَكِبَ وَتحدثَا حَتَّى أَبعد بِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا فُلاَن هَذِهِ البِلاَد لَكَ، فَنرِيْد أَنْ تَهبهَا لَنَا، وَأَعْطَاهُ نَفَقَة وَوكّل بِهِ أَجنَاداً إِلَى الشَّامِ، ثُمَّ جهَّز الفَائِز ليطْلب عَسْكَر الجَزِيْرَة نَجدَة، فَتُوُفِّيَ الفَائِز بِسِنْجَار. قَالَ ابْنُ مَسْدِي: كَانَ مُحِبّاً فِي الحَدِيْثِ وَأَهْله، حرِيصاً عَلَى حِفْظِهِ وَنقله، وَلِلْعلم عِنْدَهُ سُوْق قَائِمَة عَلَى سُوْق، خَرَّج لَهُ الشَّيْخ أَبُو القَاسِمِ ابْن الصَّفْرَاوِيّ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً سَمِعَهَا مِنْهُ جَمَاعَة. وَحَكَى عَنْهُ مكرم الكاتب: أن أباه استجاز له السلفي. قال ابْنُ مَسْدِي: وَقفت أَنَا عَلَى ذَلِكَ، وَأَجَاز لِي وَلابْنِي. وَقَالَ المُنْذِرِيّ: أَنشَأَ الكَامِل دَار الحَدِيْث بِالقَاهِرَةِ، وَعَمَّر قُبَّة عَلَى ضَرِيْح الشَّافِعِيّ، ووقف على أنواع البر، وله الموافق المَشْهُوْرَة فِي الجِهَادِ بدِمْيَاط المُدَّة الطَّوِيْلَة، وَأَنفق الأَمْوَال، وَكَافح الفِرَنْج برّاً وَبَحْراً، يعرف ذَلِكَ منْ شَاهده، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَعزّ الله الإِسْلاَم، وَخذل الكُفْر. وَكَانَ مُعَظِّماً لِلسُنَّة وَأَهْلهَا، رَاغِباً فِي نشرهَا وَالتّمسك بِهَا، مُؤثراً لِلاجتمَاع بِالعُلَمَاء وَالكَلاَم مَعَهُم حضَراً وَسفراً. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ شَهْماً، مَهِيْباً، عَادِلاً، يَفهَم وَيبحث. قِيْلَ: شكَا إِلَيْهِ ركبدَار أَنْ أُسْتَاذه اسْتخدمه سِتَّة أَشْهُرٍ بِلاَ جَامكيَة، فَأَمر الجُنْدِي بخدمَة الرّكبدَار وَحَمَلَ مَدَاسه سِتَّة أَشْهُرٍ. وَكَانَتِ الطّرق آمِنَة فِي زَمَانِهِ لِهَيْبَتِهِ. وَقَدْ بَعَثَ ابْنه المَسْعُوْد فَافْتَتَحَ اليَمَن، وَجَمَعَ الأَمْوَال ثُمَّ حج، فمات، وحملت خزائنه إلى الكامل.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 694"، والنجوم الزاهرة "6/ 227"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "5/ 171-173".

قَالَ البَهَاء زُهَيْر: وَأُقْسِمُ إِنْ ذَاقَتْ بَنُو الأَصْفَرِ الكَرَى ... لَمَا حَلُمَتْ إلَّا بِأَعْلاَمِكَ الصُّفْرِ ثَلاَثَة أَعْوَامٍ أَقَمْتَ وَأَشْهُراً ... تُجَاهِدُ فِيْهِ لاَ بِزَيْدٍ وَلاَ عَمْرو قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: اسْتَوْزَر صَفِيّ الدِّيْنِ أَوَّلاً، فَلَمَّا مَاتَ، لَمْ يَسْتَوْزِر أَحَداً، كَانَ يَتولَّى الأُمُوْر بِنَفْسِهِ. وَكَانَ مَهِيْباً، حَازِماً، مدبّراً، عَمَرت مِصْر فِي أَيَّامِهِ، وَكَانَ عِنْدَهُ مَسَائِل مِنَ الفِقْه وَالنَّحْو يُوردهَا، فَمَنْ أَجَابَ فِيْهَا حظِي عِنْدَهُ. وَجَاءته خلع السّلطنَة على بد السُّهْرَوَرْدِيّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَالتقليد بِمِصْرَ، وَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً، وَهِيَ: جُبَّة وَاسِعَة الكُم بِطرز ذهب، وَعِمَامَة، وَطوق وَأَشْبَاهُ ذَلِكَ. وَمِنْ همّته أَنَّ الفِرَنْج لَمَّا أَخذُوا دِمْيَاط أَنشَأَ عَلَى برِيْد مِنْهَا مدينَة المَنْصُوْرَة وَاسْتوطنهَا مُرَابِطاً حَتَّى نَصره الله، فَإِنَّ الفِرَنْج طمعُوا فِي أَخْذِ مِصْر، وَعَسْكَرُوا بِقُرْبِ المَنْصُوْرَة، وَالْتَحَمَ القِتَال أَيَّاماً، وَأَلحّ الكَامِل عَلَى إِخْوَته بِالمجِيْء، فَجَاءهُ أَخوَاهُ الأَشْرَف وَالمُعَظَّم فِي جَيْش لجب، وَهَيْئَة تَامَّة، فَقوِي الإِسْلاَم، وَضَعفت نُفُوْس الفِرَنْج وَرسلهُم تَتردد، وَبَذَلَ لَهُم الكَامِل قَبْل مجِيْء النّجدَة القدس وطبرية وعسقلان وجبلة واللاذقية وأشياء على أيَردّوا لَهُ دِمْيَاط فَأَبَوا، وَطَلَبُوا مَعَ ذَلِكَ ثَلاَث مائَة أَلْف دِيْنَار ليعمرُوا بِهَا أَسوَار القُدْس، وَطَلَبُوا الكَرَك، فَاتّفقَ أَن جَمَاعَة مِنَ المسلمين، فجروا من النيل ثلمة على نزلة العَدُوّ، فَأحَاط بِهِم النِّيل فِي هيجَانه، وَلاَ خِبرَة لَهُم بِالنِّيل، فَحَال بَيْنهُم وَبَيْنَ دِمْيَاط، وَانقطعت المِيْرَة عَنْهُم، وَجَاعُوا وَذلوا، فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِ الأَمَان عَلَى تَسْلِيم دِمْيَاط، وَعَقدَ هدنَة، فَأُجيبُوا، فَسلمُوا دِمْيَاط بَعْد اسْتَقرَارهم بِهَا ثَلاَث سِنِيْنَ، فَلله الْحَمد. وَلَمَّا بلغَ الكَامِل مَوْتُ أَخِيْهِ المُعَظَّم جَاءَ وَنَازل دِمَشْق، وَأَخَذَهَا مِنَ النَّاصِر، وَجَعَلَ فِيْهَا الأَشْرَف، وَلَمَّا مَاتَ الأَشْرَف، بَادر الكَامِل إِلَى دِمَشْقَ وَقَدْ غلب عَلَيْهَا أَخُوْهُ إِسْمَاعِيْل، فَانْتزعهَا مِنْهُ، وَاسْتقر بِالقَلْعَة، فَمَا بلع رِيقَه حَتَّى مَاتَ بَعْدَ شَهْرَيْنِ، تَعلّل بسعَال وَإِسهَال، وَكَانَ بِهِ نِقْرِسٌ، فَبُهِتَ الخَلْقُ لَمَّا سَمِعُوا بِمَوْته، وَكَانَ عَدْلُه مشوباً بِعُسف؛ شنقَ جَمَاعَة مِنَ الجُنْد فِي بطيحَة شعير. وَنَازل دِمَشْق فَبَعَثَ صَاحِبُ حِمْص لَهَا نَجدَة خَمْسِيْنَ نَفْساً، فَظَفِرَ بِهِم، وَشنقهُم بِأَسرهِم. قَالَ الشَّرِيْف العِمَاد البصروِيّ: حُكيَ لِي الخَادِم قَالَ: طلب مِنِّي الكَامِل طَستاً ليتقيّأ فِيْهِ، فَأَحضَرته وَجَاءَ لناصر دَاوُد، فَوَقَفَ عَلَى البَابِ

ليعُوْده، فَقُلْتُ: دَاوُد عَلَى البَابِ، فَقَالَ: يَنْتظر مَوْتِي?! وَانزعج، وَخَرَجتُ، فَنَزَلَ دَاوُد إِلَى دَار سَامَة، ثُمَّ دَخَلتُ إِلَى السُّلْطَانِ، فَوَجَدته قَدْ مات وهو مكبوب على المخدة. وَقَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: حَكَى لِي طبِيْبهُ، قَالَ: أَخَذَه زكَام، فَدَخَلَ الحَمَّام، وَصبّ عَلَى رَأْسه مَاء شَدِيد الحرَارَة اتِّبَاعاً لما قَالَ ابْنُ زَكَرِيَّا الرَّازَيّ: إِن ذَلِكَ يَحلّ الزُّكمَة فِي الحَال، وَهَذَا لَيْسَ عَلَى إِطلاَقه، قَالَ: فَانصَب مِنْ دِمَاغه إِلَى فَمِ المَعِدَةِ مَادَةٌ فَتورمت وَعرضت الحُمَّى، وَأَرَادَ القيءَ، فَنَهَاهُ الأَطبَّاء، وَقَالُوا: إِنْ تَقيَّأ هَلَكَ، فَخَالف وَتَقيَّأ. وَقَالَ الرَّضِيّ الحَكِيْم: عرضت لَهُ خوَانِيق انفقأَت، وَتَقيَّأ دماً وَمِدَّة، ثُمَّ أَرَادَ الْقَيْء ثَانِياً، فَنَهَاهُ وَالِدِي، وَأَشَارَ بِهِ آخر، فَتقيَّأ، فَانصب ذَلِكَ إِلَى قصبَة الرِّئَة سدّتهَا، فَمَاتَ. قَالَ المُنْذِرِيّ: مَاتَ بِدِمَشْقَ، فِي الحَادِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَجَب، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَدُفِنَ فِي تَابوت. قُلْتُ: ثُمَّ بَعْد سَنَتَيْنِ عُمِلت لَهُ التُّرْبَة، وَفتح شُبَّاكهَا إِلَى الجَامِع. وَخلّف ابْنَيْنِ: العَادل أَبَا بَكْرٍ، وَالصَّالِح نَجْم الدِّيْنِ، فَملّكُوا العَادل بِمِصْرَ، وَتَملّك الجَوَاد دِمَشْق، فَلَمْ تَطل مُدّتهُمَا.

الأوحد

5529- الأوحد: الملك الأوحد نجم الدنيا والدين أيوب بن المَلِكِ العَادِلِ. تَمَلَّكَ خِلاَط وَنَوَاحيهَا خَمْس سِنِيْنَ فظلم وعسف وسفك الدماء، فابتلي بِأَمْرَاضٍ مُزَمَنَةٍ، فَتمنَّى المَوْت فَمَاتَ قَبْلَ الكُهُوْلَة فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَاسْتَوْلَى عَلَى مَمْلَكته أَخُوْهُ الأَشْرَف. وَقَدْ مرّ مِنْ أَخْبَاره فِي تَرْجَمَة أَبِيْهِ، وَأَنَّهُ قتل ثَمَانِيَةَ عشرَ أَلف نسمَة بِخِلاَط، مَاتَ ملكُهَا بَلْبَان، فَسَارَ الأَوْحَدُ مِنْ مَيَّافَارقين، وَافتَتَح مُوش، وَكَسَر بَلْبَان، فَاسْتنجد بصَاحِب أَرْزَن الرُّوْم طُغْرِل شَاه، وَهزمَا الأَوْحَد، لَكِن غدر طُغْرِل بِبلبَان فَقَتَلَهُ، وَقصد خِلاَط، فَقَاتلُوْهُ فَردّ خَائِباً، فَكَاتَبوا الأَوْحَد، فَسَارَ، وَتَسَلَّمَ البِلاَد، وَتَمَكَّنَ، فَلَمَّا مَاتَ تَملّك أَرْمِيْنِيَةَ أَخُوْهُ الأَشْرَف، فَعَدَلَ، وَأَحْسَن السِّيْرَةِ. مَاتَ الأَوْحَدُ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ، وَكَانَ طَاغِيَة الكُرْج قَدْ حَاصر خِلاَط سَنَة سِتٍّ، وَركب سكرَاناً فِي عِشْرِيْنَ نَفْساً، وَتَقرّب إِلَى البَلَد فَأُسر فِي الحَال، فَذلّ، وَبَذَلَ فِي نفسه عدة قلاع ومئة أَلْف دِيْنَار وَإِطلاَق خَمْسَة آلاَف أَسير وَشرط أَنْ يَزوّج بِنْته بِالأَوْحَد، وَعقدت الهدنَة بَيْنهُمَا ثلاثين سنة.

الحافظ، المظفر

الحافظ، المظفر: 5530- الحافظ: المَلِكُ الحَافِظُ نُوْرُ الدِّيْنِ أَرْسَلاَن شَاه ابْنُ المَلِكِ العَادِلِ سَيْفِ الدِّيْنِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ صَاحِب قَلْعَة جَعْبَر. أَقَامَ بجَعْبَر مُدَّة، وَكَانَ كَثِيْرَ الأَمْوَال، خَاف فِي أَوَاخِرِ أيامه من الخُوَارِزْمِيَّة؛ لأَنَّهُم أَغَارُوا مَرَّات عَلَى أَعْمَاله فَسَلَّمَ جَعْبَر لِصَاحِب حَلَب المَلِك العَزِيْز، وَعوَّضه عَنْهَا بعِزَاز مِنْ أَعْمَالِ حَلَب، فَقَدِمَ حَلَب عَلَى أُخْته الصَّاحبَة، ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ بعِزَاز فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ كَهْلاً، وَنُقِلَ فَدُفِنَ بِالفِرْدَوْس بِظَاهِر حَلَب، فَمَاتَتْ أُخْته الصَّاحبَة الخَاتُوْن ضَيْفَة بِنْت المَلِك العَادل وَزَوْجَة المَلِك الظَّاهِر غَازِي ابْن عَمِّهَا، وَوَالِدَة صَاحِب حَلَب المَلِك العَزِيْز، وَكَانَتْ نبيلَة مُعَظَّمَة نَافذَة الأَوَامر، تُوُفِّيَت سَنَة أَرْبَعِيْنَ بِحَلَبَ عَنْ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً، وَبِحَلَبَ وُلدت حِيْنَ تَملّكهَا وَالِدهَا، وَقَدْ تَزَوَّجَ الظَّاهِر قَبْلهَا بِأُخْتهَا السّت غَازِيَة، فَأَولدهَا أَيْضاً، وَمَاتَتْ، وَكَانَتِ الصَّاحبَة ديّنَة عَادلَة سَائِسَة تبَاشر الْملك بِنَفْسِهَا لصِغَر وَلدهَا وَكَانَتْ كَثِيْرَة البِرّ وَالصَّدَقَات. وَفِيْهَا تُوُفِّيَت الجهَة الأَتَابَكيَّة تُركَان بِنْت صَاحِب المَوْصِل عِزّ الدِّيْنِ مَسْعُوْد بن مَوْدُوْد بنِ زَنْكِي زَوْجَة السُّلْطَان المَلِك الأَشْرَف بِدِمَشْقَ، وَدفنت بِتربتهَا عِنْد الجسْر الأَبيض. وَفِيْهَا مَاتَتِ السّت الفِيروزجيَّة عَائِشَة أُخْت الإِمَام المُسْتَضِيء، وَعَمّة الإِمَام النَّاصِر، عَاشت ثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَمَاتَتْ فِي ذِي الحِجَّةِ، فِي أَوَّلِ دَوْلَة ابْن ابْن ابْن ابْن أَخِيْهَا المُسْتَعْصِم ابْن المُسْتَنْصِر ابْن الظاهر ابن الناصر. 5531- المظفر 1: السُّلْطَانُ المَلِكُ المُظَفَّر شِهَابُ الدِّيْنِ غَازِي ابْنُ الملك العادل أبي بكر ابن أَيُّوْبَ صَاحِب خِلاَط وَمَيَّافَارقين وَحصن مَنْصُوْر وَغَيْر ذَلِكَ. وَكَانَ ملكاً جَوَاداً، حَازِماً، شَهْماً، شُجَاعاً، مَهِيْباً، حُلْو المحَاضَرَة، حَسَن الجُمْلَة، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، وَقَدْ حَجَّ فِي تَجمّل زَائِد عَلَى درب العِرَاق. مَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقَدْ شَاخَ، فَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنه المَلِك الكَامِل نَاصِر الدِّيْنِ مُحَمَّد بن غَازِي الشَّهِيْد. وَإِنَّمَا جمعت هُنَا بَيْنَ هَؤُلاَءِ المُلُوْك اسْتطِرَاداً، وَإِلاَّ فَطَبَقَاتهُم متبَاينَة، وَاللهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ قَتَلَ هولاَكو نَاصِر الدِّيْنِ هَذَا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ عتُوّاً وَغَدراً، -فرَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- فَلَقَدْ كَانَ دَيِّناً وَمُجَاهِداً، ثَبْتٌ فِي الحصَار إِلَى أَنْ تَفَانت رِجَاله، وَأَهْلكهُم الْجُوع، وَقَاتلت مَعَهُ النِّسَاء، وَستَأْتِي تَرْجَمَته، إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 233".

الصالح

5532- الصالح: السُّلْطَانُ المَلِكُ الصَّالِحُ عِمَادُ الدِّيْنِ أَبُو الخِيَشِ إسماعيل ابن الملك العادل محمد بن أيوب بنِ شَاذِي صَاحِب دِمَشْقَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ بِالسَّابِعِ مِنْ "المَحَامِلِيَّاتِ"، قَرَأَهُ عَلَيْهِ: السَّيْفُ ابْنُ المَجْدِ، وَكَانَ لَهُ مَيْلٌ إِلَى المقَادسَةِ وَإِحسَانٌ. تَمَلَّكَ بُصْرَى وَبَعْلَبَكَّ، وَتَنَقَّلَتْ بِهِ الأَحْوَالُ، وَاسْتَوْلَى عَلَى دِمَشْقَ أَعْوَاماً، فَحَارَبَهُ صَاحِبُ مِصْرَ ابْنُ أَخِيْهِ، وَجَرَتْ لَهُ أُمُوْرٌ طَوِيْلَةٌ، مَا بَيْنَ ارْتفَاعٍ وَانخفَاضٍ. وَكَانَ قَلِيْلَ البَخْتِ بَطَلاً شُجَاعاً مَهِيْباً شَدِيدَ البَطشِ، مَلِيْحَ الشَّكلِ، كَانَ فِي خدمَة أَخِيْهِ الأَشْرَف، فَلَمَّا مَاتَ الأَشْرَف، تَوثَّبَ عَلَى دِمَشْقَ، وَتَملَّكَ، فَجَاءَ أَخُوْهُ السُّلْطَان الملكُ الكَامِلُ، وَحَاصَرَهُ، وَأَخَذَ مِنْهُ دِمَشْقَ، وَرَدَّهُ إِلَى بَعْلَبَكَّ. فَلَمَّا مَاتَ الكَامِلُ، وَتَمَلَّكَ الجَوَادُ ثُمَّ الصَّالِحُ نَجْمُ الدِّيْنِ، وَسَارَ نَجْمُ الدِّيْنِ يَقصِدُ مِصْرَ، هجمَ الصَّالِحُ إِسْمَاعِيْلُ بِإِعَانَةِ صَاحِبِ حِمْصَ المُجَاهِد، فَتَمَلَّكَ دِمَشْقَ ثَانِياً فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فَبقِيَ بِهَا إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ، وَحَارَبَهُ الصَّالِحُ بِالخُوَارِزْمِيَّةِ، وَاسْتعَانَ هُوَ بِالفِرَنْجِ، وَبَذَلَ لَهُم الشَّقِيْفَ وَغَيْرَهَا فَمُقِتَ لِذَلِكَ. وَكَانَ فِيْهِ جور. وَاسْتقضَى عَلَى النَّاسِ الرَّفِيْعَ الجِيْلِيَّ، وَتَضَرَّرَ الرعية دمشق فِي حِصَارِ الخُوَارِزْمِيَّةِ حَتَّى أُبيع الخُبز رِطل بِسِتَّةِ دَرَاهِم، وَالجبن وَاللَّحْم بِنسبَة ذَلِكَ، وَأَكلُوا المَيْتَةَ، وَوَقَعَ فِيهِم وَبَاء شَدِيد. قَالَ المُؤَيَّدُ فِي "تَارِيْخِهِ": سَارَ الصَّالِحُ نَجْمُ الدِّيْنِ مِنْ دِمَشْقَ ليَأْخُذَ مِصْرَ، فَفَرّ إِلَيْهِ عَسْكَر مِنَ المصريين، وكان استتاب بِدِمَشْقَ وَلدَهُ المُغِيْث عُمَر، وَكَاتَبَ عَمَّهُ إِسْمَاعِيْل يَسْتَدعيه مِنْ بَعْلَبَكَّ، فَاعْتذَرَ وَأَظهَرَ أَنَّهُ مَعَهُ، وَهُوَ عَمَّال فِي السرِّ عَلَى دِمَشْقَ، وَفَهِم ذَلِكَ نَجْمُ الدِّيْنِ أَيُّوْب، فَبَعَثَ طَبِيْبَهُ سَعْد الدِّيْنِ إِلَى بَعْلَبَكَّ متفرِّجاً، وَبَعَثَ مَعَهُ قَفَص حمام نابلسي، ليبطق إِلَيْهِ بِأَخْبَار إِسْمَاعِيْل فَعَلِمَ إِسْمَاعِيْل بِمجيئِهِ، فَاسْتحضَرَهُ وَاحْتَرَمه، وَاختلس الحَمَامَ مِنَ القَفَصِ، وَوَضَعَ مَكَانهَا مِنْ حمَام بَعْلَبَكَّ، ثُمَّ صَارَ الطَّبِيْب يُبْطق: إِنَّ عَمّك قَدْ جمع وَعَزَمَ

عَلَى قصد دِمَشْق، فَيُرسل الطَّير، فَيقع فِي الحَال بِالقَلْعَة، وَيقرأُ ذَلِكَ إِسْمَاعِيْل، ثُمَّ يَكتب عَلَى لِسَانِ الطَّبِيْب: إِن عَمّك قَدْ جمع ليُعَاضِدَك وَهُوَ قَادِمٌ إِلَيْكَ، وَيُرسل ذَلِكَ مَعَ طيرٍ نَابُلُسِيٍّ فَيفرح نَجْم الدِّيْنِ وَيَعرِضُ عَنْ مَا يَسْمَع، إِلَى أَنْ رَاحت مِنْهُ دِمَشْق. وَأَمَّا الصَّالِح إِسْمَاعِيْل فَترك دِمَشْق بَعْد ذَاكَ الحصَار الطَّوِيْل، وَقنع بِبَعْلَبَكَّ. وَفِي "مُعْجَمِ" القُوْصِيِّ فِي تَرْجَمَة الأَشْرَاف: فَأَخُوْهُ إِسْمَاعِيْل نَصَرَ الكَافِرِيْنَ وَسلَّم إِلَيْهِم القِلاع، وَاسْتَوْلَى عَلَى دِمَشْقَ سرقَةً، وَحَنَثَ فِي يَمِيْنه، وَقَتَلَ مِنَ المُلُوْك وَالأُمَرَاء مَنْ كَانَ يَنفع فِي الجِهَادِ، وَصَادَرَ عَلَى يَدِ قُضَاتِهِ العِبَاد، وَخَرَّبَ الأَملاَك، وَطَوَّلَ ذَيلَ الظُّلم، وَقَصَّر ذَيلَ العَدْلِ، وَظَنَّ أَنَّ الفَلَك لَهُ مُسْتمِر، فَسَقَطَ الدَّهْر لِغَفْلَتِه، وَأَرَاهُ بَلاَيَا ... ، وَطَوَّل القُوْصِيُّ. ثُمَّ ذَهَبت مِنْهُ بَعْلَبَكَّ وَبُصْرَى، وَتلاشَى أَمرُه، فَمَضَى إِلَى حَلَب، وَافداً عَلَى ابْنِ ابْنِ أُخْتِه، وَصَارَ مِنْ أُمَرَائِهِ، وَأَتَى بِهِ فَتملّكُوا دِمَشْق، فَلَمَّا سَارُوا ليَأْخذُوا مِصْرَ غُلِبَ الشَّامِيُّوْنَ، وَأُسِرَ جَمَاعَةٌ، مِنْهُم المَلِك الصَّالِح، في سنة ثمان وأربعين، فسجن القاهرة، وَمَرُّوا بِهِ عَلَى تُربَة السُّلْطَان نَجْم الدِّيْنِ أَيُّوْب فَصَاحت البَحْرِيَّةُ يَا خَوَنْد أَيْنَ عينُك تَنظر إِلَى عَدوك?! قَالَ الخَضِرُ بنُ حَمُّوَيْه: وَفِي سَلْخِ ذِي القَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ أَخرجُوا الصَّالِح ليلاً، وَمَضَوْا بِهِ إِلَى الْجَبَل، فَقتلُوْهُ، وَعُفِيَ أَثرُهُ. قُلْتُ: كُفِّر عَنْهُ بِالقتل. قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: لَمَّا أَتَوا بِالصَّالِح بُكْرَة الوَاقعَة، أُوْقِف إِلَى جَانبِ المُعِزِّ، فَقَالَ لِحُسَامِ الدِّيْنِ ابْن أَبِي عَلِيٍّ: يَا خَوَنْد، أَمَا تُسَلِّم عَلَى المَوْلَى الْملك الصَّالِح?! قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ، وَسَلَّمتُ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: رَأَيْتُ الصَّالِح يَوْم دُخُوْل الجَيْش مَنْصُوْرِيْنَ وَهُوَ بَيْنَ يدي المعز، فحكى لي أن ابْنُ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ: قُلْتُ لِلصَّالِحِ: هَلْ رَأَيْت القَاهِرَة قَبْل اليَوْم? قَالَ: نَعَمْ، وَأَنَا صَبِيٌّ، ثُمَّ اعتقلُوْهُ أَيَّاماً، فَقِيْلَ: خنقوهُ كَمَا خَنَقَ الجَوَاد. وَكَانَ مَلِكاً شَهْماً، مُحْسِناً إِلَى جُنْدِه، كَثِيْرَ التَّجَمُّل، وَكَانَ أَبُوْهُ العَادل يُحبّ أن هَذَا، وَلَهَا تربَة وَمَدْرَسَة بِدِمَشْقَ. وَمِنْ أَوْلاَده: الملكُ المَنْصُوْر مَحْمُوْد الَّذِي سَلْطَنَهُ أَبُوْهُ بِدِمَشْقَ، وَالملك السَّعِيْد عَبْد المَلِكِ وَالِد الْملك الكَامِل، وَالملك المَسْعُوْد وَالِد صَاحِبنَا نَاصِر الدِّيْنِ. وَوزر لَهُ أَمِيْنُ الدَّوْلَة أَبُو الحَسَنِ بنُ غَزَال السَّامرِيّ ثُمَّ المُسلمَانِيِّ الطَّبِيْب وَاقف أَمِينِية بَعْلَبَكَّ، وَكَانَ رقيقَ الدِّيْنِ، ظَلُوْماً، يَتَفَلْسَفُ، شُنِقَ بِمِصْرَ فِي هَذِهِ الفِتْنَة، وَتركَ أَمْوَالاً عَظِيْمَةً، وَمِنَ الكُتُبِ نَحْو عَشْرَة آلاَف مُجَلَّدٍ.

صاحب الروم

5533- صاحب الروم: السُّلْطَانُ المَلِكُ الغَالِب عِزُّ الدِّيْنِ كيكَاوس ابْنُ السلطان كيخسرو بن قِلْج رِسْلاَنَ السَّلْجُوْقِيُّ، التُّرُكْمَانِيُّ، القِتِلْمِشِيُّ، صَاحِب قُوْنِيَةَ وَأَقْصَرَا وَمَلَطْيَةَ. وَهُوَ أَخُو السُّلْطَان كَيْقُبَاذ. قَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: كَانَ جَبَّاراً، سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ، كَسَرَهُ الملكُ الأَشْرَف لَمَّا قَدِمَ ليَأْخذ حَلَب وَقتَ مَوْت الْملك الظَّاهِر غَازِي، فَاتَّهَم أُمَرَاءهُ أَنَّهُم مَا نصحُوا فِي القِتَال، وَكَذَا جَرَى فَسَلَق جَمَاعَة فِي الْقُدُور، وَحرَّق آخرِيْنَ، فَأَخَذَهُ الله فُجَاءةً وَهُوَ مَخْمُوْر، وَقِيْلَ: ابْتُلِي وَتَقطّع بدنُه. وَكَانَ أَخُوْهُ كَيْقُبَاذ فِي سجنه، فَأَخرجُوهُ وَملَّكوهُ. فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقِيْلَ: هُوَ الَّذِي طَمَّعَ الفِرَنْجَ فِي دِمْيَاطَ. قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: لَمَّا قصد كيكَاوس حَلَب، أَشَارُوا عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَعين بِالأَفْضَل صَاحِب سُمَيْسَاطَ، فَإِنَّهُ يَخطب لَكَ، فَطَلَبَهُ فَحَضَرَ فَاحْتَرَمه، وَاتَّفَقَ مَعَهُ عَلَى أَنَّ مَا تَملَّكَاهُ مِنْ حَلَب لِلأَفْضَل، ثُمَّ يَقصدَان حَرَّان، وَالرُّهَا وَغَيْرَهُمَا، فَتكُوْن لِكيكَاوس، وَتحَالفَا عَلَى ذَلِكَ فَملكَا أَوَّلاً قَلْعَة رعبان وتسلمها الأفضل، ونازلا تل باشر، فأخوها، فَلَمْ يُسلمهَا كيكَاوس لِلأَفْضَل، فَنفر مِنْهُ وَلَمْ يَثِق بِهِ، وَأنجدَ الأَشْرَف أَهْل حَلَب فِي عرب طَيء، وَكَاتَبَ كيكَاوس أُمَرَاء حَلَب وَاسْتمَالَهُم، وَانضمَّ إِلَى الأَشْرَف مَانِعٌ فِي عَرَبِ الشَّامِ. قُلْتُ: مَانع هُوَ وَالِدُ جَدِّ مُهَنَّا بنِ عِيْسَى بنِ مُهَنَّا بنِ مَانِعٍ. ثُمَّ أَخَذَ كيكَاوس مَنْبِج، فَوَقَعت الْعَرَب عَلَى مُقَدِّمَة كيكَاوس، فانهزم الرُّوْمِيُّوْنَ، فَطَار لُبُّ كيكَاوس، وَانْهَزَم، فَتبعه الأَشْرَف يَتخطَّف جُنْده وَاسْترد رعبَان وَتل بَاشر. وَقِيْلَ: مَاتَ كيكَاوس بِالخوَانِيق، فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وست مائة.

خوارزمشاه

5534- خوارزمشاه 1: السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ عَلاَءُ الدِّيْنِ خُوَارِزْمشَاه مُحَمَّدُ ابْنُ السُّلْطَانِ خُوَارِزْمشَاه إِيْل رِسْلاَن ابْنِ خُوَارِزْمشَاه أَتْسِزَ ابْنِ الأَمِيْرِ مُحَمَّدِ بنِ نُوشْتِكِيْن الخُوَارِزْمِيُّ. قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: نَسَبُ عَلاَء الدِّيْنِ يَنْتهِي إِلَى إِيلتَكين مَمْلُوْك السُّلْطَان أَلب أَرْسَلاَن بن جغرِيبك السَّلْجُوْقِيّ. قُلْتُ: قَدْ سُقت مِنْ أَخْبَاره فِي "التَّارِيْخ الكَبِيْر" فِي الحوَادث، وَأَنَّهُ أَبَاد ملوكاً، وَاسْتَوْلَى عَلَى عِدَّة أَقَالِيم، وَخَضَعَت لَهُ الرِّقَاب، وَقَدْ حَارب الخَطَا غَيْرَ مَرَّةٍ، فَانْهَزَم جَيْشُهُ فِي نَوْبَة وَثبتَ هُوَ، فَأُسر هُوَ وَأَمِيْر؛ أَسَرَهُمَا خَطائِيّ، فَصَيَّرَ نَفْسَهُ مَمْلُوْكاً لِذَلِكَ الأَمِيْر، وَبَقِيَ يَقف فِي خِدْمَته، فَقَالَ الأَمِيْر لِلْخَطَائِيِّ: ابْعَثْ رَسُوْلَكَ مَعَ غُلاَمِي هَذَا إِلَى أَهْلِي لِيُرسلُوا مَالاً فِي فكَاكِي، فَفَعَل وَتَمَّت الحِيلَة، وعاد خوارزمشاه إلى ملكه، ثم عرف الخطَائِي فَسَارَ مَعَ ذَلِكَ الأَمِيْر إِلَى خدمَة السُّلْطَان فَأَكْرَمَه وَأَعْطَاهُ أَشيَاء. قَالَ عِزّ الدِّيْنِ عَلِيّ ابْن الأَثِيْرِ: كَانَ صَبُوْراً عَلَى التَّعب وَإِدمَان السَّير، غَيْر مُتَنَعِّم وَلاَ مُتَلَذِّذٍ، إِنَّمَا نَهمَته الْملك، وَكَانَ فَاضِلاً، عَالِماً بِالفِقْه وَالأُصُوْل، مُكرِماً لِلْعُلَمَاء يُحبّ منَاظرتهُم، وَيَتبرّك بِأَهْلِ الدِّيْنِ، قَالَ لِي خَادم الحُجْرَة النَّبويَّةِ: أَتيتُه فَاعْتنقنِي، وَمَشَى لِي وَقَالَ: أَنْتَ تخْدم حُجْرَة النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ? قُلْتُ: نَعم، فَأَخَذَ يَدِي وَأَمَرَّهَا عَلَى وَجهه، وَأَعْطَانِي جُمْلَةً. قَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: أَفنَى مُلُوْكَ خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهْر، وَأَخلَى البِلاَد وَاسْتقلَّ بِهَا فَكَانَ سَبَباً لِهَلاَكه، وَلَمَّا نَزل هَمَذَانَ كَاتَبَ ابْنُ القُمِّيّ نَائِبُ الوزَارَة أُمَرَاءهُ وَوعدَهُم بِالبِلاَد، فَرَامُوا قَتله، فَعرفَ وَسَارَ إِلَى مَرْو وَكَانَ مَعَهُ مِنَ الخَطَا سَبْعُوْنَ أَلْفاً، وَكَانَ خَاله مِنْهُم، فَنمَّ عَلَيْهِ فَاخْتَفَى فَنهبُوا خَزَائِنه، فَيُقَالُ: كَانَ فِيْهَا عشرة آلاف ألف دِيْنَار، وَلَهُ عَشْرَة آلاَف مَمْلُوْك، فَرَكِبَ إِلَى جَزِيْرَةٍ هَارباً. قُلْتُ: تَسَلَّطن فِي سَنَةِ 596. وَقَالَ المُوَفَّقُ: كَانَ أَبُوْهُ تِكش أَعْوَر قمِيئاً، كَثِيْر اللّعب بِالملاَهِي، بَعَثَ بِرَأْس طُغْرِل إِلَى بَغْدَادَ، وَطلب السّلطنَة، فَتحركت الخَطَا، فَاحتَاج أَنْ يَرِدَ خُوَارِزْمَ، فَتولَّى بَعْدَهُ ابْنه مُحَمَّد، وَكَانَ مُحَمَّدٌ شُجَاعاً، شَهْماً، مغوَاراً، غَزاءً، سعيداً، يَقطع المسَافَات الشاسعة بسرعة، وكان

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 248".

هجامًا، فَاتكاً، أُتِيَ بِرَأْس أَخِيْهِ فَلَمْ يَكترث، وَكَانَ قَلِيْلَ النّوم، طَوِيْل النّصب، يَخدم أَصْحَابه، وَيَحرس، وَثيَابه وَعِدَّة فَرسه لاَ تَبلغ دِيْنَاراً، وَكَانَ كَثِيْرَ الإِنفَاق، لَهُ مُشَاركَة لِلْعُلَمَاء، صَحِبَ الفَخْر الرَّازِيّ قَبْل المُلْكِ، وَلَكِنَّهُ أَفسده العُجْب، وَالثِّقَة بِالسَّلاَمَة، وَاسْتهَانَ بِالأَعْدَاء، وَكَانَ يَقُوْلُ: "مُحَمَّدٌ يَنْصر دِينَ مُحَمَّدٍ"، قطع خُطبَة الخَلِيْفَة وَجَاهر، وَأَرَادَ أن يشتبه بِالإِسْكَنْدَر، وَأَيْنَ الوَلِيّ مِنْ رَجُلٍ تُركِيّ، فُكُلُّ ملك لاَ يَكُوْن قصدهُ إِقَامَة الحَقّ فَهُوَ وَشيك الزّوَال، جَاهر هَذَا أُمَّة الخَطَا، فَنَازلهُم بِأُمَّة التّتر وَاسْتَأْصلهُم إلَّا مَنْ خدم مَعَهُ، ثُمَّ انْتقل إِلَى التّتر. ثُمَّ ذَكَرَ المُوَفَّق أَشيَاء، وَقَالَ: فَكَانَتْ بلاَد مَا وَرَاء النَّهْر فِي طَاعَة الخَطَا، وَمُلُوْك بُخَارَى وَسَمَرْقَنْد يُؤدُّوْنَ الأَتَاوَة إِلَى الخَطَا، وَكَانَتْ هَذِهِ الأُمَمُ سَدّاً بَيْنَ تُرك الصّين وَبيننَا، فَفَتَحَ هَذَا السَّد الْوَثِيق وَظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَنْ يُقَاوِمُه، فَانْتقلَ إِلَى كِرْمَان، ثُمَّ العِرَاق، ثُمَّ أَذْرَبِيْجَان، وَطمع فِي الشَّام وَمِصْر، وَكَانَ عَلَيْهِ سهلاً لَوْ قدّر. بَات صَاحِب حَلَب ليله مَهْمُوْماً لما اتَّصل بِهِ مِنْ أَخْبَار هَذَا وَطمعه فِي الشَّام، وَقِيْلَ عَنْهُ: إِنَّهُ يَبْقَى أَرْبَعَة أَيَّام عَلَى ظَهْرِ فَرسه لاَ يَنْزِل إِنَّمَا يَنْتقل مِنْ فَرَس إِلَى فَرَس وَيطوِي البِلاَد ويهجم المدينة في نفر يسير، ثم يصحبه من عسكره عشر آلاَف وَيُمسِّيه عِشْرُوْنَ أَلْفاً، وَرُبَّمَا هَجَمَ البَلَد فِي مائَة، فَيقضِي الشُّغل قَبْلُ. قتل عِدَّة مُلُوْك، وَإِنَّمَا أَخْذُه البِلاَد بِالرُّعْبِ وَالهَيْبَةِ. وَبعد موت الظاهر غازي جاء رَسُوْله إِلَى حَلَب، فَقَالَ: سُلْطَانُ السَّلاَطِيْن يُسلِّم عَلَيْكُم وَيَعتب إِذْ لَمْ تُهنِّئوهُ بِفَتح العِرَاق وَأَذْرَبِيْجَان، وَإِنَّ عدد جَيْشه سَبْعُ مائَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ تَوجّه رَسُوْله إِلَى العَادل بِدِمَشْقَ يَقُوْلُ: تعَالَ إِلَى الخدمَة فَقَدِ ارْتضينَاك أَنْ تَكُوْن مقدم الركاب! فبقي الناس يهرؤون مِنْهُ. وَسَمِعنَا أَنَّهُ جَعَلَ صَاحِب الرُّوْم أَمِيْر عَلَم لَهُ وَالخَلِيْفَة خَطِيْباً لَهُ! وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَة أَوْلاَد: جَلاَل الدِّيْنِ الَّذِي قَامَ بَعْدَهُ، وَغِيَاث الدِّيْنِ تترشَاه، وَقُطْب الدِّيْنِ أَزلاغ، وَرُكْن الدِّيْنِ غُورشَاه يَحْيَى، وَكَانَ أَحْسَنهُم، وَضُربت النَّوبَة بِأَمره لَهُم فِي أَوقَات الصَّلَوَات الخَمْس، عَلَى عَادَة المُلُوْك السَّلْجُوْقيَّة، وَانْفَرَدَ هُوَ بنَوْبَة الإِسْكَنْدَر، فَيَضرب وَقت المَطْلع وَالمَغِيب، وَكَانَتْ سَبْعاً وَعِشْرِيْنَ دبدبَة مِنَ الذّهب الْمُرَصَّع بِالجَوْهَر. وَأَمَّا المُلُوْك الَّذِيْنَ كَانُوا فِي خِدْمَته فَكَانَ يُذلهم وَيُهينهُم، وجعلهم يضربون به طبُول الذَّهَب. ثُمَّ إِنَّهُ نَزل بِهَمَذَانَ وَانتشرت جُمُوْعه، فَاختلت عَلَيْهِ بلاَد مَا وَرَاء النَّهْر، فَرَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَهْلكهُم الثَّلج، وَلَمَّا أَبَاد أُمَّتَيّ الخَطَا وَالتَّتَر وَهُم أَصْحَاب تُركستَان وَجَنْد وَتَنْكُت ظَهرت أُمَّة يُسَمَّوْنَ التّتر أَيْضاً، وَهُم صنفَان، وَطمعُوا فِي البِلاَد، فَجمعَ، وَعَزَمَ عَلَى لقائهم، فوقع جنكزخان رَأْس الطمغَاجيَّة عَلَى كَمِينه، فَطَحنوهُ، وَانْهَزَم جَلاَل الدِّيْنِ ابْنه إِلَيْهِ، وَخيل إِلَيْهِ تَعس الجدّ أَنَّ فِي أُمَرَائِهِ مُخَامِرِيْنَ، فَمسَّكهُم، وَضربَ مَعَ التَّتَار مَصَافّاً بَعْد آخر،

فَتطحطح، وَردّ إِلَى بُخَارَى مُنْهَزِماً. ثُمَّ جَاءَ مِنْ بُخَارَى ليجْمَع العَسَاكِر بِنَيْسَابُوْرَ، فَأَخَذت التَّتَار بُخَارَى، وَهجمُوا خُرَاسَان، فَفَرَّ، فَمَا وَصلَ إِلَى الرَّيِّ إلَّا وَطلاَئِعُهُم عَلَى رَأْسه، فَانْهَزَم إِلَى قَلْعَة بَرَجِيْنَ، وَمَعَهُ ثَلاَث مائَة فَارِس عُرَاة مضهم الجوع فاستطعموا من أكراد فلم يَحتفلُوا بِهِم، ثُمَّ أَعْطوهُم شَاتين وَقصعتِي لَبَن، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى نهَاوَنْد، ثُمَّ إِلَى مَازِندرَان وَقعقعَة سلاَحهُم قَدْ ملأَت سَمْعَهُ وَبصره، فَنَزَلَ بِبحيرَة هُنَاكَ فَانسَهَلَ، وَطَلَبَ دوَاءً، فَأَعوزه الخُبز، وَمَاتَ. وَقِيْلَ: كَانَ عِدَّة جَيْشه فِي الدِّيْوَان ثَلاَث مائَة أَلْف فَارِس، وَقِيْلَ: إِنَّهُ اسْتولَى عَلَى نَحْو أَرْبَع مائَة مدينَة، وَكَانَتْ أُمُّه تُرْكَانُ فِي عظمَةٍ مَا سُمِعَ قَطُّ بِمِثْلِهَا، وفي جبروت، فأسرها جنكزخان، وَذَاقت ذُلاًّ وَجُوعاً، وَفِي الآخَرِ دَاخَلَهُ رُعب زَائِد مِنَ التَّتَارِ، كَبَسَهُ التَّتَار، فَبَادر إِلَى مركب فَوَقَعت عِنْدَهُ سهَامهُم وَخَاضُوا فَمَا قدرُوا، وَكَانَ هُوَ فِي علَّة ذَات الْجنب: أَتَتْهُ المَنِيَّةُ مُغْتَاظَةً ... وَسَلَّتْ عَلَيْهِ حُسَاماً ثَقِيلا فَلَمْ تُغْنِ عَنْهُ حُمَاةُ الرِّجَالِ ... وَلَمْ يُجْدِ فِيل عَلَيْهِ فَتِيلا كَذَلِكَ يُفْعَلُ بِالشَّامِتِينَ ... وَيُفْنِيهِمُ الدَّهْرُ جيلاً فَجِيلا مَاتَ فِي الجَزِيْرَةِ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَكُفِّن فِي عِمَامَةٍ لفِرَّاشِهِ. وَكَانَتْ أُمُّه تُجيد الخَطَّ، وَتُعَلِّم، اعْتَصَمْت بِاللهِ وَحْدَه، وَحُكمهَا يُسَاوِي حكم ابْنهَا، فَمنْ أَلْقَابِهَا: عِصْمَةُ الدُّنْيَا وَالدِّيْنِ أَلْغِ تُرْكَان سَيِّدَةُ نِسَاء العَالِمِينَ. وَكَانَتْ سَفَّاكَةً لِلدّمَاء وَهِيَ مِنْ بنَات مُلُوْك التُّرك، وَلَهَا مِنَ الأَمْوَال وَالجَوَاهِر مَا يَقصر الوَصْف عَنْهُ، فَأخذت التَّتَار الجَمِيْع، وَمِمَّا أخذُوا لابنهَا صُنْدُوْقين كَانَ هُوَ يَقُوْلُ: فِيْهِمَا ما يساوي خراج الأرض.

فتيان

5535- فتيان 1: الأَدِيْبُ الأَوْحَدُ شَاعِرُ دِمَشْقَ شِهَابُ الدِّيْنِ فِتْيَانُ بن علي بن فتيان الدمشقي الشاغوري. حَدَّثَ عَنِ: الحَافِظِ أَبِي القَاسِمِ ابْنِ عَسَاكِرَ. رَوَى عَنْهُ: القُوْصِيُّ، وَاليَلْدَانِيُّ، وَبِالإِجَازَةِ عُمَرُ ابْنُ القَوَّاسِ. وَكَانَ حَنَفِيّاً، أَدَّبَ بَعْضَ أَوْلاَد المُلُوْك، وَمَدَحَ الكِبَارَ. وَمَاتَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَهُوَ القَائِلُ: قَدْ أَجْمَدَ الخَمْرَ كَانُوْنٌ بِكُلِّ قَدَحْ ... وَأَخْمَدَ الجَمْرَ فِي الكَانُوْنِ حِيْنَ قَدَحْ يَا جَنَّةَ الزَّبَدَانِي أَنْتِ مُسْفِرَةٌ ... بِحُسْنِ وَجْهٍ إِذَا وَجْهُ الزَّمَانِ كَلَحْ فَالثَّلجُ قُطْنٌ عَلَيْكِ السُّحب تَنْدِفُهُ ... وَالجَوُّ يَحْلُجُهُ وَالقَوْسُ قَوْسُ قُزَحْ وَلَهُ مِنْ قصيدَةٍ طَوِيْلَةٍ بَدِيْعَةٍ: يَا رُبَّ بِيضٍ سَلَلْنَ البِيضَ مِنْ حَدَقٍ ... سُودٍ وَمِسْنَ كَأَعْطَافِ القَنَا الذُّبُلِ هِيفِ الخُصُوْرِ نَقِيَّاتِ الثُّغُوْرِ أَثِيـ ... ـثَاتِ الشُّعُورِ هَجَرْنَ الكُحْلَ لِلْكَحَلِ مِثْلَ الشُّمُوسِ انْجَلَى عَنْهَا الغَمَامُ إذا ... غازلننا من وراء السجف والكلل

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 526"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 226"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 63، 64".

السامري، العماد ابن عساكر

السامري، العماد ابن عساكر: 5536- السامري 1: شَيْخُ الحَنَابِلَةِ قَاضِي سَامرَّاءَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ بنِ سُنَيْنَةَ السَّامَرِّيُّ، صَاحِبُ "المُسْتوعِبِ". مِنْ كِبَارِ الفُقَهَاءِ، صَنَّفَ، وَأَشغلَ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الفَتْحِ ابْنِ البَطِّيِّ، لَكِنْ لَمْ يَرْوِ شَيْئاً، وَلِيَ قَضَاءَ سَامرَّاءَ مُدَّةً، وَتَركَهُ. مَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ إِحْدَى وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. 5537- العِمَادُ ابْنُ عَسَاكِرَ 2: الحَافِظُ المُفِيْدُ المُحَدِّثُ عِمَادُ الدِّيْنِ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ ابْنُ الحَافِظِ بَهَاءِ الدِّيْنِ القَاسِمِ ابْنِ الحَافِظِ الكَبِيْرِ أَبِي القَاسِمِ ابْنِ عَسَاكِرَ الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ. ولد سنة إحدى وثمانين.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 70، 71". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 246"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 69، 70".

وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ الخِرَقِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ الجَنْزَوِيِّ، وَالأَثِيْرِ بنِ بُنَان، وَالمُؤَيَّدِ الطُّوْسِيِّ، وَعَبْدِ المُعِزِّ الهَرَوِيِّ. وَارْتَحَلَ إِلَى العِرَاقِ وَإِلَى خُرَاسَانَ، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَخَرَّجَ "المَشْيَخَة" لأَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، وَكَانَ مُجدّاً فِي الطَّلَبِ، أَدْرَكَهُ الأَجَلُ بعد عوده من خراسان؛ خَرَجتْ عَلَيْهِ حَرَامِيَّةٌ وَجُرِحَ وَمَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ بِبَغْدَادَ. وَأَقَامَ بِخُرَاسَانَ أَكْثَرَ مِنْ سَنَةٍ، وَقَدْ خَرَّجَ "الأَرْبَعِيْنَ" لِنَفْسِهِ، وَحَدَّثَ بِهَا سَنَة سِتِّ مائَةٍ. سَمِعَ مِنْهُ: تَاجُ الأُمَنَاءِ، وَأَخُوْهُ؛ الفَقِيْهُ فَخْرُ الدين عبد الرحمن، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَالتَّاجُ ابْنُ القُرْطُبِيِّ، وَقَدْ رَثَاهُ العِزُّ النَّسَّابَةُ بِأَبيَاتٍ مِنْهَا: صَاحِبِي هَذِهِ دِيَارُ سُعَادٍ ... فَتَرَفَّقْ وَمُنَّ بِالإِسْعَادِ عُجْ عَلَيْهَا نَقْضِي لبَانَاتِ قَلْـ ... ـبٍ مُسْتَهَامٍ أَصْمَاهُ حُبُّ سُعَادِ قَرَأْتُ بِخَطِّ عُمَرَ بنِ الحَاجِبِ: سَأَلتُ العِزَّ ابْن عَسَاكِرَ عَنِ العِمَادِ، فَقَالَ: كَانَ يَتشيَّعُ، وَكُنْت أَنقمُ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَلاَ جَرَمَ أَنَّهُ قُصِفَ. قُلْتُ: عَاشَ خَمْساً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ، وَسَامَحَهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَسَاكِرَ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَخِي عَبْدُ المَلِكِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِيْهِ الحَسَنِ بِحَدِيْثٍ مِنْ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ".

صاحب حماة

5538- صاحب حماة 1: المَلِكُ المَنْصُوْرُ نَاصِرُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ ابْنُ المَلِكِ المظفر تقي الدين عمر ابن شاهنشاه بن أيوب بن شاذي صاحب حماة، وَأَبُو مُلُوكِهَا. سَمِعَ مِنْ: أَبِي الطَّاهِر بنِ عوف بالثغر مع عمر أَبِيْهِ صَلاَحِ الدِّيْنِ، وَأَلَّفَ "تَارِيخاً" كَبِيْراً فِي مُجَلَّدَات. وَكَانَ شُجَاعاً، مُحِبّاً لِلْعُلَمَاءِ يُقَرِّبُهُم وَيعْطِيهِم. رَوَى عَنْهُ القُوْصِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ"، وَكَانَتْ دَوْلَته ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وَقَدْ هَزَمَ الفِرَنْجَ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَ زوج بِنْت السُّلْطَان الْملك العَادل، وَجَاءته مِنْهَا أَوْلاَده، وَمَاتَتْ، فَبَالغَ فِي حُزنه عَلَيْهَا، حَتَّى إِنَّهُ لَبِسَ عِمَامَةً زَرقَاءَ. قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: وَلَمَّا وَرد السَّيْف الآمِدِيّ حَمَاةَ، بَالغَ فِي إكرامه، واشتغل عليه، وألف "طبقات الشعراء"، وكاتب "مِضْمَارِ الحَقَائِقِ" نَحْوَ عِشْرِيْنَ مُجَلَّدَةً، وَجَمَعَ فِي خزائنه مِنَ الكُتُبِ مَا لاَ مَزِيدَ عَلَيْهِ، وَكَانَ فِي خِدْمَتِه مَا يُنَاهزُ مائَتَي مُعَمَّمٍ مِنَ الفُقَهَاءِ وَالأُدَبَاءِ وَالنُّحَاةِ وَالمُنَجِّمِينَ وَالفَلاَسِفَةِ وَالكَتَبَةِ، وَكَانَ كَثِيْرَ المُطَالَعَةِ وَالبحث. بَنَى سوراً لِحَمَاةَ وَلِقَلعَتِهَا، وَكَانَ مَوْكِبُه جَلِيْلاً تُجْذَبُ بَيْنَ يَدَيْهِ السُّيوفُ الكَثِيْرَةُ، يُضَاهِي مَوْكِبَ عَمِّه العَادِلِ. وَجُمِعَ نَظْمُهُ فِي "دِيْوَانٍ"، ثُمَّ أَوْرَد مِنْهُ ابْن وَاصِلٍ قَصَائِدَ جَيِّدَةً. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنُه قِلْج رِسْلاَنَ تِسْعَةَ أَعْوَامٍ، وَتَلقَّبَ بِالملكِ النَّاصِرِ. وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ المَلِكِ المُعَظَّمِ، فَعَزَلَهُ الكَامِلُ وَوَلَّى أَخَاهُ المَلِكَ المُظَفَّر، وَسَجَنَ قِلْجَ رِسْلاَنَ حتى مات بمصر.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 250"، وشذرات الذهب "5/ 77، 78".

الصلاح، ابن وهبان

الصلاح، ابن وهبان: 5539- الصلاح: العلامة المفتي صلاح الدين عبد الرحمن بنُ عُثْمَانَ بنِ مُوْسَى الكُرْدِيُّ، الشَّهْرُزُوْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ، وَالِدُ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّيْنِ أَبِي عَمْرٍو بنِ الصَّلاَحِ. تَفقَّهَ عَلَى أَبِي سَعْدٍ بنِ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَغَيْرِهِ، وَبَرَعَ، وَدرَّسَ بِالأَسَدِيَّةِ بِحَلَبَ. تَفقَّه بِهِ وَلدُهُ، وَغَيْرُهُ. مَاتَ بِحَلَبَ، فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ بضع وستين سنة. 5540- ابن وهبان 1: الإِمَامُ الحَافِظُ المُفِيْدُ الفَقِيْهُ الشَّاعِرُ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ النَّفِيْسِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ وَهْبَانَ السُّلَمِيُّ، الحَدِيْثِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: أَبَا الفَتْحِ بنَ شَاتيلَ، وَنَصْرَ اللهِ القَزَّازَ، وَفَارِساً الحَفَّارَ، وَأَبَا الفَتْحِ المَنْدَائِيَّ، وَالمُؤَيَّدَ الطُّوْسِيَّ، وَأَبَا رَوْحٍ، وَأَبَا اليُمْنِ الكِنْدِيَّ، وَبِمِصْرَ وَأَصْبَهَانَ، وَخُرَاسَانَ. رَوَى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ المُنْذِرِيُّ، وَقَالَ: كَانَ حَادَّ القَرِيْحَةِ، فَقِيْهاً، أَدِيْباً، شَاعِراً، وُلِدَ بحدثة النورة، بقرب هيت. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ حَافِظاً، ثِقَةً، مُتْقِناً، ظَرِيْفاً، كَيِّساً، مُتَوَاضِعاً، لَهُ النَّظمُ وَالنَّثرُ، اصطَحَبْنَا مُدَّةً، وَأَفَادَنِي الكَثِيْرَ، سَكَنَ خُوَارِزْمَ إِلَى أَنْ أَحرَقَهَا التَّتَارُ، وَعُدِمَ خَبَرُهُ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، كَتَبْتُ عَنْهُ بِمَرْو، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعِيْنَ. قُلْتُ: وَفِي سَنَةِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ أَسرتِ التَّتَارُ الحَافِظَ المُفِيْدَ عَبْدَ العَزِيْزِ بنَ عَبْدِ المَلِكِ بنِ تَمِيْمٍ الشَّيْبَانِيَّ الدِّمَشْقِيَّ أَحَدَ الطَّلَبَةِ المشهورين، وعدم خبره.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 80، 81".

ياقوت، موسى

ياقوت، موسى: 5541- ياقوت 1: الكبير صَاحِبُ الخطِّ الفَائِقِ أَمِيْنُ الدِّيْنِ المَوْصِلِيُّ المَلِكِيُّ مِنْ مَوَالِي السُّلْطَانِ مَلِكْشَاه بنِ سَلْجُوْقِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَلِكْشَاه السَّلْجُوْقِيُّ. بَرَعَ فِي العَرَبِيَّة، وَتَقدَّمَ فِيْهَا، وَانْتَهَى إِلَيْهِ حُسن الكِتَابَةِ، نَسَخَ بِـ "الصِّحَاح" عِدَّة نُسَخٍ، وَكَتَبَ عَلَيْهِ أَوْلاَد الرؤساء، ثم شاخ، وتغير خطه. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مَنْ يُؤَدِّي طَرِيقَةَ ابْنِ البَوَّابِ مِثْلَهُ. مَاتَ بِالمَوْصِلِ، فِي سَنَةِ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، ومدحه النجيب الواسطي بقصيدة. 5542- موسى 2: ابْنُ الشَّيْخِ الإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ القَادِرِ بن أَبِي صَالِحٍ الجِيْلِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، الشَّيْخُ، المُسْنِدُ، ضِيَاء الدِّيْنِ، أَبُو نَصْرٍ، نَزِيْلُ دمشق. ولد في ربيع الأول، تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَأَبِي القَاسِمِ ابْنِ البَنَّاءِ، وَأَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ، وَأَبِي الفَتْحِ ابْنِ البَطِّيِّ، وَكَانَ يَسكُنُ بِالعُقَيْبَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الضِّيَاءُ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَعُمَرُ بنُ الحَاجِبِ، وَالسَّيْفُ أَحْمَدُ بنُ المَجْدِ، وَالقُوْصِيُّ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَالتَّقِيُّ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَالشَّمْسُ ابْنُ الكَمَالِ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ الأَنْمَاطِيِّ، وَأَحْمَدُ بن علي بن سبط الحَقِّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ نُوْرٍ، وَالصَّفِيُّ إِسْحَاقُ الشَّقْرَاوِيُّ، وَيُوْسُفُ الغَسُوْلِيُّ، وَالعِزُّ أَحْمَدُ بنُ العِمَادِ، وَالعِمَادُ عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَخَلْقٌ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَتَبْتُ عَنْهُ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ مَطْبُوْعاً لاَ بَأْسَ بِهِ، إلَّا أَنَّهُ كَانَ خَالياً مِنَ العلم. وَقَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: كَانَ ظرِيفاً، رَقَّ حاله، استولى عَلَيْهِ المَرضُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، أَوَّلَ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَكَانَ آخِرَ أَوْلاَدِ أبيه وفاة، وكان يرمى برذائل لا تلقي بِمِثْلِهِ، قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ البِرْزَالِيُّ: عِنْدَهُ دُعَابَةٌ. قُلْتُ: سَمِعْتُ مِنْ طَرِيقِه المُنْتَقَى مِنْ أَجزَاءِ "المُخَلِّصِ"، وَالثَّانِي مِنْ "حَدِيْثِ زغبَةَ"، وَمُنتقَى مِنْ "مُسْنَدِ عَبْدِ بنِ حُمَيْدٍ"، وَ"جزء أبي الجهم".

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمته 788"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 283". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 252"، وشذرات الذهب "5/ 82، 83".

ابن طاووس

5543- ابن طاووس 1: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ المُسْنِدُ الأَمِيْنُ سَدِيْدُ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي طَالِبٍ الخَضِرِ بنِ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاوُوْسٍ البَغْدَادِيُّ الأَصْلِ، الدِّمَشْقِيُّ. مِنْ بيت العلم والرواية. ولد سن سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ. وَسَمِعَ فِي الخَامِسَة مِنَ: الفَقِيْهِ نَصْرِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيِّ. وَسَمِعَ مِنْ: نَاصِرِ بنِ مُحَمَّدٍ القُرَشِيِّ، وَالخَضِرِ بنِ عَبْدَانَ، وَعَلِيِّ بنِ سُلَيْمَانَ المُرَادِيِّ، وَنَصْرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُقَاتِلٍ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ البُنِّ، وَأَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ ارْتَحَلَ إِلَيْهِ. وَكَانَ عَسِراً فِي الرِّوَايَة، لاَ يُحَدِّثُ إلَّا مِنِ أصلٍ، وَكَانَ كَثِيْرَ التِّلاَوَةِ، ولم يكن يدري فن الحديث. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْن النَّجَّارِ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النُّشبِيُّ، وَالعِمَادُ مُحَمَّدُ بنُ صَصْرَى، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ عَلاَّنَ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَطَائِفَةٌ. وَسَمِعْنَا بِإِجَازَتِهِ مِنْ أَبِي حَفْصٍ ابْنِ القَوَّاسِ. مَاتَ فِي سَابِعِ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ ثَمَانِ عشرة وست مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 252"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 83".

أخوه، ثابت بن مشرف

أخوه، ثابت بن مشرف: 5544- أَخُوْهُ 1: الشَّيْخُ أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ الخَضِرِ الصُّوْفِيُّ. سَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَحَمْزَةَ بنِ كَرَوَّس، وَابْنِ عَسَاكِرَ، وَكَانَ قَلِيْلَ العِلْمِ. رَوَى عَنْهُ: الضِّيَاءُ، وَالجَمَالُ ابْنُ الصَّابُوْنِيِّ، وَالتَّقِيُّ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَابْنُ المُجَاوِرِ، وَعَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانُ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائة. 5545- ثابت بن مشرف 2: ابن أَبِي سَعْدٍ ثَابِتِ، أَوْ مُحَمَّدِ، بنِ إِبْرَاهِيْمَ، الشيخ، المسند، أبو سعد البَغْدَادِيُّ، الأَزَجِيُّ، المِعمارُ، البَنَّاءُ، وَيُعْرَفُ: بِابْنِ شِسْتَانَ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ ابْنِ الزَّاغُوْنِيِّ، وَأَبِي الوَقْتِ، وَسَعِيْدِ ابْنِ البَنَّاءِ، وَأَبِي الفَتْحِ الكَرُوْخِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ نَاصِرٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ العَبَّاسِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ التُّرَيْكِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ الوَاثِقِ، وَنَصْرِ بنِ نَصْرٍ العُكْبَرِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ نَاقَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الرُّطَبِيِّ. وَسَمِعَ بِإِفَادَة أَبِيْهِ، وَبِنَفْسِه. وَأَجَاز لَهُ وَجِيْهٌ الشَّحَّامِيُّ، وَأَبُو البَرَكَاتِ ابْنُ الفُرَاوِيِّ، وَكَانَ عَمُّهُ عَلِيُّ بنُ أَبِي سَعْدٍ الخَبَّازُ مِنْ أَعْيَانِ الطَّلبَةِ بِبَغْدَادَ. وَشِسْتَان: بِكَسرِ أَوَّلِه، وَرَأَيْتُ بَعضَهُم ضَمَّهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: البِرْزَالِيُّ، وَالضِّيَاءُ، وَابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالصَّاحِبُ عُمَرُ بن العديم، وولده؛ عبد الرحمن، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي الفَرَجِ بنِ الدَّبَّابِ، وَالكَمَالُ أحمد بن النَّصِيْبِيِّ، وَطَائِفَةٌ؛ حَدَّثَ بِحَلَبَ وَبِدِمَشْقَ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: كَانَ صَعبَ الأَخْلاَقِ، ظَاهِرَ العَامِيَّةِ، سَمِعْتُ عَامَّةَ الطَّلبَةِ يذمُّونه. قَالَ المُنْذِرِيُّ: مَاتَ فِي خَامِسِ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ تِسْعٍ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 270"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 116". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 254"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 84، 85".

مسمار بن عمر

5546- مسمار بن عمر 1: ابن محمد بن عيسى الشَّيْخُ العَالِمُ المُقْرِئ الصَّالِحُ الخَيِّرُ المُسْنِدُ أَبُو بَكْرٍ ابْنُ العُوَيْسِ النَّيَّار، بَغْدَادِيٌّ مَشْهُوْرٌ. نَزلَ المَوْصِلَ، وَأَقرَأ القُرْآنَ، وَحَدَّثَ، وَسَمِعَ الكَثِيْر مِنْ: أَبِي الفَضْلِ الأُرْمَوِيِّ، وَابْنِ نَاصِرٍ، وَسَعِيْدِ ابْنِ البَنَّاءِ، وَأَبِي بَكْرٍ ابْنِ الزَّاغُوْنِيِّ، وَأَبِي الوَقْتِ، وَابْنِ نَاقَةَ، قِيْلَ: اسْمُهُ مُحَمَّدٌ، وَإِنَّ الوَزِيْرَ ابْنَ هُبَيْرَةَ لَقَّبَهُ بِمِسْمَارٍ؛ كَانَ يَجلسُ لِلسَّمَاعِ وَهُوَ صَبِيٌّ لاَ يَكَادُ يَتحرَّكُ، فَقَالَ: كَأَنَّهُ مِسمَارٌ، وَكَانَ مَشْهُوْراً بِالخَيْرِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَالضِّيَاءُ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَرُكْنُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ قرطَاي الإِرْبِلِيُّ، وَعَبَّاسُ بنُ بَزْوَانَ، وَالشَّيْخُ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مَنْصُوْرٍ الأَثَرِيُّ، وَسَيِّدَةُ بِنْتُ دِرْبَاسٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَأَجَازَ لِلْعِمَادِ بنِ سَعْدٍ، وَلِعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الدَّائِمِ. مَاتَ بِالمَوْصِلِ، فِي ثَانِي عَشَرَ شَعْبَانَ، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ. وفيها مات: شيخ اليونسية الزاهد بونس بنُ يُوْسُفَ بنِ مُسَاعِدٍ القُنَبِّيُّ المَارْدِيْنِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَدِيْدٍ الكِنَانِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، وَابْنُ الأَنْمَاطِيِّ المُحَدِّثُ، وَثَابِتُ بنُ مُشَرِّفٍ، وَالمُقْرِئُ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ أَبِي رَجَاءٍ البَلَوِيُّ الوَاديَاشِيُّ، وَالشَّيْخُ عَلِيُّ بنُ إِدْرِيْسَ البَعْقُوْبِيُّ الزَّاهِدُ، وَالكَمَالُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ ابْن النَّبِيْهِ المِصْرِيُّ الشَّاعِرُ صَاحِب "الدِّيْوَانِ"، وَالحَافِظُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ المَلاحِيُّ، وَالإِمَامُ أَبُو الفتوح ابن الحصري.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1403"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 253".

الطبقة الثالثة والثلاثون

الطبقة الثالثة والثلاثون: 5547- ابن راجح 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ الفَقِيْهُ المُنَاظِرُ شِهَابُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ رَاجِحِ بنِ بِلاَلِ بنِ هِلاَلِ بنِ عِيْسَى المَقْدِسِيُّ، الجَمَّاعِيْليُّ، الحَنْبَلِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ ظَنّاً بِجَمَّاعِيْلَ. وَتربَّى بِالدَّيْرِ بقَاسيُوْنَ، وَأَخَذَهُ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ مَعَهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ إِلَى السِّلَفِيِّ، فَسَمِعَ مِنْهُ كَثِيْراً، وَرجعَ فَسَارَ إِلَى بَغْدَادَ، فَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ الخَشَّابِ، وشهدة والطبقة. وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ أَبِي المَكَارِمِ بنِ هِلاَلٍ، وَجَمَاعَةٍ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَاشْتَغَلَ عَلَى ابْنِ المَنِّيِّ. قَالَ الحَافِظُ الضِّيَاءُ: صَارَ أَوحد زَمَانِهِ فِي عِلْمِ النَّظَرِ، وَكَانَ يَقطعُ الخُصُوْمَ، وَيَذْهَبُ فَيُنَاظرُ الحَنَفِيَّةَ، وَيَتَأَذَّوْنَ مِنْهُ، وَقَدْ أَلْبَسَهُ شَيْخُهُ ابْنُ المَنِّيِّ طَرْحَةً، ثُمَّ إِنَّهُ مَرِضَ وَاصفرَّ حَتَّى قِيْلَ: هُوَ مَسْحُوْرٌ. وَكَانَ كَثِيْرَ الخَيْرِ وَالصَّلاَةِ، سليم الصدر، رأيتهم بحماعيل يُعَظِّمُونَهُ، وَلاَ يَشكُّوْنَ فِي وِلاَيتِهِ وَكَرَامَاتِهِ. وَسَمِعْتُ الإِمَامَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ جَمَّاعِيْلَ، مِنْهُم: خَالِي عُمَرُ بنُ عَوَضٍ، قَالَ: وَقعَتْ فِي جَمَّاعِيْلَ فِتْنَةٌ، فَخَرَجَ بَعْضُهُم إِلَى بَعْضٍ بِالسُّيوفِ، وَكَانَ ابْنُ رَاجِحٍ عِنْدنَا. قَالُوا: فَسَجَدَ وَدَعَا، قَالُوا: فَضَرَبَ بَعْضُهُم بَعْضاً بِالسُّيوفِ فَمَا قطعَتْ شَيْئاً. قَالَ عُمَرُ: فَلَقَدْ رَأَيتَنِي ضربْتُ بسيفِي رَجُلاً، وَكَانَ سَيْفاً مَشْهُوْراً فَمَا قطعَ شَيْئاً، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ هَذَا بِبركَةِ دعَائِهِ. قَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ فِي "مُعْجَمِهِ": هُوَ إِمَامٌ، مُحَدِّثٌ، فَقِيْهٌ، عَابِدٌ، دَائِمُ الذِّكْرِ، لاَ تَأْخذُهُ فِي اللهِ لُوْمَةُ لاَئِمٍ، صَاحِبُ نَوَادِرٍ وَحِكَايَاتٍ، عِنْدَهُ وَسْوَسَةٌ زَائِدَةٌ فِي الطَّهَارَةِ، وَكَانَ يُحَدِّثُ بَعْدَ الجُمُعَةِ مِنْ حِفْظِهِ، وَكَانَتْ أَعدَاؤُهُ تَشهَدُ بفضلِهِ. وَقَالَ المُنْذِرِيُّ: كَانَ كَثِيْرَ المَحْفُوْظِ، متحرِّياً فِي العِبَادَاتِ، حَسَنَ الأَخْلاَقِ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ الضياء، والبرزالي، والمنذري، والقوصي، وابن عَبْدِ الدَّائِمِ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَابْنُ الكَمَالِ، وَالتَّقِيُّ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَالعِمَادُ عَبْدُ الحَافِظِ، وَالعزُّ ابْنُ العِمَادِ، وَإِسْمَاعِيْلُ ابْنُ الفَرَّاءِ، وَخَلْقٌ. قَرَأْتُ وَفَاتَهُ بِخَطِّ الضِّيَاءِ فِي التَّاسعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ صفرٍ، سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَسِتِّ مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 251"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 82".

صاحب الألموت، الواسطي، قتادة

صاحب الألموت، الواسطي، قتادة: 5548- صاحب الألموت 1: إلكيا جلال الدين حسن ابْنُ الأَمِيْرِ " ... "2 ابْنِ إِلكيَا حَسَنُ بنُ الصَّبَّاحِ، الإِسْمَاعِيْلِيُّ، رَأْسُ الإِسْمَاعِيْلِيَّةِ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقَدْ شَاخَ. وَكَانَ قَدْ أَظهرَ شِعَارَ الإِسْلاَمِ مِنَ الصَّلاَةِ وَالصِّيَامِ، فَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُهُ شَمْسُ الشُّموسِ، عَلاَءُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ حَسَنٍ، فَطَالَتْ أَيَّامُهُ إِلَى أَنْ أَخَذَهُ هولاَكُو، وهدم الألموت. 5549- الواسطي: الشَّيْخُ المُقْرِئُ أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرحمن بنِ أَبِي العِزِّ الوَاسِطِيُّ، السَّفَّارُ. شيخٌ مُعَمَّرٌ، يَحْتَمِلُ سنُّهُ السَّمَاعَ مِنِ: ابْنِ الحُصَيْنِ، وَفَاطِمَةَ الحوزدانية، وَإِنَّمَا سَمِعَ -وَقَدْ كَبِرَ- مِنْ: أَبِي الوَقْتِ، وَأَبِي جَعْفَرٍ العَبَّاسِيِّ، وَأَبِي المُظَفَّرِ ابْنِ التُّرَيْكِيِّ، وَحَدَّثَ فِي أَسفَارِهِ بِدِمَشْقَ وَحَلَبَ وَالمَوْصِلِ وَإِرْبِلَ وَبَغْدَادَ. وَلَهُ اعتنَاءٌ مَا، وَتُعرَفُ سَمَاعَاتُهُ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَالقُوْصِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ ابْنُ زَينِ الأُمَنَاءِ. وَحَدَّثَ بـ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" بِالمَوْصِلِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ، وَلَهُ مائَةُ سَنَةٍ وَسَنَةٌ. 5550- قتادة 3: ابن إدريس الحسني، صاحب مكة. امتدَّتْ أَيَّامُهُ، رُبَّمَا جَارَ وَظلَمَ وَعسفَ، وَأَخَذَ المَدِيْنَةَ عَلَى يدِ ابْنِهِ حسن، فَقتلَ حسنٌ صَاحِبَهَا عَمَّهُ، ثُمَّ خَنَقَ أَبَاهُ قَتَادَةَ هَذَا، ثُمَّ قتلَ عَمَّهُ الآخرَ. وَلِقَتَادَةَ شعرٌ جَيِّدٌ، وعمر تسعين سنة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 84". 2 بياض بالأصل. 3 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 249، 250"، وشذرات الذهب "5/ 76".

العثماني، ابن الحمامي

العثماني، ابن الحمامي: 5551- العثماني: المحدث الجزال الصَّالِحُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الغَالِب بنِ نَصْرٍ الأُمَوِيُّ، العُثْمَانِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. مَوْلِدُهُ بِبَيْتِ لِهْيَا، فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ ابنِ المَوَازِيْنِيّ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ ابْنِ الخِرَقِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَبِبَغْدَادَ مِنِ: ابْنِ كُلَيْبٍ، وطائفة. بأصبهان مِنْ خَلِيْلٍ الرَّارَانِيِّ، وَمَسْعُوْدٍ الجَمَّالِ، وَعِدَّةٍ. وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي سَعْدٍ الصَّفَّارِ، وَبِمِصْرَ، وَالثَّغْرِ. وَكَانَ دَيِّناً، وَرِعاً، أَمِيناً، كتبَ الكَثِيْرَ، وَرَوَى أَكْثَرَ مروياته، وله منامات عجيبة. رَوَى عَنْهُ الحَافِظُ عَبْدُ العَظِيْمِ، وَابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَالكَمَالُ ابْنُ النَّصِيْبِيِّ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ بطيبَةَ، فِي نِصْفِ المُحَرَّمٍ، سَنَةَ ثَمَانِي عشرة وست مائة. 5552- ابن الحمامي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُتْقِنُ الوَاعِظُ الصَّالِحُ تَقِيُّ الدِّيْنِ أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الفَرَجِ الهَمَذَانِيُّ ابْنُ الحَمَّامِيِّ. وُلِدَ: فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الوَقْتِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ حُضُوْراً. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي العَلاَءِ العَطَّارِ، وَمُحَمَّدِ بنِ بُنَيْمَانَ، وَلحقَ بِأَصْبَهَانَ أَبَا رشيدٍ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ أَسَعْدَ بنِ يَلْدركَ، وَابْنَ شَاتيلَ، ثُمَّ قدِمَهَا بُعَيدَ السِّتِّ مائَةٍ، فَسَمِعَ مِنِ ابْنِ سُكَيْنَةَ، وَعِدَّةٍ. وَكَانَ مُحَدِّثَ وَقتِهِ بِهَمَذَانَ، وَكَبِيْرَهَا. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: حضَرتُ مَجْلِسَ إِملاَئِهِ، وَكَانَ لَهُ القبولُ التَّامُّ، وَالصِّيْتُ الشَّائِعُ، وَيَتبرَّكُوْنَ بِهِ. قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ وَحُفَّاظِهِ، وَلَهُ المَعْرِفَةُ بفقْهِ الحَدِيْثِ، وَلغتِهِ، وَرِجَالِهِ. وَكَانَ فَصِيْحاً حلوَ العبَارَةِ، منقِّحَ الأَلْفَاظِ، مَعَ تَعبُّدٍ وَزُهْدٍ، وَكَانَ أَمَّاراً بِالمَعْرُوفِ، نَاصِراً لِلسُّنَّةِ، مُتَوَاضِعاً، متودِّداً، سَمْحاً، جَوَاداً، اسْتولَتِ التَّتَارُ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ عَلَى هَمَذَانَ، فَبَرَزَ لقِتَالِهِم بِابْنِهِ عُبَيْدِ الله، فاستشهدا. قُلْتُ: أَجَازَ لِشُيُوْخِنَا الشَّرَفِ ابْنِ عَسَاكِرَ، وَالتَّاجِ بنِ عَصرُوْنَ. وَرَوَى عَنْهُ: البِرْزَالِيُّ وَالضِّيَاءُ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَالعِمَادُ عَلِيُّ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَآخَرُوْنَ. عَاشَ سبعين سنة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 252، 253".

الملاحي، ابن الحصري

الملاحي، ابن الحصري: 5553- الملاحي 1: الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ المُتْقِنُ الأَوْحَدُ أَبُو القَاسِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُفَرِّجٍ الغَافِقِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ المَلاَّحِيُّ. وَالمَلاَّحَةُ: قَرْيَةٌ مِنْ عَمَلِ غَرْنَاطَةَ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ كوثرٍ، وَأَبِي خَالِدٍ بنِ رِفَاعَةَ، وَعَبْدِ الحَقِّ بنِ بُونُه، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ سمجُوْنَ، وَطَبَقَتِهِم. وَأَجَازَ لَهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ زَرْقُوْنَ، وَأَبُو زَيْدٍ السُّهَيْلِيُّ، وَأَبُو الطَّاهِرِ بنُ عَوْفٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، وَالخُشُوْعِيُّ. قَالَ الأَبَّارُ: كتبَ عَنِ الكِبَارِ وَالصِّغَارِ، وَبَالَغَ عُمُرَهُ فِي الاسْتكثَارِ، وَكَانَ حَافِظاً لِلرُّوَاةِ، عَارِفاً بِأَخْبَارِهِم، وَجَمَعَ تَارِيخاً فِي عُلَمَاءِ إلبيرة، وكتاب "الأنساب"، و"الأربعين حَدِيْثاً"، بلغَ فِيْهَا غَايَة الاحْتِفَالِ، وَشُهِدَ لَهُ بحفظِ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ، وَزَادَ عَلَى مَنْ تَقدَّمَهُ، وله استدراك على ابن عبد البر فِي الصَّحَابَةِ، وَكَانَ مُكْثِراً عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الفَرَسِ، أَخَذَ النَّاسُ عَنْهُ، وَكَانَ أَهْلاً لِذَلِكَ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وست مائة. 5554- ابن الحصري 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ الحَافِظُ المُتْقِنُ المُقْرِئُ المُجَوِّدُ شَيْخُ الحَرَمِ وَإِمَامُ الحطيمِ بُرْهَانُ الدِّيْنِ أَبُو الفُتُوْحِ نَصْرُ بنُ أَبِي الفَرَجِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي الفَرَجِ البَغْدَادِيُّ الحَنْبَلِيُّ، ابْنُ الحُصْرِيِّ. وُلِدَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1127"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 86". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1114"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 253"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 83".

وَقرَأَ بِالرِّوَايَاتِ، وَهُوَ حَدَثٌ، عَلَى أَبِي الكَرَمِ ابْنِ الشَّهْرُزُوْرِيِّ وَغَيْرِهِ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ ابْنِ الزَّاغُوْنِيِّ، وَأَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ، وَأَبِي طَالِبٍ العلوي، ومحمد بن أحمد ابن التُّرَيْكِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ المَادِحِ، وَهِبَةِ اللهِ الشِّبْلِيِّ، وَهِبَةِ اللهِ الدَّقَّاقِ، وَابْنِ البَطِّيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ، وَمَنْ بَعْدَهُم، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ. وَكَانَ ثِقَةً، فَهماً، يَقظاً. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قرَأَ بِالرِّوَايَاتِ الكَثِيْرَةِ عَلَى جَمَاعَةٍ كَأَبِي بَكْرٍ ابن الزَّاغُوْنِيِّ، وَالشَّهْرُزُوْرِيِّ، وَمَسْعُوْدِ بنِ الحُصَيْنِ، وَسَعْدِ اللهِ ابْنِ الدَّجَاجِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ مَحْمُوَيْه اليَزْدِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ عَلِيِّ بنِ نَصْرٍ. وَقَالَ المُنْذِرِيُّ: قرَأَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى ابْنِ الزَّاغُوْنِيِّ، وَأَبِي الكَرَمِ، وَأَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ السَّمِينِ وَجَمَاعَةٍ، واشتغل بالأدب، وسمع من خلق، لم يَزَلْ يسمع وَيَقرَأُ وَيُفِيدُ إِلَى أَنْ شَاخَ، وَجَاورَ أَزيدَ مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ كَثِيْرَ العِبَادَةِ، ثُمَّ قصدَ اليَمَنَ فَأَدْرَكَهُ الأَجْلُ بِالمَهْجَمِ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقِيْلَ: مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ. وَقَالَ الدُّبَيْثِيُّ: كَانَ ذَا مَعْرِفَةٍ بِهَذَا الشَّأْنِ، خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ فَجَاورَ وَأَمَّ الحَنَابِلَةَ، وَنِعْمَ الشَّيْخُ كَانَ ثِقَةً وَعِبَادَةً. وَقَالَ الضِّيَاءُ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ شَيْخُنَا الحَافِظُ أَبُو الفُتُوْحِ بِالمَهْجَمِ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ الدُّبَيْثِيُّ، وَالضِّيَاءُ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ النَّاصِر، اليَمَنِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ خَلِيْلٍ العَسْقَلاَنِيُّ الفَقِيْهُ، وَتَاجُ الدِّيْنِ عَلِيُّ ابن القَسْطَلاَنِيِّ، وَالشِّهَابُ القُوْصِيُّ، وَقَالَ: كَانَ إِمَاماً فِي القِرَاءاتِ وَالعَرَبِيَّةِ، وَالشَّيْخُ رَضِيُّ الدِّيْنِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّغَانِيُّ، وَنَجِيْبُ الدِّينِ المِقْدَادُ بنُ أَبِي القَاسِمِ القَيْسِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ حَافِظاً، حُجَّةً، نبيلاً، جمَّ العِلْمِ، كَثِيْرَ المَحْفُوْظِ، مِنْ أَعْلاَمِ الدِّينِ وَأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، كَثِيْرَ العِبَادَةِ والتهجد والصوم. قال ابن مسدي: كان أحد الأئمة الأثبات، مشارًا إِلَيْهِ بِالحِفْظِ وَالإِتْقَانِ، قصدَ اليَمَنَ فَمَاتَ بِالمهجمِ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ، وَلَهُ شعرٌ جَيِّدٌ فِي الزُّهْديَّاتِ. وَعَاشَ وَلدُهُ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ العَزِيْزِ إِلَى رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَسَمِعَ مِنْهُ المِصْرِيُّونَ وَالبِرْزَالِيُّ بِإِجَازَةِ أَبِي رَوْحٍ، وَالمُؤَيَّدُ، وَكَانَ يذكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ الكَثِيْرَ مِنْ أَبِيْهِ، يُقَالُ: قَارَبَ المائَةَ.

ابن قدامة

5555- ابن قدامة 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ القُدْوَةُ العَلاَّمَةُ المُجْتَهِدُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ موفق الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ بنِ مِقْدَامِ بنِ نَصْرٍ المَقْدِسِيّ، الجَمَّاعِيْلِيّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيّ، الصَّالِحيّ، الحَنْبَلِيّ، صاحب "المُغْنِي". مَوْلِدُهُ بِجَمَّاعِيْلَ، مِنْ عَملِ نَابُلُسَ، سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فِي شَعْبَانَ. وَهَاجَرَ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَقَارِبِهِ، وَلَهُ عشرُ سِنِيْنَ، وَحفظَ القُرْآنَ، وَلَزِمَ الاشتغَالَ مِنْ صِغَرِهِ، وَكَتَبَ الخطَّ المَلِيْحَ، وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، وَأَذكيَاءِ العَالَمِ. وَرَحَلَ هُوَ وَابْنُ خَالِهِ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ فِي أَوَّلِ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ فِي طَلَبِ العِلْمِ إِلَى بَغْدَادَ، فَأَدْرَكَا نَحْوَ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً مِنْ جَنَازَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ، فَنَزَلاَ عِنْدَهُ بِالمَدْرَسَةِ، وَاشْتَغَلاَ عَلَيْهِ تِلْكَ الأَيَّامَ، وَسَمِعَا مِنْهُ، وَمِنْ: هِبَةِ اللهِ بنِ الحَسَنِ الدَّقَّاقِ، وَأَبِي الفَتْحِ بنِ البَطِّيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ بنِ طَاهِرٍ، وَأَحْمَدَ بنِ المُقَرّبِ، وَعَلِيِّ ابْنِ تَاجِ القُرَّاءِ، وَمَعْمَرِ بنِ الفَاخِرِ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الرَّحبِيِّ، وَحَيْدَرَةَ بنِ عُمَرَ العَلَوِيِّ، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الحُسَيْنِ البَارِزِيِّ، وَخَدِيْجَةَ النَّهْرَوَانِيَّةِ، وَنفِيسَةَ البَزَّازَةِ، وَشُهْدَةَ الكَاتِبَةِ، وَالمُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدٍ البَادرَائِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ السَّكَنِ، وَأَبِي شُجَاعٍ مُحَمَّدِ بن الحسين المادرائي، وأبي حنيفة مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الخَطِيْبيِّ، وَيَحْيَى بنِ ثَابِتٍ. وَتَلاَ بِحرفِ نَافِعٍ عَلَى أَبِي الحَسَنِ البَطَائِحِيِّ، وَبحرفِ أَبِي عَمْرٍو عَلَى أُسْتَاذِهِ أَبِي الفتح ابن المنِّيِّ. وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ: أَبِي المَكَارِمِ بنِ هِلاَلٍ، وَعِدَّةٍ. وَبِالمَوْصِلِ مِنْ: خَطِيْبِهَا أَبِي الفَضْلِ الطُّوْسِيِّ. وَبِمَكَّةَ مِنَ: المُبَارَكِ بنِ الطَّبَّاخِ، وَلَهُ مشيخة سمعناها. حدث عنه: البهاء عبد الرحمن، وَالجمَالُ أَبُو مُوْسَى ابْنُ الحَافِظِ، وَابْنُ نُقْطَةَ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَالضِّيَاءُ، وَأَبُو شَامَةَ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالجمَالُ ابْنُ الصَّيْرَفِيِّ، وَالعِزُّ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَالتَّقِيُّ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَالشَّمْسُ ابْنُ الكَمَالِ، وَالتَّاجُ عَبْدُ الخالق، والعماد، ابن بَدْرَانَ، وَالعِزُّ إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ الفَرَّاءِ، وَالعزُّ أَحْمَدُ ابن العماد، وأبو الفهم ابن النّميسِ، وَيُوْسُفُ الغسوْلِيُّ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ الوَاسِطِيِّ، وَخَلْقٌ آخِرُهُم مَوْتاً التَّقِيُّ أَحْمَدُ بنُ مُؤْمِنٍ، يَرْوِي عنه بالحضور أحاديث.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "5/ 88-92".

وَكَانَ عَالِمَ أَهْلِ الشَّامِ فِي زَمَانِهِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ إِمَامَ الحَنَابِلَةِ بِجَامِعِ دِمَشْقَ، وَكَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، نبيلاً، غزِيْرَ الفَضْلِ، نَزِهاً، وَرِعاً، عَابِداً، عَلَى قَانُوْنِ السَّلَفِ، عَلَيْهِ النُّوْرُ وَالوَقَارُ، يَنْتفعُ الرَّجُلُ برُؤِيتِهِ قَبْلَ أَنْ يسمع كَلاَمَهُ. وَقَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: هُوَ إِمَامُ الأَئِمَّةِ، وَمُفْتِي الأُمَّةِ، خصَّهُ اللهُ بِالفَضْلِ الوَافرِ، وَالخَاطرِ المَاطرِ، وَالعِلْمِ الكَامِلِ، طَنَّتْ بذِكرِهِ الأَمصَارُ وَضنَّتْ بِمِثْلِهِ الأَعصَارُ، أَخَذَ بِمجَامِعِ الحَقَائِقِ النَّقْليَّةِ وَالعقليَّةِ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَهُ المُؤلفَاتُ الغزِيْرَةُ، وَمَا أَظَنُّ الزَّمَانَ يَسمحُ بِمِثْلِهِ، مُتَوَاضِعٌ، حسنُ الاعْتِقَادِ، ذُو أَنَاةٍ وَحلمٍ وَوقَارٍ، مَجْلِسُهُ معمورٌ بالفقهاء والمحدثين، وكان مثير العِبَادَةِ، دَائِمَ التَّهجُّدِ، لَمْ نَرَ مِثْلَهُ، وَلَمْ يُرَ مِثْلُ نَفْسِهِ. وَعَمِلَ الشَّيْخُ الضِّيَاءُ "سيرتَهُ" فِي جُزأَيْنِ، فَقَالَ: كَانَ تَامَّ القَامَةِ، أَبيضَ، مُشْرِقَ الوَجْهِ، أَدعجَ، كَأنَّ النُّوْرُ يَخْرُجُ مِنْ وجهه لحسنه، واسع الجبين، طَوِيْلَ اللِّحْيَةِ قَائِمَ الأَنفِ، مَقْرُوْنَ الحَاجِبَيْنِ، صَغِيْرَ الرَّأْسِ، لطيفَ اليَدينِ وَالقدمَينِ، نحيفَ الجِسْمِ، مُمَتَّعاً بحوَاسِّهِ. أَقَامَ هُوَ وَالحَافِظُ بِبَغْدَادَ أَرْبَعَ سِنِيْنَ، فَأَتقنَا الفِقْهَ وَالحَدِيْثَ وَالخلاَفَ، أَقَامَا عِنْدَ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ خَمْسِيْنَ لَيْلَةً، وَمَاتَ، ثُمَّ أَقَامَا عِنْدَ ابْنِ الجَوْزِيِّ، ثُمَّ انتقلاَ إِلَى رِبَاطِ النَّعَّالِ، وَاشْتَغَلاَ عَلَى ابْنِ المَنِّيِّ. ثُمَّ سَافرَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمَعَهُ الشَّيْخُ العِمَادُ، وَأَقَامَا سَنَةً. صَنَّفَ "المغنِي" عشرَ مُجَلَّدَاتٍ، وَ"الكَافِي" أَرْبَعَةً، وَ"الْمقنع" مُجَلَّداً، وَ"العُمدَة" مُجيليداً، وَ"القنعَة فِي الغَرِيْبِ" مجيليدٌ، وَ"الرَّوْضَة" مُجَلَّدٌ، وَ"الرَّقَّة" مُجَلَّدٌ، وَ"التَّوَّابينَ" مُجَلَّدٌ، وَ"نسب قُرَيْشٍ" مجيليدٌ، وَ"نسب الأَنْصَارِ" مُجَلَّدٌ، وَ"مُخْتَصَر الهِدَايَة" مجيليدٌ، وَ"القدر" جزء، و"مسألة العلو" جزء، و"المتحابين" جزءٌ، وَ"الاعْتِقَاد" جزءٌ، وَ"البُرْهَان" جزءٌ، وَ"ذمّ التَّأَْوِيْلِ" جزءٌ، وَ"فَضَائِل الصَّحَابَةِ" مجيليدٌ، وَ"فضل العشرِ" جزءٌ، وَ"عَاشُورَاء" أجزاء، و"مشيخة" جُزآنِ، وَ"وصيَّته" جزءٌ، وَ"مُخْتَصَر العللِ لِلْخلالِ" مُجَلَّدٌ، وَأَشيَاءُ. قَالَ الحَافِظُ الضِّيَاءُ: رَأَيْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ فِي النَّوْمِ، فَأَلقَى عليَّ مَسْأَلَةً، فَقُلْتُ: هَذِهِ فِي الخِرَقِيِّ، فَقَالَ: مَا قصر صاحبكم الموفق في شرح الخرقي. قَالَ الضِّيَاءُ: كَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- إِمَاماً فِي التَّفْسِيْرِ، وَفِي الحَدِيْثِ وَمشكلاَتِهِ، إِمَاماً فِي الفِقْهِ، بَلْ أَوحد زَمَانِهِ فِيْهِ، إِمَاماً فِي علمِ الخلاَفِ، أَوحدَ فِي الفَرَائِضِ، إِمَاماً فِي أُصُوْلِ الفقه، إمام فِي النَّحْوِ وَالحسَابِ وَالأَنجمِ السَّيَّارَةِ، وَالمَنَازِلِ.

وَسَمِعْتُ دَاوُدَ بنَ صَالِحٍ المُقْرِئَ، سَمِعْتُ ابْنَ المنِّيِّ يَقُوْلُ -وَعِنْدَهُ الإِمَامُ المُوَفَّقُ: إِذَا خَرَجَ هَذَا الفَتَى مِنْ بَغْدَادَ احتَاجَتْ إِلَيْهِ. وَسَمِعْتُ البهاء عبد الرحمن يَقُوْلُ: كَانَ شَيْخُنَا ابْنُ المَنِّيِّ يَقُوْلُ للموفَّقِ: إِنْ خَرَجتَ مِنْ بَغْدَادَ لاَ يَخلُفُ فِيْهَا مِثْلُكَ. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مَحْمُوْدٍ الأَصْبَهَانِيَّ يَقُوْلُ: مَا رَأَى أَحَدٌ مِثْلَ الشَّيْخِ المُوَفَّقِ. وَسَمِعْتُ المُفْتِي أَبَا عُبَيْدِ اللهِ عُثْمَانَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ عَنِ المُوَفَّقِ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ، كَانَ مُؤيّداً فِي فَتَاويهِ. وَسَمِعْتُ المُفْتِي أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ مَعَالِي بنِ غَنِيْمَةَ يَقُوْلُ: مَا أَعْرفُ أَحَداً فِي زَمَانِنَا أَدْرَكَ دَرَجَةَ الاجْتِهَادِ إلَّا المُوَفَّقَ. وَسَمِعْتُ الحَافِظَ أَبَا عَبْدِ اللهِ اليُوْنِيْنِيَّ يَقُوْلُ: أَمَّا مَا علمتُهُ مِنْ أَحْوَالِ شَيْخِنَا وَسيِّدِنَا مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، فَإِنَّنِي إِلَى الآنَ مَا أَعْتَقِدُ أَنَّ شخصاُ مِمَّنْ رَأَيْتُهُ حصَلَ لَهُ مِنَ الكَمَالِ فِي العُلُوْمِ وَالصِّفَاتِ الحَمِيْدَةِ الَّتِي يَحصُلُ بِهَا الكَمَالُ سِوَاهُ، فَإِنَّهُ كَانَ كَامِلاً فِي صُوْرتِهِ وَمَعْنَاه مِنْ حَيْثُ الحُسْنِ وَالإِحسَانِ وَالحلمِ وَالسُّؤْدُدِ وَالعُلُوْمِ المُخْتَلِفَةِ وَالأَخْلاَقِ الجَمِيْلَةِ، رَأَيْتُ مِنْهُ مَا يَعجزُ عَنْهُ كبار الأَوْلِيَاءِ، فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدٍ نَعمَةً أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يُلْهِمَهُ ذِكْرَهُ". فَقُلْتُ بِهَذَا: إِنَّ إِلهَامَ الذِّكْرِ أَفْضَلُ مِنَ الكَرَامَاتِ، وَأَفْضَلُ الذِّكْرِ مَا يَتَعَدَّى إِلَى العبَادِ، وَهُوَ تَعَلِيْمُ العِلْمِ وَالسُّنَّةِ، وَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَحْسَنُ مَا كَانَ جِبِلَّةً وَطبعاً؛ كَالحلمِ وَالكرمِ وَالعقلِ وَالحيَاءِ، وَكَانَ اللهُ قَدْ جَبَلَهُ عَلَى خُلُقٍ شَرِيْفٍ، وَأَفرغَ عَلَيْهِ المَكَارِمَ إِفرَاغاً، وَأَسبغَ عَلَيْهِ النِّعَمَ، وَلطفَ بِهِ فِي كُلِّ حَالٍ. قَالَ الضِّيَاءُ: كَانَ المُوَفَّقُ لاَ يُنَاظِرُ أَحَداً إلَّا وهو يبتسم. قُلْتُ: بَلْ أَكْثَرُ مَنْ عَايَنَّا لاَ يُنَاظرُ أَحَداً إلَّا وَيَنْسَمُّ. وَقِيْلَ: إِنَّ المُوَفَّقَ نَاظرَ ابْنَ فَضلاَن الشَّافِعِيَّ الَّذِي كَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي المُنَاظَرَةِ، فَقطعَهُ. وَبَقِيَ المُوَفَّقُ يَجْلِسُ زَمَاناً بَعْد الجُمُعَةِ لِلمُنَاظَرَةِ، وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ الفُقَهَاءُ، وَكَانَ يُشغلُ1 إِلَى ارْتفَاعِ النَّهَارِ، وَمِنْ بَعْدِ الظُّهْرِ إِلَى المَغْرِبِ، وَلاَ يَضجَرُ، وَيَسَمَعُوْنَ عَلَيْهِ، وكان يقرئ في

_ 1 يشغل: يدرس.

النَّحْوِ، وَكَانَ لاَ يَكَادُ يَرَاهُ أَحَدٌ إلَّا أَحَبَّهُ ... ، إِلَى أَنْ قَالَ الضِّيَاءُ: وَمَا علمتُ أَنَّهُ أَوجعَ قَلْبَ طَالبٍ، وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ تُؤْذِيْهِ بِخُلُقِهَا فَمَا يَقُوْلُ لَهَا شَيْئاً، وَأَوْلاَدُهُ يَتضَاربُوْنَ وَهُوَ لاَ يَتَكَلَّمُ. وَسَمِعْتُ البَهَاءَ يَقُوْلُ: ما رأيت أكثر احتمالًا منه. قَالَ الضِّيَاءُ: كَانَ حَسَنَ الأَخْلاَقِ، لاَ يَكَادُ يراه أحد إلَّا مبتسمًا، يَحكِي الحِكَايَاتِ وَيَمزحُ. وَسَمِعْتُ البَهَاء يَقُوْلُ: كَانَ الشَّيْخُ فِي القِرَاءةِ يُمَازِحُنَا، وَيَنبَسِطُ، وَكَلَّمُوْهُ مرَّةً فِي صبيَانَ يَشتغلُوْنَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هُم صبيَانٌ وَلاَ بُدَّ لَهُم مِنَ اللَّعِبِ، وَأَنْتُم كُنْتُم مِثْلَهُم. وَكَانَ لاَ يُنَافِسُ أَهْلَ الدُّنْيَا، وَلاَ يَكَادُ يَشْكُو، وَرُبَّمَا كَانَ أَكْثَرَ حَاجَةً مِنْ غَيْرِهِ، وَكَانَ يُؤثِرُ. وَسَمِعْتُ البَهَاءَ يَصِفُهُ بِالشَّجَاعَةِ، وَقَالَ: كَانَ يَتقدَّمُ إِلَى العَدُوِّ وَجُرِحَ فِي كفِّهِ، وَكَانَ يُرَامِي العَدُوَّ. قَالَ الضِّيَاءُ: وَكَانَ يُصَلِّي بخشوعٍ، وَلاَ يَكَادُ يُصَلِّي سُنَّةَ الفَجْرِ وَالعِشَاءيْنِ إلَّا فِي بَيْتِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي بَيْنَ العِشَاءيْنِ أَرْبَعاً "بِالسَّجْدَةِ"، وَ"يس"، وَ"الدُّخَانِ"، وَ"تبَاركَ"، لاَ يَكَادُ يُخِلُّ بهنَّ، وَيَقومُ السَّحَرَ بِسُبْعٍ، وَرُبَّمَا رفعَ صَوْتَهُ، وَكَانَ حَسَنَ الصَّوتِ. وَسَمِعْتُ الحَافِظَ اليُوْنِيْنِيَّ يَقُوْلُ: لَمَّا كُنْتُ أَسْمَعُ شنَاعَةَ الخَلْقِ عَلَى الحَنَابِلَةِ بِالتَّشْبِيْهِ، عزمتُ عَلَى سُؤَالِ الشَّيْخِ المُوَفَّقِ، وَبقيتُ أَشهراً أُرِيْدُ أن أسأله، فصعدت معه الجبل، فلما كما عِنْدَ دَارِ ابْنِ مُحَارِبٍ قُلْتُ: يَا سيِّدِي، وَمَا نطقتُ بِأَكْثَرَ مِنْ سيِّدِي، فَقَالَ لِي: التشبيه مستحيل، فقلت: لم? قال: لأن من شرطَ التَّشبيهِ أَنْ نَرَى الشَّيْءَ، ثُمَّ نُشَبِّهُهُ، من الَّذِي رَأَى اللهَ ثُمَّ شبَّهَهُ لَنَا?! وَذَكَرَ الضِّيَاءُ حِكَايَاتٍ فِي كَرَامَاتِهِ. وَقَالَ أَبُو شَامَةَ: كَانَ إِمَاماً عَلَماً فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ، صنف كتبًا كَثِيْرَةً، لَكِنَّ كَلاَمَهُ فِي العقَائِدِ عَلَى الطَّرِيقَةِ المَشْهُوْرَةِ عَنْ أَهْلِ مَذْهَبِهِ، فَسُبْحَانَ مَنْ لَمْ يُوَضِّحْ لَهُ الأَمْرَ فِيْهَا عَلَى جَلاَلَتِهِ فِي العِلْمِ، وَمَعْرِفَتِهِ بِمعَانِي الأَخْبَارِ. قُلْتُ: وَهُوَ وَأَمثَالُهُ متعجِّبٌ مِنْكُم مَعَ عِلْمِكُم وَذكَائِكُم، كَيْفَ قُلْتُم! وَكَذَا كُلُّ فِرقَةٍ تَتعجَّبُ مِنَ الأُخْرَى، وَلاَ عجبَ فِي ذَلِكَ، وَنرجُو لِكُلِّ مَنْ بَذَلَ جُهْدَهُ فِي تَطلُّبِ الحَقِّ أَنْ يُغفرَ لَهُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ المَرْحُوْمَةِ. قَالَ الضِّيَاءُ: وَجَاءهُ مِنْ بِنْتِ عَمَّتِهِ مَرْيَمَ: المجدُ عِيْسَى، وَمُحَمَّدٌ، وَيَحْيَى، وَصَفِيَّةُ، وَفَاطِمَةُ، وَلَهُ عقِبٌ مِنَ المجدِ. ثُمَّ تَسَرَّى بِجَارِيَةٍ، ثُمَّ بِأُخْرَى، ثُمَّ تَزَوَّجَ عِزِّيَّةَ فَمَاتَتْ قَبْلَهُ،

وَانْتَقَلَ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ يَوْمَ السَّبْتِ، يَوْمَ الفِطْرِ، وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ، سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَكَانَ الخلقُ لاَ يُحصَوْنَ، تُوُفِّيَ بِمَنْزِلِهِ بِالبَلَدِ، قَالَ: وَكُنْتُ فِيْمَنْ غَسَّلَهُ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ قُدَامَةَ: قَرَأْتُ على عبد الله ابن أَحْمَدَ ابْنِ النَّرْسِيِّ، أَخبركُم الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ التككي، أخبرنا أبو علي أن شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الأَدَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى الشَّطَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ العَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ المِنْهَالِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ قُسَيْمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَّا أَهبطَ اللهُ آدَمَ إِلَى الأَرْضِ طَافَ بِالبَيْتِ سبعًا، ثم صلى خلف المقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعلَمُ سِرِّي وَعلاَنِيتِي، فَاقبل معذِرَتِي، وَتَعْلَمُ حَاجَتِي، فَأَعْطنِي سؤلي ... " الحديث.

ابن الأنماطي

5556- ابن الأنماطي 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ البَارِعُ مُفِيْدُ الشَّامِ تَقِيُّ الدِّيْنِ أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُحْسِنِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ هِبَةِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ المِصْرِيُّ الشَّافِعِيُّ، ابْنُ الأَنْمَاطِيِّ. قَالَ: وُلِدْتُ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ: القَاضِي مُحَمَّدَ بنَ عبد الرحمن الحَضْرَمِيَّ، وَهِبَةَ اللهِ بنَ عَلِيٍّ البُوْصِيْرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ اللَّبَنِيَّ، وَشُجَاعَ بنَ مُحَمَّدٍ المُدْلِجِيّ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ الأَرْتَاحِيَّ، وَعِدَّةً. وَارْتَحَلَ إِلَى دِمَشْقَ، فَسكنَهَا، وَأَكْثَرَ عَنْ: أَبِي الطَّاهِرِ الخُشُوْعِيِّ، وَالقَاسِمِ بنِ عَسَاكِرَ، وَالطَّبَقَةِ. وَسَمِعَ بِالعِرَاقِ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ المَنْدَائِيِّ، وَأَبِي أَحْمَدَ بنِ سُكَيْنَةَ، وَحَنْبَلِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَرجعَ بحَنْبَلٍ، فَأَسمَعَ "المُسْنَدَ" بِدِمَشْقَ، وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازلَ، بِخَطِّهِ الأَنِيقِ الرَّشيقِ، وَحصَّلَ الأُصُوْلَ، وَبَالَغَ فِي الطَّلَبِ. قَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: كَانَ ثِقَةً، حَافِظاً، مبرِّزاً، فَصِيْحاً، وَاسِعَ الرِّوَايَةِ، حصَّلَ مَا لَمْ يُحَصِّلْهُ غيره من الأجزاء والكتب، وكان سهل العَارِيَةِ، وَعِنْدَهُ فِقْهٌ وَأَدبٌ وَمَعْرِفَةٌ بِالشِّعرِ وَأَخْبَارِ النَّاسِ، وَكَانَ يُنْبَزُ بِالشَّرِّ، سَأَلتُ الحَافِظَ الضِّيَاءَ عَنْهُ، فَقَالَ: حَافِظٌ ثِقَةٌ، مُفِيْدٌ، إلَّا أَنَّهُ كَثِيْرُ الدُّعَابَةِ مَعَ المُرْدِ. قُلْتُ: لَهُ مجَامِيْع مُفِيْدَةٌ، وَآثَارٌ كَثِيْرَةٌ، وَضبطٌ لأَشيَاءَ، وَكَانَ أشعَرِيّاً. حَدَّثَ عَنْهُ: البِرْزَالِيُّ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَالقُوْصِيُّ، وَالكَمَالُ الضَّرِيْرُ، وَالصَّدْرُ البَكْرِيُّ، وَابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي الكُهُوْلَةِ قَبْلَ أَوَانِ الرِّوَايَةِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: اشْتَغَلَ مِنْ صِبَاهُ، وَتَفَقَّهَ، وَقرَأَ الأَدبَ، وَسَمِعَ الكَثِيْرَ، وَقَدِمَ دِمَشْقَ، ثُمَّ حَجَّ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّ مائَةٍ، فَذَهَبَ إِلَى العِرَاقِ، وَكَانَتْ لَهُ هِمَّةٌ وَافرَةٌ وَجدٌّ وَاجْتِهَادٌ وَسرعَةُ قلمٍ وَاقتدَارٌ عَلَى النَّظْمِ وَالنَّثرِ، وَلَقَدْ كَانَ عَدِيْمَ النَّظِيْرِ فِي وَقْتِهِ، كتبَ عَنِّي، وَكَتَبتُ عَنْهُ. وَقَالَ الضِّيَاءُ: بَاتَ فِي عَافِيَةٍ، فَأَصْبَحَ لاَ يَقدِرُ عَلَى الكَلاَمِ أَيَّاماً، ثُمَّ مَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيٍّ القُرَشِيُّ، أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ الشِّيْرَازِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ علي البوصيري ... ، فذكر حديثًا.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1128"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 254"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 84".

ابن أبي الرداد، الزناتي

ابن أبي الرداد، الزناتي: 5557- ابن أبي الرداد 1: الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أَبِي الفَخْرِ يَحْيَى بنِ حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الرحمن بنِ أَبِي الرَّدَّادِ المِصْرِيُّ، وَيُدعَى مُحَمَّداً. مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ تَبَقَّى بِمِصْرَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ رِفَاعَةَ. رَوَى عَنْهُ الحَافِظُ عَبْدُ العَظِيْمِ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَطَائِفَةٌ، آخِرُهُم مَوْتاً عَبْدُ الرَّحِيْمِ ابْنُ الدَّمِيْرِيِّ. وَكَانَ فَقِيْهاً، كَاتِباً، صَالِحاً، زَمِنَ وَلَزِمَ بَيْتَهُ. مَاتَ فِي ذِي القعدة، سنة عشرين وست مائة. 5558- الزناتي: شَيْخُ المَالِكِيَّةِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ عَيَّاشٍ الزَّنَاتِيُّ، الغَرْنَاطِيُّ، وَيُعْرَفُ أَيْضاً بِالكَمَّادِ. كَانَ إِمَاماً، مُفْتِياً، قَائِماً عَلَى "المدوّنَةِ"، تخرَّجَ بِهِ فُقَهَاءُ غَرْنَاطَةَ. قَالَ ابْنُ مَسْدِيّ: نَاظرتُ عَلَيْهِ فِي "المدوّنَةِ"، وَبحثتُ عَلَيْهِ "المُوَطَّأَ"، سَمِعَ مِنْ: أَبِي خَالِدٍ بنِ رِفَاعَةَ، وَابْنِ كوثَرٍ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وقد نيف على السبعين.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 88".

البيع، ابن إدريس

البيع، ابن إدريس: 5559- البيع: الشيخ أبو بكر زيد بن أَبِي المُعَمَّرِ يَحْيَى بنِ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الأَزَجِيُّ، البَيِّعُ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ تَقَرِيْباً. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الوَقْتِ عَبْدِ الأَوَّلِ، وَأَبِي بَكْرٍ ابْنِ الزَّاغُوْنِيِّ، وَهِبَةِ اللهِ بنِ الشبلي، وأحمد ابن قَفَرْجَلَ، وَأَبِي الفَتْحِ بنِ البَطِّيِّ. وَعَنْهُ: البِرْزَالِيُّ، وَابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَالضِّيَاءُ، وَأَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ قَرَأْتُ بِخَطِّ الضِّيَاءِ الحَافِظِ: مَوْلِدَهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: سَمِعَ "الصَّحِيْحَ"، وَ"الدَّارِمِيَّ"، وَ"منتخبَ عَبْدٍ" مِنْ أَبِي الوَقْتِ، وَسَمَاعُهُ صَحِيْحٌ كَثِيْرٌ. ثُمَّ قَالَ: وَأَلحقَ اسْمُهُ فِي نُسْخَةِ مُحَمَّدِ بنِ السَّرِيِّ التمار، في طبقة علي ابن الزَّاغُوْنِيِّ، وَفِي جزءِ لُوَيْن عَلَى فورجَة، وَمَا أعلم أنه حدث بشيء من ذَلِكَ الملحَقِ، وَتُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: وَأَبُوْهُ مِمَّنْ يَرْوِي عَنِ: ابْنِ الحُصَيْنِ، وَابْنُ عَمِّهِ هُوَ الوَزِيْرُ جلال الدين بن يونس. 5560- ابن إدريس 1: الشَّيْخُ القُدْوَةُ الزَّاهِدُ الكَبِيْرُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ الرَّوْحَائِيُّ، البَعْقُوْبِيُّ، صَاحِبُ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ. سَمِعَ مِنْهُ، وَمِنَ الشَّيْخِ عَلِيِّ ابْنِ الهِيْتِيِّ. رَوَى عَنْهُ الشَّيْخُ يَحْيَى بنُ الصَّرْصَرِيِّ، وَصَحِبَهُ، وَبَالَغَ فِي تَوقِيرِهِ، وَتبجِيلِهِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَرَ مِثْلَهُ، وَالكَمَالُ عَلِيُّ بنُ وَضَّاحٍ، وَالبدرُ سُنْقُرُ شَاهٍ النَّاصِرِيُّ، وَالشَّيْخُ عليٌّ الخَبَّازُ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الفَرَجِ ابْن الدَّبَّابِ. وذكره ابن نقطة، لكنه كَنَّاهُ أَبَا مُحَمَّدٍ، وَقَالَ: كَانَ شَيْخَ وَقتِهِ، صَاحِبَ قُرْآنٍ وَأَدبٍ وَفضلٍ وَإِيثَارٍ، سَمِعْتُ مِنْهُ، وَسَمَاعُهُ صَحِيْحٌ. مَاتَ فِي سَلْخِ ذِي القَعْدَةِ بِالرَّوْحَاءِ، وَدُفِنَ برِبَاطِهِ، وَقبرُهُ يُزَارُ. وَالرَّوْحَاءُ قَرِيْبَةٌ مِنْ بَعْقُوبَا، عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ بَغْدَادَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، فِي عَشْرِ التسعين.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 254"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 85".

ابن النبيه، يونس بن يوسف

ابن النبيه، يونس بن يوسف: 5561- ابن النبيه 1: الشَّاعِرُ البَلِيْغُ صَاحِبُ "الدِّيْوَانِ" كَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ يُوْسُفَ بنِ يَحْيَى المِصْرِيُّ. مدحَ آلَ أَيُّوْبَ، وَسَارَ شعرُهُ، وَانقطعَ إِلَى الملكِ الأَشْرَفِ، وَسَكَنَ نَصِيْبِيْنَ، وَبِهَا مَاتَ، فِي الحَادِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شهر جمادى الأولى، سن تِسْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ بَقِيَ إلى سنة إحدى وعشرين وست مائة. 5562- يونس بن يوسف 2: ابن مساعد الشيباني المخارقي الجزري القنبي الزاهد، أحد الأعلام، شيخ البونسية، أُولِي الزَّعَارَةِ، وَالشَّطْحِ، وَالخَوَاثَةِ، وَخفَّةِ العَقْلِ. كَانَ ذَا كَشْفٍ وَحَالٍ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ كَبِيْرُ عِلْمٍ، وَلَهُ شطحٌ، وَشعرٌ ملحُوْنٌ، يَنظمُهُ عَلَى لِسَانِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَبَعْضُهُ كَأَنَّهُ كَذِبٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِسِرِّهِ، فَلاَ يغترُّ المُسْلِمُ بكشفٍ وَلاَ بحَالٍ وَلاَ بِإِخبَارٍ عَنْ مُغَيَّبٍ، فَابْنُ صَائِدٍ وَإِخْوَانُهُ الكهنَةُ لَهُم خَوَارِقُ، وَالرُّهبَانُ فِيهِم مَنْ قَدْ تموق جوعاً وَخلوَةً وَمرَاقبَةً عَلَى غَيْرِ أَسَاسٍ وَلاَ تَوحيدٍ، فَصفَتْ كُدُورَاتُ أَنْفُسِهِم وَكَاشفُوا وَفَشَرُوا، وَلاَ قُدْوَةَ إلَّا فِي أَهْلِ الصَّفْوَةِ، وَأَربَابِ الوِلاَيَةِ المنوطَةِ بِالعِلْمِ وَالسُّنَنِ، فَنسأَلُ اللهَ إِيْمَانَ المُتَّقِيْنَ، وَتَأَلُّهَ المخلصينَ، فَكَثِيْرٌ مِنَ المَشَايِخِ نَتوقَّفُ فِي أَمرِهِم حَتَّى يَتبرهَنُ لَنَا أَمرُهُم، وَبِاللهِ الاسْتعَانَةُ. تُوُفِّيَ الشَّيْخُ يُوْنُسُ بِالقُنَيَّةِ، سَنَة تِسْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَالقُنَيَّةُ: قَرْيَةٌ مِنْ أَعْمَالِ دَارَا، من نواحي ماردين.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 243". 2 ترجمته في وفيات الأعيان "7/ ترجمة 855"، وشذرات الذهب "5/ 87".

الفارسي

5563- الفارسي 1: الزَّاهِدُ الكَبِيْرُ فَخْرُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أحمد بن طَاهِرٍ الشِّيْرَازِيُّ، الخَبْرِيُّ، الفَيروزآبَادِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الصُّوْفِيُّ، نَزِيْلُ مِصْرَ. لَهُ تَصَانِيْفُ فِي إِشَارَاتِ القَوْمِ، فِيْهَا انحرَافٌ بَيِّنٌ عَنِ السُّنَّةِ، وَكَانَ حلوَ الإِيرَادِ، كَثِيْرَ المَحْفُوْظِ، وَافرَ الجَلاَلَةِ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ الكَثِيْرَ مِنَ السِّلَفِيِّ، وَكَتَبَ وَحصَّلَ، وَبِدِمَشْقَ مِنِ ابْنِ عَسَاكِرَ. رَوَى عَنْهُ: البِرْزَالِيُّ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَطَائِفَةٌ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ ابْنُ القيِّمِ. قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: صَاحِبُ رِيَاضَاتٍ وَمَقَامَاتٍ وَمعَامِلاَتٍ، إلَّا أَنَّهُ كَانَ بذِيءَ اللِّسَانِ، كَثِيْرَ الوَقِيْعَةِ فِي النَّاسِ وَالجرأَةِ، وَكَانَ عِنْدَهُ دُعَابَةٌ فِي غَالِبِ الوَقْتِ. قُلْتُ: وَلَهُ مَيْلٌ شَدِيدٌ إِلَى الصُّوَرِ. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ حِكَايَةً لابْنِ مَعِيْنٍ، فَسبَّهُ، وَنَال مِنْهُ، وَصَنَّفَ فِي الكَلاَمِ، وَلَهُ النَّظْمُ وَالنَّثْرُ، جَاورَ مُدَّةً، ثُمَّ انْقَطَعَ بِمَعْبَدِ ذِي النُّوْنِ المِصْرِيِّ، وَعُمِّرَ دَهْراً، إِلَى أَنْ مَاتَ فِي سَادسَ عشرَ ذِي الحجة، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ مَسْدِيّ: لَهُ تَوَالِيفُ كَثِيْرَةٌ، وَأَسنَدَ فِيْهَا، وَلَمْ يَسلَمْ مِنْ مزَالِقِ الأَقدَامِ فِي ذَلِكَ الإِقدَامِ وَحسَّنَ الظَّنَّ بِأَقْوَامٍ، فَتَبِعَهُم، وَتورَّطَ مَعَهُم. قُلْتُ: خطبَةُ كِتَابِهِ "برق النّقَاء": الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَودعَ الخُدودَ وَالقُدودَ الحُسْنَ وَاللَّمَحَاتِ الحُورِيَّةِ السَّالبَةِ إليها أرواح الأحرار.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 263"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 101".

خزعل، قاضي حران، القزويني

خزعل، قاضي حران، القزويني: 5564- خزعل 1: العَلاَّمَةُ الأَوْحَدُ تَقِيُّ الدِّيْنِ أَبُو المَجْدِ خَزْعلُ بن عسكر بن خليل النشائي، المِصْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ المُقْرِئُ، النَّحْوِيُّ، اللُّغَوِيُّ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ. سَمِعَ مِنَ السِّلَفِيِّ، وَقرَأَ بِبَغْدَادَ عَلَى: الكَمَالِ الأَنْبَارِيِّ أَكْثَرَ تَصَانِيْفِهِ. وَأَقرَأ بِالقُدْسِ، ثُمَّ قَدِمَ دِمَشْقَ، وَأَمَّ بِمشهَدِ عَلِيٍّ، وَعَقَدَ الأَنكحَةَ، وَاتَّسْعَتْ حَلْقَتُهُ بِالعَزِيْزِيَّةِ. أَخَذَ عَنْهُ أَبُو شَامَةَ، وَالكِبَارُ، وَكَانَ رَأْساً فِي العَرَبِيَّةِ، وَكَانَ يُعَظِّمُ الحَدِيْثَ، وَيَحضُّ عَلَى حِفْظِهِ، وَعِنْدَ الطَّلاَقِ لاَ يَأْخذ مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً، وَيُؤثِرُ بِمَا أَمكنَهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ، وَلَهُ سِتٌّ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. 5565- قاضي حران 2: العَلاَّمَةُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ نَصْرِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ مُحَمَّدٍ الحَرَّانِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَارْتَحَلَ، وَتَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ، وَبَرَعَ، وَسَمِعَ مِنْ: شُهْدَةَ الكَاتِبَةِ، وَعَبْدِ الحَقِّ، وَعِيْسَى الدُّوْشَابِيِّ، وَتَجَنِّي الوَهْبَانِيَّةِ، وَتَلاَ بِالرِّوَايَاتِ بِوَاسِطَ عَلَى أَبِي طَالِبٍ الكَتَّانِيِّ، وَابْنِ البَاقِلاَنِيِّ. وَأَقرَأ بِبلدِهِ، وَحكمَ، وَحَدَّثَ، وَصَنَّفَ. حَدَّثَنَا عَنْهُ: سِبْطُهُ أَبُو الغَنَائِمِ، وَالشِّهَابُ الأَبَرْقُوْهِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعشرين وست مائة. 5566- القزويني: الشَّيْخُ الزَّاهِدُ السَّائِحُ أَبُو المَنَاقِبِ مُحَمَّدُ ابْنُ العَلاَّمَةِ الكَبِيْرِ أَبِي الخَيْرِ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الطَّالْقَانِيُّ، القَزْوِيْنِيُّ. أَقَامَ بِبَغْدَادَ مَعَ أَبِيْهِ مُدَّةً، ثُمَّ بَعدَهُ، وَتزَهَّدَ، وَلَبِسَ الصُّوفَ، وَجَالَ فِي الجزيرة، والشام،

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 266". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 113".

وَالرُّوْمِ، وَمِصْرَ، وَارتبطَ عَلَيْهِ مُلُوْكٌ وَكُبَرَاء، وَكَانَ يقول: أَنَا لاَ أَقْبَلُ مِنْهُم شَيْئاً إلَّا مَا أُنفِقُهُ فِي أَبْوَابِ الخَيْرِ، وَكَانَ فَقيراً مجرَّداً. أَخرجَ إِلَى ابْنِ النَّجَّارِ "أَرْبَعينَات" جمعهَا، رَوَى فِيْهَا عَنْ أَبِي الوَقْتِ سَمَاعاً، وَعَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الموسيَابَاذِي صَاحِبِ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّنِ، ثم ظهر كذبه وادعاؤه ما لم يسمه، وَمَزّقُوا مَا كَتَبُوا عَنْهُ، وَافتُضِحَ. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: خَرَّجَ عَنْ أَبِي الوَقْتِ حَدِيْثَ السَّقِيْفَةِ بِطُوْلِهِ، رَكَّبَهُ عَلَى سَنَدِ بَعْضِ الثّلاَثِيَّاتِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ يَحكِي أَنَّ أَبَا المَنَاقِبِ كَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ المُلُوْكُ زائرين، وعرضوا عليه مالًا يَقبلْهُ، وَيَقُوْلُ: قَدْ عزَمَنَا عَلَى اسْتَعمَالِ بُسْطٍ لبَيْتِ المَقْدِسِ، فَإِنْ أَردْتُم أَنْ تَبذلُوا لِذَلِكَ، فَنَعَمْ، فَيُعْطُونَهُ، فَحصَّلَ جُمْلَةً، وَتَمزَّقَتْ، وَمَا بُورِكَ لَهُ، ثُمَّ كَسَدَتْ سُوقُهُ، وَاشْتُهِرَ نِفَاقُهُ، سَأَلتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ. فَقَالَ: يَوْمَ عَاشُورَاءَ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَقَالَ المُنْذِرِيُّ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ، أَوْ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ.

أخوه، ابن حوط الله

أخوه، ابن حوط الله: 5567- أَخُوْهُ: الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الشَّافِعِيُّ، جَعَلَهُ أَبُوْهُ مُعِيدَ النِّظَامِيَّةِ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الأَزْهَرِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيِّ شَيْئاً من "مسند مسدد"، ثم زلي قَضَاءَ الرُّوْمِ، ثُمَّ عُزِلَ، وَسَكَنَ إِرْبِلَ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ رَسُوْلاً. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْتُ جَمَاعَةً يرمونه بالكذب، ويذمونه. مَاتَ بِالرُّوْمِ، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وله ستون سنة. 5568- ابن حوط الله 1: الإِمَامُ العَالِمُ الصَّالِحُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ القَاضِي أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ بنِ عبد الرحمن بنِ سُلَيْمَانَ بنِ عُمَرَ بنِ حَوْطِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، الحَارِثِيُّ، البَلَنْسِيُّ، الأُنْدِيُّ. وَأُنْدَةُ: مِنْ عَملِ بَلَنْسِيَّةَ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ. وَنَزَلَ مَالقَةَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَأَخِيْهِ أَبِي مُحَمَّدٍ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ حُبَيْشٍ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ بَشْكُوَالَ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ حُمَيْدٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ زَرْقُوْنَ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ ابْنِ الفَخَّارِ، وَعَبْدِ الحَقِّ بنِ بُونُه، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، وَخَلْقٍ. وَرَحَلَ وَجَمَعَ وَحصَّلَ، وأجاز له: أبو الطاهر بن عوف من الإِسْكَنْدَرِيَّةِ. قَالَ الأَبَّارُ: شُيُوْخُهُ يَزِيدُوْنَ عَلَى المائَتَيْنِ، وَكَانَتِ الرِّوَايَةُ أَغَلَب عَلَيْهِ مِنَ الدِّرَايَةِ، وَكَانَ هُوَ وَأَخُوْهُ أَوسعُ أَهْلِ الأَنْدَلُسِ رِوَايَةً فِي وَقتهِمَا، مَعَ الجَلاَلَةِ وَالعدَالَةِ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو سُلَيْمَانَ، وَرِعاً، مُنْقَبِضاً، وَلِيَ قَضَاءَ الجَزِيْرَةِ الخَضْرَاءَ، ثم قضاء بلنسية، وبه لَقِيْتُهُ، وَتُوُفِّيَ عَلَى قَضَاءِ مَالقَةَ فِي سَادسِ رَبِيْعٍ الآخَرِ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ مَسْدِي وَرَوَى عَنْهُ: لَمْ أَرَ أَكْثَرَ بَاكياً مِنْ جِنَازَتِهِ، وَحُمِلَ نَعشُهُ عَلَى الأكف، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ 1398، 1399"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 94".

ابن عبد السميع

5569- ابن عبد السميع 1: الإِمَامُ العَدْلُ المَأْمُوْنُ المُقْرِئُ المُجَوِّدُ المُحَدِّثُ، شَيْخُ واسط، أَبُو طَالِبٍ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بنِ عبد السميع بن أَبِي تَمَّامٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ السَّمِيْعِ القُرَشِيُّ، الهَاشِمِيُّ، الوَاسِطِيُّ، المُعَدَّلُ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَتَلاَ عَلَى: أَبِي السَّعَادَاتِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ، وَأَبِي حُمَيدٍ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيٍّ السُّمَاتِيِّ. وَسَمِعَ مِنْ جدِّهِ، وَمِنْ: مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي زَنْبَقَةَ، وَخَلْقٍ بِوَاسِطَ، وَهِبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الشِّبْلِيِّ، وَابْنِ البَطِّيِّ، وَابْنِ تَاجِ القُرَّاءِ، وَالشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ، وَعِدَّةٍ. وَكَتَبَ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَكَانَ صَدْراً نبيلاً، عَالِماً، ثِقَةً، حسنَ النَّقْلِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الطَّاهِرِ ابْنُ الأَنْمَاطِيِّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ أَبِي الجيش، وَعزُّ الدِّينِ الفَارُوْثِيُّ، وَابْنُ الدُّبَيْثِيِّ وَجَمَاعَةٌ، وَبِالإِجَازَةِ: أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ. مَاتَ فِي سَادسِ المُحَرَّمِ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَلَهُ أَرْجُوزَةٌ فِي الاعْتِقَادِ، يَتطرَّقُ إِلَيْهَا الانتقَادُ، وَيُلَقَّبُ بِالشِّينَاتِيِّ -كَمَا نُظِمَ فِيْهِ: شَرَفُ الدِّيْنِ شَيْخُنَا شَافعِيٌّ ... شَاعِرٌ شَاهِدٌ شَرِيْفٌ شُرُوْطِيّ وَلَهُ كِتَابُ "لُبَاب المَنْقُوْلِ فِي فَضَائِلِ الرَّسُولِ"، وَكِتَابُ "فَضَائِل الأَيَّامِ وَالشُّهورِ"، وَكِتَابُ "تَعبِير الرُّؤيَا"، وَ"النُّخَب فِي الخُطَبِ"، وَأَشيَاءُ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ بنُ عَبْدِ السَّمِيْعِ إِذْناً -إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعاً- بِوَاسِطَ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ بقِرَاءةِ أَبِي عَلَيْهِ -وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: سيَكُوْنُ أَقْوَامٌ يَخضِبُوْنَ بِالسَّوَادِ كحوَاصِلِ الحَمَامِ، لاَ يَرِيحُوْنَ رَائِحَةَ الجَنَّةِ. وَبِهِ: إِلَى البَغَوِيِّ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بنُ الحَارِثِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ الرَّقِّيُّ، فَذَكَرَهُ مَرْفُوْعاً إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَبِي تَوبَةَ، وَالنَّسَائِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الحلبي، كلاهما عن عبيد الله مرفوعًا.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 260"، وشذرات الذهب "5/ 94، 95".

ابن عساكر

5570- ابن عساكر 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ القُدْوَةُ المُفْتِي شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ فخر الدين أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ عمَّيهِ: الصَّائِنِ، والحافظ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الحَسَنِ الدَّارَانِيِّ، وَحَسَّانِ بنِ تَمِيْمٍ، وَأَبِي المَكَارِمِ بنِ هِلاَلٍ، وَدَاوُدَ بنِ مُحَمَّدٍ الخَالِدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَسْعَدَ العِرَاقِيِّ، وَابْنِ صَابِرٍ، وَعِدَّةٍ. وَتَفَقَّهَ بِالقُطْبِ النَّيْسَابُوْرِيِّ، وَتَزَوَّجَ بِابْنتِهِ، وَجَاءهُ وَلدٌ مِنْهَا سَمَّاهُ مَسْعُوْداً مَاتَ شَابّاً. دَرَّسَ بِالجَارُوْخِيَّةِ، ثُمَّ بِالصَّلاَحيَّةِ بِالقُدْسِ، وَبِالتَّقَوِيَّةِ بِدِمَشْقَ، فَكَانَ يُقِيْمُ بِالقُدْسِ أَشْهُراً، وَبِدِمَشْقَ أَشهراً، وكان عنده بالتقوية فضلاء البلد، حَتَّى كَانَتْ تُسمَّى نِظَامِيَّة الشَّامِ، ثُمَّ درَّسَ بِالعَذْرَاويَّةِ سَنَةَ 593، وَمَاتَتِ السِّتُّ عذرَاءُ، وَبِهَا دُفِنَت، وهي أخت الأمير عز الدين فروخشاه.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 366"، والنجوم الزاهرة "6/ 256"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 92، 93".

وَكَانَ فَخْرُ الدِّيْنِ لاَ يَمَلُّ الشَّخْصُ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ، لحُسْنِ سَمْتِهِ، وَنُورِ وَجهِهِ، وَلطفِهِ وَاقتصَادِهِ فِي ملبَسِهِ، وَكَانَ لاَ يَفتُرُ مِنَ الذِّكْرِ، وَكَانَ يُسَمِّعُ الحَدِيْثَ تَحْتَ النّسْرِ. قَالَ أَبُو شَامَةَ: أَخذتُ عَنْهُ مَسَائِلَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ المُعَظَّم لِيُوَلِّيَهُ القَضَاءَ، فَأَبَى، وَطَلَبَهُ ليلاً فَجَاءهُ، فَتلقاهُ وَأَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِهِ، فَأُحضرَ الطَّعَامُ فَامْتَنَعَ، وَأَلحَّ عَلَيْهِ فِي القَضَاءِ، فَقَالَ: أَسْتخيرُ اللهَ، فَأَخْبرنِي مَنْ كَانَ مَعَهُ، قَالَ: وَرجعَ وَدَخَلَ بَيْتَهُ الصَّغِيْرَ الَّذِي عِنْدَ مِحْرَابِ الصَّحَابَةِ، وَكَانَ أَكْثَرَ النَّهَارِ فِيْهِ، فَلَمَّا أصبحَ أَتَوْهُ فَأَصرَّ عَلَى الامتنَاعِ، وَأَشَارَ بِابْنِ الحَرَسْتَانِيِّ فَوُلِّيَ، وَكَانَ قَدْ خَافَ أَنْ يُكْرَهَ فَجَهَّزَ أَهْلَهُ لِلسَّفَرِ، وَخَرَجَتِ المحَابرُ إِلَى نَاحِيَةِ حَلَبَ، فَرَدَّهَا العَادلُ، وَعَزَّ عَلَيْهِ مَا جَرَى. قَالَ: وَكَانَ يَتورَّعُ مِنَ المرُوْرِ فِي زُقَاقِ الحَنَابِلَةِ لِئَلاَّ يَأْثَمُوا بِالوقيعَةِ فِيْهِ، وَذَلِكَ لأَنَّ عوَامَّهُم يُبغِضُونَ بنِي عَسَاكِرَ لِلتَّمَشْعُرِ، وَلَمْ يولِّهِ المُعَظَّم تدرِيسَ العَادليَّةِ لأَنَّه أَنْكَرَ عَلَيْهِ تَضْمِينَ الخَمْرِ وَالمكسِ، ثُمَّ لَمَّا حَجَّ أخذَ مِنْهُ التَّقَوِيَّةَ وَصلاَحيَّةَ القُدْسِ، ولم يبق له سوى الجاروخية. قال أَبُو المُظَفَّرِ الجَوْزِيُّ: كَانَ زَاهِداً، عَابِداً، وَرِعاً، منقطعًا إلى العِلْمِ وَالعِبَادَةِ، حسنَ الأَخْلاَقِ، قَلِيْلَ الرَّغبَةِ فِي الدُّنْيَا، تُوُفِّيَ فِي عَاشرِ رَجَبٍ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقلَّ مَنْ تخلَّفَ عَنْ جِنَازَتِهِ. وَقَالَ أَبُو شَامَةَ: أَخْبَرَنِي مَنْ حضَرَهُ قَالَ: صَلَّى الظُّهْرَ، وَجَعَلَ يَسْأَلُ عَنِ العصرِ، وَتوضَأَ ثُمَّ تَشهَّدَ وَهُوَ جَالِسٌ، وَقَالَ: رضيتُ بِاللهِ ربّاً، وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيّاً، لقَّنَنِي اللهُ حُجَّتِي وَأَقَالَنِي عَثْرَتِي وَرَحِمَ غُرْبَتِي. ثُمَّ قَالَ: وعليك السَّلاَمُ، فَعلِمْنَا أَنَّهُ حضَرَتِ المَلاَئِكَةُ، ثُمَّ انْقَلْبَ مَيتاً. غسَّلَهُ الفَخْرُ ابْنُ المَالِكِيِّ، وَابْنُ أَخِيْهِ تَاجُ الدِّيْنِ، وَكَانَ مَرَضُهُ بِالإِسهَالِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَخُوْهُ زَينُ الأُمَنَاءِ، وَمَنِ الَّذِي قَدِرَ عَلَى الوُصُوْلِ إِلَى سَرِيْرِهِ? وَقَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: هُوَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ المُبرزِينَ، بَلْ وَاحدُهُم فَضْلاً وَقدراً، شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، كَانَ زَاهِداً، ثِقَةً، متجهِّداً، غزِيْرَ الدَّمْعَةِ، حسنَ الأَخْلاَقِ، كَثِيْرَ التَّوَاضعِ، قَلِيْلَ التَّعَصُّبِ، سلكَ طَرِيْقَ أَهْل اليَقينِ، وَكَانَ أَكْثَرَ أَوقَاتِهِ فِي بَيْتِهِ فِي الجَامِعِ يَنشرُ العِلْمَ، وَكَانَ مطَّرِحَ الكَلَفِ، عُرِضَتْ عَلَيْهِ منَاصبُ فَتركهَا، وُلِدَ فِي رَجَبٍ وَعَاشَ سَبْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ الجمعُ لاَ يَنحصرُ كَثْرَةً فِي جِنَازَتِهِ. حَدَّثَ بِمَكَّةَ، وَدِمَشْقَ، وَالقُدْسَ، وَصَنَّفَ عِدَّةَ مُصَنَّفَاتٍ، وَسَمِعنَا منه. وَقَالَ القُوْصِيُّ: كَانَ كَثِيْرَ البُكَاءِ، سرِيعَ الدُّمُوعِ، كَثِيْرَ الوَرَعِ وَالخشوعِ، وَافرَ التَّوَاضعِ وَالخضوعِ، كَثِيْرَ التَّهجُّدِ، قَلِيْلَ الهجوعِ، مبرزاً فِي عِلْمَي الأُصُوْلِ وَالفُرُوْعِ، وَعَلَيْهِ تَفقَّهْتُ، وَعرضتُ عَلَيْهِ "الخُلاَصَة" لِلْغزَالِيِّ، وَدفنَ عِنْدَ شَيْخِهِ القُطْبِ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ البِرْزَالِيُّ، وَالضِّيَاءُ، وَالزَّيْنُ خَالِدٌ، وَالقُوْصِيُّ، وَابْنُ العَدِيْمِ، وَالتَّاجُ عَبْدُ الوَهَّابِ ابْنُ زَينِ الأُمَنَاءِ، وَالقَاضِي كَمَالُ الدِّيْنِ إِسْحَاقُ بنُ خَلِيْلٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَسَمِعنَا بِإِجَازتِهِ مِنْ عُمَرَ ابْنِ القَوَّاسِ، وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّيْنِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَغَيْرُهُ. وَفِيْهَا مَاتَ: الشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ المَقْدِسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ ظَفَرِ بنِ هُبَيْرَةَ، وَصَالِحُ بنُ القَاسِمِ بنِ كَوّر، وَالحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى بنِ أَبِي الرَّدَّادِ المِصْرِيُّ، وَأَكْمَلُ بنُ أَبِي الأَزْهَرِ العَلَوِيُّ الكَرْخِيُّ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ المُبَارَكِ البَرْدَغولِيُّ، وَصَاحِبُ الغَرْبِ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ.

صاحب توريز، البردغولي

صاحب توريز، البردغولي: 5571- صاحب توريز: السُّلْطَانُ مُظَفَّرُ الدِّيْنِ أُزبكُ بنُ مُحَمَّد البَهْلَوَانِ بنِ إِلْدُكُز. عَظُمَ أَمرُهُ لَمَّا قُتِلَ طُغْرِل آخرَ سلاَطينِ السَّلْجُوْقيَّةِ، وَامتدَّتْ أَيَّامُهُ، وَكَانَ مُنْهَمِكاً فِي الشُّرْبِ وَاللَّذَاتِ، فَنَازَلَتْهُ المُغلُ، فَصَانَعهُم، وَبَذَلَ لَهُم الأَمْوَالَ، فَسكتُوا عَنْهُ، ثُمَّ ضَايقُوا الخُوَارِزْمِيَّةَ، وَقَالُوا لَهُ: اقتُل مَنْ عِنْدَكَ مِنَ الخُوَارِزْمِيَّةِ، ففعل، وكان قد تزوج ببنت السلطان طغرل وجرت له أُمُوْرٌ، ثُمَّ دَهَمَهُ خُوَارِزْم شَاه جَلاَلُ الدِّيْنِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ، وَاسْتَوْلَى عَلَى أَذْرَبِيْجَانَ، وَعظُمَ سُلْطَانُهُ، فَهَرَبَ أُزبكُ إِلَى كَنْجَةَ فَتزوَّجَ خُوَارِزْم شَاه بابْنَةِ السُّلْطَانِ، حَكَمَ لَهُ القَاضِي بوُقُوْعِ طلاَقِ أُزبكَ لَهَا، ثُمَّ هَرَبَ أُزبكُ مِنْهُ إِلَى بَعْضِ القِلاعِ، وَهَلَكَ، وَتلاشَى أَمرُهُ، وكان أبوه ملكًا أيضًا. 5572- البردغولي 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ المُعَمَّرُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ المُبَارَكِ بنِ أَبِي الغَنَائِمِ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ العَتَّابِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ البَرْدَغُولِيِّ. شيخٌ صَدُوْقٌ، مُتَيَقِّظٌ، مُسِنٌّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ الطَّلاَّيَةِ الزَّاهِدِ، وَوَاثقِ بنِ تَمَّامٍ، وَعَبْدِ الخَالِقِ اليُوْسُفِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَجمَالُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الفَرَجِ ابْن الدَّبَّابِ، عِنْدَهُ عَنْهُ "جزءُ ابْنِ الطَّلاَّيَةِ". تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 257".

ابن صرما، الناصر لدين الله

ابن صرما، الناصر لدين الله 5573- ابن صرما 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ المُعَمَّرُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ يوسف ابن الشيخ محمد بن أَحْمَدَ بنِ صِرْمَا الأَزَجِيُّ، المُشْتَرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ ظَنّاً. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الفَضْلِ الأُرْمَوِيِّ كِتَابَ "المَصَاحِفِ" وَ"صفَة المُنَافِقِ" وَ"المهروَانِيَّات" وَالتَّاسعَ مِنْ "فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ" لِلدَّارَقُطنِيِّ وَالأَوَّلَ مِنْ "صَحِيْحِهِ" وَ"جُزْء ابْن شَاهِيْنَ" وَالثَّالِثَ مِنَ "الحَرْبيَّاتِ". وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ الطَّلاَّيَةِ، وَعَبْدِ الخَالِقِ اليُوْسُفِيِّ، وَابْنِ نَاصِرٍ، وَسَعِيْدِ ابْنِ البَنَّاءِ، وَأَبِي الوَقْتِ، وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: الضِّيَاءُ، وَالدُّبَيْثِيُّ، وَمَكِّيُّ بنُ بَشَرٍ، وَالكَمَالُ الفُوَيْرِه، وَالجمَالُ مُحَمَّد ابْن الدَّبَّابِ، وَالشِّهَابُ الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. سمِعنَا مِنْ طرِيقِهِ "نُسْخَة" يَحْيَى بن مَعِيْنٍ، وَخَرَّجَ لَهُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ بُوْرندَاز "أَرْبَعِيْنَ" سَمِعَهَا مِنْهُ الكَمَالُ الفُوَيْرِه. 5574- النَّاصِرُ لِدِيْنِ الله 2: الخَلِيْفَةُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ ابْنُ المُسْتَضِيْءِ بِأَمْرِ الله أبي مُحَمَّدٍ الحَسَنُ ابْنُ المُسْتَنْجِدِ بِاللهِ يُوْسُفَ ابْنِ المُقْتَفِي مُحَمَّدُ ابنُ المُسْتَظْهِر بِاللهِ أَحْمَدَ ابْن المقتدِي الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، البَغْدَادِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي عَاشرِ رَجَبٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَبُوْيِعَ فِي أَوَّلِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ، وَكَانَ أَبْيَضَ، مُعْتَدِلَ القَامَةِ، تُرْكِيَّ الوَجْهِ، مليحَ العَينَيْنِ، أَنورَ الجبهَةِ، أَقنَى الأَنفِ، خفِيفَ العَارضَينِ، أَشقرَ، رقيقَ المَحَاسِنِ، نَقْشَ خَاتَمِهِ: رجَائِي مِنَ اللهِ عَفْوُهُ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 260"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 94". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 261، 262"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 97-99".

وأَجَاز لَهُ أَبُو الحُسَيْنِ اليُوْسُفِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَسَاكِرَ البَطَائِحِيُّ، وَشُهْدَةُ الكَاتِبَةُ، وَطَائِفَةٌ. وَقَدْ أَجَازَ لجَمَاعَةٍ مِنَ الأَئِمَّةِ وَالكُبَرَاءِ، فَكَانُوا يُحَدِّثُونَ عَنْهُ فِي أَيَّامِهِ، وَيَتنَافسُوْنَ فِي ذَلِكَ، وَيَتفَاخرُوْنَ بِالوَهْمِ. وَلَمْ يَلِ الخِلاَفَةَ أَحَدٌ أَطولَ دَوْلَةٍ مِنْهُ، لكم صَاحِبَ مِصْرَ المُسْتَنْصِرَ العُبَيْدِيِّ وَلِيَ سِتِّيْنَ سَنَةً، وَكَذَا وَلِيَ الأَنْدَلُسَ النَّاصِرُ المَرْوَانِيُّ خَمْسِيْنَ سَنَةً. كَانَ أَبُوْهُ المُسْتَضِيْءُ قَدْ تَخوَّفَ مِنْهُ، فَحَبَسَهُ، ومال إلى أخيه أبي مَنْصُوْرٍ، وَكَانَ ابْنُ العَطَّارِ وَكُبَرَاءُ الدَّوْلَةِ مَيْلُهُم إِلَى أَبِي مَنْصُوْرٍ، وَكَانَتْ حَظِيَّةُ المُسْتَضِيْءِ بَنَفْشَا وَالمَجْدُ ابْنُ الصَّاحِبِ وَطَائِفَةٌ مَعَ أَبِي العَبَّاسِ، فَلَمَّا بُوْيِعَ قُبِضَ عَلَى ابْنِ العَطَّارِ، وَأُهْلِكَ فسحب في الشوارع مَيْتاً، وَطَغَى ابْنُ الصَّاحِبِ إِلَى أَنْ قُتِلَ. قَالَ المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ: كَانَ النَّاصِرُ شَابّاً مَرِحاً عِنْدَهُ مَيْعَةُ الشَّبَابِ، يَشقُّ الدُّروبَ وَالأَسواقَ أَكْثَرَ اللَّيْلِ، وَالنَّاسُ يَتهيَّبُوْنَ لُقيَاهُ، وَظَهرَ الرَّفضُ بِسَبَبِ ابْنِ الصَّاحبِ ثُمَّ انْطفَأَ بِهَلاَكِه وَظهرَ التَّسَنُّنُ، ثُمَّ زَالَ، وَظَهرتِ الفُتوّةُ وَالبُندق وَالحَمام الهادي، وتفنن الناس في ذلك، ودخل في الأَجلاَّء ثُمَّ المُلُوْكُ، فَأُلْبِسَ العَادلُ وَأَوْلاَده سرَاويل الفُتوّة، وَشِهَاب الدِّيْنِ الغُوْرِيّ صَاحِب غَزْنَةَ وَالهِنْد وَالأَتَابَك سَعْد صَاحِب شيرَاز، وَتَخوّف الدِّيْوَان مِنَ السُّلْطَانِ طُغْرِيْلَ، وَجَرَتْ مَعَهُ حُرُوْبٌ وَخُطُوبٌ، ثُمَّ اسْتدعُوا خُوَارِزْمشَاه تُكُش لِحَرْبِهِ، فَالتقَاهُ عَلَى الرَّيِّ، وَاحتزَّ رَأْسَه، وَنفذه إِلَى بَغْدَادَ، ثُمَّ تَقدّمَ تُكُشُ نَحْوَ بَغْدَادَ يَطلبُ رُسُومَ السَّلطنَةِ، فَتحرّكتْ عَلَيْهِ أُمَّةُ الخَطَا، فَردّ إِلَى خُوَارِزْم وَمَاتَ. وَقَدْ خطبَ النَّاصِر بِوِلاَيَةِ العَهْد لوَلَده الأَكْبَر أَبِي نَصْرٍ، ثُمَّ ضيّق عَلَيْهِ لِما اسْتشعر مِنْهُ وَعيّن أَخَاهُ، وَأُخِذَ خطّ بِاعترَاف أَبِي نَصْرٍ بِالعجز، أفسد مَا بَيْنهُمَا النّصيْر بن مَهْدِيٍّ الوَزِيْر، وَأَفسد قُلُوْب الرَّعِيَّة وَالجُنْد عَلَى النَّاصِر وَبغّضه إِلَى المُلُوْك، وَزَادَ الفسَاد، ثُمَّ قُبِض عَلَى الوَزِيْر، وَتَمَكَّنَ بِخُرَاسَانَ خُوَارِزْمشَاه مُحَمَّدُ بنُ تَكِشّ وَتَجبّر وَاسْتَعْبَد المُلُوْك وَأَبَاد الأُمَم مِنَ التّرك وَالخَطَا، وَظلم وَعسف، وَقطع خطبَة الناصر من بلاده، ونال منه، وَقصد بَغْدَاد، وَوصل بوَادره إِلَى حُلْوَان فَأَهْلكهُم بِبَلْخَ، دَام عِشْرِيْنَ يَوْماً وَاتعظُوا بِذَلِكَ، وَجَمَعَ النَّاصِر الجَيْش، وَأَنفق الأَمْوَال، وَاسْتعدّ، فَجَاءتِ الأَخْبَار أَنَّ التّرك قَدْ حشدُوا، وَطمعُوا فِي البِلاَد، فَكرّ إِلَيْهِم وَقصدهُم فَقصدُوْهُ وَكثروهُ إِلَى أَنْ مزّقوهُ، وَبلبلُوا لُبّه وَشتّتُوا شَمله، وَملكُوا الأَقطَار، وَصَارَ أَيْنَ تَوجّه وَجد سيوفهُم متحكمَةً فِيْهِ، وَتَقَاذفتْ بِهِ البِلاَد، فَشرّق وَغرّب، وَأَنجد وَأَسهل، وَأَصحر وَأَجبل، وَالرّعب قَدْ زَلْزَلَ لُبَّهُ، فَعند ذَلِكَ قَضَى نَحْبَه.

قُلْتُ: جَرَى لَهُ وَلابْنِهِ منكوبرتي عَجَائِب وَسيرٌ، وَذَلِكَ عِنْدِي فِي مُجَلَّد أَلّفه النَّسَوِيّ كَاتِب الإِنشَاء. قَالَ المُوَفَّقُ: وَكَانَ الشَّيْخ شِهَاب الدِّيْنِ السُّهْرَوَرْدِيّ لَمّا ذهب فِي الرِّسَالَة خَاطب خُوَارِزْم شَاه مُحَمَّداً بِكُلِّ قَوْل، وَلاَطفه، وَلاَ يَزدَاد إلَّا عتُوّاً، وَلَمْ يَزَلِ النَّاصِر فِي عزّ وَقمع الأَعْدَاء، وَلاَ خَرَجَ عَلَيْهِ خَارِجِيّ إلَّا قمعه، وَلاَ مخَالف إلَّا دَمَغَهُ، وَلاَ عَدو إلَّا خذل، كَانَ شَدِيد الاهتمَام بِالملك، لاَ يَخفَى عَلَيْهِ كَبِيْر شَيْء مِنْ أُمُوْر رَعيته، أَصْحَاب أَخْبَاره فِي البِلاَد، حَتَّى كَأَنَّهُ شَاهِد جَمِيْع البِلاَد دفعَة وَاحِدَة، كَانَتْ لَهُ حيل لطيفَة، وَخدع لاَ يَفطُنُ إِلَيْهَا أَحَد، يُوقع صدَاقَة بَيْنَ مُلُوْك متعَادِيْنَ، وَيوقع عدَاوَة بَيْنَ ملوك متوادين ولا يفطنون. إلى أن قال: ولما دخل رسول الله صَاحِب مَازندرَان بَغْدَادَ كَانَتْ تَأتيه كُلّ صبَاح وَرقَة بِمَا فَعل فِي اللَّيْلِ فَصَارَ يُبَالِغ فِي التَّكتم، وَاختلَى لَيْلَة بِامْرَأَة فَصبحته وَرقَة بِذَلِكَ، فَتحيّر، وَخَرَجَ لاَ يَرتَاب أَنَّ الخَلِيْفَة يَعلم الغِيب. قُلْتُ: أَظنّه كَانَ مخدوماً مِنَ الجن. قال: وأتى رسول خوارزم شاه الرسالة مخفِيَّة وَكِتَاب مختُوْم، فَقِيْل: ارْجِع فَقَدْ عرفنَا مَا جِئْت بِهِ! فَرَجَعَ وَهُوَ يظنّ أَنَّ النَّاصِر وَلِي للهِ. وَجَاءَ مرَّة رَسُوْل لخُوَارِزْم شَاه فَحُبِسَ أَشهراً ثُمَّ أُعْطِي عَشْرَة آلاَف دِيْنَار فَذَهَبَ وَصَارَ منَاصحاً لِلْخَلِيْفَة. وَبَعَثَ قَاصداً يَكشف لَهُ عَسْكَر خُوَارِزْم شَاه، فَشوّه وَجهه وَتَجَانَنَ، وَأَنَّهُ ضَاع حِمَاره، فَسخرُوا مِنْهُ، وَضحكُوا، وَتردد بَيْنهُم أَرْبَعِيْنَ يَوْماً، ثُمَّ رَدّ إِلَى بَغْدَادَ، وَقَالَ: القَوْمُ مائَة وَتِسْعُوْنَ أَلْفاً، يَزِيدُوْنَ أَلْفاً أَوْ يَنقصُوْنَ. وَكَانَ النَّاصِر إِذَا أَطعم أَشبع، وَإِذَا ضَرَبَ أَوجع؛ وَصل رَجُل بِبّغَاء تَقرَأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} هديَّة لِلنَّاصِر، فَأَصْبَحت مِيتَة وَحزن فَأَتَاهُ فرَاش يَطلب الببّغَاء فَبَكَى، وَقَالَ: مَاتَتْ. قَالَ: عرفنَا، فَهَاتهَا ميتَة، وَقَالَ: كَمْ كَانَ أَمَلكَ? قَالَ: خَمْس مائَة دِيْنَارٍ، قَالَ: خُذهَا فَقَدْ بعثَهَا إِلَيْك أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ، فَإِنَّهُ عَالِم بِأَمرك مُنْذُ خَرَجت مِنَ الهِنْد! وَكَانَ صدرجهَان قَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ فِي جَمع مِنَ الفُقَهَاء، فَقَالَ وَاحِد مِنْهُم عَنْ فَرسه: لاَ يَقدر الخَلِيْفَة أَنْ يَأْخذهَا مِنِّي؛ قَالَ ذَلِكَ فِي سَمَرْقَنْد، وَعرف النَّاصِر فَأَمر بَعْض الزّبّالين أَنْ يَتعرض لَهُ وَيَضربه وَيَأْخذ الْفرس مِنْهُ بِبَغْدَادَ، وَيهرب بِهَا فِي الزّحمَة، ففعل، فجاءه الفَقِيْه إِلَى الأَبْوَاب يَسْتَغِيث وَلاَ يُغَاث، فَلَمَّا رجعوا من الحج خلع على صدرجهان وَأَصْحَابه سِوَى ذَلِكَ الفَقِيْه، ثُمَّ بَعْد خُلِعَ عَلَيْهِ، وَقدّمت لَهُ فَرسه وَعَلَيْهَا سرج مُذَهَّب، وَقِيْلَ لَهُ: لَمْ يَأْخُذْ فَرسك الخَلِيْفَة، إِنَّمَا أَخَذَهَا زبّال، فَغُشِيَ عَلَيْهِ.

قُلْتُ: مَا تَحْتَ هَذَا الفِعْل طَائِل، فُكُلُّ مَخْدُومِ وَكَاهن يَتَأَتى لَهُ أَضعَاف ذَلِكَ. قَالَ المُوَفَّقُ عَبْد اللَّطِيْفِ: وَفِي وَسط وِلاَيته اشْتَغَل برِوَايَة الحَدِيْث، وَاسْتنَاب نُوَاباً يَروون عَنْهُ، وَأَجرَى عَلَيْهِم جرَايَات، وَكَتَبَ لِلمُلُوْك وَالعُلَمَاء إِجَازَات، وَجَمَعَ كِتَاباً سَبْعِيْنَ حَدِيْثاً وَصل عَلَى يَد السُّهْرَوَرْدِيّ إِلَى حَلَب فَسَمِعَهُ الظَّاهِر، وَجمَاهير الدَّوْلَة وَشرخته. وَسَبَب مَيْله إِلَى الرِّوَايَة أَن قَاضِي القُضَاةِ العَبَّاسِيّ نُسِبَ إِلَيْهِ تَزوير فَأَحضروهُ وَثَلاَثَة مِنَ الشُّهُود، فَعزّر القَاضِي بتخرِيق عِمَامَته، وَطيف بِالثَّلاَثَة عَلَى جَمَال بِالذّرة، فَمَاتَ أَحَدهُم لَيْلَتَئِذٍ وَالآخر لبس لبس الفُسَّاق، وَالثَّالِث اخْتفَى وَهُوَ المُحَدِّثُ البَنْدَنِيْجِيّ رفِيقُنَا، وَاحتَاج وَبَاع فِي كُتُبِه فَوَجَد فِي الجزَاز إِجَازَة لِلنَاصِر مِنْ مَشَايِخ بَغْدَاد، فَرفعهَا إِلَيْهِ، فَخُلِع عَلَيْهِ وَأعْطي مائَة دِيْنَارٍ، ثُمَّ جُعِلَ وَكِيْلاً عَنِ النَّاصِر فِي الإِجَازَة وَالتّسمِيْع. قُلْتُ: مِمَّنْ يَرْوِي عَنِ النَّاصِر بِالإِجَازَةِ عَبْد الوَهَّابِ بن سُكَيْنَة، وَابْن الأَخْضَرِ، وَقَاضِي القُضَاةِ ابْن الدَّامَغَانِيّ، وَوَلِي العَهْد، وَالملك العَادل، وبنوه، وشيخانا: محمود الزنجاني، والمقداد القيسي. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: شرّفنِي النَّاصِر بِالإِجَازَةِ، وَرويت عَنْهُ بِالحَرَمَيْنِ وَدِمَشْق وَالقُدْس وَحَلَب وَبَغْدَاد وَأَصْبَهَان ونيسابور ومرو وهمذان. قال الموفق: وأقم مُدَّة يُرَاسل جَلاَل الدِّيْنِ الصَّبَّاحِيّ صَاحِب الأَلموت يرَاوده أَنْ يَعيد شعَار الإِسْلاَم مِنَ الصَّلاَةِ والصيام مما تركوه فيزمان سنَان، وَيَقُوْلُ لَهُم: إِنَّكُم إِذَا فَعَلتُم ذَلِكَ كُنَّا يَداً وَاحِدَة. وَاتّفقَ أَنَّ رَسُوْلَ خُوَارِزْم شَاه قَدِمَ فَزوّر عَلَى لِسَانه كتب فِي حق الملاَحدَة تَشتمل عَلَى الْوَعيد، وَعَزْم الإِيقَاع بِهِم، وَأَنَّهُ يَخرّب قلاعهُم وَيطلب مِنَ النَّاصِر المعونَة، وَأُحضر رَجُل مِنْهُم كَانَ قَاطناً بِبَغْدَادَ وَوقِّفَ عَلَى الكُتُب، وَأُخْرِج بِهَا وَبكُتُب مِنَ النَّاصِر عَلَى وَجه النّصح نِصْف اللَّيْل عَلَى البَرِيْدِ، فَقَدِم الأَلموت فَأَرهبهُم فَتظَاهِرُوا بِالإِسْلاَمِ وَإِقَامَة الشّعَار، وَبعثَوا رَسُوْلاً مَعَهُ مائَتَا شَابّ وَدَنَانِيْر كِبَاراً عَلَيْهَا: "لاَ إِلَهَ إلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ"، وَطَافَ المائَتَانِ بِهَا يَعلنُوْنَ بِالشهَادتين. وَكَانَ النَّاصِر قَدْ ملأَ القُلُوْب هَيْبَة وَخيفَة، حَتَّى كَانَ يَرهبه أَهْل الهِنْد، وَأَهْل مِصْرَ، فَأَحيَى هَيْبَة الخِلاَفَة. لَقَدْ كُنْت بِمِصْرَ وَبِالشَّام فِي خلوَات المُلُوْك وَالأَكَابِر إِذَا جَرَى ذَكَرَهُ خفضُوا أَصوَاتهُم إِجلاَلاَ لَهُ. وَردَ بَغْدَاد تَاجر مَعَهُ مَتَاع دِمْيَاط المُذَهَّب، فَسَأَلُوْهُ عَنْهُ فَأَخفَاهُ فَأُعْطِي علاَمَات فِيْهِ مِنْ عدده وَأَلوَانه وَأَصْنَافه، فَازدَاد إِنْكَاره، فَقِيْلَ لَهُ: مِنَ العلاَمَات أَنَّك نَقمْت عَلَى مَمْلُوْكك فُلاَن التُّرْكِيّ فَأَخَذتهُ إِلَى سَيْف بَحر دِمْيَاط وَقتلته، وَدفنته هُنَاكَ خلوَة.

قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: دَانت لِلنَاصِر السَّلاَطِيْن، وَدَخَلَ تَحْتَ طَاعته المخَالفُوْنَ، وَذلَّت لَهُ العُتَاة، وَانقهرت بِسَيْفِهِ البُغَاة، وَاندحض أَضدَاده، وَفتح البِلاَد العَدِيْدَة، وَملك مَا لَمْ يَملكه غَيْرُه، وَخُطِبَ لَهُ بِالأَنْدَلُسِ وَبِالصّين، وَكَانَ أَسد بَنِي العَبَّاسِ تَتصدَّع لِهَيْبَتِهِ الجِبَال، وَتذل لسطوته الأَقيَال، وَكَانَ حَسَنَ الْخلق أَطيف الخُلق، كَامِل الظّرف، فَصِيْحاً بَلِيْغاً، لَهُ التَّوقيعَات المُسَدّدَة وَالكَلِمَاتَ المُؤيدَة، كَانَتْ أَيَّامه غرَّة فِي وَجه الدَّهْر، وَدرَة فِي تَاج الفَخْر. حَدَّثَنِي الحَاجِب عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ قَالَ: برزَ مِنْهُ تَوقيع إِلَى صدْر الْمخزن جَلاَل الدِّيْنِ ابْن يُوْنُسَ: لاَ يَنْبَغِي لأَربَاب هَذَا المقَام أَنْ يُقْدِمُوا عَلَى أَمْر لَمْ يَنظرُوا فِي عَاقبته، فَإِنَّ النَّظَر قَبْل الإِقدَام خَيْر مِنَ النّدم بَعْد الفوَات، وَلاَ يُؤْخَذ البرَآء بِقَوْل الأَعْدَاء، فَلكل نَاصِح كَاشح، وَلاَ يُطَالب بِالأَمْوَال مَنْ لَمْ يَخن فِي الأَعْمَال، فَإِنَّ المصَادرَة مكَافَأَة لِلظَالِمِين، وَليكن العفَاف وَالتُّقَى رَقِيبَيْنِ عَلَيْك. وَبَرَزَ مِنْهُ تَوقيع: "قَدْ تَكرّر تَقدّمنَا إِلَيْك مِمَّا افْترضه الله عَلَيْنَا وَيلزمنَا القِيَام بِهِ كَيْفَ يُهْمَل حَالُ النَّاس حَتَّى تَم عَلَيْهِم مَا قَدْ بُيِّنَ فِي باطنهَا، فَتنصْف الرَّجُل وَتقَابل العَامِل إِنْ لَمْ يَفْلُج بِحجَّة شرعيَة". قَالَ القَاضِي ابْنُ وَاصِلٍ: كَانَ النَّاصِر شَهْماً شُجَاعاً ذَا فَكرَة صَائِبَة وَعقل رَصِين وَمكر وَدَهَاء، وَكَانَتْ هَيْبَته عَظِيْمَة جِدّاً، وَلَهُ أَصْحَاب أَخْبَار بِالعِرَاقِ وَسَائِر الأَطرَاف يطالعونه بجزئيات الأمور حتى ذكر أن رجلًا ببغداد عَمل دَعْوَة وَغسل يَده قَبْل أَضيَافه فَطَالعه صَاحِب الخَبَر، فَكَتَبَ فِي جَوَاب ذَلِكَ: سوء أَدب مِنْ صَاحِب الدَّار وَفضول مِنْ كَاتِب المُطَالَعَة. قَالَ: وَكَانَ رَدِيْءَ السّيرَة فِي الرَّعِيَّةِ، مَائِلاً إِلَى الظّلم وَالعسف، فَخربت فِي أَيَّامِهِ العِرَاق وَتَفرَّق أَهْلهَا وَأَخَذَ أَملاَكهُم، وَكَانَ يَفعل أَفعَالاً متضَادَّة، وَيَتشيع بِخلاَف آبَائِهِ. قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَرَى صِحَّة خِلاَفَة يَزِيْد، فَأَحضره ليعَاقبه، فَسَأَلَهُ: مَا تَقُوْلُ فِي خِلاَفَةِ يَزِيْد? قَالَ: أَنَا أَقُوْل لاَ يَنعزل بارتكَاب الفِسْق، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَأَمر بِإِطلاَقه، وَخَافَ مِنَ المحَاققَة. قَالَ: وَسُئِلَ ابْنُ الجَوْزِيِّ وَالخَلِيْفَة يسمع: مَنْ أَفْضَلِ النَّاسِ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ? قَالَ: أَفْضَلهُم بَعْدَهُ مَنْ كَانَتْ بِنْته تَحْته. وَهَذَا جَوَاب جَيِّد يَصدق عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعَلَى عليّ. قِيْلَ: كَتَبَ إِلَى النَّاصِر خَادم اسْمه يُمن يَتعتب، فَوَقَعَ فِيْهَا: بِمَنْ يَمُنّ يُمْن، ثَمَنُ يُمْنٍ ثُمْن". قَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: قل بصر النَّاصِر فِي الآخَرِ، وَقِيْلَ: ذهب جُمْلَةً، وَكَانَ خَادمه رَشِيق قَدِ اسْتولَى عَلَى الخِلاَفَة، وَبَقِيَ يُوقع عَنْهُ، وَكَانَ بِالخَلِيْفَة أَمرَاض مِنْهَا عسر الْبَوْل وَالحصَى، فَشَقَّ ذكرهُ مرَاراً وَمآل أَمره مِنْهُ كَانَ المَوْت. قَالَ: وَغسّله خَالِي مُحْيِي الدِّيْنِ.

قَالَ المُوَفَّقُ عَبْد اللَّطِيْفِ: أَمَا مرض مَوْته فَسهوٌ وَنسيَان؛ بَقِيَ بِهِ سِتَّة أَشْهُرٍ وَلَمْ يَشعر أَحَد مِنَ الرَّعِيَّةِ بكُنه حَاله حَتَّى خفِي عَلَى الوَزِيْر وَأَهْل الدَّار، وَكَانَ لَهُ جَارِيَة قَدْ علّمهَا الخطّ بِنَفْسِهِ، فَكَانَتْ تَكتب مثل خطه، فكانت تكتب على التواقيع بمشهورة القهرمَانَة، وَفِي أَثْنَاء ذَلِكَ نَزل جَلاَل الدِّيْنِ مُحَمَّد بن تَكِشّ خُوَارِزْمشَاه عَلَى ضوَاحِي بَغْدَاد هَارباً منفضّاً مِنَ الرِّجَالِ وَالمَال وَالدّوَاب، فَأَفسد بِمَا وَصلت يَده إِلَيْهِ، فَكَانُوا يَدَارُوْنَهُ وَلاَ يمضون فيه أمرًا لغيبَة رَأْي النَّاصِر، ثُمَّ نهبَ دقوقا، وَرَاح إِلَى أَذْرَبِيْجَان. نَقَلَ العَدْل شَمْس الدِّيْنِ الجَزَرِيّ فِي "تَارِيْخِهِ"، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ المُؤَيَّد ابْن العَلْقَمِيّ الوَزِيْر لَمَّا كَانَ عَلَى الأُسْتَاذ دراية يَقُوْلُ: إِنَّ المَاء الَّذِي يَشرَبُه الإِمَام النَّاصِر كَانَ تَجِيْء بِهِ الدَّوَابّ مِنْ فَوْقَ بَغْدَاد بِسَبْعَة فَرَاسخ وَيغلَى سَبْع غلوَات ثُمَّ يحبس فِي الأَوعيَة أُسْبُوْعاً ثُمَّ يَشرب مِنْهُ، وَمَا مَاتَ حَتَّى سقِي المُرقد ثَلاَث مرَار وَشق ذَكَرَهُ، وَأُخْرِج مِنْهُ الحصَى. وَقَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: بقي الناصر ثلاث سنين عاطلا عن الحركة بِالكليَّة، وَقَدْ ذَهَبت إِحْدَى عينِيه، وَفِي الآخَرِ أَصَابه دوسنطَارِيَا عِشْرِيْنَ يَوْماً وَمَاتَ، وَمَا أَطلق فِي مَرَضِهِ شَيْئاً مِمَّا كَانَ أَحَدثه مِنَ الرّسوم. قَالَ: وَكَانَ سَيِّئ السّيرَة، خرّب العِرَاق فِي أَيَّامِهِ، وَتَفرَّق أَهْله فِي البِلاَد، وَأَخَذَ أَمْوَالهُم وَأَملاَكهُم. إِلَى أَنْ قَالَ: وَجَعَلَ همّه فِي رمِي الْبُنْدُق وَالطيور المنَاسيب وَسرَاويلاَت الفتوَّة. وَنَقَلَ الظّهير الكَازَرُوْنِيّ فِيمَا أَجَاز لَنَا: إِنَّ النَّاصِر فِي وَسط خِلاَفَته همّ بِترك الخِلاَفَة وَبِالاَنقطَاع إِلَى التّعبد، وَكَتَبَ عَنْهُ ابْن الضَّحَّاك تَوقيعَا قُرئ عَلَى الأَعيَان، وَبَنَى رِبَاطاً لِلْفُقَرَاء، وَاتَّخَذَ إِلَى جَانب الرِّبَاط دَاراً لِنَفْسِهِ كَانَ يَتردَّد إِلَيْهَا وَيَحَادث الصُّوْفِيَّة، وَعمِلَ لَهُ ثيَاباً كَبِيْرَة بزِيّ القَوْم. قُلْتُ: ثُمَّ نبذ هَذَا وَملّ. وَمِنَ الحوَادث فِي دَوْلَته قدوم أَسرَى الفِرَنْج إِلَى بَغْدَادَ وَقَدْ هزمهُم صَلاَح الدِّيْنِ نَوْبَة مَرج العُيُون، وَمِنَ التّحف ضلع حوت طوله عَشْرَة أَذرع فِي عرض ذِرَاع، وَجَوَاهر مثمنَة. وَقِيْلَ: بَلْ كَانَ ذَلِكَ فِي آخِرِ دولة المستضيء. وَأُهْلِك وَزِيْر العِرَاق ظَهِيْر الدِّيْنِ ابْن العَطَّار فَعرفت الغوَغَاءُ بجِنَازَته فَرجمُوْهُ، فَهَرَبَ الحمَّالُوْنَ فَأُخْرِجَ مِنْ تَابوته، وَسُحب، فَتعرَّى مِنَ الأَكْفَان، وَطَافُوا بِهِ، نَسْأَل اللهَ السّتر، وَكَانَ جَبَّاراً عنِيْداً.

أَنْبَأَنِي عِزّ الدِّيْنِ ابْن البُزُوْرِيّ فِي "تَارِيْخِهِ"، قَالَ: حَكَى التَّيْمِيّ، قَالَ: كُنْتُ بحضرَة ابْن العَطَّار، وَقَدْ وَرد عَلَيْهِ شَيْخ فَوَعَظَهُ بكَلاَم لطيف وَنَهَاهُ، فَقَالَ: أَخرجُوهُ الكَلْب سحباً، وَكرر ذَلِكَ، وَقِيْلَ: هُوَ الَّذِي دسّ البَاطِنِيَّة عَلَى الوَزِيْر عَضُد الدِّيْنِ ابْن رَئِيْس الرُّؤَسَاء حَتَّى قتلُوْهُ، وَبَقِيَ النَّاصِر يَرْكَب وَيَتصيّد. وَفِي سَنَةِ 78: نَازل السُّلْطَان المَوْصِل مُحَاصراً، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الخَلِيْفَة يَلُوْمه. وَفِيْهَا افْتَتَحَ صَاحِب الرُّوْم مدينَة لِلنَّصَارَى، وَافتَتَح صَلاَح الدِّيْنِ حَرَّان وَسَرُوج وَنَصِيْبِيْن وَالرَّقَّة والبيرة. وَفِيْهَا تَفَتَّى النَّاصِرُ إِلَى عَبْدِ الجَبَّارِ شَرفَ الفُتوَّةِ، وَكَانَ شُجَاعاً مَشْهُوْراً تَخَافُه الرِّجَالُ، ثُمَّ تَعبَّدَ وَاشْتهرَ، فَطَلَبَهُ النَّاصِرُ، وَتَفَتَّى إِلَيْهِ، وَجَعَلَ المُعَوَّل فِي شَرْعِ الفُتُوَّةِ عَلَيْهِ، وَبَقِيَ النَّاصِرُ يُلبِّسُ سَرَاويلَ الفُتُوَّةِ لِسلاَطينِ البِلاَدِ. وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ: وَردَ كِتَابُ السُّلْطَانِ مِنْ إِنشَاءِ الفَاضِلِ فِيْهِ: "وَكَانَ الفِرَنْجُ قَدْ رَكِبُوا مِنَ الأَمْرِ نُكراً، وَافتَضُّوا مِنَ البَحْرِ بكْراً، وَشَحنُوا مَرَاكِبَ، وَضَرَبُوا بِهَا سوَاحلَ الحِجَازِ، وَظُنَّ أَنَّهَا السَّاعَةُ، وَانتظرَ المُسْلِمُوْنَ غَضبَ اللهِ لِبَيْتِه وَمَقَامِ خَلِيْلِه وَضَرِيْحِ نَبِيِّهِ، فَعَمَّرَ الأَخُ سَيْفُ الدِّيْنِ مَرَاكِبَ"، إِلَى أَنْ قَالَ: فَوَقَعَ عَلَيْهَا أَصْحَابُنَا فَأُخِذتِ المَرَاكِبُ بِأَسرِهَا، وَفَرَّ فِرَنْجُهَا، فَسَلَكُوا فِي الجِبَالِ مَهَاوِيَ المَهَالِكِ، وَمَعَاطِن المَعَاطِبِ، وَرَكِبَ أَصْحَابُنَا وَرَاءهُم خَيل العَرَبِ يَقتُلُوْنَ وَيَأْسِرُوْنَ حَتَّى لَمْ يَترُكُوا مُخبِّراً، {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا} [الزمر: 11] . وَفِيْهَا تسلّم صَلاَحُ الدِّيْنِ حَلَبَ. وَفِيْهَا: تَمَكَّنَ شِهَابُ الدِّيْنِ الغُوْرِيُّ، وَامتدَّ سُلْطَانُه إِلَى لهاور، وَحَاصَرَ بِهَا خسروشاه مِنْ وَلَدِ مَحْمُوْدِ بنِ سُبُكْتِكِيْنَ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ، فَأَكْرَمَهُ، ثُمَّ غَدرَ بِهِ. وَبَعَثَ صَلاَحُ الدِّيْنِ تَقدمَةً إِلَى الدِّيْوَانِ مِنْهَا شمسة يعني الجتر من رِيش الطَّوَاويس عَلَيْهَا أَلقَابُ المُسْتَنْصِرِ العُبَيْدِيِّ. ثُمَّ نَازَلَ صَلاَحُ الدِّيْنِ الكَركَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَفتَحَهَا، ثُمَّ بَلَغَهُ تَحزّبُ الفِرَنْجِ عَلَيْهِ فَتَرَكَهَا، وَقَصَدَهُم، فَعَرَجُوا عَنْهُ فَأَتَى دِمَشْقَ، وَوَهَبَ أَخَاهُ العَادِلَ حَلَبَ، ثُمَّ بَعَثَ بَعْدَهُ عَلَى نِيَابَةِ مِصْرَ ابْنَ أَخِيْهِ المَلِك المُظَفَّر عَمّ صَاحِبِ حَمَاةَ. وَفِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ: جَعَلَ الخَلِيْفَةُ مشْهد وَالجَوَاد أَمناً لِمَنْ لاَذَ بِهِ، فَحصَلَ بِذَلِكَ بلاء ومفاسد.

وَاستبَاحَ صَلاَحُ الدِّيْنِ نَابُلُسَ -وَللهِ الحَمْدُ، وَنَازلَ الكَركَ، فَجَاءتْهَا نَجدَاتُ العَدُوِّ، فَتَرَحَّلَ. وَفِيْهَا كَانَ خُرُوْجُ عَلِيِّ بنِ غَانِيَةَ المُلَثَّمِ صَاحِبِ مَيُوْرْقَةَ، فَسَارَ وَتَمَلَّكَ بَجَايَةَ عِنْدَ مَوْتِ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ، وَكثرتْ عَسَاكِرُه، ثُمَّ هَزمَ عَسْكَراً لِلموحدينَ، ثُمَّ حَاصرَ قُسْطَنْطِيْنِيَّةَ الهوَاءُ أَشْهُراً ثُمَّ كُشِفَ عَنْهَا المُوحِّدُوْنَ، فَأَقْبَلَ ابْنُ غَانِيَةَ إِلَى القَيْرَوَانِ، فَحشدَ وَاسْتخدمَ وَالتفَّتْ عَلَيْهِ بَنُوْ سُلَيْمٍ وَرِيَاحٌ وَالتُّركُ المِصْرِيّونَ الَّذِيْنَ كَانُوا مَعَ بُوْزَبَا وَقرَاقوشَ فَتَمَلَّكَ بِهِم أَفرِيقيَةَ سِوَى تُوْنُسَ وَالمَهْدِيَّةِ حَمَتْهُمَا الموحدُوْنَ، وَانضمَّ إِلَى ابْنِ غَانِيَةَ كُلُّ فَاسِدٍ وَمجرمٍ، وَعَاثُوا وَنَهَبُوا القُرَى وَسبَوا، وَأَقَامَ الخطبَةَ لِبَنِي العَبَّاسِ، وَأَخَذَ قَفْصَةَ، فَتَحَزَّبَ عَلَيْهِ الموحدُوْنَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ، وَأَقْبَلَ سُلْطَانُهُم يَعْقُوْبُ بنُ يُوْسُفَ فَخَيَّمَ بِتُوْنُسَ، وَجَهَّزَ لِلمَصَافِّ سِتَّةَ آلاف فارس مع ابن أَخِيْهِ، فَهَزمَهُم ابْنُ غَانِيَةَ، ثُمَّ سَارَ يَعْقُوْبُ بِنَفْسِهِ فَالتَقَوا، فَانْهَزَمَ عَلِيٌّ وَاسْتَحَرَّ بِهِ وَاسْتردَّ يَعْقُوْبُ البِلاَدَ، وَامتدتْ دَوْلَةُ ابْنِ غَانِيَةَ خَمْسِيْنَ. وَجَدَّ صَلاَحُ الدِّيْنِ فِي محَاصرَةِ الكَرَكِ. وَفِي سَنَةِ 581: نَازلَ صَلاَحُ الدِّيْنِ المَوْصِلَ، وَجدَّ فِي حصَارِهَا، ثُمَّ سَارَ وَتسلّمَ مَيَّافَارِقِيْنَ بِالأَمَانِ، ثُمَّ مرضَ بِحَرَّانَ مرضاً شدِيداً، وَتنَاثرَ شعرُ لِحْيتِه، وَمَاتَ صَاحِبُ حِمْصَ مُحَمَّدُ بنُ شِيرْكُوْه، فَملَّكَهَا السُّلْطَانُ وَلدَه أَسَدَ الدِّيْنِ، وَلُقِّبَ بِالملكِ المُجَاهِدِ. وَفِي سَنَةِ 82: ابْتدَاءُ فِتْنَةٍ عَظِيْمَةٍ بَيْنَ الأَكرَادِ وَالتُّرُكْمَانِ بِالمَوْصِلِ وَالجَزِيْرَةِ وَأَذْرَبِيْجَانَ وَالشَّامِ وَشهرزور، وَدَامتْ أَعْوَاماً، وَقُتِلَ فِيْهَا مَا لاَ يُحصَى، وَانقطعتِ السُّبُلُ حَتَّى أَصلحَ بَيْنهُم قَايْمَازُ نَائِبُ المَوْصِلِ، وَأَصلُهَا عُرسٌ تركمَانِيٌّ. وَفِيْهَا قَالَ العِمَادُ: أَجْمَعَ المنجّمُوْنَ فِي جَمِيْعِ البِلاَدِ بِخرَابِ العَالِمِ عِنْدَ اجْتمَاعِ الكَوَاكِبِ السّتَةِ فِي المِيزَانِ بطوفَانِ الرِّيْحِ فِي سَائِرِ البُلْدَانِ، فَشرعَ خلقٌ فِي حفرِ مغَائِرَ وَتوثيقِهَا، وَسُلْطَانُنَا مُتَنَمِّرٌ موقنٌ أَنَّ قَوْلَهُم مبنِيٌّ عَلَى الكَذِبِ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عيَّنُوْهَا لَمْ تَتحرَّكْ نسمَةٌ. وَقَالَ ابْنُ البُزُوْرِيِّ: لَقَدْ تَوقفَ الهوَاءُ فِي ذَلِكَ الشَّهْرِ عَلَى السواد وما ذروا الغلة. وَفِيْهَا جرتِ فِتْنَةٌ بِبَغْدَادَ بَيْنَ الرَّافِضَّةِ وَالسُّنَّةِ قُتِلَ فِيْهَا خلقٌ كَثِيْرٌ، وَغلبُوا أَهْل الكَرْخِ. وَكَانَ الخُلْفُ وَالحَرْبُ بَيْنَ الأَرمنِ وَالرُّوْمِ وَالفِرَنْجِ. وَقَتَلَ الخَلِيْفَةُ أُسْتَاذَ دَارِه ابْنَ الصَّاحِبِ، وَوَلِيَهَا قَوَامُ الدِّيْنِ يَحْيَى بنُ زَبَادَةَ، وَخلَّفَ ابْنُ

الصَّاحبِ مِنَ الذّهبِ الْعين أَزْيدَ مِنْ أَلفِ أَلفِ دِيْنَارٍ، وَكَانَ عَسُوَفاً فَاجراً رَافِضِيّاً، وَوزرَ جَلاَل الدِّيْنِ عُبَيْد اللهِ بن يُوْنُسَ، وَكَانَ شَاهِداً، فَارتقَى إِلَى الوزَارَةِ. وَفِيْهَا بَعَثَ السُّلْطَانُ طُغْرِلُ بنُ أَرْسَلاَنَ بنِ طُغْرِلَ السَّلْجُوْقِيُّ أَنْ تُعَمَّرَ لَهُ دَارُ المَمْلَكَةِ ليَنْزِلَ بِهَا، وَأَنْ يُخْطَبَ لَهُ، فَهَدَّمَ النَّاصِرُ دَارَه وَردَّ رَسُوْلَه بِلاَ جَوَابٍ، وَكَانَ ملكاً مُسْتضعفاً مَعَ المُلُوْكِ، فَمَاتَ البَهْلَوَانُ، فَتمكّنَ، وَطَاشَ. وَفِيْهَا فُتِحتِ القُدْسُ وَغَيْرُهَا، وَاندكَّتْ مُلُوْكُ الفِرَنْجِ، وَكُسرُوا وَأُسرُوا، قَالَ العِمَادُ: فُتحتْ سِتُّ مَدَائِنَ وَقلاعٍ فِي سِتِّ جُمعٍ: جَبلَةُ وَاللاَّذِقِيَّةُ وَصهيونُ وَالشُّغْرُ وَبكَاسُ وَسُرْمَانِيَّةُ، ثم أخذ حصن بَرْزَيَةَ بِالأَمَانِ ثُمَّ رحلَ صَلاَحُ الدِّيْنِ -أَيَّدَهُ اللهُ- إِلَى دربسَاكَ، فَتسلّمَهَا، ثُمَّ إِلَى بَغْرَاسَ فَتسلّمَهَا، وَهَادنَ صَاحِبَ أَنطَاكيَةَ، وَدَامَ الحصَارُ عَلَى الكَرَكِ وَالمطَاولَةُ، فَسلّمُوهَا لجوعِهم، ثُمَّ أَعْطَوا الشّوبكَ بِالأَمَانِ، ثُمَّ نَازل السُّلْطَان صَفَدَ. وَفِي سَنَةِ 84: كَانَ صَلاَحُ الدِّيْنِ لاَ يَفترُ وَلاَ يقرُّ عَنْ قِتَالِ الفِرَنْجِ. وَسَارَ عَسْكَرُ النَّاصِرِ عَلَيْهِم الوَزِيْرُ ابْنُ يُوْنُسَ فَعملَ المَصَافَّ مَعَ السُّلْطَانِ طُغْرِلَ، فَانْهَزَمَ عَسْكَرُ النَّاصِرِ، وَتَقَاعسُوا، وَثبتَ ابْنُ يُوْنُسَ فِي نَفَرٍ، بِيَدِهِ مُصحفٌ مَنْشُوْرٌ وَسيفٌ مَشْهُوْرٌ، فَأَخَذَ رَجُلٌ بعِنَانِ فَرسِهِ وَقَادَهُ إِلَى مخيَّمٍ فَأَنْزَلَهُ، فَجَاءَ إِلَيْهِ السُّلْطَانُ وَوزِيْرُه فَلزمَ مَعَهُم قَانُوْنَ الوزَارَةِ، وَلَمْ يَقمْ، فَعجبُوا، وَلَمْ يَزَلْ محترماً حَتَّى ردَّ، وَأَمَّا صَاحِبُ المرَآةِ فَقَالَ: أُحضرَ ابْنُ يُوْنُسَ بَيْنَ يَدَي طُغْرِلَ، فَأَلْبَسَه طرطوراً بِجَلَاجِلَ، وَتَمَزَّقَ العَسْكَرُ، وَسَارَ قُزلُ أَخُو البَهْلَوَانِ فَهَزمَ طُغْرِلَ، وَمَعَهُ ابْنُ يُوْنُسَ فَسَارَ إِلَى خِلاَطٍ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ بُكْتَمُرُ مَا فعله، قال: هم يؤوني، قَالَ: فَأُطلقَ الوَزِيْرُ، فَمَا قدرَ يُخَالِفُه، فَجَهَّزَهُ بُكْتَمُرُ بخيلٍ وَمَمَالِيْكٍ، فَردَّ ذَلِكَ، وَأَخَذَ بغلينِ برجلين، وَسَارَ مَعَهُ غُلاَمُه فِي زِيِّ صُوْفِيٍّ إِلَى المَوْصِلِ متنكِّراً، ثُمَّ ركبَ إِلَى بَغْدَادَ فِي سفينة. وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ: نَفذَ طُغْرِلُ تُحَفاً وَهدَايَا، وَاعْتَذَرَ وَاسْتَغْفرَ. وظهرَ ابْنُ يُوْنُسَ، فَولِيَ نَظَرَ المخزنِ، ثُمَّ عزلَ بَعْدَ أَشهرٍ. وَفِيْهَا وَفِي المُقْبِلَةِ: كَانَ الحصَارُ الَّذِي لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ أَبَداً عَلَى عَكَّا، كَانَ السُّلْطَانُ قَدِ افْتتحَهَا وَأَسكنَهَا المُسْلِمِيْنَ، فَأَقْبَلتِ الفِرَنْجُ برّاً وَبَحْراً مِنْ كُلِّ فَجٍّ عمِيْقٍ، فَأَحَاطُوا بِهَا، وَسَارَ صَلاَحُ الدِّيْنِ فَيدفعُهُم فَمَا تَزعزعُوا وَلاَ فَكَّرُوا بل أنشأوا سوراً وَخَنْدَقاً عَلَى معَسْكَرِهِم، وَجَرَتْ غَيْرُ وَقْعَةٍ، وَقُتِلَ خَلْقٌ كَثِيْرٌ يَحتَاجُ بسطُ ذَلِكَ إِلَى جزءٍ، وَامتدتِ المنَازلَةُ وَالمطَاولَةُ وَالمُقَاتَلةُ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ شَهْراً، وَكَانَتِ الأَمْدَادُ تَأْتِي العَدُوَّ مِنْ أَقْصَى البِحَارِ، وَاسْتنجدَ صَلاَحُ

الدِّيْنِ بِالخَلِيْفَةِ وَغَيْرِهِ حَتَّى أَنَّهُ نَفذَ رَسُوْلاً إِلَى صَاحِبِ المَغْرِبِ يَعْقُوْبَ المُؤْمِنِيِّ يَسْتَجِيْشُه، فَمَا نَفعَ، وَكُلُّ بلاَءِ النَّصَارَى ذهَابُ بَيْتِ المَقْدِسِ مِنْهُم. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: لبسَ القسوس السَّوَادَ حزناً عَلَى القُدْسِ، وَأَخَذَهُم بِتركِ القُدْسِ، وَركبَ بِهِمُ البَحْرَ يَسْتَنفرُوْنَ الفِرَنْجَ، وَصَوَّرُوا المَسِيْحَ وَقَدْ ضربَه النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجرحَه، فَعظمَ هَذَا المَنْظَرُ عَلَى النَّصَارَى، وَحشدُوا وَجَمَعُوا مِنَ الرِّجَالِ وَالأَمْوَالِ مَا لاَ يُحصَى، فَحَدَّثَنِي كردِيٌّ كَانَ يُغِيرُ مَعَ الفِرَنْجِ بِحصنِ الأَكرَادِ أَنَّهُم أَخَذُوهُ مَعَهُم فِي البَحْرِ، قَالَ: فَانْتَهَى بِنَا الطَّوَافُ إِلَى رُوْميةَ، فَخَرَجْنَا مِنْهَا وَقَدْ ملأْنَا الشّوَانِي الأَرْبَعَةَ فِضَّةً. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: فَخَرَجُوا عَلَى الصّعبِ وَالذّلولِ برّاً وَبَحْراً، وَلَوْلاَ لطفُ اللهِ بِإِهَلاَكِ ملكِ الأَلمَانِ، وَإِلاَّ لَكَانَ يُقَالُ: إِنَّ الشَّامَ وَمِصْرَ كَانَتَا لِلمُسْلِمِيْنَ. قُلْتُ: كَانَتْ عَسَاكِرُ العَدُوِّ فَوْقَ المائَتَيْ أَلفٍ، وَلَكِنْ هلكُوا جوعاً وَوبَاءً، وَهلكتْ دوَابُّهُم وَجَافتِ الأَرْضُ بِهِم، وَكَانُوا قَدْ سَارُوا فَمرُّوا عَلَى جهَةِ القُسْطَنْطِيْنِيَّةِ ثُمَّ عَلَى مَمَالِكِ الرُّوْمِ تقتلُ وَتَسبِي، وَالتقَاهُ سُلْطَانُ الرُّوْمِ فَكسرَه ملكُ الأَلمَانِ، وَهجمَ قُوْنِيَةَ فَاسْتبَاحَهَا، ثُمَّ هَادنَه ابْنُ قِلْجَ رسلاَنَ وَمَرُّوا عَلَى بلاَدِ سيسَ، وَوَقَعَ فِيهِمُ الفَنَاءُ فَمَاتَ الملكُ وَقَامَ ابْنُه. قُلْتُ: قُتلَ مِنَ العَدُوِّ فِي بَعْضِ المَصَافّاتِ الكَبِيْرَةِ الَّتِي جرتْ فِي حِصَارِ عَكَّا فِي يَوْمٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً وَخَمْسُ مائَةٍ، وَالتَقَوا مَرَّةً أُخْرَى، فَقُتِلَ مِنْهُم سِتَّةُ آلاَفٍ، وَعَمَّرُوا عَلَى عكَّا بُرْجَيْنِ مِنْ أَخشَابٍ عَاتيَةٍ، البرجُ سَبْعُ طَبَقَاتٍ فِيْهَا مسَامِيْرُ كِبَارٌ يَكُوْنُ المِسْمَارُ نِصْفَ قنطَارٍ، وَصَفَّحُوا البُرجَ بِالحديدِ، فَبقِيَ مَنْظَراً مهولاً، وَدَفَعُوا البُرجَ بِبكرٍ تَحْتَه حَتَّى أَلصقوهُ بِسورِ عَكَّا، وَبَقِيَ أَعْلَى مِنْهَا بِكَثِيْرٍ، فَسلّطَ عَلَيْهِ أَهْلُ عكَّا المَجَانِيْقَ حَتَّى خلخلُوْهُ، ثُمَّ رَمُوْهُ بقدرَةِ نَفطٍ، فَاشتعلَ مَعَ أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ لبودٌ منقوعَةٌ بِالخَلِّ تَمنعُ عَملَ النفطِ، فَأُوْقِدَ، وَجَعَلَ الملاعِينُ يَرمُوْنَ نُفُوْسَهُم مِنْهُ، وَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً، ثُمَّ عَملُوا كَبْشاً عَظِيْماً، رَأْسُه قنَاطيرُ مقَنْطَرَةٌ مِنْ حديدٍ؛ ليدفعُوْهُ عَلَى السُّوْرِ فَيخرقَه، فَلَمَّا دحرجُوهُ وَقَاربَ السُّوْرَ، سَاخَ فِي الرملِ لعظمِه، وَهدَّ الكِلاَبُ بدنَةً وَبُرجاً فَسدَّ المُسْلِمُوْنَ ذَلِكَ وَأَحكمُوْهُ فِي لَيْلَةٍ، وَكَانَ السُّلْطَانُ يَكُوْنُ أَوّلَ رَاكِبٍ وآخر نازل في هذين العَامَيْنِ، وَمَرِضَ، وَأَشرفَ عَلَى التَّلَفِ، ثُمَّ عُوفِيَ. قَالَ العِمَادُ: حُزِرَ مَا قُتِلَ مِنَ العَدُوِّ، فَكَانَ أَكْثَرَ مِنْ مائَةِ أَلْفٍ. وَمِنْ إِنشَاءِ الفَاضِلِ إِلَى الدِّيْوَانِ وَهُم عَلَى عَكَّا: يَمُدُّهُمُ البَحْرُ بِمَرَاكِبَ أَكْثَرَ مِنْ أَمْوَاجِه، وَيَخْرُجُ لَنَا أَمَرَّ مِنْ أُجَاجِه، وَقَدْ زَرَّ هَذَا العَدُوُّ عَلَيْهِ مِنَ الخنَادقِ دُرُوْعاً، وَاسْتجنَّ مِنَ الجنونَاتِ

بِحصُوْنٍ، فَصَارَ مُصحرّاً ممتنِعاً حَاسِراً مدرَّعاً، وَأَصْحَابُنَا قَدْ أَثَّرَتْ فِيهِمُ المُدَّةُ الطَّوِيْلَةُ فِي اسْتطَاعتِهِم لاَ فِي طَاعتِهِم، وَفِي أَجْوَالِهِم لاَ فِي شَجَاعَتِهِم فَنَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ العِصَابَةُ، وَنرجُو عَلَى يَدِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ الإِجَابَةَ، وَقَدْ حرَّمَ بَابَاهُم -لَعَنَهُ اللهُ- كُلَّ مُبَاحٍ، وَاسْتَخْرَجَ مِنْهُم كُلَّ مَذْخُورٍ، وَأَغلَقَ دُونَهُمُ الكَنَائِسَ، وَلبسُوا الحِدَادَ، وَحَكَمَ أَنْ لاَ يَزَالُوا كَذَلِكَ أَوْ يَسْتَخلصُوا المَقْبَرَةَ، فَيَا عَصَبَةَ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اخْلُفْهُ فِي أُمَّتِه بِمَا تَطمئنُّ بِهِ مضَاجِعُه، وَوَفِّهِ الحَقَّ فِيْنَا، فَهَا نَحْنُ عِنْدَك وَدَائِعُه، وَلَوْلاَ أَنَّ فِي التَّصرِيحِ مَا يَعُوْدُ عَلَى العدَالَةِ بِالتّجرِيحِ لقَالَ الخَادِمُ مَا يُبْكِي العُيُونَ وَيُنكِي القُلوبَ، وَلَكِنَّهُ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ وَللنّصرِ مُرتقِبٌ، رَبِّ لاَ أَملكُ إلَّا نَفْسِي وهاهي في سبيلك مبذوله، وأخي وقد هاجر هِجْرَةً نَرجوهَا مَقْبُوْلَةً، وَوُلْدِي وَقَدْ بذلتُ لِلْعدوِّ صفحَاتِ وُجُوْهِهِم، وَنقفُ عِنْد هَذَا الحدِّ وَللهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ". وَمِنْ كتاب إِلَى الدِّيْوَانِ: قَدْ بُلِيَ الإِسْلاَمُ مِنْهُم بِقَوْمٍ اسْتطَابُوا المَوْتَ، وَفَارقُوا الأَهْلَ طَاعَةً لقسيسِهِم، وَغِيرَةً لِمَعْبَدِهِم، وَتهَالُكاً عَلَى قُمَامتِهِم، حَتَّى لسَارَتْ ملكَةٌ منهم بخمس مائة مقائل التّزمتْ بنفقَاتِهِم، فَأَخَذَهَا المُسْلِمُوْنَ برِجَالهَا بِقُرْبِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَذوَاتُ المقَانِعِ مقنَّعَاتٌ دَارعَاتٌ تحمل الطّوَارقَ وَالقبطَارِيَاتِ، وَوجدْنَا مِنْهُم عِدَّةً بَيْنَ القَتْلَى، وَبَابَا روميةَ حَكَمَ بِأَنَّ مَنْ لاَ يَتوجَّهُ إِلَى القُدْسِ فَهُوَ مُحرَّمٌ لاَ مَنْكِحَ لَهُ وَلاَ مَطْعَمَ، فَلِهَذَا يَتهَافتُوْنَ عَلَى الوُرودِ وَيَتهَالكُوْنَ عَلَى يَوْمِهِمُ الموعُوْدِ، وَقَالَ لَهُم: إِنَّنِي وَاصِلٌ فِي الرَّبِيْعِ جَامِعٌ عَلَى اسْتنفَارِ الجَمِيْعِ، وَإِذَا نَهَضَ فَلاَ يَقعدُ عَنْهُ أَحَدٌ، وَيَقْبَلُ مَعَهُ كُلُّ مَنْ قَالَ: للهِ وَلَدٌ. وَمِنْ كِتَابٍ: وَمَعَاذَ اللهِ أَنْ يَفتحَ اللهُ عَلَيْنَا البِلاَدَ ثُمَّ يغلقُهَا، وَأَنْ يُسلمَ عَلَى يَدَيْنَا القُدْسَ ثُمَّ ننصرَه، ثُمَّ مَعَاذَ اللهِ أَن نغلبَ عَنِ النَّصْرِ أَوْ أَنْ نُغْلَبَ عَنِ الصَّبْرِ: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ} [محمد: 35] . وَلَسْتُ بِقَرْمٍ هَازِمٍ لِنَظِيرِهِ ... وَلَكِنَّهُ الإِسْلاَمُ لِلشِّرْكِ هَازمُ إِلَى أَنْ قَالَ: وَالمَشْهُوْرُ الآنَ أَنَّ ملكَ الأَلمَانِ خَرَجَ فِي مائَتَيْ أَلفٍ، وَأَنَّهُ الآن في دون خمسة آلاف. وَخَرَجَ جَيْشُ الخَلِيْفَةِ عَلَيْهِم نَجَاحٌ إِلَى دقوقَا؛ لِحَرْبِ طُغْرِلَ، فَقَدِمَ بَعْدَ أَيَّامٍ وَلدُ طُغْرِلَ صَبِيٌّ مُمَيِّزٌ يَطلبُ العفوَ عَنْ أَبِيْهِ. سَنَة سَبْعٍ وَثَمَانِيْن اشتدَّتْ مُضَايقَةُ العَدُوِّ عَكَّا وَأَمْدَادُهُم مُتَوَاتِرَةٌ، فَوَصَلَ مَلِكُ الإِنْكِيْتَرِ، وَقَدْ مرَّ بقُبْرُصَ، وَغدرَ بِصَاحِبهَا، وَتَملَّكَهَا كُلَّهَا، ثُمَّ سَارَ إِلَى عَكَّا فِي خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ قطعَةً، وَكَانَ مَاكراً، دَاهِيَةً، شُجَاعاً، فَخَارت قُوَى مَنْ بِهَا مِنَ المُسْلِمِيْنَ، وَضَعُفُوا بِخُرُوْجِ أَمِيْرَيْنِ

مِنْهَا فِي شينِي، وَقَلقُوا، فَبَعَثَ إِلَيْهِم السُّلْطَانُ: أَنِ اخْرُجُوا كُلُّكُم مِنَ البَلَدِ عَلَى حَمِيَّةٍ، وَسيرُوا مَعَ البَحْرِ وَاحْمِلُوا عَلَيْهِم وَأَنَا أَجيئُهُم مِنْ وَرَائِهِم، وَأَكشِفُ عَنْكُم. فَشرعُوا فِي هَذَا فَمَا تَهَيَّأَ ثُمَّ خَرَجَ أَمِيْرُ عَكَّا ابْنُ المَشْطُوْب إِلَى مَلِكِ الفِرَنْجِ وَطلبَ الأَمَانَ فَأَبَى، قَالَ: فَنَحْنُ لاَ نُسلِّمُ عَكَّا حَتَّى نُقتَلَ جَمِيْعاً وَرَجِعَ، فَزحفَ العَدُوُّ عَلَيْهَا، وَأَشرفُوا عَلَى أَخْذِهَا فَطَلبَ المُسْلِمُوْنَ الأَمَانَ عَلَى أَنْ يُسلّمُوا عَكَّا وَمائَتَيْ أَلْفِ دِيْنَارٍ وَخَمْسَ مائَةِ أَسيرٍ وَصَليبَ الصَّلبوتِ فَأُجِيبُوا، وَتَمَلَّكَ العَدُوُّ عَكَّا فِي رَجَبٍ وَوَقَعَ البُكَاءُ وَالأَسفُ عَلَى المُسْلِمِيْنَ، ثُمَّ سَارَتِ الفِرَنْجُ تَقصدُ عَسْقَلاَنَ، فَسَارَ السُّلْطَانُ فِي عرَاضهِم، وَبَقِيَ اليَزَكُ يَقْتَتِلُوْنَ كُلَّ وَقتٍ، ثُمَّ كَانَتْ وَقْعَةُ نَهْرِ القَصَبِ، ثُمَّ وَقْعَةُ أَرْسُوْفَ، فَانْتصرَ المُسْلِمُوْنَ، وَأَتَى صَلاَحُ الدِّيْنِ عَسْقَلاَنَ فَأَخلاَهَا، وَشرعَ فِي هَدمِهَا، وَهَدمَ الرَّمْلَةَ وَلُدَّ، وَشرعتِ الفرنج فِي عِمَارَة يَافَا، وَطَلَبُوا الهدنَةَ، ثُمَّ جرتْ وَقعَاتٌ صِغَارٌ، وَقصدتِ المَلاعِينُ بَيْتَ المَقْدِسِ وَبِهَا السُّلْطَانُ، فَبَالغَ فِي تَحْصِيْنِهَا. وَفِيْهَا وُلِّيَ الأُسْتَاذُ دَارِيَة ابْنُ يُوْنُسَ الَّذِي كَانَ وَزِيْراً. وَفِيْهَا ظَهَرَ السُّهْرَوَرْدِيُّ السَّاحرَ بِحَلَبَ، وَأَفتَى الفُقَهَاءُ بِقَتْلِهِ، فَقتِلَ بِالجوعِ، وَأُحرقَتْ جثَّتُهُ، وَكَانَ سيمَاوياً فَيلسوَفاً مُنحلاًّ. وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ شَرَعَتِ الفِرَنْجُ فِي بِنَاءِ عَسْقَلاَن. وَالتَقَى شِهَابُ الدِّيْنِ الغُوْرِيُّ عَسَاكِرَ الهِنْدِ، فَهَزمَهُم، وَقَتَلَ ملكَهُم فِي الوقعَةِ. وَكبَسَ الإِنكيتر فِي الرَّملِ عَسْكَراً مِنَ المِصْرِيّينَ، وَقفلا فَاسْتبَاحَهُم، فَللَّهِ الأَمْرِ، ثُمَّ انعقدَتِ الهدنَةُ ثَلاَثَ سِنِيْنَ وَثَمَانِيَةَ أَشهرٍ، وَدَخَلَ فِيْهَا السُّلْطَانُ وَهُوَ يَعضُّ يَدَهُ حَنَقاً، وَلَكِنْ كَثُرَتْ عَلَيْهِ الفِرَنْجُ وَملَّ جندَهُ وَحَلَفَ عَلَى الصُّلحِ عِدَّةٌ مِنْ مُلُوْكِ المُسْلِمِيْنَ مَعَ السُّلْطَانِ، وَعِدَّةٌ مِنْ مُلُوْكِ الفِرَنْجِ. وَفِيْهَا قتلَ صَاحِب الرُّوْمِ قِلْج أَرْسَلاَن السَّلْجُوْقِيّ، وَقُتِلَ بُكْتَمُر صَاحِب خِلاَطٍ عَلَى يَدِ الإِسْمَاعِيْلِيَّةِ. وَسَارَ السُّلْطَانُ طُغْرِلَ، فَبَدَّعَ فِي الرَّيِّ، وَقَتَلَ بِهَا خلقاً مِنَ المُسْلِمِيْنَ، وَعَادَ إِلَى هَمَذَان، فَبطل نِصْفه. وَفِيْهَا افْتَتَحَ سُلْطَانُ غَزْنَةَ شِهَابُ الدِّيْنِ فِي بلاَدِ الهند. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: انْقضَّ كَوْكَبَانِ عَظِيْمَانِ اضطرمَا، وسمع صوت هزة عَظِيْمَةٍ، وَغلبَ ضوؤهُمَا ضوءَ القَمَرِ وَالنَّهَارِ، وَذَلِكَ بَعْدَ طُلُوْعِ الفَجْرِ.

وَفِيْهَا تُوُفِّيَ السُّلْطَانُ صَلاَحُ الدِّيْنِ، وَكَانَتْ دَوْلَتُهُ أَزْيَدَ مِنْ عِشْرِيْنَ. وَفِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ: كَانَتِ الحَرْبُ تَسْتَعِرُ بَيْنَ شِهَابِ الدِّيْنِ الغُوْرِيِّ وَبَيْنَ سُلْطَانِ الهِنْدِ بنَارس، قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: فَالتَقَوا عَلَى نَهْرِ مَاخُونَ، وَكَانَ مَعَ الهندِيِّ سَبْعُ مائَةِ فِيلٍ، وَمِنَ العَسْكَرِ عَلَى مَا قِيْلَ: أَلفُ أَلفِ نَفْسٍ، وَفِيهِم عِدَّةُ أُمَرَاء مُسْلِمِيْن، فَنُصِرَ شِهَابُ الدِّيْنِ، وَكثُرَ القتلُ فِي المُشْرِكِيْنَ حَتَّى جَافَتْ مِنْهُمُ الأَرْضُ، وَقُتِلَ بنَارس، وَعُرِفَ بِشدِّ أَسْنَانِهِ بِالذَّهَبِ، وَغَنِمَ شِهَابُ الدِّيْنِ تِسْعِيْنَ ألفًا فِيْهَا فِيلٌ أَبيضُ، وَمِنْ خَزَائِنِ بنَارس أَلْفاً وَأَرْبَعَ مائَةِ حملٍ. وَبَعَثَ النَّاصِرُ إِلَى خُوَارِزْم شَاه، ليحَاربَ طُغْرِلَ، فَبَادرَ وَالتقَاهُ فَهَزمَهُ، وَقتلَهُ وَنهبَ خزَانتَهُ، وَهَزَمَ جَيْشَهُ، وَنفذَ الرَّأْسَ إِلَى بَغْدَادَ. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: وَسَيَّرَ النَّاصِرُ لخُوَارِزْم شَاه نَجدَةً وَسيَّرَ لَهُ مَعَ وَزِيْرِهِ المُؤَيَّدِ ابْنِ القَصَّابِ خِلَعَ السَّلطنَةِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ المُؤَيَّدُ بَعْدَ الوقعَةِ: احضُرْ إِلَيَّ لِتَلْبِسَ الخِلْعَةَ، وَتردَّدَتِ الرسل، وقيل لخوارزشاه: إِنَّهَا حِيْلَةٌ لِتُمْسَكَ، فَأَقْبل ليَأْخذ ابْن القَصَّابِ، ففر إلى جبل حماه. وَعُزِلَ مِنَ الأُسْتَاذِ دَارِيَة ابْن يُوْنُسَ، وَحُبِسَ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَوُلِّيَ مَكَانُهُ التَّاجُ بنُ رَزِيْنَ. وَقُتِلَ أَلب غَازِي مُتَوَلِّي الحِلَّةِ. وَفِيْهَا افْتَتَحَ ابْنُ القَصَّابِ بلاَدَ خُوْزِسْتَانَ. وَوَقَعَ الرِّضَى عَنْ بنِي الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ، وَسُلِّمَ ابْنُ الجَوْزِيِّ إِلَى أَحَدِهِم، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى وَاسِطَ فَسَجَنَهُ بِهَا خَمْسَ سِنِيْنَ. وَتَمَلَّكَ مِصْرَ بَعْدَ السلطان ابنه عبد العَزِيْزُ، وَدِمَشْقَ ابْنُهُ الأَفْضَلُ، وَحَلَبَ ابْنُهُ الظَّاهِرُ، وَالكَرَكَ وَحَرَّانَ وَموَاضِعَ أَخُوْهُ العَادلُ. وَفِيْهَا جَاءَ يُحَاصِرُ الأَفْضَلَ بِدِمَشْقَ، ثُمَّ جَاءَ عمُّهُمَا ليُصْلِحَ بينهما، وكان داهية، فلعب بها إِلَى أَنْ مَاتَ العَزِيْزُ، فَتَمَلَّكَ هُوَ مِصْرَ، وَطرَدَ عَنْ دِمَشْقَ الأَفْضَلَ إِلَى سُمَيْسَاطَ فَقنعَ بِهَا، وَلَوْلاَ أَنَّ الظَّاهِرَ كَانَ زوجَ بِنْتِهِ لأَخَذَ مِنْهُ حَلَبَ، وَكَانَ الأَفْضَلُ صَاحِبَ شُرْبٍ وَأَغَانٍ، ثُمَّ إِنَّهُ أَصْبَحَ يَوْماً تَائِباً أَرَاقَ الخُمُوْرَ وَلَبِسَ الخَشِنَ وَتعبَّدَ وَصَامَ وَجَالَسَ الصُّلَحَاءَ، ونسخ مصحفٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ قَلِيْلَ السَّعَادَةِ. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ: اسْتولَى ابْنُ القَصَّابِ عَلَى هَمَذَانَ فَضُرِبَتِ الطُّبُولُ بِبَغْدَادَ، وَعظُمَ ابْنُ القَصَّابِ وَنَفَّذَ إليه خوارزم شاه يتوعد لَمَّا عَاثَ بِأَطرَافِ بلاَدِهِ، ثُمَّ مَاتَ ابْنُ القَصَّابِ، وَأَقْبَلَ خُوَارِزْم شَاه فَهَزمَ جَيْشَ الخَلِيْفَةِ وَنبَشَ الوَزِيْر مُوهِماً أَنَّهُ قُتِلَ فِي المَصَافِّ.

وفيها حدد العَزِيْزُ هُدْنَةً مَعَ كُنْدَهْرِي طَاغِيَةِ الفِرَنْجِ فَمَا لَبِثَ الكَلْبُ أَنْ سقطَ مِنْ مَوْضِعٍ بعكَّا، فَمَاتَ، وَاختلَّتْ أَحْوَالُ الفِرَنْجِ قَلِيْلاً، وَأَقْبَلَ الأَفْضَلُ عَلَى التَّعبُّدِ وَدبَّرَ ملكَهُ ابْنُ الأَثِيْرِ ضِيَاءُ الدِّيْنِ، فَاختلَّتْ بِهِ الأَحْوَالُ. وَكَانَتْ بِالأَنْدَلُسِ المَلْحَمَةُ العُظْمَى، وَقْعَةُ الزَّلاَّقَةِ بَيْنَ يَعْقُوْبَ وَبَيْنَ الفُنْشِ الَّذِي اسْتولَى عَلَى بلاَدِ الأَنْدَلُسِ، فَأَقْبَلَ اللَّعِينُ فِي مائَتَيْ أَلفٍ، وَعرضَ يَعْقُوْبُ جندَهُ فَكَانُوا مائة ألف مرتزقة، ومئة أَلْفٍ مطَّوّعَةٍ، عدوا البَحْرَ إِلَى الأَنْدَلُسِ فَنَزَلَ النَّصْرُ وَنجَا قَلِيْلٌ مِنَ العَدُوِّ؛ قَالَ أَبُو شَامَةَ: عِدَّةُ القَتْلَى مائَةُ أَلْفٍ وَسِتَّةٌ وَأَرْبَعُوْنَ أَلْفاً، وَأُسِرَ ثَلاَثُوْنَ أَلْفاً، وَأُخِذَ مِنْ خِيَامِهِم مائَةُ أَلْفِ خيمَةٍ وَخَمْسُوْنَ أَلْفاً، وَمِنَ الخيلِ ثَمَانُوْنَ أَلفِ رَأْسٍ، وَمِنَ البغَالِ مائَةُ أَلْفٍ، وَمِنَ الحمِيْرِ الَّتِي لأَثقَالِهِم أَرْبَعُ مائَةِ أَلْفٍ، وَبِيْعَ الأَسيرُ بِدِرْهَمٍ، وَالحصَانُ بخَمْسَةٍ، وَقَسَمَ السُّلْطَانُ الغَنِيْمَةَ عَلَى الشَّرِيعَةِ، وَاسْتَغْنَوا. وَكَانَتِ المَلْحَمَةُ يَوْمَ تاسع شَعْبَانَ. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ: فِيْهَا أُطلقَ طَاشتكين أَمِيْر الحَاجّ وَأَعْطَي خُوْزِسْتَان. وَفِيْهَا حَاصرَ العَزِيْزُ دِمَشْقَ ثَالِثاً، وَمَعَهُ عَمُّهُ فَتملَّكَهَا وَذلَّ الأَفْضَلَ. وَأَقْبَلَ خُوَارِزْم شَاه ليتَمَلَّكَ بغداد. وَفِيْهَا التَقَى الفُونشُ، وَيَعْقُوْبُ ثَانِياً فَانْكَسَرَ الفُنش، وساق يعقوب خلفه إلى طليطلة ونازلها وضربه بِالمِنْجَنِيْق، وَلَمْ يَبْقَ إلَّا أَخْذَهَا، فَخَرَجَ إِلَيْهِ أُمُّ الفُنش وَبنَاتُهُ يَبكينَ فَرَقَّ لهُنَّ وَمَنَّ عليهِنَّ وَهَادَنَ الفُنش، لأَنَّ ابْنَ غَانِيَةَ غلبَ عَلَى أَطرَافِ المَغْرِبِ فَتفرَّغَ يَعْقُوْبُ لَهُ. وَفِيْهَا كَتَبَ الفَاضِلُ إِلَى القَاضِي مُحْيِي الدِّيْنِ ابْنِ الزَّكِيِّ: وَمِمَّا جَرَى بَأْسٌ مِنَ اللهِ طَرَقَ وَنَحْنُ نِيَامٌ، وَظُنَّ أَنَّهُ السَّاعَة، وَلاَ يَحسبُ المَجْلِسَ أَنِّي أَرْسَلتُ القلمَ مُحَرَّفاً وَالقَوْلَ مُجَزَّفاً، فَالأَمْرُ أَعْظَمُ؛ أَتَى عَارضٌ فِيْهِ ظلمَات متكَاثفَة، وَبرُوْقٌ خَاطفَةٌ، وَرِيَاحٌ عَاصفَةٌ، قوِي أُلْهُوبُهَا، وَاشتدَّ هُبُوبُهَا، وَارتفعتْ لَهَا صعقَاتٌ، وَرَجَفَتِ الجُدُرُ، وَاصطَفَقَتْ وَتلاَقَتْ وَاعتنقَتْ، وَثَارَ عجَاجٌ فَقِيْلَ: لَعَلَّ هَذِهِ عَلَى هَذِهِ قَدِ انْطَبَقَتْ، فَفَرَّ الخلقُ مِنْ دُوْرِهِم يَسْتَغِيثُونَ، قَدِ انْقَطَعَتْ عُلُقُهُم، وَعمِيَتْ عَنِ النَّجَاةِ طُرُقُهُم، فَدَامَتْ إِلَى الثُّلُثِ الأَخِيْرِ، وَتَكسَّرَتْ عِدَّةُ مَرَاكِبَ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَالخطبُ أَشقُّ، وَمَا قضيتُ بِغَيْرِ الحَقِّ. وَفِيْهَا أَخذتِ الفِرَنْجُ بَيْرُوْتَ، وَهَرَبَ مُتَوَلِّيهَا سَامَةُ.

وَفِي سَنَةِ 94: تَملَّكَ خُوَارِزْم شَاه بُخَارَى، أَخَذَهَا مِنْ صَاحِبِ الخَطَا بَعْدَ حُرُوْبٍ عَظِيْمَةٍ. وَفِي سَنَةِ 95: حَاصرَ خُوَارِزْم شَاه الرَّيَّ، وَكَانَ عَصَى عليه نائبه بها، فظفر بِهِ، وَنفذَ إِلَيْهِ النَّاصِرَ تَقليداً بِالسَّلطنَةِ، فَلَبِسَ الخِلْعَةَ، وَحَاصَرَ أَلموتَ، فَوَثَبَ باطنِيٌّ عَلَى وَزِيْرِهِ فَقَتَلَهُ، وَقَتلُوا رَئِيْسَ الشَّافِعِيَّةِ صَدْرَ الدِّيْنِ ابْنَ الوَزَّانِ. وَمَاتَ سُلْطَانُ المَغْرِبِ يَعْقُوْبُ، فَتَمَلَّكَ وَلدُهُ مُحَمَّدٌ. وَمَاتَ صَاحِبُ مِصْرَ الملكُ العَزِيْزُ صَلاَحُ الدِّيْنِ، وَأَقْبَلَ الأَفْضَلُ مِنْ صَرْخَدٍ إِلَى مِصْرَ، فَدبَّرَ دَوْلَةَ عَلِيِّ ابْنِ العَزِيْزِ، ثُمَّ سَارَ بِالجَيْشِ، وَنَازلَ عَمَّهُ العَادلَ بِدِمَشْقَ، وَأَحرَقَ الحوَاضِرَ، وَكَادَ أَنْ يَملِكَ، وَضَايَقَ البلدَ أَشْهُراً، وَجَاءت النجدة العادل فكسبوا المِصْرِيّينَ، وَضَعفَ أَمرُ الأَفْضَلِ. سَنَة 96: مَاتَ السُّلْطَانُ عَلاَءُ الدِّيْنِ تُكُشُ بنُ آتْسِز خُوَارِزْمشَاه، وَتسلْطَنَ بَعْدَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ. وَاشتدَّ الحصَارُ عَلَى دِمَشْقَ، وَتَمحَّقَتْ خَزَائِنُ العَادلِ عَلَى العَسْكَرِ، وَاسْتدَانَ، وَاشتدَّ الغلاَءُ وَالبَلاَءُ بِدِمَشْقَ، وَأَقْبَلَ الشِّتَاءُ، فَترحَّلَ الأَفْضَلُ وَالظَّاهِرُ، فَبَادَرَ العَادلُ وَقصدَ الأَفْضَلَ فَأَدْرَكَهُ بِالغُرَابِيِّ، وَدَخَلَ القَاهِرَةَ وَتَمَكَّنَ وَردَّ الأَفْضَلَ منَحْوساً إِلَى صَرْخَدٍ بَعْدَ مَصَافٍّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمِّهِ، ثُمَّ اسْتنَابَ العَادلُ بِمِصْرَ وَلدَهُ الكَامِلَ، وَعزلَ المَنْصُوْر عَلِيّ ابْن العَزِيْزِ، وَقَالَ: هَذَا صَبِيٌّ يُرِيْدُ المَكْتَبَ. وَنقصَ النِّيلُ وَوَقَعَ القَحطُ، وَهَلَكَ أَهْلُ مِصْرَ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنَ الآيَاتِ الكِبَارِ فَإِنَّ النِّيلَ كسر مِنْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ ذرَاعاً سِوَى ثَلاَثَة أَصَابع. وَدَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ، وَالبَلاَءُ شَدِيدٌ، وأكلوا الجيف، ولجوم الآدميين، وجرى ما لا يعبر عنه. قَالَ المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ: وَعُدِمَ البَيْضُ، وَلَمَّا وُجِدَ بِيْعَتِ البيضَةُ بِدِرْهَمٍ، وَبيعَ فَرُّوجٌ بِمائَةٍ، وَبيعَ مُدَيدَة بدِيْنَارٍ، وَالَّذِي دَخَلَ تَحْتَ قَلَمِ الحُشْرِيَّةِ مِنَ الموتَى فِي اثْنَيْنِ وَعِشْرِيْنَ شَهْراً مائَةُ أَلْفٍ وَأَحَدَ عشرَ أَلْفاً إلَّا شَيْئاً يَسيراً وَهُوَ نَزْرٌ فِي جَنْبِ مَا هَلَكَ بِمِصْرَ وَالحوَاضرِ، وَكلُّهُ نَزرٌ فِي جَنْبِ مَا هَلَكَ بِالإِقْلِيْمِ، وَسَمِعنَا مِنْ ثِقَاتٍ عَنِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ أن الإمام صلى يوم الجمعة عَلَى سَبْعِ مائَةِ جَنَازَةٍ. ثُمَّ سَاقَ عِدَّةَ حِكَايَاتٍ فِي أَكْلِ لُحُوْمِ بنِي آدَمَ، وَتَمَّتْ زَلْزَلَةٌ فَكَانَتْ حَرَكَتُهَا كَالغَرْبَلَةِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، قَالَ: فَصحَّ عِنْدِي أَنَّهَا حَرَّكَتْ مِنْ قُوصٍ إلى الشام،

وَتعفَّتْ بلاَدٌ كَثِيْرَةٌ، وَهَلَكَ أُمَمٌ لاَ تُحصَى، وَأَنْكَتْ فِي بلاَدِ الفِرَنْجِ أَكْثَرَ، وَسَمِعنَا أَنَّهَا وَصلَتْ إِلَى خِلاَطٍ، وَجَاءنِي كِتَابٌ مِنَ الشَّامِ فِيْهِ: كَادَتْ لَهَا الأَرْضُ تسيرُ سَيْراً وَالجِبَالُ تَمورُ مَوْراً، وَمَا ظَنَنَّا إلَّا أَنَّهَا زَلْزَلَةُ السَّاعَةِ، وَأَتَتْ دُفْعَتَينِ: الأُوْلَى مِقْدَارَ سَاعَةٍ أَوْ أَزْيَدَ، وَالثَّانِيَةُ دُوْنَ ذَلِكَ لَكِنْ أَشدُّ. وَفِي كِتَابٍ آخرَ: دَامَتْ بقدَرِ مَا قرَأَ سُوْرَةَ الكهفِ، وَأَنَّ صَفَدَ لَمْ يَسلَمْ بِهَا سِوَى وَلدِ صَاحِبِهَا..". قُلْتُ: فِي هَذَا الكِتَابِ خسفٌ وَإِفكٌ، وَفِيْهِ أَنَّ عِرقَةَ وَصَافِيثَا خُسِفَ بِهِمَا. وقال أبو شامة: في شَعْبَانَ جَاءتْ زَلْزَلَةٌ عَمَّتِ الدُّنْيَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ، فَهدمَتْ نَابُلُسَ، فَمَاتَ تَحْتَ الهَدْمِ ثَلاَثُوْنَ أَلْفاً، وَهدمَتْ عكَّا وَصُوْرَ وَجَمِيْعَ قلاعِ السَّاحِلِ. قُلْتُ: وَهَذِهِ مُجَازفَةٌ ظَاهِرَةٌ. قَالَ: وَرُمَّتْ بَعْضُ المنارة الشرقية، وأكثر الكلاسة والمارستان وعامة دورِ دِمَشْقَ، وَهَرَبَ النَّاسُ إِلَى المِيَادِيْنِ، وَسقطَ مِنَ الجَامِعِ سِتَّةَ عشرَ شُرْفَةً، وَتشقَّقَتْ قُبَّةُ النَّسْرِ. إِلَى أَنْ قَالَ -وَالعُهْدَةُ عَلَيْهِ: وَأُحْصِيَ مَنْ هَلَكَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فَكَانَ أَلفَ أَلفٍ وَمائَةَ أَلْفِ إِنْسَانٍ. ثُمَّ قَالَ: نقَلْتُ ذَلِكَ مِنْ تَارِيخِ أَبِي المُظَفَّرِ سِبْطِ ابْنِ الجَوْزِيِّ. وَكَانَتْ خُرَاسَانُ فِي هَيْجٍ وَحُرُوْبٍ عَلَى المُلكِ، وَالتَقَى جَيْشُ السُّلْطَانِ غِيَاثِ الدِّيْنِ الغُوْرِيِّ كفار، فَانْهَزَمَ الكُفَّارُ. وَأَنْبَأَنِي ابْنُ البُزُوْرِيِّ فِي تَارِيْخِهِ، قَالَ: زُلْزِلَتِ الجَزِيْرَةُ وَالشَّامُ وَمِصْرُ، فَتخرَّبَتْ أَمَاكنُ كَثِيْرَةٌ جِدّاً بِدِمَشْقَ وَحِمْصَ وَحَمَاةَ، وَاسْتَوْلَى الخرَابُ عَلَى صُوْرٍ وَعكَا وَنَابُلُسَ وَطَرَابُلُسَ، وَانخسفَتْ قَرْيَةٌ، وَخَرِبَتْ عِدَّةُ قلاعٍ. وَحَارَبَ المُعِزُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ سَيْفِ الإِسْلاَمِ صَاحِبُ اليَمَنِ عَلَويّاً خَرَجَ عَلَيْهِ فَهَزمَ العَلَوِيّ وَقتلَ مِنْ جندِهِ سِتَّةَ آلاَفٍ، وَقهرَ الرَّعِيَّةَ، وَادَّعَى أَنَّهُ أُمَوِيٌّ، وَتَسَمَّى بِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. وَقَدِمَ مُدَرِّسُ النِّظَامِيَّةِ، وَكَانَ قَدْ بُعِثَ رَسُوْلاً مِنَ النَّاصِرِ إِلَى الغُوْرِيِّ. وَنُدِبَ طَاشتكين لِلْحَجِّ، وَلمُحَارَبَة المُعِزِّ بِاليَمَنِ، فَبَعَثَ إِلَى أُمَرَاءَ يُنْذِرُهُم وَيَحضُّهُم عَلَى طَاعَةِ الإِمَامِ، فَشدُّوا عَلَى المُعِزِّ فَقتلُوْهُ. سَنَةُ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ: تَنَاقَصَ الفنَاءُ بِمِصْرَ لقلَّةِ مَنْ بَقِيَ، فَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ كَبِيْرَةٍ لَمْ يَبْقَ بِهَا بَشَرٌ، حَتَّى لِنَقَلَ بَعْضُهُم أَنَّ بَلَداً كَانَ بِهَا أَرْبَعُ مائة نزل للنساجة لم يبق بها أحد.

وَأَرَّخَ العِزُّ النَّسَّابَةُ خَبَرَ الزَّلْزَلَةِ فِيْهَا، فَوَهِمَ، وَقَالَ: هِيَ الزَّلْزَلَةُ العُظْمَى الَّتِي هَدَمَتْ بلاَدَ السَّاحِلِ صُوْرَ وَطَرَابُلُسَ وَعِرقَةَ، وَرَمتْ بِدِمَشْقَ رُؤُوْسَ المآذنِ، وَأَهْلكَتِ اثْنَيْنِ بِالكلاَّسَةِ. سَنَة 599: قَالَ لَنَا ابْنُ البُزُوْرِيِّ: مَاجَتِ النُّجُوْمُ، وَتطَايرَتْ كَالجَرَادِ، وَدَامَ ذَلِكَ إِلَى الفَجْرِ، وَضجَّ الخلقُ إِلَى اللهِ. وَمَاتَ سُلْطَانُ غَزْنَةَ غِيَاثُ الدِّيْنِ، وَقَامَ بَعْدَهُ أَخُوْهُ شِهَابُ الدِّيْنِ. وَأَبعدَ العَادلُ ابْنَ ابْنِ أَخِيْهِ المَنْصُوْرَ العَزِيْزَ إِلَى الرُّهَا، وَحَاصَرَ مَارْدِيْنَ، ثُمَّ صَالَحَهُ صَاحِبُهَا عَلَى حملِ مائَةٍ وَخَمْسِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ فِي العَامِ، وَأَنْ يَخطبَ لَهُ، وَالتَقَى صَاحِبُ حَمَاةَ المَنْصُوْرُ الفِرَنْجَ مرَّتينِ وَيهزمُهُم. وَفِي سَنَةِ سِتِّ مائَةٍ: التَقَى الأَشْرَفُ ابْنُ العَادلِ وَصَاحِبُ المَوْصِلِ نُوْرُ الدِّيْنِ فَكسرَهُ الأَشْرَفُ، وَأَسَرَ أُمَرَاءهُ ثُمَّ اصطلحَا، وَتَزَوَّجَ الأَشْرَفُ بِالأَتَابَكيَّةِ أُخْتِ نُوْرِ الدِّيْنِ. وَدَخَلَتِ الفِرَنْجُ فِي النِّيلِ فَاسْتبَاحُوا فوّة يَوْمِ العِيْدِ. وَنَازلَ صَاحِبُ سيسَ أَنطَاكيَةَ وَجدَّ فِي حصَارِهَا، ثُمَّ ترحَّلَ خَوْفاً مِنْ عَسْكَرِ حَلَبَ، ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ أَقْبَلَ وَهجمَ أَنطَاكيَةَ بِموَاطَأَةٍ مِنْ أَهْلِهَا، فَقَابلَهُ البُرْنُسُ سَاعَةً ثُمَّ التَجَأَ إِلَى القَلْعَةِ، وَنَادَى بشعَارِ صَاحِبِ حَلَبَ وَسرَّحَ بطَاقَةً، فَسَارعَ لنجدتِهِ صَاحِبُ حَلَبَ، فَفَرَّ الأَرْمَنِيُّ. وَأَقْبَلتْ جيوشُ الفِرَنْجِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ إِلَى عَكَّا عَازمِينَ عَلَى قصدِ القُدْسِ، وَنَزَلَ العَادلُ تَحْتَ الطُّورِ، وَجَاءتْهُ أَمْدَادُ العَسَاكِرِ، وَأَغَارتِ الفِرَنْجُ وَعَاثَتْ، وَاسْتمرَّ الخوفُ شُهوراً. وَمَا زَالتِ قُسْطَنْطِيْنِيَّةَ لِلرُّومِ، فَتحزَّبَتِ الفِرَنْجُ وَملوكُهَا فِي هَذَا الوَقْتِ. وَسَنَةُ إِحْدَى وَسِتِّ مائَةٍ: احترقَتْ دَارُ الخِلاَفَةِ، وَكَانَ أَمراً مهولاً، حَتَّى قِيْلَ: إِنَّ قيمَةَ مَا ذهبَ ثَلاَثَةُ آلاَفِ أَلفِ دِيْنَارٍ وَسَبْعِ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ، قَالَهُ أَبُو شَامَةَ. وَفِيْهَا وَقعَتِ الهدنَةُ بَيْنَ العَادلِ وَبَيْنَ الفِرَنْجِ بَعْدَ أَنْ عَاثُوا وَأَغَارُوا عَلَى حِمْصَ وَعَلَى حَمَاةَ، وَلَوْلاَ ثَبَاتُ المَنْصُوْرِ لرَاحَتْ حَمَاةُ، ثُمَّ أَغَارُوا عَلَى جبلَةَ وَاللاَّذِقِيَّةَ، وَاسْتضرُّوا، وَكَانَ العَادلُ قَدْ مَضَى إِلَى مِصْرَ، فَخَافَ وَأَهَمَّهُ أَمرُ العَدُوِّ، ثُمَّ عَملَ هِمَّةً، وَأَقْبَلَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّ مائَةٍ، فَحَاصَرَ عَكَّا مُدَّةً، فَصَالَحُوْهُ، فَلَمْ يَغْتَرَّ، وَطلبَ العَسْكَرَ مِنَ النَّوَاحِي، وَأَنفقَ الأَمْوَالَ، وَعلمَ أَنَّ الفِرَنْجَ لاَ يَنَامُوْنَ، فَنَازَلَ حصنَ الأَكرَادِ، وَأَخَذَ مِنْهَا بُرْجاً، ثُمَّ نَازلَ طَرَابُلُسَ مُدَّةً، فَملَّ جندُهُ، وَخضعَ لَهُ ملكُ طَرَابُلُسَ، وَسَيّرَ لَهُ تُحَفاً وَثَلاَثَ مائَةِ أَسيرٍ، وَصَالح.

وَاستضرَّتِ الكُرْجُ، وَعَاثُوا بِأَذْرَبِيْجَانَ، وَقتلُوا خَلْقاً، وَعظُمَ البَلاَءُ، فَالتقَاهُم صَاحِبُ خِلاَطٍ وَنجدَةُ مِنَ الرُّومِيِّينَ، فَنَصْرَ اللهُ وَقُتِلَ طَاغِيَةُ الكُرْجِ. وَفِي سَنَةِ 602: وَزَرَ النَّصِيْر بن مَهْدِيٍّ العَلَوِيّ، وَركِبَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ دَوَاةٌ مُحلاَّةٌ بِأَلفِ مثقَالٍ، وَورَاءهُ المهدُ وألوية الحمد والكوسات والعهد منشورًا وَالأُمَرَاءُ مشَاةٌ فَعذَّبَ الوَزِيْر ابْن حديدَة، وَصَادرَهُ، فَهَرَبَ مِنْهُ ثُمَّ ظَهَرَ بَعْدَ مُدَّةٍ خَبَرُهُ بِمَرَاغَةَ. وَأَغَارتِ الأَرمنُ عَلَى نوَاحِي حَلَبَ، وَكبسُوا العَسْكَرَ، وَقَتَلُوا فِيهِم فَسَارعَ الظَّاهِرُ وَقصدَ ابْنَ لاون، ففر إلى قلاعه. وسلك خُوَارِزْم شَاه بلدَ تِرْمِذَ إِلَى الخَطَا مَكِيدَةً ليتمكَّنَ مِنْ تَملُّكِ خُرَاسَانَ. وَفِيْهَا وُجِدَ بِإِرْبِلَ خروفٌ وَجهُهُ وَجهُ آدَمِيٍّ. وَسَارَ صَاحِبُ الرَّيِّ إِيدغمش، فَافْتَتَحَ خَمْسَ قلاعٍ لِلإسْمَاعِيليَّةِ وَصمَّمَ عَلَى أَخْذِ ألموتَ، وَاسْتِئصَالهُم. وَكَانَتْ خُرَاسَانُ تَموجُ بِالحُرُوْبِ. وفي سنة أربع: قصد خوارزم شَاه الخَطَا فِي جَيْشٍ عَظِيْمٍ، فَالتَقَوا وَتَمَّتْ بَيْنهُم مصَافَّاتٌ، ثُمَّ وَقعَتِ الهَزِيْمَةُ عَلَى المُسْلِمِيْنَ، وَقُتِلَ خَلْقٌ، وَأُسِرَ السُّلْطَانُ وَأَمِيْرٌ مِنْ أُمَرَائِهِ فَأَظهرَ أَنَّهُ مَمْلُوْكٌ لِلأَمِيْرِ، فَبقِي الَّذِي أَسَرَهُمَا يَحترمُ الأَمِيْرَ، فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ تُقَرِّرَ عليَّ مَالاً وَأَبعثُ مَمْلُوْكِي هَذَا حَتَّى يَحضرُ المَالُ، فانخدع الخطائي وسيب الملوك وَمَعَهُ مَنْ يَخْفُرُهُ وَيَحفظُهُ إِلَى خُوَارِزْم فَنجَا السُّلْطَانُ، وَتَمَّتِ الحيلَةُ وَزُيِّنَتِ البِلاَدُ، ثُمَّ قَالَ الخطائِيُّ لذَاكَ الأَمِيْرِ، قَدْ عُدِمَ سُلْطَانُكُم قَالَ: أو ما تَعرفُهُ? قَالَ: لاَ، قَالَ: هُوَ مَمْلُوْكِي الَّذِي رَاحَ. قَالَ الخطائِيُّ: فَسِرْ بِنَا إِلَى خِدْمَتِهِ وَهلاَّ عَرَّفْتَنِي حَتَّى كُنْتُ أَخدمُهُ! ? وَكَانَ خُوَارِزْم شَاه مُحَمَّد قَدْ عَظُمَ جِدّاً، وَدَانَتْ لَهُ الأمم، وتحت يده ملوك وأقاليم. وَفِي سَنَةِ 605: كَانَتِ الزَّلْزَلَةُ العُظْمَى بِنَيْسَابُوْرَ دَامت عَشْرَةُ أَيَّامٍ، وَمَاتَ الخلقُ تَحْتَ الرَّدْمِ. وَفِي سَنَةِ 606: حَاصرَ ملكُ الكُرْجِ خِلاَط، وَكَادَ أَنْ يَأْخذَهَا وَبِهَا الأَوحدُ ابْنُ الملكِ العَادلِ، فَقَالَ لإِيوَاي الملكِ منجِّمُهُ: مَا تَبِيْتُ اللَّيْلَةَ إلَّا فِي قَلْعَةِ خِلاَط، فَاتَّفَقَ أَنَّهُ سَكِرَ وَحَمَلَ فِي جَيْشِهِ، وَخَرَجَ المُسْلِمُوْنَ، وَالْتَحَمَ الحَرْبُ، وَقُتِلَ خَلْقٌ وَأُسِرَ إِيوَاي، فَمَا بَاتَ إلَّا فِي القَلْعَةِ، وَنَازلَتِ الكُرْجُ أَرْجَيْش، وَافْتَتَحوهَا بِالسَّيْفِ. وَكَانَ العَادلُ رُبَّمَا تركَ الجِهَادَ، وَقَاتَلَ عَلَى الدُّنْيَا، فَحَاصَرَ سِنْجَارَ مُدَّةً.

وَقَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: سَارَ خُوَارِزْم شَاه فَعبَرَ جَيْحُونَ بجيوشِهِ فَالتقَاهُ طَاينكو طَاغِيَةُ الخَطَا فَانْهَزَمَتِ الخطا وأسر ملكهم وأتى به خوترزمشاه فَبَعَثَ بِهِ إِلَى خُوَارِزْم. وَعصَى صَاحِبُ سَمَرْقَنْدَ عَلَى حَمُوْهُ خُوَارِزْمشَاه، وَظلمَ وَتَمرَّدَ وَقَتَلَ مَنْ عِنْدَهِ مِنَ العَسْكَرِ الخُوَارِزْمِيَّةِ، فَنَازلَهُ خُوَارِزْم شَاه وَأَخَذَ مِنْهُ سَمَرْقَنْدَ، وَبَذَلَ فِيْهَا السَّيْفَ، فَيُقَالُ: قتل بها مئتا أَلف مُسْلِمٍ، ثُمَّ زَحَفَ عَلَى القَلْعَةِ وَأَسَرَ ملكَهَا فَذبَحَهُ. وَفِي هَذَا الوَقْتِ أَوَّلُ مَا سُمِعَ بذِكْرِ التَّتَارِ، فَخَرَجُوا مِنْ أَرَاضيهِم بَادِيَةِ الصِّينِ، وَرَاءَ بلاَدِ تُرْكُستَانَ، فَحَاربُوا الخَطَا مَرَّاتٍ وقووا بكسرة خوارزم شاه للخطا، وعاثوا. وكان رأسهم يدعى كشلوخان، فَكَتَبَ ملكُ الخَطَا إِلَى خُوَارِزْمشَاه. مَا جَرَى بَيْنَنَا مغفورٌ، فَقَدْ أَتَانَا عدوٌّ صعبٌ، فَإِنْ نُصِرُوا عَلَيْنَا فَلاَ دَافع لَهُم عَنْكَ، وَالمصلحَةُ أَنْ تُنْجِدَنَا، فَكَتَبَ: هَا أَنَا قَادِمٌ لنصرتِكُم، وكاتب كشلوخان: إنني قادم وأما مَعَكَ عَلَى الخَطَا، فَكَانَ بِئسَ الرَّأْي، فَأَقْبَلَ، وَالتَقَى الجمعَانِ، وَنَزَلَ خُوَارِزْم شَاه بِإِزَائِهِمَا يُوهِمُ كُلاًّ مِنَ الفرقَيْنِ أَنَّهُ مَعَهُ، وَأَنَّهُ كَمِينٌ لَهُ، فَوَقَعتِ الكَسْرَةُ عَلَى الخَطَا فَمَالَ خُوَارِزْم شَاه حِيْنَئِذٍ مُعِيناً لَكشلوخَان، وَاسْتَحَرَّ القتلُ بِالخَطَا، وَلجؤُوا إِلَى رُؤُوْسِ الجِبَالِ، وَانضمَّ مِنْهُم خلقٌ إِلَى خُوَارِزْم شَاه، وَخضعَ لَهُ كشلوخَان، وَقَالَ: نَتقَاسمُ مَمْلَكَةَ الخَطَا، فَقَالَ خُوَارِزْم شَاه: بَلِ البلاد لي، وسار لحربه، ثم سار لِحَرْبِهِ، ثُمَّ تَبيَّن لَهُ قوَّةَ التَّتَارِ، فَأَخَذَ يراوغهم، ويكسبهم، فَبَعَثَ إِلَيْهِ كشلو: مَاذَا فِعلُ ملكٍ، ذَا فِعْلُ اللُّصُوصِ، فَإِنْ كُنْتَ ملِكاً فَاعملْ مصافاُ، فَلَمْ يُجِبْهُ، وَأَمرَ أَهْلَ فَرغَانَةَ وَالشَّاشَ وَمَدَائِنَ التُّرْكِ بِالجفلِ إِلَى بُخَارَى وَسَمَرْقَنْدَ، وَخرَّبَ المَدَائِنَ وَدحَاهَا عجزاً عَنْ حَفِظِهَا مِنْهُم. ثُمَّ خرج على كشلوخان الطاغية جنكزخان، فتحاربوا مدة، وظفر جنكزخان، وَطغَى، وَتَمرَّدَ، وَأَبَاد البِلاَدَ وَالعِبَادَ، وَأَخَذَ أَقَالِيمَ الخَطَا، وَجَعَلَ خَان بِالق دَارَ مُلْكِهِ، وَأَفنَى الأُمَمَ بِإِقْلِيْمِ التُّرْكِ وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ وَخُرَاسَانَ، وَهَزَمَ الجُيُوْشَ، وَمَا جَرَى لَهُ فَسِيرَةٌ مُفْرَدَةٌ، وقد جود وصفهم الموفق البغدادي، فقال: حَدِيْثُهُم حَدِيْثٌ يَأْكُلُ الأَحَادِيْثَ، وَخبرٌ يُنسِي التَّوَارِيخَ، وَنَازلَةٌ تُطْبِقُ الأَرْضَ؛ هَذِهِ أُمَّةٌ لغتُهَا مَشوبَةٌ بلغة الهند لمجاورتهم، عراض الوجوه، واسعوا الصدور، خفاف الأعجاز، صغار الأطراف، سمر، سريعوا الحركَةِ، تَصلُ إِلَيْهِم أَخْبَارُ الأُمَمِ، وَلاَ تَصلُ أَخْبَارُهَا إِلَيْهِم، وَقَلَّمَا يَقدِرُ جَاسوسٌ أَنْ يَتمكَّنَ مِنْهُم؛ لأَنَّ الغَرِيْبَ لاَ يُشْبِهُهُم، وَإِذَا أَرَادُوا وجهة كتموا أمرهم، ونهضوا دفعة، فتسند لِهَذَا عَلَى النَّاسِ وُجُوهُ الحِيَلِ، وَتضيقُ طُرُقُ الهربِ، وَيسبقُوْنَ التَأَهُّبَ، نِسَاؤهُم يقَاتِلْنَ، يَقتلُوْنَ النِّسَاءَ وَالوِلدَانَ بِغَيْرِ اسْتثنَاءٍ، وَرُبَّمَا أَبقَوا ذَا صنعَةٍ أَوْ ذَا قُوَّةٍ، وَغَالِبُ سلاَحِهِم النُّشَّابُ، وَيطعنُوْنَ بِالسُّيوفِ أَكْثَرَ مِمَّا يَضربُوْنَ بِهَا، جَوَاشنُهُم مِنْ

جُلُودٍ، وَخيلُهُم تَأْكلُ الكلأَ وَمَا تَجدُ مِنْ وَرقٍ وَخشَبٍ، وَسُرُوجُهُم صِغَارٌ، لَيْسَ لَهَا قيمَةٌ، وَأَكلُهُم أَيُّ حيوَانٍ وُجِدَ، وَتَمَسُّهُ النَّارُ تَحِلَّةَ القسمِ، لَيْسَ فِي قتلِهِم اسْتثنَاءٌ، كَانَ قصدُهُم إِفنَاءُ النَّوعِ، مَا سَلِمَ مِنْهُم إلَّا غَزْنَةَ وَأَصْبَهَانَ. قُلْتُ: ثُمَّ اسْتبَاحُوا أَصْبَهَانَ سَنَة 632. قَالَ: وَهَذِهِ القبيلَةُ الخبيثَةُ تُعْرَفُ بِالتّمرجِيِّ، سُكانَ برَارِي قَاطع الصَّينِ، وَمَشتَاهُم بِأَرغونَ، وَهُم مَشْهُوْرُوْنَ بِالشَّرِّ وَالغَدْرِ، وَالصِّينُ مُتَّسِعٌ وَهُوَ سِتُّ مَمَالِكَ، قَانُهُمُ الأَكْبَرُ مُقِيْمٌ بطمغَاج، وَكَانَ سُلْطَانُ أَحَدِ المَمَالِكِ الست دوش خان زوج عمة جنكزخان، فزار جنكزخان عَمَّتَهُ إِذْ مَاتَ زوجُهَا وَمَعَهُ كشلوخَان، فَقَالَتْ: زوجِي مَا خلَّفَ ابْناً فَأَرَى أَنْ تَقُوْمَ مقامه، فقام جنكزخان، وَنفذَ تُحَفاً إِلَى القَانِ الكَبِيْرِ، فَتنمَّرَ، وَأَنِفَ من تملك تتري، فتعاقد جنكزخان وكشلوخان على التناصر، وأبدوا الخلاف، وكثر جمعُهُم، فَالتَقَوا، فَطحنُوا عَسَاكِرَ البِلاَدِ، وَعلمَ القَانُ قوَّتَهُم، فَأَرْسَلَ يُخَوِّفُهُم، ثُمَّ التقَوْهُ، فَكسرُوهُ أَقبحَ كسرة، ونجا القان بنفسه واستولى جنكزخان عَلَى بلاَدِهِ، فَرَاسلَهُ القَانُ بِالمسَالَمَةِ وَقنعَ بِمَا بَقِيَ فِي يَدِهِ، وَسَارَا إِلَى سَاقُوْنَ مِنَ الصِّيْنِ، فَملكَاهَا، ثُمَّ مَاتَ كشلوخَان، فَقَامَ بَعْدَهُ ولده، فلم يكن له مع جنكزخان كبير أمر، فتألم، وافترقا، وتحاربا، فظفر جنكزخان بِهِ، وَانْفَرَدَ وَدَانَتْ لَهُ قبَائِلُ المغولِ، وَوَضَعَ لَهُم يَاسَةً يَتمسَّكُوْنَ بِهَا، لاَ يُخَالِفونَهَا أَلبتَةَ، وَتعبَّدُوا بطَاعتِهِ وَتعَظِيْمِهِ، ثُمَّ أَوَّلُ مَصَافٍّ وَقَعَ بَيْنَ خُوَارِزْم شَاه وَبَيْنَ التَّتَارِ كَانَ قَائِدُهُم ولد جنكزخان دوشِي خَان، فَانْهَزَمَ دوشِي خَان، وَرجعَ خُوَارِزْم شَاه مِنْ بلاَدِ التُّرْكِ فِي هَمٍّ وَفِكْرٍ مِنْ هَذَا العَدُوِّ لما رَأَى مِنْ كثرَتِهِم وَإِقدَامِهِم وَشَجَاعَتِهِم. وَفِي سَنَةِ 607: اتَّفَقتِ المُلُوْكُ عَلَى العَادلِ: سُلْطَانُ الرُّوْمِ، وَصَاحِبُ المَوْصِلِ، وَالظَّاهِرُ، وَمَلِكُ الجَزِيْرَةِ، وَصَاحِبُ إِرْبِلَ، وَعزمُوا عَلَى إِقَامَةِ الخطبَةِ بِالسَّلطنَةِ لِصَاحِبِ الرُّوْمِ خسروشاه بنِ قِلْج أَرْسَلاَن، وَحَسَّنُوا لِلْكُرجِ قصد خِلاَط فَلَمَّا أُسِرَ مُقَدِّمُهُم تَفرَّقَتِ الآرَاءُ، وَصَالحُوا العَادلَ، وَافتكَّ إِيوَائِي نَفْسَهُ بألفي أسير وثمانين ألف دينتر وعشرين قلعة كان قد تغلَّبَ عَلَيْهَا، وَأَنَّ يُزَوِّجَ الملكَ الأَوحدَ بِابْنتِهِ، فَعَاد إِلَى مُلْكِهِ وَسومِحَ بِبَعْضِ مَا التزَمَهُ، وَلَمَّا تَملَّكَ الأَشْرَفُ خِلاَط، تَزَوَّجَ بِابْنَةِ إِيوَائِي، وَتَزَوَّجَ صَاحِبُ المَوْصِلِ بِبنتِ العَادلِ فَمَاتَ قَبْلَ وصولها إليها. وَنقصَتْ دِجْلَةَ إِلَى الغَايَةِ حَتَّى خَاضَهَا النَّاسُ فَوْقَ بَغْدَادَ. سَنَة 608: فِيْهَا اسْتبَاحَ ركبَ العراقِ قتادةُ صاحب مكة، وقُتِلَ عدة، وَخَرَجَ خلقٌ، فَيُقَالُ: ذهبَ لِلوفْدِ مَا قيمتُهُ أَلْفَا أَلفِ دِيْنَارٍ.

وَزُفَّتْ بِنْتُ العَادلِ ضَيْفَةً إِلَى صَاحِبِ حَلَبَ الظَّاهِرِ، تَزَوَّجَهَا عَلَى خَمْسِيْنَ أَلْفِ دِيْنَارٍ، وَنفّذَ جهَازَهَا عَلَى ثَلاَثِ مائَةِ جَمَلٍ وَخَمْسِيْنَ بَغْلاً، وَخَمْسُوْنَ جَارِيَةً، وَخلَعَ عَلَيْهَا الزَّوْجُ جَوَاهرَ بِثَلاَثِ مائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَتَمَلَّكَ أَلبَانُ صَاحِبُ عَكَّا أَنطَاكيَةَ، فَشنَّ الغَارَاتِ عَلَى التُّرُكْمَانِ، وَهجمَ عَلَى بُورَةَ مِنْ إِقْلِيْمِ مِصْرَ، فَاسْتبَاحهَا، فَبَيَّتَهُ التُّرُكْمَانُ وَقتلُوْهُ، وَقتلُوا فُرْسَانَهُ. وَفِي سَنَةِ 609: المَلْحَمَةُ الكُبْرَى بِالأَنْدَلُسِ، وَتُعْرَفُ بوقعَةِ العُقَابِ بَيْنَ النَّاصِرِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ المُؤْمِنِيِّ، وَبَيْنَ الفِرَنْجِ، فَنَزَلَ النَّصْرُ، لَكِنِ اسْتُشْهِدَ خَلْقٌ كَثِيْرٌ. سَنَة عشر: قَالَ أَبُو شَامَةَ: وَفِيْهَا خلصَ خُوَارِزْم شَاه مِنَ الأَسرِ، خطرَ لَهُ أَنْ يَكشِفَ التَّتَارَ بِنَفْسِهِ، فَدَخَلَ فِيهِم هُوَ وَثَلاَثَةٌ بِزِيِّهِم، فَقبضُوا عَلَيْهِم فَضربُوا اثْنَيْنِ فَمَاتَا تَحْتَ العَذَابِ، وَرَسَمُوا عَلَى خُوَارِزْم شَاه وَآخرَ فَهَرَبا فِي اللَّيْلِ. وَقتلَتِ التُّرُكْمَانُ إِيدغمش صَاحِبَ الرَّيِّ وَهَمَذَانَ فَتَأَلَّمَ الخَلِيْفَةُ. وَتَمَكَّنَ منْكلِي، وَعظم. فِي سَنَةِ 611: تَملَّكَ خُوَارِزْم شَاه كِرْمَانَ وَمُكْرَانَ وَالسِّنْدَ، وَخَطَبَ لَهُ بِهُرْمُزَ وَهلوَات وَكَانَ يصيفُ بِسَمَرْقَنْدَ، وَإِذَا قصدَ بَلَداً سبق خبره. وَفِي سَنَةِ 612: أَغَارتِ الكُرْجُ عَلَى أَذْرَبِيْجَانَ وَغَنِمُوا الأَمْوَالَ وَأَزْيَدَ مِنْ مائَةِ أَلْفِ أَسِيْرٍ، قَالَهُ أَبُو شَامَةَ. وَبَعَثَ الملكُ الكَامِلُ وَلَدَهُ المَسْعُوْدَ فَأَخَذَ اليَمَنَ بِلاَ كُلْفَةٍ وَظَلَمَ وَعَتَا وَتَمرَّدَ. وَتَوثَّبَ خُوَارِزْم شَاه عَلَى غَزْنَةَ، فَتَمَلَّكهَا، وَجَعَلَ بِهَا وَلدَهُ جَلاَلَ الدِّيْنِ منْكُوبرِي. وَهَزَمَ صَاحِبُ الرُّوْمِ كيكَاوس الفِرَنْجَ وَأَخَذَ مِنْهُم أَنطَاكيَةَ، ثُمَّ صَارَت لِبِرِنْسَ طَرَابُلُسَ. وَفِيْهَا كُسِرَ مُنْكلِي صَاحِبُ أَصْبَهَانَ وَالرَّيِّ وَهَمَذَانَ وَقُتِلَ. وَفِي سَنَةِ 613: أُحْضِرَتْ أَرْبَعَةُ أَوتَارٍ لِنَسْرِ القُبَّةِ طُولُ اثْنَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ ذَرَاعاً أُدْخِلَتْ مِنْ بَابِ الفَرَجِ إِلَى بَابِ النَّاطِفِيِّينَ، وَأُقِيمَتْ لأَجْلِ القرنَة، ثُمَّ مُدِّدَتْ. وَحُرِّرَ خَنْدَقُ القَلْعَةِ وَعَمِلَ فِيْهِ كُلُّ أَحَدٍ، وَالفُقَهَاءُ وَالصُّوْفِيَّةُ وَالمُعَظَّمُ بِنَفْسِهِ، وَأُنشِئَ المُصلَّى، وَعُمِلَ بِهِ الخَطْبَةُ. وَوَقَعَ بِالبَصْرَةِ بَرَدٌ صِغَارُهُ كَالنَّارِنْجِ. وَفِي سَنَةِ 614: كَانَ الغَرقُ. قَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ -بِقِلَّةِ ورع: فَانهدمَتْ بَغْدَادُ بِأَسْرِهَا، وَلَمْ يَبْقَ أَنْ يَطفحَ المَاءُ عَلَى رَأْسِ السُّوْرِ إلَّا قَدرَ إِصبعينِ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَبَقِيَتْ بَغْدَادُ مِنَ الجَانِبَينِ تُلُوْلاً لاَ أَثرَ لَهَا.

قُلْتُ: العجبُ مِنْ أَبِي شَامَةَ يَنقلُ أَيْضاً هَذَا وَلاَ يُبَالِي بِمَا يَقُوْلُ. وَقَالَ أَبُو المُظَفَّرِ: نَزلَ خُوَارِزْم شَاه فِي أَرْبَعِ مائَةِ أَلْفٍ قَاصداً بَغْدَادَ فَاسْتعدَّ النَّاصِرُ، وَفرَّقَ الأَمْوَالَ وَالعُدَدَ، وَنفَّذَ إِلَيْهِ رَسُوْلاً السُّهْرَوَرْدِيَّ، فَأَهَانَهُ فَاسْتوقفَهُ وَلَمْ يُجْلِسْهُ، وَفِي الخِدْمَةِ مُلُوْكُ العجمِ. قَالَ: وَهُوَ شَابٌّ عَلَى تَخْتٍ، وَعَلَيْهِ قبَاءٌ يُسَاوِي خَمْسَةَ درَاهِم، وَعَلى رَأْسِهِ قُبعُ جلدٍ يُسَاوِي دِرْهَماً، فَسَلَّمْتُ فَمَا ردَّ، فَخطبْتُ وَذكَّرْتُ فَضلَ بَنِي العَبَّاسِ، وَعَظَّمْتُ الخَلِيْفَةَ وَالتَّرْجَمَانُ يُعيدُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِلتَّرْجَمَانِ: قُلْ هَذَا الَّذِي يَصفُهُ: مَا هو في بغداد، بلى أما أُقيمُ خَلِيْفَةً كَمَا تَصِفُ، وَرَدّنَا بِلاَ جَوَابٍ. وَنَزَلَ ثَلجٌ عَظِيْمٌ فَهلكَتْ خَيْلُهُم وَجَاعُوا، وَكَانَ مَعَهُ سَبْعُوْنَ أَلْفاً مِنَ الخَطَا، فَصرَفَهُ اللهُ عَنْ بَغْدَادَ، وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ: أَنَا مَنْ آذِيتُ أَحَداً مِنْ بَنِي العَبَّاسِ? بَلْ فِي جَيْشِ الخَلِيْفَةِ خَلْقٌ مِنْهُم، فَأَعِدْ هَذَا عَلَى مَسَامِعِ الخَلِيْفَةِ، وَمَنَعَهُ اللهُ بثلوجٍ لاَ تُوصَفُ. وَفِيْهَا أَقْبَلتْ جُيوشُ الفِرَنْجِ لِقَصدِ بَيْتِ المَقْدِسِ وَالأَخْذِ بِالثَّأْرِ، وَوصلُوا إِلَى بَيْسَانَ، وَتَأَخَّرَ العَادلُ فَتَبِعُوْهُ، وَنَزَلَ بِمرْجِ الصُّفَّرِ وَاسْتحثَّ العَسَاكِرَ وَالمُلُوْكَ وَضَجَّ الخَلْقُ بِالدُّعَاءِ وَكَانَتْ هُدنَةٌ فَانْفسخَتْ وَنَهَبَتِ الفرنج بلاد الشَّامِ وَوصلُوا إِلَى الخربَةِ، وَحَاصرُوا قَلْعَةَ الطُّورِ الَّتِي بنَاهَا المُعَظَّمُ مُدَّةً، وَعَجَزُوا عَنْهَا، وَرَجَعُوا فَجَاءَ المُعَظَّم، وَخَلَعَ عَلَى مَنْ بِهَا، ثُمَّ اتَّفَقَ هُوَ وَأَبُوْهُ عَلَى هَدْمِهَا، وَأَخَذَتْ خَمْسُ مائَةٍ مِنَ الفِرَنْجِ جِزِّينَ وَفَرَّ رِجَالُهَا فِي الجبلِ، ثُمَّ بَيَّتُوا الفِرَنْجَ، فَاسْتَحَرَّ بِهِمُ القتلُ حَتَّى مَا نَجَا مِنَ الفِرَنْجِ سِوَى ثَلاَثَةٌ. وَبَادَرَتِ الفِرَنْجُ إِلَى قَصْدِ مِصْرَ لِخُلُوِّهَا مِنَ العَسَاكِرِ، وَأَشرفَ النَّاسُ عَلَى التَّلَفِ، وَمَا جَسَرَ العَادلُ عَلَى المُلْتَقَى لِقِلَّةِ مَنْ عِنْدَهِ مِنَ العَسَاكِرِ، فَتَقَهْقَرَ. وَدَخَلتْ سَنَةُ 615: فَنَازَلَتِ الفِرَنْجُ دِمْيَاطَ، وَأَقْبَلَ الكَامِلُ ليكشِفَ عَنْهَا، فَدَامَ الحصَارُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، وَمَاتَ العَادلُ، وَخلصَ وَاسْترَاحَ. وَفِيْهَا كَسَرَ الأَشْرَفُ صَاحِبَ الرُّوْمِ، ثُمَّ أَقْبَلَ وَأَخَذَ مَعَهُ عَسْكَرَ حَلَبَ مُغِيراً عَلَى سوَاحلِ الفِرَنْجِ. وَأَخَذتِ الفِرَنْجُ بُرْجَ السِّلْسِلَةِ مِنْ دِمْيَاطَ، وَهُوَ قُفْلٌ عَلَى مِصْرَ؛ بُرجٌ عَظِيْمٌ فِي وَسطِ النِّيلِ، فَدِمْيَاطُ بحذَائِهِ، وَالجِيْزَةُ مِنَ الحَافَّةِ الغربيَّةِ، وَفِيْهِ سِلْسِلَتَانِ تَمتَدُّ كُلُّ وَاحِدَةٍ عَلَى وَجْهِ النِّيلِ إِلَى سُورِ دِمْيَاطَ، وَإِلَى الجِيْزَةِ، يَمنعَانِ مَرْكَباً بدخل مِنَ البَحْرِ فِي النِّيلِ، وَعَدَتِ الفِرَنْجُ إِلَى بَرِّ دِمْيَاطَ، فَفَرَّ العَسَاكِرُ مِنَ الخِيَامِ، فَطَمِعَ العَدُوُّ، ثُمَّ كَرَّ عَلَيْهِمُ الكَامِلُ فَطَحَنَهُم، فَعَادُوا إلى دمياط.

وَمَاتَ كِيكَاوسُ صَاحِبُ الرُّوْمِ، وَكَانَ جَبَّاراً ظَلُوْماً. وَمَاتَ القَاهِرُ مَسْعُوْدٌ صَاحِبُ المَوْصِلِ. وَرجعَ مِنْ بلاَدِ بُخَارَى خُوَارِزْم شَاه إِلَى نَيْسَابُوْرَ، وَقَدْ بلغه أن التتار قاصدوه، وجاءه رسول جنكزخان يَطلبُ الهدنَةَ يَقُوْلُ: إِنَّ القَانَ الأَعْظَمَ يُسَلِّمُ عَلَيْكَ وَيَقُوْلُ: مَا يَخفَى عليَّ عِظَمُ سُلْطَانِكَ وَأَنْت كَأَعزِّ أَوْلاَدِي وَأَنَا بيدِي مَمَالِكُ الصِّيْنِ، فَاعقِدْ بَيْنَنَا المَوَدَّةَ، وَتَأَذَّنْ لِلتُّجَّارِ وَتنْعَمِرُ البِلاَدُ، فَقَالَ السُّلْطَانُ لِمَحْمُوْدٍ الخُوَارِزْمِيِّ الرَّسُولِ: أَنْتَ مِنَّا وَإِلَينَا، وَأَعْطَاهُ جَوَاهرَ وَطلبَ أَنْ يَكُوْنَ مُنَاصحاً له فأجابه، فقال: اصدقني، تملك جنكزخان طمغاخ? قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا المصلحَةُ? قَالَ: الصُّلحُ. فأجاب. فأعجب ذلك جنكزخان وَمَشَى الحَالُ. ثُمَّ جَاءَ مِنْ جِهَةِ التَّتَارِ تُجَّارٌ فَشَرِهَتْ نَفْسُ خَالِ السُّلْطَانِ مُتَوَلِّي مَا وَرَاءَ النَّهْرِ إِلَى أَخْذِ أَمْوَالِهِم، وَقبضَ عَلَيْهِم وَظنَّهُم جَوَاسيسَ لِلتَّتَارِ، فَجَاءَ رَسُوْلُ جِنْكِزْخَانَ يَقُوْلُ: إِنَّك أَمَّنْتَ تُجَّارَنَا وَالغَدْرُ قَبِيحٌ، فَإِنْ قُلْتَ: فَعلَهُ خَالِي فَسلِّمْهُ إِلَيْنَا وَإِلاَّ سَترَى مِنِّي مَا تَعرِفُنِي بِهِ، فَحَارَتْ نَفْسُ خُوَارِزْم شَاه، وَتَجَلَّدَ، وَأَمرَ بِقَتْلِ الرُّسُلِ، -فَيَا بِئسَ مَا صَنَعَ، وَحصَّنَ سَمَرْقَنْدَ، وَشحنهَا بِالمُقَاتِلَةِ فَمَا نَفعَ، وَقُضِيَ الأَمْرُ. وَدَخَلتْ سَنَةُ 616: فَتقهقَرَ خُوَارِزْم شَاه، وَأَقْبَلتِ المُغْلُ كَاللَّيْلِ المُظْلِمِ، وَمَا زَالَ أَمرُ خُوَارِزْم شَاه فِي إِدبارٍ، وَسعدُهُ فِي سَفَالٍ، وَمُلْكُهُ فِي زوَالٍ، وَهُوَ فِي تَقهقُرٍ وَاندفَاعٍ إِلَى أَنْ قَارَبَ هَمَذَانَ، وَتَفرَّقَ عَنْهُ جَمْعُهُ، حَتَّى بَقِيَ فِي عِشْرِيْنَ أَلْفاً، فَمَا بَلَعَ رِيقَهُ إلَّا وَطلاَئِعُ المُغْلِ قَدْ أَظلَّتْهُ، وَأَحَدقُوا بِهِ، فَنجَا بِنَفْسِهِ، وَاسْتَحَرَّ القتلُ بِجُندِهِ، وَفَرَّ إِلَى الجبلِ، ثُمَّ إِلَى مَازَندرَان، وَنَزَلَ بِمسجدٍ عَلَى حَافَّةِ البَحْرِ يُصَلِّي بِجَمَاعَةٍ وَيَتلُو وَيَبْكِي، ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ كَبَسَهُ العَدُوُّ، فَهَرَبَ فِي مَرْكبٍ صَغِيْرٍ، فَوَصَلَ إِلَيْهِ نَشَّابُهُم وَخَاضَ وَرَاءهُ طَائِفَةٌ، فَبقِيَ فِي لُجَّةٍ، وَمَرِضَ بِذَاتِ الجَنْبِ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! مَا بَقِيَ لَنَا مِنْ مَمْلَكَتِنَا قدرَ ذِرَاعَينِ نُدْفَنُ فِيْهَا، فَوَصَلَ إِلَى جَزِيْرَةٍ فَأَقَامَ بِهَا طرِيْداً وَحيداً مجهوداً، وَمَاتَ، فَكَفَّنَهُ فَرَّاشُهُ فِي عِمَامَتِهِ سَنَة سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِي أَوَّلِ سَنَةِ 616: خرَّبَ أَسوَارَ القُدْسِ المُعَظَّم خَوْفاً مِنْ تَملُّكِ الفِرَنْجِ، وَهجَّ النَّاسُ مِنْهُ عَلَى وُجُوْهِهِم، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ أَحصنَ مَا يَكُوْنُ، وَأَعمرَهُ، وَذَاكَ لأَنَّه كَانَ فِي نَجدَةِ أَخِيْهِ عَلَى دِمْيَاطَ، وَسَمِعَ أَنَّ الفِرَنْجَ عَلَى قصْدِهِ، وَكَانَ بِهِ أَخُوْهُ الملكُ العَزِيْزُ وَعزُّ الدِّينِ أَيْبَكُ صَاحِبُ صَرْخَدَ، فَشرعُوا فِي هَدْمِهِ، وَتَمَزَّقَ أَهْلُهُ وَتعثَّرُوا وَنَهَبُوا وَبِيْعَ رَطْلُ النُّحَاسِ بنِصْفٍ وَالزَّيْتُ عَشْرَةُ أَرطَالٍ بِدِرْهَمٍ، وَنَحْوِ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: لَمَّا أَخذَتِ الفِرَنْجُ برجُ السِّلْسِلَةِ عَمِلَ الكَامِلُ عَلَى النِّيلِ جِسْراً عظيمًا،

فَالتحَمَ القِتَالُ حَتَّى قطعَتْهُ الفِرَنْجُ، فَعمدَ الكَامِلُ إِلَى عِدَّةِ مَرَاكِبَ، وَملأَهَا حجَارَةً وَغَرَّقَهَا فِي المَاءِ ليمنَعَ مَرْكَباً مِنْ سُلُوْكٍ، فَحَفَرَتِ الفِرَنْجُ خَلِيْجاً وَأَخَّرُوهُ وَأَدخلُوا مَرَاكِبَهُم مِنْهُ حَتَّى دَخَلُوا بُورَةً وَحَاذَوُا الكَامِلَ، وَقَاتَلُوْهُ مَرَّاتٍ فِي المَاءِ وَلَمْ يَتغَيَّرْ عَنْ أَهْلِ دِمْيَاطَ شَيْءٌ، لأَنَّ المِيْرَةَ وَاصِلَةٌ إِلَيْهِم. وَمَاتَ العَادلُ فَهَمَّ جَمَاعَةٌ بِتَملِيكِ الفَائِزِ بِمِصْرَ، فَبَادرَ الكَامِلُ وَأَصْبَحَ الجَيْشُ في خطبة وَقَدْ فَقَدُوا الكَامِلَ، فَشدَّتِ الفِرَنْجُ عَلَى دِمْيَاطَ وأصبح الجيش في خطبة وَقَدْ فَقَدُوا الكَامِلَ، فَشدَّتِ الفِرَنْجُ عَلَى دِمْيَاطَ وَأَخَذُوا بَرَّهَا بِلاَ كُلْفَةٍ وَلَوْلاَ لُطْفُ اللهِ وَقُدومُ المُعَظَّم بَعْدَ يَوْمَيْنِ لَرَاحتْ مِصْرُ، فَفَرحَ بِهِ الكَامِلُ، وَبعثَوا عِمَادَ الدِّيْنِ أَحْمَدَ بنَ المَشْطُوْبِ الَّذِي سَعَى لِلْفَائِزِ إِلَى الشَّامِ، وَتَمَادَى حِصَارُ الفِرَنْجِ لدِمْيَاطَ وَصَبَرَ أَهْلُهَا صَبْراً عَظِيْماً، وَقُتِلَ مِنْهُم خلقٌ، وَقَلُّوا وَجَاعُوا فَسلَّمُوهَا بِالأَمَانِ، فَحَصَّنَهَا العَدُوُّ وَأَشرفَ النَّاسُ عَلَى خِطَّةٍ صَعْبَةٍ وَهَمَّ أَهْلُ مِصْرَ بِالجلاَءِ، وَأُخِذَتْ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، وَدَامَ الكَامِلُ مُرَابِطاً إِلَى سنة ثماني عشرة، وأقبل الأشرف منجدًا لأَخِيهِ وَقَوِيَ المُسْلِمُوْنَ وَحَاربُوا الفِرَنْجَ مَرَّاتٍ، وَتَرَدَّدَتِ الرُّسُلُ فِي هُدنَةٍ وَبَذَلُوا لِلْفرنجِ القُدْسَ وَعَسْقَلاَنَ وَقِلاَعاً سِوَى الكَرَكِ، فَأَبَوْا، وَطَلَبُوا ثَلاَثَ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ عِوَضاً عَنْ تَخرِيبِ سُورِ القُدْسِ، فَاضطرَّ المُسْلِمُوْنَ إِلَى حَرْبِهِم، فَقَلَّتِ المِيْرَةُ عَلَى الفِرَنْجِ فَفَجَّرَ المُسْلِمُوْنَ النِّيلَ عَلَى مَنْزِلَةِ الفِرَنْجِ، وَلَمْ يَبْقَ لَهُم مَسْلَكٌ غَيْرُ جهَةٍ ضَيِّقَةٍ، فَنَصَبَ الكَامِلُ الجسورَ عَلَى النِّيلِ وَدَخَلتِ العَسَاكِرُ فَملَكُوا المضِيْقَ وَسُقِطَ فِي أَيدِي الفِرَنْجِ وَجَاعُوا، فَأَحرقُوا خِيَامَهُم وَأَثقَالَهُم وَمَجَانِيْقَهُم، وَعزمُوا عَلَى الزَّحْفِ إِلَى المُسْلِمِيْنَ فَعَجَزُوا وَذلّوا وَعَزَّ المُسْلِمُوْنَ عَلَيْهِم، فَطَلبُوا مِنَ الكَامِلِ الأَمَانَ، وَيَتْرُكُوا لَهُ دِمْيَاطَ، فَبَيْنَمَا هُم فِي ذَلِكَ إِذَا رَهَجٌ عَظِيْمٌ وَضجَّةٌ مِنْ جِهَةِ دِمْيَاطَ فَظنُّوهَا نَجدَةً لِلْفرنجِ جَاءت، وَإِذَا بِهِ المَلِكُ المُعَظَّمُ فِي جُندِهِ، فَخُذِلَتِ الملاعِينُ وَسَلّمُوا دِمْيَاطَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَدخلَهَا المُسْلِمُوْنَ، وَقَدْ بَالَغَتِ الكِلاَبُ فِي تَحْصِينِهَا وَللهِ الحَمْدُ. أَنْبَأَنِي مَسْعُوْدُ بنُ حمويَه، قَالَ: لَمَّا تَقرَّرَ الصُّلحُ، جلسَ السُّلْطَانُ فِي مُخَيَّمِهِ، عَنْ يَمِيْنِهِ المُجَاهِدُ شِيرْكُوْهُ، ثُمَّ الأَشْرَفُ، ثُمَّ المُعَظَّم، ثُمَّ صَاحِبُ حَمَاةَ، ثُمَّ الحَافِظُ صَاحِبُ جَعْبَرَ، وَمقدَّمُ عَسْكَرِ حَلَبَ، وَمقدَّمُ المَوَاصِلَةِ وَالمَاردَانِيْنَ، وَمقدَّمُ جُنْدِ إِرْبِلَ وَمَيَّافَارِقِيْنَ، وَعَنْ شِمَالِهِ نَائِبُ البَابَا ثُمَّ صَاحِبُ عَكَّا ثُمَّ صَاحِبُ قُبْرصَ وَصَاحِبُ طَرَابُلُسَ وَصَاحِبُ صَيْدَا ثُمَّ أَربَابُ القلاعِ وَمقدَّمُ الدّيويَةَ، وَمقدَّمُ الإِسبتَارِ، وَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً، فَأَذِنَ السُّلْطَانُ بِأَنْ يُبَاعَ عَلَيْهِم المَأْكولُ فَكَانَ يَدخلُ إِلَيْهِم كُلَّ يَوْمٍ خَمْسُوْنَ ألف رغيف، ومائتا أَردب شعير، وَكَانُوا يَبيعُوْنَ سِلاَحَهُم بِالخبزِ، وَكَانَ السُّلْطَانُ قَدْ أَنشَأَ هُنَاكَ مدينَةً سَمَّاهَا المَنْصُوْرَةَ، نَزلَهَا بِجَيْشِهِ وَسَوَّرَهَا.

وَفِي سَنَةِ 617: التقَى مُظَفَّرُ الدِّيْنِ صَاحِبُ إِرْبِلَ وَبدرُ الدِّينِ لُؤْلُؤ نَائِبُ المَوْصِلِ، فَانْهَزَمَ لُؤْلُؤٌ، وَنَازَلَ مُظَفَّرُ الدِّيْنِ المَوْصِلَ، فَنجَدَهَا الأَشْرَفُ وَاصطلحُوا. وَفِي رَجَبٍ وَقْعَةُ البَرَلُّسِ بَيْنَ الكَامِلِ وَالفِرَنْجِ، فَنَصَرَ اللهُ، وَقُتِلَ مِنَ الفِرَنْجِ عَشْرَةُ آلاَفٍ، وَانْهَزَمُوا، فَاجْتَمَعُوا بِدِمْيَاطَ. وَفِيْهَا أَخذَتِ التَّتَارُ بُخَارَى وَسَمَرْقَنْدَ بِالسَّيْفِ، وَعَدَوا جَيْحُونَ. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: لَوْ قِيْلَ: إِنَّ العَالِمَ مُنْذُ خُلِقَ إِلَى الآنَ لَمْ يُبْتَلَوا بِمِثْلِ كَائِنَةِ التَّتَارِ لَكَانَ صَادِقاً، فَإِنَّ التَّوَارِيخَ لَمْ تَتضمَّنْ مَا يُقَارِبُهَا؛ قَوْمٌ خَرَجُوا مِنْ أَطرَافِ الصِّينِ فَقصدُوا بِلاَدَ تركستَانَ، ثُمَّ إِلَى بُخَارَى وَسَمَرْقَنْدَ فَتملَّكُوهَا، ثُمَّ تَعبُرُ طَائِفَةٌ مِنْهُم إِلَى خُرَاسَانَ فَيَفْرَغُونَ مِنْهَا تَخرِيباً وَقَتلاً إِلَى الرَّيِّ وَهَمَذَانَ، ثُمَّ يَقصدُوْنَ أَذْرَبِيْجَانَ وَنوَاحيهَا وَيستبيحونَهَا فِي أَقلَّ مِنْ سَنَةٍ، أَمرٌ لَمْ نَسْمَعْ بِمِثْلِهِ، ثُمَّ سَارُوا إِلَى دَرْبَند شِرْوِينَ، فَملَكُوا مُدنَهُ، وَعبرُوا إِلَى بلاَدِ اللاَنِ وَاللّكز قتلاً وَأَسراً، ثُمَّ قصدُوا بلاَدَ قَفْجَاقَ فَقتلُوا مَنْ وَقَفَ وَهَرَبَ مَنْ بَقِيَ إِلَى الشُّعَرَاءِ وَالجِبَالِ، وَاسْتولَتِ التَّتَارُ عَلَى بِلاَدِهِم، وَمَضتْ فِرقَةٌ أُخْرَى إِلَى غَزْنَةَ وَسِجِسْتَان وَكِرمَانَ، فَفَعلُوا كَذَلِكَ، وَأَشَدَّ. هَذَا مَا لَمْ يَطرقِ الأَسْمَاعَ مِثْلُهُ، فَإِنَّ الإِسْكَنْدَرَ مَا ملَكَ الدُّنْيَا بِهَذِهِ السُّرْعَةِ، بَلْ فِي نَحْوِ عَشرِ سِنِيْنَ وَلَمْ يَقتُلْ أَحَداً. وَقَالَ: وَخيلُهُم لاَ تَعرِفُ الشَّعيرَ، إِنَّمَا تَحفُرُ بِحوَافرِهَا وَتَأْكلُ عُرُوْقَ النَّبَاتِ، وَهُم يَسْجُدُوْنَ لِلشَّمْسِ، وَلاَ يُحَرِّمُوْنَ شَيْئاً، وَيَأْكلُوْنَ الحيوَانَاتِ وَبنِي آدَمَ، وَلاَ يَعرفُوْنَ زَوَاجاً. وَهُم صنف من الترك مساكنهم جبال طغماج. وَبَعَثَ خُوَارِزْم شَاه جَوَاسيسَ فَأَتَوْهُ فَأَخبرُوهُ أَنَّ التتر يقوفون الإِحصَاءَ، وَأَنَّهُم أَصبرُ شَيْء عَلَى القِتَالِ، لاَ يَعرفُوْنَ هَزِيْمَةً، فَندِمَ خُوَارِزْم شَاه عَلَى قَتْلِ تُجَّارِهِم، وَتَقَسَّمَ فَكَرِهَ، ثُمَّ عَمِلَ مَعَهُم مَصَافّاً ما سمع مثله، دَامَ ثَلاَثاً، وَقُتِلَ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ خَلاَئِقُ لاَ يُحصَوْنَ، حَتَّى لَقُتِلَ مِنَ المُسْلِمِيْنَ عِشْرُوْنَ أَلْفاً، وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذِهِ الوَاقعَةَ، وَأَنَّهَا مَا حَضَرهَا جنكزخان، وَتَحَاجَزَ الجمعَانِ، وَمَرَّ خُوَارِزْم شَاه فَتركَ بِبُخَارَى عِشْرِيْنَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَبِسَمَرْقَنْدَ خَمْسِيْنَ أَلْفاً، وَقَالَ: احْفظُوا البِلاَدَ حَتَّى أَجْمَعَ الجُيُوْشَ وَأَعُوْدَ، فَعَسْكَرَ عَلَى بَلْخَ، فَلَمَّا أَحَاطَتِ التَّتَارُ بِبُخَارَى خَرَجَ عَسْكَرُهَا فِي اللَّيْلِ عَلَى حَمِيَّةٍ وَتركُوهَا، فَخَرَجَ إِلَى القَانِ بدرُ الدِّينِ ابْنُ قَاضِي خَان يَطلبُ الأَمَانَ فَأَعْطَاهُم وَدخلوهَا فِي رَابعِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَمْ يَتعرَّضُوا أَوَّلاً إِلَى غَيْرِ الحوَاصِلِ السُّلطَانِيَّةِ، وَطَلَبُوا مِنْهُم العَوْنَ عَلَى حربِ مَنْ بِقَلعَتِهَا فَطَمُّوا خَنْدَقهَا بِالتُّرَابِ وَالأَخشَابِ حَتَّى بِالرَّبعَات، وَأُخِذَتْ بِالسَّيْفِ، وَصدَقَ أَهْلُهَا اللِّقَاءَ حَتَّى أُبِيدُوا، ثُمَّ غدَرَ جنكزخان بِالنَّاسِ وَهلكُوا وَتَمزَّقُوا، وَسَبُوا الذُّرِّيَّةَ، وَبقيَتْ بُخَارَى كَأَمسِ الذَّاهبِ. ثُمَّ أَحَاطُوا بِسَمَرْقَنْدَ فِي أَوَّلِ

سَنَةِ 617 فَقِيْلَ: بَرزَ مِنْ أَهْلِهَا نَحْوُ سَبْعِيْنَ ألفًا، فقاتلوا، فانهزم لهم التتر، ثم حالوا بنهم وبين البلد وحصدوهم، ثم جهز جنكزخان خَلْفَ خُوَارِزْم شَاه فَعبَرُوا جَيْحُونَ خوضاً وَسباحَةً، فَانْهَزَمَ مِنْهُم وَهُم وَرَاءهُ، ثُمَّ عطفُوا فَأَخذُوا الرَّيَّ، وَمَازَندرَانَ، وَظفرُوا بِأُمِّ خُوَارِزْم شَاه وَمَعَهَا خَزَائِنُهُ، فَأَسَرُوهَا، ثُمَّ أَخذُوا قَزْوِيْنَ بِالسَّيْفِ، وَبلغَتِ القَتْلَى أَرْبَعِيْنَ أَلفاً، ثُمَّ أَخذُوا أَذْرَبِيْجَانَ، وَصَالَحَهُم ملكُ تَبرِيزَ ابْنُ البَهْلَوَانِ عَلَى أَمْوَالٍ، فَمضَوْا لِيَشْتُوا بِمُوقَانَ وَهَزمُوا الكُرْجَ، وَأَخَذُوا مَرَاغَةَ بِالسَّيْفِ، ثُمَّ قَصدُوا إِرْبِلَ، فَتَحَزَّبَ لَهُم عَسْكَرٌ، فَعَادُوا إِلَى هَمَذَانَ، وَكَانُوا قَدْ بدعُوا فِيْهَا، وَقرَّرُوا بِهَا شحنَةً، فَطَالبَهُم بِأَمْوَالٍ فَقَتَلُوْهُ وَتَمنَّعُوا فَحَاصَرَهُم التتار، فبرزوا لمحاربتهم، وقتلوا خلقًا مِنَ التَّتَارِ وَجُرِحَ فَقِيهُهُم جِرَاحَاتٍ، ثُمَّ بَرَزُوا مِنَ الغَدِ فَالتحمَ القِتَالُ، ثُمَّ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ عَجِزَ الفَقِيْهُ عَنِ الرُّكوبِ، وَعزمَتِ التَّتَارُ عَلَى الرَّحيلِ، لِكَثْرَةِ مَنْ قُتِلَ مِنْهُم، فَمَا رَأَوا مَنْ خَرَجَ لقِتَالِهِم، فَطمِعُوا وَزَحَفُوا عَلَى البلَدِ فِي رَجَبٍ سَنَة ثَمَانِي عَشْرَةَ، فَدَخَلُوْهُ بِالسَّيْفِ، فَاقْتَتَلُوا فِي الأَزِقَّةِ قِتَالَ المَوْتِ، وَقُتِلَ مَا لاَ يُحصَى، وَأُحرِقَتْ هَمَذَانُ، وَسَارَتِ التَّتَارُ إِلَى تَبْرِيزَ فَبذلَ أَهْلُهَا أَمْوَالاً فَسَارُوا إِلَى بَيْلَقَانَ، فَأَخَذُوهَا عَنْوَةً فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ، وَحَصَدُوا أَهْلَهَا، حَتَّى كَانُوا يَزنُوْنَ بِالمَرْأَةِ ثُمَّ يَقتلُونَهَا، وَسَارُوا إِلَى كنجَةَ، وَهِيَ أُمُّ أرَانَ فَصَانَعُوهُم بِالأَمْوَالِ، ثُمَّ التَقَوُا الكُرْجَ فَطحَنُوهُم، وَقُتِلَ مِنَ الكُرْجِ ثَلاَثُوْنَ أَلْفاً، ثُمَّ قصدُوا الدَّرْبَنْدَ فَافْتتحُوا مدينَةَ سَمَاخِي عَنْوَةً، وَلَمْ يَقدرُوا عَلَى وُلُوجِ الدَّرْبَنْدِ، فَبعثَوا يَطلبُوْنَ مِنْ شَرْوَانَ شَاه رَسُوْلاً فَبَعَثَ عَشْرَةً فَقتَلُوا وَاحِداً وَقَالُوا لِمَنْ بَقِيَ: إِنْ لَمْ تَدُلُّونَا عَلَى طَرِيْقٍ قَتَلْنَاكُم، قَالُوا: لاَ طَرِيْقَ لَكِنْ هُنَا مَسلَكٌ ضَيِّقٌ، فَمَرُّوا فِيْهِ قتلاً وَسبياً وَأَسرفُوا فِي قَتْلِ اللاَنِ، ثُمَّ بَيَّتُوا القَفْجَاقَ، وَأَبَادُوا فِيهِم، وأتوا سوداق فملوكها، وأقاموا هناك إلى سنة عشرين ست مائة. وأما جنكزخان فَجَهَّزَ فِرقَةً إِلَى تِرْمِذَ وَطَائِفَةً إِلَى كلاَثَةَ عَلَى جَانبِ جَيْحُونَ، فَاسْتبَاحُوهَا، ثُمَّ عَادُوا إِلَيْهِ، وَهُوَ بِسَمَرْقَنْدَ فَجَهَّزَ جَيْشاً كَثِيفاً مَعَ وَلدِهِ لِحَرْبِ جَلاَلِ الدِّيْنِ ابْنِ خُوَارِزْم شَاه، وَحَاصرُوا خُوَارِزْم ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ وَأَخَذوهَا، وَعَلَيْهِم أوكتَاي الَّذِي تملك بعد جنكزخان، وَقُتِلَ بِهَا أُمَمٌ لَكِنْ بَعْدَ أَنْ قَتَلُوا خَلاَئِقَ مِنَ التَّتَارِ، وَأَخَذُوا بِالسَّيْفِ مَرْوَ، وَبلْخَ، وَنَيْسَابُوْرَ، وَطُوسَ، وَسَرْخَسَ، وَهرَاةَ، فَلاَ يُحصَى مَنْ رَاحَ تَحْتَ السَّيْفِ. وَقَالَ المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ: قصدَتْ فِرقَةٌ أَذْرَبِيْجَانَ وَأَرَّانَ وَالكُرْجَ، وَفِرقَةٌ هَمَذَانَ وَأَصْبَهَانَ وَخَالطَتْ حُلْوَانَ قَاصدَةً بَغْدَادَ، وَمَاجُوا فِي الدُّنْيَا بِالإِفسَادِ يَعضُّونَ عَلَى مَنْ سَلَّمَ الأَنَاملَ من الغيط. إِلَى أَنْ قَالَ: وَعَبرُوا إِلَى أُمَمِ القَفْجَاقِ وَاللاَنِ فَغسلُوهُم بِالسَّيْفِ، وَخَرَجَ مِنْ رَقِيْقِ التُّرْكِ خلقٌ حَتَّى فَاضُوا عَلَى البِلاَدِ.

وَأَمَّا الخَلِيْفَةُ فَإِنَّهُ جَمعَ الجُمُوْعَ وَجَيَّشَ الجُيُوْشَ، وَحشرَ فَنَادَى، وَأَتتْهُ البُعُوثُ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُوْنَ، وَلَمَّا جَاءَ رَسُوْلُ التَّتَارِ احْتَفَلَ الجَيْشُ وَبَالغُوا، حَتَّى امتلأَ قَلْبُهُ رُعْباً، وَدِمَاغُهُ خيَالاً، فَرَجَعَ مُخَبِّراً. وَأَمَّا أَهْلُ أَصْبَهَانَ فَفَتَحُوا، وَدَخَلَتِ التَّتَارُ، فَمَالَ عَلَيْهِمُ النَّاسُ قتلاً، فَقَلَّ مَنْ نَجَا مِنَ التَّتَارِ، سُئِلَ عَنْهُمُ الملكُ الأَشْرَفُ، فَقَالَ: مَا أَقُوْلُ فِي قَوْمٍ لَمْ يُؤسَرْ أَحَدٌ مِنْهُم قَطُّ. وَعَنْ نَيْسَابُوْرِيٍّ قَالَ: أُحْصِيَ مَنْ قُتِلَ بِنَيْسَابُوْرَ، فَبلَغُوا أَزْيَدَ مِنْ خَمْسِ مائَةِ أَلْفٍ. وَمِمَّا أَبَادُوْهُ بلاَدَ فَرغَانَةَ وَهِيَ سَبْعُ مَمَالِكَ، وَمتَى التَمَسَ الشَّخْصُ رَحمتَهُم، ازدَادُوا عتوًا، وإذا اجتمعوا على خمر، أحضروا أُسَارَى وَيُمَثِّلُوْنَ بِهِم بِأَنْ يُقَطِّعُوا أَعضَاءهُم، فَكلَّمَا صَاحَ، ضَحِكُوا، نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ. وَقَدْ جُمِعَ فِيهِم مِنْ كُلِّ وَحْشٍ رَدِيءُ خُلُقِهِ. وَقَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: أَحصَيْتُ القَتْلَى بِمَرْوَ فَكَانُوا سَبْعَ مائَةِ أَلْفٍ. وَفِي سَنَةِ ثَمَانِي عَشْرَةَ التقَى خوارزم شاه، وتولي بن جنكزخان فَانْهَزَمُوا، وَقُتِلَ تُولِّي، وَبلغَ الخَبَرَ أَبُوْهُ فَجُنَّ وَتنمَّرَ، وَأَسرعَ مُجِدّاً، فَالتقَاهُ خُوَارِزْم شَاه فِي شوالها، فحمل على قلب جنكزخان فَمَزَّقَهُ، وَانْهَزَمُوا لَوْلاَ كَمِينٍ لَهُم خَرَجُوا عَلَى المسلمين، فانكسروا وأسر وَلدَ جَلاَلِ الدِّيْنِ وَتَقهقَرَ إِلَى نَهْرِ السِّنْدِ فَغَرِقَ حرمُهُ، وَنجَا فِي نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعَةِ آلاَفٍ حُفَاةً عُرَاةً لِيختفِي فِي الجِبَالِ وَالآجَامِ يَعِيْشُوْنَ مِنَ النَّهْبِ، فَحَارَبَهُ ملكٌ مِنْ مُلُوْكِ الهِنْدِ فَرمَاهُ جَلاَلُ الدِّيْنِ بِسَهْمٍ فِي فؤَادِهِ فَسَقَطَ وَتَمَزَّقَ جَيْشُهُ، وَحَازَ جَلاَلُ الدِّيْنِ الغَنَائِمَ، وَعَاشَ، فَسَارَ إِلَى سِجِسْتَان، وَبِهَا خَزَائِنُ لَهُ فَأَنفقَ فِي جندِهِ. وَقَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: التقَاهُم جَلاَلُ الدِّيْنِ بكَابُلَ فَهَزمَهُم، ثُمَّ فَارقَهُ شطْرُ جيشه لفتنة جرت، وفاجأه جنكزخان، فَتحَيَّرَ جَلاَلُ الدِّيْنِ، وَسَارَ إِلَى نَهْرِ السِّنْدِ، فلم يجد سفنًا تكفيهم، وضايقه جنكزخان فَالتقَاهُ حَتَّى دَامَ الحَرْبُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ، وَجَاءت سُفُنٌ فَعَدَوا فِيْهَا، وَنَازلَتِ التَّتَارُ غَزْنَةَ فَاسْتبَاحوهَا. قُلْتُ: هَذَا كُلُّهُ وَجَيْشُ مِصْرَ وَالشَّامِ فِي مُصَابِرَةِ الفِرَنْجِ بدِمْيَاطَ والأمر شديد. ودخلت سنة تسع عشرة، فتخربت ملوك الهند على جلال الدين لأذيته لَهُم، فَاسْتنَابَ أَخَاهُ جَهَان عَلَى مَا فَتحَهُ مِنْ طَرِيْقِ الهِنْدِ، وَقصدَ العِرَاقَ، وَقَاسَى المشَاقَّ، فَتَوَصَّلَ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفٍ مِنْهُم مَنْ هُوَ رَاكِبُ البقرِ وَالحُمُرِ فِي سَنَةِ 621 فَقَدِمَ شيرَازَ فأتاه علاء الدين أَتَابَك مُذْعِناً بِطَاعتِهِ، فَتَزَوَّجَ جَلاَلُ الدِّيْنِ بِابْنتِهِ. وَقَدِمَ أَصْبَهَانَ فَسَرَّهُم قُدومُهُ، وَكَانَ أَخُوْهُ غِيَاثُ

الدِّيْنِ فِي ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، وَبَينَهُم إِحَنٌ، وَهَرَبَ غِيَاثُ الدِّيْنِ، ثُمَّ اصطَلَحَا، وَاجتَمَعَا، وَالتفَّتِ العَسَاكِرُ عَلَى جَلاَلِ الدِّيْنِ، وَعظُمَ شَأْنُهُ. وَفِي العَامِ: كَانَتِ الوقعَةُ بَيْنَ التَّتَارِ الدَّاخلينَ مِنَ الدَّرْبَنْد، وَبَيْنَ القفجَاقِ وَالرُّوْسِ، وَصَبَرُوا أَيَّاماً، ثُمَّ اسْتَحَرَّ القتلُ بِالرُّوْسِ وَالقفجَاقِ. وَفِي سَنَةِ 621: أَخَذَ الأَشْرَفُ مِنْ أَخِيْهِ غَازِي خِلاَطَ، وَأَبقَى عَلَيْهِ مَيَّافَارِقِيْنَ. وَفِيْهَا سَارَ جَلاَلُ الدِّيْنِ خُوَارِزْم شَاه إِلَى أَذْرَبِيْجَانَ، فَاسْتولَى عَلَيْهَا، وَرَاسلَهُ المُعَظَّم لِينصُرَهُ عَلَى أَخِيْهِ الأَشْرَفِ. وَفِيْهَا خَنَقَ بدرُ الدِّينِ لُؤْلُؤٌ الملكَ القَاهِرَ سِرّاً، وَتَمَلَّكَ المَوْصِلَ. وَبُنِيَتْ دَارُ الحَدِيْثِ الكَامِليَّةُ، وَشيخُهَا ابْنُ دِحْيَةَ. وَقَدِمَ صَاحِبُ اليَمَنِ أَقسيس ابْنُ الملكِ الكَامِلِ طَامعاً فِي أَخْذِ الشَّامِ، فَمَاتَ، وَورِثَ مِنْهُ أَبُوْهُ أَمْوَالاً عَظِيْمَةً. وَفِيْهَا رَجَعَتِ التَّتَارُ مِنْ بلاَدِ القَفْجَاقِ، فَاسْتبَاحُوا الرَّيَّ وَسَاوه وَقُمّ، ثُمَّ التَقَوا الخُوَارِزْمِيَّةَ. وَفِيْهَا قصدَ غِيَاثُ الدِّيْنِ أَخُو خُوَارِزْم شَاه بلاَدَ شِيرَازَ، فَأَخَذَهَا مِنْ أَتَابَك سَعْدٍ، وَعَصَى أتابك في قلعة، تصالحا. وَفِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ 622: وَصلَ جَلاَلُ الدِّيْنِ فَأَخَذَ دقوقا بِالسَّيْفِ وَفعلَ كُلَّ قبيحٍ لِكَوْنِهِم سَبُّوهُ عَلَى الأَسْوَارِ، وَعَزَمَ عَلَى مُنَازِلَةِ بَغْدَادَ، فَانزعجَ الخَلِيْفَةُ، وَكَانَ قَدْ فُلِجَ، فَأَنفقَ أَلفَ أَلفِ دِيْنَارٍ، وَفرَّقَ العُدَدَ وَالأَهرَاءَ. قَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: قَالَ لِي المُعَظَّم: كَتَبَ إِلَيَّ جَلاَلُ الدِّيْنِ يَقُوْلُ: تَجِيْءُ أَنْتَ وَاتَّفِقْ مَعِي حَتَّى نقصد الخليفة، فإنه كان السبب في هلال أَبِي، وَفِي مَجِيْءِ التَّتَارِ وَجَدْنَا كُتُبَهُ إِلَى الخَطَا وَتَواقيعَهُ لَهُم بِالبِلاَدِ وَالخِلَعِ وَالخيلِ. فَكَتَبتُ إِلَيْهِ: أَنَا مَعَكَ إلَّا عَلَى الخَلِيْفَةِ، فَإِنَّهُ إِمَامُ الإِسْلاَمِ. قَالَ: وَخَرَجَتْ عَلَيْهِ الكُرْجُ، فَكَرَّ نَحْوَهُم، وَعَمِلَ مَصَافّاً، فَقتلَ مِنْهُم سَبْعِيْنَ أَلْفاً، قَالَهُ أَبُو شَامَةَ- وَأَخَذَ تَفلَيْسَ بِالسَّيْفِ، وَافتَتَحَ مَرَاغَةَ، ثُمَّ حَاصرَ تَبرِيزَ وَتسلَّمَهَا، وَبدَّعَ وَظلَمَ كعوَائِدِهِ. وَفِي سَلْخِ رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ تُوُفِّيَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، فَبُوْيِعَ ابْنُهُ الظَّاهِرُ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدٌ كَهْلاً، فَكَانَتْ دَوْلَةُ النَّاصِرِ سَبْعاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: بقي الناصر ثلاث سنين عاطلا عن الحركة بالكلية، وَقَدْ ذَهَبَتْ عينُهُ رَحِمَهُ اللهُ، ثُمَّ مَاتَ وبويع الظاهر ابنه.

جنكز خان، ابن الجباب

جنكز خان، ابن الجباب: 5575- جِنْكِزْ خَان 1: ملكُ التَّتَارِ وَسُلْطَانُهُم الأَوّلُ الَّذِي خَرَّبَ البِلاَدَ وَأَفنَى العِبَادَ، وَاسْتَوْلَى عَلَى المَمَالِكِ، وَلَيْسَ لِلتَّتَارِ ذِكرٌ قَبْلَهُ، إِنَّمَا كَانَتْ طَوَائِفُ المغولِ بَادِيَةً بِأَرَاضِي الصِّينِ فَقَدَّمُوْهُ عَلَيْهِم، فَهَزمَ جيوش الخطا، واستولى على ممالكهم، ثم على ترسكتان وَإِقْلِيْمِ مَا وَرَاءِ النَّهْرِ ثُمَّ إِقْلِيْمِ خُرَاسَانَ وَبلاَدِ الجبلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَأَذعَنَتْ بطَاعتِهِ جَمِيْعُ التَّتَارِ، وَأَطَاعُوْهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَلَمْ يَكُنْ يَتقيَّدُ بدينِ الإِسْلاَمِ وَلاَ بِغَيْرِهِ، وَقَتْلُ المُسْلِمِ أَهوَنُ عِنْدَهُ مِنْ قَتْلِ البُرْغُوثِ، وَلَهُ شَجَاعَةٌ مُفْرِطَةٌ وَعَقلٌ وَافرٌ وَدَهَاءٌ وَمَكرٌ. وَأَوَّلُ مَظْهْرِهِ كَانَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَمَاتَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقَدْ شَاخَ، وَاسْمُهُ: تُمرجين، وَالملكُ فِي عَقِبِهِ إِلَى اليَوْمِ. وَكُرْسِيُّ مَمْلَكتِهِ خَان بِالق قَاعِدَةُ الخَطَا. وَخلَّفَ سِتَّةَ بَنِيْنَ، تَملَّكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ أوكتَاي، ثُمَّ بَعْدَهُ مونكوقَا أَخُو هُولاَكو الطَّاغِيَة، ثُمَّ وَلِي قُبلاَي أَخُوْهُم، فَبقِي قُبلاَي إِلَى سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَثَلاَثتُهُم بنو تولي بن جنكزخان، وقتل تولي في ملحمة بَيْنَهُ وَبَيْنَ خُوَارِزْم شَاه جَلاَلِ الدِّيْنِ فِي حياة جنكزخان سَنَة ثَمَانِي عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5576- ابْنُ الجَبَّابِ 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَدْلُ الكَبِيْرُ فَخرُ الأَكَابِرِ القَاضِي الأَسْعَدُ صفِيُّ المُلْكِ أَبُو البَرَكَاتِ عَبْدُ القوِيِّ ابْنُ القَاضِي الجَلِيْسِ أَبِي المَعَالِي عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الجَبَّابِ التَّمِيْمِيُّ السَّعْدِيُّ الأَغْلَبِيُّ المِصْرِيُّ المَالِكِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ رِفَاعَةَ الفَرَضِيِّ، وَأَبِي الفُتُوْحِ الخَطِيْبِ المُقْرِئِ، وَابْنِ العِرْقِيِّ، وَأَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَأَبِي البقَاءِ عُمَرَ ابنِ المَقْدِسِيِّ وَطَائِفَةٍ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 268"، وشذرات الذهب "5/ 113". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 259"، وشذرات الذهب "5/ 95".

حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الأَنْمَاطِيِّ، وَعُمَرُ بنُ الحَاجِبِ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَشَرفُ القُضَاةِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجَبَّابِ، وَالنَّجِيْبُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الهَمَذَانِيُّ، وَأَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ المُحْتَسِبُ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: مِنْ بَيْتِ السُّؤْدُدِ، وَالفَضْلِ، وَالكَرمِ، وَالتَّقَدُّمِ، له من الوَقَارِ وَالهَيْبَةِ مَا لَمْ يُعْرَفُ لغَيْرِهِ، وَكَانَ ذَا حِلْمٍ وَصمتٍ، وَلِيَ وِلاَيَاتٍ أَبَانَ فِيْهَا عَنْ أَمَانَةٍ وَنزَاهَةٍ، وَكَانَ كَثِيْرَ اللُّطْفِ. وَأَصلُهُ مِنَ القَيْرَوَانِ، تَفَرَّدَ بِالسِّيرَةِ عَنِ ابْنِ رِفَاعَةَ، سَمِعَهَا فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ، بقِرَاءةِ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ القَيْسِيِّ وَتَحتَ الطَّبَقَةِ تَصْحِيْح ابْنِ رِفَاعَةَ. قَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: وَكَانَ شَيْخاً، ثِقَةً، ثَبْتاً، عَارِفاً بِمَا سَمِعَ لاَ يُنْسَبُ فِي ذَلِكَ إِلَى غرضٍ، قَالَ: وَرَأَيْتُ خطَّ تَقِيِّ الدِّيْنِ ابْنِ الأَنْمَاطِيِّ وَهُوَ يُثْنِي عَلَى شَيْخِنَا هَذَا ثنَاءً جَمِيْلاً، وَيذكرُ مِنْ جُمْلَةِ مَسْمُوْعَاتِهِ السِّيرَةَ، وَكَانَ قَدْ صَارَتِ السِّيرَةُ عَلَى ذِكْرِ الشَّيْخِ بِمَنْزِلَةِ الفَاتِحَةِ، يُسَابِقُ القَارِئَ إِلَى قِرَاءتِهَا، وَكَانَ قَيِّماً بِهَا وَبِمُشْكِلِهَا، وَهُوَ أَنبلُ شَيْخٍ وَجَدْتُهُ بِمِصْرَ رِوَايَةً وَدرَايَةً، وَكَانَ لاَ يُحَدِّثُ إلَّا وَأَصلُهُ بِيَدِهِ، وَلاَ يَدعُ القَارِئَ يُدْغِمُ. وَكَانَ أَبُوْهُ جَلِيْساً لخَلِيْفَةِ مِصْرَ. قَالَ: وَحَضَرتُهُ يَوْماً وَقَدْ أَهدَى لَهُ بَعْضُ السَّامعينَ هديَةً فَرَدَّهَا وَأَثَابَهُ عَلَيْهَا، وَقَالَ: مَاذَا وَقتُ هَدِيَّةٍ. وَكَانَ طَوِيْلَ الرُّوحِ عَلَى السَّمَاعِ، كُنَّا نَسْمَعُ عَلَيْهِ مِنَ الصُّبْحِ إِلَى العصرِ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ فِي رِحلتِي شَيْخاً لَهُ خَمْسٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً أَحْسَنَ هَدْياً وَسَمْتاً وَاسْتقَامَةَ قَامَةٍ مِنْهُ، وَلاَ أَحْسَنَ كَلاَماً، وَلاَ أظرف إيرادًا منه، فلقد كان لِلدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: سَمِعْتُ الحَافِظَ عَبْدَ العَظِيْمِ يَتَكَلَّمُ فِي سَمَاعِهِ لِلسِّيرَةِ، وَيَقُوْلُ: هُوَ بقِرَاءةِ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ، وَكَانَ كَذَّاباً، وَكَانَ ابْنُ الأَنْمَاطِيِّ يُثَبِّتُ سَمَاعَهُ وَيُصَحِّحُهُ. قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى "العُنوَانَ" فِي القِرَاءاتِ عَنِ الشَّرِيْفِ أبي الفتوح الخَطِيْبِ، رَوَاهُ عَنْهُ شَيْخٌ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقَرَأْتُ السِّيرَةَ عَلَى الأَبَرْقُوْهِيِّ بِسَمَاعِهِ مِنْهُ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَمَاتَ فِي السَّنَةِ فِي سَلْخِ شَوَّالِهَا.

ابن مكرم

5577- ابن مكرم 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ المُسْنِدُ الزَّاهِدُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ المُكَرَّمِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَأَبِي الفَضْلِ الأُرْمَوِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ نَاصِرٍ، وَالمُعَمَّرِ بنِ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَكَانَ وَالِدُهُ يَرْوِي عَنْ: نَصْرِ بنِ البَطِرِ، وَكَانَ أَخُوْهُ المكرَّمُ مِنْ رُوَاةِ "جُزءِ الأَنْصَارِيِّ". يَرْوِي عَنْهُ: الضِّيَاءُ، وَابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ. حَدَّثَ أَبُو جَعْفَرٍ بِـ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" بِإِرْبِلَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الدبيثي، وابن النجار، والبرزالي، والجمال محمد بن الدباب، والإمام مجد الدين ابن ظهير، وَالقَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ ابْنُ خَلِّكَانَ، وَأَخُوْهُ بَهَاءُ الدين محمد قاضي بعلبك، وآخرون. مَاتَ بِبَغْدَادَ، فِي خَامِسِ المُحَرَّمِ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. أَنبَانَا الشَّيْخُ مَجْدُ الدِّيْنِ بنُ أَحْمَدَ الإِرْبِلِيُّ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ مُكَرَّمٍ بِإِرْبِلَ -فَذَكَرَ حَدِيْثاً. وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ بنِ صِرْمَا الأَزَجِيُّ، وَالحَافِظُ أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ بنِ حَوْطِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ بِمَالَقَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ زَيْدُ بنُ يَحْيَى الأزجي البيع، والمقرئ أَبُو طَالِبٍ عَبْد الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ السَّمِيْعِ الهَاشِمِيُّ الوَاسِطِيُّ، وَأَبُو البَرَكَاتِ عَبْدُ القوِيِّ بنُ الجَبَّابِ السَّعْدِيُّ وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ عَلِيٍّ اللَّخْمِيُّ ابْنُ البَيْسَانِيِّ أَخُو القَاضِي الفَاضِلِ، -قَالَ المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ: كَانَ عِنْدَهُ زُهَاءُ مائَتَيْ أَلفِ كِتَابٍ، وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ مُعَمَّرِ بنِ عَسْكَرَ، وَالقَاضِي عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّشِيْدِ ابْنُ بُنَيْمَانَ الهَمَذَانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّبِيْهِ الشَّاعِرُ صَاحِبُ "الدِّيْوَانِ"، وَعَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ بنِ صَبُوخَا، وَشَيْخُ الطِّبِّ شَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَانَ الدِّمَشْقِيُّ ابْنُ اللّبودِيِّ، وَشَيْخُ المَالِكِيَّةِ أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ زَرْقُوْنَ الإِشْبِيْلِيُّ، وَالمُقْرِئُ الفَخْرُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الفَرَجِ المَوْصِلِيُّ، وَالقُدْوَةُ الكَبِيْرُ الشَّيْخُ عليٍّ الفرنثيِّ بِالجبلِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ اليتيم الأندرشي المحدث الرحال.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 260"، وشذرات الذهب "5/ 96".

ابن البناء

5578- ابن البناء 1: الشيخ الجليل المسند أبو الحسن علي بن أبي الكرم نصر بن المبارك ابن أَبِي السَّيِّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيُّ الأَصْلِ البَغْدَادِيُّ ثُمَّ المَكِّيُّ الخَلاَّلُ ابْنُ البَنَّاءِ. رَاوِي "الجَامِعِ" عَنْ عَبْدِ المَلِكِ الكَرُوْخِيِّ، وَمَا علمتُهُ رَوَى شَيْئاً غَيْرَهُ، حَدَّثَ بِهِ بِمَكَّةَ وَالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَمِصْرَ وَدِمْيَاطَ، وَقُوصَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نُقْطَةَ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الحَضْرَمِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ عُثْمَانَ القَابِسِيُّ، وَذَاكرُ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ مُؤَذِّنُ الحرمِ، وَالبَهَاءُ زُهَيْرٌ المُهَلَّبِيُّ الشَّاعِرُ، وَإِسْحَاقُ بنُ قُرَيْشٍ المخزومي، وقطب الدين محمد ابن القَسْطَلاَنِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ بنِ طَرْخَانَ الأُمَوِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ صَالِحٍ الحُسَيْنِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ إِسْحَاقَ الطَّبَرِيُّ المَكِّيَّانِ، وَمُحَمَّدُ بنُ تَرْجَمَ المِصْرِيُّ. مَاتَ بِمَكَّةَ فِي صَفَرٍ، وَقِيْلَ فِي رَبِيْعٍ الأول سنة اثنتين وعشرين وست مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 263"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 101".

ابن يونس، القزويني

ابن يونس، القزويني: 5579- ابن يونس 1: العَلاَّمَةُ شَرَفُ الدِّيْنِ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ ابْنُ الشيخ الكبير كمال الدين مُوْسَى ابنِ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّيْنِ يُوْنُسَ بنِ مُحَمَّدٍ الإِرْبِلِيُّ، ثُمَّ المَوْصِلِيُّ، الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ "شَرْحِ النبيه". مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخَرِ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، كَهْلاً فِي حَيَاةِ أَبِيْهِ، وَقَدِ اخْتصرَ "الإِحيَاءَ" مَرَّتَينِ، وَلَهُ مَحْفُوْظَاتٌ كَثِيْرَةٌ وَذِهْنٌ وقاد. 5580- القزويني 2: القَاضِي الإِمَامُ الفَاضِلُ المُحَدِّثُ الصَّالِحُ الجَوَّالُ مَجْدُ الدين أبو المجد محمد بن الحسين بن أَبِي المَكَارِمِ أَحْمَدَ بنِ حُسَيْنِ بنِ بَهْرَامَ القَزْوِيْنِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ بقَزْوِيْنَ. وَسَمِعَ أَبَاهُ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَسْعَدَ العَطَّارِيَّ حَفَدَةَ، وَأَحْمَدَ بنَ يَنَالَ الأَصْبَهَانِيَّ التُّركَ، وَأَبَا الخَيْرِ القَزْوِيْنِيَّ الوَاعِظَ، وَأَبَا الفَرَجِ ثَابِتَ بنَ مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيَّ، وَأَبَا حَفْصٍ المَيَانَشِيَّ، وَجَمَاعَةً. وَحَدَّثَ: بِأَذْرَبِيْجَانَ وَبَغْدَادَ وَالمَوْصِلَ وَأَصْبَهَانَ وَرَأْسَ عينٍ وَدِمَشْقَ وَبَعْلَبَكَّ وَحَرَّانَ وَأَقْصَرَا وَنَصِيْبِيْنَ وَأَبهرَ وَقَزْوِيْنَ وَخَوِي وَإِرْبِلَ وَدُوَيْنَ وَالرَّيَّ وَمِصْرَ، وَنَزَلَ بِخَانقَاه سعيد السعداء، واشتهر اسمه وتفرد برواية هَذَيْنِ الكِتَابَينِ "معَالِم التَّنْزِيلِ" وَ"شرح السُّنَّةِ" للبغوي. حَدَّثَ عَنْهُ: الضِّيَاءُ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَعزُّ الدِّينِ عَبْدُ الرازق الرسعني، والسيف عبد الرحمن بن محفوظ، والفخر عبد الرحمن بنُ يُوْسُفَ، وَالقَاضِي تَاجُ الدِّيْنِ عَبْدُ الخَالِقِ، وَالبَهَاءُ عَبْدُ اللهِ بنُ مَحْبُوبٍ، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ مَحَاسِنَ المِعْمَارُ، وَعَبْدُ القَاهِرِ بنُ تَيْمِيَةَ، والفقيه عباس بن عبدان، وأبو اليمن بن عَسَاكِرَ، وَابْنُ عَمِّهِ شَرَفُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ، وَالمحيِي يَحْيَى بنُ عَلِيٍّ ابْنُ القَلاَنسِيِّ، وَالكَمَالُ عَبْدُ اللهِ بنُ قوَامٍ، وَالجمَالُ عُمَرُ ابنُ العَقِيْمِيِّ، وَالعِزُّ إِسْمَاعِيْلُ ابنُ الفَرَّاءِ، وَالتَّقِيُّ إِبْرَاهِيْمُ ابنُ الوَاسِطِيِّ، وَأَخُوْهُ مُحَمَّدٌ، وَالتَّقِيُّ أَحْمَدُ بنُ مُؤْمِنٍ، وَالعِزُّ أَحْمَدُ ابنُ العِمَادِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي الحَسَنِ الفَرَّاءُ، وَالعِمَادُ بنُ سَعْدٍ، وَالشَّمْسُ خَضِرُ بن عبدان، والشهاب الأبرقوهي، والضياء عبد الرحمن السُّلَمِيُّ خَطِيْبُ بَعْلَبَكَّ، وَبِهِ خُتِمَ حَدِيْثَهُ. مَاتَ بِالمَوْصِلِ، فِي ثَالِثَ عَشَرَ شَعْبَانَ، -وَقِيْلَ: فِي الحَادِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْهُ- سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: حَدَّثَ بِأَمَاكنَ، وَحصَلَ لَهُ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا صَالِحٌ، وَهُوَ شَيْخٌ مُتَيَقِّظٌ، حسنُ الوَجْهِ، طلَبَ وَكَتَبَ وَحصَّلَ، وَهُوَ مِنْ بَيْتٍ مَشْهُوْرٍ بِالعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ، وَسَمِعَ مِنْ جدِّهِ أَبِي المَكَارِمِ، حَدَّثَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ بِبَغْدَادَ بـ "أربعين" من جمعه.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 99". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 263"، وشذرات الذهب "5/ 101".

الأندرشي

5581- الأندرشي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الجَوَّالُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، ابْنُ اليَتيمِ الأَنْدَلُسِيُّ، الأَنْصَارِيُّ، الأَنْدَرَشِيُّ، وَيُعْرَفُ أَيْضاً: بِابْنِ البَلَنْسِيِّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ بنِ هُذَيْلٍ، وَابْنِ النِّعْمَةِ بِبَلَنْسِيَّةَ، وَمِنْ أَبِي مَرْوَانَ بنِ قُزْمَانَ بِأَشبونَةَ، وَمِنْ أَبِي إِسْحَاقَ بنِ قُرْقُوْلَ بِمَالقَةَ، وَمِنِ ابْنِ حُبَيْشٍ بِمُرْسِيَةَ، وَمِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ بَشْكُوَالَ بقُرْطُبَةَ، وَمِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ حُنَيْنٍ بِفَاسَ، وَمِنْ عَبْدِ الخَالِقِ الحَافِظِ بِبَجَايَةَ، وَمِنَ السِّلَفِيِّ بِالثَّغْرِ، وَمِنْ عثمان ابن فَرَجٍ بِمِصْرَ، وَمِنْ شُهْدَةَ الكَاتِبَةِ بِبَغْدَادَ، وَمِنْ أَبِي الفَضْلِ الخَطِيْبِ بِالمَوْصِلِ، وَمِنِ ابْنِ عَسَاكِرَ بِدِمَشْقَ، وَمِنَ المَيَانَشِيِّ بِمَكَّةَ، وَجَمَعَ وَخَرَّجَ، عَلَى لِيْنٍ فِيْهِ. قَالَ ابْنُ مَسْدِيٍّ: لَمْ يَكُنْ سليماً مِنَ التَّرْكِيبِ حَتَّى كثُرَتْ سَقَطَاتُهُ، تَتبَّعَ عثرَاتِهِ أَبُو الرَّبِيْعِ الكَلاَعِيُّ، وَكَانَ أَبُوْهُ يُعْرَفُ بِالأُسْتَاذِ، فَجَالَ بِهِ فِي الطَّلَبِ، وَأَسْمَعَهُ فِي سنة اثنتي وَخَمْسِيْنَ مِنْ جَمَاعَةٍ تَفَرَّدَ عَنْهُم، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ حَافِظاً، وَكَانَ شَرِهاً يَرْوِي المَوْضُوْعَاتِ. قَالَ ابْنُ مَسْدِي: سَمِعْتُ مِنْهُ كَثِيْراً، وَرَأَيْتُ بِخَطِّهِ إِسْنَادَ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ"، عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ السِّلَفِيِّ عَنِ ابْنِ البَطِر، عَنِ ابْنِ البَيِّعِ، عَنِ المَحَامِلِيِّ، عَنْهُ. قُلْتُ: لَيْسَ عِنْدَ أَحَدٍ مَنْ هَؤُلاَءِ بِهَذَا العُلُوِّ -أَعنِي السِّلَفِيَّ وَشيخَهُ- سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ وَقَعَ فِي "الدُّعَاءِ" لِلمَحَامِلِيِّ، عَنِ البُخَارِيِّ. وَقَدْ وَثَّقَ الأَنْدَرَشِيَّ جَمَاعَةٌ، وَحَمَلُوا عَنْهُ، وَمَا هُوَ بِمُتْقِنٍ، وَوَلِيَ خِطَابَةَ المَرِيَّةِ. قَالَ الأَبَّارُ: كَانَ مُكْثِراً رَحَّالَةً، نَسَبَهُ بَعْضُ شُيُوْخِنَا إِلَى الاضْطِرَابِ، وَمَعَ ذَلِكَ انتَابَهُ النَّاسُ، وَأَخَذَ عَنْهُ أَبُو سُلَيْمَانَ بنُ حَوْطِ اللهِ وَأَكَابِرُ أَصْحَابِنَا، وَأَجَاز لِي، وَأَوَّلُ رِحلَتِهِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَلَى ظهر البحر، قاصدًا مالقة. وقال ابن الأثير: سَمِعَ "المُوَطَّأَ" مِنِ ابْنِ حُنَيْنٍ بِفَاسَ، عَنِ ابْنِ الطَّلاَّعِ. قُلْتُ: عِنْدَهُ مِنْ عَوَالِي مَالِكٍ ما سمعه من شهدة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 95، 96".

الرافعي

5582- الرافعي 1: شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ عَالِمُ العَجمِ وَالعَربِ إِمَامُ الدِّينِ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الكَرِيْمِ ابنُ العَلاَّمَةِ أَبِي الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل بنِ الحُسَيْنِ الرَّافِعِيُّ، القَزْوِيْنِيُّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ. وَقرَأَ عَلَى أَبِيْهِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ. وَرَوَى عَنْهُ: وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الفُتُوْحِ بنِ عِمْرَانَ الفَقِيْهِ، وَحَامِدِ بنِ مَحْمُوْدٍ الخَطِيْبِ الرَّازِيِّ، وَأَبِي الخَيْرِ الطَّالْقَانِيّ، وَأَبِي الكَرَمِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ الهَمَذَانِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الرَّازِيِّ، وَأَبِي سُلَيْمَانَ أَحْمَدَ بنِ حَسْنَوَيْه، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الخَلِيْلِ الخَلِيْلِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي طَالِبٍ الضَّرِيْرِ، وَالحَافِظِ أَبِي العَلاَءِ العَطَّارِ -وَأُرَاهُ بِالإِجَازَةِ- وَبِهَا عَنْ: أَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيِّ، وَأَبِي الفَتْحِ بنِ البَطِّيِّ. سَمِعَ مِنْهُ الحَافِظُ عَبْدُ العَظِيْمِ بِالمَوْسِمِ، وَأَجَازَ لأَبِي الثَّنَاءِ مَحْمُوْدِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ الطَّاوُوْسِيِّ، وَعَبْدِ الهَادِي بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ خَطِيْبِ المِقيَاسِ، وَالفَخْرِ عبد العزيز بن عبد الرحمن ابْنِ السُّكَّرِيِّ. وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِينَ، يُذْكَرُ عَنْهُ تَعَبُّدٌ، وَنُسْكٌ، وَأَحْوَالٌ، وَتوَاضعٌ انْتَهَت إِلَيْهِ

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 266"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 108".

مَعْرِفَةُ المَذْهَبِ. لَهُ: "الفَتْحُ العَزِيْزِ فِي شرحِ الوجِيْزِ"، وَشرحٌ آخرُ صَغِيْرٌ، وَلَهُ "شرحُ مُسْنَدِ الشَّافِعِيِّ" فِي مُجَلَّدَيْنِ، تَعِبَ عَلَيْهِ، وَأَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً مَرْوِيَّةً، وَلَهُ "أَمَالِي عَلَى ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً"، وَ"كِتَابُ التَّذْنِيبِ" فَوَائِدُ عَلَى الوجِيْزِ. قَالَ ابْنُ الصلاح: أظن أني لَمْ أَرَ فِي بلاَدِ العجمِ مِثْلَهُ، كَانَ ذَا فُنُوْنٍ، حَسَنَ السِّيْرَةِ، جَمِيْلَ الأَمْرِ. وَقَالَ أبو عبد الله محمد بن مُحَمَّدُ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ الصَّفَّارُ: هُوَ شَيْخُنَا، إِمَامُ الدِّينِ، نَاصِرُ السُّنَّةِ صِدْقاً، أَبُو القَاسِمِ، كَانَ أَوحدَ عصرِهِ فِي الأُصُوْلِ وَالفُرُوْعِ، وَمُجْتَهِدَ زَمَانِهِ، وَفرِيْدَ وَقتِهِ فِي تَفْسِيْرِ القُرْآنِ وَالمَذْهَبِ، كَانَ لَهُ مجلس التفسير، وَتَسمِيْعِ الحَدِيْثِ بِجَامِعِ قَزْوِيْنَ، صَنَّفَ كَثِيْراً، وَكَانَ زَاهِداً، وَرِعاً، سَمِعَ الكَثِيْرَ. قَالَ الإِمَامُ النَّوَاوِيُّ: هُوَ مِنَ الصَّالِحِيْنَ المُتَمَكِّنِيْنَ، كَانَتْ لَهُ كَرَامَاتٌ كَثِيْرَةٌ ظَاهِرَةٌ. وَقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقَالَ الرَّافِعِيُّ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي حُضُوْراً فِي الثَّالِثَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ الشَّيْخُ تَاجُ الدِّيْنِ الفَزَارِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ خَلِّكَانَ، أَنَّ خُوَارِزْم شَاه غَزَا الكُرْجَ، وَقَتَلَ بسيفِهِ حَتَّى جَمَدَ الدَّمُ عَلَى يَدِهِ، فَزَارَهُ الرَّافِعِيُّ وَقَالَ: هَاتِ يَدَكَ الَّتِي جَمَدَ عَلَيْهَا دَمُ الكُرْجِ حَتَّى أُقَبِّلَهَا، قَالَ: لاَ بَلْ أَنَا أُقَبِّلُ يَدَكَ، وَقَبَّلَ يَدَ الشَّيْخِ. قُلْتُ: وَلوَالِدِ الرَّافِعِيِّ رِحلَةٌ لَقِيَ فِيْهَا عَبْدَ الخَالِقِ ابْنَ الحشامي، وَطَبَقَتَهُ، وَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ نَيِّفٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَالَ مُظَفَّرُ الدِّيْنِ قَاضِي قَزْوِيْنَ: عِنْدِي بِخَطِّ الرَّافِعِيِّ فِي كِتَابِ التَّدْوِيْنِ فِي تَوَارِيخِ قَزْوِيْنَ لَهُ أَنَّهُ مَنْسُوْبٌ إِلَى رَافِعِ بنِ خَدِيْجٍ الأَنْصَارِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ لِي أَبُو المَعَالِي بنُ رَافِعٍ: سَمِعْتُ الإِمَامَ رُكْنَ الدِّيْنِ عَبْدَ الصَّمَدِ بنَ مُحَمَّدٍ القَزْوِيْنِيَّ الشَّافِعِيَّ يَحكِي ذَلِكَ سَمَاعاً مِنْ مُظَفَّرِ الدِّيْنِ، ثُمَّ قَالَ الرُّكْنُ: لَمْ أَسْمَعْ بِبلاَدِ قَزْوِيْنَ بِبلدَةٍ يقال لها: رافعان. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَظِيْمِ الحَافِظُ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ، حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الكَرِيْم بنُ مُحَمَّدٍ القَزْوِيْنِيّ لَفْظاً بِمَسْجِدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ إِذْناً "ح". وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الخَالِقِ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ المُقَوِّمِيِّ إِجَازَةً -إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعاً، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ القَطَّانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَاجَه، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيْمَا سِوَاهُ، إلَّا المَسْجَدَ الحَرَامَ، وَصَلاَةُ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مائَةِ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ" 1. قَالَ عَبْدُ العَظِيْمِ: صوَابُهُ ابن أسد.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 343 و397" من حديث جابر بن عبد الله، به. وقد خرجت الحديث بإسهاب واستيعاب لطرقه في كتاب [الجواب الباهر في زوار المقابر] لابن تيمية ط. دار الجيل بيروت "ص23" فراجعه ثمت إذا رمت زيادة علم.

البخاري

5583- البخاري 1: العَلاَّمَةُ الأُصُوْلِيُّ الشَّمْسُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ المُلَقَّبُ بِالبُخَارِيِّ، أَخُو الحَافِظِ الضِّيَاءِ، وَوَالِدُ الشَّيْخِ الفَخْرِ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ. وَارْتَحَلَ فَسَمِعَ مِنِ ابْنِ شَاتيلَ، وَالقَزَّازِ، وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ: عَبْدِ المُنْعِمِ ابنِ الفُرَاوِيِّ، وَبِهَمَذَانَ مِنْ: عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ العَطَّارِ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ: أَبِي المَعَالِي بنِ صَابِرٍ، وَأَبِي الفَهْمِ ابنِ أَبِي العَجَائِزِ، وَعِدَّةٍ. وَأَقَامَ بِبُخَارَى مُدَّةً يَشتغلُ عَلَى أَبِي الخَطَّابِ شرفٍ، وَأَخَذَ الخلاَفَ عَنِ الرَّضِيِّ النَّيْسَابُوْرِيِّ. وَكَانَ ذَكيّاً، مُفَنَّناً، مُنَاظراً، وَقُوْراً، فَصِيْحاً، نَبيلاً، حُجَّةً، كُلُّ أَحَدٍ يُثنِي عَلَيْهِ. رَوَى عَنْهُ أَخُوْهُ، وَوَلَدُهُ، وَابْنُ أَخِيْهِ شَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ ابنُ الكَمَالِ، وَابْنُ خَالِهِ الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرحمن، وَالقُوْصِيُّ، وَالعِزُّ ابنُ العِمَادِ، وَابْنُ الفَرَّاءِ، وَمُحَمَّدُ ابنُ الوَاسِطِيِّ، وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ الرَّضِيِّ. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، نَزلَ حِمْصَ مُدَّةً. وَمَاتَ فِي نِصْفِ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 266"، وشذرات الذهب "5/ 107".

ابن دمدم، المصري

ابن دمدم، المصري: 5584- ابن دمدم: فَقِيْهُ المَغْرِبِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ ابنُ العَلاَّمَةِ عبد الرحمن بنِ أَحْمَدَ الرَّبَعِيُّ، التُّوْنُسِيُّ، المَالِكِيُّ، مُفْتِي غَرْنَاطَةَ. قَالَ ابْنُ مَسْدِيٍّ: هُوَ أَحْفَظُ مَنْ لَقِيْتُ لِمَذْهَبِ مَالِكٍ، تَفَقَّهَ بِأَبِيْهِ دُمْدُمٍ، وَسَمِعَ مِنَ الحافظ عبد الحق. مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ نيف وثمانون سنة. 5585- المصري 1: العَلاَّمَةُ قَاضِي الشَّامِ جَمَالُ الدِّيْنِ يُوْنُسُ بنُ بَدْرَانَ بنِ فَيْرُوْزِ بنِ صَاعِدِ بنِ عَالِي القُرَشِيُّ، الشَّيْبِيُّ، الحِجَازِيُّ، ثُمَّ المليجِيُّ، المِصْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ تَقَرِيْباً. وَسَمِعَ مِنَ السِّلَفِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ هِبَةِ اللهِ الكَامِلِيِّ. وَذَهَبَ رَسُوْلاً إِلَى الخَلِيْفَةِ، وَوَلِيَ وَكَالَةَ بَيْتِ المَالِ، وَتَدرِيسَ الأَمِينِيَّةِ، ثُمَّ قَضَاءَ القُضَاةِ، وَأَلقى بِالعَادليَّةِ جَمِيْعَ تَفْسِيْرِ القُرْآنِ دُروساً، وَاختصرَ الأُمَّ، وَلَهُ مصَنَّفٌ فِي الفَرَائِضِ، وَكَانَ شَدِيدَ الأُدْمَةِ، يَلثغُ بِالقَافِ هَمزَةً. قَالَ أَبُو شَامَةَ: كَانَ فِي وِلاَيتِهِ عَفِيْفاً، نَزِهاً، مَهِيْباً، يَحكمُ بِالجَامِعِ، وَنُقِمَ عَلَيْهِ أَنَّهُ إِذَا ثَبَتَ عِنْدَهُ وِرَاثَةُ شَخْصٍ يَأْمرُهُ بِمُصَالَحَةِ بَيْتِ المَالِ، وَلكونِهِ اسْتنَابَ ابْنَ أَخِيْهِ مُحَمَّدٍ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَتُكُلِّمَ فِي نسبِهِ. قَرَأْتُ بِخَطِّ الحَافِظِ الضِّيَاءِ: تُوُفِّيَ بدمشق، وقليل من ترحم عليه. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ البِرْزَالِيُّ، وَعُمَرُ بنُ الحَاجِبِ، وَالقُوْصِيُّ. قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: كَانَ يُشَارِكُ فِي عُلُوْمٍ كَثِيْرَةٍ. قُلْتُ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَدُفِنَ بدَارِهِ بقرب القليجية.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 226"، وشذرات الذهب "5/ 112".

ابن باز، الخفيفي

ابن باز، الخفيفي: 5586- ابن باز 1: الحَافِظُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرِ بنِ حَسَنِ بنِ سَعْدٍ، ابْنُ بَازٍ المَوْصِلِيُّ، التَّاجِرُ، السَّفَّارُ. مُحَدِّثٌ، مُتْقِنٌ، مُفِيْدٌ. سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ الحَقِّ اليُوْسُفِيِّ، وَشُهْدَةَ الكَاتِبَةِ، وَلاَحِقِ بنِ كَارِهٍ، وَأَبِي شَاكِرٍ السَّقْلاَطُوْنِيِّ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَنَا عَنْهُ: الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَكَتَبَ عَنْهُ ابْنُ مَسْدِيٍّ، وَالرَّحَّالَةُ، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ مُدَّةً، وَسَافَرَ فِي التَّكَسُّبِ إِلَى مِصْرَ وَالشَّامِ، ثُمَّ صَارَ شَيْخَ دار الحديث المظفرية بالموصل. مولده سن اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ بِالمَوْصِلِ مِنْ خطيبها. وَبهَا تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخَرِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وعشرين وست مائة. 5587- الخفيفي 2: الإِمَامُ القُدْوَةُ حُجَّةُ الدِّيْنِ أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ المُحْسِنِ بنُ أَبِي العَمِيدِ بنِ خَالِدٍ الخَفِيْفِيّ، الأَبْهَرِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الصُّوْفِيُّ. تَفقَّهَ بِهَمَذَانَ عَلَى أَبِي القَاسِمِ بنِ حَيْدَرٍ، وَعلَّقَ "التَّعْلِيقَةَ" عَنِ الفَخْرِ النَّوْقَانيِّ. وَسَمِعَ بِأَصْبَهَانَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ يَنَالَ التُّركِ، وَأَبِي مُوْسَى المَدِيْنِيِّ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ بنِ شَاتيلَ، وَنَصْرِ اللهِ القَزَّازِ، وَبأَبَهْرَ مِنْ عَبْدِ الكَافِي الخَطِيْبِ، وَبِهَمَذَانَ مِنْ: عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ القُوْمَسَانِيِّ، وَعَبْدِ المُنْعِمِ بنِ الفُرَاوِيِّ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَلِيٍّ ابْنِ الخِرَقِيِّ، وَبِمِصْرَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ البُوْصِيْرِيِّ، وَبِالثَّغْرِ مِنَ: القَاضِي الحَضْرَمِيِّ، وَبِمَكَّةَ مِنْ: مَحْمُوْدِ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ القَلاَنسِيِّ، وَبِوَاسِطَ مِنِ: ابْنِ الباقلاني، وكان كثير الحَجِّ، وَالعِبَادَةِ، وَالتَّبَتُّلِ، وَالصَّوْمِ، وَالجِهَادِ، وَكَانَ يَحُجُّ كُلَّ سَنَةٍ عَلَى سَبِيْلِ السَّيِّدَةِ. رَوَى عَنْهُ الضِّيَاءُ، وَابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَالشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَقُطْبُ الدِّيْنِ ابْنُ القَسْطَلاَنِيِّ، وَالشِّهَابُ الأَبَرْقُوْهِيُّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ كَثِيْرَ المُجَاهِدَةِ وَالعِبَادَةِ، دَائِمَ الصِّيَامِ سفراً وَحضراً، عَارِفاً بكَلاَمِ المَشَايِخِ وَأَحْوَالِ القَوْمِ، وَكَانَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ وَحِفْظٌ وَإِتْقَانٌ، وَكَانَ ثِقَةً، ثُمَّ صَارَ إِمَامَ المقَامِ، إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ، أربع وعشرين وست مائة، بمكة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 100". 2 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 114".

ابن شيرويه، ابن عبد الحق، ابن عطاء

ابن شيرويه، ابن عبد الحق، ابن عطاء: 5588- ابن شيرويه 1: الشَّيْخُ أَبُو مُسْلِمٍ أَحْمَدُ بنُ شِيْرَوَيْه بنِ شَهْرَدَارَ بنِ شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِيُّ، الهَمَذَانِيُّ. سَمِعَ مِنْ: جَدِّهِ، وَنَصْرِ بنِ المُظَفَّرِ البَرْمَكِيِّ، وَأَبِي الوَقْتِ السجري، وَأَبِي الخَيْرِ البَاغبَانِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: الزَّكِيُّ البِرْزَالِيُّ، وَالضِّيَاءُ المَقْدِسِيُّ، وَأَجَازَ لِلْفخرِ عليٍّ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: مُكْثِرٌ ثِقَةٌ، صَحِيْحُ السَّمَاعِ، سَمِعْتُ مِنْهُ بهمذان. مات في شعبان، سنة خمس وعشرون وست مائة، وله ست وسبعون سنة. 5589- ابن عبد الحق: العَلاَّمَةُ قَاضِي تِلِمْسَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الحَقِّ بنِ سُلَيْمَانَ الكُوْفِيُّ، البَرْبَرِيُّ، المَالِكِيُّ. تفقَّهَ بِأَبِيْهِ، وَأَخَذَ القِرَاءاتِ وَالنَّحْوِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ الخَرَّازِ النَّحْوِيِّ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ بنِ حُنَيْنٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ خَلِيْلٍ. وَأَجَازَ لَهُ ابْنُ هُذَيْلٍ، وَالسِّلَفِيُّ. وَكَانَ إِمَاماً مُعَظَّماً، كَثِيْرَ التَّصَانِيْفِ، مِنْ ذَلِكَ: غَرِيْبُ "المُوَطَّأِ"، وَكِتَابُ "المُخْتَارِ فِي الجمعِ بَيْنَ المُنْتَقَى وَالاستذكَارِ" فِي عَشْرِ مُجَلَّدَاتٍ. مَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ التسعين. 5590- ابن عطاء 2: الشَّيْخُ أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ النَّفِيْسِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَطَاءٍ البَغْدَادِيُّ، الصُّوْفِيُّ. لبِسَ مِنْ أَبِي الوَقْتِ، وَسَمِعَ مِنْهُ جَمِيْعَ "الصحيح". رَوَى عَنْهُ: ابْنُ النَّجَّارِ، وَالسَّيْفُ، وَابْنُ نُقْطَةَ، وَشيخُنَا الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَكَانَ صَالِحاً. مَاتَ فِي ذِي القعدة، سنة خمس وعشرين.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 116". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 117".

البيع، ابن أبي الجود

البيع، ابن أبي الجود: 5591- البيع 1: الشيخ الجليل المسند أبو المحاسن محمد بن أَبِي الفَرَجِ هِبَةِ اللهِ ابنِ أَبِي حَامِدٍ عبد العزيز ابن عَلِيِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُمَرَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعِيْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نَجَا بنِ مُوْسَى ابْنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ القُرَشِيُّ، الزُّهْرِيُّ، السَّعْدِيُّ، الدِّيْنَوَرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، المَرَاتِبِيُّ، البَيِّعُ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: عَمِّهِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي حَامِدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ طِرَادٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَعَبْدِ الخَالِقِ اليُوْسُفِيِّ، وَأَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ، وَتَفَرَّدَ فِي وَقْتِهِ، وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ حُجَّابِ الخِلاَفَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابن الدبيثي، وابن النجار، وأبو إسحاق ابن الواسطي، وأبو الفرج ابن الزَّيْنِ، وَأَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَطَائِفَةٌ. قَدِمَ الشَّامَ مَرَّاتٍ فِي التِّجَارَةِ، وَكَانَ ذَا ثَروَةٍ وَصلاَحٍ وحسن طريقة، وأضر في أواخر العمر. مَاتَ فِي سَادسَ عشرَ شَوَّالٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ بِضْعٍ وَتِسْعِيْنَ. وَقَعَ لَنَا مِنْ طرِيقِهِ الخَامِسِ مِنْ "المَحَامِلِيَّاتِ". 5592- ابْنُ أبي الجود 2: الشَّيْخُ الصَّالِحُ المُعَمَّرُ أَبُو القَاسِمِ المُبَارَكُ بنُ علي بن أَبِي القَاسِمِ المُبَارَكِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي الجود البغدادي، العتابي، نسبة إلى العَتَّابِيِّينَ، الوَرَّاقُ، خَاتمُ الرُّوَاةِ عَنْ أَبِي العَبَّاسِ بنِ الطَّلاَّيَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الدُّبَيْثِيُّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، والجمال محمد بن الدَّبَّابِ، وَأَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَطَائِفَةٌ. وَقَدْ حَدَّثَ بِالمَوْصِلِ أَيْضاً. مَاتَ فِي سَلْخِ المُحَرَّمِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. رَوَى لَنَا عَنْهُ الأَبَرْقُوْهِيُّ التَّاسِعَ مِنْ حَدِيْثِ المُخَلِّصِ، عَنْ خَالِ أُمِّهِ أَحْمَدَ بنِ الطَّلاَّيَةِ، وَرَوَى أَيْضاً عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَرْبِيُّ، وَكَانَ جَدُّهُ مِنْ شيوخ الحافظ ابن عساكر.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 110". 2 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 110".

عبد البر، الظاهر بأمر الله

عبد البر، الظاهر بأمر الله: 5593- عبد البر: ابْنُ الحَافِظِ الكَبِيْرِ أَبِي العَلاَءِ الحَسَنِ بنِ أحمد بن الحسن، الشيخ، المُسْنِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الهَمَذَانِيُّ، العَطَّارُ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ المُشْكَانِيَّ؛ الَّذِي رَوَى "التَّارِيْخَ الصَّغِيْرَ" لِلْبُخَارِيِّ، وَنَصْرَ بنَ المُظَفَّرِ البَرْمَكِيَّ، وَأَبَا الوَقْتِ السِّجْزِيَّ، وَأَبَا الخَيْرِ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ البَاغبَانِ. حَدَّثَ عَنْهُ البِرْزَالِيُّ، وَالضِّيَاءُ، وَالصَّدْرُ البَكْرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ، وَسَمِعنَا بِإِجَازَتِهِ مِنَ الشَّرَفِ ابْنِ عَسَاكِرَ. قَرَأْتُ بِخَطِّ ابْنِ نُقْطَةَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ المُشْكَانِيِّ "تَارِيخَ البُخَارِيِّ". قَالَ: وَذَكَرَ لِي إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُؤَيَّدِ المِصْرِيُّ أَنَّ عَبْدَ البَرِّ تَغَيَّرَ بَعْدَ سَنَةِ عَشْرٍ وَسِتِّ مائَةٍ وَبَلَغَنَا أَنَّهُ ثَابَ إِلَيْهِ عَقْلُهُ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِقَلِيْلٍ، وَحَدَّثَ، وَأَنَّهُ تُوُفِّيَ بِرُوذَرَاورَ، فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5594- الظَّاهِرُ بِأَمْرِ اللهِ 1: الخَلِيْفَةُ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ ابنُ النَّاصِر لِدِيْنِ اللهِ أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ ابنِ المُسْتَضِيْءِ حَسَنٍ ابْنِ المُسْتَنْجِدِ يُوْسُفَ ابْنِ المُقْتَفِي، الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائة. وَبُوْيِعَ بِوِلاَيَةِ العَهْدِ، وَخُطِبَ لَهُ وَهُوَ مُرَاهِقٌ، وَاسْتمرَّ ذَلِكَ سِنِيْنَ، ثُمَّ خَلَعَهُ أَبُوْهُ، وَوَلَّى عَلِيّاً أَخَاهُ العَهْدَ، فَدَامَ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ عَلِيٌّ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ، فَاحتَاجَ أَبُوْهُ أَنْ يعيده إلى العهد، وقام الأمير بَعْدَ النَّاصِرِ، وَلَمْ يُطوِّلْ، وَقُرِئَ عَلَيْهِ فِي "مُسْنَدِ أَحْمَدَ" بِإِجَازتِهِ مِنْ وَالِدِهِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ الجِيْلِيُّ، أَخْبَرَنَا الظَّاهِرُ بِقِرَاءتِي، أَخْبَرَنَا أَبِي كِتَابَةً، عَنْ عَبْدِ المُغِيْثِ بنِ زُهَيْرٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ الحُصَيْنِ -فَذَكَرَ حَدِيْثاً.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 265"، وشذرات الذهب "5/ 109، 110".

قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: وَلِيَ، فَأَظهرَ العَدْلَ وَالإِحسَانَ، وَأَعَادَ سُنَّةَ العُمَرَيْنِ، فَإِنَّهُ لَوْ قِيْلَ: مَا وَلِيَ بَعْدَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ مِثْلَهُ لَكَانَ القَائِلُ صَادِقاً؛ فَإِنَّهُ أَعَادَ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَملاَكِ المغصوبَةِ شَيْئاً كَثِيْراً، وَأَطلقَ المُكُوسَ فِي البِلاَدِ جَمِيْعِهَا، وَأَمرَ بِإِعَادَةِ الخَرَاجِ القَدِيْمِ فِي جَمِيْعِ العِرَاقِ، وَبإِسقَاطِ مَا جدَّدَهُ أَبُوْهُ وَكَانَ لاَ يُحصَى؛ فَمِنْ ذَلِكَ بَعْقُوبَا خرَاجهَا القَدِيْم عَشْرَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ، فَأُخِذَ مِنْهَا زَمَنَ أَبِيْهِ ثَمَانُوْنَ أَلفَ دِيْنَارٍ، فَرَدَّهَا، وَكَانَ سَنْجَةَ الخزَانَةِ تَرْجح نِصْفَ قِيْرَاطٍ فِي المثقَالِ يَأْخذُوْنَ بِهَا ويعطون العادة، فأبطله، ووقع: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1] ، وَقَدِمَ صَاحِبُ الدِّيْوَانِ مِنْ وَاسِطَ بِأَكْثَرَ مِنْ مائَةِ أَلْفٍ ظُلْماً فَرَدَّهَا عَلَى أَربَابِهَا، وَنفَّذَ إِلَى الحَاكِمِ عَشْرَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ لِيُوَفِّيَهَا عَنِ المحبوسينَ، وَكَانَ يَقُوْلُ: أَنَا قَدْ فَتحْتُ الدُّكَّانَ بَعْدَ العصرِ فَذرُوْنِي أَفْعَلِ الخَيْرَ، فَكم بَقِيْتُ أَعيشُ. وَقَدْ أَنفقَ وَتَصدَّقَ فِي لَيْلَةِ النَّحْرِ مائة ألف دينار، وَكَانَ نِعْمَ الخَلِيْفَةِ خُشوعاً وَخُضوعاً، لرَبِّهِ، وَعدلاً فِي رعيَّتِهِ، وَازديَاداً فِي وَقتٍ مِنَ الخَيْرِ، وَرغبَةً فِي الإِحسَانِ. قَالَ أَبُو شَامَةَ: كَانَ أبيض جميل الصورة، مشربًا حمرة، حلو المسائل، شَدِيدَ القوَى، اسْتُخْلِفَ وَلَهُ اثْنَتَانِ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً، فَقِيْلَ لَهُ: ألَّا تَتَنَزَّهُ؟ قَالَ: قَدْ لَقَسَ الزَّرْعُ، ثُمَّ إِنَّهُ أَحْسَنَ وَفرَّقَ الأَمْوَالَ، وَأَبطلَ المُكُوسَ، وَأَزَالَ المظَالِمَ. وَقَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: حُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ دَخَلَ إِلَى الخَزَائِنِ، فَقَالَ لَهُ خَادمٌ: فِي أَيَّامِكَ تَمتلَئُ، قَالَ: مَا عُمِلَتِ الخَزَائِنُ لِتُمْلأَ، بَلْ لِتُفْرَغَ وَتُنفَقَ فِي سَبِيْلِ اللهِ، إِنَّ الجمعَ شُغْلُ التُّجَّارِ! وَقَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: أَظهرَ الظَّاهِرُ العَدْلَ، وَأَزَالَ المَكْسَ، وَظهرَ لِلنَّاسِ، وَكَانَ أَبُوْهُ لاَ يظهرُ إلَّا نَادراً. قَالَ ابْنُ السَّاعِي: بَايَعَهُ أَوَّلاً أَهْلُهُ، وَأَوْلاَدُ الخُلَفَاءِ، ثُمَّ نَائِبُ الوزَارَةِ مُؤَيَّدُ الدِّيْنِ القُمِّيُّ، وَعضدُ الدَّوْلَةِ ابْنُ الضَّحَّاكِ أُسْتَاذُ الدَّارِ، وَقَاضِي القُضَاةِ مُحْيِي الدِّيْنِ ابْنُ فَضلاَنَ، وَنقيبُ الأَشْرَافِ القَوَّامُ المُوْسَوِيُّ، وَجَلَسَ يَوْمَ الفطرِ لِلبَيْعَةِ بثِيَابٍ بِيْضٍ بِطَرْحَةٍ وَعَلَى كَتِفِهِ البُرْدُ النَّبَوِيُّ، وَلفظُ البَيْعَةِ: أُبَايِعُ مَوْلاَنَا الإِمَامُ المُفْتَرَضُ الطَّاعَة أَبَا نَصْرٍ مُحَمَّداً الظَّاهِرَ بِأَمْرِ اللهِ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ وَاجْتِهَادِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، وَأَنْ لا خليفة سواه. وبعد أيام عُزِلَ مِنَ القَضَاءِ ابْنَ فَضلاَنَ بِأَبِي صَالِحٍ نَصْرِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الجِيْلِيِّ، وَكَانَ القَحطُ الشَّدِيدُ بِالجَزِيْرَةِ وَالفنَاء. وَفِيْهَا نُفِّذَتْ خِلَعُ المُلْكِ إِلَى الكَامِلِ وَالمُعَظَّم وَالأَشْرَفِ، وَكَانَ المُعَظَّم قَدْ صَافَى خُوَارِزْم شَاه، وَجَاءتْهُ خِلْعَتُهُ فَلَبِسَهَا.

وَفِي سَنَةِ 623: بلغَ خُوَارِزْم شَاه أَنَّ نَائِبَهُ عَلَى كِرْمَانَ خلعَهُ، فَسَارَ يَطوِي الأَرْضَ إِلَى كِرْمَان، فَتحصَّنَ نَائِبُهُ بِقَلْعَةٍ وَذَلَّ، فَنفَّذَ إِلَيْهِ بِالأَمَانِ، فَبَلَغَهُ أَنّ عَسْكَرَ الأَشْرَف هَزَمَ بَعْضَ عَسْكَرِهِ، فَكرَّ رَاجِعاً، حَتَّى قَدِمَ منَازكرد، ثُمَّ نَازلَ خِلاَط، وَقُتِلَ خَلْقٌ كَثِيْرٌ بَيْنَ الفَرِيْقَيْنِ، ثُمَّ بلغَهُ عبَثُ التُّرُكْمَانِ، فَسَارعَ وَكَبَسَهُم وَبدَّعَ فِيهِم. وَفِي شَعْبَانَ سَارَ كَيْقُبَاذَ، فَأَخَذَ عِدَّةَ حصُوْنٍ لِصَاحِبِ آمد. وَفِيْهَا حَاربَ البِرْنسُ بلاَدَ الأَرمنِ. وَفِيْهَا قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: اصطَادَ صَدِيْقٌ لَنَا أَرنباً لَهَا ذَكَرٌ وَأُنْثيَانِ، وَلَهَا فَرْجُ أُنثَى، فَلَمَّا شَقُّوْهَا وَجَدُوا فِيْهَا جَرْوَيْنِ، سَمِعْتُ هذا من جماعة كانوا معه، وقالوا: مازلنا نَسْمَعُ أَنَّ الأَرنبَ تَكُوْنُ سَنَةً ذَكَراً وَسَنَةً أُنْثَى. وَزُلِزْلَت المَوْصِل وَشهرزور، وَترددت الزَّلْزَلَة عَلَيْهِم نَيِّفاً وَثَلاَثِيْنَ يَوْماً، وَخرب أَكْثَر قرَى تِلْكَ النَّاحيَة، وَانخسف القَمَر فِي السَّنَةِ مرَّتين، وَبرد مَاء القَيَّارَةِ كَثِيْراً، وَمَا زَالت حَارة، وَجَاءَ الموصل بَرَد عَظِيْم، زنَة الوَاحِدَة مائَتَا دِرْهَم وَأَقلّ فأهلك الدواب. وَفِي رَجَبٍ مِنْهَا تُوُفِّيَ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ الظَّاهِر، فَكَانَتْ خِلاَفَته تِسْعَة أَشهر وَنِصْفاً -رَحِمَهُ اللهُ- وَعَاشَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً، وَبَايعُوا وَلده المُسْتَنْصِر بالله أبا جعفر.

عامر، داود بن معمر

عامر، داود بن معمر: 5595- عامر: بن أبي الوليد هشام، شَيْخُ الأَدب أَبُو القَاسِمِ الأَزْدِيُّ القُرْطُبِيُّ. سَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَابْنِ بَشْكُوَالَ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ مُغِيْث. وَكَانَ كَاتِباً، أَديباً، كَثِيْرَ النَّظم، تَنَسَّكَ وَلَزِمَ الخَيْرَ، فَحملُوا عَنْهُ. قرَأَ عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ هَارُوْنَ الطَّائِيّ "مَقَامَاتَ" الحَرِيْرِيّ، وَبَعْض "مَقَامَاته"، وَلاَزمه، وَتَخَرَّجَ بِهِ، وَأَخَذَ عَنْهُ "مقصُوْرته"، وَقَدْ أَبدع وَأَجَادَ فِي مَقَامَاته. تُوُفِّيَ فِيمَا قَالَهُ الأَبَّار سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5596- دَاوُدُ بنُ مَعْمَرِ 1: بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الفاخر الشَّيْخُ الإِمَامُ المُسْنِدُ المُعَمَّرُ أَبُو الفُتُوْحِ القُرَشِيُّ العَبْشَمِيّ الأَصْبَهَانِيُّ. وُلِدَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وثلاثين. وَسَمِعَ حُضُوْراً فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَبعد ذَلِكَ، فَمِنْ ذَلِكَ "جُزْء البَيْتوتَة" مِنْ فَاطِمَة بِنْت مُحَمَّد البَغْدَادِيّ. وَسَمِعَ مِنْ غَانِم بن خَالِدٍ التَّاجِر، وَغَانِم بن أَحْمَدَ الجُلُوْدِيِّ، وَإِسْمَاعِيْل بن عَلِيٍّ الحَمَّامِيّ، وَأَبِي الخَيْرِ البَاغبَانِ، وَسَمِعَ بِهَمَذَانَ مِنْ: نَصْر بن المُظَفَّر البَرْمَكِيّ، وَبِالكُوْفَةِ مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ غَبْرَة، وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي الفَتْحِ بنِ البَطِّيِّ. قَالَ ابْنُ نُقْطَة -وَقرَأْته بِخَطِّهِ: ذكر لِي غَيْر وَاحِد أَنَّهُ سَمِعَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" مِنْ: غَانِم بن أَحْمَدَ، وَفَاطِمَة بِسَمَاعِهِمَا مِنْ سَعِيْدٍ العَيَّارِ، وَسَمِعَهُ مِنْ أَبِي الوَقْت، وَسَمِعَ الدُّعَاء لابْنِ فُضَيْل مِنِ ابْنِ غَبْرَة. سَمِعْتُ مِنْهُ بِأَصْبَهَانَ، وَحَكَى لِي عَنْ شَيْخه أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْد القَادِرِ الجِيْلِيِّ: وَهُوَ شَيْخ النَّاس بِأَصْبَهَانَ، وَاسِع الجَاه، رفِيع المَنْزِلَة، مُكرم لأَهْل العِلْمِ، بَلَغَنَا مَوْته بِأَصْبَهَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ الزَّكِيّ البِرْزَالِيّ، وَالصَّدْر البَكْرِيّ وَابْن النَّجَّارِ، وَالحَافِظ الضِّيَاء. قَالَ المُنْذِرِيّ: مَاتَ فِي رَجَبٍ أَوْ شَعْبَان.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 269".

البهاء

5597- البهاء 1: لشيخ الإِمَامُ العَالِمُ المُفْتِي المُحَدِّث بَهَاءُ الدِّيْنِ أَبُو محمد عبد الرحمن ابن إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مَنْصُوْرٍ المَقْدِسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، شَارِحُ "المُقْنِعِ"، وَابْن عَمِّ الحَافِظ الضِّيَاء، وَالشَّمْس أَحْمَد وَالِد الفَخْر بن البُخَارِيِّ. وُلِدَ بقَرْيَة السَّاويَا -وَكَانَ أَبُوْهُ يُؤم بِهَا- فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَوْ فِي سَنَةِ سِتّ. هَاجَرَ أَبُوْهُ مِنْ حُكم الفِرَنْج، فَسَافَر تَاجراً إِلَى مصر -أعني الأب- ثم ماتت الأم فكلفته عَمَّتُهُ فَاطِمَة زَوْجَة الشَّيْخ أَبِي عُمَرَ، وَخَتَمَ القرآن سنة سبعين، وتنبه بالحفظ عَبْد الغَنِيِّ، ثُمَّ ارْتَحَلَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ فِي صُحْبَة الشَّيْخ العِمَاد فَسَمِعَ بِحَرَّانَ مِنْ أَحْمَد بن أَبِي الوَفَاء، وَجَرَّدَ بِهَا الخَتْمَة، وَصَلَّى التّرَاويح، فَجمعُوا لَهُ فطرَة وَاشتَرَوا لَهُ بهيمَة وَسَارَ إِلَى بَغْدَادَ، وَقَدْ سَبَقَهُ العِمَاد وَمَعَهُ ابْنُ رَاجِح وَعَبْد اللهِ بن عُمَرَ بنِ أَبِي بَكْرٍ. وَسَمِعَ بِالمَوْصِلِ مِنْ خَطِيْبهَا، فَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ شُهْدَة الكَاتِبَة كَثِيْراً، وَمِنْ عَبْدِ الحَقِّ وَأَبِي هَاشِمٍ الدُّوْشَابِيّ، وَمُحَمَّد بن نَسِيم، وَأَحْمَد بن النَّاعم، وَأَبِي الفَتْحِ بن شاتيل، وعبد المحسن بن تريك

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 114".

وَطَبَقَتهُم، وَنسخ الأَجزَاء، وَحَصَّلَ، وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ محمد بن بركة الصلحي، وعبد الرحمن بن أَبِي العَجَائِزِ، وَالقَاضِي كَمَال الدِّيْنِ الشَّهْرُزُوْرِيّ وَجَمَاعَة، وَرَوَى الكَثِيْر بِدِمَشْقَ وَبنَابُلُس وَبَعْلَبَكَّ، وَكَانَ بصيرًا بالمذهب. قَالَ الضِّيَاء: كَانَ فَقِيْهاً، إِمَاماً، مُنَاظِراً، اشْتَغَل عَلَى ابْنِ المَنِّيِّ، وَسَمِعَ الكَثِيْر، وَكتبه، وَأَقَامَ سِنِيْنَ بِنَابُلُسَ بَعْد الفُتُوْح بِجَامِعِهَا الغربِي، وَانتفع بِهِ خَلْق، وَكَانَ سمحاً، كَرِيْماً، جَوَاداً، حَسَنَ الأخلاق، متوضعًا، رَجَعَ إِلَى دِمَشْقَ قَبْل وَفَاته بِيَسِيْرٍ، وَاجتهَدَ فِي كِتَابَة الحَدِيْث وَتسمِيْعه، وَشرحَ كِتَاب "المُقْنِعِ"، وَكِتَاب "العُمْدَة" لِشيخنَا مُوَفَّق الدِّيْنِ وَوَقَفَ مَسْمُوْعَاته. وَقَالَ الحَاجِب: كَانَ مليحَ المَنْظَر، مطرحاً لِلتَّكَلُّفِ، كثير الفائدة، قوالًا للحق، ذَا دين وَخَيْرٍ لاَ يَخَاف فِي اللهِ لَوْمَة لاَئِم، رَاغِباً فِي الحَدِيْثِ، كَانَ يَنْزِل مِنَ الْجَبَل قَاصداً لِمَنْ يسمع عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا أَطعم غدَاءهُ لِمَنْ يَقرَأُ عَلَيْهِ، وَانقطع بِمَوْته حَدِيْث كَثِيْر -يَعْنِي مِنْ دِمَشْقَ. وَمَاتَ فِي سَابع ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: البِرْزَالِيّ، وَالضِّيَاء، وَابْن المَجْدِ، وَالشَّرَف ابْن النَّابُلُسِيِّ، وَالجمَال ابْن الصَّابُوْنِيّ، وَالشَّمْس ابْن الكَمَالِ، وَالتَّاج عَبْد الخَالِقِ، وَمُحَمَّد بن بلغزَا، وَدَاوُد بن مَحْفُوْظ، وَعَبْد الكَرِيْمِ بن زَيْدٍ، وَالعِزُّ ابْن الفَرَّاءِ، وَالعِزُّ ابْن العِمَاد، وَالعِمَاد عَبْد الحَافِظِ، وَالتَّقِيّ بن مُؤْمِنٍ، وست الأهل بنت الصالح، وَإِسْحَاق بن سُلْطَان، وَأَبُو جَعْفَرٍ ابْن الموَازِينِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ سُقْتُ مِنْ تَفَاصيل أَحْوَاله فِي "تَارِيْخ الإِسْلاَم". وَأَقدم شَيْء سَمِعَهُ بِدِمَشْقَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الكِنَانِيّ، سَمِعْتُ الكَثِيْرَ عَلَى أَصْحَابه. وَفِيْهَا مَاتَ: القُدْوَة أَبُو أَحْمَدَ جَعْفَر بن عَبْدِ اللهِ بنِ سَيِّد بُونه الخُزَاعِيُّ صَاحِب ابْن هُذَيْلٍ، وَدَاوُد بن الفَاخِرِ، وطاغية التتار حنكزخان، وقاضي حَرَّان، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ نَصْرٍ الحَنْبَلِيّ، وَعَبْد البَرِّ بن أَبِي العَلاَءِ الهَمَذَانِيُّ، وَعَبْد الجَبَّارِ ابْن الحَرَسْتَانِيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ السُّمَاتِيّ، وَالحُجَّة عَبْد المُحْسِنِ بن أَبِي العَمِيد الخَفِيْفِيّ، وَالمُعَظَّم عِيْسَى ابْن العَادِلِ، وَالمُسْنِدُ الفَتْح بن عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ مُحَمَّدُ بنُ اللَّيْثِ الوسْطَانِيّ.

ابن عبد السلام

5598- ابن عبد السلام 1: لشيخ الجَلِيْلُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ العِرَاقِ عَمِيْدُ الدِّيْنِ أَبُو الفَرَجِ الفَتْحُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ عَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ ابْنِ الشَّيْخِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ يَحْيَى البَغْدَادِيُّ، الكَاتِبُ. مِنْ بَيْت كِتَابَة وَرِوَايَة. وَلد يَوْم عَاشُورَاء، سَنَة سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: جدّه أَبِي الفَتْحِ، وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيّ، وَأَبِي غَالِبٍ مُحَمَّد بن الدَّايَةِ، وَأَحْمَد بن طَاهِرٍ المِيْهَنِيّ، وَهِبَة اللهِ بن أَبِي شَرِيْكٍ، وَأَبِي بَكْرٍ ابْن الزَّاغُوْنِيّ، وَقَاضِي القُضَاةِ عَلِيّ بن الحُسَيْنِ الزَّيْنَبِيّ، وَنُوشْتِكِيْن الرَّضْوَانِيّ، وَأَبِي الكَرَمِ الشَّهْرُزُوْرِيّ، وَسَعِيْد ابْن البَنَّاءِ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ ابْنِ الإِخْوَةِ، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: البِرْزَالِيّ، وَعُمَر بن الحَاجِب، وَابْن المَجْدِ، وَالقَاضِي شَمْس الدِّيْنِ مُحَمَّد بن العِمَادِ، وَتَقِيّ الدِّيْنِ ابْن الوَاسِطِيّ، وَالجمَال ابْن الدَّبَّابِ، وَالكَمَال الفُوَيْرِه، وَالشَّمْس ابْن الزَّيْنِ، وَالشِّهَاب الأَبَرْقُوْهِيّ، وَجَمَاعَةٌ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ على الإِسْنَادِ. قَالَ المُنْذِرِيّ: كَانَ شَيْخاً حَسَناً، كَاتِباً أَديباً، لَهُ شعر وَتَصرف فِي الأَعْمَال الدِّيْوَانِيَة، أَضرَّ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَانْفَرَدَ بِأَكْثَر شُيُوْخه وَمَرْوِيَّاته، وَهُوَ مِنْ بَيْت الحَدِيْث، حَدَّثَ هُوَ وَأَبُوْهُ وَجدّه وَجدّ أَبِيْهِ. وَقَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: هُوَ مِنْ محلَّة الدِّينَارِيَّة بِبَابِ الأَزَج، وَكَانَ قَدِيْماً يَسكن بِدَارِ الخِلاَفَة. صَارَت إِلَيْهِ الرّحلَة. وَتَكَاثر عَلَيْهِ الطّلبَة، وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ، وَكَانَ مِنْ ذَوِي المنَاصب وَالولاَيَات، فَهماً بِصَنْعَتِهِ، ترك الخِدمَة، وَبَقِيَ قَانِعاً بِالكفَاف، وَأضَرَّ بِأَخَرَةٍ، وَتَعَلَّل حَتَّى أُقعد. وَكَانَ مَجْلِسُه مَجْلِسَ هَيْبَةٍ وَوَقَارٍ، لاَ يَكَاد يَشَذُّ عَنْهُ حرف مُحَقّق لِسَمَاعه، إلَّا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُحبّ الرِّوَايَة لِمَرَضِهِ وَاشتِغَالِه بِنَفْسِهِ، وَكَانَ كَثِيْرَ الذِّكْرِ، وَكَانَ يَتَوَالَى، وَلَمْ يظهرْ لَنَا مِنْهُ مَا نُنكِرُه، بَلْ كَانَ يَترحَّمُ عَلَى الصَّحَابَة وَيلعنُ مَنْ يَسُبُّهُم، وَكَانَ يَقُوْلُ الشّعر فِي الزُّهْد وَالنَّدَم، وَكَانَ ثِقَةً صَحِيْح السَّمَاع، وَمَا كَانَ مُكْثِراً. إِلَى أَنْ قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي الرَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنَ المُحَرَّم، سَنَة أربع وعشرين وست مائة. وَحَدَّثَ عَنْهُ الدُّبَيْثِيّ، وَقَالَ: هُوَ مِنْ أَهْلِ بيت حديث كلهم ثقات.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 296"، وشذرات الذهب "5/ 116".

قُلْتُ: وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ فَاطِمَة بنْت سُلَيْمَان الدِّمَشْقِيِّ. وَقَالَ المُبَارَك ابْنُ الشَّعَّارِ: كَانَ الفَتْح يَرْجِع إِلَى أَدبٍ وَسَلاَمَة قَرِيحَة، وَكَانَ مُشتهراً بِالتَّشَيُّعِ وَالغُلوِّ فِيْهِ عَلَى مَذْهَب الإِمَامِيَّة. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ صَدُوْقاً جَلِيْلاً أَديباً فَاضِلاً حَسَنَ الأَخْلاَقِ نَبِيلاً. أَنْشَدَنِي أَبُو الحَسَنِ ابْنُ القَطِيْعِيِّ، أَنْشَدَنَا الفَتْحُ لِنَفْسِهِ، وَكَتَبَ بِهَا إِلَى المُسْتَضِيْءِ بِأَمْرِ اللهِ يَسْتَقيلُ مِنْ خِدْمَتِهِ بِالبَرَكَاتِ: يَا ابْنَ الخَلاَئِفِ مِنْ آلِ النَّبِيِّ وَمَنْ ... يَفُوقُ عِلْماً وَنُسْكاً سَائِرَ النَّاسِ يَا مُسْتَضِيئاً بِأَمْرِ اللهِ مُقْتَدياً ... يَا خَيْرَ مُسْتَخْلَفٍ مِنْ آلِ عَبَّاسِ أَشْكُو إِلَيْكَ مَعَاشِي إِنَّهُ كَدَرٌ ... مَا بَيْنَ باغٍ وَحَفَّارٍ لأَرْمَاسِ تَأْتِي إِلَيَّ صَبَاحاً كُلّ عَانِيَةٍ ... يَضِيقُ مِنْ كَرْبِهَا صَدْرِي وَأَنْفَاسِي فآهِ مِنْ حَالَتَيْ ضُرٍّ بُلِيتُ بِهَا ... سَوَادِ بَخْتِي وَشَيْبٍ حَلَّ فِي راسي

ابن بقي

5599- ابن بقي 1: لإمام العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ المُسْنِدُ قَاضِي الجَمَاعَة أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ ابنُ أَبِي الوَلِيْدِ يَزِيْد بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد ابن شيخ الأندلس الحاف بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ الأُمَوِيّ، مَوْلاَهُمُ، البَقَوِيُّ، القُرْطُبِيُّ، المَالِكِيُّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَجده؛ أَبَا الحَسَنِ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الحَقِّ الخَزْرَجِيَّ صَاحِبَ مُحَمَّد بن الفَرَجِ الطَّلاَّعِيِّ، وَخَلَفَ بنَ بَشْكُوَالَ، وَأَبَا زَيْدٍ السُّهَيْلِيَّ، وَطَائِفَةً. وَأَجَاز لَهُ: المُقْرِئُ أَبُو الحَسَنِ شُرَيْح بن مُحَمَّدٍ، وَعَبْد المَلِكِ بن مَسَرَّةَ. وَتَفَرَّد بِأَشيَاءَ، مِنْهَا "مُوَطَّأُ يَحْيَى بن يَحْيَى"، عن الخزرجي. وقد روى الحديث هو وجيمع آبَائِهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبَّارُ: هُوَ مِنْ رِجَالاَتِ الأَنْدَلُس جَلاَلاً وَكمَالاً، لاَ نَعلمُ بَيْتاً أَعرق مِنْ بَيْته فِي العِلْمِ والنَّباهَةِ إلَّا بَيْتَ بَنِي مُغِيْثٍ بِقُرْطُبَةَ، وَبَنِي البَاجِي بِإِشْبِيْلِيَة، وَلَهُ التَّقَدُّم عَلَى هَؤُلاَءِ، وَلِيَ قَضَاءَ الجَمَاعَةِ بِمَرَّاكُش مُضَافاً إِلَى خُطَّتَي المَظَالِمِ وَالكِتَابَةِ العُليَا، فَحُمِدَت سِيرتُهُ، وَلَمْ تَزِده الرّفعَة إلَّا تَوَاضُعاً، ثُمَّ عُزل، وَأَقَامَ بَطَّالاً إِلَى أَن قُلِّد قَضَاء بَلَده، وَذَهَبَ إِلَيْهِ، ثُمَّ عُزِلَ قبل موته، فازدحم الطلبة عليه، وكان ذلك أهلًا.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 270، 271"، وشذرات الذهب "5/ 116، 117".

وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ -أَوْ غَيْره: كَانَ لَهُ بَاع مَدِيد فِي النَّحْوِ وَالأَدب، تَنَافس النَّاسُ فِي الأَخْذِ عَنْهُ، وَقرَأَ جَمِيْع "كِتَاب سِيْبَوَيْه" عَلَى أَبِي العَبَّاسِ ابْن مَضَاء، وَقَرَأَ عَلَيْهِ "المَقَامَات". وَقَالَ ابْنُ مَسْدِيّ: رَأَسَ شَيْخُنَا هَذَا بِالمَغْرِبَيْنِ، وَوَلِيَ القَضَاءَ بِالعُدْوَتَيْنِ، وَلَمَّا أَسنّ اسْتَعفَى، وَرجع إِلَى بَلَده، فَأَقَامَ قَاضِياً بِهَا إِلَى أن غَلَبَ عَلَيْهِ الكِبَر، فَلزمَ مَنْزِلَهُ، وَكَانَ عَارِفاً بِالإِجْمَاعِ وَالخِلاَف، مَائِلاً إِلَى التَّرجيح وَالإِنصَاف. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ المُعَمَّرُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ هَارُوْنَ الَّذِي كَتَبَ إِلَيْنَا بِالإِجَازَةِ مِنَ المَغْرِب، وَجَمَاعَة. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ مُحَمَّد بن عَيَّاشٍ الخَزْرَجِيّ، وَالخَطِيْب أَبُو القَاسِمِ بن الأَيسر الجُذَامِيُّ، وَأَبُو الحَكَمِ مَالِك بن المُرَحّلِ الأَدِيْب، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ كَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- يَغْلِبُ عَلَيْهِ المَيْلُ إِلَى مَذْهَبِ أَهْلِ الأَثَرِ وَالظَّاهِرِ فِي أُموره وَأَحكَامِهِ. وَمِنَ الرُّوَاة عَنْهُ العَلاَّمَةُ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ أَبِي الرَّبِيْعِ، وَبِالإِجَازَةِ: مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ المومنَائِيّ الفَاسِيُّ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الطَّائِيُّ الفَقِيْه إِذْناً، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ ابن يَزِيْدَ القَاضِي، عَنْ شُرَيْحِ بنِ مُحَمَّدٍ المُقْرِئِ، عَنِ الفَقِيْهِ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ حَزْم، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا قَاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَبْسِي، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الصَّوْمُ جُنَّةٌ". وُلد ابْن بَقِيٍّ سَنَة سَبْعٍ وَثَلاَثيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَمَاتَ يَوْمَ الجُمُعَةِ بَعْد الصَّلاَةِ مُنْتَصَف رَمَضَان سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ بِقُرْطُبَة، وَقَدْ تَجَاوز ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللهُ، وَهُوَ آخر من حَدَّثَ "بِالمُوَطَّأ" فِي الدُّنْيَا عَالِياً بَيْنَهُ وَبَيْنَ الإِمَام مَالِكٍ، فِيْهِ سِتَّةُ رِجَال بِالسَّمَاع المُتَّصِل، وَهَكَذَا الْعدَد فِي "المُوَطَّأِ" لِيَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ لِمُكْرَم بن أَبِي الصَّقْرِ البَزَّاز، وَفِي "مُوَطَّأِ القَعْنَبِيّ" لِلمُوَفَّقَيْنِ: ابْنِ قُدَامَةَ وَعَبْدِ اللَّطِيْفِ، وَابْن الخَيِّرِ، وَفِي "مُوَطَّأِ أَبِي مُصْعَبٍ" لأَبِي نَصْرٍ ابْن الشِّيْرَازِيِّ وَابْن البُرْهَان، وَفِي "مُوطَّأِ سُوَيْد بن سَعِيْدٍ" لِلبهَاء عَبْد الرَّحْمَنِ.

ابن البراج، ابن الجواليقي

ابن البراج، ابن الجواليقي: 5600- ابن البراج 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ الخَيِّرُ الثِّقَةُ أَبُو مَنْصُوْرٍ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ ابْن البَرَّاجِ البَغْدَادِيُّ، الصُّوْفِيُّ، الوَكِيْل. سَمِعَ "سُنَنَ النَّسَائِيِّ" كُلَّه -أَعنِي "المُجْتَنَى"- مِنْ أَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيّ، وَسَمِعَ "جُزءَ البَانْيَاسِيِّ" مِنْ أَبِي الفَتْحِ ابْنِ البَطِّيِّ، وَكِتَابَ "أَخْبَارِ مَكَّةَ" لِلأَزْرَقِيِّ مِنْ أَحْمَد بن المُقَرّبِ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّيْف ابْن المَجْدِ، وَعُمَرُ بنُ الحَاجِبِ، وَتَقِيُّ الدِّيْنِ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَشَمْسُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ الزَّيْنِ، وَالجمَال مُحَمَّد ابْن الدَّبَّابِ، وَطَائِفَةٌ. وَأَخْبَرَتْنَا عَنْهُ فَاطِمَة بِنْت سُلَيْمَان إِجَازَة. قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: رَجُلٌ صَالِحٌ كَثِيْرُ التِّلاَوَةِ وَالصَّمْتِ، لاَ يَكَادُ يَتَكَلَّمُ إلَّا جوابًا، سمعت منه معظم "السنن". مَاتَ فِي رَابع المُحَرَّمِ، سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وست مائة. 5601- ابن الجواليقي 2: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ العَالِم العَدْل أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ إِسْحَاقَ ابْن العَلاَّمَة أَبِي مَنْصُوْرٍ مَوْهُوْبِ بن أحمد الجَوَالِيْقِيِّ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ: ابْنَ نَاصِرٍ، وَنَصْر بن نَصْرٍ، وَابْن الزَّاغُوْنِيّ، وَأَبَا الوَقْت، وَجَمَاعَةً. تَفَرَّد بِالعَاشرِ مِنَ "المُخَلِّصِيَّاتِ" وَبِثَالِثهَا الصَّغِيْر وَبِالأَوّل مِنَ السَّادِسِ، وَببَعْض الثَّانِي، وَ"بِدِيْوَان المُتَنَبِّي"، وَسَمِعَ "الصَّحِيْح" كُلّه، وَ"مُنْتَخَبَ عَبْدٍ" كُلّه مِنْ أَبِي الوَقْت. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْن الدُّبَيْثِيِّ، وَابْن النجار، وابن الواسطين وَابْن الزَّيْنِ، وَالأَبَرْقُوْهِيُّ، وَالمَجْدُ ابْنُ الخَلِيْلِيِّ، وَعِدَّةٌ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 270"، وشذرات الذهب "5/ 116". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 271"، وشذرات الذهب "5/ 117".

ابن البن

5602- ابن البن 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الثِّقَة المُسْنِدُ الصَّالِح بَقِيَّة المَشَايِخ نفيس الدين أبو مُحَمَّدٍ الحَسَن بن عَلِيٍّ ابْن الشَّيْخ أَبِي القَاسِمِ الحُسَيْن بن الحَسَنِ بنِ البُنِّ الأَسَدِيّ الدِّمَشْقِيّ الخَشَّاب. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَسَمِعَ الكَثِيْر مِنْ جدّه، وَتَفَرَّد، وَعُمِّر، وتأدب على الأمير المحمود بن نعمة الشيرازي وَصحبَهُ، وَلَهُ أُصُوْل وَأَجزَاء. قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: كَانَ دَائِم السُّكُوت، وَإِذَا نَفر مِنْ شَيْءٍ لاَ يَعُوْد إِلَيْهِ، وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، سَأَلتُ العَدْلَ عَلِيَّ ابْن الشَّيْرَجِيِّ عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ عَلَى خَيْرٍ، كَثِيْرَ الصَّدَقَة وَالإِحسَان. وَقَالَ الضِّيَاء: شَيْخٌ حَسَنٌ، مَوْصُوْفٌ بِالخَيْرِ، قَلِيْلُ الكَلاَمِ وَالفُضُولِ. وَقَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: أَجَازَ لَهُ نَصْر بن نَصْرٍ العُكْبَرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْن الزَّاغُوْنِيّ. تُوُفِّيَ فِي ثَامِنَ عَشَرَ شَعْبَان، سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ الفَرَادِيْسِ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ الضِّيَاءُ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَالشَّرَفُ ابْن النَّابُلُسِيُّ، وَالجمَالُ ابْنُ الصَّابُوْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِلَيَاس، وَمُحَمَّدُ بنُ سَالِمٍ النَّابُلُسِيُّ، وَالعِزُّ ابْنُ الفَرَّاء، وَالشَّمْسُ ابْنُ الكَمَال، وَالشِّهَابُ الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَسَعْدُ الخَيْر، وَأَخُوْهُ؛ نَصْرُ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَابْنَا الوَاسِطِيّ، والخضر بن عبدان، وعدة. ومات معه: المحب أحمد بن تميم اللبي الأَنْدَلُسِيّ المُحَدِّث، وَأَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ الخَضِرِ بنِ طَاوُوْسٍ الدِّمَشْقِيُّ. يَرْوِي عَنْ: حَمْزَةَ بنِ كَرَوَّسٍ، وَأَبُو مُسْلِمٍ أَحْمَد بن شِيْرَوَيْه بن شَهْرَدَار الدَّيْلَمِيّ، وَأَحْمَد بن السَّرَّاجِ، وَأَبُو القَاسِمِ أحمد بن بقي، وأبو علي ابن الجَوَالِيْقِيِّ، وَصَاعِد بن عَلِيٍّ الوَاسِطِيّ الوَاعِظُ، وَكَاتِب المُعَظَّم جَمَال الدِّيْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن شِيث القُوْصِيّ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ مَسْعُوْدٍ الشَّاطِبِيّ ابن صاحب الصلاة، وأبو منصور محمد ابن عَبْدِ اللهِ البَنْدَنِيْجِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ النَّفِيْس بن عَطَاءٍ الصُّوْفِيّ، وَأَبُو الوَقْتِ مَحَاسِن بن عمر الخزائني.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 271"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 117".

ابن عفيجة، والد الأبرقوهي

ابن عفيجة، والد الأبرقوهي: 5603- ابن عفيجة 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُسْنِدُ أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ بنِ كَرَمٍ البَنْدَنِيْجِيّ ثُمَّ البَغْدَادِيّ، البَيِّع، المَعْرُوف: بِابْنِ عُفَيْجَةَ الحَمَّامِيّ. أَجَاز لَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ خَيْرُوْنَ المُقْرِئ، وَسِبْط الخَيَّاط أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَد بن عَبْدِ اللهِ ابْن الآبُنُوْسِيِّ، وَطَائِفَة. وَسَمِعَ مِنَ الحَافِظ ابْن نَاصِر، وَأَبِي طَالِبٍ بن خُضَيْرٍ. وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ. خَرَّجَ لَهُ ابْنُ النَّجَّارِ "جُزءاً"، وَابْنُ الخَيِّرِ "جُزءاً"، وَحَصَلَ لَهُ فِي سَمْعِهِ ثقل. وَعُفَيْجَةُ: هُوَ لَقَبٌ لوالده عبد الله. قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: كَانَ يَأْوِي إِلَى بَعْضِ أَقَارِبه، وَكُنَّا نُقَاسِي مِنَ الوُصُوْل إِلَيْهِ مَشَقَّة وَيَمْنَعونَا. قُلْتُ: تَعَلَّل وَافتقرَ، وَكَانَ عِنْدَهُ شَيْء مِنْ حَدِيْثِ أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظ، سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ نَاصِر. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْن الدُّبَيْثِيِّ، وَابْن النَّجَّارِ، وَابْن المَجْدِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ ابْن الوَاسِطِيّ، وَطَائِفَة آخرهُم بِالحُضُوْر فِي الرَّابِعَةِ العِمَاد إِسْمَاعِيْل ابْن الطَّبَّالِ. وَقَرَأْتُ بِإِجَازتِهِ عَلَى أَبِي الحُسَيْنِ ابْنِ اليُوْنِيْنِيِّ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ سُلَيْمَان. تُوُفِّيَ فِي ثَانِيَ عَشَرَ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَمِنْ مَسْمُوْعِهِ خَمْسَةُ أَجزَاءَ مِنَ "الحِلْيَةِ"، مِنْهَا السَّابِعُ وَالسَّبْعُوْنَ، وَتِلْوُهُ مِنِ ابْنِ ناصر. 5604- والد الأبرقوهي: القَاضِي المُحَدِّثُ المُفِيْدُ رَفِيْع الدِّيْنِ إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُؤَيَّدِ الهَمَذَانِيّ، ثُمَّ المِصْرِيّ، الشَّافِعِيّ. وُلِدَ بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ الغزنوي، والأرتاحي. وبدمشق من ابن طَبَرْزَد، وَبِوَاسِط مِنَ: المَنْدَائِيّ، وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ عَفِيفَةَ، وَبَشِيْرَاز، وَهَمَذَان، وَبَغْدَاد. وَوَلِيَ قَضَاءَ أَبَرْقُوْه، وَجَاءته الأَوْلاَد، فَرحل بِابْنَيْهِ، ثُمَّ اسْتَقر بِمِصْرَ وَكَانَ عَالِماً وَقُوْراً، مُقْرِئاً فَقِيْهاً. مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. حَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُهُ أَبُو المعالي.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 271"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 117".

ابن صصرى

5605- ابن صصرى 1: الشيخ الجليل مُسْنِدُ الشَّام شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ ابنُ أَبِي الغَنَائِمِ هِبَة اللهِ بن مَحْفُوْظ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ صَصْرَى الرَّبَعِيّ، التَّغْلِبِيّ، الجَزَرِيّ، البَلَدِيّ، الدِّمَشْقِيّ، أَخُو الحَافِظ أَبِي المَوَاهِب. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَجَدِّهِ، وَجَدِّهِ لأُمِّهِ أَبِي المَكَارِمِ بن هلال، وعبدان ابن رزين،، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ البُنِّ، وَنَصْر بن مُقَاتِل، وأبي طالب بن حيدرة وحمزة بن الحُبُوْبِيِّ، وَحَمْزَة بن كَرُّوْس، وَعَلِيّ بن أَحْمَدَ الحَرَسْتَانِيّ، وَالفَلَكِيّ، وَالصَّائِن وَأَخِيْهِ الحَافِظ، وَحَسَّان بن تَمِيْمٍ، وَعَبْد الوَاحِدِ بن قَزَّةَ، وَعَلِيّ بن عَسَاكِرَ بن سُرُوْر المَقْدِسِيّ، وَعَدَد كَثِيْر. وَسَمِعَ بمكة من: أبي حنيفة بن عُبَيْدِ اللهِ الخَطِيْبيّ، وَبِحَلَبَ مِنْ أَبِي طَالِبٍ ابْن العَجَمِيّ. وَأَجَاز لَهُ عَلِيُّ ابْنُ الصَّبَّاغِ، وَمُحَمَّد بن السَّلاَّل، وَأَبُو مُحَمَّدٍ سِبْط الخياط، وأحمد ابن الآبُنُوْسِيِّ، وَمُحَمَّد بن طِرَاد، وَأَبُو الفَضْلِ الأُرْمَوِيُّ، وَالفَقِيْه نَصْر اللهِ بن مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيّ، وَخَلْق. وَخَرَّج لَهُ البِرْزَالِيّ "مَشْيَخَة" فِي مُجَلَّد. حَدَّثَ عَنْهُ الضِّيَاء، وَالقُوْصِيّ، وَالمُنْذِرِيّ، وَالجمَال ابْن الصَّابُوْنِيّ، وَالزَّيْن خَالِد، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ طَرْخَان، وَإِبْرَاهِيْم بن عثمان اللتموني، وَالشَّرَف أَحْمَد بن أَحْمَدَ الفَرَضِيّ، وَالجمَال أَحْمَد بن أَبِي مُحَمَّدٍ المَغَارِيّ، وَالتَّقِيّ ابْن الوَاسِطِيّ وَأَخُوْهُ، وَالتَّقِيّ بن مُؤْمِنٍ، وَالعِزّ بن الفَرَّاءِ، وعبد الحميد بن حوران، وَنَصْر اللهِ بن عَيَّاشٍ، وَأَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، وأبو جعفر ابن الموازيني، وَخَلْق. تَفقه قَلِيْلاً عَلَى أَبِي سَعْدٍ بنِ عصرُوْنَ. قَالَ البِرْزَالِيّ: كَانَ يَسْأَل مِنْ غَيْرِ حَاجَة، وَهُوَ مُسْنِد الشَّام فِي زَمَانِهِ. وَقَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: رُبَّمَا كَانَ يَأْخذ مِنْ آحَاد الأَغنِيَاء عَلَى التّسمِيْع. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ سَلاَّمٍ: كَانَ فِيْهِ شُحٌّ بِالتسمِيْع إلَّا بعرض من الدُّنْيَا، وَهُوَ مِنْ بَيْت حَدِيْثٍ وَأَمَانَةٍ وَصِيَانَة. كَانَ أَخُوْهُ مِنْ عُلَمَاء الحَدِيْث، وَقَرَأْت عَلَيْهِ "عُلُوْم الحَدِيْث" لِلْحَاكِمِ فِي مِيْعَادَيْنِ، وَكَانَ مُتَمَوِّلاً، لَهُ مَال وَأَملاَك، رُزِئَ فِي مَالِهِ مَرَّات.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 272"، وشذرات الذهب "5/ 118، 119".

وَقَالَ ابْنُ الحَاجِبِ أَيْضاً: كَانَ صَاحِبَ أُصُوْل، لَيِّن الجَانب، بَهيّاً، سَهْل الانْقِيَادِ، مُوَاظباً عَلَى أَوقَات الصَّلَوَات، مُتَجَنِّباً لِمُخَالَطَة النَّاسِ، وَهُوَ مِنْ رَبِيْعَة الفَرَس. مَاتَ فِي الثَّالِث وَالعِشْرِيْنَ مِنَ المُحَرَّم سَنَة سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ الخَطِيْب الدَّوْلَعِيّ بِالجَامِع، وَالقَاضِي شَمْس الدِّيْنِ الخُوئِيّ بِظَاهِرِ البَلَدِ، وَالتَّاجُ القُرْطُبِيُّ بِمَقبَرَتِهِ بِسَفحِ قَاسِيُوْنَ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ مُحَدِّثُ مِصْرَ عَبْد الوَهَّابِ بن عَتِيقِ بنِ وَرْدَانَ العَامِرِيُّ، وَشَرَف النِّسَاءِ بنت أحمد ابن الآبنوسي، والرشيف البَهَاء الفَضْل بن عَقِيْلٍ العَبَّاسِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي حربٍ النَّرْسِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ المُهَذَّبُ بنُ عَلِيِّ بنِ قُنَيْدَةَ الأَزَجِيُّ، وَالشِّهَابُ يَاقُوْت الحَمَوِيّ الرُّوْمِيّ صَاحِب التَّوَالِيفِ، وَأَبُو البَقَاءِ يَعِيْشُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَعِيْشَ ابْنِ القَدِيْم الشِّلْبِيُّ، وَصَاحِب اليَمَن الْملك المَسْعُوْد أقسيس ابن الكامل.

زين الأمناء

5606- زين الأمناء 1: الشيخ العالم الجلي المسند العابد الخبر زين الأمناء أبو البركات الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَسَاكِرَ الدِّمَشْقِيّ، الشَّافِعِيّ. وُلِدَ فِي سَلْخِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي العشَائِر مُحَمَّد بن الخَلِيْلِ القَيْسِيّ فِي الخَامِسَة، وأبي المظفر الفلكي، وعبد الرحمن بن أَبِي الحَسَنِ الدَّارَانِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ الأَسَدِيّ، وَعَبْد الوَاحِدِ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ القُزَّةِ، وَالخَضِر بن عَبْدِ الحَارِثِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن الحَسَنِ الحصنِيّ، وَعَلِيّ بن أَحْمَدَ بنِ مُقَاتِل السُّوْسِيّ، وَمُحَمَّد بن أَسْعَد العِرَاقِيّ، وَحَسَّان بن تَمِيْم الزَّيَّات، وَأَبِي النَّجِيْبِ السُّهْرَوَرْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ ابْن المَوَازِيْنِيِّ، وَعَلِيّ بن مَهْدِيٍّ الهِلاَلِي، وَمُحَمَّد بن بَرَكَةَ الصِّلْحِيّ، وَالحَسَن بن عَلِيٍّ البَطَلْيَوْسِيّ، وَعَبْد الرَّشِيْد بن عَبْدِ الجَبَّارِ الخُوَارِيّ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الكُشْمِيْهَنِيّ، وَأَخِيْهِ؛ مَحْمُوْد، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: الإِمَام عِزّ الدِّيْنِ ابْن الأَثِيْرِ، وَكَمَال الدِّيْنِ ابْن العَدِيْم، وَابْنه؛ أَبُو المَجْدِ، وَزَكِيّ الدِّيْنِ المُنْذِرِيّ، وَالزَّيْن خَالِد، وَالشَّرَفُ ابْنُ النَّابُلُسِيِّ، وَالجمَال ابْن الصَّابُوْنِيّ، وَالشَّمْس ابْن الكَمَال، وَسَعْد الخَيْر بن أَبِي القَاسِمِ وَأَخُوْهُ؛ نَصْر اللهِ، والعماد عبد الحافظ

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 273"، وشذرات الذهب "5/ 123".

النَّابُلُسِيُّون، وَالشِّهَاب الأَبَرْقُوْهِيّ، وَالشَّرَف ابْن عَسَاكِرَ، وَأَمِيْن الدين أبو اليمن حفيده، وآخرون. وَكَانَ شَيْخاً جَلِيْلاً، نبيلاً، عَابِداً سَاجِداً، مُتَأَلِّهاً، حَسنَ السّمت، كيِّس المحَاضَرَة، مِنْ سروَات البَلَد. تفق عَلَى جَمَال الأَئِمَّة عَلِيّ بن المَاسحِ، وَتَلاَ بِحرفِ ابْن عَامِرٍ عَلَى أَبِي القَاسِمِ العُمَرِيّ وَتَأَدَّب عَلَى عَلِيِّ بنِ عُثْمَانَ السُّلَمِيّ، وَوَلِيَ نَظَرَ الخزَانَة، وَنظرَ الأَوقَافِ، وَأَقْبَلَ عَلَى شَأْنِه، وَكَانَ كَثِيْرَ الصَّلاَةِ، حَتَّى إِنَّهُ لُقِّب بِالسَّجَّاد، وَلَقَدْ بَالغ ابْن الحَاجِب فِي تَقرِيظه بِأَشيَاء تَركتُهَا، وَلأَنَّ ابْن المَجْدِ ضَرَبَ عَلَى بَعْضهَا. وقال السيف بن المَجْدِ: سَمِعْنَا مِنْهُ، إلَّا أَنَّهُ كَانَ كَثِيْرَ الالتفَات فِي الصَّلاَةِ، وَيُقَالُ: كَانَ يُشَارِي فِي الصَّلاَةِ وَيُشِيْر بِيَدِهِ لِمَنْ يَبتَاع مِنْهُ. وَقَالَ البِرْزَالِيّ: ثِقَةٌ، نبيلٌ، كَرِيْمٌ، صَيِّنٌ. مَاتَ زَين الأُمَنَاءِ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي سحر يَوْمَ الجُمُعَةِ، سَادِسَ عَشَرَ صَفَرٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَشيَّعه الخلقُ، وَدُفن إِلَى جَانب أَخِيْهِ المفتي فخر الدين عبد الرحمن، وَطَاب الثّنَاء عَلَيْهِ، وَقِيْلَ: أَصَابته زَمَانَةٌ فِي الآخِرِ، فَكَانَ يُحْمَلُ فِي مِحَفَّةٍ إِلَى الجَامِع وَإِلَى دَارِ الحَدِيْثِ النُّورِيَّة، فَيُسَمِّع، وَعَاشَ ثَلاَثاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. قَالَ القُوْصِيّ: سَمِعْتُ مِنْهُ "سُنَن الدَّارَقُطْنِيّ". قُلْتُ: قَدْ حَدَّثَ بِهِ عَنِ الضِّيَاء بن هِبَةِ اللهِ بنِ عَسَاكِرَ عَمِّه. وَفِيْهَا مات عبد الرحمن بن عَتِيق بن صِيْلاَ، وَعَبْد السَّلاَم بن عبد الرحمن بن عَلِيِّ بنِ سُكَيْنَة، وَأَبُو زَيْد عَبْد الرحمن بن يَخلَقِيْنَ بن أَحْمَدَ الفَازَازِيُّ القُرْطُبِيّ، وَأَبُو المَعَالِي مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ بنِ شافع الجيلي البَغْدَادِيّ، وَفَخْر الدِّيْنِ مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَهَّابِ ابْن الشِّيْرَجِيّ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو غَانِم مُحَمَّد بن هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ العَدِيْم العُقَيْلِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ نَصْر بن جرْو السَّعْدِيّ الحَنَفِيّ.

عمر بن بدر

5607- عمر بن بدر 1: ابن سعيد، الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُفِيْدُ الفَقِيْهُ أَبُو حَفْصٍ الكُرْدِيّ المَوْصِلِيّ الحَنَفِيّ ضِيَاء الدِّيْنِ. سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ كُلَيْبٍ، وَمُحَمَّد بن المُبَارَكِ ابْن الحَلاَوِيّ، وَأَبِي الفَرَجِ ابْن الجَوْزِيِّ وَطَبَقَتِهِم. وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ، وَحَدَّثَ بِحَلَبَ وَدِمَشْق. رَوَى عَنْهُ: الشِّهَاب القُوْصِيّ، وَالفَخْر ابْن البُخَارِيِّ، وَمَجْد الدِّيْنِ ابْن العَدِيْمِ وَأُخْته شُهْدَةُ، فَكَانَتْ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ. وَقَدْ حَدَّثَ أَيْضاً بِبَيْتِ المَقْدِس. وَلَهُ تَوَالِيفُ مُفِيْدَةٌ، وَعَمَلٌ فِي هَذَا الفنِّ، عَاشَ نَيِّفاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، بِالبيمَارستَان النُّوْرِيّ بِدِمَشْقَ. لَمْ يَرْوِ لَنَا عَنْهُ سِوَى شُهْدَةُ بِنْت العَدِيْم. أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ بِنْتُ عُمَر الكَاتِبَة، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ بَدْرٍ قِرَاءةً عَلَيْهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ وَأَنَا حَاضِرَة قَالَ: قرأت على عبد المنعم بن كُلَيْب، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ إِمْلاَءً، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ سَالِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى سكَّةَ الحَرْثِ فَقَالَ: "لاَ تَدْخُلُ هَذِهِ عَلَى قَوْمٍ إلَّا أَذَلَّهُمُ اللهُ". أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ، عَنِ ابْنِ يُوْسُفَ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: النَّاصِر لِدِيْنِ الله، والشرف أحمد بن الكَمَالِ مُوْسَى بن يُوْنُسَ المَوْصِلِيّ شَارح "التَّنْبِيْهِ"، وإبراهيم بن عبد الرحمن القَطِيْعِيّ، وَالمُحَدِّث إِبْرَاهِيْم بن عُثْمَانَ بنِ دِرْبَاسٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُظَفَّر البَرْنِيُّ، وَالأَمِيْر مَجْد الدِّيْنِ جَعْفَر ابْن شَمْسِ الخِلاَفَةِ، وَالحُسَيْن بن عمر بن بار المَوْصِلِيّ، وَظَفَرُ بنُ سَالِمٍ ابْن البَيْطَار، وَالوَزِيْر صفي الدين عبد الله بن علي بن شكر الدَّمِيْرِيّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ عَبْد اللهِ بن نَصْرِ بن شَرِيْف الرّحبَة، وَعَبْد السَّلاَمِ العَبَرْتِيّ الخَطِيْب، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَرِيْقٍ البَلَنْسِيُّ أَحَد الشُّعَرَاءِ، وَعَلِيُّ بنُ البَنَّاءِ المكي، وقاضي مصر زين الدين علي ابن يُوْسُفَ الدِّمَشْقِيُّ، وَالأَفْضَلُ عَلِيُّ بنُ صَلاَحِ الدِّيْنِ، وَالفَخْرُ الفَارِسِيُّ، وَالمَجْدُ القَزْوِيْنِيُّ، وَالفَخْرُ بنُ تَيْمِيَةَ، والنفس بن جبارة، والزكي بن رواحة واقف الراحية، وَيَعِيْشُ بنُ الحَارِثِ الأَنْبَارِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ زرقون شيخ المالكية.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 101".

ابن تيمية

5608- ابن تيمية 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُفْتِي المُفَسِّرُ الخَطِيْبُ البَارِعُ عالم حران وخطيبا وَوَاعِظُهَا، فَخْرُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ الخَضِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الخَضِرِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ ابْن تَيْمِيَةَ الحَرَّانِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، صَاحِبُ "الدِّيْوَانِ"، الخُطَبِ، وَ"التَّفْسِيْر الكَبِيْر". وُلِدَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ، بِحَرَّانَ، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَحْمَدَ بنِ أَبِي الوَفَاء، وَحَامِد بن أَبِي الْحجر، وَتَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ عَلَى: نَاصِح الإِسْلاَم ابْن المَنِّيِّ، وَأَحْمَد بن بَكْروس، وَبَرَعَ فِي المَذْهَب، وَسَاد. وَأَخَذَ العَرَبِيَّة عَنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ ابْنِ الخَشَّابِ، وَسَمِعَ الحَدِيْث مِنْ: أبي بن البطي، ويحيى ابن ثَابِتٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ النَّقُّوْرِ، وَسَعْدِ اللهِ ابْنِ الدَّجَاجِيِّ، وَجَعْفَرِ ابْنِ الدَّامَغَانِيِّ، وَشُهْدَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَصَنَّفَ "مُخْتَصَراً" فِي المَذْهَب، وَلَهُ النّظم وَالنَّثْر. قِيْلَ: إِنَّ جدَّه حَجَّ عَلَى دربِ تَيْمَاءَ، فَرَأَى هُنَاكَ طِفْلَةً، فَلَمَّا رَجَعَ، وَجدَ امْرَأَتَه قَدْ وَلَدَتْ لَهُ بِنْتاً، فَقَالَ: يَا تَيْمِيَةُ! يَا تَيْمِيَةُ! فَلقِّبَ بِذَلِكَ. وَأَمَّا ابْن النَّجَّارِ، فَقَالَ: ذكرَ لَنَا أَنَّ جَدَّه مُحَمَّداً كَانَتْ أُمُّهُ تُسَمَّى تَيْمِيَةَ، وَكَانَتْ وَاعِظَةً. نَعَمْ، وَسَمِعَ الشَّيْخ فَخْرُ الدِّيْنِ بِحَرَّانَ مِنْ أَبِي النَّجِيْب السهروردي، قدم عليهم. حَدَّثَ عَنْهُ: الشِّهَاب القُوْصِيّ، وَقَالَ: قَرَأْت عَلَيْهِ خطبه بِحَرَّانَ. وَرَوَى عَنْهُ: ابْنُ أَخِيْهِ؛ الإِمَام مجد الدين، والجمال يحيى ابن الصَّيْرَفِيّ، وَعَبْد اللهِ بن أَبِي العِزّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ إِلَيَاس الرَّسْعَنِيّ، وَالسَّيْف بن مَحْفُوْظ، وَأَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَالرَّشِيْد الفَارِقِيّ، وَجَمَاعَة. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، له ثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَكَانَ صَاحِبَ فُنُوْنٍ وَجَلاَلَةٍ بِبَلَدِهِ، سمعت من طريقه "جزء البانياسي".

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 657"، والنجوم الزاهرة "6/ 262، 263"، وشذرات الذهب "5/ 102، 103".

ابن درباس

5609- ابن درباس: الإِمَامُ المُحَدِّثُ جَلاَل الدِّيْنِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ بنِ عِيْسَى بنِ دِرْبَاسٍ المَارَانِيُّ، الكُرْدِيُّ، المِصْرِيُّ. أَجَاز لَهُ السِّلَفِيُّ. وَسَمِعَ: فَاطِمَة بِنْت سَعْدِ الخَيْرِ، وَالأَرْتَاحِيّ، وَابْن طَبَرْزَدَ، وَالمُؤَيَّد الطُّوْسِيّ، وَأَبَا روح، وَزَيْنَب الشَّعْرِيَّة، وَخَلْقاً، وَكَتَبَ الكَثِيْر. رَوَى عَنْهُ: الحَافِظ عَبْد العَظِيْمِ، وَغَيْرهُ، وَكَانَ عَارِفاً بِمَذْهَب الشَّافِعِيّ، تَفَقَّهَ بِأَبِيْهِ، وَكَانَ خَيِّراً، صَالِحاً، زَاهِداً، قَانِعاً، مُقلاًّ، مُقْبِلاً عَلَى شَأْنه. تُوُفِّيَ بَيْنَ الهِنْد وَاليَمَن، سَنَة اثْنَتَيْنِ وعشرين وست مائة، وله خمسون سنة. وكان:

أبوه، عمه، ابن النرسي

أبوه، عمه، ابن النرسي: 5610- أَبُوْهُ 1: الشَّيْخُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ مِنْ كِبَارِ الشَّافِعِيَّةِ، تَفَقَّهَ بِإِرْبِلَ عَلَى الخَضِرِ بنِ عَقِيْلٍ، وَبِدِمَشْقَ عَلَى ابْنِ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَشَرَحَ "المُهَذَّبَ" فِي عِشْرِيْنَ مُجَلَّداً، وَشَرحَ "اللُّمَعَ" فِي الأُصُوْلِ فِي مُجَلَّدَيْنِ. وَنَاب عَنْ أَخِيْهِ فِي القَضَاءِ، مَاتَ في سنة اثنتين وست مائة. 5611- عمه 2: قَاضِي الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ صَدْرُ الدِّيْنِ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ المَلِكِ، وُلِدَ بِأَرَاضِي المَوْصِلِ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ، تَفَقَّهَ بِحَلَبَ عَلَى أَبِي الحسن المرادي، وسمع بدمشق من لأبي القَاسِمِ بنِ البُنِّ، وَبِمِصْرَ مِنْ عَلِيِّ ابْنِ بِنْت أَبِي سَعْدٍ الزَّاهِدِ، وَكَانَ صَالِحاً، مِنْ خيَار القُضَاة، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّ مائَةٍ. 5612- ابن النرسي 3: الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أبي حرب بن عبد الصمد ابن النَّرْسِيّ الأَدِيْب، أَحَد الشُّعَرَاء، بِبَغْدَادَ. وُلِدَ سَنَةَ 544، وَسَمِعَ الأَوّل مِنْ حَدِيْثِ ابْن زُنْبُوْر الوَرَّاق، من أبي محمد بن المَادِحِ: أَخْبَرَنَا الزَّيْنَبِيّ عَنْهُ. وَالثَّانِي مِنْ حَدِيْثِ ابْن صَاعِد بِالإِسْنَادِ. وَسَمِعَ مِنْ هِبَة اللهِ ابْن الشِّبْلِيّ، وَأَبِي الفَتْحِ ابْن البَطِّيِّ، فَسَمِعَ مِنِ ابْنِ البَطِّيِّ "مُسْنَدَ حُمَيْد" عَنْ أَنَسٍ، لأَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ، وَكِتَابَ "الاسْتيعَاب" لابْنِ عَبْدِ البَرِّ عَنِ الحُمَيْدِيّ، إِجَازَةً عَنِ المُؤلف؛ أَجَازَهُ بِفَوْت. وَسَمِعَ مِنْ صَالِحِ بنِ الرّخلَة، وَتركنَاز بِنْت الدَّامَغَانِيّ رَابع "المَحَامِلِيَّات"، بِسَمَاعِهِمَا مِنَ النِّعَالِيّ. رَوَى عَنْهُ ابْن الدُّبَيْثِيِّ، وَالجمَال ابْن الصَّيْرَفِيّ، وَالتَّقِيّ ابْن الوَاسِطِيّ. وَبِالإِجَازَةِ: فَاطِمَة بِنْت سُلَيْمَان، وَطَائِفَة. وَكَانَ كَاتِباً سَيِّئَ التَّصرُّفِ، ظَرِيفاً، نَدِيْماً. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وست مائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 410"، وشذرات الذهب "5/ 7". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 196". 3 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 273"، وشذرات الذهب "5/ 119".

ابن النرسي، الهمذاني

ابن النرسي، الهمذاني: 5613- ابن النرسي: الشَّيْخُ العَالِمُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّطِيْف بنُ المُبَارَكِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة اللهِ النَّرْسِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الصُّوْفِيُّ. رَوَى عَنْ أَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ وَغَيْرِهِ بِالأَنْدَلُسِ، وَلَهُ تَوَالِيف فِي التصريف، وَرَوَى كتباً كَثِيْرَة عَنْ مُصَنّفهَا ابْن الجَوْزِيِّ، ضَعَّفه مُحَمَّد بن سَعِيْدٍ الطّرَاز الأَنْدَلُسِيّ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ بنُ مَسْدِيّ فَرَوَى عَنْهُ وَقَالَ: رَأَيْتُ "ثَبته" وَعَلَيْهِ خطّ أَبِي الوَقْت. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنِ: ابْنِ البَطِّيِّ، وَلَبِسَ مِنَ الشَّيْخ عَبْد القَادِرِ. قَدِمَ غَرْنَاطَة، وَأَدخل البِلاَد تَوَالِيف لابْنِ الجَوْزِيّ، تَحَامِل عَلَيْهِ ابْن الرومِيَّة، وَلَيْسَ لأَبِي مُحَمَّدٍ فِي بَاب الرِّوَايَة كَبِيْر عنَايَة. وَمَاتَ بِمَرَّاكُش، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. قُلْتُ: وَادَّعَى أَنَّهُ هَاشِمِيّ. 5614- الهَمَذَانِيُّ: العَلاَّمَةُ المُفْتِي الخَطِيْب أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ الهَمَذَانِيّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَد بن سَعْدٍ البيع، وَأَبِي الوَقْت عَبْد الأَوَّل. وَقَدِمَ بَغْدَادَ، وَبَرَعَ فِي المَذْهَب -مَذْهَب الشَّافِعِيّ- عَلَى أَبِي الخَيْرِ القَزْوِيْنِيّ، وَأَبِي طَالِبٍ صَاحِب ابْنِ الخَلِّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: بَرَعَ فِي المَذْهَب، وَأَفتَى. وكان متقشفًا على منهاج السلف. قُلْتُ: كَانَ بَصِيْراً بِالمَذْهَبِ وَالخلاَف وَأُصُوْل الفِقْه، مُتَأَلِّهاً. رَوَى عَنْهُ: ابْن النَّجَّارِ، وَعَلِيّ بن الأَخْضَر، وَالجمَال يَحْيَى بن الصَّيْرَفِيّ؛ سَمِعُوا مِنْهُ "جُزءَ عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ" رِوَايَةَ العَبَّادَانِيِّ بِسَمَاعِهِ مِنْ أَحْمَدَ بنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيّ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ ابْن شَاذَانَ. وَقَدْ خطبَ بِبَعْض أَعْمَال هَمَذَان. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ.

ابن شكر، ابن حريق

ابن شكر، ابن حريق: 5615- ابن شكر 1: الوَزِيْر الكَبِيْر صَفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنٍ الشَّيْبِيّ، الدَّمِيْرِيُّ، المَالِكِيُّ، ابْنُ شُكْرٍ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَتَفَقَّهَ، وَسَمِعَ بِالثَّغْرِ يَسيراً: مِنَ السِّلَفِيِّ، وَابْن عَوْف، وَجَمَاعَة. وَتَفَقَّهَ: بِمَخْلُوْف بن جَارَة. رَوَى عَنْهُ: المُنْذِرِيّ، وَالقُوْصِيّ، وَأَثنَيَا عَلَيْهِ بِالبر وَالإِيثَار وَالتفقد لِلْعُلَمَاء وَالصُّلَحَاء. أَنشَأَ بِالقَاهِرَةِ مَدْرَسَة، وَوزر، وَعظم، ثُمَّ غضب عَلَيْهِ العَادل، وَنَفَاهُ، فَبقِي بِآمِدَ، فَلَمَّا توفي العادل، أقدمه الكامل. قَالَ أَبُو شَامَةَ: كَانَ خليقاً لِلوزَارَة، لَمْ يَلهَا بَعْدَهُ مِثْله، وَكَانَ مُتَوَاضِعاً يُسلِّم عَلَى النَّاسِ وَهُوَ رَاكِب، وَيُكرم العُلَمَاء. قَالَ القُوْصِيّ: هُوَ كَانَ السَّبَب فِيمَا وَليته وَأَوليته، أَنْشَأَنِي وَأَنسَانِي الوَطَن، وَعَمَّرَ جَامِعَ المِزَّةَ، وَجَامِعَ حَرَسْتَا، وَبَلَّطَ جَامِعَ دِمَشْقَ، وَأَنْشَأَ الفَوَّارَة، وَبَنَى المصلَى. وَقَالَ عَبْدُ اللَّطِيْف: هُوَ دري اللَّوْنِ، طلق المحيَا، طُوَال، حُلْو اللِّسَان، ذُو دَهَاء فِي هوج، وَخبث فِي طَيْش مَعَ رعونَة مفرطَة وَحقد، يَنْتقم وَلاَ يَقبل مَعْذِرَة اسْتولَى عَلَى العَادل جِدّاً، قرب أَرَاذل كَالجمَال المِصْرِيّ وَالمَجْد البَهْنَسِيّ، فَكَانُوا يُوهِمُونه أَنَّهُ أَكْتَبُ مِنَ القَاضِي الفَاضِل وَابْن العَمِيد، وَفِي الفِقْه كَمَالِكٍ، وَفِي الشّعرِ أَكمل مِنَ المُتَنَبِّي، وَيَحلِفُوْنَ عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ يظْهر أَمَانَة مُفرطَةً، فَإِذَا لاَح لَهُ مَال عَظِيْم احتجَنَهُ، إِلَى أَن ذَكَرَ أَنَّ لهمن القُرَى مَا يغل أَزْيَد مِنْ مائَة أَلْف دِيْنَار، وَقَدْ نُفِي ثُمَّ اسْتوزره الكَامِل، وَقَدْ عَمِيَ فَصَادر النَّاس، وَكَانَ يَقُوْلُ: أَتَحَسَّرُ أَنَّ ابْنَ البَيْسَانِيِّ مَا تَمرَّغَ عَلَى عتبتِي -يَعْنِي: القَاضِي الفَاضِل، وَرُبَّمَا مَرَّ بِحَضْرَةِ ابْنِهِ وَكَانَ مُعجَباً تَيَّاهاً. مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عفَا الله عَنْهُ. 5616- ابْنُ حريق: فَحلُ الشُّعَرَاءِ العَلاَّمَةُ اللُّغَوِيّ النَّحْوِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن حَرِيْق المَخْزُوْمِيّ، البَلَنْسِيّ. قَالَ الأَبَّارُ: هُوَ شَاعِرُ بَلَنْسِيَةَ، مُسْتبحر فِي الْآدَاب وَاللغَات، حَافِظ لأَشعَار الْعَرَب وَأَيَّامهَا، شَاعِر مُفلق، "دِيْوَانه" مُجلَّدَانِ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ، عَنْ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ مَسْدِيّ: كَانَ إِن نَظم أَعجز وَأَبدع، وَإِن نثر أوجز وأبلغ، سمعت من تواليفه.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 263"، وشذرات الذهب "5/ 100".

القاضي، ابن نورنداز

القاضي، ابن نورنداز: 5617- القاضي 1: قَاضِي الدِّيَار المِصْرِيَّةِ زَيْنُ الدِّيْنِ أَبُو الحَسَنِ علي بن يوسف بن عبد الله ابن بُنْدَار الدِّمَشْقِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ، رَاوِي "مُسْنَد الشَّافِعِيّ" عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بن طَاهِر. تَفقه عَلَى أَبِيْهِ، وَتَمَيَّزَ فِي المَذْهَب. رَوَى عَنْهُ: الزَّكِيَّانِ: البِرْزَالِيّ وَالمُنْذِرِيّ، وَابْنه أَحْمَد، وَأَخْبَرَنَا عَنْهُ: الأَبَرْقُوْهِيّ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وست مائة، بِالقَاهِرَةِ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. 5618- ابْنُ بُوْرندَازَ 2: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُسْنِدُ الحَاجِب أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ النَّفِيْس بن بُوْرندَازَ بن حُسَامٍ البَغْدَادِيّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ من: أبي محمد بن المَادِحِ، وَأَبِي المُظَفَّرِ بن التُّرَيْكِيّ، وَمَحْمُوْد فُورجه، وَأَبِي الوَقْت السِّجْزِيّ، وَعُمَر بن عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيّ، وَأَبِي المَعَالِي ابْن اللَّحَّاس، وَابْن البَطِّيِّ وَجَمَاعَة، وَخَرَّج لَهُ مَشْيَخَة وَلده المُحَدِّثُ المُفِيْد عَبْد اللَّطِيْفِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البِرْزَالِيّ، وَالسَّيْف ابْن المَجْدِ، وَالتَّقِيّ ابْن الوَاسِطِيّ، وَالشَّمْس ابْن الزَّيْنِ، وَعَبْد الرَّحِيْمِ ابْن الزجَاج، وَمُحَمَّد بن المُريح النَّجَّار. وَبِالإِجَازَةِ: أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ ابْن الوَاسِطِيّ. تُوُفِّيَ فِي السَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قال ابن النجار: هو من أولاد، حفظ القرآن، وتفقه لأَحْمَدَ، وَصَحِبَ مَكِّيّ بن الغَرَّاد، وَبإِفَادته سَمِعَ، قَالَ: وَكَانَ مُتَدَيِّناً، صَالِحاً، مُنْقَطِعاً عَنِ النَّاس، كَثِيْر العِبَادَة، حَسَن السّمت، دُفِنَ بِمَقْبَرَة بَاب حَرْب، رَحِمَهُ اللهُ. وَفِيْهَا مَاتَ: العَلاَّمَة شَمْس الدِّيْنِ أَحْمَد بن عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيّ المُلَقَّب بِالبُخَارِيّ، وَالمُحَدِّث رَفِيْع الدِّيْنِ إِسْحَاق وَالِد الأَبَرْقُوْهِيّ، وَالتَّقِيّ خزعل بن عَسْكَر النَّحْوِيّ بِدِمَشْقَ، وَأَبُو محمد ابن الأُسْتَاذ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي العِزّ ابْن الخَبَّازَة البَغْدَادِيّ، وَشَيْخ الشَّافِعِيَّة إِمَام الدِّيْنِ عَبْد الكَرِيْمِ الرَّافِعِيّ، وَشبل الدَّوْلَة كَافُوْر وَاقف الشِّبليَّةِ، وَالظَّاهِر بِأَمْرِ اللهِ، وَابْن أَبِي لُقْمَةَ، وَمُحَمَّد بن عُمَرَ بنِ خَلِيْفَةَ الحَرْبِيُّ، وَأَبُو المَحَاسِنِ المراتبي، والمبارك بن أبي الجود، وقاضي دِمَشْق الجمَال يُوْنُس بن بَدْرَانَ الشَّيْبِيّ المِصْرِيّ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 263"، وشذرات الذهب "5/ 101". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 109".

ابن أبي لقمة

5619- ابن لقمة 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ المُعَمَّر الصَّالِح بَقِيَّة السَّلَف أَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ السَّيِّدِ بن فَارِس بن سَعْدِ بنِ حَمْزَةَ ابْن أَبِي لُقْمَةَ الأَنْصَارِيّ الدِّمَشْقِيّ الصَّفَّار النَّحَاس. مَوْلِدُهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَبعدهَا مِنَ: الفَقِيْه أَبِي الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيُّ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ طاووس المقرئ، والقاضي المنتخب أبي المعالي محمد بن علي القرشي، وعبدان ابن رزين الملقن، والبهجة علي ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّوْرِيُّ، وَأَبِي القَاسِمِ الخَضِرِ بنِ عبدان الأزدي، ونصر ابن أَحْمَدَ بنِ مُقَاتِلٍ، وَتَفَرَّدَ فِي وَقْتِهِ. وَأَجَاز لَهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ السَّلاَّلِ، وَعَلِيُّ بن الصَّبَّاغِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ سِبْط الخَيَّاط، وَأَبُو الفَضْلِ الأُرْمَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ الكَرُوْخِيّ، وَعِدَّة. حَدَّثَ عَنْهُ: البَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالضِّيَاء مُحَمَّد، وَالسَّيْف ابْن المَجْدِ، وَالزَّكِيّ البِرْزَالِيّ، وَأَحْمَد بن يُوْسُفَ الفَاضِلِي، وَالشَّمْس ابْن الكَمَال، وَالتَّقِيّ ابْن الوَاسِطِيّ، وَأَخُوْهُ مُحَمَّد، وَالعِزّ ابْن الفَرَّاء، وَالعِزّ ابْن العِمَاد، وَالتَّقِيّ بن مُؤْمِنٍ، وَالخَضِر بن عَبْدَان، -وَجَدْنَا سَمَاعه مِنْهُ- وَأَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ. قَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: كَانَ رَجُلاً صَالِحاً، كَثِيْر الخَيْرِ وَالتِّلاَوَة، رطب اللِّسَان بِالذّكر، مُحِبّاً لِلطَّلبَة، كَرِيْم النَّفْس، وَمُتِّعَ بِحَوَاسِّه، ثُمَّ انْحَطَمَ لِمَوْتِ ابْنِهِ، وَأُقعد وَثَقُلَ سَمْعُهُ قَلِيْلاً، وَكَانَ بِالمِزَّةِ. مَاتَ فِي ثَالِثِ رَبِيْع الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَمَاتَ أَخُوْهُ أَبُو يَعْلَى حَمْزَةَ بنِ أَبِي لُقْمَةَ الفَقِيْه فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ، كَانَ الأَصْغَرَ، رَوَى عَنْهُ: الزَّكِيّ البِرْزَالِيّ، وَمُحَمَّد وَعُمَر ابْنَا القَوَّاس، حَدَّثَ عَنِ: الخضر بن عبدان، وغيره.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 266"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 110".

ابن شمس الخلافة، اللبلي

ابن شمس الخلافة، اللبلي: 5620- ابن شمس الخلافة 1: الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ مَجْدُ المُلْكِ أَبُو الفَضْلِ جَعْفَرُ ابْن شَمْس الخِلاَفَة أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ مُخْتَارٍ الأَفْضَلِيُّ، المِصْرِيّ، القُوْصِيّ، سَيِّد الشُّعَرَاء. وُلِدَ فِي المُحَرَّم، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَكَانَ ذَكِيّاً، أَدِيباً، بَارِعاً، بَدِيْع الكِتَابَة، وَلَهُ "دِيْوَان"، وَتَصَانِيف، وَامْتَدَح الكِبَار. رَوَى عَنْهُ: القُوْصِيّ وَالمُنْذِرِيّ فِي مُعْجَمَيْهِمَا. وَقِيْلَ: بَلْ هُوَ جَعْفَر بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيٍّ، وَخدم مَعَ السُّلْطَان صَلاَحِ الدِّيْنِ أَمِيْراً، ثُمَّ مَعَ ابْنِهِ العَزِيْزِ، ثُمَّ خدم بِحَلَبَ مَعَ الظَّاهِرِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مِصْرَ، وَلَهُ هَجْو فِي العَادل وَفِي القَاضِي الفَاضِل. ثُمَّ قَالَ ابْن الشَّعَّارِ: مَاتَ سَنَةَ عشر، فَغَلِطَ، بَلْ قَالَ المُنْذِرِيّ: مَاتَ فِي المحرم، سنة اثنتين وعشرين وست مائة. 5621- اللبلي 2: الإِمَامُ المُحَدِّثُ مُحِبّ الدِّيْنِ أَحْمَدَ بن تَمِيْم بن هِشَامِ بنِ حَيُّوْنَ البَهْرَانِيّ اللَّبْلِيّ. وُلِدَ بِلَبْلَةَ مِنْ قرَى إِشْبِيْلِيَة سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ. وَرَوَى عَنْ: أَبِيْهِ وَابْن الجَدِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ زَرْقُوْنَ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنِ: ابْنِ طَبَرْزَذَ، وَبِهَرَاةَ مِنْ: أَبِي رَوْح، وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنَ: المُؤَيَّد، وَزَيْنَب الشَّعْرِيَّة. وَعُنِي بِالرِّوَايَة، وَكَتَبَ الكَثِيْر، وَتَفَقَّهَ لِلشَّافِعِيِّ. وَقِيْلَ: كَانَ ظَاهِرِياً. رَوَى عَنْهُ: مَجْد الدِّيْنِ ابْن العَدِيْم، وَتَاج الدِّيْنِ عَبْد الخَالِقِ. مَاتَ بِدِمَشْقَ، سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 100". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 270"، وشذرات الذهب "5/ 116".

ابن شيث، السنجاري

ابن شيث، السنجاري: 5622- ابن شيث 1: العَلاَّمَةُ المنشِئُ البَلِيْغُ جَمَال الدِّيْنِ عَبْد الرَّحِيْمِ بن عَلِيِّ بنِ حُسَيْنِ بنِ شِيث القُرَشِيُّ، الأموي، الأشنائي، القوصي، كاتب السر للمعظم. وُلِدَ سَنَةَ 557. وَتَفنن فِي الآدَاب بِقُوْص مَعَ الدِّيْنِ وَالوَرَع وَالبَاع الأَطول فِي النّظم وَالنَّثْر، وَحسن التَّأْلِيْف وَالرصف. وَلِي الدِّيْوَان بِقُوْص، ثُمَّ الثَّغْر، ثُمَّ القُدْس، ثُمَّ كتب لِصَاحِب مِصْر. وَكَانَ قَاضِياً لِحوَائِج النَّاس، كيِّساً كَبِيْرَ القَدْرِ. أَنْشَدَنِي رَشِيدٌ الأَدِيْب، أَنْشَدَنَا الشِّهَاب القُوْصِيّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا الوَزِيْر جَمَال الدِّيْنِ ابْن شِيْث لِنَفْسِهِ: كُنْ مَعَ الدَّهْرِ كَيْفَ قَلَّبَكَ الدَّهْـ ... ـرُ بِقَلْبٍ رَاضٍ وَصَدْرٍ رَحِيبِ وَتَيَقَّنْ أَنَّ اللَّيَالِي سَتَأْتِي ... كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بِعَجِيبِ مَاتَ فِي المُحَرَّم، سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5623- السِّنْجَارِيُّ 2: أَبُو السَّعَادَاتِ أَسَعْد بن يَحْيَى بنِ مُوْسَى السُّلَمِيّ السِّنْجَارِي الشَّافِعِيّ المنَاظر. شَاعِر مُحسِنٌ، لَهُ "دِيْوَان". مدح المُلُوْكَ وَالكِبَارَ، وَطَافَ البِلاَدَ، وَهُوَ القَائِلُ: للهِ أَيَّامِي عَلَى رَامَةٍ ... وَطِيبُ أَوْقَاتِي على حاجر تكاد للسرعة فيمرها ... أولها يعثلا بالآخر وَقَالَ فِي أُمِّ الخبَائِثِ: كَادَتْ تَطِيْرُ وَقَدْ طِرْنَا بِهَا طَرَباً ... لَوْلاَ الشِّبَاكُ الَّتِي صِيْغَتْ مِنَ الحَبَبِ مَاتَ بِسِنْجَارَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ نَيِّف وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، سَامَحَهُ الله.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 270"، وشذرات الذهب "5/ 117". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 92"، وشذرات الذهب "5/ 104".

ابن الأستاذ، الداهري

ابن الأستاذ، الداهري: 5624- ابن الأستاذ 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الزَّاهِدُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُلْوَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ ابْن الأُسْتَاذِ الأَسَدِيّ، الحَلَبِيّ. وُلِدَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ بِبلده مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ الأَشِيْرِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ يَاسِرٍ الجَيَّانِيّ، وعبد الله بن محمد النوقاتي، وَأَبِي حَامِد مُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ الغَرْنَاطِي، وَأَبِي طَالِبٍ ابْن العَجَمِيّ، وَمُحَمَّد بن بَرَكَةَ الصِّلْحِيِّ، وَارْتَحَلَ فَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ العَبَّاسِيّ، -وَهَذَا أَكْبَر شَيْخ لقِيه- وَبِدِمَشْقَ مِنْ: أَبِي المَكَارِمِ بن هِلاَلٍ، وأبي القاسم بن عساكر، وأبي المواهب بن صَصْرَى. وَأَجَاز لَهُ خلق مِنْ مِصْرَ، وَأَصْبَهَان، وَخُرَاسَان. وَكَانَ لَهُ فَهْم وَمَعْرِفَة وَعِنَايَة تَامَّة بِالحَدِيْثِ، وَفِيْهِ دِينٌ وَصلاَحٌ وَمَعْرِفَةٌ بِفِقْهِ الشَّافِعِيّ، سمع أولاده: قاضي زين الدين، وقاضي القُضَاةِ جَمَالَ الدِّيْنِ مُحَمَّداً. وَكَتَبَ الكَثِيْر. حَدَّثَ عَنْهُ: البِرْزَالِيّ، وَالضِّيَاء، وَالسَّيْف أَحْمَد بن المَجْدِ، وَابْن العَدِيْم، وَابْنه؛ مَجْد الدِّيْنِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ ابْن الوَاسِطِيّ، وَالشَّمْس ابْن الزَّيْنِ، وَالأَمِيْن أَحْمَدَ بن الأَشْتَرِي، وَالكَمَال أَحْمَد ابْن النَّصِيْبِيِّ، وَالشَّمْس أَحْمَد الخَابُورِي، وَجَمَاعَة. تُوُفِّيَ فِي عَاشر جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ تِسْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. لَمْ أَلقَ أَحَداً سَمِعَ مِنْهُ، وَإِنَّمَا أَجَازَ لِي طَائِفَة مِنْ أَصْحَابِهِ. 5625- الداهري 2: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الأُمِّي أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ السَّلاَمِ ابْن الإِمَام عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ بَكْرَان الدَّاهِرِيُّ، البَغْدَادِيّ، الخَفَّاف، الخَرَّاز، كَانَ يَخرز بِالحَرِيْر عَلَى الخَفَّاف. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ تَقَرِيْباً. وَسَمِعَ مِنْ: نَصْر بن نَصْرٍ العُكْبَرِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ ابْن الزَّاغُوْنِيّ، وَأَبِي الوَقْت السِّجْزِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ أَحْمَد بن قَفَرْجَلَ، وَالوَزِيْر عَوْن الدِّيْنِ يَحْيَى بن هُبَيْرَةَ، وَهِبَة اللهِ الشِّبْلِيّ، وَأَبِي العَبَّاسِ بن نَاقَة، وَهِبَة اللهِ الدَّقَّاق، وجماعة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "5/ 108". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 277"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1408"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 128".

حَدَّثَ عَنْهُ: البِرْزَالِيّ، وَابْن الدُّبَيْثِيِّ، وَابْن نُقْطَة، وَابْن المَجْدِ، وَأَبُو المُظَفَّرِ ابْن النَّابُلُسِيّ، وَأَبُو إسحاق ابن الواسطي، وأبو الفرج ابن الزين، وَالمَجْد ابْن الخَلِيْلِيّ، وَأَحْمَد ابْن العِمَادِ، وَالفَخْر عَلِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ المُؤْمِنِ، وَمَحْفُوْظ بن الحَامض. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: فَاطِمَة بِنْت سُلَيْمَان. وَكَانَ أُمِّيّاً لاَ يَكتب، فِيْهِ تَوَاضع وَحسن انْقِيَاد. سَمِعَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ"، وَ"عَبْدٍ" وَ"الدَّارِمِيَّ"، وَ"اللُّمَعَ" لِلسرَّاج، وَ"شَمَائِل الزُّهَّاد" مِنْ أَبِي الوَقْت، وَالأَوّل مِنَ "المُخَلِّصِيَّات" وَبَعْض الخَامِس وَالشطر الثَّانِي مِنَ السَّادِس مِنْهَا، وَالثَّامن مِنْ "حَدِيْثِ المِصْرِيّ"، وَ"جُزء بِيْبِي"، وَمَجْلِساً لِشيخ الإِسْلاَم، وَكِتَابَ "فَعَلت وَأَفْعَلت" لِلزجَّاج، وَكِتَاب "الوِلاَيَة" لابْنِ عقدَة نَازل. قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: تُوُفِّيَ فِي تَاسِعِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَسنُوْنَ، والنرسي البيع، وَالأَمْجَدُ صَاحِبُ بَعْلَبَكَّ، وَخُوَارِزْم شَاه جَلاَل الدِّيْنِ، وَالمُهَذَّب، عَبْد الرَّحِيْمِ بن عَلِيٍّ الطَّبِيْب الدّخوَار، وَالحَافِظُ أَبُو الحَسَنِ ابْن القَطَّان، وَالنَّظَام علي بن محمد بن رحال المصري، أبو الرضا محمد بن المُبَارَك بن عصيَة، قَالَ ابْنُ نُقْطَة: أَخْطَأَ مِنْ ضَمِّهِ، وَشَيْخ النَّحْو زَيْن الدِّيْنِ يَحْيَى بن معطِي الزُّوَاوِي، وَالبَدْر يُوْنُس بن مُحَمَّدٍ الفارقي.

ابن القطان

5626- ابن القطان 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ النَّاقِد المُجَوِّدُ القَاضِي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِك بنِ يَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ الحِمْيَرِيّ الكُتَامِيّ المَغْرِبِيّ الفَاسِي المَالِكِيّ المَعْرُوف بِابْنِ القَطَّان. قَالَ الحَافِظُ جَمَال الدِّيْنِ ابْنُ مَسْدِيّ: كَانَ مِنْ أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن، قَصْرِي الأَصْل، مَرَّاكُشي الدَّار، كان شيخ من شُيُوْخ أَهْل العِلْمِ فِي الدَّوْلَة المُؤْمِنِيَة، فَتمكن مِنَ الكُتُبِ وَبلغ غَايَة الأُمنِيَة، وَوَلِيَ قَضَاء الجَمَاعَة فِي أَثْنَاء تَقَلُّبِ تِلْكَ الدُّوَلِ فَنسخت أَوَاخِره الأُول، وَنُقِمَت عَلَيْهِ أَغرَاض اُنْتُهِكَتْ فِيْهَا أَعْرَاض ... ، إِلَى أَنْ قَالَ: سَمِعَ: أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ زَرْقُوْنَ، وَأَبَا بَكْرٍ بن الجَدِّ، وَخَلْقاً، عَاقت الفِتَن المُدْلَهِمَّة عَنْ لِقَائِهِ، وَأَجَاز لي. قلت: وسمع أبا عبد الله بن الفَخَّارِ، وَأَكْثَر عَنْهُ، وَأَبَا الحَسَنِ بنِ النقرَات، وَالخَطِيْب أَبَا جَعْفَرٍ بنَ يَحْيَى، وَأَبَا ذَرٍّ الخُشَنِيّ. وَقَالَ الأَبَّارُ: كَانَ مِنْ أَبصرِ النَّاسِ بصناعة الحديث، وأحفظهم لأَسْمَاءِ رِجَالِهِ، وَأَشدِّهِم عِنَايَةً بِالرِّوَايَةِ، رَأَسَ طَلَبَةَ العِلْمِ بِمَرَّاكُش، وَنَال بِخدمَة السُّلْطَان دُنْيَا عرِيضَةً، وله تصانيف، درس وحدث. وقال: وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَهُوَ عَلَى قَضَاء سِجِلْمَاسَةَ. قُلْتُ: عَلَّقت مِنْ تَأْلِيْفِه كِتَابَ "الوَهْمِ وَالإِيهَامِ" فَوَائِد تَدُلُّ عَلَى قُوَّةِ ذَكَائِهِ، وَسَيَلاَنِ ذِهْنِهِ، وَبصره بِالعلل، لَكنَّه تَعَنَّتَ فِي أَمَاكنَ، وَلَيَّنَ هِشَام بن عُرْوَةَ، وَسُهَيْل بن أَبِي صَالِحٍ، وَنَحْوهُمَا.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1130"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 128".

ابن النرسي

5627- ابن النرسي 1: الشَّيْخُ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ ابْنِ الشَّيْخ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْد اللهِ ابْن أَبِي نَصْرٍ أَحْمَد بن هِبَةِ اللهِ ابنِ أَبِي الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حسنُوْنَ النَّرْسِيّ، البَغْدَادِيّ، البيع. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ جدّه؛ أَبِي مُحَمَّدٍ، وَأَبِي الوَقْت السِّجْزِيّ. وَعَنْهُ: ابْنُ نُقْطَة، وَابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ ابْن الوَاسِطِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ بن مُعَلَّى الدباهي، وآخرون. وَبِالإِجَازَةِ فَاطِمَة بِنْت سُلَيْمَان. وَكَانَ دَيِّناً، صَالِحاً، مِنْ بَيْت الرِّوَايَة وَالعدَالَة، أَضَرَّ بِأَخَرَةٍ. وَهُوَ مَنْسُوْب إِلَى النرس؛ وَهُوَ نَهْر بَيْنَ الحِلَّةِ وَالكُوْفَةِ، وَمِنْهُ أُبَيٌّ النَّرْسِيّ. مَاتَ فِي ثَالِث رَجَبٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. فَأَمَّا العَبَّاس بن الوَلِيْدِ النَّرْسِيُّ وَقَرَابَتُهُ، فَنَسَبَهُ إِلَى الجد نصر، فعجم، وقيل فيه: نَرْس.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 277"، وشذرات الذهب "5/ 126".

ياقوت، المنجنيقي

ياقوت، المنجنيقي: 5628- ياقوت 1: الأَدِيْب البَارِع مُهَذَّب الدِّيْنِ الرُّوْمِيّ الشَّاعِرُ مَوْلَى التَّاجِرِ أَبِي مَنْصُوْرٍ الجِيْلِيِّ. كَانَ مِنْ أَهْلِ النظامية، وسمى نفسه عبد الرحمن، وَحفظ القُرْآن، وَتَأَدَّب، وَتَقدَّم فِي النّظم، وَهُوَ القائل: خَلِيْلَيَّ لاَ وَاللهِ مَا جَنَّ غَاسِقٌ ... وَأَظْلَمَ إلَّا حَنَّ أَوْ جُنَّ عَاشِقُ وَمِنْ شِعْرِهِ: جَسَدِي لِبُعدِكَ يَا مُثِيرُ بَلاَبِلِي ... دَنِفٌ بِحُبِّك مَا أَبلَّ بَلَى بَلِي يَا مَنْ إِذَا مَا لاَم فِيْهِ لَوَائِمِي ... أَوْضَحْتُ عُذرِي بِالعذَارِ السَّائِل أَأُجِيْز قتلِي فِي "الوجِيْزِ" لِقَاتلِي ... أَمْ حَلَّ فِي "التَّهْذِيبِ" أَوْ فِي "الشَّامِلِ" أَمْ طَرْفُك القَتَّالُ قَدْ أَفْتَاكَ فِي ... تَلَفِ النُّفُوْسِ بِسِحْرِ طَرْفٍ بَابِلِي وَلأَبِي الدُّرِّ هَذَا "دِيْوَانٌ" صَغِيْر، وَنظمُهُ سَائِر بِالعِرَاقِ وَالشَّام فِي ذَلِكَ الوَقْتِ. وَجَدُوْهُ مَيتاً فِي بَيْتِهِ، فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. أَمَا يَاقُوْت الملكِي: فَقَدْ مرّ فِي المُجَلَّد، وَسَيَأْتِي ياقوت الحموي المؤرخ. 5629- المنجنيقي 2: الأَجَلُّ الأَدِيْبُ نَجْمُ الدِّيْنِ أَبُو يُوْسُفَ يَعْقُوْبُ بن صابر بن بكات الحَرَّانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الشَّاعِرُ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَرَوَى عَنْ: أَبِي مَنْصُوْرٍ ابن الشطرنجي، وأبي المظفر ابن السمرقندي. ذَكَرَهُ ابْنُ خَلِّكَانَ، فَطوَّلَ تَرْجَمَتَهُ، وَقَالَ: كَانَ جُندِيّاً مُقَدَّماً عَلَى المِنْجَنِيْقيِّينَ، مُغرَى بِآدَابِ السَّيْفِ وَالسِّلاَحِ، بَرعَ فِي ذَلِكَ، وَصَنَّفَ فِي سَيَاسَةِ المَمَالِكِ كِتَابَهُ فِي الحُرُوْبِ وَتَعْبِئَتِهَا، وَفَتحِ الثُّغُوْرِ، وَبِنَاءِ المعَاقلِ، وَالفُروسيَّةِ، وَالحيلِ، وَكَانَ كَيِّساً، طَيِّبَ المحاورة،

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 789"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 283"، وشذرات الذهب "5/ 105، 106". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "7/ ترجمة 832"، وشذرات الذهب "5/ 120".

مُتودِّداً، سَائِرَ النّظمِ، مَدحَ الخُلَفَاءَ، وَكَانَ ذَا رُتْبَةٍ عِنْدَ النَّاصِرِ لِدِيْنِ اللهِ. إِلَى أنْ قَالَ القَاضِي: مَا زِلْتُ مَشغُوَفاً بِشِعرِهِ، مُسْتَعذِباً أُسلوبَهُ، وَلَمْ أَرَهُ، وَهُوَ القَائِلُ: كَلِفْتُ بِعِلْمِ المِنْجَنِيْقِ وَرَمْيِهِ ... لِهَدْمِ الصَّيَاصِي وَافْتِتَاحِ المَرَابِطِ وَعُدْتُ إِلَى فَنِّ القَرِيضِ لِشَقْوَتِي ... فَلَمْ أَخْلُ فِي الحَالَيْنِ مِنْ قَصْدِ حَائِطِ وَلَهُ: وَجَارِيَةٍ مِنْ بَنَاتِ الحبوش ... بِذَاتِ جُفُوْنٍ صِحَاحٍ مِرَاضِ تَعَشَّقْتُهَا لِلتَّصَابِي فَشِبْتُ ... غَرَاماً وَمَا كُنْتُ بِالشَّيْبِ رَاضِي وكنت أعيرها لاسواد ... فَصَارَتْ تُعَيِّرُنِي بِالبَيَاضِ وَلَهُ: قَدْ لَبِسَ الصُّوْفَ لِتَرْكِ الصَّفَا ... مَشَايِخُ الوَقْتِ لِشُرْبِ العَصِيرْ الرَّقْصُ وَالأَمْرَدُ مِنْ شَأْنِهِم ... شَرٌّ طَوِيْلٌ تَحْتَ ذَيْلٍ قَصِيرْ تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وست مائة.

ابن زرقون

5630- ابن زرقون 1: شَيْخُ المَالِكِيَّةِ أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ ابْنُ الإِمَامِ الكبير أبي عبد الله محمد ابن سعيد بن أحمد لأنصاري، الإِشْبِيْلِيُّ، ابْنُ زَرْقُوْنَ. حَمَلَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَابْنِ الجَدِّ، وَأَبِي العَبَّاسِ بن مَضَاءَ، وَطَائِفَةٍ. وَبَرَعَ في الفقه، وصنف كتاب "المعلى في الرج على المحلى". وقيل: لَهُ إِجَازَةٌ مِنْ أَبِي مَرْوَانَ بنِ قُزْمَانَ، وَقَدِ امتُحِنَ وَقُيِّدَ وَسُجِنَ بَعْدَ أَنْ عَزَمُوا عَلَى قَتْلِهِ لِكَوْنِهِ مُنِعَ مِنْ إِقْرَاءِ الفِقْهِ؛ فَإِنَّ صَاحِبَ الغَرْبِ يُوْسُفَ بنَ يَعْقُوْبَ مَنَعَ مِنْ قِرَاءةِ الفُرُوْعِ جُمْلَةً، وَبَالَغَ فِي ذَلِكَ، وَأَلْزَمَ النَّاسَ بِأَخْذِ الفِقْهِ مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَنِ عَلَى طرِيقَةِ أَهْلِ الظَّاهِرِ، فَنَشَأَ الطَّلَبَةُ عَلَى هَذَا بِالمَغْرِبِ مِنْ بَعْدِ سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ القَاضِي أَبُو الحُسَيْنِ أَدِيْباً، لَهُ النَّظْمُ وَالنَّثْرُ، وَكَانَ كَامِلَ العَقْلِ، رَيِّضَ المِزَاجِ، قَلَّ أَنْ تَرَى العُيُونُ مِثْلَهُ، ظَفِرَ السُّلْطَانُ بِهِ وَبِعَالِمٍ آخَرَ يُقْرِئَانِ الفُرُوْعَ، فَأُخِذَا وَأُجْلِسَا لِلْقَتْلِ صَبْراً، ثُمَّ قُيِّدا وَسُجِنَا بَعْدَ سَنَةِ تِسْعِيْنَ، ثُمَّ مَاتَ رَفِيْقُهُ، وَطَالَ هُوَ حَبْسُهُ، وَشَدَّدَ ابْنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ فِي ذَلِكَ، عَلَى أَنَّ مَنْ وَجَدَ عِنْدَهُ وَرقَةً مِنَ الفُرُوْعِ قُتِلَ دُوْنَ مُرَاجَعَتِهِ، وَخُطِبَ بِذَلِكَ خُطَباً، فَانْظُرْ إِلَى هَذِهِ البَليَّةِ، وَأُحْرِقَتْ كُتُبُ المَذْكُوْرَيْنِ. وَلأَبِي الحسين كتاب "فقه حديث بربرة"، وَكِتَابُ "قطب الشَّرِيعَةِ". رَوَى عَنْهُ عَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ نَحْوُ التِّسْعِيْنَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ شُرَيْحَ بن محمد.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 96".

ياقوت

5631- ياقوت 1: الأَدِيْبُ الأَوحدُ شِهَابُ الدِّيْنِ الرُّوْمِيُّ مَوْلَى عَسْكَرٍ الحَمَوِيِّ، السَّفَّارُ، النَّحْوِيُّ، الأَخْبَارِيُّ، المُؤَرِّخُّ. أَعتقَهُ مَوْلاَهُ، فَنسخَ بِالأُجرَةِ، وَكَانَ ذَكِيّاً، ثُمَّ سَافرَ مضَاربَةً إِلَى كيش، وَكَانَ مِنَ المُطَالَعَةِ قَدْ عَرفَ أَشيَاءَ، وَتَكلَّمَ فِي بَعْضِ الصَّحَابَةِ فَأُهِينَ، وَهَرَبَ إِلَى حَلَبَ، ثُمَّ إِلَى إِرْبِلَ وَخُرَاسَانَ، وَتَجرَ بِمَرْوَ وَبِخُوَارِزْمَ، فَابْتُلِيَ بِخُرُوْجِ التَّتَارِ فَنَجَا بِرَقَبَتِهِ، وَتوصَّلَ فَقيراً إِلَى حَلَبَ، وَقَاسَى شَدَائِدَ، وَلَهُ كِتَابُ "الأُدَبَاءِ" فِي أَرْبَعَةِ أَسفَارٍ، وَكِتَابُ "الشُّعَرَاء المُتَأَخِّرِيْنَ وَالقُدَمَاءِ"، وَكِتَابُ "مُعْجَم البُلْدَانِ"، وَكِتَابُ "الْمُشْتَرك وضعا، والمختلف صعقًا" كَبِيْرٌ مُفِيْدٌ، وَكِتَابُ "المَبدَأِ وَالمآلِ فِي التَّارِيْخِ"، وَكِتَابُ "الدُّوَلِ"، وَكِتَابُ "الأَنسَابِ"، وَكَانَ شَاعِراً مُتَفَنِّناً جيد الإنشاء، يقول في خراسان: وَكَانَتْ -لَعَمْرُ اللهِ- ذَاتَ رِيَاضٍ أَرِيضَةٍ، وَأَهويَةٍ صَحِيْحَةٍ مَرِيْضةٍ، غَنَّتْ أَطْيَارُهَا، وَتَمَايلَتْ أَشجَارُهَا، وَبكَتْ أَنْهَارُهَا، وَضحِكَتْ أَزهَارُهَا، وَطَابَ نَسِيمُهَا، فَصحَّ مِزَاجُ إِقليمِهَا، أَطفَالُهُم رِجَالٌ، وَشبَابُهُم أَبْطَالٌ، وَشُيُوْخُهُم أَبْدَالٌ، فَهَانَ عَلَى مَلِكِهِم ترك تِلْكَ المَمَالِكِ. وَقَالَ: يَا نَفْسُ الهَوَا لَكِ، وَإِلاَّ فَأَنْتِ فِي الهَوَالِكِ. إِلَى أَنْ قَالَ: فَمررتُ بَيْنَ سُيوفٍ مَسْلُوْلَةٍ، وَعَسَاكِرَ مغلولَةٍ، وَنظَامِ عقودٍ مَحْلُوْلَةٍ، وَدِمَاءٍ مَسكُوبَةٍ مطلولَةٍ، وَلَوْلاَ الأَجَلُ لأُلْحِقْتُ بِالأَلفِ أَلفٌ أَوْ يَزِيدُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي العِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً، وَوَقَفَ كتبَهُ بِبَغْدَادَ عَلَى مَشهدِ الزَّيْدِيِّ. وَتوَالِيفُهُ حَاكمَةٌ لَهُ بِالبَلاغَةِ. وَالتَّبحُّرِ فِي العلم، استوفى ابن خلكان ترجمته وفضائله.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 790"، وشذرات الذهب "5/ 121، 122".

ابن قنيدة، ابن وردان

ابن قنيدة، ابن وردان: 5632- ابن قنيدة 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ أَبُو نَصْرٍ المُهَذَّبُ بنُ علي بن أَبِي نَصْرٍ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، ابْنُ قُنَيْدَةَ الأَزَجِيُّ، الخَيَّاطُ، المُقْرِئُ. سَمِعَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" وَكِتَابَي "عَبْدٍ" وَ"الدَّارِمِيِّ" وَ"جُزءَ أَبِي الجَهْمِ" مِنْ أَبِي الوَقْتِ. وَسَمِعَ: "مُسْنَدَ الشافعي" من أبي زرعة، وسمع: الجُزْءَ الثَّالِثَ مِنْ "مُسْنَدِ مَالِكٍ" لِلنَّسَائِيِّ مِنَ القاضي عبد القاهر. أخبرنا أبي البَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الوَكِيْلُ، أَخْبَرْنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الأَسيوطِيُّ، عَنْهُ. وَسَمِعَ كِتَابَ "القنَاعَة" لابْنِ أَبِي الدُّنْيَا مِنْ أَبِي الفَتْحِ بنِ البَطِّيِّ، بِفوتٍ مِنْ آخِرِهِ، وَسَمِعَ مِنَ العَوْنِ الوَزِيْرِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ النجار، والسيف بن المَجْدِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَأَبُو الفَرَجِ ابْنُ الزَّيْنِ، وَالعِمَادُ ابْنُ الطَّبَّالِ، وَآخَرُوْنَ، وَأَسْمِعَتُهُ صَحِيْحَةٌ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى الثَّمَانِيْنَ. 5633- ابْنُ وردان: مُفِيْدُ المِصْرِيِّينَ الإِمَامُ أَبُو المَيْمُوْنِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَتِيقِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ وَرْدَانَ العَامِرِيُّ، المِصْرِيُّ، المَالِكِيُّ. تَلاَ بِالسَّبْعِ عَلَى جَمَاعَةٍ. وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ بَرِّيٍّ النَّحْوِيِّ، وَخَلْقٍ. مَاتَ سنة ست وعشرين وست مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 273"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 121".

ابن عيسى، الحسن ابن الزبيدي

ابن عيسى، الحسن ابن الزبيدي: 5634- ابن عيسى 1: شيخ القرء بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، هُوَ مُطولٌ فِي "طَبَقَاتِ القُرَّاءِ"، الإِمَامُ، أَبُو القَاسِمِ عِيْسَى ابنُ المُحَدِّثِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عِيْسَى بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الشَّرِيْشِيُّ. مَوْلِدُهُ بِالثَّغْرِ، سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِيْنَ. وَسَمِعَ الكَثِيْرَ مِنَ السِّلَفِيِّ وَغَيْرِهِ، وَتَلاَ عَلَى جَمَاعَةٍ بِالمُتَوَاتِرِ وَالشَّاذِّ، وَصَنَّفَ فِي القِرَاءاتِ، وَهُوَ مُتَّهَمٌ لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَسَمَاعُهُ مِنَ السِّلَفِيِّ صَحِيْحٌ، وَأَمَّا فِي القِرَاءاتِ فَكَثِيْرُ الدَّعَاوِي. حَدَّثَنَا عَنْهُ: حسنٌ سِبْطُ زِيَادَةَ. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5635- الحَسَنُ ابن الزبيدي 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ العَابِدُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ الزبيدي البغدادي الحنفي، أخو سراج الدين. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ أَوْ قَبْلَهَا. وَسَمِعَ "الصَّحِيْحَ" مِنْ أَبِي الوَقْتِ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيِّ، وَأَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بنِ الخَرَّازِ، وَمَعْمَرِ بنِ الفَاخِرِ، وَأَبِي الفُتُوْحِ الطَّائِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَحَدَّثَ بِمَكَّةَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَكَانَ أَوَّلاً حَنْبَليّاً، ثُمَّ تَحَوَّلَ شَافِعِيّاً، ثُمَّ حَنَفِيّاً، وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ الفُقَهَاءِ، ذَا دِينٍ وَورَعٍ وَبَصَرٍ بِالعَرَبِيَّةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَالسَّيْفُ ابْنُ المَجْدِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ خَطِيْبُ المُصَلَّى، وَالمَجْدُ عَبْدُ العَزِيْزِ ابْنُ الخَلِيْلِيّ، وَالضِّيَاءُ عَلِيُّ ابن البَالِسِيِّ، وَالخَطِيْبُ عِزُّ الدِّيْنِ أَحْمَدُ الفَارُوْثِيُّ، وَأَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ عَالِماً مُتَدَيِّناً، حسنَ الطَّرِيقَةِ، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالنَّحْوِ، كَتَبَ الكَثِيْرَ مِنَ التَّفَاسِيْرِ وَالحَدِيْثِ وَالتَّارِيْخِ، وَكَانَتْ أوقاته محفوظة. وقال ابْنُ الحَاجِبِ: رَأَيتُهُم يَرمونَهُ بِالاعتزَالِ. فَكَتَبَ تَحْتَهُ ابن المجد: قصر ابن الحاجب فيوصف شَيْخِنَا هَذَا فَإِنَّهُ كَانَ إِمَاماً عَالِماً، لَمْ نَرَ فِي المَشَايِخِ مِثْلَهُ إلَّا يَسيراً. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي سَلْخِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وست مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 279"، وشذرات الذهب "5/ 132". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1413"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "5/ 130".

الدخوار، أبو موسى ابن الحافظ

الدخوار، أبو موسى ابن الحافظ: 5636- الدخوار 1: شَيْخُ الطِّبِّ الأُسْتَاذُ مُهَذَّبُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بن علي بن حامد الدِّمَشْقِيُّ وَاقفُ مَدْرَسَةِ الأَطبَّاء بِدَرْبِ العَمِيدِ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَلَهُ تَصَانِيْفُ وَمَقَالَةٌ فِي الاسْتفرَاغِ. انتهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ الصِّنَاعَةِ، وَحَظِيَ عِنْدَ المُلُوْكِ، وَنَالَ دُنْيَا عَرِيضَةً، وَنَسخَ بِخَطِّهِ "المَنْسُوْبَ" أَزْيَدَ مِنْ مائَةِ مُجَلَّدٍ، وَأَخَذَ العَرَبِيَّةَ عَنِ الكِنْدِيِّ، وَالعلاجَ عَنِ الرَّضِيِّ الرَّحْبِيِّ، وَالمُوَفَّقِ ابْنِ المَطَرَانِ وَالفَخْرِ المَارْدِيْنِيِّ، وَخدمَ العَادلَ، وَالوَزِيْرَ ابْنَ شُكْرٍ، وَحصَّلَ مِنَ العَادلِ فِي مرضَةٍ حَادَّةٍ سَبْعَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ مِصْرِيَّةٍ، وَحَصَلَ لَهُ مِنْ وَلدِهِ الكَامِلِ أزْيَدَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ سِوَى الخِلَعِ وَالبغلاَتِ، وَوَلِيَ رِئَاسَةَ الإِقْلِيْمَيْنِ. وَكَانَ خَبِيْراً بِكُلِّ مَا يُشرَحُ عَلَيْهِ. وَلاَزَمَ السَّيْفَ الآمِدِيَّ فِي العَقْلِيَّاتِ، وَنظرَ فِي الرِّيَاضِي، ثُمَّ عرضَ لَهُ اسْترخَاءٌ وَثِقَلُ لِسَانٍ، فَسَاس نَفْسَهُ، وَاسْتَعْمَلَ المَعَاجِينَ، فَعَرضَتْ لَهُ حُمَّى قوية، زلزت قوَاهُ، وَأُسْكِتَ أَشهُراً، وَذَهَبَتْ عَينُهُ، ثُمَّ مَاتَ فيصفر سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَدُفِنَ بِقَاسِيُوْنَ. 5637- أبو موسى ابن الحافظ 2: الشيخ الإمام العالم المحدث الحافظ المفيد الذكر جَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو مُوْسَى عَبْدُ اللهِ ابْنُ الحَافِظِ الكَبِيْرِ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَلِيِّ بنِ سُرُوْرٍ الجَمَّاعِيْليُّ المَقْدِسِيُّ ثُمَّ الدمشقي الصالحي الحنبلي. وُلِدَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الخِرَقِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلِ الجَنْزَوِيِّ، وَبَرَكَاتٍ الخُشُوْعِيِّ. وَرَحَلَ بِهِ أَخُوْهُ عِزُّ الدِّيْنِ مُحَمَّدٌ، فَسَمِعَ بِبَغْدَادَ من: عبد المنعم بن كليب، والمبارك بن

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 277"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 127". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1131"، والنجوم الزاهرة "6/ 279"، وشذرات الذهب "5/ 131".

المعطوش، وعدة. وسع "المُسْنَدَ" مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي المَجْدِ، وَسَارَ إِلَى أَصْبَهَانَ، فَسمِعَا مِنْ خَلِيْلِ بنِ بَدْرٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الطَّرَسُوْسِيِّ، وَمَسْعُوْدٍ الجَمَّالِ، وَأَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانِ وَطَبَقَتِهِم، وَسَمِعَ بِمِصْرَ مِنَ: الأَرْتَاحِيِّ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ سَعْدِ الخَيْرِ، وَوَالِدِهِ. ثُمَّ ارْتَحَلاَ ثَانِياً إِلَى العِرَاقِ، فَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ المَنْدَائِيِّ بِوَاسِطَ، وَسَمِعَ بِنَيْسَابُوْرَ مِنْ: مَنْصُوْرٍ الفُرَاوِيِّ، وَالمُؤَيَّدِ الطُّوْسِيِّ. وَعُنِيَ بِالفَنِّ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ الكُتُبَ، وَجَمَعَ وَخَرَّجَ وَأَفَادَ، وَتَفَقَّهَ بِالشَّيْخِ المُوَفَّقِ، وَأَخَذَ النَّحْوَ بِبَغْدَادَ عَنْ أَبِي البَقَاءِ، وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى عَمِّهِ العِمَادِ. قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: سَأَلتُ الضِّيَاءَ عَنْهُ، فَقَالَ: حَافِظٌ مُتْقِنٌ، دَيِّنٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ البِرْزَالِيُّ: حَافِظٌ، دَيِّنٌ، مُتَمَيِّزٌ. وَقَالَ الضِّيَاءُ: كَانَتْ قِرَاءتُهُ صَحِيْحَةً، سرِيعَةً، مليحَةً. وَقَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِثْلَهُ فِي عصرِهِ فِي الحِفْظِ وَالمَعْرِفَةِ وَالأَمَانَةِ، وَافرَ العَقْلِ، كَثِيْرَ الفَضْلِ، مُتَوَاضِعاً، مَهِيْباً، وَقُوْراً، جَوَاداً، سَخِيّاً، لَهُ القبولُ التَّامُّ، مَعَ العِبَادَةِ وَالوَرَعِ وَالمُجَاهِدَةِ. وَقَالَ الضِّيَاءُ: اشْتَغَلَ بِالفِقْهِ وَالحَدِيْثِ وَصَارَ عَلَماً فِي وَقْتِهِ، وَرَحَلَ إِلَى أَصْبَهَانَ ثَانِياً، وَمَشَى عَلَى رِجْلَيْهِ كَثِيْراً وَصَارَ قُدْوَةً وَانتَفَعَ النَّاسُ بِمَجَالِسِهِ الَّتِي لَمْ يُسْبَقْ إِلَى مِثْلِهَا، وَكَانَ كَرِيْماً، وَاسِعَ النَّفْسِ، سَاعِياً فِي مَصَالِحِ أَصْحَابِنَا حَتَّى كَانَ يَضِيقُ صَدْرِي عَلَيْهِ مِمَّا يَتَحَمَّلُ مِنَ الدُّيُونِ، وَكَثِيْرٌ مِنْهُم لاَ يُوَفِّيهِ، ثُمَّ شاق لَهُ الضِّيَاءُ مرَاثيَ حَسَنَةً، وَأَنَّهُ فِي نَعيمٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الضِّيَاءُ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَالفَخْرُ عَلِيٌّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ ابْنِ الوَاسِطِيِّ، وَنَصْرُ اللهِ بنُ عَيَّاشٍ وَالشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ حَازِمٍ، وَنَصْرُ اللهِ بنُ أَبِي الفَرَجِ النَّابُلُسِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَتَفَرَّدَ بِإِجَازتِهِ القَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ، وَقَدْ رثَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ بقصَائِدَ. وَقَرَأْتُ بِخَطِّ المُحَدِّثِ ابْنِ سَلاَمٍ، قَالَ: عقدَ أَبُو مُوْسَى مَجْلِسَ التَّذْكِيرِ، وَقِرَاءةِ الجمعِ، وَرغبَ النَّاسُ فِي حُضُوْرِ مَجْلِسِهِ، وَكَانَ جمَّ الفَوَائِدِ، وَيَبْكِي وَيَخشعُ. وَقَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: لَوِ اشْتَغَلَ أَبُو مُوْسَى حقَّ الاشتغَالِ، مَا سبقَهُ أَحَدٌ. وَسَمِعْتُ أَبَا الفَرَجِ بنَ أَبِي العَلاَءِ يَقُوْلُ: كَانَ كَثِيْرَ المَيْلِ إِلَى الدَّوْلَةِ. وَقَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: كَانَتْ أَحْوَالُ أَبِي مُوْسَى مُسْتقيمَةً، حَتَّى خَالطَ الصَّالِحَ إِسْمَاعِيْلَ، وَأَبْنَاءَ الدُّنْيَا، فَتغَيَّرَ. قَالَ: وَمَرِضَ فِي بُستَانِ الصَّالِحِ عَلَى ثَوْرَا، وَمَاتَ فِيْهِ، فَكَفَّنَهُ الصَّالِحُ.

وَذَكَرَ غَيْرُهُ: أَنَّ الملكَ الأَشْرَفَ وَقَفَ دَارَ الحَدِيْثِ بِالبَلَدِ، وَجَعَلَ لِلْجمَالِ أَبِي مُوْسَى وَذُرِّيَّتِهِ رِزْقاً مَعْلُوْماً بِهَا، وَسَكَناً. قَالَ الشَّيْخُ الضِّيَاءُ: تُوُفِّيَ يَوْمَ الجُمُعَةِ -رَحِمَهُ اللهُ- خَامِسَ رَمَضَانَ، سنة تسع وعشرين وست مائة. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي غَالِبٍ ابْنِ السِّمِّذِيِّ، وَأَبُو المَعَالِي أحمد ابن عُمَرَ بنِ بكرُوْنَ إِمَامُ النِّظَامِيَّةِ، وَالقَاضِي شَرَفُ الدِّيْنِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ المَوْصِلِيِّ الشَّيْبَانِيُّ الحَنَفِيُّ بِدِمَشْقَ، وَالفَقِيْهُ زِيَادَةُ بنُ عِمْرَانَ المِصْرِيُّ الضَّرِيْرُ، وَعَبْدُ الغَفَّارِ بنُ شُجَاعٍ المَحَلِّيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الطَّبَرِيِّ، وَمُقْرِئُ الثَّغْرِ أَبُو القَاسِمِ عِيْسَى بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عِيْسَى، وَآخَرُوْنَ.

الموفق

5638- الموفق 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الفَقِيْهُ النَّحْوِيُّ اللُّغَوِيُّ الطَّبِيْبُ ذُو الفُنُوْنِ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّطِيْفِ ابْنُ الفَقِيْهِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي سَعْدٍ المَوْصِلِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الشَّافِعِيُّ، نَزِيْلُ حَلَبَ، وَيُعْرَفُ قَدِيْماً بِابْنِ اللَّبَّادِ. وُلِدَ بِبَغْدَادَ، فِي أَحَدِ الرَّبِيْعَينِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمَّعَهُ أَبُوْهُ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ بنِ البَطِّيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيِّ، وَالحَسَنِ ابْنِ عَلِيٍّ البَطَلْيَوْسِيِّ، وَيَحْيَى بنِ ثَابِتٍ، وَشُهْدَةَ الكَاتِبَةِ، وَأَبِي الحُسَيْنِ عَبْدِ الحَقِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بن النقور، وجماعة. حَدَّثَ عَنْهُ الزَّكِيَّانِ: البِرْزَالِيُّ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَالشِّهَابُ القُوْصِيُّ، وَالتَّاجُ عَبْدُ الوَهَّابِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَالكَمَالُ العَدِيْمِيُّ وَابْنُهُ القَاضِي أَبُو المَجْدِ، وَالأَمِيْنُ أَحْمَدُ بنُ الأَشْتَرِيِّ، وَالكَمَالُ أَحْمَدُ ابْنُ النَّصِيْبِيِّ، وَالجمَالُ ابْنُ الصَّابُوْنِيِّ، وَالعِزُّ عُمَرُ بنُ الأُسْتَاذِ، وَخُطلبَا وَسُنْقُرُ مَوْلَيَا ابْنِ الأُسْتَاذِ، وَعَلِيُّ بنُ السَّيْفِ التَّيْمِيُّ، وَيَعْقُوْبُ بنُ فَضَائِلَ، وَسِتُّ الدَّارِ بِنْتُ مَجْدِ الدِّيْنِ ابْنِ تَيْمِيَةَ، وَآخَرُوْنَ. وَحَدَّثَ: بِدِمَشْقَ، وَمِصْرَ، وَالقُدْسِ، وَحَلَبَ، وَحَرَّانَ، وَبَغْدَادَ. وَصَنَّفَ: فِي اللُّغَةِ، وَفِي الطِّبِّ، وَالتَّوَارِيخِ، وَكَانَ يُوْصَفُ بِالذّكَاءِ وَسَعَةِ العلم.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 279"، وشذرات الذهب "5/ 132".

ذكره الجمَالُ القِفْطِيُّ فِي "تَارِيخِ النُّحَاةِ" فَمَا أَنْصَفَهُ، فَقَالَ: المُوَفَّقُ النَّحْوِيُّ الطَّبِيْبُ المُلَقَّبُ بِالمَطْحن، كَانَ يَدَّعِي النَّحْوَ، وَاللُّغَةَ، وَعِلْمَ الكَلاَمِ، وَالعُلُوْمَ القَدِيْمَةَ، وَالطِّبَّ، وَدَخَلَ مِصْرَ وَادَّعَى مَا ادَّعَاهُ، فَمَشَى إِلَيْهِ الطَّلَبَةُ، فَقَصَّرَ، فَجفَوهُ، ثُمَّ نَفَقَ عَلَى وَلدَي إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي الحَجَّاجِ الكَاتِبِ، فَنقلاَهُ إليهما، وكان ذميم الخِلْقَةِ نَحِيلَها. وَيظهرُ الهَوَى مِنْ كَلاَمِ القِفْطِيِّ، حَتَّى نَسبَهُ إِلَى قِلَّةِ الغَيرَةِ. وَقَالَ الدُّبَيْثِيُّ: غَلَبَ عَلَيْهِ عِلْمُ الطِّبِّ وَالأَدبِ، وَبَرَعَ فِيْهِمَا. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: كَانَ حَسَنَ الخلقِ، جَمِيْلَ الأمر، عالمًا بالنحو وَالغَرِيبينِ، لَهُ يَدٌ فِي الطِّبِّ، سَمِعَ "سُنَنَ ابْنِ مَاجَه"، وَ"مُسْنَدَ الشَّافِعِيِّ" مِنْ أَبِي زُرْعَةَ، وَسَمِعَ "صَحِيْحَ الإِسْمَاعِيْلِيِّ" جَمِيْعَهُ مِنْ يَحْيَى بنِ ثَابِتٍ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ يَنْتقلُ مِنْ دِمَشْقَ إِلَى حَلَبَ، وَمرَّةً سَكَنَ بِأَرزنكَانَ وَغَيْرِهَا. قَالَ المُوَفَّقُ عَنْ نَفْسِهِ: سَمِعْتُ الكَثِيْرَ، وَكُنْتُ أَتلَقَّنُ وَأَتعلَّمُ الخطَّ، وَأَحْفَظُ المَقَامَاتِ، وَالفَصِيْحَ، وَ"دِيْوَانَ المُتَنَبِّي"، وَمُخْتَصَراً فِي الفِقْهِ، وَمُخْتَصَراً فِي النَّحْوِ، فَلَمَّا ترعرَعْتُ حَمَلَنِي أَبِي إِلَى كَمَالِ الدِّيْنِ الأَنْبَارِيِّ، وَذَكَرَ فَصلاً، إِلَى أَنْ قَالَ: وَصِرْتُ أَتكلَّمُ عَلَى كُلِّ بَيْتٍ كَرَارِيْسَ، ثُمَّ حَفِظتُ "أَدبَ الكَاتِبِ" لابْنِ قُتَيْبَةَ، وَ"مُشْكِلَ القُرْآنِ" لَهُ، وَ"اللُّمَعَ"، ثُمَّ انْتَقَلْتُ إِلَى كِتَابِ "الإِيضَاحِ" فَحَفِظتُهُ، وَطَالعتُ شُروحَهُ. قَالَ: وَحفظتُ "التَّكملَةَ" فِي أَيَّامٍ يَسِيْرَةٍ، كُلُّ يَوْمٍ كُرَّاساً، وَفِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ لَا أُغْفِلُ سَمَاعَ الحَدِيْثِ، وَالتَّفَقُّهَ عَلَى ابْنِ فَضلاَنَ. وَمِنْ وَصَايَاهُ، قَالَ: يَنْبَغِي أَنْ تَكُوْنَ سِيرتُكَ سِيرَةَ الصَّدْرِ الأَوَّلِ، فَاقرَأِ السِّيرَةَ النَّبَوِيَّةَ، وَتَتَبَّعْ أَفعَالَهُ، وَاقتَفِ آثَارَهُ، وَتَشَبَّهْ بِهِ مَا أَمكنَكَ. مَنْ لَمْ يَحْتَمِلْ أَلَمَ التَّعَلُّمِ لَمْ يَذُقْ لَذَّةَ العِلْمِ، وَمَنْ لَمْ يَكدَحْ لَمْ يُفْلِحْ. إِذَا خلوتَ مِنَ التَّعَلُّمِ وَالتَّفَكُّرِ فَحرِّكْ لِسَانَكَ بِالذِّكْرِ، وَخَاصَّةً عِنْد النَّوْمِ، وَإِذَا حَدَثَ لَكَ فَرحٌ بِالدُّنْيَا فَاذْكُرِ المَوْتَ، وَسُرْعَةَ الزَّوَالِ، وَكَثْرَةَ المُنَغِّصَاتِ. إِذَا حزَبَكَ أَمرٌ فَاسْترْجِعْ، وَإِذَا اعترَتْكَ غَفلَةٌ فَاسْتَغْفِرْ. واعلم أن للدين عبقة وعرفًا يُنَادِي عَلَى صَاحِبِهِ، وَنوراً وَضيئاً يُشرِفُ عَلَيْهِ وَيدلُّ عَلَيْهِ، يَا مُحيِي القُلُوْبِ المَيْتَةِ بِالإِيْمَانِ خُذْ بِأَيدينَا مِنْ مَهوَاةِ الهَلَكَةِ، وَطَهِّرْنَا مِنْ درن الدنيا بالإخلاص لك. وَلَهُ مُصَنّفَاتٌ كَثِيْرَةٌ مِنْهَا: "غَرِيْبُ الحَدِيْثِ"، وَ"الوَاضحَةُ فِي إِعرَابِ الفَاتِحَةِ"، "شَرحُ خطبِ ابْنِ نُبَاتَةَ"، "الرَّدُّ عَلَى الفَخْرِ الرَّازِيِّ فِي تَفْسِيْرِ سُوْرَةِ الإِخْلاَصِ"، "مَسْأَلَةُ أَنْتِ طَالِقٌ فِي شَهْرٍ قَبْلَ مَا بَعْدَ قَبْلِهِ رَمَضَان"، "شرحُ فُصُولِ بُقرَاطَ"، كِتَابُ "أَخْبَارِ مِصْرَ الكَبِيْرُ"، كِتَابُ

"الإِفَادَةِ فِي أَخْبَارِ مِصْرَ"، "مَقَالَةٌ فِي النَّفْسِ"، "مَقَالَةٌ فِي العطشِ"، "مَقَالَةٌ فِي الرَّدِّ عَلَى اليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى"، وَأَشيَاءُ كَثِيْرَةٌ ذَكَرْتُهَا فِي "تَارِيخِ الإِسْلاَمِ". وَقَدْ سَافرَ مِنْ حَلَبَ لِيَحُجَّ مِنَ العِرَاقِ، فَدَخَلَ حَرَّانَ، وَحَدَّثَ بِهَا، وَسَارَ فَدَخَلَ بَغْدَادَ مَرِيْضاً، ثُمَّ حَضَرَتِ المَنِيَّةُ بِبَغْدَادَ، فِي ثَانِي عَشَرَ المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ السُّهْرَوَرْدِيُّ. قَالَ المُوَفَّقُ أَحْمَدُ بنُ أَبِي أُصَيْبِعَةَ: كَانَ أَبِي وَعَمِّي يَشتغلاَنِ عَلَيْهِ، وَقَلَمُهُ أَجْوَدُ مِنْ لَفظِهِ، وَكَانَ يَنْتقِصُ بِالفُضَلاَءِ الَّذِيْنَ فِي زَمَانِهِ، وَيَحطُّ عَلَى ابْنِ سِينَا. قَالَ المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ: أَقَمْتُ بِالمَوْصِلِ سَنَةً أَشتغِلُ، وَسَمِعْتُ النَّاسَ يَهرجُوْنَ فِي حَدِيْثِ السُّهْرَوَرْدِيِّ الفَيْلَسُوْفِ، وَيَعْتَقِدُوْنَ أَنَّهُ قَدْ فَاقَ الكُلَّ، فَطَلبتُ مِنَ الكَمَالِ ابْنِ يُوْنُسَ شَيْئاً مِنْ تَصَانِيْفِهِ، فَوَقَفْتُ عَلَى "التَّلْوِيْحَاتِ"، وَ"المعَارجِ"، وَفِي أَثْنَاءِ كَلاَمِهِ يُثْبِتُ حُرُوَفاً مُقَطَّعَةً يُوهِمُ بِهَا أَنَّهَا أَسرَارٌ إِلَهِيَّةٌ، وَقَالَ: أَعربتُ الفَاتِحَةَ فِي نحو عشرين كراسًا.

ابن معطي

5639- ابن معطي 1: العَلاَّمَةُ شَيْخُ النَّحْوِ زَيْنُ الدِّيْنِ أَبُو الحُسَيْنِ يَحْيَى بنُ عَبْدِ المُعْطِي بنِ عَبْدِ النُّوْرِ الزَّوَاوِيُّ، المَغْرِبِيُّ، النَّحْوِيُّ، الفَقِيْهُ، الحَنَفِيُّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ: القَاسِمِ بنِ عَسَاكِرَ، وَصَنَّفَ "الأَلْفَيَّةَ"، وَ"الفصولَ". وَلَهُ النَّظْمُ وَالنَّثْرُ، وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّةٌ بِمِصْرَ وَبِدِمَشْقَ، وَكَانَ يَشْهَدُ، فَحضرَ عِنْدَ الكَامِلِ مَعَ العُلَمَاءِ فَسَأَلَهُم: زَيدٌ ذهبَ بِهِ، هَلْ يَجوزُ فِي زَيدٍ النَّصْبُ? فَقَالُوا: لاَ. فَقَالَ ابْنُ معطٍ: يَجوزُ عَلَى أَنْ يَكُوْنَ المُرْتَفِعُ يُذْهَبُ بِهِ المصدرُ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ ذَهبَ بِهِ وَهُوَ الذَّهَابُ، وَيَكُوْنُ مَوْضِعٌ بِهِ النَّصْبُ، فَيَكُوْنُ مِنْ بَابِ زَيدٌ مَرَرْتُ بِهِ، فَأَعْجَبَ الكَامِلَ، وَقَرَّرَ لَهُ مَعْلُوْماً، وَقَدْ أَخَذَ عَنْ: أَبِي مُوْسَى الجُزُوْلِيِّ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وست مائة، بمصر.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "6/ ترجمة 801"، والنجوم الزاهرة "6/ 278"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "5/ 129".

عمر بن كرم

5640- عمر بن كرم 1: ابن علي بن عمر، الشَّيْخُ المُسْنِدُ الأَمِيْنُ أَبُو حَفْصٍ بنُ أَبِي المَجْدِ الدِّيْنَوَرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الحَمَّامِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ مِنْ: جَدِّهِ لأُمِّهِ الإِمَامِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّابُوْنِيِّ، وَنَصْرِ بنِ نَصْرٍ العُكْبَرِيِّ، وَأَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ، وَالمُبَارَكِ ابْنِ التَّعَاوِيْذِيِّ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ سَعْدِ اللهِ المِيْهَنِيِّ. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الفَتْحِ الكَرُوْخِيُّ، فَرَوَى عَنْهُ "جَامِعَ التِّرْمِذِيِّ". وَأَجَاز لَهُ: عُمَرُ بنُ أحمد ابن الصَّفَّارِ، وَأَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المَذَارِيِّ، وَعَبْدُ الخَالِقِ اليُوْسُفِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَتَفَرَّدَ، وَكَانَ شَيْخاً مُبَارَكاً، صَحِيْحَ السَّمَاعِ وَالإِجَازَاتِ، وَتَفَرَّدَ بِأَجزَاءَ عَنْ أَبِي الوَقْتِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نُقْطَةَ، وَالدُّبَيْثِيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَابْنُ المَجْدِ، وَأَبُو المُظَفَّرِ ابْنُ النَّابُلُسِيِّ، وَالفَخْرُ عَلِيُّ ابْنُ البُخَارِيِّ، والتقي ابن الواسطي، وَالشَّمْسُ ابْنُ الزَّيْنِ، وَالعِزُّ الفَارُوْثِيُّ، وَالعِمَادُ إِسْمَاعِيْلُ ابن البطال، وَالرَّشِيْدُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ، وَالمَجْدُ ابْنُ الخَلِيْلِيِّ، وَالشِّهَابُ الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَعِدَّةٌ. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عنه بالإجازة القاضي تقي الدين سليمان بن حَمْزَةَ الحَنْبَلِيُّ. وَفِي "مُعْجَمِ الأَبَرْقُوْهِيِّ" قَالَ مُخَرِّجُهُ: كَانَ عُمَرُ بنُ كَرَمٍ مِنْ أَهْلِ العِبَادَةِ وَالعِفَافِ، مُنْقَطِعاً عَنِ النَّاسِ، خَاشِعاً عِنْدَ قِرَاءةِ الحَدِيْثِ. تُوُفِّيَ: فِي سَادسِ رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ صَالِحاً، وَرِعاً، مُتَدَيِّناً، مُتَعَفِّفاً، مُتَعَبِّداً، وَمِنْ مَرْوِيَّاتِهِ: الخَامِسُ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ مَخْلَدٍ، عَنْ طَاهِرِ بنِ خَالِدِ بنِ نِزَارٍ، وَابْنِ كَرَامَةَ، سَمِعَهُ مِنْ نَصْرِ بنِ نَصْرٍ العُكْبَرِيِّ، وَالأَوَّلُ الكَبِيْرُ مِنَ "المُخَلِّصِيَّاتِ"، وَكِتَابُ "الاعتبَارِ" لابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، سَمِعَهُ مِنْ نَصْرِ بنِ نَصْرٍ، وَالتَّاسعُ مِنَ "الجَعْدِيَّاتِ"، سَمِعَهُ مِنْ أَبِي الوَقْتِ، وَ"جُزءُ النَّحَّاسِ وَالأَطعِمَةِ" لِلدَّارِمِيِّ، وَ"مُسْنَدُ عَبْدٍ"، وَ"دَرَجَاتُ التَّائِبينَ"، وَ"صَحِيْحُ البُخَارِيِّ"، وَالخَامِسُ وَالسَّادِسُ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ صَاعِدٍ. وَقَرَأْتُ بِخَطِّ السَّيْفِ أَحْمَدَ أَنَّ عُمَرَ بنَ كَرَمٍ لَمْ يُعْقِبْ، وَأَنَّهُ كَانَ لَهُم حَمَّامٌ فَصُودِرُوا، وَكَانَ يُزَيِّنُ، ثُمَّ عَجِزَ وَانقطعَ فِي دُوَيْرَةٍ، وَكَانَ لاَ يَرُدُّ شَيْئاً، وَرُبَّمَا عَرَّضَ، وَكَانَ يَتَزَهَّدُ وَيَتقَشَّفُ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 279"، وشذرات الذهب "5/ 132".

خوارزمشاه

5641- خوارزمشاه 1: السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ جَلاَلُ الدِّيْنِ مَنْكوبرِي ابْنُ السُّلْطَانِ الكبير علاء الدين مُحَمَّدِ ابْن السُّلْطَانِ خُوَارِزْمشَاه تَكِشّ ابْنِ خُوَارِزْمشَاه أَرْسَلاَن ابْنِ الملكِ آتْسِز بنِ مُحَمَّدِ بنِ نُوشْتِكِيْنَ الخُوَارِزْمِيُّ. تَمَلَّكَ البِلاَدَ، وَدَانَتْ لَهُ الأُمَمُ، وَجَرَتْ لَهُ عَجَائِبُ وَعِنْدِي سِيْرَتُهُ فِي مُجَلَّدٍ. وَلَمَّا دَهَمَتِ التَّتَارُ البِلاَدَ المَاورَاءَ النَّهْرِيَّةِ بَادرَ والده علاء الدين وجعل جالشيه وَلدَهُ جَلاَلَ الدِّيْنِ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفاً، فَتوَغَّلَ فِي البِلاَدِ، وَأَحَاطَتْ بِهِ المغولُ، فَالتقَاهُم، فَانْكَسَرَ، وَتَخلَّصَ بَعْدَ الجهدِ، وَتوصَّلَ. وَأَمَّا أَبُوْهُ فَمَا زَالَ مُتقهقِراً بَيْنَ يَدَي العَدُوِّ حَتَّى مَاتَ غرِيباً سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ فِي جَزِيْرَةٍ مِنَ البَحْرِ. قَالَ الشِّهَابُ النَّسَوِيُّ المُوَقِّعُ: كَانَ جَلاَلُ الدِّيْنِ أَسْمَرَ تُركيّاً قصِيْراً مُنعجمَ العبَارَةِ، يَتَكَلَّمُ بِالتُرْكيَّةِ وَبِالفَارِسيَّةِ. وَأَمَّا شَجَاعَتُهُ فَحسبُكَ مَا أَوْرَدتُهُ مِنْ وَقعَاتِهِ، فَكَانَ أَسداً ضِرغَاماً، وَأَشجعَ فُرْسَانِهِ إِقدَاماً، لاَ غَضوباً وَلاَ شَتَّاماً، وَقُوراً، لاَ يَضحكُ إلَّا تَبسُّماً، وَلاَ يُكثِرُ كَلاَماً، وَكَانَ يَختَارُ العَدْلَ غَيْرَ أَنَّهُ صَادفَ أَيَّامَ الفِتْنَةِ فَغُلِبَ. وَقَالَ المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ: كَانَ أَسْمَرَ أَصْفَرَ نَحِيْفاً سَمْجاً لأَنَّ أمه هِنديَّةٌ، وَكَانَ يَلبسُ طَرْطُوراً فِيْهِ مِنْ شِعرِ الخيلِ مُصَبَّغاً بِأَلوَانٍ، وَكَانَ أَخُوْهُ غِيَاثُ الدِّيْنِ أَجْمَلَ النَّاسِ صُوْرَةً وَأَرقَّهُم بَشَرَةً، لَكنَّهُ ظَلُوْمٌ وَأُمُّهُ تُركِيَّةٌ. قُلْتُ: وَكَانَ عَسْكَرُهُ أَوبَاشاً فِيهِم شَرٌّ وَفِسْقٌ وَعُتُوٌّ. قَالَ المُوَفَّقُ: الزِّنَى فِيهِم فَاشٍ وَاللِّوَاطُ غَيْرُ مَعْذُوقٍ بِكِبَرٍ وَلاَ صِغَرٍ وَالغَدْرُ خُلُقٌ لَهُم، أَخذُوا تَفلَيْسَ بِالأَمَانِ، ثُمَّ غدرُوا وَقتلُوا وَسَبَوا. قُلْتُ: كَانَ يُضْرَبُ بِهِمُ المصل فِي النَّهْبِ وَالقَتلِ، وَعَمِلُوا كُلَّ قَبِيحٍ، وَهُم جياع مجمعة،

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 130".

ضِعَافُ العُدَدِ وَالخيلِ. التقَى جَلاَلُ الدِّيْنِ التَّتَارَ، فهزمهم، وهلك مقدمهم ابن جنكزخان، فَعظُمَ عَلَى أَبِيْهِ وَقصدَهُ فَالتَقَى الجمعَانِ عَلَى نهر السند، فانهزم جنكزخان ثُمَّ خَرَجَ لَهُ كَمِينٌ فَتفلَّلَ جَمعُ جَلاَلِ الدِّيْنِ وَفَرَّ إِلَى نَاحِيَةِ غَزْنَةَ فِي حَالٍ وَاهيَةٍ، وَمَعَهُ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ فِي غَايَةِ الضَّعْفِ، فَتوجَّهَ نَحْو كِرْمَانَ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِ مَلِكُهَا، فَلَمَّا تَقَوَّى غدَرَ بِهِ وَقتلَهُ، وَسَارَ إِلَى شِيْرَازَ وَعَسْكَرُهُ عَلَى بَقَرٍ وَحَمِيْرٍ وَمشَاةٌ فَفَرَّ مِنْهُ صَاحِبُهَا، وَجَرَتْ لَهُ أُمُوْرٌ يَطولُ شَرحُهَا مَا بَيْنَ ارْتقَاءٍ وَانخفَاضٍ، وَهَابَتْهُ التَّتَارُ، وَلَولاَهُ لَدَاسُوا الدُّنْيَا. وَقَدْ ذَهَبَ إِلَيْهِ مُحْيِي الدِّيْنِ ابْنُ الجَوْزِيِّ رَسُوْلاً فَوَجَدَهُ يَقرَأُ فِي مُصحَفٍ وَيَبْكِي، ثُمَّ اعتذَرَ عَمَّا يَفعلُهُ جُندُهُ بِكَثرَتِهِم، وَعَدَمِ طاعتهم، وقد تَقَاذَفَتْ بِهِ البِلاَدُ إِلَى الهِنْدِ ثُمَّ إِلَى كِرْمَانَ ثُمَّ إِلَى أَعْمَالِ العِرَاقِ، وَسَاقَ إِلَى أَذْرَبِيْجَانَ، فَاسْتولَى عَلَى كَثِيْرٍ مِنْهَا، وَغدَرَ بِأَتَابَك أُزبكَ، وَأَخْرَجَهُ مِنْ بلاَدِهِ، وَأَخَذَ زَوجَهُ ابْنَةَ السُّلْطَانِ طُغْرِلَ، فَتَزَوَّجَهَا، ثُمَّ عمِلَ مَصَافّاً مَعَ الكُرْجِ فَطَحَنَهُم، وَقَتَلَ مُلوكَهُم، وَقوِيَ مُلكُهُ، وَكثُرَتْ جُمُوْعُهُ، ثُمَّ فِي الآخِرِ تَلاَشَى أَمرُهُ لَمَّا كَسرَهُ الملكُ الأَشْرَفُ مُوْسَى وَصَاحِبُ الرُّوْمِ بِنَاحيَةِ أَرْمِيْنِيَةَ، ثُمَّ كَبَسَتْهُ التَّتَارُ لَيْلَةً، فَنَجَا فِي نَحْوٍ مِنْ مائَةِ فَارِسٍ، ثُمَّ تَفرَّقُوا عَنْهُ إِلَى أَنْ بَقِيَ وَحْدَهُ، فَأَلَحَّ فِي طَلَبِهِ خَمْسَةَ عَشَرَ مِنَ التَّتَارِ فَثَبَتَ لَهُم وَقَتَلَ اثْنَيْنِ فَأَحجَمُوا عَنْهُ، وَصعِدَ فِي جَبلٍ بِنَاحيَةِ آمدَ يَنْزِلُهُ أَكرَادٌ فَأَجَارَهُ كَبِيْرٌ مِنْهُم، وَعرَفَ أَنَّهُ السُّلْطَانُ، فَوَعَدَهُ بِكُلِّ خَيْرٍ، فَفَرحَ الكُرْدِيُّ، وَذَهَبَ لِيُحضِرَ خَيلاً لَهُ وَيُعلِمَ بنِي عَمِّهِ، وَتركَهُ عِنْدَ أُمِّهِ، فَجَاءَ كردِيٌّ فِيْهِ جُرَأَةٌ فَقَالَ: ليش تخلُّوا هَذَا الخُوَارِزْمِيَّ عِنْدَكُم? قِيْلَ: اسكُتْ هَذَا هُوَ السُّلْطَانُ، فَقَالَ: لأَقتُلَنَّهُ فَقَدْ قتل أخي بخلاط، ثم شد عليه بحرية، قَتَلَهُ فِي الحَالِ فِي نِصْفِ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ.

أبو محمد الروابطي

5642- أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّوَابطِيُّ: مِنْ كِبَارِ الزُّهَّادِ بِالأَنْدَلُسِ. أَخَذَ عَنْهُ ابْنُ مَسْدِيٍّ. وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، كَانَ يَسيحُ بِثُغُورِ الأَنْدَلُسِ، يَأْوِي فِي مَسَاجِدِ البِرِّ، لَهُ كَرَامَاتٌ، أُسِرَ إِلَى طرطوشَةَ وَقَيَّدُوْهُ، فَقَامَ النَّصْرَانِيُّ لَيْلَةً فَرَآهُ يُصَلِّي، وَقَيْدُهُ إِلَى جَنْبِهِ، فَتَعَجَّبَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَآهُ فِي رِجْلِهِ، فَرقَبَهُ ثَانِي لَيْلَةٍ فكذلك، فذهب فأخبر القسيس، فَقَالُوا: أَحضِرْهُ، فَجَاءَ بِهِ، وَجَرَتْ بَيْنَهُ وَبَينهُم مُحَاوَرَةٌ، ثُمَّ قَالُوا: لاَ يَحِلُّ أَنْ نَأْسُرَكَ، فَاذهبْ، وَلطرطوشَةَ نَهْرٌ تُعْمَلُ فِيْهِ السُّفُنَ، فَلَقِيَهُ أَسيرٌ، فَقَالَ: بِاللهِ خُذنِي. فَأَخَذَ بِيَدِهِ، وَخَاضَ إلى نصف الساق، فتعجب النصارى وشاعت القصة.

الأمجد، المسعود

الأمجد، المسعود: 5643- الأمجد 1: الملكُ الأَمجدُ مَجْدُ الدِّيْنِ أَبُو المُظَفَّرِ بَهْرَام شَاه ابْنُ نَائِبِ دِمَشْقَ فَرُّوخشَاه ابْنِ الملكِ شَاهنشَاه بنِ أَيُّوْبَ صَاحِبِ بَعْلَبَكَّ بَعْدَ وَالِدِهِ، ملَّكَهُ إِيَّاهَا عَمُّ أَبِيْهِ السُّلْطَانُ صَلاَحُ الدِّيْنِ فَدَامَتْ دَوْلَتُهُ خَمْسِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ جَوَاداً كَرِيْماً، شَاعِراً مُحْسِناً، لَهُ نَظْمٌ رَائِقٌ، وَلَهُ "دِيْوَانٌ". قَهرَهُ السُّلْطَانُ الملكُ الأَشْرَفُ مُوْسَى، وَأَخَذَ مِنْهُ بَعْلَبَكَّ قَبْلَ مَوْتِهِ بعَامٍ، وَملَّكَهَا لأَخِيهِ الصَّالِحِ، فَتحوَّلَ الأَمجدُ المَذْكُوْرُ إِلَى دِمَشْقَ، وَنَزَلَ بدَارِهِ داخل باب النصر. قتله مملوك مَليحٌ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فَدُفِنَ عِنْدَ وَالِدِهِ بِالمَدْرَسَةِ الفَرُّوخشَاهيَّةِ، وَهُوَ جدُّ الملكِ الحَافِظِ مُحَمَّدِ بنِ شَاهنشَاه صَاحِبِ أَرَاضِي جِسْرِيْنَ، وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ بِهَا، وَفَرَّ قَاتِلُهُ إلى السطح، وخاف فألقى نفسه فهلك. 5644- المسعود 2: صَاحِبُ اليَمَنِ الملكُ المَسْعُوْدُ أَقسيسُ ابْنُ السُّلْطَانِ الملكِ الكَامِلِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَيُّوْبَ. جَهَّزَهُ أَبُوْهُ فَافْتَتَحَ اليَمَنَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَقبضَ عَلَى سُلَيْمَانَ الَّذِي كَانَ مِنْ بَنِي عَمِّهِم، وَتَزَوَّجَ بِابْنَةِ جوزَا من بنات الإِسْلاَمِ وَأَحَبَّهَا، وَحَارَبَ إِمَامَ الزَّيْدِيَّةِ مَرَّاتٍ، وَتَمَكَّنَ وَعَمِلَ نِيَابَةَ الأَمِيْرِ عُمَرَ بنِ رَسُوْلٍ الَّذِي تَمَلَّكَ اليَمَنَ مِنْ بَعْدِهِ، وَتَمَلَّكَ مَكَّةَ. وَكَانَ شَهْماً، شُجَاعاً، زَعِراً، ظَلُوْماً، وَقمعَ الزَّيْدِيَّةَ وَالخَوَارِجَ. وَلَمَّا سَمِعَ بِمَوْتِ عَمِّهِ المُعَظَّمِ عَزَمَ عَلَى أَخْذِ دِمَشْقَ. وَكَانَتْ أَثقَالُهُ -عَلَى مَا نَقَلَ أَبُو المُظَفَّرِ- فِي خَمْسِ مائَةِ مركبٍ وَمَعَهُ أَلفُ خَادمٍ وَمائَةُ قنطَارِ عنبرٍ وَعُوْدٍ، وَمائَةُ أَلْفِ ثَوْبٍ، وَمائَةُ صُنْدُوْقٍ مَالاً، فَقَدِمَ مَكَّةَ، وَقَدْ أَصَابَهُ فَالِجٌ، وَلَمَّا احتُضِرَ، قَالَ: وَاللهِ مَا أَرْضَى مِنْ مَالِي كَفَناً، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى فَقِيْرٍ فَقَالَ: تَصدَّقْ عليَّ بِكَفَنٍ، وَدُفِنَ بِالمُعَلَّى. قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ أَبَاهُ سُرَّ بِمَوْتِهِ، وَكَانَ يَعسفُ التُّجَّارَ، وَيَشربُ الخَمْرَ بِمَكَّةَ، وَيَرمِي بِالبُنْدُقِ عِنْدَ البَيْتِ. قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: سَارَ آتسِزُ إِلَى مَكَّةَ وَهِيَ لِحَسَنِ بنِ قَتَادَةَ العلوي من بَعْدِ أَبِيْهِ، فَأَسَاءَ إِلَى أَهْلِهَا، فَحَارَبَهُ بِبطنِ مَكَّةَ، فَانْهَزَمَ حسنٌ، وَنَهبَ آتسِز مَكَّةَ وَتعثَّرُوا. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَخلَّفَ وَلداً، وَهُوَ الملكُ الصَّالِحُ يُوْسُفُ، عَاشَ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: أَطْسِيس، وَالعَامَّةُ تَقُوْلُهُ: أَقسيس، وَهِيَ كلمَةٌ مُركَّبَةٌ تَفسيرُهَا مَا لَهُ اسْم، وَيَقُوْلُوْنَ: مَنْ لاَ يَعِيْشُ لَهُ وَلدٌ، فَسَمَّى ولده أطسيس عاش.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 453"، والنجوم الزاهرة "6/ 275"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 126". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 82"، والنجوم الزاهرة "6/ 272"، وشذرات الذهب "5/ 120".

ابن صيلا، ابن سكينة

ابن صيلا، ابن سكينة: 5645- ابن صيلا 1: الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بنُ عَتِيْقُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيِّ بنِ صِيْلاَ الحَرْبِيُّ، المُؤَدِّبُ. رَوَى عَنْ: أَبِي الوَقْتِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدٍ الوَرَّاقِ. وَعَنْهُ: السَّيْفُ ابْنُ المَجْدِ، وَالتَّقِيُّ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَالشِّهَابُ الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَمِنْ سَمَاعِ ابْنِ الوَاسِطِيِّ مِنْهُ كِتَابُ "ذَمِّ الكَلاَمِ". تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سنة ست وعشرين وست مائة. 5646- ابن سكينة 2: الشَّيْخُ العَالِمُ المُسْنِدُ عَلاَءُ الدِّيْنِ أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ الأَمِيْنِ أَبِي مَنْصُوْرٍ عَلِيِّ بنِ عَلِيِّ ابْنِ سُكَيْنَةَ البَغْدَادِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا الوَقْتِ السِّجْزِيَّ، وَمَحْمُوْداً فورجَة، وَأَبَا المُظَفَّرِ مُحَمَّدَ بنَ التُّرَيْكِيِّ، ويحيى ابن تَاجِ القُرَّاءِ، وَالوَزِيْرَ الفَلَكِيَّ. وَسَمِعَ حُضُوْراً مِنْ: نَصْرِ بنِ نَصْرٍ العُكْبَرِيِّ، وَسَعِيْدِ ابْنِ البَنَّاءِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَابْنُ الحَاجِبِ، وَأَبُو المُظَفَّرِ ابْنُ النَّابُلُسِيِّ، وَالمَجْدُ عَبْدُ العَزِيْزِ ابْنُ الخَلِيْلِيِّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَابْنُ الزَّيْنِ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ ابْنُ النَّجَّارِ، نَسخَ الكَثِيْرَ، وَكَانَ إِنْسَاناً مُتَوَاضِعاً، رَوَى لَنَا عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: فَاطِمَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وعشرين وست مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 275"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 124". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 275"، وشذرات الذهب "5/ 124، 125".

اين برجان، صاحب إربل

اين برجان، صاحب إربل: 5647- ابن برجان 1: العَلاَّمَةُ لُغوِي الْعَصْر أَبُو الحَكَمِ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ شَيْخِ الصُّوْفِيَّة أَبِي الحَكَمِ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابنِ أَبِي الرِّجَالِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللَّخْمِيُّ الإِفْرِيْقِيّ ثُمَّ الإِشْبِيْلِيّ المُقْرِئ. وَيُقَالُ لَهُ: ابْنُ بَرَّجَان، وَذَلِكَ مُخَفَّف مِنْ أَبِي الرَّجَّالِ. أَخَذَ القراءات عن جماعة، والعربية عن: إِسْحَاقَ بنِ مُلْكُوْنَ. قَالَ الأَبَّارُ: كَانَ مِنْ أَحْفَظِ أَهْلِ زَمَانِهِ لِلُّغَةِ، مُسَلَّماً ذَلِكَ لَهُ، ثِقَةً، صَدُوْقاً، لَهُ ردّ عَلَى ابْنِ سَيّده، وَكَانَ صَالِحاً، مُقْبِلاً عَلَى شَأْنه. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ. 5648- صَاحِبُ إربل 2: السُّلْطَانُ الدَّيِّنُ المَلِك المُعَظَّمُ مُظَفَّر الدِّيْنِ أَبُو سَعِيْدٍ كُوْكْبُرِي بن عَلِيِّ بن بكتكين بن مُحَمَّدٍ التُّرُكْمَانِيّ صَاحِب إِرْبِل وَابْن صَاحِبهَا وَمُمَصِّرِهَا الملك زين الدين علي كوجك، وكرجك هُوَ اللَّطِيْف القدّ، كَانَ كُوجك شَهْماً شُجَاعاً مَهِيْباً، تَملَّك بلاَداً كَثِيْرَة، ثُمَّ وَهبهَا لأَوْلاَد صاحب المَوْصِل، وَكَانَ يُوْصَف بِقُوَّةٍ مُفْرِطَةٍ، وَطَالَ عُمُرُهُ، وَحَجَّ هُوَ وَالأَمِيْرُ أَسَدُ الدِّيْنِ شِيرْكُوْهُ بنُ شَاذِي، وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ أَوقَافٌ وَبِرٌّ وَمَدْرَسَة بِالمَوْصِلِ. فَلَمَّا مَاتَ تَملك إِرْبِل ابْنه هَذَا وَهُوَ مُرَاهِق، وَصَارَ أَتَابَكه مُجَاهِد الدِّيْنِ قَيْمَاز، فَعمل عَلَيْهِ قَيْمَاز وَكَتَبَ مَحضراً بِأَنَّهُ لاَ يَصلُح لِلمُلْك وَقبضَ عَلَيْهِ وَمَلَّكَ أَخَاهُ زَيْن الدِّيْنِ يُوْسُف، فتوجه مظفر الدين إلى بغداد فما التقوا عَلَيْهِ، فَقَدِمَ المَوْصِلَ عَلَى صَاحِبِهَا سَيْفِ الدِّيْنِ غَازِي بنِ مَوْدُوْدٍ، فَأَقطعه حَرَّان، فَبقِي بِهَا مُدَيْدَة، ثُمَّ اتَّصل بِخدمَة السُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ، وغزا معه، وتكمن مِنْهُ، وَأَحَبّه، وَزَاده الرُّهَا، وَزَوَّجَهُ بِأُخْته رَبِيْعَةَ وَاقِفَةِ الصَّاحبيَّةِ. وَأَبَان مُظَفَّر الدِّيْنِ عَنْ شجَاعَة يَوْم حِطِّين، وَبَيَّنَ، فَوَفَدَ أَخُوْهُ صَاحِب إِرْبِل على صلاح الدين

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 124". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 547"، والنجوم الزاهرة "6/ 282"، وشذرات الذهب "5/ 138-140".

نَجدَة، فَتمرض، وَمَاتَ عَلَى عَكَّا، فَأَعْطَى السُّلْطَان مُظَفَّر الدِّيْنِ إِرْبِل وَشهرزور، وَاسْترد مِنْهُ حَرَّان وَالرُّهَا. وَكَانَ مُحِبّاً لِلصَّدقَة، لَهُ كُلّ يَوْم قنَاطير خُبْز يُفرِّقهَا، وَيَكسو فِي العَامِ خلقاً وَيُعْطِيهُم دِيْنَاراً وَدِيْنَارَيْنِ، وَبَنَى أَرْبَع خَوَانك لِلزَّمْنَى وَالأَضرَّاء، وَكَانَ يَأْتيهِم كُلّ اثْنَيْنِ وَخَمِيْس وَيَسْأَل كل واحد عن حاله ويتفقده ويبساطه وَيَمزح مَعَهُ. وَبَنَى دَاراً لِلنِّسَاءِ، وَدَاراً لِلأَيتَامِ، ودارًا للقطاء، ورتب بها وَارد، وَيُعْطَى كُلّ مَا يَنْبَغِي لَهُ. وَبَنَى مَدْرَسَةً لِلشَّافِعِيَّة وَالحَنَفِيَّة وَكَانَ يَمدّ بِهَا السِّمَاط، وَيَحضر السَّمَاع كَثِيْراً، لَمْ يَكُنْ لَهُ لَذَّة فِي شَيْءٍ غَيْره. وَكَانَ يَمْنَع مِنْ دُخُوْلِ مُنْكَرٍ بَلَدَهُ، وَبَنَى لِلصُّوْفِيَة رِبَاطَينِ، وَكَانَ يَنْزِل إِلَيْهِم لأَجْل السَّمَاعَات. وَكَانَ فِي السَّنَةِ يَفْتَكُّ أَسرَى بِجُملَةٍ وَيُخْرِجُ سَبِيلاً لِلْحَجِّ، وَيَبعثَ لِلمُجَاوِرِيْنَ بِخَمْسَةِ آلاَف دِيْنَارٍ، وَأَجرَى المَاء إِلَى عرفَات. وَأَمَّا احتفَاله بِالمَوْلِدِ فَيَقْصُر التَّعْبِيْر عَنْهُ؛ كَانَ الْخلق يَقصدُوْنَهُ مِنَ العِرَاقِ وَالجَزِيْرَة وَتُنْصَب قِبَاب خَشَب لَهُ وَلأَمرَائِهِ وَتُزَيَّن، وَفِيْهَا جوق المغَانِي وَاللّعب، وَيَنْزِل كُلّ يَوْمٍ العَصرَ فَيَقِف عَلَى كُلّ قُبَّة وَيَتفرج، وَيَعْمَل ذَلِكَ أَيَّاماً، وَيُخْرِجُ من البقر والإبل الغنم شَيْئاً كَثِيْراً فَتُنْحَر وَتُطْبَخ الأَلوَان، وَيَعْمَل عِدَّة خِلَع لِلصُّوْفِيَة، وَيَتكلَّم الوُعَّاظ فِي المَيْدَان، فَيُنفق أَمْوَالاً جَزِيْلَة. وَقَدْ جَمَعَ لَهُ ابْن دِحْيَة "كِتَاب المَوْلِد"، فَأَعْطَاهُ أَلف دِيْنَار. وَكَانَ مُتَوَاضِعاً، خَيِّراً، سُنِّيّاً، يُحبّ الفُقَهَاء وَالمُحَدِّثِيْنَ، وَرُبَّمَا أَعْطَى الشُّعَرَاء، وَمَا نُقِلَ أَنَّهُ انْهَزَم فِي حَرْب، وَقَدْ ذَكَرَ هَذَا وَأَمثَاله ابْنُ خَلِّكَانَ وَاعْتَذَرَ مِنَ التَّقْصِير. مَوْلِدُهُ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْس مائَة بِإِرْبِل. قَالَ ابْنُ السَّاعِي: طَالت عَلَيْهِ مُدَارَاة أَوْلاَد العَادل، فَأَخَذَ مَفَاتيح إِرْبِل وَقِلاعهَا، وَسَلَّم ذَلِكَ إِلَى المُسْتَنْصِر، فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ. قَالَ: فَاحتفلُوا لَهُ، وَاجْتَمَعَ بِالخَلِيْفَةِ، وَأَكْرَمَهُ، وَقلَّدهُ سَيْفَيْنِ وَرَايَاتٍ وَخِلَعاً وَسِتِّيْنَ أَلْفَ دِيْنَار. وَقَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: كَانَ مُظَفَّر الدِّيْنِ يُنفق فِي السَّنَةِ عَلَى المَوْلِد ثَلاَث مائَة أَلْف دِيْنَار، وَعَلَى الخَانْقَاه مائَتَيْ أَلفِ دِيْنَار، وَعَلَى دَار الْمضيف مائَة أَلْف. وعد من هذا الخسف أشياء. وَقَالَ: قَالَ مَنْ حضَر المَوْلِد مرَّة: عددت عَلَى سِمَاطه مائَة فَرَس قشلمِيش، وَخَمْسَة آلاَف رأس مشوي، وَعَشْرَة آلاَف دَجَاجَة، وَمائَة أَلْف زُبديَة، وَثَلاَثِيْنَ أَلْفَ صحْن حلوَاء. قُلْتُ: مَا أَعْتَقِد وُقُوع هَذَا، فَعُشر ذَلِكَ كَثِيْر جِدّاً. وَقَدْ حَدَّثَ عن حنيل المُكَبِّر. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: مَاتَ لَيْلَةَ الجُمُعَة، رَابِعَ عَشَرَ رَمَضَان، سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَعُمِلَ فِي تَابوت، وَحُمِلَ مَعَ الحُجَّاج إِلَى مَكَّةَ، فَاتَّفَقَ أَنَّ الوَفْد رَجَعُوا تِلْكَ السّنَة لِعدم المَاء، فَدُفِنَ بِالكُوْفَةِ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، وَعَاشَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَعَاشَ أَبُوْهُ فَوْقَ المائَةِ، وَعَمِي وَأَصَمّ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الدَّوْلَة الأَتَابَكيَة، مَا انْهَزَم قَطُّ. وَمَدَحَهُ الحَيْصَ بَيْصَ، فَقَالَ: مَا أَعْرفُ مَا تَقُوْلُ، وَلَكِنِّي أَدْرِي أَنَّك تُرِيْدُ شَيْئاً! وَأَمَرَ لَهُ بِخِلْعَةٍ وَفَرَسٍ وخمس مائة دينار.

صاحب الغرب

5649- صاحب الغرب: السُّلْطَانُ أَبُو عَبْدِ اللهِ المَلِكُ النَّاصِرُ مُحَمَّدُ ابن السلطان يعقوب ابن السُّلْطَانِ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ عَلِيٍّ القَيْسِيُّ. وَأُمُّه، رُومِيَّة اسْمهَا زهر. تَمَلَّكَ البِلاَد بِعَهْدٍ مِنْ أَبِيْهِ مُتَقَدِّم. وَكَانَ أَشقر، أَشهل، أَسِيْل الخدّ، مليح الشّكل، كَثِيْر الصَّمْت وَالإِطْرَاق، شُجَاعاً، مَهِيْباً، بعيد الغَوْر، حليماً، عَفِيْفاً عَنِ الدِّمَاء، وَفِي لِسَانه لثغَة، وَكَانَ يُبَخَّل، وَلَهُ عِدَّةُ أَوْلاَد. اسْتَوْزَر أَبَا زَيْد بن يُوجَّان، ثُمَّ عَزَلَهُ وَاسْتَوْزَرَ الأَمِيْر إِبْرَاهِيْم أَخَاهُ، وَكَتَبَ سرَّه ابْنُ عَيَّاشٍ، وَابْن يَخْلَفتنَ الفَازَازِي، وَوَلِيَ قَضَاءهُ غَيْر وَاحِد. حَارَبَه ابْن غَانِيَة، وَاسْتَوْلَى عَلَى فَاس. وَخَرَجَ عَلَيْهِ بِالسُّوس الأَقْصَى يَحْيَى بن الجَزَّارَة، وَاسْتفحل أَمره، وَهَزَمَ الموحِّدين، مَرَّات، وَكَادَ أَنْ يَملك المَغْرِب، ثُمَّ قتل. وَيُلَقَّبُ بِأَبِي قصبَة. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتّ مائَةٍ: سَارَ السُّلْطَان وَحَاصَرَ المَهْدِيَّة أَشْهُراً، وَأَخَذَهَا بِالأَمَان مِنْ نُوَّاب ابْن غَانِيَة، وَانْحَازَ إِلَى السُّلْطَانِ أَخُو ابْن غَانِيَة سِيْر، فَاحْتَرَمه. قَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيٍّ فِي تَارِيْخِهِ: بَلَغَنِي أَن جُمْلَةَ مَا أَنفقه أَبُو عَبْدِ اللهِ فِي هَذِهِ السَّفرَة مائَة وَعِشْرُوْنَ حِمْلاً مِنَ الذَّهب، وَردّ إِلَى مَرَّاكُش سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَفرغت هُدنَة الفِرَنْج، فَعبر السُّلْطَان بِجُيوشه إِلَى إِشْبِيْلِيَة. ثُمَّ تَحَرَّك فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّ مائة لجهاد العدو، فنازل حصنًا لهم، فَأَخَذَهُ، فَسَارَ الفُنْشُ، فِي أَقَاصي المَمَالِك يَسْتَنفر عُبَّاد الصَّلِيب، فَاجتمعت لَهُ جُيُوش مَا سُمِعَ بِمِثْلِهَا، وَنجدته فِرَنْج الشَّام، وَعَسَاكِر قُسْطَنْطِيْنِيَّة، وَملك أَرغُن البَرْشَلُوْنِيّ، وَاسْتنفر السُّلْطَان أَيْضاً النَّاس، وَالتَقَى الجَمْعَان، وَتعرف بوقعَة العِقَاب، فَتحمَّل الفُنْشُ حَملَةً شَدِيْدَة، فَهَزم المُسْلِمِيْنَ، وَاسْتُشْهِدَ خلق كَثِيْر. وَكَانَ أَكْبَر أَسبَاب الكسرَة غَضَب الجُنْد مِنْ تَأَخُّرِ عَطَائِهِم، وَثبت السُّلْطَان ثبَاتاً كُلِّياً، لولاَهُ لاَستُؤصل جَيْشُه، وَكَانَتِ المَلْحَمَة فِي صَفَرٍ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَرجع العَدُوّ بغَنَائِم لاَ تُوصَفُ، وَأَخَذُوا بيَّاسَة عَنْوَةً، فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ. مرض السُّلْطَان أَيَّاماً بِالسكتَة، وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ عَشْرٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَكَانَتْ أَيَّامه خَمْسَةَ عَشَرَ عَاماً، وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنه المُسْتَنْصِر يُوْسُف عَشْرَة أَعْوَام. وَيُقَالُ: تَنَكَّر مُحَمَّد ليلاً، فوقع بع العَسَسُ، فَانْتظمُوْهُ، بِرمَاحهِم، وَهُوَ يَصيح: أَنَا الخَلِيْفَة، أنا الخليفة.

ابنه، عبد الواحد

ابنه، عبد الواحد: 5650- ابنه: السُّلْطَانُ المُسْتَنْصِرُ بِاللهِ أَبُو يَعْقُوْبَ يُوْسُفُ بنُ محمد بن يعقوب المؤمني. تَمَلَّكَ المَغْرِبَ سَنَةَ عَشْرٍ، وَكَانَ بَدِيْعَ الحُسْنِ، بليغ المنطق، عارفًا فِي وَادِي اللَّهْو وَالبطَالَة. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ، فَملَّكوهُ وَلَهُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً فَضيَّعُوا أَمر الأُمَّة، وَأُمّه أُمّ وَلَدٍ، اسْمهَا قَمَر الرُّوْمِيَّة، وَكَانَ يُشَبَّه بِجدِّه. قَامَ بِبَيعته عِيْسَى بن عَبْدِ المُؤْمِنِ، فَهُوَ عَمّ جدّه، وَآخِرُ مَنْ تَبقَّى مِنْ أَوْلاَدِ السُّلْطَانِ عَبْدِ المُؤْمِنِ، وَقَدْ حَيّ إِلَى حُدُوْدِ العِشْرِيْنَ، فَقَامَ يَوْم البَيْعَة كَاتِبُ سِرِّهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَ يَقُوْلُ لِلأَعيَانِ: تُبَايعُوْنَ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ ابن أمير المؤمنين على ما بايع الصَّحَابَةُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ السَّمْعِ وَالطَّاعَة فِي اليُسْرِ وَالعُسْرِ. وَخَرَجَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَلد العَاضد بِاللهِ العُبَيْدِيّ المِصْرِيّ الَّذِي هَرَبَ مِنْ بَنِي أَيُّوْبَ إِلَى المَغْرِب، فَقَامَتْ مَعَهُ صِنْهَاجَةُ، وَعَظُم البَلاَء بِهِ، وَكثرت جُمُوْعه، وَكَانَ ذَا سَمْت وَصَمْت وَتَعَبُّد، فَقصَد سِجِلْمَاسَةَ، فَالتقَاهُ مُتَوَلِّيهَا حَفِيْد عَبْد المُؤْمِنِ، فانتصر ابن العاضد، ولم يزل ينتقل وَتَكثر جُمُوْعه، وَلاَ يَتُمّ لَهُ أَمر لِغُربَة بَلَدِهِ، وَعدم عَشِيرَته، وَلأَنَّ لِسَانَهُ غَيْر لِسَان البَرْبَرِ، ثُمَّ أَمسكَهُ مُتَوَلِّي فَاسَ وَصَلَبَه. مَاتَ المُسْتَنْصِر فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، ولم يخلف ولدًا، فملكت الموحدون بعده عن أبيه عبد الواحد. 5651- عَبْدُ الوَاحِدِ 1: ابْنُ السُّلْطَانِ يُوْسُفَ ابْنِ السُّلْطَانِ عَبْدِ المُؤْمِنِ صَاحِب المَغْرِب. كَانَ شَيْخاً عَاقِلاً، لَكنَّه لَمْ يُدَار القُوَّاد، فَقَامُوا عَلَيْهِ، وَخَلَعُوْهُ، وَخَنقُوهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، فَكَانَتْ دَوْلَته تسعة أشهر.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 95".

عبد الله، صاحب المغرب

عبد الله، صاحب المغرب: 5652- عَبْدُ اللهِ: ابْنُ السُّلْطَانِ يَعْقُوْبَ بنِ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ القَيْسِيُّ المُلَقَّب بِالملك العَادل. كَانَ نَائِباً عَلَى الأَنْدَلُس، فَلَمَّا خُنِقَ عَمُّه عَبْد الوَاحِدِ، ثَارت الفِرَنْج بِالأَنْدَلُسِ، فَالتقَاهُم العَادلُ، فَانْهَزَمَ جَيْشُهُ، وَفَرَّ هُوَ إِلَى مَرَّاكُش فِي حَال نَحْسِهِ، فَقَبَضَ الموحدُوْنَ عَلَيْهِ ثُمَّ بَايَعُوا بالسلطنة يحيى ابن السلطان محمد ابن يُوْسُفَ لَمَّا بَقَلَ وَجهُهُ، فَجَاءت الأَخْبَار بِأَنَّ إِدْرِيْس ابْن السُّلْطَان يَعْقُوْب قَدِ ادَّعَى الخِلاَفَة بإشبيلية، فآل الأمير بيَحْيَى إِلَى أَنْ طَمِعت فِيْهِ الأَعرَاب وَحَاصرته بِمَرَّاكُش، وَضجر مِنْهُ أَهْلُهَا، وَأَخْرَجُوهُ فَهَرَبَ المِسْكِيْن إلى جبل درن، ثُمَّ نَهَضَ مَعَهُ طَائِفَة، وَأَقْبَلَ وَتَمَكَّنَ، وَطَرَدَ نُوَّاب إِدْرِيْس، وَقَتَلَ مِنْهُم، وَتَوَثَّب بِالأَنْدَلُسِ ابْن هُوْدٍ الجُذَامِيُّ، وَدَعَا إِلَى بَنِي العَبَّاسِ، فَمَالَ إِلَيْهِ النَّاس، فَهَرَبَ إِدْرِيْس، وَعبر إِلَى مَرَّاكُش، فَالتَقَى هُوَ وَيَحْيَى فَهَزم يَحْيَى، فَفَر يَحْيَى إِلَى الجَبَلِ، وَكَانَتْ وِلاَيَة العَادل فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ. وَفِي دَوْلَته كَانَتِ المَلْحَمَة عِنْد طليطلَة، فَاندكَّ فِيْهَا المُسْلِمُوْنَ، ثُمَّ فِي الآخَرِ خُنِقَ العَادل، وَنُهِبَ قَصْرُهُ بِمَرَّاكُش، وَتَمَلَّكَ يَحْيَى بن مُحَمَّد بنِ يَعْقُوْبَ، فَحَارَبَهُ عَمّه -كَمَا ذكرنا، ثم قتل. 5653- صاحب المغرب 1: السُّلْطَانُ الْملك المَأْمُوْنُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ -كَمَا زَعَمَ- أَبُو العُلَى إِدْرِيْسُ ابْنُ السُّلْطَانِ المَنْصُوْرِ يَعْقُوْبَ بنِ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ عَلِيٍّ القَيْسِيُّ. كَانَ بَطَلاً، شُجَاعاً، مَهِيْباً، دَاهِيَةً، فَقِيْهاً، عَلاَّمَةً، أُصُوْليّاً، نَاظماً، نَاثراً، وَافر الجَلاَلَة، كَانَ بِالأَنْدَلُسِ مَعَ أَخِيْهِ العَادل عَبْد اللهِ، فَلَمَّا ثَارت الفِرَنْج عَلَيْهِ تركَ الأَنْدَلُسَ العَادلُ، وَاسْتخلفَ عَلَى إِشْبِيْلِيَة إِدْرِيْس هَذَا، وَجَرَتْ لَهُ أُمُوْر طَوِيْلَة، ثُمَّ خُطِبَ لَهُ بِالخِلاَفَةِ بِالأَنْدَلُسِ، ثُمَّ عَدَّى وَغلبَ عَلَى مَرَّاكُش وَانتزع المُلك مِنْ يَحْيَى بنِ مُحَمَّد ابْنِ عَمِّهِ، وَالتَقَوا غَيْرَ مَرَّةٍ، ثُمَّ ضَعُف أَمر يَحْيَى، وَاسْتجَار بِقَوْمٍ فِي حصن مِنْ عَمل تِلِمْسَانَ فَقُتِلَ غِيْلَةً، وَتَمَكَّنَ إِدْرِيْس، وَكَانَ جَبَّاراً جَرِيئاً عَلَى الدِّمَاءِ، وأزال ذكر ابن تومرت من الخطبة. مَاتَ فِي الغَزْو، فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فَملَّكُوا بَعْدَهُ ابْنه الرَّشِيْد، فَبقِي عشر سِنِيْنَ. وَلإِدْرِيْس رِسَالَةٌ طَوِيْلَةٌ، أَفصحَ فِيْهَا بِتَكذِيبِ مَهْدِيِّهم وَضَلاَلِه، نَقلَ ذَلِكَ المُؤَيَّد فِي تَارِيْخِهِ.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 135".

ابنه، الحاجري

ابنه، الحاجري: 5654- ابنه 1: السلطان المقلب بالرشيد عبد الواحد بن المَأْمُوْنِ إِدْرِيْسَ المُؤْمِنِيُّ. تَمَلَّكَ، وَتَمَكَّنَ، ثُمَّ أَعَاد الخطبَة بذَكَرَ المَهْدِيّ المَعْصُوْم ابْن تُوْمَرْت، يَسْتَمِيْل بِذَلِكَ قُلُوْب الموحِّدين. وَكَانَتْ أَيَّامه عَشْرَة أَعْوَام. تُوُفِّيَ: غرِيقاً، فِي صهرِيج بُستَان لَهُ بِمَرَّاكُش، وَكتمُوا مَوْته شَهْراً، ثُمَّ ملَّكوا أَخَاهُ السَّعِيْد عَلِيّ بن إِدْرِيْسَ؛ الَّذِي قُتل. غَرِقَ الرَّشِيْد في سنة أربعين وست مائة. 5655- الحاجري 2: سام الدِّيْنِ عِيْسَى بن سَنْجَر بن بَهْرَامَ بن جِبْرِيْل الإِرْبِلِيُّ، الشَّاعِر، المُلَقَّب: بِالحَاجِرِيِّ؛ لإِكثَاره مِنْ ذِكْرِ الحَاجِرِ فِي شِعْرِهِ، وَ"دِيْوَانُه" مَشْهُوْر. كَانَ مِنْ أَوْلاَد الجُنْد، وَنَظْمُهُ فَائِقٌ، أَخَذَ عنه كثيرًا ابن خلكان، وهو القائل: حَيَّا وَسَقَى الحِمَى سَحَابٌ هَامِي ... مَا كَانَ أَلذَّ عَامَهُ مِنْ عَامِ يَا عَلْوَةُ مَا ذَكَرْتُ أَيَّامَكُم ... إِلاَّ وَتَظَلَّمتُ عَلَى الأَيَّامِ وَثَبَ عَلَيْهِ شَخْصٌ بَدَّدَ مَصَارِينهُ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، بِإِرْبِلَ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِيْنَ سَنَةً. وَلَهُ: أَيُّ طَرْفٍ أُحَيْورٍ ... لِلْغَزَالِ الأُسَيْمِرِ أَيُّهَذَا الأُرَيْبِلِي ... هَامَ فِيكَ الحُوَيْجِرَي

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 208". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 518"، والنجوم الزاهرة "6/ 290، 291"، وشذرات الذهب "5/ 156".

الأمير السيد، العبادي

الأمير السيد، العبادي: 5656- الأمير السيد 1: المُسْنِدُ السَّيِّد الأَمِيْر أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَن ابْن الأَمِيْر السَّيِّد عَلِيِّ ابْنِ المُرْتَضَى أَبِي الحُسَيْنِ ابن عَلِيِّ العَلَوِيُّ، الحَسَنِيُّ، البَغْدَادَيُّ. حَدَّثَ عَنِ: الحَافِظِ مُحَمَّدِ بنِ نَاصِرٍ بِكِتَابِ "الذُّرِّيَّة الطَّاهرَةِ" وَمَا مَعَهُ لِلدُّوْلاَبِيِّ. وَكَانَ صَدْراً مُكَرَّماً، وَسَرِيّاً، مُحْتَشِماً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّد بنُ المُبَارَكِ المخرمَي شَيْخ لِلْفرضِي، وَالشَّيْخ عِزّ الدِّيْنِ الفَاروثَيُّ، وَظَهِيْر الدِّيْنِ عَلَي ابْنِ الكَازرونِيِّ المُؤَرِّخ، وَالعِمَاد إِسْمَاعِيْل ابْن الطَّبَّالِ، وَالرَّشِيْد بن أَبِي القَاسِمِ. وَآخر أَصْحَابه بِالإِجَازَةِ: تَقِيّ الدِّيْنِ سُلَيْمَان الحَاكِم. وسماعه من ابن ناصر في الخامسة. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ سِتٌّ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ هِبَة اللهِ بن هِلاَلٍ الدَّقَّاق. وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّة جَعْفَر بن حَسَنِ ابْنِ السَّيِّد الحَسَنِ ابنِ الإِمَامِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ الله عنه. 5657- العبادي 2: شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ العَلاَّمَةُ جَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عبد الملك ابن عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ هَارُوْنَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَحْبُوْبِ بنُ الوَلِيْدِ بنِ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ الأَنْصَارِيُّ، العَبَّادِيّ، المَحْبُوبِيّ، البُخَارِيّ، الحَنَفِيّ. انْتَهَت إِلَيْهِ مَعْرِفَة المَذْهَبِ، وَكَانَ ذَا هَيْبَةٍ وَتعبُّدٍ. تَفقَّه بِالعَلاَّمَة عِمَاد الدِّيْنِ عُمَر بن بَكْرٍ الزَّرَنْجَرِيّ، عَنْ أَبِيْهِ وَابْنِ مَازَة، كِلاَهُمَا عَنْ شَمْس الأَئِمَّة السَّرْخَسِيّ، عَنْ شَمْس الأَئِمَّة الحَلْوَائِيِّ، عَنِ الحُسَيْنِ بنِ الخَضِرِ النَّسَفِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الكُمَارِيّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الأُسْتَاذ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَفْصٍ البُخَارِيّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مُحَمَّد بنِ الحَسَنِ، عَنِ الإِمَامِ أَبِي حَنِيْفَةَ. نَعَمْ، وَتَفَقَّهَ أَيْضاً بِفَخْرِ الدِّيْنِ حَسَنِ بنِ مَنْصُوْرٍ قَاضِي خَان، وَسَمِعَ مِنْهُ ومن أبي المظفر ابن السمعاني. تَفقه بِهِ خلق، وَسَمِعَ مِنْهُ: سَيْف الدِّيْنِ سَعِيْد بن مُطَهَّرٍ البَاخَرْزِيّ، وَشَرَف الدِّيْنِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد العَدَوِيّ، وَجَمَال الدِّيْنِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد الحُسَيْنِيّ، وَالعَلاَّمَة حَافِظ الدِّيْنِ مُحَمَّد بن محمد بن صر البُخَارِيُّ، وَآخَرُوْنَ. تَرْجَمَه لَنَا الفَرَضِيُّ، وَقَالَ: مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ وله أربع وثمانون سنة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 281"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 135". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 137".

القمي، ابن نقطة

القمي، ابن نقطة: 5658- القمي: الوَزِيْر الكَبِيْر مُؤَيَّدُ الدِّيْنِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ الكَاتِب. قَدِمَ بَغْدَادَ وَصَحِبَ ابْنَ القَصَّابِ، ثُمَّ ابْن مَهْدِيٍّ، فَلَمَّا مَاتَ كَاتِبُ السِّرِّ ابْنُ زبَادَة رُتِّبَ القُمِّيّ مَكَانه، فَلَمْ يُغَيِّر زِيَّه؛ القَمِيْصَ وَالشَّربوشَ، عَلَى قَاعِدَة العجم، ثم ناب في الوزَارَة، وَلَمْ يَزَلْ فِي ارْتقَاء حَتَّى إِنَّ النَّاصِر كتب بِخَطِّهِ: القُمِّيّ نَائِبُنَا فِي البِلاَد وَالعبَادِ، فَقُرِئَ ذَلِكَ عَاماً، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ الظَّاهِرُ، رَفَعَهُ، وَحكمه فِي العبَاد. وَكَانَ كَاتِباً، بَلِيْغاً، مُرتَجلاً، سَائِساً، وَقُوْراً، جَبَّاراً، شَدِيد الوَطْأَةِ. نُكِبَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَسُجِنَ هو وابنه فهلكا سنة ثلاثين. 5659- ابن نقطة 1: الإِمَامُ العَالِمُ الحَافِظُ المُتْقِنُ الرَّحَّالُ مُعِيْنُ الدِّيْنِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بن أَبِي بَكْرٍ بنِ شُجَاعِ بنِ أَبِي نَصْرٍ البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. وُلِدَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ أَبُوْهُ مِنَ الزُّهَّادِ، فَعُنِيَ أَبُو بَكْرٍ بِالحَدِيْثِ، وَجَمَعَ، وَأَلَّفَ. سَمِعَ مِنْ يَحْيَى بنِ بَوْشٍ، وَفَاتَهُ ابْنُ كُلَيْبٍ، ثُمَّ طَلَبَ فِي سَنَةِ سِتِّ مائَةٍ وَبعدهَا. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي أَحْمَدَ بنِ سُكَيْنَةَ، وَأَبِي الفَتْحِ المَنْدَائِيِّ، وَابْن طبرزد، وعبد الرزاق الجيلي، وابن

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 660"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1133"، والنجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "6/ 279"، وشذرات الذهب "5/ 133، 134".

الأَخْضَرِ، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ القُبَّيْطِيّ، وَعِدَّة. وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ عفِيفَة الفَارفَانِيَة، وَزَاهِر الثَّقَفِيّ، وَالمُؤَيَّد بن الإِخْوَة، وَأَسَعْد بن رَوْحٍ، وَمَحْمُوْد بن أَحْمَدَ المُضَرِيّ، وَعَائِشَة بِنْت مُعَمَّر، وَعِدَّة. وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ مَنْصُوْر الفُرَاوِيّ، وَالمُؤَيَّد الطُّوْسِيّ، وَزَيْنَب، وَبِحَرَّانَ مِنْ عَبْدِ القَادِرِ الحَافِظ، وَبِدِمَشْقَ مِنَ الكِنْدِيّ وَابْن الحَرَسْتَانِيّ، وَبِحَلَبَ مِنَ الافْتِخَار الهَاشِمِيّ، وَبِمِصْرَ مِنَ الحُسَيْن بنِ أَبِي الفَخْرِ، وَعَبْدِ القوِيّ بن الجَبَّابِ، وَبِالثَّغْرِ مِنْ مُحَمَّد بنِ عِمَاد، وَبدَمَنْهُورَ، وَدُنَيْسَرَ، وَمَكَّة. وَكَانَ ثِقَةً، حَسَنَ القِرَاءةِ، جَيِّدَ الكتابة، متثبتًا فيما يقوله، له سمت ووقار، وفيه روع وَصلاَح وَعِفَّةٌ وَقَنَاعَةٌ. سُئِلَ عَنْهُ الضِّيَاءُ، فَقَالَ: حَافِظ، ديِّن، ثِقَةٌ، ذُو مُروءة وَكَرَم. وَقَالَ البِرْزَالِيُّ: ثِقَةٌ، دَيِّنٌ، مُفِيْدٌ. قُلْتُ: أَخَذَ عَنْهُ السَّيْف أَحْمَد ابْن المَجْدِ، وَالمُنْذِرِيّ، وَعَبْد الكَرِيْمِ ابن مَنْصُوْرٍ الأَثَرِيّ، وَالشَّرَف حُسَيْن الإِرْبِلِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ عُمَرَ الحَاجِب، وَأَخُوْهُ؛ عُثْمَان، وَعِزُّ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَافِظِ، وَابْنه أَبُو مُوْسَى لَيْث، وَالشَّيْخ عِزّ الدِّيْنِ الفَارُوْثِيّ. وَأَجَاز لِجَمَاعَة مِنْ مَشَايِخِنَا، مِنْهُم: فَاطِمَة بِنْت سُلَيْمَان. وَصَنَّفَ كِتَاب "التَّقييد فِي مَعْرِفَة رُوَاة الكُتُب وَالمسَانِيْد". وَأَلَّفَ "مُسْتدركاً" عَلَى "الإِكمَال" لابْنِ مَاكُوْلاَ يَدلّ عَلَى سَعَة مَعْرِفَتِه، قَالَ فِيْهِ فِي المُبَارَكِي: هُوَ سُلَيْمَان بن مُحَمَّد، سَمِعَ أَبَا شِهَابٍ الحَنَّاط، ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ الأَمِيْر: هُوَ سُلَيْمَان بن دَاوُدَ فَأَخْطَأَ، وَأَظُنُّ أَنَّهُ نَقَله مِنْ "تَارِيْخِ الخَطِيْبِ"، فَإِنَّ الخَطِيْب ذَكَرَهُ فِي "تَارِيْخِهِ" عَلَى الوَهْمِ أَيْضاً، لَكِن ذَكَرَهُ عَلَى الصَّوَاب فِي تَرْجَمَةِ أَبِي شِهَابٍ عَبْدِ رَبِّهِ. وَقَالَ الحَاكِمُ فِي "الكُنَى": أَبُو دَاوُدَ المُبَارَكُ سُلَيْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ كَنَّاهُ وَسَمَّاهُ لَنَا عَبْد اللهِ بن مُحَمَّد الإِسْفَرَايِيْنِيّ، سَمِعَ أَبَا شِهَابٍ، ثُمَّ قَالَ ابْنُ نُقْطَة: حَدَّثَ عَنِ المُبَارَك جَمَاعَةٌ فَسَمّوا أَبَاهُ مُحَمَّداً مِنْهُم خَلَفُ البَزَّار -وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَمُوْسَى بن هَارُوْنَ، وَعَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ، وَالمَعْمَرِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ موسى، وأبو يعلى، وأحمد الصوفي. ثم قال: وقد أوردنا لكلك رَجُل مِنْهُم حَدِيْثاً فِي كِتَابِنا الْمَوْسُوم بِـ "الْمُلْتَقط مِمَّا فِي كتب الخَطِيْبِ وَغَيْرِهِ مِنَ الوَهْمِ وَالغلط". قُلْتُ: سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ نُقْطَة، فَقَالَ: هِيَ جَارِيَة عُرفنَا بِهَا، رَبَّت شُجَاعاً جَدَّنَا. تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ فِي الثَّانِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ صَفَرٍ، سَنَة تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائة، كهلًا.

الإوقي

5660- الإوقي 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الزَّاهِدُ العَابِدُ القُدْوَةُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ بنِ بَدَلٍ العَجَمِيُّ، الإِوَقِيُّ. أَكْثَر عَنِ: الحَافِظ السِّلَفِيّ، وَعَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَسْكَرٍ، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ الرَّحْبِيّ، وَمُشَرَّف بن المُؤَيَّدِ الهَمَذَانِيّ، وَالمُفَضَّل بن عَلِيٍّ المَقْدِسِيّ، وَأَقَامَ بِبَيْتِ المَقْدِس أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ صَاحِبَ مُجَاهِدَة وَأَحْوَال وَتَأَلُّه وَانقطَاع. رَوَى عَنْهُ: الضِّيَاء، وَالبِرْزَالِيّ، وَالكَمَال ابْن الدُّخميسِيّ، وَالكَمَال العَدِيْمِيّ، وَابْنُه أَبُو المَجْدِ، وَقَاضِي نَابُلُس مُحَمَّد بن محمد بن صاعد، وَرَضِيّ الدِّيْنِ أَبُو بَكْرٍ القُسَنْطِيْنِيّ، وَأَبُو المَعَالِي الأبرقوهي. والإوقي -بِكَسرِ الهمزَةِ: مِنْ أَهْلِ إِوَه بُليدَة مِنْ أَعْمَالِ العَجَم بِقُرْبِ مَرَاغَةَ، وَأُدْخِلَتِ القَاف فِي النَّسَبِ بَدلاً مِنَ الهَاء. قَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: سَأَلتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ البِرْزَالِيّ عَنْهُ، فَقَالَ: هُوَ زَاهِد أَهْل زَمَانِهِ، كَثِيْر التِّلاَوَة وَالعِبَادَة وَالاجْتِهَاد، مُعرِض عَنِ الدُّنْيَا، صَلِيب فِي دِيْنِهِ. قُلْتُ: كَانَ لَهُ أُصُوْل يُحَدِّث مِنْهَا، وَلَهُ فَهْم وَمَعْرِفَة يَسِيْرَة. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَاكِمُ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بنُ مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَاضِي إِمْلاَءً سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ العَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بنُ عُبَيْدٍ الكُوْفِيّ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً" 2. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وست مائة، وله ست وثمانون سنة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 135". 2 صحيح: أخرجه البزار "2101" و"2102" كشف الأستار، والطبراني في "الأوسط" "1475" و"2481"، وأبو نعيم في "الحلية" "7/ 269"، من حديث عائشة، به. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" "8/ 123"، وقال في إثره: "رواه البزار، والطبراني في "الأوسط" بأسانيد، وأحد أسانيد البزار رجاله رجال الصحيح غير علي بن حرب الموصلي، وهو ثقة". وورد عن ابن عباس: أخرجه ابن أبي شيبة "8/ 691، 692"، وأحمد "1/ 269 و272 و303 و309 و313 و327 و332"، وَأَبُو داود "5011"، والترمذي "2845"، وابن ماجه "3756".=

ابن باقا

5661- ابن باقا 1: الشَّيْخُ الأَمِيْن المُرْتَضَى المُسْنِدُ صَفِيّ الدِّيْنِ أَبُو بكر عبد العزيز بن أَبِي الفَتْحِ أَحْمَد بن عُمَرَ بنِ سَالِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَاقَا البَغْدَادِيّ السِّيْبِيُّ الأَصْل الحنبلي التاجر نَزِيْلُ مِصْر. وُلِدَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيّ عِدَّة كُتبٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ النَّقُّوْرِ، وعلي ابن عَسَاكِرَ البَطَائِحِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ أَبِي سَعْدٍ، وَيَحْيَى بنِ ثَابِتٍ، وَعَبْدِ الحَقِّ اليُوْسُفِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَشَهِدَ عِنْد القُضَاة، وَكَانَ تَالياً لِكِتَابِ اللهِ، صَدُوْقاً، جَلِيْلاً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نُقْطَة، وَالمُنْذِرِيّ وَالرَّشِيْد عمر الفارقي، وَدَاوُد بن عَبْدِ القوِيّ، وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ المَيْدُوْمِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ المُنْعِمِ الخِيَمِيّ، وَأَخُوْهُ؛ إِسْمَاعِيْل، وَالخَطِيْب عَلِيّ بن نَصْرٍ اللهِ الصَّوَّاف، ومحمد ابن عبد المنعم بن شهاب المؤدي وَأَخُوْهُ عِيْسَى، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ القوِيّ بنِ عَزُّوْنَ، وَمُحَمَّد بن صَالِحٍ الجُهَنِيّ، وَغَازِي المَشْطُوْبِيّ، وَأَحْمَد ابْنُ الأَغْلاَقِيِّ، وَإِسْحَاق بن دِرْبَاسٍ، وَوَهْبَان بن عَلِيٍّ المُؤَذِّن، وَجِبْرِيْل بن الخَطَّابِ، وَجَعْفَر بن مُحَمَّد الإِدْرِيْسِيّ، وَالبَهَاء عَلِيّ بنِ القَيِّمِ، وَأَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بالإجازة: القاضي تقي الدين سليمان. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَتَبتُ بِخَطِّي عَنْهُ "سُنَنَ ابْنِ مَاجَه"، وَكَانَ صَدُوْقاً جَلِيْلاً، قرَأَ فِي الفقه على أبي الفتح بن المَنِّيِّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فُجَاءةً فِي تَاسِعَ عَشَرَ رمضان، سنة ثلاثين وست مائة.

_ =وأبو يعلى "2332" و"2581"، والطبراني "11758-11763"، والطحاوي "4/ 299"، وأبو الشيخ في "الأمثال" "6" و"7"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" "1/ 355"، والبيهقي "10/ 237"، من طرق عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. قلت: سماك في روايته عن عكرمة اضطراب، وورد عن أبي بن كعب: عند ابن أبي شيبة "8/ 691"، وأحمد "5/ 125"، وابنه في "زوائد المسند" "5/ 126"، والشافعي "2/ 188"، وعبد الرزاق "20499"، والطيالسي "556" و"557" والبخاري "6145"، وفي "الأدب المفرد" "858" و"864"، وأبو داود "5010"، وابن ماجه "3755"، والدارمي "2/ 296، 297"، والبيهقي "10/ 237". وورد عن أبي هريرة: عند أبي نعيم في "الحلية" "8/ 309". وورد عن أبي بكرة: عند الطبراني في "الكبير"، وفي "الأوسط" وفيه النضر بن طاهر، وهو كذاب. وورد عن عمرو بن عوف: عند الطبراني في "الكبير"، وفي "الأوسط"، وفيه كثير بن عبد الله بن عوف، وقد ضعفه الجمهور، وحسن الترمذي حديثه، وبقية رجاله ثقات. 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1456"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 135، 136".

ابن الجوزي

5662- ابن الجوزي 1: الشَّيْخُ الفَاضِلُ المُسْنِدُ بَدْرُ الدِّيْنِ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ ابْنُ الشَّيْخِ الإِمَامِ أَبِي الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ ابْنِ الجَوْزِيِّ البَكْرِيُّ، البَغْدَادِيُّ، النَّاسخُ. وُلِدَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ من: أبي الفتح ابن البطي، ويحيى بن ثَابِتٍ، وَأَبِي زُرْعَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ المُقَرَّبِ، وَالوَزِيْرِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، وَشُهْدَةَ. وَعَمِلَ الوعظَ وَقتاً، ثُمَّ تَركَ. وَكَانَ كَثِيْرَ النَّوَادرِ، حُلوَ الدُّعَابَةِ، لَزِمَ البَطَالَةَ وَالنَّذَالَةَ مُدَّةً، ثُمَّ لَزِمَ النَّسْخَ وَلَيْسَ خَطُّهُ جَيِّداً، وَكَانَ مُتَعَفِّفاً يَخدُمُ نَفْسَهُ، وَيَنَالُ مِنْ أَبِيْهِ، وَرُبَّمَا غلَّ مِنْ كُتُبِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: السَّيْفُ، وَالعِزُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الحَافِظُ، وَالتَّقِيُّ ابن الوَاسِطِيِّ، وَالكَمَالُ عَلِيُّ بنُ وَضَّاحٍ، وَأَبُو الفَرَجِ ابْنُ الزَّيْنِ، وَأَبُو العَبَّاسِ الفَارُوْثِيُّ، وَشَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ هُبَيْرَةَ نَزِيْلُ بِلْبِيْسَ، وَبِالإِجَازَةِ أَبُو نَصْرٍ ابْنُ الشِّيْرَازِيِّ، وَالقَاضِي الحَنْبَلِيُّ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: هُوَ صَحِيْحُ السَّمَاعِ، ثِقَةٌ، كَثِيْرُ المَحْفُوْظِ، حَسَنُ الإِيرَادِ، سَمِعَ "صَحِيْحَ الإِسْمَاعِيْلِيِّ" مِنْ يَحْيَى بنِ ثَابِتٍ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: وَعظَ فِي صِبَاهُ، وَكَانَ كَثِيْرَ المَيْلِ إِلَى اللَّهْوِ وَالخَلاَعَةِ، فَتركَ الوعظَ وَاشْتَغَلَ بِمَا لاَ يَجوزُ، وَصَاحَبَ المُفسدِينَ. سَمِعْتُ أَبَاهُ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأَدْعُو عَلَيْهِ كُلَّ لَيْلَةٍ وَقتَ السَّحَرِ. وَلَمْ يَزَلْ عَلَى طَرِيقتِهِ إِلَى آخرِ عُمُرِهِ، وَكَانَ لاَ يقبلُ صِلَةً، وَيَكْتُبُ فِي اليَوْمِ عَشْرَةَ كَرَارِيْسَ، وَهُوَ قَلِيْلُ المَعْرِفَةِ. قُلْتُ: مَاتَ فِي سَلْخِ رَمَضَانَ، سنة ثلاثين وست مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1456"، وشذرات الذهب "5/ 137".

ابن الأثير

5663- ابن الأثير 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ الأَدِيْبُ النَّسَّابَةُ عِزُّ الدِّيْنِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الجَزَرِيُّ الشَّيْبَانِيُّ، ابْنُ الشَّيْخِ الأَثِيْرِ أَبِي الكَرَمِ، مُصَنِّفِ التَّارِيْخِ الكَبِيْرِ المُلَقَّبِ بِـ "الكَامِلِ"، وَمُصَنِّفِ كِتَابِ "مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ". مَوْلِدُهُ بِجَزِيْرَةِ ابْنِ عُمَرَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ، وَنَشَأَ هُوَ بِهَا وَأَخَوَاهُ العَلاَّمَةُ مَجْدُ الدِّيْنِ وَالوَزِيْرُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ بِهِم أَبُوْهُم إِلَى المَوْصِلِ، فَسَمِعُوا بِهَا، وَاشْتَغَلُوا، وَبَرَعُوا، وَسَادُوا. سَمِعَ مِنَ: الخَطِيْبِ أَبِي الفَضْلِ الطُّوْسِيِّ، وَيَحْيَى بنِ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيِّ، وَمُسْلِمِ بنِ عَلِيٍّ السِّيْحِيِّ، وَبِبَغْدَادَ، لَمَّا قدِمَهَا رَسُوْلاً، مِنْ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ كُلَيْبٍ، وَيَعِيْشَ بنِ صَدَقَةَ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ بنِ سُكَيْنَةَ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ صَصْرَى، وَزَينِ الأُمَنَاءِ. وَكَانَ إِمَاماً، عَلاَّمَةً، أَخْبَارِيّاً، أَديباً، مُتَفَنِّناً، رَئِيْساً، مُحْتَشِماً، كَانَ مَنْزِلُهُ مَأْوَى طَلَبَةِ العِلْمِ، وَلَقَدْ أَقْبَلَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ عَلَى الحَدِيْثِ إِقبالاً تَامّاً، وَسَمِعَ العَالِي وَالنَّازلَ. وَمِنْ تَصَانِيْفِهِ: "تَارِيخُ المَوْصِلِ" وَلَمْ يُتِمَّهُ، وَاختَصَرَ "الأَنسَابَ" لِلسمِعَانِيِّ، وَهَذَّبَهُ. وقدم الشام رسولاً، فحدث بدمشق وبحلب. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ بَيْتُهُ بِالمَوْصِلِ مَجْمَعَ الفُضَلاَءِ، اجْتَمَعْتُ بِهِ بِحَلَبَ، فَوَجَدتُهُ مُكَمَّلاً فِي الفَضَائِلِ وَالتَّوَاضُعِ وَكرَمِ الأَخْلاَقِ، فَتردَّدْتُ إِلَيْهِ، وَكَانَ الخَادِمُ أَتَابَك طُغْرِل قَدْ أَكرمَهُ وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِحَلَبَ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَالقُوْصِيُّ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ العَدِيْمِ، وَأَبُوْهُ فِي "تَارِيخِ حَلَبَ"، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ: أَبُو الفَضْلِ بنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو سَعِيْدٍ القضَائِيُّ. وَكَانَ يَكتبُ اسْمَهُ كَثِيْراً: "عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ"، وَكَذَا ذَكَرَهُ المُنْذِرِيُّ، وَالقُوْصِيُّ، وَابْنُ الحَاجِبِ، وَشيخُنَا ابْنُ الظَّاهِرِيِّ فِي تَخرِيجِهِ لابْنِ العَدِيْمِ، وَإِنَّمَا هُوَ بِلاَ رَيْبٍ: "عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ" كَمَا هُوَ فِي نسبِ أَخَوَيْهِ وَابْنِ أَخِيْهِ شَرَفِ الدِّيْنِ، وَكَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ خَلِّكَانَ، وَابْنُ السَّاعِي، وَشَمْسُ الدِّيْنِ يُوْسُفُ بن الجوزي.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 460"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1124"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 281، 282"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 137".

فَأَمَّا الجَزِيْرَةُ المَذْكُوْرَةُ فَهِيَ مدينَةٌ بَنَاهَا ابْنُ عُمَرَ، وَهُوَ الأَمِيْرُ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عُمَرَ البَرْقَعِيدِيُّ، قَالَهُ ابْنُ خَلِّكَانَ، وَقَالَ أَيْضاً: رَأَيْتُ فِي "تَارِيخِ ابْنِ المُسْتوفِي" فِي تَرْجَمَةِ أَبِي السعادات المبارك بن الأَثِيْرِ -يَعْنِي: مَجْدَ الدِّيْنِ- أَنَّهُ مِنْ جَزِيْرَةِ أَوسٍ وَكَامِلٍ ابْنَيْ عُمَرَ بنِ أَوْسٍ التَّغْلِبِيِّ. وَقِيْلَ: بَلْ هِيَ مَنْسُوْبَةٌ إِلَى أَمِيْرِ العِرَاقِ يُوْسُفَ بنِ عُمَرَ الثَّقَفِيِّ، فَاللهُ أَعْلَمُ. قَالَ القَاضِي سَعْدُ الدِّيْنِ الحَارِثِيُّ: تُوُفِّيَ عِزُّ الدِّيْنِ في الخامس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَعْبَانَ، سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ ابنُ الجَوْهَرِيِّ: مَاتَ فِي رَمَضَانَ مِنَ السَّنَةِ. وَقَالَ المُنْذِرِيُّ وَابْنُ خَلِّكَانَ، وَأَبُو المُظَفَّرِ سِبْطُ الجَوْزِيِّ، وَابْنُ السَّاعِي، وَابْنُ الظَّاهِرِيِّ: مَاتَ فِي شَعْبَانَ، لَمْ يُعَيِّنُوا اليَوْمَ، وَقَدْ عَيَّنَهُ الحَارِثِيُّ. وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَا خطَّهُ تَصْحِيْحاً عَلَى طَبَقَةِ سَمَاعٍ تَارِيخُهَا فِي نِصْفِ شَعْبَانَ مِنَ السَّنَةِ. وَفِيْهَا مَاتَ: بَهَاءُ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي اليُسْرِ شَاكِرٍِ التَّنُوْخِيُّ الفَقِيْهُ الكَاتِبُ، وَالحَسَنُ ابْنُ الأَمِيْرِ السَّيِّدِ عَلِيِّ بنِ المُرْتَضَى العَلَوِيُّ، وَالمُحَدِّثُ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَاجِبِ الأَمِينِيُّ، وَصَاحِبُ إِرْبِلَ مُظَفَّرُ الدِّيْنِ، وَالكَاتِبُ الشَّاعِرُ شَرَفُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرِ اللهِ بنِ عُنَيْنٍ، وَالفَقِيْهُ المُعَافَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي السِّنَانِ المَوْصِلِيُّ، وَالظَّهِيْرُ يَحْيَى بنُ جَعْفَرٍ ابْن الدَّامَغَانِيِّ، وَيُوْنُسُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مسافر القطان.

ابن باتكين

5664- ابن باتكين 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ المُسْنِدُ أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ بَاتكينَ الجَوْهَرِيُّ، البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: هِبَة اللهِ بنِ هِلاَلٍ، وَأَبِي المَعَالِي عُمَرَ بنِ علي الصيرفي، وَأَبِي الفَتْحِ ابنِ البَطِّيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ المُقَرَّبِ، وَعِدَّةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ الجَوْهَرِيِّ، وَعُمَرُ بنُ الحَاجِبِ، وَعِزُّ الدِّيْنِ الفَارُوْثِيُّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَجَمَاعَةٌ. وَأَجَازَ لِلْفَخْرِ ابْنِ عَسَاكِرَ، وَالقَاضِي الحَنْبَلِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ ابْنِ الشِّيْرَازِيِّ، وَغَيْرِهِم. وَمِنْ مَسْمُوْعه "المَغَازِي" لِمُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، وَ"المَغَازِي" لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: سَمِعْتُ مِنْهُ، وَسَمَاعُه صَحِيْحٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ ثِقَةٌ، صَالِحٌ. مَاتَ فِي الرَّابِعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي القعدة، سنة إحدى وثلاثين وست مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 286"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 144".

ابن الزبيدي

5665- ابن الزبيدي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ الكَبِيْرُ مُسْنِدُ الشَّام سِرَاجُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ ابنُ أَبِي بَكْرٍ المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مسلم الربعي، الزَّبِيْدِيُّ الأَصْلِ البَغْدَادِيّ، البَابْصرِيّ الحَنْبَلِيّ مُدَرِّس مَدْرَسَة الوَزِيْر عَوْن الدِّيْنِ ابْن هُبَيْرَةَ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ -أَوْ سَنَةَ سِتٍّ- وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: جَدِّهِ، وَأَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ، وَأَبِي الفُتُوْحِ الطَّائِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيِّ، وَجَعْفَرِ بنِ زَيْدٍ الحَمَوِيِّ، وَأَبِي حَامِدٍ الغَرْنَاطِيِّ. وَأَجَاز لَهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ الخَرَّازُ. وَرَوَى بِبَغْدَادَ، وَدِمَشْق، وَحَلَبَ. وَكَانَ إِمَاماً، دَيِّناً، خَيِّراً، مُتَوَاضِعاً، صَادِقاً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْن الدُّبَيْثِيِّ، وَالضِّيَاء، وَالبِرْزَالِيّ، وَسَالِم بن ركَاب، وَنَصْر بن عُبَيْدٍ، وَابْن أَبِي عُمَرَ، وَالشِّهَاب ابْن الخرزِيّ، وَالشَّيْخ إِبْرَاهِيْم الأُرْمَوِيّ، وَالمَلِكُ الحَافِظُ مُحَمَّدٌ الأَيُّوْبِيُّ، وَالشَّيْخ تاج الدين عبد الرحمن، وَالخَطِيْبانِ: مُحْيِي الدِّيْنِ ابْنُ الحَرَسْتَانِيِّ وَابْنُ عَبْدِ الكَافِي، وَالمَجْدُ بنُ المهتَار، وَالفَخْر الكَرَجِيُّ، وَبَدْرٌ الأَتَابَكيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنِيُّ، وَالكَمَال بن قوَام، وَالعزُّ ابْن الفَرَّاءِ، وَالعِمَاد ابْن السّقَارِيّ، وَالشَّرَف ابْن عَسَاكِرَ، وَالعِمَاد بن سَعْدٍ، وَعَلِيّ وَعُمَر وَأَبُو بَكْرٍ؛ بَنُو ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالشَّمْسُ بنُ حَازِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي الذِّكْرِ، وَمُحَمَّد بنُ قَايْمَازَ، وَمُحَمَّدُ بنُ الطُّبَيْلِ، وَعِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، وَعَلِيّ بن مُحَمَّد الثَّعْلَبِيّ، وَالشِّهَاب بنُ مُشَرِّفٍ، وَرَشِيْدُ الدِّيْنِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ المُعَلِّمِ، وَالشِّهَابُ أَحْمَدُ بنُ الشِّحْنَةِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ الإِسْعَرْدِيِّ، وفاطمة بنت جوهر، وهدية بنت عَسْكَرٍ، وَسِتُّ الوُزَرَاءِ بِنْتُ المُنَجَّى، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 286"، وشذرات الذهب "5/ 144".

قَرَأْتُ بِخَطِّ ابْنِ المَجْدِ، قَالَ: بَقِيَ فِي نَفْسِي عِنْد سَفَرِي مِنْ بَغْدَادَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ أنني قادم بِلاَ شَيْخٍ يَرْوِي "صَحِيْح البُخَارِيِّ" ... ، ثُمَّ إِنَّهُ ذَكَرَ قِصَّةَ ابْنِ رُوْزْبَةَ، وَأَنَّهُ سَفَّرَهُ سَنَة 626، وَأَعْطَوْهُ خَمْسِيْنَ دِيْنَاراً مِنْ عِنْد الْملك الصَّالِح، فَلَمَّا وَصلَ إِلَى رَأْسِ عَيْنٍ أَرغبُوهُ فَقعدَ وَحدَّثَهُم بِـ "الصَّحِيْحِ"، ثُمَّ أَرغبوهُ فِي حَرَّانَ، فَرَوَاهُ لَهُم، ثُمَّ بِحَلَبَ كَذَلِكَ، وَخوَّفُوهُ مِنْ حِصَار دِمَشْق، فَرَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ، قَالَ: فَأَتَيْتُه وَقَدْ ذَاق الكَسْبَ فَاشتَطَّ وَاشترطَ أُمُوْراً، فَكَلَّمْنَا ابْنَ القَطِيْعِيِّ فَاشترطَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَمضيتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ ابْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَأَنَا لاَ أَطمعُ بِهِ، فَقَالَ: نَستخيرُ اللهَ، ثُمَّ قَالَ: لاَ تُعْلِمْ أَحَداً، وَحَرَّضَهُ عَلَى التَّوَجُّهِ ابْنُهُ عُمَرُ، وَكَانَ عَلَى الشَّيْخ دَينٌ نَحْوُ سَبْعِيْنَ دِيْنَاراً، فَرَافقنَاهُ فَكَانَ خَفِيفَ المَؤُوْنَةِ كَثِيْرَ الاحْتِمَال، حَسَن الصُّحْبَةِ، كَثِيْرَ الذِّكْرِ، فَنِعْمَ الصَّاحِبُ كَانَ. قُلْتُ: فَرِحَ الأَشْرَفُ صَاحِبُ دِمَشْقَ بِقُدُوْمِهِ، وَأَخَذَه إِلَى عِنْدِهِ فِي أَثْنَاء رَمَضَانَ مِنَ العَامِ، وَسَمِعَ مِنْهُ "الصَّحِيْح" فِي أَيَّامِ مَعْدُوْدَةٍ، وَأَنْزَله إِلَى دَار الحَدِيْث، وَقَدْ فُتحت مِنْ نَحْو شَهْر، فَحشدَ النَّاس وَازْدَحَمُوا، وَسَمِعُوا الكِتَاب، ثُمَّ أَخَذَه أَهْل الْجَبَل، وَسَمِعُوا مِنْهُ الكِتَاب وَ"مُسْنَد الشَّافِعِيِّ"، وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ، وَرَدَّ إِلَى بَلَده، فَقَدِمَ مُتَعَلِّلاً، وَتُوُفِّيَ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ فِي الثَّالِثِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ صَفَرٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وست مائة.

العلبي

5666- العلبي 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الكَبِيْرُ أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بن علي بن حسان بن علي بن حُسَيْنٍ البَغْدَادِيُّ السَّقْلاَطُوْنِيُّ، الحَرِيْمِيُّ، ابْن العُلْبِيِّ الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَأَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ، وَأَبِي المَعَالِي ابْنِ اللَّحَّاسِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْن النَّجَّارِ، وَابْنُ المَجْدِ، وَأَبُو المُظَفَّرِ ابْنُ النَّابُلُسِيِّ، وَالمَجْدُ عَبْدُ العَزِيْزِ الخَلِيْلِيّ، وَالتَّقِيّ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَالشَّمْسُ ابْنُ الزَّيْنِ، وَالعِمَادُ إِسْمَاعِيْل ابْن الطَّبَّالِ، وَالشِّهَابُ الأَبَرْقُوْهِيّ، وَطَائِفَةٌ. وَبِالإِجَازَةِ: الفَخْر ابْن عَسَاكِرَ، وَالقَاضِي تَقِيّ الدِّيْنِ الحَنْبَلِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ ابْن الشِّيْرَازِيِّ. وَكَانَ مِنْ صُوْفِيَّةِ رِبَاطِ الشَّيْخِ أَبِي النَّجِيْبِ، وَكَانَ سَاكِتاً، لاَ يَكَاد يَتَكَلَّم إلَّا جَوَاباً. قَرَأْتُ بِخَطِّ ابْنِ المَجْدِ، قَالَ: رَأَيْتُ اسْمَهُ قَدْ أُلْحِقَ فِي طَبَقَةِ "مُسْنَدِ عَبْدٍ"، وَقَدْ كَانَ في الآخر يطب عَلَى السَّمَاع أَجراً، وَيُصرِّح بِهِ، فَسَمِعَ عَلَيْهِ جَمَاعَة كِتَابَ "الدَّارِمِيّ"، وَكِتَاب "ذَمِّ الكَلاَمِ"، وَعِنْد إِنْهَائِهِ، قَالُوا: قَدْ بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ إِلَى غَدٍ وَنُعْطِيَكَ، ثُمَّ لَمْ يَعُوْدُوا إِلَيْهِ! فَكَانَ يَشتمهُم، وَيَنَال مِنْهُم. قُلْتُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائة. ومن مسموعاته "المائَةُ الشُّرَيْحِيَّةُ" وَالثَّانِي مِنْ حَدِيْثِ مَجَّاعَة، سَمِعَهُ من ابن اللحاس.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 286"، وشذرات الذهب "5/ 144".

همام، وابنه، وحفيده

همام، وابنه، وحفيده: 5667- همام: ابن راجي الله بن سرايا بن فتوح، المُحَدِّثُ الفَقِيْهُ جَلاَل الدِّيْنِ أَبُو العزَائِم العَسْقَلاَنِيّ ثُمَّ المِصْرِيّ الشَّافِعِيّ النَّحْوِيّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ، بِصَعِيدِ مِصْرَ. وَتَأَدب بِابْنِ بَرِّيٍّ، وَقرَأَ عِلمَ الأَصْلَيْنِ عَلَى: ظَافِرِ بنِ الحُسَيْنِ، وَتَفَقَّهَ ببغداد على: ابن فضلان، ومحمود ابن المُبَارَكِ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي سَعْدٍ بنِ حمويَه، وَابْن كُلَيْبٍ. وَدرس، وَأَفتَى، وَاشْتُهِرَ. رَوَى عَنْهُ الزَّكِيّ المُنْذِرِيّ، وَابْن النَّجَّارِ، وَالأَبَرْقُوْهِيّ، وَغَيْرهُم. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5668- وابنه: هُوَ الشَّيْخُ نُوْر الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ هُمَامٍ إِمَام جَامِع الصَّالِحِ بنِ رُزِّيْكٍ بِالشَّارعِ، مِنْ أعيان العلماء. 5669- وحفيده: هُوَ العَلاَّمَةُ تَاج الدِّيْنِ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ، حَدَّثَ عَنِ النَّجِيْب الحَرَّانِيّ: أَخَذَ عَنْهُ القُطْب، وَغَيْرهُ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وسبع مائة.

ونافلته، المازني، ابن عنين

ونافلته، المازني، ابن عنين: 5670- ونافلته 1: هُوَ الإِمَامُ البَارِعُ تَقِيّ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ مُصَنِّفُ كِتَابِ سِلاَحِ المُؤْمِنِ فِي الدُّعَاءِ كَهْلٌ يَؤُمُّ -كَأَبِيْهِ- بِالجَامِعِ المَذْكُوْرِ. حَدَّثَ عَنِ الأَبَرْقُوْهِيِّ، وَغَيْرِهِ وَهُوَ بَاقٍ. 5671- المَازِنِيُّ 2: الشَّيْخُ المُسْنِدُ المُعَمَّرُ أَبُو الغَنَائِمِ المُسَلَّمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ المَازِنِيُّ النَّصِيْبِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، وَيَعْرِف فِي وَقْتِهِ بِخَطِيْب الكتَانِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الحَسَنِ الدَّارَانِيِّ، وَالصَّائِنِ هِبَةِ اللهِ وَأَخِيْهِ الحَافِظِ أَبِي القَاسِمِ. وَسَمِعَ بِالثَّغْرِ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ فِيْمَا ذُكِرَ. حَدَّثَ عَنْهُ: البِرْزَالِيّ، وَالضِّيَاء، وَالقُوْصِيّ، وَأَبُو المُظَفَّرِ ابْن النَّابُلُسِيّ، وَأَبُو حَامِدٍ ابْن الصَّابُوْنِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ ابْن عَسَاكِرَ، وَالخَضِرُ بن عَبْدَان، وَمُحَمَّد بن يُوْسُفَ الذَّهَبِيّ، وَفَاطِمَة بِنْت سُلَيْمَان، والشيخ علي بن هَارُوْنَ، وَعِدَّة. وَبِالإِجَازَةِ القَاضِي الحَنْبَلِيّ، وَالفَخْر ابْن عَسَاكِرَ، وَأَبُو نَصْرٍ ابْن الشِّيْرَازِيّ المِزِّيّ. وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يَخدمُ فِي المَكْسِ، ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ، وَحَسُنَتْ حَالُهُ، وَلَزِمَ البَيْت وَالجَامِعَ، وَبَاع ملكه، وَافتقر. حَدَّثَ بِالكَثِيْرِ. وَقَدْ سَمِعَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَتَفَرَّد. تُوُفِّيَ فِي الثَّامن وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وست مائة. 5672- ابن عنين 3: الصَّاحب الرَّئِيْس الأَدِيْب شَاعِر وَقته شَرَف الدِّيْنِ مُحَمَّد بن نَصْرِ اللهِ بن مَكَارِمَ بن حَسَنِ بنِ عُنَيْنٍ الأَنْصَارِيّ، الدِّمَشْقِيّ، الزُّرَعِيُّ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ عَنْ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَسَمِعَ مِنَ: الحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ، وَكَانَ مِنْ فُحُوْل الشُّعَرَاء وَلا سِيمَا فِي الهَجْوِ، وَكَانَ علاَمَةً يَسْتَحضِرُ "الجَمْهَرَة". وَقَدْ دَخَلَ إِلَى العَجَمِ وَاليَمَن، وَمدح المُلُوْك، وَكَانَ قَلِيْلَ الدِّينِ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "10/ 146"، وشذرات الذهب "6/ 144". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 287"، وشذرات الذهب "5/ 147". 3 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 282 و292، 293"، وشذرات الذهب "5/ 140-143".

السيف

5673- السيف 1: العَلاَّمَةُ المُصَنِّفُ فَارِسُ الكَلاَمِ سَيْفُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بن أبي علي بن محمد بن سالم التَّغْلِبِيُّ، الآمِدِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، ثُمَّ الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ. وَقرَأَ بِآمِدَ القِرَاءاتِ عَلَى عَمَّارٍ الآمِدِيِّ، وَمُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ. وَتَلاَ بِبَغْدَادَ عَلَى ابْنِ عَبِيْدَةَ. وَحَفِظَ "الهِدَايَةَ"، وَتَفَقَّهَ عَلَى ابْنِ المَنِّيِّ. وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ شَاتيل، وَغَيْرِهِ، ثُمَّ صَحِبَ ابْن فَضْلاَنَ، وَاشْتَغَل عَلَيْهِ فِي الخلاَف. وَبَرَعَ، وَحَفِظَ طَرِيقَةَ الشَّرِيْفِ، وَنظرَ فِي طَرِيقَةِ أَسْعَدَ المِيْهَنِيِّ، وَتَفنَّنَ فِي حِكْمَةِ الأَوَائِلِ، فَرقَّ دِينُه وَاظلَمَّ، وَكَانَ يَتَوَقَّدُ ذَكَاءً. قَالَ عَلِيُّ بنُ أَنْجَبَ فِي "أَسْمَاءِ المُصَنِّفِيْنَ": اشْتَغَل بِالشَّامِ عَلَى المُجِيْرِ البَغْدَادِيِّ، ثُمَّ وَردَ إِلَى بَغْدَادَ وَاشْتَغَل بِـ "الشِّفَاءِ" وَبِـ "الشَّامِلِ" لأَبِي المَعَالِي، وَحَفِظَ عِدَّةَ كُتُبٍ وَكرَّر عَلَى "المُسْتَصْفَى"، وَتَبَحَّرَ فِي العُلُوْمِ، وَتَفَرَّدَ بِعِلْمِ المَعْقُوْلاَتِ وَالمَنْطِقِ وَالكَلاَمِ، وَقَصَدَهُ الطُّلاَّبُ مِنَ البِلاَد، وَكَانَ يُوَاسيهِم بِمَا يَقدرُ، ويفهم الطلاب، ويطول روحه. قُلْتُ: ثُمَّ أَقرَأ الفَلْسَفَة وَالمَنْطِقَ بِمِصْرَ بِالجَامِعِ الظَّافرِيِّ، وَأَعَادَ بِقُبَّةِ الشَّافِعِيِّ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، ثُمَّ قَامُوا عَلَيْهِ، وَرَمَوْهُ بِالانْحِلاَلِ، وَكتبُوا مَحضراً بِذَلِكَ. قَالَ القَاضِي ابْنُ خَلِّكَانَ: وَضَعُوا خُطُوطَهُم بِمَا يُسْتَباح بِهِ الدَّمُ، فَخَرَجَ مُستخفِياً، وَنَزَلَ حَمَاةَ. وَأَلَّف فِي الأَصْلَيْنِ، وَالحِكْمَةِ المشؤومَةِ، وَالمَنْطِقِ، وَالخلاَفِ، وَلَهُ كِتَابُ "أَبكَارِ الأَفكَارِ" فِي الكَلاَمِ، وَ"مُنتهَى السُّولِ فِي الأُصُوْلِ" وَ"طرِيقَةٌ" فِي الخلاَفِ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِيْنَ تَصنِيفاً. ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى دِمَشْقَ، وَدرَّس بِالعَزِيْزِيَّةِ مُدَّة، ثُمَّ عُزِلَ عَنْهَا لِسَبَبٍ اتَّهُم فِيْهِ، وَأَقَامَ بَطَالاً فِي بَيْته. قَالَ: وَمَاتَ فِي رَابِعِ صَفَرٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَقَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مَنْ يُجَارِيه فِي الأَصْلَيْنِ وَعِلمِ الكَلاَمِ، وَكَانَ يَظهرُ مِنْهُ رِقَّةُ قَلْبٍ وَسُرعَةُ دَمعَةٍ، أَقَامَ بِحَمَاةَ، ثُمَّ بِدِمَشْقَ. وَمِنْ عَجِيبِ مَا يُحَكَى عَنْهُ أَنَّهُ مَاتَتْ لَهُ قِطَّةٌ بِحَمَاةَ، فَدَفَنَهَا، فَلَمَّا سَكَنَ دِمَشْقَ بَعَثَ، وَنَقَلَ عِظَامَهَا في كيس، ودفنها بقاسيون.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 432"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 285" وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 144، 145".

قَالَ: وَكَانَ أَوْلاَدُ العَادِلِ كَلُّهُم يَكْرَهُوْنَه؛ لِمَا اشْتُهِرَ عَنْهُ مِنْ عِلْمِ الأَوَائِلِ وَالمَنطِقِ، وَكَانَ يَدخُلُ عَلَى المُعَظَّمِ فَلاَ يَتَحَرَّكُ لَهُ، فَقُلْتُ: قُمْ لَهُ عِوضاً عَنِّي، فَقَالَ: مَا يَقبَلُه قَلْبِي. وَمَعَ ذَا وَلاَّهُ تَدرِيس العَزِيْزِيَّةِ، فَلَمَّا مات أَخْرَجَهُ مِنْهَا الأَشْرَفُ، وَنَادَى فِي المَدَارِسِ: مَنْ ذَكَرَ غَيْرَ التَّفْسِيْرِ وَالفِقْهِ، أَوْ تَعرَّض لِكَلاَمِ الفَلاَسِفَةِ نَفَيْتُهُ، فَأَقَامَ السَّيْف خَامِلاً فِي بَيْتِه إِلَى أَنْ مَاتَ، وَدُفِنَ بِتُربته بِقَاسِيُوْن. قُلْتُ: أَخَذَ عَنْهُ القَاضِيَان ابْن سَنِيِّ الدَّوْلَة صَدْر الدِّيْنِ، وَمُحْيِي الدِّيْنِ ابْن الزَّكِيِّ. وَكَانَ القَاضِي تَقِيّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بنُ حَمْزَةَ يَحكِي عَنْ شَيْخه ابْنِ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا نَتردَّدُ إِلَى السَّيْفِ، فَشَكَكنَا هَلْ يُصَلِّي أَمْ لاَ? فَنَام، فَعَلَّمْنَا عَلَى رِجْلِهِ بِالحِبْرِ فَبَقِيَتِ العَلاَمَةُ يَوْمَيْنِ مَكَانَهَا، فَعَلِمْنَا أَنَّهُ مَا تَوَضَّأَ، نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ فِي الدِّيْنِ! وَقَدْ حَدَّثَ السَّيْفُ بِـ "الغَرِيْبِ" لأَبِي عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الفَتْحِ بنِ شَاتيل. قَالَ لِي شَيْخنَا ابْنُ تَيمِيَةَ: يَغلِبُ عَلَى الآمِدِيِّ الحِيرَةُ وَالوَقف، حَتَّى إِنَّهُ أَوْرَدَ عَلَى نَفْسِهِ سُؤَالاً فِي تَسَلسُلِ العِلَلِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ عَنْهُ جَوَاباً، وَبَنَى إِثْبَاتَ الصَّانعِ عَلَى ذَلِكَ، فَلاَ يُقَرِّرُ فِي كُتُبِه إِثْبَاتَ الصَّانعِ، وَلاَ حُدوثَ العَالَمِ، وَلاَ وجدانية الله، وَلاَ النّبوَات، وَلاَ شَيْئاً مِنَ الأُصُوْل الكِبَارِ. قُلْتُ: هَذَا يَدلّ عَلَى كَمَال ذِهنِه، إِذْ تَقرِير ذَلِكَ بِالنَّظَرِ لاَ يَنهض، وَإِنَّمَا يَنهض بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَبِكُلٍّ قَدْ كَانَ السَّيْفُ غَايَةً، وَمَعْرِفَتُه بِالمَعْقُوْل نِهَايَةً، وَكَانَ الفُضَلاَءُ يَزْدَحِمُوْنَ فِي حَلْقَتِهِ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبْدِ السَّلاَمِ يَقُوْلُ: مَا سَمِعْتُ مَنْ يُلقِي الدرس أحن من السيف، كأنه يخطب، وكان يعظمه. وَمَاتَ فِي السَّنَةِ أَكَابِر مِنْهُم: الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ صَلاَحُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ السَّيِّدِ الإِرْبِلِيُّ الحَاجِبُ، وَلَهُ نَظْمٌ رَائِقٌ. وَالشَّرَفُ أَحْمَدُ بنُ محمد ابن الصَّابُوْنِيِّ، وَنَجْمُ الدِّيْنُ ثَابِتُ بنُ تَاوَانَ التّفْلِيْسِيُّ، وَزَكَرِيَّا بنُ عَلِيٍّ العُلْبِيُّ، وَالمُصَنِّفُ رَضِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بنُ مُظَفَّرٍ الجِيْلِيُّ الشَّافِعِيُّ بِبَغْدَادَ، وَالقُدْوَةُ الشيخ عبد الله بن يونس الارموي الزاهد بِسَفْحِ قَاسِيُوْنَ، وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَسَاكِرَ، وَشَيْخُ القُرَّاءِ الزَّاهِدُ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ يُوْسُفَ القُرْطُبِيُّ صَاحِبُ الشَّاطِبِيِّ، وَمُحَدِّثُ بُخَارَى أَبُو رَشِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ الغَزَّالُ الأَصْبَهَانِيُّ، وَمُدَرِّسُ المُسْتَنْصِرِيَّةِ مُحْيِي الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ فَضْلاَنَ الشَّافِعِيُّ -وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ القُضَاةِ قَلِيْلاً، وَأَبُو الفُتُوْحِ نَاصِرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الأَغْمَاتِيُّ، وَشَيْخُ الطِّبِّ رَضِيُّ الدِّيْنِ يُوْسُفُ بنُ حَيْدَرَةَ الرَّحْبِيُّ أَحَدُ المُصَنِّفِيْنَ، -وَلَهُ سَبْعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً، وَمُسْنِدُ الوَقْتِ أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ الزَّبِيْدِيِّ، وَالمُسَلَّمُ بنُ أَحْمَدَ المازني.

رتن، ابن الفارض

رتن، ابن الفارض: 5674- رتن 1 م: الهِنْدِيُّ، شَيْخٌ كَبِيْرٌ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ. تَجَرَّأَ عَلَى اللهِ، وَزَعَمَ بِقِلَّةِ حَيَاءِ أَنَّهُ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَأَنَّهُ ابْن سِتِّ مائَةِ سَنَةٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً، فَرَاجَ أَمرُهُ عَلَى مَنْ لاَ يَدْرِي. وقد أفردته في "جزء"، وهتكت باطله. بَلَغَنِي أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَأَنَّ ابْنَه مَحْمُوْداً بَقِيَ إِلَى سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِ مائَةٍ، فَمَا أَكْثَر الكذب وأروجه! 5675- ابن الفارض 2: شَاعِرُ الوَقْتِ شَرَفُ الدِّيْنِ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُرْشِدٍ الحَمَوِيُّ ثُمَّ المِصْرِيُّ، صَاحِب الاتِّحَادِ الَّذِي قَدْ مَلأَ بِهِ التَّائِيَّةَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ، وَلَهُ سِتٌّ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً. رَوَى عن القاسم بن عَسَاكِرَ. حَدَّثَ عَنْهُ: المُنْذِرِيّ. فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي تِلْكَ القصيدَة صرِيح الاتِّحَاد الَّذِي لاَ حِيْلَة فِي وُجُوْدِه، فَمَا فِي العَالِمِ زَنْدَقَةٌ وَلاَ ضَلاَلٌ، اللَّهُمَّ أَلْهِمْنَا التَّقْوَى، وَأَعِذْنَا مِنَ الهوى فيا أئمة الدين إلَّا تغضبون الله?! فلا حول ولا قوة إلَّا بالله. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، وَقَدْ حَجَّ وَجَاورَ، وَكَانَ بِزَنق الفَقْر. وَشعره فِي الذِّرْوَةِ، لاَ يلحق شأوه.

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "2/ ترجمة 2759"، ولسان الميزان "2/ ترجمة 1838". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 500"، والنجوم الزاهرة "6/ 288-290"، وشذرات الذهب "5/ 149-153".

ابن زينة، ابن غانية، الرضي الجيلي

ابن زينة، ابن غانية، الرضي الجيلي: 5676- ابن زينة: الحَافِظُ مُفِيْد أَصْبَهَان أَبُو غَانِمٍ مُهَذَّبُ بنُ حُسَيْنِ ابنِ أَبِي غَانِمٍ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بن الحسن ابن زِينَة. كَهل، عَالِم، مُحَدِّث. سَمِعَ: أَبَاهُ؛ أَبَا ثَابِتٍ، وَأَبَا مُوْسَى الحَافِظ، وَأَبَا الفَتْح الخِرَقِيّ، وَأَحْمَد بن يَنَالَ، وَأَكْثَر عَنْ أَصْحَابِ الحَدَّادِ. رَوَى عَنْهُ البِرْزَالِيّ، وَغَيْرهُ. وَأَجَاز لِلْقَاضِي الحَنْبَلِيّ، فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5677- ابْنُ غَانِيَةَ: صَاحِبُ المَغْرِبِ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ إِسْحَاقَ بن حمو الصنهاجي الميورقي أخو علي ابن غَانِيَة المُتَوَثِّبِ عَلَى آلِ عَبْد المُؤْمِنِ بِمَيُوْرْقَةَ فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. ثُمَّ خَلفه أَبُو زَكَرِيَّا، فَامتدت أَيَّامه. وَكَانَ فَارِساً شُجَاعاً سائسًا، استولى على عدة مَدَائِن، وَخَطَبَ لِبَنِي العَبَّاسِ، وَبَعَثَ لَهُ النَّاصِر الخِلَعَ وَالتَّقليد، وَعَاشَ إِلَى سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وست مائة عن سن عالية. 5678- الرضي الجيلي: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ رَضِيّ الدِّيْنِ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بنُ مُظَفَّرِ بنِ غَنَائِمَ الجِيْلِيُّ، الشَّافِعِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ. تَفقَّه بِالنِّظَامِيَّةِ، وَدرَّسَ، وَأَفتَى، وَصَنَّفَ، وَبَرَعَ فِي المَذْهَب وَغوَامضِه، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَاب، نُدِبَ إِلَى مَشْيَخَةِ الرِّبَاطِ الكَبِيْر، فَامْتَنَعَ، وَكَانَ مُلاَزِماً لِبَيْتِه، مُقْبِلاً عَلَى شَأْنه، وَقِيْلَ: إِنَّهُ طُلِبَ لِلْقَضَاء، فَامْتَنَعَ. قَالَ القَاضِي شَمْس الدِّيْنِ ابْنُ خلكان: كان من أكابر فضلاء عصره، صف فِي الفِقْهِ كِتَاباً يَكُوْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ مُجَلَّدَةً، وَعُرِضَتْ عَلَيْهِ المَنَاصِبُ فَلَمْ يَفْعَلْ، وَكَانَ دَيِّناً، نَيَّفَ عَلَى السِّتِّيْنَ. تُوُفِّيَ فِي ثَانِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، رحمه الله.

ابن الحاجب، الرحبي

ابن الحاجب، الرحبي: 5679- ابن الحاجب 1: المُحَدِّثُ البَارِعُ مُفِيْدُ الطَّلَبَةِ عِزُّ الدِّيْنِ عُمَرُ بن محمد بن منصور الأميني، الدِّمَشْقِيّ، ابْنُ الحَاجِبِ الجُنْدِيُّ، صَاحِبُ "المُعْجَمِ الكَبِيْرِ"، مِنْ أَذْكِيَاءِ الطَّلَبَةِ، وَأَشَدِّهِم عِنَايَةً. سَمِعَ: هِبَةَ اللهِ بنَ طَاوُوْسٍ، وَمُوْسَى بنَ عَبْدِ القَادِرِ، وَالمُوَفَّقَ، وَالفَتْحَ، وَطَبَقَتَهُم، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَصَنَّفَ وَلَمْ يَبلُغِ الأَرْبَعِيْنَ. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو حَامِدٍ ابْنُ الصَّابُوْنِيِّ وَجَمَاعَة. قَرَأْتُ بِخَطِّ الحَافِظِ الضِّيَاءِ: وَفِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ تُوُفِّيَ صَاحِبُنَا الشَّابُّ الحَافِظُ ابْنُ الحَاجِبِ. قَالَ: وَكَانَ دَيِّناً، خيرًا، ثبتًا، متيقظًا. 5680- الرحبي: البَارِعُ العَلاَّمَةُ إِمَامُ الطِّبِّ رَضِيُّ الدِّيْنِ يُوْسُفُ بنُ حَيْدَرَةَ بنِ حَسَنٍ الرَّحْبِيُّ، الحَكِيْمُ. كَانَ أَبُوْهُ كَحَّالاً مِنْ أَهْلِ الرَّحبَةِ، فَوُلِدَ لَهُ يُوْسُفُ بِالجَزِيْرَةِ العُمَرِيَّةِ، وَأَقَامَ بِنَصِيْبِيْنَ مُدَّة وَبِالرَّحْبَة، ثُمَّ قَدِمَا دِمَشْقَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ يُوْسُفُ عَلَى الدَّرسِ وَالنَّسخِ وَمُعَالَجَةِ المَرْضَى، وَلاَزَمَ المُهَذَّبَ ابْنَ النَّقَّاشِ، وَبَرَعَ، فَنَوَّهَ المُهَذَّبُ بِاسْمِهِ، وَحَسُنَ مَوقِعُهُ عِنْدَ السُّلْطَان صَلاَحِ الدِّيْنِ، وَقَرَّرَ لَهُ ثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً عَلَى القَلْعَةِ وَالبيمَارستَانِ، وَاسْتمرَّتْ عَلَيْهِ حَتَّى نَقَّصَهَا المُعَظَّمُ، وَلَمْ يَزَلْ مُبَجَّلاً فِي الدَّوْلَةِ. وَكَانَ رَئِيْساً عَالِيَ الهِمَّةِ، كَثِيْرَ التَّحْقِيْقِ، فِيْهِ خَيْرٌ وَعدمُ شَرٍّ تَصَدَّرَ لِلإِفَادَةِ، وَخَرَّجَ لَهُ عِدَّةُ أطباء كبار. وَمِمَّنْ أَخَذَ عَنْهُ المُهَذَّبُ الدّخوَار. قَالَ ابْنُ أَبِي أُصَيْبِعَةَ فِي "تَارِيْخِهِ": حَدَّثَنِي رَضِيُّ الدِّيْنِ الرَّحْبِيُّ، قَالَ: جَمِيْع مَنْ قرَأَ عَلَيَّ سُعِدُوا، وَانتفعَ النَّاسُ بِهِم، وَكَانَ لاَ يُقرِئُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ. بَلَى، قرَأَ عَلَيْهِ مِنْهُم عِمْرَانُ اليَهُوْدِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ السَّامِرِيُّ تَشَفَّعَا إِلَيْهِ، وَكُلّ مِنْهُمَا بَرَعَ. قَالَ ابْنُ أَبِي أُصَيْبِعَةَ: قَرَأْت عَلَيْهِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ كُتُباً، وَانتَفَعتُ بِهِ، وَكَانَ مُحِبّاً لِلتِّجَارَةِ مُغْرَىً بِهَا، وَيُرَاعِي مِزَاجَهُ، وَلاَ يَصعَدُ فِي سُلَّمٍ، وَلَهُ بُستَانٌ، وَكَانَ الوَزِيْرُ ابْنُ شُكْرٍ يَلزمُ أَكلَ الدَّجَاجِ حَتَّى شَحَبَ لَونُه، فَقَالَ لَهُ الرَّضِيُّ: الزمْ لَحمَ الضَأْنِ. فَفَعَل، فَظَهَرَ دَمُهُ. مَاتَ يَوْم عَاشُورَاءَ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ سَبْعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً، وَخَلَّف ابْنَيْنِ طَبِيْبَيْنِ شرف الدين عليًا، وجمال الدين عثمان.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 137، 138".

ابن صباح

5681- ابن صباح 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الجَلِيْلُ المُسْنِدُ الأَمِيْنُ نُشوءُ الْملك أَبُو صَادِقٍ الحَسَنُ بنُ يَحْيَى بنِ صَبَّاحِ بنِ حُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ المَخْزُوْمِيُّ، المِصْرِيُّ، الكَاتِبُ، أَحَدُ شُهُوْدِ الخزَانَةِ بِدِمَشْقَ. مَوْلِدُهُ بِمِصْرَ فِي زُقَاقِ بَنِي جُمَحَ فِي عَاشرِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وسمع من: عَبْدِ اللهِ بنِ رِفَاعَة الفَرَضِيّ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جُزْءاً مِنَ "الخِلَعِيَّاتِ"، وَأَجَاز لَهُ، وَهُوَ خَاتِمَة أَصْحَابِهِ، وَمَا سَمِعَ مِنْ غَيْرِه. حَدَّثَ عَنْهُ: الضِّيَاء، وَابْن خَلِيْلٍ، وَالبِرْزَالِيّ، وَابْن النَّابُلُسِيّ، وَوَلَده عَلِيّ بن صَبَّاحٍ، وَالخَطِيْبُ مُحْيِي الدِّيْنِ ابْنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَأَبُو اليُمْنِ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ عَمِّهِ أَبُو الفَضْلِ، وَشَيْخُ العَرَبِيَّة جَمَالُ الدِّيْنِ ابْنُ مَالِكٍ، وَأَبُو الحُسَيْنِ ابْنُ اليُوْنِيْنِيِّ، وَالعِزُّ ابْنُ الفَرَّاءِ، وَالعِزُّ ابْنُ العِمَادِ، وَمُحَمَّدُ بنُ قَايْمَازَ الدَّقِيْقِيُّ، وَالعِمَادُ بنُ سَعْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي الذِّكْرِ، وَعَلِيُّ بنُ بَقَاءٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلْطَانَ الحنفي، وخلق، آخرهم موتًا الشهاب بن شرف البَزَّازُ. قَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: هُوَ شَيْخٌ ثِقَةٌ، وَقُورٌ، مُكْرِمٌ لأَهْلِ الحَدِيْثِ، كَثِيْرُ التَّوَاضُعِ. قَالَ لِي: إِنَّهُ يَبْقَى سِتَّةَ أَشْهُرٍ لاَ يشرب ماء. قلت: فتركته لمعنى? لاَ أَشتَهِيهِ. قَرَأْتُ بِخَطِّ الضِّيَاءِ الحَافِظِ: تُوُفِّيَ شيخنا أبو صادق، وحمل إلى الجبل الجُمُعَةِ، سَادِسَ عَشَرَ رَجَبٍ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قَالَ: وَكَانَ خَيِّراً، قَلَّ مَنْ رَأَيْتُ إلَّا وَيَشكُرُه، وَيُثنِي عَلَيْهِ، رَحِمَهُ اللهُ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 292"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 148".

السهروردي

5682- السهروردي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِم القُدْوَة الزَّاهِد العَارِف المُحَدِّث شيخ الإسلام أوحد الصُّوْفِيَّة شِهَابُ الدِّيْنِ أَبُو حَفْصٍ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ -وَهُوَ عمويه- بن سَعْدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ القَاسِمِ بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله ابن فقي المَدِيْنَةِ وَابْنِ فَقِيْهِهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ القُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ البَكْرِيُّ السُّهْرَوَرْدِيّ الصُّوْفِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقَدِمَ مِنْ سُهْرَوَرْدَ وَهُوَ شَابٌّ أَمردُ، فَصحِبَ عَمَّه الشَّيْخَ أَبَا النَّجِيْبِ وَلاَزَمَه وَأَخَذَ عَنْهُ الفِقْهَ وَالوَعظَ وَالتَصَوُّفَ، وَصَحِبَ قَلِيْلاً الشَّيْخَ عَبْدَ القَادِرِ، وَبِالبَصْرَةِ الشَّيْخَ أَبَا مُحَمَّدٍ بنَ عَبْدٍ. وَسَمِعَ مِنْ هِبَة اللهِ بنِ أَحْمَدَ الشِّبْلِيِّ، -وَهُوَ أَعْلَى شَيْخٍ لَهُ، وَأَبِي الفَتْحِ ابْنِ البَطِّيِّ، وَخُزَيْفَةَ بنِ الهَاطرَا، وَأَبِي الفُتُوْحِ الطَّائِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيِّ، وَمَعْمَرِ بنِ الفَاخِرِ، وَأَحْمَدَ بنِ المُقَرَّبِ، وَيَحْيَى بنِ ثَابِتٍ، وَطَائِفَةٍ لَهُ عَنْهُم جُزءٌ سَمِعْنَاهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نُقْطَةَ، وَابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَالضِّيَاءُ، وَالقُوْصِيُّ، وَابْن النَّابُلُسِيِّ، وَظَهِيْرُ الدِّيْنِ مَحْمُوْدٌ الزَّنْجَانِيُّ، وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ عَلاَّنَ، وَأَبُو الفَرَجِ ابْنُ الزَّيْنِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَأَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَالرَّشِيْدُ بن أبي القاسم، وآخرون. وبالإجازة الفخر بن عَسَاكِرَ، وَالشَّمْسُ ابْنُ الشِّيْرَازِيِّ، وَالقَاضِي الحَنْبَلِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ: قَدِمَ بَغْدَادَ، وَكَانَ لَهُ فِي الطَّرِيقَةِ قَدَمٌ ثَابِتٌ وَلِسَانٌ نَاطِقٌ، وَوَلِيَ عِدَّةَ رُبُطٍ لِلصُّوْفِيَّةِ، وَنُفِّذَ رَسُوْلاً إِلَى عِدَّةِ جِهَاتٍ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ أَبُوْهُ أَبُو جَعْفَرٍ تَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ عَلَى أَسْعَدَ المِيْهَنِيِّ وَوَعَظَ، قَالَ لِي ابْنُهُ: قُتلَ أَبِي بِسُهْرَوَرْدَ، وَلِي سِتَّةُ أَشْهُرٍ، كَانَ بِبَلَدِنَا شحنَة ظَالِم، فَاغتَالَهُ جَمَاعَةٌ، وَادَّعَوْا أَنَّ أَبِي أَمَرَهُم، فَجَاءَ غِلمَانُ المَقْتُولِ فَفَتَكُوا بِأَبِي، فَوَثَبَ العوَامُّ عَلَى الغِلمَانِ فَقَتلُوهُم، وَهَاجتِ الفِتْنَةُ فَصلَبَ السُّلْطَانُ أَرْبَعَةً مِنَ العَوَامِّ، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَى عَمِّي أَبِي النَّجِيْبِ، وَلَبِسَ القبَاء وَقَالَ: لَا أُرِيْد التَّصَوُّفَ، حَتَّى اسْتُرْضِيَ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: وَكَانَ شِهَاب الدِّيْنِ شَيْخَ وَقتِه فِي عِلمِ الحَقِيْقَةِ، وَانتهتْ إِلَيْهِ الرِّيَاسَةُ فِي تَربِيَةِ المُرِيْدِينَ، وَدُعَاء الْخلق إِلَى اللهِ، وَالتَّسْلِيْك. صَحِبَ عَمَّه، وَسلكَ طَرِيْق الرياضات

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان "3/ ترجمة 496"، وتذكرة الحفاظ "4/ ص1458"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 283-285"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "5/ 153، 154".

وَالمُجَاهِدَات، وَقرَأَ الفِقْه وَالخلاَف وَالعَرَبِيَّة، وَسَمِعَ، ثُمَّ لازم الخلوة والذكر والصوم إلى أن خط لَهُ عِنْدَ عُلُوِّ سِنِّهِ أَنْ يَظهَرَ لِلنَّاسِ وَيَتَكَلَّمَ، فَعَقَدَ مَجْلِسَ الوَعظِ بِمَدْرَسَة عَمِّهِ، فَكَانَ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ مُفِيْدٍ مِنْ غَيْرِ تَزْويقٍ، وَيَحضر عِنْدَهُ خَلقٌ عَظِيْمٌ، وَظَهرَ لَهُ القَبُولُ مِنَ الخَاصِّ وَالعَامِّ وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ، وَقُصِدَ مِنَ الأَقطَارِ، وَظهرت بَرَكَات أَنفَاسِه عَلَى خَلقٍ مِنَ العُصَاةِ فَتَابُوا، وَوصلَ بِهِ خلقٌ إِلَى اللهِ، وَصَارَ أَصْحَابُه كَالنُّجُوْم، وَنُفِّذَ رَسُوْلاً إِلَى الشَّامِ مَرَّاتٍ، وَإِلَى السُّلْطَانِ خُوَارِزْم شَاه، وَرَأَى مِنَ الجَاهِ وَالحُرمَةِ مَا لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ رُتِّب بِالرِّبَاط النَّاصِرِيِّ، وَبِرِبَاطِ المَأْمُوْنِيَّةِ، وَرِبَاطِ البِسْطَامِيِّ، ثُمَّ إِنَّهُ أَضرَّ وَأُقْعِدَ، وَمَعَ هَذَا فَمَا أَخلَّ بالأوراد وَدَوَامِ الذِّكرِ وَحُضُوْرِ الجُمَعِ فِي مِحَفَّةٍ، وَالمُضِيِّ إِلَى الحَجِّ، إِلَى أَنْ دَخَلَ فِي عَشْرِ المئة وَضَعُفَ فَانقطَعَ. قَالَ: وَكَانَ تَامَّ المُرُوْءَةِ، كَبِيْرَ النَّفْسِ، لَيْسَ لِلمَالِ عِنْدَهُ قَدرٌ، لَقَدْ حصل لَهُ أُلُوفٌ كَثِيْرَةٌ، فَلَمْ يَدَّخِرْ شَيْئاً، وَمَاتَ وَلَمْ يُخلِّفْ كَفَناً. وَكَانَ مَلِيْحَ الخَلقِ وَالخُلُقِ، مُتَوَاضِعاً كَامِلَ الأَوْصَافِ الجَمِيْلَةِ. قَرَأْت عَلَيْهِ كَثِيْراً، وَصَحِبتُه مُدَّة، وَكَانَ صَدُوْقاً نَبِيلاً، صَنَّفَ فِي التَّصَوُّفِ كِتَاباً شَرحَ فِيْهِ أَحْوَال القَوْمِ، وَحَدَّثَ بِهِ مِرَاراً -يَعْنِي: "عوَارف المعَارِف". قَالَ: وَأَملَى فِي آخِرِ عُمُرِهِ كِتَاباً فِي الرَّدِّ عَلَى الفَلاَسِفَةِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ قَدِمَ بَغْدَادَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي الوَقْتِ المُحَدِّثِ. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: كَانَ شَيْخَ العِرَاقِ فِي وَقْتِهِ، صَاحِبَ مُجَاهِدَةٍ وَإِيثَارٍ وَطَرِيقٍ حَمِيدَةٍ وَمُرُوءةٍ تَامَّة، وَأَورَادٍ عَلَى كِبَرِ سِنِّه. قَالَ يُوْسُفُ الدِّمَشْقِيُّ: سَمِعْتُ وَعْظَ أَبِي جَعْفَرٍ وَالِدِ السُّهْرَوَرْدِيِّ بِبَغْدَادَ فِي جَامِعِ القَصْرِ زفي النِّظَامِيَّةِ، تَولَى قَضَاءَ سُهْرَوَرْدَ، وَقُتِلَ. قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: يَلتَقِي السُّهْرَوَرْدِيُّ وَابْنُ الجَوْزِيِّ فِي النَّسَبِ فِي القَاسِمِ بنِ النَّضْرِ. أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ حَمُّوْيَه إِجَازَةً، أَنَّ قَاضِي القُضَاةِ بَدْرَ الدِّيْنِ يُوْسُفَ السِّنْجَارِيَّ حَكَى عَنِ الملكِ الأَشْرَفِ مُوْسَى: أَنَّ السُّهْرَوَرْدِيَّ جَاءهُ رَسُوْلاً، فَقَالَ فِي بَعْضِ حَدِيْثِهِ: يَا مَوْلاَنَا تَطلبتُ كِتَابَ "الشِّفَاءِ" لابْنِ سِيْنَا مِنْ خَزَائِنِ الكُتُبِ بِبَغْدَادَ وَغَسَلْتُ جَمِيْعَ النُّسَخِ، ثُمَّ فِي أَثْنَاءِ الحَدِيْثِ قَالَ: كَانَ السنة بِبَغْدَادَ مَرَضٌ عَظِيْمٌ وَمَوتٌ. قُلْتُ: كَيْفَ لاَ يَكُوْنُ وَأَنْتَ قَدْ أَذهبتَ "الشِّفَاءَ" مِنْهَا?! أَلْبَسَنِي خِرَقَ التَّصَوُّفِ شَيْخُنَا المُحَدِّثُ الزَّاهِدُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ عِيْسَى بنُ يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ بِالقَاهِرَةِ، وَقَالَ: أَلْبَسَنِيهَا الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّيْنِ السُّهْرَوَرْدِيُّ بِمَكَّةَ عَنْ عَمِّهِ أبي النجيب.

قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيِّ: أَخْبَرَكُم أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الشِّبْلِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الوَرْقَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من قَالَ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ أَحَداً صَمَداً لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوُاً أَحَدٌ، كَتَبَ اللهُ لَهُ أَلْفَي أَلْفِ حَسَنَةٍ"1. تُوُفِّيَ الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّيْنِ -رَحِمَهُ اللهُ- بِبَغْدَادَ، فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِي ذُرِّيَته فُضلاَءُ وَكُبَرَاءُ، وَمَاتَ وَلدُهُ العِمَادُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، رَوَى عن ابن الجوزي، والقاسم بن عَسَاكِرَ، حَدَّثَنَا عَنْهُ إِسْحَاقُ ابْنُ النَّحَّاسِ، وَسَافَرَ رَسُوْلاً. وَفِيْهَا مَاتَ: صَاحِب إِلبيرَة المَلِكُ الزَّاهِرُ دَاوُدُ ابْنُ السُّلْطَانِ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أَيُّوْبَ، -وله نظم وفضيلة، والطواشي صواب العاجلي مقدم الجُيُوْشِ، وَالشِّهَابُ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ المُطَهِّرِ بن أبي عصرون، والشرف علي ابن إِسْمَاعِيْلَ بنِ جُبَارَةَ الكِنْدِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ رُشَيْدٍ البَغْدَادِيُّ، وَالمُقْرِئُ تَقِيُّ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ بَاسُوَيْه الوَاسِطِيُّ، وَشَاعِرُ زَمَانِهِ شَرَفُ الدِّيْنِ عُمَرُ بنُ عَلِيّ ابْن الفَارِضِ الحَمَوِيّ بِمِصْرَ، وَشَيْخُ بَيْتِ المَقْدِسِ غَانِمُ بنُ عَلِيٍّ الزَّاهِدُ، وَالشَّاعِرُ حُسَامُ الدِّيْنِ عِيْسَى بنُ سَنْجَرَ الحَاجِرِيُّ الإِرْبِلِيُّ الجُنْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي غَالِبٍ شعرَانَة صَاحِبُ أَبِي الوَقْتِ، وَخَلْقٌ بِسَيْفِ التَّتَارِ بِأَصْبَهَانَ، وَوَاثِلَةُ بنُ بَقَاءِ بنِ كَرَّازٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو الوَفَاءِ مَحْمُوْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَنْدَةَ، وَأَبُو صَادِقٍ بن صباح، ومحمد بن عماد.

_ 1 ضعيف جدا: آفته أبو الورقاء، فائد بن عبد الرحمن الكوفي العطار، تركه أحمد والناس. وقال يحيى: ضعيف. وقال البخاري: فائد منكر الحديث.

المديني، شعرانة، ابن عماد

المديني، شعرانة، ابن عماد: 5683- المديني 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُفْتِي الوَاعِظُ بَقِيَّةُ المَشَايِخِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي سَعْدٍ المَدِيْنِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ الشَّافِعِيُّ المُذَكِّرُ. مَوْلِدُهُ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، بِمَدِيْنَةِ جَيٍّ. وَسَمِعَ "جُزْءَ مَأْمُوْنٍ" وَمَا مَعَهُ مِنَ المُعَمَّرِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَلِيٍّ الحَمَّامِيِّ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ "جُزْءَ بِيْبَى"، وَغَيْرَ ذَلِكَ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الخَيْرِ محمد بن أحمد الباغان، وَغَيْرِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ: الضِّيَاءُ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَطَائِفَةٌ. وَسَمِعْنَا بِإِجَازتِه عَلَى: أَبِي الفَضْلِ بنِ عَسَاكِرَ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ، وَالأَمِيْنِ ابْنِ رِسْلاَنَ البَعْلِيِّ، وَالقَاضِي تَقِيِّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانَ وَغَيْرِهِم. وَكَانَ أَسندَ أَهْلِ زَمَانِهِ بِأَصْبَهَانَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: هُوَ وَاعِظٌ، مُفْتِي، شَافعِيُّ المَذْهَبِ، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ، وَلَهُ قَبولٌ عِنْدَ أَهْلِ بَلدِه، حَدَّثَنِي "بِجُزءِ بِيْبَى" عَنْ أَبِي الوَقْت، وَفِيْهِ ضَعْفٌ، وَبَلَغَنَا أَنَّهُ قُتِلَ بِأَصْبَهَانَ شهيداً عَلَى يَد التَّتَارِ فِي أَواخِرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: سَلِمَتْ أَصْبَهَانُ مِنَ الكَفَرَةِ إِلَى هَذَا التَّارِيْخِ، فَاسْتبَاحُوهَا، وَرَاحَ تَحْتَ السَّيْفِ خَلقٌ لا يحصون، منهم عدة من الوراة. 5684- شعرانة 2: الزاهد وجيه الدين محمد بن أَبِي غَالِبٍ زُهَيْرِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ. سَمِعَ "الصَّحِيْحَ" بِأَصْبَهَانَ مِنْ أَبِي الوَقْت، وَأَجَاز فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ، وَإِبْرَاهِيْمَ المخرمي، والقاضي الحنبلي. 5685- ابن عماد 3: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُسْنِدُ الثِّقَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ محمد بن عماد بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَعْلَى الجَزَرِيّ، الحَرَّانِيّ، التَّاجِر. وُلِدَ بِحَرَّانَ، يَوْم النَّحْر، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ بِمِصْرَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ رِفَاعَةَ "الخِلَعِيَّاتِ" العِشْرِيْنَ. وَسَمِعَ بِالثَّغْرِ مِنَ السِّلَفِيّ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنِ: ابن البطي، وأبي حنيفة الخطيبي، وأحمد

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1458"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 292"، وشذرات الذهب "5/ 155". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 155". 3 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1258"، وفي النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 292"، وشذرات الذهب "5/ 155".

ابن المقرب، ويحيى بن ثابت، وأبي بكر بن النَّقُّوْرِ، وَابْنِ الخَشَّاب، وَشُهْدَةَ، وَجَمَاعَة. وَسَمِعَ بِالقَاهِرَةِ مِنْ: عَلِيِّ بنِ نَصْرٍ الأَرْتَاحِيّ الرَّاوِي عَنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ نَبْهَانَ. وَأَجَاز لَهُ: هِبَة اللهِ بن أَبِي شَرِيْكٍ الحَاسِب، وَأَبُو القَاسِمِ سَعِيْد ابْن البَنَّاءِ، وَأَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ بِإِفَادَة خَالِهِ المُحَدِّثِ حَمَّادٍ الحَرَّانِيِّ. سَافَرَ مُدَّةً، وَسكنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، وَصَارَ مُسْنِدَهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْن النَّجَّارِ، وَالمُنْذِرِيّ، وَعَبْد المُنْعِمِ ابْن النَّجِيْب، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الشَّمْعَةِ، وَأَبُو العِزِّ بنُ مَحَاسِنَ، وَعَلِيّ بن عَبْدِ اللهِ المَنْبِجِيُّ، وَعطيَّة بن مَاجِد، وَكَافُوْر الصَّوَّاف، وَجَمَال الدِّيْنِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ الشَّرِيْشِيّ. وَحَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّد بنُ الحُسَيْنِ الفُوِّيُّ، وعلي بن أحمد الحسني، وَيَحْيَى بن أَحْمَدَ الجُذَامِيّ. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ القَاضِي تَقِيّ الدِّيْنِ بن قُدَامَةَ. قَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: شَيْخ، عَالِم، فَقِيْه صَالِحٌ، كَثِيْر المَحْفُوْظ، ثِقَة، حَسَن الإِنصَات، كَثِيْر السَّمَاع، وَأُصُوْله بِأَيدِي المُحَدِّثِيْنَ. قُلْتُ: طَالَ عُمُرُهُ، ورحل إليه. تُوُفِّيَ فِي عَاشرِ صَفَرٍ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وست مائة.

ابن غسان

5686- ابن غسان 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُسْنِدُ الأَمِيْرُ سَيْفُ الدَّوْلَةِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ غَسَّانَ بنِ غَافِلِ بن نجاد ابن غَسَّانَ بنِ ثَامِرٍ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيّ، الحِمْصِيّ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ. قَدِمَ دِمَشْق، وَهُوَ صَبِيّ، فَسَمِعَ كَثِيْراً مِنْ أَبِي المُظَفَّرِ الفَلَكِيِّ، وَعَلِيِّ ابن أَحْمَدَ الحَرَسْتَانِيِّ، وَأَبِي المَكَارِمِ بنِ هِلاَلٍ، وَعَبْدِ الخالق بن أسد، والصائن بن عَسَاكِرَ، وَأَخِيْهِ؛ أَبِي القَاسِمِ الحَافِظِ، وَغَيْرِهِم. وَتَفَرَّد بِأَجزَاءَ، وَكَانَ يَعِيْش مِنْ عِقَاره، وَيُوَاظبُ غَالِباً عَلَى الجَمَاعَات. حَدَّثَ عَنْهُ الضِّيَاء، وَابْن خَلِيْلٍ، وَابْن النَّابُلُسِيِّ، وَابْن الصَّابُوْنِيِّ، وَسَعْدُ الخَيْرِ النَّابُلُسِيُّ وَأَخُوْهُ، وَعَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ اللَّمْتُوْنِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ ابنُ عَسَاكِر، وَأَحْمَد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُنْقِذِيّ، وَمُحَمَّد بن حَازِمٍ، وَأَحْمَد ابْن العِمَادِ، وَسُلَيْمَان بن كسا، والمؤيد علي بن إبراهيم القعرباني، وَآخَرُوْنَ. وَآخِرُ أَصْحَابِه بِالحُضُوْرِ: بَهَاءُ الدِّيْنِ القَاسِمُ الطَّبِيْبُ. تُوُفِّيَ فِي ثَالِثَ عَشَرَ شَعْبَانَ، سَنَةَ اثنتين وثلاثين وست مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 292".

الرشيدي، ابن مندة

الرشيدي، ابن مندة: 5687- الرشيدي 1: الشيخ أبو الحسن علي بن أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي مَنْصُوْرٍ البَغْدَادِيُّ، الظَّفَرِيُّ، البَزَّازُ. وَيُعْرَفُ: بِالرَّشِيْدِيِّ. ذَكَرَ أَنَّ جَدَّهُم كَانَ مُحْتَسِبَ بَغْدَادَ زَمَنَ الرَّشِيْدِ. سَمِعَ: عَبْدَ الوَاحِدِ بنَ الحُسَيْنِ البَارِزِيَّ، وَيَحْيَى بنَ ثَابِتٍ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ النَّجَّارِ. وَقَالَ: كَانَ صَالِحاً، دَيِّناً، أَدِيباً، لَهُ نَظْمٌ وَنَثْرٌ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقَدْ نَاهزَ التِّسْعِيْنَ. 5688- ابْنُ مَنْدَةَ 2: الشَّيْخُ الأَصِيلُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ أَبُو الوَفَاءِ مَحْمُوْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سُفْيَانَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ الشَّيْخِ أَبِي عَمْرٍو عَبْدِ الوَهَّابِ ابْنِ حَافِظِ المَشْرِقِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَةَ العَبْدِيُّ، الأَصْبَهَانِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ، وَقِيْلَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَبَكَّرَ بِهِ أَبُوْهُ فَسَمَّعَهُ مِنْ أَبِي الخَيْرِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البَاغبَانِ، وَمِنْ أَبِي رَشِيْدٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الفِيْجِ، وَمَسْعُوْدٍ الثَّقَفِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الرُّسْتَمِيِّ، وَعَبْدِ المُنْعِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدوَيْه، وَأَبِي المطهر الصيدلاني، وعدة. حَدَّثَ عَنْهُ: الضِّيَاء، وَابْن النَّجَّارِ، وَالشَّيْخ عَبْد الصَّمَدِ بن أَحْمَدَ بنِ أَبِي الجَيْش، وَالكَمَال عَبْد الرَّحْمَنِ الفُوَيْرِه، وَجَمَاعَةٌ. وَبِالإِجَازَةِ القَاضِيَان شِهَابُ الدِّيْنِ الخُوَيِّيُّ، وَتَقِيُّ الدِّيْنِ الحَنْبَلِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ ابنُ عَسَاكِر، وَأَبُو الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنِيّ، وَالعِمَادُ ابْن البطال، وَإِبْرَاهِيْمُ ابْنُ الحُبُوْبِيِّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ، وَالشَّيْخُ عَلِيُّ بنُ هَارُوْنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُشَرِّفٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي الحَسَنِ المُخَرِّمِيُّ، وَعِزِّيَّةُ بِنْتُ غَنَائِمَ الكَفْرَبَطْنَانِيَّةُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعَ كِتَابَ "المختصرين"، وَكِتَاب "الرِّقَّةِ"، وَكِتَاب "المَوْت"، وَكِتَاب "التَّهجُّد"، وَكِتَاب "حِلْمِ مُعَاوِيَة" لابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، وَسَمِعَ كِتَاب "الإِيْمَان" لابْنِ مَنْدَة. وَقَرَأْتُ أَنَا بِخَطّ أَبِي الوَفَاء: وَمِنْ مَسْمُوْعَاتِي كِتَاب "مَعْرِفَة الصَّحَابَة" لِلإِمَامِ جَدِّي، سَمِعته مِنْ أَبِي الخَيْرِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ. قُلْتُ: أَكْثَر سَمَاعَاته فِي الخَامِسَة، فَإِنَّهُ كَتَبَ: وَمَوْلِدِي فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ. مَاتَ شَهِيداً، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. وَلَقَبُهُ: جَمَالُ الدِّيْنِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: أَسْمَعَهُ وَالِدُهُ الكَثِيْرَ مِنْ: أَبِي الخَيْرِ البَاغبَانِ، وَالرُّسْتمِيِّ، وَمَسْعُوْدٍ، وَجَمَاعَةٍ.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1458". 2 ترجمته في تذكرة الحافظ "4/ 1458، 1459"، والنجوم الزاهرة "6/ 292"، وشذرات الذهب "5/ 155، 156".

ابن شداد

5689- ابن شداد 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ قَاضِي القُضَاةِ بَقِيَّةُ الأَعْلاَمِ، بهاء الدين، أبو العز، وأبو المَحَاسِنِ يُوْسُفُ بنُ رَافِعِ بنِ تَمِيْمِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَتَّابِ الأَسَدِيُّ، الحَلَبِيُّ الأَصْلِ وَالدَّارِ، المَوْصِلِيُّ المَوْلِدِ وَالمَنْشَأِ، الفَقِيْهُ، الشَّافِعِيُّ المُقْرِئُ، المَشْهُوْرُ: بِابْنِ شَدَّادٍ؛ وَهُوَ جَدُّهُ لأُمِّهِ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَلاَزَمَ يَحْيَى بنَ سَعْدُوْنَ القُرْطُبِيَّ، فَأَخَذَ عَنْهُ القِرَاءاتِ وَالنَّحْوَ وَالحَدِيْثَ. وَسَمِعَ مِنْ: حَفَدَةَ العَطَّارِيِّ، وَابْنِ يَاسِرٍ الجَيَّانِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ الطُّوْسِيِّ، وَأَخِيْهِ خَطِيْبِ المَوْصِلِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، وَالقَاضِي سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الشَّهْرُزُوْرِيِّ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ فَسَمِعَ مِنْ شُهْدَةَ الكَاتِبَةِ، وَجَمَاعَةٍ، وَتَفَقَّهَ، وَبَرَعَ، وَتَفَنَّنَ، وَصَنَّفَ، وَرَأَسَ، وَسَادَ. حَدَّثَ بِمِصْرَ، وَدِمَشْقَ، وَحَلَبَ، حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الفَاسِيُّ، وَالمُنْذِرِيّ، وَالعَدِيْمِي، وَابْنه؛ مَجْد الدِّيْنِ، وَأَبُو حَامِدٍ ابْن الصَّابُوْنِيّ، وَسَعْدُ الخَيْرِ ابْنُ النَّابُلُسِيِّ، وَأَخُوْهُ، وَأَبُو صَادِقٍ محمد بن الرشيد، وأبو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيّ، وَسُنْقُرُ القَضَائِيُّ، وَالصَّاحب مُحْيِي الدِّيْنِ ابْن النَّحَّاسِ سِبْطه، وَجَمَاعَة. وَبِالإِجَازَةِ قَاضِي القُضَاةِ تَقِيّ الدِّيْنِ سُلَيْمَان، وَأَبُو نَصْرٍ ابْن الشِّيْرَازِيّ. قَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: كَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، عَارِفاً بِأُمُوْر الدِّيْنِ، اشْتُهِرَ اسْمُهُ، وَسَارَ ذِكْرُهُ، وكان صَلاَحٍ وَعِبَادَةٍ، كَانَ فِي زَمَانِهِ كَالقَاضِي أَبِي يُوْسُفَ فِي زَمَانِهِ، دَبَّرَ أُمُوْرَ المُلْكِ بِحَلَبَ، وَاجتمعتِ الأَلْسُنُ عَلَى مَدْحِهِ، أَنشَأَ دَارَ حَدِيْثٍ بِحَلَبَ، وَصَنَّفَ كِتَابَ "دَلاَئِل الأَحكَامِ" فِي أَرْبَع مجلدات.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "7/ ترجمة 842"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1459"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 292"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 158، 159".

وَقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: انْحدرَ ابْنُ شَدَّاد، إِلَى بَغْدَادَ، وَأَعَاد بِهَا، ثُمَّ مَضَى إِلَى المَوْصِل، فَدرَّس بِالكَمَاليَّة، وَانتفع بِهِ جَمَاعَة، ثُمَّ حَجَّ سَنَةَ 583، وَزَار الشَّامَ، فَاسْتحضرَهُ السُّلْطَان صَلاَح الدِّيْنِ وَأَكْرَمَهُ، وَسَأَلَهُ عَنْ جُزء حَدِيْث ليسمع مِنْهُ، فَأَخَرَجَ لَهُ "جُزْءاً" فِيْهِ أَذكَارٌ مِنَ البُخَارِيِّ، فَقَرَأَهُ عَلَيْهِ بِنَفْسِهِ، ثُمَّ جَمَعَ كِتَاباً مُجَلَّداً فِي فَضَائِل الجِهَاد وَقَدَّمه لَهُ وَلاَزَمه فَوَلاَّهُ قَضَاءَ العَسْكَرِ، ثُمَّ خَدَمَ بَعْدَهُ وَلدَهُ المَلِكَ الظَّاهِرَ غَازِياً، فَوَلاَّهُ قَضَاءَ مَمْلَكَتِهِ وَنَظَرَ الأَوقَافَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَتِسْعِيْنَ. وَلَمْ يُرْزَق ابْناً، وَلاَ كَانَ لَهُ أَقَاربُ، وَاتَّفَقَ أَنَّ الْملك الظَّاهِر أَقطعه إِقطَاعاً يَحصُل لَهُ مِنْهُ جُمْلَةٌ كَثِيْرَةٌ، فتصمد له مال كثير فَعَمَّرَ مِنْهُ مَدْرَسَةً سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّ مائَةٍ وَدَارَ حَدِيْثٍ وَتُربَة. قَصَدهُ الطَّلبَةُ وَاشْتَغَلُوا عَلَيْهِ لِلْعِلْمِ وَللدُّنْيَا، وَصَارَ المُشَارَ إِلَيْهِ فِي تَدبِيرِ الدَّوْلَةِ بِحَلَبَ، إِلَى أَنِ اسْتولتْ عَلَيْهِ البرودَات والضعف، فكان يتمثل: من يتمن العمر فلبدرع ... صَبْراً عَلَى فَقْدِ أَحْبَابِهِ وَمَنْ يُعَمَّرْ يَلْقَ فِي نَفْسِهِ ... مَا قَدْ تَمَنَّاهُ لأَعْدَائِهِ قَالَ الأَبَرْقُوْهِيُّ: قَدِمَ مِصْرَ رَسُوْلاً غَيْرَ مَرَّةٍ، آخِرُهَا القدْمَة الَّتِي سَمِعْتُ مِنْهُ فِيْهَا. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ يُكْنَى أَوَّلاً بِأَبِي العِزِّ، ثُمَّ غَيَّرَهَا بِأَبِي المَحَاسِنِ. قَالَ: وَقَالَ فِي بَعْضِ تَوَالِيفِه: أَوَّلُ مَنْ أَخذتُ عَنْهُ شَيْخِي صَائِنُ الدِّيْنِ القُرْطُبِيّ، لاَزمتُ القِرَاءةَ عَلَيْهِ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً، وَقَرَأْت عَلَيْهِ مُعْظَمَ مَا رَوَاهُ مِنْ كُتُبِ القِرَاءاتِ وَالحَدِيْثِ وَشُروحِه وَالتَّفْسِيْرِ. وَمِنْ شُيُوْخِي: سِرَاجُ الدِّيْنِ الجَيَّانِيُّ؛ قَرَأْتُ عَلَيْهِ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" كُلَّهُ، وَ"الوَسِيطَ" لِلوَاحِدِيِّ سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ بِالمَوْصِلِ. وَمِنْهُم فَخْر الدِّيْنِ أَبُو الرِّضَا ابْن الشَّهْرُزُوْرِيّ سَمِعْتُ عَلَيْهِ "مُسْنَدَ أَبِي عَوَانَةَ" وَ"مُسْنَدَ أَبِي دَاوُدَ"، وَ"مُسْنَدَ الشَّافِعِيِّ"، وَ"جَامِعَ التِّرْمِذِيِّ" ... إِلَى أَنْ قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: أَخذتُ عَنْهُ كَثِيْراً، وَكَتَبَ إِلَيْهِ صَاحِبُ إِرْبِلَ فِي حَقِّي وَحقِّ أَخِي، فَتفضَّلَ وَتَلقَّانَا بِالقَبُولِ وَالإِكرَامِ وَلَمْ يَكُنْ لأَحدٍ مَعَهُ كَلاَم، وَلاَ يَعمل الطّوَاشِي طُغْرِيْل شَيْئاً إلَّا بِمشُوْرَتِهِ. وَكَانَ لِلْفُقَهَاءِ بِهِ حُرمَةٌ تَامَّةٌ ... إِلَى أَنْ قَالَ: أَثَّرَ الهَرَمُ فِيْهِ، إِلَى أَنْ صَارَ كَالفَرْخِ. وَكَانَ يَسلكُ طَرِيْق البَغَاددَة فِي أَوضَاعهِم، وَيلبس زِيَّهُم، وَالرُّؤَسَاءُ يَنْزِلُوْنَ عَنْ دَوَابِّهِم إِلَيْهِ. وَقَدْ سَارَ إِلَى مِصْرَ لإِحضَار بِنْتِ السُّلْطَانِ الكَامِلِ إِلَى زَوْجِهَا المَلِكِ العَزِيْزِ، ثُمَّ اسْتَقلَّ العَزِيْزُ بِنَفْسِهِ، فَلاَزمَ القَاضِي بَيْتَه، وَأَسْمَعَ الحَدِيْثَ إِلَى أَنْ مَاتَ وَهُوَ عَلَى القَضَاءِ. قَالَ: وَظهرَ عليه الخوف، وَعَادَ لاَ يَعرِفُ مَنْ كَانَ يَعرِفُهُ، وَيَسْأَلُهُ عَنِ اسْمِهِ وَمَنْ هُوَ، ثُمَّ تَمرَّضَ وَمَاتَ يَوْمَ الأَرْبعَاءِ، رَابِعَ عَشَرَ صَفَرٍ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً.

ابن روزبة

5690- ابن روزبة 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ المُعَمَّرُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ رُوْزْبَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ، القَلاَنسِيُّ، العَطَّارُ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَسَمِعَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" وَ"جُزْء ابْن العَالِي" مِنَ الشَّيْخِ أَبِي الوَقْتِ. وَرَوَى "الصَّحِيْح" بحلب، وبغداد، وحران، ورأس عين، وازدحموا عَلَيْهِ، وَكَانَ عَزْمه عَلَى دِمَشْقَ، فَخوَّفُوهُ بِحَلَبَ مِنْ حِصَار دِمَشْق، فَرَدَّ، فَطَالَبَه بَعْضُ الدَّمَاشِقَةِ بِمَا كَانَ أَعْطَاهُ، فَأَعْطَاهُ البَعْضَ وَمَاطلَ. وَقَدْ أَضَرَّ بِأَخَرَةٍ، وَنَاطحَ التِّسْعِيْنَ. وَكَانَ حَسَنَ الهَيْئَةِ، مليح الشيبة، حلو الكلام، قوي الهمة برِبَاطِ الخِلاَطِيَّةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: عِزُّ الدِّيْنِ عَبْدُ الرزاق الرَّسْعَنِيُّ، وَشَرَفُ الدِّيْنِ ابْنُ النَّابُلُسِيّ، وَكَمَالُ الدِّيْنِ يَحْيَى بنُ الصَّيْرَفِيِّ، وَالقَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ ابْنُ العِمَادِ، وَنَصْر اللهِ بنُ حوَارِيّ، وَعِزّ الدِّيْنِ الفَارُوْثِيّ، وَجَمَال الدِّيْنِ الشَّرِيْشِيّ، وَأَمِيْن الدِّيْنِ ابْن الأَشْتَرِيِّ، وَتَاج الدِّيْنِ الغَرَّافِيّ، وَأَبُو الغَنَائِمِ الكَفَرَابِيّ، وَالجمَال عُمَر بن العقيمِيِّ، وَيَعْقُوْبُ بنُ فَضَائِلَ الحَلَبِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ تَيْمِيَةَ، وَالتَّاج ابْن أَبِي عَصْرُوْنَ، وَأَبُو سَعِيْدٍ سُنْقُرُ القَضَائِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَبِالإِجَازَةِ أَبُو نَصْرٍ ابْنُ الشِّيْرَازِيِّ، وَسَعْد الدِّيْنِ بن سَعْدٍ، وَالبَهَاء بن عَسَاكِرَ، وَالشِّهَاب ابْن الشِّحْنَةِ. قَالَ الحَافِظُ المُنْذِرِيّ: جَاوَزَ التِّسْعِيْنَ، وَتُوُفِّيَ فُجَاءةً لَيْلَة خَامِسِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: الجمَال أَبُو حَمْزَةَ أَحْمَد بن عُمَرَ ابْن الشَّيْخ أَبِي عُمَرَ، وَزُهْرَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بن حَاضِرٍ، وَالمُقْرِئُ سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ المُغَرْبِلِ الشَّارِعِيُّ، وَالوَجِيْه عَبْد الخَالِقِ بن إِسْمَاعِيْلَ التِّنِّيْسِيّ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن عمر النساج الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ابْن الرَّمَّاحِ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّد بنِ أَبِي المَفَاخِرِ المَأْمُوْنِيُّ، وَصَاحِبُ المَغْرِبِ يَحْيَى بن إِسْحَاقَ بنِ غَانِيَة الصِّنْهَاجِيّ المَيُوْرقِيّ، وَيُوْسُف بن جِبْرِيْل اللَّوَاتِيّ بِمِصْرَ، وَأَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ فِتْيَانَ، وَعُمَر بن يَحْيَى بنِ شَافع المُؤَذِّن، وَخَطِيْب زَمْلَكَا عَبْد الكَرِيْمِ.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1423"، والنجوم الزاهرة "6/ 296"، وشذرات الذهب "5/ 160".

ابن دحية

5691- ابن دحية 1: الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ المُتَفَنِّنُ مَجْدُ الدِّيْنِ أبو الخطاب عمر ابن حَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الجُمَيِّلِ -وَاسْمُ الجُمَيِّلِ مُحَمَّدٌ- بنِ فَرَحِ بنِ خَلَفِ بنِ قُوْمِسَ بن مَزْلاَلِ بنِ مَلاَّلِ بنِ أَحْمَدَ بنِ بَدْرِ بنِ دِحْيَةَ بنِ خَلِيْفَةَ الكَلْبِيُّ، الدَّانِيُّ ثُمَّ السَّبْتِيُّ. هَكَذَا سَاق نَسبَه، وَمَا أَبعدَه مِنَ الصّحَّةِ وَالاتِّصَالِ! وَكَانَ يَكتب لِنَفْسِهِ: ذُو النِّسْبَتَيْنِ بَيْنَ دِحيَةَ وَالحُسَيْنِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبَّارُ: كَانَ يَذكرُ أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ دحية -رضي الله عنه، وَأَنَّهُ سِبْطُ أَبِي البَسَّامِ الحُسَيْنِيِّ. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ بن الجَدِّ، وَأَبَا القَاسِمِ بن بَشْكُوَالَ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ المُجَاهِد، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ زَرْقُوْنَ، وَأَبَا القَاسِمِ بن حُبَيْش، وَأَبَا مُحَمَّد بنَ عُبَيْدِ اللهِ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ بُونُه. وَحَدَّثَ بِتُوْنُسَ بِـ "صَحِيْح مُسْلِم" عَنْ طَائِفَة، وَرَوَى عَنْ آخرِيْنَ مِنْهُم أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ بَشْكُوَالَ، -وَقَالَ: سَمِعْتُ مِنْهُ كِتَاب "الصِّلَةِ"، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ المُنَاصِفِ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ دَحْمَانَ، وَصَالِح بن عَبْدِ المَلِكِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ بنُ قُرْقُوْل، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ سِيْده، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنِ عَمِيْرَةَ، وَأَبُو خَالِدٍ بن رِفَاعَةَ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ رُشْدٍ الوَرَّاقُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ القُبَاعِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مُغَاوِرٍ. قَالَ: وَكَانَ بَصِيْراً بِالحَدِيْثِ، معتنيًا بتقييده، مكبًا على سماعه، حسن الحظ، مَعْرُوْفاً بِالضَّبْط، لَهُ حَظّ وَافر مِنَ اللُّغَة وَمشَاركَة فِي العَرَبِيَّة وَغَيْرهَا. وَلِيَ قَضَاءَ دَانِيَة مَرَّتَيْنِ، وَصُرفَ لِسِيرَةٍ نُعِتَتْ عَلَيْهِ، فَرَحَلَ، وَلقِيَ بِتِلِمْسَانَ أَبَا الحَسَنِ بنَ أَبِي حَيُّوْنَ، فَحَمَلَ عَنْهُ، وَحَدَّثَ بِتُوْنُسَ فِي سَنَةِ 595، ثُمَّ حَجَّ، وَكَتَبَ بِالمَشْرِق: بِأَصْبَهَانَ، وَنَيْسَابُوْر عَنْ أَصْحَابِ الحَدَّاد والفراوي، وعاد إلى مصر فاستأدبه الملك العاجل لابْنِهِ الكَامِل وَلِيِّ عَهْدِهِ، وَأَسكنه القَاهِرَة فَنَالَ بِذَلِكَ دُنْيَا عرِيضَة، وَكَانَ يُسَمِّعُ وَيُدرِّس. وَلَهُ تَوَالِيف، مِنْهَا: كِتَابُ "إِعلاَمِ النَّصِّ المُبِين، فِي المُفَاصَلَةِ بَيْنَ أَهْلِ صِفِّيْن". قُلْتُ: سَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ البُوْصِيْرِيّ بِمِصْرَ، وَمِنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيِّ بِأَصْبَهَانَ، وَمِنْ: مَنْصُوْر الفُرَاوِيّ بِنَيْسَابُوْرَ؛ سَمِعَ بِهَا "صَحِيْح مُسْلِم" عَالِياً، بَعْدَ أَنْ رَوَاهُ نَازلاً، وَحَدَّثَ بِدِمَشْقَ وَسَمِعَ بِهَا، وَسَمِعَ بِوَاسِط مِنْ أَبِي الفَتْحِ المَنْدَائِيِّ، سَمِعَ مِنْهُ "مُسْنَدَ أحمد".

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 497"، وتذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1136"، والنجوم الزاهرة "6/ 295، 296"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 160، 161".

رَوَى عَنْهُ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، فَقَالَ: كَانَ لَهُ مَعْرِفَةٌ حَسَنَةٌ بِالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ، وَأَنَسَةٌ بِالحَدِيْثِ، فَقِيْهاً عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ، وَكَانَ يَقُوْلُ: إِنَّهُ حَفِظَ "صحيح مسلم" جميعه، وإنه قرأه شَيْخٍ بِالمَغْرِبِ مِنْ حِفْظِهِ، وَيَدَّعِي أَشيَاءَ كَثِيْرَةً. ولابن عتين فِيْهِ: دِحْيَةُ لَمْ يُعْقِبْ فَلِمْ تَعْتَزِي ... إِلَيْهِ بِالبُهْتَانِ وَالإِفْكِ مَا صَحَّ عِنْدَ النَّاسِ شَيْءٌ سِوَى ... أَنَّكَ مِنْ كَلْبٍ بِلاَ شَكِّ قُلْتُ: كَانَ هَذَا الرَّجُلُ صَاحِبَ فُنُوْنٍ وَتَوسُّع وَيد فِي اللُّغَة، وَفِي الحَدِيْثِ عَلَى ضَعْفٍ فِيْهِ. قَالَ ابْنُ مَسْدِيٍّ: رَأَيْت بِخَطِّهِ أَنَّهُ سَمِعَ قَبْل سَنَة سَبْعِيْنَ مِنْ جَمَاعَة؛ كَأَبِي بَكْرٍ بنِ خَلِيْل، وَاللَّوَاتِيّ، وَابْن حُنَيْن. قَالَ: وَلَيْسَ يُنكر عَلَيْهِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يسمع حَتَّى سَمِعَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَحَصَّلَ مَا لَمْ يُحَصِّلْهُ غَيْرُهُ. قَالَ الضِّيَاء: لَقِيْتُهُ بِأَصْبَهَانَ، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ، وَلَمْ يُعْجِبنِي حَاله؛ كَانَ كَثِيْرَ الوقيعَة فِي الأَئِمَّة. وَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيْم السَّنْهُوْرِيُّ بِأَصْبَهَانَ: أَنَّهُ دَخَلَ المَغْرِبَ، وَأَنَّ مَشَايِخ المَغْرِبِ كَتَبُوا لَهُ جَرْحه وَتَضْعِيْفَه. قَالَ الضِّيَاءُ: وَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ غَيْرَ شَيْءٍ، مِمَّا يَدلُّ عَلَى ذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: كَانَ مَوْصُوَفاً بِالمَعْرِفَة وَالفَضْلِ وَلَمْ أَرَهُ، إلَّا أَنَّهُ كَانَ يَدَّعِي أَشيَاءَ لاَ حَقِيْقَةَ لَهَا، ذكر لِي أَبُو القَاسِمِ بنُ عبد السلام ثقة، قال: نزل عِنْدنَا ابْنُ دِحْيَةَ فَكَانَ يَقُوْلُ: أَحْفَظُ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" وَ"التِّرْمِذِيَّ" قَالَ: فَأَخَذتُ خَمْسَةَ أَحَادِيْثَ مِنَ التِّرْمِذِيِّ، وَخَمْسَةً مِنَ "المُسْنَدِ" وَخَمْسَةً مِنَ المَوْضُوْعَاتِ، فَجَعَلْتُهَا فِي جُزْءٍ، ثُمَّ عَرَضتُ عَلَيْهِ حَدِيْثاً مِنَ التِّرْمِذِيِّ، فَقَالَ: لَيْسَ بِصَحِيْحٍ، وَآخَرَ، فَقَالَ: لاَ أَعْرِفُهُ، وَلَمْ يَعرِفْ مِنْهَا شَيْئاً! وَقَالَ ابْنُ وَاصِلٍ الحَمَوِيّ: كَانَ ابْنُ دِحْيَةَ -مَعَ فَرطِ مَعْرِفَته بِالحَدِيْثِ وَحِفْظِهِ الكَثِيْرِ لَهُ- مُتَّهَماً بِالمُجَازفَةِ فِي النَّقلِ، وَبَلَغَ ذَلِكَ الْملك الكَامِل فَأَمره أَنْ يُعلِّقَ شَيْئاً عَلَى كِتَابِ الشِّهَابِ، فَعلَّقَ كِتَاباً تَكَلَّمَ فِيْهِ عَلَى أَحَادِيْثِه وَأَسَانِيْدِهِ، فَلَمَّا وَقَفَ الكَامِلُ عَلَى ذَلِكَ خَلاَّهُ أَيَّاماً وَقَالَ: ضَاعَ ذَاكَ الكِتَابُ فَعَلِّقْ لِي مثله. ففعل، فجاء الثاني فيه منتقضة لِلأَوَّلِ، فَعَلِمَ السُّلْطَانُ صِحَّةَ مَا قِيْلَ عَنْهُ، وَنَزَلت مَرْتَبَتُهُ عِنْدَهُ، وَعَزلَهُ مِنْ دَارِ الحَدِيْثِ التي أنشأها آخرًا، وولاها أخا أبا عمرو.

قَرَأْت بِخَطِّ ابْنِ مَسْدِيٍّ فِي "مُعْجَمِهِ"، قَالَ: كَانَ وَالِدُ ابْنِ دِحْيَةَ تَاجراً يُعرَفُ بِالكَلْبِيِّ -بَيْنَ الفَاء وَالبَاء- وَهُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ بِدَانِيَةَ، وَكَانَ أَبُو الخَطَّابِ أَوَّلاً يَكتبُ: الكَلْبِيّ مَعاً، إِشَارَةً إِلَى المَكَانِ وَالنَّسَبِ، وَإِنَّمَا كَانَ يُعرف بِابْنِ الجُمَيِّلِ؛ تَصَغِيْرُ جَمَلٍ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو الخَطَّابِ عَلاَّمَةَ زَمَانِه، وَقَدْ وَلِيَ أَوَّلاً قَضَاءَ دَانِيَةَ. قُلْتُ: وَذَكَرَ أَنَّ سَبَبَ عَزْلِ ابْنِ دِحْيَةَ أَنَّهُ خَصَى مَمْلُوْكاً لَهُ، فَغَضِبَ الْملك، وَهَرَبَ ابْنُ دِحْيَةَ. وَلفظ ابْن مَسْدِيٍّ، قَالَ: كان له مملوك يسمى ريحان، فجبه واستأصل أنثييه وزيه وَأَتَى بِزَامِرٍ فَأَمَرَ بِثَقْبِ شَدْقِهِ، فَغَضِبَ عَلَيْهِ المَنْصُوْرُ، وَجَاءهُ النَّذِيْرُ، فَاخْتَفَى، ثُمَّ سَارَ مُتَنَكِّراً. قُلْتُ: وَكَانَ مِمَّنْ يَترخص فِي الإِجَازَة، وَيطلق عَلَيْهَا "حَدَّثَنَا". وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَحِ "المُوَطَّأَ" بُعيدَ سَنَةِ سِتِّ مائَةٍ. وَأَخْبَرَهُ بِهِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْهُم: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ زَرْقُوْنَ بِإِجَازتِه مِنْ أَحْمَد بن مُحَمَّد الخَوْلاَنِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو القيشطَالِيّ سَمَاعاً، أَخْبَرَنَا أَبُو عِيْسَى يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ. وَقَالَ ابْنُ دِحْيَةَ مَرَّةً أُخْرَى: حَدَّثَنِي القَاضِي عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ اللَّوَاتِيّ، وَابْن زَرْقُوْنَ قَالاَ: حَدَّثَنَا الخَوْلاَنِيُّ. وَقَدْ قَرَأْتُ بِخَطِّ الحَافِظِ عَلَمِ الدِّيْنِ القَاسِمِ أَنَّهُ قرَأَ بِخَطِّ ابْنِ الصَّلاَحِ: سَمِعْتُ "المُوَطَّأَ" عَلَى الحَافِظِ ابْنِ دِحْيَةَ، وَحَدَّثَنَا بِهِ بِأَسَانِيْدَ كَثِيْرَةٍ جِدّاً، وَأَقْرَبُهَا مَا حَدَّثَهُ بِهِ الفَقِيْهَانِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حُنَيْنٍ الكِنَانِيُّ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَلِيْلٍ القَيْسِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بنُ فَرَجِ بنِ الطَّلاَّعِ، وَأَبُو بَكْرٍ خَازِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغِيْثٍ. قَالَ ابْنُ الذَّهَبِيِّ: لَمْ يَلق ابْنُ دِحْيَةَ هَذَيْنِ، وَبِالجُهْدِ أَنْ تكون روايته عنهما إجازة، وكان بِبلاَد العَدْوَة، لَمْ يَكُوْنَا بِالأَنْدَلُسِ، فَكَانَ القَيْسِيُّ بِمَرَّاكُش، وَكَانَ ابْنُ حُنَيْنٍ بِفَاسَ، وَلِمُتَأَخِّرِي المغَاربَةِ مَذْهَبٌ فِي إِطلاَقِ: حَدَّثَنَا عَلَى الإِجَازَةِ، وَهَذَا تدليس. قَالَ التَّقِيُّ عُبَيْدٌ: أَبُو الخَطَّابِ ذُو النَّسَبَيْنِ صَاحِب الفُنُوْنِ وَالرحلَة الوَاسِعَة، لَهُ المُصَنَّفَات الفَائِقَة وَالمَعَانِي الرَّائِقَة، كَانَ مُعَظَّماً عِنْد الخَاص وَالعَام، سُئِلَ عَنْ مَوْلِده فَقَالَ: سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَحُكِيَ عَنْهُ فِي مَوْلِدِهِ غَيْرُ ذَلِكَ. قُلْتُ: فَقِيْلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ شَيْخَانَا؛ شَرَفَا الدِّيْنِ أَبُو الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنِيُّ، وَابْنُ خَوَاجَا إِمَامٌ، وَغَيْرُهُمَا.

قَرَأْت بِخَطِّ الحَافِظِ الضِّيَاءِ: أَنَّ ابْنَ دِحْيَةَ تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الثُّلاَثَاءِ، رَابِعَ عَشَرَ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَدِمَ عَلَيْنَا وَأَملَى مِنْ حِفْظِهِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنِ ابْنِ الجَوْزِيّ وَسَمِعَ بِأَصْبَهَانَ "مُعْجَم الطَّبَرَانِيِّ" مِنَ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَسَمِعَ بِنَيْسَابُوْرَ وَبِمَرْوَ وَوَاسِطَ، وَأَنَّهُ سَمِعَ مِنْ جَمَاعَةٍ بِالأَنْدَلُسِ، غَيْرَ أَنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ مُجمِعِينَ عَلَى كَذِبِه وَضَعْفِه وَادِّعَائِهِ مَا لَمْ يَسْمَعْهُ، وَكَانَتْ أَمَارَاتُ ذَلِكَ لاَئِحَةً عَلَى كَلاَمِه وَفِي حَركَاتِه، وَكَانَ القَلْب يَأْبَى سَمَاعَ كَلاَمِه. سَكَنَ مِصْرَ، وَصَادفَ قَبُولاً مِنَ السُّلْطَانِ الكَامِلِ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ إِقبالاً عَظِيْماً، وسمعت أنه كان يسوي له المداس حِيْنَ يَقومُ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَنَسَبُهُ لَيْسَ بِصَحِيْحٍ، وَكَانَ حَافِظاً مَاهِراً، تَامَّ المَعْرِفَةِ بِالنَّحْوِ واللغة، ظاهري المذهب، كثير الوقيعة في السَّلَفِ، أَحْمَقَ، شَدِيدَ الكِبْر، خَبِيثَ اللِّسَانِ، مُتَهَاوِناً فِي دِيْنِهِ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. حكَى ابْنُ النَّجَّارِ فِي "تَارِيْخِهِ"، وَابْنُ العَدِيْمِ فِي "تَارِيخِ حَلَبَ"، وَأَبُو صَادِقٍ مُحَمَّدُ بنُ العَطَّارِ، وَابْنُ المُسْتَوْفِي فِي "تَارِيْخِهِ" عَنْهُ أَشْيَاءَ تُسقِطه.

الإربلي

5692- الإربلي 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ فَخْر الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُسَلَّمِ بنِ سَلْمَانَ الإِرْبِلِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ. وَقَالَ مَرَّةً: فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْ: يَحْيَى بنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ النَّقُّوْرِ، وَشُهْدَةَ الكَاتِبَةِ، وَعَلِيِّ بنِ عَسَاكِرَ المُقْرِئِ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ البَطَلْيَوْسِيِّ، وَهِبَةِ اللهِ بنِ يَحْيَى الوَكِيْلِ، وَخمرتَاش فَتَى ابْنِ رَئِيْس الرُّؤَسَاءِ، وَتَجَنِّي عَتِيْقَةِ ابْنِ وَهْبَانَ وَغَيْرِهِم، وَلَهُ عَنْهُم جُزءٌ سَمِعْنَاهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ ابْنُ الصَّابُوْنِيّ، وَالجمَالُ الدِّيْنَوَرِيّ الخَطِيْب، وَالعِمَاد يُوْسُفُ ابْن الشَّقَارِيِّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ ابْن اليُوْنِيْنِيّ، وَأَبُو العباس ابن الظَّاهِرِيِّ، وَأَبُو الفَضْلِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَعَلِيّ بن بَقَاءٍ الملقِّنُ، وَالعِمَاد بن سَعْدٍ، وَعَلِيّ وَعُمَر وَأَبُو بَكْرٍ بَنُو ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَعُمَرُ بن طَرْخَانَ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ مُؤْمِنٍ، وَمُحَمَّد بن يُوْسُفَ الإِرْبِلِيّ الذَّهَبِيّ، وَعِيْسَى بن أَبِي مُحَمَّدٍ المَغَارِيّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي الذِّكْرِ القُرَشِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ ابْن خَطِيْب الأبار، وعبد المنعم ابن عَسَاكِرَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَمِنْ بَقَايَاهُم: عِيْسَى بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُطَعِّمُ، وَالقَاسِمُ بنُ عَسَاكِرَ، وَالقَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ. قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ سَامَة: لَقَبُهُ قَنْوَرُ. وَقَرَأْت بِخَطِّ ابْنِ مَسْدِيٍّ: إِنَّهُ يُعرفُ بِالقَنْوَرِ. قَالَ: وَكَانَ لاَ يَتحقّقُ مَوْلِدَهُ، وَلِهَذَا امْتَنَعُوا مِنَ الأَخْذِ عَنْهُ بِإِجَازَات أَقْوَامٍ مَوْتُهُم قَدِيْمٌ. قَالَ ابْنُ الصَّلاَحِ: لاَ نَسْمَع بِهَذِهِ الإِجَازَات؛ لأَنَّه يذكر مَا يَدلّ عَلَى أَنَّ مَوْلِدَهُ بَعْد تَارِيخهَا. وَقَالَ شَيْخنَا ابْنُ الظَّاهِرِيِّ، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ: تُوُفِّيَ بِإِرْبِل فِي رَمَضَانَ أَوْ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَوجدت بِخَطِّ السَّيْفِ ابْنِ المَجْدِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَصْحَابنَا وَمَشَايِخنَا يَتَكَلَّمُوْنَ فيه بسبب قلة الدين والمروءة، وكن سماعه صحيحًا.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1423"، وشذرات الذهب "5/ 161".

نصر بن عبد الرزاق

5693- نصر بن عَبْدُ الرَّزَّاقِ 1: ابْنُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ عَبْدُ القَادِرِ بنُ أَبِي صَالِحٍ، الإمام العالم الأوحد قَاضِي القُضَاةِ عِمَاد الدِّيْنِ أَبُو صَالِحٍ وَلَدُ الحَافِظِ الزَّاهِدِ أَبِي بَكْرٍ، الجِيْلِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ الأَزَجِيُّ الحَنْبَلِيُّ. وُلِدَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، فَأَجَاز لَهُ وَهُوَ ابْنُ شَهْرٍ أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ البَطِّيِّ، وَالمُبَارَكُ بنُ مُحَمَّدٍ البَادرَائِي، وَطَائِفَةٌ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبَوَيْهِ، وَعَلِيّ بن عَسَاكِرَ البَطَائِحِيّ، وَخَدِيْجَة بِنْت النُّهْرُوَانِيِّ، وَشُهْدَة الكَاتِبَة، وَمُسْلِم بن ثَابِتٍ، وَعَبْد الحَقِّ بن يُوْسُفَ، وَأَحْمَد بن المُبَارَكِ المُرَقَّعَاتِيّ، وَعِيْسَى بن أَحْمَدَ الدُّوْشَابِيّ، وَمُحَمَّد بن بَدْرٍ الشِّيْحِيّ، وَفَاطِمَة بِنْت أَبِي غَالِبٍ المَاوَرْدِيِّ، وَأَبِي شَاكِر السَّقْلاَطُوْنِيِّ، وَتَفَقَّهَ عَلَى وَالِدِه، وَأَبِي الفَتْحِ ابْنِ المَنِّيِّ. وَدرَّس، وَأَفتَى، وَنَاظرَ وَسَادَ. حدث عنه: ابن الدبيثي، وابن النجار، وأبو المُظَفَّرِ ابْن النَّابُلُسِيّ، وَالشَّمْس بن هَامِلٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ الفَارُوْثِيّ، وَالتَّاج الغَرَّافِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بنُ أَحْمَدَ الشَّرِيْشِيُّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي الفَرَجِ ابْن الدَّبَّابِ، وَأَبُو الحَسَنِ ابْنُ بَلْبَانَ، وَأَبُو المعالي الأبرقوهي، وعدة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1423"، وشذرات الذهب "5/ 161، 162".

وَجَمَعَ "الأَرْبَعِيْنَ" لِنَفْسِهِ، وَدرَّسَ بِمَدْرَسَةِ جَدِّه، وَبِالمَدْرَسَةِ الشَّاطِئَةِ وَتَكلّم فِي الْوَعْظ، وَأَلَّف فِي التَّصَوُّف، وَوَلِيَ القَضَاءَ لِلظَّاهِر بِأَمْرِ اللهِ، وَأَوَائِل، دَوْلَة المُسْتَنْصِر، ثُمَّ عُزِلَ. قَالَ الضِّيَاءُ: هُوَ فَقِيْهٌ، كَرِيْمُ النَّفْسِ، خَيِّرٌ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأَ الخلافات عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي عَلِيٍّ النُّوْقَانِيِّ الشَّافِعِيِّ، وَبُنِيت لَهُ دَكَّة بِجَامِعِ القَصْرِ لِلْمُنَاظَرَة، وَوَعَظَ، فَكَانَ لَهُ قبولٌ تَامٌّ، وَأُذِنَ لَهُ فِي الدُّخُول عَلَى الأَمِيْرِ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ ابْنِ النَّاصِرِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ لِسَمَاعِ المُسْنَدِ بِإِجَازته مِنَ النَّاصِر وَالِدِه فَأَنِسَ بِهِ، فَلَمَّا اسْتُخلِفَ لُقِّبَ بِالظَّاهِرِ فَقلَّدَ القَضَاءَ أَبَا صَالِحٍ سنة اثنتين وعشرين، فستر السِّيرَةَ الحَسَنَةَ، وَسَلكَ الطَّرِيقَةَ المُسْتَقِيمَةَ، وَأَقَامَ نَامُوسَ الشرع، ولم يحاب أحدًا، لا مَكَّنَ مِنَ الصِّيَاحِ بَيْنَ يَدَيْهِ. وَكَانَ يَمضِي إِلَى الجُمُعَةِ مَاشِياً، وَيَكْتُب الشُّهُودُ مِنْ دَوَاتِه في الجلس، فَلَمَّا اسْتُخلفَ المُسْتَنْصِرُ أَقرَّهُ أَشْهُراً وَعَزَلَهُ. وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَكَانَ ثِقَةً، مُتحرِّياً، لَهُ فِي المَذْهَبِ اليَدُ الطُّوْلَى، وَكَانَ لَطِيفاً مُتَوَاضِعاً، مَزَّاحاً كَيِّساً، وَكَانَ مِقْدَاماً رَجُلاً مِنَ الرِّجَالِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنْتُ فِي دَارِ الوَزِيْرِ القُمِّيِّ، وَهُنَاكَ جَمَاعَةٌ، إذ دخل رجل ذو هيبة، فَقَامُوا لَهُ وَخَدَمُوْهُ، فَقُمْتُ وَظننتُه بَعْض الفُقَهَاء، فَقِيْلَ: هَذَا ابْنُ كَرَمٍ اليَهُوْدِيُّ عَامِلُ دَارِ الضَّرْبِ، فَقُلْتُ لَهُ: تَعَالَ إِلَى هُنَا، فَجَاءَ، وَوَقَفَ، فَقُلْتُ: وَيْلَكَ! تَوَهَّمْتُكَ فَقِيْهاً فَقُمْتُ إِكرَاماً لَكَ، وَلَسْتَ -وَيْلَكَ- عِنْدِي بِهَذِهِ الصِّفَةِ، ثُمَّ كَرَّرتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَهُوَ قَائِمٌ يَقُوْلُ: اللهُ يَحفظُكَ! اللهُ يُبقِيكَ! ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: اخْسَأْ هُنَاكَ بَعِيداً عَنَّا، فَذَهَبَ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ: أَنَّهُ رُسِمَ لَهُ بِرِزْقٍ مِنَ الخَلِيْفَةِ، وَأَنَّهُ زَارَ يَوْمَئِذٍ قَبْرَ الإِمَامِ أَحْمَدَ، فَقِيْلَ لِي: دُفِعَ رَسْمُكَ إِلَى ابْنِ تُوْمَا النَّصْرَانِيِّ، فَامضِ إِلَيْهِ فَخُذْهُ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لاَ أَمضِي وَلاَ أَطلبه. فَبقِي ذَلِكَ الذَّهَبُ عِنْدَهُ إِلَى أَنْ قُتِلَ -إِلَى لَعنَةِ اللهِ- فِي السَّنَةِ الأُخْرَى، وَأُخِذَ الذَّهَبُ مِنْ دَارِهِ، فَنفذ إِلَيَّ. تُوُفِّيَ أَبُو صَالِحٍ فِي سَادِسَ عَشَرَ شَوَّالٍ سنة ثلاث وثلاثين وست مائة، وَدُفِنَ عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، فَقِيْلَ: إِنَّهُ دُفِنَ مَعَهُ فِي قَبْرِهِ، فَعَلَ ذَلِكَ الرَّعَاعُ، فَقُبِضَ عَلَى مَنْ فَعَل ذَلِكَ وَعُوقِبَ وَحُبِسَ، ثُمَّ نُبِشَ أَبُو صَالِحٍ لَيلاً بَعْدَ أَيَّامٍ وَدُفِنَ -رَحِمَهُ اللهُ- وَحْدَهُ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ بالإجازة: الفخر بن عَسَاكِرَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ حَاتِمٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ، وَالقَاضِي الحَنْبَلِيُّ، وَسَعْدُ الدِّيْنِ، وَعِيْسَى المُطَعِّمُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَأَبُو العَبَّاسِ ابْنُ الشِّحْنَةِ، وَأَبُو نَصْرٍ ابْنُ الشيرَازِيِّ، وَآخَرُوْنَ. أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بِقِرَاءتِي: أَخْبَرَكُم نَصْرُ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ الوقَايَاتِيِّ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، قَالَتْ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُظَفَّرِ التَّمَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الحُرْفِيُّ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الدِّهْقَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحِلٌّ الضَّبِّيُّ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بنَ حَاتِمٍ يُحَدِّثُنَا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اتقوا النار بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1413"، ومسلم "1016" "68"، والنسائي "5/ 74، 75".

ابن ياسين، الناصح

ابن ياسين، الناصح: 5694- ابن ياسين 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الأَمِيْنُ الحَجَّاجُ أَبُو مَنْصُوْرٍ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَاسِيْنَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُفَرِّجٍ البَغْدَادِيُّ البَزَّازُ السَّفَّارُ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ ابْنِ البَطِّيِّ، وَجَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الله ابن الدَّامَغَانِيِّ، وَأُخْتِهِ تُركُنَازَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الشَّيْخُ عِزُّ الدِّيْنِ الفَارُوْثِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بَلْبَانَ. وَبِالإِجَازَةِ القاضيان؛ ابن الخوبي وَالحَنْبَلِيِّ، وَالفَخْرُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالقَاسِمُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ ابْنُ الشِّيْرَازِيِّ. قَالَ ابْنُ أَنْجَبَ فِي تَارِيْخِهِ: حَجَّ تِسْعاً وَأَرْبَعِيْنَ حَجَّةً. قُلْتُ: أُسْقِطَتْ شَهَادَتُهُ لِسُوْءِ طَرِيْقَتِهِ وَظُلْمِهِ. تُوُفِّيَ فِي خَامِسِ صَفَرٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وثلاثين وست مائة. 5695- الناصح 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُفْتِي الأَوْحَدُ الوَاعِظُ الكَبِيْرُ نَاصِحُ الدين أبو الفرج عبد الرحمن بنُ نَجْمِ ابنِ الإِمَامِ شَرَفِ الإِسْلاَمِ أَبِي البِرَكَاتِ عَبْدِ الوَهَّابِ ابنِ الشَّيْخِ الكَبِيْرِ أَبِي الفَرَجِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ، السَّعْدِيُّ، العُبادِيُّ، الشِّيْرَازِيُّ الأَصْلِ، الشَّامِيُّ، المَقْدِسِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وخمس مائة. وَتَفَقَّهَ، وَبَرَعَ فِي الوَعْظِ، وَارْتَحَلَ، وَسَمِعَ مِنْ شهدة الكاتبةـ وتجني الوهبانية، وأبي

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 298"، وشذرات الذهب "5/ 164". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 298"، وشذرات الذهب "5/ 164-166".

شَاكِرٍ يَحْيَى السَّقْلاَطُوْنِيِّ، وَعَبْدِ الحَقِّ اليُوْسُفِيِّ، وَمُسْلِمِ بنِ ثَابِتٍ وَنِعْمَةَ بِنْتِ القَاضِي أَبِي خَازِمٍ بنِ الفَرَّاءِ، وَطَائِفَةٍ بِبَغْدَادَ، وَمِنْ أَبِي مُوْسَى المَدِيْنِيِّ، وَأَبِي العَبَّاسِ التُّركِ بِأَصْبَهَانَ، وَمِنْ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ أَبِي العَلاَءِ بِهَمَذَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَالضِّيَاءُ وَالبِرْزَالِيُّ وَالمُنْذِرِيُّ وَأَبُو حَامِدٍ الصابوني، والشمس بن حازم، والعز ابن العِمَادِ، وَالتَّقِيُّ بنُ مُؤْمِنٍ، وَنَصْرُ اللهِ بنُ عَيَّاشٍ، وَعَلِيُّ بنُ بَقَاءٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ بطّيخٍ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّبَّاغُ، وَالشِّهَابُ بنُ مُشَرَّف، ومحمد بن علي ابن الواسطي، وأبو بكر بن عبد الدائم. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ القَاضِيَانِ ابْنُ الخُوَيِّيِّ وَابْنُ حمزة، والبهاء بن عَسَاكِرَ. وَدَرَّسَ، وَأَفْتَى، وَصَنَّفَ، وَكَانَ رَئِيْسَ الحَنَابِلَةِ فِي وَقْتِهِ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ لَهُ قَبولٌ زَائِدٌ. حَدَّثَ وَوَعظَ بِمِصْرَ وَبِدِمَشْقَ. لَهُ خُطَبٌ وَمَقَامَاتٌ، وَكِتَابُ "تَارِيخِ الوُعَّاظِ". وَكَانَ حُلوَ الإِيرَادِ، صَارِماً، مَهِيْباً، شَهْماً، كَبِيْرَ القَدْرِ. تُوُفِّيَ فِي ثَالِث المُحرَّم، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً. قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمٍ، أَخْبَرَنَا الحَافِظُ أَبُو مُوْسَى، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَخْبَرْنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ، حدث أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ "ح". قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَحَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ محمد بن رزين الخياط، حدثا البَاغَنْدِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن صَابِرٍ، حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَنْمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبو عَامِرٍ وأَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ -وَاللهِ مَا كَذَبَنِي: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم- يَقُوْلُ: "لَيَكُوْنَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّوْنَ الحَرِيْرَ والخمر والمعازف، ولنزلن أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَروحُ عَلَيْهِم بسارحةٍ فيأتيهم رجل لحاجة فيقولون له: ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله -تعالى، ويضع العلم عليهم، وَيُمسَخُ آخَرُوْنَ قِرَدَةً وَخَنَازِيْرَ" 1. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تَعلِيقاً لِهِشَامٍ، وَرَوَاهُ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ فِي "تَارِيْخِهِ" عَنِ الناصح.

_ 1 صحيح: علقه البخاري "5590"، ووصله أبو داود "4039"، والطبراني "3417"، والبيهقي "10/ 221"، وقد سبق لنا تخريج هذا الحديث في هذا المجلد السادس عشر.

أخوه، القطيعي

أخوه، القطيعي: 5696- أخوه 1: الشَّيْخُ الفَقِيْهُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ نَجْمٍ، تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَلَهُ سَبْعٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً. سَمِعَ مِنْ: أَبِي تَمِيْمٍ سَلْمَانَ الرَّحَبِيِّ، وَالكَمَالِ ابنِ الشَّهْرُزُوْرِيِّ وَالحَيْصَ بَيْصَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الصَّفِيُّ خَلِيْلٌ المراغي في "مشيخته". 5697- القطيعي 2: الشَّيْخُ العَالِمُ المُحَدِّثُ المُفِيْدُ المُؤَرِّخُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ العِرَاقِ -شَيْخُ المُسْتَنْصِرِيَّةِ أَوَّلَ مَا فُتِحَتْ- أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ حُسَيْنٍ البَغْدَادِيُّ، ابْنُ القَطِيْعِيِّ. وُلِدَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمَّعَهُ وَالِدُهُ الفَقِيْهُ أَبُو العَبَّاسِ القَطِيْعِيُّ مِنْ أَبِي بَكْرٍ ابْنِ الزَّاغُوْنِيِّ، وَنَصْرِ بنِ نَصْرٍ العُكْبَرِيِّ، وَأَبِي جعفر أحمد بن محمد العباس، وَأَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ، فَرَوَى عَنْهُ "الصَّحِيْحَ"، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ الخَلِّ الفَقِيْهِ، وَسَلْمَانَ الشَّحَّامِ، وَطَائِفَةٍ. ثُمَّ طَلبَ هُوَ بِنَفْسِهِ، وَارْتَحَلَ، فَسَمِعَ بِالمَوْصِلِ مِنْ يَحْيَى بنِ سَعدُوْنَ القُرْطُبِيِّ، وَخَطِيْبِهَا أَبِي الفَضْلِ الطُّوْسِيِّ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الكِنَانِيِّ، وَأَبِي المَعَالِي بنِ صَابِرٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ القُرَشِيِّ. وَقَدْ لَزِمَ الشَّيْخَ أَبَا الفَرَجِ ابْنَ الجَوْزِيِّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ كَثِيْراً، وَأَخَذَ عَنْهُ الوَعْظَ، وَجَمَعَ "ذَيْلَ التَّارِيْخِ" لِبَغْدَادَ، وَمَا تَمَّمَهُ، وَخَدَمَ فِي بَعْضِ الجِهَاتِ، وَنَابَ عَنِ الصَّاحبِ مُحْيِي الدِّيْنِ ابْنِ الجَوْزِيِّ فِي الحِسْبَةِ، وَفترَ عَنِ الحَدِيْثِ، بَلْ تَرَكَهُ، ثُمَّ طَالَ عُمُرُهُ، وَعَلاَ سَنَدُهُ، وَاشْتُهِرَ ذِكْرُهُ، فَأُعْطِيَ مَشْيَخَةَ المُسْتَنْصِرِيَّةِ. وَكَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ، ثُمَّ تَرَكَهُ وَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ بِبَلدِهِ "بِالصَّحِيْحِ" كَامِلاً عَنْ أَبِي الوَقْتِ، وَتَفَرَّدَ بِعِدَّةِ أَجزَاءَ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: هُوَ شَيْخٌ صَالِحُ السَّمَاعِ، صَنَّفَ لبَغْدَادَ "تَارِيخاً" إلَّا أَنَّهُ مَا أَظَهْرَهُ. قُلْتُ: وَكَانَ لَهُ أُصُوْلٌ يَرْوِي مِنْهَا، وَكَانَ يَتَعَاسَرُ فِي الرِّوَايَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَالسَّيْفُ ابْنُ المَجْدِ، وَالجَمَالُ الشَّرِيْشِيُّ، وَالعِزُّ الفَارُوْثِيُّ، وَالعَلاَءُ بنُ بَلْبَانَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ ابنِ الكَسَّارِ، وَالفَقِيْهُ سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ الطِّيْبِيُّ،

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 119". 2 ترجمته في لسان الميزان "5/ ترجمة 160"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 162، 163 و168".

والمجد عبد العزيز ابن الخَلِيْلِيِّ، وَالشِّهَابُ الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَالتَّاجُ الغَرَّافِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَبِالإِجَازَةِ القاضيان الخوبي والحنبلي، والفخر بن عَسَاكِرَ وَابْنُ عَمِّهِ البَهَاءُ، وَسَعْدُ الدِّيْنِ ابْنُ سَعْدٍ، وَعِيْسَى المُطَعِّمُ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو نَصْرٍ ابْنُ الشِّيْرَازِيِّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: جَمعَ "تَارِيْخاً"، وَلَمْ يَكُنْ مُحَقِّقاً فِيمَا يَنقُلهُ وَيَقُوْلُهُ، عَفَا اللهُ عَنْهُ. وَتَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْ جَمَاعَةٍ، أَذْهَبَ عُمُرَهُ فِي "التَّارِيْخِ" الَّذِي عَمِلَه، طَالعتُهُ فَرَأَيْتٌ فِيْهِ كَثِيْراً مِنَ الغَلَط وَالتَّصحيفِ، فَأَوْقَفتُه عَلَى وَجهِ الصَّوَابِ فِيْهِ فَلَمْ يَفْهَم، وَقَدْ نَقَلْتُ عَنْهُ، مِنْهُ أَشيَاءُ لاَ يَطمئنُّ قَلْبِي إِلَيْهَا، وَالعُهدَة عَلَيْهِ. وَسَمِعْتُ عَبْدَ العَزِيْز بنَ دُلَفٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الوَزِيْر أَبَا المُظَفَّرِ بنَ يُوْنُسَ يَقُوْلُ لأَبِي الحَسَنِ ابْنِ القَطِيْعِيِّ: وَيْلَك! عُمُرَكَ تَقرَأُ الحَدِيْث، وَلاَ تُحسنُ تَقرَأُ حَدِيْثاً وَاحِداً صَحِيْحاً. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: وَكَانَ لحنةً، قيل المَعْرِفَةِ بِأَسْمَاءِ الرِّجَالِ، أَسَنَّ وَعُزِلَ عَنِ الشَّهَادَةِ، وَأُلْزِمَ مَنْزِلَه. تُوُفِّيَ فِي رَابعِ أَوْ خَامِسِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: الْملك المُحْسِنُ أَحْمَدُ ابنُ السُّلْطَانِ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ، وَالشَّيْخ إِسْحَاق بن أَحْمَدَ العَلْثِيُّ الزَّاهِدُ، وَالمُحَدِّث وَجِيْهُ الدِّيْنِ بَرَكَاتُ بنُ ظافر بن عساكر المصري، والموفق حمد ابن أَحْمَدَ بنِ صُدَيْقٍ الحَرَّانِيُّ الحَنْبَلِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ خَلِيْل بن أَحْمَدَ الجَوْسَقِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ ابن يَاسِيْنَ، وَالحَافِظُ أَبُو الرَّبِيْعِ الكَلاَعِيُّ، وَالضَّحَّاكُ بنُ أَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، وَالنَّاصِحُ ابْنُ الحَنْبَلِيِّ، وَأَبُو البَرَكَاتِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القُبَّيْطِيِّ، وَالنَّاصحُ عَبْدُ القَادِرِ بنُ عَبْدِ القَاهِرِ الحَرَّانِيُّ الحَنْبَلِيُّ، وَالشَّرَفُ عَبْدُ القَادِرِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ ثُمَّ المِصْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّطِيْفِ ابْنُ شَاعِرِ العِرَاقِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ ابْن التَّعَاوِيْذِيِّ، وَعَبْد الوَاحِدِ بن نِزَارٍ ابْنُ الجَمَالِ، وَأَبُو عَمْرٍو عُثْمَان بن حَسَنِ بنِ دِحْيَةَ اللُّغَوِيُّ السَّبْتِيُّ، وعلي بن محمد بن كبة، وَالكَمَالُ عَلِيّ بن أَبِي الفَتْحِ الكُنَارِيّ الطَّبِيْب بِحَلَبَ، وَصَاحِب الرُّوْم كيقبَاد بن كيخسرو، وَالصَّاحب مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ مُهَاجِرٍ بِدِمَشْقَ، وَصَاحِب حَلَب الْملك العَزِيْز مُحَمَّد ابْن الظَّاهِر، وَخَطِيْب شُقْر أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ وَضَّاحٍ المُقْرِئ، وَالمُحْتَسِبُ فَخْر الدِّيْنِ مَحْمُوْدُ بن سيمَا، وَمُرْتَضَى بنُ العَفِيْف، وَأَبُو بَكْرٍ هِبَةُ اللهِ بنُ كَمَالٍ، وَيَاسَمِينُ بِنْتُ البَيْطَارِ.

مرتضى، ابن كمال

مرتضى، ابن كمال: 5698- مرتضى 1: ابن العَفِيْفِ أَبِي الجُوْدِ حَاتِمِ بنِ المُسَلَّمِ بنِ أَبِي العَرَبِ، الشَّيْخُ، الإِمَامُ، المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ، أَبُو الحَسَنِ الحَارِثِيُّ، المِصْرِيُّ، الحَوْفِيُّ. مَوْلِدُهُ بِالحَوْفِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ تَقْرِيْباً. وَقَرَأَ بِالسَّبْعِ عَلَى " ... "2. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَالقَاضِي مُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَضْرَمِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن قَاسمٍ الزَّيَّاتِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ بَرِّيٍّ، وَسَلامَةَ ابن عَبْدِ البَاقِي، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ النَّجَّارِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ المُنْذِرِيُّ، وَحَفِيْدُهُ حَاتِمُ بنُ حُسَيْنِ بن مرتضى، وأحمد بن عبد الكريم المنذرين وَالتَّاج الغَرَّافِيُّ، وَأَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَعِدَّةٌ. وَبِالإِجَازَةِ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ حُضُوْراً الجَمَالُ مُحَمَّدُ بنُ مُكَرَّمٍ الكَاتِبُ. قَالَ المُنْذِرِيُّ: كَانَ عَلَى طَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ، كَثِيْرَ التِّلاَوَةِ لَيْلاً وَنَهَاراً، وَأَبُوْهُ أَحَدُ المُنْقَطِعِيْن المَشْهُوْرِيْنَ بِالصَّلاَحِ. قُلْتُ: حَدَّثَ مُرْتَضَى بِدِمَشْقَ، وَكَانَ عِنْدَهُ فِقْهٌ وَمَعْرِفَةٌ وَنَبَاهَةٌ. كَتَبَ بِخَطِّهِ الكَثِيْرِ. وَقَالَ التَّقِيُّ عبيد: كَانَ فَقِيراً صَبُوْراً لَهُ قبولٌ، يَخْتِم فِي الشَّهْر ثَلاَثِيْنَ ختمَةً. وَلَهُ فِي رَمَضَانَ سِتُّوْنَ ختمَةً، رَحِمَهُ اللهُ. تُوُفِّيَ بِالشَّارِعِ، فِي التَّاسعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَوَّالٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَكَانَ شَافِعِيّاً. قُلْتُ: مَا ذَكَرَ المُنْذِرِيُّ على من تلا بالسبع. 5699- ابن كمال 3: الشَّيْخُ الصَّالِحُ الخَاشِعُ أَبُو بَكْرٍ هِبَةُ اللهِ بن عُمَرَ بنِ حَسَنٍ الحَرْبِيُّ، البَغْدَادِيُّ، القَطَّانُ، الحلاج، المعروف بابن كمال. حَدَّثَ عَنْ: هِبَة اللهِ بنِ أَحْمَدَ الشِّبْلِيِّ، وَكَمَالِ بِنْت الحَافِظِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَأَبِي المَعَالِي بنِ اللَّحَّاسِ. وَتَفَرَّد فِي وَقْتِهِ، وَكَانَ مِنَ الأَخيَارِ. أَخَذَ عَنْهُ: ابْنُ المَجْدِ، وَالكَمَالُ ابْن الدّخميسِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بَلْبَانَ، وَطَائِفَة. وَبِالإِجَازَةِ: الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَالفَخْرُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنُ عَمِّهِ البَهَاءُ، وَالمُطَعِّمُ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَابْنُ الشِّيْرَازِيّ، وَابْنُ الشِّحنَةِ، وَعِدَّةٌ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عشر التسعين.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1419، 1420"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 299"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 168". 2 فراغ في الأصل. 3 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1420"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 299"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 169".

ياسمين، الأنجب

ياسمين، الأنجب: 5700- ياسمين 1: الشَّيخَةُ المُعَمَّرَةُ المُبَارَكَةُ أُمُّ عَبْدِ اللهِ يَاسَمِينُ بِنْتُ سَالِمِ بنِ عَلِيِّ بنِ سَلاَمَةَ ابْنِ البَيْطَارِ الحَرِيْمِيَّةُ، أُخْتُ المُسْنِدِ ظَفَرِ الدِّيْنِ الَّذِي رَوَى لَنَا عَنْهُ الأَبَرْقُوْهِيُّ. رَوَتْ جُزْءاً عَنْ أَبِي المُظَفَّرِ هِبَة اللهِ ابْنِ الشِّبْلِيِّ، تَفَرَّدَتْ بِهِ. حَدَّثَ عَنْهَا: تَقِيُّ الدِّيْنِ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَابْنُ الزَّينِ، وَجَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو بَكْرٍ الشَّرِيْشِيُّ، وَابْنُ بَلْبَانَ، وَجَمَاعَةٌ. وَبِالإِجَازَةِ: القَاضِي، وَابْنُ سَعْدٍ، وَالمُطَعِّمُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالبَهَاءُ ابن عساكر، وابن الشحنة وآخرون. تُوُفِّيَت يَوْمَ عَاشُورَاءَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائة، في عشر التسعين. 5701- الأنجب 2: ابن أَبِي السَّعَادَاتِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الشَّيْخُ، المُعَمَّرُ، المُسْنِدُ، الصَّدُوْق، المُكْثِرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ، الحَمَّامِيُّ، وَيُسَمَّى أَيْضاً مُحَمَّداً. وُلِدَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ بنِ البَطِّيِّ شَيْئاً كَثِيْراً، وَمِنْ: أَبِي المَعَالِي بنِ اللَّحَّاسِ، وَأَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ المُقَرِّبِ، وَيَحْيَى بنِ ثَابِتٍ، وَسَعْدِ اللهِ ابْنِ الدَّجَاجِيِّ. وَأَجَاز لَهُ مِنْ أَصْبَهَان: مَسْعُوْدٌ الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الرُّسْتَمِيُّ.

_ 1 ترجمتها في تذكرة الحفاظ "4/ 1420"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 169". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 301"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 170".

حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ النَّجَّارِ، وَعِزُّ الدِّيْنِ الفَارُوْثِيُّ، وَكَمَالُ الدِّيْنِ الشَّرِيْشِيُّ، وَجَمَالُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ ابنُ الدَّبَّابِ، وَتَقِيُّ الدِّيْنِ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَعَلاَءُ الدِّيْنِ ابْنُ بَلْبَانَ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ ابنُ الزَّينِ، وَمُحَمَّد بن مَكِّيٍّ، وَأَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ سُنْقُر القَضَائِيُّ، وَعَبْد اللهِ بن أَبِي السَّعَادَاتِ، وَالمُجَاوِر أَحْمَد بن أَبِي طَالِبٍ بن أَبِي بَكْرٍ بنِ مُحَمَّدٍ الحَمَّامِيّ، وَعِدَّةٌ. وَبِالإِجَازَةِ: القَاضِي الحَنْبَلِيّ، وَالفَخْر بن عَسَاكِرَ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَالمُطَعِّمُ، وأبو العباس ابن الشحنة، وأبو نصر ابن الشيرازي وجماعة. وَمِنْ مَسْمُوْعَاتِه "حِلْيَةُ الأَوْلِيَاءِ" كُلّه عَلَى ابْنِ البطي، و"المنتقى" من سبعة أجزاء، و"المُخَلِّص" سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ اللَّحَّاسِ، وَ"سُنَن ابْنِ مَاجَه" عَلَى أَبِي زُرْعَةَ، وَ"مُسْنَدُ الحُمَيْدِيِّ": أَخْبَرْنَا ابْنُ الدَّجَاجِيّ. وَكَانَ شَيْخاً حَسَناً مُحِباً لِلرِّوَايَةِ طَيِّبَ الأَخْلاَقِ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: كَانَ سَمَاعُهُ صَحِيْحاً. قَالَ المُنْذِرِيّ: تُوُفِّيَ بِالمَارستَان العَضُدِيّ، فِي تَاسِعَ عَشَرَ رَبِيْع الآخِرِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ فِي جِوَار شَيْخنَا ابْنِ مَشِّقْ فَأَسْمَعَهُ الكَثِيْرَ، وَكَانَ شَيْخاً لَا بَأْسَ بِهِ، حَسَنَ الأخلاق، صورًا، عزيز النفس مع فقره.

ابن اللتي

5702- ابن اللتي 1: الشَّيْخُ الصَّالِحُ المُسْنِدُ المُعَمَّر رحلَة الوَقْت أَبُو المنجى عبد الله بن عمر بن علي بنِ زَيْدٍ ابنُ اللَّتِّيِّ البَغْدَادِيُّ الحَرِيْمِيُّ الطَّاهِرِيُّ القَزَّاز. وُلِدَ بِشَارع دَار الرَّقيق فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَسَمَّعَهُ عَمُّهُ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ سَعِيْد بن أَحْمَدَ ابْنِ البَنَّاءِ حُضُوْراً فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الوَقْت السِّجْزِيِّ كَثِيْراً "كَالدَّارِمِيّ" وَ"مُنْتَخَب مُسْنَدِ عَبْدٍ" وَأَشيَاءَ. وَمِنْ: أَبِي الفتوح الطائي، وأبي المعالي ابن اللحاس، وَأَبِي الفَتْحِ ابْن البَطِّيِّ، وَعُمَر بن عَبْدِ اللهِ الحَرْبِيّ، وَالحَسَن بن جَعْفَرٍ المُتَوَكّلِيّ، وَأَحْمَد بن المُقَرَّبِ، وَمُقْبل ابْنِ الصَّدْرِ، وَعُمَر بنِ بنيمان، ومسعود بن شنيف، وجماعة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 301"، وشذرات الذهب "5/ 171".

وَأَجَازَ لَهُ: المُفْتِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الرُّسْتَمِيُّ، ومسعود الثقفي، ومحمود فورجه، وإسماعيل ابن شَهْرَيَارَ، وَعَلِيّ بن أَحْمَدَ اللّبَّادُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَعِدَّة. وَرَوَى الكَثِيْر: بِبَغْدَادَ، وَبِحَلَبَ، وَدِمَشْقَ، وَالكَرَك. وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ، وَبَعُدُ صِيْتُهُ. وَرَوَى عَنْهُ خَلاَئِقُ، مِنْهُم: ابْنُ النَّجَّارِ، وَابْنُ الدُّبَيْثِيّ، وَالضِّيَاءُ، وَابْنُ النَّابلسِيِّ، وَابْنُ هَامِلٍ، وَابْنُ الصَّابُوْنِيِّ، وَالشِّهَابُ ابْنُ الخرزِيِّ، وَابْنُ الظَّاهِرِيِّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنِيُّ، وَالمَجْدُ بنُ المِهتَارِ، وَبَهَاءُ الدين ابن النحاس، وأبو حامد الكبر، وَعِيْسَى المُطَعِّمُ، وَعَلِيُّ بنُ هَارُوْنَ، وَالفَخْرُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ قَايْمَازَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الإِرْبِلِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ ابْنُ الحُبُوبِيِّ، وَعُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَقْربَائِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مَكتُوْمٍ، وَعَبْدُ الأَحَدِ بنُ تَيْمِيَةَ، وَالقَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ، وَهَدِيَّةُ بِنْتُ عَسْكَرٍ، وَالقَاسِمُ بنُ عَسَاكِرَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ شكرٍ، وَأَحْمَدُ ابن أَبِي طَالِبٍ الدَّيرمُقَرنِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَازر، وَخَلْقٌ سواهم. سَمِعْتُ مِنْ نَحْو ثَمَانِيْنَ نَفْساً مِنْ أَصْحَابِهِ، وَكَانَ شَيْخاً صَالِحاً، مُبَارَكاً، عَامِّياً عَرِيّاً مِنَ العِلْمِ! قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: بِهِ خُتِمَ حَدِيْث القاسم البغوي بعلو، وكان سماعه صحيحًا. قتل: أَقدمه مَعَهُ المُحَدِّثُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ ابنُ الجَوْهَرِيِّ، وَأَكْثَر عَنْهُ شَيْخنَا أَبُو عَلِيٍّ ابْن الحَلاَّلِ بِقَرْيَةِ جديَا، وَحَدَّثَ بِالبَلَدِ، وَبِالجَامِع المُظَفَّرِيِّ، وَبِالكَرَكِ، وَأَمَاكنَ، وَسكنَ الكَرَك أَشْهُراً، وَحَدَّثَ بِحَلَبَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَسَارَ إِلَى بَغْدَادَ بَعْدَ إقَامَتِهِ بِالشَّامِ سَنَةً وَشَهْراً، وَحَصَّلَ جُمْلَةً مِنَ الهِبَاتِ. قَالَ ابْنُ نُقْطَة: سَمَاعُه صَحِيْحٌ، وَلَهُ أَخ زوَّر لأَخِيه عَبْد اللهِ إجازات من ابن ناصر وغيه، وَإِلَى الآنَ مَا عَلمته رَوَى بِهَا شَيْئاً وَهِيَ إِجَازَة بَاطِلَة، وَأَمَّا الشَّيْخ فَشيخ صَالِح لاَ يَدْرِي هَذَا الشَّأْن أَلبتَّةَ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ، فِي رَابِعَ عَشَرَ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَمَا رَوَى مِنَ المزور له شيئًا.

الملك المحسن، ابن طراد، ابن سكينة

الملك المحسن، ابن طراد، ابن سكينة: 5703- الملك المحسن 1: المُحَدِّثُ العَالِمُ الزَّاهِدُ ظَهِيْر الدِّيْنِ أَحْمَدُ ابْن السُّلْطَانِ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أَيُّوْبَ. رَوَى عَنْ: يَحْيَى الثَّقَفِيِّ، وَابْنِ صَدَقَةَ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَقَرَأَ، وَأَحْسَن إِلَى طَلبَة الحَدِيْث كَثِيْراً. حَدَّثَنَا عَنْهُ: سُنْقُر القَضَائِيُّ، وَقِيْلَ: لَقَبُهُ يَمِيْنُ الدِّيْنِ. مَاتَ فِي المُحرَّم، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ سَبْعٌ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً. وَمَاتَ أَخُوْهُ الزَّاهر دَاوُد: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. وَمَاتَ أَخُوْهُمَا المُفَضَّلُ قُطْبُ الدِّيْنِ مُوْسَى سَنَةَ إِحْدَى وثلاثين وست مائة. 5704- ابن طراد 2: الشَّرِيْفُ الجَلِيْلُ المُعَمَّرُ أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ اللهِ بنُ المُظَفَّرِ ابْنِ الوَزِيْرِ الكَبِيْرِ أَبِي القَاسِمِ عَلِيِّ ابنِ النَّقِيْب أَبِي الفَوَارِسِ طِرَادِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، الزَّيْنَبِيُّ، البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ بنِ البَطِّيِّ فِي الخَامِسَةِ، وَمِنْ يَحْيَى بنِ ثَابِتٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ السَّكَن، وَشُهْدَةَ الكَاتِبَةِ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ النَّقُّوْرِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ بَلْبَانَ، وَجَمَال الدِّيْنِ الشَّرِيْشِيُّ، وَعِزُّ الدِّيْنِ الفَارُوْثِيُّ، وَطَائِفَةٌ. وَبِالإِجَازَةِ: القَاضِي الحَنْبَلِيّ، وَالفَخْر بن عَسَاكِرَ، وَسَعْد الدِّيْنِ، وَعِيْسَى المُطَعِّمُ، وَابْن الشِّيْرَازِيّ، وَأَبُو العَبَّاسِ ابْنُ الشِّحنَة، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي سَادِسَ عَشَرَ رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائة. 5705- ابن سكينة 3: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المَهِيْب شَيْخُ الشُّيُوْخِ صَدْرُ الدِّيْنِ أبو الفضل عَبْدُ الرَّزَّاقِ ابنُ أَبِي أَحْمَدَ عَبْدِ الوَهَّابِ ابْنِ الأَمِيْنِ عَلِيِّ بنِ عَلِيِّ بنِ سُكَيْنَةَ البَغْدَادِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ ابْنِ البَطِّيِّ حُضُوْراً، وَمِنْ شُهْدَةَ الكَاتِبَةِ، وَمِنْ جَدِّهِ لأمه عبد الرحيم ابن أبي سعد. حدث بدمشق وبعداد؛ رَوَى عَنْهُ: البِرْزَالِيُّ، وَسَعْدُ الخَيْرِ ابْنُ النَّابلسِيِّ، وَابْنُ بَلْبَانَ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ عَسَاكِر. وَبِالإِجَازَةِ: أبو نصر ابن الشيرازي. وَنُفِّذَ رَسُوْلاً. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 298"، وشذرات الذهب "5/ 162". 2 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 171". 3 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 301"، وشذرات الذهب "5/ 171".

ابن رئيس الرؤساء، محمد بن يوسف هود

ابن رئيس الرؤساء، محمد بن يوسف هود: 5706- ابن رئيس الرؤساء 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الصَّدْر أَبُو مُحَمَّدٍ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ هِبَةِ اللهِ ابْنِ رَئِيْسِ الرُّؤَسَاءِ ابْنِ المُسْلِمَةِ الصُّوْفِيُّ، النَّاسخُ. سَمِعَ: أَبَا الفَتْحِ ابْنَ البَطِّيِّ، وَأَحْمَدَ بنَ المُقَرَّبِ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ حَسَنَ الطّرِيْقَةِ، مُتَدَيِّناً، يُوَرِّق لِلنَّاسِ. مَاتَ: فِي رَجَبٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: مَوْلِدُهُ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الشَّيْخُ عِزُّ الدِّيْنِ الفَارُوْثِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ بَلْبَانَ. وَبِالإِجَازَةِ: فَاطِمَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو نَصْرٍ ابْنُ الشِّيْرَازِيِّ، وَطَائِفَةٌ. مَاتَ فِي ثَالِثِ رَجَبٍ. 5707- مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ هُودٍ: الأَنْدَلُسِيُّ السُّلْطَانُ أَبُو عَبْدِ اللهِ. قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي الوَلِيْدِ بنِ الحَاجِّ، قَالَ: لَمَّا قضى الله -تعالى- بهلاك المُوَحِّدِيْنَ بِالأَنْدَلُسِ، وَذَلِكَ أَنَّهُم ابْتُلُوا بِالصَّلاَحِ فِي الظَّاهِرِ، وَالأَعْمَالِ الفَاسِدَةِ فِي البَاطِنِ، فَأَبْغَضَهُمُ النَّاسُ بُغْضاً شَدِيْداً، وَتَرَبَّصُوا بِهِمُ الدَّوَائِرَ، إِلَى أَنْ نَجَمَ ابْنُ هُودٍ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ بِشَرقِ الأَنْدَلُسِ فَقَامَ النَّاسُ كُلُّهُم بِدَعْوَتِهِ، وَتَعَصَّبُوا مَعَهُ، وَقَاتَلُوا المُوَحِّدِيْنَ فِي البُلْدَانِ، وَحَصَرُوهُم فِي القِلاعِ، وَقَهَرُوهُم، وَقَتلُوا فِيهِم، وَنُصِرَ عَلَى المُوَحِّدِيْن، وَخَلُصَت الأَنْدَلُسُ كُلُّهَا لَهُ، وَفَرِحَ النَّاسُ بِهِ فَرَحاً عَظِيْماً، فَلَمَّا تَمَهَّدَ أَمْرُهُ أنشأ غزوة للفرنج على مدينة

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 301"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 170".

مَارِدَةَ بِغَربِ الأَنْدَلُسِ، وَاسْتَدعَى النَّاسَ مِنَ الأَقْطَارِ، فَانْتدبَ الخَلْقُ لَهُ بِجِدٍّ وَاجْتِهَادٍ وَخُلُوصِ نِيَّةِ المُرْتَزِقَة وَالمُطّوعَة، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ الأَنْدَلُسِ كُلُّهُم، وَلَمْ يَبْقَ إلَّا مَنْ حَبَسَهُ العُذْرُ، فَدَخَلَ بهم إلى الإفرنج، فلما تراءى الجمعان وقت الهَزِيْمَةُ عَلَى المُسْلِمِيْنَ أَقبحَ هَزِيْمَةٍ فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ، وَكَانَتْ تِلْكَ الأَرْضُ مَدْيَسَةً بِمَاءٍ وَعَزْقٍ تَسَمَّرَت فِيْهَا الخَيْل إِلَى آباطهَا، وَهَلَكَ الخَلْقُ، وَأَتبعهُم الفِرَنْجُ بِالقَتْلِ وَالأَسْرِ وَلَمْ يَبْقَ إلَّا القَلِيْلُ، وَرَجَعَ ابْنُ هُودٍ فِي أَسْوَأِ حَالٍ إِلَى إِشْبِيْلِيَةَ، فَنَعُوذُ بِهِ مِنْ سُوْءِ المُنْقَلَبِ، فَلَمْ تَبق بُقعَة مِنَ الأَنْدَلُس إلَّا وَفِيْهَا البُكَاءُ وَالصِّيَاح العَظِيْم وَالحُزْن الطَّوِيْل، فَكَانَتْ إِحْدَى هَلَكَات الأَنْدَلُس، فَمَقَتَ النَّاسُ ابْنَ هود، وَصَارُوا يُسَمّونه المَحْرُومَ، وَلَمْ يَقدر أَنْ يَفعلَ مَعَ الفِرَنْج كَبِيْر فَعل قَطُّ إلَّا مرَّة أَخَذَ لَهُم غَنَماً كَثِيْرَةً جِدّاً، ثُمَّ قَامَ عَلَيْهِ شُعَيْب بن هِلاَلَة بِلَبْلَة، فَصَالَحَ ابْنُ هود الأَدفوش عَلَى مُحَاصرَة لَبْلَةَ وَمُعَاونته عَلَى أَنْ يُعْطِيَهُ قُرْطُبَةَ، وَاتَّفَقَا عَلَى ذَلِكَ، وَقَالَ لَهُ: لاَ يَسُوغ أَنْ يَدخلهَا الفِرَنْج عَلَى البَدِيْهَةِ، وَإِنَّمَا تُهمِلُ أَمرَهَا، وَتُخلِيهَا مِنْ حرس، وَوَجِّهْ أَنْتَ الفِرَنْج يَتَعَلَّقُوْنَ بِأَسوَارِهَا بِاللَّيْلِ وَيَغدرُوْنَ بِهَا، فَفَعلُوا كَذَلِكَ. وَوَجَّه ابْنُ هُوْدٍ إِلَى وَالِيهِ بِقُرْطُبَةَ فَأَعْلَمَهُ بِذَلِكَ، وَأَمره بِضِيَاعهَا مِنْ حَيِّزِ الشَّرْقِيَّة فَجَاءَ الفِرَنْجُ فَوَجَدُوْهُ خَالِياً، فجعلوا السلام وَاسْتوَوا عَلَى السُّوْر فَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّة إلَّا بِاللهِ. وَكَانَتْ قُرْطُبَة مَدينَتَيْنِ: إِحدَاهُمَا الشَّرْقِيَّةُ وَالأُخْرَى المَدِيْنَة العُظْمَى، فَقَامَتِ الصَّيْحَة وَالنَّاس فِي صَلاَةِ الفَجْر، فَرَكِبَ الجُنْد وَقَالُوا لِلوَالِي: اخْرُج بِنَا لِلمُلْتَقَى، فَقَالَ: اصْبِرُوا حَتَّى يضحِي النَّهَار، فَلَمَّا أَضْحَى رَكِبَ وَخَرَجَ مَعَهُم، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الفِرَنْج قَالَ: ارجعُوا حَتَّى أَلبس سلاَحِي! فَرَجَعَ بِهِم وَهُم يُصَدِّقُونه، وَذَا أَمرٌ قَدْ دُبر بِليلٍ، فَدَخَلَ الفِرَنْج عَلَى أَثرِهِم، وَانْتَشَرُوا، وَهَرَبَ النَّاسُ إِلَى البَلَدِ، وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنَ الشُّيُوْخ وَالولدَان وَالنسوَان، وَنُهِبَ لِلنَّاسِ مَا لَا َيُحْصَى، وَانحصرت المَدِيْنَة العُظْمَى بِالخَلْقِ فَحَاصَرَهُم الفِرَنْج شُهُوْراً، وَقَاتلوهُم أَشَدّ القِتَال، وَعدم أَهْلُهَا الأَقوَات، وَمَاتَ خَلْقٌ كَثِيْرٌ جُوْعاً، ثُمَّ اتَّفَقَ رَأْيُهُم مَعَ أَدفونش -لَعَنَهُ اللهُ- عَلَى أَنْ يُسلموهَا وَيَخْرُجُوا بِأَمتعتِهِم كُلّهَا، فَفَعَل، وَوَفَّى لَهُم، وَوصّلهُم إِلَى مَأْمَنِهِم فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: وَلَمْ يُمتّع بَعْدهَا ابْن هُود، بَلْ أَخَذَهُ اللهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ، فَكَانَتْ دَوْلَتُه تِسْعَةَ أَعْوَامٍ وَتِسْعَةَ أَشهر وَتِسْعَةَ أَيَّام، وَهَلَكَ بِالمَرِيَّةِ جُهّز عَلَيْهِ مَن غَمَّهُ وَهو نَائِم، وَحُمِلَ إِلَى مُرْسِيَة فَدُفِنَ هُنَاكَ، وَلَمْ يَمت حَتَّى قَوِيَ أَمرُ المُوَحِّدِيْن وَقَامَ بَعْدَهُ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ نَصْر ابْن الأَحْمَر، وَدَامَ الْملك فِي ذُرِّيَته. وَقَدِمَ عَلَيْنَا دِمَشْق ابْن أَخِيْهِ الزَّاهِدُ الكَبِيْرُ بَدْر الدِّيْنِ بن هُود، وَرَأَيْتُهُ، وَكَانَ فَلسفِيَّ التَّصَوُّف يَشْرَب الخَمْر، أخذه الأعوان مخمورًا!

الرعيني، صاحب الروم

الرعيني، صاحب الروم: 5708- الرعيني 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُتْقِن الرَّحَّالُ أَبُو مُوْسَى عِيْسَى بن سليمان الرعيني، الأندلسي، الرندي. سَمِعَ بِمَالَقَةَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ القُرْطُبِيِّ، وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ الجَيَّارِ، وَبأَصْطبَّةَ مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بن عَلِيٍّ الخَوْلاَنِيّ. وَحَجّ وَأَكْثَر بِدِمَشْقَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ البُنِّ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ صَصْرَى، وَالطَّبَقَة. ذكره الأَبَّارُ، فَقَالَ: كَانَ ضَابِطاً مُتْقِناً، كتبَ الكَثِيْرَ، ثُمَّ امتُحِنَ فِي صَدَرِهِ بأَسر العَدُوِّ، فَذَهَبَ أَكْثَر مَا جَلب، وَوَلِيَ خطَابَة مَالَقَة، وَأَجَاز لِي مَرْوِيَّاتِه. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، وَلَهُ إِحْدَى وَخَمْسُوْنَ سَنَةً. وَذكره رفِيقُه عُمَر بن الحَاجِب، فَقَالَ: كَانَ حَافِظاً مُتْقِناً، أَدِيْباً نَبِيْلاً، سَاكِناً وَقُوْراً، نَزِهاً. قَالَ لِي الحَافِظ الضِّيَاءُ: مَا فِي الطّلبَة مِثْله. وَقَالَ لِي الزَّكِيّ البِرْزَالِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ، حَدَّثَنَا مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ قُزْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ الطَّلاَّعِيُّ بِحَدِيْثٍ مِنَ "المُوَطَّأِ". وَذَكَرَهُ ابْنُ مَسْدِي، فَقَالَ: أَخَذَ بِمَكَّةَ عَنْ يُوْنُسَ القَصَّارِ الهَاشِمِيّ، وَأَقَامَ بِتِلْكَ البِلاَدِ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ ضَابطاً، نقادًا، عارفًا بالرجال، أَلَّفَ "مُعْجَمَه" وَكِتَاباً فِي الصَّحَابَة، أَخَذَ عَنْهُ: ابْنُ فُرتُوْنَ بِسَبْتَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الطّنّجَالِيُّ. 5709- صاحب الروم 2: السُّلْطَان عَلاَء الدِّيْنِ كيقُباذ ابْن السُّلْطَان كيخسرو ابْن السُّلْطَان قِلِج أَرْسَلاَن ابْن السُّلْطَان مَسْعُوْد ابْن السُّلْطَان قِلِج أَرْسَلاَن ابْن السُّلْطَان سُلَيْمَانَ بن قُتُلمشَ السَّلْجُوْقِيُّ، أَصْحَاب مَمْلَكَة الرُّوْمِ. كَانَ شُجَاعاً، مَهِيْباً، وَقُوْراً، سَعِيْداً، هَزَمَ خُوَارِزْم شَاه، وَاسْتَوْلَى عَلَى عِدَّةِ مَدَائِنَ، وَتَزَوَّجَ بِابْنَةِ العَادلِ، فَوُلِدَ لَهُ مِنْهَا. وَكَانَ قَبْلَهُ قَدْ تَملَّكَ أَخُوْهُ كِيكَاوس، فَاعْتقل أَخَاهُ هَذَا مُدَّة، فَلَمَّا نَزل بِهِ المَوْت أَحْضَرَ كيقُباذ وَفَكَّ قَيْدَهُ وَعَهِدَ إِلَيْهِ بِالسَّلْطَنَةِ، وَوصَّاهُ بِأَطفَالِهِ، فَطَالَتْ أَيَّامُهُ، وَكَانَ فِيْهِ عَدْل وَإِنْصَاف فِي الجُمْلَةِ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ وَلدُهُ غِيَاثُ الدِّيْنِ كيخسرو، وَكَانَتْ دولة كيقباذ تسع عشرة سنة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1154"، وشذرات الذهب "5/ 156". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 297، 298"، وشذرات الذهب "5/ 168".

الدولعي، ابن البغدادي

الدولعي، ابن البغدادي: 5710- الدولعي 1: خَطِيْبُ دِمَشْق المُفْتِي جَمَالُ الدِّيْنِ مُحَمَّد بن أَبِي الفَضْلِ بنِ زَيْدِ بنِ يَاسِيْنَ التَّغْلِبِيُّ، الأرقمي، الدولعي. وُلِدَ بِالدَّولعيَة مِنْ قُرَى المَوْصِل، وَقَدِمَ دِمَشْق، فَتَفَقَّهَ بِعَمِّه خَطِيْبِ دِمَشْق ضِيَاء الدِّيْنِ. وَرَوَى عَنِ ابْنِ صَدَقَة الحَرَّانِيّ، وَجَمَاعَة. وَوَلِيَ بَعْد عَمِّه مُدَّة. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الحُلوَانِيَّة، وَالجَمَال ابْن الصَّابُوْنِيّ، وَخَادمُهُ سُلَيْمَان بن أَبِي الحَسَنِ. وَدَرَّسَ مُدَّة بِالغَزَّاليَة. وَكَانَ فَصِيْحاً، مَهِيْباً، شَدِيداً عَلَى الرَّافِضَّةِ. قَالَ أَبُو شَامَةَ: مَنَعَهُ المُعَظَّمُ مِنَ الفَتْوَى مُدَّةً، وَلَمْ يَحُجّ لِحِرْصِهِ عَلَى المَنْصِب، مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَوَلِيَ الخَطَابَة أَخٌ لَهُ جَاهِل. قُلْتُ: لَمْ يُطَوِّل أَخُوْهُ، وَدُفِنَ الدَّوْلَعِيُّ بِجيروْنَ بِمَدْرَسَتِه، وَكَانَ من أعيان الشافعية. 5711- ابن البغدادي: الإِمَامُ المُفْتِي شَرَفُ الدِّيْنِ عَبْدُ القَادِرِ بن مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ ابْن البَغْدَادِيِّ المِصْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَتَفَقَّهَ بِدِمَشْقَ عَلَى القُطْب النَّيْسَابُوْرِيّ، وَبِمِصْرَ عَلَى الشِّهَاب الطُّوْسِيّ. وَدَرَّسَ بِجَامِع السَّرَّاجين وَبِالقُطْبِيَّة، وَكَانَ يُشَار إِلَيْهِ بِالتَّقْوَى وَبِالفَتْوَى. رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ الأَغْلاَقِيّ، وَابْن مَسْدِي. وَرَوَى عَنْهُ: بِالإِجَازَةِ القَاضِي شِهَاب الدِّيْنِ ابْن الخُوَيِّيّ، وَأَحْمَد بن المُسَلَّم بن عَلاَّنَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي القَاسِمِ بنِ عَسَاكِرَ. وَقَالَ المُنْذِرِيّ فِي "مُعْجَمِهِ": كَانَ فَقِيْهاً حَسَناً، مِنْ أَهْلِ الدِّيْنِ وَالعَفَاف، طَارِحاً لِلتَّكَلُّفِ، مُقْبِلاً عَلَى مَا يَعْنِيْهِ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ، سنة أربع وثلاثين وست مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 302"، وشذرات الذهب "5/ 174".

أخو ابن دحية، ابن سني الدولة

أخو ابن دحية، ابن سني الدولة: 5712- أخو ابن دحية 1: اللُّغَوِيُّ العَلاَّمَة المُحَدِّثُ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَان بن حَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ فَرْح الجُمَيّلُ، السَّبْتِيُّ. سَمِعَ مَعَ أَخِيْهِ أَبِي الخَطَّابِ المَذْكُوْر، وَمُنْفَرِداً الكَثِيْرَ مِنِ: ابْنِ بَشْكُوَالَ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ الجَدِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ زَرْقُوْنَ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ خَيْر، وَأَبِي القَاسِمِ السُّهَيْلِيّ، -لَكِنَّهُ أَبَى أَنْ يَرْوِي عَنْهُ وَذمَّهُ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ بُوْنُهْ، وَعَبْد المُنْعِمِ بن الخَلُوْف. وَحَجّ، وَنَزَلَ عَلَى أَخِيْهِ بِمِصْرَ، ثُمَّ ولي مَشْيَخَة الكَامِليَة، وَكَانَ يَتَقَعَّرُ فِي رَسَائِله، وَيُلْهِج بوحشِي اللُّغَة كَأَخِيْهِ. سَمِعَ مِنْهُ: الجَمَال أَبُو مُحَمَّدٍ الجَزَائِرِيّ كِتَاب "المُلَخَّص" لِلْقَابسِيِّ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: رَأَيْتُهُ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ لَمَّا قَدِمَ وَهُمْ يَسْمَعُوْنَ مِنْهُ "التِّرْمِذِيّ" فَقُلْتُ لِرَجُلٍ: أَمن أَصل? فَقَالَ: قَدْ قَالَ الشَّيْخُ: لاَ أَحتَاج إِلَى أَصلٍ، اقرأوا فَإِنِّي أَحْفَظُه. ثُمَّ ظَهَرَ مِنْهُ كَلاَم قَبِيْحٌ فِي ذَمِّ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِمَا، فَتَرَكْتُ الاجتمَاعَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَسْدِيٍّ: أَرْبَى عَلَى أَخِيْهِ بِكَثْرَة السَّمَاع، كَمَا أَرْبَى أَخُوْهُ عَلَيْهِ بِالفِطْنَة وَكَرَمَ الطِّبَاع، وَكَانَ مُتَزَهِّداً، لَمْ يَكُنْ لَهُ أُصُوْل، وَكَانَ شَيْخُه ابْن الجَدِّ يَصِلُهُ وَيُعْطِيه، ثُمَّ نَهَدَ إِلَى أَخِيْهِ فَنَزَلَ عَلَيْهِ إِلَى أَنْ خَرِفَ أَخُوْهُ فِيمَا أُنْهِيَ إِلَى الكَامِلِ فَجَعَله عوضه. أَلَّفَ "مُنْتَخَباً" فِي الأَحكَام. وَمَاتَ في جمادى الأولى، سنة أربع وثلاثين وست مائَةٍ، عَنْ ثَمَان وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. 5713- ابْنُ سَنِيِّ الدولة 2: قَاضِي القُضَاةِ شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو البَرَكَاتِ يَحْيَى ابْن سَنِيّ الدَّوْلَةِ هِبَة اللهِ بن يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ، مِنْ أَوْلاَد الخَيَّاطِ الشَّاعِرِ صَاحِبِ "الديوان". وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَتَفَقَّهَ بِالقَاضِي شَرَف الدِّيْنِ بن أَبِي عَصْرُوْنَ، وَأَخَذَ الخلاَف عَنِ القُطْب النَّيْسَابُوْرِيّ. وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَد بن حَمْزَةَ بن المَوَازِيْنِيّ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيّ، وَجَمَاعَةٍ. وَأَسْمَعَ وَلَدَهُ قَاضِي القُضَاةِ صَدْر الدِّيْنِ أَحْمَدَ مِنَ الخُشُوْعِيّ. وَكَانَ وَقُوْراً، مَهِيْباً، إِمَاماً، حَمِيدَ الأَحكَامِ. حَدَّثَ بِالشَّامِ وَبِمَكَّةَ. رَوَى عَنْهُ أَبُو الفَضْلِ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ عَمِّهِ الفَخْر إِسْمَاعِيْل، وَالبَهَاء الطَّبِيْب. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ خمس وثلاثين وست مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1422". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 301"، وشذرات الذهب "5/ 177، 178".

ابن الشواء، ابن الباجي

ابن الشواء، ابن الباجي: 5714- ابن الشواء 1: الأَدِيْبُ الشَّهير شَاعِرُ وَقته شِهَاب الدِّيْنِ أَبُو المَحَاسِنِ يُوْسُف بنُ إِسْمَاعِيْلَ الكُوْفِيُّ، ثُمَّ الحَلَبِيُّ، الشِّيْعِيُّ. لَهُ "دِيْوَان" كَبِيْر فِي أَرْبَع مُجَلَّدَاتٍ. تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائة، وله ثلاث وسبعون سنة. 5715- ابن الباجي: العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ قَاضِي الجَمَاعَةِ أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَحْمَدَ ابنِ مُحَدِّثِ الأَنْدَلُسِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ شَرِيعَةَ اللَّخْمِيُّ، البَاجِيُّ، ثُمَّ الإِشْبِيْلِيُّ، المَالِكِيُّ. مِنْ بَيْت كَبِيْر شَهِيْر، وَلِيَ خطَابَة إِشْبِيْلِيَة زَمَاناً، ثُمَّ اسْتَقضَاهُ العَادل عَلَيْهَا، ثُمَّ أُضِيْفَ إِلَيْهِ قَضَاءُ الجَمَاعَة فِي أَوَّلِ مُدَّة المَأْمُوْنِ، فَلَمْ يُطَوِّلْ. وَكَانَ عَدْلاً فِي الأَحكَامِ، حَسَنَ التِّلاَوَةِ، سَرِيعَ السَّرْدِ لِلْحَدِيْثِ، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالرِّجَالِ. رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ، وَتَلاَ بِالسَّبْعِ وَيَعْقُوْبَ عَلَى أَبِي عَمْرٍو بنِ عَظِيْمَة، وَسَمِعَ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" مِنْ أَبِي بَكْرٍ بن الجَدِّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ عِدَّة كتب، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ المُجَاهِد. وَقَدِمَ دِمَشْق مِنْ مِيْنَاء عَكَّا، وَحَدَّثَ بِهَا بـ "المُوَطَّأ"، ثُمَّ حَجَّ وَمَاتَ عَقِيْب حَجِّهِ بِمِصْرَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَشَيَّعَهُ أُمَمٌ، وَتَبَرَّكُوا بِهِ، وَبَنَوْا عَلَيْهِ قُبَّةً فِي يوم واحد.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "7/ ترجمة 580"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 178".

ابن بهروز، ابن الشيرازي

ابن بهروز، ابن الشيرازي: 5716- ابن بهروز 1: الشَّيْخُ الفَاضِلُ المُسْنِدُ المُعَمَّر الطَّبِيْب أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ بَهْرُوْزَ البَغْدَادِيُّ. سَمِعَ بِإِفَادَة خَالِه يَحْيَى ابْنِ الصَّدْر مِنْ أَبِي الوَقْت السِّجْزِيِّ ثَلاَثَة كتب: "مُسْنَد عَبْد" وَكِتَاب "الدَّارِمِيّ"، وَ"ذَمّ الكَلاَم". وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ ابْن البَطِّيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ بن طَاهِر، وَأَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ المُعَمَّرِ العَلَوِيِّ، وَتَفَرَّدَ بِبَغْدَادَ بِالسَّمَاعِ مِنْ أَبِي الوَقْتِ وَقْتاً. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو المُظَفَّرِ ابْنُ النَّابلسِي، وَابْن بَلْبَانَ، وَالشَّرِيْشِيُّ، وَالفَارُوْثِيُّ، وَالغَرَّافِيُّ، وَأَخُوْهُ مُحَمَّد، وَأَحْمَد بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْن الأَشْقَر الخَطِيْب بِالحَرِيْمِ، وَمُحَمَّد بن علي بن علي ابن أَبِي البَدْر، وَأُخْته سِتّ المُلُوْك، وَعَبْد اللهِ بن أَبِي السَّعَادَاتِ، وَيُوْسُف بن صَعْنِيْنَ وَآخَرُوْنَ. وَبِالإِجَازَةِ: القَاضِي الحَنْبَلِيّ، وَابْن سَعْدٍ، وَالمُطَعِّم، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَابْن الشِّحنَة، وَعِدَّة. وَكَانَ جَدُّهُ بَهْرُوْز مِنْ أَهْلِ العَجَم. قَدِمَ بغداد للاشتغال في علم الطب. مَاتَ أَبُو بَكْرٍ فِي مُسْتهلِّ رَمَضَان، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى التِّسْعِيْنَ. وَفِيْهَا مَاتَ: قَاضِي القُضَاةِ شَمْس الدِّيْنِ يَحْيَى بن هِبَةِ اللهِ بنِ سَنِيّ الدَّوْلَة الشَّافِعِيّ بِدِمَشْقَ، وَالشَّاعِر المُجِيْد صَاحِب "الدِّيْوَان" شِهَابُ الدِّيْنِ يُوْسُف بن إِسْمَاعِيْلَ ابْن الشّوَّاء الحَلَبِيُّ، وَخَطِيْب دِمَشْق جَمَال الدِّيْنِ مُحَمَّد بن أَبِي الفَضْلِ التَّغْلِبِيُّ الدَّوْلَعِيُّ وَاقفُ الدَّولعيَّةِ، وَالمُبَارَك بن عَلِيٍّ المُطَرِّز، وَالشَّرَف مُحَمَّد بن نَصْرٍ القُرَشِيُّ ابن أخي أبي البيان، وعبد الرزاق ابن عَبْدِ الوَهَّابِ ابْن سُكَيْنَةَ الصُّوْفِيُّ، وَالرَّضِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ المُقْرِئ، وَعَبْد اللهِ بن المُظَفَّر ابْن الوَزِيْر عَلِيِّ بن طِرَادٍ، وَقَاضِي حَلَب زَيْنُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ ابْنُ الأُسْتَاذِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ ابْنِ رَئِيْسِ الرُّؤَسَاءِ، وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ ابن الزبال الواعظ ببغداد. 5717- ابن الشيرازي 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ المُفْتِي المُسْنِدُ الكَبِيْرُ جَمَالُ الإِسْلاَمِ القَاضِي شَمْس الدِّيْنِ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ ابْنُ العَدْل الإِمَامِ هِبَة اللهِ بن مُحَمَّدِ بن هبة الله بن يَحْيَى بنِ بُنْدَار بن مَمِيْل الشيرازي، ثم الدمشقي، الشافعي.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 302"، وشذرات الذهب "5/ 173، 174". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 302"، وشذرات الذهب "5/ 173، 174".

وُلِدَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَأَجَاز لَهُ: أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، وَنَصْرُ بنُ سَيَّار الهَرَوِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي يَعْلَى حَمْزَةَ ابْن الحُبُوبِيِّ، وَالخَطِيْب أَبِي البَرَكَاتِ الخَضِر بن عَبْدٍ الحَارِثِيِّ، وَأَبِي طَاهِرٍ بن الحصْنِيِّ، وَالصَّائِن ابْن عَسَاكِرَ وَأَخِيْهِ الحَافِظ، وَعَلِيّ بن مَهْدِيٍّ الهِلاَلِيِّ، وَأَبِي المَكَارِمِ بن هِلاَلٍ، وَمُحَمَّد بن حَمْزَةَ ابْن المَوَازِيْنِيِّ، وَمُحَمَّد بن بَرَكَةَ الصِّلْحِيّ، وَالحَسَنِ بنِ البَطَلْيَوْسِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَلَهُ "مَشْيَخَةٌ" بِانتقَاء النَّجِيْب الصَّفَّارِ سَمِعْنَاهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: البِرْزَالِيُّ، وَابْنُ خَلِيْل، وَالمُنْذِرِيُّ، وَابْنُ النَّابُلُسِيُّ، وَابْنُ الصَّابُوْنِيِّ، وَشُيُوْخنَا: أَبُو الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنِيّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي الذِّكْرِ، وَخَدِيْجَة بِنْت غَنمَة، وَعَبْد المُنْعِمِ بن عَسَاكِرَ، وَمُحَمَّد بن يُوْسُفَ الإِرْبِلِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ ظَافر النَّابلسِيّ، وَالشِّهَاب ابْنُ مُشَرِّفٍ، وَالعزُّ ابْن العِمَاد، وَأَبُو حَفْصٍ ابْن القَوَّاس، وَبَهَاء الدِّيْنِ ابْن عَسَاكِرَ، وَحَفِيْدُهُ أَبُو نَصْرٍ محمد ابن مُحَمَّدٍ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ المُنْذِرِيُّ: وَلِيَ القَضَاءَ بِبَيْتِ المَقْدِسِ وَغَيْرهُ، وَدَرَّسَ وَأَفتَى، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي البَرَكَاتِ وَالصَّائِنِ وَالحصْنِيِّ، وَانْفَرَدَ بِرِوَايَةٍ أَكْثَر مِنْ مائَتَيْ جُزْء مِنْ "تَارِيْخِ دِمَشْقَ". وَمَمِيْل: بِالفَارِسيَة هُوَ مُحَمَّد. وَقَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: هُوَ أَحَدُ قُضَاة الشَّامِ اسْتَقلاَلاً بَعْد نيابة. قُلْتُ: اسْتَقلَّ بِالقَضَاء مَعَ مُشَاركَة غَيْره لَهُ مُدَيْدَة، ثُمَّ لَمَّا اسْتَقلَّ بِالقَضَاء الشَّمْسَان ابْن سني الدولة والخوبي، عُرِضَتْ عَلَيْهِ النِّيَابَةُ فَامْتَنَعَ، ثُمَّ عُزِلاَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ بِالعِمَادِ ابْنِ الحَرَستَانِيِّ، ثُمَّ عُزِلَ العِمَادُ وَأُعيدُ ابْنُ سَنِيِّ الدَّوْلَة. دَرَّسَ أَبُو نَصْرٍ بِمَدْرَسَة العِمَاد الكَاتِب ثُمَّ تَرَكَهَا، ثُمَّ دَرَّسَ بِالشَّامِيَّة الكُبْرَى. وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- رَئِيْساً جَلِيْلاً، مَاضِي الأَحكَام، عَدِيْم المُحَابَاة، سَاكناً وَقُوْراً، مَلِيْحَ الشَّكل، مُنَوَّر الوَجْه، أَكْثَر وَقته فِي نشر العِلْمِ وَالرِّوَايَة وَالتَّدْرِيس. تَفَقَّهَ بِالقُطْب النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَبِي سَعْدٍ بنِ أَبِي عَصْرُوْنَ وَغَيْرهُمَا، وَفِي ذُرِّيَته كُبَرَاء وَعُدُول. تُوُفِّيَ فِي ثَانِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَمَاتَ وَلده تَاج الدِّيْنِ أَبُو المَعَالِي أَحْمَد سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَسَمِعَ: مِنَ الفَضْل ابْن البَانْيَاسِيّ، وَعَبْد الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا الحَافِظُ أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُؤْمِن، وَعُمَر بن

عَبْدِ المُنْعِمِ، وَعَبْد المُنْعِمِ ابْن زَين الأُمَنَاءِ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ المِزِّيّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ الفَقِيْهُ، وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ المُعَدَّل، وَمُحَمَّد بن الحُسَيْنِ الشَّافِعِيّ، وَالحَسَن بن عَلِيٍّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَحْمَدُ بنُ مُؤْمِن، وَسِتُّ الفَخْر بِنْتُ الشِّيْرَازِيّ، قَالُوا: أَخْبَرَتْنَا كَرِيْمَة بِنْت عَبْدِ الوَهَّاب، وَأَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ ابْن الحَلاَّل، وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ يُوْسُفَ، قَالاَ: أخبرنا مكرم بن أبي الصَّقر، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أبو القاسم بن صَصْرَى، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمْزَة بن عَلِيٍّ الثَّعْلَبِيُّ، وَأَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو البَرَكَاتِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الخَلِيْلِ "ح". وَأَخْبَرَنَا السُّلَمِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ صَصْرَى، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ الأَسَدِيُّ، قَالُوا جَمِيْعاً: أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ سُوَيْدٍ عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ نَبِيذِ الجَرِّ"1. أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ طريق إسحاق بن سويد، هذا.

_ 1 صحيح: ورد عن عائشة بلفظ: "نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الدباء والحنتم والنقير والمزفت" أخرجه البخاري "5595"، ومسلم "1995" "38"، والنسائي "8/ 305". وورد عن عبد الله بن عمر بلفظ: "نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ نبيذ الجر" أخرجه أحمد "2/ 29 و35" وابن أبي شيبة "8/ 127"، ومسلم "1997"، والترمذي "1867"، والنسائي "8/ 302 و304، 305" عن طاووس، عن ابن عمر، به. وورد عن أبي أوفى: عند البخاري "5596"، والنسائي "8/ 304"، وأحمد "4/ 353".

مكرم بن محمد

5718- مكرم بن محمد 1: ابن حَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَلاَمَةَ بنِ أَبِي جَمِيْل بنِ أَبِي الصَّقْرِ، الشَّيْخُ الأَمِيْن، المُسْنِدُ، المُعَمَّرُ، أَبُو المُفَضَّل، نَجْمُ الدِّيْنِ، وَلَدُ الإِمَامُ المُحَدِّثِ العَدْلِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ابْنِ الشَّيْخ أَبِي يَعْلَى القُرَشِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، التَّاجِرُ، السَّفَّارُ. وُلِدَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: حَسَّان بن تَمِيْم الزَّيَّات، وَحَمْزَة ابْنِ الحُبُوبِيِّ، وَحَمْزَةَ بنِ كَرَوَّسٍ، وَأَبِي المُظَفَّرِ الفَلَكِيِّ، وَعَلِيّ بن أَحْمَدَ بنِ مُقَاتِلٍ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي الحَسَنِ الدَّارَانِيِّ، وَالصَّائِنِ ابْنِ عَسَاكِرَ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الحَرَسْتَانِيِّ، وَأَبِي المَعَالِي بن صابر، وغيرهم.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 302"، وشذرات الذهب "5/ 174، 175".

حَدَّثَ عَنْهُ: البِرْزَالِيُّ، وَابْنُ خَلِيْل، وَالضِّيَاءُ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَالجَمَال ابْن الصَّابُوْنِيِّ، وَالشَّرَف ابْن النَّابلسِيّ، وَابْن هَامِل، وَمَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ العَدِيْمِ، وَأَبُو عَلِيٍّ بن الحلال، والفخر ابن عَسَاكِرَ، وَابْنُ عَمِّهِ الشَّرَفُ، وَابْنُ عَمِّهِ عَبْدُ المُنْعِمِ، وَالمُؤَيَّدُ عَلِيّ ابْن خَطِيْبِ عَقْربا، وَعَلِيّ ابن عُثْمَانَ اللَّمْتُوْنِيّ، وَمُحَمَّد بن أَبِي الذِّكْرِ، وَأَبُو الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنِيّ، وَمُحَمَّد بن يُوْسُفَ الإِرْبِلِيُّ، وَالشِّهَابُ بنُ مُشَرِّفٍ، وَسُنْقُرُ الحَلَبِيُّ، وَالبَهَاءُ أَيُّوْبُ ابْنُ النَّحَّاسِ، وَالصَّدْرُ بنُ مَكْتُوْمٍ، وَمُوْسَى بنُ عَلِيٍّ الحُسَيْنِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَحَدَّثَ بِمِصْرَ، وَحَلَبَ، وَبَغْدَادَ، وَدِمَشْقَ. قال المنذري: كان يقدم مصر كثيرًا المتجارة. وقال ابن الحاحب: كَانَ يُوَاظبُ عَلَى الخَمْس فِي جَمَاعَةٍ، وَكَانَ كَثِيْرَ المُجُوْنِ مَعَ أَصْحَابِهِ، وَلَمْ يَكُنْ مُكْرِماً لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ بَلْ يَتعَاسرُ عَلَيْهِم. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ثَانِي رَجَبٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَدُفِنَ عَلَى وَالِدِه بِمَقْبَرَةِ بَابِ الصَّغِيْرِ.

الطبقة الرابعة والثلاثون

الطبقة الرابعة والثلاثون: 5719- الهمداني 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُقْرِئُ المُجَوِّدُ المُحَدِّثُ المُسْنِدُ الفَقِيْهُ بَقِيَّةُ السَّلَفِ أَبُو الفَضْلِ جَعْفَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ هِبَةِ اللهِ أَبِي البَرَكَاتِ بنِ جَعْفَرِ بنِ يَحْيَى بنِ أَبِي الحَسَنِ بنِ مُنِيْرِ بن أبي الفتح الهمذاني، الإِسْكَنْدَرَانِيُّ المَالِكِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي عَاشرِ صَفَرٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. تَلاَ بِالسَّبْعِ وَيَعْقُوْبَ على: أبي القاسم عبد الرحمن بن خلف الله بنِ عَطِيَّةَ صَاحِبِ ابْنِ الفَحَّامِ، وَابْنِ بليمَةَ. وَسَمِعَ الحَدِيْثَ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ فَأَكْثَرَ، -وَكَتَبَ بِخَطِّهِ كَثِيْراً. وَمِنْ: أبي محمد العثماني، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَسْكَرٍ، وَأَبِي الطَّاهِرِ بنِ عَوْفٍ، وَالقَاضِي مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَضْرَمِيِّ وَأَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الغَافقِيِّ، وَأَبِي يَحْيَى اليَسَعِ بنِ حَزْمٍ، وَطَائِفَةٍ. وَأَجَازَ لَهُ طَوَائِفُ مِنَ الأَنْدَلُسِ وَأَصْبَهَانَ وَهَمَذَانَ، وَأَمَّ بِمسجدِ النَّخْلَةِ، وَأَقْرَأَ بِهِ مُدَّةً، وَحَدَّثَ بِالثَّغْرِ وَمِصْرَ وَالسَّاحِلِ وَدِمَشْقَ، وَكَانَ لَهُ أُصُوْلٌ بِكَثِيْرٍ مِنْ رِوَايَاتهِ يَرْجِعُ إِلَيْهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ النَّجَّارِ وَابْن نُقْطَة، وَابْن المَجْدِ، وَالكَمَالُ ابْنُ الدُّخميسِيّ، وَابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَأَبُو الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنِيّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَنْبِجِيّ، وَالعزُّ ابْنُ العِمَادِ، وَأَبُو عَلِيٍّ ابْن الخَلاَّل، وَأَبُو المَحَاسِنِ ابْن الخِرَقِيّ، وَنصرُ الله بن عياش، وأحمد بن مؤمن، ومحمد ابن يُوْسُفَ الذَّهَبِيّ، وَالقَاضِي الحَنْبَلِيُّ، وَهَدِيَّةُ بِنْتُ عَسْكَرٍ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ شكرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن جَمَاعَة الربعين وَسَعْدُ الدِّيْنِ ابْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الدَّائِمِ. وَأَخَذَ عَنْهُ القِرَاءاتِ الشَّيْخُ عَلِيٌّ الدّهَّانُ، وَعَبْدُ النَّصِيْر المريُوطِيّ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ المُنْذِرِيّ: أَقْرَأَ وَانتفعَ بِهِ جَمَاعَةٌ، وَكَانَ بُعِثَ إِلَيْهِ ليحضرَ، فَقَدِمهَا وَمَعَهُ جُمْلَةٌ مِنْ مَسْمُوْعَاتهِ، وَأَقَامَ بِالقَاهِرَةِ مُدَّةً، ثُمَّ تَوجَّه إِلَى دِمَشْقَ، وَرَوَى الكَثِيْر. قُلْتُ: أَقَامَ بِدِمَشْقَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، أَقْدَمَهُ ابْنُ الجَوْهَرِيّ المُحَدِّثُ، وَقَامَ بِوَاجِبِ حَقِّهِ. وَقَالَ ابن نقطة: سَمِعْتُ مِنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً صَالِحاً، مِنْ أَهْلِ القرآن.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1424"، والنجوم الزاهرة "6/ 314"، وشذرات الذهب "5/ 180".

وَقَالَ المُنْذِرِيُّ: تُوُفِّيَ لَيْلَةَ السَّادِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ صفر، سنة ست وثلاثين وَسِتِّ مائَةٍ، بِدِمَشْقَ. وَللبِرْزَالِيِّ فِيْهِ: اسْتفدنَا مِنْ جعفر الهمذاني ... مَا حُرِمْنَا فِي سَائِرِ الأَزْمَانِ مِنْ أَسَانِيْدَ عَالِيَاتٍ صِحَاحٍ ... وحكاياتٍ مطرباتٍ حِسَانِ وَتَوَارِيخَ محكماتٍ صحاحٍ ... عَنْ شُيُوْخٍ أَجِلَّةٍ أَعْيَانِ كَأَبِي طَاهِرٍ هُوَ السِّلَفِيُّ الـ ... أَصْبَهَانِيُّ الحَبْرُ وَالعُثْمَانِي وَلكُم عِنْدَهُ مِنَ الأَدبيَا ... تِ قرَاهَا وَمِنْ عُلُوْمِ القُرَانِ أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ التَّنُوْخِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدٍ بِالدُّوْن وَبَدْر بن دُلَفٍ بِالفَرَك، قَالاَ: أَخْبَرَنَا القَاضِي أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ الدِّيْنَوَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أحمد ابن شُعَيْبٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ حَكِيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الحَسَنُ هُوَ ابْنُ صالح، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يَتَوَضَّأُ بَعْدَ الغُسْلِ"1. وَفِي سَنَةِ ستٍ: مَاتَ صَاحِبُ مَارْدِيْنَ الملكُ المَنْصُوْرُ أَرْتقُ بنُ أَرْسَلاَنَ الأَرتقِيُّ التُّرُكْمَانِيُّ، وَكَانَ لاَ بَأْسَ بِهِ، امتدَّتْ أَيَّامُهُ، وَالفَقِيْهُ القُدْوَةُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ القَسْطلاَنِيُّ المَالِكِيُّ، صَاحِبُ الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ اللهِ القُرَشِيِّ، ُوَأَسَعْدُ بنُ المُسَلَّمِ بنِ عَلاَّنَ، وَالمُحَدِّث بَدَلُ بنُ أَبِي المُعَمَّرِ التِّبْرِيْزِيُّ، وَحَسَّانُ بنُ أَبِي القَاسِمِ المَهْدَوِيّ، وَشَيْخُ نَصِيْبِيْنَ عَسْكَرُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ عَسْكَرٍ، وَالوَزِيْرُ جَمَالُ الدِّيْنِ عَلِيّ بنُ جَرِيْرٍ الرَّقِّيّ وَزِيْرُ الأَشْرَفِ، وَالصَّاحب عِمَادُ الدِّيْنِ عُمَرُ ابْنُ شَيْخِ الشُّيُوْخِ الجُوَيْنِيُّ، وَالحَافِظُ زَكِيُّ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ البِرْزَالِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ ابْنِ السَّبَّاكِ، وَشَيْخُ الحَنَفِيَّةِ جمال الدين محمود بن أحمد الحصيري.

_ 1 حسن: أخرجه أبو داود "250"، والنسائي "1/ 137".

صاحب حمص

5720- صاحب حمص 1: الملكُ المُجَاهِدُ أَسَدُ الدِّيْنِ أَبُو الحَارِثِ شِيرْكُوْه ابْنُ صَاحِبِ حِمْص نَاصِرِ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الملكِ أَسَدِ الدِّيْنِ شِيرْكُوْه بنِ شَاذِي. وُلِدَ سنة تسع وستين، بمصر. وَملّكه السُّلْطَانُ صَلاَحُ الدِّيْنِ حِمْصَ بَعْدَ أَبِيْهِ، فَتملَّكهَا سِتّاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. سَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنَ الفَضْلِ ابْنِ البَانْيَاسِيّ، وَأَجَازَ لَهُ ابْنُ بَرِّيّ، وَحَدَّثَ. وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً مَهِيْباً، وَكَانَتْ بِلاَدُهُ نَظيفَةً مِنَ الخُمُوْرِ، وَمَنَعَ النِّسَاءَ مِنَ الخُرُوجِ مِنْ أَبْوَابِ حِمْصَ جُمْلَةً، وَدَامَ ذَلِكَ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَنزحَ بِهِنَّ رِجَالُهنَّ لِعَسفهِ، وَكَانَ يُدِيْمُ الصَّلَوَاتِ، وَلاَ يُحِبّ لَهواً، وَكَانَ ذَا رَأْيٍ وَدهَاءٍ وَشكلٍ مليحٍ وَجَلاَلَة، كَانَتِ المُلُوْكُ تُدَارِيهِ وَيَخَافُوْنَهُ، اسْتوحشَ مِنْهُ الكَامِلُ، وَظَنَّ أَنَّهُ أَوقَعَ بَيْنَ الأَشْرَفِ وَبَيْنَهُ، فَصَادَرَهُ وَطَلَبَ مِنْهُ أموالًا، فنفذ نساءه ويشفعن فِيْهِ، فَمَا أَفَادَ، فَهيَّأَ الأَمْوَالَ فَبَغَتَهُ مَوْتُ الكَامِلِ. فَجَاءَ وَجَلَسَ عِنْد قَبْرِ الكَامِلِ وَتَصرَّفَ. وَهُوَ الَّذِي جَاءَ مَعَ الصَّالِح إِسْمَاعِيْلَ وَأَعَانَهُ عَلَى أَخْذِ دِمَشْقَ، وَكَانَ المُظَفَّرُ صَاحِبُ حَمَاةَ قَدْ شَعرَ بِسَعْيِهِمَا، فَجَهَّزَ عَسْكَرَهُ نَجْدَةً لِحِمَايَةِ دِمَشْقَ مَعَ نَائِبهِ سَيْفِ الدِّيْنِ بن أَبِي عَلِيٍّ فِي أهبَةٍ وَسلاَحٍ مُظهرِيْنَ أَنَّ ابْنَ أَبِي عَلِيٍّ قَدْ غَضِبَ مِنَ المُظَفَّر، وَفَارقَ حَمَاة لِكَوْنِ صَاحِبِهَا يُرِيْدُ أَنْ يُسلّمهَا إِلَى الفِرَنْجِ، فَمَا نَفَقَ هَذَا عَلَى شِيرْكُوْه، فَنَزَلُوا بِظَاهِرِ حِمْصَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ شِيرْكُوْه وَشَكَرَه عَلَى مُنَابذَةِ المُظَفَّر، وَقَالَ: بِاسْمِ اللهِ يَا خُوند علمنَا مَاكُوْلاَ فَرَكِبَ مَعَهُ، ثُمَّ اسْتدعَى بَقِيَّةَ الكِبَارِ مِنْ جُنْدِهِ فَدَخَلُوا البَلَدَ فَقَبَضَ عَلَى الجماعة وعذبهم، وخذ أَمْوَالَهُم، وَهَرَبَ بَاقِي العَسْكَرِ إِلَى حَمَاةَ، وَتَضَعْضَعَ لِذَلِكَ المُظَفَّرُ، وَمَاتَ نَائِبُهُ ابْنُ أَبِي عَلِيٍّ فِي الحَبْسِ. تُوُفِّيَ بِحِمْصَ، فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سبع وثلاثين وست مائة. وَشِيرْكُوْه بِالعَرَبِيِّ: أَسَدُ الجَبَلِ. وَتَمَلَّكَ حِمْصَ بَعْدَهُ المنصور إبراهيم ولده سبع سنين.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 316"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 184".

الصفراوي

5721- الصفراوي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ المُفْتِي المُقْرِئُ المُجَوِّدُ عَالِمُ الإسكندرية جمال الدين أبو القاسم عبد الرحمن بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُثْمَانَ بنِ يُوْسُفَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ حَفْصٍ ابْنُ الصَّفْرَاوِيِّ -نِسبَةً إِلَى الصَّفْرَاء الَّتِي عِنْدَ بَدْرٍ- الإِسْكَنْدَرِيُّ، الفَقِيْهُ، المَالِكِيُّ، شَيْخُ المُقْرِئِينَ. وُلِدَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ فِي أَوَّلِ عَامِ أَرْبَعَةٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَتَلاَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى: أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن خَلَفِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَطِيَّةَ القُرَشِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الغَافِقِيِّ، وَأَبِي يَحْيَى اليَسعِ بنِ حَزْمٍِ، وَأَبِي الطَّيِّبِ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ الخَلُوْفِ، وَبَرَعَ فِي القِرَاءاتِ، وَأَلَّفَ فِيْهَا كِتَابَ "الإِعْلاَنِ". وَتَفَقَّهَ عَلَى: العَلاَّمَةِ أَبِي طَالِبٍ صَالِحِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ ابْنِ بِنْتِ مُعَافَى. وَسَمِعَ كَثِيْراً مِنْ: أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَأَبِي الطَّاهِرِ بنِ عَوْفٍ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ العُثْمَانِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَتَفَقَّهَ بِهِ أَهْلُ الثَّغْرِ. حَدَّثَ بِالثَّغْرِ، وبالمنصورة، وبمصر. تلا عله بالروايات الرشيد ابن أبي الدرن، وَالمكينُ عَبْدُ اللهِ الأَسْمَرُ، وَالشَّرَفُ يَحْيَى بنُ أَحْمَدَ ابْنِ الصَّوَّافِ، وَعَبْدُ النَّصِيْرِ المريُوطِي، وَأَبُو القَاسِمِ الدُّكَالِي سُحْنُوْن. وَتَلاَ عَلَيْهِ بِبَعْضِ الرِّوَايَات: النّظَامُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ التِّبْرِيْزِيّ، وَيُوْسُفُ بنُ حَسَنٍ القَابِسِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَطِيَّةَ. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو الهُدَى عِيْسَى بن يَحْيَى السَّبْتِيّ، وَالقَاضِي عَبْدُ القَادِرِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الحَجْرِيّ، وَعَبْدُ المُعْطِي بنُ عَبْدِ النَّصِيْرِ الأَنْصَارِيُّ، وَعُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ الكَدُّوفِ، وَعِدَّةٌ. وَبِالإِجَازَةِ عَلِيُّ بن سيمَا، وَمُحَمَّدُ بنُ مشرقٍ، وَعِدَّةٌ. وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاءِ، خَرَّجَ لِنَفْسِهِ "مَشْيَخَةً". تُوُفِّيَ فِي الخَامِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ربيع الآخر، سنة ست وثلاثين وست مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1424"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 314"، وشذرات الذهب "5/ 180".

ابن السباك، ابن الطفيل

ابن السباك، ابن الطفيل: 5722- ابن السباك 1: الشَّيْخُ الفَقِيْه المُسْنِدُ وَكِيْلُ القُضَاةِ أَبُوَ الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، ابْنُ السَّبَّاكِ البَغْدَادِيُّ، رَبِيْبُ أَزْهَرَ ابْنِ السَّبَّاكِ، وَهُوَ الَّذِي سَمّعَهُ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ ابْنِ البَطِّيِّ، وأبي المعالي ابن اللحاس، سَمِعَ مِنْهُ المُنْتَقَى مِنْ سَبْعَةِ أَجزَاء المُخَلِّصِ، وَسَمِعَ مِنْ عُمَرَ بنِ بُنَيْمَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: عِزّ الدِّيْنِ الفَارُوْثِيُّ، وَجَمَالُ الدِّيْنِ الشَّرِيْشِيّ، وَعَلاَءُ الدين ابن بلبن، وَأَبُو سَعِيْدٍ القَضَائِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَبِالإِجَازَةِ القَاضِي الحَنْبَلِيّ، وَالمُطَعِّمُ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو نَصْرٍ ابْنُ الشِّيْرَازِيّ، وَأَبُو العَبَّاسِ ابْنُ الشِّحنَةِ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: لاَ بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: كَانَ مَنْسُوْباً إِلَى الدَّهَاءِ وَكَثْرَةِ الشَّرِّ فِي الحُكُومَاتِ. قُلْتُ: مَاتَ فِي سَابِعَ عَشَرَ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5723- ابْنُ الطفيل 2: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الثِّقَةُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ ابن المحدث يوسف ابن هبة الله بن محمد بن الطُّفَيْلِ الدِّمَشْقِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ، عُرِفَ بِابْنِ المُكَبِّسِ الصُّوْفِيُّ. سَمِعَ بِدِمَشْقَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخر سنة ستين وخمس مائة من: الوَزِيْر أَبِي المُظَفَّرِ الفَلَكِيّ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي المَكَارِمِ بنِ هِلاَلٍ، وَأَبِي البَرَكَاتِ الخَضِرِ بنِ شِبْلٍ الخَطِيْبِ، وَأَبِي المَعَالِي مُحَمَّدِ بن حَمْزَةَ بن الموازيني، وأبي بكر بنِ بَرَكَةَ الصِّلْحِيّ، وَبِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ مِنْ: أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَابْنِ عَوْفٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَبِمِصْرَ مِنْ: عَلِيِّ بن هبة الله الكاملي، ومحمد بن علي الرَّحَبِيّ، وَعُثْمَان بن فَرَجٍ، وَعَبْد اللهِ بن بَرِّيّ، وَجَمَاعَة. حَدَّثَ عَنْهُ: المُنْذِرِيُّ، وَابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بَلْبَانَ، وَأَبُو حَامِدٍ ابْنُ الصَّابُوْنِيِّ وَأَبُو الحَسَنِ الغَرَّافِيُّ، وَأَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَأَبُو الهُدَى عِيْسَى السَّبْتِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ كوركيك. وَأَجَازَ لابْنِ سَعْدٍ، وَابْنِ الشِّيْرَازِيّ، وَعِيْسَى المُطَعِّمِ. وَقَالَ ابْنُ مَسْدِيٍّ فِي "مُعْجَمِهِ": لَمْ تَكُنْ حَالُهُ مَرَضِيَّةً، لَكِنَّ سَمَاعَهُ صَحِيْحٌ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ سَمِعَ مِنَ الفَلَكِيِّ. طَلَّقَ زَوْجَتَهُ، وَلَزِمَ بَيْتَهُ، فَأَكْثَرْتُ عَنْهُ لابْنِي. تُوُفِّيَ فِي رَابعِ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: وُلِدَ فِي عَاشِرِ صَفَرٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وخمسين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1424، 1425"، والنجوم الزاهرة "6/ 315"، وشذرات الذهب "5/ 181". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 317"، وشذرات الذهب "5/ 184".

ابن دلف

5724- ابن دلف 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُقْرِئُ المُجَوِّدُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ دُلَفَ بنِ أَبِي طَالِبٍ البَغْدَادِيُّ، المُقْرِئُ، النَّاسخُ الخَازِنُ. مَوْلِدُهُ بَعْدَ الخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَرَأَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى: ابْنِ عَسَاكِر البَطَائِحِيِّ، وَأَبِي الحَارِثِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ العَسْكَرِيِّ، وَيَعْقُوْبَ الحربي، وأحمد بن محمد بن القاض، وَغَيْرِهِم. تَلاَ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَاتِ الشَّيْخُ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ أَبِي الجَيْشِ. وَقَدْ سَمِعَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الرَّحَبِيّ، وَخَدِيْجَةَ النَّهْرَوَانِيَّةِ، وَشُهْدَةَ الإِبرِيَّةِ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الرَّشِيْدُ مُحَمَّدُ ابْنُ أَبِي القَاسِمِ، وَغَيْرُهُ. وَبِالإِجَازَةِ: فَاطِمَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ، وَالقَاضِي، وَابْنُ سَعْدٍ، وَطَائِفَةٌ. وَسَمِعَ "مُوَطَّأ مَالِكٍ" مِنْ رِوَايَةِ القَعْنَبِيّ عَلَى شُهْدَةَ، وَ"مُحَاسَبَةَ النَّفْس"، وَ"الغُربَاءَ" لِلآجُرِّيّ، وَ"سِتَّةَ مَجَالِسِ ابْنِ البَخْتَرِيِّ". وَوَلاَّهُ المُسْتَنْصِرُ خِزَانَةَ كُتُبِهِ، وَكَانَ عَدْلاً ثِقَةً إِمَاماً صَالِحاً خَيِّراً مُتَعَبِّداً، لَهُ صُوْرَةٌ كَبِيْرَةٌ، وَجَلاَلَةٌ عَجِيْبَةٌ، وَفِيْهِ نَفعٌ للناس. رَوَى عَنْهُ ابْنُ النَّجَّارِ، وَقَالَ: كَانَ دَائِمَ الصَّلاَةِ وَالصِّيَامِ، كَثِيْرَ العِبَادَةِ، سَعَّاءً فِي مَصَالِحِ النَّاسِ، لَمْ تَرَ العُيُونُ مِثْلَهُ. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، رَحِمَهُ الله.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 317".

صاحب ماردين، الحراني

صاحب ماردين، الحراني: 5725- صاحب ماردين 1: الملكُ المَنْصُوْرُ نَاصِرُ الدِّيْنِ أَرْتَقُ ابْنُ المَلِكِ أَرْسَلاَنَ بنِ أَلبِي بنِ تمرتَاشَ التُّرُكْمَانِيُّ، الأَرْتَقِيُّ. تَمَلَّكَ بَعْدَ أَخِيْهِ حُسَامِ الدِّيْنِ إِيلغَازِي، وَهُوَ حَدَثٌ، فَعَمِلَ نِيَابَةً مَمْلُوْكُهُم زَوجُ وَالِدتِه مُدَّةً، فَلَمَّا تَمَكَّنَ أَرتَقُ، قَتَلَهُ فِي سَنَةِ سِتّ مائَةٍ، وَامْتَدَّتْ أَيَّامُهُ، وَكَانَ فِيْهِ عَدْلٌ وَحُسْنُ سِيْرَةٍ، وَيَصُوْمُ كَثِيْراً، وَيَدَعُ الخَمْرَ فِي الثَّلاَثَةِ أَشْهُرٍ، قَتَلَهُ غِلمَانُه بِمُوَاطَأَةِ ابْنِ ابْنهِ أَلبِي بنِ غَازِي بنِ أَرتقَ، وَكَانَ شَدِيدَ المَحَبَّةِ لَهُ، ثُمَّ خَافَ، وَأَبْعَدَ أَبَاهُ غَازِياً فَحلقَ رَأْسَه وَتَمَفْقَرَ فَحَبَسَهُ وَالِده أَرتق، فَلَمَّا قَتَلُوْهُ أَخرجُوا غَازِياً وَملَّكوهُ، وَلُقِّبَ بِالمَلِكِ السَّعِيْدِ، ثُمَّ خَافَ مِنْ وَلَدِهِ أَلبِي، فَسَجَنَهُ. قُتِلَ أَرتقُ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ، وَكَانَتْ دَوْلَتُهُ سِتّاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً، وَكَذَلِكَ طوّل وَلدُه. 5726- الحرالي 2: هُوَ العَلاَّمَةُ المُتَفَنِّن أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنٍ التُّجِيْبِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ. وَحرَالَّة: قَرْيَةٌ مِنْ عَمل مُرْسِيةَ. وُلِدَ بِمَرَّاكُشَ، وَأَخَذَ النَّحْوَ عَنِ ابْنِ خروفٍ، وَلقِي العُلَمَاءَ، وَجَالَ فِي البِلاَدِ، وَلهجَ بِالعَقْلِيَّاتِ، وَسَكَنَ حَمَاةَ، وَعَمِلَ "تَفْسِيْراً" عَجِيْباً ملأَه باحتمَالاَتٍ لاَ يَحْتَمِله الخَِطَابُ العربِيّ أَصْلاً، وَتَكلَّمَ فِي علمِ الحُرُوْفِ وَالأَعدَادِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ اسْتَخْرَجَ مِنْهُ وَقتَ خُرُوْجِ الدَّجَّالِ وَوقتَ طُلُوْعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَوعظَ بِحَمَاةَ، وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ، وَصَنَّفَ فِي المَنْطِق، وَفِي شرحِ الأَسْمَاءِ الحُسْنَى، وَكَانَ شَيْخُنَا مَجْدُ الدِّيْنِ التُّوْنُسِيُّ يَتَغَالَى فِي تَعْظِيْمِ "تَفْسِيْرهِ"، وَرَأَيْتُ عُلَمَاءَ يَحطُّونَ عَلَيْهِ -وَاللهُ أَعْلَمُ بِسِرِّهِ- وَكَانَ يُضْرَبُ بِحِلمِهِ المَثَلُ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَمِمَّنْ يُعَظِّمُهُ شَيْخُنَا شَرَفُ الدِّيْنِ ابْنُ البَارِزِيّ قَاضِي حَمَاةَ، فَمَنْ شَاءَ فَليَنظُرْ فِي تَوَالِيفِهِ، فَإِنَّ فيها العظائم.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 314"، وشذرات الذهب "5/ 180". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 317"، وشذرات الذهب "5/ 189".

ابن العربي، ابن المستوفي

ابن العربي، ابن المستوفي: 5727- ابن العربي 1: العَلاَّمَةُ صَاحِبُ التَّوَالِيفِ الكَثِيْرَةِ، مُحْيِي الدِّيْنِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الطَّائِيُّ، الحَاتِمِيُّ، المُرْسِيُّ، ابْنُ العَرَبِيِّ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ. ذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنِ: ابْنِ بَشْكُوَالَ، وَابْنِ صَافٍ، وَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ: زَاهِرِ ابْنِ رُسْتُمٍ، وَبِدِمَشْقَ مِنِ: ابْنِ الحَرَسْتَانِيّ، وَبِبَغْدَادَ. وَسكنَ الروم مدة، وكن ذَكِيّاً كَثِيْرَ العِلْمِ، كَتَبَ الإِنشَاءَ لبَعْضِ الأُمَرَاءِ بِالمَغْرِبِ، ثُمَّ تَزَهَّدَ وَتَفَرَّدَ، وَتَعَبَّدَ وَتَوَحَّدَ، وَسَافَرَ وَتَجَرَّدَ، وَأَتْهَمَ وَأَنْجَدَ، وَعَمِلَ الخَلَوَاتِ وَعلَّقَ شَيْئاً كَثِيْراً فِي تَصَوُّفِ أَهْلِ الوحدَةِ. وَمِنْ أَرْدَإِ تَوَالِيفِهِ كِتَابُ "الفُصُوْصِ"، فَإِنْ كَانَ لاَ كُفْرَ فِيْهِ، فَمَا فِي الدُّنْيَا كُفْرٌ، نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ وَالنَّجَاةَ، فَوَاغَوْثَاهُ بِاللهِ! وَقَدْ عَظَّمَهُ جَمَاعَةٌ، وَتَكَلَّفُوا لِمَا صَدَرَ مِنْهُ بِبَعيدِ الاحْتِمَالاَتِ، وَقَدْ حَكَى العَلاَّمَةُ ابْنُ دَقِيقِ العِيْدِ شَيْخُنَا، أَنَّهُ سمع الشيخ عز الدين ابن عبد السَّلاَمِ يَقُوْلُ عَنِ ابْنِ العَرَبِيِّ: شَيْخُ سُوءٍ، كذاب، يقول يقدم العَالِمِ، وَلاَ يُحَرِّمُ فَرْجاً. قُلْتُ: إِنْ كَانَ مُحْيِي الدِّيْنِ رَجَعَ عَنْ مَقَالاَتِهِ تِلْكَ قَبْلَ المَوْتِ، فَقَدْ فَازَ، وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيْزٍ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقَدْ أَوْرَدْتُ عَنْهُ فِي "التاريخ الكبير". وله شعر رائق، وعلم وساع، وَذهنٌ وَقَّادٌ، وَلاَ رَيْبَ أَنَّ كَثِيْراً مِنْ عِبَارَاتِهِ لَهُ تَأْوِيْلٌ إلَّا كِتَابَ "الفُصُوْصِ"! وَقَرَأْتُ بِخَطِّ ابْنَ رَافِعٍ أَنَّهُ رَأَى بِخَطِّ فَتحِ الدِّيْنِ اليَعْمُرِي: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ دَقِيقِ العِيْدِ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الشَّيْخ عِزَّ الدِّيْنِ، وَجَرَى ذِكْرُ ابْنِ العَرَبِيِّ الطَّائِيِّ فَقَالَ: هُوَ شَيْخُ سُوءٍ مقبوح كذاب. 5728- ابن المستوفي 2: المَوْلَى الصَّاحِبُ العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ شَرَفُ الدِّيْنِ أَبُو البركات المبارك بنُ أَحْمَدَ بنِ المُبَارَكِ بنِ مَوْهُوْبِ بنِ غَنِيْمَةَ بنِ غَالِبٍ اللَّخْمِيُّ الإِرْبِلِيُّ الكَاتِبُ، عُرِفَ بابن المستوفي. ولد بإربل، في سنة أرع وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَرَأَ القُرْآنَ وَالأَدَبَ عَلَى أبي عبد الله البحراني، ومكي بن زيان الماكسيني. وسمع من:

_ 1 ترجمته في ميزان الاعتدال "3/ ترجمة 7984"، ولسان الميزان "5/ ترجمة 1038". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 554"، والنجوم الزاهرة "6/ 318"، وشذرات الذهب "5/ 186، 187".

عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ أَبِي حَبَّةَ، وَمُبَارَكِ بنِ طَاهِرٍ، وَحَنْبَلٍ، وَابْنِ طَبَرْزَذَ، وَنَصْرِ اللهِ بنِ سَلاَمَةَ الهِيْتِيّ، وَخَلْقٍ مِنَ الوَافدينَ إِلَى إِرْبِلَ. وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَجَمَعَ فَأَوعَى، وَعَمِلَ لِبَلَدِهِ "تَارِيْخاً" فِي خَمْسَةِ أَسفَارٍ، وَكَانَتْ دَارُهُ مَجْمَعاً لِلْفُضَلاَءِ، وَكَانَ كَثِيْرَ المَحْفُوْظِ، قَوِيَّ الخَطِّ، حُلْوَ الإِيرَادِ، لَهُ النَّظْمُ وَالنَّثْرُ، وَالتَّفُنُّنُ فِي الفَضَائِلِ، وَلَهُ إِجَازَةٌ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيِّ، وَغَيْرِهِ. أَجَازَ لِشَيْخِنَا شَمْسِ الدِّيْنِ ابْنِ الشِّيْرَازِيِّ. وَلِي نَظَرَ إربل مدة، ونزح منها وقت استلاء التَّتَارِ عَلَيْهَا، فَأَقَامَ بِالمَوْصِلِ، وَكَانَ وَالِدُهُ وَجدُّهُ مِنْ قَبْلِهِ عَلَى الاسْتيفَاءِ بِإِرْبِلَ. قُلْتُ: فَمِنْ شِعرِهِ مِمَّا أَوْرَدَ لَهُ ابْنُ الفُوَطِيِّ: وَفَى لي دمعي يوم بانوا بوعده ... فأجرتيه حتى غرقت بمده وَلَوْ لَمْ يُخَالِطْهُ دَمٌ غَالَ لَوْنَهُ ... لَمَا مَالَ حَادِي الرَّكْبِ عَنْ قَصْدِ وِرْدِهِ أَأَحْبَابَنَا هَلْ ذَلِكَ العَيْشُ رَاجِعٌ ... بِمقتبلٍ غَضِّ الصِّبَى مُسْتَجَدِّهِ زَمَاناً قَضَيْنَاهُ انْتِهَاباً وَكُلُّنَا ... يَجُرُّ إِلَى اللَّذَّاتِ فَاضِلَ بُرْدِهِ وَإِنَّ عَلَى المَاءِ الَّذِي يَرِدُوْنَهُ ... غَزَالٌ كَجِلْدِ المَاءِ رِقَّةَ جِلْدِهِ يَغَارُ ضِيَاءُ البَدْرِ مِنْ نُوْرِ وَجْهِهِ ... وَيَخْجَلُ غُصْنُ البَانِ مِنْ لِيْنِ قَدِّهِ وَلَهُ: حَيَّا الحَيَا وَطَناً بِإِرْبِلَ دَارساً ... أَخْنَتْ عَلَيْهِ حَوَادِثُ الأَيَّامِ أَقْوَتْ مَرَابِعُهُ وَأَوْحَشَ أُنْسُهُ ... وَخَلَتْ مَرَاتِعُهُ مِنَ الآرَامِ عُنِيَ الشَّتَاتُ بِأَهْلِهِ فَتَفَرَّقُوا ... أَيدِي سَبَا فِي غَيْر دَارِ مقَامِ إِنْ يُمْسِ قَدْ لَعِبَتْ بِهِ أَيدِي البِلَى ... عَافِي المعَاهِدِ دَارِسَ الأَعْلاَمِ فَلَكَمْ قَضَيْتُ بِهِ لُبَانَاتِ الصِّبَى ... مَعَ فِتيَةٍ شُمِّ الأُنوفِ كِرَامِ قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ شَرَفُ الدِّيْنِ جَلِيْلَ القَدْرِ، وَاسِعَ الكَرَمِ، مُبَادِراً إِلَى زِيَارَةِ مَنْ يَقدِمُ، مُتَقَرِّباً إِلَى قَلْبِهِ، وَكَانَ جَمَّ الفَضَائِلِ، عَارِفاً بِعِدَّةِ فُنُوْنٍ، مِنْهَا الحَدِيْثُ وَفُنُونُهُ وَأَسْمَاؤُهُ، وَكَانَ مَاهِراً فِي الآدَابِ وَالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ وَالشِّعرِ وَأَيَّامِ العَرَبِ، بَارِعاً فِي حِسَابِ الدِّيْوَانِ. صَنَّف شرحاً لِـ "دِيْوَان المُتَنَبِّي" وَ"أَبِي تَمَّامٍ" فِي عَشْرِ مُجَلَّدَاتٍ، وَلَهُ فِي أَبيَاتِ "المُفَصَّل" مُجَلَّدَان.

سَمِعْتُ مِنْهُ كَثِيْراً، وَبِقِرَاءتِهِ، وَلَهُ "دِيْوَانُ شعرٍ" أَجَادَ فِيْهِ. قَالَ ابْنُ الشَّعَّارِ فِي "قَلاَئِد الجمان": كان الصاحب مع فضائله مُحَافِظاً عَلَى عَملِ الخَيْرِ وَالصَّلاَحِ، مُوَاظباً عَلَى العِبَادَةِ، كَثِيْرَ الصَّوْمِ، دَائِمَ الذِّكرِ، مُتَتَابعَ الصَّدَقَاتِ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: وَلِيَ الوزَارَةَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ، فَلَمَّا صَارَتْ إِرْبِل لِلمُسْتَنْصِر بِاللهِ، لَزِمَ بَيْتَهُ، وَاقْتَنَى مِنْ نَفِيْسِ الكُتُبِ شَيْئاً كَثِيْراً، خَرَجَ مِنْ دَارِهِ مرَّةً لَيْلاً، فَضَرَبَهُ رَجُلٌ بِسكينٍ فِي عَضُدِهِ، فَقَمّطهَا الجرَائِحِيُّ بِلفَائِفَ وَسَلِمَ، فَكَتَبَ إِلَى الملكِ مُظَفَّرِ الدِّيْنِ: يَا أَيُّهَا المَلِكُ الَّذِي سَطَوَاتُهُ ... مِنْ فِعْلِهَا يَتَعَجَّبُ المرِيخُ آيَاتُ جُوْدِكَ مُحْكَمٌ تَنْزِيْلُهَا ... لاَ نَاسِخٌ فِيْهَا وَلاَ مَنْسُوْخُ أَشكُو إِلَيْكَ وَمَا بُلِيْتُ بِمِثْلِهَا ... شَنْعَاءَ ذِكْرُ حَدِيْثِهَا تَارِيخُ هِيَ لَيْلَةٌ فِيْهَا وُلِدْتُ وَشَاهِدِي ... فِيمَا ادَّعَيْتُ القَمْطُ وَالتَّمْرِيْخُ تُوُفِّيَ الصَّاحِبُ: فِي خَامِسِ المُحَرَّمِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: قَاضِي دِمَشْقَ شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ الخليل الخوبي الشَّافِعِيُّ، وَالصَّفِيُّ أَحْمَدُ بنُ أَبِي اليُسْرِ شَاكِرٍ التَّنُوْخِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ ابْنُ الرُّوْمِيَّةِ الإِشْبِيْلِيُّ النَّبَاتِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى البَغْدَادِيُّ المُؤَدِّبُ، وَعَلاَءُ الدِّيْنِ أَبُو سَعْدٍ ثَابِتُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الخُجَنْدِيِّ الأَصْبَهَانِيُّ الَّذِي حَضَرَ "البُخَارِيَّ" عَلَى أَبِي الوَقْتِ، وَحُسَيْنُ بنُ يُوْسُفَ الصِّنْهَاجِيُّ الشَّاطِبِيُّ نَظَامُ الدِّيْنِ النَّاسخُ، وَأَمِيْنُ الدين سالم بن الحَسَنِ بنِ صَصْرَى، وَصَاحِبُ حِمْص شِيرْكُوْه، وَالقَاضِي عَبْدُ الحَمِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّشِيْدِ الهَمَذَانِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ يُوْسُفَ بنِ الطُّفَيْلِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ دُلَف المُقْرِئُ النَّاسخُ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الحَرَّانِيُّ بِحَمَاةَ، وَشَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ ابْنِ الكَرِيْم الكَاتِب، والحافظ ابن الذبيثي، ومحمد ابن طَرْخَانَ السُّلَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي المَعَالِي بنِ صَابرٍ، وَالرَّشِيْدُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ ابْنُ الهَادِي، مُحْتَسِبُ دِمَشْقَ، وَالصَّاحِبُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ نَصْرُ الله ابن الأثير.

الحصيري، البرزالي

الحصيري، البرزالي: 5729- الحصيري 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ جَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو المَحَامِدِ مَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ السَّيِّدِ البُخَارِيُّ، الحَصِيْرِيُّ، التَّاجِرِيُّ، الحَنَفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ست وأربعين وخمس مائة. وَتَفَقَّهَ بِبُخَارَى وَبَرَعَ، وَلَوْ أَنَّهُ سَمِعَ فِي صِبَاهُ لَصَارَ مُسْنِدَ زَمَانِهِ، وَلَكِنَّهُ سَمِعَ فِي الكُهُوْلَةِ مِنْ أَبِي سَعْدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ ابْنِ الصَّفَّارِ، وَمَنْصُوْرِ ابْنِ الفُرَاوِيِّ، وَالقَاضِي إِبْرَاهِيْم بنُ عَلِيِّ بنِ حَمَكَ المُغِيْثيُّ، وَالمُؤَيَّدُ الطُّوْسِيُّ. وَحَدَّثَ بِـ "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ". رَوَى عَنْهُ: زَكِيُّ الدِّيْنِ البِرْزَالِيُّ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ العَدِيْمِ، وَابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَابْنُ الصَّابُوْنِيِّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ جَوْهَرٍ البطائحية. وبالإجازة القاضيان: الخوبي، وَالحَنْبَلِيُّ. دَرَّسَ، وَنَاظَرَ، وَأَفتَى، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ، وَسَكَنَ دِمَشْقَ، وَوَلِيَ تَدرِيسَ النُّورِيَةِ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَكَانَ يَنطَوِي عَلَى دِيْنٍ وَعِبَادَةٍ وَتَقْوَى، وَلَهُ جَلاَلَةٌ عَجِيْبَةٌ، وَمَنْزِلَةٌ مَكِيْنَةٌ، وَحُرْمَةٌ وَافِرَةٌ. وَهُوَ مَنْسُوْبٌ إِلَى مَحلَّةٍ بِبُخَارَى يَنسجُوْنَ الْحصْر فِيْهَا. تُوُفِّيَ فِي ثَامنِ صَفَرٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ تِسْعُوْنَ سَنَةً، وَازْدَحَمَ الخَلْقُ عَلَى نَعْشِهِ، وَحَمَلَهُ الفُقَهَاءُ عَلَى الرُّؤُوسِ، وَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً، وَدُفِنَ بمقابر الصوفية. رأيت سماعه لجميع "سنن الدراقطني" مِنَ الصَّفَّارِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ. وَفِيْهَا سَمِعَ مِنْ قَاضِي القُضَاةِ المُغِيْثيّ "مُوَطَّأَ أَبِي مُصْعَبٍ"، وَرَأَيْتُ خَطَّ مَنْصُوْرٍ الفُرَاوِيِّ وَخَطَّ المُؤَيَّدِ الطُّوْسِيِّ لَهُ بِسَمَاعِهِ مِنْهُمَا لِـ "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" سنة 603، وعظماه وفخماه. 5730- البرزالي 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ الرَّحَّالُ مُفِيْدُ الجَمَاعَةِ زَكِيُّ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي يَدَّاسَ البِرْزَالِيُّ، الإِشْبِيْلِيُّ. وُلِدَ -تَقْرِيْباً- سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَدِمَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّ مائَةٍ، فَحُبِّبِ إِلَيْهِ طَلَبُ الحَدِيْثِ، وَكِتَابَةُ الآثَارِ، فَسَمِعَ مِنَ الحَافِظِ عَلِيِّ بنِ المُفَضَّلِ، وَعَبْدِ اللهِ العُثْمَانِيِّ، وَبِمِصْرَ مِنَ: القَاضِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُجَلِّي، وَبِمَكَّةَ مِنْ: زَاهِرِ بنِ رُسْتُمَ، وَيُوْنُس بن يَحْيَى الهَاشِمِيِّ، وَجَاوَرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَقَدِمَ دِمَشْقَ فَسَمِعَ مِنَ: الكِنْدِيِّ، وَالخَضِرِ بن كَامِلٍ، وَطَائِفَةٍ، وَرَدَّ إِلَى مِصْرَ، ثُمَّ سَارَ إلى

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 313"، وشذرات الذهب "5/ 182". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1137"، والنجوم الزاهرة "6/ 314"، وشذرات الذهب "5/ 182".

خُرَاسَانَ وَغَيْرِهَا. فَسَمِعَ بِأَصْبَهَانَ مِنْ: عَيْنِ الشَّمْسِ الثَّقفِيَّةِ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجُنَيْدِ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي طَاهِرٍ بنِ غَانِمٍ، وبيسابور مِنْ: مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ الفُرَاوِيِّ وَالمُؤَيَّد بنِ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيِّ، وَزَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ، وَبِمَرْوَ مِنْ: أَبِي المُظَفَّرِ ابْنِ السَّمْعَانِيِّ، وَبِهَرَاةَ مِنْ: أَبِي روحٍ، وَبِهَمَذَانَ مِنْ عَبْدِ البَرِّ بنِ أَبِي العَلاَءِ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الأَخْضَرِ، وَأَحْمَدَ بنِ الدَّبِيْقِيِّ، وَبِالمَوْصِلِ، وَإِرْبِلَ، وَتَكرِيتَ، وَحَرَّانَ، ثُمَّ إِنَّهُ اسْتَوْطَنَ دِمَشْقَ، وَأَكْثَرَ، وَكَتَبَ عَمَّنْ دَبَّ وَدَرَجَ، وَنَسخَ الكَثِيْرَ لِنَفْسِهِ وَلِلنَّاسِ، بِخَطٍّ حلوٍ مَغْرِبِيٍّ، وَخَرَّجَ لِعدَّةٍ مِنَ الشُّيُوْخِ، وَأَمَّ بِمَسجِدِ فُلوس، وَسَكَنَ هُنَاكَ، وَكَانَ مَطْبُوْعاً، رَيِّضَ الأَخْلاَقِ بَشُوشاً، سَهلَ الإِعَارَةِ كَثِيْرَ الاحْتِمَالِ. وَلِيَ مَشْيَخَةَ مَشهدِ عُرْوَةَ، وَاتَّفَقَ مَوْتُهُ بِحَمَاةَ، فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فِي رَابعِ عَشَرِهِ. قَالَ المُنْذِرِيُّ: كَانَ يَحفظُ وَيُذَاكِرُ مُذَاكرَةً حَسَنَةً، صَحِبَنَا مُدَّةً عِنْدَ شَيْخِنَا ابْنِ المُفَضَّلِ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ، وَسَمِعَ مِنِّي. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ الجَمَالُ ابْنُ الصَّابُوْنِيّ، وَعُمَرُ بنُ يَعْقُوْبَ الإِرْبِلِيّ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ العَدِيْمِ، وَجَمَالُ الدِّيْنِ ابْنُ وَاصِلٍ، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ عَسَاكِرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الذَّهَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الخَلاَّلِ، وَآخَرُوْنَ. وَبَرزَالَةُ: قَبِيلَةٌ بِالأَنْدَلُسِ. عمل الحَافِظُ عَلَمُ الدِّيْنِ لَهُ تَرْجَمَةً طَوِيْلَةً، فِيْهَا: أَنَّ ابْنَ الأَنْمَاطِيّ اسْتَعَارَ ثَبْتَ رِحلَتِهِ وَادَّعَى أَنَّهُ ضَاعَ، فَبَكَى الزَّكِيُّ وَتَحَسَّر عَلَيْهِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الحَافِظُ، أخبرتنا زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ عَنْ زَيْنَبَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الصُّعْلوكِيُّ الفَقِيهُ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ الأَوْدِيّ، عَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَقْرَؤُوْنَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُوْنَ مِنَ الدِّيْنِ مُرُوْقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، قتالهم حق على كل مسلم" 1.

_ 1 صحيح: أخرجه مسلم "1066" من حديث علي، به. وورد من حديث أبي سعيد الخدري: عند البخاري "3610"، ومسلم "1064". وعن سهل بن حنيف: عند البخاري "6934"، ومسلم "1068" من طريق يسير بن عمر، عنه، به.

وتوفي ولده، بهاء الدين، ابن الرومية

وتوفى ولده، بهاء الدين، ابن الرومية: 5731- وَتُوُفِّيَ وَلَدُهُ: المُحَدِّثُ يُوْسُفُ إِمَامُ مَسْجِدِ فُلُوسٍ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ شَابّاً، لَهُ ثَلاَثٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَلَمْ يُحَدِّثْ، وَخَلَّفَ وَلَدَهُ الشَّيْخَ. 5732- بهاء الدين: محمد كَاتِبَ الحكمِ صَغِيراً فَربَّاهُ جَدُّهُ لأُمِّهِ الشَّيْخُ عَلَمُ الدِّيْنِ الأَنْدَلُسِيُّ المُقْرِئُ، وَأَقرَأَهُ بِالسَّبْعِ، وَكَتَبَ الخطَّ المَنْسُوْبَ. سَمِعْتُ مِنْهُ، وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقَرَأَ عَلَيْهِ كَثِيْراً مِنَ الحَدِيْثِ وَلَدُهُ الحَافِظُ الأَوحدُ عَلَمُ الدِّيْنِ القَاسِمُ، رحم الله الجميع. 5733- ابن الرومية 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ الحَافِظُ النَّاقِدُ الطَّبِيْبُ أَبُو العباس أحمد بن محمد ابن مُفَرِّجٍ الإِشْبِيْلِيُّ الأُمَوِيُّ، مَوْلاَهُمُ، الحَزْمِيُّ الظَّاهِرِيُّ النَّبَاتِيُّ الزَّهْرِيُّ العَشَّابُ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ زرْقُوْنَ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ الجَدِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ أَحْمَدَ بنِ جُمْهُوْرٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ التُّجِيْبِيِّ، وَأَبِي ذَرٍّ الخُشَنِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَفِي الرِّحلَةِ مِنْ أَصْحَابِ الفُرَاوِيِّ، وَأَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبَّارُ: كَانَ ظَاهِرِيّاً، مُتَعَصِّباً لابْنِ حزم، بعد ن كَانَ مَالِكيّاً. قَالَ: وَكَانَ بَصِيْراً بِالحَدِيْثِ وَرِجَالِهِ، وله مجلد مفيد في اسْتِلحَاقٌ عَلَى "الكَامِلِ" لابْنِ عَدِيّ، وَكَانَتْ لَهُ بِالنّبَاتِ وَالحشَائِش مَعْرِفَةٌ فَاقَ فِيْهَا أَهْلَ العصرِ، وَجَلَسَ فِي دُكَّانٍ لبيعهَا، سَمِعَ مِنْهُ جُلُّ أصحابنا. وَقَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً، حَافِظاً، صَالِحاً. وَالزَّهْرِيُّ: بِفَتحِ أَوَّلِه. وَقَالَ المُنْذِرِيُّ: سَمِعَ ابْنَ الرُّومِيَّةِ بِبَغْدَادَ، وَلَقِيْتُهُ بِمِصْرَ بَعْدَ عَوْدِهِ، وَحَدَّثَ بِأَحَادِيْثَ مِنْ حِفْظِهِ بِمِصْرَ، وَلَمْ يَتَّفِقْ لِيَ السَّمَاعُ مِنْهُ، وَجَمَعَ مَجَامِيْعَ. قُلْتُ: لَهُ كِتَابُ "التَّذكِرَةِ" فِي مَعْرِفَةِ شُيُوْخِهِ، وَلَهُ كِتَابُ "المُعَلِّمِ بِمَا زَادَ البُخَارِيُّ عَلَى مُسْلِم". مَاتَ فُجَاءةً، فِي سَلْخِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ سبع وثلاثين وست مائة، ورثي بقصائد.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1138"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 184".

الخجندي، سالم

الخجندي، سالم: 5734- الخجندي 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الصَّدْرُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ عَلاَءُ الدِّيْنِ أَبُو سَعْدٍ ثَابِتُ بنُ مُحَمَّدِ ابنِ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الخُجَنْدِيّ الأَصْبَهَانِيُّ، نَزِيْلُ شِيرَازَ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائة. وسمع من: أبي الوقت السحزي "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" حُضُوْراً فِي الرَّابِعَةِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَضْلِ مَحْمُوْدِ بن مُحَمَّدٍ الشّحَّام، وَكَانَ فِي أَصْبَهَانَ إِذِ استباحتها كفرة المغول في سنة اثنتي وثلاثين وَسِتِّ مائَةٍ، فَنَجَا، وَلَمْ يَكَدْ. وَذَهَبَ إِلَى شِيرَازَ، فَعَاشَ إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، كَذَا ذَكَرَهُ الحَافِظُ المُنْذِرِيّ. رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: القَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ، وَجَمَاعَةٌ، وَهَذَا آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي الوَقْتِ حُضُوْراً، وَمَعَ هَذَا فَلاَ أَسْتحضر أَحَداً سَمِعَ مِنْهُ. وَلَعَلَّ أَهْلَ شِيْرَازَ إِنْ كَانُوا اعتَنُوا بِرِوَايَاتِهِ تأخر بعضهم، فن شِيرَازَ أُمُّ ذَلِكَ الإِقْلِيْمِ، وَهِيَ عَامِرَةٌ لَمْ يَصِلْ إِلَيْهَا كَفَرَةُ المَغُولِ وَأَمِنَتْ إِلَى اليَوْمِ، وَهِيَ مَدِينَةٌ مُحْدَثَةٌ أَنْشَأَهَا الأَمِيْرُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ الثَّقَفِيُّ ابْنُ عَمِّ الحجَّاجِ، وَسُمِّيَتْ بِشِيْرَازَ تَشبِيهاً بِجَوفِ الأَسَدِ، وَذَلِكَ لأَنَّ التُّجَّارَ تَجْلِبُ وَتَحمِلُ إِلَيْهَا وَلاَ عوضَ بِهَا، وَفِي البَلَدِ عُيونٌ فِي دُورِهِم، وَمِنْهَا إِلَى أَصْبَهَانَ سَبْعَةُ أَيَّامٍ، وَبِهِا خَلقٌ لاَ يُحْصَوْنَ، وَملكهَا مِنْ تَحْتَ يَدِ صَاحِبِ العِرَاقِ أَبِي سَعِيْدٍ، عَرضُهَا تِسْعٌ وَعِشْرُوْنَ دَرَجَةً، وَطُولُهَا تِسْعٌ وَسَبْعُوْنَ دَرَجَةً، هِيَ شَرقِيّ مِصْرَ وَوَادِي مُوْسَى وَتَبُوْكَ فَهنّ عَلَى خطّ وَاحِدٍ. 5735- سَالِمُ 2: ابْنُ الحَافِظِ أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن مَحْفُوْظِ بنِ صَصْرَى، الشَّيْخُ العَدْلُ، الرَّئِيْسُ، أَمِيْنُ الدِّيْنِ، أَبُو الغَنَائِمِ، التَّغْلِبِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ. رَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ وَلَهُ خَمْسُ سِنِيْنَ، فَسَمَّعَهُ مِنْ: أبي الفتح بن شاتيل، وأبي السعادات

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 316"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 183". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 316"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 184".

القَزَّازِ، وَأَبِي العَلاَءِ بنِ عَقِيْلٍ، وَأَبِي الفَرَجِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نَبْهَانَ، وَأَحْمَدَ بن دُرّك، وَشَيْخِ الشُّيُوْخِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَعِدَّةٍ. وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنَ: الفَضْلِ ابْنِ البَانْيَاسِيِّ، وَالأَمِيْرِ أُسَامَةَ بنِ مُنْقِذٍ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ النَّجَّارِ، وَالخَضِرِ بنِ طَاوُوْسٍ، وَطَائِفَةٍ. وَحَفِظَ القُرْآنَ وَتَفَقَّهَ، وَتَأَدَّبَ قَلِيْلاً، وَتَفَرَّدَ بِجُملَةٍ مِنْ مَرْوِيَّاتِهِ، مَعَ عَدَمِ تَعْمِيْرِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البِرْزَالِيُّ، وَالقُوْصِيُّ، وَالمَجْدُ ابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَسَعْدُ الخَيْرِ، وَأَبُو الفَضْلِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ عَمِّهِ الفَخْرُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الإِرْبِلِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الخَلاَّلِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ القُوْصِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ": أَخْبَرَنَا القَاضِي الرَّئِيْسُ العَدْلُ أَبُو الغَنَائِمِ بِمَنْزِلهِ، وَكَانَ جَمِيْلَ الصُّحْبَةِ وَالمُعَاشَرَةِ، فَكِهَ المُحَاضَرَةِ، حَسنَ المُحَاوَرَةِ، حُمِدَتْ سِيْرَتُهُ فِيمَا تَولاَّهُ مِنَ المَارِستَانَاتِ وَالموَارِيثِ. قُلْتُ: عَاشَ سِتِّيْنَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَدُفِنَ بِتُربتِهِ بِسفحِ جَبلِ قَاسِيُوْنَ، وَخَلَّفَ أَوْلاَداً نُبَلاَءَ، وَهُوَ جَدُّ قَاضِي دمشق نجم الدين أحمد ابن محمد.

ابن علان

5736- ابن علان 1: الشَّيْخُ الأَمِيْنُ تَاجُ الدِّيْنِ أَبُو المَعَالِي أَسْعَدُ بنُ المُسَلَّمِ بنِ مَكِّيِّ بنِ عَلاَّنَ القَيْسِيُّ، الدمشقي. سَمِعَ: أَبَاهُ أَبَا الغَنَائِمِ، وَعَلِيَّ بنَ خَلْدُوْنَ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ عَسَاكِرَ، وَأَبَا الفَهْمِ ابْنَ أَبِي العَجَائِزِ، وَجَمَاعَةً. رَوَى عَنْهُ: الحَافِظُ عَبْدُ العَظِيْمِ، وَالقُوْصِيُّ، وَابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَأَبُو عَلِيٍّ ابْنُ الخَلاَّلِ، وَتَاجُ العربِ بِنْتُ عَلاَّنَ. وَبِالإِجَازَةِ مُحَمَّدُ بنُ مُشْرقٍ. حَدَّثَ بِدِمَشْقَ وَبِمِصْرَ، وَعَاشَ سِتّاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الشُّهُودِ. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وهو أخو المعمر مكي.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 314"، وشذرات الذهب "5/ 180".

التبريزي، حامد

التبريزي، حامد: 5737- التبريزي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ أَبُو الخَيْرِ بَدَلُ بنُ أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي. وُلِدَ بَعْدَ الخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَقَدِمَ فَسَمِعَ مِنْ: أَبِي سَعْدٍ بنِ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَأَحْمَدَ ابن الموازين، وَيَحْيَى الثَّقَفِيّ، وَلاَزَمَ بَهَاءَ الدِّيْنِ ابْنَ عَسَاكِرَ، وَسَمِعَ بِأَصْبَهَانَ مِنْ: أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانِ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي زَيْدٍ الكَرَّانِيّ، وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ: أَبِي سَعْدٍ الصَّفَّارِ، وَبِمِصْرَ مِنَ البُوْصِيْرِيّ. وَكَتَبَ وَتَعِبَ وَخَرَّجَ، وَخطُّه رَدِيءٌ. وَكَانَ دَيِّناً، فَاضِلاً، لَهُ فَهْمٌ. وَلِيَ مَشْيَخَةَ دَارِ الحَدِيْثِ بِإِرْبِلَ، فَلَمَّا اسْتبَاحَتْهَا التَّتَارُ، نَزَحَ إِلَى حَلَب. رَوَى عَنْهُ: القُوْصِيُّ، وَمُحْيِي الدِّيْنِ ابْنُ سُرَاقَةَ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ العَدِيْمِ، وَجَمَالُ الدِّيْنِ الشَّرِيْشِيُّ. وَبِالإِجَازَةِ: القَاضِي الحَنْبَلِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ المِزِّيّ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى، سنة ستة وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. لَمْ يُحَدِّثْنِي عَنْهُ أَحَدٌ. رَأَيْتُ لَهُ مُصَنَّفاً فِي فَنِّ الحَدِيْثِ بِأَسَانِيْدِهِ، وَأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً نَسخهَا البِرْزَالِيُّ عَنِ الشَّرِيْشِيِّ. 5738- حَامِدُ: ابن أَبِي العَمِيدِ بنِ أَمِيْرِي بنِ وَرشِي بنِ عمر، شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو الرِّضَا القَزْوِيْنِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِقَزْوِيْنَ. وَصَحِبَ القُطْبَ النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَلاَزَمَهُ، وَقَدِمَ مَعَهُ دِمَشْقَ، وَسَمِعَ مِنْ شُهْدَة الكَاتِبَةَ، وَخَطِيْبَ المَوْصِلِ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيّ. وَعَنْهُ: شِهَابُ الدِّيْنِ ابْنُ تَيْمِيَةَ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ العَدِيْمِ. وَبِالإِجَازَةِ: القَاضِي، وَأَبُو نَصْرٍ ابْنُ الشِّيْرَازِيّ. وَوَلِيَ قَضَاءَ حِمْصَ، ثُمَّ دَرَّسَ بِحَلَبَ، وَأَفتَى. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1424"، والنجوم الزاهرة "6/ 314"، وشذرات الذهب "5/ 180".

عماد الدين، الخويي، ابن عسكر

عماد الدين، الخويي، ابن عسكر: وَكَانَ ابْنُهُ: 5739- عِمَادُ الدِّيْنِ: مِنَ المُدَرِّسِيْنَ أَيْضاً. 5740- الخويي 1: قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر الخوبي، الشافعي. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ. وَقَرَأَ العَقْلِيَّاتِ عَلَى فَخْرِ الدِّيْنِ الرَّازِيِّ، وَالجَدَلَ عَلَى الطَّاوُوْسِيِّ. وَسَمِعَ: مِنَ المُؤَيَّدِ الطُّوْسِيِّ. وَكَانَ مِنِ أَذْكِيَاءِ المُتَكَلِّمِينَ، وَأَعيَانِ الحُكَمَاءِ وَالأَطِبَّاءِ، ذَا دِيْنٍ وَتَعَبُّدٍ، وَلَهُ مُصَنَّفٌ فِي النَّحْوِ، وَآخَرُ فِي الأُصُوْلِ، وَآخَرُ فِيْهِ رُمُوْزٌ فَلْسَفِيَّةٌ. قَالَ ابْنُ أَبِي أُصَيْبعَةَ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ "التَّبْصِرَةَ" لابْنِ سَهْلاَنَ. وَسَمِعَ مِنْهُ: المُعْيِنُ القُرَشِيُّ، وَالجَمَالُ ابْنُ الصَّابُوْنِيِّ، وَابْنُهُ قَاضِي القُضَاةِ شِهَابُ الدِّيْنِ مُحَمَّدٌ. وَخُوِي: مِنْ إِقْلِيْمِ أَذْرَبِيْجَانَ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، كَهْلاً بِحُمَّى دقيَّة، وَوَلِيَ قَضَاءَ دمشق فحمد. 5741- ابن عسكر: القَاضِي العَلاَّمَةُ ذُو الفُنُوْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خضر الغساني، المالقي، المالكي، ابن عسكر. وذكره ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: رَوَى عَنْ أَبِي الحَجَّاجِ ابْنِ الشَّيْخِ، وَأَبِي زَكَرِيَّا الأَصْبَهَانِيّ، وَأَبِي الخَطَّابِ بنِ وَاجِبٍ، وَأَبِي سُلَيْمَانَ بنِ حَوْطِ اللهِ، وَعِدَّةٍ. وَاعْتَنَى بِالرِّوَايَةِ عَلَى كِبَرٍ، وَكَانَ جَلِيْلَ القَدْرِ، دَيِّناً، صَاحِبَ فُنُوْن؛ فَقهٍ وَنَحْوٍ وَأَدَبٍ وَكِتَابَةٍ، وَكَانَ شَاعِراً مُتَقَدِّماً فِي الشُّرُوْطِ، حَسَنَ العِشْرَةِ، سَمْحاً، جَوَاداً. وَلِيَ قَضَاءَ بَلَدِهِ بَعْدَ أَنْ حَكَمَ نِيَابَةً، وَصَنَّفَ وَمَالَ إِلَى الاجْتِهَادِ، تَأَسَّفَ عَلَى تَفْرِيْطِهِ فِي تَرْكِ الأَخْذِ عَنِ الكِبَارِ. وَلَهُ كِتَابُ "المَشْرعُ الرّوِيُّ فِي الزِّيَادَةِ عَلَى غَرِيبي الهَرَوِيِّ"، وَكِتَابُ "الإِتمَامِ عَلَى كِتَابِ التَّعرِيفِ وَالإِعلاَمِ" لِلسُّهَيْلِيِّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وست مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1415"، والنجوم الزاهرة "6/ 316"، وشذرات الذهب "5/ 183".

عبد الحميد، الدبيثي

عبد الحميد، الدبيثي: 5742- عبد الحميد: ابن عبد الرشيد بن علي بن بنيمان، قَاضِي الجَانبِ الشَّرْقِيّ بِبَغْدَادَ، أَبُو بَكْرٍ الهَمَذَانِيّ، الشافعي. حضر وَهُوَ ابْنُ أَرْبَع سِنِيْنَ عَلَى جَدِّهِ الحَافِظِ أَبِي العَلاَءِ العَطَّارِ "جَامِعَ مَعْمَرٍ" وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: شُهْدَةَ وَابْنِ شَاتيلَ. وَأُمُّهُ هِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ الحَافِظِ. أَعَادَ بِالنِّظَامِيَّةِ، وَنَابَ بِالجَانبِ الغَرْبِي عَنْ أَخِيْهِ القَاضِي عَلِيٍّ، وَكَانَ صَالِحاً، قَانِتاً. حَدَّثَ بِدِمَشْقَ بَعْدَ العِشْرِيْنَ، وَنَزَلَ فِي الغزَاليَّةِ ثُمَّ رَجَعَ فَولِيَ القَضَاءَ وَحُمِدَ فِيْهِ. رَوَى عَنْهُ: الشَّرِيْشِيُّ، وَابْنُ بَلْبَانَ، وَالخَطِيْبُ عَبْدُ الحَقِّ بنُ شَمَائِلَ، وَالشَّيْخُ عِزّ الدِّيْنِ الفَارُوْثِيُّ. وَأَجَاز: لِفَاطِمَةَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ، وَلأَبِي نَصْرٍ ابْن الشِّيْرَازِيِّ وَجَمَاعَةٍ، وَلابْنِ سَعْدٍ، وَمُحَمَّدٍ البِجَّدِيّ، وَسِتِّ الفُقَهَاءِ الوَاسِطِيَّةِ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالسَّمَاعِ: العِمَادُ إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ الطَّبَّالِ. مَاتَ فِي سَابع شَوَّالٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ أربع وسبعين سنة. 5743- الدبيثي: الإِمَامُ العَالِمُ الثِّقَةُ الحَافِظُ شَيْخُ القُرَّاءِ حُجَّةُ المُحَدِّثِيْنَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ ابنُ أَبِي المَعَالِي سَعِيْدِ بنِ يَحْيَى بنِ عَلِيِّ بنِ حَجَّاجٍ الدُّبَيْثِيُّ ثُمَّ الوَاسِطِيُّ الشَّافِعِيُّ المُعَدَّلُ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وسمع من: أبي طالب الكناني، وَهِبَةِ اللهِ بنِ قَسَّامٍ، وَعِدَّةٍ بِوَاسِطَ بَعْدَ سَنَةِ سَبْعِيْنَ. وَتَلاَ بِالعَشْرِ عَلَى: خَطِيْبِ شَافِيَا، وَابْنِ البَاقِلاَنِيِّ صَاحِبَيِ أَبِي العِزّ القَلاَنسِيّ. وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ بنِ شَاتيل، وَعَبْدِ المنعم ابن الفراوي، إذا حَجَّ، وَنَصْرِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَزَّازِ، وَأَبِي العَلاَءِ بنِ عَقِيْلٍ وَطَبَقَتِهِم. وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ يَرْوِيَ عَنْ أَصْحَابِ أَبِي الوَقْتِ، وَأَبِي الفَتْحِ ابْنِ البَطِّيِّ. وَتَلاَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى جَمَاعَةٍ، وتفقه

عَلَى أَبِي الحَسَنِ البُوقِيِّ. وَقَرَأَ العَرَبِيَّةَ وَالأُصُوْلَ وَالخلاَفَ وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ وَبَالَغَ، وَكَتَبَ العَالِيَ وَالنَّازلَ، وَصَنَّفَ "تَارِيخاً" كَبِيْراً لِوَاسطَ، وَذَيَّل عَلَى "تَارِيخِ بَغْدَادَ" المُذَيَّل لابْنِ السَّمْعَانِيِّ عَلَى "تَارِيْخ الخَطِيْبِ"، وَعَمِلَ "المُعْجَمَ" لِنَفْسِهِ، وَخَرَّجَ لِغِيْرِ وَاحِدٍ، وَكَانَ مُشْرِفَ الأَوقَافِ، وَمِنْ كُبَرَاء العُدُوْلِ، ثُمَّ اسْتَعْفَى مِنَ العَدَالَةِ ضَجَراً مِنْ كُلْفَتِهَا، فَإِنَّ العَدَالَةَ ببغداد كنت منصبًا وَرُتْبَةً كَبِيْرَةً وَإِذَا عُزِلَ الرَّجُل مِنْهَا لاَ يُفَسَّقُ، ثُمَّ لاَزَمَ العِلْمَ وَالإِقْرَاءَ وَالتَّسمِيْعَ. قَالَ الحَافِظُ مُحِبّ الدِّيْنِ ابْنُ النَّجَّارِ: سَكَنَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ بتَصَانِيْفِهِ، وَقَلَّ أَنْ جَمَعَ شَيْئاً إلَّا وَأَكْثَرُهُ عَلَى ذهنِه، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ وَالأَدَبِ وَالشِّعْرِ، وَهُوَ سَخِيٌّ بِكُتُبِهِ وَأُصُوْلِهِ، صَحِبْتُهُ عِدَّةَ سِنِيْنَ، فَمَا رَأَيْتُ مِنْهُ إلَّا الجَمِيْلَ وَالدِّيَانَةَ وَحُسنَ الطَّرِيقَةِ، وَمَا رَأَتْ عَيْنَايَ مِثْلَهُ فِي حِفْظِ السِّيَرِ وَالتَّوَارِيخِ وَأَيَّامِ الناس، رحمه الله. قلت: حدث عنه بن النَّجَّارِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ نُقْطَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ البِرْزَالِيُّ، وَالمُؤَرِّخُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الكَازَرُوْنِيُّ، وَعِزُّ الدِّيْنِ أَحْمَدُ الفَارُوْثِيّ الوَاعِظُ، وَجَمَالُ الدِّيْنِ الشَّرِيْشِيُّ المُفَسِّرُ، وَتَاجُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الغَرَّافِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ مِنْ شُيُوْخِهِ المُحَدِّثُ أَحْمَدُ بنُ طَارِقٍ، وَأَبُو طَالِبٍ بنُ عَبْدِ السَّمِيْعِ. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: القَاضِي تَقِيّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي عُمَرَ الحَنْبَلِيُّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: لَقَدْ مَاتَ عَدِيْم النَّظِيْر فِي فَنِّهِ وَأَضَرَّ بِأَخَرَةٍ، تُوُفِّيَ: فِي ثَامنِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: وَفِيْهَا مَاتَ: قَاضِي دِمَشْقَ شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو العباس أحمد بن الخليل بن سعادة الخوبي الأُصُوْلِيُّ، وَمُسْنَدُ الوَقْتِ بِشِيْرَازَ الإِمَامُ عَلاَءُ الدِّيْنِ أبو سعد ثابت بن أحمد ابن الخُجَنْدِيِّ الأَصْبَهَانِيّ، -وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ بِـ "الصَّحِيْحِ" عَنْ أَبِي الوَقْتِ حُضُوْراً، وَمُقْرِئ بَغْدَادَ عَبْدُ العَزِيْزِ ابْنُ دُلَفَ النَّاسخُ الخَازنُ، وَالعَدْلُ الأَمِيْن أَبُو الغَنَائِمِ سَالِمُ ابْنُ الحَافِظِ أَبِي المَوَاهِبِ بنِ صَصْرِى، وَالرَّئِيْسُ صَفِيُّ الدِّيْنِ أَبُو العَلاَءِ أَحْمَدُ بنُ أَبِي اليُسْرِ شَاكِرٍ التَّنُوْخِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، وَرَاوِي "مُسْنَدِ ابْنِ رَاهَوَيْهِ" أَبُو البَقَاءِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى المُؤَدِّبُ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو عَلِيٍّ حُسَيْنُ بنُ يُوْسُفَ الشَّاطِبِيُّ ثُمَّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ. وَالقَاضِي عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّشِيْدِ سِبْطُ أَبِي العَلاَءِ الهَمَذَانِيِّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ يُوْسُفَ ابْن الطُّفَيْلِ بِمِصْرَ، وَإِمَامُ الرَّبوَةِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ بَرَكَاتِ ابْن الخُشُوْعِيّ، وَالمُحْتَسِبُ رَشِيْدُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ ابْنِ الهَادِي القَيْسِيّ، وَالزَّاهِدُ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي المَعَالِي عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ صَابِرٍ السُّلَمِيّ، وَفَخْرُ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي نَصْرٍ النُّوْقَانِيُّ الفَقِيْهُ، وَتَقِيّ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ طرخَاتَ بنِ أَبِي الحَسَنِ السُّلَمِيّ، وَالمُحَدِّثُ الأديب شمس الدين محمد بن الحسن ابن مُحَمَّدِ ابْنِ الكَرِيْم الكَاتِبُ البَغْدَادِيُّ؛ سِتَّتُهُم بِدِمَشْقَ، وَمُحَدِّثُ إِرْبِلَ وَعَالِمُهَا الإِمَامُ شَرَفُ الدِّيْنِ أَبُو البركات المبارك بن أحمد ابن المُسْتوفِيّ، وَالصَّاحِبُ الأَوحَدُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الأَثِيْرِ الجَزَرِيُّ صَاحِبُ "المَثَلِ السَّائِر" وَآخَرُوْنَ. قَرَأْتُ عَلَى عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ العَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ الحَافِظُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فَذَكَرَ جزءًا فيه نوادر وحكايات.

ابن خلفون

5744- ابن خلفون 1: الحَافِظُ المُتْقِنُ العَلاَّمَةُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلْفُوْنَ الأَزْدِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ الأَوْنَبِيُّ، نَزِيْلُ إِشْبِيْلِيَةَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبَّارُ: وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ الجَدِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ زَرْقُوْنَ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّيَّارِ، وَعِدَّةٍ. قُلْتُ: مَا عَلِمتُ أَحَداً رَوَى عَنْهُ وَالشُّقَّةُ بَعْيِدَةٌ؛ بَلَى رَوَى عَنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ ابْن الطّبَّاعِ، وَابْنُ مَسْدِي، وَأَكْثَرَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ سِتِّ النَّاس. قَالَ: وَكَانَ بَصِيْراً بِصِنَاعَةِ الحَدِيْثِ، حَافِظاً لِلرِّجَالِ، مُتْقِناً، أَلَّفَ كِتَابَ "المُنْتَقَى فِي الرِّجَالِ" خَمْسَةَ أَسفَارٍ، وَكِتَابَ "المُفْهِم فِي شُيُوْخ البُخَارِيّ وَمُسْلِم" وَكِتَابَ "عُلُوْمِ الحَدِيْثِ". وَوَلِيَ القَضَاءَ بِبَعْضِ النَّوَاحِي، فَشُكِرَ فِي قَضَائِهِ. أَخَذَ عَنْهُ جَمَاعَة، وَكَانَ أَهْلاً لِذَلِكَ. تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: اعْتَنَى بِالرِّوَايَةِ وَالنَّقْلِ اعتناء تامًا، وعكف على ذَلِكَ عُمُرَهُ، وَكَانَ حَافِظاً لِلأَسَانِيْدِ عَارِفاً بِالرِّجَالِ. قُلْتُ: لاَ أَعْلَمُ أَنَّنِي وَقَعَ لِي شَيْءٌ مِنْ رِوَايَةِ هَذَا الحَافِظِ؛ حَدَّثَ أَثِيْرُ الدِّيْنِ عن رجل عنه.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1125".

ابن الأثير، ابن المعز

ابن الأثير، ابن المعز: 5745- ابن الأثير 1: الصَّاحِبُ العَلاَّمَةُ الوَزِيْرُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الشَّيْبَانِيُّ الجَزَرِيُّ المُنشِئُ صَاحِبُ كِتَابِ "المَثَلِ السَّائِرِ فِي أَدَبِ الكَاتِبِ وَالشَّاعِرِ". مَوْلِدُهُ بِجَزِيْرَةِ ابْنِ عُمَرَ، فِي سنة ثمان وخمسين وخمس مائة، وتخول مِنْهَا مَعَ أَبِيْهِ وَإِخْوَتِهِ، فَنَشَأَ بِالمَوْصِلِ، وَحَفِظَ القُرْآنَ، وَأَقْبَلَ عَلَى النَّحْوِ وَاللُّغَةِ وَالشِّعْرِ وَالأَخْبَارِ. وَقَالَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ "الوَشْيِ" لَهُ: حَفِظْتُ من الأشعار ما لا أُحْصِيْهِ، ثُمَّ اقْتَصَرْتُ عَلَى الدَّوَاوِيْنِ لأَبِي تَمَّامٍ وَالبُحْتُرِيِّ وَالمُتَنَبِّي فَحَفِظْتُهَا. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: قَصَدَ السُّلْطَانَ صَلاَحَ الدِّيْنِ فَقَدَّمهُ، وَوصَلَه القَاضِي الفَاضِل، فَأَقَامَ عِنْدَهُ أَشْهُراً، ثُمَّ بَعَثَ بِهِ إِلَى وَلدِهِ الملكِ الأَفْضَلِ فَاسْتَوْزَرَهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ صَلاَحُ الدِّيْنِ تَمَلَّكَ الأَفْضَلُ دِمَشْقَ وَفَوَّضَ الأُمُوْرَ إِلَى الضِّيَاءِ، فأساءَ العِشْرَةَ، وَهَمُّوا بِقَتْلِهِ، فَأُخْرِجَ فِي صُنْدُوْقٍ، وَسَارَ مَعَ الأَفْضَلِ إِلَى مِصْرَ، فَرَاحَ المُلْكُ مِنَ الأَفْضَلِ، وَاخْتَفَى الضِّيَاءُ، وَلَمَّا اسْتَقرَّ الأَفْضَلُ بِسُمَيْسَاطَ ذَهَبَ إِلَيْهِ الضِّيَاء، ثُمَّ فَارَقَهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، فَاتَّصَل بِصَاحِبِ حَلَبَ، فَلَمْ ينفُقْ، فَتَأَلَّمَ، وَذَهَبَ إِلَى المَوْصِلِ فَكَتَبَ لِصَاحِبِهَا. وَلَهُ يَدٌ طُولَى فِي التَّرَسُّلِ، كَانَ يُجَارِي القَاضِيَ الفَاضِلَ وَيُعَارِضُهُ، وَبَيْنَهُمَا مُكَاتَبَاتٌ وَمُحَارَبَاتٌ. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَدِمَ بَغْدَادَ رَسُوْلاً غَيْرَ مَرَّةٍ، وَحَدَّثَ بِهَا بِكِتَابِهِ وَمَرِضَ فَتُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقِيْلَ: كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيْهِ عِزِّ الدين مقاطعة ومجانبة شديدة. 5746- ابن المعز 2: الشَّيْخُ المُسْنِدُ المُعَمَّرُ الصَّالِحُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ ابْنُ القَاضِي أَبِي الفَتْحِ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ المُعِزِّ بن إِسْحَاقَ الحَرَّانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الصوفي، من أهل رباط شهدة. سَمَّعَهُ أَبُوْهُ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ ابْنِ البَطِّيِّ، وَأَحْمَدَ ابْنِ المُقَرِّبِ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ السَّكَنِ، وَيَحْيَى بنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي المَكَارِمِ البَاذَرَائِيِّ.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 763"، والنجوم الزاهرة "6/ 318"، وشذرات الذهب "5/ 187، 188". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 340"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 189".

حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ النَّجَّارِ، -وَقَالَ: شَيْخٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ مُتَوَدِّدٌ لَطِيْفُ الأَخْلاَقِ، وَجَمَالُ الدِّيْنِ الشَّرِيْشِيُّ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بَلْبَانَ، وَعِزُّ الدِّيْنِ الفَارُوْثِيُّ، وَعِدَّةٌ. وَبِالإِجَازَةِ القَاضِي الحَنْبَلِيُّ، وَالفَخْرُ بنُ عَسَاكِرَ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي سَلْخِ المُحَرَّمِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: الصَّاحِبُ نَجِيْبُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ فَارِسٍ التَّمِيْمِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ وَالِدُ الكَمَالِ شَيْخِ القُرَّاءِ، وَالقَاضِي نَجْمُ الدِّيْنِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ بنِ رَاجِحٍ المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ ثُمَّ الشَّافِعِيُّ، وَجَمَالُ المُلكِ عَلِيُّ بنُ مُخْتَارِ ابْنِ الجَمَل العَامِرِيُّ، وَمُحْيِي الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الحَاتِمِيُّ الطَّائِيُّ ابْنُ العَرَبِيِّ، وَقَاضِي حَلَبَ جَمَالُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرحمن ابْنُ الأُسْتَاذِ الأَسَدِيّ الشَّافِعِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خُلَيْفٍ الجُذَامِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، وَأَبُو البَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَحْفُوْظٍ ابْنُ تَاجرِ عِينَة، وَالشَّيْخُ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ أَبِي العَجَائِزِ الدِّمَشْقِيُّ، وَالتَّقِيُّ يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ نعمة بن سلطان النابلسي الحنبلي.

ابن راجح

5747- ابن راجح 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ البَارِعُ الحَافِظُ نَجْمُ الدِّيْنِ أَقْضَى القُضَاةِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ ابْنُ الإِمَامِ شهاب الدين محمد بن خلف بن راجح بن بلال المقدسي، ثم الصالح، الحَنْبَلِيُّ، ثُمَّ الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: يَحْيَى الثَّقَفِيِّ، وَابْنِ صَدَقَةَ الجَنْزَوِيِّ، وعبد الرحمن ابْنِ الخِرَقِيِّ، وَبِبَغْدَادَ مِنِ ابْنِ الجَوْزِيِّ، وَلاَزَمَ بِهَمَذَانَ الرُّكْنَ الطَّاوُوْسِيَّ، حَتَّى صَارَ مُعيدَهُ، ثُمَّ سَارَ إِلَى بُخَارَى، وَاشْتَغَلَ وَبَرَعَ وَبَعُدَ صِيْتُهُ، وَأَحَكْمَ مَذْهَبَ الشَّافِعِيِّ. وَمِنْ مَحْفُوْظَاتِهِ كِتَابُ "الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ". اشْتَغَلَ وَتَخَرَّجَ بِهِ العُلَمَاءُ، وَكَانَ ذَا تَهَجُّدٍ وَتَأَلُّهٍ وَتَعَبُّدٍ وَذَكَاءٍ مُفْرِطٍ. قَالَ الشَّيْخُ الضِّيَاءُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بنَ صَوْمَعٍ يَذكرُ أنه رأى الحق تَعَالَى فِي النَّوْمِ، فَسَأَلَهُ عَنِ النَّجْمِ بنِ خَلَفٍ، فَقَالَ: هُوَ مِنَ المُقَرَّبِيْنَ. قُلْتُ: وَذَكَرَ النَّجْمُ أَنَّهُ رَأَى البَارِئَ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي النَّوْمِ إِحْدَى عَشْرَةَ مرَّةً، قَالَ لَهُ فِي بَعْضِهَا: أَنَا عَنْكَ راضٍ. وَقَدْ وَلِي تَدْرِيْسَ العَذْرَاويَّةِ، وَقَدْ كَانَ أَوَّلاً قَرَأَ "المقنعَ"، عليّ المُؤلّفِ، وَدَرَّسَ أَيْضاً بِالصَّارِمِيَة بِحَارَةِ الغُرَبَاءِ، وَبِمَدْرَسَةِ أُمِّ الصَّالِحِ، وَبِالشَّامِيَّةِ البَرَّانِيَّةِ، وَنَابَ فِي القَضَاءِ عَنْ جَمَاعَةٍ، مِنْهُم الرّفِيعُ الجِيلَيُّ، وَصَنَّفَ "طَرِيقَةً فِي الخِلاَفِ" فِي مُجَلَّدَيْنِ، وَأَشيَاءَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أبو الفضل بن عَسَاكِرَ، وَابْنُ عَمِّهِ الفَخْرُ، وَالعِمَادُ بنُ بَدْرَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الإِرْبِلِيُّ. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ، سنة ثمان وثلاثين وست مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 340"، وشذرات الذهب "2/ 189".

صلاح الدين موسى، ابن مختار

صلاح الدين موسى، ابن مختار: 5748- صَلاَحُ الدِّيْنِ مُوْسَى: وَكَانَ أَخُوْهُ الشَّيْخُ. مِنَ العُلَمَاءِ الصُّلَحَاءِ، لَهُ شِعْرٌ رَائِقٌ. 5749- ابْنُ مُخْتَارٍ 1: الشَّيْخُ الأَمِيْرُ المُعَمَّرُ جَمَالُ المَلِكِ أَبُو الحَسَنِ علي بن مختار بن نَصْرِ بنِ طُغَانَ العَامِرِيُّ المَحَلِّيُّ ثُمَّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ الجَمَلِ. مَوْلِدُهُ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ، بِالمحلَّةِ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ العُثْمَانِيِّ، وَتَفَرَّدَ بِأَجزَاءَ. وَكَانَ مِنْ أَوْلاَدِ الأُمَرَاءِ المِصْرِيِّيْنَ. حَدَّثَ عَنْهُ: المُنْذِرِيُّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بن أحمد بن محمد ابن الجَبَّابِ، وَأَبُو صَادِقٍ مُحَمَّدُ ابنُ الرَّشِيْدِ العَطَّارُ، وأبو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الدُّكَّالِيُّ سُحْنُوْنُ، وَعَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَلَفٍ الحَافِظُ، وَالزَّيْنُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ ابْن الجَبَّابِ، وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ غَنِيْمَةَ، وَجَمَاعَةٌ، وَبِالإِجَازَةِ شَمْسُ الدِّيْنِ ابْنُ الحَظِيْرَيِّ، وَالقَاضِي الحَنْبَلِيُّ، وَابْنُ سَعْدٍ. مَاتَ فِي ثَامِنَ عَشَرَ شَعْبَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى التِّسْعِيْنَ. لَمْ يَسْمَعْ عَلَى مِقْدَارِ سنِّهِ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 340"، وشذرات الذهب "5/ 189، 190".

المارستاني

5750- المارستاني 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ يَعْقُوْبَ بن عبد الله بن عبد الوَاحِد البَغْدَادِيُّ، المَارستَانِي، الصُّوْفِيُّ، قَيِّمُ جَامِعِ المَنْصُوْرِ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَة. وَكَانَ يُمكِنُه السَّمَاع مِنْ: أَبِي بَكْرٍ ابْنِ الزَّاغُوْنِيِّ، وَأَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ، وَلَكِنَّ السَّمَاعَ رِزْقٌ! سَمِعَ مِنْ: أَبِي المَعَالِي بنِ اللَّحَّاسِ، وَأَبِي عَلِيٍّ الرحبي، ومحمد ابن أَسْعَدَ حَفَدَةَ العَطَّارِ العَطَّارِيِّ، وَعُمَرَ بنِ بُنَيْمَانَ البَقَّالِ، وَخَدِيْجَةَ بِنْتِ النُّهْرُوَانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَكَانَ صَالِحاً خَيِّراً مُعَمَّراً. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَعِزُّ الدِّيْنِ الفَارُوْثِيُّ، وَابْنُ بَلْبَانَ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ الدَّبَّابِ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الشَّرِيْشِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي السَّعَادَاتِ، وَأَبُو الحَسَنِ الغَرَّافِيُّ، وَطَائِفَةٌ، وَالقَاضِي الحَنْبَلِيُّ بِالإِجَازَةِ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَعِيْسَى المُطَعِّمُ، وَأَبُو العَبَّاسِ ابْنُ الشِّحنَةِ، وَجَمَاعَةٌ. وَسَمَاعُهُ صَحِيْحٌ، وَكَانَ رَجُلاً صَالِحاً. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يَعْقُوْبَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البُنْدَارُ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الصُّوْلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو البَزَّارُ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بنُ يَعْقُوْبَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ هَاشِمِ بنِ البَرِيْدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ لِعَلِيٍّ: "أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي، وَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يَوْمَ القِيَامَةِ، وَأَنْتَ الصِّدِّيْقُ الأَكْبَرُ، وَأَنْتَ الفَارُوْقُ يَفْرُقُ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، وَأَنْتَ يَعسُوبُ المُؤْمِنِيْنَ، وَالمَالُ يَعْسُوبُ الكَافِرِيْنَ" ... إِسْنَادُهُ واهٍ. وَفِيْهَا -أَعنِي سَنَة تِسْعٍ- مَاتَ: الفَقِيْهُ إِسْحَاقُ بنُ طَرْخَانَ بنِ مَاضِي الشَّاغُوْرِيُّ الرَّاوِي عَنْ حَمْزَةَ بنِ كَرَوَّسٍ فِي كِتَابِ "البسملَةِ"، وَالقَاضِي النَّفِيْسُ أَبُو الكَرَمِ أَسَعْدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ قَادوسٍ عَنْ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً وَهُوَ آخِرُ أَصْحَابِ ابْنِ الحُطيئَة، وَالشَّرِيْفُ الخَطِيْبُ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ دِيْنَارٍ المِصْرِيُّ الصَّائِغُ، وَالمُحَدِّثُ سُلَيْمَانُ ابن إبراهيم بن هبة الله

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 344"، وشذرات الذهب "5/ 203".

الإِسْعَردِيُّ خَطِيْبُ بَيْتِ لِهْيَا، وَالفَقِيْهُ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَاضِي الحَنْبَلِيُّ، وَقَاضِي بَغْدَادَ عماد الدين عبد الرحيم بنُ مقبلٍ الوَاسِطِيُّ الشَّافِعِيُّ الزَّاهِدُ شَيْخُ زِيَادٍ المَرْزُبَانِيِّ، وَعَبْدُ السَّيِّدِ بنُ أَحْمَدَ خَطِيْبُ بعقوبَا، وَسَيْفُ الدِّيْنِ عَبْدُ الغَنِيِّ ابْن الشَّيْخِ الفَخْرِ ابْنِ تَيْمِيَةَ خَطِيْبُ حَرَّانَ، وَالفَقِيْهُ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَبْدِ الجَلِيْلِ الرَّازِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو فُصَيْدٍ قَيْمَازُ المُعَظَّمِيّ، وَقَاضِي القُضَاةِ شَرَفُ الدِّيْنِ أَبُو المَكَارِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله ابن ابن عين الدولة الإِسْكَنْدَرَانِيُّ ثُمَّ المِصْرِيُّ عَنْ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مُظَفَّرِ بنِ نُعَيْمٍ البَغْدَادِيُّ الشَّافِعِيُّ ابْنُ الحُبَيْرِ، مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ، وَأَبُو القَاسمِ نَصْرُ بنُ عَلِيِّ بنِ نَغُوْبَا الوَاسِطِيُّ لَهُ إِجَازَة ابْنِ البَطِّيِّ، وَالأُصُوْلِيُ المُتَكَلِّم الإِمَامُ أَبُو عَامِرٍ يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ رَبِيْعٍ الأَشْعَرِيُّ القُرْطُبِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الكَلاَمِيَّةِ وَوَالِدُ المُتَكَلِّمِ أَبِي الحُسَيْنِ مُحَمَّدٍ تُوُفِّيَ بمالقة.

عمر بن أسعد، العماد الزاهد

عمر بن أسعد، العماد الزاهد: 5751- عمر بن أسعد 1: ابن المنجي بن أبي البركات، القَاضِي الإِمَامُ شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو الفَتْحِ ابْنُ القَاضِي الكَبِيْر وَجِيْهِ الدِّيْنِ التَّنُوْخِيُّ، ثُمَّ المَعَرِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، مُدَرِّس المِسْمَارِيَّة، وَقَاضِي حَرَّانَ مُدَّةً، وَبِهَا وُلدَ حَالَ وِلاَيَةِ أَبِيْهِ قَضَاءهَا. سَمِعَ: أَبَا المَعَالِي بنَ صَابرٍ، وَكَمَالَ الدِّيْنِ ابْنَ الشَّهْرُزُوْرِيِّ، وَابْنَ عَصْرُوْنَ، وَيَحْيَى بنَ بَوْشٍ، وَعِدَّةً. وحدث عَنْهُ: بِنْتُهُ سِتُّ الوُزَرَاءِ، وَالحَافِظُ الزَّكِيُّ البِرْزَالِيُّ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ العَدِيْمِ، وَالبَدْرُ ابْنُ الخَلاَّلِ، وبالحضور العماد ابن البالسي. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. وَابْنُهُ: 5752- العِمَادُ الزَّاهِدُ: هُوَ وَاقِفُ حَلْقَةِ العِمَادِ الَّتِي لِلْحَنَابِلَةِ. وَكَانَ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ وَافرَ الجَلاَلَةِ، بصيرًا بالأحكام، رحمه الله.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1435"، والنجوم الزاهرة "6/ 349"، وشذرات الذهب "5/ 210، 211".

ابن ظفر، ابن الصابوني

ابن ظفر، ابن الصابوني: 5753- ابن ظفر 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الجَوَّالُ الصَّالِحُ العَابِدُ أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ ظَفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُفَرَّجِ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ ثَعْلَبِ بن عُنَيْبَةَ -مِنَ العِنَبِ- المُنْذِرِيُّ، المَقْدِسِيُّ، النَّابُلُسِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. وُلِدَ بِدِمَشْقَ، فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائة. سَمِعَ: أَبَا المَكَارِم اللَّبَّانَ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَبِي زَيْدٍ الكَرَّانِيَّ، وَأَبَا جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيَّ بِأَصْبَهَانَ، وَأَبَا القَاسِمِ البُوصِيْرِيَّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ يَاسِيْنَ بِمِصْرَ، وَالمُبَارَكَ ابْنَ المَعْطُوشِ، وَأَبَا الفَرَجِ ابْنَ الجَوْزِيِّ، وَابْنَ أَبِي المَجْدِ الحَرْبِيَّ بِبَغْدَادَ، وَأَبَا سَعْدٍ الصَّفَّارَ، وَمَنْصُوْراً الفُرَاوِيَّ وَعِدَّةً بِنَيْسَابُوْرَ، وَالحَافِظَ عَبْدَ القَادِرِ بِحَرَّانَ، وَلَزِمَهُ مُدَّةً، وَابْنَ الحُصْرِيِّ بِمَكَّةَ، وَجَاورَ لأجله سنة، وكان عالمًا عاملًا فَقيراً مُتَعَفِّفاً كَثِيْرَ السَّفَر. حَدَّثَ عَنْهُ: البِرْزَالِيُّ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَالعِمَادُ إِبْرَاهِيْمُ المَاسحُ، وَالعِمَادُ إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ الطَّبَّالِ، وَالحُسَامُ عَبْدُ الحَمِيْدِ اليُوْنِيْنِيُّ، وَالبَدْرُ حَسَنُ ابْنُ الخَلاَّلِ، وَالشَّمْسُ مُحَمَّدُ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَالنَّجْمُ مُوْسَى الشَّقرَاوِيُّ، وَالفَخْرُ إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالقَاضِي الحَنْبَلِيُّ، وَعِدَّةٌ. تُوُفِّيَ بِقَاسِيُوْنَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: كَانَ عَبداً صَالِحاً، ذَا مُرُوءةٍ، مَعَ فَقْرٍ مُدقِعٍ، صَاحِبَ كَرَامَاتٍ. قُلْتُ: نَسَخَ الكثير، وخطه معروف رديء. 5754- ابن الصابوني 2: الشَّيْخُ العَالِمُ الزَّاهِدُ المُسْنِدُ عَلَمُ الدِّيْنِ أَبُو الحسن علي ابن الشيخ العَارِفِ أَبِي الفَتْحِ مَحْمُوْدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ المَحْمُوْدِيُّ، الجَوِّيْثيُّ، العِرَاقِيُّ، الصُّوْفِيُّ، عُرِفَ بِابْنِ الصَّابُوْنِيّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، بِالجَوِّيْثِ، وَهِيَ حَاضِرٌ كبير بظاهر البصرة وتفصل بينهما دجلة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 344"، وشذرات الذهب "5/ 203، 204". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 208".

لَهُ إِجَازَةٌ فِي صِبَاهُ مِنْ: أَبِي المُطَهَّرِ القَاسِمِ بنِ الفَضْلِ الصَّيْدَلاَنِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنٍ الصَّيْدَلاَنِيِّ، وَالخَضِرِ بنِ الفَضْلِ عُرِفَ بِرَجُلٍ، وَأَبِي مَسْعُوْدٍ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الحَاجِّيِّ، وَأَبِي الفتح بن البَطِّيِّ، وَارْتَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ، فَسَمِعَ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَمِنْ وَالِدِهِ. وَرَوَى الكَثِيْرَ؛ حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ المُحَدِّثُ أَبُو حَامِدٍ، وَحَفِيْدُهُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَالضِّيَاءُ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَعِيْسَى بنُ يحيى السبتي، والتاج بن أَبِي عَصْرُوْنَ، وَعَلِيُّ بنُ بَقَاءٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ سليمان المشهدي، وأخوه عبد الرحمن، وَجَمَالُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ ابْنُ السَّقَطِيِّ، وَأَبُو نَصْرٍ ابْنُ الشِّيْرَازِيِّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ سُنْقَرُ القَضَائِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَصَارَ شَيْخاً لِلصُّوْفِيَّةِ بِرِبَاطِ الخَاتُونِيِّ، وَبِجَامِعِ الفِيَلَةِ، وَأَمَّ بِالسُّلْطَانِ المَلِكِ الأَفْضَلِ عَلِيٍّ بِدِمَشْقَ مُدَّةً، وَكَانَ كَيِّساً، مُتَوَاضِعاً، ثِقَةً، لَدَيهِ فَضِيْلَةٌ. تُوُفِّيَ بالرباط المجاور للسيدة نفيسة في ثالث عشرة شوال سنة أربعين وست مائة.

ابن شفنين

5755- ابن شفنين 1: الشَّرِيْفُ الأَجْلُّ المُسْنِدُ أَبُو الكَرَمِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عِيْسَى بنِ المُتَوَكِّلِ عَلَى اللهِ جَعْفَرٍ ابْنِ المُعْتَصِمِ، القُرَشِيُّ، العَبَّاسِيُّ، المُتَوكِّلِيُّ، البَغْدَادِيُّ، عُرِفَ بِابْنِ شُفنِيْنَ، وَهُوَ لَقَبٌ لِعُبَيْدِ اللهِ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. أَجَازَ لَهُ: أَبُو بَكْرٍ ابْنُ الزَّاغُوْنِيِّ، وَنَصْرُ بنُ نَصْرٍ الوَاعِظُ، وَأَبُو الوقت السجزي، ومحمد ابن عُبَيْدِ اللهِ الرُّطَبِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ العَبَّاسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بن أحمد ابن التُّريكيِّ. وَسَمِعَ مِنْ: عَمِّهِ؛ أَبِي تَمَّامٍ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أَحْمَدَ، وَيَحْيَى بنِ السَّدَنْكِ، وَكَانَ صَدْراً، مُعَظَّماً، فَاضِلاً، حَسَنَ الطّرِيقَة. أَثْنَى عَلَيْهِ ابن النجار وغيره. روى عَنْهُ: مَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ العَدِيْمِ، وَجَمَالُ الدِّيْنِ الشَّرِيْشِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: العِمَادُ ابْنُ البَالِسِيِّ، وَالمُطَعِّمُ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ النَّجدِيُّ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الرَّضِيِّ، وابن الشحنة، وجماعة. تُوُفِّيَ فِي رَابعِ رَجَبٍ، سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: الزَّينُ أَحْمَدَ بنُ عَبْدِ المَلِكِ المَقْدِسِيُّ النَّاسخُ، وَالصَّاحِبُ مُقَدَّمُ الجُيُوْشِ كَمَالُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حَمُّوَيْه الجُوَيْنِيُّ ابْنُ الشَّيْخِ بِغَزَّةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إبراهيم بن بكرات الخُشُوْعِيُّ، وَالمُحَدِّثُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُمَرَ ابْنِ الدُّردَانَةِ الحَرْبِيُّ، وَالملكُ الحَافِظُ صَاحِبُ جَعْبَرَ، وعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مَكِّيّ بنِ كَرْسَا البَغْدَادِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بن عبد المنعم ابن النقار العمادي الكَاتِبُ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبِيْهِ الصَّالِحيُّ، وَمَعَالِي بنُ سَلاَمَةَ الحَرَّانِيُّ العَطَّارُ، وَصَاحِبُ الغَرْبِ الرَّشِيْدُ المُؤْمِنِيُّ، وَالمُسْتَنْصِرُ بِاللهِ العباس، وَشَيْخُ القُرَّاءِ أَبُو عَلِيٍّ مَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَامِعٍ الضّرِيرُ، وَالزَّيْنُ يَحْيَى بنُ علي الحضرمي المالقي النحوي بدمشق.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 346"، وشذرات الذهب "5/ 209".

ابن يونس

5756- ابن يونس 1: الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ ذُو الفُنُوْنِ كَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو الفَتْحِ مُوْسَى بنُ يُوْنُسَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ منعة ابن مَالِكٍ المَوْصِلِيُّ، الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ فِي سَنَةِ 551، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِيْهِ، وَأَخَذَ العَرَبِيَّةَ عَنْ: يَحْيَى بنِ سَعدُوْنَ القُرْطُبِيِّ، وَبِبَغْدَادَ عَنِ: الكَمَالِ الأَنْبَارِيِّ، وَتَفَقَّهَ بِالنِّظَامِيَةِ عَلَى: السَدِيْدِ السَّلَمَاسِيِّ فِي الخِلاَفِ. وَكَانَ يُضْرَبُ المَثَلُ بِذَكَائِهِ وَسَعَةِ عُلُوْمِهِ. اشْتُهِرَ اسْمُهُ، وَصَنَّفَ، وَدَرَّسَ، وَتَكَاثَرَ عَلَيْهِ الطَّلَبَةُ، وَبَرَعَ فِي الرِّيَاضِيِّ، وَقِيْلَ: كَانَ يُشغلُ فِي أَرْبَعَةَ عَشَرَ فَنّاً بِحَيْثُ أَنَّهُ يَحُلُّ مَسَائِلَ "الجَامِعِ الكَبِيْرِ" لِلْحنفِيَّةِ، وَيَقْرَأُ عَلَيْهِ أَهْل الذِّمَّةِ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ، حَتَّى إِنَّ العَلاَّمَةَ الأَثِيْرَ الأَبْهَرِيَّ كَانَ يَجلسُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَحَتَّى أَنَّهُ فَضَّلَهُ عَلَى الغَزَّالِيِّ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ، وَهُوَ مِنْ تلاَمِيذتهِ: كَانَ شَيْخُنَا يَعْرِفُ الفِقْهَ وَالأَصْلَينِ، وَالخِلاَفَ، وَالمنطقَ، وَالطبيعِيَّ، وَالإِلَهِيَّ، وَالمَجْسِطِيَّ، وَأَقليدسَ، وَالهَيْئَةَ، وَالحسَابَ، وَالجبرَ، وَالمسَاحَةَ، وَالمُوْسِيْقَى، مَعْرِفَةً لاَ يُشَاركُهُ فِيْهَا غَيْرُه، وَكَانَ يُقْرِئُ "كِتَابَ سِيْبَوَيْهِ"، وَ"مُفَصّلَ الزَّمَخْشَرِيِّ"، وَكَانَ لَهُ فِي التَّفْسِيْرِ وَالحَدِيْثِ وَأَسْمَاءِ الرِّجَالِ يَدٌ جَيّدَةٌ، وَكَانَ شَيْخُنَا ابْنُ الصَّلاَحِ يُبَالِغُ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَيُعظِّمهُ ... ، وَبَالَغَ ابْنُ خَلِّكَانَ، إِلَى أَنْ قَالَ: إلَّا أَنَّهُ كَانَ -سَامَحَهُ اللهُ- يُتَّهَمُ فِي دِيْنِهِ، لِكَوْنِ العُلُوْمِ العَقليَّةِ غَالِبَةً عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي أُصَيْبِعَةَ: لَهُ مصنفات في غاية الجودة. وقيل: كان يَعرِفُ السِّيمِيَاءَ، وَلَهُ "تَفْسِيْرٌ" لِلْقُرْآنِ، وَكِتَابٌ فِي النُّجُوْمِ. مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وست مائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ ترجمة 747"، والنجوم الزاهرة "6/ 342-344"، وشذرات الذهب "5/ 206، 207".

القبيطي

5757- القبيطي 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الثِّقَةُ مُسْنِدُ العِرَاقِ أَبُو طَالِبٍ عبد اللطيف بنُ أَبِي الفَرَجِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ بنِ فَارِسٍ، ابْنُ القُبَّيْطِيِّ، الحَرَّانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، التَّاجِرُ الجَوْهَرِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فِي شَعْبَانَ. وَسَمِعَ مِنْ: جَدِّه عَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ، وَالشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ الجِيْلِيِّ، وهبة الله ابن هِلاَلٍ الدَّقَّاقِ، وَأَبِي الفَتْحِ ابْنِ البَطِّيِّ، وَأَحْمَدَ بن المقرب، ويحيى بن ثابت، وأبي بكر بنِ النَّقُّوْرِ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: جَمَالُ الدِّيْنِ الشَّرِيْشِيُّ، وَتَقِيُّ الدِّيْنِ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَشَمْسُ الدِّيْنِ ابْنُ الزَّينِ، وَعِزُّ الدِّيْنِ الفَارُوْثِيُّ، وَعَلاَءُ الدِّيْنِ ابْنُ بَلْبَانَ، وَرَشِيدُ الدِّيْنِ ابْنُ أَبِي القَاسِمِ، وَعِمَادُ الدِّيْنِ ابْنُ الطَّبَّالِ، وَعِزُّ الدِّيْنِ ابْنُ البُزُوْرِيِّ، وَعَلِيُّ بنُ حُصَيْنٍ، وَسُنْقَرُ القَضَائِيُّ، وَتَاجُ الدين الغرافي، وعدة. وَبِالإِجَازَةِ: أَبُو العَبَّاسِ ابْنُ الشِّحنَةِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ البُخَارِيُّ، وَابْنُ العِمَادِ الكَاتِبُ، وَسِتُّ الفُقَهَاءِ بِنتُ الوَاسِطِيِّ. وَقَدْ سَافرَ فِي التِّجَارَةِ مُدَّةً، وَكَانَ دَيِّناً، خَيِّراً، حَافِظاً لِكِتَابِ اللهِ، صَادِقاً، مَأْمُوْناً، لاَ يُحَدِّث إلَّا مِنْ أَصْلِهِ، وَكَانَ يَتَّجِرُ. تَكَاثَرَ عَلَيْهِ الطَّلَبَةُ. وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَسَمِعَ "سُنَنَ ابْنِ مَاجَه" بِفَوتٍ، فَاتَهُ النِّصْفُ الأَوّلُ مِنَ الجُزْءِ الثَّانِي عَشَرَ: نِصْفَ جُزءِ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيِّ. وَحَدَّثَ بِـ "المَقَامَاتِ" عَنِ ابْنِ النَّقُّوْرِ، وَحَدَّثَ بِكِتَابِ "المُسْتَنِيْرِ فِي القِرَاءاتِ" عَنِ ابْن المُقَرَّبِ، وَرَوَى "دِيْوَانَ المتنبِي"، عَنْ شَيْخٍ لَهُ؛ أَبِي البَرَكَاتِ الوَكِيْلِ، وَ"غَرِيْبَ أَبِي عُبَيْدٍ" عَنْ عَبْدِ الحَقِّ اليُوْسُفِيِّ، وَ"المُصَافحَةَ" لِلبَرْقَانِيِّ عَنْ شُهْدَةَ، وَ"مَغَازِي الأُمَوِيِّ" عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْصُوْرٍ المَوْصِلِيِّ، وَ"سُنَنَ الدَّارَقُطْنِيِّ" عَنْ عَبْدِ الحَقِّ، وَ"فَضَائِلَ القُرْآنِ لأَبِي عُبَيْدٍ" عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، وَأَشيَاءَ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 349".

وَوَلِيَ مَشْيَخَةَ المُسْتَنْصِرِيَّةِ بَعْد أَبِي الحَسَنِ ابْنِ القَطِيْعِيِّ، ثُمَّ كَبِرَ فَأُعْفِيَ مِنَ الحُضُوْرِ، فَكَانَ يُحَدِّثُ بِمَنْزِلِهِ، وَقد بَعَثَ ابْنَ زَوجتِهِ بِمَالِهِ إِلَى المَغْرِبِ فَذَهَبَ المَالُ، وَبَقِيَتْ لَهُ دُوَيْرَاتٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فِي شَهْرِ جُمَادَى الأُوْلَى. وَقُبَّيْطٌ: حَلاَوَةٌ عَسَليَّةٌ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الأَزَجِيُّ ابْنُ البَنَّاءِ، وأبو العباس أحمد بن محمد بن محمد ابن المَنْدَائِيِّ، وَأَعَزُّ بنُ كَرَمٍ الحَرْبِيُّ الإِسكَافُ، وَحَمْزَةُ بنُ عُمَرَ بنِ عَتِيقِ بنِ أَوْسٍ الغَزَّالُ، وَعَبْدُ الحَقِّ بنُ خَلَفٍ الضِّيَاءُ الصَّالِحيُّ الحَنْبَلِيُّ، وَالمُخْلِصُ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي المَكَارِمِ بنِ هِلاَلٍ، وَأَبُو الوَفَاءِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ الحَقِّ ابْن الحَنْبَلِيِّ، وَعزّ الدين عثمان ابن أَسَعْدَ بنِ المُنَجَّى، وَعَمُّه القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ عُمَرُ بنُ أَسْعَدَ وَكَرِيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الحَقِّ بِمِصْرَ، وَقَيْصَرُ بنُ فَيْرُوْزَ البوَّابُ، وَالمُحَدِّثُ مُحَمَّدُ بن محمد ابن محارب القيسي بالإسكندرية.

الصريفيني

5758- الصريفيني 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ الرَّحَّالُ تَقِيُّ الدِّيْنِ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ابن الأزهر ابن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ العِرَاقِيُّ، الصَّرِيْفِيْنِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. مَوْلِدُهُ بِصَرِيْفِيْنَ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: حَنْبَلٍ، وَابْنِ طَبَرْزَذَ بِإِرْبِلَ، وَمِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ الأَخْضَرِ وَطَبَقَتهِ بِبَغْدَادَ، وَمِنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ وَطَبَقَتِهِ بِدِمَشْقَ، وَمِنَ المُؤَيَّدِ الطُّوْسِيِّ وَزَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ بِنَيْسَابُوْرَ، وَمِنْ أَبِي رَوْحٍ الهَرَوِيِّ بِهَرَاةَ، وَمِنْ عَلِيِّ بنِ مَنْصُوْرٍ الثَّقَفِيِّ بِأَصْبَهَانَ، وَمِنْ عَبْدِ القَادِرِ الرُّهَاوِيِّ بِحَرَّانَ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَجَمَعَ وَأَفَادَ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الحَدِيْثِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الضِّيَاءُ، وَابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ العديم، والشيخ تاج الدين عبد الرحمن، وَأَخُوْهُ، وَالشَّيْخُ زَيْنُ الدِّيْنِ الفَارِقِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ ابن الخلال، والفخر بن عَسَاكِرَ، وَعِدَّةٌ. قَالَ المُنْذِرِيّ: كَانَ ثِقَةً، حَافِظاً، صَالِحاً، لَهُ جُمُوْعٌ حَسَنَةٌ لَمْ يُتِمَّهَا. وَقَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: إِمَامٌ ثَبْتٌ وَاسِعُ الرِّوَايَةِ، سخِيُّ النَّفْسِ مَعَ القلّةِ، سَافرَ الكَثِيْرَ، وَكَتَبَ وَأَفَادَ، وَكَانَ يَرْجِع إِلَى ثِقَةٍ وورعٍ. وَلِيَ مَشْيَخَةَ دَارِ الحَدِيْثِ بِمَنْبِجَ، ثُمَّ سَكَنَ حَلَبَ فَولِيَ مَشْيَخَةَ الحَدِيْثِ الَّتِي لابْنِ شَدَّادٍ. سَأَلتُ الضِّيَاءَ عَنْهُ فَقَالَ: إِمَامٌ، حَافِظٌ، ثِقَةٌ، فَقِيْهٌ، حَسَنُ الصُّحْبَةِ. قُلْتُ: ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى دِمَشْقَ، وَرَوَى بِهَا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ إِحْدَى وأربعين وست مائة، ودفن بسفح قاسيون.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1142"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 349، 350"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 209".

ابن أبي الفخار

5759- ابن أبي الفخار 1: الشَّرِيْفُ المُعَمَّرُ أَبُو التَّمَّامِ عَلِيُّ ابنُ أَبِي الفخار هبة اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، البَغْدَادِيُّ، خَطِيْبُ جَامِعِ فَخْرِ الدِّيْنِ ابْنِ المُطَّلِبِ. وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ بنِ البَطِّيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ المُقَرَّبِ، وَأَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيِّ، وَسَعْدِ اللهِ ابْنِ الدَّجَاجِيِّ، وَطَائِفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَابْنُ بَلْبَانَ، وَابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ سُنْقُرُ القَضَائِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَبِالإِجَازَةِ: أَبُو المَعَالِي ابْنُ البَالِسِيِّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ النَّاصِحِ بن عياش، وهدبة بِنْتُ مُؤْمِنٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَقَدْ حَدَّثَ بِجُزءينِ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ المَادحِ أَحْمَدَ نُسْخَةَ مُحَمَّدِ بن السَّرِيِّ فِيمَا بَلَغَنِي، وَبِهِ خُتم السَّمَاعُ مِنِ ابْنِ المَادحِ. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: كَانَ الثَّنَاءُ عَلَيْهِ غَيْرَ طَيِّبٍ. قُلْتُ: عَاشَ بَعْد هَذَا القَوْلِ مُدَّةً، وَلَعَلَّهُ صَلُحَ حَالُهُ. مَاتَ فِي ثَانِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وست مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 349"، وشذرات الذهب "5/ 212".

التسارسي، كريمة

التسارسي، كريمة: 5760- التسارسي 1: الشَّيْخُ أَبُو الرِّضَا عَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُفَرِّجٍ الجُذَامِيُّ التَّسَارَسِيُّ البَرْقِيُّ، ثُمَّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، المَالِكِيُّ، الخَيَّاطُ، مِنْ أَصْحَابِ السِّلَفِيِّ. رَوَى عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَعِيْسَى السَّبْتِيُّ، وَنَصْرُ اللهِ بنُ عياش، والغرافي، وعبد الرحمن ابن جَمَاعَةٍ. تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وست مائة. 5761- كريمة 2: بِنْتُ المُحَدِّثِ العَدْلِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَلِيِّ بنِ الخَضِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن علي، الشيخة، الصالحة، المعمرة، مسند الشَّامِ، أُمُّ الفَضْلِ القُرَشِيَّةُ، الأَسَدِيَّةُ، الزُّبَيْرِيَّةُ، الدِّمَشْقيَّةُ، وتعرف ببنت الحبقبق. وُلِدْت سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعت أَجزَاءَ قَلِيْلَةً مِنْ: أَبِي يَعْلَى ابْنِ الحُبُوبِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الحَسَنِ الدَّارَانِيِّ، وَحَسَّانِ بنِ تَمِيْمٍ الزَّيَّاتِ، وَعَلِيِّ بنِ مَهْدِيٍّ الهِلاَلِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الحَرَسْتَانِيِّ، وَتَفرّدتْ فِي الدُّنْيَا عَنْهُم، وَتَفرّدتْ بِإِجَازَةِ أَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ، فَرَوَتِ "الصَّحِيْحَ" غَيْرَ مَرَّةٍ، وَرَوَتْ بِالإِجَازَةِ عَنْ: مَسْعُوْدٍ الثَّقَفِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الرُّسْتَمِيِّ، وَأَبِي الخَيْرِ البَاغْبَانِ، وَرَجَاءِ بنِ حَامِد، وَخَلْقٍ. خَرَّجَ لَهَا زَكِيُّ الدِّيْنِ البِرْزَالِيُّ "مَشْيَخَةً" فِي ثَمَانِيَةِ أَجزَاء سَمِعْنَاهَا. حَدَّثَ عَنْهَا خَلْقٌ كَثِيْرٌ، مِنْهُم: الضِّيَاءُ، وَابْنُ خَلِيْلٍ، وَابْنُ هَاملٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ ابْنُ الظَّاهِرِيِّ، وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ غَنِيْمَةَ، وَخَطِيْبُ كفر بَطْنَا جَمَالُ الدِّيْنِ الدِّيْنَوَرِيُّ، وَالشَّرَفُ النَّاسخُ، وَالصَّدْرُ الأُرْمَوِيُّ، وَالقَاضِي الحَنْبَلِيُّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الإِرْبِلِيُّ، وَعِيْسَى المُطَعِّمُ، وَسِتُّ القُضَاةِ بِنْتُ الشِّيْرَازِيِّ، وَبنتُ عمّهَا سِتُّ الفَخْرِ، وَأَخُوْهَا زَيْنُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً جَلِيْلَةً، طَوِيْلَةَ الرّوحِ عَلَى الطلبَةِ، لاَ تَملُّ مِنَ الرِّوَايَةِ. مَاتَتْ بِبستَانِهَا بِالميطورِ، فِي رَابِعَ عَشَرَ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1435"، والنجوم الزاهرة "6/ 349"، وشذرات الذهب "5/ 212". 2 ترجمتها في تذكرة الحفاظ "4/ 1434"، والنجوم الزاهرة "6/ 349"، وشذرات الذهب "5/ 212".

علي بن محمد، عبد الملك، ابن محارب

علي بن محمد، عبد الملك، ابن محارب: 5762- علي بن محمد: ابن علي بن مهران المفتي الكبير محيي الدين القرميسيني، ثم الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، الشَّافِعِيُّ، مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ. رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَوْفٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَتَفَقَّهَ بِهِ جَمَاعَةٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَالمُنْذِرِيُّ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5763- عَبْدُ الملك 1: ابن عَبْدِ الحَقِّ ابْنُ شَرَفِ الإِسْلاَمِ عَبْدُ الوَهَّابِ ابْنُ الشَّيْخِ أَبِي الفَرَجِ ابْن الحَنْبَلِيِّ، الفَقِيْهُ أَبُو الوَفَاءِ. حَدَّثَ عَنِ: السِّلَفِيِّ "بِالأَرْبَعِيْنَ"، وَعَنْ أَحْمَدَ ابْنِ المَوَازِيْنِيِّ، وَأَمَّ زَمَاناً بِمَسْجِدِ الرَّمَّاحِيْنَ. حَدَّثَنَا عَنْهُ: ابْنُ الخَلاَّلِ، وَابْنُ مُشَرِّفٍ، وَعَبْدُ الرحمن بنُ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ إحدى وأربعين وست مائة. 5764- ابن محارب: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُحَارِبٍ، القَيْسِيُّ، الغَرْنَاطِيُّ الأَصْلِ، الإِسْكَنْدَرَانِيُّ المَوْلِدِ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، قَيَّدَهُ الأَبَّارُ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَأَبِي الطَّاهِرِ بنِ عَوْفٍ وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَضْرَمِيِّ، وَعِدَّةٍ، وَبِمِصْرَ مِنْ هِبَةِ اللهِ البُوْصِيْرِيِّ، وَبِمُرْسِيةَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي حَمْزَةَ، وَبغَرْنَاطَةَ مِنَ القَاضِي عَبْدِ المُنْعِمِ ابْنِ الفَرَسِ، وَأَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ حَكَمٍ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ التَّادَلِيُّ مَا رَوَاهُ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عَتَّابٍ. وَكَانَ يذكرُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ السِّلَفِيِّ "الأَرْبَعِيْنَ" لَهُ، وَلَمْ يَظْهَرْ ذَلِكَ إلَّا بَعْدَ مَوْتِهِ، فَحَدَّثَنِي ابْنُ رَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ الكَرِيْمِ الحَافِظَ أَرَاهُ أَصلَ سَمَاعِ ابْنِ مُحَارِبٍ بِالأَرْبَعِيْنَ مِنَ السِّلَفِيِّ، وَقَدْ كَانَ ابْنُ مُحَارِبٍ لَهُ عنَايَةٌ قَوِيَّةٌ بِالحَدِيْثِ وَإِتْقَانٌ، كتب وَحَصَّلَ الأُصُوْلَ وَطَالَ عُمُرُهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ بَلْبَانَ، وَعَبْدُ المُؤْمِنِ الحَافِظُ، وَنَصْرُ اللهِ بنُ عَيَّاشٍ، وَالضِّيَاءُ عِيْسَى السَّبْتِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. اتَّفَقَ مَوْتُهُ وَموتُ كَرِيْمَةَ الزُّبَيْرِيَّةِ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ إحدى وأربعين وست مائة. وَمِنْ سِمَاعِهِ كِتَابُ "الشِّفَاءِ" لِلْقَاضِي عِيَاضٍ، سَمِعَهُ على ابن بلبان ورواه.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1435"، والنجوم الزاهرة "6/ 349"، وشذرات الذهب "5/ 212".

ابن حمويه

5765- ابن حمويه 1: الإِمَامُ الفَاضِلُ الكَبِيْرُ شَيْخُ الشُّيُوْخِ تَاجُ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ -وَيُدْعَى عَبْدَ السَّلاَمِ- ابْنُ الشَّيْخِ القُدْوَةِ أَبِي الفَتْحِ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ ابْنِ القُدْوَةِ العَارِفِ مُحَمَّدِ بنِ حَمُّوَيْهِ الجُوَيْنِيُّ، الخُرَاسَانِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الصُّوْفِيُّ، الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ: الحَافِظِ أَبِي القَاسِمِ ابْنِ عَسَاكِرَ، وَجَمَاعَةٍ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ فَخْرِ النِّسَاءِ شُهْدَةَ، وَدَخَلَ إِلَى المَغْرِبِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ، فَأَقَامَ هُنَاكَ سَبْعَةَ أَعْوَامٍ، وَأَخَذَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ حَوْطِ اللهِ، وَطَائِفَةٍ. وَسَكَنَ مَرَّاكُشَ. وَكَانَ فَاضِلاً مُؤرخاً أَديباً، لَهُ مَجَامِيْعُ، وَكَانَ ذَا تَوَاضُعٍ وَعِفَّةٍ، لاَ يَلتفتُ إِلَى أَوْلاَد أَخِيْهِ الأُمَرَاءِ. حَدَّثَ عَنْهُ: المُنْذِرِيُّ، وَالشَّيْخُ زَيْنُ الدِّيْنِ الفَارِقِيُّ، وأبو عبد الله ابْنُ غَانِمٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ ابْنُ الخَلاَّلِ، وَالرُّكْنُ الطَّاوُوْسِيُّ وَالفَخْرُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَبِالحُضُوْرِ أَبُو المَعَالِي ابْن البَالِسِيِّ. وَكَانَ قَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ الملكِ يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ. مَاتَ في خامس صفر، سنة اثنين وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: ظَافرُ ابْنُ شَحْمٍ المُطَرِّزُ، وَالقَاضِي الرَّفِيعُ، وَقَمَرُ بنُ بطَاحٍ البَقَّالُ، وَالنَّفِيْسُ مُحَمَّدُ بنُ رَوَاحَةَ، وَخَاطبٌ المِزِّيُّ، وَالنَّجْمُ حَسَنُ بنُ سَلاَّمٍ الكَاتِبُ. أَوْلاَدُ أَخِيْهِ:

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1427"، والنجوم الزاهرة "6/ 350"، وشذرات الذهب "5/ 214".

العماد

5766- العماد 1: المَوْلَى الصَّاحِبُ شَيْخُ الشُّيُوْخِ أَبُو الفَتْحِ عُمَرُ ابْنُ شَيْخِ الشُّيُوْخِ صَدْرِ الدِّيْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ عِمَادِ الدِّيْنِ عُمَرَ بنِ حَمُّوَيْه. وُلِدَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ 581. وَنَشَأَ بِمِصْرَ، وَسَمِعَ مِنَ: الأَثِيْرِ ابْنِ بنان، والشهاب الغزنوي، وَوَلِيَ بَعْد أَبِيْهِ تَدرِيسَ قُبَّةِ الشَّافِعِيّ، وَمشهدِ الحُسَيْنِ، وَمَشْيَخَةِ السَّعيديَة، وَكَانَ ذَا وَقَارٍ وَجَلاَلَةٍ وَفضلٍ وَحِشْمَةٍ، حضَرَ مَوْتَ الكَامِلِ، وَنَهضَ بِتَمليكِ دِمَشْقَ لِلْجَوَادِ، فَأَعْطَاهُ جَوْهَراً كَثِيْراً وَذَهَباً، وَسَارَ إِلَى مِصْرَ، فَلاَمَهُ العَادلُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: أَنَا أَرجعُ إِلَى دِمَشْقَ وَأَبعثُ بِالجَوَادِ إِلَيْك، وَإِنِ امْتَنَعَ أَقَمْتُ نَائِباً لَكَ بِدِمَشْقَ، فَقَدِمَ فَتلقَاهُ الجَوَادُ وَخضَعَ، فَنَزَلَ بِالقَلْعَةِ وَحكَمَ، وَقَالَ: أَنَا نَائِبُ صَاحِبِ مِصْرَ. وَقَالَ لِلْجَوَادِ: سِرْ إِلَى مِصْرَ، فَتَأَلَّمَ، وَأَضمرَ لَهُ الشَّرَّ، وَكَانَ العِمَادُ قَدِمَ مَرِيْضاً فِي مِحَفَّةٍ، فَقَالَ الجَوَادُ: اجعلونِي نَائِباً لَكُم، وَإِلاَّ سلّمتُ دِمَشْقَ إِلَى نَجْمِ الدِّيْنِ أَيُّوْبَ وَآخذُ مِنْهُ سِنْجَارَ. قَالَ: فَعَلتَهَا تُصلحُ بَيْنَ الأَخوينِ وَتبقَى أَنْتَ بِلاَ شَيْء. قَالَ سَعْدُ الدِّيْنِ ابْن حَمُّوَيْه: خَرَجْنَا مِنْ مِصْرَ، فَودَّعَ العِمَادُ إِخْوَتَهُ، فَقَالَ لَهُ فَخْر الدِّيْنِ: مَا روَاحُكَ جَيِّداً رُبَّمَا آذَاكَ الجَوَادُ، قَالَ: أَنَا مَلّكتُهُ، قَالَ: فَارقتَه أَمِيْراً وَتعُوْدُ إِلَيْهِ ملكاً، فَكَيْفَ يَسمحُ لَكَ? فَانزلْ عَلَى طَبَرَيَّةَ وَكَاتِبْهُ، فَلَمْ يَقبلْ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الجَوَادَ جَاءهُ صَاحِبُ حِمْص أَسَدُ الدِّيْنِ وَقَالَ لَهُ: إِنِ اتَّفَقَ العَادلُ وَأَخُوْهُ شَحَذْنَا فِي المخَالِي، ثُمَّ جَاءَ أَسَدُ الدِّيْنِ إِلَى العِمَادِ وَقَالَ: المصلحَةُ أَنْ تثنِيَ عزمَ العَادلِ عَنْ هَذَا، قَالَ: حَتَّى أَمضِيَ إِلَى بَرْزَةَ وَأُصَلِّيَ لِلاستِخَارَةِ، قَالَ: بَلْ تَهربُ مِنْهَا إِلَى بَعْلَبَكَّ. فَغَضِبَ، فَردّ أَسَدُ الدِّيْنِ إِلَى بَلَده، فَبَعَثَ الجَوَادُ يَقُوْلُ: إِنْ شِئْتَ فَاركَبْ وَتَنَزَّهْ، فَظَنَّ أَنَّ هَذَا عَنْ رِضَىً، فَلَبِسَ الخِلْعَةَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِحصَانٍ، فَلَمَّا خَرَجَ إِذَا شَخْصٌ بِيَدِهِ قِصَّة، فَاسْتغَاثَ، فَأَرَادَ حَاجِبُهُ أَنْ يَأْخذَهَا، فَقَالَ: لِي مَعَ الصَّاحِبِ شُغْلٌ، فَقَالَ العِمَاد: دعُوْهُ، فَتَقَدَّم فَنَاوَلَهُ القِصَّةَ، وَيَضربه بِسِكِّيْنٍ بَدَّدَ أَمعَاءهُ، وَشَدَّ آخرُ فَضَرَبَه بِسِكِّيْنٍ فِي ظَهْرِهِ فَحُمِلَ إِلَى الدَّارِ مَيِّتاً، وَعَمِلَ الجَوَادُ مَحضراً أَنَّهُ مَا مَالَى عَلَى ذَلِكَ، فَجهّزنَاهُ وَخيَّطنَا جِرَاحَهُ، وَكَانَتْ لَهُ جَنَازَةٌ عَظِيْمَةٌ، فَدَفَنَّاهُ فِي زَاويَةِ سَعْدِ الدِّيْنِ بِقَاسِيُوْنَ. قَالَ أَبُو شَامَةَ: قَفَزَ عَلَيْهِ ثَلاَثَةٌ دَاخِلَ القَلْعَةِ، وَكَانَ مِنْ بَيْتِ التَّصُوّفِ وَالإِمْرَةِ مِنْ أَعْيَانِ المُتَعصِّبِيْنَ لِلأَشعرِيِّ، قتل سنة ست وثلاثين.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "1/ 313، 314"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 181".

الكمال، المعين، الفخر

الكمال، المعين، الفخر: 5767- الكمال 1: هُوَ الصَّاحِبُ الجَلِيْلُ مُقَدَّمُ جُيُوشِ مِصْرَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ ابْنُ صَدْرِ الدِّيْنِ أَبِي الحَسَنِ الشَّافِعِيُّ الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ بِدِمَشْقَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ طَائِفَةٍ، وَدَرَّسَ بِقُبَّةِ الشَّافِعِيّ، وَبِالنَّاصِرِيَّةِ، وَمَشْيَخَةِ الشُّيُوْخِ، وَدَخَلَ فِي المَمْلَكَةِ، وَكَانَ صَدْراً مُطَاعاً كَإِخْوَتِهِ، بَرَزَ بِالجُيُوْشِ لِمُضَايَقَةِ الصَّالِحِ أَبِي الخِيْشِ، فَأَدْرَكَهُ المَوْتُ بِغَزَّةَ، فَدُفِنَ بِهَا فِي صفر سنة أربعين وست مائة. 5768- المعين 2: المَوْلَى الصَّالِحُ مُقَدَّمُ الجُيُوْشِ الأَمِيْرُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ ابْنُ شَيْخِ الشُّيُوْخِ صَدْرِ الدِّيْنِ. مَوْلِدُهُ بِدِمَشْقَ، سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ. وَتَقَدَّمَ فِي دَوْلَةِ الكَامِلِ، ثُمَّ عظمَ جِدّاً فِي أَيَّامِ الصَّالِحِ، وَوزَرَ لَهُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ عَلَى جَيْش مِصْرَ، وَعَلَى الخُوَارِزْمِيَّةِ، وَنَازَلَ دِمَشْقَ إِلَى أَنْ أَخَذَهَا مِنَ الصَّالِحِ إِسْمَاعِيْلَ، وَدَخَلَ إِلَى القَلْعَةِ، وَأَمرَ ونهى، ثم لم يمنع وَمَرِضَ بِالإِسهَالِ وَالدَّمِ، وَمَاتَ فِي الثَّانِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ كَهْلاً، وَدُفِنَ بِجَنبِ أَخِيْهِ العِمَادِ، فَكَانَ بَيْنَ حُصولِ الأُمْنِيّةِ وَحُضُوْرِ المَنِيَّةِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَنِصْفٌ. وَكَانَ ذَا كَرَمٍ وَجُوْدٍ، وَكَانَ أَخُوْهُ فَخْر الدين مسجونًا. 5769- الفخر 3: الصَّاحِبُ الكَبِيْرُ مَلِكُ الأُمَرَاءِ فَخْرُ الدِّيْنِ يُوْسُفُ ابْنُ شَيْخ الشُّيُوْخِ. مولده بدمشق بعد الثمانين وخمس مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 345". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 352"، وشذرات الذهب "5/ 218". 3 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 363"، وشذرات الذهب "5/ 238"، 239".

وَسَمِعَ مِنْ مَنْصُوْرٍ الطَّبَرِيِّ، وَالشِّهَابِ الغَزْنَوِيِّ. وَحَدَّثَ، وَكَانَ صَدْراً مُعَظَّماً عَاقِلاً شُجَاعاً مَهِيْباً جَوَاداً خَلِيقاً لِلإِمَارَة، غضب عَلَيْهِ السُّلْطَانُ نَجْمُ الدِّيْنِ سنة أربعين وسجنه ثلاث سنين، وقاس شَدَائِدَ، ثُمَّ أَنْعَمَ عَلَيْهِ، وَوَلاَّهُ نِيَابَةَ المَمْلَكَةِ، وَكَانَ يَتَنَاوَلُ المسكرَ، وَلَمَّا تُوُفِّيَ السُّلْطَانُ، نَدَبُوا فَخْرَ الدِّيْنِ إِلَى السَّلْطنَةِ، فَامْتَنَعَ، وَلَوْ أَجَابَ لَتَمَّ لَهُ. قِيْلَ: إِنَّهُ لَمَّا قَدِمَ مَعَ السُّلْطَانِ دِمَشْقَ، نَزَلَ فِي دَارِ سَامَة، فَدَخَلَ عليه الشيخ العمادي ابْنُ النَّحَّاسِ، فَقَالَ لَهُ: يَا فَخْرَ الدِّيْنِ، إِلَى كَمْ مَا بَعْد هَذَا شَيْء؟ فَقَالَ: يَا عِمَادَ الدِّيْنِ، وَاللهِ لأَسبقنَّكَ إِلَى الجَنَّةِ، فَصدَّقَ اللهُ قَوْلَهُ -إِنْ شَاءَ اللهُ، وَاسْتُشْهِدَ يَوْم وَقْعَة المَنْصُوْرَةِ. وَلَمَّا مَاتَ الصَّالِحُ، نَهَضَ بِأَعبَاءِ الأَمْرِ، وَأَحْسَنَ، وَأَنفقَ فِي الجُنْدِ مائَتَيْ أَلفِ دِيْنَارٍ، وَبَطَّلَ بَعْضَ المكوسِ، وَرَكِبَ بِالشَّاوِيْشِيَّةِ، وَبَعَثَ الفَارِسَ أَقطَايَا إِلَى حصنِ كِيْفَا لإِحضَارِ وَلَدِ الصَّالِحِ المُعَظَّمِ تُوْرَانْشَاه، فَأَقدمَهُ، وَلَقَدْ هَمَّ تُوْرَانْشَاه بِإِمسَاكهِ لَمَّا رَأَى مِنْ تَمكُّنِهِ، فَاتَّفَقَ قصدُ الفِرَنْجِ وَزحفُهُم عَلَى الجَيْشِ فَتقهقرَ الجَيْشُ وانهزموا، فركب فخر الدِّيْنِ وَقتَ السّحرِ، وَبَعَثَ النُّقَبَاء وَرَاء المقدّمِين، وساق في طلبه، فحمل عله طَلب الدّيويَّة، فَتفلّل عَنْهُ أَصْحَابُهُ، وَجَاءتْهُ طعنةٌ، فَسَقَطَ وَقُتِلَ، وَنَهَبتْ مَمَالِيْكُهُ أَمْوَالَهُ، وَقُتِلَ مَعَهُ جمداره، وقتل عدة. ثم تناخى المسلمون، وحيل فَدُفِنَ بِالقَاهِرَةِ. قُتِلَ: فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سبع وأربعين وست مائة.

ابن الخشوعي

5770- ابن الخشوعي 1: الشَّيْخُ زَكِيُّ الدِّيْنِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ ابنُ أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخُشُوْعِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، وَكَانَ خَاتِمَةَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي المَكَارِمِ بن هِلاَلِ. وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ عَسَاكِرَ، وَأَبِي الفَهْمِ بنِ أَبِي العَجَائِزِ، وَأَبِي المَعَالِي بنِ صَابرٍ، وَعِدَّةٍ، فَأَكْثَر. وَلَهُ مَشْيَخَةٌ انتقَاهَا زَكِيُّ الدِّيْنِ البِرْزَالِيُّ. رَوَى عَنْهُ الحَافِظُ الضِّيَاءُ وَقَالَ: مَا علمتُ فِيْهِ إلَّا الخَيْرَ، -وَابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَالشَّيْخُ تَاجُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بنُ محمد الكَنْجِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ ابْنُ الخَلاَّلِ، وَأَبُو الفَضْلِ الذَّهَبِيُّ وَالفَخْرُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَيُوْسُفُ بنُ عُبَادَةَ البَقلِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَقَّالِ، وَآخَرُوْنَ، وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ. مَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ أربعين وست مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 346"، وشذرات الذهب "5/ 207".

ابن سهل، ابن مقبل

ابن سهل، ابن مقبل: 5771- ابن سهل: العَلاَّمَةُ أَبُو الحَسَنِ سَهْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَالِكٍ الأَزْدِيُّ، الغَرْنَاطِيُّ. سَمِعَ مِنْ: خَالِهِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ عَرُوسٍ، وَخَالِ أُمِّهِ يَحْيَى بن عَروسٍ، وَابْنِ كَوْثَرٍ، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ حُبَيْشٍ، وَابْنِ الجِدِّ، وَعِدَّةٍ. قَالَ الأَبَّارُ: كَانَ مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاءِ والأئمة البلغاء الخطباء، مع التفنن فِي العُلُوْمِ، وَكَانَ رَئِيْساً مُعَظَّماً جَوَاداً، امتُحِنَ وَغُرِّبَ إِلَى مُرْسِيةَ، فَسكنهَا مُدَّةً إِلَى أَنْ هَلَكَ المَلكُ ابْن هَوْدٍ، فَسُرِّحَ إِلَى بلدهِ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَمِمَّا قِيْلَ فِيْهِ: عجباً لِلنَّاسِ تاهوا ... في بنيات المسالك وضفوا بِالفَضْلِ قَوْماً ... وَهُمُ لَيْسُوا هُنَالِكْ كَثُرَ الوَصْفُ وَلَكِنْ ... صَحَّ عَنْ سَهْلِ بنِ مَالِكْ وَهُوَ القَائِلُ: مُنَغَّصُ العَيشِ لاَ يَأْوِي إِلَى دعةٍ ... مَنْ كَانَ فِي بَلَدٍ أَوْ كَانَ ذَا وَلَدِ وَالسَّاكنُ النَّفْسِ مَنْ لَمْ تَرْضَ هِمَّتُهُ ... سُكْنَى مَكَانٍ وَلَمْ يَسْكُنْ إِلَى أَحَدِ 5772- ابْنُ مقبل 1: العَلاَّمَةُ قَاضِي القُضَاةِ عِمَادُ الدِّيْنِ أَبُو المَعَالِي عبد الرحمن بن مقبل بن حسين الواسطي، الشافعي. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ. وَتَفَقَّهَ: بِابْنِ البوقِيِّ، وَعَلَى المُجِيْرِ البَغْدَادِيِّ، وَابْنِ فَضْلاَنَ، وَابْنِ الرَّبِيْعِ، وَبَرَعَ وَدَرَّسَ وَأَفتَى، وَوَلِيَ القَضَاءَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَوَلِيَ تدرِيسَ المُسْتَنْصِرِيَّة سَنَة إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ، ثُمَّ عُزل مِنَ الكُلّ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَزِمَ بَيْتَهُ وَتعبَّدَ، وَتنسّك، ثُمَّ وَلِيَ مَشْيَخَةَ رِبَاطِ المرزبَانِيَّةِ، إِلَى أَنْ مَاتَ. حَدَّثَ عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ. وَكَانَ مِنْ عُقَلاَءِ الأَئِمَّةِ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وثلاثين وست مائة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 204".

ابن عين الدولة، عبد الحق

ابن عين الدولة، عبد الحق: 5773- ابن عين الدولة 1: قَاضِي القُضَاةِ شَرَفُ الدِّيْنِ أَبُو المَكَارِمِ مُحَمَّدُ ابن القاضي الرشيد عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بن عَلِيِّ بنِ أبي القاسم بن صدقة الصَّفْرَاوِيِّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ، عُرِفَ بِابْنِ عَيْنِ الدَّوْلَةِ. مَوْلِدُهُ بِالثَّغْرِ، سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ. وَقَدِمَ القَاهِرَةَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ، فَنَابَ عَنِ ابْنِ درْبَاسٍ، وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ الثَّغْرِ مِنْ أَقَاربهِ ثَمَانِيَةٌ، ثُمَّ اسْتَقلَّ بِقَضَاءِ القَاهِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ، ثُمَّ وَلِي قَضَاءَ الإِقْلِيْمِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَلَهُ فَقهٌ وَفَضَائِلُ وَنَظمٌ وَنَثرٌ مَعَ العِفَّةِ وَالنَّزَاهَةِ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5774- عَبْدُ الحَقِّ 2: ابن خلف بن عبد الحق، الفَقِيْهُ، ضِيَاءُ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ، الصَّالِحيُّ، الحَنْبَلِيُّ، المُغَسِّلُ، إِمَامَ مَسْجِدِ الأَرْزَةِ، الَّذِي بِطرِيقِ الصَّالِحيَّةِ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ تَقْرِيْباً. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَهْمِ بنِ أَبِي العَجَائِزِ، وَأَبِي الغَنَائِمِ بنِ صَصْرَى، وَأَحْمَدَ بن أَبِي الوَفَاءِ، وَأَبِي المَعَالِي بنِ صَابرٍ، وَعِدَّةٍ. وَلَهُ "مَشْيَخَةٌ". رَوَى عَنْهُ: حَفِيْدُهُ العَدْلُ عِزُّ الدِّيْنِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَسِبْطُهُ القَاضِي كَمَالُ الدِّيْنِ علي ابن أَحْمَدَ الحَنَفِيُّ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَالضِّيَاءُ، وَأَبُو عَلِيٍّ ابْنُ الخَلاَّلِ، وَالنَّجمُ ابْنُ الخَبَّازِ، وَالعزُّ أَحْمَدُ ابْنُ العِمَادِ، وَبِالحُضُوْرِ القَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ. قَالَ الضِّيَاءُ: دَيِّنٌ خَيِّرٌ. وَقَالَ المُنْذِرِيّ: مَشْهُوْرٌ بِالصَّلاَحِ وَالخَيْرِ، عَجَزَ وَانقطَعَ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ إِحْدَى وأربعين وست مائة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 181، 182". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 349"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 211".

ابن الحبير، ابن الناقد، الرفيع

ابن الحبير، ابن الناقد، الرفيع: 5775- ابن الحبير 1: العَلاَّمَةُ المُفْتِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مُظَفَّرِ بن عَلِيِّ بنِ نُعَيمٍ البَغْدَادِيُّ، الشَّافِعِيُّ، القَاضِي، عُرف بِابْنِ الحُبَيْرِ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عبد الصمد السلمي، وشهدة الكاتبة، ومحمد بنِ نَسيمٍ، وَأَبِي الفَتْحِ بنِ المَنِّيِّ، وَتَفَقَّهَ بِهِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ شَافِعِيّاً، وَلَزِمَ المُجِيْرَ البَغْدَادِيَّ، وَتَأَدَّبَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ ابْنِ العَصَّارِ. حَدَّثَنَا عَنْهُ: تَاجُ الدِّيْنِ الغَرَّافِيُّ، وَكَانَ بَصِيْراً بِالمَذْهَبِ وَدَقَائِقِه، دَيِّناً عَابِداً، كَثِيْرَ التِّلاَوَةِ وَالحَجِّ وَالتَّهجُّدِ، وَلَهُ بَاعٌ مَديدٌ فِي المُنَاظَرَةِ، وَنَابَ فِي القَضَاءِ عَنِ ابْنِ فَضْلاَنَ، ثُمَّ دَرَّسَ بِالنِّظَامِيَّةِ، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. مَاتَ: فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5776- ابن الناقد 2: الوَزِيْرُ المُعَظَّمُ نَصِيْرُ الدِّيْنِ أَبُو الأَزْهَرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ. قرَأَ النَّحْوَ وَتَعَانَى الكِتَابَةَ، وَتَنقَّلَ، وَكَانَ أَخَا الخَلِيْفَةِ الظَّاهِرِ مِنَ الرَّضَاعِ. تولَّى أُسْتَاذَ دَارِيَةِ الخِلاَفَةِ، ثُمَّ وزر سنة يسع وعشرين وست مائة، وَكَانَ فِي مَبْدَئِهِ كَثِيْرَ التَّعَبُّدِ وَالتِّلاَوَةِ، وَتَعَلَّلَ بِأَلَمِ المفَاصلِ، فَعَجِزَ عَنِ الحَرَكَةِ، فَاسْتَنَابَ مَنْ يُعَلِّمُ عَنْهُ، وَحضرَ يَوْم بَيْعَةِ المُسْتَعْصِمِ فِي مِحَفَّةٍ وَجَلَسَ لأَخْذِ البَيْعَةِ، وَبَقِيَ عَالِي الرُّتبَةِ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وست مائة. 5777- الرفيع 3: العَلاَّمَةُ الأُصُوْلِيُّ الفَيْلَسُوْفُ رَفِيْعُ الدِّيْنِ قَاضِي القُضَاةِ أَبُو حَامِدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الجِيْلِيُّ، الشَّافِعِيُّ. كَانَ قَدْ أَمْعَنَ فِي عِلْمِ الأَوَائِلِ، وَاظلَمَّ قَلْبُهُ وَقَالبُهُ، وَقَدِمَ دمشق وتصدر، ثم ولي قضاء

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 205". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 350". 3 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 350، 351"، وشذرات الذهب "5/ 214، 215".

بَعْلَبَكَّ لِلصَّالحِ إِسْمَاعِيْلَ، فَنفقَ عَلَيْهِ وَعَلَى وَزِيْرهِ الأَمِيْنِ المسلمَانِيّ، وَلَمَّا غلَبَ إِسْمَاعِيْلُ عَلَى دِمَشْقَ وَلاَّهُ قَضَاءهَا، فَكَانَ مَذْمُوْمَ السِّيْرَةِ، خَبِيثَ السَّرِيرَةِ، وَوَاطَأَهُ أَمِيْنُ الدَّوْلَةِ عَلَى أَذِيَّةِ النَّاسِ، وَاسْتَعْمَلَ شُهُوْدَ زُوْرٍ وَوُكَلاَءَ، فَكَانَ يُطْلَبُ ذُو المَالِ إلى مجلسه فيبث مُدَّعٍ عَلَيْهِ بِأَلفِ دِيْنَارٍ وَيَحضرُ شُهُوْدُهُ، فَيتحيّر الرَّجُلُ وَيُبْهَتُ، فَيَقُوْلُ الرّفِيعُ: صَالِحْ غرِيْمَكَ، فَيُصَالِح عَلَى النِّصْفِ، فَاسْتُبيحت أَمْوَالُ المُسْلِمِيْنَ، وَعظُمَ الخطبُ، وَتعثّر خَلقٌ، وَعَظُمَت الشّنَاعَاتُ، وَاسْتغَاثُوا إِلَى الصَّالِحِ، فَطَلَبَ وَزِيْرَهُ، وَقَالَ: مَا هَذَا? فَخَافَ، وَكَانَ إسماعيل البَلاَءِ المُوَفَّق الوَاسِطِيّ فَتحَ أَبْوَابَ الظُّلمِ، فَبَادرَ الوَزِيْرُ وَأَهْلَكَهُمَا لِئَلاَّ يُقرَّا عَلَيْهِ وَلِيُرضِيَ النَّاسَ وَيُقَالُ: كَانَ الصَّالِحُ يَدْرِي أَيْضاً. ذَكَرَ الصَّدْرُ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَسَاكِرَ فِي "جَرِيْدَتِه": أَنَّ القَاضِيَ الرّفِيعَ دَخَلَ مِنْ تَوجههِ إِلَى بَغْدَادَ رَسُوْلاً، فَرَكِبَ لِتلقِّيه الوَزِيْرُ أَمِيْنُ الدَّوْلَةِ، وَالمَنْصُوْرُ وَلدُ السُّلْطَان، فَدَخَلَ فِي زخمٍ عَظِيْمٍ، وَعَلَيْهِ خِلْعَةٌ سَوْدَاءُ وَعَلَى جَمِيْعِ أَصْحَابِهِ، فَقِيْلَ: مَا دخل بغداد ولا أخذت منه الرسالة، فزد واشترى الخلع لأصحابه من عند، قَالَ: وَشرعَ الصَّالِحُ فِي مصَادرَةِ النَّاسِ عَلَى يَدِ الرّفِيعِ، وَكَتَبَ إِلَى نُوَّابهِ فِي القَضَاءِ يَطلبُ مِنْهُم إِحضَارَ مَا تَحْتَ أَيَدِيهِم مِنْ أَمْوَالِ اليَتَامَى، وَكَانَ يَسلُكُ طَرِيْقَ الوُلاَةِ، وَيْحَكمُ بِالرشوَةِ، وَيَأْخذُ مِنَ الخَصْمَينِ، وَلاَ يُعدّل أَحَداً إلَّا بِمَالٍ، وَيَأْخذُ جَهراً، وَاسْتعَارَ أَرْبَعِيْنَ طَبَقاً ليهدِيَ فِيْهَا إِلَى صَاحِبِ حِمْص فَلَمْ يَردّهَا وغارت المياه في أيامه، ويبست الشجر وصقعت، وَبطلت الطّوَاحينُ، وَمَاتَ عَجَمِيٌّ خلّفَ مائَةَ أَلْفٍ فَمَا أَعْطَى بِنْتَه فَلْساً، وَأَذِنَ لِلنِّسَاءِ فِي عُبورِ جَامِعِ دِمَشْقَ، وَقَالَ: مَا هُوَ بِأَعْظَمَ مِنَ الحَرَمَيْنِ فَامتلأَ بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ لَيْلَةَ النِّصْفِ. وَقَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: حَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ أَعيَانٌ: أَنَّ الرّفِيع كَانَ فَاسِدَ العقيدَةِ، دَهْرِيّاً، يَجِيْءُ إِلَى الجمعة سكرانًا، وأن داره مثل الحانة. وَحَكَى لِي جَمَاعَةٌ أَنَّ الوَزِيْرَ السَّامرِيَّ بَعَثَ بِهِ فِي اللَّيْلِ عَلَى بغلٍ بِأَكَافٍ إِلَى قَلْعَةِ بَعْلَبَكَّ وَنفذَ بِهِ إِلَى مغَارَةٍ أفقه فَأَهْلكه بِهَا، وَتُرِكَ أَيَّاماً بِلاَ أَكلٍ، وَأَشْهَدَ عَلَى نَفْسِهِ بِبَيعِ أَملاَكهِ لِلسَامرِيّ، وَأَنَّهُ لَمَّا عَاينَ المَوْتَ قَالَ: دَعُوْنِي أُصَلِّي، فَصَلَّى فَرَفَسه دَاوُدُ مِنْ رَأْسِ شقيفٍ فَمَا وَصل حَتَّى تَقطّع، وَقِيْلَ: بَلْ تَعلّقَ ذَيلُهُ بِسنِّ الجبلِ، فَضَرَبوهُ بِالحجَارَةِ حَتَّى مَاتَ. وَقَالَ رَئِيْسُ النَّيْرَبِ: سُلِّم الرَّفِيعُ إِلَيَّ وَإِلَى سَيْفِ النقمَة دَاوُد، فَوصلنَا بِهِ إِلَى شقيفٍ فِيْهِ عينُ مَاءٍ فَقَالَ: دَعُوْنِي أَغتسلْ، فَاغتسل وَصَلَّى وَدَعَا فَدَفَعه دَاوُد فَمَا وَصل إلَّا وَقَدْ تلفَ، وَذَلِكَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ.

ابن سلام، الكردري

ابن سلام، الكردري: 5778- ابن سلامة 1: رَئِيْسُ البلدِ نَجْمُ الدِّيْنِ الحَسَنُ بنُ سَالِمٍ بنِ سَلاَّمٍ الكَاتِبُ. سَمِعَ: يَحْيَى الثَّقَفِيَّ، وَابْنَ صدقة، وجماعة. وَعَنْهُ: ابْنُ الخَلاَّلِ، وَشَرَفُ الدِّيْنِ الفَزَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ خَطِيْبِ بَيْتِ الأَبَّارِ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ ذَا أَمْوَالٍ وَحِشْمَةٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ، وَتَبِعَهُ وَلدُهُ، وكان كثير البر بالحنابلة. 5779- الكردري 2: العَلاَّمَةُ فَقِيْهُ المَشْرِقِ شَمْسُ الأَئِمَّةِ أَبُو الوحدَةِ محمد بن عبد الستار ابن مُحَمَّدٍ العِمَادِيُّ، الكَرْدرِيُّ، الحَنَفِيُّ، البرَاتقينِيُّ. وَبرَاتقين: مِنْ أَعْمَالِ كَرْدَرَ، وَكَرْدَرُ: نَاحِيَةٌ كَبِيْرَةٌ مِنْ بِلاَدِ خُوَارِزْمَ. أَنْبَأَنِي بتَرْجَمَتِهِ أَبُو العَلاَءِ الفَرَضِيُّ، فَقَالَ: هُوَ أُسْتَاذُ الأَئِمَّةِ عَلَى الإِطلاَقِ، وَالموفودُ عَلَيْهِ مِنَ الآفَاقِ، قرَأَ بِخُوَارِزْمَ عَلَى بُرْهَانِ الدِّيْنِ نَاصِرِ بنِ عَبْدِ السَّيِّدِ المُطَرِّزِيِّ، مُؤلِّفِ "شرحِ المقامات"، وتفقه بسمرقند على شيخ الإسلام بران الدِّيْنِ عَلِيّ بن أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الجَلِيْلِ المَرْغِيْنَانِيِّ وَسَمِعَ مِنْهُ، وَتَفَقَّهَ بِبُخَارَى عَلَى العَلاَّمَةِ بدرِ الدِّيْنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ الورسكِيِّ، وَأَبِي المَحَاسِن حَسَنِ بنِ مَنْصُوْرٍ قَاضِي خَان، وَجَمَاعَةٍ. وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ وَأُصُوْلِهِ، وَتَفَقَّهَ على خلق، ورحلوا غليه إِلَى بُخَارَى، مِنْهُم: ابْنُ أَخِيْهِ العَلاَّمَةُ مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدٍ الفَقِيْهِيُّ، وَالشَّيْخُ سَيْفُ الدِّيْنِ البَاخَرْزِيُّ، والعلامة حافظ الدين محمد بن محمد بن نَصْرٍ البُخَارِيُّ، وَظَهِيْرُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ النوجَابَاذِيُّ، وَطَائِفَةٌ، سَمَّاهُم الفَرَضِيُّ، ثُمَّ قَالَ: وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ بِبُخَارَى فِي مُحرِّمٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَدُفن عِنْد الإِمَام عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الحَارِثِيُّ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: المَوْلَى تَاجُ الدِّيْنِ أَحْمَدَ ابْن القَاضِي أَبِي نَصْرٍ ابْن الشِّيْرَازِيّ فِي رَمَضَانَ، وَالوَزِيْر الكَبِيْر نصِيْر الدِّيْنِ أَبُو الأَزْهَرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ابن الناقد البغدادي، ونجم

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1427". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 351"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 216"، ووقع عنده [ابن عبد الغفار] بدل [ابن عبد الستار] .

الدِّيْنِ الحَسَنُ بنُ سَالِمِ بنِ سَلامٍ الدِّمَشْقِيُّ الكَاتِبُ، وَالِدُ المُحَدِّثِ الذَّكيِّ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو طَالِبٍ خَاطبُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الحَارِثِيُّ المِزِّيُّ، وَالمُقْرِئُ سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الأَنْصَارِيُّ، وَالِدُ شَيْخَتِنَا فَاطِمَةَ، وَأَبُو المَنْصُوْرِ ظَافرُ بنُ طَاهِرٍ المُطَرِّزُ ابْنُ شَحْمٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَشَيْخُ الشُّيُوْخِ تَاجُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمُّوَيْه الجُوَيْنِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، وَالمُغِيْثُ جَلاَلُ الدِّيْنِ عُمَرُ ابْنُ السُّلْطَانِ نَجْمِ الدِّيْنِ أَيُّوْبَ ابْنِ الكامل، والحافظ أبو القاسم بن محمد بن أحمد ابن الطَّيْلَسَانِ الأَنْصَارِيُّ القُرْطُبِيُّ، وَأَبُو الضوءِ قمرُ بنُ هِلاَلِ بنِ بطَاحٍ القَطِيْعِيُّ البَقَّالُ، وَالنَّفِيْسُ أَبُو البَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ رَوَاحَةَ الحَمَوِيّ الضّرِير، وَالأَدِيْب مُهَذَّب الدِّيْنِ مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ عَلِيِّ بنِ عَلِيٍّ ابْنُ القَامغَارِ الحِلِّيُّ الشَّاعِرُ بِمِصْرَ فِي عَشْرِ المائَةِ، وَصَاحِبُ حَمَاةَ المظفر تقي الدين محمود بن المَنْصُوْرِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الأَيُّوْبِيُّ، وَالنَّجِيْبُ نَاصِرُ بنُ مَنْصُوْرٍ العرضِيُّ، وَجَمَالُ الدِّيْنِ يُوْسُفُ ابْنُ المخيلي.

ابن الطيلسان، ابن العجمي

ابن الطيلسان، ابن العجمي: 5780- ابن الطيلسان 1: الحَافِظُ المُفِيْدُ مُحَدِّثُ الأَنْدَلُسِ أَبُو القَاسِمِ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ، القُرْطُبِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ تَقْرِيْباً. وَرَوَى عَنْ: جَدِّهِ لأُمِّهِ أَبِي القَاسِمِ ابْنِ الشَّرَّاطِ، وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ مِقْدَامٍ، وَعَبْدِ الحَقِّ الخَزْرَجِيِّ، وَأَبِي الحَكَمِ بنِ حَجَّاجٍ، وَخَلْقٍ، وَصَنَّفَ الكُتُبَ وَكَانَ بَصِيْراً بِالقِرَاءات وَالعَرَبِيَّةِ أَيْضاً. وَلِيَ خَطَابَةَ مَالَقَةَ بَعْد ذهَابِ قُرْطُبَةَ وَأَقرَأَ بِهَا، وَحَدَّثَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. كَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ هَارُوْنَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنِ ابْنِ الطَّيْلَسَانِ كِتَابَ "الوَعْد" فِي العَوَالِي. 5781- ابْنُ العَجَمِيِّ: مِنْ بَيْتِ عِلمٍ وَسِيَادَةٍ بِحَلَبَ العَلاَّمَةُ كَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو هَاشِمٍ عُمَرُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَسَنِ الشَّافِعِيُّ. تَفَقَّهَ بطَاهِرِ بن جَهْبلٍ، وَسَمِعَ مِنْ يَحْيَى الثَّقَفِيِّ، وَغَيْرِهِ. يُقَالُ: أَلقَى "المُهَذَّبَ" دُروساً خَمْساً وَعِشْرِيْنَ مرَّةً. وَكَانَ ذَا وَسوَاسٍ فِي المِيَاهِ. رَوَى عَنْهُ عَبَّاسُ بنُ بَزْوَانَ، وَغَيْرُهُ. مَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ خمس وثمانون سنة. وَمِنْ وَسْوَاسِهِ أَنَّهُ نَزَلَ فِي قدرِهِ حَمَامٌ فضاق نفسه ثم مات!

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1139"، وشذرات الذهب "5/ 215، 216".

ابن شحم، ابن المخيلي

ابن شحم، ابن المخيلي: 5782- ابْنُ شَحْمٍ 1: أَبُو المَنْصُوْرِ ظَافِرُ بنُ طَاهِرِ بنِ ظَافر بن إِسْمَاعِيْلَ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، المَالِكِيُّ، عُرِفَ: بِابْنِ شحمٍ المُطَرِّزِ. عَاشَ ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. سَمِعَ مِنَ السِّلَفِيِّ، وَابْنِ عَوْفٍ. رَوَى عَنْهُ الدِّمْيَاطِيُّ، وَالغَرَّافِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5783- ابْنُ المَخِيْلِيِّ 2: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الصَّدْرُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ جَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو الفَضْلِ يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ المُعْطِي بنِ مَنْصُوْرِ بنِ نَجَا بنِ مَنْصُوْرٍ الغَسَّانِيّ، الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، ابن المَخِيلِيِّ المَالِكِيّ، مِنْ كُبَرَاءِ أَهْلِ الثَّغْرِ. وَمَخِيلُ: مِنْ بِلاَدِ برقَةَ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ. وَسَمِعَ مِنَ: الحَافِظِ السِّلَفِيِّ، وَأَبِي الطَّاهِرِ بنِ عَوْفٍ، وَأَبِي الطَّيِّبِ بنِ الخَلُوْفِ. حَدَّثَنَا عَنْهُ: الضِّيَاءُ السَّبْتِيُّ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَالأَبَرْقُوْهِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ الصَّقَلِّيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُنيّرِ، وَالمُفَسِّرُ أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ النَّقِيْبِ، وَغَيْرُهُم. قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: قَالَ لِي: إِنَّهُ دَخَلَ دِمَشْقَ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي سَابعِ جُمَادَى الآخِرَةِ، سنة اثنتين وأربعين وست مائة. قرأ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ المُفَسِّرِ وَعَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَلَفٍ الحَافِظِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ المُعْطِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ العُكْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عُمَرَ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَدِّي عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: "أَحَبُّ الكَلاَمِ إِلَى اللهِ -عزَّ وجلَّ- أَنْ يَقُوْلَ العَبْدُ وَهُوَ سَاجِدٌ: رَبِّ إني ظلمت، ربي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنت"3.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 352"، وشذرات الذهب "5/ 213، 214". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 352"، وشذرات الذهب "5/ 216". 3 حسن: فيه عاصم بن بهدله صدوق، فالإسناد حسن وهو موقوف على عليٍّ، رضي الله عنه.

ابن المجد

5784- ابن المجد 1: الإِمَامُ العَالِمُ الحَافِظُ المُتْقِنُ القُدْوَةُ الصَّالِحُ سَيْفُ الدِّيْنِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ ابْنُ المُحَدِّثِ الفَقِيْهِ مَجْدِ الدِّيْنِ عِيْسَى ابْن الإِمَامِ العَلاَّمَةُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ، المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحيُّ، الحَنْبَلِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِ وَسِتِّ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا اليُمْنِ الكِنْدِيَّ، وَابْنَ الحَرَسْتَانِيِّ، وَابْنَ مُلاعِبٍ، وَجَدَّهُ، وَجَمَاعَةً وَتَخَرّج بِخَالهِ الحَافِظِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ، وَارْتَحَلَ، وَلَهُ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً، فَسَمِعَ مِنَ الفَتْحِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَعَلِيِّ بنِ بوزندَار، وَأَبِي عَلِيٍّ ابنِ الجَوَالِيْقِيِّ وَطَبَقَتِهِم، ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ أَيْضاً سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ، وَبَرَعَ فِي الحَدِيْثِ. وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً، ذكياً، سَلَفِيّاً، تَقيّاً، ذَا ورعٍ وَتَقوَى، وَمَحَاسِنَ جَمَّةٍ، وَتَعَبُّدٍ وَتَأَلّهٍ، وَمُروءةٍ تَامَّةٍ، وَقَولٍ بِالْحَقِّ، وَنَهْيٍ عَنِ المُنْكَرِ، وَلَوْ عَاشَ لَسَادَ فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ -فَرَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَكَتَبَ لِنَفْسِهِ وَبِالأُجرَةِ وأفاد الطلبة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ الدَّشْتِيُّ وَغَيْرُهُ، وَعَاشَ ثَمَانِياً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ شَعْبَانَ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَدُفِنَ عِنْدِ آبَائِهِ، وَلَهُ مُصَنَّفٌ فِي السَّمَاعِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَلِّمُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي المَعَالِي الصُّوْفِيُّ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ الزَّاغُوْنِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ ابْنُ البُسْرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ الذَّهَبِيُّ، حَدَّثَنَا البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ وَالعَيْشِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهوَاتِ". غَرِيْبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ حَمَّادٌ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ2 عَنِ القَعْنَبِيِّ، عَنْهُ، وَيَرْوِيْهِ حَمَّادٌ أَيْضاً عَنْ خَالِهِ حميد الطويل عن أنس.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1147"، والنجوم الزاهرة "6/ 353"، وشذرات الذهب "5/ 217". 1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 153" و"3/ 254 و284"، ومسلم "2822"، والترمذي "2559"، والدارمي "2/ 339"، والبغوي "4114" من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت، وحميد، عن أنس، به. وأخرجه أحمد "2/ 260"، والبخاري "6487"، ومسلم "2823" من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.

ابن المقير

5785- ابن المقير 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الصَّالِحُ رحلَةُ الوَقْتِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ ابنُ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَنْصُوْرٍ، ابْنُ المُقَيَّرِ البَغْدَادِيُّ، الأَزَجِيُّ، المقرئ، الحنبلي، النجار، نزيل مصر. وُلدَ لَيْلَةَ الفطرِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَأَجَازَ لَهُ: نَصْرُ بنُ نَصْرٍ العُكْبَرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ الزَّاغُوْنِيِّ، وَالحَافِظُ ابْنُ نَاصِرٍ، وَسَعِيْدُ ابْنُ البَنَّاءِ، وَأَبُو الكَرَمِ ابْنُ الشَّهْرُزُوْرِيِّ، وأبو جعفر العباس، وَعِدَّةٌ. وَقَدْ كَانَ يُمكنه السَّمَاعُ مِنْهُم. ثُمَّ سَمِعَ بِنَفْسِهِ مِنْ: مَعْمَرِ بنِ الفَاخِرِ، وَشُهْدَةَ الكَاتِبَةِ، وَعَبْدِ الحَقِّ بنِ يُوْسُفَ، وَأَحْمَدَ بنِ الناعم، وعيس بنِ أَحْمَدَ الدُّوْشَابِيِّ، وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ شِيْرَوَيْهِ، وَبِدِمَشْقَ مِنِ ابْنِ صَدَقَةَ الحَرَّانِيِّ. وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ، ثُمَّ قَدِمَ دِمَشْقَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ، فَحَدّثَ، وَأَقَامَ بِهَا نَحْواً مِنْ سَنَتَيْنِ، ثُمَّ حَجَّ، وَحَدَّثَ بِخَيْبَرَ، وَبِالحرمِ، وَجَاورَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى مِصْرَ، وَرَوَى بِهَا الكَثِيْرَ. قَالَ الحَافِظُ تَقِيّ الدِّيْنِ عُبيدٌ: كَانَ شَيْخاً صَالِحاً، كَثِيْرَ التجهد وَالعِبَادَةِ وَالتِّلاَوَةِ، صَابراً عَلَى أَهْلِ الحَدِيْثِ. وَقَالَ الحَافِظُ عِزُّ الدِّيْنِ الحُسَيْنِيّ: كَانَ مِنْ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِيْنَ، كَثِيْرَ التِّلاَوَةِ، مُشْتَغِلاً بِنَفْسِهِ، مَاتَ فِي نِصْفِ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: أَئِمَّةٌ وَحُفَّاظٌ؛ وَحَدَّثَنِي عَنْهُ الدِّمْيَاطِيُّ، وَالسَّبْتِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بنُ الخَلاَّلِ، وَالجلاَلُ عَبْدُ المُنْعِمِ القَاضِي، وَزَيْنَبُ بِنْتُ القَاضِي مُحيِي الدِّيْنِ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الذَّهَبِيُّ، ومحمد بن عبد الكريم المنذري، وَعِيْسَى المَغَازِي، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الحَنْبَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُكَرَّمٍ الكَاتِبُ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُظَفَّرٍ المَالِكِيُّ، وَالحَافِظُ أَبُو الحُسَيْنِ ابْنُ الفَقِيْهِ، وَشِهَابُ بنُ عَلِيٍّ، وَصليحٌ الصوَابِي، وَبِيْبَرْسُ القيمرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الجُمَّيْزِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُشَرِّفٍ، وَالبَهَاءُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَخَلْقٌ. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عنه بالسماع: يونس العسقلاني.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1432"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 355"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 223".

الغزال، السخاوي

الغزال، السخاوي: 5786- الغَزَّالُ 1: حَمْزَةُ بنُ عُمَرَ بنِ عَتِيْقِ بنِ أوس، الفَقِيْهُ العَالِمُ أَبُو القَاسِمِ الأَنْصَارِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ المَالِكِيُّ الغَزَّالُ الدَّلاَّلُ، وَكَانَ لَهُ حَانُوْتٌ بِقَيْسَارِيَّةِ الغَزْلِ بِالثَّغْرِ. حَدَّثَ عَنْ: السِّلَفِيِّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَأَبُو حَامِدٍ ابْنُ الصَّابُوْنِيِّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدمياطي، والضياء السبتين، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي ثَالِثِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: الصَّرِيْفِيْنِيُّ المُحَدِّثُ، وَأَعزُّ بنُ كَرَمٍ البَزَّازُ، وَعَبْدُ الحَقِّ بنُ خَلَفٍ الحَنْبَلِيُّ، وَالمُخَلِّصُ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ هِلاَلٍ، وَابْنُ القُبَّيْطِيِّ، وَالوَفَاءُ عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَنْبَلِيِّ، وَعَلِيُّ بنُ زَيْدٍ التَّسَارَسِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي الفَخَارِ، وَقَيْصَرُ بنُ فَيْرُوْز البَوَّابُ، وَكَرِيْمَةُ الزبيرية، وكريمة بنت عبد الحق القُضَاعِيَّةُ بِمِصْرَ، وَكَرِيْمَةُ بِنْتُ المُحَدِّثِ عَبْد الرَّحْمَنِ بنِ نَسِيمٍ الدِّمَشْقيَّةُ، وَابْنُ مُحَارِبٍ القَيْسِيُّ، وَمَحَاسِنُ الجوبري، ويونس السقباني. 5787- السخاوي 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ شَيْخُ القُرَّاءِ وَالأُدَبَاءِ عَلَمُ الدين أبو الحسن علي بن محمد ابن عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَطَّاسِ الهَمْدَانِيُّ، المِصْرِيُّ، السَّخَاوِيُّ، الشَّافِعِيُّ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، أو سنة تسع.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1435"، وشذرات الذهب "5/ 211". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1432"، والنجوم الزاهرة "6/ 354"، وشذرات الذهب "5/ 222".

وقد الثَّغْرَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَمِنْ أَبِي الطَّاهِرِ بنِ عَوْفٍ، وَبِمِصْرَ مِنْ أَبِي الجُيُوْش عَسَاكِرَ بنِ عَلِيٍّ، وَأَبِي القَاسِمِ البُوصِيْرِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ يَاسينَ، وبدمشق من ابن طبرزذ، وَالكِنْدِيِّ وَحَنْبَلٍ. وَتَلاَ بِالسَّبْعِ عَلَى: الشَّاطِبِيِّ، وَأَبِي الجُوْدِ، وَالكِنْدِيِّ، وَالشِّهَابِ الغَزْنَوِيِّ. وَأَقرَأَ النَّاسَ دَهْراً، وَمَا أَسندَ القِرَاءاتِ عَنِ الغَزْنَوِيِّ وَالكِنْدِيِّ، وَكَانَا أَعْلَى إِسْنَاداً مِنَ الآخَرِيْنَ، امْتَنَعَ مِنْ ذَلِكَ لأَنَّه تَلاَ عَلَيْهِمَا بِـ "المُبْهِج"، وَلَمْ يَكُنْ بِأَخرَةٍ يَرَى الإِقْرَاءَ بِهِ وَلاَ بِمَا زَادَ عَلَى السَّبْع، فَقِيْلَ: إِنَّهُ اجْتنبَ ذَلِكَ لِمَنَامٍ رَآهُ. وَكَانَ إِمَاماً فِي العَرَبِيَّةِ، بَصِيْراً بِاللُّغَةِ، فَقِيْهاً، مُفْتِياً، عَالِماً بِالقِرَاءاتِ وَعِلَلِهَا، مُجَوِّداً لَهَا، بَارِعاً فِي التَّفْسِيْرِ، صَنَّفَ وَأَقرَأَ وَأَفَاد، وَرَوَى الكَثِيْرَ وَبَعُدَ صِيتُه، وَتَكَاثَرَ عَلَيْهِ القُرَّاءُ، تَلاَ عَلَيْهِ: شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو الفَتْحِ الأَنْصَارِيُّ، وَشِهَابُ الدِّيْنِ أَبُو شَامَةَ، وَرَشِيدُ الدِّيْنِ ابْنُ أَبِي الدُّرِّ، وَزَيْنُ الدِّيْنِ الزوَاوِيُّ، وَتَقِيُّ الدِّيْنِ يَعْقُوْبُ الجَرَائِدِيُّ، وَالشَّيْخُ حسنٌ الصَّقَلِّيّ، وَجَمَالُ الدِّيْنِ الفَاضِلِيُّ، وَرَضِي الدِّيْنِ جَعْفَر بن دَنُوقَا، وَشَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ ابْن الدِّمْيَاطِيّ، وَنظَامُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عبد الكريم التبرزي، وَالشِّهَابُ ابْن مزهرٍ، وَعِدَّةٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: الشَّيْخُ زَيْنُ الدِّيْنِ الفَارِقِيُّ، وَالجَمَالُ ابْنُ كَثِيْرٍ، وَالرَّشِيْدُ ابن المُعَلِّمِ، وَمُحَمَّدُ بنُ قَايْمَازَ الدَّقِيْقِيُّ، وَالخَطِيْبُ شَرَفُ الدِّيْنِ الفَزَارِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ ابْنُ المُخَرِّمِيِّ، وَأَبُو عَلِيِّ ابْنُ الخَلاَّلِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ النّصِيْرِ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مَكْتُوْمٍ، وَالزَّيْنُ إِبْرَاهِيْمُ ابْنُ الشيرَازِيِّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مَعَ سَعَةِ عُلُوْمِهِ وَفَضَائِلِهِ دَيِّناً، حَسنَ الأَخْلاَقِ، مُحبَّباً إِلَى النَّاسِ وَافِرَ الحُرْمَةِ، مُطَّرحاً لِلتَّكَلُّفِ، ليس له شغل إلَّا العلم ونشره. شَرَحَ "الشَّاطبيَةَ" فِي مُجَلَّدَيْنِ، وَ"الرَّائِيَةَ" فِي مُجَلَّدٍ، وَلَهُ كِتَابُ "جَمَالِ القُرَّاءِ"، وَكِتَابُ "مُنِيْر الدّيَاجِي فِي الآدَابِ"، وَبلغَ فِي التَّفْسِيْرِ إِلَى الكَهفِ، وَذَلِكَ فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ، وَشَرَحَ "المُفَصّلَ" فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ، وَلَهُ النّظمُ وَالنَّثْرُ. وَكَانَ يَترخّصُ فِي إِقْرَاءِ اثْنَيْنِ فَأَكْثَر كُلّ واحدٍ فِي سُوْرَةٍ، وَفِي هَذَا خِلاَفُ السُّنَّةِ، لأَنَّنَا أُمرنَا بِالإِنصَاتِ إِلَى قَارِئٍ لِنَفْهَمَ وَنعقلَ وَنَتَدَبَّرَ. وَقَدْ وَفَدَ علَى السُّلْطَان صَلاَحِ الدِّيْنِ بِظَاهِرِ عَكَّا فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ زَمَنَ المحَاصرَةِ فَامْتَدَحَهُ بِقَصيدَةٍ طَوِيْلَةٍ، وَاتَّفَقَ أَنَّهُ امْتَدَحَ أَيْضاً الرَّشِيْدَ الفَارِقِيَّ، وَبَيْنَ المَمْدُوحَيْنِ فِي المَوْتِ أَزْيَدُ مِنْ مائَةِ عَامٍ. قَالَ الإِمَامُ أَبُو شَامَةَ: وَفِي ثَانِي عشرَ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ تُوُفِّيَ شَيْخُنَا عَلَمُ الدِّيْنِ علاَمَةُ زَمَانِهِ وَشَيْخُ أَوَانِهِ بِمَنْزِلِهِ بِالتُّرْبَةِ الصَّالِحيَّةِ، وَكَانَ عَلَى جِنَازَتِهِ هَيبَةٌ وَجَلاَلَةٌ وَإِخبَاتٌ، وَمِنْهُ اسْتَفَدْتُ عُلُوْماً جَمَّةً كَالقِرَاءات، وَالتَّفْسِيْرِ، وَفُنُوْنِ العَرَبِيَّة. قُلْتُ: كَانَ يُقْرِئُ بِالتُّرْبَةِ وَلَهُ حَلْقَةٌ بِالجَامِعِ.

ابن الخازن، ابن أبي الدم

ابن الخازن، ابن أبي الدم: 5778- ابن الخازن 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الصَّالِحُ المُسْنِدُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن سعيد ابن أبي البقاء المُوَفَّق بنِ عَلِيِّ ابْن الخَازنِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا زُرْعَةَ المَقْدِسِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بنَ المُقَرَّبِ، وَشُهْدَةَ الكَاتِبَةَ، وَأَبَا العَلاَءِ بنَ عَقِيْلٍ، وَجَمَاعَةً، وَهُوَ مِنْ رُوَاةِ "مُسْنَدِ الشَّافِعِيِّ". حَدَّثَ عَنْهُ: مَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ العَدِيْمِ، وَعِزُّ الدِّيْنِ الفَارُوْثِيُّ، وَعَلاَءُ الدِّيْنِ ابْنُ بَلْبَانَ، وَتَقِيُّ الدِّيْنِ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَابْنُ الزين، ومحيي الدين ابن النَّحَّاسِ، وَابْنُ عَمِّهِ بَهَاءُ الدِّيْنِ أَيُّوْب، وَجَمَالُ الدِّيْنِ الشَّرِيْشِيُّ، وَتَاجُ الدِّيْنِ الغَرَّافِيُّ، وَمِنَ القُدَمَاءِ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ وَابْنُ النَّجَّارِ، وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ: بِيْبَرْسُ العَدِيْمِيُّ. وَكَانَ شَيْخاً صَيِّناً، مُتَدَيِّناً، مُسَمَّتاً، مِنْ جِلَّةِ الصُّوْفِيَّةِ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: بِالإِجَازَةِ المُطَعِّمُ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَابْنُ الشِّيْرَازِيِّ، وَالبَهَاءُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَسِتُّ الفُقَهَاءِ بِنْتُ الوَاسِطِيِّ، وَهَديَّةُ بِنْتُ مُؤْمِنٍ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي السَّابِعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائة، ببغداد. 5789- ابن أبي الدم: العَلاَّمَةُ شِهَابُ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي الدم الهمداني، الحموي الشافعي. سَمِعَ: أَبَا أَحْمَدَ بنَ سُكَيْنَةَ. وَحَدَّثَ بِمِصْرَ وَدِمَشْقَ وَحَمَاةَ بِـ "جُزءِ" الغِطْرِيْفِ. حَدَّثَنَا عَنْهُ الشِّهَابُ الدَّشْتِيُّ، وَوَلِيَ القَضَاءَ بِحَمَاةَ وَترسَّلَ عَنْ مَلِكِهَا، وَصَنَّفَ "أَدبَ القُضَاةِ" وَ"مُشْكِلَ الوَسِيْطِ"، وَجَمَعَ "تَارِيخاً"، وَأَلَّفَ فِي الفِرَقِ الإِسلاَمِيَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّدٌ وَفَضَائِلُ وَشُهْرَةٌ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ سِتُّوْنَ سَنَةً سِوَى أَشْهُرٍ، رَحِمَهُ الله.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1432"، والنجوم الزاهرة 6/ 355"، وشذرات الذهب "5/ 226".

الضياء المقدسي

5790- الضِّيَاءُ المَقْدِسِيُّ 1: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مَنْصُوْرٍ، الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، القُدْوَةُ، المُحَقِّقُ، المُجَوِّدُ، الحُجَّةُ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ، ضِيَاءُ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، المَقْدِسِيُّ، الجَمَّاعِيْلِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الصَّالِحيُّ، الحَنْبَلِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ وَالرِّحْلَةِ الوَاسِعَةِ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، بِالدَّيْرِ المُبَارَكِ، بقَاسِيُوْنَ. وَأَجَازَ لَهُ: الحَافِظُ السِّلَفِيُّ، وَشُهْدَةُ الكَاتِبَةُ، وَعَبْدُ الحَقِّ اليُوْسُفِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَسَمِعَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَبَعْدَهَا مِنْ: أَبِي المَعَالِي بنِ صَابرٍ، وَالخَضِرِ بنِ طَاوُوْسٍ، وَالفَضْلِ بنِ البَانْيَاسِيِّ، وَعُمَرَ بنِ حَمُّوَيْهِ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ بنِ المَوَازِيْنِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ حمزة بن أبي الصقر، وابن صدقة الحرانين وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَلِيٍّ الخِرَقِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ الجَنْزَوِيِّ، وَبَرَكَاتٍ الخُشُوْعِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، بِدِمَشْقَ، وَأَبِي القَاسِمِ البُوْصِيْرِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ يَاسِيْنَ، وَعِدَّةٍ بِمِصْرَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيِّ، وَالقَاسِمِ بنِ أَبِي المُطَهَّرِ الصَّيْدَلاَنِيِّ، وَعَفِيفَةَ الفَارفَانِيَةِ، وَخَلَفِ بنِ أَحْمَدَ الفَرَّاءِ، وَأَسَعْدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ رَوْحٍ، وَزَاهِرِ بنِ أَحْمَدَ الثَّقَفِيِّ وَالمُؤَيَّدِ بنِ الإِخْوَةِ، وَخَلْقٍ بِأَصْبَهَانَ، وَالمُؤَيَّدِ الطُّوْسِيِّ، وَزَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ، وَعِدَّةٍ بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبِي رَوْحٍ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، وَطَائِفَةٍ، بِهَرَاةَ، وَأَبِي المُظَفَّرِ ابْن السَّمْعَانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ، بِمَرْوَ، وَالافتِخَارِ الهَاشِمِيِّ بِحَلَبَ، وَعَبْدِ القَادِرِ الرُّهَاوِيِّ وَغَيْرِهِ بِحَرَّانَ، وَعَلِيِّ بنِ هَبَلٍ بِالمَوْصِلِ، وَبِهَمَذَانَ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَبَقِيَ فِي الرِّحْلَةِ المَشْرِقيَةِ مُدَّةَ سِنِيْنَ. نَعَمْ؛ وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنَ: المُبَارَكِ بنِ المَعْطُوْشِ، وَأَبِي الفَرَجِ ابْنِ الجَوْزِيِّ، وَابْنِ أَبِي المَجْدِ الحَرْبِيِّ، وَأَبِي أحمد ابن سُكَيْنَةَ، وَالحُسَيْنِ بنِ أَبِي حَنِيْفَةَ، وَالحَسَنِ بنِ أشنانة الفرغاني وخلق كثير ببغداد، وتخر بِالحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ، وَبَرَعَ فِي هَذَا الشَّأْنِ، وكتب عن أقرانه، ومن هو

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1129"، والنجوم الزاهرة "6/ 354"، وشذرات الذهب "5/ 224".

دُوْنَهُ، كَخَطِيْبِ مَرْدَا، وَالزَّيْنِ بنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وحصل الأصول الكثير، وَجَرَّحَ وَعَدَّلَ، وَصَحَّحَ وَعَلَّلَ، وَقَيَّدَ وَأَهْمَلَ، مَعَ الدِّيَانَةِ وَالأَمَانَةِ، وَالتَّقْوَى وَالصِّيَانَةِ، وَالوَرَعِ وَالتَّوَاضُعِ وَالصِّدْقِ وَالإِخْلاَصِ وَصِحَةِ النَّقْلِ. وَمِنْ تَصَانِيفِهِ المَشْهُوْرَةِ كِتَابُ "فَضَائِل الأَعْمَالِ" مُجَلَّدٌ، كِتَابُ "الأَحكَامِ" وَلَمْ يَتِمَّ في ثلاث مجلدات، "الأحاديث المختارة" وعمل تنصفها فِي سِتِّ مُجَلَّدَاتٍ، ""المُوَافقَاتُ" فِي نَحْوٍ مِنْ ستني جُزْءاً، "مَنَاقِبُ المُحَدِّثِيْنَ" ثَلاَثَةُ أَجْزَاءٍ، "فَضَائِلُ الشَّامِ" جُزآنِ، "صِفَةُ الجَنَّةِ" ثَلاَثَةُ أَجْزَاءٍ، "صِفَةُ النَّارِ" جُزآنِ، "سِيْرَةُ المَقَادِسَةِ" مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ، "فَضَائِلُ القُرْآنِ" جُزءٌ، "ذِكْرُ الحَوْضِ" جزءٌ، "النَّهْي عَنْ سَبِّ الأَصْحَابِ" جُزءٌ، "سِيْرَةُ شَيْخَيْهِ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ وَالشَّيْخُ المُوَفَّقُ" أَرْبَعَةُ أَجزَاءٍ، "قِتَالُ التُّركِ" جُزءٌ، "فَضْلُ العِلْمِ" جزءٌ. وَلَمْ يَزَلْ مُلاَزِماً لِلْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ وَالتَّأْلِيْفِ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَتَصَانِيْفُهُ نَافِعَةٌ مُهَذَّبَةٌ، أَنشَأَ مَدْرَسَةً إِلَى جَانِبِ الجَامِعِ المُظَفَّرِيِّ، وَكَانَ يَبنِي فِيْهَا بِيَدِهِ، وَيَتَقَنَّعُ بِاليَسِيرِ، وَيَجْتَهِدُ فِي فِعْلِ الخَيْرِ، وَنَشْرِ السُّنَّةِ، وَفِيْهِ تَعَبُّدٌ وَانْجِمَاعٌ عَنِ النَّاسِ، وَكَانَ كَثِيْرَ البِرِّ وَالموَاسَاةِ، دَائِمَ التَّهَجُّدِ، أَمَّاراً بِالمَعْرُوفِ، بَهِيَّ المَنْظَرِ، مَلِيْحَ الشَيْبَةِ، مُحَبَّباً إِلَى المُوَافِقِ وَالمُخَالفِ، مُشْتَغِلاً بِنَفْسِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ فيما قرأ بِخَطِّهِ: سَأَلتُ زَكِيَّ الدِّيْنِ البِرْزَالِيَّ عَنْ شَيْخِنَا الضِّيَاءِ، فَقَالَ: حَافِظٌ ثِقَةٌ، جَبَلٌ دَيِّنٌ، خَيِّرٌ. وقرأ بِخَطِّ إِسْمَاعِيْلَ المُؤَدِّبِ أَنَّهُ سَمِعَ الشَّيْخَ عِزَّ الدِّيْنِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ العِزِّ يَقُوْلُ: مَا جَاءَ بَعْدَ الدَّارَقُطْنِيِّ مِثْلُ شَيْخِنَا الضِّيَاءِ، أَوْ كَمَا قَالَ. وَقَالَ الحَافِظُ شَرَفُ الدِّيْنِ يُوْسُفُ بنُ بَدْرٍ: رَحِمَ اللهُ شَيْخَنَا ابْنَ عَبْدِ الوَاحِدِ، كَانَ عَظِيْمَ الشَّأْنِ فِي الحِفْظِ وَمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ، هُوَ كَانَ المُشَارَ إِلَيْهِ فِي عِلْمِ صَحِيْحِ الحَدِيْثِ وَسَقِيْمِهِ، مَا رَأَتْ عَيْنِي مِثْلَهُ. وَقَالَ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ: شَيْخُنَا الضِّيَاءُ شَيْخُ وَقتِهِ، وَنَسِيجُ وَحْدِهِ عِلْماً وَحِفْظاً وَثِقَةً وَدِيْناً، مِنَ العُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يَدلَّ عَلَيْهِ مِثْلِي. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، مِنْهُم: ابْنُ نُقْطَةٍ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَسَيْفُ الدِّيْنِ ابْنُ المجدِ، وَابْنُ الأَزْهَرِ الصَّرِيْفِيْنِيُّ، وَزَكِيُّ الدِّيْنِ البِرْزَالِيُّ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَشَرَفُ الدِّيْنِ ابْنُ النَّابلسِيِّ، وَابْنَا أَخَوَيْهِ الشَّيْخُ فَخْرُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ البُخَارِيِّ، وَالشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ الكَمَالِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ، وَالحَافِظُ أَبُو العَبَّاسِ ابْنُ الظَّاهِرِيِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بن حازم، والعز

ابن الفَرَّاءِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ ابْنُ المَوَازِيْنِيِّ، وَنَجْمُ الدِّيْنِ مُوْسَى الشَّقْرَاوِيُّ، وَالقَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بنُ حَمْزَةَ، وَأَخوَاهُ مُحَمَّدٌ وَدَاوُدُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الخَبَّازِ، وَعُثْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحِمْصِيُّ، وَسَالِمُ بنُ أَبِي الهيجَاءِ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ خَطِيْبِ بيت الأبار، وأبو علي ابن الخَلاَّلِ، وَعَلِيُّ بنُ بَقَاءٍ المُلَقِّنُ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ جَعْوَانَ، وَعِيْسَى بنُ مَعَالِي السِّمْسَارُ، وَعِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ العَطَّارُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الطَّاهِرِ المَقْدِسِيُّ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الرَّضِيِّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ الحَافِظُ مُحِبُ الدِّيْنِ ابْنُ النَّجَّارِ فِي "تَارِيْخِهِ": كَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بِخَطِّهِ، وَحَصَّلَ الأُصُوْلَ، وَسَمِعنَا مِنْهُ وَبِقِرَاءتِهِ كَثِيْراً، ثُمَّ إِنَّهُ سَافَرَ إِلَى أَصْبَهَانَ فَسَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيِّ، وَمِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ فَاطِمَةَ الجُوْزْدَانِيَّةَ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَقَامَ بِهَرَاةَ وَمَرْوَ مُدَّةً، وَكَتَبَ الكُتُبَ الكِبَارَ بِخَطِّهِ، وَحَصَّلَ النُّسَخَ بِبَعْضِهَا بِهِمَّةٍ عَالِيَةٍ، وجد واجتهاد وتحقيق وإتقان، كتب عَنْهُ بِبَغْدَادَ وَنَيْسَابُوْرَ وَدِمَشْقَ، وَهُوَ حَافِظٌ مُتْقِنٌ ثَبْتٌ صَدُوْقٌ نبيلٌ حجَّةٌ عَالِمٌ بِالحَدِيْثِ وَأَحْوَالِ الرِّجَالِ، لَهُ مَجموعَاتٌ وَتَخرِيجَاتٌ، وَهوَ وَرِعٌ تَقِيٌ زَاهِدٌ عَابِدٌ مُحتَاطٌ فِي أَكلِ الحَلاَلِ، مُجَاهِدٌ فِي سَبِيْلِ اللهِ، وَلَعَمرِي مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مِثْلَهُ فِي نَزَاهَتِهِ وَعِفَّتِهِ وَحُسْنِ طَرِيْقَتِهِ فِي طَلَبِ العِلْمِ. ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيُّ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ -يَعْنِي حُضُوْراً- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا ابْنُ خَلاَّدٍ، حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سقط عن فرسيه فَجُحِشَ شَقُّهُ أَوْ فَخذُهُ وَآلَى مِنْ نسَائِهِ شَهْراً، فَجَلَسَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ دَرَجُهَا مِنْ جُذُوْعٍ فَأَتَاهُ أَصْحَابهُ يَعُوْدُوْنَهُ فَصَلَّى بِهِم جَالِساً وَهُم قِيَامٌ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالَ: "إِنَّمَا جُعَلَ الإِمَامُ لِيُؤتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى قَائِماً فَصَلُّوا قيَاماً، وَإِن صَلَّى قَاعِداً فَصلُّوا قُعُوْدَا"، وَنَزَلَ التِّسْعَ وَعِشْرِيْنَ. قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ، إِنَّكَ آليْتَ شَهْراً. قَالَ: "إِنَّ الشَهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُوْنَ" 1. أَخْبَرَنِي بِهَذَا القَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بنُ حَمْزَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخنَا الحَافِظُ ضياء الدين محمد، فذكره.

_ 1 صحيح: أخرجه عبد الرزاق "4078" و"4079"، والحميدي "1189"، وابن أبي شيبة "2/ 325" وأحمد "3/ 110 و162"، والبخاري "805" و"1114"، ومسلم "411" "77" و"79" و"81"، والنسائي "2/ 195، 196"، وابن ماجة "1238"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/ 403"، وأبو عوانة "2/ 105 و106"، وابن الجارود "229"، والبيهقي "3/ 78"، والبغوي "850" من طرق عن الزهري، عن أنس به. قوله: "جحش": أي انخدش جلده.

ابن النجار

5791- ابن النجار 1: الإمام العالم الحَافِظُ البَارِعُ مُحَدِّثُ العِرَاقِ مُؤرِّخُ العَصرِ، مُحِبُّ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ حَسَنِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ مَحَاسِنَ البَغْدَادِيُّ، ابْنُ النَّجَّارِ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. أَوَّلُ سَمَاعِهِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَهُوَ قَلِيْلٌ، وَأَوَّلُ دُخُوْلِهِ فِي الطَّلَبِ وَهُوَ حَدَثٌ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ؛ فَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَرَجِ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ كُلَيْبٍ، وَيَحْيَى بنِ بَوْشٍ، وَذَاكِرِ بنِ كَامِلٍ، وَالمُبَارَكِ بنِ المَعْطُوشِ، وَأَبِي الفَرَجِ ابْنِ الجَوْزِيِّ، وَأَصْحَابِ ابْنِ الحُصَيْنِ، وَقَاضِي المَرَسْتَانِ، ثُمَّ أَصْحَابِ ابْنِ نَاصِرٍ، وَأَبِي الوَقْتِ، ثُمَّ يَنْزِلُ إِلَى أَصْحَابِ ابْنِ البَطِّيِّ، وَشُهْدَةَ، وَتَلاَ بِالعَشْرَةِ وَغَيْرهَا عَلَى: أَبِي أَحْمَدَ عَبْدِ الوَهَّابِ ابْنِ سُكَيْنَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَارْتَحَلَ إِلَى أَصْبَهَانَ، فَسَمِعَ بِهَا مِنْ عَينِ الشَّمْسِ الثَّقَفِيَّةِ، وَالمَوْجُوْدين، وَإِلَى هَرَاةَ، فَسَمِعَ مِنْ أَبِي رَوْحٍ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، وَإِلَى نَيْسَابُوْر؛ فَسَمِعَ مِنَ المُؤَيَّدِ الطُّوْسِيّ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ الشَّعْرِيِّ، وَبِمِصْرَ مِنَ الحَافِظِ عَلِيّ بن المُفَضَّلِ، وَخَلْقٍ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، وَابْنِ الحَرَسْتَانِيِّ. قَالَ فِي أَوَّلِ "تَارِيْخِهِ": كُنْتُ وَأَنَا صَبِيٌّ عزمتُ عَلَى تَذيِيلِ "الذَّيلِ" لابْنِ السَّمْعَانِيّ، فَجمعتُ فِي ذَلِكَ مسودَةً، وَرحلتُ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، فَدَخَلتُ الحِجَازَ وَالشَّامَ وَمِصْرَ والثغر وبلاد الجزيرة والعراق والجبال وخراسان، وقرأ الكُتُبَ المطوّلاَتِ، وَرَأَيْتُ الحُفَّاظَ، وَكُنْتُ كَثِيْرَ التَّتَبُّعِ لأَخْبَارِ فُضَلاَءِ بَغْدَادَ وَمَنْ دَخَلَهَا. قُلْتُ: سَادَ فِي هَذَا العِلْمِ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ ابْنُ الصَّابُوْنِيّ، وَأَبُو العَبَّاسِ الفَارُوْثِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّرِيْشِيّ، وَالغَرَّافِيّ، وَابْنُ بَلْبَانَ النَّاصِرِيُّ، وَالفَتْحُ مُحَمَّدٌ القَزَّازُ، وَآخَرُوْنَ. وَبِالإِجَازَةِ جَمَاعَةٌ. وَاشتهَرَ، وَكَتَبَ عَمَّنْ دَبَّ وَدَرَجَ مِنْ عالٍ وَنَازلٍ، وَمَرْفُوْعٍ وَأَثرٍ، وَنَظْمٍ وَنثْرٍ، وَبَرَعَ وَتَقَدَّمَ، وَصَارَ المُشَارَ إِلَيْهِ بِبَلَدِهِ، وَرَحَلَ ثَانِياً إِلَى أَصْبَهَانَ فِي حُدُوْدِ العشرين، وحج وجاور،

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1140"، والنجوم الزاهرة "6/ 355"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 226".

وَعَمِلَ "تَارِيْخاً" حَافلاً لِبَغْدَادَ ذَيَّل بِهِ وَاسْتدركَ عَلَى الخَطِيْبِ، وَهُوَ فِي مائَتَيْ جُزءٍ يُنْبِئ بِحِفظِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، وَكَانَ مَعَ حِفْظِهِ فِيْهِ دِيْنٌ وصيانة ونسك. قَالَ ابْنُ السَّاعِيِّ: اشتَمَلَتْ مَشْيَخَتُهُ عَلَى ثَلاَثَةِ آلاَفِ شَيْخٍ وَأَرْبَع مائَةِ امْرَأَةٍ. عَرَضُوا عَلَيْهِ السَّكْنَى فِي رِبَاطِ شَيْخِ الشُّيُوْخِ فَأَبَى، وَقَالَ: مَعِي ثَلاَثُ مائَةِ دِيْنَارٍ فَلاَ يَحلّ لِي أَنْ أَرتفقَ مِنْ وَقْفٍ، فَلَمَّا فُتِحت المُسْتَنْصِرِيَّةُ، كَانَ قَدِ افْتقر فَجُعِلَ مُشغلاً بِهَا فِي علم الحَدِيْث. أَلَّفَ كِتَابَ "القَمَرِ المُنِيْرِ فِي المُسْنَدِ الكَبِيْرِ"، فَذَكَر كُلّ صَحَابِيٍّ وَمَا لَهُ مِنَ الحَدِيْثِ، وَكِتَابَ "كَنْزِ الإِمَام فِي السُّنَن وَالأَحكَام"، وَكِتَابَ "المُؤتلفِ وَالمُخْتَلِف" ذَيَّل بِهِ عَلَى الأَمِيْرِ ابْن مَاكُوْلاَ، وَكِتَابَ "الْمُتَّفق وَالمفترق"، وَكِتَابَ "انتسَاب المُحَدِّثِيْنَ إِلَى الآبَاء وَالبُلْدَان"، وَكِتَابَ عَوَالِيهِ، وَكِتَابَ "جَنَّةِ النَّاظرِيْنَ فِي مَعْرِفَةِ التَّابِعِيْنَ"، وَكِتَابَ "العَقدِ الفَائِقِ"، وَكِتَابَ "الكَمَالِ فِي الرِّجَالِ"، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ "ذَيلَ التَّارِيْخِ"، وَلَهُ كِتَابُ "الدُّرَرِ الثَّمِينَةِ فِي أَخْبَارِ المَدِيْنَةِ"، وَكِتَابُ "رَوْضَةِ الأَوْلِيَاءِ فِي مَسْجِدِ إِيليَاءَ"، وَكِتَابُ "نُزهَةِ القِرَى فِي ذكر أُمِّ القُرَى"، وَكِتَابُ "الأَزهَارِ فِي أَنْوَاع الأَشعَار"، وَكِتَابُ "عُيونِ الفَوَائِدِ" سِتَّةُ أَسفَارٍ، وَكِتَابُ "مَنَاقِبِ الشَّافِعِيِّ"، وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَأَوْصَى إِلَيَّ، وَوَقَفَ كُتُبَهُ بِالنِّظَامِيَةِ، فَنفذ إِلَيَّ الشَّرَابِيُّ مائَةَ دينارٍ لِتجهِيزِ جِنَازَتِهِ. وَرثَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ، وَكَانَ مِنْ مَحَاسِنِ الدُّنْيَا. تُوُفِّيَ فِي خَامِسِ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَرْجَمَة ابْنِ دِحْيَةَ: لَمَّا دَخَلتُ مِصْرَ طلبني السُّلْطَانُ -يَعْنِي الكَامِلَ- فَحَضَرتُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَسْأَلنِي عَنْ أَشيَاء مِنَ الحَدِيْثِ وَأَيَّامِ النَّاسِ، وَأَمرنِي بِمُلاَزِمَةِ القَلْعَةِ، فَكُنْت أَحضرُ فِيْهَا كُلَّ يَوْمٍ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ العَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا حَبِيْبُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَيُّوْبَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بنِ الحَكَمِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من كَتَمَ عِلْماً عَلِمَه، أَلْجَمَهُ اللهُ -تَعَالَى- بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ" 1. وَأَخْبَرْنَاهُ عَالِياً أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ. وَفِي تَارِيخِ ابْن النَّجَّارِ أَنَّ وَالِدَهُ مَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَمَانٍ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً، وَكَانَ مُقَدَّمَ النّجَارِيْنَ بِدَارِ الخِلاَفَةِ، وكان من العوام.

_ 1 صحيح: أخرجه الطيالسي "2534"، وابن أبي شيبة "9/ 55"، وأحمد "2/ 263 و305 و344 و353 و495 و499 و508"، وَأَبُو داود "3658"، والترمذي "2649"، وابن ماجه "261"، والطبراني في "الصغير" "1/ 60 و114 و162"، والبغوي "140" من طرق عَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعا.

أبو الربيع بن سالم

5792- أبو الربيع بن سالم 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ الأَدِيْبُ البَلِيْغُ شَيْخُ الحديث والبلاغة بِالأَنْدَلُسِ أَبُو الرَّبِيْعِ سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى بنِ سَالِمِ بن حَسَّانٍ الحِمْيَرِيُّ الكَلاَعِيُّ البَلَنْسِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ. ذكرَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنً الأَبَّارِ فِي "تَارِيْخِهِ" فَقَالَ: سَمِعَ بِبَلَنْسِيَةَ مِنْ أَبِي العَطَاءِ بنِ نَذيْرٍ، وَأَبِي الحَجَّاجِ بنِ أَيُّوْبَ، وَارْتَحَلَ فَسَمِعَ: أَبَا بَكْرِ بنَ الجَدِّ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ حُبَيْش، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنِ زَرْقُوْنَ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ بُوْنُهْ، وَأَبَا الوَلِيْدِ بنَ رُشْدٍ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ الفَرَسِ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنِ عَرُوسٍ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ جَهورٍ، وَأَبَا الحَسَنِ نَجبَة بن يَحْيَى، وَخَلْقاً سِوَاهُم. وَأَجَاز لَهُ أَبُو العَبَّاسِ بنُ مضَاء، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَقِّ الأَزْدِيُّ مُؤلِّفُ "الأَحكَامِ"، وَعُنِي كُلَّ العِنَايَةِ بِالتَّقْيِيدِ وَالرِّوَايَةِ. قَالَ: وَكَانَ إِمَاماً فِي صِنَاعَةِ الحَدِيْثِ، بَصِيْراً به، حافظًا حافلًا، عَارِفاً بِالجَرْحِ وَالتَّعديلِ، ذَاكراً لِلمَوَاليدِ وَالوَفِيَّاتِ، يَتقدّمُ أَهْلَ زَمَانِهِ فِي ذَلِكَ، وَفِي حِفْظِ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ، خُصُوْصاً مَنْ تَأَخَّرَ زَمَانُهُ وَعَاصَرَهُ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ وَكَانَ خطُّه لاَ نَظِيْرَ لَهُ فِي الإِتْقَانِ وَالضَّبْطِ، مَعَ الاسْتِبحَارِ فِي الأَدبِ وَالاشتهَارِ بِالبَلاغَةِ، فَرداً فِي إِنشَاءِ الرَّسَائِلِ، مُجِيْداً فِي النَّظْم، خَطِيْباً، فَصِيْحاً، مُفَوَّهاً، مُدْرِكاً، حَسنَ السَّرْدِ وَالمَسَاقِ لِمَا يَقولُهُ، مَعَ الشَّارَةِ الأَنِيقَةِ، وَالزِّيِّ الحَسَنِ، وَهُوَ كَانَ المُتَكَلِّمَ عَنِ المُلُوْكِ فِي المَجَالِسِ، وَالمُبينَ عَنْهُم لَمَا يُرِيْدُوْنَهُ عَلَى المِنْبَرِ فِي المَحَافلِ. وَلِيَ خَطَابَةَ بَلَنْسِيَةَ فِي أَوقَاتٍ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ مُفِيْدَةٌ فِي فُنُوْنٍ عَدِيْدَةٍ، أَلَّفَ كِتَابَ "الاكتفَا فِي مَغَازِي المُصْطَفَى وَالثَّلاَثَةِ الخُلفَا" وَهُوَ فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَاتٍ، وَلَهُ كِتَابٌ حَافلٌ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِيْنَ لَمْ يُكْمِلْهُ، وَكِتَابُ "مِصْبَاحِ الظُّلَمِ" يُشبِهُ كِتَابَ "الشِّهَابِ"، وَكِتَابُ "أَخْبَارِ البُخَارِيِّ"، وَكِتَابُ "الأَرْبَعِيْنَ"، وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَإِلَيه كَانَتِ الرحلة للأخذ عنه.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1135"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 298"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 164".

إِلَى أَنْ قَالَ: انتفعتُ بِهِ فِي الحَدِيْثِ كُلَّ الانتفَاعِ، وَأَخَذتُ عَنْهُ كَثِيْراً. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الأَبَّار، وَالقَاضِي أَبُو العَبَّاسِ ابْنُ الغمَازِ، وَطَائِفَةٌ مِنَ المَشَايِخِ لاَ أَعْرِفُهُم. وَرَأَيْتُ لَهُ إِجَازَةً كَتَبَهَا الكَمَالُ بنُ شَاذِي الفَاضِلِيُّ وَطَوَّلَهَا، وَذَكَرَ شُيُوْخَهُ وَمَا رَوَى عَنْهُم، مِنْهُم: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مغَاور، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ سُكَّرَةَ، وَأَجَازَ لَهُ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَبُو الطَّاهِرِ بنُ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو عبد الله ابن الحضرمي. قَالَ: وَمِنْ تَصَانِيْفِي كِتَابُِ "الاكتِفَا فِي مَغَازِي رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالثَّلاَثَة الخُلفَا"، وَكِتَابُ "الصَّحَابَةِ"، إِذَا كمل يَكُوْن ضعفَ كِتَابِ ابْنِ عَبْدِ البَرِّ وَكِتَابُ "المِصْبَاح" عَلَى نَحْوِ "الشِّهَابِ"، وَ"سِيْرَةُ البُخَارِيِّ" أَرْبَعَةُ أَجزَاءٍ، وَ"حِليَة الأَمَالِي فِي المُوَافِقَات العَوَالِي" أَرْبَعَةُ أَجزَاءٍ، وَ"الأَبْدَال" أَرْبَعَة أَجزَاء، وَ"مَشْيَخَة" خَرَّجهَا لِشَيخهِ ابْنِ حُبَيْشٍ ثَلاَثَة أَجزَاء، وَ"المُسَلْسَلاَت" جُزء، وَعِدَّةُ تَوَالِيْف صِغَارٍ، وَ"الخطبُ" لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِيْنَ خُطبَةً. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ مَسْدِي: لَمْ أَلقَ مِثْلَه جَلاَلَةً وَنُبْلاً، وَرِيَاسَةً وَفَضْلاً، كَانَ إِمَاماً مُبرِّزاً فِي فُنُوْنٍ مِنْ مَنْقُوْلٍ وَمَعْقُوْلٍ وَمَنْثُوْرٍ وَمَوزونٍ، جَامِعاً لِلْفَضَائِل، بَرعَ فِي عُلُوْمِ القُرْآنِ وَالتَّجوِيدِ. وَأَمَّا الأَدبُ فكان ابن بجديه، وَأَبَا نَجْدَتِهِ، وَهُوَ خِتَامُ الحُفَّاظِ، نُدِبَ لِدِيْوَانِ الإِنشَاءِ فَاسْتعفَى، أَخَذَ القِرَاءاتِ عَنْ أَصْحَابِ ابْنِ هذيل، وارتحل، واختص بالحفاظ أَبِي القَاسِمِ بنِ حُبَيْشٍ بِمُرْسِيَةَ، أَكْثَرتُ عَنْهُ. وَقَالَ الكَلاَعِيُّ فِي إِجَازتِه لِلْقَاضِي الأَشْرَفِ وَآله: قَرَأْتُ جَمِيْعَ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" عَلَى ابْنِ حُبَيْشٍ بِسَمَاعه مَنْ يُوْنُس بن مُغِيْث سَنَة 503، قَالَ سَمِعتُه فِي سَنَةِ 465 بقِرَاءة الغَسَّانِيِّ عَلَى أَبِي عُمَرَ ابْنِ الحَذَّاء، حَدَّثَنَا بِهِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسَدٍ الجُهَنِيّ البَزَّازُ الثِّقَةُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ السَّكن بِمِصْرَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ عَنِ الفَرَبْرِيّ عَنْهُ. وَقَرَأْتُ "مصَنّف النَّسَائِيّ" عَلَى ابْنِ حُبَيْشٍ، وَسَمِعَهُ مِنِ ابْنِ مُغِيْثٍ، قَالَ: قَرَأْتُه عَلَى مَوْلَى الطّلاعِ، قَالَ: سَمِعتُه عَلَى يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قرأته على ابن الأحمر عنه. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ الأَبَّارِ: كَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- أَبَداً يُحَدِّثنَا أَنَّ السَّبْعِيْنَ منتهَى عُمُرِهِ لِرُؤْيَا رَآهَا، وَهُوَ آخِرُ الحُفَّاظِ وَالبُلغَاءِ بِالأَنْدَلُسِ، اسْتُشْهِدَ فِي كَائِنَةٍ أنيشَةَ، عَلَى ثَلاَث فَرَاسِخَ مِنْ مُرْسِيَةَ، مُقْبِلاً غَيْر مُدْبر، فِي العِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقَالَ الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ المُنْذِرِيّ: تُوُفِّيَ شهيداً بِيَدِ العَدُوّ. قَالَ: وَكَانَ مَوْلِدُهُ بِظَاهِرِ مُرْسِيَةَ، فِي مُسْتهلِّ رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ، وَسَمِعَ بِبَلَنْسِيَةَ وَمُرْسِيَةَ وَشَاطِبَةَ وَإِشْبِيْلِيَةَ

وَغَرْنَاطَةَ وَمَالَقَةَ وَدَانِيَةَ وَسَبْتَةَ، وَجَمَعَ مَجَامِيْعَ تَدُلُّ عَلَى غَزَارَةِ علمِهِ وَكَثْرَةِ حِفْظِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِهَذَا الشَّأْنِ، كَتَبَ إِلَيَّ بِالإِجَازَةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عشرة وَسِتِّ مائَة. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ جَابِرٍ القَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَاكِمُ بتُونسَ، أَخْبَرَنَا العَلاَّمَة أَبُو الرَّبِيْعِ بن سَالِمٍ الكَلاَعِيّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَجْرِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ زُغَيْبَة، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ العُذْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مسلمَة، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "طَيَّبْتُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِي لِحُرْمِهِ حِيْنَ أَحْرَمَ وَلِحِلِّهِ حِيْنَ أَحَلَّ قَبْلَ أَنْ يَطُوْفَ بِالبَيْتِ"1. أَخْبَرْنَاهُ عَالِياً أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ كِنْدِيٍّ، عَنِ المُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَمْرويه فَذَكَره. مَاتَ مَعَ ابْنِ سَالِمٍ فِي العَامِ: المُحَدِّثُ العَالِمُ الْملك المُحْسِنُ أَحْمَدُ ابنُ السُّلْطَانِ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أَيُّوْبَ، وَلَهُ سَبْعٌ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً، وَالشَّيْخُ إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ بنِ غَانِمٍ العَلْثيُّ زَاهِدُ بَغْدَادَ، وَمُحَدِّثُ مِصْرَ المُفِيْدُ وَجِيْهُ الدِّيْنِ بَرَكَاتُ بنُ ظَافرِ بنِ عَسَاكِرَ، وَالفَقِيْهُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ حَمْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ صُدَيْقٍ الحَرَّانِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ الجَوْسَقِيُّ، وَالمُعَمَّرُ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَاسِيْنَ السَّفَّارُ، وَالإِمَامُ النَّاصِحُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْم ابْن الحَنْبَلِيِّ، وَمُفْتِي حَرَّانَ النَّاصحُ عَبْدُ القَادِرِ بن عبد القاهر بن بعد المُنْعِمِ، وَالمُفْتِي شَرَفُ الدِّيْنِ عَبْدُ القَادِرِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ ابْن البَغْدَادِيُّ المِصْرِيُّ، وَخَطِيْبُ بَلَنْسِيَةَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَيْرَةَ المُقْرِئُ، وَالمُسْنِدُ أَبُو نِزَارٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَبِي نِزَارٍ البَغْدَادِيُّ الجَمَالُ، وَالمُسْنِدُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بن كُبَّةَ بِبَغْدَادَ، والحافظ المؤرخ أبو الحسن محمد ابْن أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ القَطِيْعِيُّ، وَالمُسْنِدُ المُحَدِّثُ أَبُو الحَسَنِ مُرْتَضَى بنُ حَاتِمٍ الحَارِثِيُّ المِصْرِيُّ، وَالمُسْنِدُ أَبُو بَكْرٍ هِبَةُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ حَسَنِ بنِ كَمَالٍ الحلاّجُ، وَالمُعَمَّرَةُ يَاسَمِينُ بنت سالم بن علي ابن البيطار.

_ 1 صحيح: أخرجه الشافعي "1/ 297 و298"، والطيالسي "1418" و"1553"، والحميدي "210" و"211" و"212"، وأحمد "6/ 39 و107 و181 و186 و214 و237 و238 و258"، البخاري "1754" و"5922"، ومسلم "1189" "38"، والنسائي "5/ 137، 138"، وابن ماجه "2926" وابن خزيمة "2580" و"2581"، والطحاوي "2/ 130"، وابن الجارود "414"، والبيهقي "5/ 34" من طرق عن عائشة، به.

ابن الصلاح

5793- ابن الصلاح 1: الإِمَامُ الحَافِظُ العَلاَّمَةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ تَقِيُّ الدِّيْنِ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ ابْنُ المُفْتِي صَلاَحِ الدِّيْنِ عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي، الشهزوري، المَوْصِلِيُّ، الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ "عُلُوْمِ الحَدِيْثِ". مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَتَفَقَّهَ عَلَى والده بشهزور، ثُمَّ اشْتَغَلَ بِالمَوْصِلِ مُدَّةً، وَسَمِعَ مِنْ: عُبَيْدِ اللهِ ابْنِ السَّمِينِ، وَنَصْرِ بن سَلاَمَةَ الهِيْتِيِّ، وَمَحْمُوْدِ بنِ عَلِيٍّ المَوْصِلِيِّ، وَأَبِي المُظَفَّرِ بنِ البَرْنِيِّ، وَعَبْدِ المُحْسِنِ ابْنِ الطُّوْسِيِّ، وَعِدَّةٍ، بِالمَوْصِلِ. ومن: أبي أحمد ابن سُكَيْنَةَ، وَأَبِي حَفْصِ بنِ طَبَرْزَذَ وَطَبَقَتِهِمَا بِبَغْدَادَ، وَمِنْ: أَبِي الفَضْلِ بنِ المُعَزّمِ بِهَمَذَانَ. وَمِنْ: أبي الفتح منصور بن عَبْدِ المُنْعِمِ ابْنِ الفُرَاوِيِّ، وَالمُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الطُّوْسِيِّ، وَزَيْنَب بِنْتِ أَبِي القَاسِمِ الشَّعْرِيَّةِ، وَالقَاسِمِ بن أَبِي سَعْدٍ الصَّفَّارِ، وَمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الصَّرَّامِ، وَأَبِي المَعَالِي بنِ نَاصِرٍ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي النَّجِيْبِ إِسْمَاعِيْلَ القَارِئ، وَطَائِفَةٍ بِنَيْسَابُوْرَ. وَمِنْ: أَبِي المُظَفَّرِ ابْنِ السَّمْعَانِيِّ بِمَرْوَ، وَمِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ ابنِ الأُسْتَاذِ وَغَيْرهِ بِحَلَبَ، وَمِنَ الإِمَامَيْنِ فَخْرِ الدِّيْنِ ابْنِ عَسَاكِرَ وَمُوفَّقِ الدِّيْنِ ابْنِ قُدَامَةَ وَعِدَّةٍ بِدِمَشْقَ، وَمِنَ: الحَافِظِ عَبْدِ القَادِرِ الرُّهَاوِيِّ بِحَرَّانَ. نَعَمْ، وَبِدِمَشْقَ أَيْضاً مِنَ القَاضِي أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَرَسْتَانِيِّ، ثُمَّ دَرّسَ بِالمَدْرَسَةِ الصَّلاَحيَةِ بِبَيْتِ المَقْدِسِ مُديدَةً، فَلَمَّا أَمَرَ المُعَظَّمُ بِهدمِ سُورِ المَدِيْنَةِ نَزحَ إِلَى دِمَشْقَ فَدَرَّسَ بِالروَاحيَةِ مُدَّةً عندما نشأها الوَاقفُ، فَلَمَّا أُنشِئْتِ الدَّارُ الأَشْرَفِيَةُ صَارَ شَيْخَهَا، ثُمَّ وَلِي تَدرِيسَ الشَّامِيّةِ الصُّغْرَى. وَأَشْغَلَ، وَأَفتَى، وجمع وألف، وتخرج بِهِ الأَصْحَابُ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الإِمَامُ شَمْسُ الدِّيْنِ ابْنُ نُوْحٍ المَقْدِسِيُّ، وَالإِمَامُ كَمَالُ الدِّيْنِ سَلاّرُ، وَالإِمَامُ كَمَالُ الدِّيْنِ إِسْحَاقُ، وَالقَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ بنُ رَزِيْن، وَتَفَقَّهوا بِهِ. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضاً العَلاَّمَةُ تَاجُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَخُوْهُ الخَطِيْبُ شَرَفُ الدِّيْنِ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ المهتَارِ، وَفَخْرُ الدِّيْنِ عُمَرُ الكَرَجِيُّ، وَالقَاضِي شِهَابُ الدِّيْنِ ابْنُ الخُوَيِّيّ، وَالمُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى الجَزَائِرِيُّ، وَالمُفْتِي جَمَالُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الشَّرِيْشِيُّ، وَالمُفْتِي فَخْرُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يُوْسُفَ البَعْلَبَكِّيّ، وَنَاصِرُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَرَبْشَاه، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي الذِّكْرِ، والشيخ أحمد بن عبد

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1141"، والنجوم الزاهرة "6/ 354"، وشذرات الذهب "5/ 221".

الرَّحْمَنِ الشَّهْرُزُوْرِيُّ النَّاسِخُ، وَكَمَالُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ الشَّيْبَانِيُّ، وَالشِّهَابُ مُحَمَّدُ بنُ مُشَرِّفٍ، وَالصَّدْرُ مُحَمَّدُ بنُ حَسَنٍ الأُرْمَوِيُّ، وَالشَّرَفُ مُحَمَّدُ ابْنُ خَطِيْبِ بَيْتِ الأَبَّارِ، وَنَاصِرُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ ابْنُ المَجْدِ بنِ المهتَارِ، وَالقَاضِي أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الجِيْلِيُّ، وَالشِّهَابُ أَحْمَد ابْنُ العَفِيْفِ الحَنَفِيُّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ ابْنُ خَلِّكَانَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ كَرَّرَ عَلَى جَمِيْعِ المُهَذَّبِ قَبْلَ أَنْ يَطرَّ شَارِبهُ، ثُمَّ أَنَّهُ صَارَ مُعيداً عِنْد العَلاَّمَةِ عِمَادِ الدِّيْنِ بنِ يُوْنُسَ. وَكَانَ تَقِيُّ الدِّيْنِ أَحَدَ فُضلاَءِ عصرِهِ فِي التَّفْسِيْرِ وَالحَدِيْثِ وَالفِقْهِ، وَلَهُ مُشَاركَةٌ فِي عِدَّةِ فُنُوْنٍ، وَكَانَتْ فَتَاويهِ مُسدّدَةً، وَهُوَ أَحَدُ شُيُوْخِي الَّذِيْنَ انتفعْتُ بِهِم، أَقَمْتُ عِنْدَهُ لِلاشتغَالِ، وَلاَزمتُهُ سَنَةً، وَهِيَ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ، وَلَهُ إِشكَالاَتٌ عَلَى "الْوَسِيط". وَذَكَرَهُ المُحَدِّثُ عُمَرُ بنُ الحَاجِبِ فِي "مُعْجَمِهِ" فَقَالَ: إِمَامٌ وَرِعٌ، وَافرُ العَقْلِ، حَسَنُ السَّمتِ، مُتبحِّرٌ فِي الأُصُوْلِ وَالفُرُوْعِ، بِالغَ فِي الطَّلَبِ حَتَّى صَارَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ، وَأَجهَدَ نَفْسَهُ فِي الطَّاعَةِ وَالعِبَادَةِ. قُلْتُ: كَانَ ذَا جَلاَلَةٍ عَجِيْبَةٍ، وَوقَارٍ وَهَيْبَةٍ وَفَصَاحَةٍ وَعلمٍ نَافِعٍ، وَكَانَ مَتينَ الدّيَانَةِ، سَلفِيَّ الجُمْلَةِ، صَحِيْحَ النِّحْلَةِ، كَافّاً عَنِ الخوضِ فِي مَزلاَّتِ الأَقدَامِ، مُؤْمِناً بِاللهِ، وَبِمَا جَاءَ عَنِ اللهِ مِنْ أَسمَائِهِ وَنُعوتهِ، حَسَنَ البِزَّةِ، وَافِرَ الحُرْمَةِ، مُعَظَّماً عِنْدَ السُّلْطَانِ، وَقَدْ سَمِعَ الكَثِيْرَ بِمَرْوَ مِنْ مُحَمَّدِ ابن إِسْمَاعِيْلَ المُوْسَوِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ السنجي، ومحمد ابن عُمَرَ المَسْعُوْدِيِّ، وَكَانَ قُدُومُهُ دِمَشْقَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ بَعْدَ أَنْ فَرغَ مِنْ خُرَاسَانَ وَالعِرَاقِ وَالجَزِيْرَةِ، وَكَانَ مَعَ تَبحُّرِهِ فِي الفِقْهِ مُجَوِّداً لِمَا يَنقُلُه، قَوِيَّ المَادَّةِ مِنَ اللغة والعربية، متفننًا في الحديث، مُتَصَوِّناً، مُكِبّاً عَلَى العِلْمِ، عَدِيْمَ النَّظِيْرِ فِي زَمَانِهِ، وَلَهُ مَسْأَلَةٌ لَيْسَتْ مِنْ قَوَاعِدِهِ شَذَّ فِيْهَا، وَهِيَ صَلاَةُ الرَّغَائِبِ قَوَّاهَا وَنَصَرهَا مَعَ أن حديثها باطلًا بِلاَ تَرَدُّدٍ، وَلَكِنَّ لَهُ إِصَابَات وَفَضَائِل. وَمِنْ فَتَاويه أَنَّهُ سُئِلَ عَمَّنْ يَشتغلُ بِالمنطقِ وَالفَلْسَفَةِ، فَأَجَابَ: الفَلْسَفَةُ أُسُّ السَّفَهِ وَالانحَلاَلِ، وَمَادَةُ الحيرَة وَالضَّلاَلِ، وَمثَارُ الزَّيْغ وَالزَّنْدَقَة، وَمَنْ تَفلسَفَ، عَمِيَتْ بَصِيْرتُهُ عَنْ مَحَاسِن الشرِيعَة المُؤيّدَة بِالبرَاهينِ، وَمَنْ تَلبَّس بِهَا، قَارَنَهُ الخِذلاَنُ وَالحِرمَانُ، وَاسْتحوذَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ، وَأَظلم قَلْبُه عَنْ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَاسْتعمَالُ الاصطلاَحَاتِ المنطقيَّةِ فِي مبَاحثِ الأَحكَامِ الشَّرْعِيَّةِ مِنَ المنكرَاتِ المُسْتبشعَةِ، وَالرقَاعَاتِ المُسْتحدثَةِ، وَلَيْسَ بِالأَحكَامِ الشَّرْعِيَّةِ -وَللهِ الحَمْدُ- افْتِقَارٌ إِلَى المنطقِ أَصلاً، هُوَ قعَاقعُ قَدْ أَغنَى الله عَنْهَا كُلَّ صَحِيْحِ

الذِّهْنِ، فَالوَاجِبُ عَلَى السُّلْطَانِ -أَعزَّهُ اللهُ- أَنْ يدفع عن المسلمين شر هؤلاء المشائيم، ويخرجها مِنَ المدَارسِ وَيُبعدَهُم. تُوُفِّيَ الشَّيْخُ تَقِيّ الدِّيْنِ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي سَنَةِ الخُوَارِزْمِيَّة، فِي سَحَرِ يَوْمِ الأَرْبعَاء الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَحُملَ عَلَى الرُّؤُوسِ، وَازدحم الخلقُ عَلَى سَرِيْرِهِ، وَكَانَ عَلَى جِنَازَتِهِ هَيبَةٌ وَخُشوعٌ، فَصُلِيَّ عَلَيْهِ بِجَامِعِ دمشق، وشيوعه إِلَى دَاخِلِ بَابِ الفَرَجِ فَصَلَّوْا عَلَيْهِ بِدَاخِلهِ ثَانِي مرَّةٍ، وَرجعَ النَّاسُ لِمَكَانِ حِصَارِ دِمَشْقَ بِالخُوَارِزْمِيَّةِ وَبعَسْكَرِ الملكِ الصَّالِحِ نَجْمِ الدِّيْنِ أَيُّوْب لعَمِّه الملكِ الصَّالِحِ عِمَادِ الدِّيْنِ إِسْمَاعِيْل، فَخَرَجَ بِنَعشِهِ نَحْوُ العَشْرَةِ مُشمِّرِيْنَ، وَدَفنوهُ بِمقَابرِ الصُّوْفِيَّةِ! وَقَبْرُه ظَاهِرٌ يُزَارُ فِي طَرفِ المَقْبَرَةِ مِنْ غَربِيِّهَا عَلَى الطَّرِيْقِ، وَعَاشَ سِتّاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً. وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ "عُلُوْمَ الحَدِيْثِ" لَهُ الشَّيْخُ تاج الدين وأخوه، فخر الكَرَجِيّ، وَالزَّيْنُ الفَارِقِيُّ، وَالمَجْدُ ابْنُ المهتَارِ، وَالمَجْدُ ابْنُ الظهيرِ، وَظَهِيْرُ الدِّيْنِ مَحْمُوْدٌ الزَّنْجَانِيُّ، وَابْنُ عربشَاه، وَالفَخْرُ البعلِيُّ، وَالشَّرِيْشِيُّ، وَالجَزَائِرِيُّ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ الخرقي، ومحمد بن أبي الذكر، وابن الخوبي، وَالشَّيْخُ أَحْمَدُ الشَّهْرُزُوْرِيُّ، وَالصَّدْرُ الأُرْمَوِيُّ، وَالصَّدْرُ خَطِيْبُ بَعْلَبَكَّ، وَالعِمَادُ مُحَمَّدُ ابْن الصَّائِغِ، وَالكَمَالُ ابْنُ العَطَّارِ، وَأَبُو اليُمْنِ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَعُثْمَانُ بنُ عُمَرَ المُعَدَّلُ، وَكُلُّهُم أَجَازُوا لِي سِوَى الأَوَّلِ.

يعيش

5794- يعيش 1: ابن عَلِيِّ بنِ يَعِيْشَ بنِ أَبِي السَّرَايَا مُحَمَّدٍ بن عَلِيِّ بنِ المُفَضَّلِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بن حَيَّانَ ابْنِ القَاضِي بِشْرِ بن حَيَّانَ، العَلاَّمَةُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ أَبُو البَقَاءِ الأَسَدِيُّ المَوْصِلِيُّ، ثُمَّ الحَلَبِيُّ النَّحْوِيُّ، وَيُعرَفُ قديمًا بابن الصائغ. مَوْلِدُهُ بِحَلَبَ، فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ: القَاضِي أَبِي سَعْدٍ بنِ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَأَبِي الحَسَنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن الطوسوسي، وَيَحْيَى الثَّقَفِيّ. وَسَمِعَ بِالمَوْصِلِ مِنْ: خَطِيْبهَا أَبِي الفَضْلِ الطُّوْسِيّ "مَشْيَخَتَه" وَغَيْرَ ذَلِكَ. وَأَخَذَ النَّحْوَ عَنْ: أَبِي السّخَاءِ الحَلَبِيِّ، وَأَبِي العَبَّاسِ المَغْرِبِيّ، وَجَالَسَ الكِنْدِيَّ بِدِمَشْقَ، وَبَرَعَ فِي النَّحْوِ، وَصَنَّفَ التصانيف، وبعد صيته، وتخرج به أئمة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "7/ 46-53"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1433"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 355"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 228".

رَوَى عَنْهُ الصَّاحِبُ ابْنُ العَدِيْمِ، وَابْنُه مَجْدُ الدِّيْنِ. وَابْنُ هَامل، وَأَبُو العَبَّاسِ ابْنُ الظَّاهِرِيّ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ العُنَيِّقَةِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّشْتِيّ، وَإِسْحَاقُ النَّحَاس وَأَخُوْهُ بَهَاءُ الدِّيْنِ، وَسُنْقُر القَضَائِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ طَوِيْلَ الرُّوحِ، حَسَنَ التَّفَهُّمِ، طَوِيْلَ البَاعِ فِي النَّقْلِ، ثِقَةً عَلاَّمَةً كَيِّساً، طَيِّبَ المزَاحِ، حُلْوَ النَّادِرَةِ، مَعَ وَقَارٍ وَرَزَانَةٍ. صَنَّفَ شَرْحاً "لِلتَّصرِيفِ" لابْنِ جِنِّيٍّ، وَشَرحاً "لِلمُفَصَّلِ" وَغَيْر ذَلِكَ. عَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ فِي الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ بِحَلَبَ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ -وَتُعرفُ بِسَنَةِ الخُوَارِزْمِيَّةِ: القَاضِي الأَشْرَفُ أَحْمَدُ ابْنُ القَاضِي الفَاضِلِ عَنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً، وَالمُحَدِّثُ صَفِيُّ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ بن أَبِي هِشَامٍ القُرَشِيُّ عَنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَالعَلاَّمَةُ كَمَالُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ كَشَاسْبَ الدِّزْمَارِيُّ الشَّافِعِيُّ، والعلامة تقي الدين أحمد ابن العز مُحَمَّد ابْن الحَافِظِ الحَنْبَلِيِّ، وَمُحَدِّثُ وَقتِهِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدِ ابْنِ الجَوْهَرِيِّ الدِّمَشْقِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ أَبِي القَاسِمِ بنِ صَصْرَى التَّغْلِبِيُّ، وَمُقَدَّمُ الجُيُوْشِ مُعينُ الدِّيْنِ حَسَنُ ابْن الشَّيْخِ ابْن حَمُّوَيْهِ، وَخَطِيْبُ عَقْرَبا السَّدِيْد سَالِمُ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَشَعْبَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّارَانِيُّ، وَالأَمِيْرُ سَيْفُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ قليج وَدُفِنَ بِالقليجيَةِ، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ ابْنُ النَّخَّالِ، وَخَطِيْبُ الصَّالِحيَةِ الشَّرَفُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي عُمَرَ، وَمُفِيْدُ بَغْدَادَ أَبُو مَنْصُوْرِ بنُ الوَلِيْدِ كَهْلاً، وَحَافِظُ بَغْدَادَ مُحِبّ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ النَّجَّارِ، وَالمُفْتِي أَبُو سُلَيْمَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ الحَافِظِ، وَمُحَدِّث الجَزِيْرَةِ السَّرَّاج عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن شُحَانَة، وَمُحَدِّثُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَسْعَدُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُقَرَّبٍ الكِنْدِيّ، وَالعَلاَّمَةُ الوَجِيْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ القُوْصِيُّ الحَنَفِيُّ المُفْتِي عَنْ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَالأَدِيْبُ العَلاَّمَةُ أَمِيْنُ الدِّيْنِ عَبْدُ المُحْسِنِ بن حَمُّودٍ التَّنُوْخِيُّ، والعدل عتيق بن أبي الفضل السلماني، وهل تِسْعُوْنَ سَنَةً، وَالإِمَامُ تَقِيّ الدِّيْنِ أَبُو عَمْرٍو ابن الصلاح، والمعمر أبو الحسن ابن المقبر، وَقَاضِي كفر بَطنَا عَلِيُّ بنُ مَحَاسِنَ بن عَوَانَةَ النُّمَيْرِيُّ، وَالعَلاَّمَةُ عَلَمُ الدِّيْنِ السَّخَاوِيُّ، وَعِيْسَى بن حَامِدٍ الدَّارَانِيُّ، وَالفَلَكُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن هِبَةِ اللهِ المسيرِيُّ الوَزِيْرُ، وَالنَسَّابَةُ عِزّ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَسَاكِرَ، وَالمُحَدِّثُ تَاجُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ القُرْطُبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ بِدَارَيَّا، وَمُحَمَّدُ بنُ تَمِيْمٍ البَنْدَنِيْجِيُّ، وَالمُعَمَّرُ أَبُو بَكرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ ابْن الخَازنِ، وَالظهيرُ أَبُو إِبْرَاهِيْمَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنُ الجَبَّابِ، وَمُفِيْدُ مِصْرَ أَبُو بَكْرٍ ابْنُ الحَافِظِ زَكِيّ الدِّيْنِ المُنْذِرِيّ وَلَهُ ثَلاَثُوْنَ سَنَة، وَحَافِظُ دِمَشْقَ ضِيَاءُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيّ، وَالفَخْر مُحَمَّد بن عُمَرَ ابْن المَالِكِيّ الدِّمَشْقِيّ، وَالفَخْر مُحَمَّد بن عَمْرِو بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعْدٍ المَقْدِسِيّ، وَشَيْخ الحَنَابِلَةِ الزَّاهِدُ القُدْوَةُ الضِّيَاءُ مَحَاسِن

ابن عَبْدِ المَلِكِ التَّنُوْخِيّ الحَمَوِيّ، وَمُحَمَّد بن حُمَيْدٍ الدَّارَانَي مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عَسَاكِرَ، وَالإِمَامُ معينُ الدِّيْنِ مَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأُرْمَوِيّ الشَّافِعِيُّ، وَلَهُ خَمْسٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَالمُفِيْدُ أَبُو العِزّ مُفَضَّل بن عَلِيٍّ القُرَشِيّ، وَالمُقْرِئ النَّحْوِيّ المُنْتَجبُ بنُ أَبِي العِزّ الهَمَذَانِيُّ، وَالمُعَمَّرُ أَبُو غَالِبٍ مَنْصُوْر بن أَحْمَدَ بنِ السَّكَن المَرَاتِبِيّ ابْن المُعَوَّجِ لقِيَ مُحَمَّد بن إِسْحَاقَ ابْن الصَّابِي، وَالصَّلاَح مُوْسَى بن مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ بن رَاجِحٍ، وَالنَّجم نَبَأُ بن أَبِي المَكَارِمِ بن هَجَّامٍ الحَنَفِيُّ المِصْرِيُّ، وَابْنُ خَطِيْب عَقْرَبا يَحْيَى بن عبد الرزاق، الشهاب يَعْقُوْب بن مُحَمَّدِ ابْنِ المُجَاوِر الوَزِيْر، وَيُوْسُف بن يُوْنُسَ المُقْرِئ البَغْدَادِيّ سِبْط ابْن مدَاح، وخلق سواهم.

العامري، الكاشغري

العامري، الكاشغري: 5795- العامري 1: المُحَدِّثُ الإِمَامُ صَائِنُ الدِّيْنِ مُحَمَّد بن حَسَّان بن رَافِعٍ العَامِرِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، المُعَدَّلُ، خَطِيْب المُصَلَّى. سَمِعَ مِنَ: الخُشُوْعِيّ فَمَنْ بَعْدَهُ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ ابْنُ خَطِيْبِ بَيْت الأَبَّارِ، وَخَطِيْبُ دِمَشْقَ شَرَف الدِّيْنِ الفُرَاوِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: القُدْوَة الشَّيْخ أَبُو السُّعُوْد البَاذبينِي بِمِصْرَ، وَالكَبِيْر الزَّاهِد الشَّيْخ أَبُو الحَجَّاجِ الأَقْصُرِيّ يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن غُزي القُرَشِيّ بِالصَّعيدِ، وَالشَّيْخ أَبُو اللَّيْثِ بِحَمَاةَ، وَالنَّجْم عَلِيّ بن عَبْدِ الكَافِي بن عَلِيٍّ الصَّقَلِّيّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيّ، وَالرُّكْن عَبْد الرَّحْمَنِ بن سُلْطَان التَّمِيْمِيّ الحنفي، والشيخ حسن بن عيد شَيْخُ الأَكْرَادِ، وَالملك المَنْصُوْر إِبْرَاهِيْم بن شِيرْكُوْه صَاحِب حِمْص، وَالعِزّ أَحْمَدُ بنُ مَعْقِلٍ شَيْخُ الرافضة، وكبير الخوارزمية بركة خان. 5796- الكاشغري 2: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ العِرَاق أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ بنِ يُوْسُفَ بن أُزَرْتُق التُّرْكِيّ، الكَاشْغَرِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ، الزركشِيّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وخمسين. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ بنِ البَطِّيِّ، وَأَحْمَدَ بن محمد الكاغدي، وعلي ابن تاج القراء،

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 357"، وشذرات الذهب "5/ 230". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 230، 231".

وَأَحْمَدَ بن عَبْدِ الغَنِيِّ البَاجِسْرَائِيّ، وَيَحْيَى بن ثَابِتٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ النَّقُّوْرِ، وَنَفِيسَةَ البَزَّازَةِ، وَهِبَةِ اللهِ بن يَحْيَى البُوقِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَطَالَ عُمُرُهُ، وَبَعُدَ صِيْتُهُ، وَقَدْ حَدَّثَ بِدِمَشْقَ وَحَلَبَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَرَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ وَبَقِيَ إِلَى هَذَا الوَقْت، وَتَكَاثر عَلَيْهِ الطلبَة. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نُقْطَةَ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَالضِّيَاءُ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَالمحبّ عَبْد اللهِ وَمُوْسَى ابن أبي الفتح، وعبد الرحمن ابْن الزَّجَّاج، وَمُحْيِي الدِّيْنِ يَحْيَى ابْن القَلاَنسِيّ، وَالمُدَرِّس كَمَال الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْم ابْن أَمِيْن الدَّوْلَة، وَتَقِيُّ الدِّيْنِ ابْن الوَاسِطِيّ وَأَخُوْهُ، وَعزُّ الدِّيْنِ ابْنُ الفَرَّاء، وَالتَّقِيّ بن مُؤْمِنٍ، وَمَجْد الدِّيْنِ ابْن العَدِيْم، وَفتَاهُ بَيْبَرْسُ، وَمُحْيِي الدِّيْنِ ابْن النَّحَّاسِ، وَابْنُ عَمِّهِ أَيُّوْب، وَمَجْد الدِّيْنِ ابْن الظَّهِير، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ ابْنِ العِمَاد، وَعَبْد الكَرِيْمِ بن المُعَذَّل، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَعَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ الطِّيْبِيّ، وَعَدَد كَثِيْر. وَبِالإِجَازَةِ عِدَّة. قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: سَمَاعُهُ صَحِيْحٌ. وَقَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: كَانَ شَيْخاً سَهْلاً سَمحاً، ضَحُوكَ السِّنِّ، لَهُ أُصُوْلٌ يُحَدِّثُ مِنْهَا، وَكَانَ سَلِيمَ البَاطِنِ، مُشْتَغِلاً بِصَنْعَتهِ، إلَّا أَنَّهُ كَانَ يَتشيَّعُ، وَلَمْ يَظهر مِنْهُ إلَّا الجَمِيْل. وَقَالَ ابْنُ السَّاعِي: رُتّب مُسْمِعاً بِمَشْيَخَةِ المُسْتَنْصِرِيَّةِ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ -يَعْنِي بَعْدَ ابْنِ القُبَّيْطِيّ. قُلْتُ: وَقَدْ عُمِّرَ، وَسَاءَ خُلقُه، وَبَقِيَ يُحَدِّث بِالأُجرَةِ، وَيَتعَاسرُ، وَحِكَايَة المُحِبِّ مَعَهُ اشْتهرت، فَإِنَّهُ رَحل وَبَادَرَ إِلَيْهِ بِـ "جُزء البَانْيَاسِيّ" وَهُوَ عَلَى حَانُوْت، فَقَالَ: مَا لِي فَرَاغ السَّاعَة، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ فَتركه وَقَامَ فتبعه، وابتدأ في الجز، فَقَرَأَ وَرقَةً، وَوصلَ الشَّيْخ إِلَى بَيْته فَضَرَبَه بِالعَصَا ضربتَيْنِ وَقعت الوَاحِدَة فِي الجُزْءِ وَدَخَلَ وَأَغلق البَاب. قَرَأْتُ هَذَا بِخَطِّ المُحبِّ، فَالذَّنْب مركّب مِنْهُمَا!. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: هُوَ صَحِيْحُ السَّمَاع، إلَّا أَنَّهُ عَسِرٌ جِدّاً، يَذْهَب إِلَى الاعتزَال. قَالَ: وَيُقَالُ: إِنَّهُ يَرَى رَأْي الفلاسفَةِ، وَيَتهَاون بِالأُمُوْر الدّينِيَّةِ، مَعَ حُمقٍ ظَاهِرٍ فِيْهِ، وَقِلَّةِ عِلْمٍ. قُلْتُ: ثُمَّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ اندَكّ وَتَعَلَّلَ، وَوَقَعَ فِي الْهَرم، وَلَزِمَ بَيْته، وَهُوَ مِنْ آخر مَنْ رَوَى حَدِيْث مَالِك الإِمَامَ بِعُلُوٍّ، كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ خَمْسَةُ أَنْفُسٍ. مَاتَ فِي حَادِي عَشَرَ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو مَدْيَن شُعَيْب بن يَحْيَى الزَّعْفَرَانِيّ بِمَكَّةَ، والشيخ عبد الرحمن بن أَبِي حَرَمِي المَكِّيّ النَّاسخ، وَإِمَام النَّحْو أَبُو عَلِيٍّ عُمَر بن مُحَمَّدٍ الأَزْدِيّ الشَّلَوْبِيْن، وَالمُنْشِئ جَلاَل الدِّيْنِ مُكَرَّم بن أَبِي الحَسَنِ الأَنْصَارِيّ، وَالصَّاحب هِبَة اللهِ بن الحَسَنِ ابْن الدَّوَامِيّ، وَالأَمِيْرُ شَرَفُ الدِّيْنِ يَعْقُوْب بن مُحَمَّدٍ الهَذَبَانِيّ، وَصَاحِبُ مَيَّافَارِقِيْن المُظَفَّر غَازِي ابْن العَادل، وشيخ الفقراء علي الحريري.

يوسف بن خليل

5797- يوسف بن خليل 1: ابن قراجا عبد الله الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّادِقُ، الرَّحَّال النَّقَال، شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ، راوِيَة الإِسْلاَم، أَبُو الحَجَّاجِ شَمْس الدِّيْنِ الدِّمَشْقِيّ الأَدَمِيّ الإِسكَاف، نَزِيْلُ حَلَب وَشيخُهَا. وُلِدَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَتشَاغل بِالسَّبَب حَتَّى كَبِرَ وَقَاربَ الثَّلاَثِيْنَ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ حُبِّب إِلَيْهِ الحَدِيْثُ، وَعُنِيَ بِالرِّوَايَةِ، وَسَمِعَ الكَثِيْرَ، وَارْتَحَلَ إِلَى النَّوَاحِي، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ المُتْقنِ الحُلو شَيْئاً كَثِيْراً، وَجَلَب الأُصُوْل الكِبَار، وَكَانَ ذَا عِلْمٍ حسنٍ وَمَعْرِفَةٍ جَيِّدَةٍ وَمشَاركَةٍ قويَّةٍ فِي الإِسْنَادِ وَالمَتْنِ وَالعَالِي وَالنَّازلِ وَالانتخَابِ. وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ بَعْد الثَّمَانِيْنَ مِنْ: يَحْيَى الثَّقَفِيّ، وَمُحَمَّدِ بن علي بن صدقة، وعبد الرحمن ابن عَلِيٍّ الخِرَقِيّ، وَأَحْمَدَ بن حَمْزَةَ بن عَلِيٍّ ابْن المَوَازِيْنِيّ، وَإِسْمَاعِيْل الجَنْزَوِيّ، وَأَبِي طَاهِرٍ الخُشُوْعِيّ، وَأَقرَانِهِم. وَصحبَ الحَافِظَ عَبْد الغَنِيِّ، وَتَخَرَّجَ بِهِ مُدَّة، فَنَشَّطه لِلارتِحَالِ فَمَضَى إِلَى بَغْدَادَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ عَبْد الله بن عبد السلام، وَذَاكِرِ بنِ كَامِلٍ، وَيَحْيَى بن بَوْشٍ، وَعَبْد المُنْعِمِ بن كُلَيْبٍ، وَأَبِي طَاهِرٍ المُبَارَك بن المَعْطُوشِ، وَرَجَبِ بنِ مَذْكُوْرٍ، وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ بِبَغْدَادَ، وَمِنْ: هِبَة اللهِ بن عَلِيٍّ البُوْصِيْرِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ يَاسِيْنَ، وَجَمَاعَةٍ بِمِصْرَ. وَمِنْ: خَلِيْلِ بن بَدْرٍ الرَّارَانِيّ، وَمَسْعُوْدِ بنِ أَبِي مَنْصُوْرٍ الخَيَّاطِ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الطَّرَسُوْسِيِّ، وَأَبِي الفَضَائِلِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الكَاغَدِيِّ، وَأَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانِ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي زَيْدٍ الكَرَّانِيِّ، وَنَاصِرِ بنِ مُحَمَّدٍ الويرج، وَعَلِيِّ بنِ سَعِيْدِ بنِ فَاذشَاه، وَغَانِم بن مُحَمَّدٍ الصَّفَّار، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ المَهَّادِ المُقْرِئِ، وَأَبِي المَحَاسِنِ مُحَمَّد بن الحَسَنِ الأصبهبد،

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1132"، والنجوم الزاهرة "7/ 22"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 243، 244".

وَمَسْعُوْدِ بنِ مَحْمُوْدٍ العِجْلِيِّ، وَأَبِي نُعَيْمٍ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الفَضْلِ الكَرَّانِيّ بِأَصْبَهَانَ، وَطَاهِرِ بنِ مَكَارِم المَوْصِلِيِّ المُؤَدِّبِ، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الطُّوْسِيِّ بِالمَوْصِلِ. وَ"مَشْيَختُهُ" نَحْو الخَمْس مائَة، سَمِعتهَا مِنْ أَصْحَابِهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: جَمَاعَةٌ مِنَ القُدَمَاءِ. وَكَتَبَ عَنْهُ الحَافِظُ إِسْمَاعِيْلُ ابْن الأَنْمَاطِيّ، وَزَكِيُّ الدِّيْنِ البِرْزَالِيُّ، وَشِهَابُ الدِّيْنِ القُوْصِيّ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ ابْن الحُلوَانِيَّةِ، وَكَمَالُ الدِّيْنِ ابْنُ العَدِيْمِ وَابْنُهُ مَجْدُ الدِّيْنِ. وَرَوَى لَنَا عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيُّ، وَالحَافِظُ أَبُو العَبَّاسِ ابْن الظَّاهِرِيّ، وَشَرَفُ الدِّيْنِ مَحْمُوْد التَّادفِي، وَمُحَمَّدُ بنُ جَوْهَر التَّلعفرِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ ابْن المَغْرِبِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الغَرَّافِيّ، وَطَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابْن العَجَمِيّ، وَعَبْدُ المَلِكِ ابْن العُنَيِّقَة، وَسُنْقُرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأُسْتَاذِيّ، وَالصَّاحِبُ فَتح الدِّيْنِ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ الخَالِدِيّ، وَأَمِيْنُ الدِّيْنِ عَبْد اللهِ بن شُقير، وَتَاجُ الدِّيْنِ صَالِح الفَرَضِيّ، وَالقَاضِي عَبْد العزيز ابْن أَبِي جَرَادَة، وَأَخُوْهُ عَبْدُ المُحْسِنِ، وَإِسْحَاقُ، وَأَيُّوْبُ، وَمُحَمَّدٌ بَنُوْ ابْنِ النَّحَّاسِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَإِسْمَاعِيْلُ، وَإِبْرَاهِيْمُ أَوْلاَدُ ابْن العَجَمِيّ وَنَسِيْبهُم أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ النَّصِيْبِيّ وَعَمَّتُهُ نَخْوَةُ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَلِّمُ، وَالعَفِيْفُ إِسْحَاق الآمِدِيّ، وَأَبُو حَامِدٍ المُؤَذِّن وَغَيْرُهُم، وَكَانَ خَاتِمَتُهُم إِبْرَاهِيْم ابْن العَجَمِيّ بِحَلَبَ، وَإِجَازتُه مَوْجُوْدَة لِزَيْنَبَ بِنْتِ الكَمَال بِدِمَشْقَ. وَكَانَ حَسَنَ الأَخْلاَقِ، مَرضِيَّ السِّيرَةِ، خَرَّجَ لِنَفْسِهِ "الثّمانِيَّات"، وَأَجزَاء عَوَالِي كعَوَالِي "هِشَام بن عُرْوَةَ"، وَ"عَوَالِي الأَعْمَش"، وَ"عوالي أبي حنيفة"، وَ"عَوَالِي أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيْل"، وَ"مَا اجْتَمَع فِيْهِ أَرْبَعَة مِنَ الصَّحَابَةِ"، وَغَيْر ذَلِكَ. سَمِعْتُ مِنْ حَدِيْثِهِ شَيْئاً كَثِيْراً، وَمَا سَمِعْتُ العُشْرَ مِنْهُ، وَهُوَ يَدخل فِي شَرط الصَّحِيْح لِفَضِيْلتِهِ وَجَوْدَة مَعْرِفَته وَقُوَّة فَهْمه وَإِتْقَان كتبه وَصِدْقَه وَخَيْرِهِ، أَحَبَّه الحَلَبِيُّوْنَ وَأَكرمُوْهُ، وَأَكْثَرُوا عَنْهُ، وَوَقَفَ كُتُبَهُ، لَكِنَّهَا تَفَرَّقَت وَنُهِبت فِي كَائِنَة حَلَب سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، وَقُتِلَ فِيْهَا أَخُوْهُ المُسْنِدُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ خَلِيْلٍ، وَكَانَ قَدْ سَمَّعَهُ مِنْ جَمَاعَةٍ، وَتَفَرَّدَ بِأَجزَاءَ كَـ "مُعْجَم الطَّبَرَانِيِّ"، عَنْ يَحْيَى الثَّقَفِيّ وَغَيْر ذَلِكَ. وَأَخُوْهُمَا الثَّالِث يُوْنُس بن خَلِيْل الأَدَمِيّ مَاتَ مَعَ أَخِيْهِ الحَافِظ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنِ البُوْصِيْرِيّ وَجَمَاعَة؛ حَدَّثَنَا عَنْهُ ابْن الخَلاَّل وَغَيْرُهُ. وَكَانَ أَبُو الحَجَّاجِ -رَحِمَهُ اللهُ- يَنطوِي عَلَى سُنَّة وَخَيْرٍ. بَلَغَنِي أنه أنكر عَلَى ابْنِ رَوَاحَة أَخْذه علَى الرِّوَايَةِ، فَاعْتذر بِالحَاجَة، وَكَذَا بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يذمُّ الحَرِيْرِيّ وَطرِيقَةَ أَصْحَابه، وَلَمْ يَزَلْ يُسْمِع، وَيطوّل روحه عَلَى الطلبَة وَالرّحَّالين وَيَكْتُب لَهُم الطِّباق، وَإِلَى أن مات.

رَوَى كتباً كِبَاراً "كَالحلْيَةِ"، وَ"المُعْجَم الكَبِيْر"، وَ"الطَّبَقَات" لابْنِ سَعْد، وَ"سُنَنِ الدَّارَقُطْنِيّ"، وكتاب "الآثار" للحطاوي، وَ"مُسْنَدِ الطَّيَالِسِيّ"، وَ"السُّنَنِ لأَبِي قُرَّةَ"، وَ"الدُّعَاءِ" لِلطَّبَرَانِيِّ، وَجُملَة مِنْ تَصَانِيْفِ ابْنِ أبي عاصم، وكثيرً مِنْ تَصَانِيْفِ أَبِي الشَّيْخِ وَالطَّبَرَانِيِّ، وَأَبِي نُعَيْمٍ، وَانقطعَ بِمَوْتِهِ سَمَاعُ أَشيَاءَ كَثِيْرَةٍ لِخرَاب أَصْبَهَانَ. تُوُفِّيَ إِلَى رَحْمَةِ الله فِي عَاشر جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَمَاتَ أَخُوْهُ يُوْنُسُ قَبْله فِي المُحَرَّم، وَكَانَ قَدْ أَخَذَه وَسَمَّعَهُ مِنَ البُوْصِيْرِيّ وَابْن يَاسين وَلَزِمَ الصَّنْعَة، رَوَى عَنْهُ أَبُو الفَضْلِ الإِرْبِلِيّ وَابْن الخَلاَّل، وَالعِمَاد ابْن البَالِسِيّ، وَجَمَاعَة. وَفِيْهَا مَاتَ: مُسْنَد الإِسْكَنْدَرِيَّة أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الوَهَّابِ ابْن رَوَاج وَلَهُ أَرْبَعٌ وتسعون سنة، والعذل فَخر القُضَاة أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ ابْن الجَبَّاب السَّعْدِيّ بِمِصْرَ، وَمُسْنِدُ بَغْدَادَ أَبُو مُحَمَّدٍ إِبْرَاهِيْم بن مَحْمُوْدٍ ابْن الخَيِّر الأَزَجِيّ، وَلَهُ خَمْسٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَالمُسْنِدُ مُظَفَّر بن عَبْدِ المَلِكِ ابْن الفُوِّيّ بِالثَّغْرِ، وَعَلِيّ بن سَالِمِ بنِ أَبِي بَكْرٍ البَعْقُوبِيّ وَالمُفْتِي مُحَمَّد بن أَبِي السَّعَادَاتِ الدَّبَّاس الحنبلي، حدثا عن ابن شاتيل. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح نَاصِر بن مُحَمَّدٍ القطان وغيره ابن جَعْفَر بن عَبْدِ الوَاحِدِ الثَّقَفِيّ أَخْبَرَهُم: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ سَنَة ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ الطَّبَرَانِيّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَرَّة بِصَنْعَاءَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ أَبِي مَعْمَر، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ الكَعْبَةَ يَوْم الفَتْحِ وَحَوْلَ الكَعْبَة ثَلاَثُ مائَة وَسِتُّوْنَ صَنَماً، فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا بِعُوْدٍ وَيَقُوْلُ: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] ، فَتَسَّاقَطُ لِوُجُوهِهَا"1. قَرَأْتُ عَلَى مَحْمُودِ بنِ مُحَمَّدٍ المُقْرِئ: أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ، حَدَّثَنَا الحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاء قَالَتْ: "ذَبَحنَا فَرساً عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَكَلنَا مِنْ لَحمِهِ"2 مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ من حديث هشام ابن عروة.

_ 1 صحيح: أخرجه أحمد "1/ 377"، والبخاري "2478" و"4287" و"4720"، ومسلم "1781"، والترمذي "3138"، وابن جرير الطبري في "جامع البيان" "15/ 152"، والطبراني في "الكبير" "10427" و"10435"، وفي "الصغير" "210"، والبيهقي "6/ 101"، والبغوي "3813" من طريق أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَر، عن عبد الله قال: فذكره. قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وابن أبي نجيح، هو عبد الله، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة. 2 صحيح: أخرجه البخاري "5519"، ومسلم "1942"، والنسائي "7/ 231"، وابن ماجه "3190".

المستنصر بالله

5798- المستنصر بِاللهِ 1: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ أَبُو جَعْفَرٍ مَنْصُوْر ابنُ الظَّاهِر بأمر الله مُحَمَّد ابْنِ النَّاصِرِ لِدِيْنِ اللهِ أَحْمَد ابْن المستضيئ بِأَمْرِ اللهِ حسن ابْن المُسْتَنْجِد بِاللهِ يُوْسُف ابْن المُقْتَفِي العَبَّاسِيُّ، البَغْدَادِيُّ، وَاقفُ المُسْتَنْصِرِيَّة الَّتِي لاَ نَظِير لَهَا. مَوْلِدُه سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَأُمّه تُركيَّة، وَكَانَ أَبْيَضَ أَشقر، سَمِيناً، رَبْعَة، مَليح الصُّوْرَة، عَاقِلاً حَازِماً سَائِساً، ذَا رَأْيٍ وَدَهَاءٍ وَنُهُوْض بِأَعبَاءِ المُلْك، وَكَانَ جَدُّهُ النَّاصِرُ يُحِبُّه وَيُسمِّيه القَاضِي لِحُبِّه لِلْحقِّ وعقله. بويع عِنْدَ مَوْتِ وَالِده يَوْمَ الجُمُعَةِ، ثَالِثَ عَشَرَ رَجَبٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ البَيْعَةَ الخَاصَّة مِنْ إِخْوَته وَبنِي عَمِّهِ وَأُسرتِه، وَبَايَعَهُ مِنَ الغَدِ الكُبَرَاء وَالعُلَمَاء وَالأُمَرَاء. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: فَنشرَ العَدْلَ، وَبثَّ المَعْرُوفَ، وَقَرَّبَ العُلَمَاء وَالصُّلَحَاء، وَبَنَى المَسَاجِد وَالمدَارس وَالرُّبط، وَدُورَ الضِّيَافَة وَالمَارستَانَات، وَأَجرَى العطيَات، وَقمعَ المُتمرِّدَةَ، وَحَمَلَ النَّاسَ عَلَى أَقوم سَنَنٍ، وَعَمَّرَ طُرُقَ الحَاجِّ، وَعَمَّرَ بالحرمين دورًا للمرضى، وبعث إليها الأدوية: تَخْشَى الإِلَهَ فَمَا تَنَامُ عِنَايَةً ... بِالمُسْلِمِيْنَ وَكُلُّهُم بِكَ نَائِمُ إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ قَامَ بِأَمر الجِهَاد أَحْسَن قيَامٍ، وَجَمَعَ العَسَاكِر، وَقمع الطغَام، وَبَذَلَ الأَمْوَالَ، وَحفظَ الثُّغُوْر، وَافتَتَح الحُصُون، وَأَطَاعَهُ المُلُوْك. قَالَ: وَبيعت كُتب العِلْم فِي أَيَّامِهِ بِأَغلَى الأَثَمَان لِرَغبته فِيْهَا، وَلوَقفِهَا. وَخَطَهُ الشيب، فخضب بالحناء، ثم تركه.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 345، 346"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 209".

قلت: كان دَوْلَتُه جيِّدَةَ التّمكن، وَفِيْهِ عدلٌ فِي الجُمْلَةِ، وَوَقْعٌ فِي النُّفُوْس. اسْتَجَدَّ عَسْكَراً كَثِيْراً لَمَّا عَلِمَ بِظُهُوْرِ التَّتَارِ، بِحَيْثُ إِنَّهُ يُقَالَ: بَلغَ عِدَّةُ عَسْكَرِهِ مائَةَ أَلْفٍ، وَفِيْهِ بُعْدٌ، فَلَعَلَّ ذَلِكَ نَمَى فِي طَاعَتِهِ مِنْ مُلُوْكِ مِصْر وَالشَّام وَالجَزِيْرَة، وَكَانَ يُخْطَبُ لَهُ بِالأَندلسِ وَالبِلاَدِ البعيدةِ. قَالَ السَّاعِي: حَضَرتُ بَيعَتَهُ فَلَمَّا رُفِعَ السَّتر شَاهَدتُه وَقَدْ كَمَّل اللهُ صُوْرَتَه وَمَعْنَاهُ، كَانَ أَبْيَضَ بِحُمْرَةٍ، أَزَجَّ الحَاجِبَيْن، أَدعَجَ الْعين، سَهْلَ الخَدَّيْنِ، أَقْنَى، رَحْبَ الصَّدْرِ، عَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبيَضُ وَبَقيَار أَبيض، وَطَرْحَةُ قَصَب بيضَاء، فَجَلَسَ إِلَى الظُّهْر. قَالَ: فَبَلَغَنِي أَن عِدَّة الخِلَع بلغتْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَخَمْسَ مائَةٍ وَسَبْعِيْنَ خِلْعَةًَ. قُلْتُ: بلغَ مَغَلُّ وَقْفِ المُسْتَنْصِرِيَّة مَرَّةً نَيِّفاً وَسَبْعِيْنَ أَلْفَ دِيْنَار فِي العَامِ، وَاتَّفَقَ لَهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي أَيَّامِهِ مَعَهُ سُلْطَانٌ يَحكمُ عَلَيْهِ، بَلْ مُلُوْك الأَطرَاف خَاضِعُوْنَ لَهُ، وَفِكْرُهُم مُتَقَسِّم بِأَمر التَّتَار وَاسْتيلاَئِهِم عَلَى خُرَاسَانَ. تُوُفِّيَ فِي بُكرَة الجُمُعَة، عَاشرَ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَكَانَتْ دَوْلَتُهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَعَاشَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ: التقَى خُوَارِزْم شَاه التَّتَار بِبلاَد أَصْبَهَانَ فَهَزمَهُم وَمَزَّقَهُم، ثُمَّ تَنَاخَوْا وَكرُّوا عَلَيْهِ، فَانْفلَّ جَمعُه، وَبَقِيَ فِي أَرْبَعَةَ عَشَرَ فَارِساً وَأُحِيْطَ بِهِ، فَخَرَقهُم عَلَى حَمِيَّة، فَكَانَتْ وقعت مُنْكئَة لِلْفَرِيقَينِ، فَتَحَصَّنَ بِأَصْبَهَانَ. وَقتلت الإِسْمَاعِيْلِيَّةُ أَمِيْرَ كنجَة، فَتَأَلَّمَ جَلاَلُ الدِّيْنِ، وَقَصدَ بِلاَدَ الإِسْمَاعِيْلِيَّةِ، فَقتَلَ وَسَبَى، ثُمَّ تَحَزَّبُوا لَهُ، وَسَارَ جَيْشُ الأَشْرَفِ مَعَ الحَاجِبِ عَلِيٍّ فَافْتَتَحَ مِرَند وَخُوَي، وَرَدُّوا إِلَى خِلاَط، وَأَخَذُوا زَوْجَةَ خُوَارِزْم شَاه، وَهِيَ بِنْتُ السُّلْطَان طُغْرِل بن رسلاَن السَّلْجُوْقِيّ، وَكَانَ تَزَوَّجَ بِهَا بَعْد أزبك ابْن البَهْلَوَان صَاحِب تِبْرِيْز، فَأَهملهَا فَكَاتَبَتِ الحَاجِبَ، وَسَلَّمت إِلَيْهِ البِلاَدَ. وَمَرِضَ المُعَظَّم، فَتصدَّق بِأَلف غرَارَة وَثَمَانِيْنَ أَلْفَ دِرْهَم، وَحَلَّفَ الأُمَرَاء لوَلَده النَّاصِر دَاوُد، وَمَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ. وَفِيْهَا مَاتَ القَان جنكزجان المَغُلي، طَاغِيَةُ التَّتَار، فِي رَمَضَانَ، وَكَانَتْ أَيَّامُهُ المشؤومَةُ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. وَقِيْلَ: كَانَ أَوّلُ أَمره حَدَّاداً يُدعَى تَمرجين وَتسلطن بَعْدَهُ ابْنه أوكتاي.

وَعَاشَ المُعَظَّم تِسْعاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ يَعْرِفُ مذهب أبي حنيفة وَالقُرْآن وَالنَّحْو، وَشَرَحَ "الجَامِع" فِي عِدَّةِ مُجَلَّدَاتٍ بِإِعَانَةِ غَيْرِهِ. وَفِي سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ: جَاءَ المَنْشُوْرُ مِنَ الكَامِلِ لابْنِ أَخِيْهِ النَّاصِرِ بِسَلطَنَةِ دِمَشْقَ، ثُمَّ بَعْدَ أَشْهُرٍ قَدِمَ الكَامِلَ لِيَأْخُذَ دِمَشْقَ، وَأَتَاهُ صَاحِبُ حِمْص وَالعَزِيْزُ أَخُوْهُ فَاسْتنجدَ النَّاصِرُ بعَمِّهِ الأَشْرَفِ، فَسَارَ وَنَزَلَ بالدّهشَة، فَرَجَعَ الكَامِل، وَقَالَ: لاَ أُقَاتِل أَخِي، فَقَالَ الأَشْرَفُ: المَصْلَحَةُ أَنْ أُدْركَ السُّلْطَانَ وَأُلاَطِفَهُ، فَاجْتَمَعَ بِهِ بِالقُدْس، وَاتَّفَقَا عَلَى النَّاصِرِ وَأَنَّ تَكُوْنَ دِمَشْقُ لِلأَشْرَفِ، وَتبْقَى الكركُ لِلنَّاصِرِ، فَلَمَّا سَمِعَ النَّاصِر، حَصَّن البَلَدَ. وَفِيْهَا عُزِلَ الصَّدْرُ البَكْرِيُّ عَنْ حسبة دمشق، ومشيخة الشيوخ. فيها جَرَى الكُوَيز السَّاعِي مِنْ وَاسِطَ إِلَى بَغْدَادَ فِي يَوْمٍ وَليلَةٍ، وَرُزِقَ قَبُولاً، وَحَصَلَ لَهُ سِتَّةُ آلاَفِ دِيْنَارٍ وَنَيِّفٌ وَعِشْرُوْنَ فَرساً. وَشَرَعُوا فِي أَسَاسِ المُسْتَنْصِرِيَّة، وَدَامَ البِنَاءُ خَمْس سِنِيْنَ، وَكَانَ مشدّ العمَارَةِ أُسْتَاذ دَارِ الخَلِيْفَةِ. وَكَانَتْ فرقة في التتار قد بعدهم جَنْكِز خَان، وَغَضِبَ عَلَيْهِم فَأَتَوا خُرَاسَان، فَوَجَدُوهَا بلاَقع، فَقصدُوا الرَّيَّ فَالتقَاهُم خُوَارِزْم شَاه مَرَّتين وَيَنهزِمُ، فَنَازلُوا أَصْبَهَان، ثُمَّ أَقْبَلَ خُوَارِزْم شَاه، وَخرق التَّتَار، وَدَخَلَ إِلَى أَصْبَهَانَ وَأَهْلُهَا مِنْ أَشجعِ الرِّجَالِ، ثُمَّ خَرَجَ بِهِم فَهَزم التَّتَارَ وَطَحَنَهُم، وَسَاقَ خَلْفَهُم إِلَى الرَّيِّ قَتْلاً وَأَسْراً، ثُمَّ أَتَتْهُ رسلٌ مِنَ القَانِ بِأَنَّ هَؤُلاَءِ أبعدناهم، فاطمأن لذلك ودعا إِلَى تِبْرِيْز. وَاستولَى الفِرَنْج عَلَى صَيْدَا، وَقَوِيَت نفوسهم، وجاءهم ملك الألمان الأَنبرُوْرُ وَقَدِ اسْتولَى عَلَى قُبرس، فَكَاتَبَهُ الكَامِلُ لِيعينه عَلَى النَّاصِرِ، وَخَافَتْهُ مُلُوْكُ السّوَاحلِ وَالمُسْلِمُوْنَ، فَكَاتَبَ مُلُوْكُ الفِرَنْجِ الكَامِلَ بِأَنَّهُم يُمْسِكُوْن الأَنبرُوْر، فَبَعَثَ وَأَوْقَفَهُ عَلَى عَزْمِهِم فَعَرفَهَا لِلكَامِلِ، وَأَجَابَهُ إِلَى هَوَاهُ، وَتردَّدتِ المرَاسلاَت، وَخضع الأَنبرُوْر، وَقَالَ: أَنَا عَتِيْقُكَ وَإِنْ أَنَا رَجَعت خَائِباً انْكَسَرت حُرمتِي، وَهَذِهِ القُدْس أَصلُ دِيْنِنَا وَهِيَ خرَابَةٌ، وَلاَ دَخَلَ لَهَا، فَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِقصبَةِ البَلَدِ وَأَنَا أَحْمِلُ مَحْصُوْلَهَا إِلَى خزَانَتِكَ، فَلاَنَ لِذَلِكَ. وَفِي سَنَةِ 626: سلّم الكَامِل القُدْسَ إِلَى الفِرَنْجِ -فَواغوثَاهُ بِاللهِ، وَأَتبعَ ذَلِكَ بِحصَارِ دِمَشْقَ، وَأَذِيَّة الرَّعِيَّة، وَجَرَتْ بَيْنهُم وَقعَاتٌ، مِنْهَا وَقْعَةٌ قُتِلَ فيها خلق من الفريقين، وأحرقت الحواضر، زحفوا عَلَى دِمَشْقَ مرَاراً، وَاشتدَّ الغلاَء، وَدَام البَلاَء أَشْهُراً، ثُمَّ قَنِعَ النَّاصِر بِالكَرَك وَنَابُلُس وَالغُوْر، وَسلّم الكَامِل دِمَشْق لِلأَشْرَف، وَعُوِّضَ عَنْهَا بِحَرَّانَ والرقة ورأس

عين، ثُمَّ حَاصرُوا الأَمْجَدَ بِبَعْلَبَكَّ، وَرَمَوْهَا بِالمَجَانِيْقِ، وَأُخِذَت، فَتحوَّلَ الأَمْجَدُ إِلَى دَارِهِ بِدِمَشْقَ. وَنَازل خُوَارِزْم شَاه خِلاَطَ بِأَوبَاشه وَبَدَّعَ وَأَخَذَ حَيْنَةَ وقتل أهلها ثم أخذ خلاط. وَفِي سَنَةِ 627: هَزمَ الأَشْرَفُ وَصَاحِبُ الرُّوْمِ جَلاَلَ الدِّيْنِ خُوَارِزْم شَاه، وَتَمَزَّقَ جَمْعُهُ، وَاسْتردَّ الأَشْرَفُ خلاط. وقدم رسول محمد بن هود الأندلس بِأَنَّهُ تَمَلَّكَ أَكْثَر المَغْرِب وَخَطَبَ بِهَا لِلمُسْتَنْصِر، فَكُتِبَ لَهُ تَقليدٌ بِسلطنَةِ تِلْكَ الدِّيَار، وَنفذت إِلَيْهِ الخِلَعُ وَاللِّوَاء. وَبَعَثَ خُوَارِزْم شَاه يَطلُبُ مِنَ الخَلِيْفَةِ لِبَاسَ الفُتَوَّةِ فَأُجِيبَ. وَقَدْ أَخذتِ الْعَرَب مِنْ مُخَيَّم خُوَارِزْم شَاه يَوْمَ كَسْرَتِهِ باطيَةً1 مِنْ ذَهَبٍ وَزْنُهَا رُبُعُ قِنطَارٍ، وَالعجب أَنّ هَذِهِ المَلْحَمَة مَا قُتل فِيْهَا مِنْ عَسْكَر الشَّامِ سِوَى وَاحِد جُرِحَ، لَكِنْ قُتِلَ مِنَ الرُّوْمِيِّيْنَ أُلُوف، وَأَمَّا الخُوَارِزْمِيَّةِ فَاسْتَحَرَّ بِهِمُ القَتلُ وَزَالت هَيْبَتُهُم مِنَ القُلُوْبِ، وَوَلَّتْ سَعَادَتُهُم، وَالوَقْعَةُ فِي رَمَضَانَ. وَفِي سَنَةِ 628: فِيْهَا خَرَجَ عَلَى ابْنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ ابْنُ عَمٍّ لَهُ وَظَفِرَ بِالمُلْكِ، وَقتله، وَقتلَ مِنَ البَرْبَر خَلاَئِق. وَفِي رَجَبٍ بَلَغَنَا كسرَة التَّتَار لِخُوَارِزْم شَاه وتفرق جمعه وذاق الذُّلّ؛ وَذَاكَ أَن خُوَارِزْم شَاه لَمَّا انْهَزَم فِي العَامِ المَاضِي، بعثَت الإِسْمَاعِيْلِيَّة تُعَرِّف التَّتَار ضَعْفه، فَسَارعت طَائِفَةٌ تَقصدهُ بتورِيز فَلَمْ يَقدم عَلَى الملتقَى، وَأَخَذُوا مَرَاغَة وَعَاثُوا، وَتَقَهْقَرَ هُوَ إِلَى آمد فَكبَسَته التَّتَار، وَتَفرَّقَ جَمْعُهُ فِي كُلِّ جهَة، وَطَمِعَ فِيهِم الفَلاَّحُوْنَ وَالكُرْد، وَأَخَذت التَّتَار إِسعَرد بِالأَمَان، ثُمَّ غَدَرُوا كَعوَائِدِهِم، ثُمَّ طَنْزَة2 وَبلاَد نَصِيْبِيْن. وَفِيْهَا: سَجَنَ الأَشْرَفُ بِعَزَّتَا عَلِيّاً الحَرِيْرِيَّ، وَأَفتَى جَمَاعَةٌ بِقَتْلِهِ. وَأُسِّسَتْ دَارُ الحَدِيْثِ الأَشْرفِيَّةِ بِدِمَشْقَ. وَفِيْهَا ظُفِرَ بِالتَاجِ الكَحَّالِ، وَقَدْ قَتَلَ جَمَاعَةً ختلاً فِي بَيْتِهِ، فَفَاح الدرب، فسمروه.

_ 1 الباطية: إناء من الزجاج عظيمة تملأ من الشراب وتوضع بين الشرب يغرفون منها ويشربون، إذا وضع فيها القدح سحت به ورقصت من عظمها وكثرة ما فيها من الشراب، وهي معربة. 2 طنزة: بلدة بجزيرة ابن عمر، من ديار بكر قاله ياقوت في "معجم البلدان".

وَفِي سَنَةِ 629: انْهَزَمَ جَلاَلُ الدِّيْنِ خُوَارِزْم شَاه ابْن عَلاَء الدِّيْنِ فِي جِبَالٍ، فَقَتَلَهُ كُرْدِيٌّ بِأَخٍ لَهُ. وَقصدتْ عَسَاكِرُ الخَلِيْفَةِ مَعَ صَاحِبِ إِرْبِل التَّتَارَ، فَهَرَبُوا. وَأُمسك الوَزِيْر مُؤَيَّد الدِّيْنِ القُمِّيّ وَابْنه، وَكَانَتْ دَوْلَته ثَلاَثاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً باسم نِيَابَة الوزَارَة، لَكِن لَمْ يَكُنْ مَعَهُ وَزِيْر، فَولِّيَ مَكَانه شَمْس الدِّيْنِ ابْن النَّاقِد، وَجُعِلَ مَكَان ابْن النَّاقِد فِي الأُسْتَاذ دَارِيَّةِ ابْنُ العَلْقَمِيّ. وَفِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ: حَاصرَ الكَامِلُ آمد، فأخذها من الملك المسعود الأَتَابَكِي، وَكَانَ فَاسِقاً يَأْخذ بنَاتِ النَّاسِ قَهْراً. وَفِيْهَا: عَاثَ الرُّومِيُّونَ بِحَرَّانَ وَمَارْدِيْنَ، وَفَعَلُوا شَرّاً مِنَ التَّتَار وَبَدَّعُوا. وَمَاتَ مُظَفَّر الدِّيْنِ صَاحِب إِرْبِل، فَوُلِّيهَا بَاتكينُ نَائِب البَصْرَة. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ: سَارَ الكَامِلُ لِيفتحَ الرُّوْم، فَالتَقَى صوَاب مُقَدَّم طلاَئِعه وَعَسْكَر الرُّوْم، فَأُسِرَ صوَاب، وَتَمَزَّقَ جندُهُ، وَرجعَ الكَامِل. وَأُديرت المُسْتَنْصِرِيَّة بِبَغْدَادَ، وَلاَ نَظيرَ لَهَا فِي الحُسْنِ وَالسَّعَة، وَكَثْرَةِ الأوقاف، بها مئتان وَثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُوْنَ فَقِيْهاً، وَأَرْبَعَةُ مُدَّرِسِيْنَ، وَشَيْخٌ لِلْحَدِيْثِ، وَشَيْخٌ لِلطِبِّ، وَشَيْخٌ لِلنَّحْوِ، وَشَيْخٌ لِلْفَرَائِضِ، وَإِذَا أَقْبَلَ وَقْفُهَا، غَلَّ أَزيدَ مِنْ سَبْعِيْنَ أَلْفَ مِثْقَالٍ، وَلَعَلَّ قِيمَةَ مَا وَقَفَ عَلَيْهَا يُسَاوِي أَلفَ أَلفِ دِيْنَارٍ. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ: عمل جامع العقيبة، كان حَانَةً. وَقَدِمَت هديَة مَلِك اليَمَن عُمَر بن رَسُوْل التُّرُكْمَانِيّ، فَالمُلك فِي نَسْلِهِ إِلَى اليَوْمِ. وَفِيْهَا: تُرِكَتِ المُعَامِلَة بِبَغْدَادَ بِقرَاضَة الذَّهبِ، وَضُرِبَت لَهُم دَرَاهِمُ كُلّ عَشْرَة مِنْهَا بدِيْنَارٍ إِمَامِيٍّ. وَعَاثتِ التَّتَار بِأَرْضِ إِرْبِل وَالمَوْصِل، وَقَتلُوا، وَأَخَذُوا أَصْبَهَان بِالسَّيْف -فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ. فَاهتمَّ الخَلِيْفَةُ، وَبَذَلَ الأَمْوَال. وَعُزِلَ ابْنُ مقبلٍ عَنْ قَضَاء العِرَاق وَتَدرِيس المُسْتَنْصِرِيَّة، وَدَرَّس أَبُو المَنَاقِب الزَّنْجَانِيّ، وَقضَى عَبْد الرَّحْمَنِ ابْن اللَّمَغَانِيّ. وَفِيْهَا: سَارَ الكَامِل وَالأَشْرَف وَاسْتعَادُوا حَرَّان وَالرُّهَا مِنْ صَاحِب الرُّوْم. وَوصلت التَّتَار إِلَى سِنْجَار قَتْلاً وَأَسْراً وَسَبْياً.

ثُمَّ فِي آخِرِ العَامِ حَشَدَ صَاحِبُ الرُّوْم، وَحَاصَرَ حَرَّان، وَتعثَّر أَهْلُهَا. وَاستبَاحت الفِرَنْج قُرْطُبَة بِالسَّيْف، وَهِيَ أُمُّ الأَنْدَلُس، مَا زَالت دَار إِسْلاَم مُنْذُ افْتَتَحَهَا المُسْلِمُوْنَ فِي دَوْلَةِ الوَلِيْدِ. وَفِي سَنَةِ 634: مَاتَ صَاحِبُ حَلَبَ الملكُ العَزِيْزُ ابْنُ الظَّاهِرِ ابْن صَلاَح الدِّيْنِ، وَصَاحِبُ الرُّوْمِ عَلاَءُ الدِّيْنِ كيقبَاد، وَأَخَذتِ التَّتَارُ إِرْبِلَ بِالسَّيْفِ. وَفِي سَنَةِ 635: مَاتَ بِدِمَشْقَ السُّلْطَان الْملك الأَشْرَف، وَتَمَلَّكَهَا بَعْدَهُ أَخُوْهُ الكَامِل، فَمَاتَ بَعْدَهُ بِهَا، وَذَلِكَ بَعْدَ أَنِ اقْتتلَ بِهَا الكَامِل وَأَخُوْهُ الصَّالِح عِمَاد الدِّيْنِ عَلَى المُلْك، وَتعبت الرَّعِيَّة. وَبعده تَمَلَّكَهَا الجَوَاد، ثُمَّ ضَعُفَتْ هِمَّتُهُ وَأَعْطَاهَا الصَّالِح نَجْم الدِّيْنِ أَيُّوْب ابْن الكَامِل، وَتسلطنَ بِمِصْرَ العَادلُ أَبُو بَكْرٍ ابْن الكَامِل، وَجَرَتْ أُمُوْرٌ طَوِيْلَة آخرهَا أَنَّ الصَّالِح تَمَلَّكَ الدِّيَار المِصْرِيَّة، وَاعْتَقَلَ أَخَاهُ، وَغلبَ عَلَى دِمَشْقَ عَمُّه الصَّالِح، فَتحَاربا عَلَى المُلْك مُدَّة طَوِيْلَةً، ثُمَّ اسْتَقرَّت مِصْرُ وَالشَّامُ لِنَجمِ الدِّيْنِ أَيُّوْب. وَفِي سَنَة سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ: أَخذت الفِرَنْجُ بَلَنْسِيَةَ وَغَيْرهَا مِنْ جَزِيْرَة الأَنْدَلُس. وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ: هَجَمَ الصَّالِحُ عِمَاد الدِّيْنِ دِمَشْقَ، وَتَمَلَّكَهَا، وَأَخَذَ القَلْعَةَ بِالأَمَانِ، وَنَكثَ، فَحبسَ المُغِيْث عُمَر ابْن الصَّالِح، وَتَفَلَّلَ الأُمَرَاء عَنِ الصَّالِح نَجْم الدِّيْنِ، وَجَاؤُوا وَحلفُوا لعَمِّه، وَبَقِيَ هُوَ فِي مَمَالِيكِه بِالغُوْرِ، ثُمَّ أَخَذَه ابْن عَمِّهِ النَّاصِر صَاحِب الكَرَك، وَاعْتَقَلَهُ مُكَرَّماً، ثُمَّ أَخَذَه وَمَضَى بِهِ إِلَى مِصْرَ، فَتَمَلَّكَ، فَكَانَ يَقُوْلُ: خلفنِي النَّاصِر عَلَى أَشيَاء يَعْجِزُ عَنْهَا كُلّ أَحَد، وَهِيَ أَنْ آخذ لَهُ دِمَشْق وَحِمْص وَحَمَاةُ وَحَلَبَ أَوِ الجَزِيْرَة وَالمَوْصِل وَدِيَار بَكْرٍ وَنِصْف ديَار مِصْر، وَأَنْ أُعْطيه نِصْف مَا فِي الخَزَائِنِ بِمِصْرَ، فَحلفت لَهُ مِنْ تَحْتَ قَهره. وَوَلِيَ خطَابة دِمَشْق بَعْد الدَّوْلَعِيِّ الشَّيْخُ عِزّ الدِّيْنِ ابْن عَبْدِ السَّلاَمِ فَأَزَال العَلَمَين المُذَهَّبَيْنِ، وَأَقَامَ عوضهَا سُوداً بِكِتَابَة بَيضَاءَ، وَلَمْ يُؤذِّن قُدَّامه سِوَى وَاحِد، وَأَمرَ الصَّالِحُ إِسْمَاعِيْلُ الخُطَبَاءَ أَنْ يَخطبُوا لِصَاحِب الرُّوْم مَعَهُ. وَفِي العِيْد خلعَ المُسْتَنْصِر عَلَى أَربَاب دَوْلَته؛ قَالَ ابْنُ السَّاعِي: حُزِرت الخلع بثلاثة عشر ألفًا. وَفِي سَنَةِ 638: فِيْهَا سَلَّم الصَّالِحُ إِسْمَاعِيْلُ قَلْعَةَ الشقيف إلى الفرنج لينجدوه على المصريين، فنكر عَلَيْهِ ابْنُ الحَاجِب وَابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، فَسَجَنَهُمَا مُدَّة. قَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: قَدِمَ رَسُوْل التَّتَار إِلَى شِهَاب الدِّيْنِ غَازِي ابْن العَادل، وَإِلَى الملوك

عنوَان الكِتَاب: مِنْ نَائِبِ رَبِّ السَّمَاءِ مَاسِحِ وَجهِ الأَرْضِ مَلِكِ الشَّرْق وَالغرب يَأْمر مُلُوْكَ الإِسْلاَم بِالدُّخُوْل فِي طَاعَةِ القَانِ الأَعْظَمِ، وَقَالَ الرَّسُولُ لِغَازِي: قَدْ جَعَلك سلحدَاره، وَأَمَرَكَ أَنْ تُخَرِّبَ أَسوارَ بِلاَدِكِ. وَفِيْهَا كَسَرَ النَّاصِر دَاوُد الفِرَنْجَ بِغَزَّةَ. وَأُخِذَ الرَّكْبُ الشَّامِيُّ بِقُرْبِ تَيمَاءَ. وَالتَقَى صَاحِب حِمْصَ وَمَعَهُ عَسْكَر حَلَب الخُوَارِزْمِيَّةَ، فكسرهم بأرض حران، وخذ حَرَّان، وَأَخَذَ صَاحِبُ الرُّوْمِ آمد بَعْدَ حِصَار طَوِيْل، وَكَانَتِ التَّتَارُ تعيثُ فِي البِلاَد قَتْلاً وَسَبياً، وَقَلَّتِ الخُوَارِزْمِيَّة، فَكَانُوا بِالجَزِيْرَةِ يَعيثُونَ. وَفِي سَنَةِ 639: دَخَلتِ التَّتَار مَعَ بايجونَوِينَ بِلاَد الرُّوْم، وعاثوا ونهبوا القرى، فهرب منهم صاحبها. وَفِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ: التقَى صَاحِبُ مَيَّارفَارقين غَازِي وَالحَلَبِيُّوْنَ، فَظَهَرَ الحَلَبِيُّوْنَ، وَاسْتَحَرَّ القَتْل بِالخُوَارِزْمِيَّةِ، وَنُهِبَتْ نصيبين وغيرها، واستوى غَازِي عَلَى مدينَة خِلاَطَ. وَفِي المُحَرَّم أَخذتِ التَّتَار أَرْزنَ الرُّوْمِ، وَاسْتَبَاحُوهَا، وَعَنْ رَجُلٍ قَالَ: نُهِبت نَصِيْبِيْنُ فِي هَذِهِ السّنَة سَبْعَ عَشْرَةَ مرَّةً مِنَ الموَاصِلَة وَالمَاردَانِيين وَالفَارِقِيِّيْنَ، وَلَوْلاَ بَسَاتِينُهَا لَجَلاَ أَهْلُهَا. وَكَانَ لِلمُسْتَنْصِرِ مَنْظَرَةٌ يَجْلِسُ فِيْهَا يَسْمَعُ دُروسَ المُسْتَنْصِرِيَّة، وَاسْتخدمَ جَيْشاً عَظِيْماً، حَتَّى قِيْلَ: إِنَّهُم بَلَغُوا أَزْيَدَ مِنْ مائَة أَلْف، وَكَانَ ذَا شَجَاعَةٍ وَإِقْدَامٍ، وَكَانَ أَخُوْهُ الخَفَاجِيّ مِنَ الأَبْطَال يَقُوْلُ: إِنْ وَليتُ، لأَعبُرنَّ بِالجَيْش جَيْحُونَ، وَأَسْترد البِلاَد، وَاسْتَأْصل التَّتَار، فَلَمَّا مَاتَ المُسْتَنْصِر زَوَاهُ عَنِ الخِلاَفَةِ الدُّوَيْدَار وَالشَّرَابِيّ خَوْفاً مِنْ بَأْسِه. أَنْبَأَنِي ابْن البُزُوْرِيّ أَنَّ المُسْتَنْصِر توفي يوم الجمعة بكرة عاشر جمادى الآخرة. وَقَالَ المُنْذِرِيُّ: جُمَادَى الأُوْلَى، فَوَهِمَ. عَاشَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ سَنَةً وَأَشْهُراً، وَخُطِبَ يَوْمَ مَوْتِهِ لَهُ، كتمُوا ذَلِكَ، فَأَتَى إِقبال الشَّرَابِيّ وَالخدم إِلَى وَلَدِه المُسْتَعْصِمِ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ المُؤْمِنِيْنَ وَأَقعدُوْهُ فِي سُدَّة الخِلاَفَةِ، وَأُعْلِمَ الوَزِيْر وَأُسْتَاذ الدَّار في الليل، فبايعاه. وَلِلنَّاصِر دَاوُدَ يَرْثِي المُسْتَنْصِرَ: أَيَا رَنَّة النَّاعِي عَبَثْتِ بِمَسْمِعَي ... وَأَجَّجْتِ نَارَ الحُزْنِ مَا بَيْنَ أضلعي

وَأَخْرَسْتِ مِنِّي مِقولاً ذَا براعةٍ ... يَصُوغُ أَفَانِيْنَ القَرِيضِ المُوشَّعِ نَعَيْتِ إِلَيَّ البَأْسَ وَالجُودَ وَالحِجَى ... فَأَوْقَفتِ آمَالِي وَأَجرَيتِ أَدمُعِي وَقَالَ صَفِيُّ الدِّيْنِ ابْنُ جَمِيْلٍ: عزٌ العَزَاءُ وَأَعْوَزَ الإِلْمَامُ ... وَاسْترجَعَتْ مَا أَعْطَتِ الأَيَّامُ فَدَعِ العُيُونَ تَسُحُّ يَوْمَ فِرَاقِهِم ... عِوَضَ الدُّمُوعِ دَماً فَلَيْسَ تُلاَمُ بَانُوا فَلاَ قَلْبِي يَقِرُّ قَرَارُهُ ... أَسفاً وَلاَ جفنِي القَرِيحُ يَنَامُ فَعَلَى الَّذِيْنَ فَقَدتُهُم وَعَدِمْتُهُم ... مِنِّي تَحِيَّةُ مَوْجَعٍ وَسَلاَمُ وَكَانَتْ دَوْلَتُه سَبْعَ عَشْرَةَ سنة، رحمه الله وسامحه.

المستنصر

5799- المستنصر 1: الخَلِيْفَةُ الإِمَامُ أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ ابنُ الظَّاهِر بِأَمْرِ اللهِ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّد ابْنِ النَّاصِرِ لدين الله أحمد ابن المستضيئ الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، البَغْدَادِيُّ، أَخُو الخَلِيْفَةِ المُسْتَنْصِرِ بِاللهِ مَنْصُوْرٍ وَاقِفِ المُسْتَنْصِرِيَّة. بُوْيِعَ بِالخِلاَفَةِ أَحْمَدُ بَعْدَ خُلوِّ الوَقْت مِنْ خَلِيْفَةٍ عَبَّاسِيٍّ ثَلاَث سِنِيْنَ وَنِصْفَ سَنَةٍ، وَكَانَ هَذَا مُعْتَقَلاً بِبَغْدَادَ مَعَ غيره من أولاد الخلفاء، فلما اسْتولَى هُوْلاَكُو عَلَى بَغْدَادَ، نَجَا هَذَا، وَانضمَّ إلى غرب العِرَاقِ، فَلَمَّا سَمِعَ بِسلطنَة الْملك الظَّاهِر وَفَدَ عَلَيْهِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ فِي عَشْرَة مِنْ آلِ مهَارش، فَرَكِبَ السُّلْطَان لِلْقَائِهِ وَالقُضَاة وَالدَّوْلَة، وَشَقَّ قصبَةَ القَاهِرَة، ثُمَّ أَثْبَتَ نَسَبَهُ عَلَى القُضَاة، وَبُوْيِعَ فَرَكِبَ يَوْمَ الجُمُعَةِ مِنَ القَلْعَةِ فِي السَّوَادِ حَتَّى أَتَى جَامِعَ القَلْعَةِ، فَصَعِدَ المِنْبَرَ وَخَطَبَ وَلَوَّحَ بِشَرفِ آلِ العَبَّاسِ، وَدَعَا لِلسُّلْطَانِ وَلِلرَّعيَّةِ، وَصَلَّى بِالنَّاسِ. قَالَ القَاضِي جَمَال الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ سُومرَ المَالِكِيُّ: حَدَّثَنِي شَيْخُنَا ابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ قَالَ: لَمَّا أَخذنَا فِي بَيْعَةِ المُسْتَنْصِر قُلْتُ لِلملكِ الظَّاهِر: بَايِعْهُ. فَقَالَ: مَا أُحْسِنُ، لَكِن بَايِعْهُ أَنْتَ أَوَّلاً وَأَنَا بَعْدَكَ. فَلَمَّا عقدنَا البَيْعَةَ، حَضَرنَا مِنَ الغَدِ عِنْد السُّلْطَان، فَأَثْنَى عَلَى الخَلِيْفَة، وَقَالَ: مِنْ جُمْلَةِ بَرَكَتِهِ أَنَّنِي دَخَلتُ أَمسِ الدَّارَ، فَقصدتُ مَسْجِداً فِيْهَا لِلصَّلاَةِ، فَأَرَى مصطبَة

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "7/ 109-107 و206".

نَافرَة، فَقُلْتُ لِلْغلمَان أَخرِبُوا هَذِهِ. فَلَمَّا هَدَمُوهَا، انفتَحَ تَحْتهَا سَرب، فَنَزَلُوا، فَإِذَا فِيْهِ صنَادِيق كَثِيْرَة مَمْلُوْءة ذهباً وَفِضَّة مِنْ ذخَائِر الْملك الكَامِل، رَحِمَهُ اللهُ. قُلْتُ: وَهَذَا هُوَ الخَلِيْفَةُ الثَّامنُ وَالثَّلاَثُونَ مِنْ بَنِي العَبَّاسِ، بُوْيِعَ بِقَلْعَةِ الجبلِ فِي ثَالِثَ عَشَرَ رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ. وَكَانَ أَسْمَرَ آدَمَ، شُجَاعاً، مَهِيْباً، ضَخْماً، عَالِي الهِمَّةِ، وَرَتَّبَ لَهُ السُّلْطَان أَتَابَكاً وَأُسْتَاذَ دَار، وَشرَابياً وَخَزْنَدَاراً وَحَاجِباً وَكَاتِباً، وَعيَّن لَهُ خزَانَةً وعدة مماليك، ومئة فَرَسٍ وَعشر قطَارَاتِ جمالٍ وَعشرَ قطَارَاتِ بغَالٍ إِلَى أَمثَالِ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو شَامَةَ: قُرِئَ بالعادلية كتاب السلطان إلى قاضي القضاة نَجْم الدِّيْنِ ابْن سنِيِّ الدَّوْلَة بِأَنَّهُ قَدِمَ عَلَيْهِم أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ ابْنُ الظَّاهِر وَهُوَ أَخُو المُسْتَنْصِر، وَجَمَعَ لَهُ النَّاس، وَأَثْبَت فِي المَجْلِسِ نَسَبَه عِنْد قَاضِي القُضَاةِ، وَبَدَأَ بِالبَيْعَةِ السُّلْطَانُ، ثُمَّ الكِبَارُ عَلَى مَرَاتِبِهِم، وَنُقِشَ اسْمُهُ عَلَى السِّكَّةِ، وَلُقِّبَ بِلَقَبِ أَخِيْهِ. قَالَ قُطْب الدِّيْنِ البَعْلِيُّ: وَفِي شَعْبَانَ رَسَمَ الخَلِيْفَةُ بِعَمَلِ خِلْعَةٍ لِلسُّلطَانِ وَبِكِتَابَة تَقليدٍ، وَنُصِبَتْ خَيْمَةٌ بِظَاهِرِ مِصْر، وَركب المُسْتَنْصِر وَالظَّاهِر إِلَيْهَا فِي رَابع شَعْبَان، وَحضرَ القُضَاة وَالأُمَرَاء وَالوَزِيْر، فَأَلبسَ الخَلِيْفَةُ السُّلْطَانَ الخِلْعَة بِيَدِهِ، وَطَوَّقَهُ وَقَيَّدَهُ، وَنُصِبَ مِنْبَرٌ صعد عليه فخر الدين ابن لقمن كَاتِب السِّرِ، فَقَرَأَ التَّقْلِيد الَّذِي أَنشَأَه، ثُمَّ ركب السُّلْطَانُ بِالخِلْعَة وَدَخَلَ مِنْ بَاب النَّصْر، وَزُيِّنَت القَاهِرَة، وَحَمَلَ الصَّاحِبُ التّقليد عَلَى رَأْسه رَاكِباً وَالأُمَرَاءُ مشَاةٌ. قُلْتُ: ثُمَّ عَزَمَ المُسْتَنْصِر عَلَى التَّوجّه إِلَى بَغْدَادَ بِإِشَارَةِ السُّلْطَان وَإِعَانته، فَذَكَر ابْنُ عَبْدِ الظَّاهِر فِي "سِيْرَةِ المَلِكِ الظَّاهِرِ" أَنَّ السُّلْطَانَ قَالَ لَهُ: أَنفقت علَى الخَلِيْفَة وَالمُلُوْك الموَاصِلَة أَلفَ أَلفٍ وَسِتَّ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ. قَالَ قُطْب الدِّيْنِ البَعْلِيُّ: ثُمَّ سَارَ هُوَ وَالسُّلْطَان مِنْ مِصْرَ فِي تَاسِعَ عَشَرَ رَمَضَان، وَدخلاَ دِمَشْقَ فِي سَابعِ ذِي القَعْدَةِ، ثُمَّ سَارَ الخَلِيْفَةُ وَمَعَهُ صَاحِب المَوْصِل وَصَاحِب سِنْجَارَ بَعْد أَيَّام. قَالَ أَبُو شَامَةَ: نَزَلَ الخَلِيْفَة بِالتُّرْبَةِ النَّاصِرِيَّةِ، وَدَخَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ إِلَى جَامِع دِمَشْقَ، إِلَى المَقْصُوْرَةِ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَهُ السُّلْطَان فَصَلَّيَا وَخَرَجَا، وَمشيَا إِلَى نَحْو مَرْكُوب الخَلِيْفَة بِبَابِ البَرِيْد، ثُمَّ رَجَعَ السُّلْطَان إِلَى بَابِ الزِّيَادَة. قَالَ القُطْب: فَسَافر الخَلِيْفَة، وَصَاحِبُ المَوْصِلِ إِلَى الرّحبَة، ثُمَّ افْترقَا، ثُمَّ وَصل الخَلِيْفَة بِمَنْ مَعَهُ إِلَى مشْهد عَلِيّ، وَلَمَّا أَتُوا عَانَة وَجَدُوا بِهَا الحَاكِم فِي سَبْع مائَة نَفْسٍ، فَأَتَى إِلَى المُسْتَنْصِر وَبَايع، وَنَزَلَ فِي مُخيَّمِه مَعَهُ وَتَسَلَّمَ الخَلِيْفَة عَانَة، وَأَقطعهَا جَمَاعَةً، ثُمَّ وَصل إِلَى الحَدِيْثَة، فَفَتَحهَا أَهْلُهَا لَهُ، فَلَمَّا اتَّصل الخَبَرُ بِمقدمِ المَغُوْلِ بِالعِرَاقِ، وَبشحنَة بَغْدَاد سَارُوا فِي

خَمْسَة آلاَف، وَعَسْكَرُوا بِالأَنْبَار، وَنَهبُوا أَهْلَهَا وَقتلُوا وَسَارَ الخَلِيْفَة إِلَى هيت فَحَاصَرَهَا، ثُمَّ دخلهَا فِي آخِرِ ذِي الحِجَّةِ، وَنَهب ذِمَّتهَا، ثُمَّ نَزَلَ الدُّور، وَبَعَثَ طلاَئِعه فَأَتَوُا الأَنْبَارَ فِي ثَالِثِ المُحَرَّمِ سنَةَ سِتِّينَ، فَعَبَرَتِ التَّتَارُ فِي اللَّيْلِ فِي المَرَاكِبِ وَفِي المَخَائِضِ، وَالتَقَى مِنَ الغَدِ الجَمْعَانِ، فَانْكَسَرَ أَوَّلاً الشِّحنَةُ، وَوَقَعَ مُعْظَمُ أَصْحَابِهِ فِي الفُرَاتِ، ثُمَّ خَرَجَ كَمِيْنٌ لَهُم، فَهَرَبَتِ الأَعرَابُ وَالتُّرُكْمَانُ، فَأَحَاطَ الكَمِيْنُ بِعَسْكَرِ الخَلِيْفَةِ، فَحَمَلَ الخَلِيْفَةُ بِهِم، فَأَفرجَ لَهُم التَّتَار، وَنَجَا جَمَاعَة مِنْهُم الحَاكِم فِي نَحْو الخَمْسِيْنَ، وَقُتِلَ عِدَّةٌ، وَالظَّاهِر أَنَّ الخَلِيْفَة قُتِلَ، وَيُقَالُ: بَلْ سَلِمَ، وَأَضمرته البِلاَد، وَلَمْ يَصِحَّ، وَقِيْلَ: بَلْ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ ثَلاَثَة مِنَ التَّتَار وَقُتِلَ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي أَوَائِل المُحَرَّم كَهْلاً، وَبعدَ سَنَتَيْنِ بويع الحاكم بأمر الله أحمد.

المخزومي

5800- المخزومي: الإِمَامُ العَدْلُ المُحَدِّثُ ظَهِيْرُ الدِّيْنِ وَيُلَقَّبُ بِالقَاضِي المكرم أبو المعالي عبد الرحمن بن عَلِيِّ بنِ عُثْمَانَ بنِ يُوْسُفَ المَخْزُوْمِيُّ، المُغِيرِيُّ، المِصْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الشَّاهدُ. وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ. وَأَجَازَ لَهُ مِنْ بَغْدَادَ فَخْر النِّسَاءِ شُهْدَةُ، وَعَبْدُ الحَقِّ اليُوْسُفِيّ، وَمِنَ المَوْصِلِ خَطِيْبُهَا أَبُو الفَضْلِ الطُّوْسِيّ، وَمِنْ دِمَشْق الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ، وَمِنَ الثَّغْر أَبُو الطَّاهِرِ السلفي، وطائفة سواهم، كعيس الدُّوْشَابِيّ وَابْن شَاتيلَ، وَمُسْلِم بن ثَابِتٍ، وَأَبِي شَاكِر السَّقْلاَطُوْنِيّ. وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ بَرِّي، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ الرَّحْبِيّ، وَالبُوْصِيْرِيّ، وَالقَاسِمِ بن عساكر، والأثير ابن بُنَانٍ، وَعِدَّةٍ. وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَهُوَ مِنْ بَيْت رِيَاسَة وَجَلاَلَة. رَوَى عَنْهُ: المُنْذِرِيُّ وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَرُكْن الدِّيْنِ بَيْبَرْس القيمرِي، وَابْنُ العِمَادِيَّة، وَالتَّاج إِسْمَاعِيْل بن قُرَيْش، وَطَائِفَة. وَبِالإِجَازَةِ المُعَمَّرَة وَجيهيَة بِنْتُ أَبِي الحَسَنِ المُؤَدِّبِ. وَكَانَ دَيِّناً، كَثِيْرَ التِّلاَوَة، متنزهًا عن الخدم. وَهُوَ أَخُو القَاضِي حَمْزَةَ بنِ عَلِيٍّ الأَشْرَفِ. مَاتَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَدُفِنَ بِتُربَة آبَائِهِ بِالقرَافَةِ.

صاحب اليمن، المستعصم بالله

صاحب اليمن، المستعصم بالله: 5801- صاحب اليمن: السُّلْطَانُ المَلِكُ المَنْصُوْرُ نُوْرِ الدِّيْنِ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ رَسُوْل بن هَارُوْنَ بن أَبِي الفَتْحِ. قِيْلَ: إِنَّهُ مِنْ وَلدِ جَبَلَة بن الأَيْهَمِ الغَسَّانِيّ. تَملّك بِزَبِيْد، وَجَرَتْ لَهُ حُرُوْب وَسِيَرٌ، وَتَمَكَّنَ، وَكَانَ شُجَاعاً سَائِساً جَوَاداً مَهِيْباً، لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَلف مَمْلُوْك. وَقَدْ كَانَ الكَامِل جَهَّز مِنْ مِصْرَ عَسْكَراً فَقصدهُم المَنْصُوْر فَفَرُوا مِنْهُ، وَقِيْلَ: بَلْ كَتَبَ إِلَى أُمَرَاءِ العَسْكَر أَجوبَة فَظَفِرَ بِهَا مقدمهُم جغرِيل، فَخَافَ وَقفز أَمِيْرَانِ: فَيْرُوْز وَابْن بُرطاس إِلَى المَنْصُوْرِ. حَدَّثَنِي تَاج الدِّيْنِ عَبْد البَاقِي أَن مَمَالِيْك المَنْصُوْر قَتلُوْهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَسَلطنُوا ابْنَ أَخِيْهِ فَخْرَ الدِّيْنِ أَبَا بكر بن حسن، ولقبوه. بِالمُعَظَّمِ، فَلَمْ يَسْتَمرَّ ذَلِكَ، وَتَمَلَّكَ المُظَفَّرُ ابْنُ المقتول. 5802- المستعصم بالله 1: الخَلِيْفَةُ الشَّهِيْدُ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ ابْنُ المُسْتَنْصِرِ بِاللهِ مَنْصُوْرٍُ ابْنِ الظَّاهِرِ مُحَمَّدٍ ابْنِ النَّاصِرِ أَحْمَد ابْنِ المُسْتَضِيْءِ الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، البَغْدَادِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ. وَاستخلف سَنَة أَرْبَعِيْنَ يَوْم مَوْت أَبِيْهِ فِي عَاشر جُمَادَى الآخِرَة، وَكَانَ فَاضِلاً، تَالياً لِكِتَابِ اللهِ، مليح الكِتَابَة. خَتَمَ عَلَى ابْنِ النَّيَّار، فَأَكْرَمَهُ يَوْم الْخَتْم سِتَّة آلاَف دِيْنَار، وَبلغت الخِلَعُ يَوْمَ بيعته أزيد من ثلاث عَشَرَ أَلفَ خِلْعَةٍ. استَجَازَ لَهُ ابْنُ النَّجَّارِ المُؤَيَّد الطُّوْسِيَّ وَعَبْد المُعِزِّ الهَرَوِيّ، وَسَمِعَ مِنْهُ بِهَا شَيْخُه أَبُو الحَسَنِ ابْن النَّيَّار، وَحَدَّثَ عَنْهُ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: بِهَذِهِ الإِجَازَة فِي حيَاته الباذرائي، ومحيي الدين ابن الجوزي. وَكَانَ كَرِيْماً، حَلِيماً، دَيِّناً، سَلِيمَ البَاطِنِ، حَسَنَ الهَيْئَةِ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ بِمَرَاغَةَ وَلَدُه الأَمِيْرُ مُبَارَكٌ. قَالَ قُطْبُ الدِّيْنِ اليُوْنِيْنِيُّ: كَانَ مُتَدَيِّناً مُتمسِّكاً بالسُّنَّةِ كَأَبِيْهِ وَجَدِّهِ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ في حزم

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 63"، وشذرات الذهب "5/ 270-272".

أَبِيْهِ، وَتيقّظه، وَعُلُوِّ هِمْتِهِ، وَإِقدَامِهِ، وَإِنَّمَا قَدَّمُوْهُ عَلَى عَمِّهِ الخَفَاجِيّ لِمَا يَعلمُوْنَ مِنْ لِينهِ وَانْقِيَادِهِ وَضَعفِ رَأْيِه لِيَستَبِدُّوا بِالأُمُوْر. ثُمَّ إِنَّهُ اسْتَوْزَر المُؤَيَّد ابْنَ العَلْقَمِيّ الرَّافضِيّ، فَأَهْلك الحَرْثَ وَالنَّسْلَ، وَحَسَّن لَهُ جَمعَ الأَمْوَال، وَأَنَّ يَقتصِرَ على بعض العساكر، فقطع أكثرهم، وكان يعلب بِالحَمَّامِ، وَفِيْهِ حرص وَتوَانٍ. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ: عَاثت الخُوَارِزْمِيَّةُ بقُرَى الشَّامِ. وَصَالَحَتِ التَّتَارُ صَاحِبَ الرُّوْمِ عَلَى أَلفِ دِيْنَارٍ، وَفرس وَمَمْلُوْك وَجَارِيَة فِي كُلِّ نَهَارٍ، بَعْدَ أَنِ اسْتبَاحُوا قَيْصَرِيَّةَ. وَأُهْلِكَ قَاضِي القُضَاةِ بِدِمَشْقَ الرّفِيع الجِيْلِيّ. وَدَخَلت الفِرَنْج القُدْس، وَرشُّوا الخَمْرَ عَلَى الصَّخْرَةِ، وَذَبَحُوا عِنْدَهَا خِنْزِيْراً، وَكَسَرُوا مِنْهَا شقفة. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ: كَانَ حِصَارُ الخُوَارِزْمِيَّةِ عَلَى دِمَشْقَ فِي خدمَةِ صَاحِب مِصْر، وَاشتدَّ القَحط بِدِمَشْقَ ثُمَّ التَقَى الشَّامِيُّوْنَ وَمَعَهُم عَسْكَر مِنَ الفِرَنْج وَالمِصْرِيّون وَمَعَهُمُ الخُوَارِزْمِيَّةُ بَيْنَ عَسْقَلاَنَ وَغَزَّةَ، فَانْهَزَم الجمعَانِ، وَلَكِن حَصَدَتِ الخُوَارِزْمِيَّةُ الفِرَنْجَ فِي سَاعَةٍ ثُمَّ أَسرُوا مِنْهُم ثَمَانِي مائَةٍ. وَيُقَالُ: زَادت القَتْلَى عَلَى ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً. وَاندكَّ صَاحِب حِمْص، وَنُهِبَتْ خَزَائِنُه وَبَكَى، وَقَالَ: قَدْ علمت بِأَنَّا لاَ نُفلح لَمَّا سِرْنَا تَحْتَ الصُّلبَانِ، وَاشتدَّ الحصَارُ عَلَى دِمَشْقَ. وَجَاءت مِنَ الحَجّ أُمُّ المُسْتَعْصِم وَمُجَاهِد الدِّيْنِ الدُّوَيْدَار وَقيرَان، وَكَانَ وَفداً عَظِيْماً. وَمَاتَ الوَزِيْرُ ابْنُ النَّاقِدِ، فَوزرَ المُؤَيَّدُ ابْنُ العَلْقَمِيّ وَالأُسْتَاذُ دَارِيَة لِمُحْيِي الدِّيْنِ ابْنِ الجَوْزِيِّ. وَدَخَلت سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ: وَالحصَار عَلَى دِمَشْقَ وَتَعَثَّرت الرَّعِيَّة وَخَربت الحوَاضرُ، وَكَثُرَ الفنَاءُ، وَفِي الآخَرِ ترك البَلَدَ الصَّالِحُ إِسْمَاعِيْلُ، وَصَاحِبُ حِمْص، وَتَرَحَّلاَ إِلَى بَعْلَبَكَّ، وَدَخَلَ البَلَدَ مُعِيْنُ الدِّيْنِ حَسَنٌ ابْنُ الشَّيْخِ، وَحَكَمَ وَعَزل مِنَ القَضَاء مُحْيِي الدِّيْنِ ابْنَ الزَّكِيّ، وَوَلَّى صَدْر الدِّيْنِ ابْنَ سَنِيِّ الدَّوْلَة. وَجَاءَ رَسُوْلُ الخِلاَفَةِ ابْنُ الجَوْزِيِّ بِخِلَعِ السَّلْطَنَةِ لِلملكِ الصالح نجم الدين. وَفِيْهَا جَاءت فِرقَة مِنَ التَّتَار إِلَى بعقوبَا فَالتقَاهُم الدُّوَيْدَار، فَكسرهُم.

وَفِي ذِي القَعْدَةِ بلغت غرَارَة الْقَمْح بِدِمَشْقَ أَلْفاً وَمائتَيْ دِرْهَمٍ. وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ: عَاثَت الخُوَارِزْمِيَّة وَتَخَرّبت القُرَى، فَالتقَاهُم عَسْكَرُ حَلَبَ وَحِمْصَ، فَكُسرُوا شَرَّ كَسْرَةٍ عَلَى بُحَيْرَةِ حِمْصَ، وَقُتِلَ مُقَدَّمُهُم بَرَكَة خَان، وَحَار الصَّالِح إِسْمَاعِيْل فِي نَفْسِهِ، وَالْتَجَأَ إِلَى صَاحِبِ حَلَبَ. وَفِيْهَا خِتَانُ أَحْمَدَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَلَدِيِ الخَلِيْفَة وَأَخِيْهِ عليّ، فَمَنِ الوليمَة أَلفٌ وَخَمْسُ مائَةِ رَأْسِ شوَاءٍ. وَقَدِمَ رَسُوْلاَنِ مِنَ التَّتَار أَحَدهُمَا مِنْ بَركَة، وَالآخرِ مِنْ بايجُو، فَاجْتَمَعُوا بِابْنِ العَلْقَمِيّ، وَتعمّت الأَخْبَار. وَفِيْهَا أَخذتِ الفِرَنْجُ شَاطِبَةَ. وَفِي سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ: رَاح الصَّالِح إِلَى مِصْرَ، وَخلّف جَيْشَهُ يُحَاصِرُوْنَ عَسْقَلاَن وَطَبَرِيَة فَافْتَتَحُوهُمَا، وَحَاصَرَ الحَلَبِيُّوْنَ حِمْص أَشْهُراً، وتَعِبَ صَاحِبهَا الأَشْرَف فَسلَّمهَا، وَعُوِّضَ عَنْهَا بِتَلِّ بَاشِرَ فِي سَنَةِ سِتّ. وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ: هَجَمت الفِرَنْج دِمْيَاط فِي ربيع الأول، فهرب النَّاسُ مِنَ البَابِ الآخرِ، وَتَمَلَّكَهَا الفِرَنْج صَفْواً عَفْواً -نَعُوذ بِاللهِ مِنَ الخِذْلاَنِ، وَكَانَ السُّلْطَان بِالمَنْصُوْرَةِ، فَغَضِبَ عَلَى أَهْلِهَا، وَشَنَقَ سِتِّيْنَ مِنْ أَعيَانِ أَهْلهَا، وَذَاقُوا ذُلاً وَجوعاً، وَاسْتوحشَ العَسْكَر مِنَ السُّلْطَانِ، -وَقِيْلَ: هَمَّ مَمَالِيْكُه بِقَتْلِهِ، فَقَالَ نَائِبه فَخْرُ الدِّيْنِ ابْن الشَّيْخ: اصبِرُوا فَهُوَ عَلَى شفَا، فَمَاتَ فِي نِصْفِ شَعْبَانَ، وَأُخْفِيَ مَوْتُهُ إِلَى أَنْ أُحْضِرَ ابْنُهُ المُعَظَّمُ تُوْرَانْشَاه مِنْ حِصنِ كَيْفَا، فَلَمْ يَبْقَ إلَّا قَلِيْلاً وَقَتَلُوْهُ، وَكَانَتْ وَقْعَةُ المَنْصُوْرَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ، فَسَاقت الفِرَنْج إِلَى الدِّهْلِيْز، فَخَرَجَ نَائِب السّلطنَةِ فَخْرُ الدِّيْنِ ابْن الشَّيْخ وَقَاتَلَ فَقُتِلَ، وَانْهَزَم المُسْلِمُوْنَ وَعَظُمَ الخَطْبُ، ثُمَّ تَنَاخَى العَسْكَر وَكَرُّوا عَلَى العَدُوِّ فَطَحَنُوهُم، وَقَتَلُوا خَلْقاً، وَنَزَلَ النَّصْرُ. ثُمَّ فِي ذِي الحِجَّةِ كَانَ وُصُوْل المُعَظَّمِ، وَكَانَ نَوَى أَنْ يَفتك بِفَخْرِ الدِّيْنِ، لأَنَّه بَلَغَهُ أَنَّهُ رَامَ السَّلْطَنَةَ. وَاستهلّت سَنَةَ ثَمَانٍ: وَالفِرَنْج عَلَى المَنْصُوْرَةِ بِإِزَاء المُسْلِمِيْنَ، وَلَكِنهُم فِي ضَعْفٍ وَجُوْعٍ، وَمَاتَتْ خَيلهُم، فَعزم الفَرنسِيسُ عَلَى الرُّكوبِ ليلاً إِلَى دِمْيَاط، فَعَلِمَ المُسْلِمُوْنَ، وَكَانَتِ الفِرَنْج قَدْ عَملُوا جِسْراً عَظِيْماً عَلَى النِّيلِ، فَذَهلُوا عَنْ قطعه، فَدَخَلَ مِنْهُ المُسْلِمُوْنَ فَكَبَسُوهُم، فَالتَجَأَتِ الفِرَنْج إِلَى مُنْيَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، فأحاط بهم الجيش، وظفر أسطول المسلمين

بأسطولهم، وَغنمُوا مَرَاكِبَهُم، وَبَقِيَ الفَرنسيس فِي خَمْس مائَة فَارِسٍ وَخُذِلَ، فَطَلبَ الطّوَاشِي رشيد وَسَيْف الدِّيْنِ القيمرِي، فَأَتَوْهُ، فَطَلبَ أَمَاناً، فَأَمَّنَاهُ عَلَى أَنْ لاَ يَمرُّوا بِهِ بَيْنَ النَّاس، وَهَرَبَ جُمْهُوْرِ الفِرَنْج، وَتَبِعَهُم العَسْكَر، وَبقوا جُمْلَةً وَجُملَةً حَتَّى أُبِيْدت خَضْرَاؤُهُم، حَتَّى قِيْلَ: نَجَا مِنْهُم فَارِسَانِ، ثُمَّ غَرِقَا فِي البَحْر! وَغنم المُسْلِمُوْنَ مَا لا يعبر عنه. أَنْبَأَنِي الخَضِرُ بنُ حَمُّوَيْه، قَالَ: لَوْ أَرَادَ ملكهُم لنجَا عَلَى فَرَسِهِ وَلَكِنَّهُ حَمَى سَاقيه، فَأُسر هُوَ وَجَمَاعَة مُلُوْك وَكُنُوْد، فَأُحْصِي الأَسرَى فَكَانُوا نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ أَلْفاً، وَغَرِقَ وَقُتِلَ سَبْعَة آلاَف، وَكَانَ يَوْماً مَا سَمِعَ المُسْلِمُوْنَ بِمِثْلِهِ، وَمَا قُتِلَ مِنَ المُسْلِمِيْنَ نَحْو المائَة، وَاشْتَرَى الفرنسيسُ نَفْسه بِرَدِّ دِمْيَاط وَبِخَمْس مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ. وَجَاءَ كِتَابُ المُعَظَّم، وَفِيْهِ فِي أَول السّنَة ترك العَدُوّ خِيَامهُم، وَقَصَدُوا دِمْيَاطَ، فَعملَ السَّيْفُ فِيهِم عَامَّةَ اللَّيْلِ، وَإِلَى النَّهَار، فَقَتَلنَا مِنْهُم ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً غَيْرَ مَنْ أَلقَى نَفْسَهُ فِي المَاء، وَأَمَّا الأَسرَى فَحَدِّثْ عَنِ البَحْرِ وَلاَ حَرَجَ. وَفِي أَوَاخِرِ المُحَرَّم قتلُوا المُعَظَّم. وَفِيْهَا اسْتولَى صَاحِب حَلَب عَلَى دِمَشْقَ، ثُمَّ سَارَ ليَأْخُذَ مِصْرَ، وَهَزَمَ المِصْرِيّينَ، ثُمَّ تَنَاخَوْا وَهَزَمُوْهُ وَقتلُوا نَائِبَهُ. وَاستولَى لُؤْلُؤٌ عَلَى جَزِيْرَةِ ابْنِ عُمَرَ، وَقُتِلَ مَلِكُهَا فِي سَنَةِ تِسْعٍ. وَفِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ: أَغَارتِ التَّتَارُ عَلَى مَيَّافَارِقِيْنَ وَسروج، وَعَلَيْهِم كشلوخَان المَغُلِي. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ: أَخَذَ المُسْلِمُوْنَ صَيْدَا، وَهَرَبَ أَهْلُهَا إِلَى قَلعَتِهَا. وَفِيْهَا قَدَمت بِنْتُ عَلاَءِ الدِّيْنِ صَاحِب الرُّوْم، فَدَخَلَ بِهَا صَاحِبُ دِمَشْقَ الْملك النَّاصِرُ، فَكَانَ عُرْساً مَشْهُوْداً وَعُملت القِبَابُ، وَكَانَ الخُلْفُ وَاقِعاً بَيْنَ النَّاصِرِ وَبَيْنَ صَاحِبِ مِصْرَ المُعِزِّ، ثم بعد مدة وقع الصلح. وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ: كَانَ ظُهُوْرُ الآيَةِ الكُبْرَى -وَهِيَ النَّارُ- بِظَاهِرِ المَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ وَدَامت أَيَّاماً تَأْكُل الحجَارَةِ، وَاسْتغَاثَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ إِلَى اللهِ وَتَابُوا، وَبَكَوْا، وَرَأَى أَهْلُ مَكَّةَ ضَوْءهَا مِنْ مَكَّةَ، وَأَضَاءتْ لَهَا أَعْنَاقُ الإِبِل بِبُصْرَى، كَمَا وَعَدَ بِهَا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيْمَا صَحَّ عَنْهُ، وَكُسِفَ فِيْهَا الشَّمْسُ وَالقَمَرُ، وَكَانَ فِيْهَا الغَرَقُ العَظِيْمُ بِبَغْدَادَ، وَهَلَكَ خَلْقٌ مِنْ أَهْلِهَا، وَتَهدَّمتِ البُيُوْتُ، وَطَفَحَ المَاء عَلَى السُّوْر. وَفِيْهَا: سَارَ الطَّاغِيَة هُوْلاَكُو بنُ تولي بن جنكزخَان فِي مائَةِ أَلْفٍ، وافتتح حصن

الأَلموت، وَأَبَادَ الإِسْمَاعِيْلِيَّة، وَبَعَثَ جَيْشاً عَلَيْهِم باجونَوِين، فَأَخذُوا مَدَائِنَ الرُّوْمِ، وَذلَّ لَهُم صَاحِبهَا، وَقُتِلَ خَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَفِيْهَا: كَانَ حَرِيْق مَسْجِدِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَمِيْعِهِ فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ مِنْ مسرجَة القَيِّمِ، فَلله الأَمْرُ كُلُّهُ. وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ: مَاتَ صَاحِبُ مِصْرَ الملك المعز أيبك التركماني، قتلته زوجته شجر الدُّرِّ فِي الغِيْرَةِ، فَوُسِّطَت. وَجَرَتْ فِتْنَةٌ مَهُولَةٌ بِبَغْدَادَ بَيْنَ النَّاس وَبَيْنَ الرَّافِضَّةِ، وَقُتِلَ عِدَّة مِنَ الفَرِيْقَيْنِ، وَعَظُمَ البَلاَءُ، وَنُهِبَ الكَرْخُ، فَحنقَ ابْن العَلْقَمِيّ الوَزِيْرُ الرَّافضِيُّ، وَكَاتَبَ هُوْلاَكُو، وَطَمَّعَهُ فِي العِرَاق، فَجَاءت رُسُل هُوْلاَكُو إِلَى بَغْدَادَ، وَفِي البَاطِنِ مَعَهُم فَرمَانَات لِغَيْرِ وَاحِدٍ، وَالخَلِيْفَةُ لاَ يَدْرِي مَا يَتُم، وَأَيَّامُه قَدْ وَلّت، وَصَاحِب دِمَشْق شَابٌّ غرٌّ جبَانٌ، فَبَعَثَ وَلَدَهُ الطِّفْلَ مَعَ الحَافِظِيِّ بِتقَادمٍ وَتُحَفٍ إِلَى هُوْلاَكُو، فَخَضَعَ لَهُ، وَمِصْرُ فِي اضْطِرَابٍ بَعْدَ قَتلِ المُعِزِّ، وَصَاحِبُ الرُّوْمِ قَدْ هَرَبَ إِلَى بِلاَدِ الأَشكرِيِّ، فَتَمَرَّدَ هُوْلاَكُو وَتَجَبَّرَ، وَاسْتَوْلَى عَلَى المَمَالِكِ، وَعَاثَ جُندُه الكَفرَةُ يَقْتُلُوْنَ وَيَأْسرُوْنَ وَيَحرِقُوْنَ. وَدَخَلتْ سَنَةُ سِتٍّ: فَسَارَ عَسْكَرُ النَّاصِرِ وَعَلَيْهِم المُغِيْثُ ابْنُ صَاحِبِ الكَرَكِ لِيَأْخذُوا مِصْرَ، فَالتقَاهُمُ المُظَفَّرُ قُطُزُ، وَهُوَ نَائِبٌ لِلْمَنْصُوْرِ عَلِيٍّ وَلَدِ المُعِزّ بِالرَّملِ، فَكَسَرهُم، وَأَسَرَ جَمَاعَةَ أُمَرَاءَ، فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُم. وَأَمَّا هُوْلاَكُو، فَقصدَ بَغْدَادَ فَخَرَجَ عَسْكَرُهَا إِلَيْهِ فَانكَسَرُوا، وَكَاتَبَ لُؤْلُؤٌ صَاحِبُ المَوْصِلِ وَابْنُ صلاَيَا متولي إربل والخليفة سِرّاً يَنْصَحَانِه، فَمَا أَفَادَ، وَقُضِيَ الأَمْرُ، وَأَقْبَلَ هُوْلاَكُو فِي المَغُوْلِ وَالتُّركِ وَالكُرْجِ وَمَددٍ مِنِ ابْنِ عَمِّهِ بَرَكَةَ وَمَددٍ مِنْ عَسْكَرِ لُؤْلُؤٍ عَلَيْهِم ابْنُه الملكُ الصَّالِحُ، فَنَزَلُوا بِالجَانبِ الغَربِيِّ، وَأَنشَأَوا عَلَيْهِم سُوراً، وَقِيْلَ: بَلْ أَتَى هُوْلاَكُو البلدَ مِنَ الجَانبِ الشَّرْقِيِّ، فَأَشَارَ الوَزِيْرُ عَلَى الخَلِيْفَةِ بِالمدَارَاةِ، وَقَالَ: أَخرُجُ إِلَيْهِ أَنَا، فَخَرَجَ، وَاسْتوثَقَ لِنَفْسِهِ وَردَّ، فَقَالَ: القَانُ رَاغِبٌ فِي أَنْ يُزوِّج بِنْتَهُ بِابْنِكَ أَبِي بَكْرٍ، وَيُبْقَي لَكَ مَنصِبَك كَمَا أَبْقَى صَاحِبَ الرُّوْم فِي مَمْلَكتِه مِنْ تَحْتِ أَوَامرِ القَانِ، فَاخرُجْ إِلَيْهِ، فَخَرَجَ فِي كُبَرَاءِ دَوْلَتِه لِلنِّكَاحِ يَعْنِي، فَضَرَبَ أَعْنَاق الكُلِّ بِهَذِهِ الخَديعَةِ، وَرُفِسَ المُسْتَعْصِمُ حَتَّى تلف، وَبَقِيَ السَّيْفُ فِي بَغْدَادَ بَضْعَةً وَثَلاَثِيْنَ يَوْماً، فَأَقلُّ مَا قِيْلَ: قُتلَ بِهَا ثَمَانُ مائَةِ أَلْفِ نَفْسٍ، وَأَكْثَرُ مَا قِيْلَ: بَلَغُوا أَلفَ أَلفٍ وَثَمَانِ مائَةِ أَلْفٍ، وَجَرَتِ السُّيُولُ مِنَ الدِّمَاءِ، فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ.

ثُمَّ بَعْدَ ذَهَابِ البلدِ وَمَنْ فِيْهِ إلَّا اليَسِيْرَ، نُودِيَ بِالأَمَانِ، وَانعكسَ عَلَى الوَزِيْرِ مَرَامُه، وَذَاقَ ذُلاًّ وَوَيلاً، وَمَا أَمهلَهُ اللهُ. وَمِنَ القَتْلَى مُجَاهِدُ الدِّيْنِ الدُّوَيْدَارُ وَالشَّرَابِيُّ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ أُسْتَاذُ الدَّارِ، وَبَنُوهُ، وَقُتِلَ بَايْجُو نَوِيْنَ نَائِبُ هولاكو، اتهمه بمكاتبة الخليفة، وَرجع هُوْلاَكُو بِالسَّبْيِ وَالأَمْوَال إِلَى أَذْرَبِيْجَانَ، فَنَزَلَ إِلَى خِدْمَتِه لُؤْلُؤٌ، فَخلعَ عَلَيْهِ، وَردَّه إِلَى المَوْصِلِ، وَنَزَلَ إِلَيْهِ ابْنُ صلاَيَا، فَضَرَبَ عُنُقَه، وَبَعَثَ عَسْكَراً حَاصرُوا مَيَّافَارِقِيْنَ، وَبَعَثَ رَسُوْلاً إِلَى النَّاصِرِ وَكِتَابُه: خِدْمَة ملك نَاصِر طَالَ عُمُرُهُ إِنَّا فَتحنَا بَغْدَادَ، وَاسْتَأْصلنَا مَلِكَهَا وَمُلْكَهَا وَكَانَ ظَنَّ إِذْ ضنَّ بِالأَمْوَالِ وَلَمْ يُنَافس فِي الرِّجَالِ أَن ملكه يَبْقَى عَلَى ذَلِكَ الحَال، وَقَدْ علاَ قدرُه وَنَمَى ذِكْرُهُ، فَخُسف فِي الكَمَال بَدرُه: إِذَا تَمَّ أَمرٌ بَدَا نَقصُهُ ... تَوقَّعْ زَوَالاً إِذَا قِيْلَ تَمّ وَنَحْنُ فِي طَلَبِ الازْدِيَادِ عَلَى مَمرِّ الآبَادِ، فَأَبدِ مَا فِي نَفْسِك، وَأَجِبْ دَعْوَةَ ملكِ البَسيطَةِ تَأْمنْ شَرَّه، وَتَنَلْ بِرَّهُ، وَاسْعَ إِلَيْهِ وَلاَ تُعوِّقْ رَسُوْلنَا وَالسَّلاَمُ. ذَكرَ جَمَالُ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بنُ رَطْلَيْن الحَنْبَلِيُّ، قَالَ: جَاءَ هُوْلاَكُو فِي نَحْوِ مائَتَيْ أَلْفٍ، ثُمَّ طَلبَ الخَلِيْفَةَ، فَطَلَعَ مَعَهُ القُضَاةُ وَالأَعيَانُ فِي نَحْوٍ مِنْ سَبْعِ مائَةِ نَفْسٍ، فَمُنعُوا، وَأُحضرَ الخَلِيْفَةُ وَمَعَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ كَانَ أَبِي مِنْهُم، وَضَرَبَ رِقَابَ سَائِرِ أُوْلَئِكَ، فَأُنْزِلَ الخَلِيْفَةُ فِي خَيمَةٍ وَالسَّبْعَةَ عَشَرَ فِي خَيمَةٍ، قَالَ أَبِي: فَكَانَ الخَلِيْفَةُ يَجِيْءُ إِلَيْنَا فِي اللَّيْلِ، وَيَقُوْلُ: ادعُوا لِي، قَالَ: فَنَزَلَ عَلَى خَيمَتِه طَائِرٌ، فَطَلَبَهُ هُوْلاَكُو، فَقَالَ: أَيش عَملُ هَذَا الطَّائِرِ؟ وَمَا قَالَ لَكَ? ثُمَّ جَرَتْ لَهُ مُحَاوَرَةٌ مَعَهُ، وَأَمرَ بِهِ وَبِابْنِه أَبِي بَكْرٍ، فَرُفِسَا حَتَّى مَاتَا، وَأَطلَقُوا السَّبْعَةَ عشر وأعطوهم نشابة، فقتل منهم اثنان، وَأَتَى البَاقُوْنَ دُورَهُم فَوَجَدُوهَا بَلاَقعَ، فَأَتيتُ أَبِي المغيثية، فَوَجَدتُه مَعَ رِفَاقِه، فَلَمْ يَعرِفْنِي أَحَدٌ مِنْهُم، وَقَالُوا: مَا تُرِيْدُ? قُلْتُ: أُرِيْدُ فَخْرَ الدِّيْنِ ابْنَ رَطْلَيْن، وَقَدْ عَرَفْتُهُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ: مَا تُرِيْدُ مِنْهُ? قُلْتُ: أَنَا وَلدُهُ، فَنَظَرَ فَلَمَّا تَحَقَّقنِي، بَكَى وَكَانَ مَعِي قَلِيْلُ سِمْسِمٍ فَتركتُه بَيْنَهُم. وَعَمِلَ ابْنُ العَلْقَمِيِّ عَلَى تَركِ الجُمُعَاتِ، وَأَنْ يَبنِيَ مَدْرَسَةً عَلَى مَذْهَبِ الرَّافِضَّةِ، فما بلغ أمله، وأقيمت الجمعيات. وَحَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كَانَ قَدْ مَشَى حَالُ الخَلِيْفَةِ بِأَنْ يَكُوْنَ لِلتَّتَارِ نِصْفُ دَخْلِ العِرَاقِ، وَمَا بَقِيَ شَيْءٌ، أَنْ يَتم ذَلِكَ، فَقَالَ ابْنُ العَلْقَمِيّ: بَلِ المَصْلحَةُ قَتْلُه، وَإِلاَّ فَمَا يَتم لَكُم مُلك العِرَاق.

قُلْتُ: قَتلُوْهُ خنقاً. وَقِيْلَ: رَفساً. وَقِيْلَ: غمّاً فِي بِسَاطٍ، وَكَانُوا يُسمُّونَهُ: الأَبْلَهَ. وَأَنْبَأَنِي الظَّهِيْرُ الكَازَرُوْنِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ": أَنَّ المُسْتَعْصِمَ دَخَلَ بَغْدَادَ بَعْدَ أَنْ خَرَجَ إِلَى هُوْلاَكُو، فَأَخَرَجَ لَهُ الأَمْوَالَ، ثُمَّ خَرَجَ فِي رَابِعِ صَفَرٍ، وَبُذِلَ السَّيْفُ فِي خَامِسِ صَفَرٍ. قَالَ: وَقُتِلَ المُسْتَعْصِمُ بِاللهِ يَوْم الأَرْبعَاء رَابِعَ عَشَرَ صَفَرٍ، فَقِيْلَ: جُعِلَ فِي غرَارَةٍ وَرُفس إِلَى أَنْ مَاتَ -رَحِمَهُ اللهُ، وَدُفِنَ وَعُفِي أَثره، وَقَدْ بلغَ سِتّاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. قَالَ: وَقُتِلَ ابْنَاهُ أَحْمَدُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَبَقِيَ وَلدُهُ مُبَارَكٌ، وفاطمة، وخديجة، ومريم في أسر التتار. قُلْتُ: وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ إِلَى اليَوْمِ بِأَذْرَبِيْجَانَ، وَانقطعتِ الإِمَامَةُ العَبَّاسِيَّةُ ثَلاَثَ سِنِيْنَ وَأَشْهُراً بِمَوْتِ المُسْتَعْصِمِ، فَكَانَتْ دَوْلَتُهُم مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ، إِلَى سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فَذَلِكَ خَمْسُ مائَةٍ وَأَرْبَعٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَللهِ الأَمْرُ.

الجواد

5803- الجواد 1: السُّلْطَانُ المَلِكُ الجَوَادُ مُظَفَّرُ الدِّيْنِ يُوْنُسُ بنُ مَمْدُوْدٍ ابْنِ السُّلْطَانِ المَلِكِ العَادِلِ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَيُّوْبَ الأَيُّوْبِيُّ. نَشَأَ فِي خِدمَةِ عَمِّهِ الكَامِلِ، فَوَقَعَ بَيْنَهُمَا، فَتَأَلَّمَ، وَجَاءَ إِلَى عَمِّهِ المعظم، فأكرمه، ثم عاد إلى مصر، وأصلح هُوَ وَالكَامِلُ، وَلَمَّا تُوُفِّيَ الأَشْرَفُ، جَاءَ الكَامِلُ وَمَعَهُ هَذَا، ثُمَّ مَاتَ الكَامِلُ، فَمَلَّكُوا الجَوَادَ دِمَشْقَ. وَكَانَ جَوَاداً مُبَذِّراً لِلْخَزَائِن، قَلِيْلَ الحَزْمِ، وَفِيْهِ مَحبَّةٌ لِلصَّالحينَ، وَالتفَّ حَوْلَهُ ظَلَمَةٌ، ثُمَّ تَزَلْزَلَ أَمرُهُ، فَكَاتَبَ الملكَ الصَّالِحَ أَيُّوْبَ ابْنَ الكَامِلِ صَاحِبَ سِنْجَارَ وَغَيْرَهَا، فَبَادَرَ إِلَيْهِ وَأَعْطَاهُ دِمَشْقَ وَعَوَّضَهُ بِسِنْجَارَ وَعَانَةَ فَخَابَ البَيْعُ، فَذَهَبَ إِلَى الجَزِيْرَةِ، فَلَمْ يَتِمَّ لَهُ أَمرٌ، وَأُخِذت منه سِنْجَارُ، وَبَقِيَ فِي عَانَة حَزِيناً، فَتركهَا وَمَضَى إِلَى بَغْدَادَ فَبَاع عَانَةَ لِلمُسْتَنْصِر بِمَالٍ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى الملكِ الصَّالِح أَيُّوْبَ فَمَا أَقْبَل عَلَيْهِ، وَهَمَّ بِاعْتقَالِه فَفَرَّ إِلَى الكَرَكِ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ النَّاصِرُ، ثُمَّ هَرَبَ مِنْ مَخَالِيبِهِ، فَقَدم على صاحب دمشق يومئذ الصلاح إِسْمَاعِيْلَ عَمِّه، فَمَا بشَّر بِهِ، وَتَرَاجَمَتْهُ الأَحْوَالُ، فَقصدَ الفِرَنْجِيَّ ملكَ بَيْرُوْتَ، فَأَكرمُوْهُ وَحضر مَعَهُم وَقْعَةَ قلنسوَةَ مِنْ عَملِ نَابُلُسَ، قتلُوا بِهَا أَلفَ مُسْلِم -نَعُوذ بِاللهِ مِنَ الْمَكْر وَالخزي، ثُمَّ تَحَيَّل عَمُّه الصَّالِح إِسْمَاعِيْل عَلَيْهِ، وَذَهَبَ إِلَيْهِ ابْن يغمور، فَخدعه، وَجَاءَ فَقَبَضَ عَلَيْهِ الصَّالِح، فَسَجَنَهُ بِعَزّتَا. وَقِيْلَ: إِنَّ الجَوَادَ لَمَّا تَسَلطنَ، التَقَى هُوَ وَالنَّاصِرُ دَاوُدُ بِظهْر حِمَار، فَانْهَزَم دَاوُدُ، وَأَخَذَ الجَوَادُ خَزَائِنه، وَدَخَلَ دَارَ المُعَظَّم الَّتِي بِنَابُلُسَ، فَاحتَوَى عَلَى مَا فِيْهَا، وَكَانَ بِمِصْرَ قَدْ تَمَلَّكَ العَادلُ وَلدُ الكَامِلِ، فَنفذ يَأْمر الجَوَادَ بِردِّ بِلاَده إِلَيْهِ، وَأَنْ يردّ إِلَى دِمَشْقَ، فَرَدَّ إِلَيْهَا، وَدَخَلَهَا فِي تَجمُّلٍ زَائِدٍ، وَزَيَّنُوا البَلَد، وَكَانَ يُخطبُ لَهُ بَعْد ذِكْرِ العَادلِ ابْنِ عَمِّهِ، مَضَى هَذَا، ثُمَّ إِنَّ الفِرَنْج أَلَحُّوا عَلَى الصَّالِحِ، وَكَانَ مُصَافِياً لَهُم، فِي إِطلاَقِ الجَوَادِ، وَقَالُوا: لاَ بُدَّ لَنَا مِنْهُ، وَكَانَتْ أُمُّه إِفرَنْجيَةً -فِيْمَا قِيْلَ، فَأَظهر لَهُم أَنَّهُ قَدْ تُوُفِّيَ، فَقِيْلَ: خَنَقهُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَحُمِلَ، فَدُفِنَ عِنْدَ المُعَظَّمِ بِسَفحِ قَاسِيُوْنَ، سامحه الله تعالى.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 348"، وشذرات الذهب "5/ 212".

صاحب تونس، صاحب الغرب

صاحب تونس، صاحب الغرب: 5804- صاحب تونس: المَلِكُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى ابْنُ الأَمِيْرِ عَبْدِ الواحد ابن الشيخ عمر الهنتاني، الموحدي. كَانَ أَبُوْهُ متولِّياً لِمَدَائِنِ إِفْرِيْقِيَةَ لآلِ عَبْدِ المُؤْمِنِ، فَمَاتَ وَوَلِيَ بَعْدَهُ الأَمِيْرُ عَبُّو، فَولِي مُدَّةً، ثُمَّ تَوثَّب عَلَيْهِ يَحْيَى هَذَا، وَاسْتَوْلَى عَلَى إِفْرِيْقِيَة وَتَمَكَّنَ، وَامتدت دَوْلَته بِضْعاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَاشْتَغَل عَنْهُ بَنُوْ عَبْد المُؤْمِنِ بِأَنْفُسِهِم، وَقَوِيَ أَيْضاً عَلَيْهِم يَغَمْرَاسَنُ صَاحِبُ تِلِمْسَانَ. مَاتَ الْملك يَحْيَى بِمدينَةِ بُوْنَةَ مِنْ إِفْرِيْقِيَة، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقِيْلَ: بَعْدَ ذَلِكَ سَنَةَ تِسْعٍ. وَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنه. وَهِيَ مَمْلَكَةٌ كَبِيْرَةٌ فِي قدرِ مَمْلَكَةِ اليَمَن بَلْ أَكْبَر، وَعَسْكَره نَحْوٌ مِنْ سَبْعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ، وَسُلْطَانهَا اليَوْمَ هُوَ أَبُو بَكْرٍ الهَنْتَانِيُّ أَحَد الشُّجعَانِ مُصَالِحٌ لِلسُّلْطَانِ أَبِي الحَسَنِ المريني ومصاهر له. 5805-صاحب الغرب 1: السُّلْطَانُ السَّعِيْدُ، وَيُقَالُ لَهُ: المُعْتَضِدُ بِاللهِ، -عَلِيُّ ابن المأمون إدريس بن يعقوب المؤمني. تَملَّكَ المَغْرِبَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ بَعْدَ أَخِيْهِ الرَّشِيْدِ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَكَانَ أَسوَدَ الجِلدَةِ. قُتِلَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فَقَامَ بَعْدَهُ المُرْتَضَى عُمَرُ بنُ أَبِي إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ الَّذِي خَرَجَ عَلَيْهِ أَبُو دَبوس، وَقتلَه سنة خمس وسين وست مائة. قال ابن خالكان: سَارَ السَّعِيْدُ، وَحَاصَرَ قَلْعَةً بِقُرْبِ تِلِمْسَانَ، وَقُتِلَ هناك على ظهر جواده.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "7/ 17، 18"، وشذرات الذهب "5/ 236".

الملك الصالح

5806- الملك الصالح 1: السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ المَلِكُ الصَّالِحُ نَجْمُ الدِّيْنِ أَبُو الفُتُوْحِ أَيُّوْبُ ابْنُ السُّلْطَانِ المَلِكِ الكَامِلِ مُحَمَّدِ ابْنِ العَادِلِ، وَأُمُّه جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ اسْمهَا "وَرْدُ المنى". مَوْلِدُه سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّ مائَةٍ، بِالقَاهِرَةِ. وَنَاب عَنْ أَبِيْهِ لَمَّا جَاءَ لِحصَارِ النَّاصِرِ دَاوُدَ، فَلَمَّا رَجَعَ انتقدَ أَبُوْهُ عَلَيْهِ أَشيَاءَ، وَمَالَ عَنْهُ إِلَى وَلَدِهِ الآخِر العَادلِ، فَلَمَّا اسْتولَى الكَامِل عَلَى آمدَ وَحصنِ كَيْفَا وَسِنْجَارَ سَلْطَنَ نَجْمَ الدِّيْنِ، وَجَعَلَهُ عَلَى هَذِهِ البِلاَد، فَبَقِيَ بِهَا إِلَى أَنْ جَاءَ وَتَمَلَّكَ دِمَشْقَ، ثُمَّ ساق إلى الغور فَوَثَبَ عَلَى دِمَشْقَ عَمُّه إِسْمَاعِيْل فَأَخَذَهَا، وَنَزَلَ عَسْكَر الكَرَكِ، فَأَحَاطُوا بِالصَّالِحِ، وَأَخَذوهُ إِلَى الكَرَكِ، ثُمَّ ذهب بِهِ النَّاصِرُ لَمَّا كَاتَبَهُ الأُمَرَاءُ الكَامِليَّةُ فَعَزَلُوا أَخَاهُ العَادلَ وَمَلَّكُوهُ، وَرَجَعَ النَّاصِر بِخُفَّي حُنَيْنٍ. قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: كَانَ لاَ يَجتمعُ بِالفُضَلاَءِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مُشَاركَةٌ، بِخلاَفِ أَبِيْهِ، وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ اصطَلَحَ الصَّالِحُ وَعَمُّه الصَّالِحُ عَلَى أَنَّ دِمَشْقَ لِعَمِّه، وَأَنْ يُقيم هُوَ وَالحَلَبِيُّوْنَ وَالحِمْصيون الخُطبَة لِلصَّالح نَجْمِ الدِّيْنِ، وَأَنْ يُبعَثَ إِلَيْهِ وَلدُهُ الملكُ المُغِيْثُ وَابْنُ أَبِي عَلِيٍّ وَمُجِيْرُ الدِّيْنِ ابْنُ أَبِي زكرِي، فَأَطلَقهُم عَمُّه، وَاتَّفَقتِ المُلُوْكُ عَلَى عَدَاوَةِ صَاحِبِ الكَرَكِ، وَبَعَثَ إِسْمَاعِيْلُ جَيْشاً يُحَاصرُوْنَ عَجلُوْنَ، وَهِيَ بِيَدِ النَّاصِرِ، ثُمَّ انْحلَّ ذَلِكَ لِورقَةٍ وَجَدَهَا إِسْمَاعِيْلُ مِنْ أَيُّوْبَ إِلَى الخُوَارِزْمِيَّةِ يَحَثُّهُم علَى المَجِيْءِ لِيُحَاصرُوا عَمَّه، فَحَبَسَ حِيْنَئِذٍ المُغِيْثَ وَصَالَحَ صَاحِبَ الكَرَكِ، وَاتَّفَقَ مَعَ صَاحِبِ حِمْصَ وَصَاحِبِ حَلَبَ وَاعتضدَ بِالفِرَنْجِ، فَأَقْبَلَ المِصْرِيُّونَ عَلَيْهِم بِيْبَرْسُ الصَّالِحيُّ البُنْدُقْدَارُ الكَبِيْرُ الَّذِي قَتلَه أُسْتَاذُه، وأعطى إسماعيل الفرنج بيت المقدس، وعمروا طبريا وَعَسْقَلاَنَ، وَوضَعَتِ الرُّهبَانُ قَنَانِي الخَمْرِ عَلَى الصَّخْرَةِ، وأبطل الأذان بِالحَرَمِ، وَعَدَّت الخُوَارِزْمِيَّةُ الفُرَاتَ فِي عَشْرَةِ آلاَفٍ، فَمَا مَرُّوا بِشَيْءٍ إلَّا نَهبُوْهُ، وَأَقْبَلُوا، فَهَرَبتِ الفِرَنْجُ مِنْهُم مِنَ القُدْسِ، فَقَتلُوا عِدَّةً مِنَ النَّصَارَى، وَهَدمُوا قُمَامَةَ، وَنَبشُوا عِظَامَ الموتَى، وَجَاءتْهُ الخِلَعُ وَالنَّفقَةُ مِنْ مِصْرَ، ثُمَّ سَارَ عَلَى الشَّامِيّينَ المَنْصُوْرُ صَاحِبُ حِمْصَ، وَوَافَتْهُ الفِرَنْجُ. قَالَ المَنْصُوْرُ: لَقَدْ قَصَّرتُ يَوْمَئِذٍ، وَعرفتُ أَنَّنَا لاَ نُفلِحُ بِالنَّصَارَى، فالَتَقَوْا. قَالَ: فَانْهَزَمَ الشَّامِيُّوْنَ، ثُمَّ جَاءَ جَيْشُ السُّلْطَانِ نَجْمِ الدِّيْنِ، وَعَلَيْهِم مُعِيْنُ الدين ابن

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 361"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 237".

الشَّيْخِ، وَمَعَهُ خِزَانَةُ مَالٍ فَنَازَلُوا دِمَشْقَ مُدَّةً، ثُمَّ أُخِذَتْ بِالأَمَانِ لِقلِّةِ مَنْ مَعَ صَاحِبِهَا، وَلِمُفَارقَةِ الحَلَبِيِّينَ لَهُ، فَتَرَكَهَا وَذَهَبَ إِلَى بَعْلَبَكَّ، وَحَصلَ لِلْخُوَارِزْمِيَةِ إِدلاَلٌ، وَطَمِعُوا فِي كِبَارِ الأَخبَازِ، فَلَمْ يَصِحَّ مَرَامُهُم، فَغَضِبُوا، وَنَابَذُوا، ثُمَّ حَلَفُوا لإِسْمَاعِيْلَ، وَجَاءَ تَقلِيدُ الخِلاَفَةِ لِلسُّلْطَانِ بِمِصْرَ وَالشَّامِ وَالشَّرْقِ وَلَبِسَ العِمَامَةَ وَالجُبَّةَ السَّوْدَاءَ. ثُمَّ إِنَّ الصَّالِحَ إِسْمَاعِيْلَ كَرَّ بِالخُوَارِزْمِيَّةِ إِلَى دِمَشْقَ وَنَازَلَهَا وما بها كبير عسكر، فكان بالقلعة رشد الخَادِمُ، وَبِالمَدِيْنَةِ حُسَامُ الدِّيْنِ ابْنُ أَبِي عَلِيٍّ، فَقَامَ بِحِفظِهَا وَاشتَدَّ بِهَا القَحطُ حَتَّى أَكَلُوا الجِيَفَ، حَتَّى قِيْلَ: إِنَّ رَجُلاً مَاتَ فِي الحَبْسِ، فَأَكلُوْهُ. وَجَرَتْ أُمُوْرٌ مُزعجَةٌ، ثُمَّ التَقَى الحَلَبِيُّوْنَ وَالخُوَارِزْمِيَّةُ، فَكُسرَتِ الخُوَارِزْمِيَّةُ، وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنْهُم، وَفَرَّ إِسْمَاعِيْلُ إِلَى حَلَبَ، فَبَعَثَ السُّلْطَانُ يَطلبُهُ مِنْ صَاحِبِهَا الملكِ النَّاصِرِ يُوْسُفَ، فَقَالَ: كَيْفَ يَلِيقُ أَنْ يَلتَجِئَ إِلَيَّ خَالُ أَبِي؟! فَأَسلمَه، سَارَ عَسْكَرٌ، فَأَخذُوا بَعْلَبَكَّ مِنْ أَوْلاَدِ إِسْمَاعِيْلَ، وَبُعِثَوا تَحْتَ الحَوطَةِ إِلَى مِصْرَ وَأَمِيْنُ الدَّوْلَةِ الوَزِيْرُ وَابْنُ يَغْمُوْرَ، فَحُبِسُوا، وَصَفتِ البِلاَدُ لِلسُّلْطَانِ، وَبَقِيَ صَاحِبُ الكَرَكِ كَالمَحْصُوْرِ، ثُمَّ رَضِي السُّلْطَانُ عَنْ فَخْرِ الدِّيْنِ ابْنِ الشَّيْخِ، وَأَطلَقَه وَجَهَّزَه فِي جَيْشٍ، فَاسْتولَى عَلَى بِلاَدِ النَّاصِرِ، وَخَرَّبَ قُرَى الكَرَكِ وَحَاصَرَه، وَقَلَّ نَاصِرُ النَّاصِرِ، فَعَمِلَ تِيْكَ القَصيدَةَ البَدِيْعَةَ يُعَاتِبُ السُّلْطَانَ: قُلْ لِلَّذِي قَاسَمْتُهُ مُلْكَ اليَدِ ... وَنَهَضْتُ فِيْهِ نَهْضَةَ المُتَأَسِّدِ عَاصَيْتُ فِيْهِ ذَوِي الحجَى مِنْ أُسرتِي ... وَأَطَعْتُ فِيْهِ مَكَارِمِي وَتَوَدُّدِي يَا قَاطِعَ الرَّحِمِ الَّتِي صِلَتِي بِهَا ... كُتِبَتْ عَلَى الفَلَكِ الأَثِيْرِ بِعَسْجَدِ إِنْ كُنْتَ تَقدَحُ فِي صرِيح منَاسبِي ... فَاصْبِرْ بِعرضكِ لِلَّهِيبِ المُرصَدِ عَمِّي أَبُوْكَ وَوَالِدِي عَمٌّ بِهِ ... يَعلو انتسَابُك كُلّ ملْك أَصْيدِ صَالاَ وَجَالاَ كَالأُسْوَدِ ضَوَارِياً ... وَارتد تيَّارُ الفُرَاتِ المُزْبِدِ دَعْ سَيْفَ مِقولِيَ البَلِيْغَ يَذُبُّ عَنْ ... أَعْرَاضِكُم بِفِرَنْدِهِ المُتَوَقِّدِ فَهُوَ الَّذِي قَدْ صَاغَ تَاجَ فَخَارِكُم ... بِمُفصَّلٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدِ يَا مُحرجِي بِالقَوْلِ وَاللهِ الَّذِي ... خضعتْ لِعزَّتِه جِباهُ السُّجَّدِ لَوْلاَ مَقَالُ الهُجْرِ مِنْكَ لَمَا بَدَا ... مِنِّي افْتخَارٌ بِالقرِيضِ المُنْشَدِ إِنْ كُنْتُ قُلْتُ خِلاَفَ مَا هُوَ شِيمتَي ... فَالحَاكِمُوْنَ بِمَسْمَعٍ وَبِمَشْهَدِ

ثُمَّ طَلبَ السُّلْطَانُ حُسَامَ الدِّيْنِ، وَاسْتنَابَه بِمِصْرَ، وَبَعَثَ عَلَى دِمَشْقَ جَمَالَ الدِّيْنِ ابْنَ مَطْرُوْحٍ، وَقَدِمَ الشَّامَ، فَجَاءَ إِلَى خِدْمَتِه صَاحِبُ حَمَاةَ المَنْصُوْرُ صَبِيٌّ وَصَاحِبُ حِمْصَ، وَرَجعَ إِلَى مِصْرَ مُتَمرِّضاً، وَأَعدمَ العَادِلُ أَخَاهُ سِرّاً، وَلَهُ ثَمَانٍ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَحَصلَ لَهُ قَرحَةٌ، وَمَرِضَ فِي أُنْثَيَيْهِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى دِمَشْقَ عَلِيلاً فِي مِحَفَّةٍ لَمَّا بَلَغه أَنَّ الحَلَبيينَ أَخَذُوا حِمْصَ، فَبَلَغَهُ حَركَةُ الفِرَنْجِ لِقَصدِ دِمْيَاطَ، فَرُدَّ فِي المحفة، ثم خيم بِأَشْمُوْنَ، وَأَقْبَلتِ الفِرَنْجُ مَعَ ريْذَا فرنس، فَأُملِيَتْ دِمْيَاطُ بِالذَّخَائِرِ، وَأُتْقِنت الشَّوَانِي، وَنَزَلَ فَخْرُ الدِّيْنِ ابْنُ الشَّيْخِ بِالجَيْشِ عَلَى جِيْزَةِ دِمْيَاطَ وَأَرسَتْ مَرَاكِبُ الفِرَنْجِ تلقَاءهُم فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، ثُمَّ طَلعُوا وَنَزَلُوا فِي البِرِّ مَعَ المُسْلِمِيْنَ وَوَقَعَ قِتَالٌ، فَقُتِلَ الأَمِيْرُ ابْنُ شَيْخِ الإِسْلاَمِ، وَالأَمِيْرُ الوَزِيْرِيُّ، فَتحوَّلَ الجَيْشُ إِلَى البَرِّ الشَّرْقِيِّ الَّذِي فِيْهِ دِمْيَاطُ، ثُمَّ تَقَهقَرُوا وَوَقَعَ عَلَى أَهْلِ دِمْيَاطَ خِذلاَنٌ عَجِيبٌ، فَهَرَبُوا مِنْهَا طُولَ اللَّيْلِ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ بِهَا آدَمِيٌّ، وَذَلِكَ بِسُوءِ تَدبِيْرِ ابْنِ الشَّيْخِ، هَرَبُوا لَمَّا رَأَوْا هَرَبَ العَسْكَرِ، وَعَرفُوا مَرضَ السُّلْطَانِ، فَدَخَلَتْهَا الفِرَنْجُ بِلاَ كُلفَةٍ، مَمْلُوْءةً خَيْرَاتٍ وَعُدَّةً وَمَجَانِيْقَ، فَلَمَّا عَلِمَ السُّلْطَانُ غَضبَ وَانزعجَ وَشَنقَ مِنْ مُقَاتِلِيهَا سِتِّيْنَ، وَردَّ فَنَزَلَ بِالمَنْصُوْرَةِ فِي قَصْرِ أَبِيْهِ وَنُودِيَ بِالنَّفِيرِ العَامِ، فَأَقْبَلَ خَلاَئِقُ مِنَ المُطوّعَةِ، وَنَاوَشُوا الفِرَنْجَ، وَأُيِسَ مِنَ السُّلْطَانِ. وَأَمَّا الكَرَكُ فَذَهَبَ النَّاصِرُ إِلَى بَغْدَادَ فَسَارَ وَلدُه الأَمْجَدُ إِلَى بَابِ السُّلْطَانِ وَسَلَّمَ الكَرَكَ إِلَيْهِ فَبَالغَ السُّلْطَانُ فِي إِكرَامِ أَوْلاَدِ النَّاصِرِ وَأَقطَعَهُم بِمِصْرَ. قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: كَانَ الملكُ الصَّالِحُ نجم الدين عزيز النفس أبيها، عفيفًا، حيبًا، طَاهِرَ اللِّسَانِ وَالذَّيْلِ، لاَ يَرَى الهَزلَ وَلاَ العَبَثَ، وَقُوْراً، كَثِيْرَ الصَّمْتِ، اقْتَنَى مِنَ التُّركِ ما لم يشتره ملك، حتى صاروا مُعْظَمَ عَسْكَرِهِ، وَرَجَّحَهُم عَلَى الأَكرَادِ وَأَمَّرَ مِنْهُم، وَجَعَلَهُم بِطَانَتَه وَالمُحِيطِيْنَ بِدِهلِيزِه، وَسَمَّاهُمُ البَحْرِيَّةَ. قُلْتُ: لِكَوْنِ التُّجَّارِ جَلَبُوهُم فِي البَحْرِ مِنْ بِلاَدِ القَفْجَاقِ. قَالَ ابْنُ وَاصِلٍ: حَكَى لِي حُسَامُ الدِّيْنِ ابْنُ أَبِي عَلِيٍّ أَنَّ هَؤُلاَءِ المَمَالِيْكَ مَعَ فَرطِ جَبَروتِهِم وَسَطوتِهِم، كَانُوا أَبلغَ مَنْ يَهَابُ السُّلْطَانَ، وَإِذَا خَرَجَ يُرعدُوْنَ مِنْهُ، وَأَنَّهُ لَمْ يَقعْ مِنْهُ فِي حَالِ غَضِبِه كَلمَةٌ قَبِيحَةٌ قَطُّ، وَأَكْثَرُ مَا يَقُوْلُ: يَا مُتَخَلِّفُ، وَكَانَ كَثِيْرَ البَاهِ بِجَوَارِيه، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فِي الآخِرِ سِوَى زَوْجَتَينِ الوَاحِدَةُ شَجَرُ الدُّرِّ، وَالأُخْرَى بِنْتُ العَالِمَةِ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ مَمْلُوْكِهِ الجُوْكَنْدَارِ، وَكَانَ إِذَا سَمِعَ الغِنَاءَ لَمْ يَتَزعزَعْ، لاَ هُوَ وَلاَ مَنْ فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ لاَ يَسْتَقلُّ أَحَدٌ مِنَ الكِبَارِ فِي دَوْلَتِه بِأَمرٍ، بَلْ يُرَاجع مَعَ الخُدَّامِ بِالقصص، فَيوقِّعُ هُوَ مَا يَعتمِدُهُ كُتَّابُ الإِنشَاءِ، وَكَانَ يُحبُّ أَهْلَ الفَضْلِ وَالدِّيْنِ، يُؤثرُ العُزلَةَ وَالانْفِرَادَ، لَكِنْ لَهُ نهمَةٌ فِي لَعِبِ الكُرَةِ، وَفِي

إنشاء البنية العَظِيْمَةِ. وَقِيْلَ: كَانَ لاَ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَنْ يُخَاطِبَه ابْتدَاءً. وَقِيْلَ: كَانَ فَصِيْحاً، حَسَنَ المُحَاوَرَةِ عَظِيْمَ السَّطوَةِ، تَعَلَّلَ وَوقَعَتِ الآكلَةُ فِي فَخِذِه، ثُمَّ اعتَرَاهُ إسهالٌ، فَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ بقَصْرِ المَنْصُوْرَة مُرَابِطاً، فَأَخفَوْا مَوْتَه، وَأَنَّهُ عَليلٌ حَتَّى أَقدمُوا ابْنَه المَلِكَ المُعَظَّمَ تُوْرَانْشَاهَ مِنْ حِصْنِ كَيْفَا، ثُمَّ نُقلَ، فَدُفِنَ بِتُربَتِهِ بِالقَاهِرَةِ، وَكَانَ بَنُوْ شَيْخِ الشُّيُوْخِ قَدْ تَرقَّوا لَدَيه، وَشَارَكوهُ فِي المَمْلَكَةِ، وَقَدْ غَضِبَ مُدَّةً عَلَى فَخْرِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ، ثُمَّ أَطْلَقَهُ وَصَيَّرَهُ نَائِبَ السَّلْطنَةِ؛ لِنُبلِهِ، وَكَمَالِ سُؤْدُدِهِ، وَكَانَ جَوَاداً مُحَبَّباً إِلَى النَّاسِ، إلَّا أَنَّهُ كَانَ يَتَنَاوَلُ النَّبِيذَ. وَلَمَّا مَاتَ السُّلْطَانُ عُيِّنَ فَخْرُ الدِّيْنِ لِلسَّلطنَةِ فَجَبُنَ ونهض بأعباء الأُمُوْرِ، وَسَاسَ الجَيْشَ، وَأَنفقَ فِيهِم مائَتَيْ أَلْفِ دينار، وأحضر توارنشاه، وسلطنه. ويقال: إن تورانشاه هم بقتله. واتفق حَركَةُ الفِرَنْجِ وَتَأَخُّرُ العَسَاكِرِ، فَرَكِبَ فَخْرُ الدِّيْنِ فِي السَّحَرِ، وَبَعَثَ خَلفَ الأُمَرَاءِ لِيَركَبُوا، فَسَاقَ في طلبه فدهمه طلب الداوية، فَحَملُوا عَلَيْهِ فَتفلَّلَ عَنْهُ أَجنَادُه، وَطُعنَ، وَقُتِلَ، وَنَهبتْ غِلمَانُه أَمْوَالَه وَخَيلَه، فَرَاحَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ. قَالَ ابْنُ عَمِّهِ سَعْدُ الدِّيْنِ: كَانَ الضَّبَابُ شَدِيداً فَطُعنَ وَجَاءتْه ضَربَةُ سَيْفٍ فِي وَجْهِهِ، وَقُتِلَ مَعَهُ جَمْدَارُه وَعِدَّةٌ، وَتَرَاجَعَ المُسْلِمُوْنَ فَأَوقَعُوا بِالفِرَنْجِ، وَقَتَلُوا مِنْهُم أَلْفاً وَسِتَّ مائَةِ فَارِسٍ، ثُمَّ خَنْدَقَتِ الفِرَنْجُ عَلَى نُفُوْسِهِم. قَالَ: وَأُخربَتْ دَارُ فَخْرِ الدِّيْنِ لِيَوْمِهَا، وَبِالأَمسِ كَانَ يَصطفُّ عَلَى بَابِهَا عصَائِبُ سَبْعِيْنَ أَمِيْراً. قُتِلَ: فِي رَابِعِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ، وَلَهُ خمس وستون سنة.

المعظم

5807- المعظم 1: السلطان الملك المعظم غياث الدين توارنشاه ابْنُ السُّلْطَانِ المَلِكِ الصَّالِحِ أَيُّوْبَ ابْنِ الكَامِلِ ابن العادل. وُلِدَ بِمِصْرَ، وَعَمِلَ نِيَابَةَ أَبِيْهِ، ثُمَّ تَمَلَّكَ بِحِصنِ كَيْفَا، وَآمدَ، وَتِلْكَ البِلاَدِ، وَكَانَ أَبُوْهُ لاَ يَختَارُ أَنْ يَجِيْءَ لَمَّا مَلكَ مِصْرَ، كَانَ لاَ يُعجبُه هَوَجُهُ وَلاَ طَيشُه، سَارَ لإِقدَامِه الأَمِيْرُ الفَارِسُ أَقْطَاي، وَسَافَرَ بِهِ يَتحَايدُ مُلُوْكَ الأَطرَافِ فِي نَحْوٍ مِنْ خَمْسِيْنَ فَارِساً عَلَى الفُرَاتِ وَعَانَةَ، ثُمَّ عَلَى أَطرَافِ السَّمَاوَةِ، وَعَطِشُوا فَدَخَلَ دِمَشْقَ، وَزُيِّنتْ لَهُ، ثُمَّ سَارَ مِنْهَا بَعْدَ شَهرٍ، فَاتَّفَقتْ كَسرَةُ الفِرَنْجِ عِنْدَ وُصُوْلِه، وَتَيمَّنَ النَّاسُ بِهِ، فَبدَا مِنْهُ حَركَاتٌ منفرة، وترك بحصن كيفا ابنه

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 364-372"، وشذرات الذهب "5/ 241، 242".

الملكَ المُوَحِّدَ صَبِيّاً، فَطَالَ عُمُرُه، وَاسْتَولَتِ التَّتَارُ عَلَى الحصنِ، فَبقِيَ فِي مَمْلَكَةٍ صَغِيرَةٍ حَقِيرَةٍ مِنْ تَحْتِ يَدِ التَّتَارِ إِلَى بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقَالَ لِي تَاجُ الدِّيْنِ الفَارِقِيُّ: عَاشَ إِلَى بَعْدَ الثَّمَانِيْنَ، وَتُوُفِّيَ بَعْدَهُ ابْنُه -يَعْنِي الملكَ الكَامِلَ ابْنَ المُوَحِّدِ- الَّذِي قَتلَه قَازَانُ سَنَةَ سَبْعِ مائَةٍ، وَأُقيمَ بَعْدَهُ ابْنُه الصَّالِحُ فِي رُتْبَةِ جُندِيٍّ، وَكَانَ السُّلْطَانُ يَقُوْلُ: توارنشاه مَا يَصلُحُ لِلمُلكِ. وَكَانَ حُسَامُ الدِّيْنِ ابْنُ أَبِي عَلِيٍّ يَلحُّ عَلَيْهِ فِي إِحضَارِه، فَيَقُوْلُ: أُحضِرُه لِيَقتلُوْهُ، فَكَانَ كَمَا قَالَ. قَالَ ابْنُ حَمُّوَيْه سَعْدُ الدِّيْنِ: لَمَّا قَدِمَ، طَالَ لِسَانُ كل خامل. وَوجدُوْهُ خَفِيفَ العَقْلِ سَيِّئَ التَّدْبِيْرِ، وَقَعَ بِخُبزِ فَخْرِ الدِّيْنِ لِلاَلاَهُ جَوْهَرٍ، وَتطلَّع الأُمَرَاء إِلَى أَنْ يُنفق فِيهِم كَمَا فَعلَ بِدِمَشْقَ، فَمَا أَعْطَاهُم شَيْئاً، وَكَانَ لاَ يَزَالُ يَتحرَّكُ كتفُه الأَيْمَنُ مَعَ نِصْفِ وَجهِه، وَيُكثر الولَعَ بِلِحيتِهِ، ومتى سكر ضرب الشموع بسيف، ويقال: هَكَذَا أَفْعَلُ بِمَمَالِيْكِ أَبِي، وَيَتَهَدَّدُ الأُمَرَاءَ بِالقَتلِ، فَتَنكَّرُوا لَهُ، وَكَانَ ذَكيّاً، قَوِيَّ المُشَاركَةِ، يَبحثُ، وَيَنْقلُ. قَالَ سِبْطُ الجَوْزِيِّ: كَانَ يَكُوْنُ عَلَى السِّمَاطِ بِدِمَشْقَ، فَإِذَا سَمِعَ فَقِيْهاً يَنقلُ مَسْأَلَةً صَاحَ: لاَ نُسَلِّمْ. وَاحتجبَ عَنْ أُمُوْرِ النَّاسِ وَانْهَمَكَ فِي الفَسَادِ بِالغِلمَانِ وَمَا كَانَ أَبُوْهُ كَذَلِكَ، وَيُقَالُ: تَعرَّضَ لِسرَارِي أَبِيْهِ، وَقَدَّمَ أَرذَال، وَوعد أَقطَاي بِالإِمْرَةِ فَمَا أَمَّرَه، فَغَضِبَ، وَكَانَتْ شَجَرُ الدُّرِّ قَدْ ذَهَبتْ مِنَ المَنْصُوْرَةِ إِلَى القَاهِرَةِ، فَمَا وَصلَ بَقِيَ يَتهدَّدُهَا وَيُطَالبُهَا بِالأَمْوَالِ، فَعَامَلتْ عَلَيْهِ، وَلَمَّا كَانَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَبَ عَلَيْهِ بَعْضُ البَحرِيَّةِ عَلَى السماط فضربه على يديه، قطع أَصَابعَه، فَقَامَ إِلَى البُرْجِ الخَشَبِ، وَصَاحَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا? قَالُوا: إِسْمَاعِيْلِيٌّ، قَالَ: لاَ وَاللهِ بَلْ مِنَ البَحْرِيَّةِ، وَاللهِ لأُفْنِيَنَّهُم، وَخَاطَ المُزَيِّنُ يَدَه فَقَالُوا: بُتُّوهُ وَإِلاَّ رُحنَا، فَشدُّوا عَلَيْهِ فَطَلَعَ إِلَى أَعْلَى البُرجِ، فَرَمَوُا البُرجَ بِالنفطِ وبالنشاب فَرمَى المِسْكِيْنُ بِنَفْسِهِ، وَعدَا إِلَى النِّيلِ وَهُوَ يَصيحُ: مَا أُرِيْدُ المُلكَ خَلُّونِي أَرجعْ إِلَى الحِصْنِ يَا مُسْلِمِيْنَ أَمَا فِيْكُم مَنْ يَصْطَنِعُنِي؟! فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَد، وَتعلّقَ بِذَيلِ أَقطَاي فَمَا أَجَارَه وَعَجِزَ، فَنَزَلَ فِي المَاءِ إِلَى حَلقِهِ، فَقُتِلَ فِي المَاءِ. وَكَانَ قَدْ نَزَلَ بِحِصْنِ كيفا ولده.

الملك الموحد عبد الله، الملك الصالح، الفارس أقطاي، المعز

الملك الموحد عبد الله، الملك الصالح، الفارس أقطاي، المعز: 5808- المَلِكُ المُوَحِّدُ عَبْدُ اللهِ: وَهُوَ مُرَاهِقٌ فَتَمَلَّكَ حِصنَ كَيْفَا مُدَّةً، وَجَاءهُ عِدَّةُ أَوْلاَدٍ. قَالَ لِي تَاجُ الدِّيْنِ الفَارِقِيُّ: رَأَيْتهُ مَربُوعاً، وَكَانَ شُجَاعاً، وَهُوَ تَحْتَ أَوَامرِ التَّتَارِ، تُوُفِّيَ بَعْدَ سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ ابْنٌ تَمَلَّكَ بَعْدَهُ بِالحِصنِ. قُلْتُ: وَلقَّبُوهُ بِالمَلِكِ الكَامِلِ، وَبَقِيَ إلى حدود سنة سبع مائة، ومات. ابْنُهُ: 5809- المَلِكُ الصَّالِحُ: فِي رُتْبَةِ جُندِيٍّ وَالأَمْرُ لِلتَّتَارِ، ثُمَّ إِنَّ هَذَا قَدِمَ الشَّامَ، وَذَهَبَ إِلَى خدمَةِ السُّلْطَانِ، فَمَا أُكرِمَ، ثُمَّ ردَّ إِلَى حِصنِ كَيْفَا فَتلقَّاهُ أَخٌ لَهُ ثُمَّ جَهَّزَ عَلَيْهِ مَنْ قَتَلَه، وَقُتِلَ وَلدُه، وَأَخَذَ مَوْضِعَه فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسَبْعِ مائَةٍ، نعم. وَأَمَّا المُعَظَّمُ المَقْتُولُ فَأُخْرِجَ مِنَ المَاءِ وَتُرِكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مُلقَىً حَتَّى انتفخَ. بَاشرَ قَتْلَهُ أَرْبَعَةٌ، ثُمَّ خطبُوا لأُمِّ خَلِيْلٍ شَجَرِ الدُّرِّ. وَقِيْلَ: ضَربَه البُنْدُقْدَارِيُّ بِالسَّيْفِ، وَقِيْلَ: اسْتغَاثَ بِرَسُوْلِ الخَلِيْفَةِ: يَا عَمِّي عِزَّ الدِّيْنِ أَدْرِكْنِي. فَجَاءَ، وَكَلَّمَهُم فِيْهِ، فَقَالُوا: ارْجِعْ، وَتَهَدَّدُوْهُ، ثُمَّ بَعْد أَيَّامٍ سَلطَنُوا المُعِزَّ التُّرُكْمَانِيَّ. وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ أَيْضاً قُتلَ صَاحِبُ اليَمَنِ السُّلْطَانُ نُوْرُ الدِّيْنِ عُمَرُ بنُ رَسُوْلٍ التُّرُكْمَانِيُّ؛ قَتلَه غِلمَانُه، وَسَلطَنُوا ابْنَه الملكَ المُظَفَّرَ يُوْسُفَ بنَ عُمَرَ، فَدَام فِي الملكِ بِضْعاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَفِي شَعْبَانِهَا: هُدِمتْ أَسوَارُ دِمْيَاطَ وَعَادتْ كَقَرْيَةٍ. وَأَمَّا: 5810- الفَارِسُ أَقْطَايُ: فَعظم، وَصَارَ نَائِبَ المَمْلَكَة لِلمعزِّ وَكَانَ بطلًا شجاعًا جوادًا، ملح الشَّكلِ، كَثِيْرَ التَّجَمُّلِ، أُبيعَ بِأَلفِ دِيْنَارٍ، وَأَقطع مِنْ جُمْلَة إِقطَاعِهِ الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَكَانَ طَيَّاشاً، ظلُوْماً، عَمَّالاً عَلَى السّلطنَةِ، بَقِيَ يَرْكُب فِي دست الْملك، وَلاَ يَلتفت عَلَى المُعِزّ، وَيَأْخذ مَا شَاءَ مِنَ الخَزَائِن، بِحَيْثُ إِنَّهُ قَالَ: اخْلُوا لِي القَلْعَة حَتَّى أَعمل عُرسَ بِنْت صَاحِب حَمَاة بِهَا، فَهَيَّأَ لَهُ المُعِزّ مَمْلُوْكَه قُطُزَ فَقَتَلَهُ، فَرَكبت حَاشيته نَحْو السَّبْع مائَة فَأُلْقِيَ إِلَيْهِمُ الرَّأْس وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وست مائة. 5811- المعز 1: السُّلطَانُ الملكُ المُعِزُّ عِزُّ الدُّنْيَا وَالدِّيْنِ أَيْبَكُ التركماني، الصالحي، الجاشنكير، صاحب مصر.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 3-41"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 267".

لَمَّا قَتلُوا المُعَظَّم، وَخطبُوا لأُمِّ خَلِيْل أَيَّاماً، وَكَانَتْ تُعَلِّم عَلَى المنَاشير، وَتَأْمُر وَتَنْهَى، وَيُخطَبُ لها بالسلطنة. وكان المعز أكبر الصالحة، وكان دينًا، وعاقلًا، سَاكِناً، كَرِيْماً، تَارِكاً لِلشرب. مَلَّكوهُ فِي أَواخِرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَتَزَوَّجَ بِأُمِّ خَلِيْلٍ، فَأَنِفَ مِنْ سَلطَنَتِه جَمَاعَةٌ، فَأَقَامُوا فِي الاسْم الملك الأشرف موسى ابن النَّاصِرِ يُوْسُفَ ابْنِ المَسْعُوْدِ أَطسزَ ابْنِ السُّلْطَانِ الملكِ الكَامِلِ وَلَهُ عشر سِنِيْنَ، وَذَلِكَ بَعْد خَمْسَة أَيَّام، فَكَانَ التَّوقيع يَبرزُ وَصُوْرتُه: رُسِمَ بِالأَمْرِ العَالِي السُّلطَانِي الأَشْرَفِيِّ وَالمَلِكِيِّ المُعِزِّيِّ. وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ وَالأُمُوْر بِيَدِ المُعِزِّ، وَكَاتَبَ عِدَّةٌ المُغِيْثَ الَّذِي بِالكَرَكِ، وَأَخَذُوا فِي الخُطبَة لَهُ، فَقَالَ المُعِزّ: نَادُوا أَنَّ الدِّيَار المِصْرِيَّة لِمَوْلاَنَا المُسْتَعْصِمِ بِاللهِ، وَأَنَّ المَلِكَ المُعِزَّ نَائِبُهُ، ثُمَّ جُدِّدَتِ الأَيْمَانُ، وَفَاجَأَهُم صَاحِبُ الشَّام الْملك النَّاصِرُ الحَلَبِيّ، فَالتَقَوا، وَكَادَ النَّاصِر أَنْ يَملِكَ، فَتنَاختِ الصَّالِحيَّةُ، وَحَمَلُوا فَكَسَرُوهُ، وَذَبَحُوا نَائِبَه لُؤْلُؤاً وَجَمَاعَةً. وَكَانَ فِي المُعِزِّ تَؤُدَةٌ وَمُدَارَاةٌ، بَنَى مَدْرَسَةً كَبِيْرَة، ثم إنه خطب ابنة بَدْرِ الدِّيْنِ صَاحِبِ المَوْصِلِ، فَغَارتْ أُمُّ خَلِيْلٍ فَقَتَلَتْهُ فِي حَمَّامٍ، وَثَبَ عَلَيْهِ سَنْجَرُ الجوجرِي وَخدَّام، فَأَمسكُوا عَلَى بيضِهِ فَتَلِفَ، وَقُطعتْ هِيَ نِصْفَيْنِ، وَقِيْلَ: بَلْ خُنِقَت وَلَمْ تُوسط، وَرُمِيت مَهتُوكَةً، وَصُلِب الجوجرِي وَالخدَام وَمَلَّكُوا وَلده الْملك المَنْصُوْر عَلِيَّ بنَ أَيْبَكَ وَلَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَصَيَّرُوا أَتَابَكَهُ عَلَمَ الدِّيْنِ الحَلَبِيَّ. عَاشَ المعز نيفًا وخمسين، سنة وَقُتِلَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَكَانَتْ شَجَرُ الدُّرِّ أُمُّ خَلِيْلٍ أُمَّ وَلَدٍ لِلصَّالِحِ ذَاتُ حُسنٍ وَظَرْفٍ وَدَهَاء وَعَقْلٍ، وَنَالت مِنَ العِزِّ وَالجَاهِ مَا لَمْ تَنَلْه امْرَأَةٌ فِي عَصرهَا، وَكَانَ مَمَالِيْك الصَّالِح يَخضعُوْنَ لَهَا وَيَرَوْنَ لَهَا، فَملَّكُوهَا بَعْد قَتْلِ المُعَظَّمِ أَزْيَدَ مِنْ شَهْرَيْنِ، وَكَانَ المُعِزُّ لاَ يقطع أمرًا دونها ولها عليه صولة، كانت جرِيئَةً وَقِحَةً قَتَلَت وَزِيْرَهَا الأَسْعَدَ وَقَدْ وَلَدَت بِالكَرَكِ مِنَ الصَّالِحِ خَلِيْلاً، فَمَاتَ صَغِيراً، وَكَانَ الصَّالِحُ يُحبُّهَا كَثِيْراً، وَكَانَتْ تَحْتجِرُ عَلَى المُعِزِّ فَأَنِفَ مِنْ ذَلِكَ. قِيْلَ: لَمَّا تَيقَّنَتِ الهَلاَكَ، أَخَذَتْ جَوَاهرَ مُثمَّنَةً وَدَقَّتْهَا فِي الهَاونِ. وَلَمَّا قَتلُوا الفَارِسَ أَقطَاياً، تَمَكَّنَ المُعِزُّ، وَاسْتقَلَّ بِالسَّلطنَةِ، وعزل الملك الأشرف، وأبطل ذكره، وبعث به إِلَى عَمَّاتِه القُطبِيَّاتِ، وَدَافَعَ مَمَالِيْكُ الصَّالِحِ عَنْ شَجَرِ الدُّرِّ، فَلَمْ تُقتَلْ إلَّا بَعْدَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِيْنَ يَوْماً، فَقُتِلَتْ وَرُمِيتْ مَهتُوكَةً. وَقِيْلَ: خُطِبَ لَهَا ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ، وَكَانَ المَنْصُوْرُ وَأُمُّه يُحرِّضَانِ عَلَى قَتلِهَا، فَقُتِلتْ فِي حَادِي عَشَرَ رَبِيْعٍ الآخِرِ، بَعْد مَقْتَلِ المُعِزِّ بِدُوْنِ الشَّهْرِ، وَدُفِنتْ بتربتها، بقرب قبر السيد نفيسة. وقيل: إنها أودعت أَمْوَالاً كَثِيْرَةً فَذَهَبت. وَكَانَتْ حَسَنَةَ السِّيْرَةِ، لَكِن هَلَكتْ بِالغِيرَةِ، وَكَانَ الخُطَبَاءُ يَقُوْلُوْنَ: وَاحفَظِ اللَّهُمَّ الحُرمَةَ الصَّالِحَةَ مَلِكَةَ المُسْلِمِيْنَ عِصْمَةَ الدُّنْيَا وَالدِّيْنِ أُمَّ خَلِيْلٍ المُسْتَعْصِمِيَّةَ صَاحِبَةَ السُّلْطَانِ الملكِ الصَّالِحِ. وَأَمَّا المَنْصُوْرُ عَلِيٌّ فَعُزلَ وَتَمَلَّكَ قُطزُ الَّذِي كسر التتار، فبعث بعلي وبأخيه قليج إلى بِلاَد الأَشكرِي، فَحَدَّثَنِي سَيْف الدِّيْنِ قليج هَذَا أَنْ أَخَاهُ تَنصَّرَ بِقُسْطَنْطِيْنِيَّةَ وَتَزَوَّجَ وَجَاءته أَوْلاَدٌ نَصَارَى، وَعَاشَ إِلَى نَحْوِ سَنَةِ سَبْعِ مائَةٍ، وسمي نفسه ميخائيل. قلت: نعوذ باله مِنَ الشَّقَاءِ، فَهَذَا بَعْدَ سَلْطَنَةِ مِصْرَ كَفَرَ وتعثر.

المظفر، الكامل

المظفر، الكامل: 5812- المظفر 1: السُّلْطَانُ الشَّهِيْدُ المَلِكُ المُظَفَّرُ سَيْف الدِّيْنِ قُطُزُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُعِزِّيُّ. كَانَ أَنبل مَمَالِيْك المُعِزّ، ثُمَّ صَارَ نَائِب السّلطنَة لوَلَده المَنْصُوْر. وَكَانَ فَارِساً شُجَاعاً، سَائِساً، دَيِّناً، مُحبَّباً إِلَى الرَّعِيَّةِ. هَزَمَ التَّتَار، وَطَهَّرَ الشَّام مِنْهُم يَوْم عَينِ جَالُوت، وَهُوَ الَّذِي كَانَ قَتَلَ الفَارِس أَقطَاي فَقُتل بِهِ، وَيَسْلَمُ لَهُ إِنْ شَاءَ اللهُ جِهَادُهُ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ ابْنُ أُخْتِ خُوَارِزْم شَاه جَلاَلِ الدِّيْنِ، وَإِنَّهُ حُرٌّ وَاسْمُهُ مَحْمُوْد بن ممدود. وَيُذكر عَنْهُ أَنَّهُ يَوْم عين جَالُوت لَمَّا أَن رَأَى انكشَافاً فِي المُسْلِمِيْنَ رَمَى عَلَى رأسه الخوذة وحمل، ونزل النصر. وكان شبًا أشقر، وافر الحية، تَامّ الشّكل، وَثَبَ عَلَيْهِ بَعْض الأُمَرَاء وَهُوَ رَاجع إِلَى مِصْرَ بَيْنَ الغُرَابِي وَالصَّالِحيَّة، فَقُتل فِي سَادِسَ عَشَرَ ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَمْ يَكملْ سَنَةً فِي السلطنة رحمه الله. 5813- الكامل: المَلِكُ الكَامِلُ الشَّهِيْدُ نَاصِرُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ ابنُ المَلِكِ المُظَفَّرِ شِهَابِ الدِّيْنِ غَازِي ابْنِ السُّلْطَانِ الملكِ العَادلِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ. تَملَّكَ مَيَّافَارِقِيْنَ وَغَيْرهَا بَعْد أَبِيْهِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَكَانَ شَابّاً، عَاقِلاً شُجَاعاً، مَهِيْباً، مُحسناً إِلَى رَعيَّتِهِ مُجَاهِداً، غَازِياً دَيِّناً تَقيّاً حَمِيْدَ الطريقة، حاصره عسكر

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 72-89"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 293".

هُولاَكو نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ شَهْراً حَتَّى فَنِي النَّاسُ جُوعاً وَوبَاء، حَتَّى لَمْ يَبْقَ بِالبَلَدِ سِوَى سَبْعِيْنَ رَجُلاً -فِيْمَا قِيْلَ، فَحَدَّثَنِي الشَّيْخ مَحْمُوْد بن عَبْدِ الكَرِيْمِ الفَارِقِيّ، قَالَ: سَار الكَامِل إِلَى قِلاعٍ بِنوَاحِي آمدَ فَأَخَذَهَا، ثُمَّ نَقل إِلَيْهَا أَهْلَه، وَكَانَ أَبِي فِي خِدْمَتِه، فَرحلَ بِنَا إِلَى قَلْعَةٍ مِنْهَا، فَعبرتِ التَّتَار عَلَيْنَا، فَاسْتَنْزلُوا أَهْل الْملك الكَامِل بِالأَمَان مِنْ قَلْعَة أُخْرَى، وَردُّوا بِهِم عَلَيْنَا، وَأَنَا صَبِيّ مُمِيِّز، وَحَاصرُوا مَيَّافَارِقِيْن أَشْهُراً، فَنَزَلَ عَلَيْهِم الثَّلج، وَهَلَكَ بَعْضهُم، وَكَانَ الكَامِل يَبرزُ إِلَيْهِم وَيُقَاتِلهُم، وَيُنْكِي فِيهِم فَهَابُوهُ، ثُمَّ بَنَوا عَلَيْهِم سُوراً بإزاء البلد، بأبرجة، ونفذت الأَقوَات، حَتَّى كَانَ الرَّجُلُ يَموت فَيُؤكل، وَوَقَعَ فِيهِمُ المَوْتُ، وَفتر عَنْهُم التَّتَارُ وَصَابَرُوهُم، فَخَرَجَ إِلَيْهِم غُلاَم أَوْ أَكْثَر وَجَلَوْا لِلتَّتَارِ أَمرَ البَلَدِ، فَمَا صَدَقُوا، ثُمَّ قَربُوا مِنْ السُّورِ وَبَقوا أَيَّاماً لاَ يَجسرُوْنَ عَلَى الْهُجُوم، فَدلَى إِلَيْهِم مَمْلُوْك لِلْكَامِل حِبالاً، فَطَلعُوا إِلَى السُّوْرِ فَبَقُوا أُسبوعاً لاَ يَجسرُوْنَ، وَبَقِيَ بِالبَلَدِ نَحْوُ التِّسْعِيْنَ بَعْد أُلوف مِنَ النَّاسِ، فَدَخَلتِ التَّتَارُ دَارَ الكَامِل وَأَمَّنوهُ، وَأَتَوا بِهِ هُولاَكو بِالرُّهَا، فَإِذَا هُوَ يَشرب الخَمْر، فَنَاول الكَامِلَ كَأْساً فَأَبَى وَقَالَ هَذَا حَرَامٌ، فَقَالَ لامْرَأَتِهِ: نَاوِلِيهِ فناولته فأبى وشتم وبصق -فيما قبل- فِي وَجهِ هُولاَكو. وَكَانَ الكَامِل مِمَّنْ سَارَ قَبْل ذَلِكَ وَرَأَى القَانَ الكَبِيْرَ، وَفِي اصطِلاَحِهِم مَنْ رَأَى وَجه القَان لاَ يُقتل، فَلَمَّا وَاجه هُولاَكو بِهَذَا اسْتشَاط غضباً وَقَتَلَهُ. ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ الكَامِلُ شَدِيدَ البَأْسِ، قَوِيَّ النَّفْسِ، لَمْ يَنقهر لِلتَّتَارِ بِحَيْثُ إِنَّهُم أَخَذُوا أَوْلاَده مِنْ حِصنِهِم، وَأَتَوهُ بِهِم إِلَى تَحْتَ سُورِ مَيَّافَارِقِيْنَ، وَكلَّمُوْهُ أَنْ يُسلِّم البَلَد بِالأَمَان فَقَالَ: مَا لَكُم عِنْدِي إلَّا السَّيْف. قُلْتُ: طِيفَ بِرَأْسِهِ بِدِمَشْقَ بِالطُّبولِ، وَعُلِّق عَلَى بَابِ الفَرَادِيْسِ، فلما انقلعوا، وجاء المظفر دفن الرَّأْس. وَكَانَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ قَدِمَ دِمَشْق مُسْتنجداً بِالنَاصِر فَبَالغ فِي إِكرَامه وَاحترَامِه، وَوعدَه بِالإِنجَادِ، وَرجع إِلَى مَيَّافَارِقِيْنَ وَقُتِلَ فِي سنة ثمان وخمسين رحمه الله.

العزيز، الملك المحسن، الناصر

العزيز، الملك المحسن، الناصر: 5814- العزيز 1: السُّلْطَانُ الْملك العَزِيْز غِيَاث الدِّيْنِ مُحَمَّد ابْنُ السُّلْطَانِ الملكِ الظَّاهِرِ ابْنِ السُّلْطَانِ الكَبِيْرِ صَلاَحِ الدين. ملَّكوهُ حَلَب بَعْد أَبِيْهِ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَع سِنِيْنَ، وَجَعَلَ أَتَابَكَهُ الطّوَاشِيَّ طُغْرِيْلَ، فَأَجَاز ذَلِكَ السُّلْطَان الْملك العَادل، لِمَكَانِ بِنْتِهِ الصَّاحبَةِ ضيفَة أُمّ العَزِيْز، وَكَانَ شَابّاً عَادِلاً شَفوقاً عَلَى الرَّعِيَّةِ مُتودِّداً لاَ بَأْسَ بِهِ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَملكُوا بَعْدَهُ ابْنَةَ النَّاصِر. وَفِيْهَا مَاتَ بِحَلَبَ عمه: 5815- الملك المحسن 2: المُحَدِّثُ الزَّاهِدُ العَالِم يَمِيْن الدِّيْنِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ ابنُ السُّلْطَان يُوْسُف بن أَيُّوْبَ. حَدَّثَ عَنْ ابْنِ صَدَقَة الحَرَّانِيّ، وَهِبَة اللهِ البُوْصِيْرِيّ، وَحَنْبَل، وَخَلْق، وَنسخ وَقَرَأَ وَحصل، وَكَانَ صَحِيْح- النَّقْل، مُتَوَاضِعاً، مفضلاً عَلَى أَهْلِ الحَدِيْثِ وَعَلَى الرواية يَتجمَّل بِهِ المُحَدِّثُونَ، وَقَدِ ارْتَحَلَ وَسَمِعَ بِمَكَّةَ من ابْن الحُصَرِيّ وَابْنِ البَنَّاء، وَبِبَغْدَادَ مِنْ عَبْدِ السَّلاَمِ الدَّاهِرِيِّ وَطَائِفَة. قَالَ الضِّيَاء: حصل المُحْسِنُ الكَثِيْرَ، وَانتفعَ الخَلقُ بِإِفَادَتِهِ، وَطَلَبَ الحَدِيْثَ عَلَى وَجهِهِ. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ ابْنُ الشِّيْرَازِيِّ أَحَد شُيُوْخِهِ، وَمَجْد الدِّيْنِ ابْن العَدِيْم، وَشيخُنَا سُنْقُر الزَّيْنِي. مَاتَ فِي المُحَرَّم، سَنَةَ أَرْبَعٍ. وَبَقِيَ أَخُوْهُ الصَّالِح أَحْمَد صَاحِب عَيْنتَابَ حيّاً إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ، وَأُمُّه أم ولد. 5816- الناصر 3: السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلاَحُ الدُّنْيَا وَالدِّينِ يُوْسُفُ ابْنُ الملكِ العَزِيْزِ مُحَمَّدِ ابنِ الملكِ الظَّاهِر غَازِي ابْنِ السُّلْطَانِ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أَيُّوْبَ صَاحِبُ حَلَبَ وَدِمَشْقَ. مَوْلِدُهُ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَملكه خالُه السُّلْطَان الْملك الكَامِل فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ رِعَايَةً لأُخْتِهِ الصَّاحِبَةِ جَدَّةِ النَّاصِرِ، فَدَبَّرَ دَوْلَتَهُ المقر شمس الدين لؤلؤ الأميني، وإقبال، والجمال القفطي الوزير،

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 297"، وشذرات الذهب "5/ 168". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 298"، وشذرات الذهب "5/ 162". 3 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1452"، والنجوم الزاهرة "7/ 203"، وشذرات الذهب "5/ 299".

وَالأُمُوْرُ كُلَّهَا مَنُوطَة بِالصَّاحبَةِ، وَتَوَجَّه رَسُوْلاً قَاضِي حَلَب زَيْن الدِّيْنِ ابْن الأُسْتَاذ إِلَى الكَامِل وَمَعَهُ سلاَح العَزِيْز وَعدته، فَحزن عَلَيْهِ الكَامِل. وَفِي سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ نَازل السُّلْطَان دِمَشْق، فَفُتِحت لَهُ، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَجَعَلهَا دَار مُلكه، ثُمَّ سَارع لِيَأْخذ مِصْر فَانْكَسَرَ، وَقُتِلَ نَائِبُه لُؤْلُؤ. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ: كَانَ عُرسُه عَلَى بِنْت صَاحِب الرُّوْم وَأَولَدَهَا. وَكَانَ جَوَاداً مُمَدَّحاً، حَسَنَ الأَخلاَقِ، مَزَّاحاً، لَعَّاباً، كَثِيْر الحِلمِ، مُحِبّاً لِلأَدبِ وَالعِلْم، وَفِي دَوْلَته انْحَلاَل وَانخنَاث، لِعدمِ سَطوتِه، وَكَانَ يَمدُّ سِمَاطه بَاهِراً مِنَ الدَّجَاج المحشِي وَيُذبح لَهُ فِي اليَوْمِ أَرْبَعُ مائَة رَأْس، فَيَبِيعُ الفراشُوْنَ مِنَ الزبَادِي الكِبَار الفَاخِرَة الأَطعمَة شَيْئاً كَثِيْراً، بِحَيْثُ إِنَّ النَّاصِر زَار يَوْماً العِزّ المُطَرِّز فَمدَّ لَهُ أَطعمَة فَاخِرَة فَتعجب وَكَيْفَ تَهَيَّأَ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا خُوند لاَ تَعجبْ فَكله مِنْ فَضلة سِمَاط السُّلْطَان أَيده الله. وَكَانَ السُّلْطَان يَحْفَظ كَثِيْراً مِنَ النَّوَادر وَالأَشعَار، وَيُبَاسِط جُلَسَاءهُ، وَقِيْلَ: رُبَّمَا غرم عَلَى السِّمَاط عِشْرِيْنَ أَلْفاً. أَنْشَأَ مَدْرَسَتَهُ بِدِمَشْقَ، وَحَضَرَهَا يَوْم التَّدرِيسِ، وَأَنشَأَ الرِّبَاط الكَبِيْر، وَأَنشَأَ خَان الطّعْم، وَلَمَّا أَقْبَلت التَّتَارُ، تَأَخَّر إِلَى قطيَا، ثُمَّ خَاف مِنَ المِصْرِيّين، فَشرَّقَ نَحْو التِّيهِ، وَردَّ إِلَى البلقَاء فَكَبَستْهُ التَّتَار فَهَرَبَ ثُمَّ انْخَدَعَ وَاغترَّ بِأَمَانِهِم، فَذَهَبَ وَنَدِمَ، وَبَقِيَ فِي هوَانٍ وَغُربَة، وهو وَأَخُوْهُ الْملك الظَّاهِر. وَقِيْلَ: لَمَّا كَبسوهُ دَخَلَ البرِيَة فَضَايقوهُ حَتَّى عَطش فَسَلَّمَ نَفْسه، فَأَتَوا بِهِ إِلَى كَتْبُغَا وَهُوَ يُحَاصر عَجلُوْنَ فَوَعَده وَكذبه وَسقَاهُ خَمراً، -وَقِيْلَ: أَكرمه هولاَوَو مُدَّة، فَلَمَّا جَاءهُ قَتْلُ كتبغَا انْزَعَجَ، وَأَخْرَج غَيْظه فِي النَّاصِر وَأَخِيْهِ، فَيُقَالُ: قُتِلَ بِالسَّيْف بِتِبْرِيْز رَمَاهُ بِسَهمٍ، وَضُربت عُنُق أَخِيْهِ وَجَمَاعَة مِمَّنْ مَعَهُ فِي أَوَاخِرِ سَنَة ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَعَاشَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللهُ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ مَا سلَّم نَفْسه إِلَى التَّتَارِ حَتَّى بلغت عِنْدَهُ الشربَة مائَةَ دِيْنَارٍ. ذكر قُطْب الدِّيْنِ: إِنَّ هُولاَكو لَمَّا سَمِعَ بِهَزِيْمَةِ عَيْنِ جَالُوتَ غَضِبَ وَتَنَكَّرَ لِلنَّاصِرِ، وَلَمَّا بَلَغَهُ وَقْعَةُ حِمْصَ انزعجَ، وَقَتَلَهُ، وَقِيْلَ: خَصَّه بِعَذَابٍ دُوْنَ رِفَاقه، وَلَهُ شعر جَيِّد. قَالَ ابْنُ وَاصِل: عُمل عَزَاؤُه بِدِمَشْقَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ تِسْع، قَالَ: وَصُوْرَة ذَلِكَ مَا تَوَاتر أَن هُوْلاَكُو لمَا بلغه كسرَة جَيْشه بِعَيْنِ جَالُوتَ وَحِمْص، أَحضر النَّاصِرَ وَأَخَاهُ وَقَالَ لِلتَّرْجَمَان: قل أَنْتَ زعمت البِلاَد مَا فِيْهَا أَحَد وَهُم فِي طَاعتك حَتَّى غَررت بِي، فَقَالَ النَّاصِر: هُم فِي طَاعتِي لَوْ كُنْتُ هُنَاكَ، وَمَا كَانَ يشهر أَحَدٌ سَيْفاً، أَمَّا مَنْ هُوَ بِتورِيز كَيْفَ

يَحكم عَلَى الشَّامِ? فَرمَاهُ هُولاَكو بِسَهْمٍ أَصَابه، فَاسْتغَاث، فَقَالَ أَخُوْهُ: اسكُتْ وَلاَ تَطلُبْ مِنْ هَذَا الكَلْبِ عَفْواً، فَقَدْ حضرت، ثُمَّ رَمَاهُ بِسَهْمٍ آخرَ أَتلفَه، وَضُربت عُنُق الظَّاهِر وَأَتْبَاعُهُمَا. وَفِيْهَا قُتل السُّلْطَان قُطز بَعْد المَصَافّ مائَة وصاحب الصُّبيبَة الْملك السَّعِيْد حَسَن ابْن العَزِيْز عُثْمَان ابْن السُّلْطَان الْملك العَادل تَملك الصُّبيبة بَعْد أَخِيْهِ الْملك الظَّاهِر سَنَة إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ، ثُمَّ أَخَذَهَا مِنْهُ السُّلْطَان الْملك الصَّالِح بَعْد سِنِيْنَ، وَأَعْطَاهُ خُبزاً بِمِصْرَ، فَلَمَّا قتلُوا المُعَظَّم سَاق إِلَى غَزَّة، وَأَخَذَ مَا فِيْهَا، ثُمَّ تَسَلَّمَ الصُّبَيبةَ، فَلَمَّا تَملَّك النَّاصِرُ دِمَشْقَ، أَخَذَ السَّعِيْدَ، وَسَجَنَهُ بِقَلْعَةِ إِلبِيْرَةَ، فَلَمَّا أَخَذَ أَصْحَابُ هُولاَكُو إِلْبِيْرَةَ أَحضَرُوهُ مُقَيَّداً عِنْد القَانِ، فَأَطلقه، وَخلعَ عَلَيْهِ بِسرَاقوج وَصَارَ تَتَرِيّاً، فَردُّوا إِلَيْهِ الصُّبيبةَ، وَلاَزَمَ خدمَة كَتبُغَا وَقَاتَلَ مَعَهُ يَوْم عَينِ جَالُوت، ثُمَّ جَاءَ بِوَجْه بَسِيط إِلَى بَيْنَ يَدِي قُطُزَ، فَأَمر بِضربِ عُنُقه فِي آخِرِ رمضان. وكان بطلًا شجاعًا.

الشلوبين

5817- الشلوبين 1: الأُسْتَاذ العَلاَّمَة إِمَام النَّحْو أَبُو عَلِيٍّ عُمَر بن مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الأَزْدِيّ الإِشْبِيْلِيّ، الأَنْدَلُسِيّ، النحوي، الملقب بالشلوبين. وَالشَّلَوْبِيْنُ فِي لُغَة الأَنْدَلُسِيّين: هُوَ الأَبيض الأَشْقَر. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بإشبيلية. سمع من: أبي بكر ابن الجلد، وأبي عبد الله بن زرقون، وأبي محمد ابن بُوْنُهْ، وَأَبِي زَيْدٍ السُّهَيْلِي، وَعَبْد المُنْعِمِ بن الفَرَسِ، وَطَائِفَة. وَلَهُ إِجَازَة خَاصَّة مِنْ: أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ خَيْر، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ حُبَيْش. اخْتصَّ بِابْن الجَدِّ، وَرُبِّي فِي حَجْرِهِ، لأَنَّ أَبَاهُ كَانَ خَادِماً لابْنِ الجَدِّ، وَلَهُ سَمَاع كَثِيْر. وَأَخَذَ النَّحْو عَنِ ابْنِ مُلكُوْن، وَأَبِي الحَسَنِ نَجبَةَ. وَكَانَ إِمَاماً فِي العَرَبِيَّة لاَ يُشَقُّ غُبَارُهُ وَلاَ يُجَارَى. تَصَدَّرَ لإِقْرَائِهَا سِتِّيْنَ سَنَةً، ثُمَّ فِي أَوَاخِرِ عُمُرِهِ تَرَكَ الإِقْرَاءَ لإِطباقِ الفِتَنِ وَاسْتيلاَءِ العَدُوِّ. وَلَهُ تَصَانِيْفُ مُفِيْدَةٌ، وَعَمِلَ لِنَفْسِهِ مَشْيَخَةً نصَّ فِيْهَا عَلَى اتِّسَاعِ مَسْمُوْعَاتِهِ، فَقَالَ الأَبَّارُ: سَمِعْتُ مَنْ يُنكِرُ ذَلِكَ وَيَدفَعُهُ -يَعْنِي الاتِّسَاعَ- وَكَانَ أَنِيقَ الكِتَابَةِ، أَخَذَ عَنْهُ عَالِمٌ لاَ يُحْصَوْنَ. قل ابْنُ خَلِّكَانَ: قَدْ رَأَيْت جَمَاعَة مِنْ أَصْحَابِهِ، وَكُلّ مِنْهُم يَقُوْلُ: مَا يَتقَاصر أَبُو عَلِيٍّ شَيْخنَا عَنِ الشَّيْخ أَبِي عَلِيٍّ الفَارِسِيّ، وَقَالُوا: كَانَ فِيْهِ مَعَ فَضِيْلتِه غَفلَة وَصُوْرَة بلهٍ حَتَّى قَالُوا: كَانَ إِلَى جَانب نَهْرٍ، وَبِيَدِهِ كُرَّاس، فَوَقَعَ فِي المَاءِ فَاغتَرَفَهُ بِكُرَّاسٍ آخرَ فَتَلِفَا. وَلَهُ عَلَى الجزوليَة شرحَان. عَاشَ ثَلاَثاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَة خَمْسٍ وأربعين وست مائة.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 498"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 358"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 232".

الدباج

5818- الدباج 1: العَلاَّمَةُ شَيْخُ القُرَّاءِ وَالنُّحَاةِ بِالأَنْدَلُسِ. أَخَذَ القِرَاءات عَنْ أَبِي الحَسَنِ نَجبَة بن يَحْيَى، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ صَاف، وَأَخَذَ العَرَبِيَّة عَنْ أَبِي ذَرٍّ بن أَبِي رُكبٍ الخُشَنِيّ، وَابْن خَرُوْف، وَتَصَدَّرَ لِلْعِلْمَينِ خَمْسِيْنَ عَاماً. قَالَ الأَبَّارُ: أَمَّ بِجَامِعِ العَدَبَّسِ. وَهُوَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ جابر ابن عَلِيٍّ الإِشْبِيْلِيّ الدَّبَّاجُ، مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ وَالصَّلاَحِ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ بِإِشْبِيْلِيَة فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ بَعْد دُخُوْلِ الرُّوْمِ -لَعَنَهُم الله- صُلحاً بِأَيَّام، فَإِنَّهُ تَأَسَّفَ، وَهَالَهُ نطق النَّوَاقِيسِ، وَخَرَس الآذَان، فَاضْطَرَب وَارتَمَضَ لِذَلِكَ، إِلَى أَنْ قَضَى نَحْبَه، وَقِيْلَ: بَلْ مَاتَ يَوْمَ دُخُوْلِهِم. قُلْتُ: كَانَ حُجَّة فِي النَّقل مُسدداً فِي الْبَحْث، يُقْرِئُ "كِتَاب سِيْبَوَيْه". أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو الحَسَنِ بنُ عُصْفُور وَغَيْرُهُ، تَسَلَّمَ صَاحِبُ قَشتَالَة البَلَدَ بَعْدَ حِصَارٍ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْراً وَاسْتقلَّ بِهَا، وَمَاتَ زَمَنَ الحصَارِ الحَافِظ المُحَدِّثُ الأَدِيْب الشَّاعِر أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ القَاسِمِ اللَّخْمِيّ الإِشْبِيْلِيّ الحَرِيْرِيّ كَهْلاً؛ سَمِعَ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَلِيٍّ الزُّهْرِيِّ. وَلَهُ كِتَابٌ فِي النَّسَبِ، وَآخَرُ فِي تَارِيْخِ عُلَمَاءِ الأَنْدَلُسِ، وغير ذلك.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 361"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 235".

صاحب حماة، ابن الفاضل

صاحب حماة، ابن الفاضل: 5819- صاحب حماة: المَلِكُ المُظَفَّرُ تَقِيُّ الدِّيْنِ مَحْمُوْدُ ابنُ المَنْصُوْرِ مُحَمَّدِ ابن المُظَفَّرِ تَقِيِّ الدِّيْنِ عُمَرَ بنِ شَاهِنْشَاه الأَيُّوْبِيُّ، الحَمَوِيُّ. كَانَتْ دَوْلَته خَمْساً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. تَمَلَّكَ بَعْدَ أَخِيْهِ خَمْسَةَ عَشَرَ عَاماً وَأَشْهُراً، وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً إِلَى الغَايَة، وَكَانَ دَائِماً يَرْكُب بِاللتّ عَلَى كَتِفِهِ، قل مَنْ يَقدر أَنْ يَحمله، وَلَهُ موَاقف مَشْهُوْدَة. ذكره ابْن وَاصِل، وَبَالَغَ. وَكَانَ فَطناً قَوِيّ الفرَاسَة، طَيِّب المُفَاكهَة، وَكَانَ نَاقص الْحَظ مَعَ جِيرَانه المُلُوْك، وَحرص جِدّاً عَلَى قيَام مُلْكِ الْملك الصَّالِح نَجْم الدين، وَخَطَبَ لَهُ بِحَمَاةَ، ثُمَّ تَعلَّل طَوِيْلاً أَزْيَد مِنْ سَنَتَيْنِ، وَفُلِجَ، ثُمَّ مَرِضَ بِحُمَّى، وَمَاتَ، وَقَامَتِ بِالأُمُوْر زَوجتُه أُخْتُ الْملك الصَّالِح، وَحزن الصَّالِح لِمَوْتِهِ كَثِيْراً، وَجَلَسَ لِلْعزَاء ثَلاَثَة أَيَّام. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَعَاشَ ثَلاَثاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، فَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنه المَنْصُوْر مُحَمَّد، وَلَهُ عشر سِنِيْنَ وأيام. 5820- ابن الفاضل 1: الوَزِيْرُ القَاضِي الأَشْرَف أَحْمَد ابْن القَاضِي الفَاضِل عَبْد الرَّحِيْمِ بن عَلِيٍّ المِصْرِيّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ. وَسَمِعَ مِنَ: القَاسِمِ ابْن عَسَاكِرَ، وَالأَثِيْر بن بُنَانٍ، وَبنت سَعْد الخَيْرِ، وَأَبِيْهِ، وَأَقْبَلَ عَلَى طلب الحَدِيْث فِي كُهولته إِلَى الغَايَة، وَاجتهد، وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازل، وَأَنفق عَلَى المُحَدِّثِيْنَ. وَكَانَ سَرِيع القِرَاءة، صَدْراً عَالِماً مُعَظَّماً، وَزرَ لِلْعَادل، فَلَمَّا مَاتَ عُرضت عَلَيْهِ الوَزَارَة فَأَبَى، وَدرَّس بِمَدْرَسَة أَبِيْهِ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وأربعين وست مائة، وله سبعون سنة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 218".

ابن العز، ابن النخال

ابن العز، ابن النخال: 5821- ابن العز 1: شَيْخُ الحَنَابِلَة تَقِيّ الدِّيْنِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ ابْنُ المُحَدِّث عِزّ الدِّيْنِ مُحَمَّد ابْنِ الحَافِظِ عَبْد الغَنِيِّ المَقْدِسِيّ، الصَّالِحيّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ الخُشُوْعِيّ وَعِدَّةٍ، وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ أَسَعْد بن رَوْحٍ، وَعفِيفَةَ، وَخَلْق، وَلَزِمَ جدّه لأُمِّهِ الشَّيْخ مُوَفَّق الدِّيْنِ حَتَّى بَرَعَ وَحفظ "الكَافِي" لَهُ، وَتَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ عَلَى الفَخْر غُلاَم ابْن المَنِّي، وَدرَّس وَأَفتَى، وَتَخَرَّجَ بِهِ الفُقَهَاء. رَوَى عَنْهُ: العِزُّ ابْنُ العِمَادِ، وَالشَّمْسُ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَالقَاضِي تَقِيّ الدِّيْنِ، وَمُحَمَّد بن مُشْرِق. وَكَانَ دَيِّناً مُؤثراً فَصِيْحاً مَهِيْباً، مَلِيحَ الشّكل، وَافِرَ الحُرْمَةِ عِنْد الدَّوْلَة، أَمَر زَمَنَ الخُوَارِزْمِيَة بِتَدرِيبِ الطُّرقِ فِي الصَّالِحيَّةِ، وَتَحْصِيْلِ الْعدَد وَالرِّجَال، وَبِالاحْتِرَاز، وَلَمَّا قربت الخُوَارِزْمِيَّة مِنَ الميطور برز بِالرِّجَالِ إِلَيْهِم، فَجَاءَ رَسُوْلُهُم يُبَشِّرُ بِالأَمَانِ، وَأَنَّهُم لاَ يَمُرُّوْنَ بِهِم إلَّا بِأَمْرِ الشَّيْخِ، وَلَمَّا رَأَوُا الشَّيْخَ، نَزَلَ الخَانَات عَنْ خيلهِم وَرحَّبُوا بِالشَّيْخ، وَقبَّلُوا يَده، وَمَرُّوا بِسَفْحِ الْجَبَل إِلَى العقبَة، ثُمَّ إِلَى المِزَّة، وَلَمْ يُؤذُوا، لَكِن حسن غُلاَم ابْن المُعْتَمِد قَاتلهُم فَقتلُوْهُ. ثُمَّ مَاتَ الشَّيْخ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سنة ثلاث وأربعين. 5822- ابن النخال 2: الصَّالِح المُسْنِدُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبِي بَكْرٍ ابْن النخَال البوَابُ. سَمِعَ "مُصَافحَة" لِلبرقَانِي، وَرَابع "المَحَامِلِيَّات" مِنْ شُهْدَة. رَوَى عَنْهُ: مَجْد الدِّيْنِ ابْن العَدِيْم، وَمَوْلاَهُ؛ بِيْبَرْس، وَالشَّيْخ مُحَمَّد ابْن القَزَّاز. وَبِالإِجَازَةِ مُحَمَّد البِجَّدِيّ، وَفَقْهَاءُ بِنْت الوَاسِطِيّ. بَقِيَ إِلَى سَنَةِ ثلاث وأربعين وست مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1431"، والنجوم الزاهرة "6/ 354، 355"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 217". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1432".

ابن الوليد، ابن شحانة، ابن مقرب

ابن الوليد، ابن شحانة، ابن مقرب: 5823- ابن الوليد 1: مُفِيْد بَغْدَاد المُحَدِّثُ أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْد اللهِ بن أبي الفضل محمد بن أبي مُحَمَّدٍ بن الوَلِيْدِ البَغْدَادِيّ، أَحَد الرَّحَّالِيْنَ وَالمُكْثِرِيْنَ. سَمِعَ: عَبْدَ العَزِيْزِ بنَ الأَخْضَرِ، وَابْنَ مَنِيْنَا، وَمَسْعُوْد بن بَرَكَةَ، وَعَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ، وَأَبَا اليَمَنِ الكِنْدِيَّ، وَالافتخَار الهَاشِمِيّ، وَخَلْقاً. وَكَانَ يُوْصَف بِسرعَة القِرَاءة وَجُوْدتِهَا، وَخطه رَدِيء الْوَضع، وَهُوَ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّة، لَهُ تَوَالِيف. تُوُفِّيَ كَهْلاً فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5824- ابن شحانة 2: محدث خراسان سراج الدين عبد الرحمن بنُ عُمَرَ بنِ بَرَكَاتِ بنِ شُحَانَةَ. رَحَلَ وَتَعِبَ وَتَمَيَّزَ فِي الحَدِيْثِ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ ابْنِ الحَرَسْتَانِيِّ، وَالافتخَارِ الحَلَبِيِّ، وَدَاوُدَ بنِ ملاعب، ومسمار ابن العُوَيْسِ. وَكَانَ ثِقَةً فَهماً. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، بِمَيَّافَارقين. 5825- ابن مقرب 3: مُحَدِّثُ الإِسْكَنْدَرِيَّة المُجَوِّدُ أَسْعَد الدِّيْنِ أَبُو القَاسِمِ عبد الرحمن بن مُقرَّبِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ الكِنْدِيّ الإِسْكَنْدَرَانِي، المُعَدَّل. مَوْلِده سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ. كَتَبَ عَنِ: البُوْصِيْرِيِّ، وَابْنِ مُوقَا، وَبنتِ سَعْدِ الخَيْرِ، وَالأَرتَاحِيِّ. وَتَخَرَّجَ بِابْنِ المُفَضَّلِ، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ، وَكَانَ مِنْ نُبهَاء الطَّلَبَةِ. رَوَى عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيّ، وَمُحَمَّد بن مَنْصُوْرٍ الوَرَّاق، وَابْنه مُقرَّبٌ. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ. قَالَ ابْنُ العِمَادِيَّةِ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، ذَا حِفْظٍ وَإِتْقَانٍ وَمُرُوءةٍ وَإِحسَانٍ. وقيل: كان يدري الأنساب.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1432"، وشذرات الذهب "5/ 219". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1432". 3 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1432"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 354"، وشذرات الذهب "5/ 220".

ابن حمود، النسابة

ابن حمود، النسابة: 5826- ابن حمود 1: المَوْلَى الإِمَام البَلِيْغُ البَارِع أَمِيْن الدِّيْنِ أَبُو الفضل عبد المحسن بن حمود بن المحسن ابن عَلِيٍّ التَّنُوْخِيّ، الحَلَبِيّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعِيْنَ. وَسَمِعَ فِي كبره مِنْ: حَنْبَل، وَابْن طَبَرْزَذَ، وَالكِنْدِيّ، وَعِدَّة. وَأَلَّف كِتَاباً فِي الأَخْبَار وَالنَّوَادر عِشْرِيْنَ سِفراً بِأَسَانِيْده، وَلَهُ "دِيْوَان" وَكِتَاب فِي التَّرسُّل. رَوَى عَنْهُ: القُوْصِيّ، وَابْن الجلاَل، وزين الدين الفارقي، والعمادي ابْن البَالِسِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ كَاتِب الإِنشَاء لِصَاحِب صرخدَ الأَمِيْرِ عِزِّ الدِّيْنِ أَيبكَ. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5827- النَسَّابَةُ 2: الإِمَامُ الفَاضِل النَسَّابَة عِزّ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ الله ابن تاج الدين الأمناء أحمد بن محمد ابن الحَسَنِ بنِ هِبَةِ اللهِ الدِّمَشْقِيّ، ابْن عَسَاكِرَ. سَمِعَ مِنْ: عَمّ أَبِيْهِ؛ الحَافِظِ أَبِي القَاسِمِ، وأبي المعالي بن صابر، وعبد الصَّمَدِ النَّسَوِيِّ، وَأَبِي الفَهْمِ العَجَائِزِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الشَّيْخُ تَاجُ الدِّيْنِ، وَأَخُوْهُ؛ الخَطِيْبُ، وَرَشِيدُ الدِّيْنِ ابْنُ المُعَلِّمِ، وَالفَخْرُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ عَمِّهِ البَهَاءُ، وَالزَّيْنُ ابْنُ الشِّيْرَازِيِّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ مِنْ رُؤسَاءِ البَلَدِ، لَهُ بَغْلَةٌ وَبزَّةٌ فَاخِرَةٌ، وَلَهُ "تَارِيْخٌ" فِيْهِ بوَارد وَلَهُ نَظْمٌ وَسيط. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ ثَلاَثٍ أَيْضاً.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1432"، والنجوم الزاهرة "6/ 353"، وشذرات الذهب "5/ 220". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1432"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 355"، وشذرات الذهب "5/ 226".

ابن أبي جعفر، ابن المنذري

ابن أبي جعفر، ابن المنذري: 5828- ابن أبي جعفر 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ الجَلِيْل العَدْل تَاج الدِّيْنِ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ ابنُ العَلاَّمَة أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَد بن عَلِيٍّ القُرْطُبِيّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيّ، إِمَام الكَلاَّسَة، وَابْن إِمَامهَا. وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ. وَحَجَّ مَعَ أَبِيْهِ سَنَةَ تِسْعٍ، فَسَمِعَ فِي آخِرِ الخَامِسَة مِنْ: عَبْدِ المُنْعِمِ الفُرَاوِيِّ، وَمِنْ عَبْدِ الوَهَّاب بنِ سُكَيْنَة، وَزُهَيْرٍ شعرَانَة، وَمُحَمَّد بن المُطَهَّر الفَاطِمِي. وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنِ: ابن أبي عصرون، وأحمد بن الموازيني، وَالفَضْلِ ابْنِ البَانْيَاسِيِّ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيِّ، وَعِدَّةٍ. فَلَمَّا تَكهَّلَ أَقْبَلَ عَلَى الحَدِيْث، وَبَالَغَ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ. وَكَانَ دَيِّناً، خَيِّراً، مُحبَّباً إِلَى النَّاسِ، ثِقَةً. رَوَى عَنْهُ: البِرْزَالِيُّ، وَأَبُو المُظَفَّرِ ابْنُ النَّابُلُسِيِّ، وَالشَّيْخُ تَاجُ الدِّيْنِ وَأَخُوْهُ، وَابْنُ الجَلاَلِ، وَمُحَمَّد بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ ابْن الدِّمْيَاطِيّ، وَزَيْن الدِّيْنِ الفَارِقِيّ، وَعِدَّة، وَبِالحُضُوْر: العِمَاد ابْن البَالِسِيّ. مَاتَ في جمادى، سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَحُمِلَ عَلَى الرُّؤُوس، وَدُفن بقَاسِيُوْن. 5829- ابن المنذري: الحَافِظُ الذّكيُّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ ابنُ العَلاَّمَة الحَافِظ زَكِيّ الدِّيْنِ عَبْد العَظِيْمِ بن عَبْدِ القوِيّ المُنْذِرِيّ، رَشِيدُ الدِّيْنِ المِصْرِيُّ، أَحَدُ الشَّبَابِ الفُضَلاَءِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ القَوِيِّ ابْنِ الجَبَّابِ، وَالفَخْرِ الفَارِسِيِّ، وَأَبِي طَالِبٍ بنِ حَدِيدٍ، وَعِدَّةٍ. وَارْتَحَلَ، وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ. رَوَى عَنْهُ: رَفِيقُهُ؛ أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيُّ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ، ولو عاش لساد.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1432"، والنجوم الزاهرة "6/ 335"، وشذرات الذهب "5/ 226".

المنتجب، ابن المعوج، صاحب حمص

المنتجب، ابن المعوج، صاحب حمص: 5830- المنتجب 1: شيخ القراء منتجب الدين منتجب بن أَبِي العِزّ بن رشيد الهَمَذَانِيّ نَزِيْلُ دِمَشْقَ، وَشَيْخ القِرَاءة بِالزّنجيليَة. صَنّف لِلشَّاطِبِيَّةِ شَرحاً مُفِيْداً، وَشرح المُفصَّل فَجَوَّدَهُ، وَأَعربَ القُرْآن. وَرَوَى عَنِ ابْنِ طَبَرْزَذَ، وَالكِنْدِيِّ، وَتَلاَ عَلَى أَبِي الجود. وتلا عَلَيْهِ الصَّائِن الوَاسِطِيُّ نَزِيْلُ قُوْنِيَةَ، وَالنّظَامُ التِّبْرِيْزِيّ شيخنا. قَالَ أَبُو شَامَةَ: كَانَ مُقْرِئاً مُجَوِّداً، قرَأَ عَلَى: الكِنْدِيِّ، وَأَبِي الجُوْدِ، وَانتفعَ بِشَيخِنَا السَّخَاوِيّ فِي مَعْرِفَةِ "الشَّاطِبِيَّةِ". مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5831- ابْنُ المُعَوَّجِ 2: الشيخ أبو غالب المنصور بن أَحْمَدَ بنِ أَبِي غَالِبٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ السكن البَغْدَادِيّ، المَرَاتِبِيّ، الخَلاَّل، ابْن المُعَوَّجِ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ ابْن الصَّابِيِّ، وَابْنَ الخَشَّابِ، وَالمُبَارَكَ بنَ خُضَيْرٍ، وَعِدَّة. رَوَى عَنْهُ: مَجْد الدِّيْنِ ابْن العَدِيْم. وَبِالإِجَازَةِ: الفَخْر ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو المَعَالِي ابْنُ البَالِسِيِّ، وَالقَاضِي الحَنْبَلِيُّ، وعيسى المطعم، وابن سعد، وأحمد بن الشِّحْنَةِ، وَسِتّ الفُقَهَاء الوَاسطيَةُ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5832- صاحب حمص 3: الْملك المَنْصُوْر نَاصِرُ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْمُ ابْنُ المَلِكِ المُجَاهِدِ شِيْرْكُوْه. مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ بِدِمَشْقَ، وَحُمِلَ إِلَى حِمْصَ، وَكَانَتْ دَوْلَتُهُ سِتّ سِنِيْنَ وَنِصْفَ سَنَةٍ. وَكَانَ فَارِساً شُجَاعاً وَافر الهَيْبَة، سَارَ بِعَسْكَره وَعَسْكَر حَلَب، وَعَمِلَ المصاف مع الخورازمية وَالمُظَفَّر صَاحِب مَيَّافَارِقِيْن، فَالتَقَوا فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ فَهَزمهُم صَاحِب حِمْص أَقبح هَزِيْمَة، وَتعثَّرت الخُوَارِزْمِيَة، وَنَزَلَ صَاحِب حِمْص فِي مُخيَّم المُظَفَّر، وَاحتوَى عَلَى خَزَائِنِه وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنه الأَشْرَف.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1432"، وشذرات الذهب "5/ 227". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1433"، والنجوم الزاهرة "6/ 355"، وشذرات الذهب "5/ 227". 3 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 356"، وشذرات الذهب "5/ 229".

عتيق، ابن الجبان، ابن معقل

عتيق، ابن الجبان، ابن معقل: 5833- عتيق 1: ابن أبي الفضل بن سلامة العَدْلُ، أَبُو بَكْرٍ السَّلْمَانِيّ، مِنْ كِبَارِ شُهُوْد دِمَشْق. بلغ التِّسْعِيْنَ، وَحَدَّثَ عَنِ الحَافِظ ابْن عساكر وأبي المعالي بن خَلْدُوْنَ. وَكَانَ مُلاَزِماً لِلْجَمَاعَة كَثِيْر التِّلاَوَة، عِنْدَهُ دُعَابَة. رَوَى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الحرَائِرِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ الذَّهَبِيُّ، وَابْن الخَلاَّلِ، وَالفَخْرُ بنُ عَسَاكِرَ، وَالعَلاَءُ بنُ البَقَّالِ، وَعِدَّةٌ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5834- ابْنُ الجباب 2: الرَّئِيْسُ ظَهِيْرُ الدِّيْنِ أَبُو إِبْرَاهِيْمَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرحمن السَّعْدِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ المَالِكِيُّ. سَمِعَ مِنَ السِّلَفِيِّ، وَالعُثْمَانِيِّ. وَعَنْهُ الدِّمْيَاطِيُّ، وَالتَّقِيُّ الإِسعَردِيُّ، وَالضِّيَاءُ السَّبْتِيُّ، وَنَصْرُ اللهِ بنُ عَيَّاشٍ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي خَامِسِ المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَلَهُ ثَمَانٌ وَثَمَانُوْنَ سنة. 5835- ابن معقل 3: كَبِيْرُ الرَّافِضَّةِ النَّحْوِيّ العَلاَّمَة عِزّ الدِّيْنِ أَحْمَدَ بن علي بن معقل المهلبي الحمصي. أَخَذَ التَّشَيُّع بِالحِلَّةِ، وَالنَّحْو عَنِ الكِنْدِيِّ، وَأَبِي البَقَاء، وَلَهُ النَّظم البَدِيْع، وَالنثر الصَّنِيع، وَكَانَ أَحْوَلَ قصِيْراً ثَخِيْنَ الرَّفضِ. نَظَمَ "الإِيضَاحَ"، وَ"التَّكملَة". وَسَكَنَ بَعْلَبَكَّ فِي صُحْبَة الْملك الأَمْجَد، وَقرَّر لَهُ جَامكيَّة، وَتَخَرَّجُوا بِهِ فِي المَذْهَب. تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1432". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1432". 3 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 299".

ابن عدي، الحريري

ابن عدي، الحريري: 5836- ابن عدي 1: الشَّيْخُ الكَبِيْرُ المَدْعُو بِتَاجِ العَارِفِيْنَ حَسَنُ بنُ عَدِيِّ بنِ أَبِي البَرَكَاتِ بنِ صَخْرِ بنِ مُسَافِرٍ شَيْخُ الأَكْرَادِ، وَجَدُّهُ هُوَ أَخُو الشَّيْخ الكَبِيْر عَدِيّ. كَانَ هَذَا مِنْ رِجَالِ العَالَم دَهَاءً وَهِمَّةٍ وَسُمُوّاً، لَهُ فَضِيْلَةٌ وَأَدَبٌ وَتَوَالِيْفُ فِي التَّصَوُّفِ الفَاسِدِ، وَلَهُ أَتْبَاعٌ لاَ يَنْحَصِرُوْنَ وَجَلاَلَةٌ عَجِيْبَةٌ. بَلَغَ مِنْ تَعْظِيْمِهِم لَهُ أَنَّ وَاعِظاً أَتَاهُ فَتَكَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَبَكَى تَاجُ العارفين وغشي عليه. فَوَثَبَ كُرْدِيٌّ، وَذَبَحَ الوَاعِظَ، فَأَفَاقَ الشَّيْخُ فَرَأَى الوَاعِظَ يَخْتَبِطُ فِي دَمِهِ، فَقَالَ: أَيشٍ هَذَا? فَقَالُوا: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا مِنَ الكِلاَبِ حَتَّى يُبْكِي سَيْدِي الشَّيْخ. وَزَادَ تَمَكُّنُ الشَّيْخ حَتَّى خَافَ مِنْهُ بدر الدِّيْنِ صَاحِب المَوْصِل، فَتَحَيَّلَ عَلَيْهِ حَتَّى اصْطَادَهُ، وَخَنَقَهُ بِالمَوْصِلِ؛ خَوْفاً مِنْ غَائِلَتِهِ. وَهُنَاكَ جَهَلَةٌ يَعْتَقِدُوْنَ أَنَّ الشَّيْخَ حَسَناً لاَ بُدَّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَكَانَ يُلَوِّحُ فِي نَظمِه بِالإِلْحَادِ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ رَأَى رَبَّ العِزَّةِ عَيَاناً، وَاعْتِقَادُهُ ضَلاَلَة. قُتِلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَخَمْسُوْنَ سنة. 5837- الحريري 2: كَبِيْر الفُقَرَاء البَطَلَةِ، الشَّيْخ عَلِيُّ بنُ أَبِي الحَسَنِ بنِ مَنْصُوْرٍ ابْنُ الحَرِيْرِيِّ الحَوْرَانِيُّ، مِنْ عَشِيرٍ يُقَالُ لَهُم: بَنُوْ الرُّمَانِ. مَوْلِدُهُ بِبُسْرَ، وَبِهَا مَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائة، في رمضان، وقد قارب التسعين.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 299". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 359 و306" ووقع عنده في الموضع الثاني [أبي الجن] بدل [أبي الحسن] .

قَدِمَ دِمَشْق صَبِيّاً، فَتعلم نَسجَ المَرْوَزِيّ وَبَرَعَ، ثُمَّ وَقَفَ عَلَيْهِ دينٌ فَحُبِسَ، وَأُمُّهُ دِمَشْقيَة مِنْ ذُرِّيَّة الأَمِيْر مُسَيب العُقَيْلِيّ، وَكَانَ خَالُه صائغًا، وَرُبِي الشَّيْخ يَتيماً، ثُمَّ عَمل العَتَّابِيّ، ثُمَّ تَزَهَّد، وَصَحِبَ أَبَا عَلِيٍّ المُغَرْبَل خَادمَ الشَّيْخِ رسلاَنَ. قَرَأْت بِخَطّ السَّيْف الحَافِظ: كَانَ الحَرِيْرِيّ مِنْ أَفتن شَيْء وَأَضرِّهِ عَلَى الإِسْلاَمِ، تَظهرُ مِنْهُ الزَّنْدَقَة وَالاستهزَاء بِالشرع، بَلَغَنِي مِنَ الثِّقَاتِ أَشيَاءُ يُسْتَعظم ذِكرُهَا مِنَ الزَّنْدَقَةِ وَالجُرْأَةِ عَلَى اللهِ، وَكَانَ مُسْتَخِفّاً بِأَمر الصَّلَوَاتِ. وَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الصَّرِيْفِيْنِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَرِيْرِيِّ: مَا الحُجَّةُ فِي الرَّقصِ? قَالَ: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} [الزلزلة: 1] . وَكَانَ يُطعِمُ وَيُنفِقُ وَيَتبعه كُلّ مُرِيب. شَهِدَ عَلَيْهِ خَلقٌ كَثِيْر بِمَا يُوجب القتلَ، وَلَمْ يُقْدِم السُّلْطَانُ عَلَى قَتْلِهِ، بَلْ سَجَنَهُ مَرَّتَيْنِ. أَنْبَأَنَا العَلاَّمَة ابْن دَقِيق العِيْد، عَنِ ابْنِ عَبْد السَّلاَمِ سَمِعَهُ يَقُوْلُ فِي ابْن العَرَبِيِّ: شَيْخُ سُوءٍ كَذَّاب. وَعِنْدِي مَجمُوعٌ مِنْ كَلاَمِ الشَّيْخِ الحَرِيْرِيِّ فِيْهِ: إِذَا دَخَلَ مرِيْدِي بِلاَد الرُّوْم، وَتنصَّر وَأَكل الخِنْزِيْر، وَشرب الخَمْر كَانَ فِي شغلِي! وَسَأَله رَجُل: أَيُّ الطّرق أَقْرَب إِلَى اللهِ? قَالَ: اترك السَّيرَ وَقَدْ وَصلتَ!. وَقَالَ لأَصْحَابِهِ: بَايِعُونِي عَلَى أَنَّ نَمُوْت يَهُوْدَ وَنُحْشَرَ إِلَى النَّارِ حَتَّى لاَ يَصْحَبنِي أَحَدٌ لعلة. وَقَالَ: لَوْ قَدِمَ عَلَيَّ مَنْ قَتَلَ وَلَدِي وَهُوَ بِذَلِكَ طَيِّبٌ وَجَدَنِي أَطيَبَ مِنْهُ. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ: أَمردُ يُقدِّمُ مدَاسِي أَخْيَرُ مِنْ رِضْوَانِكُم، وَربع قَحبَةٍ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنَ الولدَان. أَودُّ أَشتهِي قَبْلَ مَوْتِي أَعشق وَلَوْ صُوْرَة حَجر. أَنَا مُتَّكِل مُحَيّر وَالعشق بِي مَشْغُوْل!! قَالَ ابْنُ إِسْرَائِيْل: قَالَ لِي الشَّيْخ: مَا مَعْنَى قَوْلَهُ تَعَالَى: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} [المائدة: 64] ، قُلْتُ: يَقُوْلُ سَيْدِي، قَالَ: وَيْحَكَ مِنِ المُوْقِدُ وَمَنِ المُطْفِئُ، لاَ يَسْمَعُ للهِ كَلاَماً إلَّا مِنْكَ فِيْكَ، فَامْحُ إِنِّيَتَكَ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ أَنْجَبَ فِي تَارِيْخِهِ: الفَقِيْرُ الحَرِيْرِيُّ شَيْخٌ عَجِيْبٌ، كَانَ يُعَاشِرُ الأَحدَاثَ، كَانَ يُقَالُ عَنْهُ: إِنَّهُ مبَاحِيٌّ وَلَمْ تَكن لَهُ مُرَاقبَة، كَانَ يُخرِّب، وَالفُقَهَاءُ يُنكِرُوْنَ فِعلَهُ، وَكَانَ لَهُ قَبُولٌ عَظِيْمٌ.

وَرُوِيَ عَنِ الحَرِيْرِيِّ: لَوْ ضَرَبنَا عُنُقَكَ عَلَى هَذَا القَوْلِ وَلَعَنَّاكَ لاَعتَقَدْنَا أَنَّا مُصِيْبُوْنَ. وَمِمَّنِ انْتَصر لَهُ وَخضع لِكشفه الإِمَامُ أَبُو شَامَةَ، فَقَالَ: كَانَ عِنْدَهُ مِنَ القِيَام بوَاجِب الشرِيعَة مَا لَمْ يَعرفه أَحَد مِنَ الْمُتَشَرِّعِينَ ظَاهِراً وَبَاطِناً، وَأَكْثَرُ النَّاس يَغلطُوْنَ فِيْهِ، كَانَ مُكَاشَفاً لمَا فِي الصُّدُوْرِ بِحَيْثُ قَدْ أَطلعه الله على سرائر أوليائه. قُلْتُ: مَا هَذَا? اتَّقِ اللهَ؛ فَالكهنَةُ وَابْنُ صَائِدٍ مُكَاشَفُوْنَ لِمَا فِي الضَّمَائِرِ. كَانَ الحَرِيْرِيُّ يَلْبَسُ مَا اتَّفَقَ وَالمُطَرِّزُ وَالمُلَوَّنُ، وَقَالَ عَنْ نَفْسِهِ: فَقِيْرٌ وَلَكِنْ مِنْ صَلاَحٍ وَمِنْ تُقَىً ... وَشَيْخٌ وَلَكِن لِلْفُسُوْقِ إِمَامُ وَبَاقِي سِيْرَتِهِ فِي "تاريخ الإسلام".

القفطي، الخونجي

القفطي، الخونجي: 5838- القفطي 1: لقاضي الأَكْرَمُ الوَزِيْرُ الأَوْحَدُ جَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الشَّيْبَانِيُّ، القِفْطِيُّ، المِصْرِيُّ، صَاحِبُ "تَارِيْخ النُّحَاةِ". وَلَهُ "أَخْبَار المُصَنّفِيْن وَمَا صَنَّفُوهُ"، وَ"أَخْبَار السَّلْجُوْقِيَّة"، وَ"تَارِيْخ مِصْر". وَكَانَ عَالِماً مُتَفَنِّناً، جَمَعَ مِنَ الكُتُبِ شَيْئاً كَثِيْراً يَتَجَاوَزُ الوَصْف. وَوَزَرَ بِحَلَبَ. مَاتَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5839- الخونجي 2: لقاضي المُتَكَلِّمُ البَاهِرُ أَفْضَلُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ نَامَاورَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، الخُوْنَجِيُّ، الشَّافِعِيُّ، نَزِيْلُ مِصْر. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَوَلِيَ القَضَاءَ بِمِصْرَ وَأَعْمَالهَا، وَدَرَّسَ بِالصَّالِحِيَّةِ، وَأَفْتَى، وَصَنَّفَ. قَالَ أَبُو شَامَةَ: كَانَ حَكِيْماً مَنْطِقِيّاً، وَكَانَ قَاضِي القُضَاةِ بِمِصْرَ. قَالَ ابْنُ أَبِي أُصَيْبِعَة: تَمَيَّزَ فِي العُلُوْمِ الحكمِيَّة، وَأَتْقَنَ الأُمُوْرَ الشَّرْعِيَّةَ فَوَجَدته لَمَّا رَأَيْتُهُ الغَايَةَ القُصْوَى فِي سَائِرِ العُلُوْمِ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ فِي الطِّبِّ وَالمَنْطِقِ. مَاتَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 361"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 236". 2 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 236".

مهنا، ابن رئيس الرؤساء، ابن الدوامي

مهنا، ابن رئيس الرؤساء، ابن الدوامي: 5840- مُهَنَّا: بنُ مَانِعِ بنِ حُدَيْثَةَ بنِ فَضْلِ بنِ رَبِيْعَةَ، أَمِيْر عَربِ الشَّامِ، وَابْنُ أُمَرَائِهِم، وَأَبُو الأَمِيْر عِيْسَى، وَجَدُّ مَلِكِ العَرَبِ مُهَنَّا بنِ عِيْسَى. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائة. 5841- ابن رئيس الرؤساء: لعلامة الفَيْلَسُوْف أَبُو الفَتْحِ المُبَارَك ابْنُ الوَزِيْرِ أَبِي الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ هِبَة الله ابن المُظَفَّرِ ابْن رَئِيْس الرُّؤَسَاء ابْن المُسْلِمَةِ البَغْدَادِيّ. وُلِدَ فِي رَجَبٍ، سَنَة سِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: يَحْيَى بن ثَابِتٍ، وَتَجَنِّي الوَهْبَانِيَّةِ. رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: أَبُو نَصْرٍ ابْنُ الشِّيْرَازِيِّ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ البِجَّدِيّ. وَأَقرَأَ علم الأَوَائِل فِي دَارِهِ، وَكَانَ بَارِعاً فِي الهَنْدَسَةِ وَالطِّبِّ وَالشِّعرِ وَالآدَابِ. وَلِي صَدْرِيَّةَ المَخزَنِ سَنَةَ خَمْسٍ وست مائة أشهرًا، وعزل، وَكَانَ وَافِرَ الحِشْمَةِ، وَقَفَ رِبَاطاً عَلَى الفُقَرَاءِ. وَتُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وست مائة. 5842- ابن الدوامي 1: لصاحب عِزُّ الكُفَاةِ أَبُو المَعَالِي هِبَةُ اللهِ ابْنُ الصَّاحبِ أَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بن هِبَةِ اللهِ بنِ الحَسَنِ ابْن الدَّوَامِيّ البَغْدَادِيّ، حَاجِب الحُجَّاب. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ مِنْ: تَجَنِّي الوَهْبَانِيَّة، "حَدِيْث الحَفَّار"، وَمِنْ: أَبِي الفَتْحِ بنِ شَاتيل. وَكَانَ وَالِدُهُ وَكِيْل النَّاصِر. وَوَلِيَ هِبَة اللهِ وَاسِط، ثُمَّ صُرف لِلِينِهِ وَجَوْدَتِه، فَكَتَبَ فِيْهِ الخَلِيْفَةُ: "يُلحق الثِّقَة العَاجز بِالخَائِن الجَلَدِ"، فَلَزِمَ دَاره فِي تَعبُّدٍ وَخَيْرٍ وبر. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ العَدِيْمِ، وَفَتَاهُ؛ بِيْبَرْسُ التُّرْكِيُّ. وَبِالإِجَازَةِ الفَخْرُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَطَائِفَةٌ. وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ النَّجَّارِ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: وَمَاتَ ابنه.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 233".

الصدر تاج الدين علي الحاجب، الهذباني، عجيبة

الصدر تاج الدين علي الحاجب، الهذباني، عجيبة: 5843- الصدر تاج الدين علي الحاجب: ي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ فِي عَشْرِ السَّبْعِيْنَ، رَوَى عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ. أَخَذَ عَنْهُ الدِّمْيَاطِيّ، وَهُوَ أخو محمد بن هبة الله. 5844- الهذباني 1: الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ الإِمَام العَالِم شَرَف الدِّيْنِ يَعْقُوْب بن محمد بن الحسن بن عيسى الكردي، الموصلي، من أعيان أمراء مصر. قرَأَ عَلَى أَبِي السَّعَادَاتِ ابْنِ الأَثِيْرِ تَصَانِيْفَهُ. وَسَمِعَ مِنْ: يَحْيَى الثَّقَفِيِّ، وَمَنْصُوْرٍ الطَّبَرِيِّ، وَالقَاسِمِ بنِ عَسَاكِرَ، وَعِدَّةٍ. وَحَدَّثَ "بِمُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى" وَ"بِجَامِعِ الأُصُوْلِ". وَكَانَ بَيْتُه مَأْوَى الفُضَلاَء. رَوَى عَنْهُ: الصَّدْرُ القُوْنوِيّ، وَالدِّمْيَاطِيّ، وَنَاصِر الدِّيْنِ المَاكِسِيْنِيّ، وَالعِمَادُ خَطِيْبُ المُصَلَّى. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ اثنتان وثمانون سنة. 5845- عجيبة 2: الشَّيْخَة المُعَمَّرَةُ المُسْنَدَة ضَوْءُ الصَّبَاحِ بِنْتُ الحَافِظ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي غَالِب بنِ أَحْمَدَ ابن مَرْزُوْقٍ البَاقِدَارِيُّ، البَغْدَادِيَّة. سَمِعَتْ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْصُوْرٍ المَوْصِلِيّ، وَعَبْد الحَقِّ اليُوْسُفِيّ. وَأَجَاز لها أبو عبد الله

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 233". 2 ترجمتها في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 238".

الرُّسْتَمِيّ، وَمَسْعُوْد الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو الخَيْرِ البَاغْبَان، وَابْن عَمِّهِ؛ أَبُو رَشِيْدٍ، وَهِبَة اللهِ بن أَحْمَدَ الشبلي، ورجاء بن حامد المعداني، وَعِدَّة. وَتفرَّدت فِي الدُّنْيَا، وَخَرَّجُوا لَهَا "مَشْيَخَةً" فِي عَشْرَةِ أَجزَاءَ. مَوْلِدُهَا فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ. وَالعَجَبُ مِنْ وَالِدِهَا كَيْفَ لَمْ يُسْمِعْهَا مِنْ أَبِي الفَتْحِ بنِ البَطِّيِّ وَطَبَقَتِه؟! وَكَانَتِ امْرَأَة صَالِحَة. حَدَّثَ عَنْهَا: المُحِبّ عَبْد اللهِ وَمُوْسَى بن أَبِي الفَتْحِ، وَأَحْمَد بن عَبْدِ اللهِ ابْن عَبْدِ الهَادِي، وَالشَّيْخ عَبْد الصَّمَدِ المُقْرِئ، وَمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ الجَعْفَرِيّ، وَعَبْد الرَّحِيْمِ ابْن الزَّجَّاج، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الْمُحسن الوَاعِظ، وَجَمَاعَة. وَتفرَّدت زَيْنَب بِنْت الكَمَال بِإِجَازَتِهَا. تُوُفِّيَت فِي صَفَرٍ، سَنَة سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَمِنْ مَسْمُوْعِهَا: الثَّانِي مِنْ حَدِيْثِ أَبِي أَحْمَدَ حُسَيْنَك مِنْ يَحْيَى بنِ ثَابِتٍ البقال، و"مختلف الحديث" الشافعي مِنْ عَبْدِ الحَقِّ اليُوْسُفِيّ، وَ"تَارِيْخ البُخَارِيّ الكَبِيْر" مِنْ عَبْدِ الحَقِّ أَيْضاً. وَفِيْهَا مَاتَ: صَاحِبُ مِصْرَ الْملك الصَّالِح نَجْم الدِّيْنِ أَيُّوْب ابْن الكَامِل بِالمَنْصُوْرَةِ مُرَابِطاً، وَالرَّشِيْدُ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ أَبِي الطَّاهِر بنِ عَوْفٍ، وَالصَّفِيُّ عُمَرُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ ابْن البرَاذع، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ ابْن السَّيِّدِيِّ، وَمَلِكُ الأُمَرَاءِ فَخْرُ الدِّيْنِ يُوْسُفُ ابْنُ شَيْخِ الشُّيُوْخِ الجُوَيْنِيُّ، وَالشَّمْسُ يُوْسُفُ بنُ محمود الساوي.

الساوي

5846- الساوي 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الصَّالِح شَمْس الدِّيْنِ أَبُو يَعْقُوْبَ يوسف بن محمود بن الحسين بن الحسن ابن أَحْمَدَ السَّاوِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيّ المَوْلِد، المِصْرِيّ الدَّار، الصُّوْفِيّ، وَيُعْرَف قَدِيْماً: بِابْنِ المُخَلِّصِ. وُلِدَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ عِدَّة أَجزَاءَ، وَمِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ بَرِّي، وَهِبَةِ اللهِ البُوْصِيْرِيِّ، وَالتَّاجِ المَسْعُوْدِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيّ، وَأَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ ابْنُ القَيْسَرَانِيِّ، وَشَرَفُ الدِّيْنِ حَسَن ابْن الصَّيْرَفِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ النّشو، وَالأَمِيْن الصَّفَّار، وَجَمَاعَة. وَكَانَ مِنْ صُوْفِيَّةِ خَانْقَاه سَعِيْدِ السُّعَدَاءِ. تُوُفِّيَ فِي حَادِي عَشَرَ رَجَب، سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائة، وقد تفرد بأجزاء عالية.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 363"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 239".

ابن الجباب، ابن الخير

ابن الجباب، ابن الخير: 5847- ابن الجباب 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ فَخر القُضَاة أَبُو الفَضْلِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الحُسَيْنِ ابْن الجَبَّابِ التَّمِيْمِيّ السَّعْدِيُّ المِصْرِيُّ المَالِكِيّ العَدْل، ناظر الأوقاف. ولد سنة إحدى وستين. وَسَمِعَ: أَبَا طَاهِرٍ السِّلَفِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ بَرِّيٍّ، وَأَبَا المَفَاخِرِ المَأْمُوْنِيَّ. وَحَدَّثَ "بِصَحِيْحِ مُسْلِمٍ" غَيْرَ مَرَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: المُنْذِرِيُّ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَابْنُ الظَّاهِرِيِّ، وَفَتْحُ الدِّيْنِ ابْنُ القَيْسَرَانِيِّ، وَالشَّيْخُ مُحَمَّدٌ القَزَّازُ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" مَرَّتَيْنِ، وَكَانَ مُحسِناً إِلَيَّ، بَارّاً بِي. تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائة. 5848- ابن الخير 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُقْرِئ الفَقِيْهُ المُحَدِّثُ مُسْنِدُ بَغْدَادَ أَبُو إِسْحَاقَ، وَأَبُو مُحَمَّد، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ سَالِمِ بنِ مَهْدِيٍّ البَغْدَادِيُّ الأَزَجِيُّ الحَنْبَلِيّ المَشْهُوْرُ بِابْنِ الخَيِّرِ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ الكَثِيْر مِنْ: فَخْر النِّسَاءِ شُهْدَة، وَأَبِي الحُسَيْنِ اليُوْسُفِيّ، وَخَدِيْجَة بِنْت النُّهْرُوَانِيّ، وَأَبِي الفَتْحِ بنِ شَاتيلَ، وَالحَسَن بن شِيْرَوَيْه، وطائفة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1411"، ووقع عنده [الحباب] بالحاء المهملة بدلا من [الجباب] بالجيم المعجمة، والنجوم الزاهرة "7/ 22"، ووقع عنده أيضا [الحباب] بالحاء المهملة. وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 240". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1411"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "7/ 22"، وشذرات الذهب "5/ 240".

وَأَجَاز لَهُ أَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّيِّ، وَجَمَاعَةٌ. وَتَلاَ بِالرِّوَايَاتِ، وَأَقرَأَ مُدَّةً طَوِيْلَةً، وَكَانَ صَالِحاً، دَيِّناً، فَاضِلاً، دَائِمَ البِشْرِ، عَالِيَ الرِّوَايَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الحُلْوَانِيَّةِ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ العُقَيْلِيُّ، وَجَمَالُ الدِّيْنِ الشَّرِيْشِيُّ، وَعِزّ الدِّيْنِ الفَارُوْثِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ القَزَّاز، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن المُقَيَّرِ، وَتَاج الدِّيْنِ الغَرَّافِيّ، وَعَفِيْف الدِّيْنِ ابْن الدوَالِيبِيِّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كتب بِخَطِّهِ كَثِيْراً مِنَ الكُتُبِ المُطَوَّلاَتِ، وَلَقَّنَ خَلْقاً، كَتَبْتُ عَنْهُ شَيْئاً يَسِيْراً عَلَى ضَعْفٍ فِيْهِ. وَقَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: تُوُفِّيَ فِي سَابِعَ عَشَرَ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُوْدَةً. قُلْتُ: تَفَرَّدَت بِإِجَازتِه زَيْنَب بِنْت الكَمَال، وَقَدْ رَوَت عَنْهُ مَرَّات جُزء الحَفَّار وَ"مَشْيَخَة شُهْدَة"، وَثَانِي "المَحَامِلِيَّات"، وَ"جُزء حَنْبَل"، وَ"أَمَالِي الدَّقِيْقِيِّ"، وَ"جُزء ابْن علم"، وَ"قَصْر الأَمل"، وَ"الشُّكر"، وَ"القَنَاعَةَ"، وَ"المُوَطَّأ" لِلْقَعْنَبِيِّ، وَ"المُوَطَّأَ" لِسُوْيَدٍ، وَأَشيَاءَ. وَكَانَ أَبُوْهُ الشَّيْخ مَحْمُوْدٌ الضَّرِيرُ مُقْرِئاً خَيِّراً مِنْ أَهْلِ بَابِ الأَزجِ. سَمِعَ الكَثِيْر مِنْ أَبِي الوقت وابن ناصر. روى عَنْهُ ابْنُ النَّجَّارِ وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وست مائة.

ابن رواج

5849- ابن رواج 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ مُسنِدُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ رَشِيدُ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ رَوَاجٍ وَاسْمُهُ: ظَافرٌ بنِ عَلِيِّ بنِ فُتُوْح بن حُسَيْنٍ الأَزْدِيّ القُرَشِيُّ، حَلِيفُهُمُ، الإِسْكَنْدَرَانِيُّ المَالِكِيّ الجَوْشَنِي. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَطلب بِنَفْسِهِ -فَأَكْثَر- عَنِ السِّلَفِيّ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الطَّاهِر بن عَوْف، وَمَخْلُوْف بن جَارة، وَأَبِي طَالِبٍ أَحْمَد بن المُسَلَّم، وَمشرف بن عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيّ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَضْرَمِيّ، وَأَخِيْهِ؛ أَحْمَد، وَمُقَاتِل بن عَبْدِ العَزِيْزِ البَرْقِيّ، وَظَافر بن عَطِيَّةَ، وَيَحْيَى بن قلُنبا، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الكِرْكنتِي، وَعَبْد الوَاحِدِ بن عَسْكَر، وَطَائِفَة. وَنسخَ الأَجزَاء، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ "الأَرْبَعِيْنَ". وَكَانَ فَقِيْهاً فَطناً، دينًا، متواضًا، صحيح السماع، انقطع بِمَوْتِهِ شَيْءٌ كَثِيْرٌ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نُقْطَة، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَالمُنْذِرِيُّ، وَالرَّشِيْدُ العَطَّارُ، وَالضِّيَاءُ السَّبْتِيّ، وَالدِّمْيَاطِيّ، وَالشَّرَفُ ابْنُ الصَّيْرَفِيِّ، وَالتَّاجُ الغَرَّافِيُّ، وَبِلاَلٌ المُغِيْثِيُّ، وَشِهَابُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ الصَّقَلِّيُّ، وَعَبْدُ القَادِرِ ابْنُ الخَطِيْرِيِّ، وَأَبُو الفتح بن النشور، ويوسف بن عمر الختني، وعدة. توفي في ثامن عشر ذي القعدة، سنة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، بِالثَّغْرِ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: فَخر القُضَاة أَحْمَد بن مُحَمَّدِ ابْن الجَبَّابِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ إِبْرَاهِيْم بن مَحْمُوْدٍ ابْن الخَيِّر الأَزَجِيّ، وَالعَدْل مُظَفَّر بن عَبْدِ المَلِكِ بنِ الفُوِّيّ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو الحَجَّاجِ يُوْسُف بن خَلِيْل، وَصَاحِبُ اليَمَنِ نُوْر الدِّيْنِ عُمَرُ بنُ رَسُوْلٍ التُّرُكْمَانِيُّ قُتِلَ، وَصَاحِبُ مِصْرَ المُعَظَّمُ ابْن الصَّالِح قُتِل، وَصَاحِب دِمَشْق الصَّالِح إِسْمَاعِيْل أَبُو الخِيش قُتِلَ. وَفِي سَنَة سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَسَبْع مائَة شَيْخ مُعَمَّرٌ يَرْوِي عَنْهُ بِالإِجَازَةِ. وَهُوَ أَخُو محيي الدين المقدسي.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1411"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "7/ 22"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 242"، ووقع عندهم [ابن رواح] بالحاء المهملة بدل [ابن رواج] بالجيم المعجمة.

ابن العليق

5850- ابن العليق 1: الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّالِح المُعَمَّرُ أَبُو نَصْرٍ أَعزُّ بنُ فَضَائِلَ بن أَبِي نَصْرٍ بنِ عَبَّاسوهُ ابْن العُلَّيْقِ البَغْدَادِيّ البَابَصْرِيّ. وَيُعْرَفُ أَيْضاً: بِابْنِ بُنْدُقَةَ. سَمِعَ مِنْ: شُهْدَةَ الكَاتِبَةِ "مُوَطَّأَ القَعْنَبِيِّ" وَ"القَنَاعَةَ" لابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، وَ"الكَرَامَاتِ" للخلال، و"مجالي الدَّعوَةِ" وَالرَّابِعَ مِنْ "حَدِيْثِ الصَّفَّارِ". وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ الحَقِّ بنِ يُوْسُفَ، وَأَبِي المُظَفَّرِ بنِ حَمْدِي، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَعِيْشَ القَوَارِيْرِيِّ، وَالمُبَارَكِ بنِ الزَّبَيْدِيّ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِالإِجَازَةِ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ. وَكَانَ دَيِّناً خَيِّراً، فَاضِلاً، يَقظاً، كَثِيْر التلاوة، عَالِيَ الرِّوَايَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الحُلْوَانِيَّةِ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَمَجْد الدِّيْنِ العَدِيْمِي، وَجَمَال الدِّيْنِ الشَّرِيْشِيّ، وَالفَقِيْه سُلَيْمَان بن رَطْلَيْن وَجَمَاعَة. وَحَدَّثَ عَنْهُ: بِالإِجَازَةِ عَبْد المَلِكِ بن تَيْمِيَةَ، وَابْنُ عَمِّهِ، وَعَلاَء الدِّيْنِ ابْنُ السَّكَاكِرِيِّ، وَعِدَّة. تُوُفِّيَ فِي سَادِسَ عَشَرَ رَجَبٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالسَّمَاعِ: مُحَمَّدٌ ابنُ الدَّوَالِيبِيِّ الوَاعِظ، وَتَفرَّدَتْ بِنْتُ الكَمَالِ بِإِجَازَتِهِ فِي وقتنا.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 24"، وشذرات الذهب "5/ 244".

النشتبري

5851- النشتبري 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ الجَلِيْل المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ الأَنْجَبِ ابن مُعَمَّرِ بنِ حَسَنٍ العِرَاقِيّ النِّشْتِبْرِيّ ثُمَّ المَارْدِيْني الشَّافِعِيّ، وَيُعْرَفُ بِالحَافِظ. رَحل، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ بنِ شَاتيل، وَأَبِي بَكْرٍ الحَازِمِيِّ الحَافِظِ، وَعَبْدِ المُنْعِمِ بنِ كُلَيْبٍ، وَأَبِي الفَرَجِ ابن الجوزي، وطائفة. وَبِمِصْرَ مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ يَاسِيْنَ، وَطَائِفَةٍ، وَبِدِمَشْقَ من: إسماعيل الجنززوي، وَالخُشُوْعِيِّ. وَرَأَيْت إِجَازَةً صَحِيْحَةً فِي قطع لطيف فِيْهَا اسْمُ عَبْد الخَالِقِ هَذَا مِنْ وَجيه الشَّحَّامِيّ، وَعَبْد اللهِ ابْن الفُرَاوِيِّ، وَعَبْد الخَالِقِ بن زَاهِر، وَأَبِي الأَسْعَدِ القُشَيْرِيِّ، وَالحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ الشَّحَّامِيِّ، وَشَهْرَدَارَ بنِ شِيْرَوَيْه، وَعبدُ الخَالِق اليوسفِي، وَنَصْرُ بنِ نَصْرٍ العُكْبَرِيّ، وَهِبَةِ اللهِ ابْنِ أُخْتِ الطَّوِيْلِ، وَمَوْهُوْبِ ابْنِ الجَوَالِيْقِيِّ، وَعَبْدِ المَلِكِ الكَرُوْخِيِّ، وَطَبَقَتِهِم، فَاسْتبعدتُ ذَلِكَ وَلَمْ أَحتفل بِأَمرِهَا إِذْ ذَاكَ، وَتَوقَّفْنَا فِي شَأْنِهَا. قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: سَأَلتُ الحَافِظ الضِّيَاءَ عَنْهُ، فَقَالَ: صَحِبنَا فِي السَّمَاعِ بِبَغْدَادَ وَمَا رَأَينَا مِنْهُ إلَّا الخير، وبلغنا أنه فقيه حافظ. وقل غَيْرُهُ: كَانَ مُنَاظِراً، مُتَفَنِّناً، كَثِيْرَ الموَاد. وَقَالَ الحَافِظُ عِزّ الدِّيْنِ الشَّرِيْفُ: كَانَ يذكر أَنَّهُ وُلِدَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَأَنَّهُ أَجَاز لَهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُم أَبُو الفَتْحِ الكَرُوْخِيّ. قُلْتُ: التَّردُّدُ مَوْجُوْدٌ فِي هَذِهِ الإِجَازَةِ هَلْ هِيَ لَهُ أَوْ لأَخٍ لَهُ بِاسْمِهِ مَاتَ قَدِيْماً؛ فَإِنِّي رَأَيْت شُيُوْخنَا كَالدِّمْيَاطِيّ وَابْن الظَّاهِرِي، فَقَدِ ارْتحلُوا إِلَيْهِ، وَسَمِعُوا مِنْهُ مِنْ روايته عن ابن شاتيل،

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 24"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 244، 245".

وَغَيْرِهِ، وَسَمِعُوا بِهَذِهِ الإِجَازَة، وَرَأَيْت "جَامِع أَبِي عِيْسَى" قَدْ قرَأَه شَيْخنَا ابْنُ الظَّاهِرِي عَلَيْهِ، وَلَوْلاَ صِحَّة الإِجَازَة عِنْدَهُ لَمَا أَتعب نَفْسه، وقد قال الدمياطي: إنه جاوز المئة، وَقَالَ: كَانَ فَقِيْهاً عَالِماً، ثُمَّ ضبط النِّشْتِبْرِيَّ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَثَالِثِهِ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: بَلَغَنِي أَنَّهُ ادَّعَى الإِجَازَةَ مِنْ مَوْهُوْب ابْن الجواليقي والكروخي وجماعة، وروى عَنْهُم، وَمَا أَظُنُّ سِنَّهُ تَحْتملُ ذَلِكَ. قُلْتُ: قَرَأَ عَلَيْهِ السَّرَّاج عُمَر بن شُحَانَة "الأَرْبَعِيْنَ" لِعَبْدِ الخَالِقِ الشَّحَّامِيِّ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ بِآمِدَ بِإِجَازَتِهِ مِنْهُ، -فَاللهُ أَعْلَمُ؛ وَلاَ رَيْب أَنَّهُ رَجُل فَقِيْه النَّفْس يَدْرِي مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ كَانَ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ أولًا، وَقَدِ ادَّعَى أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فَعَلَى هَذَا يَكُوْن قَدْ عَاشَ مائَة وَاثْنَيْ عَشَرَ عَاماً. حَدَّثَ عَنْهُ: مَجْد الدِّيْنِ ابْن العَدِيْم، وَشَمْس الدِّيْنِ ابْن الزَّين، وَشَمْس الدِّيْنِ مُحَمَّد بن التِّيْتِيِّ الآمِدِيّ، وَالحَافِظَان الدِّمْيَاطِيّ وَابْن الظَّاهِرِي، وَطَائِفَة. وَمِنَ القُدَمَاء: أَبُو عَبْدِ اللهِ البِرْزَالِيّ، وَبِالإِجَازَةِ: أَبُو المَعَالِي ابْن البَالِسِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْن الدَّباهِيّ، وَزَيْنَب بِنْت الكَمَالِ، وآخرون. وقد توفي في سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فِي الثَّانِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ. وَرَأَيْت شُيُوْخنَا كَالدِّمْيَاطِيّ وَابْن الظَّاهِرِي قَدِ ارْتحلُوا إِلَيْهِ، وَسَمِعُوا مِنْهُ مِنْ رِوَايَته عَنِ ابْنِ شَاتيل وَغَيْرِهِ، وَسَمِعُوا بِهَذِهِ الإِجَازَة؛ فَمِنَ المُجِيْزِينَ لَهُ كِبَارٌ مِنْهُم: نَصْر بن نَصْرٍ العُكْبَرِيّ عِنْدَهُ عوَال، مِنْ ذَلِكَ: الأَوّل الكَبِيْر مِنْ حَدِيث المُخَلِّص، وَ"مَشْيَخَة" أَبِي الغَنَائِم بن أَبِي عُثْمَانَ مِنْهُ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. العَلاَّمَة أَبُو مَنْصُوْرٍ مَوْهُوْب بن أَحْمَدَ بنِ الجَوَالِيْقِيّ، سَمِعَ الكَثِيْر مِنِ: ابْنِ البُسْرِيّ، وَأَبِي طَاهِرٍ بنِ أَبِي الصَّقْرِ، وَخَطِيْب الأَنْبَار عَلِيّ بن مُحَمَّد، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. أَبُو الفَتْحِ عَبْدُ المَلِكِ ابنُ أَبِي القَاسِمِ عَبْد اللهِ بن أَبِي سَهْل الكَرُوْخِيّ الصُّوْفِيّ رَاوِي "الجَامِع"، وَكَانَ ثِقَةً صَالِحاً، يَتبلَّغُ مِنَ النَّسْخَ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. أَبُو بَكْرٍ هِبَةُ اللهِ بنُ الفَرَجِ ابْن أُخْت الطَّوِيْل شَيْخ هَمَذَان، سَمِعَ "سُنَن أَبِي دَاوُدَ" من علي ابن مُحَمَّدٍ البَجَلِيّ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ لاَل، أَخْبَرْنَا ابْنُ دَاسَة، وَسَمِعَ مِنْ جَمَاعَة، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ عَنْ تِسْعِيْنَ سَنَةً. وَمِنَ المُحَدِّثِيْنَ: أَبُو المَعَالِي ابْنُ السَّمِيْنِ، وَعَبْد الكَرِيْمِ بن الحَسَنِ الكَاتِب، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ الطُّوْسِيّ الَّذِي حَدَّثَ عَنْهُ: عبد القادر

الحافظ، وظاهر بن زَاهِر بن طَاهِرٍ الشَّحَّامِيّ، وَأَخُوْهُ؛ الفَضْل، وَابْن عَمِّهِمَا؛ مُحَمَّد بن وَجيه، وَاللهِ سُبْحَانه أَعْلَم. وَقَدْ كَانَ النِّشْتِبْرِيّ بَعَثَ الإِجَازَةَ إِلَى ابْنِ الوَلِيْدِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فَتكلّم لَهُ عَلَى أَكْثَرهِم وَمَا رَأَينَاهُ أنكر ذلك، وكان عالمًا صاحب حَدِيْث، وَكَانَ النِّشْتِبْرِيّ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ مَعْرُوْفاً بِالسَّتْر وَالصِّيَانَة، وَمَا كَانَ لِيستحل مَعَ ذَكَائِهِ وَفَهمه وَطَلَبِهِ لِلْحَدِيْثِ وَرِحلَتِه فِيْهِ أَنْ تَكُوْن الإِجَازَةُ لأَخٍ لَهُ بِاسْمِهِ قَدْ مَاتَ صَغِيْراً وَسُمِّيَ الضِّيَاء بِاسْمِهِ فَيَدَّعِيهَا، وَيُؤكِّد ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: إِنَّنِي وُلِدْت سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَيُحَدِّث بِهَا مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ وَإِلَى أَنْ مَاتَ، وَهَذَا عُلُوّ مُفْرِط يُقتصَرُ مِنْهُ العَجَبُ، وَيَهَابُهُ صَاحِب الحَدِيْث فِي البَدِيْهَةِ، ثُمَّ يَترجَّحُ عِنْدَهُ بِالقرَائِنِ صِحَّة ذَلِكَ، وَاللهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ قَرَأْت بِهَذِهِ الإِجَازَةِ أَنَا فِي حُدُوْدِ سَنَةِ سَبعٍ مائَة عَلَى شَيْخِنَا أَبِي عَبْدِ اللهِ الدُّباهِي بِإِجَازَتِهِ مِنَ النِّشْتِبْرِيِّ أَنَّ الكَرُوْخِيّ أَنبَأَهُم، وَالآنَ، -وَهُوَ سَنَة سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسَبْع مائَة، تَرْوِي عَنْهُ بِالإِجَازَةِ بِنْتُ الكَمَالِ الَّتِي كَتَبَ بِهَا إِلَيْهَا فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فَمَنْ أَرَادَ الْعُلُوّ الَّذِي لاَ نَظِيْرَ لَهُ فَليَسْمِعْ بِهَا، فَلَو ارْتَحَلَ الطَّالب لسَمَاع جُزْء وَاحِد مِنْ ذَلِكَ شَهْراً لَمَا ضَاعت رحلته، فَالمُجِيْزُونَ لَهُ: وَجيه الشَّحَّامِيّ سَمَّعَهُ أَبُوْهُ الكَثِيْر وَارْتَحَلَ هُوَ إِلَى هَرَاةَ وَبَغْدَادَ، وَسَمِعَ "الصَّحِيْح" مِنْ أَبِي سَهْلٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الحَفْصِيِّ بِسَمَاعِهِ مِنَ الكشْمهينِي، وَسَمِعَ "فَوَائِد المَخْلَدين" سِتَّة وَعِشْرِيْنَ جُزْءاً مِنْ أَبِي حَامِد الأَزْهَرِيّ، وَسَمِعَ "مُسْنَد السَّرَّاجِ" مِنَ القُشَيْرِيّ وَ"رِسَالَته"، وَحَدَّثَ بِهَا، قَالَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ الوَلِيْدِ، قَالَ: وَسَمِعَ "الزُّهرِيَات" لِلذهلِي مِنَ الأَزْهَرِيّ عَنِ ابْنِ حَمْدُوْنَ عَنِ ابْنِ الشَّرْقِيّ عَنْهُ، وَسَمِعَ "سُنَنَ أَبِي دَاوُدَ" مِنْ أَبِي الفَتْحِ نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ الحَاكمِي: أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذبارِي، أَخْبَرْنَا ابْنُ دَاسَة قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً إِمَاماً، وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. هبَة الرَّحْمَن عَبْد الوَاحِدِ ابْن القُشَيْرِيِّ أَبُو الأَسْعَد، خَطِيْب نَيْسَابُوْر، سَمِعَ "سُنَن أَبِي دَاوُدَ" مِنَ الحَاكمِي أَيْضاً، وَسَمِعَ مِنْ جدّه حُضُوْراً فِي الخَامِسَة، وَسَمِعَ "صَحِيْح أَبِي عَوَانَة" مِنْ عَبْدِ الحَمِيْدِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ البحيْرِيّ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ المَهْرَجَانِي عَنْهُ، قَالَهُ ابْنُ الوَلِيْدِ. قُلْتُ: وَلَهُ "أَرْبَعُوْنَ" عوالٍ، تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَمِنْهُم: الحُسَيْن بن عَلِيٍّ الشحامي.

قُلْتُ: هَذَا مَا عرفه ابْن الوَلِيْدِ، وَهُوَ ابْنُ ابْن عَمِّ وَجيه صدر رَئِيْس، سَمِعَ الثَّالِث مِنَ "المُسْنَد" لِلسرَاج مِنِ ابْنِ المُحِبِّ وَ"صَلاَة الضُّحَى" لِلْحَاكِمِ يَرْوِيْهِ عَنِ ابْنِ خَلَفٍ عَنْهُ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ. عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ خَلَفِ بنِ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيّ المُعَدَّل، أَبُو المُظَفَّرِ سَمِعَ مِنِ ابْنِ المُحِبّ وَأَبِي بَكْرٍ بنِ خَلَفٍ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. عَبْدُ الخَالِقِ بنُ زَاهِرٍ الشَّحَّامِيُّ، قَالَ ابْنُ الوَلِيْدِ: عَالِمٌ ثِقَةٌ اسْتملَى سِنِيْنَ علَى الشُّيُوْخِ وَأَملَى وَحَدَّثَ. قُلْتُ: لَهُ "أَرْبَعُوْنَ" وَ"أَرْبَعُوْنَ" سَمِعْنَاهُمَا، عدم فِي الكَائِنَة سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ. أَبُو البَرَكَاتِ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ ابْن الفُرَاوِيّ، ثِقَة عَالِم، سَمِعَ مِنْ جَدَّيه، وَسَمِعَ "صَحِيْح أَبِي عَوَانَة"، مُلَفَّقاً عَلَى ثَلاَثَة. أَبُو مَنْصُوْرٍ شَهْرَدَار بن شِيْرَوَيْه الدَّيْلَمِيّ الهَمَذَانِيّ، سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا شُجَاع، وَأَبَا الفَتْح بن عَبْدُوْس، وَابْن حَمْدٍ الدُّوْنِيَّ، مَاتَ سَنَةَ ثمان وخمسين وخمس مائة. أَبُو العَلاَءِ الحَسَن بن أَحْمَدَ الهَمَذَانِيّ العَطَّار المُقْرِئ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، إِمَام. أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَحْمَدَ اليُوْسُفِيّ المُحَدِّث، سَمِعَ مِنْ أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَعَاصِمِ بنِ الحَسَنِ، وَخَلْقٍ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. أَبُو القَاسِمِ نَصْر بن نَصْرٍ العُكْبَرِيّ الوَاعِظ سَمِعَ أَبَا القَاسِمِ بن البُسْرِيِّ. وَقَرَأْت تَرْجَمَة طَوِيْلَة لِلنِّشتبرِي بِخَطِّ أَبِي الفَتْحِ الحَافِظِ، فَقَالَ: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَنْجَب بن المُعَمَّرِ بنِ حَسَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ بنِ رُوحين النِّشْتِبْرِيّ المَوْلِد؛ -قرِيَة بِقُرْبِ شهرَابَان- قَالَ فِيْهِ ابْن مَسدِي: شَيْخٌ مِنْ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ مِمَّنْ رُحِلَ فِيْهِ إِلَى البُلْدَانِ مَعَ الحِفْظِ وَالإِتْقَانِ. سَمِعَ بِأَمَاكِنَ وَكَانَ كَثِيْرَ السَّمَاعِ مُتَّسِعَ الرِّوَايَاتِ، لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى سَمَاعٍ قَبْلَ عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ وَلَهُ إِجَازَاتٌ مِنْ جَمَاعَةٍ انفَرَدَ عَنْهُم، مِنْهُم: أَسَعْدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ ابْن القُشَيْرِيِّ، وَوَجِيْه الشَّحَّامِيّ وَالكَرُوْخِيّ وَابْن الجَوَالِيْقِيّ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَى وَجه الأَرْضِ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ مَنْ يُحَدِّثُ عَنْهُم سِوَاهُ. وَاخْتَلَف الحُفَّاظ فِي هَذِهِ الإِجَازَةِ بَيْنَ التَّوقف وَالإِجَازَةِ فَمِنْ قَائِلٍ: دُلّسَ عَلَيْهِ فِيْهَا فَتلقَاهَا بِالقَبُولِ، وَمِنْ قائل: هي صحيحة، وطرق الظنة إلها اضْطِرَابُهُ فِي تَارِيْخ مَوْلِدِهِ، وَأَكْثَرُ الرِّوَايَاتِ عَنْهُ أَنَّهُ قَبْلَ الأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ بِسَنَةٍ أَوْ نَحْوِهَا، سَكَنَ دُنَيْسر مُدَّةً ثُمَّ مَارْدِيْن.

قَالَ أَبُو الفَتْحِ: أَخرج إِلَيْنَا الأَمِيْر ابْن التِّيْتِيّ إِجَازَة عَبْدِ الخَالِقِ فَنَقَلَهَا وَخطُّ الكَرُوْخِيّ فِيْهَا فِي الورقَةِ المَكْتُوْبِ فِيْهَا الاسْتِدْعَاء وَهُوَ: إِنْ رَأَى السَّادَةُ أَنْ يُجِيْزُوا لِعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ اللهِ التُّوْنُسِيّ وَللأَنْجَبِ بن المُعَمَّر بن الحَسَنِ وَلِوَلَدَيه يَحْيَى وَعَبْد الخَالِقِ جَمِيْع صَحَّ وَيَصح عِنْدَهُم مِنْ جَمِيْع مَا تسوَغ رِوَايَته عَنْهُم فَعلُوا مُنْعِمِين فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ. قَالَ: وَعَلَى التَّارِيْخ ضَرْبَ، فَكَتَبَ الشُّيُوْخ: أَجزت لَهُم أَدَام الله عزهُم فيما استجازوه، وكتب وجيه ابن طَاهِر كَذَلِكَ: أَجزت لَهُم، وَكَتَبَ الحُسَيْن بن عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الشَّحَّامِيّ، وَسردَ أَبُو الفَتْحِ سَائِرهُم، ثُمَّ قَالَ: وَرَأَيْت خطّ الصَّاحب شَرَف الدِّيْنِ ابْن التِّيْتِيّ: عَبْد الخَالِقِ النِّشْتِبْرِيّ المَعْرُوف بِالحَافِظ، فَقِيْه أَديب بَارِع، لَهُ الذّهن الحَاضِر وَالخَاطر العَاطر، كَانَ يَحْفَظ مِنْ أَشعَار الْعَرَب جُمْلَةً وَافرَة. سَمِعَ بِالعِرَاقِ ابْن شَاتيل، وَبِدِمَشْقَ، وَمِصْر، وَبلاَد كَثِيْرَة، سَمِعْتُ عَلَيْهِ وَابْنِي مُحَمَّد، وَحَدَّثَ بِـ "جَامِع التِّرْمِذِيِّ" عَنِ الكَرُوْخِيِّ إِجَازَة، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الخَالِقِ، وَهُوَ أَوّلُ حَدِيْثٍ سَمِعتُه مِنْهُ، وَسَاقَ الحَدِيْث فَزَادَ فِي إِسْنَادِه رَجُلاً فَصَلَهُ بَيْنَ زَاهِر وَبَيْنَ المُؤَذِّنِ. ثم قال: وسمع منم الحَازِمِي "النَّاسخ وَالمَنْسُوْخ"، وَمِنِ ابْنِ كُلَيْبٍ كِتَاب "أَدب الكَاتِب" عَنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ الكَاتِب سِوَى الخُطْبَةِ عَنْ أَبِي القَاسِمِ التَّنُوْخِيّ، وَسَمِعَ مِنْ درَّة بِنْت عُثْمَان عَنِ ابْنِ الطّبر، وَمِنْ أَحْمَد ابْن خَطِيْب المَوْصِل وَطُغْدِي الأَمِيْرِي، وَالخُشُوْعِيُّ؛ سَمِعَ مِنْهُ "المَقَامَات"، وَ"سُنَن أَبِي دَاوُدَ"، منصور بن أَبِي الحَسَنِ الطَّبَرِيّ، وَمُسْلِم بن عَلِيٍّ السِّيْحِيّ الشَّاهد، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ شدقينِي، وَعَبْد الغني ابن عليان، وَعَبْد اللهِ بن أَبِي المَجْدِ، وَعَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيِّ، وَأَبِي الفَرَجِ ابْن البَنْدَنِيْجِيّ، وَحَمَّاد الحَرَّانِيّ، وَابْن هَبَلٍ، وَمُحَمَّد بن المُبَارَكِ بن مَيْمُوْنٍ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن النَّاقِد، وَعَبْد اللهِ ابْن الطَّوِيْلَة، وَعَبْد اللهِ بن أَبِي غَالِبٍ بنِ نزال، وَمُحَمَّد بن أَبِي المُعَمَّر، وَابْن الخُرَيف، وَعَبْد العَزِيْزِ بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عِيْسَى لقِيه بِبعقوبَا، وَالعِمَاد الكَاتِب، وَأَبِي تُرَاب يَحْيَى بن إِبْرَاهِيْمَ، وَعَبْد الوَهَّابِ بن حَمَّادٍ، وَالتَّاج الكِنْدِيّ، وَنَصْر اللهِ بن أَبِي سُرَاقَة، وَالحَسَن بن مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَهِبَة اللهِ البُوْصِيْرِيّ، وَعَبْد اللهِ بن سرَايَا البَلَدِيّ بِالمَوْصِلِ وَمَكِّيّ بن رَيَّان المَاكِسِيْنِيّ، وَالمُبَارَك ابْن المَعْطُوْشِ، وَإِسْمَاعِيْل بن عَلِيِّ بنِ عُبَيْدٍ بِالمَوْصِلِ، وَيَحْيَى بن المُظَفَّرِ المَوْصِلِيّ، وَأَحْمَد بن عُثْمَانَ الزرزَارِي الزَّاهِد، وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ حَسَنٍ الصِّلْحِيّ سَمِعَ منه بسنجار في سنة خمس وثمنين، وَالزَّاهِد أَبِي أَحْمَدَ عَبْد اللهِ بن الحَسَنِ بنِ البَنَّاءِ بِنِيْنَوَى وَمَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَه، وَعَبْد اللهِ بن نَصْرٍ المَوْصِلِيّ، وَأَبِي الفَتْحِ نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ بدُنَيْسِر، وَمُسْلِم بن أَحْمَدَ بنِ مُسْلِمٍ بِسِنْجَار، وَقَاضِي نَصِيْبِيْن القوَام مَحْمُوْد بن أَبِي مَنْصُوْرٍ رَوَى عَنِ التَّاج المَسْعُوْدِيّ، وَعَلِيّ بن أَبِي مَنْصُوْرٍ بن مَكَارِم، وَسُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ الشِّيْرَجِيّ بِالمَوْصِلِ، وَإِسْمَاعِيْل بن يَاسِيْنَ بِمِصْرَ، وَمُحَمَّد بن غَنِيْمَة بن العَاقِ، وَأَبِي البَرَكَاتِ بنِ جيزون الماكسيني، وابراهيم بن نصر ومحمد بن عَسْكَر بِالمَوْصِلِ، وَمُحَمَّد ابْن الدُّبَيْثِيّ، وَعَبْد الكَرِيْمِ بن يَحْيَى القَيْسِيّ، وَالبَهَاء ابْن عَسَاكِرَ، سَمِعَ مِنْهُ "تَفْسِيْر سليم"، وَأَبِي الفُتُوْح البَكْرِيّ، وأبي القَاسِمِ الدَّوْلَعِيّ، وَمَكِّيّ بن عَلِيٍّ الحَرْبِيِّ، وَأَبِي الفتح بن شاتيل، ونصر بنِ مَنْصُوْرٍ النُّمَيْرِيِّ، سَمِعَ مِنْهُ خُطَبَ ابْنِ نباتة: أخبرنا ابن نبهان.

الكمال، ابن سعد

الكمال، ابن سعد: 5852- الكَمَالُ 1: إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ المَعَرِيُّ المُفْتِي الأَوْحَدُ مُعِيدُ الرَّوَاحِيَّةِ عِنْد ابْنِ الصَّلاَحِ، مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ. قَالَ أَبُو شَامَةَ: كَانَ عَالِماً، زَاهِداً، مُتَوَاضِعاً، مُؤثراً. قُلْتُ: تَصَدَّرَ لِلإِفَادَة وَالفَتْوَى مُدَّة، وَتَفَقَّهَ بِهِ جَمَاعَة، وَكَانَ قُدْوَة فِي الوَرَع، عُرِضَتْ عَلَيْهِ مَنَاصبُ، فَامْتَنَعَ، وَقَالَ: فِي البَلَد مَنْ يَقوم مَقَامِي، وَكَانَ يُدمن الصَّوْمَ، وَيَتصدَّق بِثُلُثِ جَامكيَّتِهِ، وَيُؤثر رَحِمَهُ، وَكَانَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ يَكتبُ ختمَةً وَيُوقفهَا. مَرِضَ بِالبطنِ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً، وَتُوُفِّيَ وَلَهُ نَيِّفٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً، وَكَانَ أَسْمَر طَوِيْلاً. كَانَ شَيْخنَا البُرْهَان الإِسْكَنْدَرَانِي يُعظِّمه وَيَصف شَمَائِله. وَمَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة خمسين وست مائة، فمات يومئذ كبير الشرفَاء ابْنُ عَدْنَان الشِّيْعِيّ، بِدِمَشْقَ، فَرَآهُ رَجُلٌ صَالِحٌ فَقَالَ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ? قَالَ: غَفَر لِي، وَلِمَنْ مَاتَ ذَلِكَ اليَوْمَ بِبَرَكَةِ الكمال إسحاق المعري. 5853- ابن سعد 2: الصَّدْر الأَدِيْب البَلِيْغُ شَمْس الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن سعد ابن مُفلح بن نُمَيْرٍ الأَنْصَارِيّ، المَقْدِسِيّ، ثُمَّ الصَّالِحيّ، الحَنْبَلِيّ، الكَاتِب. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ يَحْيَى الثَّقَفِيِّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ ابنِ المَوَازِيْنِيّ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ ابْن الخِرَقِيّ، وَابْنِ صَدَقَةَ، وَإِسْمَاعِيْل الجَنْزَوِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ يَنَالَ التُّرك، وَابْنِ شَاتِيلَ، وَأَبِي مُوْسَى المَدِيْنِيِّ، وَلَهُ النَّظمُ وَالتَّرسُّل وَالفَضَائِلُ وَالسُّؤْدُدُ، كتبَ الإِنشَاء لِلصَّالِحِ عِمَادِ الدِّيْنِ إِسْمَاعِيْلَ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ سَعْدُ الدِّيْنِ يحيى، والحافظ الضياء، وَالدِّمْيَاطِيّ، وَالقَاضِي تَقِيّ الدِّيْنِ، وَالعَفِيْفُ إِسْحَاقُ وَآخَرُوْنَ، تُوُفِّيَ: فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 249، 250". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 26، 27"، وشذرات الذهب "5/ 251".

اللمغاني، الرندي، ابن عمرون

اللمغاني، الرندي، ابن عمرون: 5854- اللمغاني: قَاضِي القُضَاةِ كَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرحمن بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بن إِسْمَاعِيْلَ اللَّمْغَانِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ الحَنَفِيّ، مُدَرِّس المُسْتَنْصِرِيَّةِ. حَدَّثَ عَنْ أَبِيْهِ القَاضِي أَبِي مُحَمَّدٍ. رَوَى عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيّ فِي "مُعْجَمِهِ"، فَقَالَ: أَخْبَرَنَا قَاضِي القُضَاةِ شرقاً وَغرباً كَمَال الدِّيْنِ. قُلْتُ: تَخرَّج بِهِ أَئِمَّة فِي مَذْهَب أَبِي حَنِيْفَةَ، وَعَاشَ خَمْساً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي حَادِي عَشَرَ رَجَبٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وأربعين وست مائة. 5855- الرندي 1: العَلاَّمَةُ خَطِيْبُ رُنْدَةَ -مَدِينَةٍ بِالأَنْدَلُسِ- أَبُو الحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَاصِمِ بنِ عِيْسَى الأَسَدِيُّ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ الجَدِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ زَرْقُوْنَ، وَأَبِي القَاسِمِ ابْنِ حُبَيْشٍ، وَأَبِي زَيْدٍ السُّهَيْلِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَتَفَرَّد، وَرَوَى الكَثِيْرَ، وعني بِالرِّوَايَةِ، مَعَ الفِقْهِ وَالجَلاَلَةِ وَالأَصَالَةِ. مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ برندة. 5856- ابن عمرون: إِمَامُ النَّحْوِ بِحَلَبَ جَمَالُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي سَعْدٍ بنِ عَمْرُوْنَ الحَلَبِيُّ، تِلْمِيْذُ المُوَفَّقِ بنِ يَعِيْشَ. سَمِعَ مِنْ: عُمَرَ بنِ طَبَرْزَذَ، وَغَيْرِهِ. وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّة كَشَيخِنَا بَهَاءِ الدِّيْنِ ابْنِ النَّحَّاسِ. حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ المُؤْمِنِ الحَافِظُ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "7/ 24".

ابن الزبيدي، ابن المنى

ابن الزبيدي، ابن المنى: 5857- ابن الزبيدي 1: الشَّيْخُ المُعَمَّر مُسْند بَغْدَادَ فِي وَقْتِهِ أَبُو نَصْرٍ عَبْد العَزِيْزِ بن يَحْيَى بنِ المُبَارَكِ بن محمد ابن الزُّبَيْدِيِّ الرَّبَعِيّ، اليَمَانِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ. وُلِدَ سَنَةَ ستين وخمس مائة. سَمِعَ مِنْ: أَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الرَّحَبِيِّ، وَأَبِي المَكَارِمِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ الظَّاهِرِي، وَشُهْدَة الكَاتِبَة؛ سَمِعَ مِنْهَا "مَصَارع العُشَّاق" فِي مُجَلَّدَيْنِ، وَغَيْر ذَلِكَ، وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: أَبِي نَصْرٍ يَحْيَى بنِ السَّدَنك، وَحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ السَّمَّاكِ. حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيّ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي سَلْخِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَأَجَازَ لأَبِي نَصْرٍ ابْن الشِّيْرَازِيّ، وَعَلِيّ ابْن السكَاكرِيِّ وَعَبْدِ المَلِكِ بن تيمية، وطائفة. 5858- ابن المني 2: المُفْتِي المُعَمَّر المُسْنِدُ سَيْف الدِّيْنِ أَبُو المُظَفَّرِ مُحَمَّد بن مُقبلِ بنِ فِتْيَانَ بنِ مَطَرٍ النهرواني، ابْنُ المَنِّيِّ الحَنْبَلِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: شُهْدَةَ الكَاتِبَةِ "مَشْيَخَتِهَا"، وَأَبِي الحُسَيْنِ عَبْدِ الحَقِّ، وَأَسَعْدَ بن يَلدَرك، وَالحَيْصَ بَيْصَ الشَّاعِر وَتَلاَ بِالعشرِ عَلَى ابْنِ البَاقِلاَنِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الحُلوَانِيَّة، وَالشَّرِيْشِيُّ، وَالدِّمْيَاطِيّ، وَمُحَمَّد بن بَرَكَةَ الشَّمْعِيُّ، وَالشَّيْخ مُحَمَّدٌ القَزَّاز، وعدة. وَأَجَازَ لِخَلْقٍ، وَكَانَ عَدْلاً، رَئِيْساً، إِمَاماً، فَقِيْهاً، بَصِيْراً بِالاخْتِلاَفِ، أَعَاد بِالمُسْتَنْصِرِيَّة، وَخضبَ مُدَّةً بِالسَّوَادِ، ثُمَّ تركَ. وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاءِ، خدمَ فِي دِيْوَانِ التَّشرِيفَاتِ، وَأَمَّ بِمَسجِدِ المَأْمُوْنِيَّةِ، وَعُمِّرَ دَهْراً. مَاتَ فِي سَابع جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ تسع وأربعين.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 24"، وشذرات الذهب "5/ 245". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 24"، وشذرات الذهب "5/ 246".

ابن الجميزي

5859- ابن الجميزي 1: شَيْخ الدِّيَار المِصْرِيَّة العَلاَّمَة المُفْتِي المُقْرِئ بَهَاء الدِّيْنِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ سَلاَمَةَ بن المُسَلَّمِ اللَّخْمِيُّ المِصْرِيُّ الشَّافِعِيّ الخَطِيْب المُدَرِّس، ابْنُ بِنْتِ الشَّيْخِ أَبِي الفَوَارِسِ الجُمَّيْزِيِّ. وُلِدَ يَوْمَ النَّحْرِ، سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، بِمِصْرَ. وَحفظ القُرْآن صَغِيراً وَارْتَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ، فَسَمِعَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ مِنَ الحَافِظِ ابْنِ عَسَاكِرَ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ شُهْدَةَ الكَاتِبَةِ. وَتَلاَ بِالعشرِ عَلَى: أَبِي الحَسَنِ البَطَائِحِيِّ، وَعَلَى القَاضِي شَرَفِ الدِّيْنِ ابْنِ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ، وَأَكْثَر عَنْهُ. وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: عَبْدِ الحَقِّ اليُوْسُفِيّ، وَيَحْيَى ابنِ السَّقْلاَطُوْنِيّ وَمُحَمَّد بن نَسيمٍ، وَبَادرَ فَسَمِعَ مِنْ أَبِي الطَّاهِر السِّلَفِيّ، وَأَبِي طَالِبٍ اللَّخْمِيّ، وَابْن عَوْفٍ، وَابْن بري النحوي، وتلا على الشاطبي ختمَات. وَتَفَقَّهَ أَيْضاً عَلَى: العِرَاقِيِّ، وَالشِّهَاب الطُّوْسِيّ، وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ، وَخَطَبَ بِجَامِع القَاهِرَةِ، وَانتهتْ إِلَيْهِ مَشْيَخَة العِلْم. وَرَوَى الكَثِيْر بِدِمَشْقَ وَبِمَكَّةَ وَالقَاهِرَة وَقُوصَ؛ رَوَى عَنْهُ: البِرْزَالِيّ، وَالمُنْذِرِيّ، وَابْن النَّجَّار، وَالدِّمْيَاطِيّ، وَابْن الصَّيْرَفِيّ، وَالفَخْر التَّوزرِيُّ، وَالأَمِيْنُ مُحَمَّدُ ابنُ النَّحَّاسِ، وَالرَّضِيُّ الطَّبَرِيُّ، وَابْنُ الشِّيْرَازِيِّ، وَأَبُو الفَتْحِ القُرَشِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ شُيُوْخِنَا، وَعَاشَ أَرجحَ مِنْ تِسْعِيْنَ سَنَةً وَأَيَّاماً. تُوُفِّيَ فِي الرَّابِع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، رَحِمَهُ اللهُ. وَهُوَ مُسَدَّد الفَتَاوى، وَافِرُ الجَلاَلَةِ، حَسَنُ التَّصَوُّنِ، مُسْنَدُ زَمَانِه. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ قُمَيْرَةَ التَّاجِر، وَمُدَرِّس المُسْتَنْصِرِيَّة أَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ الأَنْصَارِيّ الحَلَبِيّ الحَنَفِيّ وَقَدْ درَّس بِحَلَبَ، وَأَبُو نَصْرٍ الأَعزُّ بنُ العُلَّيْقِ البَابَصْرِيّ، وَالمُحَدِّث سَالِمُ بنُ ثمَالِي بن عِنَان العُرْضِيُّ، وَأَبُو حَامِدٍ عَبْد اللهِ بن عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ عشَائِر الحَلَبِيّ، وَالصَالِح عَبْد الجَلِيْل بن مُحَمَّدٍ الطَّحَاوِيُّ، وَضِيَاء الدِّيْنِ عَبْدُ الخَالِقِ بن أنجب

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 246".

النِّشْتِبْرِيُّ، وَعَبْد الدَّائِمِ بن عَبْدِ المحسنِ ابْن الدَّجَاجِيّ المِصْرِيّ عِمَادُ الدِّيْنِ، وَمُدَرِّس المُسْتَنْصِرِيَّة القَاضِي أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عَبْدِ السَّلاَمِ اللَّمْغَانِيّ الحَنَفِيّ كَمَال الدِّيْنِ قَاضِي القُضَاةِ، وَالرَّشِيْد عَبْد الظَّاهِر بن نشوَان الجُذَامِيّ المُقْرِئ الضّرِير، وَأَبُو نَصْرٍ عَبْد العَزِيْزِ بن يَحْيَى ابْنِ الزَّبَيْدِيّ، وَلَهُ تِسْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَخَطِيْب رُنْدَة المُحَدِّثُ أَبُو الحُسَيْنِ عُبَيْد اللهِ بن عَاصِمٍ الأَسَدِيّ الرُّنْدِيّ وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَالحَافِظ أبو الحسن علي بن محمد ابن عَلِيٍّ الغَافِقِيُّ الشَّارِيُّ، وَالسَّدِيْد عِيْسَى بن مَكِّيٍّ العَامِرِيّ المُقْرِئ إِمَام جَامِع الحَاكِم، وَالعِلْم قَيْصَر بن أَبِي القَاسِمِ السُّلَمِيّ، الكَاتِب تَعَاسيف، وَمُدَرِّس الأَمِينِيَّة شَمْس الدِّيْنِ مُحَمَّد بن عَبْدِ الكَافِي بن عَلِيٍّ الرَّبَعِيّ الصَّقَلِّيّ، وَنَحْوِيُّ حَلَب جَمَال الدِّيْنِ مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ عَمْرُوْنَ، وَمُفْتِي العِرَاق سَيْف الدِّيْنِ مُحَمَّد بن مُقبل ابْن المَنِّيِّ، وَالأَمِيْر الصَّاحب جَمَال الدِّيْنِ يَحْيَى بن عيسى بن مطروح المصري الشاعر.

بشير

5860- بشير: ابن حامد بن سليمان بن يوسف، العَلاَّمَةُ ذُو الفُنُوْنِ، نَجْم الدِّيْنِ، أَبُو النُّعْمَانِ الهَاشِمِيّ، الجَعْفَرِيّ، الشَّافِعِيّ، التِّبْرِيْزِيّ، الصُّوْفِيّ، صَاحِب "التَّفْسِيْر الكَبِيْر"، كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ المَذْهَب. مَوْلِدُهُ بِأَرْدَبِيْلَ، سَنَة سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: يَحْيَى الثَّقَفِيّ، وَابْن كُلَيْبٍ، وَأَبِي الفَتْحِ المَنْدَائِيِّ، وَعِدَّة. وَعَنْهُ: الدِّمْيَاطِيّ، وَالمُحِبّ الطَّبَرِيّ، وَأَبُو العَبَّاسِ ابْن الظاهري، والضياء السبتي، وغيرهم. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: تَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ عَلَى ابْنِ فَضلاَن، وَيَحْيَى بن الرَّبِيْعِ، وَحفظ المَذْهَب وَالأُصُوْل وَالخلاَف، وَأَفتَى وَنَاظر، وَأَعَاد بِالنِّظَامِيَّةِ، ثُمَّ وَلِي نَظَرَ الْحرم وَعمَارته. مَاتَ بِمَكَّةَ، فِي صَفَرٍ، سَنَة سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. أَنبَأنِي قُطْبُ الدِّيْنِ الحَافِظ، حَدَّثَنِي قُطْب الدِّيْنِ ابْن القَسْطَلاَنِيِّ، قَالَ: حَكَى لِي أَبُو النُّعْمَانِ بَشِيْر، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ الخوَافِي بِبَغْدَادَ، فَسُرِقَت مشَّايتي، فَكَتَبتُ إِلَيْهِ: دَخَلتُ إِلَيْكَ يَا أَملِي بَشِيْراً ... فَلَمَّا أَنْ خَرَجتُ بَقِيت بِشْرَا أَعِدْ يَائِي الَّتِي سَقَطَتْ مِنِ اسْمِي ... فَيَائِي فِي الحِسَابِ تُعَدُّ عَشْرَا فَسَيَّرَ لِي نِصْف مِثْقَالٍ.

ابن البيطار، اللاردي، الإسفراييني

ابن البيطار، اللاردي، الإسفراييني: 5861- ابن البيطار 1: العَلاَّمَةُ ضِيَاء الدِّيْنِ عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ المَالَقِيّ النَّبَاتِيّ الطَّبِيْب، ابْن البَيْطَار، مُصَنِّفُ كِتَابِ "الأَدويَة المفردَة"، وَمَا صُنِّفَ فِي مَعْنَاهُ مِثْله. انْتَهَت إِلَيْهِ مَعْرِفَة الحشَائِش، وَسَافَرَ إِلَى أَقَاصي بِلاَد الرُّوْمِ، وَحرر شَأْن النّبَاتِ، وَكَانَ أَحَدَ الأَذكيَاء، وَخدم الْملك الكَامِل، وَابْنه الْملك الصَّالِح. تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ سَنَة سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5862- اللاردي: العَلاَّمَةُ الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَتِيْقِ بن عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حُمَيْدٍ التُّجِيْبِيّ، الأَنْدَلُسِيّ الغَرْنَاطِي المَالِكِيّ المَعْرُوف بِاللاَّرَدِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ حَمِيْدٍ، وَطَائِفَة، وَعَاشَ ثَلاَثاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبَّارُ: وَلِيَ القَضَاءَ، وَمِنْ تَوَالِيفه "أَنوَار الصبَاح، فِي الْجمع بَيْنَ الكُتُب السِّتَّة الصِّحَاح"، وَكِتَاب "شَمَائِل المُخْتَار"، وَكِتَاب "النّكت الكَافِيَة فِي أَحَادِيْث مَسَائِل الخلاَف"، وَكِتَاب "مِنْهَاج الْعَمَل فِي صِنَاعَة الجَدَل"، وَكِتَاب "المسَالك النورِيَة إِلَى المَقَامَاتَ الصدفِيَة". مَاتَ سَنَةَ سِتّ أَوْ سَبْع وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائة. 5863- الإسفراييني 2: المُحَدِّثُ الزَّاهِدُ مَجْدُ الدِّيْنِ مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصُّوْفِيّ، الإِسْفَرَايِيْنِيّ، ابْنُ الصَّفَّارُ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ. حَدَّثَ عَنْ: المُؤَيَّدِ الطُّوْسِيِّ بِـ "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ"، وَعَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّة، وَجَمَاعَة. وَكَانَ قَارِئ دَار الحَدِيْث عَلَى ابْنِ الصَّلاَح، مليح القِرَاءة، خَيِّراً، كَثِيْر السُّكُوْنِ. رَوَى عنه: زين الدين الفارفي، وَشَرَف الدِّيْنِ الفَزَارِيُّ، وَبَهَاء الدِّيْنِ ابْن المَقْدِسِيّ، وَجَلاَل الدِّيْنِ النَّابلسِي القَاضِي، وَعَلاَء الدِّيْنِ ابْن الشَّاطِبِيّ. تُوُفِّيَ بِالسُّمَيْسَاطِيَّةِ، فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَهُوَ وَالِدُ الفَقِيْهِ مَجْد الدِّيْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيّ أَحَدِ شُيُوْخنَا.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 234". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1412"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 243".

الطراز

5864- الطراز: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُقْرِئُ المُجَوِّدُ الحَافِظُ المُحَدِّثُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَلِيٍّ بنِ يُوْسُفَ الأَنْصَارِيّ الأَنْدَلُسِيّ الغَرْنَاطِي المُقْرِئ. قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: كَانَ مُقْرِئاً جَلِيْلاً، وَمُحَدِّثاً حَافلاً، خُتم بِهِ هَذَا البَاب ألبَتَّةَ. رَوَى عَنِ القَاضِي أَبِي القَاسِمِ ابْنِ سَمْجُوْنَ؛ أَكْثَرَ عَنْهُ، وَلاَزَمه، وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ بن شرَاحيلَ، وَمُحَمَّد بن يُوْسُفَ ابْن صَاحِب "الأَحكَامِ"، وَعَبْد المُنْعِمِ بن الضَّحَّاكِ، وَعَلِيّ بن جَابِرٍ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي زَكَرِيَّا الأَصْبَهَانِيّ، وَعَبْد الصَّمَدِ بن أَبِي رَجَاءٍ البَلَوِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ المَلاَحِي، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الكَوَّاب، وَسَعْد الحَفَّار، وَسَهْل بنِ مَالِكٍ بغَرْنَاطَة، وَأَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَد بن يَحْيَى الحِمْيَرِيّ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الغَافِقِيِّ الشَّقُوْرِيِّ بقُرْطُبَةَ، وَالحَافِظ أَبِي مُحَمَّدٍ القُرْطُبِيّ بِمَالقةَ وَلاَزمه وَانتفع بِهِ فِي صِنَاعَة الحَدِيْث، وَعَتِيْق بن خَلَفٍ، وَأَبِي عَلِيٍّ الرُّنْدِيّ، وَابْني حَوْطِ اللهِ بِهَا، وَعَنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ زَرْقُوْنَ بِإِشْبِيْلِيَةَ، وَأَبِي الصَّبْرِ أَيُّوْب الفِهْرِيّ، وأبي العباس الغرفي، وَلاَزَمَهُ بِسَبتَةَ، وَتَلاَ بِالسَّبْعِ عَلَى: أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِدْرِيْسَ الأُمَوِيّ، وَأَخَذَ بفَاس عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الفتُوتِ، وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالسَّبْع، وَيَعِيْشَ بنِ القَدِيْمِ. وَأَخَذَ عِلمَ الكَلاَم عَنْ أَبِي العَبَّاسِ ابْن البَقَّال. وَأَجَاز لَهُ: ابْن نُوْح، وَابْن عَوْنِ اللهِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ ابْنُ عاتٍ، وَخَلْق مِنْ أَهْلِ المَشْرِقِ. قَالَ: وَكَانَ ضَابطاً مُتْقِناً، وَمُفِيْداً حَافلاً، بَارِع الْخط، حَسَن الورَاقَةِ، عَارِفاً بِالأَسَانِيْد وَالطّرق وَالرِّجَال وَطَبَقَاتِهِم، مُقدَّماً عَارِفاً بِالقِرَاءاتِ، مُشَاركاً فِي عُلُوْم العَرَبِيَّة وَالفِقْه وَالأُصُوْلِ، كَاتِباً نَبِيلاً مَجْمُوعاً فَاضِلاً مُتَخَلِّقاً، ثِقَة عَدلاً، كَتَبَ بِخَطِّهِ كَثِيْراً وَأُمَّهَات، وَأَوضح كَثِيْراً مِنْ كِتَاب "مَشَارِق الأَنوَار" لعيَاض، وَجَمَعَ عَلَيْهِ أُصُوْلاً حَافلَة وَأُمَّهَاتٍ هَائِلَةً مِنَ الأَغربَة وَكُتُبِ اللُّغَات، وَعَكَف عَلَى ذَلِكَ مُدَّة، وَبَالَغَ فِي الْبَحْث وَالتفتيش، حَتَّى تَخلَّص الكِتَابُ عَلَى أَتَمِّ وَجه، وَبَرَزَتْ مَحَاسِنُهُ، ثُمَّ يُبَالِغ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي مَدحِ هَذَا الكِتَابِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الطّنّجَالِيّ، وَحُمَيْدٌ القُرْطُبِيّ، وَالكَاتِب أَبُو الحَسَنِ بنُ فَرجٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ البَلَّفِيقِيُّ، اخْتلفتُ إِلَيْهِ فِي مَرَضِهِ، وَحَضَرتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ تَصرُّفَاتِهِ، وَانتفعتُ بِهِ إلَّا أَنَّنِي لَمْ آخذْ عَنْهُ بِقِرَاءةٍ وَلاَ بِغَيْرِ ذَلِكَ تَفرِيطاً مِنِّي. تُوُفِّيَ فِي ثَالِث شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَكَانَ جِنَازَتُه مِنْ أَحْفَلِ جَنَازَةٍ شَاهدتُهَا، وَوصَّى أَنْ لاَ يُقرَأَ عَلَى قَبْرِهِ وَلاَ يُبنَى عَلَيْهِ، وَكَانَ مِمَّنْ وَضَع الله لَهُ ودّاً فِي قُلُوْب عِبَاده، مُعَظَّماً عِنْد جَمِيْع النَّاس خُصُوْصاً فِي غَيْر بلدِه، وَلَقَدْ كَانَ مِنْ أَشدّ النَّاس غيرَةً عَلَى السّنَة وَأَهْلهَا وَأَبغَضِهِم فِي أَهْلِ الأَهوَاء وَالبِدَع. قُلْتُ: أَظنّه مَاتَ كَهْلاً أَوْ فِي أَوِّلِ الشيخوخَة. كَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ هَارُوْنَ بِمَرْوِيَّاته، فَمَنْ ذَلِكَ أَنَّهُ سَمِعَ كِتَاب "الشَّمَائِل" مِنَ الحَافِظ الطّرَّاز، وَأَجَاز لَهُ مَرْوِيَّاته.

ابن رواحة

5865- ابن رواحة 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُسْنِدُ المُعَمَّرُ عِزُّ الدِّيْنِ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن رَوَاحَةَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ رواحة ابن عُبَيْدِ بنُ مُحَمَّدِ ابْنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ امْرِئ الْقَيْس بن عَمْرٍو الأَنْصَارِيّ، الخَزْرَجِيّ، الشَّامِيّ، الحَمَوِيّ، الشَّافِعِيّ، الشَّاهد. وُلِدَ بِجَزِيْرَةٍ فِي بَحْرِ المَغْرِبِ -وَهِيَ صَقِلِّيَّة- وأبوه فِي الأَسر فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَإِنَّهُمَا أُسرَا وَأُمُّه حَامِل بِهِ، ثُمَّ خَلَّصَهُمَا الله. ارْتَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ إِلَى الثَّغْرِ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ فَأَسْمَعَهُ الكَثِيْرَ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، مِنْ ذَلِكَ "السِّيْرَةُ النَّبَوِيَّةُ" بِكَمَالِهَا، وَقَدْ رَوَاهَا بِبَعْلَبَكَّ وَسَمِعَهَا مِنْهُ شَيْخُنَا تَاجُ الدِّيْنِ عَبْدُ الخَالِقِ، وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ بَرِّيّ، وَعَلِيِّ بنِ هِبَةِ اللهِ الكَامِلِيِّ، وَأَبِي الجُيُوْشِ عَسَاكِر بنِ عَلِيٍّ، وَأَبِي سَعْدٍ بنِ أَبِي عصرون، وَأَبِي الطَّاهِرِ بنِ عَوْفٍ، وَسَمِعَ مِنْ تَقيَة الأَرمنَازِيَة كَثِيْراً مِنْ نَظْمِهَا وَكَذَا مِنْ وَالِدِهِ، وَتَأَدَّبَ عَلَى أَبِيْهِ، وَعَلَى ابْنِ بَرِّيٍّ، وَتَفَقَّهَ وَعَالَجَ الشُّرُوْط، وَسَمَاعَاتُه صَحِيْحَةٌ، وَكَانَ يَطلبُ عَلَى الرِّوَايَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: البِرْزَالِيّ، وَالمُنْذِرِيّ، وَابْن الصَّابُوْنِيّ وَالدِّمْيَاطِيّ، وَابْن الظَّاهِرِيِّ، وَالشَّرَفُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنِيُّ، وَإِدْرِيْسُ بنُ مُزَيْزٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ، وَبَهَاءُ الدِّيْنِ ابْنُ النَّحَّاسِ، وَأَخُوْهُ إِسْحَاقُ، وَالشِّهَابُ الدَّشْتِيُّ، وَعَبْدُ الأَحَدِ بنُ تَيْمِيَةَ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ جَوْهَرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ ابنِ العَجَمِيّ، وست الدار بنت مزيز، وعدد كثير.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 361"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 234".

حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ، قَالَ: بَعَثَ شَيْخُنَا ابْنُ خَلِيْلٍ إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ، يَعتبُ عَلَيْهِ فِي أَخْذِهِ عَلَى الرِّوَايَةِ، فَاعْتَذَرَ بِأَنَّهُ فَقِيْرٌ. وَقَرَأْتُ بِخَطِّ ابْنِ الحَاجِبِ: قَالَ لِي الحَافِظُ ابْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، قَالَ: ذَكَرَ لِي أَخِي الشَّمْس أَنَّهُ لَمَّا كَانَ بِحِمْصَ وَردَ عَلَيْهِ ابْنُ رَوَاحَةَ، فَأَرَادَ أَنْ يَسْمَع مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ جَمَاعَة حِمْصيُّون: إِنَّ ابْنَ رَوَاحَة يَشْهَد بِالزُّور، قَالَ: فَتركته. ثُمَّ قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: وَقَالَ لِي تَقِيّ الدِّيْنِ ابْن العِزّ: كُلّ مَا سَمِعتُه عَلَى ابْنِ رَوَاحَة، فَقَدْ تركتُه للهِ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ البِرْزَالِيّ: كَانَ عِنْدَهُ تَسَامح. قُلْتُ: وَلَهُ شعر كَانَ يَمتدِحُ بِهِ، وَيَأْخذ الصِّلاَت، وَقَدْ حَدَّثَ بِأَمَاكن، وَرَوَى عَنْهُ حُفَّاظ. قَالَ المُنْذِرِيّ: قَالَ لِي: وُلِدَتْ فِي جزيرة مسينة بالمغرب، سنة سِتِّيْنَ، كَانَ أَبِي قَدْ سَافر إِلَى المَغْرِب، فَأُسر. قُلْتُ: تُوُفِّيَ بَيْنَ حَمَاةَ وَحَلَب، فَحُمِلَ إِلَى حَمَاةَ، فَدُفِنَ بِهَا فِي ثَامِنِ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَمَاتَ النَّفِيْسُ أَبُو البَرَكَاتِ مُحَمَّد بن دَاوُدَ أَخُو العِزّ قَبْله فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ، عَنْ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، رَوَى عَن عَبْد المُنْعِمِ ابْنِ الفُرَاوِيّ، وَأَبِي الطَّاهِر بن عَوْف، وَأَضَرَّ بِأَخَرَةٍ، حَدَّثَنَا عَنْهُ الشِّهَاب الدَّشْتِيّ، وَسُنْقُر الزينبي.

ابن البراذعي

5866- ابن البراذعي 1: العَدْل صَفِيُّ الدَّيْنِ أَبُو البَرَكَاتِ عُمَرُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ طَاهِرٍ القُرَشِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. سَمِعَ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبَا سَعْد بن أَبِي عَصْرُوْنَ، وَجَمَاعَة. خَرَّجَ لَهُ البِرْزَالِيُّ، وَرَوَى عَنْهُ: هُوَ وَحَفِيْدُهُ بَهَاءُ الدِّيْنِ، وَالدِّمْيَاطِيّ، وَمُحَمَّد ابن خَطِيْب بَيْت الأَبَّار، وَمُحَمَّد بن عَتِيق، وَمُحَمَّد بن البَالِسِيِّ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سَبْعَ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ بِضْعٌ وَثَمَانُوْنَ سنة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "6/ 363"، وشذرات الذهب "5/ 238".

ابن الجوهري، ابن الحاجب

ابن الجوهري، ابن الحاجب: 5867- ابن الجوهري 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ مُفِيْد الشَّامِ شَرَف الدِّيْنِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَبْهَانَ الدِّمَشْقِيّ، ابْنُ الجَوْهَرِيِّ. سَمِعَ مِنْ: أَبِي المَجْدِ القَزْوِيْنِيِّ، وَالمُسَلَّمِ المَازِنِيِّ، وَعُمَرَ بنِ كَرَمٍ، وَالقَطِيْعِيِّ، وَابْنِ الزَّبِيْدِيِّ، وَالصَّفْرَاوِيِّ، وَابْنِ الجَمَلِ، وَخَلاَئِق. وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازِلَ. وَكَانَ صَدُوْقاً، فَهماً، غَزِيْرَ الإِفَادَةِ، نَظِيفَ الأَجزَاءِ، أَنفقَ مِيْرَاثه فِي الطَّلَب. وَتُوُفِّيَ قَبْل أَوَان الرِّوَايَة فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَوَقَفَ أَجزَاءهُ وَانتفعنَا بِهَا -رَحِمَهُ اللهُ- مَا أَظنّه تَكهل. 5868- ابْنُ الحاجب 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُقْرِئُ الأُصُوْلِي الفَقِيْه النَّحْوِيّ جمال الدين الأئمة وَالملَة وَالدّين أَبُو عَمْرٍو عُثْمَان بن عُمَرَ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ يُوْنُسَ الكُرْدِيّ، الدُّوِيْنِيّ الأَصْل، الإِسنَائِي المَوْلِد، المَالِكِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَوْ سَنَة إِحْدَى -هُوَ يَشك- بِإِسْنَا مِنْ بِلاَدِ الصَّعِيْدِ، وَكَانَ أَبُوْهُ حَاجِباً لِلأَمِيْرِ عِزِّ الدِّيْنِ مُوْسَكَ الصَّلاَحِيِّ. اشْتَغَل أَبُو عَمْرٍو بِالقَاهِرَةِ، وَحَفِظَ القُرْآنَ، وَأَخَذَ بَعْض القِرَاءات عَنِ الشَّاطِبِيِّ، وَسَمِعَ مِنْهُ "التَّيْسِيْرَ"، وَقَرَأَ بِطرقِ "المُبْهِجِ" عَلَى الشِّهَاب الغَزْنَوِيِّ، وَتَلاَ بِالسَّبْع عَلَى أَبِي الجُوْدِ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ البُوْصِيْرِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن يَاسِيْنَ، وَبَهَاء الدِّيْنِ القَاسِمِ ابْنِ عَسَاكِرَ، وَفَاطِمَةَ بِنْت سَعْدِ الخَيْرِ، وَطَائِفَةٍ، وَتَفَقَّهَ عَلَى: أَبِي المَنْصُوْر الأَبيَارِيِّ وَغَيْرِهِ. وَكَانَ مِنْ أَذكيَاء العَالِم، رَأْساً فِي العَرَبِيَّة وَعلم النَّظَرِ دَرَّسَ بِجَامِع دِمَشْقَ، وَبِالنُّورِيَّةِ المَالِكِيَّةِ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ، وَسَارَتْ بِمُصَنَّفَاتِهِ الرُّكبَانُ، وَخَالَفَ النُّحَاةَ فِي مَسَائِلَ دَقِيقَةٍ، وَأَوْرَدَ عَلَيْهِم إِشكَالاَتٍ مُفحِمَةً. قَالَ أَبُو الفَتْحِ ابْنُ الحَاجِبِ فِي ترجمة أبي عمرو بن الحاجب: هو فَقِيْهٌ، مُفْتٍ، مُنَاظر، مُبَرِّز فِي عِدَّة عُلُوْمٍ، مُتَبَحِّرٌ، مَعَ دينٍ وَوَرَعٍ وَتَوَاضُعٍ وَاحتمَالٍ وَاطِّرَاحٍ للتكلف.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1155"، والنجوم الزاهرة "6/ 354"، وشذرات الذهب "5/ 218". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 413"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 234".

قُلْتُ: ثُمَّ نَزَح عَنْ دِمَشْق هُوَ وَالشَّيْخُ عِزُّ الدِّيْنِ ابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ عِنْدَمَا أَعْطَى صَاحِبُهَا بلدَ الشّقيفِ لِلْفرنج، فَدَخَلَ مِصْر وَتَصَدَّرَ بِالفَاضِليَة. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ مِنْ أَحْسَن خلق الله ذِهْناً، جَاءنِي مرَاراً لأَدَاء شهَادَات، وَسَأَلته عَنْ موَاضِع مِنَ العَرَبِيَّة، فَأَجَابَ أَبلغ إِجَابَة بِسكُوْن كَثِيْر وَتثبُّت تَامّ، ثُمَّ انْتقل إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّة، فَلَمْ تَطل مُدَّته هُنَاكَ: وَبِهَا تُوُفِّيَ فِي السَّادِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَوَّال سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: تَلاَ عَلَيْهِ بِالسَّبْع شَيْخنَا المُوَفَّق ابْن أَبِي العَلاَءِ، وَحَدَّثَ عَنْهُ المُنْذِرِيّ، وَالدِّمْيَاطِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَزَائِرِيّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَاضِلِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ ابنُ الخَلاَّل، وَأَبُو الحَسَنِ ابْن البَقَّال، وَجَمَاعَة. وَأَخَذَ عَنْهُ العَرَبِيَّة جَمَاعَةٌ، مِنْهُم شَيْخنَا رضِي الدِّيْنِ القسُرطينِي، وَقَدْ رُزقت كُتُبُهُ الْقبُول التَّام لجزَالتهَا وَحُسنِهَا. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ يَاقُوْت الحَمَوِيّ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بنىعمر النحوي المالكي، حدثنا عَلِيُّ بنُ المُفَضَّلِ حَدَّثَنَا السِّلَفِيُّ أَنَّ النسبَة إلى دوين دبيلي.

السيدي

5869- السيدي 1: المُسْنِدُ الأَجَلُّ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكريم بن محمد ابن السيدي الأَصْبَهَانِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ، الحَاجِب. وُلِدَ سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ تَجَنِّي الوَهْبَانِيَّة "جُزْء الحَفَّار"، وَالثَّانِي وَالرَّابِع مِنْ "المَحَامِلِيَّات"، وَ"الصَّمْت"، وَ"جُزْء المَرْوَزِيّ"، وَ"المُخَرِّمِيّ". وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ يُوْسُفَ "مَشْيَخته"، وَ"التَّصْدِيق" لِلآجُرِّيّ. وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ شَاتيل الثَّانِي مِنْ "حَدِيْثِ سعدَان" وَالثَّامن مِنْ "حَدِيْثِ ابْن السَّمَّاكِ"، وَسَمِعَ مِنَ: القَزَّاز، وَأَبِي العَلاَءِ بنِ عَقِيْلٍ، وَعِدَّة وَتَفَرَّد. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ النَّجَّارِ، وَالمُحِبّ وَالشَّرِيْشِيّ، وعبد الرحمن ابن المُقَيَّرِ، وَأَجَاز لِلبِجَّدِيِّ، وَسِتّ الفُقَهَاء بِنْت الوَاسِطِيّ، وَبنت الكَمَال. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقَدْ ذَمه ابْن النَّجَّار، وَالمُحِبّ، وَاتَّهمَاهُ، فَلاَ تُقْبَلُ رِوَايَتُهُ إلَّا مِنْ أَصلٍ. قُلْتُ: لأَنَّه أَخرجَ إِجَازَةً مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ كانت لأخ له اسمه بِاسْمِهِ وَكُنْيَتُهُ بِكُنْيَتِهِ، وَقَدْ وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، فَزَعَمَ أَنَّهُ هُوَ. فَعَنَّفُوهُ عَلَى ذَلِكَ، وخوفه المحب من الله، فانكسر وخجل.

_ 1 ترجمته في لسان الميزان "5/ ترجمة 908"، وشذرات الذهب "5/ 238".

مظفر، شعيب، ابن أبي حرمي

مظفر، شعيب، ابن أبي حرمي: 5870- مظفر 1: ابن عبد الملك بن عتيق، العَدْل، أَبُو مَنْصُوْرٍ ابْنُ الفُوِّيِّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ. وَسَمِعَ مِنَ السِّلَفِيِّ. وَعَنْهُ: الدِّمْيَاطِيّ، وَابْن بَلْبَان، وَالضِّيَاء السَّبْتِيّ، وَالحَسَن ابْن الصَّيْرَفِيّ، وَعِدَّة. تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وست مائة. 5871- شعيب 2: ابن يَحْيَى بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَطِيَّةَ، الشَّيْخُ المُسْنِدُ الصَّالِح أَبُو مَدْيَنَ القَيْرَوَانِي ثُمَّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ التَّاجِر، ابْنُ الزَّعْفَرَانِيِّ التَّاجِر المُجَاوِر بِمَكَّةَ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَجَاور مُدَّة، وَكَانَ سَمْحاً ذَا بِرٍّ وَصدقَة. حَدَّثَ عَنْهُ: المُنْذِرِيّ، وَالدِّمْيَاطِيّ، وَابْن الظَّاهِرِي، وَالمُحِبّ مُؤلف الأَحكَام، وَرضِيُّ الدِّيْنِ إِمَامُ المقَامِ، وَأَخُوْهُ؛ الصفِيُّ أَحْمَد، وَبَهَاء الدِّيْنِ أَيُّوْب ابْن النَّحَّاسِ، وَأَخُوْهُ الأَمِيْنُ مُحَمَّدٌ، وَجَمَاعَة. تُوُفِّيَ فِي الثَّالِثِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. رَوَى "الأربعينين" حسب. 5872- ابن أبي حرمي: الشَّيْخُ المُعَمَّر العَالِم المُسْنِدُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرحمن بنُ أَبِي حَرَمِيٍّ فُتُوْحِ بنِ بَنِيْنَ المَكِّيُّ، الكَاتِبُ، العَطَّارُ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ وَهُوَ شَابّ "صَحِيْح البُخَارِيِّ" مِنْ طرِيقِ أَبِي ذَرٍّ عَلَى المُقْرِئ عَلِيِّ بنِ عَمَّارٍ بِسَمَاعِهِ مِنْ أَبِي مَكْتُوْم عِيْسَى بنِ أَبِي ذَرٍّ، ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، فَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ بنِ شَاتيلَ، وَنَصْرِ اللهِ القزاز، وبدمشق من أبي الفضل ابن الحُسَيْنِ البَانْيَاسِيّ، وَالقَاضِي أَبِي سَعْدٍ بنِ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَأَجَاز لَهُ السِّلَفِيّ. حَدَّثَ عَنْهُ: مَجْد الدِّيْنِ العُقَيْلِيّ، وَمُحِبُّ الدِّيْنِ الطَّبَرِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيّ، وَرَضِيُّ الدِّيْنِ إِمَامُ المَقَامِ، وَأَخُوْهُ؛ صَفِيُّ الدِّيْنِ. تُوُفِّيَ فِي نِصْفِ رَجَبٍ، سَنَةَ خمس وأربعين وست مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1411"، والنجوم الزاهرة "7/ 22"، وشذرات الذهب "5/ 243". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "6/ 359"، وشذرات الذهب "5/ 231".

صفية

5873- صَفِيَّةُ 1: بِنْتُ العَدْلِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَلِيِّ بن الخضر، المعمر الجَلِيْلَةُ، أُمُّ حَمْزَةَ الأَسَدِيَّةُ، الزُّبَيْرِيَّةُ الدِّمَشْقيَّةُ، ثُمَّ الحَمَوِيَّةُ، أُخْتُ الشَّيخَةِ كَرِيْمَةَ. تَهَاونَ أَبُوْهَا وَلَمْ يُسْمِعْهَا شَيْئاً، وَلَكِن عمَّهَا الحَافِظَ عُمَرَ بنَ عَلِيٍّ اسْتَجَازَ لَهَا، فَرَوَتْ عَنْ مَسْعُوْدٍ الثَّقَفِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الرُّسْتَمِيِّ، والقاسم ابن الفَضْلِ الصَّيْدَلاَنِيِّ، وَرَجَاءِ بنِ حَامِدٍ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ تَاجِ القُرَّاءِ، وَعِدَّةٍ. وَطَال عُمُرُهَا، وَاحتِيجَ إِلَيْهَا، وَرَوَتْ أَشيَاءَ. حَدَّثَ عَنْهَا: مَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ الحُلْوَانِيَّةِ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَتَقِيُّ الدِّيْنِ ابْنُ مُزَيْزٍ، وَالأَمِيْنُ مُحَمَّدُ بنُ النَّحَّاسِ، وَأَبُو بَكْرٍ الدَّشْتِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ ابْنُ الظَّاهِرِيِّ، وَطَائِفَةٌ، وَبِالحُضُوْرِ حَفِيْدُهَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الشَّاهِدُ، وَالتَّاجُ أَحْمَدُ بنُ مُزَيْزٍ، وَقَدْ سَمِعَ التَّقِيُّ ابْنُ الأَنْمَاطِيِّ مِنْهَا قَدِيماً. قَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: حَضَرتُ جنَازتَهَا بِحَمَاةَ، فِي خَامِسِ رَجَبٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: قَارَبتْ تِسْعِيْنَ سنة. وفيها مَاتَ: الصَّالِحُ أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ النَّجَّارُ مُحَدِّثُ حران، وأبو النعمان بشير بن حامد ابن سُلَيْمَانَ الهَاشِمِيُّ التِّبْرِيْزِيُّ بِمَكَّةَ، وَشَيْخُ الأَطِبَّاءِ ضِيَاءُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَيْطَارِ المَالَقِيُّ العَشَّابُ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ رَوَاحَةَ الأَنْصَارِيُّ شَيْخُ الحَدِيْثِ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ الحَاجِبِ شَيْخُ العَرَبِيَّةِ وَالأُصُوْلِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الدَّبَّاجِ النَّحْوِيُّ شيخ القراء وصاحب الغرب السعيد علي ابن المَأْمُوْنِ القَيْسِيُّ، وَوزِيْرُ حَلَبَ الأَكْرَمُ عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ القِفْطِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ يَاقُوْتٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَأَبُو عَلِيٍّ مَنْصُوْرُ بنُ سَنَدِ ابْنِ الدِّمَاغِ، وَشَيْخُ المُتَكَلِّمِينَ الأَفْضَلُ مُحَمَّدُ بن ناماور الخونجي الشافعي الحكيم بمصر.

_ 1 ترجمتها في النجوم الزاهرة "6/ 361"، وشذرات الذهب "5/ 234".

سليمان بن داود، ابن أبي السعادات

سليمان بن داود، ابن أبي السعادات: 5874- سليمان بن داود: ابْنِ آخِرِ الفَاطَمِيَّةِ العَاضِدِ بِاللهِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الأَمِيْرِ يُوْسُفَ ابْنِ الحَافِظِ العُبَيْدِيِّ. كَانَتِ الدَّعوَةُ بَيْنَ الإِسْمَاعِيْلِيَّةِ لَهُ، وَكَانَ مُعتَقلاً بِقَلْعَةِ الجَبَلِ، وَلهُم فِيْهِ مَعَ فَرطِ جَهلِه وَغَبَاوتِه اعْتِقَادٌ زَائِدٌ، وَلَمَّا هَلكَ العَاضِدُ خلَّفَ صَبِيّاً حَبَسَه السُّلْطَانُ صَلاَحُ الدِّيْنِ، ثُمَّ كَبِرَ وَتَحيَّلُوا، فَأَدخَلُوا إِلَيْهِ سُرَيَّةً بِهَيْئَةِ غُلاَمٍ فَأَحْبَلَهَا، وَأُخْرِجَتْ فَوَلَدَتْهُ بِالصَّعِيدِ، -أَعنِي: سُلَيْمَانَ بنَ دَاوُدَ، وَأُخفِيَ، وَلُقِّبَ الحَامِدَ للهِ، فَوَقَعَ بِهِ الملكُ الكَامِلُ، فَاعْتقَلَه حَتَّى مَاتَ فِي الحَبْسِ بِلاَ عَقِبٍ، وَتَقُوْلُ الجَهَلَةُ: لَهُ وَلدٌ مَخْفِيٌّ. مَاتَ سُلَيْمَانُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وبقي بعده شيخ من بين عَمِّه اسْمُه قَاسِمٌ، وَهُوَ مَحْبُوسٌ، وَنَسَبُهُم مَطعُوْنٌ فِيْهِ، وَأَمَّا دَاوُدُ فَمَاتَ فِي أَيَّامِ العَادِلِ. 5875- ابن أبي السعادات 1: العَلاَّمَةُ المُفْتِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ عبد الله بن أَبِي السَّعَادَاتِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ، الدَّبَّاسُ، المُقْرِئُ، الحَنْبَلِيُّ. مُقْرِئٌ، مُجَوِّدٌ، وَفَقِيْهٌ مُحَقِّقٌ. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ بنِ شَاتِيْلَ، وَنَصْرِ اللهِ القَزَّازِ، وَعِدَّةٍ. وَطَلبَ بِنَفْسِهِ، فَقَرَأَ عَلَى أَصْحَابِ ابْنِ الحُصَيْنِ، وَقَاضِي المَرَسْتَانِ. وتفقه على أبي الفتح بن المَنِّيِّ، وَعَلِيٍّ النُّوْقَانِيِّ الشَّافِعِيِّ. وَبَرَعَ فِي الجَدَلِ، وَالخلاَفِ، وَنَاظَرَ، وَنَظَرَ فِي وَقْفِ المَارستَانِ، وَأَعَادَ بِالمُسْتَنْصِرِيَّةِ، وَكَانَ ذَا دِينٍ وَتَعَبُّدٍ وَزُهْدٍ مُتَصَدِّياً لِلإِفَادَةِ، لَمْ تُعْرَفْ لَهُ صَبوَةٌ، وَكَانَ حَسَنَ النَّوَادِرِ، فَصِيْحاً مُعرِباً، مُنْقَطِعاً عَنِ الرُّؤَسَاءِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ النَّجَّارِ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَعَظَّمَه. قَرَأْتُ وَفَاتَه بِخَطِّ الشَّيْخِ كَمَالِ الدِّيْنِ ابْنِ الفُوَطِيِّ: فِي لَيْلَةِ الجُمُعَةِ، الحَادِيَ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَعْبَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَدُفِنَ بِبَابِ حرب وقد ناهز الثمانين أو بلغها.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 242، 243".

الريغي، ابن مطروح

الريغي، ابن مطروح: 5876- الريغي: قَاضِي الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَخَطِيْبُهَا العَلاَّمَةُ الصَّالِحُ المُفْتِي جَمَالُ الدين أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعِيْدِ بنِ قَايِدٍ -بِقَافٍ- الهِلاَلِيُّ المَغْرِبِيُّ المَالِكِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ تَقْرِيْباً بِالرِّيْغِ، وَهِيَ نَاحِيَةٌ جَنوبيَّةٌ مِنَ المَغْرِبِ، وَقَدِمَ مِصْرَ شَابّاً، فَتَفَقَّهَ، وَأَجَاز لَهُ السِّلَفِيُّ، وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ بَرِّيٍّ، وَابْنِ عَوْفٍ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الشَّاطِبِيِّ؛ سَمِعَ مِنْهُ "المُوَطَّأَ". وَقِيْلَ: الرِّيْغُ: مِنْ عَمِلِ قسطيليَةَ؛ مِنْ بِلاَدِ الجرِيْدِ. وَلَهُ مصَنَّفٌ جَلِيْلٌ فِي عِلمِ اللُّغَةِ، وَكَانَ يَكتبُ طرِيقَةَ المغَاربَةِ وَطرِيقَةَ المَشَارقَةِ. رَوَى عَنْهُ: المُنْذِرِيُّ، وَابْنُ العِمَادِيَّةِ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَآخَرُوْنَ. تَفقَّهَ: بِأَبِي القَاسِمِ بنِ جَارَةَ، وَبَعْلِيٍّ الطُّوْسِيِّ، وَابْنِ أَبِي المَنْصُوْرِ، وَكَانَ تَقِيّاً وَرِعاً عَادِلاً لاَ تَأْخذُهُ فِي اللهِ لُوْمَةَ لاَئِمٍ، كَانَ الكَامِلُ يَفتخِرُ بِهِ وَيَعتقِدُ بَرَكَتَه. وَلِيَ الخطَابَةَ وَالقَضَاءَ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ، ثُمَّ بَعْدَ دَهْرٍ عَزلَ نَفْسَه مِنَ الخطَابَةِ، ثُمَّ تَركَ القَضَاءَ وَقَالَ: دَعُوْنِي أَخدمُ رَبِّي، وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَطبقَ الدَّوَاةَ وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعلمُ أَنِّي دَاجَيْتُ فِي حُكمٍ فَأَحرِقْنِي بِهِ فِي جَهَنَّمَ، وَإِنْ كُنْتَ تَعلمُ أَنَّهُ عُمل عَلَيَّ فِي حُكمٍ فَأَنْتَ أَوْلَى مَنْ عَذَرَ. وَبَقِيَ فِي القَضَاءِ أَزْيَدَ مِنْ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ فِي الثَّامنِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، بَعْد تَركِهِ القَضَاءَ بسنة. 5877- ابن مطروح 1: الإِمَامُ الكَبِيْرُ صَاحِبُ النَّظْمِ الفَائِقِ، جَمَالُ الدِّيْنِ يحيى بن عيسى بن إبراهيم بن الحسين ابن مَطْرُوْحٍ الصَّعِيْدِيُّ. خدمَ مَعَ الملكِ الصَّالِحِ نَجْمِ الدِّيْنِ بِآمِدَ وَحرَّانَ وَحصنِ كَيْفَا، فَلَمَّا تَسَلْطنَ بِمِصْرَ، وَلاَّهُ نَظَرَ الخِزَانَةِ، ثُمَّ وَزَرَ لَهُ بِدِمَشْقَ، ثُمَّ عَزَلَهُ وَتغَيَّرَ عَلَيْهِ. وَلَهُ "دِيْوَانٌ" مَشْهُوْرٌ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وست مائة، وقد قارب الستين.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "6/ ترجمة 811"، والنجوم الزاهرة "7/ 24"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 247، 248".

الموفق، الشاري

الموفق، الشاري: 5878- المُوَفَّقُ 1: قَاسِمُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بن محمد بن أبي الحديد المدائني، ثم البَغْدَادِيُّ، الأُصُوْلِيُّ، الأَدِيْبُ، صَاحِبُ الإِنشَاءِ، وَيُدعَى: أَحْمَدَ. أجاز له عبد الله بن أبي المجد. أَخَذَ عَنْهُ الدِّمْيَاطِيُّ شِعراً. مَاتَ فِي وَسطِ سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ، فَرثَاهُ أَخُوْهُ عِزُّ الدِّيْنِ عَبْدُ الحَمِيْدِ، ثُمَّ مَاتَ بَعْدَهُ بِقَلِيْلٍ فَي العام، وكان مِنْ كِبَارِ الفُضَلاَءِ وَأَربَابِ الكَلاَمِ وَالنَّظمِ وَالنَّثرِ وَالبَلاغَةِ، وَالمُوَفَّقُ أَحْسَنُهُمَا عَقِيدَةً، فَإِنَّ العِزَّ مُعْتَزِلِيٌّ، أجارنا الله! 5879- الشاري: الإِمَامُ الحَافِظُ المُقْرِئُ المُحَدِّثُ الأَنبَلُ الأَمْجَدُ شَيْخُ المَغْرِبِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى الغَافِقِيُّ، الشَّارِيُّ، ثُمَّ السَّبْتِيُّ. وَشَارَةُ: بُليدَةٌ مِنْ عمل مرسية، وهي محتده، وسبتة مولده. قَالَ تِلْمِيْذُهُ أَبُو جَعْفَرٍ ابْنُ الزُّبَيْرِ: وُلِدَ فِي خَامِسِ رَمَضَانَ، سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَأَخَذَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الحَجْرِيِّ وَلاَزَمَهُ، فَتَلاَ عَلَيْهِ ختمَةً بِالسَّبْعِ، وَأَخَذَ القِرَاءاتِ أَيْضاً: عَنْ أَبِي بَكْرٍ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدٍ الهَوْزَنِيِّ فِي خَتمَاتٍ، وَالمُقْرِئِ مُحَمَّدِ بن حسن ابن الكَمَّادِ، إلَّا أَنَّهُ اعتمدَ عَلَى ابْنِ عُبَيْدِ اللهِ؛ لِعُلُوِّ سَندِه، وَقَرَأَ عَلَيْهِ "المُوَطَّأَ"، وَسَمِعَ عَلَيْهِ الكُتُبَ الخَمْسَةَ سِوَى يَسيرٍ مِنْ آخرِ "كِتَابِ مُسْلِمٍ"، وَسَمِعَ مِنْهُ أَيْضاً "مُسْنَدَ أَبِي بَكْرٍ البَزَّارِ الكَبِيْرَ" وَ"السِّيَرَ" تَهْذِيْبَ ابْنِ هِشَامٍ. وَحَمَلَ عَنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ غَازِي السَّبْتِيِّ، وَأَبِي ذَرٍّ الخُشَنِيِّ، وَأَيُّوْبَ بنِ عَبْدِ اللهِ الفِهْرِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَقَرَأَ عَلَى أَبِيْهِ أَشيَاءَ، وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالسَّبْعِ، وَلاَزَمَ بِفَاسَ الأُصُوْلِيَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الفَنْدَلاَوِيَّ الكَتَّانِيَّ، وَتَفَقَّهَ عِنْدَهُ فِي عِلمِ الكَلاَمِ وَفِي أُصُوْلِ الفِقْهِ وَعَلَى جَمَاعَةٍ بفَاسَ، وَسَمِعَ بِهَا مِنْ: عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ المَلْجُوْمِ، وَلاَزَمَ فِي

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 392"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 280، 281".

العَرَبِيَّة: ابْنَ خَرُوْفٍ، وَأَبَا عَمْرٍو مُرَجَّىً المرجيقِيَّ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ عَاشِرٍ الخُزَاعِيَّ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ حُبَيْشٍ، وَأَبُو زَيْدٍ السُّهَيْلِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ الفَخَّارِ، وَنَجَبَةُ بنُ يَحْيَى، وَعِدَّةٌ. وَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنِ ابْنِ عُبَيْدِ اللهِ، وَآخِرَ مَنْ أَسندَ عَنْهُ السَّبْعَ تِلاَوَةً بِالأَنْدَلُسِ وَبِالعَدْوَةِ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، متحرِّياً، ضَابطاً عَارِفاً بِالأَسَانِيْدِ، وَالرِّجَالِ وَالطُّرقِ، بَقِيَّةً صَالِحَةً وَذَخيرَةً نَافِعَةً، رَحلتُ إِلَيْهِ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ كَثِيْراً، وَتَلوتُ عَلَيْهِ، وَكَانَ مُنَافِراً لأَهْل البِدَعِ وَالأَهوَاءِ، مَعْرُوْفاً بِذَلِكَ، حَسنَ النِّيَّةِ، مِنْ أَهْلِ المُرُوْءَةِ وَالفَضْلِ التَّامِّ وَالدِّينِ القَوِيمِ، مُنْصِفاً، مُتَوَاضِعاً، حَسنَ الظَّنِّ بِالمُسْلِمِيْنَ، مُحِبّاً فِي الحَدِيْثِ وَأَهْلِه، كَانَ يَجلسُ لَنَا بِمَالَقَةَ نَهَارَه كُلَّه إلَّا القَلِيْلَ، وَكُنْتُ أَتلُو عَلَيْهِ فِي الليل لاستغراق نهار، وكان شديد التيقظ مَعَ شَاختِه وَهَرَمِه، مَا امْتَنَعَ قَطُّ عَمَّنْ قَصَدهُ وَلاَ اعتذرَ إلَّا مِنْ ضرُوْرَةٍ بَيِّنَةٍ، وكان قد تحصل عند مِنَ الأَعلاَقِ النَّفِيسَةِ وَأُمَّهَاتِ الدَّوَاوِيْنِ مَا لَمْ يكن عند أحد من أبناء عصره وبين مَدْرَسَةً بِسَبتَةَ، وَوَقَفَ عَلَيْهَا الكُتُبَ، وَشرعَ فِي تَكمِيْلِ ذَلِكَ عَلَى السَّنَنِ الجَارِي بِالمدَارسِ الَّتِي بِبلاَدِ المَشْرِقِ، فَعَاقَ عَنْ ذَلِكَ قوَاطعُ الفِتَنِ المُوجِبَةِ لإِخرَاجِه عَنْ سَبْتَةَ وَتَغرِيبِه، فَدَخَلَ الأَنْدَلُسَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ فَنَزَلَ المرِّيَّةَ فَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَأَخَذَ عَنْهُ بِهَا عَالَمٌ كَثِيْرٌ، وَأَقرَأَ بِهَا القُرْآنَ، ثُمَّ قَدِمَ مَالَقَةَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ. وَحَدَّثَ بِغَرْنَاطَةَ، وَأَخَذَ عَنْهُ بِمَالَقَةَ جِلَّةٌ، كَأَبِي عَبْدِ اللهِ الطّنّجَالِيِّ، وَالأُسْتَاذِ حُمَيْدٍ القُرْطُبِيِّ، وَأَبِي الزّهْرِ بنِ رَبِيْعٍ. وَكَذَلِكَ عَظَّمَهُ وَفَخَّمَه أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبَّارُ، وَقَالَ: شَاركَ فِي عِدَّةِ فُنُوْنٍ، مَعَ الشَّرَفِ وَالحِشْمَةِ وَالمُرُوْءَةِ الظَّاهِرَةِ، وَاقتَنَى مِنَ الكُتُبِ شَيْئاً كَثِيْراً، وَحصَّلَ الأُصُوْلَ العَتِيْقَةَ، وروى الكثير، وكان ومحدث تِلْكَ النَّاحيَةِ. حَكَى لِي أَبُو القَاسِمِ بنُ عِمْرَانَ الحَضْرَمِيُّ عَنْ سَبَبِ إِخرَاجِ الشَّارِيِّ مِنْ سَبْتَةَ أَنَّ ابْنَ خلاَصٍ وَكُبَرَاءَ أَهْلِ سَبْتَةَ عزمُوا عَلَى تَمليكِ سَبْتَةَ لِصَاحِبِ إِفْرِيْقِيَةَ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، فَقَالَ لَهُم الشَّارِيُّ: يَا قَوْمِ! خَيْرُ إِفْرِيْقِيَة بَعِيدٌ عَنَّا وَشرُّهَا بَعيدٌ، وَالرَّأْيُ مُدَارَاةُ مَلِكِ مَرَّاكُشَ. فَمَا هَانَ عَلَى ابْنِ خلاَصٍ، وَكَانَ فِيهِم مُطَاعاً، فَهَيَّأَ مَركباً، وَأَنْزَلَ فِيْهِ أَبَا الحَسَنِ الشَّارِيَّ، وَغَرَّبَه إِلَى مَالَقَةَ، وَبَقِيَ بِسبتَةَ أَهْلُه وَمَالُه، وَلَهُ بِسبتَةَ مَدْرَسَةٌ مليحَةٌ كَبِيْرَةٌ. قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: تُوُفِّيَ أَبُو الحَسَنِ -رَحِمَهُ اللهُ- بِمَالَقَةَ، فِي التَّاسِعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائة. وَمِنْ مَسْمُوْعِ ابْنِ الزُّبَيْرِ كِتَابُ "السُّنَنِ الكَبِيْرِ" لِلنَّسَائِيِّ مِنْ أَبِي الحَسَنِ الشَّارِيِّ، بِسَمَاعِه لِجَمِيْعِه مِنِ ابْنِ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ البِطْرَوْجِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ الطَّلاَّعِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ مُغِيْثٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُعَاوِيَةَ ابْنِ الأَحْمَرِ، عَنِ النَّسَائِيِّ. قَالَ ابْنُ رشيدٍ: أَحيَا الشَّارِيُّ بِسَبْتَةَ العِلْمَ حَيّاً وَمَيِّتاً، وَحَصَّلَ الكُتُبَ بِأَغلَى الأَثْمَانِ، وَكَانَ لَهُ عَظَمَةٌ فِي النُّفُوْسِ، رَحِمَهُ اللهُ. قَالَ ابْنُ رشيد: حَدَّثَ عَنْهُ شَيْخُنَا أَبُو فَارِسٍ عَبْد العَزِيْزِ بن إِبْرَاهِيْمَ بِـ "البُخَارِيِّ" سَمَاعاً عَنْ رِجَالِهِ مِنْهُم: ابْنُ عُبَيْدِ اللهِ سَمَاعاً سَنَة تِسْعِيْنَ عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ: وَرَوَاهُ شَيْخُنَا أَبُو فَارِسٍ عَنْ أَبِي نَصْرٍ الشِّيْرَازِيِّ إجازة عن أبي الوقت.

السبط

5880- السبط 1: الشيخ المسند المعمر أبو القاسم عبد الرحمن ابن الحاسب مكي بن عبد الرحمن بنِ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ عَتِيْقٍ جَمَالُ الدِّيْنِ الطَّرَابُلُسِيُّ، ثُمَّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، سِبْطُ الحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ. سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ كَثِيْراً، وَحَضَرَ عَلَيْهِ فِي الرَّابِعَةِ كَثِيْراً، وَمَا رَأَيْتُهُ حضَرَ شَيْئاً قَبْلَهَا. مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعِيْنَ. وَسَمِعَ جُزْءاً مِنِ ابْنِ موقا، ومن بدر الحذاداذي، وَعَبْدِ المَجِيْدِ بنِ دُلَيْلٍ، وَبِمِصْرَ مِنَ البُوْصِيْرِيِّ. وأجاز لَهُ: جدُّه، وَالكَاتِبَةُ شُهْدَةُ، وَعَبْدُ الحَقِّ بنُ يُوْسُفَ، وَمِنْ مَكَّةَ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حُمَيْد بنِ عَمَّار رَاوِي "الصَّحِيْحِ"، وَمِنَ المَوْصِلِ: خَطِيْبُهَا أَبُو الفَضْلِ، وَمِنَ الشَّامِ: أَبُو سَعْدٍ بنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَمِنَ الأَنْدَلُسِ: الحَافِظُ خَلَفُ بنُ بَشْكُوَالَ، وَمِنْ مِصْرَ: ابْنُ بَرِّيٍّ، وَعَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ الكَامِلِيُّ، وَعِدَّةٌ. وَتَفَرَّدَ، وَرَحَلَ إِلَيْهِ الطلبَةُ، وَرَوَى الكَثِيْرَ بِالقَاهِرَةِ، وَلَهُ سَمَاعَاتٌ كَثِيْرَةٌ مَا قُرِئتْ عَلَيْهِ. حَدَّثَ عَنْهُ: المُنْذِرِيُّ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَابْنُ دَقِيْقِ العِيْدِ، وَالتَّقِيُّ عُبَيْدٌ، وَالضِّيَاءُ السَّبْتِيُّ، وَالفَخْرُ التَّوْزَرِيُّ، وَمِثْقَالٌ الأَشْرَفِيُّ، وَالشِّهَابُ القَرَافِيُّ، وَالعِمَادُ مُحَمَّدُ ابْنُ الجَرَائِدِيِّ، وَالخَطِيْبُ عَبْدُ الرَّحِيْمِ الحَنْبَلِيُّ، وَالفَخْرُ أَحْمَدُ بنُ الجَبَّابِ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ الرَّسِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ ابْنِ الدِّمَاغِ، وَالنُّوْرُ عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الوَانِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَبِالإِجَازَةِ خَطِيْبُ حَمَاةَ مُعِيْن الدِّيْنِ أَبُو بَكْرٍ ابْن المُغَيْزِلِ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ الرَّضِيِّ، وَالقَاضِي شَرَفُ الدِّيْنِ ابْنُ الحَافِظِ، وَالشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ ابْنُ العَفِيْفِ، وَعِدَّةٌ. وَكَانَ قَلِيْلَ العِلْمِ. تُوُفِّيَ فِي دَارِ ابْنِ القَسْطَلاَنِيِّ بِمِصْرَ لَيْلَةَ رَابِعِ شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو التُّقَى صَالِحُ بنُ شُجَاعٍ المُدْلِجِيّ المَالِكِيُّ بِمِصْرَ، رَاوِي "صَحِيْحِ مُسْلِمٍ"، وَعَبْدُ القَادِرِ بنُ الحُسَيْنِ البَنْدَنِيْجِيُّ البَوَّابُ آخِرُ أَصْحَابِ عَبْدِ الحَقِّ اليُوْسُفِيِّ، وَالزَّاهِدُ عُثْمَانُ شَيْخُ دَيْرِ نَاعِسَ، وَالزَّاهِدُ مُحَمَّدُ ابْنُ الشَّيْخِ عَبْدِ اللهِ اليُوْنِيْنِيُّ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الطنجالي.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "7/ 31"، وشذرات الذهب "5/ 253، 254".

عبد القادر، عيسى بن سلامة

عبد القادر، عيسى بن سلامة: 5881- عبد القادر 1: ابن الحسين بن جميل، الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ البَنْدَنِيْجِيّ، ثُمَّ البَغْدَادِيّ، البَوَّابُ. سَمِعَ: عَبْد الحَقِّ اليُوْسُفِيّ، وَتَفَرَّد عَنْهُ، وَعُبَيْد اللهِ بن شَاتيل. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَنْجِيُّ، وَشيخنَا الدِّمْيَاطِيّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5882- عيسى بن سلامة 2: ابن سالم بن ثابت الشَّيْخُ المُعَمَّرُ مُسْنَد حرَان، أَبُو الفَضْلِ، وَأَبُو العزَائِم الحَرَّانِيّ، الخَيَّاط. وُلِدَ فِي سَلْخِ شَوَّال سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ، وَفَاتته الإِجَازَة العَامَّة مِنْ أَبِي الوَقْت السِّجْزِيّ. وَأَجَاز لَهُ: أَبُو الفَتْحِ ابْن البَطِّيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ النَّقُّوْرِ، وَالمُبَارَك بن مُحَمَّدٍ البَاذَرَائِيّ، وَأَحْمَد بن عَلِيٍّ العَلَوِيّ، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ السكن، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الرَّحَبِيِّ، وَيَحْيَى بن ثَابِتٍ، وَأَحْمَد المُرَقَّعَاتِيُّ، وَشُهْدَة، وَعِدَّةٌ، هُوَ آخِرُ مِنْ رَوَى عَنْهُم في الدنيا. وسمع من: أبي الفتح أَحْمَد بن أَبِي الوَفَاء، وَمِنَ المُحَدِّث حَمَّاد، وَرَوَى الكَثِيْر، وَحَدَّثَ بِدِمَشْقَ قَدِيْماً وَبِحَرَّانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيّ، وَابْن الظَّاهِرِي، وَجَمَال الدِّيْنِ عَبْد الغَنِيِّ، وَمُحَمَّد بن زباط، وَأَمِيْن الدِّيْنِ ابْن شُقَيْرٍ، وَعَبْد الأَحَدِ بن تَيْمِيَةَ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الدَّشْتِيّ، وَمُحَمَّد بن دِرباس الحَاكِي، وَطَائِفَةٌ خَاتِمُهُم القَاسِم بن عَلِيٍّ ابْن الحُبيشِيِّ. وَكَانَ شَيْخاً دَيِّناً سَاكناً. مَاتَ فِي أَوَاخِرِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ مائَةِ عَامٍ وَعَامٍ وَشُهورٍ. وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو المَكَارِمِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ نَقَّاش السكَّةِ بِمِصْرَ، وَالرَّشِيْد إِسْمَاعِيْل ابْن الفَقِيْه المُقْرِئ أَحْمَد بن الحُسَيْنِ العِرَاقِيّ الجَابِي، وَالمُعَمَّر عَبْد اللهِ بن الحَسَنِ الهكَارِي، عَنْ مائَة وَخَمْس سِنِيْنَ، قرَأَ عَلَيْهِ الدِّمْيَاطِيّ "الصَّحِيْح" عَنْ أَبِي الوَقْت، والمتكلم شمس الدين عبد الحميد ابن عِيْسَى الخُسْرُوْشَاهِي، وَابْن تَيْمِيَةَ مُؤلف "الأَحكَام"، وَالنَّاصح فَرج الحَبَشِيّ خَادم أَبِي جَعْفَرٍ القُرْطُبِيّ، وَأَبُو الخَطَّابِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ خَلِيْل الأَنْدَلُسِيّ، وَكَمَال الدِّيْنِ مُحَمَّد بن طَلْحَةَ النَّصِيْبِيّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ بقَاءِ ابْنِ السَّبَّاكِ، وَالشَّدِيد بن علان.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 31". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "7/ 33"، وشذرات الذهب "5/ 259".

ابن مسلمة

5883- ابن مسلمة 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ العَدْلُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ دِمَشْق رَشِيدُ الدين أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ المُفَرَّجِ بنِ عَلِيٍّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَسْلَمَةَ الدِّمَشْقِيُّ، نَاظِرُ الأَيْتَامِ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنَ: الحَافِظِ ابْنِ عَسَاكِرَ، وَأَبِي اليُسْرِ شَاكِرٍ التَّنُوْخِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدَانَ، وَأَجَاز لَهُ هِبَةُ اللهِ بنُ هِلاَلٍ الدَّقَّاقُ، وَأَبُو الحسن ابن تاج القراء، وأبو الفتح بن البَطِّيِّ، وَالشَّيْخ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ القَادِرِ الجِيْلِيّ، وَأَحْمَد بن المُقَرَّبِ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بن العباس الحراني، وعبد الرحمن ابن يَحْيَى الزُّهْرِيّ، وَمُحَمَّد بن إِسْحَاقَ الصَّابِي، وَمَعْمَر بن الفاخر، وخريفة ابن الهَاطرَا، وَعَدَد كَثِيْر تَفَرَّد بِالرِّوَايَة عَنْ طَائِفَة مِنْهُم، وَرَوَى الكَثِيْر، وَكَانَ عدلاً وَقُوْراً مَهِيْباً حَمِيْد السِّيْرَةِ، لَهُ "مَشْيَخَة" فِي ثَلاَثَةِ أَجزَاء سَمِعْنَاهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيّ، وَالفَارِقِيّ شَيْخ دَار الحَدِيْث، وَكَمَال الدِّيْنِ ابْن العَطَّار، وَالعِمَاد ابْن البَالِسِيّ، وَشَمْس الدِّيْنِ ابْن التَّاج، وَابْنُ ابْنِ أَخِيْهِ؛ عَبْد الرَّحِيْمِ بن مَسْلَمَةَ، وَبَهَاءُ الدِّيْنِ ابْنُ نُوْح، وَمَحْمُوْدُ ابْنُ المَرَاتِبِيِّ، وَمُحَمَّدُ ابنُ المحب، والشمس محمد ابن الصلاح، ومحمد ابن أَبِي بَكْرٍ السَّكَاكينِيُّ، وَآخَرُوْنَ. تُوُفِّيَ فِي ثَامِنَ عَشَرَ ذِي القَعْدَةِ، سَنَة خَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 30"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 249".

الصاغاني

5884- الصاغاني 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ إِمَامُ اللُّغَةِ رَضِيُّ الدين أَبُو الفَضَائِلِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ حَيْدرِ بنِ عَلِيٍّ القُرَشِيّ، العَدَوِيّ، العُمَرِيّ، الصَّاغَانِيّ الأَصْل، الهندِي، اللُّهَوْرِي المَوْلِد، البَغْدَادِيّ الوَفَاة، المَكِّيّ الْمَدْفن، الفَقِيْه، الحَنَفِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ بِلُهَوْرَ، فِي صَفَرٍ، سَنَة سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَنَشَأَ بغَزْنَة، وَقَدِمَ بَغْدَادَ، ثُمَّ ذهب رَسُوْلاً مِنَ الخَلِيْفَة إِلَى ملك الهِنْد سَنَة سَبْعَ عَشْرَةَ، فَبقِي مُدَّة، ثُمَّ قَدِمَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ، ثُمَّ أُعِيْد إِلَيْهَا رَسُوْلاً لِسَنَتِهِ، فَمَا رَجَعَ إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ. وَقَدْ سَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ أَبِي الفُتُوْح نَصْرِ ابْنِ الحُصَرِيّ. وَسَمِعَ بِاليَمَنِ مِنَ: القَاضِي خَلَفِ بنِ مُحَمَّدٍ الحسنَابَاذِي، وَالنّظَام مُحَمَّد بن حَسَنٍ المَرْغِيْنَانِيّ. وببغداد من: سعيد بن محمد ابن الرَّزَّاز. وَكَانَ إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي مَعْرِفَةِ اللِّسَان العربِي؛ لَهُ كِتَاب "مَجْمَعِ البَحْرَيْنِ" فِي اللُّغَة اثْنَا عَشرَ مُجَلَّداً، وَكِتَابُ "العُبَابِ الزَّاخرِ" فِي اللُّغَة عِشْرُوْنَ مُجَلَّداً، وَ"الشَّوَارد" فِي اللُّغَة مُجَلَّد، وَكُتُبٌ عِدَّةٌ فِي اللُّغَةِ، وَكِتَابٌ فِي عِلمِ الحَدِيْثِ، وَكِتَابُ "مَشَارِق الأَنوَار فِي الْجمع بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ"، وَكِتَاب فِي الضُّعَفَاءِ، وَمُؤلف فِي الفَرَائِضِ، وَأَشيَاء. قَالَ الدِّمْيَاطِيّ: كَانَ شَيْخاً صَالِحاً صَدُوْقاً صموتاً إِمَاماً فِي اللُّغَة وَالفِقْه وَالحَدِيْث، قرأت عليه الكثير. تُوُفِّيَ فِي تَاسِعَ عَشَرَ شَعْبَان، سَنَة خَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَحَضَرت دَفنه بدَاره بِالحرِيْم الطَّاهِرِيّ، ثُمَّ نُقل بَعْد خُرُوْجِي مِنْ بَغْدَادَ إِلَى مَكَّةَ فَدُفِنَ بِهَا، كَانَ أَوْصَى بِذَلِكَ، وَأَعدَّ لِمَنْ يَحمله خَمْسِيْنَ دِيْنَاراً. أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَلَفٍ الحَافِظُ أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ القُرَشِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفُتُوْحِ النُّهَاوَنْدِي بِمَكَّةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَلَوِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ التُّسْتَرِيّ، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ اللُؤْلُؤَيّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا، وَيَزِيْد بن هَارُوْنَ، عَنْ هشام بن حسان، عن محمد، عن

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 26"، وشذرات الذهب "5/ 250".

عُبَيْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ يَوْم الخَنْدَقِ: "حَبَسُوْنَا عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى صَلاَةِ العَصْرِ، مَلأَ اللهُ بُيُوْتَهُم وَقُبُوْرَهُم نَاراً" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، مَا عَارضه شَيْء فِي صِحَّتِهِ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: الرَّشِيْد بن مَسْلَمَةَ، وَالمُؤْتَمَن بن قُمَيْرَةَ، وَالكَمَال إِسْحَاق بن أَحْمَدَ المَعَرِيّ الشَّافِعِيّ أَحَدُ الأَئِمَّةِ، وَالكَاتِب البَارِع شَمْس الدِّيْنِ مُحَمَّد بن سَعْدٍ المَقْدِسِيّ الحَنْبَلِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي السَّهْل، وَالجَمَال مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ مَحْمُوْد ابْن العَسْقَلاَنِيّ، وَالتَّاج مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ سَعْدِ اللهِ ابْن الوَزَّان الحَنَفِيّ، وَالشَّيْخ سعد الدين محمد بن المؤيد ابن حَمُّوَيْه الجُوَيْنِيّ، وَجَمَال الدِّيْنِ هِبَة اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ مُفَرِّجٍ المَقْدِسِيّ ثُمَّ الإِسْكَنْدَرَانِي عِنْدَهُ عَنِ السِّلَفِيّ، وَفخرُ القُضَاةِ نَصْر اللهِ بن أبي العز بن قصافة الكاتب.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "4111"، ومسلم "627" من طريق هشام، عن محمد عن عبيدة، به.

ابن قميرة

5885- ابن قميرة 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ مُسْنَدُ الوَقْتِ مُؤْتَمَنُ الدِّيْنِ أَبُو القَاسِمِ يَحْيَى ابنُ أَبِي السُّعُوْدِ نَصْرِ ابنِ أَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي الحَسَنِ ابْنُ قُمَيْرَةَ التَّمِيْمِيُّ اليَرْبُوْعِيُّ الحَنْظَلِيُّ البَغْدَادِيُّ الأَزَجِيُّ التَّاجِرُ السَّفَّارُ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: شُهْدَةَ الكَاتِبَةِ، وَتَجَنِّي الوَهْبَانِيَّةِ، وَعَبْدِ الحَقِّ اليُوْسُفِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَدْرٍ الشِّيْحِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ شِيْرَوَيْه. وَحَدَّثَ فِي أَسْفَارِهِ بِمِصْرَ، وَدِمَشْقَ، وَحَلَبَ، وَبَغْدَادَ، وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ، وَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ الحُفَّاظُ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ النَّجَّارِ، وَابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَابْنُ الظَّاهِرِيِّ، وَالبَهَاءُ أَيُّوْبُ الأَسَدِيُّ، وَأَخُوْهُ؛ إِسْحَاقُ، وَالقَاضِي الحَنْبَلِيُّ، وَبِيْبَرْسُ العَدِيْمِيُّ، وَالعِمَادُ ابْنُ البَالِسِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي اليُسْرِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ ابْنُ المُقَيَّرِ، وَعَلِيُّ بنُ جَعْفَرٍ المُؤَذِّن، وَعَبْدُ اللهِ ابْنُ الشَّيْخِ، وَمُحَمَّدُ ابنُ الصَّلاَحِ، وَالتَّقِيُّ بنُ تَمَّامٍ، وَخَلْقٌ آخِرُهُم: ابْنُ الخَرَّاط، وَأَبُو نَصْرٍ ابْنُ الشِّيْرَازِيِّ. مَاتَ بِبَغْدَادَ، فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: شيخ حسن، لا بأس به.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 253".

أخوه المعمر المسند أبو العباس أحمد، ابن علان

أخوه المعمر المسند أبو العباس أحمد، ابن علان: 5886- أخوه المعمر المسند أبو العباس أحمد: ابن نصر، التَّاجر شَيْخ كَبِيْر. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، وَلَمْ يظْهر لَهُ سِوَى نِصْفِ جُزْء الترَاجم، سَمِعَهُ مِنْ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ ابْن النَّرْسِيّ، فَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ. رَوَى عَنْهُ: القَاضِي مَجْد الدِّيْنِ ابْن العَدِيْم، وَالحَافِظُ شَرَف الدِّيْنِ ابْن الدِّمْيَاطِيّ، وَابْن الدوَالِيبِيِّ. قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: شَيْخٌ مُتَيَقِّظٌ، حَسَنُ الطّرِيقَةِ، مُتَمَوِّلٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي أَوَائِل سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5887- ابْنُ عَلاَّنَ 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ العَدْلُ المُعَمَّرُ سَدِيْدُ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيُّ بنُ المُسَلَّم بنِ مَكِّيِّ بنِ خَلَفِ بنِ المُسَلَّمِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حِصْنِ بنِ صَقْرِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَلاَّنَ القَيْسِيُّ، العَلاَّنِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، المِسْكِيُّ، الطِّيْبِيُّ. وُلِدَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ. وَسَمِعَ مِنَ: الحَافِظ ابْنِ عَسَاكِرَ، وَأَبِي الفَهْمِ بنِ أَبِي العَجَائِزِ، وعلي ابْن خَلْدُوْنَ، وَتَفَرَّد بِهِم، وَمِنَ المَجْدِ ابْن البَانْيَاسِيّ. وَأَجَاز لَهُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَمُحَمَّد بن عَلِيٍّ الرَّحَبِيّ. وَرَوَى الكَثِيْر، وَطَالَ عُمُرُهُ، وَبعُدَ صِيْتُهُ، وَكَانَ شَيْخاً معتبراً متودداً، وَافِرَ الحُرْمَةِ، مِنْ بَيْت تَقدمٍ وَرِوَايَةٍ، وَرِوَايَاته صَحِيْحَة، وَقَدْ سَمِعَ أَخَوَاهُ أَسْعَدُ وَمُحَمَّدٌ مِنِ ابْنِ عَسَاكِر أَيْضاً. حَدَّثَ عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيّ، وَابْن الظَّاهِرِي، وَزَيْن الدِّيْنِ الفَارِقِيّ، وَالعِمَاد ابْنُ البَالِسِيّ، وَأَخُوْهُ عَبْدُ اللهِ، وَطَلْحَةُ القُرَشِيُّ، وَمُحْيِي الدِّيْنِ يَحْيَى بنُ المَقْدِسِيِّ، وَالقَاضِي شَرَفُ الدِّيْنِ ابْنُ الحَافِظِ، وَإِسْمَاعِيْلُ وَعَبْدُ اللهِ ابْنَا أَبِي النَّائِبِ، وَأَمِيْنُ الدِّيْنِ سَالِمُ بنُ صَصْرَى، وَأُخْتُهُ؛ أَسْمَاءُ، وَتَاج الدِّيْنِ أَحْمَدَ بن مُزَيْزٍ، وَخَلْق. تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ، فِي العِشْرِيْنَ مِنْ صفر، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ -رَحِمَهُ اللهُ، وَأَجَاز لِجَمِيْعِ مَنْ أدرك حياته من المسلمين.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 33"، وشذرات الذهب "5/ 260".

الطبقة الخامسة والثلاثون

الطبقة الخامسة والثلاثون: القوصي، صالح بن شجاع: 5888- القوصي 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُحَدِّثُ الأَدِيْبُ الرَّئِيْسُ شِهَابُ الدِّيْنِ أَبُو المَحَامِدِ وَأَبُو العَرَبِ وَأَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ حَامِدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُرَجَّى بنِ المُؤَمَّلِ بن مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ المِصْرِيُّ القُوْصِيُّ الشَّافِعِيُّ نَزِيْلُ دِمَشْقَ وَكِيْلُ بَيْتِ المَالِ. وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وخمس مائة. وَقَدِمَ القَاهِرَةَ فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ، وَدِمَشْقَ فِي سنة إحدى، فاستوطنها. سَمِعَ "التَّيْسِيْر" بِقُوْص مِنِ: ابْنِ إِقبالٍ المَرِينِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ يَاسِيْنَ، وَمِنَ: الأَرتَاحِيِّ، وَالخُشُوْعِيِّ، فَأَكْثَرَ وَالقَاسِمِ ابْن عَسَاكِرَ، وَالعِمَادِ الكَاتِبِ وَأَسْمَاءَ بِنْت الرَّانِ، وَمَنْصُوْر بن عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الخصِيْب، وَمَحْمُوْدِ بنِ أَسَدٍ، وَعَبْدِ المَلِكِ الدَّوْلَعِيِّ، وَحَنْبَلٍ، وَابْنِ طَبَرْزَذَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، وَعَمِلَ لِنَفْسِهِ "مُعْجَماً" كَبِيْراً فِي أَرْبَع مُجَلَّدَاتٍ فِيْهِ أَوهَامٌ عِدَّةٌ، وَعَنْ خلقٍ بِالإِجَازَةِ وَشُعَرَاءَ، وَاتَّصلَ بِالصَّاحبِ صَفِيِّ الدِّيْنِ ابْنِ شُكرٍ، فَتَقَدَّمَ، وَنَفَذَ رَسُوْلاً عَنِ العَادِلِ، وَوَلِيَ الوكَالَةَ مُدَّةً، وَدرَّسَ، وَأَفْتَى، وَوَقَفَ حَلْقَةَ تَدرِيسٍ وَدَارَ حَدِيْث وَتُربَة، وَكَانَ يَلْبَسُ الطَّيْلَسَانَ المِصْرِيَّ، وَيَرْكَبُ البَغْلَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيّ، وَالكَنْجِي، وَالزَّيْن الأَبِيْوَرْدِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ ابنُ الخَلاَّلِ، وَالعِمَادُ ابْن البَالِسِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ الزَّرَّادِ، وَالرَّشِيْدُ الرَّقِّيُّ، وَآخَرُوْنَ. توفي في سابع عشرة رَبِيْع الأَوّل، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: المُفْتِي الضِّيَاء صَقْرُ بنُ يَحْيَى الحَلَبِيّ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً، وَعَلِيّ بن مَعَالِي الرُّصَافِيّ المُقْرِئُ، وَالنُّوْر البَلْخِيّ، وَنَقِيْبُ الأَشْرَافِ بِحَلَبَ عِزُّ الدِّيْنِ المُرْتَضَى ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الحُسَيْنِيُّ الحَلَبِيُّ. 5889- صالح بن شجاع 2: ابن محمد بن سيدهم بن عمرو، الشيخ الصدوق، أبو التقي ابن شيخ المُقْرِئِينَ أَبِي الحَسَنِ، المُدْلِجِيُّ، المِصْرِيُّ، المَالِكِيُّ، الخَيَّاطُ. وُلِدَ بِمَكَّةَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" مِنْ: أَبِي المفَاخر المَأْمُوْنِي، وَحَدَّثَ بِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَلَهُ إِجَازَة مِنَ السِّلَفِيِّ. رَوَى عَنْهُ: الحَافِظَان المُنْذِرِيّ وَشيخنَا الدِّمْيَاطِيّ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ ابْنِ القَزَّاز، وَالبَدْر يُوْسُف الخُتَنِيُّ وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ دَيِّناً، خَيِّراً، خَيَّاطاً، مُتعفِّفاً، قَنُوعاً. تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَكَانَ وَالِدُهُ مِنْ تَلاَمِذَةِ أَبِي العباس ابن الحطيئة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 35"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 260". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "7/ 31"، وشذرات الذهب "5/ 253".

فرج، ابن تيمية

فرج، ابن تيمية: 5890- فرج 1: ابن عبد الله الخَادِم، الفَاضِل، نَاصِح الدِّيْنِ، أَبُو الغَيْثِ الحَبَشِيُّ، مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ القُرْطُبِيُّ، ثُمَّ عَتِيْقُ المَجْدِ البَهْنَسِيِّ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ، وَسَمِعَ الكَثِيْر من: الخشوعي، وعبد اللطيف ابن سَعْدٍ، وَالبَهَاء ابْن عَسَاكِرَ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن سُلْطَان القُرَشِيّ، وَحَنْبَل، وَابْن طَبَرْزَذَ، وَمِنَ الافتخَارِ الهاشمي بحلب، ومن مولاه أبي جعفر. وَعَنْهُ: ابْنُ الحُلوَانِيَّة، وَالعِمَاد ابْنُ البَالِسِيِّ، وَعَبْد الغَفَّارِ المَقْدِسِيّ، وَالعَلاَء ابْن الشَّاطبِيِّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ دَيِّناً، كَيِّساً، مُتيقِّظاً، سَمِعَ وَتعبَ، وَوَقَفَ كتبه. مَاتَ فِي شَوَّالٍ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسين وَسِتّ مائة. 5891- ابن تيمية 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ فَقِيْه الْعَصْر شَيْخ الحَنَابِلَة مَجْد الدِّيْنِ أَبُو البَرَكَاتِ عَبْد السَّلاَمِ بن عَبْدِ اللهِ بنِ الخَضِر بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الحَرَّانِيّ، ابْن تَيْمِيَةَ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وخمس مائة تقريبًا.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 33"، وشذرات الذهب "5/ 259". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 33"، وشذرات الذهب "5/ 257".

وَتَفَقَّهَ عَلَى: عَمِّهِ فَخْر الدِّيْنِ الخَطِيْب، وَسَارَ إِلَى بَغْدَادَ، وَهُوَ مُرَاهِق مَعَ السَّيْف ابْن عَمِّهِ، فَسَمِعَ مِنْ: أَبِي أَحْمَدَ بنِ سُكَيْنَةَ، وَابْنِ طَبَرْزَذَ يُوْسُفَ بنِ كَامِل، وَضِيَاءِ بن الخُرَيْفِ، وَعِدَّة. وَسَمِعَ بِحَرَّانَ مِنْ: حَنْبَل المُكَبِّرِ، وَعَبْد القَادِرِ الحَافِظ. وَتَلاَ بِالعشر عَلَى الشَّيْخ عَبْد الوَاحِدِ بن سُلْطَان. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ شِهَاب الدِّيْنِ، وَالدِّمْيَاطِيّ، وَأَمِيْن الدِّيْنِ ابْن شُقَيْرٍ، وَعَبْد الغَنِيِّ بن مَنْصُوْرٍ المُؤَذِّن، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الكَنْجِي، وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن القَزَّاز، وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن زباطرَ، وَالوَاعِظ مُحَمَّد بن عَبْدِ المحسن الخراط، وعدة. وَتَفَقَّهَ، وَبَرَعَ، وَاشْتَغَل، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَانتهت إِلَيْهِ الإِمَامَة فِي الفِقْه، وَكَانَ يَدْرِي القِرَاءات، وَصَنَّفَ فِيْهَا أُرْجُوزَةً. تَلاَ عَلَيْهِ: الشَّيْخ القَيْرَوَانِيُّ. وَقَدْ حَجَّ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ عَلَى درب العِرَاق، وَانبهر عُلَمَاء بَغْدَاد لِذَكَائِهِ وَفَضَائِلِهِ، وَالتَمَسَ مِنْهُ أُسْتَاذ دَارِ الخِلاَفَةِ مُحْيِي الدِّيْنِ ابْنُ الجوزي الإقامة عندهم، فتقلل بِالأَهْل وَالوَطَن. سَمِعْتُ الشَّيْخ تَقِيّ الدِّيْنِ أَبَا العباس يقول: كان الشيخ جمال الدين ابن مَالِك يَقُوْلُ: أُلِينَ لِلشيخِ المَجْدِ الفِقْهُ كَمَا أُلِينَ لِدَاوُدَ الحديدُ. ثُمَّ قَالَ الشَّيْخُ: وَكَانَتْ فِي جَدِّنَا حِدَّةٌ، قَالَ: وَحَكَى البُرْهَان المَرَاغِيّ أنه اجتمع بالشيخ المجد، فأورد على الشيخ نُكتَةً، فَقَالَ: الجَوَاب عَنْهَا مِنْ سِتِّيْنَ وَجهاً: الأَوّل كَذَا، الثَّانِي كَذَا، وَسَرَدَهَا إِلَى آخرهَا، وَقَالَ: قَدْ رَضِينَا مِنْكَ بِإِعَادَةِ الأَجوبَةِ، فَخضعَ البُرْهَانُ لَهُ وَانبَهَرَ. وَقَالَ العَلاَّمَة ابْنُ حَمْدَانَ: كُنْت أُطَالِعُ عَلَى درس الشَّيْخ وَمَا أُبقِي مُمْكِناً، فَإِذَا أَصْبَحت وَحَضَرت يَنقلُ أَشيَاء كَثِيْرَة لَمْ أَعْرفهَا قَبْل. قَالَ الشَّيْخُ تَقِيّ الدِّيْنِ: كَانَ جدُّنَا عجباً فِي سرد المُتُوْنِ، وَحِفْظِ مَذَاهِب النَّاس، وَإِيرَادهَا بِلاَ كلفَة. حَدَّثَنِي الإِمَام عَبْد اللهِ بن تَيْمِيَةَ أَن جدّه رُبِّي يَتيماً، ثُمَّ سَافر مَعَ ابْنِ عَمّه إِلَى العراق ليخدمه ويتفقه، وَلَهُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَكَانَ يَبَيْت عِنْدَهُ وَيَسْمَعُهُ يُكرر عَلَى مَسَائِل الخلاَف فَيحفظ المَسْأَلَة، فقال الفخر إسماعيل يومًا: أيش حفظ الننين، فبدر المجد، ولقال: حَفِظتُ يَا سَيْدِي الدَّرْسَ وَسَرَدَهُ فَبُهِت الفَخْر، وَقَالَ: هَذَا يَجِيْء مِنْهُ شَيْء. ثُمَّ عرض عَلَى الفَخْر مُصَنّفه "جَنَّة النَّاظر"، وَكَتَبَ لَهُ عَلَيْهِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّ مائَةٍ وَعظَّمه، فَهُوَ شَيْخه فِي علم النَّظَر، وَأَبُو البَقَاءِ شَيْخُه فِي النَّحْوِ وَالفَرَائِض، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ غَنِيْمَةَ صَاحِبُ ابْن المَنِّيِّ شَيْخُه فِي الفِقْه، وَابْنُ سُلْطَان شَيْخُهُ فِي القِرَاءاتِ، وَقَدْ أَقَامَ بِبَغْدَادَ سِتَّةَ أَعْوَامٍ مُكِبّاً عَلَى الاشتغَال، وَرجعَ، ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ قَبْل العِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فَتَزَيَّدَ مِنَ العِلْمِ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، مَعَ الدِّيْنِ وَالتَّقْوَى، وَحُسن الاتِّبَاع، وَجَلاَلَة العِلْمِ. تُوُفِّيَ بِحَرَّانَ، يَوْم الفِطْرِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائة.

ابن طلحة، النظام البلخي

ابن طلحة، النظام البلخي: 5892- ابن طلحة 1: العَلاَّمَةُ الأَوْحَدُ كَمَال الدِّيْنِ أَبُو سَالِمٍ مُحَمَّد بن طَلْحَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنٍ القُرَشِيّ، العَدَوِيّ، النَّصِيْبِيّ، الشَّافِعِيّ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَبَرَعَ فِي المَذْهَب وَأُصُوْلِهِ، وَشَاركَ فِي فُنُوْنٍ، وَلَكِنَّهُ دَخَلَ فِي هَذِيَان عِلْمِ الحُرُوْفِ، وَتَزَهَّدَ. وَقَدْ ترسَّل عَنِ المُلُوْك، وَوَلِيَ وِزَارَة دِمَشْق يَوْمَيْنِ وَتركهَا، وَكَانَ ذَا جَلاَلَةٍ وحشمة. حَدَّثَ عَنْ: المُؤَيَّدِ الطُّوْسِيِّ، وَزَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ. رَوَى عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ العَدِيْمِ، وَشِهَابُ الدِّيْنِ الكَفْرِيُّ، وَالجَمَالُ بنُ الجُوخِيِّ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ التَّاج ابْن عَسَاكِرَ: وَفِي سَنَةِ 648 خَرَجَ ابْن طَلْحَةَ عَنْ جَمِيْعِ مَا لَهُ مِنْ مَوْجُوْدٍ وَمَمَالِيْك وَدوَاب وَمَلبُوسٍ، وَلَبِسَ ثَوْباً قُطنِيّاً وَتَخفِيفَة، وَكَانَ يَسكن بِالأَمِينِيَّة، فَخَرَجَ مِنْهَا وَاخْتَفَى، وَسَبَبُهُ أَنَّ النَّاصِر كتب تَقليده بِالوزَارَة، فَكَتَبَ هُوَ إِلَى السُّلْطَانِ يَعتذر. قُلْتُ: تُوُفِّيَ بِحَلَبَ، فِي رَجَبٍ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5893- النِّظَامُ البلخي 2: مُفْتِي الحَنَفِيَّةِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ. بَغْدَادِيٌّ، سَكَنَ حَلَبَ، وَسَمِعَ مِنَ المُؤَيَّدِ الطُّوْسِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الفَامِيِّ، وَتَفَقَّهَ بِخُرَاسَانَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الوَهَّابِ، وَالدِّمْيَاطِيّ، وَالتَّاج صَالِح، وَالبَدْرُ ابنُ التَّوزِيِّ، وَآخَرُوْنَ، وَحَدَّثَ "بِصَحِيْحِ مُسْلِمٍ". مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائة، وله ثمانون سنة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 33"، وشذرات الذهب "5/ 259". 2 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 261".

عثمان، السفاقسي

عثمان، السفاقسي: 5894- عثمان 1: ابن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ التَّنُوْخِيُّ البَعْلَبَكِّيُّ الزَّاهِدُ، شَيْخُ دَيْرِ نَاعِس. صَاحِبُ أَحْوَالٍ وَمُجَاهِدَاتٍ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ البِرِّ، وَهُوَ الَّذِي بَعَثَ إِلَيْهِ الشَّيْخُ الفَقِيْهُ وَقَدْ مَغَصَهُ جَوفُه: لَئِنْ لَمْ يَسكُنْ وَجَعِي ضَربتُكَ مائَةً، فَقِيْلَ لِلْفَقِيْهِ: كَيْفَ هَذَا? قَالَ: هُوَ أَكرمُ عَلَى اللهِ مِنْ أَنْ أَضرِبَهُ. وَقِيْلَ: كَانَ يُخَاطبه الجِنّ، وَأُخبر بِلَيلَةِ كَسرَةِ الفِرَنْج عَلَى المَنْصُوْرَةِ، وَكَانَ قَدْ لَبِسَ مِنَ الشَّيْخ عَبْد اللهِ اليُوْنِيْنِيّ، وَلَهُ تَهجُّد وَأَورَاد. مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَمَاتَ قَبْلَهُ بِأَيَّام الزَّاهِد الكَبِيْر الشَّيْخ مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ عَبْد اللهِ اليُوْنِيْنِيّ. وَمَاتَ فِيْهَا الصَّالِح الوَرِع الشَّيْخ مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ عليّ الحَرِيْرِيّ كَهْلاً، وَكَانَ يُنكِرُ على أصحاب والده، رحمه الله. 5895- السفاقسي 2: العَدْل المُعَمَّر المُسْنِدُ الفَقِيْه شَرَف الدِّيْنِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ السلام ابن عَتِيق بنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ السَّفَاقُسِيُّ المَغْرِبِيُّ ثُمَّ الإسكندراني المالكي الشاهد المعروف بابن المقدسية، وابن أخت الحافظ علي بن المفضل المقدسي. وُلِدَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ، وَحَضَرَ قِرَاءةَ حَدِيْثِ الأَوليَّة فَقَطْ عَلَى السِّلَفِيِّ، فَكَانَ خَاتِمَةَ أَصْحَابِهِ. وَرَوَى بِالإِجَازَةِ عَنْهُ، وَعَنْ: أَبِي الطَّاهِرِ بنِ عَوْفٍ، وَأَبِي طَالِبٍ التَّنُوْخِيِّ، وَبَدْرٍ الخَادِمِ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الفَضْلِ الحَضْرَمِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ البُوْصِيْرِيِّ، وَبَهَاءِ الدِّيْنِ ابْنِ عَسَاكِرَ، وَخَرَّجَ لَهُ مَنْصُوْرُ بنُ سَلِيمٍ "مَشْيَخَةً". حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عُثْمَانَ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، وَالشَّرَف مُحَمَّدٌ وَالوَجِيْه عَبْد الوَهَّابِ ابْنَا عَبْد الرَّحْمَنِ الشُقَيْرِيِّ، وَالفَخْر مُحَمَّد وَالجلاَل يَحْيَى وَلَدَا مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ السَّفَاقُسِيّ، وَالحَافِظ شَرَف الدِّيْنِ التُّوْنِيّ، وَعِدَّة، وَيُقَالُ: إِنَّهُ نَاب فِي القَضَاءِ بِالثَّغْرِ وَقتاً. تُوُفِّيَ فِي ثَالِث جُمَادَى الأُوْلَى، سنة أربع وخمسين وست مائة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 253". 2 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 266".

ابن قزغلي، أقطاي

ابن قزغلي، أقطاي: 5896- ابن قزغلي 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُتَفَنِّن الوَاعِظُ البَلِيْغُ المُؤَرِّخ الأَخْبَارِيُّ واعظ الشام شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو المُظَفَّرِ يُوْسُف بن قُزْغُلِيّ بن عَبْدِ اللهِ التُّرْكِيُّ العَوْنِيّ الهُبَيْرِيُّ البَغْدَادِيُّ الحَنَفِيُّ سِبْط الإِمَام أَبِي الفَرَجِ ابْن الجَوْزِيِّ. ولد سنة نيف وثمانين وخمس مائَة. وَسَمِعَ مِنْ: جَدِّه، وَمِنْ: عَبْدِ المُنْعِمِ بن كُلَيْبٍ، وَعَبْد اللهِ بن أَبِي المَجْدِ الحَرْبِيّ، وَبِالمَوْصِل مِنْ: أَحْمَدَ وَعَبْدِ المُحْسِنِ ابْنَيْ الخَطِيْبِ الطُّوْسِيِّ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ أَبِي حَفْصٍ ابْنِ طَبَرْزَذَ، وَأَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، وَطَائِفَة. حَدَّثَ عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيّ، وَعَبْدُ الحَافِظِ الشُّرُوْطِيُّ، وَالزَّيْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدٍ، وَالنَّجْمُ الشَّقرَاوِي، وَالعِزُّ أَبُو بَكْرٍ بنُ الشَّايِبِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الزَّرَّادِ، وَالعِمَادُ ابْنُ البَالِسِيِّ، وَآخَرُوْنَ. انتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ الوَعْظِ وَحُسنِ التَّذكِيرِ وَمَعْرِفَةِ التَّارِيْخِ، وَكَانَ حُلو الإِيرَادِ، لَطيف الشَّمَائِل، مليح الهَيْئَة، وَافِرَ الحُرْمَةِ، لَهُ قبُول زَائِد وَسُوْق نَافق بِدِمَشْقَ. أَقْبَل عَلَيْهِ أَوْلاَد الْملك العَادل، وَأَحَبّوهُ، وَصَنَّفَ تَارِيْخ مرَآة الزَّمَان وَأَشيَاء، وَرَأَيْت لَهُ مُصَنّفاً يَدلّ عَلَى تَشيعه، وَكَانَ العَامَّة يُبَالِغون فِي التَّغَالِي في مجلسه. سكن دمشق في الشَّبِيْبَةِ، وَأَفتَى وَدرَّس. تُوُفِّيَ بِمَنْزِلهِ، بِسَفْحِ قَاسِيُوْن، وَشيَّعه السُّلْطَان وَالقُضَاة وَكَانَ كيِّساً ظرِيفاً مُتَوَاضِعاً، كثير المحفوظ، طيب الغمة، عَدِيْم المَثَلِ، لَهُ "تَفْسِيْر" كَبِيْر فِي تِسْعَة وعشرون مُجَلَّداً. تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وخمسين وست مائة. 5897- أقطاي 2: كَبِيْر الأُمَرَاء فَارِس الدِّيْنِ التُّرْكِيّ الصَّالِحيّ النّجمِي.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 142"، وميزان الاعتدال "4/ ترجمة 9880"، ولسان الميزان "6/ ترجمة 1968"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "7/ 39"، وشذرات الذهب "5/ 266". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1491"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "7/ 33"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 255".

كَانَ مليح الشَّكْلِ، وَافَرَ الحِشْمَة، مَوْصُوَفاً بِالْكَرَمِ وَالشَّجَاعَةِ. اشترَاهُ تَاجرٌ بِدِمَشْقَ فَربَّاهُ، وَبَاعَهُ بِأَلفِ دِيْنَارٍ، وَكَانَتِ الإِسْكَنْدَرِيَّةُ إِقطَاعَهُ، وَلَهُ مِنَ الخَيلِ والمماليك ما لا يكون إلَّا لِسُلْطَانٍ، وَكَانَ عَامِلاً عَلَى المُلكِ، انْضَمَّ إِلَيْهِ كُبَرَاء البحرِيَة كَالرَّشِيْدِيّ البُنْدُقْدَارِي، وَكَانَ فِيْهِ عَسف وَجبروت، وَصَارَ يَرْكُب ركبَة المُلُوْك، وَلاَ يَلتفت عَلَى الْملك المُعِزّ، وَيدخل بيُوت الأَمْوَال، وَيَأْخذ مَا شَاءَ، ثُمَّ إِنَّهُ تَزَوَّجَ بِابْنةِ صَاحِب حَمَاة، فَطَلبَ أَنْ تخلَى لَهُ دَار السّلطنَة ليعْمَل عرْسه وَلِيَسْكُن بِهَا، وَصمَّم عَلَى ذَلِكَ، فَاتَّفَقت شجر الدُّرّ وَزوجهَا المُعِزّ عَلَى الفَتكِ بِهِ، وَانتَدَبَ لَهُ قُطُز الَّذِي تَسَلَّطن فِي عَشْرَةٍ فَقتلُوْهُ، وَأَغلق بَاب القَلْعَة، فَرَكبت حَاشيته نَحْو سَبْع مائَة، وَأَحَاطُوا بِالقَلْعَة، فَرُمِي إِلَيْهِم بِرَأْسِهِ، فَهَرَبُوا فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَقِيْلَ: كَانَ هُوَ الَّذِي قتل ابن أستاذه الملك المعظم ابن الصالح.

ابن خليل، عيسى

ابن خليل، عيسى: 5898- ابن خليل: المُنْشِئ، شَيْخ البَلاغَة وَالإِنشَاء القَاضِي أَبُو الخَطَّابِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ خَلِيْل السَّكُوْنِيّ، الأَنْدَلُسِيّ، الكَاتِب. تَفَرَّد بِتِلْكَ البِلاَد بِإِجَازَة أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ. أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ بنُ الزُّبَيْرِ ولازمه، وقال: كن رَوْضَة مَعَارِف، مُتَقَدِّماً فِي العُلُوْمِ الأَدبيَة، لَمْ أَلق مِثْله. كَانَ يَخْطُب عَلَى الْبَدِيهِ، وَيَكْتُب مِنْ غَيْرِ تَكلُّف، عَلَّقُوا كَثِيْراً مِنْ كَلاَمِه، وَكَانَ مُشَاركاً فِي العُلُوْمِ، وَكَثُر انتفَاعِي بِهِ، وكان عالي الرواية، ثبتًا، له معفرة بِالرِّجَال. وَأَجَاز لَهُ أَيْضاً ابْن زَرْقُوْنَ، وَالسُّهَيْلِي، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الحَكَم بن حَجَّاج، وَأَبِي العباس ابن مِقْدَام. قَالَ: وَكَانَ مِنَ الأَسخيَاء الأَجْوَادِ. تُوُفِّيَ سنة اثنتين وخمسين وست مائة. 5899- عيسى 1: الزَّاهِدُ القُدْوَة العَابِدُ الشَّيْخ عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ بنِ إِلْيَاس اليُوْنِيْنِيّ مُرِيْد الشَّيْخ عَبْد اللهِ. لَمْ يَشتغل إلَّا بِالعِبَادَة وَالمُطَالَعَة، وَمَا تَزَوَّجَ، بَلْ عَقَدَ عَلَى عَجُوْزٍ تخدمُهُ. زَاره البَاذَرَائِيّ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَتركه وَدَخَلَ، وَكَانَ الأُمَرَاء يَقبلُوْنَ شَفَاعَته بِالأَورَاق، وَكَانَ عَلَيْهِ هَيْبَة شَدِيْدَة، وَسردَ الصَّوْم أَزْيَد مِنْ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: سَلاَّب الأَحْوَال، وَلَهُ كَرَامَات، وَكَانَ كَثِيْرَ الودِّ لِلشيخ الفَقِيْه. قَالَ قُطْب الدِّيْنِ: زُرته كَثِيْراً، وَأَخبرَ بِأَنَّ مُلُوْك بَنِي أَيُّوْبُ يَنقرضون وَيَتملَّك التُّركُ، وَيَفتحُوْنَ السَّاحِلَ كُلّه. قُلْتُ: طوَّلتُ سيرتَه فِي "تَارِيْخ الإِسْلاَم". تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، بِيُوْنِيْنَ.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 266".

الطوسي، العماد

الطوسي، العماد: 5900- الطوسي: المُقْرِئ الأَدِيْب أَبُو إِبْرَاهِيْمَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَامِرٍ الطَّوْسِيّ -بِفَتح الطَّاء- الغَرْنَاطِي. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَأَجَاز لَهُ فِي سَنَةِ سَبْعِيْنَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ خليل القيسي، خاتمة أَصْحَابِ أَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيِّ، وَسَمِعَ بَعْضَ "مُسْلِمٍ" مِنْ خَالِ أُمِّه أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ زَرْقُوْنَ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عُبَيْدِ اللهِ. وَتَلاَ بِالسَّبْع عَلَى عَلِيِّ بنِ هِشَامٍ الجُذَامِيّ، وَطَالَ عُمُرُهُ، وَتَفَرَّد. وَحَمَلَ عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ بنُ الزُّبَيْرِ، وَعِدَّةٌ، وَقَالَ: كَانَ أَدِيباً شَاعِراً عَالِماً أُقعِدَ، وَكَانَ يَتلُو كُلّ يَوْمٍ ختمة، وعاش تسعين سنة، واختلفت إِلَيْهِ كَثِيْراً. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائة. 5901- العماد 1: الإِمَامُ الخَطِيْبُ البَلِيْغُ عِمَادُ الدِّيْنِ دَاوُوْدُ بنُ عُمَرَ بنِ يُوْسُفَ الزُّبَيْدِيُّ المَقْدِسِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو المَعَالِي خَطِيْبُ بَيْتِ الأَبَّارِ، وَابْنُ خَطِيْبِهَا. سَمِعَ: الخُشُوْعِيَّ، وَعَبْدَ الخَالِقِ بنَ فَيْرُوْزٍ، وَالقَاسِمَ ابْنَ عَسَاكِرَ، وَابْنَ طَبَرْزَدَ. وَعَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَالعِمَادُ ابْنُ البَالِسِيِّ، وَالفَخْرُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُهُ مُحَمَّد بنُ دَاوُدَ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ فَاضِلاً، دَيِّناً فَصِيْحاً، مَلِيْحَ المَوْعِظَةِ، دَرَّسَ بِالغَزَاليَّةِ، وَخَطَبَ بِدِمَشْقَ بَعْد انفصَالِ الشَّيْخِ عِزِّ الدِّيْنِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، ثم بعد ست سِنِيْنَ عُزِلَ العِمَادُ، وَرُدَّ إِلَى خَطَابَةِ قَرْيَتِهِ. تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ، سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائة، رحمه الله. ومات أخوه:

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1438"، وشذرات الذهب "5/ 275".

الضياء أبو الطاهر، القميني، ابن وثيق

الضياء أبو الطاهر، القميني، ابن وثيق: 5902- الضِّيَاءُ أَبُو الطَّاهِرِ: يُوْسُفُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ عَنْ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، رَوَى عَنِ الجَنْزَوِيِّ وَالخُشُوْعِيِّ. 5903- القُمّينِيُّ 1: الشَّيْخُ يُوْسُفُ القُمّينِيُّ المُوَلَّهُ بِدِمَشْقَ، كَانَ لِلنَّاسِ فِي هَذَا اعْتِقَادٌ زَائِدٌ لِمَا يَسْمَعُوْنَ مِنْ مكَاشفتِه الَّتِي تَجرِي عَلَى لِسَانِهِ كَمَا يَتم لِلْكَاهنِ سَوَاءٌ فِي نطقِهِ بِالمغِيّبَاتِ. كَانَ يَأْوِي إِلَى القَمَامِين وَالمزَابلِ الَّتِي هِيَ مَأْوَى الشيَاطين، وَيَمْشِي حَافِياً، وَيَكنس الزبل بِثيَابِه النّجسَة بِبَولِهِ، وَيَترنَّحُ فِي مَشْيِهِ، وَلَهُ أَكمَامٌ طوَالٌ، وَرَأْسُهُ مَكْشُوْفٌ، وَالصِّبْيَانُ يَعبثُونَ بِهِ، وَكَانَ طَوِيْلَ السُّكوتِ، قَلِيْلَ التَّبَسُّمِ، يَأْوِي إِلَى قُمّينِ حمام نور الدين، وقد صار باطنه مأوى لقرينه، وبجري فِيْهِ مَجرَى الدَّمِ، وَيَتكلَّمُ فَيخضعُ لَهُ كُلُّ تَالِفٍ، وَيَعتقدُ أَنَّهُ وَلّي لله، فَلاَ قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ. وَقَدْ رَأَيْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ هَذَا النَّمَط الَّذين زَالَ عقلُهُم أَوْ نَقَصَ يَتقَلَّبُوْنَ فِي النّجَاسَاتِ، وَلاَ يُصلُّوْنَ، وَلاَ يَصومُوْنَ، وَبِالفحشِ يَنطقُوْنَ، وَلهُم كشفٌ كَمَا وَاللهِ لِلرُّهبَانِ كشفٌ وَكَمَا لِلسَاحرِ كشفٌ وَكَمَا لِمَنْ يصْرَع كشفٌ، وَكَمَا لِمَنْ يَأْكُلُ الحيَّةَ وَيدخل النَّارَ حَالٌ مَعَ ارْتكَابِه لِلْفوَاحشِ، فَوَاللهِ مَا ارْتبطُوا على مسيلمة والأسود إلَّا لإتيانهم بالمغنيات. تُوُفِّيَ يُوْسُف سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5904- ابن وثيق 2: الإِمَامُ المُجَوِّدُ شَيْخُ القُرَّاءِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن مُحَمَّدِ بنِ وَثِيقٍ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمُ المَغْرِبِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ المقرئ.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 289، 290". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 40"، وشذرات الذهب "5/ 264".

مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعٍ وسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، بِإِشْبِيْلِيَةَ. وَعُنِيَ بِالقِرَاءاتِ فَتَلاَ عَلَى: أَبِي الحُسَيْنِ حَبِيْبِ بن محمد بن حبي سِبْطِ شُرَيحٍ، وَأَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ مِقْدَامٍ الرُّعَيْنِيِّ، وَخَالصِ بن التَّرَّابِ، تَلاَمِذَةِ أَبِي الحَسَنِ شُرَيْحٍ، وَسَمِعَ مِنْهُم وَمِنْ جَمَاعَةٍ. وَرُوِيَ "التَّيْسِيْرَ" عَنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ زَرْقُوْنَ بِالإِجَازَةِ، وَسَمِعَهُ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ أَبِي عَبْدِ الله بن زرقون، عن أبيه. وَمِنْ مَشْيَخَتِهِ فِي القِرَاءاتِ أَنَّهُ تَلاَ عَلَى: أَبِي الحَكَمِ بنِ حِجَّاجٍ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّيَّارِ، وَطَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِ شُرَيْحٍ بِكِتَابِ "الكَافِي" فَهُوَ فِي كِتَابِ "الكَافِي" فِي طَبَقَةِ الإِمَامِ الشَّاطِبِيِّ، وَتَارِيْخِ تِلاَوَةِ ابْنِ وَثيقٍ عَلَى شَيْخِهِ حَبِيْبٍ كَانَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ. أَكْثَرَ التِّرحَالَ وَأَقرَأَ بِالمَوْصِلِ وَبِالشَّامِ وَالثَّغْرِ؛ تَلاَ عَلَيْهِ: الشَّيْخُ عِمَادُ الدِّيْنِ ابْنُ أَبِي زهرَان، وَالنُّوْرُ عَلِيُّ بنُ ظهيرٍ الكفنِيُّ، وَيَحْيَى بن فَضَائِلَ الإِسْكَنْدَرَانِيّ، وَعِدَّةٌ، وَمِنْهُم شَيْخَانَا الفَخْرُ التَّوزرِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ جَوْهَر التَّلعفَرِيُّ، وَأَثْنَى عَلَى فَضَائِلِهِ أَبُو بَكْرٍ بنُ مَسدِي، ثُمَّ غَمَزَهُ وَقَالَ: رَأَيْتُ لَهُ تَخليطاً وَتَخَارِيجَ بِمَعزِلٍ عَنِ الصِّدْقِ وَالإِتْقَانِ، ثُمَّ قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ وَثيق قَبْلَ الاخْتِلاَطِ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ: الرَّشِيْدُ العَطَّار، وَالمُحَدِّثُ مَنْصُوْرُ بنُ سَلِيْمٍ، وَالمكينُ الأَسْمَر، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ القَادِرِ الدُّمرَاوِيّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ.

ابن قطرال

5905- ابن قطرال 1: القَاضِي العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ يُوْسُفَ الأَنْصَارِيُّ القُرْطُبِيُّ المَالِكِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وستين وخمس مائة. سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ ابْنَ الشَّرَّاط، وَأَبَا العَبَّاسِ بنَ مضَاء، وَأَخَذَ عَنْهُ أُصُوْلَ الفِقْهِ، وَأَبَا خَالِدٍ بنَ رِفَاعَةَ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ كوثرٍ، وَابْن الفَخَّارِ، وَعَبْدَ الحَقِّ بن بُوْنُهْ، لقِيه بِالمُنَكَّبِ. وَأَخَذَ قِرَاءةَ نَافِعٍ، وَالنَّحْوَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ بن يَحْيَى. وَسَمِعَ بِسبتَةَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، وَأَجَاز لَهُ: أَبُو بكر بن الجَدِّ، وَالكِبَارُ. وَوَلِيَ قَضَاءَ أُبّذَةَ، فَأَسره العَدُوُّ لَمَّا أَخَذُوهَا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، ثُمَّ تَخلَّص، وَوَلِيَ قَضَاءَ شَاطِبَةَ، ثُمَّ شرِيش، ثُمَّ قَضَاءَ قُرْطُبَةَ، ثُمَّ أُعِيْد إِلَى قَضَاءِ شَاطِبَةَ وَخطبتِهَا، ثُمَّ سَبْتَةَ، ثُمَّ قَضَاءِ فَاس، وكان من رجال الكمال علمًا وعملًا، وَعملاً، يُشَاركُ فِي عِدَّةِ فُنُوْنٍ، وَيَمتَازُ بِالبَلاغَةِ. أَخذتُ عَنْهُ بِشَاطِبَةَ -قَالَهُ الأبَّار، وَأَرَّخ مَوْتَهُ بِمَرَّاكُشَ، فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. عَاشَ ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَهُوَ أحد الأعلام في زمانه.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "5/ 254".

الرشيد العراقي، صقر بن يحيى

الرشيد العراقي، صقر بن يحيى: 5906- الرشيد العراقي 1: أبو الفضل إسماعيل ابْنُ الإِمَامِ المُقْرِئِ نَزِيْلِ دِمَشْقَ أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ العِرَاقِيُّ الأَوَانِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، مِنْ جُباة دَارِ الطُّعْمِ. رَوَى عَنِ: السِّلَفِيِّ، وَشُهْدَةَ، وَعَبْدِ الحَقِّ، وَخَطِيْبِ المَوْصِلِ، وَأَبِي العباس الترك، وجماعة بالإجازة. وَعَنْهُ: المُنْذِرِيُّ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَشَمْسُ الدِّيْنِ ابْن التَّاجِ، وَالجَمَالُ ابْن شُكرٍ، وَالعِمَادُ ابْن البَالِسِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمُ ابْنُ الملكِ الحَافِظِ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ نَيِّفٍ وثمانين سنة. 5907- صقر بن يحيى 2: ابن سالم بن يحيى بن عيس بن صقر المُفْتِي، كَبِيْرُ الشَّافِعِيَّةِ، ضِيَاءُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الكَلْبِيُّ، الحَلَبِيُّ، مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّة. دَرَّس مُدَّةً، وَأَفَادَ، مَعَ الدِّين وَالصيَانَةِ. حَدَّثَ عَنْ: يَحْيَى الثَّقَفِيّ، وَحَنْبَلٍ، وَالخُشُوْعِيِّ. وَعَنْهُ: ابْنُ الظَّاهِرِي، وَالدِّمْيَاطِيّ، وَسُنْقُرُ القَضَائِيّ، وَتَاجُ الدِّيْنِ الجَعْبَرِيُّ، وَإِسْحَاقُ ابْنُ النَّحَّاسِ، وَالعَفِيْفُ إِسْحَاقُ. مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَعَاشَ رَجُلٌ إِلَى سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَسَبْعِ مائَةٍ شَيْخٌ حرَّانِيٌّ بِحَلَبَ يَرْوِي عَنْهُ، لَقِيَهُ ابن رافع.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 33"، وشذرات الذهب "5/ 255". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 34"، وشذرات الذهب "5/ 261".

البلخي، ابن النحاس

البلخي، ابن النحاس: 5908- البلخي 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُسْنِدُ المُقْرِئُ صَاحِبُ الأَلحَانِ نَجْمُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَحْمَدَ بنِ خَلَفِ ابْن النُّوْرِ البَلْخِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَاجْتَمَعَ بِالسِّلَفِيِّ، وَأَجَازَ لَهُ، وَقَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ وَهُوَ صَدُوْقٌ، لَكِن مَا ظَهْرِ سَمَاعُهُ مِنْهُ، مَعَ أَنَّهُ قَدْ سَمِعَ بِالإِسكندرِيَّةِ حِيْنَئِذٍ جُزْءاً مِنَ المُطَهَّرِ بنِ خَلَفٍ الشَّحَّامِيِّ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ، وَسَمِعَ بِالقَاهِرَةِ مِنَ: التَّاجِ المَسْعُوْدِيِّ، وَالقَاسِمِ ابْن عَسَاكِرَ، وَقَدْ سَمِعَ بِمِصْرَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ مِنْ: مَنْصُوْرِ بن طَاهِرٍ الدِّمَشْقِيّ "الأَرْبَعِيْنَ الودعَانِيَّة"، وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ حَنْبَلٍ وَغَيْرِهِ، وَرَوَى الكَثِيْرَ بِالإِجَازَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الصَّابُوْنِيِّ، وَابْن الظَّاهِرِيِّ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَجَوْزَةُ البَلْخِيَّة، وَالبدرُ مُحَمَّدُ ابْنُ التُّوزِيِّ، وَالعِمَادُ ابْن البَالِسِيّ، وَالجَمَالُ عَلِيُّ ابْنُ الشَّاطِبِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمُ ابن الظاهري، ومحيي الدين ابن المقدسي، أبو عبد الله ابن الزراد. روى عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ زَكِيّ الدِّيْنِ المُنْذِرِيُّ. قَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: كَانَ صَالِحاً، قَدِيْمَ السَّمَاعِ، وُلِدَ بِدربِ العَجَم، وَمَاتَ فِي الرَّابع وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْع الآخِرِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ: المُحَدِّثُ الفَقِيْهُ كَمَالُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ وَالِدُ شَيْخَتِنَا، وَالمُحَدِّثُ المُقْرِئُ نَاصِحُ الدِّيْنِ أَبُو بَكْرٍ بن يوسف الحراني. 5909- ابن النحاس 2: الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّالِحُ الجَلِيْلُ المُعَمَّرُ بَقِيَّةُ المَشَايِخِ عِمَادُ الدِّيْنِ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ ابنُ أَبِي المَجْدِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ البَاقِي بنِ مَحَاسِنَ الأَنْصَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، ابْنُ النَّحَّاسِ الأَصَمُّ. وُلِدَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، بِمِصْرَ. وَنَشَأَ بِدِمَشْقَ، وَسَمِعَ مِنَ: القَاضِي أَبِي سَعْدٍ بنِ أَبِي عَصْرُوْنَ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ، وَمِنِ: ابْنِ صَدَقَةَ الحَرَّانِيّ، وَالفَضْلِ بن الحُسَيْنِ البَانْيَاسِيّ، ويحيى الثقفي، وأحمد بن حمزة

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 261". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 35 و40"، وشذرات الذهب "5/ 265".

ابْنِ المَوَازِيْنِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ الجَنْزَوِيِّ، وَجَمَاعَةٍ، وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ: عَلِيِّ بنِ مَنْصُوْرٍ الثَّقَفِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي نَصْرٍ الصَّبَّاغِ، وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنَ: المُؤَيَّد الطُّوْسِيّ، وَمَنْصُوْرٍ الفُرَاوِيّ، وَبِحَلَبَ مِنَ الافتخَارِ الهَاشِمِيّ. وَكَانَ ذَا دِيْنٍ وَفَضلٍ وَخَيْرٍ، وَلَهُ عقَارٌ يَقومُ بِهِ، وَكَانَ يُحَدِّثُ مِنْ لَفظِهِ بِمَكَانِ الطَّرَشِ. خَرَّج لَهُ ابْن الصَّابُوْنِيّ جُزْءاً. وَحَدَّثَ عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَالبدرُ ابْن التُّوزِيِّ، وَالكَمَالُ مُحَمَّدُ ابْنُ النَّحَّاسِ، وَالجَمَالُ عَلِيُّ ابْن الشَّاطِبِيِّ، وَالشَّمْسُ مُحَمَّدُ ابْنُ الزراد، وعدة. تُوُفِّيَ فِي الثَّانِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ صَفَرٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِيْهَا مَاتَ: شَيْخُ القُرَّاءِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَثِيقٍ الإِشْبِيْلِيّ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَالمُفْتِي شَمْسُ الدِّيْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن نُوْحٍ المَقْدِسِيّ تِلْمِيْذُ ابْن الصَّلاَح، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ الصُّوْرِيُّ، وَالشَّيْخُ عِيْسَى اليُوْنِيْنِيُّ الزَّاهِدُ، وَالشَّرَفُ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ ابْنِ المَقْدِسِيَّةِ السَّفَاقُسِيُّ، وَالمُؤَرِّخُ أَبُو البَرَكَاتِ المُبَارَكُ بنُ أَبِي بَكْرٍ ابْنِ الشَّعَّارِ المَوْصِلِيُّ، وَأَبُو المُظَفَّرِ يوسف سبط الجوزي.

الحلبي

5910- الحلبي 1: رَأْسُ الأُمَرَاءِ، عِزُّ الدِّيْنِ أَيبَكُ الحَلَبِيُّ الصَّالِحيُّ. عُيّنَ لِلمُلْكِ عِنْدَ قتلهِ المُعِزَّ أَيبَكَ، وَفِي مَمَالِيْكهِ عِدَّةُ أُمَرَاء، فَلَمَّا كَانَ عَاشرُ رَبِيْعٍ الآخرِ هَاجتْ فِتْنَةٌ بِمِصْرَ، وَركبَ الجَيْشُ، وَفَزِعَ السُّلْطَانُ الملكُ المَنْصُوْرُ عَلِيّ بنُ المُعِزِّ، وَقبضُوا عَلَى نَائِب السّلطنَةِ الجديدِ عَلَم الدِّيْنِ سَنْجَر الحَلَبِيّ، وَهربتْ أُمَرَاءُ إِلَى الشَّامِ فَتقنطر بعزِّ الدِّيْنِ المَذْكُوْر فَرسُهُ فَمَاتَ مِنْ ذَلِكَ، وَسجنُوا سنجراً لأَنَّهُم تخيّلُوا مِنْهُ أَنَّهُ يُرِيْد السّلطنَةَ، وَكَذَلِكَ تَقنطَرَ يَوْمَئِذٍ بِالأَمِيْرِ الكَبِيْرِ رُكْنِ الدِّيْنِ خَاص ترك فَرسُهُ خَارِجَ القَاهِرَةِ فَهَلَكَ أَيْضاً، وَأُمْسِك الوَزِيْرُ الفَائِزِيُّ وَأُخَذتْ حَوَاصِلُهُ، وَخُنِقَ، وَوَزَرَ بَدْرُ الدِّيْنِ السِّنْجَارِيُّ، وَنَاب فِي المُلكِ قُطُزُ وَتَمَكَّنَ، ثُمَّ فِي رَمَضَانَ مِنَ السَّنَةِ -سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ- ثَارَتِ فِتْنَةٌ، وَركب بغدَى وَيلغَان الأشرفي وعدة، وأحاطوا بِقَلْعَة مِصْر لِحَرْب قُطُز وَالمعزِّيَّة، فَتَفَلَّلُوا، وَجرح بغدَى، وَقبضَ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ قَامَ مَعَهُ مِنَ الأَشْرَفِيَّةِ كَأَيْبَكَ الأَسْمَر، وَأَرْز الرُّوْمِيّ، وَالسَّائِق الصَّيْرَفِيّ، وَنُهبت دُورُهُم، وَقَوِيَتِ الأُمَرَاء المُعِزِّيَّةُ، ثُمَّ ملكوا قطز.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 42 و56، 57".

ابن الحلاوي، اليلداني

ابن الحلاوي، اليلداني: 5911- ابن الحلاوي 1: شَاعِرُ زَمَانِهِ شَرَفُ الدِّيْنِ أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الوَفَاءِ بنِ أَبِي الخطاب بن محمد بن الهزبر الربعين المَوْصِلِيُّ الجُنْدِيُّ ابْنُ الحَلاَوِيّ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّ مائَةٍ. وَكَانَ مِنْ مِلاَحِ المَوْصِلِ، وَخدم جُندياً، وَكَانَ ذَا لُطفٍ وَظُرفٍ وَحُسْنِ عِشْرَة وَخِفَّةِ رُوح. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ. أَنْبَأَنِي الدِّمْيَاطِيّ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُوْلُ لِنَفْسِهِ: حَكَاهُ مِنَ الغُصن الرَّطيب وَرِيقُه ... وَمَا الخَمْرُ إلَّا وَجنَتَاهُ وَرِيقُهُ هلالٌ وَلَكِنْ أُفْقُ قَلْبِي محلُّه ... غَزَالٌ ولكن سفح عيني عقيقه مِنهَا: حكَى وَجهُهُ بَدرَ السَّمَاءِ فَلَو بدَا ... مَعَ البَدْرِ قَالَ النَّاسُ هَذَا شَقِيقُه وَأَشْبَهَ زهر الروض حسنًا وقد بدا ... على عارضيه أُسُّه وَشَقِيقُه وَأَشْبَهتُ مِنْهُ الخصْرَ سقماً فَقَدْ غَدَا ... يُحمِّلُنِي كَالخَصْرِ مَا لاَ أُطِيْقه 5912- اليَلْدَانِيُّ 2: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُسْنِدُ الرَّحَّال تَقِيُّ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابنُ أَبِي الفَهْمِ عَبْد المُنْعِمِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ اليَلْدَانِيّ الدِّمَشْقِيّ الشَّافِعِيّ. وُلِدَ بِيلدَانَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَطَلَبَ الحَدِيْثَ وَهُوَ كَبِيْر، وَرَحَلَ فَسَمِعَ مِنْ: يَحْيَى بنِ بوش، وَابْن كُلَيْبٍ، وَالمُبَارَك بن المَعْطُوْش، وَهِبَة اللهِ ابْن السِّبْط، وَدُلَف بن قوفَا، وَبقَاء بن جُنّد، وَطَبَقَتِهِم، وَبِدِمَشْقَ: يُوْسُفَ بنَ مَعَالِي الكِنَانِيّ، وَأَبَا طَاهِرٍ الخُشُوْعِيّ، وَعَبْد الخَالِقِ بن فَيْرُوْز، وَالبَهَاء ابْن عَسَاكِرَ، وَعِدَّة، وَبِالمَوْصِل: أبا منصور مسلم ابن عَلِيٍّ السِّيْحِيَّ، وَكَتَبَ الكَثِيْر مَعَ الصِّدْقِ وَالصِّيَانَةِ وَالفَهْم وَالإِفَادَة وَالتَّقْوَى. رَوَى الكَثِيْر؛ حَدَّثَ عَنْهُ: سبط عبد الرحمن، والدمياطي، والبدر ابن التُّوزِي، وَالجَمَالُ ابْن الشَّاطِبِيّ، وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن زباطر، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ القصَاص، وَيَحْيَى بن مَكِّيٍّ العقربَانِي، وَعَبْد اللهِ ابْنُ المُرَّاكُشِي، وَزَيْنَبُ بِنْتُ الرَّضِيِّ، وَزَيْنَب بِنْت عَبْدِ السَّلاَمِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَلِي خِطَابَة قَرْيَتِهِ مُدَّةً، وَبِهَا تُوُفِّيَ. قَالَ أَبُو شَامَةَ: دُفِنَ بِقَرْيَتِهِ، وَكَانَ صَالِحاً، مُشْتَغِلاً بِالحَدِيْثِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ. أَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ مُرَاهِقاً حِيْنَ خَتَنَ الملكُ نُورُ الدِّيْنِ وَلَدَهُ، وَأَنَّهُ حضَر لعبَ الأُمَرَاء بِالمَيْدَانِ مَعَ صِبيَانِ قَرْيَتِه. وَقِيْلَ: وُلِدَ فِي أَوِّلِ المُحَرَّم سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ -فَاللهُ أَعْلَم- فَإِنَّهُ كتب هَذَا أَيْضاً بِيَدِهِ. مَاتَ فِي ثَامن رَبِيْع الأول، سنة خمس وخمسين وست مائة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 60"، وشذرات الذهب "5/ 274". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 59"، وشذرات الذهب "5/ 269".

المرسي

5913- المرسي 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ البَارِع القُدْوَة المُفَسِّرُ المُحَدِّثُ النَّحْوِيّ ذو الفنون شرف الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَضْلِ السُّلَمِيّ المُرْسِيّ الأَنْدَلُسِيّ. وُلِدَ بِمُرْسِيَة فِي أَوَّلِ سَنَة سَبْعِيْنَ أَوْ قَبْلُ بِأَيَّامٍ. وَسَمِعَ "المُوَطَّأ" مِنَ: المُحَدِّث أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الحَجْرِيّ فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَسَمِعَ مِنْ: عبد المنعم بن الفرسي، وَنَحْوِهِ، وَحَجّ، وَدَخَلَ إِلَى العِرَاقِ وَإِلَى خُرَاسَانَ وَالشَّامِ وَمِصْرَ، وَأَكْثَرَ الأَسفَارَ قَدِيْماً وَحَدِيْثاً، وَسَمِعَ مِنْ: مَنْصُوْر الفُرَاوِيّ، وَالمُؤَيَّد الطُّوْسِيّ، وَزَيْنَب الشَّعْرِيَّة، وَعَبْد المُعِزّ بن مُحَمَّدٍ الهَرَوِيّ، وَعِدَّة. وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَصْحَابِ قَاضِي المَرَسْتَان، وَكَتَبَ، وَقَرَأَ وَجَمَعَ مِنَ الكُتُبِ النفِيسَة كَثِيْراً، وَمَهْمَا فَتح بِهِ عَلَيْهِ صَرَفَهُ فِي ثمنِ الكُتُب، وَكَانَ متضلِّعاً الإمام العِلْمِ، جَيِّدَ الفَهْم، مَتِيْنَ الدّيَانَة، حَدَّثَ "بِالسُّنَنِ الكَبِيْرِ" غَيْرَ مرَّةٍ عَنْ مَنْصُوْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ النَّجَّارِ، وَالمُحِبّ الطَّبَرِيّ، وَالدِّمْيَاطِيّ، وَالقَاضِي الحَنْبَلِيّ، وَالقَاضِي كَمَال الدِّيْنِ المَالِكِيّ، وَشَرَف الدِّيْنِ الفَزَارِيّ الخَطِيْب، وَأَبُو الفَضْلِ الإِرْبِلِيّ، وَالعِمَاد ابْن البَالِسِيّ، وَمُحَمَّد بنُ المهتَارِ، وَبَهَاء الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْم ابْن المَقْدِسِيّ، وَالشَّرَف عَبْد اللهِ ابْن الشَّيْخ، وَالشَّمْس مُحَمَّد بن التَّاج، وَابْن سَعْدٍ، وَمُحَمَّد بن نعمة، ومحمد ابن المراتبي، وعلي القصيري، وخلق كثير.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 59"، وشذرات الذهب "5/ 269".

قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَدِمَ طَالباً سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّ مائَةٍ، فَسَمِعَ الكَثِيْر، وَقَرَأَ الفِقْه وَالأُصُوْل، ثُمَّ سَافر إِلَى خُرَاسَانَ، وَعَاد مُجتازاً إِلَى الشَّامِ، ثُمَّ حَجَّ. قُلْتُ: وَسَمِعَ مِنْهُ الإِرْبِلِيُّ الذَّهَبِيُّ "السُّنَنَ الكَبِيْرَ" كُلَّهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ. قَالَ: وَقَدِمَ بَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَنَزَلَ بِالنّظَامِيَّةِ، وَحَدَّثَ "بِالسُّنَن الكَبِيْر" وَ"بِالغَرِيْبِ" لِلْخطَابِي، وَهُوَ مِنَ الأَئِمَّةِ الفُضَلاَء فِي جَمِيْع فُنُوْن العِلْم، لَهُ فَهْم ثَاقب، وَتَدقيق فِي المَعَانِي، وَلَهُ تَصَانِيْف عِدَّة وَنظم وَنثر. إِلَى ن قَالَ: وَهُوَ زَاهِد مُتَوَرِّع كَثِيْر العِبَادَة، فَقير مُجَرَّدُ، مُتعفِّف نَزه، قَلِيْل المُخَالَطَة، حَافِظ لأَوقَاته، طَيِّب الأَخلاَق، كَرِيْم متودد، مَا رَأَيْتُ فِي فَنه مِثْلَه، أَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ: مَنْ كَانَ يَرغب فِي النَّجَاة فَمَا لَهُ ... غَيْر اتِّبَاع المُصْطَفَى فِيمَا أَتَى ذَاك السَّبِيل المُسْتقيم وَغَيْرهُ ... سبل الضَّلاَلَة وَالغوَايَة وَالرَّدَى فَاتَّبعْ كِتَابَ اللهِ وَالسُّنَنَ التي ... صحتن فَذَاكَ إِنِ اتَّبَعتَ هُوَ الهُدَى وَدعِ السُّؤَال بِلِمْ وَكَيْفَ فَإِنَّهُ ... بَابٌ يَجرُّ ذَوِي البصِيْرَةِ لِلْعمَى الدِّيْنُ مَا قَالَ الرَّسُولُ وَصحبُهُ ... وَالتَّابِعُوْنَ وَمَنْ مَنَاهِجَهُم قَفَا قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: سَأَلت الضِّيَاء عَنِ المُرْسِيّ، فَقَالَ: فَقِيْه منَاظر نَحْوِي مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، صَحِبَنَا فِي الرِّحلَةِ، وَمَا رَأَينَا مِنْهُ إلَّا خَيراً. وَقَالَ أَبُو شَامَةَ: كَانَ مُتَفَنِّناً مُحققاً، كَثِيْرَ الحَجِّ، مُقتصداً فِي أُموره، كَثِيْرَ الكُتُبِ مُحصلاً لَهَا، وَكَانَ قَدْ أُعْطِي قبولاً فِي البِلاَد. وَقَالَ يَاقُوْت: هُوَ أَحَد أُدبَاء عصرنَا، تَكَلَّمَ عَلَى الْمفصل لِلزَّمَخشرِي، وَأَخَذَ عَلَيْهِ سَبْعِيْنَ مَوْضِعاً، وَهُوَ عذرِيُّ الهَوَى، عامري الجَوَى، كُلَّ وَقتٍ لَهُ حَبِيْب، وَمِنْ كُلِّ حُسنٍ لَهُ نصِيْب. رَحَلَ إِلَى خُرَاسَانَ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ وَأَقَامَ بِدِمَشْقَ وَبِحَلَبَ، وَرَأَيْتُهُ بِالمَوْصِلِ، ثُمَّ يَتبع مَنْ يَهْوَاهُ إِلَى طيبهِ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ وُلِدَ بِمُرْسِيَةَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ، وَهُوَ مِنْ بَيْتٍ كَبِيْرٍ وَحِشْمَةٍ، وَانْتَقَلَ إِلَى مِصْرَ، وَقَدْ لَزِمَ النُّسْكَ وَالانْقِطَاعَ، وَكَانَ لَهُ فِي العُلُوْمِ نَصِيْبٌ وَافِرٌ، يَتَكَلَّمُ فِيْهَا بِعَقْلٍ صَائِبٍ، وَذِهْنٍ ثَاقِبٍ، وَأَخْبَرَنِي فِي سَنَةِ 626 أَنَّهُ قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى غَلبُوْنَ بنِ مُحَمَّدٍ المُرْسِيِّ صَاحِبِ ابْنِ هُذَيْلٍ، وَعَلِيِّ بنِ الشَّرِيْكِ، وَقَرَأَ الفِقْهَ وَالنَّحْوَ وَالأُصُوْلَ، ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى مَالقَةَ سَنَةَ تِسْعِيْنَ، فَقَرَأَ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ بنِ دهَاقٍ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ المَرْأَةِ. قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ بِالأَنْدَلُسِ فِي فَنِّهِ مِثْلُهُ، يَقُوْمُ بِعِلْمِ التَّفْسِيْرِ وَعُلُوْمِ الصُّوْفِيَّةِ، كَانَ لَوْ قَالَ: هَذِهِ الآية تحتمل

أَلفَ وَجْهٍ قَامَ بِهَا، قَالَ: وَمَا سَمِعْتُ شَيْئاً إلَّا حَفِظْتُهُ، قَرَأَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ الشَّوْذِيِّ التِلِمْسَانِيِّ الصَّالِحِ. قَالَ يَاقُوْتُ: فَحَدَّثَنِي شَرَفُ الدِّيْنِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ دهَاق: حَفِظْتُ وَأَنَا شَابٌّ القُرْآنَ، وَكُتُباً مِنْهَا "إِحْيَاء عُلُوْم الدِّيْنِ" لِلْغزَالِيِّ، فَسَافَرْتُ إِلَى تِلمسَانَ، فَكُنْتُ أَرَى رَجُلاً زرِّياً قَصِيْراً طُوْلُهُ نَحْو ذِرَاعٍ، وَكَانَ يَأْخُذُ زَنْبِيْلَهُ وَيَحْمِلُ السَّمَكَ بِالأُجْرَةِ، وَمَا رَآهُ أَحَدٌ يُصَلِّي، فَاتَّفَقَ أَنِّي اجْتزتُ يَوْماً وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمَّا رَآنِي قَطَعَ الصَّلاَةَ، وَأَخَذَ يَعْبَثُ، ثُمَّ جَاءَ العِيْدُ فَوَجَدْتُهُ فِي المُصَلَّى، فَقُلْتُ: سَآخُذُهُ مَعِي أُطْعِمُهُ فَسَبَقَنِي، وَقَالَ: قَدْ سَبَقْتُكُ، احْضر عِنْدِي، فَمَضَيْتُ مَعَهُ إِلَى المَقَابِرِ فَأَحْضَرَ طَعَاماً حَارّاً يُؤْكَلُ فِي الأَعيَادِ، فَعَجِبْتُ وَأَكَلْتُ، ثُمَّ شَرَعَ يُخْبِرُنِي بِأَحْوَالِي كَأَنَّهُ كَانَ مَعِي، وَكُنْتُ إِذَا صَلَّيْتُ يُخَيَّلُ لِي نُوْرٌ عِنْدَ قَدَمِي، فَقَالَ لِي: أَنْتَ مُعْجَبٌ تَظُنُّ نَفْسَكَ شيئًا، لا، حتى تقرأ العُلُوْمَ، قُلْتُ: إِنِّيْ أَحْفَظُ القُرْآنَ بِالرِّوَايَاتِ، قَالَ: لاَ حَتَّى تَعْلَمَ تَأْوِيْلَهُ بِالْحَقِيْقَةِ، فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي، فَقَالَ: مِنْ غَدٍ مُرَّ بِي فِي السَّمَّاكِيْنَ، فَبَكَّرْتُ فَخَلاَ بِي فِي مَوْضِعٍ ثُمَّ جَعَلَ يُفَسِّرُ لِيَ القُرْآنَ تَفْسِيْراً عَجِيْباً مُدْهِشاً، وَيَأْتِي بِمَعَانِي، فَبَهَرَنِي، وَقُلْتُ: أُحِبُّ أَنْ أَكْتُبَ مَا تَقُوْلُ، فَقَالَ: كَمْ تَقُوْلُ عُمُرِي? قُلْتُ: نَحْو سَبْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ: بَلْ مائَةٌ وَعشر سِنِيْنَ، وَقَدْ كُنْتُ أَقرأُ العِلْمَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً ثُمَّ تَرَكْتُ الإِقْرَاءَ، فَاسْأَلِ اللهَ أَنْ يُفَقِّهَكَ فِي الدِّيْنِ، فَجَعَلَ كُلَمَّا أَلقَى عَلَيَّ شَيْئاً حَفِظْتُهُ، قَالَ: فَجَمِيْع مَا تَرَوْنَهُ مَسّنِي مِنْ بَرَكَتِهِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: قطبُ الأَرْضِ اليَوْمُ ابْنُ الأَشْقَرِ، -أَوْ قَالَ: الأَشْقَرُ- وَإِن مَاتَ قَبْلِي فَأَنَا أَصِيْر القُطْبَ. ثُمَّ قَالَ المُرْسِيُّ: أَنْشَدَنِي ابْنُ دهاق، أنشدني الشوذي لنفسه: إذا نَطَقَ الوُجُوْدُ أَصَاخَ قَوْمٌ ... بِآذَانٍ إِلَى نُطْقِ الوجود وذاك النطق ليس به انعجام ... ولن جَلَّ عَنْ فَهْمِ البَلِيْدِ فَكُنْ فَطِناً تُنَادى مِنْ قَرِيْبٍ ... وَلاَ تَكُ مَنْ يُنَادى مِنْ بَعِيْدِ وَلَقَي المُرْسِيُّ بِفَاسٍ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد ابْن الكَتَّانِيّ، وَكَانَ إِمَاماً فِي الأُصُوْلِ وَالزُّهْدِ، قَالَ: فَكَتَبْتُ إِلَى ابْنِ المَرْأَةِ: يَا أَيُّهَا العَلَمُ المرفَّعُ قَدْرُهُ ... أَنْتَ الَّذِي فَوْقَ السِّمَاك حُلُوْلُهُ أَنْتَ الصَّبَاحُ المُسْتَنِيْرُ لِمُبْتَغِي ... عِلْمِ الحَقَائِقِ أَنْتَ أَنْتَ دَلِيْلُهُ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ يَتَّضِحُ الهُدَى ... بِكَ تَسْتَبِيْنُ فُرُوْعُهُ وَأُصُوْلُهُ مَنْ يَزْعُمُ التَّحْقِيْقَ غَيْرَكَ إِنَّهُ ... مِثْلُ المُجَوِّزِ مَا العُقُوْلُ تُحِيْلُهُ إِلَى أَنْ قَالَ: وَقَرَأْت "كتاب سيبويه" على أبي علي الشلوبين جَمِيْعه، فَكَتَبَ لِي بِخَطِّهِ:

تَفقَّهتُ مَعَ فُلاَن فِي "كِتَاب سِيْبَوَيْه" وَقدمت إِسكندرِيَة فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَوصل مَكَّة فِي رَجبِهَا، فَسَمِعَ بِهَا، وَقَدِمَ بَغْدَادَ، فَأَقَامَ بِهَا نَحْو عَامَيْنِ يَشتغل بِالعَقْلِيَّات، وَسَمِعَ بِوَاسِط مِنِ ابْنِ المَنْدَائِيّ "المُسْنَد"، فَمَاتَ فِي أَثْنَاء القِرَاءة، ثُمَّ رَحل إِلَى هَمَذَان سَنَة سَبْعٍ، وَإِلَى نَيْسَابُوْرَ وَهرَاة وَبَحَثَ مَعَ العَمِيدِيِّ فِي "الإِرْشَادِ" وَمَعَ القُطْب المِصْرِيّ، وَقَرَأَ عَلَى الْمعِين الجَاجرمِي تَعَاليقَه فِي الخلاَف، وَدَخَلَ مَرْو وَأَصْبَهَانَ، وَقَرَأَ بِدِمَشْقَ عَلَى الكِنْدِيِّ "كِتَابَ سِيْبَوَيْه"، وَحَجّ مَرَّات، وَشرع فِي عَملِ تَفْسِيْرٍ، وَلَهُ كِتَابُ "الضَّوَابط" فِي النَّحْوِ، وَبدَأَ بِكِتَاب فِي الأَصْلَيْنِ، وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي البَلاغَة وَالبَدِيْع، وَأَملَى عَلَيَّ "دِيْوَانَ المتنبِي". إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ وَقَدْ تَمَارَوْا عِنْدَهُ فِي الصِّفَاتِ: مَنْ كَانَ يَرغب فِي النَّجَاة فَمَا لَهُ ... غير اتباع المصطفى فيما أتى وذكر أبيات. قَالَ: وَأَنْشَدَنِي لِنَفْسِهِ: أَبُثك مَا فِي القَلْب مِنْ لَوعَة الحبِّ ... وَمَا قَدْ جَنَتْ تِلْكَ اللِّحَاظ عَلَى لُبِّي أَعَارَتْنِي السُّقم الَّتِي بِجُفُونِهَا ... وَلَكِنْ غَدَا سُقمِي عَلَى سُقمِهَا يُربِي قُلْتُ: وَلَهُ أَبيَات رَقيقَةٌ هَكَذَا، وَكَانَ بَحرَ مَعَارِفَ، رَحِمَهُ اللهُ. قَرَأْت بِخَطّ الكِنْدِيّ فِي تَذكرته أَنَّ كتب المُرْسِيّ كَانَتْ مُودعَة بِدِمَشْقَ، فَرسم السُّلْطَان بِبيعهَا، فَكَانُوا فِي كُلِّ ثُلاَثَاء يَحملُوْنَ مِنْهَا جُمْلَةً إِلَى دَار السعَادَة، وَيَحضر العُلَمَاء، وَبيعت فِي نَحْو من سَنَةٍ، وَكَانَ فِيْهَا نَفَائِسُ، وَأَحرزتْ ثَمناً عَظِيْماً، وَصَنَّفَ تَفْسِيْراً كَبِيْراً لَمْ يُتِمَّهُ. قَالَ: وَاشْتَرَى البَاذَرَائِيُّ مِنْهَا جُمْلَةً كَثِيْرَةً. وَقَالَ الشَّرِيْفُ عِزُّ الدِّيْنِ فِي الوَفِيَّاتِ: تُوُفِّيَ المُرْسِيّ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ خَمْسٍ وخمسين وست مائة، وفي مُنتصفِه بِالعرِيش، وَهُوَ مُتوجّه إِلَى دِمَشْقَ، فَدُفِنَ بتل الزَّعقَة، وَكَانَ مِنْ أَعيَانِ العُلَمَاءِ، ذَا مَعَارِفَ مُتعدِّدَة، وَلَهُ مُصَنّفَات مُفِيْدَة. قُلْتُ: تَأَخَّر مِنْ روَاته يُوْسُف الخُتَنِي بِمِصْرَ، وَأَيُّوْب الكَحَّال بِدِمَشْقَ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: إبراهيمُ بنُ أَبِي بَكرٍ الحَمَّامِيُّ الزُّعبِيُّ صاحبُ ابْنِ شَاتِيلَ، والمُفتِي عِمَادُ الدِّيْنِ إِسْمَاعِيْل بن هِبَةِ اللهِ بِشْر بن بَاطِيش المَوْصِلِيّ، وَالسُّلْطَان الْملك المُعِزّ أَيبك التُّرُكْمَانِيّ قتلته زَوجته شجر الدُّرّ وَقُتلت، وَالعَلاَّمَة نَجْم الدين عبد الله بن أَبِي الوَفَاء مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ البَاذَرَائِيّ، رَسُوْلُ الخِلاَفَةِ، وَالمُعَمَّرُ المُحَدِّث تَقِيّ الدَّين عَبْد الرَّحْمَنِ اليلداني، والمحدث محمد ابن إِبْرَاهِيْمَ بنِ جوبر البَلَنْسِيّ، وَالعَلاَّمَة التَّاج مُحَمَّد بن الحسين الأرموي صاحب "المحصول".

ابن باطيش، عبد العظيم

ابن باطيش، عبد العظيم: 5914- ابن باطيش 1: العَلاَّمَةُ المُتَفَنِّن عِمَاد الدِّيْنِ أَبُو المَجْدِ إِسْمَاعِيْل بن هِبَةِ اللهِ بنِ بَاطِيش المَوْصِلِيّ، الشَّافِعِيّ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ. وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ الجَوْزِيّ، وَابْن سُكَيْنَة، وَحَنْبَل. وَلَهُ كِتَابُ "طَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ"، وَ"مُشتَبَهُ النِّسْبَةِ"، وَ"المُغْنِي فِي لُغَات المُهَذَّبِ وَرِجَاله"، وَكَانَ أُصُوْلياً، مُتَفَنِّناً. رَوَى عنه: الدمياطي، والتاج صالح، والبدر ابن التوزي، وجماعة. درس مدة بالتورية بِحَلَبَ. وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وخمسين وست مائة. 5915- عبد العظيم: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ المُحَقِّقُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ زَكِيّ الدين أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَظِيْمِ بنِ عَبْدِ القَوِيِّ بن عَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمَةَ بنِ سَعْدٍ المُنْذِرِيّ الشَّامِيّ الأَصْل، المِصْرِيّ، الشَّافِعِيّ. وُلِدَ فِي غُرَة شَعْبَان، سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدٍ الأَرتَاحِي، وَهُوَ أول شيخ لقيه، وذلك في سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ، وَمِنْ عُمَرَ بنِ طَبَرْزَذَ، وَهُوَ أَعْلَى شَيْخ لَهُ، وَمِنْ أَبِي الجُوْدِ غِيَاث المُقْرِئ، وَسِتّ الكَتَبَةِ بِنْت عَلِيِّ ابنِ الطّرَاح، وَمَنْ يُوْنُس بن يَحْيَى الهَاشِمِيّ، لقِيه بِمَكَّةَ، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ آمُوسَانَ، أَملَى عَلَيْهِ بِالمَدِيْنَةِ، وَعَلِيِّ بنِ المُفَضَّلِ الحَافِظ، وَلاَزَمَهُ مُدَّةً، وَبِهِ تَخرَّجَ، وَعَبْدِ المُجِيْبِ بنِ زُهَيْرٍ الحَرْبِيّ، وَإِبْرَاهِيْم بن البُتَيتِ، وَأَبِي رَوحٍ البَيْهَقِيّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ ابْنِ البَنَّاءِ الصُّوْفِيِّ، وَعَلِيّ بن أَبِي الكَرَمِ ابْن البَنَّاء الخَلاَّل، وَأَبِي المَعَالِي مُحَمَّد بن الزَّنْفِ، وَأَبِي اليُمْنِ زَيْدِ بنِ الحَسَنِ الكِنْدِيِّ، وَأَبِي الفُتُوْح ابْن الجَلاَجُلِيّ، وأبي المعالي أسعد بن المنجي

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 267، 268".

مُصَنِّفِ "الخلاَصَة"ـ وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَيِّدِهِم الأَنْصَارِيّ، وَأَحْمَد بن عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيّ العَطَّار، وَالشَّيْخ أَبِي عُمَرَ بن قُدَامَةَ، وَدَاوُد بن مُلاَعِبَ، وَأَبِي نَزَارٍ رَبِيْعَة بن الحَسَنِ الحَضْرَمِيّ، وَالإِمَام مُوَفَّق الدِّيْنِ ابْنِ قُدَامَةَ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْد اللهِ بن عَبْدِ الجَبَّارِ العُثْمَانِيّ، وَمُوْسَى بن عَبْدِ القَادِرِ الجِيْلِيّ، وَالعَلاَّمَة أَبِي مُحَمَّدٍ عبد الله بن نجم شاس المالكي، وَالقَاضِي أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُجَلِّي، وَعَبْد الجَلِيْل بن مَنْدَوَيْه الأَصْبَهَانِيّ، وَالوَاعِظ عَلِيّ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَجَا الأَنْصَارِيّ -سَمِعَهُ يَعظ- وَنَجِيْب بن بشارة السعدي، سمع منه كِتَابِ "العُنوَان"، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ بَاقَا، وَمُحَمَّد بن عِمَادٍ، وَأَبِي المَحَاسِن بن شَدَّادٍ، وَأَبِي طَالِبٍ بنِ حَدِيد، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ لَقِيَهُم بِالحَرَمَيْنِ وَمِصْر وَالشَّام وَالجَزِيْرَة. وَعَمِلَ "المُعْجَم" فِي مُجَلَّد، وَ"المُوَافِقَاتِ" فِي مُجَلَّد، وَاختصرَ "صَحِيْح مُسْلِم"، وَ"سُنَنَ أَبِي دَاوُدَ"، وَتَكلَّمَ عَلَى رِجَالِهِ، وَعَزَاهُ إِلَى "الصَّحِيْحَيْنِ" أَوْ أَحَدِهِمَا أَوْ لَيَّنَهُ، وَصَنَّفَ شَرحاً كَبِيْراً "لِلتَّنبِيهِ" فِي الفِقْهِ، وَصَنَّفَ "الأَرْبَعِيْنَ"، وَغَيْرَ ذَلِكَ. وَقَرَأَ القِرَاءاتِ عَلَى أَبِي الثناء حامد بن أحمد الأرتاحي، وَتَفَقَّهَ عَلَى الإِمَامِ أَبِي القَاسِمِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ القُرَشِيّ الشَّافِعِيّ، وَأَخَذَ العَرَبِيَّة عَنْ: أَبِي الحُسَيْنِ يَحْيَى بن عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيّ. قَالَ الحَافِظُ عِزّ الدِّيْنِ الحُسَيْنِيّ: درس شَيْخنَا بِالجَامِع الظَّافرِي، ثُمَّ وَلِي مَشْيَخَة الدَّار الكَامِليَّة، وَانقطع بِهَا عَاكفاً عَلَى العِلْم، وَكَانَ عَدِيْم النظر فِي علم الحَدِيْث عَلَى اخْتِلاَف فُنُونه، ثَبْتاً، حُجَّة، وَرِعاً، مُتحرِّياً، قَرَأْت عَلَيْهِ قِطعَة حَسَنَة من حديثه، وانتفعت به كثيرًا. قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو الحُسَيْنِ اليُوْنِيْنِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيّ، وَالشَّرَف المَيْدُوْمِي، وَالتَّقِيّ عبيد، وَالشَّيْخ مُحَمَّد القَزَّاز، وَالفَخْر ابْن عَسَاكِرَ، وَعَلَم الدِّيْنِ الدوَادَارِي، وَقَاضِي القُضَاةِ ابْن دَقِيق العِيْد، وَعَبْد القَادِرِ بن مُحَمَّدٍ الصَّعْبِي، وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيْمَ الوزِيْرِي، وَالحُسَيْن بن أَسَدِ ابْن الأَثِيْرِ، وَعَلِيّ بن إِسْمَاعِيْلَ بن قُرَيْش المَخْزُوْمِيّ، وَالعِمَادُ ابْن الجرَائِدِيِّ، وَأَبُو العَبَّاسِ ابْن الدُّفوفِي، وَيُوْسُف بن عُمَرَ الخُتَنِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم، وَدرَّس بِالجَامِعِ الظَّافرِي مُدَّة قَبْل مَشْيَخَة الكَامِليَّة، وَكَانَ يَقُوْلُ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنَ الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَلَمْ نَظفر بِذَلِكَ، وَأَجَاز لَهُ مَرْوِيَّاتِه، وَكَانَ مَتِينَ الدّيَانَةِ، ذَا نُسكٍ وَورعٍ وَسَمْتٍ وَجَلاَلَةٍ. قَالَ شَيْخُنَا الدِّمْيَاطِيُّ: هُوَ شَيْخِي وَمُخَرِّجِي، أَتيتُه مُبتدِئاً، وَفَارَقْتُهُ مُعِيداً لَهُ فِي الحَدِيْثِ. ثُمَّ قَالَ: تُوُفِّيَ فِي رَابعِ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَرَثَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ بِقَصَائِدَ حَسَنَةٍ.

وَقَالَ الشَّرِيْف عِزّ الدِّيْنِ أَيْضاً: كَانَ شَيْخنَا زَكِيّ الدِّيْنِ عَالِماً بِصَحِيْحِ الحَدِيْثِ وَسَقِيمِهِ، وَمَعلُولِهِ وطرقه، متبحرًا في معروفة أَحكَامِهِ وَمَعَانِيْهِ وَمُشكِلِهِ، قَيِّماً بِمَعْرِفَةِ غَرِيبِهِ وَإِعرَابِهِ وَاخْتِلاَفِ أَلْفَاظِهِ، إِمَاماً حُجَّة. قُلْتُ: وَمَاتَ مَعَهُ فِي هَذِهِ السّنَة: أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ المُسْتَعْصِم بِاللهِ أَبُو أَحْمَدَ مَقْتُولاً شهيداً عِنْد أَخْذِ بَغْدَاد وَابْنَاهُ أَحْمَدُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَعمَامُه عَلِيٌّ وَحسنٌ وَسُلَيْمَان وَيُوْسُف وَحَبِيْبٌ بَنُوْ الخَلِيْفَة الظَّاهِر، وَابْنَا عَمّه؛ حُسَيْن وَيَحْيَى وَلَدَا عَلِيٍّ، وَملك الأُمَرَاء مجاهد الدين أيبك الدويدار، وسليمان شَاه، وَفتح الدِّيْنِ ابْن كرّ وَعِدَّة أُمَرَاء كِبَارِ، وَالمُحْتَسِب عَبْد الرَّحْمَنِ ابْن الجَوْزِيّ، وَأَخُوْهُ؛ تَاج الدِّيْنِ عَبْد الكَرِيْمِ، وَالقَاضِي أَبُو المَنَاقِب مَحْمُوْد بن أَحْمَدَ الزَّنْجَانِيّ عَالِم الوَقْت، وَشَرَف الدِّيْنِ مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ سُكَيْنَة قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَنَقِيْب العَلَوِيَّة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ ابن النَسَّابَة، وَشَيْخ الشُّيُوْخ صَدْر الدِّيْنِ ابْن النَّيَّار، وابن أخيه عبد اله، وَمُهَذَّب الدِّيْنِ عَبْد اللهِ بن عَسْكَر البعقوبِي، والقاضي برهان الدين القزويني، والقاضي إبراهيم النهر فصلي، وَالخَطِيْب عَبْد اللهِ بن عَبَّاسٍ الرَّشِيْدِيّ، وَشَيْخ التَّجْوِيد عَلِيٌّ ابنُ الكُتُبِيِّ، وَتَقِيّ الدِّيْنِ المُوْسَوِيّ نَقيب المَشْهَد، وَشَرَف الدِّيْنِ مُحَمَّد بن طَاوس العَلَوِيّ، وَخَلْقٌ مِنَ الصُّدُوْرِ قُتِلُوا صَبْراً، وَأُسْتَاذ الدَّار مُحْيِي الدِّيْنِ يُوْسُف ابْن الجَوْزِيِّ، وَسَيِّد الشُّعَرَاء جَمَال الدِّيْنِ يَحْيَى بن يُوْسُفَ الصَّرصرِيُّ، وَشَيْخ القُرَّاء عَفِيْف الدِّيْنِ المُرَجَّى بن الحَسَنِ بنِ شُقَيْرَاءَ الوَاسِطِيّ السَّفَّار، وَعَالِم الإِسْكَنْدَرِيَّة أَبُو العباس أحمد بن عمر بنُ إِبْرَاهِيْمَ القُرْطُبِيّ، وَالحَافِظ صَدْر الدِّيْنِ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ ابنِ البَكْرِيِّ، وَشَيْخ اللُّغَة شَرَف الدِّيْنِ الحُسَيْن بن إِبْرَاهِيْمَ الإِرْبِلِيّ، وَالصَّاحب بَهَاء الدِّيْنِ زُهَيْر بن محمد المهلبي البصري الشَّاعِر، وَصَاحِب الكَرَك الْملك النَّاصِر دَاوُد ابْن المُعَظَّم عِيْسَى ابْن العَادل، وَخَطِيْب بَيْت الأَبَّارِ عِمَاد الدِّيْنِ دَاوُد بن عُمَرَ المَقْدِسِيّ خَطِيْب دِمَشْق، وَالشَّيْخ الزَّاهِد أَبُو الحَسَنِ الشَّاذلِي عَلِيّ بن عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ المَغْرِبِيّ بِعيذَابَ، وَشيخُ القُرَّاءِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ حَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الفَاسِي بِحَلَبَ، وَمُقْرِئ الموصل الإمام محمد بن أحمد بن أَحْمَدَ الحَنْبَلِيّ شُعْلَة شَابّاً، وَخَطِيْب مَرْدَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَقْدِسِيّ الحَنْبَلِيّ، وَالمُسْنِدُ ابْن خَطِيْب القَرَافَةِ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَان بن عَلِيٍّ القُرَشِيّ، وَالمُحَدِّث شَمْس الدِّيْنِ عَلِيّ بن مُظَفَّر النُّشْبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم فِي تَارِيخِي الكَبِيْرِ. أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَظِيْمِ الحَافِظ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَمْدٍ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ المَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ قُسَيْمٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ القَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "كَانَ إِذَا اعْتَكَفَ، يُدْنِي إِلَيَّ رَأْسَهُ، فَأُرَجِّلُهُ، وَكَانَ لاَ يَدْخُلُ البَيْتَ إلَّا لِحَاجَةِ الإِنْسَانِ"1. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ يَعْقُوْبَ الدورقي.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "2029"، ومسلم "297"، وأبو داود "2467"، وابن ماجه "633"، والنسائي "1/ 193".

الكفرطابي، خطيب مردا

الكفرطابي، خطيب مردا: 5916- الكفرطابي 1: الشَّيْخُ المُسْنِدُ الأُسْتَاذُ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ بَيَانِ بنِ سَالِمِ بنِ الخَضِرِ الكَفْرَطَابِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الرَّامِي، القَوَّاسُ. مَوْلِدُهُ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ عِدَّةَ أَجزَاءٍ مِنْ يَحْيَى الثَّقَفِيِّ، وَتَفَرَّدَ بِبَعْضِهَا. حَدَّثَ عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَالخَطِيْبُ أَبُو العَبَّاسِ الفَزَارِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ ابْنُ الخَلاَّلِ، وَالنَّجمُ ابْنُ الخَبَّازِ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَادَةَ، وَعَلِيٌّ الغرَّاوِيُّ، وَالشَّمْسُ ابْنُ الزَّرَّادِ، وَأَبُو الحَسَنِ الكِنْدِيُّ، وَالفَخْرُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي الحَادِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ شَوَّالٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5917- خطيب مراد 1: الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُسْنِدُ الخَطِيْبُ أَبُو عَبْدِ الله محمد بن إسماعيل ابن أَحْمَدَ بنِ أَبِي الفَتْحِ المَقْدِسِيُّ النَّابُلُسِيُّ الحَنْبَلِيُّ خطيب مراد. مَوْلِدُهُ بِهَا، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ تَقْرِيْباً. وَقَدِمَ دِمَشْقَ فَاشْتَغَلَ، وَحَفظَ القُرْآنَ وَتَفَقَّهَ، وَسَمِعَ مِنْ: يَحْيَى الثَّقَفِيِّ، وَابْنِ صَدَقَةَ الحَرَّانِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ حَمْزَةَ المَوَازِيْنِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَارْتَحَلَ، فَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ البُوْصِيْرِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ يَاسِيْنَ، وَعَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ سَعْدِ الخَيْرِ، وَعِدَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ وَالفَخْرُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالقَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ، وَالقَاضِي شَرَفُ الدِّيْنِ حَسَنٌ، وَشَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ ابْنُ التَّاجِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ عَمِّي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ الزَّرَّادِ، وَالتَّقِيُّ أَحْمَدُ بنُ العِزِّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّبَدَانِيُّ، وَالزَّيْنُ أَبُو بَكْرٍ الحَرِيْرِيُّ، وَالشَّيْخُ أَحْمَدُ ابْنُ الفَخْرِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ الكَمَالِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَصَّاصُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّرْخَدِيُّ، وَالأَسَدُ عَبْدُ القَادِرِ العَادِلِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَانتَشرَتْ مَرْوِيَّاتُه بِدِمَشْقَ، وَنِعْمَ الشَّيْخُ كَانَ -رَحِمَهُ اللهُ، ثُمَّ إِنَّهُ رَجَعَ إِلَى قَرْيتِه، وحدث بها أيضًا. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، سَمِعْتُ عَلَى نَحْوٍ مِنْ سِتِّيْنَ نَفْساً مِنْ أصحابه.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1438"، وشذرات الذهب "5/ 277". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1438"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "7/ 69"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 283".

النشبي، البكري

النشبي، البكري 5918- النشبي 1: الإِمَامُ المُحَدِّثُ شَمْسُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ المُظَفَّرِ بنِ القَاسِمِ الرَّبَعِيُّ، النُّشْبِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، العَدْلُ. طَلبَ الحَدِيْثَ فِي كِبَرِه، فَسَمِعَ: الخُشُوْعِيَّ، وَالقَاسِمَ، وَحَنْبَلاً، وَطَبَقَتَهُم. وَكَانَ فَصِيْحاً، طَيِّبَ الصَّوتِ، مُعْرِباً، كَانَ يُؤدِّب، ثُمَّ صَارَ شَاهِداً. رَوَى عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَابْنُ الخَلاَّلِ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ خَطِيْبِ بَيْتِ الأَبَّارِ، وَآخَرُوْنَ، وَنَابَ فِي الحِسْبَةِ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائة، وله تسعون سنة وأشهر. 5919- البكري2 الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُفِيْدُ الرَّحَّالُ المُسْنِدُ جَمَالُ المشايخ، صدر الدين، أبو علي السن ابن مُحَمَّدِ ابْنِ الشَّيْخِ أَبِي الفُتُوْحِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرُوْكَ بنِ مُحَمَّدِ ابن عبد الله ابن حَسَنِ بنِ القَاسِمِ بِنِ عَلْقَمَةَ بنِ النَّضْرِ بنِ مُعَاذِ ابْنِ فَقِيْهِ المَدِيْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الصِّدِّيْقِ أَبِي بَكْرٍ القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، البَكْرِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ بِدِمَشْقَ، فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1438"، والنجوم الزاهرة "7/ 68"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 280". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1444"، والنجوم الزاهرة "7/ 69"، وشذرات الذهب "5/ 274".

وَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ: جَدِّهِ، وَمِنْ: أَبِي حَفْصٍ المَيَانَشِيِّ، وَبِدِمَشْقَ مِنْ: حَنْبَلٍ، وَابْنِ طَبَرْزَذَ، وَأَسَمَعَ مِنْهُمَا بِنْتَه شَامِيَّةَ، وَرَحَلَ فَسَمِعَ بِهَرَاةَ مِنْ: أَبِي رَوْحٍ الهَرَوِيِّ، وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنَ: المُؤَيَّدِ الطُّوْسِيِّ، وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ: أَبِي الفُتُوْحِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجُنَيْدِ، وَعَيْنِ الشَّمْسِ الثَّقَفِيَّةِ، وَعِدَّةٍ. وَبِمَرْوَ مِنْ: أَبِي المُظَفَّرِ ابْنِ السَّمْعَانِيِّ. وَبِبَغْدَادَ مِنِ: ابْنِ الأَخْضَرِ، وَبِالمَوْصِلِ، وَإِرْبِلَ، وَحَلَبَ، وَمِصْرَ وَأَمَاكِنَ، وَعَمِلَ "الأَرْبَعِيْنَ البَلَدِيَّةَ"، وَعُنِيَ بِهَذَا الشَّأْنِ، وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازِلَ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَشرعَ فِي "تَأْرِيخٍ" لِدِمَشْقَ ذَيلاً عَلَى "تَارِيخِ ابْنِ عَسَاكِرَ"، وَعُدمت المسودَّةُ. رَوَى الكَثِيْرَ، وَسَمِعَ مِنْهُ: ابْنُ الصَّلاَحِ، وَالبِرْزَالِيُّ، وَالكِبَارُ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَالقُطْبُ القَسْطَلاَنِيُّ، وأبو المعالي ابن البالسي، والبدر بن التُّوْزِيِّ، وَالزَّيْنُ أَبُو بَكْرٍ بنُ يُوْسُفَ الحَرِيْرِيُّ، وَالتَّاجُ أَحْمَدُ بنُ مُزَيْزٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ الزَّرَّادِ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُحِبِّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ ابن يَعْقُوْبَ الدِّمْيَاطِيُّ، وَالعَلاَءُ الكِنْدِيُّ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ سُلَيْمَانَ المَغْرِبِيُّ، وَالجَمَالُ عَلِيُّ ابْنُ الشَّاطِبِيِّ وَعِدَّةٌ. وَوَلِيَ حِسبَةَ دِمَشْقَ، وَمَشْيَخَةَ الخوَانكَ، وَنفقَ سُوقُه فِي دَوْلَةِ المُعَظَّمِ. وَكَانَ جَدُّهُم عَمْروكُ بنُ مُحَمَّدٍ مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ، فَتَحَوَّلَ وَسَكَنَ نَيْسَابُوْرَ. مَرِضَ أَبُو عَلِيٍّ بِالفَالِجِ مُدَّةً، ثُمَّ تَحَوَّلَ فِي أَواخِرِ عُمُرِه إِلَى مِصْرَ فَلَمْ يُطَلْ مَقَامُه بِهَا، وَتُوُفِّيَ فِي حَادِي عَشَرَ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ، وَمَا هُوَ بِالبَارِعِ فِي الحِفْظِ، وَلاَ هُوَ بِالمُتْقِنِ. قَالَ ابْنُ الحَاجِبِ: كَانَ إِمَاماً، عَالِماً، لَسِناً، فَصِيْحاً، مَلِيْحَ الشَّكلِ، إلَّا أَنَّهُ كَثِيْرَ البهتِ، كَثِيْرَ الدَّعَاوِي، عِنْدَهُ مُدَاعبَةٌ وَمُجُوْنٌ، دَاخَلَ الأُمَرَاءَ، وَوَلِيَ الحِسْبَةَ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ مَحْمُوْداً، جَدَّد مَظَالِمَ، وَعِنْدَهُ بَذَاءةُ لِسَانٍ. سَأَلتُ الحَافِظَ ابْنَ عَبْدِ الوَاحِدِ عَنْهُ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يَقرَأُ عَلَى الشُّيُوْخِ، فَإِذَا أَتَى إِلَى كلمَةٍ مُشْكِلَةٍ تَركَهَا وَلَمْ يُبَيِّنْهَا، وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ البِرْزَالِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: كَانَ كَثِيْرَ التَّخليطِ. قُلْتُ: رَوَى "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" وَ"مُسْنَدَ أَبِي عَوَانَةَ" وَكِتَاب "الأَنْوَاعِ" لابْنِ حِبَّانَ، وَأَشيَاءَ؛ أكثر عنه ابن الزراد. نبأني أَبُو مُحَمَّدٍ الجَزَائِرِيُّ أَنَّهُ قرَأَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ البَكْرِيِّ "أَرْبَعِيْنَ البُلْدَانِ" لِلْبَكْرِيِّ، يَقُوْلُ فِيْهَا: اجْتَمَعَ لِي فِي رِحلتِي وَأَسفَارِي مَا يَزِيْدُ عَلَى مائَةٍ وَسِتِّيْنَ بَلَداً وَقَرْيَةً، أَفردتُ لَهَا "مُعْجَماً"، فَسَأَلنِي بَعْضُ الطَّلَبَةِ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً لِلبُلْدَانِ، فَجَمَعتُهَا فِي أَرْبَعِيْنَ مِنَ المُدُنِ الكِبَارِ عَنْ أَرْبَعِيْنَ صَحَابِيّاً لأَرْبَعِينَ تَابِعِيّاً. نَعَمْ. وَأَخْرَج أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً مِنْ أَرْبَعِيْنَ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً، وَاختصرَ كِتَابَ "الكُنَى" لِلنَّسَائِيِّ. وَمَاتَ أَخُوْهُ:

شرف الدين محمد، ابن شقيرا

شرف الدين محمد، ابن شقيرا: 5920- شرف الدين محمد: ابن محمد فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ بِالقَاهِرَةِ، عَنْ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. يَرْوِي عَنْ: جَدِّهِ، وَحَنْبَلٍ، وَابْنِ طَبَرْزَذَ. وَعَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ الزَّرَّادِ، وَعَلِيُّ ابْنُ الشَّاطبِيِّ، وَآخَرُوْنَ. وَبَقِيتْ شَامِيَّةُ بِنْتُ الصَّدْرِ إِلَى سَنَة خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ، وَتَفرَّدتْ بِأَجزَاءَ عَنْ حَنْبَلٍ وَابْنِ طَبَرْزَذَ. 5921- ابْنُ شُقَيْرَا 1: الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُقْرِئُ الإِمَامُ المُسْنِدُ المُعَمَّرُ عَفِيْفُ الدِّيْنِ أَبُو الفَضْلِ المُرَجَّى بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ غَزَالٍ عُرِفَ بِابْنِ شُقَيْرَا الوَاسِطِيُّ، التَّاجِرُ، السَّفَّارُ. وُلِدَ بِوَاسِطَ يَوْمَ عَرَفَةَ، سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي طَالِبٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الكَتَّانِيِّ المُحْتَسِبِ، فَكَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى عَنْهُ، وَمِنِ ابْنِ نَغُوْبَا. وَتَلاَ بِالعَشرِ عَلَى: أَبِي بَكْرٍ ابْنِ البَاقِلاَّنِيِّ، وَتَفَقَّهَ لِلشَّافِعِيِّ عَلَى: يَحْيَى بنِ الرَّبِيْعِ الفَقِيْهِ، وَكَانَ صَحِيْحَ الرِّوَايَاتِ، مَسْمُوْعَ الكَلِمَةِ، أَقرَأَ بِالرِّوَايَاتِ، وَحَدَّثَ بِمِصْرَ وَالشَّامِ وَالعِرَاقِ، ثُمَّ شَاخَ وَعجزَ وَانقطعَ. حَدَّثَ عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَالفَارُوْثِيُّ، وَأَبُو المحاسن ابن الخرقي، وأبو عَلِيٍّ ابْنُ الخَلاَّلِ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الإِرْبِلِيُّ، وَأَبُو المَعَالِي ابْنُ البَالِسِيِّ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ الخَطِيْبِ دَاوُدَ، وَمُحَمَّدُ بنُ المهتَارِ، وَآخَرُوْنَ. قَالَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّيْنِ: بَقِيَ ابْنُ الشُّقَيْرَا إِلَى سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، مَاتَ قَبْلَ قُدُومِ التَّتَارِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ. وَقيَّدَ ابْنُ أَبِي الحَسَنِ موته في ثاني صفر.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 285".

فضل الله، ابن السراج

فضل الله، ابن السراج: 5922- فضل الله: ابْنُ الحَافِظِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ابْنِ الإِمَامِ القُدْوَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ بنِ أَبِي صَالِحٍ بنِ جنكِي دُوستَ الجِيْلِيُّ الشَّيْخُ العَالِمُ المُعَمَّرُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ أَبُو المَحَاسِنِ الحَنْبَلِيُّ البَغْدَادِيُّ. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ. وَأَوّلُ سَمَاعِه فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ، فِي شَوَّالٍ مِنْ: أَبِي الفَتْحِ بنِ شَاتِيلَ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي السَّعَادَاتِ القَزَّازِ، وَابْنِ بَوْشٍ، وَابْنِ كُلَيْبٍ، وَهِبَةِ اللهِ بنِ رَمَضَانَ، وَأَجَاز لَهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ أَبُو الحُسَيْنِ اليُوْسُفِيُّ، وَأَبُو العَلاَءِ ابْنُ عَقِيْلٍ، وَعَبْدُ المُغِيْثِ بنُ زُهَيْرٍ. حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيُّ، وَأَبُو الصَّبْرِ ابْنُ النَّحَّاسِ، وَتَفرَّدَتِ ابْنَةُ الكَمَالِ بِإِجَازَتِهِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقَدْ سَمِعُوا مِنْهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ ثَلاَثَةَ أَجزَاءِ أَبِي الأَحْوَصِ العُكْبَرِيِّ. توفي في صفر، سنة ست. 5923- ابن السراج 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ المَغْرِبِ أَبُو الحُسَيْن أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قَاسِمٍ، ابْنُ السَّرَّاجِ الأَنْصَارِيُّ، الإِشْبِيْلِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: خَالِهِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ خَيْرٍ، وَالحَافِظِ أَبِي القَاسِمِ بنِ بَشْكُوَالَ، وَعَبْدِ الحَقِّ بنِ بُوْنُهْ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ زَرْقُوْنَ، وَحَدَّثَ عَنْهُم، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ الجَدِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، وَأَبِي القَاسِمِ الشَّرَّاطِ، وَأَبِي زَيْدٍ السُّهَيْلِيِّ، وَأَكْثَرَ عَنِ السُّهَيْلِيِّ، فَسَمِعَ مِنْهُ "المُوَطَّأَ"، وَ"صَحِيْحَ مُسْلِمٍ"، وَ"الرَّوْضَ الأُنُفَ"، وَرَوَى الكَثِيْرَ، وَتَفَرَّدَ، وَصَارَتِ الرِّحلَةُ إِلَيْهِ بِالمَغْرِبِ، وَحَمَلَ عَنْهُ الحُفَّاظُ. قَالَ ابْنُ السَّرَّاج فِي بَرْنَامَجِهِ: لَقِيتُ ابْنُ بَشْكُوَالَ بقُرْطُبَةَ: وَسَمِعْتُ مِنْهُ عِدَّةَ دَوَاوِيْنَ مِنْهَا "تَفْسِيْرُ النَّسَائِيِّ" بِسَمَاعِه مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بنُ عتَّاب، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ القَابِسِيِّ عَنْ حَمْزَةَ الكِنَانِيِّ، عَنْهُ، وَكِتَابُ "الصِّلَةِ" لَهُ، وَأَشيَاءُ. قُلْتُ: كَانَ مُوَثَّقاً، فَاضِلاً. وَمِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ يَحْيَى بنُ الحَاج المَعَافِرِيُّ، سَمِعَ مِنْهُ "الرَّوْضَ الأُنُفَ"، فَسَمِعَهُ مِنْهُ فِي سَنَةِ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَسَبْعِ مائَةٍ ابْنُ جَابِرٍ الوَادِيَاشِيُّ. تُوُفِّيَ ابْنُ السَّرَّاجِ بِبجَايَةَ، فِي سَابِعِ صَفْرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ سَبْعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا مَاتَ: المَجْدُ أَحْمَدُ بنُ أبي عَلِيٍّ الإِرْبِلِيُّ نَحْوِيُّ دِمَشْقَ، وَالمُحَدِّثُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ تَامِتِّيت اللَّوَاتِيُّ الفَاسِيُّ بِمِصْرَ، وَواقفُ الصَّدْرِيَّةِ صَدْرُ الدِّيْنِ أَسَعْدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ المُنَجَّى، وَصَاحِبُ الرُّوْمِ عَلاَءُ الدِّيْنِ كيقباذ بن كيخسرو، وَصَاحِبُ المَوْصِلِ بَدْرُ الدِّيْنِ لُؤْلُؤٌ الأَرْمَنِيُّ الأتابكي، والشيخ يوسف القميني الموله.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 289".

الباذرائي

5924- الباذرائي 1: الإِمَامُ قَاضِي القُضَاةِ نَجْمُ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله بن أبي الوفاء محمد ابن حَسَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ البَاذَرَائِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الفَرَضِيُّ. مَوْلِدُه سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَنَيْنَا، وَسَعِيْدِ بنِ هِبَةِ اللهِ الصَّبَّاغِ، وجماعة. رَوَى عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَالرُّكْنُ الطَّاوُوْسِيُّ، وَالتَّاجُ الجَعْبَرِيُّ الفَرَضِيُّ، وَالبَدْرُ ابْنُ التُّوْزِيِّ، وَآخَرُوْنَ. تَفَقَّه وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ، وَنَاظرَ، وَدَرَّسَ بِالنِّظَامِيَّةِ، وَنَفَذَ رَسُوْلاً لِلْخِلاَفَةِ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَأَنشَأَ مَدْرَسَةً كَبِيْرَةً بِدِمَشْقَ، وحدث بها وبحلب وَمِصْرَ. قَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: أَحْسَنَ إليَّ، وَبَرَّنِي فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ، وَصَحِبْتُهُ تِسْعَ سِنِيْنَ، وَوَلِيَ القَضَاءَ بِبَغْدَادَ، فَمَاتَ بَعْدَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً. قُلْتُ: لَمْ يَحكُمْ إلَّا سَاعَةَ قِرَاءةِ التَّقْلِيدِ، وَوَلِيَ عَلَى كُرْهٍ. قَالَ أَبُو شَامَةَ: عُملَ عَزَاؤُه بِدِمَشْقَ، ثَامِنَ عَشَرَ ذِي الحِجَّةِ، وَكَانَ فَقِيْهاً، عَالِماً، دَيِّناً، مُتَوَاضِعاً، دَمْثَ الأَخْلاَقِ، مُنْبَسِطاً. قُلْتُ: واشتهر أن الحافظ زين الدين خالد بَاسَطَه، وَقَالَ: أَتَذكُرُ وَنَحْنُ بِالنِّظَامِيَّةِ وَالفُقَهَاءُ يُلَقِّبُونَنِي: حولتَا، وَيلقِّبُونكَ: بِالدعشُوشِ؟ فَتَبَسَّمَ، وَكَانَ يَرْكُبُ بِالطّرحَةِ، وَيُسَلِّمُ عَلَى العَامَّةِ، وَوَقَفَ كُتُباً نَفِيْسَةً بِمَدْرَسَتِه. وَمِنْ "تَارِيْخِ ابْنِ الكَازَرُوْنِيِّ": أَنَّ نَجْمَ الدِّيْنِ نُدِبَ إِلَى القَضَاءِ فِي شَوَّالٍ، فَحَضَرَ وَهُوَ عَلِيلٌ، فَخُلِعَ عَلَيْهِ، وَحَكَمَ، وَلَمْ يَجْلِسْ بَعْدَهَا انْقَطَعَ تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْماً، وَتُوُفِّيَ، وَكَانَ عَالِماً مُحَقِّقاً، تَولَّى القَضَاءَ بَعْدَهُ النِّظَامُ عَبْدُ المُنْعِمِ البندنيجي. قُلْتُ: عَافَاهُ مَوْلاَهُ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ سَيْفِ التتار، وكن كثير الصدقات رحمه الله.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 57"، وشذرات الذهب "5/ 269".

الأرموي، ابن عليم

الأرموي، ابن عليم: 5925- الأرموي: العَلاَّمَةُ الأُصُوْلِيُّ تَاجُ الدِّيْنِ أَبُو الفَضَائِلِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأُرْمَوِيُّ، صَاحِبُ "الحَاصل مِنَ المَحْصُوْل"، وَتِلْمِيْذُ فَخْر الدِّيْنِ ابْن الخَطِيْب مِنْ مَشَاهِيْرِ أَئِمَّةِ المَعْقُوْلِ. رَوَى عَنْهُ: شَيْخُنَا شَرَفُ الدِّيْنِ الدِّمْيَاطِيُّ أَبيَاتاً سَمِعَهَا مِنَ الفَخْرِ الرَّازِيِّ. عَاشَ نَحْواً مِنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ، قَبْل كَائِنَةِ بَغْدَادَ بيسير. 5926- ابن عليم: مُحَدِّثُ تُوْنُسَ الحَافِظُ العَالِمُ أَمِيْنُ الدِّيْنِ أَبُو القاسم عبد الرحيم بن أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ طَلْحَةَ الأنصاري الخزرجي الشاطبي ثم السبتي، عرف ببن عُلَيْمٍ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَا مُحَمَّدٍ بنَ حَوْطِ اللهِ، وَأَبَا القاسم بن بقي، وحج سنة ثلث عَشْرَةَ، وَسَمِعَ مِنْ عَلِيِّ ابْنِ البَنَّاءِ المَكِّيِّ، وَعَبْدِ القوِيّ بن الجَبَّابِ، وَشِهَابِ الدِّيْنِ السُّهْرَوَرْدِيّ، وَابْن الزُّبَيْدِيِّ، وَابْنِ عِمَادٍ، وَطَبَقَتِهِم. قَالَ الأَبَّارُ: قَدِمَ تُوْنُسَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ، فَسَمِعْتُ عَلَيْهِ جُمْلَةً. وَقَالَ الشَّرِيْفُ عِزّ الدِّيْنِ: حَصَّلَ المُصَنّفَاتِ وَالأَجزَاءَ، وَرَوَى بِتُونُسَ الكَثِيْرَ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِالمُحَدِّثِ، وَكَانَ صَدُوْقاً، صَحِيْحَ السَّمَاعِ، مُحِبّاً فِي هَذَا الشَّانِ، قَالَ: وَامْتَنَعَ فِي آخِرِ أَيَّامِهِ مِنَ التَّحْدِيْثِ. وَقَالَ: قَدِ اخْتلطت، وَكَانَ كَذَلِكَ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَة خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائة. قُلْتُ: أَخَذَ الوَادِيَاشِي عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ.

ابن الأبار

5927- ابن الأبار 1: الإِمَامُ العَلاَّمَةُ البَلِيْغُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ المُقْرِئُ مَجدُ العُلَمَاءِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي بَكْرٍ القُضَاعِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ البَلَنْسِيُّ الكَاتِبُ المُنشِئُ، وَيُقَالُ لَهُ: الأَبَّارُ وَابْن الأَبَّارِ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ الإِمَام أَبِي مُحَمَّدٍ الأَبَّار، وَالقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ نُوْحٍ الغَافِقِيّ، وَأَبِي الخَطَّابِ بنِ وَاجِبٍ، وَأَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بنِ حَوْطِ اللهِ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ سَعَادَةَ، وَحُسَيْنِ بنِ زلاَلٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ ابْنِ اليَتِيْمِ، وَالحَافِظِ أَبِي الرَّبِيْعِ بنِ سَالِمٍ، وَلاَزَمَهُ، وَتَخَرَّجَ بِهِ. وَارْتَحَلَ فِي مَدَائِنِ الأَنْدَلُسِ، وَكَتَبَ العَالِيَ وَالنَّازلَ، وَكَانَتْ لَهُ إِجَازَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَمْزَةَ، استجازه له أبوه. حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَيَّانَ الأَوسِيُّ، وَطَائِفَةٌ. وذكرَهُ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ الزُّبَيْرِ، وَقَالَ: هُوَ مُحَدِّثٌ بارعٌ، حَافلٌ، ضَابطٌ، مُتْقِنٌ، كاتب بليغٌ، وَأَديبٌ حَافلٌ حَافِظٌ. رَوَى عَنْ أَبِيْهِ كَثِيْراً، وَسَمَّى جَمَاعَةً. إِلَى أَنْ قَالَ: وَاعْتَنَى بِبَابِ الرِّوَايَة اعتنَاءً كَثِيْراً، وَأَلَّفَ "مُعْجَمَه" وَكِتَابَ "تُحْفَةِ القَادِم"، وَوصل "صلَة" ابْنِ بَشْكُوَالَ، عَرفْتُ بِهِ بَعْد تَعليقِي هَذَا الكِتَاب بِمُدَّةٍ -يَعْنِي كِتَابَ "الصِّلَةِ" لابْنِ الزُّبَيْرِ- قَالَ: وَكَانَ مُتَفَنِّناً متقدمًا في الحديث والآداب، سنيًا، متخلفًا فَاضِلاً، قُتِلَ صَبْراً ظُلْماً وَبَغْياً، فِي أَوَاخِرِ عشر سنين وَسِتِّ مائَةٍ. قُلْتُ: كَانَ بَصِيْراً بِالرِّجَالِ المُتَأَخِّرِيْنَ، مُؤرِّخاً، حُلوَ التَّتَرْجُمِ، فَصيحَ العبَارَة، وَافرَ الحِشْمَةِ، ظَاهِرَ التَّجَمُّلِ، مِنْ بُلغَاءِ الكَتَبَةِ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ جمة منها "تكملة الصلة" في ثلاث أَسفَارٍ، اخْترتُ مِنْهَا نَفَائِسَ. انْتقل مِنَ الأَنْدَلُسِ عِنْدَ اسْتيلاَءِ النَّصَارِى، فَنَزَلَ تُوْنس مُدَّة، فَبَلَغَنِي أَنَّ بَعْض أَعدَائِهِ شَغبَ عَلَيْهِ عِنْد مَلِكَ تُوْنسَ، بِأَنَّهُ عَمل "تَارِيخاً" وَتَكلّم فِي جَمَاعَةٍ، وَقَالُوا: هُوَ فُضولِيٌّ يَتَكَلَّم فِي الكِبَار، فَأُخِذَ، فَلَمَّا أَحسّ بِالتَّلَفِ قَالَ لِغُلاَمَه: خُذِ البَغْلَة لَكَ، وَامضِ حَيْثُ شِئْتَ، فَلَمَّا أُدْخِلَ، أَمَرَ الملك بقتله، فتعوذ بِاللهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ، هَذَا مَعْنَى مَا حَكَى لِي الإِمَامُ أَبُو الوَلِيْدِ ابن الحاج -رحمه الله- من قتله.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1452"، والنجوم الزاهرة "7/ 92"، وشذرات الذهب "5/ 275".

وَمِنْ تَوَالِيفِه "الأَرْبَعُوْنَ" عَنْ أَرْبَعِيْنَ شَيْخاً مِنْ أربعين تصنيفًا لأربعين عالمًا من أربعين طريقًا إلى أَرْبَعِيْنَ صَحَابِيّاً لَهُم أَرْبَعِونَ اسْماً مِنْ أَرْبَعِيْنَ قبيلَةً فِي أَرْبَعِيْنَ بَاباً. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ جَابِرٍ المُقْرِئُ سَنَة 734، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَيَّانَ بتُونُسَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عبْدِ اللهِ ابْنُ الأَبَّار، حَدَّثَنَا أَبُو عامِرٍ نَذِيرُ بنُ وَهْبِ بنِ لُبّ الفِهْرِيّ بِقِرَاءتِي حَدَّثَنَا أَبِي أَبُو العَطَاءِ، حدثنا أبي القاضي أبو عيس لُبّ بن عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أبي أَبُو مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عِيْسَى الجُذَامِيّ صاحب الصلاة، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عِيْسَى الجُذَامِيّ صَاحِبُ الصَّلاَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي زمنينَ الإِلبيرِيّ فِي كِتَاب "أَدبِ الإِسْلاَمِ"، حَدَّثَنِي الفَقِيْه إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الطليطلِيّ، عَنْ أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ وَضَّاحٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يَرْحَمُ اللهُ مَنْ لاَ يَرْحَمُ النَّاسَ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ وَقَعَ لَنَا نَازلاً بِسَبْعِ دَرَجَاتٍ عَمَّا أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرُهُ إِجَازَةً، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ شَدَّادٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى القَطَّانُ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بِهَذَا. وَقَدْ رَأَيْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَبَّارِ جُزْءاً سَمَّاهُ "دُرر السِّمط فِي خَبَر السِّبْط عَلَيْهِ السَّلاَمُ" يَعْنِي الحُسَيْنَ بِإِنشَاءٍ بَدِيْعٍ يَدلّ عَلَى تَشَيُّعٍ فِيْهِ ظَاهِرٍ، لأَنَّه يَصف عَلِيّاً -رَضِي اللهُ عَنْهُ- بِالوَصيِّ، وَيَنَالُ مِنْ مُعَاوِيَةَ وَآلِهِ، وَأَيْضاً رأيت له أَوهَاماً فِي تِيكِ "الأَرْبَعِيْنَ" نَبَّهتُ عَلَيْهَا. وَكَانَ مَصرَعُهُ فِي العِشْرِيْنَ مِنَ المُحَرَّمِ، عَامَ ثَمَانِيَةٍ وخمسين وست مائة، بتونس.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "7376"، ومسلم "2319"، والطبراني في "الكبير" "2492" و"2493"، والبيهقي "8/ 161"، من طرق عن الأعمش، عن زيد بن وهب وأبي ظبيان عن جرير بن عبد الله مرفوعا بلفظ: "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله". قلت: أبو ظبيان: هو حصين بن جندب الجنبي. والأعمش هو سليمان بن مهران. وأخرجه أحمد "4/ 362"، والبخاري "6013"، والطبراني "2997-2301"، والبغوي "3449" من طرق عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن جرير، به.

البياسي

5928- البياسي 1: العَلاَّمَةُ النَّحْوِيُّ أَبُو الحَجَّاجِ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَنْصَارِيُّ، المَغْرِبِيُّ. صَاحِبُ فُنُوْنٍ وَذكَاءٍ، وَحَفِظَ "الحمَاسَةَ" وَالعَقْلِيَّات وَدَوَاوِيْن أَبِي تَمَّام وَالمُتَنَبِّي وَالمَعَرِّي وَغَيْرَ ذَلِكَ، وَصَنَّفَ لِصَاحِب تُوْنسَ كِتَابَ "حُرُوْبِ الإِسْلاَمِ" خَتَمَهُ بِمَقْتَلِ الوَلِيْدِ بنِ طَرِيْفٍ، وَهُوَ مُجَلَّدَانِ، وَأَلَّفَ "حَمَاسَةً" فِي مُجَلَّدَيْنِ. مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائة، وقد جاوز الثمانين بيسير.

_ 1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "7/ ترجمة 851"، وشذرات الذهب "5/ 262".

العماد

5929- العماد 1: الشَّيْخُ العَالِمُ المُقْرِئُ الفَقِيْهُ المُسْنِدُ المُعَمَّر عِمَادُ الدين أبو محمد عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الهَادِي بنِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ بنِ مِقْدَامِ بنِ نَصْرٍ المَقْدِسِيُّ الجَمَّاعِيْليُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ الصَّالِحيُّ الحَنْبَلِيُّ المُؤَدِّبُ. وُلِدَ بِجَمَّاعِيلَ، فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ ظَنّاً. وَقَدِمَ دِمَشْقَ صَبِيّاً، فَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَدَ بن حَمْزَةَ ابْن المَوَازِيْنِيّ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيّ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ ابْن الخِرَقِيّ، وَالجَنْزَوِيِّ، وَالخُشُوْعِيِّ، ويوسف ابن مَعَالِي، وَجَمَاعَةٍ، وَكَانَ شَيْخاً حسناً فَاضِلاً جَيِّد التَّعْلِيْم، لَهُ مكتبٌ بِالقصَّاعِينَ. حَدَّثَ عَنْهُ أَوْلاَدُهُ: شَيْخُنَا العِزُّ أَحْمَدُ، وَمُحَمَّدٌ، وَعَبْدُ الهَادِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ البِرْزَالِيُّ -مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَتَاجُ الدِّيْنِ صَالِحٌ الجَعْبَرِيّ، وَشَرَفُ الدِّيْنِ الفَزَارِيّ، وَبَدْرُ الدِّيْنِ ابْنُ التُّوْزِيِّ، وَابْنُ الخَبَّازِ، وَالشَّيْخُ مُحَمَّدُ بنُ زباطر، وَالقَاضِي شَرَفُ الدِّيْنِ ابْنُ الحَافِظِ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ المُحِبِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ الزَّرَّادِ، وَعِدَّةٌ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: أَخُوْهُ المُعَمَّر مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الهَادِي، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ خَلِيْلٍ تَحْتَ السَّيْفِ، وَالفَقِيْهُ أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عبد الرحيم بن عبد الرحمن ابن الحَسَنِ ابْنِ العَجَمِيّ الحَلَبِيُّ الشَّافِعِيُّ مَاتَ شهيداً من عذاب التتار له، وله تسع وثمانون سَنَةً، وَسَمِعَ مِنْ يَحْيَى الثَّقَفِيّ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ المُعَمَّر أَبُو طَالِبٍ تَمَّام بن أَبِي بَكْرٍ السُّرُوْرِيّ الدِّمَشْقِيّ الجُنْدِيُّ الوَالِي، يَرْوِي عَنْ يَحْيَى الثَّقَفِيّ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: المُعَظَّمُ أَبُو المَفَاخِرِ تُوْرَانْشَاه وَلَدَ السُّلْطَان الكَبِيْرِ صَلاَح الدِّيْنِ بِحَلَبَ، عَنْ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، رَوَى عَنْ يَحْيَى الثَّقَفِيّ، وَابْن صَدَقَة. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: الشِّهَاب أَبُو العَبَّاسِ الخَضِر بن أَبِي طَالِبٍ الحَمَوِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ الكَاتِبُ، يَرْوِي عَنِ الخُشُوْعِيِّ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: المُحَدِّث مُفِيْد المَقَادسَةِ مُحِبُّ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي بَكْرٍ الحَنْبَلِيّ عَنْ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. وَفِيْهَا: المُسْنِدُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ بَرَكَاتِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الخُشُوْعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الرَّفَّاءُ، عَنْ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، يَرْوِي عَنْ: أَبِيْهِ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيّ وَعَبْد الرَّزَّاقِ النَّجَّار. وَفِيْهَا: الشَّيْخُ عفيف أبو بكر محمد ابن زَكَرِيَّا بنِ رَحْمَة بن أَبِي الغَيْثِ الخَيَّاط. وفيها المسند ضياء الدين محمد ابن أَبِي القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ ابْنِ القَزْوِيْنِيّ الحَلَبِيّ عَنْ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، يَرْوِي عَنْ يَحْيَى الثقفي. وفيها الصالح أبو الكرم لاحق ابن عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ قَاسمٍ الأَرتَاحِي ثُمَّ المِصْرِيّ، سَمِعَ مِنْ عَمّ جدِّه أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَرتَاحِي. وَفِيْهَا الشَّيْخُ الفَقِيْهُ وَقَاضِي القُضَاةِ صَدْرُ الدين أحمد بن سني الدولة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 293".

ابن الهني، محمد بن عبد الهادي

ابن الهني، محمد بن عبد الهادي: 5930- ابن الهني: المُقْرِئُ المُجَوِّدُ المُحَدِّثُ الرّحَّالُ أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ البَغْدَادِيُّ، الخَيَّاطُ. سَمِعَ: ابْنَ طَبَرْزَذَ، وَابْنَ الأَخْضَرِ، وَابْنَ مَنِيْنَا، وَبِدِمَشْقَ مِنَ الكِنْدِيّ وَطَبَقَتِهِ، وَتَلاَ بِالعَشْرِ عَلَى أَصْحَابِ أَبِي الكَرَمِ الشَّهْرُزُوْرِيّ، كَابْنِ النَّاقِد وَغَيْرِهِ. تَلاَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُظَفَّرٍ البَعْقُوبِيُّ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَعَلِيُّ بنُ ممدود البندنيجي، وآخرون. حَدَّثَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ، وَلَعَلَّهُ اسْتُشْهِدَ بِسيفِ التَّتَارِ، سَمِعَ مَا لاَ يُوْصَفُ كَثْرَةً. 5931- محمد بن عبد الهادي 1: ابن يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ بنِ مِقْدَام الفَقِيْهُ المُقْرِئُ المُعَمَّرُ المُسْنِدُ شَمْسُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ المَقْدِسِيُّ الجَمَّاعِيْلِيُّ الحَنْبَلِيُّ أَخُو العِمَاد المَذْكُوْرِ، وَكَانَ أَبُوْهُمَا ابْنَ عَمِّ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ. قَدِمَ وَهُوَ شَابٌّ، فَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الصَّقْرِ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ بن نَصْرٍ النَّجَّارِ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيّ، وَابْنِ صَدَقَةَ الحَرَّانِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَشُهْدَةُ الكَاتِبَةُ، فَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْهَا بِالإِجَازَةِ. وَكَانَ دَيِّناً، خَيِّراً، كَثِيْرَ التِّلاَوَةِ، مُتعفِّفاً، مُشْتَغِلاً بِنَفْسِهِ، يَؤُمُّ بقرِيَةِ السَّاويَةِ مِنْ جَبلِ نَابُلُسَ، أَثْنَى عَلَيْهِ الشَّيْخُ الضِّيَاءُ وَغَيْرُهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَالقَاضِي الحَنْبَلِيُّ تَقِيّ الدِّيْنِ، وَالقَاضِي شَرَفُ الدِّيْنِ ابْنُ الحَافِظِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ البِجَّدِيُّ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ الزَّرَّادِ، وَعَائِشَةُ أُخْتُ مَحَاسِنَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ الكَمَالِ، وَجَمَاعَةٌ. رَوَى "صَحِيْحَ مُسْلِمٍ" بِالجبلِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ، وَرجع إِلَى قَرْيَتِهِ. قَالَ الشَّرِيْفُ عِزّ الدِّيْنِ: اسْتُشْهِدَ بِسَاويَةَ مِنْ عَملِ نَابُلُسَ عَلَى يد التَّتَارِ، فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، قَالَ: وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى المائَةِ.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1441"، وشذرات الذهب "5/ 295".

ابن الخشوعي، النعال

ابن الخشوعي، النعال: 5932- ابن الخشوعي 1: الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ بَرَكَاتِ بن إِبْرَاهِيْمَ ابْن الخُشُوْعِيّ الدِّمَشْقِيّ، الرَّفَّاء. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيّ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ النَّجَّار، وَجَمَاعَةً. وَأَجَازَ لَهُ: السِّلَفِيُّ، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَالتُّرك. رَوَى عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَابْنُ البَالِسِيّ، وَالعَلاَءُ الكِنْدِيُّ، وَابْنُ الزَّرَّادِ، وَحَفِيْدُهُ عَلِيّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ بِدِمَشْقَ، فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وست مائة. 5933- النعال 2: الشَّيْخُ المُعَمَّرُ الصَّالِحُ الزَّاهِدُ صَائِنُ الدِّيْنِ أَبُو الحسن محمد بن أنجب ابن أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَغْدَادِيُّ، الصوفي، النعال. مَوْلِدُهُ بِبَغْدَادَ، فِي سَلْخِ شَعْبَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. سَمِعَ مِنْ: جَدِّهِ لأُمِّهِ هِبَةِ اللهِ بنِ رَمَضَانَ، وَمِنْ: ظَاعِنِ بنِ مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِيِّ. وَأَجَاز لَهُ: وَفَاءُ بنُ البَهِيِّ، وَعَبْدُ المُنْعِمِ ابْن الفُرَاوِيّ، وَمَحْمُوْد بن نَصْرٍ الشار، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ شَاتيل، وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَقِيْلٍ، وَعِدَّةٌ. خَرَّج لَهُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ رشيدُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ ابْنُ الحَافِظِ عَبْدِ العَظِيْمِ "مشيخة"، وكان من كبار الصوفية وصلحائهم.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1441"، والنجوم الزاهرة "7/ 91"، وشذرات الذهب "5/ 292". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 250"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 299".

حَدَّثَ عَنْهُ: قَاضِي القُضَاةِ تَقِيُّ الدِّيْنِ أَبُو الفَتْحِ القُشَيْرِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ النشو، وَالشَّيْخُ شَعْبَانُ الإِرْبِلِيُّ، وَالمِصْرِيّونَ، وَكَانَ مِنْ بَقَايَا المُسْنِدين. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ حَامِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الأَرْتَاحِيِّ، وَالمُسْتَنْصِرُ بِاللهِ أَحْمَدُ ابْنُ الظَّاهِرِ، وَالصَّاحِبُ صَفِيُّ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَرْزُوْقٍ العَسْقَلاَنِيُّ، وَمُدَرِّسُ الجَوْزِيَةِ شَرَفُ الدِّيْنِ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الحَافِظِ، وَالإِمَامُ سَيْفُ الدِّيْنِ سَعِيْد بن المُطَهَّر البَاخَرْزِيُّ، وَالوَاعِظُ جَمَالُ الدِّيْنِ عُثْمَانُ بنُ مَكِّيِّ بنِ عُثْمَانَ الشَّارعِيّ، وَصَاحِبُ صهيونَ مُظَفَّر الدِّيْنِ عُثْمَان بن مِنْكَوْرَس، تَملَّكهَا بِضْعاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ ابْن سَيِّد النَّاسِ اليَعْمَرِيّ، وَكَمَال الدِّيْنِ مُحَمَّد ابْن القَاضِي صدر الدين عبد الملك ابن دِرْباس، وَمَكِّيّ بن عَبْدِ الرَّزَّاقِ بن يَحْيَى بان خطيب عقربا، والملك الناصر يوسف بأذربيجان شهيدًا.

الزنجاني

5934- الزنجاني 1: العَلاَّمَةُ شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ أَبُو المَنَاقِبِ مَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ بَختيَارَ الزَّنْجَانَيّ. تَفَقَّهَ وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ وَالأُصُوْلِ وَالخلاَفِ، وَبَعُدَ صِيْتُهُ، وَوَلِيَ الإِعَادَة بِالثِّقَتِيَّةِ بِبَابِ الأَزَجِ، وَتَزَوَّجَ بِبِنْتِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ابْنِ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ، وَنَابَ فِي القَضَاءِ، وَوَلِيَ نَظَرَ الوقفِ العَامّ، وَعَظُمَ شَأْنُهُ. ذكرَهُ ابْنُ النَّجَّار فَقَالَ: تَكبَّرَ وَتَجَبَّرَ، فَأَخَذَهُ اللهُ، وَعُزِلَ عَنِ القَضَاءِ وَغَيْرِهِ، وَحُبِسَ وَعُوْقِبَ وَصُوْدِرَ عَلَى أَمْوَالٍ احتَقَبَهَا مِنَ الحَرَامِ وَالغُلولِ، فَأَدَّى نَحْو خَمْسَةَ عَشَرَ أَلفَ دِيْنَارٍ، بَعْدَ أَنْ كَانَ فَقيراً مُدْقعاً، ثُمَّ أُطْلِقَ، وَبَقِيَ عَاطلاً إِلَى أَنْ قُلِّدَ القَضَاءَ بِمدينَةِ السَّلاَمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ، ثُمَّ عُزِلَ مِنْ قَضَاءِ القُضَاةِ بَعْد سِتَّةِ أَشهرٍ، ثُمَّ رُتِّبَ مُدَرِّساً بِالنِّظَامِيَّةِ سَنَةَ 625، ثُمَّ عُزِلَ مِنْهَا بَعْدَ سَنَةٍ وَنِصْفٍ، ثُمَّ رُتِّب دِيْوَاناً، ثُمَّ عُزِلَ مَرَّاتٍ، وَعِنْدَهُ ظُلْمٌ، وَحبٌّ لِلدُّنْيَا، وَحرصٌ عَلَى الجَاهِ، وَكَلَبٌ عَلَى الحطَامِ. رَوَى بِالإِجَازَةِ عَنِ النَّاصِر، وَجَمَعَ "تَفْسِيْراً"، ثُمَّ دَرَّس بِالمُسْتَنْصِرِيَّةِ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَنُفذَ رَسُوْلاً مَرَّاتٍ إِلَى شيرَازَ. وَقَالَ تَاجُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ أَنْجَبَ ابْن السَّاعِيّ: نَابَ فِي الحكمِ، ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ القُضَاةِ بِالجَانبين وبحريم دار الخلافة، وولي نظر الأوقاف، وَعَظُمَ، ثُمَّ عُزِلَ، وَسُجِنَ مُدَّةً، ثُمَّ أُطْلِقَ وَرُتّب مُشْرِفاً فِي أَعْمَالِ السَّوَادِ، ثُمَّ وَلِي تدرِيس النِّظَامِيَّةِ، ثُمَّ عُزِلَ، ثُمَّ لَمَّا عُزِلَ قَاضِي القُضَاةِ ابْنُ مُقْبلٍ مِنْ تَدرِيسِ المُسْتَنْصِرِيَّةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَلِيَهَا الزَّنْجَانِيُّ. وَأَنبَأنِي ظَهِيْرُ الدين علي الكازروني، قال: الذي قُتِلُوا صَبْراً: المُسْتَعْصِمُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَابْنَاهُ، وَأَعمَامَهُ، وَعمَّا أَبِيْهِ حُسَيْن وَيَحْيَى، وَالدُّويدَار مُجَاهِدُ الدِّيْنِ زوجُ بِنْتِ صَاحِبِ المَوْصِلِ، وَالملكُ سُلَيْمَان شَاه عَنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَسَنْجَر الشِّحنَة، وَمُحَمَّد بن قيرَان أَمِيْر وَأَلبَقَرَا الشَّحنَة كَانَ، وَبَلْبَانُ المُسْتَنْصِرِي، وَابْنُ الجَوْزِيِّ أُسْتَاذ الدَّار، وَبنوهُ أَبُو يُوْسُفَ، وَعَبْد الكَرِيْمِ، وَعَبْد اللهِ، وَالشَّيْخ شِهَابُ الدِّيْنِ مَحْمُوْد بن أحمد الزنجي عَلاَّمَةُ وَقتهِ وَلَهُ تَصَانِيْفُ كَثِيْرَةٌ، وَشَرَفُ الدِّيْنِ ابن سكينة، وسمي آخرين.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 68".

بنات الكامل، غازية، الخاتون

بنات الكامل، غازية، الخاتون: 5935- بنات الكامل: أُمُّ السُّلْطَانِ المَلكِ النَّاصِرِ يُوْسُفَ صَاحِبِ الشَّامِ ابْنِ المَلِكِ العَزيزِ، هِيَ الصَّاحبَةُ الخَاتُوْنُ بِنْتُ السُّلْطَانِ الملكِ الكَامِلِ مُحَمَّدِ ابْنِ العَادلِ. مَاتَتْ بِالرَّسْتَنِ ذَاهبَةً إِلَى حَمَاةَ، فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ. وَمَاتَتْ أُخْتُهَا قَبْلَهَا بِأَيَّامٍ صاحبة حماة: 5936- غَازِيَةُ: بِنْتُ السُّلْطَانِ الكَامِلِ، وَالِدَةُ الملكِ المَنْصُوْرِ مُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّرِ. وَمَاتَتِ: 5937- الخَاتُوْنَ: أُخْتُهُمَا وَالِدَةُ الملكِ الكَامِلِ مُحَمَّدِ ابْنِ الملكِ السَّعِيْدِ عَبْدِ المَلِكِ بِدِمَشْقَ، فِي الأُسْبُوْعِ، فَدُفِنَتْ عِنْدَ أَبيهَا بِالكَامِليَّةِ، وَشهدهَا ابْن أُخْتهَا صَاحِبُ الشَّامِ الملكُ النَّاصِرُ، وَكَانَتْ قَدْ تَرَبَّتْ عِنْد أُخْتِهَا بِحَمَاةَ، فَتزوَّج بِهَا السَّعِيْدُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ.

ابن خطيب القرافة، أبو العز

ابن خطيب القرافة، أبو العز: 5938- ابن خطيب القرافة 1: الشَّيْخُ العَالِمُ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الحُسَيْنِ القُرَشِيُّ، الأَسَدِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، النَّاسخُ، ابْنُ خَطِيْبِ القَرَافَةِ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. لَهُ إِجَازَةٌ خَاصَّةٌ مِنَ السِّلَفِيِّ رَوَى بِهَا الكَثِيْرَ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ البِرْزَالِيُّ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَالعِمَادُ ابْنُ البَالِسِيِّ، وَنَاصِرُ الدِّيْنِ ابْن المهتَار، وَضِيَاءُ الدِّيْنِ ابن الحموي، وشمس الدين محمد ابن أيوب النقيب، وآخرون. نَسخَ الكَثِيْرَ بِالأُجرَةِ. وَتُوُفِّيَ فِي ثَالِث رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَسَمِعنَا عَلَى زَيْن الدِّيْنِ عَبْد الرَّحِيْمِ ابْن كَاميَارَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ بإِجَازتِهِ مِنْهُ، تَفَرَّد بِهَا. أَخُوهُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ: 5939- أَبُو العِزِّ 2: مُفَضَّلُ بنُ عَلِيٍّ الشَّافِعِيُّ الفَقِيْهُ سَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجُنَيْدِ بِأَصْبَهَانَ، وَمِنَ المُؤَيَّدِ الطُّوْسِيّ وَعِدَّةٍ بِنَيْسَابُوْرَ، وَعَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ بِهَرَاةَ، وَأَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ بِدِمَشْقَ، وَأَجَازَ لَهُ السِّلَفِيُّ أَيْضاً. رَوَى عَنْهُ: الشَّيْخُ تَاجُ الدِّيْنِ الفَزَارِيّ، وَأَخُوْهُ، وَالفَخْرُ بنُ عَسَاكِرَ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ خَطِيْب بَيْتِ الأبَّارِ، وَبِالحُضُوْرِ العِمَادُ ابْن البَالِسِيّ. وَكَانَ عَالِماً صَالِحاً صَيِّناً مُتَحِرِّياً، صَاحِبَ سُنَّةٍ وَمَعْرِفَةٍ. مَاتَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ الخُوَارِزْمِيَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وأربعين وست مائة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1438"، والنجوم الزاهرة "7/ 68"، وشذرات الذهب "5/ 278". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1432".

ابن العجمي، القزويني، لاحق

ابن العجمي، القزويني، لاحق: 5940- ابن العجمي 1: المُفْتِي المَوْلَى الرَّئِيْسُ أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عبد الرحيم ابن الصَّدْرِ أَبِي طَالِبٍ عَبْد الرَّحْمَنِ بنِ الحَسَنِ ابْن العَجَمِيّ الحَلَبِيُّ، الشَّافِعِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: يَحْيَى الثَّقَفِيّ، وَابْن طَبَرْزَذَ. رَوَى عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَالبَدرُ ابْنُ التُّوْزِيِّ، وَالكَمَالُ إِسْحَاقُ ابْنُ النَّحَّاسِ، وَحَفِيْدَاهُ أَحْمَدُ، وَعَبْدُ الرَّحِيْمِ ابْنَا مُحَمَّدِ ابْنِ العَجَمِيِّ، وَآخَرُوْنَ. تلفَ بِعذابِ التَّتَار عَلَى المَالِ، فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ تِسْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، ضَربوهُ وَصبُّوا عَلَيْهِ فِي الشِّتَاءِ مَاءً بَارِداً فَتَشَنَّج وَمَاتَ، رَحِمَهُ اللهُ. 5941- القزويني 2: الشَّيْخُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ القَزْوِيْنِيُّ الأَصْلِ، ثُمَّ الحَلَبِيُّ، الصُّوْفِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ 572. وَسَمِعَ أَجزَاء مِنْ يَحْيَى الثَّقَفِيِّ. رَوَى عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَالعِمَادُ ابْنُ البَالِسِيِّ، وَقَاضِي حَمَاةَ عَبْدُ العَزِيْزِ ابْنُ العَدِيْم، وَإِسْحَاقُ الأَسَدِيّ، وَالتَّاجُ صالح الفرضي، وحفيده عبد الله ابن إبراهيم بن محمد، وآخرون. مَاتَ بِحَلَبَ، بَعْد الكَائِنَةِ الكُبْرَى فِي أَوَائِل رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5942- لاحق3 الشَّيْخُ أَبُو الكَرَمِ لاَحقِ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ قَاسم بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمْدٍ الأَنْصَارِيُّ، الأرتاحي الأصل، المصري، اللبان، الحريري، والحنبلي. وُلِدَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَتَفَرَّد بِإِجَازَةِ المُبَارَكِ بن عَلِيٍّ ابْن الطّبّاخِ، فَرَوَى بِهَا "دَلاَئِلَ النُّبُوَّةِ" لِلْبَيْهَقِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ عَمِّ جدِّه مُحَمَّدِ بن حَمْدٍ الأَرتَاحِيِّ. وَكَانَ صَالِحاً مُتَعَفِّفاً. رَوَى عَنْهُ: الحُفَّاظ المُنْذِرِيُّ، وَالرَّشِيْدُ العَطَّارُ، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَعَلَم الدِّيْنِ الدوَادَارِيّ، وَيُوْسُفُ بنُ عُمَرَ الخُتَنِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ يُوْسُفَ ابْن الصّنَّاج، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وست مائة، وَآخِرُ أصْحَابِهِ مَوْتاً أَبُو بَكْرٍ بنُ يُوْسُفَ الصناج.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1441"، وشذرات الذهب "5/ 293". 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1441"، وشذرات الذهب "5/ 295". 3 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 296".

ابن عمه، الشارعي

ابن عمه، الشارعي: 5943- ابن عمه 1: الإِمَامُ المُقرِئُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ حَامِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمْدِ بنِ حَامِدٍ الأَرتَاحِيُّ، ثُمَّ المِصْرِيُّ، الحَنْبَلِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: جدِّهِ لأُمِّهِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ يَاسِيْنَ، وَهِبَةِ اللهِ البُوْصِيْرِيّ، وَعِدَّةٍ. وَلاَزَمَ الحَافِظَ عَبْدَ الغَنِيِّ وَأَكْثَرَ عَنْهُ، وَأَقَرَأَ القُرْآنَ. رَوَى عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَالدوَادَارِيُّ، وَالشَّيْخُ شَعْبَانُ، وَيُوْسُفُ بنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ الصّعبِيُّ. تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ تسع وخمسين وست مائة. 5944- الشارعي 2: الإِمَامُ العَالِمُ جَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بن أبي الحرم مكي بن عثمان بن إسماعيل بن إبراهيم بن شبيبي السَّعْدِيُّ، المِصْرِيُّ، الشَّارعِيُّ، الوَاعِظُ. وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَقَاسمِ بن إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ يَاسِيْنَ، وَهِبَةِ اللهِ البُوْصِيْرِيِّ، وَخَلْقٍ، فَأَكْثَرَ، وَعُنِي بِالحَدِيْثِ وَالعِلْمِ، وَشَاركَ فِي الفَضَائِلِ مَعَ التَّقْوَى وَحُسن التَّذكِيْرِ وَسعَةِ المَحْفُوْظِ، وَكَانَ رَأْساً فِي مَعْرِفَةِ الوَقْتِ. حَدَّثَ هُوَ وأبوه وَجدُّهُ وَإِخْوَتُه وَذُرِّيَتُهُ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الدُّوَادَارِيُّ، وَابْنُ الظَّاهِرِيّ، وَشَعْبَانُ الإِرْبِلِيُّ، وَآخَرُوْنَ، آخرهُم نَافلتُه المُتَوْفَّى سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسَبْعِ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في الحفاظ "4/ 1451"، وشذرات الذهب "5/ 297"، ووقع عنده [ابن حاتم] بدل [ابن حامد] . 2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1452"، والنجوم الزاهرة "7/ 205"، وشذرات الذهب "5/ 298".

ابن درباس، العز الضرير

ابن درباس، العز الضرير: 5945- ابن درباس 1: الإِمَامُ القَاضِي كَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ ابن قاضي القضاة صدر الدِّيْنِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عِيْسَى بنِ دِرباسٍ المَارَانِيُّ، المِصْرِيّ، الشَّافِعِيّ، الضّرِيرُ، المُعَدَّلُ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ: أَبَاهُ، وَالبُوْصِيْرِيَّ، والأرتاحي، والقاسم بن عَسَاكِرَ، وَأَبَا الجُودِ، وَجَمَاعَةً، وَأَجَازَ لَهُ السِّلَفِيُّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الحُلوَانِيَّةِ، وَعَلَمُ الدِّيْنِ الدُّوَادَارِيُّ، وَالشَّيْخُ شَعْبَانُ الإِرْبِلِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ ابْنُ الظَّاهِرِيِّ، وَالمِصْرِيُّونَ، وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ المَشَايِخِ. دَرَّسَ، وَأَفتَى، وَأَشغلَ، وَنَظَمَ الشِّعْرَ، وَجَالَسَ المُلُوْكَ. تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. 5946- العِزُّ الضَّرِيرُ 2: العَلاَّمَةُ المُتَفَنِّنُ الفَيْلَسُوْفُ الأُصُوْلِيُّ عِزُّ الدِّيْنِ حَسَنُ بن محمد بن أحمد ابن نَجَا الإِرْبِلِيُّ، الضّرِيرُ، الرَّافضِيُّ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ. كَانَ بَاهِراً فِي عُلُوْمِ الأَوَائِلِ. أَقرَأَ فِي بَيْتِهِ مُدَّةً، وَكَانَ يُقْرِئُ الفَلاَسِفَةَ وَالمُسْلِمِيْنَ وَالذِمَّةَ، وَلَهُ هَيْبَةٌ وَصَوْلَةٌ، إلَّا أَنَّهُ كَانَ يُخِلُّ بِالصَّلَوَاتِ، وطويته خبيثة، وكان قدرًا، لاَ يَتوقَّى النّجَاسَات، ابْتُلِيَ بِأَمْرَاضٍ وَعُمِّرَ، وَكَانَ أَحَدَ الأَذكيَاءِ. مَاتَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وله أربع وسبعون سنة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1452"، والنجوم الزاهرة "7/ 205"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 299". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 207، 208"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 301".

الإربلي، البهاء زهير

الإربلي، البهاء زهير: 5947- الإربلي 1: العَلاَّمَةُ شَرَفُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحُسَيْنِ الهَذَبَانِيّ، الإِرْبِلِيّ، الشَّافِعِيّ، اللُّغَوِيّ. وُلِدَ بِإِرْبِلَ سَنَةَ 568. وَقَدِمَ دِمَشْقَ فَسَمِعَ الكَثِيْرَ مِنَ: الخُشُوْعِيِّ، وَعَبْدِ اللَّطِيْفِ بنِ أَبِي سَعْدٍ، وَحَنْبَلٍ، وَالكِنْدِيّ، وَعِدَّةٍ، وَبِبَغْدَادَ مِنَ: الفَتْحِ بن عبد السلام، وجماعة. وَكَانَ رَأْساً فِي الآدَابِ، يَحفظُ "دِيْوَانَ المتنبِي" وَ"خُطَبَ ابْنِ نُبَاتَةَ"، وَ"المَقَامَاتِ" وَيدرِيهَا وَيَحلّهَا، وَكَانَ ثِقَةً خَيِّراً، تَخَرَّج بِهِ الفُضَلاَءُ. وَرَوَى عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ المُخَرِّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ الزَّرَّادِ، وَقُطْبُ الدِّيْنِ ابْنُ اليُونِينِيِّ، وَآخَرُوْنَ. مَاتَ فِي ثَانِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وخمسين وست مائة. 5948- البهاء زهير 2: الصَّاحِبُ الأَوْحَدُ بَهَاءُ الدِّيْنِ أَبُو العَلاَءِ زُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الأَزْدِيُّ، المُهَلَّبِيُّ، المَكِّيُّ، ثُمَّ القُوْصِيُّ، الكَاتِبُ. لَهُ دِيْوَانٌ مَشْهُوْرٌ، وَشعرٌ رَائِقٌ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: عَلِيِّ بن أَبِي الكَرَمِ البنَّاءِ. كَتَبَ الإِنشَاءَ لِلسُّلْطَانِ الملكِ الصَّالِحِ نَجْمِ الدِّيْنِ، ثم في الآخر أَبْعَدَهُ السُّلْطَانُ، فَوَفَدَ عَلَى صَاحِبِ حَلَب الملكِ النَّاصِرِ، ثُمَّ فِي آخِرِ أَمرِهِ افْتقر وَبَاعَ كُتُبَهُ، وَكَانَ ذَا مَكَارِمَ وَأَخلاَقٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فِي ذِي القَعْدَةِ.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1438"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 274". 2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ ترجمة 247"، وتذكرة الحفاظ "4/ 1438"، والنجوم الزاهرة "7/ 62، 63"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 276، 277".

الملك الرحيم

5949- الملك الرحيم 1: السُّلْطَانُ بَدْرُ الدِّيْنِ أَبُو الفَضَائِلِ لُؤْلُؤ الأَرْمَنِيُّ النُّوْرِيُّ الأَتَابَكِيُّ مَمْلُوْكُ السُّلْطَانِ نُوْرِ الدِّيْنِ أَرْسَلاَن شَاه ابْنِ السُّلْطَانِ عِزّ الدِّيْنِ مَسْعُوْد بن مَوْدُوْد بنِ زَنْكِي بنِ أَقسُنْقُر صَاحِبِ المَوْصِلِ. كَانَ مِنْ أَعزِّ مَمَالِيْكِ نُوْرِ الدِّيْنِ عَلَيْهِ وصيره أستاذ داره وأمره، فلما نوفي تَملَّك ابْنُه القَاهِرُ، وَفِي سَنَةِ وَفَاةِ الملكِ العَادلِ سلطنَ القَاهِرُ عزُّ الدِّيْنِ مَسْعُوْدٌ وَلَدَهُ ومَاتَ -رَحِمَهُ اللهُ، فَنَهَضَ لُؤْلُؤٌ بِتَدبِيرِ المَمْلَكَةِ، وَالصَّبِيُّ وأَخوَه صُوْرَةٌ، وَهُمَا ابْنَا بِنْتِ مُظَفَّر الدِّيْنِ صَاحِبِ إِرْبِلَ، أقَامَهُمَا لُؤْلُؤ وَاحِداً بَعْد وَاحِدٍ، ثُم تَسَلطنَ هُو فِي سَنةِ ثَلاثينَ وَسِتِّ مائَةٍ. وَكَانَ بَطَلاً شُجَاعاً حَازِماً مُدَبِّراً سَائِساً جَبَّاراً ظلُوْماً، وَمَعَ هَذَا فَكَانَ مُحَبَّباً إِلَى الرَّعِيَّةِ، فِيْهِ كَرمٌ وَرِئَاسَةٌ، وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ الرِّجَالِ شَكْلاً، وَكَانَ يَبذُلُ لِلْقُصَّادِ وَيُدَارِي ويتحرز ويصنع التتار وملوك الإسلام، وكان عظيم الهَيْبَةِ خَلِيْقاً لِلإِمَارَةِ، قَتَلَ عِدَّةَ أُمَرَاءٍ وَقَطَعَ وَشَنَقَ وَهَذَّبَ مَمَالِك الجَزِيْرَةِ، وَكَانَ النَّاسُ يَتغَالَوْنَ وَيُسمَّونَه قَضِيبَ الذَّهَبِ، وَكَانَ كَثِيْرَ البحثِ عَنْ أَحْوَال رَعِيَّتِهِ. عَاشَ قَرِيْباً مِنْ تِسْعِيْنَ سَنَةً وَوجهُهُ مُورَّدٌ وَقَامَتُهُ حَسَنَةٌ، يظنُّه مَنْ يَرَاهُ كَهْلاً، وَكَانَ يَحتفل لِعِيد الشّعَانِيْنَ لبقَايَا فِيْهِ مِنْ شعَار أَهْلِه، فَيمدّ سِمَاطاً عَظِيْماً إِلَى الغَايَةِ، وَيُحضر المغَانِي، وَفِي غُضونِ ذَلِكَ أَوَانِي الخُمُوْر، فَيفرح وَيَنثر الذَّهَبَ مِنَ القَلْعَةِ، وَيَتخَاطَفَهُ الرِّجَالُ، فَمُقِتَ لإِحيَاءِ شِعَارِ النَّصَارَى، وَقِيْلَ فِيْهِ: يُعَظِّمُ أَعيَادَ النَّصَارَى مَحَبَّةً ... وَيَزْعُمُ أَنَّ اللهَ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمِ إِذَا نبَّهته نَخوَةٌ أَرِيحيَّةٌ ... إِلَى المَجْدِ قَالَتْ أَرْمَنِيَّتُهُ: نَمِ وَقِيْلَ: إِنَّهُ سَارَ إِلَى خدمَةِ هُولاَكو، وَتَلَطَّفَ بِهِ، وَقَدَّمَ تُحَفاً جَلِيْلَةً، مِنْهَا جَوْهَرَةُ يَتيمَةٌ، وَطلبَ أَنْ يَضعهَا فِي أُذن هُولاَكو فَاتَّكَأَ فَفَرَكَ أُذُنَهُ، وَأَدخل الحَلْقَةَ فِي أُذُنِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بِلاَده مُتوليّاً مِنْ قِبَلِهِ، وَقرَّر عَلَيْهِ مَالاً يَحملُه، ثُمَّ مَاتَ فِي ثَالِثِ شَعْبَانَ بِالمَوْصِلِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. فَلَمَّا مَاتَ، تملك ولده املك الصَّالِح إِسْمَاعِيْلُ، وَتَزَوَّجَ بِابْنَةِ هُولاَكو، فَأَغضبهَا وَأَغَارهَا، وَنَازلتِ التَّتَارُ المَوْصِلَ، وَاسْتمرَّ الحصَارُ عَشْرَةَ أَشهرٍ، ثُمَّ أُخِذت، وَخَرَجَ إِلَيْهِم الصَّالِحُ بِالأَمَانِ فَغدرُوا بِهِ، وَاستباحُوا المَوْصِلَ، فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ. وَبَدْرُ الدِّيْنِ مِمَّنْ كَمَّلَ الثَّمَانِيْنَ، وَكَانَ ابنه الصالح إسماعيل قد سار في العالم الَّذِي قُتل فِيْهِ إِلَى مِصْرَ، وَاسْتنجدَ بِالمُسْلِمِيْنَ وَأَقْبَلَ فَالتَقَى العَدُوَّ بِنَصِيْبِيْنَ فَهَزمَهُم، وَقَتَلَ مُقَدَّمَهُم إيلكا، فتنمر هولاكو، وبعث سنداغو، فَنَازل المَوْصِل أَشْهُراً، وَجَرَى مَا لاَ يُعَبَّر عنه.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 70"، وشذرات الذهب لابن العماد "5/ 289".

المعظم الحلبي، الظاهر

المعظم الحلبي، الظاهر: 5950- المعظم الحلبي 1: المَلِكُ المُعَظَّمُ أَبُو المَفَاخِرِ تُوْرَانْشَاه ابْنُ السُّلْطَانِ الكَبِيْرِ المُجَاهِدِ صلاَحِ الدُّنْيَا وَالدّينِ يُوْسُفَ بنِ أَيُّوْبَ، آخر مَنْ بَقِيَ مِنْ إِخْوَته. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. فَسَمِعَ بِدِمَشْقَ من يحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني، وأجز لَهُ عَبْد اللهِ بن بَرِّيّ. انتخبَ لَهُ شَيْخُنَا الدِّمْيَاطِيّ جُزْءاً سَمِعَهُ مِنْهُ هُوَ وَسُنْقُر القَضَائِيّ، وَالقَاضِي شُقَيْر أَحْمَد بن عَبْدِ اللهِ، وَالتَّاجُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ النَّصِيْبِيّ، وَجَمَاعَةٌ؛ سَمِعُوا مِنْهُ فِي حَال الاسْتقَامَةِ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَتَنَاوَل المُسكرَ. وَكَانَ كَبِيْرَ آلِ بَيْتهِ، وَكَانَ السُّلْطَانُ الملكُ النَّاصِر يُوْسُفُ يَتَأَدَّبُ مَعَهُ وَيُجلّه لأَنَّه أَخُو جدّه، فَكَانَ يَتصرَّف فِي الخَزَائِنِ وَالمَمَالِيْكِ، وَقَدْ حضَرَ غَيْرَ مَصَافّ، وَكَانَ فَارِساً شُجَاعاً عَاقِلاً دَاهِيَةً، وَكَانَ مُقدّمَ العَسَاكِرِ الحَلَبيَّةِ مِنْ دَهْرٍ، وَهُوَ كَانَ المقدَّم يَوْمَ كسرهِ الخُوَارِزْمِيَّةَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ بِقُرْبِ الفُرَات فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ مُثْخَناً بِالجرَاحِ، وَانْهَزَم أَصْحَابُهُ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ الملكُ الصَّالِحُ وَلدُ الملكِ الأَفْضَلِ علي ابن صلاح الدين. ولما أخذ هُولاَكو حَلَب، عَصَتْ قلعتُهَا وَبِهَا المُعَظَّم هَذَا، فَحمَاهَا، ثُمَّ سلَّمهَا بِالأَمَانِ، وَعجز عَنْهَا وَلَمْ يَعِشْ بَعْدَهَا إلَّا أَيَّاماً. مَاتَ فِي أَوَاخِرِ رَبِيْعٍ الأَوّلِ، سَنَةَ ثمانٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عن إحدى وثمنين سنة، ودفن بدهليز داره. 5951- الظاهر 2: الملكُ الظَّاهِرُ غَازِي ابْنُ الملكِ العَزِيْزِ مُحَمَّدِ ابْنِ الظَّاهِرِ غَازِي أَخُو صَاحِبِ الشَّامِ الملكِ النَّاصِرِ يُوْسُفَ، يُلَقَّبُ سَيْفَ الدِّيْنِ، وَهُوَ شقيقُ الناصر.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1441"، والنجوم الزاهرة "7/ 90"، وشذرات الذهب "5/ 292". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 206"، وشذرات الذهب "5/ 298".

كَانَ شُجَاعاً جَوَاداً مَلِيْحَ الصُّوْرَةِ كَرِيْمَ الأَخْلاَقِ عَزِيزاً عَلَى أَخِيْهِ إِلَى الغَايَة، وَلَقَدْ أَرَادَ جَمَاعَةٌ مِنَ الأُمَرَاءِ العَزِيْزِيَّةِ القبضَ عَلَى النَّاصِرِ، وَتَمليك هَذَا فَشعر بِهِم السُّلْطَانُ، وَوقعت الوحشَةُ. وَفِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ زَالت دَوْلَة النَّاصِرِ، وَفَارقَ غَازِي أَخَاهُ، فَاجْتَمَعَ بِغَزَّةَ عَلَى طَاعتِهِ البَحرِيَّةُ وَسلطنوهُ، فَدَهَمَهُم هُولاَكو، ثُمَّ اجْتَمَع الأَخَوَانِ وَدخلاَ البرِيَّةَ، وَتوجّهَا مَعاً إِلَى حتفِهمَا. وخَلَّف غَازِي وَلداً بَدِيْعَ الحُسْنِ، اسْمُهُ زُبالة، وَأَمَةً جَارِيَةً اسْمُهَا وَجهُ القَمَرِ، فَتزوّجت بِأَيدغدِي العَزِيْزِيّ ثُمَّ بِالبيسرِيّ، وَمَاتَ زُبالَةُ بِمِصْرَ شَابّاً، وَقُتِلَ غَازِي صَبْراً مَعَ أَخِيْهِ بِأَذْرَبِيْجَانَ؛ فَذَكَرَ ابْنُ وَاصِلٍ أَنَّ هُولاَكو أَحضَرَ النَّاصِر وَأَخَاهُ، وَقَالَ: أَنْتَ قُلْتَ: مَا فِي البِلاَد أَحَدٌ، وإن من فيها في طاعتك حَتَّى غررْت بِالمغل? فَقَالَ: أَنَا فِي تورِيزَ فِي قبضَتِكَ، كَيْفَ يَكُوْن لِي حُكم عَلَى مَنْ هُنَاكَ? فَرمَاهُ بِسَهْم فَصَاح: الصَّنِيعَة يَا خوند، فقال أخوه: اسكت فقول لِهَذَا الكَلْب هَذَا القَوْل، وَقَدْ حضَرتْ! فَرمَاهُ هُولاَكو بِسَهْم آخر قضَى عَلَيْهِ وَضُرِبَتْ عُنُقُ الظاهر وأصحابهما.

شعلة

5952- شعلة 1: الإِمَامُ المُجَوِّدُ الذّكيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بن أحمد ابن حُسَيْنٍ المَوْصِلِيّ الحَنْبَلِيّ المُقْرِئُ شُعْلَةُ، نَاظمُ "الشَّمْعَةِ فِي السَّبْعَةِ"، وَشَارحُ "الشَّاطبيَةِ" وَأَشيَاءَ. تَلاَ عَلَى عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الإِرْبِلِيّ، وَلَهُ نَظْمٌ فِي غَايَة الاختصَارِ وَنِهَايَةِ الجَوْدَةِ، وَكَانَ صَالِحاً خَيِّراً تَقيّاً مُتَوَاضِعاً. حَدَّثَنِي تَقِيّ الدِّيْنِ أَبُو بَكْرٍ المقصَّاتِي: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ عَلِيَّ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ: كَانَ شُعْلَةُ نَائِماً إِلَى جَنبِي، فَاسْتيقظَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ الآنَ رَسُوْلَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وطلب مِنْهُ العِلْمَ فَأَطعمنِي تَمرَاتٍ، قَالَ أَبُو الحَسَنِ: فَمِنْ ذَلِكَ الوَقْت فُتِحَ عَلَيْهِ، وَكَانَ المقصَّاتِي قَدْ جلسَ إِلَى شُعْلَةَ، وَسَمِعَ بُحوثَهُ، فَقَالَ لِي: تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وست مائة، عاش ثلاثًا وثلاثين سنة.

_ 1 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 281، 282".

الفاسي، ابن العلقمي

الفاسي، ابن العلقمي: 5953- الفاسي 1: شَيْخُ القُرَّاءِ العَلاَّمَةُ جَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ الله محمد بن حسن بن محمد ابن يُوْسُفَ الفَاسِيُّ مصَنّفُ "شرحِ الشَّاطبيَةِ". أَخَذَ القِرَاءاتِ عَنِ: ابْنِ عِيْسَى، وَأَصْحَابِ الشَّاطِبِيّ، وَالقَاضِي بَهَاءِ الدِّيْنِ ابْنِ شَدَّادٍ، وَطَائِفَةٍ، وَتَفَقَّهَ لأَبِي حَنِيْفَةَ، وَكَانَ رَأْساً فِي القِرَاءاتِ وَالنَّحْوِ، دَيِّناً صَيِّناً، وَقُوْراً متثبِّتاً، مَلِيْحَ الخَطِّ. أَخَذَ عَنْهُ: بَدْرُ الدِّيْنِ البَاذقِيُّ، وَبَهَاءُ الدِّيْنِ ابْن النَّحَّاسِ، وَحُسَيْنُ بنُ قَتَادَةَ الشَّرِيْفُ، وَالشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ بنُ رفيعَا الجَزَرِيُّ، وَآخَرُوْنَ، وَاسْتَوْطَنَ حَلَبَ. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وله نيف وسبعون سنة. 5954- ابن العلقمي 2: الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ المُدبرُ المُبِير مُؤَيَّد الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ابْن العَلْقَمِيّ، البغدادي، الرافضي، وزير المستعصم. وكنت دَوْلَتُه أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَأَفشَى الرَّفْض فَعَارضه السُّنَّة، وَأُكْبِتَ، فَتَنَمَّرَ، وَرَأَى أَنَّ هُولاَكو عَلَى قصد العِرَاق، فَكَاتَبَه وَجَسَّرَهُ، وَقوَّى عَزْمه عَلَى قصد العراق، ليتخذ عنده يدًا، ولتمكن مِنْ أَغرَاضِهِ، وَحَفَر لِلأُمِّةِ قَلِيْباً، فَأُوقع فِيْهِ قَرِيْباً، وَذَاقَ الهوَانَ، وَبَقِيَ يَرْكَبُ كديشاً وَحْدَهُ، بَعْدَ أَنْ كَانَتْ ركبته تُضَاهِي مَوْكِبَ سُلْطَان، فَمَاتَ غَبْناً وَغَمّاً، وَفِي الآخِرَةِ أَشدَّ خِزْياً وَأَشَدَّ تَنكيلاً. وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ ابْن المُسْتَعْصِم وَالدُّويدَار الصَّغِيْر قَدْ شدَّا عَلَى أَيدِي السُّنَّةِ حَتَّى نُهِبَ الكَرْخ، وَتَمَّ عَلَى الشِّيْعَة بلاَءٌ عَظِيْمٌ، فَحنق لِذَلِكَ مُؤَيَّد الدِّيْنِ بِالثَّأْر بِسيف التَّتَار مِنَ السُّنَّةِ، بَلْ وَمِنَ الشِّيْعَةِ وَاليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى، وَقُتِلَ الخَلِيْفَةُ وَنَحْوُ السَّبْعِيْنَ مِنْ أَهْلِ العقد وَالحلّ، وَبُذِلَ السَّيْف فِي بَغْدَادَ تِسْعَةً وَثَلاَثِيْنَ نَهَاراً حَتَّى جرت سُيُول الدِّمَاء، وَبقيت البلدَة كَأَمس الذَّاهب -فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ، وَعَاشَ ابْن العَلْقَمِيّ بَعْد الكَائِنَة ثَلاَثَة أَشْهُرٍ، وَهَلَكَ. وَمَاتَ قَبْلَهُ بِأَيَّام أَخُوْهُ الصَّاحِبُ عَلَمُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ. وَمَاتَ بَعْدَهُ ابْنه مُحَمَّدٌ أَحَد البُلغَاء المُنْشِئِين. وَعَاشَ الوَزِيْرُ سِتّاً وَسِتِّيْنَ سنة.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 69"، وشذرات الذهب "5/ 283، 284". 2 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 272".

الباخرزي

5955- الباخرزي 1: الإِمَامُ القُدْوَةُ شَيْخُ خُرَاسَان سَيْفُ الدِّيْنِ أَبُو المعالي سعيد بن المطهر بن سعيد بن عَلِيٍّ القَائِدِي البَاخَرْزِيّ نَزِيْلُ بُخَارَى. كَانَ إِمَاماً مُحَدِّثاً، وَرِعاً زَاهِداً، تَقيّاً، أَثرِيّاً، مُنْقَطِع القَرِيْنِ، بعيد الصِّيت، لَهُ وَقْعٌ فِي القُلُوبِ وَمَهَابَةٌ فِي النُّفُوْسِ. صَحِبَ الشَّيْخَ نَجْمَ الدِّيْنِ الخِيْوَقِيّ، وَسَمِعَ مِنَ المُؤَيَّد الطُّوْسِيّ وَغَيْرِهِ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ علي بن محمد الموصلي، وأبي الفتوح الحضري، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ سَعْدِ اللهِ بنِ حَمْدِي، وَمُشْرفٍ الخالصي، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ سَعْدِ اللهِ بنِ حَمْدِي، وَمُشْرفٍ الخَالصيِّ، وَبِنَيْسَابُوْر مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بن سَالاَرَ الخُوَارِزْمِيّ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَدِمَ بَغْدَادَ وَلَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً، فَسَمِعَ مِنِ ابْنِ الجَوْزِيّ؛ فَإِنَّهُ وُلِدَ فِي تَاسعِ شَعْبَانَ، سَنَة سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ. وَقَدْ ذَكَرَهُ فِي "مُعْجَم الأَلقَابِ" ابْنُ الفُوَطِيِّ، فَقَالَ فِيْهِ: هُوَ المُحَدِّثُ الحَافِظُ الزَّاهِدُ الوَاعِظُ، كَانَ شَيْخاً بَهِيّاً عَارِفاً، تَقيّاً فَصِيْحاً، كَلِمَاته كَالدُّرّ، رَوَى عَنْ أَبِي الجِنَّاب الخِيْوَقِيّ، وَلَبِسَ مِنْهُ وَشَيخُهُ لَبِسَ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ القَصْرِي، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ نَاكيل، عَنْ دَاودَ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي العَبَّاسِ بن إِدْرِيْسَ، عَنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ رَمَضَان، عَنْ أَبِي يَعْقُوْبَ الطَّبَرِيّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي يعقوب النهرجوري، عن أبي يعقوب السُّوْسِيّ، عَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زَيْدٍ عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: هُوَ لَبِسَهَا مَنْ يَدِ كَمِيْل بن زِيَادٍ، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قُلْتُ: هَذِهِ الطُّرُقُ ظُلُمَاتٍ مُدْلَهِمَّة، مَا أَشْبَههَا بِالوَضْعِ! قَالَ ابْنُ الفُوَطِيّ: قَرَأْتُ فِي سِيرَةِ البَاخَرْزِيّ لِشيخِنَا مِنْهَاج الدِّيْنِ النَّسَفِيّ، وَكَانَ مُتَأَدِّباً بأفعاله، فقال: كان الشيخ متأدبًا لِلْحَدِيْثِ فِي الأُصُوْلِ وَالفُرُوْعِ، لَمْ يَنظر فِي تَقوِيْمٍ وَلاَ طِبٍّ، بَلْ إِذَا وُصِفَ لَهُ دوَاء خَالفهُم مُتَابعاً لِلسُّنَّةِ، وَكَانَتْ طرِيقتُه عَارِيَةً عَنِ التَّكَلُّف، كَانَ فِي علمه وَفضله كَالبَحْر الزَّاخر، وَفِي الحقيقَةِ مَفْخَر الأَوَائِل وَالأَوَاخِر، لَهُ الجلالة والوجاهة، وانتشر

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1451"، وشذرات الذهب "5/ 298".

صِيْتُهُ بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ وَالكُفَّارِ، وَبِهِمَّتِهِ اشْتُهِرَ عِلْم الأَثَرِ بِمَا وَرَاء النَّهْر وَتُرْكستَانَ، وَكَانَ عِلْمُهُم الجَدَل وَالقَوْل بِالخِلاَفِيَات وَتَرْك العملِ، فَأَظْهَرَ أَنوَار الأَخْبَار فِي تِلْكَ الدِّيَار. وُلِدَ بِبَاخَرْز، وَهِيَ وِلاَيَة بَيْنَ نَيْسَابُوْر وَهَرَاةَ قَصَبَتُهَا مَالِيْنُ، وَصَحِبَ نَجم الكُبْرَى، وَبَهَاء الدِّيْنِ السَّلاَمِهِي، وَتَاج الدِّيْنِ محمودًا الأشهني، وسعد الدين الصَّرَّام الهَرَوِيّ، وَمُخْتَاراً الهَرَوِيّ، وَحَجّ فِي صِبَاهُ ثُمَّ دَخَلَ بَغْدَادَ ثَانِياً، وَقَرَأَ عَلَى السُّهْرَوَرْدِيّ، وَبِخُرَاسَانَ عَلَى المُؤَيَّدِ الطُّوْسِيّ، وَفضل الله بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ النُّوْقَانِيّ، ثُمَّ تَكَلَّمَ بدِهِسْتَان عَلَى النَّاسِ، وَقَرَأَ عَلَى الخَطِيْبِ جَلاَل الدِّيْنِ ابْن الشَّيْخ شَيْخِ الإِسْلاَمِ بُرْهَان الدِّيْنِ المَرْغِيْنَانِيّ كِتَابَ "الهدَايَةِ" فِي الفِقْه مِنْ تَصَانِيْفِ أَبِيْهِ. ثُمَّ قَدِمَ خُوَارِزْم، وَقَرَأَ بِبُخَارَى عَلَى المَحْبُوبِيّ، وَالكَرْدَرِيّ، وَأَبِي رشيد الأَصْبَهَانِيّ. وَلَمَّا خَرَّبَ التَّتَار بُخَارَى وَغَيْرهَا أَمر نَجْمُ الدِّيْنِ الكُبْرَى أَصْحَابَه بِالخُرُوج مِنْ خُوَارِزْم إِلَى خُرَاسَانَ مِنْهُم سَعْد الدِّيْنِ، وَآخَى بَيْنَ البَاخَرْزِيّ وَسَعْد الدِّيْنِ، وَقَالَ لِلبَاخَرْزِي: اذهبْ إِلَى مَا وَرَاءِ النَّهْر. وَفِي تِلْكَ الأَيَّام هَرَبَ خُوَارِزْم شَاه، فَقَدِمَ سَيْف الدِّيْنِ بُخَارَى وَقَدِ احْتَرَقت وَمَا بِهَا مَوْضِع يَنْزِل بِهِ، فَتكلّم بِهَا، وَتَجَمَّع إِلَيْهِ النَّاس، فَقَرَأَ لَهُم البُخَارِيَّ عَلَى جَمَال الدِّيْنِ عُبَيْد اللهِ بن إِبْرَاهِيْمَ المَحْبُوبِيّ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، ثُمَّ أَقَامَ، وَوعظ وَفَسَّرَ، وَلَمَّا عمرت بُخَارَى أَخذُوا فِي حَسَدِهِ وَتَكلّمُوا فِي اعْتِقَادِه، وَكَانَ يُصَلِّي صَلاَةَ التَّسبيحِ جَمَاعَةً وَيَحضر السَّمَاع. وَلَمَّا جَاءَ مَحْمُوْد يَلوَاج بُخَارَى ليضع القلاَن؛ وَهُوَ أَنْ يَعد النَّاس وَيَأْخذ مِنَ الرَّأْس دِيْنَاراً وَالعُشر مِنَ التِّجَارَة، فَدَخَلَ عَلَى سَيْفِ الدِّيْنِ فَرَأَى وَجْهَهُ يُشْرِقُ كَالقَمَرِ، وَكَانَ الشَّيْخُ جَمِيْلاً بِحَيْثُ إِن نَجْم الدِّيْنِ الكُبْرَى أَمره لَمَّا أَتَاهُ أَنْ يَتنقب لِئَلاَّ يَفتتن بِهِ النَّاس، فَأَحَبّ يَلوَاج الشَّيْخ وَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ أَلف دِيْنَار، فَمَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا. ثُمَّ خَرَجَ بِبُخَارَى التَّارَابِيّ وَحشد وَجَمَعَ فَالتَقَى المغُل وَأَوهَم أَنَّهُ يَسْتَحضر الجِنّ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَ جَمْعِهِ سلاَحٌ فَاغتَرُّوا بِقَوْلِهِ، فَقَتَلَت المَغُلُ فِي سَاعَةٍ سَبْعَةَ آلاَفٍ مِنْهُم أَوَّلُهُم التَّارَابِيّ، فَأَوهَمَ خَوَاصَّهُ أَنَّهُ قَدْ طَارَ، وَمَا نَجَا إلَّا مِنْ تَشَفَّعَ بِالبَاخَرْزِيِّ، لَكِنْ وَسَمَتهُم التَّتَار بِالكَيِّ عَلَى جِبَاهِهِم. إِلَى أَنْ قَالَ: وَوَقَعَ خوف البَاخَرْزِيّ فِي قُلُوبِ الكُفَّارِ، فَلَمْ يُخَالِفه أَحَدٌ فِي شَيْءٍ يُرِيْده، وَكَانَ بايقوا -أَخُو قآن- ظَالِماً غَاشِماً سَفَّاكاً، قتلَ أَهْلَ تِرْمِذ حَتَّى الدَّوَابّ وَالطيور وَالتحق بِهِ كُلُّ مُفْسِد، فَشغبوهُ عَلَى البَاخَرْزِيّ، وَقَالُوا: مَا جَاءَ إِلَيْكَ وَهُوَ يُرِيْد أَنْ يَصِيْر خَلِيْفَة. فَطَلَبَهُ إِلَى سَمَرْقَنْد مُقَيَّداً، فَقَالَ: إِنِّيْ سَأَرَى بَعْد هَذَا الذُّلّ عِزّاً، فلما قرب مات بايقوا، فأطلقوا الشيخ وأسلم على يديه جَمَاعَة. وَزَارَ بِخَرْتَنْك قَبْرَ البُخَارَي وَجدد قُبَّتَهُ وَعَلَّقَ عَلَيْهَا السّتُور وَالقَنَادِيْل فَسَأَلَهُ أَهْل سَمَرْقَنْد أَنْ يَقيم عِنْدَهُم، فَأَقَامَ أَيَّاماً وَرَجَعَ إِلَى بخارى،

وَأَسْلَمَ عَلَى يَده أَمِيْرٌ وَصَارَ بَوَّاباً لِلشيخِ، فَسَمَّاهُ الشَّيْخُ مُؤْمِناً. وَعُرِفَ الشَّيْخُ بَيْنَ التَّتَارِ بِأُلُغْ شَيْخ، -يَعْنِي الشَّيْخ الكَبِيْر، وَبِذَلِكَ كَانَ يَعرفه هُولاَكو، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْهِ بَرَكَة بن تَوشِي بن جنكزخَان مِنْ سَقسين رَسُوْلاً ليَأْخذ لَهُ العَهْدَ بِالإِسْلاَمِ، وَكَانَ أَخُوْهُ بَاتوا كَافِراً ظَلُوْماً قَدِ اسْتولَى عَلَى بِلاَدِ سَقسين وَبُلْغَار وَصقلاَب وَقفجَاق إِلَى الدَّرْبَنْد، وَكَانَ لِبَرَكَةَ أَخ أَصْغَر مِنْهُ يُقَالَ لَهُ: بركَة حَرْ، وَكَانَ بَاتوا مَعَ كُفْره يُحِبّ الشَّيْخ، فَلَمَّا عرف أَنْ أَخَاهُ بركَة خَان قَدْ صَارَ مُرِيْداً لِلشيخِ فَرحَ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي زِيَارَةِ الشَّيْخ فَأَذِنَ لَهُ، فَسَارَ مِنْ بُلغَار إِلَى جَنْد ثُمَّ إِلَى أُترَار، ثُمَّ أَتَى بُخَارَى، فَجَاءَ بَعْد العشَاء فِي الثُّلُوجِ فَمَا اسْتَأْذن إِلَى بُكرَة، فَحكَى لِي مَنْ لاَ يُشَك فِي قَوْله أَن بركَة خَان قَامَ تِلْكَ اللَّيْلَة عَلَى البَابِ حَتَّى أَصْبَحَ، وَكَانَ يُصَلِّي فِي أَثْنَاء ذَلِكَ، ثُمَّ دَخَلَ فَقَبَّلَ رِجْلَ الشَّيْخِ، وَصَلَّى تحته البُقْعَة فَأعجبَ الشَّيْخ ذَلِكَ، وَأَسْلَمَ جَمَاعَة مِنْ أُمَرَائِهِ، وَأَخَذَ الشَّيْخ عَلَيْهِم العَهْد، وَكَتَبَ لَهُ الأَوْرَاد وَالدّعوَات، وَأَمره بِالرُّجُوْع، فَلَمْ تَطب نَفْسه، فَقَالَ: إِنَّك قَصَدْتَنَا وَمعكَ خلقٌ كَثِيْرٌ، وَمَا يُعْجِبنِي أَنْ تَأْمرهُم بِالانْصِرَافِ، لأَنِّي أَشتهِي أَنْ تَكُوْنَ فِي سُلْطَانكِ. وَكَانَ عِنْدَهُ سِتُّوْنَ زَوْجَة فَأَمره بِاتِّخَاذ أَرْبَع وَفرَاق البَاقيَات فَفَعَل، وَرجع وَأَظهرَ شعَارَ المِلَّة، وَأَسْلَمَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ، وَأَخَذُوا فِي تَعْلِيْم الْفَرْض، وَارْتَحَلَ إِلَيْهِ الأَئِمَّة، ثُمَّ كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْن عَمِّهِ هُولاَكو حُرُوْب، وَمَاتَ بَرَكَة خَان فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ، وَكَانَتْ خَيْرَاتُهُ مُتوَاصِلَةً إِلَى أَكْثَر العلماء. وَكَانَ المُسْتَعْصِم يهدِي مِنْ بَغْدَادَ إِلَى البَاخَرْزِيّ التُّحَفَ، مِنْ ذَلِكَ مُصْحَفٌ بِخَطِّ الإِمَام عَلِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ مُظَفَّر الدِّيْنِ أَبُو بَكْرٍ بنُ سَعْدٍ صَاحِب شِيرَازَ يهدِي إِلَى الشَّيْخِ فِي السَّنَةِ أَلفَ دِيْنَارٍ، وَأَنفذَ لَهُ لُؤْلُؤ صَاحِب المَوْصِل. وَأَهْدَت لَهُ مَلِكَة بِنْت أُزبكَ بنِ البَهْلَوَان صَاحِبِ أَذْرَبِيْجَانَ سِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّذِي كُسِرَ يَوْمَ أُحُدٍ. وَكَانَ يَمْنَع التَّتَار مِنْ قَصدِ العِرَاقِ، وَيُفَخِّمُ أَمرَ الخَلِيْفَة، وَمِمَّنْ رَاسلَه سُلْطَانُ الهِنْدِ نَاصِر الدِّيْنِ أَيبك، وَصَاحِب السِّنْد وَمُلتَان غِيَاث الدين بلبان. قال: وبعث إليه منكو قآن لَمَّا جلسَ عَلَى سَرِيرِ السَّلْطَنَةِ بِأَمْوَالٍ كَثِيْرَةٍ، وكذلك ويزره بُرْهَان الدِّيْنِ مَسْعُوْد بن مَحْمُوْدٍ يَلَوَاج، وَكَانَ عَالِماً بِالخلاَفِ وَالنُّكت، أَنشَأَ مَدْرَسَةً بكلاَباذ، وَكَانَ مُعْتَزِلياً، وَكَانَ إِذَا جَاءَ إِلَى الشَّيْخِ قَبَّلَ العتبَةَ وَوَقَفَ حَتَّى يُؤْذَنَ لَهُ، وَيَقُوْلُ: إِنَّ أَبِي فَعلَ ذَلِكَ، وَلأَنَّ لَهُ هَيْبَةً فِي قُلُوْبِ ملوكِنَا، حَتَّى لَوْ أَمرهُم بِقَتلِي لَمَا تَوقَّفُوا!. قَالَ: وَمِنْ جُمْلَةِ المُلاَزِمِين لَهُ نَجْم الدِّيْنِ مَا قِيْلَ المُقْرِئ، وَسَعْد الدِّيْنِ سرجنبَان، وَروح الدِّيْنِ الخُوَارِزْمِيّ، وَشَمْس الدِّيْنِ الكَبِيْر، وَمُحَمَّد كلاَنَة، وَأَخِي صَادِقٌ، وَنَافِعُ الدِّيْنِ بَدِيْع، ثُمَّ سرد عدة.

قَالَ: وَقَدْ أَجَاز لِمَنْ أَدْرَكَ زَمَانه، وَامْتَدَحَهُ جَمَاعَةٌ، مِنْهُم سَعْدُ الدِّيْنِ ابْنُ حَمُّوَيْه، كَتَبَ إِلَيْهِ بِأَبيَاتٍ مِنْهَا: يَا قُرَّةَ العَيْنِ سَلْ عَيْنِي هَلِ اكْتَحَلَتْ ... بِمَنْظَرٍ حَسَنٍ مُذْ غِبْتَ عَنْ عَيْنِي وَمَدَحَهُ الصَّاحِبُ بَهَاءُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ الجويني، وابنه الصَّاحب عَلاَء الدِّيْنِ عَطَا ملك صَاحِب الدِّيْوَانِ، وَكَانَ إِذَا رَقِيَ المِنْبَرَ، تَكَلَّمَ عَلَى الخوَاطرِ، وَيستشهد بِأَبيَاتٍ مِنْهَا: إِذَا مَا تَجَلَّى لِي فَكُلِّي نَوَاظِرٌ ... وَإِنْ هُوَ نَادَانِي فَكُلِّي مَسَامِعُ وَمِنْه: وَكَّلْتُ إِلَى المَحْبُوبِ أَمرِيَ كُلَّهُ ... فَإِنْ شَاءَ أَحيَانِي وَإِنْ شَاءَ أَتْلَفَا وَمِنْهَا: وَمَا بَيْنَنَا إلَّا المُدَامَةُ ثَالِثٌ ... فَيُمْلِي وَيَسقينِي وَأُملِي وَيَشربُ تُوُفِّيَ الشَّيْخُ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي العِشْرِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ أُعْتِقَ لَهُ مَا نَيَّفَ عَلَى أَرْبَعِ مائَةِ مَمْلُوْكٍ، وَأَوْصَى أَنْ يُكَفَّنَ فِي خِرْقَةِ شَيْخِهِ نَجْمِ الكُبْرَى، وَأَنْ لاَ يُقرَأَ قُدَّام جِنَازَته وَلاَ يُنَاح عَلَيْهِ، وَكَانَ يَوْمَ وَفَاتِهِ يَوْماً مَشْهُوْداً لَمْ يَتَخَلَّف أَحَدٌ، حُزِرَ العَالِم بِأَرْبَعِ مائَة أَلْفِ إِنْسَانٍ، وَمِنْ تَرِكَتِهِ لِكُلِّ ابْنٍ -وَهُم: جَلاَلُ الدِّيْنِ مُحَمَّد، وَبُرْهَان الدِّيْنِ أَحْمَدَ، وَمَظْهَرُ الدِّيْنِ مُطَهَّر: ثَلاَث مائَة وَثَلاَثِيْنَ ثَوْباً مَا بَيْنَ قَمِيْصٍ وَمِنْدِيْلٍ وَعِمَامَةٍ وَفَرْوَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ فَرْوَةُ آسِ مِنَ الفَاقم أُعْطِي فِيْهَا أَلف دِيْنَار، وَكَانَتْ مَسَامِيْر المدَاسَات فِضَّةً، وَكَانَ لَهُ كُرْسِيّ تَحْتَ رِجْلَيْهِ مُذَهَّب بِخَمْسِ مائَةِ دِيْنَارٍ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الخَيْلِ وَالمَوَاشِي مَا يُسَاوِي عَشْرَة آلاَف دِيْنَارٍ، وَكَانَ لَهُ مِنَ العَبِيْدِ سِتُّوْنَ عَبْداً مِنْ حفاظ القرآن وتعلموا الخط وَالعَرَبِيَّةَ وَسَمِعُوا الحَدِيْثَ ... ، وَسَرَدَهُم، مِنْهُم نَافِعُ الدِّيْنِ، وَقَدْ كَتَبَ لِلشَيْخِ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِيْنَ مُصْحَفاً وَكِتَاباً وَحَجَّ وَخلعَ عَلَيْهِ بِالدِّيْوَانِ، وَلَهُ مِنَ الفَلاَّحِينَ أَزْيَدُ مِنْ ثَلاَثِ مائَةِ نَفْسٍ وَلَهُ قُرَى وَبَسَاتِيْنُ عِدَّة -وَسَمَّاهَا، وَرثَاهُ بِهَذِهِ كَمَال الدِّيْنِ حَسَن بن مُظَفَّر الشَّيْبَانِيّ البَلَدِيّ: أَمَا تَرَى أَنَّ سَيْفَ الحَقِّ قَدْ صَدَأ ... وَأَنَّ دِيْنَ الهُدَى وَالشَّرْعِ قَدْ رُزِئَا وَأَنَّ شَمْسَ المَعَالِي وَالعُلَى غَرَبَتْ ... وَأَنَّ نُورَ التُّقَى وَالعِلْمِ قَدْ طُفِئَا بِمَوْتِ سَيْفِ الهُدَى وَالدِّيْنِ أَفْضَل مَنْ ... بَعْدَ النَّبِيِّ عَلَى هَذَا الثَّرَى وَطِئَا شَيْخِ الزَّمَانِ سَعِيْدِ بنِ المُطَهَّرِ مَنْ ... إِلَيْهِ كَانَ الهُدَى قَدْ كَانَ مُلْتَجِئَا

شَأَى الأَنَامَ بِأَوْصَافٍ مهذبةٍ ... وَمَنْ حَوَى مَا حواه في الأنام شآ قد عاش سعين عَاماً فِي نَزَاهَتِهِ ... لَمْ يَتَّخِذْ لَعِباً يَوْماً وَلاَ هُزؤَا مَنْ كَانَ شَاهَدَ أَيَّاماً لَهُ حَسُنَتْ ... لاَ شَكَّ شَاهَدَ عَصْرَ المُصْطَفَى وَرَأَى بِحُرِّ لَفْظٍ يُزِيْلُ السُّقمَ أَيسرُهُ ... فَلَو يُعَالَجُ مَلْسُوعٌ بِهِ برِئَا وَحَرّ وَعْظٍ يُذِيْبُ الصَّخْرَ أَهْوَنُهُ ... حَتَّى لَوِ اخْتَارَ مَقرُوْرٌ بِهِ دفئَا المَوْتُ حَتمٌ يهدُّ النَّاسَ كُلَّهُم ... بِنَابِهِ وَيَصِيْدُ اللَّيْثَ وَالرَّشَآ مَا غَادَرَ المَوْتُ عَدْنَاناً وَلاَ مضرًا ... كلا ولا فت قَحْطَاناً وَلاَ سَبآ يَا لَيْتَ أُذُنَيَّ قَدْ صُمَّتْ وَلاَ سَمِعْتُ ... فِي رزئه مِنْ فَم الدَّاعِي لَهُ نبآ وَهِيَ طَوِيْلَةٌ غَرَّاءُ. أَخْبَرَنَا نَافِعُ الهِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ المُطَهَّرِ، أَخْبَرَنَا المُؤَيَّدُ الطُّوْسِيُّ -وَأَخْبَرْنَا ابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ المُؤَيَّد: أَخْبَرَنَا السَّيِّدِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ الهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا أبو مصعب، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- $نَهَى عَنِ الوِصَالِ. قَالُوا: فَإِنَّك تُوَاصِلُ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟! قَالَ: "إِنِّيْ لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّيْ أُطْعَمُ وَأُسْقَى" مُتَّفَقٌ عليه1.

_ 1 صحيح: أخرجه البخاري "1962"، ومسلم "1102"، وأبو داود "2360" من طريق مالك، به. وورد من حديث أنس بن مالك: أخرجه أحمد "3/ 124 و193 و235"، وابن أبي شيبة "3/ 82"، والبخاري "7241"، ومسلم "1104"، والترمذي "778"، وأبو يعلى "2874" و"3099" و"3282"، وابن خزيمة "2070"، والبيهقي "4/ 282"، والبغوي "1739" من حديث أنس، به. وورد عن أبي هريرة: أخرجه أحمد "5/ 516"، والبخاري "1965" و"6851" و"7299"، ومسلم "1103"، والبيهقي "4/ 282" من طرق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، به.

إقبال، الدويدار

إقبال، الدويدار: 5956- إقبال 1: جَمَالُ الدَّوْلَةِ أَمِيْرُ الجُيُوْشِ، شَرَفُ الدِّيْنِ، أَبُو الفضل الحَبَشِيّ، المُسْتَنْصِرِيّ، الشَّرَابِيُّ. جُعِلَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ مُقَدَّم جُيُوش العِرَاق، وَأَنشَأَ مَدْرَسَةً فِي غَايَةِ الحُسْنِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ لِلشَّافِعِيَّةِ، فَدَرَّسَ بِهَا التَّاج الأُرْمَوِيّ، ثُمَّ أَنشَأَ مَدْرَسَةً أُخْرَى سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ، وَدَرَّسَ بِهَا زَيْن الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ نَجَا الوَاسِطِيُّ، وَأَنْشَأَ بِمَكَّةَ رِبَاطاً، وَلَهُ مَعْرُوفٌ كَثِيْرٌ، وَفِيْهِ دين وَخُشوع، وَلَهُ مَحَاسِن وَجُوْد، غمرَ وَبَذَلَ لِلصُّلحَاء وَالشُّعَرَاء، وَالتقَىَ التَّتَار فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ فَهَزمهُم، فَعظم بِذَلِكَ وَارتفع قدرُهُ وَصَارَ مِنْ أَكْبَرِ المُلُوْك، إِلَى أَنْ تَوجّه فِي خدمَة المُسْتَعْصِم نَحْو الحِلَّة لزِيَارَة المَشْهَد، فَمَرِضَ إِقبالٌ فِي الحِلَّةِ، فَيُقَالَ سُقِيَ فِي تُفَّاحَة، فَلَمَّا أَكلهَا أَحسَّ بِالشَّرّ. رَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ منحدراً فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائة فتوفي بها. 5957- الدويدار 2: الملكُ مُقَدَّم جَيْش العِرَاق، مُجَاهِد الدِّيْنِ أَيْبَك الدُّوَيدَار الصَّغِيْر. أَحدُ الأَبْطَالِ المَذْكُوْرِيْنَ وَالشُّجْعَانِ المَوْصُوْفِيْن الَّذِي كَانَ يَقُوْلُ: لَوْ مَكَّننِي أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ المُسْتَعْصِم لَقَهَرتُ التَّتَار، وَلَشغلتُ هُوْلاَكُو بِنَفْسِهِ. وَكَانَ مُغرَى بِالكيمِيَاء، لَهُ بَيْت كَبِيْر فِي دَارِهِ فِيْهَا عِدَّة مِنَ الصُّنَّاعِ وَالفُضَلاَء لِعمل الكيمِيَاءِ، وَلاَ تَصِحّ؛ فَحكَى شَيْخنَا مُحْيِي الدِّيْنِ ابْن النَّحَّاسِ قَالَ: مَضَيْت رَسُوْلاً فَأَرَانِي الدُّوَيدَار دَار الكيمِيَاء، وَحَدَّثَنِي، قَالَ: عَارضنِي فَقير وَقَالَ: يَا مَلِكُ خُذْ هَذَا المثقَالَ وَأَلقِهِ عَلَى عَشْرَة آلاَف مِثقَالٍ يَصِيْر الكُلّ ذَهَباً. فَفَعَلتُ، فَصحَّ قَوْلُهُ، ثُمَّ لَقِيْتُهُ بَعْد مُدَّةٍ فَقُلْتُ عَلِّمنِي الصَّنْعَة. قَالَ: لاَ أَعْرفهَا لَكِن رَجُلٌ صَالِحٌ أَعْطَانِي خَمْسَة مَثَاقيلَ فَأَعْطيتك مثقَالاً وَلِمَلِكِ الهِنْدِ مِثقَالاً وَلآخَرِيْنَ مِثقَالَيْنِ وَبَقِيَ لِي مِثقَالٌ أُنفق مِنْهُ. ثُمَّ أَرَانِي الدُّوَيدَار قطعَة فُولاَذ قَدْ أُحْمِيَتْ وَأَلقَى عَلَيْهَا مَغْرِبِيٌّ شَيْئاً فَصَارَ مَا حَمَى مِنْهَا ذهباً وَبَاقيهَا فُولاَذ. قَالَ الكَازَرُوْنِيّ فِيمَا أَنْبَأَنِي: إِنَّ الخَلِيْفَةَ قُتِلَ مَعَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَعمَامِه وَأَوْلاَدِه وَابْن الجَوْزِيِّ وَمُجَاهِد الدِّيْنِ الدُّوَيدَار الَّذِي تَزَوَّجَ بِبنتِ بَدْر الدِّيْنِ صَاحِب المَوْصِل، وَحُمِلَ رَأْسه وَرَأْس الْملك سُلَيْمَان شَاه وأمير الحج فلك الدين فنصبوا بالموصل.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 51"، وشذرات الذهب "5/ 261". 2 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 51".

ابن أبي الحديد، ابن الجوزي

ابن أبي الحديد، ابن الجوزي: 5958- ابن أبي الحديد: العَلاَّمَةُ البَارِعُ، مُوَفَّقُ الدِّيْنِ قَاسم بن هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ أَبِي الْحَدِيد أَبُو المَعَالِي، المَدَائِنِيُّ، الأُصُوْلِيُّ، الأَدِيْبُ، الكَاتِبُ، البَلِيْغُ. أَجَاز لَهُ: عَبْد اللهِ بن أَبِي المَجْدِ. أَخَذَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ أَنْجَب، وَالدِّمْيَاطِيُّ، وَلَهُ بَاعٌ مَديدٌ فِي النَّظْمِ وَالنَّثْرِ، وَكَانَ ابْنُ العَلْقَمِيّ يُكرمه وَيُنوِّهُ بِذِكرِهِ كَثِيْراً وَبِذكر أَخِيْهِ الأَوْحَد عِزّ الدِّيْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْد الحَمِيْدِ فَمَاتَ الوَزِيْر ابْن العَلْقَمِيّ فَتُوُفِّيَ بَعْدَهُ المُوَفَّق بِأَرْبَع لَيَالٍ فِي نَحْو اليَوْم الخَامِس مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ بَعْدَ مُقَاسَاة تِلْكَ الشَّدَائِد فَرثَاهُ أَخُوْهُ العِزّ، فَقَالَ: أَبَا المَعَالِي هَلْ سَمِعْتَ تَأَوُّهِي ... وَلَقَدْ عَهِدْتُكَ فِي الحَيَاةِ سَمِيْعَا عَيْنِي بَكَتْكَ وَلَوْ تُطِيْقُ جَوَانِحِي ... وَجَوَارحِي أَجْرَتْ عَلَيْهِ نَجيعَا ووفيت للمولى الوَزِيْرِ فَلَمْ تَعِشْ ... مِنْ بَعْدِهِ شَهْراً وَلاَ أُسْبُوْعَا وَبقيتُ بَعْدَكُمَا فَلَو كَانَ الرَّدَى ... بِيَدِي لَفَارقتُ الحَيَاةَ جَمِيْعا فَمَا عَاشَ العِزُّ بَعْد أَخِيْهِ إلَّا أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْماً. وَفِي "مُعْجَم" شَيْخنَا الدِّمْيَاطِيّ: أَن مَوْت المُوَفَّق فِي رَجَبٍ، والأول أصح. 5959- ابن الجوزي 1: الصَّاحِبُ العَلاَّمَةُ، أُسْتَاذُ دَارِ الخِلاَفَةِ، مُحْيِي الدِّيْنِ يوسف ابن الشيخ جَمَالُ الدِّيْنِ أَبِي الفَرَجِ ابْن الجَوْزِيِّ، القُرَشِيّ، البَكْرِيّ، الحَنْبَلِيّ. وُلِدَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَيَحْيَى بن بَوْش، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ عَبْد السَّلاَمِ، وَذَاكر ابن كَامِل، وَابْن كُلَيْب، وَعِدَّة. وَتَلاَ بِوَاسِط لِلْعَشْرَة عَلَى ابْنُ البَاقِلاَنِيِّ، بِحَضرَةِ أَبِيْهِ عِنْدَمَا أُطْلِقَ مِنَ الحَبْس. رَوَى عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَالرَّشِيْدُ بنُ أبي القاسم، وجماعة.

_ 1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ 1439"، وشذرات الذهب "5/ 286، 287".

وَدَرَّسَ، وَأَفتَى، وَنَاظر، وَتَصَدَّرَ لِلْفقه، وَوعظَ. وَكَانَ صَدْراً كَبِيْراً، وَافر الجَلاَلَةِ، ذَا سَمْتٍ وَهَيْبَةٍ وَعبَارَةٍ فَصيحَةٍ، رُوسِلَ بِهِ إِلَى المُلُوْك، وَبلغ أَعْلَى المَرَاتِبِ، وَكَانَ مَحْمُوْد الطَّرِيقَة مُحبَّباً إِلَى الرَّعِيَّةِ، بَقِيَ فِي الأُسْتَاذ دَارِيَّةِ سَائِرَ أَيَّامِ المُسْتَعْصِمِ. قَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ كِتَابَ "الوَفَا في فضائل المصفى" لأَبِيْهِ، وَأَنْشَدَنَا لِنَفْسِهِ، وَوصَلنِي بِذَهب. قَالَ شَمْس الدِّيْنِ ابْن الفَخْر: أَمَّا رِيَاسته وَعَقْله فَتُنْقَل بِالتَّوَاتُرِ حَتَّى قَالَ السُّلْطَان الْملك الكَامِل: كُلّ أَحَدٍ يُعوِزُهُ عَقْلٌ سِوَى مُحْيِي الدِّيْنِ فَإِنَّهُ يُعوزه نَقص عقل! وَذَلِكَ لِشِدَّةِ مُسكته وَتَصمِيمه وَقُوَّة نَفْسِهِ؛ تُحَكَى عَنْهُ عَجَائِب فِي ذَلِكَ: مَرَّ بِبَابِ البَرِيْد فَوَقَعَ حَانُوْت فِي السُّويقَةِ، وضج الناس وسقطت خشبة عَلَى كفل البَغْلَة فَمَا الْتَفَت وَلاَ تَغَيَّر. وَكَانَ يُنَاظر وَلاَ يُحرك لَهُ جَارحة. أَنشَأَ بِدِمَشْقَ مَدْرَسَةً كَبِيْرَةً، وَقَدِمَ رَسُوْلاً غَيْرَ مَرَّةٍ، وَحَدَّثَ بِأَمَاكن. ضُرِبَتْ عُنُقُهُ صَبْراً عِنْدَ هُوْلاَكُو، فِي صَفَرٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فِي نَحْو مِنْ سَبْعِيْنَ صَدْراً مِنْ أَعيَانِ بَغْدَاد مِنْهُم: أَوْلاَده؛ المُحْتَسِب جَمَال الدِّيْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ، وَشَرَف الدِّيْنِ عَبْد اللهِ، وَتَاج الدِّيْنِ عَبْد الكَرِيْمِ، رَحِمَهُمُ الله. ابْنه:

الصاحب شرف الدين

5960- الصَّاحِبُ شَرَفُ الدِّيْنِ: عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ ابْنِ الجَوْزِيِّ الحَنْبَلِيُّ، المُدَرِّسُ. مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ، كَثِيْر التِّلاَوَةِ، جَيِّد الفِقْه وَأُصُوْله، وَلَمَّا وَلِي أَخُوْهُ العَلاَّمَة الأَوْحَد جَمَالُ الدِّيْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ تَدْرِيس المستنصرِيَة سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وُلِّي شَرَف الدِّيْنِ حِسْبَة بَغْدَادَ، وَرُفعت بَيْنَ يَدَيْهِ الغَاشيَةُ، وَدَرَّسَ بِالبَشِيْرِيَّةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ. وَقَدْ أَرْسَله المُسْتَعْصِم إِلَى خُرَاسَانَ إِلَى هُوْلاَكُو ثُمَّ رَجَعَ، وَأَخبرَ بصحَة عَزْمه عَلَى قَصْد العِرَاق فِي جَيْش عَظِيْم، فَلَمْ يَسْتَعدُّوا لِلْقَائِهِ وَلَمَّا خَرَجَ المُسْتَعْصِم إِلَيْهِ طَلَبَ مِنْهُ أَن ينفّذ إِلَى خُورستَان مَنْ يُسلّمهَا، فَنفذ شَرَف الدِّيْنِ هَذَا بِخَاتم الخَلِيْفَة، فَتوجّه مَعَ جَمَاعَة مِنَ الْمغول، وَعرَّفَهُم حقيقَة الحَال، فَلَمَّا رَجَعَ كَانَ هُوْلاَكُو قد ترحل عن بغداد بن أَنْ صِيَّرَهَا دكّاً، فَلَقِيَهُ بِأَسد آبَاذ فَأُعْلِمَ هُوْلاَكُو بِنصيحَةِ شَرَفِ الدِّيْنِ لأَهْل خُورستَان، فَقَتَلَهُ بأسد آباذ.

واقف الصدرية، المحب، الناصر داود

واقف الصدرية، المحب، الناصر داود: 5961- واقف الصدرية 1: القَاضِي الرَّئِيْسُ، صَدْرُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَتْحِ أَسَعْدُ بنُ عُثْمَانَ ابْنِ شَيْخِ الحَنَابِلَةِ وَجِيْهِ الدِّيْنِ أَسَعْدَ بنِ المُنَجَّى بنِ بَرَكَاتِ بنِ المُؤَمَّلِ التَّنُوْخِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، المُعَدَّلُ. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ. وَسَمِعَ مِنْ: حَنْبَل، وَابْن طَبَرْزَذ. رَوَى عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَابْنُ الخَبَّاز، وَالعَلاَءُ الكِنْدِيُّ، وَكَانَ مِنْ كُبَرَاءِ البَلَد. مَاتَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وخمسين، فدفن بمدرسته، وهو أخو شيخنا: وَجِيْه الدِّيْنِ، وَمُفْتِي الشَّام زَيْن الدِّيْنِ. 5962- المُحِبُّ 2: المُحَدِّثُ، الرَّحَّالُ، مُفِيْدُ الطَّلبَةِ، مُحِبُّ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ ابْنِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ السَّعْدِيّ المَقْدِسِيّ الصَّالِحيّ الحَنْبَلِيّ. رَوَى عَنِ: الشَّيْخِ مُوَفَّق الدِّيْنِ حُضُوْراً، وَعَنِ ابْنِ البُنِّ، وَابْن صَصْرَى، وَابْنِ الزَّبِيْدِيّ. وَارْتَحَلَ فَأَكْثَر عَنِ ابْنِ القُبَّيْطِيّ، وَابْن أَبِي الفَخَارِ، وَابْن الخَازن، وَالكَاشْغَرِيّ، وَبَالَغَ، وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازل، وَأَقَامَ بِبَغْدَادَ سَنَوَات فِي الطَّلَب. رَوَى عَنْهُ: الدِّمْيَاطِيُّ، وَابْنُ الخَبَّاز، وَمُحَمَّدُ ابن النمير، وَابْنُهُ الشَّيْخ مُحَمَّدُ ابْنُ المُحِبِّ، وَآخَرُوْنَ، وَعَاشَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَة ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ -رَحِمَهُ اللهُ، وَفِي أولاده علم واعتناء بالحديث. 5963- الناصر داود 3: السُّلْطَان، الْملك النَّاصِر، صَلاَح الدِّيْنِ، أَبُو المَفَاخِرِ داود ابن السلطان الملك المعظم عيسى ابن العَادلِ. مَوْلِدُهُ بِدِمَشْقَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّ مائَةٍ.

_ 1 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 71"، وشذرات الذهب "5/ 288". 2 ترجمته في شذرات الذهب "5/ 292". 3 ترجمته في النجوم الزاهرة "7/ 61، 62"، وشذرات الذهب "5/ 275".

أَجَاز لَهُ المُؤَيَّد الطُّوْسِيّ، وَأَبُو رَوْحٍ الهَرَوِيّ، وَسَمِعَ فِي كبره مِنْ أَبِي الحَسَنِ القَطِيْعِيّ بِبَغْدَادَ، وَمِنِ ابْنِ اللُّتِّيّ بِالكَرَك. وَكَانَ فَقِيْهاً حنفِياً ذَكِيّاً، مُنَاظِراً، أَدِيْباً شَاعِراً بَدِيْع النَّظْمِ، مُشَارِكاً فِي عُلُوْم، تَسَلْطَن عِنْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ، وَأَحَبّه أَهْلُ البَلَدِ، فَأَقْبَل عَمَّاهُ الكَامِل وَالأَشْرَف فَحَاصَرَاهُ أَشْهُراً، ثُمَّ انْفَصل عَنْ دِمَشْق فِي أَثْنَاء سَنَة سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ، وَقنع بِالكَرَك، وَأَعْطَوْهُ مَعَهَا نَابُلُس وَعَجْلُوْنَ وَالصَّلْت وَقُرَى بَيْت المَقْدِسِ سِوَى البَلَدِ فَإِنَّهُ أَخَذَه الأَنبروز الإِفرنجِي الَّذِي أَنْجَدَ الكَامِل، ثُمَّ زَوَّجَهُ الكَامِل بِابْنته فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ، ثُمَّ وَقَعَ بَيْنهُمَا فَفَارقَ البِنْتَ، ثُمَّ بَعْدَ سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ سَارَ إِلَى المُسْتَنْصِر بِاللهِ، وَقَدَّمَ لَهُ تُحَفاً، وَاجْتَمَعَ بِهِ وَأَكْرَمَهُ بَعْد امتنَاع بِعَمَلِ قَصِيدتِهِ الفَائِقَةِ وَهِيَ: ودان ألمت بالكثيب ذوائبه ... وجنح الداجي وَحْف تَجول غَيَاهِبُهْ تُقَهْقِهُ فِي تِلْكَ الرُّبوعِ رُعُوْدُهُ ... وَتَبْكِي عَلَى تِلْكَ الطُّلولِ سَحَائِبُهْ إِلَى أَنْ بدَا مِنْ أَشْقَرِ الصُّبْحِ قادمٌ ... يُرَاعُ لَهُ مِنْ أَدْهَمِ اللَّيْلِ هَارِبُهْ منهَا: أَلاَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ وَمَنْ غَدَتْ ... عَلَى كَاهِلِ الجَوْزَاء تَعْلُو مَرَاتِبُهْ أَيَحْسُنُ فِي شَرْعِ المَعَالِي وَدِيْنِهَا ... وَأَنْتَ الَّذِي تُعْزَى إِلَيْهِ مَذَاهِبُهْ بِأَنِّي أخوض الدو والدو مقر ... سباريته مغبرة وسباسبه وَقَدْ رَصَدَ الأَعْدَاءُ لِي كُلَّ مرصدٍ ... فَكُلُّهُم نَحْوِي تَدِبُّ عَقَارِبُهْ وَآتيكَ وَالعَضْبُ المُهَنَّد مُصْلَتٌ ... طرِير شبَاهُ قَانِيَاتٌ ذوَائِبُه وَأُنْزلُ آمَالِي بِبَابِكَ رَاجِياً ... بَوَاهِرَ جَاه يَبْهَرُ النَّجْمَ ثَاقِبُه فَتقبل مِنِّي عَبْدَ رقٍ فَيغتدِي ... لَهُ الدَّهْر عَبْداً خَاضِعاً لاَ يُغَالِبُه وَتُنْعِمُ فِي حقِّي بِمَا أَنْتَ أَهْلُه ... وَتُعلِي مَحَلِّي فَالسُّهَا لاَ يُقَارِبُه وَتُلبِسنِي مِنْ نسجِ ظلِّك حُلَّةً ... تشرف قدر النَّيِّرِيْنَ جلاَبِبُهْ وَتُركبنِي نُعْمِى أَيَادِيك مَرْكباً ... عَلَى الفَلَكِ الأَعْلَى تَسِيرُ مَرَاكِبُه وَيَأْتيك غَيْرِي مِنْ بلادٍ قَرِيْبَة ... لَهُ الأَمْنُ فِيْهَا صَاحِبٌ لاَ يُجَانِبُه فَيلقَى دنُوّاً مِنْكَ لَمْ أَلقَ مِثْلَهُ ... وَيَحْظَى وَلاَ أَحْظَى بِمَا أَنَا طَالِبُه

وَيَنْظُرُ مِنْ لأْلاَءِ قُدْسِكَ نَظرَةً ... فَيَرْجِعُ وَالنُّوْرُ الإِمَامِيُّ صَاحِبُه وَلَوْ كَانَ يَعْلُونِي بنَفْسٍ ورتبةٍ ... وَصِدْقِ وَلاَءٍ لَسْتُ فِيْهِ أُصَاقِبُه لَكُنْتُ أُسلِّي النَّفْسَ عَمَّا تَرُومُه ... وَكُنْتُ أَذُودُ العَيْنَ عَمَّا تُرَاقِبُه وَلَكِنَّهُ مِثْلِي وَلَو قُلْتُ إِنَّنِي ... أَزِيْدُ عَلَيْهِ لَمْ يَعِبْ ذَاكَ عَائِبُه وَمَا أَنَا مِمَّنْ يَملأ المَالُ عَينَهُ ... وَلاَ بِسوَى التَّقْرِيْب تُقْضَى مَآرِبُه وَلاَ بِالَّذِي يُرْضِيْهِ دُوْنَ نَظِيْرِهِ ... وَلَوْ أُنْعِلَتْ بِالنَّيِّرَات مَرَاكِبُه وَبِي ظَمَأٌ رُؤيَاكَ مَنْهَلُ ريِّهِ ... وَلاَ غروَ أَنْ تَصفو لَدَيَّ مشاربه ومن عجب أني لدى الحبر واقفٌ ... أشكو الظَّمَا وَالبَحْرُ جَمٌّ عَجَائِبُه وَغَيْرُ ملُوْمٍ مَنْ يؤمك قاصدًا ... إذا عَظُمَت أَغرَاضُهُ وَمَذَاهِبُهُ فَوَقَعت الأَبيَات مِنَ الخَلِيْفَة بِموقع، وَأُدخل لَيلاً، وَوَانَسَهُ وَذَاكَرَهُ، وَأُخْرِج سرّاً رعَايَةً لِخَاطر الكَامِل. ثُمَّ حضَر النَّاصِر درسَ المُسْتَنْصِرِيَّة، فَبحثَ وَنَاظرَ وَالخَلِيْفَةُ فِي مَنْظَرته، فَقَامَ الوَجِيْه القَيْرَوَانِي وَمدح الخَلِيْفَة بِأَبيَاتٍ مِنْهَا: لَوْ كُنْتَ فِي يَوْم السَّقيفَة حَاضِراً ... كُنْتَ المُقَدَّم وَالإِمَامَ الأَورعَا فَقَالَ النَّاصِرُ: أَخْطَأْت، قَدْ كَانَ العَبَّاس جدّ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ حَاضِراً وَلَمْ يَكُنِ المُقَدَّم إلَّا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ. فَأُمر بِنَفْيِ الوَجِيْه فَسَافر وَوَلِيَ بِمِصْرَ تَدْرِيساً، ثُمَّ خَلَعُوا عَلَى النَّاصِر وَحَاشيته، وَجَاءَ مَعَهُ رَسُوْلُ الدِّيْوَانِ فَأَلْبَسَه الخِلْعَة بِالكَرَك، وَركب بِالسَّنْجق الخليفْتِي وَزِيْد فِي لَقَبِهِ: الوَلِيّ المُهَاجِر، ثُمَّ رَاسلَهُ الكَامِل وَالأَشْرَف لَمَّا اخْتَلَفَا، وَطلب كُلٌّ مِنْهُمَا أَنْ يؤازره، وجاء فِي الرّسليَة مِنْ مِصْرَ القَاضِي الأَشْرَف فَرجح جَانب الكَامِل، ثُمَّ تَوجّه إِلَيْهِ فَبَالغَ فِي تَعْظِيْمِهِ وَأَعَاد إِلَى عصمته ابْنته عَاشُورَاء وَأَرْكَبَهُ فِي دَسْت السَّلْطَنة، فَحْملَ لَهُ الغاشيةَ الملكُ العَادلُ وَلدُ الكَامِلِ وَوعدَهُ بِأَخْذِ دِمَشْق مِنَ الأَشْرَف وَردِّهَا إِلَيْهِ. وَلَمَّا مَاتَ الكَامِل بِدِمَشْقَ، مَا شكّ النَّاسُ أَنَّ النَّاصِر يَملكهَا، فَلَو بَذَلَ ذَهَباً لأَخْذَهَا، فَسلطنُوا الجَوَاد، فَفَارق النَّاصِر البَلَدَ، وَسَارَ إِلَى عَجْلُوْنَ، وَنَدِمَ فَجمعَ وَحشد وَاسْتَوْلَى عَلَى كَثِيْر مِنَ السَّاحِل، فَالتقَاهُ الجَوَادُ بِقُرْبِ جِنِيْنَ، فَانْكَسَرَ النَّاصِر وَذَهَبت خَزَائِنه، وَطلع إلى الكرك.

ثُمَّ إِنَّ الجَوَاد تَمَاهَنَ وَأَعْطَى دِمَشْق لِلصَّالح، وَجَرَتْ أُمُوْرٌ وَظَفِرَ النَّاصِر بِالصَّالِحِ، وَبَقِيَ فِي قَبضته أَشْهُراً، ثُمَّ ذهب مَعَهُ عَلَى عُهُود وَموَاثيق فَملَّكَهُ مِصْرَ وَلَمْ يَف لَهُ الصَّالِح عجزاً أَوِ اسْتكثَاراً؛ فَإِنَّهُ شَرَطَ أَنْ تَكُوْنَ لَهُ دِمَشْق وَشَطْر مِصْر وَأَشيَاء. وَمِنْ حَسَنَاتِ النَّاصِر أَنَّ عَمَّهُ أَعْطَى الفِرَنْج القُدْس فَعمرُوا لَهُم قَلْعَةً فَجَاءَ النَّاصِر وَنصب عَلَيْهَا المَجَانِيْق وَأَخَذَهَا بِالأَمَان وَهَدَّ القَلْعَة، وَنَظَّفَ البَلَد مِنَ الفِرَنْج. ثُمَّ إِنَّ الْملك الصَّالِح أَسَاءَ إِلَى النَّاصِر، وَجَهَّزَ عَسْكَراً فَشعثُوا بِلاَده، وَأَخَذُوا مِنْهَا، وَلَمْ يَزَلْ يُنَاكده وَمَا بَقَّى لَهُ سِوَى الكَرَك، ثُمَّ حَاصره فِي سَنَةِ 644 فَخرُ الدِّيْنِ ابْن الشَّيْخ أَيَّاماً وَتَرَحَّل، وَقَلَّ مَا بِيَدِ النَّاصِرِ، وَنفذَ رَسُوْلَهُ الخُسْرُوْشَاهِي مِنْ عِنْدِهِ إِلَى الصَّالِح، وَمَعَهُ ابْنه الأَمْجَد أَنْ يُعْطِيه خُبْزاً بِمِصْرَ وَيَتسلَّم الكَرَك فَأَجَابَهُ، وَمَرِضَ، فَانثنَىَ عزم النَّاصِر، وَضَاقَ النَّاصِر بكُلَف السَّلْطَنَة فَاسْتنَاب ابْنه عِيْسَى بِالكَرَك، وَأَخَذَ مَعَهُ جَوَاهر وَذخَائِر، فَأَكْرَمَه صَاحِب حَلَب، ثُمَّ سَارَ إِلَى بَغْدَادَ فَأَودع تِلْكَ النفَائِس عِنْد المُسْتَعْصِم وَهِيَ بِنَحْوٍ مِنْ مائَة أَلْف دِيْنَار، فَلَمْ يَصل إِلَى شَيْءٍ مِنْهَا. وَبعدُ تَأَلَّمَ الأَمْجَدُ وَأَخُوْهُ الظَّاهِر لِكَوْنِ أَبِيهِمَا اسْتنَاب عَلَيْهِمَا المُعَظَّم عِيْسَى مَعَ كَوْنِه ابْنَ جَارِيَة، وَهُمَا فَأُمُّهُمَا بِنْتُ الكَامِلِ، وَكَانَتْ أُمّهُمَا مُحْسنَةً إِلَى الْملك الصَّالِح أَيَّام اعتقَاله بِالكَرَك، لأَنَّه أَخُوْهَا، فَكَانَ هَذَانِ يُحِبَّانه، وَيَأْنَس بِهِمَا، فَاتفقَا مَعَ أُمِّهِمَا عَلَى الْقَبْض علَى المُعَظَّمِ، فَفَعلاَ، وَاسْتوليَا عَلَى الكَرَك، وَسَارَ الأَمْجَد بِمفَاتِيحهَا إِلَى الصَّالِح، وَتوثَّق مِنْهُ فَأَعْطَاهُ خُبْزاً بِمِصْرَ، وَتَحَوَّلَ إِلَى بَابِ الصَّالِح بَنو النَّاصِر فأقطعهم، وَعظم هَذَا عَلَى النَّاصِر لَمَّا سَمِعَ به فاعتم الصّالح أَن مَاتَ، وَانضمَّ النَّاصِر إِلَى النَّاصِر لَمَّا تَسَلْطَن بِالشَّامِ، فَتمرَّض السُّلْطَان، فَبَلَغَهُ أَن دَاوُد تَكَلَّمَ فِي أَمر الْملك فَحَبَسَهُ بِحِمْصَ مدة، ثم جاءت شَفَاعَةٌ مِنَ الخَلِيْفَةِ فَأُطلق فَسَارَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ إِلَى بَغْدَادَ ليطْلب وَديعتَه، فَمَا مُكِّن مِنَ العُبُور إِلَى بَغْدَادَ، فَنَزَلَ بِالمَشْهَد، وَحَجّ وَتَشَفَّعَ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُنشِداً قصيدَةً، ثُمَّ إِنَّهُ مرض بِدِمَشْقَ وَمَاتَ، وَدُفِنَ بِالمُعَظَّمِيَّةِ عِنْد أَبِيْهِ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الدِّمْيَاطِيّ فِي "مُعْجَمِهِ"، فَقَالَ: أَخْبَرَنَا العَلاَّمَةُ الفَاضِل الْملك النَّاصِر. قُلْتُ: مَاتَ فِي الثَّامن وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، مَاتَ بِطَاعُوْنٍ -رَحِمَهُ اللهُ، وَشيّعه السُّلْطَان مِنَ البُوَيضَاءِ، وَحزن عَلَيْهِ، وَقَالَ: هَذَا كَبِيْرُنَا وَشيخُنَا، وَكَانَتْ أُمُّهُ خُوَارِزْمِيَّة عَاشت بَعْدَهُ.

المنصور

5964- المنصور: السُّلْطَانُ الملكُ المَنْصُوْرُ نُوْرُ الدِّيْنِ عَلِيُّ ابْنُ السُّلْطَانِ المَلِكِ المُعِزِّ أَيْبَكَ التُّرْكِيُّ، التُّرُكْمَانِيُّ، الصَّالِحيُّ. لَمَّا قُتِلَ وَالِدُهُ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ سَلطَنُوا هَذَا، وَعَمِلَ نِيَابَتَهُ مَمْلُوْكَ أَبِيْهِ قُطُزَ الَّذِي كَسَرَ التَّتَارَ نَوْبَةَ عَيْنِ جَالُوتَ، وَضُرِبَتِ السِّكَةُ وَالخُطْبَةُ بِاسمِ المَنْصُوْرِ، وَلَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَقَامَ دَسْتُهُ بِالأُمَرَاءِ المُعِزِّيَةِ غِلمَانِ وَالِدِهِ، فَكَانَتْ دَوْلَتُهُ سَنَتَيْنِ ونصفًا، ودهم العدو معه هُوْلاَكُو البِلاَدَ، فَبَايَعُوا قُطُزَ بِالسَّلطَنَةِ، وَعَزَلُوا المَنْصُوْرَ فِي أَوَاخِرِ سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ، فَلَمَّا قُتِلَ قُطُزُ وَتَمَلَّكَ الظَّاهِرُ نَفَى أَوْلاَدَ المُعِزِّ إِلَى عِنْدِ الأَشْكرِيِّ فِي البَحْرِ وَانقَضَتْ أَيَّامُهُم. وَاتَّفَقَ أَن فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ رَأَوا شَابّاً عِنْد قَبْرِ المُعِزِّ يَبْكِي، فَأُحضِرَ إِلَى السُّلْطَانِ فَذَكَرَ أَنَّهُ قَليجَ قَانَ وَلَدَ المُعِزِّ، وَأَنَّهُ قَدِمَ مِنَ القُسْطَنْطِيْنِيَّةِ مِنْ سِتِّ سِنِيْنَ، وَأَنَّهُ يَتَوَكَّلُ لأَجنَاد، فَسَجَنَهُ السُّلْطَانُ، فَبَقِي سَبْعَ سِنِيْنَ، حَتَّى أَخْرَجَهُ المَلِكُ المَنْصُوْرُ، فَاتَّفَقَ رُؤْيَتِي لَهُ بَعْدَ دَهْرٍ طَوِيْلٍ عِنْدَ قَاضِي القُضَاةِ تَقِيِّ الدِّيْنِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسَبْعِ مائَةٍ، فَرَأَيْتُهُ شَيْخاً جُندِيّاً جَلْداً فَصِيحَ العِبَارَةِ حَافِظاً للقرآن، فذكر أنه لَهُ ابْناً شَيْخاً قَدْ نَيَّفَ عَلَى السِّتِّيْنَ، وَقَالَ: قَدْ وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَتَنَصَّرَ أَخِي المَنْصُوْرُ بِبِلاَدِ الأَشْكرِيِّ، وَتَأَخَّرَ إِلَى قَرِيْبِ سَنَةِ سَبْعٍ مائَة، وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ نَصَارَى، نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ المَكْرِ!. قَالَ: وَجَاءنِي مِنْهُ كِتَابٌ فِيْهِ: أَخُوْهُ مِيْخَائِيْلُ بنُ أَيْبَكَ، فَلَمْ أَقرَأْهُ، قَالَ: وَلَبِستُ بِالفَقِيْرِيِّ مُدَّةً، وَحَضَرتُ عِنْدَ المَلِكِ الأَشْرَفِ، فَسَأَلَنِي عَنْ لاَجِيْنَ، -يَعْنِي: الذي تسلطن- فقلت: هو على مليك، فَطَلَبَهُ فَأَقَرَّ لِي بِالرِّقِّ فَبِعتُهُ لِلأَشْرَفِ بِخَمْسَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ عَلَى أَنَّهُ سَارِقٌ آبِقٌ بِقَتْلِ أُسْتَاذِهِ، قَالَ: وَوَرِثتُ بِالوَلاَءِ جَمَاعَةَ أُمَرَاءٍ مِنْ غِلمَانِ أَبِي، وَاسْمِي قَلِيْج قَانَ، لَقَبُهُ سَيْفُ الدين. تم الجز السادس عشر وبه تم الكتاب والحمد لله الكريم الوهاب.

فهرس موضوعات الجزء السادس عشر: فهرس الموضوعات: الصفحة الموضوع 5/ 5384/ شميم: علي بن الحسن. 5/ 5385/ بنت سعد الخير: فاطمة بنت سعد. 6/ 5386/ النوقاني: فضل الله بن محمد. 7/ 5387/ الأرتاحي: محمد بن حمد. 8/ 5388/ ابن كامل: يوسف بن كامل. 8/ 5389/ ابن الخريف: ضياء بن أحمد. 9/ 5390/ البستنبان: عبد الله بن عبد الرحمن. 9/ 5391/ القصري: عبد الجليل بن موسى. 9/ 5392/ ابن خطيب الموصل: أحمد ابن عبد الله. 10/ 5393/ التقى الأعمى. 10/ 5394/ الفراء: خلف بن أحمد. 10/ 5395/ سبط الشهرزوري: علي بن محمد. 11/ 5396/ محمد بن كامل: الدمشقي الشاهد. 11/ 5397/ الماكسيني: مكي بن ريان. 12/ 5398/ عبد الرزاق: البغدادي الحنبلي. 13/ 5399/ صاحب الروم: سليمان بن قلج. 13/ 5400/ ابن الفاخر: محمد بن معمر. 14/ 5401/ الصيدلاني: محمد بن أحمد. 14/ 5402/ حنبل: البغدادي الرصافي. 15/ 5403/ ابن القارص: الحسين بن حسن. 16/ 5404/ ست الكتبة: نعمة بن علي. 16/ 5405/ عبد الواحد: الأصبهاني الصيدلاني. 17/ 5406/ ابن المنجي: أسعد بن المنجي. 18/ 5407/ المندائي: محمد بن أحمد. 19/ 5408/ ابن مشق: محمد بن المبارك.

20/ 5409/ حمزة بن علي: الحراني. 21/ 5410/ ابن الخصيب: محمد بن الحسين. 21/ 5411/ عبد الغني: عبد الغني بن عبد الواحد. 37/ 5412/ ابن الساعاتي: علي بن محمد. 37/ 5413/ عبد المجيب بن عبد الله بن زهير. 38/ 5414/ أبو الجود: غياث بن فارس. 38/ 5415/ ابن درباس: عبد الملك بن عيسى. 39/ 5416/ الجلياني: عبد المنعم بن عمر. 39/ 5417/ ابن أبي ركب: مصعب بن محمد. 40/ 5418/ الميرتلي: موسى بن حسين. 40/ 5419/ ابن الشيخ: يوسف بن محمد. 41/ 5420/ النَّفِيْسُ: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ. 41/ 5421/ ابْنُ سَنَاءِ المُلْكِ: هِبَةُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ. 42/ 5422/ عفيفة: أم هاني الأصبهانية. 43/ 5423/ أبو هريرة: واثلة بن الأسقع. 43/ 5424/ ابن الإخوة: هشام بن عبد الرحيم. 44/ 5425/ ابن مماتي: أسعد بن الخطير. 44/ 5426/ ابن الربيع: يحيى بن الربيع. 45/ 5427/ الجبائي: عبد الله بن الحسن. 45/ 5428/ ابن الأثير: المبارك بن محمد. 47/ 5429/ ابن روح: أسعد بن سعيد. 48/ 5430/ أبو المجد: زاهر بن أحمد. 48/ 5431/ منصور بن عبد المنعم النيسابوري. 50/ 5432/ صاحب الموصل: نور الدين أرسلان شاه. 50/ 5433/ الجزولي: عيسى بن عبد العزيز. 50/ 5434/ ابن يونس: محمد بن يونس. 51/ 5435/ الأصبهاني: يحيى بن عبد الرحمن. 51/ 5436/ بنت معمر: عائشة بنت معمر. 52/ 5437/ فخر الدين: محمد بن عمر. 52/ 5438/ ابن سكينة: عبد الوهاب بن منصور. 54/ 5439/ ابن الزنف: محمد بن وهب. 55/ 5440/ صاحب غزنة: محمود بن محمد. 55/ 5441/ صاحب الجزيرة: سنجر بن غازي.

55/ 5442/ ابن طبرزذ: عمر بن محمد. 58/ 5443/ الشَّيْخُ أَبُو عُمَرَ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ قدامة المقدسي. 60/ 5444/ ابن القبيطي: محمد بن علي ابن القبيطي البغدادي. 61/ 5445/ ابن كامل: محمد بن هبة الله البغدادي الوكيل. 61/ 5446/ المعبر: الخضر بن كامل الدمشقي السروجي. 62/ 5447/ القصري: عبد الجليل بن موسى الأنصاري الأوسي. 62/ 5448/ يونس بن يحيى الهاشمي القصار. 63/ 5449/ ابن عات: أحمد بن هارون النفزي الشاطبي. 63/ 5450/ ربيعة بن الحسن بن علي الذماري الشافعي. 64/ 5451/ الحصار: أحمد بن علي المرسي الحصار. 65/ 5452/ زاهر بن رستم البغدادي الشافعي. 66/ 5453/ ابن نوح: محمد بن أيوب الغافقي البلنسي. 66/ 5454/ صاحب الروم: كيسخرو بن قلج رسلان. 66/ 5455/ ابْنُ شُنَيْفٍ: الحُسَيْنُ بنُ سَعِيْدِ بنِ الحُسَيْنِ الدارقزي. 67/ 5456/ ابن المعزم: عبد الرحمن بن عبد الوهاب الهمذاني. 67/ 5457/ العاقولي: أبو العباس أحمد ابن الحسنى. 67/ 5458/ ابْنُ مَنْدَوَيْه: عَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ أَبِي غَالِبٍ السريجاني. 68/ 5459/ عين الشمس بنت أحمد الثقفية الأصبهانية. 69/ 5460/ ابن نغوبا: علي بن علي الواسطي. 69/ 5461/ التجيبي: محمد بن عبد الرحمن المرسي. 70/ 5462/ ابن خروف: علي بن محمد الإشبيلي. 70/ 5463/ تاج الأمناء: أحمد بن محمد الدمشقي. 70/ 5464/ أبو جعفر بن يحيى: أحمد ابن محمد الحميري الكتامي. 71/ 5465/ المطرزي: ناصر بن عبد السيد الخوارزمي. 71/ 5466/ غُلاَمُ ابْنِ المَنِّيِّ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ. 72/ 5467/ ابن جرج: أحمد بن محمد القرطبي.

72/ 5468/ ابْنُ الأَخْضَرِ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مَحْمُوْدٍ الجُنَابَذِيُّ. 73/ 5469/ ابن منينا: عبد العزيز بن معالي البغدادي. 74/ 5470/ الكندي: زيد بن الحسن البغدادي. 78/ 5471/ ابْنُ حَوْطِ اللهِ: عَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ الأندلسي. 79/ 5472/ العِزُّ ابْنُ الحَافِظِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ المقدسي. 80/ 5473/ ابن واجب: أحمد بن محمد البلنسي المالكي. 81/ 5474/ ابن جبير: محمد بن أحمد الكناني البلنسي. 82/ 5475/ العماد: إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي. 84/ 5476/ ابن الجلاجلي: محمد بن علي البغدادي. 85/ 5477/ ابن الصيقل: موسى بن سعيد الهاشمي. 85/ 5478/ يحيى بن ياقوت الفراش. 86/ 5479/ ابن مجلى: عبد الله بن محمد المصري. 86/ 5480/ الزهري: عبد الرحمن بن علي الإشبيلي. 86/ 5481/ عبد السلام بن عبد الوهاب الجيلي. 87/ 5482/ السائح: علي بن أبي بكر الهروي. 88/ 5483/ ابن الصباغ: علي بن حميد الصعيدي. 88/ 5484/ ابن البناء: محمد بن عبد الله البغدادي. 89/ 5485/ الملنجي: محمد بن محمد الأصبهاني. 89/ 5486/ ابن ظافر: علي بن ظافر الأصولي المصري. 89/ 5487/ ابن صاحب الأحكام: محمد بن أحمد الغرناطي. 90/ 5488/ الجاجرمي: محمد بن إبراهيم الشافعي. 91/ 5489/ أبو تراب: يحيى بن إبراهيم الكرخي. 91/ 5490/ النبدنيجي: أحمد بن أحمد الأزجي. 92/ 5491/ أبو القاسم تميم. 92/ 5492/ علي بن المفضل بن علي الإسكندراني. 94/ 5493/ ابن القرطبي: عبد الله بن الحسن المالقي.

95/ 5494/ الرهاوي: عبد القادر بن عبد الله السفار. 97/ 5495/ ابن البل: محمد بن علي الدوري. 98/ 5496/ العميدي: محمد بن محمد السمرقندي. 99/ 5497/ القاهر: مسعود بن أرسلان شاه. 99/ 5498/ ابن سيدهم: أحمد بن محمد الأنصاري الدمشقي. 99/ 5499/ سِتُّ الشَّامِ: خَاتُوْنُ أُخْتُ السَّلاَطِيْنِ أَوْلاَدِ نَجْمِ الدين. 100/ 5500/ ابن حمويه: محمد بن عمر الجويني الشافعي. 100/ 5501/ ابن الحرستاني: عبد الصمد ابن محمد الأنصاري. 102/ 5502/ العطار: أحمد بن عبد الله السلمي البغدادي. 103/ 5503/ الشعرية: زينب بنت عبد الرحمن الجرجانية. 104/ 5504/ ابن الدهان: المبارك بن المبارك الواسطي. 105/ 5505/ البكري: محمد بن محمد القرشي التيمي. 106/ 5506/ ابن ملاعب: داود بن أحمد البغدادي الأزجي. 106/ 5507/ العكبري: عبد الله بن الحسين النحوي الحنبلي. 107/ 5508/ ابن الناقد: عبد العزيز بن أحمد البغدادي الجصاص. 108/ 5509/ ابن سيدهم: أحمد بن محمد الأنصاري الدمشقي. 108/ 5510/ رَيْحَانُ بنُ تِيْكَانَ بنِ مُوْسَكَ الكُرْدِيُّ البَغْدَادِيُّ. 109/ 5511/ الشقوري: علي بن أحمد الغافقي القرطبي. 109/ 5512/ ابن الرزاز: سعيد بن محمد البغدادي. 110/ 5513/ العميدي: محمد أو أحمد ابن محمد السمرقندي. 110/ 5514/ ابن شاس: عبد الله بن نجم السعدي المصري. 111/ 5515/ الافتخار: عبد المطلب بن الفضل القرشي. 112/ 5516/ ابن الجراح: يحيى بن منصور المصري. 112/ 5517/ اليونيني: عبد الله بن عثمان ابن جعفر. 113/ 5518/ الغزنوي: أحمد بن علي بن الحسين البغدادي. 114/ 5519/ الطوسي: المؤيد بن محمد النيسابوري.

115/ 5520/ السمعاني: عبد الرحيم بن عبد الكريم المروزي. 116/ 5521/ ابن الصفار: القاسم بن عبد الله النيسابوري. 117/ 5522/ محمد بن مكي ابن أبي الرجاء الأصبهاني. 118/ 5523/ نجم الدين الكبرى: أحمد بن عمر الخوارزمي الصوفي. 119/ 5524/ أَبُو رَوْحٍ: عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّاعِدِيُّ الخراساني. 120/ 5525/ العادل وبنوه: محمد بن أيوب بن شاذى التكريتي. 123/ 5526/ المعظم: عيسى بن محمد الحنفي الفقيه. 124/ 5527/ الأشرف: موسى شاه أرمن ابن العادل. 126/ 5528/ الكامل: محمد بن أبي بكر ابن أيوب. 129/ 5529/ الأوحد: أيوب بن الملك العادل. 130/ 5530/ الحافظ: أرسلان شاه بن محمد بن أيوب. 130/ 5531/ المظفر: غازي بن أبي بكر بن أيوب. 131/ 5532/ الصالح: إسماعيل بن محمد ابن أيوب. 133/ 5533/ صاحب الروم: كيكاوس بن كيخسرو التركماني. 134/ 5534/ خوارزمشاه: محمد بن إيل رسلان الخوارزمي. 136/ 5535/ فتيان بن علي الدمشقي الشاغوري. 137/ 5536/ السامري: محمد بن عبد الله ابن محمد بن إدريس. 137/ 5537/ العماد بن عساكر: علي بن القاسم الدمشقي الشافعي. 138/ 5538/ صاحب حماة: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ شَاهِنْشَاه بنِ أَيُّوْبَ. 139/ 5539/ الصلاح: عبد الرحمن بن عثمان الكردي. 139/ 5540/ ابن وهبان: عبد الرحيم بن النفيس السلمي الحديثي. 140/ 5541/ ياقوت الموصلي الملكي بن موالي ملكشاه السلجوقي. 140/ 5542/ موسى بن عبد القادر الجيلي الحنبلي. 141/ 5543/ ابن طاووس: هبة الله بن الخضر البغدادي. 142/ 5544/ أخو ابن طاووس: أحمد بن الخضر الصوفي. 142/ 5545/ ثابت بن مشرف بن ثابت البغدادي الأزجي.

143/ 5546/ مِسْمَارُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى البغدادي. 144/ 5547/ ابن راجح: محمد بن خلف المقدسي الجماعيلي. 145/ 5548/ صاحب الألموت: حسن بن حسن الإسماعيلي. 145/ 5549/ الواسطي: محمد بن عبد الرحمن السفار. 145/ 5550/ قتادة بن إدريس الحسني. 146/ 5551/ العثماني: محمد بن عمر الأموي الدمشقي. 146/ 5552/ ابن الحمامي: محمد بن محمود الهمذاني. 147/ 5553/ الملاحي: محمد بن عبد الواحد الغافقي الأندلسي. 147/ 5554/ ابن الحصري: نصر بن محمد بن علي. 149/ 5555/ ابن قدامة: عبد الله بن أحمد المقدسي الجماعيلي. 153/ 5556/ ابن الأنماطي: إسماعيلي بن عبد الله المصري. 154/ 5557/ ابن أبي الرداد: الحسين بن يحيى المصري. 154/ 5558/ الزناتي: محمد ابن إسحاق الغرناطي. 155/ 5559/ البيع: يحيى بن أحمد الأزجي. 155/ 5560/ ابن إدريس: علي بن محمد البعقوبي. 156/ 5561/ ابن النبيه: علي بن محمد المصري. 156/ 5562/ يونس بن يوسف بن مساعد الشيباني. 157/ 5563/ الفارسي: محمد بن إبراهيم الفيروزآبادي. 158/ 5564/ خزعل بن عسكر الشنائي. 158/ 5565/ قاضي حران: عبد الله بن نصر الحنبلي. 158/ 5566/ القزويني: محمد بن أحمد الطالقاني. 159/ 5567/ أخوه: محمد بن أحمد الشافعي. 159/ 5568/ ابن حوط الله: داود بن سليمان الحارثي. 160/ 5569/ ابن عبد السميع: عبد الرحمن بن محمد القرشي. 161/ 5570/ ابن عساكر: عبد الرحمن بن محمد الدمشقي. 163/ 5571/ صاحب توريز: أزبك بن محمد البهلوان.

163/ 5572/ البردغولي: عبد السلام بن المبارك البغدادي. 164/ 5573/ ابن صرما: أحمد بن صرما الأزجي. 164/ 5574/ الناصر لدين الله: أحمد بن الحسن العباسي البغدادي. 192/ 5575/ جنكزخان: تمرجين. 192/ 5576/ ابْنُ الجَبَّابِ: عَبْدُ القوِيِّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ التميمي. 193/ 5577/ ابن مكرم: محمد بن هبة الله البغدادي. 194/ 5578/ ابن البناء: علي بن نصر الواسطي. 195/ 5579/ ابن يونس: أحمد بن موسى الإربلي. 195/ 5580/ القزويني: محمد بن الحسين الصوفي. 196/ 5581/ الأندرشي: محمد بن أحمد الأنصاري. 197/ 5582/ الرافعي: عبد الكريم بن محمد القزويني. 199/ 5583/ البخاري: أحمد بن عبد الوحد المقدسي الحنبلي. 200/ 5584/ ابن دمدم: أحمد بن عبد الرحمن الربعي. 200/ 5585/ المصري: يونس بن بدران الشيبي. 201/ 5586/ ابن باز: الحسين بن عمر الموصلي. 201/ 5587/ الخفيفي: عبد المحسن بن أبي العميد الأبهري. 202/ 5588/ ابن شيرويه: أحمد بن شيرويه الهمذاني. 202/ 5589/ ابْنُ عَبْدِ الحَقِّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الحَقِّ البربري. 202/ 5590/ ابن عطاء: محمد بن النفيس البغدادي. 203/ 5591/ البيع: محمد بن هبة الله الدينوري. 203/ 5592/ ابن أبي الجود: المبارك بن علي الوراق. 204/ 5593/ عبد البر بن الحسن الهمذاني العطار. 204/ 5594/ الظاهر بأمر الله: محمد بن أحمد العباسي. 206/ 5595/ عامر بن هشام القرطبي. 206/ 5596/ داود بن معمر بن عبد الواحد العبشمي. 207/ 5597/ البهاء: عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي.

209/ 5598/ ابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ: الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكاتب. 210/ 5599/ ابن بقى: أحمد بن يزيد القرطبي. 212/ 5600/ ابن البراج: أحمد بن يحيى الوكيل. 212/ 5601/ ابن الجواليقي: الحسن بن إسحاق البغدادي. 213/ 5602/ ابن البن: الحسن بن علي الخشاب. 214/ 5603/ ابن عفيجة: محمد بن عبد الله البندنيجي. 214/ 5604/ والد الأبرقوهي: إسحاق بن محمد الهمذاني. 215/ 5605/ ابن صصرى: الحسين بن هبة الله التغلبي. 216/ 5606/ زين الأمناء: الحسن بن محمد الدمشقي. 217/ 5607/ عمر بن بدر بن سعيد الموصلي. 218/ 5608/ ابن تميمة: محمد بن الخضر الحراني. 219/ 5609/ ابن درباس: إبراهيم بن عثمان الكردي. 220/ 5610/ عثمان بن عيسى بن دِرباسٍ. 220/ 5611/ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عِيْسَى بنِ دِرباسٍ. 220/ 5612/ ابن النرسي: محمد بن محمد الأديب. 221/ 5613/ ابن النرسي: عبد اللطيف بن المبارك البغدادي. 221/ 5614/ الهمذاني: عبد الله بن إبراهيم بن محمد. 222/ 5615/ ابن شكر: عبد الله بن علي الدميري. 222/ 5616/ ابن حريق: علي بن محمد المخزومي. 223/ 5617/ القاضي: علي بن يوسف الدمشقي. 223/ 5618/ ابن بورنداز: علي بن النفيس البغدادي. 224/ 5619/ ابن أبي لقمة: محمد بن السيد الصفار. 225/ 5620/ ابن شمس الخلافة: جعفر بن محمد الأفضلي. 225/ 5621/ اللبلي: أحمد بن تميم البهراني. 226/ 5622/ ابن شيث: عبد الرحيم بن علي القوصي. 226/ 5623/ السنجاري: أسعد بن يحيى السلمي.

227/ 5624/ ابْنُ الأُسْتَاذِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ الحلبي. 227/ 5625/ الداهري: عبد السلام بن عبد الله الخفاف. 228/ 5626/ ابن القطان: علي بن محمد المغربي. 229/ 5627/ ابن النرسي: أحمد بن الحسين البيع. 230/ 5628/ ياقوت: الرومي الشاعر. 230/ 5629/ المنجنيقي: يعقوب بن صابر الحراني. 231/ 5630/ ابن زرقون: محمد بن محمد الإشبيلي. 232/ 5631/ ياقوت: الرومي الحموي المؤرخ. 233/ 5632/ ابن قنيدة: المهذب بن علي الأزجي. 233/ 5633/ ابْنُ وَرْدَانَ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَتِيقٍ العَامِرِيُّ. 234/ 5634/ ابْنُ عِيْسَى: عِيْسَى بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الشَّرِيْشِيُّ. 234/ 5635/ الحسن ابن الزبيدي البغدادي. 235/ 5636/ الدخوار: عبد الرحيم بن علي الدمشقي. 235/ 5637/ أَبُو مُوْسَى ابْنُ الحَافِظِ: عَبْدُ اللهِ بنُ عبد الغني المقدسي. 237/ 5638/ الموفق: عبد اللطيف بن يوسف. 239/ 5639/ ابن معطى: يحيى بن عبد المعطى. 240/ 5640/ عمر بن كرم بن علي الحمامي. 241/ 5641/ خوارزمشاه: منكوبري بن محمد الخوارزمي. 242/ 5642/ أبو محمد الروابطي. 243/ 5643/ الأمجد: فروخشاه بن شاهنشاه. 243/ 5644/ المسعود: أقسيس بن محمد. 244/ 5645/ ابن صيلا: عبد الرحمن بن عتيق الحربي. 244/ 5646/ ابْنُ سُكَيْنَةَ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البغدادي. 245/ 5647/ ابْنُ بَرَّجَانَ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللخمي. 245/ 5648/ صاحب إربل: كوكبري بن علي التركماني. 247/ 5649/ صاحب الغرب: محمد بن يعقوب القيسي. 248/ 5650/ ابن صاحب الغرب: يوسف ابن محمد المؤمني.

248/ 5651/ عبد الواحد بن يوسف. 249/ 5652/ عبد الله بن يعقوب القيسي. 249/ 5653/ صاحب المغرب: إدريس بن يعقوب القيسي. 250/ 5654/ عبد الواحد بن إدريس بن يعقوب. 250/ 5655/ الحاجري- عيسى بن سنجر الإربلي. 251/ 5656/ الأمير السيد: الحسن بن علي العلوي. 251/ 5657/ العبادي: عبيد الله بن إبراهيم البخاري. 252/ 5658/ القمي: محمد بن محمد الكاتب. 252/ 5659/ ابن نقطة: محمد بن عبد الغني البغدادي. 254/ 5660/ الإوقي: الحسن بن أحمد العجمي. 255/ 5661/ ابن باقا: عبد العزيز بن أحمد السيبي. 256/ 5662/ ابن الجوزي: علي بن عبد الرحمن البكري. 257/ 5663/ ابن الأثير: علي بن محمد الجزري. 258/ 5664/ ابن باتكين: إسماعيل بن علي الجوهري. 259/ 5665/ ابن الزبيدي: الحسين بن المبارك البغدادي. 260/ 5666/ العلبي: زكريا بن علي السقلاطوني. 261/ 5667/ همام ابن راجي الله المصري. 261/ 5668/ علي بن همام بن راجي الله. 261/ 5669/ محمد بن علي بن همام. 262/ 5670/ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ هُمَامٍ. 262/ 5671/ المازني: المسلم بن أحمد النصيبي. 262/ 5672/ ابن عنين: محمد بن نصر الله الزرعي. 263/ 5673/ السيف: علي بن أبي علي التغلبي. 265/ 5674/ رتن الهندي. 265/ 5675/ ابن الفارض: عمر بن علي الحموي. 266/ 5676/ ابن زينة: مهذب بن حسين ابن محمد. 266/ 5677/ ابن غانية: يحيى بن إسحاق الميورقي. 266/ 5678/ الرضي الجيلي: سليمان بن مظفر الشافعي. 267/ 5679/ ابن الحاجب: عمر بن محمد الأميني.

267/ 5680/ الرحبي: يوسف بن حيدرة الحكيم. 268/ 5681/ ابن صباح: الحسن بن يحيى المخزومي. 269/ 5682/ السهروردي: عمر بن محمد البكري. 271/ 5683/ المديني: محمد بن عبد الواحد الأصبهاني. 272/ 5684/ شعرانة: محمد بن زهير الأصبهاني. 272/ 5685/ ابن عماد: محمد بن عماد الحراني. 273/ 5686/ ابن غسان: محمد بن غسان الخزرجي. 274/ 5687/ الرشيدي: علي بن الحسن الظفري. 274/ 5688/ ابن مندة: محمود بن إبراهيم العبدي. 275/ 5689/ ابن شداد: يوسف بن رافع الأسدي. 277/ 5690/ ابن روزبة: علي بن روزبة القلانسي. 278/ 5691/ ابن دحية: عمر بن حسن الداني. 281/ 5692/ الإربلي: محمد بن إبراهيم الصوفي. 282/ 5693/ نصر بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ عَبْدِ القَادِرِ الجِيْلِيُّ. 284/ 5694/ ابن ياسين: سعيد بن محمد السفار. 284/ 5695/ الناصح: عبد الرحمن بن نجم العبادي. 286/ 5696/ أحمد بن نجم العبادي. 286/ 5697/ القطيعي: محمد بن أحمد البغدادي. 288/ 5698/ مرتضى بن حاتم الحوفي. 288/ 5699/ ابن كمال: هبة الله بن عمر القطان. 289/ 5700/ ياسمين بنت سالم الحريمية. 289/ 5701/ الأنجب بن أبي السعادات الحمامي. 290/ 5702/ ابن اللتي: عبد الله بن عمر الحريمي. 291/ 5703/ الملك المحسن: أحمد بن يوسف بن أيوب. 292/ 5704/ ابن طرد: عبد الله بن المظفر الزينبي. 292/ 5705/ ابْنُ سُكَيْنَةَ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ البغدادي. 293/ 5706/ ابن رئيس الرؤساء: الحسين ابن علي الناسخ.

293/ 5707/ محمد بن يوسف بن هود الأندلسي. 295/ 5708/ الرعيني: عيسى بن سليمان الأندلسي. 295/ 5709/ صاحب الروم: كيقباذ بن كيخسرو السلجوقي. 296/ 5710/ الدولعي: محمد بن أبي الفضل التغلبي. 296/ 5711/ ابن البغدادي: عبد القادر بن محمد المصري. 297/ 5712/ عثمان بن حسن السبتي. 297/ 5713/ ابن سنى الدولة: يحيى بن هبة الله الدمشقي. 298/ 5714/ ابن الشواء: يوسف بن إسماعيل الكوفي. 298/ 5715/ ابن الباجي: محمد بن أحمد اللخمي. 299/ 5716/ ابن بهروز: محمد بن مسعود البغدادي. 299/ 5717/ ابن الشيرازي: محمد بن هبة الله الشافعي. 301/ 5718/ مكرم بن محمد بن حمزة السفار. 303/ 5719/ الهمداني: جعفر بن علي الإسكندراني. 305/ 5720/ صاحب حمص: شيركوه بن محمد بن شاذى. 306/ 5721/ الصفراوي: عبد الرحمن بن عبد المجيد الإسكندراني. 307/ 5722/ ابن السباك: محمد بن محمد البغدادي. 307/ 5723/ ابن الطفيل: عبد الرحيم بن يوسف الدمشقي. 308/ 5724/ ابن دلف: عبد العزيز بن دلف الخازن. 309/ 5725/ صاحب ماردين: أرتق بن أرسلان التركماني. 309/ 5726/ الحرالي: علي بن أحمد التحيبي. 310/ 5727/ ابن العربي: محمد بن علي الطائي. 310/ 5728/ ابن المستوفى: المبارك بن أحمد اللخمي. 312/ 5729/ الحصيري: محمود بن أحمد التاجري. 313/ 5730/ البرزالي: محمد بن يوسف الإشبيلي. 315/ 5731/ يوسف بن محمد بن يوسف الإشبيلي. 315/ 5732/ بهاء الدين محمد.

315/ 5733/ ابن الرومية: أحمد بن محمد الإشبيلي. 316/ 5734/ الخجندي: ثابت بن محمد الأصبهاني. 316/ 5735/ سالم بن الحسن التغلبي. 317/ 5736/ ابن علان: أسعد بن المسلم الدمشقي. 318/ 5737/ التبريزي: بدل بن أبي المعمر. 318/ 5738/ حامد بن أبي العميد القزويني. 319/ 5739/ عماد الدين بن محمد القزويني. 319/ 5740/ الخويي: أحمد بن الخليل الشافعي. 319/ 5741/ ابن عسكر: محمد بن علي المالقي. 320/ 5742/ عبد الحميد بن عبد الرشيد الهمزاني. 320/ 5743/ الدبيثي: محمد بن سعيد المعدل. 322/ 5744/ ابن خلفون: محمد بن إسماعيل الأزدي. 323/ 5745/ ابن الأثير: نصر الله بن محمد الشيباني. 323/ 5746/ ابن المعز: أحمد بن محمد الحراني. 324/ 5747/ ابن راجح: أحمد بن محمد المقدسي. 325/ 5748/ صلاح الدين موسى المقدسي. 325/ 5749/ ابن مختار: علي بن مختار العامري. 326/ 5750/ المارستاني: أحمد بن يعقوب البغدادي. 327/ 5751/ عمر بن أسعد بن المنجى الحنبلي. 327/ 5752/ العماد الزاهد: العماد بن عمر بن أسعد. 328/ 5753/ ابن ظفر: إسماعيل بن ظفر المنذري. 328/ 5754/ ابن الصابوني: علي بن محمود المحمودي. 329/ 5755/ ابن شفنين: محمد بن عبد الواحد المتوكلي. 330/ 5756/ ابن يونس: موسى بن يونس الموصلي. 331/ 5757/ القبيطي: عبد اللطيف بن محمد الجوهري. 332/ 5758/ الصريفيني: إبراهيم بن محمد العراقي.

333/ 5759/ ابن أبي الفخار: علي بن هبة الله الهاشمي. 334/ 5760/ التسارسي: علي بن زيد الجذامي. 334/ 5761/ كريمة بنت عبد الوهاب الزبيرية. 35/ 5762/ علي بن محمد بن علي القرميسيني. 335/ 5763/ عبد الملك بن عبد الحق بن عبد الوهاب. 335/ 5764/ ابن محارب: محمد بن محمد الغرناطي. 336/ 5765/ ابن حمويه: عبد الله بن عمر. 337/ 5766/ العماد: عمر بن محمد بن عمر. 338/ 5767/ الكمال: أحمد بن أبي الحسن الشافعي. 338/ 5768/ المعين: الحسن بن صدر الدين. 338/ 5769/ الفخر: يوسف بن شيخ الشيوخ. 339/ 5770/ ابن الخشوعي: إبراهيم بن بركات الدمشقي. 340/ 5771/ ابن سهل: سهل بن محمد الغرناطي. 340/ 5772/ ابن مقبل: عبد الرحمن بن مقبل الواسطي. 341/ 5773/ ابْنُ عَيْنِ الدَّوْلَةِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الإسكندراني. 341/ 5774/ عبد الحق بن خلف الصالحي. 342/ 5775/ ابن الجبير: محمد بن يحيى البغدادي. 342/ 5776/ ابن الناقد: أحمد بن محمد البغدادي. 342/ 5777/ الرفيع: عبد العزيز بن عبد الواحد الجيلي. 344/ 5778/ ابن سلام: الحسن بن سالم الكاتب. 344/ 5779/ الكردري: محمد بن عبد الستار البراتقيني. 345/ 5780/ ابن الطيلسان: القاسم بن محمد القرطبي. 345/ 5781/ ابن العجمي: عمر بن عبد الرحيم الشافعي. 346/ 5782/ ابن شحم: ظافر بن طاهر المالكي. 346/ 5783/ ابن المخيلي: يوسف بن عبد المعطى الغساني. 347/ 5784/ ابن المجد: أحمد بن عيسى المقدسي.

348/ 5785/ ابن المقبر: علي بن الحسين الأزجي. 349/ 5786/ الغزال: حمزة بن عمر المالكي. 349/ 5787/ السخاوي: علي بن محمد الهمداني. 351/ 5788/ ابن الخازن: محمد بن سعيد النيسابوري. 351/ 5789/ ابْنُ أَبِي الدَّمِ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحموي. 352/ 5790/ الضياء المقدسي: محمد بن عبد الواحد الجماعيلي. 355/ 5791/ ابن النجار: محمد بن محمود البغدادي. 357/ 5792/ أبو الربيع بن سالم: سليمان ابن موسى الكلاعي. 360/ 5793/ ابن الصلاح: عثمان بن عبد الرحمن الكردي. 362/ 5794/ يعيش بن علي الموصلي. 364/ 5795/ العامري: محمد بن حسان المعدل. 364/ 5796/ الكاشغري: إبراهيم بن عثمان التركي. 366/ 5797/ يوسف بن خليل بن قراجا. 369/ 5798/ المستنصر بالله: منصور بن محمد البغدادي. 376/ 5799/ المستنصر بالله: أحمد بن محمد الهاشمي. 378/ 5800/ المخزومي: عبد الرحمن بن علي المصري. 379/ 5801/ صاحب اليمن: عمر بن علي ابن رسول. 379/ 5802/ المستعصم بالله: عبد الله بن منصور الهاشمي. 385/ 5803/ الجواد: يونس بن ممدود الأيوبي. 386/ 5804/ صاحب تونس: يحيى بن عبد الواحد الهنتاني. 386/ 5805/ صاحب الغرب: علي بن إدريس المؤمني. 387/ 5806/ الملك الصالح: أيوب بن محمد بن العادل. 390/ 5807/ المعظم: تورانشاه بن أيوب. 391/ 5808/ الملك الموحد عبد الله بن تورانشاه. 392/ 5809/ الملك الصالح بن عبد الله. 392/ 5810/ الفارس اقطاي. 392/ 5811/ المعز: أيبك التركماني. 394/ 5812/ المظفر: قطز بن عبد الله المعزي. 394/ 5813/ الكامل: محمد بن غازي.

395/ 5814/ العزيز: محمد بن الملك الظاهر بن صلاح الدين. 396/ 5815/ الملك المحسن: أحمد بن يوسف بن أيوب. 396/ 5816/ الناصر: يوسف بن محمد ابن غازي. 398/ 5817/ الشلوبين: عمر بن محمد الأزدي. 399/ 5818/ الدباج: علي بن جابر الإشبيلي. 400/ 5819/ صاحب حماة: محمود بن محمد الأيوبي. 400/ 5820/ ابن الفاضل: أحمد بن عبد الرحيم المصري. 401/ 5821/ ابن العز: أحمد بن محمد المقدسي. 401/ 5822/ ابن النخال: عبد الله بن عمر البواب. 402/ 5823/ ابن الوليد: عبد الله بن محمد البغدادي. 402/ 5824/ ابن شحانة: عبد الرحمن بن عمر. 402/ 5825/ ابن مقرب: عبد الرحمن بن مقرب الكندي. 403/ 5826/ ابن حمود: عبد المحسن بن حمود الحلبي. 403/ 5827/ النسابة: محمد بن أحمد الدمشقي. 404/ 5828/ ابن أبي جعفر: محمد بن أحمد القرطبي. 404/ 5829/ ابن المنذري: محمد بن عبد العظيم المصري. 405/ 5830/ المنتجب: منتجب ابن أبي العز الهمذاني. 405/ 5831/ ابن المعوج: منصور بن أحمد المرابتي. 405/ 5832/ صاحب حمص: إبراهيم بن شيركوه. 406/ 5833/ عتيق بن أبي الفضل السلماني. 406/ 5834/ ابن الجباب: محمد بن عبد الرحمن السعدي. 406/ 5835/ ابن معقل: أحمد بن علي المهلبي. 407/ 5836/ ابن عدي: حسن بن عدي. 407/ 5837/ الحريري: علي بن أبي الحسن الحوراني. 409/ 5838/ القفطي: علي بن يوسف المصري. 409/ 5839/ الخونجي: محمد بن ناماور الشافعي. 410/ 5840/ مهنا بن مانع بن حديثه.

410/ 5841/ ابن رئيس الرؤساء: المبارك ابن محمد البغدادي. 410/ 5842/ ابن الدوامي: هبة الله بن الحسن البغدادي. 411/ 5843/ الصدر تاج الدين: علي الحاجب. 411/ 5844/ الهذباني: يعقوب بن محمد الكردي. 411/ 5845/ عجيبة: ضوء الصباح بنت محمد البغدادية. 412/ 5846/ الساوي: يوسف بن محمود ابن الحسين. 413/ 5847/ ابن الجباب: أحمد بن محمد السعدي. 413/ 5848/ ابن الخير: إبراهيم بن محمود الأزجي. 414/ 5849/ ابن رواج: ظافر بن علي. 415/ 5850/ ابن العليق: أعز بن فضائل البابصري. 416/ 5851/ النشتبري: علي بن الحسين السحامي. 421/ 5852/ الكمال: إسحاق بن أحمد المعري. 421/ 5853/ ابن سعد: محمد بن سعد المقدسي. 422/ 5854/ اللمغاني: عبد الرحمن بن عبد السلام. 422/ 5855/ الرندي: عبيد الله بن عاصم الأسدي. 422/ 5856/ ابن عمرون: محمد بن محمد الحلبي. 423/ 5857/ ابن الزبيدي: عبد العزيز بن يحيى الربعي. 423/ 5858/ ابن المنى: محمد بن مقبل النهراني. 424/ 5859/ ابن الجميزي: علي بن هبة الله اللخمي. 425/ 5860/ بشير بن حامد الجعفري. 426/ 5861/ ابن البيطار: عبد الله بن أحمد المالقي. 426/ 5862/ اللاردي: محمد بن عتيق التجيبي. 426/ 5863/ الإسفراييني: محمد بن سعيد بن محمد الصوفي. 427/ 5864/ الطراز: محمد بن سعيد الأندلسي. 428/ 5865/ ابن رواحة: عبد الله بن الحسين الخزرجي. 429/ 5866/ ابن البراذعي: عمر بن عبد الوهاب الدمشقي.

430/ 5867/ ابن الجوهري: أحمد بن محمود الدمشقي. 430/ 5868/ ابن الحاجب: عثمان بن عمر الكردي. 431/ 5869/ السيدي: محمد بن عبد الكريم الأصبهاني. 432/ 5870/ مظفر بن عبد الملك الإسكندراني. 432/ 5871/ شعيب بن يحيى القيرواني. 432/ 5872/ ابن أبي حرمى: عبد الرحمن ابن فتوح العطار. 433/ 5873/ صفية بنت عبد الوهاب الزبيرية. 434/ 5874/ سليمان بن داود بن عبد الله. 434/ 5875/ ابن أبي السعادات: محمد ابن عبد الله الدباسي. 435/ 5876/ الريغى: عبد الله بن إبراهيم المغربي. 435/ 5877/ ابن مطروح: يحيى بن عيسى الصعيدي. 436/ 5878/ الموفق: قاسم بن هبة الله المدائني. 436/ 5879/ الشاري: علي بن محمد الغافقي. 438/ 5880/ السبط: عبد الرحمن بن مكي الطرابلسي. 439/ 5881/ عبد القادر بن الحسين البندنيجي. 439/ 5882/ عيسى بن سلامة بن سالم الخياط. 440/ 5883/ ابن مسلمة: أحمد بن المفرج. 441/ 5884/ الصاغاني: الحسن بن محمد العدوي. 442/ 5885/ ابن قميرة: يحيى بن نصر اليربوعي. 443/ 5886/ أبو العباس أحمد بن نصر التاجر. 443/ 5887/ ابن علان: مكي بن المسلم القيسي. 444/ 5888/ القوصي: إسماعيل بن حامد الخزرجي. 444/ 5889/ صالح بن شجاع بن محمد المدلجي. 445/ 5890/ فج بن عبد الله القرطبي. 445/ 5891/ ابْنُ تَيْمِيَةَ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ اللهِ الحراني. 447/ 5892/ ابن طلحة: محمد بن طلحة العدوي. 447/ 5893/ النظام البلخي: محمد بن محمد بن عثمان.

448/ 5894/ عثمان بن محمد التنوخي. 448/ 5895/ السفاقسي: محمد بن الحسن التميمي. 449/ 5896/ ابن قزغلي: يوسف بن قزغلي الهبيري. 449/ 5897/ اقطاي فارس الدين التركي. 450/ 5898/ ابن خليل: محمد بن أحمد السكوني. 450/ 5899/ عيسى بن أحمد اليونيني. 451/ 5900/ الطوسي: إسحاق بن إبراهيم الغرناطي. 451/ 5901/ العماد: داود بن عمر الزبيدي. 452/ 5902/ الضياء أبو طاهر: يوسف بن عمر الزبيدي. 452/ 5903/ القميني. 452/ 5904/ ابن وثيق: إبراهيم بن محمد الأموي. 453/ 5905/ ابن قطرال: علي بن عبد الله القرطبي. 454/ 5906/ الرشيد العراقي: إسماعيل ابن أحمد الأواني. 454/ 5907/ صقر بن يحيى بن سالم الحلبي. 455/ 5908/ البلخي: محمد بن أبي بكر. 455/ 5909/ ابن النحاس: عبد الله بن الحسن الأنصاري. 456/ 5910/ الحلبي: أيبك الصالحي. 457/ 5911/ ابن الحلاوي: أحمد بن محمد الموصلي. 457/ 5912/ اليلداني: عبد الرحمن بن عبد المنعم الدمشقي. 458/ 5913/ المرسي: محمد بن عبد الله الأندلسي. 462/ 5914/ ابن باطيش: إسماعيل بن هبة الله الموصلي. 462/ 5915/ عبد العظيم بن عبد القوي الشامي. 465/ 5916/ الكفرطابي: عبد العزيز بن عبد الوهاب القواس. 465/ 5917/ خطيب مردا: محمد بن إسماعيل المقدسي. 466/ 5918/ النشبي: علي بن المظفر الربعي. 466/ 5919/ البكري: الحسن بن محمد القرشي. 468/ 5920/ شرف الدين: محمد بن محمد القرشي. 468/ 5921/ ابن شقيرا: المرجى بن الحسن الواسطي.

469/ 5922/ فضل الله بن عبد الرزاق الجيلي. 469/ 5923/ ابن السراج: أحمد بن محمد الأنصاري. 470/ 5924/ الباذرائي: عبد الله بن محمد الفرضي. 471/ 5925/ الأرموي: محمد بن الحسين. 471/ 5926/ ابن عليم: عبد الرحيم بن أحمد الخزرجي. 472/ 5927/ ابن الأبار: محمد بن عبد الله القضاعي. 473/ 5928/ البياسي: يوسف بن محمد المغربي. 474/ 5929/ العماد: عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسي. 475/ 5930/ ابن الهنى: محمد بن علي الخياط. 475/ 5931/ محمد بن عبد الهادي بن يوسف المقدسي. 476/ 5932/ ابن الخشوعي: عبد الله بن بركات الرفاء. 476/ 5933/ النعال: محمد بن أنجب الصوفي. 477/ 5934/ الزنجاني: محمود بن أحمد. 478/ 5935/ بنات الكامل السلطان الملك الناصر يوسف. 478/ 5936/ غازية بنت السلطان الكامل. 478/ 5937/ الخاتون والدة الملك الكامل. 479/ 5938/ ابن خطيب القرافة: عثمان ابن علي الناسخ. 479/ 5939/ أبو العز: مفضل بن علي الشافعي. 480/ 5940/ ابن العجمي: عبد الرحمن ابن عبد الرحيم الحلبي. 480/ 5941/ القزويني: محمد بن أبي القاسم الصوفي. 480/ 5942/ لاحق بن عبد المنعم الأرتاحي. 481/ 5943/ أحمد بن حامد الأرتاحي. 481/ 5944/ الشارعي: عثمان بن مكي السعدي. 482/ 5945/ ابن درباس: محمد بن الملك الماراني. 482/ 5946/ العز الضرير: حسن بن محمد الإربلي. 483/ 5947/ الإربلي: الحسين بن إبراهيم اللغوي. 483/ 5948/ البهاء زهير: زهير بن محمد المهلبي.

484/ 5949/ الملك الرحيم: لؤلؤ الأرمني الأتابكي. 485/ 5950/ المعظم الحلبي: تورانشاه بن صلاح الدين. 485/ 5951/ الظاهر: غازي بن محمد بن غازي. 486/ 5952/ شعلة: محمد بن أحمد الموصلي. 487/ 5953/ الفاسي: محمد بن حسن بن محمد. 487/ 5954/ ابن العلقمي: محمد بن محمد الرافضي. 488/ 5955/ الباخرزي: سعيد بن المطهر القائدي. 492/ 5956/ إقبال: الحبشي المستنصري الشرابي. 493/ 5957/ الدويدار: أيبك الدويدار الصغير. 494/ 5958/ ابْنُ أَبِي الحديدِ: قَاسِمُ بنُ هِبَةِ اللهِ المدائني. 494/ 5959/ ابن الجوزي: يوسف بن أبي الفرج البكري. 495/ 5960/ الصَّاحِبُ شَرَفُ الدِّيْنِ: عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ. 496/ 5961/ واقف الصدرية: أسعد بن عثمان التنوخي. 496/ 5962/ المحب: عبد الله بن أحمد المقدسي. 496/ 5963/ الناصر داود: داود بن عيسى. 500/ 5964/ المنصور: علي بن أيبك التركي. 501/ فهرس الموضوعات. 525/ فهرس التراجم.

فهرس التراجم على حروف المعجم: الجزء السادس عشر: الصحفة التراجم 203/ 5592/ ابن أبي الجود: المبارك بن علي الوراق. 494/ 5958/ ابْنُ أَبِي الحديدِ: قَاسِمُ بنُ هِبَةِ اللهِ المدائني. 351/ 5789/ ابْنُ أَبِي الدَّمِ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحموي. 154/ 5557/ ابن أبي الرداد: الحسين بن يحيى المصري. 434/ 5875/ ابن أبي السعادات: محمد ابن عبد الله الدباسي. 333/ 5759/ ابن أبي الفخار: علي بن هبة الله الهاشمي. 404/ 5828/ ابن أبي جعفر: محمد بن أحمد القرطبي. 432/ 5872/ ابن أبي حرمى: عبد الرحمن ابن فتوح العطار. 39/ 5417/ ابن أبي ركب: مصعب بن محمد. 224/ 5619/ ابن أبي لقمة: محمد بن السيد الصفار. 155/ 5560/ ابن إدريس: علي بن محمد البعقوبي. 472/ 5927/ ابن الأبار: محمد بن عبد الله القضاعي. 45/ 5428/ ابن الأثير: المبارك بن محمد. 257/ 5663/ ابن الأثير: علي بن محمد الجزري. 323/ 5745/ ابن الأثير: نصر الله بن محمد الشيباني. 72/ 5468/ ابْنُ الأَخْضَرِ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مَحْمُوْدٍ الجُنَابَذِيُّ. 43/ 5424/ ابن الإخوة: هشام بن عبد الرحيم. 227/ 5642/ ابْنُ الأُسْتَاذِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ الحلبي. 153/ 5556/ ابن الأنماطي: إسماعيل بن عبد الله المصري. 298/ 5715/ ابن الباجي: محمد بن أحمد اللخمي.

212/ 5600/ ابن البراج: أحمد بن يحيى الوكيل. 429/ 5866/ ابن البراذعي: عمر بن عبد الوهاب الدمشقي. 296/ 5711/ ابن البغدادي: عبد القادر بن محمد المصري. 97/ 5495/ ابن البل: محمد بن علي الدوري. 213/ 5602/ ابن البن: الحسن بن علي الخشاب. 194/ 5578/ ابن البناء: علي بن نصر الواسطي. 88/ 5484/ ابن البناء: محمد بن عبد الله البغدادي. 426/ 5861/ ابن البيطار: عبد الله بن أحمد المالقي. 413/ 5847/ ابن الجباب: أحمد بن محمد السعدي. 192/ 5576/ ابْنُ الجَبَّابِ: عَبْدُ القوِيِّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ التميمي. 406/ 5834/ ابن الجباب: محمد بن عبد الرحمن السعدي. 342/ 5775/ ابن الجبير: محمد بن يحيى البغدادي. 112/ 5516/ ابن الجراح: يحيى بن منصور المصري. 84/ 5476/ ابن الجلاجلي: محمد بن علي البغدادي. 424/ 5859/ ابن الجميزي: علي بن هبة الله اللخمي. 212/ 5601/ ابن الجواليقي: الحسن بن إسحاق البغدادي. 256/ 5662/ ابن الجوزي: علي بن عبد الرحمن البكري. 494/ 5959/ ابن الجوزي: يوسف بن أبي الفرج البكري. 430/ 5867/ ابن الجوهري: أحمد بن محمود الدمشقي. 430/ 5868/ ابن الحاجب: عثمان بن عمر الكردي. 267/ 5679/ ابن الحاجب: عمر بن محمد الأميني. 100/ 5501/ ابن الحرستاني: عبد الصمد ابن محمد الأنصاري. 147/ 5554/ ابن الحصري: نصر بن محمد بن علي. 457/ 5911/ ابن الحلاوي: أحمد بن محمد الموصلي. 146/ 5552/ ابن الحمامي: محمد بن محمود الهمذاني. 351/ 5788/ ابن الخازن: محمد بن سعيد النيسابوري.

8/ 5389/ ابن الخريف: ضياء بن أحمد. 339/ 5770/ ابن الخشوعي: إبراهيم بن بركات الدمشقي. 476/ 5932/ ابن الخشوعي: عبد الله بن بركات الرفاء. 21/ 5410/ ابن الخصيب: محمد بن الحسين. 413/ 5848/ ابن الخير: إبراهيم بن محمود الأزجي. 104/ 5504/ ابن الدهان: المبارك بن المبارك الواسطي. 410/ 5842/ ابن الدوامي: هبة الله بن الحسن البغدادي. 44/ 5426/ ابن الربيع: يحيى بن الربيع. 109/ 5512/ ابن الرزاز: سعيد بن محمد البغدادي. 315/ 5733/ ابن الرومية: أحمد بن محمد الإشبيلي. 259/ 5662/ ابن الزبيدي: الحسين بن المبارك البغدادي. 423/ 5857/ ابن الزبيدي: عبد العزيز بن يحيى الربعي. 54/ 5439/ ابن الزنف: محمد بن وهب. 37/ 5412/ ابن الساعاتي: علي بن محمد. 307/ 5722/ ابن السباك: محمد بن محمد البغدادي. 469/ 5923/ ابن السراج: أحمد بن محمد الأنصاري. 298/ 5714/ ابن الشواء: يوسف بن إسماعيل الكوفي. 40/ 5419/ ابن الشيخ: يوسف بن محمد. 299/ 5717/ ابن الشيرازي: محمد بن هبة الله الشافعي. 328/ 5754/ ابن الصابوني: علي بن محمود المحمودي. 88/ 5483/ ابن الصباغ: علي بن حميد الصعيدي. 116/ 5521/ ابن الصفار: القاسم بن عبد الله النيسابوري. 360/ 5793/ ابن الصلاح: عثمان بن عبد الرحمن الكردي. 85/ 5477/ ابن الصيقل: موسى بن سعيد الهاشمي. 307/ 5723/ ابن الطفيل: عبد الرحيم بن يوسف الدمشقي. 345/ 5780/ ابن الطيلسان: القاسم بن محمد القرطبي. 480/ 5940/ ابن العجمي: عبد الرحمن ابن عبد الرحيم الحلبي.

345/ 5781/ ابن العجمي: عمر بن عبد الرحيم الشافعي. 310/ 5727/ ابن العربي: محمد بن علي الطائي. 401/ 5821/ ابن العز: أحمد بن محمد المقدسي. 487/ 5954/ ابن العلقمي: محمد بن محمد الرافضي. 415/ 5850/ ابن العليق: أعز بن فضائل البابصري. 13/ 5400/ ابن الفاخر: محمد بن معمر. 265/ 5675/ ابن الفارض: عمر بن علي الحموي. 400/ 5820/ ابن الفاضل: أحمد بن عبد الرحيم المصري. 15/ 5403/ ابن القارص: الحسين بن حسن. 60/ 5444/ ابن القبيطي: محمد بن علي ابن القبيطي البغدادي. 94/ 5493/ ابن القرطبي: عبد الله بن الحسن المالقي. 228/ 5626/ ابن القطان: علي بن محمد المغربي. 290/ 5702/ ابن اللتي: عبد الله بن عمر الحريمي. 347/ 5784/ ابن المجد: أحمد بن عيسى المقدسي. 346/ 5783/ ابن المخيلي: يوسف بن عبد المعطى الغساني. 310/ 5728/ ابن المستوفى: المبارك بن أحمد اللخمي. 323/ 5746/ ابن المعز: أحمد بن محمد الحراني. 67/ 5456/ ابن المعزم: عبد الرحمن بن عبد الوهاب الهمذاني. 405/ 5831/ ابن المعوج: منصور بن أحمد المرابتي. 348/ 5785/ ابن المقبر: علي بن الحسين الأزجي. 17/ 5406/ ابن المنجي: أسعد بن المنجي. 404/ 5829/ ابن المنذري: محمد بن عبد العظيم المصري. 423/ 5858/ ابن المني: محمد بن مقبل النهراني. 342/ 5776/ ابن الناقد: أحمد بن محمد البغدادي. 107/ 5508/ ابن الناقد: عبد العزيز بن أحمد البغدادي الجصاص. 156/ 5561/ ابن النبيه: علي بن محمد المصري.

355/ 5791/ ابن النجار: محمد بن محمود البغدادي. 455/ 5909/ ابن النحاس: عبد الله بن الحسن الأنصاري. 401/ 5822/ ابن النخال: عبد الله بن عمر البواب. 229/ 5627/ ابن النرسي: أحمد بن الحسين البيع. 221/ 5613/ ابن النرسي: عبد اللطيف بن المبارك البغدادي. 220/ 5612/ ابن النرسي: محمد بن محمد الأديب. 475/ 5930/ ابن الهنى: محمد بن علي الخياط. 402/ 5823/ ابن الوليد: عبد الله بن محمد البغدادي. 258/ 5664/ ابن باتكين: إسماعيل بن علي الجوهري. 201/ 5586/ ابن باز: الحسين بن عمر الموصلي. 462/ 5914/ ابن باطيش: إسماعيل بن هبة الله الموصلي. 255/ 5661/ ابن باقا: عبد العزيز بن أحمد السيبي. 245/ 5647/ ابْنُ بَرَّجَانَ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللخمي. 210/ 5599/ ابن بقى: أحمد بن يزيد القرطبي. 299/ 5716/ ابن بهروز: محمد بن مسعود البغدادي. 223/ 5618/ ابن بورنداز: علي بن النفيس البغدادي. 218/ 5608/ ابن تيمية: محمد بن الخضر الحراني. 445/ 5891/ ابْنُ تَيْمِيَةَ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ اللهِ الحراني. 81/ 5474/ ابن جبير: محمد بن أحمد الكناني البلنسي. 72/ 5467/ ابن جرج: أحمد بن محمد القرطبي. 222/ 5616/ ابن حريق: علي بن محمد المخزومي. 403/ 5826/ ابن حمود: عبد المحسن بن حمود الحلبي. 336/ 5765/ ابن حمويه: عبد الله بن عمر. 100/ 5500/ ابن حمويه: محمد بن عمر الجويني الشافعي. 159/ 5568/ ابن حوط الله: داود بن سليمان الحارثي. 78/ 5471/ ابْنُ حَوْطِ اللهِ: عَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ الأندلسي.

70/ 5462/ ابن خروف: علي بن محمد الإشبيلي. 479/ 5938/ ابن خطيب القرافة: عثمان ابن علي الناسخ. 9/ 5392/ ابن خطيب الموصل: أحمد ابن عبد الله. 322/ 5744/ ابن خلفون: محمد بن إسماعيل الأزدي. 450/ 5898/ ابن خليل: محمد بن أحمد السكوني. 278/ 5691/ ابن دحية: عمر بن حسن الداني. 38/ 5415/ ابن درباس: عبد الملك بن عيسى. 219/ 5609/ ابن درباس: إبراهيم بن عثمان الكردي. 482/ 5945/ ابن درباس: محمد بن الملك الماراني. 308/ 5724/ ابن دلف: عبد العزيز بن دلف الخازن. 200/ 5584/ ابن دمدم: أحمد بن الرحمن الربعي. 324/ 5747/ ابن راجح: أحمد بن محمد المقدسي. 144/ 5547/ ابن راجح: محمد بن خلف المقدسي الجماعيلي. 293/ 5706/ ابن رئيس الرؤساء: الحسين ابن علي الناسخ. 410/ 5841/ ابن رئيس الرؤساء: المبارك ابن محمد البغدادي. 414/ 5849/ ابن رواج: ظافر بن علي. 428/ 5865/ ابن رواحة: عبد الله بن الحسين الخزرجي. 47/ 5429/ ابن روح: أسعد بن سعيد. 277/ 5690/ ابن روزبة: علي بن روزبة القلانسي. 231/ 5630/ ابن زرقون: محمد بن محمد الإشبيلي. 266/ 5676/ ابن زينة: مهذب بن حسين ابن محمد. 421/ 5853/ ابن سعد: محمد بن سعد المقدسي. 52/ 5438/ ابن سكينة: عبد الوهاب بن منصور. 292/ 5705/ ابْنُ سُكَيْنَةَ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ البغدادي. 244/ 5646/ ابْنُ سُكَيْنَةَ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البغدادي. 344/ 5778/ ابن سلام: الحسن بن سالم الكاتب. 41/ 5421/ ابْنُ سَنَاءِ المُلْكِ: هِبَةُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ.

297/ 5713/ ابن سنى الدولة: يحيى بن هبة الله الدمشقي. 340/ 5771/ ابن سهل: سهل بن محمد الغرناطي. 99/ 5498/ ابن سيدهم: أحمد بن محمد الأنصاري الدمشقي. 108/ 5509/ ابن سيدهم: أحمد بن محمد الأنصاري الدمشقي. 110/ 5514/ ابن شاس: عبد الله بن نجم السعدي المصري. 402/ 5824/ ابن شحاتة: عبد الرحمن بن عمر. 346/ 5782/ ابن شحم: ظافر بن طاهر المالكي. 275/ 5689/ ابن شداد: يوسف بن رافع الأسدي. 329/ 5755/ ابن شفنين: محمد بن عبد الواحد المتوكلي. 468/ 5921/ ابن شقيرا: المرجي بن الحسن الواسطي. 222/ 5615/ ابن شكر: عبد الله بن علي الدميري. 225/ 5620/ ابن شمس الخلافة: جعفر ابن محمد الأفضلي. 66/ 5455/ ابن شنيف: الحسين بن سعيد بن الحسن الدارقزي. 226/ 5622/ ابن شيث: عبد الرحيم بن علي القوصي. 202/ 5588/ ابن شيرويه: أحمد بن شيرويه الهمذاني. 89/ 5487/ ابن صاحب الأحكام: محمد بن أحمد الغرناطي. 248/ 5650/ ابن صاحب الغرب: يوسف ابن محمد المؤمني. 268/ 5681/ ابن صباح: الحسن بن يحيى المخزومي. 164/ 5573/ ابن صرما: أحمد بن صرما الأزجي. 215/ 5605/ ابن صصرى: الحسين بن هبة الله التغلبي. 244/ 5645/ ابن صيلا: عبد الرحمن بن عتيق الحربي. 141/ 5543/ ابن طاووس: هبة الله بن الخضر البغدادي. 55/ 5442/ ابن طبرزذ: عمر بن محمد. 292/ 5704/ ابن طرد: عبد الله بن المظفر الزينبي. 447/ 5892/ ابن طلحة: محمد بن طلحة العدوي. 89/ 5486/ ابن ظافر: علي بن ظافر الأصولي المصري.

328/ 5753/ ابن ظفر: إسماعيل بن ظفر المنذري. 63/ 5449/ ابن عات: أحمد بن هارون النفزي الشاطبي. 202/ 5589/ ابْنُ عَبْدِ الحَقِّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الحَقِّ البربري. 209/ 5598/ ابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ: الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ الكاتب. 160/ 5569/ ابن عبد السميع: عبد الرحمن بن محمد القرشي. 407/ 5836/ ابن عدي: حسن بن عدي. 161/ 5570/ ابن عساكر: عبد الرحمن بن محمد الدمشقي. 319/ 5741/ ابن عسكر: محمد بن علي المالقي. 202/ 5590/ ابن عطاء: محمد بن النفيس البغدادي. 214/ 5603/ ابن عفيجة: محمد بن عبد الله البندنيجي. 317/ 5736/ ابن علان: أسعد بن المسلم الدمشقي. 443/ 5887/ ابن علان: مكي بن المسلم القيسي. 471/ 5926/ ابن عليم: عبد الرحيم بن أحمد الخزرجي. 272/ 5685/ ابن عماد: محمد بن عماد الحراني. 422/ 5856/ ابن عمرون: محمد بن محمد الحلبي. 262/ 5672/ ابن عنين: محمد بن نصر الله الزرعي. 234/ 5634/ ابْنُ عِيْسَى: عِيْسَى بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الشَّرِيْشِيُّ. 341/ 5773/ ابْنُ عَيْنِ الدَّوْلَةِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الإسكندراني. 266/ 5677/ ابن غانية: يحيى بن إسحاق الميورقي. 273/ 5686/ ابن غسان: محمد بن غسان الخزرجي. 149/ 5555/ ابن قدامة: عبد الله بن أحمد المقدسي الجماعيلي. 449/ 5896/ ابن قزغلي: يوسف بن قزغلي الهبيري. 453/ 5905/ ابن قطرال: علي بن عبد الله القرطبي. 442/ 5885/ ابن قميرة: يحيى بن نصر اليربوعي. 233/ 5632/ ابن قنيدة: المهذب بن علي الأزجي. 8/ 5388/ ابن كامل: يوسف بن كامل.

61/ 5445/ ابن كامل: محمد بن هبة الله البغدادي الوكيل. 288/ 5699/ ابن كمال: هبة الله بن عمر القطان. 86/ 5479/ ابن مجلي: عبد الله بن محمد المصري. 335/ 5764/ ابن محارب: محمد بن محمد الغرناطي. 325/ 5749/ ابن مختار: علي بن مختار العامري. 440/ 5883/ ابن مسلمة: أحمد بن المفرج. 19/ 5408/ ابن مشق: محمد بن المبارك. 435/ 5877/ ابن مطروح: يحيى بن عيسى الصعيدي. 239/ 5639/ ابن معطى: يحيى بن عبد المعطى. 406/ 5835/ ابن معقل: أحمد بن علي المهلبي. 340/ 5772/ ابن مقبل: عبد الرحمن بن مقبل الواسطي. 402/ 5825/ ابن مقرب: عبد الرحمن بن مقرب الكندي. 193/ 5577/ ابن مكرم: محمد بن هبة الله البغدادي. 109/ 5506/ ابن ملاعب: داود بن أحمد البغدادي الأزجي. 44/ 5425/ ابن مماتي: أسعد بن الخطير. 274/ 5688/ ابن مندة: محمود بن إبراهيم العبدي. 67/ 5458/ ابْنُ مَنْدَوَيْه: عَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ أَبِي غَالِبٍ السريجاني. 73/ 5469/ ابن منينا: عبد العزيز بن معالي البغددي. 69/ 5460/ ابن نغوبا: علي بن علي الواسطي. 252/ 5659/ ابن نقطة: محمد بن عبد الغني البغدادي. 66/ 5453/ ابن نوح: محمد بن أيوب الغافقي البلنسي. 80/ 5473/ ابن واجب: أحمد بن محمد البلنسي المالكي. 452/ 5904/ ابن وثيق إبراهيم بن محمد الأموي. 233/ 5633/ ابْنُ وَرْدَانَ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَتِيقٍ العَامِرِيُّ. 139/ 5540/ ابن وهبان: عبد الرحيم بن النفيس السلمي الحديثي. 284/ 5694/ ابن ياسين: سعيد بن محمد السفار.

50/ 5434/ ابن يونس: محمد بن يونس. 195/ 5579/ ابن يونس: أحمد بن موسى الإربلي. 330/ 5756/ ابن يونس: موسى بن يونس الموصلي. 38/ 5414/ أبو الجود: غياث بن فارس. 357/ 5792/ أبو الربيع بن سالم: سليمان ابن موسى الكلاعي. 443/ 5886/ أبو العباس أحمد بن نصر التاجر. 479/ 5939/ أبو العز: مفضل بن علي الشافعي. 92/ 5491/ أبو القاسم تميم. 48/ 5430/ أبو المجد: زاهر بن أحمد. 91/ 5489/ أبو تراب: يحيى بن إبراهيم الكرخي. 70/ 5464/ أبو جعفر بن يحيى: أحمد ابن محمد الحميري الكتامي. 119/ 5524/ أَبُو رَوْحٍ: عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّاعِدِيُّ الخراساني. 242/ 5642/ أبو محمد الروابطي. 235/ 5637/ أَبُو مُوْسَى ابْنُ الحَافِظِ: عَبْدُ اللهِ بنُ عبد الغني المقدسي. 43/ 5423/ أبو هريرة: واثلة بن الأسقع. 481/ 5943/ أحمد بن حامد الأرتاحي. 286/ 5696/ أحمد بن نجم العبادي. 142/ 5544/ أخو ابن طاووس: أحمد بن الخضر الصوفي. 159/ 5567/ أخوه: محمد بن أحمد الشافعي. 492/ 5956/ إقبال: الحبشي المستنصري الشرابي. 449/ 5897/ اقطاي فارس الدين التركي. 483/ 5947/ الإربلي: الحسين بن إبراهيم اللغوي. 281/ 5692/ الإربلي: محمد بن إبراهيم الصوفي. 7/ 5387/ الأرتاحي: محمد بن حمد. 471/ 5925/ الأرموي: محمد بن الحسين. 426/ 5863/ الإسفراييني: محمد بن سعيد بن محمد الصوفي. 124/ 5527/ الأشرف: موسى شاه أرمن ابن العادل. 51/ 5435/ الأصبهاني: يحيى بن عبد الرحمن. 111/ 5515/ الافتخار: عبد المطلب بن الفضل القرشي. 243/ 5643/ الأمجد: فروخشاه بن شاهنشاه.

251/ 5656/ الأمير السيد: الحسن بن علي العلوي. 289/ 5701/ الأنجب بن أبي السعادات الحمامي. 196/ 5581/ الأندرشي: محمد بن أحمد الأنصاري. 129/ 5529/ الأوحد: أيوب بن الملك العادل. 254/ 5660/ الإوقي: الحسن بن أحمد العجمي. 488/ 5955/ الباخرزي: سعيد بن المطهر القائدي. 470/ 5924/ الباذرائي: عبد الله بن محمد الفرضي. 199/ 5583/ البخاري: أحمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي. 163/ 5572/ البردغولي: عبد السلام بن المبارك البغدادي. 313/ 5730/ البرزالي: محمد بن يوسف الإشبيلي. 9/ 5390/ البستنبان: عبد الله بن عبد الرحمن. 466/ 5919/ البكري: الحسن بن محمد القرشي. 105/ 5505/ البكري: محمد بن محمد القرشي التيمي. 455/ 5908/ البلخي: محمد بن أبي بكر. 91/ 5490/ البندنيجي: أحمد بن أحمد الأزجي. 483/ 5948/ البهاء زهير: زهير بن محمد المهلبي. 207/ 5597/ البهاء: عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي. 473/ 5928/ البياسي: يوسف بن محمد المغربي. 203/ 5591/ البيع: محمد بن هبة الله الدينوري. 155/ 5559/ البيع: يحيى بن أحمد الأزجي. 318/ 5737/ التبريزي: بدل بن أبي المعمر. 69/ 5461/ التجيبي: محمد بن عبد الرحمن المرسي. 334/ 5760/ التسارسي: علي بن زيد الجذامي. 10/ 5393/ التقى الأعمى. 90/ 5488/ الجاجرمي: محمد بن إبراهيم الشافعي. 45/ 5427/ الجبائي: عبد الله بن أبي الحسن. 50/ 5433/ الجزولي: عيسى بن عبد العزيز.

39/ 5416/ الجلياني: عبد المنعم بن عمر. 385/ 5803/ الجواد: يونس بن ممدود الأيوبي. 250/ 5655/ الحاجري: عيسى بن سنجر الإربلي. 130/ 5530/ الحافظ: أرسلان شاه بن محمد بن أيوب. 309/ 5726/ الحرالي: علي بن أحمد التجيبي. 407/ 5837/ الحريري: علي بن أبي الحسن الحوراني. 234/ 5635/ الحسن ابن الزبيدي البغدادي. 64/ 5451/ الحصار: أحمد بن علي المرسي الحصار. 312/ 5729/ الحصيري: محمود بن أحمد التاجري. 456/ 5910/ الحلبي: أيبك الصالحي. 478/ 5937/ الخاتون والدة الملك الكامل. 316/ 5734/ الخجندي: ثابت بن محمد الأصبهاني. 201/ 5587/ الخفيفي: عبد المحسن بن أبي العميد الأبهري. 409/ 5839/ الخونجي: محمد بن ناماور الشافعي. 319/ 5740/ الخويي: أحمد بن الخليل الشافعي. 227/ 5625/ الداهري: عبد السلام بن عبد الله الخفاف. 399/ 5818/ الدباج: علي بن جابر الإشبيلي. 320/ 5743/ الدبيثي: محمد بن سعيد المعدل. 235/ 5636/ الداخوار: عبد الرحيم بن علي الدمشقي. 296/ 5710/ الدولعي: محمد بن أبي الفضل التغلبي. 493/ 5957/ الدويدار: أيبك الدويدار الصغير. 197/ 5582/ الرافعي: عبد الكريم بن محمد القزويني. 267/ 5680/ الرحبي: يوسف بن حيدرة الحكيم. 454/ 5906/ الرشيد العراقي: إسماعيل ابن أحمد الأواني. 274/ 5687/ الرشيدي: علي بن الحسن الظفري. 266/ 5678/ الرضي الجيلي: سليمان بن مظفر الشافعي. 295/ 5708/ الرعيني: عيسى بن سليمان الأندلسي.

342/ 5777/ الرفيع: عبد العزيز بن عبد الواحد الجيلي. 422/ 5855/ الرندي: عبيد الله بن عاصم الأسدي. 95/ 5494/ الرهاوي: عبد القادر بن عبد الله السفار. 435/ 5876/ الريفي: عبد الله بن إبراهيم المغربي. 154/ 5558/ الزناتي: محمد بن إسحاق الغرناطي. 477/ 5934/ الزنجاني: محمود بن أحمد. 86/ 5480/ الزهري: عبد الرحمن بن علي الإشبيلي. 87/ 5482/ السائح: علي بن أبي بكر الهروي. 137/ 5536/ السامري: محمد بن عبد الله ابن محمد بن إدريس. 412/ 5846/ الساوي: يوسف بن محمود ابن الحسين. 438/ 5880/ السبط: عبد الرحمن بن مكي الطرابلسي. 349/ 5787/ السخاوي: علي بن محمد الهمداني. 448/ 5895/ السفاقسي: محمد بن الحسن التميمي. 115/ 5520/ السمعاني: عبد الرحيم بن عبد الكريم المروزي. 226/ 5623/ السنجاري: أسعد بن يحيى السلمي. 269/ 5682/ السهروردي: عمر بن محمد البكري. 431/ 5869/ السيدي: محمد بن عبد الكريم الأصبهاني. 263/ 5673/ السيف: علي بن أبي علي التغلبي. 481/ 5944/ الشارعي: عثمان بن مكي السعدي. 436/ 5879/ الشاري: علي بن محمد الغافقي. 103/ 5503/ الشعرية: زينب بنت عبد الرحمن الجرجانية. 109/ 5511/ الشقوري: علي بن أحمد الغافقي القرطبي. 398/ 5817/ الشلوبين: عمر بن محمد الأزدي. 58/ 5443/ الشَّيْخُ أَبُو عُمَرَ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ قدامة المقدسي. 495/ 5960/ الصَّاحِبُ شَرَفُ الدِّيْنِ: عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ. 441/ 5884/ الصاغاني: الحسن بن محمد العدوي.

131/ 5532/ الصالح: إسماعيل بن محمد بن أيوب. 411/ 5843/ الصدر تاج الدين: علي الحاجب. 332/ 5758/ الصريفيني: إبراهيم بن محمد العراقي. 306/ 5721/ الصفراوي: عبد الرحمن بن عبد المجيد الإسكندراني. 139/ 5539/ الصلاح: عبد الرحمن بن عثمان الكردي. 14/ 5401/ الصيدلاني: محمد بن أحمد. 452/ 5902/ الضياء أبو طاهر: يوسف بن عمر الزبيدي. 352/ 5790/ الضياء المقدسي: محمد بن عبد الواحد الجماعيلي. 427/ 5864/ الطراز: محمد بن سعيد الأندلسي. 451/ 5900/ الطوسي: إسحاق بن إبراهيم الغرناطي. 144/ 5519/ الطوسي: المؤيد بن محمد النيسابوري. 204/ 5594/ الظاهر بأمر الله: محمد بن أحمد العباسي. 485/ 5951/ الظاهر: غازي بن محمد بن غازي. 120/ 5525/ العادل وبنوه: محمد بن أيوب بن شاذى التكريتي. 67/ 5457/ العاقولي: أبو العباس أحمد ابن الحسني. 364/ 5795/ العامري: محمد بن حسان المعدل. 251/ 5657/ العبادي: عبيد الله بن إبراهيم البخاري. 146/ 5551/ العثماني: محمد بن عمر الأموي الدمشقي. 79/ 5472/ العِزُّ ابْنُ الحَافِظِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ المقدسي. 482/ 5946/ العز الضرير: حسن بن محمد الإربلي. 395/ 5814/ العزيز: محمد بن الملك الظاهر بن صلاح الدين. 102/ 5502/ العطار: أحمد بن عبد الله السلمي البغدادي. 106/ 5507/ العكبري: عبد الله بن الحسين النحوي الحنبلي. 261/ 5666/ العلبي: زكريا بن علي السقلاطوني. 327/ 5752/ العماد الزاهد: العماد بن عمر بن أسعد. 137/ 5537/ العماد بن عساكر: علي بن القاسم الدمشقي الشافعي.

82/ 5475/ العماد: إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي. 451/ 5901/ العماد: داود بن عمر الزبيدي. 474/ 5929/ العماد: عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسي. 337/ 5766/ العماد: عمر بن محمد بن عمر. 110/ 5513/ العميدي: محمد أو أحمد ابن محمد السمرقندي. 98/ 5496/ العميدي: محمد بن محمد السمرقندي. 349/ 5786/ الغزال: حمزة بن عمر المالكي. 113/ 5518/ الغزنوي: أحمد بن علي بن الحسين البغدادي. 392/ 5810/ الفارس أقطاي. 157/ 5563/ الفارسي: محمد بن إبراهيم الفيروزآبادي. 487/ 5953/ الفاسي: محمد بن حسن بن محمد. 338/ 5769/ الفخر: يوسف بن شيخ الشيوخ. 10/ 5394/ الفراء: خلف بن أحمد. 223/ 5617/ القاضي: علي بن يوسف الدمشقي. 99/ 5497/ القاهر: مسعود بن أرسلان شاه. 331/ 5757/ القبيطي: عبد اللطيف بن محمد الجوهري. 480/ 5941/ القزويني: محمد بن أبي القاسم الصوفي. 158/ 5566/ القزويني: محمد بن أحمد الطالقاني. 195/ 5580/ القزويني: محمد بن الحسين الصوفي. 9/ 5391/ القصري: عبد الجليل بن موسى. 62/ 5447/ القصري: عبد الجليل بن موسى الأنصاري الأوسي. 286/ 5697/ القطيعي: محمد بن أحمد البغدادي. 409/ 5838/ القفطي: علي بن يوسف المصري. 252/ 5658/ القمي: محمد بن محمد الكاتب. 452/ 5903/ القميني. 444/ 5888/ القوصي: إسماعيل بن حامد الخزرجي. 364/ 5796/ الكاشغري: إبراهيم بن عثمان التركي.

126/ 5528/ الكامل: محمد بن أبي بكر ابن أيوب. 394/ 5813/ الكامل: محمد بن غازي. 344/ 5779/ الكردري: محمد بن عبد الستار البراتقيني. 465/ 5916/ الكفرطابي: عبد العزيز بن عبد الوهاب القواس. 388/ 5767/ الكمال: أحمد بن أبي الحسن الشافعي. 421/ 5852/ الكمال: إسحاق بن أحمد المعري. 74/ 5470/ الكندي: زيد بن الحسن البغدادي. 426/ 5862/ اللاردي: محمد بن عتيق التجيبي. 225/ 5621/ اللبلي: أحمد بن تميم البهراني. 422/ 5854/ اللمغاني: عبد الرحمن بن عبد السلام. 326/ 5750/ المارستاني: أحمد بن يعقوب البغدادي. 262/ 5671/ المازني: المسلم بن أحمد النصيبي. 11/ 5397/ الماكسيني: مكي بن ريان. 496/ 5962/ المحب: عبد الله بن أحمد المقدسي. 378/ 5800/ المخزومي: عبد الرحمن بن علي المصري. 271/ 5683/ المديني: محمد بن عبد الواحد الأصبهاني. 458/ 5913/ المرسي: محمد بن عبد الله الأندلسي. 379/ 5802/ المستعصم بالله: عبد الله بن منصور الهاشمي. 369/ 5798/ المستنصر بالله: منصور بن محمد البغدادي. 376/ 5799/ المستنصر: أحمد بن محمد الهاشمي. 243/ 5644/ المسعود: أقسيس بن محمد. 200/ 5583/ المصري: يونس بن بدران الشيبي. 71/ 5465/ المطرزي: ناصر بن عبد السيد الخوارزمي. 130/ 5531/ المظفر: غازي بن أبي بكر بن أيوب. 394/ 5812/ المظفر: قظز بن عبد الله المعزي. 61/ 5446/ المعبر: الخضر بن كامل الدمشقي السروجي. 392/ 5811/ المعز: أيبك التركماني. 485/ 5950/ المعظم الحلبي: تورانشاه بن صلاح الدين.

390/ 5807/ المعظم: تورانشاه بن أيوب. 123/ 5526/ المعظم: عيسى بن محمد الحنفي الفقيه. 338/ 5768/ المعين: الحسن بن صدر الدين. 147/ 5553/ الملاحي: محمد بن عبد الواحد الغافقي الأندلسي. 484/ 5949/ الملك الرحيم: لؤلؤ الأرمني الأتابكي. 392/ 5809/ الملك الصالح بن عبد الله. 387/ 5806/ الملك الصالح: أيوب بن محمد بن العادل. 291/ 5703/ الملك المحسن: أحمد بن يوسف بن أيوب. 396/ 5815/ الملك المحسن: أحمد بن يوسف بن أيوب. 391/ 5808/ الملك الموحد عبد الله بن تورانشاه. 89/ 5485/ الملنجي: محمد بن محمد الأصبهاني. 405/ 5830/ المنتجب: منتجب ابن أبي العز الهمذاني. 230/ 5629/ المنجنيقي: يعقوب بن صابر الحراني. 18/ 5407/ المندائي: محمد بن أحمد. 500/ 5964/ المنصور: علي بن أيبك التركي. 237/ 5638/ الموفق: عبد اللطيف بن يوسف. 436/ 5878/ الموفق: قاسم بن هبة الله المدائني. 40/ 5418/ الميرتلي: موسى بن حسين. 284/ 5695/ الناصح: عبد الرحمن بن نجم العبادي. 496/ 5963/ الناصر داود: داود بن عيسى. 164/ 5574/ الناصر لدين الله: أحمد بن الحسن العباسي البغدادي. 396/ 5816/ الناصر: يوسف بن محمد ابن غازي. 403/ 5827/ النسابة: محمد بن أحمد الدمشقي. 466/ 5918/ النشبي: علي بن المظفر الربعي. 416/ 5851/ النشتبري: علي بن الحسين السحامي. 447/ 5893/ النظام البلخي: محمد بن محمد بن عثمان. 476/ 5933/ النعال: محمد بن أنجب الصوفي.

41/ 5420/ النَّفِيْسُ: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ. 6/ 5386/ النوقاني: فضل الله بن محمد. 411/ 5844/ الهذباني: يعقوب بن محمد الكردي. 303/ 5719/ الهمداني: جعفر بن علي الإسكندراني. 221/ 5614/ الهمذاني: عبد الله بن إبراهيم بن محمد. 145/ 5549/ الواسطي: محمد بن عبد الرحمن السفار. 457/ 5912/ اليلداني: عبد الرحمن بن عبد المنعم الدمشقي. 112/ 5517/ اليونيني: عبد الله بن عثمان ابن جعفر. 425/ 5860/ بشير بن حامد الجعفري. 478/ 5935/ بنات الكامل السلطان الملك الناصر يوسف. 5/ 5385/ بنت سعد الخير: فاطمة بنت سعد. 51/ 5436/ بنت معمر: عائشة بنت معمر. 315/ 5732/ بهاء الدين محمد. 70/ 5463/ تاج الأمناء: أحمد بن محمد الدمشقي. 142/ 5545/ ثابت بن مشرف بن ثابت البغدادي الأزجي. 192/ 5575/ جنكزخان: تمرجين. 318/ 5738/ حامد بن أبي العميد القزويني. 20/ 5409/ حمزة بن علي: الحراني. 14/ 5402/ حنبل: البغدادي الرصافي. 158/ 5564/ خزعل بن عسكر الشنائي. 465/ 5917/ خطيب مردا: محمد بن إسماعيل المقدسي. 134/ 5534/ خوارزمشاه: محمد بن إيل رسلان الخوارزمي. 241/ 5641/ خوارزمشاه: منكوبري بن محمد الخوازرمي. 206/ 5596/ داود بن معمر بن عبد الواحد العبشمي. 63/ 5450/ ربيعة بن الحسن بن علي الذماري الشافعي. 265/ 5674/ رتن الهندي. 108/ 5510/ رَيْحَانُ بنُ تِيْكَانَ بنِ مُوْسَكَ الكُرْدِيُّ البَغْدَادِيُّ. 65/ 5452/ زاهر بن رستم البغدادي الشافعي. 216/ 5606/ زين الأمناء: الحسن بن محمد الدمشقي.

316/ 5735/ سالم بن الحسن التغلبي. 10/ 5395/ سبط الشهرزوري: علي بن محمد. 99/ 5499/ سِتُّ الشَّامِ: خَاتُوْنُ أُخْتُ السَّلاَطِيْنِ أَوْلاَدِ نَجْمِ الدين. 16/ 5404/ ست الكتبة: نعمة بن علي. 434/ 5874/ سليمان بن داود بن عبد الله. 468/ 5920/ شرف الدين: محمد بن محمد. 272/ 5684/ شعرانة: محمد بن زهير الأصبهاني. 486/ 5952/ شعلة: محمد بن أحمد الموصلي. 432/ 5871/ شعيب بن يحيى القيرواني. 5/ 5384/ شميم: علي بن الحسن. 245/ 5648/ صاحب إربل: كوكبري بن علي التركماني. 145/ 5548/ صاحب الألموت: حسن بن حسن الإسماعيلي. 55/ 5441/ صاحب الجزيرة: سنجر بن غازي. 13/ 5399/ صاحب الروم: سليمان بن قلج. 66/ 5454/ صاحب الروم: كيخسرو بن قلج رسلان. 495/ 5709/ صاحب الروم: كيقباذ بن كيخسرو السلجوقي. 133/ 5533/ صاحب الروم: كيكاوس بن كيخسرو التركماني. 386/ 5805/ صاحب الغرب: علي بن إدريس المؤمني. 247/ 5649/ صاحب الغرب: محمد بن يعقوب القيسي. 249/ 5653/ صاحب المغرب: إدريس بن يعقوب القيسي. 50/ 5432/ صاحب الموصل: نور الدين أرسلان شاه. 379/ 5801/ صاحب اليمن: عمر بن علي ابن رسول. 163/ 5571/ صاحب توريز: أزبك بن محمد البهلوان. 386/ 5804/ صاحب تونس: يحيى بن عبد الواحد الهنتاني. 138/ 5538/ صاحب حماة: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ شَاهِنْشَاه بنِ أَيُّوْبَ. 400/ 5819/ صاحب حماة: محمود بن محمد الأيوبي. 405/ 5832/ صاحب حمص: إبراهيم بن شيركوه. 305/ 5720/ صاحب حمص: شيركوه بن محمد بن شاذي.

55/ 5440/ صاحب غزنة: محمود بن محمد. 309/ 5725/ صاحب ماردين: أرتق بن أرسلان التركماني. 444/ 5889/ صالح بن شجاع بن محمد المدلجي. 433/ 5873/ صفية بنت عبد الوهاب الزبيرية. 454/ 5907/ صقر بن يحيى بن سالم الحلبي. 325/ 5748/ صلاح الدين موسى المقدسي. 206/ 5595/ عامر بن هشام القرطبي. 204/ 5593/ عبد البر بن الحسن الهمذاني العطار. 341/ 5774/ عبد الحق بن خلف الصالحي. 320/ 5742/ عبد الحميد بن عبد الرشيد الهمذاني. 12/ 5398/ عبد الرزاق: البغددي الحنبلي. 86/ 5481/ عبد السلام بن عبد الوهاب الجيلي. 462/ 5915/ عبد العظيم بن عبد القوي الشامي. 21/ 5411/ عبد الغني: عبد الغني بن عبد الواحد. 439/ 5881/ عبد القادر بن الحسين البندنيجي. 249/ 5652/ عبد الله بن يعقوب القيسي. 37/ 5413/ عبد المجيب بن عبد الله بن زهير. 335/ 5763/ عبد الملك بن عبد الحق بن عبد الوهاب. 220/ 5611/ عبد الملك بن عيسى بن درباس. 250/ 5654/ عبد الواحد بن إدريس بن يعقوب. 248/ 5651/ عبد الواحد بن يوسف. 16/ 5405/ عبد الواحد: الأصبهاني الصيدلاني. 406/ 5833/ عتيق بن أبي الفضل السلماني. 297/ 5712/ عثمان بن حسن السبتي. 220/ 5610/ عثمان بن عيسى بن درباس. 448/ 5894/ عثمان بن محمد التنوخي. 411/ 5854/ عجيبة: ضوء الصباح بنت محمد البغدادية. 42/ 5422/ عفيفة: أم هاني الأصبهانية. 92/ 5492/ علي بن المفضل بن علي الإسكندراني. 335/ 5762/ علي بن محمد بن علي القرميسيني.

261/ 5668/ عَلِيِّ بنِ هُمَامِ بنِ رَاجِي اللهِ. 319/ 5739/ عماد الدين بن محمد القزويني. 327/ 5751/ عمر بن أسعد بن المنجي الحنبلي. 217/ 5607/ عمر بن بدر بن سعيد الموصلي. 240/ 5640/ عمر بن كرم بن علي الحمامي. 450/ 5899/ عيسى بن أحمد اليونيني. 439/ 5882/ عيسى بن سلامة بن سالم الخياط. 68/ 5459/ عين الشمس بنت أحمد الثقفية الأصبهانية. 478/ 5936/ غازية بنت السلطان الكامل. 71/ 5466/ غُلاَمُ ابْنِ المَنِّيِّ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ. 136/ 5535/ فتيان بن علي الدمشقي الشاغوري. 445/ 5890/ فج بن عبد الله القرطبي. 52/ 5437/ فخر الدين: محمد بن عمر. 469/ 5922/ فضل الله بن عبد الرزاق الجيلي. 158/ 5565/ قاضي حران: عبد الله بن نصر الحنبلي. 145/ 5550/ قتادة بن إدريس الحسنى. 334/ 5761/ كريمة بنت عبد الوهاب الزبيرية. 480/ 5942/ لاحق بن عبد المنعم الأرتاحي. 475/ 5931/ محمد بن عبد الهادي بن يوسف المقدسي. 261/ 5669/ محمد بن علي بن همام. 11/ 5396/ محمد بن كامل: الدمشقي الشاهد. 262/ 5670/ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ هُمَامٍ. 117/ 5522/ محمد بن مكي ابن أبي الرجاء الأصبهاني. 293/ 5707/ محمد بن يوسف بن هود الأندلسي. 288/ 5698/ مرتضى بن حاتم الحوفي. 143/ 5546/ مِسْمَارُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى البغدادي. 432/ 5870/ مظفر بن عبد الملك الإسكندراني. 301/ 5718/ مكرم بن محمد بن حمزة السفار. 48/ 5431/ منصور بن عبد المنعم: النيسابوري. 410/ 5840/ مهنا بن مانع بن حديثه.

140/ 5542/ موسى بن عبد القادر الجيلي الحنبلي. 118/ 5523/ نجم الدين الكبرى: أحمد بن عمر الخوارزمي الصوفي. 282/ 5693/ نصر بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ عَبْدِ القَادِرِ الجِيْلِيُّ. 261/ 5667/ همام بن راجي الله المصري. 496/ 5961/ واقف الصدرية: أسعد بن عثمان التنوخي. 214/ 5604/ والد الأبرقوهي: إسحاق بن محمد الهمذاني. 289/ 5700/ ياسمين بنت سالم الحريمية. 140/ 5541/ ياقوت الموصلي الملكي بن موالي ملكشاه السلجوقي. 232/ 5631/ ياقوت: الرومي الحموي المؤرخ. 230/ 5628/ ياقوت: الرومي الشاعر. 85/ 5478/ يحيى بن ياقوت الفراش. 362/ 5794/ يعيش بن علي الموصلي. 366/ 5797/ يوسف بن خليل بن قراجا. 315/ 5731/ يوسف بن محمد بن يوسف الإشبيلي. 62/ 5448/ يونس بن يحيى الهاشمي القصار. 156/ 5562/ يونس بن يوسف بن مساعد الشيباني.

حرف الألف

المجلد السابع عشر بسم الله الرحمن الرحيم فهرس الأعلام المترجمين: حرف الألف: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 319/ 3412/ الآبري: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَاصِمٍ، أبو الحسن السجستاني 12/ 295/ 3386/ الآبَنْدُوْنِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ، أبو القاسم الجرجاني 14 و15/ 242 و22/ 4600 و4897/ ابن الآبنوسي: أحمد عبد الله بن علي، أبو الحسن الآبنوسي الشافعي الوكيل 14/ 241/ 4599/ ابن الآبنوسي: عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بن محمد، أبو محمد الآبنوسي البغدادي 13/ 322/ 4129/ ابْنُ الآبَنُوْسِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ، أبو الحسين الآبنوسي البغدادي 12/ 211/ 3291/ الآجري: محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو بكر البغدادي الآجري 8/ 408/ 1619/ آدم بن إياس= آدم بن ناهية بن شعيب، أبو الحسن الخراساني المروزي، البغدادي، ثم العسقلاني، محدث عسقلان، وقيل آدم بن عبد الرحمن بن شعيب الخراساني، ثم المروزي 11/ 52/ 2560/ أبو الآذان: عمر بن إبراهيم البغدادي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 347/ 4161/ آرسلان: أبو الحارث الملقب بالمظفر التركي البساسيري 14/ 419/ 4786/ ابن آسه: علي بن عبد القاهر بن أبي محمد بن آسه، واسم آسه: الخَضِرُ بنُ عَلِيٍّ المَرَاتِبِيّ الفَرَضِيّ، تِلْمِيْذُ أَبِي حكيم الخبري 14/ 363/ 4718/ آقسنقر: أبو سعيد البرسقي، قسيم الدولة، مملوك برسق غلام السلطان طغرلبك 16/ 263/ 5673/ الآمدي: علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي الآمدي الحنبلي ثم الشافعي، العلامة المصنف سيف الدين 11/ 447/ 2919/ الآمر بأحكام الله: مَنْصُوْرُ بنُ المُسْتَعْلِي أَحْمَدَ بنِ المُسْتَنْصِر مَعَدِّ بن الظاهر بن الحاكم، أبو علي العبيدي المصري الرافضي الظلوم 10/ 204/ 2198/ الآملي: عبد الله بن حماد بن أيوب، أبو عبد الرحمن الآملي، آمل جيحون 14/ 210/ 4557/ الآملي: محمد بن المفتي أبي حاتم، محمود بن الحسن، أبو الفرج الأنصاري القزويني الآملي 15/ 438/ 4557/ آمنة بنت محمد بن البراز الدمشقية، والدة القاضي محيي الدين محمد بن الزكي 10/ 468/ 2434/ الأبار: أحمد بن علي بن مسلم، أبو العباس الأبار البغدادي 16/ 472/ 5927/ ابْنُ الأَبَّارِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الله القضاعي الأندلسي البلنسي، الكاتب المنشئ، الإِمَامُ العَلاَّمَةُ البَلِيْغُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ المُقْرِئُ مَجدُ العلماء 6/ 398/ 962/ أبان بن تغلب، أبو سعيد، أبو أمية الربعي الكوفي الشيعي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 3/ 161/ 54/ أبان بن سعيد، أبو الوليد الأموي، صحابي تأخر إسلامه 6/ 510/ 1023/ أبان بن صمعة الأنصاري البصري. قيل: هو والد عتبة الغلام 5/ 205/ 501/ أبان بن عثمان بن عفان الإمام الفقيه، أَبُو سَعْدٍ ابْنُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي عَمْرٍو الآموي المدني 7/ 98/ 1163/ أبان بن يزيد العطار، الحافظ الإمام، أبو يزيد البصري 3/ 348/ 99/ إبراهيم مولى رسول صلى الله عليه وسلم، أبو رافع. من قبط مصر 12/ 441/ 3568/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بن داود البلخي، أبو إسحاق المستملي 12/ 39/ 3087/ إبراهيم بن أحمد، أبو إسحاق المروزي 14/ 457/ 3087/ إبراهيم بن أحمد المروروذي، أبو إسحاق، فقيه مرو 10/ 492/ 2450/ إِبْرَاهِيْم بن أَحْمَدَ بنِ الأَغلب بن إِبْرَاهِيْمَ بن الأغلب بن تميم، أبو إسحاق التميمي الأغلبي القيرواني، صاحب المغرب 12/ 212/ 3293/ إبراهيم بن أحمد بن حسن، أبو إسحاق القرميسيني 12/ 314/ 3409/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ حَمْدَانَ بن شاقلا، أبو إسحاق البغدادي البزار، شيخ الحنابلة 12/ 295/ 3385/ إبراهيم بن أحمد بن محمد، أبو إسحاق الأنصاري الميمذي 12/ 223/ 3307/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رَجَاءَ، أبو إسحاق النيسابوري الوراق الأبزاري 12/ 74/ 3307/ إبراهيم بن المولد، شيخ الصوفية 7/ 70/ 1143/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ يَزِيْدَ بن جابر، أَبُو إِسْحَاقَ العِجْلِيُّ، وَقِيْلَ: التَّمِيْمِيُّ الخُرَاسَانِيُّ البَلْخِيُّ، سيد الزهاد 11/ 74/ 2580/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَسْبَاطَ بنِ السَّكَنِ، الكُوْفِيُّ البَزَّازُ

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 417/ 2389/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ بَشِيْرٍ أبو إسحاق البغدادي الحربي، صاحب التصانيف 10/ 493/ 2452/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، الثَّقَفِيُّ السَّرَّاجُ النيسابوري 12/ 116/ 3181/ إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء، أبو إسحاق الأنصاري الصرفندي الشامي 9/ 138/ 3181/ إبراهيم بن إسحاق الصيني الضرير 10/ 329/ 2329/ إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس، أبو إسحاق الزهري قاضي الكوفة 10/ 496/ 2458/ إبراهيم بن إسحاق بن عِيْسَى بن سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حنظلة بن الغسيل، أبو إسحاق الأنصاري البغدادي الغسيلي 11/ 118/ 2627/ إبراهيم بن إسحاق بن يوسف، أبو إسحاق النيسابوري الأنماطي، صاحب التفسير الكبير 10/ 428/ 2394/ إبراهيم بن إسماعيل، أبو إسحاق العنبري الطوسي 15/ 314/ 5215/ إبراهيم بن إسماعيل بن إسحاق، أبو إسحاق الوائلي 4/ 528/ 375/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الأَشْتَرِ: مَالِكِ بنِ الحَارِثِ النَّخَعِيُّ 7/ 552/ 1355/ إبراهيم بن الأغلب التميمي، أمير المغرب 10/ 298/ 2293/ إبراهيم بن أورمة، أبو إسحاق الأصبهاني 9/ 317/ 2293/ إبراهيم بن أيوب الحوراني الزاهد 16/ 339/ 5770/ إبراهيم بن أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي، أبو إسحاق الدمشقي 8/ 511/ 1703/ إبراهيم بن بشار، أبو إسحاق الجرجرائي ثم البصري الرمادي 16/ 461/ 1703/ إبراهيم بن أبي بكر الحمامي الزغبي، صاحب ابن شاتيل. 14/ 430/ 1703/ إبراهيم بن البناء، أبو الفضل

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 176/ 2698/ إبراهيم بن جابر، إبو إسحاق البغدادي، الفقيه الثبت. 11/ 402/ 2904/ إبراهيم بن جعفر بن أحمد، أبو إسحاق المتقي لله العباسي 10/ 227/ 2229/ إبراهيم بن الحارث بن إسماعيل، أبو إسحاق البغدادي 9/ 103/ 1815/ إبراهيم بن الحجاج بن زيد، إبو إسحاق السامي الناجي البصري 9/ 103/ 1816/ إبراهيم بن الحجاج النيلي البصري 10/ 388/ 2356/ إبراهيم بن حرب، أبو إسحاق العسكري السمسار. مؤلف "مسند أبي هريرة". 15/ 186/ 2356/ إبراهيم بن الحسن ابن الحصني الشافعي، أبو طاهر الدمشقي 10/ 321/ 2323/ إبراهيم بن الحسين بن علي، أبو إسحاق الهمذاني الكسائي، ابن ديزيل 11/ 365/ 2864/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ حَمَّادِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، أبو إسحاق الأزدي البصري العابد، الإمام الثبت شيخ الإسلام 9/ 116/ 1818/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ حَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ بن مُصْعَبِ ابْنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ الأَسَدِيُّ الزبيري المدني 9/ 467/ 1982/ إبراهيم بن خالد، أَبُو ثَوْرٍ الكَلْبِيُّ البَغْدَادِيُّ الفَقِيْهُ، وَيُكْنَى أَيْضاً أبا عبد الله، الإمام الحافظ الحجة المجتهد، مفتي العراق 9/ 469/ 1983/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ خَالِدٍ المَرْوَزِيُّ الجُرْمِيْهِنِيُّ الحَافِظُ المُلَقَّبُ بالبطيطي 9/ 469/ 1984/ إبراهيم بن خالد اليشكري 11/ 298/ 2791/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ خُزَيْمِ بنِ قُمَيْرِ بنِ خَاقَانَ، أبو إسحاق الشاشي المروزي الأصل 16/ 474/ 2791/ إبراهيم بن خليل الدمشقي 15/ 155/ 5071/ إبراهيم بن دينار، أبو حكيم النهرواني الحنبلي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 115/ 5022/ إبراهيم بن رضوان بن السُّلْطَانِ تَاجِ الدَّوْلَةِ تُتُشَ بنِ أَلبِ أَرْسَلاَنَ أبو نصر السلجوقي، صاحب نصيبين 10/ 280/ 2273/ أبو إبراهيم: أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ العَوْفِيُّ البَغْدَادِيُّ 7/ 312/ 1252/ إبراهيم بن سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ أبو إسحاق القرشي الزهري العوني المدني 5/ 204/ 494/ إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني 9/ 510/ 2016/ إبراهيم بن سعيد، أبو إسحاق البغدادي الجوهري 14/ 32/ 4353/ إبراهيم بن سعيد بن عبد الله، أبو إسحاق النعماني المصري الكتبي الوراق الحبال القراء 10/ 438/ 2405/ إبراهيم بن سليمان داود، أبو إسحاق البرلس الأسدي الشامي، الصوري المولد 14/ 397/ 2405/ إبراهيم بن سهل النيسابوري المسجدي 8/ 528/ 1709/ إبراهيم بن سيار، أبو إسحاق النظام، شيخ المعتزلة مَوْلَى آلِ الحَارِثِ بنِ عَبَّادٍ الضُّبَعِيُّ البَصْرِيُّ المتكلم 16/ 258/ 1709/ إبراهيم بن شاكر التنوخي الفقيه الكاتب 11/ 76/ 2583/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ شَرِيْكِ بنِ الفَضْلِ، أَبُو إِسْحَاقَ الأسدي الكوفي 12/ 17/ 3063/ إبراهيم بن شيبان، أبو إسحاق القرميسيني، شيخ الصوفية، زاهد الجبل 16/ 405/ 5832/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ شِيرْكُوْه، الْملك المَنْصُوْر نَاصِرُ الدِّيْنِ، صاحب حمص 7/ 292/ 1237/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ صَالِحِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ العباسي، أمير الشام، ثم أمير مصر للرشيد

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 528/ 2493/ إبراهيم بنُ أَبِي طَالِبٍ: مُحَمَّد بن نُوْح بن عبد الله بن خالد، أبو إسحاق النيسابوري المزكي 14/ 461/ 2493/ إبراهيم بن طاهر الخشوعي، والد بركات 7/ 64/ 1141/ إبراهيم بن طهمان بن شعبة، أبو سعيد الهروي، عالم خراسان 13/ 315/ 4123/ إبراهيم بن العباس، أبو إسحاق الجيلي الشافعي، من علماء جرجان 9/ 374/ 4123/ إبراهيم بن العباس الصولي 11/ 378/ 2875/ إبراهيم بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مروان، أبو إسحاق القرشي الأموي الدمشقي 5/ 169/ 477/ إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أبو إسحاق أو أبو محمد الزهري العوني المدني 16/ 218/ 477/ إبراهيم بن عبد الرحمن القطيعي 12/ 13/ 3054/ إبراهيم بن عبد الرزاق بن حسن، أبو إسحاق الأنطاكي الإمام مقرئ الشام 11/ 384/ 2884/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ مُوْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عباس، أبو إسحاق الهاشمي العباسي البغدادي، الأمير المسند الصدوق 5/ 362/ 611/ إبراهيم بن عبد الله، أَبُو إِسْحَاقَ 10/ 216/ 2214/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجنيد، أبو إسحاق الختلي ثم السرمرائي 9/ 381/ 1921/ إبراهيم عبد الله بن حاتم، أبو إسحاق البغدادي المعروف بالهروي 6/ 338/ 937/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ العَلَوِيُّ

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 194/ 937/ إبراهيم بن عبد الله السعدي 9/ 159/ 1840/ إبراهيم بن عبد الله، أبو شيبة العبسي الكوفي 16/ 351/ 5789/ إبرهيم بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي الدَّمِ الهَمْدَانِيُّ الحَمَوِيُّ الشَّافِعِيُّ 10/ 238/ 2243/ إِبْرَاهِيْمُ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبِي الخيبري، أبو إسحاق العبسي الكوفي القصار 11/ 120/ 2631/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أيوب، أبو إسحاق المخرمي البغدادي 12/ 520/ 3662/ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ، أبو إسحاق الكرماني الأصبهاني 10/ 456/ 2425/ إِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُسْلِم بنِ ماعز بن مهاجر، أبو مسلم البصري الكجي، الشيخ الإمام الحافظ المعمر، صاحب السنن 10/ 239/ 2244/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ السَّعْدِيُّ، أَبُو إِسْحَاقَ التَّمِيْمِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ ابْنُ أُخْتِ بِشْرِ بن القاسم الفقيه 16/ 82/ 5475/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَلِيِّ بنِ سرور، أبو إسحاق المقدسي الجماعيلي العماد 6/ 407/ 968/ إبراهيم بن أبي عبلة، أبو إسحاق العقيلي الشافعي المقدسي 14/ 104/ 4432/ إبراهيم بن عثمان بن إبراهيم، أبو القاسم الجرجاني الخلالي 16/ 219/ 5609/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ بنِ عِيْسَى بنِ دِرْبَاسٍ، أبو إسحاق الماراني الكردي المصري 12/ 105/ 3165/ إبراهيم بن عثمان، أبو القاسم القيرواني ابن الوزان 16/ 364/ 5796/ إبراهيم بن عثمان بن يوسف أزرتق، أبو إسحاق التركي الكاشغري، ثم البغدادي الزركشي 9/ 365/ 5796/ إبراهيم بن العلاء الحمصي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 359/ 5796/ إبراهيم بن العلاء زبريق 11/ 140/ 2650/ إبراهيم بن علي بن إبراهيم، إبو إسحاق العمري الموصلي 13/ 150/ 4165/ إبراهيم بن علي بن تميم، أبو إسحاق الحصري القيرواني، الأديب شاغر المغرب 6/ 331/ 933/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَامِرٍ، أبو إسحاق الفهري المدني= إبراهيم بن هرمة 12/ 95/ 3149/ إبراهيم بن علي بن عبد الله، أبو إسحاق الهجيمي البصري 14/ 9/ 4330/ إبراهيم بن علي يوسف، أبو إسحاق الشيرزي الفيروزآبادي الشافعي. قبل: لقبه جمال الدين 13/ 240/ 4037/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو إسحاق البرمكي، ثم البغدادي الحنبلي 16/ 330/ 4037/ إبراهيم بن عمر بن الدردانة الحربي 11/ 336/ 2834/ إبراهيم بن عمروس بن محمد، أبو إسحاق الفسطاطي الفقيه 7/ 427/ 1292/ إبراهيم بن عيينة، أَبُو إِسْحَاقَ 11/ 327/ 4827/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي الفَتْحِ بنِ عبد الله بن خفاجة، أبو إسحاق الأندلسي 14/ 425/ 4794/ إبراهيم بن الفضل، أبو نصر الأصبهاني البار، ولقبه دعلج 7/ 521/ 1335/ إبراهيم بن ماهان بن بهمن، أبو إسحاق الموصلي، الفارسي الأصل، الأرجاني، مولى بني حنظلة، رئيس المطربين 10/ 44/ 2093/ إبراهيم بن المتوكل بن المعتصم، المؤيد بالله 9/ 571/ 2093/ إبراهيم بن مجشر 12/ 426/ 3550/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي حماد، أبو إسحاق الأسدي الأبهزي المالكي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 101/ 3847/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مِهْرَانَ، أبو إسحاق الإسفراييني الأصولي الشافعي، الملقب ركن الدين 12/ 58/ 3106/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، أبو إسحاق العبسي العراقي السامري 15/ 408/ 5322/ إبراهيم بن محمد بن حمدية، أبو طاهر العكبري البغدادي 12/ 296/ 3388/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَحْمَوَيْه، أبو القاسم الخراساني النصراباذي النيسابوري الزاهد، شيخ الصوفية 16/ 332/ 5758/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَزْهَرِ بنِ أَحْمَدَ بن محمد، أبو إسحاق العراقي، الصريفيني الحنبلي 11/ 131/ 2637/ إبراهيم بن محمد بن البردون، أبو إسحاق الضبي الإفريقي المالكي 10/ 414/ 2384/ إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني 7/ 472/ 1313/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ بنِ أَسْمَاءَ بن خارجة بن حصن بن حذيفة، أبو إسحاق الفراري الشامي 11/ 88/ 2595/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ مَتُّوَيْه، أبو إسحاق الأصبهاني 12/ 564/ 3718/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ شِنْظِيْرٍ، أبو إسحاق الأموي 12/ 177/ 3266/ إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة، أبو إسحاق الأصبهاني 11/ 122/ 2722/ إبراهيم بن محمد بن سفيان، أبو إسحاق النيسابوري 12/ 101/ 3159/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحِ بنِ سِنَانِ الأركون القرشي مولاهم، الدمشقي 5/ 336/ 590/ إبراهبم بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ التيمي 9/ 184/ 1865/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ بنِ عُثْمَانَ بن شافع، أبو إسحاق القرشي المطلبي المكي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 452/ 5904/ إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن وثيق، أبو إسحاق الأموي مولاهم، المغربي الإشبيلي المقرئ 10/ 239/ 2245/ إبراهبم بن محمد بن عبد الله، أبو إسحاق النيسابوري، المقرئ الزاهد المعروف محمش 10/ 415/ 2385/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سويد، أبو إسحاق الشبامي 11/ 474/ 2949/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ جهينة، أبو إسحاق الشهرزوري 13/ 33/ 3761/ إبراهيم بن محمد بن عبيد، أبو مسعود الدمشقي 10/ 285/ 2279/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المدبر، أبو إسحاق الضبي 9/ 382/ 1922/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرْعَرَةَ بنِ البِرِنْدِ بن النعمان، أبو إسحاق القرشي السامي البصري 11/ 386/ 2887/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرَفَة بنِ سُلَيْمَانَ، أبو عبد الله العَتَكِيُّ الأَزْدِيُّ الوَاسِطِيُّ المَشْهُورُ بنِفْطَوَيْه، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ 6/ 109/ 788/ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العباس، أبو إسحاق الهاشمي 15/ 30/ 4912/ إبراهيم بن محمد محرز، أبو إسحاق الغنوي الرقي، الفقيه الشافعي الصوفي 12/ 399/ 3520/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَحْفُوظِ بن معقل، أبو إسحاق النيسابوري 6/ 506/ 1017/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُنْتَشِرِ بنِ الأَجْدَعِ الهمداني الكوفي 14/ 468/ 4847/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ عُمَرَ، أبو البدر البغدادي الكرخي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 354/ 4171/ إبراهيم بن محمد بن موسى، أبو إسحاق السوري الشافعي. المطهري 12/ 90/ 3140/ إبراهيم بن محمد بن هشام، أبو إسحاق البخاري الأمين 12/ 231/ 3317/ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ سَخْتُويه، أبو إسحاق النيسابوري المزكى 11/ 353/ 3317/ إِبْرَاهِيْمَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَة 7/ 411/ 1290/ إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، أبو إسحاق الأسلمي المدني الفقيه 12/ 16/ 3060/ إبراهيم بن محمد بن يعقوب، أبو إسحاق الهمداني الترابي 11/ 51/ 2557/ إبراهيم بن محمود بن حمزة، أبو إسحاق النيسابوري 16/ 413/ 5848/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ سَالِمِ بنِ مَهْدِيٍّ، أبو إسحاق البغدادي الأزجي الحنبلي ابن الخير 13/ 66 و78/ 5848/ إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي 10/ 57/ 2111/ إبراهيم بن مرزوق بن دينار، أبو إسحاق البصري 16/ 477/ 2111/ إبراهيم بن مرزوق العسقلاني 10/ 156/ 2166/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، أَبُو محمد القرشي الهمذاني، ابن أخي سندول 14/ 78/ 4397/ إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين، الملك المؤيد، صاحب غزنة والهند 16/ 218/ 4397/ إبراهيم بن المظفر البرني، أبو إسحاق 9/ 100/ 4397/ إبراهيم بن أبي معاوية الضرير 10/ 496/ 2457/ إبراهيم بن معقل بن الحجاج، أبو إسحاق النسفي، قاضي مدينة نسف

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 76/ 1892/ إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله، أبو إسحاق القرشي الأسدي الحزامي المدني 13/ 315/ 4124/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو القاسم السلمي الكراني الأصبهاني، سبط بحرويه 15/ 425/ 5337/ إبراهيم بن منصور بن المسلم، أبو إسحاق المصري الشافعي الخطيب المشهور بالعراق 10/ 139/ 2146/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُنْقِذِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عِيْسَى، أبو إسحاق الخولاني مولاهم المصري العصفري 8/ 539/ 1729/ إبراهيم بن المهدي: محمد بن أبي جعفر، أبو إسحاق الهاشمي العباس الأسود الملقب بالمبارك 8/ 538/ 1728/ إبراهيم بن مهدي المصيصي البغدادي 11/ 143/ 2656/ إبراهيم بن موسى، أبو إسحاق التوزي الجوزي 9/ 167/ 1847/ إبراهيم بن موسى الفراء، أبو إسحاق التميمي الرازي 9/ 191/ 1873/ إبراهيم بن موسى، أبو إسحاق، أو أبو محمد الفزاري الكوفي ابن بنت السدي 7/ 521/ 1335/ إبراهيم الموصلي بن ماهان بن بهمن، أبو إسحاق الفارسي الأصل الأرجاني، مولى بني حنظلة، رئيس المطربين 12/ 74/ 1335/ إبراهيم بن المولد، شيخ الصوفية 6/ 272/ 866/ إبراهيم بن ميسرة الطائفي 13/ 336/ 4144/ إبراهيم بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق: ينال الملك السلجوقي 6/ 483/ 1006/ إبراهيم بن نافع، أبو إسحاق المخزومي المكي 5/ 311/ 581/ إبراهيم النخعي بنُ يَزِيْدَ بنِ قَيْسِ بنِ الأَسْوَدِ بنِ عمرو بن ربيعة أبو عمران اليماني ثم الكوفي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 444/ 1647/ إبراهيم بن نصر، أبو إسحاق الخراساني المطوعي الغازي السوريني 10/ 417/ 2388/ إبراهيم بن نصر بن عبد العزيز، أبو إسحاق الرازي 16/ 464/ 2388/ إبراهيم بن النهر فصلي القاضي 11/ 16/ 2388/ إبراهيم بن هاشم البغوي 10/ 224/ 2226/ إبراهيم بن هانئ، أبو إسحاق النيسابوري الأرغياني الفقيه 11/ 119/ 2628/ إبراهيم بن هانئ بن خالد، أبو عمران المهلبي الجرجاني 6/ 331/ 933/ إبراهيم بن هرمة، أبو إسحاق الفهري المدني 9/ 317/ 933/ إبراهيم بن هشام الغساني 12/ 460/ 3594/ إبراهيم بن هلال، أبو إسحاق الصابئ الحراني المشرك 10/ 449/ 2415/ إبراهيم بن الهيثم، أبو إسحاق البلدي 6/ 108/ 786/ إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك، أبو إسحاق القرشي الأموي 5/ 311/ 581/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يَزِيْدَ بنِ قَيْسِ بنِ الأَسْوَدِ، أبو عمران النخعي 15/ 227/ 5135/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الله باديس، أبو إسحاق الحمزي الوهراني، المعروف بابن قرقول 11/ 73/ 2578/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ بنِ خَالِدِ بنِ سُوَيْدٍ، أبو إسحاق الرازي الهسنجاني 9/ 117/ 1820/ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مَيْمُوْنِ بنِ قُدَامَةَ، أَبُو إِسْحَاقَ البَاهِلِيُّ البَلْخِيُّ الفَقِيْهُ، المَعْرُوْفُ بِالمَاكِيَانِيِّ 7/ 502/ 1327/ الأبرش: سلمة بن الفضل، أبو عبد الله الرازي 14/ 199/ 4542/ ابن الأبرص: أَبُو تُرَاب عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ البغدادي المؤدب 16/ 214/ 5604/ والد الأبرقوهي: رفيع الدين إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدٍ المُؤَيَّدِ الهَمَذَانِيُّ ثُمَّ المِصْرِيُّ

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 223/ 3307/ الأبزاري: أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن رجاء النيسابوري الوراق. 15/ 138/ 5054/ أبق: أبو سعيد، جمال الدين محمد بن بوري بن طغتكين البعلبكي 15/ 335/ 5242/ الأبله: شَاعِرُ العِرَاقِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ بختيار الجوهري 12/ 481/ 3615/ الأبهري: الأديب المعمر، أبو جعفر، أحمد بن محمد بن المرزبان 13/ 224/ 4013/ الأبهري: شَيْخُ الزُّهَّادِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بن الحسين الهمذاني 12/ 339/ 3445/ الأبهري: العَلاَّمَةُ القَاضِي المُحَدِّثُ، شَيْخُ المَالِكِيَّةِ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ صالح التميمي 3/ 236/ 87/ أُبَيُّ بنُ كَعْبِ بنِ قَيْسِ بنِ عُبَيْدٍ بن زَيْدِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمْرِو بنِ مَالِكِ، أبو منذر الأنصاري البخاري المَدَنِيُّ المُقْرِئُ البَدْرِيُّ ويُكنى أَيْضاً: "أَبَا الطُّفَيْلِ" 14/ 239/ 4597/ أبي النرسي: شيخ الإمام الحافظ، أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون بن محمد النرسي، الكوفي، المقرئ 12/ 330/ 3429/ أَبْيَضُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبْيَضَ بنِ أَسْوَدَ بن نافع، أَبُو العَبَّاسِ، وَأَبُو الفَضْلِ القُرَشِيُّ الفِهْرِيُّ المِصْرِيُّ 10/ 356/ 2343/ الأبيوردي: السري بن خزيمة بن معاوية، أبو محمد الأبيوردي النيسابوري 14/ 364/ 4719/ الأبيوردي: الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي منصور، أبو القاسم الأبيوردي العطار

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 245/ 4605/ الأبيوردي: محمد بن أبي العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إسحاق بن محمد بن محمد بن إسحاق، أبو المظفر الأموي العنبسي المعاوي الأبيوري اللغوي، شاعر وقته، وصاحب التصانيف 15/ 38/ 4923/ الأتابك: زنكي بن آقْسُنْقُرَ بنِ عَبْدِ اللهِ التُّرْكِيُّ، صَاحِبُ حَلَبَ 13/ 505/ 4310/ أَتْسِزُ بنُ أَوَقَ الخُوَارِزْمِيُّ، صَاحِبُ دِمَشْقَ، مِنْ كبار ملوك الظلم 10/ 212/ 2210/ الأثرم: الإِمَامُ الحَافِظُ العَلاَّمَةُ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ محمد بن هانئ الإسكافي الأثرم الطائي. وقيل: الكلبي 11/ 506/ 2989/ الأثرم: الإِمَامُ المُقْرِئُ المُحَدِّثُ، أَبُو العَبَّاسِ، مُحَمَّدُ بنُ أحمد بن حماد بن إبراهيم، البغدادي 15/ 56/ 4945/ الأثير الحلبي: أَبُو المَعَالِي، الفَضْلُ بنُ سَهْلِ بنِ بِشْرٍ الإسفراييني الدمشقي 16/ 257/ 5663/ ابن الأثير: علي بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ عَبْدِ الواحد، أبو الحسن الجزري الشيباني، المحدث الأديب النسابة 16/ 45/ 5428/ ابْنُ الأَثِيْرِ: المُبَارَكُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بن عبد الكريم بن عبد الواحد، أبو السعادات الشيباني الجزري، ثم الموصلي 16/ 323/ 5745/ ابن الأثير: نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الكريم بن عبد الواحد، أبو الفتح الشيباني الجزري المنشئ 12/ 326/ 3424/ الأحدب الكاتب 12/ 545/ 3700/ أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن تركان، أبو العباس التميمي الهمذاني الخفاف

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 175/ 3260/ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن عطية الحداد، أبو بكر الأسدي الزبير البغدادي 14/ 195/ 4534/ أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن الخطاب، أبو العباس الرازي الشافعي 13/ 6/ 3728/ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بن فراس، أبو الحسن العبقسي 12/ 314/ 3410/ أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس، أبو بكر الجرجاني الإسماعيلي الشافعي 10/ 473/ 3410/ أحمد بن إبراهيم البسري، أبو عبد الملك 13/ 80/ 3523/ أحمد بن إبراهيم بن جانحان، أبو العباس الهمذاني 12/ 401/ 3523/ أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان بن حرب، أبو بكر البغدادي البزاز 12/ 117/ 3182/ أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد، أبو جعفر القيرواني ابن الجزار 9/ 100/ 1810/ أحمد بن إبراهيم بن خالد، أبو علي الموصلي 16/ 299/ 1810/ أحمد بن إبراهيم بن الزبال، الواعظ ببغداد 16/ 97/ 1810/ أحمد بن إبراهيم بن السبك الصوفي 11/ 112/ 2620/ أحمد بن إبراهيم عبد الله، أبو محمد النيسابوري 11/ 522/ 3015/ أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب، أبو الطيب الشيباني الدمشقي، ابن عبادل 12/ 448/ 3582/ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدُوَيْه بنِ سَدُوْسَ، أبو الحسن الهذلي العبدوي النيسابوري 9/ 499/ 2009/ أحمد بن إبراهيم بن كثير، أبو عبد الله الدورقي العبدي 10/ 503/ 2009/ أحمد بن إبراهيم بن كيسان الثقفي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12 و12/ 98/ 3153 و 3209/ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَامعٍ، أبو العباس المصري السكري المقرئ 12/ 140 و444/ 3573/ أحمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، أبو حامد النيسابوري بن المزكي 10/ 519/ 2482/ أحمد بن إبراهيم بن ملحان، أبو عبد الله البغدادي 13/ 341/ 4153/ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى بنِ أَحْمَدَ بن منصور، أبو سعد النيسابوري الشاماتي ابن أبي شمس 13/ 119/ 3875/ أحمد بن إبراهيم بن يزداد، أبو علي الأصبهاني، الشيخ الثقة غلام محسن 12/ 142/ 3216/ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ بنِ يَزِيْدَ بن بندار بن أفرجة، أبو جعفر التيمي مولاهم الأصبهاني 16/ 91/ 5490/ أحمد بن أحمد بن أحمد كرم، أبو العباس البندنيجي، ثم البغدادي الأزجي 16/ 237/ 5490/ أحمد بن أحمد بن غالب ابن السمدي، أبو القاسم 12/ 5/ 3038/ أحمد بن أبي أحمد، أبو العباس الطبري، البغدادي الشافعي ابن القاص 14/ 357/ 4710/ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أحمد، أبو السعادات العباس المتوكلي 15/ 114/ 5021/ أحمد بن أحمد بن علي، أبو علي الحريمي البغدادي ابن الخراز 15/ 306/ 5021/ أحمد بن أحمد بن القاص، أبو جعفر بن المقرئ العابد 12/ 134/ 5021/ أحمد بن أحمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد، أبو جعفر العسال

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 331/ 5238/ أحمد بن أحمد بن محمد بن ينال، أبو العباس الأصبهاني الصوفي الترك 10/ 63/ 2120/ أَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ بنِ مَنِيْعِ بنِ سَلِيْطٍ، أبو الأزهر العبدي النيسابوري 11/ 473/ 2947/ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بن سلم، أبو بكر الخزاعي الملحمي القاضي 12/ 72/ 3121/ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ أَيُّوْبَ بنِ يَزِيْدَ، أبو بكر النيسابوري الشافعي الصبغي 11/ 304/ 2800/ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ بُهْلُوْلِ بنِ حَسَّانٍ، أبو جعفر التنوخي الأنباري القاضي الفقيه الحنفي 11/ 412/ 2908/ أحمد بن إسحاق بن جعفر بن المعتضد، أبو العباس القادر بالله العباسي البغدادي الخليفة 10/ 234/ 2238/ أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابد السلمي، أبو إسحاق البخاري السرماري 8/ 322/ 1568/ أحمد بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق، أبو إسحاق 10/ 475/ 1568/ أحمد بن إسحاق بن نبيط 12/ 98/ 3154/ أحمد بن إسحاق بن نيخاب، أبو الحسن الطيبي 10/ 325/ 3154/ أحمد بن إسحاق الوزان 10/ 43/ 2092/ أَحْمَدُ بنُ إِسْرَائِيْلَ بنِ الحُسَيْنِ الأَنْبَارِيُّ الكَاتِبُ، وزير المعتز 15/ 259/ 5161/ أبو أحمد: أسعد بن بلدرك بن أبي اللقاء، أبو أحمد الجبريلي البواب 16/ 324/ 5161/ أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ فَارِسٍ التَّمِيْمِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، والد الكمال شيخ القراء

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 440/ 1968/ أحمد بن إسماعيل بن محمد بن نبيه، أبو حذافة السهمي القرشي المدني 15/ 366/ 5270/ أحمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو الخير الطالقاني القزويني الشافعي 9/ 6/ 1739/ أَحْمَدُ بنُ إِشْكَابَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَضْرَمِيُّ الكوفي الصفار= أَحْمَدُ بنُ مَعْمَرِ بنِ إِشْكَابَ، وَقِيْلَ: ابْنُ عبيد الله بن إشكاب 10/ 433/ 2400/ أَحْمَدُ بنُ أَصْرَمَ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ عَبَّادِ بن عبد الله بن حسان المغفلي البصري الهمذاني 14/ 387/ 2400/ أحمد بن الأفضل أمير الجيوش بدر الجمالي الأرمني المصري، الملك الأكمل 10/ 538/ 2400/ أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي 15/ 95/ 2400/ أحمد بن بختيار بن علي، أبو العباس المندائي، قاضي واسط 10/ 42/ 2091/ أَحْمَدُ بنُ بُدَيْلِ بنِ قُرَيْشِ بنِ بُدَيرِ بن الحارث، أبو جعفر اليامي قاضي الكوفة ثم همذان 12 و12/ 233 و245/ 3320 و3330/ أحمد بن بشر بن عامر، أبو حامد المروروذي، شيخ الشافعية مفتي البصرة، وصاحب التصانيف 8/ 24/ 1381/ أحمد بن بشير، أبو بكر الكوفي 11 و11/ 391/ 2894 و2941/ أَحْمَدُ بنُ بَقِيِّ بن مَخْلَدٍ، أَبُو عُمَرَ القرطبي، كبير علماء الأندلس، وقاضي قرطبة 9/ 470 و431/ 1962/ أحمد بن بكار بن أبي ميمونة زيد، أبو عبد الرحمن الأموي، مولاهم الحراني 10/ 251/ 2263/ أحمد بن بكر، أبو سعيد البالسي= أحمد بن بكرويه

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 162/ 3240/ أحمد بن بندار بن إسحاق، أبو عبد الله الأصبهاني الشعار الظاهري 14/ 192/ 3240/ أحمد بن بندار، أبو ياسر البقال 12/ 509/ 3643/ أحمد بن بندار بن محمد بن مهران، أبو زرعة الإستراباذي العيشي الفقيه الشافعي، قاضي إستراباذ 12/ 91/ 3142/ أحمد بن بهزاد بن مهران، أبو الحسن الفارسي السيرافي المصري 12/ 248/ 3334/ أحمد بن بويه بن فناخسرو بن تمام بن كوهي، أبو الحسن الديلمي الفارسي 15/ 467/ 3334/ أحمد بن تزمش الخياط 16/ 225/ 5621/ أحمد بن تميم بن هشام بن حيون البهراني اللبلي 14/ 104/ 5621/ أحمد بن ثابت، أبو بكر الخجندي المتكلم 14/ 372/ 4732/ أحمد بن ثابت بن محمد، أبو العباس الأصبهاني الطرقي 11/ 63/ 4732/ أحمد بن الجعد الوشاء البغدادي 12/ 92/ 3143/ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَعْبدٍ، أبو جعفر الأصبهاني السمسار 11/ 279/ 3143/ أحمد بن جعفر، أبو حامد الأشعري الأصبهاني 12/ 262/ 3345/ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ بنِ مَالِكِ بن شبيب، أبو بكر البغدادي القطيعي الحنبلي 9/ 5/ 1738/ أحمد بن جعفر، أبو عبد الرحمن الوكيعي الكوفي الضرير 12/ 177/ 3264/ أَحْمَدُ بنُ جعفرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ، أبو بكر الختلي البغدادي 11/ 540/ 3031/ أحمد بن جعفر بن أبي جعفر مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي دَاوُدَ ابن المنادي، أبو الحسين البغدادي، الإمام المقرئ، صاحب التواليف

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 163/ 2173/ أحمد بن جعفر بن محمد بن الرشيد، أبو جعفر الهاشمي العباسي السامري الخليفة المعتمد على الله 11/ 458/ 2929/ أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك، أبو الحسن البرمكي البغدادي جحظة الأخباري الشاعر 9/ 92/ 1804/ أحمد بن جناب بن المغيرة، أبو الوليد المصيصي 9/ 101/ 1812/ أحمد بن جواس، أبو عاصم الحنفي الكوفي 10/ 352/ 2336/ أَحْمَدُ بنُ حَازِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ بنِ قَيْسِ بنِ أَبِي غَرَزَةَ، أَبُو عَمْرٍو الغفاري الكوفي، صاحب "المسند" 12/ 363/ 3471/ أبو أحمد الحاكم: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الكَرَابِيْسِيُّ الحَاكِمُ الكَبِيْرُ، مُؤلِّفُ كِتَابِ "الكُنَى" 16/ 481/ 5943/ أَحْمَدُ بنُ حَامِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمْدِ بن حامد، أبو العباس الأرتاحي المصري الحنبلي الإمام المقرئ 9/ 98/ 1809/ أَحْمَدُ بنُ حَرْبِ بنِ فَيْرُوْزٍ، أَبُو عَبْدِ الله النيسابوري الزاهد 9 و9/ 100 و574/ 1809 و2057/ أحمد بن حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن بن الغضوبة الطائي 14/ 169/ 4497/ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بن خداداد، أبو طاهر الكرجي الباقلاني البغدادي 14/ 410/ 4775/ أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الله، أبو غالب بن البناء البغدادي الحنبلي 13/ 102/ 3848/ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَفْصٍ بن مسلم بن يزيد، أبو بكر الخرشي الحيرى النيسابوري الشافعي، قاضي القضاة 12/ 196/ 3279/ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ عُتْبَةَ، أبو العباس الرازي المصري

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 67/ 5457/ أحمد بن الحسن بن أبي البقاء، أبو العباس العاقولي البغدادي 13/ 72/ 3808/ أحمد بن الحسن بن بندار، أبو العباس الرازي 9/ 515/ 2019/ أحمد بن الحسن بن جنيدب، أبو الحسن الترمذي 9/ 516/ 2020/ أحمد بن الحسن بن خراش، أبو جعفر البغدادي 11/ 94/ 2607/ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ راشد، أبو عبد الله البغدادي الصوفي الكبير 15/ 62/ 4953/ أحمد بن الحسن بن علي، أبو نصر الطوسي البغدادي، ابن نظام الملك 13/ 251/ 4054/ أحمد بن الحسن بن محمد، أبو حاتم الرازي خاموش 13/ 410/ 4218/ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أزهر، أبو حامد الأزهري النيسابوري الشروطي 14/ 67/ 4384/ أحمد بن الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ مُنتَابٍ، أبو محمد البصري، ثم البغدادي الدقاق المقرئ 11/ 11/ 4384/ أحمد بن الحسن المصري 16/ 164/ 5574/ أحمد بن الحسن بن يوسف بن محمد بن أحمد ابن المقتدي، أبو العباس الهاشمي العباس البغدادي، الخليفة الناصر لدين الله 12/ 536/ 3687/ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ زَنْبِيل، أبو العباس النهاوندي 11/ 313/ 2805/ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ طَلاَّبٍ، أبو الجهم الدمشقي ثم المشغراني خطيب مشغرا 12/ 379/ 3488/ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَرْوَانَ بن عبيد بن أبي مروان، أبو نصر الضبي المرواني النيسابوري

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 95/ 2608/ أحمد بن الحسين بن إسحاق، أبو الحسن البغدادي الصوفي الصغير 11/ 279/ 2608/ أحمد بن الحسين، أبو سعيد البرذعي البغدادي، شيخ الحنفية 10/ 538/ 2608/ أحمد بن الحسين، أبو جعفر الحذاء 12/ 255/ 3340/ أحمد بن حسين بن حسن، أبو الطيب الجعفي الكوفي الأديب، شاعر الزمان الشهير بالمتنبي 16/ 229/ 5627/ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو نصر بن النرسي البغدادي البيع 15/ 384/ 5627/ أحمد بن الحسين، أبو العباس العراقي الحنبلي المقرئ، أحد الأئمة بدمشق 12/ 507/ 3641/ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن الحكم، أبو زرعة الرازي الصغير 13/ 363/ 4177/ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى، أبو بكر الخسروجردي الخراساني البيهقي 12/ 398/ 3515/ أَحْمَدُ بنُ حُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمُّوَيْه بن حسكويه، أبو نصر النيسابوري الوراق المؤذن 13/ 189/ 3965/ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله بن بوان، أبو نصر الدينوري الكسار 8/ 536/ 1723/ أحمد بن الحسين، أبو مخالد المعتزلي الضرير الفقيه 12/ 386/ 3499/ أحمد بن الحسين بن مهران، أبو بكر الأصبهاني الأصل، النيسابوري، الإمام المقرئ، مصنف "الغاية في القراءات" 12/ 519/ 3660/ أحمد بن الحسين بن يحيى، أبو الفضل الهمذاني، بديع الزمان

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 313/ 1559/ أَحْمَدُ بنُ حَفْصٍ، أَبُو حَفْصٍ البُخَارِيُّ الحَنَفِيُّ، فقيه المشرق، شيخ ما وراء النهر وَوَالِدُ العَلاَّمَةِ شَيْخِ الحَنَفِيَّةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حفص الفقيه 10/ 75/ 2130/ أَحْمَدُ بنُ حَفْصِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ راشد، أبو علي النيسابوري، قاضي نيسابوري 11/ 184/ 2713/ أَحْمَدُ بنُ حَمْدَانَ بنِ عَلِيِّ بنِ سِنَان، أبو جعفر الحيري النيسابوري 11/ 338/ 2837/ أَحْمَدُ بنُ حَمدُوْنَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عِمَارَةَ بن رستم، أبو حامد النيسابوري الأعمشي 15/ 350/ 5256/ أحمد بن حمزة بن علي بن الحسن بن الحسين، أبو الحسين بن الموازيني 8/ 511/ 1702/ أحمد بن حميد، أبو الحسن الطريثيثي الكوفي، المعروف بدار أم سلمة 9/ 192/ 1847/ أحمد بن حنبل= أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلِ بنِ هِلاَلِ بنِ أَسَدِ بنِ إِدْرِيْسَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن حيان، أبو عَبْدِ اللهِ الذُّهْلِيّ الشَّيْبَانِيّ المَرْوَزِيّ ثُمَّ البَغْدَادِيّ 9/ 473/ 1989/ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ عَبْدِ اللهِ بنِ ميمون، أبو الحسن الثعلبي الغطفاني الدمشقي الزاهد 9/ 415/ 1946/ أحمد بن خالد، أبو جعفر البغدادي الخلال 11 و11/ 468 و469/ 1946 و2940/ أحمد بن خالد بن الجباب، أبو عمر القرطبي 8/ 209/ 1522/ أحمد بن خالد، أبو سعيد الوهبي الحمصي الكندي مولاهم 8/ 366/ 1603/ أحمد بن أبي خالد، أبو العباس الأحول الكاتب، وزير المأمون

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 269/ 2270/ أحمد الخجستاني الجبار العنيد الظالم المتمرد 14/ 161/ 4487/ أحمد الخان، صاحب سمرقند الجبار المارق 10/ 170/ 2174/ أحمد بن الخصيب بن عبد الحميد، أبو العباس الجرجرائي، الوزير، ابن أمير مصر 12/ 82/ 3130/ أحمد بن الخضر بن أحمد، أبو الحسن النيسابوري الشافعي 16/ 142/ 5544/ أحمد بن الخَضِرِ بنِ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طاوس، أبو المعالي الصوفي 9/ 387/ 1925/ أَحْمَدُ بنُ خِضْرَوَيْه، أَبُو حَامِدٍ البَلْخِيُّ الزَّاهِدُ 10/ 493/ 2451/ أَحْمَدُ بنُ خُلَيْدٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الكِنْدِيُّ الحلبي 10/ 370/ 2346/ أحمد بن الخليل بن ثابت، أبو جعفر البغدادي البرجلاني 9 و10/ 416 و304/ 1948 و2303/ أحمد بن الخليل بن حرب، أبو عبد الله القرشي النوفلي، مولاهم القومسي 16/ 319/ 5740/ أَحْمَدُ بنُ الخَلِيْلِ بنِ سَعَادَةَ بنِ جَعْفَرٍ الخويي الشافعي 9/ 416/ 1947/ أحمد بن الخليل، أبو علي البغدادي البزاز 9/ 390/ 1927/ أحمد بن خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بنُ حَرْبِ بنِ شَدَّادٍ الحَرَشِيُّ، صاحب "التاريخ الكبير" 10/ 455/ 2424/ أحمد بن داود، أبو حنيفة الدينوري النحوي 9/ 186/ 1867/ أحمد بن أبي داود فرج بن حريز، أبو عبد الله الإيادي البصري ثم البغدادي القاضي الجهمي، عدو أحمد بن حنبل 15/ 281/ 1867/ أحمد بن روح، أبو عمرو السلقي 8/ 202/ 1518/ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن الزبير بن عمر بن درهم الكوفي مولى بني أسد 12/ 32/ 1518/ أحمد بن زكريا بن الشامة الأندلسي 11/ 151/ 2669/ أحمد بن زنجويه بن موسى، أبو العباس المخرمي القطان

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 429/ 1960/ أحمد بن أبي سريج عمر بن الصبا، أبو جعفر الرازي 10/ 280/ 2273/ أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، أبو إبراهيم الزهري العوفي البغدادي 10/ 31/ 2082/ أَحْمَدُ بنُ سَعْدِ بنِ الحَكَمِ بنِ أَبِي مريم، أبو جعفر المصري، مولى بني جمح 14 و15/ 477 و13/ 4855 و4885/ أحمد بن سعد بن علي بن الحسن بن القاسم بن عنان، أبو علي العجلي البديع الهمذاني 9/ 546/ 2034/ أحمد بن سعيد بن إبراهيم، أبو عبد الله المروزي، الرباطي الأشقر، أمير الرباط 16/ 332/ 2034/ أحمد بن سعيد الأزجي ابن البناء 9/ 562/ 2042/ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ بِشْرٍ، أَبُو جَعْفَرٍ الهمداني المصري 13/ 368/ 4182/ أحمد بن سعيد، أبو جعفر الأندلسي اللوذنكي المالكي، مفتي طليطلة 12/ 191/ 3269/ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَزْمِ بن يُوْنُسَ، أبو عمر الصدفي الأندلسي، مؤلف "التاريخ الكبير" 9/ 562/ 2043/ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ صَخْرِ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو جعفر الدارمي السرخسي 14/ 414/ 4780/ أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ بن عُبَيْدِ اللهِ بنِ مخلد، أبو العباس الكرخي الشافعي ابن الرطبي المفتي 16/ 109/ 4780/ أحمد بن سلمان بن الأصفر الحريمي 10/ 426/ 2390/ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ، أَبُو الفضل النيسابوري البزاز 12/ 70/ 3119/ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَيُّوْبَ بنِ إِسْحَاقَ بن عبدة، أبو بكر العباداني

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 89/ 3137/ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَيُّوْبَ بنِ دَاوُدَ بن عبد الله بن خذلم، أبو الحسن الأسدي الدمشقي الأوزاعي، مفتي دمشق 14/ 59/ 4370/ أحمد بن سليمان، أبو القاسم الباجي 12/ 82/ 3132/ أحمد بن سليمان بن الحسن بن إسرائيل، أبو بكر البغدادي الحنبلي النجاد، الفقيه المفتي 12/ 9/ 3047/ أحمد بن سليمان بن زبان، أبو بكر الكندي الدمشقي الضرير 10/ 123/ 2136/ أحمد بن سليمان بن عبد الملك، أبو الحسين الرهاوي 9/ 568/ 2052/ أَحْمَدُ بنُ سِنَانِ بنِ أَسَدِ بنِ حِبَّانَ، أبو جعفر الواسطي القطان 16/ 475/ 2052/ أحمد بن سني الدولة، قاض القضاة صدر الدين الفقيه 12/ 411/ 3535/ أَحْمَدُ بنُ سَهْلِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أَبُو حَامِدٍ الأنصاري النيسابوري 10/ 503/ 3535/ أحمد بن سهل الأهوازي 10/ 508/ 2471/ أحمد بن سهل بن بحر، أبو العباس النيسابوري 14/ 191/ 2471/ أحمد بن سهل السراج النيسابوري العابد 11/ 138/ 2648/ أحمد بن سهل بن الفيرزان، أبو العباس الأشناني، شيخ القراء ببغداد 10/ 203/ 2197/ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو الحسن المروزي الفقيه، عالم مرو 16/ 312 و321/ 2197/ أحمد بن شاكر التنوخي 9/ 53/ 1771/ أحمد بن شبيب بن سعيد، أبو عبد الله البصري الحبطي، المجاور بمكة 11/ 79/ 2586/ أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبِ بنِ عَلِيِّ بنِ سِنَانَ بن بحر الخراساني، أبو عبد الرحمن النسائي شيخ الإسلام، صاحب السنن

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 59/ 1777/ أحمد بن أبي شعيب مسلم، أبو الحسن الأموي الحراني 10/ 52/ 2104/ أَحْمَدُ بنُ شَيْبَانَ بنِ الوَلِيْدِ بنِ حَيَّانَ، أبو عبد المؤمن الرملي 16/ 202/ 558/ أحمد بن شيرويه بن شهر دار بن شيرويه، أبو مسلم الديلمي الهمذاني 14/ 161/ 4478/ أحمد صاحب سمرقند، الخان، الجبار المارق الزنذيق 9/ 517/ 2022/ أحمد بن صالح، أبو جعفر المصري، المعروف بابن الطبري 15/ 255/ 5156/ أحمد بن صالح بن شافع بن صالح بن حاتم، أبو الفضل الجيلي، البغدادي المعدل 11/ 106/ 2617/ أحمد بن الصقر بن ثوبان، أبو سعيد الطرسوسي، ثم البصري المستملي 16/ 291/ 5703/ أَحْمَد بنُ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أَيُّوْبَ الملك المحسن الزاهد ظهير الدين 15/ 407/ 5320/ أَحْمَدُ بنُ طَارِقِ بنِ سِنَانٍ، أَبُو الرِّضَا الكركي، ثم البغداي، التاجر الشيعي 15/ 41/ 4927/ أحمد بن طاهر بن سعيد بن القُدْوَةِ أَبِي سَعِيْدٍ فَضْلِ اللهِ بنِ أَبِي الخير، أبو الفضل الميهني الخراساني الصوفي 12/ 236/ 3325/ أحمد بن طاهر بن النجم، أبو عبد الله الميانجي 13/ 168/ 3942/ أَحْمَدُ بنُ طَلْحَةَ بنِ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ، أبو بكر البغدادي المنقي -يعني المغربل 10/ 479/ 2446/ أحمد بن طلحة بن جعفر بن محمد بن الرشيد، أبو العباس الهاشمي العباسي، الخليفة المعتضد بالله 10/ 268/ 2269/ أحمد بن طولون، أبو العباس التركي، صاحب مصر 10/ 471/ 2437/ أحمد بن الطيب، أبو العباس السرخسي، الفيلسوف، ذو التصانيف= أحمد بن محمد السرخسي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 477/ 2437/ أحمد بن الظاهر، المستنصر الله 8 و9/ 499 و336/ 1698 و1892/ أَحْمَدُ بنُ عَاصِمٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَنْطَاكِيُّ الزاهد، واعظ دمشق 14/ 373/ 4736/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بن أَحْمَدَ بنِ بشر، أبو غلب الكرخي البغدادي العطار 15/ 205/ 4736/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بن أَحْمَدَ بنِ سلمان، أبو بكر بن البطي البغدادي 14/ 341/ 4693/ أحمد بن عبد الجبار بن أحمد القاسم، أبو سعد الصيرفي بن الطيوري البغدادي المقرئ الدلال في الكتب 10/ 143/ 2151/ أحمد بن عبد الحميد بن خالد، أبو جعفر الحارثي الكوفي 16/ 363/ 2151/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ بن أَبِي هِشَامٍ، صفي الدين القرشي 13/ 75/ 3813/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جعفر، أبو بكر بن المرزبان، اليزدي القاضي 16/ 200/ 5584/ أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد، أبو العباس الربعي التونسي المالكي ابن دمدم فقيه المغرب، ومفتي غرناطة 13/ 41/ 3774/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ موسى، أبو بكر الشيرزي، مصنف كتاب "الألقاب" 9/ 490/ 2000/ أحمد بن عبد الرحمن بن بكار، أبو الوليد البسري القرشي الدمشقي العامري 11/ 59/ 2000/ أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني 14/ 489/ 4870/ أَحْمَدَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الباري، أبو جعفر الأندلسي البطروجي ويقال: البطروشي، القرطبي الفقيه 14/ 148/ 4481/ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أبي علي، أبو الحسين الهمذاني، الذكواني الأصبهاني

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 379/ 5283/ أحمد بن عبد الرحمن، أبو الفضل الحضرمي المالكي، الفقيه 10/ 158/ 2169/ أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية، أبو عبد الله بن أبي عوف البغدادي 13/ 267/ 4071/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نَصْرٍ، أبو علي التميمي 10/ 35/ 2085/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبِ بنِ مسلم، أبو عبيد القرشي مولاهم المصري بحشل 13/ 408/ 4214/ أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد، أبو الحسن الإسماعيلي النيسابوري الحاكم 16/ 400/ 5820/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ عَلِيٍّ المِصْرِيُّ، ابن الفاضل الوزير القاضي 10/ 302/ 2300/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ يَزِيْدَ بنِ فصيل، أبو عبد الله الحوطي 16/ 264/ 2300/ أحمد بن عبد السيد الإربلي الحاجب، صلاح الدين الأمير الكبير 14/ 10/ 4426/ أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل، أبو بكر الغورجي الهروي التاجر 13/ 27/ 3754/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حامد بن محمود ثرثال، أبو الحسن التيمي البغدادي 14/ 191/ 4527/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَفَّارِ بن أَحْمَدَ بنِ علي بن أشته، أبو العباس الأصبهاني الكاتب 16/ 41/ 5420/ أحمد بن عبد الغني بن أحمد، أبو العباس اللخمي المصري المالكي القطرسي الشاعر

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 199/ 5100/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حنيفة، أبو المعالي الباجسرائي التانئ البغدادي 14/ 180/ 4512/ أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، أبو الحسين البغدادي 13/ 155/ 3932/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ إسحاق بن موسى بن مهران، أبو نعيم المهراني الأصبهاني الصوفي الأحول، صاحب "الحلية" 14/ 373/ 4735/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رضوان بن محمد بن رضوان، أبو نصر البغدادي المراتبي 13/ 402/ 4207/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ غالب بن زيدون، أبو الوليد المَخْزُوْمِيُّ القُرَشِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ الشَّاعِرُ، حَامِلُ لِوَاءِ الشعراء في عصره 14/ 196/ 4537/ أحمد بن عبد الله بن أحمد، أبو الفتح السوذرجاني الأصبهاني 16/ 9/ 5392/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو طاهر الطوسي ثم الموصلي الشافعي ابْنُ خَطِيْب المَوْصِلِ 15/ 125/ 5035/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ هشام، أبو العباس اللَّخْمِيُّ المَغْرِبِيُّ الفَاسِيُّ المُقْرِئُ النَّاسخُ ابْنُ الحُطَيْئَةِ، شيخ الإسلام 10/ 241/ 2249/ أحمد بن عبد الله، أبو بكر ابن البرقي 15/ 108/ 5010/ أحمد بن عبد الله بركة، أبو القاسم الحربي، ابن ناجية الفقيه الواعظ 11/ 383/ 2882/ أحمد بن عبد الله، أبو بكر البغدادي النحاس، وكيل أبي صخرة

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 143/ 2882/ أحمد بن عبد الله بن حديد، أبو طالب الكناني الإسكندراني القاضي 13/ 202/ 3988/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ إسماعيل، أبو عبد الله الضبي المحاملي 12/ 478/ 3612/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حُمَيْدِ بنِ رزيق أبو الحسن البغدادي 11/ 283/ 2771/ أحمد بن عبد الله بن سابور، أبو العباس الدقاق 13/ 291/ 4107/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو العلاء القَحْطَانِيُّ ثُمَّ التَّنُوْخِيُّ المَعَرِّيُّ الأَعْمَى، اللُّغَوِيُّ، الشَّاعِرُ، صاحب التصانيف والمتهم في نحلته 9/ 59/ 1777/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي شُعَيْبٍ مسلم، أبو الحسن الأموي الحراني 10/ 141/ 2148/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحِ بنِ مسلم، أبو الحسن العجلي الكوفي 14/ 356/ 2148/ أحمد بن عبد الله بن طريف، أبو الوليد القرطبي 15/ 319/ 5224/ أحمد بن عبد الله أبي الوفاء بن عبد الرحمن بن عبد الصمد، أبو الفتح البغدادي الحنبلي ابن الصائغ، غلام أبي الخطاب 12/ 398/ 3517/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن كنانة، أبو عمر اللخمي القرطبي ابن العنان 14 و15/ 242 و22/ 4600 و4897/ أحمد بن عبد الله بن علي، أبو الحسن الآبنوسي البغدادي الشافعي الوكيل 10/ 318/ 2321/ أحمد بن عبد الله بن القاسم، أبو بكر التميمي البصري الوراق رغيف

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 310/ 5209/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو نصر الشافعي الشاشي البغدادي 14/ 114/ 4445/ أحمد بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو الحَسَنِ البكري القصاص 14/ 307/ 4659/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ القادر، أبو العباس الهاشمي العباسي البغدادي، المستظهر بالله 12/ 243/ 3329/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن بشر بن مغفل، أبو محمد المزني المغفلي الهروي، الباز الأبيض 12/ 522/ 3665/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بنِ شريعة، أبو عمر اللخمي الإشبيلي، ابْنُ البَاجِيِّ 11/ 345/ 2843/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُسْلِمِ بنِ قتيبة، أبو جعفر البغدادي الكاتب الكبير، قاضي القضاة بمصر 9/ 495/ 2843/ أحمد بن عبد الله بن منجوف 9/ 473/ 1989/ أحمد بن عبد الله بن ميمون، أبو الحسن الثعلبي الغطفاني الدمشقي الزاهد، ابن أبي الحواري 11/ 510/ 2996/ أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال، أبو الفضل السلمي الدمشقي 12/ 438/ 3564/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُعَيْمِ بنِ الخليل، أبو حامد النعيمي السرخسي 8/ 481/ 1688/ أحمد بن عبد الله بن يونس، أبو عبد الله التميمي اليربوعي الكوفي 10/ 140/ 1688/ أحمد بن عبد المجيد الحارثي 13/ 498/ 4304/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيِّ بنِ أحمد بن عبد الصمد بن بكر، أبو صالح المؤذن النيسابوري الصوفي الزاهد

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 236/ 4590/ أحمد بن عبد الملك بن غطاش العجمي، طاغية الإسماعيلية 15/ 70/ 4965/ أحمد بن عبد الملك بن محمد، أبو عمر وأبو جعفر الأنصاري الإشبيلي، ابْنُ أَبِي مَرْوَانَ 13/ 182/ 3951/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بن مروان بن ذِي الوَزَارَتَيْنِ أَحْمَد بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَرَ بنِ شهيد، أبو عامر الأشجعي القرطبي، الشاعر، جاحظ وقته 16/ 330/ 3951/ أحمد بن عبد الملك المقدسي الناسخ 14/ 474/ 4850/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُوْسَى بنِ أبي جمرة، أبو العباس الأموي مولاهم المرسي الماكي 13/ 20/ 3745/ أحمد بن عبد الملك بن هاشم، أبو عمر الإشبيلي، ابن المكوى، عالم الأندلس، شيخ المالكية 14/ 447/ 4818/ أحمد بن عبد الملك بن هود، الملك المستنصر بالله الأندلسي 9/ 59/ 1778/ أحمد بن عبد الملك بن واقد، أبو يحيى الأسدي، مولاهم الحراني 14/ 213/ 1778/ أحمد بن عبد المنعم، أبو الفضل ابن الكريدي 16/ 199/ 5583/ أحمد بن عبد الواحد بن أحمد، أبو العباس المقدسي الحنبلي البخاري 9/ 571/ 5583/ أحمد بن عبد الواحد بن عبود 13/ 497/ 4303/ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي الحديد، أبو الحسن السلمي الدمشقي المرتضى الرئيس 11/ 359/ 2856/ أحمد بن عبد الوارث بن جرير، أبو بكر الأسواني المصري العسال 10/ 302/ 2299/ أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، أبو عبد الله الحوطي الحمصي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 439/ 3565/ أحمد عبد عبدان بن محمد بن الفرج، أبو بكر الشيرازي، شيخ الأهواز 9/ 192/ 3565/ أحمد بن عبدة الضبي 12/ 10/ 3049/ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أَبُو جَعْفَرٍ الأسدي الهمذاني 10/ 353/ 2338/ أحمد بن عبيد بن إرديس، أبو بكر الضبي، مولاهم، البغدادي النرسي 12/ 45/ 3096/ أحمد بن عبيد بن إسماعيل، أبو الحسن البصري الصفار 12/ 47/ 3098/ أحمد بن عبيد الصفار، وأبو بكر الحمصي الرعيني 13/ 15/ 3737/ أحمد بنُ عُبَيْد بنِ الفَضْل بن سَهْلِ بنِ بيري، أبو بكر الواسطي 10/ 326/ 2326/ أحمد بن عبيد بن ناصع بن بلنجر، أبو جعفر الديلمي، ثم البغداد الهاشمي مولاهم النحوي، ابن أبي عصيدة 11/ 499/ 2980/ أحمد بن عبيد الله بن أحمد الخصيب، أبو العباس الخصيبي الجرجرائي الكاتب 9/ 6/ 1739/ أحمد بن عبيد الله بن إشكاب، أبو عبد الله الحضرمي الكوفي الصفار 14/ 261/ 4622/ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو غالب البغدادي المعير، المقرئ 14/ 386/ 4747/ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حمدان بن عمر بن إبراهيم، أبو العز السلمي العكبري، ابن كادش 9/ 580/ 4747/ أحمد بن عثمان بن حكيم 12/ 120/ 3188/ أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ يَحْيَى بنِ عَمْرٍو، أبو الحسين البغدادي العطشي الآدمي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 448/ 1651/ أبو أحمد العجلي= عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحِ بنِ مُسْلِمِ بنِ صالح، الكوفي المقرئ 12/ 224/ 3310/ أبو أحمد بن عَدِيٍّ= عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيِّ بنِ عَبْدِ الله بن محمد بن مبارك ابن القطان الجرجاني 10/ 237/ 2241/ أَحْمَدُ بنُ عِصَامٍ، أَبُو يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ، مَوْلاَهُمُ الأصبهاني 13/ 9/ 3731/ أحمد بن عضد الدولة ابن بويه، أبو نصر بهاء الدولة، ملك العراق 12/ 274/ 3363/ أحمد بن عطاء، أبو عبد الله الروذباري، شيخ الصوفية 8/ 127/ 1445/ أَحْمَدُ بنُ عَطَاءٍ الهُجَيْمِيُّ البَصْرِيُّ القَدَرِيُّ المُبْتَدِعُ 10/ 391/ 2360/ أحمد بن العلاء، قاضي ديار مضر 12/ 523/ 3666/ أحمد بنُ عَلِيِّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَرَج بن لال، أبو بكر الهمذاني الشافعي 15/ 306/ 5204/ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى بنِ حَازِمِ بن علي بن رفاعة، أبو العباس الرفاعي المغرب البطائحي الزاهد، شيخ العارفين 14/ 298/ 4644/ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ بَدْرَانَ بنِ عَلِيٍّ، أبو بكر الحلواني البغدادي المقرئ، خالوه 14/ 336/ 4687/ أحمد بن علي بن هارون بن الحمامي، أبو الفتح البغدادي الشافعي 10/ 453/ 2422/ أحمد بن علي، أبو بكر المري الدمشقي الخراز 13/ 194/ 3976/ أحمد بن علي، أبو بكر الرازي الإسفراييني، الزاهد 12/ 344/ 3451/ أحمد بن علي، أبو بكر الرازي الحنفي، صاحب التصانيف، عالم العراق المفتي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 456/ 2926/ أحمد بن علي بن بيغجور الإخشيد، أبو بكر، شيخ المعتزلة، صاحب التصانيف 13/ 245/ 2926/ أحمد بن علي، أبو الحسين النوزي 13/ 419/ 4229/ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ ثَابِتِ بنِ أَحْمَدَ بن مهدي، أبو بكر الخطيب البغدادي، صاحب التصانيف 15/ 47/ 4932/ أحمد بن علي بن أبي جعفر أبو جعفر البيهقي النيسابوري، أبو جعفر 14/ 414/ 4932/ أحمد بن علي بن حسن سلمويه الصوفي النيسابوري 12/ 110/ 3173/ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ، أبو حامد النيسابوري التاجر السفار بن حسنويه 14/ 178/ 4510/ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ زَكَرِيَّا أبو بكر الطريثيثي البغدادي الصوفي، ابن زهراء 11/ 472/ 2945/ أحمد بن علي الحسين بن شهريار، أبو بكر الرازي، النيسابوري، صاحب التصانيف 13/ 241/ 4038/ أحمد بن علي بن حسين، أبو غانم المروزي الكراعي 16/ 113/ 5518/ أحمد بن علي بن الحسين، أبو الفتح الغرنوي البغدادي 10/ 515/ 2476/ أَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ سَعِيْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو بكر الأموي المروزي، قاضي حمص 14/ 414/ 2476/ أحمد بن علي، أبو الوفاء الشيرازي 14/ 21/ 4336/ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عمر بن خلف، أبو بكر الشيرازي النيسابوري الأديب النحوي 15/ 23/ 4898/ أحمد بن علي بن عبد الواحد، أبو بكر الدلال البغدادي، ابن الأشقر

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 214/ 4562/ أحمد بن علي بن عبد عبيد الله بن عمر بن سوار، أبو طاهر البغدادي، المقرئ الضرير 15/ 424/ 5336/ أحمد بن علي بن عتيق بن إسماعيل، أبو جعفر القرطبي، الأندلسي، الفتكي، الشافعي، المقرئ، إمام الكلاسة 11/ 474/ 2948/ أحمد بن علي بن العلاء، أبو عبد الله الجوزجاني البغدادي 15/ 291/ 2948/ أحمد بن علي بن المعمر، أبو عبد الله العلوي النقيب 13/ 16/ 3740/ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَمْرِو بنِ حَمْدِ بن إبراهيم بن يوسف بن عنبر، أبو الفضل السليماني البيكندي البخاري 14/ 162/ 4489/ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ بنِ طَاهِرِ بن الفرات، أبو الفضل الدمشقي الوزير 16/ 304/ 4489/ أحمد بن علي، أبو العباس القسطلاني المالكي الفقيه 11/ 207/ 2619/ أحمد بن علي المُثَنَّى بنِ يَحْيَى بنِ عِيْسَى بنِ هِلاَلٍ، أبو يعلى التميمي الموصلي صاحب المسند والمعجم 14/ 399/ 2619/ أحمد بن علي بن المجلي، أبو السعود 13/ 146/ 3920/ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن منجويه، أبو بكر اليزدي الأصبهاني 11/ 146/ 2661/ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجَارُوْدِ، أبو جعفر الجارودي الأصبهاني 14/ 385/ 4746/ أحمد "محمد" بن علي بن محمود، أبو منصور الزولهي التاجر المروزي الكراعي 10/ 468/ 2434/ أحمد بن علي بن مسلم، أبو العباس الأبار البغدادي 16/ 406/ 5835/ أَحْمَدَ بن عَلِيِّ بنِ مَعْقِلٍ المُهَلَّبِيّ الحِمْصِيّ 15/ 240/ 5835/ أحمد بن علي بن الناعم الوكيل

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5451/ 64/ 5451/ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى بنِ عَوْنِ الله، أبو جعفر الداني المرسي الحصار المقرئ 4203/ 400/ 4203/ أحمد بن علي، أبو منصور الأسداباذي التبريزي 1864/ 183/ 1864/ أحمد بن عمار بن شاذي، أبو العباس البصري، الوزير الكامل 1864/ 464/ 1864/ أحمد بن عمر بن إبراهيم، أبو العباس القرطبي، عالم الإسكندرية 1864/ 154/ 1864/ أحمد بن عمر بن الأشعث المقرئ 4392/ 71/ 4392/ أحمد بن عمر بن أنس بن دلهاث بنِ أَنَسِ بنِ فَلْذَان بنِ عُمَرَ بنِ منيب، أبو العباس العذري الأندلسي المريى الدلائي 4392/ 237/ 4392/ أحمد بن عمر بن بكرون، أبو المعالي إمام النظامية 1811/ 101/ 1811/ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصِ بنِ جَهْمِ بن واقد، أبو جعفر الكندي الكوفي الجلاب الضرير، الوكيعي البغدادي 3623/ 486/ 3623/ أحمد بن عمر بن خرشيذ قوله، أبو علي الأصبهاني التاجر 4779/ 414/ 4779/ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ خَلَفِ بنِ قِبْلَيل، أبو جعفر الهمداني الغرناطي الفقيه شيخ المالكية 2669/ 151/ 2669/ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ زَنْجَوَيْه بن مُوْسَى، أبو العباس المخرمي القطان 2633/ 123/ 2633/ أحمد بن عمر سريج، أبو العباس البغدادي القاضي الشافعي، صاحب المصنفات 1960/ 429/ 1960/ أحمد بن عمر بن الصباح، أبو جعفر الرازي، ابن أبي سريج 4734/ 372/ 4734/ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْد، أبو بكر النهاوندي القطائفي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 277/ 4734/ أحمد بن عمر بن أبي عمر، أبو حمزة 16/ 118/ 5523/ أحمد بن عمر بن محمد، أبو الجناب الخوارزمي الخيوقي الصوفي، نَجْمُ الدِّيْنِ الكُبْرَى 14/ 430/ 4803/ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو نصر الأصبهاني الغازي 12/ 542/ 3695/ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّد بنِ عُمَرَ بن محفوظ، أبو عبد لله المصري الجيزي 12/ 542/ 3696/ أحمد بن أبي عمران، أبو الفضل الهروي الصرام 12/ 58/ 3107/ أحمد بن عمرو بن جابر، أبو بكر الطحان 10/ 503/ 2467/ أَحْمَدُ بنُ عَمْرو بن حَفْص بن عُمَر بن النعمان، أبو بكر القريعي البصري القطراني 10/ 460/ 2431/ أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد، أبو بكر الشيباني البصري، ابن أبي عاصم 10/ 532/ 2497/ أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، أبو بكر البصري، البزار، صاحب "المسند" الكبير 9/ 461/ 1977/ أَحْمَدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عمرو بن السرح، أبو الطاهر الأموي مولاهم، الفقيه المصري 11/ 348/ 2845/ أحمد بن عمرو بن منصور، أبو جعفر الأندلسي الإلبيري 10/ 284/ 2278/ أحمد بن عمرو بن مهير، أبو بكر الشيباني الفقيه الحنفي 11/ 354/ 2853/ أَحْمَدُ بنُ عُمَيْرِ بنِ يُوْسُفَ بنِ مُوْسَى بن جوصا، أبو الحسن الكلابي الدمشقي 10/ 158/ 2169/ أحمد بن أبي عوف عبد الرحمن بن مروزق بن عطية البغدادي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 376/ 3485/ أَحْمَدُ بنُ عَوْنِ اللهِ بنِ حُدَيْرِ بنِ يحيى، أبو جعفر القرطبي البزار 9/ 466/ 1979/ أحمد بن عيسى بن حسان، أبو عبد الله المصري ابن التستري 9/ 467/ 1981/ أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ الحسين، شيخ بني هاشم وكبيرهم 10/ 453/ 2423/ أحمد بن عيسى، أبو سعيد البغدادي الخراز 14 و14/ 80 و92/ 4401 و4419/ أحمد بن عيسى بن عباد، أبو الفضل الدينوري 16/ 347/ 5784/ أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قدامة، أبو العباس المقدسي الصالحي بن المجد الحنبلي 9/ 466/ 1980/ أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، أَبُو طاهر العلوي المدني 15/ 76/ 4977/ أَحْمَد بنُ أَبِي غَالِبٍ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو العباس الكاغدي البغدادي ابن الطلاية 14/ 278/ 4977/ أحمد الغزالي: أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد، أبو الفتوح الطوسي 8/ 128/ 4977/ أحمد بن غسان، القدري 12/ 538/ 3690/ أَحْمَدُ بنُ فَارسِ بنِ زَكَرِيَّا بن مُحَمَّدِ بن حبيب، أبو الحسين القرويني الرازي المالكي اللغوي 13/ 19/ 3743/ أَحْمَدُ بنُ فتح بن عَبْدِ اللهِ بْن علي، أبو القاسم القرطبي، التاجر السفار، ابن الرسان 10/ 201/ 2194/ أَبُو أَحْمَدَ الفَرَّاءُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بن حبيب بن مهران العبدي النيسابوري حملك 12/ 570/ 2194/ أحمد بن فراس المكي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 186/ 1867/ أحمد بن فرج بن حريز، أبو عبد الله الإيادي البصري البغدادي الجهمي 10/ 188/ 2184/ أحمد بن الفرج بن سليمان، أبو عتبة الكندي الحمصي الحجازي المؤذن 10/ 236/ 2239/ أَحْمَدُ بنُ الفَرَجِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أَبُو علي الجشمي البغدادي المقرئ 11/ 101/ 2613/ أحمد بن فرح بن جبريل، أبو جبريل العسكري البغدادي الضرير 13/ 23/ 3749/ أَبُو أَحْمَدَ الفَرَضِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي مسلم البغدادي المقرئ 12/ 89/ 3138/ أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة، أبو علي البغدادي 13/ 372/ 4189/ أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جعفر، أبو بكر الأصبهاني الباطرقاني 13/ 94/ 3836/ أحمد بن الفضل، أبو منصور النعيمي الجرجاني 12/ 153/ 3232/ أحمد بن قاج بن عبد الله، أبو الحسين البغدادي الوراق 9/ 352/ 1896/ أحمد بن القَاسِمِ بنِ الحَارِثِ بنِ زُرَارَةَ بنِ مُصْعَبِ بن عبد الرحمن بن عوف، أبو مصعب القرشي الزهري المدني الفقيه قاضي المدينة 12/ 525/ 3669/ أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو الفضل التميمي التاهرتي المغربي البزاز 12/ 222/ 3306/ أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مهدي، أبو الفرج البغدادي بن الخشاب 10/ 245/ 2255/ أحمد بن القاسم بن عطية، أبو بكر الرازي البزاز

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 197/ 3280/ أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ كَثِيْرِ بنِ صدقَةَ بن ريان، أبو الحسن المصري الملكي 10/ 531/ 2494/ أحمد بن القاسم بن مساور، أبو جعفر البغدادي الجوهري 12/ 123/ 2494/ أحمد بن القاسم بن معروف بن أبان، أبو بكر التميمي الدمشقي 11/ 285/ 2775/ أحمد بن القاسم بن نصر، أبو بكر البغدادي، أخو أبو الليث نصر بن القاسم 10/ 313/ 2317/ أبو أحمد القلانسي: مصعب بن أحمد البغدادي، شيخ الصوفية 16/ 424/ 2317/ أحمد بن قميرة، أبو العباس التاجر 12/ 108/ 3170/ أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة، أبو بكر البغدادي القاضي 16/ 363/ 3170/ أحمد بن كشاسب الدزماري الشافعي 15/ 216/ 3170/ أحمد بن المبارك الشدنك الحريمي 15/ 319/ 3170/ أحمد بن المبارك بن درك الضرير 15/ 245/ 3170/ أحمد بن المبارك بن سعد المرقعاتي 15/ 132/ 5047/ أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ عَبْدِ البَاقِي بنِ محمد بن قفرجل، أبو القاسم البغدادي الذهبي القطان المقرئ 10/ 426/ 2391/ أحمد بن المبارك، أبو عمرو المستملي النيسابوري، حمكويه 15/ 100/ 2391/ أحمد بن المُبَارَكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ الخل، أبو الحسين الشاعر 15/ 453/ 2391/ أَحْمَدَ بنِ أَبِي المَجْدِ بنِ غَنَائِم الحَرْبِيُّ العتابي 15/ 21/ 4894/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الإِخْوَةِ، أبو العباس البغدادي العطار الوكيل

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 145/ 3918/ أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو إسحاق النيسابوري، الثعلبي 11 و11/ 508 و523/ 2992 و3016/ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَكِيْم، أبو عمرو المدني الأصبهاني، ابْنُ مَمَّكَ 12/ 401/ 3524/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو سعيد النيسابوري الحنفي الجوري 12/ 146/ 3220/ أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو محمد الطوسي البلاذري الواعظ 16/ 70/ 5464/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَحْيَى، أبو جعفر الحميري الكتامي القرطبي 14/ 353/ 4707/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ، أبو العباس النيسابوري الصندوقي 12/ 379/ 3489/ أحمد بن محمد بن أحمد بن البخيل 15/ 440/ 3489/ أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر، أبو بكر الأصبهاني 12/ 541/ 3693/ القصار الشافعي الفقيه 13/ 224/ 4012/ أحمد بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ حمدان، أبو الحسين البغدادي القدوري 13/ 13/ 3736/ أحمد بن محمد بن أحمد، أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ 14/ 192/ 3736/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمْزَةَ، أبو الحسن الثقفي الكوفي 14/ 491/ 4872/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ سليمان، أبو سعد البغدادي الأصل، الأصبهاني

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 92/ 3832/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَسْنُوْنَ، أبو نصر النرسي البغدادي 12/ 228/ 3313/ أحمد بن محمد بن أحمد، أبو الحسين البغدادي، ابْنُ القَطَّانِ 13/ 237/ 3313/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الحكيمي 13/ 66/ 3803/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمَّاد، أبو الحسين، ابْنُ المُتَيَّمِ 13/ 500/ 3803/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حمَّدُوْهُ، أبو بكر البغدادي المقرئ 12/ 562/ 3715/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بن الحباب، أبو عمر الأموي مولاهم القرطبي، ابن الجسور 14/ 210/ 4556/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ، أبو الفتح الأصبهاني الحداد التاجر المقرئ 12 و12/ 330 و656/ 3430 و3721/ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرحمن بن يحيى بن جميع، أبو بكر الغساني الصيداوي 13/ 73/ 3810/ أَحْمَدَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن حفص بن الخليل، أبو سعد الأنصاري الهروي الماليني الصوفي. طاوس الفقراء 16/ 469/ 5923/ أَحْمَدَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن قاسم، أبو الحسين ابن السراج الأنصاري الإشبيلي 13/ 470/ 4272/ أَحْمَدَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن النقور، أبو الحسين البغدادي البزاز 13/ 286/ 4101/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدُوْسٍ، أبو الحسن الزعفراني المؤدب 12/ 434/ 3561/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ، أبو الحسين النيسابوري الخفاف القنطري

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 160/ 3933/ أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب، أبو بكر الخوارزمي، ثم البرقاني الشافعي 13/ 129/ 3893/ أحمد بن محمد بن القاسم بن إسماعيل، أبو الحسن الضبي البغدادي الشافعي، ابْنُ المَحَامِلِيِّ 16/ 376/ 5799/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو القاسم العباسي البغدادي لخليفة المستنصر 15/ 271/ 5177/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إبراهيم، أبو طاهر الأصبهاني الجرواني، السلفي 13 و13/ 269 و435/ 4074 و4236/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو الحسين السمناني القاضي الحنفي 14/ 211/ 4559/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو علي البرداني، ثم البغدادي 13/ 228/ 4019/ أحمد بن محمد بن أحمد بن دلويه، أبو حامد الدلويي الأستوائي الشافعي 14/ 220/ 4568/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زنجويه، أبو بكر الزنجاني الشافعي 14/ 238/ 4595/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ القاريء، أبو غالب الهمذاني الخفاف العدل 14/ 366/ 4724/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ منظور، أبو القاسم القيسي المالكي الإشبيلي، ابن منظور قاضي إشبيلية، الفقيه 13/ 239/ 4035/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ، أبو الحسن البغدادي العتيقي المجهز السفار 11/ 302/ 2795/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ مُسْلِمِ بنِ يَزِيْدَ، أبو عمرو النيسابوري الحيري

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 140/ 3210/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ أَبِي الموت، أبو بكر المكي 14/ 204/ 4549/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بن مردويه بن فورك بن موسى، أبو بكر الأصبهاني 13/ 10/ 3733/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بن هارون بن الصلت، أبو الحسن الأهوازي، ثم البغدادي 15/ 222/ 5127/ أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ الله، أبو علي ابن الرحبي، بواب الحريم 13/ 226/ 4017/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْيَدَ بنِ مَامَا، أبو حامد الأصبهاني المامائي 11/ 182/ 2711/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَزْهَر بن حُرَيْثٍ، أبو العباس السجزي 12/ 291/ 3380/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أسباط، أبو بكر الهاشمي الجعفري مولاهم، الدينوري، ابْنُ السُّنِّيِّ 11/ 297/ 2789/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ أَبِي خميصة، أبو عبد الله المكي، حرمي ابن أبي العلاء 11/ 313/ 2789/ أحمد بن محمد بن إسحاق العنزى 12/ 241/ 3540/ أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو بكر ابْنُ المُهَنْدِسِ 12/ 23/ 3069/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، أبو جعفر المصري النحوي، ابن النحاس، إمام العربية 11/ 486/ 2963/ أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يحيى بن يزيد، أبو الدحداح التميمي الدمشقي 11/ 353/ 2963/ أحمد بن محمد بن أسيد، أبو أسيد المديني 10/ 245/ 2256/ أحمد بن محمد بن أنس، أبو العباس القربيطي 12/ 15/ 3058/ أحمد بن محمد بن أوس، أبو عبد الله الهمذاني

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 495/ 2974/ أحمد بن محمد بن بكر، أبو روق الهزاني البصري 15/ 306/ 2974/ أحمد بن محمد بن بكروس، أبو العباس الحنبلي الزاهد 9/ 81/ 1796/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتِ بنِ عُثْمَانَ، أبو الحسن الخزاعي المروزي الحافظ، ابن شبوبة 14/ 35/ 1796/ أحمد بن محمد بن الجرجاني، أبو العباس الشافعي، قاضي البصرة 16/ 444/ 1796/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الحُسَيْنِيُّ الحَلَبِيُّ، المرتضى بن أَبِي طَالِبٍ 12/ 21/ 3067/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ حمويه، أبو الحسين الجوزي البغدادي 12/ 360/ 3466/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ نُوْحِ بن بحير، أبو الحسين النيسابوري البحيري 16/ 415/ 3466/ أحمد بن محمد ابن الجباب القاضي 13/ 88/ 3828/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَاجِّ بن يَحْيَى، أبو العباس الإشبيلي الشاهد 12/ 524/ 3667/ أحمد بن محمد، أبو حامد الأنطاكي، الشاعر المشهور بمصر، أبو الرقعمق 10/ 315/ 2319/ أحمد بن محمد بن الحجاج، أبو بكر المروذي الفقيه 11/ 11/ 2319/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَجَّاجِ بنِ رِشدِيْنَ 11/ 366/ 2866/ أحمد بن محمد بن الحسن، أبو حامد النيسابوري، ابن الشرقي، صاحب "الصحيح" 11/ 152/ 2670/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ السَّكنِ، أبو الحسن القرشي العامري

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 166/ 3940/ أحمد بن محمد بن الحسن، أبو علي المرزوقي الأصبهاني، إمام النحو 14/ 176/ 4503/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ عَلِيِّ بن زكريا، أبو يعلى العبدي البصري المالكي الفقيه شيخ المالكية، ابن الصواف 16/ 70/ 5463/ أحمد بن محمد بن لحسن بن هبة الله، أبو الفضل الدمشقي، تاج الأمناء 12/ 314/ 3408/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسْنَوَيْه بنِ يُوْنُسَ، أبو حامد الهروي 15/ 48/ 4934/ أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر الأرجاني، الشافعي، شاعر زمانه، قاضي تستر 12/ 533/ 3683/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بن علي بن رستم، أبو نصر البخاري الكلاباذي 11/ 46/ 2554/ أحمد بن محمد الخراساني البغوي الزاهد، النوري 13/ 120/ 3878/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو الحسن السليطي النيسابوري النحوي المعدل 11/ 248/ 2740/ أحمد بن محمد بن الحسن بن عيسى، أبو العباس الماسرجسي النيسابوري 13/ 190/ 3967/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بن فاذشاه، أبو الحسين الأصبهاني التاني 12/ 106/ 3167/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ السِّنْدِيِّ، أبو الفوارس المصري الصابوني 11/ 286/ 2776/ أحمد بن محمد بن حسين "عبد الله بن يحيى" أو "حسن بن محمد"، أبو محمد الجريري الزاهد، شيخ الصوفية 12/ 311/ 3404/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوْنَ بنِ بُنْدَارَ، أبو الفضل الخراساني الشرمقاني، الأديب الفقيه

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 192/ 1874/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلِ بنِ هِلاَلِ بنِ أَسَدِ بنِ إِدْرِيْسَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن حيان، أبو عَبْدِ اللهِ الذُّهْلِيّ الشَّيْبَانِيّ المَرْوَزِيّ ثُمَّ البَغْدَادِيّ 11/ 58/ 2570/ أحمد بن محمد بن خالد، أبو العباس البغدادي البراثي، المقرئ 11/ 180/ 2706/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدِ بنِ مُيَسَّر، أبو بكر الإسكندراني، شيخ المالكية 16/ 324/ 5747/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ بنِ رَاجِحٍ بن بلال، أبو العباس المقدسي، ثم الصالحي الحنبلي ثم الشافعي 14/ 228/ 5747/ أحمد بن محمد الخوافي، أبو المظفر الشافعي 14/ 29/ 4348/ أحمد بن محمد بن دوست دادا، أبو سعد النيسابوري، شيخ الشيوخ 14/ 69/ 4388/ أحمد بن محمد بن رزق، أبو جعفر القرطبي، شيخ المالكية 12/ 234/ 3324/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رُمَيْحِ بنِ عصمَةَ، أبو سعيد النخعي النسوي، ثم المروزي 12/ 27/ 3076/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادِ بنِ بِشْرٍ بن درهم، أبو سعيد بن الأعرابي البصري الصوفي شيخ الحرم 10/ 205/ 2199/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ أَبَانٍ، أبو العباس القرشي مولاهم، الهمذاني، التبعي 12/ 143/ 3217/ أحمد بن محمد بن سعيد بن إسماعيل، أبو سعيد الحيرى النيسابوري الشهيد 15/ 264/ 5169/ أحمد بن محمد بن سعيد، أبو جعفر ابن البلدي، وزير المستنجد بالله

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 528/ 3024/ أحمد بن مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ زِيَاد بن عَبْدِ اللهِ بنِ عجلان، أبو العباس الكوفي، ابن عقدة 11/ 361/ 2860/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمَةَ بنِ سَلَمَةَ بن عبد الملك، أبو جعفر الأزدي الحجري المصري الطحاوي الحنفي 13/ 104/ 3849/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَّمَة بن عَبْدِ الله، أبو الحسين الستيتي الدمشقي الأديب، ابن الطحان 12/ 329/ 3428/ أحمد بن محمد بن سلمة، أبو عبد الله المصري الخياش 12/ 313/ 3406/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ بُكَيْرٍ، أبو غالب الرازي، شيخ الشيعة ومصنفهم 12/ 17/ 3062/ أحمد بن محمد بن سليمان، أبو الطيب الحنفي الصعلوكي الفقيه اللغوي 12/ 196/ 3278/ أحمد بن محمد بن سهل، أبو الحسين الطبسي، شيخ الشافعية 11/ 157/ 2679/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلٍ بن عَطَاءٍ، أبو العباس الأدمي البغدادي الزاهد 16 و16/ 99 و108/ 5498 و5509/ أحمد بن محمد بن سيدهم بن هبة الله بن سرايا، أبو الفضل الأنصاري الدمشقي ابن الهراس الوكيل الجبابي 12/ 303/ 3396/ أحمد بن محمد بن شارك، أبو حامد الهروي الشافعي المفسر، مفتي هراة وشيخها 14/ 35/ 3396/ أحمد بن محمد، أبو حامد الشجاعي، مفتي سرخس 15/ 223/ 3396/ أحمد بن محمد بن شنيف، أبو الفضل الدَّارَقَزِّيُّ، شَيْخ القُرَّاءِ، وَبَقِيَّة أَصْحَاب ابْنِ سِوَارٍ 16/ 264/ 3396/ أحمد بن محمد بن الصابوني

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 00/ 4427/ أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد، أبو نصر الصاعدي، رئيس نيسابور، قاضي القضاة 12/ 164/ 3243/ أحمد بن محمد بن صالح، أبو العباس البروجردي 11/ 57/ 3243/ أحمد بن محمد ابن الصفار، أبو الوليد 13 و13/ 107 و181/ 3856 و3950/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَاصِ بنِ أَحْمَدَ بن سليمان بن عيسى ابن داراج، أبو عمر القسطلي الأندلسي الأديب، إمام البلغاء والشعراء 10/ 427/ 3292/ أحمد بن محمد بن عاصم، أبو العباس الرازي 12/ 24/ 3071/ أحمد بن محمد بن عاصم، أبو علي الأصبهاني الكراني 11/ 494/ 2972/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ رَبِّهِ بنِ حبيب بن حدير، أبو عمر المرواني، الأديب الأخباري الأندلسي القرطبي 11/ 92/ 2601/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الجعد، أبو بكر الوشاء البغدادي 16/ 413/ 5847/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الحسين بن الجباب، أبو الفضل التَّمِيْمِيّ السَّعْدِيُّ المِصْرِيُّ المَالِكِيّ العَدْل. نَاظِرُ الأَوقَافِ 15/ 117/ 5025/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنُ عَلِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَلِيِّ بنِ سُلَيْمَانَ بن يعقوب بن إبراهيم بن محمد، أبو جعفر العباس المكي، نقيب الهاشميين بمكة 16/ 401/ 5821/ أحمد بن محمد بن عبد الغني، أبو العباس المقدسي الصالحي، ابن العز، شيخ الحنابلة 14/ 339 و400/ 5821/ أحمد بن محمد بن عبد القاهر، أبو نصر الطوسي الخطيب

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 203/ 3989/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحارث، أبو بكر التميمي الأصبهاني المقرئ النحوي الزاهد 14/ 211/ 4558/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحسن بن بشرويه، أبو العباس الأصبهاني 12/ 140/ 3211/ أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو الحسين النيسابوري، شيخ الحرمين، قاض الحرمين 12/ 93/ 3146/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ زياد بن عباد، أبو سهل القطان البغدادي 11/ 53/ 2562/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ صدقة، أبو بكر البغدادي 13/ 104/ 3850/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عباس بن محمد بن أبي الشوارب، أبو الحسن الأموي 14/ 252/ 4610/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غلبون، أبو عبد الله الخولاني القرطبي 13/ 310/ 4119/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غلبون، أبو مسعود البجلي، الرازي، النيسابوري 13/ 219/ 4006/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ لب بن يحيى، أبو عمر المعافري الأندلسي الطلمنكي المقرئ المحقق 9/ 454/ 1973/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ القاسم بن أبي بزة، أبو الحسن المخزومي مولاهم، الفارسي الأصل، البزي، مقرئ مكة ومؤذنها 16/ 72/ 5467/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي المطرف بن سعيد بن جرج، أبو القاسم القرطبي البطروجي 13/ 120/ 3877/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يوسف. أبو الفضل السهلي النيسابوري الأديب، شيخ النحو

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 400/ 4758/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ ملوك، أبو المواهب البغدادي الوراق 12/ 514/ 3651/ أحمد بن محمد بن عبدوس، أبو بكر النسوي، محدث مرو 12/ 514/ 3652/ أحمد بن محمد بن عبدوس، أبو الحسن الحاتمي النيسابوري، الفقيه الشافعي 12 و12/ 92 و515/ 3144 و3653/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ بنِ سَلَمَةَ، أبو الحسن العنزي النيسابوري الطرائفي 12/ 565/ 3720/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ حسن، أبو عبد الله الجوهري، رأس الإمامية بالعراق 10/ 286/ 3720/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُدَبِّرِ، أبو الحسن الكاتب السامري الضبي 11/ 253/ 2744/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدَةَ بنِ زِيَادٍ، أبو بكر النيسابوري الشعراني المستملي 16/ 342/ 5776/ أحمد بن محمد بن علي، أبو الأزهر البغدادي، ابن الناقد، الوزير المعظم 10/ 503/ 2466/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بن أَسِيد، أبو العباس الخزاعي الأصبهاني 14/ 324/ 2466/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ البُخَارِيّ، أبو المعالي المبخر 11/ 320/ 2816/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ رَزِيْنٍ، أبو علي الباشاني الهروي 15/ 200/ 2816/ أحمد بن محمد بن علي، أبو المظفر الكاغدي 13/ 197/ 3983/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ كُردِي، أبو عبد الله البغدادي الأنماطي 14/ 459/ 4833/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَحْمُوْدِ بن ماخرة، أبو سعد الزوزني، ثم البغدادي من مشاهير الصوفة

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 426/ 3549/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَزْدِيْنٍ، أبو علي الصوفي النهاوندي القومساني، شيخ الزهاد 13/ 284/ 4097/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ نُمَيْرٍ، أبو سعيد الخوارزمي، الشافعي الضرير 14/ 346/ 4702/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن يَحْيَى بن صدقة، أبو عبد الله التغلبي الدمشقي الكاتب، ابن الخياط، شاعر عصره، من كبار الأدباء 12/ 119/ 3185/ أحمد بن محمد بن عمار، أبو علي الكوفي، عالم الشيعة 12 و12/ 169 و233/ 3250 و3321/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عمَارَةَ بنِ أَحْمَدَ، أبو الحارث الليثي الكناني مولاهم، الدمشقي 11/ 510/ 2997/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ، أبو الحسن العبدي الأصبهاني اللبناني 16 و16/ 330 و338/ 2997 و5767/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حَمُّوَيْه الجويني، ابن الشيخ بغزة، مقدم الحيوش. أبو العباس الكمال 11/ 326/ 2825/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الرحمن بن عمر بن محمد ابن المنكدر، أبو بكر المنكدري القرشي التميمي المدني 16/ 80/ 5473/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ واجب بن عمر بن واجب، أبو الخطاب القيسي الأندلسي البلنسي المالكي 13 و13/ 94 و388/ 3837 و4194/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حَسَنِ بن المسلمة، أبو الفرج البغدادي المعدل 8/ 137/ 1463/ أحمد بن محمد بن عمر اليمامي 12/ 481/ 3616/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ بنِ الجُنْدِيِّ، أبو الحسن النهشلي البغدادي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 10/ 3089/ أحمد بن محمد بن عمرو، أبو الطاهر المديني، ثم المصري الخامي 10/ 446/ 2413/ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ الأَزْهر، أبو العباس البرثي البغدادي، الحنفي العابد 13/ 223/ 4011/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن إِسْمَاعِيْلَ، أبو بكر البلوي القرطبي، ابْنُ المِيْرَاثِيِّ 12/ 362/ 3468/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن الجراح، أبو العباس المصري، ابْنُ النَّحَّاسِ 13/ 435/ 4237/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ هِلاَلٍ، أبو عمر القرطبي، ابن القطان، شيخ المالكية 10/ 376/ 2352/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَالِبِ بنِ خَالِدِ بن مرداس، أبو عبد الله الباهلي البصري، الزاهد الواعط، غلام خليل 12/ 8/ 3045/ أحمد بن بن الفرج بن متوية، أبو زرعة القزويني 12/ 25/ 3072/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فَضَالَة بن غَيْلاَنَ، أبو علي الهمذاني الحمصي الصفار، السوسي 11/ 261/ 2752/ أحمد بن محمد بن الفضل، أبو الحسن السجستاني 14/ 349/ 4703/ أحمد بن محمد بن الفضل بن الخازن، أبو الفضل الدينوري، ثم البغدادي، الشاعر، الأديب، صاحب الخط الفائق، والنظم الرائق 11/ 327/ 2827/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ مَنْصُوْرٍ، أو "الحسن بن هارون"، أبو علي الروذباري شيخ الصوفية 13/ 122/ 3883/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ مَرْزُوْقٍ، أبو الحسن المصري الأنماطي المعدل، ابن مروزق 15/ 144/ 3883/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ قُدَامَة الزَّاهِد، وَالِدُ الشيخ موفق الدين

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 57/ 3883/ أحمد بن محمد بن المتيم، أبو الحسن البغدادي الواعظ 16 و16/ 110/ 5513 و5496/ أحمد أو "محمد" بن محمد بن محمد، أبو حامد السمرقندي العميدي الحنفي، مصنف كتاب "الجست" 11/ 98 و485/ 2962/ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بن سُلَيْمَانَ بن البَاغَنْدِيِّ، أَبُو ذَرٍّ 12/ 561/ 3713/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو عبيد الهروي الشافعي اللغوي المؤدب، صاحب "الغريبين" 15/ 453/ 5365/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ النعمان بن عبد السلام، أبو المكارم التيمي الأصبهاني الشروطي، ابن اللبان 12/ 564/ 3717/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدَةَ بن ميمون، أبو جعفر الأموي، مولاهم، الطليطلي 14/ 278 و356/ 3717/ أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد، أبو الفتوح الغزالي 14/ 134/ 4464/ أحمد بن محمد بن محمد، أبو القاسم الخليلي البلخي الدهقان 16/ 332/ 4464/ أحمد بن محمد بن ابن المندائي، أبو العباس 16/ 440/ 4464/ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نَقَّاش السكة بمصر، أبو المكارم 16/ 323/ 5746/ أحمد بن مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ المُعِزِّ بن إِسْحَاقَ، أبو علي الحراني، ثم البغدادي الصوفي 15/ 29/ 4908/ أحمد بن محمد بن المختار بن محمد بن عبد الواحد بن المؤيد بالله، أبو تمام العباسي البغدادي، ابن الخص 12/ 481/ 3615/ أحمد بن محمد بن المرزبان، أبو جعفر الأبهري، الأديب 10/ 497/ 2459/ أحمد بن محمد بن مسروق، أبو العباس البغدادي، شيخ الصوفية الزاهد

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 318/ 2811/ أحمد بن محمد بن المغلس، أبو عبد الله البغدادي البزاز 16/ 315/ 5733/ أحمد بن محمد بن مفرج، أبو العباس الإِشْبِيْلِيُّ الأُمَوِيُّ، مَوْلاَهُمُ، الحَزْمِيُّ الظَّاهِرِيُّ النَّبَاتِيُّ الزَّهْرِيُّ العشاب، ابن الرومية 13/ 115/ 3868/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْر بن العَالِي، أبو الحسين الخراساني، خطيب بوشنج 9/ 82/ 1797/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى السِّمْسَارُ المَرْوَزِيُّ مردويه الحافظ 14/ 486/ 4867/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بنِ عَطَاءِ الله، أبو العباس ابن العريف الصنهاجي الأندلسي المربي المقرئ 13/ 9/ 3732/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بنِ القَاسِمِ بن الصلت بن الحارث بن مالك، أبو الحسن القرشي العبدري البغدادي الجرائحي المجبر 9/ 192/ 3732/ أحمد بن محمد النبال، أبو الحسن مقرئ مكة 9/ 451/ 1972/ أحمد بن محمد بن هارون الرشيد بن المهدي، أبو العباس العباسي، الخليفة المستعين بالله 11/ 183/ 2712/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ بن يَزِيْدَ، أبو بكر البغدادي الخلال 10/ 212/ 2210/ أحمد بن محمد بن هانيء، أبو بكر الأثرم الإسكافي الطائي 16/ 300/ 2210/ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن هبة الله بن يحيى بن بندار، أبو المعالي ابن الشيرازي 16/ 457/ 5911/ أحمد بن محمد بن أبي الوفاء بن أبي الخطاب بن محمد بن الهزبر، أبو الطيب الربعي الموصلي الجندي، ابن الحلاوي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 537/ 5911/ أحمد بن محمد بن ولاد، أبو العباس التميمي المصري، شيخ العربية 11/ 52/ 2559/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الوَلِيْدِ بنِ سَعْدٍ، أبو بكر المري الدمشقي المقرئ 11/ 527/ 3023/ أحمد بن محمد بن ياسين، أبو إساق الهروي الحداد 13/ 455/ 4256/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو عمر بن الحذاء 11/ 494/ 2973/ أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال، أبو حامد النيسابوري، الخشاب 10/ 473 و474/ 2973/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ البَتَلهِي 12/ 125/ 3196/ أحمد بن محمد بن يحيى بن السري بن أبي دارم، أبو بكر التميمي الكوفي الشيعي 16/ 68/ 3196/ أحمد بن محمد بن يحيى أبو جعفر الحميري، خطيب قرطبة 12/ 121/ 3189/ أحمد بن محمد بن يحيى، أبو عبد الله القصار الأصبهاني 10/ 352/ 2337/ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُسْلِمٍ بن أبي الخناجر، أبو علي الأنصاري الشامي الأطرابلسي 13/ 85/ 3822/ أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست، أبو عبد الله البغدادي البزاز 11/ 498/ 3822/ أحمد بن محمد بن يونس، أبو إسحاق البزاز 16/ 430/ 5867/ أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَبْهَانَ، أبو العباس الدمشقي بن الجوهري 13/ 342/ 4154/ أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُوْدٍ، أبو طاهر الثقفي الأصبهاني، المؤدب

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 286/ 4154/ أحمد بن المدبر= أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُدَبِّرِ، أبو الحسن الضبي السامري الكاتب الشاعر 12/ 38/ 3086/ أحمد بن مروان، أبو بكر الدينوري المالكي 13/ 339/ 4149/ أحمد بن مروان بن دوستك الكردي، نصر الدولة، صاحب ديار بكر وميافارقين 10/ 355/ 2341/ أحمد بن مسعود، أبو عبد الله المقدسي الخياط 11/ 523/ 3017/ أَحْمَدُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ عَمْرِو بنِ إِدْرِيْسَ، أبو بكر الزنبري المصري 15/ 316/ 5219/ أحمد أو "خليفة" ابن المسلم بن رجاء، أبو طالب اللخمي، الإمام الأصولي 14/ 222/ 4572/ أَحْمَدُ بنُ المُظَفَّر بن حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الله بن سوسن، أبو بكر التمار 11/ 446/ 2918/ أحمد بن معد بن علي بن منصور بن العزيز بن المعز، أبو القاسم العبيدي المهدوي المصري 15/ 133/ 5049/ أَحْمَدُ بنُ مَعَدِّ بنِ عِيْسَى بنِ وَكيلٍ، أبو العباس التجيبي، الأقليشي الداني 9/ 408/ 1938/ أحمد بن المعدل بن غيلان بن حكم، أبو العباس العبدي البصري، شيخ المالكية، الأصولي 10/ 478/ 1938/ أحمد بن المعلى الدمشقي 9/ 6/ 1739/ أحمد بن معمر بن إشكاب "ابن عبيد الله بن إشكاب"، أبو عبد الله الحضرمي الكوفي الصفار 16/ 440/ 5883/ أَحْمَدُ بنُ المُفَرّج بن عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العزيز بن مسلمة، أبو العباس الدمشقي، ناظر الأيتام

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 553/ 2038/ أحمد بن المقدام بن سليمان بن الأشعث، أبو الأشعث العجلي البصري 15/ 199/ 5101/ أَحْمَدُ بنُ المُقَرِّبِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ، أبو بكر البغدادي الكرخي 10/ 238/ 2242/ أحمد بن ملاعب، أبو الفضل البغدادي المخرمي 12/ 428/ 3554/ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ ثَابِتٍ، أَبُو العَبَّاسِ الشيرازي 13/ 327/ 4133/ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ خَلَفِ بنِ حَمُّوْد، أبو بكر المغربي الأصل، النيسابوري 10/ 77/ 2132/ أحمد بن منصور بن راشد، أبو صالح المروزي، زاج 15/ 396/ 2132/ أحمد بن منصور بن الزبرقان، أبو العباس الأصبهاني 10/ 78/ 2133/ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ سَيَّارِ بنِ مُعَارِكٍ، أبو بكر الرمادي البغدادي 12/ 102/ 3161/ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ عِيْسَى، أَبُو حَامِدٍ الطوسي الأديب 13/ 457/ 3161/ أحمد بن منصور بن قبيس، أبو العباس الغساني الداراني الدمشقي المالكي 13/ 59/ 3792/ أَبُو أَحْمَدَ: مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُهَلَّبِيُّ الأَدِيْبُ 14/ 461/ 3792/ أحمد بن منصور بن المؤمل الغزال 15/ 55/ 4943/ أَحْمَدُ بنُ مُنَيْرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُفلحٍ، أبو الحسين الأطربلسي الرفاء، شاعر الشام، صاحب الديوان المشهور 9/ 384/ 1923/ أحمد بن منيع بن عبد الرحمن، أبو جعفر البغوي البغدادي 10/ 196/ 2191/ أَحْمَد بنُ مَهْدِيِّ بنِ رُسْتُمَ، أَبُو جَعْفَرٍ الأصبهاني 9/ 117/ 1819/ أبو أحمد البغدادي: حاجب بن الوليد بن ميمون الأعور المؤدب

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 345/ 1591/ أبو أحمد المؤدب: حسين بن محمد بن بهرام المروذي المودب 10/ 428/ 2393/ أحمد بن موسى بن إسحاق، أبو جعفر التميمي الكوفي، الحمار البزاز 11/ 488/ 2967/ أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى بنِ العَبَّاسِ بنِ مُجَاهِدٍ، أبو بكر البغدادي، شيخ المقرئين 10/ 404/ 2396/ أحمد بن موسى بن عيسى، أبو جعفر البغدادي، ابن أبي عمران، شيخ الحنفية 12/ 371/ 3477/ أحمد بن موسى بن عيسى، أبو الحسن الجرجاني الوكيل عند الحكام 13/ 77/ 3815/ أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى بن مَرْدَوَيْه بن فُوْرَك بن موسى بن جعفر، أبو بكر الأصبهاني 16/ 195/ 5579/ أحمد بن موسى بن يونس بن محمد، أبو الفضل الإريلي، ثم الموصلي الشافعي 15/ 153/ 5579/ أحمد بن ناقة، أبو العباس الكوفي 10/ 542/ 2510/ أَحْمَدُ بنُ نَجْدَةَ بنِ العَرْيَانِ، أَبُو الفَضْلِ الهروي 16/ 286/ 4696/ أحمد بن نجم بن عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ بن علي، أبو العباس السعدي الشيرازي 12/ 19/ 3065/ أحمد بن نزار، أبو ميسرة القيرواني المالكي 10/ 536/ 2500/ أحمد بن نصر بن إبراهيم، أبو عمرو النيسابوري الخفاف 9/ 565/ 2045/ أحمد بن نصر بن زياد، أبو عبد الله القرشي النيسابوري المقرئ الزاهد 11/ 382/ 2880/ أحمد بن نصر بن طالب، أبو طالب البغدادي 9/ 566/ 2046/ أحمد بن نصر التعكي السمرقندي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 443/ 5886/ أحمد بن نصر بن أَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي الحَسَنِ ابْنُ قُمَيْرَةَ، أبو العباس التميمي اليربوعي الحنظلي 9/ 184/ 1866/ أَحْمَدُ بنُ نَصْرِ بنِ مَالِكِ بنِ الهيثَمِ، أبو عبد الله الخزاعي المروزي، البغدادي 12/ 485/ 3622/ أحمد بن نصر بن محمد، أبو العباس النصيبي المِصْرِيّ 10/ 538/ 2501/ أَحْمَدُ بنُ النَّضْرِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ، أبو الفضل النيسابوري 16/ 63/ 5449/ أحمد بن هاررون بن أحمد بن جعفر بن عات، أبو عمر النفزي الشاطبي 11/ 77/ 2585/ أحمد بن هارون بن روح، أبو بكر البرديجي البرذعي 16/ 436/ 5878/ أحمد "قاسم" ابن هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أبي الحديد المدائني البغدادي الموفق الأصولي الأديب 14/ 61/ 4372/ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يوسف بن صدقة، أبو بكر الرحبي الدباس 11/ 323/ 2819/ أحمد بن هشام بن عمار بن نصير، أبو عبد الله السلمي، ابن خطيب الدمشق 15/ 108/ 5011/ أحمد بن وقش 10/ 267 و328/ 5011/ أحمد بن الوليد الفحام 16/ 212/ 5600/ أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ بن البراج، أبو منصور البغدادي الصوفي الوكيل 11/ 39/ 2550/ أحمد بن يحيى بن إسحاق، أبو الحسن الريوندي، الملحد عدو الدين 10/ 309/ 2312/ أحمد بن يحيى بن جابر، أبو بكر البغدادي البلاذري الأديب الكاتب

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 97/ 2312/ أحمد بن يحيى الدبيقي، أبو العباس البزاز 10/ 546/ 2312/ أحمد بن الحلوني، أبو جعفر 11/ 224/ 2732/ أحمد بن يحيى بن بن زهير، أبو جعفر التستري الزاهد 8/ 538/ 1727/ أحمد بن يحيى بن عبد العزيز، أبو عبد الرحمن الشافعي 11/ 154/ 2673/ أحمد بن يحيى "محمد بن يحيى"، أبو عبد الله بن الجلاء، شيخ الشام 11/ 5/ 2520/ أحمد بن يحيى بن يزيد، أبو العباس الشيباني مولاهم البغدادي، ثم إمام النحو صاحب "الفصيح والتصانيف" 16/ 210/ 5599/ أحمد بن يزيد بن عب الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مخلد، أبو القاسم الأموي مولاهم، القوي القرطبي المالكي، ابن بقي 16/ 326/ 5750/ أَحْمَدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عبد الواحد، أبو العباس البغدادي المارستاني الصوفي 12/ 478/ 3611/ أحمد بن يوسف بن أحمد بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَيُّوْبَ بنِ عَمْرِو بنِ مسلم، أبو بكر بن واضح الثقفي الأصبهاني الخشاب المؤذن 12/ 353/ 3611/ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ البُهْلولِ، أبو الحسن التنوخي النحوي 16/ 424/ 3611/ أحمد بن يوسف، أبو الفتح الأنصاري الحلبي الحنفي مدرس المستنصرية 16/ 496/ 5815/ أحمد بن يوسف بن أيوب، أبو العباس الملك المحسن الزاهد 10/ 328/ 5815/ أحمد بن يوسف التغلبي 10/ 75/ 2131/ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ خَالِدِ بنِ سَالِمٍ، أبو الحسن السلمي النيسابوري حمدان

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 167/ 3248/ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ خَلاَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، أبو بكر النصيبي، البغدادي العطار 16/ 164/ 5573/ أحمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن صرما، أبو العباس الأزجي 13/ 229/ 4021/ أحمد بن سوسف، أبو نصر المنازي، الكاتب والوزير البليغ 8/ 481/ 1688/ أحمد بن يونس، أبو عبد الله التميمي اليربوعي الكوفي 10/ 195/ 2189/ أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ بنِ المُسَيَّبِ بنِ زُهَيْرٍ بن عمرو، أبو العباس الضبي الكوفي 14/ 299/ 4646/ أحمديل بن إبراهيم بن وهوذان الكردي، صاحب مراغة 4/ 463/ 323/ أحمر: أَبُو عَسِيْبٍ، مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم 7/ 529/ 1343/ الأحمر: علي بن المبارك "علي بن الحسن"، شيخ العربية 12/ 167/ 3247/ ابن الأحمر: مُحَمَّدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ معاوية بن إسحاق، أبو بكر الأموي المرواني القرطبي 5/ 39/ 397/ الأَحْنَفُ بنُ قَيْسِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ حُصَيْنٍ، أبو بحر التميمي، ضحاك "صخر" 7/ 297/ 1244/ أَبُو الأَحْوَصِ: سَلاَّمُ بنُ سُلَيْمٍ الحَنَفِيُّ، مَوْلاَهُم، الكوفي 5/ 354/ 598/ الأحوص الشاعر: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بن عاصم بن ثابت، أبو عاصم الأنصاري 10/ 304/ 2304/ أَبُو الأَحْوَصِ: مُحَمَّدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ حَمَّادٍ بن واقد الثقفي مولاهم، أبو عبد الله البغدادي قاضي عكبري 11/ 59/ 2304/ أحوص بن المفضل الغلابي 14/ 177/ 4507/ ابْنُ الأَخْرَمِ: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن أخرم، أبو الحسن المديني، النيسابوري الصندلي المؤذن

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 90/ 2598/ ابْنُ الأَخْرَمِ: مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ أَيُّوْبَ، أبو جعفر ابن الأخرم الأصبهاني الفقيه 12/ 118/ 3184/ ابْنُ الأَخْرَمِ: مُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ بنِ مُرٍّ بن الحر، أبو الحسن الربعي الدمشقي مقرئ دمشق 12/ 62/ 3110/ ابن الأخرم: محمد بن يعقوب بن يوسف، أبو عبد الله الشيباني النيسابوري بن الكرماني 12/ 64/ 3111/ الأخرم: يعقوب بن يوسف، أبو يوسف الشافعي 11/ 456/ 2926/ ابن الإخشيد: أحمد بن علي بن بيغجور، أبو بكر شيخ المعتزلة 14/ 384/ 4745/ ابن الإخشيد: إِسْمَاعِيْلُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو سعد الأصبهاني السراج 12/ 271/ 3359/ ابن الإخشيد: الحَسَنُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ طُغجَ بنِ جف، أبو محمد التركي 11/ 543/ 3035/ ابن الإخشيد: مُحَمَّدُ بنُ طُغْج بنُ جُفّ بن خَاقَان، أبو بكر الفرغاني التركي 16/ 72/ 5468/ ابن الأخضر: عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن محمود، أبو محمد الجُنَابَذِيُّ الأَصْلِ، البَغْدَادِيُّ التَّاجِرُ البَزَّازُ 14/ 91/ 4418/ ابْنُ الأَخْضَرِ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بن محمد بن يحيى بن شعيب، أبو الحسن الشيباني الأنباري 10/ 240/ 2247/ أخطل بن الحكم: أبو القاسم القرشي الدمشقي 5/ 352/ 593/ الأَخْطَلُ: غِيَاثُ بنُ غَوْثٍ التَّغْلِبِيُّ النَّصْرَانِيُّ، شَاعِرُ زمانه 8/ 339/ 1585/ الأخفش: سعيد بن مسعدة، أبو الحسن البلخي المصري، مولى بني مجاشع، إمام النحو

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 25/ 1111/ الأخفش: عبد الحميد بن عبد المجيد، أبو الخطاب البصري شيخ العربية 11/ 294/ 2784/ الأخفش: علي بن سليمان بن الفضل، أبو الحسن البغدادي النحوي 10/ 539/ 2502/ الأخفش: هارون بن موسى بن شريك، أبو عبد الله التغلبي الدمشقي مقرئ دمشق 12/ 528/ 3675/ الإخميمي: محمد بن أحمد بن العباس، أبو الحسن المصري الإخميمي 15/ 21/ 4894/ ابن الإخوة: أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو العباس البغدادي العطار الوكيل 15/ 88/ 4988/ ابْنُ الإِخْوَةِ: عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إبراهيم، أبوالفضل البغدادي اللؤلئي 16/ 43/ 5424/ ابْنُ الإِخْوَةِ: هِشَامُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أحمد بن محمد، أبو مسلم البغدادي الأصبهاني المعدل 15/ 271/ 5424/ أبو الأخيل السلفي 5/ 156/ 467/ أَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ: عَائِذُ اللهِ بنُ عَبْدِ الله "عَيِّذ الله بن إدريس" بن عائذ قاضي دمشق 11/ 30/ 2536/ إِدْرِيْسُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الحَدَّادُ، أَبُو الحَسَنِ البغدادي، مقرئ العراق 12/ 559/ 3710/ إِدْرِيْسُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَمُّوْدٍ الحَسَنِيُّ الإِدْرِيْسِيُّ 16/ 155/ 5560/ ابْنُ إِدْرِيْسَ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إدريس، أبو الحسن الروحاني البعقوبي 16/ 43/ 5560/ إِدْرِيْسُ بنُ مُحَمَّدٍ آل وَالوَيه العَطَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ المعمر

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 272/ 4078/ إِدْرِيْسُ بنُ يَحْيَى بنِ عَلِيِّ بنِ حَمُّوْد العلوي الإدريسي، العالي بالله 8/ 318/ 1565/ إِدْرِيْسُ بنُ يَحْيَى، أَبُو عَمْرٍو الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمْ المصري، الخولاني 16/ 249/ 5653/ إدريس بن يَعْقُوْبَ بنِ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ علي، أبو العلي القيسي 13/ 32/ 3760/ الإِدْرِيْسِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن إدريس، أبو سعد الإدريسي الإستراباذي 12 و13/ 556 و191/ 3706 و3969/ الإدريسي: القاسم بن حمود بن ميمون بن أحمد بن عبيد الله العلوي الحسني 12/ 69/ 3118/ الأذرعي: إسحاق بن إبراهيم بن هاشم، أبو يعقوب النهدي، شيخ دمشق 12/ 423/ 3544/ الأذنى: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ بُنْدَارَ بنِ عَبْدِ الله بن خير، أبو الحسن القاضي 11/ 30/ 2537/ الأذنى: يَحْيَى بنُ عَبْدِ البَاقِي بنِ يَحْيَى، أَبُو القاسم 16/ 483/ 5947/ الإربلي: الحسين بن إبراهيم بن الحسين، أبو عبد الله الهذباني الشافعي اللغوي 16/ 281/ 5692/ الإربلي: مُحَمَّد بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُسَلَّمِ بنِ سَلْمَانَ، أبو عبد الله الإربلي الصوفي 16/ 50/ 5434/ الإربلي: مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنَعَةَ، أبو حامد الموصلي، شيخ الشافعية 16/ 481/ 5934/ الأرتاحي: أَحْمَدُ بنُ حَامِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمْدِ بن حامد، أبو العباس المصري الحنبلي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 480/ 5942/ الأرتاحي: لاَحقِ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ قَاسم بنِ أحمد بن حمد، أبو الكرم الأنصاري المصري اللبان، الحريري، الحنبلي 16/ 7/ 5387/ الأرتاحي: محمد بن حَمْدِ بنِ حَامِدِ بنِ مُفَرِّجِ بنِ غِيَاثٍ، أبو عبد الله الأنصاري الشامي المصري الحنبلي الآدمي 16/ 309/ 5725/ أرتق بن أَرْسَلاَنَ بنِ أَلبِي بنِ تمرتَاشَ التُّرُكْمَانِيُّ الأَرْتَقِيُّ، الملك المنصور، صاحب مردين 15/ 48/ 4934/ الأرجاني: أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر الشافعي، شاعر زمانه، قاضي تستر 14/ 315/ 4934/ أرجوان الأرمنية 12/ 42/ 3092/ الأردبيلي: حفص بن عمر، أبو القاسم 13/ 39/ 3770/ الأردستاني: عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ بنِ أَحْمَدَ بنِ بامويه، أبو محمد الأصبهاني 13/ 141/ 3912/ الأردستاني: محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبو بكر 13/ 198/ 3985/ الأَرْدَسْتَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عُبَيْدِ الله بن أ؛ مد بن الفضل بن شهريار، أبو الحسن الأصبهاني 14/ 192/ 3985/ أردشير العبادي الواعظ 11/ 487/ 2965/ الأَرْزُنَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زِيَادٍ، أبو جعفر 15/ 295/ 5188/ آرسلان بن خُوَارِزْم شَاه أُتْسِزُ بن مُحَمَّدِ بنِ نوشتكين 15/ 172/ 5188/ آرسلان بن دانشمدياغي صاحب ملطية 16/ 50/ 5432/ أَرْسَلاَن شَاه بنُ مَسْعُوْدِ بنِ مَوْدُوْدِ بنِ الأتابك زنكي، الملك العادل صاحب الموصل 15/ 369/ 5274/ أرسلان قزل: عثمان بن إلدكز، صاحب أذريبجان 16/ 130/ 5530/ أرسلان بن محمد بن أيوب الملك الحافظ نور الدين صاحب قلعة جعبر

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 224/ 2226/ الأرغياني: إبراهيم بن هانئ، أبو إسحاق النيسابوري الفقيه 11/ 258/ 2751/ الأرغياني: محمد بن المسيب بن إسحاق بن عبد الله بن إسماعيل، أبو عبد الله النيسابوري الإسفنجي العابد 4/ 96/ 192/ الأَرْقَمُ بنُ أَبِي الأَرْقَمِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ ابن يقظة المخزومي 14/ 303/ 4653/ الأرمنازي: غيث بن علي عبد السلام، أبو الفرج الصوري، خطيب صور 13/ 151/ 3927/ الأُرْمَوِيُّ: عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ محمد، أبو النجيب 16/ 471/ 5925/ الأرموي: محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو الفضائل 15/ 34/ 4919/ الأرموي: محمد بن عمر بن يوسف بن محمد، أبو الفضل البغدادي الشافعي القاضي المعمر 3/ 511/ 138/ أَرْوَى عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 16/ 163/ 5571/ أُزبكُ بنُ مُحَمَّدٍ البَهْلَوَانِ بنِ إِلْدُكُزَ، السُّلْطَانُ مظفر الدين، صاحب توريز 13/ 288/ 4103/ الأزجي عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ الفضل بن شكر، أبو القاسم البغدادي 15/ 76/ 4976/ الأزجي: المبارك بن أحمد بن عبد العزيز، أبو المعمر الأنصاري 14/ 280/ 4629/ الأزجي: مَحْفُوْظُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ، أبو الخطاب العراقي، الكلواذاني، البغدادي، شيخ الحنابلة 14/ 79/ 4399/ الأزدي: طاهر بن هشام، أبو عثمان الأندلسي المريي، مفتي المالكية

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 14/ 3056/ الأزدي: يزيد بن محمد بن إياس، أبو زكريا الموصلي القاضي الفقيه 10/ 439/ 2406/ الأزرق: محمد بن الفرج بن محمود، أبو بكر البغدادي 11/ 497/ 2977/ الأزرق: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول، أبو بكر التنوخي الأنباري، ثم البغدادي الكاتب 8/ 149/ 1479/ أزهر بن سعد، أبو بكر الباهلي مولاهم البصري السمان 11/ 369/ 2868/ ابْنُ أَبِي الأَزْهَرِ: مُحَمَّدُ بنُ مَزْيَدِ بنِ محمود بن منصور، أبو بكر الخزاعي البغدادي 13/ 410/ 4218/ الأزهري: أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أزهر، أبو حامد النيسابوري الشروطي 13/ 225/ 4015/ الأَزْهَرِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ، أبو القاسم البغدادي الصيرفي ابن السوادي= عبيد الله بن أبي الفتح 12/ 328/ 3426/ الأزهري: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الأَزْهَرِ بنِ طَلْحَةَ، أبو منصور الهروي اللغوي الشافعي 11/ 162/ 3426/ أسامة بن أحمد التجيبي 8/ 46/ 1389/ أَبُو أُسَامَةَ: حَمَّادُ بنُ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ الكوفي، مولى بني هاشم 4/ 106/ 200/ أسامة بن زيد بن شراحبيل بن عبد العزي بن امرئ القيس 6/ 419/ 976/ أسامة بن زيد، أبو زيد الليثي، مولاهم المدني 15/ 352/ 5259/ أسامة بن مُرْشِدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُقَلِّد بنِ نَصْرِ بن مُنْقِذ، أبو المظفر الكناني الشيرازي، مؤيد الدولة، فارس الشام 13/ 106/ 3855/ أَبُو أُسَامَةَ الهَرَوِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بن القاسم شيخ الحرم

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 95/ 1429/ أسباط بن محمد، أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي نَصْرٍ القُرَشِيُّ الكُوْفِيُّ 16/ 227/ 5624/ ابْنُ الأُسْتَاذِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بن علوان بن عبد الله، أبو محمد الأسدي الحلبي 12/ 36/ 3084/ الأستاد: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ الحارث بن خليل، أبو محمد الحارثي البخاري الكلاباذي الحنفي 11/ 265/ 2758/ الإستراباذي: محمد بن يوسف بن حماد، أبو بكر المعمر 11/ 87/ 2593/ إسحاق بن إبراهيم البستي 9/ 532/ 2593/ إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد 11/ 285/ 2593/ إسحاق بن إبراهيم بن الخليل بن الجلاب 9/ 317/ 2593/ إسحاق بن إبراهيم بن زبريق 16/ 451/ 5900/ إسحاق بن إبراهيم بن عامر، أبو إبراهيم الطوسي الغرناطي 10/ 452/ 2419/ إسحاق بن إبراهيم بن عباد، أبو يعقوب الصنعاني الدبري 10/ 74/ 2129/ إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن بكير، أبو بكر النهشلي الفارسي، شاذان 10/ 409/ 2375/ إسحاق بن إبراهيم، أبو القاسم الجبلي 9/ 379/ 1920/ إسحاق بن إبراهيم بن كامجر 11/ 164/ 2692/ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جمِيلٍ، أبو يعقوب الأصبهان 12/ 564/ 3718/ أَبُو إِسْحَاقَ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بن شنظير الأموي 12/ 65/ 3112/ إسحاق بن إبراهيم بن محمد، أبو يعقوب الجرجاني البحري 10/ 409/ 2374/ إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن خازم بن سنين، أبو القاسم الختلي 9/ 302/ 1875/ إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه، أبو يعقوب شيخ المشرق

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12 و12/ 175 و192/ 3259 و3271/ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَسَرَّةَ، أَبُو إِبْرَاهِيْمَ التجيبي مولاهم الكناني الطليطلي، شيخ المالكية بقرطبة 9/ 188/ 1868/ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُصْعَبٍ الخُزَاعِيُّ، أَمِيْرُ بغداد 10/ 142/ 2149/ إسحاق بن إبراهيم بن موسى، أبو يعقوب الجرجاني العصار الوزدولي 9/ 153/ 1837/ إسحاق بن إبراهيم بن ميمون، أبو محمد التميمي الموصلي الأخباري النديم 11/ 87/ 2592/ إسحاق بن إبراهيم بن نصر، أبو يعقوب البشتي النيسابوري 10/ 225/ 2227/ إسحاق بن إبراهيم النيسابوري الفقيه 12/ 69/ 3118/ إسحاق بن إبراهيم بن هاشم، أبو يعقوب النهدي الأذرعي شيخ دمشق 11/ 87/ 2594/ إسحاق بن إبراهيم بن يونس، أبو يعقوب البغدادي الوراق المنجنيقي 10/ 234/ 2237/ إسحاق بن أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ الحُصَيْنِ بنِ جَابِرٍ، أبو صفوان السلمي، البخاري السرماري 11/ 178/ 2703/ إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بن نَافِعٍ، أبو محمد الخزاعي المكي. شيخ الحرم 16/ 287 و359/ 2703/ إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ بنِ غَانِمٍ العَلْثيُّ زَاهِدُ بغداد 16/ 421/ 5852/ إسحاق بن أحمد المعري الكمال 7/ 576/ 1364/ إسحاق الأزرق بن يوسف بن مرداس، أبو محمد القرشي الواسطي 9/ 379/ 1920/ إِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ كَامَجْرَ

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 101/ 3847/ أبو إسحاق بن الإسفراييني: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم مهران الأصولي الشافعي ركن الدين 9/ 117/ 1820/ أبو إسحاق الباهلي: إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مَيْمُوْنِ بنِ قُدَامَةَ البلخي الفقيه الماكياني 8/ 171/ 1490/ إسحاق بن بِشْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سالم، أبو حذيفة الهاشمي مولاهم، البخاري 10/ 131/ 2141/ إِسْحَاقُ بنُ بُهْلُوْلِ بنِ حَسَّان، أَبُو يَعْقُوْبَ التنوخي الأنباري 14/ 32/ 4353/ أبو إسحاق الحبال: إبراهيم بن سعيد بنِ عَبْدِ اللهِ النُّعْمَانِيُّ مَوْلاَهُم، المِصْرِيُّ الكُتُبِيُّ الوراق الفراء 10/ 448/ 2414/ إسحاق بن الحسن بن ميمون، أبو يعقوب البغدادي الحربي 12/ 177/ 3266/ أبو إسحاق بن حمزة: إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني 9/ 302/ 1875/ إسحاق بن راهويه، أبو يعقوب شيخ المشرق 9/ 103/ 1815/ أبو إسحاق السامي: إبراهيم بن حجاج بن زيد الناجي البصري 6/ 121/ 795/ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ: عَمْرُو بنُ عَبْدِ اللهِ بن ذي يحمد "عَمْرُو بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ الهَمْدَانِيُّ الكوفي". شيخ الكوفة وعالمها ومحدثها 12/ 360/ 3465/ إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان بن عامر، أبو يعقوب النسوي الشيباني 6/ 218/ 843/ إسحاق بن سويد بن هبيرة التميمي البصري 10/ 327/ 2327/ إِسْحَاقُ بنُ سَيَّارِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو يَعْقُوْبَ النصيبي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 321/ 922/ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ: سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ فيروز "خاقان" "عمرو" بن ثعلبة الكوفي 14/ 9/ 4330/ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيُّ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ يوسف الفيروزآبادي الشافعي 16/ 326/ 4330/ إسحاق بن طرخان بن ماضي الشاغوري الفقيه 5/ 215/ 514/ إسحاق بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي المدني 13/ 316/ 4126/ إسحاق بن عبد الرحمن بن أحمد بن أبو يعلى النيسابوري الصابوني 6/ 208/ 841/ إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ زيد بن سهل الأنصاري الخزرجي البخاري المدني الفقيه 10/ 240/ 2246/ إسحاق بن عبد الله بن محمد بن زرين السلمي النيسابوري، الخشك 10/ 475/ 2442/ إِسْحَاق بن أَبِي عِمْرَانَ، أَبُو يَعْقُوْب الإِسْفَرَايِيْنِيّ الفقيه، شيخ خراسان 8/ 186/ 1504/ إسحاق بن الفرات، أبو النعيم التجيبي مولاهم المصري، فقيه الديار المصرية 7/ 472/ 1313/ أبو إسحاق الفزاري: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ بنِ أَسْمَاءَ بن خارجة بن حصن الشامي 16/ 363/ 1313/ إسحاق بن أبي القاسم بن صصرى التغلبي 14/ 343/ 4696/ إِسْحَاق بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ محمد بن نوح، أبو إبراهيم النوحي النسفي الحنفي 6/ 492/ 1016/ ابْنُ إِسْحَاقَ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ يَسَارِ بن خيار "ابن كوثان" الأخباري، أبو بكر "أَبُو عَبْدِ اللهِ" القُرَشِيُّ المُطَّلِبِيُّ مَوْلاَهُم المَدَنِيُّ

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 51/ 1768/ إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ الله بن أبي فروة، أبو يعقوب الأموي الفروي المدني 16/ 14/ 5604/ إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُؤَيَّدِ الهَمَذَانِيّ ثُمَّ المصري الشافعي رفيع الدين، والد الأبرقوهي 12/ 47/ 5604/ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَة 11/ 465/ 2934/ إسحاق بن محمد، أبو يعقوب الصوفي النهرجوري 12/ 39/ 3087/ أبو إسحاق المروزي: إبراهيم بن أحمد بن شيخ الشافعية، وفقيه بغداد 9/ 557/ 2061/ إِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ بَهْرَامَ، أَبُو يَعْقُوْبَ المروزي الكوسج 9/ 431/ 1963/ إِسْحَاقُ بنُ مُوْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ موسى بن عبد الله بن يزيد، أبو موسى الخطي الأنصاري المدني الفقيه، قاضي نيسابور 9/ 153/ 1837/ إسحاق النديم: إسحاق بن إبراهيم بن ميمون، أبو محمد التميمي الموصلي الأخباري 7/ 576/ 1364/ إسحاق بن يوسف بن مرداس، أبو محمد القرشي الواسطي الأزرق 12/ 527/ 3473/ ابن أسد الجهني: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أسد، أبو محمد الجهني الطليطلي المالكي البزاز 8/ 316/ 1563/ أسد السنة: أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، أبو سعيد القرشي الأموي المرواني المصري 16/ 112/ 5517/ أسد الشام: عَبْدُ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ جَعْفَرٍ اليُوْنِيْنِيُّ 13/ 400/ 4203/ الأسداباذي: أحمد بن علي، أبو منصور التبريزي 12/ 122/ 3192/ الأَسدَاباذِيُّ: الزُّبَيْرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ بن زكريا، أبو عبد الله الهمذاني

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 426/ 3550/ الأسدي: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي حماد، أبو إسحاق الأبهري المالكي 7/ 48/ 1134/ إِسْرَائِيْلُ بنُ يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَمْرِو بنِ عَبْدِ الله، أبو يوسف الهمداني السبيعي الكوفي 14/ 357/ 4711/ أسعد بن أحمد بن أبي روح، أبو الفضل الأطرابلسي القاضي، رأس الرفض بالشام 15/ 367/ 4711/ أسعد بن أَحْمَدَ بنِ أَبِي غَانِم الثَّقَفِيّ الفَقِيْه 15/ 259/ 5161/ أسعد بن بلدرك بن أبي اللقاء، أبو أحمد الجبريلي البواب 16/ 44/ 5425/ أسعد بن الخطير مهذب بن مينا بن مماتي، أبو المكارم المصري الكاتب القاضي ناظر النظار بمصر 3/ 185/ 63/ أَسَعْدُ بنُ زُرَارَةَ بنِ عُدَسَ بنِ عُبَيْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ غَنْمِ بنِ مَالِكِ بنِ النجار 16/ 47/ 5429/ أَسَعْدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ مُحَمَّدِ بن روح، أبو الفخر الأصبهاني، ابن أبي الفتوح 4/ 490/ 348/ أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي المدني، أبو أمامة 16/ 326/ 348/ أسعد بن عبد الغني بن قادوس، أبو الكرم القاضي 16/ 496/ 5961/ أسعد بن عثمان بن أَسَعْدَ بنِ المُنَجَّى بنِ بَرَكَاتِ بنِ المُؤَمَّلِ أبو الفتح التنوخي الدمشقي المعدل القاضي 15/ 49/ 4935/ أسعد بن علي بن الموفق، أبو المحاسن الزيادي الهروي الحنفي العابد 15/ 475/ 5381/ أَسَعْدُ بنُ أَبِي الفَضَائِلِ مَحْمُوْدِ بنِ خَلَفِ بن أحمد، أبو الفتوح العجلي الأصبهاني الفقيه الشافعي الواعظ

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 177/ 4508/ أسعد بن مسعود العتبي النيسابوري 16/ 317/ 5736/ أَسْعَدُ بنُ المُسَلَّمِ بنِ مَكِّيِّ بنِ عَلاَّنَ، أبو المعالي القيس الدمشقي 16/ 17/ 5406/ أَسَعْدُ بنُ المُنَجَّى بنِ أَبِي المُنَجَّى بَرَكَاتِ بن المومل، أبو المعالي التنوخي المعري ثم الدمشقي الحنبلي 14/ 189/ 4523/ أسعد بن موسى، أبو الفضل البلاشاني، الوزير الكبير مجد الملك 14/ 427/ 4797/ أسعد بن أبي نصر بن الفضل، أبو الفتح القرشي العمري الميهني، شيخ الشافعية 15/ 33/ 4916/ أبو الأسعد القشيري: هبة الرحمن بن عبد الواحد بن أبي القاسم بن عبد الكريم بن هوازن النيسابوري، خطيب نيسابور 16/ 226/ 5623/ أسعد بن يحيى بن موسى، أبو السعادات السلمى السنجاري الشافعي المناظر 12/ 274/ 3364/ الإسفراييني: بِشْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بِشْرِ بنِ مَحْمُوْدٍ، أبو سهل الدهقان 12/ 102/ 3160/ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو محمد الأزهري 12/ 155/ 3234/ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ أزهر، أبو محمد 14/ 179/ 4511/ الإسفراييني: سَهْلُ بنُ بِشْرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ، أبو الفرج الصوفي الدمشقي 11/ 334/ 2832/ الإسفراييني: عبد الله بن محمد بن مسلم، أبو بكر الجوربذي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 56/ 4945/ الإسفراييني: الفضل بن سهل بن بشر، أبو المعالي الدمشقي، الأثير الحلبي 13/ 43/ 3776/ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ، أبو بكر 16/ 426/ 5863/ الإسفراييني: مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبِي بكر الصوفي، ابن الصفار الدمشقي 16/ 332 و349/ 5863/ الإسكاف: أعز بن كرم الحربي البزاز 13/ 339/ 4148/ الإِسْكَافُ: عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ حسكان، أبو القاسم الإسفراييني الأصم المتكلم 8/ 534/ 1719/ الإسكافي: علي بن عبد الله، أبو جعفر السمرقندي المتكلم 14/ 428/ 4799/ الإسلامي: علي بن أحمد بن علي، أبو الحسن السجزي البلخي الزاهد 5/ 47/ 399/ أسلم: أبو زيد "أَبُو خَالِدٍ" القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ العُمَرِيُّ، مَوْلَى عُمَرَ بن الخطاب 10/ 531/ 2495/ أَسْلَمُ بنُ سَهْلِ بنِ سَلْم بن زِيَادِ بن حبيب، أبو الحسن الواسطي الرزاز، بحشل 11/ 335/ 2833/ أَسْلَمُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ هَاشِمِ بنِ خالد، أبو الجعد الأموي مولاهم الأندلسي القرطبي الفقه المالكي 3/ 348/ 99/ أسلم: "إبراهيم" أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم 3/ 520/ 148/ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي قحافة عثمان 4/ 502/ 364/ أَسْمَاءُ بنُ خَارِجَةَ بنِ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَةَ بن بدر، أبو حسان "أبو هند" الفزاري الكوفي 5/ 292/ 559/ أبو أسماء الرحبي الدمشقي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 3/ 517/ 147/ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسِ بنِ مَعْبَدِ بنِ الحَارِثِ الخثعمية، أم عبد الله 3/ 500/ 128/ أسماء بنت كعب الجونية 15/ 438/ 128/ أسماء بنت محمد بن البزاز الدمشقية 3/ 501/ 128/ أسماء بنت النعمان الغفارية 3/ 502/ 132/ أسماء بنت النعمان الكندية 3/ 525/ 149/ إسماء بنت يزيد بن السكن 8/ 416/ 1623/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبَانٍ، أَبُو إِسْحَاقَ الكُوْفِيُّ الحَنَّاطُ الكذاب 8/ 416/ 1622/ إسماعيل بن أبان الوراق الكوفي 9/ 142/ 1622/ إسماعيل بن إبراهيم، أبو إبراهيم الترجماني 13/ 114/ 3867/ إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن، أبو محمد السرخسي ثم الهروي القراب 9/ 121/ 1822/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَعْمَرِ بنِ الحَسَنِ، أبو معمر الهذلي الهروي البغدادي القطيعي 7/ 539/ 1351/ إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم، أَبُو بِشْرٍ الأَسَدِيُّ مَوْلاَهُمْ البَصْرِيُّ الكُوْفِيُّ الأَصْلِ، ابن علية 16/ 237/ 1351/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ المَوْصِلِيِّ الشَّيْبَانِيُّ الحَنَفِيُّ القاضي 12/ 529/ 3678/ إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس، أبو سعد الإسماعيلي الجرجاني الشافعي 11/ 96/ 2609/ إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان بن نوح، أبو إبراهيم صاحب خراسان، الأمير الماضي 14/ 261/ 4623/ إسماعيل بن أحمد بن الحسين، أبو علي البيهقي الخسروجردي الشافعي شيخ القضاة 16/ 454/ 5906/ إسماعيل بن أحمد بن الحسين، أبو الفضل العراقي الأواني ثم الدمشقي الحنبلي الرشيد العراقي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 203/ 3990/ إسماعيل بن أحمد، أبو عبد الرحمن النيسابوري الحيرى، الضرير الزاهد 14/ 424/ 4792/ إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك بن علي، أبو سعد النيسابوري، ابن المؤذن الكرماني 14/ 440/ 4812/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ أَبِي الأشعث، أبو القاسم السمرقندي الدمشقي المولد، البغدادي الوطن 15/ 21/ 4895/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دُوْسْتَ، أبو البركات النيسابوري، شيخ الشيوخ 12/ 447/ 3579/ إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم، أبو القاسم القيسي القرطبي المالكي، ابن الطحان 10/ 494/ 2453/ إسماعيل بن إسحاق الثقفي السراج 10/ 306/ 2307/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِسْحَاقَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ بنَ سَهْلٍ، أبو إسحاق القرشي مولاهم الكوفي ترنجة 10/ 407/ 2373/ إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، أبو إسحاق الأزدي مولاهم، البصري المالكي القاضي 14/ 36/ 4354/ أبو إسماعيل الأنصاري: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد بن علي الهروي 8/ 441/ 1645/ إسماعيل بن أبي أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك، أبو عبد الله الأصبحي المدني 12/ 141/ 3212/ إسماعيل بن بدر، أبو بكر القرطبي 10/ 330/ 2331/ إسماعيل بن بلبل، أبو الصقر الشيباني، الوزير الكبير الأديب 9/ 356/ 2331/ إسماعيل بن بهرام الخزاز 14/ 395/ 4752/ إسماعيل بن بوري بن الأتابك طغتكين التركي، شمس الملوك صاحب دمشق

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 354/ 2339/ أبو إسماعيل السلمى الترمذي: محمد بن إسماعيل بن يوسف البغدادي 7/ 264/ 1213/ إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، أبو إسحاق الأنصاري مولاهم المدني 16/ 415/ 1213/ إسماعيل أبو الخيش، صاحب الدمشق الصالح 16/ 444/ 5888/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ حَامِدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مرجي بن المؤمل بن محمد، أبو المحامد الأنصاري الخزرجي المصري القوصي الشافعي 12/ 570/ 5888/ إسماعيل بن الحسن، أبو القاسم الصرصري 14/ 224/ 4574/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بن حَمْدُوْنَ، أبو القاسم الخراساني السنجبستي القاضي الفرضي المعمر 12/ 526/ 3671/ إسماعيل بن حماد، أبو نصر التركي الأتراري الجوهري إمام اللغة 6/ 310/ 914/ إسماعيل بن أبي خالد، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ الأَحْمَسِيُّ مَوْلاَهُم الكُوْفِيُّ، اسم أبيه "هرمز"، وقيل: "سعد"، وقيل: "كثير" 11/ 319/ 2813/ إسماعيل بن داود بن وردان، أبو العباس المصري البزاز 14/ 5/ 4321/ إسماعيل بن زاهر بن محمد أبو القاسم النوقاني ثم النيسابوري 7/ 427/ 1293/ إسماعيل بن زكريا، أبو زياد الكوفي الخلقاني 10/ 246/ 2257/ إسماعيل بن زيد، أبو إسحاق الجرجاني 5/ 205/ 496/ إسماعيل بن سعد بن أبي وقاص مالك القرشي الزهري 7/ 351/ 1274/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ صَالِحِ بنِ عَلِيٍّ الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ، نائب مصر ثم حلب

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 406/ 5319/ إسماعيل بن صالح بن ياسين بن عمران، أبو الطاهر المصري الشارعي الشفيقي 16/ 328/ 5753/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ ظَفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن مفرج بن منصور، أبو الطاهر المنذري المقدسي النابلسي ثم الدمشقي الحنبلي 15/ 271/ 5753/ إسماعيل بن عباد السلفي القطان 12/ 453/ 3584/ إسماعيل بن عباد بن عباس الطالقي الأديب الكاتب، الوزيد الصاحب 11/ 385/ 2886/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ العَبَّاسِ بنِ عُمَرَ بنِ مِهرَانَ أبو علي البغدادي الوراق 13/ 299/ 4108/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إسماعيل بن إبراهيم، أبو عثمان النيسابوري الصابوني 14/ 435/ 4809/ إسماعيل بن عبد الرحمن بن صالح، أبو محمد النيسابوري القارئ 15/ 82/ 4809/ إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبو عثمان العصائدي، مسند نيسابور 5/ 166/ 476/ إسماعيل "عبد الله" بن عبد الرحمن بن عَوْفِ بنِ عَبْدِ بنِ الحَارِثِ بنِ زُهْرَةَ، أبو سلمة القرشي الزهري 6/ 23/ 739/ إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، أَبُو مُحَمَّدٍ الحِجَازِيُّ، ثُمَّ الكُوْفِيُّ الأَعْوَرُ السُّدِّيُّ 14/ 234/ 4586/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الغافر بن أحمد، أبو عبد الله الفارسي ثم النيسابوري 14/ 234/ 2007/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ، أبو الحسن، أبو عبد الله القرشي العبدري الرقي السكري 9/ 499/ 2008/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ زُرَارَةَ الرَّقِّيُّ

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 441/ 1645/ إسماعيل بن عَبْدِ اللهِ بنِ أُوَيْسِ بنِ مَالِكِ بنِ أبي عامر، أبو عبد الله الأصبحي المدني 16/ 153/ 5556/ إسماعيل بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بكر بن هبة الله، أبو الطاهر الأنصاري المصري الشافعي، ابن الأنماطي 12/ 226/ 3311/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن ميكال، أبو العباس الفارسي، الأديب رئيس خراسان 10/ 220/ 2222/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ بنِ جبير، أبو بشر العبدي الأصبهاني، سمويه 11/ 449/ 2921/ إسماعيل بن عبد المجيد بن محمد بن معد بن علي بن الحاكم، أبو منصور العبيدي المصري الإسماعيلي، الظافر بالله 14/ 429/ 4801/ إسماعيل بن عبد الملك بن علي، أبو القاسم الطوسي الحاكمي الشافعي 5/ 513/ 699/ إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، أَبُو عَبْدِ الحَمَيْدِ الدِّمَشْقِيُّ، مَوْلَى بَنِي مَخْزُوْمٍ 15/ 387/ 5296/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي القاسم، أبو الفضل الجنزوي الأصل، الدمشقي، الكاتب القرضي الشروطي الجنزي والكنجي 16/ 258/ 5664/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ بَاتكينَ، أبو محمد الجوهري البغدادي 12/ 94/ 3147/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ يَحْيَى، أبو محمد البغدادي الخطبي المؤرخ الأديب 16/ 71/ 5466/ إسماعيل بن علي بن الحسين الأزجي المأموني الحنبلي الأصولي الفيلسوف غلام ابن المني

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 307/ 4117/ إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد زنجويه، أبو سعد الرازي السمان 15/ 68/ 4961/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي نصر، أبو القاسم النيسابوري ثم الأصبهاني الصوفي الحمامي 15/ 271/ 4961/ إسماعيل بن علي بن السليقي، شيخ السلفي 11/ 520/ 3010/ إسماعيل بن علي بن نوبخت، أبو سهل النوبختي البغدادي، من غلاة الشعية 16/ 7/ 3010/ إسماعيل بن علي بن وكاس القطان 14/ 239/ 4596/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو سعيد البحيري النيسابوري 8/ 467/ 1673/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمْرِو بن نَجِيْحٍ البَجَلِيُّ، مَوْلاَهُمْ الكوفي، شيخ أصبهان ومسندها 15/ 348/ 1673/ إسماعيل بن عوف، أبو الطاهر الزهري، شيخ الإسكندرية الفقيه 7/ 318/ 1254/ إسماعيل بن عياش بن سليم، أبو عيبة الحمصي العنسي مولاهم، محدث الشام 9/ 191/ 1254/ إسماعيل الفزاري 14/ 384/ 4745/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن علي الأخشيذ، أبو سعد الأصبهاني التاجر السراج 15/ 313/ 4745/ إسماعيل بن قاسم الزيات 8/ 333/ 1580/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَاسمِ بنِ سُوَيْدِ بنِ كَيْسَانَ، أبو إسحاق العنزي مولاهم الكوفي الأديب الصالح، أبو العتاهية، رأس الشعراء 12/ 152/ 3229/ إسماعيل بن القاسم بن هارون بن عيذون، أبو علي القالي البغدادي اللغوي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 407/ 2373/ إسماعيل القاضي بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، أبو إسحاق الأزدي، مولاهم البصري، المالكي، قاضي بغداد 11/ 426/ 2912/ إسماعيل بن القائم بن المهدي، أبو الطاهر العبيدي الباطني، المنصور صاحب المغرب 10/ 410/ 2376/ إسماعيل بن قتيبة بن عبد الرحمن، أبو يعقوب السلمي النيسابوري 12/ 434/ 3560/ إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب، أبو علي الكشاني السمرقندي 14/ 299/ 4645/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ مَلَّةَ، أبو عثمان الأصبهاني المحتسب صاحب المجالس المشهورة 11/ 113/ 2622/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن إِسْمَاعِيْلَ بن مسروق، أبو قصي العذري 12/ 46/ 3097/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن صَالِحٍ، أبو علي البغدادي، الصفار النحوي الأديب مسند العراق 16/ 131/ 5532/ إسماعيل بن محمد بن أيوب بن شاذي، أبو الجيش السلطان الملك الصالح، صاحب دمشق 6/ 276/ 871/ إسماعيل بن محمد بن سعد أبي وقاص، أبو محمد الزهري المدني 11/ 114/ 2623/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ قيراط، أبو علي العذري الدمشقي 14/ 175/ 4504/ إسماعيل بن محمد بن عثمان، أبو الفرج القومساني ثم الهمذاني العابد

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 469/ 4848/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ عَلِيِّ بن أحمد بن طاهر، أبو القاسم القرشي التيمي ثم الطلحي الأصبهاني، قوام السنة 12/ 127/ 4848/ إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد، أبو الفضل الشعراني النيسابوري 11/ 16/ 4848/ إسماعيل بن محمد قيراط الدمشقي 16/ 321/ 4848/ إسماعيل بن محمد بن يحيى، المؤدب، أبو البقاء 7/ 147/ 1178/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ رَبِيْعَةَ، أبو هاشم السيد الحميري، من فحول الشعراء لكنه رافضي جلد 15/ 323/ 5230/ إسماعيل بن محمود الأتابك، الملك الصالح، أبو الفتح صاحب حلب 14/ 69/ 4389/ إسماعيل بن مسعدة إسماعيل، أبو القاسم بن أبي بكر الإسماعيلي الجرجاني 8/ 371/ 1606/ إسماعيل بن مسلمة، أبو بشر القعنبي 15/ 330/ 5236/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَكِّيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عِيْسَى بن عوف بن يعقوب القرشي الزهري العوفي الإسكندراني المالكي 11/ 180/ 2707/ إسماعيل بن موسى، أبو أحمد بن البغدادي الحاسب 9/ 191/ 2707/ إسماعيل بن موسى الفزاري: أبو محمد أو أبو إسحاق الكوفي 14/ 474/ 2707/ إسماعيل بن مَوْهُوْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الخَضِرِ بن الحسن الجواليقي 12/ 219/ 3303/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ نُجيد بن أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ بن خالد، أبو عمرو السلمى النيسابوري، الصوفي، مسند خراسان 12/ 532/ 3682/ إسماعيل بن نُوْحِ بن نَصْرِ بن نُوْح بن إِسْمَاعِيْلَ بن أحمد بن أسد، أبو إبراهيم الساماني البخاري، الملك المنتصر صاحب بخارى

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 462/ 5914/ إسماعيل بن هبة الله بن باطيش، أبو المجد الموصلي الشافعي 10/ 133/ 2143/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَحْيَى بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَمْرِو بن مسلم، أبو إبراهيم بن المزني المصري، تلميذ الشافعي 12/ 80/ 3126/ إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بن عيسى بن الجراب، أبو القاسم البغدادي البزاز 13/ 113/ 3864/ إسماعيل بن ينال، أبو إبراهيم المحبوبي المروزي 12/ 314/ 3410/ الإسماعيلي: أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس، أبو بكر الجرجاني الشافعي 13/ 408/ 4214/ الإِسْمَاعِيْلِيُّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أَحْمَدَ، أبو الحسن الإسماعيلي النيسابوري الحاكم 12/ 529/ 3678/ ابن الإسماعيلي: إسماعيل بن أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن العباس، أبو سعد الإسماعيلي الجرجاني الشافعي 13/ 193/ 3973/ الإسماعيلي: السري بن أبي سعد إسماعيل بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم، أبو العلاء الإسماعيلي الجرجاني الشافعي الأديب، مفتي جرجان وعالمها 12/ 530/ 3679/ ابن الإسماعيلي: محمد بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس، أبو نصر الجرجاني 11/ 74/ 2579/ الإسماعيلي: محمد بن إسماعيل بن مهران، أبو بكر النيسابوري الإسماعيلي 13/ 192/ 3971/ الإِسْمَاعِيْلِيُّ: المُفَضَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي بَكْرٍ الإسماعيلي أبو معمر الجرجاني الشافعي، مفتي جرجان 12/ 68/ 3117/ الأسواري: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ بنِ سابور، أبو الحسين الأسواري الأصبهاني

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5/ 36/ 396/ أبو الأسود الدؤلي "الديلي": ظالم عمرو، قاضي البصرة 8/ 287/ 1547/ أسود بن عامر، شاذان، أبو عبد الرحمن الشامي، ثم البغدادي 9/ 50/ 1767/ ابْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ بن حميد بن الأسود، أبو بكر البصري 6/ 292/ 893/ أبو الأسود: محمد بن عبد الرحمن بن نَوْفَلِ بنِ الأَسْوَدِ بنِ نَوْفَلِ بنِ خُوَيْلِدِ، أبو الأسود القرشي الأسدي، يتيم عروة 5/ 146/ 462/ الأسود بن هلال، أبو سلام المحاربي الكوفي 5/ 14/ 381/ الأَسْوَدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ قَيْسٍ، أَبُو عَمْرٍو النخعي الكوفي 3/ 206/ 79/ أُسَيْدُ بنُ الحُضَيْرِ بنِ سِمَاكِ بنِ عَتِيْكٍ بن نافع بن امرئ القيس بن زيد، أبو يحيى "أبو عتيك" الأنصاري الأوسي الأشهلي 4/ 132/ 206/ أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ: مَالِكُ بنُ رَبِيْعَةَ بنِ البدن 10/ 71/ 2125/ أسيد بن عاصم، أبو الحسين الثقفي 11/ 255/ 2749/ ابن أسيد: عبد الله بن أحمد بن أسيد، أبو محمد الأصبهاني 13/ 508/ 4314/ ابن أسيد: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَسِيدِ بنِ عَبْدِ الله بن محمد بن الحسن، أبو بكر الثقفي الأصبهاني المديني 12/ 171/ 3254/ الأسيوطي: الحسن بن الخضر بن عبد الله، أبو علي الأسيوطي 15/ 369/ 5275/ الإشبيلي: عبد الحق بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ سَعِيْدٍ، أبو محمد الأزدي الأندلسي الإشبيلي، ابن الخراط 15/ 311/ 5210/ الإشبيلي: مُحَمَّدُ بنُ خَيْرِ بنِ عُمَرَ بنِ خَلِيْفَةَ، أبو بكر اللمتوني الإشبيلي عالم الأندلس المقرئ 4/ 527/ 374/ الأشتر: مالك بن الحارث النخعي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 191/ 4527/ ابن أشته: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَفَّارِ بن أَحْمَدَ بنِ علي بن أشته، والعباس الأصبهاني الكاتب 12/ 459/ 3591/ الإستيخني: محمد بن أحمد بن مت، أبو بكر السمرقندي الإشتيخني الشافعي 9/ 531/ 2027/ الأشج: عبد الله بن سعيد بن حصين، أبو سعيد الكندي الكوفي المفسر 7/ 454/ 1307/ الأشجعي: عبيد الله بن عبد الرحمن "ابن عبد الرحمن"، أبو عبد الرحمن الأشجعي الكوفي 16/ 124/ 5527/ الأشرف: موسى بن أبي بكر محمد بن أَيُّوْبَ بنِ شَاذِي بنِ مَرْوَانَ بنِ يَعْقُوْبَ، أبو الفتح الدويني الأصل التكريتي شاه أرمن 6/ 513/ 1027/ أَشْعَبُ الطَّمَعُ بنُ جُبَيْرٍ المَدَنِيُّ، ابْنُ أُمِّ حميدة 6/ 376/ 951/ أسعث بن سوار الكندي الكوفي التجار التوابيتي 5/ 209/ 506/ أبو الأشعث: شراحيل بن آدة الصنعاني 5/ 102/ 442/ ابن الأشعث: عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث بن قيس الكندي 6/ 375/ 950/ أَشْعَثُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَابِرٍ الأَزْدِيُّ، ثم الحداني البصري الأعمى 6/ 378/ 952/ أشعث بن عبد الملك، أبو هانئ الحمراني البصري الفقيه 3/ 362/ 104/ الأشعث بن قيس بن معديكرب بن مُعَاوِيَةَ بنِ جَبَلَةَ بنِ عَدِيِّ بنِ رَبِيْعَةَ 11/ 392/ 2896/ الأشعري: عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي بِشْرٍ إِسْحَاقَ بنِ سَالِمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو الحسن الأشعري اليماني البصري

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 23/ 4898/ ابن الأشقر: أحمد بن علي بن عبد الواحد، أبو بكر الدلال البغدادي 11/ 187/ 2714/ ابْنُ الأَشْقَرِ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الخليل، أبو القاسم 14/ 323/ 4673/ الأشقر: محمود بن إسماعيل بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو منصور الأصبهاني الصيرفي 10/ 56/ 2109/ ابن إشكاب: علي بن إشكاب، أبو الحسن 10/ 55/ 2108/ ابن إشكاب: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحُرِّ بن زعلان، أبو جعفر البغدادي 9/ 495/ 2108/ أشناس الأمير 11/ 138/ 2648/ الأشناني: أحمد بن سهل بن الفيرزان، أبو العباس الأشناني البغدادي شيخ القراء 12/ 26/ 3075/ الأشناني: عُمَرُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَالِكٍ، أبو الحسين الشيباني البغدادي 11/ 323/ 2821/ الأشناني: محمد بن الحسين بن حفص، أبو جعفر الخثعمي الكوفي الأشناني 6/ 656/ 1087/ أبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي، البصري الخزاز الضرير 8/ 185/ 1503/ أَشْهَبُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ دَاوُدَ بنِ إبراهيم، أبو عمرو القيسي العامري مفتي مصر 8/ 219/ 1530/ الأشيب: الحسن بن موسى، أبو علي البغدادي الفقيه 15/ 195/ 5095/ الأشيري: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ علي، أبو محمد الصنهاجي الأشيري

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 260/ 4620/ ابن أصبغ: أصبغ بن محمد أصبغ، أبو القاسم الأزدي القرطبي، شيخ المالكية 10/ 331/ 2332/ أَصْبَغُ بنُ خَلِيْلٍ، أَبُو القَاسِمِ الأَنْدَلُسِيُّ المَالِكِيُّ، فقيه قرطبة ومفتيها 14/ 109/ 4438/ أبو الأصبغ: عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدي الجباني المالكي 9/ 55/ 1774/ أَصْبَغُ بنُ الفَرَجِ بنِ سَعِيْدِ بنِ نَافِعٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمْ المِصْرِيُّ المَالِكِيُّ، مفتي الديار المصرية 14/ 260/ 4620/ ابن أصبغ: أصبغ بن محمد بن أصبغ، أبو القاسم الأزدي القرطبي، شيخ المالكية 13/ 155/ 3932/ الأصبهاني: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ إسحاق بن موسى بن مهران، أبو نعيم المهراني الأصبهاني الصوفي، الأحول، صاحب "الحلية" 14/ 469/ 4848/ الأصبهاني: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ عَلِيِّ بن أحمد بن طاهر، أبو القاسم التيمي الطلحي الأصبهاني، قوام السنة 10/ 270/ 2271/ الأصبهاني داود بن علي بن خلف، أبو سليمان البغدادي الأصبهاني، مَوْلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ المَهْدِيِّ، رَئِيْسُ أَهْلِ الظَّاهِرِ 16/ 65/ 5452/ الأصبهاني: زاهر بن رستم بن أبي الرجاء، أبو شجاع لأصبهاني البغدادي الشافعي الصوفي المفتي المقرئ 14/ 108/ 4437/ الأصبهاني: سُلَيْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو مسعود الملنجلي 13/ 39/ 3770/ الأصبهاني: عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ بنِ أَحْمَدَ بنِ بامويه، أبو محمد الأردستاني الأصبهاني شيخ الصوفية

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 51/ 2558/ الأَصْبَهَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن شبيب، أبو بكر الأصبهاني، إمام القراء 15/ 345/ 5254/ الأصبهاني: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بن أحمد، أبو موسى المديني الأصبهاني الشافعي 15/ 445/ 5356/ الأصبهاني: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَامِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَحْمُوْدِ بن هبة الله، أبو عبد الله العماد الأصبهاني الكاتب، ابن أخي العزيز 16/ 51/ 5435/ الأصبهاني: يحيى بن عبد الرحمن، أبو زكريا المغربي الدمشقي 3/ 260/ 90/ أصحمة النجاشي، ملك الحبشة الصحابي 11/ 475/ 2950/ الإصطخري: الحسن بن أحمد بن يزيد، أبو سعيد الإصطخري الشافعي، فقيه العراق 8/ 123/ 1443/ الأصم: أبو بكر شيخ المعتزلة 12/ 54/ 3105/ الأصم: محمد بن يعقوب بن يوسف معقل بن سنان، أبو العباس الأصم الأموي مولاهم، السناني المعقلي النيسابوري 8/ 323/ 1569/ الأصمعي: عَبْدُ المَلِكِ بنُ قُرَيْبِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بن علي بن أصمع بن مظهر، أبو سعيد الأصمعي البصري، حجة الأدب، اللغوي الأخباري 12/ 484/ 3621/ الأصيلي: عبد الله بن إبراهيم، أبو محمد الأصيلي، شيخ المالكية، عالم الأندلس 10/ 352/ 2337/ الأطرابلسي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُسْلِمٍ بن أبي الخناجر، أبو علي الأنصاري الشامي الأطرابلسي، مسند طرابلس

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 27/ 3076/ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادِ بن بشر بن درهم، أبو سعيد بن الأعرابي البصري، الصوفي، شيخ الحرم 9/ 75/ 1791/ ابن الأعرابي: محمد بن زياد، أبو عبد الله الأعرابي الهاشمي مولاهم، الأحول النسابة، إمام اللغة 5/ 417/ 640/ الأعرج: عبد الرحمن بن هرمز، أبو داود المدني الأعرج المقرئ 9/ 548/ 2035/ الأعرج: فضل بن سهل بن إبراهيم، أبو العباس الأعرج البغدادي الرام 13/ 138/ 3906/ الأعرج: محمد بن يوسف بن أحمد، أبو عبد الرحمن النيسابوري القطان الأعرج 11/ 149/ 2665/ الأعرج: يحيى بن زكريا بن يحيى، أبو زكريا النيسابوري الأعرج 16/ 415/ 5850/ أَعزُّ بنُ فَضَائِلَ بن أَبِي نَصْرٍ بنِ عباسوه بن العليق، أبو نصر البغدادي البابصري ابن بندقة الصالح المعمر 16/ 332 و349/ 5850/ أعز بن كرم الحربي الإسكاف البزاز 5/ 103/ 443/ أَعْشَى هَمْدَانَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بن الحارث، أبو المصبح الهمداني الكوفي الشاعر المفوه الشهير 12/ 303/ 3397/ الأعصم: الحسن بن أحمد بن حسن بن بهرام، أبو علي الفارسي الجنابى القرمطي الملك الأعصم 14/ 65/ 4381/ الأعلم: يوسف بن سليمان بن عيسى، أبو الحجاج الشنتمري الأندلسي النحوي الأعلم، إمام العربية 14/ 241/ 4598/ الأعمش: حمد بن نصر بن أحمد، أبو العلاء الهمذاني الأديب، الأعمش، محدث همذان

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 344/ 941/ الأعمش: سليمان بن مهران، أبو محمد الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي، شيخ المقرئين والمحدثين 11/ 338/ 2837/ الأعمش: أَحْمَدُ بنُ حَمدُوْنَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عِمَارَةَ بن رستم أبو حامد النيسابوري الأعمش 10/ 539/ 2503/ ابن أعين: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَعْيَنَ، أَبُو بَكْرٍ البغدادي 9/ 493/ 2003/ الأعين: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَتَّابٍ الحَسَنِ بنِ طَرِيْفٍ، أبو بكر البغدادي الأعين 15/ 120/ 5028/ الأغرجي: محمد بن أحمد بن أبي سعيد، أبو الفرج الأغرجي، شيخ العلماء بخوارزم 10/ 492/ 2450/ ابن الأغلب: إِبْرَاهِيْم بن أَحْمَدَ بنِ الأَغلب بن إِبْرَاهِيْمَ بن الأغلب بن تميم، أبو إسحاق التميمي الأغلبي القيرواني، صاحب المغرب، ابن أمراء القيروان 16/ 111/ 5515/ الافتخار: عَبْدُ المُطَّلِبِ بنُ الفَضْلِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بن الحسين بن عبد الرحمن بن عبد الملك أبو هاشم القرشي الهاشمي العباسي البلخي الحلبي، كبير الحنفية 12/ 323/ 3419/ أفتكين التركي: هفتكين، من أمراء سبكتكين 12/ 142/ 3216/ ابْنُ أَفْرَجَه: أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ بن يزيد بن بندار بن أفرحه، أبو جعفر التيمي مولاهم الأصبهاني 6/ 466/ 1000/ الإِفْرِيْقِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زِيَادِ بنِ أَنْعُمَ، أَبُو أَيُّوْبَ الشَّعْبَانِيُّ الإِفْرِيْقِيُّ، قَاضِي إِفْرِيْقِيَةَ وَعَالِمُهَا، ومحدثها على سوء حفظه 12/ 19/ 3064/ الإفريقي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ تَمِيْمٍ بن تَمَّام، أبو العرب المغربي الإفريقي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 361/ 4717/ الأفضل شَاهِنشَاهُ، ابْنُ الْملك أَمِيْر الجُيُوْش بَدْر الجمَالِي الأرمني 15/ 419/ 5329/ الأفضل: علي بن يوسف، أبو الحسن 16/ 492/ 5956/ إقبال: جمل الدَّوْلَةِ أَمِيْرُ الجُيُوْشِ شَرَفُ الدِّيْنِ أَبُو الفَضَائِلِ الحبشي المستنصري الشرابي 16 و16/ 392 و449/ 5810 و5897/ أقطاي: الفارسي، نائب المملكة للمعز، كبير الأمراء التركي الصالحي النجمي 15/ 133/ 5049/ الأقليشي: أَحْمَدُ بنُ مَعَدِّ بنِ عِيْسَى بنِ وَكيلٍ، أبو العباس التجيبي الأقليشي الداني 15/ 385/ 5291/ الأكاف: رجب بن مذكور بن أرتب، الشيخ الأمي أبو الحرم الأزجي 15/ 15/ 4889/ أكز: حُسَامُ الدّينِ الحَاجِبُ، مِنْ كُبَرَاءِ أُمَرَاءِ دِمَشْقَ 12/ 565/ 3719/ ابن الأكفاني: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إبراهيم، ومحمد البغدادي الشافعي قاضي القضاة ببغداد 14/ 396/ 4753/ ابن الأكفاني: هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة اللهِ بن علي بن فارس، أبو محمد الأنصاري الدمشقي المعدل 16/ 163/ 4753/ أكمل بن أبي الأزهر العلوي الكرخي 12/ 540/ 3691/ الأكواخي: عبد الله بن بكر بن محمد، أبو أحمد الطبراني الزاهد 13/ 495/ 4302/ ألب أرسلان: محمد بن السُّلْطَانِ جَغْرِيْبَكَ دَاوُدَ بنِ مِيْكَائِيْلَ بنِ سَلْجُوْق بن تقاق بن سلجوق، أبو شجاع التركماني الغزي، السلطان الكبير عضد الدولة 11/ 348/ 2845/ الإلبيري: أحمد بن عمرو بن منصور، أبو جعفر الأندلسي، ابن عمريل

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 388/ 2891/ الإلبيري: مُحَمَّدُ بنُ فُطَيْسِ بنِ وَاصِل بنِ عَبْدِ الله، أبو عبد الله الغافقي الأندلسي 12/ 284/ 3373/ الإلبيري: يَحْيَى بنُ مُجَاهِدِ بنِ عَوَانَةَ، أَبُو بَكْرٍ الفزاري الأندلسي الزاهد 15/ 324/ 5231/ إلدكز: الأتابك شمس الدين، صاحب أذربيجان وهمذان 14/ 282/ 4630/ إلكيا: علي بن محمد بن علي، أبو الحسن الطبري الهراسي، شيخ الشافعية، ومدرس النظامية 15/ 153/ 4630/ إلكيا الصباحي الباطني صاحب الموت 14/ 17/ 4334/ إمام الحرمين: عبد الملك بن أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْد اللهِ بنِ يُوْسُفَ بنِ عبد الله بن يوسف بن محمد، أبو المعالي الجويني النيسابوري، ضياء الدين الشافعي 11 و9/ 189 و410/ 2717 و1941/ ابْن أَخِي الإِمَامِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ العزيز بن الفضل، أبو محمد الهاشمي الحلبي 11/ 190/ 2718/ ابْن أَخِي الإِمَامِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ الله بن أحمد، أبو محمد الأسدي الحلبي المعدل 9/ 409/ 1940/ ابْن أَخِي الإِمَامِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ الله بن حكيم، أبو محمد الأسدي الحلبي، شيخ أبي داود النسائي 7/ 527/ 1340/ ابْنُ الإِمَامِ: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ الهاشمي 4/ 394/ 274/ أبو أمامة الباهلي، صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزيل حمص 4/ 490/ 348/ أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأوسي المدني الفقيه الأنصاري: أسعد بن سهل 3/ 203/ 76/ أمامة بنت أبي العاص بن الربيع. الصحابية

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 243/ 5643/ الأمجد: بهرام شاة بن فروخشاه بن شاهنشاه بن أيوب، الملك الأمجد مجد الدين أبو المظفر، صاحب بعلبك 13/ 192/ 3970/ الأملوكي: المسدد بن علي، أبو المعمر الحمصي 4/ 461/ 320/ أمة بنت خالد بنِ أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ بن عبد شمس أم خالد القرشية الأموية المكية. الصحابية 8/ 359/ 1601/ أمة العزيز: أم جعفر بنت جعفر بن المَنْصُوْرِ أَبِي جَعْفَرٍ العَبَّاسِيَّةُ، وَالِدَةُ الأَمِيْنِ مُحَمَّدِ بن الرشيد 11/ 482/ 2958/ أمة الواحد بنت الحسين بن إسماعيل المحاملي الفقهية المفتية 15/ 36/ 4920/ الأموي: الحسن بن سعيد بن أحمد، أبو علي القرشي الأموي الجزري الشافعي 12/ 369/ 3474/ الأموي: محمد بن العباس بن يحيى، أبو عبد الله الأموي مولاهم الحلبي 15/ 59/ 4950/ الأمير: المظفر بن أردشير، أبو منصور المروزي العبادي 13/ 197/ 3984/ أمير إشبيلية: محمد بن إسماعيل بن عباد بن قريش، أبو القاسم اللخمي، القاضي الكبير 10/ 211/ 2209/ أَمِيْرُ الأَنْدَلُسِ: المُنْذِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحمن المرواني، صاحب مدائن الأندلس 14/ 138/ 4468/ أمير الجيوش: بدر بن عبد الله الأمير الوزير الأرمني الجمالي 14/ 361/ 4717/ أمير الجيوش: شاهنشاه بن بدر الجمالي الأرمني، أبو القاسم الملك الأفضل 16/ 251/ 5656/ ابن الأمير السيد: الحسن بن الأمير السيد علي بن المرتضي أبي الحسين بن علي، أبو محمد العلوي الحسني البغدادي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 96/ 2609/ الأمير الماضي: إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان بن نوح، أبو إبراهيم، صاحب خراسان 14/ 228/ 4579/ أمير المرابطين: يوسف بن تاشفين، أبو يعقوب اللمتوني البربري الملثم، صاحب المغرب 3/ 512/ 142/ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 12/ 90/ 3140/ الأمين: إبراهيم بن محمد بن هشام، أبو إسحاق البخاري 14/ 452/ 4824/ الأمين: علي بن علي بن عبيد الله، أبو إسحاق البغدادي 8/ 83/ 1423/ الأمين: محمد بن هارون الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور، أبو عبد الله الهاشمي العباسي البغدادي 9/ 83/ 1798/ أمية بن بسطام بن المنتشر، أبو بكر العيشي البصري 14/ 428/ 4798/ أُمَيَّة بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي الصَّلْتِ، أبو الصلت الداني، صاحب الكتب، الفيلسوف الطبيب الشاعر 5/ 6/ 580/ أَبُو أُمَيَّةَ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ أَبِي المُخَارِقِ قيس 5/ 155/ 446/ أُمَيَّةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ أَسِيْدٍ بنِ أَبِي العِيْصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ الأموي 10/ 266/ 2268/ أَبُو أُمَيَّةَ: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُسْلِمٍ البغدادي، ثم الطرسوسي 14/ 243/ 4603/ الأنباري: علي بن محمد بن علي، أبو منصور الأنباري، البغدادي 12/ 164/ 3242/ الأنباري: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الهَيْثَمِ بن عمران، أبو بكر الأنباري، مسند بغداد 15/ 128/ 5039/ ابن الأنباري: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ رفاعة الشيباني ابن الأنباري، سديد الدولة، كاتب السر للخلافة

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 489/ 2968/ ابن الأنباري: محمد بن القاسم بن بشار، أبو بكر المقرئ النحوي 16/ 289/ 5701/ الأنجب "محمد" بنُ أَبِي السَّعَادَاتِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو محمد البغدادي الحمامي 16/ 196/ 5581/ الأندرشي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ اليتيم، أبو عبد الله الأندلسي الأنصاري ابن البلنسي 14/ 27/ 4344/ الأندقي: عبد الكريم بن أبي حنيفة، أبو المظفر، شيخ الحنفية، مفتي ما وراء النهر 15/ 36/ 4921/ الأندي: يوسف بن علي، أبو الحجاج القضاعي الحداد القفال 15/ 58/ 4948/ أنر: ملك الأمراء بدمشق، معين الدين الطغتكيني 10/ 245/ 2256/ ابن أنس: أحمد بن أحمد بن أنس، أبو العباس القربيطي 10/ 484/ 2256/ أنس بن السلم الدمشقي 5/ 372/ 615/ أنس بن سيرين 7/ 525/ 1338/ أنس بن عياض، أبو ضمرة الليثي المدني 4/ 416/ 284/ أَنَسُ بنُ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ بنِ ضَمْضَمٍ بن زيد بن حرام بن جندب، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي النجاري المدني 8/ 204/ 1519/ الأنصاري: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُثَنَّى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، أبو عبد الله الأنصاري الخزرجي النجاري البصري 12/ 13/ 3054/ الأَنْطَاكِيُّ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ حَسَنٍ، أبو إسحاق الأنطاكي، مقرئ الشام 9/ 336/ 1892/ الأنطاكي: أَحْمَدُ بنُ عَاصِمٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَنْطَاكِيُّ الزاهد، واعظ دمشق

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13 و14/ 475 و62/ 4278 و4375/ الأنطاكي: الحسن بن علي بن عمر، أبو عبد الله الأنطاكي الشاغوري القاضي 10/ 391/ 2361/ الأنطاكي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الوَلِيْدِ بنِ بُرْدٍ، أبو الوليد الأنطاكي 11/ 118/ 2627/ الأنماطي: إبراهيم بن إسحاق بن يوسف، أبو إسحاق النيسابوري الأنماطي 16/ 251/ 5556/ ابن الأنماطي: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُحْسِنِ بن أبي بكر بن هبة الله، أبو الطاهر الأنصاري المصري الشافعي 13/ 484/ 4287/ الأَنْمَاطِيُّ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بن الحسين، أبو القاسم البغدادي الأنماطي العتابي 15/ 7/ 4880/ الأَنْمَاطِيُّ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ المُبَارَكِ بنِ أَحْمَدَ بن الحسن بن بندار، أبو البركات البغدادي 14/ 433/ 4806/ أنو شروان بن خالد، الوزير الكبير، أبو نصر القاشاني 13/ 286/ 4102/ الأهوازي: الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز، أبو علي الأهوزي الدمشقي 16/ 129/ 5529/ الأوحد: الملك الأوحد نجم الدنيا والدين أيوب بن الملك العادل 12/ 424/ 3546/ الأودني: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بصير بن ورقاء، أبو بكر الأودني البخاري. شيخ الشافعية 6/ 541/ 1049/ الأَوْزَاعِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرِو بنِ يُحْمَدَ، أبو عمرو الأوزاعي، عالم أهل الشام 12/ 15/ 3058/ ابْنُ أَوْسٍ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَوْسٍ، أبو عبد الله الهمذاني، الإمام المقرئ 5/ 217/ 518/ أوس بن عبد الله، أبو الجوزاء الربعي البصري

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 254/ 5660/ الإوقي: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ بنِ بَدَلٍ، أبو علي العجمي الإوقي الزاهد 4/ 519/ 373/ أُوَيْسُ بنُ عَامِرِ بنِ جَزْءِ بنِ مَالِكٍ، أبو عمرو القرني المرادي اليماني الزاهد سيد التابعين 8/ 439/ 1643/ الأُوَيْسِيُّ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يحيى بن عمرو بن أويس، أبو القاسم القرشي العامري الأويسي المديني 6/ 7/ 721/ إياد بن لقيط السدوسي الكوفي 3/ 119/ 23/ إياس بن البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد الليثي الصحابي 6/ 8/ 722/ إياس بن سلمة بن الأكوع الأسملي المدني 5/ 471/ 671/ إياس بن مُعَاوِيَةُ بنُ قُرَّةَ بنِ إِيَاسِ بنِ هِلاَلٍ بن رئاب، أبو واثلة، قاضي البصرة 16/ 456/ 5910/ أيبك الحلبي الصالحي، رأس الأمراء 16/ 392/ 5811/ أيبك المعز التركماني الصالحي الجاشنكير، صاحب مصر 13/ 445/ 4241/ الإيلاقي: ظاهر بن عبد الله، أبو الربيع التركي، شيخ الشافعية 14/ 326/ 4677/ إبلغازي: الْملك نَجْمُ الدِّيْنِ ابْنُ الأَمِيْرِ أَرتُق بن أكسب التركماني، صاحب ماردين 3/ 480/ 120/ أم أيمن الحبشية مَوْلاَةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحاضنته 11/ 470/ 2942/ ابن أيمن: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَيْمَن بن فرج، أبو عبد الله القرطبي 6/ 398/ 963/ أيمن بن نابل، أَبُو عِمْرَانَ الحَبَشِيُّ المَكِّيُّ الضَّرِيْرُ الطَّوِيْلُ، مِنْ مَوَالِي آلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، مِنْ صِغَارِ التابعين

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 4/ 52/ 179/ أَبُو أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيُّ: خَالِدُ بنُ زَيْدِ بنِ كُلَيْبِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَبْدِ عَمْرٍو بنِ عوف الخزرجي النجاري البدري الصحابي 7/ 268/ 1218/ أيوب بن جابر السحيمي، أبو سليمان اليمامي الفقيه 11/ 539/ 3028/ ابْنُ أَيُّوْبَ: الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَيُّوْبَ، أبو عبد الله الطوسي الأديب النحوي 9/ 580/ 3028/ أيوب بن سافري 6/ 196/ 837/ أيوب السختياني: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي تَمِيْمَةَ كَيْسَانَ العَنَزِيُّ مولاهم البصري الأدمي 8/ 142/ 1471/ أيوب بن سويد، أبو مسعود الحميري السيباني الرملي 15/ 265/ 5171/ أَيُّوْبَ بنِ شَاذِي بنِ مَرْوَانَ بنِ يَعْقُوْبَ، نجم الدين، والد الملوك 11/ 521/ 3012/ أَيُّوْبُ بنُ صَالِح بنِ سُلَيْمَانَ بنِ هَاشِمِ بن غريب، أبو صالح المعافري القرطبي المالكي مفتي الأندلس 7 و7/ 22 و269/ 1109 و1219/ أيوب بن عتبة، أبو يحيى بن اليمامي الفقيه، قاضي اليمامة 6/ 287/ 884/ أيوب أبو العلاء بن مسكي، "ابن أبي مسكين" القصاب الواسطي، الفقيه، مفتي أهل واسط 14/ 170/ 4498/ ابْنُ أَيُّوْبَ: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ بن أيوب، أبو الحسن البغدادي المراتبي البزاز 5 و5/ 111 و201/ 448 و487/ أَيُّوْبُ القِرِّيَّةُ: أَيُّوْبُ بنُ يَزِيْدَ بنِ قَيْسٍ بن زرارة النمري الهلالي الأعرابي 16/ 129/ 5529/ أيوب بن محمد بن أَيُّوْبَ بنُ شَاذِي بنِ مَرْوَانَ بنِ يَعْقُوْبَ الدُّوِيْنِيُّ الأصل التكريتي. الملك الأوحد نجم الدنيا والدين 16/ 387/ 5806/ أيوب بن محمد بن العادل، أبو الفتوح السلطان الكبير الملك الصالح 6/ 484/ 1008/ أَبُو أَيُّوْبَ المُوْرِيَانِيُّ: سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الخوزي، وزير المنصور 6/ 281/ 876/ أَيُّوْبُ بنُ مُوْسَى، أَبُو مُوْسَى الأُمَوِيُّ المَكِّيُّ، الإمام المفتي

حرف الباء

حرف الباء: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 459/ 2930/ الباب: حسين بن روح بن بحر، أبو القاسم القيني، كبير الإمامية 13/ 509/ 4317/ ابن بابشاذ: طاهر بن أحمد بن بابشاذ، أبو الحسن المصري، إمام النحاة 13/ 61/ 3797/ ابن بابك: عبد الصمد بن منصور بن بابك، أبو القاسم البغدادي، شاعر وقته 8/ 398/ 1613/ البَابْلُتِّيُّ: يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الضَّحَّاكِ بن بابلت، أبو سعيد الأموي مولاهم، البابلتي الحراني 12/ 321/ 3414/ ابن بابوية: عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُوْسَى بن بَابَوَيْه، أبو جعفر القمي. رأس الإمامية 16/ 258/ 5664/ ابْنُ بَاتكينَ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن باتكين أبو محمد الجوهري البغدادي 15/ 199/ 5100/ البَاجِسْرَائِيُّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ بن حنيفة، أبو المعالي الباجسرائي التايئ 14/ 476/ 4853/ ابْنُ بَاجَةَ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ الصَّائِغِ، أبو بكر السرفسطي الشاعر، فيلسوف الأندلس

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 59/ 4370/ الباجي: أحمد بن سليمان، أبو القاسم الباجي القرطبي السرفسطي 12/ 522/ 3665/ ابْنُ البَاجِيِّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بنِ شريعة، أبو عمر اللخمي الإشبيلي 12/ 368/ 3472/ ابْنُ البَاجِيِّ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ شريعة، أبو محمد اللخمي الإشبيلي، محدث الأندلس 14/ 55/ 3469/ الباجي: سُلَيْمَانُ بنُ خَلَفِ بنِ سَعْدِ بنِ أَيُّوْبَ بن وارث، أبو الوليد التجيبي، الأندلس، القرطبي الباجي الذهبي 16/ 298/ 7515/ ابْنُ البَاجِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بن أحمد بن أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ شريعة، أبو مروان اللخمي الباجي الإشبيلي المالكي 16/ 488/ 5955/ الباخرزي: سعيد بن المطهر بن سعيد بن علي، أبو المعالي القائدي الباخرزي، شيخ خراسان 13/ 465/ 4266/ الباخرزي: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي الطيب، أبو الحسن الباخزري الشاعر الأديب الفقيه الشافعي 16/ 470/ 5924/ الباذرائي: عبد الله بن أَبِي الوَفَاءِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ عَبْدِ الله بن عثمان أبو محمد الباذرائي البغدادي الشافعي الفرضي، قاضي القضاة 15/ 211/ 5113/ الباذرائي: المبارك بن محمد بن المعمر، أبو المكارم الباذرائي البغدادي 14/ 234/ 4587/ ابن باديس: تميم بن المعز بن باديس بن منصور، أبو يحيى الحميري الصنهاجي، صاحب إفريقية 14/ 83/ 4408/ بَادِيْسُ بنُ حَبُوْسَ بنِ مَاكْسَ بنِ بُلُكِّيْنَ بن زيري بن مناد الصنهاجي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 351/ 4166/ ابْنُ بَادِيْسَ: المُعِزُّ بنُ بَادِيْسَ بنِ مَنْصُوْرٍ بنِ بُلُكِّينَ بنِ زِيْرِي بنِ مَنَادٍ الحِمْيَرِيُّ الصنهاجي المغربي، صاحب إفريقية 13/ 26/ 3751/ بَادِيسُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ يُوْسُفَ بنِ بَلّكِيْنَ بن زيري، صاحب المغرب أبو مناد الصنهاجي 14/ 315/ 4661/ ابن باديس: يحيى بن الملك تميم بن المعز بن باديس، أبو طاهر الحميري 14/ 425/ 4794/ البار: إبراهيم بن الفضل، أبو نصر الأصبهاني البار، دعلج 15/ 196/ 5097/ البَارِزِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الواحد بن البارزي، أبو محمد البغدادي البزاز 14/ 374/ 4739/ البَارِعُ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ القاسم، أبو عبد الله الحارثي البغدادي ابن الدباس الشاعر، البارع 12/ 243/ 3329/ الباز الأبيض: أَحْمَدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بِشْرِ بنِ مُغَفَّلِ بنِ حسان، أبو محمد المزني المغفلي الهروي 16/ 201/ 5586/ ابْنُ بَازٍ: الحُسَيْنُ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرٍ بن حسن بن سعد بن باز، أبو عبد الله الموصلي 11/ 320/ 2816/ الباشاني: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ رَزِيْنٍ، أبو علي الباشاني الهروي 13/ 94/ 3835/ الباشاني: محمد بن علي بن الحسين، أبو عبد الله الباشاني الهروي 13/ 372/ 4189/ الباطرقاني: أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جعفر، أبو جعفر الأصبهاني الباطرقاني

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 361/ 5269/ الباطني: سنان بن سلمان بن محمد، أبو الحسن البصري الباطني، صاحب الدعوة النزارية 16/ 462/ 5914/ ابن باطيش: إسماعيل بن هبة الله بن باطيش، أبو المجد الموصلي الشافعي 15/ 144/ 5057/ الباغبان: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بن القاسم بن عبد الله، أبو الخير الأصبهاني المقدر المهندس المؤذن الصوفي 11/ 485/ 2962/ ابن الباغندي: أَحْمَدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن سليمان، أبو ذر بن الباغندي 10/ 434/ 2402/ الباغندي: محمد بن سليمان بن الحارث، أبو بكر الواسطي 11/ 235/ 2734/ البَاغَنْدِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ الحارث، أبو بكر بن أبي بكر الأزدي الواسطي الباغندي، محدث العراق 12/ 519/ 3661/ البافي: عبد الله بن محمد، أبو محمد البخاري 16/ 255/ 5661/ ابن باقا: عبد العزيز بن أَبِي الفَتْحِ أَحْمَد بن عُمَرَ بنِ سَالِمِ بن محمد بن باقا، أبو بكر البغدادي السيبي الأصل الحنبلي 15/ 342/ 5251/ الباقداري: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي غَالِب بنِ أَحْمَدَ بنِ مرزوق، أبو بكر الباقداري البغدادي الأعمى 14/ 300/ 4649/ الباقرحي: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مخلد أبو علي الباقرحي البغدادي 12/ 290/ 3379/ الباقرحي: مَخْلَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مَخْلَدِ بنِ سَهْلٍ، أبو علي الفارسي الباقرحي الدقاق 14/ 150/ 4483/ ابن الباقلاني: أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون، أبو الفضل البغدادي المقرئ

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 394/ 5304/ ابْنُ البَاقِلاَّنِيِّ: عَبْدُ اللهِ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ عمران بن ربيعة، أبو بكر الربعي الواسطي 13/ 275/ 4086/ الباقلاني: علي بن إبراهيم بن عيسى، أبو الحسن البغدادي الباقلاني المقرئ 14/ 219/ 4567/ الباقلاني: محمد بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ الحسن بن خذاداذا، أبو غالب الباقلاني البقال الفامي البغدادي 13/ 11/ 3735/ ابن الباقلاني: مُحَمَّدُ بنُ الطَّيِّب بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بن قاسم، أبو بكر البصري البغدادي 13/ 206/ 3995/ ابْنُ بَاكُويَه: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ باكويه، أبو عبد الله الشيرازي 10/ 251/ 2263/ البالسي: أحمد بن بكر "بكرويه"، أبو سعيد البالسي 11/ 322/ 2818/ البالسي: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِيْلٍ، أبو طاهر البالسي الأنطاكي 13/ 40/ 3772/ ابن بالويه: عبد الرحمن بن محمد بن أحمد، أبو محمد النيسابوري 12/ 33/ 3080/ ابن بالويه: محمد بن أحمد بن بالويه، أبو بكر الجلاب النيسابوري 14/ 49/ 4362/ البانياسي: مَالِكُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو عبد الله البانياسي الأصل، البغدادي ابن الفراء 14/ 29/ 4349/ الباهر: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ، أبو الفتح الخزاعي المطيري الخطيب 12/ 321/ 3415/ الباهلي: أبو الحسن الباهلي البصري، شيخ المتكلمين، تلميذ أبي الحسن الأشعري 16/ 387/ 5806/ أيوب بن محمد بن العادل، أبو الفتوح السلطان الكبير الملك الصالح 6/ 484/ 1008/ أَبُو أَيُّوْبَ المُوْرِيَانِيُّ: سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الخوزي، وزير المنصور 6/ 281/ 876/ أَيُّوْبُ بنُ مُوْسَى، أَبُو مُوْسَى الأُمَوِيُّ المَكِّيُّ، الإمام المفتي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 532/ 3681/ الببغاء: عبد الواحد بن نصر بن محمد، أبو الفرج المخزومي النصيبي الأديب شاعر وقته 11/ 317/ 2808/ البتاني: محمد بن جابر بن سنان، أبو عبد الله الحراني البتاني، الحاسب المنجم الصابئ الضال 13/ 113/ 3866/ البجاني: الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ يعقوب، أبو علي الأندلسي البجاني المالكي الفقيه المعمر 10/ 42/ 2090/ البجلي: محمد بن الهيثم بن خالد، أبو عبد الله البجلي الكوفي 11/ 426/ 2738/ ابْنُ بُجَيْرٍ: عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُجَيْرٍ، أبو حفص الهمذاني السمرقندي، محدث ما وراء النهر 10/ 491/ 2449/ البحتري: الوَلِيْد بن عُبَيْدٍ بن يَحْيَى بنِ عُبَيْد، أبو عبادة الطائي البحتري المنبجي، شاعر الوقت، وصاحب الديوان المشهور 14/ 365/ 4721/ أَبُو بَحْرٍ بنُ العَاصِ: سُفْيَانُ بنُ العَاصِ بنِ أَحْمَدَ بنِ العَاصِ بنِ سُفْيَانَ بن عيسى، أبو بحر الأسدي المربيطري، نزيل قرطبة 10/ 139/ 2145/ بَحْر بنُ نَصْرِ بنِ سَابِقٍ، أَبُو عَبْدِ الله الخولاني مولاهم المصري 9/ 483/ 1994/ البَحْرَانِيُّ: العَبَّاسُ بنُ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، أبو الفضل البحراني البصري القاضي 12/ 65/ 3112/ البحري: إسحاق بن إبراهيم بن محمد، أبو يعقوب الجرجاني البحري، محدث جرجان 5/ 355/ 600/ أَبُو بَحْرِيَّةَ: عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ الكِنْدِيُّ التراغمي الحمصي، من كبار التابعين

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 35/ 2085/ بحشل: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبِ بنِ مسلم، أبو عبيد الله القرشي مولاهم المصري ابْنُ أَخِي عَالِمِ مِصْرَ: عَبْدِ اللهِ بنِ وهب 10/ 531/ 2495/ بحشل: أَسْلَمُ بنُ سَهْلِ بنِ سَلْم بن زِيَادِ بن حبيب، أبو الحسن الواسطي الرزاز 12/ 360/ 3466/ البحيري: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ نُوْحِ بن بحير، أبو الحسين النيسابوري البحيري 14/ 239/ 4596/ البحيري: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو سعيد البحيري النيسابوري 13/ 332/ 4140/ البحيري: سعيد بن مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بن محمد بحير، أبو عثمان البحيري النيسابوري 13/ 454/ 4254/ البَحِيْرِيُّ: عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو محمد البحيري النيسابوري الفقيه 15/ 19/ 4892/ البَحِيْرِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ محمد، أبو محمد البحيري النيسابوري مسند نيسابور 13/ 455/ 4255/ البحيري: عبد الله بن عبد الرحمن، أبو الحسن البحيري المزكي، والد عبد الرحمن بن عبد الله البحيري 12/ 531/ 3680/ البحيري: محمد بن أبي الحسن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بن بحير بن نوح أبو عمرو البحيري المزكي 16/ 199/ 5583/ البخاري: أحمد بن عبد الوحد بن أحمد، أبو العباس المقدسي الحنبلي الأصولي 12/ 42/ 3091/ البخاري: الحسن بن يعقوب بن يوسف، أبو الفضل البخاري النيسابوري

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 412/ 4221/ البخاري: عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْرِ بنِ إسحاق بن عمرو، أبو زكريا التميمي 11/ 149/ 2664/ البخاري: عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِح بنِ عَبْدِ اللهِ بن الضحاك، أبو محمد البغدادي 10/ 79/ 2134/ البخاري: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة، أبو عبد الله 14/ 371/ 4730/ ابن البخاري: هبة الله بن محمد بن علي بن أحمد، أبو البركات البغدادي المبخر 5/ 160/ 469/ أبو البختري: سعيد بن فيروز، أبو البختري الطائي، مولاهم، الكوفي الفقيه 10/ 223/ 2235/ أَبُو البَخْتَرِيِّ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شاكر، أبو البختري العنبري البغدادي المقرئ 12/ 13/ 3055/ ابن البختري: مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ البَخْتَرِيِّ بنِ مُدْرِك، أبو جعفر البغدادي الرزاز، مسند العراق 8/ 107/ 1433/ أَبُو البَخْتَرِيِّ: وَهْبُ بنُ وَهْبِ بنِ كَثِيْرٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ زَمْعَةَ بنِ الأَسْوَدِ، أبو البختري القرشي الأسدي المدني، قاضي القضاة 12/ 276/ 3366/ بختيار بن أحمد بن بويه بن فناخسرو، أبو منصور الديلمي، الملك صاحب العراق 12/ 340/ 3446/ ابْنُ بُخَيْتٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خلف بن بخيت، أبو بكر العكبري البغدادي الدقاق 12/ 141/ 3212/ ابن بدر: إسماعيل بن بدر، أبو بكر القرطبي، المعمر الأديب 15/ 260/ 3212/ بدر الجذاداذي أبو الضياء، راوي الصحيح

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 451/ 4822/ بدر بن عبد الله، أبو النجم الأرمني الشيحي 14/ 138/ 4468/ بدر عبد الله الأمير الوزير الأرمني، الجمالي، أمير الجيوش 14/ 468/ 4847/ أَبُو البَدْرِ الكَرْخِيُّ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ منصور بن عمر البغدادي الكرخي 10/ 494/ 2454/ بدر "أحمد" بن المنذر المغازلي البغدادي 11/ 324/ 2823/ بَدْرُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ خَلَفٍ، أَبُو القَاسِمِ اللخمي الكوفي، القاضي الفقيه المعمر 16/ 294/ 2823/ بدر الدين بن هود، الزاهد الكبير 14/ 298/ 4644/ ابن بدران، أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ بَدْرَانَ بنِ عَلِيٍّ، أبو بكر الحلواني البغدادي المقرئ، خالوه 14/ 416/ 4783/ بدران بن سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس الأسدي، تاج الملوك الشاعر 16/ 318/ 5737/ بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل، أبو الخير التبريزي 14/ 458/ 4835/ ابْنُ البَدَنِ: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بن علي بن البدن، أبو المعالي البغدادي الصفار 12/ 519/ 3660/ البديع: أحمد بن الحسين بن يحيى، أبو الفضل الهمذاني بديع الزمان 14 و15/ 477 و13/ 4855 و4885/ البديع الهمذاني: أحمد بن سعد بن علي بن الحسن بن القاسم بن عنان، أبو علي العجلي البديع الهمذاني، ابن أبي منصور 14/ 454/ 4829/ بديع الزمان: هبة الله بن الحسين، أبو القاسم البغدادي الأسطرلابي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 4/ 298/ 261/ البراء بن عازب بن الحارث، أبو عمارة الأنصاري الحارثي المدني، الصحابي الفقيه 3/ 124/ 31/ البَرَاءُ بنُ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ بنِ ضَمْضَمٍ بن زيد بن حرام بن جندب الأنصاري البخاري المدني الصحابي 3/ 165/ 58/ البَرَاءُ بنُ مَعْرُوْرِ بنِ صَخْرِ بنِ خَنْسَاءَ بن سنان، أبو بشر الأنصاري الخزرجي 16/ 344/ 5779/ البراتقيني: محمد بن عبد الستار بن محمد، أبو الوحدة الكردي الحنفي البراتقيني 11/ 58/ 2570/ البراثي: أحمد بن محمد بن خالد، أبو العباس البغدادي البراثي المقرئ 16/ 212/ 5600/ ابْنُ البَرَّاجِ: أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَحْمَدَ بن علي البراج، أبو منصور البغدادي الصوفي الوكيل 13/ 194/ 3977/ البراذعي: خلف بن أبي القاسم، أبو سعيد البراذعي الأزدي القيرواني، المغربي المالكي 16/ 249/ 5866/ ابن البراذعي: عُمَرُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ طاهر، أبو البركات القرشي الدمشقي 11/ 58/ 2569/ البربري: محمد بن موسى بن حماد، أبو أحمد البربري البغدادي 11/ 394/ 2897/ البربهاري: الحسن بن علي بن خلف، أبو محمد البربهاري الفقيه شيخ الحنابلة 12/ 216/ 3300/ البربهاوي: محمد بن الحسن بن كوثر، أبو بحر البربهاوي البغدادي 10/ 446/ 2413/ البرتي: أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ الأَزْهر، أبو العباس البرتي البغدادي الحنفي القاضي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 158/ 2681/ ابن البرتي: العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى، أبو خبيب البرتي 5/ 143/ 460/ ابْنُ أُمِّ بُرْثُنٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ آدَمَ البصري 16/ 245/ 5647/ ابْنُ بَرَّجَانَ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عبد السلام بن عبد الرحمن، أبو الحكم اللخمي الإفريقي الإشبيلي المقرئ، ابن برجان اللغوي 14/ 465/ 4843/ ابْنُ بَرَّجَانَ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن، أبو الحكم اللخمي المغربي الإفريقي الإندلسي الإشبيلي، شيخ الصوفية 10/ 370/ 2346/ البرجلاني: أحمد بن الخليل بن ثابت، أبو جعفر البغدادي البرجلاني 9/ 149/ 1831/ البُرْجُلاَنِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي شَيْخٍ، أبو جعفر البرجلاني، صاحب التواليف في الرقاق 14/ 266/ 4626/ البرجي: غانم بن مُحَمَّد بن عُبيد الله بن عُمَرَ بنِ أيوب، أبو القاسم البرجي الأصبهاني المعمر 6/ 293/ 895/ برد بن سنان، أبو العلاء الدمشقي البصري الفقيه 11/ 390/ 2893/ برداعس: مُحَمَّدُ بنُ بَرَكَةَ بنِ الحَكَمِ بنِ إِبْرَاهِيْمٌ، أبو بكر اليحصبي القنسريني الحلبي 14/ 211/ 4559/ البرداني: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حسن، أبو علي البرداني البغدادي 16/ 163/ 5572/ البردغولي: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ المُبَارَكِ بنِ أَبِي الغَنَائِمِ عبد الجبار بن محمد، أبو سعد البغدادي العتابي المعمر 5 و5/ 199 373/ 486 و616/ أبو بردة بن أبي موسى الأشعري= عامر بن عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ بنِ حَضَّارٍ الكُوْفِيُّ الفقيه القاضي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 3/ 361/ 102/ أبو بردة بن نيار بن عمر بن عبيد بن عَمْرِو بنِ كِلاَبِ بنِ دُهْمَانَ البَلَوِيُّ القُضَاعِيُّ الأنصاري 11/ 131/ 2637/ ابن البردون: إبراهيم بن محمد بن البردون، أبو إسحاق الضبي مولاهم الإفريقي المالكي الشهيد المفتي 11/ 77/ 2585/ البرديجي: أحمد بن هارون بن روح، أبو بكر البرديجي البرذعي 11/ 50/ 2555/ البرذعي: سعيد بن عمرو بن عمار أبو عثمان الأزدي البرذعي 16/ 313/ 5730/ البرزالي: مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي يداس، أبو عبد الله البرزالي الإشبيلي 14/ 143/ 4475/ البرزبيني: يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ سطورَا، أبو علي العكبري الحنبلي، القاضي 4/ 208/ 233/ أبو برزة الأسلمي: نضلة بن عبيد "عمرو" أو "عائد" أو "عبد الله" 12/ 232/ 3318/ ابن برزة: محمد بن عبد الله بن برزة، أبو جعفر الروذراوردي الداوردي 8/ 136/ 1461/ البرساني: محمد بن بكر بن عثمان، أبو عبد الله "أبو عثمان" البرساني، الأزدي البصري 14/ 363/ 4718/ البرسقي: آقسنقر، أبو سعيد مملوك برسق غلام السلطان طغرلبك 12/ 513/ 3649/ ابْنُ بَرْطَالٍ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا بن يحيى، أبو عبد الله التميمي القرطبي المالكي، القاضي 8/ 537/ 1726/ برغوث: محمد بن عيسى، أبو عبد الله الجهمي، رأس البدعة

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 160/ 3933/ البرقاني: أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب، أبو بكر الخوارزمي البرقاني الشافعي 10/ 241/ 2248/ ابن البرقي: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ سعيد، أبو عبد الله الزهري مولاهم المصري 15/ 450/ 5362/ بركات بن إبراهيم بن طاهر بن بركات بن إبراهيم، أبو طاهر الدمشقي الخشوعي الأنماطي الرفاء الذهبي المعمر، مسند الشام 16/ 287 و359/ 5362/ بركات بن ظاهر بن عساكر وجيه الدين المصري 15/ 168/ 5076/ أَبُو البَرَكَاتِ: هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ ملكا البلدي، الفيلسوف، شيخ الطب 3/ 480/ 120/ بركة، أم أيمن الحبشية، مَوْلاَةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحاضنته 16/ 364/ 120/ بركة خان، كبير الخوارزمية 14/ 198/ 4539/ بركيا روق ملكشاه بن ألب أرسلان، أبو المظفر السلجوقي، بهاء الدولة 10 و10/ 205 438/ 2200 و2405/ البرلس: إبراهيم بن أبي داود سليمان بن داود، أبو إسحاق الأَسَدِيّ، الكُوْفِيّ الأَصْل، الصُّوْرِيّ المَوْلِد، البرلسَي الدَّار 13/ 240/ 4037/ البرمكي: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو إسحاق البرمكي البغدادي الحنبلي 7/ 508/ 1331/ البرمكي: جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك، أبو الفضل الفارسي الوزير الملك 12/ 25/ 3073/ البرمكي: الحسن بن إبراهيم، أبو الطيب البرمكي المصري الرياش 10/ 414/ 2384/ ابْنُ بَرَّةَ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَرَّةَ الصنعاني 3/ 512/ 141/ بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 336/ 4687/ ابن برهان: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ بَرْهَان بن الحمَّامِي، أبو الفتح البغدادي الشافعي 13/ 54/ 3786/ ابن برهان: الحسين بن عمر بن برهان، أبو عبد الله البغدادي الغزال البزاز 13/ 343/ 4155/ ابن برهان: عبد الواحد بن علي بن برهان، أبو القاسم العكبري، شيخ العربية 16/ 464/ 4155/ برهان الدين القزويني القاضي 12/ 164/ 3243/ البروجردي: أحمد بن محمد بن صالح، أبو العباس المعمر الخطيب 15/ 110/ 5013/ البُرُوْجِرْدِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ العَلاَءِ، أبو الفضل البردوجردي 15/ 258/ 5160/ البروي: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ، أبو منصور الفقيه الخراساني الواعظ، مفتي الشافعية 14/ 71/ 4393/ البري: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الموحد، أبو محمد السلمي الدمشقي ابن البري 15/ 337/ 5245/ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَبْدُ اللهِ بنُ بَرِّيِّ بنِ عبد الجبار بن بري، أبو محمد المقدسي المصري النحوي الشافعي 6/ 360/ 944/ بُرَيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ بنُ أَبِي مُوْسَى عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ بنِ حضار الأشعري الكرفي 4/ 90/ 187/ بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج، أبو عبد الله "أبو سهل" و"أبو ساسان" و"أبو الحصيب" الأسلمي 3/ 367/ 106/ برير بن جنادة "عبد الله"، أبو ذر الغفاري الصحابي 3/ 525/ 150/ بريرة مولاة أم المؤمنين عائشة

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 111/ 3175/ ابن بريه: عَبْدِ اللهِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عيسى بنُ المَنْصُوْرِ أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو جعفر الهاشمي البغدادي، شيخ بن هاشم المعمر 10/ 532/ 2497/ البزار: أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، أبو بكر البصري البزار، صاحب "المسند" الكبير 9/ 537/ 2032/ ابن البزار: الحسن بن الصباح بن محمد، أبو علي الواسطي البغدادي البزار 10/ 434/ 2401/ البزار: عبيد بن عبد الواحد بن شريك، أبو محمد البغدادي البزار 9/ 416/ 1947/ البزاز: أحمد بن الخليل، أبو علي البغدادي البزاز 10/ 426/ 2390/ البزاز: أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ، أَبُو الفضل النيسابوري البزاز 10/ 307/ 2308/ البزاز: عَلِيُّ بنُ سَهْلِ بنِ المُغِيْرَةِ، أَبُو الحَسَنِ النسائي البغدادي البزاز 12/ 91/ 3141/ البزاز: مكرم بن أحمد بن مكرم، أبو بكر البغدادي البزاز 14/ 61/ 4373/ البُزَانِيُّ: المُطَهِّرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو الفضل اليربوعي البزاني، الأصبهاني الكاتب 14/ 89/ 4415/ البزدوي: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الكريم، أبو الحسن البزدوي، شيخ الحنفية 14/ 122/ 4453/ البزدوي: محمد بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم بن موسى، أبو اليسر النسفي، القاضي الصدر، شيخ الحنفية 11/ 491/ 2969/ البزدوي: مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ بن قَرِيْنَة، أبو طلحة البزدي "البزدوي" النسفي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 129/ 5041/ البزري: عمر بن الخطاب بن أحمد بن عكرمة، ابن البزري، أبو القاسم الجزري الشافعي 10/ 158/ 2169/ البزوري: أحمد بن أبي عَوْفٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَرْزُوقِ بنِ عَطِيَّةَ البعدادي 10/ 157/ 2168/ البزوري: عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية، أبو عوف البغدادي البزوري 9/ 454/ 1973/ البزي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ القاسم بن أبي بزة، أبو الحسن المخزومي مولاهم، الفارسي الأصل، مقرئ مكة ومؤذنها 13/ 347/ 4161/ البساسيري: آرسلان التركي، أبو الحارث البساسيري، المظفر ملك الأمراء 11/ 71/ 2575/ ابْنُ بَسَّامٍ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ بن منصور بن بسام، أبو الحسن البغدادي الشاعر الأديب الأخباري 11/ 86/ 2591/ البسامي: علي بن أحمد بن منصور بن نصر بن بسام، أبو الحسن الشاعر 10 و10/ 173 و151/ 2179/ ابن البستنبان: الحسن "الحسين" بن سعيد الفارسي، ثم البغدادي البزاز 16/ 9/ 2160 و5390/ البستنبان: عبد الله بن عبد الرحمن بن أيوب، أبو محمد الحربي الفلاح البقلي 11/ 87/ 2593/ البستي: إسحاق بن إبراهيم 12/ 562/ 3714/ البستي: علي بن محمد البستي الكاتب، أبو الفتح، شاعر زمانه 15/ 90/ 4991/ البستي: محمد بن علي بن محمد، أبو العز البستي الصوفي الزاهد

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 490/ 4295/ البستيغي: شبِيْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خُشنَام، أبو سعد النيسابوري الحبار الكرامي 4/ 425/ 287/ بسر بن أرطاة: الأَمِيْرُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ العَامِرِيُّ الصَّحَابِيُّ 5/ 356/ 601/ بُسْرُ بنُ سَعِيْدٍ المَدَنِيُّ، مَوْلَى بَنِي الحَضْرَمِيِّ 5/ 354/ 597/ بسر بن عبيد الله الحضرمي الشامي، الفقيه 14/ 192/ 4529/ ابنُ البُسْرِيِّ: الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بن محمد البسري، أبو عبد الله البغدادي 13/ 488/ 4292/ ابن البسيري: عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ البسري، أبو القاسم البغددي البندار، مسند العراق 10/ 263/ 2265/ البسطامي: طيفور بن عيسى بن شروسان، أبو يزيد البسطامي سلطان العارفين 13/ 501/ 4307/ بِنْتُ البِسْطَامِيِّ: عَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ 13/ 501/ 3406/ ابن البسطامي: عمر بن القاضي أبي عمر محمد بن الحسين، أبو المعالي البسطامي النيسابوري، المؤيد 15/ 187/ 5090/ البسطامي: عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن نصر، أبو شجاع البسطامي البلخي 13/ 83/ 3820/ البسطامي: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الهَيْثَم، أبو عمر البسطامي الشافعي الواعظ شيخ الشافعية، قاضي نيسابور 13/ 352/ 4168/ البسطامي: محمد بن هبة الله بن أبي عمر محمد بن الحسين، أبو سهل البسطامي النيسابوري، شيخ الشافعية 6/ 484/ 1009/ بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ أَبُو مُعَاذٍ البَصْرِيُّ الضَّرِيْرُ، الشاعر، المرعث 10/ 460/ 2430/ ابن بشار: عثمان بن سعيد بن بشار، أبو القاسم البغدادي الفقيه الأنماطي الأحول، شيخ الشافعية

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 9/ 1741/ بشار بن موسى، أبو عثمان العجلي البصري الخفاف 11/ 87/ 2592/ البشتي: إسحاق بن إبراهيم بن نصر، أبو يعقوب البشتي النيسابوري 7/ 353/ 2592/ بشر بن آدم الضرير البغدادي 12/ 247/ 3364/ بِشْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بِشْرِ بنِ مَحْمُوْدٍ، أبو سهل الإسفراييني 9/ 409/ 1939/ أبو البشر الأزدي: زيد بن بشر 3/ 166/ 59/ بشر بن البراء، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم 8/ 188/ 1507/ بِشْرُ بنُ بَكْرٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ الدمشقي التنيسي 6/ 175/ 826/ أَبُو بِشْرٍ: جَعْفَرُ بنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ إِيَاسٍ اليشكري البصري ثم الواسطي 8/ 487/ 1690/ بِشْرُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عطاء، أبو نصر المروزي البغدادي، الحافي الزاهد 10/ 51/ 2102/ بشر بن الحكم العبدي النيسابوري 11/ 191/ 2720/ أبو بشر الدولابي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادِ بنِ سَعِيْدِ بن مسلم الأنصاري الدولابي الرازي الوراق 8/ 82/ 1422/ بشر بن السري الأفوه، أبو عمرو البصري الواعظ الزاهد 7/ 535/ 1422/ بشر بن شعيب، محدث حمص 12/ 195/ 3275/ أَبُو بِشْرٍ عُمَرُ بنُ أَكْثَمَ بنِ أَحْمَدَ بن حيان بن بشر الأسدي الشافعي قاضي القضاة 8/ 134/ 1459/ بشر بن عمر، أبو محمد الزهراني البصري 8/ 335/ 1582/ بشر بن غياث بن أبي كريمة، أبو عبد الرحمن العدوي مولاهم البغدادي المريسي 12 و12/ 336 372/ 3441 و3481/ بِشْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَاسِيْنَ بن النضر، أبو القاسم الباهلي النيسابوري الفقيه القاضي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 353/ 3481/ بشر بن معاذ العقدي الضرير 8/ 337/ 1583/ بشر بن المعتمر، أبو سهل الكوفي، البغدادي، شيخ المعتزلة 7/ 495/ 1322/ بشر بن المفضل بن لاحق، أبو إسماعيل الرقاشي مولاهم البصري 7/ 353/ 1322/ بشر بن منصور الحناط 7/ 352/ 1275/ بشر بن منصور، أبو محمد الأزدي السليمي البصري الزاهد 10/ 415/ 2386/ بِشْرُ بنُ مُوْسَى بنِ صَالِح بنِ شَيْخِ بن عميرة، أبو علي الأسدي البغدادي المعمر 7/ 353/ 2386/ بشر بن هلال 9/ 66/ 1786/ بِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ خَالِدٍ، أَبُو الوَلِيْدِ الكندي الحنفي قاضي العراق 13/ 153/ 3930/ ابن بشران: عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن بشران بن مهران، أبو القاسم الأموي مولاهم البغدادي 13/ 79/ 3816/ ابْنُ بِشْرَانَ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بِشْرَان بن مُحَمَّدِ بنِ بشر، أبو الحسين الأموي البغدادي 13/ 309/ 4118/ ابن بشران: محمد بن عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن بشران أبو بكر الأموي مولاهم البغدادي 14/ 211/ 4558/ ابن بشرويه: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحسن بن بشرويه، أبو العباس الأصبهاني 13/ 208/ 3997/ بشرى بن مسيس بن عبد الله، أبو الحسن الرومي الفاتني المعمر 15/ 338/ 5247/ ابن بشكوال: خَلَفُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَسْعُوْدِ بنِ موسى بن بشكوال، أبو القاسم الأنصاري الأندلسي القرطبي 8/ 528/ 1708/ بشمين، أبو يحيى الحماني الخوارزمي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 425/ 5860/ بَشِيْرُ بنُ حَامِدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ يُوْسُفَ، أَبُو النُّعْمَانِ الهَاشِمِيّ الجَعْفَرِيّ الشَّافِعِيّ التِّبْرِيْزِيّ الصُّوْفِيّ 5/ 205/ 499/ بشير بن كعب بن أبي، أبو أيوب الحميري العدوي البصري 5/ 205/ 500/ بشير بن كعب العلوي الشاعر 5/ 285/ 550/ بشير بن نهيك، أبو الشعثاء البصري 5/ 353/ 596/ بشير بن يسار المدني 11/ 543/ 3034/ البصري: عمرو بن عبد الله بن درهم، أبو عثمان النيسابوري المطوعي الغازي الزاهد 13/ 230/ 4025/ البصري: محمد بن علي بن الطيب، أبو الحسين، شيخ المعتزلة 12/ 301/ 3393/ بَصَلَةُ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، أبو الحسين الجرجاني 6/ 26/ 746/ البطال: أبو محمد عبد الله، الأمير الشامي 13/ 303/ 4111/ ابْنُ بَطَّالٍ: عَلِيُّ بنُ خَلَفِ بنِ بَطَّالٍ، أبو الحسن البكري القرطبي البلنسي، ابن اللجام 15/ 244/ 5151/ البطائحي: علي بن عساكر بن المرحب، أبو الحسن البطائحي الضرير مقرئ العراق 14/ 383/ 4743/ البطائحي: الملك أبو عبد الله المأمون بن الطائحي، وزير الديار المصرية 14/ 120/ 4452/ ابْنُ البَطِرِ: نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الله بن البطر، أبو الخطاب البغدادي البزاز المقرئ، مسند العراق 14/ 489/ 4870/ البطروجي "البطروشي": أَحْمَدَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الباري، أبو جعفر البطروجي "البطروشي" القرطبي 14/ 454/ 4830/ ابن بطريق: يحيى بن بطريق، أبو القاسم الطرسوسي الدمشقي، المسند المقرئ

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 222/ 5128/ البطليوسي: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بن عمر، أبو علي الأنصاري الأندلسي البطليوسي، ابن الفراء 14/ 374/ 4738/ البطليوسي: عبد الله بن محمد بن السيد، أبو محمد النحوي اللغوي 12/ 464/ 3598/ ابْنُ بَطَّةَ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محمد بن حمدان، أبو عبد الله العكبري الحنبلي، شيخ العراق 15/ 203/ 5105/ ابْنُ البَطِّيِّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بنِ أحمد بن سلمان، أبو الفتح البغدادي الحاجب ابن البطي، مسند العراق 9/ 496/ 1983/ البطيطي: إبراهيم بن خالد المروزي الجرميهني 16/ 296/ 5711/ ابْنُ البَغْدَادِيِّ: عَبْدُ القَادِرِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحسن ابن البغدادي المصري الشافعي، المفتي 12/ 66/ 3114/ البغدادي: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو الحسن البغدادي 14/ 52/ 4367/ ابن البغدادي: محمد بن أبي سعيد أحمد بن الحسن بن علي، أبو الفضل البغدادي الأصبهاني 14/ 328/ 4681/ البغوي: الحسين بن مسعود بن محد بن الفراء، أبو محمد البغوي الشافعي المفسر 12/ 107/ 3168/ البغوي: عبد الله بن إسحاق إبراهيم بن عبد العزيز، أبو محمد الخراساني البغوي البغدادي 11/ 270/ 2766/ البَغَوِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَرْزُبَانِ بنِ سَابُوْرَ، أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ الأَصلِ، البَغْدَادِيُّ الدَّارِ وَالمَولِدِ 10/ 412/ 2380/ البغوي: علي بن عبد العزيز بن المرزوبان بن سابور، أبو الحسن البغوي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 99/ 4424/ البغوي: محمد بن علي بن أبي صالح، أبو سعيد البغوي الدباس الفقيه المعمر 16/ 106/ 5507/ أبو البقاء العكبري: عبد الله بن الحسين بن أَبِي البَقَاءِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ العُكْبَرِيُّ البغدادي الأزجي الضرير النحوي الحنبلي الفرضي 16/ 7/ 5507/ بقاء بن عمر بن حند الأزجي 14/ 202/ 4547/ البقال: ثَابِتُ بنُ بُنْدَارَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ بُنْدَارَ، أبو المعالي الدينوري البغدادي المقرئ المجود المحدث 14/ 62/ 4374/ ابْنُ البَقَّالِ: الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ بن البقال، أبو عبد الله الأزجي، شيخ الشافعية 14/ 334/ 4684/ البقال: عثمان بن علي بن المعمر بن أبي عمامة، أبو المعالي البغدادي البقال 14/ 219/ 4567/ البقال: محمد بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ خذاداذا الباقلاني البقال الفامي البغوي 16/ 210/ 5599/ ابن بقي: أحمد بن أَبِي الوَلِيْدِ يَزِيْد بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو القاسم الأموي مولاهم البغوي القرطبي المالكي 10/ 378/ 2353/ بَقِيُّ بنُ مَخْلَدِ بنِ يَزِيْدَ، أَبُو عَبْدِ الرحمن الأندلسي القرطبي 12/ 269/ 3356/ ابن بقية: محمد بن محمد بن بقية بن علي، أبو الطاهر العراقي الأواني 7/ 457/ 1310/ بقبة بنُ الوَلِيْدِ بنِ صَائِدِ بنِ كَعْبِ بنِ حريز، أبو يحمد الحميري الكلاعي الميتمي الحمصي 10/ 197/ 2192/ بَكَّارُ بنُ قُتَيْبَةَ بنِ أَسَدِ بنِ عُبَيْدِ الله بن بشير، أبو بكر الثقفي البكراوي البصري، قاضي القضاة بمصر، والفقيه الحنفي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 444/ 1648/ بكار بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ سيرين البصري السيريني 7/ 475/ 1314/ البَكَّائِيُّ: زِيَادُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الطُّفَيْلِ، أبو محمد العامري البكائي الكوفي 12/ 325/ 3422/ البَكَّائِيُّ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي السري، أبو الحسن البكائي الكوفي 15/ 100/ 5006/ بكيرة: عبد السلام بن أحمد بن إسماعيل، أبو الفتح الهروي الإسكاف المقرئ 15/ 410/ 5326/ بكتمر: المَلِكُ سَيْفُ الدِّيْنِ، مَمْلُوْكُ المَلِكِ ظَهِيْرِ الدِّيْنِ شاه أرمن 11/ 509/ 2994/ بكر بن أحمد بن حفص، أبو محمد التنيسي الشعراني المُعَمَّرُ 12/ 514/ 3651/ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْسٍ النسوي، محدث مرو 11/ 126/ 2634/ بكر بن أحمد بن مقبل، أبو محمد الهاشمي مولاهم البصري 8/ 123/ 1443/ أَبُو بَكْرٍ الأَصَمُّ: شَيْخُ المُعْتَزِلَةِ 9/ 493/ 2003/ أَبُو بَكْرٍ الأعين: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَتَّابٍ الحَسَنِ بنِ طَرِيْفٍ البغدادي الأعين 8/ 233/ 1535/ بَكْرُ بنُ بَكَّارٍ، أَبُو عَمْرٍو القَيْسِيُّ البَصْرِيُّ 8/ 178/ 1495/ أَبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ: عَبْدُ الكَبِيْرِ بنُ عَبْدِ المجيد البصري 10/ 284/ 2278/ أبو بكر الخصاف: أحمد بن عمرو بن مهير الشيباني، شيخ الحنفية المحدث 14/ 21/ 3446/ أبو بكر بن خَلَفٍ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بن عمر بن خلف، أبو بكر الشيرازي النيسابوري الأديب

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 344/ 3451/ أبو بكر الرازي: أحمد بن علي الرازي الحنفي، المفتي المجتهد، عالم العراق 15/ 436/ 5347/ أبو بكر بن زهر: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ زُهْرِ بنِ عبد الملك الإيادي الإشبيلي جالينوس زمانه 11/ 380/ 2879/ أبو بكر بن زياد: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد بنِ واصل بن ميمون النيسابوري 10/ 457/ 2426/ بكر بن سهل بن إسماعيل بن نافع، أبو محمد الهاشمي الدمياطي المفسر، المقرئ 6/ 12/ 728/ بكر بن سوادة، أبو ثمامة الجذامي المصري الفقيه 12/ 401/ 3523/ أبو بكر بن شاذان: أحمد بن إبراهيم بن الحسين بن محمد بن شاذان بن حرب البزاز 2/ 355/ 2/ أبو بكر الصديق: عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو القرشي التميمي 10/ 460/ 2431/ أبو بكر بن أبي عاصم: أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني البصري الصوفي 5/ 245/ 533/ أَبُو بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هِشَامِ بنَ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ المخزومي 10/ 343/ 2334/ أَبُو بَكْرٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ الأشعث، شيخ بغداد السجستاني 5/ 318/ 583/ بَكْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، أَبُو عبد الله المزني البصري 6/ 512/ 1026/ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي مريم الغساني الحمصي 16/ 406/ 5833/ أبو بكر: عتيق بن أبي الفضل بن سلامة العدل السلماني الدمشقي 13/ 502/ 4308/ أبو بكر بن عمر اللمتوني البربري

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 328/ 926/ بكر بن عمرو المعافري المصري 8/ 437/ 1641/ أبو بكر العوقي: محمد بن سنان الباهلي البصري العوقي 7/ 441/ 1302/ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشِ بنِ سَالِمٍ الأَسَدِيُّ مولاهم الكوفي الحناط المقرئ الفقيه المحدث 12/ 262/ 3345/ أبو بكر القطيعي: أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ بنِ مَالِكِ بن شبيب البغدادي القطيعي الحنبلي 11/ 488/ 2967/ أبو بكر بن مجاهد: أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى بنِ العَبَّاسِ بنِ مُجَاهِدٍ البغدادي المقرئ المحدث النحوي 12/ 379/ 3490/ بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ رَاهبٍ، أبو عمرو النسفي المؤذن 12/ 113/ 3177/ بكر بن محمد بن حمدان، أبو بكر المروزي الصيرفي الدخمسيني 10/ 7/ 2066/ بكر بن محمد بن عدي، أبو عثمان المازني البصري، إمام العربية 12/ 103/ 3163/ بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَلاَءِ، أَبُو الفَضْلِ القشيري البصري المالكي 14/ 316/ 4663/ بكر بن محمد بن علي بن الفضل، أبو الفَضْلِ الأَنْصَارِيّ الخَزْرَجِيّ السَّلَمِيّ الجَابِرِي البُخَارِيّ الزَّرَنْجَرِي، شيخ الحنفية، مفتي بخارى، شمس الأئمة 13/ 409/ 4216/ بكر بن محمد بن علي بن محمد حيد النيسابوري، الشيخ المؤتمن 6/ 59/ 765/ أَبُو بَكْرٍ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمِ بنِ زَيْدِ بنِ لَوْذَانَ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ النجاري المدني أمير المدينة وقاضيها 6/ 512/ 1026/ أبو بكر بن أبي مريم الغساني الحمصي، شيخ أهل حمص 7/ 242/ 1205/ بكر بن مضر بن محمد، أبو عبد الملك المصري

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 168/ 3942/ أبو بكر المنقي: أَحْمَدُ بنُ طَلْحَةَ بنِ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ البغدادي المنقي الواعط 5/ 373/ 3942/ أبو بكر بن أبي موسى الأشعري الكوفي العثماني القاضي 7/ 32/ 1118/ أبو بكر النهشلي الكوفي 11/ 377/ 2874/ أبو بكر النيسابوري: مُحَمَّد بنُ حَمْدُوْنَ بنِ خَالِدٍ 15/ 39/ 4925/ أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحمن البقوي القرطبي الشاعر المفلق 16/ 455/ 4925/ أبو بكر بن يوسف الحراني 4/ 187/ 223/ أبو بكرة الثقفي الطائفي مولى النبي صلى الله عليه وسلم= نفيع بن الحارث "مسروح" 16/ 466/ 5919/ البكري: الحسن بن محمد بن الشَّيْخِ أَبِي الفُتُوْحِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عمرك بن محمد، أبو بكر القرشي التيمي البكري النيسابوري الدمشقي الصوفي 14/ 114/ 4444/ البكري: عبد الله بن عبد العزيز بن محمد، أبو عبيد البكري القرطبي 14/ 68/ 4386/ البكري: عتيق البكري، أبو بكر المغربي الأشعري 14/ 114/ 4445/ البكري القصاص: أحمد بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو الحَسَنِ البكري 16/ 105/ 5505/ البكري: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْروك، أبو الفتوح القرشي التيمي البكري النيسابوري الصوفي 12/ 489/ 3628/ ابن بكير: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بُكَيْرٍ، أبو عبد الله البغدادي الصيرفي 6/ 306/ 911/ بكير بن عبد الله بن الأشج، أبو عبد الله "أبو يوسف" القرشي المدني المصري

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 165/ 3938/ ابن بكير: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ بُكَيْرِ بنِ وُدٍّ، أبو بكر البغدادي النجار 16/ 97/ 5495/ ابن البل: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ نَصْرِ بنِ البَلِّ، أبو المظفر الدوري 12/ 146/ 3220/ البلاذري: أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو محمد الطوسي البلاذري الواعظ 10/ 309/ 2312/ البلاذري: أحمد بن يحيى بن جابر، أبو بكر البغدادي البلاذري الكاتب الأديب 11/ 494/ 2973/ ابْنُ بِلاَلٍ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بن بلال، أبو حامد النيسابوري الخشاب 9/ 10/ 1742/ أبو بلال الأشعري 5/ 374/ 1742/ بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري 5/ 164/ 474/ بلا ل بن أبي الدرداء الأنصاري 3/ 210/ 81/ بلال بن رباح مولى أبي بكر الصريق، ومؤذن رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 5/ 431/ 646/ بِلاَلٌ بن سعد بن تميم السكوني، أبو عمرو الدمشقي الواعظ 10/ 330/ 2331/ ابن بلبل: إسماعيل بن بلبل، أبو الصقر الشيباني، الوزير الكبير الأديب 11/ 446/ 2936/ ابْنُ بُلبُلٍ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زياد، أبو عبد الله الزعفراني الواسطي الهمذاني 11/ 179/ 2705/ البلخي: حامد بن محمد شعيب بن زهير، أبو العباس البلخي البغدادي المؤدب

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 500/ 2981/ البلخي: زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى خت، أبو يحيى البلخي الشافعي الدمشقي المحدث القاضي 10/ 516/ 2477/ البلخي: عبد الله بن محمد بن علي، أبو علي البلخي، حافظ بلخ 15/ 85/ 4984/ البلخي: علي بن الحسن بن محمد، أبو الحسن البلخي الحنفي، مدرس الصادرية 11/ 382/ 2881/ البلخي: علي بن الفضل الحافظ 16/ 455/ 5908/ البلخي مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَحْمَدَ بنِ خلف بن النور، أبو عبد الله البلخي الدمشقي 12/ 209/ 3286/ البلخي: محمد بن عبد الله بن محمد، أبو جعفر البلخي شيخ الحنفية 11/ 255/ 2748/ البلخي: مُحَمَّدُ بنُ عَقِيْلِ بنِ الأَزْهَرِ بنِ عَقِيْلٍ، أبو عبد الله البلخي 11/ 320/ 2817/ البلخي: محمد بن الفضل بن العباس، أبو عبد الله البلخي الواعظ الزاهد 10/ 449/ 2415/ البلدي: إبراهيم بن الهيثم، أبو إسحاق البلدي، المحدث الرحال 15/ 264/ 5169/ ابن البلدي: أحمد بن محمد بن سعيد، أبو جعفر بن البلدي، وزير المستنجد بالله 14/ 258/ 4617/ البلدي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي النضر، أبو بكر البلدي النسفي 11/ 499/ 2979/ البَلْعَمِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رجاء، أبو الفضل التميمي البلعمي البخاري الوزير الكامل الفقيه

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 196/ 5581/ ابن البلنسي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ اليتيم، أبو عبد الله الأندرشي الأنصاري 16/ 472/ 5927/ البلنسي: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ، أبو عبد الله القضاعي الأندلسي الكاتب المنشئ، ابن الأبار 12/ 384/ 3497/ البلوطي: محمد بن الطيب بن محمد، أبو الفرج البغدادي 12/ 237/ 3327/ البلوطي: منذر بن سعيد، أبو الحكم البلوطي الأندلسي، قاضي قرطبة 16/ 213/ 5602/ ابْنُ البُنِّ: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بن البن، أبو محمد الأسدي الدمشقي الخشاب 15/ 68/ 4962/ ابْنُ البُنِّ: الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو القاسم الأسدي الدمشقي الشافعي 14/ 410/ 4775/ ابن البناء: أحمد بن الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ البناء، أبو علي البغدادي الحنبلي 13/ 474/ 4277/ ابْنُ البَنَّاءِ: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن البناء، أبو علي البغدادي الحنبلي 15/ 78/ 4979/ ابْنُ البَنَّا: سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ البنا، أبو القاسم البغدادي الحنبلي، مسند بغداد 16/ 194/ 2278/ ابن البنا: علي بن أبي الكرم نصر بن المبارك بن أبي السيد بن محمد، أبو الحسن الواسطي الأصل البغدادي المكي الخلال 16/ 88/ 5484/ ابن البناء: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي المَعَالِي عَبْدِ اللهِ بنِ موهوب بن جامع بن عبدون، أبو عبد الله البغداد الصوفي الزاهد

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 429/ 4802/ بن البناء: يحيى بن أَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ البَنَّاءِ، أبو عبد الله البغدادي الحنبلي 11/ 299/ 2793/ بنان الحمال: بُنَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ بنِ سَعِيْدٍ، أبو الحسن الواسطي الزاهد 15/ 381/ 5286/ ابن بنان: محمد بن محمد بن أبي الطاهر محمد بن بنان، أبو الفضل الأنباري الأصل المصري الكاتب. ذو الرياستين 12/ 193/ 3272/ بندار بن الحسين، أبو الحسين الشيرازي القدوة، شيخ الصوفية 15/ 437/ 5349/ البُنْدَارُ: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ القاسم بن منصور، أبو محمد الحريمي 13/ 348/ 4164/ ابْنُ بُنْدَارَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحسين بن بندار، أبو الفضل العجلي الرازي المكي المولد المقرئ 12/ 151/ 3226/ ابن بندار: عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارَ بنِ ناجية بن سدوس، أبو محمد المديني الأصبهاني 13/ 488/ 4292/ البندار: عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ البسري، أبو القاسم البغدادي 9/ 507/ 2015/ بُنْدَارٌ: مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارِ بنِ عُثْمَانَ بنِ داود بن كيسان، أبو بكر العبدي البصري 12/ 343/ 3449/ البندار: مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ، أبو بكر الربعي الدمشقي 15/ 223/ 5129/ ابن بندار: يوسف بن عبد الله بن بندار، أبو المحاسن الدمشقي البغدادي 16/ 415/ 5850/ ابن بندقة: أَعزُّ بنُ فَضَائِلَ بن أَبِي نَصْرٍ بنِ عباسوه بن العليق، أبو نصر البابصري

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 91/ 5490/ البندنيجي: أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ كَرَمٍ، أبو العباس البندنيجي البغدادي الأزجي المعدل، الحافظ مفيد بغداد 14/ 198/ 4540/ البندنيجي: محمد بن هبة الله بن ثابت، أبو نصر الشافعي المفتي الضرير 15/ 270/ 5176/ ابْنُ بُنَيْمَانَ: مُحَمَّدُ بنُ بُنَيْمَانَ بنِ يُوْسُفَ، أبو الفضل الهمذاني المؤذن المودب 14/ 22/ 4337/ أم البنين النيسابورية: فاطمة بنت أبي علي الحسن بن علي الدقاق العابدة 16/ 483/ 5948/ البهاء زهير بن محمد بن علي، أبو العلاء الأزدي المهلبي المكي القوصي الكاتب 16/ 207/ 5597/ البهاء: محمد بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن إسماعيل، أبو محمد المقدسي الحنبلي المفتي المحدث بهاء الدين 13/ 9/ 3731/ بهاء الدولة: أحمد بن عضد الدولة ابن بويه، أبو نصر، ملك العراق 14/ 198/ 4539/ بهاء الدولة: بركياروق بن السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان، أبو المظفر السلجوقي، السلطان ركن الدين 16/ 315/ 5732/ بهاء الدين: مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بن مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بن أبي يداس البرزالي الإشبيلي 12/ 296/ 3387/ ابن بهتة: عمر بن محمد بن بهتة، أبو حفص البغدادي المناشر 14/ 484/ 4865/ بهجة الملك: عَلِيُّ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو طالب الصوري الدمشقي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 243/ 5643/ بهرام شاه بن فروخشاه بن شاهنشاه بن أيوب، الملك الأمجد أبو المظفر 11/ 286/ 2777/ البهراني: محمد بن تمام بن صالح، أبو بكر البهراني الحمصي 16/ 299/ 5716/ ابن بهروز: محمد بن مسعود بن بهروز، أبو الطيب البغدادي المعمر الطبيب 7/ 588/ 1368/ بَهْزُ بنُ أَسَدٍ، أَبُو الأَسْوَدِ العَمِّيُّ البَصْرِيُّ 6/ 360/ 945/ بَهْزُ بنُ حَكِيْمِ بنِ مُعَاوِيَةَ بن حَيْدَةَ، أبو عبد الملك القشيري البصري 15/ 341/ 5249/ البهلوان بن الأَتَابِكِ إِلْدُكُز، صَاحِبُ أَذْرَبِيْجَانَ وَعِرَاقِ العَجَمِ، مِنْ كبار الملوك 11/ 304/ 2800/ ابن البهلول: أحمد بن إسحاق بن بهلول بن سحان، أبو جعفر التنوخي الأنباري الفقيه الحنفي 10/ 520/ 2484/ بُهْلُوْلُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ بُهْلُوْلِ بنِ حَسَّانٍ، أبو محمد بن أَبِي يَعْقُوْبَ التَّنُوخِيُّ، خَطيبُ الأَنبارِ، وَقَاضيهَا وَرَئِيْسُهَا وعالمها 15/ 259/ 5161/ البواب: أسعد بن بلدرك بن أبي اللقاء، أبو أحمد الجبريلي البواب المعمر 12/ 363/ 3470/ ابن البواب: عبيد الله بن أحمد بن يعقوب، أبو الحسن البغدادي المقرئ المحدث 13/ 81/ 3819/ ابن البواب: علي بن هلال بن البَوَّابِ البَغْدَادِيُّ، مَوْلَى مُعَاوِيَة بن أَبِي سُفْيَانَ الأموي 8/ 445/ 1649/ البوراني: الحسن بن الربيع، أبو علي البجلي القسري الكوفي البوراني "البواري" الخشاب الحصري

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 223/ 5618/ ابن بوراندا: علي بن النفيس بن بورانداز بن حسام، أبو الحسن البغدادي 14/ 394/ 4751/ بوري بن طغتكين، تاج الملوك صاحب دمشق 12/ 428/ 3553/ البوزجاني: محمد بن محمد بن يحيى البوزجاني، أبو الوفاء حاسب، حامل لواء الهندسة 10/ 414/ 2383/ البَوْسِيُّ: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن عبيد الله، أبو محمد الأبناوي اليمني الصنعاني المعمر 15/ 392/ 5301/ ابْنُ بَوْشٍ: يَحْيَى بنُ أَسْعَدَ بنِ يَحْيَى بن محمد بن بوش، أبو القاسم البغدادي الأزجي الخباز المعمر 10/ 548/ 2519/ البوشنجي: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرحمن بن موسى، أبو عبد الله العبدي الفقيه المالكي، شيخ أهل الحديث في عصره بنيسابور 15/ 469/ 5373/ البوصيري: هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ سعُوْدِ بنِ ثابت بن هاشم بن غالب، أبو القاسم الأنصاري الخزرجي المنستيري الأصل البوصيري الأديب مسند الديار المصرية المعمر 15/ 292/ 5180/ ابن البوقي: هبة الله بن يحيى بن حسن، أبو جعفر الواسطي العطار شيخ الشافعية بواسط 15/ 409/ 5324/ ابْنُ بُوْنُهْ: عَبْدُ الحَقِّ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بن بونة بن سعيد، أبو محمد العبدري المالقي المعمر، ابن البيطار 9/ 459/ 1976/ البُوَيْطِيُّ: يُوْسُفُ أَبُو يَعْقُوْبَ بنُ يَحْيَى المِصْرِيُّ، صاحب الإمام الشافعي 16/ 473/ 5928/ البياس: يوسف بن محمد بن إبراهيم، أبو الحجاج الأنصاري المغربي النحوي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 492/ 4297/ البَيَاضِيُّ: مَسْعُوْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المُحْسِنِ أبو جعفر الهاشمي العباس الشاعر 6/ 273/ 867/ بَيَانُ بنُ بِشْرٍ، أَبُو بِشْرٍ الأَحْمَسِيُّ الكُوْفِيُّ 14/ 231/ 4582/ ابن بيان: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَيَانِ بن الرزاز، أبو القاسم البغدادي 15/ 114/ 5020/ أبو البيان: نبأ بن محمد بن محفوظ، ابن القرشي الحوراني الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ اللُّغَوِيُّ الأَثرِيُّ الزَّاهِدُ، شَيْخُ البيَانِيَّةِ، وصاحب الأذكار المسجوعة 10/ 400/ 2366/ البياني: القاسم بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سيار، أبو محمد، عالم الأندلس المجتهد 11/ 477/ 2952/ البياني: مُحَمَّدُ بنُ قَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قَاسِمِ بن محمد بن سيار، أبو عبد الله البياني الأموي مولاهم الأندلسي القرطبي 13/ 489/ 4293/ بِيْبَى بِنْتُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَلِيِّ بنِ محمد، أم الفضل وأم عزى الهرثمية الهروية المعمرة المسندة 10/ 121/ 2135/ البيروتي: العباس بن الوليد بن مزيد، أبو الفضل العذري البيروتي المقرئ الحافظ 13/ 15/ 3737/ ابْنُ بِيْرِي: أَبُو بَكْرٍ بنُ عُبَيْدِ بنِ الفضل بن سهل بن بيري الواسطي، المعمر 3/ 512/ 140/ البيضاء بنت عبد المطلب، أم حكيم، عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 15/ 34/ 4917/ البيضاوي: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ محمد، أبو الفتح ابن البيضاوي الفارسي البغدادي الحنفي 15/ 409/ 5324/ ابن البيطار: عبد الحق بن عبد الملك بن بونه بن سعيد، أبو محمد العبدري، المالقي المعمر 16/ 426/ 5861/ ابن البيطار: عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ المَالَقِيّ النَّبَاتِيّ الطَّبِيْب

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 570/ 3425/ ابن البيع: الحَاكِمُ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حمدويه بن نعيم بن الحكم، أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البَيِّع الضَّبِّيّ الطَّهْمَانِيُّ النيسابوري الشافعي 16/ 155/ 5559/ البيع: أبو بكر زيد بن أَبِي المُعَمَّرِ يَحْيَى بنِ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ الله الأزجي البيع 11/ 358/ 2855/ البيع: أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البغدادي البيع، أخو زبير الحافظ 13/ 28/ 3755/ ابْنُ البَيِّعِ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بن يحيى، أبو محمد البغدادي المؤدب المعمر 15/ 53/ 4939/ البَيِّعُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيٍّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عمر، أبو بكر الزهري الوقاصي الدينوري البغدادي المراتبي البيع 13/ 290/ 4106/ البيع: محمد بن عبد الواحد بن محمد، أبو طاهر البغدادي البيع، ابن الصباغ مفتي الشافعية 16/ 203/ 5591/ البيع: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الفَرَجِ هِبَةِ اللهِ بنِ أَبِي حَامِدٍ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عمر أبو المحاسن القرشي الزهري السعدي الدينوري البغدادي المراتبي البيع 13/ 16/ 3740/ البيكندي: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَمْرِو بنِ حَمْدِ بن إبراهيم، أبو الفضل السليماني الببيكندي البخاري الحافظ المعمر 15/ 120/ 5029/ البيكندي: عُثْمَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، أبو عمرو البخاري البيكندي 14/ 81/ 4403/ البيكندي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَامِدِ بنِ عُبَيْدٍ، أبو جعفر البيكندي البخاري، شيخ الاعتزال، قاضي حلب 9/ 482/ 1993/ البيكندي: يحيى بن جعفر بن أعين، أبو زكريا البخاري البيكندي الحافظ 13/ 363/ 4177/ البَيْهَقِيُّ: أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ موسى الخسروجردي الخراساني، أبو بكر الفقيه 14/ 261/ 4633/ ابن البيهقي: إسماعيل بنِ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيُّ الخسروجردي الشافعي، أبو علي، الفقيه الإمام، شيخ القضاة 10/ 547/ 2517/ البيهقي: دَاوُد بن الحُسَيْنِ بنِ عَقِيْلٍ بن سَعِيْدٍ، أبو سليمان الخسروجردي البيهقي، مسند نيسابور 15/ 263/ 5168/ البيهقي: علي بن أبي القاسم زيد بن أميرك، أبو الحسن الأنصاري الأوسي الخزيمي، الوزير العلامة

حرف التاء

حرف التاء: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 190/ 3967/ التاني: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بن فاذشاه، أبو الحسين الأصبهاني التاني 13/ 357/ 4175/ التاني: مَنْصُوْرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ القَاسِمِ بن محمد أبو الفتح الأصبهاني التاني 12/ 525/ 3669/ التاهرني: أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو الفضل التميمي التاهرتي المغربي البزاز 12/ 330/ 3431/ ابن التبان: عبد الله بن إسحاق، أبو محمد المغربي ابن التبان، عالم القيروان، شيخ المالكية 13/ 106/ 3754/ التباني: الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ تُبَانَ، أبو عبد الله التباني الواسطي البيع 16/ 318/ 5737/ التبريزي: بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل، أبو الخير التبريزي 14/ 237/ 4593/ التبريزي: يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بن بسطام، أبو زكريا الشيباني الخطيب التبريزي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 205/ 2199/ التبعي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ أَبَانٍ، أبو العباس القرشي مولاهم الهمذاني 8/ 423/ 1630/ التبوذكي: موسى بن إسماعيل، أبو سلمة المنقري مولاهم البصري التبوذكي 11/ 377/ 2873/ تَبُوْكُ بنُ أَحْمَدَ بنِ تَبُوْكِ بنِ خَالِدٍ المعمر، أبو محمد السلمي الدمشقي 5/ 243/ 530/ تبيع بن عامر الحميري، الحبر، ابن امرأة كعب الأحبار 14/ 139/ 4469/ تتش بن ألب أرسلان بن داود بن ميكال السلجوقي 15/ 245/ 5152/ تَجَنِّي بِنْتُ عَبْدِ اللهِ، أُمُّ عتبٍ الوَهْبَانِيَّةُ 12/ 175/ 3259/ التجيبي: إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَسَرَّةَ، أَبُو إِبْرَاهِيْمَ التجيبي مولاهم الكتاني الطليطلي القرطبي، شيخ المالكية بقرطبة 11/ 270/ 2765/ التجيبي: عَبْدُ اللهِ بنُ مَالِكِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن يوسف، أبو بكر التجيبي المقرئ 16/ 69/ 5461/ التجيبي: محمد بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ التجيبي المرسي، محدث تلمسان 13/ 182/ 3952/ تراب بن عمر بن عبيد، أبو النعمان المصري، الكاتب 9/ 425/ 1957/ أبو تراب عسكر بن الحصين النخشبي 16/ 91/ 5489/ أَبُو تُرَابٍ يَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي تراب الكرخي اللوزي، الفقيه الشافعي الرافضي 12/ 16/ 3060/ الترابي: إبراهيم بن محمد بن يعقوب، أبو إسحاق الهمذاني الترابي مموس 13/ 408/ 4215/ الترابي: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الهَيْثَمِ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أبي عبد الله، أبو بكر المروزي الترابي مسند خراسان المعمر

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 304/ 4113/ ابْنُ التَّرْجُمَانِ: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ بن الترجمان، أبو الحسين العزي، شيخ الصوفية 11/ 353/ 2852/ الترخمي: محمد بن سعيد بن محمد، أبو بكر الترخمي الحمصي، محدث حمص 10/ 221/ 2223/ الترقفي: عَبَّاسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عِيْسَى، أبو محمد الباكسائي الترقفي 15/ 331/ 5238/ الترك: أحمد بن أبي منصور أحمد بن محمد بن ينال، أبو العباس الأصبهاني الصوفي المعمر، مسند عصره 11/ 31/ 2539/ الترك: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عُبَيْدِ الله بن محمد بن طغان، أبو الفضل النيسابوري 12/ 545/ 3700/ ابْنُ تُرْكَانَ: أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بن تركان، أبو العباس التميمي الهمذاني الخفاف 16/ 130 و136/ 3700/ تركان بنت مَسْعُوْد بن مَوْدُوْد بن زَنْكِي، زَوْجَة السُّلْطَان الملك الأشراف بدمشق 10/ 282/ 2275/ الترمذي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حُسَيْنٍ بن مَدُّويَةَ، أبو عبد الرحمن القرشي الترمذي 10/ 527/ 2492/ الترمذي: محمد بن أحمد بن نصر، أبو جعفر الترمذي الشافعي الزاهد 10/ 354/ 2339/ الترمذي: محمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو إسماعيل السملي الترمذي البغدادي 10/ 370/ 2348/ التِّرْمِذِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ سَوْرَةَ بنِ موسى بن الضحاك، أبو عيسى، صاحب "السنن" 10/ 306/ 2307/ ترنجة: إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِسْحَاقَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ بنَ سَهْلٍ، أبو إسحاق القرشي مولاهم الكوفي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 99/ 4425/ الترياقي: عَبْد العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن إبراهيم بن ثماثة، أبو نصر الهروي الترياقي الأديب المعمر 15/ 134/ 5050/ ابن التريكي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، أبو المظفر الهاشمي العباسي خطيب جامع المهندي 16/ 334/ 5760/ التسارسي: عَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُفَرِّجٍ، أبو الرضا الجُذَامِيُّ التَّسَارَسِيُّ البَرْقِيُّ، ثُمَّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ المَالِكِيُّ، الخَيَّاطُ 9/ 466/ 1979/ ابن التستري: أحمد بن عيسى بن حسان، أبو عبد الله المصري 11/ 224/ 2732/ التستري: أحمد بن يحيى بن زهير، أبو جعفر التستري الزاهد 11/ 38/ 2547/ التستري: الحسن بن إسحاق بن إبراهيم التستري الدقيق 10/ 402/ 2367/ التستري: سَهْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ، أَبُو محمد التستري الصوفي الزاهد شيخ العارفين 14/ 23/ 4339/ التستري: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن بحر، أبو علي التُّسْتَريُّ، ثُمَّ البَصْرِيُّ السَّقَطِيُّ، رَاوِي سُنَن أَبِي داود 15/ 356/ 5263/ ابن التعاويذي: محمد بن عبيد الله، أبو الفتح التعاويذي البغدادي الأديب 13/ 191/ 3968/ التغلبي: ذو القرنين بن حمدان بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْدَانَ، أبو المطاع التغلبي، السيف، الشاعر المجيد، والأمير الكبير 16/ 263/ 5673/ التغلبي: علي بن أبي علي بن محمد بن سالم، سيف الدين التغلبي الآمدي الحنبلي ثم الشافعي، فارس الكلام 12/ 323/ 3418/ التغلبي: أَبُو تَغْلِب بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْدَانَ التغلبي، الملك الغضنفر

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 63/ 4377/ التَّفَكُّرِيُّ: يُوْسُفُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحسن، أبو القاسم الفكري الزنجاني 16/ 264/ 4377/ التفليسي: نجم الدين ثابت بن تاوان 14/ 102/ 4429/ التفليسي: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ السَّرِيِّ، أبو بكر التفليسي ثم النيسابوري الصوفي 16/ 10/ 5393/ التقي الأعمى: مدرس الأمينية، الإمام المفتي 10/ 26/ 2075/ أَبُو التَّقِيِّ اليَزَنِيُّ: هِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بن عمران اليزني الحمصي 15/ 315/ 5218/ تقية بنت غيث بن علي الأرمنازي، ثم الصوري 15/ 438/ 5350/ تَكش بنُ أَرْسَلاَنُ بنُ أَتْسِز بنِ مُحَمَّدِ بنِ نُوشْتِكِيْنَ، خوارزمشاه 14/ 232/ 4583/ التككي: الحسن بن محمد بن عبد العزيز، أبو علي البغدادي المعمر 11 و11/ 137 و397/ 2645 و2900/ تكين: أبو منصور التركي الخزري المعتضدي الملك 12/ 359/ 3463/ التلفيتي: قسام الجبلي الدمشقي 15/ 131/ 5044/ ابن التلميذ: هبة الله بن صاعد، أبو الحسن المسيحي الطبيب، قسيس النصاري، وبقراط وقته 14/ 366/ 4722/ ابْنُ أَبِي تليد: مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خَلَفِ بن مُوْسَى بن أَبِي تليد، أبو عمران الشاطبي 14/ 222/ 4572/ النمار: أَحْمَدُ بنُ المُظَفَّر بن حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الله بن سوسن، أبو بكر التمار المعمر 10/ 437/ 2404/ التمار: محمد بن غالب بن حرب، أبو جعفر الضبي البصري التمتام

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 474/ 2404/ تمام بن أبي بكر السروري، أبو طالب الدمشقي الجندي الوالي 9/ 118/ 1821/ أَبُو تَمَّامٍ: حَبِيْبُ بنُ أَوْسِ بنِ الحَارِثِ بن قيس الطائي، الشاعر 4/ 444/ 307/ تمام بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي 13/ 229/ 4022/ تمام بن غالب بن عمر، أبو غالب القرطبي، ابن التياني 13/ 67/ 3804/ تَمَّامُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ عبد الله بن الجنيد، أبو القاسم بن أبي الحسين البجلي، الرازي، ثم الدمشقي 13/ 387/ 4191/ أبو تمام علي بن محمد بن الحسن بن يزداد البغدادي الواسطي المعتزلي، قاضي واسط المعمر 10/ 437/ 2404/ تمتام: محمد بن غالب بن حرب، أبو جعفر الضبي البصري التمار التمتام الحافظ 16/ 192/ 5575/ تمرجين= جنكز خان 7/ 598/ 1372/ أبو تميلة: يحيى بن واضح المروزي الحافظ 16/ 92/ 5491/ تَمِيْمُ بنُ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ، أبو القاسم الأزجي، البندنيجي، مفيد الجماعة 4/ 192/ 226/ تميم بن أسيد بن عدي بن عبد مناة بن أد، أبو رفاعة العدوي المضري من فضلاء الصحابة 5/ 30/ 387/ أَبُو تَمِيْمٍ الجَيْشَانِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ مَالِكٍ بن أبي الأسحم 4/ 74/ 182/ تميم الداري، أبو رقيه، صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ= تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة اللخمي الفلسطيني 14/ 436/ 4810/ تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ أَبِي العَبَّاسِ، أبو القاسم الجرجاني، المؤدب، مسند هراة

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 498/ 2461/ تميم بن محمد بن طمغاج، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّوْسِيّ صَاحِبُ المُسْنَدِ الكَبِيْر 14/ 234/ 4587/ تميم بن المعز بن باديس بن المنصور، أبو يحيى الحميري الصنهاجي العالم الشاعر 10/ 428/ 2393/ التميمي: أحمد بن موسى بن إسحاق، أبو جعفر التميمي الكوفي الحمار البزاز 13/ 58/ 3790/ التميمي: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الحَارِثِ، أبو الفضل التميمي البغدادي الحنبلي الفقيه، رئيس الحنابلة 14/ 235/ 4589/ التميمي: محمد بن عيسى بن حسن، أبو عبد الله التميمي المغربي السبتي المالكي القاضي، مفتي سبتة 10/ 284/ 2277/ التميمي: يوسف بن بحر، أبو القاسم التميمي البغدادي، ثم الطرابلس، قاضي حمص 14/ 142/ 4473/ التنكتي: نصر بن الحسن بن القاسم، أبو الفتح التركي الشاشي 11/ 304/ 2800/ التنوخي: أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ بُهْلُوْلِ بنِ حَسَّانٍ، أبو جعفرالتنوخي الأنباري الفقيه الحنفي، القاضي الكبير 13/ 291/ 4107/ التنوخي: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو العلاء القَحْطَانِيُّ، ثُمَّ التَّنُوْخِيُّ المَعَرِّيُّ الأَعْمَى، اللُّغَوِيُّ الشَّاعِرُ، صاحب التصانيف السائرة والمتهم في نحلته 10/ 131/ 2141/ التنوخي: إِسْحَاقُ بنُ بُهْلُوْلِ بنِ حَسَّان، أَبُو يَعْقُوْبَ التنوخي الأنباري 11/ 295/ 2786/ التنوخي: دَاوُدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ بُهْلُوْلِ بن حسان، أبو سعد التنوخي الأنباري

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 267/ 4072/ التنوخي: علي بن أبي علي المحسن بن علي، أبو القاسم التنوخي البصري ثم البغدادي 12/ 81/ 3128/ التَّنُوْخِيُّ: عَلِيُّ بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَهْمِ، أبو القاسم التنوخي الحنفي 12/ 461/ 3595/ التنوخي: المُحَسّنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفهم، أبو علي التنوخي البصري الأديب، القاضي العلامة 16/ 11/ 5396/ التنوخي: محمد بن كامل بن أحمد بن أسد، أبو المحاسن التنوخي المعري ثم الدمشقي 11/ 497/ 2977/ التنوخي: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول، أبو بكر البغدادي الكاتب 11/ 509/ 2994/ التنيسي: بكر بن أحمد بن حفص، أبو محمد التنيسي الشعراني المعمر 12/ 278/ 3369/ التنيسي: محمد بن علي بن حسن، أبو بكر المري النقاش 13/ 116/ 3869/ التهامي: علي بن محمد بن فهد، أبو الحسن التهامي، الشاعر 9/ 54/ 1772/ أبو توبة الحلبي: الربيع بن نافع 14/ 444/ 4815/ ابن توبة: عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الجبار بن توبة، أبو منصور العكبري الشافعي 14/ 443/ 4814/ ابْنُ تَوْبَةَ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجبار بن توبة، أبو الحسن الأسدي العكبري 15/ 294/ 5186/ تورانشاه بن أيوب، الملك المعظم، شمس الدولة، صاحب اليمن، أخو السلطان صلاح الدين 16/ 390/ 5807/ تورانشاه بن أيوب، بن الكامل بن العادل، السلطان الملك المعظم غياث الدين

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 485/ 5950/ تورانشاه بن صلاح الدين بن يوسف بن أيوب، السلطان المعظم الحلبي 14/ 377/ 4741/ ابن تومرت: محمد بن عبد الله بن تومرت، أبو عبد الله البربري المصمودي الهرغي الفقيه الأصولي الزاهد 6/ 13/ 730/ أَبُو التَّيَّاحِ: يَزِيْدُ بنُ حُمَيْدٍ الضُّبَعِيُّ البَصْرِيُّ 13/ 229/ 4022/ التياني: تمام بن غالب بن عمر، أبو غالب القرطبي 12/ 142/ 3216/ التيمي: أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ بنِ يَزِيْدَ بن بندار بن أفرجه التيمي مولاهم أبو جعفر الأصبهاني 14/ 469/ 4848/ التيمي: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ عَلِيِّ بن أحمد بن طاهر، أبو القاسم القرشي التيمي ثم الطلحي الأصبهاني 16/ 445/ 5891/ ابْنُ تَيْمِيَةَ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الخَضِر بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الحَرَّانِيّ، شيخ الحنابلة 16/ 327/ 5891/ ابن تيمية: خطيب حران، سيف الدين عبد الغني بن تيمية 16/ 218/ 5608/ ابن تيمية: محمد بن أَبِي القَاسِمِ الخَضِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الخَضِرِ بن علي بن عبد الله بن تيمية، أبو عبد الله الحراني الحنبلي 3/ 121/ 27/ ابن التيهان: مالك بن التيهان بن بَلِيِّ بنِ عَمْرِو بنِ الحَافِ بنِ قُضَاعَةَ، أبو الهيثم الأنصاري

حرف الثاء

حرف الثاء: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 58/ 3106/ ابن أبي ثابت: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، أبو إسحاق العبسي العراقي السامري 13/ 369/ 4183/ ثابت بن أسلم، أبو الحسن الحلبي 5/ 519/ 706/ ثابت بن أسلم، أبو محمد البناني، مولاهم البصري 14/ 202/ 4547/ ثَابِتُ بنُ بُنْدَارَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ بُنْدَارَ، المقرئ، أبو المعالي الدينوي ثم البغدادي البقال 16/ 264/ 4547/ ثابت بن تاوان التفليسي 11/ 343/ 2840/ ثَابِتُ بنُ حَزْمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مطرف، أبو القاسم السرقسطي الأندلسي اللغوي 3/ 203/ 77/ ثابت بن زيد بن قيس بن زيد بن النعمان، أبو زيد الخزرجي، من كبار الصحابة، الحافظ للقرآن كله 10/ 490/ 2448/ ثابت بن قرة الصابئ الحراني الشقي، فيلسوف عصره 3/ 190/ 66/ ثَابِتُ بنُ قَيْسِ بنِ شَمَّاسِ بنِ زُهَيْرِ بن مالك بن امرئ القيس، أبو محمد أو أبو عبد الرحمن الخزرجي 6/ 485/ 1010/ ثابت بن قيس، أبو الغصن الغفاري، مولاهم المدني. من صغار التابعين 16/ 316/ 5734/ ثابت بن مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد بن الخجندي، أبو سعد الأصبهاني 15/ 438/ 5734/ ثابت بن محمد، أبو الفرج المديني 16/ 142/ 5545/ ثَابِتُ بنُ مُشَرِّفِ بنِ أَبِي سَعْدٍ ثَابِتِ "محمد" بن إبراهيم، أبو سعد البغدادي الأزجي المعمار البناء، ابن شستان 8/ 335/ 1581/ ثابت بن يحيى بن يسار، أبو عبد الرازي الكاتب، وزير المأمون 7/ 13/ 1099/ ثَابِتُ بنُ يَزِيْدَ، أَبُو زَيْدٍ البَصْرِيُّ الأَحْوَلُ 7/ 13/ 1100/ ثابت بن يزيد، أبو السري الأودي الكوفي 13/ 27/ 3754/ ابْنُ ثَرْثَالٍ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَامِدِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ ثَرْثَالٍ أبو الحسن التيمي البغدادي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 146/ 3919/ الثَّعَالِبِيُّ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، أبو منصور النيسابوري الشاعر 11/ 5/ 2520/ ثعلب: أحمد بن يحيى بن يزيد، أبو العباس الشيباني مولاهم البغدادي، إمام النحو صاحب "الفصيح والتصانيف" أبو ثعلبة الخشني، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم 13/ 145/ 3918/ الثعلبي: أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو إسحاق النيسابوري 14/ 100/ 4428/ الثَّقَفِيُّ: القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بن محمود، أبو عبد الله الثقفي الأصبهاني المعمر 15/ 336/ 5244/ الثقفي: يحيى بن محمود بن سعد، أبو الفرج الثقفي الأصبهاني الصوفي 12/ 421/ 3539/ ابن الثلاج: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إبراهيم، أبو القاسم البغدادي بن الثلاج الشاهد المسند المحدث 10/ 72/ 2126/ ابن الثلجي: محمد بن شجاع، أبو عبد الله البغدادي الحنفي 8/ 338/ 1584/ ثُمَامَةُ بنُ أَشْرَسَ، أَبُو مَعْنٍ النُّمَيْرِيُّ البَصْرِيُّ المتكلم، من رءوس المعتزلة 5/ 508/ 693/ ثُمَامَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ الأنصاري 9/ 417/ 1949/ ثوبان بن إبراهيم "فيض بن أحمد" أو "فيض بن إبراهيم النوبي" ذو النون المصري 4/ 193/ 227/ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم= ثوبان بن جحدر "بجدد" 7/ 18/ 1104/ ابن ثوبان: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، أبو عبد الله العنسي الدمشقي الزاهد 9/ 467/ 1982/ أبو ثور: إبراهيم بن خالد الكلبي البغدادي الفقيه، مفتي العراق 6/ 420/ 977/ ثور بن يزيد، أبو زيد الكلاعي الحمصي، المحدث الفقيه

حرف الجيم

حرف الجيم: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 176/ 2698/ ابن جابر: إبراهيم بن جابر، أبو إسحاق البغدادي الفقيه الثبت 5/ 285/ 552/ جابر بن زيد، أبو الشعثاء الأزدي اليحمدي، مولاهم، البصري الخوفي 4/ 293/ 258/ جَابِرُ بنُ سَمُرَةَ بنِ جُنَادَةَ بنِ جُنْدُبٍ، أبو خالد السوائي "أبو عبد الله" صحابي مشهور 4/ 295/ 260/ جَابِرُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ حَرَامِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ حَرَامِ بنِ كَعْبِ بنِ غَنْمِ الأنصاري الخزرجي السلمي المدني الفقيه 3/ 362/ 260/ جابر بن عتيك 16/ 7/ 260/ جابر بن محمد بن اللحية، أبو الفرج الحموي 13/ 406/ 4211/ جَابِرُ بنُ يَاسِيْنَ بنِ حَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بن أحمد بن محمويه، أبو الحسن البغدادي الحنائي العطار 12/ 210/ 3290/ الجابري: عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ علي بن جابر، أبو محمد الجابري الموصلي 15/ 355/ 5261/ الجابري: عمر بن بكر بن محمد، أبو العلاء الأنصاري الجابري البخاري الززنجري شيخ الحنفية 16/ 90/ 5488/ الجَاجَرْمِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي الفَضْلِ، أبو حامد السهلي الشافعي، معين الدين، مفتي نيسابور

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 413/ 1945/ الجاحظ: عمرو بن بحر بن محبوب، أبو عثمان البصري المعتزلي 11/ 147/ 2662/ ابن الجارود: عبد الله بن علي بن الجارود، أبو محمد النيسابور، صاحب "المنتقى في السنن" 8/ 138/ 1465/ الجارود بن يزيد، أبو الضحاك "أبو علي" العامري النيسابوري الفقيه الكبير 11/ 146/ 2661/ الجارودي: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجَارُوْدِ، أبو جعفر الأصبهاني، الحافظ المتقن 11/ 330/ 2661/ الجارودي: أحمد بنُ أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عمار بن محمد بن حازم، أبو نصر الجارودي الهروي 13/ 117/ 3872/ الجارودي: محمد بن أحمد بن محمد، أبو الفضل الجارودي الهروي الحافظ الإمام 11/ 329/ 2829/ الجارودي: محمد بن أبي الحسن بن محمد بن عمار بن حازم بن المعلى، أبو الفضل الجارودي الهروي الشهيد 10/ 524/ 2489/ الجارودي: مُحَمَّدُ بنُ النَّضْر بن سَلَمَةَ بنِ الجَارُوْدِ بن يزيد، أبو بكر الجارودي، النيسابوري 15/ 401/ 5311/ جاكير: محمد بن دشم الكردي الحنبلي 12 و12/ 98 و140/ 3153 و3209/ ابن جامع: أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَامعٍ، أبو العباس المصري السكري الإمام المقرئ الحجة 5/ 509/ 695/ جامع بن شداد، أبو صخر المحاربي، الإمام الحجة 11/ 469/ 2940/ ابن الجباب: أحمد بن خالد بن يزيد، أبو عمر القرطبي، محدث الأندلسي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 413/ 5847/ ابْنُ الجَبَّابِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الحسين بن الجباب، أبو الفضل التميمي السعدي المصري المالكي، فخر القضاة، ناظر الأوقاف 16/ 192/ 5576/ ابْنُ الجَبَّابِ: عَبْدُ القوِيِّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ أبو البركات التميمي السعدي الأغلبي المصري المالكي القاضي 16/ 406/ 5834/ ابن الجباب: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو إبراهيم السعدي الإسكندراني المالكي 9/ 174/ 1853/ جبارة بن المغلس، أبو محمد الحماني الكوفي 13/ 162/ 3934/ ابن الجبان: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بن أيوب، أبو نصر المري الأذرعي الدمشقي الشروطي 15/ 194/ 5094/ ابن الجبان اللحاس: مُحَمَّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد، أبو المعالي الحريمي العطار 11/ 379/ 2877/ الجبائي: عبد السلام بن أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ سلام المعتزلي، أبو هاشم 16/ 45/ 5427/ الجبائي: عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الحَسَنِ بنِ أَبِي الفرج، أبو محمد الشامي الجبائي 11/ 113/ 2621/ الجبائي: محمد بن عبد الوهاب، أبو علي البصري، شيخ المعتزلة 3/ 361/ 103/ جَبْرُ بنُ عَتِيْكِ بنِ قَيْسِ بنِ هَيْشَةَ بن الحارث بن أمية بن معاوية، أبو عبد الله الأنصاري الصحابي البدري الكبير 10/ 473/ 103/ جبرون بن عيسى البلوي 12/ 448/ 3580/ جِبْرِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ سَنْدُوْلَ، أبو القاسم الخرقي، مسند همذان

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 259/ 5161/ الجبريلي: أسعد بن بلدرك بن أبي اللقاء، أبو أحمد الجبريلي البواب 4/ 500/ 360/ جبلة بن الأيهم، أبو المنذر الغساني، ملك آل جفنة بالشام 6/ 61/ 767/ جبلة بن سحيم التيمي "الشيباني" الكوفي 10/ 409/ 2375/ الجبلي: إسحاق بن إبراهيم، أبو القاسم الجبلي 4/ 442/ 303/ جبير بن الحويرث بن نقيد بن بحير بن عبد بن قصي صحابي صغير 16/ 81/ 5474/ ابن جبير: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جُبَيْرِ بنِ مُحَمَّدِ بن جبير، أبو الحسن الكناني البلنسي ثم الشاطبي الكاتب البليغ 16/ 342/ 5775/ ابن الجبير: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مُظَفَّرِ بن عَلِيِّ بن نعيم، أبو بكر البغدادي الشافعي القاضي 4/ 242/ 240/ جُبَيْرُ بنُ مُطْعِمِ بنِ عَدِيِّ بنِ نَوْفَلٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قصي، ابْنُ عَمِّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو عدي القرشي النوفلي 5/ 32/ 391/ جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرِ بنِ مَالِكِ بنِ عَامِرٍ، أبو عبد الرحمن الحضرمي الحمصي 7/ 225/ 1188/ جحا: دجين بن ثابت، أبو الغصن اليربوعي البصري، صاحب النوادر 11/ 458/ 2929/ جحظة: أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُوْسَى بنِ الوَزِيْر يحيى بن خالد بن برمك، أبو الحسن البرمكي البغدادي الشاعر، الأخباري 9/ 148/ 1830/ الجحدري: الفضيل بن الحسين بن طلحة، أبو كامل الجحدري البصري الحافظ 9/ 146/ 1829/ الجحدري كَامِلُ بنُ طَلْحَةَ، أَبُو يَحْيَى الجَحْدَرِيُّ البَصْرِيُّ 4/ 302/ 266/ أبو جحيفة السوائي الكوفي، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وهب بن عبد الله "وهب الخير" من صغار الصحابة

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 482/ 2484/ ابن جدا: علي بن الحسين بن جدا، أبو الحسن العكبري العابد القانت شيخ الحنابلة 15/ 358/ 5265/ ابن الجد: محمد بن عبد الله بن يحيى بن فرج بن الجد، أبو بكر الفهري اللبلي ثم الإشبيلي المالكي 12/ 80/ 3126/ ابْنُ الِجرَابِ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن أحمد بن عيسى بن الجراب، أبو القاسم البغدادي البزاز 10/ 219/ 2220/ ابن الجراح: الحَسَنُ بنُ مَخْلَدٍ بنِ الجَرَّاحِ، أَبُو مُحَمَّدٍ البغدادي الكاتب، الوزير الأكمل 11/ 519/ 3009/ ابن الجراح: سُلَيْمَانُ بنُ الحَسَنِ بنِ مَخْلَدِ بنِ الجَرَّاحِ، أبو القاسم البغدادي 5/ 497/ 684/ الجَرَّاحُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَكَمِيُّ، أَبُو عُقْبَةَ مقدم الجيوش، وإلى البصرة 14/ 185/ 4518/ ابْنُ الجَرَّاحِ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هَارُوْنَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عِيْسَى بنِ داود بن الجراح الخطاب البغدادي المقرئ الكاتب 11/ 503/ 2986/ ابن الجراح: عَلِيِّ بنِ عِيْسَى بنِ دَاوُدَ بنِ الجَرَّاحِ، أبو الحسن البغدادي، الوزير العادل الكاتب المحدث 12/ 476/ 3610/ ابْنُ الجَرَّاحِ: عِيْسَى بنُ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى بن داود بن الجراح، أبو القاسم البغدادي المسند 7/ 574/ 1362/ الجراح بن مليح، والد وكيع بن الجراح 16/ 112/ 5516/ ابن الجراح: يحيى بن منصور بن الجراح المصري، الأديب المنشئ، صاحب الترسل البديع والخط الأنيق 13/ 49/ 3779/ الجَرَّاحِيُّ: عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الجَرَّاحِ بنِ الجنيد، أبو محمد المرزباني الجراحي المروزي

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 5/ 718/ الجرادة الصفراء: مَسْلَمَةُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ، أبو سعيد وأبو الأصبغ الأموي الدمشقي 16/ 72/ 5467/ ابْنُ جرجٍ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي المَطَرِّفِ بنِ سَعِيْدِ بنِ جرج، أبو القاسم القرطبي 10/ 246/ 2257/ الجرجاني: إسماعيل بن زيد، أبو إسحاق الجرجاني، الإمام الحافظ 11/ 93/ 2605/ الجرجاني: حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى، أَبُو عَلِيٍّ الجرجاني ثم البغدادي الكاتب 13/ 193/ 3973/ الجرجاني: السري بن أبي سعد إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو العلاء الإسماعيلي الجرجاني الشافعي الأديب، مفتي جرحان 13/ 505/ 4311/ الجرجاني: عبد القاهر بن عبد الرحمن، أبو بكر الجرجاني، شيخ العربية 14/ 178/ 4509/ الجرجاني: عبد الله بن يوسف، أبو محمد الجرجاني القاضي الإمام المحدث 12 و12/ 286/ 3375 و3636/ / الجُرْجَانِيُّ: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، أبو الحسن الجرجاني المحتسب 12/ 495 و494/ 3635/ الجرجاني: علي بن عبد العزيز، أبو الحسن الجرجاني القاضي العلامة، الفقيه الشافعي الشاعر، صاحب الديوان المشهور 13/ 137/ 3903/ الجرجاني: علي بن محمد بن أحمد الجرجاني الحناطي، أبو الحسن المعلم 13/ 65/ 3802/ الجرجاني: محمد بن إبراهيم بن جعفر، أبو عبد الله اليزدي الجرجاني، مسند أصبهاني

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة اسم الترجمة الجزء الصفحة رقم الترجمة 12/ 82/ 3131 الجرجاني: مُحَمَّدُ بنُ حُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَاهِيَانِ، أبو الحسين الجرجاني. 10/ 156/ 2165 الجرجاني: مُحَمَّدُ بنُ عَمِيْرَةَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الجُرْجَانِيُّ الهروي. 13/ 192/ 3971 الجرجاني: المفضل بن إسماعيل بن أبي بكر، أبو معمر الإسماعيلي الجرجاني الشافعي مفتي جرجان. 10/ 170/ 2174 الجرجرائي: أحمد بن الخصيب بن عبد الحميد أبو العباس الجرجرائي، الوزير الكبير. 11/ 499/ 2980 الجرجراني: أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن الخصيب، أبو العباس الجرجرائي الوزير الكاتب. 11/ 120/ 2630 ابْنُ الجَرْجَرَائِيِّ: جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ بن الصباح، أبو الفضل الجرجرائي. 11/ 34/ 2544 الجرجرائي: العَبَّاسُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو أحمد الجرجرائي "المادرائي" الوزير الكبير. 13/ 228/ 4020 الجرجرائي: علي بن أحمد، أبو القاسم الجرجرائي، الوزير الكامل نجيب الدولة. 12/ 300/ 3392 الجرجرائي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ، أبو بكر الجرجرائي. 13/ 116/ 3870 الجرجرائي: مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ بن سليمان، أبو بكر الجرجرائي الفقيه الشافعي. 5/ 71/ 411 الجُرشي: يزيد بن الأسود الجُرشي، من سادة التابعين بالشام. 9/ 43/ 1759 الجرمي: سعيد بن محمد بن سعيد، أبو عبيد الله الجرمي الكوفي. 8/ 542/ 1730 الجرمي: صالح بن إسحاق، أبو عمر الجرمي البصري، إمام العربية.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة اسم الترجمة الجزء الصفحة رقم الترجمة 8/ 49/ 1391 الجرمي: القاسم بن يزيد، أبو يزيد الجرمي الموصلي. 10/ 44/ 2094 الجروي: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ وَزِيْرِ بنِ ضابئ بن مالك بن عامر، أبو علي الجذامي المصري الجروي. 6/ 409/ 969 ابن جريج: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ جُرَيْجٍ، أبو خالد "أبو الوليد" القرشي الأموي المكي. 12/ 165/ 3244 الجريجي: عيسى بن محمد بن أحمد، أبو علي الجريجي الطوماري البغدادي، مسند العراق. 6/ 535/ 1044 جَرِيْرُ بنُ حَازِمِ بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ الله بن شجاع، أبو النضر الأزدي ثم العتكي البصري. 7/ 478/ 1316 جرير بن عبد الحميد بن يزيد، أبو عبد الله الضبي الكوفي القاضي. 4/ 127/ 204 جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَابِرِ بنِ مالك بن نَصْرِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ جُشَمِ بنِ عَوْفٍ، أبو عمر "أبو عبد الله" البجلي القسري. 5/ 353/ 595 جرير بن عطية بن الخطقي، أبو حرزة التميمي البصري، شاعر زمانه. 11/ 286/ 2776 الجريري: أحمد "حسن" بن محمد بن حسين "عبد الله بن يحيى"، أبو محمد الجريري الزاهد، شيخ الصوفية. 6/ 295/ 899 الجريري: سعيد بن إياس، أبو مسعود الجريري البصري. 13/ 432/ 4232 الجريري: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن عبد الحميد، أبو الفرج البجلي الجريري الهمذاني. 12/ 117/ 3182 ابن الجزار: أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد، أبو جعفر القيرواني الفيلسوف، شيخ الطب. 11/ 16/ 2531 جزرة: صَالِحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَبِيْبٍ بن حسان، أبو علي البغدادي الأسدي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 257/ 5663 الجزري: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكريم بن عبد الواحد، أبو الحسن الجزري الشيباني ابن الأثير المؤرخ، صاحب "الكامل" 16/ 45/ 5428 الجزري: المُبَارَكُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكريم بن عبد الواحد، أبو السعادات الشيباني الجزري ثم الموصلي الكاتب، صاحب "جامع الأصول" و"غريب الحديث". 7/ 494/ 1321 الجزري: مروان بن سالم الجزري، الشامي الأصل. 7/ 493/ 1320 الجزري: مروان بن شجاع، أبو عمرو الأموي مولاهم الجزري الحراني. 16/ 323/ 5745 الجزري: نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الكريم بن عبد الواحد، أبو الفتح الشيباني الجزري المنشئ، ابن الأثير صاحب "المثل السائر في أدب الكاتب الشاعر". 14/ 193/ 4531 ابن جزلة: يحيى بن عيسى بن جزلة، أبو علي البغدادي، إمام الطب. 16/ 50/ 5433 الجُزولي: عِيْسَى بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ يَلَلْبَختِ بنِ عيسى، أبو موسى اليزدكنتي الجزولي البربري المراكشي إمام النحو. 12/ 562/ 3715 ابن الجسور: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بن الحباب، أبو عمر الزموي مولاهم القرطبي. 10/ 236/ 2239 الجشمي: أَحْمَدُ بنُ الفَرَجِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أَبُو علي الجشمي البغدادي المقرئ المعمر. 11/ 287/ 2779 ابن الجصاص: الحسين بن عبد الله بن الجصاص، أبو عبد الله البغدادي الجوهري. 13/ 121/ 3880 الجصاص: طاهر بن حسن بن إبراهيم، أبو محمد الهمذاني الجصاص، شيخ الزهاد.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 501/ 2985 الجَصَّاصُ: يَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بن يعقوب، أبو يوسف البغدادي الجصاص الدعاء الواعظ. 12/ 181/ 3267 الجعابي: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ، أبو بكر التميمي البغدادي الجعابي، قاضي الموصل. 14/ 64/ 4378 جعبر بن سابق القشيري. 6/ 151/ 807 الجعد بن درهم. 14/ 215/ 4564 جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ، أبو محمد البغدادي السراج القارئ الأديب. 11/ 190/ 2719 جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سِنَانِ بنِ أَسَدٍ، أبو محمد الواسطي القطان. 11/ 369/ 2869 جعفر بن أحمد بن طلحة بن المتوكل على الله، أبو الفضل الهاشمي العباسي البغدادي. 11/ 11/ 2525 جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أبو محمد الشاماتي النيسابوري، الفقيه الشافعي. 11/ 120/ 2630 جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ، أبو الفضل الجرجرائي. 12/ 564/ 3717 أبو جعفر أحمد بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدَةَ بنِ مَيْمُوْن الأُمَوِيُّ مولاهم الطليطلي. 11/ 133/ 2639 جعفر بن أحمد بن نصر، أبو محمد النيسابوري الحصيري. 5/ 235/ 526 أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحسين بن علي العلوي الفاطمي المدني. 10/ 527/ 2492 أَبُو جَعْفَرٍ التِّرْمِذِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نصر الترمذي الشافعي الزاهد. 9/ 352/ 1895 أبو جعفر الجمحي: عبد الله بن معاوية، مسند البصرة.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 534/ 1718 جعفر بن حرب، أبو الفضل الهمذاني المعتزلي. 14/ 316/ 4662 جعفر بن الحسن، أبو الفضل الدرزيجاني الحنبلي المقرئ. 11/ 184/ 2713 أَبُو جَعْفَرٍ بنُ حَمْدَانَ: أَحْمَدُ بنُ حَمْدَانَ بنِ عَلِيِّ بنِ سِنَان الحيري النيسابوري. 9/ 378/ - جعفر بن حميد الكوفي. 6/ 656/ 1087 جعفر بن حيان أبو الأشهب العطاردي البصري الخزاز الضرير. 11/ 544/ 3036 جعفر بن دلف "يونس" بن جحدر، أبو بكر الشبلي البغدادي. 9/ 429/ 1960 أبو جعفر الرازي: أَحْمَدُ بنُ أَبِي سُرَيْجٍ عُمَرَ بنِ الصَّبَّاحِ. 7/ 42/ 1128 أبو جعفر الرازي: عيسى بن ماهان. 6/ 292/ 892 جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة، أبو شرحبيل الكندي. 15/ 123/ 5033 جَعْفَرُ بنُ زَيْدِ بنِ جَامِعِ بنِ حُسَيْنٍ، أبو الفضل الطائي الشامي الحموي "أبو زيد". 3/ 130/ 38 جعفر بن أبي سفيان بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ الهاشمي. 7/ 244/ 1206 جعفر بن سليمان، أبو سليمان الضبعي البصري، محدث الشيعة الزاهد. 7/ 271/ 1221 جعفر بن سليمان بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، أبو القاسم العباسي، ابن عم المنصور. 9/ 487/ 1997 أبو جعفر الصمادحي: موسى بن معاوية المغربي الإفريقي. 3/ 130/ 39 جعفر بن أبي طالب، أَبُو عَبْدِ اللهِ، ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَبْدِ مَنَافٍ بنِ عبد المطلب بن عاشم، أخو علي بن أبي طالب. 8/ 438/ 1642 أبو جعفر بن الطباع: محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي، الحافظ الكبير.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 450/ 4247 أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوْسِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ علي الطوسي، شيخ الشيعة. 11/ 111/ - جعفر بن أبي عاصم الدمشقي. 14/ 410/ 4774 ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن أحمد، أبو محمد الخشني المرسي شيخ المالكية، فقيه المغرب. 16/ 208/ - جَعْفَر بن عَبْدِ اللهِ بنِ سَيِّد بُونه، أبو أحمد الخزاعي. 15/ 211/ 5114 جَعْفَر بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بنِ محمد، أبو منصور ابن الدامغاني البغدادي 12/ 402/ 3525 جعفر بن عبد الله بن يعقوب، أبو القاسم ابن الفناكي الرازي 14/ 371/ 4731 جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ محمود بن أحمد، أبو الفضل الأصبهاني الثقفي 11/ 495/ - جعفر بن علي الدقاق الحافظ. 16/ 303/ 5719 جَعْفَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ جعفر بن يحيى بن أبي الحسن، أبو الفضل الهمذاني الإسكندراني المالكي المقرئ المجود المحدث. 8/ 148/ 1478 جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث بن عمرو، أبو عون المخزومي العمري. 12/ 436/ 3563 جعفر بن الفَضْلُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بن الحسن، أبو الفضل البغدادي، ابن حنزابة. 6/ 39/ 751 أَبُو جَعْفَرٍ القَارِئُ: يَزِيْدُ بنُ القَعْقَاعِ المَدَنِيُّ، أحد الأئمة العشرة في حروف القراءات. 15/ 424/ 5336 أَبُو جَعْفَرٍ القُرْطُبِيُّ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عتيق بن إسماعيل الأندلسي الفنكي الشافعي إمام الكلاسة المقرئ المحدث.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 388/ 2890 أبو جعفر القمودي السوسي، زاهد المغرب. 9/ 101/ 1811 أبو جعفر الكندي: أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصِ بنِ جَهْمِ بن واقد الكوفي الجلاب الضرير الوكيعي. 8/ 533/ 1717 جَعْفَرُ بنُ مُبَشِّرٍ الثَّقَفِيُّ المُتَكَلِّمُ، أَبُو مُحَمَّدٍ البغدادي الفقيه البليغ. 12/ 143/ 3218 جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَكَمِ الواسطي المؤدب. 16/ 404/ 5828 ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي، أبو الحسن القرطبي ثم الدمشقي. 9/ 396/ 1932 أبو جعفر بن لوين: مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ حَبِيْبٍ الأَسَدِيُّ البَغْدَادِيُّ المصيصي. 11/ 67/ - جعفر بن محمد الباهلي الحراني. 11/ 69/ - جعفر بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَشَّارِ بنِ أَبِي العَجُوْزِ. 11/ 68/ - جعفر بن محمد البلخي المؤدب الوراق. 12/ 121/ 3191 جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَر بنِ هِشَام، أبو عبد الله الكندي الدمشقي ابْنُ بِنْتِ عَدَبَّسَ. 11/ 68/ - جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحجاج الرقي القطان. 11/ 68/ - جعفر بن محمد بن حرب العباداني. 11/ 498/ - جعفر بن محمد بن الحسن الجروي. 11/ 61/ 2573 جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ المُسْتَفَاضِ، أبو بكر الفريابي القاضي. 11/ 68/ - جعفر بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، أَبُو يَحْيَى الزَّعْفَرَانِيُّ الرازي. 11/ 31/ 2539 جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عُبَيْدِ الله بن محمد بن طُغان، أبو الفضل النيسابوري، التُّرك.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 224/ 4013 جعفر بن محمد بن الحسين، أبو محمد الأبهري ثم الهمذاني، شيخ الزهاد. 11/ 68/ - جعفر بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمَّادٍ، أَبُو الفَضْلِ الرَّمْلِيُّ القلانسي. 11/ 68/ - جعفر بن محمد بن الخندقي الخباز. 11/ 69/ - جعفر بن محمد الخياط. 11/ 67/ - جعفر بن محمد ربال. 11/ 67/ - جعفر بن محمد السامري البزاز. 11/ 69/ - جعفر بن محمد بن سعيد البغدادي. 10/ 544/ 2514 جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَوَّارٍ أَبُو مُحَمَّدٍ النيسابوري. 10/ 328/ 2328 جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ البغدادي الصائغ شيخ الإسلام. 14/ 461/ - جعفر بن محمد بن شرف الوزير، شاعر الأندلس. 11/ 68/ - جعفر بن محمد بن شريك الأصبهاني. 11/ 69/ - جعفر بن محمد بن العباس الكرخي. 11/ 68/ - جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المُنَادِي. 11/ 69/ - جعفر بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُتَيْبٍ، أَبُو القَاسِمِ البَغْدَادِيُّ السكري. 10/ 411/ 2378 جعفر بن محمد بن أبي عثمان، أبو الفضل الطيالسي البغدادي. 11/ 68/ - جعفر بن محمد بن عرفة المعدل البغدادي. 11/ 67/ - جعفر بن محمد بن عروة النيسابوري. 6/ 362/ 948 جعفر بن محمد بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالب. 10/ 229/ 2232 أبو جعفر: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ العَامِرِيُّ الكُوْفِيُّ المقرئ. 11/ 69/ - جعفر بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، أَبُو الفَضْلِ الحِمْيَرِيُّ الزاهد قاضي نسف.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 271/ - جعفر بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ السروردي. 11/ 68/ - جعفر بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ بنِ بُرَيْقٍ المُخَرِّمِيُّ. 11/ 67/ - جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي. 11/ 69/ - جعفر بن محمد بن عيسى القبوري البغدادي. 11/ 69/ - جعفر بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفُرَاتِ الكَاتِبُ، أَخُو الوَزِيْرِ الشهير. 14/ 117/ 4450 جعفر بن محمد بن الفضل، أبو طاهر القرشي العباداني ثم البصري، مسند البصرة. 11/ 67/ - جعفر بن محمد بن فضيل الرسعني. 11/ 68/ - جعفر بن محمد بن القعقاع البغدادي. 11/ 67/ - جعفر بن محمد القومسي. 11/ 68/ - جعفر بن محمد بن كزال السمسار. 11/ 69/ - جعفر بن محمد بن الليث الزيادي البصري. 11/ 69/ - جعفر بن محمد بن ماجد البغدادي. 16/ 225/ 5620 جعفر بن محمد بن مختار، أبو الفضل الأفضلي المصري القوصي، سيد الشعراء ابن شمس الخلافة. 11/ 68/ - جعفر بن محمد المصري بن الحمار. 13/ 217/ 4004 جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنُ المُعْتَزِّ بنِ مُحَمَّدِ بن المستغفر بن الفتح بن إدريس، أبو العباس المستغفري النسفي. 10/ 308/ 2310 جعفر بن محمد، أبو معشر البلخي، صاحب التصانيف في النجوم والهندسة. 11/ 319/ 2812 جعفر بن محمد بن المغلس. 14/ 463 و472/ - جعفر بن محمد مكي القيسي يالقرطبي اللغوي، أبو عبد الله الإمام.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 163/ 2691 جعفر بن محمد بن موسى، أبو محمد النيسابوري الأعرج، الحلبي، جعفر. 12/ 115/ 3180 جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نُصَيْر بنِ قَاسم، أبو محمد البغدادي الخلدي، شيخ الصوفية. 11/ 67/ - جعفر بن محمد بن نوح. 9/ 444/ 1970 جعفر بن محمد بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور، أبو الفضل القرشي العباسي البغدادي، الخليفة. 11/ 68/ - جعفر بن محمد بن هاشم المؤدب. 11/ 69/ - جعفر بن محمد بن أبي هريرة المصري. 11/ 67/ - جعفر بن محمد بن الهذيل الكوفي القناد. 11/ 67/ - جعفر بن محمد الواسطي الوراق. 11/ 69/ - جعفر بن محمد بن يزيدين، أبو الفضل السوسي. 11/ 69/ - جعفر بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الأَصْبَهَانِيُّ التَّاجِرُ الأَعْوَرُ. 11/ 69/ - جعفر بن محمد بن يعقوب الصندلي الزاهد. 11/ 69/ - جعفر بن محمد بن يمان المؤدب. 6/ 526/ 1038 أبو جعفر المنصور: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الهَاشِمِيُّ العباسي الخليفة. 14/ 60/ 4371 أبو جعفر الهاشمي: عبدُ الخَالِقِ بنِ أَبِي مُوْسَى عِيْسَى بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ أَحْمَدَ الهاشمي العباسي الحنبلي البغدادي. 14/ 480/ 4860 أبو جعفر الهمذاني: محمد بن أَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله الحافظ الزاهد. 6/ 175/ 826 جعفر بن أبي وحشية إياس اليشكري البصري ثم الواسطي، أبو بشر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 163/ 4492 جعفر بن يحيى بن إبراهيم، أبو الفضل التميمي المكي بن الحكاك. 16/ 70/ 5464 أبو جعفر بن يحيى: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَحْيَى الحميري الكتامي القرطبي. 7/ 508/ 1331 جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك، أبو الفضل البرمكي، الوزير الملك. 15/ 47/ 4932 أَبُو جَعْفَرَكَ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي جعفر البيهقي، أبو جعفر المفسر. 11/ 163/ 2691 جعفرك: جعفر بن محمد بن موسى، أبو محمد النيسابوري الأعرج. 13/ 351/ 4167 الجعفري: حمزة بن محمد، أبو يعلى الهاشمي، عالم الإمامية، ومن دعاة الشيعة. 12/ 272/ 3360 الجعل: الحسين بن علي أبو عبد الله البصري، الفقيه المتكلم. 13/ 334/ 4142 جَغْرِيْبَكَ: دَاوُدَ بنِ مِيْكَائِيْلَ بنِ سَلْجُوْق بنِ دقاق التركماني السلجوقي، صاحب خراسان، والد السلطان ألب آرسلان. 11/ 154/ 2673 ابن الجلاء: أحمد "محمد" بن يحيى، أبو عبد الله الشامي. 12/ 372/ 3479 الجلاب: الحسين بن الحسن "محمد بن الحسين" وقيل اسْمُهُ: "عُبَيْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ"، أبو القاسم بن الجلاب، شيخ المالكية. 15/ 28/ 4907 الجلابي: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن الطيب، أبو عبد الله بن الجلابي، الواسطي المالكي المغازلي المعدل الشروطي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 84/ 5476 ابْنُ الجَلاَجِلِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُبَارَكِ، أبو الفتوح البغدادي المقرئ. 10/ 429/ 2395 الجلاجلي: موسى بن الحسن بن عباد، أبو السرى النسائي ثم البغدادي. 13/ 289/ 4104 جلال الدولة: فيروز جرد بن بهاء الدولة أبي نصر بن السُّلْطَانِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بنِ رُكنِ الدَّوْلَةِ بنِ بويه، أبو طاهر الديلمي، الملك صاحب العراق. 15/ 128/ 5037 جلال الدين: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي منصور، أبو جعفر الأصبهاني، الوزير الجواد. 14/ 67/ 4385 ابن جلبة: عبد الوهاب بن أحمد بن جلبة، أبو الفتح الحراني الخزاز، مفتي حران وقاضيها. 14/ 457/ 4834 ابْنُ الجَلَخْتِ: نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ خَلَفٍ، أبو الكرم الأزدي الواسطي. 10/ 150/ 2157 جَِلْوَانُ بنُ سَمُرَةَ بنِ مَاهَانَ بنِ خَاقَانَ بن عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحكم، أبو الطيب الأموي البخاري. 12/ 319/ 3413 الجلودي: أبو أحمد النيسابوري، الزاهد، راوي "صحيح مسلم". 16/ 39/ 5416 الجلياني: عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو الفضل الغساني المغربي، الطبيب الزاهد المتصوف الأديب. 14/ 224/ 4575 الجمارى: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ، أبو نعيم الواسطي. 13/ 113/ 3865 الجمال: الحسين بن إبراهيم بن محمد، أبو عبد الله الأصبهاني الجمال المعمر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 109/ 3172 الجَمَّالُ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حمزة بن جميل، أبو جعفر البغدادي الجمال، محدث سمرقند. 15/ 405/ 5317 الجَمَّالُ: مَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ بنِ مُحَمَّدٍ بن الحسان، أبو الحسن الأصبهاني الجمال الخياط مسند أصبهان، المعمر. 16/ 200/ 5585 جمال الدين المِصْرِيُّ: يُوْنُسُ بنُ بَدْرَانَ بنِ فَيْرُوْزِ بنِ صاعد بن عالي القرشي الشيبي الحجاز ثم المليجي المصري الشافعي، قاضي الشام. 14/ 442/ 4813 جَمَالُ الإِسْلاَمِ: عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ بنِ مُحَمَّدٍ بن علي بن الفتح، أبو الحسن السلمي الدمشقي الشافعي الفرضي، مفتي الشام. 11/ 249/ 2741 جُمَاهَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمْزَةَ، أبو الأزهر الغساني الزملكاني الدمشقي. 8/ 475/ 1683 أبو الجماهر: محمد بن عثمان التنوخي الدمشقي الكفر سوسى "أبو عبد الرحمن". 12/ 172/ 3256 جمح بن القاسم بن عبد الوهاب، أبو العباس الجمحي الدمشقي الموذن، ابن أبي الحواجب. 11/ 6/ 2521 الجمحي: الفضل بن الحباب عمرو بن محمد بن شعيب، أبو خليفة الجمحي البصري الأعمى، المحدث العلامة الأديب الأخباري. 10/ 281/ 2274 الجُمحي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الله بن يزيد، أبو يونس القرشي الجُمحي المدني الفقيه المالكي. 14/ 474/ 4850 ابْنُ أَبِي جَمْرَةَ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُوْسَى بنِ أبي جمرة، أبو العباس الأموي مولاهم المرسي المالكي المعمر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 473/ 5378 ابن أبي جمرة: محمد بن أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُوْسَى بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ وَليدِ بنِ أبي جمرة، أبو بكر الأموي مولاهم الأندلسي المرسى. 6/ 7/ 720 أَبُو جَمْرَةَ: نَصْرُ بنُ عِمْرَانَ الضُّبَعِيُّ البَصْرِيُّ. 9/ 138/ - جمعة بن عبد الله البلخي، أخو خاقان. 16/ 325/ 5749 ابن الجمل: علي بن مختار بن نصر بن طغان، أبو الحسن العامري المحلي، ثم الإسكندراني. 16/ 424/ 5859 ابْنُ الجُمَّيْزِيِّ: عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ سلامة بن المسلم، أبو الحسن اللخمي المصري الشافعي الخطيب المدرس المقرئ شيخ الديار المصرية. 12/ 567/ 3723 ابن جميع: السكن بن جميع، أبو محمد. 12/ 565/ 3721 ابْنُ جُمَيْعٍ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَحْيَى بن جميع، أبو الحسين الغساني الصيداوي، صاحب "المعجم". 11/ 164/ 2692 ابْنُ جَمِيْلٍ: إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ جمِيلٍ، أبو يعقوب الأصبهاني المعمر. 5/ 100/ 439 جَمِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْمَرٍ، أَبُو عمرو العذري الشاعر البليغ، صاحب بثينة. و5/ 226/ و524 12/ 467/ 3600 ابن جميل: عُبَيْدُ اللهِ بنُ يَعْقُوْبَ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جميل، أبو أحمد الأصبهاني. 12/ 303/ 3397 الجنابي: الحسن بن أحمد بن حسن بن بهرام، أبو علي الجنابي القرمطي الأعصم. 11/ 516/ 3005 الجنابي: سليمان بن حسن، أبو طاهر القرمطي الجنابي الأعرابي الزنديق عدو الله ملك البحرين.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5/ 23/ 384 جنادة بن أبي أمية الأزدي الدوسي، من كبراء التابعين. 9/ 102/ 1814 جُنَادَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي يَحْيَى المُرِّيُّ الدمشقي، مفتي دمشق. 4/ 287/ 253 جندب بن عبد الله "كعب"، أبو عبد الله الأزدي. 3/ 367/ 106 جندب بن جنادة "سكن"، أبو ذر الغفاري. 4/ 288/ - جندب بنُ جُنْدُبِ بنِ عَمْرِو بنِ حُمَمَةَ الدَّوْسِيُّ الأزدي. 4/ 287/ 253 جندب الخير جندب بن عبد الله "كعب"، أبو عبد الله الأزدي. 4/ 288/ - جُنْدُبُ بنُ زُهَيْرِ بنِ الحَارِثِ الغَامِدِيُّ الأَزْدِيُّ الكوفي. 4/ 288/ - جندب عبد الله بن زهير= جندب بن زهير. 4/ 286/ 252 جندب بن عبد الله بن سفيان، أبو عبد الله البجلي العلقي. 4/ 288/ - جندب بن عفيف. 4/ 287/ 253 جندب بن كعب "عبد الله"، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَزْدِيُّ، صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 3/ 122/ 28 أَبُو جَنْدَلٍ: العَاصُ بنُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو بن عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ وُدٍّ بنِ نَصْرِ بن حسل بن عامر العامري القرشي، من خيار الصحابة. 12/ 481/ 3616 ابْنُ الجُنْدِيِّ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ بن الجندي، أبو الحسن النهشلي البغدادي. 13/ 127/ 3890 ابن الجندي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ بنِ مُوْسَى بن عبدان، أبو نصر الغساني الدمشقي القاضي، إمام جامع دمشق وقاضيها، ومحدثها. 11/ 159/ 2682 الجندي: المفضل بن محمد بن إبراهيم بن مفضل بن سعيد بن عامر بن شراحيل أبو سعيد الشعبي الكوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 365/ 2863 الجند يسابوري: محمد بن نوح، أبو الحسن النيسابوري الفارسي. 13/ 331/ 4139 الجنزروذي: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد بن جعفر، أبو سعد النيسابوري الأديب النحوي الطبيب الفقيه. 15/ 387/ 5296 الجنزوي: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي القاسم، أبو الفضل الجزوي الأصل الدمشقي الكاتب الفرضي الشروطي. 16/ 192/ 5575 جنكزخان تمرجين ملك التتار وسلطانهم الأول. 12/ 494/ 3634 ابن جني: عثمان بن جني، أبو الفتح الموصلي، إمام العربية، صاحب التصانيف. 11/ 43/ 2553 الجُنَيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجُنَيْدِ النَّهَاوَنْدِيُّ ثُمَّ البغدادي القواريري، شيخ الصوفية. 15/ 83/ 4981 الجنيد بن محمد، أبو القاسم القايني الهروي، شيخ الصوفية. 13/ 59/ 3793 ابْنُ جَهْضَمٍ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحسن بن جهضم، أبو الحسن الهمذاني، شيخ الصوفية بالحرم. 9/ 504/ 2013 الجهضمي الصغير: عَلِيُّ بنُ نَصْرِ بنِ عَلِيِّ بنِ نَصْرِ بن علي بن صهبان بن أبي، أبو الحسن. 9/ 501/ 2010 الجهضمي الصغير: نصر بن علي بن نصر بن صهبان ابن أبي، أبو عموو الأزدي الجهضمي البصري الصغير، حفيد الجهضمي الكبير. 9/ 504/ 2012 الجهضمي الكبير: علي بن نصر بن علي، أبو الحسن الجهضمي الكبير الحافظ. 9/ 503/ 2011 الجهضمي الكبير: نصر بن علي الجهضمي الكبير. 4/ 144/ 213 أبو جهم بن حذيفة القرشي الصحابي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 204/ 838 جَهْمُ بنُ صَفْوَانَ، أَبُو مُحْرِزٍ الرَّاسِبِيُّ مَوْلاَهُم السَّمَرْقَنْدِيُّ، الكَاتِبُ المُتَكَلِّمُ، أُسُّ الضَّلاَلَةِ، وَرَأْسُ الجَهْمِيَّةِ. 8/ 519/ 1706 أَبُو الجَهْمِ: العَلاَءُ بنُ مُوْسَى بنِ عَطِيَّةَ الباهلي البغدادي. 14/ 7/ 4327 الجهني: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بن المنصور، أبو الحسن الجهني الكوفي الشيعي. 12/ 558/ 3708 جَهْوَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَهْوَرٍ، أَبُو الحَزْمِ القرطبي الوزير. و13/ و195/ و3980 14/ 93/ 4421 ابن جهير: محمد بن محمد بن جهير، أبو نصر الثعلبي، الوزير الأكمل. 14/ 187/ 4520 ابن جهير: محمد بن محمد بن محمد بن جهير، أبو منصور الوزير الكامل، عميد الدولة. 15/ 90/ 4990 ابْنُ جَهِيْرٍ: مُظَفَّرُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن محمد بن جهير، أبو نصر الوزير الأكمل. 5/ 159/ 468 جهيمة "هجيمة" الأوصابية الحميرية الدمشقية، أم الدرداء الصغرى، العالمة الفقيهة. 15/ 128/ 5037 الجَوَادُ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي مَنْصُوْرٍ، أبو جعفر الأصبهاني، الوزير الصاحب. 16/ 385/ 5803 الجواد: يونس بن ممدود بن أبي بكر بن أيوب الأيوبي السلطان الملك. 16/ 212/ 5601 ابن الجواليقي: الحسن بن إسحاق بن موهوب بن أحمد بن الجواليقي، أبو علي البغدادي. 14/ 473/ 4849 ابْنُ الجَوَالِيْقِيِّ: مَوْهُوْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ بن الخضر بن الحسن بن الجواليقي، أبو منصور اللغوي النحوي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 134/ 3899 الجويري: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ ياسر، أبو الحسن التميمي الدمشقي الجويري. 16/ 38/ 5414 أبو الجواد: غِيَاثُ بنُ فَارِسِ بنِ مَكِّيٍّ اللَّخْمِيُّ المُنْذِرِيُّ المصري الفرضي النحوي العروضي الضرير، شيخ المقرئين. 16/ 203/ 5592 ابْنُ أَبِي الجُوْدِ: المُبَارَكُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي القَاسِمِ المُبَارَكِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي الجود، أبو القاسم البغدادي العتابي الوراق. 11/ 334/ 2832 الجوزبذي: عبد الله بن محمد بن مسلم، أبو بكر الإسفراييني. 11/ 487/ 2966 الجورجيري: محمد بن عمر بن حفص، أبو جعفر الأصبهاني. و12/ و7/ و3042 15/ 31/ 4914 الجوزقاني: الحسين بن إبراهيم بن الحسن بن جعفر، أبو عبد الله الهمذاني. 12/ 401/ 3524 الجوري: أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو سعيد النيسابوري الحنفي الفقيه المسند. 13/ 462/ 4263 الجوري: عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى، أبو منصور الجوري الصوفي العابد. 5/ 217/ 518 أَبُو الجَوْزَاءِ: أَوْسُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّبَعِيُّ البصري. 11/ 474/ 2948 الجوزجاني: أحمد بن علي بن العلاء، أبو عبد الله الجوزجاني ثم البغدادي. 8/ 333/ 1579 الجوزجاني: موسى بن سليمان، أبو سليمان الجوزجاني الحنفي. 14/ 360/ 4715 الجوزدانية: فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ القاسم بن عقيل، أُمُّ إِبْرَاهِيْم، وَأُمُّ الغَيْث، وَأُمُّ الخَيْر الجُوْزْدَانِيَّة الأصبهانية.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 442/ 3570 الجوزقي: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زكريا، أبو بكر الشيباني الخراساني الجوزقي المعدل الحافظ. 11/ 143/ 2656 الجوزي: إبراهيم بن موسى، أبو إسحاق التوزي الجوزي. 12/ 21/ 3068 الجوزي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَر بن حَمَّوَيْه، أبو الحسين الجوزي البغدادي. 15/ 455/ 5368 ابن الجوزي: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو الفرج القرشي التَّيْمِيُّ البَكْرِيُّ البَغْدَادِيُّ الحَنْبَلِيُّ الوَاعِظُ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. 16/ 495/ 5960 ابن الجوزي: عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ، ابْنِ الجَوْزِيِّ الحَنْبَلِيُّ المدرس الصاحب شرف الدين. 16/ 256/ 5662 ابْنُ الجَوْزِيِّ: عَلِيُّ بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ، أبو القاسم البكري البغدادي الناسخ المسند. 16/ 494/ 5959 ابن الجوزي: يوسف بن جَمَالُ الدِّيْنِ أَبِي الفَرَجِ ابْن الجَوْزِيِّ القُرَشِيّ البكري الحنبلي. 11/ 354/ 2853 ابْنُ جَوْصَا: أَحْمَدُ بنُ عُمَيْر بنِ يُوْسُفَ بن موسى بن جوصا، أبو الحسن الكلابي، محدث الشام. 9/ 469/ 1985 الجوعي: القاسم بن عثمان، أبو عبد الملك الدمشقي، شيخ الصوفية. 13/ 37/ 3766 ابْنُ جُوْلَه: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جوله، أبو محمد بن جهور الأبهري الأصبهاني. 11/ 161/ 2686 الجَوْنِيُّ: مُوْسَى بنُ سَهْلِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، أبو عمران الجوني البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 425/ 3548 جوهر أبو الحسن الرومي المعزي، قائد الجيوش، الأمير الكبير. 9/ 510/ 2016 الجوهري: إبراهيم بن سعيد، أبو إسحاق البغدادي الجوهري صاحب المسند. 10/ 531/ 2494 الجوهري: أحمد بن القاسم بن مساور، أبو جعفر البغدادي الجوهري، الحافظ. 16/ 430/ 5867 ابْنُ الجَوْهَرِيِّ: أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن نبهان، أبو العباس الدمشقي. 12/ 526/ 3671 الجوهري: إسماعيل بن حماد، أبو نصر التركي الأترارى، إمام اللغة. 10/ 150/ 2158 الجوهري: حَاتِمُ بنُ اللَّيْثِ، أَبُو الفَضْلِ البَغْدَادِيُّ الجَوْهَرِيُّ. 13/ 313/ 4121 الجوهري: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، أبو محمد الشيرازي ثم البغدادي الجوهري، المقنعي. 11/ 287/ 2779 الجوهري: الحسين بن عبد الله بن الجصاص، أبو عبد الله البغدادي الجوهري التاجر الصفار. 13/ 509/ 4317 الجوهري: طاهر بن أحمد بن بابشاذ، أبو الحسن المصري الجوهري، إمام النحاة. 11/ 331/ 2830 الجَوْهَرِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدٍ بن معمر بن حبيب، أبو علي السامري. 12/ 405/ 3527 الجَوْهَرِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد، أبو القاسم الغافقي الجوهري الحافظ. 14/ 31/ 4351 الجَوْهَرِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي عاصم، أبو عطاء الهروي الجوهري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 31/ 4352 الجوهري: عبد الله بن الحسين، أبو الفضل المصري الواعظ. 14/ 481/ 4861 الجوهري: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنِ بنِ أَسَدٍ، أبو بكر البروجردي الحافظ الرئيس. 10/ 249/ 2260 الجوهري: محمد بن يوسف، أبو عبد الله البغدادي الحافظ العابد. 7/ 21/ 1107 جويرية بن أسماء بن عبيد، أبو مخارق "أبو مخراق" الضبعي البصري. 3/ 504/ 135 جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية، أم المؤمنين. 15/ 386/ 5295 الجويني: حسن بن علي، أبو علي الجويني، الأديب الشاعر، ابن اللعيبة. 13/ 247/ 4045 الجُوَيْنِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَيُّوَيْه، أبو محمد الطائي السنبسي، شيخ الشافعية. 14/ 17/ 4334 الجويني: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بن حيويه أبو المعالي الجويني، ثم النيسابوري الشافعي، إمام الحرمين. 11/ 287/ 2778 الجويني: مُحَمَّدُ بنُ حَفْصِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ، أبو عبد الله النيسابوري الشعراني الجويني الأصل. 11/ 466/ 2937 الجويني: موسى بن العباس، أبو عمران الخراساني الجويني الحافظ شيخ الإسلام. 14/ 217/ 4565 جياش بن نجاح، أبو فاتك الحبشي، صاحب اليمن. 12/ 356/ 3460 ابْنُ جَيَّانَ: مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ مُحَمَّدٍ بن جيان، أبو بكر البغدادي الخلال المقرئ. 14/ 172/ 4500 الجياني: الحسين بن محمد بن أحمد، أبو علي البغدادي الأندلسي الجياني، صاحب كتاب "تقييد المهمل".

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 109/ 4438 الجياني: عيسى بن سهل بن عبد الله، أبو الأصبغ الأسدي الجياني المالكي. 15/ 220/ 5126 الجياني: مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ ياسر، أبو بكر الأنصاري الجياني. 12/ 542/ 3695 الجيزي: أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّد بنِ عُمَرَ بن محفوظ، أبو عبد الله المصري الجيزي. 10/ 192/ 2186 الجيزي: الربيع بن سليمان الأزدي مولاهم المصري الجيزي الأعرج. 12/ 511/ 3647 جَيْشُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَمْصَامَةَ، أَبُو الفَتْحِ المغربي، الأمير الكبير، نائب دمشق. 13/ 315/ 4123 الجيلي: إبراهيم بن العباس، أبو إسحاق الجيلي الشافعي، من علماء جرجان. 16/ 266/ 5678 الجيلي: سليمان بن مطفر بن غنائم، أبو داود الجيلي رضي الدين الشافعي. 16/ 12/ 5398 الجيلي: عبد الرزاق بن عبد القادر بن أبي صالح، أبو بكر البغدادي الحنبلي الزاهد. 15/ 179/ 5087 الجيلي: عبد القادر بن أَبِي صَالِحٍ عَبْدِ اللهِ بنِ جنكِي دَوَّسَتْ، أبو محمد الجيلي الحنبلي الزاهد. 16/ 469/ 5922 الجيلي: فَضْلُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ عَبْدِ القَادِرِ بنِ أَبِي صَالِحٍ بنِ جنكِي دُوستَ، أبو المحاسن الحنبلي البغدادي. 16/ 140/ 5542 الجيلي: مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، أبو نصر الجيلي البغدادي الحنبلي. 16/ 282/ 5693 الجيلي: نصر بن عبد الرزاق بن عبد القادر بن أبي صالح، أبو صالح الجيلي البغدادي الأزجي الحنبلي.

حرف الحاء

حرف الحاء: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 456/ 1309 حاتم بن إسماعيل، أبو إسماعيل الكوفي المدني الحافظ. 9/ 385/ 1924 حاتم الأصم بن عنوان بن يوسف، أبو عبد الرحمن البلخي الواعظ الزاهد. 10/ 357/ 2344 أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ المنذر بن داود بن مهران الحافظ الحنظلي الغطفاني. 10/ 7/ 2065 أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ: سَهْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عثمان البصري المقرئ النحوي اللغوي. 6/ 361/ 946 حَاتِمُ بنُ أَبِي صَغِيْرَةَ، أَبُو يُوْنُسَ القُشَيْرِيُّ مولاهم البصري. 13/ 345/ 4157 أَبُو حَاتِمٍ القَزْوِيْنِيُّ: مَحْمُوْدُ بنُ حَسَنٍ الطَّبَرِيُّ القزويني الشافعي الفقيه الأصولي الفرضي. 10/ 150/ 2158 حَاتِمُ بنُ اللَّيْثِ، أَبُو الفَضْلِ البَغْدَادِيُّ الجَوْهَرِيُّ. 13/ 451/ 4249 حَاتِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حاتم، أَبُو القَاسِمِ التَّمِيْمِيُّ الطَّرَابُلسِيُّ، ثُمَّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ. 11/ 391/ - حَاتِم بن أَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّد بن يَعْقُوْبَ، أبو محمد الهروي الحافظ، مؤلف "السنن الكبرى". و13/ و21/ -. 12/ 445/ 3576 الحاتمي: محمد بن الحسين بن المظفر، أبو علي البغدادي الكاتب، إمام اللغة والأدب. 13/ 88/ 3828 ابن الحاج: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَاجِّ بن يَحْيَى، أبو العباس الإشبيلي الشاهد. 14/ 416/ 4784 ابن الحاج: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَفِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن لب، أبو عبد الله التجيبي القرطبي المالكي. 11/ 525/ 3021 حَاجِبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَرْحُمَ بنِ سُفْيَانَ، أبو محمد الطوسي، مسند نيسابور.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 150/ 2159 حَاجِبُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ بَسَّامٍ، أَبُو سَعِيْدٍ المنبجي الحافظ. 16/ 430/ 5868 ابْنُ الحَاجِبِ: عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ بنِ أَبِي بكر بن يونس، أبو عمرو الكردي الدويني الأصل الإسنائي المولد المالكي. 16/ 267/ 5679 ابْنُ الحَاجِبِ: عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ الأميني الدمشقي ابن الحاجب الجندي. 11/ 159/ 2683 حاجب بن مالك بن أركين، أبو العباس الضرير الفرغاني التركي. 9/ 117/ 1819 حاجب بن الوليد بن ميمون، أبو أحمد البغدادي الأعور المؤدب. 8/ 285/ 1545 حاجب الرشيد: الفَضْلُ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ يُوْنُسَ، الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ. 7/ 34/ 1121 الحاجب الكبير: الرَّبِيْعُ بنُ يُوْنُسَ، أَبُو الفَضْلِ الأُمَوِيُّ الوَزِيْرُ. 12/ 492/ 3632 حاجب الممالك الأندلسية: محمد بن عبد الله بن أبي عامر محمد بن وليد، أبو عامر القحطاني المعافري القرطبي. 16/ 250/ 5655 الحاجري: عِيْسَى بن سَنْجَر بن بَهْرَامَ بن جِبْرِيْل الإربلي الشاعر. 15/ 257/ 5158 الحاجي: عبد الرحيم بن أَبِي الوَفَاءِ عَلِيِّ بنِ حَمْدِ بنِ عِيْسَى، أبو مسعود الأصبهاني. 12/ 128/ 3199 الحاجي: عبد الله بن أحمد بن سعد، أبو محمد النيسابوري الحاجي البزاز. 13/ 203/ 3989 ابْنُ الحَارِثِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحارث، أبو بكر التميمي الأصبهاني المقرئ النحوي. 10/ 435/ 2403 الحارث بن أبي أسامة: الحارث بن محمد بن داهر، أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ مَوْلاَهُم البَغْدَادِيّ الخَصِيبُ، صَاحِبُ "المسند المشهور".

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 488/ 1998 الحارث بن أسد، أبو عبد الله البغدادي المحاسبي، شيخ الصوفية. 5/ 81/ 422 الحارث الأعور: الحَارِثُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ أسد، أبو زهير الهمداني الكوفي. 5/ 199/ 486 الحارث "عامر": أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، قاضي الكوفة للحجاج. 4/ 789/ 183 الحارث بن ربعي، أبو قتادة الأنصاري السلمي الصحابي. 9/ 100/ - الحارث بن سريج النقال. -/ و142/ -. 12/ 253/ 3337 الحارث بن سعيد بن حمدان، أبو فراس التغلبي الشاعر المفلق. 5/ 83/ 423 الحارث بن سويد التيمي الكوفي 9/ 170/ 1849 الحارث بن عبد عبد الله بن إسماعيل بن عقيل أبو الحسن الهمذاني الخازن، محدث همذان. 5/ 101/ 440 الحَارِثَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ المخزومي المكي القباع. 5/ 81/ 422 الحَارِثُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ أسد، أبو زهير الهمذاني الكوفي= الحارث الأعور. 4/ 156/ 219 الحارث بن عوف، أبو واقد الليثي الصحابي. 5/ 32/ 390 الحارث بن قيس الجعفي الكوفي. 3/ 362/ - الحارث بن قيس بن هيشة الأوسي. 10/ 435/ 2403 الحارث بن محمد بن أبي أسامة، أبو محمد التميمي، مولاهم البغدادي الخصيب. 12/ 232/ 3319 ابْنُ حَارِثٍ: مُحَمَّدُ بنُ حَارِثِ بنِ أَسَدٍ، أبو عبد الله الخشني القيرواني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 456/ 1975 الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، أبو عمرو الأموي المصري. 3/ 127/ 33 الحارث بنُ نَوْفَلِ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهاشمي الصحابي. 5/ 248/ 535 الحارث بن هِشَامِ بنَ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ، أخو أبي جهل. 6/ 427/ 982 الحارث بن يعقوب بن عبد الله الأنصاري. 4/ 38/ 177 حَارِثَةُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ نَفْعِ بنِ زَيْدِ بن عبيد بن ثعلبة الخزرجي النجاري الصحابي. 10/ 143/ 2151 الحارثي: أحمد بن عبد الحميد بن خالد، أبو جعفر الحارثي الكوفي. 10/ 287/ 2281 الحارثي: سُلَيْمَانُ بنُ وَهْبِ بنِ سَعِيْدِ بنِ عَمْرِو بن حصين، أبو أيوب الحارثي الكاتب. 10/ 293/ 2285 الحارثي: عبد الرحمن بن محمد بن منصور، أبو سعيد الحارثي البصري ثم البغدادي، كزبران. 11/ 13/ 2528 الحارثي: القَاسِم بن عُبَيْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ وهب بن سعيد الحارثي الوزير. 16/ 288/ 5698 الحارثي: مرتضى بن حاتم بن المسلم بن أبي العرب، أبو الحسن الحارثي المصري الحوفي. 5/ 374/ 617 أبو حازم الأشجعي: سلمان الكوفي، صاحب أبي هريرة، ومولى عزة. 6/ 254/ 855 أَبُو حَازِمٍ: سَلَمَةُ بنُ دِيْنَارٍ المَدِيْنِيُّ المَخْزُوْمِيُّ مولاهم الأعرج الأفزر التمار القاص.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 90/ 3831 أبو حازم العبدويي: عمر بن أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدُوَيْه بنِ سَدُوْسَ بن علي بن عبد الله اليسابوري الأعرج. 15/ 353/ 5260 الحازمي: محمد بن موسى بن عثمان بن موسى بن عثمان بن حازم، أبو بكر الحازمي الهمذاني الحافظ الحجة. 11/ 180/ 2708 الحاسب: إسماعيل بن موسى، أبو أحمد البغدادي الحاسب. 3/ 365/ 105 حَاطِبُ بنُ أَبِي بَلْتَعَةَ: عَمْرِو بنِ عُمَيْرِ بن سلمة، اللخمي المكي الصحابي المهاجري. 16/ 130/ 5530 الحافظ: أرسلان بن محمد بن أيوب، الملك، صاحب قلعة جعبر. 14/ 147/ 4480 الحافظ: الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ، أبو عبد الله النعالي البغدادي، الحمامي. 16/ 416/ 5851 الحافظ: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ الأَنْجَبِ بنِ مُعَمَّرِ بنِ حسن، أبو محمد العراقي النشتبري ثم المارديني الشافعي. 11/ 448/ 2920 الحافظ لدين الله: عبد المجيد بن محمد بن معد بن علي بن الحاكم بن العزيز، أبو الميمون العبيدي الإسماعيلي المصري، صاحب مصر. 8/ 487/ 1690 الحافي: بِشْرُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عطاء، أبو نصر المروزي. 12/ 363/ 3471 الحاكم الكبير: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ، أبو أحمد الحاكم النيسابوري الكرابيسي. 12/ 570/ 3725 الحَاكِمُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حمدويه بن نعيم بن الحكم، أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ البَيِّع الضَّبِّيّ الطَّهْمَانِيُّ النيسابوري الشافعي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 434/ 2915 الحاكم بأمر الله: منصور بن عبد العزيز بن نزار بن المعز معد بن المنصور بن إسماعيل بن محمد بن المهدي، أبو علي العبيدي المصري الرافضي، الإسماعيلي الزنديق. 14/ 45/ 4356 الحاكمي: نَصْرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرِ بن شاذويه، أبو الفتح الطوسي. 11/ 545/ 3037 حَامِدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو أحمد المروزي الزيدي. 15/ 70/ 4966 حامد بن أحمد بن محمد، أبو عبد الله المديني الحافظ. و15/ و96/ و4999 13/ 13/ 3736 أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد الإسفراييني، شيخ الشافعية. 11/ 494/ 2973 أبو حامد بن بلال: أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النيسابوري الخشاب. 13/ 18/ 3741 ابْنُ حَامِدٍ: الحَسَنُ بنُ حَامِدِ بنِ عَلِيٍّ بن مروان، أبو عبد الله البغدادي الوراق. 11/ 360/ 2857 أَبُو حَامِدٍ الحَضْرَمِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ عبد الله بن حميد، أبو حامد الحضرمي البغدادي المعمر. 11/ 33/ 2542 حامد بن سهل، أبو محمد البخاري الحافظ. 11/ 219/ 2727 حامد بن العباس، أبو الفضل الخراساني العراقي الوزير الكبير. 9/ 138/ - حامد بن عمر البكراوي، قاضي كرمان. 16/ 318/ 5738 حَامِدُ بنُ أَبِي العَمِيدِ بنِ أَمِيْرِي بنِ ورش بن عمر، أبو الرضا القزويني، شيخ الشافعية.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 179/ 2705 حَامِدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْبِ بنِ زُهَيْرٍ، أبو العباس البلخي ثم البغدادي المؤدب. 12/ 134/ 3202 حَامِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ معاذ، أبو علي الهروي الرقاء، الواعظ الكبير. 12/ 233/ 3320 أبو حامد المروروذي: أحمد بن بشر بن عامر، مفتي البصرة. و12/ و245/ و3330 9/ 478/ - حامد بن يحيى البلخي. 11/ 496/ 2976 الحَامِضُ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ يزيد، أبو القاسم المروزي الأصل، البغدادي، حامض رأسه. 5/ 432/ 647 أبو الحُباب سعيد بنُ يَسَارٍ المَدَنِيُّ، مَوْلَى أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُوْنَةَ. 12/ 476/ 3609 ابن حَبابة: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ سليمان، أبو القاسم البغدادي المتوثي البزاز. 14/ 32/ 4353 الحبال: إبراهيم بن سعيد بن عبد الله، أبو إسحاق النعماني. مولاه المصري الكتبي الوراق الحبال الفراء. 14/ 205/ 4550 الحبال: المُعَمَّرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن إِسْمَاعِيْلَ، أبو البقاء الكوفي الحبال الخزاز خريبه. 12/ 183/ 3268 ابْنُ حِبَّانَ: مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ بنِ أَحْمَدَ بن حبان بن معاذ بن معبد، أبو حاتم التميمي الداري البستي. 9/ 84/ 1800 حبان بن موسى بن حبان بن موسى بن عبيد الله الكلاعي الدمشقي. 9/ 84/ 1799 حبان بن موسى بن سوار، أبو محمد السلمي المروزي الكشميهني. 8/ 357/ 1599 حبان بن هلال، أبو حبيب الباهلي الكناني البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 513/ 3001 حبشون بن موسى بن أيوب الشيخ، أبو نصر البغدادي الخلال. 15/ 385/ 5292 الحبقبق: عبد الوهاب بن علي بن خضر، أبو محمد الأسدي الزبيري الدمشقي الشروطي، والد كريمة. 16/ 334/ 5761 بنت الحبقبق: كريمة بنت أبي محمد بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَلِيِّ بنِ الخَضِرِ بنِ عبد الله بن علي أم الفضل القرشية الأسدية الزبيرية الدمشقية. 12/ 6/ 3040 الحبلي: محمد بن الحبلي، قاضي مدينة برقة. 15/ 384/ 5290 ابْنُ أَبِي حَبَّةَ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ هِبَةِ الله بن أبي ياسر عبد الوهاب بن علي بن أبي حبة أبو ياسر البغدادي الطحان، راوي "المسند". 15/ 133/ 5048 ابْنُ الحُبُوبِيِّ: حَمْزَةُ بنُ عَلِيِّ بنِ هِبَةِ الله بن حسن بن علي، أبو يعلى ابن الحبوبي الثعلبي الدمشقي البزاز. 9/ 363/ 1903 حبى: أبو جعفر محمد بن حاتم المصيصي. 9/ 118/ 1821 حَبِيْبُ بنُ أَوْسِ بنِ الحَارِثِ بنِ قَيْسٍ، أبو تمام الطائي، الشاعر. 8/ 357/ 1599 أبو حبيب الباهلي "الكناني": حبان بن هلال البصري. 6/ 40/ 752 حبيب بن أبي ثابت قيس بن دينار "قيس بن هند"، أبو يحيى القرشي الأسدي مولاهم الحافظ فقيه الكوفة. 13/ 38/ 3768 ابن حبيب: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ بن أَيُّوْبَ، أبو القاسم النيسابوري المفسر الواعظ. 6/ 506/ 1018 حبيب بن الشهيد، أبو محمد "أبو شهيد" البصري، مولى قريبة. 6/ 507/ 1019 حبيب بن الشهيد التجيبي، أبو مروزق المصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 39/ 3769 ابن حبيب: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حبيب، أبو زيد النيسابوري الفقيه. 9/ 483/ 1995 ابْنُ حَبِيْبٍ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبِ بنِ سليمان بن هارون بن جاهمة، أبو مروان السلمي العباسي الأندلسي القرطبي المالكي، فقيه الأندلس. 12/ 528/ 3674 الحبيب: عبد الوارث بن سفيان بن جبرون، أبو القاسم القرطبي. 6/ 288/ 885 حبيب العجمي، أبو محمد زاهد البصرة. 6/ 361/ 947 حبيب بن أبي قريبة دينار، أبو محمد المعلم البصري. 4/ 294/ 259 حبيب بن مسلمة بن مالك، أبو عبد الرحمن "أبو مسلمة" القرشي الفهري. 11/ 138/ 2647 ابن حبيب: موسى بن عبد الرحمن بن حبيب، أبو الأسود الإفريقي القطان المالكي. 16/ 342/ 5775 ابن الجبير: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مُظَفَّرِ بن عَلِيِّ بن نعيم، أبو بكر البغدادي الشافعي القاضي. 3/ 477/ 119 أُمُّ حَبِيْبَةَ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ: رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرِ بنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عبد شمس. 12/ 154/ 3231 الحبيبي: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حبيب، أبو أحمد الحبيبي المروزي. 15/ 328/ 5235 ابن حبيش: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ، أبو القاسم الأنصاري الأندلسي المريى. 11/ 387/ 2889 ابن أبي الحتي: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مِرْدَاسٍ، أبو عبد الله التميمي الهمذاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 188/ 2184 الحجازي: أحمد بن الفرج بن سليمان، أبو عتبة الكندي الحمصي المعمر. 6/ 515/ 1028 حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ بنِ ثَوْرِ بنِ هُبَيْرَةَ بن شراحيل بن كعب، أبو أرطاة النخعي الكوفي الفقيه، مفتي الكوفة. 6/ 521/ 1032 حجاج بن الأسود القسلمي "حجاج زق العسل"، "حجاج بن أبي زياد". 6/ 294/ 896 حجاج بن حجاج الباهلي البصري الأحول الحافظ. و6/ و520/ و1031 6/ 521/ 1033 حجاج بن حسان القيسي البصري. 12/ 515/ 3654 ابن الحجاج: الحسين بن أحمد بن الحجاج، أبو عبد الله البغدادي المحتسب الكاتب، شاعر العصر، وسفيه الأدباء، وأمير الفُحش. 6/ 522/ 1034 حجاج بن دينار الواسطي. 6/ 521/ 1032 حجاج بن أبي زياد الأسود القسملي. 6/ 520/ 1030 حجاج بن أبي زينب الواسطي. 6/ 520/ 1029 حجاج بن أبي عثمان الصواف البصري. 6/ 522/ 1035 حجاج بن فرافصة الباهلي العابد. 13/ 283/ 4095 حجاج بن القاسم، أبو محمد الحافظ السبتي. و14/ و48/ و4360 8/ 153/ 1482 حجاج بن محمد، أبو محمد المصيصي الأعور الحافظ. 8/ 419/ 1625 حجاج بن منهال، أبو محمد البصري الأنماطي. 8/ 419/ - حجاج بن أبي منيع الرصافي. 8/ 419/ - حجاج بن نصير الفساطيطي. 5/ 199/ 485 الحجاج بن يوسف الثقفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 25/ 2073 حَجَّاجُ بنُ يُوْسُفَ بنِ حَجَّاجٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ بن الشاعر أبي يعقوب الثقفي البغدادي. 12/ 281/ 3371 الحجاجي: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن الحجاج، أبو الحسين الحجاجي النيسابوري الحافظ المقرئ المجود. 11/ 253/ 2746 الحجاري: محمد بن إبراهيم بن حيون، أبو عبد الله الأندلسي الحجاري. 12/ 84/ 3133 ابن الحجام: عبد الله بن أبي هاشم مسرور، أبو محمد التجيبي مولاهم الإفريقي. 4/ 459/ 318 حجر الشر بنُ يَزِيْدَ بنِ سَلَمَةَ بنِ مُرَّةَ بنِ حُجْرِ بنِ عَدِيِّ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ مُعَاوِيَةَ الأَكْرَمِيْنَ. 4/ 456/ 317 حُجْرُ بنُ عَدِيِّ بنِ جَبَلَةَ بنِ عَدِيِّ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ معاوية الأكرمين. 11/ 501/ 2983 ابن حجر: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ أَيُّوْبَ بن حجر، أبو الطيب الرقي ثم الصوري. 15/ 396/ 5307 الحجري: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدِ، أبو محمد الرعيني الحجري الأندلسي، المريي، المالكي الزاهد. 8/ 403/ 1615 حجين بن المثنى، أبو عمر اليمامي اللؤلئي. 12/ 175/ 3260 ابْنُ الحَدَّادِ: أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بن محمد بن عطية بن الحداد، أبو بكر الأسدي الزبيري مولاهم البغدادي. 14/ 256/ 4616 الحداد: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي، أبو علي الأَصْبَهَانِيّ الحَدَّاد، شَيْخ أَصْبَهَان فِي القِرَاءات وَالحَدِيْثِ جميعا.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 126/ 2635 ابْنُ الحَدَّادِ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَبِيْحٍ، أبو عثمان ابن الحداد المغربي، شيخ المالكية، صاحب سحنون. 14/ 351/ 4706 ابْنُ الحَدَّاد: عُبَيْد اللهِ بن الحَسَنِ بنِ أحمد بن الحسن، أبو نعيم الأصبهاني الحداد الحافظ. 15/ 437/ 5348 ابن الحداد: المبارك بن المبارك بن أحمد بن زريق، أبو جعفر الواسطي، شيخ المقرئين. 14/ 89/ 4414 ابن الحداد: مازن الشاعر المحسن، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ القَيْسِيِّ الأَنْدَلُسِيِّ، ابْنِ الحَدَّاد، نَاظَرَ الدِّيْوَان الكَبِيْر. 12/ 50/ 3103 ابن الحداد: أبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جعفر الكناني المصري الشافعي ابن الحداد. 12/ 513/ 3648 الحداد: أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بن ضيفون اللخمي القرطبي الحداد. 12/ 427/ 3551 الحدادي: أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بن مهران المروزي الحدادي. 15/ 293/ 5183 الحَدِيْثِيُّ: أَبُو طَالِبٍ رَوْحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ الحَدِيْثِيُّ، ثُمَّ البغدادي الشافعي قاضي القضاة. 13/ 497/ 4303 ابْنُ أَبِي الحَدِيْدِ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي الحديد، أبو الحسن السلمي الدمشقي المرتضى. 16/ 494/ 5958 ابْنُ أَبِي الحديدِ: قَاسِمُ بنُ هِبَةِ اللهِ بن محمد بن محمد بن حسين، أبو المعالي المدائني الأصولي. 13/ 8/ 3730 ابن أبي حديد: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ الوَلِيْدِ بن الحكم، أبو بكر السلمي الدمشقي. 5/ 499/ 686 حدير بن كريب، أبو الزاهرية الحمصي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 455/ 4256 ابْنُ الحَذَّاءِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو عمر القرطبي ابن الحذاء مولى بني أمية. 6/ 319/ 921 الحذاء: خَالِدُ بنُ مِهْرَانَ، أَبُو المُنَازِلِ البَصْرِيُّ الحَذَّاءُ. 13/ 418/ 4227 ابن الحذاء: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو القاسم القرشي العامري النيسابوري الحنفي الحاكم، ابن الحذاء الحسكاني. 13/ 149/ 3925 ابْنُ الحَذَّاءِ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَحْمَدَ، أبو عبد الله التميمي القرطبي المالكي، ابن الحذاء. 12/ 89/ 3137 ابْنُ حَذْلَمٍِ: أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَيُّوْبَ بن داود بن عبد الله، أبو الحسن ابن حذلم الأسدي الدمشقي الأوزاعي. 9/ 440/ 1968 أبو حذافة: أحمد بن إسماعيل بن محمد بن نبيه السهمي القرشي المدني المعمر. 8/ 171/ 1490 أَبُو حُذَيْفَةَ: إِسْحَاقُ بنُ بِشْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سالم الهاشمي البخاري. 3/ 107/ 18 أبو حذيفة بنِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ القرشي العبشمي البدري. 10/ 140/ - حذيفة بن غياث الأصبهاني. 8/ 51/ 1392 حذيفة بن قتادة المرعشي. 11/ 522/ 3014 ابن أبي حذيفة: محمد بن محمد بن أبي حذيفة، أبو علي الفرازي الدمشقي. 8/ 301/ 1556 أَبُو حُذَيْفَةَ: مُوْسَى بنُ مَسْعُوْدٍ النَّهْدِيُّ البَصْرِيُّ. 4/ 27/ 172 حذيفة بن اليمان "حسل" "حسيل" بن جابر العبسي، أبو عبد الله اليماني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 277/ 3368 ابْنُ حَرَارَةَ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ بن أسد، أبو الحسن الأسدي البردعي. 16/ 309/ 5726 الحرالي: علي بن أحمد بن حسن، أبو الحسن التجيبي الأندلسي. 3/ 537/ 154 أم حرام بِنْتُ مِلْحَانَ بنِ خَالِدِ بنِ زَيْدِ بنِ حرام الأنصارية النجارية المدنية. 15/ 130/ 5042 الحراني: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ الحميد، أبو عبد الله الحراني ثم البغدادي. 10/ 355/ 2342 حرب بن إسماعيل الكرماني، أبو محمد الفقيه، تلميذ أحمد بن حنبل. 6/ 597/ 1070 حرب بن شداد، أبو الخطاب اليشكري البصري. 6/ 596/ 1069 حَرْبُ بنُ أَبِي العَالِيَةِ، أَبُو مُعَاذٍ البَصْرِيُّ. 14/ 117/ 4449 ابن أبي حرب: الفَضْلُ بن أَبِي حَرْب أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن عيسى، أبو القاسم الجرجاني النيسابوري التاجر. 6/ 596/ 1068 حرب بن ميمون، صاحب الأغمية. 6/ 596/ 1067 حرب بن ميمون، أبو الخطاب الأنصاري الأنسي، مولاهم البصري، حرب الأكبر. 11/ 328/ 2828 ابْنُ حَرْبُوَيْه: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ حَرْبٍ بن عيسى، أبو عبيد البغدادي، قاضي القضاة. 10/ 448/ 2414 الحربي: إسحاق بن الحسن بن ميمون، أبو يعقوب البغدادي الحربي. 15/ 450/ 5360 الحربي: عمر بن علي بن عمر، أبو علي الحربي الأديب الواعظ، ابن النوام. 12/ 473/ 3606 الحربي: يَحْيَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا بن حرب، أبو زكريا المعمر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 100/ 5501 ابن الحرستاني: عَبْدُ الصَّمَد بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَضْل بن علي، أبو القاسم الأنصاري الدمشقي الشافعي، المفتي المعمر شيخ الإسلام. 15/ 169/ 5080 الحرستاني: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ جعفر، أبو الحسن القرشي الدمشقي البستاني. 15/ 75/ 4974 الحُرْضِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، أبو نصر الحرضي النيسابوري. 12/ 362/ 3469 الحرفي: الحسن بن جعفر بن محمد الوضاح، أبو سعيد الحربي البغدادي السمسار. 13/ 132/ 3897 الحُرْفِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو القاسم البغدادي الحربي الحرفي. 10/ 300/ 2296 الحرفي: مُوْسَى بنُ سَهْلِ بنِ كَثِيْرٍ، أَبُو عِمْرَانَ البغدادي الحرفي الوشاء. 15/ 385/ 5291 أبو الحرم الأزجي الأكاف: رجب بن مذكور بن أرنب، الشيخ الأمي. 9/ 322/ 1880 حَرْمَلَةُ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حرملة بن عمران، أَبُو حَفْصٍ التُّجِيْبِيُّ، مَوْلَى بَنِي زُمَيْلَةَ المِصْرِيِّ. 16/ 432/ 5872 ابن أبي حرمى: عبد الرحمن بن أبي حرمى فتوح بن بنين، أبو القاسم المكي الكاتب العطار. 11/ 297/ 2789 حرمي بن أبي العلاء المكي: أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إسحاق بن أبي خميصة. 14/ 201/ 4545 الحرمي: محمد بن الحسين بن محمد، أبو سعد المزكي الحرمي الهروي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 103/ 5503 حُرَّة نَاز: زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ الرحمن بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَهْلِ بنِ أحمد، أم المؤيد الجرجانية الأصل النيسابورية الشعرية. 16/ 407/ 5837 الحَرِيْرِيُّ: عَلِيُّ بنُ أَبِي الحَسَنِ بنِ مَنْصُوْرٍ بن الحريري الحوراني. 14/ 338/ 4691 الحريري: القاسم بن علي بن محمد بن عثمان، أبو محمد البصري الحرامي ذو البلاغتين. 6/ 524/ 1036 حريز بن عثمان، أبو عثمان الرحبي المشرقي الحمصي الحافظ. 16/ 222/ 54616 ابْنُ حَرِيْقٍ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن حريق، أبو الحسن المخزومي البلنسي اللغوي النحوي، فحل الشعراء. 13/ 504/ 4309 الحريمي: مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بن الشبل، أبو علي السامي البغدادي الحريمي، شاعر العصر. 14/ 324/ 4674 الحريمي: محمد بن مُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ العَبَّاسِ بنِ المهدي بالله، أبو علي الهاشمي البغدادي الحريمي، الخطيب الشريف. 9/ 159/ 1841 الحِزَامِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ شَيْبَةَ، أبو بكر الحزامي مولاهم المدني. 12/ 191/ 3269 ابن حزم: أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَزْمِ بن يُوْنُسَ، أبو عمر الصدفي الأندلسي، مؤلف "التاريخ الكبير". 13/ 373/ 4190 ابن حزم: عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ حَزْمٍ بنِ غَالِبٍ بن صالح، أبو محمد الفارس الأصل ثم الأندلسي القرطبي اليزيدي. 15/ 15/ 4889 حسام الدين الحاجب، أكز الدمشقي، واقف المدرسة الأكزية.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 497/ 1324 حسان بن إبراهيم، أبو هشام الكوفي الكرماني، المحدث القاضي. 15/ 155/ 5072 حسان بن تميم بن نصر، أبو الندى الدمشقي الزيات. 4/ 116/ 202 حَسَّانُ بنُ ثَابِتِ بنِ المُنْذِرِ بنِ حَرَامٍ بنِ عَمْرِو بنِ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ عَدِيِّ، أبو الوليد "أبو الحسام" الأنصاري الخزرجي النجاري المدني. ابني الفريغة، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه. 9/ 393/ 1930 أَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ: الحَسَنُ بنُ عُثْمَانَ بنِ حماد البغدادي. 13/ 416/ 4225 حَسَّانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَسَّانِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ أبو علي المنيعي المروروذي الحاج الرئيس. 6/ 176/ 827 حَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ، أَبُو بَكْرٍ المُحَارِبِيُّ مَوْلاَهُم الدمشقي. 16/ 304/ - حسان بن أبي القاسم المهدوي. 4/ 503/ 365 حَسَّانُ بنُ مَالِكِ بنِ بَحْدَلِ بنِ أُنَيْفٍ، أبو سليمان الكلبي. 12/ 77/ 3124 حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ، أبو الوليد النيسابوري الشافعي الحافظ المفتي. 13/ 235/ 4030 أَبُو حَسَّانٍ المُزَكِّي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جعفر المولقاباذي المزكي. 5/ 73/ 415 حَسَّانُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ الغَسَّانِيُّ، أَمِيْرُ المغرب. و5/ و171/ و480 13/ 418/ 4227 الحَسْكَانِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو القاسم القرشي العامري النيسابوري الحنفي الحاكم، ابن الحذاء. 12/ 398/ 3515 ابن حسكويه: أَحْمَدُ بنُ حُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمُّوَيْه بن حسكويه، أبو نصر النيسابوري الوراق المؤذن.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 418/ 4228 ابن حسكويه: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن أحمد بن حسكويه، أبو سعد. 14/ 242/ 4600 أَبُو الحَسَنِ الآبَنُوْسِيُّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن علي بن الأبنوسي، أبو الحسن الشافعي الوكيل. 14/ 413/ 4778 الحسن بن إبراهيم بن برهون، أبو علي الفارقي، شيخ الشافعية. 16/ 326/ - الحسن بن إبراهيم بن دينار، أبو علي المصري الصائغ. 12/ 422/ 3541 الحسن بن إبراهيم بن زولاق، أبو محمد المصري المحدث المؤرخ. 12/ 25/ 3073 الحسن بن إبراهيم، أبو الطيب البرمكي المصري الرياش المسند. 15/ 470/ - الحسن بن إبراهيم، بن قحطبة، أبو علي الفرغاني البغدادي، وابن أشنانة. 13/ 134/ 3900 الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، أبو علي البغدادي البزاز الأصولي، مسند العراق. 11/ 322/ 2818 الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِيْلٍ، أبو طاهر البالسي المحدث. 14/ 35/ - الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أبو عبد الله، مسند دمشق. 15/ 287/ 5178 الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد بن سهل، أبو العلاء الهمذاني العطار. 12/ 303/ 3397 الحسن بن أحمد بن أبي سعيد حسن بن بهرام، أبو علي القرمطي الأعصم. 14/ 256/ 4616 الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي بن مهرة، أبو علي الأصبهاني الحداد.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 317/ 3411 الحسن بن أحمد بن صالح، أبو محمد الهمداني السبيعي الحلبي الحافظ. 10/ 538/ - الحسن بن أحمد الصيقل المصري. 12/ 369/ 3475 الحسن بن أحمد بن عبد الغفار، أبو علي الفارسي الفسوي، إمام النحو. 13/ 474/ 4277 الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ البناء، أبو علي البغدادي الحنبلي. 12/ 133/ - الحسن بن أحمد العسال، أبو سعيد. 13/ 10/ 3733 أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بنِ هَارُوْنَ بنِ الصَّلْت الأَهْوَازِيّ ثُمَّ البغدادي. 12/ 470/ 3604 الحَسَنُ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مخلد بن شيبان، أبو محمد المخلدي النيسابوري. 12/ 514/ 3652 أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ الحاتمي النيسابوري الفقيه الشافعي. 12/ 515/ 3653 أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ العنزي الطرائفي. 16/ 338/ 5768 الحسن بن أحمد بن صدر الدين محمد بن عماد الدين عمر بن حمويه، أبو علي المعين. 14/ 203/ 4548 الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قَاسم بن جعفر، أبو محمد السمرقندي الكوخميثني. 13/ 21/ 3747 الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث، أبو علي الكشي ثم الشيرازي الشافعي الحافظ. 13/ 406/ 4212 الحسن بن أحمد بن موسى بن داذ بن فروخ، أبو محمد الغندجاني، مسند واسط.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 475/ 2950 الحسن بن أحمد بن يزيد، أبو سعيد الإصطرخي الشافعي، فقيه العراق. 16/ 254/ 5660 الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ بنِ بَدَلٍ، أبو علي العجمي الإوقي الزاهد. 16/ 212/ 5601 الحسن بن إسحاق بن أبي منصور موهوب بن أحمد، أبو علي بن الجواليقي البغدادي. 10/ 297/ 2292 الحسن بن إسحاق يزيد، أبو علي البغدادي العطار المحدث. 12/ 472/ 3605 الحسن بن إسماعيل بن محمد، أبو محمد المصري الضراب. 13/ 275/ 4086 أبو الحسن البَاقِلاَّنِيُّ: عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عِيْسَى البَغْدَادِيُّ المقرئ. 12/ 321/ 3415 أبو الحسن الباهلي البصري، شيخ المتكلمين. 5/ 337/ 591 الحسن البصري بن أبي الحسن يسار، أبو سعيد الأنصاري. 9/ 331/ 1886 أبو الحسن البصري العطار. 12/ 257/ 3342 الحسن بن بويه، أبو علي الديلمي، ركن الدولة. 10/ 467/ 2433 الحسن بن جرير، أبو علي الصوري الزنبقي البزاز المحدث. 15/ 384/ - الحسن بن أبي جعفر هبة الله، أبو علي ابن البوقي الشافعي مفتي واسط. 13/ 87/ 3825 الحسن بن جعفر العلوي، الراشد بالله، صاحب مكة. 15/ 150/ 5062 الحَسَنُ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ ابْنِ المتوكل على الله، أبو علي الهاشمي العباسي. 12/ 362/ 3469 الحَسَنُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الوَضَّاحِ، أبو سعيد الحربي البغدادي السمسار الحرفي. 13/ 18/ 3741 الحَسَنُ بنُ حَامِد بن عَلِيِّ بنِ مَرْوَانَ، أبو عبد الله البغدادي الوراق شيخ الحنابلة.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 63/ - الحسن بن الحباب مقرئ بغداد. 12/ 12/ 3053 الحسن بن حبيب بن عبد الملك، أبو علي الدمشقي الحصائري الشافعي، مفتي دمشق. 6/ 295/ 898 الحسن بن الحر النخعي أو الجعفي الكوفي العابد. 16/ 145/ 5548 حسن بن حسن بن الصباح الإسماعيلي، إليكا، صاحب الألموت، رأس الإسماعيلية. 5/ 286/ 553 الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيُّ العلوي المدني، أبو محمد. 13/ 93/ 3833 الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ المُنْذِرِ، أبو القاسم البغدادي القاضي. 13/ 249/ 4049 الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الله بن حمدان، أبو محمد التغلبي، نائب دمشق. 11/ 165/ - الحسن بن الحسين الصواف. 10/ 286/ 2280 الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ العلاء، أبو سعيد الأزدي، المهلبي السكري النحوي. 12/ 40/ 3088 الحسن بن الحسين بن أبي هريرة أبو علي البغدادي القاضي، شيخ الشافعية. 13/ 369/ 4183 أبو الحسن الحلبي: ثابت بن أسلم، فقيه الشيعة ونحوي حلب. 9/ 324/ 1881 الحسن بن حماد بن كسيب، أبو علي الحضرمي، البغدادي، سجادة. 9/ 176/ - الحسن بن حماد الوراق الصيني. 16/ 338/ 5768 حسن بن حمويه مقدم الجيوش، المعين.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 218/ 4005 أبو الحسن الحنائي: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حُسَيْنٍ الدمشقي الحنائي الزاهد. 12/ 171/ 3254 الحَسَنُُ بنُ الخَضِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأُسْيُوْطِيُّ، أبو علي المحدث. 14/ 324/ - الحسن بن خلف بن بليمة، أبو علي القروي، مقرئ الثغر. 11/ 285/ - الحسن بن دكة الأصبهاني. 8/ 445/ 1649 الحسن بن الربيع، أبو علي البجلي القسري الكوفي البرواني "البواري" الخشاب، الحصري الحافظ العابد. 10/ 58/ 2112 الحسن بن أبي الربيع يحيى بن الجعد، أبو علي العبدي الجرجاني. 13/ 50/ 3780 أبو الحسن ابْنُ رَزْقُوَيْه: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ أَحْمَدَ بن رزق البغدادي البزاز. 13/ 445/ 4240 الحسن بن رشيق، أبو علي القيرواني الشاعر. 12/ 307/ 3399 الحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ العَسْكَرِيُّ المِصْرِيُّ. 14/ 412/ 4777 أبو الحسن ابن الزَّاغُوْنِيِّ: عَلِيُّ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ نَصْرٍ بن عبيد الله بن سهل البغدادي. 16/ 234/ 5635 الحسن ابن الزبيدي: الحَسَنُ بنُ المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى البغدادي الحنفي، أبو علي الفقيه العابد. 15/ 209/ - الحسن بن الزبير الغساني الأسواني المهذب. 8/ 211/ 1525 الحَسَنُ بنُ زِيَادٍ، أَبُو عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ مَوْلاَهُمْ الكوفي اللؤلؤي، صاحب أبي حنيفة. 10/ 292/ 2283 الحَسَنُ بنُ زَيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن الحَسَنِ بنِ زَيْدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ بنِ أَبِي طَالِبٍ العلوي الزيدي، صاحب جرجان. 16/ 344/ 5778 الحسن بن سالم بن سلام، الكاتب.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 43/ 3093 الحسن بن سعد بن إدريس، أبو علي الكتامي القرطبي الحافظ. 15/ 36/ 4920 الحسن بن سعيد بن أحمد، أبو علي القرشي الأموي الجزري الشافعي. 12/ 294/ 3384 الحسن بن سعيد بن جعفر، أبو العباس العباداني المطوعي، الإصطخري، شيخ القراء. 10/ 151/ 2160 الحسن "الحسين" بن سعيد الفارسي ثم البغدادي البزاز، أبو علي ابن البستنبان المعمر. و10/ و173/ و2179 11/ 97/ 2611 الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ بنِ عَامِرِ بنِ عَبْدِ العزيز بن النعمان بن عطاء، أَبُو العَبَّاسِ الشَّيْبَانِيُّ الخُرَاسَانِيُّ النَّسَوِيُّ، صَاحِبُ المُسْنَدِ. 10/ 325/ 2324 الحَسَنُ بنُ سَلاَّمٍ، أَبُو عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ السَّوَّاقُ المحدث. 14/ 415/ 4781 الحَسَنُ بنُ سَلْمَانَ بن عَبْدِ اللهِ أَبِي طالب بن محمد، أبو علي النهرواني، ثم الأصبهاني. ابن الفتى. 10/ 143/ 2150 الحسن بن سليمان، أبو علي البصري، قبيطة الحافظ. 11/ 92/ 2602 الحسن بن سليمان بن نافع، أبو معشر الدارمي البصري المعمر. 10/ 519/ - الحسن بن سهل المجوز. 9/ 188/ 1869 الحَسَنُ بنُ سَهْلٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الوَزِيْرُ الكَامِلُ، حمو المأمون، وأخو الوزير ذي الرئاسين الفضل بن سهل. 16/ 436/ 5879 أبو الحسن الشاري: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن يحيى الغافقي الشاري ثم السبتي. 9/ 534/ 2029 الحسن بن شجاع بن رجاء، أبو علي البلخي الحافظ الناقد.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 205/ 3994 الحَسَنُ بنُ شِهَاب بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، أبو علي العكبري الفقيه الحنبلي. 11/ 264/ 2756 الحسن بن صاحب بن حميد، أبو علي الشاشي. 15/ 223/ - الحسن بن صافي، أبو نزار البغدادي، ملك النحاة. 7/ 52/ 1135 الحسن بن صالح بن صالح بن حي "حيان" بن شفى بن هنى، أَبُو عَبْدِ اللهِ الهَمْدَانِيُّ الثَّوْرِيُّ الكُوْفِيُّ الفَقِيْهُ العابد. 9/ 537/ 2032 الحسن بن الصباح بن محمد، أبو علي الواسطي البغدادي البزاز. 9/ 412/ 1944 أبو الحسن بن الطوسي البغدادي: علي بن مسلم بن سعيد، مسند العراق. 11/ 160/ 2685 الحَسَنُ بنُ الطَّيِّبِ بنِ حَمْزَةَ، أَبُو عَلِيٍّ الشجاعي البلخي. 14/ 192/ - أَبُو الحَسَنِ بنُ أَبِي عَاصِمٍ العَبَّادِيُّ المَرْوَزِيّ، شيخ الشافعية، مصنف كتاب "الرقم" في المذهب. 15/ 175/ 5084 الحسن بن العباس بن علي بن علي بن حسن بن علي، أبو علي الرستمي الأصبهاني الفقيه الشافعي الزاهد. 10/ 414/ 2383 الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عبيد الله، أبو محمد الأبناوي اليمني الصنعاني البوسي المعمر. 13/ 476/ 4280 الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن، أبو علي المكي الشافعي الحناط. 12/ 170/ 3253 الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد، أبو محمد الفارسي الرامهرمزي القاضي. 15/ 440/ - الحسن بن عبد الرحمن، أبو علي الفارسي الزاهد. 14/ 81/ 4404 الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَبِي الشَّخْبَاء، أبو علي العسقلاني، العلامة بليغ زمانه.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 44/ 2094 الحَسَنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ وَزِيْرِ بنِ ضابئ بن مالك، أبو علي الجذامي المصري الجروي. 12/ 246/ 3332 الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْدَانَ بنِ حمدون بن الحارث بن لقمان التغلبي، ناصر الدولة. 12/ 390/ 3506 الحسن بن عبد الله بن سعيد، أبو أحمد العسكري، الأديب العلامة. 12/ 392/ 3507 الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ، أَبُو علي الكندي الحمصي البعلبكي الفقيه المسند المحدث. 16/ 477/ - الحسن بن عبد الله شرف الدين، مدرس الجوزية، ابن الحافظ. 12/ 286/ 3376 الحسن بن عبد الله بن المرزبان، أبو سعيد السيرافي، إمام النحو. 14/ 169/ 4496 الحَسَنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيِّ بن موسى بن إسرافيل، أبو علي النسفي. 12/ 271/ 3359 الحَسَنُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ طُغجَ بنِ جف، أبو محمد ابن الإخشيذ التركي الملك. 6/ 288/ 886 الحسن بن عبيد الله بن عروة، أبو عروة النخعي الكوفي الفقيه. 9/ 393/ 1930 الحسن بن عثمان بن حماد، أبو حسان الزيادي البغدادي الحافظ. 16/ 407/ 5836 حَسَنُ بنُ عَدِيِّ بنِ أَبِي البَرَكَاتِ بنِ صخر بن مسافر، شيخ الأكراد. 9/ 427/ 1959 الحسن بن عرفة بن يزيد، أبو علي العبدي البغدادي المؤدب. 14/ 23/ - الحسن بن العلاء البشتي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 286/ 4102 الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز، أبو علي الأهوازي، المقرئ. 11/ 314/ 2807 الحسن بن علي بن أحمد بن بشار، أبو بكر النهرواني البغدادي الضرير. 12/ 543/ 3697 الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو علي ابن البغدادي الشطرنجي التاجر مسند أصبهان. 12/ 517/ 3658 الحسن بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خلف بن وكيع، أبو محمد الضبي البغدادي التنيسي العلامة البليغ، فحل الشعراء. 14/ 144/ 4476 الحسن بن علي بن إسحاق، أبو علي الطوسي، الوزير الكبير نظام الملك. 15/ 222/ 5128 الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بن عمر، أبو علي الأنصاري الأندلسي البطليوسي ابن الفراء. 16/ 213/ 5602 الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بن البن، أبو محمد الأسدي الدمشقي الخشاب. 11/ 366/ 2865 أَبُو الحَسَنِ: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ سَعْدٍ الهمذاني. 16/ 251/ 5656 الحسن بن عَلِيِّ ابْنِ المُرْتَضَى أَبِي الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ، أبو محمد العلوي الحسني البغدادي، الأمير السيد. 11/ 387/ 2889 الحسن بن علي بن الحسين، أبو عبد الله بنِ مِرْدَاسٍ التَّمِيْمِيُّ الهَمَذَانِيُّ ابْنُ أَبِي الحِتِّي المحدث. 14/ 52/ - الحسن بن علي بن خلف الكاشغري. 11/ 394/ 2897 الحسن بن علي بن خلف، أبو محمد البربهاري الفقيه، شيخ الحنابلة. 10/ 506/ 2470 الحسن بن علي بن شبيب، أبو علي البغدادي المعمري، محدث العراق.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 312/ - الحسن بن علي بن شيرويه، أبو علي. 16/ 119/ - حسن بن علي الصباحي، طاغوت الإسماعيلية ضلال الدين. 14/ 383/ 4742 الحسن بن علي بن صدقة، أبو علي النصيبي، الوزير الكبير جلال الدين. 4/ 326/ 269 الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ، أبو محمد القرشي الهاشمي المدني الشهيد، سيد شباب أهل الجنة. 14/ 71/ 4393 الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الموحد، أبو محمد السلمي الدمشقي، البري. 10/ 228/ 2231 الحسن بن علي بن عفان، أبو محمد العامري الكوفي المحدث. 10/ 185/ 2181 الحسن بن علي، أبو علي البغدادي الصوفي المسوحي، شيخ الزهاد. 15/ 386/ 5295 حسن بن علي، أبو علي الجويني، الأديب الشاعر، ابن اللعيبة. 13/ 475/ 4278 الحسن "الحسين" بن علي بن عمر، أبو عبد الله الأنطاكي الشاغوري القاضي، نائب الحكم بدمشق. و14/ و62/ و4375 12/ 406/ 3528 الحسن بن علي بن عمرو، أبو محمد البصري، ابن غلام الزهري الحافظ. 13/ 137/ 3903 أبو الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الجرجاني الحناطي المعلم. 13/ 466/ 4268 الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن جعفر، أبو علي البلخي الوخشي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 313/ 4121 الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، أبو محمد الشيرازي البغدادي الجوهري المقنعي مسند الآفاق. 9/ 580/ - الحسن بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الرِّضَى العَلَوِيُّ. 10/ 535/ 2499 الحَسَن بن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَان بن علويه، أبو محمد البغدادي القطان. 13/ 262/ 4066 الحسن بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أحمد بن وهب، أبو علي التميمي البغدادي الواعظ، ابْنُ المُذْهِبِ. 9/ 328/ 1883 الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو محمد الهذلي الريحاني الخلال الحلواني. 13/ 369/ 4184 الحسن بنُ عَلِيِّ بنِ مَكِّيِّ بنِ إِسْرَافِيْلَ بنِ حماد، أبو علي الحمادي النسفي. 11/ 177/ 2701 الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ نَصْر بن مَنْصُوْرٍ، أبو علي الطوسي، الحافظ المجود. كردوش. و11/ و349/ و2847 13/ 452/ 4250 الحسن بن عمر بن حسن بن يونس، أبو علي الأصبهاني، الحافظ. 7/ 241/ 1203 الحسن بن عمر "عمرو"، أبو المليح الرقي. 13/ 250/ 4050 الحسن بن عيسى بن جعفر بن المعتضد، أبو محمد الهاشمي العباسي. حفيد المقتدر. 9/ 442/ 1969 الحسن بن عيسى بن ما سرجس، أبو علي النيسابوري. 11/ 37/ 2545 الحسن بن الفرج العزي المحدث. 11/ 509/ 2995 الحسن بن القاسم بن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، أبو علي الدمشقي القاضي حفيد دحيم. 12/ 163/ 3241 الحسن بن القاسم، أبو علي الطبري، شيخ الشافعية. 10/ 171/ 2176 أبو الحسن بن القزاز.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 99/ 5005 أبو الحسن محمد بن أَبِي البقَاءِ المُبَارَكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ الخل البغدادي. 16/ 234/ 5635 الحَسَنُ بنُ المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، أبو علي ابن الزبيدي البغدادي الحنفي الفقيه. 10/ 515/ 2474 الحَسَنُ بنُ المُثَنَّى بنِ مُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ، أبو محمد العنبري. 14/ 420/ 4788 الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن أَحْمَدَ بن علي، أبو نصر اليونارتي الأصبهاني. 15/ 59/ 4949 الحسن بن محمد بن أحمد، أبو علي السنجبستي. 14/ 194/ 4533 الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن الفضل، أبو علي الكرماني الصوفي الشيرجاني. 12/ 212/ 3292 الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ كَيْسَانَ، أبو محمد الحربي، المعمر النحوي. 16/ 482/ 5946 حَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ نَجَا الإربلي الضرير الرافضي الفيلسوف. 12/ 102/ 3160 الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو محمد الأزهري الإسفراييني الحافظ المجود. و12/ و155/ و3234 14/ 300/ 4649 الحسن بن بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مخلد، أبو علي الباقرحي البغدادي. 13/ 38/ 3768 الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ بن أَيُّوْبَ، أبو القاسم النَّيْسَابُوْرِيُّ المُفَسِّرُ الوَاعِظُ صَاحِبُ كِتَاب "عُقلاَء المجَانين". 16/ 441/ 5884 الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ حَيْدرِ بن علي، أبو الفضائل القُرَشِيّ العَدَوِيّ العُمَرِيّ الصَّاغَانِيّ الأَصْل الهندِي اللُّهَوْرِي المولد البغدادي المكي الحنفي. 11/ 297/ 2790 الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ، أبو الأصبهاني الداركي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 233/ 4028 الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ، أبو محمد البغدادي الخلال، حافظ العراق. 16/ 216/ 5606 الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبَةِ اللهِ بن عبد الله بن عساكر، أبو البركات الدمشقي الشافعي زين الأمناء. 11/ 286/ 2776 حسن "أحمد" بن محمد بن حسين "عبد الله بن يحيى"، أبو محمد الجريري الزاهد. 5/ 67/ 406 الحسن بن محمد بن الحنفية، أبو محمد الهاشمي. 12/ 483/ 3619 الحسن بن محمد بن درستويه، أبو علي الدمشقي. 11/ 279/ - الحسن بن محمد بن دكة، أبو علي الفرضي، مسند أصبهان. 13/ 196/ 3981 الحسن بن محمد بن شعيب "الحسين بن شعيب"، أبو علي السنجي المروزي شيخ الشافعية. 9/ 579/ 2063 الحسن بن محمد بن الصباح، أبو علي البغدادي الزعفراني، شيخ الفقهاء والمحدثين. 14/ 232/ 4583 الحسن بن محمد بن عبد العزيز، أبو علي البغدادي التككي المعمر. 12/ 254/ 3338 الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ هارون، أبو محمد المهلبي الأزدي، الوزير الكبير. 10/ 149/ 2156 الحسن بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشّوَاربِ، أبو محمد الأموي. 5/ 67/ 406 الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب، أبو محمد الهاشمي. 13/ 430/ 4230 الحسن بن محمد بن علي، أبو الوليد البلخي الدربندي الحافظ. 11/ 158/ 2680 الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَنْبر بن شَاكِر، أبو علي البغدادي الوشاء.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 466/ 5919 الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْروك بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الله أبو علي القُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ البَكْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ الصُّوْفِيُّ. 13/ 28/ - الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ الفَحَّام، أبو محمد السامري المقرئ. 10/ 219/ 2220 الحَسَنُ بنُ مَخْلَدٍ بنِ الجَرَّاحِ، أَبُو مُحَمَّدٍ البغدادي، الوزير الأكمل. 8/ 446/ 1650 أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي سيف المدائني الأخباري الحافظ. 10/ 412/ 2380 أبو الحسن البغوي: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَرْزُبَانِ بنِ سابور الحافظ. 15/ 31/ 4913 الحسن بن مسعود بن الوزير، أبو علي الدمشقي الحافظ. 14/ 329/ - الحسن بن مسعود بن الفراء، أبو علي البغوي المفتي. 15/ 423/ 5333 الحسن بن مسلم بن أبي الجود، أبو علي الفارسي، العراقي، الزاهد العابد. 10/ 326/ 2325 الحَسَنُ بنُ مُكْرَمٍ، أَبُو عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ البَزَّازُ. 15/ 386/ 5293 حسن بن منصور بن محمود، أبو المحاسن البخاري الحنفي، الأوزجندي، قاضي خان. 8/ 219/ 1530 الحسن بن موسى، أبو علي البغدادي الأشيب، قاضي الموصل. 11/ 519/ 3008 الحسن بن موسى، أبو محمد النوبختي الشيعي المتفلسف، صاحب التصانيف. 14/ 450/ 4820 أبو الحسن النيسابوري البيع: عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَبْدِ الله بن محمد بن الدهان.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 327/ 2827 حسن بن هارون "أحمد بن محمد" بن القاسم، أبو علي الروذباري، شيخ الصوفية. 8/ 48/ 1390 الحسن بن هانئ، أبو علي الحكمي، أبو نواس، رئيس الشعراء. 15/ 403/ 5313 الحسن بن هبة الله بن محفوظ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ صصري، أبو المواهب التغلبي البلدي الأصل الدمشقي الشافعي الحافظ. 15/ 317/ 5221 الحسن بن هبة الله بن محمد بن علي بن المطلب، أبو المظفر البغدادي. 10/ 58/ 2112 الحسن بن يحيى بن الجعد، أبو علي العبدي الجرجاني الحافظ. 16/ 268/ 5681 الحَسَنُ بنُ يَحْيَى بنِ صَبَّاحِ بنِ حُسَيْنِ بن علي، أبو صادق المخزومي البصري الكاتب نشوء الملك. 12/ 42/ 3091 الحسن بن يعقوب بن يوسف، أبو الفضل البخاري ثم النيسابوري. 15/ 302/ 5200 الحسن بن يوسف بن محمد بن أحمد بن المقتدي، أبو محمد الهاشمي العباسي المستضيء بأمر الله، الخليفة. 12/ 33/ 3079 الحسن بن يوسف بن مليح، أبو علي الطرائفي المصري. 11/ 306/ 2801 الحسن بن يوسف بن يعقوب، أبو سعيد الهاشمي مولاهم الطرمسي. 13/ 92/ 3832 ابْنُ حَسْنُوْنَ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حسنُوْنَ، أبو نصر النرسي البغدادي. 12/ 110/ 3173 ابن حسنويه: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ، أبو حامد النيسابوري التاجر السفار المعمر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 314/ 3408 ابن حسنويه: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسْنَوَيْه بنِ يُوْنُسَ، أبو حامد الهروي. 16/ 145/ 5550 الحَسَني: قتادة بن إدريس، صاحب مكة. 12/ 214/ 3297 الحُسين بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَابِرِ بنِ أَبِي الزمزام، أبو علي الدمشقي الفرائضي الشاهد. و12/ و322/ و3417 15/ 31/ 4914 الحسين بن إبراهيم بن الحسين، أبو عبد الله الهمذاني الجوزقاني. 16/ 483/ 5947 الحسين بن إبراهيم بن الحسين، أبو عبد الله الهذباني الإربلي الشافعي اللغوي. 15/ 96/ 5000 الحسين بن إبراهيم بن خطاب، أبو عبد الله الخطير، الكاتب المنشئ. 13/ 113/ 3865 الحسين بن إبراهيم بن محمد، أبو عبد الله الأصبهاني الجمال المعمر. 12/ 515/ 3654 الحسين بن أحمد بن الحجاج، أبو عبد الله البغدادي، الشاعر، سفيه الأدباء، وأمير الفُحش. 11/ 495/ - الحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضي الأزرق. 12/ 423/ 3542 الحسين بن أحمد، أبو عبد الله البصري الريحاني. 14/ 301/ 4650 الحسين بن أحمد، أبو عبد الله البغدادي بن الشقاق الفرضي. 12/ 489/ 3628 الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بكير، أبو عبد الله البغدادي الصيرفي الحافظ. 13/ 106/ 3854 الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ تُبَان، أبو عبد الله التباني الواسطي البيع. 14/ 459/ 4836 الحسين بن أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ فُطيمة، أبو عبد الله الخسروجردي الشافعي القاضي الفقيه.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 62/ 4374 الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ البَقَّالِ، أبو عبد الله الأزجي، شيخ الشافعية. 13/ 285/ 4100 الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ، أبو عبد الله القادسي، ثم البغدادي البزاز. 11/ 39/ 2549 الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا، أبو عبد الله الصنعاني الشيعي الداعي الخبيث. 14/ 147/ 4480 الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ، أبو عبد الله النعالي البغدادي الحمامي الحافظ، مسند العراق المعمر. 12/ 357/ 3461 الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحمن بن أسد شماخ، أبو عبد الله الشماخي الهروي الصفار، الحافظ. 13/ 120/ 3879 الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، أبو عبد الله المعاذي النيسابوري. 11/ 59/ - الحسين بن أبي الأحوص الثقفي. 11/ 71/ 2576 الحُسَيْنُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ مُبَارَكِ بنِ الهَيْثَمِ، أبو علي الأنصاري الهروي. 11/ 38/ 2547 الحُسَيْنُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيُّ الدَّقِيْقُ. 11/ 479/ 2956 الحُسَيْنُ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ سعيد بن أبان، أبو عبد الله الضبي البغدادي المحاملي القاضي المحدث. 13/ 230/ 4025 أَبُو الحُسَيْنِ البَصْرِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الطيب، شيخ المعتزلة. 12/ 516/ 3656 الحُسَيْنُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ بنِ مُحَمَّدِ بن المهلب، أبو عبد الله العنزي الجرجاني الوراق الفقيه. 13/ 34/ 3762 الحسين بن أبي جعفر، أبو علي عميد الجيوش، الأمير الوزير.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 329/ 1884 الحُسَيْنُ بنُ حُرَيْثِ بنِ الحَسَنِ بنِ ثَابِتِ بن قطب، أبو عمار الخزاعي المروزي. 11/ 539/ 3028 الحسين بن الحسن بن أيوب، أبو عبد الله الطوسي الأديب النحوي الحافظ. 9/ 536/ 2030 الحسين بن الحسن بن حرب، أبو عبد الله السلمي المروزي الحافظ. 13/ 450/ 4248 حسين بن حسن بنُ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن حمدان التغلبي. الأمير الكبير، ناصر الدولة. 9/ 359/ - الحسين بن الحسن الشيلماني. 8/ 120/ 1440 الحسين بن الحسن بن عطية العوفي الكوفي، أبو عبد الله الفقيه القاضي. 12/ 372/ 3479 الحسين بن الحسن، أبو القاسم بن الجلاب، شيخ المالكية. 13/ 87/ 3826 الحسين بن الحسن بن محمد بن حلبس، أبو عبد الله المخزومي الغضائري البغدادي. 13/ 35/ 3763 الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم، أبو عبد الله البخاري الحليمي الشافعي. 15/ 68/ 4962 الحسين بن الحسن بن محمد، أبو القاسم الأسدي الدمشقي الشافعي ابن البن. 10/ 303/ 2302 الحسين بن الحسن، أبو معين الرازي. 14/ 197/ - الحسين بن الحسين بن علي، أبو سعد الهاشمي الفانيذي. 8/ 420/ 1627 الحُسَيْنُ بنُ حَفْصِ بنِ الفَضْلِ بنِ يَحْيَى بن ذكوان، أبو محمد الهمذاني الأصبهاني. 10/ 538/ - حسين بن حميد العكي المصري. 14/ 234/ - أبو الحسين الخشاب، مقرئ مصر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 139/ 3909 الحسين بن الخضر بن محمد، أبو علي البخاري الفشيديزجي الحنفي، قاضي بخارى. 14/ 432/ - الحسين بن الخليل، أبو علي النسفي الفقيه. 9/ 37/ 1754 حسين بن داود، أبو علي المصيصي، سنيد المحتسب الحافظ صاحب "التفسير الكبير". 6/ 421/ 978 حسين بن ذكوان، أبو عبد الله العوذي البصري، حسين المعلم. 11/ 459/ 2930 حسين بن روح بن بحر، أبو القاسم القيني الباب. 15/ 146/ 5059 أبو الحسين الزاهد ابن أبي عبد الله بن حمزة المقدسي. 16/ 66/ 5455 الحُسَيْنُ بنُ سَعِيْدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ شُنَيْف بن محمد، أبو عبد الله الدارقزي الأمين المسند. 13/ 6/ 3727 حسين بن سلامة النوبي، صاحب اليمن. 13/ 196/ 3981 الحسين بن شعيب، أبو علي السنجي المرزوي، شيخ الشافعية. 11/ 514/ 3002 حسين بن صالح بن حمويه، أبو عبد الله الهمذاني. 11/ 376/ 2872 حسين بن صالح بن خيران، أبو علي البغدادي الشافعي. 12/ 47/ 3099 الحُسَيْنُ بنُ صَفْوَانَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو علي البرذعي. 9/ 536/ 2031 الحسين بن الضحاك، أبو علي الباهلي مولاهم البصري الخليع الشاعر المفلق. 15/ 246/ 5154 أبو الحسين البغدادي اليوسفي: عبد الحق بنُ عَبْدِ الخَالِقِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ القَادِرِ بن مُحَمَّدِ بن يوسف. 11/ 287/ 2779 الحسين بن عبد الله بن الجصاص، أبو عبد الله البغدادي الجوهري التاجر الصفار.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 199/ 3986 الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بن علي بن سينا، أبو علي البلخي البخاري، الفيلسوف. 13/ 113/ 3866 الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ يعقوب، أبو علي الأندلسي البجاني المالكي. 10/ 538/ - الحسين بن عبد الله بن الخرقي. 13/ 93/ 3834 الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ أبي كامل، أبو عبد الله العبسي البصري الأصلي الطرابلسي. 11/ 176/ 2700 الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ بنِ الأزرق، أبو علي الرقي المالكي القطان الجصاص الحافظ. 14/ 420/ 4787 الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ محمد بن علي، أبو عبد الله الأصبهاني الخلال الأثري الأديب. 13/ 88/ 3827 الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم، أبو عبد الله البغدادي الغضائري، شيخ الشيعة. 15/ 5/ 4878 الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الله، أبو عبد الله البغدادي المسند المقرئ. سبط الخياط. 14/ 192/ 4529 الحسين بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ البسري، أبو عبد الله البندار البغدادي. 13/ 144/ 3917 الحسين بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سلمة، أبو طاهر الكعبي الهمذاني. 14/ 202/ 4546 الحسين بن علي بن الحسين، أبو عبد الله الطبري الشافعي. 15/ 55/ 4942 الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بن محمد، أبو علي الشحامي النيسابوري. 13/ 123/ 3884 الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو القاسم المصري، ابن المغربي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 293/ 5706 الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ هِبَةِ الله بن رئيس الرؤساء ابن المسلمة، أبو محمد الصوفي الناسخ. 13/ 189/ 3964 الحسين، أبو علي الرخجي الوزير. 12/ 561/ 3712 الحسين بن علي بن أبي حنيفة النعمان بن محمد، أبو عبد الله المغربي العبيدي الرافضي، قاضي الديار المصرية. 14/ 222/ - حسين بن علي بن الخازن، أبو الفوارس، صاحب الخط البديع. 4/ 347/ 270 الحسين بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مناف، أبو عبد الله القرشي الهاشمي الصحابي الشهيد. 12/ 272/ 3360 الحسين بن علي، أبو عبد الله البصري الفقيه المتكلم، الجعل، المعتزلي الداعية. 13/ 248/ 4046 الحسين بن علي بن عبيد الله، أبو الفرج البغدادي الطناجيري المحدث. 13/ 475/ 4278 الحسين "الحسن" بن علي بن عمر، أبو عبد الله الأنطاكي الشاغوري، القاضي، نائب الحاكم بدمشق. و14/ و406/ و4375 14/ 335/ 4685 الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد، أبو إسماعيل الأصبهاني الطغرائي العميد، الشاعر. 13/ 247/ 4044 الحسين بن علي بن محمد، أبو عبد الله الصيمري القاضي العلامة. 11/ 76/ 2584 الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُصْعَبٍ، أبو علي النخعي البغدادي. 12/ 387/ 3500 الحسين بن علي بن محمد بن يحيى، أبو أحمد التميمي النيسابوري حسينك.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 121/ 1442 الحسين بن علي بن الوليد، أبو عبد الله "أبو محمد" الجعفي مولاهم الكوفي. 12/ 156/ 3236 الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَزِيْدَ بنِ دَاودَ، أبو علي النيسابوري الحافظ. 9/ 471/ 1986 الحسين بن علي بن يزيد، أبو علي الكرابيسي البغدادي. 13/ 54/ 3786 الحسين بن عمر بن برهان، أبو عبد الله البغدادي الغزال البزاز. 16/ 201/ 5586 الحُسَيْنُ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرِ بنِ حَسَنِ بن سعد، أبو عبد الله بن باز الموصلي التاجر الحافظ. 14/ 409/ 4773 أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَرَّاءِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ بنِ الفراء الحنبلي البغدادي. 10/ 450/ 2418 الحُسَيْنُ بنُ الفَضْلِ بنِ عُمَيْرٍ، أَبُو عَلِيٍّ البجلي الكوفي، النيسابوري المفسر اللغوي. 10/ 458/ 2427 الحسين بن فهم: الحُسَيْن بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ فَهْمٍ بن محرز، أبو علي البغدادي. 11/ 347/ - الحسين بن القَاسِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، وَزِيْرِ المقتدر1. 16/ 259/ 5665 الحسين بنُ المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مسلم، أبو عبد الله الربعي البغدادي، البابصري الحنبلي، ابن الزبيدي. 13/ 346/ 4159 الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحُسَيْنِ، أبو القاسم الدمشقي الحنائي. 13/ 471/ 4274 الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ طَلاَّبٍ، أبو نصر القرشي الدمشقي.

_ 1 ترجمة في "العبر" "2/ 191-192".

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 172/ 4500 الحسين بن محمد بن أحمد، أبو علي الغساني الأندلسي الجباني، محدث الأندلس. 13/ 414/ 4222 حسين بن محمد بن أحمد، أبو علي المروذي "المروروذي" الشافعي القاضي. 12/ 311/ 3405 الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحسين بن عيسى بن ماسرجس، أبو علي الماسرجسي النيسابوري. 8/ 345/ 1591 حسين بن محمد بن بهرام، أبو أحمد المروذي المؤدب الحافظ. 11/ 57/ 2568 الحسين بن محمد بن حاتم، أبو علي البغدادي، عبيد العجل الحافظ. 13/ 236/ 4031 الحسين بن محمد بن الحسن، أبو عبد الله البغدادي الخلال المؤدب. 13/ 116/ 3871 الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحِ بنِ شُعَيْب بنِ فَنْجَوَيْهِ، أبو عبد الله الثقفي الدينوري. 14/ 404/ 4765 الحسين بن محمد بن خسرو، أبو عبد الله البلخي البغدادي الحنفي، جامع "مسند أبي حنيفة". 10/ 499/ 2463 الحسين بن محمد بن زياد، أبو علي النيسابوري القباني الحافظ. 14/ 154/ - الحسين بن محمد بن السراج، أَبُو عَبْدِ اللهِ. 12/ 423/ 3543 الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سليمان، أبو عبد الله البغدادي الكاتب. 13/ 500/ - الحسين بن محمد بن طلاب، أبو نصر، خطيب دمشق، صاحب ابن جميع. 10/ 458/ 2427 الحُسَيْن بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ فَهْمٍ بن محرز، أبو علي البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 206/ 4551 الحسين بن محمد بن عبد الله، أبو عبد الله الطبري الحاجي البزازي، مفتي الشيعة. 14/ 173/ 4501 الحسين بن محمد، أبو عبد الله الكتبي الهروي الحافظ المؤرخ. 8/ 537/ 1725 الحسين بن محمد بن عبد الله النجار، أحد كبار المتكلمين. 13/ 330/ 4137 الحسين بن محمد بن عبد الواحد، أبو عبد الله ابن الوني البغدادي الضرير، الحاسب، إمام الفرضيين. 14/ 374/ 4739 الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ أحمد بن محمد بن الحسن، أبو عبد الله الحارثي البغدادي ابن الدباس الشاعر، البارع. 12/ 329/ 3428 الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ أَحْمَدَ بن مخلد، أبو عبد الله العسكري البغدادي الدقاق. 12/ 457/ 3588 الحسين بن محمد بن علي، أبو سعيد الأصبهاني الزعفراني الحافظ. 14/ 430/ - الحسين بن محمد بن بن الفرخان، أبو عبد الله السمناني. 14/ 296/ 4641 الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فِيرّه بن حَيُّونَ بن سكرة، أبو علي الصدفي الأندلسي السرقسطي الحافظ القاضي. 11/ 324/ - الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُفَيْرٍ. 13/ 27/ 3753 الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حاتم، أبو علي الروذباري الطوسي المسند. 11/ 254/ 2747 الحسين بن محمد بن مصعب بن رزيق، أبو علي المروزي السنجي الحافظ. 13/ 341/ 4151 الحسين بن محمد بن المفضل، أبو القاسم الأصبهاني، الراغب.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 311/ 2804 الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَعْشَرٍ مَوْدُوْد، أبو عروبة السلمي الجزري الحراني. 10/ 202/ 2195 الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَعْشَرٍ نَجِيْحٍ السندي المدني البغدادي. 12/ 516/ 3657 الحسين بن محمد بن الوزير، أبو أحمد الدمشقي الشاهد. 14/ 328/ 4681 الحُسَيْن بن مَسْعُوْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَرَّاء، أبو محمد البغوي الشافعي المفسر الحافظ صاحب "شرح السنة". 11/ 76/ 2584 الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُصْعَبٍ، أبو علي النخعي البغدادي. 6/ 525/ 1037 الحسين بن مطير الشاعر المحسن مولى بني أسد. 6/ 421/ 978 حسين المعلم: الحسين بن ذكوان، أبو عبد الله العوذي البصري المؤدب. 9/ 318/ 1876 الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الله بن رزين، أبو علي السلمي النيسابوري. 11/ 194/ 2724 الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْرِ بن مَحْمِيٍّ، أَبُو عَبْدِ الله "أبو مغيث" الحلاج الفارسي البيضاوي الصوفي. 16/ 15/ 5403 الحُسَيْنُ بنُ أَبِي نَصْرٍ بنِ حَسَنِ بنِ هبة الله بن أبي حنيفة، أبو عبد الله الحريمي الضرير، ابن القارص. 15/ 94/ 4997 الحسين بن نصر بن حسين بن محمد بن خميس، أبو عبد الله الجهني الكعبي الموصلي الشافعي. 14/ 297/ 4642 الحسين بن نصر بن المرهف، أبو عبد الله النهاوندي الأيدبني القاضي. 10/ 70/ 2123 الحسين بن نصر بن معارك، أبو علي البغدادي. 12/ 535/ 3684 الحسين بن هارون بن محمد، أبو عبد الله الضبي البغدادي القاضي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 215/ 5605 الحسين بن هبة الله بن محفوظ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بن صصري، أبو القاسم الربعي التغلبي الجزري البلدي الدمشقي القاضي. 6/ 539/ 1045 حُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، قاضي مرو. 8/ 196/ 1515 حُسَيْنُ بنُ الوَلِيْدِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ مولاهم النيسابوري. 16/ 154/ 5557 الحسين بن يحيى بن حسين عبد الرحمن بن أبي الرداد، أبو عبد الله المصري. 11/ 515/ 3004 الحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى بنِ عَيَّاش بنِ عِيْسَى، أبو عبد الله المتوثي البغدادي القطان الأعور، مسند بغداد. 15/ 384/ - الحسين بن يوحن، أبو عبد الله اليماني، المحدث. 16/ و312/ - حسين بن يوسف الصنهاجي الشاطبي، أبو علي الإسكندراني. -/ و321/ - 12/ 387/ 3500 حسينك: الحسين بن علي بن محمد بن يحيى، أبو أحمد التميمي النيسابوري "ابن منية". 14/ 48/ 4359 الحسيني: الأطهر بن محمد، أبو الرضا، سيد السادة. 14/ 45/ 4358 الحسيني: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ، أبو المعالي العلوي الحسيني البغدادي الحافظ المرتضى ذو الشرفين. 16/ 64/ 5451 الحصار: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى بنِ عَوْنِ الله، أبو جعفر الداني المرسي المقرئ. 13/ 165/ 3939 ابن الحصار: عبد الرحمن بن أحمد بن سَعِيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بِشْر بن غَرسِيَّةَ أبو المطرف القرطبي المالكي، مولى بني فطيس. 12/ 12/ 3053 الَحصَائِرِيُّ: الحَسَنُ بنُ حَبِيْبِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، أبو علي الدمشقي الشافعي، مفتي دمشق ومقرئها ومسندها.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 350/ 4165 الحصري: إبراهيم بن علي بن تميم، أبو إسحاق القيرواني الأديب، شاعر المغرب. 14/ 110/ 4439 الحصري: علي بن عبد الغني، أبو الحسن الفهري القيرواني الأديب المقرئ الضرير. 16/ 147/ 5554 ابن الحصري: نَصْرُ بنُ أَبِي الفَرَجِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن أبي الفرج، أبو الفتوح البغدادي الحنبلي، الحافظ المقرئ، إمام الحطيم. 15/ 110/ 5014 الحصكفي: يحيى بن سلامة بن حسين بن أبي محمد عبد الله، أبو الفضل الديار بكري الطنزي الإمام الخطيب. 11/ 133/ 2639 الحصيري: جعفر بن أحمد بن نصر، أبو محمد النيسابوري الحافظ. 16/ 312/ 5729 الحصيري: محمود بن أحمد بن عبد السيد، أبو المحامد البخاري التاجري الحنفي. 5/ 212/ 508 حصين بن جندب بن عمرو، أبو ظبيان الجنبي الكوفي. 6/ 144/ 803 حصين بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي. 6/ 145/ 804 حصين بن عبد الرحمن الحارثي الكوفي. 6/ 144/ 802 حصين بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَمْرِو بنِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيُّ الأَشْهَلِيُّ. 6/ 145/ 805 حصين بن عبد الرحمن النخعي الكوفي. 6/ 143/ 801 حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو الهُذَيْلِ السُّلَمِيُّ الكوفي الحافظ المعمر. 6/ 135/ 797 أَبُو حَصِيْنٍ: عُثْمَانُ بنُ عَاصِمِ بنِ حَصِيْنٍ "زيد بن كثير" الأسدي الكوفي الحافظ

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 376/ 4740 ابْنُ الحُصَيْنِ: هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ العَبَّاسِ بنِ الحصين أبو القاسم الشيباني الهمذاني الأصل البغدادي الكاتب المسند. 15/ 379/ 5283 الحضرمي: أحمد بن عبد الرحمن، أبو الفضل الحضرمي المالكي. 11/ 317/ 2809 الحضرمي: مُحَمَّدُ بنُ زَبَّانَ بنِ حَبِيْبٍ، أَبُو بَكْرٍ الحضرمي المحدث. 15/ 378/ 5282 الحضرمي: محمد عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن محمد بن الفضل، أبو عبد الله الحضرمي العلائي، قاضي الإسكندرية. 11/ 360/ 2857 الحَضْرَمِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن حميد، أبو حامد الحضرمي البغدادي المحدث المعمر. 14/ 195/ 4534 ابن الحطاب: أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَطَّاب، أبو العباس الرازي الشافعي. 14/ 3999/ 4756 ابن الحطاب: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن أَحْمَدَ، أبو عبد الله الرازي المصري الشروطي مسند الإسكندرية. 15/ 125/ 5035 ابْنُ الحُطَيْئَةِ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بن هشام، أبو العباس اللخمي المغربي الفاسي المقرئ الناسخ، شيخ الإسلام. 15/ 260/ 5163 الحظيري: سعد بن علي بن قاسم، أبو المعالي الأنصاري الوراق الشاعر "دلال الكتب". 13/ 68/ 3805 الحفار: هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ سَعْدَانَ بن عبد الرحمن، أبو الفتح الكسكري البغدادي. 15/ 238/ 5142 حفده: مُحَمَّدُ بنُ أَسْعَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ، أبو منصور الطوسي العطاري الشافعي الواعظ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 132/ 1458 الحفري: عمر بن سعد، أبو داود الحفري الكوفي العابد. 8/ 313/ 1559 أبو حفص البخاري الحنفي: أحمد بن حفص الفقيه. 6/ 190/ 833 حفص بن سليمان، أبو سلمة الهمذاني مولاهم الكوفي الخلال. 5/ 110/ 447 حَفْصُ بنُ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ القرشي العمري المدني الفقيه. 8/ 69/ 1409 حفص بن عبد الرحمن، أبو عمر البلخي النيسابوري الحنفي، مفتي خراسان. 8/ 175/ 1492 حفص بن عبد الله بن راشد، أبو عمرو "أبو سهل" السلمي الفقيه، قاضي نيسابور. 8/ 420/ 1626 حَفْصُ بنُ عُمَرَ بنِ الحَارِثِ بنِ سَخْبَرَةَ، أبو عمر الأزدي النمري الحوضي الحافظ. 11/ 156/ 2677 أبو حفص: عمر بن الحسن بن نصر بن طرخان الحلبي، قاضي دمشق. 10/ 445/ 2411 حفص بن عمر بن الصباح، أبو عمر الرقي الجزري، سنجة. 9/ 423/ 1955 حَفْصُ بنُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صبهان "صهيب"، أبو عمر الأزدي مولاهم، الدوري الضرير، شيخ المقرئين. 12/ 42/ 3092 حفص بن عمر، أبو القاسم الأردبيلي الحافظ. 7/ 486/ 1319 حَفْصُ بنُ غِيَاثِ بنِ طَلْقِ بنِ مُعَاوِيَةَ بن مالك بن الحارث، أَبُو عُمَرَ النَّخَعِيُّ الكُوْفِيُّ، قَاضِي الكُوْفَةِ وَمُحَدِّثُهَا. 2/ 397/ 3 أبو حفص القرشي العدوي: عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي الفاروق. 7/ 266/ 1214 حفص بن ميسرة، أبو عمر الصنعاني العقيلي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 144/ 2153 أبو حفص النيسابوري: عمرو "عمر" بن سلم "سلمة" الزاهد. 3/ 482/ 121 حفصة أم المؤمنين بنت أبي حفص عمر بن الخطاب. 5/ 290/ 556 حفصة بنت سيرين، أم الهذيل الفقيهة الأنصارية. 13/ 404/ 4209 الحفصي: محمد بن أحمد بن عبيد الله، أبو سهل المروزي المسند. 14/ 359/ 4714 حَفِيْدُ البَيْهَقِيِّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحسين، أبو الحسن البيهقي الخسروجردي. 15/ 310/ 5209 حَفِيْدُ الشَّاشِيِّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي بكر محمد بن أحمد، أبو نصر الشافعي الشاشي البغدادي. 13/ 250/ 4050 حَفِيْدُ المُقْتَدِرِ: الحَسَنُ بنُ عِيْسَى بنِ المُقْتَدِرِ بالله جعبر بن المعتضد، أبو محمد الهاشمي العباسي. 14/ 163/ 4492 الحكاك: جعفر بن يحيى بن إبراهيم، أبو الفضل التميمي المكي بن الحكاك الحافظ. 7/ 526/ 1339 حَكَّامُ بنُ سَلْمٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكِنَانِيُّ الرازي. 10/ 474/ 2440 الحكاني: علي بن محمد بن عيسى، أبو الحسن الخزاعي الهروي الحكاني، مسند هراة. 12/ 143/ 3218 ابْنُ الحَكَمِ: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَكَمِ الواسطي المؤدب. 3/ 407/ 110 الحَكَمُ بنُ أَبِي العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ. 7/ 289/ 1233 الحكم بن عبد الرحمن بن محمد، أبو العاص الأموي المرواني، أمير المؤمنين بالأندلس. و12/ و275/ و3365 5/ 510/ 698 الحكم بن عتيبة، أبو محمد الكندي مولاهم الكوفي، أبو عمرو "أبو عبد الله".

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 4/ 93/ 189 الحكم بن عمرو الغفاري الصحابي. 13/ 273/ 4081 حكيم بن محمد بن حكم بن إفرانك، أبو العاص الجذامي القرطبي المعمر، مسند الأندلس. 10/ 530/ - الحكم بن معبد الخزاعي. 9/ 80/ 1795 الحكم بن موسى، أبو صالح البغدادي القنطري الزاهد. 8/ 399/ 1614 الحكم بن نافع، أبو اليمان البهراني الحمصي. 7/ 280/ 1227 الحَكَمِ بنِ هِشَامِ بنِ الدَّاخِلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن معاوية بن هشام، أبو العاص الأموي المرواني أمير الأندلس. و8/ و197/ و1516 15/ 155/ 5071 أَبُو حَكِيْمٍ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ دِيْنَارٍ النُّهْرُوَانِيُّ الحَنْبَلِيُّ. 11/ 523/ 3016 ابْنُ حَكِيْمٍ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَكِيْم، أبو عمرو المديني، ابن ممك. 10/ 466/ 2432 الحكيم الترمذي: محمد بن علي بن الحسن بن بشر، أبو عبد الله الحافظ الزاهد. 4/ 499/ 359 حكيم بن جبلة العبدي. 4/ 210/ 234 حَكِيْمُ بنُ حِزَامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدٍ، أبو خالد القرشي الأسدي الصحابي. 9/ 176/ - حكيم بن سيف الرقي. 3/ 512/ 140 أم حكيم بنت عبد المطلب: البيضاء عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 10/ 466/ 2432 الحكيم: محمد بن علي بن الحسن بن بشر، أبو عبد الله الترمذي الحافظ الزاهد. 11/ 194/ 2724 الحلاج: الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْرِ بن مَحْمِيٍّ، أَبُو عَبْدِ الله "أبو مغيث" الفارسي البيضاوي الصوفي. 16/ 457/ 5911 ابْنُ الحَلاَوِيِّ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الوفاء بن أبي الخطاب بن محمد، أبو الطيب الربعي الموصلي الجندي الشاعر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 334/ 5241 الحلاوي: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي السُّعُوْدِ المُبَارَكِ بنِ الحُسَيْنِ بن طالب، أبو طالب الحربي الحلاوي المقرئ المعمر. 16/ 456/ 5910 الحَلَبِيُّ: عِزُّ الدِّيْنِ أَيبَكُ الحَلَبِيُّ الصَّالِحيُّ رَأْسُ الأمراء. 9/ 328/ 1883 الحلواني: الحسن بن علي بن محمد، أبو محمد الهذلي الريحاني الخلال الحافظ. 14/ 488/ 4868 الحلواني: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حمدويه، أبو المعالي المروزي البزاز المحدث. 13/ 369/ 4185 الحلواني: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْرِ بنِ صالح، أبو محمد البخاري، رئيس الحنفية. 14/ 366/ 4723 الحلواني: يحيى بن علي، أبو سعد الحلواني الشافعي. 13/ 35/ 3763 الحَلِيْمِيُّ: الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حليم، أبو عبد الله البخاري الشافعي القاضي. 15/ 314/ 5214 حَمَّادُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِسْحَاقَ بن شيث، أبو المحامد الوائلي البخاري الحنفي، ابن الصفاري. 8/ 46/ 1389 حماد بن أسامة بن زيد، أبو أسامة الكوفي الحافظ. 10/ 223/ 2225 حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد الحافظ القاضي أبو إسماعيل الأزدي البغدادي المالكي. 6/ 460/ - حماد بن أبي حنيفة. 12/ 138/ 3207 حماد أبو الخير التيناتي الأقطع العابد. 6/ 572/ 1054 حماد الراوية بن سابور بن مبارك، أبو القاسم الشيباني الأخباري. 7/ 113/ 1170 حماد بن زيد بن درهم، أبو إسماعيل الأزدي الحافظ. 6/ 572/ 1054 حماد بن سابور بن مبارك، أبو القاسم الشيباني الأخباري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 105/ 1169 حماد بن سلمة بن دينار، أَبُو سَلَمَةَ البَصْرِيُّ النَّحْوِيُّ البَزَّازُ الخِرَقِيُّ البَطَائِنِيُّ. 5/ 527/ 714 حماد بن أبي سليمان مسلم، أبو إسماعيل الكوفي، مولى الأشعريين الأصبهاني فقيه العراق. 11/ 348/ 2864 حماد بن شاكر بن سوية، أبو محمد النسفي. 6/ 572/ 1053 حماد عجرد بن عمر بن يونس بن كليب، أبو عمرو السوائي مولاهم الواسطي الكوفي الشاعر المفلق. 8/ 455/ 1653 حَمَّادُ بنُ مَالِكِ بنِ بِسْطَامَ بنِ دِرْهَمٍ، أبو مالك الأشجعي الدمشقي الحرستاني. المحدث المعمر. 12/ 407/ 3530 ابن حماد: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادِ بنِ سُفْيَانَ، أبو الحسن الكوفي، الحافظ. و12/ و443/ و3572 11/ 75/ 2581 حَمَّادُ بنُ مُدْرِكٍ، أَبُو الفَضْلِ الفَارِسِيُّ الفِسِنْجَانِيُّ المحدث. 8/ 96/ 1430 حماد بن مسعدة، أبو سعيد التميمي "الباهلي مولاهم" البصري. 14/ 405/ 4767 حماد بن مسلم بن ددوه، أبو عبد الله الدباس الرحبي. 15/ 466/ 5370 حَمَّادُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ حَمَّادِ بنِ الفضل، أبو الثناء الحراني التاجر السفار. 13/ 369/ 4184 الحمادي: حَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَكِّيِّ بنِ إِسْرَافِيْلَ، أبو علي الحمادي النسفي، شيخ الحنفية. 10/ 428/ 2393 الحمار: أحمد بن موسى بن إسحاق، أبو جعفر التميمي الكوفي الحمار البزاز. 11/ 131/ 2636 حماس بن مروان بن سماك، أبو القاسم الهمداني المغربي، المفتي القاضي. 13/ 305/ 4114 الحمال: رافع بن نصر، أبو الحسن البغدادي المفتي الزاهد.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 490/ 2001 الحمال: هارون بن عبد الله بن مروان، أبو موسى البغدادي التاجر البزاز. 13/ 195/ 3979 ابن حمامة: عمر بن إبراهيم بن سعيد، أبو طالب الزهري الوقاصي. 15/ 68/ 4961 الحمامي: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي نصر، أبو القاسم النيسابوري، الأصبهاني الصوفي المعمر. 16/ 289/ 5701 الحمامي: الأَنْجَبُ بنُ أَبِي السَّعَادَاتِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الرحمن، أبو محمد البغدادي. 14/ 202/ 4547 ابن الحمامي: ثَابِتُ بنُ بُنْدَارَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ بُنْدَارَ، أبو المعالي الدينوري البغدادي. 13/ 128/ 3892 الحمامي: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ حَفْص، أبو الحسن ابن الحمامي البغدادي، مقرئ العراق المحدث. 16/ 240/ 5640 الحمامي: عُمَرُ بنُ كَرَمِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ، أبو حفص بن أبي المجد الدينوري البغدادي الحمامي. 16/ 146/ 5552 ابْنُ الحَمَّامِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن الفرج، أبو جعفر "أبو عبد الله" الهمذاني. 14/ 107/ 4436 حَمْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد بن مهران، أبو الفضل الأصبهاني الحداد. 16/ 287/ - حَمْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ صُدَيْقٍ الحَرَّانِيُّ الحَنْبَلِيُّ. -/ و359/ - 14/ 222/ - حَمْدُ بن عَبْدِ اللهِ بن أَحْمَدَ يَحَنَّه، أبو أحمد الأصبهاني المعبر. 13/ 95/ 3838 حَمْدُ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو نصر الزجاج الحافظ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 496/ 3637 حَمْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ خَطَّابٍ، أبو سليمان البستي الخطابي. 14/ 241/ 4598 حمد بن نصر بن أحمد، أبو العلاء الهمذاني الأعمش الحافظ الأديب. 13/ 249/ 4049 ابن حمدان: الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الله بن حمدان، أبو محمد التغلبي، نائب دمشق. 13/ 450/ 4248 ابْنُ حَمْدَانَ: حُسَيْنُ بنُ حَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْدَانَ التغلبي الأمير الكبير، ناصر الدولة. 12/ 251/ 3336 ابْنُ حَمْدَانَ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ بن علي بن عبد الله بن سنان، أبو العباس الحيري النيسابوري، محدث خوارزم. 13/ 276/ 4087 ابن حمدان: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْدَانَ، أبو طاهر الخراساني. 10/ 433/ 2399 حمدان: مُحَمَّدُ بنُ المُغِيْرَةِ بنِ سِنَانٍ الضَّبِّيُّ الهَمَذَانِيُّ السكري الحنفي الفقيه. 10/ 243/ 2252 حَمْدَانُ الوَرَّاقُ: مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مهران، أبو جعفر البغدادي الوراق الحافظ. 10/ 243/ 22523 حمدون بن أحمد بن عمارة، أبو صالح النيسابوري، شيخ الصوفية. 13/ 329/ 4136 ابن حمدون: محمد بن محمد بن حمدون، أبو بكر السلمي النيسابوري. 9/ 151/ 1835 حمدويه: محمد بن أبان بن وزير، أبو بكر البلخي المستملي. 11/ 156/ 2676 ابْن حَمْدُوَيْه: مُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوَيْه بنِ مُوْسَى بن طريف، أبو رجاء السنجي المروزي الهورقاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 405/ - حمدي اللص. 15/ 66/ 4959 ابْنُ حَمْدِينَ: حَمْدِيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد العزيز بن حمدين، أبو جعفر الثعلبي القاضي بقرطبة. 14/ 319/ 4667 ابْنُ حَمْدِيْنَ: مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العزيز بن حمدين أبو عبد الله الأندلسي المالكي قاضي الجماعة. 15/ 408/ 5321 ابْنُ حَمَدِيَّةَ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حمدية، أبو منصور العكبري البغدادي. 15/ 408/ 5322 ابن حمدية: إِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمَديَّة، أبو طاهر العكبري البغدادي. 5/ 101/ 441 حمران بن أبان الفارسي الفقيه، مولى أمير المؤمنين عثمان بن عفان. 15/ 152/ 5067 حمزة بن أحمد بن فارسي بن المنجا بن كروس، أبو يعلى السلمي الدمشقي. 15/ 150/ 5063 حمزة بن أسد بن علي، أبو يعلى التميمي الدمشقي، ابن القلانسي الكاتب. 100/ 311/ 2315 أبو حمزة البغدادي: محمد بن إبراهيم البغدادي الصوفي. 6/ 25/ 744 حمزة بن بيض الحنفي الكوفي، الشاعر الماجن. 6/ 529/ 1039 حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل، أبو عمارة التيمي مولاهم الكوفي الزيات شيخ القراءة. 7/ 68/ 1142 أبو حمزة السكري: محمد بن ميمون المروزي الحافظ. 14/ 337/ 4689 حمزة بن العباس بن علي، أبو محمد العلوي الحسيني الأصبهاني الصوفي. 13/ 53/ 3784 حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد بن حمزة، أبو يعلى المهلبي النيسابوري شيخ الأطباء.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 3/ 11/ 20 حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبِ الصحابي. 16/ 20/ 5409 حَمْزَةُ بنُ عَلَيِّ بنِ حَمْزَةَ بنِ فَارِسٍ، أبو يعلى ابن القبيطي الحراني البغدادي شيخ القراء. 15/ 133/ 5048 حَمْزَةُ بنُ عَلِيِّ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ حسن بن علي، أبو يعلى الثعلبي الدمشقي البزاز بن الحبوبي. 16/ 349/ 5786 حَمْزَةُ بنُ عُمَرَ بنِ عَتِيْقِ بنِ أَوْسٍ، أَبُو القَاسِمِ الأَنْصَارِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ المَالِكِيُّ الغَزَّالُ الدَّلاَّلُ. 12/ 7/ 3041 حمزة بن القاسم بن عبد العزيز، أبو عمر الهاشمي البغدادي، إمام جامع المنصور. 6/ 117/ 791 أَبُو حَمْزَةَ القَصَّابُ: عِمْرَانُ بنُ أَبِي عَطَاءٍ الواسطي. 16/ 225/ - حمزة بن أبي لقمة الفقيه. 15/ 70/ 4967 حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بحسول، أَبُو الفَتْحِ الهمذاني. 14/ 234/ - حمزة بن محمد، أبو يعلى الزينبي. 13/ 148/ 3924 حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَاهِرٍ، أَبُو طَاهِرٍ البغدادي الدقاق الحافظ. 12/ 90/ 3139 حمزة بن محمد بن العباس، أبو أحمد البغدادي العقبي الدهقان. 14/ 282/ 4631 حمزة بن محمد بن علي، أبو يعلى العباسي الزينبي، شيخ بني هاشم المعمر. 12/ 241/ 3328 حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ العَبَّاسِ، أبو القاسم الكناني المصري الحافظ. 11/ 93/ 2605 حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى، أَبُو عَلِيٍّ الجرجاني البغدادي، الكاتب المعمر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 351/ 4167 حمزة بن محمد، أبو يعلى الجعفري الهاشمي، عالم الإمامية، ومن دعاة الشيعة. 14/ 394/ 4750 حمزة بن هبة الله بن مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ بنِ دَاوُدَ العَلَوِيّ الحُسَيْنِيّ النيسابوري. 13/ 163/ 3935 حَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى بن إبراهيم بن محمد، أبو القاسم القرشي السهمي. 12/ 445/ 3575 ابن حمشاذ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حمشاذ، أبو منصور النيسابوري الشافعي الزاهد. 13/ 238/ 4034 ابن حمصه: علي بن عمر، أبو الحسن الحراني المصري الصواف المعمر. 10/ 201/ 2194 حمك: مُحَمَّد بن عَبْد الوَهَّابِ بن حَبِيْب بن مهران، أبو أحمد العبدي الفراء النيسابوري الحافظ الأديب. 15/ 312/ 5212 ابْنُ حَمَكَا: مَحْمُوْدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ بنِ عمر بن حمكا، أبو الوفاء الأصبهاني. 10/ 426/ 2391 حمكويه: أحمد بن المبارك، أبو عمرو المستملي النيسابوري الحافظ الزاهد. 3/ 472/ - حمنة بنت جحش بن رياب. 12/ 527/ 3672 ابْنُ حَمَّةَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ أحمد بن حمة، أبو الحسين الخلال البغدادي. 16/ 403/ 5826 ابْنُ حَمُوْدٍ: عَبْدُ المُحْسِنِ بنُ حَمْوُدِ بنِ المحسن بن علي، أبو الفضل التنوخي الحلبي الدمشقي. 14/ 139/ 4470 الحموي: محمد بن المظفر بن بكران، أبو بكر الشامي الحموي الشافعي قاضي القضاة الزاهد المفتي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 441/ 3569 ابن حمويه: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمُّوَيْه بنِ يوسف بن أعين، أبو محمد، خطيب سرخس. 16/ 336/ 5765 ابن حمويه: عبد الله "عبد السلام" بن أبي الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمويه أبو محمد الجويني، الخراساني، الدمشقي الصوفي. 16/ 337/ 5766 ابن حمويه: عمر بن محمد بن عمر بن حمويه، أبو الفتح الصاحب، شيخ الشيوخ. 14/ 407/ 4770 ابن حمويه: مُحَمَّدُ بنُ حَمُّويَه بن مُحَمَّدِ بنِ حَمُّوْيَه، أبو عبد الله الجويني الصوفي. 16/ 100/ 5500 ابْنُ حَمُّوَيْه: مُحَمَّدُ بنُ عُمَر بنِ عَلِيٍّ بن محمد بن حمويه، أبو الحسن الجويني الشافعي. 6/ 302/ 909 حميد بن أبي حميد الطويل، أبو عبيدة البصري الحافظ. 9/ 438/ 1966 حميد بن زنجويه: حميد بن مخلد بن قتيبة، أبو أحمد الأزدي النسائي الحافظ. 4/ 97/ 193 أبو حميد الساعدي الأنصاري المدني الصحابي الفقيه. 5/ 170/ 479 حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري التابعي. 5/ 170/ 478 حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. 13/ 284/ 4098 حُمَيْدُ بنُ المَأْمُوْنِ بنِ حُمَيْدِ بنِ رَافِعٍ، أبو غانم القيسي الهمذاني النحوي. 9/ 438/ 1966 حميد بن مخلد بن قتيبة، أبو الحسن الأزدي النسائي= حميد بن زنجويه. 9/ 404/ - حميد بن مسعدة. 6/ 56/ 762 حُمَيْدُ بنُ هِلاَلِ بنِ سُوَيْدِ بنِ هُبَيْرَةَ، أبو نصر العدوي البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 513/ 1027 ابن أم حميدة: أشعب الطمع ابن جبير المدني. 9/ 31/ 1749 الحُمَيْدِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ بنِ عِيْسَى بن عبيد الله بن أسامة، أبو بكر القرشي الأسدي الحميدي المكي الحافظ، الفقيه، صاحب "المسند". 14/ 157/ 4486 الحيدي: محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد، أبو عبد الله الأزدي الحميدي الأندلسي الميورقي الفقيه الظاهري. 11/ 353/ 2851 الحميري: علي بن محمد بن هارون، أبو الحسن الحميري الكوفي الحافظ القاضي. 13/ 98/ 3843 الحناط: خَلَفُ بنُ عُمَرَ بنِ خَلَف بن مُحَمَّد بن إبراهيم، أبو بكر الهمذاني الحناط. 13/ 346/ 4159 الحنائي: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحُسَيْنِ، أبو القاسم الحنائي الدمشقي. 12/ 563/ 3716 الحنائي: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ هلال، أبو بكر البغدادي الحنائي الأديب. 13/ 218/ 4005 الحنائي: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حُسَيْنٍ، أبو الحسن الدمشقي الحنائي الزاهد. 14/ 327/ 4678 الحنائي: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو طاهر الحنائي الدمشقي. 10/ 244/ 2254 حَنْبَلُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ حَنْبَلِ بنِ هِلاَلِ بنِ أَسَدٍ، أَبُو علي الشيبلاني الحافظ. 16/ 14/ 5402 حَنْبَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ فَرَجِ بنِ سعادة، أبو علي "أبو عبد الله" الواسطي البغدادي الرصافي. 15/ 84/ 4982 حنبل بن علي، أبو جعفر البخاري السجستاني الصوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 436/ 3563 ابن جنزابة: جعفر بن أَبِي الفَتْحِ الفَضْلُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ موسى بن الحسن أبو الفضل البغدادي الحافظ، الوزير الأكمل. 5/ 292/ 560 حَنَشُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ حنظلة، أبو رشدين السبائي الصنعاني. 6/ 415/ 970 حنظلة: بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية الجمحي المكي الحافظ. 5/ 55/ 404 ابن الحنفية: محمد بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم القرشي الهاشمي المدني. 10/ 455/ 2424 أَبُو حنيفَة: أَحْمَد بن دَاوُدَ الدِّيْنَوَرِيّ النَّحْوِيّ. 12/ 209/ 3286 أبو حنيفة الصغير: محمد بن عبد الله بن محمد أبو جعفر البلخي، شيخ الحنفية. 6/ 452/ 994 أَبُو حَنِيْفَةَ: النُّعْمَانُ بنُ ثَابِتِ بنِ زُوْطَى التيمي الكوفي، فقيه الملة، عالم العراق. 10/ 133/ 2142 حنين بن إسحاق العبادي النصراني. 15/ 296/ 5189 ابن حنين: علي بن أحمد بن حنين، أبو الحسن الكناني القرطبي المالكي المقرئ. 10/ 355/ 2340 الحنين: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُوْسَى بنِ أَبِي الحنين، أبو جعفر الحنيني الكوفي الحافظ. 12/ 172/ 3256 ابن أبي الحواجب: جمح بن القاسم بن عبد الوهاب، أبو العباسي الجمحي الدمشقي المؤذن. 9/ 473/ 1989 ابن أبي الحواري: أحمد بن عبد الله بن ميمون، أبو الحسن الثعلبي الغطفاني الدمشقي الزاهد.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 62/ 1781 حَوْثرَةُ بنُ أَشْرَسَ بنِ عَوْنِ بنِ مُجَشِّرِ بن حجين، أبو عامر العدوي البصري. 12/ 41/ 3090 الحوراني: مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بن معاوية، أبو الطيب الكلابي الحوراني السامري المعمر. 14/ 279/ 4628 الحوري: خَمِيْسُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ الحسن، أبو الكرم الحوزي الواسطي الحافظ. 15/ 292/ 5182 ابن حوشكاش: عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خضر بن مسافر، أبو الخطاب العليمي الدمشقي السفار. 8/ 420/ 1626 الحَوْضِيُّ: حَفْصُ بنُ عُمَرَ بنِ الحَارِثِ بنِ سخبرة، أبو عمر الأزدي النمري. 16/ 159/ 5568 ابن حوط الله: دَاوُدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ بنِ عَبْدِ الرحمن بن سليمان، أبو سليمان بنِ حَوْطِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ الحَارِثِيُّ البَلَنْسِيُّ الأُنْدِيُّ الحافظ القاضي. 16/ 78/ 5471 ابْنُ حَوْطِ اللهِ: عَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ بن داود حوط الله، أبو محمد الأنصاري الحارثي الأندلسي الأندي الحافظ. 10/ 302/ 2300 الحوطي: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ يَزِيْدَ بنِ فصيل، أبو عبد الله الحوطي. 10/ 302/ 2299 الحَوْطِيُّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ نَجْدَةَ، أبو عبد الله الحوطي الحمصي. 13/ 194/ 3975 الحوفي: علي بن إبراهيم بن سعيد، أبو الحسن الحوفي النحوي. 4/ 133/ 207 حويطب بن عبد العزى القرشي العامري، الصحابي المعمر. 5/ 514/ 701 حي بن هانئ بن ناضر، أبو قبيل المعافري اليماني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 547/ 3702 أَبُو حَيَّانَ التَّوْحِيْدِيُّ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العباس البغدادي الصوفي الضال الملحد. 13/ 469/ 4271 ابْنُ حَيَّانَ: حَيَّانُ بنُ خَلَفِ بنِ حُسَيْنٍ بن حيان، أبو مروان الأموي مولاهم القرطبي الأخباري الأديب. 15/ 360/ 5268 حَيَاةُ بنُ قَيْسِ بنِ رَجَّالِ بنِ سُلْطَانٍ الأنصاري الحراني 13/ 409/ 4216 ابْنُ حِيْدٍ: بَكْرُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَيْدٍ، أبو منصور النيسابوري المؤتمن. 13/ 119/ 3876 ابْنُ حِيْدٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَيْدٍ بن عبد الجبار، أبو بكر النيسابوري، الجوهري الصيرفي المجاهد. 14/ 190/ 4525 ابن حيد: مَنْصُوْرُ بنُ بَكْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَيْدٍ، أبو أحمد النيسابوري. 13/ 366/ 4178 حيدرة بن الحسين الأمير المؤيد. 13/ 492/ 4298 حَيْدَرَةُ بنُ عَلِيٍّ، أَبُو المُنَجَّا القَحْطَانِيُّ الأَنْطَاكِيُّ، إمام أهل التعبير. و14/ و7/ و4326 15/ 200/ - حيدرة بن عمر الزيدي، أبو المناقب. 15/ 382/ 5287 ابن حيدرة: محمد بن أبي المناقب حيدرة بن عمر بن إبراهيم، أبو المعمر الزيدي العلوي الكوفي. 15/ 66/ 4957 حيدرة بن مفرج بن حسن، الوزير ابن الصوفي الدمشقي. 14/ 45/ - حيدرة بن منزه، حصن الدولة. 13/ 102/ 3848 الحيري: أحمد بن أبي علي الحسن بن أَبِي عَمْرٍو أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو بكر الحرشي الحيري النيسابوري الشافعي مسند خراسان. 12/ 143/ 3217 ابن الحيري: أحمد بن أبي بكر محمد بن سعيد بن إسماعيل، أبو سعيد الحيري النيسابوري الحافظ الشهيد.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 203/ 3990 الحيري: إسماعيل بن أحمد، أبو عبد الرحمن النيسابوري الحيري الضرير الزاهد المفسر. 11/ 479/ 2955 الحيري: محمد بن أبي عثمان سعيد بن إسماعيل، أبو بكر النيسابوري الحافظ الزاهد. 15/ 299/ 5192 الحَيْصَ بَيْصَ: سَعْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ بن صيفي، أبو الفوارس التميمي الأديب الفقيه الشافعي الشاعر المشهور. 12/ 34/ 3081 ابن حيكان: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدِ بن حيكان، أبو علي النيسابوري. 12/ 9/ 3048 ابْنُ حيّكُويه: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا، أبو الحسن الرازي الشافعي القاضي. 13/ 494/ 4301 ابن حبوس: محمد بن محمد بن حيوس، أبو الفتيان الغنوي الدمشقي الشاعر. 11/ 253/ 2746 ابْنُ حَيُّوْنَ: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَيُّوْنَ، أبو عبد الله الأندلسي الحجازي الحافظ. 6/ 461/ 996 حيوة بن شريح بن صفوان، أبو زرعة التجيبي المصري، شيخ الديار المصرية. 9/ 63/ 1782 حيوة بن شريح بن يزيد، أبو العباس الحضرمي الشاعر الحمصي. 12/ 388/ 3501 ابْنُ حَيُّوْيَه: مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدٍ بن زكريا بن يحيى، أبو عمر البغدادي الخزاز بن حيويه. 12/ 141/ 3314 ابن حيويه: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ زَكَرِيَّا بنِ حيويه، أبو الحسن النيسابوري المصري الشافعي. 10/ 61/ 2116 حيويه: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مُوْسَى الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، الحَافِظُ المجود.

حرف الخاء

حرف الخاء: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 59/ - الخاتون بنت أثر معين الدين الطغتكيني، عصمة الدين. 16/ 99/ 5499 خاتون بن أيوب بن شاذي، أخت السلاطين، ست الشام. 16/ 478/ 5937 الخاتون بنت الملك الكامل محمد بن الملك السعيد عبد الملك. 5/ 258/ 537 خَارِجَةُ بنُ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، أَبُو زَيْدٍ الأنصاري النجاري المدني، أحد الفقهاء السبعة. 7/ 28/ 1114 خارجة بن مصعب بن خارجة، أبو الحجاج الضبعي السرخسي. 10/ 523/ 2488 أبو خازم السكوني: عبد الحميد بن عبد العزيز البصري ثم البغدادي الحنفي، قاضي القضاة. 14/ 411/ 4776 أَبُو خَازِمٍ بنُ الفَرَّاءِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ بن الحسين بن الفراء البغدادي الحنبلي. 14/ 197/ - خازم بن محمد، أبو بكر القرطبي. 14/ 349/ 4703 ابن الخازن: أحمد بن محمد بن الفضل بن الخازن، أبو الفضل الدينوري البغدادي الشاعر الأديب. 9/ 170/ 1849 الخَازِنُ: الحَارِثُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن عقيل، أبو الحسن الهمذاني. 16/ 351/ 5788 ابن الخازن: محمد بن سعيد بن أبي البقاء الموفق بن علي بن الخازن، أبو بكر النيسابوري البغدادي الصوفي. 14/ 152/ 4484 ابْنُ الخَاضِبَةِ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الباقي بن منصور، أبو بكر البغدادي الدقاق الحافظ. 11/ 290/ 2780 ابن خاقان: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ خَاقَانَ، أبو القاسم الخاقاني الوزير الكبير.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 219/ 2221 ابن خاقان: عبيد الله بن يحيى بن خاقان، أبو الحسن التركي البغدادي، الوزير الكبير. 11/ 397/ 2899 الخاقاني: مُوْسَى بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ خاقان، أبو مزاحم الخاقاني الحافظ البغدادي المقرئ المحدث. 10/ 292/ 2284 خالد بن أحمد، أبو الهيثم الذهلي، الأمير، صاحب ما وراء النهر. 7/ 484/ 1318 أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: سُلَيْمَانُ بنُ حَيَّانَ الأَزْدِيُّ الكوفي الحافظ. 4/ 461/ 320 أم خالد بنت خالد بنِ أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ، القرشية الأموية المكية، الحبشية المولد "أمة" الصحابية. 6/ 620/ 1082 خَالِدُ بنُ بَرْمَكَ، أَبُو العَبَّاسِ الفَارِسِيُّ، الوَزِيْرُ الكبير. 3/ 119/ 22 خالد بن البكير "ابن أبي البكير" بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة الصحابي. 7/ 551/ 1354 خَالِدُ بنُ الحَارِثِ بنِ عُبَيْدِ بنِ سُلَيْمَانَ بن عبيد بن سفيان، أبو عثمان الهجيمي البصري. 8/ 449/ 1699 خالد بن خداش بن عجلان، أبو الهيثم المهلبي مولاهم البصري الحافظ. 9/ 45/ 1761 خَالِدُ بنُ خَلِيٍّ، أَبُو القَاسِمِ الكَلاَعِيُّ الحِمْصِيُّ، القاضي الحافظ. 4/ 52/ 179 خَالِدُ بنُ زَيْدِ بنِ كُلَيْبِ بنِ ثَعْلَبَةَ بن عبد عمرو، أبو أيوب الأنصاري الخزرجي النجاري البدري. 12/ 136/ 3204 خالد بن سعيد، أبو القاسم الأندلسي القرطبي. 3/ 160/ 53 خالد بن سعد بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ، أَبُو سَعِيْدٍ القُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ أَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 105/ 784 خَالِدُ بنُ سَلَمَةَ بنِ العَاصِ بنِ هِشَامِ بن المغيرة، أبو سلمة القرشي المخزومي الكوفي الفأفاء. 6/ 343/ 940 خالد بن صفوان الأهتم، أبو صفوان المنقري الأهتمي البصري. 8/ 93/ 1427 خالد بن عبد الرحمن، أبو الهيثم "أبو محمد" الخراساني المروروذي. 7/ 295/ 1241 خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يزيد، أبو الهيثم "أبو محمد المزني مولاهم الواسطي الطحان". 6/ 145/ 806 خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ بنِ أسد بن كرز، أبو الهيثم البجلي القسري الدمشقي، الأمير الكبير. 14/ 192/ - خالد بن عبد الواحد، أبو طاهر التاجر. 6/ 597/ 1071 خَالِدُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ أَسِيْدٍ، أبو أمية القرشي الأموي البصري. 9/ 100/ - خالد بن عمرو السلفي. 6/ 108/ 787 خالد بن أبي عمران التجيبي، أبو عمر "أبو محمد" التونسي. 8/ 493/ 1692 أَبُو خَالِدٍ الفَرَّاءُ: يَزِيْدُ بنُ صَالِحٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ. 11/ 115/ 2625 خَالِدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدِ بنِ كُوْلَخْشَ، أبو محمد الختلي الصفار المسند. 15/ 384/ - خَالِد بن مُحَمَّدِ بنِ نَصْر ابْن القَيْسَرَانِيّ الحلبي، الوزير المنشئ موفق الدين. 8/ 345/ 1592 خالد بن مخلد، أبو الهيثم البجلي الكوفي القطواني، الحافظ المكثر. 9/ 384/ - خالد بن مرداس.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5/ 321/ 584 خالد بن معدان بن أبي كرب، أبو عبد الله الكلاعي الحمصي، شيخ أهل الشام. 5/ 245/ 532 خالد بن مهاجر بن سيف الله خالد بن الوليد المخزومي. 3/ 319/ 921 خَالِدُ بنُ مِهْرَانَ، أَبُو المُنَازِلِ البَصْرِيُّ الحَذَّاءُ الحافظ. 6/ 223/ 83 خالد بن الوليد بنَ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ، أبو سليمان القرشي المخزومي المكي، الصحابي، سيف الله. 3/ 128/ 1446 خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ خَالِدِ بنِ عَبْدِ الله بن أسد البجلي القسري الدمشقي. 8/ 132/ 1457 خالد بن يزيد السلمي. 8/ 130/ 1449 خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ صَالِحِ بنِ صُبَيْحٍ، أبو هاشم المري. 8/ 130/ 1450 خَالِدُ بنُ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي مَالِكٍ الهمداني. 8/ 132/ 1455 خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ، أَبُو عَبْدِ الرَّحِيْمِ المِصْرِيُّ. 8/ 132/ 1456 خالد بن يزيد العتكي. 8/ 131/ 1454 خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ عُمَرَ بنِ هُبَيْرَةَ الفرازي. 8/ 131/ 1453 خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ الكَاهِلِيُّ، أَبُو الهَيْثَمِ الكَحَّالُ الكوفي. 8/ 131/ 1452 خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ مُسْلِمٍ الغَنَوِيُّ البَصْرِيُّ. 5/ 224/ 522 خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سفيان، أبو هاشم القرشي الأموي الدمشقي. و8/ و129/ و1447 8/ 131/ 1451 خالد بن يزيد، أبو الهيثم "أبو الوليد" العدوي العمري المكي. 8/ 130/ 1448 خالد بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك. 13/ 399/ 4202 ابْنُ الخَالَةِ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْلٍ بن بشران، أبو غالب الواسطي اللغوي الحنفي شيخ الأدب.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 298/ 4644 خالوه: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ بَدْرَانَ بنِ عَلِيٍّ، أبو بكر الحلواني البغدادي المقرئ. 13/ 251/ 4054 خاموش: أحمد بن الحسن بن محمد، أبو حاتم الرازي البزاز الحافظ. 12/ 40/ 3089 الخامي: أحمد بن محمد بن عمرو، أبو الطاهر المديني المصري المحدث المعمر. 14/ 161/ 4487 الخان أحمد، صاحب سمرقند. 4/ 6/ 158 خَبَّابُ بنُ الأَرَتِّ بنِ جَنْدَلَةَ بنِ سَعْدٍ، أبو يحيى التميمي الصحابي. 13/ 302/ 4109 الخبازي: محمد بن علي بن محمد، أبو عبد الله النيسابوري، شيخ القراء. 14/ 66/ 4383 الخبري: عبد الله بن إبراهيم، أبو حكيم الخبري الشافعي، إمام الفرضيين. 15/ 372/ 5277 الخبوشاني: محمد بن موفق بن سعيد، أبو البركات الخبوشاني الشافعي نجم الدين الصوفي. 3/ 153/ 45 خُبَيْبُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَامِرِ بنِ مَجْدَعَةَ الأنصاري الصحابي الشهيد. 3/ 307/ 94 خُبَيْبُ بنُ يِسَافِ بنِ عِنَبَةَ بنِ عَمْرٍو بن خديج الأنصاري الخزرجي الصحابي. 10/ 288/ 2282 الخَبِيْثُ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العبدي، طاغية الزنج. 11/ 500/ 2981 خت البلخي: زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى، أبو يحيى البلخي الشافعي، قاضي دمشق.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 216/ 2214 الختلي: إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، أبو إسحاق الختلي السرمرائي الحافظ. 10/ 409/ 2374 الخُتُّلِيُّ: إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خازم بن سنين، أبو القاسم الختلي البغدادي. 12/ 43/ 3094 الخُتُّلِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو عبد الله البغدادي ابن الختلي الحافظ. 12/ 486/ 3624 الختن: محمد بن الحسن بن إبراهيم، أبو عبد الله الإستراباذي الجرجاني الشافعي. 11/ 323/ 821 الخثعمي: محمد بن الحسين بن حفص، أبو جعفر الخثعمي الكوفي الأشناني. 10/ 269/ 2270 الخجستاني: أحمد الجبار الظالم، صاحب نيسابور. 16/ 316/ 5734 الخجندي: ثابت بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ محمد، أبو سعد ابن الخجندي الأصبهاني. 15/ 149/ 5061 الخُجَنْدِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ بنِ مُحَمَّدٍ بن ثابت، أبو بكر الخجندي الأصبهاني الشافعي. 15/ 245/ 5153 خَدِيْجَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الكريم، بنت النهرواني المعمرة. 3/ 408/ 112 خديجة أم المؤمنين: أم القاسم بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القُرَشِيَّةُ الأَسَدِيَّةُ، أُمُّ أَوْلاَدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم. 13/ 499/ - خديجة بنت محمد بن علي الشاهجانية الواعظة. 14/ 189/ 4524 ابن خذام: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ خِذَامٍ، أبو الحسن الخذامي البخاري الواعظ. 15/ 114/ 5021 الخراز: أحمد بن أحمد بن علي، أبو علي الحريمي البغدادي، ابن الخراز.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 453/ 2423 الخراز: أحمد بن عيسى، أبو سعيد البغدادي الخراز، شيخ الصوفية. 12/ 107/ 3168 الخُرَاسَانِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن عبد العزيز، أبو محمد الخراساني البغوي البغدادي المحدث. 10/ 505/ 2469 ابن خراش: عبد الرَّحْمَن بن يُوْسُف بن سَعِيْدِ بن خراش، أبو محمد المروزي البغدادي. 15/ 369/ 5275 ابن الخراط: عبد الحق بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ سَعِيْدٍ، أبو محمد الأزدي الأندلسي الإشبيلي الحافظ. 11/ 485/ 2961 الخرائطي: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَهْل بن شاكر، أبو جعفر السامري الخرائطي. 13/ 136/ 3902 الخرجاني: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ، أبو الحسن الأصبهاني الخرجاني المحدث. 10/ 430/ 2396 ابن خرزاذ: عُثْمَان بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّد بن خرزاذ، أبو عمرو الطبري البصري الحافظ. 5/ 54/ 402 خرشة بن الحر الكوفي. 12/ 520/ 3662 ابْنُ خُرَّشِيْذَ قُوْلَه: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن محمد، أبو إسحاق الكرماني الأصبهاني. 12/ 486/ 3623 ابن خرشيذ قوله: أحمد بن عمر بن خرشيذ قوله، أبو علي الأصبهاني. 13/ 137/ 3904 الخرقاني: علي بن أحمد، أبو الحسن الخرقاني البسطامي الزاهد. 15/ 368/ 5273 الحرقي: عبد الرحمن بن علي بن المسلم، أبو محمد اللخمي الدمشقي الشافعي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 313/ 5213 الخرقي: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو الفتح القاسمي الأصبهاني المعمر. 11/ 542/ 3032 الخرقي: عمر بن الحسين بن عبد الله، أبو القاسم البغدادي الخرقي الحنبلي. 13/ 48/ 3778 الخَرْكُوْشِيُّ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو سعد النيسابوري الواعظ. 16/ 70/ 5462 ابن خروف: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ خَرُوْفٍ، أبو الحسن الإشبيلي إمام النحو. 14/ 205/ 4550 خريبة أبو البقاء المعمر بن محمد بن علي بن إسماعيل الكوفي الحبال الخزاز. 8/ 90/ 1426 الخُرَيْبِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ بنِ عَامِرِ بن ربيع، أبو عبد الرحمن الهمذاني الشعبي الكوفي. 16/ 8/ 5389 ابْنُ الخُرَيْفِ: ضِيَاءُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بن الخريف السقلاطوني النجار، أبو علي. 10/ 453/ 2421 الخزاز: أحمد بن علي، أبو جعفر البغدادي الخزاز المقرئ. 6/ 487/ 1013 الخزاز: صالح بن رستم، أبو عامر المزني مولاهم البصري. 12/ 388/ 3501 الخزاز: مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا بن يحيى، أبو عمر البغدادي الخزاز، ابن حيويه المحدث. 10/ 503/ 2466 الخزاعي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بن أَسِيد، أبو العباس الخزاعي الأصبهاني. 9/ 184/ 1866 الخزاعي: أَحْمَدُ بنُ نَصْرِ بنِ مَالِكِ بنِ الهيثَمِ، أبو عبد الله الخزاعي المروزي البغدادي. 11/ 178/ 2703 الخزاعي: إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بن نَافِعٍ، أبو محمد الخزاعي المكي المقرئ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 41/ 2551 الخزاعي: عبيد الله بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ، أبو أحمد الخزاعي الأمير. 13/ 16/ 3739 الخزاعي: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، أبو القاسم الخزاعي البلخي. 14/ 29/ 4349 الخزاعي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ، أبو الفتح المطيري الباهر. 14/ 27/ 4345 ابْنُ خَزْرَجٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ محمد، أبو محمد اللخمي الإشبيلي. 15/ 169/ 5079 الخَزْرَجِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الحَقِّ بنِ أَحْمَدَ بن عبد الرحمن، أبو عبد الله القرطبي المالكي. 16/ 158/ 5564 خزعل بن عسكر بن خليل، أبو المجد الشنائي المصري. 13/ 15/ 3738 ابْنُ خَزَفَةَ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، أبو الحسن الواسطي الصيدلاني. 15/ 179/ 5086 خُزَيفَةُ: عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بنِ الحُسَيْنِ بن الهاطر، أبو المعمر البغدادي الوزان الأزجي. 12/ 89/ 3138 ابْنُ خُزَيْمَةَ: أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ، أبو علي البغدادي. 4/ 100/ 196 خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة، أبو عمارة الأنصاري الخطمي الصحابي. 11/ 225/ 2733 ابْنُ خُزَيْمَةَ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ المُغِيْرَةِ، أبو بكر السلمي النيسابوري الحافظ، الحجة صاحب التصانيف. 12/ 10/ 3050 ابن خزيمة: محمد بن حاتم الكشي. 14/ 404/ 4765 ابن خسرو: الحسين بن محمد بن خسرو، أبو عبد الله البلخي البغدادي. 14/ 261/ 4623 الخسروجردي: إسماعيل بن الحسين، أبو علي البيهقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 459/ 4836 الخسروجردي: الحسين بن أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ فُطَيْمَةَ أبو عبد الله الفقيه. 15/ 151/ 5064 خسروشاه بن بهرام شاه بن مسعود بن محمود صاحب غزنة. 13/ 256/ 4058 خسرو فيروز بن خره فيروز بن فناخسرو بن حسن بن بويه، أبو منصور العزيز. 13/ 341/ 4150 خُسْرُو بنُ أَبِي كَالِيْجَارَ بنِ سُلْطَانِ الدَّوْلَةِ ابن بويه، أبو نصر الملك الرحيم. 12/ 222/ 3306 ابن الخشاب: أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مهدي، أبو الفرج البغدادي. 11/ 494/ 2973 الخشاب: أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال، أبو حامد النيسابوري. 15/ 230/ 5138 ابْنُ الخَشَّابِ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أحمد بن نصر، أبو محمد البغدادي. 13/ 55/ 3788 الخشاب: مُنِيْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ منير، أبو العباس المصري. 7/ 41/ 1127 الخشاب: هشام بن سعد، أبو عباد القرشي. 10/ 240/ 2246 الخُشْكُ: إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بن رزين السلمي النيسابوري. 14/ 182/ 4514 الخشنامي: نصر الله بن أحمد بن عثمان، أبو علي النيسابوري. 12/ 232/ 3319 الخشني: محمد بن حارث بن أسد، أبو عبد الله الحافظ الإمام. 10/ 477/ 2443 الخشني: محمد بن عبد السلام بن ثعلبة، أبو الحسن الأندلسي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 339/ 5770 ابن الخشوعي: إبراهيم بن بركات بن إبراهيم بن طاهر، أبو إسحاق الدمشقي. 15/ 450/ 5362 الخشوعي: بركات بن إبراهيم بن طاهر بن بركات بن إبراهيم، أبو طاهر الدمشقي. 16/ 476/ 5932 ابْنُ الخُشُوْعِيِّ: عَبْدُ اللهِ بنُ بَرَكَاتِ بنِ إبراهيم، أبو محمد الدمشقي الرفاء. 9/ 572/ 2055 خشيش بن أصرم بن الأسود، أبو عاصم النسائي. 14/ 222/ 4571 ابن خشيش: محمد بن عبد الكريم، أبو سعد البغدادي. 15/ 29/ 4908 ابن الخص: أحمد بن محمد بن المختار، أبو تمام العباسي البغدادي. 14/ 300/ 4647 ابن الخص: محمد بن المختار بن محمد بن عبد الواحد بن عبد الله، أبو العز الهاشمي العباسي البغدادي. 10/ 284/ 2278 الخصاف: أحمد بن عمرو بن مهير، أبو بكر الشيباني الفقيه. 12/ 105/ 3166 ابن الخصيب: عبد الله بن محمد بن الحسين، أبو بكر الأصبهاني الفقيه. 13/ 98/ 3844 الخَصِيْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحسين، أبو الحسن المصري. 16/ 21/ 5410 ابن الخصيب: محمد بن الحسين بن أبي الرضا، أبو الفضل القرشي الدمشقي الشافعي. 11/ 499/ 2980 الخَصِيبِيُّ: أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بن الخصيب، أبو العباس الجرجرائي. 6/ 289/ 887 خصيف بن عبد الرحمن، أبو عون الخضرمي الأموي الحراني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 82/ 3130 ابْنُ الَخضِرِ: أَحْمَدُ بنُ الخَضِر بنِ أَحْمَدَ، أبو الحسن النيسابوري. 15/ 54/ 4940 الخَضِرُ بنُ حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحسين، أبو القاسم الأزدي الدمشقي، ابن عبدان. 15/ 267/ 5173 الخَضِرُ بنُ شِبْلِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الواحد، أبو البركات الحارثي الدمشقي، ابن عبد. 16/ 474/ - الخضر بن أبي طالب الحموي، أبو العباس الشهاب الدمشقي. 15/ 200/ - الخضر بن الفضل الصفار الأصبهاني. 16/ 61/ 5446 الخَضِرُ بنُ كَامِلِ بنِ سَالِمِ بنِ سُبَيْعٍ، أبو العباس المعبر الدمشقي السروجي، الدلال. 15/ 312/ - الخضر بن هبة الله بن طاوس المقرئ. -/ و340/ - 13/ 367/ 4180 الخضري: محمد بن أحمد، أبو عبد الله المروزي. 15/ 207/ 5107 ابن خضير: المُبَارَك بن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، أبو طالب البغدادي الصيرفي، البزار. 16/ 278/ 5691 أبو الخطاب بن دحية: عمر بن حسن بن علي الكلبي الداني السبتي. 14/ 280/ 4629 أبو الخطاب: محفوظ بن أحمد بن حسن العراقي، الكلواذاني، الأزجي. 12/ 496/ 3637 الخطابي: حَمْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ خَطَّابٍ، أبو سليمان السبتي. 12/ 215/ 3298 الخطابي: فَارُوْقُ بنُ عَبْدِ الكَبِيْرِ بنِ عُمَرَ، أَبُو حفص البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 94/ 3147 الخطبي: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ يَحْيَى، أبو محمد البغدادي. 9/ 431/ 1963 الخَطْمِيُّ: إِسْحَاقُ بنُ مُوْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ موسى، أبو موسى المدني الفقيه. 13/ 419/ 4229 الخطيب: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ ثَابِتِ بنِ أَحْمَدَ بن مهدي، أبو بكر البغدادي. 16/ 296/ 5710 خطيب دمشق: محمد بن أبي الفضل بن زيد بن ياسين التغلبي الأرقمي الدولعي. 16/ 479/ 5938 ابن خطيب القرافة: عُثْمَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الحسين أبو عمرو الأسدي الدمشقي الناسخ. 16/ 262/ 5671 خطيب الكتان: المُسَلَّمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ، أبو الغنائم النصيبي الدمشقي المازني. 16/ 94/ 5493 الخطيب المالقي: عَبْد اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يحيى، أبو بكر الأنصاري المالقي، ابن القرطبي. 16/ 465/ 5917 خَطِيْبُ مَرْدَا: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَحْمَدَ، أبو عبد الله المقدسي النابلسي الحنبلي. 16/ 9/ 5392 ابْنُ خَطِيْب المَوْصِلِ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو طاهر الطوسي الموصلي الشافعي. 15/ 311/ 5211 خطيب الموصل: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد القاهر أبو الفضل الطوسي البغدادي. 15/ 291/ 5179 الخطيبي: محمد بن عبد الله بن علي، أبو حنيفة الأصبهاني. 15/ 96/ 5000 الخطير: الحسين بن إبراهيم بن خطاب، أبو عبد الله.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 453/ 4827 ابْنُ خَفَاجَةَ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي الفَتْحِ بنِ عبد الله، أبو إسحاق الأندلسي. 12/ 434/ 3561 الخفاف أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ، أبو الحسين النيسابوري. 14/ 238/ 4595 الخفاف: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ القارئ، أبو غالب العدل الهمذاني. 10/ 536/ 2500 الخفاف: أحمد بن نصر بن إبراهيم، أبو عمرو النيسابوري الحافظ. 15/ 395/ 5306 الخفاف: ذاكر بن كامل بن محمد بن حسين، أبو القاسم البغدادي الخفاف. 15/ 409/ 5323 الخفاف: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مُحَمَّدٍ بن الحسين أبو محمد، ابن الصابوني البغدادي. 11/ 56/ 2566 الخَفَّافُ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ السلام، أبو محمد النيسابوري. 13/ 273/ 4080 الخفاف: عمر بن الحسين بن إبراهيم، أبو القاسم البغدادي. 16/ 8/ 5388 الخفاف: يوسف بن مبارك بن كامل، أبو الفتوح البغدادي المقرئ. 12/ 345/ 3453 ابن خفيف: محمد بن خفيف بن اسفكشار، أبو عبد الله الفارسي الشيرازي. 16/ 201/ 5587 الخَفِيْفِيُّ: عَبْدُ المُحْسِنِ بنُ أَبِي العَمِيدِ بنِ خالد، أبو طالب الأبهري. 15/ 99/ 5005 ابْنُ الخَلِّ: مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدٍ بن عبد الله، أبو الحسن البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 167/ 3248 ابن خلاد: أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ خَلاَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، أبو بكر النصيبي مسند العراق. 9/ 565/ - خلاد بن أسلم. 3/ 156/ 48 خلاد بن عمرو بن الجموح الأنصاري الصحابي. 8/ 317/ 1564 خلاد بن يحيى بن صفوان، أبو محمد السلمي الكوفي. 5/ 292/ 558 خلاس بن عمرو الهجري البصري. 9/ 415/ 1946 الخلال: أحمد بن خالد، أبو جعفر البغدادي الفقيه الحنبلي. 11/ 183/ 2712 الخلال: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ بن يَزِيْدَ، أبو بكر البغدادي الحنبلي المصنف. 11/ 513/ 3001 الخلال: حَبْشُونُ بنُ مُوْسَى بنِ أَيُّوْبَ، أَبُو نَصْرٍ البغدادي. 13/ 233/ 4028 الخلال: الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ، أبو محمد البغدادي. 14/ 420/ 4787 الخلال: الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ محمد بن علي، أبو عبد الله الأصبهاني الأسري. 13/ 236/ 4031 الخلال: الحسين بن محمد بن الحسن، أبو عبد الله البغدادي المؤدب. 6/ 190/ 833 الخلال: حفص بن سليمان، أبو سلمة الهمداني الكوفي. 13/ 467/ 4269 ابْنُ الخَلاَّلِ: عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ محمد بن الحسن، أبو القاسم البغدادي. 12/ 356/ 3460 الخلال: مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَيَّانَ، أبو بكر البغدادي. 13/ 126/ 3888 ابن الخلال: محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن يحيى، أبو بكر الطائي الدمشقي الداراني. 15/ 218/ 5122 ابن الخلال: يوسف بن محمد، أبو حجاج المصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 104/ 4432 الخلالي: إبراهيم بن عثمان بن إبراهيم، أبو القاسم الجرجاني. 12/ 115/ 3180 الخلدي: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نُصَيْر بنِ قَاسم، أبو محمد البغدادي. 14/ 135/ 4465 الخلعي: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو الحسن الموصلي المصري. 16/ 10/ 5394 خلف بن أحمد بن حمد، أبو المفاخر الأصبهاني الفراء. 14/ 21/ 4336 ابْنُ خَلَفٍ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الله بن عمر، أبو بكر الشيرازي النيسابوري. 12/ 546/ 3701 خَلَفُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ اللَّيْث ملك سجستان. 8/ 210/ 1524 خلف بن أيوب، أبو سعيد العامري البلخي. 8/ 342/ 1588 خلف بن تميم، أبو عبد الرحمن التميمي الكوفي. 7/ 399/ 1262 خلف بن خليفة بن صاعد، أبو أحمد الأشجعي الكوفي. 9/ 173/ 1852 خلف بن سالم، أبو أحمد السندي البغدادي. 15/ 338/ 5247 خَلَفُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَسْعُوْدِ بنِ موسى، أبو القاسم الأندلسي القرطبي ابن بشكوال. 13/ 98/ 3843 خَلَفُ بنُ عُمَرَ بنِ خَلَف بن مُحَمَّد، أبو بكر الهمذاني الخناط. 10/ 546/ 2516 خلف بن عمرو، أبو محمد العكبري. 13/ 194/ 3977 خلف بن أبي القاسم، أبو سعيد البراذعي الأزدي القيرواني. 12/ 544/ 3698 خَلَفُ بنُ القَاسِمِ بنِ سَهْلٍ، أَبُو القَاسِمِ بن الدباغ الأزدي الأندلسي القرطبي. و13/ و40/ و3773 12/ 168/ 3249 خَلَفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو صالح البخاري الخيام. و12/ و258/ و3343

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 51/ 3781 خَلَفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْدُوْنَ، أبو علي الواسطي. 10/ 329/ 2330 خلف بن محمد بن عيسى، أبو الحسين الواسطي كردوس. 9/ 6/ 1740 خلف بن هشام ثعلب "طالب بن غراب" أبو محمد البغدادي البزار المقرئ. 16/ 332/ 5744 ابن خلفون: محمد بن إسماعيل بن محمد، أبو بكر الأزدي الأندلسي الأونبي. 7/ 427/ 1293 الخلقاني: إسماعيل بن زكريا، أبو زياد الكوفي. 6/ 598/ 1072 خليد بن دعلج: أبو حلبس البصري. 9/ 536/ 2031 الخليع: الحسين بن الضحاك، أبو علي الباهلي البصري الشاعر. 9/ 377/ 1918 خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطِ بنِ خَلِيْفَةَ بنِ خَيَّاطٍ، أبو عمرو العصفري البصري شباب. 11/ 6/ 2521 أبو خليفة: الفضل بن الحُبَابِ عَمْرُو بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْبٍ الجُمَحِيُّ البصري. 15/ 316/ 5219 خليفة "أحمد" بن المسلم بن رجاء، أبو طالب اللخمي. 16/ 287/ - خليل بن أحمد الجوسقي. 7/ 97/ 1162 الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيْدِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ البصري. 12/ 406/ 3529 الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الخَلِيْلِ، أبو سعيد السجزي قاضي سمرقند. 15/ 406/ 5318 خليل بن بدر بن ثابت، أبو سعيد الأصبهاني الراراني. 14/ 226/ 4577 الخليل بن عبد الجبار بن عبد الله، أبو إبراهيم التميمي القزويني. 13/ 278/ 4090 الخَلِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الخليل، أبو يعلى الخليلي القزويني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 450/ 5898 ابن خليل: محمد بن أحمد، أبو الخطاب السكوني الأندلسي. 8/ 61/ 1397 الخليل بن موسى الباهلي البصري. 14/ 134/ 4464 الخليلي: أحمد بن محمد بن محمد، أبو القاسم البلخي الدهقان. 13/ 278/ 4090 الخَلِيْلِيُّ: الخَلِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بن الخليل، أبو يعلى القزويني. 10/ 470/ 2436 خمارويه: بن أحمد بن طولون التركي، أبو الجيش. 15/ 299/ 5193 الخمصري: عبد الرحمن بن محمد بن مسعود بن أحمد، أبو حامد المروزي البنجديهي الخمقري، أبو المسعودي. 12/ 326/ 3423 ابْنُ خَمِيْرَوَيْه: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد، أبو الفضل الهروي. 15/ 94/ 4997 ابن خميس: الحسن بن نصر بن محمد بن حسين، أبو عبد الله الجهني الموصلي. 14/ 279/ 4628 خَمِيْسُ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ الحسن، أبو الكرم الحوزي الواسطي. 10/ 352/ 2337 ابْنُ أَبِي الخَنَاجِرِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يزيد بن مسلم، أبو علي الأنصاري الشامي. 12/ 95/ 3148 ابن خنب: محمد بن أحمد، أبو بكر البخاري البغدادي الدهقان. 4/ 10/ 160 خَوَّاتُ بنُ جُبَيْرِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ أُمَيَّةَ بن البرك، أبو صالح الأنصاري الأوسي الصحابي. 15/ 112/ 5016 خوارزمشاه: أتسز بن محمد نوشتكين صاحب خوارزم.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 295/ 5188 خُوَارِزمْشَاه: أَرْسَلاَنُ بنُ أَتْسِز بنِ مُحَمَّدِ بنِ نوشتكين. 15/ 438/ 5350 خوارزمشاه: تَكش بنُ أَرْسَلاَنُ بنُ أَتْسِز بنِ مُحَمَّدِ بنِ نُوشْتِكِيْنَ السلطان علاء الدين. 16/ 134/ 5534 خُوَارِزْمْشَاه: مُحَمَّدُ بنُ إِيْلَ رِسْلاَنَ بنِ أَتْسِزَ الخوارزمي. 14/ 372/ 4733 خوارزمشاه: محمد بن نوشتكين، أبو الفتح. 16/ 241/ 5641 خوارزمشاه: منكوبري بن محمد بن تكش السلطان الخوارزمي. 13/ 284/ 4097 الخوارزمي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ نُمَيْرٍ، أبو سعيد. 10/ 501/ 2464 الخوارزمي: عبد الله بن أبي الخوارزمي، قاضي خوارزم. 13/ 37/ 3765 الخوارزمي: محمد بن موسى، أبو بكر البغدادي. 14/ 464/ 2842 الخواري: عبد الجبار بن محمد بن أحمد، أبو محمد البيهقي. 13/ 100/ 3846 ابْن خُوَاسْتَى: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرِ بنِ محمد، أبو القاسم الفارسي الأندلسي. 7/ 230/ 1194 الخواص: سلم بن ميمون. 7/ 229/ 1193 الخواص: سليمان العابد. 14/ 104/ 4431 خُوَاهَر زَاذَهْ: مُحَمَّدُ بنُ حُسَيْنِ بن مُحَمَّدٍ، أبو بكر القديدي البخاري. 14/ 318/ 4465 خوروست: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حسين، أبو بكر "أبو الفتح" الأصبهاني. 9/ 55/ 1773 الخوشي "الخشي": محمد بن أسد، أبو عبد الله الإسفراييني. 5/ 285/ 551 الخوفي: جابر بن زيد، أبو الشعثاء اليحمدي الأزدي البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 192/ 3972 الخولاني: أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله، أبو بكر القيرواني. 14/ 252/ 4610 الخولاني: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غلبون، أبو عبد الله القرطبي. 8/ 318/ 1565 الخولاني: إدريس بن يحيى، أبو عمرو الأموي. 10/ 139/ 2145 الخولاني: بَحْر بنُ نَصْرِ بنِ سَابِقٍ، أَبُو عَبْدِ الله المصري المحدث. 13/ 290/ 4105 الخَوْلاَنِيُّ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُثْمَانَ بن غلبون، أبو عبد الله القرطبي. 3/ 504/ 134 خولة: عمارة بن راشد صحابية. 16/ 409/ 5839 الخونجي: محمد بن نامارو بن عبد الملك، أبو عبد الله المصري. 16/ 319/ 5740 الخويي: أحمد بن خليل بن سعادة بن جعفر. 11/ 143/ 2655 أبو الخيار: هارون بن نصر الأندلسي. 12/ 329/ 3427 الخياش: أحمد بن محمد بن سلمة، أبو عبد الله المصري. 14/ 346/ 4702 ابن الخياط: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن يَحْيَى بن صدقة، أبو عبد الله التغلبي الدمشقي الكاتب الأديب الشاعر. 10/ 355/ 2341 الخياط: أحمد بن مسعود المقدسي، أبو عبد الله المحدث. 15/ 292/ 5181 الخياط: عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ بنِ أَحْمَدَ، أبو نصر اليوسفي البغدادي. 11/ 134/ 2640 الخَيَّاطُ: عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ، أبو الحسين شيخ المعتزلة البغداديين. 14/ 212/ 4560 الخياط: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرازق، أبو منصور البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 507/ 4313 الخياط: محمد بن علي بن محمد، أبو بكر البغدادي الحنبلي. 11/ 344/ 2842 الخياط: محمد بن علي المروزي، أبو عبد الله القاضي الحافظ. 10/ 504/ 2468 خياط السنة: زَكَرِيَّا بن يَحْيَى بن إِيَاس بن سَلَمَة، أبو عبد الرحمن السجزي. 15/ 67/ 4960 خَيَّاطُ الصُّوفِ: مُحَمَّدُ بنُ جَامِعِ بنِ أَبِي نصر، أبو سعد النيسابوري. 12/ 168/ 3249 الخيام: خَلَفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو صالح البخاري. 9/ 390/ 1927 ابن أبي خيثمة: أحمد بن زهير البغدادي الحافظ، أبو بكر صاحب "التاريخ الكبير". 9/ 388/ 1926 أَبُو خَيْثَمَةَ: زُهَيْرُ بنُ حَرْبِ بنِ شَدَّادٍ الحرشي النسائي. 12/ 29/ 3077 خَيْثَمَة بنُ سُلَيْمَانَ بنِ حَيْدَرَة بنِ سُلَيْمَانَ، أبو الحسن القرشي محدث الشام. 5/ 186/ 483 خَيْثَمَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي سَبْرَةَ يزيد بن مالك المذحجي الجعفي الكوفي. 9/ 391/ 1928 ابن أبي خيثمة: محمد بن أحمد بن زهير البغدادي. 16/ 413/ 5848 ابن الخسير: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ سَالِمِ بنِ مَهْدِيٍّ، أبو إسحاق "أبو محمد" البغدادي الأزجي. 12/ 138/ 3207 أبو الخير التيناتي حماد. 13/ 476/ 4279 أَبُو الخَيْرِ الصَّفَّارُ: مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ عبد الله المروزي. 15/ 256/ 5157 أبو الخير: عبد الرحيم بن محمد بن أحمد حمدان الأصبهاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 450/ 2417 خير بن عرفة: أبو طاهر المصري. 15/ 311/ 5210 ابن خسير: مُحَمَّدُ بنُ خَيْرِ بنِ عُمَرَ بنِ خَلِيْفَةَ، أبو بكر اللمتوني الإشبيلي. 11/ 486/ 2964 خير النساج، أبو الحسن البغدادي. 11/ 376/ 2872 ابن خيران: الحسين بن صالح، أبو علي البغدادي. 14/ 150/ 4483 ابن خيرون: أحمد بن الحسن بن أحمد، أبو الفضل ابن الباقلاني. 11/ 132/ 2638 ابن خيرون: محمد بن خيرون، أبو جعفر المعافري القرطبي. 14/ 476/ 4854 ابْنُ خَيْرُوْنَ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ الحسن، أبو منصور البغدادي الدباس.

حرف الدال

حرف الدال: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 274/ 1225 الداخل: عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد المطلب بن مروان، أبو المطرف الأموي القرشي، أمير الأندلس. 15/ 71/ 4969 ابْنُ دَادَا: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حُسَيْنٍ، أبو جعفر الجرباذقاني. 8/ 511/ 1702 دار أم سلمة: أحمد بن حميد، أبو الحسن الطريثيتي الكوفي. 10/ 154/ 2164 الدار بجردي: علي بن الحسن بن موسى بن ميسرة، أبو الحسن الهلالي الخراساني. 8/ 326/ 1571 الداراني: عبد الرحمن بن أحمد "عطية" "عسكر"، أبو سليمان العنسي الزاهد. 15/ 127/ 5036 الداراني: عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم بن عبد الله، أبو محمد الكتاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 328/ 1572 الداراني الكبير: عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون، أبو سليمان العنسي المحدث. 12/ 414/ 3538 الدارقطني: عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَهْدِيِّ، أبو الحسن البغدادي. 16/ 66/ 5455 الدارقزي: الحُسَيْنُ بنُ سَعِيْدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ شُنَيْفِ، أبو عبد الله الأمين. 11/ 297/ 2790 الداركي: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ أبو علي الأصبهاني. 12/ 385/ 3498 الدَّارَكِيُّ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد، أبو القاسم الأصبهاني. 11/ 86/ 2588 الداركي: محمد بن علي بن مخلد بن فرقد، أبو جعفر الأصبهاني. 12/ 125/ 3196 ابن أبي دارم: أحمد بن محمد بن يحيى، أبو بكر التميمي الكوفي. 9/ 562/ 2043 الدارمي: أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ صَخْرِ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو جعفر السرخسي. 11/ 92/ 2602 الدارمي: الحسن بن سليمان بن نافع، أبو معشر. 9/ 557/ 2041 الدَّارِمِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الفضل، أبو محمد صاحب "المسند". 10/ 396/ 2364 الدَّارِمِيُّ: عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ خَالِدِ بنِ سعيد، أبو سعيد التميمي. 13/ 305/ 4115 الدارمي: محمد بن عبد الواحد بن محمد، أبو الفرج البغدادي الشافعي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 104/ 3164 ابْنُ دَاسَةَ: مُحَمَّدُ بنُ بَكْرِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو بكر البصري التمار. 12/ 198/ 3283 ابْنُ الدَّاعِي: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ بن الحسن، أبو عبد الله العلوي الديلمي. 15/ 211/ 5114 ابْنُ الدَّامَغَانِيِّ: جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد، أبو منصور البغدادي. 14/ 25/ 4343 الدامغاني: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بن عبد الوهاب، أبو عبد الله. 13/ 317/ 4127 الداني: عثمان بن سعيد بن عثمان، أبو عمرو القرطبي الحافظ المقرئ. 9/ 369/ - داهر بن نوح الأهوازي. 16/ 227/ 5625 الدَّاهِرِيُّ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْد اللهِ بنِ أحمد بن بكران، أبو الفضل البغدادي. 11/ 150/ 2666 دَاوُدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ دَاوُدَ بنِ يَزِيْدَ، أبو شيبة البغدادي. 16/ 106/ 5506 دَاوُدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرِ بن ثابت، أبو البركات البغدادي الأزجي ابن ملاعب. 10/ 547/ 2517 داود بن الحسين بن عقيل، أبو سليمان الخسروجردي البيهقي مسند نيسابور. 6/ 260/ 859 داود بن الحصين، أبو سليمان الأموي المدني. 9/ 163/ 1844 داود بن رشيد، أبو الفضل الخوارزمي البغدادي الرحالة. 10/ 332/ 2333 أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بنُ الأَشْعَثِ بنِ شَدَّادِ السجستاني "صاحب السنن". 16/ 159/ 5568 دَاوُدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو سليمان البلنسي الأندي: ابن حوط الله. 14/ 183/ 4515 أبو داود: سليمان بن نجاح القرطبي المقرئ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 271/ - دواد بن صلاح الدين الأيوبي -/ و292/ -. 7/ 92/ 1159 داود الطائي بن نصير، أبو سليمان الكوفي. 10/ 276/ 2272 ابن داود الظاهري: محمد بن داود بن علي، أبو بكر مصنف "الزهرة". 10/ 270/ 2271 داود بن علي بن خلف، أبو سليمان البغدادي الأصبهاني الظاهري. 15/ 468/ 5372 داود بن علي بن داود بن المبارك السديد الطيب، أبو المنصور. -/ و469/ - 6/ 160/ 813 داود بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ الهاشمي، أبو سليمان. 16/ 451/ 5901 داود بن عمر بن يوسف، أبو المعاطي الزبيدي المقدسي الدمشقي. 9/ 161/ 1843 دَاوُدُ بنُ عَمْرِو بنِ زُهَيْرِ بنِ عَمْرٍو، أبو سليمان الضبي البغدادي. 16/ 496/ 5963 داود بن عيسى بن العادل، أبو المفاخر الدمشقي الملك الناصر. 12/ 34/ 3082 ابن داود: محمد بن داود بن سليمان، أبو بكر النيسابوري. 16/ 206/ 5596 دَاوُدُ بنُ مَعْمَرِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الفاخر، أبو الفتوح القرشي العبشمي الأصبهاني. 13/ 334/ 4142 داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق السلجوقي التركماني صاحب خراسان. 7/ 92/ 1159 داود بن نصير، أبو سليمان الطائي الكوفي. 6/ 442/ 989 دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ دِيْنَارِ بنِ عُذَافِرٍ، أبو محمد الخراساني. 11/ 295/ 2786 دَاوُدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ بُهْلُوْلِ، أبو سعد التنوخي الأنباري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 393/ 4199 الداودي: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّرِ بنِ محمد، أبو الحسن البوشنجي. 11/ 387/ 2888 الداودي: عبد الله بن أحمد بن محمد المغلس البغدادي، أبو الحسن الظاهري. 15/ 29/ 4910 ابن الدابة: محمد بن علي، أبو غالب البغدادي. 11/ 501/ 2984 الدباج: العباس بن الفضل بن حبيب، أبو الفضل السامري. 16/ 399/ 5818 الدباج: علي بن جابر بن علي، أبو الحسن الإشبيلي. 14/ 61/ 4372 الدباس: أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يوسف بن صدقة، أبو بكر الرحبي. 14/ 364/ 4719 ابن الدباس: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ أحمد، أبو عبد الله البغدادي الشاعر البارع. 15/ 327/ 5234 الدباس: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن نجابن شاتيل، أبو الفتح البغدادي. 14/ 99/ 4424 الدباس: محمد بن علي بن أبي صالح، أبو سعيد البغوي. 12/ 544/ 3698 ابْنُ الدَّبَّاغِ: خَلَفُ بنُ القَاسِمِ بنِ سَهْلٍ، أبو القاسم الأزدي القرطبي الأندلسي. 15/ 53/ 4938 ابْنُ الدَّبَّاغِ: يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ يوسف بن عمر، أبو الوليد اللخمي الأندي. 10/ 452/ 2419 الدبري: إسحاق بن إبراهيم بن عباد، أبو يعقوب الصنعاني. 13/ 193/ 3974 الدبوسي: عبد الله بن عمر بن عيسى، أبو زيد البخاري. 14/ 143/ 4474 الدبوسي: علي بن المظفر بن حمزة بن يزيد، أبو القاسم العلوي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 320/ 5743 الدبيثي: مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ، أبو عبد الله الواسطي. 14/ 415/ 4782 دبيس بن صدقة بن منصور بن دبيس، أبو الأعز الأسدي صاحب الحلة. 14/ 66/ 4382 دبيس بن علي بن مزيد، الأسدي نور الدولة أمير العراق. 13/ 415/ 4223 ابن الدجاجة: محمد بن علي بن علي بن حسن، أبو الغنائم البغدادي محتسب بغدادي. 3/ 151/ 44 أَبُو دُجَانَةَ الأَنْصَارِيُّ: سِمَاكُ بنُ خَرَشَةَ بنِ لوذان بن عبد ود الصحابي. 7/ 225/ 1188 دجين بن ثابت: أبو الغصن اليربوعي البصري: جحا صاحب النوادر. 11/ 486/ 2963 أبو الدحداح: أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يحيى التميمي الدمشقي. 9/ 405/ 1936 دحيم: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَمْرِو بنِ ميمون، أبو سعيد الدمشقي القاضي. 12/ 147/ 3221 ابن دحيم: محمد بن علي، أبو جعفر الشيباني الكوفي. 4/ 140/ 212 دحية بن خليفة بن فروة الكلبي الصحابي المزي. 16/ 297/ 5712 أخو ابن دحية: عُثْمَان بن حَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن فرح، أبو عمر السبتي. 16/ 278/ 5691 ابن دحية: عُمَرُ بنُ حَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الجُمَيِّلِ، أبو الخطاب الكلبي الداني. 12/ 113/ 3177 الدخمسيني: بكر بن محمد بن حمدان، أبو أحمد المروزي الصيرفي. 16/ 235/ 5636 الدّخوَارُ: عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَلِيِّ بنِ حَامِدٍ الدمشقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 32/ 4915 أبو الدر: ياقوت الرومي، مولى عبيد الله بن البخاري. 13/ 107/ 3856 بن دراج: أحمد بن محمد بن العاص، أبو عمر القسطلي الأندلسي. 10/ 521/ 2485 دران: مُحَمَّدُ بنُ مُعَاذ بن سُفْيَان بن المُسْتَهِل، أبو بكر العنزي البصري. 7/ 356/ 1278 الدراوردي: عبد العزيز بن محمد بن عبيد، أبو محمد الجهني. 16/ 219/ 5609 ابْنُ دِرْبَاسٍ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ بنِ عِيْسَى، أبو إسحاق الماراني الكردي المصري. 16/ 38/ 5415 ابْنُ دِرباسٍ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عِيْسَى بنِ درباس بن فير بن جهم أبو القاسم الماراني الكردي قاضي الديار المصرية. 16/ 220/ 5610 ابن درباس: عثمان بن عيسى ضياء الدين الماراني الكردي. 16/ 482/ 5945 ابْنُ دِرْبَاسٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عيسى، أبو حامد الماراني المصري. 13/ 430/ 4230 الدربندي: الحسن بن محمد بن علي، أبو الوليد البلخي. 5/ 159/ 468 أم الدرداء الصغرى: هجيمة "جهيمة" الأوصابية الحميرية الدمشقية. 4/ 13/ 164 أَبُو الدَّرْدَاءِ: عُوَيْمِرُ بنُ زَيْدِ بنِ قَيْسٍ الأنصاري الصحابي. 14/ 316/ 4662 الدرزيجاني: جعفر بن الحسن، أبو الفضل. 12/ 483/ 3619 ابن درستويه: الحسن بن محمد، أبو علي الدمشقي. 12/ 99/ 3156 ابن درستويه: عبد الله بن جعفر، أبو محمد الفارسي النحوي. 11/ 151/ 2668 ابن الدرفس: محمد بن العباس بن الوليد بن محمد، أبو عبد الرحمن الغساني الدمشقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 3/ 513/ 144 درة بِنْتُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبِي لَهَبٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيَّةُ الصحابية. 11/ 398/ 2901 ابْنُ دُرَيْدٍ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ دُرَيْدِ بن عتاهية، أبو بكر الأزدي البصري. 13/ 188/ 3962 الدزبري: نوشتكين بن عبد الله، أبو منصور التركي الأمير عضد الدولة. 6/ 568/ 1052 الدستوائي: هشام بن سنبر، أبو بكر البصري الربعي. 14/ 344/ 4698 الدشنج: عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الهيثم، أبو طاهر الأصبهاني الذهبي. 11/ 501/ 2985 الدعاء: يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد، أبو يوسف الجصاص البغدادي. 9/ 407/ 1937 دعبل بن علي، أبو علي الخزاعي الشاعر. 14/ 425/ 4794 دعلج: إبراهيم بن الفضل، أبو نصر الأصبهاني البار. 12/ 143/ 3219 دَعْلَجُ بنُ أَحْمَدَ بنِ دَعْلَجِ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو محمد السجستاني البغدادي. 15/ 26/ - دعوان بن علي المقرئ. 11/ 341/ 2839 الدَّغُوْلِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو العباس السرخسي شيخ خراسان. 11/ 283/ 2771 الدقاق: أحمد بن عبد الله بن سابور، أبو العباس البغدادي. 14/ 206/ 4552 دقاق بن تتش بن ألب أرسلان، أبو نصر السلجوقي التركي صاحب دمشق شمس الملوك. 13/ 148/ 3924 الدقاق: حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَاهِرٍ، أَبُو طَاهِرٍ البغدادي الحافظ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 89/ 4416 الدقاق: عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد بن ذكري، أبو الفضل البغدادي. 14/ 152/ 4484 الدقاق: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ البَاقِي بنِ منصور، أبو بكر البغدادي ابن الخاضبة. 14/ 345/ 4700 الدَّقَّاقُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو عبد الله الأصبهاني. 15/ 198/ 5099 الدقاق: هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ هِلاَلِ بنِ علي، أبو القاسم العجلي البغدادي. 12/ 213/ 3295 الدقي: محمد بن داود، أبو بكر الدينوري. 10/ 187/ 2183 الدَّقِيْقِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ، أبو جعفر الواسطي. 15/ 260/ 5163 دلال الكتب: سعد بن علي بن قاسم، أبو المعالي الأنصاري الحظيري الشاعر. 7/ 61/ 1139 أبو دلامة الشاعر: زند بن الجون. 15/ 438/ - دلف بن أحمد بن قوفا. 11/ 544/ 3036 دلف "جعفر" بن جحدر "يونس" "دلف" أبو بكر الشبلي. 16/ 308/ 5724 ابْنُ دُلَفَ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ دُلَفَ بنِ أبي طالب، أبو محمد البغدادي. 8/ 543/ 1731 أبو دلف: القاسم بن عيسى العجلي الكرج. 13/ 55/ 3787 ابْنُ الدَّلمِ: صَدَقَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن محمد، أبو القاسم القرشي الدمشقي. 14/ 71/ 4392 ابْنُ دِلْهَاثٍ: أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ أَنَسٍ، أبو العباس العذري الأندلسي الدلائي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 494/ 2004 دلويه: زياد بن أيوب بن زياد، أبو هاشم الطوسي، شعبة الصغير. 13/ 228/ 4019 الدلويي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دلوية، أبو حامد الإستوائي. 16/ 351/ 5789 ابْنُ أَبِي الدَّمِ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن عبد المنعم بن علي الهمداني الحموي. 16/ 200/ 5584 ابْنُ دُمْدُمٍ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أحمد، أبو العباس الربعي التونسي. 13/ 33/ 3761 الدمشقي: إبراهيم بن محمد بن عبيد، أبو مسعود الحافظ. 15/ 223/ 5129 الدمشقي: يوسف بن عبد الله بن بندار، أبو المحاسن الشافعي. 12/ 429/ 3556 الدممي: علي بن حسان بن القاسم أبو الحسن. 12/ 448/ 3581 الدمياطي: محمد بن يحيى بن عمار، أبو بكر. 11/ 139/ 2649 ابن أبي الدميك: محمد بن طاهر بن خالد، أبو العباس البغدادي. 14/ 351/ 4705 ابْنُ الدَّنِفِ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ الله، أبو بكر البغدادي الحنبلي الإسكاف. 10/ 440/ 2408 ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بن عبيد بن سفيان، أبو بكر القرشي البغدادي. 15/ 260/ 5164 ابْنُ الدَّهَّانِ: سَعِيْدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ الدَّهَّانِ، أبو محمد البغدادي. 14/ 450/ 4820 الدَّهَّانُ: عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عبد الله، أبو الحسن النيسابوري البيع.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 357/ 5264 ابْنُ الدَّهَّانِ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَسْعَدَ بنِ علي، أبو الفرج الموصلي الشاعر. 15/ 26/ 4904 الدَّهَّانُ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي الفضل، أبو نصر الهروي. 16/ 104/ 5504 ابْنُ الدَّهَّانِ: المُبَارَكُ بنُ المُبَارَكِ بنِ سَعِيْدٍ بن أبي السعادات، أبو بكر الواسطي. 15/ 291/ - دهبل بن علي بن كاره الحريمي. 12/ 90/ 3139 الدهقان: حمزة بن محمد بن العباس، أبو أحمد البغدادي العقبي. 9/ 186/ 1867 ابن أبي دؤاد: أَحْمَدُ بنُ فَرَجِ بنِ حَرِيْزٍ الإِيَادِيُّ البَصْرِيُّ البغدادي، أبو عبد الله القاص. 16/ 411/ 5843 ابن الدوامي: علي بن هبة الله بن الحسن، الصدر تاج الدين الحاجب. 16/ 410/ 5841 ابن الدوامي: علي بن هبة الله بن الحسن، أبو المعالي البغدادي. 9/ 499/ 2009 الدورقي: أحمد بن إبراهيم بن كثير أبو عبد الله العبدي الحافظ. 10/ 303/ 2301 ابْنُ الدَّوْرَقِيِّ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ كثير، أبو العباس المحدث. 9/ 506/ 2014 الدورقي: يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد، أبو يوسف العبدي القيسي. 9/ 423/ 1955 الدوري: حَفْصُ بنُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صبهان، أبو عمر الأزدي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 152/ 2165 الدوري: عَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَاتِمِ بنِ وَاقِدٍ، أبو الفضل الدوري البغدادي الحافظ. 14/ 322/ 4671 الدوري: محمد بن عبد الباقي بن محمد بن يس، أبو عبد الله البغدادي السمسار. 11/ 478/ 2954 الدوري: مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدِ بنِ حَفْصٍ، أَبُو عَبْدِ الله البغدادي العطار الحافظ. 13/ 85/ 3822 ابْنُ دُوْسْتَ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، أبو عبد الله البغدادي. 15/ 21/ 4895 ابن دوست: إسماعيل بن أحمد بن محمد، أبو البركات النيسابوري شيخ الشيوخ. 13/ 187/ 3960 ابن دوست: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عزيز، أبو سعد النيسابوري. 13/ 164/ 3936 ابْنُ دُوْسْتَ: عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، أبو عمرو البغدادي. 15/ 309/ 5207 الدوشابي: عيسى بن أحمد، أبو هاشم العباسي البغدادي الهراس. 11/ 191/ 2720 الدولابي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادِ بنِ سَعِيْدِ بن مسلم، أبو بشر الرازي الوراق. 9/ 64/ 1784 الدولابي: محمد بن الصباح، أبو جعفر المزني البغدادي. 15/ 448/ 5357 الدَّوْلَعِيُّ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ زَيْدِ بنِ يَاسِيْنَ بنِ زَيْدِ بنِ قَائِدٍ التَّغْلِبِيُّ الأَرْقَمِيُّ المَوْصِلِيُّ. 16/ 296/ 5710 الدَّوْلَعِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الفَضْلِ بنِ زَيْدِ بن ياسين التغلبي الأرقمي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 24/ 4900 الدولعي: مُفْلِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، أبو الفتح البغدادي. 14/ 221/ 4570 الدوني: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدِ بن الحَسَنِ بنِ عبد الرحمن، أبو محمد. 16/ 493/ 5957 الدويدار: أيبك مجاهد الدين الصغير. 11/ 156/ 2678 الدَّوِيْرِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ بن خرشيد، أبو عبد الله النيسابوري. 15/ 74/ 4972 الدويني: عبدان بن زرين بن محمد، أبو محمد المقرئ الضرير. 8/ 283/ 1542 الديباج: محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، أبو جعفر الهاشمي العلوي. 11/ 351/ 2849 الديبلي: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الفضل، أبو جعفر المكي. 10/ 405/ 2370 الدَّيْرَعَاقُوْلِيُّ: عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ الهَيْثَمِ بنِ زِيَادٍ بن عمران، أبو يحيى القطان. 10/ 321/ 2323 ابن ديزيل: إبراهيم بن الحسين بن علي، أبو إسحاق الهمذاني الكسائي. 9/ 183/ 1863 ديك الجن: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ رَغْبَانَ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بن حبيب، أبو محمد الكلبي الحمصي الشاعر. 16/ 202/ 5588 الديلمي: أحمد بن شيرويه بن شهر دار بن شيرويه، أبو مسلم الهمذاني. 14/ 251/ 4609 الديلمي: شيرويه بن شهر دار بن شيرويه، أبو شجاع الهمذاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 23/ 3070 الديلمي: علي بن بويه بن فناخسرو، عماد الدولة، أبو الحسن. 12/ 11/ 3052 ابن دينار: محمد بن عبد الله، أبو عبد الله النيسابوري. 8/ 432/ 1635 دينار: أبو مكيس الحبشي، الأسود المعمر. 10/ 455/ 2424 الدينوري: أحمد بن داود، أبو حنيفة النحوي. 14/ 80/ 4401 الدينوري: أحمد بن عيسى بن عباد، أبو الفضل ابن الأستاذ الهمذاني. 12/ 38/ 3086 الدينوري: أحمد بن مروان، أبو بكر. 14/ 370/ 4729 الدينوري: علي بن عبد الواحد بن أحمد، أبو الحسن البغدادي. 11/ 526/ 3022 الدينوري: عمر بن سهل بن إسماعيل، أبو حفص "أبو بكر" القرميسيني الحافظ. 13/ 468/ 4270 الدِّيْنَوَرِيُّ اللَّبَّانُ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ أبو الحسن. 13/ 494/ 4300 الدينوري: مكي بن جابار، أبو بكر الحافظ الفقيه.

حرف الذال

حرف الذال: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 395/ 5306 ذاكر بن كامل محمد بن حسين، أبو القاسم البغدادي الخفاف. 3/ 367/ 106 أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري الصحابي. 14/ 185/ 4517 ابْنُ أَبِي ذَرٍّ: عِيْسَى بنُ عَبْدِ بنِ أحمد، أبو مكتوم الهروي السروي. 14/ 400/ 4757 ابن أبي ذر: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو بكر الصالحاني الأصبهاني. 13/ 212/ 4002 أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ: عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بن عبد الله ابن السماك. 8/ 352/ 1597 ابن أبي ذرامة: عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر الغساني الدمشقي. 11/ 160/ 2684 ابن ذريح: محمد بن صالح، أبو جعفر البغدادي العكبري. 6/ 160/ 814 ابن ذكوان: عبد الله بن ذكوان، أبو عبد الرحمن القرشي المدني "أبو الزناد". 5/ 393/ 625 ذكوان بن عبد الله، أبو صالح السمان. 9/ 394/ - ابن ذكوان المقرئ: عبد الله بن أحمد بن بشير، أبو عمرو. 13/ 242/ 4040 الذكواني: أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أبي علي الهمذاني الأصبهاني. 13/ 143/ 3916 الذَّكْوَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو بكر الهمذاني الأصبهاني. 13/ 140/ 3910 ابْنُ ذُنِّيْنَ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُثْمَانَ، أبو محمد الصدفي الأندلسي الطليطلي. 11/ 282/ 2770 الذهبي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنٍ بنِ أَبِي حمزة، أبو بكر البلخي النيسابوري. 12/ 370/ 3476 ابن أبي ذهل: محمد بن محمد بن العباس، أبو عبد الله العصمي الضبي الهروي. 10/ 292/ 2283 الذهلي: الحسن بن زيد بن محمد الزيدي الأمير صاحب جرجان. 14/ 284/ 4633 الذهلي: شجاع بن فارس بن حسين، أبو غالب الحافظ. 13/ 331/ 4138 الذهلي: علي بن حميد بن علي، أبو الحسن الهمذاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 86/ 2590 الذهلي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي جميلة، أبو العلاء الوكيعي الكوفي. 12/ 252/ 3344 الذهلي: مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نصر، أبو طاهر البغدادي قاضي الديار المصرية. 10/ 9/ 2067 الذُّهْلِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خالد، أبو عبد الله النيسابوري. 10/ 16/ 2068 الذهلي: يحيى بن محمد بن يحيى، أبو زكريا حيكان الحافظ الشهيد. 6/ 25/ 743 ذُوْ الرُّمَّةِ: غَيْلاَنُ بنُ عُقْبَةَ بنِ بُهَيْسٍ المصري الشاعر. 15/ 381/ 5286 ذو الرياستين: محمد بن محمد بن محمد بن بنان، أبو الفضل الأنباري المصري. 13/ 249/ 4048 ذو السعادات: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ بن فسانجس، أبو الفرج الوزير. 14/ 45/ 4358 ذو الشرفين: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ، أبو المعالي الحسيني البغدادي. 13/ 191/ 3968 ذو القرنين بن حمدان بن الحسن، أبو المطاع التغلبي، وجيه الدولة الشاعر. و13/ و202/ و3987 9/ 417/ 1949 ذو النون المصري: ثوبان بن إبراهيم، أبو الفيض "أبو الفياض" النوبي الإخميمي. 14/ 408/ 4771 ذو الوزارتين: عبد المجيد بن عيذون، أبو محمد. 14/ 79/ 4400 ذو الوزارتين: محمد بن عمار، أبو بكر المهري الأندلسي الشاعر. 8/ 285/ 1544 ذو اليمينين: طاهر بن الحسن بن مصعب بن زريق، أبو طلحة الخزاعي. 16/ 102/ - ذيال الزاهد. 11/ 323/ 2820 ابْنُ ذَيَّالٍ: الفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ، أبو العباس الزبيدي البغدادي. 6/ 561/ 1051 ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن المغيرة أبو الحارث القرشي العامري.

حرف الراء

حرف الراء: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 273/ 1223 رابعة بنت إسماعيل، أم عمرو العدوية البصرية الزاهدة العابدة. 7/ 274/ 1224 رابعة الشامية. 16/ 324/ 5747 ابن راجح: أحمد بن محمد بن خلف أبو العباس المقدسي الصالح. 16/ 144/ 5547 ابن راجح الجماعيلي الحنبلي: محمد بن خلف بن راجح، أبو عبد الله الحنبلي. 15/ 406/ 5318 الراراني: خليل بن بدر بن ثابت أبو سعيد الأصبهاني. 10/ 417/ 2388 الرازي: إبراهيم بن نصر بن عبد العزيز أبو إسحاق الرازي. 11/ 73/ 2578 الرازي: إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ بنِ خَالِدِ بنِ سُوَيْدٍ أبو إسحاق الرازي. 13/ 72/ 3808 الرازي: أحمد بن الحسن بن بندار أبو العباس. 12/ 507/ 3641 الرازي: أحمد بن الحسين بن علي أبو زرعة الرازي الصغير. 13/ 194/ 3976 الرازي: أحمد بن علي أبو بكر الإسفراييني. 12/ 344/ 3451 الرازي: أحمد بن علي أبو بكر البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 472/ 2945 الرازي: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ شَهْريَارَ، أبو بكر النيسابوري. 12/ 538/ 3690 الرازي: أَحْمَدُ بنُ فَارسِ بنِ زَكَرِيَّا بن مُحَمَّدِ، أبو الحسين القزويني. 10/ 245/ 2255 الرازي: أحمد بن القاسم بن عطية، أبو بكر البزاز. 12/ 313/ 3406 الرازي: أحمد بن محمد بن سيلمان بن بكير، أبو غالب. 10/ 427/ 2392 الرازي: أحمد بن محمد بن عاصم، أبو العباس الحافظ. 13/ 67/ 3804 الرازي: تَمَّامُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ، أبو القاسم. 10/ 303/ 2302 الرازي: الحسين بن الحسن، أبو معين الحافظ. 13/ 264/ 4068 الرازي: سُلَيْمُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ سُلَيْمٍ، أَبُو الفَتْحِ الشافعي. 10/ 366/ 2345 الرازي: عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، أبو محمد بن أبي حاتم. 10/ 517/ 2478 الرازي: عبد الرحمن بن محمد بن سلم، أبو يحيى الأصبهاني. 12/ 400/ 3522 الرَّازِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بن نصير، أبو سعيد القرشي. 12/ 165/ 3245 الرازي: عبد الله بن محمد، أبو محمد الحيري. 10/ 252/ 2264 الرازي: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ يَزِيْدَ، أبو زرعة الحافظ. 12/ 515/ 3655 الرازي: علي بن عمر بن العباس، أبو الحسن. 7/ 42/ 1128 الرازي: عيسى بن ماهان، أبو جعفر. 10/ 215/ 2212 الرازي: الفضل بن العباس، أبو بكر فضلك الصائغ. 14/ 399/ 4756 الرازي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن أَحْمَدَ، أبو عبد الله الشروطي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 357/ 2344 الرازي: محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي: أبو حاتم التميمي. 10/ 214/ 2211 الرازي: محمد بن حماد، أبو عبد الله الظهراني. 9/ 397/ 1933 الرازي: محمد بن حميد بن حيان، أبو عبد الله الحافظ. 11/ 218/ 2725 الرازي: محمد بن زكريا، أبو بكر الفيلسوف الطبيب. 12/ 359/ 3464 الرَّازِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ شاذان، أبو بكر. 10/ 230/ 2233 الرازي: مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الله، أبو عبد الله بن وارة. 4/ 190/ 224 الرازي: يحيى بن معاذ الواعظ. 11/ 153/ 2672 الرازي: يوسف بن الحسين بن يعقوب. 5/ 291/ 557 راشد بن سعد الحبراني المقرائي. 13/ 87/ 3825 الراشد بالله: الحسن بن جعفر الشريف العلوي. 14/ 391/ 4749 الراشد بالله: منصور بن الفضل بن أحمد بن عبد الله، أبو جعفر الهاشمي. 11/ 401/ 2903 الراضي بالله: محمد "أحمد" بن جعفر بن أحمد، أبو إسحاق العباسي. 5/ 357/ 605 الراعي: عبيد بن حصين النميري، أبو جندل الشاعر. 13/ 341/ 4151 الراغب: الحسين بن محمد بن الفضل أبو القاسم الأصبهاني. 4/ 291/ 259 رَافِعُ بنُ خَدِيْجِ بنِ رَافِعِ بنِ عَدِيِّ الأنصاري. 3/ 348/ 99 أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. 4/ 95/ 190 رافع بن عمرو الغفاري الكناني الصحابي. 4/ 96/ 191 رافع بن عمرو المزني البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 305/ 4114 رافع بن نصر، أبو الحسن البغدادي الشافعي، الحمال. 5/ 244/ 531 أبو رافع: نفيع الصائغ المدني. 10/ 446/ 2412 رافع بن هرثمة أمير خراسان. 16/ 197/ 5582 الرَّافِعِيُّ: عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكريم، أبو القاسم القزويني. 15/ 316/ 5220 الرَّافِعِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ الفَضْلِ، أبو الفضل الرافعي. 12/ 152/ 3228 الرافعي: العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرِ بنِ السَّرِيِّ، أبو الفضل. 13/ 204/ 3991 ابْنُ رَامِشٍ: مَنْصُوْرُ بنُ رَامش بن عَبْدِ الله بن زيد، أبو عبد الله النيسابوري. 12/ 170/ 3253 الرَّامَهُرْمُزِيُّ: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خَلاَّدٍ، أبو محمد الفارسي. 9/ 546/ 2034 الرباطي: أحمد بن سعيد بن إبراهيم، أبو عبد الله المروزي. 13/ 105/ 3852 الرباطي: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو بكر الأصبهاني. 5/ 210/ 507 رِبْعِيُّ بنُ حِرَاشِ بنِ جَحْشِ بنِ عَمْرٍو، أبو مريم الغطفاني. 13/ 227/ 4018 الربعي: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَيْمُوْنِ، ابو الحسن الدمشقي. 14/ 197/ 4538 الربعي: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عريبة: أبو القاسم البغدادي. 13/ 122/ 3882 الربعي: علي بن عيسى بن الفرج، أبو الحسن البغدادي. 12/ 343/ 3449 الربعي: مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ، أبو بكر الدمشقي. 6/ 306/ 910 الرَّبِيْعُ بنُ أَنَسِ بنِ زِيَادٍ البَكْرِيُّ الخُرَاسَانِيُّ المروزي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 317/ - الربيع بن ثعلب. 5/ 147/ 463 الربيع خثيم بن عائذ، أبو يزيد الثوري. 16/ 357/ 5792 أَبُو الرَّبِيْعِ بنُ سَالِمٍ: سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى بن سالم بن حسان الحميري. 10/ 192/ 2186 الربيع بن سليمان الأزدي المصري الجيزي. 10/ 190/ 2185 الربيع بن سيلمان بن عبد الجبار بن كامل: أبو محمد المرادي المصري. 6/ 657/ 1088 الربيع بن صبيح، أبو جعفر البصري. 6/ 659/ 1089 الربيع بن مسلم، أبو بكر القرشي البصري. 4/ 300/ 263 الربيع بنت معوذ بن عفراء الأنصارية الصحابية. 9/ 54/ 1772 الربيع بن نافع، أبو توبة الحلبي. 16/ 44/ 5426 ابْنُ الرَّبِيْعِ: يَحْيَى بنُ الرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ بن حراز، أبو علي العمري. 8/ 478/ 1686 الربيع بن يحيى بن مقسم، أبو الفضل الأشناني المرئي البصري. 7/ 34/ 1121 الربيع بن يونس، أبو الفضل الأموي. 3/ 159/ 51 رَبِيْعَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هاشم الصحابي، أبو أروى. 16/ 63/ 5450 رَبِيْعَةُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الله، أبو نزار الحضرمي. 4/ 489/ 347 ربيعة بن عباد الديلي الحجازي. 6/ 248/ 854 ربيعة بن فروخ، أبو عثمان "أبو عبد الرحمن" القرشي. 4/ 489/ 346 رَبِيْعَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهُدَيْرِ القُرَشِيُّ التيمي. 5/ 304/ 570 ربيعة بن لقيط التجيبي المصري. 5/ 533/ 716 رَبِيْعَةُ بنُ يَزِيْدَ أَبُو شُعَيْبٍ الإِيَادِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 265/ 5674 رتن الهندي. 15/ 241/ 5147 رَجَاءُ بنُ حَامِدِ بنِ رَجَاءِ بنِ عُمَرَ الأصبهاني المعداني، أبو القاسم. 5/ 333/ 588 رجاء بن حيوة بن جرول "ابن جزل" ابن جندل. 9/ 148/ - رجاء بن سندي. 5/ 144/ 461 عمران بن لحان التميمي البصري، أبو رجاء العطاردي. 9/ 481/ 1992 رَجَاءُ بنُ مُرَجَّى بنِ رَجَاءَ بنِ رَافِعٍ، أبو محمد المروزي. 15/ 72/ - رجار، طاغية الروم. 15/ 385/ 5291 رجب بن مذكور بن أرنب الأزجي، أبو الحرم الأكاف. 15/ 222/ 5127 الرحبي: أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ الله بن الرحبي. 14/ 61/ 4372 الرحبي: حمد بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بن صدقة الرحبي. 16/ 267/ 5680 الرحبي: يُوْسُفُ بنُ حَيْدَرَةَ بنِ حَسَنٍ الرَّحْبِيُّ، الحَكِيْمُ. 13/ 189/ 3964 الرخجي: الحسين بن الحسن، أبو علي الوزير الكبير. 15/ 239/ 5143 ابْنُ الرِّخْلَةِ صَالِحُ بنُ المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدٍ بن عبد الواحد البغدادي الكرخي. 16/ 154/ 5557 ابْنُ أَبِي الرَّدَّادِ: الحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى بنِ حسين بن عبد الرحمن، أبو عبد الله المصري. 16/ 109/ 5512 ابْنُ الرَّزَّازِ: سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ بن محمد بن عمر، أبو منصور البغدادي. 15/ 26/ 4903 ابن الرزاز: سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ الرَّزَّازِ، أبو منصور البغدادي. 14/ 231/ 4582 ابن الرزاز: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَيَانِ بن الرزاز البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 109/ 3859 الرزاز عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ، أبو الحسن البغدادي. 12/ 13/ 3055 الرزاز: مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ البَخْتَرِيِّ بنِ مُدْرِك، أبو جعفر البغدادي الرزاز. 13/ 183/ 3954 الرزجاهي: محمد بن عبد الله بن أحمد الرزجاهي البسطامي، أبو عمرو. 14/ 69/ 4388 ابن رزق: أحمد بن محمد بن رزق القرطبي، أبو جعفر. 14/ 93/ 4422 رزق الله بن عبد الوهاب بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الحَارِثِ بنِ أَسَدِ بنِ الليث. 13/ 50/ 3780 ابْنُ رَزْقُوَيْه مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ أَحْمَدَ بن رزق، أبو الحسن البزاز. 13/ 189/ 3966 ابْنُ رِزْمَةَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ علي بن رزمة البزاز، أبو الحسين. 12/ 478/ 3612 ابْنُ رُزَيْقٍ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حميد بن رزيق البغدادي. 14/ 463/ 4841 ابن رزيق: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، أبو منصور الشيباني البغدادي القزاز. 10/ 414/ 2382 ابن رزين العلاء بن أيوب بن رزين، أبو الفضل الموصلي. 15/ 45/ 4929 رَزِيْنُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمَّارٍ أَبُو الحَسَنِ العبدري الأندلسي. 13/ 19/ 3743 ابْنُ الرَّسَّانِ: أَحْمَدُ بنُ فَتْحِ بنِ عَبْدِ الله بن علي القرطبي. 12/ 135/ 2302 ابن الرستاقي: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ عبد الله بن الجنيد، أبو الحسين. 15/ 175/ 5084 الرستمي: الحَسَنُ بنُ العَبَّاسِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بن علي بن الحسن الأصبهاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 567/ 2050 رسته: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ يَزِيْدَ بنِ كثير الزهري، أبو الفرج الأصبهاني. 11/ 101/ 2612 ابن رُسته: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رُسته بنِ الحسن بن عمر بن زيد. 15/ 145/ 5058 رسلان بن يعقوب بن عبد الرحمن الجعبري الدمشقي. 11/ 89/ 2597 الرسعني: القاسم بن الليث بن مسرور العتابي، أبو صالح الرسعني. 15/ 75/ 4975 الرشاطي: عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ اللخمي. 15/ 426/ 5340 ابْنُ رُشد الحَفِيْدُ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن أحمد، أبو الوليد القرطبي. 14/ 358/ 4713 ابن رشد: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ رُشْدٍ القرطبي، أبو الوليد. 11/ 469/ 2939 ابْنُ رِشْدِيْنَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَجَّاجِ بنِ رِشدِيْنَ. 15/ 258/ 5159 أَبُو رَشِيْدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن عمر الأصبهاني. 16/ 250/ 5654 الرشيد: عبد الواحد بن إدريس بن يعقوب بن يوسف المؤمني السلطان. 16/ 454/ 5906 الرشيد العراقي إسماعيل بن أحمد بن الحسين العراقي الأواني. 16/ 440/ 5883 رشيد الدين: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ المُفَرَّجِ بنِ عَلِيٍّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَسْلَمَةَ الدِّمَشْقِيُّ، نَاظِرُ الأيتام. 8/ 53/ 1394الرشيد هارون بن المهدي محمد بن المنصور بن محمد بن علي، أبو جعفر الهاشمي العباسي الخليفة.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 274/ 5687 الرشيدي: علي بن الحسن بن أحمد بن أبي منصور، أبو الحسن البغدادي البزاز. 15/ 305/ 5202 الرصافي: محمد بن غالب الأندلسي الرفاء، أبو عبد الله شاعر المغرب. 14/ 373/ 4735 ابن رضوان: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رضوان بن محمد البغدادي. 14/ 262/ 4624 رِضْوَانُ بنُ تُتُشَ بنِ أَلب آرسلاَنَ السَّلْجُوْقِي، صَاحِبُ حلب. 13/ 333/ 4141 ابن روضان عَلِيُّ بنُ رِضْوَانَ بنِ عَلِيِّ بنِ جَعْفَرٍ، أبو الحسن المصري. 16/ 37/ - رضوان بن محمد بن رستم، فخر الدين ابن الساعاتي، الطبيب. 13/ 64/ 3801 الرضي: محمد بن الطَّاهِرِ أَبِي أَحْمَدَ الحُسَيْنِ بنِ مُوْسَى الحُسَيْنِيُّ. 16/ 266/ 5678 الرَّضِيُّ الجِيْلِيُّ: سُلَيْمَانُ بنُ مُظَفَّرِ بنِ غَنَائِمَ، أبو داود الجيلي الشافعي. 14/ 414/ 4780 ابن الرطبي: أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ بن عُبَيْدِ اللهِ بنِ مخلد الكرخي الشافعي. 15/ 86/ 4985 الرطبي: مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ سَلاَّمَةَ بنِ عبيد الله بن مخلد الكرخي. 16/ 295/ 5708 الرعيني: عيسى بن سليمان الرعيني، أبو موسى الأندلسي الرندي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 410/ 2377 الرعيني: مِقْدَامُ بنُ دَاوُدَ بنِ عِيْسَى بنِ تَلِيْدٍ المصري، أبو عمرو. 10/ 318/ 2321 رغيف: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ التَّمِيْمِيُّ البصري. 15/ 55/ 4943 الرفاء: أَحْمَدُ بنُ مُنَيْرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُفلحٍ، أبو الحسين الأطرابلسي. 12/ 134/ 3202 الرفاء: حَامِدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بن معاذ الهروي أبو علي. 12/ 267/ 3353 الرفاء: السري بن أحمد الكندي الموصلي، أبو الحسن الشاعر المحسن. 15/ 305/ 5202 الرصافي: محمد بن غالب الأندلسي الرفاء، أبو عبد الله شاعر المغرب. 4/ 27/ 171 رفاعة بن الحارث بن رفاعة بن عفراء. 15/ 177/ 5085 ابن رفاعة عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ بنِ غَديرِ بنِ علي بن أبي عمر السعدي. 4/ 192/ 226 أبو رفاعة العدوي: تميم بن أسيد بن عدي المضري. 15/ 306/ 5204 الرفاعي أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى بنِ حَازِمِ بن علي المغربي. 9/ 513/ 2018 الرفاعي: مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرِ بن رفاعة الكوفي، أبو هشام. 16/ 214/ 5604 رَفِيْع الدِّيْنِ: إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُؤَيَّدِ الهمذاني، والد الأبرقوهي. 16/ 342/ 5777 الرَّفِيعُ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ إسماعيل الجيلي الشافعي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 472/ 2944 ابْنُ أَخِي رُفَيْعٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بن حسن الكلاعي القرطبي، أبو محمد. 5/ 117/ 453 رفيع بن مهران، أبو العالية الرياحي البصري. 7/ 495/ 1322 الرقاشي: بشر بن المفضل بن لاحق أبو إسماعيل البصري. 10/ 317/ 2320 الرقاشي: عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو قلابة الرقاشي البصري الحافظ. 6/ 297/ 900 رقبة بن مصقلة، أبو عبد الله العبدي الكوفي. 12/ 524/ 3667 أبو الرقعمق: أحمد بن محمد الأنطاكي، أبو حامد الشاعر. 12/ 429/ 3555 الرقي: محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي، أبو بكر الحافظ الجوال. 15/ 64/ 4955 ابْنُ أَبِي رُكَبٍ: مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ عبد الله، أبو بكر الخشني الجياني. 16/ 39/ 5417 ابن أبي رُكب: مُصْعَبُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الخُشَنِيُّ الأندلسي. 16/ 86/ 5481 الركن: عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر الركن أبو منصور. 12/ 257/ 3342 ركن الدولة: الحسن بن بويه الديلمي، أبو علي السلطان. 13/ 334/ 4143 ركن الدين: محمد بن ميكائيل، ركن الدين أبو طالب طغرلبك. 13/ 101/ 3847 ركن الدين: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مِهْرَانَ أبو إسحاق الإسفراييني. 9/ 85/ 1802 ابْنُ الرَّمَّاحِ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الرماح البلخي، أبو محمد النيسابوري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 511/ 1703 الرمنادي: إبراهيم بن بشار الجرجرائي البصري، أبو إسحاق. 10/ 78/ 2132 الرمادي: أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ سَيَّارِ بنِ مُعَارِكٍ الرمادي، أبو بكر. 15/ 30/ 4911 ابن الرماك: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عيسى الأموي. 12/ 467/ 3599 الرماني: علي بن عيسى الرماني النحوي المعتزلي، أبو الحسن النحوي. 3/ 477/ 119 رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرِ بنِ حَرْبِ بن أمية، أم حبيبة أم المؤمنين. 10/ 52/ 2104 الرملي: أَحْمَدُ بنُ شَيْبَانَ بنِ الوَلِيْدِ بنِ حَيَّانَ، أبو عبد المؤمن. 11/ 50/ 2556 الرملي: الوليد بن حماد بن جابر الحافظ أبو العباس الرملي. 12/ 234/ 3324 ابن رميح: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رُمَيْحِ بنِ عصمَةَ النخعي النسوي. 3/ 530/ 151 الرميصاء بِنْتُ مِلْحَانَ بنِ خَالِدِ بنِ زَيْدِ بنِ حرام، أم سليم الغميصاء الأنصارية. 14/ 188/ 4522 الرملي: مَكِّيُّ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بن الحُسَيْنِ الرُّميْلِيُّ المقدسي. 16/ 422/ 5855 الرندي: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَاصِمِ بنِ عِيْسَى الأَسَدِيُّ، أبو الحسين. 10/ 124/ 2136 الرهاوي: أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الرُّهَاوِيُّ، أبو الحسين. 16/ 95/ 5494 الرُّهَاوِيُّ: عَبْدُ القَادِرِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عبد الله الرهاوي الحنبلي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 242/ 5642 الروابطي: أبو محمد الروابطي الأندلسي الزاهد. 16/ 414/ 5849 ابن رواج: عبد الوهاب بن رواج بن ظافر بن علي بن فتوح القرشي. 9/ 419/ 1951 الرواجني: عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني الكوفي، أبو سعيد. 16/ 428/ 5865 ابْنُ رَوَاحَةَ: عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن الحسين بن رواحة. 3/ 145/ 42 ابن رواحة: عَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ امرئ القيس. 8/ 144/ 1475 ابن أبي رواد: عَبْدُ المَجِيْدِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ المكي. 10/ 502/ 2465 ابن الرواس: عَبْد الرَّحْمَن بن القَاسِم بن الفَرَج بن عبد الواحد الهاشمي. 14/ 264/ 4625 الرواسي: عمر بن عبد الكريم بن سعدويه، أبو الفتيان. 12/ 176/ 3261 ابْنُ أَبِي رُوْبَا: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نصر، أبو محمد البغدادي. 6/ 301/ 907 رؤبة بن العجاج التميمي الراجز. 15/ 293/ 5183 رَوْحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ صالح الحديثي، أبو طالب. 14/ 357/ 4711 ابن أبي روح: أَسَعْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي رَوْح الأَطَرَابُلُسِي، أبو الفضل. 7/ 104/ 1167 رَوْحُ بنُ حَاتِمِ بنِ قَبِيْصَةَ بنِ المُهَلَّبِ بن أبي صفرة المهلبي. و7/ و268/ و1217 5/ 142/ 459 رَوْحُ بنُ زِنْبَاعِ بنِ رَوْحِ بنِ سَلاَمَةَ، أبو زرعة الجذامي الفلسطيني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 138/ - روح بن صلاح المصري. -/ و369/ -. 8/ 124/ 1444 روح بن عبادة بن العلاء بن حسان بن عمرو أبو محمد القيسي البصري. 16/ 119/ 5524 أَبُو رَوْحٍ: عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أبي الفضل الخراساني الهروي. 16/ 461/ 995 روح بن القاسم، أبو غياث التميمي العنبري البصري. 12/ 510/ 3645 رَوْحُ بنُ مُحَمَّدٍ سِبْطِ الحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ بن السني. 12/ 274/ 3363 الروذباري: أحمد بن عطاء الروذباري، أبو عبد الله الصوفي الزاهد. 11/ 327/ 2827 الروذباري: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ مَنْصُوْرٍ، أبو علي الروذباري. 13/ 27/ 3753 الروذباري: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ، أبو علي الروذباري الطوسي. 14/ 145/ 4477 الروذباري: عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبدوس أبو الفتح. 14/ 110/ 4440 الروذراوري: محمد بن الحسين بن محمد ظهير الدين، أبو شجاع. 16/ 277/ 5690 ابن روزبة عَلِيُّ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ رُوْزْبَةَ بنِ عبد الله البغدادي أبو الحسن. 8/ 458/ 1657 عبد الله الرومي. 12/ 427/ 3552 ابن الرومي: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الرومي النيسابوري الحيري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 497/ 2460 ابن الرومي: عَلِيُّ بنُ العَبَّاسِ بنِ جُرَيْج مَوْلَى آلِ المنصور. 8/ 458/ 1656 الرومي: محمد بن عمر بن عبد الله بن عبد الرحمن البصري. 8/ 458/ 1658 الرومي: عمر بن عبد الله بن عبد الرحمن البصري. 16/ 315/ 5733 ابن الرومية: أحمد بن محمد بن مفرج، أبو العباس الإشبيلي الأموي. 14/ 233/ 4585 الرُّويَانِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَحْمَدَ بن محمد الروياني الطبري. 11/ 310/ 2803 الروياني: محمد بن هارون، أبو بكر الروياني. 4/ 205/ 231 رويفع بن ثابت الأنصاري النجاري الصحابي. 11/ 144/ 2657 رويم بن أحمد "مُحَمَّدِ" بنِ يَزِيْدَ بنِ رُوَيْم بن يَزِيْدَ، أبو الحسن البغدادي. 7/ 226/ 1189 رياح بن عمرو القيسي العابد أبو المهاجر البصري. 10/ 218/ 2219 الرياحي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ بنِ أَبِي العوام الرياحي. 12/ 25/ 3073 الرياش: الحسن بن إبراهيم البرمكي المصري الرياش. 10/ 68/ 2122 الرياشي: عباس بن الفرج، أبو الفضل البصري النحوي. 11/ 266/ 2759 الرياني: محمد بن أحمد بن أبي عون، أبو جعفر النسوي. 16/ 108/ 5510 ريحان بن تيكان بن مُوتك الكردي البغدادي أبو الخير. 12/ 423/ 3542 الريحاني: الحسين بن أحمد البصري، أبو عبد الله الريحاني. 13/ 234/ 4029 ابْنُ رِيْذَةَ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إبراهيم أبو بكر الأصبهاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 435/ 5876 الريغي: عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعِيْدِ بنِ قايد أبو محمد الهلالي. 13/ 338/ 4147 الريولي: القَاسِمُ بنُ الفَتْحِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، أبو محمد الأندلسي. 11/ 39/ 2550 الريوندي: أحمد بن يحيى بن إسحاق، أبو الحسن المروذي. 16/ 239/ 5706 رَئِيْسِ الرُّؤَسَاءِ: الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بن هبة الله أبو محمد. 13/ 389/ 4195 ابن رئيس الرؤساء: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الشَّيْخِ أَبِي الفَرَجِ بن المسلمة أبو القاسم. 16/ 410/ 5841 ابْنُ رَئِيْسِ الرُّؤَسَاءِ: المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ هِبَة اللهِ بنِ المُظَفَّرِ أبو الفتح البغدادي.

حرف الزاي

حرف الزاي: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 77/ 2132 زاج: أحمد بن منصور بن راشد المروزي، أبو صالح المروزي. 5/ 161/ 470 زاذان: أبو عمر الكندي الكوفي. 14/ 175/ 4503 الزاز: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو الفرج المروزي. 11/ 155/ 2675 ابْنُ زَاطِيَا: عَلِيُّ بنُ إِسْحَاقَ بنِ عِيْسَى بن زاطيا، أبو الحسن البغدادي. 15/ 210/ 5112 الزاغولي: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ، أبو عبد الله المروزي. 14/ 412/ 4777 ابن الزَّاغُوْنِيِّ: عَلِيُّ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ نَصْرٍ بن سهل، أبو الحسن البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 86/ 4986 ابن الزغواني: محمد بن عبيد الله بن نصر ابن السري، أبو بكر البغدادي. 16/ 48/ 5430 زاهر بن أبي طاهر أحمد بن حامد بن أحمد، أبو المجد الثقفي الأصبهاني. 12/ 431/ 3558 زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى، أبو علي السرخسي. 16/ 65/ 5452 زاهر بن رستم بن أبي الرجاء، أبو شجاع الأصبهاني البغدادي. 14/ 431/ 4804 زَاهِرُ بنُ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يوسف، أبو القاسم النيسابوري. 5/ 499/ 686 أبو الزاهرية: حدير بن كريب الحمصي. 7/ 62/ 1140 زائدة بن قدامة، أبو القاسم البغدادي الشاعر. 15/ 441/ 5354 ابن زبادة: يَحْيَى بنُ سَعِيْدِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ علي، أبو طالب الواسطي. 12/ 9/ 3047 ابن زبان: أحمد بن سليمان بن زبان، أبو بكر الكندي الدمشقي. 6/ 463/ 998 زبان: أبو عمرو بن العلاء بن عمار، أبو عمرو التميمي البصري. 13/ 465/ 4267 الزيحي: عَلِيُّ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحسن، أبو الحسن الجرجاني. 11/ 512/ 3000 ابْنُ زَبْرٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ سليمان، أبو محمد البغدادي. 7/ 44/ 1131 ابن زَبْرٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ، أبو زبر الربعي الدمشقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 408/ 3532 ابْنُ زَبْرٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ ربيعة، أبو سليمان الربعي. 10/ 208/ 2203 ابن الزبرقان: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَفْصٍ، أَبُو عَبْدِ الله البخاري الحنفي. 12/ 293/ 3382 الزبيبي: عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَعْفَرِ بنِ بيان، أبو الحسن البغدادي. 6/ 45/ 756 زبيدة بن الحارث، أبو عبد الله اليامي الكوفي. 8/ 359/ 1601 زبيدة بنت جعفر بن المنصور أبي جعفر، أم جعفر العباسية. 16/ 234/ 5635 ابن الزبيدي: الحسن بن المبارك بن محمد، أبو علي البغدادي. 16/ 259/ 5665 ابْنُ الزَّبِيْدِيِّ: الحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدٍ بن يحيى، أبو عبد الله البغدادي. 16/ 423/ 5857 ابْنُ الزَّبِيْدِيِّ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ يَحْيَى بنِ المبارك بن محمد، أبو نصر الربعي. 11/ 323/ 2820 الزبيدي: الفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ ذيَّالٍ، أبو العباس البغدادي. 12/ 393/ 3510 الزبيدي: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مذجح، أبو بكر الحمصي الأندلسي. 6/ 380/ 953 الزبيدي: محمد بن الوليد بن عامر، أبو الهذيل قاضي حمص. 15/ 108/ 5012 الزبيدي: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عَلِيِّ بنِ مُسْلِمِ بن موسى، أبو عبد الله البغدادي. 11/ 376/ 2871 الزُّبَيْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ الله بن عاصم، أبو عبد الله القرشي الأسدي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 209/ 5109 ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن محمد بن الزبير، أبو الحسين الغساني. 10/ 31/ 2083 الزبير بن بكَّارُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُصْعَبِ بنِ ثابت بن عبد الله، أبو عبد الله القرشي الأسدي. 11/ 358/ 2855 أَخُو زُبَيْرٍ الحَافِظ: سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محمد بن أحمد، أبو عثمان البغدادي ابيع. 12/ 122/ 3192 الزُّبَيْر بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زكريا، أبو عبد الله الأسداباذي الهمذاني. 6/ 298/ 901 الزبير بن عدي، أبو عدي الهمداني الكوفي قاضي الري. 12/ 120/ 3187 ابْنُ الزُّبَيْرِ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الزُّبَيْرِ، أبو الحسن القرشي الكوفي. 3/ 31/ 8 الزبير بن العوام الصحابي حَوَارِيُّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 11/ 361/ 2859 الزُّبَيْرِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أَبُو عَبْدِ الله البغدادي. 6/ 110/ 789 أَبُو الزُّبَيْرِ: مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ تَدْرُسَ القرشي المكي. 11/ 512/ 2999 الزبيري: محمد بن بشر بن بطريق، أبو بكر العكري المصري. 8/ 202/ 1518 الزبيري: محمد بن عبد الله بن الزبير، أبو أحمد الكوفي الحافظ. 6/ 488/ 1014 الزبيري: مُصْعَبِ بنِ ثَابِتِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزبير، أبو عبد الله المدني. 11/ 222/ 2728 الزجاج: إبراهيم بن محمد بن السرى، أبو إسحاق البغدادي النحوي. 12/ 67/ 3115 الزجاجي: عبد الرحمن بن إسحاق، أبو القاسم البغدادي النحوي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 359/ - زكريا بن يحيى زحمويه الواسطي. -/ و394/ -. 5/ 91/ 428 زر بن حبيش بن حُباشة بن أوس، أبو مريم الأسدي الكوفي. 5/ 308/ 577 زرارة بن أوفى، أبو حاجب العامري البصري. 12/ 509/ 3643 أَبُو زُرْعَةَ الأَسْتِرَابَاذِيُّ: أَحْمَدُ بنُ بُنْدَارَ بنِ محمد بن مهران العيشي. 12/ 508/ 3642 أبو زرعة الإستراباذي: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بندار اليمني. 12/ 509/ 3644 أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ الصَّغِيْرُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله بن أبي دجانة النصري. 10/ 392/ 2362 أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ صَفْوَانَ النَّصْرِيُّ. 12/ 507/ 3641 أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ علي بن إبراهيم. 12/ 510/ 3645 أبو زرعة الرازي: روح بن محمد بن أبي بكر بن السني. 10/ 252/ 2264 أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الكريم بن يزيد بن فروخ. 5/ 374/ 618 أبو زرعة: ابْنِ عَمْرِو بنِ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ الكوفي. 11/ 141/ 2654 أبو زرعة القاضي: مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ زُرْعَة الثقفي. 12/ 506/ 3640 أَبُو زُرْعَةَ الكَشِّيُّ: مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ محمد بن الجنيد الجرجاني. 12/ 8/ 3045 أَبُو زُرْعَةَ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن الفرج بن متويه القزويني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 217/ 5121 أبو زرعة المقدسي: طاهر بن الحَافِظِ مُحَمَّدِ بنِ طَاهِر بنِ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ. 10/ 300/ 2295 زرقان: مُحَمَّدُ بنُ شَدَّادِ بنِ عِيْسَى، أَبُو يَعْلَى المسمعي المتكلم. 15/ 342/ 5252 ابن زرقون: محمد بن أَبِي الطَّيِّبِ سَعِيْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ، أبو عبد الله الأندلسي. 16/ 231/ 5630 ابن زرقون: محمد بن أبي عبد الله محمد بن سعيد، أبو الحسين الأنصاري. 15/ 437/ 5348 ابْنُ زُرَيْقٍ الحَدَّادُ: المُبَارَكُ بنُ المُبَارَكِ بنِ أحمد بن زريق، أبو جعفر الواسطي. 15/ 335/ 5243 ابن زريق: نصر اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الواحد، أبو السعادات الشيباني. 14/ 423/ 4791 بنت زعبل: فَاطِمَةُ بِنْت عَلِيِّ بنِ مُظَفَّر بن الحَسَنِ، أم الخير البغدادية. 13/ 286/ 4101 الزعفراني: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْسٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، أَبُو الحسن المؤدب البغدادي. 9/ 579/ 2063 الزعفراني: الحسن بن محمد بن الصباح، أبو علي البغدادي. 12/ 457/ 3588 الزعفراني: الحسين بن محمد بن علي، أبو سعيد الأصبهاني. 11/ 337/ 2836 الزعفراني: الفَضْلُ بنُ الخَصِيْبِ بنِ العَبَّاسِ بنِ نَصْرٍ، أبو العباس الأصبهاني. 14/ 343/ 4697 الزَّعْفَرَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ مَرْزُوْقِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بن محمد، أبو الحسن البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 446/ 4243 زَعِيْمُ المُلْكِ: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ بن عبد الرحيم، أبو الحسن العراقي. 10/ 209/ 2204 زغاث: عيسى بن عبد الله بن سنان بن دلويه، أبو موسى البغدادي. 10/ 519/ 2481 زغبة: أحمد بن حماد بن مسلم، أبو جعفر التجيبي البصري. -/ 400/ 1934 زغبة: عيسى بن حماد زغبة، أبو موسى التجيبي المصري. -/ 380/ 2878 ابن الزفتي: عَبْدُ اللهِ بنُ عَتَّاب بن أَحْمَدَ بنِ كثير، أبو العباس البصري. 7/ 144/ 1176 زفر بن الهذيل بن قيس بن مسلم، أبو الهذيل العنبري. 12/ 14/ 3056 ابن زكرة: يزيد بن محمد بن إياس، أبو زكريا الأزدي الموصلي. 10/ 53/ 2106 زكرويه: زكريا بن يحيى بن أسد المروزي، أبو يحيى المروزي. 14/ 89/ 4416 ابْن زِكْرِي: عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد بن زكرى، أبو الفضل الدقاق. 11/ 500/ 2981 زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى خت، أبو يحيى البلخي القاضي. 6/ 417/ 974 زكريا بن إسحاق المكي. 8/ 296/ 1552 أبو زكريا البكري: يحيى بن حسان بن حيان البصري التنيسي. 6/ 327/ 924 زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ، أَبُو يَحْيَى الهَمْدَانِيُّ قاضي الكوفة. 9/ 102/ 1813 أبو زكريا الزمي: يحيى بن يوسف بن أبي كريمة لحافظ. 8/ 472/ 1680 زكريا بن عدي بن زريق، أبو يحيى التميمي الكوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 260/ 5666 زَكَرِيَّا بن عَلِيِّ بنِ حَسَّانِ بنِ عَلِيِّ بن حسين، أبو يحيى السقلاطوني ابن العُلبي. 8/ 291/ 1549 أبو زكريا الفراء: يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الأسدي النحوي. 14/ 306/ 4658 أبو زكريا ابن منده: يحيى بن عبد الوهاب بن محمد العبدي الأصبهاني. 10/ 53/ 2106 زكريا بن يحيى بن أسد، أبو يحيى المروزي. 10/ 504/ 2468 زَكَرِيَّا بن يَحْيَى بن إِيَاس بن سَلَمَة السجزي، أبو عبد الرحمن السجزي. 9/ 359/ - زكريا بن يحيى زحمويه الواسطي. -/ و394/ - 11/ 121/ 2632 زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أيوب، أبو يحيى الساجي الضبي. 16/ 218/ - الزكي بن رواحة: هبة الله بن محمد الأنصاري التاجر. 15/ 227/ 5134 الزَّكِيُّ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ علي، أبو الحسن الدمشقي القاضي. 12/ 511/ 3646 الزكي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ، أبو عبد الله النيسابوري. 15/ 452/ 5363 ابن الزكي: مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، أبو المعالي القرشي. 15/ 9/ 4881 ابْنُ الزَّكِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ بن عبد العزيز، أبو المعالي الدمشقي. 16/ 462/ 5915 الزكي المنذري: عبد العزيز بن عبد القوي بن عبد الله، أبو محمد الحافظ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 59/ 1396 أبو زُكير: يحيى بن محمد بن قيس البصري. 15/ 17/ 4891 الزمخشري: محمود بن عمر بن محمد، أبو القاسم الخوارزمي. 15/ 153/ - زمرذخاتون أم شمس الملوك، صاحبة الخاتونية. 12/ 214/ 3297 ابن أبي الزمزام: الحسن بن إبراهيم بن جابر، أبو علي الدمشقي الفرائضي. 9/ 495/ 2005 الزمن: محمد بن المثنى بن عبيد العنزي البصري الحافظ. 13/ 10/ 3734 ابْنُ أَبِي زَمَنِيْنَ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن عيسى بن محمد، أبو عبد الله المري. 9/ 102/ 1813 الزمي: يحيى بن يوسف بن أبي كريمة، أبو زكريا. 16/ 154/ 5558 الزناتي: محمد بن إسحاق بن عياش، أبو عبد الله، الغرناطي الكماد. 7/ 222/ 1186 ابن أبي الزناد عبد الرحمن بن الفقيه بن عبد الله بن ذكوان، أبو محمد المدني. 11/ 523/ 3017 الزنبري: أَحْمَدُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ عَمْرِو بنِ إِدْرِيْسَ، أبو بكر المصري. 6/ 160/ 814 أبو الزناد: عبد الله بن ذكوان، أبو عبد الرحمن القرشي المدني. 10/ 467/ 2433 الزئبقي: الحسن بن جرير، أبو علي الصوري البزاز. 12/ 480/ 3614 ابْنُ زُنْبُوْرٍ: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ، أبو بكر البغدادي. 12/ 536/ 3687 ابن زنبيل: أحمد بن الحسن بن أحمد، أبو العباس النهاوندي. 13/ 477/ 4281 الزنجاني: سَعْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحسين، أبو القاسم.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 477/ 5934 الزنجاني: محمود بن أحمد بن محمد بن بختيار، أبو المناقب. 11/ 151/ 2669 ابن زنجويه: أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ زَنْجَوَيْه بن مُوْسَى، أبو العباس المخرمي. 14/ 220/ 4568 ابن زنجويه: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو بكر الزنجاني. 9/ 438/ 1966 ابن زنجويه: حُميد بن مخلد بن قتيبة، أبو أحمد الأزدي النسائي. 11/ 319/ 2814 زنجويه بن محمد بن الحسن، أبو محمد النيسابوري اللباد. 11/ 89/ 2596 ابْنُ زَنْجَوَيْه: مُحَمَّدُ بنُ زَنْجَوَيْه بنِ الهَيْثَمِ، أبو بكر القشيري النيسابوري. 10/ 52/ 2105 ابن زنجويه: محمد بن عبد الملك بن زنجويه، أبو بكر البغدادي. 7/ 228/ 1192 الزنجي: مسلم بن خالد، أبو خالد المخزومي المكي الفقيه. 7/ 61/ 1139 زند بن الجون، أبو دُلامة الشاعر. 16/ 54/ 5439 ابْنُ الزَّنْفِ: مُحَمَّدُ بنُ وَهْبِ بنِ سَلْمَانَ بن أحمد، أبو المعالي السلمي. 15/ 38/ 4923 زنكي بن أقسنقر بن عبد الله التركي الأتابك، صاحب حلب. 14/ 406/ 4768 ابن زهر: زُهْرُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَرْوَانَ بنِ زهر، أبو العلاء الإيادي الإشبيلي. 15/ 436/ 5347 ابن زهر: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ زُهر بنِ عبد الملك، أبو بكر الإيادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 138/ 3905 ابن زهر: محمد بن مروان بن زهر، أبو بكر الإبادي الإشبيلي. 14/ 178/ 4510 ابن زهراء: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ زَكَرِيَّا، أبو بكر الطريثيثي. 9/ 68/ 1787 الزهراني: سليمان بن داود الزهراني، أبو الربيع الأزدي العتكي. 13/ 390/ 4196 الزَّهْرَاوِيُّ: عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ بن حامد، أبو حفص الذهلي. 16/ 277/ - زهرة بنت محمد بن حاضر. 6/ 290/ 889 زهرة بن معبد بن عبد الله بن هشام، أبو عقيل القرشي. 10/ 329/ 2329 الزهري: إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس، أبو إسحاق الكوفي. 10/ 280/ 2273 الزهري: أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد، أبو إبراهيم الزهري. 12/ 406/ 3528 الزهري: الحسن بن علي بن عمرو البصري، أبو محمد البصري بن غلام الزهري. 16/ 86/ 5480 الزهري: عبد الرحمن بن علي بن أحمد الزهري، أبو محمد الإشبيلي. 12/ 377/ 3487 الزهري: عبيد الله بن الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ سعد أبو الفضل القرشي البغدادي. 13/ 195/ 3979 الزهري: عمر بن إبراهيم بن سعيد، أبو طالب الوقاصي البغدادي ابن حمامة. 6/ 69/ 775 الزُّهْرِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ شهاب، أبو بكر القرشي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 388/ 1926 زهير بن حرب بن شداد، أبو خيثمة الحرشي النسائي. 13/ 348/ 4163 زُهَيْرُ بنُ حَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، أَبُو نَصْرٍ السرخسي. 9/ 318/ - زهير بن عباد الرؤاسي. 16/ 483/ 5948 زهير بن محمد بن علي، أبو العلاء الأزدي المهلبي القوصي. 10/ 61/ 2117 زُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ قُمَيْرِ بنِ شُعْبَةَ، أبو محمد المروزي. 7/ 236/ 1197 زهير بن محمد التميمي، أبو المنذر المروزي. 16/ 464/ - زهير بن محمد المهلبي المصري الشاعر، بهاء الدين. 7/ 231/ 1196 زُهَيْر بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ حُديج بنِ الرُّحَيْلِ، أبو خيثمة الجعفي. 11/ 523/ 3018 ابْنُ زُوزان: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يعقوب، أبو بكر الأنطاكي. 14/ 456/ 4833 الزوزني: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَحْمُوْدِ، أبو سعد البغدادي. 12/ 422/ 3541 ابن زولاق: الحسن بن إبراهيم بن زولاق، أبو محمد المصري. 15/ 155/ 5072 الزيات: حسان بن تميم بن نصر، أبو الندى الدمشقي. 12/ 333/ 3436 ابْنُ الزَّيَّاتِ: عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بن يحيى، أبو حفص البغدادي. 9/ 189/ 1870 ابن الزيات: محمد بن عبد الملك بن أبان، أبو جعفر الوزير. 4/ 474/ 334 زياد بن أبيه بن عبيد الثقفي. 5/ 357/ 604 زياد الأعجم بن سليم العبدي، أبو أمامة الشاعر. 9/ 494/ 2004 زياد بن أيوب بن زياد، أبو هاشم الطوسي. 5/ 307/ 575 زِيَادُ بنُ جُبَيْرِ بنِ حَيَّةَ الثَّقَفِيُّ البَصْرِيُّ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 169/ 819 زِيَادُ بنُ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ بن أبي ربيعة الفقيه. 6/ 407/ 967 زياد بن سعد الخراساني، أبو عبد الرحمن الحافظ. و6/ و655/ و1086 5/ 363/ 613 زياد بن جبير بن حية الثقفي. 8/ 69/ 1410 زياد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الرحمن، أبو عبد الله شبطون. 5/ 357/ 604 زياد بن سليم العبدي، أبو أمامة العبدي الأعجم الشاعر. 7/ 475/ 1314 زياد بن عبد الله بن الطفيل، أبو محمد العامري الكوفي البكائي. 5/ 515/ 702 زِيَادُ بنُ عِلاَقَةَ بنِ مَالِكٍ، أَبُو مَالِكٍ الثعلبي الكوفي. 9/ 419/ 1950 ابن زياد: محمد بن عبد الله بن زياد، متولي اليمن الأمير. 11/ 380/ 2879 ابن زياد النيسابوري: عبد الله بن محمد بن زياد، أبو بكر النيسابوري. 9/ 571/ - زياد بن يحيى الحساني. 16/ 237/ - زيادة بن عمران المصري الضرير. 11/ 121/ - زيادة الله بن الأغلب. 15/ 49/ 4935 الزيادي: أسعد بن علي بن الموقف، أبو المحاسن الهروي. 9/ 393/ 1930 الزيادي: الحسن بن عثمان بن حماد البغدادي، أبو حسان المؤرخ. 9/ 177/ 1855 الزِّيَادِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ زِيَادِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بن الربيع، أبو عبد الله البصري. 15/ 154/ 5070 الزيادي: محمد بن يوسف، أبو عبد الله البغوي المقرئ. 9/ 578/ 2062 زيد بن أخزم، أبو طالب الطائي البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 4/ 282/ 249 زَيْدُ بنُ أَرْقَمَ بنِ زَيْدِ بنِ قَيْسٍ بن النعمان الأنصاري الصحابي. 5/ 433/ 648 زيد بن أسامة بن عمير بن عامر بن أقيشر، أبو المليح الهذلي. 6/ 61/ 768 زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ العَدَوِيُّ المدني. 8/ 181/ 1499 أبو زيد الأنصاري: سَعِيْدُ بنُ أَوْسِ بنِ ثَابِتِ بنِ بَشِيْرِ البصري. 5/ 248/ 853 زَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، أَبُو أُسَامَةَ الجَزَرِيُّ الرهاوي الغنوي. 9/ 409/ 1939 زيد بن بشر، أبو البشر الأزدي الحضرمي. 3/ 203/ 77 أبو زيد: ثابت بن زيد بن قيس الخزرجي الصحابي. 4/ 66/ 181 زَيْدُ بنُ ثَابِتِ بنِ الضَّحَّاكِ بنِ زَيْدٍ بن عمرو بن النجار الأنصاري. 6/ 102/ 781 زيد بن جبير الطائي الكوفي. 15/ 123/ 5033 أبو زيد: جَعْفَرُ بنُ زَيْدِ بنِ جَامِعِ بنِ حُسَيْنٍ، أبو الفضل الطائي. 3/ 140/ 41 زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب الصحابي. 8/ 118/ 1439 زيد بن الحباب بن الريان، أبو الحسين العلكي الخراساني. 9/ 356/ - زيد بن الحريش. 16/ 74/ 5470 زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد، أبو اليمن الكندي. 5/ 289/ 554 زيد بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيُّ العلوي. 14/ 236/ 4591 زيد بن الحسين بن علي، أبو هاشم العلوي الحسيني، متولي همذان. 3/ 184/ 62 زَيْدُ بنُ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلِ بنِ عَبْدِ العزى، أبو عبد الرحمن القرشي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 73/ 1412 زَيْدُ بنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، أَبُو مُحَمَّدٍ المَوْصِلِيُّ. 3/ 356/ 101 زَيْدُ بنُ سَهْلِ بنِ الأَسْوَدِ بنِ حَرَامِ الخزرجي، أبو طلحة الأنصاري. 4/ 495/ 356 زيد بن صوحان بن حجر العبدي الكوفي، أبو سليمان الصحابي. 12/ 490/ 3629 ابن أبي زيد: عبد الله بن أبي زيد، أبو محمد القيرواني. 12/ 327/ 3425 أَبُو زَيْدٍ المَرْوَزِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ. 8/ 182/ 1500 أبو زيد الهروي: سعيد بن الربيع البصري. 6/ 390/ 956 زيد بن واقد، أبو عمر "أبو عمرو" القرشي الدمشقي الفقيه. 6/ 118/ 793 زَيْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالب، أبو الحسين الهاشمي. 5/ 110/ 446 زَيْدُ بنُ وَهْبٍ، أَبُو سُلَيْمَانَ الجُهَنِيُّ الكُوْفِيُّ. 16/ 155/ 5559 زيد بن يحيى بن أحمد بن عبيد الله، أبو بكر الأزجي البيع. 13/ 402/ 4207 ابْنُ زَيْدُوْنَ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ غالب، أبو الوليد المخزومي. 11/ 545/ 3037 الزيدي: حَامِدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو أحمد المروزي. 10/ 292/ 2283 الزَّيْدِيُّ: الحَسَنُ بنُ زَيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إسماعيل بن الحسن العلوي. 15/ 320/ 5225 الزيدي: علي بن أحمد بن محمد، أبو الحسن البغدادي. 13/ 184/ 3955 الزيدي: علي بن محمد بن علي الهاشمي، أبو الهاشمي الحراني. 15/ 13/ 4886 الزيدي: عُمَرُ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو البركات الكوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 506/ 4312 ابْنُ زِيْرَكَ: مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ بن محمد، أبو الفضل القومساني. 16/ 216/ 5606 زين الأمناء: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبَةِ اللهِ، أبو البركات الدمشقي. 16/ 223/ 5617 زين الدين القَاضِي: عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو الحسن الدمشقي. 5/ 227/ 525 زين العابدين: علي بن الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب الهاشمي. 16/ 68/ - زينب بنت إبراهيم القيسية، زوجة الدولعي. 3/ 203/ 75 زينب بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. و3/ و494/ و124 4/ 301/ 264 زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الأَسَدِ بن هلال المخزومية. 8/ 357/ 1598 زينب بنت سليمان العباسية. 16/ 103/ 5503 زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد، أم المؤيد الشعرية. 3/ 472/ 117 زينب أم المؤمنين بنت جحش بن رياب الصحابية. 14/ 283/ 4632 الزينبي: الحسين بن محمد بن علي، أبو طالب نور الهدى. 14/ 282/ 4631 الزينبي: حمزة بن محمد بن علي، أبو يعلى العباسي. 14/ 115/ 4447 الزينبي: طِرَادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ، أبو الفوارس العباسي. 16/ 292/ 5704 الزينبي: عبد الله بن المظفر بن علي بن طراد، أبو طالب الهاشمي. 15/ 47/ 4931 الزينبي: علي بن الحسين بن محمد بن علي، أبو القاسم العباسي القاضي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 16/ 4890 الزينبي: علي بن طراد بن محمد، أبو القاسم الهاشمي العباسي البغدادي الوزير. 14/ 467/ - الزينبي: محمد بن طراد، أبو الحسن. 15/ 450/ 5361 ابن الزينبي: محمد بن علي بن نور الهدى، أبو الحسن الزينبي القاضي. 13/ 512/ 4320 الزينبي: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ محمد، أبو نصر العباس. 10/ 217/ 2216 الزينبي: اليَسَعُ بنُ زَيْدِ بنِ سَهْل، أَبُو نَصْر المكي المعمر. 16/ 266/ 5676 ابْنُ زِيْنَةَ: مُهَذَّبُ بنُ حُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو غانم الأصبهاني. 10/ 351/ 2335 الزينبي: عُبَيْدُ اللهِ بنُ وَاصِلِ بنِ عَبْدِ الشَّكُوْرِ بن زين، أبو الفضل البخاري الحافظ.

حرف السين

حرف السين: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 283/ 2771 ابن سابور: أحمد بن عبد الله بن سابور أبو العباس البغدادي الدقاق. 13/ 119/ 3874 سابور بن أردشير، أبو نصر الوزير. 10/ 158/ - أبو الساج الأمير. 11/ 121/ 2632 السَّاجِيُّ: زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن بحر، أبو يحيى الضبي البصري الشافعي. 14/ 258/ 4618 الساجي: المُؤْتَمَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنِ بن عبيد الله، أبو نصر الربعي الدير عاقولي البغدادي الحافظ. 14/ 337/ 4690 ابن سارة: عبد الله بن محمد بن صارة "سارة" أبو محمد الشنتريتي الإشبيلي الشاعر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 37/ 5412 ابن الساعاتي: علي بن محمد بن رستم، أبو الحسن الخراساني الدمشقي، عين الشعراء. 6/ 189/ 832 سالم بن أمية، أبو النضر المدني. 16/ 424/ - سالم بن ثمالى بن عنان العُرضي المحدث. 5/ 442/ 569 سالم بن أبي الجعد الأشجعي الغطفاني الكوفي. 5/ 31/ 388 أبو سالم الجيشاني: سفيان بن هانئ المصري. 9/ 182/ 1861 سالم بن حامد نائب دمشق الظالم العسوف. 16/ 316/ 5735 سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صَصْرَى، أبو الغنائم التغلبي الدمشقي الشافعي. 16/ 363/ - سالم بن عبد الرزاق خطيب عقربا السديد. 5/ 356/ 602 سالم بن عبد الله سبلان الدوسي. 5/ 271/ 544 سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أَبُو عُمَرَ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ المدني. 12/ 302/ 3395 ابْنُ سَالِمٍ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ بن سالم، أبو عبد الله البصري الزاهد، شيخ الصوفية. 3/ 108/ 19 سالم بن معقل مولى أبي حذيفة الصحابي المقرئ. 6/ 189/ 832 سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ المَدَنِيُّ. 8/ 78/ 1419 سالم بن نوح البصري العطار. 12/ 455/ 3585 الساماني: نُوْحُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ نُوْحِ بنِ عَبْدِ الملك بن نصر بن أحمد، أبو القاسم سلطان بخارى وسمرقند. 12/ 58/ 3106 السامري: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، أبو إسحاق العبسي العراقي القاضي المعمر. 11/ 331/ 2830 السامري: عبد الرحمن بن إسحاق بن محمد، أبو علي الجوهري القاضي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 455/ 3586 السَّامَرِّيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ حَسْنُوْنَ، أبو أحمد السامري البغدادي. 12/ 529/ 3676 السامري: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، أبو الحسن الرفاء. 12/ 48/ 3100 السامري: علي بن الفضل بن إدريس، أبو الحسن الستوري. 16/ 137/ 5536 السامري: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إدريس، أبو عبد الله القاضي. 11/ 279/ 2767 السامي: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن هلال، أبو محمد وأبو صخرة الكاتب. 11/ 284/ 2773 السامي: محمد بن إدريس بن إياس، أبو لبيد السرخسي. 11/ 72/ 2577 السامي: محمد بن عبد الرحمن، أبو عبد الله الهروي. 15/ 425/ 5338 السَّاوِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجليل، أبو محمد البغدادي. 14/ 191/ 4528 الساوي: محمد بن أحمد بن محمد، أبو عبد الله الكامخي. 16/ 412/ 5846 الساوي: يوسف بن محمود بن الحسين بن الحسن، أبو يعقوب الدمشقي، ابن المخلص الصوفي. 12/ 153/ 3230 أَبُو السَّائِبِ: عُتْبَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى بنِ عُبَيْدِ اللهِ الهَمَذَانِيُّ الشَّافِعِيُّ الصُّوْفِيُّ، قاضي القضاة. 3/ 106/ 17 السائب بن عثمان بن مظعون الجمحي الصحابي. 4/ 441/ 302 السائب بن يزيد بن سعيد، أبو عبد الله "أبو يزيد" الكندي الصحابي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 87/ 5482 السائح: علي بن أبي بكر بن علي، أبو الحسن الهروي. 16/ 307/ 5722 ابْنُ السَّبَّاكِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، أبو الفضل البغدادي الفقيه، وكيل القضاة. 15/ 91/ 4993 السَّبَخِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ عُثْمَانَ بن محمد، أبو طاهر البزدوي البخاري الصابوني الحنفي. 7/ 30/ 1117 ابن أبي سبرة: محمد "عبد الله" بن عبد الله بن محمد، أبو بكر القرشي، قاضي العراق الفقيه. 16/ 438/ 5880 السبط: عبد الرحمن بن مكي بن عبد الرحمن بن أبي سعيد بن عتيق، أبو القاسم الطرابلسي الإسكندراني. 15/ 449/ 5358 السبط: هبة الله بن حسن بن أبي سعد بن المظفر بن الحسن، أبو القاسم الهمذاني البغدادي المراتبي. 13/ 315/ 4124 سِبْطُ بَحْرُوَيْه: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن محمد، أبو القاسم السلمي الكراني الأصبهاني. 15/ 5/ 4878 سبط الخياط: الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الله، أبو عبد الله البغدادي. 15/ 5/ 4879 سبط الخياط: عبد الله بن علي بن أحمد، أبو محمد العراقي. 16/ 10/ 5395 سِبْطُ الشَّهْرُزُوْرِيِّ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن المسلم السلمي الدمشقي. 14/ 369/ 4727 السبعي: سهل بن إبراهيم، أبو القاسم النيسابوري المسجدي. 12/ 446/ 3577 سبكتكين الملك صاحب بلخ وغزنة. 5/ 356/ 602 سبلان: سالم بن عبد الله الدوسي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 368/ 3473 ابْنُ سَبَنْكَ: عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن محمد، أبو القاسم البجلي البغدادي القاضي الإمام. 14/ 287/ - سبيع بن المسلم الدمشقي، أبو الوحش المقرئ. 12/ 317/ 3411 السبيعي: الحسن بن أحمد بن صالح، أبو محمد الهمذاني. 16/ 99/ 5499 ست الشام: خاتون بنت أيوب بن شاذي، أخت السلاطين. 16/ 16/ 5404 سِتُّ الكَتَبَةِ: نِعْمَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ ابن الطراح. 12/ 48/ 3100 الستوري: علي بن الفضل بن إدريس، أبو الحسن السامري. 13/ 104/ 3849 الستيتي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَّمَة بن عَبْدِ الله، أبو الحسين الدمشقي، ابن الطحان. 6/ 37/ 749 السجاد: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ بنِ عبد المطلب، أبو الخلائف "أبو محمد" الهاشمي. و6/ و14/ و731 5/ 215/ 513 السجاد: محمد بن طلحة. 9/ 324/ 1881 سجادة: الحسن بن حماد بن كسيب، أبو علي الحضرمي البغدادي. 11/ 182/ 2711 السجزي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَزْهَر بن حُرَيْثٍ، أبو العباس. 15/ 101/ 5007 السجزي: عبد الأول بن عيسى، أبو الوقت الهروي الماليني شيخ الإسلام. 13/ 270/ 4077 السِّجْزِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَاتِمٍ بن أحمد، أبو نصر الوائلي البكري. 14/ 53/ 4368 السجزي: مسعود بن ناصر بن أبي زيد بن أحمد، أبو سعيد الركاب الحافظ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 261/ 2752 السجستاني: أحمد بن محمد بن الفضل، أبو الحسن. 10/ 332/ 2333 السجستاني: سليمان بن الأشعث بن شداد، أبو داود الحافظ. 10/ 7/ 2065 السجستاني: سهل بن محمد بن عثمان، أبو حاتم البصري المقرئ النحوي اللغوي. 15/ 187/ 5089 السجستاني: عَبْدُ الهَادِي بنُ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ عَبْدِ الله بن عمر أبو عروبة الزاهد. 9/ 462/ 1978 سحنون: عبد السلام بن حبيب بن حسان بن هلال بن بكار أبو سعيد فقيه المغرب المصنف، قاضي القيروان. 10/ 249/ 2261 ابن سحنون: محمد بن عبد السلام بن سعيد، أبو عبد الله التنوخي فقيه المغرب. 16/ 349/ 5787 السخاوي: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عطاس، أبو الحسن الهمداني المصري الشافعي. 13/ 239/ 4036 ابْنُ سَخْتَامَ: عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرَوَيْه، أبو الحسن الغزي السمرقندي الحنفي. 11/ 85/ 2587 السختياني: عمران بن موسى بن مجاشع، أبو إسحاق الجرجاني الحافظ. 9/ 191/ 1873 ابن بنت السدي: إبراهيم بن موسى، أبو محمد "أبو إسحاق" الفزاري الكوفي. 6/ 23/ 739 السدي: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، أبو محمد الحجازي الكوفي الأعور. 6/ 23/ - السدي الصغير: محمد بن مروان الكوفي. 15/ 319/ 5223 سديد السلماسي: محمد بن هبة الله السلماسي الشافعي. 15/ 468/ 5372 السديد: عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ دَاوُدَ بنِ مبارك، أبو المنصور.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 443/ 5887 السديد: مَكِّيُّ بنُ المُسَلَّم بنِ مَكِّيِّ بنِ خَلَفِ بن أحمد بن علان، أبو محمد القيس الدمشقي. 15/ 128/ 5039 سَدِيدُ الدَّوْلَةِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ إبراهيم بن رفاعة الشيباني ابن الأنباري. 10/ 493/ 2452 أَخُو السَّرَّاجِ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الثقفي النيسابوري. 16/ 469/ 5923 ابْنُ السَّرَّاجِ: أَحْمَدَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن قاسم، أبو الحسين الإشبيلي. 10/ 494/ 2453 السراج: إسماعيل بن إسحاق الثقفي. 14/ 215/ 4564 السراج: جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ، أبو محمد البغدادي. 13/ 370/ 4186 سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج، أبو القاسم الأموي الأندلسي القرطبي المالكي، قاضي الجماعة. 14/ 164/ 4493 ابْنُ سِرَاجٍ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ سِرَاجِ بنِ عبد الله بن محمد أبو مروان الأموي القرطبي. 11/ 136/ 2643 السراج: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبَانِ بنِ مَيْمُوْنٍ، أبو عبد الله البغدادي. 11/ 238/ 2735 السَّرَّاجُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مهران، أبو العباس الثقفي محدث خراسان. 11/ 296/ 2787 ابن السراج: محمد بن السري، أبو بكر البغدادي النحوي. 14/ 51/ 4364 السراج: مُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو نصر الشاذياجي. 10/ 517/ 2479 السراج: محمد بن عبدوس بن كامل، أبو أحمد السلمي البغدادي الحافظ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 62/ 3798 ابن سراقة: محمد بن يحيى بن سراقة أبو الحسن العامري البصري. 9/ 461/ 1977 ابن السرح: أَحْمَدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عمرو، أبو الطاهر الأموي الفقيه المصري. 10/ 471/ 2437 السرخسي: أحمد بن الطيب "محمد"، أبو العباس الفيلسوف. 12/ 431/ 3558 السرخسي: زَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى، أبو علي الفقيه. 13/ 348/ 4163 السرخسي: زُهَيْرُ بنُ حَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، أَبُو نَصْرٍ الفقيه الشافعي. 9/ 333/ 1888 السرخسي: عبيد الله بن سعيد بن يحيى أبو قدامة اليشكري. 12/ 390/ 3505 السَّرَخْسِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو القاسم مسند بخارى. 14/ 171/ 4499 السَّرْخَسيُّ: الفَضْلُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الفَضْلِ، أبو العباس النيسابوري الحنفي المعمر. 14/ 261/ 4621 سرفرتج: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو سعد المديني التاني. 11/ 343/ 2840 السرقسطي: ثَابِتُ بنُ حَزْمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مطرف، أبو القاسم اللغوي الحافظ. 10/ 234/ 2237 ابن السرقاري: إسحاق بن أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ الحُصَيْنِ بنِ جَابِرٍ، أبو صفوان البخاري السرماري. 10/ 216/ 2214 السرمرائي: إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، أبو إسحاق الختلي الحافظ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 354/ 4171 السروري: إبراهيم بن محمد بن موسى، أبو إسحاق المطهري. 12/ 267/ 3353 السري بن أحمد، أبو الحسن الكندي الموصلي الشاعر الرفاء. 13/ 193/ 3973 السرى بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم، أبو العلاء الإسماعيلي الجرجاني الشافعي الأديب. 10/ 356/ 2343 السري بن خزيمة بن معاوية، أبو محمد الأبيوردي محدث نيسابور. 12/ 237/ 3326 ابن أبي السري: عمر بن جعفر بن عبد الله، أبو حفص البصري الوراق. 9/ 532/ 2028 السري بن المغلس، أبو الحسن السقطي البغدادي. 11/ 123/ 2633 ابن سريج: أحمد بن عمر بن سريح، أبو العباس البغدادي. 8/ 346/ 1593 سريج بن النعمان بن مروان، أبو الحسين "أبو الحسن البغدادي الجوهري، اللؤلؤي". 9/ 171/ 1850 سريج بن يونس بن إبراهيم، أبو الحارث المروزي البغدادي. 16/ 434/ 5875 ابْنُ أَبِي السَّعَادَاتِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن محمد، أبو عبد الله الدباس المقرئ المفتي الحنبلي. 15/ 220/ 5125 ابن سعادة: محمد بن يوسف بن سعادة، أبو عبد الله المرسي. 8/ 180/ 1498 سعد بن إبراهيم. 6/ 139/ 799 سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، أبو إسحاق "أبو إبراهيم" القرشي الزهري، قاضي المدينة. 14/ 491/ 4872 أَبُو سَعْدٍ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن الحسن بن علي، البغدادي الأصبهاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 211/ - أبو سعد الأسدي: محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر البغدادي المؤدب. 5/ 95/ 432 سعد بن إياس، أبو عمرو الشيباني الكوفي. 3/ 164/ 57 سعد بن خيثمة بن الحارث بن مَالِكِ بنِ كَعْبِ بنِ النَّحَّاطِ بنِ كَعْبِ بن حارثة الصحابي. 3/ 194/ 68 سَعْدُ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ عَمْرِو بنِ أَبِي زهير بن مالك الأنصاري الصحابي. 16/ 5/ 5385 بنت سعد الخير: فاطمة بنت سعد الخير بن محمد بن سهل، أم عبد الكريم البلنسية. 15/ 20/ 4893 سَعْدُ الخَيْرِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلِ بنِ سعد، أبو الحسن الأندلسي البلنسي. 6/ 187/ 830 سعد بنُ سَعِيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ الخزرجي. 8/ 73/ 1413 سَعْدُ بنُ الصَّلْتِ بنِ بُرْدِ بنِ أَسْلَمَ أبو الصلت البجلي الكوفي. 6/ 315/ 916 سعد بن طارق بن أشيم، أبو مالك الأشجعي الكوفي. 15/ 467/ - سعد بن طاهر المزدقاني الأمير. 14/ 341/ 4693 أَبُو سَعْدٍ بنُ الطُّيُورِيِّ: أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ البغدادي. 3/ 166/ 60 سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ بنِ دُليم بنِ حَارِثَةَ بن أبي حزيمة أبو قيس الأنصاري، الخزرجي الساعدي المدني. 12/ 128/ 3199 ابن سعد: عبد الله بن أحمد بن سعد، أبو محمد النيسابوري الحاجي. 5/ 375/ 620 سعد بن عبيد، أبو حمزة السلمي الكوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 418/ 4228 أَبُو سَعْدٍ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بن محمد بن أحمد بن حسكويه. 14/ 199/ 4541 سعد بن علي بن حسن، أبو منصور العجلي الأسداباذي الهمذاني، الشافعي. 15/ 260/ 5163 سعد بن علي بن قاسم، أبو المعالي الأنصاري الشاعر الحظيري دلال الكتب. 13/ 477/ 4281 سَعْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحسين، أبو القاسم الزنجاني. 4/ 284/ 250 سَعْدُ بنُ مَالِكِ بنِ سِنَانِ بنِ ثَعْلَبَةَ، أبو سعيد الخدري الصحابي. 14/ 80/ 4402 أبو سعد المتولي: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَأْمُوْنِ بنِ عَلِيٍّ النَّيسَابورِيُّ. 15/ 299/ 5192 سعد بن محمد بن سعد بن صيفي، أبو الفوارس التميمي، الحيص بيص الشاعر. 16/ 421/ 5853 ابْنُ سَعْدٍ: مُحَمَّدُ بنُ سَعْدِ بنِ عَبْدِ الله، أبو عبد الله الأنصاري المقدسي. 3/ 171/ 61 سَعْدُ بنُ مُعَاذِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ امْرِئِ القيس الصحابي. 14/ 353/ - أبو سعد الميداني: سعيد بن أحمد بن محمد النيسابوري. 13/ 211/ 4001 أبو سعد النَّصْرُوييُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدَان بن مُحَمَّدٍ بن حمدان النيسابوري. 3/ 66/ 10 سعد بن أبي وقاص الصحابي. 8/ 495/ 1693 سعد بن يزيد، أبو الحسن النيسابوري الفراء. 15/ 241/ - سَعْد الله بن نَجَا بن الوَادِي الدّلاَل، أبو صالح. 15/ 205/ - سعد الله بن نصر الدجاجي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 258/ 4061 ابن سعدان: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عبيد، أبو عبد الله الجذامي الزنباعي. 10/ 59/ 2113 سعدان بن نصر بن منصور، أبو عثمان الثقفي البغدادي. 10/ 60/ 2114 سعدان بن يزيد، أبو محمد البغدادي. 8/ 495/ 1694 سعدويه: سعيد بن سليمان، أبو عثمان الضبي الواسطي. 14/ 451/ 4821 ابن سعدويه: محمد بن إبراهيم بن محمد، أبو سهل الأصبهاني. 10/ 239/ 2244 السعدي: إبراهيم بن عبد الله بن يزيد، أبو إسحاق التميمي الحافظ. 15/ 177/ 5085 السعدي: عبد الله بن رفاعة بن غدير، أبو محمد المصري الشافعي. 11/ 244/ 2736 السَّعْدِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ عَبْدِ الله، أبو عبد الرحمن، محدث مرو. 13/ 282/ 4092 السعدي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى بنِ عَبْدِ الله، أبو الفضل البغدادي الفقيه الشافعي القاضي. 14/ 119/ 4451 السعدي: هبة الله بن عبد الرازق بن محمد، أبو الحسن الأوسي البغدادي. 16/ 364/ - أبو السعود الباذبيني المصري. 15/ 78/ 4979 سعيد بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ البنا، أبو القاسم البغدادي. 13/ 323/ 4130 سعيد بن أحمد بن محمد بن إشكاب، أبو عثمان النيسابوري الصوفي العيار. 11/ 41/ 2552 سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور، أبو عثمان الحيري النيسابوري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 181/ 1499 سَعِيْدُ بنُ أَوْسِ بنِ ثَابِتِ بنِ بَشِيْرِ، أبو زيد الأنصاري البصري. 6/ 295/ 899 سعيد بن إياس، أبو مسعود الجريري البصري. 6/ 483/ 1007 سعيد بن أبي أيوب "مقلاص"، أبو يحيى المصري الفقيه الخزاعي. 10/ 251/ 2263 أبو سعيد البالسي: أحمد بن بكر. 8/ 235/ 1537 سعيد بن بريد، أبو عبد الله النباجي. 7/ 12/ 1098 سَعِيْدُ بنُ بَشِيْرٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيُّ البصري الحافظ. 14/ 99/ 4424 أبو سعيد البغوي الدباس، محمد بن علي بن أبي صالح الغوي الفقيه المعمر. 5/ 186/ 484 سعيد بن جبير بن هشام، أبو محمد "أبو عبد الله" الأسدي الوالبي ملاهم، الكوفي الحافظ. 5/ 478/ 675 سَعِيْدُ بنُ الحَارِثِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ المعلى الأنصاري قاضي المدينة. 3/ 128/ 36 سعيد بن الحارث بن عبد المطلب الصحابي ابْنِ عَمِّ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 16/ 68/ - سعيد بن حديدة الأنصاري البغدادي، معز الدين الوزير. 5/ 351/ 592 سعيد بن أبي الحسن يسار البصري. 15/ 94/ - سعيد بن الحسين الجوهري. 15/ 260/ - سعيد بن الحسين المأموني أبو المفاخر. 9/ 148/ - سعيد بن حفض النفيلي. 8/ 404/ 1617 سَعِيْدُ بنُ الحَكَمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَالِمٍ، أبو محمد الجمحي، محدث الديار المصرية.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 4/ 284/ 250 أَبُو سَعِيْدٍ الخُدْرِيُّ: سَعْدُ بنُ مَالِكِ بنِ سنان بن ثعلبة الصحابي. 8/ 182/ 1500 سعيد بن الربيع، أبو زيد الهروي البصري. 3/ 84/ 11 سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل الصحابي. 8/ 74/ 1414 سعيد بن سالم، أبو عثمان المكي القداح. 12/ 331/ 3432 سعيد بن سلام، أبو عثمان المغربي القيرواني. 8/ 495/ 1694 سعيد بن سليمان أبو عثمان الضبي الواسطي، سعدويه. 8/ 496/ 1695 سعيد بن سليمان، النشيطي البصري. 6/ 463/ 997 سعيد بن سنان، أبو سنان البرجمي الشيباني. 6/ 463/ - سعيد بن سنان، أبو مهدي الحمصي. 15/ 170/ 5081 سَعِيْدُ بنُ سَهْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله، أبو المظفر النيسابوري الخوارزمي الفلكي. 4/ 445/ 309 سعيد بن العاص بن أبي أحيحة القرشي الأموي الصحابي. 8/ 113/ 1437 سعيد بن عامر، أبو محمد الضبعي البصري. 13/ 211/ 4000 سعيد بن العباس بن محمد بن علي، أبو عثمان القرشي الهروي. 9/ 143/ - سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي. 5/ 285/ 551 سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي الكوفي. 11/ 313/ 2806 سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَرْوَانَ، أَبُو عثمان الحلبي. 7/ 139/ 1175 سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي يَحْيَى، أبو محمد "أبو عبد العزيز" التنوخي، مفتي دمشق. 12/ 199/ 3284 سَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدِ بنِ السَّكَنِ، أبو علي المصري البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 19/ 3744 سعيد بن عثمان بن سعيد، أبو عثمان الأندلسي لحية الزبل اللغوي القرطبي. 6/ 467/ 1001 سعيد بن أبي عروبة مهران، أبو النضر العدوي البصري. 5/ 505/ 690 سَعِيْدُ بنُ عَمْرِو بنِ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ القرشي الأموي الكوفي. 11/ 50/ 2555 سعيد بن عمرو بن عمار، أبو عثمان الأزدي البرذعي. 12/ 156/ 3235 سعيد بن فحلون، أبو عثمان الأندلسي الإلبيري. 5/ 160/ 469 سعيد بن فيروز، أبو البختري الطائي الكوفي الفقيه. 12/ 169/ 3252 سعيد بن القاسم بن العلاء، أبو عمرو البرذعي الطرازي. 9/ 9/ 1743 سَعِيْدُ بنُ كَثِيْرِ بنِ عُفَيْرِ بنِ مُسْلِمِ، أبو عثمان المصري. 5/ 516/ 703 سعيد بن كيسان، أبو سعد الليثي المقبري. 15/ 260/ 5164 سعيد بن المبارك بن الدهان، أبو محمد البغدادي. 11/ 358/ 2855 سعيد بن محمد بن أحمد، أبو عثمان البغدادي البيع أَخُو زُبَيْرٍ الحَافِظ. 13/ 332/ 4140 سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جعفر، أبو عثمان البحيري النيسابوري. 14/ 421/ 4789 سعيد بن محمد بن بَكْر بن أَبِي الفَتْحِ بن بَكْرِ بنِ حجاج، أبو الفرج الأصبهاني الصيرفي السمسار. 9/ 43/ 1759 سعيد بن محمد بن سعيد، أبو عبيد الله الجرمي الكوفي. 16/ 109/ 5512 سعيد بن محمد بن سعيد بن محمد بن عمر، أبو منصور البغدادي ابن الرزاز. 11/ 126/ 2635 سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَبِيْح بن الحَدَّاد، أبو عثمان المغربي. 15/ 26/ 4903 سعيد بن محمد بن عمر، أبو منصور البغدادي، أبو الرزاز.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 284/ 5694 سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَاسِيْنَ بنِ عَبْدِ الملك بن مفرج، أبو منصور البغدادي السفار. 8/ 404/ 1617 سعيد بن أبي مريم الحكم بن محمد بن سالم، أبو محمد الجمحي، محدث الديار المصرية. 8/ 339/ 1585 سعيد بن مسعدة، أبو الحسن الأخفش البلخي، إمام النحو. 10/ 140/ 2147 سعيد بن مسعود بن عبد الرحمن، أبو عثمان المروزي. 5/ 242/ - سعيد بن مسلم بن قتيبة، والي أرمينية، والموصل، السند، وغيرها. 5/ 123/ 456 سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب، أبو محمد القرشي المخزومي. 16/ 488/ 5955 سعيد بن المطهر بن سعيد بن علي، أبو المعالي الباخرزي. 5/ 516/ 703 سعيد المقبري بن أبي سعيد كيسان، أبو سعد الليثي. 9/ 12/ 1744 سعيد بن منصور بن شعبة، أبو عثمان الخراساني المروزي. 6/ 8/ 723 سعيد بن مينا، أبو الوليد الحجازي. 12/ 525/ 3670 سعيد بن نصر، أَبُو عُثْمَانَ مَوْلَى النَّاصِرِ لِدِيْنِ اللهِ الأُمَوِيِّ. 11/ 175/ 2697 أبو سعيد النيسابوري: عبد الرحمن بن الحسين بن خالد الحنفي. 12/ 373/ 3482 سعيد بن هاشم بن وعكة بن عرام، أبو عثمان الموصلي الخالدي الشاعر. 6/ 395/ 959 سعيد بن أبي هلال، أبو العلاء الليثي المصري. 5/ 375/ 621 سعيد بن أبي هند الحجازي. 5/ 100/ 438 سعيد بن وهب الهمداني الخيواني الكوفي القراد. 5/ 417/ 641 سعيد بن يحمد، أبو السفر الهمذاني الكوفي. 9/ 565/ - سعيد بن يحيى الأموي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 143/ 1472 سعيد بن يحيى، أبو سفيان الحميري الواسطي. 4/ 134/ 208 سعيد بن يربوع القرشي الصحابي. 6/ 466/ 999 سعيد بن يزيد الحميري، أبو شجاع القتباني الإسكندري. 14/ 137/ 4466 السعيداني: عَبْدُ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بن علي أبو محمد الأموي العتابي البصري. 14/ 335/ 4686 السعيدي: مُحَمَّدُ بنُ بَرَكَاتِ بنِ هِلاَلِ بنِ عَبْدِ الواحد، أبو عبد الله المصري. 5/ 239/ 848 السَّفَّاحُ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، أبو العباس الهاشمي العباسي. 16/ 301/ 5718 السفار: مُكْرَمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدِ بن أحمد، أبو الفضل القرشي الدمشقي. 16/ 448/ 5895 السفاقسي: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ السَّلاَم بنِ عتيق، أبو بكر التميمي المغربي ابن المقدسية. 5/ 100/ 641 أبو السفر: سعيد بن يحمد الهمذاني الكوفي. 11/ 192/ 2722 ابن سفيان: إبراهيم بن محمد، أبو إسحاق النيسابوري. 3/ 128/ 37 أَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهاشمي الصحابي. 7/ 345/ 1266 سفيان بن حبيب، أبو محمد البصري. 7/ 11/ 1096 سفيان بن حسين بن الحسن، أبو محمد الواسطي. 8/ 143/ 1472 أبو سفيان الحميري: سعيد بن يحيى الواسطي. 6/ 620/ 1083 سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب، أبو عبد الله الثوري الكوفي المجتهد. 3/ 406/ 109 أَبُو سُفْيَانَ: صَخْرُ بنُ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ القُرَشِيُّ المكي الصحابي. 6/ 43/ 754 أبو سفيان: طلحة بن نافع الإسكاف الواسطي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 365/ 4721 سُفْيَانُ بنُ العَاصِ بنِ أَحْمَدَ بنِ العَاصِ، أبو بحر الأسدي المربيطري. 8/ 300/ 1554 سفيان بنُ عُقْبَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُفْيَانَ السُّوَائِيُّ الكوفي. 7/ 414/ 1291 سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ بنِ أَبِي عِمْرَانَ مَيْمُوْنٍ، أبو محمد الهلالي الكوفي. 11/ 313/ - سُفْيَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ. 7/ 497/ 1323 أبو سفيان المعمري: محمد بن حميد البصري. 7/ 345/ 1267 سفيان بن موسى البصري. 5/ 31/ 388 سفيان بن هانئ، أبو سالم الجيشاني المصري. 9/ 512/ 2017 سفيان بن وكيع بن الجراح، أبو محمد الرؤاس محدث الكوفة. 4/ 449/ 313 سفيان بن وهب، أبو أيمن الخولاني الصحابي. 8/ 51/ 1393 السفياني: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ، أبو الحسن القرشي الأموي، أبو الغميطر. 4/ 286/ 251 سفينة "أبو عبد الرحمن الصحابي مولى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". 12/ 351/ 3456 ابن السقاء: عبد الله بن محمد بن عثمان، أبو محمد الواسطي. 13/ 75/ 3812 ابْنُ السَّقَّا: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بن حسين، أبو الحسن الإسفراييني. 12/ 350/ 3455 ابْنُ السَّقَّاءِ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنٍ، أبو علي الإسفراييني. 9/ 532/ 2028 السقطي: السري بن المغلس، أبو الحسن البغدادي الصوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 176/ 3261 السقطي: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نصر بن أبي روبا، أبو محمد المعدل. 12/ 233/ 3322 السَّقَطِيُّ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ بنِ يُوْسُفَ، أبو عمرو. 13/ 37/ 3767 السَّقَطِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جعفر، أبو القاسم البغدادي. 12/ 176/ 3262 السقطي: عثمان بن محمد بن بشر، أبو عمرو البغدادي سنقة. 11/ 150/ 2667 السقطي: عمر بن أيوب بن إسماعيل، أبو حفص البغدادي. 14/ 244/ 4604 السقطي: هبة الله بن المبارك بن موسى، أبو البركات البغدادي. 14/ 161/ 4488 السقلاطوني: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عُلْوَانَ بنِ عَقِيْلِ بنِ قيس، أبو الفتح الشيباني البغدادي. 15/ 300/ 5195 السقلاطوني: يحيى بن يوسف، أبو شاكر البغدادي الخباز صاحب ابن بالان. 14/ 219/ 4566 سقمان بن أرتق بن أكسب التركماني صاحب ماردين. 14/ 296/ 4641 ابن سكرة: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فِيرّه بن حَيُّونَ، أبو علي الصدفي الأندلسي السرقسطي. 12/ 459/ 3592 ابْنُ سُكَّرَةَ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ أَبُو الحَسَنِ الهاشمي الشاعر. 12/ 98/ 3153 السكري: أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَامعٍ، أبو العباس المصري. 9/ 498/ 2007 السُّكَّرِيُّ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ، أبو الحسن "أبو عبد الله" القرشي العبدري الرقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 286/ 2280 السكري: الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عبد الرحمن أبو سعيد الأزدي النحوي. 11/ 106/ 2618 السكري: عبد الله بن الصقر بن نصر، أبو العباس البغدادي. 13/ 118/ 3873 السُّكَّرِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الجبار، أبو محمد البغدادي ابن وجه العجوز. 11/ 155/ 2674 السكري: علي بن إبراهيم بن مطر، أبو الحسن البغدادي. 12/ 469/ 3603 السكري: عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بن شاذان أبو الحسن الحميري البغدادي الصيرفي الكيال. 13/ 500/ 4305 السكري: علي بن موسى، أبو سعد النيسابوري مفيد الجماعة. 12/ 300/ 3391 السكري: عُمَرُ بنُ بِشْرَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بِشْرِ، أبو حفص البغدادي. 10/ 433/ 2399 السكري: مُحَمَّدُ بنُ المُغِيْرَةِ بنِ سِنَانٍ الضَّبِّيُّ الهَمَذَانِيُّ الحنفي حمدان الفقيه. 7/ 68/ 1142 السكري: محمد بن ميمون، أبو حمزة المروزي الحافظ. 12/ 567/ 3723 السكن بن جميع، أبو محمد. 12/ 199/ 3284 ابْنُ السَّكَنِ: سَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ، أبو علي المصري البغدادي. 8/ 94/ 1428 السكوني: شجاع بن الوليد بن قيس، أبو بدر السكوني الكوفي المحدث الصادق. 10/ 523/ 2488 السكوني: عبد الحميد بن عبد العزيز، أبو خازم البصري القاضي الحنفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 450/ 5898 السكوني: محمد بن أحمد بن خليل، أبو الخطاب الأندلسي الكاتب. 9/ 439/ 1967 السكوني: الوليد بن شجاع بن الوليد، أبو همام الكوفي البغدادي الحافظ. 9/ 436/ 1965 ابن السكيت: يعقوب بن إسحاق، أبو يعقوب البغدادي النحوي. 6/ 21/ 737 سكينة بنت الحُسَيْنِ الشَّهِيْدِ بن عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ. 16/ 292/ 5705 ابن سكينة: عبد الرازق بن عبد الوهاب، أبو الفضائل البغدادي. 16/ 244/ 5646 ابْنُ سُكَيْنَةَ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن علي، أبو الحسن البغدادي. 16/ 52/ 5438 ابْنُ سُكَيْنَةَ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَلِيِّ بنِ علي بن عبيد الله، أبو أحمد البغدادي. 13/ 456/ 4258 ابْنُ سِكِّيْنَةَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنٍ، أبو عبد الله الأنماطي البغدادي. 15/ 89/ 4989 ابن السلار: علي بن السلار، أبو الحسن الكردي الوزير. 14/ 133/ 4462 السلار: مَكِّيُّ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلاَّنَ، أبو الحسن الكرجي. 14/ 466/ 4845 ابْنُ السَّلاَّلِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن أحمد، أبو عبد الله الكرخي الوراق الحبار. 16/ 344/ 5778 ابْنُ سَلاَّمٍ: الحَسَنُ بنُ سَالِمِ بنِ سَلاَّمٍ نجم الدين، أبو محمد الدمشقي. 7/ 297/ 1244 سلام بن سليم الحنفي مولاهم، أبو الأحوص الكوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 87/ 1156 سلام بن مسكين بن ربيعة، أبو روح الأزدي النمري البصري. 7/ 96/ 1161 سلام بن أبي مطيع، أبو سعيد الخزاعي البصري. 5/ 208/ 504 أبو سلام: ممطور الحبشي الدمشقي. 15/ 144/ - سلامة بن أحمد بن الصدر. 12/ 522/ 3664 السلامي: مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ محمد، أبو الحسن القرشي المخزومي الشاعر البغدادي. 15/ 79/ 4980 السلامي: مُحَمَّدُ بنُ نَاصرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن عمر، أبو الفضل البغدادي الحافظ. 14/ 364/ - سلطان بن إبراهيم أبو الفتح المقدسي الشافعي. 16/ 386/ 5805 السلطان السعيد: علي بن إدريس بن يعقوب المعتضد بالله، صاحب الغرب. 15/ 379/ 5284 سلطان شاه: مَحْمُوْدُ بنُ خُوَارِزمْشَاه أَرْسَلاَنُ بنُ أَتْسِز بنِ مُحَمَّدِ بنِ نوشتكين. 12/ 372/ 3480 السُّلْطَانُ شِيْرَوَيْه بنُ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بنِ بُوَيْه الديلمي. 15/ 58/ 4947 السلطان عمر بن علي بن سهل، أبو سعد الدامغاني. 14/ 361/ 4716 السلطان محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان، أبو شجاع التركي السلجوقي، غياث الدين، صاحب العراق. 13/ 172/ 3946 السلطان محمود بن سبكتكين، أبو القاسم التركي يمين الدولة. 14/ 370/ 4728 السلطان محمود بن مُحَمَّد بن مَلِكْشَاه بنُ أَلب أَرْسَلاَن السَّلْجُوْقِي. 13/ 97/ 3841 سلطان الدولة: فناخسرو بن خره فيروز بن عضد الدولة بن بويه الديلمي، أبو شجاع.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 271/ 5177 السلفي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إبراهيم، أبو طاهر الأصبهاني الجرواني. 12/ 177/ 3264 ابن سلم: أَحْمَدُ بنُ جعفرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ، أبو بكر الختلي البغدادي. 9/ 571/ - سلم بن جنادة. 7/ 241/ 1202 سلم الخاسر بن عمرو بن حماد الشاعر. -/ 76/ 1416 سلم بن سالم، أبو محمد البلخي الزاهد. -/ 517/ 2478 ابن سلم: عبد الرحمن بن محمد، أبو يحيى الرازي المفسر. 11/ 189/ 2716 ابن سلم: عبد الله بن محمد بن سلم، أبو محمد الفرياني المقدسي. 11/ 252/ 2745 ابْنُ سَلْمٍ: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ سَلْمٍ، أبو الحسن الأصبهاني. 12/ 176/ 3263 ابن سلم: عمر بن جعفر بن محمد، أبو الفتح الختلي البغدادي. 12/ 141/ 3213 سَلْمُ بنُ الفَضْلِ بنِ سَهْلٍ، أَبُو قُتَيْبَةَ البغدادي الأدمي. 8/ 67/ 1406 سلم بن قتيبة، أبو قتيبة الخراساني الفريابي الشعيري. 12/ 177/ 3265 ابن سلم: محمد بن جعفر بن محمد الختلي البغدادي. 7/ 230/ 1194 سلم بن ميمون الخواص. 15/ 319/ 5223 السلماسي: محمد بن هبة الله. 5/ 374/ 617 سلمان، أبو حازم الأشجعي الكوفي، صاحب أبي هريرة. 15/ 291/ - سلمان بن علي الرحبي الخباز، أبو تميم. 3/ 309/ 96 سلمان الفارسي بن الإسلام أبو عبد الله الصحابي. 15/ 112/ 5017 سلمان بن مسعود بن حسن، أبو محمد الشحام. 14/ 315/ 4660 سلمان بن ناصر بن عمران، أبو القاسم النيسابوري الأنصاري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 406/ 5833 السلماني: عَتِيْقُ بنُ أَبِي الفَضْلِ بنِ سَلاَمَةَ، أَبُو بكر العدل. 5/ 376/ 272 سلمة بن الأكوع: سلمة بن عمرو بن سنان بن عبد الله الحجازي البصري الصحابي. 3/ 467/ 116 أُمُّ سَلَمَةَ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ، هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أمية بن المغيرة الصحابية. 8/ 423/ 1630 أبو سلمة التبوذكي: موسى بن إسماعيل المنقري البصري الحافظ. 6/ 190/ 833 أبو سلمة الخلال: حفص بن سليمان الهمداني الكوفي. 6/ 254/ 855 سلمة بن دينار، أبو حازم المخزومي. 4/ 24/ 166 سَلَمَةُ بنُ سَلاَمَةَ بنِ وَقْشِ بنِ زُغْبَةَ بن زعوراء الصحابي. 4/ 424/ 286 سَلَمَةُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الأَسَدِ بنِ هِلاَلٍ الصحابي. 8/ 143/ 1473 سلمة بن سليمان المروزي الحافظ المؤدب. 9/ 575/ 2060 سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَجْرِيُّ النسائي. 11/ 223/ - سلمة بن عاصم النحوي. 3/ 99/ 13 أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الأَسَدِ بنِ هِلاَلِ الصحابي. 5/ 166/ 476 أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ "عبد الله" "إسماعيل" القرشي الزهري. 4/ 376/ 272 سلمة بن عمرو بن "الأكوع" سنان بن عبد الله الحجازي الصحابي. 7/ 502/ 1327 سلمة بن الفضل، أبو عبد الله الرازي الأبرش. 6/ 47/ 757 سلمة بن كهيل بن حصين، أبو يحيى الحضرمي التنعي الكوفي. 3/ 193/ - سلمة بن هشام. 8/ 144/ 1474 سلمويه: سليمان بن صالح، أبو صالح الليثي المروزي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 323/ 2819 السلمي: أحمد بن هشام بن عمار بن نصير، أبو عبد الله الدمشقي. 10/ 75/ 2131 السلمي: أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ خَالِدِ بنِ سَالِمٍ، أبو الحسن حمدان النيسابوري. 10/ 240/ 2246 السلمي: إسحاق بن عبد الله بن محمد رزين الخشك النيسابوري. 10/ 410/ 2376 السلمي: إسماعيل بن قتيبة بن عبد الرحمن، أبو يعقوب النيسابوري. 9/ 536/ 2030 السلمي: الحسين بن الحسن بن حرب، أبو عبد الله المروزي الحافظ المصنف. 13/ 43/ 3777 السُّلَمِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ موسى، أبو عبد الرحمن الأزدي النيسابوري الصوفي المصنف. 13/ 265/ 4069 ابْنُ سِلْوَانَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى، أبو عبد الله المازني الدمشقي ابن القماح. 13/ 120/ 3878 السليطي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو الحسن النيسابوري. 14/ 141/ 4472 السليطي: ظاهر "عبد الصمد" بن أحمد بن علي، أبو محمد النيسابوري. 5/ 99/ 436 سليم بن أسود، أبو الشعثاء المحاربي الفقيه الكوفي. 13/ 264/ 4068 سُلَيْمُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ سُلَيْمٍ، أَبُو الفَتْحِ الرازي الشافعي. 6/ 48/ 758 سليم بن جبير، أبو يونس، مولى أبي هريرة. 5/ 494/ 680 سليم بن عامر الكلاعي الخبائري الحمصي. 5/ 98/ 407 سليم بن عتر، أبو سلمة التجيبي الفقيه القاضي المصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 108/ 1434 سليم بن عيسى بن سليم، أبو عيسى "أبو محمد" الحنفي الكوفي. 3/ 530/ 151 أم سليم: الغميصاء بِنْتُ مِلْحَانَ بنِ خَالِدِ بنِ زَيْدِ بنِ حرام الأنصارية الخزرجية الصحابية. 12/ 284/ 3372 ابْنُ السَّلِيْمِ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو بكر الأموي قاضي الأندلس. 14/ 108/ 4437 سُلَيْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو مسعود الأصبهاني الملنجي. 16/ 326/ - سُلَيْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ هِبَةِ اللهِ الإِسْعَردِيُّ، خطيب بيت لهيا. -/ و327/ - 12/ 201/ 3285 سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير، أبو القاسم الشامي الطبراني. 16/ 277/ - سليمان بن أحمد بن المغربل الشارعي المقرئ. 10/ 332/ 2333 سليمان بن الأشعث بن شداد السجستاني أبو داود. 9/ 363/ 1905 سليمان بن أيوب، أبو أيوب الثقة الحافظ صاحب البصري. 5/ 405/ 631 سليمان بن بريدة بن الخصيب. 7/ 94/ 1160 سليمان بن بلال، أبو محمد القرشي التيمي مولاهم المدني. 13/ 52/ - سليمان بن بنج مال الأندلسي الزاهد. 8/ 333/ 1579 أبو سليمان الجوزجاني: موسى بن سليمان الحنفي. 6/ 56/ 761 سليمان بن حبيب، أبو أيوب "أبو ثابت" الدمشقي الداراني. 8/ 405/ 1618 سليمان بن حرب بن بجيل، أبو أيوب الواشحي الأزدي. 11/ 516/ 3005 سليمان بن حسن، أبو طاهر الجنابي القرمطي الأعرابي الزنديق.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 519/ 3009 سُلَيْمَانُ بنُ الحَسَنِ بنِ مَخْلَدِ بنِ الجَرَّاحِ، أبو القاسم البغدادي الوزير. 12/ 554/ 3704 سليمان بن الحكم بن سليمان بن عبد الرحمن، أبو الربيع المستعين الأموي الأندلسي. و13/ و63/ و3800 7/ 484/ 1318 سليمان بن حيان، أبو خالد الأحمر الأزدي الكوفي. 14/ 55/ 4369 سُلَيْمَانُ بنُ خَلَفِ بنِ سَعْدِ بنِ أَيُّوْبَ، أبو الوليد الباجي التجيبي الأندلسي. 7/ 229/ 1193 سليمان الخواص. 8/ 326/ 1571 أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ "عطية" "عسكر" العنسي. 8/ 328/ 1572 أبو سليمان الداراني الكبير: عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي الدمشقي. 9/ 69/ - سليمان بن داود، أبو أحمد الرازي القزاز. 9/ 70/ 1788 سيلمان بن داود بن بشر، أبو أيوب المنقري البصري الشاذكوني. 8/ 110/ 1436 سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود الطيالسي الفارسي. 9/ 69/ - سيلمان بن داود "محمد" أبو داود المباركي. 9/ 68/ 1787 سليمان بن داود، أبو الربيع الأزدي العتكي الزهراني. 9/ 69/ - سليمان بن داود، أبو الربيع الختلي. -/ و384/ -. / 69/ - سليمان بن داود، أبو الربيع المهري. 16/ 434/ 5874 سليمان بن داود بن عبد الله بن يوسف العبيدي. 9/ 36/ 1752 سليمان بن داود بن علي، أبو أيوب الهاشمي العباسي. 11/ 295/ 2785 سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ بنِ كَثِيْرِ بنِ وَقْدَانَ، أبو محمد الطوسي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 69/ - سليمان بن داود اليمامي، أبو داود. 6/ 321/ 922 سليمان بن أبي سليمان فيروز أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ. 6/ 484/ 1008 سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الخوزي، أبو أيوب المورياني. 10/ 299/ 2294 سُلَيْمَانُ بنُ سَيْفِ بنِ يَحْيَى بنِ دِرْهَمٍ، أبو داود الحراني الطائي. 9/ 164/ 1845 سليمان ابن بنت شرحبيل، أَبُو أَيُّوْبَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عِيْسَى بنِ مَيْمُوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. 8/ 144/ 1474 سليمان بن صالح، أبو صالح الليثي المروزي سلمويه. 4/ 416/ 283 سليمان بن صرد، أبو مطرف الخزاعي الصحابي. 6/ 323/ 923 سليمان بن طرخان، أبو المعتمر التيمي البصري. 9/ 167/ 1846 سليمان بن عبد الرحمن بن حماد بن عمران، أبو داود التيمي الطلحي الكوفي. 5/ 444/ 662 سليمان بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ، أبو أيوب القرشي الأموي الخليفة. 6/ 301/ 908 سليمان بن علي الأمير، عم المنصور. 14/ 6/ 4324 سُلَيْمَانُ بنُ قُتُلْمِش بنِ إِسْرَائِيْلَ بنِ سَلجوق صاحب الروم. 5/ 357/ 603 سليمان بن قتة التيمي البصري الشاعر. 16/ 13/ 5399 سليمان بن قلج أرسلان بن مسعود السلجوقي صاحب الروم. 7/ 5/ 1092 سليمان بن كثير العبدي البصري الحافظ. 11/ 139/ - سليمان بن محمد الحامض، أبو موسى، شيخ النحو. 14/ 414/ - سليمان بن محمد بن الطراوة، أبو الحسين، نحوي زمانه. 16/ 97/ - سليمان بن محمد بن علي أبو الفضل الموصلي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 266/ 5678 سليمان بن مظفر بن غنائم، أبو داود الرضي الجيلي البغدادي. 11/ 22/ - سليمان بن المعافي بن سليمان. 9/ 532/ - سليمان بن معبد السنجي. 7/ 88/ 1157 سليمان بن المغيرة، أبو سعيد القيسي البصري. 6/ 344/ 941 سليمان بن مهران، أبو محمد الأسدي الكوفي الأعمش. 6/ 151/ 808 سليمان بن موسى الدمشقي الأشدق. 16/ 357/ 5792 سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى بنِ سَالِمِ بن حَسَّانٍ، أبو الربيع الحميري البلنسي. 14/ 183/ 4515 سليمان بن نجاح، أبو داود القرطبي المقرئ. 10/ 287/ 2281 سُلَيْمَانُ بنُ وَهْبِ بنِ سَعِيْدِ بنِ عَمْرِو، أبو أيوب الحارثي. 12/ 26/ 3074 سليمان بن يزيد، أبو داود الفامي القزويني. 5/ 263/ 541 سليمان بن يسار، أبو أيوب "أبو عبد الرحمن" "أبو عبد الله". 13/ 16/ 3740 السليماني: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَمْرِو بنِ حَمْدِ، أبو الفضل البيكندي البخاري. 10/ 540/ 2505 ابن سماعة: محمد بن الحسن بن سماعة، أبو عبد الله الحضرمي. 9/ 49/ 1765 ابن سماعة: مُحَمَّدُ بنُ سَمَاعَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ هلال، أبو عبد الله التيمي الكوفي. 6/ 8/ 724 سماك بن حرب بن أوس بن خالد، أبو المغيرة الذهلي الكوفي. 3/ 151/ 44 سماك بن خرشة بن لوذان بن عبد ود، أبو دجانة الأنصاري الصحابي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 212/ 4002 ابن السماك: عبد بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو ذر الهروي. 12/ 49/ 3102 ابن السماك: عُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يزيد، أبو عمرو البغدادي الدقاق. 6/ 12/ 727 سماك بن عطية المربدي البصري. 6/ 11/ 725 سماك بن الفضل الخولاني الصنعاني. 7/ 330/ 1255 ابن السماك: محمد بن صبيح، أبو العباس العجلي الكوفي. 6/ 12/ 726 سماك بن الوليد، أبو زميل اليمامي الكوفي. 8/ 149/ 1479 السمان: أزهر بن سعد، أبو بكر الباهلي البصري الحافظ. 13/ 307/ 4117 السمان: إسماعيل بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زنجويه، أبو سعد الرازي. 15/ 34/ 4918 السمذي: المبارك بن علي بن عبد العزيز، أبو المكارم البغدادي الهماني. 14/ 440/ 4812 ابْنُ السَّمَرْقَنْديِّ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ، أبو القاسم البغدادي. 14/ 203/ 4548 السمرقندي: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قَاسم، أبو محمد الكوخميثني. 14/ 340/ 4692 ابن السمرقندي: عبد الله بن عمر بن أبي الأشعث أبو محمد الدمشقي البغدادي. 12/ 35/ 3083 السمرقندي: عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو عمرو المصري. 11/ 298/ 2792 السمرقندي: عِيْسَى بنُ عُمَرَ بنِ العَبَّاسِ بنِ حَمْزَةَ بن عمرو بن أعين، أبو عمران.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 332/ 3434 السمرقندي: نصر بن محمد بن إبراهيم، أبو الليث الحنفي الزاهد. 4/ 292/ 257 سمرة بن جندب بن هلال القزاري الصحابي. 10/ 309/ 2313 السمري: محمد بن الجهم، أبو عبد الله الكاتب. 10/ 388/ 2356 السمسار: إبراهيم بن حرب العسكري، أبو إسحاق. 12/ 92/ 3143 السمسار: أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَعْبدٍ، أبو جعفر الأصبهاني. 14/ 114/ 4443 السمسار: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يوسف، أبو نصر الأصبهاني. 13/ 185/ 3956 ابْنُ السِّمْسَارِ: عَلِيُّ بنُ مُوْسَى بن الحُسَيْنِ، أبو الحسن الدمشقي. 14/ 25/ 4342 السمسار: محمد بن أحمد بن علي، أبو بكر الأصبهاني. 14/ 322/ 4671 السمسار: محمد بن عبد الباقي بن محمد بن يسر، أبو عبد الله الدوري البغدادي. 12/ 7/ 3043 السمسار: محمد بن عمر بن حفص، أبو بكر النيسابوري. 12/ 334/ 3437 ابن السمسار: محمد بن موسى بن الحسين، أبو العباس الدمشقي. 8/ 315/ 1562 السمسار: يحيى بن هاشم، أبو زكريا الغساني الكوفي. 16/ 115/ 5520 السَّمْعَانِيُّ: عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مُحَمَّدٍ بن منصور، أبو المظفر المروزي. 15/ 189/ 5093 السَّمْعَانِيُّ: عَبْدُ الكَرِيْم بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ بن محمد، أبو سعد التميمي الخراساني. 14/ 155/ 4485 السَّمْعَانِيُّ: مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، أبو المظفر التميمي المروزي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 449/ 3583 ابن سمعون: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَنْبَسٍ، أبو الحسين البغدادي. 14/ 105/ 4433 ابن سمكويه: محمد بن أحمد بن عبد الله، أبو الفتح الأصبهاني. 13/ 269/ 4074 ابن السماني: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن أعين، أبو الحسين القاضي. و13/ و435/ و4236 11/ 119/ 2629 السِّمْنَانِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يونس، أبو الحسين. 13/ 268/ 4073 السمناني: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو جعفر قاضي الموصل الحنفي. 10/ 536/ - سمنون المحب. 10/ 220/ 2222 سموية: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ بنِ جبير، أبو بشر العبدي الأصبهاني. 6/ 173/ 821 سمي المدني مولى أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ. 14/ 325/ 4675 السميريي: علي بن أحمد بن علي، أبو طالب الوزير. 13/ 314/ 4122 السميساطي: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدٍ، أبو القاسم السلمي الدمشقي. 10/ 246/ 2258 ابن سميع: محمود بن إبراهيم بن محمد بن عيسى، أبو القاسم الدمشقي. 9/ 362/ 1902 السَّمِيْنُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ حَاتِمِ بنِ ميمون المروزي البغدادي، الحافظ المفسر. 9/ 79/ 1794 ابن أبي سمنية: محمد بن إسماعيل، أبو عبد الله البصري الهاشمي. 3/ 501/ 130 سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 3/ 501/ 131 سناء بنت سفيان الكلابية الصحابية. 16/ 41/ 5421 ابْنُ سَنَاءِ المُلْكِ: هِبَةُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ بن محمد، أبو القاسم المصري الشاعر. 12/ 101/ 3159 ابْنُ سِنَانٍ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ القرشي الدمشقي. 6/ 463/ 997 أبو سنان البرجمي: سعيد بن سنان الشيباني. 15/ 361/ 5269 سنان بن سلمان بن محمد، أبو الحسن البصري الإسماعيلي. 16/ 226/ 5623 السنجاري: أسعد بن يحيى بن موسى، أبو السعادات السلمي. 14/ 224/ 4574 السنجبستي: إِسْمَاعِيْلُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بن حَمْدُوْنَ، أبو القاسم الخراساني. 15/ 59/ 4949 السنجبستي: الحسن بن محمد بن أحمد، أبو علي. 16/ 55/ 5441 سنجر بن غازي بن مَوْدُوْدِ بنِ زِنْكِي بنِ أَقسُنْقُر صَاحِبِ الجزيرة. 15/ 136/ 5053 سنجر بن ملكشاه بن ألب أرسلان بن جغريبك التركي السلجوقي. 10/ 445/ 2411 سنجة: حفص بن عمر بن الصباح، أبو عمر شيخ الرقة الجزري. 11/ 254/ 2747 السنجي: الحسين بن محمد بن مصعب بن رُزيق، أبو علي المروزي. 15/ 90/ 4992 السنجي: محمد بن محمد بن عبد الله، أبو طاهر المروزي الشافعي الخطيب. 10/ 156/ 2166 ابن أخي سندول: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، أَبُو محمد القرشي الهمذاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 179/ 1858 سندول: محمد بن عبد الجبار القرشي محدث همذان. 12/ 106/ 3167 السندي: أحمد بن محمد بن الحسين، أبو الفوارس المصري الصابوني. 10/ 495/ 2456 السندي: محمد بن محمد بن رجاء، أبو بكر الإسفراييني الحافظ. 12/ 176/ 3262 سنقة: عثمان بن محمد بن بشر، أبو عمرو البغدادي السقطي. 12/ 291/ 3380 ابْنُ السُّنِّيِّ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن إبراهيم، أبو بكر الجعفري الدينوري. 16/ 297/ 5713 ابن سني الدولة: يحيى بن هبة الله، أبو البركات الدمشقي. 9/ 37/ 1754 سنيد: حسين بن داود، أبو علي المصيصي. 14/ 284/ 4633 السهروردي: شُجَاعُ بنُ فَارِسِ بنِ حُسَيْنِ بنِ فَارِسِ بن حسين بن غريب، أبو غالب الذهلي الحريمي. 15/ 200/ 5103 السهروردي: عبد القاهر بن عبد الله، أبو النجيب البكري الشافعي. 16/ 269/ 5682 السُّهْرَوَرْدِيُّ: عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو حفص "أبو عبد الله" التيمي البغدادي. 15/ 374/ 5278 السهروردي: يحيى "عمر" بن حبش بن أميرك الشهاب الفيلسوف السيماوي المنطقي. 14/ 369/ 4727 سهل بن إبراهيم، أبو القاسم النيسابوري المسجدي السبعي. 10/ 508/ 2471 ابن سهل: أحمد بن سهل بن بحر، أبو العباس النيسابوري. 8/ 443/ 1646 أبو سهل الأنطاكي: الهيثم بن جميل البغدادي الحافظ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 179/ 4511 سَهْلُ بنُ بِشْرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ، أبو الفرج الإسفراييني الدمشقي. 8/ 459/ 1659 سهل بن بكار، أبو بشر البصري. 8/ 459/ 1660 سَهْلُ بنُ تَمَّامِ بنِ بَزِيْعٍ، أَبُو عَمْرٍو الطفاوي البصري. 4/ 8/ 159 سَهْلُ بنُ حُنَيْفٍ، أَبُو ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ الصحابي. 9/ 78/ 1793 سهل بن زنجلة "أبي سهل"، أبو عمرو الرازي الخياط الأشتر. 4/ 432/ 294 سهل بن سعد بن مالك، أبو العباس الأنصاري الصحابي. 16/ 340/ 5771 ابن سهل: سَهْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو الحسن الأزدي الغرناطي. 8/ 535/ 1720 أَبُو سَهْلٍ: عَبَّادُ بنُ سَلْمَانَ البَصْرِيُّ المُعْتَزِلِيُّ. 13/ 511/ - سهل بن عبد الله بن علي الغازي. 10/ 403/ 2368 سهل بن عبد الله بن الفرخان، أبو طاهر الأصبهاني. 10/ 402/ 2367 سَهْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْنُسَ، أَبُو محمد التستري الصوفي الزاهد. 9/ 364/ 1906 سهل بن عثمان، أبو مسعود العسكري. 10/ 232/ 2234 سهل بن عمار، أبو يحيى العتكي النيسابوري قاضي هراة. 12/ 93/ 3146 أَبُو سَهْلٍ القَطَّانُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ زياد البغدادي مسند العراق. 13/ 20/ 3746 سهل بن محمد بن سليمان بن محمد، أبو الطيب العجلي الصعلوكي النيسابوري. 10/ 7/ 2065 سهل بن محمد بن عثمان، أبو حاتم السجستاني البصري. 10/ 508/ 2472 ابْنُ سَهْلٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَهْلٍ، أبو بكر الأنصاري البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 3/ 530/ 151 سهلة بِنْتُ مِلْحَانَ بنِ خَالِدِ بنِ زَيْدِ بنِ حرام الأنصارية الخزرجية أم سليم الصحابية. 13/ 120/ 3877 السهلي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يوسف، أبو الفضل النيسابوري. 9/ 440/ 1968 السهمي: أحمد بن إسماعيل بن محمد بن نبيه، أبو حذافة القرشي المحدث. 13/ 163/ 3935 السهمي: حَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى، أبو القاسم القرشي. 13/ 433/ 4233 السهمي: عبد الحق بن محمد بن هارون، أبو محمد الصقلي. 10/ 416/ 2387 السهمي: يَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صَالِحِ بنِ صَفْوَانَ، أبو زكريا الأخباري الحافظ. 3/ 234/ 85 سهيل بن بيضاء، أبو موسى الصحابي. 6/ 170/ 820 سهيل بن أبي صالح، أبو يزيد المدني. 3/ 124/ 30 سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود، أبو زيد الصحابي. 3/ 234/ 85 سهيل بن وَهْبُ بنُ رَبِيْعَةَ بنِ هِلاَلِ بنِ مَالِكِ، أبو موسى الصحابي. 13/ 225/ 4015 ابن السوادي: عبيد الله بن أحمد بن عثمان، أبو القاسم الأزهري البغدادي. 14/ 208/ 4554 ابن السوادي: المبارك بن محمد، أبو الحسين الواسطي. 14/ 214/ 4562 ابن سوار: أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عمر، أبو طاهر البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 424/ 1956 سوار بن عَبْدُ اللهِ بنُ سَوَّارِ بنِ عَبْدِ اللهِ أبو عبد الله التميمي البصري. 8/ 467/ 1672 أبو السوار العنبري: عَبْدُ اللهِ بنُ سَوَّارِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن قدامة البصري القاضي. 10/ 325/ 2324 السواق: الحَسَنُ بنُ سَلاَّمٍ، أَبُو عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ. 13/ 250/ 4052 السَّوَّاقُ: محمد بن محمد بن عثمان، أبو منصور البغدادي. 3/ 507/ 136 سَوْدَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ بِنْتُ زَمْعَةَ بنِ قَيْسٍ القرشية الصحابية العامرة. 14/ 196/ 4537 السوذرجاني: أحمد بن عبد الله بن أحمد، أبو الفتح الأصبهاني. 8/ 444/ 1647 السوريني: إبراهيم بن نصر، أبو إسحاق الخراساني المطوعي. 14/ 222/ 4572 ابن سوسن: أَحْمَدُ بنُ المُظَفَّر بن حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الله، أبو بكر التمار. 12/ 25/ 3072 السوسي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فَضَالَة بن غَيْلاَنَ، أبو علي الهمداني الحمصي. 10/ 72/ 2127 السوسي: صَالِحُ بنُ زِيَادِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إسماعيل، المقرئ راوي قراء أبي عمرو البصري، أبو شعيب شيخ الرقة. 9/ 337/ 1893 سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ سَهْلِ بنِ شَهْرَيَارَ، أبو محمد الهروي الأنباري. 7/ 484/ 1317 سُوَيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، أَبُو مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ الدمشقي الفقيه. 5/ 28/ 386 سُوَيْدُ بنُ غَفَلَةَ بنِ عَوْسَجَةَ بنِ عَامِرٍ، أبو أمية الجعفي الكوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 33/ 2541 ابن أبي سويد: محمد بن عثمان، أبو عثمان البصري. 9/ 335/ 1891 سويدين نصر، أبو الفضل المروزي. 15/ 209/ 5111 السويقي: قيس بن محمد بن إسماعيل، أبو عاصم الأصبهاني. 6/ 120/ 794 سيار بن وردان: أبو الحكم الواسطي العنزي. 13/ 186/ 3958 سَيَّارُ بنُ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ، أبو عمرو الكناني الهروي. 12/ 81/ 3129 السياري: القاسم بن القاسم بن مهدي، أبو العباس شيخ مرو. 7/ 346/ 1268 سيبويه: عمرو بن عثمان بن قنبر، أبو بشر الفارسي النحوي. 16/ 255/ 5661 السيبي: عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن باقا، أبو بكر البغدادي الحنبلي. 14/ 146/ 4478 السيبي: يحيى بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي، أبو القاسم القصري المقرئ. 15/ 424/ 5335 ابن السيحي: مُسْلِمُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو مَنْصُوْرٍ الموصلي. 14/ 374/ 4738 ابن السيد: عبد الله بن محمد، أبو محمد النحوي. 14/ 48/ 4359 سيد بغداد: الأطهر بن محمد بن زيد، أبو الرضا الحسيني. 11/ 70/ 2574 ابن سيد حمدويه: محمد بن أحمد، أبو بكر الهاشمي الدمشقي. 7/ 147/ 1178 السَّيِّدُ الحِمْيَرِيُّ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ بن ربيعة، أبو هاشم الشاعر الرافضي البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 477/ - ابن سيد الناس: مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو الفتح اليعمري. 15/ 314/ 5216 ابن سيدة: عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْد الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بن علي بن صابر أبو المعالي السلمي الدمشقي. 13/ 353/ 4169 ابن سيده: علي بن إسماعيل، أبو الحسن المرسي اللغوي. 16/ 108/ 5509 ابن سيدهم: أحمد بن محمد بن سيدهم بن هبة الله، أبو الفضل الأنصاري الدمشقي ابن الهراس. و16/ و99/ و5498 16/ 431/ 5869 السيدي: محمد بن عبد الكريم بن محمد، أبو جعفر الأصبهاني البغدادي. 14/ 433/ 4805 السيدي: هِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلِ بنِ عُمَرَ بنِ محمد بن الحسين، أبو محمد البسطامي النيسابوري. 12/ 91/ 3142 السيرافي: أحمد بن بهزاد بن مهران أبو الحسن الفارسي المصري. 12/ 286/ 3376 السِّيْرَافِيُّ: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المَرْزُبَانِ، أبو سعيد النحوي. 5/ 363/ 614 ابن سيرين: محمد بن سيرين، أبو بكر الأنصاري البصري. 8/ 444/ 1647 السيريني: بكار بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ سيرين البصري. 11/ 94/ 2606 السيريني: عباد بن علي بن مروزق، أبو يحيى البصري. 6/ 416/ 971 سيف بن سليمان المكي. 11/ 270/ 2765 ابْنُ سَيْفٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ مَالِكِ بنِ عبد الله، أبو بكر التجيبي. 16/ 263/ 5673 السَّيْفُ: عَلِيُّ بنُ أَبِي عَلِيٍّ بنِ مُحَمَّدٍ بن سالم التغلبي الآمدي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 247/ 3333 سيف الدولة: علي بن عبد الله بن حمدان، أبو الحسن صاحب حلب. 15/ 39/ 4924 سيف الدين: غازي بن زنكي، ملك الموصل. 16/ 120/ 5525 سيف الدين: محمد بن أيوب بن شاذي، الملك العادل، أبو بكر. 13/ 199/ 3986 ابن سينا: الحسين بن عبد الله بن الحسن، أبو علي البلخي الفيلسوف. 7/ 537/ 1348 السيناني: الفضل بن موسى، أبو عبد الله المروزي. 13/ 387/ 4192 السيوري: عبد الخالق بن عبد الوارث، أبو القاسم المغربي.

حرف الشين

حرف الشين: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 327/ 5234 ابْنُ شَاتِيْلَ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن نجاء أبو الفتح البغدادي. 8/ 466/ 1670 شاذ بن فياض، أبو عبيدة اليشكري البصري: هلال. 8/ 466/ 1671 شاذ بن يحيى الواسطي. 12/ 401/ 3523 ابْنُ شَاذَانَ: أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحَسَنِ بن محمد، أبو بكر البغدادي. 10/ 74/ 2129 شاذان: إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن بكير، أبو بكر النهشلي الفارسي. 8/ 287/ 1547 شاذان: أسود بن عامر، أبو عبد الرحمن الشامي البغدادي. 13/ 134/ 3900 ابْنُ شَاذَانَ: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن الحسن بن محمد، أبو علي البغدادي. 9/ 70/ 1788 الشاذكوني: سليمان بن داود بن بشر، أبو أيوب المنقري البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 444/ 4816 الشَّاذْيَاخِيُّ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنِ شَاه بنِ أَحْمَدَ بن عبد الله، أبو الفتوح النيسابوري. 16/ 481/ 5944 الشارعي: عثمان بن مكي بن عثمان بن إسماعيل، أبو عمرو المصري. 12/ 303/ 3396 ابن شارك: أحمد بن محمد بن شارك الهروي، أبو حامد الهروي. 16/ 436/ 5879 الشاري: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن يحيى، أبو الحسن الغافقي. 16/ 110/ 5514 ابن شاس: عَبْدُ اللهِ بنُ نَجْمِ بنِ شَاسِ بنِ نزار، أبو محمد الجذامي السعدي. 11/ 298/ 2791 الشاشي: إِبْرَاهِيْمُ بنُ خُزيم بنِ قُمَيْرِ بنِ خَاقَانَ، أبو إسحاق المروزي. 15/ 310/ 5209 الشَّاشِيِّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو نصر البغدادي. 11/ 264/ 2756 الشاشي: الحسن بن صاحب بن حميد، أبو علي الحافظ الجوال. 14/ 305/ 4657 الشاشي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عُمَرَ، أبو بكر التركي. 14/ 49/ 4361 الشاشي: محمد بن علي بن حامد، أبو بكر. 11/ 539/ 3029 الشاشي: الهَيْثَمُ بنُ كُلَيْب بنِ سُرَيْج بنِ مَعْقِل الشاسي التركي، أبو سعيد التركي. 14/ 141/ 4471 الشاطبي: طَاهِرُ بنُ مُفَوِّز بن أَحْمَدَ بنِ مُفَوِّز المَعَافِرِيّ، أبو الحسن المعافري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 475/ 4851 الشاطبي: عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ علي، أبو محمد اللخمي الأندلسي. 15/ 401/ 5312 الشَّاطِبِيُّ: القَاسِمُ بنُ فِيْرُّه بنِ خَلَفِ بنِ أحمد الرعيني، أبو محمد الأندلسي. 14/ 366/ 4722 الشاطبي: مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خَلَفِ بن موسى بن أبي تليد. 16/ 136/ 5535 الشاغوري: فتيان بن علي بن فتيان شهاب الدين الدمشقي الشاعر. 15/ 255/ 5156 ابن شافع: أحمد بن صالح بن شافع بن صالح بن حاتم، أبو الفضل الجيلي البغدادي. 15/ 22/ 4896 شَافِعُ بنُ عَبْدِ الرَّشِيْدِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الجيلي الكرخي. 12/ 374/ 3483 شافع بن محمد بن يعقوب بن إسحاق، أبو النضر الإسفراييني. 8/ 235/ 1538 الشافعي: محمد بن إدريس، أبو عبد الله القرشي صاحب المذهب. 12/ 149/ 3225 الشَّافِعِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عبدويه، أبو بكر البغدادي. 12/ 398/ 3518 الشافعي: محمد بن القاسم الأصبهاني، أبو عبد الله الأصبهاني. 12/ 314/ 3409 ابن شاقلا: إبراهيم بن محمد بن عمر بن حمدان، أبو إسحاق البغدادي. 15/ 342/ 5250 شاكر بن عبد الله بن أحمد التنوخي المعري، أبو اليسر التنوخي. 15/ 200/ - شاكر بن علي الأسواري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 47/ 2099 ابن شاكر: محمد بن موسى صاحب الهندسة. 13/ 341/ 4153 الشاماتي: أحمد بن إبراهيم بن موسى، أبو سعد بن أبي شمس. 11/ 11/ 2525 الشاماتي: جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أبو محمد النيسابوري. 14/ 139/ 4470 الشامي: محمد بن المظفر بن بكران، أبو بكر الحموي. 14/ 92/ 4420 ابن شانده: محمد بن عبد السلام بن شانده، أبو المعالي الأصبهاني. 16/ 124/ 5527 شاه أرمن: موسى بن محمد بن أيوب بن شاذي، أبو الفتح التكريتي. 12/ 380/ 3491 الشاهد: طَلْحَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ، أَبُو القَاسِمِ البغدادي المقرئ. 13/ 487/ 4291 شاهفور: طاهر بن محمد الإسفراييني، أبو المظفر الإسفراييني. 14/ 361/ 4717 شاهنشاه ابن بدر الجمالي الأرمني، أبو القاسم الجمالي الأرمني. 13/ 238/ 4033 ابن شاهين: عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ شاهين، أبو الفتح. 12/ 402/ 3526 ابْنُ شَاهِيْنٍ: عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بن أحمد، أبو حفص البغدادي. 13/ 344/ 4156 ابْنُ شَاهِيْنٍ: عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ بن حسن، أبو حفص الفارسي. 15/ 224/ 5130 شاور بن مجير السعدي الهوازني، أبو شجاع السعدي الهوازني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 377/ 1918 شباب: خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطِ بنِ خَلِيْفَةَ بنِ خَيَّاطٍ، أبو عمرو العصفري. 8/ 192/ 1510 شبابة بن سوار، أبو عمرو الفزاري. 10/ 415/ 2385 الشِّبَامِيُّ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن سويد الشبامي، أبو إسحاق. 13/ 143/ 3915 ابن شبانة: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن بندار، أبو سعيد الهمذاني. 5/ 79/ 419 شبث بن ربعي التميمي اليربوعي. 8/ 69/ 1410 شبطون بن زياد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الرحمن، أبو عبد الله اللخمي. 13/ 504/ 4309 ابْنُ الشِّبْلِ: مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، أبو علي السامي البغدادي. 11/ 544/ 3036 الشبلي: دلف بن جحدر، أبو بكر. 15/ 153/ 5068 الشبلي: هبة الله بن أحمد بن محمد، أبو المظفر البغدادي القصار. 9/ 81/ 1796 ابن شبويه: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتِ بنِ عُثْمَانَ، أبو الحسن الخزاعي. 12/ 397/ 3514 ابن شبويه: محمد بن عمر، الشبوي أبو علي المروزي. 13/ 490/ 4295 شبِيْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خُشنام، أبو سعد النيسابوري البستيغي. 14/ 461/ - شبيب بن الحسين البروجردي، أبو المظفر القاضي. 5/ 77/ 418 شَبِيْبُ بنُ يَزِيْدَ بنِ أَبِي نُعَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ. 12/ 147/ 3222 شجاع بن جعفر البغدادي الوراق، أبو الفوارس البغدادي. 14/ 284/ 4633 شُجَاعُ بنُ فَارِسِ بنِ حُسَيْنِ بنِ فَارِسِ، أبو غالب الذهلي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 466/ 999 أبو شجاع القتباني: سعيد بن يزيد الحميري الإسكندراني. 15/ 396/ - شجاع بن محمد بن سيدهم المدلجي. 9/ 359/ - شجاع بن مخلد. -/ و365/ - 16/ 7/ - شجاع بن معالي بن شدقيني الغراد. 8/ 94/ 1428 شجاع بن الوليد بن قيس، أبو بدر السكوني الكوفي. 11/ 160/ 2685 الشجاعي: الحَسَنُ بنُ الطَّيِّبِ بنِ حَمْزَةَ، أَبُو عَلِيٍّ البلخي. 15/ 40/ 4926 ابْنُ الشَّجَرِيِّ: هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد بن حمزة، أبو السعادات. 15/ 112/ 5017 الشحام: سلمان بن مسعود بن حسن البغدادي، أبو محمد. 15/ 55/ 4942 الشحامي: الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو علي النيسابوري. 14/ 6/ 4323 الشَّحَّامِيُّ: طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو عبد الرحمن النيسابوري المستملي. 15/ 72/ 4971 الشحامي: عبد الخالق بن زاهر بن طاهر، أبو منصور النيسابوري. 14/ 484/ 4866 الشحامي: وجيه بن طاهر بن محمد، أبو بكر النيسابوري. 16/ 402/ 5824 ابن شحانة: عبد الرحمن بن عمر بن بركات بن شحانة محدث خراسان. 16/ 346/ 5782 ابن شحم: ظافر بن طاهر بن ظافر بن إسماعيل، أبو المنصور.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 81/ 4404 ابْنُ أَبِي الشَّخْبَاءِ: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، أبو علي العسقلاني. 15/ 78/ 4978 الشخص العزيز: نصر بن المظفر بن الحسين، أبو المحاسن البرمكي الجرجاني. 4/ 85/ 185 شَدَّادُ بنُ أَوْسِ بنِ ثَابِتِ بنِ المُنْذِرِ بن حرام، أبو يعلى الأنصاري. 16/ 275/ 5689 ابْنُ شَدَّادٍ: يُوْسُفُ بنُ رَافِعِ بنِ تَمِيْمٍ بن عتبة، أبو العز الحلبي. 5/ 209/ 506 شراحيل بن آدة، أبو الأشعث الصنعاني. 11/ 27/ 2533 ابن شرشير: عبد الله بن محمد بن شرشير، أبو العباس الأنباري الناشي. 14/ 481/ 4862 شرف الإسلام: عبد الوهاب ابن أجل الحنابلة الشيخ، أبو القاسم. 14/ 24/ 4340 شرف الدولة: مسلم بن قريش بن بدران بن حسام، أبو المكارم العقيلي. 16/ 468/ 5920 شرف الدين: محمد بن محمد القاهري. 14/ 193/ 4532 شرف الملك: محمد بن منصور الخوارزمي، أبو سعد الخوارزمي. 16/ 216/ - شرف النساء بنت أحمد بن علي ابن الآبنوسي. 11/ 366/ 2866 ابْنُ الشَّرْقِيِّ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، أبو حامد النيسابوري. 11/ 368/ 2867 ابن الشرقي: عبد الله بن محمد بن الحسن، أبو محمد النيسابوري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 311/ 3404 الشَّرْمَقَانِيُّ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوْنَ بنِ بندار، أبو الفضل الخراساني. 13/ 410/ 4218 الشروطي: أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري، أبو حامد النيسابوري. 15/ 322/ 5228 الشروطي: محمد بن حمزة بن محمد، أبو عبد الله بن أبي الصقر القرشي. 14/ 428/ 4800 الشروطي: هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، أبو القاسم الواسطي. 5/ 48/ 400 شريح بن الحارث بن قيس، أبو أمية القاضي الكندي. 12/ 462/ 3597 ابْنُ أَبِي شُرَيْحٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو محمد الهروي. 15/ 11/ 4884 شُرَيْحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُرَيْحِ بنِ أَحْمَدَ، أبو الحسن الرعيني الإشبيلي. 14/ 64/ 4380 ابْنُ شُرَيْحٍ: مُحَمَّدُ بنُ شُرَيْحِ بنِ أَحْمَدَ بن شريح، أبو عبد الله الرعيني الإشبيلي. 5/ 53/ 401 شريح بن هانئ، أبو المقدام الحارثي المذحجي الكوفي. 16/ 234/ 5634 الشريشي: عيسى بن عبد العزيز بن عيسى، أبو القاسم الإسكندراني المقرئ. 13/ 64/ 3801 الشريف الرضي: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُوْسَى، أَبُو الحَسَنِ الحسيني. 3/ 501/ 129 أم شريك الأنصارية النجارية الصحابية. 7/ 246/ 1207 شريك بن عبد الله بن النخعي، أبو عبد الله النخعي. 6/ 299/ 904 شريك بن عبد الله بن أبي نمر المدني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 25/ 4901 الشريك: عثمان بن محمد بن أحمد، أبو عمرو البلخي. 16/ 142/ 5545 ابن شستان: ثابت بن مشرف بن ثابت بن إبراهيم، أبو سعد البغدادي الأزجي. 12/ 543/ 3697 الشطرنجي: الحسن بن علي بن أحمد، أبو علي التاجر الأصبهاني. 11/ 162/ 2688 الشطوي: هارون بن يوسف الشطوي، أبو أحمد بن مقراض. 12/ 162/ 3240 الشعار: أحمد بن بندار بن إسحاق الأصبهاني، أبو عبد الله الأصبهاني. 16/ 363/ - شعبان بن إبراهيم الداراني. 12/ 174/ 3258 ابن شعبان: مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ شَعْبَانَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو إسحاق العماري المصري. 6/ 603/ 1081 شعبة بن الحجاج بن الورد، أبو بسطام الأزدي العتكي. 9/ 494/ 2004 شعبة الصغير: زياد بن أيوب بن زياد، أبو هاشم الطوسي. 7/ 441/ 1302 شعبة بن عياش بن سالم، أبو بكر الأسدي الحناط. 12/ 47/ - شعبة بن الفضل البغدادي أبو الحسن. 5/ 171/ 481 الشَّعْبِيُّ: عَامِرُ بنُ شَرَاحِيْلَ بن عَبْدِ بنِ ذي كبار، أبو عمرو الهمداني. 14/ 215/ 4563 الشعبي: عبد الرحيم بن قاسم الشعبي، أبو المطرف المالقي المالكي. 5/ 285/ 552 أبو الشعثاء: جابر بن زيد الأزدي البصري اليحمدي الخوفي. 5/ 99/ 436 أبو الشعثاء: سليم بن أسود المحاربي الفقيه الكوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 1272/ 5684 شعرَانَةُ: مُحَمَّدُ بنُ زُهَيْرِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ. 11/ 509/ 2994 الشعراني: بكر بن أحمد بن حفص، أبو محمد التنيسي. 10/ 394/ 2363 الشعراني: الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُسَيَّبِ بنِ مُوْسَى، أبو محمد النيسابوري. 11/ 287/ 2778 الشَّعْرَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ حَفْصِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يزيد، أبو عبد الله الجويني. 12/ 14/ 3057 الشعراني: محمد بن معاذ بن فهد، أبو بكر النهاوندي الهمذاني الشعراني. 16/ 103/ 5503 الشعرية: زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد، أم المؤيد الجرجانية. 16/ 486/ 5952 شعلة: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن حسين، أبو عبد الله الموصلي. 7/ 536/ 1347 شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن بن عبد الله، أبو شعيب القرشي. 10/ 62/ - شعيب بن أيوب الصريفيني. 10/ 521/ 2486 أَبُو شُعَيْب الحَرَّانِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أبي شعيب. 7/ 586/ 1367 شعيب بن حرب، أبو صالح المدائني. 13/ 196/ 3981 ابن شعيب: الحسن بن محمد بن شعيب، أبو علي السنجي المروزي. 15/ 380/ 5285 شعيب بن حسين: أبو مدين الأندلسي المنتوجتي. 6/ 593/ 1066 شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ دِيْنَارٍ، أَبُو بِشْرٍ الأموي الحمصي. 10/ 27/ 2077 شعيب بن شعيب بن إسحاق، أبو محمد الدمشقي. 13/ 188/ 3963 شُعَيْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المِنْهَالِ، أَبُو عبد الله المصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 27/ 2076 شعيب بن عمرو بن الضعبي، أبو محمد الضعبي. 5/ 491/ 677 شعيب بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو. 12/ 97/ 3151 ابنِ شعيب: مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ شُعَيْبِ بنِ عَبْدِ الله، أبو علي الأنصاري. 16/ 432/ 5871 شُعَيْبُ بنِ يَحْيَى بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عطية، أبو مدين القيرواني. 14/ 122/ 4454 ابن شغبة: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفِ بن محمد، أبو القاسم البصري. 16/ 329/ 5755 ابْنُ شُفنِيْنَ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أحمد، أبو الكرم العباسي البغدادي. 13/ 345/ 1458 ابْنُ شُقَّ اللَّيْلُ: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ موسى بن عبد السلام، أبو عبد الله الطليطلي. 14/ 301/ 4650 الشقاق: الحسين بن أحمد، أبو عبد الله البغدادي الفرضي. 14/ 243/ 4601 الشقاني: العباس بن أحمد بن محمد، أبو الفضل الحسنوي النيسابوري. 16/ 109/ 5511 الشقوري: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى، أبو الحسن الغافقي القرطبي. 15/ 37/ 4922 الشقوري: علي بن سليمان بن أحمد، أبو الحسن القرطبي الشافعي. 16/ 468/ 5921 ابن شقيرا: المُرَجَّى بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ هِبَةِ الله بن غزال، أبو الفضل الواسطي. 8/ 70/ 1411 شقيق بن إبراهيم البلخي، أبو علي الأزدي البلخي. 4/ 503/ 366 شقيق بن ثور السدوسي، أبو الفضل السدوسي الأمير. 5/ 87/ 427 شقيق بن سلمة الكوفي، أبو وائل الأسدي الكوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 417/ 1624 ابن شقيق: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقِ بنِ دِيْنَارِ، أبو عبد الرحمن العبدي. 16/ 222/ 5615 ابْنُ شُكْرٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ حسين الشيبي الدميري المالكي. 11/ 135/ 2642 شكر: مُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ بنِ سَعِيْدِ بنِ عُثْمَانَ، أبو عبد الرحمن السلمي. 14/ 30/ 4350 ابْنُ شَكْرُوَيْه: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ، أبو منصور الأصبهاني. 15/ 97/ 5002 الشِّلْبِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ عِيْسَى بنِ عَبْدِ الله بن أحمد، أبو محمد الأندلسي. 11/ 346/ 2844 الشلمغاني: محمد بن علي بن أبي العزاقر الزنديق. 16/ 398/ 5817 الشلوبين: عمر بن محمد بن عمر، أبو علي الأزدي الأندلسي. 12/ 357/ 3461 الشماخي: الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو عبد الله الهروي. 13/ 341/ 4153 ابن أبي شمس: أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى بنِ أَحْمَدَ، أبو سعد النيسابوري. 16/ 199/ 5583 الشمس البُخَارِيُّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو العباس المقدسي. 14/ 316/ 4663 شمس الأئمة: بكر بن محمد بن علي بن الفضل، أبو الفضل البخاري. 16/ 225/ 5620 ابْنُ شَمْسِ الخِلاَفَةِ: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مختار، أبو الفضل المصري القوصي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 416/ 4783 شمس الدولة: بدران بن منصور بن دُبيس الأسدي، تاج الملوك الشاعر. 14/ 196/ 4536 شمس الملك: نَصْرُ بن إِبْرَاهِيْمَ، صَاحِبُ مَا وَرَاءَ النَّهْر. 14/ 395/ 4752 شَمْسُ المُلُوْك: إِسْمَاعِيْلُ بنُ بُورِي بنِ طُغْتِكِين التركي صاحب دمشق. 14/ 206/ 4552 شمس الملوك: دقاق بن تتش بن ألب أرسلان، أبو نصر السلجوقي. 12/ 218/ 3302 الشمشاطي: محمد بن جعفر بن أحمد، أبو بكر الخطيب المقرئ. 15/ 300/ 5196 شملة: ايدغدي التركماني، صاحب فارس. 13/ 355/ 4173 ابْنُ شَمَةَ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ عُمَرَ بنِ موسى بن شمة، أبو الطيب الأصبهاني. 16/ 5/ 5384 شميم: علي بن الحسن بن عنتر، أبو الحسن الحلي الأديب. 11/ 483/ 2959 ابْنُ شَنْبُوْذَ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَيُّوْبَ بن الصلت، أبو الحسن شيخ المقرئين. 14/ 65/ 4381 الشنتمري: يوسف بن سليمان بن عيسى، أبو الحجاج الأعلم النحوي. 16/ 66/ 5455 ابْنُ شُنَيْفٍ: الحُسَيْنُ بنُ سَعِيْدِ بنِ الحُسَيْنِ، أبو عبد الله الدارقزي. 13/ 205/ 3994 ابْنُ شِهَابٍ: الحَسَنُ بنُ شِهَابِ بنِ الحَسَنِ بن علي، أبو علي العكبري. 7/ 299/ 1245 شهاب بن خراش بن حوشب بن يزيد، أبو الصلت الشيباني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 467/ 5371 الشِّهَابُ الطُّوْسِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو الفتح الخراساني. 7/ 263/ 1211 أبو شهاب: عبد ربه بن نافع الكوفي الحناط. 16/ 136/ 5535 الشهاب: فِتْيَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ فِتْيَانَ الدِّمَشْقِيُّ الشَّاغُوْرِيُّ الشاعر. 15/ 434/ 5344 شهاب الدين: محمد بن سام بن حسين، أبو المظفر الفوري الشافعي. 14/ 174/ 4502 ابن شهدانكة: عبد المحسن بن محمد بن علي، أبو منصور الشيحي. 15/ 240/ 5145 شهدة بنت أحمد بن الفرج الدينوري البغدادي الإبري الكاتبة المعمرة. 5/ 218/ 519 شهر بن حوشب: أبو سعيد الأشعري الشامي. 15/ 143/ 5056 شهر دار بنُ شِيْرَوَيْه بنُ شَهْردَارَ بنِ شِيْرَوَيْه بنِ فَنَّاخُسْره، أبو منصور الديلمي. 11/ 474/ 2949 الشهرزوري: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْد بن جُهينة، أبو إسحاق. 16/ 139/ 5539 الشهرزوري: عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشافعي. 16/ 360/ 5793 الشهرزوري: عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان، الحافظ أبو عمرو. 16/ 10/ 5395 الشَّهْرُزُوْرِيِّ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ المسلم السلمي الشافعي. 14/ 442/ 4813 الشهرزوري: علي بن مسلم بن محمد بن علي، أبو الحسن السلمي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 93/ 4996 الشهرزوري: المُبَارَكُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ، أبو المكرم البغدادي. 16/ 297/ 5190 ابْنُ الشَّهْرُزُوْرِيِّ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ بنِ مظفر بن علي، أبو الفضل الموصلي. 15/ 9/ 4882 ابن الشهرزوري: محمد بن القاسم بن مظفر، أبو بكر الموصلي. 16/ 298/ 5191 ابن الشهرزوري: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ، أبو حامد الموصلي. 15/ 92/ 4994 الشَّهْرَسْتَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أَحْمَدَ، أبو الفتح. 13/ 125/ 3887 ابن شهريار: الفضل بن عبيد الله بن أحمد، أبو القاسم الأصبهاني. 13/ 182/ 3951 ابن شهيد: أحمد بن عبد الملك بن مروان بن ذي الوزارتين أحمد، أبو عامر الأشجعي القرطبي الشاعر. 12/ 220/ 3304 الشهيد: محمد بن أحمد بن سهل، أبو بكر الرملي ابن النابلسي. 11/ 329/ 2829 الشهيد: محمد بن أحمد بن محمد بن عمار، أبو الفضل الجارودي الهروي. 16/ 298/ 5714 ابن الشواء: يوسف بن إسماعيل، أبو المحاسن الكوفي الحلبي الشاعر. 13/ 104/ 3850 ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عباس، أبو الحسن الأموي. 10/ 149/ 2156 ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الملك، أبو محمد الأموي، قاضي القضاة.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 449/ 2416 ابن أبي الشوارب: علي بن محمد بن عبد الملك، أبو الحسن الأموي الحافظ، قاضي القضاة. 9/ 143/ 1827 ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشَّوَارِبِ محمد بن عبد الله، أبو عبد الله الأموي البصري. 12/ 61/ 3109 ابْنُ شَوْذَبٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ علي، أبو محمد الواسطي المقرئ. 9/ 141/ 1826 شيبان بن أبي شيبة فروخ، أبو محمد الحبطي الأبلي البصري. 7/ 81/ 1151 شيبان بن عبد الرحمن النحوي، أبو معاوية التميمي البصري. 12/ 273/ 3362 ابْنُ أُمِّ شَيْبَانَ: مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ علي بن يحيى، أبو الحسن البغدادي. 10/ 244/ 2254 الشيباني: حنبل بن إسحاق بن حنبل، أبو علي الحافظ المصنف. 8/ 172/ 1491 الشيباني: الضحاك بن مخلد بن الضحاك، أبو عاصم البصري. 13/ 52/ 3782 الشَّيْبَانِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرٍ بن محمد، أبو القاسم السامري الدمشقي البزاز. 14/ 463/ 4841 الشيباني: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، أبو منصور القزاز البغدادي. 10/ 237/ 2240 الشيباني: عبد الله بن شريج بن حُجر، أبو الليث البخاري الحافظ. 14/ 161/ 4488 الشيباني: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عُلْوَانَ بنِ عَقِيْلِ بنِ قيس، أبو الفتح البغدادي السقلاطوني النصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 147/ 3221 الشيباني: محمد بن علي بن دُحَيم، أبو جعفر الكوفي. 11/ 135/ 2641 الشيباني: محمد بن محمد بن عقبة، أبو جعفر الكوفي. 11/ 150/ 2666 أَبُو شَيْبَة: دَاوُدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ دَاوُدَ بن يزيد البغدادي. 9/ 155/ 1839 ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عثمان بن خواستي أبو بكر العبسي الكوفي. 4/ 191/ 225 شيبة بن عثمان بن عبد الله بن عبد العزى القرشي، أبو صفية الصحابي. 9/ 175/ 1854 ابن أبي شيبة: عثمان بن محمد بن أَبِي شَيْبَةَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُوَاسْتَى، أبو الحسن العبسي الكوفي. 11/ 511/ 2998 ابْنُ شَيْبَةَ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ، أبو بكر السدوسي البغدادي. 11/ 14/ 2530 ابن أبي شيبة: محمد بن عثمان، أبو جعفر العبسي الكوفي الحافظ صاحب التاريخ. 16/ 226/ 5622 ابن شيث: عبد الرحمن بن علي بن حسين الأموي الأشنائي القوصي. 14/ 174/ 4502 الشيحي: عبد المحسن بن محمد بن علي ابن شهدانكة، أبو منصور البغدادي الفقيه المالكي. 13/ 449/ 4246 الشَّيْخُ الأَجَلُّ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يوسف، أبو منصور البغدادي. 15/ 145/ 5058 الشَّيْخُ رِسْلاَنُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجعبري الدمشقي. 15/ 179/ 5087 الشيخ عبد القادر بن عبد الله بن جنكي دوست، أبو محمد الجيلي البغدادي علم الأولياء، العالم الزاهد.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 305/ 3398 أَبُو الشَّيْخِ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جعفر بن حيان، أبو محمد محدث أصبهان. 13/ 107/ 3857 الشيخ العفيف: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ عُثْمَانَ بنِ القاسم بن معروف، أبو محمد التميمي الدمشقي. 13/ 96/ 3840 الشَّيْخُ المُفِيْدُ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ، أبو عبد الله البغدادي الشيعي، ابن المعلم. 13/ 409/ 4216 الشيخ المؤتمن: بكر بنُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَيْدٍ، أبو منصور النيسابوري التاجر. 16/ 40/ 5419 ابن الشيخ: يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ غالب، أبو الحجاج البلوي المالقي. 14/ 36/ 4354 شَيْخُ الإِسْلاَمِ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ، أبو إسماعيل الأنصاري الهروي. 14/ 29/ 4348 شيخ الشيوخ: أحمد بن محمد بن دوست دادا، أبو سعد النيسابوري. 15/ 21/ 4894 شَيْخُ الشُّيُوْخِ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن دوست أبو البركات النيسابوري. 14/ 9/ 4330 الشيرازي: إبراهيم بن علي بن يوسف أبو إسحاق الفيروزآبادي. 13/ 41/ 3774 الشِّيْرَازِيُّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو بكر. 12/ 439/ 3565 الشيرازي: أَحْمَدُ بنُ عَبْدَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَرَجِ، أبو بكر الحافظ. 12/ 428/ 3554 الشيرازي: أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ ثَابِتٍ، أَبُو العَبَّاسِ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 21/ 3747 الشيرازي: الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث، أبو علي الكشي الحافظ. 12/ 271/ 3358 الشيرازي: العباس بن الحسين، أبو الفضل الوزير. 13/ 125/ 3886 الشيرازي: علي بن أحمد بن عبدان بن الفرج، أبو الحسن الأهوازي. 12/ 324/ 3420 الشيرازي: محمد بن العباس بن فسانجس، أبو الفرج الوزير الأكمل، كاتب معز الدولة. 13/ 206/ 3995 الشيرازي: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، أبو عبد الله بن باكويه. 16/ 299/ 5717 ابْنُ الشِّيْرَازِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ هِبَة اللهِ بنِ محمد بن هبة الله، أبو نصر الدمشقي. 14/ 105/ 4434 الشيرازي: هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ بنِ عَلِيٍّ، أبو القاسم الحافظ. 15/ 390/ 5299 الشيرازي: يوسف بن أحمد بن إبراهيم، أبو يعقوب البغدادي. 14/ 194/ 4533 الشيرجاني: الحسن بن محمد بن أحمد بن الفضل، أبو علي الكرماني. 15/ 264/ 5170 شِيرْكُوْه بنُ شَاذِي بنِ مَرْوَانَ بنِ يَعْقُوْبَ الدُّوِيْنِيُّ الكردي. 16/ 305/ 5720 شيركوه بن محمد بن شيركوه بن شاذي، أبو الحارث، صاحب حمص. 14/ 225/ 4576 الشيروي: عَبْدُ الغَفَّارِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ شيرويه بن علي، أبو بكر النيسابوري. 16/ 202/ 5588 ابن شيرويه: أَحْمَدُ بنُ شِيْرَوَيْه بنِ شَهْرَدَارَ بنِ شِيْرَوَيْه أبو مسلم الديلمي الهمذاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 251/ 4609 شِيْرَوَيْه بنُ شَهْردَارَ بنِ شِيْرَوَيْه بنِ فَنَّاخُسْره بن خسركان أبو شجاع الديلم الهمذاني. 11/ 102/ 2615 ابن شيرويه بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو محمد القرشي النيسابوري. 12/ 372/ 3480 شِيْرَوَيْه بنُ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بنِ بُوَيْه الدَّيْلَمِيُّ، السلطان صاحب العراق. 12/ 384/ 3495 ابن شيرويه: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شيرويه، أبو بكر النيسابوري. 10/ 40/ 2088 شيطا: محمد بن هارون "مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ" أَبُو جَعْفَرٍ المخرمي. 11/ 39/ 2549 الشيعي: الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا، أبو عبد الله الصنعاني الخبيث.

حرف الصاد

حرف الصاد: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 320/ 4669 ابن صابر: عبد الرحمن بن أحمد بن علي، أبو محمد السلمي الدمشقي ابن سيده. 15/ 314/ 5216 ابْنُ صَابِرٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْد الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بن علي، أبو المعالي السلمي الدمشقي ابن سيده. 12/ 336/ 3440 ابن صابر: محمد بن محمد، أبو عمرو البخاري. 13/ 316/ 4126 الصَّابُوْنِيُّ: إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ النيسابوري، أبو يعلى. 13/ 299/ 4108 الصَّابُونِيُّ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بن إسماعيل بن إبراهيم، أبو عثمان النيسابوري. 15/ 409/ 5323 الصَّابُوْنِيُّ: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ محمد بن الحسن، أبو محمد البغدادي الخفاف. 15/ 131/ 5045 ابن الصابوني: عبد الوهاب بن محمد بن الحسين، أبو الفتح البغدادي. 16/ 328/ 5754 ابْنُ الصَّابُوْنِيِّ: عَلِيُّ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ أَحْمَدَ بن علي بن أحمد، أبو الحسين الجويثي العراقي الصوفي. 15/ 351/ 5257 ابن الصابوني: محمود بن أحمد بن علي، أبو الفتح المحمودي الجعفري. 12/ 460/ 3594 الصابئ: إبراهيم بن هلال، أبو إسحاق الحراني. 10/ 490/ 2448 الصابئ: ثابت بن قرة الشقي الحراني الفيلسوف. 12/ 453/ 3584 الصاحب: إسماعيل بن عباد بن عباس، أبو القاسم الطالقاني. 11/ 264/ 2756 ابن الصحاب: الحسن بن صاحب بن حميد، أبو علي الشاشي. 16/ 495/ 5960 الصَّاحِبُ: شَرَفُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ ابن الجوزي. 16/ 310/ 5728 الصاحب: شرف الدين المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب، أبو البركات اللخمي الإربلي ابن المستوفي. 15/ 351/ 5258 ابن الصاحب: هبة الله بن علي. 16/ 89/ 5487 ابْنُ صَاحِبِ الأَحْكَامِ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يوسف، أبو عبد الله الأنصاري الغرناطي. 15/ 324/ 5231 صاحب أذربيجان: إلدكز شمس الدين الأتابك. 15/ 341/ 5249 صاحب أذربيجان: البهلوان بن إلدكز. 16/ 245/ 5648 صاحب إربل: كُوْكْبُرِي بن عَلِيِّ بن بكتكين بن مُحَمَّدٍ، أبو سعيد التركماني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 411/ 4220 صاحب إشبيلية: عَبَّادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبَّادٍ، أبو عمرو اللخمي الأندلسي. 6/ 596/ 1068 صاحب الأغمية: حرب بن ميمون. 13/ 351/ 4166 صاحب إفريقية: المعز بن بادين بنِ مَنْصُوْرِ بنِ بُلكين بنِ زِيْرِي بنِ مناد الحميري المغربي. 14/ 315/ 4661 صاحب إفريقية: يحيى بن تميم بن المعز بن باديس أبو طاهر الحميري. 16/ 145/ 5548 صاحب الألموت: حسن بن حسن بن الصباح الإسماعيلي، إليكا. 7/ 289/ 1233 صاحب الأندلس: الحَكَمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ، المُسْتَنْصِرُ بالله. 8/ 197/ 1516 صاحب الأندلس: الحكم بن هشام بن عبد الرحمن، أبو العاص الأموي المرواني. 12/ 554/ 3704 صاحب الأندلس: سليمان بن الحكم بن سليمان، أبو الربيع. 7/ 284/ 1228 صَاحِبِ الأَنْدَلُسِ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَكَمِ بنِ هشام. 7/ 287/ 1232 صاحب الأندلس: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ. 7/ 274/ 1225 صاحب الأَنْدَلُسِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ هِشَامٍ. 13/ 98/ 3842 صاحب الأندلس: عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار. 7/ 287/ 1231 صَاحِبُ الأَنْدَلُسِ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحكم، أبو محمد الأموي. 14/ 126/ 4458 صاحب الأندلس: محمد بن عباد بن المهلب، المعتمد على الله.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 284/ 1228 صَاحِبُ الأَنْدَلُسِ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَكَمِ بنِ هشام بن الداخل، أبو عبد الله القرشي المرواني. و10/ و314/ و2318 13/ 124/ 3885 صَاحِبُ الأَنْدَلُسِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عبيد الله بن الناصر المستكفي. 7/ 286/ 1230 صاحب الأندلس: المنذر بن محمد عبد الرحمن بن الحكم. 7/ 287/ 1232 صاحب الأندلس الناصر لدين الله: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو المطرف المرواني أمير المؤمنين. و12/ و117/ و3183 صاحب الأندلس: 7/ 290/ 1234 صاحب الأندلس: هِشَامُ بنُ الحَكَمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُؤَيَّدُ بالله. 7/ 280/ 1226 صاحب الأندلس: هشام بن عبد الرحمن بن معاوية أبو الوليد. 15/ 300/ 5196 صاحب ابن بالان: يحيى بن يوسف، أبو شاكر البغدادي الخباز السقلاطوني. 12/ 532/ 3682 صاحب بخارى: المنتصر إسماعيل بن نوح بن نصر بن نوح، أبو إبراهيم الساماني البخاري. 16/ 163/ 5571 صاحب توريز: أزبك بن محمد بن إلدكز. 16/ 386/ 5804 صَاحِبُ تُوْنُسُ: يَحْيَى بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عمر، أبو زكريا الهنتاني الواحدي. 13/ 509/ 4316 صَاحِبُ الجَبُّلِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بن صالح، أبو طاهر البغدادي الشاعر. 16/ 55/ 5441 صاحب الجزيرة: سنجر بن غازي بن مودود بن زنكي بن أقسنقر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 323/ 5230 صاحب حلب: إسماعيل بن محمود بن الأتابك، أبو الفتح التركي. 14/ 262/ 4624 صاحب حلب: رِضْوَانُ بنُ تُتُشَ بنِ أَلب آرسلاَنَ السَّلْجُوْقِي. 15/ 38/ 4923 صَاحِبُ حلب: زنكي بن آقْسُنْقُرَ بنِ عَبْدِ اللهِ التُّرْكِيُّ. 15/ 421/ 5330 صَاحِبُ حَلَبَ: غَازِي بنُ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أَيُّوْبَ، أبو منصور الظاهر. 13/ 463/ 4264 صاحب حلب: محمود بن صالح بن مرداس الكلابي. 14/ 415/ 4782 صاحب الحلة: دبيس بن صدقة بن منصور بن دبيس أبو الأعز الأسدي. 14/ 235/ 4588 صَاحِبُ الحِلَّةِ: صَدَقَةُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ دُبيس بن عَلِيِّ بنِ مَزْيَدٍ الأَسَدِيّ النَّاشِرِي العِرَاقِي. 15/ 371/ 5276 صَاحِبُ حَمَاةَ: عُمَرُ بنُ شَاهِنْشَاه بنِ أَيُّوْبَ بن شاذي. 16/ 138/ 5538 صاحب حماة: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ شَاهِنْشَاه بنِ أَيُّوْبَ التكريتي. 16/ 399/ 5819 صاحب حماة: محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه الأيوبي. 16/ 405/ 5832 صاحب حمص: إبراهيم بن شيركوه الملك ناصر الدين. 16/ 305/ 5720 صاحب حمص: شيركوه بن محمد بن شركوه بن شاذي، أبو الحارث. 15/ 341/ 5248 صاحب حمص: محمد بن شيركوه بن شاذي بن مروان ناصر الدين. 14/ 207/ 4553 صَاحِبُ خُرَاسَان: أَرْسَلاَن أَرغون بنُ أَلب أَرْسَلاَن السلجوقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 96/ 2609 صاحب خراسان: إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان، أبو إبراهيم الأمير الماضي. 13/ 334/ 4142 صاحب خراسان: داود بن ميكائيل سلجوق بن دُقاق التركماني جغريبك. 15/ 410/ 5326 صاحب خلاط: بكتمر سيف الدين. 15/ 112/ 5016 صاحب خوارزم: أتسز بن محمد بن نوشتكين خوارزمشاه. 13/ 505/ 4310 صاحب دمشق: أتسز بن أوق الخوارزمي. 14/ 206/ 4552 صاحب دمشق: دقاق بن تتش بن ألب أرسلان، أبو نصر السلجوقي التركي شمس الملوك. 15/ 138/ 5054 صاحب دمشق: محمد بن بوري بن طغتكين، أبو سعيد البعلبكي: أبق. 14/ 452/ 4825 صَاحِبُ دِمَشْقَ: مَحْمُوْدُ بنُ بُورِي بنِ طُغْتِكِينَ، أبو القاسم. 13/ 339/ 4149 صاحب ديار بكر: نَصْرُ الدَّوْلَةِ أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ بنِ دوسْتكَ الكردي. 14/ 6/ 4324 صَاحِبُ الرُّوْمِ: سُلَيْمَانُ بنُ قُتُلْمِشَ بنِ إِسْرَائِيْلَ بن سلجوق. 16/ 13/ 5399 صاحب الروم: سليمان بن قلج أرسلان بن مسعود السلجوقي. 16/ 295/ 5709 صَاحِبُ الرُّوْمِ: عَلاَءُ الدِّيْنِ كَيْقُبَاذُ بنُ كيخسرو بن قلج أرسلان السلجوقي. 15/ 376/ 5279 صاحب الروم: قِلْج أَرْسَلاَن بنِ مَسْعُوْدِ بنِ قِلْج أَرْسَلاَن بن سليمان بن قتلمش السلجوقي التركماني. 16/ 66/ 5454 صاحب الروم: كيخسرو بن قلج أرسلان السلجوقي. 16/ 133/ 5533 صاحب الروم: كيكاوس بن كيخسرو بن قلج أرسلان السلجوقي التركماني القتلمشي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 161/ 4487 صاحب سمرقند الخان أحمد. 15/ 233/ 5141 صاحب الشام: محمود بن زنكي بن آقسنقر، أبو القاسم التركي نور الدين الشهيد. 14/ 64/ 4379 صاحب شيرز: عَلِيُّ بنُ مُنْقِذِ بنِ نَصْرِ بنِ مُنْقِذٍ، أبو الحسن الكناني. 13/ 225/ 4014 صاحب العراق: فيروز جرد بنِ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ بنِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ ابْنِ بويه، أبو طاهر الديلمي جلال الدولة. 16/ 386/ 5805 صاحب الغرب: علي بن إدريس بن يعقوب المعتضد بالله السلطان السعيد. 16/ 247/ 5649 صاحب الغرب: محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن، أبو عبد الله القيسي. 14/ 228/ 4579 صاحب الغرب: يوسف بن تاشفين، أبو يعقوب اللمتوني البربري الملثم، أمير المرابطين. 14/ 78/ 4397 صاحب غزنة: إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين الملك المؤيد. 15/ 151/ 5064 صَاحِبُ غَزْنَةَ: خُسْرُوْشَاه بنُ بَهْرَامَ شَاه بنِ مسعود بن محمود الغزنوي. 13/ 347/ 4162 صَاحِبُ غَزْنَةَ: فَرُّخْزَادُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ مَحْمُوْدٍ بن سبكتكين. 15/ 432/ 5343 صَاحِبُ غَزْنَةَ: مُحَمَّدُ بنُ سَامِ بنِ حُسَيْنٍ، أبو الفتح الغوري. 16/ 555/ 5440 صَاحِبُ غَزْنَةَ: مَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّد بنِ سَامٍ الغوري. 13/ 258/ 4060 صاحب غزنة: مَوْدُوْدُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ سُبُكْتِكِيْنَ. 15/ 300/ 5196 صاحب فارس: شملة، ايدغدي التركماني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 468/ 3602 صَاحِبُ القُوْتِ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَطِيَّةَ، أبو طالب الحارثي المكي العجمي. 16/ 309/ 5725 صاحب ماردين: أرتق بن أَرْسَلاَنَ بنِ أَلبِي بنِ تمرتَاشَ التُّرُكْمَانِيُّ الأَرْتَقِيُّ. 14/ 326/ 4677 صاحب ماردين: إيلغازي بن أرتق بن أكسب التركماني. 14/ 219/ 4566 صَاحِبُ مَاردِينَ: سُقْمَانُ بنُ أُرْتُقَ بنِ أَكْسَبَ التركماني. 16/ 392/ 5811 صاحب مصر: أيبك المعز التركماني الجاشنكير. 11/ 446/ 2918 صاحب مصر: أحمد بن معد بن علي المستعلي بالله المصري. 11/ 441/ 2917 صاحب مصر: معد بن علي بن منصور المستنصر بالله. 16/ 249/ 5653 صَاحِبُ المَغْرِبِ: إِدْرِيْسُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ يُوْسُفَ، أبو العلي القيسي. 16/ 250/ 5654 صاحب المغرب: عبد الواحد بن إدريس بن يعقوب بن يوسف، أبو محمد القيسي. 14/ 493/ 4874 صاحب المغرب: علي بن يوسف بن تاشفين، أبو الحسن البربري. 16/ 266/ 5677 صاحب المغرب: يحيى بن إسحاق بن حمو أبو زكريا الصنهاجي الميورقي. 15/ 428/ 5342 صاحب المغرب: يَعْقُوْبَ بنِ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ علي، أبو يوسف القيسي الكوفي. 15/ 317/ 5222 صاحب المغرب: يوسف بن عبد المؤمن بن علي، أبو يعقوب. 13/ 87/ 3825 صاحب مكة: الحسن بن جعفر الراشد بالله الشريف العلوي. 16/ 50/ 5432 صاحب الموصل: أَرْسَلاَن شَاه بنُ مَسْعُوْدِ بنِ مَوْدُوْدِ بنِ زنكي نور الدين.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 488/ 3626 صَاحِبُ المَوْصِلِ: حُسَامُ الدَّوْلَةِ مُقَلِّدُ بنُ المُسَيَّبِ بنِ رَافِعٍ العقيلي. 15/ 39/ 4924 صاحب الموصل: غازي بن زنكي بن أقسنقر. 13/ 257/ 4059 صاحب الموصل: قِرْوَاشُ بنُ مُقَلَّدِ بنِ المُسَيَّبِ بنِ رَافِعٍ، أبو المنيع العقيلي. 16/ 484/ 5949 صاحب الموصل: لؤلؤ، أبو الفضائل الأرمني النوري الملك الرحيم. 15/ 389/ 5298 صَاحِبُ المَوْصِلِ: مَسْعُوْدُ بنُ مَوْدُوْدِ بنِ زنْكِي بنِ أَقسُنْقُر، أبو المظفر الأتابكي. 14/ 24/ 4340 صَاحِبُ المَوْصِلِ: مُسْلِمُ بنُ قُرَيْشِ بنِ بَدْرَانَ بن حسام، أبو المكارم العقيلي شرف الدولة. 15/ 229/ 5136 صاحب الموصل: مودود بن زنكي بن آقسنقر التركي. 15/ 115/ 5023 صَاحِبُ نَصِيْبِيْنَ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ رِضْوَانَ بنِ تُتُشَ بن ألب أرسلان، أبو نصر السلجوقي. 14/ 176/ 4505 صاحب الهند: إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين، أبو المظفر. 14/ 254/ 4613 صَاحِب الهِنْدِ: مَسْعُوْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَسْعُوْدِ بن محمود بن سبكتكين، أبو سعيد. 15/ 294/ 5186 صاحب اليمن: تورانشاه بن أيوب شمس الدولة. 14/ 217/ 4565 صاحب اليمن: جياش بن نجاح، أبو فاتك الحبشي. 13/ 6/ 3727 صاحب اليمن: حسين بن سلامة النوبي. 15/ 349/ 5352 صاحب اليمن: طغتكين بن أيوب بن شادي سيف الإسلام. 13/ 463/ 4265 صاحب اليمن: علي بن محمد بن علي، أبو الحسن الصليحي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 379/ 5801 صاحب اليمن: عمر بن علي بن رسول بن هارون. 13/ 346/ 4160 صاحب اليمن: نجاح الحبشي. 16/ 478/ 5935 الصاحبة: الخاتون بنت السلطان الكامل محمد بن العادل. 16/ 478/ 5936 صاحبة حماة: غازية بنت السلطان الكامل محمد ابن العادل. 16/ 268/ 5681 أَبُو صَادِقٍ: الحَسَنُ بنُ يَحْيَى بنِ صَبَّاحِ المخزومي المصري. 13/ 127/ 3891 أَبُو صَادِق: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن شاذان النيسابوري الصيدلاني. 14/ 345/ 4701 أَبُو صَادِقٍ المَدِيْنِيُّ: مُرشِدُ بنُ يَحْيَى بنِ القاسم المديني المصري. 14/ 403/ 4762 صَاعِدُ بنُ سَيَّارِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله، أبو العلاء الإسحاقي الهروي الدهان. 14/ 190/ 4526 صَاعِدُ بنُ سَيَّارِ بنِ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدِ، أبو العلاء الكناني الهروي. 16/ 214/ - صاعد بن علي الواسطي. 13/ 186/ 3957 صَاعدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو العلاء الإستوائي النيسابوري. 14/ 403/ 4763 ابْنُ صَاعِدٍ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو سعيد الصاعدي النيسابوري. 10/ 400/ 2365 صاعد بن مخلد، أبو العلاء الكسكري ذو الوزارتين. 11/ 306/ 2802 ابْنُ صَاعِدٍ: يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدِ بن كاتب، أبو محمد الهاشمي البغدادي. 14/ 100/ 4427 الصاعدي: أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد، أبو نصر النيسابوري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 22/ 2070 صاعقة: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أَبِي زُهَيْرٍ، أبو يحيى الفارسي البغدادي. 16/ 441/ 5884 الصاغاني: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ حَيْدرِ بن علي، أبو الفضائل العدوي. 10/ 193/ 2187 الصاغاني: محمد بن إسحاق بن جعفر "محمد" أبو بكر البغدادي. 11/ 346/ - صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيّ. 12/ 457/ 3589 صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو الفضل التميمي الهمذاني السمسار. 10/ 156/ 2167 صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ، أبو الفضل الشيباني البغدادي. 7/ 11/ 1097 صالح بن أبي الأخضر اليمامي البصري. 8/ 542/ 1730 صالح بن إسحاق، أبو عمرو الجرمي البصري النحوي. 15/ 223/ - صالح بن إسماعيل بن سندا الإسكندراني. 16/ 131/ 5532 الصالح: إسماعيل بن محمد بن أيوب بن شاذى، أبو الخيش التكريتي. 5/ 394/ 626 أبو صالح باذام "باذان". 7/ 149/ 1179 صالح بن بشير، أبو بشر المري القصة. 9/ 143/ - صالح بن حاكم بن وردن البصري. 5/ 395/ 627 أبو صالح الحنفي: عبد الرحمن بن قيس الكوفي. 7/ 60/ 1138 صالح بن حيان القرشي الكوفي. 7/ 81/ 1150 صَالِحُ بنُ رَاشِدٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ: نَصْر بن مستور. 6/ 487/ 1013 صالح بن رستم، أبو عامر الخزاز المزني البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 16/ 2531 صالح جزرة: صَالِحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَبِيْبٍ، أبو علي. 10/ 72/ 2127 صَالِحُ بنُ زِيَادِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إسماعيل، أبو شعيب السوسي شيخ الرقة المقرئ راوي قراءة أبي عمرو البصري. 5/ 393/ 625 أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ: ذَكْوَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ. 16/ 444/ 5889 صَالِحُ بنُ شُجَاعِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَيِّدِهِم بن عمرو، أبو التقي المدلجي المصري المالكي. 7/ 60/ 1137 صالح بن صالح بن حي الهمداني الكوفي. 15/ 156/ 5073 الصالح: طلائع بن رُزيك، أبو الغارات المصري. 9/ 421/ 1952 صالح بن عبد الله بن ذكوان، أبو عبد الله الباهلي الترمذي. 6/ 481/ 1003 صَالِحِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، أبو عبد الملك الهاشمي العباسي. 16/ 163/ - صالح بن القاسم بن كور. 12/ 15/ 3059 ابْنُ أَبِي صَالِحٍ: القَاسِمُ بنُ بُنْدَارَ بنِ إسحاق، أبو أحمد الهمذاني. 8/ 449/ 1652 أبو صالح كاتب الليث: عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مسلم المصري الجهني. 6/ 167/ 818 صالح بن كيسان، أبو محمد "أبو الحارث" المدني. 15/ 239/ 5143 صالح بن المبارك بن محمد بن عبد الواحد، أبو محمد البغدادي الكرخي ابن الرخلة. 9/ 421/ 1953 صالح بن محمد الترمذي. 11/ 16/ 2531 صَالِحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَبِيْبٍ، أبو علي البغدادي: جزرة. 13/ 112/ 3863 صالح بن مرداس الملك أسد الدولة الكلابي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 149/ 1179 صالح المري بن بشير، أبو بشر القاص. 5/ 284/ 548 صَالِحُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَبُو الخَلِيْلِ الضُّبَعِيُّ البصري. 11/ 391/ 2895 أبو صالح: مفلح بن عبد الله الدمشقي. 13/ 398/ 4304 أَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ النيسابوري. 7/ 231/ 1195 صالح بن موسى بن عبد الله بن إسحاق التيمي الكوفي. 14/ 400/ 4757 الصالحاني: محمد بن علي بن أبي ذر محمد بن إبراهيم، أبو بكر الأصبهاني. 15/ 319/ 5224 ابن الصائغ: أحمد بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عبد الصمد، أبو الفتح البغدادي غلام أبي الخطاب. 10/ 328/ 2328 الصائغ: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ البغدادي المحدث. 8/ 429/ 1633 الصائغ: عبد الله بن نافع المالكي الفقيه. 10/ 215/ 2212 الصائغ: الفضل بن العباس الرازي، أبو بكر فضلك الحافظ المصنف. 10/ 305/ 2305 الصائغ: القاسم بن الحسن، أبو محمد الهمداني البغدادي. 10/ 308/ 2311 الصائغ: محمد بن إسماعيل بن سالم، أبو جعفر القرشي العباسي شيخ الحرم. 15/ 333/ 5240 الصَّائِغُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَبْدِ الوهاب، أبو سعيد الأصبهاني. 10/ 459/ 2428 الصائغ: محمد بن علي بن زيد، أبو عبد الله المكي. 15/ 9/ 4881 ابن الصائغ: محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز، أبو المعالي الدمشقي ابن الزكي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 460/ 4838 ابن الصائغ: يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ علي، أبو الفضل الدمشقي القاضي الزكي الإمام الفقيه الكبير. 16/ 362/ 5794 ابن الصائغ: يعيش بن علي بن يعيش بن محمد، أبو البقاء الأسدي الموصلي. 15/ 212/ 5115 الصائن: هبة الله بن الحسين بن هبة الله بن عبد الله، أبو الحسين الدمشقي. 16/ 268/ 5681 ابن صباح: الحسن بن يحيى بن صباح، أبو صادق المخزومي المصري. 11/ 9/ 2523 صباح بن عبد الرحمن بن الفضل، أبو الغصن العتقي الأندلسي المرسي. 14/ 14/ 4331 ابن الصباغ: عَبْدُ السَّيِّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو النصر البغدادي. 16/ 88/ 5483 ابن الصباغ: علي بن حميد، أبو الحسن الصعيدي. 14/ 15/ 4333 ابْنُ الصَّبَّاغِ: عَلِيُّ بنُ عَبْدُ السَّيِّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، أبو القاسم البغدادي. و15/ و25/ و4902 13/ 139/ 3908 الصباغ: محمد بن الطيب بن سعد، أبو بكر البغدادي. 13/ 290/ 4106 ابن الصباغ: محمد بن عبد الواحد بن محمد، أبو طاهر البغدادي البيع. و14/ و15/ و4332 14/ 295/ 4639 الصباغ: مَحْمُوْدُ بنُ الفَضْلِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ عَبْدِ الواحد، أبو نصر الأصبهاني. 12/ 72/ 3121 الصبغي: أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ أَيُّوْبَ بنِ يَزِيْدَ، أبو بكر النيسابوري. 12/ 75/ 3122 الصبغي: محمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد، أبو العباس النيسابوري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 84/ 1153 صخر بن جويرية، أبو نافع التميمي. 3/ 406/ 109 صخر بن حرب بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ مناف، أبو سفيان القرشي المكي الصحابي. 5/ 39/ 397 صخر "ضحاك" بن قيس بن معاوية بن حصين، أبو بحر التميمي الأحنف بن قيس. 13/ 260/ 4064 ابْنُ صَخْرٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو الحسن الأزدي البصري. 11/ 279/ 2767 أَبُو صَخْرَةَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن هلال، أبو محمد الشامي القرشي. 16/ 496/ 5961 صدر الدين: أسعد بن عثمان بن أسعد بن المنجي، أبو الفتح التنوخي الدمشقي. 14/ 296/ 4641 الصدفي: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فِيرّه بن حَيُّونَ، أبو علي بن سكرة الأندلسي. 11/ 320/ 2815 الصدفي: عَبْدُ الحَكَمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سلام، أبو عثمان المصري. 13/ 140/ 3910 الصدفي: عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُثْمَانَ بن سعيد بن ذنين، أبو محمد الطليطلي. 10/ 53/ 2107 الصدفي: يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة، أبو موسى المصري المقرئ الحافظ. 11/ 53/ 2562 ابن صدقة: أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو بكر البغدادي. 14/ 383/ 4742 ابن صدقة: الحسن بن علي، أبو علي النصيبي. 15/ 301/ 5199 صدقة بن الحسين، أبو الفرج بن حداد البغدادي. 7/ 19/ 1105 صدقة بن عبد الله، أبو معاوية الدمشقي السمين.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 500/ 1700 صدقة بن الفضل، أبو الفضل المروزي. 13/ 55/ 3787 صَدَقَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو القاسم القرشي الدمشقي ابن الدلم. 15/ 367/ 5271 ابن صدقة: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ، أبو عبد الله الحراني السفار ابن الوحش. 14/ 235/ 4588 صدقة بن منصور بن دُبيس بن علي بن مزيد الأسدي الناشري العراقي صاحب الحلة. 15/ 153/ - صدقة بن وزير الواسطي الواعظ. 6/ 507/ 1020 صدقة بن يزيد الخراساني الدمشقي. 12/ 210/ 3288 صديق بن سعيد أبو الفضل الصوناخي، أبو الفضل التركي. 14/ 24/ 4341 الصرام: محمد بن عبيد الله بن محمد، أبو الفضل النيسابوري. 13/ 434/ 4235 صردربعر: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ، أبو منصور البغدادي صربعر. 12/ 116/ 3181 الصَّرَفَنْدِيُّ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أبو إسحاق الأنصاري الشامي. 16/ 164/ 5573 ابْنُ صِرْمَا: أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدٍ بن أحمد، أبو العباس الأزجي المشتري. 13/ 85/ 3823 صديع الدلاء: محمد بن عبد الواحد، أبو الحسن البصري الشاعر. 7/ 355/ 1277 صريع الغواني: مسلم بن الوليد الأنصاري البغدادي الشاعر. 16/ 332/ 5758 الصريفيني: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَزْهَرِ بنِ أَحْمَدَ، أبو إسحاق العراقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 447/ 4245 الصَّرِيْفِيْنِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عمر، أبو محمد. 15/ 403/ 5313 ابْنُ صَصْرَى: الحَسَنُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ محفوظ بن الحسن بن محمد، أبو المواهب التغلبي البلدي الدمشقي. 16/ 215/ 5605 ابْنُ صَصْرَى: الحُسَيْنُ بنُ هِبَة اللهِ بنِ محفوظ بن الحسن، أبو القاسم البلدي الدمشقي. 16/ 316/ 5735 ابن صصرى: سالم بن الحسن بن هبة الله، أبو الغنائم الدمشقي الشافعي. 15/ 404/ 5315 ابن صصرى: محفوظ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أحمد، أبو البركات التغلبي البلدي الدمشقي. 15/ 404/ 5314 ابن صصرى: هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن محمد، أبو البركات التغلبي البلدي الدمشقي. 4/ 498/ 357 صعصعة بن صوحان، أبو طلحة "أبو عمر". 12/ 17/ 3062 الصعلوكي: أحمد بن محمد بن سليمان، أبو الطيب الحنفي. 13/ 20/ 3746 الصعلوكي: سهل بن محمد بن سيلمان بن محمد، أبو الطيب العجلي النيسابوري. 12/ 279/ 3370 الصعلوكي: محمد بن سليمان بن محمد، أبو سهل النيسابوري. 10/ 193/ 2187 الصاغاني: محمد بن إسحاق بن جعفر، أبو بكر البغدادي. 12/ 45/ 3096 الصفار: أحمد بن عبيد بن إسماعيل، أبو الحسن البصري. 12/ 47/ 3098 الصفار: أحمد بن عبيد، أبو بكر الحمصي الرعيني. 12/ 46/ 3097 الصفار: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن صَالِحٍ، أبو علي البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 115/ 2625 الصفار: خالد بن محمد بن كولخش، أبو محمد الختلي. 13/ 356/ 4174 الصفار الخشاب: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو سعيد النيسابوري. 14/ 458/ 4835 الصفار: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَلِيِّ بن البدن، أبو المعالي البغدادي. 13/ 229/ 4023 الصفار: عبد الرحمن بن أحمد بن عمر، أبو سعد الأصبهاني. 15/ 476/ 5382 الصفار: عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ منصور، أبو سعد النيسابوري. 15/ 121/ 5030 ابْنُ الصَّفَّارِ: عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ، أبو حفص النيسابوري. 10/ 148/ 2155 الصفار: عمر بن الليث، صاحب خراسان. 16/ 116/ 5521 ابْنُ الصَّفَّارِ: القَاسِمُ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ، أبو بكر النيسابوري. 12/ 356/ 3459 الصفار: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزِيْدَ، أبو الشامي البغدادي. 12/ 44/ 3095 الصفار: محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو عبد الله الأصبهاني. 12/ 107/ 3196 الصفار: محمد بن عبد الله بن عمرويه، أبو بكر "أبو عبد الله" البغدادي ابن علم. 11/ 57/ 2567 ابن الصفار: محمد بن غالب، أبو عبد الله القرطبي مفتي الأندلس. 13/ 508/ 4315 الصفار: مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ حَبِيْبِ بنِ عَبْدُوْسٍ، أبو بكر النيسابوري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 476/ 4279 الصَّفَّارُ: مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو الخير المروزي. 10/ 146/ 2154 الصفار: يعقوب بن الليث، أبو يوسف السجستاني. 13/ 221/ 4007 ابن الصفار: يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مغيث، أبو الوليد القرطبي. 15/ 314/ 5215 الصفاري: إبراهيم بن إسماعيل، ركن الدين، أبو إسحاق الوائلي. 15/ 314/ 5214 الصفاري: حماد بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو المحامد الوائلي البخاري. 16/ 306/ 5721 الصفراوي: عبد الرحمن بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُثْمَانَ، أبو القاسم الإسكندراني. 16/ 341/ 5773 ابن الصفراوي: محمد بن عبد الله بن الحسن، شرف الدين أبو المكارم المصري الشافعي. 15/ 467/ - صفوان بن إدريس المرسي، أبو بحر الكاتب البليغ. 4/ 148/ 215 صفوان بن أمية بن خلف القرشي. 3/ 234/ 85 صفوان ابن بيضاء "أمه" الصحابي: صفوان بن وهب. 12/ 47/ 3099 ابن صفوان: الحُسَيْنُ بنُ صَفْوَانَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو علي البرذعي. 6/ 99/ 780 صفوان بن سُليم، أبو عبد الله "الحارث" القرشي الزهري. 9/ 379/ 1919 صَفْوَانُ بنُ صَالِحِ بنِ صَفْوَانَ بنِ دِيْنَارٍ، أبو عبد الملك الدمشقي. 6/ 445/ 991 صفوان بن عمرو بن هرم، أبو عمرو السكسكي الحمصي. 8/ 68/ 1407 صفوان بن عيسى، أبو محمد الزهري البصري. 5/ 165/ 475 صفوان بن مُحرز المازني البصري. 4/ 136/ 211 صَفْوَانُ بنُ المُعطل بنِ رَحَضَةَ بنِ المُؤَمَّلِ الصحابي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 3/ 234/ 84 صفوان بن وَهْبُ بنُ رَبِيْعَةَ بنِ هِلاَلِ بنِ مَالِكِ القرشي، ابن بيضاء الصحابي. 3/ 484/ 122 صفية أم المؤمنين بنت حبي بن أخطب بن سعية. 4/ 483/ 340 صفية بنت شيبه بن عثمان بن أبي طلحة، أم منصور القرشية. 16/ 433/ 5873 صفية بنت عبد الوهاب بن علي بن الخضر، أم حمزة الأسدية الدمشقية الحموية. 3/ 510/ 137 صفية "عَمَّةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" بنت عبد المطلب الهاشمية الصحابية. 11/ 106/ 2617 ابْنُ الصَّقْرِ: أَحْمَدُ بنُ الصَّقْرِ بنِ ثَوْبَانَ، أبو سعيد الطرطوسي البصري. 11/ 106/ 2618 ابْنُ الصَّقْرِ: عَبْدُ اللهِ بنُ الصَّقْرِ بنِ نصر، أبو العباس البغدادي السكري. 14/ 77/ 4395 ابْنُ أَبِي الصَّقْرِ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بن إسماعيل، أبو طاهر اللخمي الأنباري. 15/ 322/ 5228 ابْنُ أَبِي الصَّقْرِ: مُحَمَّدُ بنُ حَمْزَةَ بنِ محمد بن أحمد بن سلامة، أبو عبد الله القرشي الشروطي الدمشقي. 14/ 220/ 4569 ابن أبي الصقر: محمد بن علي بن حسن، أبو الحسن الواسطي. 16/ 301/ 5718 ابن أبي الصقر: مكرم بن محمد بن حمزة، أبو المفضل نجم الدين القرشي. 16/ 454/ 5907 صقر بن يحيى بن سلم بن يحيى، أبو محمد الكلبي الحلبي. 13/ 433/ 4233 الصقلي: عبد الحق بن محمد بن هارون، أبو محمد السهمي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 378/ 5282 الصقلي: محمد بن عبد الرحمن بن محمد الإسكندراني الحضرمي. 16/ 425/ - الصقلي: مُحَمَّد بن عَبْدِ الكَافِي بن عَلِيٍّ الرَّبَعِيّ، مدرس الأمينية. 12/ 277/ 3367 الصكوكي: محمد بن زكريا بن حسين، أبو بكر النسفي. 16/ 139/ 5539 الصلاح: عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري. 16/ 360/ 5793 ابن الصلاح: عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى، أبو عمرو الكردي الشهرزوري الموصلي. 16/ 325/ 5748 صلاح الدين: مُوْسَى بن مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ بن رَاجِحٍ المقدسي الصالحي. 15/ 411/ 5327 صلاح الدين: يوسف بن أيوب بن شاذي، أبو المظفر الدويني التكريتي الأيوبي. 14/ 428/ 4798 ابن أبي الصلت: أمية بن عبد العزيز، أبو الصلت الداني الشاعر. 9/ 359/ 1899 أَبُو الصَّلْتِ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ صَالِحٍ الهَرَوِيُّ شيخ الشيعة. 8/ 462/ 1666 الصلت بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أبو همام الخاركي البصري. 9/ 176/ - الصلت ابن مسعود الجحدري. 4/ 476/ 335 صلة بن أشيم، أبو الصهباء العدوي. و5/ و304/ و569 5/ 309/ 578 صلة بن زفر العبسي الكوفي. 13/ 463/ 4265 الصليحي: علي بن محمد بن علي، أبو الحسن صاحب اليمن.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 253/ 4612 ابن صليعة "صليحة": عبيد الله بن صليعة، أبو محمد. 9/ 487/ 1997 الصمادحي: موسى بن معاوية، أبو جعفر المغربي. 4/ 482/ 339 الصنابحي: عبد الرحمن بن عسيلة المرادي، أبو عبد الله. 12/ 379/ 3489 الصندوقي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ، أبو العباس النيسابوري. 10/ 413/ 2381 الصنعاني: عبد الله بن محمد، أبو محمد الكشوري. 14/ 83/ 4408 الصنهاجي: باديس بن حبوس بن ماكس البربري. 14/ 87/ 4411 الصنهاجي: الناصر بن علناس بن حماد البربري. 14/ 82/ 4406 ابْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ: هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بن حيدر، أبو السنابل القرشي النيسابوري. 3/ 349/ 100 صهيب الرومي بن سنان بن النمر بن قاسط، أبو يحيى الصحابي النمري. 16/ 271/ - صواب العادلي الطواشي مقدم الجيوش. 14/ 176/ 4506 ابن الصواف: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ عَلِيِّ بن زكريا، أبو يعلى العبدي البصري. 6/ 520/ 1029 الصواف: حجاج بن أبي عثمان البصري. 13/ 238/ 4034 الصواف: علي بن عمر، أبو الحسن الحراني، المصري بن حمصة. 12/ 245/ 3331 ابن الصواف: محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق، أبو علي البغدادي. 12/ 111/ 3174 الصواف: ميمون بن إسحاق، أبو محمد البغدادي. 10/ 467/ 2433 الصوري: الحسن بن جرير، أبو علي الزنبقي. 13/ 126/ 3889 الصوري: عبد المحسن بن محمد بن أحمد، أبو محمد شاعر الشام.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 253/ 4056 الصُّوْرِيُّ: مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد، أبو عبد الله الشامي. 8/ 440/ 1644 الصوري: محمد بن المبارك بن يعلى، أبو عبد الله القرشي. 11/ 94/ 2607 الصُّوْفِيُّ: أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بن راشد، أبو عبد الله البغدادي. 15/ 66/ 4957 ابن الصوفي: حيدرة بن مفرج بن حسن الدمشقي الوزير. 11/ 95/ 2608 الصُّوْفِيُّ الصَّغِيْرُ: أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِسْحَاقَ، أبو الحسن البغدادي. 8/ 331/ 1577 الصوفي: مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ بن زين العابدين العلوي الحسيني. 11/ 505/ 2988 الصولي: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العباس، أبو بكر البغدادي. 12/ 210/ 3288 الصوناخي: صديق بن سعيد، أبو الفضل التركي المحدث الإمام. 16/ 16/ 5405 الصيدلاني: عبد الواحد بن القاسم بن الفضل، أبو القاسم الأصبهاني. 13/ 15/ 3738 الصيدلاني: عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ خَزَفَة، أبو الحسن الواسطي الأديب. 15/ 232/ 5139 الصَّيْدَلاَنِيُّ: القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، أبو المطهر الأصبهاني. 13/ 127/ 3891 الصيدلاني: محمد بن أحمد بن محمد، أبو صادق النيسابوري الفقيه. 16/ 14/ 5401 الصيدلاني: محمد بن أحمد بن نصر بن حسين بن محمد ابن خالويه، أبو جعف الأصبهاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 233/ 5140 الصيدلاني: محمد بن الحسن بن الحسين، أبو جعفر الأصبهاني. 12/ 489/ 3628 الصيرفي: الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بكير، أبو عبد الله البغدادي. 14/ 421/ 4789 الصيرفي: سعيد بن محمد بن بَكْر بن أَبِي الفَتْحِ بن بَكْرِ بنِ حجاج، أبو الفرج الأصبهاني السمسار. 13/ 225/ 4015 الصيرفي: عبيد الله بن أحمد بن عثمان، أبو القاسم الأزهري بن السوادي. 13/ 317/ 4127 ابن الصيرفي: عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدِ بن عمر، أبو عمرو الداني الأموي الأندلسي. 12/ 194/ 3273 الصيرفي: علي بن بندار بن الحسين الصوفي. 12/ 469/ 3603 الصيرفي: عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بن شاذان، أبو المحسن الحميري البغدادي السكري الكيال. 14/ 208/ 4555 الصيرفي: المُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بن أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ، أبو الحسين بن الطيوري. 13/ 99/ 3845 الصيرفي: مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بن الفَضْلِ بنِ شَاذَانَ، أبو سعيد النيسابوري. 14/ 323/ 4673 الصيرفي: محمود بن إسماعيل بن محمد بن محمد، أبو منصور الأشقر. 13/ 405/ 4210 الصيرفي: يعقوب بن أحمد بن محمد، أبو بكر النيسابوري. 16/ 85/ 5477 ابن الصقيل: موسى بن سعيد، أبو القاسم الهاشمي. 16/ 244/ 5645 ابن صيلا: عبد الرحمن بن عتيق بن عبد العزيز، أبو محمد الحربي. 15/ 299/ 5194 ابن صيلا: عتيق بن عبد العزيز بن علي، أبو بكر الحربي الخباز. 13/ 247/ 4044 الصيمري: الحسين بن علي بن محمد، أبو عبد الله. 12/ 492/ 3631 الصيمري: عبد الواحد بن الحسين، أبو القاسم. 11/ 294/ 2783 الصيمري: محمد بن عمر، أبو عبد الله شيخ المعتزلة.

حرف الضاد

حرف الضاد: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 3/ 513/ 143 ضباعة بِنْتُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزُّبَيْرِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مناف الهاشمية. 10/ 27/ 2076 الضبعي: شعيب بن عمرو أبو محمد المحدث المسند. 10/ 285/ 2279 الضبي: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ المدبر أبو إسحاق الوزير. 10/ 195/ 2189 الضبي: أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ بنِ المُسَيَّبِ بنِ زُهَيْرٍ أبو العباس الكوفي. 12/ 535/ 3684 الضبي: الحُسَيْنُ بنُ هَارُوْنَ بنِ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيُّ البَغْدَادِيُّ. 11/ 223/ 2730 الضبي: مُحَمَّدُ بنُ المُفَضَّلِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَاصِمٍ أبو الطيب البغدادي. 16/ 287/ - الضحاك بن أبي بكر القطيعي. 5/ 361/ 608 الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب "عرزم" أبو عبد الرحمن الأشعري. 4/ 323/ 268 الضحاك بن قيس بن خالد أبو أنيس "أبو عبد الرحمن" القرشي. 5/ 39/ 397 ضحاك "صخر" الأَحْنَفُ بنُ قَيْسِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ حُصَيْنٍ أبو بحر التميمي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 172/ 1491 الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم أبو عاصم الشيباني النبيل. 5/ 358/ 606 الضحاك بن مزاحم الهلالي أبو محمد "أبو القاسم" البلخي السمرقندي الضحاك المشرقي. و5/ و362/ و609 5/ 418/ 642 أبو الضحى: مسلم بن صبيح القرشي الكوفي. 12/ 472/ 3605 الضراب: الحسن بن إسماعيل بن محمد أبو محمد المصري. 3/ 192/ - ضرار بن الأزور الأسدي. 8/ 530/ 1712 ضرار بن عمرو، شيخ الضرارية، ومن رءوس المعتزلة. 10/ 471/ 2438 ابن الضريس: مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ يَحْيَى بنِ الضُّرَّيْسِ أبو عبد الله البجلي. 7/ 525/ 1338 أَبُو ضَمْرَةَ: أَنَسُ بنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ المَدَنِيُّ. 8/ 78/ 1420 ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الرَّمْلِيُّ الحافظ. 16/ 8/ 5389 ضياء بن أحمد بن الحسن بن الخريف أبو علي السقلاطوني. 16/ 220/ 5610 ضياء الدين: عُثْمَانَ بنِ عِيْسَى بنِ دِرْبَاسٍ المَارَانِيُّ الكُرْدِيُّ. 16/ 352/ 5790 الضِّيَاءُ المَقْدِسِيُّ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عبد الرحمن، أبو عبد الله السعدي المقدسي الجماعيلي الدمشقي. 16/ 452/ 5902 الضياء: يوسف أبو الطاهر. 7/ 392/ 1284 ضَيْغَمُ بنُ مَالِكٍ، أَبُو بَكْرٍ الرَّاسِبِيُّ البَصْرِيُّ. 8/ 513/ 3648 ابن ضيفون: محمد بن عبد الملك بن ضيفون أبو عبد الله، القرطبي.

حرف الطاء

حرف الطاء: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5/ 297/ 564 طارق مولى موسى بن نصير. 4/ 470/ 331 طَارِقُ بنُ شِهَابِ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ سلمة الجبلي الكوفي. 15/ 316/ 5219 أبو طالب: أحمد بن المسلم بن رجاء اللخمي. 11/ 382/ 2880 أبو طالب: أحمد بن نصر بن طالب البغدادي. 13/ 195/ 3979 أبو طالب الزهري: عمر بن إبراهيم بن سعيد الوقاصي. 9/ 578/ 2062 أبو طالب: زيد بن أخزم الطائي البصري الحافظ. 15/ 170/ 5082 أبو طالب: محمد بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي زيد العلوي البصري. 15/ 382/ 5288 أَبُو طَالِبٍ الكَرْخِيُّ: المُبَارَكُ بنُ المُبَارَكِ بنِ المبارك الكرخي. 11/ 223/ 2731 أبو طالب: المفضل بن سلمة النحوي. 12/ 468/ 3602 أَبُو طَالِبٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عطيَّةَ الحارثي أبو طالب المكي. 14/ 301/ 4651 أَبُو طَالِبٍ اليُوسفِيُّ: عَبْدُ القَادِر بنُ مُحَمَّدِ بن عبد القادر بن محمد بن يوسف البغدادي. 15/ 366/ 5270 الطالقاني: أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني أبو الخير القزويني. 16/ 159/ 5567 الطالقاني: محمد بن أحمد، أبو بكر الشافعي. 16/ 158/ 5566 الطالقاني: محمد بن أحمد بن إسماعيل بن المناقب القزويني. 9/ 93/ 1805 طالوت بن عباد أبو عثمان البصري الصيرفي. 15/ 200/ 5102 الطامذي: عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بن عبد الرحمن أبو محمد الأصبهاني. 13/ 509/ 4317 طاهر بن أحمد بن بابشاذ أبو الحسن المصري الجوهري. 14/ 192/ - طاهر بن أسد الشيرازي الطباخ. 13/ 342/ 4154 أَبُو طَاهِرٍ الثَّقَفِيُّ: أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ أحمد بن محمود الثقفي الأصبهاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 121/ 3880 طاهر بن حسن إبراهيم الهمذاني، أبو محمد الجصاص. 14/ 8/ 4329 طاهر بن الحسين بن أحمد أبو الوفاء البغدادي البابصري. 8/ 285/ 1544 طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق، أبو طلحة الخزاعي. 9/ 461/ 1977 أَبُو الطَّاهِرِ: أَحْمَدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَبْدِ الله بن عمرو بن السرح الأموي. 13/ 144/ 3917 أَبُو طَاهِرٍ: الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سلمة الكعبي. 14/ 403/ 4764 طَاهِرُ بنُ سَهْلُ بنُ بِشْرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ أبو محمد الإسفراييني. 10/ 403/ 2368 أَبُو طَاهِرٍ: سَهْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الفرخان الأصبهاني. 14/ 214/ 4562 أَبُو طَاهِرٍ: أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عمر بن سوار البغدادي. 9/ 466/ 1980 أبو طاهر: أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ أبي طالب العلوي. 13/ 261/ 4065 أبو طاهر بن عبد الرحيم: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحيم الأصبهاني. 13/ 445/ 4241 طاهر بن عبد الله، أبو الربيع التركي. 9/ 400/ - طاهر بن عبد الله بن طاهر الأمير. 13/ 279/ 4091 طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر أبو الطيب الطبري الشافعي. 11/ 41/ 2551 ابن طاهر: عبيد الله بن عبد الله بن طاهر أبو أحمد الخزاعي. 11/ 11/ - طاهر بن عيسى بن قيرس. 11/ 56/ 2565 ابن أبي طاهر: علي بن طاهر، أحمد بن الصباح القزويني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 217/ 5121 طاهر بن الحافظ محمد بن طاهر بن علي، أبو زرعة الشيباني المقدسي. 14/ 6/ 4323 طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يوسف أبو عبد الرحمن المستملي. 13/ 487/ 4291 طاهر بن محمد أبو المظفر الإسفراييني الطوسي شاهفور. 14/ 141/ 4471 طَاهِرُ بنُ مُفَوِّز بن أَحْمَدَ بنِ مُفَوِّز، أبو الحسن المعافري الشاطبي. 15/ 423/ 5334 طَاهِرُ بنُ مَكَارِمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعْدٍ، أبو منصور الموصلي القلانسي. 14/ 89/ 4399 طاهر بن هشام: الأزدي الأندلسي المربي. 14/ 252/ 4611 أَبُو طَاهِرٍ اليُوسُفِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بن عبد القادر بن محمد بن يوسف البغدادي. 15/ 262/ 5166 الطاهري: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عبد العزيز أبو المكارم الخزاعي. 16/ 142/ 5544 ابن طاوس: أحمد بن الخضر بن هبة الله بن أحمد، أبو المعالي البغدادي. 5/ 395/ 628 طاوس بن كيسان: أبو عبد الرحمن الفارسي اليمني الفقيه. 14/ 478/ 4857 ابن طاوس: هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ علي أبو محمد البغدادي. 16/ 141/ 5543 ابن طاوس: هِبَةُ اللهِ بنُ أَبِي طَالِبٍ الخَضِرِ بنِ هبة الله أبو محمد البغدادي. 13/ 73/ 3810 طاوس الفقراء: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حفص أبو سعد الهروي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 449/ 5359 الطاوسي: العراقي بن محمد بن العراقي، أبو الفضل القزويني. 11/ 409/ 2907 الطَّائِعُ للهِ: عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ المُطِيعِ للهِ الفضل بن المقتدر جعفر، أبو بكر العباسي. 8/ 66/ 1405 الطائفي: يحيى بن سليم القرشي الطائفي أبو زكريا القرشي الحذاء. 9/ 574/ 2057 الطائي: أحمد بن حرب بن محمد بن علي بن مازن أبو بكر الموصلي. و9/ و100/ - 9/ 578/ 2062 الطائي: زيد بن أخزم أبو طالب البصري. 9/ 572/ 2056 الطائي: عَلِيُّ بنُ حَرْبِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ أبو الحسن الطائي الموصلي. 11/ 179/ 2704 الطائي: عُمَرُ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعْدِ بن سنان أبو بكر المنبجي. 9/ 574/ 2058 الطائي: محمد بن حرب بن محمد الموصلي. 10/ 206/ 2201 الطائي: محمد بن عوف بن سفيان أبو جعفر الطائي الحمصي. 15/ 135/ 5052 الطائي: محمد بن أبي جعفر بن علي بن محمد، أبو الفتوح الهمذاني. 9/ 575/ 2059 الطائي: معاوية بن حرب بن محمد أبو سفيان المصولي. 12/ 79/ 3125 ابْنُ طَبَاطَبَا: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَد بن علي بن حسن، أبو محمد الشريف العلوي. 8/ 438/ 1642 ابْنُ الطَّبَّاعِ: مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ نَجِيْحٍ، أبو جعفر ابن الطباع البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 404/ 4766 ابن الطبر: هبة الله بن أحمد بن عمر، أبو القاسم البغدادي الحريري. 12/ 201/ 3285 الطبراني: سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير أبو القاسم اللخمي الطبراني. 10/ 370/ 2347 الطبراني: هَاشِمُ بنُ مَرْثَدٍ، أَبُو سَعِيْدٍ الطَّبَرَانِيُّ الطَّيَالِسِيُّ. 12/ 462/ 3596 الطبرخزي: محمد بن العباس، أبو بكر الخوارزمي. 16/ 55/ 5442 ابن طبرزد: عمر بن محمد بن معمر بن أحمد بن يحيى، أبو حفص البغدادي الدارقزي. 9/ 517/ 2022 ابن الطبري: أحمد بن صالح أبو جعفر المصري. 12/ 163/ 3241 الطبري: الحسن بن القاسم، أبو علي الشافعي. 14/ 202/ 4546 الطبري: الحسين بن علي بن الحسين، أبو عبد الله الطبري الشافعي. 14/ 206/ 4551 الطبري: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الطَّبَرِيّ أبو عبد الله الحاجي البزازي. 13/ 279/ 4091 الطَّبَرِيُّ: طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرٍ بن عمر، أبو الطيب الطبري الشافعي. 14/ 27/ - الطبري: عبد الكريم بن عبد الصمد أبو معشر المقرئ الطبري. 11/ 174/ 52695 الطبري: مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرِ بنِ رُسْتُمَ أَبُو جَعْفَرٍ الطبري. 11/ 165/ 2694 الطبري: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير أبو جعفر الطبري. 12/ 196/ 3278 الطبسي: أحمد بن محمد بن سهل الطبسي أبو الحسين المروزي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 82/ 4405 الطَّبَسيُّ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ، أبو الفضل الطبسي. 13/ 179/ 3948 ابْن الطُّبَيزِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بن أحمد، أبو القاسم الحلبي. 12/ 58/ 3107 الطحان: أحمد بن عمرو بن جابر أبو بكر الطحان. 13/ 104/ 3849 ابن الطحان: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَّمَة بن عَبْدِ الله، أبو الحسين الستيتي الدمشقي. 12/ 447/ 3579 ابن الطحان: إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم، أبو القاسم القيس القرطبي. 13/ 196/ 3982 الطحان: عَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ زكريا، أبو القاسم البغدادي. 11/ 361/ 2860 الطحاوي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمَةَ بنِ سَلَمَةَ بن عبد الملك، أبو جعفر الحجري. 13/ 451/ 4249 الطرابلسي: حَاتِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حاتم، أبو القاسم التميمي. 14/ 467/ 4846 ابْنُ الطَّرَّاحِ: يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الطراح، أبو محمد البغدادي. 15/ 16/ 4890 ابْنُ طِرَادٍ: عَلِيُّ بنُ طِرَادِ بنِ مُحَمَّدٍ بن علي، أبو القاسم الهاشمي العباسي. 14/ 115/ 4447 طِرَادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ محمد، أبو الفوارس العباسي البغدادي. 16/ 427/ 5864 الطراز: محمد بن سعيد بن علي بن يوسف، أبو عبد الله الأنصاري. 12/ 169/ 3252 الطرازي: سعيد بن القاسم بن العلاء، أبو عمر البرذعي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 131/ 3896 الطرازي: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن عثمان، أبو الحسن البغدادي الطرازي. 12/ 425/ 3547 الطِّرَازِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عثمان، أبو بكر البغدادي. 12/ 92/ 3144 الطرائفي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ بنِ سَلَمَةَ، أبو الحسن العنزي النيسابوري. 12/ 33/ 3079 الطرائفي: الحسن بن يوسف بن مُليح، أبو علي الطرائفي المصري. 8/ 139/ 1466 الطرائفي: عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُسْلِمٍ الحَرَّانِيُّ الطرائفي. 12/ 342/ 3448 الطرائفي: الفَضْلُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عاصم أبو القاسم التميمي الدمشقي. 15/ 29/ 4909 الطرائفي: محمد بن أحمد بن الحسن، أبو عبد الله البغدادي. 15/ 438/ - طرخان بن ماضي الشاغوري. 10/ 266/ 2268 الطرطوسي: محمد بن إبراهيم بن مسلم البغدادي، أبو أمية الطرطوسي. 15/ 393/ 5302 الطرطوسي: محمد بن إسماعيل بن محمد، أبو جعفر الأصبهاني. 10/ 310/ 2314 الطرسوسي: مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ يَزِيْدَ، أَبُو بَكْرٍ التميمي الطرسوسي الثغري. 9/ 571/ 2054 الطرسوسي: محمد مسعود بن يوسف، أبو جعفر ابن العجمي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 454/ 4830 الطرسوسي: يحيى بن بطريق، أبو القاسم الطرسوسي الدمشقي. 14/ 353/ 4708 الطرطوشي: مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ خَلَفِ بن سُلَيْمَانَ بن أيوب، أبو بكر الأندلسي. 14/ 372/ 4732 الطرقي: أحمد بن ثابت بن محمد، أبو العباس الأصبهاني. 11/ 306/ 2801 الطرميسي: الحسن بن يوسف بن يعقوب، أبو سعيد الهاشمي. 14/ 178/ 4510 الطريثيثي: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ زَكَرِيَّا أبو بكر البغدادي، ابن زهراء. 13/ 401/ 4205 الطريثيثي: علي بن محمد بن جعفر، أبو الحسن اللحساني. 15/ 321/ 5227 الطريثيثي: مسعود بن محمود بن مسعود، أبو المعالي قطب الدين النيسابوري. 16/ 447/ 5892 ابن طلحة: مُحَمَّد بن طَلْحَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنٍ، أبو سالم القرشي العدوي النصيبي. 5/ 498/ 685 طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب، أبو محمد اليامي الهمداني الكوفي. 6/ 43/ 754 طلحة بن نافع الإسكاف، أبو سفيان الواسطي. 5/ 96/ 434 طَلْحَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ. 5/ 360/ 607 طلحة بن حبيب العنزي البصري الزاهد. 8/ 358/ 1600 طَلْقُ بنُ غَنَّامِ بنِ طَلْقِ بنِ مُعَاوِيَةَ النخعي الكوفي. 13/ 219/ 4600 الطلمنكي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عيسى، أبو عمر المعافري الأندلسي. 3/ 192/ - طليب بنُ عُمَيْرِ بنِ وَهْبِ بنِ كَثِيْرِ بنِ عبد الدار، أخو مصعب.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 3/ 194/ 67 طليحة بن خويلد بن نوفل الأسدي الصحابي. 10/ 498/ 2461 ابن طمغاج: تميم بن محمد، أبو عبد الرحمن الطوسي. 13/ 248/ 4046 الطَّنَاجِيْرِيُّ: الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، أبو الفرج البغدادي الطناجيري. 9/ 368/ 1910 الطنافسي: علي بن محمد بن إسحاق بن أبي شداد، أبو الحسن الكوفي الطنافسي. 8/ 170/ 1489 الطنافسي: يعلى بن عبيد بن أبي أمية، أبو يوسف الطنافسي الكوفي. 10/ 542/ 2511 الطهماني: عيسى بن محمد، أبو العباس الطهماني المروزي الكاتب. 6/ 13/ 729 أبو طوالة: عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَعْمَرِ بن حزم الأنصاري البخاري. 10/ 428/ 2394 الطوسي: إبراهيم بن إسماعيل العنبري، أبو إسحاق الحافظ. 15/ 62/ 4953 الطوسي: أحمد بن الحسن بن علي، أبو نصر الطوسي. 12/ 102/ 3161 الطوسي: أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ عِيْسَى، أَبُو حَامِدٍ الطوسي الأديب. 16/ 451/ 5900 الطوسي: إسحاق بن إبراهيم بن عامر، أبو إبراهيم الطوسي الغرناطي. 11/ 525/ 3021 الطوسي: حَاجِبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يرحُم بنِ سُفْيَانَ، أبو محمد النيسابوري. 11/ 177/ 2701 الطوسي: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ نَصْر بن مَنْصُوْرٍ، أبو علي الطوسي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 349/ 2847 الطوسي: الحسن بن علي بن نصر أبو علي الطوسي بكردوش. 9/ 412/ 1944 الطوسي: علي بن مسلم بن سعيد، أبو الحسن الطوسي البغدادي. 11/ 302/ 2796 الطوسي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرِ بنِ طَهْمَانَ، أبو الحسن القيس الطوسي. 13/ 450/ 4247 الطوسي: محمد بن الحسن بن علي، أبو جعفر الطوسي الشيعي. 15/ 300/ 5197 الطوسي: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي القاسم أبو بكر الطوسي الشافعي. 15/ 467/ 5371 الطوسي: محمد بن محمود بن محمد، أبو الفتح الخراساني الطوسي الشافعي. 11/ 93/ 2604 طريف بن عبيد الله أبو الوليد الموصلي، مولى بني هاشم. 12/ 114/ 3178 الطَّسْتِيُّ: عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ مكرم، أبو الحسين البغدادي. 13/ 61/ 3795 طغان خان التركي، صاحب تركستان. 15/ 439/ 5352 طغتكي بنُ أَيُّوْبَ بنِ شَاذِي، سَيْفُ الإِسْلاَمِ. 14/ 367/ 4725 طُغْتِكِيْنُ الأتابك، أبو منصور ظهير الدين، صاحب دمشق. 15/ 385/ - طغدي بن ختلغ الأميري المقرئ. 14/ 335/ 4685 الطغرائي: الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد أبو إسماعيل الأصبهاني. 15/ 405/ 5316 طغرل شاه بن أرسلان بن طغرل بن محمد بن ملكشاه التركي السلجوقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 334/ 4143 طغرلبك محمد بن ميكائيل ركن الدين، أبو طالب السلطان ركن الدين. 13/ 277/ 4088 الطفال: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بن أحمد، أبو الحسن النيسابوري. 4/ 459/ 319 أبو الطفيل: عامر بن وائلة بن عبد الله بن عمرو الليثي الحجازي الشيعي. و5/ و277/ و545 16/ 307/ 5723 ابن الطفيل: عبد الرحيم بن المُحَدِّثِ يُوْسُفَ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ مَحْمُوْدِ بن الطفيل، أبو القاسم الدمشقي المصري ابن المكبس الصوفي. 3/ 208/ 80 الطفيل بن عمرو الدوسي، ذو النور الصحابي. 11/ 313/ 2805 ابن طلاب: أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ طَلاَّبٍ، أبو الجهم الدمشقي المشغراني. 13/ 471/ 4274 ابْنُ طَلاَّبٍ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ طَلاَّبٍ، أبو نصر القرشي. 14/ 200/ 4544 الطلاعي: محمد بن الفرج القرطبي، أبو عبد الله المالكي مولى ابن الطلاع. 15/ 156/ 5073 طلائع بن رُزيك أبو الغارات الصالح المصري الرافضي الوزير الملك. 15/ 76/ 4977 ابْنُ الطَّلاَّيَةِ: أَحْمَدُ بنُ أَبِي غَالِبٍ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ أبو العباس، الكاغدي البغدادي. 3/ 356/ 101 أَبُو طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ: زَيْدُ بنُ سَهْلِ بنِ الأسود بن حرام بن عمرو الخزرجي النجاري.

/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 312/ 2316 طلحة "محمد" بن جعفر بن محمد بن الرشيد، أبو أحمد الموفق الهاشمي. 5/ 96/ 434 طَلْحَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ "طلحة الندى"، قاضي المدينة. 3/ 18/ 7 طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب القرشي التيمي أبو محمد المكي. 13/ 169/ 3944 طَلْحَةُ بنُ عَلِيِّ بنِ الصَّقرِ، أَبُو القَاسِمِ البغدادي الكتاني. 12/ 380/ 3491 طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد أبو القاسم البغدادي المقرئ. 9/ 549/ 2036 الطوسي: مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ دَاوُدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو جعفر الطوسي البغدادي. 16/ 114/ 5519 الطوسي: المُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ محمد أبو الحسن الطوسي النيسابوري. 12/ 488/ 3627 الطوسي: نَصْرُ بنُ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن يعقوب، أبو الفضل العطار. 12/ 165/ 3244 الطوماري: عيسى بن محمد بن أحمد، أبو علي الجريجي الطوماري البغدادي. 5/ 213/ 510 طويس: عيسى بن عبد الله، أبو عبد المنعم المدني. 15/ 23/ 4899 ابن أخت الطويل: هبة الله بن الفرج، أبو بكر الهمذاني. 10/ 411/ 2378 الطيالسي: جعفر بن محمد بن أبي عثمان، أبو الفضل الطيالسي البغدادي. 8/ 110/ 1436 الطيالسي: سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود الفارسي الأسدي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 459/ 2429 الطيالسي: علي بن عبد الصمد أبو الحسن البغدادي علان ماغمه. 10/ 209/ 2204 الطيالسي: عيسى بن عبد الله بن سنان بن دلويه، أبو موسى البغدادي. 11/ 280/ 2769 الطيالسي: محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي أبو عبد الله الطيالسي. 10/ 439/ 2407 الطيالسي: مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ بنِ الوَلِيْدِ، أَبُو جَعْفَرٍ الواسطي الطيالسي. 10/ 370/ 2347 الطيالسي: هاشم بن محمد بن مرثد، أبو سعيد الطبراني مولى بني العباس. 11/ 223/ 2730 أَبُو الطَّيِّبِ: مُحَمَّدُ بنُ المُفَضَّلِ بنِ سَلَمَةَ بن عاصم الضبي البغدادي الشافعي. 13/ 279/ 4091 أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ: طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن طاهر بن عمر الطبري الشافعي. 13/ 368/ 4181 ابْنُ أَبِي الطَّيِّبِ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بن أحمد، أبو الحسن النيسابوري. 12/ 98/ 3154 الطيبي: أحمد بن إسحاق بن نيخاب، أبو الحسن الطيبي. 10/ 263/ 2265 طيفور بن عيسى بن شروسان، أبو يزيد البسطامي الزاهد. 16/ 345/ 5780 ابْنُ الطَّيْلَسَانِ: القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو القاسم الأنصاري القرطبي. 14/ 341/ 4693 ابن الطيوري: أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ، أبو سعد الصيرفي. 14/ 208/ 4555 ابْنُ الطُّيُورِيِّ: المُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ، أبو الحسن البغدادي.

حرف الظاء

حرف الظاء: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 355/ - ظاعن بن محمد أبو المقيم الزبيري الخياط. 15/ 428/ - ظافر بن الحسين الأزدي أبو المنصور المصري. 16/ 346/ 5782 ظافر بن طاهر بن ظافر بن إسماعيل، أبو منصور الإسكندراني المالكي، ابن شحم المطرز. 16/ 89/ 5486 ابن ظافر: علي بن ظافر بن الحسين، أبو الحسن الأزدي المصري المالكي. 14/ 52/ - ظافر بن مفوز الشاطبي الحافظ. 14/ 407/ 4769 ظافر بن القاسم بن منصور، أبو منصور الجذامي الإسكندراني الحداد الشاعر. 11/ 449/ 2921 الظافر بالله: إسماعيل بن عبد المجيد بن محمد بن معد، أيوب منصور العبيدي المصري الإسماعيلي. 5/ 36/ 396 ظالم بن عمرو أبو الأسود الدُولي. 12/ 301/ 3394 ظالم بن مرهوب العقيلي، أمير العرب. 14/ 141/ 4472 ظاهر "عبد الصمد" بن أحمد بن علي، أبو محمد السليطي النيسابوري. 15/ 28/ 4906 ظَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ أَبُو القَاسِمِ البَغْدَادِيُّ المَسَامِيْرِيُّ البزاز. 11/ 440/ 2916 الظاهر: علي بن الحاكم منصور بن نزار بن المعز، أبو الحسن العبيدي المصري. 15/ 421/ 5330 الظَّاهِرُ: غَازِي بنُ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أيوب، أبو منصور الملك الظاهر. 16/ 485/ 5951 الظاهر: غازي بن محمد بن غازي الملك. 16/ 204/ 5594 الظاهر بأمر اللهِ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنِ بنِ يوسف، أبو نصر العباسي البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 270/ 2271 الظاهر: داود بن علي بن خلف، أبو سليمان البغدادي الأصبهاني. 5/ 212/ 508 أبو ظبيان: حُصين بن جندب بن عمرو الجنبي الكوفي. 14/ 295/ 4640 ظَرِيفُ بن مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَحْمَدَ بنِ شاذان، أبو الحسن الحبري النيسابوري. 13/ 52/ 3783 ظَفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَبارة بن عبد الله بن حسن، أبو منصور العلوي النيسابوري. 16/ 328/ 5753 ابن ظفر: إِسْمَاعِيْلُ بنُ ظَفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن مُفرج ابن منصور، أبو الطاهر المقدسي. 16/ 218/ - ظفر بن سالم بن البيطار. 15/ 229/ 5137 ابْنُ ظَفَرٍ: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ محمد بن ظفر، أبو عبد الله الصقلي. 16/ 291/ 5703 ظهير الدين: أحمد بن يوسف بن أيوب، الملك المحسن. 14/ 367/ 4725 ظهير الدين: طغتكين الأتابك، أبو منصور الملك، صاحب دمشق. 14/ 110/ 4440 ظَهِيْرُ الدِّيْنِ: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو شجاع الروذراوري.

حرف العين

حرف العين: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 246/ 4043 ابْنُ عَابِدٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سعيد، أبو عبد الله المعافري القرطبي. 5/ 99/ 437 عابس بن ربيعة النخعي الكوفي. 16/ 63/ 5449 ابن عات: أَحْمَدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ، أبو عمر النفزي الشاطبي. 3/ 511/ 139 عاتكة عمة رسول الله بنت عبد المطلب. 13/ 277/ 4089 العادل: عبد الرحيم بن حسين، أبو عبد الله الوزير. 16/ 120/ 5525 العادل: محمد بن أيوب بن شاذي، أبو بكر الدويني التكريتي البعلبكي السلطان. 15/ 466/ 5369 العادلي: لؤلؤ الحاجب الأرمني الشجاع المقدام. 8/ 371/ 1607 عارم: محمد بن الفضل، أبو النعمان السدوسي البصري. 3/ 200/ 74 أَبُو العَاصِ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قصي القرشي الصحابي. 3/ 122/ 28 العاص بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود، أبو جندل الصحابي، العامري القرشي. 10/ 460/ 2431 ابن عاصم: أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد، أبو بكر الشيباني البصري. 10/ 427/ 2392 ابن أبي عاصم: أحمد بن محمد، أبو العباس الرازي. 14/ 87/ 4412 عاصم بن الحسن بن محمد بن علي، أبو الحسين البغدادي الكرخي الشاعر العاصمي. 6/ 194/ 836 عاصم "الأحول" بن سليمان، أبو عبد الرحمن البصري. 8/ 172/ 1491 أبو عاصم "النبيل": الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني البصري. 3/ 196/ - عَاصِمِ بنِ عَدِيِّ بنِ الجدِّ بنِ العَجْلاَنِ البلوي. 8/ 37/ 1386 عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي، أبو الحسن التيمي. 5/ 46/ 398 عاصم بن عمر بن الخطاب، أبو عمرو القرشي العدوي. 6/ 5/ 717 عَاصِمُ بنُ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ بنِ النُّعْمَانِ، أبو عمر "أبو عمرو" الظفري الأنصاري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 588/ 1062 عاصم بن عمر العمري الحافظ. 6/ 588/ 1601 عَاصِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ الله القرشي العدوي الفقيه. 6/ 16/ 734 عاصم بن أبي النجود "بهدلة" أبو بكر الأسدي الكوفي المقرئ. 9/ 572/ 2055 أبو عاصم النسائي: خشيش بن أصرم بن الأسود الحافظ صاحب كتاب الاستقامة. 14/ 87/ 4412 العَاصِمِيُّ: عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي، أو الحسين البغدادي الكرخي الشاعر. 11/ 452/ 2923 العَاضِدُ لِدِيْنِ اللهِ: عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُف بن عبد المجيد بن محمد، أبو محمد العبيدي الإسماعيلي. 7/ 76/ 1146 عَافِيَةُ بنُ يَزِيْدَ بنِ قَيْسٍ الأَوْدِيُّ الكُوْفِيُّ. 3/ 119/ 21 عاقل بن البكير "أبي البكير" بن عبد ياليل بن ناشب الصحابي. 16/ 67/ 5457 العاقولي: أحمد بن الحسن بن أبي البقاء، أبو العباس البغدادي. 13/ 115/ 3868 ابْنُ العَالِي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، أبو الحسين الخراساني. 13/ 272/ 4078 العَالِي بِاللهِ: إِدْرِيْسُ بنُ يَحْيَى بنِ عَلِيِّ بنِ حَمُّوْد العلوي الإدريسي. 3/ 500/ 127 العالية: "من" بني بكر بن كلاب "بني غفار" الصحابية. 5/ 117/ 453 أَبُو العَالِيَةِ: رُفَيْعُ بنُ مِهْرَانَ الرِّيَاحِيُّ البَصْرِيُّ المقرئ. 3/ 501/ 131 العالية بنت ظبيان الكلابية الصحابية. 14/ 113/ 4442 أَبُو عَامِرٍ الأَزْدِيّ: مَحْمُوْدُ بنُ القَاسِمِ بن محمد بن المهلب بن أبي صفرة الهروي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5/ 433/ 648 عامر "زيد" بن أسامة بن عمير بن عامر، أبو المليح الهذلي الكوفي. 5/ 373/ 616 عامر "حارث" أبو بردة بن أبي موسى الأشعري. و5/ و199/ و486 6/ 487/ 1013 أَبُو عَامِرٍ الخَزَّازُ: صَالِحُ بنُ رُسْتُمَ المُزَنِيُّ البصري. 4/ 13/ 163 عَامِرُ بنُ رَبِيْعَةَ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، أو عبد الله العنزي الصحابي. 5/ 203/ 490 عامر بن سعد بن "أبي وقاص" مالك القرشي الزهري. 5/ 171/ 481 عَامِرُ بنُ شَرَاحِيْلَ بن عَبْدِ بنِ ذِي كبار، أو عمرو الهمداني الشعبي. 4/ 516/ 372 عامر بن عبد قيس، أبو عبد الله "أبو عمرو" التميمي العنبري البصري التابعي. 3/ 5/ 6 عامر بن عبد الله بن الجراح، أبو عبيدة الصحابي. 5/ 518/ 705 عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ، أبو الحارث الأسدي المدني. 5/ 373/ 616 عامر بن عبد الله بن قيس بن حضار، أبو بردة الأشعري قاضي الكوفة. 5/ 212/ 509 عامر بن عبد الله بن مسعود، أبو عبيدة الهذلي الكوفي. 12/ 492/ 3632 ابن أبي عامر: محمد بن عبد الله، أبو عامر القحطاني المعافري القرطبي. 16/ 206/ 5595 عامر بن هشام، أبو القاسم الأزدي القرطبي. 5/ 277/ 545 عامر بن واثلة، أبو الطفيل الكناني الحجازي الصحابي المعمر. 3/ 193/ - عامر بن أبي وقاص مالك بن أهيب القرش الزهري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 152/ 2670 العامري: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ السَّكنِ، أبو الحسن القرشي. 10/ 228/ 2231 العامري: الحسن بن علي بن عفان، أبو محمد الكوفي. 16/ 364/ 5795 العامري: محمد بن حسان بن رافع الدمشقي. 10/ 229/ 2232 العامري: محمد بن علي بن عفان، أبو جعفر الكوفي المقرئ. 13/ 62/ 3798 العامري: محمد بن يحيى بن سراقة، أبو الحسن البصري. 5/ 156/ 467 عائذ الله بن عبد الله "عبد الله بن إدريس"، أبو إدريس الخولاني قاضي دمشق. 15/ 73/ - عائشة بنت أحمد بن منصور الصفار. 3/ 426/ 115 عائشة "أم المؤمنين" بنت الإمام أبي بكر الصديق الصحابية. 13/ 433/ 4234 عائشة بنت حسن بن إبراهيم، أم الفتح الأصبهانية الوركانية. 5/ 216/ 515 عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيَّةُ القرشية. 13/ 501/ 4307 عائشة بنت محمد بن الحسين البسطامي. 16/ 51/ 5436 عائشة بنت معمر ابن الفاخر، أم حبيبة القرشية العبشمية الأصبهانية. 3/ 204/ 78 عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زغواء بن عبد الأشهل الصحابي. 6/ 589/ 1063 عباد بن راشد البصري التميمي البزار. 8/ 535/ 1720 عباد بن سلمان، أبو سهل البصري المعتزلي. 7/ 306/ 1248 عَبَّادُ بنُ عَبَّادِ بنِ حَبِيْبٍ، أَبُو مُعَاوِيَةَ الأزدي المهلبي البصري. 5/ 123/ 455 عَبَّادُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ، أبو يحيى القرشي الأسدي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 94/ 2606 عباد بن علي بن مزروق، أبو يحيى السيريني البصري. 7/ 452/ 1305 عباد بن العوام بن عمر، أبو سهل الكلابي الواسطي. 7/ 41/ 1127 أبو عباد القرشي: هشام بن سعد الخشاب. 8/ 335/ 1581 أَبُو عَبَّادٍ الكَاتِبُ: ثَابِتُ بنُ يَحْيَى بنِ يسار الرازي. 6/ 540/ 1047 عباد بن كثير الثقفي البصري. 6/ 541/ 1048 عباد بن كثير الرملي الشامي. 13/ 411/ 4220 عباد محمد بن إسماعيل بن عباد، أبو عمرو اللخمي الأندلس صاحب إشبيلية. 13/ 197/ 3984 ابن عباد: محمد بن إسماعيل، أبو القاسم اللخمي أمير إشبيلية. 6/ 540/ 1046 عَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ، أَبُو سَلَمَةَ النَّاجِيُّ البَصْرِيُّ. 10/ 68/ - عباد بن الوليد الغبري. 9/ 419/ 1951 عباد بن يعقوب، أبو سعيد الرواجني الأسدي الكوفي المتبدع. 12/ 70/ 3119 العباداني: أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَيُّوْبَ بنِ إِسْحَاقَ، أبو بكر. 14/ 117/ 4450 العباداني: جعفر بن محمد بن الفضل، أبو طاهر القرشي البصري. 11/ 250/ 2743 العباداني: محمد بن عبده بن حرب، أبو عبيد الله البصري القاضي. 11/ 522/ 3015 ابْنُ عَبَادل: أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الوهاب، أبو الطيب الشيباني الدمشقي. 3/ 341/ 97 عباد بن الصامت بن قيس بن أصرم الخزرجي الأنصاري الصحابي. 6/ 67/ 772 عُبَادَةُ بنُ نُسَيٍّ، أَبُو عُمَرَ الكِنْدِيُّ الأُرْدُنِيُّ قاضي طبرية.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5/ 441/ 657 عُبَادَةُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، أبو الصامت الأنصاري المدني. 16/ 251/ 5657 العبادي: عُبَيْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عبد الملك، أبو الفضل المحبوبي البخاري الحنفي. 13/ 371/ 4188 العبادي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عباد، أبو عاصم الهروي الشافعي. 15/ 59/ 4950 العبادي: المظفر بن أردشير، أبو منصور المروزي الأمير. 11/ 158/ 2681 العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى، أبو حبيب البرتي. 14/ 243/ 4601 العباس بن أحمد بن محمد، أبو الفضل الشقاني الحسنوي النيسابوري. 7/ 533/ 1345 العباس بن الأحنف بن أسود الحنفي اليمامي الشاعر. 11/ 178/ 2702 أبو العباس الأصبهاني: الوليد بن أبان بن بونة الحافظ صاحب "المسند". 11/ 34/ 2544 العَبَّاسُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو أحمد الجرجرائي المادرائي. 12/ 271/ 3358 العباس بن الحسين، أبو الفضل الشيرازي الوزير. 10/ 152/ 2162 عباس الدوري بن محمد بن حاتم بن واقد، أبو الفضل البغدادي الحافظ. 11/ 123/ 2633 أبو العباس بن سريج: أحمد بن عمر بن سريج البغدادي الفقيه الشافعي. 6/ 20/ 735 عباس بن سهل بن سعد بن مالك الأنصاري الخزرجي الساعدي. 10/ 210/ 2207 العباس بنُ أَبِي طَالِبٍ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن الزبرقان، أبو محمد.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 25/ 2074 العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ توبة، أبو الفضل البصري. 10/ 221/ 2223 عَبَّاسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عِيْسَى، أبو محمد الباكسائي الترقفي. 3/ 389/ 107 العباس بن عبد المطلب عم الرسول الصحابي. 9/ 408/ 1938 أبو العباس العبدي: أحمد بن المعذل بن غيلان البصري المالكي الأصولي. 11/ 157/ 2679 أبو العباس بن عَطَاءٍ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلٍ الأَدَمِيُّ البغدادي الزاهد. 12/ 5/ 3039 العباس بن عيسى، أبو الفضل الممس. 10/ 68/ 2122 عباس بن الفرج، أبو الفضل الرياشي البصري النحوي. 10/ 434/ - العباس بن الفضل الأسفاطي. 11/ 501/ 2984 العباس بن الفضل بن حبيب، أبو الفضل السامري الدباج. 11/ 165/ - العباس بن الفضل الرازي. 12/ 338/ 3444 العباس بن الفضل بن زكريا، أبو منصور النضروي الهروي. 9/ 555/ - أبو العباس القلوري. 8/ 366/ 1603 أبو العباس الكاتب: أحمد بن أبي خالد الأحول وزير المأمون. 10/ 152/ 2162 عَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَاتِمِ بنِ وَاقِدٍ، أبو الفضل الدوري البغدادي. 7/ 469/ 1311 العباس بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عباس، أبو الفضل العباسي. 11/ 140/ 2651 العباس بن محمد أبو الفضل الفزاري المصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 521/ 3013 العباس بن محمد بن معاذ، أبو الفضل النيسابوري ابن قوهيار. 15/ 93/ 4995 العباس بن محمد بن أبي منصور، أبو محمد الطابراني الطوسي. 12/ 152/ 3228 العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرِ بنِ السَّرِيِّ، أبو الفضل الرافقي. 10/ 497/ 2459 أبو العباس بن مسروق: أحمد بن محمد الصوفي الزاهد. 10/ 121/ 2135 العباس بن الوليد بن مزيد، أبو الفضل العذري البيروتي. 9/ 94/ 1806 العباس بن الوليد بن نصر، أبو الفضل الباهلي النرسي البصري. 9/ 483/ 1994 العباس بن يزيد بن أبي حبيب، أبو الفضل البحراني البصري. 15/ 93/ 4995 عباسة: العباس بن محمد بن أبي منصور، أبو محمد الطبراني الطوسي. 15/ 117/ 5025 العباس: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ علي، أبو جعفر المكي. 7/ 264/ 1212 عبثر بن القاسم، أبو زبيد الزبيدي الكوفي. 13/ 212/ 4002 عبد بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو ذر الهروي ابن السماك. 9/ 563/ 2044 عبد "عبد الحميد" بن حميد بن نصر، أبو محمد الكسي "الكشي". 9/ 95/ 1807 عبد الأعلى بن حماد بن نصر، أبو يحيى الباهلي النرسي البصري. 8/ 25/ 1382 عبد الأعلى بن عبد الأعلى، أبو محمد السامي القرشي البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 352/ 1597 عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر، أبو مسهر بن أبي درامة الغساني الدمشقي. 15/ 101/ 5007 عبد الأول بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم، أبو الوقت السجزي الماليني. 12/ 96/ 3150 عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعِ بنِ مَرْزُوقِ بنِ واثق، أبو الحسين الأموي البغدادي. 13/ 196/ 3982 عَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ زكريا، أبو القاسم البغدادي الطحان. 15/ 95/ - عبد الباقي بن محمد التميمي، أبو منصور الدمشقي. 13/ 487/ 4290 عبد الباقي بن محمد بن غالب، أبو منصور البغدادي الأزجي ابن العطار. 14/ 184/ 4516 عَبْدُ البَاقِي بنُ يُوْسُفَ بنِ عَلِيِّ بنِ صالح، أبو تراب المراغي التريزي. 16/ 204/ 5593 عبد البر بن الحسن بن أحمد بن الحسن، أبو محمد الهمذاني العطار. 12/ 80/ 3127 ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن محمد، أبو عبد الله الأندلسي القرطبي التجيبي. 13/ 357/ 4176 ابن عبد البر: يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ البر بن عاصم النمري، الأندلسي الفقيه الحافظ، المصنف، أبو عمر التجيبي القرطبي. 13/ 42/ 3775 عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بن أحمد، أبو الحسن الهمذاني القاضي شيخ المعتزلة. 14/ 444/ 4815 عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الجبار بن توبة، أبو منصور العكبري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 208/ - عبد الجبار الحرستاني. 9/ 138/ - عبد الجبار بن عاصم النسائي، أبو طالب البغدادي. 12/ 223/ 3308 عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ الصَّمدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، أبو هاشم السلمي الدمشقي المؤدب. 14/ 450/ 4820 عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَبْدِ الله، أبو الحسن النيسابوري البيع الدهان. 9/ 330/ 1885 عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ العَلاَءِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، أبو بكر البصري. 13/ 339/ 4148 عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حسان، أبو القاسم الإسفراييني الإسكاف. 14/ 464/ 4842 عبد الجبار بن محمد بن أحمد، أبو محمد الخواري البيهقي. 13/ 49/ 3779 عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو محمد الجراحي المرزباني المروزي. 15/ 260/ - عبد الجبار بن يحيى بن الأعرابي. 15/ 335/ - عبد الجبار بن يوسف شيخ الفتوة. 16/ 67/ 5458 عبد الجليل بن أبي غالب بن أبي المعالي بن مندويه، أبو مسعود الأصبهاني السريجاني. 16/ 424/ - عبد الجليل بن محمد الطحاوي. 15/ 186/ 5088 عبد الجليل بن منصور بن إسماعيل بن أبي سعد بن أبي بشر، أبو محمد الهروي الفامي. 16/ 9/ 5391 عَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ مُوْسَى بنِ عَبْدِ الجَلِيْلِ، أبو محمد الأنصاري الأندلسي القصري. و16/ و62/ و5447 14/ 401/ 4760 عبد الحق بن أبي بكر غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عطية، أبو محمد المحاربي الغرناطي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 341/ 5774 عَبْدُ الحَقِّ بنُ خَلَفِ بنِ عَبْدِ الحَقِّ، أبو محمد الدمشقي الحنبلي الصالحي المغسل. 15/ 246/ 5154 عبد الحق بنُ عَبْدِ الخَالِقِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ القادر، أبو الحسين البغدادي اليوسفي. 15/ 369/ 5275 عبد الحق بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ سَعِيْدٍ، أبو محمد الأزدي الأندلسي الإشبيلي، ابن الخراط. 15/ 409/ 5324 عبد الحق بن عبد الملك بن بونه بن سعيد، أبو محمد العبدري المالقي بن البيطار. 14/ 401/ 4760 عبد الحق بن غَالِبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَالِب بن عطية، أبو محمد المحاربي الغرناطي. 16/ 202/ 5589 ابْنُ عَبْدِ الحَقِّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الحَقِّ بن سليمان، أبو عبد الله الكوفي البربري. 13/ 433/ 4233 عبد الحق بن محمد بن هارون، أبو محمد السهمي الصقلي. 11/ 320/ 2815 عَبْدُ الحَكَمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سلام، أبو عثمان الصدفي المصري. 9/ 182/ 1862 عَبْدُ الحَكَمِ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الحَكَمِ بنِ أَعْيَنَ، أبو عثمان المصري. 7/ 33/ 1120 عبد الحميد بن بهرام الفزاري المدائني. 6/ 482/ 1005 عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن الحكم الأنصاري المديني، أبو سعد. 6/ 291/ 890 عبد الحميد صاحب الزيادي البصري. 5/ 467/ 666 عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ الخطاب العدوي الخطابي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 454/ 4254 عبد الحميد بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو محمد البحيري. 16/ 320/ 5742 عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّشِيْدِ بنِ عَلِيِّ بن بنيمان، أبو بكر الهمذاني. 10/ 523/ 2488 عبد الحميد بن عبد العزيز، أبو خازم السكوني البصري قاضي القضاة. 7/ 25/ 1111 عبد الحميد بن عبد المجيد، أبو الخطاب الأخفش البصري اللغوي. 16/ 474/ 5929 عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الهَادِي بنِ يُوْسُفَ بن محمد بن قدامة، أبو محمد الجماعيلي الدمشقي العماد المقدسي الحنبلي الصالحي. 9/ 530/ 2026 عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عِصَامٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الجرجاني. 16/ 440/ - عبد الحميد بن عيسى الخشروشاهي. 16/ 327/ - عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَاضِي الحَنْبَلِيُّ. 16/ 436/ - عبد الحميد بن هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ المدائني البغدادي، عز الدين. 6/ 173/ 822 عبد الحميد بن يحيى بن سعد، أبو يحيى الأنباري الكاتب. 15/ 87/ 4987 عبد الخالق بن أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ القَادِرِ بن مُحَمَّدِ بن يوسف، أبو الفرج البغدادي. 15/ 213/ 5116 عَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدِ بنِ ثَابِتٍ، أَبُو محمد الدمشقي الحنفي، الطرابلسي. 16/ 277/ - عبد الخالق بن إسماعيل التنيسي الوجيه. 16/ 416/ 5851 عَبْدُ الخَالِقِ بنُ الأَنْجَبِ بنِ مُعَمَّرِ بنِ حسن، أبو محمد المارديني النشتبري الحافظ الشافعي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 176/ 3261 عَبْدُ الخَالِقِ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نصر بن أبي روبا، أبو محمد البغدادي السقطي المعدل. 15/ 72/ 4971 عَبْدُ الخَالِقِ بنُ زَاهِرِ بنِ طَاهِرِ بنِ محمد، أبو منصور النيسابوري الشحامي. 16/ 102/ - عبد الخالق بن صالح بن ريدان المسكي. 14/ 458/ 4835 عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَلِيِّ بن البدن، أبو المعالي البغدادي الصفار. 13/ 387/ 4192 عبد الخالق بن عبد الوارث، أبو القاسم المغربي السيوري. 15/ 409/ 5323 عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مُحَمَّدٍ بن الحسن، أبو محمد ابن الصابوني الخفاف البغدادي. 14/ 60/ 4371 عبد الخالق بن عِيْسَى بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن أحمد بن موسى، أبو جعفر الهاشمي العباسي البغدادي الحنبلي. 15/ 392/ - عبد الخالق بن فيروز الجوهري. 14/ 199/ 4542 عبد الخالق بن محمد بن خلف، أبو تراب البغدادي ابن الأبرص المؤدب. 15/ 437/ 5349 عَبْدُ الخَالِقِ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ القَاسِمِ بن منصور، أبو محمد الحريمي البندار. 15/ 267/ 5173 ابْنُ عَبْدٍ: الخَضِرُ بنُ شِبْلِ بنِ الحُسَيْنِ بن عبد الواحد، أبو البركات الحارثي الدمشقي الشافعي. 13/ 449/ - عبد الدايم بن الحسن الهلالي الحوارني الدمشقي. 16/ 425/ - عبد الدايم بن عَبْدِ المحسنِ ابْن الدَّجَاجِيّ المِصْرِيّ عِمَادُ الدين.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 494/ 2972 ابْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد ربه بن حبيب بن حدير أبو عمر المرواني القرطبي الأندلسي صاحب العقد الأديب الأخباري. 6/ 187/ 829 عبد ربه بنُ سَعِيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ الخزرجي. 7/ 263/ 1211 عبد ربه بن نافع، أبو شهاب الكوفي المدائني. 5/ 143/ 460 عبد الرحمن بن آدم البصري ابن أم برثن. 5/ 376/ 622 عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان القرشي الأموي. 16/ 207/ 5597 عبد الرحمن بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن إسماعيل أبو محمد المقدسي الحنبلي البهاء. 12/ 444/ 3574 عبد الرحمن بن إبراهيم، أبو الحسن المزكي. 9/ 405/ 1936 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَمْرِو بنِ ميمون، أبو سعيد الدمشقي، دحيم. 10/ 46/ 2096 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عِيْسَى بنِ نذير، أبو زيد الأموي مفتي الأندلس. 4/ 301/ 265 عبد الرحمن بن أبزي الخزاعي الصحابي. 13/ 348/ 4164 عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار، أبو الفضل العجلي الرازي المقرئ. 13/ 165/ 3939 عبد الرحمن بن أحمد بن سَعِيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بِشْر بن غَرسِيَّةَ، أبو المطرف القرطبي بن الحصار بن مولى بن فطيس. 11/ 269/ 2764 عبد الرحمن بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبَّادٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ محدث همذان عبدوس. 14/ 252/ 4611 عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، أبو طاهر اليوسفي البغدادي البزاز.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 43/ 3094 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو عبد الله البغدادي الختلي. 14/ 320/ 4669 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ صابر، أبو محمد السلمي الدمشقي ابن سيدة المفيد المحدث. 13/ 229/ 4023 عبد الرحمن بن أحمد بن عمر، أبو سعد الأصبهاني الصفار. 15/ 467/ - عبد الرحمن بن أحمد ابن العمري القاضي. 8/ 326/ 1571 عبد الرحمن بن أحمد "عطية عسكر" العنسي الداراني، أبو سليمان. 13/ 454/ 4253 عبد الرحمن بن أحمد، أبو القاسم الواحدي. 15/ 219/ - عَبْد الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي لَيْلَى، أبو بكر الأنصاري المرسي. 14/ 175/ 4503 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو الفرج السرخسي البزاز. 12/ 462/ 3597 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يحيى بن مخلد الهروي بن أبي شريح. 11/ 469/ 2939 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَجَّاجِ بنِ رِشدِيْنَ بن سعد، أبو محمد المهدي المصري الوراق. 16/ 114/ - عبد الرحمن بن أحمد بن هدية الوراق. 12/ 126/ 3197 عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، أبو سعيد الصدفي المصري. 12/ 67/ 3115 عبد الرحمن بن إسحاق، أبو القاسم الزجاجي البغدادي النحوي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 331/ 2830 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ معمر، أبو علي السامري الجوهري. 5/ 376/ 623 عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد بن قيس، أبو حفص النخعي الكوفي الفقيه. 10/ 48/ 2101 عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران، أبو محمد العبدي النيسابوري. 5/ 185/ 482 عبد الرحمن بن أبي بكر الثقفي، أبو بحر "أبو حاتم". و5/ 242/ و529 7/ 18/ 1104 عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، أبو عبد الله العنسي الدمشقي. 3/ 120/ 26 عبد الرحمن بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأوسي، أبو عبسى. 4/ 469/ 328 عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أبو محمد المخزومي. 16/ 366/ - عبد الرحمن بن أبي حرمي المكي الناسخ. 5/ 413/ 637 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ الشاعر. 15/ 127/ 5036 عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم بن عبد الله، أبو محمد الكناني الهمذاني. 12/ 134/ 3201 عبد الرحمن بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبيد، أبو القاسم الأسدي الهمذاني. 15/ 35/ - عبد الرحمن بن الحسن الشعري الصوفي. 13/ 186/ 3959 عبد الرحمن بن الحسن بن عليك، أبو سعد النيسابوري. 15/ 186/ - عبد الرحمن بن الحسن ابن العجمي، أبو طالب. 11/ 175/ 2697 عبد الرحمن بن الحسين بن خالد، أبو سعيد النيسابوري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 284/ 1228 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَكَمِ بنِ هِشَامِ بنِ الداخل، أبو المطرف المرواني. 15/ 33/ - عبد الرحمن بن الحلحولي. 14/ 221/ 4570 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدِ بن الحَسَنِ بنِ عبد الرحمن، أبو محمد الدوني الصوفي. 13/ 211/ 4001 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حمدان، أبو سعد النصرويي النيسابوري. 12/ 68/ 3116 عبد الرحمن بن حمدان بن المرزبان، أبو محمد الهمذاني الجلاب. 6/ 328/ 927 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ القُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ الفقيه. 9/ 567/ 2050 عبد الرحمن بن رسته بن عمر بن يزيد بن كثير، أبو الفرج الزهري المديني الأصبهاني. 7/ 222/ 1186 عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان، أبو محمد المدني. 6/ 446/ 1000 عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، أبو أيوب الشعباني الإفريقي. 7/ 344/ 1265 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ العُمَرِيُّ المدني. 5/ 205/ 498 عبد الرحمن بن سعد بن أبي وقاص مالك القرشي الزهري. 9/ 52/ 1769 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَلاَّمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، أبو حرب الجمحي البصري الأخباري. 16/ 364/ - عبد الرحمن بن سلطان التميمي الحنفي. 15/ 467/ - عبد الرحمن بن سلطان القرشي الزكوي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5/ 153/ 465 أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ حبيب بن ربيعة المقرئ الكوفي. 13/ 43/ 3777 أبو عبد الرحمن السلمي: محمد بن الحسين بن موسى بن خالد الصوفي. 8/ 328/ 1572 عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون، أبو سليمان الداراني العنسي الدمشقي. 7/ 25/ 1112 عبد الرحمن بن سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَنْظَلَة، أبو سليمان الأوسي المدني ابن الغسيل. 4/ 154/ 217 عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن مناف، أبو سعيد القرشي العبشمي. 8/ 538/ 1727 أبو عبد الرحمن الشافعي: أحمد بن يحيى بن عبد العزيز. 16/ 363/ - عبد الرحمن بن شحاتة. 6/ 589/ 1064 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ شُرَيْحٍ، أَبُو شُرَيْحٍ المَعَافِرِيُّ الإسكندراني العابد. 16/ 213/ - عبد الرحمن بن شيث القوصي، جمال الدين كاتب المعظم. 9/ 359/ - عبد الرحمن بن صالح الأزدي. 5/ 289/ 555 عبد الرحمن بن عائذ الأزدي الثمالي الحمص. 12/ 197/ 3281 عبد الرحمن بنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَكَرِيَّا، أبو القاسم البغدادي الأطروشي ابن الفامي. 4/ 516/ 371 عبد الرحمن بن عبد القارئ المدني الصحابي. 16/ 480/ 5940 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحسن، أبو طالب الحلبي ابن العجمي. 15/ 98/ 5003 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ عُثْمَانَ بن منصور، أبو النضر الهروي الفامي الشروطي العدل.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 422/ 5854 عبد الرحمن بن عبد السلام بن إسماعيل، أبو الفضل اللمفاني البغدادي. 13/ 179/ 3948 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَحْمَدَ، أبو القاسم الحلبي السراج ابْن الطُّبَيزِ. 15/ 315/ 5217 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدِ بن أبي العجائز، أبو الفهم الأزدي الدمشقي. 16/ 35/ - عبد الرحمن بن عبد الغني المقدسي. 15/ 347/ - عبد الرحمن بن عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِصبغ الخثعمي، أبو زيد السهيلي. 5/ 103/ 443 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ، أبو المصبح الهمداني أعشى همدان الشاعر الكوفي. 13/ 90/ 3830 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن خَالِدٍ بن مسافر، أبو القاسم الوهراني الهمداني المغربي. 16/ 230/ 5628 عبد الرحمن "ياقوت" بن عبد الله، أبو الدر الرومي الجيلي الشاعر. 15/ 271/ - عبد الرحمن بن عبد الله السرخسي، أبو بكر السلفي. 15/ 19/ 4892 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ محمد، أبو بكر البحيري النيسابوري. 6/ 532/ 1041 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بن عبد الله الكوفي المَسْعُوْدِيُّ. 16/ 227/ 5624 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُلْوَانَ بن عبد الله، أبو محمد الأسدي الحلبي ابْنُ الأُسْتَاذِ. 12/ 100/ 3157 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بن راشد، أبو الميمون البجلي الدمشقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 405/ 3527 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو القاسم الجوهري الغافقي. 16/ 306/ 5721 عبد الرحمن بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُثْمَانَ، أبو القاسم الإسكندراني الصفراوي. 9/ 159/ 1841 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ شَيْبَةَ، أبو بكر الحزامي المدني. 16/ 457/ 5912 عبد الرحمن بن عبد المنعم بن عبد الرحمن، أبو محمد الدمشقي اليلداني. 11/ 136/ 2644 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَالِدٍ، أبو محمد المهلبي الأزدي عالم جرجان. 10/ 538/ - عبد الرَّحْمَن بن عبد الوَارِث بن مُسْلِم التُّجِيْبِيّ. 16/ 67/ 5456 عبد الرحمن بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ أَبِي زَيْدٍ بنِ المعزم، أبو الفضل الهمذاني. 11/ 190/ 2718 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، أبو محمد الأسدي الحلبي ابن أخي الإمام المُعَدَّلُ. 9/ 409/ 1940 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ حكيم، أبو محمد الأسدي الحلبي ابن أخي الإمام شيخ النسائي وأبي داود. 9/ 410/ 1941 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ العزيز بن الفضل العباس الحلبي ابن أخي الإمام "الصغير"، أبو القاسم و"أَبُو مُحَمَّدٍ". 13/ 132/ 3897 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو القاسم الحرفي البغدادي. 12/ 372/ 3479 عبد الرحمن بن عبيد الله، أبو القاسم الجلاب. 8/ 460/ 1661 عبد الرحمن العتكي: عبد الله بن السكن بن الفضل الأزدي البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 302/ 4652 عبد الرحمن بن عتيق بن خلف، أبو القاسم القرشي الصقلي ابْنُ الفَحَّامِ. 16/ 244/ 5645 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَتِيْقِ بنِ عبد العزيز، أبو محمد الحربي ابن صيلا. 16/ 139/ 5539 عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري الصلاح والد أبي عمرو. 16/ 224/ - عبد الرَّحْمَنِ بن أَبِي العِزّ ابْن الخَبَّازَة البَغْدَادِيّ. 16/ 86/ 5480 عبد الرحمن بن علي بن أحمد، أبو محمد الزهري الإشبيلي. 16/ 378/ 5800 عبد الرحمن بن علي بن عثمان بن يوسف، أبو المعالي المخزومي المصري. 13/ 461/ 4262 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو نصر التاجر النيسابوري. 15/ 455/ 5368 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي، أبو الفرج ابن الجوزي القرشي التيمي البغدادي. 15/ 368/ 5273 عبد الرحمن بن علي بن المسلم، أبو محمد اللخمي الدمشقي بن الخرقي. 12/ 527/ 3672 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ حمة، أبو الحسين الخلال البغدادي. 16/ 402/ 5824 عبد الرحمن بن عمر بن بركات ابن شُحانة. 13/ 80/ 3817 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سعيد، أبو محمد التيجي المصري ابن النحاس. 16/ 277/ - عبد الرحمن بن عمر بن النساج الدمشقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 52/ 3782 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرِ بن محمد، أبو القاسم الشيباني السامري الدمشقي البزاز. 9/ 567/ 2050 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ يَزِيْدَ بنِ كثير، أبو الفرج الزهري المديني الأصبهاني رسته. 10/ 392/ 2362 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرُو بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ صَفْوَانَ بنِ عمرو النصري، أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ. 6/ 541/ 1049 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو بن يحمد، أبو عمرو الأوزاعي الشامي. 3/ 193/ - عبد الرحمن بن العوام بن خويلد الأسدي. 3/ 49/ 9 عبد الرحمن بن عوف الصحابي. 15/ 63/ 4954 عبد الرحمن "عبد الله" ابن عياض، أبو محمد الأندلسي المجاهد. 13/ 328/ 4135 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَزوِ بن مُحَمَّدِ بنِ يحيى، أبو سلم النهاوندي العطار. 8/ 195/ 1514 عبد الرحمن بن غزوان، أبو نوح الخزاعي: قراد. 5/ 10/ 378 عبد الرحمن بن غنم الأشعري الفقيه شيخ أهل فلسطين. 16/ 432/ 5872 عبد الرحمن بن فتوح بن بنين، أبو القاسم العطار ابن أبي حرمي. 7/ 546/ 1352 عبد الرحمن بن القاسم، أبو عبد الله العتقي المصري. 10/ 502/ 2465 عَبْد الرَّحْمَن بن القَاسِم بن الفَرَج بن عبد الواحد، أبو بكر الهاشمي. 6/ 188/ 831 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أبي بكر الصديق، أبو محمد القرش التيمي. 5/ 395/ 627 عبد الرحمن بن قيس، أبو صالح الحنفي الكوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5/ 150/ 464 عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو عيسى "أبو محمد" الأنصاري الكوفي. و14/ و193/ و4530 14/ 80/ 4402 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَأْمُوْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ محمد، أبو سعد الأبيوردي المتولي 13/ 40/ 3772 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ بالويه، أبو محمد النيسابوري. 13/ 39/ 3769 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حبيب، أبو زيد النيسابوري. 13/ 242/ 4040 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عبد الرحمن، أبو القاسم الهمداني الذكواني الأصبهاني. 14/ 114/ 4443 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يوسف، أبو نصر الأصبهاني السمسار. 12/ 224/ 3309 عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، أبو محمد القهندزي مسند هراة. 10/ 366/ 2345 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ بنِ المنذر، أبو محمد الرازي الحنظلي الغطفاني. 13/ 458/ 4260 عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن محمد ابن منده، أبو القاسم العبدي الأصبهاني. 5/ 102/ 442 عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث بن قيس الكندي. 15/ 46/ 4930 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَمِيْرَوَيْه بنِ محمد، أبو الفضل الكرماني. 16/ 161/ 5570 عبد الرحمن بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبَةِ اللهِ، أبو منصور الدمشقي ابن عساكر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 556/ 1359 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زياد، أبو محمد المحاربي الكوفي. 15/ 334/ - عبد الرحمن بن محمد السبيي الجيار. 10/ 517/ 2478 عبد الرحمن بن محمد بن سلم، أبو يحيى الرازي. 16/ 299/ - عبد الرحمن بن عبد الجبار المقرئ. 14/ 70/ 4391 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن زياد، أبو عيسى الأصبهاني. 14/ 31/ 4351 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أبو عطاء الهروي الجَوْهَرِيُّ. 15/ 30/ 4911 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عيسى، أبو القاسم الأموي الإشيبيلي ابن الرماك. 11/ 279/ 2767 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن هلال، أبو محمد "أبو صخرة" السامي القرشي. 13/ 143/ 3915 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن بندار بن شبانة، أبو سعيد الهمذاني. 16/ 160/ 5569 عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ السَّمِيْعِ، أبو طالب الهاشمي الواسطي ابن عبد السميع. 7/ 287/ 1232 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو المطرف الأموي المرواني الناصر لدين الله أمير المؤمنين صاحب الأندلس. 12/ 341/ 3447 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن مهران، أبو مسلم البغدادي. 15/ 226/ 5132 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، أبو مروان القرطبي ابن قزمان.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 463/ 4841 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بن حسن، أبو منصور البغدادي الحريمي. 15/ 325/ 5232 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، أبو البركات الكمال الأنباري. 15/ 328/ 5235 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ، أبو القاسم الأندلسي المريي. 14/ 364/ 4720 عبد الرحمن بن محمد بن عتاب بن محسن، أبو محمد القرطبي. 13/ 511/ 4319 عبد الرحمن بن محمد بن عفيف، أبو منصور البوشنجي الهروي: كلار. 13/ 22/ 3748 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن فطيس، أبو المطرف القرطبي القاضي الحافظ. 15/ 150/ - عبد الرحمن بن مُحَمَّدِ بنِ غَالِب ابْن الشرَّاط القُرْطُبِيّ. 13/ 415/ 4224 عبد الرحمن بن محمد بن فوران، أبو القاسم المروزي الفوراني. 13/ 251/ 4053 عبد الرحمن بن محمد، أبو القاسم اللبيدي الحضرمي. 16/ 363/ - عبد الرحمن بن محمد بن القوصي الحنفي المفتي. 16/ 427/ - عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإسفراييني الشافعي ابن الصفار. 13/ 32/ 3760 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو سعد الإدريسي الإستراباذي. 13/ 187/ 3960 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عزيز بن دوست، أبو سعد النيسابوري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 299/ 5193 عبد الرحمن بن محمد بن مسعود بن أحمد، أبو حامد المروزي البنجديهي الخمقري، أبو المسعودي. 15/ 344/ 5253 عبد الرحمن بن محمد بن مغاور بن حكم بن مغاور، أبو بكر السلمي الشاطبي. 10/ 293/ 2285 عبد الرحمن بن محمد بن منصور، أبو سعيد الحارثي البصري كربزان. 12/ 550/ - عبد الرحمن بن محمد الناصر ابن أبي عامر الحاجب، شنشول. 15/ 427/ 5341 عبد الرحمن بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو الفرج القصري البواب ابن ملاح الشط. 13/ 134/ 3899 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ ياسر، أبو الحسن التميمي الدمشقي الجوبري. 16/ 109/ - عبد الرحمن بن محمد بن يعيش الأنباري الكاتب. 10/ 158/ 2170 عبد الرحمن بن مروزق الطرطوسي. 10/ 157/ 2168 عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية، أبو عوف البغدادي البزوري. 13/ 95/ 3839 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَرْوَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أبو المطرف القرطبي. 7/ 274/ 1225 عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، أبو المطرف الأموي القرشي. 6/ 219/ 845 عبد الرحمن بن مسلم "عثمان"، أبو مسلم الخراساني. 15/ 153/ - عبد الرحمن بن المصري الدمشقي الواعظ. 8/ 61/ 1398 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَغْرَاءَ بنِ عِيَاضِ بنِ الحارث، أبو زهير الدوسي الرازي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 340/ 5772 عبد الرحمن بن مقيل بن حسين، أبو المعالي الواسطي ابن مقبل. 16/ 402/ 5825 عبد الرحمن بن مقرب بن عبد الكريم، أبو القاسم الكندي الإسكندراني. 15/ 470/ 5374 عبد الرحمن بنُ مَكِّيٍّ بنِ حَمْزَةَ بنِ مُوَقَّى بنِ علي، أبو القاسم الأنصاري ابن غلاس. 16/ 438/ 5880 عبد الرحمن بن مكي بن عبد الرحمن بن أبي سعيد بن عتيق، أبو القاسم الطرابلسي السبط. 5/ 96/ 435 عبد الرحمن بن مل "ملي" بن عمرو، أبو عثمان النهدي البصري. 7/ 589/ 1369 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيِّ بنِ حَسَّانِ بنِ عبد الرحمن، أبو سعيد العنبري البصري. 14/ 124/ 4456 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بن الحنبلي الدمشقي، أبو الفرج الناصح السعدي. 16/ 284/ 5695 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ، أبو الفرج الناصح السعدي الشيرازي الدمشقي الحنبلي. 16/ 109/ - عبد الرحمن بن نسيم الدمشقي المحدث. 13/ 107/ 3857 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ عُثْمَانَ بنِ القاسم بن معروف، أبو محمد التميمي الدمشقي الشيخ العفيف. 5/ 412/ 635 عبد الرحمن بن أبي نعم، أبو الحكم البجلي الكوفي. 16/ 456/ - عبد الرحمن بن نوح المقدسي المفتي تلميذ ابن الصلاح. 16/ 363/ - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن هِبَةِ اللهِ المسيرِيُّ الوَزِيْرُ. 5/ 417/ 640 عبد الرحمن بن هرمز، أبو داود المدني الأعرج.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 98/ 3842 عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار، أبو المطرف المرواني المستظهر بالله، صاحب الأندلس. 12/ 84/ 3134 عبد الرحمن بن العباس القرطبي، أبو وهب العباسي القرطبي. 11/ 353/ - عبد الرحمن بن يحيى ابن منده. 16/ 207/ - عبد الرحمن بن يخلقين بن أحمد الغازازي القرطبي. 6/ 586/ 1059 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ تَمِيْمٍ السُّلَمِيُّ الدمشقي. 6/ 585/ 1058 عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أبو عتبة الأزدي الدمشقي الفقيه. 5/ 33/ 392 عبد الرحمن بن يزيد بن قيس، أبو بكر النخعي. 5/ 402/ 629 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ الأُمَوِيُّ. 10/ 505/ 2469 عبد الرحيم بن يوسف بن سعيد بن خراش، أبو محمد المروزي. 13/ 112/ 3862 عبد الرحيم بن أحمد، أبو عبد الرحمن الكتامي ابن العجوز المغربي. 16/ 471/ 5926 عبد الرحيم بن أحمد بن علي بن طلحة، أبو القاسم الأنصاري الشاطبي السبتي ابْنُ عُلَيْمٍ. 15/ 88/ 4988 عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد، أبو الفضل البغدادي اللؤلؤي ابْنُ الإِخْوَةِ. 13/ 412/ 4221 عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْرِ بنِ إسحاق بن عمرو، أبو زكريا التميمي البخاري. 15/ 319/ - عبد الرحيم بن إسماعيل بن أبي سعد، صدر الدين. 13/ 72/ 3809 عبد الرحيم بن إلياس العبيدي. 13/ 277/ 4089 عبد الرحيم بن حسين، أبو عبد الله الوزير العادل.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 351/ 1273 عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ زَيْدِ بنِ الحَوَارِيِّ العَمِّيُّ البصري. 7/ 350/ 1272 عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ سُلَيْمَانَ، أَبُو عَلِيٍّ الرَّازِيُّ. 15/ 292/ 5181 عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ بنِ أَحْمَدَ بن عبد القادر، أبو نصر البغدادي اليوسفي. 16/ 115/ 5520 عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مُحَمَّدٍ بن منصور، أبو المظفر السمعاني المروزي. 14/ 321/ 4670 عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ هَوَازِن، أبو نصر القشيري النيسابوري. 10/ 242/ 2250 عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ سعيد بن البرقي، أبو سعيد. 16/ 235/ 5636 عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَلِيِّ بنِ حَامِدٍ الدِّمَشْقِيُّ الدخوار. 15/ 442/ 5355 عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن الحسن بن أحمد بن المفرج، أبو علي اللخمي الشامي البيساني القاضي الفاضل البليغ. 16/ 226/ 5622 عَبْد الرَّحِيْمِ بن عَلِيِّ بنِ حُسَيْنِ بنِ شيث الأموي الأشنائي القوصي. 15/ 257/ 5158 عبد الرحيم بن علي بن حمد بن عيسى، أبو مسعود الأصبهاني الحاجي. 15/ 467/ - عبد الرَّحِيْمِ بن أَبِي القَاسِمِ الجُرْجَانِيّ الشَّعْرِيّ، أَخُو زينب. 14/ 215/ 4563 عبد الرحيم بن قاسم، أبو المطرف الشعبي المالقي. 15/ 256/ 5157 عَبْد الرَّحِيْمِ بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حمدان، أبو الخير الأصبهاني. 12/ 332/ 3433 عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ نباتة، أبو يحيى الفارقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 134/ 2640 عبد الرحيم بن محمد بن عثمان، أبو الحسين الخياط شيخ المعتزلة البغداديين. 15/ 393/ 5303 عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو الفضل الأصبهاني الكاغدي. 16/ 264/ - عبد الرحيم بن محمد بن عساكر. 16/ 139/ 5540 عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ النَّفِيْسِ بنِ هِبَةِ اللهِ بن وهبان، أبو نصر السلمي الحريثي. 16/ 307/ 5723 عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ يُوْسُفَ بنِ هِبَةِ اللهِ بن محمود بن الطفيل، أبو القاسم الدمشقي المصري ابن المكبس. 16/ 191/ - عبد الرزاق بن حسان بن سعيد المنيعي. 16/ 12/ 5398 عبد الرازق بن عبد القادر بن أبي صالح، أبو بكر الجيلي البغدادي. 16/ 292/ 5705 عبد الرازق بن عبد الوهاب بن سكينة، أبو الفضائل البغدادي. 13/ 355/ 4173 عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ عُمَرَ بنِ مُوْسَى بنِ شمة، أبو الطيب الأصبهاني. 15/ 334/ - عبد الرزاق بن نصر النجار. 8/ 222/ 1533 عبد الرزاق بن همام بن نافع، أبو بكر الحميري عالم اليمن. 15/ 100/ 5006 عبد السلام بن أحمد بن إسماعيل، أبو الفتح الهروي: بكيرة. 9/ 462/ 1978 عبد السلام بن حبيب بن حسان بن هلال، أبو سعيد سحنون فقيه المغرب. 7/ 334/ 1258 عبد السلام بن حرب الملائي البصري. 12/ 447/ 3578 عبد السلام بن الحسين، أبو طالب المأمون الشاعر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 183/ 1863 عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ رَغْبَانَ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بن حبيب، أبو محمد الكلبي الحمصي. 9/ 359/ 1899 عبد السلام بن صالح، أبو الصلت الهروي شيخ الشيعة. 16/ 245/ 5647 عبد السلام بن عبد الرحمن بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ محمد، أبو الحكم اللخمي الإشبيلي ابْنُ بَرَّجَانَ. 16/ 244/ 5646 عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن علي، أبو الحسن البغدادي ابْنُ سُكَيْنَةَ. 14/ 465/ 4843 عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن محمد، أبو الحكم اللخمي الأندلس ابن برجان. 16/ 227/ 5625 عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْد اللهِ بنِ أَحْمَدَ بن بكران، أبو الفضل البغدادي الدَّاهِرِيُّ. 16/ 445/ 5891 عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْد اللهِ بنِ الخضر، أبو البركات الحراني ابن تيمية. 15/ 388/ 5297 ابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ هبة الله، أبو منصور البغدادي. 16/ 86/ 5481 عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر، أبو منصور الجيلي الركن. 16/ 218/ - عبد السلام بن العبرتي الخطيب. 15/ 14/ 4887 ابن عبد السلام: علي بن هبة الله، أبو الحسن البغدادي. 16/ 336/ 5765 عبد السلام "عبد الله" بن عمر بن علي، أبو محمد الخراساني الدمشقي. 16/ 209/ 5598 ابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ: الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بنِ هبة الله، أبو الفرج البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 163/ 5572 عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ المُبَارَكِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، أبو سعد البغدادي العتابي ابن البردغولي. 11/ 379/ 2877 عَبْدُ السَلاَمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بن سلام، أبو هاشم الجباني المعتزلي. 14/ 97/ 4423 عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ بندار، أبو يوسف القزويني البغدادي. 8/ 468/ 1674 عبد السلام بن مطهر بن حسام بن مصك، أبو ظفر الأزدي البصري. 16/ 271/ - عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ المُطَهِّرِ بن أَبِي عَصْرُوْنَ. 16/ 160/ 5569 ابن عبد السميع: عبد الرحمن بن محمد، أبو طالب القرشي الهاشمي، المعدل. 16/ 327/ - عبد السيد بن أحمد خطيب يعقوبا. 14/ 14/ 4331 عَبْدُ السَّيِّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو نصر البغدادي ابن الصباغ. 3/ 160/ 52 عبد شمس "عَبْدُ اللهِ" بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهاشمي الصحابي. 15/ 115/ 5023 عَبْدُ الصَّبُورِ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَبُو صَابِرٍ الهروي الفامي. 14/ 141/ 4472 عبد الصمد "ظاهر" بن أحمد بن علي، أبو محمد السليطي النيسابوري. 14/ 350/ 4704 عبد الصمد بن أحمد بن الفضل، أبو نهشل العنبري التميمي الأصبهاني. 8/ 194/ 1512 عبد الصمد بن حسان، أبو يحيى المروزي قاضي هراة. 15/ 186/ - عَبْد الصَّمَدِ بن الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ تميم الدمشقي. 16/ 143/ - عبد الصمد بن أبي الرجاء البلوي الوادياشي المقرئ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 484/ 2960 عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن سعيد، أبو القاسم الكندي الحمصي. 11/ 141/ 2652 عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الصمد، أبو محمد القرشي الدمشقي. 8/ 194/ 1511 عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ بنِ سَعِيْدِ بن ذكوان، أبو سهل التميمي البصري. 7/ 552/ 1356 عبد الصمد بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ، أبو محمد الهاشمي العباسي. 13/ 392/ 4198 عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحسن، أبو الغنائم العباسي البغدادي. 12/ 114/ 3178 عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مكرم، أبو الحسين البغدادي الطستي. 12/ 313/ 3407 عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن حيويه، أبو محمد "أبو القاسم" البخاري. 16/ 100/ 5501 عَبْدُ الصَّمَد بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَضْل بن علي، أبو القاسم الأنصاري الدمشقي ابن الحرستاني. 13/ 61/ 3797 عبد الصمد بن منصور بن بابك، أبو القاسم البغدادي الشاعر. 8/ 195/ 1513 عبد الصمد بن النعمان، شيخ بغدادي. 11/ 14/ 2529 عبد الصمد بن هارون، أبو بكر القيسي النيسابوري قاتل قتيبة. 10/ 301/ 2298 ابن عبد الصمد: يزيد بن محمد، أبو القاسم الدمشقي. 9/ 359/ - عبد الصمد بن يزيد، مردويه الصائغ. 16/ 425/ - عبد الظاهر بن نشوان الجذامي المقرئ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 204/ 3992 عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بنِ السِّيْد بن مفلس، أبو محمد القيسي الأندلسي. 16/ 255/ 5661 عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن سالم، أبو بكر البغدادي السيبي ابْنُ بَاقَا. 13/ 407/ 4213 عَبْدُ العَزِيْزِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ سليمان، أبو محمد التميمي الدمشقي الكتابي. 16/ 107/ 5508 عبد العزيز بن مسعود، أبو محمد البغدادي الجصاص ابن الناقد. 13/ 369/ 4185 عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْرِ بنِ صالح البخاري. 16/ 321/ - عبد العزيز بن بركات ابن الخشوعي، أبو محمد إمام الربوة. 12/ 217/ 3301 عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يزداد، أبو بكر البغدادي غُلاَمُ الخَلاَّلِ. 13/ 100/ 3846 عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرِ بنِ محمد ابن خواستي، أبو القاسم الفارسي الأندلسي. 7/ 354/ 1276 عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بنِ دينار، أبو تمام المدني. 8/ 461/ 164 عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الخَطَّابِ، أَبُو الحَسَنِ الكُوْفِيُّ البصري. 16/ 308/ 5724 عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ دُلَفَ بنِ أَبِي طَالِبٍ، أبو محمد البغدادي. 8/ 187/ 1505 عبد العزيز بن أبي رزمة غزوان، أبو محمد اليشكري المروزي. 5/ 525/ 711 عبد العزيز بن رفيع، أبو عبد الله الأسدي الطائفي. 6/ 590/ 1065 عبد العزيز بن أبي رواد ميمون "أيمن" بن بدر شيخ الحرم. 7/ 354/ 1276 عبد العزيز بن سلمة بن دينار، أبو تمام المدني. 6/ 258/ 856 عبد العزيز بن صهيب البناني البصري. 7/ 358/ 1279 عبد العزيز بن عبد الصمد، أبو عبد الصمد العمي البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 15/ 1103 عبد العزيز بن عبد الله، أبو عبد الله "أبو الأصبغ" التيمي الماجشون. 12/ 385/ 3498 عبد العزيز بن عبد الله بن محمد، أبو القاسم الداركي الأصبهاني. 8/ 439/ 1643 عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بن عمرو بن أويس، أبو القاسم القرشي الأويسي. 16/ 330/ - عبد العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ ابْنِ النَّقَّارِ العِمَادُ الكاتب. 16/ 342/ 5777 عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، أبو حامد الجيلي الرفيع. 16/ 465/ 5916 عبد العزيز بن عبد الوهاب بن بيان بن سالم، أبو الفضل الدمشقي الكفرطابي. 16/ 412/ - عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ أَبِي الطاهر بن عوف الرشيد. 13/ 484/ 4287 عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحسين، أبو القاسم البغدادي الأَنْمَاطِيُّ. 13/ 288/ 4103 عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بن الفضل بن شكر، أبو القاسم البغدادي الأزجي. 16/ 208/ - عبد العزيز بن علي السماتي، أبو بكر القرطبي. 15/ 186/ - عبد العزيز بن علي السماتي الإشبيلي، أبو حميد المقرئ. 13/ 36/ 3764 عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ نباتة، أبو نصر التميمي السعدي. 15/ 440/ - عبد العزيز بن عيسى اللخمي. 8/ 187/ 1505 عبد العزيز بن غزوان، أبو محمد اليشكري المروزي. 16/ 330/ - عبد العزيز بن محمد بن الحسن ابن أبيه الصالحي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 356/ 1278 عبد العزيز بن محمد بن عبيد، أبو محمد الجهني الدراوردي. 14/ 99/ 4425 عَبْد العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن إبراهيم بن ثمامة، أبو نصر الهروي الترياقي. 16/ 287/ - عبد العزيز بن محمد ابن القبيطي، أبو البركات. 13/ 417/ 4226 عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عاصم النسفي النخشبي. 16/ 72/ 5468 عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن محمود، أبو محمد الجنابذي البغدادي. 5/ 141/ 458 عبد العزيز بن مروان بن الحكم، أبو الأصبغ المدني. 7/ 240/ 1200 عبد العزيز بن مسلم، أبو زيد القسملي الخراساني البصري. 16/ 73/ 5469 عبد العزيز بن معالي بن غنيمة، أبو محمد البغدادي الأشناني ابن منينا. 10/ 432/ 2398 عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بن محمد، أبو خالد القرشي البصري العتابي. 16/ 330/ - عبد العزيز بن مكي بن كرسا البغدادي. 10/ 301/ 2297 عبد العزيز بن منيب بن سلام، أبو الدرداء المروزي. 16/ 148/ - عبد العزيز بن نصر بن محمد، أبو نصر ابن الحصري. 16/ 115/ - عبد العزيز بن هلالة. 5/ 467/ 665 عبد العزيز بن الوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، أَبُو الأَصْبَغِ الأُمَوِيُّ. 16/ 423/ 5857 عَبْد العَزِيْزِ بن يَحْيَى بنِ المُبَارَكِ بن محمد، أبو نصر الربعي البغدادي ابن الزبيري. 16/ 462/ 5915 عبد العَظِيْمِ بن عَبْدِ القوِيّ بن عَبْدِ اللهِ بن سلامة، أبو محمد المنذري المصري الحافظ المصنف. 6/ 115/ - عبد العظيم بن عبد اللطيف الشرابي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 434/ 4807 عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عبدِ الغَافِر بن محمد، أبو الحسن النيسابوري. 11/ 500/ 2982 عَبْدُ الغَافرِ بنُ سَلاَمَةَ، أَبُو هَاشِمٍ الحَضْرَمِيُّ الحمصي. 13/ 289/ 4104 عَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الغَافِرِ بن أحمد بن محمد، أبو الحسين الفارسي النيسابوري. 8/ 469/ 1676 عبد الغافر بن داود بن مهران بن زياد، أبو صالح البكري الحراني المصري. 16/ 237/ - عبد الغفار بن شجاع المحلي. 13/ 151/ 3927 عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو النجيب الأرموي. 8/ 496/ 1675 عبد الغفار بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى بنِ عبد الله البصري العبشمي الكريزي. 14/ 225/ 4576 عَبْدُ الغَفَّارِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ شيرويه بن علي، أبو بكر الشيروي. 9/ 549/ - عبد الغني بن رفاعة. 13/ 55/ 3789 عبد الغني بن سعيد بن بشر بن مروان، أبو محمد الأزدي المصري. 16/ 21/ 5411 عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور، أبو محمد الجماعيلي الدمشقي المقدسي. 16/ 327/ - عبد الغني بن محمد بن الخضر، سيف الدين ابن تيمية، خطيب حران. 16/ 439/ 5881 عَبْدُ القَادِرِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ جَمِيْلٍ، أَبُو محمد البندنيجي البغدادي البواب. 16/ 287/ - عَبْدُ القَادِرِ بنُ عَبْدِ القَاهِرِ الحَرَّانِيُّ الحَنْبَلِيُّ الناصح.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 179/ 5087 عبد القادر بن عبد الله بن جنكي دوست، أبو محمد الجيلي البغدادي. 16/ 95/ 5494 عَبْدُ القَادِرِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الله، أبو محمد الرهاوي السفار. 16/ 296/ 5711 عَبْدُ القَادِرِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ المِصْرِيُّ ابْنُ البَغْدَادِيِّ. 14/ 301/ 4651 عَبْدُ القَادِرِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد القادر بن محمد بن يوسف، أبو طالب البغدادي اليوسفي. 13/ 222/ 4009 عَبْدُ القَاهِرِ بنُ طَاهِرٍ، أَبُو مَنْصُوْرٍ البَغْدَادِيُّ. 13/ 505/ 4311 عبد القاهر بن عبد الرحمن، أبو بكر الجرجاني. 15/ 200/ 5103 عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عموية، أبو النجيب التيمي السهروردي. 7/ 203/ 1181 عَبْدُ القُدُّوْسِ بنُ حَبِيْبٍ، أَبُو سَعِيْدٍ الكَلاَعِيُّ الشامي. 8/ 349/ 1595 عبد القدوس بن الحجاج، أبو المغيرة الخولاني الحمصي. 16/ 192/ 5576 عَبْدُ القوِيِّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الحُسَيْنِ، أبو البركات التميمي المصري ابن الجباب. 8/ 178/ 1495 عبد الكبير بن عبد المجيد، أبو بكر الحنفي البصري. 14/ 408/ 4772 عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ حَمْزَةَ بن الخَضِرِ بن العباس، أبو محمد الدمشقي وكيل المقرئين. 14/ 27/ 4344 عبد الكريم بن أبي حنيفة، أبو المظفر مفتي ما وراء النهر الأندقي. 16/ 277/ - عبد الكريم بن خلف بن نيهان الأنصاري، خطيب زملكا. 14/ 27/ - عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري مقرئ مكة، أبو معشر. 16/ 194/ - عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ عَلِيٍّ اللَّخْمِيُّ ابْنُ البَيْسَانِيِّ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 409/ 2907 عبد الكريم بن الفضل بن جعفر، أبو بكر الطائع لله، العباسي. 6/ 241/ 849 عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مَالِكٍ، أَبُو سَعِيْدٍ الجَزَرِيُّ الحراني. 16/ 197/ 5582 عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بن الفضل، أبو القاسم القزويني الرافعي الفقيه الشافعي. 15/ 189/ 5093 عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد، أبو سعد التميمي السمعاني الخراساني. 6/ 244/ 850 عبد الكريم بن أبي المخارق قيس، أبو أمية. 12/ 371/ 3478 عبد الكريم بن محمد بن موسى، أبو الفضل الميغي البخاري. 13/ 395/ 4200 عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة، أبو القاسم القشيري الخراساني. 10/ 405/ 2370 عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ الهَيْثَمِ بنِ زِيَادِ بنِ عمران، أبو يحيى الدير عاقولي القطان. 14/ 492/ - عبد اللطيف بن أحمد بن محمد، أبو سعيد البغدادي الأصبهاني. 15/ 440/ 5353 عبد اللطيف بن إسماعيل بن محمد بن دوست، أبو الحسن النيسابوري البغدادي. 16/ 69/ - عبد اللطيف الخوارزمي. 16/ 237/ - عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مُحَمَّدِ ابن الطبري. 16/ 221/ 5613 عَبْدُ اللَّطِيْف بنُ المُبَارَكِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة اللهِ، أبو محمد البغدادي ابن النرسي. 16/ 287/ - عبد اللطيف بن محمد بن عبيد الله ابن التعاويذي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 331/ 5757 عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حمزة، أبو طالب الحراني البغدادي القبيطي. 16/ 194/ - عبد اللطيف بن معمر بن عسكر. 16/ 237/ 5638 عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي، أبو محمد الموصلي البغدادي ابن اللباد الموفق. 12/ 289/ 3378 عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَيُّوْبَ بنِ ماس، أبو محمد البغدادي. 12/ 293/ 3382 عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَعْفَرِ بنِ بيان أبو الحسين الزبيبي البغدادي. 14/ 6/ 4383 عبد الله بن إبراهيم بن الفرضي، أبو حكيم الخبري الفرضي. 16/ 435/ 5876 عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعِيْدِ بنِ قايد، أبو محمد الريفي الهلالي المغربي. 12/ 484/ 3621 عبد الله بن إبراهيم، أبو محمد الأصيلي عالم الأندلس. 16/ 221/ 5614 عبد الله بن إبراهيم بن محمد، أبو محمد الهمذاني. 12/ 295/ 3386 عبد الله بن إبراهيم بن يوسف، أبو القاسم الجرجاني الأبندوني. 10/ 501/ 2464 عبد الله بن أبي قاضي خوارزم ومحدثها. 10/ 303/ 2301 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ كثير، أبو العباس الدورقي. 15/ 230/ 5138 عبد الله بن أحمد بن أحمد بن نصر، أبو محمد البغدادي ابْنُ الخَشَّابِ. 11/ 417/ 2909 عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنُ جعفر بن القائم بأمر الله، أبو جعفر العباسي البغدادي. 13/ 436/ 4238 عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بن إِسْحَاقَ بنُ جعفر، أبو جعفر العباسي البغدادي القائم بأمر الله.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 308/ 3400 عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بن إِسْحَاقَ بنُ الأصبهاني، أبو محمد الأصبهاني. 11/ 255/ 2749 عبد الله بن أحمد بن أسيد، أبو محمد الأصبهاني. 12/ 210/ 3289 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ خذيان، أبو محمد التركي الفرغاني. 15/ 396/ - عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الوَاسِطِيّ. 12/ 441/ 3569 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمُّوَيْه بنِ يوسف، أبو محمد السرخسي. 12/ 272/ 3361 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَاشِدِ بنِ شعيب، أبو محمد البغدادي الظاهري. 11/ 512/ 3000 عبد الله بن أحمد بن ربيعة ابن زبر، أبو محمد البغدادي قاضي دمشق. 12/ 128/ 3199 عبد الله بن أحمد بن سعد، أبو محمد النيسابوري الحاجي البزاز. 14/ 396/ 4754 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ سليمان بن يربوع، أبو محمد الشنتريني الإشبيلي. 11/ 56/ 2566 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، أبو محمد النيسابوري الخَفَّافُ. 14/ 459/ 4837 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ القَادِرِ، أبو القاسم اليوسفي الحربي. 13/ 129/ 3894 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو بكر المروزي الخراساني القفال. 12/ 61/ 3109 عبد الله بن أحمد بن علي بن شوذب، أبو محمد الواسطي المقرئ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 312/ - عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حمتيس السراج. 14/ 488/ 4868 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حمدويه، أبو المعالي المروزي الحلواني البزاز. 10/ 509/ 2473 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حنبل، أبو عبد الرحمن الشيباني المروزي محدث بغداد. 15/ 311/ 5211 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد القاهر، أبو الفضل الطوسي البغدادي خطيب الموصل. 16/ 149/ 5555 عبد الله بن أحمد بن محمد، أبو محمد الجماعيلي الدمشقي ابْنُ قُدَامَةَ. 11/ 387/ 2888 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد المفلس، أبو الحسن البغدادي الداودي الظاهري. 12/ 389/ 3504 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يعقوب، أبو القاسم النسائي مسند خراسان. 11/ 193/ 2723 عبد الله بن أحمد بن محمود، أبو القاسم البلخي الكعبي الخراساني شيخ المعتزلة. 11/ 477/ 2953 عبد الله بن أحمد بن محمود، أبو القاسم البلخي الكعبي الخراساني شيخ المعتزلة. 10/ 216/ 2215 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي مَسَرَّة، أبو يحيى المكي. 11/ 104/ 2616 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بنِ زياد، أبو محمد الهوازي الجواليقي: عبدان. 15/ 291/ - عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ بن محمد، أبو محمد ابن النرسي. 11/ 396/ 2898 عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ بنِ محمد، أبو محمد الهاشمي الهمذاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 498/ 1325 عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن، أبو محمد الأودي الكوفي. 4/ 98/ 194 عَبْدُ اللهِ بنُ الأَرْقَمِ بنِ عَبْدِ يَغُوْثَ بن وهب الصحابي القرشي الزهري. 16/ 299/ - عبد الله بن الأستاذ، قاضي حلب زين الدين. 12/ 107/ 3168 عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عبد العزيز، أبو محمد الخراساني البغوي. 11/ 268/ 2763 عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، أبو محمد المدائني الأنماطي. 11/ 473/ 2946 عبد الله بن إسحاق بن سيامرد، أبو عبد الرحمن النهاوندي. 12/ 330/ 3431 عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ المَغْرِبِيُّ ابْنُ التَّبَّانِ، أبو محمد القيرواني. 9/ 426/ 1958 أبو عبد الله الأسدي: محمد بن عبيد بن عبد الملك الكوفي الهمذاني الصالح. 15/ 357/ 5264 عبد الله بن أسعد بن علي، أبو الفرج الموصلي ابن الدهان الشاعر. 12/ 111/ 3175 عَبْدِ اللهِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عيسى، أبو جعفر الهاشمي العباسي ابن برية. 14/ 27/ 4345 عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خزرج، أبو محمد اللخمي الإشبيلي. 4/ 436/ 298 عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي أَوْفَى عَلْقَمَةَ بنِ خالد أبو معاوية "أبو محمد" الصحابي. 9/ 421/ 1952 عبد الله بن أبو عبد الله الباهلي: صالح بن عبد الله بن ذكوان الترمذي الحافظ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 79/ 2134 أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بن إبراهيم بن المغيرة الحافظ. 9/ 115/ - عبد الله بن براد الأشعري. 16/ 476/ 5932 عبد الله بن بركات بن إبراهيم، أبو محمد الدمشقي الرفاء ابن الخشوعي. 15/ 337/ 5245 عَبْدُ اللهِ بنُ بَرِّيِّ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بن بري، أبو محمد المقدسي المصري النحوي الشافعي. 5/ 403/ 630 عبد الله بن بريدة بن الحصيب، أبو سهل الأسلمي المروزي. 4/ 437/ 299 عَبْدُ اللهِ بنُ بُسْرِ بنِ أَبِي بُسْرٍ، أبو صفوان المازني الصحابي. 6/ 26/ 746 عبد الله بن عبد الله البطال: أبو محمد "أبو يحيى" الأمير الشامي. 8/ 155/ 1483 عبد الله بن بكر بن حبيب، أبو وهب السهمي البصري. 8/ 460/ 1661 عبد الله بن أبي بكر العتكي: عبد الله بن السكن بن الفضل ابن المؤتمن، الأزدي البصري. 12/ 540/ 3691 عبد الله بن بكر بن محمد، أبو أحمد الطبراني الأكواخي. 6/ 60/ 766 عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، أبو محمد الأنصاري المدني. 14/ 459/ 4836 أبو عبد الله البيهقي: الحسين بن أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ فُطَيْمَةَ الخسر وجردي. 16/ 391/ 5808 عبد الله بن تورانشاه بن أيوب الملك الموحد. 4/ 481/ 337 عبد الله بن ثعلبة بن صُعير، أبو محمد العذري المدني الصحابي. 4/ 512/ 370 عبد الله بن ثوب "عبد الله بن ثواب"، أبو مسلم الخولاني الداراني التابعي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 4/ 11/ 161 عَبْدُ اللهِ بنِ جُبَيْرِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ أمية الأنصاري الصاحبي. 12/ 112/ 3176 عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ قارص، أبو محمد مسند أصبهاني. 12/ 210/ 3290 عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ علي، أبو محمد الجابري الموصلي. 12/ 99/ 3156 عبد الله بن جعفر بن درستويه، أبو محمد الفارسي النحوي تلميذ المبرد. 4/ 452/ 315 عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ، أبو جعفر القرشي الصحابي. 7/ 29/ 1115 عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أبو محمد المخرمي المدني. 12/ 148/ 3224 عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الورد، أبو محمد البغدادي المصري. 7/ 30/ 1116 عبد الله بن جعفر بن نجيح. 4/ 412/ 280 عبد الله بن الحارث بن جزء، أبو الحارث الزبيدي الصحابي. 4/ 192/ 226 عبد الله بن الحارث "تميم بن أسد بن عدي الرباب"، أبو رفاعة العدوي المصري الصحابي. 3/ 160/ 52 عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهاشمي الصحابي. 3/ 127/ 34 عبد الله بن الحارث بنُ نَوْفَلِ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهاشمي التابعي: ببة، أبو محمد القرشي. 5/ 153/ 465 عبد الله بن حبيب بن ربيعة، أبو عبد الرحمن السلمي المقرئ الكوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 3/ 345/ 98 عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي، أبو حذافة السهمي الصحابي. 10/ 521/ 2486 عَبْد اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أبي شعيب، أَبُو شُعَيْب الحَرَّانِيُّ. 16/ 94/ 5493 عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يحيى، أبو بكر الأنصاري المالقي ابْنُ القُرْطُبِيِّ. 16/ 455/ 5909 عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ الحسن بن علي، أبو بكر الدمشقي ابْنُ النَّحَّاسِ. 12/ 151/ 3226 عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارَ بنِ ناجية، أبو محمد المديني الأصبهاني. 16/ 45/ 5427 عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الحَسَنِ بنِ أَبِي الفرج، أبو محمد الشامي الجبائي. 13/ 467/ 4269 عبد الله بن الحسن بن محمد بن الحسن، أبو القاسم البغدادي ابن الخلال. 16/ 440/ - عبد الله بن عبد الله بن الحسن الهكاري المعمر. 10/ 389/ 2357 عبد الله بن الحسين بن جابر، أبو محمد البغدادي المصيصي. 12/ 161/ 3238 عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ أحمد، أبو العباس النضري قاضي مرو ومسندها. 12/ 455/ 3586 عبد الله بن الحسين بن حسنون، أبو أحمد السامري البغدادي. 15/ 186/ - عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ رَوَاحَةَ الأَنْصَارِيّ، أبو محمد الحموي المقرئ الشاعر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 106/ 5507 عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن الحسين، أبو البقاء البغدادي الأزجي العكبري. 16/ 428/ 5865 عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن الحسين، أبو القاسم الأنصاري الحموي ابْنُ رَوَاحَةَ. 14/ 137/ 4466 عَبْدُ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بن علي، أبو محمد الأموي السعيداني العتابي. 14/ 31/ 4352 عبد الله بن الحسين، أبو الفضل المصري ابن الجوهري. 13/ 274/ 4082 عبد الله بن الحسين، أبو محمد الناصحي الخراساني. 10/ 204/ 2198 عبد الله بن حماد بن أيوب، أبو عبد الرحمن الأملي الأموي. 4/ 373/ 271 عبد الله بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر الراهب، أبو عبد الرحمن الأنصاري الصحابي. 5/ 362/ 610 عبد الله بن حنين، أبو علي المدني. 8/ 460/ 1662 عَبْدُ اللهِ بنُ خَيْرَانَ، أَبُو مُحَمَّدٍ الكُوْفِيُّ. 8/ 90/ 1426 عَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ بنِ عَامِرِ بنِ الربيع، أبو عبد الرحمن الخريبي الهمداني الكوفي. 15/ 470/ - عبد الله بن عبد الله بن دهبل بن كاره، أبو محمد الحريمي. 6/ 15/ 732 عبد الله بن دينار، أبو عبد الرحمن العدوي المدني. 6/ 160/ 814 عبد الله بن ذكوان، أبو عبد الرحمن القرشي المدني "أبو الزناد". 4/ 482/ 338 عَبْدُ اللهِ بنُ رُبَيِّعَةَ بنِ فَرْقَدٍ السُّلَمِيُّ الصحابي. 8/ 432/ 1636 عبد الله بن رجاء، أبو عمر "أبو عمرو" الفداني البصري. 8/ 433/ 1637 عَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ، أَبُو عِمْرَانَ البَصْرِيُّ المكي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 177/ 5085 عبد الله بن رفاعة بن غدير، أبو محمد السعدي المصري ابن رفاعة. 3/ 145/ 42 عَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ امرئ القيس الصحابي. 10/ 217/ 2217 عبد الله بن روح، أبو محمد عبدوس. 8/ 458/ 1657 عبد الله بن الرومي بن عبد الرحمن البصري. 8/ 458/ 1656 عبد الله الرومي: محمد بن عمر بن عبد الله بن عبد الرحمن البصري الرومي. 4/ 410/ 278 عبد الله بن الزبير الأسدي، أسد خزيمة الشاعر. 4/ 409/ 277 عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهاشمي الصحابي. 9/ 31/ 1749 عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبيد الله، أبو بكر القرشي الأسدي الحميدي. 4/ 397/ 275 عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ بنِ خويلد القرشي، أبو بكر "أبو خبيب" الصحابي. 12/ 506/ 3639 عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زُرْعَةَ مُحَمَّد بنِ أحمد بن محمد القزويني الحافظ. 6/ 38/ 750 عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زَكَرِيَّا، أَبُو يَحْيَى الخزاعي الدمشقي. 9/ 549/ - عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زِيَادٍ القَطَوَانِيُّ. 4/ 38/ 176 عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ بنِ عَاصِمِ بنِ كعب المازني يعرف بابن أم عمارة الصحابي النجاري. 12/ 490/ 3629 عبد الله بن أبي زيد، أبو محمد القيرواني: مالك الصغير. 4/ 37/ 175 عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي الصحابي. 5/ 277/ 546 عبد الله بن زيد بن عمرو "عامر" بن ناتل، أبو قلابة البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 268/ 2762 عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدَانَ بنِ بُرَيْدِ بنِ رزين، أبو محمد البجلي الكوفي. 4/ 412/ 281 عبد الله بن السائب بن أبي السائب، أبو عبد الرحمن "أبو السائب" القرشي الصحابي. 5/ 69/ 408 عبد الله بن سخبرة، أبو معمر الأزدي الكوفي. 4/ 434/ 296 عبد الله بن سرجس المزني الصحابي. 10/ 237/ 2240 عَبْدُ اللهِ بنُ سُرَيْجِ بنِ حُجْرِ بنِ عبد الله، أبو الليث الشيباني البخاري. 15/ 179/ 5086 عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الهاطر، أبو المعمر البغدادي الوزان. 4/ 204/ 230 عَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي سَرْحٍ، أبو يحيى القرشي الصحابي. 9/ 531/ 2027 عبد الله بن سعيد بن حصين، أبو سعيد الأشج الكندي الكوفي. 9/ 190/ 1872 عبد الله بن سعيد بن كلاب، أبو محمد القطان البصري. 5/ 376/ - عَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ. 8/ 460/ 1661 عَبْدُ اللهِ بنُ السَّكَنِ بنِ الفَضْلِ بنِ المؤتمن الأزدي البصري العتكي. 4/ 59/ 180 عبد الله بن سلام بن الحارث، أبو الحارث الإسرائيلي الصحابي. 10/ 343/ 2334 عبد الله بن سليمان بن الأشعث، أبو بكر شيخ بغداد السجستاني. 16/ 78/ 5471 عَبْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ بنِ حوط الله، أبو محمد الأنصاري الأندلسي الأندي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 3/ 123/ 29 عبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود الصحابي. 8/ 467/ 1672 عَبْدُ اللهِ بنُ سَوَّارِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن قدامة، أبو السوار العنبري البصري. 6/ 422/ 980 عبد الله بن شبرمة، أبو شبرمة قاضي الكوفة. 4/ 471/ 332 عَبْدُ اللهِ بنُ شَدَّادِ بنِ الهَادِ اللَّيْثِيُّ، أبو الوليد المدني. 6/ 531/ 1040 عبد الله بن شوذب، أبو عبد الرحمن البلخي البصري. 8/ 12/ - عبد الله بن صالح، أمير الثغور. 8/ 449/ 1652 عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مسلم، أبو صالح الجهني شيخ المصريين، كاتب الليث. 8/ 448/ 1651 عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحِ بنِ مُسْلِمِ بنِ صالح، أبو أحمد العجلي الكوفي. 9/ 566/ 2047 عبد الله بن الصباح، أبو محمد البصري العطار الهاشمي. 5/ 79/ 420 عَبْدِ اللهِ بنِ صَفْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ خلف، أو صفوان القرشي الجمحي المكي. 11/ 106/ 2618 عبد الله بن الصقر بن نصر، أبو العباس البغدادي السكري. 13/ 253/ 4056 أبو عبد الله الصوري: محمد بن علي بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ الشامي. 8/ 440/ 1644 أبو عبد الله الصوري: محمد بن المبارك بن يعلى القرشي القلانسي الحافظ. 9/ 73/ 1789 عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِر بنِ الحُسَيْنِ بنِ مصعب، أبو العباس حاكم خراسان. 6/ 258/ 857 عبد الله بن طاوس، أبو محمد اليماني. 4/ 468/ 327 عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي طَلْحَةَ زَيْدُ بنُ سَهْلِ بنِ الأَسْوَدِ بنِ حَرَامِ الأنصاري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 439/ - أبو عبد الله الطنجالي. 4/ 492/ 351 عَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ، أَبُو محمد العنزي المدني. 4/ 195/ 228 عَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرِ بنِ كُرَيْزِ بنِ ربيعة القرشي، أبو عامر الصحابي. 6/ 42/ 753 عبد الله بن عامر بن يزيد، أبو عمران اليحصبي الدمشقي. 16/ 464/ - عبد الله بن عباس الرشيدي. 4/ 379/ 273 عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، أبو العباس الصحابي القرشي. 15/ 271/ - عبد الله بن عبد الأعلي السلفي. 16/ 102/ - عبد الله بن عبد الجبار العثماني المحدث. 8/ 347/ 1594 عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الحَكَمِ بنِ أَعْيَنَ بن ليث، أبو محمد المصري المالكي مفتي الديار المصرية. 15/ 314/ 5216 عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْد الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بن علي بن صابر، أبو المعالي السلمي الدمشقي ابن سيده. 16/ 9/ 5390 عبد الله بن عبد الرحمن بن أيوب، أبو محمد الحربي الفلاح البقلي البستنبان. 13/ 140/ 3910 عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُثْمَانَ بن ذنين، أبو محمد الصدفي الأندلسي الطليطلي. 5/ 166/ 476 عبد الله بن عبد الله "إسماعيل" بن عبد الرحمن بن عوف، أبو سلمة القرشي الزهري. 9/ 557/ 2041 عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الفَضْلِ بن بهرام، أبو محمد التميمي الدارمي السمرقندي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 455/ 4255 عَبْدِ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو الحسن المزكي البحيري. 6/ 13/ 729 عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَعْمَرِ بن حزم، أبو طوالة الأنصاري البخاري. 15/ 269/ 5175 عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَحْيَى بن إسماعيل، أبو محمد الأموي العثماني الإسكندراني. 15/ 246/ - عبد الله بن عبد الصمد السلمي العطار. 7/ 361/ 1282 عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الله، أبو عبد الرحمن العمري الدمشقي المدني. 14/ 114/ 4444 عبد الله بن عبد العزيز بن محمد، أبو عبيد البكري. 16/ 235/ 5637 عبد الله بن عبد الغني بن عبد الواحد، أبو موسى الجماعيلي المقدسي الدمشقي. 14/ 68/ 4387 عبد الله بن أبي القاسم بن عبد الكريم بن هوازن، أبو سعد القشيري النيسابوري. 3/ 196/ 70 عبد الله بن عبد الله بن أبي مالك بن الحارث كبير المنافقين. 3/ 128/ 35 عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ الهَاشِمِيُّ، أبو يحيى التابعي. 11/ 149/ 2664 عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِح بنِ عَبْدِ اللهِ بن الضحاك، أبو محمد البغدادي البخاري. 5/ 445/ - عبد الله بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ أمير مصر. 16/ 424/ - عَبْد اللهِ بن عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ عشَائِر الحلبي. 8/ 436/ 1639 أبو عبد الله العبدي: محمد بن كثير البصري الحافظ. 5/ 85/ 425 عبد الله بن عبيد بن عمير، أبو هاشم الليثي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5/ 429/ 645 عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي مليكة، أبو بكر "أبو محمد" القرشي التميمي. 13/ 28/ 3755 عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى، أبو محمد البغدادي ابن البيع. 11/ 380/ 2878 عَبْدُ اللهِ بنُ عَتَّاب بن أَحْمَدَ بنِ كثير، أبو العباس البصري الدمشقي ابن الزفتى. 8/ 374/ 1608 عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ جَبَلَةَ بنِ ميمون، أبو عبد الرحمن عبدان الأزدي محدث مرو. 16/ 112/ 5517 عبد الله بن عثمان بن جعفر، أبو عثمان أسد الشام اليونيني. 12/ 224/ 3310 عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو أحمد الجرجاني. 11/ 181/ 2709 عَبْدُ اللهِ بنُ عُرْوَةَ، أَبُو مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ. 16/ 464/ - عبد الله بن عسكر البعقوبي، مهذب الدين. 14/ 8/ - عبد الله بن عطاء الإبراهيمي. الهروي. 4/ 485/ 342 عبد الله بن عكيم الجهني الصحابي. 7/ 45/ 1132 عَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ خَالِدٍ البَصْرِيُّ. 7/ 44/ 1131 عبد الله بن العلاء بن زيد، أبو زيد الدمشقي الربعي: ابن زبر. 14/ 475/ 4851 عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ علي، أبو محمد اللخمي الأندلسي الشاطبي. 11/ 405/ 2905 عبد الله بن علي بن المعتضد، أبو القاسم المستكفي بالله العباسي. 14/ 89/ 4416 عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد بن ذكري، أبو الفضل البغدادي الدقاق.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 5/ 4879 عبد الله بن علي بن أحمد، أبو محمد العراقي سبط الخياط. 11/ 147/ 2662 عبد الله بن علي بن الجارود، أبو محمد النيسابوري. 16/ 222/ 5615 عبد الله بن علي بن حسين الشيبي الدميري ابْنُ شُكْرٍ. 15/ 468/ 5372 عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ داود بن مبارك، أبو المنصور السديد. 15/ 355/ - عبد الله بن علي بن سويدة، أبو محمد التكريتي. 6/ 300/ 906 عَبْدُ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ الهاشمي العباسي. 15/ 200/ 5102 عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بن عبد الرحمن، أبو محمد الأصبهاني الطامذي. 15/ 75/ 4975 عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بن علي، أبو محمد اللخمي الأندلسي الرشاطي. 13/ 489/ 4294 عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو القاسم الطوسي الطابراني: كركان. 14/ 241/ 4599 عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الآبنوسي، أبو محمد البغدادي. 12/ 234/ 3323 عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ علك، أبو عبد الرحمن الجوهري المروزي. 16/ 401/ 5822 عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبِي بَكْرٍ، أبو بكر البواب ابن النخال. 15/ 476/ 5382 عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ منصور، أبو سعد النيسابوري. 7/ 37/ 1124 عبد اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصِ بنِ عَاصِمِ، أبو عبد الرحمن القرشي العدوي العمري. 4/ 303/ 267 عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ بنِ نقيل، أبو عبد الرحمن القرشي الصحابي. 9/ 143/ - عبد الله بن عمر الخطابي البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 85/ 1802 عبد الله بن عمر بن الرماح: ميمون، أبو محمد البلخي قاض نيسابور. 15/ 258/ 5159 عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن عمر، أبو رشيد الأصبهاني. 16/ 290/ 5702 عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ زيد، أبو المنجي البغدادي الخريمي ابن اللتي. 16/ 336/ 5765 عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ اللهِ "عبد السلام" بن عمر بن علي، أبو محمد الخراساني الدمشقي ابن حمويه. 6/ 26/ 745 عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ عَمْرِو بنِ عثمان بن عفان العرجي الأموي. 13/ 193/ 3974 عبد الله بن عمر بن عيسى، أبو زيد الريوسي البخاري. 9/ 178/ 1856 عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان، أبو عبد الرحمن مشكدانة القرشي الأموي. 16/ 363/ - عبد الله بن أبي عمر خطيب الصالحية الشرف. 9/ 568/ 2051 عبد الله بن يزيد بن كثير، أبو محمد الزهري. 9/ 192/ - عبد الله بن عمران العابدي. 9/ 34/ 1751 عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ أَبِي الحَجَّاجِ "ميسرة"، أبو معمر المنقري البصري المقعد. 3/ 197/ 72 عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ حَرَامِ بنِ ثعلبة بن حرام بن كعب، أبو جابر الصحابي. 4/ 232/ 239 عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ بنِ وائل "أبو محمد" أبو عبد الرحمن القرشي الصحابي. 6/ 434/ 987 عبد الله بن عوف بن أرطبان، أبو عوف المزني البصري. 6/ 442/ 988 عبد الله بن عون، أبو محمد الهلالي البغدادي. 7/ 33/ 1119 عبد الله بن عياش بن عباس، أبو حفص القتياني المصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 63/ 4954 عبد الله "عبد الرحمن" بن عياض، أبو محمد الأندلسي المجاهد. 14/ 426/ - عبد الله بن عيسى السرقسطي. 15/ 97/ 5002 عَبْدُ اللهِ بنُ عِيْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ بن أحمد، أبو محمد الأندلسي الشلبي. 13/ 195/ 3978 عبد الله بن غالب بن تمام، أبو محمد الهمداني المغربي. 3/ 219/ 82 عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ بنِ زَائِدَةَ بنِ الأصم بن رواحة القرشي ابن أم مكتوم الصحابي. 4/ 40/ 178 عبد الله بن قيس بن سليم، أبو موسى الأشعري التميمي الصحابي. 5/ 355/ 600 عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ الكِنْدِيُّ التَّرَاغِمِيُّ الحِمْصِيُّ، أبو بحرية. 6/ 63/ 770 عَبْدُ اللهِ بنُ كَثِيْرِ بنِ عَمْرِو بنِ عبد الله ابن هرمز، أبو معبد الكناني الداري المكي. 7/ 124/ 1174 عبد الله بن لهيعة بن عقبة، أبو عبد الرحمن الخضرمي الأعدولي. 10/ 374/ 2349 أبو عبد الله بن ماجه: محمد بن يزيد القزويني الحافظ، صاحب "السنن". 5/ 30/ 387 عَبْدُ اللهِ بنُ مَالِكِ بنِ أَبِي الأَسْحَمِ، أَبُو تَمِيْمٍ الجَيْشَانِيُّ. 11/ 270/ 2765 عَبْدُ اللهِ بنُ مَالِكٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بن سيف، أبو بكر التجيبي. 15/ 428/ - عبد الله بن المبارك ابن الطويلة. 7/ 365/ 1283 عبد الله بن المبارك بن واضح، أبو عبد الرحمن الحنظلي التركي المروزي. 15/ 241/ - أبو عبد الله ابن المجاهد: محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري الأندلسي الزاهد.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 408/ 5321 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حمدية، أبو منصور العكبري البغدادي. 15/ 217/ 5117 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد، أبو بكر البغدادي ابْنُ النَّقُّوْرِ. 11/ 496/ 2976 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ يزيد، أبو القاسم المروزي البغدادي بحامض رأسه. 9/ 74/ 1790 عبد الله بن محمد بن أسماء بن عبيد بن مخارق، أبو عبد الرحمن الضبعي البصري. 14/ 385/ - عبد الله بن محمد بن إسماعيل الغزال. 12/ 384/ 3496 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ حيان، أبو محمد الدمشقي القطان. 10/ 60/ 2115 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ صبيح، أبو محمد البغدادي المخرمي. 12/ 305/ 3398 عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، أبو محمد محدث أصبهان: أَبُو الشَّيْخِ. 11/ 29/ 2535 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جعفر بن محمد، أبو العباس العباسي البغدادي. 9/ 10/ 1742 عبد الله "مرداس" "محمد" بن محمد بن الحارث، أبو بلال الأشعري. 12/ 105/ 3166 عبد الله بن محمد بن الحسن بن الخصيبي، أبو بكر الأصبهاني الفقيه. 10/ 540/ 2505 أَبُو عَبْدِ اللهِ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ سماعة الحضرمي. 16/ 470/ 5924 عبد الله بن محمد بن حسن بن عبد الله، أبو محمد البغدادي الباذرائي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 472/ 2944 عبد الله بن محمد بن حسن، أبو محمد الكلاعي القرطبي ابن أخي رفيع. 11/ 286/ 2776 عبد الله "أحمد" "حسن" بن محمد بن حسين، أبو محمد الجريري. 9/ 50/ 1767 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدِ بنِ الأسود، أبو بكر البصري ابْنُ أَبِي الأَسْوَدِ. 5/ 66/ 405 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ بن الحنفية، أبو هاشم العلوي. 12/ 427/ 3552 عبد الله بن محمد بن الرومي، أبو محمد النيسابوري الحيري. 11/ 380/ 2879 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَاد بنِ واصل، أبو بكر النيسابوري. 10/ 325/ - عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ أَبِي مريم. 11/ 189/ 2716 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلْم بن حبيب، أبو محمد الغريابي المقدسي. 11/ 91/ 2600 عبد الله بن محمد بن سيار، أبو محمد الفرهاذاني "الفرهياني". 14/ 374/ 4738 عبد الله بن محمد بن السيد، أبو محمد البطليوس. 10/ 233/ 2235 عبد الله بن محمد بن شاكر، أبو البختري العنبري البغدادي. 11/ 27/ 2533 عبد الله بن محمد بن شرشير، أبو العباس الأنباري الناشي. 11/ 368/ 2867 عبد الله بن محمد بن الشرقي، أبو محمد النيسابوري. 9/ 155/ 1839 عبد الله بن محمد بن أَبِي شَيْبَةَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُوَاسْتَى، أبو بكر العبسي الكوفي. 14/ 337/ 4690 عبد الله بن محمد بن صارة "سارة" الشنتريني، أبو محمد الإشبيلي الشاعر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 152/ 3227 عبد الله بن محمد بن العباس، أبو محمد الفاكهي المكي. 13/ 358/ - عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّد بنِ عَبْدِ البَرِّ بن عاصم، أبو محمد النمري الأندلسي. 13/ 269/ 4076 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أحمد، أبو محمد التيمي عالم أصبهان ابن اللبان. 12/ 527/ 3673 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أسد، أبو محمد الجهني الطليطلي عالم الأَنْدَلُسِ. 11/ 187/ 2714 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الأشقر، أبو القاسم الأَشْقَرِ. 11/ 97/ 2610 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أبو محمد الأموي المرواني صَاحِبُ الأَنْدَلُسِ. 7/ 286/ 1231 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحكم، أبو محمد الأموي المرواني صَاحِبُ الأَنْدَلُسِ. 11/ 102/ 2615 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن شيرويه، أبو محمد القرشي النيسابوري. 11/ 270/ 2766 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بن المرزبان، أبو القاسم البغوي البغدادي. 11/ 465/ 2935 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ، أبو القاسم الرازي المخرومي ابْنُ أَخِي أَبِي زُرْعَةَ. 12/ 421/ 3539 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إبراهيم، أبو القاسم البغدادي ابن الثلاج. 12/ 565/ 3719 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إبراهيم، أبو محمد البغدادي ابن الأكفاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 410/ 4774 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد، أبو محمد الخشني المرسي ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ. 9/ 57/ 1775 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن جعفر، أبو جعفر الجعفي المسندي البخاري. 16/ 434/ 5875 أَبُو عَبْدِ اللهِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن أبي السعادات البغدادي الدباس. 15/ 195/ 5095 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عبد الله بن علي، أبو محمد الصنهاجي الأشيري. 13/ 447/ 4245 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عمر، أبو محمد الصَّرِيْفِيْنِيُّ. 16/ 86/ 5479 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مجلي، أبو محمد الرملي المصري. 15/ 225/ 5131 أَبُو عَبْدِ اللهِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلِيْل القَيْسِيّ اللَّبْلِيّ. 12/ 308/ 3401 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الناصح، أبو أحمد الدمشقي ابن المفسر. 12/ 563/ 3716 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ هلال، أبو بكر البغدادي الحنائي. 11/ 119/ 2629 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يونس، أبو الحسين السمناني. 16/ 475/ 5931 أبو عبد الله: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الهَادِي بنِ يُوْسُفَ بنِ محمد المقدس الجماعيلي. 12/ 400/ 3522 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بن نصير، أبو سعيد القرشي الرازي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 440/ 2408 عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان أبو بكر القرشي البغدادي ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا. 5/ 354/ 598 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، أبو عاصم الأحوص الشاعر الأنصاري. 11/ 290/ 2780 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ خَاقَانَ أبو القاسم الوزير. 12/ 351/ 3456 عبد الله بن محمد بن عثمان، أبو محمد الواسطي ابن السقاء. 14/ 163/ 4491 عبد الله بن محمد بن العربي، أبو محمد الإشبيلي. 13/ 89/ - عبد الله بن محمد بن عقيل، أبو محمد البارودي الموصلي. 6/ 329/ 929 عبد الله بن محمد بن عقيل، أبو محمد الهاشمي الطالبي. 5/ 66/ 405 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالب، أبي هاشم العلوي. 6/ 239/ 848 عبد الله بن محمد بن علي، أبو العباس السفاح الهاشمي العباسي. 15/ 396/ 5307 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عبيد الله، أبو محمد الرعيني الحجري الأندلسي. 10/ 516/ 2477 عبد الله بن محمد بن علي، أبو علي البلخي. 14/ 36/ 4354 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد بن علي، أبو إسماعيل الأنصاري الهروي. 12/ 368/ 3472 عبد الله بن محمد بن علي، أبو محمد اللخمي الإشبيلي ابْنُ البَاجِيِّ. 9/ 42/ 1758 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بن نفيل، أبو جعفر القضاعي النفيلي الحراني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 526/ 1038 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ علي الهاشمي العباسي، أبو جعفر المنصور. 15/ 388/ 5297 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ هبة الله بن عبد السلام، أبو منصور البغدادي. 15/ 471/ - عبد الله بن محمد بن عليان الحربي. 15/ 52/ 4937 عبد الله بن محمد بن عياض بن محمد بن عياض بن موسى اليحصبي السبتي النحوي. 15/ 57/ 4946 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ أحمد، أبو البركات الصاعدي النيسابوري ابْنُ الفُرَاوِيِّ. 12/ 411/ 3534 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القاسم، أبو محمد القلعي الأندلسي. 11/ 8/ 2522 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَالِكٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ: عبدوس. 12/ 519/ 3661 عبد الله بن محمد، أبو محمد البخاري الباقي. 12/ 165/ 3245 عبد الله بن محمد، أبو محمد الحيري الرازي. 10/ 413/ 2381 عبد الله بن محمد، أبو محمد عبيد الكشوري الصنعاني. 12/ 293/ 3381 عبد الله بن محمد بن فورك، أبو بكر القباب مسند أصبهان. 15/ 34/ 4917 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ محمد، أبو الفتح الفارس البيضاوي البغدادي. 11/ 464/ 2932 عبد الله بن محمد، أبو محمد النيسابوري الحيري المرتعش. 16/ 402/ 5823 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ الوليد، أبو منصور البغدادي. 11/ 334/ 2832 عبد الله بن محمد بن مسلم، أبو بكر الإسفراييني الجوربذي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 99/ 3155 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بنِ كعب، أبو محمد الكعبي النيسابوري. 11/ 101/ 2614 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَاجِيَةَ بنِ نجبة، أبو محمد البربري البغدادي. 13/ 325/ - عبد الله بن محمد بن النعمان الأصبهاني. 15/ 331/ 5239 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة اللهِ بن المطهر بن علي، أبو سعد التميمي الحديثي الموصلي. 11/ 245/ 2737 عبد الله بن محمد بن وهبة، أبو محمد الدينوري. 10/ 47/ 2100 عبد الله بن محمد بن يزداد، أبو صالح الوزير. 12/ 36/ 3084 عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ الحارث، أبو محمد البخاري الكلاباذي الأستاذ. 13/ 5/ 3726 عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ نصر، أبو الوليد القرطبي ابن الفرضي. 11/ 244/ 2736 عَبْدُ اللهِ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو عبد الرحمن السعدي محدث مرو. 5/ 294/ 562 عبد الله بن محيريز بن جنادة، أبو محيريز القرشي الجمحي المكي. 15/ 60/ 4951 أَبُو عَبْدِ اللهِ مَرْدَنِيْشُ: مُحَمَّدٌ الجُذَامِيُّ المَغْرِبِيُّ. 14/ 254/ 4614 عبد الله بن مرزوق، أبو الخير الهروي. 14/ 297/ 4643 عبد الله بن مرزوق، أبو الخير الهروي الأصم. 12/ 84/ 3133 عبد الله بن مسرور، أبو محمد التجيبي الإفريقي ابن الحجام. 3/ 280/ 92 عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ غَافِلِ بنِ حبيب بن سمخ بن فار الهذلي المكي الصحابي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 7/ - عبد الله بن مسلم بن ثابت النحاس، أبو حامد. 10/ 384/ 2354 عبد الله بن مسلم بن قتيبة، أبو محمد الدينوري المرورني. 8/ 367/ 1605 عبد الله بن مسلمة بن قعنب، أبو عبد الرحمن الحارثي القعبني. 7/ 456/ 1308 عبد الله بن مصعب بن ثابت، أبو بكر الأسدي الزبيري. 11/ 344/ 2841 عَبْدُ اللهِ بنُ مُظَاهِرٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ. 3/ 106/ 16 عَبْدُ اللهِ بنُ مَظْعُوْنٍ الجُمَحِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ الصحابي. 16/ 292/ 5704 عبد الله بن المظفر بن علي بن طراد، أبو طالب العباسي الزينبي البغدادي. 9/ 352/ 1895 عَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاوِيَةَ، أَبُو جَعْفَرٍ الجُمَحِيُّ مسند البصرة. 5/ 117/ 452 عبد الله بن معبد الزماني البصري. 10/ 546/ - عبد الله بن المعتز. 5/ 116/ 451 عبد الله بن معقل بن مقرن، أبو الوليد المزني الكوفي. 4/ 99/ 195 عَبْدُ اللهِ بنُ مُغَفَّلِ بنِ عَبْدِ نَهْمٍ بن عفيف المزني الصحابي. 6/ 332/ 935 عبد الله بن المقفع. 3/ 219/ 82 عبد الله بن مكتوم القرشي العامري. 11/ 502/ - عبد الله بن منازل النيسابوري. 15/ 394/ 5304 عبد الله بن منصور بن عمران بن ربيعة، أبو بكر الواسطي ابن البلاقلاني. 16/ 379/ 5802 عبد الله بن منصور بن محمد، أبو أحمد العباسي البغدادي الخليفة المستعصم بالله. 15/ 232/ - عبد الله بن منصور ابن الموصلي. 10/ 33/ 2084 عَبْدُ اللهِ بنُ مُنِيْرٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المروزي. 8/ 75/ 1415 عبد الله بن ميمون القداح المكي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 431/ 1634 عبد الله بن نافع الزبيري الصغير القرشي الأسدي. 16/ 110/ 5514 عبد الله بن نجم بن شاش بن نزار، أبو محمد الجذامي السعدي المصري. 8/ 429/ 1633 عبد الله بن نافع الصائغ فقيه المدينة. 6/ 274/ 869 عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي نَجِيْحٍ يَسَارٍ، أَبُو يسار الثقفي. 16/ 158/ 5565 عَبْدُ اللهِ بنُ نَصْرِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بن محمد، أبو بكر قَاضِي حَرَّانَ. 16/ 218/ - عَبْدُ اللهِ بنُ نَصْرِ بنِ شريف الرجبة، أبو جعفر. 8/ 26/ 1383 عَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، أَبُو هِشَامٍ الهَمْدَانِيُّ الخارفي الكوفي. 16/ 464/ - عبد الله بن أخي ابن النيار. 8/ 375/ 1609 عَبْدُ اللهِ بنُ هَارُوْنَ الرَّشِيْدِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو العباس المأمون الخليفة العباسي. 10/ 40/ 2089 عبد الله بن هاشم بن حيان، أبو عبد الرحمن الطوسي النيسابوري. 5/ 93/ 429 عبد الله بن أبي الهذيل، أبو المغيرة العنزي الكوفي. 13/ 272/ 4079 عَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ بنِ سَعْدِ بنِ بكر، أبو محمد الأنصاري الأندلس. 8/ 12/ 1376 عبد الله بن وهب بن مسلم، أبو محمد الفهري المصري. 13/ 118/ 3873 عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ البغدادي ابن وجه العجوز. 4/ 299/ 262 عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ بنِ زَيْدِ بنِ حصين، أبو موسى الأنصاري الصحابي. 8/ 318/ 1566 عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أبو عبد الرحمن الأهوازي الأصل البصري المقرئ الحافظ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 444/ 990 عبد الله بن يزيد "يزيد بن عبد الله" بن هرمز، أبو بكر الأصم. 11/ 542/ 3033 عَبْدُ اللهِ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ إِسْحَاقَ الكِرْمَانِيُّ. 16/ 249/ 5652 عبد الله بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الملك العادل. 13/ 39/ 3770 عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ بنِ أَحْمَدَ بنِ بامويه، أبو محمد الأردستاني الأصبهاني. 16/ 495/ 5960 عبد الله بن يوسف ابن الجوزي الصاحب شرف الدين، الحنبلي. 13/ 247/ 4045 عبد الله بن يوسف بن عبد الله ابن حيويه، أبو محمد الجويني الطائي السنبسي. 11/ 452/ 2923 عبد الله بن يوسف بن عبد المجيد بن محمد، أبو محمد العاضد لدين الله العبيدي الإسماعيلي. 14/ 178/ 4509 عبد الله بن يوسف، أبو محمد الجرجاني. 8/ 421/ 1628 عبد الله بن يوسف، أبو محمد الكلاعي الدمشقي التنيسي. 16/ 264/ - عبد الله بن يونس الأرموي الزاهد. 11/ 495/ - عبد اللهِ بنُ يُوْنُسَ القَبْرِيُّ، صَاحِبُ بَقِيِّ بن مخلد. 16/ 37/ 5413 عبد المجيب بن عبد الله بن زهير، أبو محمد البغدادي. 15/ 331/ - عبد المجيد بن الحسين بن دليل الإسكندراني. 6/ 329/ 928 عبد المجيد بن سهيل. 14/ 408/ 4771 عبد المجيد بن عيذون، أبو محمد ذو الوزارتين. 8/ 114/ 1475 عَبْدُ المَجِيْدِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ، أبو عبد المجيد المكي. 11/ 448/ 2920 عبد المجيد بن محمد بن معد بن علي، أبو الميمون الحافظ لدين الله العبيدي المصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 403/ 5826 عبد المحسن بن حمود بن المحسن بن علي، أبو الفضل التنوخي الدمشقي. 16/ 201/ 5587 عَبْدُ المُحْسِنِ بنُ أَبِي العَمِيدِ بنِ خَالِدٍ، أبو طالب الأبهري الخفيفي. 13/ 126/ 3889 عبد المحسن بن محمد بن أحمد، أبو محمد الصوري الشاعر. 14/ 174/ 4502 عبد المحسن بن محمد بن علي ابن شهدانكة، أبو منصور الشيمي البغدادي. 4/ 252/ 244 عبد المطلب بنِ رَبِيْعَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهاشمي الصحابي. 16/ 111/ 5515 عَبْدُ المُطَّلِبِ بنُ الفَضْلِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بن الحسين بن عبد الرحمن، أبو هاشم العباسي البلخي الحلبي الافتخار. 16/ 119/ 5524 عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَضْلِ، أبو روح الساعدي الخراساني الهروي. 15/ 349/ 5255 عَبْدُ المُغِيْثِ بنُ زُهَيْرِ بنِ زُهَيْرِ بنِ علوي، أبو المعز البغدادي الحربي. 14/ 112/ 4441 عبد الملك بن إبراهيم، أبو الفضل الهمذاني المقدسي الفرضي المقرئ. 11/ 495/ - عبد المَلِكِ بنُ أَحْمَدَ الزَّيَّات، أَبُو العَبَّاسِ البَغْدَادِيُّ. 14/ 445/ 4817 عبد الملك بن أحمد بن يوسف بن هود، أبو مروان الجزامي عماد الدولة. 13/ 21/ - عبد الملك بن بكران النهرواني. 6/ 16/ 733 عبد الملك بن حبيب البصري، أبو عمرات الجوني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 483/ 1995 عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ هارون، أبو مروان العباسي الأندلسي. 9/ 486/ 1996 عبد الملك بن حبيب، أبو مروان المصيصي. 12/ 521/ 3663 عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إسحاق، أبو نعيم الأزهري الإسفراييني. 12/ 233/ 3322 عبد الملك بن الحسن بن يوسف، أبو عمرو السقطي. 15/ 293/ 5184 عبد الملك بن رَوْحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ صالح، أبو المعالي البغدادي. 15/ 448/ 5357 عَبْدُ المَلِكِ بنُ زَيْدِ بنِ يَاسِيْنَ بنِ زَيْدِ بنِ قَائِدٍ التَّغْلِبِيُّ الأَرْقَمِيُّ المَوْصِلِيُّ الدَّوْلَعِيُّ. 14/ 164/ 4493 عَبْدُ المَلِكِ بنُ سِرَاجِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن محمد بن سراج، أبو مروان الأموي القرطبي. 6/ 261/ 860 عبد الملك بن أبي سليمان "أبو محمد" "أبو عبد الله" "أبو سليمان" العرزمي الكوفي. 7/ 46/ 1133 عبد الملك بن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي: فليح. 14/ 52/ - عبد الملك بن شغبة البصري. 9/ 400/ - عَبْدُ المَلِكِ بنُ شُعَيْبِ بنِ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ. 8/ 11/ 1375 عَبْدُ المَلِكِ بنُ صَالِحِ بنِ عَلِيِّ بنِ عبد الله، أبو عبد الرحمن العباس. 16/ 335/ 5763 عبد الملك بن عبد الحق بن عبد الوهاب، أبو الوفاء الدمشقي الحنبلي. 10/ 265/ 2266 عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ عَبْدِ الحميد بن ميمون بن مهران، أبو الحسن الميموني الرقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 409/ 969 عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ جُرَيْجٍ، أبو خالد "أبو الوليد" القرشي الأُمَوِيُّ. 8/ 422/ 1629 عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الله ابن الماجشون، أبو مروان التيمي مفتي المدينة. 8/ 548/ 1736 عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الملك بن ذكوان، أبو نصر التمار النسوي. 15/ 84/ 4983 عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي سهل بن القاسم، أبو الفتح الكروخي الهروي. 13/ 274/ 4083 عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَحْمُوْدِ بن صهيب بن مسكين، أبو الحسن المصري. 14/ 17/ 4334 عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ بن عبد الله، أبو المعالي الجويني النيسابوري إمام الحرمين. 12/ 333/ 3435 عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَلِيِّ بن محمويه، أبو بكر السمرقندي. 14/ 122/ 4454 عبد الملك بن عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفِ بن محمد، بن شغبة، أبو القاسم البصري. 8/ 166/ 1486 عبد الملك بن عمرو، أبو عامر القيسي العقدي محدث البصرة. 6/ 156/ 810 عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرِ بنِ سُوَيْدِ بنِ حارثة القرشي، أبو عمرو اللخمي "أبو عمر الكوفي" القبطي. 16/ 38/ 5415 عبد الملك بنُ عِيْسَى بنِ دِرباسِ بنِ فِيْرِ بنِ جهم، أبو القاسم الماراني الكردي. 16/ 220/ 5611 عبد الملك بن عيسى بن درياس بن فير، أبو القاسم الماراني الكردي، صدر الدين قاضي الديار المصرية.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 323/ 1569 عبد الملك بن قريب "عاصم" بن عبد الملك بن علي، أبو سعيد الأصمعي البصري. 13/ 48/ 3778 عبد الملك بن محمد بن إبراهيم، أبو سعد الخركوشي النيسابوري. 13/ 146/ 3919 عبد الملك بن محمد بن إسماعيل، أبو منصور الثعالبي النيسابوري الشاعر. 12/ 549/ - عبد الملك بن محمد بن أبي عامر، المظفر، أبو مروان الأندلسي. 13/ 153/ 3930 عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن بشران، أبو القاسم الأموي البغدادي. 13/ 29/ 3757 عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو عَلِيٍّ الفَارِسِيُّ. 10/ 317/ 2320 عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو قلابة الرقاشي البصري. 11/ 331/ 2831 عبد الملك بن محمد بن عدي، أبو نعيم الجرجاني الإستراباذي. 13/ 449/ 4246 عبد الملك بن محمد بن يوسف، أبو منصور البغدادي الشيخ الأجل. 5/ 139/ 457 عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ بنِ أبي العاص، أبو الوليد القرشي الأموي. 6/ 174/ 823 عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير اللخمي. 8/ 474/ 1681 عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَسْلَمَةَ، أَبُو مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ البصري. 16/ 7/ - عبد الملك بن مواهب الوراق.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 463/ 1668 عَبْدُ المَلِكِ بنُ هِشَامِ بنِ أَيُّوْبَ، أَبُو محمد بن الذهلي السدوسي. 14/ 422/ 4790 عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ هَوَازِنَ، أبو المظفر القشيري النيسابوري. 15/ 359/ 5266 عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بن الفضل، أبو المعالي النيسابوري ابن الفراوي. 15/ 400/ 5310 عبد المنعم بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ سَعْدِ بنِ صَدَقَةَ بنِ خضر بن طليب أبو الفرج الحراني البغدادي الآجري. 14/ 234/ - عبد المنعم بن الغمر الكلابي. 16/ 39/ 5416 عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو الفضل الجلياني الغساني المغربي. 15/ 454/ 5367 عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن أحمد، أبو محمد الخزرجي الغرناطي ابن الفرس. 15/ 344/ - عبد المنعم بن يحيى بن مخلوف، أبو الطيب الغرناطي. 12/ 70/ 3120 عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَلَفِ بنِ طُفَيْلِ بنِ زيد، أبو يعلى التميمي النسفي. 15/ 138/ 5055 عبد المؤمن بن علي بن علوي الكوفي القيسي المغربي. 15/ 317/ 5222 ابن عبد المؤمن: يوسف بن عبد المؤمن بن علي، أبو يعقوب صاحب المغرب. 15/ 261/ 5165 عبد النبي بن المهدي علي بن مهدي. 15/ 187/ 5089 عَبْدُ الهَادِي بنُ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ عَبْدِ الله بن عمر، أبو عروبة السجستاني. 13/ 411/ 4219 عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي القَاسِمِ بن محمد، أبو عمر الهروي المليحي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 328/ 4134 عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إبراهيم، أبو أحمد العبدي الأصبهاني البقال: كله. 16/ 250/ 5654 عبد الواحد بن إدريس بن يعقوب بن يوسف، أبو محمد القيسي الرشيد صاحب المغرب. 14/ 233/ 4585 عبد الوَاحِد بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو المحاسن الروياني الطبري. 16/ 80/ - عبد الواحد بن إسماعيل الدمياطي، الصائن. 15/ 196/ 5097 عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، أبو محمد البغدادي البارزي البزاز. 12/ 492/ 3631 عبد الواحد بن الحسين، أبو القاسم الصيمري. 7/ 477/ 1315 عبد الواحد بن زياد، أبو بشر "أبو عبيدة" العبدي البصري. 6/ 586/ 1060 عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زَيْدٍ، أَبُو عُبَيْدَةَ البَصْرِيُّ. 16/ 15/ - عبد الواحد بن سلطان المقرئ. 14/ 149/ 4482 عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ بن إسماعيل، أبو محمد القرشي الزبيري الوَرْكِيُّ. 16/ 332/ - عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي المكارم بن هلال المخلص. 13/ 58/ 3790 عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الحَارِثِ، أبو الفضل التميمي البغدادي. 14/ 161/ 4488 عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عُلْوَانَ بنِ عَقِيْلِ بنِ قيس، أبو الفتح الشيباني البغدادي. 13/ 343/ 4155 عبد الواحد بن علي بن برهان، أبو القاسم العكبري بن برهان. 13/ 52/ - عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيِّ بنِ غِيَاث الرَّزَّازُ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 90/ 4417 عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ فهد، أبو القاسم البغدادي ابن العلاف. 12/ 138/ 3206 عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أبي هاشم، أبو طاهر البغدادي. 9/ 378/ - عبد الواحد بن غياث. 16/ 16/ 5405 عبد الواحد بن القاسم بن الفضل، أبو القاسم الأصبهاني الصيدلاني. 12/ 396/ 3513 عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مسرور، أبو الفتح البلخي. 12/ 456/ 3587 عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مسرور، أبو الفتح البلخي. 14/ 344/ 4698 عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الهيثم، أبو طاهر الأصبهاني الذهبي الدشتج. 13/ 28/ 3756 عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مهدي، أبو عمر الفارسي الكازروني البغدادي. 14/ 123/ 4455 عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد، أبو الفرج الحنبلي الشيرازي الحراني الدمشقي المقدسي. 15/ 214/ 5118 عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُسَلَّمِ بنِ الحسن بن هلال، أبو المكارم الأزدي الدمشقي. 13/ 371/ 4187 عبد الواحد بن محمد بن موهب، أبو شاكر التجيبي الأندلسي القبري المالكي. 16/ 287/ - عبد الواحد بن نزار ابن الجمال. 12/ 532/ 3681 عبد الواحد بن نصر بن محمد، أبو الفرج المخزومي النصيبي الببغاء الشاعر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 349/ - عبد الواحد بن هلال. 16/ 248/ 5651 عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن، أبو محمد القيسي صاحب المغرب. 7/ 310/ 1251 عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان، أبو عبيدة العنبري البصري. 12/ 258/ 3674 عبد الوارث بن سفيان بن جبرون، أبو القاسم القرطبي الحبيب. 9/ 495/ - عبد الوارث بن عبد الصمد التنوري. 14/ 35/ - عبد الوراث بن أحمد الثقفي. 14/ 67/ 4385 عبد الوهاب بن أحمد بن حلية، أبو الفتح الخزاز. 15/ 123/ - عبد الوهاب بن إسماعيل النيسابوري، سبط القشيري. 8/ 22/ 1380 عبد الوهاب الثقفي ابن عبد المجيد بن الصلت، أبو محمد البصري. 3/ 181/ 3949 عبد الوهاب بن جعفر بن علي، أبو الحسين الميداني الدمشقي. 15/ 122/ 5031 عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو سعد النيسابوري الكرماني. 12/ 482/ 3618 عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحَسَنِ بنِ الوَلِيْدِ بنِ موسى، أبو الحسين الكلابي الدمشقي. 14/ 444/ 4816 عبد الوهاب بن شاه بن أحمد بن عبد الله، أبو الفتوح النيسابوري. 16/ 414/ 5849 عبد الوهاب بن ظافر بن علي بن فتوح، أبو محمد الأزدي الجوشني ابن رواج.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 38/ 2086 عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَبْدِ الحَكَمِ بنِ نَافِعٍ، أبو الحسن البغدادي الوراق. 13/ 162/ 3934 عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، أبو نصر المري الأذرعي الدمشقي ابن الجبان. 8/ 22/ 1380 عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ بنِ الصَّلْتِ، أبو محمد الثقفي البصري. 14/ 481/ 4862 عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ بن علي، أبو القاسم الشيرازي الدمشقي شرف الإسلام. 16/ 233/ 5633 عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَتِيقِ بنِ هِبَةِ اللهِ، أبو الميمون المصري ابن وردان. 8/ 156/ 1484 عبد الوهاب بن عطاء، أبو نصر البصري الخفاف. 15/ 385/ 5292 عبد الوهاب بن علي بن خضر، أبو محمد الأسدي الزبيري الدمشقي الشروطي الحبقبق. 16/ 52/ 5438 عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله، أبو أحمد البغدادي ابْنُ سُكَيْنَةَ. 13/ 142/ 3914 عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَلِيِّ بنِ نصر بن أحمد، أبو محمد التغلبي العراقي القاضي. 12/ 468/ 3601 عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عِيْسَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ماهان، أبو العلاء الفارسي البغدادي. 15/ 7/ 4880 عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد، أبو البركات البغدادي الأنماطي. 13/ 509/ 4318 عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أبو عمرو بن منده العبدي الأصبهاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 131/ 5045 عبد الوهاب بن محمد بن الحسين، أبو الفتح البغدادي ابن الصابوني. 14/ 226/ 4578 عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الواحد، أبو محمد الفارسي الفامي الشيرازي. 13/ 274/ 4084 عبد الوهاب بن محمد بن موسى، أبو أحمد الغندجاني. 15/ 384/ 5290 عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بن علي بن أبي حبة، أبو ياسر البغدادي الطحان. 12/ 439/ 3565 ابْنُ عَبْدَانَ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدَانَ بنِ مُحَمَّدٍ بن الفرج، أبو بكر الشيرازي. 15/ 54/ 4940 ابْنُ عَبْدَانَ: الخَضِرُ بنُ حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الله بن الحسين، أبو القاسم الأزدي الدمشقي. 15/ 74/ 4972 عبدان بن زرين بن محمد، أبو محمد الرويني الضرير المقرئ. 11/ 104/ 2616 عَبْدَانُ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بن زياد، أبو محمد الأهوازي الجواليقي. 8/ 374/ 1608 عَبْدَانُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ جَبَلَةَ بن ميمون، أبو عبد الرحمن الأزدي العتكي. 13/ 125/ 3886 ابن عبدان: علي بن أحمد بن الفرج، أبو الحسن الشيرازي الأهوازي. 11/ 9/ 2524 عَبْدَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى، أَبُو مُحَمَّدٍ المروزي الزاهد، فقيه مرو. 14/ 397/ 4755 العبدري: مُحَمَّد بن سعدُوْنَ بن مُرَجَّى بن سَعدُوْنَ، أبو عامر القرشي الميورقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 168/ 3943 ابن عبد كوبه: علي بن يحيى بن جعفر، أبو الحسن الأصبهاني. 7/ 451/ 1304 عبدة بن سليمان، أبو محمد الكلابي الكوفي. 10/ 130/ - عبدة بن عبد الله الصفار. 5/ 526/ 712 عَبْدَةُ بنُ أَبِي لُبَابَةَ، أَبُو القَاسِمِ الأَسَدِيُّ الغاضري الكوفي. 12/ 172/ 3255 ابن عبدة: محمد بن عبد الله بن إبراهيم التميمي، أبو الحسن السليطي النيسابوري. 11/ 250/ 2743 ابْنُ عَبْدَةَ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَةَ بنِ حَرْبٍ، أبو عبيد الله العباداني البصري. 12/ 514/ 3652 ابن عبدوس: أحمد بن محمد بن عبدوس، أبو الحسن الحاتمي النيسابوري الشافعي. 12/ 515/ 3653 ابن عبدوس: أحمد بن محمد بن عبدوس، أبو الحسن الطرائفي العنزي. 12/ 514/ 3651 ابن عبدوس: أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي، أبو بكر الحافظ. 11/ 269/ 2764 عبدوس: عبد الرحمن بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبَّادٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ الهمذاني. 10/ 217/ 2217 عبدوس: عبد الله بن روح، أبو محمد. 14/ 445/ 4477 عبدوس بن عبد الله بن محمد، أبو الفتح الروذباري الفارسي الهمذاني. 11/ 8/ 2522 عَبْدُوسٌ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَالِكٍ، أبو محمد النيسابوري السمرقندي. 10/ 250/ 2262 ابن عبدوس: محمد بن إبراهيم بن عبدوس، أبو عبد الله فقيه المغرب.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 514/ 3650 ابن عبدوس: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدُوْسِ بنِ أَحْمَدَ، أبو بكر النيسابوري النحوي. 10/ 517/ 2479 ابن عبدوس: محمد بن عبدوس "عبد الجبار" بن كامل، أبو أحمد السراج، السلمي البغدادي. 12/ 448/ 3582 العبدويي: أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدُوَيْه بنِ سَدُوْسَ، أبو الحسن النيسابوري. 13/ 90/ 3831 العبدويي: عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه، أبو حازم النيسابوري. 14/ 176/ 4506 العبدي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ عَلِيِّ بن زكريا، أبو يعلى العبدي البصري ابن الصواف. 11/ 510/ 2997 العبدي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ، أبو الحسن الأصبهاني اللنباني. 10/ 51/ 2102 العبدي: بشر بن الحكم بن حبيب، أبو عبد الرحمن الفقيه الزاهد الحافظ. 10/ 48/ 2101 العبدي: عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران، أبو محمد النيسابوري الحافظ. 10/ 288/ 2282 العبدي: علي بن محمد بن عبد الرحمن، طاغية الزنج الخبيث. 3/ 120/ 26 أبو عبس "عبد الرحمن" بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الصحابي. 13/ 6/ 3728 العبقسي: أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ، أبو الحسن المكي. 6/ 407/ 968 ابن أبي عبلة: إبراهيم بن أبي عبلة، أبو إسحاق العقيلي الشامي المقدسي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 4/ 144/ 213 عبيد بن حذيفة القرشي العدوي، أبو جهم الصحابي. 11/ 318/ 2828 أبو عبيد ابْنُ حَرْبُوَيْه: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ حَرْبٍ بن عيسى البغدادي القاضي. 5/ 357/ 605 عبيد بن حصين، أبو جندل الشاعر الراعي النميري. 5/ 363/ 612 عبيد بن حنين المدني مولى آل زيد بن الخطاب. 12/ 134/ 3201 ابن عبيد: عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد، أبو القاسم الأسدي الهمذاني. 10/ 434/ 2401 عبيد بن عبد الواحد بن شريك، أبو محمد البغدادي. 11/ 57/ 2568 عبيد العجل: الحسين بن محمد بن حاتم، أبو علي البغدادي. 11/ 496/ 2975 ابْنُ عُبَيْدٍ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ بن عبد الله بن حساب، أبو الحسن البغدادي. 11/ 537/ 3025 ابْنُ عُبَيْدٍ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ بن عبد الله بن حساب، أبو الحسن البغدادي. 5/ 84/ 424 عُبَيْدُ بنُ عُمَيْرِ بنِ قَتَادَةَ اللَّيْثِيُّ الجُنْدَعِيُّ المكي الواعظ المفسر. 10/ 535/ 2498 عبيد بن غنام بن حفص بن غياث، أبو محمد النخعي الكوفي. 11/ 482/ 2957 أبو عبيد: القاسم بن إسماعيل المحاملي الضبي. 8/ 500/ 1701 أَبُو عُبَيْدٍ: القَاسِمُ بنُ سَلاَّمِ بنِ عَبْدِ الله الرومي. 10/ 413/ 2381 عبيد الكشوري "عبد الله بن محمد"، أبو محمد الصنعاني. 14/ 250/ 4608 عبيد بن محمد، أبو العلاء القشيري. 12/ 561/ 3713 أَبُو عُبَيْدٍ الهَرَوِيُّ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحمن الهروي اللغوي. 9/ 367/ 1908 عُبَيْدُ بنُ يَعِيْشَ، أَبُو مُحَمَّدٍ الكُوْفِيُّ المَحَامِلِيُّ العطار.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 251/ 5657 عُبَيْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عبد الملك، أبو الفضل المحبوبي البخاري. 11/ 498/ - عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه المزكي. 15/ 385/ - عبيد الله بن أحمد ابن السمين. 13/ 225/ 4015 عبيد الله بن أحمد بن عثمان، أبو القاسم الأزهري ابن السوادي. 12/ 399/ 3521 عبيد الله بن أحمد بن معروف، أبو محمد البغدادي شيخ المعتزلة قاضي القضاة. 16/ 97/ - عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ المنصوري. 12/ 363/ 3470 عبيد الله بن أحمد بن يعقوب، أبو الحسين البغدادي ابن البواب. 7/ 21/ 1106 عبيد الله بن إياد بن لقيط، أبو السليل السدوسي الكوفي. 5/ 72/ 412 عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ الأَمِيْرُ. 6/ 190/ 834 عبيد الله بن أبي جعفر، أبو بكر المصري الكناني. 14/ 351/ 4706 عبيد الله بن الحسن بن أحمد بن الحسن الأصبهاني، أبو نعيم بن الحداد. 12/ 372/ 3479 عبيد الله بن الحسين بن الحسن، أبو القاسم الجلاب. 12/ 37/ 3085 عبيد الله بن الحسين بن دلال، أبو الحسن الكرخي البغدادي. 15/ 94/ - عبيد الله بن حمزه، العلوي الهروي. 4/ 508/ 368 عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادِ بنِ أَبِيْهِ، أَبُو حفص أمير العراق. 9/ 580/ - عبيد الله بن سعد الزهري. 13/ 270/ 4077 عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَاتِمِ بنِ أحمد، أبو نصر السجزي الوائلي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة و9/ 489/ و1999 9/ 333/ 1888 عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ يَحْيَى بنِ برد، أبو قدامة اليشكري السرخسي 10/ 499/ 2462 عُبَيْدُ اللهِ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ وَهْبٍ، أَبُو القاسم الوزير. 14/ 253/ 4612 عبيد الله بن صليعة، أبو محمد "ابن صليحة" "ابن صليعة". 16/ 422/ 5855 عبيد الله بن عاصم بن عيسى، أبو الحسين الرندي الأسدي. 4/ 487/ 343 عُبَيْدُ اللهِ بنُ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الصحابي. 11/ 334/ - عبيد الله بن عبد الرحمن السكري البغدادي. 12/ 377/ 3487 عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله، أبو الفضل الزهري القرشي البغدادي. 10/ 252/ 2264 عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ يَزِيْدَ بن فروخ، أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ. 13/ 418/ 4227 عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو القاسم القرشي الحسكاني النيسابوري. 11/ 41/ 2551 عبيد الله بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طَاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ، أبو أحمد الخزاعي. 5/ 281/ 547 عبيد الله بن عبد الله بن عتية، أبو عبد الله الهذلي المدني. 15/ 26/ 4904 عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الفضل، أبو نصر الهروي الدَّهَّانُ. 13/ 418/ 4228 عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن أحمد بن حسكويه، أَبُو سَعْدٍ. 12/ 390/ 3505 عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بن محمد، أبو القاسم السرخسي مسند بخارى.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 327/ 5234 عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن نجا بن شاتيل، أبو الفتح البغدادي الدباس. 8/ 177/ 1494 عبيد الله بن عبد المجيد، أبو علي الحنفي. 7/ 454/ 1307 عبيد الله بن عبيد الرحمن، أبو عبد الرحمن الأشجعي الكوفي. 11/ 164/ 2693 عبيد الله بن عتمان، أبو عمر الأموي العثماني البغدادي. 4/ 488/ 345 عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَدِيِّ بنِ الخِيَارِ النَّوْفَلِيُّ القرشي الصحابي. 15/ 473/ 5377 عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ نَصْرِ بنِ حمرة، أبو بكر التيمي ابن المارستانية. 13/ 238/ 4033 عبيد الله بن عُمَرَ بن أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ شَاهِيْنٍ، أبو الفتح البغدادي. 6/ 395/ 960 عبيد الله بن عمر بن حفص، أبو عثمان القرشي. 14/ 237/ 4592 عُبَيْد اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحيد، أبو القاسم الكشاني. 9/ 356/ 1898 عبيد الله بن عمر بن ميسرة، أبو سعيد الجشمي البصري القواريري. 7/ 316/ 1253 عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ أَبِي الوَلِيْدِ، أبو وهب الأسدي. 13/ 37/ 3767 عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جعفر، أبو القاسم السقطي البغدادي. 14/ 359/ 4714 عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ علي، أبو الحسن الخروخردي. 13/ 23/ 3749 عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد، أبو أحمد الفرضي البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 476/ 3609 عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إسحاق ابن حبابة، أبو القاسم البغدادي المتوثي. 13/ 461/ 4261 عبيد الله بن محمد، أبو الحسن بن منده. 8/ 544/ 1732 عُبَيْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ حَفْصِ بنِ عمر، أبو عبد الرحمن القرشي البصري العيشي. 12/ 460/ 3593 عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ بنِ أبي غالب، أبو القاسم المصري. 15/ 425/ 5338 عبيد الله بن محمد بن عبد الجليل، أبو محمد الساوي البغدادي. 13/ 442/ 4239 عبيد اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد، أبو القاسم العباسي المُقْتَدِي بِأَمْرِ اللهِ. 12/ 464/ 3598 عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن حمدان، أبو عبد الله العكبري، ابن بطة الفقيه المحدث شيخ العراق. 11/ 419/ 2910 عبيد الله بن المهدي، أبو محمد المهدي العبيدي الباطني. 9/ 318/ 1877 عبيد الله بن معاذ بن نصر، أبو عمرو العنبري البصري. 13/ 275/ 4085 عُبَيْدُ اللهِ بنُ المُعْتَزِّ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ عبد الله بن حمزة، أبو الحسن النيسابوري. 8/ 216/ 1528 عبيد الله بن موسى بن باذام، أبو محمد العبسي الكوفي. 10/ 351/ 2335 عُبَيْدُ اللهِ بنُ وَاصِلِ بنِ عَبْدِ الشَّكُوْرِ بن زين، أبو الفضل الزيني محدث بخارى. 7/ 76/ 1145 أَبُو عُبَيْدِ اللهِ الوَزِيْرُ: مُعَاوِيَةُ بنُ عُبَيْدِ الله بن يسار الأشعري الشامي الكاتب. 10/ 219/ 2221 عبيد الله بن يحيى بن خاقان، أبو الحسن التركي الوزير.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 518/ 2480 عُبَيْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ يَحْيَى بنِ كثير، أبو مروان الليثي الأندلسي. 6/ 6/ 719 عبيد الله بن أبي يزيد المكي. 12/ 467/ 3600 عبيد الله بن يعقوب ابن جميل، أبو أحمد الأصبهاني. 15/ 422/ 5331 عبيد الله بن يونس بن أحمد، أبو المظفر البغدادي الأزجي. 11/ 252/ 2744 ابْنُ عُبَيْدَةَ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدَةَ بن زياد النيسابوري الشعراني المستملي. 3/ 5/ 6 أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ: عَامِرُ بنُ عَبْدِ الله بن الجراح بن هلال القرشي. 3/ 158/ 50 عُبَيْدَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ القرشي الصحابي المطلبي. 7/ 449/ 1303 عبيدة بن حميد بن صهيب، أبو عبد الرحمن الكوفي الحذاء. 5/ 212/ 509 أبو عبيدة: عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي. 5/ 7/ 377 عبيدة بن عمرو، أبو مسلم السلماني الكوفي الفقيه. 8/ 151/ 1481 أبو عبيدة: معمر بن المثنى التيمي البصري النحوي. 11/ 384/ - عبيدون بن محمد، أبو الغمر الجهني الأندلسي. 13/ 72/ 3809 العبيدي: عبد الرحيم بن إلياس ابن عم الحاكم، وولي عهده. 7/ 294/ 1240 عبيس بن ميمون، أبو عبيدة التيمي الرقاشي البصري الخزاز. 14/ 364/ 4720 ابن عتاب: عبد الرحمن بن محمد بن عتاب بن محسن، أبو محمد القرطبي. 11/ 380/ 2878 ابن عتاب: عَبْدُ اللهِ بنُ عَتَّاب بن أَحْمَدَ بنِ كثير، أبو العباس البصري الدمشقي ابن الزفتي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 378/ - ابن أبي عتاب: محمد الأعين. 12/ 32/ - ابن عتاب: محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو بكر. 14/ 356/ - ابن عتاب: أبو محمد بن عتاب القرطبي. 13/ 447/ 4244 ابن عتاب: محمد بن عتاب بن محسن، أبو عبد الله الأندلسي. 10/ 432/ 2398 العتابي: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، أبو خالد القرشي البصري. 14/ 137/ 4466 العتابي: عَبْدُ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ محمد، أبو محمد الأموي السعيداني البصري. 8/ 333/ 1580 أَبُو العَتَاهِيَةِ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَاسمِ بنِ سُوَيْدٍ بن كيسان، أبو إسحاق العنزي الكوفي الشاعر. 6/ 510/ 1024 عتبة بن أبان البصري: عتبة الغلام الزاهد الخاشع. 12/ 196/ 3279 ابْنُ عُتْبَةَ: أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ إِسْحَاقَ بن عتبة، أبو العباس الرازي المصري. 12/ 491/ 3630 عُتْبَةُ بنُ خَيْثَمَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَاتِمٍ، أبو الهيثم النيسابوري الفقيه الحنفي. 4/ 428/ 2290 عتبة بن عبد السلمي الحمصي، أبو الوليد الصحابي. 6/ 481/ 1004 عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي أبو العميس. 9/ 421/ 1954 عتبة بن عبد الله بن عتبة، أبو عبد الله اليحمدي المروزي. 12/ 153/ 3230 عُتْبَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى بنِ عبيد الله، أبو السائب الهمذاني الشافعي الصوفي. 3/ 188/ 64 عُتْبَةُ بنُ غَزْوَانَ بنِ جَابِرِ بنِ وُهَيْبٍ، أبو غروان المازني الصحابي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 510/ 1024 عتبة الغلام ابن أبان المصري. 3/ 307/ 93 عتبة بن مسعود الهذلي الصحابي. 4/ 429/ 291 عتبة بن الندر السلمي الصحابي الشامي. 10/ 45/ 2095 العُتْبِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عتبة، أبو عبد الله الأموي فقيه الأندلس. 9/ 138/ 1824 العُتْبِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بن معاوية بن عمرو بن عتبة أبو عبد الله الأموي البصري. 10/ 232/ 2234 العتكي: سهل بن عمار، أبو يحيى النيسابوري الحنفي قاضي هراة. 12/ 98/ 3152 العَتَكِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن قاسم، أبو منصور النيسابوري. 15/ 69/ - عتيق بن أحمد الأزدي الأندلسي. 14/ 68/ 4386 عتيق، أبو بكر البكري المغربي الأشعري. 15/ 299/ 5194 عَتِيْقُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيِّ بنِ صيلا، أبو بكر الحربي الخباز. 16/ 406/ 5833 عَتِيْقُ بنُ أَبِي الفَضْلِ بنِ سَلاَمَةَ، أَبُو بكر السلماني الدمشقي. 9/ 549/ - عتيق بن محمد. 13/ 239/ 4025 العتيقي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ، أبو الحسن البغدادي. 12/ 49/ 3102 عُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يزيد، أبو عمرو البغدادي الدقاق ابن السماك. 13/ 187/ 3961 عُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، أبو عمرو المعافري القرطبي القيشطالي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 332/ - عثمان بن أسعد بن المنجي، عز الدين. 6/ 417/ 972 عثمان بن الأسود المكي. 15/ 369/ 5274 عثمان بن إلدكز صاحب أذربيجان أرسلان قزل. 8/ 456/ 1654 أبو عثمان الباهلي: عمرو بن مرزوق البصري. 6/ 291/ 891 عثمان البتي، أبو عمر الكوفي فقيه البصرة. 7/ 27/ 1113 عثمان البري ابن مقسم، أبو سلمة الكندي البصري. 12/ 494/ 3634 عثمان بن جني، أبو الفتح الموصلي إمام العربية. 16/ 297/ 5712 عُثْمَان بن حَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن فرح، أبو عمرو السبتي، أخو ابن دحية. 11/ 313/ 2806 أبو عثمان الحلبي: سعيد بن عبد العزيز بن مروان الزاهد. 4/ 5/ 157 عثمان بنُ حُنَيْفِ بنِ وَاهِبِ بنِ عُكَيْمِ بنِ ثعلبة بن الحارث الأنصاري الأوسي القبائي الصحابي. 11/ 41/ 2552 أَبُو عُثْمَانَ الحِيْرِيُّ: سَعِيْدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ سعيد بن منصور النيسابوري الصوفي. 10/ 430/ 2396 عثمان بن خرزاد: عثمان بن عبد الله بن محمد، أبو عمرو الطبري البصري. 10/ 29/ 2080 عثمان بن سعيد. 10/ 460/ 2430 عثمان بن سعيد بن بشار، أبو القاسم البغدادي الأنماطي. 10/ 396/ 2364 عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ خَالِدِ بنِ سَعِيْدٍ، أبو سعيد التميمي الدارمي السجستاني. 8/ 58/ 1395 عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو أبو سعيد "أبو عمرو" الإفريقي: ورش القارئ. 13/ 317/ 4127 عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدِ بن عمر، أبو عمرو الداني ابن الصيرفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 477/ 1685 أبو عثمان السلمي: عَمْرُو بنُ عَوْنِ بنِ أَوْسِ بنِ الجَعْدِ الواسطي البزاز الحافظ. 9/ 175/ 1854 عثمان بن أبي شيبة: عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان أبو الحسن العبسي الكوفي. 15/ 418/ 5328 عُثْمَانُ بنُ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أَيُّوْبَ، أبو الفتح العزيز صاحب مصر. 9/ 93/ 1805 أبو عثمان الصيرفي: طالوت بن عباد البصري. 9/ 115/ - عثمان بن طالوت. 4/ 35/ 174 عُثْمَانُ بنُ أَبِي العَاصِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الثقفي الطائفي الصحابي. 6/ 135/ 797 عثمان بن عاصم بن حصين "زيد بن كثير"، أبو حصين الأسدي الكوفي. 8/ 140/ 1468 عثمان بن عبد الرحمن الجمحي البصري. 16/ 360/ 5793 عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى، أبو عمرو الكردي الشهرزوري الموصلي ابن الصلاح. 8/ 139/ 1466 عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُسْلِمٍ الحَرَّانِيُّ الطرئفي المؤدب. 8/ 140/ 1467 عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي الزهري. 10/ 430/ 2396 عُثْمَان بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّد بن خرزاد، أبو عمر الطبري البصري. 5/ 495/ 682 عثمان بن عبد الله بن وهب، أبو عبد الله التيمي المدني الأعرج. 14/ -/ 4796 عثمان بن علي بن شراف، أبو سعد المروزي البنجديهي. 16/ -/ 5938 عُثْمَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الحسين، أبو عمرو الأسدي الدمشقي القرشي ابن خطيب القرافة.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 120/ 5029 عُثْمَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، أبو عمرو النجاري البيكندي. 14/ 334/ 4684 عثمان بن علي بن المعمر بن أبي عمامة، أبو المعالي البغدادي البقال. 16/ 430/ 5868 عُثْمَان بن عُمَرَ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ يونس، أبو عمرو الكردي الدويني ابن الحاجب. 10/ 503/ - عثمان بن عمر الضبي. 8/ 218/ 1529 عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ بنِ فَارِسِ بنِ لَقِيْطِ بن قيس، أبو محمد العبدي البصري الحافظ. 16/ 220/ 5610 عثمان بن عيسى بن درباس، أبو عمرو الماراني الضياء. 15/ 25/ 4901 عثمان بن محمد بن أحمد، أبو عمرو البلخي الشريك. 12/ 35/ 3083 عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو عمرو السمرقندي المصري. 12/ 176/ 3262 عثمان بن محمد بن بشر، أبو عمرو البغدادي السقطي: سنقة. 11/ 479/ 2955 ابْنُ أَبِي عُثْمَانَ: مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ إسماعيل، أبو بكر النيسابوري الحيري. 9/ 175/ 1854 عثمان بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، أبو الحسن العبسي الكوفي. 16/ 448/ 5894 عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ التَّنُوْخِيُّ البعلبكي الزاهد، شيخ دير ناعس. 14/ 77/ 4396 عثمان بن محمد بن عبيد الله، أبو عمرو النيسابوري المحمي المزكي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 83/ 4407 ابْنُ أَبِي عُثْمَانَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ منتاب، أبو الغنائم البغدادي الدقاق. 13/ 164/ 3936 عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بن دُوْسْتَ، أبو عمرو البغدادي العلاف. 4/ 190/ 224 عُثْمَانُ بنُ طَلْحَةَ بنِ أَبِي طَلْحَةَ "عَبْدِ الله بن عبد العزى" القرشي الصحابي. 3/ 100/ 14 عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة، أبو السائب الصحابي. 12/ 331/ 3432 أَبُو عُثْمَانَ المَغْرِبِيُّ: سَعِيْدُ بنُ سَلاَّمٍ القَيْرَوَانِيُّ. 7/ 27/ 1113 عثمان بن مقسم، أبو سلمة البري الكندي البصري. 16/ 481/ 5944 عثمان بن مكي بن عثمان بن إسماعيل، أبو عمرو السعدي المصري الشارعي. 16/ 477/ - عثمان بن منكورس، مظفر الدين صاحب صهيون. 5/ 96/ 435 أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُلٍّ "ملي" بن عمرو البصري. 8/ 340/ 1586 عُثْمَانُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ جَهْمِ بنِ عِيْسَى بن حسان العصري البصري. 15/ 269/ 5175 العُثْمَانِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يحيى بن إسماعيل، أبو محمد الأموي الإسكندراني. 11/ 164/ 2693 العثماني: عبيد الله بن عثمان، أبو عمر الأموي البغدادي. 14/ 449/ 4819 العثماني: محمد بن أحمد بن يحيى، أبو عبد الله المقدسي الأشعري. 9/ 355/ 1897 العثماني: محمد بن عثمان بن خالد، أبو مروان الأموي المدني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 146/ 5551 العُثْمَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الغَالِب بن نصر، أبو عبد الله الدمشقي. 15/ 315/ 5217 ابْنُ أَبِي العَجَائِزِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العزيز بن محمد، أبو الفهم الأزدي الدمشقي. 16/ 422/ 5855 العجلي: أحمد بن سعد بن علي بن الحسن بن القاسم أبو علي الهمذاني. 10/ 141/ 2148 العجلي: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحِ بنِ مسلم، أبو الحسن الكوفي الحافظ. 9/ 553/ 2038 العجلي: أَحْمَدُ بنُ المِقْدَامِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ أَشْعَثَ، أبو الأشعث البصري الحافظ. 15/ 475/ 5381 العجلي: أسعد بن محمود بن خلف بن أحمد، أبو الفتوح الأصبهاني. 14/ 199/ 4541 العجلي: سعد بن علي بن حسن، أبو منصور الأسدأباذي الهمذاني. 8/ 448/ 1651 العجلي: عبد الله بن صالح بن مسلم، أبو أحمد المقرئ الكوفي. 14/ 427/ 4796 العجلي: عثمان بن علي بن شراف، أبو سعد المروزي البنجديهي. 15/ 439/ 5351 العجلي: مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِدْرِيْسَ، أبو عبد الله الحلي. 7/ 330/ 1255 العجلي: محمد بن صبيح، أبو العباس الكوفي، ابن السماك. 10/ 22/ 2071 العجلي: محمد بن عثمان بن كرامة، أبو جعفر الكوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 480/ 5940 ابْنُ العَجَمِيِّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحسن أبو طالب الحلبي الشافعي. 16/ 345/ 5781 ابْنُ العَجَمِيِّ: عُمَرُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحسن، أبو هاشم الشافعي. 13/ 112/ 3862 ابن العجوز: عبد الرحيم بن أحمد، أبو عبد الرحمن الكتامي المغربي. 14/ 63/ 4376 ابن العجوز: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن أحمد، أبو عبد الله الكتامي. 16/ 411/ 5845 عجيبة بنت محمد بن أبي غالب بن أحمد الباقدارية البغدادية. 12/ 121/ 3191 عدبس: جعفر بن محمد بن هشام، أبو عبد الله الكندي الدمشقي. 14/ 336/ 4688 أبو عدنان: محمد بن أحمد بن المطهر بن محمد الربعي الأصبهاني. 9/ 480/ 1991 العَدَنِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَبِي عُمَرَ، أبو عبد الله شيخ الحرم. 9/ 556/ 2040 العدوي: محمود بن غيلان، أبو أحمد المروزي. 5/ 405/ 632 عدي بن أرطاة الفزاري الدمشقي. 5/ 496/ 683 عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي. 4/ 281/ 284 عَدِيُّ بنُ حَاتِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سعد، أبو وهب "أبو طريف" الطائي الصحابي. 16/ 407/ 5836 ابْنُ عَدِيٍّ: حَسَنُ بنُ عَدِيِّ بنِ أَبِي البركات بن صخر الكردي تاج العارفين.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5/ 443/ 660 عدي بن الرقاع العاملي الشاعر. 5/ 443/ 661 عدي بن زيد بن الحمار التميمي النصراني الشاعر الجاهلي. 15/ 124/ 5034 عدي بن صخر "مسافر" بن إسماعيل بن موسى، أبو محمد الهكاري. 11/ 331/ 2831 ابن عدي: عبد الملك بن محمد بن عدي، أبو نعيم الجرجاني الإستراباذي الحافظ. 12/ 224/ 3310 ابْنُ عَدِيٍّ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيِّ بنِ عبد الملك بن محمد أبو أحمد الجرجاني. 16/ 217/ - ابن العديم: محمد بن هبة الله العقيلي، أبو غانم. 11/ 113/ 2622 العذري: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن إِسْمَاعِيْلَ، أبو قصي. 11/ 114/ 2623 العذري: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ قيراط، أبو علي الدمشقي. 15/ 425/ 5337 العراقي: إبراهيم بن منصور بن المسلم، أبو إسحاق المصري. 16/ 454/ 5906 العراقي: إسماعيل بن أحمد بن الحسين، أبو الفضل الرشيد الحنبلي. و5/ و413/ و636 15/ 449/ 5359 العراقي بن محمد بن العراقي، أبو الفضل القزويني الطاوس عراك بن مالك الغفاري المدني 12/ 19/ 3064 أَبُو العَرَبِ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ تَمِيْمٍ بن تمام المغربي الإفريقي. 4/ 430/ 293 العرباض بن سارية السلمي. 14/ 163/ 4491 ابن العربي: عبد الله بن محمد، أبو محمد الإشبيلي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 42/ 4928 ابن العربي: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو بكر الأندلسي الإشبيلي المالكي. 16/ 310/ 5727 ابن العربي، مُحْيِي الدِّيْنِ: مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّد بن أحمد، أبو بكر الطائي الحاتمي الدمشقي ابن العربي. 6/ 26/ 745 العَرْجِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ عَمْرِو بن عثمان بن عفان الأموي. 13/ 137/ 3903 ابن عرفة: علي بن محمد بن أحمد، أبو الحسن الجرجاني الحناطي. 11/ 311/ 2804 أبو عروبة: الحسين بن محمد بن مودود السلمي الجزري الحراني. 6/ 467/ 1001 ابن أبي عروبة: سعيد بن مهران، أبو النضر العدوي البصري. 7/ 550/ 1353 عروس الزهاد: محمد بن يوسف بن معدان، أبو عبد الله الأصبهاني. 6/ 283/ 878 عروة بن رويم، أبو القاسم الأردني اللخمي. 5/ 249/ 536 عروبة بن الزبير بن العوام بن خويلد، أبو عبد الله القرشي الأسدي الفقيه. 14/ 486/ 4867 ابْنُ العَرِيْفِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بن عطاء الله، أبو العباس الصنهاجي الأندلسي المريي المقرئ. 16/ 401/ 5821 ابْنُ العِزِّ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الغني، أبو العباس الدمشقي الصالحي. 16/ 79/ 5472 العز بن الحافظ محمد بن عبد الغني بن عبد الواحد بن علي، أبو الفتح الجماعيلي الدمشقي المقدسي الحنبلي. 16/ 482/ 5946 العِزُّ الضَّرِيرُ: حَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن نجا الإربلي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 300/ 4647 أَبُو العِزِّ: مُحَمَّدُ بنُ المُخْتَارِ بنِ مُحَمَّدِ بن عبد الواحد بن عبد الله الهاشمي العباسي البغدادي ابن الخص. 16/ 479/ 5939 أَبُو العِزِّ: مُفَضَّلُ بنُ عَلِيٍّ الشَّافِعِيُّ الفَقِيْهُ. 16/ 403/ 5827 العز النسابة: محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن، أبو عبد الله ابن عساكر ابن تاج الأمناء. 16/ 145/ 5549 ابن أبي العز الواسطي: محمد بن عبد الرحمن، أبو الفرج السفار المقرئ. 12/ 276/ 3366 عِزُّ الدَّوْلَةِ: بُخْتِيَارُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بُوَيْه بن فناحرو، أبو منصور الديلمي صاحب العراق. 15/ 312/ - عز الدين: فروخشاه بن شاهنشاه صاحب بعلبك. 11/ 346/ 2844 ابن أبي العزاقر: محمد بن علي، أبو جعفر الشلمغاني الرافضي الزنديق. 16/ 439/ 5882 أبو العزائم: عِيْسَى بنُ سَلاَمَةَ بنِ سَالِمِ بنِ ثَابِتٍ "أبو الفضل" الحراني. 11/ 456/ 2925 العزيزي: محمد بن عزيز، أبو بكر السجستاني المفسر. 13/ 256/ 4058 العزيز بن جلال الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة ابن بويه، أبو منصور. 15/ 418/ 5328 العَزِيْزُ: عُثْمَانُ بنُ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أيوب، أبو الفتح صاحب مصر. 16/ 395/ 5814 العزيز: محمد بن الظاهر بن صلاح الدين المالك. 15/ 449/ 5359 عزيز بن محمد ابن العراقي، أبو الفضل القزويني الطاوسي العراقي. 15/ 445/ 5356 ابن أخي العزيز: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَامِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بن أله، أبو عبد الله الأصبهاني العماد.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 431/ 2914 العزيز بالله: نزار بن المعز معد بن إسماعيل، أبو منصور العبيدي المهدوي المغربي. 16/ 70/ 5463 ابن عساكر: أحمد بن محمد بن هبة الله، أبو الفضل الدمشقي تاج الأمناء. 16/ 216/ 5606 ابن عساكر: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبَةِ اللهِ، أبو البركات زين الأمناء الدمشقي الشافعي. 16/ 161/ 5570 ابن عساكر: عبد الرحمن بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبَةِ اللهِ، أبو منصور الدمشقي، الشافعي، الفخر. 16/ 264/ - ابن عساكر: عبد الرحيم بن محمد، أبو نصر. 15/ 334/ - عساكر بن علي، أبو الجيوش المقرئ. 16/ 137/ 5537 ابن عساكر: علي بن القاسم بن علي بن الحسن، العماد أبو القاسم. 15/ 247/ 5155 ابن عساكر: أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي صاحب "تاريخ دمشق". 15/ 477/ 5383 ابن عساكر: القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله، أبو محمد الدمشقي. 16/ 403/ 5827 ابن عساكر: محمد بن أحمد بن محمد، أبو عبد الله ابن تاج الأمناء العز النسابة. 11/ 359/ 2856 العَسَّالُ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ بنِ جَرِيْرٍ، أبو بكر الأسواني المصري. 12/ 129/ 3200 العسال: محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان، أبو أحمد الأصبهاني. 9/ 425/ 1957 عسكر بن الحصين، أبو تراب النخشبي الإمام الصوفي. 15/ 440/ - عسكر بن خليفة الحموي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 304/ - عسكر بن عبد الرحيم بن عسكر. 16/ 319/ 5741 ابن عسكر: محمد بن علي بن خضر، أبو عبد الله الغساني المالقي. 10/ 388/ 2356 العسكري: إبراهيم بن حرب، أبو إسحاق السمسار. 12/ 390/ 3506 العَسْكَرِيُّ: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ، أبو أحمد. 12/ 329/ 3428 العَسْكَرِيُّ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ أحمد بن مخلد، أبو عبد الله البغدادي الدقاق. 11/ 283/ 2772 العسكري: علي بن سعيد بن عبد الله، أبو الحسن. 10/ 282/ 2276 العسكري: محمد بن الحسن بن محمد الجواد، أبو القاسم الشريف العلوي المنتظر. 4/ 463/ 323 أبو عسيب، أحمر مولى الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابي. 13/ 303/ 4112 العشاري: محمد بن علي بن الفتح، أبو طالب الحربي. 15/ 355/ - عشير بن علي الجبلي. 15/ 259/ 5162 ابن العصار: علي بن عبد الرحيم بن الحسن، أبو الحسن السلمي العباسي البَغْدَادِيّ. 15/ 331/ 5239 ابْنُ أَبِي عَصْرُوْنَ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة اللهِ بنِ المُطَهِّرِ بنِ علي، أبو سعد التميمي الحديثي الموصلي. 8/ 340/ 1586 العصري: عُثْمَانُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ جَهْمِ بنِ عِيْسَى البصري. 10/ 326/ 2326 أَبُو عَصِيْدَةَ: أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ نَاصِحٍ بن بلنجر، أبو جعفر الديلمي البغدادي النحوي الهاشمي. 12/ 287/ 3377 عَضُدُ الدَّوْلَةِ: فَنَّاخُسْرُو بنُ حَسَنِ بنِ بُوَيْه، أبو شجاع صاحب العراق. 15/ 305/ 5203 عَضُدُ الدِّيْنِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ هِبَة اللهِ بن مظفر، أبو فرج البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 157/ 2679 ابْنُ عَطَاءٍ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلٍ، أبو العباس الآدمي البغدادي. 5/ 423/ 644 عطاء بن أبي رباح أسلم، أبو محمد القرشي. 6/ 263/ 861 عطاء بن السائب الكوفي. 14/ 455/ 4832 عَطَاءُ بنُ أَبِي سَعْدٍ بنِ عَطَاءٍ، أَبُو محمد الثعلبي الهروي الفقاعي. 6/ 246/ 852 عطاء السليمي البصري العابد. 16/ 202/ 5590 ابْنُ عَطَاءٍ: مُحَمَّدُ بنُ النَّفِيْسِ بنِ مُحَمَّدٍ بن إسماعيل، أبو الفتح البغدادي الصوفي. 7/ 14/ 1101 عطاء المقنع الساحر العجمي. 6/ 285/ 883 عطاء الخراساني بن ميسرة "عبد الله" أبي مسلم، أبو أيوب. 6/ 219/ 844 عطاء بن أبي ميمونة البصري. 5/ 265/ 542 عطاء بن يسار. 14/ 373/ 4736 العطار: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بن أَحْمَدَ بنِ بشر، أبو غالب الكرخي البغدادي. 16/ 102/ 5502 العَطَّارُ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الصمد بن عبد الرازق، أبو القاسم السلمي البغدادي الصيدلاني. 10/ 297/ 2292 العطار: الحسن بن إسحاق بن يزيد، أبو علي البغدادي. 13/ 487/ 4290 ابْنُ العَطَّارِ: عَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدِ بنِ غالب، أبو منصور البغدادي الأزجي. 9/ 566/ 2047 العطار: عبد الله بن الصباح، أبو محمد الهاشمي البصري الحافظ. 9/ 331/ 1886 العطار: العلاء بن عبد الجبار، أبو الحسن البصري المكي مولى الأنصار.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 323/ 5229 العطار: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ، أبو الكرم الهمذاني العباس. 13/ 452/ 4251 العطار: محمد بن إبراهيم بن علي، أبو بكر الأصبهاني. 10/ 51/ 2103 العطار: محمد بن سعيد بن غالب، أبو يحيى البغدادي الضرير. 11/ 478/ 2954 العطار: مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدِ بنِ حَفْصٍ، أَبُو عَبْدِ الله الدوري البغدادي الحافظ الخضيب. 15/ 310/ 5208 ابن العطار: منصور بن نصر، أبو بكر ظهير الدين الحراني البغدادي. 12/ 488/ 3627 العطار: نَصْرُ بنُ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن يعقوب، أبو الفضل الطوسي. 15/ 292/ 5180 العطار: هبة الله بن يحيى بن حسن، أبو جعفر ابن البوقي الواسطي. 10/ 246/ 2259 العطاردي: أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عمير، أبو عمر الكوفي التميمي. 7/ 292/ 1236 العطاف بن خالد بن عبد الله بن العاص بن وابصة، أبو صفوان المخزومي المدني. 14/ 455/ 4831 ابْنُ عَطَّافٍ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو الفضل الهمداني الموصلي. 12/ 120/ 3188 العطشي: أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ يَحْيَى بنِ عَمْرٍو، أبو الحسين البغدادي الأدمي. 10/ 245/ 2255 ابن عطية: أحمد بن القاسم، أبو بكر الرازي البزاز. 3/ 538/ 155 أم عطية الأنصارية: نسيبة بنت الحارث الصحابية. 10/ 151/ 2161 عطية بن بقية بن الوليد الحمصي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 69/ 774 عطية بن سعد بن جنادة، أبو الحسن العوفي الكوفي. 13/ 132/ 3898 عَطِيَّةُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أَبُو محمد الأندلسي القفصي الصوفي. 14/ 401/ 4759 ابن عطية: غَالِبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَالِب بن تمام، أبو بكر المحاربي الغرناطي المالكي. 6/ 68/ 773 عطية بن قيس، أبو يحيى الكلبي الدمشقي المذبوح. 10/ 228/ 2231 ابن عفان: الحسن بن علي، أبو محمد العامري الكوفي. 8/ 359/ 1602 عفان بن مسلم بن عبد الله، أبو عثمان الصفار. 16/ 214/ 5603 ابْنُ عُفَيْجَةَ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المبارك بن كرم، أبو منصور البندينجي البغدادي الحمامي. 13/ 511/ 4319 ابن عفيف البوشنجي: عبد الرحمن بن محمد، الهروي كلار. 16/ 42/ 5422 عفيفة بنت أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مهران، أم هانئ الأصبهانية الفارفانية. 12/ 148/ 3223 ابن أبي العقب: عَلِيُّ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَاكِرِ، أبو القاسم الهمداني الدمشقي. 4/ 89/ 186 عقبة بن عامر الجهني، أبو عبس الصحابي. 12/ 48/ 3101 ابن عقبة: علي بن محمد بن محمد، أبو الحسن الشيباني الكوفي. 9/ 528/ 2023 عقبة بن مكرم بن أفلح، أبو عبد الملك العمي البصري. 9/ 528/ 2024 عقبة بن مكرم الضبي الهلالي الكوفي. 4/ 500/ 361 عقبة بن نافع القرشي. 12/ 90/ 3139 العقبي: حمزة بن محمد بن العباس، أبو أحمد البغدادي الدهقان.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 528/ 3024 ابْنُ عُقْدَةَ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد، أبو العباس الكوفي. 11/ 528و530/ - عقدة: محمد بن سعيد بن عبد الرحمن، النحوي البارع. 8/ 166/ 1486 العقدي: عبد الملك بن عمرو، أبو عامر القيسي محدث البصرة. 13/ 89/ - ابن عقيل البارودي: عبد الله بن محمد بن عقيل المعتزلي، أبو محمد. 6/ 393/ 958 عقيل بن خالد بن عقيل، أبو خالد الأيلي. 4/ 244/ 241 عقيل بن أبي طالب الهاشمي، أبو يزيد "أبو عيسى" الصحابي. 6/ 329/ 929 ابن عقيل: عبد الله بن محمد، أبو محمد الهاشمي. 14/ 330/ 4682 ابن عقيل: عَلِيُّ بنُ عَقِيْل بن مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلِ بن عبد الله، أبو الوفاء البغدادي الظفري. 11/ 262/ 2754 العقيلي: محمد بن خزيم بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ، أبو بكر الدمشقي. 11/ 467/ 2938 العقيلي: مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ مُوْسَى بنِ حَمَّاد، أبو جعفر الحجازي. 16/ 217/ - العقيلي: محمد بن هبة الله بن محمد ابن العديم. 14/ 24/ 4340 العقيلي: مسلم بن قريش بن بدران بن حسام صاحب الموصل. 3/ 189/ 65 عكاشة بن محصن، أبو محصن الأسدي الصحابي. 13/ 205/ 3994 العكبري: الحَسَنُ بنُ شِهَاب بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، أبو علي الفقيه الحنبلي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 546/ 2516 العكبري: خلف بن عمرو، أبو محمد الجليل. 16/ 106/ 5507 العكبري: عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن الحسين، أبو البقاء البغدادي الأزجي. 15/ 408/ 5321 العكبري: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حمديه، أبو منصور البغدادي. 13/ 343/ 4155 العكبري: عبد الواحد بن علي بن برهان، أبو القاسم. 13/ 105/ 3851 العكبري: عمر بن أحمد بن عثمان، أبو حفص البزاز. 11/ 160/ 2684 العكبري: محمد بن صالح بن ذريح، أبو جعفر البغدادي. 13/ 482/ 4285 العكبري: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بن عبد العزيز، أبو منصور الفارسي. 10/ 304/ 2304 العكبري: مُحَمَّدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ حَمَّادِ بنِ وَاقِدٍ أبو الأحوص القاضي. 15/ 97/ 5001 العكبري: نَصْرُ بنُ نَصْرِ بنِ عَلِيِّ بنِ يُوْنُسَ، أبو القاسم الشافعي. 3/ 197/ 71 عِكْرِمَةُ بنُ أَبِي جَهْلٍ عَمْرِو بنِ هِشَامٍ بن المغيرة بن عبد الله، أبو عثمان المخزومي. 5/ 217/ 517 عكرمة بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ، أبو عبد الله المخزومي. 5/ 378/ 624 عكرمة، أبو عبد الله القرشي البربري. 6/ 558/ 1050 عكرمة بن عمار، أبو عمار العجلي البصري اليمامي. 11/ 512/ 2999 العكري: محمد بن بشر بن بطريق، أبو بكر الزبيري المصري. 8/ 332/ 1578 العكوك: علي بن جبلة بن مسلم، أبو الحسن الخراساني الشاعر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 291/ 4107 أَبُو العَلاَءِ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سليمان بن محمد القحطاني المعري. 10/ 414/ 2382 العلاء بن أيوب بن رزين، أبو الفضل الموصلي. 14/ 200/ 4543 العلاء بن حسن بن وهب، أبو سعد أمين الدولة ابن الموصلايا. 5/ 114/ 450 العَلاَءُ بنُ زِيَادِ بنِ مَطَرِ بنِ شُرَيْحٍ، أبو نصر العدوي البصري. 9/ 331/ 1886 العلاء بن عبد الجبار، أبو الحسن البصري العطار. 6/ 316/ 917 العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، أبو شبل المدني. 3/ 162/ 56 العَلاَءُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِمَادِ بنِ أكبر بن ربيعة بن مقنع الحضرمي. 14/ 102/ 4430 ابْنُ أَبِي العَلاَءِ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ علي بن أحمد، أبو القاسم المصيصي الدمشقي. 10/ 400/ 2365 أبو العلاء الكاتب، صاعد بن مخلد الوزير. 6/ 417/ 973 العَلاَءُ بنُ المُسَيِّبِ بنِ رَافِعٍ الأَسَدِيُّ الكُوْفِيُّ. 13/ 291/ 4107 أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيُّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن سليمان بن محمد القحطاني التنوخي. 8/ 519/ 1706 العلاء بن موسى بن عطية، أبو الجهم الباهلي البغدادي. 15/ 287/ 5178 أبو العلاء الهمذاني: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد بن حنبل العطار. 16/ 295/ 5709 علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو بن قلج أرسلان السلجوقي صاحب الروم. 10/ 531/ 2496 أَبُو عُلاَثَةَ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيَاضِ بنِ أَبِي طيبة الأخباري الأديب المصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 14/ 1102 ابن علاثة: محمد بن عبد الله، أبو اليسر العقيلي الجزري. 15/ 470/ 5374 ابن علاس: عبد الرحمن بنُ مَكِّيٍّ بنِ حَمْزَةَ بنِ مُوَقَّى بنِ علي، أبو القاسم الأنصاري السعدي الثغري. 13/ 85/ 3822 العلاف: أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست، أبو عبد الله البغدادي البزاز. 11/ 314/ 2807 العلاف: الحسن بن علي بن أحمد بن بشار، أبو بكر البغدادي النهرواني. 14/ 90/ 4417 ابن العلاف: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ فهد، أبو القاسم البغدادي. 13/ 164/ 3936 العلاف: عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بن دُوْسْتَ، أبو عمرو البغدادي. 14/ 223/ 4573 ابن العلاف: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن يوسف، أبو الحسن البغدادي. 13/ 242/ 4039 ابْنُ العَلاَّفِ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ بن يوسف، أبو طاهر البغدادي. 12/ 93/ 3145 العلاف: محمد بن عيسى بن حسن، أبو عبد الله التميمي البغدادي. 9/ 189/ 1871 العَلاَّفُ: مُحَمَّدُ بنُ الهُذَيْلِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، أبو الهذيل البصري رأس الاعتزال. 10/ 473/ 2439 العلاف: يحيى بن أيوب بن بادي، أبو زكريا المصري. 16/ 317/ 5736 ابن علان: أسعد بن المسلم بن مكي، أبو المعالي القيسي الدمشقي. 11/ 303/ 2798 علان: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ رَبِيْعَةَ، أبو الحسن المصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 137/ 3205 ابن علان: علي بن الحسن، أبو الحسن الحراني. 10/ 295/ 2287 علان: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المغيرة، أبو الحسن المخزومي المصري. 10/ 459/ 2429 علان: علي بن عبد الصمد، أبو الحسن الطيالسي البغدادي. 14/ 8/ 4328 ابن علان: محمد بن أحمد بن علان، أبو الفرج الكرجي الكوفي. 16/ 443/ 5887 ابن علان: مَكِّيُّ بنُ المُسَلَّم بنِ مَكِّيِّ بنِ خَلَفِ، أبو محمد القيسي الدمشقي. 13/ 401/ 4204 ابن أبي علانة: العلاني محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو سعد. 16/ 260/ 5666 العلبي: زَكَرِيَّا بن عَلِيِّ بنِ حَسَّانِ بنِ عَلِيِّ بن حسين، أبو يحيى السقلاطوني الحريمي. 5/ 16/ 382 عَلْقَمَةُ بنُ قَيْسِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مالك، أبو شبل فقيه الكوفة. 5/ 509/ 696 علقمة بن مرثد، أبو الحارث الحضرمي الكوفي. 5/ 22/ 383 علقمة بن وقاص بن كلدة الليثي المدني العتواري. 16/ 487/ 5954 ابْنُ العَلْقمِيِّ: مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طالب الوزير الكبير. 12/ 234/ 3323 ابْنُ عَلَّكَ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أحمد، أبو عبد الرحمن الجوهري المروزي. 11/ 471/ 2943 ابْنُ عَلَّكَ: عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ، أبو حفص المروزي الجوهري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 107/ 3169 ابن علم: محمد بن عبد الله بن عمرويه، أبو بكر "أبو عبد الله" البغدادي الصفار. 14/ 337/ 4689 العلوي: حمزة بن العباس بن علي، أبو محمد الحسيني الأصبهاني. 12/ 535/ 3685 العلوي: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ دَاوُدَ بن عَلِيٍّ، أبو الحسن النيسابوري. 12/ 536/ 3686 العلوي: محمد بن الحسين، أبو علي النيسابوري. 13/ 259/ 4062 العلوي: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو عبد الله الكوفي. 15/ 170/ 5082 العلوي: محمد بن محمد ابن أبي زيد، أبو طالب البصري. 10/ 535/ 2499 ابن علوية: الحَسَن بن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَان، أبو محمد البغدادي القطان. 13/ 194/ 3975 علي بن إبراهيم بن سعيد، أبو الحسن الحوفي. 12/ 60/ 3108 عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَلَمَةَ بنِ بَحْرٍ، أبو الحسن القزويني القطان. 14/ 286/ 4635 عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ العَبَّاسِ بنِ الحَسَنِ، أبو القاسم الهاشمي العلوي الدمشقي النسيب. 10/ 266/ 2267 علي بن إبراهيم بن عبد المجيد بن أبو الحسين الواسطي. 13/ 275/ 4086 علي بن إبراهيم بن عيسى، أبو الحسن الباقلاني البغدادي المقرئ. 11/ 155/ 2674 علي بن إبراهيم بن مطر، أبو الحسن البغدادي السكري. 12/ 59/ - علي بن إبراهيم بن معاوية النيسابوري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 471/ 5375 عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَجَا بنِ غَنَائِمَ، أبو الحسن الدمشقي الأنصاري، ابن نجية. 13/ 239/ 4036 عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرَوَيْه بن سَخْتَامَ، أبو الحسن العنزي السمرقندي. 12/ 66/ 3114 عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو الحسن البغدادي. 16/ 309/ 5726 علي بن أحمد بن حسن، ابو الحسن التجيبي الأندلسي الحرالي. 13/ 137/ 3904 علي بن أحمد، أبو الحسن الخرقاني البسطامي. 13/ 149/ 3926 عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نعيم، أبو الحسن البصري النعيمي. 15/ 119/ 5027 عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ، أبو الحسن اليزدي البغدادي بن محمويه. 15/ 296/ 5189 علي بن أحمد بن حنين، أبو الحسن الكناني القرطبي المقرئ. 14/ 414/ - عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَفِ بنِ البَاذش. 16/ 359/ - علي بن أحمد بن خيرة. 15/ 335/ - علي بن أحمد الدامغاني. 13/ 373/ 4190 عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ حَزْمٍ بنِ غَالِبٍ، أبو محمد الأندلسي القرطبي: ابن حزم. 11/ 303/ 2798 عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ رَبِيْعَةَ، أبو الحسن المصري علان. 12/ 389/ 3502 عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ صَالِحِ بنِ حَمَّادٍ، أبو الحسن القزويني. 11/ 56/ 2565 علي بن أحمد بن الصباح، أبو الحسن القزويني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 487/ 2447 علي بن أحمد بن طلحة بن جعفر، أبو محمد المكتفي بالله العباسي. 12/ 286/ 3375 علي بن أحمد بن عبد العزيز، أبو الحسن الجرجاني. 13/ 125/ 3886 علي بن أحمد بن عبدان بن الفرج، أبو الحسن الشيرازي. 14/ 23/ 4339 عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن بحر، أبو علي التستري البصري السقطي. 15/ 169/ 5080 عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ، أبو الحسن الدمشقي البستاني الحرستاني. 14/ 468/ 4799 علي بن أحمد بن علي، أبو الحسن الإسلامي السجزي البلخي. 12/ 268/ 3354 علي بن أحمد بن علي، أبو الحسن المصيصي. 13/ 306/ 4116 عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ سَلَّك، أبو الحسن الخوزستاني الفالي الشاعر. 14/ 325/ 4675 علي بن أحمد بن علي، أبو طالب السميرمي الوزير. 16/ 109/ 5511 عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى، أبو الحسن الغافقي القرطبي الشقوري. 13/ 128/ 3892 عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ حَفْص، أبو الحسن البغدادي الحمامي. 13/ 228/ 4020 علي بن أحمد، أبو القاسم الجوجرائي نجيب الدولة وزير مصر. 14/ 344/ 4699 علي بن أحمد بن محمد، أبو الحسن البغدادي الدهان المرتب. 15/ 320/ 5225 علي بن أحمد بن محمد، أبو الحسن الزيدي البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 16/ 3739 عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ، أبو القاسم الخزاعي البلخي. 13/ 136/ 3902 عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، أبو الحسن الأصبهاني الخرجاني. 13/ 109/ 3859 عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ، أبو الحسن البغدادي الرزاز. 15/ 129/ 5040 عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي العباس، أبو الحسن الأصبهاني اللباد. 13/ 488/ 4292 عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ البسري، أبو القاسم البندار. 13/ 453/ 4252 عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ، أبو الحسن النيسابوري الواحدي. 15/ 385/ - عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ كوثر المحاربي الغرناطي. 15/ 222/ 5127 أبو علي: أحمد بن هبة الله الرحبي. 12/ 529/ 3676 عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، أبو الحسن السامري الرفاء. 12/ 286/ 3374 علي بن أحمد بن المرزبان، أبو الحسن البغدادي شيخ الشافعية. 15/ 69/ 4963 علي بنُ أَحْمَدَ بنِ مُقَاتِلِ بنِ مَطْكُوْدٍ السُّوسِيُّ. 14/ 435/ 4808 علي بن أحمد بن منصور بن محمد بن قبيس، أبو الحسن الغساني الدمشقي. 11/ 86/ 2591 علي بن أحمد بن منصور بن نصر، أبو الحسن البسامي الشاعر. 16/ 68/ - علي بن أحمد بن هبل الطيب، أبو الحسن مهذب الدين.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 385/ - علي بن أحمد بن أبي الهيجا الهكاري، سيف الدين المشطوب. 14/ 131/ 4460 علي بن أحمد بن يوسف بن جعفر، أبو الحسن الأموي السفياني الهكاري. 16/ 386/ 5805 علي بن إدريس بن يعقوب السلطان السعيد المعتضد بالله صاحب الغرب. 11/ 524/ 3019 علي بن إسحاق بن البحتري، أبو الحسن المادرائي البصري. 12/ 195/ 3276 علي بن إسحاق بن خلف، أبو القاسم الزاهي البغدادي الشاعر. 11/ 155/ 2675 عَلِيُّ بنُ إِسْحَاقَ بنِ عِيْسَى بنَ زَاطِيَا، أبو الحسن البغدادي. 11/ 392/ 2896 علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم، أبو الحسن الأشعري اليماني البصري. 16/ 271/ - علي بن إسماعيل بن جبارة الكندي. 13/ 353/ 4169 علي بن إسماعيل، أبو الحسن المرسي ابن سيده اللغوي. 10/ 56/ 2109 علي بن إشكاب "الحسين" بن إبراهيم بن الحر بن زعلان، أبو الحسن البغدادي. 13/ 452/ 4250 أبو علي الأصبهاني: الحسن بن عمر بن حسن بن يونس. 14/ 432/ - علي بن أفلح البغدادي الشاعر. 6/ 59/ 764 عَلِيُّ بنُ الأَقْمَرِ بنِ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، أبو الوازع الهمذاني الكوفي. 16/ 271/ - علي بن باسويه، تقي الدين الواسطي. 9/ 85/ 1801 عَلِيُّ بنُ بَحْرِ بنِ بَرِّيٍّ، أَبُو الحَسَنِ الفارسي القطان. 12/ 543/ 3697 أَبُو عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ، الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ الشطرنجي مسند أصبهان.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 234/ 1536 علي بن بكار، أبو الحسن البصري. 16/ 277/ 5690 عَلِيُّ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ رُوْزْبَةَ بنِ عبد الله، أبو الحسن البغدادي القلانسي. 15/ 386/ 5294 علي بن أبي بكر بن عبد الجليل، أبو الحسن المرغيناني. 16/ 87/ 5482 علي بن أبي بكر، أبو الحسن الهروي السائح. 9/ 534/ 2029 أبو علي البلخي: الحسن بن شجاع بن رجاء الحافظ. 12/ 194/ 3273 علي بن بندار بن الحسين الصيرفي. 12/ 23/ 3070 علي بن بويه بن فناخسرو، أبو الحسن الديلمي عماد الدولة. 11/ 492/ 2971 أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب النيسابوري شيخ خراسان. 16/ 399/ 5818 علي بن جابر بن علي، أبو الحسن الدياج الإشبيلي. 11/ 113/ 2621 أبو علي الجبائي: محمد بن عبد الوهاب، شيخ المعتزلة. 10/ 503/ - علي بن جبلة بن رسته. 8/ 332/ 1578 علي بن جبلة بن مسلم، أبو الحسن العكوك الشاعر الخراساني. 16/ 304/ - علي بن جرير الرقي الوزير. 8/ 482/ 1689 علي بن الجعد بن عبيد، أبو الحسن البغدادي. 14/ 325/ 4676 علي بن جعفر بن علي، أبو القاسم السعدي ابن القطاع. 11/ 440/ 2916 علي بن الحاكم منصور بن نزار، أبو الحسن "أبو هاشم" الظاهر العبيدي المصري. 9/ 401/ 1935 عَلِيُّ بنُ حُجْرِ بنِ إِيَاسِ بنِ مُقَاتِلٍ، أبو الحسن السعدي المروزي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 572/ 2056 عَلِيُّ بنُ حَرْبِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، أبو الحسن الطائي الموصلي. 16/ 366/ - علي الحريري. 12/ 429/ 3556 علي بن حسان بن القاسم، أبو الحسن الدممي. 16/ 274/ 5687 علي بن الحسن بن أحمد، أبو الحسن البغدادي المظفري الرشيدي. 13/ 389/ 4195 علي بن الحسن بن أحمد بن المسلمة، أبو القاسم رئيس الرؤساء. 15/ 196/ 5096 علي بن الحسن بن الحسن بن أحمد، أبو القاسم الدمشقي ابن الماسح. 14/ 327/ 4679 عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ، أبو الحسن السلمي الدمشقي ابن الموازين. 14/ 135/ 4465 عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ بن المصري، أبو الحسن الموصلي المصري الخلعي. 11/ 267/ 2760 عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ خَلَفِ بنِ قُدَيْدٍ، أبو القاسم المصري. 11/ 252/ 2745 علي بن الحسن بن سلم، أبو الحسن الأصبهاني. 10/ 321/ - علي بن الحسن ابن عبدويه الخزاز. 12/ 137/ 3205 علي بن الحسن بن علان، أبو الحسن الحراني. 13/ 465/ 4266 عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي الطيب، أبو الحسن الباخرزي الشاعر. 13/ 434/ 4235 عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ، أبو منصور البغدادي: صردربعر. 13/ 227/ 4018 عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَيْمُوْنِ، أبو الحسن الربعي الدمشقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 5/ 5384 علي بن الحسن بن عنتر، أبو الحسن الحلي: شميم. 15/ 85/ 4984 علي بن الحسن بن محمد، أبو الحسن البلخي. 16/ 407/ 5837 عَلِيُّ بنُ أَبِي الحَسَنِ بنِ مَنْصُوْرٍ الحَوْرَانِيُّ الحريري. 10/ 154/ 2164 علي بن الحسن بن موسى بن ميسرة، أبو الحسن الداربجردي الهلالي الخراساني. 15/ 247/ 5155 علي بن الحسن بن هبة الله، أبو القاسم ابن عساكر صاحب "تاريخ دمشق". 10/ 56/ 2109 علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان، أبو الحسن البغدادي "ابن إشكاب". 13/ 183/ 3953 علي بن الحسين بن أحمد بن الحسن، أبو الفضل الهمذاني الفلكي. 16/ 58/ - علي بن الحسين ابن البل، أَبُو الحَسَنِ. 12/ 423/ 3544 عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ بُنْدَارَ بن عبد الله، أبو الحسن الأذني. 13/ 482/ 4284 علي بن الحسين بن جدا، أبو الحسن العكبري. 11/ 11/ 2526 عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْدِ، أَبُو الحَسَنِ النخعي الرازي المالكي. 11/ 328/ 2828 عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ حَرْبِ بنِ عِيْسَى، أبو عبيد البغدادي قاضي القضاة ابن حربويه. 15/ 113/ 5018 علي بن الحسين، أبو الحسن الغزنوي. 11/ 366/ 2865 علي بن الحسن بن سعد، أبو الحسن الهمذاني. 8/ 417/ 1624 عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ شَقِيْقِ بنِ دِيْنَارِ، أبو عبد الرحمن العبدي شيخ خراسان. 14/ 197/ 4538 عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عريبة، أبو القاسم البغدادي الربعي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 44/ 4355 عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بن عثمان بن قريش، أبو الحسن البغدادي النصري. 14/ 170/ 4498 عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَيُّوْبَ، أبو الحسن البغدادي المراتبي البزاز. 12/ 121/ 3190 علي بن الحسين بن علي، أبو الحسن المسعودي البغدادي. 13/ 446/ 4243 عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرحيم، أبو الحسن العراقي زَعِيْمُ المُلْكِ. 5/ 227/ 525 عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ بن أبي طالب الهاشمي العلوي: زين العابدين. 16/ 348/ 5785 علي بن الحسين بن علي بن منصور، أبو الحسن الأزجي ابن المقير. 14/ 358/ 4712 عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عُمَرَ بنِ الفَرَّاء، أبو الحسن الموصلي المصري. 15/ 306/ - علي بن الحسين بن اللواتي الفاسي الفقيه، أبو الحسن. 15/ 47/ 4931 علي بن الحسين بن محمد بن علي، أبو القاسم العباسي البغدادي الزينبي. 12/ 256/ 3341 علي بن الحسين بن محمد، أبو الفرج الأموي الأصبهاني صاحب "الأغاني". 11/ 318/ 2810 علي بن الحسين بن معدان، أبو الحسن الفارسي الفسوي. 13/ 231/ 4026 علي بن الحسين بن حسين بن موسى، أبو طالب القرشي العلوي البغدادي المرتضى. 8/ 341/ 1587 عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ، أَبُو الحَسَنِ المروزي. 9/ 384/ - علي بن حكيم الأودي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 154/ 5069 عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَمْزَةَ، أبو الحسن الموسوي الهروي. 7/ 553/ 1357 علي بن حمزة بن عبد الله، أبو الحسن الكسائي شيخ القراءة الأسدي الكوفي النحوي. 15/ 472/ 5376 عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ بن عَلِيِّ بنِ طَلْحَةَ بن علي، أبو الحسن البغدادي الكاتب. 12/ 21/ 3068 عَلِيُّ بنُ حَمْشَاذَ بنِ سَختويه بنِ نَصْرٍ، أبو الحسن النيسابوري. 12/ 555/ 3705 علي بن حمود بن ميمون بن أحمد الهاشمي العلوي الإدريسي الناصر لدين الله صاحب الأندلس. 16/ 88/ 5483 علي بن حميد ابن الصباغ، أبو الحسن الصعيدي. 13/ 331/ 4138 علي بن حميد بن علي، أبو الحسن الهمذاني الذهلي. 15/ 239/ 5144 عَلِيُّ بنُ حُمَيْدِ بنِ عَمَّارٍ، أَبُو الحَسَنِ الطرابلسي. 8/ 177/ 1494 أَبُو عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ المجيد. 15/ 71/ 4968 عَلِيُّ بنُ حَيْدَرَةَ بنِ جَعْفَرٍ، أَبُو طَالِبٍ الحسيني الدمشقي. 9/ 430/ 1961 علي بن حشرم بن عبد الرحمن بن عطاء، أبو الحسن المروزي. 13/ 303/ 4111 علي بن خلف بن بطال، أبو الحسن البكري البلنسي ابن اللجام. 15/ 471/ - علي بن خلف بن معزوز. 5/ 375/ 619 علي بن داود، أَبُو المُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ البَصْرِيُّ. 10/ 296/ 2290 عَلِيُّ بنُ دَاوُدَ بن يزيد، أبو الحسن التميمي البغدادي القنطري. 13/ 14 و43/ - أبو علي الدقاق: الحسن بن علي النيسابوري الصوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5/ 437/ 650 علي بن رباح بن قصير، أبو موسى اللخمي المصري. 7/ 86/ 1155 عُلَيُّ بنُ رَبَاحِ بنِ قَصِيْرِ بن قَشِيْبِ، أبو موسى اللخمي المصري. 17/ 253/ 4055 عَلِيُّ بنُ رَبِيْعَةَ بنِ عَلِيٍّ، أَبُو الحَسَنِ التميمي المصري البزاز المعمر. 5/ 290/ 556 علي بن ربيعة بن الكوفي، أبو المغيرة الوالبي الكوفي. 8/ 115/ 1438 علي الرضي بن موسى بن جعفر بن محمد، أبو الحسن الهاشمي العلوي. 13/ 333/ 4141 عَلِيُّ بنُ رِضْوَانَ بنِ عَلِيِّ بنِ جَعْفَرٍ، أبو الحسن المصري ابن رضوان. 11/ 327/ 2827 أبو علي الروذباري: أحمد بن محمد "حسن بن هارون" بن القاسم. 13/ 27/ 3753 أَبُو عَلِيٍّ الرُّوْذَبَارِيُّ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حاتم الطوسي. 15/ 263/ 5168 علي بن زيد بن أميرك، أبو الحسن الأنصاري الخزيمي البيهقي. 5/ 509/ 697 علي بن زيد بن جدعان، أبو الحسن القرشي التيمي البصري. 16/ 334/ 5760 عَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُفَرِّجٍ، أبو الرضا الجذامي البرقي الإسكندراني التسارسي. 16/ 368/ - علي بن سالم بن أبي بكر البعقوبي. 11/ 174/ 2696 علي بن سراج، أبو الحسن الحرشي المصري. 15/ 61/ 4952 علي بن سَعْدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ المَوْصِلِيُّ: ابن مسهر الشاعر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 90/ 2599 عَلِيُّ بنُ سَعِيْدِ بنِ بَشِيْرِ بنِ مِهْرَانَ، أبو الحسن الرازي: عليك. 11/ 283/ 2772 علي بن سعيد بن عبد الله، أبو الحسن العسكري. 15/ 89/ 4989 علي بن السلار، أبو الحسن الكردي. 15/ 37/ 4922 علي بن سليمان بن أحمد، أبو الحسن القرطبي الشقوري المرادي. 11/ 294/ 2784 علي بن سليمان بن الفضل، أبو الحسن الأخفش البغدادي النحوي. 10/ 307/ 2308 عَلِيُّ بنُ سَهْلِ بنِ المُغِيْرَةِ، أَبُو الحَسَنِ النسائي البغدادي. 9/ 566/ 2048 علي بن سهل بن موسى بن قادم، أبو الحسن النسائي. 13/ 476/ 4280 أَبُو عَلِيٍّ الشَّافِعِيُّ: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحسن المكي الحناط. 13/ 134/ 3900 أبو علي ابْنُ شَاذَانَ: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البغدادي. 9/ 555/ - علي بن شعيب السمسار. 7/ 59/ 1136 عَلِيُّ بنُ صَالِحِ بنِ حَيٍّ، أَبُو الحَسَنِ. 11/ 56/ 2565 عَلِيُّ بنُ أَبِي طَاهِرٍ أَحْمَدَ بن الصباح، أبو الحسن القزويني. 12/ 163/ 3241 أبو علي الطبري: الحسن بن القاسم شيخ الشافعية. 15/ 16/ 4890 علي بن طراد بن محمد بن علي، أبو القاسم العباسي الزينبي البغدادي. 16/ 89/ 5486 علي بن ظافر بن الحسين، أبو الحسن الأزدي المصري. 13/ 140/ 3911 علي بن طلحة بن كردان، أبو القاسم الواسطي. 8/ 29/ 1385 علي بن عاصم بن صهيب، أبو الحسن القرشي التيمي. 10/ 497/ 2460 علي بن العباس بن جريج، أبو الحسن الشاعر ابن الرومي. 11/ 519/ 3007 علي بن العباس النوبختي الشاعر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 263/ 2755 علي بن العباس بن الوليد، أبو الحسن المقانعي الكوفي. 14/ 374/ 4737 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بن سَلاَمَةَ بن عيذون، أبو الحسن الهذلي التونسي. 11/ 265/ 2757 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو الحسن الغضائري محدث حلب ومسند الشام. 12/ 541/ 3694 علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس، أبو الحسن المصري المنجم. 13/ 432/ 4231 علي بن عبد الرحمن بن الحسن بن عليك، أبو القاسم النيسابوري. 14/ 197/ - عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الدوش الشَّاطبِي، أَبُو الحَسَنِ. 12/ 325/ 3422 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عبد الله، أبو الحسن الكوفي البكائي. 16/ 256/ 5662 علي بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أبو القاسم البكري البغدادي ابْنُ الجَوْزِيِّ. 12/ 119/ 3186 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عِيْسَى بن زيد بن ماتي، أبو الحسين الكوفي. 15/ 202/ 5104 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رافع، أبو الحسن الطوسي البغدادي ابْنُ تَاجِ القُرَّاءِ. 14/ 484/ 4865 عَلِيُّ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو طالب الصوري الدمشقي بهجة الملك. 10/ 295/ 2287 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المغيرة، أبو الحسن المخزومي المصري، علان. 14/ 185/ 4518 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هَارُوْنَ بنِ عبد الرحمن بن الجراح، أبو الخطاب البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 259/ 5162 علي بن عبد الرحيم بن الحسن، أبو الحسن السلمي العباسي البغدادي ابن العطار. 16/ 194/ - علي بن عبد الرشيد بن بنيمان. 14/ 15/ 4333 علي بن عَبْدُ السَّيِّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، أبو القاسم ابْنُ الصَّبَّاغِ. 15/ 25/ 4902 عَلِيُّ بنُ عَبْدُ السَّيِّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، أبو القاسم ابن الصباغ. 14/ 204/ - علي بن علي بن عبد الصمد بن أحمد بن مردويه. 10/ 459/ 2429 علي بن عبد الصمد، أبو الحسن الطيالسي البغدادي: ماغمة علان. 16/ 277/ - علي بن عبد الصمد ابن الرماح. 16/ 327/ - عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَبْدِ الجَلِيْلِ الرازي. 12/ 494/ 3635 علي بن عبد العزيز بن الشاعر، أبو الحسن الجرجاني الشاعر. 10/ 412/ 2380 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَرْزُبَانِ بنِ سابور، أبو الحسن البغوي. 14/ 110/ 4439 علي بن عبد الغني، أبو الحسن بن الفهري القيرواني الحصري الشاعر. 14/ 419/ 4786 علي بن عبد القاهر بن آسة، أبو محمد المراتبي الفرضي. 16/ 364/ - علي بن عبد الكافي الصقلي الدمشقي. 15/ 323/ 5229 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ، أبو الكرم العباسي الهمذاني العطار. 13/ 84/ 3821 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أحمد، أبو الحسن العباسي العيسوي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 368/ 4181 علي بن عبد الله بن أحمد، أبو الحسن النيسابوري ابْنُ أَبِي الطَّيِّبِ. 9/ 104/ 1817 عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ نجيح، أبو الحسن السعدي البصري ابن المديني الحافظ. 13/ 59/ 3793 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بن جهضم، أبو الحسن الهمذاني. 12/ 247/ 3333 علي بن عبد الله بن حمدان، أبو الحسن سيف الدولة صاحب حلب. 8/ 51/ 1393 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ، أبو الحسن القرشي السفياني: أَبُو العَمَيْطَرِ. 15/ 262/ 5167 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَلَفِ بن محمد، أبو الحسن الأنصاري الأندلسي. 14/ 213/ - عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي صَادِق الحيري. 6/ 14 و37/ 731 و749 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ بنِ عبد المطلب، أبو محمد الهاشمي السجاد. 16/ 464/ - عَلِيّ بن عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ المغربي. 11/ 360/ 2858 علي بن عبد الله بن مبشر، أبو الحسن الواسطي. 14/ 452/ 4823 عَلِيِّ بنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ موهب، أبو الحسن الجذامي. 16/ 453/ 5905 عَلِيِّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، أبو الحسن الأنصاري ابْنُ قُطرَالَ. 12/ 270/ 3357 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ وصيف، أبو الحسن الحلاء الشاعر. 11/ 538/ 3026 عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ بنِ أبي مطر، أبو الحسن المعافري قاضي الإسكندرية.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 370/ 4729 علي بن عبد الواحد بن أحمد، أبو الحسن الدينوري البغدادي. 13/ 168/ 3943 علي بن عبد كويه: علي بن يحيى بن جعفر. 13/ 269/ 4075 علي بن عبيد الله بن محمد، أبو الحسن الكسائي الهمذاني. 14/ 413/ 4777 علي بن عبيد الله بن نَصْر بن عُبيد الله بن سَهْلِ بن الزاغوني، أبو الحسن البغدادي. 8/ 547/ 1735 علي بن عثمان بن علي، أبو الحسن الكلابي الكوفي. 8/ 546/ 1734 عَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ لاحق، أبو الحسن اللاحقي البصري. 10/ 295/ 2288 عَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ، أبو محمد النفيلي الصغير الحراني. 15/ 132/ 5046 عَلِيُّ بنُ عَسَاكِرَ بنِ سُرُوْرٍ، أَبُو الحَسَنِ الخشاب. 15/ 247/ 5155 علي ابن عساكر: علي بن حسن بن هبة الله. 16/ 137/ 5537 علي بن عساكر: علي بن القاسم بن علي بن بهاء الدين القاسم. 15/ 244/ 5151 علي بن عساكر بن المرحب، أبو الحسن العراقي البطائي. 14/ 330/ 4682 عَلِيُّ بنُ عَقِيْل بن مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلِ بن عبد الله، أبو الوفاء البغدادي الظفري. 16/ 109/ - علي بن علوش، برهان الدين المالكي. 14/ 452/ 4824 علي بن علي بن عبيد الله، أبو منصور البغدادي الأمين. 16/ 69/ 5460 عَلِيُّ بنُ عَلِيِّ بنِ المُبَارَكِ بنِ الحُسَيْنِ بن نغوبا، أبو المظفر الواسطي. 16/ 263/ 5673 علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي الآمدي السيف.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 382/ - علي بن هبة الله، أبو طالب. 12/ 540/ 3692 علي بن عمر بن أحمد، أبو الحسن البغددي ابن القصار. 12/ 414/ 3538 عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَهْدِيِّ، أبو الحسن البغدادي الدارقطني. 13/ 238/ 4034 علي بن عمر، أبو الحسن الحراني المصري ابن حمصة. 12/ 515/ 3655 علي بن عمر بن العباس، أبو الحسن الرازي الفقيه. 13/ 243/ 4041 علي بن عمر بن محمد، أبو الحسن البغدادي الحربي ابن القزويني. 12/ 469/ 3603 عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بن شاذان، أبو الحسن الحميري البغدادي. 16/ 398/ 5817 أبو علي: عمر بن محمد بن عمر الأزدي الأندلسي الشلوبين. 8/ 410/ 1620 علي بن عياش بن مسلم، أبو الحسن الألهاني الحمصي. 12/ 467/ 3599 علي بن عيسى، أبو الحسن الرماني النحوي المعتزلي. 11/ 503/ 2986 عَلِيِّ بنِ عِيْسَى بنِ دَاوُدَ بنِ الجَرَّاحِ أبو الحسن البغدادي الوزير. 13/ 122/ 3882 علي بن عيسى بن الفرج، أبو الحسن الربعي البغدادي. 12/ 369/ 3475 أَبُو عَلِيٍّ الفَارِسِيُّ: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبد الغفار الفسوي النحوي. 13/ 29/ 3757 أَبُو عَلِيٍّ الفَارِسِيُّ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ. 14/ 413/ 4778 أَبُو عَلِيٍّ الفَارِقِيُّ: الحَسَنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ برهون. 16/ 287/ - علي بن أبي الفتح الكناري. 16/ 333/ 5759 علي بن أبي الفخار: علي بن هبة الله الهاشمي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 194/ - علي الفرنثي. 14/ 50/ 4363 عَلِيُّ بنُ فَضَّالِ بنِ عَلِيِّ بنِ غَالِبٍ، أبو الحسن المجاسقي القيرواني التميمي. 12/ 48/ 3100 علي بن الفضل بن إدريس، أبو الحسن الستوري السامري. 11/ 382/ 2881 علي بن الفضل بن نصر، أبو الحسن البلخي البغدادي. 7/ 82/ 1286 علي بن الفضل بن عياض، أبو علي التميمي اليربوعي الخراساني. 13/ 39/ 3771 علي بن القاسم بن الحسن، أبو الحسن النجاد البصري. 16/ 137/ 5537 علي بن القاسم بن علي بن عساكر، أبو القاسم الدمشقي العماد. 9/ 138/ - علي بن قرين بن بيهس. 11/ 524/ 3020 أبو علي القشيري: مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إبراهيم بن عيسى الحراني محدث الرقة ومؤرخها. 11/ 176/ 2700 أبو علي القطان: الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ بنِ الأزرق الرقي الجصاص الحافظ. 16/ 363/ - علي بن قليج. 16/ 464/ - علي بن الكتبي المقرئ. 13/ 70/ 3807 عَلِيُّ بنُ مَاشَاذَه مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ ميلة، أبو الحسن الأصبهاني. 7/ 529/ 1343 علي بن المبارك "الحسين" الأحمر النحوي الكسائي. 14/ 368/ 4726 علي بن المبارك بن علي بن الفاعوس، أبو الحسن البغدادي الإسكاف. 15/ 223/ - علي بن المبارك بن نغوبا الواسطي، أبو الحسن. 16/ 363/ - علي بن محاسن بن عوانة النميري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 267/ 4072 علي بن المحسن بن علي، أبو القاسم التنوخي البصري. 13/ 218/ 4005 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حُسَيْنٍ، أبو الحسن الدمشقي الحنائي. 12/ 326/ 3424 علي بن محمد الأحدب الكاتب. 12/ 10/ 3051 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ، أبو الحسن البغدادي المصري. 13/ 137/ 3903 علي بن محمد بن أحمد، أبو الحسن الجرجاني الحناطي ابن عرفة. 15/ 106/ 5008 علي بن محمد بن أحمد، أبو الحسن الروزراوري المشكاني الشافعي. 16/ 222/ 5616 علي بن محمد بن أحمد، أبو الحسن المخزومي البلنسي الشاعر ابْنُ حَرِيْقٍ. 12/ 337/ 3442 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ كَيْسَانَ، أبو الحسن الحربي. 12/ 335/ 3439 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ لُؤْلُؤٍ، أبو الحسن البغدادي الوراق. 9/ 368/ 1910 علي بن محمد بن إسحاق، أبو الحسن الطنافسي الكوفي محدث قزوين. 12/ 479/ 3613 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو الحسن الحلبي. 11/ 501/ 2983 علي بن محمد بن أيوب بن حجر، أبو الطيب الرقي الصوري. 11/ 244/ - علي بن محمد بن بشار البغدادي، أبو الحسن الزاهد. 13/ 401/ 4205 علي بن محمد بن جعفر، أبو الحسن الطريثيثي اللحساني "اللحاسي". 11/ 11/ - علي بن محمد الجكاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 311/ 4120 علي بن محمد بن حبيب، أبو الحسن البصري الماوردي. 13/ 387/ 4191 علي بن محمد بن الحسن بن يزداد، أبو تمام القاضي البغدادي الواسطي. 16/ 156/ 5561 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ يُوْسُفَ بن يحيى، أبو الحسن المصري ابن النبيه. 14/ 189/ 4524 علي بن محمد بن حسين بن حذام، أبو الحسن الخذامي البخاري. 12/ 536/ 3686 أبو علي: محمد بن الحسين بن داود العلوي. 14/ 89/ 4415 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الكريم، أبو الحسن البزدوي. 12/ 569/ 3724 علي بن محمد بن خلف، أبو الحسن المعافري القروي القابسي. 16/ 37/ 5412 علي بن محمد بن رستم، أبو الحسن الخراساني الدمشقي ابن الساعاتي. 12/ 120/ 3187 علي بن محمد بن الزبير، أبو الحسن القرشي الكوفي. 12/ 547/ 3702 علي بن محمد بن العباس، أبو حيان التوحيدي البغدادي. 10/ 288/ 2282 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَبْدِيُّ الخبيث طَاغيَةُ الزِّنْجِ. 16/ 349/ 5787 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عطاس، أبو الحسن الهمداني المصري. 16/ 155/ 5560 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ إدريس، أبو الحسن الروحاني البعقوبي. 13/ 79/ 3816 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بشران، أبو الحسين الأموي البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 446/ 1650 علي بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن المدائني الأخباري. 13/ 465/ 4267 عَلِيُّ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحسن، أبو الحسن الجرجاني. 12/ 154/ 3231 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد، أبو أحمد الحبيبي المروزي. 10/ 449/ 2416 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشّوَاربِ، أبو الحسن الأموي البصري. 16/ 228/ 5626 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِك بنِ يحيى، أبو الحسن الفاسي ابن القطان. 11/ 496/ 2975 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَبْدِ الله، أبو الحسن البغدادي البزاز. 11/ 537/ 3025 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَبْدِ الله البزاز، أبو الحسن البغدادي البزاز. 14/ 102/ 4430 علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي العلاء، أبو القاسم المصيصي الدمشقي. 13/ 245/ 4042 علي بن محمد بن علي بن أحمد، أبو القاسم الفارسي المصري. 15/ 128/ 5038 علي بن محمد بن علي، جلال الدين الأصبهاني. 13/ 463/ 4265 علي بن محمد بن علي، أبو الحسن الصليحي صاحب اليمن. 13/ 75/ 3812 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حُسَيْن ابن السقا، أبو الحسن الإسفراييني. 16/ 70/ 5462 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ خَرُوْفٍ، أبو الحسن الإشبيلي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 15/ 3738 عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ خَزَفَة، أبو الحسن الواسطي الصيدلاني. 14/ 322/ - علي بن محمد بن علي ابن الدامغاني. 13/ 184/ 3955 علي بن محمد بن علي، أبو القاسم الهاشمي الزيدي الحراني. 9/ 571/ - علي بن محمد بن علي الكاظم الحسيني. 13/ 432/ 4232 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن عبد الحميد، أبو الفرج البجلي الجريري. 14/ 223/ 4573 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ محمد، أبو الحسن البغدادي ابن العلاف. 16/ 436/ 5879 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن يحيى، أبو الحسن الغافقي السبتي الشاري. 16/ 10/ 5395 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ المُسَلَّمِ السلمي الدمشقي سِبْطُ الشَّهْرُزُوْرِيِّ. 16/ 243/ 4603 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ، أبو منصور الأنباري البغدادي. 16/ 335/ 5762 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مِهْرَانَ القرميسيني الإسكندراني. 15/ 219/ 5124 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ هُذَيْلٍ، أبو الحسن البلنسي. 15/ 467/ - علي بن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ يَعِيْش البَغْدَادِيّ. 10/ 474/ 2440 علي بن محمد بن عيسى، أبو الحسن الحكاني الخزاعي مسند هراة. 14/ 562/ 3714 علي بن محمد، أبو الفتح الشاعر البستي الكاتب. 13/ 116/ 3869 علي بن محمد بن فهد، أبو الحسن التهامي الشاعر. 12/ 81/ 3128 علي بن محمد بن أبي الفهم، أبو القاسم التنوخي الحنفي. 16/ 287/ - علي بن محمد بن كبة.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 131/ 3896 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن عثمان، أبو الحسن البغدادي الطرازي. 16/ 257/ 5663 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكريم بن عبد الواحد، أبو الحسن الجزري. 12/ 48/ 3101 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن محمد بن عقبة، أبو الحسن الشيباني الكوفي. 11/ 464/ 2933 علي بن محمد المُزَيِّن، أَبُو الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ. 12/ 20/ 3066 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ بن مهروية، أبو الحسن القزويني. 11/ 290/ 2781 علي بن محمد بن موسى ابن الفرات، أبو الحسن العاقولي. 11/ 71/ 2575 علي بن محمد بن نصر بسام، أبو الحسن البغدادي الشاعر. 13/ 468/ 4270 علي بن محمد بن نصر، أبو الحسن الدينوري اللبان. 11/ 353/ 2851 علي بن محمد بن هارون، أبو الحسن الحميري قاضي الكوفة. 15/ 227/ 5134 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ، أبو الحسن الدمشقي الزَّكِيُّ. 13/ 314/ 4122 عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدٍ، أبو القاسم السلمي الدمشقي السميساطي. 16/ 328/ 5754 علي بن مَحْمُوْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ، أبو الحسن الجويني العراقي. 16/ 325/ 5749 علي بن مختار بن نصر بن طغان، أبو الحسن العامري الإسكندراني. 9/ 104/ 1817 علي بن المَدِيْنِيِّ: عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ نجيح، أبو الحسن السعدي. 9/ 412/ 1944 علي بن مسلم بن سعيد، أبو الحسن الطوسي البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 442/ 4813 عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ، أبو الحسن السلمي الدمشقي. 7/ 433/ 1299 علي بن مسهر، أبو الحسن القرشي قاضي الموصل. 14/ 143/ 4474 عَلِيُّ بنُ المُظَفَّرِ بنِ حَمْزَةَ بنِ زَيْدٍ، أبو القاسم العلوي الدبوسي. 16/ 466/ 5918 عَلِيُّ بنُ المُظَفَّرِ بنِ القَاسِمِ الرَّبَعِيُّ النُّشْبِيُّ الدمشقي. 23/ 444/ - علي بن معالي الرصافي المقرئ. 9/ 39/ 1756 علي بن معبد بن شداد، أبو الحسن "أبو محمد" العبدي الرقي. 9/ 40/ 1757 عَلِيُّ بنُ مَعْبَدِ بنِ نُوْحٍ، أَبُو الحَسَنِ البغدادي المصري الصغير. 16/ 500/ 5964 علي بن المعز أيبك التركماني الصالحي الملك المنصور. 15/ 66/ 4958 علي بن مفرج بن حسن، أو الذواد الدمشقي الوزير. 16/ 92/ 5492 عَلِيُّ بنُ المُفَضَّلِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُفَرِّجِ، أبو الحسن المقدسي الإسكندراني. 12/ 455 و456/ - علي بن المنذر الطريقي. 14/ 64/ 4379 علي بن منقد بن نصر بن منقذ، أبو الحسن الكناني صاحب شيزر. 13/ 248/ 4047 علي بن منير بن أحمد، أبو الحسن الخلال المصري. 14/ 324/ 4674 أَبُو عَلِيٍّ بنُ المَهْدِيِّ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن عبد العزيز بن العباس الهاشمي. 15/ 209/ 5110 علي بن مهدي بن مفرج، أبو الحسن الهلالي الدمشقي ابن الكريدي. 15/ 111/ 5015 علي بن مهدي بن ملك اليمن المتصوف الخبيث الداهية.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 115/ 1438 علي بن موسى بن جعفر بن محمد، أبو الحسن الهاشمي العلوي. 13/ 185/ 3956 علي بن موسى بن الحسين بن السمسار، أبو الحسن الدمشقي. 13/ 500/ 4305 علي بن موسى، أبو سعد السكري النيسابوري مفيد الجماعة. 11/ 144/ 2658 علي بن موسى بن يزيد، أبو الحسن القمي النيسابوري. 9/ 504/ 2012 علي بن نصر بن علي، أبو الحسن الجهضمي الكبير. 9/ 504/ 2013 عَلِيُّ بنُ نَصْرِ بنِ عَلِيِّ بنِ نَصْرِ بن علي بن صبهان، أبو الحسن الجهضمي الصغير. 16/ 194/ 5578 علي بن نصر بن المبارك بن أبي السيد بن محمد، أبو الحسن الواسطي. 18/ 35/ - علي بن أبي نصر المناديلي. 13/ 361/ 3467 علي بن النعمان بن محمد، أبو الحسن المغربي قاضي مصر. 16/ 223/ 5618 عَلِيُّ بنُ النَّفِيْس بن بُوْرندَازَ بن حُسَامٍ، أبو الحسن البغدادي. 4/ 144/ 213 أبو علي النيسابوري: أَحْمَدُ بنُ حَفْصِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ راشد قاضي نيسابور. 13/ 156/ 3236 أبو علي النيسابوري: الحسن بن علي بن يزيد بن داود. 7/ 340/ 1263 علي بن هاشم بن البريد، أبو الحسن العائذي القرشي. 16/ 410/ 5843 علي بن هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ هِبَة اللهِ البغدادي تاج الدين. 20/ 246/ - علي بن هبة الله بن خلدون، أبو المعالي. 16/ 424/ 5859 عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ سَلاَمَةَ بن المسلم، أبو الحسن اللخمي ابْنُ الجُمَّيْزِيِّ. 15/ 14/ 4887 عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، أبو الحسن البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 247/ 5155 علي بن هبة الله بن عساكر: علي بن الحسن بن هبة الله. 16/ 137/ 5537 علي بن هبة الله بن عساكر: علي بن القاسم بن علي بن عساكر. 14/ 72/ 4394 عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ جعفر بن علي بن محمد بن دلف، أبو نصر الجرباذقاني. 16/ 333/ 5759 علي بن هبة الله بن محمد بن هبة الله، أبو التمام العباس الهاشمي. 13/ 81/ 3819 علي بن هلال ابن البواب، أبو الحسن البغدادي. 16/ 261/ 5668 عَلِيُّ بنُ هُمَامِ بنِ رَاجِي اللهِ بنِ سرايا بن فتوح المصري. 14/ 28/ 4346 أبو علي بن الوَلِيْدِ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد الكرخي. 13/ 168/ 3943 علي بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه، أبو الحسن الأصبهاني. 10/ 376/ 2351 علي بن يحيى بن أبي منصور، أبو الحسن الأخباري المنجم الشاعر. 13/ 148/ 3223 عَلِيُّ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَاكِرِ، أبو القاسم الهمداني الدمشقي. 16/ 409/ 5838 علي بن يوسف بن إبراهيم، أبو الحسين الشيباني المصري القفطي. 14/ 493/ 4874 علي بن يوسف بن تاشفين، أبو الحسن البربري صاحب المغرب. 15/ 419/ 5329 علي بن يوسف، أبو الحسن الأفضل الأيوبي. 22/ 194/ - علي بن يوسف بن صيوحا. 23/ 456/ - علي بن يوسف الصوري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 223/ 5617 عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن بندار أبو الحسن الدمشقي البغدادي. 16/ 415/ 5850 ابن العليق: أَعزُّ بنُ فَضَائِلَ بن أَبِي نَصْرٍ بنِ عباسوه، أبو نصر البغدادي البابصري ابن بندقة. 13/ 186/ 3959 ابن عليك: عبد الرحمن بن الحسن، أبو سعد النيسابوري. 11/ 90/ 2599 عليلك: عَلِيُّ بنُ سَعِيْدِ بنِ بَشِيْرِ بنِ مِهْرَانَ، أبو الحسن الرازي. 13/ 432/ 4231 ابْنُ عَلِيَّكَ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحسن، أبو القاسم النيسابوري. 11/ 324/ 2822 ابن عليل: محمد بن عبد الأعلى بن محمد، أبو هاشم الأنصاري الدمشقي. 16/ 471/ 5926 ابْنُ عُلَيْمٍ: عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي بن طلحة، أبو القاسم الأنصاري. 15/ 226/ 5133 عُلَيْمُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عبيد الله، أبو محمد "أبو الحسن" العدوي. 15/ 292/ 5182 العليمي: عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خضر، أبو الخطاب الدمشقي السفار. 7/ 539/ 1351 ابْنُ عُلَيَّةَ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مِقْسَمٍ، أبو بشر الأسدي البصري. 8/ 329/ 1573 علية بنت المهدي الهاشمية العباسية الشاعرة. 16/ 82/ 5475 العِمَادُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَلِيٍّ بن سرور، أبو إسحاق المقدسي. 16/ 451/ 5901 العماد: داود بن عمر بن يوسف، أبو المعالي الزبيدي الدمشقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 327/ 5752 العماد: الزاهد بن عمر بن أسعد بن المنجي الدمشقي. 16/ 474/ 5929 العِمَادُ: عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الهَادِي بنِ يوسف، أبو محمد الجماعيلي الدمشقي. 16/ 137/ 5537 العماد بن عساكر: علي بن القاسم بن علي، أبو القاسم الدمشقي. 16/ 327/ 5751 العماد بن عمر بن أسعد بن المنجي الدمشقي الزاهد، أبو الفتح. 16/ 337/ 5766 العماد: عمر بن محمد بن عمر بن حمويه، أبو الفتح. 16/ 272/ 5685 ابن العماد: محمد بن عماد بن محمد بن الحسين، أبو عبد الله الجزري. 15/ 445/ 5356 العماد: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَامِدِ بنِ مُحَمَّدِ بن عبد الله، أبو عبد الله الأصبهاني. 12/ 23/ 3070 عِمَادُ الدَّوْلَةِ: عَلِيُّ بنُ بُوَيه بن فَنَّاخُسرُو، أبو الحسن الديلمي. 14/ 445/ 4817 عماد الدولة ابن هود: عبد الملك بن أحمد بن يوسف، أبو مروان الجزامي. 16/ 317/ 5739 عماد الدين بن حامد بن أبي العميد بن أميري القزويني. 15/ 38/ 4923 عماد الدين: زنكي بن آقْسُنْقُرَ بنِ عَبْدِ اللهِ التُّرْكِيُّ صَاحِبُ حَلَبَ. 16/ 115/ - عماد الدين بن المشطوب الأمير. 9/ 183/ 1864 ابْنُ عَمَّارٍ: أَحْمَدُ بنُ عَمَّارِ بنِ شَاذِي، أبو العباس الوزير البصري. 12/ 119/ 3185 ابن عمار: أحمد بن محمد بن عمار، أبو علي الكوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 329/ 1884 أبو عمار الخزاعي: الحُسَيْنُ بنُ حُرَيْثِ بنِ الحَسَنِ بنِ ثَابِتِ المروزي الحافظ. 6/ 284/ 879 عمار الدهني بن معاوية بن أسلم، أبو معاوية البجلي الكوفي. 10/ 233/ 2236 عمار بن رجاء، أبو ياسر التغلي الإستراباذي. 14/ 260/ 4619 ابن عمار: فخر الملك صاحب طرابلس. 14/ 79/ 4400 ابن عمار: محمد بن عمار، أبو بكر المهدي الأندلسي الشاعر. 6/ 284/ 879 عمار بن معاوية بن أسلم، أبو معاوية البجلي الدهني الكوفي. 3/ 245/ 89 عَمَّارُ بنُ يَاسِرِ بنِ عَامِرِ بنِ مَالِكٍ بن كنانة بن قيس بن الوذيم. 12/ 169/ 3250 ابْنُ عُمَارَةَ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَةَ، أبو الحارث الليثي الدمشقي. 12/ 233/ 3321 ابْنُ عُمَارَةَ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَةَ، أبو الحارث الليثي. 6/ 284/ 880 عمارة بن أبي حفصة البصري العتكي. 7/ 293/ 1239 عمارة بن حمزة الهاشمي. 15/ 267/ 5174 عمارة بن علي زيدان، أبو محمد الحكمي المذحجي الشاعر. 6/ 285/ 881 عمارة بن غزية بن الحارث بن عمرو الأنصاري الخزرجي. 6/ 285/ 882 عُمَارَةُ بنُ القَعْقَاعِ بنِ شُبْرُمَةَ الضَّبِّيُّ الكُوْفِيُّ. 3/ 515/ 146 أُمُّ عُمَارَةَ: نَسِيْبَةُ بِنْتُ كَعْبِ بنِ عَمْرٍو بن عوف بن مبذول الصحابية.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 174/ 3258 العماري: محمد بن القاسم بن شعبان، أبو إسحاق ابن الفرضي المصري. 14/ 334/ 4684 ابن أبي عمامة: عثمان بن علي بن المعمر، أبو المعالي البغدادي البقال. 14/ 334/ 4683 ابن أبي عمامة: المعمر بن علي بن المعمر، أبو سعد البغدادي الحنبلي. 11/ 52/ 2560 عمر بن إبراهيم، أبو الآذان البغدادي. 12/ 435/ 3562 عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير، أبو حفص البغدادي الكناني. 13/ 151/ 3928 عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، أَبُو الفَضْلِ الهروي. 13/ 195/ 3979 عمر بن إبراهيم بن سعيد، أبو طالب الزهري الوقاصي. 15/ 13/ 4886 عُمَرُ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو البركات الكوفي الزيدي. 13/ 90/ 3831 عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه، أبو حازم العبدوي. 12/ 402/ 3526 عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ، أبو حفص البغدادي ابْنُ شَاهِيْنٍ. 13/ 105/ 3851 عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ، أبو حفص العكبري. 11/ 471/ 2943 عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ عَلَّك، أبو حفص المروزي الجوهري. 13/ 285/ 4099 عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بن مسرور، أبو حفص النيسابوري. 13/ 344/ 4156 عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بن شاهين، أبو حفص الفارسي السمرقندي الشاهيني. 13/ 462/ 4263 عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى، أبو منصور الجوري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 121/ 5030 عمر بن أحمد بن منصور، أبو حفص النيسابوري ابن الصفار. 16/ 327/ 5751 عُمَرُ بنُ أَسَعْدَ بنِ المُنَجَّى بنِ أَبِي البركات، أبو الفتح التنوخي الدمشقي. 11/ 114/ 2624 عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، أبو حفص الثقفي البغدادي. 12/ 195/ 3275 عمر بن أكتم بن أحمد بن حيان، أبو بشر الأسدي الشافعي. 4/ 289/ 255 عمر بن أمية بن خويلد بن إياس، أبو أمية الضمري الصحابي. 11/ 150/ 2667 عمر بن أيوب بن إسماعيل، أبو حفص البغدادي السقطي. 16/ 345/ - عمر بن أيوب الكامل المغيث جلال الدين. 16/ 217/ 5607 عُمَرُ بنُ بَدْرِ بنِ سَعِيْدٍ، أَبُو حَفْصٍ الكردي الموصلي. 16/ 49/ - عمر البزاز الشيخ القدوة. 12/ 300/ 3391 عُمَرُ بنُ بِشْرَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بِشْرِ، أبو حفص البغدادي. 12/ 237/ 3326 عمر البصري: عُمَرُ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي السري، أبو حفص الوراق. 15/ 355/ 5261 عمر بن بكر بن محمد، أبو العلاء الجابري البخاري الزرنجري. 15/ 200/ - عمر بن نبيمان، أبو المعالي البغدادي. 12/ 176/ 3263 عُمَرُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ، أبو الفتح الختلي البغدادي. 16/ 267/ 5679 ابْنُ الحَاجِبِ: عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، عز الدين الأميني الدمشقي. 15/ 374/ 5278 عمر "يحيى" بن حبش بن أميرك السهرودي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 178/ 1496 عمر بن حبيب العدوي البصري القاضي. 12/ 191/ 3269 أَبُو عُمَرَ بنُ حَزْمٍ: أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ بن حزم الصدفي الأندلسي. 16/ 278/ 5691 عُمَرُ بنُ حَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الجُمَيِّلِ، أبو الخطاب الكلبي الداني ابن دحية. 12/ 26/ 3075 عُمَرُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَالِكٍ، أبو الحسين الشيباني الأشناني. 11/ 156/ 2677 عُمَرُ بنُ الحَسَنِ بنِ نَصْر بنِ طَرْخَان، أبو حفص الحلبي قاضي دمشق. 13/ 273/ 4080 عمر بن الحسين بن إبراهيم، أبو القاسم البغدادي الخفاف. 11/ 542/ 3032 عمر بن الحسين بن عبد الله، أبو القاسم البغدادي الخرقي. 11/ 22/ - عمر بن حفص السدوسي. 9/ 44/ 1760 عُمَرُ بنُ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، أَبو حَفْصٍ الكوفي. 8/ 420/ 1626 أبو عمر الحوضي: حفص بن عمر بن الحارث الأزدي النمري البصري. 6/ 448/ 993 عُمَرُ بنُ ذَرِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ زرارة، أبو ذر الهمداني الكوفي. 16/ 415/ - عمر بن رسول التركماني. 12/ 85/ 3135 أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بن أبي هاشم البغدادي: غلام ثعلب. 4/ 461/ 321 عمر بن الزبير بن العوام. 9/ 335/ 1890 عمر بن زرارة، أبو حفص الحدثي. 8/ 132/ 1458 عمر بن سعد، أبو داود الحفري الكوفي. 5/ 204/ 491 عمر بن سعد بن أبي وقاص مالك القرشي الزهري. 11/ 179/ 2704 عُمَرُ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعْدِ، أبو بكر المنبجي الطائي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 4/ 423/ 285 عُمَرُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الأَسَدِ، أبو حفص القرشي الصحابي. 6/ 280/ 874 عُمَرُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ المدني الفقيه. 11/ 526/ 3022 عمر بن سهل بن إسماعيل، أبو حفص "أبو بكر" الدينوري القرميسيني. 15/ 371/ 5276 عُمَرُ بنُ شَاهِنْشَاه بنِ أَيُّوْبَ بنِ شَاذِي صاحب حماة. 10/ 66/ 2121 عمر بن شبة بن عبدة بن زيد، أبو زيد النميري البصري النحوي. 8/ 141/ 1469 عمر بن شبيب، أبو حفص المسلي الكوفي. 15/ 27/ 4905 عُمَرُ بنُ ظفَرِ بنِ أَحْمَدَ، أَبُو حَفْصٍ الشيباني البغدادي. 16/ 345/ 5781 عُمَرُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحسن، أبو هاشم ابن العجمي. 14/ 478/ 4856 عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، أبو حفص البخاري ابْنُ مَازَةَ. 5/ 445/ 663 عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحكم، أبو حفص القرشي الأموي الخليفة. 14/ 264/ 4625 عُمَرُ بن عَبْدِ الكَرِيْمِ بن سَعْدَوَيْه بن مهمت، أبو الفتيان الدهستاني الرواسي. 15/ 95/ - عمر بن عبد الله الحربي المقرئ. 5/ 222/ 520 عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ، أبو الخطاب المخزومي الشاعر. 5/ 468/ 667 عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيُّ، أبو الخطاب المخزومي الشاعر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 141/ 1470 عمر بن عبد الله بن رزين، أبو العباس السلمي النيسابوري. 12/ 237/ 3326 عمر بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي السري. 8/ 458/ 1658 عمر بن عبد الله بن عبد الرحمن الرومي. 21/ 348/ - عمر بن عبد المجيد، أبو حفص الميانشي. 16/ 429/ 5866 عمر بن عُمَرُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ طاهر، أبو البركات الدمشقي صفي الدين ابن البراذعي. 7/ 335/ 1259 عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ بنِ أَبِي أُمَيَّةَ الكُوْفِيُّ الطنافسي. 7/ 335/ 1260 عمر بن عبيد، أبو حفص البصري. 13/ 390/ 4196 عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ بنِ حامد، أبو حفص الذهلي القرطبي الزهراوي. 9/ 480/ 1991 ابن أبي عمر العَدَنِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَبِي عُمَرَ، أبو عبد الله المحدث الحافظ. 13/ 491/ 4296 عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ اللَّيْثِ، أبو مسلم الليثي البخاري. 15/ 321/ 5226 عمر بن علي بن الخضر، أبو المحاسن القرشي الزبيري الدمشقي. 16/ 379/ 5801 عمر بن علي بن رسول بن هارون صاحب اليمن. 15/ 58/ 4947 عمر بن علي بن سهل، أبو سعد الدامغاني السلطان. 5/ 69/ 409 عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيُّ. 7/ 453/ 1306 عمر بن علي بن عطاء، أبو حفص الثقفي البصري. 15/ 450/ 5360 عمر بن علي بن عمر، أبو علي بن النوام الحربي. 16/ 265/ 5675 عمر بن علي بن مرشد الحموي المصري، أبو القاسم ابن الفارض الشاعر. 8/ 432/ 1636 أبو عمر الغداني: عبد الله بن رجاء البصري المحدث.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 339/ 2838 أَبُو عُمَرَ القَاضِي: مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ يعقوب بن إسماعيل الأزدي البصري. 16/ 240/ 5640 عُمَرُ بنُ كَرَمِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ، أبو حفص الدينوري البغدادي. 21/ 382/ - عمر الكميماتي. 19/ 213/ - عمر المبارك الحرفي. 12/ 368/ 3473 عمر بن محمد بن إبراهيم بن سبنك، أبو القاسم البجلي البغدادي. 15/ 129/ 5041 عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عِكْرِمَةَ، أبو القاسم ابن البزري الجرزري. 14/ 494/ 4875 عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ لُقْمَانَ، أبو حفص النسفي. 16/ 58/ 5443 عمر بن محمد بن أَبُو عُمَرَ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن قدامة المقدسي الجماعيلي. 11/ 246/ 2738 عمر بن محمد بن بجير، أبو حفص الهمداني السمرقندي. 12/ 296/ 3387 عمر بن محمد بن بهتة، أبو حفص البغدادي. 13/ 501/ 4306 عمر بن محمد بن الحسين البسطامي، أبو المعالي النيسابوري المؤيد. 15/ 292/ 5182 عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خضر، أبو الخطاب الدمشقي السفار العليمي ابن حوشكاش. 16/ 269/ 5682 عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو حفص "أبو عبد الله" التيمي البغدادي السُّهْرَوَرْدِيُّ. 15/ 187/ 5090 عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو شجاع البسطامي البلخي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 333/ 3436 عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى، أبو حفص البغدادي ابن الزيات. 16/ 337/ 5766 عمر بن محمد بن عمر بن حمويه، أبو الفتح العماد الجويني. 16/ 398/ 5817 عمر بن محمد بن عمر، أبو علي الأزدي الأندلسي الشلوبين. 16/ 55/ 5442 عمر بن محمد بن معمر بن أحمد بن يحيى، أبو حفص البغدادي ابن طبرزذ الدارقزي. 16/ 267/ 5679 عمر بن محمد بن منصور الأميني الدمشقي ابن الحاجب. 13/ 355/ 4172 عُمَرُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن منصور، أبو حفص البخاري. 8/ 40/ 1388 عمر بن هارون بن يزيد، أبو حفص الثقفي. 12/ 7/ 3041 أبو عمر الهاشمي: حمزة بن القاسم بن عبد العزيز البغدادي. 13/ 31/ 3759 أبو عمر الهاشمي: القَاسِمُ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ العباس البصري. 5/ 336/ 589 عُمَرُ بنُ هُبَيْرَةَ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ سُكَيْنٍ، أبو المثنى الفزاري الشامي الأمير. 22/ 277/ - عمر بن يحيى بن شافع المؤذن. 8/ 137/ 1462 عمر بن يونس بن اليمامي، أبو حفص اليمامي. 12/ 542/ 3696 ابن أبي عمران: أحمد بن أبي عمران، أبو الفضل الهروي الصرام. 10/ 404/ 2369 ابن أبي عمران: أحمد بن موسى بن عيسى، أبو جعفر البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 433/ 1637 أبو عمران البصري: عبد الله بن رجاء المعمد المكي المحدث. 10/ 296/ 2289 عمران بن بكار بن راشد، أبو موسى الكلاعي الحمصي. 6/ 16/ 733 أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ البصري. 6/ 433/ 986 عمران بن حدير، أبو عبيدة السدوسي البصري. 5/ 121/ 454 عمران بن حطان بن ظبيان السدوسي البصري. 4/ 114/ 201 عِمْرَانُ بنُ حُصَيْنِ بنِ عُبَيْدِ بنِ خَلَفٍ، أبو نجيد الخزاعي الصحابي. 6/ 652/ 1084 عمران بن داود العمي، أبو العوام البصري القطان. 12/ 299/ 3389 عمران بن شاهين ملك البطائح. 5/ 216/ 516 عمران بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي. 6/ 117/ 791 عمران بن أبي عطاء، الواسطي، أبو حمزة القصاب. 13/ 207/ 3996 أبو عمران القاسي: موسى بن عيسى بن يحج البربري القيرواني الغفجومي. 6/ 652/ 1084 عمران بن القطان بن داود العمي، أبو العوام البصري. 6/ 343/ 939 عمران بن مسلم القصير الرياني، أبو بكر البصري الصوفي. 5/ 144/ 461 عمران بن ملحان التميمي البصري، أبو رجاء العطاردي. 13/ 85/ 2587 عمران بن موسى بن مجاشع، أبو إسحاق الجرجاني السختياني. 3/ 501/ 131 عمرة بنت زيد الكلابية الصحابية. 5/ 302/ 567 عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد زراة الفقيهة الأنصارية. 4/ 462/ 322 عمرو بن أخطب، أبو زيد الأنصاري الأعرج الصحابي. 8/ 396/ 1612 أبو عمرو الأزدي: مسلم بن إبراهيم الفراهيدي البصري القصاب.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5/ 34/ 394 عمرو "عمير" بن الأسود، أبو عياض "أبو عبد الرحمن" الحمصي. 5/ 292/ 559 عمرو أبو أسماء الرحبي الدمشقي. 4/ 447/ 310 عمرو الأشدق الأموي. 4/ 289/ 255 عَمْرُو بنُ أُمَيَّةَ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ عَبْدِ الله بن أياس، أبو أمية الضميري. 9/ 413/ 1945 عمرو بن بحر بن محبوب، أبو عثمان الجاحظ البصري المعتزلي الأديب. 3/ 156/ 49 عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب الصحابي. 6/ 424/ 981 عمرو بن الحارث بن يعقوب، أبو أمية الأنصاري مفتي مصر. 4/ 429/ 292 عمرو بن حريث بن عمرو الصحابي. 12/ 354/ 3458 أبو عمرو بن حمدان "الحيري": محمد بن أحمد بن حمدان مسند خراسان. 11/ 302/ 2795 أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ، أبو عمرو النيسابوري. 8/ 463/ 1667 عمرو بن خالد بن فروخ بن سعيد، أبو الحسن التميمي. 10/ 536/ 2500 أَبُو عَمْرٍو الخَفَّافُ: أَحْمَدُ بنُ نَصْرِ بنِ إبراهيم النيسابوري. 13/ 317/ 4127 أَبُو عَمْرٍو الدَّانِي: عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عثمان بن سعيد بن عمر الأموي الأندلسي ابن الصيرفي شيخ القراء المصنف. 6/ 54/ 760 عمرو بن دينار البصري، أبو يحيى الأعور. 6/ 48/ 759 عمرو بن دينار، أبو محمد الجمحي. 9/ 319/ 1878 عمرو بن رافع بن الفرات، أبو حجر البجلي القزويني. 4/ 78/ 183 عمرو بن ربعي، أبو قتادة الأنصاري السلمي الصحابي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 9/ 334/ 1889 عمرو بن زرارة بن واقد، أبو محمد الكلابي النيسابوري المقرئ. 5/ 204/ 492 عمرو بن سعد بن أبي وقاص مالك القرشي الزهري. 3/ 162/ 55 عمرو بن سعيد الأموي، صاحب الهجرتين، الشهيد، الصحابي. 10/ 144/ 2153 عمرو بن عمرو "عمر" بن سلم "سلمة" أبو حفص النيسابوري. 4/ 494/ 353 عمرو بن سلمة، أبو بريد الجرمي "أبو يزيد" الصحابي. 8/ 343/ 1589 عَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ، أَبُو حَفْصٍ التِّنِّيْسِيُّ الدمشقي. 4/ 495/ 354 عمرو بن سلمة الهمداني التابعي. 5/ 70/ 410 عمرو بن شرحبيل، أبو ميسرة الهمذاني الكوفي. 5/ 479/ 676 عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله، أبو إبراهيم "أبو عبد الله" القرشي السهمي. 5/ 95/ 432 أبو عمرو الشيباني: سعد بن إياس الكوفي. 12/ 154/ 3233 أبو عمرو الصغير: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ النيسابوري النحوي. 16/ 360/ 5793 أبو عمر بن الصلاح: عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان تقي الدين الحافظ الفقيه الشافعي، المصنف. 4/ 216/ 237 عمرو بن العاص بن وائل، أبو عبد الله "أبو محمد" القرشي الصحابي. 8/ 366/ 1604 عمرو بن عاصم الكلابي القيسي البصري. 11/ 543/ 3034 عمرو بن عبد الله بن درهم، أبو عثمان النيسابوري المعروف بالبصري. 6/ 121/ 795 عمرو بن عبد الله بن ذي يحمد "علي"، أبو إسحاق السبيعي الكوفي الهمداني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 4/ 78/ 183 عَمْرُو بنُ عَبَسَةَ بنِ خَالِدِ بنِ حُذَيْفَةَ، أبو نجيح السلمي البجلي الصحابي. 6/ 259/ 858 عمرو بن عبيد الزاهد، أبو عثمان البصري. 10/ 27/ 2078 عمرو بن عثمان بن سعيد، أبو حفص الحمصي. 5/ 206/ 502 عمرو بن عثمان بن عفان. 7/ 346/ 1268 عمرو بن عثمان بن قنبر، أبو بشر الفارسي: سيبويه النحوي. 11/ 38/ 2548 عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بنِ كُرَبِ بنِ غُصَصٍ، أبو عبد الله المكي. 6/ 463/ 998 عمرو بن أبو عمرو بن العلاء بن التميمي البصري: زبان "العريان". 9/ 375/ 1917 عَمْرُو بنُ عَلِيِّ بنِ بَحْرِ بنِ كَنِيْزٍ، أبو حفص الفلاس البصري المحدث الصيرفي. 6/ 269/ 863 أبي عمرو، أبو عثمان المدني مولى المطلب بن عبد اللهُ. 8/ 477/ 1685 عَمْرُو بنُ عَوْنِ بنِ أَوْسِ بنِ الجعد، أبو عثمان السلمي الواسطي. 6/ 66/ 771 عَمْرُو بنُ قَيْسِ بنِ ثَوْرِ بنِ مَازِنٍ، أبو ثور السكوني الكندي شيخ حمص. 3/ 219/ 82 عمرو بن قيس بن زائدة: عبد الله بن أم مكتوم الصحابي. 6/ 359/ 943 عمرو بن قيس الكوفي الملائي البزاز. 10/ 148/ 2155 عمرو بن الليث الصفار. 9/ 172/ 1851 عمرو "الناقد" بن محمد بن بكير بن سابور، أبو عثمان الناقد البغدادي. 8/ 456/ 1654 عمرو بن مرزوق، أبو عثمان الباهلي البصري "مسند البصرة".

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 457/ 1655 عمرو بن مرزوق الواشحي، المحدث، البصري. 5/ 502/ 689 عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق بن الحارث، أبو عبد الله المرادي الكوفي. 8/ 325/ 1570 عَمْرُو بنُ مَسْعَدَةَ بنِ سَعْدِ بنِ صُوْلٍ، أبو الفضل الصولي الشاعر. 12/ 230/ 3316 عمرو بن أبو عمرو بن مطر: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مطرٍ النيسابوري المزكي. 13/ 509/ 4318 عمرو بن أبو عمر بن منده: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، العَبْدِيُّ الأصبهاني. 10/ 431/ 2397 عمرو بن منصور، أبو سعيد النسائي. 5/ 85/ 426 عمرو بن ميمون، أبو عبد الله الأودي المذحجي الكوفي. 6/ 421/ 979 عمرو بن ميمون بن مهران، أبو عبد الله الجزري الفقيه. 11/ 336/ 2834 ابْنُ عمْرُوْسٍ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عمْرُوْسَ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو إسحاق الفسطاطي محدث همذان. 13/ 316/ 4125 ابْنُ عُمْرُوْسٍ: مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أحمد بن عمروس، أبو الفضل البغدادي. 16/ 105/ 5505 ابن عمروك: محمد بن محمد بن محمد، أبو الفتوح النيسابوري. 16/ 422/ 5856 ابْنُ عَمْرُوْنَ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي علي بن أبي سعد الحلبي. 11/ 140/ 2650 العمري: إبراهيم بن علي بن إبراهيم، أبو إسحاق الموصلي. 7/ 361/ 1282 العُمَرِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الله، أبو عبد الرحمن القرشي المدني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 263/ 4067 العمري: نَاصِرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، أبو الفتح القرشي المروزي. 11/ 348/ 2845 ابن عمريل: أحمد بن عمرو بن منصور، أبو جعفر الأندلسي الإلبيري. 7/ 358/ 1279 العمي: عبد العزيز بن عبد الصمد، أبو عبد الصمد البصري. 12/ 213/ 3294 ابْنُ العَمِيْدِ: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو الفضل الديلمي الوزير. 13/ 34/ 3762 عميد الجيوش: الحسن بن أبي جعفر، أبو علي الأمير الوزير. 11/ 347/ - عميد الدولة: وزير المقتدر، أبو علي الحسين بن القاسم الجمال. 13/ 302/ 4110 عميد الرؤساء: محمد بن أبي الفضل بن أيوب بن سليمان، أبو طالب المراتبي. 16 و16/ 98 و110/ 5496 و5513 العميدي: محمد "أحمد" بن محمد بن محمد، أبو حامد السمرقندي. 5/ 34/ 394 عمير "عمرو" بن الأسود، أبو عياض "أبو عبد الرحمن" العنسي الحمصي. 3/ 405/ 108 عمير بن سعد الأنصاري الأوسي الزاهد الصحابي. 5/ 204/ 495 عمير بن سعد بن أبي وقاص مالك القرشي الزهري. 4/ 144/ 214 عُمَيْرُ بنُ سَعْدِ بنِ شُهَيْدِ بنِ قَيْسٍ الأنصاري الصحابي. 5/ 262/ 539 عمير بن سعيد النخعي الكوفي. 9/ 455/ 1974 أبو عمير بن النحاس: عيسى بن محمد بن إسحاق الرملي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 142/ 800 عمير بن هانئ، أبو الوليد العنسي الراراني. 14/ 132/ 4461 العميري: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَيْرِ، أبو عبد الله الهروي. 6/ 481/ 1004 أو العميس: عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي. 8/ 51/ 1393 أَبُو العَمَيْطَرِ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ، أبو الحسن القرشي الأموي السفياني. 12/ 398/ 3517 ابن العنان: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن كنانة، أبو عمر اللخمي القرطبي. 10/ 428/ 2394 العنبري: إبراهيم بن إسماعيل، أبو إسحاق الطوسي. 9/ 424/ 1956 العنبري: سوار بن عَبْدُ اللهِ بنُ سَوَّارِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن قدامة، أبو عبد الله البصري. 10/ 233/ 2235 العنبري: عبد الله بن محمد بن شاكر، أبو البختري البغدادي المقرئ. 12/ 101/ 3158 العَنْبَرِيُّ: يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن عنبر، أبو زكريا النيسابوري. 10/ 329/ 2329 ابن أبي العنبس: إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق الزهري قاضي الكوفة. 7/ 559/ - عنبسة بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن أمية. 4/ 439/ 300 أبو عنبة الخولاني المعمر الحمصي، الصحابي. 12/ 92/ 3144 العنزي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدُوسِ بنِ سَلَمَةَ، أبو الحسن الطرائفي. 12/ 516/ 3656 العنزي: الحُسَيْنُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو عبد الله الجرجاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 262/ 5672 ابْنُ عُنَيْنٍ: مُحَمَّدُ بنُ نَصْرِ اللهِ بنِ مكارم بن حسن الأنصاري الدمشقي. 6/ 428/ 984 العوام بن حمزة المازني البصري. 6/ 427/ 983 العوام بن حوشب بن يزيد، أبو عيسى الربعي الواسطي. 10/ 218/ 2219 ابْنُ أَبِي العَوَّامِ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يزيد، أبو بكر "أبو جعفر" الرياحي. 6/ 62/ 1079 عوانة بن الحكم بن عياض، أبو الحكم الكوفي. 7/ 257/ 1209 أَبُو عَوَانَةَ: الوَضَّاحُ بنُ عَبْدِ اللهِ الوَاسِطِيُّ محدث البصرة البزاز. 11/ 256/ 2750 أَبُو عَوَانَةَ: يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن يزيد النيسابوري الإسفراييني صاحب المسند الصحيح. 15/ 330/ 5236 ابْنُ عَوْفٍ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَكِّيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن عيسى القرشي، الإسكندراني. 6/ 447/ 992 عَوْفُ بنُ أَبِي جَمِيْلَةَ، أَبُو سَهْلٍ الأَعْرَابِيُّ البصري. 4/ 26/ 170 عوف بن الحارث بن رفاعة ابن عفراء. 10/ 157/ 2168 أَبُو عَوْفٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَرْزُوقِ بنِ عطية البغدادي البزوري. 4/ 101/ 197 عوف بن مالك الأشجعي الغطفاني الصحابي. 8/ 120/ 1440 العوفي: الحسين بن الحسن عطية، أبو عبد الله الكوفي. 8/ 437/ 1641 العوقي: محمد بن سنان، أبو بكر الباهلي البصري. 5/ 440/ 653 عون بن أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي الكوفي. 8/ 471/ 1679 عون بن سلام، أبو جعفر الكوفي. 5/ 439/ 652 عون بن عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بن مَسْعُوْدٍ، أبو عبد الله الهذلي الكوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 266/ 2759 ابن أبي عون: محمد بن أحمد بن أبي عون، أبو جعفر الرياني النسوي. 12/ 376/ 3485 ابن أبي عون: أَحْمَدُ بنُ عَوْنِ اللهِ بنِ حُدَيْرِ بنِ يحيى، أبو جعفر القرطبي. 16/ 146/ 5546 ابن العويس النيار: مِسْمَارُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى، أبو بكر البغدادي. 3/ 308/ 95 عُوَيْمُ بنُ سَاعِدَةَ بنِ عَائِشِ بنِ قَيْسٍ بن النعمان، أبو عبد الرحمن الأنصاري الصحابي. 4/ 13/ 164 عويمر بن ثعلبة بن "عامر" أو "عبد الله"، أبو الدرداء الصحابي الأنصاري. 15/ 360/ 5267 ابن عياد: يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدِ بنِ أبي زيد، أبو عمر الأندلسي اللريي. 13/ 323/ 4130 العيار: سعيد بن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نُعَيْمِ بنِ إِشكَابَ، أبو عثمان النيسابوري. 3/ 193/ - عياش بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ بنِ المُغِيْرَةِ بنِ عَيَّاشٍ المخزومي. 4/ 24/ - عياض بن زهير الفهري. 5/ 307/ 576 عياض بن عبد الله بن سعد القرشي العامري. 5/ 63/ 4954 ابن عياض: عبد الله "عبد الرحمن"، أبو محمد الأندلسي المجاهد. 5/ 72/ 413 عياض بن عمرو الأشقري. 4/ 23/ 165 عِيَاضُ بنُ غَنْمِ بنِ زُهَيْرِ بنِ أَبِي شداد الصحابي. 15/ 49/ 4936 عِيَاضُ بنُ مُوْسَى بنِ عِيَاضِ بنِ عَمْرِو، أبو الفضل اليحصبي الأندلسي القاضي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5/ 156/ 467 عبد الله بن إدريس "عائذ الله بن عبد الله"، أبو إدريس الخولاني قاضي دمشق. 14/ 408/ 4771 ابن عيذون: عبد المجيد بن عيذون، أبو محمد ذو الوزارتين. 14/ 374/ 4737 ابن عيذون: علي بن عبد الجبار بن سلامة، أبو الحسن الهذلي التونسي. 13/ 84/ 3821 العِيْسَوِيُّ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن أحمد، أبو الحسن العباسي. 8/ 471/ 1678 عيسى بن أبان البصري. 10 و10/ 62 و73/ 2018 و عيسى بن إبراهيم بن مثرود، أبو موسى الغافقي المصري. 16/ 450/ 5899 عيسى بن أحمد بن إلياس اليونيني. 10/ 73/ 2128 عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى بنِ وَرْدَانَ، أبو يحيى البغدادي العسقلاني. 15/ 309/ 5207 عيسى بن أحمد بن العباس الدوشابي، أبو هاشم البغدادي العباسي الدوشابي الهراس. 11/ 450/ 2922 عيسى بن إسماعيل بن عبد المجيد بن محمد، أبو القاسم الفائز بالله العبيدي المصري. 10/ 297/ 2291 عيسى بن جعفر الوراق البغدادي. 16/ 363/ - عيسى بن حامد الداراني. 9/ 400/ 1934 عيسى بن حماد: زغبة، أبو موسى التجيبي المصري. 8/ 470/ 1677 عِيْسَى بنُ دِيْنَارٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الغَافِقِيُّ القُرْطُبِيُّ. 9/ 399/ - عيسى زغبة.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 550/ 1737 عيسى "موسى" بن سابق، أبو المغيث الرافقي. 16/ 439/ 5882 عِيْسَى بنُ سَلاَمَةَ بنِ سَالِمِ بنِ ثَابِتٍ، أبو الفضل "أبو الغزائم" الحراني. 11/ 280/ 2768 عِيْسَى بنُ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ القُرَشِيُّ. 16/ 295/ 5708 عيسى بن سليمان، أبو موسى الرندي الرعيني. 16/ 250/ 5655 عِيْسَى بن سَنْجَر بن بَهْرَامَ بن جِبْرِيْل، أبو يحيى "أبو الفضل" الإربلي الحاجري الشاعر. 14/ 109/ 4438 عيسى بن سهل بن عبد الله، أبو الأصبغ الأسدي الجياني. 10/ 186/ 2182 عيسى بن شاذان البصري القطان. 8/ 533/ 1715 عيسى بن صبيح، أبو موسى البصري المرداز. 5/ 215/ 512 عِيْسَى بنُ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَبُو محمد القرشي التيمي. 16/ 208/ - عيسى بن العادل، الملك المعظم، سلطان الشام، شرف الدين. 14/ 185/ 4517 عيسى بن عبد بن أحمد، أبو مكتوم الهروي السروي ابن أبي ذر. 14/ 700/ 4391 أَبُو عِيْسَى: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن زياد الأصبهاني. 16/ 234/ 5634 عيسى بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عِيْسَى بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، أبو القاسم الشريشي. 16/ 50/ 5433 عِيْسَى بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ يَلَلْبَختِ بنِ عيسى، أبو موسى اليزدكنتي البربري. 10/ 209/ 2204 عيسى بن عبد الله بن سنان بن دلويه، أبو موسى البغدادي زغات.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5/ 213/ 510 عيسى بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ الهاشمي. 7/ 83/ 1152عيسى بن عبد الله، أبو عبد المنعم طويسي المدني. 12/ 476/ 3610 عِيْسَى بنُ عَلِيِّ بنِ عِيْسَى بنِ دَاوُدَ بن الجراح، أبو القاسم البغدادي. 11/ 298/ 2792 عِيْسَى بنُ عُمَرَ بنِ العَبَّاسِ بنِ حَمْزَةَ، أبو عمران السمرقندي. 6/ 601/ 1078 عِيْسَى بنُ عُمَرَ، أَبُو عُمَرَ الثَّقَفِيُّ البَصْرِيُّ. 6/ 601/ 1077 عيسى بن عمر، أبو عمر الهمذاني الكوفي. 16/ 234/ 5634 ابن عيسى: عيسى بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عِيْسَى بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، الشريشي. 7/ 42/ 1128 عيسى بن ماهان، أبو جعفر الرازي. 12/ 165/ 3244 عيسى بن محمد بن أحمد، أبو علي الجريجي الطوماري مسند العراق. 9/ 455/ 1974 عِيْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ النَّحَاسِ، أبو عمير الرملي. 16/ 123/ 5526 عِيْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ شَاذِي التكريتي المعظم صاحب دمشق. 10/ 542/ 2511 عيسى بن محمد، أبو العباس الطهماني المروزي إمام اللغة. 14/ 424/ 4793 عيسى بن مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيْسَى بن مؤمل، أبو الأصبغ الزهري الشنتريني. 11/ 31/ 2538 عيسى بن محمد، أبو موسى النوشدى. 10/ 543/ 2512عيسى بن مكي العامري المقرئ. 16/ 425/ - عيسى بن مسكين، أبو محمد الإفريقي المغربي. 7/ 425/ 1300 عيسى بن موسى، أبو أحمد البخاري الأزرق، غنجار.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 7/ 100/ 1165 عِيْسَى بنُ مُوْسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ، أبو موسى الهاشمي العباسي. 8/ 403/ 1616 عيسى بن مينا، أبو موسى قالون مقرئ المدينة. 8/ 57/ - أبو عيسى بن هارون الرشيد. 8/ 535/ 1721 عيسى بن الهيثم، أبو موسى المعتزلي. 16/ 10/ 5393 عيسى بن يوسف بن أحمد الغرافي التقي الأعمى. 10/ 63/ 2119 عيسى بن يونس بن أبان، أبو موسى الرملي الفاخوري. 7/ 437/ 1301 عِيْسَى بنُ يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَمْرِو بنِ عَبْدِ الله، أبو عمرو "أبو محمد" الهمداني السبيعي. 8/ 544/ 1732 العَيْشِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَفْصٍ بن عمر، أبو عبد الرحمن القرشي البصري. 16/ 341/ 5773 ابْنُ عَيْنِ الدَّوْلَةِ: مُحَمَّدِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ، أبو المكارم الإسكندراني. 16/ 68/ 5459 عين شمس بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الفَرَجِ: أُمُّ النُّوْرِ الثقفية الأصبهانية. 10/ 390/ 2358 أبو الضياء: محمد بن القاسم بن خلاد البصري.

حرف الغين

حرف الغين: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 4/ 135/ 210 أبو الغادية الصحابي. 14/ 430/ 4803 الغازي: أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو نصر الأصبهاني. 15/ 39/ 4924 غازي بن سيف الدين غازي بن زنكي بن آقسنقر صاحب الموصل. 15/ 421/ 5330 غَازِي بنُ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أَيُّوْبَ، أبو منصور الظاهر صاحب حلب. 8/ 77/ 1417 الغازي بن قيس، أبو محمد الأندلسي المقرئ. 11/ 249/ 2742 الغازي: محمد بن إبراهيم بن شعيب، أبو الحسين الجرجاني. 16/ 130/ 5531 غازي بن محمد بن أيوب بن شاذي التكريتي الملك المظفر. 16/ 485/ 5951 غازي بن محمد بن غازي الملك الظاهر. 15/ 295/ 5187 غازي بن مودود بن زنكي بن آقسنقر التركي ملك الموصل. 16/ 478/ 5936 غازية بنت السلطان الكامل محمد ابن العادل صاحبة حماة. 14/ 410/ 4775 أبو غالب ابن البناء: أحمد بن الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ. 14/ 401/ 4759 غَالِبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَالِب بن تمام بن عطية، أبو بكر المحاربي. 13/ 195/ 3978 ابْنُ غَالِبٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ غَالِبِ بنِ تمام، أبو محمد الهمذاني المغربي. 13/ 446/ 4242 غالب بن عبد الله بن بأبي اليمن، أبو تمام القيسي القرطبي القطيني. 12/ 460/ 3593 ابْنُ أَبِي غَالِبٍ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ بن خلف، أبو القاسم المصري. 14/ 238/ 4595 أَبُو غَالِبٍ العَدْلُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ القارئ الهمداني الخفاف. 6/ 330/ 930 غالب "القطان" بن أبي غيلان خطاف، أبو سلمة. 14/ 402/ 4761 أَبُو غَالِبٍ المَاورديُّ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ علي بن الحسن التميمي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 405/ 5831 أبو غالب: منصور بن أحمد بن محمد بن محمد البغدادي، ابن المعوج. 14/ 479/ 4858 غَانِمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي، أبو الوفاء الأصبهاني الجلودي. 14/ 479/ 4859 غَانِمُ بنُ خَالِدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أحمد، أبو القاسم الأصبهاني. 16/ 271/ - غانم بن علي الزاهد، شيخ بيت المقدس. 14/ 266/ 4626 غانم بن مُحَمَّد بن عُبيد الله بن عُمَرَ بنِ أيوب، أبو القاسم الأصبهاني. 15/ 134/ 5051 الغانمي: مَسْعُوْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَانِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو المحاسن الهروي. 16/ 266/ 5677 ابْنُ غَانِيَةَ: يَحْيَى بنُ إِسْحَاقَ بنِ حَمُّو، أبو زكريا الصنهاجي الميورقي. 15/ 304/ 5201 ابن غانية: يحيى بن علي، أبو زكريا البربري. 15/ 118/ 5026 ابن غبرة: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بن علوي، أبو الحسن الهاشمي. 16/ 10/ 5393 الغرامي: عيسى بن يوسف بن أحمد التقي الأعمى، مدرس الأمينية. 10/ 352/ 2336 ابْنُ أَبِي غَرَزَةَ: أَحْمَدُ بنُ حَازِمِ بنِ محمد بن يونس، أبو عمر الغفاري الكوفي. 13/ 165/ 3939 ابن غرسية: عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد، أبو المطرف القرطبي ابن الحصار. 12/ 408/ 3531 ابن غريب: محمد بن غريب بن عبد الله، أبو بكر البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 403/ 4208 ابن الغريق: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ الله بن عبد الصمد، أبو الحسين العباسي البغدادي ابن المهتدي بالله. 16/ 349/ 5786 الغَزَّالُ: حَمْزَةُ بنُ عُمَرَ بنِ عَتِيْقِ بنِ أوس، أبو القاسم الإسكندراني. 10/ 406/ 2372 ابْنُ أُخْتِ غَزَالٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ داود بن عبد الله، أبو بكر البغدادي. 14/ 267/ 4627 الغزالي: مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو حامد الطوسي المصنف. 16/ 113/ 5518 الغزنوي: أحمد بن علي بن الحسين، أبو الفتح البغدادي. 15/ 151/ 5064 الغزنوي: خسروشاه بن بهرام شاه بن مسعود بن إبراهيم صاحب غزنة. 15/ 113/ 5018 الغزنوي: علي بن الحسين، أبو الحسن الغزنوي الواعظ. 13/ 328/ 4135 ابْنُ غَزْوٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَزْوِ بنِ محمد بن يحيى، أبو مسلم النهاوندي العطار. 14/ 384/ 4744 الغزي: إبراهيم بن يحيى بن عثمان، أبو إسحاق الكلبي الشاعر. 11/ 37/ 2545 الغزي: الحسن بن الفرج الغزي المحدث. 12/ 345/ 3452 الغزي: محمد بن العباس بن وصيف، أبو بكر المسند. 9/ 371/ 1913 الغزي: محمد بن عمرو الزاهد العابد. 14/ 285/ 4634 الغسال: المبارك بن الحسين بن أحمد، أبو الخير البغدادي. 7/ 256/ 1208 غسان بن برزين، أبو المقدام الطهوي البصري. 8/ 464/ 1669 أَبُو غَسَّانَ: مَالِكُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ دِرْهَمٍ النهدي الكوفي. 16/ 273/ 5686 ابْنُ غَسَّانَ: مُحَمَّدُ بنُ غَسَّانَ بنِ غَافِلٍ بن نجاد، أبو عبد الله الأنصاري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 249/ 2741 الغساني: جُمَاهَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمْزَةَ، أبو الأزهر الزملكاني. 14/ 172/ 4500 الغساني: الحسين بن محمد بن أحمد، أبو علي الجياني الأندلسي. 11/ 261/ 2753 الغساني: مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَيَّاضِ، أبو الحسن الدمشقي. 7/ 25/ 1112 ابن الغسيل: عبد الرحمن بن سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَنْظَلَة، أبو سليمان. 10/ 496/ 2458 الغسيلي: إبراهيم بن إسحاق بن عيسى بن سليمان، أبو إسحاق البغدادي. 6/ 485/ 1010 أبو الغصن: ثابت بن قيس الغفاري المدني. 13/ 87/ 3826 الغضائري: الحسين بن الحسن بن محمد بن حلبس، أبو عبد الله البغدادي. 13/ 88/ 3827 الغَضَائِرِيُّ: الحُسَيْنُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو عبد الله البغدادي. 11/ 265/ 2757 الغَضَائِرِيُّ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ عَبْدِ الله، أبو الحسن محدث حلب. 12/ 323/ 3418 الغضنفر بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْدَانَ، أبو تغلب الملك. 4/ 450/ 314 غضيف بن الحارث بن زنيم، أبو أسماء السكوني الصحابي. 14/ 236/ 4590 ابن غطاش: أحمد بن عبد الملك العجمي الإسماعيلي. 12/ 352/ 3457 الغطريفي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حُسَيْنِ بنِ القَاسِمِ، أبو أحمد الجرجاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 352/ 2336 الغفاري: أحمد بن حازم بن محمد، أبو عمرو بن أبي غرزة الكوفي. 10/ 520/ - الغلابي: محمد بن زكريا. 6/ 510/ 1024 الغلام: عتبة بن أبان البصري الزاهد الخاشع. 12/ 85/ 3135 غلام ثعلب: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي هَاشِمٍ، أبو عمر الزاهد. 15/ 319/ 5224 غلام أبي الخطاب: أحمد بن أبي الوفاء بن عبد الرحمن بن عبد الصمد أبو الفتوح البغدادي، ابن الصائغ. 12/ 217/ 3301 غُلاَمُ الخَلاَّلِ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أحمد بن يزداد، أبو بكر البغدادي. 10/ 376/ 2352 غُلاَمُ خَلِيْلٍ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَالِبٍ بن خالد، أبو عبد الله الباهلي المصري. 12/ 406/ 3528 ابن غلام الزهري الحسن بن على بن عمرو، أبو محمد البصري. 13/ 119/ 3875 غلام محسن: أحمد بن إبراهيم بن يزداد، أبو علي الأصبهاني. 16/ 71/ 5466 غلام ابن المنى: إسماعيل بن علي بن الحسين، أبو محمد الأزجي المأموني الحنبلي. 14/ 252/ 4610 ابن غلبون: أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو عبد الله الخولاني القرطبي. 14/ 83/ 4407 أَبُو الغَنَائِمِ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ منتاب البغدادي الدقاق. 7/ 435/ 1300 غنجار: أَبُو أَحْمَدَ عِيْسَى بنُ مُوْسَى، البُخَارِيُّ الأَزْرَقُ، المحدث الكبير.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 74/ 3811 غنجار: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو عبد الله البخاري. 13/ 406/ 4212 الغَنْدَجَانِيُّ: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بنِ داذ، أبو محمد. 13/ 274/ 4084 الغَنْدَجَانِيُّ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى، أبو أحمد. 12/ 266/ 3350 غُنْدَرٌ: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، أَبُو بَكْرٍ البَغْدَادِيُّ. 12/ 267/ 3351 غُنْدَرٌ: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، أَبُو الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ. 12/ 266/ 3348 غندر: محمد بن جعفر بن دران، أبو الطيب البغدادي. 12/ 266/ 3349 غندر: محمد بن جعفر بن العباس، أبو بكر النجار. 7/ 523/ 1346 غندر: محمد بن جعفر، أبو عبد الله الهذلي البصري الكرابيسي. 12/ 265/ 3347 غندر: محمد بن جعفر، أبو عبد الله الهذلي. 15/ 30/ 4912 الغنوي: إبراهيم بن محمد بن محرز، أبو إسحاق. 8/ 416/ 1623 الغَنَوِيُّ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبَانٍ، أَبُو إِسْحَاقَ الكُوْفِيُّ الحناط. 13/ 494/ 4301 الغنوي: محمد بن سلطان بن حيوس، أبو الفتيان. 6/ 281/ 875 الغنوي: محمد بن سوقة، أبو بكر الكوفي. 14/ 100/ 4426 الغورجي: أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل، أبو بكر الهروي. 5/ 352/ 593 غياث بن غوث التغلبي النصراني: الأخطل الشاعر. 16/ 38/ 5414 غياث بن فارس بن مكي، أو الجود اللخمي المنذري المصري. 14/ 361/ 4716 غياث الدين: محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان، أبو شجاع التركي السلجوقي. 14/ 303/ 4653 غَيْثُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَبُو الفرج الأرمنازي الصوري. 5/ 533/ 715 غَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ، أَبُو يَزِيْدَ الأَزْدِيُّ المِعْوَلِيُّ البصري. 6/ 25/ 743 غيلان بن عقية بن بهيس المصري ذو الرمة الشاعر. 11/ 114/ 2624 ابن أبي غيلان: عمر بن إسماعيل، أبو حفص الثقفي البغدادي. 13/ 236/ 4032 ابْنُ غَيْلاَنَ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو طالب الهمداني البغدادي.

حرف الفاء

حرف الفاء: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 208/ 3997 الفاتني: بشرى بن مسيس بن عبد الله أبو الحسن الرومي الفاتني. 3/ 535/ 152 فاختة "هند" بنت أَبِي طَالِبٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ الهاشمية أم هانئ. 14/ 255/ 4615 ابن فاخر المُبَارَكُ بنُ فَاخِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ، أبو الكرم البغدادي. 16/ 13/ 5400 ابن الفاخر: مُحَمَّدُ بنُ مَعْمَرِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الفاخر أبو عبد الله القرشي. 15/ 206/ 5106 ابن الفاخر: مَعْمَرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ رَجَاءِ بنِ عبد الواحد أبو أحمد القرشي، العبشمي السمري الأصبهاني. 10/ 63/ 2119 الفاخوري: عيسى بن يونس بن أبان أبو موسى الرملي الفاخوري. 13/ 190/ 3967 ابْنُ فَاذشَاه: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بن محمد بن فاذشاه أبو الحسن الأصبهاني التاني. 12/ 32/ 3078 الفارابي: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَرْخَان بن أَوْزَلَغ أبو نصر التركي المنطقي الذكي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 538/ 3690 ابن فارس: أحمد بن زكريا بن محمد بن حبيب أبو الحسين القزويني الرازي. 16/ 392/ 5810 الفارس أقطاي التركي. 16/ 449/ 5897 الفارس: أقطاي التركي الصالحي النجمي. 12/ 112/ 3176 ابْنُ فَارِسٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فارس أبو محمد الأصبهاني. 10/ 234/ 2238 فارس الإسلام: أحمد بن إسحاق، أبو إسحاق الإمام العابد الزاهد. 12/ 91/ 3142 الفارس: أحمد بن بهزاد بن مهران أبو الحسن السيرافي المصري. 14/ 234/ 4586 ابْنُ الفَارِسِيِّ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الغافر، أبو عبد الله النيسابوري. 12/ 369/ 3475 الفَارِسِيُّ: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الغَفَّارِ أبو علي الفارسي الفسوي. 10/ 151/ 2160 الفارسي: الحسن بن سعيد أبو علي بن البغدادي البزاز البستنبان. 10/ 173/ 2179 الفارسي: الحسن بن سعيد الفارسي، أبو علي البغدادي البزاز. 15/ 423/ 5333 الفارسي: الحسن بن مسلم بن أبي الجواد أبو علي العراقي الفارسي. 15/ 385/ - فَارِس بن أَبِي القَاسِمِ بنِ فَارِس الحَفَّار الحربي، أبو محمد. 3/ 309/ 96 الفارسي: سلمان الفارسي بن عساكر أبو عبد الله الفارسي الصحابي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 434/ 4807 الفارسي: عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عبدِ الغَافِر بن محمد، أبو الحسن النيسابوري. 13/ 289/ 4104 الفارسي: عَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الغَافِرِ بن محمد أبو الحسين النيسابوري. 13/ 245/ 4042 الفَارِسِيُّ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أحمد بن عيسى أبو القاسم المصري. 16/ 157/ 5563 الفارسي: محمد بن إبراهيم بن أحمد بن طاهر، أبو عبد الله الخبري الفيروزآبادي. 13/ 141/ 3913 الفارسي: محمد بن إبراهيم، أبو بكر الفارسي المشاط. 14/ 475/ 4852 الفارسي: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بن القاسم أبو المعالي النيسابوري. 13/ 472/ 4275 الفارسي: محمد بن أبي مسعود، عبد العزيز أبو عبد الله الفارسي الهروي. 16/ 265/ 5675 ابْنُ الفَارِضِ: عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُرْشِدٍ الحموي المصري. 16/ 42/ 5422 الفارفانية: عفِيفَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حسن بن مهران أم هانئ الأصبهانية. 14/ 413/ 4778 الفارقي: الحسن بن إبراهيم بن برهون أبو علي الشافعي. 14/ 138/ 4467 الفارقي: الحسن بن أسد، أبو نصر الفارقي. 15/ 215/ 5119 الفَارِقِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ الحميد، أبو عبد الله البغدادي. 14/ 70/ 4390 القارمذي: الفضل بن محمد، أبو علي الفارمذي الخراساني الواعظ. 12/ 215/ 3298 فَارُوْقُ بنُ عَبْدِ الكَبِيْرِ بنِ عُمَرَ أَبُو حفص الخطابي البصري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 487/ 5953 الفاسي: مُحَمَّدُ بنُ حَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، أبو عبد الله الفاسي. 13/ 207/ 3996 الفاسي: موسى بن عيسى بن أبي حاج أبو عمران البربري المالكي. 16/ 400/ 5820 ابْنُ الفَاضِلِ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ علي المصري. 3/ 414/ 113 فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مناف بن قصي الهاشمية. 15/ 15/ 4888 فاطمة بنت البغدادي بنت محمد بن أَبِي سَعْدٍ أَحْمَد بن الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ أم البهاء البغدادية الأصبهانية. 14/ 22/ 4337 فَاطِمَةُ بِنْتُ الحَسَنِ بن عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ أُمُّ البنين النيسابورية. 14/ 23/ 4338 فاطمة بنت الحسن بن علي أم الفضل بنت الأقرع. 14/ 461/ - فاطمة بنت أبي حكيم الخبري. 3/ 415/ 114 فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بن هاشم أبي القاسم، القرشية الهاشمية أم الحسنين. 16/ 5/ 5385 فاطمة بنت سعد الخير بنت المحدث ابن محمد بن سهل أم عبد الكريم البلنسية. 3/ 501/ 131 فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابية. 14/ 360/ 4715 فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ القاسم بن عقيل أم إبراهيم أم الغيث أم الخير الجوزدانية الأصبهانية. 14/ 423/ 4791 فَاطِمَةُ بِنْت عَلِيِّ بنِ مُظَفَّر بن الحَسَنِ بن زعبل بن عجلان أم الخير النيسابورية. 3/ 539/ 156 فاطمة بنت قيس الفهرية المهاجرة "أخت الضحاك". 15/ 15/ 4888 فاطمة بنت محمد بن أَبِي سَعْدٍ أَحْمَد بن الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ أم البهاء البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 208/ 5108 فاطمة "نفيسة" بِنْتَ مُحَمَّدِ بن عَلِيٍّ البَزَّازَةَ البَغْدَادِيَّةَ أُخْتَ أبي الفرج. 4/ 408/ - فاطمة بنت المنذر "زوجة هشام بن عروة". 14/ 432/ - فاطمة بنت ناصر العلوي "أم المجتبي". 14/ 368/ 4726 ابن الفاعوس: علي بن المبارك بن علي، أبو الحسن البغدادي الإسكاف. 6/ 105/ 784 الفأفاء: خالد بن سلمة بن العاص بن هاشم بن المغيرة أبو سلمة القرشي. 12/ 152/ 3227 الفاكهي: عبد الله بن محمد بن العباس، أبو محمد المكي الفاكهي. 13/ 306/ 4116 الفالي: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ سَلَّك، أبو الحسن الخوزستاني الشاعر. 12/ 26/ 3074 الفامي: سليمان بن يزيد، أبو داود القزويني الفامي. 15/ 186/ 5088 الفامي: عَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ أَبِي سَعْدٍ مَنْصُوْرِ بنِ إسماعيل، أبو محمد الهروي الفامي. 12/ 197/ 3281 الفامي: عبد الرحمن بنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَكَرِيَّا، أبو القاسم البغدادي الأطروش. 15/ 98/ 5003 الفَامِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ عثمان بن منصور، أبو النصر الهروي، الفامي الشروطي العدل. 14/ 226/ 4578 الفَامِيّ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوهاب بن عبد الواحد الشيرازي الشافعي. 14/ 219/ 4567 الفامي: محمد بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ خذاداذا، أبو غالب البقال البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 450/ 2922 الفائز بالله: عيسى بن إسماعيل بن عبد المجيد بن محمد بن المستنصر بالله، أبو القاسم العبيدي المصري. 12/ 349/ 3454 أَبُو الفَتْحِ الأَزْدِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أحمد بن عبد الله بن بريدة أبو الفتح، الأزدي الموصلي. 16/ 496/ 5961 أبو الفتح: أسعد بن عثمان بن وَجِيْهِ الدِّيْنِ أَسَعْدَ بنِ المُنَجَّى بنِ بَرَكَاتِ بن المؤمل أبو الفتح التنوخي الدمشقي المعدل. 14/ 210/ 4556 أَبُو الفَتْحِ الحَدَّادُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ أبو الفتح الأصبهاني الحداد. 9/ 472/ 1987 الفتح بن خاقان: أبو محمد التركي الوزير الأكمل. 7/ 44/ 1130 فتح بن سيعد الموصلي أبو نصر الموصلي. 8/ 496/ 1696 فتح بن سعيد الموصلي أبو نصر العابد الموصلي. 10/ 267/ - الفتح بن شخرف الزاهد. 14/ 45/ 4356 أبو الفتح الطوسي: نَصْرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرِ بن شاذويه، أبو الفتح الطوسي. 16/ 209/ 5598 الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ أبو الفرج البغدادي الكاتب. 11/ 293/ 2782 أَبُو الفَتْحِ: الفَضْلُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ موسى بن الحسن بن الفرات بن حنزابة. 14/ 483/ 4864 الفَتْحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خاقان أبو النصر القيسي الإشبيلي. 7/ 44/ 1129 فتح الموصلي بن محمد بن وشاح الأرذي الموصلي. 8/ 496/ 1696 فتح الموصلي بن سعيد أبو نصر الزاهد الولي العابد. 7/ 44/ 1129 فَتْحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ وِشَاحٍ الأَزْدِيُّ المَوْصِلِيُّ "زاهد زمانه".

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 304/ 4655 أَبُو الفَتْحِ الهَرَوِيُّ: نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إبراهيم الحنفي الهروي. 14/ 444/ 4816 أبو الفتوح الشَّاذْيَاخِيُّ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنِ شَاه بنِ أَحْمَدَ بن عبد الله النيسابوري. 15/ 135/ 5052 أبو الفتوح الطائي: مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ الطائي الهمذاني. 14/ 415/ 4781 ابن الفتى: الحَسَنُ بنُ سَلْمَانَ بن عَبْدِ اللهِ أَبِي طالب بن محمد، أبو علي النهرواني. 16/ 136/ 5535 فِتْيَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ فِتْيَانَ الدِّمَشْقِيُّ الشَّاغُوْرِيُّ. 14/ 302/ 4652 ابن الفحام: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرٍ عَتِيْقِ بنِ خلف أبو القاسم القرشي الصقلي. 12/ 156/ 3235 ابن فحلول: سعيد بن فحلول أبو عثمان الأندلسي الإلبيري. 16/ 333/ 5759 ابن أبي الفخار: علي بن أَبِي الفَخَارِ هِبَة اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ محمد، أبو التمام العباسي البغدادي. 15/ 391/ 5300 ابْنُ الفَخَّارِ: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ خَلَفٍ، أبو عبد الله الأندلسي المالقي. 13/ 110/ 3861 ابْنُ الفَخَّارِ: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ يُوْسُفَ بن الفخار، أبو عبد الله القرطبي، المالكي. 16/ 161/ 5570 الفخر بن عساكر: عبد الرحمن بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبَةِ اللهِ أبو منصور الدمشقي الشافعي. 16/ 157/ 5563 الفخر الفارسي: محمد بن إبراهيم بن أحمد بن طاهر أبو عبد الله الخبري الشافعي الصوفي. 16/ 338/ 5769 الفخر: يوسف بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حَمُّوَيْه الجُوَيْنِيُّ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 52/ 5437 فخر الدين: محمد بن عمر بن الحسين القرشي البكري الطبرستاني ذو الفنون. 14/ 260/ 4619 فخر الملك: ابن عمار صاحب طرابلسي. 13/ 62/ 3799 فَخْرُ المُلْكِ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ بن الصيرفي، أبو غالب الوزير. 15/ 245/ 5153 فخر النساء: خَدِيْجَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الكريم بنت النهرواني. 13/ 260/ 4063 ابن فدويه: محمد بن إسحاق بن فدويه أبو الحسن الكوفي. 8/ 176/ 1493 ابن أبي فديك: محمد بن إسماعيل بن مسلم أبو إسماعيل الديلي المدني. 15/ 222/ 5128 ابن الفراء: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بن عمر، أبو علي الأنصاري البطليوسي. 16/ 10/ 5394 الفراء: خلف بن أحمد بن حمد أبو المفاخر الأصبهاني الشافعي. 8/ 291/ 1549 الفراء: يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الأسدي أبو زكريا الكوفي. 8/ 495/ 1693 الفراء: سعد بن يزيد، أبو الحسن النيسابوري الفراء. 14/ 358/ 4712 الفراء: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عُمَرَ بنِ الفَرَّاء، أبو الحسن الموصلي المصري. 14/ 49/ 4362 ابن الفراء: مَالِكُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ أبو عبد الله البانياسي البغدادي. 13/ 325/ 4131 ابن الفراء: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ بن أحمد أبو يعلى البغدادي الحنبلي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 201/ 2194 الفَرَّاءُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ حَبِيْبٍ بن مهران، أبو أحمد العبدي النيسابوري. 13/ 167/ 3941 الفراء: محمد بن الفضل بن نظيف، أبو عبد الله المصري. 14/ 409/ 4773 ابن الفراء: محمد بن القاضي مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ أبو الحسين البغدادي. 14/ 411/ 4776 ابن الفراء: محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء أبو خازم البغدادي الحنبلي. 15/ 130/ 5043 ابن الفراء: محمد بن أبي حازم محمد بن القاضي أبي يعلى الفراء البغدادي. 11/ 507/ 2991 الفراء: موسى بن سعيد بن موسى أبو عمران الهمذاني. 14/ 162/ 4489 ابْنُ الفُرَاتِ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ بن طاهر بن الفرات أبو الفضل الدمشقي. 10/ 131/ 2140 الفرات بن خالد الضبي أبو مسعود الرازي. 11/ 290/ 2781 ابن الفرات: عَلِيُّ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بن الحسن أبو الحسن العاقولي. 12/ 443/ 3571 ابن الفرات: محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات أبو الحسن البغدادي. 15/ 423/ 5332 الفراتي: يعيش بن صدقة أبو القاسم الفراتي الضرير. 12/ 253/ 3337 أَبُو فِرَاسٍ: الحَارِثُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَمْدَانَ أبو فراس التغلبي الشاعر المفلق. 16/ 85/ 5478 الفراش: يحيى بن ياقوت أبو الفرج الفراش. 15/ 57/ 4946 ابْنُ الفُرَاوِيِّ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفضل بن الفراوي أبو البركات النيسابوري الصاعدي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 359/ 5266 ابْنُ الفُرَاوِيِّ: عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ أحمد أبو المعالي النيسابوري. 14/ 417/ 4785 الفراوي: مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن أبي العباس أبو عبد الله النيسابوري الشافعي. 16/ 48/ 5431 الفراوي: مَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ أحمد، أبو الفتح "وأبو القاسم الفراوي النيسابوري". 12/ 214/ 3297 الفرائض: الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَابِرِ بنِ أَبِي الزمزام أبو علي الدمشقي الفرائضي. 12/ 322/ 3417 الفرائضي: الحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَابِرِ بنِ عَلِيٍّ أبي الزمزام أبو علي الدمشقي الفرائضي. 11/ 285/ 2774 الفرائضي: نصر بن القاسم بن نصر، أبو الليث البغدادي الفرائضي. 11/ 351/ 2850 الفربري: محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر أبو عبد الله البخاري الفربري. 12/ 256/ 3341 أَبُو الفَرَجِ: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو الفرج القرشي الأموي الأصبهاني. 13/ 432/ 4232 أَبُو الفَرَجِ الجَرِيْرِيُّ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ علي بن محمد بن عبد الحميد أبو الفرج الهمذاني. 15/ 455/ 5368 أبو الفرج الجوزي: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ. 14/ 123/ 4455 أَبُو الفَرَجِ الحَنْبَلِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بن علي بن أحمد أبو الفرج الأنصاري الشيرازي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 305/ 4115 أَبُو الفَرَجِ الدَّارِمِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بن محمد بن عمر بن ميمون البغدادي الشافعي. 16/ 445/ 5890 فَرَجُ بنُ عَبْدِ اللهِ: أَبُو الغَيْثِ الحَبَشِيُّ عتيق المجد البهنسي. 13/ 94/ 3837 أبو الفرج بن مسلمة: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حَسَنِ البغدادي المعدل. 11/ 101/ 2613 ابن فرج: أحمد بن فرح بن جبريل، أبو جعفر العسكري البغدادي الضرير. 10/ 403/ 2368 ابن الفرخان: سهل بن عبد الله، أبو طاهر الأصبهاني. 13/ 347/ 4162 فرخزاد: ابن مسعود بن محمود بن سبكتكين، صاحب غزنة. 5/ 352/ 594 الفرزدق: همام بن غالب بن صعصعة أبو فراس التميمي البصري الشاعر. 15/ 454/ 5367 ابن الفرس: عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن أحمد أبو محمد الأنصاري الخزرجي. 13/ 5/ 3726 ابن الفرضي: عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ نصر أبو الوليد القرطبي. 14/ 342/ 4695 الفرضي: هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مسلم أبو المعالي البغدادي الفرضي. 11/ 159/ 2683 الفرغاني: حاجب بن مالك بن أركين، أبو العباس الضرير الفرغاني التركي. 12/ 210/ 3289 الفرغاني: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ خذيان أبو محمد التركي. 11/ 498/ 2978 الفرغاني: محمد بن إسماعيل أبو بكر، شيخ الصوفية.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 214/ 1527 ابن فرقد: مكي بن إبراهيم بن بشير، أبو السكن الحنظلي البلخي. 11/ 91/ 2600 الفرهياني: عبد الله بن محمد بن سيار، أبو محمد الفرهاذاني "الفرهياني". 15/ 312/ - فروخشاه بن شاهنشاه بن أيوب. 9/ 51/ 1768 الفروي: إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ الله بن أبي فروة، أبو يعقوب الفروي المدني. 11/ 61/ 2573 الفِرْيَابِيُّ: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ المستفاض أبو بكر الفريابي القاضي. 8/ 289/ 1548 الفِرْيَابِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ وَاقِدِ بنِ عثمان أبو عبد الله الضبي الفريابي. 7/ 472/ 1313 الفزاري: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَارِثِ بنِ أَسْمَاءَ بن خارجة أبو إسحاق الفزاري. 11/ 140/ 2651 الفزاري: العباس بن محمد أبو الفضل الفزاري المصري. 10/ 412/ 2379 الفزاري: محمد بن عمرو أبو الموجه الفزاري المروزي الحافظ. 11/ 522/ 3014 الفزاري: محمد بن محمد بن أبي حذيفة أبو علي الدمشقي. 11/ 318/ 2810 الفسوي: علي بن الحسين بن معدان أبو الحسن الفارسي الفسوي. 10/ 319/ 2322 الفسوي: يعقوب بن سفيان بن جوان، أبو يوسف الفارسي. 13/ 139/ 3909 الفشيديزجي: الحسين بن الخضر بن محمد أبو علي البخاري الحنفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 4/ 253/ 245 فَضَالَةُ بنُ عُبَيْدِ بنِ نَافِذِ بنِ قَيْسٍ بن صهيب أبو محمد الأنصاري. 12/ 227/ 3312 ابن فضالة: محمد بن موسى بن فضالة بن إبراهيم أبو عمر الأموي القرشي. 12/ 123/ 3193 أَبُو الفَضْلِ: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الفَضْلِ الهاشمي النيسابوري المزكى. 14/ 387/ 4748 الفضل بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ أبو منصور القرشي الهاشمي العباسي البغدادي. 11/ 323/ 2820 الفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ ذيَّالٍ أبو العباس الزبيدي البغدادي. 15/ 270/ 5176 أَبُو الفَضْلِ: مُحَمَّدُ بنُ بُنَيْمَانَ بنِ يُوْسُفَ الهمذاني المؤذن المؤدب. 9/ 483/ 1994 أَبُو الفَضْلِ: العَبَّاسُ بنُ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حبيب البحراني البصري. 13/ 58/ 3790 أَبُو الفَضْلِ التَّمِيْمِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَبْدِ العزيز بن الحارث البغدادي الحنبلي. 11/ 406/ 2906 الفضل بن جعفر بن أحمد بن الموفق أبو القاسم العباسي. 8/ 534/ 1718 أَبُو الفَضْلِ: جَعْفَرُ بنُ حَرْبٍ الهَمَذَانِيُّ المُعْتَزِلِيُّ العابد. 10/ 210/ 2206 الفضل بن جعفر أبو سهل. 12/ 342/ 3448 الفَضْلُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عاصم أبو القاسم التميمي الدمشقي. 11/ 293/ 2782 الفَضْلُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بن الفرات أبو الفتح بن حنزابة.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 3/ 536/ 153 أم الفضل: بنت الحارث بن حزن بن بجير "زوجة العباس" الهلالية. 11/ 6/ 2521 الفضل بن الحباب: عمرو بن محمد بن شعيب أبو خليفة الجمحي البصري الأعمى. 14/ 117/ 4449 الفَضْلُ بن أَبِي حَرْب أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن عيسى، أبو القاسم الجرجاني النيسابوري. 15/ 348/ - الفضل بن الحسين البانياسي. 11/ 337/ 2836 الفَضْلُ بنُ الخَصِيْبِ بنِ العَبَّاسِ بنِ نَصْرٍ أبو العباس الأصبهاني الزعفراني. 14/ 89/ 4416 أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد بن زكرى الدقاق. 8/ 304/ 1558 الفضل بن دكين: عَمْرِو بنِ حَمَّادِ بنِ زُهَيْرِ بنِ دِرْهَمٍ التيمي الطلحي القرشي. 8/ 285/ 1545 الفضل بن الربيع بن يونس الأمير صاحب الرشيد. 16/ 307/ 5722 أَبُوَ الفَضْلِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بن السباك البغدادي. 9/ 548/ 2035 الفضل بن سهل بن إبراهيم أبو العباس الأعرج. 15/ 56/ 4945 الفضل بن سهل بن بشر أبو المعالي الإسفراييني الدمشقي الأثير الحلبي. 8/ 280/ 1539 الفضل بن سهل السرخسي الوزير. 8/ 12/ - الفضل بن صالح أبو العباس. 10/ 215/ 2212 الفضل بن العباس أبو بكر الرازي فضلك الصائغ. 4/ 444/ 308 الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن مناف القرشي الهاشمي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 422/ 5854 أَبُو الفَضْلِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عَبْدِ السَّلاَمِ بن إسماعيل اللمغاني البغدادي. 13/ 473/ 4276 الفضل بن عبد الله بن المحب أبو القاسم النيسابوري. 10/ 544/ 2513 الفضل بن عبد الله بن مخلد أبو نعيم التميمي الجرجاني. 13/ 125/ 3887 الفَضْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الفضل بن شهريار أبو القاسم الأصبهاني. 16/ 216/ - الفضل بن عقيل العباسي. 16/ 439/ 5882 عِيْسَى بنُ سَلاَمَةَ بنِ سَالِمِ بنِ ثَابِتٍ أبو الفضل "أبو العزايم" الحراني الخياط. 9/ 143/ - أبو علي: الفضل بن غانم. 13/ 250/ 4051 الفضل بن محمد بن أحمد أبو سعيد الميهني الصوفي. 14 و14/ 250 و364/ 4606 و4719 الفضل بن محمد الأبيوردي أبو القاسم العطار. 14/ 250/ 4607 الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بن مُحَمَّدِ بن مهدي أبو محمد القشيري. 14/ 70/ 4390 الفضل بن محمد الفارمذي أبو علي الخراساني الواعظ. 10/ 394/ 2363 الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُسَيَّبِ بنِ مُوْسَى بن زهير أبو محمد الخراساني النيسابوري. 9/ 472/ 1988 الفضل بن مروان بن ماسرجس أبو العباس الوزير. 7/ 537/ 1348 الفضل بن موسى أبو عبد الله المروزي. 10/ 326/ 3423 أَبُو الفَضْلِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خميرويه بن سيار الهروي. 7/ 528/ 1342 الفضل بن يحيى.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 469/ 5922 فَضْلُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ عَبْدِ القادر بن أبي صالح أبو المحاسن الحنبلي البغدادي. 16/ 6/ 5386 فضل الله بن محمد بن أحمد، أبو المكارم النوقاني. 10/ 215/ 2212 فضل الضائغ: الفضل بن العباس أبو بكر الرازي. 9/ 148/ 1830 الفضيل بن الحسين بن طلحة أبو كامل الجحدري البصري الحافظ. 7/ 410/ 1287 فضيل بن عياض الخولاني. 7/ 410/ 1288 فضيل بن عياض الصدفي المصري. 7/ 393/ 1285 الفُضَيْلُ بنُ عِيَاضِ بنِ مَسْعُوْدِ بنِ بِشْرٍ أبو علي التميمي اليربوعي الخراساني. 6/ 328/ 925 فضيل بن غزوان بن جرير أبو محمد الضبي الكوفي. 7/ 39/ 1125 فضيل بن مرزوق أبو عبد الرحمن العنزي الكوفي. 14/ 461/ 4839 الفضيل: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الفُضَيْلِ بنِ مُحَمَّدِ أبو الفضل الأنصاري الهروي. 13/ 485/ 4288 الفضيلي: الفضيل بن يحيى بن الفضيل أبو عاصم الفضيلي الهروي. 6/ 489/ 1015 فطر بن خليفة أبو بكر الكوفي المخزومي. 13/ 22/ 3748 ابن فطيس: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن أصبغ أبو المطوف القرطبي المالكي. 11/ 388/ 2891 ابْنُ فُطَيْسٍ: مُحَمَّدُ بنُ فُطَيْسِ بنِ وَاصِلٍ بن عبد الله الغافقي أبو عبد الله الأندلسي الإلبيري. 14/ 459/ 4836 ابْنُ فُطَيْمَةَ: الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ بن حسن بن فطيمة أبو عبد الله الخسروجردي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 455/ 4832 الفقاعي: عَطَاءُ بنُ أَبِي سَعْدٍ بنِ عَطَاءٍ أَبُو محمد الثعلبي الهروي الفقاعي. 14/ 165/ 4495 الفقيه: نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْر بن إِبْرَاهِيْمَ بن داود أبو الفتح النابلسي المقدسي. 9/ 375/ 1917 الفَلاَّسُ: عَمْرُو بنُ عَلِيِّ بنِ بَحْرِ بنِ كنيز أبو حفص الباهلي البري الصيرفي. 10/ 40/ 2088 الفلاس: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ أَبُو جَعْفَرٍ المخزمي الفلاس شيطا. 15/ 170/ 5081 الفلكي: سَعِيْدُ بنُ سَهْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله أبو المظفر النيسابوري الفلكي. 13/ 183/ 3953 الفلكي: علي بن الحسين بن أحمد بن الحسن أبو الفضل الهمذاني الفلكي. 7/ 46/ 1133 فليح بن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي. 12/ 287/ 3377 فتاخسرو: ابن حسن بن بويه، أبو شجاع الديلمي السلطان عضد الدولة صاحب العراق. 13/ 97/ 3841 فتاخسرو: بن خرة فيروز بن الملك عضد الدولة بن بويه الديلمي، أبو شجاع سلطان الدولة. 12/ 402/ 3525 الفناكي: جعفر بن عبد الله بن يعقوب أبو القاسم الرازي. 13/ 116/ 3871 ابْنُ فَنْجَوَيْهِ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحِ بنِ شُعَيْب، أبو عبد الله الثقفي الدينوري. 15/ 48/ 4933 الفندلاوي: يوسف بن دوناس أبو الحجاج المغربي الفندلاوي المالكي. 10/ 317/ - فهد بن سليمان الدلال. 14/ 90/ 4417 ابْنُ فَهْدٍ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد بن فهد أبو القاسم البغدادي بن العلاف.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 330/ 3429 الفِهْرِيُّ: أَبْيَضُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبْيَضَ بنِ أسود بن نافع أبو العباس "أبو الفضل" القرشي الفهري المصري. 13/ 30/ 3758 ابن أبي الفوارس: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ فَارسِ أبو الفتح البغدادي. 13/ 415/ 4224 الفُوْرَانِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُوْرَانَ أبو القاسم المروزي الفقيه. 15/ 216/ 5120 فُورجه: مَحْمُوْدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ عَلِيِّ بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم الأصبهاني. 13/ 77/ 3815 ابن فورك: أحمد بن موسى بن مردويه أبو بكر الأصبهاني. 12/ 293/ 3381 ابن فورك: عبد الله بن محمد بن فورك بن عطاء أبو بكر الأصبهاني القباب. 13/ 24/ 3750 ابن فورك: محمد بن الحسن بن فورك أبو بكر الأصبهاني. 16/ 432/ 5870 ابن الفوي: مظفر بن عبد الملك بن عتيق أبو منصور الإسكندراني. 11/ 141/ 2653 ابْنُ فَيَّاضٍ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدٍ بن فياض أبو سعيد العثماني الدمشقي. 14/ 205/ - فيد بن عبد الرحمن بن محمد الشعراني. 13/ 225/ 4014 فيروزجرد بنُ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ بنِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بنِ ركن الدولة بن بويه الديلمي. 9/ 417/ 1949 فيض بن إبراهيم "أحمد" ذو النون المصري أبو الفيض "أبو الفياض" النوبي الإخميمي. 11/ 322/ 2818 ابْنُ فِيْلٍ: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن فيل أبو طاهر البالسي. 7/ 293/ 1238 الفيض بن أبي صالح شيرويه أبو جعفر الفارسي.

حرف القاف

حرف القاف: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 569/ 3724 القايسي: علي بن محمد بن خلف، أبو الحسن المعافري القروي. 11/ 14/ 2529 قاتل قتيبة: عبد الصمد بن هارون، أبو بكر القيسي النيسابوري. 12/ 154/ 3232 ابْنُ قَاجٍ: أَحْمَدُ بنُ قَاجِ بنِ عَبْدِ الله البغدادي، أبو الحسين الوراق. 11/ 412/ 2908 القادر بالله: أحمد بن إسحاق بن جعفر، الخليفة أبو العباس. 13/ 285/ 4100 القادسي: الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ، أبو عبد الله القادسي. 9/ 566/ 2048 ابن قادم: عَلِيُّ بنُ سَهْلِ بنِ مُوْسَى، أَبُو الحَسَنِ النسائي الرملي. 9/ 567/ 2049 ابن قادم: موسى بن سهل بن قادم الرملي، أبو عمران النسائي. 16/ 15/ 5403 ابْنُ القَارِصِ: الحُسَيْنُ بنُ أَبِي نَصْرٍ بنِ حسن بن هبة الله، أبو عبد الله الحريمي. 14/ 435/ 4809 القَارِئُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ صَالِحٍ، أبو محمد النيسابوري. 4/ 516/ 371 القارئ: عبد الرحمن بن عبد القاري المدني. 12/ 109/ 3171 القَاسِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى، أبو بكر القنطري السامري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 385/ - القاسم بن إبراهيم المقدسي. 11/ 482/ 2957 القاسم بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، أبو عبيد المحاملي الضبي. 12/ 66/ 3113 القاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف، أبو محمد القرطبي محدث الأندلس. 14/ 315/ 4660 أبو القاسم الأنصاري: سليمان بن ناصر بن عمران النيسابوري. 12/ 15/ 3059 القاسم بن بندار "أبي صالح" بن إسحاق، أبو أحمد الهمذاني. 16/ 92/ 5491 أبو القاسم: تميم بن أحمد بن أحمد الأزجي مفيد الجماعة. 13/ 31/ 3759 القَاسِمُ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ العباس، أبو عمر الهاشمي العباسي البصري. 10/ 306/ 2306 القاسم بن الحسن، أبو محمد الهمذاني البغدادي الصائغ. 12/ 556/ 3706 القاسم بن حمود بن ميمون الهاشمي العلوي الإدريسي. 13/ 191/ 3969 القاسم بن حمود بن ميمون بن أحمد بن عبيد الله العلوي الحسني الإدريسي. 10/ 526/ 2490 القَاسِمُ بنُ خَالِدِ بنِ قُطْنٍ، أَبُو سَهْلٍ المروزي. 16/ 434/ - أبو القاسم بن رواحة الأنصاري. 11/ 92/ 2603 القاسم بن زكريا بن يحيى، أبو بكر البغدادي المطرز. 8/ 500/ 1701 القاسم بن سلام بن عبد الله، أبو عبيد الهروي الحافظ المصنف. 14/ 105/ 4434 أبو القاسم الشيرازي: هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ بنِ عَلِيٍّ. 14/ 404/ 4766 أبو القاسم بن الطبر: هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ البَغْدَادِيّ الحريري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 201/ 3285 أبو القاسم الطبراني: سليمان بن أحمد بن أيوب. 5/ 501/ 688 القاسم بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعود الهذلي، أبو عبد الرحمن الكوفي. 11/ 13/ 2528 القَاسِم بن عُبَيْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ وهب الحارثي الوزير. 16/ 116/ 5521 القاسم بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ، أبو بكر النيسابوري ابن الصغار. 9/ 469/ 1985 القاسم بن عثمان، أبو عبد الملك العبدي الدمشقي. 15/ 247/ 5155 أبو القاسم بن عساكر: علي بن الحسن بن هبة الله، المؤرخ المحدث. 15/ 477/ 5383 القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله، أبو محمد الدمشقي ابن عساكر. 14/ 338/ 4691 القاسم بن علي بن محمد بن عثمان، أبو محمد البصري الحرامي. 8/ 543/ 1731 القاسم بن عيسى، أبو دُلف العجلي صاحب الكرج. 13/ 338/ 4147 القَاسِمُ بنُ الفَتْحِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ، أبو محمد الأندلسي الفرجي. 14/ 100/ 4428 القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بن محمود، أبو عبد الله الثقفي الأصبهاني. 15/ 232/ 5139 القاسم بن الفضل بن عبد الواحد، أبو المطهر الأصبهاني الصيدلاني. 6/ 659/ 1090 القاسم بن الفضل، أبو المغيرة الأزدي الحداني البصري. 15/ 401/ 5312 القَاسِمُ بنُ فِيْرُّه بنِ خَلَفِ بنِ أَحْمَدَ، أبو محمد الأندلسي الشاطبي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 5/ 500/ 687 القاسم بن أبي القاسم عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن الدمشقي. 12/ 81/ 3129 القاسم بن القاسم بن مهدي، أبو العباس النيسابوري شيخ مرو. 11/ 89/ 2597 القاسم بن الليث بن مسرور، أبو صالح الرسعني العتابي. 8/ 77/ 1418 القاسم بن مالك، أبو جعفر المزني الكوفي. 16/ 345/ 5780 القاسم بن محمد بن أحمد، أبو القاسم الأنصاري القرطبي ابن الطليسان. 5/ 406/ 633 القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ -رضي الله عنه، أبو محمد القرشي. 10/ 400/ 2366 القاسم بن محمد بن القاسم بن محمد، أبو محمد البياني الأموي الأندلسي. 10/ 44/ 2094 القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِشَامٍ الرُّعَيْنِيُّ السَّبْتِيُّ ابن المأموني. 5/ 505/ 692 القاسم بن مخيمرة، أبو عروة الهمذاني الكوفي. 7/ 239/ 1198 القاسم بن معن بن عبد الرحمن، أبو عبد الله الهذلي المسعودي. 13/ 57 و66/ - قاسم بن أبي المنذر القزويني، أبو طلحة. 16/ 443/ 5887 قَاسم بن هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أبي الحديد البغدادي المُوَفَّقُ. 16/ 494/ 5958 قَاسِمُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بن محمد بن حسين، أبو المعالي بن أبي الحديد. 8/ 49/ 1391 القاسم بن يزيد، أبو يزيد الجرمي الموصلي. 15/ 471/ - القاسم بن يحيى الشهرزوري الحموي، قاضي القضاة، أبو الفضائل ضياء الدين.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 5/ 3038 ابن القاص: أحمد بن أبي أحمد، أبو العباس الطبري البغدادي. 16/ 400/ 5820 القاضي الأشرف: أحمد بن عبد الرحيم بن علي، أبو العباس المصري ابن الفاضل. 15/ 242/ 5149 القاضي الأعز: نَصْرُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَخْلُوْفٍ، أبو الفتح الإسكندري. 13/ 387/ 4191 القاضي أبو تمام: علي بن محمد بن الحسن بن يزداد البغدادي الواسطي. 13/ 414/ 4222 القاضي: حسين بن محمد بن أحمد، أبو علي المروزي "المروروذي" حبر الأمة. 10/ 523/ 2488 القَاضِي أَبُو خَازمٍ: عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ العزيز السكوني البصري الحنفي. 15/ 386/ 5293 قاض خان: حسن بن منصور بن محمود، أبو المحاسن البخاري الأوزجندي. 11/ 344/ 2842 القاضي الخياط: محمد بن علي، أبو عبد الله المروزي. 14/ 460/ 4838 القاضي الزكي: يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ علي، أبو المفضل الدمشقي ابن الصائغ. 13/ 142/ 3914 القاضي: عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد، أبو محمد التغلبي العراقي. 16/ 223/ 5617 القَاضِي: عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن بندار، أبو الحسن الدمشقي البغدادي. 15/ 49/ 4936 القاضي: عِيَاضُ بنُ مُوْسَى بنِ عِيَاضِ بنِ عَمْرِو، أبو الفضل اليحصبي الأندلسي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 544/ 2513 القاضي: الفضل بن عبد الله بن مخلد، أبو نعيم التميمي الجرجاني. 13/ 325/ 4131 القاضي: أبو يَعْلَى مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خلف بن أحمد البغدادي ابن الفراء. 7/ 469/ 1312 القاضي: أَبُو يُوْسُفَ يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَبِيْبِ بن حبيش الأنصاري. 16/ 158/ 5565 قَاضِي حَرَّانَ: عَبْدُ اللهِ بنُ نَصْرِ بنِ أبي بكر بن محمد، أبو بكر. 12/ 140/ 3211 قاضي الحرمين: أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو الحسين النيسابوري. 14/ 81/ 4403 قَاضِي حَلَبَ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَامِدٍ بن عبيد، أبو جعفر البيكندي البخاري. 15/ 442/ 5355 القاضي الفاضل: عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن الحسن، أبو علي اللخمي الشامي. 15/ 384/ 5289 القَاضِي الفَاضِلُ: مَحْمُوْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طالب، أبو طالب التميمي الأصبهاني. 14/ 437/ 4811 قَاضِي المَرَسْتَانِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بنِ محمد، أبو بكر السلمي البغدادي. 7/ 269/ 1219 قاضي اليمامة: أيوب بن عتبة، أبو يحيى الفقيه. 8/ 403/ 1616 قالون: عيس بن مينا، أبو موسى مقرئ المدينة، راوي قراءة نافع. 12/ 152/ 3229 القالي: إسماعيل بن القاسم بن هراون بن عيذون، أبو علي البغدادي اللغوي صاحب الأمالي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 96/ 3150 ابن قانع: عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعِ بنِ مَرْزُوقِ بنِ واثق، أبو الحسين الأموي. 16/ 99/ 5497 القاهر: مسعود بن أرسلان بن مسعود بن مودود بن زنكي، الملك، صاحب الموصل أبو الفتح. 11/ 399/ 2902 القاهر بالله: محمد بن أحمد بن طلحة، أبو منصور العباسي. 15/ 368/ 5272 ابن قائد: محمد بن قايد، أبو عبد الله الأواني. 11/ 424/ 2911 القائم: محمد بن المهدي عبيد الله، أبو القاسم صاحب المغرب. 11/ 417/ 2909 القائم بأمر الله: عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بن إِسْحَاقَ بنُ جعفر، أبو جعفر البغدادي العباسي. 13/ 436/ 4238 القائم بأمر الله: عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بن إِسْحَاقَ بنُ جعفر، أبو جعفر البغدادي. 15/ 301/ 5198 قايماز بن عبد الله قطب الدين المستنجدي. 16/ 327/ - قيماز المعظمي، أبو فُصيد. 15/ 83/ 4981 القايني: الجنيد بن محمد، أبو القاسم الإمام المحدث الصوفي الهروي. 12/ 293/ 3381 القَبَّابُ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ فورك، أبو بكر مسند أصبهان. 5/ 101/ 440 القُياع: الحَارِثَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ المخزومي المالكي. 10/ 499/ 2463 القباني: الحسين بن محمد بن زياد، أبو علي النيسابوري الحافظ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 371/ 4187 القَبْرِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَوْهَبٍ، أبو شاكر التجيبي الأندلسي. 6/ 156/ 810 القبطي: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرِ بنِ سُوَيْدِ بنِ حارثة، أبو عمرو اللخمي "أبو عمر" الكوفي. 14/ 414/ 4779 ابن قبليل: أحمد بن عمر بن خلف، أبو جعفر الهمداني الغرناطي المالكي. 14/ 435/ 4808 ابْنُ قُبَيسٍ: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرِ بن محمد، أبو الحسن العساني الدمشقي. 5/ 162/ 471 قبيصة بن ذؤيب، أبو سعيد بن الخزاعي الوزير المدني الدمشقي. 8/ 297/ 1553 قَبِيْصَةُ بنُ عُقْبَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُفْيَانَ، أبو عامر السوائي الكوفي. 10/ 495/ 2455 أَبُو قَبِيْصَة: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عمارة الضبي الكوفي. 10/ 143/ 2150 قبيطة: الحسن بن سليمان، أبو علي البصري. 16/ 20/ 5409 القبيطي: حَمْزَةُ بنُ عَلَيِّ بنِ حَمْزَةَ بنِ فَارِسٍ، أبو يعلى الحراني المقرئ. 16/ 331/ 5757 القبيطي: عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حمزة، أبو طالب الحراني البغدادي. 16/ 60/ 5444 ابْنُ القُبَّيْطِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ بن فارس، أبو الفرج البغدادي. 5/ 514/ 701 أبو قبيل: حي "حيي" بن هانئ بن ناضر اليماني المعافري المصري. 10/ 540/ 2504 القتات: محمد بن جعفر، أبو عمر الكوفي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 145/ 5550 قتادة بن إدريس الحسني صاحب مكة. 4/ 78/ 183 أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ السُّلَمِيُّ: الحَارِثُ بنُ رِبْعِيٍّ الصحابي. 6/ 27/ 747 قتادة بن دعامة بن قتادة بن عكابة، أبو الخطاب السدوسي البصري. 4/ 11/ 162 قَتَادَةُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ زَيْدِ بنِ عَامِرٍ، أبو عمر الأنصاري الصحابي. 13/ 337/ 4145 قُتُلْمِشُ بنُ إِسْرَائِيْلَ بنِ سَلْجُوْقَ بنِ دُقَاقَ الملك شهاب الدولة التركماني. 11/ 345/ 2843 ابْنُ قُتَيْبَةَ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مسلم، أبو جعفر البغدادي قاضي القضاة. 9/ 86/ 1803 قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدِ بنِ جَمِيْلِ بنِ طَرِيْفٍ، أبو رجاء الثقفي البغلاني. 10/ 384/ 2354 ابن قتيبة: عبد الله بن مسلم، أبو محمد الدينوري العلامة الكبير. 11/ 180/ 2708 ابن قتيبة: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَة بن زِيَادَة، أبو العباس اللخمي العسقلاني. 5/ 241/ 528 قتيبة بن مسلم بن عمرو الباهلي، أبو حفص، الأمير، فاتح بلاد المشرق. 3/ 504/ 133 قتيلة أخت الأشعث بن قيس. 4/ 442/ 304 قثم بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي الصحابي. 8/ 75/ 1415 القداح: عبد الله بن ميمون المكي المخزومي، عولي بني مخزوم. 8/ 74/ 1414 القَدَّاحُ: أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ سَالِمٍ المَكِّيُّ الإمام المحدث.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة و9/ و489/ و1999 9/ 333/ 1888 أَبُو قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ بن يحيى بن يرد اليشكري مولاهم السرخسي النيسابوري. 16/ 149/ 5555 ابْنُ قُدَامَةَ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد، أبو محمد الجماعيلي الدمشقي. 4/ 449/ 312 قُدَامَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ الكِلاَبِيُّ، أبو عمران الصحابي. 16/ 58/ 5443 ابن قدامة: محمد بن أحمد بن محمد، أبو عمر المقدسي الزاهد. 3/ 105/ 15 قدامة بن مظعون، أبو عمرو الجمحي الصحابي البدري، أمير البحرين. 13/ 224/ 4012 القدوري: أحمد بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ حمدان، أبو الحسين البغدادي. 11/ 267/ 2760 ابن قدير: علي بن الحسن بن خلف، أبو القاسم المصري. 13/ 222/ 4008 القراب: إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن، أبو يعقوب السرخسي. 13/ 114/ 3867 القراب: إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن، أبو محمد السرخسي الهروي. -/ و386/ - 14/ 385/ - قرأتكين بن الأسعد التركي. 5/ 100/ 438 القراد: سعيد بن وهب الهمداني الكوفي، الخيواني، الشيعي. 8/ 195/ 1514 قراد: عبد الرحمن بن غزوان، أبو نوح الخزاعي. 12/ 195/ 3277 القَرَارِيْطيُّ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ، أبو إسحاق الوزير.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 474/ 2441 القراطيسي: يُوْسُف بن يَزِيْد بن كَامِلٍ بن حَكِيْم، أبو يزيد الأموي المصري. 15/ 428/ - قراقوش، الخادم الأبيض مولى شيركوه. 10/ 245/ 2256 القربيطي: أحمد بن محمد بن أنس، أبو العباس الحافظ. 6/ 428/ 985 الفردوسي: هشام بن حسان، أبو عبد الله الأزدي الفردوسي البصري. 13/ 211/ 4000 القرشي: سعيد بن العباس بن محمد بن علي، أبو عثمان الهروي. 15/ 321/ 5226 القرشي: عمر بن علي بن الخضر، أبو المحاسن القرشي الزبيري الدمشقي. 7/ 41/ 1127 القرشي: هشام بن سعد، أبو عباد الحشاب. 11/ 391/ 2894 القرطبي: أَحْمَدُ بنُ بَقِيِّ بن مَخْلَدٍ، أَبُو عُمَرَ القاضي. 11/ 469/ 2940 القرطبي: أحمد بن خالد بن يزيد، أبو عمر القرطبي، ابن الجباب الحافظ. 16/ 210/ 5599 القرطبي: أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن، أبو القاسم الأموي القاضي. 10/ 378/ 2353 القرطبي: بَقِيُّ بنُ مَخْلَدِ بنِ يَزِيْدَ، أَبُو عَبْدِ الرحمن الأندلسي القرطبي الحافظ. 16/ 94/ 5493 ابْنُ القُرْطُبِيِّ: عَبْد اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يحيى، أبو بكر الأنصاري المالقي. 15/ 243/ 5150 القرطبي: يحيى بن سعدون بن تمام، أبو بكر الأزدي القرطبي المقرئ. 11/ 53/ 2561 قرطمة: محمد بن علي، أبو علي البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 174/ 3258 ابن القرطي: محمد بن القاسم بن شعبان، أبو إسحاق العماري المصري العلامة. 5/ 414/ 638 القرظي: محمد بن كعب بن سليم، أبو حمزة "أبو عبد الله" المدني. 15/ 227/ 5135 ابْنُ قُرْقُوْلَ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن عبد الله، أبو إسحاق الحمزي الوهراني. 12/ 303/ 3397 القرمطي: الحسن بن أحمد بن حسن بن بهرام، أبو علي الجنابي الأعصم. 11/ 516/ 3005 القرمطي: سليمان بن حسن، أبو طاهر الجنابي الأعرابي الزنديق. 12/ 212/ 3293 القرميسيني: إبراهيم بن أحمد بن حسن، أبو إسحاق. 12/ 17/ 3063 القرميسيني: إبراهيم بن شيبان، أبو إسحاق الصوفي الزاهد. 16/ 335/ 5762 القرميسيني: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مِهْرَانَ، محيي الدين الإسكندراني الشافعي. 11/ 526/ 3022 القرميسيني: عمر بن سهل بن إسماعيل، أبو حفص "أبو بكر" الدينوري. 8/ 462/ 1665 فرة بن حبيب، أبو علي البصري الرماح. 6/ 533/ 1042 قرة بن خالد الحافظ، أبو خالد "أبو محمد" السدوسي البصري. 5/ 241/ 527 قرة بن شريك القيسي القنسريني. 8/ 90/ 1425 أبو قرة: موسى بن طارق قاضي زبيد. 13/ 257/ 4059 قِرْوَاشُ بنُ مُقَلَّدِ بنِ المُسَيَّبِ بنِ رَافِعٍ، أبو المنيع العقيلي صاحب الموصل.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 44/ 4355 ابْنُ قُرَيْشٍ: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ بن الحسين، أبو الحسن البغدادي النصري. 11/ 187/ 2715 أبو قريش: محمد بن جمعة بن خلف القهستاني الأصم. 10/ 242/ 2251 أبو قريش: موسى بن قريش بن نافع، أبو عمران التميمي البخاري. 12/ 334/ 3438 ابن قريعة: محمد بن عبد الرحمن، أبو بكر البغدادي قاضي السندية. 10/ 503/ 2467 القريعي: أحمد بن عمرو بن حفص، أبو بكر البصري القطراني. 13/ 19/ 3744 ابن القزاز: سعيد بن عثمان بن سعيد، أبو عثمان اللغوي القرطبي لحية الزيل. 14/ 463/ 4841 القَزَّازُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الواحد بن حسن، أبو منصور البغدادي الحريمي. 13/ 86/ 3824 القزاز: محمد بن جعفر، أبو عبد الله التميمي القيرواني. 10/ 171/ 2176 القزاز: محمد بن سنان بن يزيد، أبو الحسن البصري. 10/ 452/ 2420 القزاز: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ المُنْذِرِ، أَبُو سُلَيْمَانَ البصري. 15/ 335/ 5243 القزاز: نصر اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الواحد، أبو السعادات الشيباني البغدادي. 7/ 242/ 1204 قزعة بن سويد بن حجير الباهلي البصري. 16/ 449/ 5896 ابْنُ قُزْغُلِيٍّ: يُوْسُفُ بنُ قُزْغُلِيِّ بنِ عَبْدِ الله، أبو المظفر التركي البغدادي. 15/ 369/ 5274 قزل: عثمان بن الدكز صاحب أذربيجان. 15/ 226/ 5132 ابْنُ قُزْمَانَ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، أبو مروان القرطبي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 366/ 5270 القزويني: أحمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو الخير الطالقاني. 14/ 226/ 4577 القزويني: الخليل بن عبد الجبار بن عبد الله، أبو إبراهيم التميمي. 14/ 97/ 4423 القزويني: عبد السلام بن محمد بن يوسف، أبو يوسف المعتزلي المفسر. 16/ 197/ 5582 القزويني: عبد الكريم بن محمد، أبو القاسم الرافعي شيخ الشافعية. 12/ 389/ 3502 القزويني: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ صَالِحِ بنِ حَمَّادٍ، أبو الحسن، شيخ القراء المعمر. 13/ 243/ 4041 القزويني: علي بن عمر بن محمد، أبو الحسن البغدادي الحربي الزاهد. 12/ 20/ 3066 القزويني: علي بن محمد بن مهرويه، أبو الحسن المعمر. 10/ 306/ 2306 القزويني: كثير بن شهاب القزويني. 16/ 158/ 5566 القزويني: محمد بن أحمد بن إسماعيل، أبو المناقب الطالقاني. 12/ 8/ 3045 القزويني: محمد بن أحمد بن الفرج بن متويه، أبو زرعة. 16/ 195/ 5580 القزويني: محمد بن الحسين بن أحمد بن حسين، أبو المجد. 15/ 316/ 5220 القزويني: محمد بن عبد الكريم، أبو الفضل الرافعي مفتى الشافعية. 12/ 127/ 3198 القزويني: مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ الله، أبو عمر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 480/ 5941 القزويني: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أبي بكر، أبو عبد الله الحلبي. 14/ 210/ 4557 القزويني: محمد بن محمود بن الحسن، أبو الفرج الأنصاري الأملي. 11/ 137/ 2646 القزويني: محمد بن مسعود بن الحارث، أبو عبد الله الأسدي عالم قزوين. 10/ 374/ 2349 القزويني: محمد بن يزيد بن ماجه، أبو عبد الله الحافظ صاحب "السنن". 13/ 345/ 4157 القزويني: محمود بن حسن الطبري الشافعي، أبو حاتم الفقيه المصنف. 10/ 143/ 2152 القزويني: يحيى بن عبد الأعظم عبدك، أبو زكريا الحافظ المصنف. 12/ 359/ 3463 قسام الجبلي التلفيتي الدمشقي. 6/ 145/ 806 القسري: خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ بنِ أسد، أبو الهيثم الدمشقي الأمير. 8/ 128/ 1446 القسري: خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ خَالِدِ بنِ عَبْدِ الله البجلي الدمشقي ابن الأمير. 7/ 240/ 1200 القسملي: عبد العزيز بن مسلم، أبو زيد الخراساني البصري. 14/ 363/ 4718 قسيم الدولة: آقسنقر، أبو سعيد البرسقي الملك. 12/ 103/ 3163 القشيري: بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَلاَءِ، أَبُو الفَضْلِ البصري المالكي. 14/ 64/ 4378 القشيري: جعبر بن سابق الأمير صاحب القلعة.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 321/ 4670 ابْنُ القُشَيْرِيِّ: عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بن هوازن، أبو نصر القشيري النيسابوري. 13/ 395/ 4200 القُشَيْرِيُّ: عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ هَوَازِنَ بنِ عَبْدِ الملك بن طلحة، أبو القاسم الخراساني. 14/ 68/ 4387 عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ هَوَازِنَ القشيري، أبو سعد القشيري. 14/ 243/ 4602 القشيري: الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بن مُحَمَّدِ، أبو محمد النيسابوري. 11/ 89/ 2596 القشيري: محمد بن زنجويه بن الهيثم، أبو بكر النيسابوري. 11/ 524/ 3020 القشيري: محمد بن سعيد بن عبد الرحمن، أبو علي الحافظ. 10/ 174/ 2180 القشيري: مسلم بن الحجاج بن مسلم، أبو الحسين النيسابوري، صاحب "الصحيح". 15/ 33/ 4916 القشيري: هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم، أبو الأسعد القشيري النيسابوري. 15/ 434/ 5345 ابْنُ القَصَّابِ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ، أبو الفضل البغدادي الوزير. 12/ 264/ 3346 القصاب: محمد بن علي بن محمد، أبو أحمد الكرجي. 10/ 238/ 2243 القصار: إِبْرَاهِيْمُ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبِي الخيبري، أبو إسحاق العبسي الكوفي. 12/ 541/ 3693 القصار: أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر، أبو بكر الأصبهاني. 12/ 121/ 3189 القصار: أحمد بن محمد بن يحيى، أبو عبد الله الأصبهاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 243/ 2253 القصار: حمدون بن أحمد بن عمارة، أبو صالح النيسابوري الصوفي. 12/ 540/ 3692 القصار: علي بن عمر بن أحمد، أبو الحسن البغدادي. 14/ 114/ 4445 القصاص: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ البَكْرِيّ، أبو الحسن. و16/ و62/ و5447 16/ 9/ 5391 القصري: عبد الجليل بن موسى، أبو محمد الأنصاري الأندلسي 11/ 113/ 2622 أَبُو قُصَيٍّ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن إسماعيل العذري. 7/ 221/ 1185 قصي: المُغِيْرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدٍ القرشي المدني. 13/ 326/ 4132 القضاعي: مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمَةَ بنِ جَعْفَرِ بنِ عَلِيٍّ، أبو عبد الله الشهاب. 16/ 472/ 5927 القضاعي: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ، ابن الأبار، أبو عبد الله صاحب المعجم. 15/ 36/ 4921 القضاعي: يوسف بن علي، أبو الحجاج الأندي الحداد القفال. 14/ 325/ 4676 ابن القطاع: علي بن جعفر بن علي، أبو القاسم السعدي الصقلي. 9/ 568/ 2052 القطان: أَحْمَدُ بنُ سِنَانِ بنِ أَسَدِ بنِ حِبَّانَ، أبو جعفر الواسطي. 12/ 228/ 3133 ابْنُ القَطَّانِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو الحسين البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 93/ 3146 القَطَّانُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ زياد، أبو سهل بن زياد. 13/ 435/ 4237 ابْنُ القَطَّانِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن هلال، أبو عمر القرطبي. 11/ 190/ 2719 القطان: جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سِنَانِ بنِ أَسَدٍ الواسطي الحافظ، أبو محمد. 10/ 535/ 2499 القطان: الحَسَن بن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَان بن علويه، أبو محمد البغدادي. 11/ 176/ 2700 القطان: الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ بنِ الأزرق، أبو علي الرقي الجصاص. 11/ 515/ 3004 القطان: الحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى بنِ عَيَّاش بنِ عِيْسَى، أبو عبد الله المتوثي. 10/ 405/ 2370 القطان: عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ الهَيْثَمِ بنِ زِيَادِ بنِ عمران الدير عاقولي أبو يحيى الحافظ. 12/ 384/ 3496 القطان: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ حيان، أبو محمد الدمشقي. 12/ 60/ 3108 القطان: علي بن إبراهيم بن سلمة بن بجر، أبو الحسن القزويني. 16/ 228/ 5626 ابن القطان: علي بن عبد الملك بن يحيى، أبو الحسن الفاسي. 11/ 59/ 2571 القطان: مُحَمَّدُ بنُ حُبَّانَ بنِ الأَزْهَرِ، أَبُو بَكْرٍ العبدي البصري. 11/ 514/ 3003 القطان: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ الخَلِيْلِ، أبو بكر النيسابوري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 89/ 3829 القطان: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل، أبو الحسين البغدادي. 13/ 126/ 3888 القطان: محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله، أبو بكر الخلال الدمشقي. 13/ 138/ 3906 القطان: محمد بن يوسف بن أحمد، أبو عبد الرحمن النيسابوري. 15/ 122/ 5032 ابْنُ القَطَّانِ: هِبَةُ اللهِ بنُ الفَضْلِ بنِ عبد العزيز بن محمد، أبو القاسم البغدادي. 7/ 578/ 1366 القطان: يحيى بن سعيد بن فروخ، أبو سعيد التميمي الحافظ. 9/ 555/ 2039 القطان: يوسف بن موسى بن راشد، أبو يعقوب الكوفي البغدادي. 14/ 372/ 4734 القطائفي: أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْد، أبو بكر النهاوندي. 15/ 321/ 5227 القطب: مسعود بن محمد بن مسعود، أبو المعالي الطريثيثي النيسابوري. 16/ 453/ 5905 ابْنُ قُطرَالَ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو الحسن الأنصاري القرطبي. 10/ 503/ 2467 القطراني: أَحْمَدُ بنُ عَمْرو بن حَفْص بن عُمَر، أبو بكر البصري. 5/ 80/ 421 قطري بن الفجاءة "جعونة" بن مازن، أبو نعامة التميمي الشاعر رأس الخوارج. 16/ 394/ 5812 قطز: سيف الدولة قطز المظفر بن عبد الله المعزي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 262/ 3345 القطيعي: أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ بنِ مَالِكِ، أبو بكر البغدادي. 9/ 121/ 1822 القطيعي: إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَعْمَرِ بنِ الحَسَنِ، أبو معمر الهذلي الهروي الحافظ. 16/ 286/ 5697 القطيعي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ حُسَيْنٍ، أبو الحسن البغدادي. 8/ 367/ 1605 القَعْنَبِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْلَمَةَ بنِ قَعْنَبٍ، أبو عبد الرحمن الحارثي المدني البصري، شيخ الإسلام. 13/ 129/ 3894 القفال: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو بكر المروزي الشافعي. 12/ 309/ 3402 القَفَّالُ الشَّاشِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، أبو بكر عالم خراسان الفقيه الشافعي المصنف. 15/ 132/ 5047 ابْنُ قَفَرْجَلٍ: أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ عَبْدِ البَاقِي بنِ محمد، أبو القاسم البغدادي الذهبي. 13/ 132/ 3898 القفصي: عَطِيَّةُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أَبُو محمد الأندلسي الصوفي. 16/ 409/ 5838 القفطي: علي بن يوسف بن إبراهيم، أبو الحسين القاضي، الوزير الشيباني المصري. 5/ 277/ 546 أبو قلابة: عبد الله بن زيد بن عمرو "عامر" بن ناتل البصري. 10/ 317/ 2320 أبو قلابة: عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الرقاشي البصري. 15/ 242/ 5149 ابن قلاقس: نَصْرُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَخْلُوْفٍ، أبو الفتوح اللخمي الإسكندري.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 150/ 5063 ابن القلانس: حمزة بن أسد بن علي، أبو يعلى الدمشقي المؤرخ. 16/ 277/ 5690 القلانسي: عَلِيُّ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ رُوْزْبَةَ بنِ عبد الله، أبو الحسن العطار الصوفي. 14/ 356/ 4709 القلانسي: محمد بن الحسين بن بندار، أبو العز الواسطي. 10/ 313/ 2317 القلانسي: مصعب بن أحمد البغدادي، أبو أحمد شيخ الصوفية. 15/ 376/ 5279 قِلْج أَرْسَلاَن بنِ مَسْعُوْدِ بنِ قِلْج أَرْسَلاَن بن سليمان بن قتلمش السلجوقي التركماني، صاحب الروم. 12/ 411/ 3534 القلعي: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ حزم، أبو محمد الأندلسي. 10/ 216/ 2213 القلوسي: يعقوب بن إسحاق بن زياد، أبو يوسف البصري. 13/ 265/ 4069 ابن القماح: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى بنِ سِلْوَانَ، أبو عبد الله المازني الدمشقي. 16/ 345/ - قمر بن هلال بن بطاح، أبو الضوء. 11/ 388/ 2890 القمودي: أبو جعفر القمودي السوسي: زاهد الغرب. 11/ 144/ 2658 القمي: علي بن موسى بن يزيد، أبو الحسن النيسابوري. 16/ 252/ 5658 القُمِّيُّ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ الوزير الكاتب. 7/ 309/ 1250 القمي: يعقوب بن عبد الله بن سعد، أبو الحسن العجمي المفسر. 16/ 442/ 5885 ابْنُ قُمَيْرَةَ: يَحْيَى بنُ نَصْرِ بنِ أَبِي القاسم بن أبي الحسن، أبو القاسم التميمي. 16/ 452/ 5903 القميني: يوسف الدمشقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 95/ 3839 القَنَازِعِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَرْوَانَ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو المطرف القرطبي. 11/ 54/ 2563 قنبل: محمد بن عبد الرحمن، أبو عمر المخزومي المكي راوي قراءة ابن كثير. 10/ 296/ 2290 القنطري: علي بن داود بن يزيد، أبو الحسن التميمي البغدادي. 12/ 109/ 3171 القنطري: القَاسِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى، أبو بكر السامري. 15/ 189/ 5092 القنطري: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مسعود، أبو القاسم الأندلسي الشلبي. 16/ 233/ 5632 ابْنُ قُنَيْدَةَ: المُهَذَّبُ بنُ عَلِيِّ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ الله، أبو نصر الأزجي. 12/ 224/ 3309 القُهُنْدُزِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ أبو محمد مسند هراة. 9/ 356/ 1898 القَوَارِيْرِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ مَيْسَرَةَ، أبو سعيد الجشمي البصري. 14/ 8/ 4329 القواس: طاهر بن الحسين بن أحمد، أبو الوفاء البغدادي البابصري. 12/ 430/ 3557 القواس: يوسف بن عمر بن مسرور، أبو الفتح البغدادي. 14/ 251/ - قوام بن زيد البكري الدمشقي المزي. 14/ 469/ 4848 قوام السنة: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ عَلِيِّ، أبو القاسم الأصبهاني. 16/ 444/ 5888 القوصي: إِسْمَاعِيْلُ بنُ حَامِدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مرجى، أبو المحامد "أبو العرب" "أبو الطاهر" الخزرجي المصري الشافعي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 268/ 3355 ابن القوطية: محمد بن عمر بن عبد العزيز، أبو بكر الأندلسي النحوي. 12/ 426/ 3549 القومساني: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَزْدِيْنٍ، أبو علي النهاوندي الصوفي. 14/ 175/ 4504 القومساني: إسماعيل بن محمد بن عثمان، أبو الفرج الهمذاني. 13/ 148/ 3923 القُوْمِسَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مزدين، أبو منصور الهمذاني. 13/ 506/ 4312 القومساني: محمد بن عثمان بن أحمد، أبو الفضل الهمذاني، ابن زيرك. 9/ 416/ 1948 القومسي: أحمد بن الخليل بن حرب، أبو عبد الله القرشي النوفلي. و10/ و304/ و2303 11/ 521/ 3013 ابْنُ قُوهِيَارَ: العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُعَاذٍ، أبو الفضل النيسابوري. 11/ 114/ 2623 ابن قيراط: إسماعيل بن محمد بن عبيد الله، أبو علي العذري الدمشقي. 13/ 350/ 4165 القيرواني: إبراهيم بن علي بن تميم، أبو إسحاق الحصري الأديب. 13/ 445/ 4240 القيرواني: الحسن بن رشيق الشاعر، أبو علي الشاعر. 14/ 110/ 4439 القيرواني: علي بن عبد الغني الفهري، أبو الحسن الحصري الشاعر. 13/ 86/ 3824 القيرواني: محمد بن جعفر، أبو عبد الله التميمي النحوي. 12/ 232/ 3319 القيرواني: محمد بن حارث بن أسد، أبو عبد الله الخشني الحافظ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 317/ 4664 القيرواني: مُحَمَّدُ بنُ عَتِيقِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة الله بن مالك، أبو عبد الله التميمي ابن أبي كُدية. 5/ 111/ 449 قيس بن أبي حازم حصين بن عوف، أبو عبد الله الأحمسي الكوفي. 15/ 271/ - قيس بن الحجاج السلفي. 4/ 502/ 363 قيس بن ذريح الليثي الحجازي. 7/ 146/ 1177 قيس بن الربيع، أبو محمد الأسدي الكوفي. 4/ 246/ 243 قَيْسُ بنُ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ بنِ دُلَيْمٍ الأنصاري الصحابي. 4/ 456/ 316 قيس بن عائذ، أبو كاهل الأحسمي الصحابي. 3/ 107/ 18 قيس بنِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ، أبو حذيفة الصحابي. 15/ 209/ 5111 قيس بن محمد بن إسماعيل، أبو عاصم السويقي الأصبهاني. 5/ 478/ 674 قيس بن مسلم، أبو عمرو الجدلي الكوفي. 4/ 492/ 350 قيس بن مكشوح، أبو حسان المرادي. 4/ 511/ 369 قيس بن الملوح مجنون ليلى. 14/ 287/ 4636 ابن القيسراني: مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ، أبو الفضل المقدسي. 15/ 56/ 4944 القيسراني: مُحَمَّدُ بنُ نَصْرِ بنِ صَغِيْرِ بنِ خَالِدٍ، أبو عبد الله الشاعر. 13/ 446/ 4242 القيسي: غَالِبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي اليُمْنِ، أبو تمام القرطبي القطيني. 11/ 303/ 2796 القيسي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرِ بنِ طَهْمَانَ، أبو الحسن الطوسي الحافظ. 15/ 95/ 4998 القيسي: محمد بن الخليل بن فارس، أبو العشائر الدمشقي الكردي. 11/ 187/ 3961 القيشطالي: عفان بن أحمد بن محمد بن يوسف، أبو عمرو المعافري القرطبي. -/ و349/ - 16/ 332/ - قيصر بن فيروز البواب 16/ 425/ - قيصر بن أبي القاسم السلمي

حرف الكاف: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 344/ 5778 الكاتب: الحسن بن سالم بن سلام، نجم الدين. 12/ 423/ 3543 الكاتب: الحسن بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ البغدادي. 8/ 449/ 1652 كاتب الليث: عبد الله بن صالح بن محمد، أبو صالح الجهني المصري. 14/ 386/ 4747 ابن كادش: أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبيد الله بن محمد، أبو العز السلمي العكبري. 13/ 28/ 3756 الكازروني: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مهدي، أبو عمر الفارسي البغدادي. 13/ 367/ 4179 الكازروني: محمد بن بيان بن محمد، أبو عبد الله الآمدي شيخ الشافعية. 9/ 179/ 1859 ابن كاسب: يعقوب بن حميد، أبو الفضل المدني. 16/ 364/ 5796 الكاشغري: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ بنِ يُوْسُفَ بن أُزَرْتُق، أبو إسحاق التركي البغدادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 393/ 5303 الكاغدي: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو الفضل الأصبهاني. 13/ 108/ 3858 الكَاغَدِيُّ: مَنْصُوْرُ بنُ نَصْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن مت، أبو الفضل السمرقندي. 12/ 249/ 3335 كافور الإخشيدي، أبو المسك الخادم الأستاذ. 13/ 256/ 4057 أبو كاليجار: مرزبان بن سلطان الدولة بن بَهَاءِ الدَّوْلَةِ بنِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ ابْنِ بُوَيْه. 14/ 191/ 4528 الكامخي: محمد بن أحمد بن محمد، أبو عبد الله الساوي. 12/ 108/ 3170 ابْنُ كَامِلٍ: أَحْمَدُ بنُ كَامِلِ بنِ خَلَفٍ بن شجرة، أبو بكر البغدادي. 13/ 93/ 3834 ابْنُ أَبِي كَامِلٍ: الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن محمد، أبو عبد الله العبسي البصري. 9/ 146/ 1829 كَامِلُ بنُ طَلْحَةَ: أَبُو يَحْيَى الجَحْدَرِيُّ البَصْرِيُّ. 9/ 148/ 1830 أَبُو كَامِلٍ الفُضَيْلُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ طَلْحَةَ الجحدري البصري. 16/ 394/ 5813 الكامل: محمد بن غازي بن محمد بن أيوب الملك الكامل. 16/ 126/ 5528 الكامل: محمد بن محمد بن أيوب بن شاذلي، أبو المعالي "أبو المظفر" التكريتي. 16/ 61/ 5445 ابن كامل: محمد بن هبة الله، أبو الفرج البغدادي الوكيل المعمر. 16/ 8/ 5388 ابْنُ كَامِلٍ: يُوْسُفُ بنُ المُبَارَكِ بنِ كَامِلٍ بن أبي غالب، أبو الفتوح البغدادي. 12/ 43/ 3093 الكتامي: الحسن بن سعد بن إدريس، أبو علي القرطبي الحافظ.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 169/ 3944 الكتاني: طَلْحَةُ بنُ عَلِيِّ بنِ الصَّقرِ، أَبُو القَاسِمِ البغدادي. 13/ 407/ 4213 الكَتَّانِيُّ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ سليمان، أبو محمد التميمي. 12/ 435/ 3562 الكتاني: عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير، أبو حفص البغدادي. 15/ 326/ 5233 الكتاني: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي، أبو طالب الواسطي. 11/ 326/ 2826 الكتاني: محمد بن علي بن جعفر، أبو بكر البغدادي. 14/ 173/ 4501 الكتبي: الحسين بن محمد، أبو عبد الله الهروي. 4/ 444/ 306 كثير بن العباس بن عبد المطلب التابعي. 9/ 462/ - كثير بن عبيد. 5/ 470/ 669 كُثَيِّرُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ الخُزَاعِيُّ، أبو صخر الشاعر "عزة". 5/ 11/ 379 كثير بن مرة، أبو شجرة الحضرمي الرهاوي، أبو القاسم. 13/ 8/ 3729 ابن كج: يوسف بن أحمد بن كج، أبو القاسم الدينوري. 10/ 456/ 2425 الكجي: إِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُسْلِم بنِ ماعز، أبو مسلم البصري. 10/ 387/ 2355 الكريمي: مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ بنِ مُوْسَى بنِ سُلَيْمَانَ، أبو العباس القرشي البصري. 14/ 317/ 4664 ابن أبي كدية: مُحَمَّدُ بنُ عَتِيقِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة الله، أبو عبد الله التميمي القيرواني. 4/ 504/ 367 الكذاب: المختار بن أبي عبيد الثقفي. 9/ 471/ 1986 الكرابيسي: الحسين بن علي بن يزيد، أبو علي فقيه بغداد.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 392/ 3508 الكرابيسي: محمد بن بشر بن العباس، أبو سعيد النيسابوري البصري. 13/ 341/ 4152 الكراجكي: محمد بن علي، أبو الفتح، شيخ الرافضة. 13/ 241/ 4038 الكراعي: أحمد بن علي بن حسين، أبو غانم المروزي. 14/ 385/ 4746 الكراعي: محمد "أحمد" بن علي بن محمود، أبو منصور الزولهي المروزي. 13/ 267/ 4071 ابن كرامة: محمد بن عثمان، أبو جعفر "أبو عبد الله" العجلي الكوفي. 12/ 24/ 3071 الكراني: أحمد بن محمد بن عاصم، أبو علي الأصبهاني. 15/ 454/ 5366 الكراني: محمد بن حمد بن أبي نصر، أبو عبد الله الأصبهاني الخباز. 10/ 293/ 2285 كُرْبُزَانُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، أبو سعيد الحارثي البصري. 14/ 169/ 4497 الكرجي: أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بن خداداد، أبو طاهر الباقلاني. 12/ 264/ 3346 الكرجي: محمد بن علي بن محمد، أبو أحمد القصاب الحافظ. 14/ 468/ 4847 الكرخي: إبراهيم بن محمد بن منصور، أبو البدر البغدادي. 12/ 37/ 3085 الكَرْخِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ دَلاَّلٍ، أبو الحسن البغدادي. 15/ 382/ 5288 الكرخي: المبارك بن المبارك بن المبارك، أبو طالب الشافعي. 14/ 28/ 4346 الكرخي: محمد بن أحمد بن عبد الله، أبو علي المتكلم. 15/ 151/ 5065 الكرخي: مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ، أبو طاهر.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 283/ 4096 الكرخي: مَنْصُوْرُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ، أَبُو القَاسِمِ البغدادي الشافعي. 13/ 140/ 3911 ابن كردان: علي بن طلحة، أبو القاسم الواسطي. 16/ 344/ 5779 الكردري: محمد بن عبد الستار بن محمد، أبو الوحدة العمادي البراتقيني. 10/ 329/ 2330 كردوس: خلف بن محمد بن عيسى، أبو الحسين الواسطي. 11/ 349/ 2847 كردوش: الحسن بن علي بن نصر، أبو علي الطوسي. 13/ 197/ 3983 ابْنُ كُرْدِي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، أبو عبد الله البغدادي الأنماطي. 16/ 217/ 5607 الكردي: عُمَرُ بنُ بَدْرِ بنِ سَعِيْدٍ، أَبُو حَفْصٍ الموصلي الفقيه الحنفي. 15/ 95/ 4998 الكردي: محمد بن الخليل بن فارس، أبو العشائر القيسي الدمشقي. 6/ 244/ 851 كرز بن وبرة الحارثي، أبو عبد الله الكوفي. 13/ 489/ 4294 كركان: عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو القاسم، الطوسي الطابراني. 14/ 88/ 4413 الكركانجي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَامِدٍ، أبو نصر المروزي الخراساني. 15/ 407/ 5320 الكركي: أَحْمَدُ بنُ طَارِقِ بنِ سِنَانٍ، أَبُو الرِّضَا البغدادي الشيعي التاجر. 15/ 323/ 5229 أَبُو الكَرَمِ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أبي العلاء العباسي الهمذاني العطار.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 424/ 4792 الكرماني: إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك بن علي، أبو سعد النيسابوري ابن المؤذن. 10/ 355/ 2342 الكرماني: حرب بن إسماعيل، أبو محمد تلميذ أحمد بن حنبل. 7/ 497/ 1324 الكرماني: حسان بن إبراهيم، أبو هشام الكوفي الفقيه. 14/ 194/ 4533 الكرماني: الحسن بن محمد بن أحمد، أبو علي الشيرجاني الصوفي. 15/ 46/ 4930 الكَرْمَانِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَمِيْرَوَيْه بن محمد، أبو الفضل. 11/ 542/ 3033 الكِرْمَانِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ إِسْحَاقَ. 15/ 122/ 5031 الكَرْمَانِيُّ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الله، أبو سعد النيسابوري. 12/ 62/ 3110 ابن الكرماني: محمد بن يعقوب بن يوسف، أبو عبد الله الشيباني النيسابوري. 14/ 300/ 4648 الكرماني: هبة الله بن محمد بن علي بن المطلب، أبو المعالي الفقيه الوزير. 15/ 152/ 5067 ابن كروس: حمزة بن أحمد بن فارس بن المنجي، أبو يعلى السلمي الدمشقي. 15/ 84/ 4983 الكَرُوْخِيُّ: عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي سهل بن القاسم، أبو الفتح الهروي. 9/ 325/ 1882 أَبُو كُرَيْبٍ: مُحَمَّدُ بنُ العَلاَءِ بنِ كُرَيْبٍ الهمداني الكوفي. 5/ 284/ 549 كريب بن أبي مسلم، أبو رشدين العباسي الحجازي. 15/ 209/ 5110 ابن الكريدي: علي بن مهدي بن مفرج، أبو الحسن الهلالي الدمشقي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 398/ 4201 كَرِيْمَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَاتِم، أم الكرام المروزية، راوية البخاري. 16/ 349/ - كريمة الزبيرية بنت عبد الوهاب بن علي. 16/ 349/ - كريمة بنت عبد الرحمن بن نسيم الدمشقية. 16/ 349/ - كريمة بنت عبد الحق القضاعية. 15/ 385/ 5292 وَالِد كَرِيْمَةَ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَلِيِّ بنِ خضر، أبو محمد الأسدي الدمشقي. 13/ 189/ 3965 الكسار: أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله، أبو نصر الدينوري. 10/ 321/ 2323 الكسائي: إبراهيم بن الحسين بن علي، أبو إسحاق بن ديزيل الحافظ. 7/ 553/ 1357 الكسائي: عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بهمن، أبو الحسن الأسدي الكوفي شيخ القراءة. 13/ 269/ 4075 الكسائي: علي بن عبيد الله بن محمد، أبو الحسن الهمذاني. 7/ 529/ 1343 الكسائي: علي بن المبارك "الحسين" الأحمر. 12/ 424/ 3545 الكسائي: محمد بن إبراهيم بن يحيى، أبو بكر النيسابوري النحوي. 3/ 408/ 111 كسرى: يَزْدَجِرْدُ بنُ شَهْرِيَارَ بنِ بَرْوِيْزَ المَجْوُسِيُّ الفَارِسِيُّ. 13/ 68/ 3805 الكسكري: هلال بن محمد بن جعفر، أبو الفتح البغدادي الحفار. 12/ 310/ 3403 كشاجم: محمود بن حسين، أبو نصر الشاعر. 12/ 434/ 3560 الكشاني: إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب، أبو علي السمرقندي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 14/ 237/ 4592 الكشاني: عُبَيْد اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحيد، أبو القاسم. 15/ 71/ 4970 الكُشْمِيْهَنِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو الفتح المروزي راوي "الصحيح". 12/ 440/ 3567 الكشميهني: مُحَمَّدُ بنُ مكِّيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مكِّيِّ بن زراع، أبو الهيثم المروزي. 15/ 308/ 5205 الكشميهني: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي تَوبَةَ، أبو عبد الرحمن المروزي. 9/ 413/ 2381 الكشوري: عبد الله بن محمد، أبو محمد عبيد الكشوري الصنعاني. 9/ 563/ 2044 الكشي: عبد بن حميد بن نصر "الكسي"، أبو محمد الحافظ. 12/ 10/ 3050 الكشي: محمد بن حاتم بن خزيمة. 12/ 506/ 3640 الكشي: مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجُنَيْدِ، أبو زرعة الجرجاني. 4/ 472/ 333 كعب "الأحبار" بن ماتع الحميري اليماني. 4/ 495/ 355 كعب بن سور الأزدي القاضي، البصري. 4/ 215/ 236 كعب بن عجرة الأنصاري الصحابي. 4/ 123/ 203 كَعْبُ بنُ مَالِكِ بنِ "أَبِي كَعْبٍ" عَمْرٍو بن القين الأنصاري الخزرجي السلمي الصحابي، أبو عبد الله، الشاعر. 13/ 144/ 3917 الكعبي: الحسين بن علي بن الحسن، أبو طاهر الهمذاني. 11/ 193/ 2723 الكعبي: عبد الله بن أحمد بن محمود، أبو القاسم البلخي شيخ المعتزلة. -/ و477/ و2953

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 12/ 99/ 3155 الكَعْبِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بن كعب، أبو محمد النيسابوري. 16/ 465/ 5916 الكفرطابي: عبد العزيز بن عبد الوهاب بن بيان بن سالم، أبو الفضل الدمشقي. 9/ 190/ 1872 ابن كلاب: عبد الله بن سعيد بن كلاب، أبو محمد القطان البصري. 12/ 533/ 3683 الكلاباذي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ، أبو نصر البخاري. 12/ 36/ 3084 الكلاباذي: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ الحارث، أبو محمد البخاري الأستاذ. 12/ 482/ 3618 الكِلاَبِيُّ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحَسَنِ بنِ الوَلِيْدِ بن موسى، أبو الحسين الدمشقي. 3/ 501/ 131 الكلابية: فاطمة بنت الضحاك بن سفيان صحابية. 13/ 511/ 4319 كُلاَرُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَفِيْفٍ، أبو منصور البوشنجي الهروي كلار "كلاري". 16/ 357/ 5792 الكلاعي: سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى بنِ سَالِمِ بن حَسَّانٍ، أبو الربيع الحميري. 8/ 421/ 1628 الكلاعي: عبد الله بن يوسف، أبو محمد الدمشقي التنيسي. 10/ 296/ 2289 الكلاعي: عمران بن بكار بن راشد، أبو موسى الحمصي. 9/ 467/ 1982 الكلبي: إبراهيم بن خالد، أبو ثور البغدادي الفقيه الحافظ المجتهد. 6/ 358/ 942 الكلبي: محمد بن السائب بن بشر، أبو النضر النسابة.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 8/ 281/ 1540 ابن الكلبي: هشام بن محمد بن السائب بن بشر الكوفي، أبو المنذر. 3/ 498/ 126 أم كلثوم: رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "البَضْعَةُ الرابعة" الصحابية. 3/ 514/ 145 أُمُّ كُلْثُوْمٍ: بِنْتُ عُقْبَةَ بنِ أَبِي مُعَيْطٍ: "أبان" بن ذكوان بن أمية صحابية. 4/ 479/ 336 أُمُّ كُلْثُوْمٍ بِنْتُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهاشمية. 3/ 151/ 43 كُلْثُوْمُ بنُ الهِدْمِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ بنِ الحارث. 12/ 409/ 3533 ابن كلس: يَعْقُوْبُ بنُ يُوْسُفَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ هَارُوْنَ، أبو الفرج البغدادي الوزير. 13/ 328/ 4134 كُله: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الله، أبو أحمد العبدي الأصبهاني البقال. 14/ 280/ 4629 الكلواذاني: مَحْفُوْظُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ، أبو الخطاب العراقي الأزجي شيخ الحنابلة الإمام. 15/ 400/ 5310 ابْنُ كُلَيْبٍ: عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بن سعد بن صدقة بن خضر، أبو الفرج الحراني البغدادي الآجري. 11/ 492/ 2970 الكليني: محمد بن يعقوب، أبو جعفر الرازي شيخ الشيعة. 16/ 338/ 5767 الكمال: أحمد بن صدر الدين أبي الحسن، أبو العباس الشافعي الصوفي. 16/ 421/ 5852 الكمال: إسحاق بن أحمد المعري المفتي، معيد الرواحية. 15/ 325/ 5232 الكمال الأنباري: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، أبو البركات النحوي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 168/ 5077 كَمَالُ بِنْتُ المُحَدِّثِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أُمُّ الحسن. 16/ 154/ 5558 الكمال: محمد بن إسحاق بن عياش، أبو عبد الله الغرناطي الزناتي. 16/ 288/ 5699 ابن كمال: هبة الله بن عمر بن حسن، أبو بكر البغدادي القطان. 6/ 118/ 792 الكميت بن زيد الأسدي الكوفي الشاعر المقدم، الشيعي. 8/ 189/ 1508 ابن كناسة: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى بن عبد الله، أبو عبد الله "أبو يحيى" الأسدي الكوفي. 12/ 398/ 3517 ابن كنانة: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن كنانة، أبو عمر اللخمي القرطبي ابن العنان. 10/ 478/ 2445 الكناني: يَحْيَى بن عُمَرَ بنِ يُوْسُفَ، أَبُو زَكَرِيَّا الأندلسي الفقيه المالكي. 13/ 331/ 4139 الكَنْجَرُوْذِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد، أبو سعد النيسابوري الجنزروذي. 13/ 337/ 4146 الكندري: محمد بن منصور بن محمد، أبو نصر الوزير. 10/ 493/ 2451 الكندي: أحمد بن خليد، أبو عبد الله الحلبي. 12/ 392/ 3507 الكندي: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ، أَبُو علي الحمصي. 16/ 74/ 5470 الكندي: زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد، أبو اليمن البغدادي. 10/ 522/ 2487 الكندي: نصر بن أحمد بن نصر، أبو محمد نصرك الحافظ. 10/ 46/ 2097 الكندي: يعقوب بن إسحاق بن الصباح الأشعثي الفيلسوف المصنف. 3/ 502/ 132 الكندية: بنت الجون صحابية.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 6/ 403/ 965 كهمس بن الحسن، أبو الحسن التميمي البصري. 15/ 116/ 5024 كُوْتَاه: عَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الواحد بن محمد، أبو مسعود الأصبهاني. 14/ 495/ 4876 كوخان: ملك الخطا، التركي الطاغية. 14/ 203/ 4548 الكوخميثني: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قَاسم، أبو محمد السمرقندي. 9/ 577/ 2061 الكوسج: إِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ بَهْرَامَ، أَبُو يَعْقُوْبَ المروزي. 14/ 7/ 4325 الكوسج: محمود بن جعفر بن محمد، أبو المظفر التميمي الأصبهاني. 16/ 245/ 5648 كُوْكْبُرِي بن عَلِيِّ بن بكتكين بن مُحَمَّدٍ، أبو سعيد التركماني صحاب إربل. 12/ 469/ 3603 الكيال: عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بن شاذان، أبو الحسن الحميري البغدادي السكري الصيرفي. 16/ 66/ 5454 كيخسرو بن قلج أرسلان السلجوقي صاحب الروم. 15/ 188/ 5091 الكيزاني: محمد بن إبراهيم بن ثابت، أبو عبد الله المصري. 12/ 212/ 3292 ابْنُ كَيْسَانَ: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو محمد الحربي. 12/ 337/ 3442 ابْنُ كَيْسَانَ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو الحسن الحربي. 16/ 295/ 5709 كيقباذ بن كيخسرو بن قلج أرسلان علاء الدين السلجوقي صاحب الروم. 16/ 133/ 5533 كيكاوس بن كيخسرو بن قلج أرسلان السلجوقي التركماني القتلمشي، صاحب الروم. 10/ 153/ 2163 كليجة: محمد بن صالح، أبو بكر البغدادي الأنماطي.

حرف الكاف

حرف الكاف الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 168/ 5077 كَمَالُ بِنْتُ المُحَدِّثِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أُمُّ الحسن. 16/ 154/ 5558 الكمال: محمد بن إسحاق بن عياش، أبو عبد الله الغرناطي الزناتي. 16/ 288/ 5699 ابن كمال: هبة الله بن عمر بن حسن، أبو بكر البغدادي القطان. 6/ 118/ 792 الكميت بن زيد الأسدي الكوفي الشاعر المقدم، الشيعي. 8/ 189/ 1508 ابن كناسة: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى بن عبد الله، أبو عبد الله "أبو يحيى" الأسدي الكوفي. 12/ 398/ 3517 ابن كنانة: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن كنانة، أبو عمر اللخمي القرطبي ابن العنان. 10/ 478/ 2445 الكناني: يَحْيَى بن عُمَرَ بنِ يُوْسُفَ، أَبُو زَكَرِيَّا الأندلسي الفقيه المالكي. 13/ 331/ 4139 الكَنْجَرُوْذِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد، أبو سعد النيسابوري الجنزروذي. 13/ 337/ 4146 الكندري: محمد بن منصور بن محمد، أبو نصر الوزير. 10/ 493/ 2451 الكندي: أحمد بن خليد، أبو عبد الله الحلبي. 12/ 392/ 3507 الكندي: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ، أَبُو علي الحمصي. 16/ 74/ 5470 الكندي: زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد، أبو اليمن البغدادي. 10/ 522/ 2487 الكندي: نصر بن أحمد بن نصر، أبو محمد نصرك الحافظ. 10/ 46/ 2097 الكندي: يعقوب بن إسحاق بن الصباح الأشعثي الفيلسوف المصنف. 3/ 502/ 132 الكندية: بنت الجون صحابية.

حرف اللام

حرف اللام: الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 16/ 480/ 5942 لاَحقِ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ قَاسم بنِ أحمد بن حمد، أبو الكرم الأنصاري الأرتاحي المصري اللبان الحريري الحنبلي. 15/ 306/ - لاحق بن علي بن كاره. 8/ 546/ 1734 اللاَّحِقِيُّ: عَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ بن لاحق، أبو الحسن البصري. 16/ 426/ 5862 اللاردي: محمد بن عتيق بن علي بن عبد الله بن حميد، أبو عبد الله التجيبي الغرناطي الأندلسي. 12/ 523/ 3666 ابن لال: أحمد بن علي بن أحمد، أبو بكر الهمذاني الشافعي. 14/ 6/ 4322 ابْنُ اللاَّلْكَائِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ الحسن بن منصور، أبو بكر الطبري. 13/ 136/ 3901 اللاَّلْكَائِيُّ: هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ مَنْصُوْرٍ، أبو القاسم الطبري الرازي. 3/ 536/ 153 لُبَابَةُ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ حَزْنِ بنِ بُجَيْرٍ، زوجة العباس الهلالية، أم الفضل الصحابية. 11/ 303/ 2797 ابْنُ لُبَابَةَ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عُمَرَ، أبو عبد الله القرطبي. 11/ 319/ 2814 اللباد: زنجويه بن محمد بن الحسن بن أبو محمد النيسابوري الزاهد. 16/ 237/ 5638 ابن اللباد: عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي، أبو محمد الموصلي البغدادي الموفق. 15/ 129/ 5040 اللباد: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي العباس، أبو الحسن الأصبهاني.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 11/ 540/ 3030 ابْنُ اللَّبَّادِ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ وِشَاحٍ، أبو بكر اللخمي الإفريقي مفتي المغرب. 15/ 453/ 5365 اللبان: أَحْمَدُ بنُ أَبِي عِيْسَى مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو المكارم التيمي الأصبهاني الشروطي. 13/ 269/ 4076 ابن اللبان: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أحمد، أبو محمد التيمي عالم أصبهان. 13/ 468/ 4270 ابن اللبان: علي بن محمد بن نصر، أبو الحسن الدينوري. 13/ 26/ 3752 ابْنُ اللَّبَّانِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحسن، أبو الحسن البصري الفرضي. 14/ 294/ 4638 ابن اللبانة: محمد بن عيسى بن محمد، أبو بكر اللخمي الداني الأندلسي. 16/ 225/ 5621 اللَّبْلِيُّ: أَحْمَدُ بنُ تَمِيْمِ بنِ هِشَامِ بنِ حيون، أبو العباس البهراني. 15/ 225/ 5131 اللبلي: محمد بن عبد الله بن محمد، أبو عبد الله القيسي. 15/ 358/ 5265 اللبلي: محمد بن عبد الله بن يحيى، أبو بكر الفهري ابن الجد. 11/ 284/ 2773 أَبُو لَبِيْدٍ: مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ إِيَاسٍ السامي السرخسي. 13/ 251/ 4053 اللبيدي: أبو القاسم بن محمد الحضرمي. 16/ 290/ 5702 ابن اللتي: عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ زيد، أبو المنجي البغدادي الحريمي. 11/ 303/ 4111 ابن اللجام: علي بن خلف بن بطال البكري البلنسي ابن بطال. 15/ 194/ 5094 ابن اللحاس: مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو المعالي الحريمي ابن الجبان.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 13/ 401/ 4205 اللحاسي "اللحساني" علي بن محمد بن جعفر، أبو الحسن. 13/ 19/ 3744 لِحْيَةُ الزِّبْلِ: سَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ، أبو عثمان الأندلسي. 11/ 324/ 2823 اللخمي: بَدْرُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ خَلَفٍ، أَبُو القَاسِمِ القاضي الفقيه. 14/ 465/ 4844 اللفتواني: محمد بن شجاع بن أحمد بن علي، أبو بكر الأصبهاني. 16/ 224/ 5619 ابن أبي لقمة: مُحَمَّدُ بنُ السَّيِّدِ بن فَارِس بن سَعْدِ، أبو المحاسن الدمشقي الصفار. 3/ 200/ 74 لقيط "أَبُو العَاصِ" بنُ الرَّبِيْعِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قصي القرشي زوج زينب بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابي. 12/ 197/ 3280 اللكي: أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ كَثِيْرِ بنِ صدقَةَ، أبو الحسن المصري. 13/ 502/ 4308 المتوني: أبو بكر بن عمر البربري ملك المغرب. 16/ 422/ 5854 اللمغاني: عبد الرحمن بن عبد السلام بن إسماعيل، أبو الفضل البغدادي. 11/ 510/ 2997 اللنباني: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ، أبو الحسن العبدي الأصبهاني. 14/ 195/ 4535 اللواتي: مروان بن عبد الملك، أبو محمد المغربي الطنجي. 13/ 368/ 4182 اللوزنكي: أحمد بن سعيد، أبو جعفر، الأندلسي الطليطلي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 15/ 435/ 5346 اللوزي: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي المَعَالِي، أبو شجاع بن المقرون المقرئ. 7/ 10/ 1095 لوط بن يحيى، أبو مخفف الكوفي. 15/ 466/ 5369 لؤلؤ العادلي الحاجب. 12/ 335/ 3439 ابْنُ لُؤْلُؤٍ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو الحسن البغدادي الوارق. 16/ 484/ 5949 لؤلؤ أبو الفضائل الأرمني الملك الرحيم صاحب الموصل. 10/ 201/ 2193 لؤلؤ: محمد بن يحيى بن كثير، أبو عبد الله الكلبي محدث حران. 8/ 211/ 1525 اللؤلؤي: الحسن بن زياد، أبو علي صاحب أبي حنيفة. 11/ 508/ 2993 اللؤلؤي: محمد بن أحمد بن عمرو، أبو علي البصري. 12/ 141/ 3214 اللؤلؤي: محمد بن أحمد القرطبي، أبو بكر الفقيه المالكي. 9/ 361/ 1900 اللؤلؤي: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي يَعْقُوْبَ إِسْحَاقَ بنِ حَرْبٍ، أبو عبد الله البلخي. 9/ 396/ 1932 لوين: محمد بن سليمان بن حبيب، أبو جعفر الأسدي البغدادي. 9/ 378/ - الليث بن خالد، تلميذ الكسائي. 13/ 21/ 3747 ابْنُ اللَّيْثِ: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو علي الشكي الشيرازي. 7/ 204/ 1182 الليث بن سعد بن عبد الرحمن، أبو الحارث النهمي، عالم الديار المصرية. 6/ 312/ 915 ليث بن أبي سليم بن زنيم، أبو بكر "أبو بكير" الكوفي. 8/ 329/ 1574 الليث بن عاصم، أبو زرارة القتبابي المصري. 8/ 330/ 1575 الليث بن عاصم بن العلاء الخولاني الحذادي.

الجزء/ الصفحة/ رقم الترجمة/ اسم الترجمة 10/ 237/ 2240 أَبُو اللَّيْثِ: عَبْدُ اللهِ بنُ سُرَيْجِ بنِ حجر بن عبد الله الشيباني البخاري. 12/ 332/ 3434 أَبُو اللَّيْثِ: نَصْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ السمرقندي. 13/ 491/ 4296 الليثي: عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ اللَّيْثِ، أبو مسلم البخاري. 8/ 212/ 1526 الليثي: هاشم بن القاسم، أبو نصر الخراساني البغدادي. 12/ 299/ 3390 الليثي: يحيى بن عبد الله بن يحيى، أبو عيسى مسند الأندلس. 6/ 399/ 964 ابْنُ أَبِي لَيْلَى: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أبو عبد الرحمن الأنصاري مفتي الكوفة. 15/ 246/ - اليسع بن حزم، أبو يحيى الغافقي. 10/ 217/ 2216 اليَسَعُ بنُ زَيْدِ بنِ سَهْل، أَبُو نَصْر الزينبي المكي. تم الجزء السابع عشر ويليه: الجزء الثامن عشر، وأوله: حرف اللام.

فهرس الموضوعات: الصفحة الموضوع 5 حرف الألف 109 حرف الباء 144 حرف التاء. 152 حرف الثاء. 155 حرف الجيم. 183 حرف الحاء. 244 حرف الخاء. 265 حرف الدال. 278 حرف الذال. 281 حرف الراء. 296 حرف الزاي. 312 حرف السين. 351 حرف الشين. 370 حرف الصاد. 394 حرف الضاد. 395 حرف الطاء. 409 حرف الظاء. 410 حرف العين. 564 حرف الغين. 571 حرف الفاء. 589 حرف القاف. 613 حرف الكاف. 625 حرف اللام. 631 فهرس الموضوعات.

المجلد الثامن عشر تابع فهرس الأعلام المترجمين بسم الله الرحمن الرحيم رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة حرف الميم: 12/ 119/ 3186 ابن ماتي: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عِيْسَى بن زيد بن ماتي، أبو الحسين الكوفي. 7/ 15/ 1103 الماجشون: عبد العزيز بن عبد الله بن ميمون "دينار" أبو عبد الله "أبو الأصبغ". 8/ 422/ 1629 ابْنُ المَاجَشُوْنِ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الله التيمي، أبو مروان. 6/ 102/ 782 الماجشون: يعقوب بن دينار "ابن ميمون" أبو يوسف التيمي. 7/ 360/ 1281 الماجشون: يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة، أبو سلمة التيمي. 14/ 78/ 4398 ابن ماجه: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ مَاجَه الأبهري، أبو بكر الأبهري. 10/ 374/ 2349 ابن ماجه: محمد بن يزيد، أبو عبد الله القزويني. 15/ 152/ 5066 ابن المادح: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ محمد، أبو محمد التميمي. 11/ 524/ 3019 المادرائي: علي بن إسحاق بن البختري، أبو الحسن البصري.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 12/ 53/ 3104 المادرائي: محمد بن علي بن أحمد بن رستم، أبو بكر البغدادي. 16/ 326/ 5750 المارستاني: أَحْمَدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عبد الواحد، أبو العباس البغدادي. 15/ 473/ 5377 ابن المارستانية: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ نَصْرِ بنِ حمزة، أبو بكر التيمي. 14/ 482/ 4863 المازري: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو عبد الله التميمي. 14/ 89/ 4414 مازن: محمد بن أحمد بن عثمان القيسي الأندلسي. 10/ 7/ 2066 المازي: بكر بن محمد بن عدي، أبو عثمان البصري النحوي. 10/ 541/ 2508 المازني: محمد بن حيان المازني، أبو العباس البصري. 16/ 262/ 5671 المازني: المُسَلَّمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ، أبو الغنائم النصيبي. 14/ 478/ 4856 ابْنُ مَازَةَ: عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عبد العزيز، أبو حفص البخاري. 8/ 390/ - المازيار: محمد بن قارن الظالم الغاشم. 15/ 196/ 5096 ابْنُ المَاسِحِ: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بن أحمد، أبو القاسم. 11/ 248/ 2740 الماسرجسي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عِيْسَى، أبو العباس. 12/ 311/ 3405 الماسرجسي: الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد، أبو علي النيسابوري.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 12/ 412/ 3536 الماسرجسي: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَهْلِ بنِ مُصْلِحٍ، أبو الحسن النبيسابوري. 12/ 139/ 3208 الماسرجسي: محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى، أبو بكر رئيس نيسابور. 12/ 289/ 3378 ابن ماس: عبد الله بن إبراهيم بن أيوب، أبو محمد البغدادي. 15/ 241/ 5146 ابن ماشاذه: محمد بن أحمد بن ماشاذه، أبو بكر الأصبهاني. 14/ 495/ 4877 ابْنُ مَاشَاذه: مَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المنعم بن أحمد، أبو منصور. 10/ 459/ 2429 ماغمه: علي بن عبد الصمد الطيالسي البغدادي، أبو الحسن. 16/ 11/ 5397 الماكسيني: مَكِّيُّ بنُ رَيَّانَ بنِ شَبَّةَ بنِ صَالِحٍ، أبو الحرم. 14/ 72/ 4394 ابْنُ مَاكُوْلا: عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ علي بن جعفر بن علي، أبو نصر. 9/ 117/ 1820 الماكياني: إبراهيم بن يوسف بن ميمون، أبو إسحاق الباهلي البلخي. 14/ 49/ 4362 مَالِكُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البانياسي، أبو عبد الله البغدادي. 5/ 208/ 505 مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري. 8/ 464/ 1669 مالك بن إسماعيل بن درهم، أبو غسان النهدي. 8/ 455/ 1653 أبو مالك الأشجعي: حَمَّادُ بنُ مَالِكِ بنِ بِسْطَامَ بنِ دِرْهَمٍ الدمشقي. 6/ 315/ 916 أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ: سَعْدُ بنُ طَارِقِ بنِ أشيم الكوفي.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 7/ 150/ 1180 مَالِكُ بنُ أَنَسِ بنِ مَالِكِ بنِ أَبِي عامر عمرو بن الحارث، أبو عبد الله. 5/ 94/ 430 مَالِكُ بنُ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ بنِ الحَارِثِ بن عوف، أبو سعد "أبو سعيد". 3/ 121/ 27 مالك بن التيهان بن بلي بن عمرو بن الحاف، أبو الهيثم الأنصاري. 4/ 394/ 374 مالك بن الحارث النخعي الأشتر. 6/ 96/ 779 مالك بن دينار. 4/ 132/ 206 مالك بن ربيعة بن البدن، أبو أسيد الساعدي الصحابي. 12/ 490/ 3629 مالك الصغير: عبد الله بن أبي زيد، أبو محمد القيرواني المالكي. 9/ 580/ - مالك بن طوق. 5/ 55/ 403 مالك السرايا: مالك بن عبد الله الخثعمي، أبو حكيم الفلسطيني. 6/ 583/ 1057 مَالِكُ بنُ مِغْوَلِ بنِ عَاصِمِ بنِ غَزِيَّةَ بن خرشة، أبو عبد الله البجلي الكوفي. 10/ 227/ - مالك بن يحيى، أبو غسان. 11/ 11/ 2526 المالكي: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْدِ، أَبُو الحَسَنِ النخعي الرازي. 13/ 73/ 3810 الماليني: أَحْمَدَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو سعد الهروي "طاووس الفقراء". 11/ 297/ 2788 الماليني: محمد بن معاذ بن فرة "فرح" أبو جعفر الهروي. 13/ 226/ 4017 ابْنُ مَامَا: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْيَدَ، أبو حامد الأصبهاني المامائي.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 14/ 383/ 4743 المأمون البطائحي، أبو عبد الله، وزير الديار المصرية، والدولة العبيدية. 13/ 284/ 4098 ابْنُ مَأْمُوْنٍ: حُمَيْدُ بنُ المَأْمُوْنِ بنِ حُمَيْدٍ بن رافع، أو غانم الهمذاني. 13/ 392/ 4198 ابْنُ المَأْمُوْنِ: عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحسن، أبو الغنائم البغدادي. 8/ 375/ 1609 المأمون: عَبْدُ اللهِ بنُ هَارُوْنَ الرَّشِيْدِ بنِ مُحَمَّدٍ المهدي، أبو العباس. 15/ 410/ 5325 ابْنُ مَأْمُوْنٍ: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بن حميد بن مأمون، أبو عبد الله البلنسي. 13/ 391/ 4197 المَأْمُوْنُ: يَحْيَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عامر، أبو زكريا الهواري. 12/ 447/ 3578 المأموني: عبد السلام بن الحسين المأموني، أبو طالب. 13/ 283/ 4094 ابْنُ المَأْمُوْنِيِّ: القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِشَامٍ الرعيني السبتي. 15/ 294/ 5185 المأموني: هارون بن العباس بن محمد العباسي، أبو محمد البغدادي. 12/ 468/ 3601 ابن ماهان: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عِيْسَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أبو العلاء البغدادي. 12/ 82/ 3131 ابن ماهيان: محمد بن حسين بن محمد، أبو الحسين الجرجاني. 13/ 311/ 4120 الماوردي: علي بن محمد بن حبيب، أبو الحسن البصري. 14/ 402/ 4761 الماوردي: محمد بن الحسن بن علي، أبو غالب التميمي البصري.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 8/ 539/ 1729 المبارك: إبراهيم بن المهدي بن أبي جعفر، أبو إسحاق الهاشمي. 15/ 76/ 4976 المبارك: بن أحمد بن عبد العزيز، أبو المعمر الأنصاري الأزجي. 16/ 310/ 5728 المبارك: بن أحمد بن المبارك بن موهوب، أبو البركات بن المستوفى. 16/ 456/ - المبارك بن أبي بكر بن الشعار الموصلي. 15/ 93/ 4996 المُبَارَكُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بن فتحان، أبو الكرم الشهروزوي. 14/ 285/ 4634 المبارك بن الحسين بن أحمد، أبو الخير الغسال البغدادي الشافعي. 7/ 431/ 1297 مبارك بن سعيد بن مسروق، أبو عبد الرحمن الثوري الكوفي. 14/ 208/ 4555 المبارك بن عبد الجبار، أحمد بن القاسم بن أحمد، أبو الحسين البغدادي، ابن الطيوري. 14/ 323/ 4672 المبارك بن علي المخرمي، أبو سعيد البغدادي. 15/ 247/ - المبارك بن علي بن الطباخ، أبو محمد. 15/ 216/ - المبارك بن علي بن عبد الباقي الخياط. 15/ 34/ 4918 المبارك بن علي بن عبد العزيز، أبو المكارم البغدادي الهماني. 16/ 203/ 5592 المبارك بن علي بن المبارك، أبو القاسم البغدادي العتابي الوراق. 15/ 207/ 5107 المُبَارَك بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ خضير، أبو طالب البغدادي البزاز.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 16/ 299/ - المبارك بن علي المطرز. 14/ 255/ 4615 المُبَارَكُ بنُ فَاخِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ البغدادي، أبو الكرم النحوي اللغوي. 6/ 652/ 1085 مبارك بن فضالة بن أبي أمية، أبو فضالة القرشي العدوي. 15/ 98/ 5004 المُبَارَكُ بنُ كَامِلِ بنُ أَبِي غَالِبٍ الخَفَّافُ، أبو بكر البغدادي الظفري. 15/ 437/ 5348 المبارك بن المبارك بن أحمد بن رزيق، أبو جعفر الواسطي بن الحداد. 16/ 104/ 5504 المبارك بن المبارك بن سعيد بن أبي السعادات أبو بكر الواسطي. 15/ 382/ 5288 المبارك بن المبارك بن المبارك الكرخي، أبو طالب شيخ الشافعية. 15/ 474/ 5380 المبارك بن المبارك بن هبة الله بن المعطوش، أبو طاهر الحريمي. 14/ 208/ 4554 المبارك بن محمد بن السوادي، أبو الحسين الواسطي الشافعي. 16/ 410/ 5841 المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ هِبَة اللهِ، أبو الفتح البغدادي. 16/ 45/ 5428 المُبَارَكُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكريم الشيباني، أبو السعادات الجزري ابن الأثير. 14/ 211/ 5113 المبارك بن محمد بن المعمر، أبو المكارم الباذرائي البغدادي. 15/ 471/ - المبارك بن المعطوش. 14/ 371/ 4730 المبخر: هبة الله بن محمد بن علي بن أحمد، أبو البركات البغدادي.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 10/ 545/ 2515 المبرد: مُحَمَّد بن يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الأَكْبَر الأَزْدِيّ، أبو العباس البصري النحوي. 8/ 62/ 1399 مبشر بن إسماعيل: أبو إسماعيل الحلبي. 11/ 360/ 2858 ابن مبشر: علي بن عبد الله، أبو الحسن الواسطي. 12/ 559/ 3710 المتأيد بالله: إِدْرِيْسُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَمُّوْدٍ الحَسَنِيُّ الإِدْرِيْسِيُّ. 11/ 402/ 2904 المُتَّقِي للهِ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُقْتَدِر بنِ المُعْتَضِدِ، أبو إسحاق العباسي. 12/ 255/ 3340 المتنبي: أحمد بن حسين بن حسن الجعفي، أبو الطيب الكوفي. 15/ 150/ 5062 ابن المتوكل: الحسن بن جعفر بن عبد الصمد، أبو علي الهاشمي. 5/ 375/ 619 أبو المتوكل: علي بن داود الناجي البصري. 9/ 444/ 1970 المتوكل على الله: جعفر بن محمد بن هارون، أبو الفضل العباسي البغدادي. 14/ 357/ 4710 المُتَوكِّلِي: أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أحمد، أبو السعادات العباسي. 14/ 80/ 4402 المتولي: عبد الرحمن بن مأمون بن علي، أبو سعد النيسابوري. 14/ 193/ و4530 و14/ 236/ 4591 متولي همذان: زيد بن الحسين بن علي، أبو هاشم العلوي الحسيني. 11/ 88/ 2595 ابن متويه: إبراهيم بن محمد بن الحسن، أبو إسحاق الأصبهاني.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 12/ 8/ 3046 ابن متويه: أحمد بن محمد بن الفرج، أبو بكر القزويني الحافظ. 12/ 8/ 3045 ابن متويه: محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج، أبو زرعة القزويني. 13/ 66/ 3803 ابْنُ المُتَيَّمِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمَّاد، أبو الحسين البغدادي. 10/ 62/ 2118 ابن مثرود: عيسى بن إبراهيم، أبو موسى الغافقي المصري. 11/ 85/ 2587 ابن مجاشع: عمران بن موسى بن مجاشع، أبو إسحاق الجرجاني. 14/ 50/ 4363 المجاشعي: عَلِيُّ بنُ فَضَّالِ بنِ عَلِيِّ بنِ غَالِبٍ، أبو الحسن القيرواني التميمي الفرزدقي. 6/ 599/ 1073 مجاعة بن الزبير البصري. 6/ 382/ 954 مُجَالِدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عُمَيْرِ بنِ بِسْطَامَ "بن ذي مران بن شرحبيل" أبو عمرو "أبو عمير"، "أبو سعيد الكوفي". 11/ 488/ 2967 ابن مجاهد: أحمد بن موسى بن العباس، أبو بكر البغدادي النحوي. 5/ 266/ 543 مُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ، أَبُو الحَجَّاجِ المَكِّيُّ، الأَسْوَدُ. 12/ 322/ 3416 ابْنُ مُجَاهِدٍ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍِ بن يعقوب، أبو عبد الله الطائي البصري. 9/ 392/ 1929 مجاهد بن موسى بن فروخ، أبو علي لخوارزمي. 13/ 9/ 3732 المجبر: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بنِ القَاسِمِ بن الصلت، أبو الحسن العبدري.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 15/ 377/ 5281 ابن مجبر: يحيى بن عبد الجليل بن مجبر، أبو بكر الفهري الإشبيلي. 14/ 189/ 4523 مجد الملك: أسعد بن موسى، أبو الفضل البلاشاني. 11/ 267/ 2761 ابْنُ المُجَدَّرِ: مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ حُمَيْدٍ، أبو بكر البغدادي. 15/ 114/ 5019 مجلي بن جميع بن نجا، أبو المعالي المخزومي الأرسوفي الشامي. 16/ 86/ 5479 ابْنُ مُجَلِّي: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو محمد الرملي المصري. 4/ 511/ 369 المجنون: قيس بن الملوح "ابن معاذ" مجنون ليلى. 15/ 398/ 5308 المجير: مَحْمُوْدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ عَلِيِّ بنِ المُبَارَكِ، أبو القاسم الواسطي. 14/ 214/ 4561 مجير الدين: مُهَارشُ بنُ مُجَلِّي بنِ عُكيث، أَبُو الحَارِثِ. 5/ 517/ 704 مُحَارِبُ بنُ دِثَارِ بنِ كُرْدُوْسِ بنِ قِرْوَاشٍ السدوسي الكوفي. 16/ 335/ 5764 ابْنُ مُحَارِبٍ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عبد الملك، أبو عبد الله القيسي الغرناطي. 7/ 556/ 1359 المحاربي: عبد الرحمن بن محمد بن زياد، أبو محمد الكوفي. 11/ 385/ 2885 المحاربي: محمد بن القاسم بن زكريا، أبو عبد الله الكوفي السوداني. 9/ 488/ 1998 المحاسبي: الحارث بن أسد، أبو عبد الله البغدادي. 16/ 349/ - محاسن الجويري. 16/ 364/ - محاسن بن عبد الملك التنوخي الحموي.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 15/ 321/ 5226 أبو المحاسن: عمر بن علي بن الخضر القرشي الزبيري الدمشقي. 16/ 213/ - محاسن بن عمر الخزائني، أبو الوقت. 15/ 330/ 5237 أَبُو المَحَاسِنِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ بنِ أبي شكر الأصبهاني. 13/ 202/ 3988 المحاملي: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ إسماعيل، أبو عبد الله الضبي. 13/ 129/ 3893 ابْنُ المَحَامِلِيِّ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن القاسم، أبو الحسن الضبي البغدادي. 11/ 479/ 2956 المحاملي: الحُسَيْنُ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ سعيد بن إبان، أبو عبد الله الضبي البغدادي. 11/ 482/ 2957 المحاملي: القاسم بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ سعيد إبان، أبو عبيد. 13/ 54/ 3785 المحاملي: محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل، أبو الحسين الضبي. 13/ 473/ 4276 ابن المحب: الفضل بن عبد الله، أبو القاسم النيسابوري. 13/ 113/ 3864 المحبوبي: إسماعيل بن ينال، أبو إبراهيم المروزي. 12/ 103/ 3162 المحبوبي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَحبُوبِ بنِ فُضَيْلٍ، أبو العباس المروزي. 4/ 255/ 246 أبو محذورة الجمحي: أَوْسُ بنُ مِعْيَرِ بنِ لَوْذَانَ بنِ رَبِيْعَةَ بن سعد "سُمَيْرُ بنُ عُمَيْرِ بنِ لَوْذَانَ بنِ وَهْبِ". 12/ 162/ 3239 ابْنُ مُحرمٍ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ مَخْلَدٍ، أبو عبد الله الجوهري. 14/ 229/ - المحسد بن محمد الإسكاف، أبو طاهر.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 12/ 461/ 3595 المُحَسّنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفهم، أبو علي التنوخي. 12/ 461/ - المحسن بن الصابئ. 14/ 280/ 4629 مَحْفُوْظُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ العراقي، أبو الخطاب الكلوذاني. 9/ 148/ - محفوظ بن أبي توبة البغدادي. 15/ 404/ 5315 محفوظ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أحمد بن صصرى، أبو البركات التغلبي الدمشقي. 13/ 450/ - محلم بن إسماعيل الضبي، أبو مضمر. 11/ 507/ 2990 المُحَمَّدَ ابَاذِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو طاهر النيسابوري. 11/ و520/ و3011 و9/ 152/ 1836 مُحَمَّدُ بنُ أَبَانِ بنِ عِمْرَانَ بنِ زِيَادٍ، أبو الحسن "أبو عبد الله" السلمي. 9/ 151/ 1835 محمد بن أبان بن وزير، أبو بكر البلخي المستملي حمدويه. 11/ 136/ 2643 مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبَانِ بنِ مَيْمُوْنٍ، أبو عبد الله البغدادي السراج. 13/ 141/ 3912 محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو بكر الأردستاني. 16/ 157/ 5563 محمد بن إبراهيم بن أحمد بن طاهر الشيرازي، أبو عبد الله الفيروزي. 13/ 141/ 3913 محمد بن إبراهيم، أبو بكر الفارسي المشاط. 6/ 44/ 755 محمد بن إبراهيم التيمي المدني، أَبُو عَبْدِ اللهِ. 15/ 188/ 5091 مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ ثابت، أبو عبد الله المصري الكيزاني. 13/ 65/ 3802 محمد بن إبراهيم بن جعفر، أبو عبد الله اليزدي الجرجاني. 11/ 346/ - محمد بن إبراهيم الديبلي، أبو جعفر.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 15/ 71/ 4969 محمد بن إبراهيم بن حسين، أبو جعفر الجرباذقاني ابن دادا. 12/ 380/ 3492 مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بن حَمْدَانَ، أَبُو بَكْرٍ البغدادي. 10/ 311/ 2315 محمد بن إبراهيم الصوفي، أبو حمزة البغدادي. 11/ 253/ 2746 محمد بن إبراهيم بن حيون، أبو عبد الله الأندلسي الحجازي. 15/ 391/ 5300 محمد بن إبراهيم بن خلف، أبو عبد الله الأندلسي بن الفخار. 10/ 218/ 2218 محمد بن إبراهيم بن زياد أبو عبد الله الإسكندراني بن المواز. 11/ 280/ 2769 محمد بن إبراهيم بن زياد، أبو عبد الله الطيالسي الرازي. 10/ 548/ 2519 مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرحمن بن موسى، أبو عبد الله البوسنجي. 11/ 249/ 2742 محمد بن إبراهيم بن شعيب، أبو الحسين الغازي الجرجاني. 11/ 379/ 2876 مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مروان، أبو عبد الله القرشي الدمشقي الأموي. و12/ و161/ و3237 8/ 11/ 1374 محمد بن إبراهيم بن أبي عدى، أبو عمرو السلمي. 13/ 452/ 4251 محمد بن إبراهيم بن علي، أبو بكر الأصبهاني العطار. 13/ 237/ - محمد بن إبراهيم بن الصالحاني، أبو ذر. 12/ 381/ 3493 مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيِّ بنِ عَاصِمِ، أبو بكر الأصبهاني بن المقرئ. 16/ 90/ 5448 محمد بن إبراهيم بن أبي الفضل، أبو حامد الجاجرمي السهلي.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 12/ 123/ 3193 محمد بن إبراهيم بن الفضل، أبو الفضل الهاشمي النيسابوري. 14/ 224/ 4575 مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ، أبو نعيم الواسطي الجماري. 14/ 451/ 4821 مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدُويه، أبو سهل الأصبهاني. 7/ 527/ 1340 مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العباس الهاشمي. 13/ 210/ 3999 محمد بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ سَخْتُويه، أبو عبد الله المزكى. 10/ 226/ 2268 محمد بن إبراهيم بن مسلم، أبو أمية البغدادي الطرطوسي. 16/ 281/ 5692 محمد بن إبراهيم بن سلمان الإربلي، أبو عبد الله الصوفي. 11/ 300/ 2794 محمد بن إبراهيم بن المنذر، أبو بكر النيسابوري. 13/ 345/ 4158 مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى بنِ عَبْدِ السلام، أبو عبد الله بن شق الليل. 11/ 350/ 2848 محمد بن إبراهيم بن ينروز، أبو بكر البغدادي الأنماطي. 12/ 424/ 3545 محمد بن إبراهيم بن يحيى النيسابوري، أبو بكر الكسائي. 14/ 399/ 4756 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن أَحْمَدَ، أبو عبد الله الرازي الشروطي بن الحطاب. 11/ 506/ - محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي الكاتب. 12/ 129/ 3200 محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان، أبو أحمد العسال الأصبهاني.

رقم الترجمة الجزء الصفحةاسم الترجمة 15/ 474/ 5379 محمد بن أحمد بن إبراهيم القرشي، أبو عبد الله الهاشمي الأندلسي. 11/ 506/ 2989 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادِ، أبو العباس البغدادي الأثرم. 16/ 464/ - محمد بن أحمد بن أحمد الحنبلي. 14/ 358/ 4713 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ رُشْدٍ، أبو الوليد القرطبي المالكي. 12/ 328/ 3426 محمد بن أحمد بن الأزهر، أبو منصور الأزهري الهروي. 12/ 154/ 3233 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو عمرو الصغير النيسابوري. 16/ 159/ 5567 محمد بن أحمد بن إسماعيل، أبو بكر القزويني. 12/ 449/ 3583 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَنْبَسٍ، أبو الحسين البغدادي بن سمعون. 16/ 158/ 5566 محمد بن أحمد بن إسماعيل، أبو المناقب الطالقاني القزويني. 13/ 508/ 4314 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَسِيدِ بنِ عَبْدِ الله بن محمد، أبو بكر الثقفي الأصبهاني. 11/ 483/ 2959 مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ أَيُّوْبَ بن الصَّلْت بن شنبوذ، أبو الحسن المقرئ. 12/ 33/ 3080 محمد بن أحمد بن بالويه، أبو بكر الجلاب النيسابوري. 16/ 18/ 5407 محمد بن أَحْمَدَ بنِ بختيَار بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو الفتح المندائي الواسطي. 12/ 141/ 3214 محمد بن أحمد، أبو بكر اللؤلؤي. 12/ 19/ 3064 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ تَمِيْمٍ، بن تَمَّام، أبو العرب المغربي.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 13/ 85/ - محمد بن أحمد الجبني، أبو بكر. 16/ 81/ 5474 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جُبَيْرِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو الحسين الكتاني البلنسي بن جبير. 14/ 8/ - محمد بن أحمد بن جردة العكبري، أَبُو عَبْدِ اللهِ. 11/ 86/ 2590 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي جميلة، أبو العلاء الذهلي الوكيعي. 13/ 235/ 4030 محمد بن أحمد بن جعفر، أبو حسان المولقابذي المزكي. 14/ 82/ 4405 محمد بن أحمد بن أبي جعفر، أبو الفضل الطبسي. 14/ 81/ 4403 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَامِدِ بنِ عُبَيْدٍ، أبو جعفر البيكندي قاضي حلب. 12/ 245/ 3331 محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق، أبو علي البغدادي، ابن الصواف. 14/ 481/ 4861 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنِ بنِ أَسَدٍ، أبو بكر البروجردي الجوهري. 15/ 29/ 4909 محمد بن أحمد بن الحسن، أبو عبد الله البغدادي الطرئفي. 14/ 52/ 4367 مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ، أبو الفضل البغدادي الأصبهاني. 14/ 78/ 4398 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ مَاجَه، أبو بكر الأبهري الأصبهاني. 16/ 204/ 5594 محمد بن أحمد بن حسن بن يوسف، أبو نصر العباسي البغدادي الظاهر بأمر الله. 14/ 305/ 4657 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عُمَرَ، أبو بكر الشاشي. 12/ 352/ 3457 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حُسَيْنِ بنِ القَاسِمِ، أبو أحمد الغطريفي الجرجاني.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 10/ 282/ 2275 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حُسَيْنٍ بن مَدُّويَةَ، أبو عبد الرحمن القرشي الترمذي. 10/ 208/ 2203 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَفْص بن الزِّبْرِقَان، أبو عبد الله البخاري. 8/ 314/ 1560 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَفْصٍ، أَبُو عَبْدِ الله البخاري. 10/ 207/ 2202 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَفْصٍ، أَبُو عَبْدِ الله الخرشي النيسابوري. 12/ 407/ 3530 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادِ بنِ سُفْيَانَ، أبو الحسن الكوفي. 12/ و443/ و3572 11/ 191/ 2720 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادِ بنِ سَعِيْدِ بن مسلم، أبو بشر الدولابي الرازي الوراق. 12/ 251/ 3336 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ بنِ عَلِيِّ، أبو العباس الحيرى النيسابوري. 12/ 354/ 3458 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ بنِ عَلِيِّ، أبو عمرو الحيري مسند خراسان. 15/ 319/ - محمد بن أحمد الخدب أبو بكر شيخ النحو. 14/ 416/ 4784 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَلَفِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو عبد الله التجيبي بن الحاج. 16/ 450/ 5898 محمد بن أحمد بن خليل السكوني، أبو الخطاب الأندلسي. 12/ 95/ 3148 محمد بن أحمد بن خنب، أبو بكر البخاري الدهقان. 11/ 248/ 2739 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَاشِدِ بنِ مَعْدَانَ، أبو بكر الثقفي الأصبهاني. 9/ 391/ 1928 محمد بن أحمد بن زهير البغدادي.

رقم الترجمة الجزء الصفحةاسم الترجمة 16/ 363/ - محمد بن أحمد بن زهير، شيخ داريا. 11/ 302/ 2796 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرِ بنِ طَهْمَانَ، أبو الحسن القيسي الطوسي. 15/ 120/ 5028 محمد بن أحمد بن أبي سعيد، أبو الفرج الأغرجي الخوارزمي. 13/ 399/ 4202 محمد بن أحمد بن سعل بن بشران، أبو غالب الواسطي بن الخالة. 12/ 220/ 3304 محمد بن أحمد بن سهل الرملي، أبو بكر الشهيد بن النابلسي. 11/ 70/ 2574 محمد بن أحمد بن سيد حمدويه، أبو بكر الهاشمي الدمشقي. 11/ 399/ 2902 محمد بن أحمد بن طلحة، أبو منصور القاهر بالله. 16/ 217/ - مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ صَالِحِ بنِ شَافع الجبلي البغدادي. 15/ 8/ - محمد بن أحمد بن صرما، أَبُو الحَسَنِ. 12/ 392/ 3509 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ العَبَّاسِ السلمي، أبو جعفر البغدادي نَقَّاشُ الفِضَّةِ. 12/ 528/ 3675 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ العَبَّاسِ، أبو الحسن المصري الإخميمي. 14/ 152/ 4484 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ البَاقِي بنِ منصور، أبو بكر البغدادي الدقاق بن الخاضبة. 13/ 143/ 3916 مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بن عمر بن حفص، أبو بكر الهمداني الذكواني، الأصبهاني، المعدل. 10/ 45/ 2095 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عتبة بن حميد، أبو عبد الله الأموي العتبي.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 15/ 152/ 5066 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ محمد، أبو محمد التميمي البغدادي بن مادح. 14/ 28/ 4346 مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد بن الوليد، أبو علي الكرخي. 13/ 367/ 4180 محمد بن أحمد الخضري، أبو عبد الله المَرْوَزِيُّ. 14/ 105/ 4433 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سمكويه، أبو الفتح الأصبهاني. 12/ 215/ 3299 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيُّ، أبو عبد الله النَّقَوِيُّ. 12/ 327/ 3425 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد، أَبُو زَيْدٍ المَرْوَزِيُّ. 15/ 157/ 5074 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن أحمد، أبو عبد الله الهاشمي العباسي البغدادي. 12/ 258/ 3344 مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نصر بن بجير، أبو طاهر الذهلي قاضي الديار المصرية. 16/ 298/ 5715 محمد بن أحمد بن عبد الملك بن عبد العزيز، أبو مروان اللخمي الأشبيلي بن البَاجِيِّ. 15/ 473/ 5378 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُوْسَى بنِ عبد الملك، أبو بكر بن أبي حمزة. 12/ 195/ 3277 محمد بن أحمد بن عبد المؤمن، أبو إسحاق الوزير القراريطي. 12/ 514/ 3650 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدُوْسِ بنِ أَحْمَدَ، أبو بكر النيسابوري النحوي. 13/ 43/ 3776 محمد بن أحمد بن عبد الوهاب، أبو بكر الأسفراييني. 11/ 141/ 2653 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ بنِ فَيَّاض، أبو سعيد العثماني.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 13/ 404/ 4209 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ المَرْوَزِيُّ، أبو سهل الحفصي. 14/ 29/ 4349 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ، أبو الفتح الخزاعي المطيري الباهر. 14/ 89/ 4414 محمد بن أحمد بن عثمان، أبو عبد الله القيسي الأندلسي مازن الشاعر المحسن. 13/ 8/ 3730 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ الوَلِيْدِ بن الحكم بن أبي حديد، أبو بكر السلمي الدمشقي. 14/ 8/ 4328 محمد بن أحمد بن علان، أبو الفرج الكرجي الكوفي. 14/ 25/ 4342 محمد بن أحمد بن علي، أبو بكر الأصبهاني السمسار. 14/ 88/ 4413 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَامِدٍ، أبو نصر المروزي الخرساني الكركانجي. 16/ 404/ 5828 محمد بن أحمد بن علي، أبو الحسن القرطبي الدمشقي بن أَبِي جَعْفَرٍ. 12/ 277/ 3368 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَسَدٍ، أبو الحسن الأسدي البردعي بن حرارة. 12/ 483/ 3620 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، أبو مسلم الكاتب البغدادي. 15/ 134/ 5050 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، أبو المظفر العباسي بن التريكي. 13/ 276/ 4087 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْدَانَ، أبو طاهر الخراساني. 14/ 212/ 4560 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرزاق، أبو منصور البغدادي الخياط. 12/ 162/ 3239 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ مَخْلَدٍ، أبو عبد الله البغدادي بن محرم.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 16/ 286/ 5697 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ حُسَيْنٍ، أبو الحسن القطيعي البغدادي. 11/ 508/ 2993 محمد بن أحمد بن عمرو، أبو علي البصري اللؤلؤي. 11/ 266/ 2759 محمد بن أحمد بن أبي عون، أبو جعفر الرباني النسوي. 10/ 531/ 2496 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيَاضِ بنِ أَبِي طيبة، أبو علاثة. 13/ 282/ 4092 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى بنِ عَبْدِ الله السعدي، أبو الفضل البغدادي. 13/ 480/ 4282 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى بنِ مُحَمَّدِ بن منظور، أبو عبد الله القيسي الأشبيلي. 15/ 428/ - محمد بن أحمد بن الفارقاني، أَبُو عَبْدِ اللهِ. 15/ 241/ 5146 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أبي الفرج بن ماشاذه، أبو بكر الأصبهاني السكري. 13/ 54/ 3785 محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل، أبو حسين الضبى المحاملي البغدادي الفقيه الشافعي. 15/ 471/ - محمد بن أحمد القرشي، أبو عبد الله الأندلسي. 12/ 459/ 3591 محمد بن أحمد بن مت، أبو بكر السمرقندي الأشتيخني. 10/ 294/ 2286 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي المُثَنَّى يَحْيَى بن عيسى بن هلال، أبو جعفر التميمي. 12/ 103/ 3162 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَحبُوبِ بنِ فُضَيْلٍ، أبو العباس المروزي المحبوبي. 15/ 426/ 5340 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن رشد الحفيد، أبو الوليد القرطبي. 13/ 268/ 4073 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو جعفر السمناني قاضي الموصل.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 13/ 322/ 4128 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن حسنون، أبو الحسين بن النرسي البغدادي. 16/ 486/ 5952 محمد أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حُسَيْنٍ، أبو عبد الله الموصلي شعلة ناظم "الشمعة في السبعة". 13/ 50/ 3780 محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه، أبو الحسن البغدادي. 13/ 127/ 3891 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن شاذان، أبو صادق النيسابوري الصيدلاني. 14/ 245/ 4605 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن إسحاق، أبو المظفر الأموي العنبسي الأبيوردي. 15/ 262/ 5166 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو المكارم الخزاعي الطاهري. 12/ 565/ 3721 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَحْيَى بنِ جُمَيْع الصيداوي، أبو الحسن الغساني. 14/ 77/ 4395 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، أبو طاهر اللخمي الأنباري بن أبي صقر. 12/ 50/ 3103 مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ، أبو بكر الكناني المصري بن الحداد. 15/ 151/ 5065 مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ، أبو طاهر الكرخي. 12/ 531/ 3680 مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ. أبو عمرو البحيري النيسابوري. 16/ 403/ 5827 محمد بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبَةِ الله، أبو عبد الله النسابة الدمشقي عز الدين بن عساكر. 12/ 34/ 3081 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدِ بن حيكان، أبو علي النيسابوري.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 12/ 302/ 3395 محمد بن أحمد بن محمد بن سالم، أبو عبد الله البصري. 15/ 319/ - محمد بن أحمد بن نيهان، أبو الفَرَجِ. 13/ 74/ 3811 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو عبد الله غنجار، الحافظ المفيد البخاري. 12/ 560/ 3711 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو عمر النوقاتي السجستاني. 14/ 403/ 4763 محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد، أبو سعيد الصاعدي. 14/ 443/ 4814 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجبار بن توبة، أبو الحسن الأسدي العكبري. 13/ 261/ 4065 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحيم، أبو طاهر الأصبهاني. 14/ 191/ 4528 محمد بن أحمد بن محمد، أبو عبد الله الساوي الكامخي. 16/ 196/ 5581 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ اليتيم، أبو عبد الله الأندلسي الأندرشي بن البلشي. 13/ 401/ 4206 مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بن المهتدي بالله، أبو الحسن القاضي. 13/ 471/ 4273 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ النقور، أَبُو مَنْصُوْرٍ. 12/ 68/ 3117 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ، أبو الحسين الأسواري الأصبهاني. 13/ 322/ 4129 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ، أبو الحسين البغدادي بنُ الآبَنُوسِيِّ. 11/ 329/ 2829 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ عمار، أبو الفضل الجارودي الهروي الشهيد.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 13/ 387/ 4193 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بن حسن بن عبيد، أبو جعفر السلمي البغدادي بن المسلمة. 15/ 144/ 5057 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بن القاسم، أبو الخير الأصبهاني الباغبان. 13/ 30/ 3758 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ فَارسِ بن أبي الفوارس، أبو الفتح البغدادي. 12/ 8/ 3045 محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج بن متويه، أبو زرعة القزويني. 13/ 117/ 3872 محمد بن أحمد بن محمد، أبو الفضل الجارودي الهروي. 13/ 106/ 3855 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ، أَبُو أُسَامَةَ الهَرَوِيُّ. 16/ 58/ 5443 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بن قدامة، أبو عمر المقدسي الجماعيلي. 13/ 371/ 4188 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عباد، أبو عاصم العبادي الهروي الشافعي. 13/ 148/ 3923 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَزْدِيْنَ، أبو منصور القومساني الهمذاني. 12/ 16/ 3061 محمد بن أحمد بن محمد بن معقل، أبو علي النيسابوري الميداني. 12/ 376/ 3486 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مفرّج، أبو عبد الله "أبو بكر" الأموي القرطبي القاضي. 12/ 529/ 3677 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى، أبو نصر البخاري الملاحمي. 14/ 258/ 4617 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي النضر، أبو بكر البلدي النسفي.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 12/ 300/ 3392 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ، أبو بكر الجرجاني المفيد. 12/ 511/ 3646 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ، أبو عبد الله النيسابوري الزكي. 12/ 322/ 3416 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ بن مجاهد، أبو عبد الله الطائي البصري. 14/ 336/ 4688 محمد بن أحمد بن المطهر بن محمد بن علي، أبو عدنان الربعي الأصبهاني. 10/ 527/ 2492 محمد بن أحمد بن نصر، أَبُو جَعْفَرٍ التِّرْمِذِيُّ. 16/ 14/ 5401 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نصر بن حسين بن محمد بن خالويه، أبو جعفر الصيدلاني الأصبهاني. 15/ 200/ - محمد بن أحمد بن نمارة البلنسي، أبو بكر. 13/ 127/ 3890 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ بنِ مُوْسَى، أبو نصر الغساني الدمشقي بن الجندي. 10/ 391/ 2361 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الوَلِيْدِ بنِ بُرْدٍ، أبو العباس الأنطاكي. 14/ 449/ 4819 محمد بن أحمد بن يحيى، أبو عبد الله المقدسي الأشعري العثماني. 10/ 281/ 2274 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الله، أبو يونس الجمحي المدني. 10/ 218/ 2219 مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ بنِ أَبِي العوام، أبو بكر "أبو جعفر" الرياحي. 11/ 511/ 2998 محمد بن أحمد يعقوب بن شيبة، أبو بكر السدوسي البغدادي.

رقم الترجمة الجزء الصفحةاسم الترجمة 16/ 89/ 5487 محمد بن أحمد بن يوسف، أبو عبد الله الأنصاري الغرناطي بن صاحب الأحكام. 15/ 439/ 5351 مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِدْرِيْسَ، أبو عبد الله العجلي الحلي. 11/ 284/ 2773 محمد بن إدريس بن إياس، أبو لبيد السامي السرخسي. 8/ 235/ 1538 مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ العَبَّاسِ بنِ عُثْمَانَ بن شافع، أبو عبد الله القرشي الإمام الشافعي صاحب المذهب. 13/ 116/ 3870 مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ، أبو بكر الجرجرائي. 10/ 357/ 2344 مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ المُنْذِر بنِ دَاوُدَ بن مهران، أبو حاتم الرازي الحنظلي الغطفاني. 12/ 284/ 3372 محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن السليم، أبو بكر الأموي قاضي الأندلس. 11/ 238/ 2735 محمد بن إسحاق بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، أبو العباس الثقفي السراج محدث خراسان. 12/ 356/ 3459 مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزِيْدَ بن مهران، أبو بكر الشامي البغدادي الصفار. 12/ 75/ 3122 محمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد، أبو العباس الصبغي المعمر. 10/ 193/ 2187 محمد بن إسحاق بن جعفر "محمد"، أبو بكر الصاغاني البغدادي. 9/ 361/ 1900 محمد بن إسحاق بن حرب، أبو عبد الله البلخي اللؤلؤي. 11/ 225/ 2733 مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ المُغِيْرَةِ، أبو بكر السلمي النيسابوري الحافظ الحجة.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 10/ 526/ 2491 مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، أَبُو الحَسَنِ الحنظلي قاضي نيسابور. 16/ 154/ 5558 محمد بن إسحاق بن عياش، أبو عبد الله الغرناطي الكماد الزناتي. 13/ 260/ 4063 محمد بن إسحاق بن فدويه، أبو الحسن الكوفي. 9/ 100/ - محمد بن إسحاق بن محمد المسيبي. 12/ 498/ 3638 مُحَمَّد بنِ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بن منده، أبو عبد الله العبدي الأصبهاني. 6/ 492/ 1016 مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ يَسَارِ بنِ خِيَارٍ، أبو بكر "أبو عبد الله" القرشي المدني. 15/ 334/ - محمد بن أسد الدين. 9/ 55/ 1773 محمد بن أسد، أبو عبد الله الإسفراييني الخوشي "الخشي". 13/ 81/ 3818 مُحَمَّدُ بنُ أَسَدِ بنِ عَلِيٍّ، أَبُو الحُسَيْنِ البغدادي. 10/ 520/ 2483 محمد بن أسد بن يزيد، أبو عبد الله المديني الأصبهاني. 15/ 385/ - محمد بن أسعد الجواني الشريف، أبو علي. 15/ 232/ - محمد بن أسعد بن الحليم، أبو المظفر. 15/ 238/ 5142 محمد بن أسعد بن محمد الحسين، أبو منصور الطوسي العطاري. 9/ 538/ 2033 مُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ بنِ سَالِمِ بنِ يَزِيْدَ، أبو الحسن الكندي الطوسي الخراساني. 10/ 79/ 2134 محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، أبو عبد الله البخاري صاحب الصحيح. 16/ 465/ 5917 محمد بن إسماعيل بن أحمد، أبو عبد الله المقدسي النابلسي خطيب مردا.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 11/ 336/ 2835 محمد بن إسماعيل بن إسحاق، أبو الحسن المروزي. 11/ 498/ 2978 محمد بن إسماعيل، أبو بكر الفرغاني شيخ الصوفية. 14/ 471/ - محمد بن إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ عَلِيِّ، أبو عبد الله التيمي. 10/ 308/ 2311 محمد بن إسماعيل بن سالم، أبو جعفر القرشي العباسي شيخ الحرم الصائغ. 9/ 79/ 1794 محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، أبو عبد الله البصري. 15/ 35/ - مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّنُ. 13/ 197/ 3984 محمد بن إسماعيل بن عباد، أبو القاسم اللخمي أمير إشبيلية. 12/ 375/ 3484 محمد بن إسماعيل بن العباس، أبو بكر البغدادي الوراق. 10/ 21/ 2069 محمد بن إسماعيل بن علية، أبو بكر "أبو عبد الله" قاضي دمشق ومفتيها ومحدثها. 14/ 461/ 4839 مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الفُضَيْلِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو الفضل الهروي الفضيلي. 15/ 393/ 5302 محمد بن إسماعيل بن محمد، أبو جعفر الأصبهاني الطرطوسي. 14/ 475/ 4852 مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ، أبو المعالي الفارسي النيسابوري. 16/ 322/ 5744 مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلْفُوْنَ، أبو بكر الأزدي الأندلسي الأوبني. 14/ 102/ 4429 مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ السَّرِيِّ بن بنون، أبو بكر التفليسي النيسابوري. 8/ 176/ 1493 مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمِ بنِ أَبِي فديك، أبو إسماعيل الديلي المدني.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 11/ 74/ 2579 محمد بن إسماعيل بن مهران، أبو بكر النيسابوري الإسماعيلي. 10/ 354/ 2339 محمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو إسماعيل السلمي البغدادي. 10/ 55/ 2108 محمد بن إشكاب: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحُرِّ بن زعلان، أبو جعفر البغدادي. 10/ 317/ - محمد بن أصبغ بن الفرج. 16/ 476/ 5933 مُحَمَّدُ بنُ أَنْجَبَ بنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بن عبد الرحمن، أبو الحسن البغدادي النعال الصوفي. 8/ 419/ 1625 أبو محمد الأنماطي: حجاج بن منهال البصري الحافظ. 16/ 134/ 5534 محمد بن إيل أرسلان بن أتسز الخوارزمي خوارزمشاه. 13/ 302/ 4110 محمد بن أيوب بن سليمان، أبو طالب عميد الرؤساء المراتبي. 16/ 120/ 5525 محمد بن أيوب بن شادي، أبو بكر الدويني التكريتي البعلبكي السلطان العادل. 12/ 47/ - محمد بن أيوب بن الصموت الرقي. 16/ 66/ 5453 محمد بن أيوب بن نوح، أبو عبد الله الغافقي البلنسي. 10/ 471/ 2438 مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ يَحْيَى بنِ الضُّرَّيْسِ، أبو عبد الله البجلي الرازي. 15/ 335/ 5242 محمد بن بختيار الجوهري، أبو عبد الله الأبله. 14/ 335/ 4686 مُحَمَّدُ بنُ بَرَكَاتِ بنِ هِلاَلِ بنِ عَبْدِ الواحد، أبو عبد الله السعيدي المصري الأديب. 11/ 390/ 2893 مُحَمَّدُ بنُ بَرَكَةَ بنِ الحَكَمِ بنِ إِبْرَاهِيْمٌ، أبو بكر اليحصبي القنسريني الحلبي برداعس.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 15/ 216/ - محمد بن بركة الصلحي الصوفي. 9/ 507/ 2015 مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارِ بنِ عُثْمَانَ بنِ دَاوُدَ بن كيسان، أبو بكر العبدي البصري بندار. 11/ 512/ 2999 محمد بن بشر بطريق، أبو بكر الزبيري العكبري المصري. 12/ 392/ 3508 محمد بشر بن العباس، أبو سعيد الكرابيسي النيسابوري البصري. 8/ 39/ 1387 مُحَمَّدُ بنُ بِشْرِ بنِ الفَرَافِصَةِ بنِ المُخْتَارِ، أبو عبد الله العبدي الكوفي. 9/ 150/ 1833 محمد بن بكار بن بلال، أبو عبد الله العاملي الدمشقي. 9/ 149/ 1832 محمد بن بكار بن الريان، أبو عبد الله البغدادي الرصافي. 9/ 151/ 1834 محمد بن بكار بن الزبير العيشي. 16/ 455/ 5908 مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَحْمَدَ بنِ خلف، أبو عبد الله البلخي الدمشقي. 9/ 391/ 1928 مُحَمَّدَ بنَ أَبِي بَكْرٍ: أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ البغدادي. 4/ 467/ 326 محمد بن أبي بكر الصديق. 8/ 136/ 1461 محمد بن بكر بن عثمان، أبو عبد الله "أبو عثمان" الأزدي البصري البرساني. 15/ 91/ 4993 مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ عُثْمَانَ بنِ محمد، أبو طاهر البزدوي البخاري السبخي الصابوني، الحنفي. 9/ 58/ 1776 مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَلِيِّ بنِ عطاء، أبو عبد الله المقدمي. 16/ 264/ - محمد بن أبي بكر الغزال الأصبهاني. 12/ 104/ 3164 محمد بن بكر بن محمد بن داسة، أبو بكر البصري. 12/ 530/ 3679 محمد بن أبي بكر، أبو نصر.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 15/ 270/ 5176 محمد بن بنيمان بن يوسف، أبو الفضل الهمذاني بن بنيمان. 15/ 138/ 5054 محمد بن بوري بن طغتكين، أبو سعيد البعلبكي، أبق صاحب دمشق. 14/ 453/ 4826 محمد بن بوري بن طغتكين، أبو المظفر. 13/ 367/ 4179 محمد بن بيان بن محمد الكازروني، أبو عبد الله. 11/ 286/ 2777 محمد بن تمام بن صالح، أبو بكر البهراني الحمصي. 14/ 116/ 4448 محمد بن أبي تمام: علي بن الحسن بن محمد، أبو الحسن العباسي الهاشمي. 16/ 363/ - محمد بن تميم البندنيجي. 8/ 63/ 1400 مُحَمَّدُ بنُ ثَوْرٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيُّ. 10/ 376/ 2350 مُحَمَّدُ بنُ جَابِرِ بنِ حَمَّادٍ، أَبُو عَبْدِ الله المروزي. 11/ 317/ 2808 محمد بن جابر بن سنان، أبو عبد الله البتاني الحراني. 7/ 270/ 1220 مُحَمَّدُ بنُ جَابِرِ بنِ سَيَّارٍ السُّحَيْمِيُّ اليَمَامِيُّ. 15/ 67/ 4960 محمد بن جامع بن أبي نصر، أبو سعيد النيسابوري خياط الصوف. 5/ 325/ 586 محمد بن جبير، أبو سعيد. 6/ 309/ 913 محمد بن حجادة الكوفي. 11/ 174/ 2695 مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرِ بنِ رُسْتُمَ، أَبُو جَعْفَرٍ الطبري، الرافضي. 11/ 165/ 2694 محمد بن جرير بن يزيد، أبو جعفر الطبري الإمام، المجتهد، صاحب التصانيف البديعة. 11/ 401/ 2903 محمد "أحمد" بن جعفر بن أحمد، أبو إسحاق الراضي بالله العباسي. 12/ 218/ 3302 محمد بن جعفر بن أحمد، أبو بكر الشمشاطي.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 15/ 410/ 5325 مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حُمَيْدِ بن مأمون، أبو عبد الله الأموي البلنسي. 11/ 504/ 2987 مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ، أبو بكر المطيري البغدادي. 10/ 539/ 2503 مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَعْيَنَ، أَبُو بَكْرٍ البغدادي. 12/ 266/ 3349 محمد بن جعفر، أبو بكر البغدادي غُنْدَرٌ. 12/ 267/ 3351 مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، أَبُو الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ غندر. 12/ 266/ 3348 محمد بن جعفر بن دران، أبو الطيب البغدادي غندر. 12/ 266/ 3349 محمد بن جعفر بن العباس، أبو بكر النجار غندر. 13/ 86/ 3824 محمد بن جعفر التميمي، أبو عبد الله القزاز القيرواني. 7/ 533/ 1346 محمد بن جعفر، أبو عبد الله غندر الهذلي البصري الكرابيسي. 15/ 313/ - محمد بن جعفر بن عقيل المقرئ. 10/ 540/ 2504 محمد بن جعفر، أبو عمر الكوفي القتات. 7/ 24/ 1110 مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَبِي كَثِيْرٍ الأَنْصَارِيُّ. 10/ 540/ 2506 محمد بن جعفر بن محمد، أبو بكر الربعي الحنفي البغدادي ابن الإمام. 8/ 283/ 1542 مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ "الصَّادِقِ" بنِ مُحَمَّدٍ البَاقِرِ بنِ زَيْنِ العَابِدِيْنَ بنِ عَلِيِّ، أبو جعفر الهاشمي الديباج العلوي. 12/ 177/ 3265 محمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي البغدادي. 11/ 485/ 2916 مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَهْل، أبو بكر الخرائطي السامري. 13/ 249/ 4048 مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ بن فسانجس، أبو الفرج الوزير أبو السعادات.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 12/ 230/ 3316 مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مطرٍ، أبو عمرو النيسابوري المزكى. 12/ 537/ 3688 مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ، أبو الحسن التميمي النحوي الكوفي بن النجار. 9/ 449/ 1971 محمد "الزبير" بن جعفر بن محمد بن هارون الرشيد الخليفة. 10/ و158/ و2171 أبو عبد الله "أبو جعفر" المعتز بالله "المنتصر بالله" الخليفة الهاشمي العباسي. 12/ 164/ 3242 مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الهَيْثَمِ بن عمران، أبو بكر الأنباري مسند بغداد. 13/ 495/ 4302 محمد بن جغريبك داود بن ميكائيل بن سلجوق، أبو شجاع ألب أرسلان التركماني السلطان الكبير، العادل. 11/ 187/ 2715 محمد بن جمعة بن خلف، أبو قريش القهستاني الأصم. 10/ 309/ 2313 مُحَمَّدُ بنُ الجَهْمِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ السِّمَّرِيُّ. 12/ 10/ 3050 محمد بن حاتم بن خزيمة الكشي. 9/ 363/ 1904 محمد بن حاتم بن سليمان الزمي. 9/ 363/ 1903 محمد بن حاتم المصيصي، أبو جعفر حبي. 9/ 362/ 1902 محمد بن حاتم بن ميمون، أبو عبد الله المروزي البغدادي السمين. 12/ 232/ 3319 محمد بن حارث بن أسد، أبو عبد الله الخشني. 4/ 440/ 301 محمد بن حاطب بن الحارث الجمحي. 12/ 3268/ 3268 مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ حِبَّانَ، أبو حاتم البستي الحافظ صاحب الصحيح. 11/ 59/ 2571 مُحَمَّدُ بنُ حُبَّانَ بنِ الأَزْهَرِ، أَبُو بَكْرٍ العبدي البصري القطان.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 11/ 59/ 2572 محمد بن حبان بن بكر بن عمرو الباهلي البصري. 12/ 6/ 3040 محمد بن الحبلى قاضي مدينة برقة. 4/ 466/ 325 مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حُذَيْفَةَ، أَبُو القَاسِمِ العَبْشَمِيُّ. 7/ 507/ 1330 مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيُّ الحمصي الأبرش. 9/ 574/ 2058 محمد بن حرب. 9/ 532/ - محمد بن حسان الأزرق. 16/ 364/ 5795 مُحَمَّد بن حَسَّان بن رَافِعٍ العَامِرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. 13/ 481/ 4283 محمد بن حسان بن محمد، أبو بكر النيسابوري الملقاباذي. 12/ 486/ 3624 محمد بن الحسن بن إبراهيم الأستراباذي، أبو عبد الله الختن. 12/ 229/ 3315 مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، أبو الحسن النيسابوري السراج. 14/ 219/ 4567 محمد بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ خذاداذا، أبو غالب الباقلاني البقال الفامي البغدادي. 15/ 291/ - محمد بن الحسن، أبو بكر الهمذاني. 13/ 223/ 4010 محمد بن الحسن بن أيوب، أبو منصور الأيوبي النيسابوري. 15/ 233/ 5140 محمد بن الحسن بن الحسين، أبو جعفر الأصبهاني الصيدلاني. 14/ 328/ 4680 محمد بن الحسن الموازيني، أبو الفضل. 12/ 166/ 3246 مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مَنْصُوْرٍ، أبو الحسن النيسابوري. 11/ 398/ 2901 محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية، أبو بكر الأزدي البصري.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 10/ 540/ 2505 محمد بن الحسن بن سماعة، أبو عبد الله الحضرمي. 9/ 493/ 2003 محمد بن الحسن بن طريف، أبو بكر البغدادي الأعين. 16/ 448/ 5895 مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ السَّلاَم بنِ عتيق، أبو بكر التميمي المغربي السفاقسي بن المقدسية. 12/ 393/ 3510 مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مذجح الزبيدي، أبو بكر الحمصي. 13/ 450/ 4247 محمد بن الحسن بن علي، أبو جعفر الطوسي الشيعي. 14/ 402/ 4761 مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بن الحَسَنِ أبو غالب التميمي البصري الماوردي. 10/ 282/ 2276 محمد بن الحسن بن علي بن محمد الجواد، أبو القاسم العلوي الإمام المنتظر. 8/ 64/ 1402 محمد بن الحسن بن عمران المزني الواسطي. 15/ 35/ - محمد بن الحسن بن غلام الفرس الداني، أَبُو عَبْدِ اللهِ. 7/ 555/ 1358 مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فَرْقَدٍ، أَبُو عَبْدِ الله الشيباني الكوفي. 13/ 24/ 3750 محمد بن الحسن بن فورك، أبو بكر الأصبهاني. 11/ 180/ 2708 محمد بن الحسن بن قتبية بن زيادة، أبو العباس اللخمي العسقلاني. 12/ 216/ 3300 محمد بن الحسن بن كوثر، أبو بحر البربهاري البغدادي. 12/ 124/ 3195 مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، أبو بكر الموصلي البغدادي النقاش. 11/ 507/ 2990 و11/ و520/ و3011 محمد بن الحسن بن محمد، أبو طاهر النيسابوري المُحَمَّدَ ابَاذِيُّ. 14/ 480/ 4860 مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ بن عبد الله، أبو جعفر الهمذاني.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 14/ 7/ 4327 مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بن المنثور، أبو الحسن الكوفي الجهني. 16/ 312/ - محمد بن الحسن بن الكريم الكاتب، شمس الدين. 16/ 487/ 5953 محمد بن الحسن محمد بن يوسف، أبو عبد الله الفاسي. 8/ 64/ 1403 محمد بن الحسن الهمداني الكوفي. 12/ 169/ 3251 مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ يَحْيَى بنِ حَسَّانِ بن الوضاح، أبو عبد الله الأنباري. 12/ 191/ 3270 مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ الحَسَنِ بن مقسم، أبو بكر البغدادي العطار. 10/ 55/ 2108 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحُرِّ بن زعلان، أبو جعفر البغدادي بن إشكاب. 12/ 319/ 3412 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَاصِمٍ، أبو الحسن السجستاني الآبري. 16/ 195/ 5580 محمد بن الحسين بن أحمد بن حسين بن بهرام، أبو المجد القزويني. 12/ 349/ 3454 محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله، أبو الفتح الأزدي الموصلي. 11/ 279/ - محمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن عمار الهروي. 14/ 52/ 4366 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الهَيْثَمِ القزويني، أبو منصور المقومي. 12/ 8/ 3044 محمد بن الحسين بن إسماعيل، أبو عبد الله المدائني. 13/ 89/ - محمد بن الحسين بن جرير الدشتي، أبو بكر. 10/ 541/ 2507 محمد بن الحسين بن حبيب، أبو حصين الوادعي الكوفي.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 11/ 514/ 3003 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ الخَلِيْلِ، أبو بكر النيسابوري القطان. 12/ 372/ 3479 محمد بن الحسين بن الحسن، أبو القاسم الجلاب. 11/ 323/ 2821 محمد بن الحسين بن حفص، أبو جعفر الكوفي الأشناني الخثعمي. 12/ 535/ 3685 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ دَاوُدَ بن عَلِيٍّ، أبو الحسن العلوي الحسيب النيسابوري. 12/ 536/ 3686 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ دَاوُدَ بن عَلِيٍّ، أبو علي العلوي الأصغر. 16/ 21/ 5410 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي الرِّضَا بنِ الخصيب بن زيد، أبو المفضل القرشي. 16/ 345/ - مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ رَوَاحَةَ الحَمَوِيّ الضّرِير، أبو البركات. 9/ 149/ 1831 محمد بن الحسين بن أبي شيخ، أبو جعفر البرجلاني. 13/ 504/ 4309 مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بن الشبل، أبو علي السامي البغدادي الحريمي الشاعر. 12/ 211/ 3291 محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو بكر الآجري البغدادي. 13/ 401/ 4204 مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي علانة، أبو سعد البغدادي. 16/ 471/ 5925 محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو الفضائل الأرموي. 14/ 426/ 4795 محمد بن الحسين بن علي، أبو بكر البغدادي المزرفي. 13/ 304/ 4113 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ التَّرْجُمَانِ، أبو الحسين العزي. 12/ 198/ 3283 محمد بن الحسين بن القاسم بن الحسن، أبو عبد الله العلوي الديلمي بن الداعي.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 14/ 327/ 4678 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو طاهر الحنائي الدمشقي. 14/ 104/ 4431 محمد بن حسين بن محمد، أبو بكر القديدي البخاري خواهر زاذه. 13/ 277/ 4088 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بن أحمد بن السري، أبو الحسن النسابوري بن الطفال. 15/ 210/ 5112 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ، أبو عبد الله المروزي الزاغولي. 13/ 325/ 4131 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ بن أحمد، أبو يعلى القاضي البغدادي بن الفراء الحنبلي. 14/ 201/ 4545 محمد بن الحسين بن محمد، أبو سعد المزكى الحرمي. 14/ 110/ 4440 محمد بن الحسين بن محمد، أبو شجاع الروذراوري ظَهِيْرُ الدِّيْنِ. 13/ 89/ 3829 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل، أبو الحسين القطان البغدادي. 12/ 213/ 3294 محمد بن الحسين بن محمد الكاتب، أبو الفضل الديلمي بن العميد. 12/ 82/ 3131 مُحَمَّدُ بنُ حُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَاهِيَانِ، أبو الحسين الجرجاني. 12/ 427/ 3551 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مِهْرَانَ، أبو الفضل الحَدَّادِيُّ. 13/ 43/ 3777 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ موسى، أبو عبد الرحمن السُّلَمِيُّ. 13/ 83/ 3820 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الهيثم، أبو عمر البسطامي الشافعي.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 12/ 445/ 3576 محمد بن الحسين بن المظفر، أبو علي البغدادي الحاتمي. 11/ 176/ 2699 محمد بن الحسين بن مكرم، أبو بكر البغدادي. 10/ 355/ 2340 محمد بن الحسين بن موسى، أبو جعفر الحنيني الكوفي. 13/ 64/ 3801 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُوْسَى، أَبُو الحَسَنِ الحسيني الموسوي الرضي. 12/ 383/ 3494 و12/ و399/ و3519 مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُوْسَى بنِ مَحموَيْه، أبو سعيد السمسار. 8/ 319/ 1567 أبو محمد الحضرمي: يعقوب بن إسحاق بن زيد المقرئ البصري. 11/ 287/ 2778 مُحَمَّدُ بنُ حَفْصِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ، أبو عبد الله الشعراني الجويني. 6/ 508/ 1021 محمد بن أبي حفصة بن ميسرة، أبو سلمة المدني. 12/ 398/ 3516 محمد بن حم بن ناقب، أبو بكر البخاري الصفار. 10/ 214/ 2211 مُحَمَّدُ بنُ حَمَّادٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الرَّازِيُّ الطهراني. 16/ 7/ 5387 محمد بن حَمْدِ بنِ حَامِدِ بنِ مُفَرِّجِ بنِ غِيَاثٍ، أبو عبد الله الشامي الأرتاجي الأدمي. 15/ 454/ 5366 محمد بن حمد بن أبي نصر، أبو عبد الله الأصبهاني الخباز الكراني. 11/ 377/ 2874 مُحَمَّد بنُ حَمْدُوْنَ بنِ خَالِدٍ، أَبُو بَكْرٍ النيسابوري. 11/ 389/ 2892 مُحَمَّدُ بنُ حَمْدَوَيْه بنُ سَهْلٍ، أَبُو نَصْرٍ المروزي الغازي. 11/ 156/ 2676 مُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوَيْه بنِ مُوْسَى بنِ طَرِيْفٍ، أبو رجاء السنجي المروزي. 15/ 322/ 5228 محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد بن سلامة، أبو عبد الله القرشي الشروطي الدمشقي بن أبي الصقر.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 14/ 407/ 4770 مُحَمَّدُ بنُ حَمُّويَه بن مُحَمَّدِ بنِ حَمُّوْيَه، أبو عبد الله الجويني. 9/ 397/ 1933 محمد بن حميد بن حيان، أبو عبد الله الرازي. 16/ 364/ - محمد بن حميد الداراني. 7/ 497/ 1323 محمد بن حميد، أبو سفيان المعمري البصري. 12/ 41/ 3090 مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو الطيب الكلابي الحوراني. 8/ 20/ 1377 محمد بن حمير بن أنيس، أبو عبد الله "أبو عبد الحميد" القضاعي الحمصي. 12/ 475/ 3608 محمد بن أبي حنيفة النعمان بن محمد المغربي قاضي مصر. 10/ 541/ 2508 محمد بن حيان، أبو العباس المازني البصري. 15/ 382/ 5287 محمد بن حيدرة بن عمر بن إبراهيم، أبو المعمر الزيدي الكوفي. 14/ 319/ 4666 مُحَمَّدُ بنُ حيدرَةَ بن مفوَّز بن أَحْمَدَ، أبو بكر المعافري الشاطبي. 12/ 338/ 3443 محمد بن حيويه بن المؤمل، أبو بكر الكرجي النحوي. 7/ 516/ 1333 محمد بن خازم، أبو معاوية السعدي الكوفي. 9/ 46/ 1762 محمد بن خالد بن خلي، أبو الحسين الحمصي. 8/ 209/ 1523 محمد بن خالد الوهبي الحمصي. 11/ 262/ 2754 مُحَمَّدُ بنُ خُرَيْمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الملك، أبو بكر العقيلي الدمشقي. 16/ 218/ 5608 مُحَمَّدُ بنُ الخَضِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الخَضِرِ، أبو عبد الله الحراني بن تيمية.

رقم الترجمة الجزء الصفحة اسم الترجمة 15/ 8/ - محمد بن الخضر المحولي، أبو بكر. 12/ 345/ 3453 محمد بن خفيف بن إسفكشار، أبو عبد الله الفارسي الشيرازي. 11/ 145/ 2659 مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ بنِ حَيَّانَ بنِ صَدَقَةَ، أبو بكر الضبي البغدادي وكيع. 13/ 85/ - محمد بن خلف بن خاقان العكبري، أبو الطيب. 16/ 144/ 5547 محمد بن خلف بن راجح بن بلال بن هلال، أبو عبد الله المقدسي الجماعيلي. 14/ 131/ 4459 محمد بن خلف بن سعيد بن وهب، أبو عبد الله بن المرابط الأندلسي المريى. 15/ 331/ - محمد بن خلف بن صاف الإشبيلي، أَبُو بَكْرٍ. 12/ 356/ 3460 مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ مُحَمَّدِ بن حيان، أبو بكر البغدادي الخلال. 11/ 163/ 2690 محمد بن خلف بن المرزيان بن بسام، أبو بكر المحولي البغدادي. 14/ 50/ - محمد بن خلف بن المرابط، أبو عبد الله. 15/ 95/ 4998 محمد بن الخليل بن فارس، أبو العشائر القيسي الدمشقي الكردي. 15/ 311/ 5210 مُحَمَّدُ بنُ خَيْرِ بنِ عُمَرَ بنِ خَلِيْفَةَ، أبو بكر اللمتوني الإشبيلي. 11/ 132/ 2638 محمد بن خيرون، أبو جعفر المعافري القرطبي. 12/ 213/ 3295 محمد بن داود، أبو بكر الدينوري الدقي. 12/ 34/ 3082 محمد بن داود بن سليمان، أبو بكر النيسابوري. 11/ 16/ - محمد بن داود بن عثمان الصدفي.

10/ 276/ 2272 محمد بن داود بن علي، أبو بكر الظاهري. 15/ 401/ 5311 محمد بن دشم الكردي العراقي جاكير. 7/ 40/ 1126 محمد بن راشد، أبو يحيى المكحولي الدمشقي. 9/ 551/ 2037 محمد بن رافع بن سابور، أبو عبد الله القشيري النيسابوري. 14/ 411/ - محمد الراوي، أبو خازم. 11/ 518/ 3006 محمد بن رائق، أبو بكر الأمير. 11/ 489/ - محمد بن الربيع بن سليمان الخيري. 13/ 154/ 3931 محمد بن رزق الله بن عبيد الله، أبو بكر المنيني الأسود. 9/ 394/ 1931 محمد بن رمح بن المهاجر، أبو عبد الله التجيبي المصري. 11/ 242/ 5642 أبو محمد الروابطي الأندلسي. 8/ 458/ 1656 محمد بن الرومي: محمد بن عمر بن عبد الله بن عبد الرحمن البصري "عبد الله الرومي". 11/ 317/ 2809 مُحَمَّدُ بنُ زَبَّانَ بنِ حَبِيْبٍ، أَبُو بَكْرٍ الحضرمي، محدث مصر. محمد بن زكريا، أبو بكر الرازي الطبيب الفيلسوف. 11/ 218/ 2725 محمد بن زكريا بن حسين، أبو بكر النسفي الصكوكي. 12/ 277/ 3367 محمد بن زكريا بن رحمة الخياط، عفيف أبو بكر. 16/ 475 محمد بن زكريا الغلابي. 10/ 519 محمد بن زنجويه بن الهيثم، أبو بكر القشيري النيسابوري. 11/ 89/ 2596 محمد بن زهير الأبلي، أبو يعلى. 11/ 309 محمد بن زهير بن أخطل، أبو بكر النسائي. 13/ 122/ 3881 محمد بن زهير بن محمد الأصبهاني، شعرانة الزاهد، وجيه الدين. 16/ 272/ 5684 9/ 369/ - محمد بن الزيات الوزير.

9/ 75/ 1791 محمد بن زياد بن الأعرابي، أبو عبد الله الهاشمي النسابة. 6/ 317/ 918 محمد بن زياد الألهاني محدث حمص. 9/ 177/ 1855 مُحَمَّدُ بنُ زِيَادِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ الربيع، أبو عبد الله الزيادي البصري. 6/ 21/ 736 محمد بن زياد القرشي الجمحي البصري. 5/ 440/ 654 محمد بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بن الخطاب، أبو عاصم العدوي. 6/ 358/ 942 محمد بن السائب بن بشر الكلبي، أبو النضر. 15/ 432/ 5343 محمد بن سام بن حسين، أبو الفتح الغوري صَاحِبُ غَزْنَةَ. 15/ 434/ 5344 مُحَمَّدُ بنُ سَامِ بنِ حُسَيْنٍ، أبو المظفر الغوري شهاب الدين. 11/ 296/ 2787 محمد بن السري، أبو بكر البغدادي النحوي ابن السراج. 9/ 181/ 1860 محمد بن أبي السرى: متوكل، أبو عبد الله العسقلاني. 16/ 289/ 5701 محمد "الأَنْجَبُ" بنُ أَبِي السَّعَادَاتِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الرحمن، أبو محمد البغدادي الحمامي. 16/ 421/ 5853 محمد بن سعد بن عبد الله، أبو عبد الله الأنصاري المقدسي ابن سعد. 10/ 404/ - محمد بن سعد العوفي. 15/ 64/ 4956 مُحَمَّدُ بنُ سَعْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَرْدَنِيْشَ، أبو عبد الله الجذامى الأندلسي. 9/ 60/ 1779 مُحَمَّدُ بنُ سَعْدِ بنِ مَنِيْعٍ، أَبُو عَبْدِ الله البغدادي. 5/ 203/ 489 مُحَمَّدُ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ "مَالكٍ" أبو القاسم القرشي الزهري المدني. 14/ 397/ 4755 مُحَمَّد بن سعدُوْنَ بن مُرَجَّى بن سَعدُوْنَ، أبو عامر القرشي العبدري الميورقي المغربي الظاهري.

14/ 230/ 4581 مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن سَعِيْدِ بن نبهان، أبو علي البغدادي الكرخي. 15/ 342/ 5252 محمد بن سَعِيْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ البر بن مجاهد بن زرقون، أبو عبد الله الأندلسي الأشبيلي المالكي. 11/ 479/ 2955 محمد بن سعيد بن إسماعيل، أبو بكر النيسابوري الحيري. 11/ 528/ - 531/ - -/ ومُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إبراهيم بن زياد، عقدة النحوي. 11/ 524/ 3020 مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إبراهيم بن عيسى، أبو علي القشيري الحراني. 16/ 427/ 5864 محمد بن سعيد بن علي بن يوسف، أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي الطراز. 10/ 51/ 2103 محمد بن سعيد بن غالب. أبو يحيى البغدادي العطار الضرير. 11/ 353/ 2852 محمد بن سعيد بن محمد، أبو بكر الترخمي الحمصي. 16/ 351/ 5788 محمد بن سعيد بن الموفق، أبو بكر النيسابوري البغدادي بن الخازن. 16/ 320/ 5743 مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ، أبو عبد الله الدبيثي الواسطي الشافعي. 9/ 359/ - محمد بن سفيان بن زياد المعافري. 9/ 52/ 1770 محمد بن سلام، أبو عبد الله الجمحي البصري. 9/ 38/ 1755 محمد بن سلام بن الفرج، أبو عبد الله السلمي البخاري البيكندي. 13/ 326/ 4132 مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمَةَ بنِ جَعْفَرِ بنِ عَلِيٍّ، أبو عبد الله القضاعي المصري الشافعي.

13/ 494/ 4301 محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، أبو الفتيان الغنوي الدمشقي الشاعر. 7/ 502/ 1326 مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَرَّانِيُّ المفتي. 8/ 317/ 1564 أبو محمد السملي: خلاد بن يحيى بن صفوان الكوفي. 14/ 457/ - محمد بن سليمان البوني الأندلسي، أبو عبد الله. 10/ 434/ 2402 محمد بن سليمان بن الحارث، أبو بكر الواسطي الباغندي. 9/ 396/ 1932 محمد بن سليمان بن حبيب، أبو جعفر لوين الأسدي البغدادي. 7/ 272/ 1222 محمد بن سليمان بن علي. 11/ 238/ - محمد بن سليمان بن فارس الدلال. 12/ 279/ 3370 محمد بن سليمان بن محمد، أبو سهل الصعلوكي النيسابوري. 12/ 343/ 3449 مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ يُوْسُفَ بنِ يَعْقُوْبَ، أبو بكر الدمشقي الربعي. 9/ 49/ 1765 مُحَمَّدُ بنُ سَمَاعَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ هلال، أبو عبد الله التميمي الكوفي. 8/ 437/ 1641 محمد بن سنان، أبو بكر الباهلي العوقي البصري الإمام، الحافظ. 10/ 130/ - محمد بن سنجر الجرجاني. 9/ 578/ - محمد بن سهلي بن عسكر. 14/ 51/ 4364 مُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو نصر الشاذياخي السراج. 6/ 281/ 875 مُحَمَّدُ بنُ سُوْقَةَ، أَبُو بَكْرٍ الغَنَوِيُّ الكُوْفِيُّ.

16/ 224/ 5619 مُحَمَّدُ بنُ السَّيِّدِ بن فَارِس بن سَعْدِ بن حمزة، أبو المحاسن الدمشقي الصفار بن أبي لقمة. 15/ 382/ - محمد بن سيدهم الدمشقي، ابن الهراس. 5/ 363/ 614 محمد بن سيرين، أبو بكر الأنصاري البصري، مولى أنس. 11/ 162/ 2689 مُحَمَّدُ بنُ شَادَلَ بنِ عَلِيٍّ، أَبُو العَبَّاسِ الهاشمي النيسابوري. 14/ 465/ 4844 محمد بن شجاع بن أحمد بن علي، أبو بكراللفتواني الأصبهاني. 10/ 72/ 2126 محمد بن شجاع، أبو عبد الله البغدادي ابن الثلجي. 10/ 300/ 2295 مُحَمَّدُ بنُ شَدَّادِ بنِ عِيْسَى، أَبُو يَعْلَى المسمعي البصري. 14/ 64/ 4380 مُحَمَّدُ بنُ شُرَيْحِ بنِ أَحْمَدَ بنِ شُرَيْحِ بن يوسف، أبو عبد الله الرعيني الإشبيلي. 8/ 108/ 1435 محمد بن شعيب بن شابور، أبو عبد الله الدمشقي المحدث. 15/ 341/ 5248 محمد بن شيركوه بن شاذي بن مروان صاحب حمص ناصر الدين. 10/ 153/ 2163 محمد بن صالح، أبو بكر البغدادي الأنماطي كيلجة. 14/ 305/ 4656 محمد بن صالح بن حمزة، أبو يعلى العباسي نظام الدين البغدادي ابن الهبارية الشاعر. 11/ 160/ 2684 محمد بن صالح بن ذريح، أبو جعفر البغدادي العكبري. 12/ 273/ 3362 مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى، أبو الحسن العباسي البغدادي ابن أم شيبان. 16/ 7/ - محمد بن صافي النقاش. 9/ 64/ 1784 محمد بن الصباح الدولابي، أي جعفر المزني البغدادي. 9/ 65/ 1785 محمد بن الصباح بن سفيان، أبو جعفر الجرجرائي. 7/ 330/ 1255 محمد بن صبيح، أبو العباس العجلي الكوفي ابن السماك.

11/ 139/ 2649 مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرِ بنِ خَالِدِ بنِ أَبِي الدميك، أبو العباس البغدادي. 10/ 536/ - محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر. 14/ 287/ 4636 مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ، أبو الفضل المقدسي ابن القيسراني. 16/ 464/ - محمد بن طاوس العلوي. 14/ 467/ - محمد بن طراد الزينبي، أبو الحسن. 14/ 320/ 4668 مُحَمَّدُ بنُ طَرَخَانَ بنِ بَلْتكِيْنَ بنِ مُبَارِزِ بن بجكم، أبو بكر التركي البغدادي. 11/ 543/ 3035 مُحَمَّدُ بنُ طُغْج بنُ جُفّ بن خَاقَان، أبو بكر الفرغاني الإخشيذ التركي. 5/ 215/ 513 محمد بن طلحة السجاد. 16/ 447/ 5892 مُحَمَّد بن طَلْحَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنٍ، أبو سالم العدوي النصيبي. 7/ 36/ 1123 محمد بن طلحة بن مصرف اليامي الكوفي. 13/ 139/ 3908 محمد بن الطيب بن سعد، أبو بكر البغدادي الصباغ. 13/ 11/ 3735 مُحَمَّدُ بنُ الطَّيِّب بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بن قاسم، أبو بكر البصري البغدادي ابن الباقلاني. 12/ 384/ 3497 محمد بن الطيب بن محمد، أبو الفرج البغدادي البلوطي. 16/ 395/ 5814 محمد بن الظاهر بن صلاح الدين الملك العزيز. 10/ 70/ 2124 مُحَمَّدُ بنُ عَاصِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أَبُو جعفر الثقفي الأصبهاني. 10/ 194/ 2188 محمد بن عامر بن إبراهيم، أبو عبد الله الأشعري الأصبهاني. 9/ 144/ 1828 مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ الدمشقي.

5/ 441/ 655 محمد بن عباد بن جعفر القرشي المكي. 8/ 330/ 1576 محمد بن عباد بن عباد بن المهلب بن أبي صفرة المهلبي البصري. 14/ 126/ 4458 محمد بن عباد بن محمد بن إسماعيل بن قريش، أبو القاسم اللخمي المعتمد على الله. 12/ 443/ 3571 محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات، أبو الحسن البغدادي. 11/ 90/ 2598 محمد بن العباس بن أيوب بن الأخرم، أبو جعفر الأصبهاني. 12/ 462/ 3596 محمد بن العباس، أبو بكر الطبرخزي الخوارزمي. 12/ 324/ 3420 محمد بن العباس بن فسانجس، أبو الفرج الشيرازي الوزير. 12/ 388/ 3501 مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا، أبو عمر البغدادي ابْنُ حَيُّوْيَه. 11/ 223/ 2729 مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو عبد الله اليزيدي البغدادي النحوي. 10/ 519/ - محمد بن العباس المؤدب. 12/ 88/ 3136 محمد بن العباس بن نجيح، أبو بكر البغدادي البزاز. 12/ 345/ 3452 محمد بن العباس بن وصيف، أبو بكر الغزي المسند. 11/ 151/ 2668 محمد بن العباس بن الوليد بن محمد بن الدرفس، أبو عبد الرحمن الغساني الدمشقي. 12/ 369/ 3474 محمد بن العباس بن يحيى، أبو عبد الله الأموي الحلبي. 11/ 324/ 2822 محمد بن عبد الأعلى بن محمد، أبو هاشم الأنصاري الدمشقي ابن عليل.

اسم الترجمة الجزء الصفحة رقم الترجمة 15/ 203/ 5105 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بنِ أَحْمَدَ بنِ سلمان، أبو الفتح البغدادي ابْنُ البَطِّيِّ. 14/ 437/ 4811 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بنِ محمد، أبو بكر السلمي البغدادي قَاضِي المَرَسْتَانِ. 14/ 322/ 4671 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بنِ محمد بن يسر، أبو عبد الله الدوري البغدادي السمسار. 9/ 179/ 1858 محمد بن عبد الجبار، سندول القرشي محدث همدان. 14/ 197/ - محمد بن عبد الجبار الضبي الفرساني، أبو العلاء. 15/ 169/ 5079 محمد بنُ عَبْدِ الخَالِقِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو عبد الله الخزرجي القرطبي. 16/ 202/ 5589 محمد بن عبد الحق بن سليمان، أبو عبد الله الكوفي البربري ابن عبد الحق. 15/ 330/ 5273 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ بنِ أَبِي شُكْرٍ، أبو المحاسن الأصبهاني. 14/ 21/ 4335 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد، أبو عمرو النسوي. 16/ 324/ - محمد بن عبد الرحمن الأسدي. 12/ 334/ 3438 محمد بن عبد الرحمن، أبو بكر بن قريعة البغدادي قاضي السندية. 16/ 119/ - محمد بن عبد الرحمن التاجر الواسطي. 7/ 285/ 1229 10/ و314/ و2318 ومُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَكَمِ بنِ هاشم بن الداخل، أبو عبد الله صاحب الأندلس. 13/ 80/ - محمد بن عبد الرحمن الداراني القطان. 11/ 487/ 2965 محمد بن عبد الرحمن بن زياد، أبو جعفر الأرزناني.

12/ 267/ 3352 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَهْلِ بنِ مخلد، أبو عبد الله الأصبهاني الغزال. 12/ 432/ 3559 محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن، أبو طاهر البغدادي المخلص. 14/ 63/ 4376 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن أحمد بن العجوز، أبو عبد الله الكتامي. 11/ 72/ 2577 محمد بن عبد الرحمن، أبو عبد الله السامي الهروي. 16/ 406/ 5834 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو إبراهيم السعدي الإسكندراني ابن الجباب. 6/ 117/ 790 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو عبد الله الأنصاري المدني. 13/ 124/ 3885 محمد بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرحمن الناصر المرواني المُسْتَكْفِي. 13/ 126/ 3888 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَيْدِ الله بن يحيى، أبو بكر الداراني ابن الخلال. 13/ 266/ 4070 محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم، أبو الحسين التميمي الدمشقي ابْنُ أَبِي نَصْرٍ. 16/ 145/ 5549 مُحَمَّدُ بنُ عَبْد الرَّحْمَنِ بن أبي العز، أبو الفرج السفار الواسطي. 16/ 69/ 5461 محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد، أبو عبد الله التجبيبي المرسي. 11/ 54/ 2563 محمد بن عبد الرحمن، أبو عمر المخزومي المكي قنبل. 6/ 399/ 964 محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو عبد الرحمن الأنصاري مفتي الكوفة وقاضيها.

13/ 331/ 4139 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد، أبو سعد النيسابوري الكنجروذي الجنزروذي. 11/ 341/ 2839 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو العباس السرخسي الدَّغُوْلِيُّ. 10/ 495/ 2455 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عمارة، أبو قبيصة الضبي الكوفي. 15/ 71/ 4970 محمد بن عبد الرحمن بن محمد، أبو الفتح المروزي الكُشْمِيْهَنِيُّ. 15/ 356/ 5262 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مسعود، أبو سعيد "أبو عبد الله" المسعودي البنجديهي. 15/ 378/ 5282 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ منصور بن محمد، أبو عبد الله الحضرمي الصقلي الإسكندراني. 6/ 561/ 1051 محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب، أبو الحارث القرشي العامري المدني. 6/ 292/ 893 محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، أبو الأسود القرشي. 5/ 34/ 393 محمد بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ. 11/ 51/ 2558 محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن شبيب، أبو بكر الأصبهاني. 10/ 22/ 2070 محمد بن عبد الرحمن بن أبي زهير، أبو يحيى الفارسي البغدادي صاعقة. 15/ 232/ - مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن الْفرس الغَرْنَاطِي، أبو عبد الله. 16/ 344/ 5779 محمد بن عبد الستار بن محمد، أبو الوحدة العمادي الكردري البراتقيني. 10/ 477/ 2444 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلامِ بنِ بَشَّارٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ الوراق.

10/ 477/ 2443 محمد بن عبد السلام بن ثعلبة، أبو الحسن الخشني الأندلسي. 10/ 249/ 2261 محمد بن عبد السلام بن سعيد التنوخي بن سحنون. 14/ 92/ 4420 محمد بن عبد السلام بن شانده، أبو المعالي الأصبهاني الواسطي. 14/ 205/ - محمد بن عبد السلام الشريف. 13/ 258/ 4061 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عبيد بن سعدان، أبو عبد الله الجذامي الزنباعي. 13/ 408/ 4215 مُحَمَّدُ بنُ عَبْد الصَّمَدِ بنِ أَبِي عَبْدِ الله، أبو بكر المروزي الترابي. 14/ 192/ - محمد بن عبد العزيز الخياط، أبو ياسر. 16/ 102/ - محمد بن عبد العزيز بن سعادة الشاطبي. 13/ 472/ 4275 محمد بن عبد العزيز، أبو عبد الله الفارسي الهروي. 15/ 53/ 4939 محمد بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عمر، أبو بكر الوقاصي الدينوري البغدادي البيع. 16/ 404/ 5829 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ بنِ عَبْدِ القَوِيِّ، أبو بكر المصري ابن المنذري. 16/ 252/ 5659 محمد بن عبد الغني بن أبي بكر، أبو بكر البغدادي ابْنُ نُقْطَةَ. 16/ 79/ 5472 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ عبد الواحد بن علي، أبو الفتح الجماعيلي الدمشقي العز ابن الحافظ المقدسي. 16/ 439/ 5881 أبو محمد عبد القادر بن الحسين بن جميل البندنيجي البغدادي البواب.

16/ 425/ - مُحَمَّد بن عَبْدِ الكَافِي بن عَلِيٍّ الرَّبَعِيّ الصقلي، شمس الدين. 15/ 128/ 5039 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ رفاعة الشيباني ابن الأنباري سَدِيدُ الدَّوْلَةِ. 15/ 92/ 4994 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أحمد، أبو الفتح الشهرستاني. 14/ 222/ 4571 محمد بن عبد الكريم بن خشيش، أبو سعد البغدادي. 15/ 316/ 5220 محمد بن عبد الكريم بن الفضل، أبو الفضل الرافعي القزويني مفتي الشافعية. 16/ 431/ 5869 محمد بن عبد الكريم بن محمد، أبو جعفر الأصبهاني البغدادي السيدي. 16/ 312/ - محمد بن عبد الكريم بن الهادي. 15/ 149/ 5061 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللَّطِيْفِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ ثابت، أبو بكر الأصبهاني الخجندي. 12/ 172/ 3255 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عبده، أبو الحسن السليطي. 12/ 149/ 3225 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عبدويه، أبو بكر البغدادي الشافعي مسند العراق. 13/ 234/ 4029 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إسحاق، أبو بكر الأصهباني ابْنُ رِيْذَةَ. 12/ 408/ 3532 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ ربيعة بن زبر، أبو سليمان الربعي محدث دمشق. 12/ 44/ 3095 محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو عبد الله الأصبهاني الصفار. 12/ 32/ - مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عتاب، أبو بكر.

13/ 183/ 3954 محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو عمرو الرزجاهي البسطامي. 14/ 488/ 4869 محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو الفضل العباسي البغدادي ابن المهتدي بالله الرشيدي، الخطيب. 13/ 105/ 3852 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إسحاق، أبو بكر الرباطي الأصبهاني. 15/ 189/ 5092 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مسعود بن مفرج، أبو القاسم الأندلسي الشلبي القنطري. 13/ 230/ 4024 محمد بن عبد الله بن ميقل، أبو الوليد عالم قرطبة المرسي. 12/ 232/ 3318 محمد بن عبد الله بن برزة، أبو جعفر الروذراوري الداوودي. 16/ 472/ 5927 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الله، أبو عبد الله القضاعي الأندلسي البلنسي ابْنُ الأَبَّارِ. 14/ 377/ 4741 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ تومرت، أبو عبد الله البربري المصمودي الهرغي. 8/ 534/ 1719 محمد بن عبد الله، أبو جعفر الأسكافي السمرقندي. 12/ 135/ 3203 مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ عبد الله، أبو الحسين الرازي ابن الرستاقي. 14/ 426/ - مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَبِيْبٍ العَامِرِيّ، أَبُو بَكْرٍ. 13/ 26/ 3752 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحسن، أو الحسن البصري الفرضي ابْنُ اللَّبَّانِ. 6/ 333/ 936 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ السيد الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي.

16/ 341/ 5773 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحسن بن علي، أبو المكارم الإسكندراني ابْنُ عَيْنِ الدَّوْلَةِ. 14/ 106/ 4435 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن الحسين، أبو بكر النيسابوري الناصحي. 12/ 487/ 3625 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو الحسين البغدادي الدقاق ابْنُ أَخِي مِيْمِي. 12/ 537/ 3689 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو عبد الله الجعفي الكوفي الهرواني. 12/ 340/ 3446 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَلَفِ بنِ بخيت، أبو بكر العكبري البغدادي. 12/ 509/ 3644 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي دُجَانَةَ، أبو زرعة الدمشقي الصغير النصري. 12/ 11/ 3052 محمد بن عبد الله بن دينار، أبو عبد الله النيسابوري. 11/ 101/ 2612 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رُسْتَه بنِ الحسن، أبو عبد الله الضبي المديني. 8/ 202/ 1518 محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر، أبو أحمد الزبيري الكوفي. 12/ 228/ 3314 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ زَكَرِيَّا بنِ حيويه، أبو الحسن النيسابوري المصري. 9/ 419/ 1950 محمد بن عبد الله بن زياد متولي اليمن. 13/ 246/ 4043 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدِ بنِ عابد، أبو عبد الله المعافري القرطبي. 11/ 28/ 2534 محمد بن عبد الله بن سليمان، أبو جعفر الحضرمي مطين.

11/ 495/ - محمد بن عبد الله الصيرفي، أبو بكر، شيخ الشافعية البغدادي. 9/ 555/ - محمد بن عبد الله بن طاهر الأمير. 15/ 440/ - محمد بن عبد الله بن الظريف البلخي النظام. 12/ 492/ 3632 محمد بن عبد الله بن أبي عامر، أبو عامر القحطاني المعافري القرطبي. 15/ 130/ 5042 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ الحميد، أبو عبد الله الحراني. 8/ 189/ 1508 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى بن عبد الله، أبو عبد الله "أبو يحيى" الأسدي الكوفي ابن كناسة. 10/ 136/ 2144 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ بن أعين، أبو عبد الله المصري. 11/ 466/ 2936 مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زياد، أبو عبد الله الواسطي الهمذاني ابْنُ بُلبُلٍ. 16/ 321/ - مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ صَابِرٍ السلمي، أبو طالب الزاهد. 13/ 290/ 4105 مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُثْمَانَ بن سعيد بن غلبون، أبو عبد الله الخولاني القرطبي. 10/ 241/ 2248 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ سعيد، أبو عبد الله الزهري ابن البرقي. 11/ 364/ 2862 محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن أبي أيوب، أبو عبد الرحمن البيروني مَكْحُوْلٌ. 12/ 359/ 3464 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ شاذان، أبو بكر الرازي.

13/ 206/ 3995 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ باكويه، أبو عبد الله الشيرازي. 7/ 14/ 1102 محمد بن عبد الله بن علاثة، أبو اليسير العقيلي الجزري. 15/ 291/ 5179 محمد بن عبد الله بن علي، أبو حنيفة الأصبهاني الخطيبي. 15/ 355/ - أَبُو مُحَمَّدٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ سُوَيْدَة التكريتي. 9/ 374/ 1916 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ، أَبُو جعفر الموصلي. 6/ 342/ 938 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ عثمان، أبو عبد الله الديباج العثماني. 5/ 492/ 678 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو السَّهْمِيُّ. 12/ 107/ 3169 محمد بن عبد الله بن عمرويه، أبو بكر "أبو عبد الله" البغدادي الصفار ابن علم. 13/ 10/ 3734 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيْسَى بن محمد، أبو عبد الله بن أبي زمنين المري الأندلسي الألبيرى. 16/ 327/ - محمد بن عبد الله بن عبن الدولة الأسكندراني المصري، أبو المكارم. 15/ 297/ 5190 مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ بنِ مظفر بن علي، أبو الفضل ابن الشهروزري الموصلي. 10/ 68/ - محمد بن عبد الله بن قهزاذ. 10/ 5/ 2064 محمد بن عبد الله بن المبارك، أبو جعفر المخرمي المدائني البغدادي. 16/ 214/ 5603 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ بنِ كرم، أبو منصور البندنيجي البغدادي ابن عفيجة الحمامي. 8/ 204/ 1519 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُثَنَّى بنِ عبد الله، أبو عبد الله الأنصاري الخزرجي.

16/ 137/ 5536 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إدريس، أبو عبد الله السامري. 12/ 424/ 3546 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بصير، أبو بكر الأودني البخاري. 12/ 209/ 3286 محمد بن عبد الله بن محمد، أبو جعفر البلخي، أبو حنيفة الصغير الهنداوني. 12/ 459/ 3592 محمد بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو الحَسَنِ الهاشمي ابن سكرة الشاعر. 14/ 318/ 4665 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حسين، أبو بكر "أبو الفتح" الأصبهاني حوروست. 12/ 445/ 3575 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حمشاذ، أبو منصور النيسابوري. 12/ 570/ 3725 الحكم. مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حمدويه، أبو عبد الله الضبي الطهماني النيسابوري ابن البيع 15/ 225/ 5131 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خليل، أبو عبد الله القيسي اللبلي. 12/ 326/ 3423 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خميرويه، أبو الفضل الهروي المحدث. 12/ 442/ 3570 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زكريا، أبو بكر الشيباني الخراساني الجوزقي. 7/ 30/ 1117 محمد "عبد اللهِ" بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي سبرة، أبو بكر القرشي. 11/ 368/ 2867 أبو مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الشرقي.

12/ 384/ 3495 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ شيرويه، أبو بكر النيسابوري. 12/ 339/ 3445 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ صالح، أبو بكر التميمي الأبهري. 12/ 80/ 3127 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد البر التجيبي، أبو عبد الله الأندلسي القرطبي. 13/ 362/ - أَبُو مُحَمَّدٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد البر والد أبي عمر. 15/ 42/ 4928 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو بكر الأندلسي الإشبيلي ابن العربي. 16/ 424/ 5875 محمد بن عبد الله بن محمد، أبو عبد الله الدباس ابن أبي السعادات البغدادي. 16/ 458/ 5913 محمد بن عبد الله بن محمد، أبو عبد الله المرسي السلمي الأندلسي. 7/ 78/ 1148 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، أبو عبد الله الهاشمي الخليفة العباسي المهدي. 12/ 193/ - مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مسرَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ، الزاهد، الصوفي. 6/ 559/ 1074 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُسْلِمِ بنِ عبيد الله، أبو عبد الله الزهري المدني. 9/ 456/ - محمد بن عبد الله بن المقرئ. 16/ 88/ 5484 محمد بن عبد الله بن موهوب بن جامع، أبو عبد الله البغدادي ابْنُ البَنَّاءِ. 10/ 126/ 2138 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ ميمون، أبو بكر البغدادي. 9/ 365/ 1907 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، أَبُو عبد الله الهمداني الكوفي.

15/ 305/ 5203 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ هبة الله، أبو الفرج البغدادي عَضُدُ الدِّيْنِ. 14/ 213/ - مُحَمَّد بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الوَكِيْل المُقْرِئُ. 15/ 358/ 5265 محمد بن عبد الله بن يحيى بن فرج، أبو بكر الفهري اللبلي ابن الجد. 11/ 156/ 2678 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ بنِ خرشيد، أبو عبد الله النيسابوري الدويري. 16/ 439/ - محمد بن عبد الله اليونيني، الزاهد. 9/ 189/ 1870 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبَانِ بنِ الزيات، أبو جعفر الوزير الأديب. 11/ 470/ 2942 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَيْمَن بن فرج، أبو عبد الله القرطبي. 14/ 476/ 4854 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ الحَسَنِ بنِ خيرون، أبو منصور البغدادي الدباس. 10/ 52/ 2105 محمد بن عبد الملك بن زنجويه، أبو بكر البغدادي. 15/ 436/ 5347 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ زُهْرُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مروان، أبو بكر الإيادي الأشبيلي. 9/ 143/ 1827 مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشّوَاربِ محمد بن عبد الله، أبو عبد الله الأموي البصري. 12/ 513/ 3648 محمد بن عبد الملك بن ضيفون، أبو عبد الله اللخمي القرطبي. 15/ 215/ 5119 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، أبو عبد الله البغدادي الفارقي.

9/ 426/ 1958 محمد بن أبي عبد الملك "عبيد" بن عبد الملك، أبو عبد الله الأسدي الكوفي الهمذاني. 16/ 482/ 5945 محمد بن عبد الملك بن عيسى بن درباس، القاضي كما الدين ابن القاضي صدر الدين، أبو حامد الماراني. 13/ 309/ 4118 محمد بن عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن بشران، أبو بكر الأموي. 10/ 187/ 2183 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ، أبو جعفر الدقيقي الواسطي. 16/ 475/ 5931 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الهَادِي بنِ يُوْسُفَ بنِ محمد، أبو عبد الله المقدسي الجماعيلي. 16/ 147/ 5553 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مفرج، أبو القاسم الغافقي الأندلسي الملاحي. 16/ 329/ 5755 مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أحمد، أبو الكرم العباسي البغدادي ابن شفنين المسند. 16/ 352/ 5790 مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عبد الرحمن بن إسماعيل، أبو عبد الله السعدي الدمشقي، الضياء المقدسي. 13/ 85/ 3823 محمد بن عبد الواحد، أبو الحسن البصري، صريع الدلاء. 16/ 271/ 5683 محمد بن عبد الواحد بن أبي سعيد، أبو عبد الله الأصبهاني المديني. 14/ 187/ 4521 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بن أحمد، أبو مطيع الضبي المديني المصري. 15/ 333/ 5240 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ، أبو سعد الأصبهاني الصائغ.

13/ 198/ 3985 محمد بن عبد الواحد بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار أبو الحسن الأردستاني الأصبهاني. 13/ 189/ 3966 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَلِيٍّ بن رزمة، أبو الحسين البغدادي. 13/ 290/ 4106 محمد بن عبد الواحد بن محمد، أبو طاهر البغدادي البيع ابن الصباغ. 14/ و15/ و4332 و14/ 345/ 4700 محمد بن عبد الواحد بن محمد، أبو عبد الله الأصبهاني الدَّقَّاقُ. 13/ 305/ 4115 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عمرو بن ميميون، أبو الفرج الدارمي البغدادي. 12/ 85/ 3135 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي هَاشِمٍ، أبو عمر الزاهد البغدادي غلام ثعلب. 10/ 201/ 2194 مُحَمَّد بن عَبْد الوَهَّابِ بن حَبِيْب بن مهران، أبو أحمد الفراء العبدي النيسابوري حمك. 16/ 217/ - محمد بن عبد الوهاب، بن الشيرجي الأنصاري، فخر الدين. 11/ 492/ 2971 مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عبد الوهاب، أبو علي الثقفي النيسابوري، شيخ خراسان. 11/ 113/ 2621 محمد بن عبد الوهاب، أبو علي الجبائي البصري شيخ المعتزلة. 16/ 194/ - محمد بن عبدان الدمشقي، ابن اللبودي، شمس الدين. 11/ 250/ 2743 محمد بن عبدة بن حرب، أبو عبيد الله العباداني البصري. 10/ 517/ 2479 محمد بن عبدوس "عبد الجبار" بن كامل، أبو أحمد السراج السلمي البغدادي.

8/ 146/ 1476 مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ أَبِي أُمَيَّةَ الطَّنَافِسِيُّ الكوفي. 9/ 318/ - مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابِ. 9/ 426/ 1958 مُحَمَّدُ بنُ عبيد "أبي عبد الملك" بن عبد الملك، أبو عبد الله الأسدي الكوفي. 13/ 105/ 3853 مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ المُسَبِّحِيّ المختار. 15/ 86/ 4985 مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ سَلاَّمَةَ بنِ عبيد الله، أبو عبد الله الكرخي الجداني الرطبي. 9/ 138/ 1824 مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ معاوية، أبو عبد الرحمن الأموي العتبي. 15/ 356/ 5263 محمد بن عبيد الله، أبو الفتح البغدادي ابن التعاويذي. 11/ 499/ 2979 مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رجاء، أبو الفضل البلعمي التميمي. 14/ 24/ 4341 محمد بن عبيد الله بن محمد، أبو الفضل النيسابوري. 12/ 522/ 3664 مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ محمد، أبو الحسن القرشي المخزومي السلامي الشاعر. 11/ 424/ 2911 محمد بن عبيد الله المهدي، أبو القاسم القائم صاحب المغرب. 15/ 86/ 4986 مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ نَصْرِ بنِ السري، أبو بكر البغدادي ابن الزاغوني. 10/ 172/ 2178 محمد بن عبيد الله بن يزيد، أبو جعفر البغدادي ابن المنادي. 9/ 378/ - مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَتَّابٍ الأَعْيَنُ. 13/ 447/ 4244 مُحَمَّدُ بنُ عتاب بن محسن، أبو عبد الله الأندلسي. 14/ 356/ - أبو محمد بن عتاب القرطبي.

16/ 426/ 5862 محمد بن عتيق بن عبد الله بن حميد أبو عبد الله التجيبي الغرناطي اللازدي. 14/ 317/ 4664 مُحَمَّدُ بنُ عَتِيقِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة الله، أبو عبد الله التميمي القيرواني ابن أبي كدية. 11/ 141/ 2654 مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ زُرْعَة، أبو زرعة القاضي الثقفي الدمشقي. 13/ 506/ 4312 محمد بنِ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي، أبو الفضل القومساني الهمذاني ابن زيرك. 8/ 475/ 1683 محمد بن عثمان، أبو الجماهر "أبو عبد الرحمن" التنوخي الدمشقي الكفرسوسي. 9/ 355/ 1897 محمد بن عثمان بن خالد، أبو مروان العثماني الأموي المدني. 11/ 33/ 2541 محمد بن عثمان بن أبي سويد، أو عثمان البصري الذراع. 11/ 14/ 2530 مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، أَبُو جعفر العبسي الكوفي الحافظ. 10/ 22/ 2071 محمد بن عثمان بن كرامة أبو جعفر "أبو عبد الله" العجلي الكوفي. 6/ 404/ 966 محمد بن عجلان، أبو عبد الله القرشي المدني. 8/ 11/ 1374 محمد بن أبي عدي، أبو عمرو السلمي البصري. 11/ 456/ 2925 محمد بن عزير، أبو بكر السجستاني العزيري. 10/ 194/ - محمد بن عزيز الأيلي. 11/ 255/ 2748 مُحَمَّدُ بنُ عَقِيْلِ بنِ الأَزْهَرِ بنِ عَقِيْلٍ، أبو عبد الله محدث بلخ. 9/ 325/ 1882 محمد بن العلاء بن كريب. أبو كريب الهمداني الكوفي.

11/ 192/ 2721 محمد بن علي بن إبراهيم، أبو عبد الله المروزي. 13/ 152/ 3929 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُصْعَبِ، أبو بكر التيمي الأصبهاني. 12/ 53/ 3104 محمد بن علي بن أحمد بن رستم، أبو بكر المادرائي البغدادي. 13/ 509/ 4316 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ، أبو طاهر البغدادي صَاحِبُ الجَبُّلِيِّ. 15/ 434/ 5345 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ، أبو الفضل البغدادي ابْنُ القَصَّابِ. 15/ 326/ 5233 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي، أبو طالب الواسطي الكتاني. 12/ 309/ 3402 محمد بن علي بن إسماعيل، أبو بكر القفال الشاشي عالم خراسان. 16/ 440/ - مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ بقَاء ابْن السبَاك. 11/ 326/ 2826 محمد بن علي، بن جعفر، أبو بكر البغدادي الكتاني. 11/ 346/ 2844 محمد بن علي، بن جعفر الشلمغاني الرافضي بن أبي العزاقر. 14/ 49/ 4361 محمد بن علي بن حامد، أبو بكر الشاشي الشافعي. 16/ 448/ - محمد بن علي الحريري الصالح الورع. 10/ 466/ 2432 محمد بن علي بن الحسن بن بشر، أبو عبد الله الحكيم الترمذي. 12/ 278/ 3369 محمد بن علي بن حسن، أبو بكر المصري التنيسي. 14/ 220/ 4569 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ أَبِي الصقر الواسطي.

13/ 259/ 4062 مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحسن بن عبد الرحمن، أبو عبد الله العلوي الكوفي. 14/ 83/ 4407 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ منتاب، أبو الغنائم البغدادي الدقاق ابْنُ أَبِي عُثْمَانَ. 11/ 460/ 2931 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حسن بن مُقْلَة، أبو علي الوزير. 12/ 524/ 3668 محمد بن علي بن الحسين بن الحسن، أبو الحسن العلوي الزيدي الوصي. 13/ 456/ 4257 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنِ بنِ سِكِّيْنَة، أبو عبد الله الأنماطي البغدادي. 13/ 94/ 3835 محمد بن علي بن الحسين، أبو عبد الله الباشاني الهروي. 12/ 350/ 3455 محمد بن علي بن حسين، أبو علي الأسفراييني ابن السقاء. 5/ 235/ 526 محمد بن علي بن الحسين بن علي العلوي الفاطمي، أبو جعفر الباقر الهاشمي. 12/ 321/ 3414 محمد بن عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُوْسَى بن بَابَوَيْه، أبو جعفر القمي رأس الإمامية. 16/ 60/ 5444 محمد بن علي بن حمزة بن فارس بن القبيطي، أبو الفرج البغدادي. 16/ 319/ 5741 محمد بن علي بن خضر، أبو عبد الله الغساني المالقي ابن عسكر. 13/ 62/ 3799 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَف بن الصَّيْرَفِيِّ، أبو غالب الوزير فخر الملك. 16/ 324/ - محمد بن علي بن خليف الجذامي الإسكندراني. 10/ 406/ 2372 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ دَاوُدَ بنِ عَبْدِ الله، أبو بكر البغدادي ابْنُ أُخْتِ غَزَالٍ.

12/ 147/ 3221 مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ دحيم، أبو جعفر الشيباني الكوفي. 14/ 400/ 4757 محمد بن علي بن أبي ذر محمد بن إبراهيم، أبو بكر الصالحاني الأصبهاني. 15/ 232/ - محمد بن علي بن الرمامة، قاض فاس، أَبُو عَبْدِ اللهِ. 10/ 459/ 2428 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ زيد، أبو عبد الله المكي الصائغ. 10/ 508/ 2472 محمد بن علي بن سهل، أبو بكر الأنصاري البغدادي المروزي. 16/ 442/ - محمد بن علي بن أبي السهل، أبو الفضل. 12/ 412/ 3536 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَهْلِ بنِ مُصْلِحٍ، أبو الحسن النيسابوري الماسرجسي. 14/ 30/ 4350 محمد بن علي بن شكرويه، أبو منصور الأصبهاني. 14/ 99/ 4424 محمد بن علي بن أبي صالح، أبو سعيد البغوي الدباسي. 5/ 55/ 404 محمد بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم "أبو عبد الله" محمد بن الحنفية الهاشمي. 16/ 475/ 5930 محمد بن علي بن الصمد، أبو منصور البغدادي، ابْنُ الهَنِيِّ. 13/ 253/ 4056 مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد، أبو عبد الله الشامي الصوري. 11/ 344/ 2842 محمد بن علي، أبو عبد الله المروزي القاضي الخياط. 10/ 243/ 2252 مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مهران، أبو جعفر حمدان الوراق البغدادي. 15/ 220/ 5126 مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ ياسر، أبو بكر الأنصاري الجياني.

14/ 181/ 4513 مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عبيد الله بن أحمد بن ودعان، أبو النصر الموصلي. 14/ 351/ 4705 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ الدنف، أبو بكر البغدادي الحنبلي. 11/ 346/ 2844 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي العَزَاقر الشَّلْمَغَانِيُّ الزنديق الرافضي، أبو جعفر. 12/ 468/ 3602 محمد بن علي بن عطية، أبو طالب الحارثي المكي العجمي صاحب القوت. 10/ 229/ 2232 محمد بن علي بن عفان، أبو جعفر العامري الكوفي. 11/ 53/ 2561 محمد بن علي "أبو عبد الله" البغدادي قرطمة. 13/ 415/ 4223 محمد بن علي بن علي بن حسن بن الدجاجي أبو الغنائم البغدادي محتسب بغداد. 16/ 345/ - محمد بن علي بن علي ابن القامغار، الأديب مهذب الدين. 14/ 482/ 4863 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو عبد الله التميمي المازري. 13/ 76/ 3814 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَمْرِو بنِ مَهْدِيّ، أبو سعيد الأصبهاني النقاش. 15/ 29/ 4910 محمد بن علي، أبو غالب البغدادي ابن الداية. 13/ 303/ 4112 محمد بن علي بن الفتح، أبو طالب العشاري الحربي. 13/ 341/ 4152 محمد بن علي، أبو الفتح الكراجكي شيخ الرافضة. 11/ 162/ - محمد بن علي الفرقدي. 14/ 50/ - محمد بن علي القشاشي، أبو بكر. 16/ 84/ 5476 محمد بن علي بن المبارك، أبو الفتوح البغدادي ابن الجلاجلي.

16/ 324/ - مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ محفوظ، ابن تاجر عينة، أبو البركات. 16/ 310/ 5727 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو بكر الطائي الحاتمي محيي الدين، ابن العربي الصوفي. 13/ 356/ 4174 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن حبيب، أبو سعيد النيسابوري الخشاب. 12/ 264/ 3346 محمد بن علي بن محمد، أبو أحمد الكرجي القصاب. 15/ 367/ 5271 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ، أبو عبد الله الحراني البزار السفار، ابن صدقة ابن الوحش. 14/ 25/ 4343 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بن عبد الوهاب، أبو عبد الله الدامغاني المفتي، الحنفي قاضي القضاة. 13/ 354/ 4170 محمد بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ مهربزد، أبو مسلم الأصبهاني. 13/ 119/ 3876 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَيْدٍ، أبو بكر النيسابوري الجوهري. 13/ 260/ 4064 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ صَخْرٍ، أبو الحسن الأزدي البصري. 14/ 319/ 4667 مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العزيز بن حمدين، أبو عبد الله الأندلسي. 13/ 302/ 4109 محمد بن علي بن محمد، أبو عبد الله النيسابوري الخبازي. 13/ 403/ 4208 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ الله بن عبد الصمد أبو الحسين، العباسي البغدادي ابن الغريق ابْنُ المُهْتَدِي بِاللهِ. 15/ 90/ 4991 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد، أبو العز البستي. 15/ 186/ - مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الباغبان، أبو رشيد.

14/ 132/ 4461 مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ محمد بن عمير، أبو عبد الله العميري الهروي. 15/ 300/ 5197 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي القاسم، أبو بكر الطوسي. 15/ 28/ 4907 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن الطيب، أبو عبد الله الواسطي الجلابي. 14/ 28/ 4347 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُطَّلِبِ، أبو سعد الكرماني البغدادي الشاعر. 13/ 507/ 4313 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى، أبو بكر البغدادي الخياط. 15/ 452/ 5363 مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بن الزكي، أبو المعالي القرشي الدمشقي. 13/ 242/ 4039 محمد بن علي بن محمد بن يوسف، أبو طاهر البغدادي ابن العلاف. 16/ 442/ - محمد بن علي بن محمود بن العسقلاني، الجمال. 14/ 385/ 4746 محمد "أحمد" بن علي بن محمود، أبو منصور الزولهي المروزي الكراعي. 11/ 86/ 2588 محمد بن علي بن مخلد بن فرقد، أبو جعفر الأصبهاني. 15/ 128/ 5037 محمد بن علي بن أبي منصور، أبو جعفر الأصبهاني الجواد. 16/ 287/ - محمد بن علي بن مهاجر. 10/ 66/ - محمد بن علي بن ميمون الرقي. 14/ 239/ 4597 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَيْمُوْنِ بن مُحَمَّدٍ، أبو الغنائم الكوفي أبي النرسي. 16/ 97/ 5495 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ نَصْرِ بنِ البَلِّ، أبو المظفر الدوري.

15/ 395/ 5305 مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي نصر، أبو المفاخر النوقاني. 15/ 82/ - مُحَمَّدُ بنُ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ أبو الفتح الكاتب. 16/ 261/ 5669 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ هُمَامِ بنِ رَاجِي الله بن سرايا بن فتوح. 13/ 265/ 4069 مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى بنِ سِلْوَانَ، أبو عبد الله المازني الدمشقي ابن القماح. 16/ 272/ 5685 محمد بن عماد بن محمد بن الحسين، أبو عبد الله الجزري الحراني ابن عماد. 14/ 79/ 4400 محمد بن عمار، أبو بكر المهري الأندلسي ذو الوزارتين الشاعر. 15/ 345/ 5254 مُحَمَّدُ بنُ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو موسى المديني الأصبهاني. 13/ 165/ 3938 مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ بُكَيْرِ بنِ وُدٍّ، أبو بكر البغدادي النجار. 16/ 52/ 5437 محمد بن عمر بن الحسين فخر الدين البكري الرازي الطبرستاني. 12/ 7/ 3043 محمد بن عمر بن حفص، أبو بكر النيسابوري السمسار العابد. 11/ 487/ 2966 محمد بن عمر بن حفص، أبو جعفر الأصبهاني الجورجيري. 12/ و7/ و3042 و16/ 224/ - محمد بن عمر بن خليفة الحربي. 16/ 138/ 5538 مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ شَاهِنْشَاه بنِ أَيُّوْبَ بن شاذي صاحب حماة. 12/ 397/ 3514 محمد بن عمر بن شبويه، أبو علي المروزي.

12/ 268/ 3355 مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عبد العزيز، أبو بكر الأندلسي النحوي ابن القوطية. 16/ 146/ 5551 مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الغَالِب بنِ نصر، أبو عبد الله العثماني الدمشقي. 11/ 294/ 2783 محمد بن عمر، أبو عبد الله الصيمري شيخ المعتزلة. 8/ 458/ 1656 محمد بن عمر بن عبد الله بن عبد الرحمن البصري "عبد الله الرومي". 16/ 324/ - محمد بن عمر بن أبي العجائز. 16/ 100/ 5500 محمد بن عمر بن علي، أبو الحسن الجويني ابْنُ حَمُّوَيْه. 12/ 480/ 3614 مُحَمَّدُ بنُ عُمَر بنِ عَلِيٍّ بن زنبور، أبو بكر البغدادي. 16/ 363/ - محمد بن عمر بن المالكي، الفخر، الدمشقي. 16/ 271/ - محمد بن عمر بن محمد، أبو جعفر السهروردي العماد. 12/ 181/ 3267 مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ، أبو بكر التميمي البغدادي الجعابي قاضي الموصل. 13/ 110/ 3861 مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ يُوْسُفَ بنِ الفَخَّار، أبو عبد الله القرطبي. 15/ 34/ 4919 محمد بن عمر بن يوسف بن محمد، أبو الفضل الأرموي البغدادي. 12/ 413/ 3537 مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ بنِ مُوْسَى بنِ عُبَيْدٍ، أبو عبيد الله المرزباني البغدادي. 8/ 95/ - محمد بن عمرو. 12/ 13/ 3055 مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ البَخْتَرِيِّ بنِ مُدْرِك، أبو جعفر البغدادي. 9/ 532/ - محمد بن عمرو بن حنان. 9/ 378/ - محمد بن عمرو زنيج.

16/ 373/ - مُحَمَّد بن عَمْرِو بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سعد المقدسي. 5/ 523/ 707 محمد بن عمرو بن عطاء، أبو عبد الله القرشي العامري المدني. 6/ 282/ 877 مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ، أبو الحسن الليثي المدني. 9/ 371/ 1913 محمد بن عمرو بن الغزي الزاهد. 10/ 412/ 2379 محمد بن عمرو، أبو الموجه الفزاري محدث مرو. 11/ 467/ 2938 مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ مُوْسَى بنِ حَمَّاد، أبو جعفر العقيلي الحجازي صاحب كتاب، "الضعفاء". 10/ 156/ 2165 مُحَمَّدُ بنُ عَمِيْرَةَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الجُرْجَانِيُّ. 13/ 209/ 3998 مُحَمَّدُ بنُ عَوْفِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو الحسن "أبو بكر" المزني الدمشقي. 10/ 206/ 2201 محمد بن عمرو بن سفيان، أبو جعفر الطائي محدث حمص. 15/ 63/ 4954 أَبُو مُحَمَّدٍ، ابْنُ عِيَاضٍ المُجَاهِدُ عَبْدُ اللهِ "عبد الرحمن" الأندلسي". 15/ 52/ 4937 محمد بن عياض بن محمد بن عياض بن موسى، أبو عبد الله اليحصبي البتي. 12/ 127/ 3198 مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ الله، أبو عمرو القزويني. 12/ 93/ 3145 محمد بن عيسى بن حسن، أبو عبد الله التميمي البغدادي العلاف. 14/ 235/ 4589 محمد بن عيسى بن حسن، أبو عبد الله السبتي التميمي المغربي.

10/ 226/ 2228 مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ حَيَّانَ، أَبُو عَبْدِ الله المدائني. 10/ 370/ 2348 محمد بن عيسى بن سورة "يزيد" بن موسى الترمذي الضحاك. 13/ 217/ 4003 مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَبدِ العَزِيْزِ بنِ الصباح، أبو منصور الهمذاني. 8/ 237/ 1726 محمد بن عيسى، أبو عبد الله برغوث الجهمي. 14/ 294/ 4638 محمد بن عيسى بن محمد، أبو بكر اللخمي الداني الأندلسي الشاعر ابن اللبانة. 12/ 319/ 3413 مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو أحمد النيسابوري الجلودي. 8/ 438/ 1642 محمد بن عيسى بن نجيح، أبو جعفر ابن الطباع البغدادي. 12/ 47/ - محمد بن عيسى الوسفندي، أبو حاتم. 10/ 310/ 2314 مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ يَزِيْدَ، أَبُو بَكْرٍ التميمي الطرطوسي. 16/ 394/ 5813 محمد بن غازي بن محمد بن أيوب الملك الكامل. 15/ 342/ 5251 مُحَمَّدُ بنُ أَبِي غَالِب بنِ أَحْمَدَ بنِ مرزوق، أبو بكر البغدادي الباقداري. 10/ 437/ 2404 محمد بن غالب بن حرب، أبو جعفر الضبي البصري التمتام. 15/ 305/ 5202 محمد بن غالب، أبو عبد الله الرصافي الأندلسي الرفاء. 11/ 57/ 2567 محمد بن غالب، أبو عبد الله القرطبي ابن الصفار مفتي الأندلسي. 12/ 408/ 3531 محمد بن غريب بن عبد الله، أبو بكر البغدادي. 16/ 273/ 5686 مُحَمَّدُ بنُ غَسَّانَ بنِ غَافِلِ بنِ نِجَادِ بن غسان، أبو عبد الله الأنصاري الحمصي.

14/ 157/ 4486 محمد بن فُتُوْح بن عَبْدِ اللهِ بنِ فُتُوْحِ بنِ حميد بن يصل، أبو عبد الله الأزدي الحميدي الميورقي صاحب ابن حزم. 9/ 143/ - محمد بن الفرج، أبو جعفر. 14/ 200/ 4544 محمد بن الفرج، أبو عبد الله القرطبي، الطلاعي مفتي الأندلس. 10/ 439/ 2406 محمد بن الفرج بن محمود، أبو بكر الأزرق البغدادي. 16/ 194/ - محمد بن أبي الفرج الموصلي. 14/ 417/ 4785 مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو عبد الله الصاعدي الفراوي النيسابوري. 12/ 439/ 3566 محمد بن الفضل بن إسحاق بن خزيمة، أبو طاهر السلمي النيسابوري. 16/ 296/ 5710 محمد بن أبي الفضل بن زيد بن ياسين التغلبي الأرقمي الدولعي. 11/ 320/ 2817 محمد بن الفضل بن العباس، أبو عبد الله واعظ بلخ. 15/ 10/ 4883 محمد بن الفضل، أبو الفتوح الإسفراييني ابن المعتمد. 11/ 364/ 2861 محمد بن مَكْحُوْلُ بنُ الفَضْلِ، أَبُو مُطِيعٍ النَّسفِيُّ، الحَافِظُ الفقيه. 13/ 167/ 3941 محمد بن الفضل بن نظيف، أبو عبد الله المصري الفراء. 8/ 371/ 1607 محمد بن الفضل، أبو النعمان عارم السدوسي البصري. 7/ 577/ 1365 محمد بن فضيل بن غزوان، أبو عبد الرحمن الضبي الكوفي. 11/ 388/ 2891 مُحَمَّدُ بنُ فُطَيْسِ بنِ وَاصِل بنِ عَبْدِ الله، أبو عبد الله الغافقي الإلبيري محدث الأندلس.

11/ 261/ 2753 مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَيَّاضِ، أبو الحسن الغساني الدمشقي. 11/ 489/ 2968 محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، أبو بكر المقرئ النحوي. 13/ 508/ 4315 مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ حَبِيْبِ بنِ عَبْدُوْسٍ، أبو بكر النيسابوري الصفار. 10/ 390/ 2358 محمد بن القاسم بن خلاد، أبو العيناء البصري. 11/ 385/ 2885 محمد بن القاسم بن زكريا، أبو عبد الله المحاربي الكوفي. 12/ 174/ 3258 محمد بن القاسم بن شعبان، أبو إسحاق العماري المصري ابن القرطبي. 12/ 98/ 3152 مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ قاسم، أبو منصور النيسابوري العتكي. 12/ 398/ 3518 محمد بن القاسم، أبو عبد الله الأصبهاني الشافعي. 8/ 331/ 1577 مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ بن زين العابدين العلوي الحسيني الصوفي. 16/ 480/ 5941 مُحَمَّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أبي بكر، أبو عبد الله الحلبي القزويني. 11/ 477/ 2952 مُحَمَّدُ بنُ قَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قَاسِمِ، أبو عبد الله البياني الأموي القرطبي. 15/ 9/ 4882 محمد بن القاسم بن مظفر، أبو بكر الموصلي ابن الشهرزوري. 12/ 123/ 3194 مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَعْرُوفِ بنِ أَبَانٍ، أبو علي التميمي الدمشقي. 15/ 368/ 5272 محمد بن قايد، أبو عبد الله الأواني.

16/ 11/ 5396 محمد بن كامل بن أحمد بن أسد أبو المحاسن التنوخي المعري الدمشقي. 8/ 436/ - محمد بن كثير السلمي البصري القصاب. 8/ 436/ 1639 مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ العَبْدِيُّ البصري. 8/ 434/ 1638 محمد بن كثير بن أبي عطاء، أبو يوسف الصنعاني المصيصي. 8/ 436/ - محمد بن كثير القرشي الكوفي. 8/ 437/ 1640 محمد بن كثير بن مروان الفهري. 9/ 411/ 1942 محمد بن كرام السجستاني شيخ الكرامية. 5/ 414/ 638 مُحَمَّدُ بنُ كَعْبِ بنِ حَيَّانَ بنِ سُلَيْمٍ، أبو حمزة "أبو عبد الله" القرظي المدني. 8/ 421/ 1628 أبو محمد الكلاعي: عبد الله بن يوسف الدمشقي التنيسي الحافظ. 15/ 372/ - محمد بن لاجين، حسام الدين. 10/ 538/ - محمد بن الليث الجوهري. 16/ 208/ - محمد بن الليث الوسطاني، أبو هريرة. 10/ 200/ - محمد بن ماهان. 15/ 334/ 5241 محمد بن المبارك بن الحسين بن طالب، أبو عبد الله الحربي الحلاوي. 16/ 228/ - محمد بن المبارك بن عصية، أبو الرضا. 15/ 99/ 5005 محمد بن المبارك بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن البغدادي ابْنُ الخَلِّ. 16/ 19/ 5408 مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ مُحَمَّدِ بن حسين، أبو بكر البغدادي البيع ابن شق.

8/ 440/ 1644 محمد بن المبارك بن علي، أبو عبد الله القرشي الصوري القلانسي. 9/ 181/ 1860 محمد بن أبي السري، أبو عبد الله العسقلاني. 9/ 495/ 2005 محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس، أبو موسى العنزي البصري الزمن. 8/ 476/ 1684 محمد بن محبب، أبو همام الدلال، القرشي البصري بياع الرقيق. 13/ 236/ 4032 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ غَيْلاَنَ، أبو طالب الهمداني البغدادي. 12/ 363/ 3471 محمد بن محمد بن أحمد، أبو أحمد الحاكم النيسابوري. 14/ 466/ 4845 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ السلال، أبو عبد الله الكرخي الوراق. 13/ 382/ 4093 محمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر، أبو منصور النوقاني. 13/ 482/ 4285 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بن عبد العزيز، أبو منصور الفارسي. 14/ 229/ 4580 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَنْدَه، أبو سعد الأصبهاني المظرز. 12/ 425/ 3547 محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان، أبو بكر البغدادي الطِّرَازِيُّ. 14/ 342/ 4694 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المهتدي بالله، أبو الغنائم الهاشمي العباسي، البغدادي الحريمي. 11/ 285/ - محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي.

16/ 126/ 5528 مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن أيوب بن شاذي، أبو المعالي "أبو المظفر" التكريتي الملك الكامل. 12/ 269/ 3356 محمد بن محمد بن بقية، أبو الطاهر العراقي الأواني. 10/ 503/ - محمد بن محمد الجذوعي. 14/ 93/ 4421 محمد بن محمد بن جهير، أبو نصر الثعلبي. 9/ 10/ 1742 محمد "مرداس" "عبد الله" بن محمد بن الحارث، أبو بلال الأشعري. 15/ 445/ 5356 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَامِدِ بنِ مُحَمَّدِ بن عبد الله بن محمود بن علي بن آلة، أبو عبد الله الأصبهاني ابن أخي العزيز العماد. 11/ 522/ 3014 محمد بن محمد بن أبي حذيفة قاسم، أبو علي الفزاري الدمشقي. 16/ 220/ 5612 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي حَرْبٍ بنِ عبد الصمد، أبو الحسن البغدادي ابن النرسي الشاعر. 16/ 307/ 5722 محمد بن محمد بن الحسن بن السباك، أبو الفضل البغدادي. 14/ 122/ 4453 محمد بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم، أبو اليسر النسفي البزدوي. 14/ 409/ 4773 محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء، أبو الحسين البغدادي. 14/ 411/ 4776 محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء، أبو خازم القاضي الفقيه. 13/ 329/ 4136 محمد بن محمد بن حمدون، أبو بكر السلمي النيسابوري.

10/ 495/ 2456 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رَجَاءَ بنِ السِّنْدِيِّ، أبو بكر الإسفراييني. 14/ 45/ 4358 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ، أبو المعالي الحسين البغدادي ذو الشرفين. 16/ 442/ - محمد بن محمد بن سعد الله بن الوزان الحنفي، التاج. 16/ 231/ 5630 محمد بن محمد بن سعيد بن أحمد، أبو الحسين الأنصاري الإشبيلي ابن زقزوق شيخ المالكية صاحب "المعلى في الرد على المحلى". 15/ 216/ - محمد بن محمد بن السكين. 11/ 235/ 2734 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ الحَارِثِ، أبو بكر الباغندي الأزدي. 12/ 336/ 3440 محمد بن محمد بن صابر، أبو عمرو البخاري. 12/ 32/ 3078 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَرْخَان بن أَوْزَلَغ، أبو نصر التركي الفارابي الفيلسوف. 12/ 370/ 3476 محمد بن محمد بن العباس بن أبي ذهل، أبو عبد الله العصمي الضبي الهروي. 14/ 467/ - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخشاب، أبو الفتح. 16/ 335/ 576 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عبد الملك، أبو عبد الله القيسي، الغرناطي الإسكندراني ابْنُ مُحَارِبٍ. 14/ 134/ 4463 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بهمن، أبو عبد الله المديني. 15/ 308/ 5205 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي تَوبَةَ، أبو عبد الرحمن، المروزي الكشميهني الشافعي الحافظ.

14/ 324/ 4674 مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ العَبَّاسِ بنِ المَهْدِيِّ، أبو علي الهاشمي. 16/ 252/ 5658 محمد بن محمد بن عبد الكريم القمي الوزير الكاتب. 13/ 58/ 3791 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحسين، أبو منصور الأزدي الهروي. 12/ 109/ 3172 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حمزة، أبو جعفر البغدادي محدث سمرقند الجَمَّالُ. 15/ 90/ 4992 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو طاهر المروزي السنجي الشافعي الحافظ الخطيب. 15/ 298/ 5191 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ القَاسِمِ بن مظفر، أبو حامد الموصلي. 11/ 182/ 2710 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ النفاخ، أبو الحسن البغدادي. 12/ 301/ 3393 محمد بن محمد بن عبيد الله، أبو الحسين الجرجاني بصلة. 13/ 250/ 4052 محمد بن محمد بن عثمان، أبو منصور البغدادي ابن السواق. 11/ 135/ 2641 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُقْبَةَ بنِ الوَلِيْدِ، أبو جعفر الشيباني الكوفي. 13/ 512/ 4320 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ محمد بن عبد الوهاب، أبو نصر العباسي البغدادي الزينبي. 16/ 422/ 5856 محمد بن محمد بن أبي علي سعد بن عمرون الحلبي. 16/ 487/ 5954 مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طالب بن العلقمي الوزير الكبير.

15/ 135/ 5052 مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ محمد، أبو الفتح الطائي الهمذاني. 16/ 262/ 5670 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ هُمَامٍ بن راجي الله. 16/ 322/ - مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي نصر النوقاني الفقيه فخر الدِّيْنِ. 16/ 426/ 5863 مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ أبي بكر الإسفراييني بن الصفار. 16/ 89/ 5485 محمد بن محمد بن أبي القاسم، أبو عبد الله الأصبهاني المنجى القطان. 15/ 428/ - محمد بن محمد بن الكال الحلي المقرئ. 13/ 110/ 3860 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مخلد، أبو الحسن البغدادي. 14/ 267/ 4628 مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو حامد الغزالي الطوسي. 15/ 194/ 5094 مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو المعالي الحريمي العطار ابن الجبان اللحاس. 15/ 381/ 5286 محمد بن محمد بن محمد بن بنان، أبو الفضل الأنباري المصري ذو الرياستين. 14/ 187/ 4520 محمد بن محمد بن محمد بن جهير، أبو منصور الوزير عميد الدولة. 16/ 110/ 5513 محمد "أحمد" بن محمد بن محمد، أبو حامد السمرقندي العميدي. 16/ و98/ و5496 و15/ 170/ 5082 مُحَمَّدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي زيد، أبو طالب البصري العلوي.

15/ 258/ 5160 مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ محمد بن سعد، أبو منصور البروي الخراساني. 15/ 229/ 5137 مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ مُحَمَّدِ بنِ ظفر، أبو عبد الله الصقلي. 16/ 447/ 5893 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ، أبو عبد الله النظام البغدادي البلخي. 14/ 455/ 4831 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَطَّافٍ، أبو الفضل الهمداني الجزري الموصلي. 16/ 105/ 5505 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْروك، أبو الفتوح التيمي النيسابوري البكري. 16/ 468/ 5920 محمد بن محمد بن محمد القاهري شرف الدين. 15/ 118/ 5026 محمد بن محمد بن محمد بن علوي بن غبرة، أبو الحسن الهاشمي الحارثي الكوفي. 13/ 60/ 3794 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمِش بنِ عَلِيِّ، أبو طاهر الزيادي النيسابوري. 13/ 493/ 4299 محمد بن محمد بن مخلد، أبو الحسن الأزدي الواسطي. 15/ 435/ 5346 مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي المَعَالِي بن المقرون، أبو شجاع البغدادي اللوزي. 16/ 277/ - محمد بن محمد بن أبي المفاخر المأموني. 15/ 309/ 5206 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَوَاهِبَ بنِ مُحَمَّدٍ أبو العز ابن الخراساني الشاعر. 13/ 96/ 3840 محمد بن محمد بن النعمان، أبو عبد الله البغدادي الشيعي الشيخ المفيد ابن المعلم.

14/ 251/ - مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الهبارية الشاعر أبو يعلى. 15/ 306/ - محمد بن محمد بن هبة الله بن الزيتوني أبو الثناء. 11/ 540/ 3030 محمد بن محمد بن وشاح، أبو بكر اللخمي الإفريقي مفتي المغرب ابن اللباد. 12/ 428/ 3553 محمد بن محمد بن يحيى، أبو الوفاء البوزجاني الحاسب. 16/ 287/ - محمد بن محمد بن وضاح المقرئ خطيب شُقْر، أَبُو بَكْرٍ. 12/ 281/ 3371 مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يعقوب، أبو الحسين الحجاجي النيسابوري المقرئ. 15/ 130/ 5043 محمد بن محمد بن أبي يعلى بن الفراء، أبو يعلى الصغير البغدادي. 11/ 285/ - محمد بن محمد بن يوسف البخاري، أبو ذر القاضي. 12/ 76/ 3123 محمد بن محمد بن يوسف، أبو النضر الطوسي شيخ خراسان. 16/ 146/ 5552 مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الفَرَجِ، أبو جعفر "أبو عبد الله" الهمذاني ابن الحمامي. 14/ 210/ 4557 محمد بن محمود بن الحسن، أبو الفرج الأنصاري القزويني الأملي. 16/ 355/ 5791 مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ حَسَنِ بنِ هِبَةِ الله، أبو عبد الله البغدادي ابن النجار. 14/ 461/ - محمد بن محمود السرخسي السره مرد، أبو نصر. 15/ 467/ 5371 محمد بن محمود بن محمد، أبو الفتح الخراساني الشهاب الطوسي.

14/ 300/ 4647 محمد بن المختار بن محمد بن عبد الواحد بن عبد الله، أبو العز الهاشمي العباسي البغدادي، أبو الخص. 11/ 478/ 2954 مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدِ بنِ حَفْصٍ، أَبُو عَبْدِ الله الدوري البغدادي العطار. 15/ 60/ 4951 محمد بن مردنيش، أبو عبد الله الجذامي المغزبي. 14/ 343/ 4697 محمد بن مرزوق بن عبد الرازق بن محمد، أبو الحسن البغدادي. 5/ 467/ 664 مُحَمَّدُ بنُ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ الأُمَوِيُّ أَمِيْرُ الجزيرة. 13/ 138/ 3905 محمد بن مروان بن زهر، أبو بكر الإيادي الإشبيلي. 6/ 23/ - محمد بن مروان الكوفي السدي الصغير. 11/ 152/ 2671 محمد بن المزرع بن يموت بن عيسى، أبو بكر العبدي البصري يموت. 13/ 210/ 3999 محمد بن المزكى إبراهيم بن محمد بن يحيى، أبو عبد الله النيسابوري. 11/ 369/ 2868 مُحَمَّدُ بنُ مَزْيَدِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، أبو بكر الخزاعي البغدادي بن أبي الأزهر. 16/ 299/ 5716 محمد بن مسعود بن بهروز، أبو بكر البغدادي. 11/ 137/ 2646 محمد بن مسعود بن الحارث، أبو عبد الله الأسدي عالم قزوين. 15/ 95/ - محمد بن مسعود بن الشدنك، أبو الغنايم. 15/ 64/ 4955 محمد بن مسعود بن عبد الله، أبو بكر الخشني الجياني ابْنُ أَبِي رُكَبٍ. 9/ 571/ 2054 مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ يوسف، أبو جعفر الطرطوسي. 6/ 110/ 789 محمد بن مسلم بن تدرس، أبو الزبير القرشي المكي.

7/ 227/ 1191 محمد بن مسلم، أبو عبد الله الطائفي المكي. 6/ 69/ 775 محمد بنِ مُسْلِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ شهاب الزهري، أبو بكر القرشي التابعي الجليل. 10/ 230/ 2233 مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الله، أبو عبد الله ابن وارة الرازي. 4/ 32/ 173 مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ بنِ سَلَمَةَ بنِ خَالِدٍ، أبو عبد الله الأنصاري الأوسي الصحابي. 10/ 439/ 2407 مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ بنِ الوَلِيْدِ، أَبُو جَعْفَرٍ الواسطي الطيالسي. 11/ 258/ 2751 محمد بن المسيب بن إسحاق بن عبد الله، أبو عبد الله النيسابوري الأرغياني. 9/ 479/ 1990 محمد بن مصفى بن بهلول، أبو عبد الله القرشي عالم أهل حمص. 7/ 6/ 1093 محمد بن مطرف داود، أبو غسان المدني. 15/ 355/ - محمد بن المظهر بن يعلى الفاطمي الهروي، أبو الفتوح. 14/ 139/ 4470 محمد بن المظفر بن بكران، أبو بكر الشامي الحموي الشافعي الزاهد. 12/ 393/ 3511 مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ بنِ مُوْسَى بنِ عِيْسَى، أبو الحسين البغدادي. 10/ 521/ 2485 محمد بن معاذ بن سفيان بن السمتهل، أبو بكر العنزي البصري دران. 11/ 297/ 2788 محمد بن معاذ بن فره "فرح"، أبو جعفر الماليني الهروي. 12/ 14/ 3057 محمد بن معاذ بن فهد، أبو بكر النهاوندي الشعراني. 16/ 312/ - محمد بن أبي المعالي بن صابر. 16/ 69/ - محمد بن معالي بن غنيمة الحنبلي.

15/ 368/ 5272 محمد بن أبي المعالي بن قائد الأواني، أبو عبد الله العبد الصالح. 12/ 167/ 3247 مُحَمَّدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ معاوية، أبو بكر الأموي القرطبي، ابن الأحمر. 16/ 13/ 5400 مُحَمَّدُ بنُ مَعْمَرِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ الفاخر، أبو عبد الله القرشي العبشمي الأصبهاني. 14/ 84/ 4409 محمد بن معن بن محمد بن أحمد، أبو يحيى التجيبي الأندلسي المعتصم ابن صمادح. 10/ 433/ 2399 مُحَمَّدُ بنُ المُغِيْرَةِ بنِ سِنَانٍ الضَّبِّيُّ الهَمَذَانِيُّ حمدان. 11/ 223/ 2730 مُحَمَّدُ بنُ المُفَضَّلِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَاصِمٍ، أبو الطيب الضبي البغدادي. 9/ 142/ - محمد بن مقاتل العباداني. 16/ 423/ 5858 مُحَمَّد بن مُقبلِ بنِ فِتْيَانَ بنِ مَطَرٍ، أبو المظفر النهرواني ابن المنى. 15/ 335/ - محمد بن المقدم شمس الدين. كبير الأمراء. 16/ 117/ 5522 محمد بن مكي بن أبي الرجاء، أبو عبد الله الأصبهاني الحنبلي. 13/ 409/ 4217 مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ عُثْمَانَ، أَبُو الحُسَيْنِ الأزدي المصري. 12/ 440/ 3567 مُحَمَّدُ بنُ مكِّيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مكِّيِّ بن زراع، أبو الهيثم المروزي الكشميهني. 14/ 361/ 4716 محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان، أبو شجاع التركي السلجوقي السلطان، غياث الدين صاحب العراق. 11/ 135/ 2642 مُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ بنِ سَعِيْدِ بنِ عُثْمَانَ، أبو عبد الرحمن "أبو جعفر" السلمي، الهروي شكر.

14/ 197/ - محمد بن المنذر بن طبيان، أبو البركات. 9/ 495/ - محمد بن منصور الجواز. 9/ 549/ 2036 مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ دَاوُدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو جعفر الطوسي البغدادي. 14/ 193/ 4532 محمد بن منصور، أبو سعد الخوارزمي شرف الملك. 15/ 75/ 4974 محمد بن منصور بن عبد الرحيم، أبو نصر النيسابوري الحرضي. 14/ 294/ 4637 محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار، أبو بكر التميمي السمعاني الخراساني. 13/ 337/ 4146 محمد بن منصور بن محمد، أبو نصر الكندري الوزير. 12/ 221/ - محمد بن منصور المغربي والد النعمان. 6/ 90/ 778 محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير، أبو عبد الله "أبو بكر القرشي". 9/ 48/ 1764 محمد المنهال البصري العطار الأنماطي. 9/ 47/ 1763 محمد بن المنهال أبو جعفر "أبو عبد الله" التميمي البصري الحافظ الضرير. 7/ 104/ 1168 أبو محمد بنُ المَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بنِ المَنْصُوْرِ عَبْدِ اللهِ الخليفة الهادي العباسي. 9/ 169/ 1848 محمد بن مهران الجمال، أبو جعفر الرازي. 13/ 37/ 3765 محمد بن موسى، أبو بكر الخوارزمي البغدادي. 9/ 400/ - محمد بن موسى الحرشي. 11/ 58/ 2569 محمد بن موسى بن حماد، أبو أحمد البربري البغدادي. 10/ 47/ 2099 مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ شَاكِرٍ صَاحِبُ الهندسَةِ. 13/ 476/ 4279 محمد بن موسى بن عبد الله، أبو الخير الصفار المروزي.

7/ 220/ 1183 محمد بن موسى، أبو عبد الله المدني الفطري المحدث. 15/ 353/ 5260 محمد بن موسى بن عثمان بن موسى بن حازم، أبو بكر الهمذاني الحازمي. 12/ 227/ 3312 محمد بن موسى بن فضالة بن إبراهيم، أبو عمر الأموي القرشي. 13/ 99/ 3845 مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بن الفَضْلِ بنِ شَاذَانَ، أبو سعيد الصيرفي النيسابوري. 15/ 372/ 5277 محمد بن موفق بن سعيد، أبو البركات الخبوشاني الشافعي الصوفي. 13/ 352/ 4168 محمد بن الموفق بن محمد بن الحسين، أبو سهل البسطامي النيسابوري. 12/ 139/ 3208 محمد بن المُؤَمَّلُ بنُ الحَسَنِ بنِ عِيْسَى بنِ مَاسِرْجِسَ، أبو بكر رئيس نيسابور. 16/ 442/ - محمد بن المؤيد بن عبد الله بن علي سعد الدين ابن حمويه. 13/ 334/ 4143 محمد بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق، أبو طالب طغرلبك السلطان، ركن الدولة. 7/ 68/ 1142 محمد بن ميمون، أبو حمزة السكري المروزي. 15/ 79/ 4980 مُحَمَّدُ بنُ نَاصرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن عمر، أبو الفضل السلامي البغدادي. 16/ 409/ 5839 محمد بن ناماور بن عبد الملك، أبو عبد الله الخونجي الشافعي المصري. 10/ 203/ 2196 محمد بن نجيح محمد بن أبي معشر، أبو عبد الملك المدني البغدادي. 15/ 241/ - محمد بن نسيم العيشوني.

14/ 251/ - محمد بن نصر الأعمش. 11/ 23/ 2532 محمد بن نصر بن الحجاج، أبو عبد الله المروزي. 15/ 56/ 4944 مُحَمَّدُ بنُ نَصْرِ بنِ صَغِيْرِ بنِ خَالِدٍ، أبو عبد الله القيسراني الشاعر. 16/ 299/ - محمد بن نصر القرشي. 13/ 80/ - محمد بن أبي نصر المعداني، أبو بكر. 16/ 262/ 5672 مُحَمَّد بن نَصْرِ اللهِ بن مَكَارِمَ بن حسن بن عنين، أبو المحاسن الأنصاري الدمشقي. 11/ 86/ 2589 مُحَمَّدُ بنُ نُصَيْرِ بنِ أَبَانٍ، أَبُو عَبْدِ الله المديني. 10/ 524/ 2489 مُحَمَّدُ بنُ النَّضْر بن سَلَمَةَ بنِ الجَارُوْدِ بن يزيد، أبو بكر الجارودي النيسابوري. 7/ 226/ 1190 مُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَارِثِيُّ الكوفي. 12/ 118/ 3184 مُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ بنُ مُرِّ بنِ الحُرِّ، أبو الحسن الربعي الدمشقي مقرئ دمشق ابن الأخرم. 9/ 371/ - محمد بن النضر المروزي. 9/ 176/ - محمد بن النضر بن مساور. 13/ 167/ 3941 محمد ابن نظيف: محمد بن الفضل بن نظيف، أبو عبد الله المصري الفراء. 8/ 537/ 1724 محمد بن النعمان: العراقي الشيعي مؤمن الطاق. 16/ 202/ 5590 مُحَمَّدُ بنُ النَّفِيْسِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن عطاء، أبو الفتح البغدادي. 11/ 365/ 2863 مُحَمَّدُ بنُ نُوْحٍ، أَبُو الحَسَنِ الجُنْدَيْسَابورِيُّ الفَارِسِيُّ. 14/ 372/ 4733 محمد بن نوشتكين: أبو الفتح خروارزمشاه. 11/ 310/ 2803 محمد بن هارون: أبو بكر الروياني الإمام، الحافظ.

10/ 40/ 2088 محمد بن هارون "مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ"، أَبُو جَعْفَرٍ المخرمي الفلاس شيطا. 11/ 267/ 2761 محمد بن هارون بن حميد، أبو بكر البغدادي ابن المجدر. 8/ 384/ 1610 محمد بن هارون الرشيد بن محمد المهدي، أبو إسحاق الخليفة العباسي المعتصم. 12/ 97/ 3151 مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ شُعَيْبِ بنِ عَبْدِ الله أبو علي الأنصاري الدمشقي. 11/ 360/ 2857 مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حميد، أبو حامد الحضرمي البغدادي. 8/ 83/ 1423 محمد بن هارون بن محمد الخليفة الأمين، أبو عبد الله العباسي البغدادي. 10/ 160/ 2172 محمد بن هارون بن محمد بن هارون الخليفة، أبو إسحاق "أبو عبد الله" المهتدي بالله. 10/ 38/ 2087 محمد بن هارون أبو نشيط "أبو جعفر الربعي المروزي" البغدادي. 9/ 571/ - محمد بن هاشم البعلبكي. 12/ 373/ 3482 محمد بن هاشم بن وعكة بن عرام، أبو بكر الخالدي الموصلي الشاعر. 12/ 209/ 3287 محمد بن هاني، أبو الحسن الأزدي المهلبي الأندلسي. 14/ 198/ 4540 محمد بن هبة الله بن ثابت، أبو نصر البندنيجي الشافعي. 14/ 6/ 4322 محمد بن هبة الله بن الحسن بن منصور، أبو بكر الطبري اللالكائي. 15/ 319/ 5223 محمد بن هبة الله السلماسي الشافعي.

16/ 203/ 5591 مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ، أبو المحاسن، البغدادي المراتبي البيع. 15/ 110/ 5013 محمد بن هبة الله بن العلاء، أبو الفضل البروجردي. 16/ 61/ 5445 محمد بن هبة الله بن كامل، أبو الفرج البغدادي الوكيل. 16/ 217/ - محمد بن هبة الله بن محمد بن العديم العقيلي أبو غَانِم. 16/ 299/ 5717 مُحَمَّد بن هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن هبة الله بن يحيى، أبو نصر الشيرازي الدمشقي. 16/ 193/ 5577 مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ المُكَرَّمِ بنِ عبد الله، أبو جعفر البغدادي ابْنُ مُكَرَّمٍ. 13/ 500/ - مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ الوَرَّاق الضّرِير، أبو الحسن. 8/ 529/ 1710 محمد بن الهذيل بن عبيد الله، أبو الهذيل البصري العلاف رأس الاعتزال. 9/ و189/ و1871 و10/ 56/ 2110 محمد بن هشام بن ملاس، أبو جعفر النميري الدمشقي. 12/ 552/ - مُحَمَّدُ بنُ هِشَام بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بن الناصر لدين الله. 14/ 78/ - محمد بن هشام بن المصحفي القرطبي. 14/ 23/ - محمد بن هلال بن الصابئ غرس النعمة، أبو الحسن. 10/ 304/ 2304 مُحَمَّدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ حَمَّادِ بنِ وَاقِدٍ، أبو عبد الله البغدادي قاضي، عكبري، أبو الأحوص الحافظ. 10/ 42/ 2090 محمد بن الهيثم بن خالد، أبو عبد الله البجلي الكوفي. 10/ 160/ 2172 مُحَمَّدُ بنُ الوَاثِقِ هَارُوْنَ بنِ المُعْتَصِمِ مُحَمَّدِ بن الرشيد الخليفة المهتدي بالله. 6/ 269/ 864 مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعِ بنِ جَابِرِ بنِ الأَخْنَسِ، أبو بكر "أبو عبد الله" الأزدي.

9/ 532/ - محمد بن وزير الواسطي. 10/ 469/ 2435 محمد بن وضاح بن بزيع، أبو عبد الله المرواني. 14/ 353/ 4708 مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ خَلَفِ بن سُلَيْمَانَ بن أيوب، أبو بكر الطرطوشي. 6/ 380/ 953 محمد بن الوليد بن عامر، أبو الهذيل الزبيري. 16/ 54/ 5439 محمد بن وهب بن سلمان بن أحمد، الزنف، أبو المعالي السلمي. 9/ 63/ 1783 محمد بن وهب بن عطية، أبو عبد الله السلمي. 12/ 389/ 3503 مُحَمَّدُ بنُ يَبْقَى بنِ زَربِ بنِ يَزِيْدَ، أبو بكر القرطبي. 13/ 486/ 4289 مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ سَخْتُويه، أبو بكر بن المزكى. 13/ 149/ 3925 محمد بن يحيى بن أحمد، أبو عبد الله التميمي القرطبي ابن الحذاء. 15/ 335/ - محمد بن يحيى البرداني، أبو الفتح. 5/ 495/ 681 محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ بن عمرو، أبو عبد الله المازني المدني. 9/ 384/ - محمد بن يحيى بن حمزة. 11/ 325/ 2824 مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ، أبو يزيد المروزي الميرماهاني. 12/ 9/ 3048 محمد بن يحيى بن زكريا، أبو الحسن الرازي، ابْنُ حيّكُويه. 12/ 513/ 3649 مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا بنِ يَحْيَى، أبو عبد الله التميمي ابن برطال.

13/ 62/ 3798 مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بن سراقة، أبو الحسن العامري البصري. 11/ 32/ 2540 محمد بن يحيى بن سليمان، أبو بكر المروزي. 14/ 476/ 4853 محمد بن يحيى بن الصائغ، أبو بكر السرقسطي، ابن باجة. 10/ 9/ 2067 مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خالد، أبو عبد الله الذهلي النيسابوري. 11/ 505/ 2988 مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ العباس بن محمد، أبو بكر الصولي. 15/ 9/ 4881 محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز، أبو المعالي القرشي، ابن الزكي ابن الصائغ. 15/ 108/ 5012 مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عَلِيِّ بنِ مُسْلِمِ، أبو عبد الله القرشي الزبيدي البغدادي. 12/ 448/ 3581 محمد بن يحيى بن عمار، أبو بكر الدمياطي. 11/ 538/ 3027 محمد بن يحيى بن عمر، أبو جعفر الطائي الموصلي نَافِلَةُ عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ. 9/ 480/ 1991 مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بن أبي عمر، أبو عبد الله العدني. 11/ 303/ 2797 مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ، أبو عبد الله القرطبي. 16/ 264/ - محمد بن يحيى بن فضلان. 9/ 555/ - محمد بن يحيى القطعي. 10/ 201/ 2193 محمد بن يحيى بن كثير، أبو عبد الله الكلبي الحراني. 16/ 342/ 5775 مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مُظَفَّرِ بن عَلِيِّ بن نعيم، أبو بكر البغدادي ابن الجبير. 11/ 115/ 2626 محمد بن يحيى ابن منده إبراهيم بن الوليد، أبو عبد الله العبدي الأصبهاني. 10/ 452/ 2420 مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ المُنْذِرِ، أَبُو سُلَيْمَانَ البصري القزاز.

15/ 106/ 5009 مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مَنْصُوْرٍ، أَبُو سَعْدٍ النيسابوري. 10/ 61/ 2116 محمد بن يحيى بن موسى، أبو عبد الله الأسفراييني حيويه. 16/ 434/ - محمد بن يحيى بن ياقوت، أبو الحسن. 15/ 35/ - محمد بن يحيى بن ينق، أبو عامر الشاطبي الأديب. 8/ 63/ 1401 محمد بن يزيد، أبو سعيد "أبو إسحاق" الواسطي الخولاني. 10/ 545/ 2515 محمد بن يزيد بن عبد الأكبر، أبو العباس الأزدي البصري إمام النحو. 10/ 374/ 2349 محمد بن يزيد، أبو عبد الله ابن ماجه القزويني. 11/ 37/ 2546 مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الصمد، أبو الحسن الهاشمي الدمشقي. 9/ 513/ 2018 مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرِ، أبو هشام الكوفي الرفاعي. 11/ 492/ 2970 محمد بن يعقوب، أبو جعفر الرازي الكليني شيخ الشيعة. 12/ 62/ 3110 محمد بن يعقوب بن يوسف، أبو عبد الله الشيباني ابن الأخرم وابن الكرماني. 16/ 247/ 5649 محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن، أبو عبد الله القيسي. 12/ 54/ 3105 محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان، أبو العباس المعقلي النيسابوري الأصم. 12/ 214/ 3296 محمد بن أبي يعلى، أبو القاسم الهاشمي الدمشقي. 16/ 7/ - محمد بن يوسف الأملي المقرئ.

13/ 138/ 3906 محمد بن يوسف بن أحمد، أبو عبد الرحمن القطان النيسابوري. 11/ 476/ 2951 محمد بن يوسف بن بشر، أبو عبد الله الهروي الفقيه. 11/ 265/ 2758 محمد بن يوسف بن حماد، أبو بكر الاستراباذي. 15/ 220/ 5125 محمد بن يوسف بن سعادة، أبو عبد الله المرسي. 10/ 249/ 2260 محمد بن يوسف، أبو عبد الله البغدادي الجوهري. 15/ 154/ 5070 محمد بن يوسف، أبو عبد الله البغوي الزيادي. 10/ 307/ 2309 محمد بن يوسف بن عيسى، أبو بكر ابن الطباع. 15/ 471/ - محمد بن يوسف الغزنوي. 12/ 108/ - محمد بن يوسف الكندي، أبو عمر. 12/ 506/ 3640 مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الجُنَيْدِ، أبو زرعة الجرجاني الكشي. 16/ 313/ 5730 مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي يداس، أبو عبد الله الإشبيلي البرزالي. 16/ 315/ 5732 مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي يداس، أبو الفضل الإشبيلي بهاء الدين. 11/ 351/ 2850 محمد بن يوسف بن مطر بن صالح، أبو عبد الله الفربري. 7/ 550/ 1353 محمد بن يوسف بن معدان، أبو عبد الله الأصبهاني عروس الزهاد. 16/ 293/ 5707 محمد بن يوسف بن هود، أبو عبد الله الأندلسي. 8/ 289/ 1548 مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ وَاقِدِ بنِ عُثْمَانَ الفريابي، أبو عبد الله الضبي. 11/ 339/ 2838 محمد بن يوسف بن يعقوب، بن إسماعيل، أبو عمر الأزدي البصري.

12/ 429/ 3555 مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بن يعقوب، أبو بكر "أبو عبد الله" الرقي المؤرخ. 16/ 50/ 5434 مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنَعَةَ، أبو حامد الإربلي الموصلي. 10/ 387/ 2355 مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ بنِ مُوْسَى بنِ سُلَيْمَانَ بن عبيد بن ربيعة، أبو العباس الكديمي. 10/ 239/ 2245 محمش: إبراهيم بن محمد بن عبد الله، أبو إسحاق النيسابوري. 13/ 60/ 3794 ابن محمش: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمِش بنِ عَلِيِّ، أبو طاهر الزيادي. 16/ 274/ 5688 محمود بن إبراهيم بن سفيان بن أبي عمرو، أبو الوفاء العبدي ابن منده. 10/ 246/ 2258 محمود بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن سميع، أبو القاسم الدمشقي. 16/ 312/ 5729 محمود بن أحمد بن عبد السيد، أبو المحامد البخاري، الحصيري. 10/ 495/ 4877 مَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ ماشاذه، أبو منصور الأصبهاني. 15/ 471/ - محمود بن أحمد العبدكوي. 15/ 351/ 5257 محمود بن أحمد بن علي، أبو الفتح المحمودي الجعفري ابن الصابوني. 10/ 473/ - محمود بن أحمد بن الفرج. 16/ 477/ 5934 محمود بن أحمد بن محمود بن بختيان، أبو المناقب الزنجاني.

14/ 323/ 4673 محمود بن إسماعيل بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو منصور الأصبهاني. 14/ 452/ 4825 محمود بن بوري بن طغتكين، أبو القاسم. 14/ 7/ 4325 محمود بن جعفر بن محمد، أبو المظفر التميمي الأصبهاني الكوسج. 13/ 345/ 4157 محمود بن حسن، أبو حاتم الطبري القزويني الفقيه. 9/ 369/ 1911 محمود بن الحسن البغدادي الوراق. 12/ 310/ 3403 محمود بن حسين، أبو نصر كشاجم. 15/ 152/ - محمود بن خاقان بن محمد. 9/ 565/ - محمود بن خالد الدمشقي. 9/ 529/ 2025 محمود بن خداش، أبو محمد الطالقاني. 15/ 379/ 5284 مَحْمُوْدُ بنُ خُوَارِزمْشَاه أَرْسَلاَنُ بنُ أَتْسِز بنِ مُحَمَّدِ بنِ نوشتكين الخوارزمي. 4/ 491/ 349 محمود بن الربيع بن سراقة، أبو محمد "أبو نعيم" الأنصاري الصحابي. 15/ 233/ 5141 محمود بن زنكي بن آقسنقر، أبو القاسم التركي نور الدين. 13/ 172/ 3946 محمود بن سبكتكين، أبو القاسم التركي السلطان يمين الدولة. 14/ 240/ - محمود بن سعادة السلماسي. 16/ 287/ - محمود بن سيما، فخر الدين، المحتسب. 13/ 463/ 4264 محمود بن صالح بن مرادس الكلابي. 15/ 216/ 5120 مَحْمُوْدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ عَلِيِّ بنِ محمد، أبو القاسم الأصبهاني فورجه. 15/ 467/ - محمود بن عبد المنعم التميمي.

16/ 63/ - محمود بن عثمان النعال. 15/ 384/ 5289 محمود بن علي بن أبي طالب، أبو طالب التميمي الأصبهاني الشافعي. 15/ 17/ 4891 محمود بن عمر بن محمد، أبو القاسم الزمخشري الخوارزمي. 11/ 285/ - محمود بن عنبر النسفي. 9/ 556/ 2040 محمود بن غيلان، أبو أحمد العدوي المروزي. 14/ 295/ 4639 مَحْمُوْدُ بنُ الفَضْلِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ عَبْدِ الواحد، أبو نصر الصباغ. 15/ 312/ 5212 مَحْمُوْدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ بنِ عُمَرَ بنِ حمكا، أبو الوفاء الأصبهاني. 14/ 113/ 4442 محمود بن القاسم بن محمد بن المهلب بن أبي صفرة، أو عامر الأزدي. 4/ 469/ 329 مَحْمُودُ بنُ لَبِيْدِ بنِ عُقْبَةَ بنِ رَافِعٍ، أبو نعيم الأنصاري الصحابي. 15/ 398/ 5308 مَحْمُوْدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ عَلِيِّ بنِ المُبَارَكِ، أبو القاسم الواسطي البغدادي المجير. 16/ 264/ - محمود بن محمد بن الأرموي الشافعي. 16/ 55/ 5440 محمود بن محمد بن سام الغوري صاحب غزنة. 16/ 400/ 5819 محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه الأيوبي. 15/ 223/ - محمود بن محمد بن عباس الخوارزمي. 14/ 370/ 4728 محمود بن مُحَمَّد بن مَلِكْشَاه بنُ أَلب أَرْسَلاَن السَّلْجُوْقِي. 11/ 148/ 2663 مَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنُّوْيَه، أَبُو عَبْدِ الله الواسطي. 14/ 324/ - محمود بن مسعود الشعبي.

16/ 394/ 5812 محمود بن ممدود: المُظَفَّرُ سَيْف الدِّيْنِ قُطُزُ بنُ عَبْدِ اللهِ المعزي. 15/ 313/ - محمود بن نصر بن الشعار، أبو المجد. 9/ 369/ 1911 محمود الوراق بن الحسن البغدادي. 12/ 333/ 3435 ابْنُ مَحْمُوَيْه: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بن علي، أبو بكر السمرقندي. 15/ 119/ 5027 ابن محمويه: علي بن أحمد بن الحسين بن الحسين بن أحمد، أبو الحسن اليزدي. 12/ 399/ 3519 أبو محمويه: محمد بن الحسين بن موسى، أبو سعيد النيسابوري السمسار. 14/ 77/ 4396 المحمي: عثمان بن محمد بن عبيد الله، أبو عمرو النيسابوري المزكى. 16/ 310/ 5727 محيي الدين ابن العربي: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو بكر الطائي الخاتمي. 16/ 156/ 5562 المخارقي: يونس بن يوسف بن مساعد الشيباني الجزري. 16/ 412/ 5846 ابن المخاص: يوسف بن محمود بن الحسين بن الحسن بن أحمد أبو يعقوب المصري، الساوي. 8/ 536/ 1723 أبو مخالد: أحمد بن الحسين، الضرير المتكلم المعتزلي. 15/ 29/ 4908 ابْنُ المُخْتَارِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُخْتَارِ، أبو تمام العباسي البغدادي ابن الخص. 4/ 504/ 367 المختار بن أبي عبيد الثقفي مسعود بن عمرو بن عوف، الكذاب. 16/ 325/ 5749 ابن مختار: علي بن مختار بن نصر بن طغان، أبو الحسن العامري الإسكندراني ابن الجمل.

6/ 272/ 865 المختار بن فلفل الكوفي. 13/ 105/ 3853 المختار: مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ المُسَبِّحِيّ الرافضي الجندي. 6/ 139/ 798 مخرمة: بن سليمان الوالبي المدني. 4/ 135/ 209 مَخْرَمَةُ بنُ نَوْفَلِ بنُ أُهَيْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ زُهْرَةَ بن كلاب، أبو المسور القرشي. 11/ 120/ 2631 المُخَرِّمِيُّ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن أيوب، أبو إسحاق البغدادي. 10/ 238/ 2242 المخرمي: أحمد بن ملاعب، أبو الفضل البغدادي. 7/ 29/ 1115 المَخْرَمِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو محمد المدني. 10/ 60/ 2115 المخرمي: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ صبيح، أبو محمد البغدادي. 14/ 323/ 4672 المخرمي: المبارك بن علي، أبو سعيد البغدادي. 10/ 5/ 2064 المُخَرِّمِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُبَارَكِ، أبو جعفر القرشي البغدادي. 16/ 378/ 5800 المخزومي: عبد الرحمن بن علي بن عثمان بن يوسف، أبو المعالي المخزومي المصري. 10/ 295/ 2287 المخزومي: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المغيرة، أبو الحسن المصري. 10/ 378/ 2353 ابن مخلد: بَقِيُّ بنُ مَخْلَدِ بنِ يَزِيْدَ، أَبُو عَبْدِ الرحمن الأندلسي. 12/ 290/ 3379 مخلد بن جعفر بن سهل، أبو علي الفارسي الباقرحي الدقاق.

8/ 21/ 1378 مخلد بن الحسين، أبو محمد الأزدي المهلبي البصري المصيصي. 11/ 519/ 3009 ابن مخلد: سُلَيْمَانُ بنُ الحَسَنِ بنِ مَخْلَدِ بنِ الجَرَّاحِ، أبو القاسم البغدادي الوزير. 13/ 110/ 3860 ابْنُ مَخْلَدٍ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن إبراهيم، أبو الحسن البغدادي. 13/ 493/ 4299 ابن مخلد: محمد بن محمد بن مخلد، أبو الحسن الأزدي الواسطي. 8/ 21/ 1379 مخلد بن يزيد الحراني. 12/ 470/ 3604 المخلدي: الحَسَنُ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ، أبو محمد المخلدي النيسابوري العدل. 12/ 432/ 3559 المُخَلِّصُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ العَبَّاسِ بن عبد الرحمن، أبو طاهر البغدادي. 15/ 335/ - مخلوف بن جارة الإسكندراني، أبو القاسم. 7/ 10/ 1095 أبو مختلف: لوط بن يحيى الكوفي. 16/ 346/ 5783 ابْنُ المَخِيْلِيِّ: يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ المُعْطِي بنِ منصور بن نجا، أبو الفضل الغساني. 8/ 446/ 1650 المَدَائِنِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله، الأخباري. 7/ 586/ 1367 المدائني: شعيب بن حرب، أبو صالح المدائني. 11/ 268/ 2763 المَدَائِنِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو محمد الأنماطي. 10/ 217/ 2217 المدائني: عبد الله بن روح، أبو محمد عبدوس. 12/ 8/ 3044 المدائني: محمد بن الحسين بن إسماعيل، أبو عبد الله. 10/ 226/ 2228 المدائني: مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ حَيَّانَ، أَبُو عَبْدِ الله المقرئ.

10/ 285/ 2279 ابن المدبر: إبراهيم بن محمد بن عبد الله، أبو إسحاق الضبي. 15/ 380/ 5285 أَبُو مَدْيَنَ: شُعَيْبُ بنُ حُسَيْنٍ الأَنْدَلُسِيُّ الزَّاهِدُ الإشبيلي. 16/ 432/ 5871 أبو مدين: شُعَيْبُ بنِ يَحْيَى بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عطية القيرواني. 12/ 151/ 3226 المديني: عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارَ بنِ ناجية بن سدوسي، أبو محمد الأصبهاني. 9/ 104/ 1817 ابْنُ المَدِيْنِيِّ: عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ نجيح بن بكر، أبو الحسن. 10/ 520/ 2483 المديني: محمد بن أسد بن يزيد، أبو عبد الله الأصبهاني الزاهد. 16/ 271/ 5683 المَدِيْنِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي سعد، أبو عبد الله الأصبهاني. 15/ 345/ 5254 المديني: محمد بن عمر بن أحمد، أبو موسى الأصبهاني. 14/ 134/ 4463 المديني: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بهمن، أبو عبد الله. 11/ 86/ 2589 المديني: مُحَمَّدُ بنُ نُصَيْرِ بنِ أَبَانٍ، أَبُو عَبْدِ الله. 14/ 345/ 4701 المديني: مرشد بن يحيى بن القاسم، أبو صادق المصري. 13/ 262/ 4066 ابْنُ المُذْهِبِ: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ عَلِيِّ بنِ وهب، أبو علي التميمي. 14/ 131/ 4459 ابْنُ المُرَابِطِ مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ سَعِيْدٍ بن وهب، أبو عبد الله الأندلسي المري. 14/ 170/ 4498 المراتبي: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَيُّوْبَ، أبو الحسن البغدادي البزاز.

13/ 302/ 4110 المراتبي: محمد بن أيوب بن سليمان، أبو طالب الوزير، عميد الرؤساء. 14/ 232/ 4584 المراتبي: هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي، أبو عبد الله الزهري، ابن الموصلي. 10/ 190/ 2185 المرادي: الربيع بن سليمان بن عبد الجبار، أبو محمد المصري المؤذن. 15/ 37/ 4922 المرادي: علي بن سليمان بن أحمد، أبو الحسن القرطبي الشقوري. 9/ 368/ 1909 المرادي: يحيى بن يزيد بن ضماد، أبو شريك المصري. 10/ 29/ 2081 المرار بن حمويه بن منصور، أبو أحمد الثقفي الهمذاني. 14/ 184/ 4516 المراغي: عَبْدُ البَاقِي بنُ يُوْسُفَ بنِ عَلِيِّ بنِ صالح، أبو تراب الزيزي. 15/ 265/ 5172 المراغي: يُوْسُفُ بنُ آدَمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ آدَمَ، أبو يعقوب الدمشقي. 14/ 344/ 4699 المرتب علي بن أحمد بن محمد، أبو الحسن الدهان البغدادي. 16/ 288/ 5698 مرتضى بن حاتم بن المسلم بن أبي العرب، أبو الحسن الحارثي الحوفي. 13/ 231/ 4026 المرتضى علي بن حسين بن موسى، أبو طالب القرشي العلوي البغدادي. 11/ 464/ 2932 المرتعش: عبد الله بن محمد، أبو محمد النيسابوري الحيري. 5/ 164/ 473 مَرْثَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَبُو الخَيْرِ اليَزَنِيُّ المصري. 16/ 468/ 5921 المُرَجَّى بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ هِبَةِ الله بن غزال، أبو الفضل الواسطي ابن شقيراء.

12/ 493/ 3633 المرجى: نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الخَلِيْلِ، أبو القاسم الموصلي. 7/ 331/ 1256 مرحوم: بن عبد العزيز بن مهران، أبو أحمد "أبو عبد الله" الأموي. 11/ 387/ 2889 ابن مرداس: الحسين بن علي بن الحسين، أبو عبد الله التميمي، ابن أبي الحتى. 9/ 10/ 1742 مرداس بن "محمد" بن محمد بن الحارث، أبو بلال الأشعري. 11/ 455/ 2924 مرداويج بن زيار الديلمي، ملك الديلم السفاك. 15/ 64/ 4956 ابن مردنيش: محمد بن سعد بن محمد، أبو عبد الله الجذامي الأندلسي. 15/ 60/ 4951 مردنيش: محمد، أبو عبد الله الجذامي المغربي. 14/ 204/ 4549 ابن مردويه: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى، أبو بكر الأصبهاني. 9/ 82/ 1797 مردويه: أحمد بن محمد بن موسى المروزي الحافظ. 13/ 77/ 3815 ابن مردويه: أَحْمَدُ بنُ مُوْسَى بن مَرْدَوَيْه بن فُوْرَك بن موسى، أبو بكر الأصبهاني. 14/ 147/ 4479 مرزبان بن خسرو بن دارست، أبو الغنائم تاج الملك. 13/ 256/ 4057 مرزبان بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة ابن بويه أبو كاليجار. 11/ 163/ 2690 ابن المرزبان: مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ بنِ بَسَّامٍ، أبو بكر المحلولي البغدادي. 13/ 49/ 3779 المرزباني: عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو محمد الجراحي المروزي.

12/ 413/ 3537 المَرْزُبَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ بنِ مُوْسَى بنِ عبيد، أبو عبيد الله البغدادي. 13/ 122/ 3883 ابْنُ مَرْزُوْقٍ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ، أبو الحسن المصري الأنماطي. 14/ 254/ 4614 ابن مرزوق: عبد الله بن مرزوق، أبو الخير الهروي. 13/ 166/ 3940 المرزوقي: أحمد بن محمد بن الحسن، أبو علي الأصبهاني. 16/ 458/ 5913 المرسي: محمد بن عبد الله بن محمد، أبو عبد الله السلمي الأندلسي. 14/ 345/ 4701 مرشد بن يحيى بن القاسم، أبو صادق المديني المصري. 6/ 484/ 1009 المرعث: بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ، أَبُو مُعَاذٍ البَصْرِيُّ الضَّرِيْرُ الشاعر الزنديق. 15/ 386/ 5294 المرغيناني: علي بن أبي بكر بن عبد الجليل، أبو الحسن الحنفي. 5/ 31/ 389 مرة الطيب "الخير" ابن شراحيل الهمداني الكوفي. 15/ 353/ - مرهف بن أسامة بن منقذ. 15/ 376/ 5280 أبو المرهف النميري: نَصْرُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ حَسَنٍ الأَمِيْرُ الأَدِيْبُ. 11/ 378/ 2875 ابن مروان: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك، أبو إسحاق القرشي الأموي الدمشقي. 15/ 70/ 4965 ابْنُ أَبِي مَرْوَانَ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بن محمد، أبو عمر "أبو جعفر" الأنصاري الأشبيلي. 8/ 474/ 1681 أبو مروان الأموي: عبد الملك بن مسلمة الفقيه البصري. 7/ 431/ 1296 مَرْوَانُ بنُ أَبِي الجَنُوْبِ بنِ مَرْوَانَ بنِ أبي حفصة الشاعر.

7/ 430/ 1295 مروان بن أبي حفصة يزيد، أبو السمط "أبو الهندام" الأموي الشاعر مروان بن سليمان بن يحيى بن يزيد. 4/ 464/ 324 مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي التابعي. 7/ 494/ 1321 مروان بن سالم الجزري الشامي. 7/ 493/ 1320 مروان بن شجاع، أبو عمرو الأموي الجزري الحراني. 14/ 195/ 4535 مروان بن عبد الملك، أبو محمد اللواتي المغربي الطنجي. 9/ 483/ 1995 أبو مروان القرطبي: عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبِ بنِ سُلَيْمَانَ السُّلَمِيُّ الأندلسي. 12/ 161/ 3237 ابن مروان: محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، أبو عبد الله القرشي الدمشقي. 8/ 191/ 1509 مروان بن محمد بن حسان، أبو بكر "أبو عبد الرحمن" الأسدي الدمشقي الطاطري. 6/ 237/ 847 مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ، أبو عبد الملك الخليفة الأموي مروان الحمار، الجعدي. 7/ 503/ 1328 مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عُثْمَانَ، أبو عبد الله الفزاري الكوفي. 12/ 379/ 3488 المرواني: أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَرْوَانَ، أبو نصر الضبي النيسابوري. 10/ 211/ 2209 المرواني: المنذر بن محمد بن عبد الرحمن، صاحب مدائن الأندلس. 10/ 315/ 2319 المروذي: أحمد بن محمد بن الحجاج، أبو بكر. 12/ 233/ 3320 المروروذي: أحمد بن بشر بن عامر، أبو حامد مفتي البصرة. 12/ 39/ 3087 المروزي: إبراهيم بن أحمد، أبو إسحاق الشافعي.

10/ 203/ 2197 المروزي: أَحْمَدُ بنُ سَيَّارِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو الحسن الحافظ الفقيه. 10/ 515/ 2476 المروزي: أَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ سَعِيْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو بكر الأموي قاضي حمص. 10/ 140/ 2147 المروزي: سعيد بن مسعود بن عبد الرحمن، أبو عثمان المحدث. 12/ 327/ 3425 المَرْوَزِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو زيد راوي صحيح البخاري. 11/ 336/ 2835 المروزي: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو الحسن. 10/ 376/ 2350 المروزي: مُحَمَّدُ بنُ جَابِرِ بنِ حَمَّادٍ، أَبُو عَبْدِ الله الفقيه الحافظ. 11/ 192/ 2721 المروزي: محمد بن علي بن إبراهيم، أبو عبد الله. 11/ 23/ 2532 المروزي: محمد بن نصر بن الحجاج، أبو عبد الله الحافظ. 11/ 32/ 2540 المروزي: محمد بن يحيى بن سليمان، أبو بكر البغدادي. 11/ 52/ 2559 المري: أحمد بن محمد بن الوليد بن سعيد، أبو بكر الدمشقي. 9/ 102/ 1814 المُرِّيُّ: جُنَادَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي يَحْيَى مفتي دمشق، أبو عبد الله. 13/ 162/ 3934 المري: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، أبو نصر الأذرعي الدمشقي، ابن الجبان. 8/ 335/ 1582 المَرِيْسِيُّ: بِشْرُ بنُ غِيَاثِ بنِ أَبِي كَرِيْمَةَ، أبو عبد الرحمن العدوي.

10/ 31/ 2082 ابن أبي مريم: أحمد بن سعد بن الحكم، أبو جعفر المصري الجمحي الحافظ. 6/ 512/ 1026 ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الله، أبو بكر الغساني الحمحي. 8/ 404/ 1617 ابن أبي مريم: سعيد بن الحكم بن محمد، أبو محمد الجمحي المصري. 12/ 426/ 3549 ابن مزدين: أحمد بن محمد بن علي، أبو علي النهاوندي القومساني. 14/ 426/ 4795 المزرفي: محمد بن الحسين بن علي، أبو بكر البغدادي. 12/ 231/ 3317 المزكى: إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ سَخْتُويه، أبو إسحاق النيسابوري. 12/ 444/ 3573 ابن المزكى: أحمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أبو حامد النيسابوري. 12/ 444/ 3574 ابن المزكى: عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أبو الحسن النيسابوري. 13/ 210/ 3999 ابن المزكى: محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أبو عبد الله "أبو بكر" النيسابوري. 13/ 235/ 4030 المزكى: محمد بن أحمد بن جعفر، أبو حسان المولقاباذي الفقيه. 13/ 486/ 4289 ابْنُ المُزَكِّي: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن محمد بن يحيى ابن سختويه، أبو بكر النيسابوري. 15/ 75/ 2582 المزكى: مُسَدَّدُ بنُ قَطَنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أَبُو الحَسَنِ النيسابوري. 13/ 69/ 3806 المزكى: يَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، أبو زكريا النيسابوري.

10/ 433/ 2400 المزني: أحمد بن أصرم بن خزيمة البصري الهمذاني. 10/ 133/ 2143 المزني: إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَحْيَى بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَمْرِو، أبو إبراهيم المزني المصري تلميذ الشافعي المصنف. 13/ 209/ 3998 المزني: محمد بن عوف بن أحمد، أبو الحسن الدمشقي. 11/ 464/ 2933 المزين: علي بن محمد، أبو الحسن البغدادي. 10/ 531/ 2494 ابن مساور: أحمد بن القاسم، أبو جعفر البغدادي الجوهري. 13/ 105/ 3853 المُسَبِّحِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ المختار الرافضي، المصنف الأمير. 14/ 387/ 4748 المسترشد بالله الفضل بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو منصور الهاشمي الخليفة العباسي البغدادي. 15/ 302/ 5200 المستضيء بأمر الله: الحسن بن يوسف بن محمد بن أحمد، أبو محمد الهاشمي الخليفة العباسي. 14/ 307/ 4659 المستظهر بالله: أحمد بن عبد الله بن محمد، أبو العباس الهاشمي الخليفة العباسي البغدادي. 13/ 98/ 3842 المُسْتَظْهِرُ بِاللهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ هِشَامِ بنِ عبد الجبار، أبو المطرف الملك المرواني. 16/ 379/ 5802 المستعصم بالله: عبد الله بن منصور بن محمد، أبو أحمد الخليفة العباسي البغدادي. 11/ 446/ 2918 المستعلي بالله: أحمد بن معد بن علي، أبو القاسم العبيدي المهدوي المصري صاحب مصر. 12/ 63/ 3704 المستعين: سليمان بن الحكم بن سليمان بن عبد الرحمن، أبو الربيع الأموي الأندلسي صاحب الأندلس. و13/ و63/ و3800

9/ 451/ 1972 المستعين بالله: أحمد بن محمد بن هارون، أبو العباس الخليفة العباسي. 13/ 217/ 4004 المستغفري: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنُ المُعْتَزِّ بنِ مُحَمَّدِ، أبو العباس النسفي. 13/ 124/ 3885 المُسْتَكْفِي: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرحمن الأموي المرواني. 11/ 405/ 2905 المستكفي بالله: عبد الله بن علي، أبو القاسم الخليفة العباسي. 12/ 441/ 3568 المُسْتَمْلِي: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أحمد، أبو إسحاق البلخي. 10/ 426/ 2391 المستملي: أحمد بن المبارك، أبو عمرو النيسابوري حكمويه. 15/ 164/ 5075 المستنجد بالله: يوسف بن محمد بن المقتدي، أبو المظفر الخليفة العباسي. 16/ 376/ 5799 المستنصر: أحمد بن محمد بن أحمد، أبو القاسم الخليفة العباسي البغدادي. 14/ 447/ 4818 المستنصر بالله: أحمد بن عبد الملك بن أحمد بن يوسف بن هود الجذامي الأندلسي. 12/ 275/ 3365 المستنصر بالله: الحكم بن عبد الرحمن بن محمد، أبو العاص الأموي صاحب الأندلس. 11/ 441/ 2917 المستنصر بالله: معد بن علي بن منصور، أبو تميم العبيدي المصري صاحب مصر. 16/ 369/ 5798 المستنصر بالله: منصور بن محمد بن أحمد بن حسن، أبو جعفر الخليفة العباسي البغدادي.

16/ 310/ 5728 ابْنُ المُسْتَوفِي: المُبَارَكُ بنُ أَحْمَدَ بنِ المُبَارَكِ بن موهوب، أبو البركات اللخمي الأربلي صاحب "تاريخ أربل". 14/ 369/ 4727 المسجدي: سهل بن إبراهيم، أبو القاسم النيسابوري السبعي. 13/ 192/ 3970 المسدد بن علي، أبو المعمر الأملوكي الحمصي. 11/ 75/ 2582 مُسَدَّدُ بنُ قَطَنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أَبُو الحَسَنِ النيسابوري المزكى. 9/ 15/ 1745 مسدد بن مسرهد بن مسربل، أبو الحسن الأسدي البصري. 10/ 216/ 2215 ابن أبي مسرة: عبد الله بن أحمد، أبو يحيى المكي. 12/ 396/ 3513 ابْنُ مَسْرُوْرٍ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو الفتح البخلي. 12/ و456/ و3587 و13/ 285/ 4099 ابْنُ مَسْرُوْرٍ: عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بن محمد بن مسرور، أبو حفص النيسابوري. 5/ 23/ 385 مَسْرُوْقُ بنُ الأَجْدَعِ بنِ مَالِكِ بنِ أُمَيَّةَ، أبو عائشة الوادعي الهمذاني. 10/ 497/ 2459 ابن مسروق: أحمد بن محمد، أبو العباس البغدادي. 3/ 120/ 25 مسطح بن أثاثة بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي الصحابي. 6/ 577/ 1056 مِسْعَرُ بنُ كِدَامِ بنِ ظُهَيْرِ بنِ عُبَيْدَةَ، أبو سلمة الهلالي الكوفي شيخ العراق. 13/ 33/ 3761 أَبُو مَسْعُوْدٍ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ الدمشقي. 14/ 254/ 4613 مَسْعُوْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَسْعُوْدِ بنِ مَحْمُوْدِ بن سبكتكين، أبو سعيد صاحب الهند. 16/ 99/ 5497 مسعود بن أرسلان بن مسعود بن مودود بن زنكي، أبو الفتح القاهر.

16/ 243/ 5644 المَسْعُوْدُ أَقسيسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بن أيوب صاحب اليمن. 13/ 310/ 4119 أَبُو مَسْعُوْدٍ البَجَلِيُّ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ شَاذَانَ الرازي. 4/ 105/ 199 أبو مسعود البدري الصحابي. 15/ 197/ 5098 مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل، أبو الفرج الثقفي الأصبهاني. 13/ 492/ 4297 مسعود بن عبد العزيز بن المحسن، أبو جعفر العباسي البياضي الشاعر. 15/ 471/ - مسعود بن عبد الله بن غيث الدقاق. 15/ 135/ - مسعود بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني. 15/ 344/ - مسعود بن علي بن النادر. 15/ 405/ 5317 مسعود بن محمد بن حسن، أبو الحسن الأصبهاني الجمال. 15/ 223/ - مسعود بن سعيد المروزي المسعودي، أبو الفتح. 15/ 134/ 5051 مَسْعُوْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَانِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو المحاسن الغانمي الهروي. 15/ 321/ 5227 مسعود بن محمد بن مسعود، أبو المعالي الطريثيثي النيسابوري القطبي. 15/ 148/ 5060 مسعود بن محمد بن ملكشاه، أبو الفتح السلجوقي. 13/ 178/ 3947 مسعود بن محمود بن سبكتكين شهاب الدولة التركي. 15/ 389/ 5298 مَسْعُوْدِ بن مَوْدُوْدِ بنِ زِنْكِي بنِ أَقسُنْقُر، أبو المظفر الأتابكي صاحب الموصل. 14/ 53/ 4368 مسعود بن ناصر بن عبد الله بن أحمد، أبو سعيد السجزي.

6/ 532/ 1041 المَسْعُوْدِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عتبة بن عبد الله الكوفي. 15/ 299/ 5193 أبو المسعودي: عبد الرحمن بن محمد بن مسعود بن أحمد، أبو حامد المروزي البنجديهي الخمقري. 12/ 121/ 3190 المسعودي: علي بن الحسين بن علي، أبو الحسن البغدادي المؤرخ. 15/ 356/ 5262 المسعودي: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مسعود، أبو سعيد "أبو عبد الله" البنجديهي المروزي الصوري. 7/ 597/ 1370 مِسْكِيْنُ بنُ بُكَيْرٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَرَّانِيُّ الحذاء. 13/ 274/ 4083 ابْنُ مِسْكِيْنٍ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ اللهِ بن محمود بن صهيب، أبو الحسن المصري. 8/ 396/ 1612 مسلم بن إبراهيم، أبو عمرو الأزدي الفراهيدي البصري. 16/ 262/ 5671 المُسَلَّمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ، أبو الغنائم النصيبي الدمشقي المازني خطيب الكتان. 10/ 174/ 2180 مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد، أبو الحسين القشيري النيسابوري. 7/ 228/ 1192 مسلم بن خالد، أبو خالد المخزومي الزنجي المكي. 6/ 219/ 845 أَبُو مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُسْلِمٍ "عثمان". 4/ 512/ 370 أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ ثُوَبٍ الداراني التابعي. 5/ 418/ 642 مسلم بن صبيح، أبو الضحى القرشي الكوفي. 15/ 424/ 5335 مُسْلِمُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو مَنْصُوْرٍ الموصلي ابن السيحي. 14/ 24/ 4340 مسلم بن قريش بن بدران بن حسان، أبو المكارم صاحب الموصل العقيلي شرفي الدولة.

12/ 483/ 3620 أَبُو مُسْلِمٍ الكَاتِبُ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علي بن الحسين البغدادي. 13/ 491/ 4296 أَبُو مُسْلِمٍ اللَّيْثِيُّ: عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد بن الليث البخاري. 7/ 355/ 1277 مسلم بن الوليد الأنصاري البغدادي صريع الغواني الشاعر. 5/ 307/ 573 مسلم بن يسار الجهني تابعي. 5/ 307/ 574 مسلم بن يسار الدوسي. 5/ 304/ 571 مُسْلِمُ بنُ يَسَارٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ المولى الأموي، التميمي. 5/ 306/ 572 مُسْلِمُ بنُ يَسَارٍ، أَبُو عُثْمَانَ المِصْرِيُّ الطُّنْبُذِيُّ. 3/ 94/ 3837 ابْنُ المُسْلِمَةِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ، أبو الفرج البغدادي. 13/ و388/ و4194 و16/ 440/ 5883 أبو مسلمة: أَحْمَدُ بنُ المُفَرّج بن عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العزيز، أبو العباس الدمشقي. 16/ 293/ 5706 ابن المسلمة: الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ هِبَةِ الله ابن رئيس الرؤساء، أبو محمد. 6/ 5/ 718 مَسْلَمَةُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ، أبو سعيد "أبو الأصبغ" الجرادة الصفراء الأموي الدمشقي قائد الجيوش. 13/ 389/ 4195 ابن المسلمة: علي بن الحسن بن أبي الفرج السلمي البغدادي رئيس الرؤساء. 12/ 194/ 3274 مَسْلَمَةُ بنُ القَاسِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أَبُو القَاسِمِ الأندلسي القرطبي. 16/ 410/ 5841 ابن المسلمة: المبارك بن محمد بن عبد الله ابن رئيس الرؤساء، أبو الفتح الفيلسوف.

13/ 387/ 4193 ابْنُ المُسْلِمَةِ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بن حسن بن عبيد، أبو جعفر السلمي البغدادي. 15/ 305/ 5203 ابن المسلمة: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ هِبَة اللهِ، أبو الفرج عضد الدين الوزير. 4/ 433/ 295 مسلمة بن مخلد بن الصامت الأنصاري الصحابي. 16/ 143/ 5546 مِسْمَارُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى، أبو بكر البغدادي ابن العويس النيار. 9/ 575/ 2060 المسمعي: سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَجْرِيُّ النسائي الحافظ. 10/ 300/ 2295 المسمعي: مُحَمَّدُ بنُ شَدَّادِ بنِ عِيْسَى، أَبُو يَعْلَى البصري البغدادي زرقان المتكلم. 9/ 57/ 1775 المسندي: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جعفر، أبو جعفر الجعفي البخاري. 8/ 352/ 1597 أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر أبي ذرامة بن عبد الأعلى بن مسهر الفقيه الغساني الدمشقي. 15/ 61/ 4952 ابن مسهر: علي بن أَبِي الوَفَاءِ سَعْدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الواحد الموصلي الشاعر. 10/ 185/ 2181 المسوحي: الحسن بن علي، أبو علي البغدادي. 4/ 413/ 282 المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ بنِ نَوْفَلِ بنِ أُهَيْبٍ، أبو عثمان "أبو عبد الرحمن" القرشي الصحابي. 5/ 438/ 651 المسيب بن رافع، أبو العلاء الأسدي الكوفي. 5/ 123/ 456 ابن المسيب: سعيد بن المسيب بن حزن، أبو محمد القرشي التابعي. 15/ 66/ 4958 المسيب بن مفرج بن حسن، أبو الذواد الوزير العميد.

9/ 331/ 1887 المسيب بن واضح بن سرحان، أبو محمد السلمي التلمنسي. 13/ 141/ 3913 المشاط: محمد بن إبراهيم الفارسي، أبو بكر. 13/ 130/ 3895 مشرف الدولة: أبو علي، الحسن بنُ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ بنِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بنِ بويه. 16/ 19/ 5408 ابن مشق: مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن حسين، أبو بكر البيع. 15/ 106/ 5008 المشكاني: علي بن محمد بن أحمد، أبو الحسن الروذاوري. 9/ 178/ 1856 مُشْكُدَانَةُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ بن أبان، أبو عبد الرحمن الأموي. 12/ 10/ 3051 المصري: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ، أبو الحسن البغدادي. 14/ 187/ 4521 المصري: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بن أحمد، أبو مطيع الضبي. 16/ 200/ 5585 المِصْرِيُّ: يُوْنُسُ بنُ بَدْرَانَ بنِ فَيْرُوْزِ بنِ صاعد القرشي. 10/ 313/ 2317 مصعب بن أحمد، أبو أحمد القلانسي البغدادي. 9/ 352/ 1896 أبو مصعب: "الزهري" أَحْمَدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ القَاسِمِ بنِ الحَارِثِ بن زرارة الفقيه، قاضي المدينة. 6/ 488/ 1014 مُصْعَبِ بنِ ثَابِتِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزبير، أبو عبد الله الأسدي الزبيري. 5/ 73/ 416 مصعب بن الزبير بن العوام، أبو عيسى "أبو عبد الله" القرشي الأسدي. 5/ 204/ 493 مصعب بن سعد بن أبي وقاص مالك القرشي الزهري.

9/ 96/ 1808 مصعب بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُصْعَبِ بنِ ثَابِتِ، أبو عبد الله القرشي الأسدي البغدادي. 3/ 96/ 12 مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مناف الصحابي. 13/ 152/ 3929 ابْنُ مُصْعَبٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو بكر التيمي الأصبهاني. 16/ 39/ 5417 مُصْعَبُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسْعُوْدِ بنِ عَبْدِ الله، أبو ذر الأندلسي الجياني ابن أبي ركب. 9/ 479/ 1990 ابن مصفى: محمد بن مصفى بن بهلول، أبو عبد الله القرشي الحمصي. 15/ 24/ - مصلح بن منجح بن مفلح. 8/ 517/ 1705 المصمودي: يَحْيَى بنُ يَحْيَى بنِ كَثِيْرِ بنِ وِسْلاَسَ، أبو محمد الليثي البربري الأندلسي. 10/ 389/ 2357 المصيصي: عبد الله بن الحسين بن جابر، أبو محمد البغدادي الثغري. 12/ 268/ 3354 المصيصي: علي بن أحمد بن علي، أبو الحسن. 14/ 102/ 4430 المصيصي: علي بن محمد بن علي، أبو القاسم ابن أبي العلاء الشافعي الفرضي. 14/ 490/ 4871 المَصِّيْصِيُّ: نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ القوي، أبو الفتح اللاذقي. 10/ 211/ 2208 المصيصي: يُوْسُف بنُ سَعِيْدِ بنِ مُسَلَّم، أَبُو يَعْقُوْبَ الحافظ المصنف. 11/ 155/ 2674 ابن مطر: علي بن إبراهيم، أبو الحسن البغدادي السكري. 11/ 538/ 3026 ابْنُ أَبِي مَطَرٍ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بن يزيد، أبو الحسن المعافري قاضي الإسكندرية.

12/ 230/ 3316 ابْنُ مَطَرٍ: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو عمرو النيسابوري المزكى. 6/ 166/ 817 مطر: الوراق بن طهمان، أبو رجاء الخراساني البصري. 11/ 92/ 2603 المطرز: القاسم بن زكريا بن يحيى، أبو بكر البغدادي. 16/ 229/ 4580 المطرز: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَنْدَه، أبو سعد الأصبهاني. 16/ 71/ 5465 المطرزي: ناصر بن عبد السيد بن علي، أبو الفتح الخوارزمي. 6/ 275/ 870 مطرف بن طريف، أبو بكر "أبو عبد الرحمن" الكوفي الحارثي. 5/ 105/ 445 مطرف بن عبد الله بن الشخير، أبو عبد الله الحرشي العامري البصري. 13/ 22/ 3748 أبو المطرف ابن فطيس: عبد الرحمن بن محمد بن فطيس القرطبي المالكي. 16/ 435/ 5877 ابْنُ مَطْرُوْحٍ: يَحْيَى بنُ عِيْسَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن الحسين الصعيدي. 15/ 69/ 4964 ابن مطكود: علي بن أحمد بن مقاتل السوسي الدمشقي. 15/ 69/ 4963 ابن مطكود: نصر بن أحمد بن مقاتل، أبو القاسم السوسي الدمشقي. 15/ 317/ 5221 ابن المطلب: حسني بن هبة الله بن محمد بن علي، أبو المظفر البغدادي. 7/ 332/ 1257 المطلب بن زياد بن أبي الثقفي. 6/ 62/ 769 المُطَّلِبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَنْطَبٍ القُرَشِيُّ.

14/ 28/ 4347 ابن المطلب: محمد بن علي بن محمد، أبو سعد الكرماني البغدادي الشاعر. 14/ 300/ 4648 ابن المطلب: هبة الله بن محمد بن علي، أبو المعالي الكرماني. 14/ 61/ 4373 المطهر بن عبد الواحد بن محمد، أبو الفضل البزاني اليربوعي الأصبهاني. 12/ 294/ 3384 المطوعي: الحسن بن سعيد بن جعفر، أبو العباس العباداني. 11/ 504/ 2987 المطيري: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ، أبو بكر البغدادي. 14/ 187/ 4521 أَبُو مُطِيعٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عبد العزيز بن أحمد الضبي المدني. 11/ 406/ 2906 المطيع لله: الفضل بن جعفر بن أحمد، أبو القاسم الخليفة العباسي. 11/ 28/ 2534 مطين: محمد بن عبد الله بن سليمان، أبو جعفر الحضرمي، محدث الكوفة. 11/ 344/ 2841 ابن مظاهر: عَبْدُ اللهِ بنُ مُظَاهِرٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ الحافظ. 15/ 59/ 4950 المظفر بن أردشير، أبو منصور المروزي العبادي الأمير. 14/ 85/ 4410 المظفر بن الأفطس. 14/ 155/ 4485 أَبُو المُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ: مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الجبار بن أحمد التميم المروزي. 16/ 432/ 5870 مظفر بن عبد الملك بن عتيق، أبو منصور الإسكندراني بن الفوي.

15/ 90/ 4990 مُظَفَّرُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بن جهير، أبو نصر الوزير. 16/ 130/ 5531 المظفر: غازي بن محمد بن أيوب بن شاذي التكريتي. 16/ 394/ 5812 المظفر: قطز بن عبد الله المعزي محمود بن ممدود. 12/ 393/ 3511 ابْنُ المُظَفَّرِ: مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ بنِ مُوْسَى بن عيسى، أبو الحسين البغدادي. 8/ 294/ 1551 مظفر بن مدرك، أبو كامل البغدادي الخراساني. 11/ 375/ 2870 المظفر المعتضدي: مؤنس الخادم. 15/ 169/ 5078 أبو المظفر: هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بن عمر بن السمرقندي. 3/ 269/ 91 مُعَاذُ بنُ جَبَلِ بنِ عَمْرِو بنِ أَوْسٍ بن عائذ الصحابي. 4/ 25/ 168 معاذ بن الحارث بن رفاعة الأنصاري البخاري الصحابي. 3/ 154/ 46 مُعَاذُ بنُ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ بنِ كَعْبٍ الأنصاري الصحابي. 10/ 515/ 2475 معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ، أبو المثنى العنبري. 7/ 432/ 1298 معاذ بن مسلم، أبو مسلم الكوفي النحوي الهراء. 7/ 505/ 1329 مُعَاذُ بنُ مُعَاذِ بنِ نَصْرِ بنِ حَسَّانٍ، أبو المثنى العنبري البصري. 8/ 106/ 1432 معاذ بن هشام بن سنبر البصري المحدث. 5/ 303/ 568 مُعَاذَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ، أُمُّ الصَّهْبَاءِ العَدَوِيَّةُ البصرية. 13/ 120/ 3879 المعاذي: الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، أبو عبد الله النيسابوري. 10/ 70/ 2123 ابن معارك: الحسين بن نصر، أبو علي البغدادي. 11/ 521/ 3012 المعافري: أَيُّوْبُ بنُ صَالِح بنِ سُلَيْمَانَ بنِ هَاشِمِ، أبو صالح القرطبي المالكي.

16/ 258/ - المعافي بن إسماعيل الموصلي. 12/ 473/ 3607 المُعَافَى بنُ زَكَرِيَّا بنِ يَحْيَى بنِ حُمَيْدٍ، أبو الفرج النهرواني الجريري. 9/ 155/ 1838 المعافي بن سليمان الرسعني. 7/ 525/ 1337 المعافي بن عمران، أبو عمران الحميري الظهري الحمصي. 7/ 521/ 1336 المُعَافَى بنُ عِمْرَانَ بنِ نُفَيْلِ بنِ جَابِرِ، أبو مسعود الأزدي الموصلي. 16/ 330/ - معالي بن سلامة الحراني العطار. 14/ 17/ 4334 أَبُو المَعَالِي: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ اللهِ بن يوسف بن عبد الله بن يوسف ابن محمد بن حيويه الجويني النيسابوري، إمام الحرمين. 14/ 475/ 4852 أَبُو المَعَالِي الفَارِسِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ محمد بن حسين النيسابوري. 7/ 520/ 1334 أبو معاوية الأسود. 4/ 206/ 232 مُعَاوِيَةُ بنُ حُدَيْجِ بنِ جَفْنَةَ بنِ قَتِيْرَةَ، أبو نعيم "أبو عبد الرحمن" الكندي الصحابي. 9/ 575/ 2059 معاوية بنُ حَرْبِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الطَّائِيُّ الموصلي. 4/ 257/ 247 مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرِ بنِ حَرْبٍ بن أمية القرشي، أبو عبد الرحمن الصحابي الخليفة. 7/ 75/ 1144 معاوية بن سلام بن ممطور الحبشي العربي الشامي. 6/ 573/ 1055 معاوية بن صالح بن حدير، أبو عمرو "أبو عبد الرحمن" الحضرمي قاضي الأندلسي. 10/ 227/ 2230 معاوية بن صالح بن معاوية يسار، أبو عبيد الله الدمشقي الأشعري.

7/ 76/ 1145 معاوية بن عبيد الله بن يسار، أبو عبيد الله الشامي الوزير. 8/ 344/ 1590 مُعَاوِيَةُ بنُ عَمْرِو بنِ المُهَلَّبِ بنِ عَمْرٍو، أبو عمرو الأزدي المعنى. 5/ 470/ 670 معاوية بن قرة بن إياس، أبو إياس المزني البصري. 7/ 516/ 1333 أَبُو مُعَاوِيَةَ: مُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ السَّعْدِيُّ الكُوْفِيُّ. 5/ 73/ 414 معاوية بنِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، أبو ليلى القرشي الأموي. 5/ 508/ 694 معبد بن خالد الجدلي الكوفي، أبو القاسم. 4/ 443/ 305 معبد بن عباس بن عبد المطلب. 5/ 103/ 444 معبد عبد الله بن عويمر "ابن عبد الله" ابن عكيم الجهني. 16/ 61/ 5446 المعبر الخَضِرُ بنُ كَامِلِ بنِ سَالِمِ بنِ سُبَيْعٍ، أبو العباس الدمشقي السروجي. 13/ 275/ 4085 ابن المعتز عبيد بنُ المُعْتَزِّ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو الحسن النيسابوري. المعتز بالله: محمد "الزبير" بن جعفر بن محمد بن محمد بن هارون، أبو عبد الله الخليفة 10/ 158/ 2171 العباسي. 8/ 536/ 1723 المعتزلي: أحمد بن الحسين الضرير المتكلم، أبو مخالد. 13/ 42/ 3775 المعتزلي: عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، أبو الحسن الهمذاني المتكلم. 9/ 413/ 1945 المعتزلي: عمرو بن بحر الجاحظ، أبو عثمان. 13/ 230/ 4025 المعتزلي: محمد بن علي بن الطيب، أبو الحسين البصري. 11/ 294/ 2783 المعتزلي: محمد بن عمر، أبو عبد الله الصيمري. 8/ 529/ 1710 المعتزلي: مُحَمَّدُ بنُ الهُذَيْلِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ البَصْرِيُّ العلاف. و9/ و189/ و1871

15/ 17/ 4891 المعتزلي: محمود بن عمر بن محمد الزمخشري المصنف. 8/ 384/ 1610 المعتصم: أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد بن محمد الخليفة العباسي. 14/ 84/ 4409 المتعصم ابن صمادح: محمد بن معن بن محمد بن أحمد، أبو يحيى التجيبي الأندلسي، السلطان. 13/ 411/ 4220 المعتضد: عَبَّادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبَّادٍ، أبو عمرو اللخمي. 10/ 479/ 2446 المعتضد بالله: أحمد بن طلحة بن جعفر، أبو العباس، الخليفة العباسي. 12/ 556/ 3707 المعتلي بالله: يحيى بن علي بن حمود، أبو زكريا العلوي الإدريسي أمير الأندلس. 14/ 126/ 4458 المعتمد بن عباد بن محمد بن إسماعيل بن قريش، أبو القاسم اللخمي. 15/ 10/ 4883 ابن المعتمد: محمد بن الفضل، أبو الفتوح الإسفراييني. 10/ 163/ 2173 المعتمد على الله: أحمد بن جعفر بن المعتصم بن الرشيد، أبو العباس "أبو جعفر" الخليفة العباسي. 7/ 428/ 1294 معتمر بن سليمان بن طرخان، أبو محمد التيمي البصري. 8/ 531/ 1713 أبو المعتمر: معمر بن عمرو "عباد" البصري المعتزلي. 11/ 441/ 2917 معد بن علي بن منصور، أبو تميم المستنصر بالله العبيدي المصري. 11/ 428/ 2913 معد بن المنصور إسماعيل بن القائم، أبو تميم المعز لدين الله العبيدي المهدوي المغربي. 11/ 318/ 2810 ابن معدان: علي بن الحسين، أبو الحسن الفارسي الفسوي.

11/ 248/ 2739 ابْنُ مَعْدَانَ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَاشِدٍ، أبو بكر الثقفي الأصبهاني. 15/ 241/ 5147 المعداني رَجَاءُ بنُ حَامِدِ بنِ رَجَاءِ بنِ عُمَرَ، أبو القاسم الأصبهاني. 3/ 362/ 104 معدي كرب بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي الأشعث الصحابي. 5/ 96/ 433 المَعْرُوْرُ بنُ سُوَيْدٍ، أَبُو أُمَيَّةَ الأَسَدِيُّ الكُوْفِيُّ. 12/ 399/ 3521 ابن معروف: عبيد الله بن أحمد، أبو محمد البغدادي شيخ المعتزلة. 8/ 86/ 1424 معروف الكرخي ابن فيروز "فيرزان"، أبو محفوظ البغدادي الصوفي. 12/ 123/ 3194 ابن معروف: مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَعْرُوفِ بنِ أَبَانٍ التميمي الدمشقي. 13/ 291/ 4107 المَعَرِّيُّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو العلاء التنوخي. 15/ 342/ 5250 المعري: شاكر بن عبد الله بن محمد، أبو اليسر التنوخي الكاتب. 16/ 323/ 5746 ابن المعز: أحمد بن محمد بن محمود، أبو علي الحراني. 16/ 392/ 5811 المعز: أيبك التركماني الجاشنكير، صاحب مصر. 13/ 351/ 4166 المُعِزُّ بنُ بَادِيسِ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ بُلُكِّينَ بن زيري بن مناد الحميري المغربي. 12/ 248/ 3334 معز الدولة: أحمد بن بويه بن فناخسرو بن تمام، أبو الحسين الديلمي الفارسي. 11/ 428/ 2913 المعز لدين الله: معد بن المنصور إسماعيل بن القائم، أبو تميم العبيدي المهدوي.

12/ 425/ 3548 المعزي: جوهر الرومي، أبو الحسن. 16/ 67/ 5456 ابن المعز: عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن أبي زيد، أبو الفضل الهمذاني. 10/ 308/ 2310 أبو معشر: جعفر بن محمد البلخي المنجم. 10/ 202/ 2195 ابن أبي معشر: الحسين بن محمد بن نجيح السندي المدني. 11/ 92/ 2602 أَبُو مَعْشَرٍ الدَّارِمِيُّ: الحَسَنُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ نافع الدارمي. 10/ 203/ 2196 ابن أبي معشر: محمد بن نجيح السندي، أبو عبد الملك البغدادي. 7/ 100/ 1166 أَبُو مَعْشَرٍ: نَجِيْحُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السِّنْدِيُّ. 15/ 474/ 5380 ابن المعطوش: المبارك بن المبارك بن هبة الله، أبو طاهر الحريمي العطار. 16/ 239/ 5639 ابن معطي: يَحْيَى بنُ عَبْدِ المُعْطِي بنِ عَبْدِ النُّوْرِ، أبو الحسين الزواوي. 16/ 390/ 5807 المعظم: تورانشاه بن أيوب بن الكامل. 16/ 485/ 5950 المعظم الحلبي: تورانشاه بن يوسف بن أيوب، أبو المفاخر. 16/ 123/ 5526 المعظم: عيسى بن محمد. 12/ 399/ 3520 ابن معقل: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَحْفُوظِ، أبو إسحاق النيسابوري. 16/ 406/ 5835 ابن معقل: أَحْمَدَ بن عَلِيِّ بنِ مَعْقِلٍ المُهَلَّبِيّ الحِمْصِيّ. 4/ 157/ 221 معقل بن سنان الأشجعي الصحابي. 7/ 22/ 1108 معقل بن عبيد الله، أبو عبد الله الجزري. 4/ 157/ 220 معقل بن يسار المزني، أبو علي البصري الصحابي. 15/ 118/ 5026 ابن المعلم: محمد بن محمد بن محمد، أبو الحسن الهاشمي ابن غبرة.

13/ 96/ 3840 ابن المعلم: محمد بن محمد بن النعمان، أبو عبد الله الشيعي. 9/ 36/ 1753 معلى بن أسد: أبو الهيثم العمي البصري. 14/ 45/ 4357 معلى بن حيدرة، أبو الحسن الكتامي. 9/ 143/ - معلى بن مهدي الموصلي. 365/ / و8/ 426/ 1632 معلى بن منصور، أبو يعلى الحنفي الرازي البغدادي. 6/ 471/ 1002 معمر بن راشد، أبو عروة الأزدي البصري. 7/ 598/ 1371 معمر بن سليمان، أبو عبد الله النخعي الرقي. 16/ 51/ 5436 بنت معمر: عائشة بنت معمر بن الفاخر، أم حبيبة العبشمية. 5/ 69/ 408 أَبُو مَعْمَرٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ سَخْبَرَةَ الأَزْدِيُّ الكوفي. 15/ 206/ 5106 مَعْمَرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ رَجَاءِ بنِ عبد الواحد، أبو أحمد العبشمي ابن الفاخر. 14/ 344/ 4683 المعمر بن علي بن المعمر ابن أبي عمامة، أبو سعد البغدادي. 8/ 531/ 1713 معمر بن عمرو "عباد"، أبو المعتمر المعتزلي. 8/ 151/ 1481 معمر بن المثنى، أبو عبيدة التيمي النحوي. 10/ 547/ - معمر بن محمد البلخي، أبو شهاب. 14/ 205/ 4550 المُعَمَّرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن إِسْمَاعِيْلَ، أبو البقاء الحبال خريبة. 9/ 121/ 1822 أبو معمر الهذلي: إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مَعْمَرِ بنِ الحَسَنِ الهروي. 10/ 506/ 2470 المعمري: الحسن بن علي بن شبيب، أبو علي محدث العراق.

7/ 497/ 1323 المعمري: محمد بن حميد، أبو سفيان البصري. 6/ 534/ 1043 معن بن زائدة، أبو الوليد الشيباني. 3/ 195/ 69 معن بن عدي بن الجد بن العجلان الأنصاري. 8/ 65/ 1404 معن بن عيسى بن يحيى، أبو يحيى المدني. 14/ 84/ 4409 معن بن محمد بن أحمد، أبو يحيى التجيبي الأندلسي المعتصم ابن صمادح. 16/ 405/ 5831 ابْنُ المُعَوَّجِ: مَنْصُوْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ بن محمد، أبو غالب البغدادي المراتبي الخلال. 4/ 26/ 169 معوذ بن الحارث بن رفاعة بن عفراء الصحابي. 3/ 156/ 47 معوذ بن عمرو بن الجموح الأنصاري الصحابي. 14/ 261/ 4622 المعير: أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو غالب البغدادي. 4/ 103/ 198 معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي المهاجري. 16/ 338/ 5768 المعين: الحسن بن محمد بن عمر بن حموية، أبو علي الجويني. 10/ 303/ 2302 أبو معين: الحسين بن الحسن الرازي. 10/ 494/ 2454 المغازلي: بدر "أحمد" بن المنذر، أبو بكر البغدادي. 10/ 405/ 2371 المغامي: يوسف بن يحيى، أبو عمرو الأزدي الأندلسي. 15/ 344/ 5253 ابن مغاور: عبد الرحمن بن محمد بن مغاور بن حكم، أبو بكر السلمي الشاطبي. 8/ 61/ 1398 ابن مغراء: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَغْرَاءَ بنِ عِيَاضِ بنِ الحارث، أبو زهير الدوسي. 13/ 327/ 4133 المغربي: أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ خَلَفِ بنِ حَمُّوْد، أبو بكر النيسابوري.

13/ 123/ 3884 ابْنُ المَغْرِبِيِّ: الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو القاسم الوزير المصري. 12/ 243/ 3329 المغفلي: أَحْمَدُ بنُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو محمد الهروي الباز الأبيض. 11/ 318/ 2811 ابن المغلس: أحمد بن محمد، أبو عبد الله البغدادي البزاز المحدث. 11/ 319/ 2812 ابن المغلس: جعفر بن محمد، أبو القاسم البغدادي البزاز. 13/ 204/ 3992 ابْنُ مُغَلِّسٍ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بنِ السيد، أبو محمد القيسي الأندلسي. 11/ 387/ 2888 ابْنُ المُغَلِّسِ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد، أبو الحسن البغدادي. 11/ 219/ 2726 ابن المغلوب: ميمون بن عمر، أبو عمر المغربي الأفريقي. 8/ 550/ 1737 أبو المغيث الرافقي موسى "عيسى" بن سابق. 13/ 221/ 4007 ابْنُ مُغِيْثٍ: يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد، أبو الوليد القرطبي ابن الصفار. 14/ 370/ 4728 مغيث الدين: مَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَلِكْشَاه السَّلْجُوْقِيُّ صَاحِبُ العراق. 8/ 349/ 1595 أبو المغيرة الخولاني: عبد القدوس بن الحجاج الحمصي المحدث. 6/ 600/ 1075 المغيرة بن زياد أبو هاشم الموصلي. 4/ 197/ 229 المغيرة بن شعبة بن أبي عامر، أبو عيسى "أبو عبد الله، أبو محمد" الصحابي الأمير. 7/ 221/ 1185 المُغِيْرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدٍ القرشي المدني قصي.

8/ 349/ 1595 أَبُو المُغِيْرَةِ: عَبْدُ القُدُّوْسِ بنُ الحَجَّاجِ الخَوْلاَنِيُّ الحمصي. 7/ 241/ 1201 المغيرة بن مسلم القسملي السراج. 6/ 192/ 835 مغيرة بن مقسم، أبو هشام الضبي الكوفي. 12/ 376/ 3486 ابْنُ مُفَرِّجٍ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو عبد الله "أبو بكر" الأموي القرطبي. 12/ 308/ 3401 ابن المفسر: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الناصح، أبو أحمد الدمشقي. 13/ 148/ 3922 المفسر: مَنْصُوْرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو نصر النيسابوري. 13/ 192/ 3971 المفضل بن إسماعيل بن أبي الإسماعيلي، أبو معمر الجرجاني. 16/ 92/ 5492 ابن المفضل الحافظ: علي بن المفضل بن علي، أبو الحسن المقدسي الإسكندراني. 15/ 334/ - المفضل بن الحسين الحميري البانياسي. 11/ 223/ 2731 المفضل بن سلمة بن عاصم، أبو طالب البغدادي. 16/ 479/ 5939 مفضل بن علي، أبو العز. 7/ 297/ 1243 المفضل بن فضالة بن أبي أمية، أبو مالك القرشي البصري. 7/ 224/ 1187 مفضل بن فضالة بن عبيد، أبو معاوية القتباني المصري. 11/ 159/ 2682 المفضل بن محمد بن إبراهيم بن مفضل، أبو سعيد الجندي الشعبي الكوفي. 11/ 223/ - المفضل بن محمد الضبي. 7/ 77/ 1147 مفضل بن مهلهل، أبو عبد الرحمن المصري الكوفي. 15/ 24/ 4900 مُفْلِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، أبو الفتح البغدادي الدومي.

11/ 391/ 2895 مفلح بن عبد الله، أبو صالح الدمشقي. 14/ 141/ 4471 ابن مفوز: طاهر بن مفوز بن أحمد، أبو الحسن المعافري الشاطبي. 14/ 319/ 4666 ابن مفوز: مُحَمَّدُ بنُ حيدرَةَ بن مفوَّز بن أَحْمَدَ، أبو بكر المعافري الشاطبي. 12/ 300/ 3392 المفيد: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ، أبو بكر الجرجائي. 13/ 400/ 4203 المقرئ: أحمد بن علي بن يحيى، أبو منصور التبريزي الأسداباذي. 8/ 318/ 1566 المقرئ: عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أبو عبد الرحمن الأهوازي شيخ الحرم. 12/ 381/ 3493 ابْنُ المُقْرِئِ: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيٍّ بن عاصم، أبو بكر الأصبهاني. 12/ 191/ 3270 ابْنُ مِقْسَمٍ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ يَعْقُوْبَ، أبو بكر البغدادي العطار. 9/ 34/ 1751 المقعد: عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ أَبِي الحَجَّاجِ "ميسرة"، أبو معمر المنقري البصري. 12/ 488/ 3626 مقلد بن المسيب بن رافع العقيلي حسام الدولة صاحب الموصلي. 11/ 460/ 2931 ابن مقلة: محمد بن علي بن حسن، أبو علي الوزير. 7/ 14/ 1101 المقنع: عطاء الساحر العجمي. 10/ 23/ 2072 المقوم: يحيى بن حكيم، أبو سعيد البصري. 14/ 52/ 4366 المقومي: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الهَيْثَمِ، أبو منصور القزويني.

16/ 348/ 5785 ابن المقير: علي بن الحسين بن علي بن منصور، أبو الحسن الأزجي. 16/ 307/ 5723 ابن المكبس: عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ يُوْسُفَ بنِ هِبَةِ اللهِ بن محمد بن الطفيل، أبو القاسم الدمشقي المصري. 10/ 487/ 2447 المكتفي بالله: علي بن أحمد بن طلحة بن جعفر، أبو محمد العباسي. 3/ 219/ 82 ابن أم مكتوم: عبد الله بن قيس بن زائدة المؤذن الصحابي. 5/ 475/ 673 مكحول الأزدي البصري، أبو عبد الله العتكي. 5/ 472/ 672 مكحول الدمشقي: ابن أبي مسلم شهراب بن شاذل، المولى الشامي أبو عبد الله. 11/ 364/ 2861 مكحول بن الفضل: محمد أبو مطيع النسفي الحافظ الفقيه. 11/ 364/ 2862 مَكْحُوْلٌ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ السلام بن أبي أيوب، أبو عبد الرحمن البيروتي. 12/ 91/ 3141 مكرم بن أحمد بن محمد بن مكرم، أبو بكر البغدادي. 16/ 366/ - مكرم بن أبي الحسن الأنصاري، جلال الدين المنشئ. 12/ 545/ 2699 ابن مكرم: محمد بن الحسين بن مكرم، أبو بكر البغدادي. 16/ 301/ 5718 مُكْرَمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ بنِ مُحَمَّدِ بن أحمد، أبو الفضل القرشي الدمشقي السفار. 16/ 193/ 5577 ابْنُ مُكَرَّمٍ: مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ المكرم بن عبد الله، أبو جعفر البغدادي الصوفي. 15/ 385/ - المكرم بن هبة الله بن مكرم الصوفي. 8/ 329/ - مكنونة: سرية المهدي، أم علية بنت المهدي. 13/ 20/ 3745 ابن المكوي: أحمد بن عبد الملك بن هاشم، أبو عمر الإشبيلي.

8/ 214/ 1527 مَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ بَشِيْرِ بنِ فَرْقَدٍ، أبو السكن التميمي الحنظلي. 13/ 494/ 4300 مكي بن جابار، أبو بكر الدينوري. 13/ 232/ 4027 مكي بن حموش "ابن أبي طالب" بن محمد بن مختار، أبو محمد القيسي القيرواني. 16/ 11/ 5397 مَكِّيُّ بنُ رَيَّانَ بنِ شَبَّةَ بنِ صَالِحٍ، أبو الحرم الماكسيني الموصلي. 16/ 477/ - مكي بن عبد الرزاق بن يحيى بن خطيب عقربا. 14/ 188/ 4522 مكي بن عبد السلام بن الحسين، أبو القاسم الرميلي المقدسي. 11/ 383/ 2883 مَكِّيُّ بنُ عَبْدَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَكْرِ، أبو حاتم التميمي النيسابوري. 16/ 447/ 5887 مَكِّيُّ بنُ المُسَلَّم بنِ مَكِّيِّ بنِ خَلَفِ ابن علان، أبو محمد القيسي الدمشقي. 14/ 133/ 4462 مَكِّيُّ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلاَّنَ، أبو الحسن السلار الكرجي. 15/ 427/ 5341 ابن ملاح الشط عبد الرحمن بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو الفرج القصيري البواب. 12/ 529/ 3677 الملاحي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى، أبو نصر البخاري. 16/ 147/ 5553 المَلاَّحِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن مفرج، أبو القاسم الغافقي الأندلسي. 10/ 56/ 2110 ابن ملاس: محمد بن هشام، أبو جعفر النميري الدمشقي.

16/ 106/ 5506 ابْنُ مُلاَعِبٍ: دَاوُدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ بن منصور بن ثابت، أبو البركات. 10/ 519/ 2482 ابن ملحان: أحمد بن إبراهيم، أبو عبد الله البغدادي. 11/ 473/ 2947 الملحمي: أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو بكر الخزاعي القاضي. 13/ 481/ 4283 الملقاباذي: محمد بن حسان بن محمد، أبو بكر النيسابوري. 14/ 495/ 4876 ملك الخطا كوخان التركي. 13/ 341/ 4150 الملك الرحيم: خُسْرُو بنُ أَبِي كَالِيْجَارَ بنِ سُلْطَانِ الدَّوْلَةِ ابن بويه أبو نصر. 16/ 484/ 5949 الملك الرحيم: لؤلؤ/ أبو الفضائل الأرمني النوري صاحب الموصل. 12/ 446/ 3577 الملك: سبكتكين صاحب بلخ. 12/ 546/ 3701 ملك سِجِسْتَان خَلَفُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الليث. 16/ 387/ 5806 الملك الصالح: أيوب بن محمد بن المبارك، أبو الفتوح القاهري. 16/ 291/ 5703 الملك المحسن: أحمد بن صلاح الدين بن أيوب ظهير الدين. 16/ 396/ 5815 الملك المحسن: أحمد بن يوسف بن أيوب، أبو العباس. 13/ 502/ 4308 مَلِكُ المَغْرِبِ: أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ اللَّمْتُوْنِيُّ البربري. 14/ 87/ 4411 ملك المغرب النَاصِرُ: بنُ عِلْنَاسَ بنِ حَمَّادِ بنِ بُلُكِّيْنَ بن زيري الصنهاجي. 16/ 391/ 5808 الملك الموحد: عبد الله بن تورانشاه بن أيوب. 15/ 295/ 5187 مَلِكُ المَوْصِلِ: غَازِي بنُ مَوْدُوْدِ بنِ زنْكِي بن آقسنقر التركي.

14/ 78/ 4397 الملك المؤيد: إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين صاحب غزنة. 14/ 125/ 4457 ملكشاه بن ألب أرسلان محمد بن جغريبك، أبو الفتح السلجوقي التركي. 16/ 140/ 5541 الملكي: ياقوت بن عبد الله الموصلي. 14/ 108/ 4437 الملنجي: سُلَيْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو مسعود الأصبهاني. 16/ 89/ 5485 المِلَنْجِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ، أبو عبد الله الأصبهاني القطان. 14/ 299/ 4645 ابن ملة: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو عثمان الأصبهاني. 14/ 400/ 4758 ابن ملوك: أحمد بن محمود بن عبد الملك، أبو المواهب البغدادي الوراق. 7/ 241/ 1203 أبو المليح: الحسن بن عمر "عمرو" الرقي. 12/ 33/ 3079 ابن مليح: الحسن بن يوسف، أبو علي الطرائفي المصري. 5/ 433/ 648 أبو المليح: عامر "زيد" بن أسامة بن عمير بن عامر الهذلي الكوفي. 13/ 411/ 4219 المليجي: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ داود، أبو عمر الهروي. 5/ 429/ 645 ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ الله، أبو بكر "أبو محمد" القرشي التيمي. 16/ 44/ 5425 ابن مماتي: أسعد بن الخطير مهذب بن مينا، أبو المكارم المصري. 12/ 5/ 3039 الممسي: العباس بن عيسى، أبو الفضل. 10/ 538/ - ممشاذ الدينوري.

5/ 208/ 504 ممطور: أبو إسلام الحبشي الدمشقي. 11/ 508/ 2992 ابْنُ مَمَّكَ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَكِيْم، أبو عمرو المديني الأصبهاني. 11/ و523/ و3016 و12/ 16/ 3060 مموس: إبراهيم بن محمد بن يعقوب، أبو إسحاق الهمذاني الترابي. 11/ 540/ 3031 ابن المنادى: أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله، أبو الحسين البغدادي. 10/ 172/ 2178 ابن المنادى: محمد بن عبيد الله بن يزيد، أبو جعفر البغدادي. 13/ 229/ 4021 المنازى: أحمد بن يوسف، أبو نصر. 10/ 150/ 2159 المنبجي: حَاجِبُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ بَسَّامٍ، أَبُو سَعِيْدٍ الحافظ. 11/ 179/ 2704 المنبجي: عُمَرُ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعْدِ، أبو بكر الطائي. 8/ 314/ 1561 منبه بن عثمان الدمشقي اللخمي المحدث. 6/ 57/ 763 ابن منبه: همام بن منبه، أبو عقبة الأنباوي. 14/ 67/ 4384 ابْنُ مُنْتَابٍ: أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ بن عمرو، أبو محمد البصري الدقاق. 16/ 405/ 5830 المنتجب بن أبي العز بن رشيد الهمذاني. 12/ 532/ 3682 المنتصر: إسماعيل بن نوح بن نصر بن نوح، أبو إبراهيم الساماني صاحب بخارى. 9/ 449/ 1971 المنتصر بالله: محمد بن جعفر بن محمد، أبو جعفر "أبو عبد الله" العباسي. 10/ 282/ 2276 المنتظر: محمد بن الحسن بن علي بن محمد، أبو القاسم الهاشمي العلوي.

9/ 384/ - منجاب بن الحارث. 15/ 331/ - منجب بن عبد الله المرشدي، أبو المعالي. 15/ 24/ - منجح بن مفلح الدومي. 10/ 308/ 2310 المنجم، جعفر بن محمد البلخي، أبو معشر. 12/ 541/ 3694 المنجم: علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، المصري الصدفي صاحب "الزيج". 10/ 376/ 2351 المنجم: علي بن يحيى بن أبي منصور، أبو الحسن الأخباري الشاعر. 11/ 317/ 2808 المنجم: محمد بن جابر بن سنان، أبو عبد الله الحراني التباني صاحب "الزيج الحاكمي". 10/ 444/ 2409 المنجم: هَارُوْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى بنِ أَبِي منصور، أبو عبد الله البغدادي. 10/ 445/ 2410 المنجم: يحيى بن علي بن يحيى: أبو محمد البغدادي. 11/ 87/ 2594 المنجنيقي، إسحاق بن إبراهيم بن يونس، أبو يعقوب البغدادي. 16/ 230/ 5629 المنجنيقي: يعقوب بن صابر بن بركات، أبو يوسف الحراني البغدادي الشاعر. 13/ 146/ 3920 ابْن مَنْجُويه: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ بن إبراهيم، أبو بكر اليزدي الأصبهاني. 16/ 17/ 5406 ابْنُ المُنَجَّى: أَسَعْدُ بنُ المُنَجَّى بنِ بَرَكَاتٍ بنِ المُؤَمَّلِ، أبو المعالي، التنوخي المعري الدمشقي. 16/ 18/ 5407 المندائي: محمد بن أَحْمَدَ بنِ بختيَار بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو الفتح الواسطي.

13/ 458/ 4260 ابْنُ مَنْدَه: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إسحاق بن محمد، أبو القاسم العبدي الأصبهاني. 13/ 509/ 4318 ابن منده: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أبو عمر العبدي الأصبهاني. 13/ 461/ 4261 ابن منده: عبيد الله بن محمد، أبو الحسن. 12/ 498/ 3638 ابن منده: مُحَمَّد بنِ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، أبو عبد الله العبدي الأصبهاني. 11/ 115/ 2626 ابن منده: محمد بن يحيى بن إبراهيم بن الوليد، أبو عبد الله العبدي الأصبهاني. 16/ 274/ 5688 ابْنُ مَنْدَةَ: مَحْمُوْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سُفْيَانَ، أبو الوفاء العبدي الأصبهاني. 14/ 306/ 4658 ابن منده: يحيى بن عبد الوهاب بن محمد، أبو زكريا العبدي الأصبهاني. 16/ 67/ 5458 ابْنُ مَنْدَوَيْه: عَبْدُ الجَلِيْلِ بنُ أَبِي غَالِبٍ بن أبي المعالي، أبو مسعود الأصبهاني. 13/ 93/ 3833 ابْنُ المُنْذِرِ: الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، أبو القاسم البغدادي. 4/ 408/ 276 المنذر بن الزبير، أبو عثمان التابعي. 12/ 237/ 3327 مُنْذِرُ بنُ سَعِيْدٍ البَلُّوْطِيُّ، أَبُو الحَكَمِ الأَنْدَلُسِيُّ. 5/ 317/ 582 المنذر بن مالك بن قطعة، أبو نضرة العبدي البصري. 11/ 300/ 2794 ابن المنذر: محمد بن إبراهيم، أبو بكر النيسابوري. 7/ 286/ 1230 المنذر: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَكَمِ، أَبُو الحكم المرواني، الأندلسي. 10/ و211/ و2209 و16/ 462/ 5915 المنذري: عبد العظيم بن عبد القوي، أبو محمد بن الحافظ المصري.

16/ 404/ 5829 ابن المنذري: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ بنِ عَبْدِ القَوِيِّ، أبو بكر المصري. 16/ 405/ 5831 منصور بن أحمد بن محمد بن محمد، أبو غالب البغدادي المراتبي بن المعوج. 11/ 447/ 2919 منصور بن أحمد بن معد بن الطاهر، أبو علي الآمر بأحكام الله العبدي. 13/ 58/ 3791 أَبُو مَنْصُوْرٍ الأَزْدِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحسين الهروي. 11/ 146/ 2660 منصور بن إسماعيل: أبو الحسن التميمي المصري. 11/ 426/ 2912 المنصور: إسماعيل بن القائم بن المهدي، أبو الطاهر العبيدي الباطني. 13/ 223/ 4010 أبو منصور الأيوبي: محمد بن الحسن بن أبي أيوب النيسابوري. 13/ 222/ 4009 أبو منصور البغدادي: عبد القاهر بن طاهر الشافعي. 14/ 190/ 4525 مَنْصُوْرُ بنُ بَكْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن حيد، أبو أحمد النيسابوري البغدادي. 13/ 146/ 3919 أبو منصور الثَّعَالِبِيُّ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ النيسابوري الشاعر. 14/ 473/ 4849 أبو منصور بن الجواليقي مَوْهُوْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الخَضِرِ. 15/ 438/ - منصور بن أبي الحسن الطبري. 13/ 357/ 4175 مَنْصُوْرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ القَاسِمِ بن محمد، أبو الفتح الأصبهاني التاني.

13/ 148/ 3922 مَنْصُوْرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو نصر النيسابوري المفسر. 14/ 387/ - منصور بن الخير، أبو علي المالقي. 13/ 204/ 3991 مَنْصُوْرُ بنُ رَامش بن عَبْدِ اللهِ بنِ زيد، أبو عبد الله النيسابوري. 6/ 158/ 811 منصور بن زاذان، أبو المغيرة الثقفي الواسطي. 8/ 220/ 1531 منصور بن سلمة بن عبد العزيز، أبو سلمة الخزاعي البغدادي. 16/ 434/ - منصور بن سند، أبو علي ابن الدماغ. 15/ 388/ 5297 أبو منصور بن عَبْدِ السَّلاَمِ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ علي البغدادي. 16/ 330/ - مَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَامِعٍ الضّرِيرُ. 12/ 545/ 3699 مَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ أحمد، أبو علي الذهلي الخالدي الهروي. 6/ 526/ 1038 المنصور "الخليفة" عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الهَاشِمِيُّ العباسي، أبو جعفر. 15/ 388/ 5297 أَبُو مَنْصُوْرٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ هبة الله بن عبد السلام البغدادي. 16/ 402/ 5823 أَبُو مَنْصُوْرٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ الوليد البغدادي. 16/ 48/ 5431 مَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ أحمد أبو الفتح، "أبو القاسم" النيسابوري.

11/ 434/ 2915 منصور بن العزيز نزار بن معد، أبو علي الحاكم بأمر الله العبيدي، الإسماعيلي الزنديق. 13/ 482/ 4285 أبو منصور العكبري: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بن عبد العزيز الفارسي. 16/ 500/ 5964 المنصور علي بن المعز أيبك التركماني الصالحي. 7/ 530/ 1344 مَنْصُوْرُ بنُ عَمَّارِ بنِ كَثِيْرٍ، أَبُو السَّرِيِّ السلمي الخراساني. 13/ 283/ 4096 مَنْصُوْرُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ، أَبُو القَاسِمِ البغدادي الكرخي. 14/ 391/ 4749 منصور بن الفضل بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو جعفر الهاشمي، العباسي الراشد بالله. 16/ 369/ 5798 منصور بن محمد بن أحمد بن حسن، أبو جعفر العباسي البغدادي، الخليفة المستنصر بالله. 13/ 59/ 3792 منصور بن محمد، أبو أحمد المهلبي. 14/ 155/ 4485 مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ بن أحمد، أبو المظفر السمعاني التميمي المروزي. 11/ 491/ 2969 مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ بن قَرِيْنَة، أبو طلحة البزدوي النسفي. 9/ 361/ 1901 منصور بن محمد "المهدي" بن المنصور، أبي جعفر العباسي. 9/ 359/ - منصور بن أبي مزاحم. 365 / و16/ 432/ 5870 أبو منصور: مظفر بن عبد الملك بن عتيق الإسكندراني بن الفوي. 6/ 128/ 796 منصور بن المعتمر، أبو عتاب السلمي الكوفي.

13/ 108/ 3858 مَنْصُوْرُ بنُ نَصْرِ بن عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن مت، أبو الفضل السمرقندي الكاغدي. 15/ 310/ 5208 منصور بن نصر بن العطار، أبو بكر ظهير الدين الحراني البغدادي. 16/ 363/ - أبو المنصور ابن الوليد، مفيد بغداد. 14/ 366/ 4724 ابن منظور: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو القاسم القيسي الإشبيلي. 13/ 480/ 4282 ابْنُ مَنْظُوْرٍ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى بن محمد، أبو عبد الله القيسي الإشبيلي. 15/ 352/ 5259 ابن منقذ: أسامة بن مرشد بن علي مقلب بن نصر، أبو المظفر، الكناني الشيزري. 14/ 64/ 4379 ابْنُ مُنْقِذٍ: عَلِيُّ بنُ مُنْقِذِ بنِ نَصْرٍ بن منقذ، أبو الحسن الكناني صاحب شيزر. 13/ 168/ 3942 المنقى: أَحْمَدُ بنُ طَلْحَةَ بنِ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ، أبو بكر البغدادي. 11/ 326/ 2825 المنكدري: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو بكر القرشي التيمي. 16/ 241/ 5641 منكوبري بن محمد بن تكش خوارزمشاه السلطان الخوارزمي. 5/ 493/ 679 المنهال بن عمرو، أبو عمرو الأسدي الكوفي. 15/ 247/ - منوجهر بن تركان شاه. 16/ 423/ 5858 ابن المنى: مُحَمَّد بن مُقبلِ بنِ فِتْيَانَ بنِ مَطَرٍ، أبو المظفر النهرواني.

15/ 338/ 5246 ابن المنى: نصر بن فتيان بن مطر، أبو الفتح النهرواني. 10/ 301/ 2297 ابن منيب: عبد العزيز بن منيب بن سلام، أبو الدرداء المروزي. 13/ 55/ 3788 مُنِيْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ، أبو العباس المصري الخشاب. 13/ 248/ 4047 ابْنُ مُنِيْرٍ: عَلِيُّ بنُ مُنِيْرِ بنِ أَحْمَدَ، أبو الحسن الخلال المصري. 13/ 416/ 4225 المنيعي: حَسَّانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَسَّانِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو علي المخزومي المروزوذي. 16/ 73/ 5469 ابن منينا: عبد العزيز بن معالي بن غنيمة، أبو محمد البغدادي الأشناني. 13/ 154/ 3931 المنيني: محمد بن رزق الله بن عبيد الله، أبو بكر الأسود. 5/ 513/ 699 ابْنُ أَبِي المُهَاجِرِ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، أبو عبد الحميد الدمشقي. 14/ 214/ 4561 مُهَارشُ بنُ مُجَلِّي بنِ عُكيث، أَبُو الحَارِثِ العاني الحديثي الأمير. 13/ 401/ 4206 ابن المهتدي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله، أبو الحسن القاضي الشريف. 14/ 488/ 4869 ابْنُ المُهْتَدِي بِاللهِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن أحمد، أبو الفضل العباسي البغدادي. 13/ 403/ 4208 ابْنُ المُهْتَدِي بِاللهِ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، أبو الحسين العباسي البغدادي ابن الغريق.

14/ 342/ 4694 ابْنُ الْمُهْتَدي بِاللهِ: مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ، أبو الغنائم الهاشمي العباسي، البغدادي الحريمي، الخطيب. 10/ 160/ 2172 المهتدي بالله: محمد بن هارون بن محمد بن هارون، أبو إسحاق، "أبو عبد الله" العباسي. 7/ 78/ 1148 المهدي: مُحَمَّدُ بنُ المَنْصُوْرِ "أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ" بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، أبو عبد الله الهاشمي الخليفة العباسي. 13/ 28/ 3756 ابن مهدي: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو عمر الفارسي، الكازروني، البغدادي، البزاز. 11/ 419/ 2910 المهدي: عبيد الله، أبو محمد بن العبيدي الباطني. 14/ 453/ 4828 مهدي بن محمد، أبو البركات الموسوي الأصبهاني البغدادي. 5/ 213/ 511 المهدي: موسى بن طلحة بن عبيد الله، أبو عيسى القرشي التيمي. 7/ 124/ 1173 مهدي بن ميمون: أبو يحيى الأزدي البصري. 16/ 266/ 5676 مهذب بن حسين بن محمد، أبو غانم الأصبهاني ابن زينة. 16/ 233/ 5632 المهذب بنُ عَلِيِّ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ الله، أبو نصر الأزجي ابن قنيدة. 12/ 386/ 3499 ابن مهران: أحمد بن الحسين، أبو بكر الأصبهاني النيسابوري. 12/ 341/ 3447 ابن مهران: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو مسلم البغدادي. 13/ 354/ 4170 ابن مهر بزد: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ، أبو مسلم الأصبهاني.

13/ 456/ 4258 المهرواني: يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو القاسم الهمذاني. 12/ 20/ 3066 ابن مهرويه: علي بن محمد، أبو الحسن القزويني. 14/ 79/ 4400 المهري: محمد بن عمار، أبو بكر الأندلسي الشاعر. 3/ 107/ 18 مهشم بنِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ، أبو حذيفة الصحابي. 13/ 226/ 4016 المُهَلَّبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي صُفْرَةَ أَسِيْدِ بن عبد الله الأسدي الأندلسي. 5/ 225/ 523 المهلب بن أبي صفرة ظالم بن سراق، أبو سعيد الأزدي البصري. 11/ 119/ 2628 المهلبي: إبراهيم بن هانئ بن خالد، أبو عمران الجرجاني. 12/ 254/ 3338 المهلبي: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ هارون، أبو محمد الأزدي. 13/ 53/ 3784 المهلبي: حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو يعلى النيسابوري. 11/ 136/ 2644 المُهَلَّبِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خالد، أبو محمد الأزدي عالم جرجان. 8/ 330/ 1576 المُهَلَّبِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبَّادِ بنِ عَبَّادِ بنِ المهلب بن أبي صفرة البصري. 13/ 59/ 3792 المهلبي: منصور بن محمد، أبو أحمد الأديب. 12/ 254/ 3339 المهلبي: نصر بن جعفر بن علي، أبو منصور الأزدي السمرقندي. 16/ 410/ 5840 مُهَنَّا بنُ مَانِعِ بنِ حُدَيْثَةَ بنِ فَضْلِ أمير عرب الشام.

12/ 421/ 3540 ابْنُ المُهَنْدِسِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، أبو بكر محدث مصر. 13/ 164/ 3937 مِهْيَارُ بنُ مَرْزَوَيْه، أَبُو الحَسَنِ الدَّيْلَمِيُّ الفَارِسِيُّ. 9/ 134/ - مهيب بن سليم البخاري. 10/ 218/ 2218 ابن المواز: محمد بن إبراهيم بن زياد، أبو عبد الله الإسكندراني. 15/ 350/ 5256 ابن الموازيني: أحمد بن حمزة بن علي بن الحسن، أبو الحسين الدمشقي. 14/ 327/ 4679 ابن الموازيني: عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ، أبو الحسن السلمي الدمشقي. 14/ 328/ 4680 ابن الموازيني: محمد بن الحسن بن الحسين بن علي، أبو الفضل الفقيه الفرضي. 15/ 309/ 5206 ابن مواهب: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَوَاهِبَ بنِ مُحَمَّدٍ، أبو العز ابن الخراساني. 12/ 140/ 3210 ابْنُ أَبِي المَوْتِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد، أبو بكر المكي. 14/ 258/ 4618 المُؤْتَمَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنِ بن عبيد الله، أبو نصر الربعي الديرعاقولي البغدادي الساجي. 16/ 442/ - المؤتمن بن قميرة. 10/ 412/ 2379 أبو الموجه: محمد بن عمرو الفزاري محدث مرو. 9/ 117/ 1819 المؤدب: حاجب بن الوليد بن ميمون، أبو أحمد البغدادي الأعور. 8/ 168/ 1488 المؤدب: يونس بن محمد، أبو محمد البغدادي الحافظ. 15/ 229/ 5136 مودود بن زنكي بن آقسنقر التركي صاحب الموصل.

13/ 498/ 4304 المُؤَذِّنُ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيٍّ، أبو صالح النيسابوري الحافظ. 13/ 258/ 4060 مَوْدُوْدُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ سُبُكْتِكِيْنَ صاحب غزنة. 10/ 188/ 2184 المؤذن: أحمد بن الفرج بن سليمان، أبو عتبة الكندي الحجازي الحمصي. 14/ 424/ 4792 ابن المؤذن: إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك بن علي، أبو سعد النيسابوري الكرماني. 12/ 342/ 3448 المؤذن: الفَضْلُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عاصم، أبو القاسم التميمي الطرئفي. 8/ 68/ 1408 مورج بن عمرو، أبو فيد السدوسي. 5/ 207/ 503 مورق، أبو المعمر العجلي البصري. 6/ 484/ 1008 المورياني: سليمان بن أبي سليمان، أبو أيوب الخوزي وزير المنصور. 15/ 154/ 5069 الموسوي: عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَمْزَةَ، أبو الحسن الهروي. 14/ 453/ 4828 الموسوي: مهدي بن محمد، أبو البركات الأصبهاني البغدادي. 10/ 547/ 2518 مُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُوْسَى بنِ عَبْدِ الله، أبو بكر الأنصاري الخطمي. 8/ 425/ 1631 موسى بن إسماعيل البجلي الجبلي. 8/ 423/ 1630 موسى بن إسماعيل بن المنقري، أبو سلمة التبوذكي. 4/ 40/ 178 أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ بن سليم التميمي الصحابي. 7/ 296/ 1242 موسى بن أعين، أبو سعيد الحراني.

16/ 235/ 5637 أَبُو مُوْسَى ابْنُ الحَافِظِ: عَبْدُ اللهِ بنُ عبد الغني بن عبد الواحد الجماعيلي المقدسي. 10/ 429/ 2395 موسى بن الحسن بن عباد، أبو السري النسائي الجلاجلي. 16/ 40/ 5418 موسى حسين بن موسى بن عمران، أبو عمران القيسي الميرتلي. 13/ 507/ 4313 ابْنُ مُوْسَى الخَيَّاطُ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد بن موسى، أبو بكر البغدادي. 8/ 300/ 1555 مُوْسَى بنُ دَاوُدَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الضَّبِّيُّ الطرسوسي الكوفي. 8/ 550/ 1737 موسى "عيسى" بن سابق، أبو المغيث الرافقي. 16/ 85/ 5477 موسى بن سعيد، أبو القاسم الهاشمي ابن الصيقل. 11/ 507/ 2991 موسى بن سعيد بن موسى، أبو عمران الهمذاني الفراء. 8/ 333/ 1579 موسى بن سليمان، أبو سليمان الجوزجاني الحنفي. 11/ 161/ 2686 موسى بن سهل بن عبد الحميد، أبو عمران الجوني البصري. 9/ 567/ 2049 موسى بن سهل بن قادم، أبو عمران الرملي الإمام. 10/ 300/ 2296 موسى بن سهل كثير، أبو عمران البغدادي. 16/ 292/ - موسى بن صلاح الدين يوسف بن أيوب المفضل، قطب الدين. 8/ 90/ 1425 موسى بن طارق، أبو قرة قاضي زبيد المحدث، الإمام، الحجة. 5/ 213/ 511 موسى بن طلحة بن عبيد الله، أبو عيسى القرشي التيمي "المهدي" المدني. 9/ 549/ - موسى بن عامر المري. 6/ 293/ 894 موسى بن أبي عائشة الهمداني الكوفي.

11/ 466/ 2937 موسى بن العباس، أبو عمران الخراساني الجويني. 11/ 138/ 2647 موسى بن عبد الرحمن بن حبيب، أبو الأسود الإفريقي القطان. 14/ 366/ 4722 مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ خَلَفِ بن موسى بن أبي تليد الشاطبي. 16/ 140/ 5542 مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، أبو نصر الجيلي البغدادي. 11/ 397/ 2899 مُوْسَى بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ خاقان، أبو مزاحم الخاقاني البغدادي. 6/ 266/ 862 موسى بن عقبة بن أبي عياش، أبو محمد القرشي. 7/ 85/ 1154 موسى بن علي بن رباح، أبو عبد الرحمن اللخمي المصري الإمام، الحافظ. 14/ 51/ 4365 مُوْسَى بنُ عِمْرَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن يزيد، أبو المظفر الأنصاري النيسابوري. 8/ 533/ 1715 أبو موسى: عيسى بن صبيح البصري المرداز. 8/ 535/ 1721 أبو موسى: عيسى بن الهيثم المعتزلي. 13/ 207/ 3996 موسى بن عيسى بن يمج، أبو عمران الفاسي البربري القيرواني الغفجومي. 8/ 538/ - أبو موسى الفراء المعتزلي. 10/ 242/ 2251 موسى بن قريش بن نافع، أبو عمران التميمي البخاري. 6/ 372/ 949 موسى الكاظم بن جعفر، أبو الحسن العلوي الإمام، القدوة، السيد. 10/ 296/ 2289 أبو موسى الكلاعي: عمران بن بكار بن راشد البراد الحمصي الحافظ.

16/ 124/ 5527 موسى بن محمد بن أيوب بن شاذي، أبو الفتح التكريتي الأشرف شاه أرمن. 16/ 325/ 5748 مُوْسَى بن مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ بن رَاجِحٍ المقدسي الصالحي صلاح الدين. 9/ 495/ 2005 أبو موسى: محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس العنزي البصري الزمن. 15/ 345/ 5254 أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ الأصبهاني الشافعي. 8/ 301/ 1556 موسى بن مسعود النهدي، أبو حذيفة البصري المحدث الحافظ الصدوق. 9/ 487/ 1997 موسى بن معاوية، أبو جعفر الصمادحي المغربي. 7/ 104/ 1168 موسى بن المهدي "محمد" بن المنصور الخليفة الهادي العباسي. 7/ 263/ - موسى بن نافع، أبو شهاب الحناط الأكبر. 5/ 295/ 563 مُوْسَى بنُ نُصَيْرٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللَّخْمِيُّ. 9/ 491/ 2002 موسى بن هارون بن عبد الله أبو عمران محدث العراق البزاز الإمام الحافظ. 5/ 442/ 658 موسى بن وردان، أبو عمر العامري المصري الإمام الواعظ. 5/ 441/ 656 موسى بن يسار المخرمي. 16/ 330/ 5756 مُوْسَى بنُ يُوْنُسَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْعَةَ، أبو الفتح الموصلي الشافعي. 14/ 300/ 4543 ابْنُ المُوْصِلاَيَا: العَلاَءُ بنُ حَسَنِ بنِ وَهْبٍ، أبو سعد أمين الدولة البغدادي.

10/ 294/ 2286 الموصلي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي المُثَنَّى يَحْيَى بن عيسى، أبو جعفر التميمي الحافظ. 14/ 232/ 4584 ابن الموصلي: هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي، أبو عبد الله الزهري المراتبي البغدادي. 15/ 54/ 4941 موفق: أبو السداد الحبشي الأستاذ. 10/ 312/ 2316 الموفق: طلحة "مُحَمَّدُ" بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ، أبو أحمد العباسي الأمير الموفق. 16/ 237/ 5638 المُوَفَّقُ: عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدٍ بن علي، أبو محمد الموصلي البغدادي ابن اللباد. 16/ 436/ 5878 المُوَفَّقُ: قَاسِمُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بن محمد بن أبي الحديد البغدادي. 16/ 362/ 5794 الموفق: يعيش بن علي بن يعيش بن محمد، أبو البقاء الأسدي الموصلي ابن الصائغ. 15/ 470/ 5374 ابن موقى: عبد الرحمن بن مكي بن حمزة، أبو القاسم الأنصاري ابن علاس. 3/ 348/ 99 مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم "إبراهيم" أَبُو رَافِعٍ. 4/ 463/ 323 مَوْلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أحمر، أبو عسيب البصري. 4/ 286/ 251 مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة، أبو عبد الرحمن. 13/ 165/ 3939 مولى بن فطيس: عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد ابن غرسية القرطبي ابن الحصار. 12/ 482/ 3617 المُؤَمَّلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو القَاسِمِ الشيباني البغدادي البزاز. 8/ 286/ 1546 مؤمل بن إسماعيل، أبو عبد الرحمن العدوي البصري الحافظ.

9/ 570/ 2053 مُؤَمَّلُ بنُ إِهَابِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ قفل، أبو عبد الرحمن الكوفي. 11/ 357/ 2854 المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجسي، أبو الوفاء الماسرجسي النيسابوري. 12/ 338/ 3443 ابن المؤمل: مُحَمَّدُ بنُ حَيُّوْيَه بنِ المُؤَمَّلِ بنِ أَبِي روضة الكرجي، أبو بكر النحوي. 8/ 537/ 1724 مؤمن الطاق: محمد بن النعمان، أبو جعفر العراقي الشيعي. 11/ 375/ 2870 مؤنس الخادم المظفر المعتضدي. 5/ 495/ 682 ابن موهب: عثمان بن عبد الله بن موهب، أبو عبد الله التيمي المدني الأعرج. 14/ 452/ 4823 ابن موهب: عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سعيد، أبو الحسن الجذامي الأندلسي. 14/ 473/ 4849 مَوْهُوْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الخَضِرِ، أبو منصور ابن الجواليقي الأديب. 13/ 501/ 4306 المؤيد: عمر بن محمد بن الحسين البسطامي، أبو المعالي النيسابوري. 16/ 114/ 5519 المُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ، أبو الحسن الطوسي النيسابوري. 10/ 44/ 2093 المُؤَيَّدُ بِاللهِ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُتَوَكِّلِ بنِ المُعْتَصِمِ. 12/ 549/ 3703 المؤيد بالله: هشام بن المستنصر صاحب الأندلس. 12/ 236/ 3325 الميانجي: أحمد بن طاهر بن النجم، أبو عبد الله الحافظ المجود.

12/ 357/ 3462 الميانجي: يُوْسُفُ بنُ القَاسِمِ بنِ يُوْسُفَ بنِ فَارِسِ، أبو بكر القاضي. 10/ 164/ - ميخائيل بن توفيل، طاغية الروم. 14/ 353/ 4707 الميداني: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو الفضل النيسابوري. 13/ 181/ 3949 الميداني: عبد الوهاب بن جعفر بن علي، أبو الحسين الدمشقي. 13/ 136/ 3061 الميداني: محمد بن أحمد بن محمد بن معقل، أبو علي النيسابوري. 13/ 223/ 4011 ابْنُ المِيْرَاثِيِّ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن إسماعيل، أبو بكر البلوي القرطبي. 16/ 40/ 5418 الميرتلي: مُوْسَى بنُ حُسَيْنِ بنِ مُوْسَى بنِ عِمْرَانَ، أبو عمران القيسي. 11/ 325/ 2824 الميرماهاتي: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ المروزي الخالدي الإمام المحدث. 11/ 180/ 2706 ابن ميسر: أحمد بن محمد بن خالد، أبو بكر الإسكندراني شيخ المالكية. 12/ 19/ 3065 أبو ميسر: أحمد بن نزار القيرواني فقيه المغرب. 7/ 220/ 1184 ميسرة بن عبد ربه الفارسي، ميسرة التراس البصري الأكول. 5/ 70/ 410 أبو ميسرة: عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي. 12/ 371/ 3478 المِيْغِيُّ: عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى، أبو الفضل البخاري.

13/ 230/ 4024 ابْنُ مِيْقُلَ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد، أبو الوليد عالم قرطبة المرسي. 12/ 226/ 3311 ابْنُ مِيْكَالَ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد، أبو العباس الفارسي. 13/ 70/ 3807 ابن ميلة: علي بن ماشاذه محمد بن أحمد، أبو الحسن الأصبهاني. 12/ 295/ 3385 الميمزي: إبراهيم بن أحمد بن محمد، أبو إسحاق الأنصاري القاضي. 12/ 111/ 3174 مَيْمُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ، أَبُو مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ الصَّوَّافُ. 12/ 100/ 3157 أَبُو المَيْمُوْنِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بن عمر بن راشد البجلي الدمشقي. 11/ 219/ 2726 ميمون بن عمر بن المغلوب، أبو عمر المغربي الإفريقي القاضي المعمر. 10/ 126/ 2138 ابن ميمون: محمد بن عبد الله، أبو بكر البغدادي. 3/ 489/ 123 مَيْمُوْنَةُ: أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ حَزْنٍ بن بجير بن الهزم الصحابية. 10/ 265/ 2266 الميموني: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ عَبْدِ الحميد بن ميمون بن مهران، أبو الحسن الرقي. 12/ 487/ 3625 ابْنُ أَخِي مِيْمِي: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو الحسين البغدادي الدقاق. 15/ 41/ 4927 الميهني: أحمد بن ظاهر بن سعيد بن القدوة، أبو الفضل الخراساني. 14/ 427/ 4797 الميهني: أسعد بن الفضل، أبو الفتح القرشي العمري شيخ الشافعية.

13/ 250/ 4051 الميهني: فضل بن محمد بن أحمد، أبو سعيد الخراساني. 14/ 157/ 4486 الميورقي: محمد بن فُتُوْح بن عَبْدِ اللهِ بنِ فُتُوْحِ بنِ حميد بن يصل، أبو عبد الله الأزدي. حرف النون 4/ 289/ 254 النابغة الجعدي، أبو ليلى الصحابي. 12/ 220/ 3304 ابن النابلسي: محمد بن أحمد بن سهل، أبو بكر الرملي الشهيد. 15/ 108/ 5010 ابْنُ نَاجِيَةَ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بركة، أبو القاسم الحربي. 11/ 101/ 2614 ابن ناجية: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَاجِيَةَ بنِ نجية، أبو محمد البربري البغدادي. 11/ 27/ 2533 الناشي: عبد الله بن محمد بن شرشير، أبو العباس الأنباري. 16/ 284/ 5695 الناصح: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بن عبد الواحد أبو الفرج الشيرازي الدمشقي السعدي. 12/ 308/ 3401 ابن الناصح: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو أحمد الدمشقي ابن المفسر. 14/ 124/ 4456 نَاصِحُ الدِّيْنِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمِ بنِ عبد الوهاب بن الحنبلي، أبو الفرج الدمشقي. 16/ 445/ 5890 ناصح الدين: فَرَجُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَبُو الغَيْثِ الحَبَشِيُّ. 13/ 274/ 4082 الناصحي: عبد الله بن الحسين، أبو محمد الناصحي الحنفي الخراساني. 14/ 106/ 4435 الناصحي: محمد بن عبد الله بن الحسين، أبو بكر النيسابوري.

15/ 200/ - ناصر بن الحسن الزيدي الخطيب الشريف. 13/ 263/ 4067 نَاصِرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، أبو الفتح القرشي العمري المروزي. 16/ 496/ 5963 الناصر: داود بن عيسى بن العادل، أبو المفاخر الدمشقي. 16/ 264/ - ناصر بن عبد العزيز الأغماتي، أبو الفتوح. 16/ 71/ 5465 ناصر بن عبد السيد بن علي، أبو الفتح المطرزي الخوارزمي. 14/ 87/ 4411 النَاصِرُ بنُ عِلْنَاسَ بنِ حَمَّادِ بنِ بُلُكِّيْنَ بن زيري الصنهاجي. 15/ 425/ 5339 نَاصِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَتْحِ الأَصْبَهَانِيُّ القطان الويرج المقرئ. 15/ 79/ 4980 ابْنُ نَاصِرٍ: مُحَمَّدُ بنُ نَاصِرِ بنِ مُحَمَّدٍ بن علي بن عمر، أبو الفضل السلامي البغدادي. 16/ 345/ - ناصر بن منصور العرضي. 16/ 396/ 5816 النَّاصِرُ: يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَازِي بنُ صَلاَحِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ أَيُّوْبَ. 12/ 246/ 3332 ناصر الدولة: الحسن بن عبد الله بن حمدان التغلبي صاحب الموصل. 13/ 450/ 4248 ناصر الدولة: حسين بن الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الله بن حمدان التغلبي. 16/ 164/ 5574 الناصر لدين الله: أحمد بن الحسن بن يوسف بن محمد، أبو العباس العباسي البغدادي. 12/ 117/ 3183 الناصر لدين الله: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ صاحب الأندلس المرواني. 12/ 555/ 3705 النَّاصِرُ لِدِيْنِ اللهِ: عَلِيُّ بنُ حَمُّوْدِ بنِ ميمون بن أحمد الهاشمي العلوي.

5/ 324/ 585 نَافِعُ بنُ جُبَيْرِ: بنِ مُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ أبو محمد "أبو عبد الله" القرشي النوفلي. 5/ 433/ 649 نافع: أبو عبد الله القرشي العدوي العمري. 7/ 99/ 1164 نَافِعُ بنُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جميل بن عَامِرِ بنِ حِذْيَمِ بنِ سَلاَمَانَ بنِ رَبِيْعَةَ بن سعد بن جمح، الجمحي المكي. 6/ 36/ 748 نافع بن مالك بن أبي عامر، أبو سهيل الأصبحي المدني. 7/ 34/ 1122 نافع بن أبي نعيم الأصبهاني، أبو رويم "أبو الحسن" "أبو محمد" "أبو عبد الله" بن عبد الله بن عبد الرحمن. 14/ 69/ 4389 نافلة الإسماعيلي: إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل، أبو القاسم الجرجاني. 11/ 538/ 3027 نَافِلَةُ عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بن عمر، أبو جعفر الطائي الموصلي. 12/ 398/ 3516 ابْنُ نَاقِبٍ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَمٍّ بن ناقب البخاري الصفار. 16/ 342/ 5776 ابْنُ النَّاقِدِ: أَبُو الأَزْهَرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بن علي البغدادي. 16/ 107/ 5508 ابْنُ النَّاقِدِ: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أبي الرضا، أحمد بن مسعود بن الناقد البغدادي الجصاص. 15/ 114/ 5020 نبأ بن محمد بن محفوظ، أبو البيان القرشي الحوراني الدمشقي الشافعي اللغوي الأثري الزاهد. 16/ 364/ - نَبَأُ بن أَبِي المَكَارِمِ بن هَجَّامٍ، الحَنَفِيُّ المصري. 12/ 332/ 3433 ابْنُ نُبَاتَةَ: أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ محمد بن إسماعيل. 13/ 36/ 3764 ابْنُ نُبَاتَةَ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عُمَرَ بنِ محمد بن أحمد، أبو النصر التميمي السعدي الشاعر.

8/ 235/ 1537 النِّبَاجِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ سَعِيْدُ بنُ بُرِيْدٍ الصوفي. 14/ 230/ 4581 ابن نبهان: مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن سَعِيْدِ، أبو علي البغدادي الكرخي. 16/ 156/ 5561 ابْنُ النَّبِيْهِ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنٍ بن يوسف بن يحيى، أبو الحسن المصري. 13/ 139/ 3907 ابن نجاح: يحيى بن نجاح، أبو الحسين بن القرطبي ابن الفرس. 12/ 82/ 3132 النجاد: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ سَلْمَان بنِ الحَسَنِ بن إسرائيل، البغدادي. 13/ 39/ 3771 النجاد: أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ القَاسِمِ بنِ الحَسَنِ البصري النجاد. 16/ 8/ 5389 ابن النجار: ضياء بن أحمد بن الحسن بن الخريف، أبو علي السقلاطوني. 12/ 537/ 3688 ابْنُ النَّجَّارِ: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ بن هارون، أبو الحسن التميمي النحوي الكوفي. 16/ 355/ 5791 ابْنُ النَّجَّارِ: مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ حَسَنٍ بن هبة الله، أبو عبد الله البغدادي. 3/ 260/ 90 النجاشي: ملك الحبشة الصحابي. 15/ 396/ - نجبة بن يحيى الرعيني المقرئ، أبو الحسن المقرئ. 12/ 236/ 3325 ابن النجم: أحمد بن طاهر بن النجم، أبو عبد الله الميانجي الحافظ. 15/ 265/ 5171 نَجْمِ الدِّيْنِ: أَيُّوْبَ بنِ شَاذِي بنِ مَرْوَانَ بن يعقوب، والد الملوك.

16/ 344/ 5778 نجم الدين بن سلام: الحسن بن سالم بن سلام، أبو محمد الدمشقي. 16/ 118/ 5523 نجم الدين الكبرى "الكبراء": أحمد بن عمر بن محمد، أبو الجناب الخيوقي. 16/ 425/ 5860 نجم الدين أبو النعمان: بَشِيْرُ بنُ حَامِدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ يُوْسُفَ الهاشمي. 6/ 16/ 734 ابن أبي النجود: عاصم بن بهدلة، أبو بكر الأسدي الكوفي. 15/ 200/ 5103 أبو النجيب: عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عموية التيمي البكري السهروردي الشافعي. 13/ 151/ 3927 أبو النجيب الأُرْمَوِيُّ: عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ محمد الأرموي. 14/ 115/ 4445 نَجِيْبُ بنُ مَيْمُوْنِ بنِ سَهْلِ بنِ عَلِيٍّ، أبو سهل الواسطي الهروي. 7/ 100/ 1166 نجيح بن عبد الرحمن، أبو معشر السندي المدني. 12/ 88/ 3136 ابن نجيح: محمد بن العباس، أبو بكر البغدادي البزاز. 12/ 219/ 3303 ابن نجيد: أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن الحافظ بن أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ بنِ خَالِدٍ السُّلَمِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ. 12/ 294/ 3383 النجيرمي: يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرذاذ أبو يعقوب البصري. 13/ و147/ و3921 و15/ 471/ 5375 ابْنُ نُجَيَّةَ: عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَجَا بن غنائم، أبو الحسن الدمشقي. 12/ 23/ 3069 ابْنُ النَّحَّاسِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، أبو جعفر المصري النحوي.

12/ 362/ 3468 ابْنُ النَّحَّاسِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن الجراح، أبو العباس المصري. 13/ 80/ 3817 ابن النحاس: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سعيد، أبو محمد التجيبي المصري. 16/ 455/ 5909 ابْنُ النَّحَّاسِ: عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ الحسن بن علي، أبو بكر الدمشقي. 9/ 455/ 1974 ابن النحاس: عيسى بن محمد بن إسحاق، أبو عمير الرملي الحافظ العابد. 16/ 401/ 5822 ابن النخال: عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبِي بَكْرٍ، أبو بكر البواب. 13/ 417/ 4226 النَّخْشَبِيُّ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بن عاصم النسفي. 9/ 425/ 1957 النخشبي: عسكر بن الحصين النخشبي، أبو تراب. 5/ 311/ 581 النخعي: إبراهيم بن يزيد بن قيس، أبو عمران الفقيه. 11/ 76/ 2584 النخعي: الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُصْعَبٍ، أبو علي البغدادي. 10/ 535/ 2498 النخعي: عبيد بن غنام بن حفص بن غياث الكوفي المحدث. 10/ 46/ 2096 ابْنُ نَذِيْرٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عيسى، أبو زيد القرطبي، مفتي الأندلس. 16/ 229/ 5627 ابن النرس: أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ، أبو نصر البغدادي البيع. 10/ 353/ 2338 النرسي: أحمد بن عبيد بن إدريس، أبو بكر البغدادي. 13/ 92/ 3832 النرسي: أحمد بن محمد بن أحمد، أبو نصر البغدادي بن حسنون.

9/ 94/ 1806 النرسي: العباس بن الوليد بن نصر، أبو الفضل الباهلي البصري. 9/ 95/ 1807 النرسي: عبد الأعلى بن حماد بن نصر، أبو يحيى الباهلي الحافظ. 16/ 221/ 5613 ابْنُ النَّرْسِيِّ: عَبْدُ اللَّطِيْف بنُ المُبَارَكِ بنِ أحمد بن محمد، أبو محمد البغدادي. 13/ 322/ 4128 النرسي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن حسنون، أبو الحسين ابن النرسي البغدادي. 14/ 239/ 4597 النرسي: محمد بن علي بن ميمون، أبو الغنائم الكوفي المقرئ. 16/ 220/ 5612 ابْنُ النَّرْسِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي حرب بن عبد الصمد، أبو الحسن البغدادي. 14/ 184/ 4516 النريذي: عَبْدُ البَاقِي بنُ يُوْسُفَ بنِ عَلِيِّ بنِ صالح، أبو تراب المراغي. 11/ 431/ 2914 نزار بن المعز معد بن إسماعيل، أبو منصور العزيز بالله العبيدي المهدوي. 16/ 403/ 5827 النسابة: محمد بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ هِبَةِ الله، أبو عبد الله الدمشقي. 11/ 486/ 2964 النساج: أبو الحسن البغدادي، خير النساج الزاهد. 11/ 79/ 2586 النسائي: أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبِ بنِ عَلِيِّ بنِ سِنَانَ، أبو عبد الرحمن الخراساني صاحب السنن. 9/ 572/ 2055 النسائي: خشيش بن أصرم بن الأسود، أبو عاصم النسائي الحافظ صاحب كتاب "الاستقامة".

9/ 575/ 2060 النسائي: سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَجْرِيُّ المسمعي الحافظ. 12/ 389/ 3504 النسائي: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يعقوب، أبو القاسم مسند خراسان. 10/ 307/ 2308 النسائي: عَلِيُّ بنُ سَهْلِ بنِ المُغِيْرَةِ، أَبُو الحَسَنِ البغدادي البزاز. 10/ 431/ 2397 النسائي: عمر بن منصور، أبو سعيد الحافظ المصنف. 13/ 122/ 3881 النسائي: محمد بن زهير بن أخطل، أبو بكر، شيخ الشافعية. 10/ 429/ 2395 النسائي: موسى بن الحسن بن عياد، أبو السري الجلاجلي البغدادي. 10/ 496/ 2457 النسفي: إبراهيم بن معقل بن الحجاج، أبو إسحاق الحافظ القاضي. 12/ 379/ 3490 النسفي: بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ رَاهبٍ، أبو عمرو الراوي البخاري. 14/ 169/ 4496 النسفي: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيِّ بن موسى بن إسرائيل، أبو علي. 11/ 348/ 2846 النسفي: حماد بن شاكر بن سوية، أبو محمد المحدث. 14/ 494/ 4875 النسفي: عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ لُقْمَانَ، أبو حفص النسفي الحنفي. 11/ 364/ 2861 النسفي: مكحول بن الفضل، أبو مطيع الحافظ الفقيه الحنفي. 12/ 234/ 3324 النسوي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رُمَيْحِ بنِ عصمَةَ، أبو سعيد النخعي المروزي.

11/ 97/ 2611 النسوي: الحسن بن سفيان بن عامر، أبو العباس الشيباني الخراساني. 14/ 21/ 4335 النَّسَوِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ، أبو عمرو الشافعي قاضي القضاة. 14/ 286/ 4635 النسيب: عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ العَبَّاسِ بنِ الحَسَنِ، أبو القاسم الهاشمي العلوي الدمشقي. 3/ 538/ 155 نسيبة بنت الحارث، أم عطية الأنصارية الصحابية. 3/ 515/ 146 نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول، أم عمارة المازينة الصحابية. 16/ 466/ 5918 النشبي: علي بن المظفر بن القاسم الربعي الدمشقي. 16/ 416/ 5851 النشتبري: عبد الخالق بن الأنجب بن معمر، أبو محمد المارديني الحافظ. 10/ 38/ 2087 أبو نشيط: محمد بن هارون "أبو جعفر" الربعي المروزي البغدادي. 14/ 196/ 4536 نصر بن إبراهيم بن صاحب ما وراء النهر، شمس الملك. 14/ 165/ 4495 نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْر بن إِبْرَاهِيْمَ بن داود، أبو الفتح النابلسي المقدسي الفقيه. 14/ 304/ 4655 نصر بن أحمد بن إبراهيم، أبو الفتح الهروي الحنفي. 13/ 267/ 4071 ابن أبي نصر أحمد: بن عبد الرحمن، أبو علي التميمي. 14/ 120/ 4452 نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ البطر، أبو الخطاب البغدادي. 12/ 493/ 3633 نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الخَلِيْلِ، أبو القاسم الموصلي المرجي. 15/ 69/ 4963 نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُقَاتِلِ بنِ مَطْكُوْدٍ، أبو القاسم السوسي الدمشقي.

10/ 522/ 2487 نصر بن أحمد بن نصر، أبو محمد الكندي البغدادي، نصرك. 13/ 461/ 4262 أَبُو نَصْرٍ التَّاجِرُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمد النيسابوري. 8/ 548/ 1736 أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الملك بن ذكوان النسوي. 12/ 254/ 3339 نصر بن جعفر بن علي، أبو منصور الأزدي المهلبي السمرقندي. 14/ 142/ 4473 نصر بن الحسن بن القاسم، أبو الفتح التركي الشاشي التنكتي. 13/ 270/ 4077 أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بن حاتم بن أحمد الوائلي. 13/ 348/ 4163 أبو نصر السرخسي: زهير بن حسن بن علي الفقيه الشافعي. 15/ 242/ 5148 نَصْرُ بنُ سَيَّارِ بنِ صَاعِدِ بنِ سَيَّارٍ، أبو الفتح الكناني الهروي. 6/ 174/ 824 نَصْرُ بنُ سَيَّارٍ، أَبُو اللَّيْثِ المَرْوَزِيُّ، صَاحِبُ خراسان الأمير. 16/ 299/ 5717 أبو نصر بن الشِّيْرَازِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ هِبَة اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ بن هبة الله الدمشقي. 13/ 107/ 3857 ابن أبي نصر: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُثْمَانَ بنِ القَاسِمِ بنِ معروف، أبو محمد التميمي. 16/ 282/ 5693 نصر بن عبد الرزاق بن عبد القادر بن أبي صالح البغدادي الأزجي.

14/ 45/ 4356 نَصْرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرِ بن شاذويه، أبو الفتح الطوسي الحاكمي. 9/ 501/ 2010 نصر بن علي بن نصر بن صهبان بن أبي، أبو عمرو الأزدي الجهضمي البصري الصغير. 9/ 503/ 2011 نصر بن علي الجهضمي الكبير. 6/ 7/ 720 نصر بن عمران الضبعي، أبو جمرة البصري. 12/ 32/ 3078 أبو نصر الفارابي: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَرْخَان بن أَوْزَلَغ التركي. 15/ 338/ 5246 نصر بن فتيان بن مطر بن المنى، أبو الفتح النهرواني. 11/ 285/ 2774 نصر بن القاسم بن نصر، أبو الليث الفرائضي البغدادي. 12/ 173/ 3257 أبو نصر القاضي: يوسف بن عمر بن محمد بن يوسف الأزدي الداوودي البغدادي. 14/ 72/ 4394 أبو نصر بن مَاكُوْلا: عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ بن جعفر العجلي البغدادي. 12/ 332/ 3434 نصر بن محمد بن إبراهيم، أبو الليث السمرقندي الحنفي. 12/ 488/ 3627 نصر بن محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو الفضل الطوسي. 12/ 530/ 3679 أبو نصر: محمد بن أبي بكر الجرجاني. 13/ 266/ 4070 ابْنُ أَبِي نَصْرٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْد الرَّحْمَنِ بن عثمان بن القاسم، أبو الحسين التميمي الدمشقي. 16/ 147/ 5554 نصر بن محمد بن علي، أبو الفتوح البغدادي ابن الحصري. 13/ 458/ - نَصْرُ بنُ مَحْمُوْد بن صَالِحِ بنِ مِرْدَاس، ملك حلب. 15/ 78/ 4978 نَصْرُ بنُ المُظَفَّرِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بن محمد، أبو المحاسن البرمكي الجرجاني، الشخص العزيز. 15/ 376/ 5280 نصر بن منصور بن حسن، أبو المرهف النميري.

16/ 229/ 5627 أبو نصر بن النَّرْسِيِّ: أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ النرسي البغدادي البيع. 15/ 97/ 5001 نَصْرُ بنُ نَصْرِ بنِ عَلِيِّ بنِ يُوْنُسَ، أبو القاسم العكبري الشافعي الواعظ. 12/ 296/ 3388 النصرآباذي: إبراهيم بن محمد بن أحمد، أبو القاسم النيسابوري. 13/ 339/ 4149 نَصْرُ الدَّوْلَةِ: أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ بنِ دوسْتكَ الكردي صاحب ديار بكر وميا فارقين الملك. 10/ 522/ 2487 نصرك: نصر بن أحمد بن نصر، أبو محمد الكندي البغدادي. 14/ 182/ 4514 نصر الله بن أحمد بن عثمان، أبو علي الخشنامي النيسابوري. 15/ 335/ 5243 نصر اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الواحد، أبو السعادات الشيباني البغدادي القزاز الحريمي. 16/ 277/ - نَصْرُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ فِتْيَانَ، أبو الفتح. 15/ 242/ 5149 نَصْرُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَخْلُوْفٍ، أبو الفتح اللخمي الإسكندري الشاعر ابن قلاقس، القاضي الأعز. 16/ 442/ - نَصْر اللهِ بن أَبِي العِزّ بن قصَافَة الكاتب، فخر القضاة. 14/ 490/ 4871 نَصْرُ اللهِ: بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ القَوِيِّ، أبو الفتح اللاذقي المصيصي. 16/ 323/ 5745 نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الكريم بن عبد الواحد، أبو الفتح الشيباني الجزري المنشئ، ابن الأثير. 14/ 457/ 3834 نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مخلد، أبو الكرم الأزدي الواسطي ابن الجلخت.

13/ 211/ 4001 النَّصْرُوييُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدَان بن مُحَمَّدٍ، أبو سعد النيسابوري. 10/ 392/ 2362 النصري: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرِو بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو زرعة الدمشقي. 12/ 161/ 3238 النضري: عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ أحمد بن النضر، أبو العباس المروزي قاضي مرو ومسندها. 12/ 509/ 3644 النضري: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي دُجَانَةَ عمرو بن عبد الله، أبو زرعة الدمشقي الصغير. 6/ 25/ 742 نصيب بن رباح: أبو محجن الأسور الشاعر. 16/ 115/ - النصير بن مهدي العجمي، وزير العراق. 12/ 485/ 3622 النصيبي: أحمد بن نصر بن محمد، أبو العباس المصري. 12/ 167/ 3248 النصيبي: أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ خَلاَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، أبو بكر البغدادي العطار. 10/ 327/ 2327 النصيبي: إِسْحَاقُ بنُ سَيَّارِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو يَعْقُوْبَ الحافظ. 8/ 80/ 1421 النضل بن شميل بن خرشة بن زيد، أبو الحسن المازني البصري. 12/ 76/ 3123 أبو النضر الطوسي، محمد. 8/ 545/ 1733 النضر بن عبد الجبار بن نضير، أبو الأسود المرادي البصري. 7/ 80/ 1149 النضر بن عربي أبو روح "أبو عمر الباهلي" الجزري الحراني. 8/ 212/ 1526 أبو النضر: هاشم بن القاسم بن الليثي الخراساني البغدادي. 5/ 317/ 582 أبو نضره: المنذر بن مالك بن قطعة العبدي البصري. 12/ 338/ 3444 النضروي: العباس بن الفضل بن زكريا، أبو منصور الهروي.

4/ 208/ 233 نضلة: بن عبيد "اختلف في اسمه" أبو برزة الأسلمي الصحابي. 3/ 193/ - نضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة العبدري الصحابي. 8/ 528/ 1709 النظام: إبراهيم بن سيار، أبو إسحاق الضبعي البصري رأس المعتزلة. 15/ 440/ - النظام البلخي: محمد بن عبد الله بن الظريف. 16/ 447/ 5893 النظام البلخي: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ، أبو عبد الله البغدادي. 16/ 228/ - النظام بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ رحال المصري. 14/ 305/ 4656 نظام الدين: محمد بن صالح بن حمزة، أبو يعلى العباسي البغدادي ابن الهبارية الشاعر. 15/ 62/ 4953 ابن نظام الملك: أحمد بن الحسن بن علي، أبو نصر الطوسي البغدادي. 14/ 144/ 4476 نِظَامُ المُلْكِ: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِسْحَاقَ، أبو علي الطوسي. 13/ 167/ 3941 ابن نظيف: محمد بن الفضل بن نظيف، أبو عبد الله المصري الفراء. 16/ 476/ 5933 النعالي: مُحَمَّدُ بنُ أَنْجَبَ بنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بن عبد الرحمن، أبو الحسن البغدادي. 14/ 147/ 4480 النعالي: الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ، أبو عبد الله البغدادي الحمامي. 4/ 426/ 288 النعمان بن بشير: بن سعد، أبو عبد الله "أبو محمد" الأنصاري الصحابي. 6/ 452/ 994 النُّعْمَانُ بنُ ثَابِتِ بنِ زُوْطَى التَّيْمِيُّ الكُوْفِيُّ، أبو حنيفة صاحب المذهب.

12/ 561/ 3712 ابن النعمان: الحسين بن علي بن أبي أبي حنيفة النعمان المغربي القاضي. 4/ 78/ 183 النعمان: بن ربعي، أبو قتادة الأنصاري السلمي الصحابي. 9/ 143/ - النعمان بن شبل الباهلي. 7/ 410/ 1289 النعمان بن عبد السلام بن حبيب، أبو المنذر التيمي الأصبهاني. 3/ 243/ 88 النُّعْمَانُ بنُ عَمْرِو بنِ مُقرِّنِ بنِ عَائِذِ بن ميجا بن هجير الصحابي. 12/ 475/ 3608 ابن النعمان: محمد بن أبي حنيفة النعمان بن محمد المغربي قاضي مصر. 12/ 221/ 3305 النعمان بن محمد بن منصور، أبو حنيفة المغربي. 4/ 24/ 167 النعمان بن مقرن، أبو حكيم "أبو عمر" المزني الصحابي. 15/ 262/ 5167 ابْنُ النِّعْمَةِ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خلف بن محمد، أبو الحسن الأنصاري الأندلسي المريي. 16/ 16/ 5404 نِعْمَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى بنِ عَلِيٍّ بن الطراح، ست الكتيبة. 13/ 155/ 3932 أبو نعيم: "الأصبهاني" أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ إسحاق المهراني. 12/ 521/ 3663 أبو نعيم الإسفراييني: عبد الملك بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن الأزهر. 9/ 17/ 1746 نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام، أبو عبد الله المروزي. 5/ 524/ 709 نعيم بن عبد الله المجمر المدني الفقيه، مولى آل عمر بن الخطاب.

11/ 331/ 2831 أَبُو نُعَيْمٍ بنُ عَدِيٍّ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَدِيٍّ الجُرْجَانِيَّ الأستراباذي. 8/ 304/ 1558 أبو نعيم: الفضل بن "عمرو" دكين بنِ حَمَّادِ بنِ زُهَيْرِ بنِ دِرْهَمٍ التَّيْمِيُّ الطلحي القرشي الحافظ، الأحول. 12/ 438/ 3564 النعيمي: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُعَيْمِ بنِ الخليل، أبو حامد السرخسي. 13/ 94/ 3836 النعيمي: أحمد بن الفضل، أبو منصور الجرجاني الحافظ. 13/ 149/ 3926 النعيمي: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو الحسن البصري. 16/ 69/ 5460 ابن نغويا: علي بن علي بن المبارك بن الحيسن، أبو المظفر الواسطي. 11/ 182/ 2710 ابن النفاخ: محمد بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن البغدادي. 11/ 386/ 2887 نفطويه: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرَفَة بنِ سُلَيْمَانَ، أبو عبد الله العتكي الأزدي الواسطي. 16/ 41/ 5420 النفيس: أحمد بن عبد الغني بن أحمد، أبو العباس اللخمي المصري الشاعر. 16/ 213/ 5602 نفيس الدين: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ، أبو محمد الأسدي الدمشقي الخشاب، ابن اللبن. 16/ 218/ - النفيس بن جبارة. 15/ 208/ 5108 نفسية البزازة "فاطمة" بنت محمد بن علي البغدادية. 8/ 283/ 1543 نَفِيْسَةُ بِنْتُ الحَسَنِ بنِ زَيْدِ بنِ الحَسَنِ الهاشمية العلوية الحسنية.

4/ 187/ 223 نفيع بن الحارث "ابن مسروح" أبو بكرة الثقفي الطائفي الصحابي. 5/ 244/ 531 نفيع، أبو رافع الصائغ المدني البصري، مولى آل عمر. 10/ 295/ 2288 النُّفَيْلِيُّ الصَّغِيْرُ: عَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ بن سعيد، أبو محمد الحراني. 9/ 42/ 1758 النُّفَيْلِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ نفيل، أبو جعفر القضاعي الحراني. 12/ 124/ 3195 النَّقَّاشُ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زياد، أبو بكر الموصلي البغدادي شيخ القراء. 13/ 76/ 3714 النقاش: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَمْرِو بنِ مَهْدِيّ، أبو سعيد الأصبهاني. 12/ 392/ 3509 نَقَّاشُ الفِضَّةِ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ العَبَّاسِ، أبو جعفر السلمي البغدادي. 16/ 252/ 5659 ابْنُ نُقْطَةَ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ أبي بكر بن شجاع، أبو بكر البغدادي. 13/ 470/ 4272 ابْنُ النَّقُّوْرِ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو الحسين البغدادي. 15/ 214/ 5117 ابْنُ النَّقُّوْرِ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد، أبو بكر البغدادي البزاز. 13/ 471/ 4273 ابْنُ النَّقُّوْرِ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله، أبو منصور البزاز. 12/ 215/ 3299 النَّقَوِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو عبد الله الصنعاني.

9/ 365/ 1907 ابْنُ نُمَيْرٍ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، أَبُو عبد الرحمن الهمداني الكوفي. 10/ 66/ 2121 النميري: عمر بن شبة بن عبدة بن زيد بن رائطة، أبو زيد البصري النحوي الحافظ. 15/ 376/ 5280 النميري: نصر بن منصور بن حسن، أبو المرهف الأمير الأديب. 4642 النهاوندي: الحسين بن نصر بن المرهف، أبو عبد الله الأيديني. 11/ 473/ 2946 النُّهَاونديُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ سيَامردَ، أبو عبد الرحمن. 12/ 69/ 3118 النهدي: إسحاق بن إبراهيم بن هاشم، أبو يعقوب الأذرعي. 10/ 47/ 2098 النهرتيري: يعقوب بن عبيد، أبو يوسف المحدث البغدادي. 11/ 465/ 2934 النهرجوري: إسحاق بن محمد، أبو يعقوب الصوفي. 14/ 350/ 4704 أَبُو نَهْشَل: عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ الفضل العنبري التميمي الأصبهاني. 7/ 32/ 1118 النهشلي: أبو بكر الكوفي. 8/ 48/ 1390 أبو نواس: الحسن بن هاني، أبو علي الحكمي الشاعر. 15/ 450/ 5360 ابن النوام: عمر بن علي بن عمر، أبو علي الحربي الأديب. 11/ 520/ 3010 النوبختي: إسماعيل بن علي بن نوبخت، أبو سهل البغدادي الشيعي. 11/ 519/ 3008 النوبختي: الحسن بن موسى، أبو محمد الشيعي. 11/ 519/ 3007 النوبختي: علي بن العباس الشاعر.

14/ 343/ 4696 النوحي: إِسْحَاق بن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن مُحَمَّدِ، أبو إبراهيم النسفي. 16/ 66/ 5453 ابن نوح: محمد بن أيوب بن نوح، أبو عبد الله الغافقي البلنسي. 12/ 455/ 3585 نُوْحُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ نُوْحِ بنِ عَبْدِ الملك، أبو القاسم الساماني سلطان بخارى. 16/ 444/ - النور البلخي. 16/ 68/ 5459 أم النور: عَيْنُ الشَّمْسِ بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الفَرَجِ الثقفية الأصبهانية. 14/ 415/ 4782 نور الدولة: دبيس بن صدقة بن منصور بن دبيس، أبو الأعز الأسدي. 14/ 66/ 4382 نورُ الدَّوْلَة: دُبيسُ بنُ عَلِيِّ بنِ مزْيَدٍ، أبو الأعز الأسدي. 16/ 50/ 5432 نُوْرِ الدِّيْنِ: أَرْسَلاَن شَاه بنِ مَسْعُوْدِ بنِ مودود، صاحب الموصل. 15/ 233/ 5141 نور الدين: محمود بن زنكي بن آقسنقر، أبو القاسم التركي صاحب الشام. 14/ 283/ 4632 نور الهدى: الحسين بن محمد بن علي بن الحسن، أبو طالب الزينبي. 11/ 46/ 2554 النوري: أحمد بن محمد، أبو الحسين الخراساني البغوي. 13/ 188/ 3962 نوشتكين بن عبد الله، أبو منصور التركي الدزبري الأمير عضد الدولة. 11/ 31/ 2538 النوشري: عيسى بن محمد، أبو موسى بن نائب المكتفي على مصر.

3/ 126/ 32 نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، أبو الحارث الهاشمي الصحابي. 9/ 416/ 1948 النوفلي: أحمد بن الخليل بن حرب، أبو عبد الله القرشي القومسي. 10/ و304/ و2303 و14/ 5/ 4321 النوقاني: إسماعيل بن زاهر بن محمد، أبو القاسم النيسابوري. 16/ 6/ 5386 النوقاني: فضل الله بن محمد بن أحمد، أبو المكارم. 12/ 560/ 3711 النوقاني: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ، أبو عمر السجستاني. 15/ 395/ 5305 النوقاني: محمد بن أبي علي بن نصر، أبو المفاخر. 13/ 282/ 4093 النوقاني: محمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر، أبو منصور. 16/ 464/ - ابن النيار: صدر الدين، شيخ الشيوخ. 12/ 98/ 3154 ابن نيخاب: أحمد بن إسحاق، أبو الحسن الطيبي. 11/ 350/ 2848 ابن نيروز: محمد بن إبراهيم بن نيروز، أبو بكر البغدادي الأنماطي. 10/ 75/ 2130 النيسابوري: أَحْمَدُ بنُ حَفْصِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ راشد، أبو علي القاضي. 12/ 77/ 3124 النيسابوري: حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ، أبو الوليد الشافعي الحافظ. 12/ 156/ 3236 النيسابوري: الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَزِيْدَ بنِ دَاودَ، أبو علي الحافظ. 10/ 144/ 2153 النيسابوري: عمرو بن سلم، أبو حفص الزاهد.

13/ 170/ 3945 النيهي: يَحْيَى بنُ عَمَّارِ بنِ يَحْيَى بنِ عَمَّارِ بن العنبس، أبو زكريا الشيباني السجستاني. حرف الهاء. 14/ 285/ - هادي بن إسماعيل العلوي. 7/ 104/ 1168 الهادي: موسى بن المهدي محمد بن عبد الله، أبو محمد الهاشمي العباسي. 9/ 497/ 2006 هارون بن إسحاق، أبو القاسم الهمذاني الكوفي. 9/ 490/ 2001 هارون الحمال بن عبد الله بن مروان، أبو موسى البغدادي البزاز الحمال. 11/ 12/ 2527 هَارُوْنُ بنُ خُمَارُوَيْه بنِ أَحْمَدَ بنِ طُوْلُوْنَ، أبو موسى التركي صاحب مصر. 6/ 22/ 738 هارون بن رئاب، أبو بكر التميمي الأسيدي البصري. 9/ 555/ - هارون بن سعيد الأيلي. 10/ 79/ - هارون بن سليمان. 15/ 294/ 5185 هارون بن العباس بن محمد، أبو محمد العباسي المأموني البغدادي. 10/ 444/ 2409 هَارُوْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى بنِ أَبِي منصور، أبو عبد الله المنجم البغدادي. 13/ 127/ 3890 ابن هارون: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ بنِ مُوْسَى بن عبدان، أبو نصر الغساني، الدمشقي بن الجندي. 8/ 53/ 1394 هارون الرشيد بن محمد بن المنصور، أبو جعفر بن عبد الله بن محمد.

8/ 392/ 1611 هارون بن المعتصم بن هارون الرشيد بن محمد، أبو القاسم "أبو جعفر" العباسي. 9/ 160/ 1842 هارون بن معروف، أبو علي المروزي البغدادي الخزاز الضرير. 10/ 539/ 2502 هَارُوْن بن مُوْسَى بن شَرِيْك التَّغْلِبِيّ الدِّمَشْقِيّ، أبو عبد الله. 11/ 143/ 2655 هارون بن نصر، أبو الخيار الأندلسي الشافعي. 11/ 162/ 2688 هارون بن يوسف، أبو أحمد الشطوي "ابن مقراض". 15/ 326/ - هاشم بن أحمد بن عبد الواحد، أبو طاهر. 6/ 294/ 897 أبو هاشم الرماني يحيى "نافع" بن دينار الواسطي. 9/ 494/ 2004 أبو هاشم الطوسي: زياد بن أيوب بن زياد شعبة الصغير البغدادي دلويه. 11/ 379/ 2877 أبو هاشم: عبد السلام بن علي بن محمد بن عبد الوهاب بن سلام، أبو علي الجبائي المعتزلي. 12/ 138/ 3206 ابْنُ أَبِي هَاشِمٍ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عُمَرَ بن محمد بن أبي هاشم، أبو طاهر البغدادي. 4/ 470/ 330 هَاشِمُ بنُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيُّ المرقال. 8/ 212/ 1526 هاشم بن القاسم: أبو النضر الليثي الخراساني البغدادي قيصر. 10/ 370/ 2347 هَاشِمُ بنُ مَرْثَدٍ، أَبُو سَعِيْدٍ الطَّبَرَانِيُّ الطَّيَالِسِيُّ مولى بني العباس. 6/ 330/ 931 هَاشِمُ بنُ هَاشِمِ بنِ هَاشِمِ بنِ عُتْبَةَ بن أبي وقاص القرشي الزهري. 6/ 300/ 905 هاشم بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية السفياني.

11/ 384/ 2884 الهَاشِمِيُّ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ مُوْسَى بن محمد بن إبراهيم، أبو إسحاق الهاشمي العباسي. 14/ 60/ 4371 الهَاشِمِيُّ: عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عِيْسَى بنِ أَحْمَدَ بن محمد بن إبراهيم، أبو جعفر الهاشمي البغدادي. 13/ 31/ 3759 الهاشمي: القَاسِمُ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ العباس، أبو عمر الهاشمي العباسي البصري. 15/ 474/ 5379 الهاشمي: محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو عبد الله القرشي الهاشمي الأندلسي. 3/ 535/ 152 أم هانئ: بنت أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بن هاشم الهاشمية المكية. 12/ 209/ 3287 ابن هاني: محمد بن هاني، أبو الحسن الأزدي المهلبي الأندلسي. 3/ 361/ 102 هانئ بن نيار بن عمرو بن عبيد بنِ كِلاَبِ بنِ دُهْمَانَ البَلَوِيُّ القُضَاعِيُّ الأَنْصَارِيُّ. 3/ 193/ - هبار بن الأسود القرشي الأسدي. 3/ 193/ - هبار بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي. 14/ 305/ 4656 ابن الهبارية: محمد بن صالح بن حمزة العباسي، أبو يعلى "نظام الدين البغدادي". 15/ 33/ 4916 هبة الرحمن بن عبد الواحد بن أبي القاسم بن عبد الكريم بن هوزان أبو الأسعد، القشيري النيسابوري. 14/ 478/ 4857 هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ طاوس، أبو محمد البغدادي الدمشقي. 16/ 102/ - هبة الله بن أحمد الكهفي، أبو الغنائم.

15/ 153/ 5068 هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الشبلي، أبو المظفر البغدادي القصار الدقاق المؤذن. 14/ 232/ 4584 هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي، أبو عبد الله الزهري الموصلي البغدادي، ابن الموصلي المراتبي. 14/ 396/ 4753 هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَة اللهِ بن علي بن فارس، أبو محمد الأنصاري الدمشقي المعدل ابن الأكفاني. 15/ 467/ - هبة الله بن البوصيري، أبو القاسم. 16/ 41/ 4521 هبة الله بن جعفر بن القَاضِي سنَاءِ المُلْكِ مُحَمَّدِ بنِ هِبَةِ اللهِ، أبو القاسم. 14/ 287/ - هبة الله بن الحسن الأبرقوهي، أبو الخير. 15/ 449/ 5358 هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ أَبِي سَعْدٍ المظفر بن الحسن، أبو القاسم الهمذاني البغدادي. 13/ 136/ 3901 هبة الله بن الحسن بن منصور، أبو القاسم الطبري الرازي الشافعي اللالكائي. 16/ 410/ 5842 هبة الله بن الحسن بن الحسن بن الدوامي، أبو المعالي البغدادي. 15/ 212/ 5115 هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ هِبَة اللهِ بن عبد الله، أبو الحسين الدمشقي الشافعي ابن عساكر. 15/ 198/ 5099 هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ هِلاَلِ بنِ علي بن حمصاء، أبو القاسم العجلي السامري الكاتب. 15/ 74/ 4973 هِبَةُ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبد الله، أبو القاسم بن أبي شريك البغدادي. 14/ 454/ 4829 هبة الله بن الحسين، أبو القاسم البغدادي الأسطرلابي. 14/ 400/ - هبة الله بن الحصين، أبو القاسم.

16/ 7/ - صنعة الملك هبة الله بن حيدرة. 16/ 141/ 5543 هبة الله بن الخَضِرِ بنِ هِبَةُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طاوس، أبو محمد، البغدادي الدمشقي. 13/ 78/ - هبة الله بن سلامة البغدادي، أبو القاسم. 14/ 433/ 4805 هِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلِ بنِ عُمَرَ بنِ محمد بن الحسين بن أبي الهيثم، أبو محمد النيسابوري السيدي. 15/ 131/ 5044 هبة الله بن صاعد، أبو الحسن المسيحي الطبيب "ابن التلميذ". 14/ 82/ 4406 هبة الله بن أبي الصهباء محمد بن حيدر، أبو السنابل القرشي النيسابوري. 14/ 119/ 4451 هبة الله بن عبد الرازق بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ اللَّيْثِ، أبو الحسن الأنصاري الأوسي الأشهلي السعدي البغدادي. 15/ 169/ 5078 هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بن عمر بن السمرقندي، أبو المظفر. 14/ 428/ 4800 هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، أبو القاسم الواسطي البغدادي الشروطي. 15/ 469/ 5373 هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ سعُوْدِ بنِ ثابت بن هاشم، أبو القاسم المنستيري البوصيري. 15/ 351/ 5258 هبة الله بن الصاحب. 15/ 40/ 4926 هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حمزة بن علي، أبو السعادات الهاشمي العلوي البغدادي. 15/ 168/ 5076 هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ ملكَا البَلَدِيُّ، أبو البركات. 16/ 288/ 5699 هبة الله بن عمر بن حسن الحربي، أبو بكر البغدادي الحلاج "ابن كمال".

15/ 23/ 4899 هبة الله بن الفرج، أبو بكر الهمذاني ابن أخت الطويل. 15/ 122/ 5032 هِبَةُ اللهِ بنُ الفَضْلِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بن محمد، أبو القاسم البغدادي المتوثي ابن القطان. 14/ 386/ - هبة الله بن القاسم المهراني. 15/ 269/ - هبة الله بن كامل، أبو القاسم قاضي الديار المصرية. 14/ 244/ 4604 هبة الله بن المبارك بن موسى، أبو البركات البغدادي السقطي. 15/ 403/ 5313 هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصرى، أبو البركات، التغلبي، البلدي الأصل، الدمشقي الشافعي الحافظ. 14/ 342/ 4695 هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مسلم، أبو المعالي البغدادي الفرضي. 14/ 82/ 4406 هبة الله بن محمد بن حيدر، أبو السنابل القرشي النيسابوري ابْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ. 15/ 312/ - هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بن الشيرازي إمام مشهد علي. 14/ 376/ 4740 هبة الله بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَحْمَدَ بن العباس بن الحصين، أبو القاسم، الشيباني، الهمذاني البغدادي الكاتب. 14/ 300/ 4648 هبة الله بن محمد بن علي بن المطلب، أبو المعالي الكرماني، الفقيه الشافعي. 16/ 442/ - هِبَة اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ مُفَرِّجٍ المَقْدِسِيّ الإسكندراني جمال الدين. 15/ 292/ 5180 هبة الله بن يحيى بن حسن، أبو جعفر الواسطي العطار ابن البوقي.

5/ 336/ 589 ابن هبيرة: عُمَرُ بنُ هُبَيْرَةَ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ سُكَيْنٍ، أبو المثنى الفزازي الشامي. 15/ 172/ 5083 ابن هبيرة: يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ هُبَيْرَةَ بنِ سَعِيْدِ بن الحسن، أبو المظفر الشيباني الدوري. 6/ 331/ 934 ابْنُ هُبَيْرَةَ: يَزِيْدُ بنُ عُمَرَ بنِ هُبَيْرَةَ، أبو خالد الفزازي. 5/ 159/ 468 هجيمة "جهمية" الأوصابية الحميرية الدمشقية، أم الدرداء الصغرى. 12/ 95/ 3149 الهُجَيْمِيُّ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ، أبو إسحاق الهجيمي البصري. 8/ 127/ 1445 الهجيمي: أَحْمَدُ بنُ عَطَاءٍ الهُجَيْمِيُّ البَصْرِيُّ القَدَرِيُّ المُبْتَدِعُ. 9/ 138/ 1825 هداب: هُدْبَةُ بنُ خَالِدِ بنِ أَسْوَدَ بنِ هُدْبَةَ، أبو خالد القيسي الثوباني البصري. 9/ 138/ 1825 هدبة: بن خالد أسود بن هدبة، أبو خالد القيسي الثوباني البصري. 9/ 356/ - هدية بن عبد الوهاب. 16/ 411/ 5844 الهَذَبَانِيُّ: يَعْقُوْبُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عيسى الكردي الموصلي. 15/ 219/ 5124 ابْنُ هُذَيْلٍ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ بن هذيل، أبو الحسن البلنسي. 8/ 529/ 1710 أَبُو الهُذَيْلِ العَلاَّفُ: مُحَمَّدُ بنُ الهُذَيْلِ البَصْرِيُّ العلاف، صاحب التصانيف. 9/ 189/ 1871 أبو الهذيل العَلاَّفُ: مُحَمَّدُ بنُ الهُذَيْلِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ البصري العلاف رأس الاعتزال.

16/ 99/ 5498 ابن الهراس: أحمد بن محمد بن سيدهم بن هبة الله بن سرايا، أبو الفضل الأنصاري الدمشقي ابن الهراس الوكيل الجابي. 16/ 108/ 5509 ابن الفراش: أحمد بن محمد بن سيدهم بن هبة الله بن سرايا أبو الفضل، الأنصاري الدمشقي الوكيل الجابي ابن الفراش. 15/ 309/ 5207 الهراس: عيسى بن أحمد، أبو هاشم الهاشمي الدوشابي العباسي البغدادي. 14/ 282/ 4630 الهراسي: علي بن محمد بن علي، أبو الحسن الطبري الهراسي "إليكيا". 4/ 448/ 311 الهِرْمَاسُ بنُ زِيَادِ بنِ مَالِكٍ، أَبُو حُدَيْرٍ الباهلي. 5/ 12/ 380 هرم بن حيان العبدي الأزدي البصري. 6/ 444/ 990 ابن هرمز: عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ بنِ هُرْمُزَ الأَصَمُّ، أبو بكر الأصم. 12/ 537/ 3689 الهَرَوَانِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ حَاتِمٍ، أبو عبد الله، الجعفي الكوفي الحنفي. 9/ 381/ 1921 الهروي: إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، أبو إسحاق البغدادي الهروي. 12/ 561/ 3713 الهروي: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو عبيد الهروي الشافعي. 11/ 527/ 3023 الهروي: أحمد بن محمد بن ياسين، أبو إسحاق الهروي الحداد. 11/ 71/ 2576 الهروي: الحُسَيْنُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ مُبَارَكِ بنِ الهَيْثَمِ، أبو علي الأنصاري الهروي.

14/ 132/ 4461 الهروي: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَيْرِ، أبو عبد الله العميري الهروي. 12/ 370/ 3476 الهروي: محمد بن أبي العَبَّاسِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُصْمِ بنِ أَبِي ذهل، أبو عبد الله الضبي. 13/ 58/ 3791 الهروي: محمد بن محمد بن عبد الله الحسين، أبو منصور الأزدي الهروي الشافعي. 11/ 297/ 2788 الهروي: محمد بن معاذ بن فره "فرح"، أبو جعفر الهروي الماليني. 11/ 476/ 2951 الهروي: محمد بن يوسف بن بشر، أبو عبد الله الهروي الشافعي. 14/ 113/ 4442 الهروي: محمود بن القاسم بن أبي منصور محمد بن محمد بن بن عبد الله بن علي، أبو عامر الأزدي المهلبي الهروي الشافعي. 14/ 304/ 4655 الهروي: نصر بن أحمد بن إبراهيم، أبو الفتح الهروي الحنفي. 10/ 541/ 2509 الهروي: يحيى بن منصور بن حسن، أبو سعد السلمي الهروي. 12/ 9/ 3047 ابن أبي هريرة: أحمد بن سليمان بن زبان، أبو بكر الكندي الدمشقي الضرير. 12/ 40/ 3088 ابن أبي هريرة: الحسن بن الحسين، أبو علي البغدادي. 4/ 158/ 222 أبو هريرة: عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني الصحابي. 16/ 43/ 5423 أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاثِلَةُ بنُ الأَسْقَعِ الهَمَذَانِيُّ المُؤَذِّنُ. 14/ 325/ - هزارسب بن عوض الهروي المحدث.

11/ 495/ 2974 الهزاني: أحمد بن محمد بن بكر، أبو روق الهزاني البصري. 11/ 73/ 2578 الهِسِنْجَانِيُّ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ بنِ خَالِدِ بنِ سويد، أبو إسحاق الرازي الهسنجاني. 14/ 165/ 4494 هِشَامُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَالِدِ بنِ سَعِيْدٍ، أبو الوليد الكناني الأندلسي الطليطلي. 6/ 428/ 985 هشام بن حسان، أبو عبد الله الأزدي القردوسي البصري. 7/ 290/ 1234 هشام بن الحكم بن عبد الرحمن، أبو الوليد الأموي الأندلسي. 12/ 549/ 3703 هشام بن المؤيد بالله بن المستنصر صاحب الأندلس. 8/ 530/ 1711 هشام بن الحكم الكوفي الرافضي. 4/ 210/ 234 هشام بن حَكِيْمُ بنُ حِزَامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدٍ، أبو خالد القرشي الأسدي. 9/ 565/ - هشام بن خالد الأزرق. 6/ 568/ 1052 هشام الدستوائي: هشام بن أبي عبد الله أبو بكر سنبر البصري الربعي. 9/ 399/ - أبو هشام الرفاعي. 7/ 41/ 1127 هشام بن سعد، أبو عباد القرشي. 4/ 231/ 238 هشام بن العاص بن وائل القرشي الصحابي. 7/ 280/ 1226 هشام بن عبد الرحمن بن معاوية، أبو الوليد المرواني. 16/ 43/ 5424 هشام بن عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الإخوة، أبو مسلم البغدادي الأصبهاني. 6/ 568/ 1052 هشام بن أبي عبد الله سنبر أبو بكر البصري الربعي، صاحب الدستوائي.

10/ 26/ 2075 هشام بن عبد الملك بن عمران، أبو التقي اليزني الحمصي. 6/ 88/ 777 هشام بن عبد الملك بن مروان الخليفة، أبو الوليد القرشي الأموي الدمشقي. 8/ 463/ 1668 عَبْدُ المَلِكِ بنُ هِشَامِ بنِ أَيُّوْبَ، أَبُو محمد الذهلي السدوسي الحميري. 8/ 412/ 1621 هشام بن عبد الملك، أبو الوليد الطيالسي. 8/ 474/ 1682 هشام بن عبيد الله الرازي السني. 6/ 209/ 842 هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ، أبو المنذر القرشي. 10/ 449/ - هشام بن علي السيرافي. 9/ 342/ 1894 هِشَامُ بنُ عَمَّارِ بنِ نُصَيْرِ بنِ مَيْسَرَةَ بن أبان، أبو الوليد السلمي "الظفري". 8/ 532/ 1714 هِشَامُ بنُ عَمْرٍو، أَبُو مُحَمَّدٍ الفُوَطِيُّ المُعْتَزِلِيُّ الكوفي. 6/ 509/ 1022 هشام بن الغاز بن ربيعة، أبو العباس "أبو ربيعة" الجرشي الدمشقي. 8/ 281/ 1540 هشام بن محمد بن السائب بن بشر الكلبي، أبو المنذر الكوفي الشيعي. 13/ 205/ - هشام بن محمد بن عبد الملك "المعتد بالله" أبو بكر المرواني. 8/ 231/ 1534 هشام بن يوسف، أبو عبد الرحمن الصنعاني. 7/ 302/ 1246 هشيم بن بشير بن أبي خازم قاسم بن دينار، أبو معاوية السلمي الواسطي. 7/ 306/ 1247 هُشَيْمُ بنُ أَبِي سَاسَانَ هِشَامٍ، أَبُو عَلِيٍّ الكوفي. 12/ 323/ 3419 هفتكين "أفتكين" التركي.

7/ 359/ 1280 الهِقْلُ بنُ زِيَادٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ. 14/ 131/ 4460 الهكاري: علي بن أحمد بن يوسف بن جعفر بن عرفة بن مأمون بن الوليد أبو الحسن الأموي السفياني الهكاري. 11/ 510/ 2996 ابْنُ هِلاَلٍ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نصر بن هلال، أبو الفضل السلمي الدمشقي. 15/ 214/ 5118 ابْنُ هِلاَلٍ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المسلم بن الحسن، أبو المكارم الأزدي الدمشقي. 10/ 390/ 2359 هِلاَلُ بنُ العَلاَءِ بنِ هِلاَلِ بنِ عُمَرَ بن أبي عطية، أبو عمر الباهلي. 6/ 24/ 740 هلال بن علي بن أبي ميمونه العامري المدني. 8/ 466/ 1670 هلال بن فياض، أبو عبيدة اليشكري البصري، شاذ. 12/ 461/ - هلال بن المحسن الصابئ. 13/ 68/ 3805 هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ سَعْدَانَ بن عبد الرحمن بن مهيار، أبو الفتح الكسكري البغدادي. 12/ 343/ 3450 هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَبُو بَكْرٍ البصري. 10/ 154/ 2164 الهلالي: علي بن الحسن بن أبي عيسى، أبو الحسن الهلالي الخراساني الدرابجردي. 5/ 163/ 472 همام بن الحارث النخعي الكوفي الفقيه. 8/ 476/ 1684 أبو همام الدلال: محمد بن محبب القرشي البصري، بياع الرقيق. 16/ 261/ 5667 هُمَامُ بنُ رَاجِي اللهِ بنِ سَرَايَا بنِ فتوح، أبو العزائم العسقلاني المصري الشافعي النحوي. 5/ 352/ 594 هَمَّامُ بنُ غَالِبِ بنِ صَعْصَعَةَ بنِ نَاجِيَةَ، أبو فراس التميمي البصري.

6/ 57/ 763 هَمَّامُ بنُ مُنَبِّهِ بنِ كَامِلِ بنِ سِيْجَ، أبو عقبة الأبناوي الصنعاني. 9/ 439/ 1967 أبو همام: الوليد بن الإمام أبي بدر بن شُجَاعِ بنِ الوَلِيْدِ بنِ قَيْسٍ السَّكُوْنِيُّ الكُوْفِيُّ. 7/ 7/ 1094 همام بن يحيى بن دينار، أبو بكر "أبو عبد الله" العوذي المحلمي البصري. 16/ 303/ 5719 الهمذاني: جَعْفَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ جعفر بن يحيى بن أبي الحسن، أبو الفضل، الهمداني الإسكندراني المالكي.6/ 601/ 1077 الهمداني: عيسى بن عمر، أبو عمر الهمذاني الكوفي. 10/ 205/ 2199 الهمذاني: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ أَبَانٍ، أبو العباس القرشي الهمذاني التبعي. 11/ 514/ 3002 الهمذاني: حسين بن صالح بن حمويه، أبو عبد الله الهمذاني. 13/ 143/ 3915 الهمذاني: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن بندار بن شبانة، أبو سعيد الهمذاني. 16/ 221/ 5614 الهمذاني: عبد الله بن إبراهيم بن محمد، أبو محمد الهمذاني. 14/ 112/ 4441 الهمذاني: عبد الملك بن إبراهيم، أبو الفضل الهمذاني المقدس الفرضي. 12/ 153/ 3230 الهمذاني: عُتْبَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى بنِ عبيد الله، أبو السائب الشافعي الصوفي. 11/ 366/ 2865 الهمذاني: علي بن الحسن بن سعد، أبو الحسن الإمام الهمذاني.

14/ 480/ 4860 الهمذاني: محمد بن أَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله، أبو جعفر الهمذاني. 13/ 457/ 4259 الهَمَذَانِيُّ: يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ حسن، أبو القاسم الهمذاني. 9/ 373/ 1915 هناد بن السري الصغير الدارمي. 9/ 372/ 1914 هَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ بنِ مُصْعَبِ بنِ أَبِي بكر بن شبر بن صعفوق، أبو السري التميمي الكوفي. 3/ 467/ 116 هند بنت بن أَبِي أُمَيَّةَ بنَ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ أم سلمة أم المؤمنين المخزومية. 3/ 535/ 152 هند بنت بن أبي طالب الهاشمية أم هانئ الصحابية. 12/ 209/ 3286 الهندواني: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ البَلْخِيُّ، أبو جعفر، أبو حنيفة الصغير. 16/ 475/ 5930 ابن الهني: محمد بن علي بن الصمد، أبو منصور البغدادي الخياط. 14/ 447/ 4818 ابن هود: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ هُودٍ المُسْتَنْصِرُ بالله الأندلسي. 14/ 445/ 4817 ابن هود: عبد الملك بن أحمد بن يوسف، أبو مروان الجذامي الأندلسي. 16/ 293/ 5707 ابن هود: محمد بن يوسف، أبو عبد الله الأندلسي السلطان. 8/ 292/ 1550 هَوْذَةُ بنُ خَلِيْفَةَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بكرة، أبو الأشهب البكراوي البصري الأصم نزيل بغداد. 11/ 156/ 2676 الهورقاني: مُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوَيْه بنِ مُوْسَى بنِ طَرِيْفٍ، أبو رجاء، السنجي المروزى الهورقاني.

13/ 483/ 4286 هياج بن عبيد، أبو محمد بن الشامي الحطيني الشافعي، شيخ الحرام. 8/ 443/ 1646 الهيثم بن جميل، أبو سهل الأنطاكي. 7/ 347/ 1269 الهيثم بن حميد، أبو أحمد "أبو الحارث" الغساني الدمشقي. 8/ 492/ 1691 الهيثم بن خارجة، أبو أحمد "أبو يحيى" المروذي البغدادي الحافظ. 11/ 161/ 2687 الهَيْثَمُ بنُ خَلَفِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرحمن بن مجاهد، أبو محمد الدوري البغدادي. 9/ 516/ 2021 الهيثم بن سهل التستري. 12/ 491/ 3630 أبو الهيثم: عتبة بن خيثمة بن محمد بن حاتم النيسابوري الحنفي. 8/ 282/ 1541 الهَيْثَمُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زيد بن أسيد بن جابر، أبو عبد الرحمن الطائي الكوفي المؤرخ. 11/ 539/ 3029 الهَيْثَمُ بنُ كُلَيْب بنِ سُرَيْج بنِ مَعْقِل، أبو سعيد بن الشاشي التركي. 14/ 238/ 4594 أَبُو الهَيْجَاءِ: مُقَاتِلُ بنُ عَطِيَّةَ البَكْرِيُّ الحِجَازِيُّ الأمير شبل الدولة. حرف الواو. 15/ 399/ 5309 الواثق: يحيى بنُ عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ بنِ هِبَة اللهِ بن بركة، أبو القاسم البغدادي. 8/ 392/ 11611 الواثق بالله: أبو جعفر "أبو القاسم" هارون بن المُعْتَصِمِ بِاللهِ أَبِي إِسْحَاقَ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الرشيد العباسي البغدادي.

4/ 410/ 279 وَاثِلَةُ بنُ الأَسْقَعِ بنِ كَعْبِ بنِ عَامِرٍ "بن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب الليثي، أبو الخطاب "أبو الأسقع" "أبو قرصانة". 16/ 43/ 5423 واثلة بن الأسقع، أبو هريرة الهمذاني المؤذن. 16/ 271/ - واثلة بن بقاء بن كراز. 16/ 80/ 5473 ابن واجب: أحمد بن محمد بن أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ وَاجِبِ بن عمر، أبو الخطاب الأندلسي البلنسي المالكي. 13/ 454/ 4253 الواحدي: عبد الرحمن بن أحمد، أبو القاسم الواحدي. 13/ 453/ 4252 الواحدي: عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ، أبو الحسن النيسابوري الشافعي. 10/ 541/ 2507 الوادعي: محمد بن الحسن بن حبيب، أبو حصين الوادعي الكوفي. 10/ 230/ 2233 ابْنُ وَارَةَ: مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ عُثْمَانَ بن عبد الله، أبو عبد الله الرازي. 13/ 51/ 3781 الواسطي: خَلَفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْدُوْنَ، أبو علي الواسطي. 10/ 329/ 2330 الواسطي: خلف بن محمد بن عيسى، أبو الحسن الواسطي، كردوس. 10/ 266/ 2267 الوَاسِطِيُّ: عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ المَجِيْدِ، أبو الحسين الواسطي. 13/ 140/ 3911 الواسطي: علي بن طلحة بن كردان، أبو القاسم الواسطي. 11/ 360/ 2858 الواسطي: علي بن عبد الله بن مبشر، أبو الحسن الواسطي. 13/ 387/ 4191 الواسطي: علي بن محمد بن الحسن بن يزداد، أبو تمام البغدادي المعتزلي الواسطي.

10/ 434/ 2402 الواسطي: محمد بن سليمان بن الحارث، أبو بكر الواسطي الباغندي. 16/ 145/ 5549 الواسطي: محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز، أبو الفرج الواسطي السفار. 11/ 235/ 2734 الواسطي: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ الحَارِثِ، أبو بكر الأزدي الواسطي الباغندي. 14/ 115/ 4446 الواسطي: نَجِيْبُ بنُ مَيْمُوْنِ بنِ سَهْلِ بنِ عَلِيٍّ، أبو سهل الواسطي الهروي. 14/ 428/ 4800 الواسطي: هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، أبو القاسم الواسطي البغدادي الشروطي. 11/ 457/ 2927 الواسطي: يُوْسُف بنُ يَعْقُوْبَ بنُ الحُسَيْنِ، أَبُو بَكْرٍ الواسطي الأصم. 6/ 175/ 825 واصل بن عطاء، أبو حذيفة المخزومي. 12/ 478/ 3611 ابْنُ وَاضِحٍ: أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ أَحْمَدَ بن إبراهيم بن أيوب بن عمر، أبو بكر الثقفي الأصبهاني الخشاب المؤذن. 11/ 320/ 2817 وَاعِظُ بَلْخَ: مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ، أبو عبد الله البلخي. 4/ 156/ 219 أبو واقد الليثي: الحارث بن عوف الصحابي. 5/ 514/ 700 واقد "وقدان" أبو يعفور العبدي الكوفي. 8/ 157/ 1485 الواقدي: محمد بن عمر بن واقد، أبو عبد الله الأسلمي المديني القاضي. 6/ 290/ 888 وَاهِبُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الكعبي المعافري المصري. 4/ 155/ 218 وَائِلُ بنُ حُجْرِ بنِ سَعْدٍ، أَبُو هُنَيْدَةَ الحضرمي.

13/ 270/ 4077 الوائلي: عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَاتِمِ بنِ أحمد، أبو نصر الوائلي البكري السجستاني. 16/ 452/ 5904 ابْنُ وَثِيقٍ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ، أبو إسحاق المغربي الإشبيلي المقرئ. 13/ 18/ 3742 ابْنُ وَجْهِ الجَنَّةِ: يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مسعود بن موسى، أبو بكر القرطبي. 13/ 118/ 3873 ابن وجه العجوز: عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، أبو محمد البغدادي السكري. 14/ 484/ 4866 وَجِيْهُ بنُ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو بكر الشحامي النيسابوري. 15/ 232/ - وجيه بن هبة الله السقطي. 13/ 191/ 3968 وجيه الدولة: ذو القرنين بن حمدان بن الحسن بن عبد الله، أبو المطاع التغلبي. 13/ و202/ و3987 و16/ 287/ - وجيه الدين: بركان بن ظافر بن عساكر المصري. 16/ و359/ - و7/ 203/ 1181 الوحاظي: عبد القدوس بن حبيب، أبو سعيد بن الكلاعي الوحاظي الشامي. 8/ 479/ 1687 الوحاظي: يحيى بن صالح، أبو زكريا الدمشقي "الحمصي". 14/ 287/ - أبو الوحسن: سبيع بن المسلم الدمشقي المقرئ. 15/ 367/ 5271 ابن الوحش: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بن صدقة، أبو عبد الله الحراني البزاز السفار، ابن صدقة. 13/ 466/ 4268 الوخشي: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بن جعفر، أبو علي البلخي الوخشي.

14/ 181/ 4513 ابن ودعان: محمد بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ صَالِحِ، أبو نصر الموصلي. 10/ 318/ 2321 الوراق: أحمد بن عبد الله بن القاسم، أبو بكر التميمي البصري رغيف. 11/ 87/ 2594 الوراق: إسحاق بن إبراهيم بن يونس، أبو يعقوب البغدادي المنجنيقي. 11/ 385/ 2886 الوراق: إِسْمَاعِيْلُ بنُ العَبَّاسِ بنِ عُمَرَ بنِ مِهرَانَ، أبو علي البغدادي الوراق. 10/ 38/ 2086 الوراق: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَبْدِ الحَكَمِ بنِ نَافِعٍ، أبو الحسن البغدادي الوراق. 10/ 297/ 2291 الوراق: عيسى بن جعفر فارس الإسلام البغدادي الوراق. 12/ 375/ 3484 الوراق: محمد بن إسماعيل بن العباس، أبو بكر البغدادي المستملي الوراق. 10/ 477/ 2444 الوراق: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلامِ بنِ بَشَّارٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ الوراق الزاهد. 10/ 22/ 2071 الوراق: محمد بن عثمان بن كرامة العجلي، أبو جعفر "أبو عبد الله" الكوفي. 10/ 243/ 2252 الوَرَّاقُ: مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مهران، أبو جعفر البغدادي حمدان الصالح. 12/ 148/ 3224 ابْنُ الوَرْدِ: عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ محمد بن الورد بن زنجويه، أبو محمد البغدادي المصري. 11/ 319/ 2813 ابن وردان: إسماعيل بن داود بن وردان، أبو العباس المصري البزاز.

16/ 233/ 5633 ابن وردان: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَتِيقِ بنِ هِبَةِ اللهِ بن وردان، أبو الميمون العامري المصري. 10/ 73/ 2128 ابن وردان: عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى بنِ وَرْدَانَ، أبو يحيى البغدادي البلخي العسقلاني. 8/ 58/ 1395 وَرْشٌ: عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الله بن عمرو، أبو سعيد "أبو عمرو" بنُ غَزْوَانَ، القِبْطِيُّ الإِفْرِيْقِيُّ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ. 7/ 90/ 1158 ورقاء بن عمر بن كليب، أبو بشر اليشكري "الشيباني" الكوفي. 13/ 433/ 4234 الوركانية: عائشة بنت حسن بن إبراهيم أم الفتح الأصبهانية. 14/ 149/ 4482 الوَرْكِيُّ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القاسم بن إسماعيل، أبو محمد القرشي الزبيري. 12/ 105/ 3165 ابن الوزان: إبراهيم بن عثمان، أبو القاسم القيرواني. 10/ 142/ 2149 الوزدولي: إسحاق بن إبراهيم بن موسى، أبو يعقوب الجرجاني العصار الوزدولي. 15/ 31/ 4913 ابن الوزير: الحسن بن مسعود بن الوزير، أبو علي الدمشقي. 12/ 516/ 3657 ابن الوزير: حسين بن محمد بن الوزير، أبو أحمد الدمشقي الشاهد. 11/ 503/ 2986 الوزير: عَلِيِّ بنِ عِيْسَى بنِ دَاوُدَ بنِ الجَرَّاحِ، أبو الحسن البغدادي الكاتب. 13/ 249/ 4048 الوزير: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ بن فسانجس، أبو الفرج ذو السعادات.

10/ 518/ 2480 ابن وسلاس: عُبَيْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ يَحْيَى بنِ كثير، أبو مرواني الليثي. 11/ 92/ 2601 الوشاء: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الجعد، أبو بكر الوشاء البغدادي. 11/ 158/ 2680 الوشاء: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَنْبر بن شَاكِر، أبو علي البغدادي الوشاء. 10/ 300/ 2296 الوشاء: مُوْسَى بنُ سَهْلِ بنِ كَثِيْرٍ، أَبُو عِمْرَانَ البغدادي الحرفي الوشاء. 12/ 524/ 3668 الوصي: محمد بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ القاسم، أبو الحسن العلوي الزيدي. 11/ 304/ 2799 وَصِيْفُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَبُو عَلِيٍّ الرُّوْمِيُّ الأنطاكي الأشروسني. 12/ 345/ 3452 ابن وصيف: محمد بن العباس، أبو بكر الغزي. 7/ 257/ 1209 الوضاح بن عبد الله بن عطاء، أبو عوانة الواسطي البزاز. 10/ 469/ 2435 ابن وضاح: محمد بن وضاح بن بزيغ، أبو عبد الله المرواني. 12/ 169/ 3251 الوضاحي: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ يَحْيَى بنِ حَسَّانِ، أبو عبد الله الأنباري الوضاحي التاجر. 16/ 335/ 5763 أبو الوفاء: عبد الملك بن عبد الحق بن عبد الوهاب بن الحنبلي. 14/ 330/ 4682 أبو الوفاء: علي بن عقيل بن محمد بنِ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيّ الظَّفَرِيّ الحَنْبَلِيّ المُتَكَلِّم. 16/ 274/ 5688 أَبُو الوَفَاءِ: مَحْمُوْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سُفْيَانَ بن إبراهيم، أبو الوفاء العبدي الأصبهاني.

15/ 101/ 5007 أَبُو الوَقْتِ: عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى بنِ شعيب بن إبراهيم السجزي الهروي الماليني. 16/ 213/ - أبو الوقت: محاسن بن عمر الخزائني. 11/ 295/ 2785 ابْنُ وَقْدَانَ: سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ بنِ كَثِيْرٍ بن وقدان، أبو محمد الطوسي. 14/ 165/ 4494 الوقشي: هِشَامُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَالِدِ بنِ سَعِيْدٍ، أبو الوليد الكناني الأندلسي الطليطلي. 7/ 559/ 1361 وكيع بن الجراح بن ميلح بن عدي بن فرس، أبو سفيان الرؤاسي الكوفي. 12/ 517/ 3658 ابْنُ وَكِيْعٍ: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ ابن القاضي محمد بن خلف، أبو محمد الضبي البغدادي. 11/ 145/ 2659 وكيع: مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ بنِ حَيَّانَ بنِ صَدَقَةَ، أبو بكر الضبي البغدادي. 9/ 5/ 1738 الوكيعي: أحمد بن جعفر، أبو عبد الرحمن الكوفي الوكيعي الضرير. 9/ 101/ 1811 الوكيعي: أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصِ بنِ جَهْمِ بن واقد، أبو جعفر الكندي الكوفي. 11/ 86/ 2590 الوكيعي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي جميلة، أبو العلاء الذهلي الكوفي نزيل مصر. 12/ 371/ 3477 الوكيل: أحمد بن موسى بن عيسى، أبو الحسن الجرجاني الوكيل. 11/ 383/ 2882 وَكِيْلُ أَبِي صَخرَةَ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أبو بكر البغدادي النحاس.

14/ 408/ 4772 وكيل المقرئين: عبد الكريم بن حمزة بن الخضر، أبو محمد السلمي الدمشقي الحداد. 11/ 225/ - الوليد بن أبان الأصبهاني، أبو العباس الحافظ. 11/ 178/ 2702 الوَلِيْدُ بنُ أَبَانِ بنِ بُوْنَةَ، أَبُو العَبَّاسِ الأصبهاني. 8/ 533/ 1716 الوليد بن أبان الكرابيسي المتكلم. 14/ 55/ 4369 أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: سُلَيْمَانُ بنُ خَلَفِ بنِ سعد بن أيوب بن وارث، أبو الوليد الأندلسي القرطبي. 9/ 490/ 2000 أبو الوليد البسري: أحمد بن عبد الرحمن بن بكار، أبو الوليد القرشي الدمشقي العامري. 12/ 517/ 3659 الوَلِيْدُ بنُ بَكْرِ بنِ مَخْلَدِ بنِ أَبِي دبار، أبو العباس الغمري الأندلسي السرقسطي. 11/ 50/ 2556 الوليد بن حماد بن جابر، أبو العباس الرملي. 9/ 439/ 1967 الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس، أبو همام السكوني الكوفي البغدادي. 7/ 266/ 1215 الوليد بن طريف الشيباني. 8/ 412/ 1621 أَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ: هِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الباهلي الطيالسي. 16/ 402/ 5823 ابْنُ الوَلِيْدِ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أبي محمد بن الوليد، أبو منصور البغدادي. 5/ 202/ 488 الوَلِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ، أبو العباس الأموي الدمشقي. 10/ 491/ 2449 الوَلِيْد بن عُبَيْدٍ بن يَحْيَى بنِ عُبَيْد، أبو عبادة الطائي البحتري المنبجي. 4/ 501/ 362 الوَلِيْدُ بنُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ.

4/ 427/ 289 الوَلِيْدُ بنُ عُقْبَةَ بنِ أَبِي مُعَيْطٍ بنِ أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس، أبو وهب الأموي. 12/ 77/ 3124 أبو الوليد الفقيه: حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ النيسابوري الشافعي العابد. 8/ 147/ 1477 الوليد بن القاسم بن الوليد الهمذاني الخبذعي الكوفي. 6/ 511/ 1025 الوليد بن كثير المخزومي المدني الحافظ. 14/ 28/ 4346 ابْنُ الوَلِيْدِ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد بن الوليد أبو علي الكرخي المتكلم. 8/ 134/ 1460 الوليد بن مزيد، أبو العباس العذري البيروتي. 8/ 5/ 1373 الوليد بن مسلم، أبو العباس الدمشقي الحافظ. 6/ 103/ 783 الوَلِيْدُ بنُ يَزِيْدَ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ، أبو العباس الدمشقي الأموي. 13/ 330/ 4137 الوَنِّيُّ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، أبو عبد الله البغدادي الفرضي. 9/ 370/ 1912 وَهْبُ بنُ بَقِيَّةَ بنِ عُثْمَانَ بنِ سَابُوْرَ بن عبيد بن آدم، أبو محمد الواسطي وهبان. 16/ 139/ 5540 ابن وهبان: عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ النَّفِيْسِ بنِ هِبَةِ اللهِ، أبو نصر السلمي البغدادي. 9/ 370/ 1912 وهبان: وَهْبُ بنُ بَقِيَّةَ بنِ عُثْمَانَ بنِ سَابُوْرَ بن عبيد بن آدم، أبو محمد الواسطي. 8/ 150/ 1480 وهب بن جرير بن حازم بن يزيد بن عبد الله، أبو العباس الأزدي البصري. 12/ 84/ 3134 أبو وهب: عبد الرحمن العباسي القرطبي الزاهد.

4/ 302/ 266 وهب بن عبد الله "وهب الخير"، أبو جحيفة السوائي الكوفي. 11/ 245/ 2737 ابْنُ وَهْبٍ: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ وهب، أبو محمد الدينوري. 5/ 523/ 708 وهب بن كيسان، أبو نعيم الأسدي المدني المؤدب. 12/ 114/ 3179 وَهْبُ بنُ مَسَرَّةَ بنِ مُفَرّجِ بنِ بَكْرٍ، أبو الحزم التميمي الأندلسي الحجازي المالكي. 5/ 326/ 587 وَهْبُ بنُ مُنَبِّهِ بنِ كَامِلِ بنِ سِيْجِ بن ذي كبار، أبو عبد الله الأبناوي الذماري. 8/ 107/ 1433 وَهْبُ بنُ وَهْبِ بنِ كَثِيْرِ بنِ عَبْدِ الله بن زمعة بن الأسود، أبو البختري القرشي الأسدي. 8/ 209/ 1522 الوهبي: أحمد بن خالد، أبو سعيد الوهبي الحمصي الكندي. 8/ 209/ 1523 الوهبي: محمد بن خالد الحمصي. 13/ 90/ 3830 الوَهْرَانِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدٍ بن مسافر، أبو القاسم الهمذاني المغربي الوهراني البجاني. 7/ 261/ 1210 وهيب بن خالد بن عجلان، أبو بكر البصري الكرابيسي الباهلي. 6/ 600/ 1076 وهيب "عبد الوهاب" بن الورد، أبو أمية "أبو عثمان" المكي. 15/ 425/ 5339 الوَيْرَجُ: نَاصِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفَتْحِ، أبو الفتح الأصبهاني القطان.

حرف الياء: 14/ 192/ - أبو ياسر: أحمد بن بندار البقال. 14/ 197/ - أبو ياسر بن كادش. 14/ 192/ - أبو ياسر: محمد بن عبد العزيز الخياط. 16/ 289/ 5700 يَاسَمِينُ بِنْتُ سَالِمِ بنِ عَلِيِّ بنِ سَلاَمَةَ بن البيطار أم عبد الله الحريمية. 11/ 527/ 3023 ابن ياسين: أحمد بن محمد بن ياسين، أبو إسحاق الهروي الحداد. 15/ 406/ 5319 ابن ياسين: إسماعيل بن صالح بن عمران، أبو الطاهر المصري الشارعي الشفيقي. 12/ 336/ 3441 ابْنُ يَاسِيْنَ: بِشْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بن ياسين، أبو القاسم الباهلي النيسابوري. 12/ 372/ 3481 ابْنُ يَاسِيْنَ: بِشْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ بن ياسين بن النضر، أبو القاسم الباهلي النيسابوري. 16/ 284/ 5694 ابن ياسين: سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَاسِيْنَ بنِ عَبْدِ الملك، أبو منصور البغدادي البزاز السفار. 15/ 172/ - أرسلان بن دانشمد صاحب ملطية. 16/ 232/ 5631 يَاقُوْتٌ: شِهَابُ الدِّيْنِ الرُّوْمِيُّ مَوْلَى عَسْكَرٍ الحَمَوِيِّ السفار النحوي الإخباري. 15/ 32/ 4915 ياقوت: أبو الدر الرومي مولى عبيد الله بن البخاري. 16/ 230/ 5628 ياقوت: "عبد الرحمن" بن عبد الله، أبو الدر الرومي الجيلي الشاعر. 16/ 140/ 5541 ياقوت بن عبد الله الموصلي الملكي.

10/ 42/ 2091 اليامي: أَحْمَدُ بنُ بُدَيْلِ بنِ قُرَيْشِ بنِ بُدَيرِ بن الحارث، أبو جعفر الهمذاني. 7/ 36/ 1123 اليامي: محمد بن طلحة بن مصرف الكوفي المحدث. 12/ 389/ 3503 ابْنُ يَبْقَى: مُحَمَّدُ بنُ يَبْقَى بنِ زَربٍ بن يزيد، أبو بكر القرطبي الفقيه. 16/ 196/ 5581 ابن اليتيم: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله، أبو عبد الله الأندلسي الأنصاري. 15/ 49/ 4936 اليحصبي: عِيَاضُ بنُ مُوْسَى بنِ عِيَاضِ بنِ عَمْرِو، أبو الفضل الأندلسي، السبتي. 15/ 52/ 4937 اليحصبي: محمد بن عياض بن موسى، أبو عبد الله السبتي النحوي. 9/ 421/ 1954 اليحمدي: عتبة بن عبد الله بن عتبة، أبو عبد الله اليحمدي المروزي. 8/ 198/ 1517 يحيى بن آدم بن سليمان، أبو زكريا الأموي الكوفي. 14/ 197/ - يَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي زَيد البيَاز. 16/ 91/ 5489 يحيى بن إبراهيم بن أبي تراب، أبو تراب الكرخي اللوزي الشافعي الرافضي. 13/ 69/ 3806 يَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، أبو زكريا النيسابوري المزكى. 14/ 146/ 4478 يحيى بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي، أبو القاسم السيبي القصري. 16/ 266/ 5677 يحيى بن إسحاق بن حمو، أبو زكريا الصنهاجي الميورقي ابن غانية. 8/ 187/ 1506 يحيى بن إسحاق، أبو زكريا اليلحيني.

15/ 392/ 5301 يَحْيَى بنُ أَسْعَدَ بنِ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدِ بن بوش، أبو القاسم البغدادي الأزجي الخباز. 13/ 391/ 4197 يحيى بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن عامر بن ذي النون، أبو زكريا الهواري الأندلسي. 12/ 473/ 3606 يَحْيَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا بن حرب، أبو زكريا النيسابوري المزكى. 9/ 432/ 1964 يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قَطَنٍ، أبو محمد التميمي المروزي البغدادي. 10/ 473/ 2439 يحيى بن أيوب بن بادي، أبو زكريا المصري العلاف. 7/ 123/ 1172 يحيى بن أيوب بن أبي زُرْعَةَ بنُ عَمْرِو بنِ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ الكوفي. 9/ 320/ 1879 يحيى بن أيوب، أبو زكريا البغدادي المقابري العابد. 7/ 119/ 1171 يحيى بن أيوب، أبو العباس الغافقي المصري. 9/ 50/ 1766 يَحْيَى بنُ بِشْرِ بنِ كَثِيْرٍ، أَبُو زَكَرِيَّا الأسدي الكوفي الحريري التاجر. 14/ 454/ 4830 يحيى بن بطريق، أبو القاسم الطرسوسي الدمشقي المقرئ. 6/ 88/ 776 يحيى بن البكاء "يحيى بن مسلم" "يحيى بن سليمان" بن مولى الأزد البصري. 8/ 183/ 1501 يحيى بن أبي بكير بن بشر بن أسيد، أبو زكريا العبدي القيسي قاضي الكرمان. 9/ 384/ - يحيى بن بكير المصري. 14/ 315/ 4661 يحيى بن تميم بن المعز بن باديس الحميري، أبو طاهر، صاحب إفريقية.

8/ 472/ 1680 أبو يحيى التيمي: زكريا بن عدي بن زريق "ابن الصلت"، أبو يحيى التيمي. 15/ 218/ 5123 يَحْيَى بنُ ثَابِتِ بنِ بُنْدَارَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أبو القاسم الدينوري البغدادي البقال الوكيل. 9/ 482/ 1993 يحيى بن جعفر بن أعين، أبو زكريا البخاري البيكندي. 16/ 258/ - يحيى بن جعفر بن الدامغاني. 10/ 209/ 2205 يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الله بن الزبرقان، أبو بكر البغدادي. 6/ 318/ 920 يحيى بن الحارث، أبو عمرو الغساني الذماري الدمشقي. 15/ 374/ 5278 يحيى "عمر" بن حبش بن أميرك السهرودي. 9/ 178/ 1857 يحيى بن حبيب بن عربي، أبو زكريا البصري. 8/ 296/ 1552 يحيى بن حسان بن حيان، أبو زكريا البكري البصري التنيسي. 14/ 429/ 4802 يحيى بن الحسن بن أحمد بن البناء، أبو عبد الله البغدادي الحنبلي. 10/ 23/ 2072 يحيى بن حكيم، أبو سعيد البصري المقوم. 8/ 302/ 1557 يحيى بن حماد بن أبي زياد، أبو محمد "أبو بكر" الشيباني البصري. 8/ 528/ 1708 أبو يحيى الحماني: بشمين الخوارزمي. 7/ 348/ 1270 يحيى بن حمزة بن واقد، أبو عبد الرحمن الحضرمي البتلهي الدمشقي قاضي دمشق. 7/ 527/ 1341 يَحْيَى بنُ خَالِدِ بنِ بَرْمَكَ، أَبُو عَلِيٍّ الفارسي. 9/ 33/ 1750 يحيى بن أبي الخصيب زياد الرازي قاضي عكبرا. 9/ 394/ - يحيى بن خلف أبو سلمة.

14/ 467/ - يحيى بن الخلوف الغرناطي المقرئ. 6/ 294/ 897 يحيى بن دينار "نافع بن دينار"، أبو هاشم الرماني الواسطي. 16/ 44/ 5426 يحيى بن الربيع بن سليمان بن حراز، أبو علي العمري الواسطي الشافعي. 7/ 336/ 1261 يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، أبو سعيد الهمداني الحافظ. 11/ 149/ 2665 يحيى بن زكريا بن يحيى، أبو زكريا النيسابوري الأعرج. 9/ 33/ 1750 يحيى بن زياد أبي الخصيب الرازي الحافظ، قاضي عكبرا. 8/ 291/ 1549 يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الأسدي، أبو زكريا الفراء الكوفي النحوي. 5/ 205/ 497 يحيى بن سعد بن أبي وقاص مالك القرشي الزهري. 15/ 243/ 5150 يحيى بن سعدون بن تمام، أبو بكر الأزدي القرطبي المقرئ النحوي. 7/ 558/ 1360 يَحْيَى بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبَانِ بنِ سَعِيْدٍ بن العاص بن أبي أحيحة أبو أيوب، القرشي الأموي الكوفي. 8/ 167/ 1487 يحيى بن سعيد بن العطار، أبو زكريا الأنصاري الحمصي. 7/ 578/ 1366 يحيى بن سعيد بن فروخ، أبو سعيد التميمي البصري القطان الأحول. 6/ 177/ 828 يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو، أبو سعيد الأنصاري الخزرجي المدني. 16/ 441/ 5354 يَحْيَى بنُ سَعِيْدِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ علي بن زبادة أبو طالب الواسطي البغدادي. 8/ 120/ 1441 يَحْيَى بنُ سَلاَّمِ بنِ أَبِي ثَعْلَبَةَ، أَبُو زكريا البصري. 15/ 110/ 5014 يحيى بن سلامة بن حسين، أبو الفضل الطنزي الحصكفي.

8/ 66/ 1405 يحيى بن سليمان، أبو زكريا القرشي الطائفي الآدمي. 9/ 148/ - يحيى بن سليمان الجعفي. 9/ 148/ - يحيى بن سليمان الحفري الإفريقي. 8/ 479/ 1687 يحيى بن صالح، أبو زكريا الوحاظي الدمشقي. 8/ 184/ 1502 يحيى بن الضريس بن يسار، أبو زكريا البجلي الرازي. 10/ 209/ 2205 يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ جَعْفَرِ بنِ عَبْدِ الله بن الزبرقان، أبو بكر البغدادي. 10/ 143/ 2152 يحيى بن عبد الأعظم بن عبدك، أبو زكريا محدث قزوين. 15/ 69/ - يحيى بن عبد الباقي الغزال. 11/ 30/ 2537 يَحْيَى بنُ عَبْدِ البَاقِي بنِ يَحْيَى، أَبُو القاسم الأذني. 15/ 377/ 5281 يحيى بن عبد الجليل بن مجبر، أبو بكر الفهري المرسي الإشبيلي. 8/ 528/ 1708 أبو يحيى: عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني بشمين الخوارزمي. 8/ 520/ 1707 يَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ميمون، أبو زكريا الحماني الكوفي. 16/ 327/ - يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عبد الرحمن بن ربيع، أبو عامر الأشعري القرطبي. 16/ 51/ 5435 يحيى بن عبد الرحمن، أبو زكريا المغربي الدمشقي الأصبهاني. 15/ 135/ - يحيى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّوْسِيُّ ابْنُ تَاجِ القُرَّاءِ. 13/ 18/ 3742 يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَسْعُوْدِ بنِ موسى، أبو بكر القرطبي ابْنُ وَجْهِ الجَنَّةِ. 13/ 21/ - يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن واقد المالكي.

16/ 364/ - يحيى بن عبد الرزاق بن خطيب عقربا. 10/ 143/ 2152 يحيى بن عبدك "عبد الأعظم"، أبو زكريا محدث قزوين. 9/ 28/ 1747 يحيى بن عبد الله بن بكير، أبو زكريا القرشي المخزومي المصري. 8/ 398/ 1613 يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الضَّحَّاكِ بنِ بابلت الأموي، أبو سعيد البابلتي الحراني. 12/ 299/ 3390 يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ يحيى بن وسلاس الليثي، أبو عيسى القرطبي المالكي. 16/ 239/ 5639 يَحْيَى بنُ عَبْدِ المُعْطِي بنِ عَبْدِ النُّوْرِ، أبو الحسين الزواوي المغربي النحوي الحنفي. 16/ 389/ 5804 يحيى بن عبد الواحد بن عمر، أبو زكريا الهنتاني الموحدي. 8/ 461/ 1663 يحيى بن عبدويه البغدادي. 10/ 28/ 2079 يحيى بن عثمان، أبو سليمان. 10/ 416/ 2387 يَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صَالِحِ بنِ صَفْوَانَ، أبو زكريا السهمي المصري. 12/ 556/ 3707 يحيى بن علي بن حمود المعتلي بالله، أبو زكريا العلوي الحسني الإدريسي. 15/ 396/ - يحيى بن علي بن الخزار، أبو منصور. 14/ 366/ 4723 يحيى بن علي، أبو سعد الحلواني. 14/ 460/ 4838 يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ علي بن الحسين، أبو الفضل القرشي الدمشقي الشافعي. 15/ 304/ 5201 يحيى بن علي بن غانية، أبو زكريا البربري. 15/ 399/ 5309 يَحْيَى "الوَاثِقُ" بنُ عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ بنِ هبة الله بن بركة، أبو القاسم البغدادي.

16/ 330/ - يحيى بن علي الخضرمي المالقي النحوي. 14/ 237/ 4593 يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بن بسطام، أبو زكريا الشيباني التبريزي. 14/ 467/ 4846 يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الطراح، أبو محمد البغدادي المدير. 10/ 445/ 2410 يحيى بن علي بن يحيى، أبو أحمد المنجم. 13/ 170/ 3945 يَحْيَى بنُ عَمَّارِ بنِ يَحْيَى بنِ عَمَّارِ بن العنبس، أبو زكريا الشيباني السجستاني. 10/ 478/ 2445 يَحْيَى بن عُمَرَ بنِ يُوْسُفَ، أَبُو زَكَرِيَّا الكناني الأندلسي الفقيه. 16/ 435/ 5877 يحيى بن عيسى بن إبراهيم بن الحسين بن مطروح الصعيدي. 8/ 137/ 1464 يحيى بن عيسى التميمي النهشلي الكوفي الفاخوري الجرار تزيل الرملة. 14/ 193/ 4531 يحيى بن عيسى بن جزلة، أبو علي البغدادي. 7/ 578/ 1366 يحيى بن القَطَّانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ فَرُّوْخٍ، أَبُو سَعِيْدٍ التميمي البصري الأحول. 8/ 208/ 1520 يَحْيَى بنُ كَثِيْرِ بنِ دِرْهَمٍ، أَبُو غَسَّانَ العنبري البصري الحافظ. 6/ 204/ 839 يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ، أَبُو نَصْرٍ الطَّائِيُّ "اسم أبيه صالح وقيل: يسار ونشيط". 8/ 208/ 1521 يحيى بن كثير، أبو النضر. 12/ 396/ 3512 يَحْيَى بنُ مَالِكِ بنِ عَائِذٍ، أَبُو زَكَرِيَّا الأندلسي.

8/ 221/ 1532 يحيى بن المبارك بن المغيرة، أبو محمد العدوي البصري النحوي. 12/ 284/ 3373 يَحْيَى بنُ مُجَاهِدِ بنِ عَوَانَةَ، أَبُو بَكْرٍ الفزاري الأندلسي الإلبيري الزاهد. 13/ 473/ - يحيى بن محمد الأقساسي العلوي الكوفي. 10/ 538/ - يحيى بن محمد بن البختري الحنائي. 11/ 306/ 2802 يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدِ بنِ كَاتِبٍ، أبو محمد الهاشمي البغدادي. 15/ 39/ 4925 يحيى بن محمد بن عبد الرحمن، أبو بكر البقوي القرطبي. 12/ 101/ 3158 يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عنبر بن عطاء السلمي، أبو زكريا العنبري النيسابوري. 8/ 59/ 1396 يحيى بن محمد بن قيس، أبو زكير المعمر المدني البصري. 15/ 172/ 5083 يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ هُبَيْرَةَ بنِ سَعِيْدِ بن الحسن بن جهم بن هبيرة الشيباني. 10/ 16/ 2086 يحيى بن محمد بن يحيى، أبو زكريا الذهلي. 15/ 336/ 5244 يحيى بن محمود بن سعد، أبو الفرج الثقفي الأصبهاني الصوفي. 14/ 400/ - يحيى بن المشرف المصري التمار. 10/ 223/ 2224 يحيى بن معاذ الرازي. 9/ 123/ 1823 يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام، أبو زكريا المري الغطفاني. 16/ 112/ 5516 يحيى بن منصور بن الجراح المصري. 10/ 541/ 2509 يحيى بن منصور بن حسن، أبو سعد السلمي محدث هراة الهروي.

12/ 142/ 3215 يَحْيَى بنُ مَنْصُوْرِ بنِ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الملك، أبو محمد قاضي نيسابور. 9/ 371/ - يحيى بن موسى خت. 13/ 139/ 3907 يحيى بن نجاح، أبو الحسين القرطبي، ابن الفلاس. 16/ 442/ 5885 يحيى بن نصر بن أبي القاسم بن أبي الحسن بن قميرة، أبو القاسم التميمي اليربوعي. 8/ 315/ 1562 يحيى بن هاشم، أبو زكريا الغساني الكوفي السمسار. 16/ 297/ 5713 يحيى بن هبة الله بن يحيى، أبو البركات الدمشقي الشافعي. 7/ 598/ 1372 يحيى بن واضح، أبو تميلة المروزي الحافظ. 5/ 222/ 521 يحيى بن وثاب الأسدي الكاهلي الكوفي. 16/ 85/ 5478 يحيى بن ياقوت، أبو الفرج الفراش. 8/ 512/ 1704 يَحْيَى بنُ يَحْيَى بنِ بَكْرِ بنِ عَبْدِ الرحمن، أبو زكريا التميمي المنقري النيسابوري. 8/ 517/ 1705 يَحْيَى بنُ يَحْيَى بنِ كَثِيْرِ بنِ وِسْلاَسَ بن شملال، أَبُو مُحَمَّدٍ اللَّيْثِيُّ البَرْبَرِيُّ، المَصْمُوْدِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ. 9/ 367/ 1909 يحيى بن يزيد بن ضماد، أبو شريك المرادي المصري. 5/ 261/ 538 يحيى بن يعمر، أبو سليمان العدواني البصري "أبي عدي". 7/ 349/ 1271 يحيى بن يمان، أبو زكريا العجلي الكوفي. 15/ 300/ 5195 يحيى بن يوسف، أبو شاكر البغدادي السقلاطوني الخباز "صاحب ابن بالان". 9/ 102/ 1813 يَحْيَى بنُ يُوْسُفَ بنِ أَبِي كَرِيْمَةَ الزَّمِّيُّ. 14/ 396/ 4754 ابن يربوع: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ سليمان، أبو محمد الشنتريني الإشبيلي.

10/ 47/ 2100 ابن يزداد: عبد الله بن محمد، أبو صالح الوزير الأكمل. 3/ 408/ 111 يَزْدَجِرْدُ: بنُ شَهْرِيَارَ بنِ بَرْوِيْزَ المَجْوُسِيُّ الفَارِسِيُّ. 13/ 75/ 3813 اليَزْدِيُّ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جعفر، أبو بكر اليزدي. 13/ 65/ 3802 اليزدي: محمد بن إبراهيم بن جعفر، أبو عبد الله الجرجاني. 10/ 26/ 2075 اليزني: هشام بن عبد الملك بن عمران، أبو التقي اليزني الحمصي. 6/ 661/ 1091 يزيد بن إبراهيم، أبو سعيد التستري البصري. 5/ 71/ 411 يزيد بن الأسود، أبو الأسود الجرشي الشامي. 5/ 309/ 579 يزيد بن الأصم، أبو عوف العامري البكائي. 10/ 263/ 2265 أبو يزيد البسطامي: طيفور بن عيسى بن شروسان البسطامي. 7/ 267/ 1216 يَزِيْدُ بنُ حَاتِمِ بنِ قَبِيْصَةَ بنِ المُهَلَّبِ بن أبي صفرة الأزدي البصري. 6/ 207/ 840 يزيد بن أبي حبيب، أبو رجاء الأزدي المصري. 5/ 310/ 580 يَزِيْدُ بنُ الحَكَمِ بنِ أَبِي العَاصِ الثَّقَفِيُّ البصري. 6/ 13/ 730 يزيد بن حميد، أبو التياح الضبعي البصري. 7/ 307/ 1249 يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، أَبُو مُعَاوِيَةَ العَيْشِيُّ البَصْرِيُّ. 4/ 493/ 352 يزيد بن زياد بن ربيعة "مفرغ" الشاعر. 6/ 276/ 872 يزيد بن أبي زياد، أبو عبد الله الهاشمي الكوفي. 3/ 199/ 73 يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ بن عبد شمس بن قصي الأموي.

6/ 237/ 846 يزيد بن سلمة بن سمرة، أبو المكشوح بن الطثرية الشاعر المحسن. 7/ 538/ 1349 يزيد بن سمرة، أبو هران الرهاوي المذحجي الشامي. 6/ 279/ 873 يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُمَيَّةَ، أَبُو صَخْرٍ الأَيْلِيُّ. 10/ 171/ 2175 يَزِيْدُ بنُ سِنَانِ بنِ يَزِيْدَ بنِ ذَيَّالٍ، أبو خالد البصري القزاز. 7/ 538/ 1350 يزيد بن شجرة، أبو شجرة الرهاوي. 8/ 493/ 1692 يزيد بن صالح، أبو خالد النيسابوري الفراء. 5/ 524/ 710 يزيد بن صهيب، أبو عثمان الكوفي. 9/ 62/ 1780 يزيد بن عبد ربه الجرجسي، أبو الفضل الزبيدي الحمصي المؤذن. 6/ 155/ 809 يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي مَالِكٍ هانئ قاضي دمشق الهمداني الدمشقي. 6/ 318/ 919 يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُسَامَةَ بنِ الهاد، أبو عبد الله الليثي المدني. 6/ 298/ 902 يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خُصَيْفَةَ بنِ يزيد الكندي المدني. 5/ 293/ 561 يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ، أَبُو العلاء العامري البصري. 6/ 24/ 741 يزيد بن عبد الله بن قسيط، أبو عبد الله الليثي المدني الأعرج. 5/ 468/ 668 يزيد بن عبد الملك، أبو خالد القرشي الأموي الدمشقي. 6/ 330/ 932 يزيد بن أبي عبيد المدني. 6/ 397/ 961 يزيد بن أبي عبيدة بن أبي المهاجر السكوني الدمشقي. 6/ 331/ 934 يزيد بن عمر بن هبيرة، أبو خالد الفزاري. 6/ 39/ 751 يزيد بن القعقاع، أبو جعفر القارئ المدني. 5/ 262/ 540 يَزِيْدُ بنُ أَبِي كَبْشَةَ جِبْرِيْلَ بنِ يَسَارٍ البتلهي.

12/ 14/ 3056 يزيد بن محمد بن إياس، أبو زكريا الأزدي الموصلي. 10/ 301/ 2298 يزيد بن محمد بن عبد الصمد، أبو القاسم الدمشقي. 10/ 172/ 2177 يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ سِنَانٍ المحدث، أبو فروة الرهاوي. 11/ 325/ 2824 أبو يزيد: محمد بن يحيى بن خالد بن يزيد بن متى الميرماهاني. 7/ 515/ 1332 يَزِيْدُ بنُ مَزْيَدِ بنِ زَائِدَةَ، أَبُو خَالِدٍ الشيباني. 5/ 355/ 599 يزيد بن أبي مسلم، أبو العلاء الثقفي. 5/ 5/ 376 يَزِيْدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنُ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ، أبو خالد القرشي الأموي. 4/ 493/ 352 يزيد بن مفرغ الحميري "زياد بن ربيعة" الشاعر. 5/ 299/ 565 يَزِيْدُ بنُ المُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَةَ، أَبُو خالد الأزدي. 9/ 138/ - يزيد بن موهب الرملي. 8/ 97/ 1431 يزيد بن هارون بن زاذي، أبو خالد السلمي الواسطي الحافظ. 10/ 449/ - يزيد بن الهيثم الباداء. 6/ 106/ 785 يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، أبو خالد القرشي الأموي الدمشقي. 6/ 298/ 903 يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي الدمشقي. 11/ 223/ 2729 ابْنُ اليَزيْدِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدٍ بن أبي محمد يحيى بن المبارك، أبو عبد الله اليزيدي البغدادي. 8/ 221/ 1532 اليزيدي: يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، أبو محمد البصري النحوي.

15/ 342/ 5250 أَبُو اليُسْرِ: شَاكِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد التنوخي المعري الدمشقي. 4/ 131/ 205 أبو اليسر: كعب بن عمرو الأنصاري السلمي المدني البدري العقبي. 5/ 514/ 700 أبو يعفور: واقد "وقدان" العبدي الكوفي. 7/ 469/ 1312 يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَبِيْبِ بنِ حُبَيْشِ بن سعد بن يجير، أبو يوسف الأنصاري الكوفي. 8/ 179/ 1497 يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن عبد الله بن عوف، أبو يوسف الزهري، العوفي المدني البغدادي. 9/ 506/ 2014 يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح، أبو يوسف العبدي القيسي الدورقي. 13/ 405/ 4210 يعقوب بن أحمد بن محمد، أبو بكر النيسابوري الصيرفي. 11/ 256/ 2750 يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزِيْدَ، أبو عوانة النيسابوري الإسفراييني. 10/ 216/ 2213 يعقوب بن إسحاق بن زياد، أبو يوسف البصري القلوسي. 8/ 319/ 1567 يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله، أبو محمد الحضرمي البصري. 9/ 436/ 1965 يعقوب بن إسحاق بن السكيت، أبو يوسف البغدادي النحوي المؤدب. 10/ 46/ 2097 يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ الصَّبَّاحِ الكِنْدِيُّ الأَشْعَثِيُّ الفيلسوف. 9/ 459/ 1976 أبو يعقوب البُوَيْطِيُّ: يُوْسُفُ أَبُو يَعْقُوْبَ بنُ يَحْيَى المِصْرِيُّ البويطي الشافعي. 9/ 179/ 1859 يعقوب بن حميد بن كاسب، أبو الفضل المدني. 7/ 342/ 1264 يعقوب بن داود بن طهمان، أبو يعقوب الفارسي.

6/ 102/ 782 يعقوب بن دينار "ابن ميمون"، أبو يوسف الماجشون المدني. 10/ 319/ 2322 يعقوب بن "ابن أبي معاوية" بن سفيان بن جوان الفارسي، أبو يوسف الفسوي. 10/ 124/ 2137 يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ بنِ الصَّلْتِ بنِ عُصْفُورٍ، أبو يوسف السدوسي البصري البغدادي. 16/ 230/ 5629 يعقوب بن صابر بن بركات، أبو يوسف الحراني البغدادي المنجنيقي. 11/ 501/ 2985 يَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ يعقوب، أبو يوسف البغدادي الجصاص. 6/ 308/ 912 يعقوب بن عبد الله بن الأشج، أبو يوسف الفقيه. 7/ 309/ 1250 يعقوب "القمي" بن عبد الله بن سعد بن مالك، أبو الحسن الأشعري القمي. 10/ 46/ 2098 يعقوب بن عبيد، أبو يوسف النهرتيري. 6/ 273/ 868 يَعْقُوْبُ بنُ عُتْبَةَ بنِ المُغِيْرَةِ بنِ الأَخْنَسِ بن شريق الثقفي المدني. 9/ 411/ 1943 يعقوب بن كعب بن حامد، أبو يوسف الأنطاكي. 10/ 146/ 2154 يعقوب بن الليث، أبو يوسف السجستاني المستولي الصفار. 16/ 411/ 5844 يعقوب بن محمد بن الحسن بن عيسى الكردي الموصلي. الهذباني. 11/ 509/ - يَعْقُوْب بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الدُّوْرِيُّ. 16/ 364/ - يعقوب بن محمد بن الجاور الوزير. 8/ 58/ - أبو يعقوب بن هارون الرشيد.

12/ 409/ 3533 يعقوب بن يوسف بن إبراهيم بن داود، أبو الفرج البغدادي. 15/ 359/ - يعقوب بن يوسف الحربي. 15/ 428/ 5342 يَعْقُوْبَ بنِ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ علي، أبو يوسف القيسي الكومي، المغربي المراكشي الظاهري. 8/ 536/ 1722 أبو يعقوب: يوسف بن عبيد الله بن الشحام البصري. 12/ 64/ 3111 يعقوب بن يوسف: أبو يوسف الشافعي الأخرم. 11/ 107/ 2619 أَبُو يَعْلَى: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُثَنَّى بنِ يَحْيَى بنِ عِيْسَى بنِ هِلاَلٍ التَّمِيْمِيُّ الموصلي. 7/ 291/ 1235 يعلى بن الأشدق العقيلي البدوي المعمر. 4/ 245/ 242 يَعْلَى بنُ أُمَيَّةَ بنِ أَبِي عُبَيْدَةَ التَّمِيْمِيُّ "يعلى بن منية بنت غزوان" الصحابي. 6/ 165/ 815 يعلى بن حكيم الثقفي المكي. 15/ 152/ 5067 أَبُو يَعْلَى: حَمْزَةُ بنُ أَحْمَدَ بنِ فَارِسِ بن المنجا بن كروس السلمي الدمشقي. 16/ 20/ 5409 أبو يعلى: حَمْزَةُ بنُ عَلَيِّ بنِ حَمْزَةَ بنِ فَارِسٍ الحراني البغدادي ابن القبطي. 13/ 278/ 4090 أبو يعلى الخَلِيْلِيُّ: الخَلِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بن الخليل القَزْوِيْنِيّ. 13/ 316/ 4126 أَبُو يَعْلَى الصَّابُوْنِيُّ: إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ الرحمن بن أحمد النيسابوري الصابوني. 15/ 130/ 5043 أبو يعلى الصغير: محمد بن أبي خازم بن أبي يعلى بن الفراء البغدادي.

8/ 170/ 1489 يعلى بن عبيد الله بن أبي أمية، أبو يوسف الطنافسي الكوفي. 5/ 505/ 691 يعلى بن عطاء العامري الطائفي الواسطي. 6/ و165/ و816 و12/ 214/ 3296 ابْنُ أَبِي يَعْلَى: أَبُو القَاسِمِ الهَاشِمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. 12/ 70/ 3120 أبو يعلى النسفي: عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَلَفِ بنِ طُفَيْلِ بنِ زيد التميمي الحافظ. 14/ 305/ 4656 أَبُو يَعْلَى بنُ الهَبَّارِيَّةِ: مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ بن حمزة العباسي "نظام الدين البغدادي". 16/ 218/ - يعيش بن الحارث الأنباري. 15/ 423/ 5332 يعيش بن صدقة، أبو القاسم الفراتي الضرير. 16/ 362/ 5794 يعيش بن علي بن يعيش بن محمد بن المفضل بن يحيى بن حيان، أبو البقاء، الأسدي الموصلي الحلبي النحوي "ابن الصائغ". 16/ 457/ 5912 اليَلْدَانِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ عبد الرحمن بن عبد الله، أبو محمد، اليلداني الدمشقي الشافعي. 8/ 137/ 1463 اليمامي: أحمد بن محمد بن عمر بن يونس. 8/ 137/ 1462 اليمامي: عمر بن يونس، أبو حفص اليمامي. 4/ 27/ 172 ابن اليمان: حذيفة بن حسل "حسيل" بن جابر العبسي، أبو عبد الله. 8/ 399/ 1614 أَبُو اليَمَانِ: الحَكَمُ بنُ نَافِعٍ البَهْرَانِيُّ الحِمْصِيُّ. 16/ 74/ 5470 أبو اليمن الكندي: زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن الكندي البغدادي النحوي.

12/ 508/ 3642 اليمني: مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بندار، أبو زرعة اليمني الأستراباذي. 11/ 152/ 2671 يموت "محمد" بن المزرع بن يموت بن عيسى، أبو بكر العبدي البصري. 13/ 172/ 3946 يمين الدولة: محمود بن سبكتكين، أبو القاسم الزكي "صاحب خراسان". 13/ 336/ 4144 ينال: إبراهيم بن ميكائيل السلجوقي. 9/ 30/ 1748 أبو الينبغي الشاعر. 15/ 265/ 5172 يُوْسُفُ بنُ آدَمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ آدَمَ، أبو يعقوب المراغي الدمشقي. 15/ 390/ 5299 يوسف بن أحمد بن إبراهيم، أبو يعقوب الشيرازي البغدادي الصوفي. 14/ 180/ 4512 ابن يوسف: أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، أبو الحسين البغدادي. 13/ 8/ 3729 يوسف بن أحمد بن كج، أبو القاسم الدينوري. 16/ 338/ 5769 يوسف بن شيخ الشيوخ الفخر. 7/ 575/ 1363 يوسف بن أسباط الزاهد. 6/ 487/ 1012 يوسف بن إسحاق، أبو إسحاق السبيعي. 16/ 298/ 5714 يوسف بن إسماعيل، أبو المحاسن الكوفي الحلبي الشاعر ابن الشواء. 9/ 411/ 1943 أبو يوسف الأنطاكي: يعقوب بن كعب بن حامد الحافظ الحلبي. 15/ 411/ 5327 يوسف بن أَيُّوْبَ بنِ شَاذِي بنِ مَرْوَانَ بنِ يَعْقُوْبَ، أبو المظفر الدويني التكريتي.

14/ 461/ 4840 يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ يُوْسُفَ بنِ حُسَيْنِ بن وهرة، أبو يعقوب الهمذاني الصوفي. 10/ 284/ 2277 يوسف بن بحر: أبو القاسم التميمي البغدادي الطرابلسي. 15/ 223/ 5129 يوسف بن بندار: يوسف بن عبد الله بن بندار، أبو المحاسن الدمشقي. 14/ 228/ 4579 يوسف بن تاشفين، أبو يعقوب اللمتوني البربري الملثم أمير المرابطين. 16/ 277/ - يوسف بن جبريل اللواتي. 12/ 287/ - يوسف بن الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي. 14/ 63/ 4377 يُوْسُفُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، أبو القاسم التفكري الزنجاني. 11/ 153/ 2672 يوسف بن الحسين، أبو يعقوب الرازي الصوفي. 16/ 267/ 5680 يوسف بن حيدرة بن حسن الرحبي إمام الطب الحكيم. 16/ 366/ 5797 يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلِ بنِ قَرَاجَا عَبْدِ اللهِ، أبو الحجاج الدمشقي الآدمي. 15/ 48/ 4933 يوسف بن دوناس، أبو الحجاج المغربي الفندلاوي المالكي. 16/ 275/ 5689 يُوْسُفُ بنُ رَافِعِ بنِ تَمِيْمِ بنِ عُتْبَةَ بن محمد بن عتاب، أبو العز "أبو المحاسن" الأسدي الحلبي الشافعي "ابن شداد". 10/ 211/ 2208 يُوْسُف بنُ سَعِيْدِ بنِ مُسَلَّم، أَبُو يَعْقُوْبَ المصيصي. 14/ 65/ 4381 يوسف بن سليمان بن عيسى، أبو الحجاج الشنتمري، الأندلسي النحوي، الأعلم. 15/ 471/ - يوسف بن الطفيل الدمشقي. 10/ 536/ - يوسف بن عاصم الرازي.

16/ 494/ 5959 يوسف "ابن الجوزي" بن جمال الدين أبو الفرج بن الجوزي القرشي البكري الحنبلي. 16/ 364/ - يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن غُزي القُرَشِيّ. 14/ 360/ - يوسف بن عبد العزيز الميورقي. 15/ 53/ 4938 يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ يُوْسُفَ بنِ عمر بن فيره، أبو الوليد اللخمي الأندي المالكي. 15/ 223/ 5129 يوسف بن عبد الله بن بندار، أبو المحاسن الدمشقي البغدادي. 15/ 360/ 5267 يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدِ بنِ أبي زيد، أبو عمر الأندلسي اللربي. 4/ 484/ 341 يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمِ بنِ الحارث، أبو يعقوب الإبراهيمي الإسرائيلي المدني. 13/ 357/ 4176 يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ البر بن عاصم، أبو عمر الأندلسي القرطبي المالكي. 16/ 346/ 5783 يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ المُعْطِي بنِ مَنْصُوْرِ بنِ نجا بن منصور، أبو الفضل الغساني الإسكندراني ابن المخيلي المالكي. 16/ 324/ - يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ نِعْمَةَ بنِ سلطان النابلسي الحنبلي. 15/ 317/ 5222 يوسف بن عبد المؤمن بن علي، أبو يعقوب صاحب المغرب. 8/ 536/ 1722 يوسف بن عبيد الله، أبو يعقوب الشحام البصري. 8/ 497/ 1697 يُوْسُفُ بنُ عَدِيِّ بنِ زُرَيْقِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ "الصلت"، أبو يعقوب التيمي. 15/ 36/ 4921 يوسف بن علي، أبو الحجاج القضاعي الأندي الحداد القفال.

6/ 159/ 812 يُوْسُفُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَكَمِ بن أبي عقيل الثقفي. 12/ 173/ 3257 يوسف بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّد بنِ عُمَرَ بن يعقوب بن إسماعيل، أبو نصر المالكي الداودي البغدادي. 12/ 430/ 3557 يوسف بن عمر بن مسرور، أبو الفتح البغدادي القواس. 16/ 452/ 5902 يوسف بن عمر بن يوسف الزبيدي، الضياء، أبو الطاهر المقدسي الدمشقي. 12/ 357/ 3462 يُوْسُفُ بنُ القَاسِمِ بنِ يُوْسُفَ بنِ فَارِسِ بن سوار، أبو بكر الميانجي الشافعي. 7/ 469/ 1312 أبو يوسف القاضي: يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد الأنصاري الكوفي. 11/ 54/ 2564 يوسف القاضي بنُ يَعْقُوْبُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ بن درهم، أبو محمد الأزدي البصري البغدادي. 16/ 449/ 5896 يوسف بن قزغلي بن عبد الله، أبو المظفر التركي البغدادي الهبيري الحنفي. 14/ 97/ 4423 أَبُو يُوْسُفَ القَزْوِيْنِيُّ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُحَمَّدٍ بن يوسف بن بندار المفسر البغدادي. 16/ 452/ 5903 يوسف القميني الدمشقي. 5/ 416/ 639 يوسف بن ماهك الفارسي. 16/ 8/ 5388 يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب، أبو الفتوح البغدادي الخفاف المقرئ. 16/ 473/ 5928 يوسف بن محمد بن إبراهيم، أبو الحجاج الأنصاري المغربي البياسي. 13/ 456/ 4258 يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أبو القاسم المهرواني الهمذاني.

15/ 218/ 5122 يوسف بن محمد بن الخلال، أبو الحجاج المصري. 16/ 40/ 5419 يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ غالب، أبو الحجاج البلوي المالقي "ابن الشيخ". 16/ 396/ 5816 يوسف بن محمد بن غازي بن صلاح الدين بن أيوب، الناصر. 15/ 164/ 5075 يوسف بن محمد بن المقتدي، أبو المظفر العباسي المستنجد بالله. 16/ 248/ 5650 يوسف بن محمد بن يعقوب، أبو يعقوب المؤمني. 13/ 457/ 4259 يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ حَسَنٍ، أبو القاسم الهَمَذَانِيُّ. 16/ 313/ 5730 يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي يداس الإشبيلي البرزالي. 16/ 412/ 5846 يوسف بن محمود بن الحسين بن أحمد، أبو يعقوب الساوي الدمشقي المصري. 8/ 434/ 1638 أبو يوسف الصنعاني "المصيصي": مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرِ بنِ أَبِي عَطَاءٍ الصَّنْعَانِيُّ. 9/ 555/ 2039 يوسف بن موسى بن راشد، أبو يعقوب الكوفي القطان. 11/ 34/ 2543 يوسف بن موسى المرو الروذي. 10/ 405/ 2371 يوسف بن يحيى الأزدي، أبو عمرو المغامي القرطبي. 9/ 459/ 1976 يوسف بن يحيى، أبو يعقوب المصري البويطي. 10/ 474/ 2441 يُوْسُف بن يَزِيْد بن كَامِلٍ بن حَكِيْم، أبو يزيد الأموي المصري القراطيسي. 11/ 497/ 2977 يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول، أبو بكر التنوخي الأنباري.

11/ 54/ 2564 يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَمَّادِ، أبو محمد الأزدي البصري. 12/ 294/ 3383 يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرزاذ، أبو يعقوب البصري النجيرمي. و13/ و147/ و3921 11/ 457/ 2927 يُوْسُف بنُ يَعْقُوْبَ بنُ الحُسَيْنِ، أَبُو بَكْرٍ الواسطي الأصم. 7/ 360/ 1281 يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ المَاجَشُوْن، أبو سلمة التيمي المنكدري. 11/ 458/ 2928 يوسف بن يعقوب، أبو عمرو النيسابوري. 16/ 364/ - يوسف بن يونس المقرئ البغدادي. 15/ 246/ 5154 اليوسفي: عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد، أبو الحسين البغدادي. 14/ 252/ 4611 اليُوسُفِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ القادر، أبو طاهر البغدادي البزاز. 15/ 292/ 5181 اليوسفي: عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ بنِ أَحْمَدَ بن عبد القادر، أبو النصر البغدادي. 14/ 301/ 4651 اليُوسفِيُّ: عَبْدُ القَادِر بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ القادر، أبو طالب البغدادي. 14/ 459/ 4837 اليوسفي: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ القَادِرِ، أبو القاسم الحربي. 14/ 420/ 4788 اليونارتي: الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن أَحْمَدَ، أبو نصر الأصبهاني. 16/ 195/ 5579 ابن يونس: أحمد بن موسى بن يونس بن محمد، أبو الفضل الإربلي الموصلي.

6/ 486/ 1011 يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَمْرِو بنِ عَبْدِ الله، أبو إسرائيل الهمداني السبيعي. 16/ 200/ 5585 يونس بن بدران بن فيروز بن صاعد القرشي المصري. 8/ 27/ 1384 يونس بن بكير بن واصل، أبو بكر الكوفي الحمال. 10/ 281/ 2274 أبو يونس الجمحي: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الله المدني. 10/ 195/ 2190 يونس بن حبيب، أبو بشر العجلي الأصبهاني. 7/ 239/ 1199 يونس بن حبيب، أبو عبد الرحمن الضبي البصري. 13/ 452/ 4250 ابْنُ يُوْنُسَ: الحَسَنُ بنُ عُمَرَ بنِ حَسَنٍ، أبو علي الأصبهاني. 16/ 258/ - يونس بن سعيد بن مسافر القطان. 16/ 349/ - يونس السقباني. 6/ 48/ 758 أبو يُوْنُسَ: سُلَيْمِ بنِ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ. 10/ 53/ 2107 يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة بن حفص، أبو موسى الصدفي المصري. 12/ 126/ 3197 ابن يونس: عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، أبو سعيد المصري الصدفي. 13/ 221/ 4007 يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مغيث، أبو الوليد القرطبي بن الصفار. 6/ 384/ 955 يونس بن عبيد بن دينار، أبو عبد الله العبدي البصري. 15/ 422/ 5331 ابْنُ يُوْنُسَ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ يُوْنُسَ بنِ أحمد، أبو المظفر البغدادي الأزجي. 12/ 541/ 3694 ابْنُ يُوْنُسَ: عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أحمد، أبو الحسن المصري. 16/ 228/ - يونس بن محمد، بدر الدين الفارقي.

8/ 168/ 1488 يونس بن محمد بن مسلم، أبو محمد البغدادي المؤدب. 14/ 493/ 4873 يُوْنُس بن مُحَمَّدِ بنِ مُغِيْثِ بن مُحَمَّدِ، أبو الحسن القرطبي. 16/ 50/ 5434 ابن يونس: مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنَعَةَ، أبو حامد الإربلي الموصلي. 16/ 385/ 5803 يونس بن ممدود بن أبي بكر بن أيوب الجواد الأيوبي. 16/ 330/ 5756 ابن يونس: مُوْسَى بنُ يُوْنُسَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْعَةَ، أبو الفتح الموصلي. 5/ 527/ 713 يونس بن ميسرة بن حلبس، أبو عبيد "أبو حلبس" الجبلاني. 16/ 62/ 5448 يُوْنُسُ بنُ يَحْيَى الهَاشِمِيُّ الأَزَجِيُّ القَصَّارُ المُجَاوِرُ. 6/ 390/ 957 يُوْنُسُ بنُ يَزِيْدَ بنِ أَبِي النِّجَادِ مُشْكَانَ، أبو يزيد الأيلي. 16/ 156/ 5562 يُوْنُسُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مُسَاعِدٍ الشَّيْبَانِيُّ المُخَارقِيُّ الجزري القني. 16/ 112/ 5517 اليُوْنِيْنِيُّ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ جَعْفَرٍ، أسد الشام. 16/ 45/ 5899 اليونيني: عيسى بن أحمد بن إلياس الزاهد العابد. 16/ 439/ - اليونيني: محمد بن عبد الله الزاهد.

بسم الله الرحمن الرحيم فهرس القرآن الكريم: طرف الآية رقم الآية الجزء الصفحة سورة الفاتحة 2-7/ 5/ 316 الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين 2-7/ 6/ 450 الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين 2-7/ 9/ 422 الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين 2-7/ 11/ 289 الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين 2-7/ 11/ 541 الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين 2-7/ 12/ 530 الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين سورة البقرة 3/ 1/ 284 والذين يؤمنون بالغيب 6/ 10/ 39 أأنذرتهم أم لم تنذرهم 57/ 5/ 319 وظللنا عليكم الغمام 62/ 3/ 322 الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين 67/ 9/ 408 قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوْذُ بِاللهِ أَنْ أكون من الجاهلين 89/ 1/ 196 وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لما معهم وكانوا من........ 89/ 1/ 328 وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لما معهم وكانوا من........ 90/ 2/ 219 فباءوا بغضب على غضب

97/ 1/ 327 قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ على قلبك 97/ 2/ 219 قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ على قلبك 102/ 14/ 68 وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا 102/ 14/ 98 وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا 106/ 3/ 237 مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بخير منها أو مثلها 109/ 1/ 394 وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ من بعد إيمانكم 115/ 5/ 190 فأينما تولوا فثم وجه الله 115/ 5/ 192 فأينما تولوا فثم وجه الله 120/ 9/ 259 وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُوْدُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تتبع ملتهم 125/ 2/ 195 اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى 129/ 1/ 160 ربنا وابعث فيهم رسولا منهم 132/ 5/ 371 إِبْرَاهِيْمُ بَنِيْهِ وَيَعْقُوْبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصطفى لكم الدين 137/ 5/ 137 فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم 137/ 6/ 532 فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم 137/ 6/ 635 فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم 145/ 9/ 259 وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تبعوا قبلتك 152/ 1/ 47 فاذكروني أذكركم 152/ 6/ 438 فاذكروني أذكركم 158/ 2/ 195 إن الصفا والمروة من شعائر الله 158/ 11/ 191 إن الصفا والمروة من شعائر الله 159/ 11/ 125 إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد................ 163-164/ 8/ 247 وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الرحمن الرحيم، إن في........... 166/ 7/ 405 وتقطعت بهم الأسباب

167/ 13/ 344 وما هم بخارجين من النار 181/ 9/ 346 فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ على الذين يبدلونه 181/ 15/ 237 فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ على الذين يبدلونه 184/ 5/ 425 وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين 184/ 6/ 308 وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين 184/ 7/ 243 وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين 185/ 1/ 203 شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن 186/ 5/ 120 وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيْبٌ أُجِيْبُ دعوة الداع إذا............. 186/ 8/ 284 وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيْبٌ أُجِيْبُ دعوة الداع إذا............. 189/ 8/ 284 يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج 193/ 4/ 317 وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة 196/ -/ - وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي 199/ 12/ 65 ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس 204/ 6/ 34 وهو ألد الخصام 206/ 13/ 385 وَإِذَا قِيْلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإِثْمِ 207/ 3/ 351 ومن الناس من يشري نفسه 214/ 1/ 466 أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مثل الذين خلوا من............ 217/ 1/ 336 يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قتال فيه كبير 217/ 8/ 284 يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قتال فيه كبير 221/ 11/ 129 ولا تنكحوا المشركات 222/ 8/ 284 ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في............ 237/ 4/ 244 إِلاَّ أَنْ يَعْفُوْنَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عقدة النكاح 238/ 9/ 168 حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الوُسْطَى وَقُوْمُوا للهِ قانتين

245/ 5/ 119 مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فيضاعفه له أضعافا كثيرة 251/ 5/ 332 وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرض 255/ 3/ 237 لا إله إلا هو الحي القيوم 260/ 7/ 549 رب أرني كيف تحيي الموتى 260/ 12/ 347 رب أرني كيف تحيي الموتى 278-279/ 10/ 259 وذروا ما بقي مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِيْنَ، فَإِنْ لَمْ تفعلوا........... 281/ 2/ 242 واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله 281/ 5/ 188 واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله 284/ 10/ 552 وإن تبدوا ما في أنفسكم سورة آل عمران 6/ 10/ 280 هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ 7/ 14/ 44 هو الذي أنزل عليك الكتاب 12/ 1/ 387 قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ 26/ 4/ 369 قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تشاء 26/ 13/ 389 قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تشاء 26/ 13/ 439 قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تشاء 31/ 7/ 112 قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ اللهَ فَاتَّبعُوْنِي يُحْبِبْكُمُ الله ويغفر لكم............ 31/ 11/ 195 قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ اللهَ فَاتَّبعُوْنِي يُحْبِبْكُمُ الله ويغفر لكم............ 36/ 8/ 165 أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم 45/ 13/ 244 وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين 53/ 1/ 61 ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول 53/ 10/ 399 ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول 59-62/ 2/ 498 إِنَّ مَثَلَ عِيْسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خلقه من تراب ثم قال..........

59-62/ 4/ 352 إِنَّ مَثَلَ عِيْسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خلقه من تراب ثم قَالَ.......... 60/ 3/ 279 الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِنَ الممترين 64/ 2/ 94 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بيننا وبينكم ألا نعبد.................. 65/ 2/ 193 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وما أنزلت التوراة................ 77/ 3/ 363 إِنَّ الَّذِيْنَ يَشْتَرُوْنَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قليلا 79/ 2/ 193 كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب 79/ 5/ 359 كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب 79/ 11/ 127 كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب 81/ 2/ 193 من الشاهدين 85/ 4/ 474 وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيْناً فَلَنْ يُقْبَلَ منه وهو في الآخرة.............. 91/ 4/ 118 أولئك لهم عذاب أليم 92/ 4/ 311 لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّوْنَ 92/ 16/ 29 لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّوْنَ 102/ 1/ 5 يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم.................. 103/ 5/ 120 واعتصموا بحبل الله جميعا 110/ 11/ 13 منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون 110/ 14/ 379 منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون 122/ 1/ 389 إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا 128/ 1/ 410 لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عليهم 128/ 4/ 149 لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عليهم 133/ 7/ 74 وسارعوا إلى مغفرة من ربكم جنة عرضها السماوات..................... 144/ 2/ 331 وسيجزي الله الشاكرين 144/ 2/ 366 وسيجزي الله الشاكرين

144/ 2/ 119 وسيجزي الله الشاكرين 152-153/ 1/ 405 إذ تحسونهم بإذنه حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ 154/ 1/ 414 ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نعاسا 159/ 8/ 366 ولو كُنْتَ فَظّاً غَلِيْظَ القَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ 160/ 10/ 116 إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُم وَإِنْ يخذلكم فمن............. 161/ 3/ 272 ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة 161/ 3/ 289 ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة 161/ 3/ 299 ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة 165/ 1/ 415 أولما أَصَابَتْكُم مُصِيْبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هذا قل هو.......... 165/ 7/ 170 أولما أَصَابَتْكُم مُصِيْبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هذا قل هو.......... 169/ 1/ 73 وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أمواتا بل أحياء................ 169/ 1/ 423 وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أمواتا بل أحياء................ 169/ 3/ 199 وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أمواتا بل أحياء................ 172/ 3/ 36 الَّذِيْنَ اسْتَجَابُوا لِلِّهِ وَالرَّسُوْلِ مِنْ بَعْدِ مَا أصابهم القرح............ 173/ 1/ 428 الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جمعوا لكم فاخشوهم 174/ 3/ 36 فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سوء 179/ 1/ 398 مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أنتم عليه حتى يميز ... 185/ 2/ 330 كل نفس ذائقة الموت 186/ 1/ 394 وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ومن الذين................... 188/ 1/ 80 ويحبون أن يحمدوا بما لم ينالوا 188/ 7/ 115 ويحبون أن يحمدوا بما لم ينالوا 200/ 3/ 12 يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا

سورة النساء 1/ 1/ 5 واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام 1/ 5/ 200 واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام 3/ 7/ 218 وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى 11/ 9/ 237 يُوْصِيْكُمُ اللهُ فِي أَوْلاَدِكُم لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنثيين 12/ 11/ 129 ولكم نصف ما ترك أزواجكم 25/ 11/ 129 فإذا أحصن 29/ 2/ 101 وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رحيما 29/ 4/ 224 وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رحيما 29/ 5/ 27 وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رحيما 29/ 9/ 307 وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رحيما 29/ 9/ 239 وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رحيما 35/ 2/ 534 فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا 35/ 2/ 535 فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا 35/ 2/ 536 فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا 41/ 3/ 294 فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيْدٍ 41/ 4/ 309 فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيْدٍ 41/ 11/ 502 فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيْدٍ 43/ 3/ 455 فتيمموا صعيدا طيبا 51/ 1/ 457 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الكتاب يؤمنون بالجبت........ 51/ 1/ 393 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الكتاب يؤمنون بالجبت........ 56/ 7/ 409 كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا 59/ 2/ 71 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرسول وأولي............

65/ 13/ 47 فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُوْنَ حَتَّى يُحَكِّمُوْكَ فِيمَا شجر بينهم 69/ 2/ 328 والشهداء والصالحين 69/ 7/ 59 والشهداء والصالحين 69/ 7/ 423 والشهداء والصالحين 76/ 10/ 115 إن كيد الشيطان كان ضعيفا 82/ 12/ 331 أفلا يتدبرون القرآن 83/ 11/ 127 لعلمه الذين يستنبطونه 86/ 8/ 393 وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ ردوها 86/ 9/ 275 وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ ردوها 88/ 1/ 398 فما لكم في المنافقين 93/ 3/ 49 وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فيها 93/ 4/ 317 وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فيها 94/ 2/ 69 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سبيل الله فتبينوا ولا................... 94/ 2/ 70 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سبيل الله فتبينوا ولا................... 95/ 3/ 222 لا يستوي القاعدون 95/ 4/ 68 لا يستوي القاعدون 97/ 1/ 344 إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم 100/ 9/ 443 وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللهِ ورسوله ثم يدركه.............. 115/ 8/ 272 وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُوْلَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ له الهدى ويتبع غير.............. 123/ 8/ 34 من يعمل سوءا يجز به 123/ 8/ 35 من يعمل سوءا يجز به 125/ 7/ 112 واتخذ الله إبراهيم خليلا 125/ 13/ 385 كونوا قوامين بالقسط

148/ 11/ 498 لاَ يُحِبُّ اللهَ الجَهْرَ بِالسُّوْءِ مِنَ القَوْلِ إلا من ظلم 164/ 7/ 594 وكلم الله موسى تكليما 164/ 9/ 546 وكلم الله موسى تكليما 169/ 13/ 344 خالدين فيها أبدا سورة المائدة 1/ 9/ 253 يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود 1/ 9/ 273 يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود 3/ 2/ 199 الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورضيت................ 3/ 6/ 67 الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورضيت................ 3/ 8/ 394 الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورضيت................ 3/ 9/ 276 الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورضيت................ 3/ 11/ 527 الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورضيت................ 3/ 14/ 38 الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورضيت................ 5/ 11/ 129 والمحصنات من المؤمنات وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُم 11/ 1/ 390 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عليكم إذ هم قوم أن........... 18/ 11/ 544 نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم 24/ 1/ 353 فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون 27/ 4/ 254 إنما يتقبل الله من المتقين 33/ 2/ 16 إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله 44/ 2/ 534 وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هم الكافرون 44/ 8/ 379 وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هم الكافرون 44/ 11/ 345 وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هم الكافرون 51-55/ 1/ 387 أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أولياء................

51-55/ 4/ 42 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ والنصارى أولياء............. 51-55/ 5/ 39 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ والنصارى أولياء............. 63/ 14/ 48 لولا ينهاهم الربانيون والأحبار 64/ 10/ 116 كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله 64/ 11/ 172 كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله 64/ 16/ 408 كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله 67/ 1/ 211 والله يعصمك من الناس 82/ 3/ 326 ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُم قِسِّيْسِيْنَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُم لاَ يستكبرون 93/ 3/ 105 ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح 93/ 3/ 287 ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح 95/ 2/ 534 يحكم به ذوا عدل منكم 95/ 2/ 535 يحكم به ذوا عدل منكم 95/ 11/ 127 يحكم به ذوا عدل منكم 106/ 4/ 75 شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت 117/ 6/ 647 وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم 118/ 1/ 372 إن تعذبهم فإنهم عبادك 118/ 6/ 647 إن تعذبهم فإنهم عبادك سورة الأنعام 1/ 8/ 383 وجعل الظلمات والنور 26/ 1/ 262 وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إلا أنفسهم وما 27/ 7/ 408 وَلَو تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يا ليتنا نرد 44/ 8/ 391 حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوْتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً 51-58/ 2/ 534 وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم.................

51-58/ 3/ 75 أنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم................. 51-58/ 3/ 214 وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم................. 51-58/ 3/ 352 وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم................. 51-58/ 3/ 284 أنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم................. 51-58/ 5/ 119 أنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم................. 51-58/ 12/ 239 وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم................. 62/ 6/ 19 ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق 65/ 3/ 238 قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُم عذابا من فوقكم 68/ 5/ 365 وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِيْنَ يَخُوْضُوْنَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عنهم 68/ 6/ 34 وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِيْنَ يَخُوْضُوْنَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عنهم 68/ 6/ 436 وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِيْنَ يَخُوْضُوْنَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عنهم 73/ 9/ 247 كن 79/ 5/ 192 إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض 89/ 9/ 297 أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة 102/ 9/ 230 هو خالق كل شيء 112/ 13/ 312 جعلنا لكل نبي عدوا 129/ 9/ 501 وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِيْنَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يكسبون 130/ 1/ 240 يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ منكم 158/ 6/ 34 يوم يأتي بعض آيات ربك 158/ 6/ 36 يوم يأتي بعض آيات ربك 158/ 7/ 424 يوم يأتي بعض آيات ربك سورة الأعراف 16-17/ 11/ 171 لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيْمْ، ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بين.............

32/ 2/ 534 قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لعباده والطيبات من الرزق 32/ 5/ 233 قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لعباده والطيبات من الرزق 32/ 13/ 245 قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لعباده والطيبات من الرزق 43/ 11/ 496 وَقَالُوا الحَمْدُ للهِ الَّذِي هدَانَا لِهَذَا وَمَا كنا لنهتدي لولا 44/ 6/ 465 وَنَادَى أَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وجدنا ما 50/ 5/ 238 أَفِيْضُوا عَلَيْنَا مِنَ المَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله 54/ 9/ 247 ألا له الخلق والأمر 54/ 9/ 259 ألا له الخلق والأمر 86/ 1/ 288 ولا تقعدوا بكل صراط توعدون 97/ 5/ 13 أَفَأَمِنَ أَهْلُ القُرَى أَنْ يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتاً 143/ 7/ 182 رب أرني أنظر إليك 143/ 12/ 347 رب أرني أنظر إليك 144/ 9/ 546 إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي 152/ 6/ 200 سينالهم غضب من ربهم وبذلة 159/ 5/ 319 وظللنا عليكم الغمام 164/ 5/ 350 لِمَ تَعِظُوْنَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُم أَوْ مُعَذِّبُهُم عذابا شديدا 182/ 6/ 639 سنستدرجهم 185/ 1/ 68 أَولَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلكُوت السَّمَاوَات وَالأَرْض وَمَا خلق 185/ 12/ 18 أَولَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلكُوت السَّمَاوَات وَالأَرْض وَمَا خلق 199/ 13/ 292 خذ العفو وأمر بالعرف سورة الأنفال 1/ 3/ 169 يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول 1/ 8/ 284 يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول

2/ 9/ 305 إِنَّمَا المُؤْمِنُوْنَ الَّذِيْنَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قلوبهم 4/ 9/ 305 أولئك هم المؤمنون حقا 5/ 1/ 369 كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فريقا من المؤمنين 7/ 1/ 360 وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم 7/ 2/ 47 وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم 9/ 8/ 88 إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم 12/ 1/ 357 إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فثبتوا الذين آمنوا 17/ 1/ 405 وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى 17/ 7/ 520 وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى 19/ 1/ 360 إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح 25/ 3/ 43 وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيْبَنَّ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خاصة 27/ 1/ 473 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ والرسول 30/ 1/ 310 وإذ يمكر بك الذين كفروا 32/ 1/ 360 اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عندك فأمطر علينا حجارة............... 33/ 1/ 360 وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كان الله معذبهم و................. 34/ 1/ 360 وما لهم ألا يعذبهم الله 37/ 14/ 379 ليميز الله الخبيث من الطيب 41/ 2/ 376 وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خمسه وللرسول 42/ 1/ 350 إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى والركب 48/ 1/ 361 إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ الله 60/ 14/ 63 وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة 63/ 6/ 124 لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيْعاً مَا ألفت بين قلوبهم ولكن 65/ 15/ 60 إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُوْنَ صَابِرُوْنَ يَغْلِبُوا مائَتَيْنِ

67-69/ 1/ 371 مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حتى يثخن في الأرض 70/ 1/ 369 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يعلم الله.................. 70/ 1/ 373 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يعلم الله.................. 70/ 3/ 391 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يعلم الله.................. 70/ 3/ 397 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يعلم اللهُ.................. 75/ 1/ 332 وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كتاب اللهُ 75/ 4/ 123 وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كتاب اللهُ 75/ 4/ 125 وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كتاب الله 90/ 1/ 355 إذ تستغيثون ربكم فاستجاب.......... سورة التوبة 1/ 2/ 176 براءة.......... 2/ 12/ 31 فسيحوا في الأرض أربعة أشهر 3/ 5/ 37 إن الله بريء من المشركين ورسوله 5/ 8/ 355 وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِيْنَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يسمع كلام الله 6/ 9/ 259 وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِيْنَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يسمع كلام الله 24/ 12/ 347 قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم 25/ 2/ 131 ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم 34/ 3/ 382 إِنَّ كَثِيْراً مِنَ الأَحْبَار وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُوْنَ أَمْوَالَ الناس بالباطل 34/ 16/ 113 إِنَّ كَثِيْراً مِنَ الأَحْبَار وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُوْنَ أَمْوَالَ الناس بالباطل 40/ 1/ 313 لا تحزن إن الله معنا 40/ 11/ 128 لا تحزن إن الله معنا 41/ 4/ 54 انفروا خفافا وثقالا 42/ 14/ 17 لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَاللهُ يعلم............. 49/ 2/ 158 وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي ألا في الفتنة سقطوا

51/ 9/ 240 قُلْ لَنْ يُصِيْبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لنا 65/ 2/ 166 وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قل أبالله و.............. 66/ 2/ 166 إن نعف عن طائفة منكم 73/ -/ - يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عليهم 79/ 3/ 57 الذين يلمزون المطوعين 80/ 2/ 174 اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تستغفر لهم سبعين............. 81/ 2/ 158 قل نار جهنم أشد حرا 81/ 13/ 245 قل نار جهنم أشد حرا 84/ 2/ 174 وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا ولا تقم على قبره 84/ 3/ 196 وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا ولا تقم على قبره 90/ 2/ 159 وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم 92/ 2/ 159 وَلاَ عَلَى الَّذِيْنَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُم قلت لا أجد ما............ 92/ 2/ 448 وَلاَ عَلَى الَّذِيْنَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُم قلت لا أجد ما............ 92/ 4/ 431 وَلاَ عَلَى الَّذِيْنَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُم قلت لا أجد ما............ 92/ 13/ 376 وَلاَ عَلَى الَّذِيْنَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُم قلت لا أجد ما............ 95-96/ 2/ 173 سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عنهم............ 97/ 4/ 496 الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما.......... 101/ 1/ 66 من أَهْلِ المَدِيْنَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نحن نعلمهم.............. 102/ 1/ 473 اعترفوا بذنوبهم 102/ 2/ 169 اعترفوا بذنوبهم 103/ 2/ 170 خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا 107/ 2/ 168 والذين اتخذوا مسجدا ضرارا 108/ 2/ 268 فيه رجال يحبون أن يتطهروا

108/ 3/ 109 فيه رجال يحبون أن يتطهروا 111/ 5/ 26 إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِيْنَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بأن لهم الجنة 111/ 10/ 289 إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِيْنَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بأن لهم الجنة 113-114/ 1/ 262 مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا للمشركين 113-114/ 12/ 55 مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا للمشركين 117-119/ 2/ 161 لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ 117-119/ 2/ 173 لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ 117-119/ 2/ 174 لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ 117-119/ 4/ 126 لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ 122/ 7/ 116 فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ 129/ 2/ 243 فإن تولوا فقل حسبي الله سورة يونس 14/ 12/ 452 ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لننظر كيف..... 26/ 15/ 244 للذين أحسنوا الحسنى وزيادة 32/ 7/ 185 فماذا بعد الحق إلا الضلال 35/ 11/ 130 أمن لا يهدي إلا أن يهدى 58/ 3/ 239 قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا 58/ 6/ 647 قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا 71/ 8/ 93 واتل عليهم نبأ نوح 88/ 1/ 372 رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ 94/ 9/ 530 فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلنَا إِلَيْكَ فاسأل الذين يقرأون............... 101/ 1/ 68 قل انظروا ماذا في السماوات والأرض 101/ 12/ 18 قل انظروا ماذا في السماوات والأرض

سورة هود 1/ 8/ 383 أحكمت آياته ثم فصلت 6/ 9/ 386 وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى الله رزقها 18/ 2/ 191 ألا لعنة الله على الظالمين 46/ 7/ 377 إني أعظك أن تكون من الجاهلين 75/ 3/ 476 إن إبراهيم لحليم أواه منيب 87/ 12/ 417 يا شعيب أصلاتك تأمرك 102/ 9/ 511 وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظالمة 102/ 12/ 452 وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظالمة 103-105/ 13/ 295 إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخرة 112/ 12/ 379 فاستقم كما أمرت 114/ 5/ 353 وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات........ 114/ 7/ 63 وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات........ 118-119/ 5/ 347 وَلاَ يَزَالُوْنَ مُخْتَلِفِيْنَ، إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ سورة يوسف 1/ 1/ 421 الر تلك آيات الكتاب المبين 17-18/ 1/ 450 فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين، وجاءوا......... 17-18/ 1/ 453 فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين، وجاءوا......... 17-18/ 3/ 441 فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين، وجاءوا......... 17-18/ 14/ 308 فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين، وجاءوا......... 70/ 9/ 176 فلما جهزهم بجهازهم جعل 79/ 10/ 270 مَعَاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاَّ مَنْ وَجَدْنَا متاعنا عنده 81/ 14/ 307 إن ابنك سرق

92/ 2/ 118 لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ 92/ 4/ 150 لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ 98/ 8/ 8 سوف أستغفر لكم ربي 100/ 1/ 481 ورفع أبويه على العرش 100/ 3/ 183 ورفع أبويه على العرش سُوْرَةِ الرَّعْدِ 6/ 9/ 394 وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُوْ مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ على ظلمهم 8/ 8/ 532 وكل شيء عنده بمقدار 16/ 9/ 235 الله خالق كل شيء 17/ 14/ 65 كذلك يضرب الله الأمثال 28/ 1/ 47 الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله 28/ 6/ 438 الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله 38/ 4/ 518 وجعلنا لهم أزواجا وذرية 42/ 8/ 385 وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار 43/ 3/ 333 ومن عنده علم الكتاب 43/ 4/ 62 ومن عنده علم الكتاب 43/ 4/ 75 ومن عنده علم الكتاب سورة إبراهيم 7/ 6/ 366 لئن شكرتم لأزيدنكم 9/ 1/ 144 وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ 10/ 1/ 75 قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض 10/ 13/ 208 قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض 17/ 15/ 126 يتجرعه ولا يكاد يسيغه

27/ 8/ 414 يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي....... 28/ 1/ 364 وأحلوا قومهم دار البوار 36/ 1/ 372 فمن تبعني فإنه مني ومن سورة الحجر 2/ 14/ 463 رُبَّمَا يَوَدُّ الَّذِيْنَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِيْنَ 9/ 8/ 321 إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون 47/ 2/ 457 إخوانا على سرر متقابلين 47/ 2/ 362 إخوانا على سرر متقابلين 47/ 3/ 30 إخوانا على سرر متقابلين 47/ 3/ 94 إخوانا على سرر متقابلين 72/ 2/ 318 لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون 75/ 5/ 238 لآيات للمتوسمين 89/ 1/ 210 قل إني أنا النذير المبين 91/ 1/ 215 الذين جعلوا القرآن عضين 92/ 1/ 215 فوربك لنسألنهم أجمعين 94/ 1/ 210 فاصدع بما تؤمر 94/ 6/ 301 فاصدع بما تؤمر 95/ 1/ 257 إنا كفيناك المستهزئين سورة النحل 26/ 15/ 472 فخر عليهم السقف من فوقهم 38/ 6/ 450 وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِم لاَ يَبْعَثُ اللهُ من يموت 41/ 3/ 247 وَالَّذِيْنَ هَاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظلموا 44/ 1/ 63 لتبين للناس ما نزل إليهم

45/ 13/ 300 أفأمن الذين مكروا السيئات 48/ 8/ 36 يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل 90/ 13/ 385 إن الله يأمر بالعدل 110/ 3/ 351 ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِيْنَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فتنوا 110/ 3/ 353 ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِيْنَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فتنوا 126/ 3/ 116 وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم 126/ 3/ 117 وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم سورة الإسراء 1/ 1/ 274 سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الحرام إلى 1/ 1/ 287 سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الحرام إلى 12/ 1/ 74 ولتعلموا عدد السنين والحساب 12/ 11/ 117 ولتعلموا عدد السنين والحساب 33/ 2/ 457 فلا يسرف في القتل 33/ 4/ 269 فلا يسرف في القتل 33/ 6/ 236 فلا يسرف في القتل 44/ 3/ 184 تسبح له السماوات السبع والأرض 45/ 1/ 210 وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يؤمنون 58/ 12/ 220 كان ذلك في الكتاب مسطورا 59/ 1/ 250 وما نرسل بالآيات إلا تخويفا 59/ 9/ 455 وما نرسل بالآيات إلا تخويفا 60/ 1/ 274 وما جعلنا الرؤيا التي أريناك 60/ 1/ 287 وما جعلنا الرؤيا التي أريناك 62/ 11/ 171 لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَتَهُ إلا قليلا

81/ 2/ 120 جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زهوقا 81/ 16/ 368 جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زهوقا 85/ 1/ 249 وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ ربي وما أوتيتم............ 90/ 2/ 143 لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرض ينبوعا 108/ 4/ 524 سبحان ربنا إن كان............... سورة الكهف 34/ 7/ 555 أنا أكثر منك مالا 37/ 5/ 522 أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نطفة ثم سواك رجلا 49/ 12/ 271 وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أحدا 62/ 5/ 254 لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا 62/ 5/ 256 لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا 66/ 11/ 130 هل أتبعك على أن تعلمن 109/ 1/ 249 قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي 110/ 14/ 227 فليعمل عملا صالحا سورة مريم 1/ 1/ 380 كهيعص 1/ 2/ 44 كهيعص 1/ 3/ 138 كهيعص 1/ 3/ 163 كهيعص 1/ 6/ 19 كهيعص 12/ 6/ 626 وآتيناه الحكم صبيا 18/ 5/ 190 إِنِّي أَعُوْذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً 28/ 2/ 193 يا أخت هارون

39/ 1/ 38 وأنذرهم يوم الحسرة 39/ 3/ 178 وأنذرهم يوم الحسرة 42/ 9/ 236 يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ ولا يبصر 64/ 6/ 451 وما نتنزل إلا بأمر ربك 71/ 2/ 36 وإن منكم إلا واردها 71/ 2/ 81 وإن منكم إلا واردها 72/ 2/ 36 ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جثيا 77/ 4/ 7 أفرأيت الذي كفر بآياتنا 84/ 7/ 54 فلا تعجل عليهم 98/ 6/ 233 هل تحس منهم من أحد............. 98/ 6/ 548 هل تحس منهم من أحد............. سورة طه 1-8/ 1/ 225 طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، إلا تذكرة لمن يخشى.......... 1-8/ 1/ 228 طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، إلا تذكرة لمن يخشى.......... 1-8/ 6/ 19 طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، إلا تذكرة لمن يخشى.......... 5/ 1/ 61 الرحمن على العرش استوى 5/ 7/ 181 الرحمن على العرش استوى 5/ 7/ 532 الرحمن على العرش استوى 5/ 9/ 89 الرحمن على العرش استوى 5/ 9/ 310 الرحمن على العرش استوى 5/ 10/ 399 الرحمن على العرش استوى 5/ 11/ 234 الرحمن على العرش استوى 5/ 16/ 52 الرحمن على العرش استوى

7/ 7/ 409 يعلم السر وأخفى 11-12/ 9/ 546 يا موسى، إني أنا ربك 14/ 1/ 225 إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنَا فاعبدني 14/ 8/ 351 إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنَا فاعبدني 14/ 9/ 546 إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنَا فاعبدني 14/ 11/ 80 إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنَا فاعبدني 46/ 11/ 128 لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى 52/ 6/ 30 علمها عند ربي في كتاب 55/ 5/ 192 منها خلقناكم وفيها نعيدكم 61/ 4/ 207 وقد خاب من افترى 99/ 8/ 383 نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ 131/ 2/ 275 ورزق ربك خير وأبقى 131/ 9/ 210 ورزق ربك خير وأبقى 132/ 7/ 385 وأمر أهلك بالصلاة واصطبر............... سورة الأنبياء 2/ 8/ 475 مَا يَأْتِيْهِم مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلا استمعوه وهم يلعبون 2/ 9/ 235 مَا يَأْتِيْهِم مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلا استمعوه وهم يلعبون 2/ 13/ 352 مَا يَأْتِيْهِم مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلا استمعوه وهم يلعبون 3/ 4/ 287 أفتأتون السحر وأنتم تبصرون 23/ 4/ 347 لا يسأل عما يفعل وهم يسألون 27/ 5/ 332 لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون 34/ 2/ 330 وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مت فهم الخالدون 47/ 11/ 281 ونضع الموازين القسط

69/ 3/ 247 يا نار كوني بردا وسلاما 72/ 6/ 488 ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين 72/ 3/ 520 ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين 72/ 9/ 573 ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين 87/ 3/ 67 لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ من الظالمين 101/ 14/ 42 إن الذين سبقت لهم منا الحسنى 103/ 7/ 85 لا يحزنهم الفزع الأكبر 104/ 6/ 646 كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيْدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إنا كنا فاعلين 104/ 6/ 647 كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيْدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إنا كنا فاعلين 107/ 1/ 152 وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين 111/ 4/ 339 وإن أدري لعله فتنة لكم 111/ 4/ 342 وإن أدري لعله فتنة لكم سورة الحج 1/ 15/ 417 إن زلزلة الساعة شيء عظيم 14/ 14/ 413 إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِيْنَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ 19/ 1/ 359 هذان خصمان اختصموا في ربهم 34/ 6/ 531 وبشر المخبتين 36/ 6/ 100 وَالبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُم فيها خير 52/ 1/ 178 وما أرسلنا من قبلك من رسول 52/ 1/ 232 وما أرسلنا من قبلك من رسول سورة المؤمنون 1/ 9/ 305 قد أفلح المؤمنون 10-11/ 9/ 305 أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هم فيها

29/ 6/ 351 وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ المنزلين 51/ 9/ 475 يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صالحا 63/ 14/ 17 وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُوْنِ ذَلِكَ هم لَهَا عاملون 76/ 1/ 259 وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يتضرعون 115/ 7/ 70 أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا سورة النور 4/ 3/ 169 والذين يرمون المحصنات 11/ 1/ 455 وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ 11/ 3/ 441 وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ 11/ 3/ 443 وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ 11/ 4/ 120 وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ 22/ 1/ 451 وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يؤتوا أولي القربى 22/ 1/ 454 وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يؤتوا أولي القربى 22/ 3/ 442 وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يؤتوا أولي القربى 22/ 9/ 244 وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يؤتوا أولي القربى 22/ 9/ 244 وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لكم 23/ 3/ 461 إن الذين يرمون المحصنات 37/ 5/ 19 يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار 54/ 11/ 42 وإن تطيعوه تهتدوا 61/ 5/ 345 أو صديقكم 62/ 5/ 506 وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يذهبوا حتى يستأذنوه 63/ 2/ 273 لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بعضا قد يعلم

سورة الفرقان 5/ 1/ 74 وَقَالُوا أَسَاطِيْرُ الأَوَّلِيْنَ اكتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ 5/ 11/ 116 وَقَالُوا أَسَاطِيْرُ الأَوَّلِيْنَ اكتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ 23/ 4/ 91 وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هباء منثورا 32/ 2/ 241 وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جملة واحدة 38/ 1/ 144 وقرونا بين ذلك كثيرا 59/ 1/ 68 خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بينهُمَا فِي سِتَّةِ أيام 59/ 12/ 18 خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بينهُمَا فِي سِتَّةِ أيام 74/ 3/ 236 رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَاتِنَا قُرَّةَ أعين سورة الشعراء 1-2/ 6/ 337 طسم، تلك آيات الكتاب المبين 21/ 13/ 111 ففررت منكم لما خفتكم 111/ 5/ 332 أنؤمن لك واتبعك الأرذلون 128-130/ 8/ 354 أَتَبْنُوْنَ بِكُلِّ رِيْعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ، وَتَتَّخِذُوْنَ مَصَانِعَ لعلكم 128-130/ 12/ 240 أَتَبْنُوْنَ بِكُلِّ رِيْعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ، وَتَتَّخِذُوْنَ مَصَانِعَ لعلكم 200/ 5/ 347 كذلك سلكناه في قلوب المجرمين 214/ 1/ 208 وأنذر عشيرتك الأقربين 214/ 3/ 510 وأنذر عشيرتك الأقربين 224-226/ 2/ 91 والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون 224-226/ 3/ 146 والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون 224-226/ 5/ 449 والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون 227/ 2/ 91 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات 227/ 2/ 363 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات

227/ 3/ 146 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات سورة النمل 23/ 1/ 57 وأوتيت من كل شيء 37/ 15/ 431 ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُوْدٍ لاَ قِبَلَ لَهُمْ بها 80/ 1/ 363 إنك لا تسمع الموتى 126/ 1/ 419 وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ 126/ 1/ 420 وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ سورة القصص 5/ 6/ 240 وَنُرِيْدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِيْنَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض ونجعلهم 30/ 8/ 351 إني أنا اللهُ 52-54/ 1/ 191 الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يؤمنون 52-54/ 3/ 319 الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يؤمنون 52-54/ 3/ 329 الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يؤمنون 55/ 3/ 329 لا نبتغي الجاهلين 56/ 1/ 262 إنك لا تهدي من أحببت 60/ 12/ 244 وما عند الله خير وأبقى 83/ 5/ 463 تلك الدار الآخرة نجعلها للذين سورة العنكبوت 8/ 3/ 75 وإن جاهداك لتشرك بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تطعهما 45/ 1/ 47 ولذكر الله أكبر 45/ 3/ 277 ولذكر الله أكبر 45/ 6/ 438 ولذكر الله أكبر 48/ 1/ 74 ما كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ، وَلاَ تخطه بيمينك إذا

48/ 11/ 116 ما كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تخطه بيمينك إذا 49/ 10/ 112 بل هو آيات بينات في صدور سورة الروم 1-2/ 15/ 452 الم، غلبت الروم 2-4/ 1/ 260 غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بعد غلبهم سيغلبون 2-4/ 7/ 200 غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بعد غلبهم سيغلبون 32/ 13/ 385 كل حزب بما لديهم فرحون 60/ 4/ 385 فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَنَّكَ الذين لا يوقنون سورة لقمان 17/ 16/ 27 وَانْهَ عَنِ المُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ سورة السجدة 1/ 12/ 234 الم، تنزيل 5/ 8/ 229 يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يعرج إليه في يوم 18/ 4/ 428 أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا 23/ 9/ 256 فلا تكن في مرية سورة الأحزاب 4/ 2/ 88 وما جعل أدعياءكم أبناءكم 5/ 1/ 205 ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لم تعلموا آباءهم 5/ 2/ 89 ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لم تعلموا آباءهم 5/ 3/ 142 ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لم تعلموا آباءهم 6/ 2/ 535 وأزواجه أمهاتهم 6/ 3/ 241 وأزواجه أمهاتهم 9/ 1/ 446 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عليكم إذ جاءتكم

10-11/ 1/ 459 إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وإذ زاغت 13/ 1/ 446 وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عورة 21/ 15/ 417 لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُوْلِ اللهِ أُسْوَةٌ حسنة 22/ 1/ 466 ولما رأى المؤمنون الأحزاب 23/ 1/ 407 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عليه 23/ 1/ 419 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عليه 23/ 4/ 100 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عليه 25/ 1/ 463 وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خيرا وكفى الله 26-27/ 1/ 469 وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صياصيهم 26-27/ 1/ 475 وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صياصيهم 32-34/ 3/ 471 يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إن اتقيتن فلا تخضعن 32-34/ 14/ 398 يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إن اتقيتن فلا تخضعن 33/ 2/ 386 إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت ويطهركم 33/ 3/ 45 إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت ويطهركم 33/ 3/ 418 إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت ويطهركم 33/ 3/ 426 إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت ويطهركم 33/ 3/ 478 إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت ويطهركم 33/ 4/ 301 إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت ويطهركم 33/ 4/ 341 إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت ويطهركم 33/ 4/ 369 إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت ويطهركم 33/ 4/ 411 إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت ويطهركم 33/ 8/ 415 إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت ويطهركم 37/ 1/ 443 وَإِذْ تَقُوْلُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عليه أمسك عليك

37/ 2/ 88 وَإِذْ تَقُوْلُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَنْعَمْتَ عليه أمسك عليك...... 37/ 3/ 473 وَإِذْ تَقُوْلُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عليه أمسك عليك...... 40/ 2/ 88 مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ 45/ 1/ 184 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا ونذيرا 45/ 8/ 450 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا ونذيرا 51/ 2/ 352 ترجي من تشاء منهن 56/ 6/ 199 إن الله وملائكته يصلون على النبي 69-70/ 8/ 254 يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا لاَ تَكُوْنُوا كَالَّذِينَ آذوا موسى فبرأه الله 70-71/ 1/ 5 يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُوْلُوا قولا سديدا، يصلح 72/ 6/ 408 إنا عرضنا الأمانة على السماوات وسورة سبأ 13/ 1/ 75 وجفان كالجواب وقدور راسيات 15/ 12/ 239 كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُم وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طيبة ورب غفور 15/ 15/ 237 كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُم وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طيبة ورب غفور 39/ 1/ 288 وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه 49/ 2/ 120 قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يعيد 54/ 5/ 347 وحيل بينهم وبين ما يشتهون سورة فاطر 10/ 3/ 183 إليه يصعد الكلم 10/ 16/ 52 إليه يصعد الكلم 22-23/ 1/ 363 وما أنت بمسمع من في القبور، إن أنت إلا نذير 28/ 6/ 31 إنما يخشى الله من عباده العلماء 28/ 9/ 310 إنما يخشى الله من عباده العلماء

43/ 10/ 115 ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله سورة يس 26-27/ 15/ 104 يا ليت قومي يعلمون، بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين 38/ 5/ 79 ذلك تقدير العزيز العليم 65/ 11/ 130 اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم 69/ 1/ 75 وما علمناه الشعر وما ينبغي له 69/ 11/ 117 وما علمناه الشعر وما ينبغي له سورة الصافات 61/ 12/ 125 لمثل هذا فليعمل العاملون 96/ 1/ 64 والله خلقكم وما تعملون 96/ 10/ 215 والله خلقكم وما تعملون 102/ 3/ 279 ستجدني إن شاء الله من الصابرين 162-163/ 5/ 347 ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِيْنَ، إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الجحيم 173/ 5/ 332 وإن جندنا لهم الغالبون سورة ص 1/ 5/ 136 ص والقرآن ذي الذكر 1/ 9/ 235 ص والقرآن ذي الذكر 26/ 9/ 42 وَلاَ تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيْلِ اللهِ 33/ 11/ 544 فطفق مسحا بالسوق والأعناق 35/ 1/ 242 رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا ينبغي لأحد من بعدي 67-68/ 14/ 439 قُل هُوَ نَبَأٌ عَظِيْمٌ، أَنْتُم عَنْهُ مُعرِضُونَ 75/ 13/ 214 مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ 75/ 14/ 19 مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ

86/ 1/ 258 قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أنا من المتكلفين سورة الزمر 3/ 11/ 130 ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله 9/ 13/ 385 هَلْ يَسْتَوِي الَّذِيْنَ يَعلمُوْنَ وَالَّذِيْنَ لاَ يَعلمُوْنَ 11/ 16/ 170 وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا 30/ 2/ 330 إنك ميت وإنهم ميتون 30/ 2/ 366 إنك ميت وإنهم ميتون 30/ 4/ 477 إنك ميت وإنهم ميتون 47/ 6/ 91 وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون 47/ 6/ 326 وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون 53/ 1/ 310 يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم 53/ 5/ 116 يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم 56/ 13/ 220 يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ الله 62/ 12/ 297 الله خالق كل شيء 67/ 7/ 421 وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم 74/ 6/ 651 الحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرضَ 74/ 12/ 306 الحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرضَ سورة غافر 7/ 5/ 332 ويستغفرون للذين آمنوا 18/ 1/ 38 وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ القُلُوْبُ لَدَى الحَنَاجِرِ 18/ 3/ 178 وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ القُلُوْبُ لَدَى الحَنَاجِرِ 28/ 1/ 251 أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله 28/ 1/ 269 أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله

43/ 15/ 434 وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللهِ وَأَنَّ المُسْرِفِيْنَ هُمْ أصحاب النار 44/ 10/ 114 وَأَفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيْرٌ بالعباد 46/ 6/ 514 النار يعرضون عليها غدوا وعشيا 46/ 8/ 531 النار يعرضون عليها غدوا وعشيا 51/ 5/ 332 إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا سورة فصلت 1-2/ 1/ 215 بسم الله الرحمن الرحيم، تنزيل من الرحمن الرحيم 11/ 9/ 224 ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِيْنَ 13/ 1/ 215 أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود 13/ 1/ 216 أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود 21/ 11/ 130 قَالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ سورة الشورى 5/ 5/ 332 ويستغفرون لمن في الأرض 11/ 1/ 60 ليس كمثله شيء 11/ 1/ 61 ليس كمثله شيء 11/ 8/ 270 ليس كمثله شيء 11/ 9/ 122 ليس كمثله شيء 11/ 9/ 230 ليس كمثله شيء 11/ 10/ 364 ليس كمثله شيء 11/ 12/ 186 ليس كمثله شيء 11/ 13/ 245 ليس كمثله شيء 11/ 14/ 398 ليس كمثله شيء 11/ 15/ 123 ليس كمثله شيء

11/ 16/ 52 لَيْسَ كَمِثلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيْعُ البَصِيْرُ 18/ 11/ 213 يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها 18/ 11/ 6 يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها 20/ 10/ 287 من كان يريد حرث الآخرة 30/ -/ - وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيْبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيْكُمْ ويعفو عن كثير 36/ 10/ 109 وما عند الله خير وأبقى 40/ 9/ 241 فمن عفا وأصلح فأجره على الله سورة الزخرف 1-3/ 1/ 299 حم، وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ، إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لعلكم تعقلون 1-3/ 8/ 383 حم، وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ، إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لعلكم تعقلون 1-3/ 9/ 234 حم، وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ، إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لعلكم تعقلون 13/ 6/ 351 سبحان الذي سخر لنا هذا 18/ 4/ 181 أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين 33-34/ 7/ 288 وَلَوْلاَ أَنْ يَكُوْنَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لمن يكفر 33-34/ 12/ 240 وَلَوْلاَ أَنْ يَكُوْنَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لمن يكفر 55/ 5/ 328 فلما آسفونا انتقمنا منهم 55/ 6/ 450 فلما آسفونا انتقمنا منهم 58/ 2/ 534 بل هم قوم خصمون 76/ 6/ 138 وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين 80/ 9/ 330 أَمْ يَحْسَبُوْنَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بلى ورسلنا 87/ 1/ 75 ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله 87/ 13/ 208 ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله

سورة الدخان 3/ 1/ 203 إنا أنزلناه في ليلة مباركة 12/ 1/ 258 ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون 14/ 3/ 283 معلم مجنون 15/ 1/ 258 إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون 16/ 1/ 258 يوم نبطش البطشة الكبرى 25-26/ 2/ 430 كم تركوا من جنات وعيون، وزروع 40-42/ 4/ 524 إِنَّ يَوْمَ الفَصْلِ مِيْقَاتُهُمْ أَجْمَعِيْنَ، يَوْمَ لاَ يغني مولى 40-42/ 4/ 525 إِنَّ يَوْمَ الفَصْلِ مِيْقَاتُهُمْ أَجْمَعِيْنَ، يَوْمَ لاَ يغني مولى 40-42/ 7/ 583 إِنَّ يَوْمَ الفَصْلِ مِيْقَاتُهُمْ أَجْمَعِيْنَ، يَوْمَ لاَ يغني مولى 43-44/ 4/ 21 إن شجرت الزقوم، طعام الأثيم سورة الجاثية 21/ 4/ 76 أَمْ حَسِبَ الَّذِيْنَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُم كالذين آمنوا سورة الأحقاف 10/ 4/ 61 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وكفرتم به وشهد شاهد من 10/ 4/ 63 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وكفرتم به وشهد شاهد من 10/ 4/ 66 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وكفرتم به وشهد شاهد من 15/ 12/ 94 رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنعَمْتَ علي 25/ 9/ 235 تدمر كل شيء 29/ 1/ 240 وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القرآن سورة محمد 19/ 4/ 434 استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات 19/ 6/ 196 استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات

22/ 6/ 374 فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرض وتقطعوا 31/ 7/ 170 ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين 35/ 16/ 174 فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ والله معكم 38/ 3/ 333 وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم سورة الفتح 1-2/ 2/ 39 إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا، لِيَغْفِرَ لَكَ الله ما تقدم من ذنبك 1-2/ 10/ 220 إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا، لِيَغْفِرَ لَكَ الله ما تقدم من ذنبك 4/ 2/ 41 هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ 5/ 2/ 39 ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات 10/ 2/ 460 فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أوفى بما عاهد عليه الله 16/ 2/ 41 ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد 18/ 1/ 36 لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تحت الشجرة 18/ 2/ 35 لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تحت الشجرة 18/ 2/ 41 لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تحت الشجرة 18/ 3/ 55 لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تحت الشجرة 21/ 2/ 41 وأخرى لم تقدروا عليها 24-26/ 2/ 27 وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ 24-26/ 2/ 35 وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ 24-26/ 2/ 41 وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ 24-26/ 3/ 240 وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ 27/ 2/ 41 لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق 29/ 1/ 478 رحماء بينهم 29/ 3/ 175 رحماء بينهم

سورة الحجرات 2/ 1/ 77 لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي 2/ 2/ 273 لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي 2/ 3/ 190 لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي 2/ 3/ 191 لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي 2/ 7/ 115 لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي 4/ 2/ 183 إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يعقلون 7/ 11/ 24 حبب إليكم الأيمان 9/ 3/ 364 وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما 9/ 4/ 317 وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما 15/ 2/ 361 أولئك هم الصادقون سورة ق 10/ 5/ 386 والنخل باسقات 18/ 7/ 524 مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيْبٌ عتيد 19/ 2/ 364 وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ منه تحيد 19/ 4/ 385 وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ منه تحيد 36/ 10/ 362 فنقبوا في البلاد 37/ 13/ 385 إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لمَنْ كَانَ لَهُ قلب أو ألقى السمع وهو شهيد 39/ 7/ 251 سبح بحمد ربك قبل طلوع........ سورة الذاريات 13/ 3/ 69 يوم هم على النار يفتنون 13/ 6/ 134 يوم هم على النار يفتنون 22/ 8/ 361 وفي السماء رزقكم وما توعدون

56/ 4/ 518 وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون 58/ 7/ 51 إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين 58/ 8/ 448 إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين سورة الطور 15/ 14/ 94 أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون سورة النجم 1-2/ 1/ 276 وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غوى 3-4/ 2/ 282 وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى 5-11/ 1/ 275 عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى، وَهُوَ بالأفق 13-14/ 1/ 275 وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى 16/ 1/ 275 إذ يغشى السدرة ما يغشى 18/ 1/ 275 لقد رأى من آيات ربه الكبرى 18/ 7/ 591 لقد رأى من آيات ربه الكبرى 19-20/ 1/ 231 أفرأيتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى 32/ 12/ 416 فلا تزكوا أنفسكم 32/ 15/ 250 فلا تزكوا أنفسكم سورة القمر 1-3/ 1/ 247 اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ، وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يعرضوا 14/ 14/ 19 تجري بأعيننا 45-46/ 1/ 355 سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ 45-46/ 6/ 459 سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ 49/ 6/ 459 إنا كل شيء خلقناه بقدر 49/ 13/ 312 إنا كل شيء خلقناه بقدر

سورة الرحمن 1-4/ 9/ 259 الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ القُرْآنَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ، عَلَّمَهُ البَيَانُ 13/ 1/ 242 فبأي آلاء ربكما تكذبان 26/ 13/ 350 كل من عليها فان 27/ 11/ 172 ويبقى وجه ربك 27/ 13/ 514 ويبقى وجه ربك 27/ 14/ 19 ويبقى وجه ربك 29/ 13/ 350 كل يوم هو في شأن 46/ 7/ 210 ولمن خاف مقام ربه جنتان سورة الواقعة 22/ 10/ 255 وحور عين 89/ 15/ 22 فروح وريحان وجنت نعيم سورة الحديد 1-7/ 1/ 227 سبح لله ما في السماوات والأرض 4/ 1/ 60 وهو معكم أين ما كنتم 4/ 6/ 648 وهو معكم أين ما كنتم 4/ 7/ 379 وهو معكم أين ما كنتم 16/ 4/ 309 أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِيْنَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوْبُهُمْ لذكر الله 16/ 7/ 393 أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِيْنَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوْبُهُمْ لذكر الله 1/ 1/ 130 أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِيْنَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوْبُهُمْ لذكر الله 20/ 3/ 13 إنما الحياة الدنيا لعب ولهو 22/ 5/ 195 ما أصاب مِنْ مُصِيْبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُم إلا في 23/ 15/ 307 لكيلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُم وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتاكم

سورة المجادلة 7/ 1/ 60 مَا يَكُوْنُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابعهم 7/ 9/ 310 مَا يَكُوْنُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابعهم سورة الحشر 1/ 1/ 390 سبح لله 2/ 1/ 388 هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكتاب من ديارهم 5/ 1/ 391 مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً على أصولها فبإذن الله 6/ 1/ 389 وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أوجفتم عليه من خيل 6/ 2/ 377 وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أوجفتم عليه من خيل 7/ 8/ 274 وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُوْلُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنْهُ فانتهوا 8/ 7/ 444 لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِيْنَ الَّذِيْنَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِم وَأَمْوَالِهِم 9/ 3/ 383 ويؤثرون على أنفسهم 16/ 5/ 402 كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر 22/ 15/ 416 هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عالم الغيب والشهادة سورة الممتحنة 1/ 2/ 107 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعدوكم أولياء 7/ 1/ 469 عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عاديتم منهم مودة 8/ 3/ 522 لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِيْن لَمْ يُقَاتِلُوْكُم في الدين 10/ 1/ 50 يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات 10/ 2/ 26 يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات 10/ 2/ 42 يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات 10/ 3/ 514 يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات 10/ 8/ 66 يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات

10/ 8/ 277 يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات 12/ 2/ 42 إذا جاءك المؤمنات يبايعنك سورة الصف 1-2/ 4/ 65 سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز 6/ 1/ 160 وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدْ 6/ 3/ 266 وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدْ سورة الجمعة 2/ 14/ 57 هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُوْلاً مِنْهم سورة المنافقون 1-8/ 1/ 448 إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم 1-8/ 4/ 283 إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم سورة التغابن 2/ 9/ 305 هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم فَمِنْكُم كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ 7/ 5/ 51 زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا 11/ 5/ 119 ومن يؤمن بالله يهد قلبه سورة الطلاق 3/ 5/ 119 ومن يتوكل على الله فهو حسبه 7/ 9/ 476 لينفق ذو سعة من سعته سورة التحريم 1-4/ 2/ 398 يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات 1-4/ 3/ 474 يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات 1-4/ 3/ 483 يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات 5/ 2/ 402 عسى ربه إن طلقكن

6/ 7/ 404 نَاراً وَقُوْدُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شداد 6/ 7/ 532 نَاراً وَقُوْدُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شداد 12/ 11/ 129 ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها سورة القلم 1/ 4/ 406 ن والقلم 1/ 12/ 417 ن والقلم 4/ 2/ 268 وإنك لعلى خلق عظيم 42/ 14/ 398 يوم يكشف عن ساق سورة الحاقة 1/ 7/ 407 الحاقة 9/ 12/ 126 وجاء فرعون 28-29/ 12/ 288 مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَه، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَه 40-41/ 1/ 224 إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شاعر قليلا ما تؤمنون، وسورة المعارج 4/ 5/ 393 في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة 13/ 1/ 146 وفصيلته التي تؤويه سورة نوح 10-12/ 6/ 366 اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُم إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عليكم 26/ 1/ 372 رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا سورة الجن 1/ 1/ 240 قل أوحي 1/ 10/ 290 قل أوحي 9/ 1/ 195 وأنا كنا نقعد

28/ 8/ 531 وأحصى كل شيء عددا سورة المزمل 1/ 14/ 273 يا أيها المزمل سورة المدثر 1/ 1/ 198 يا أيها المدثر 1/ 14/ 273 يا أيها المدثر 4/ 9/ 308 وثيابك فطهر 8/ 5/ 308 فإذا نقر في الناقور 11/ 1/ 214 ذرني ومن خلقت وحيدا 11/ 1/ 215 ذرني ومن خلقت وحيدا 31/ 1/ 286 وما يعلم جنود ربك إلا هو 56/ 5/ 521 هو أهل التقوى وأهل المغفرة 56/ 9/ 141 هو أهل التقوى وأهل المغفرة سورة القيامة 22-23/ 7/ 17 وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة 22-23/ 7/ 182 وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة 22-23/ 8/ 231 وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة سورة الإنسان 1/ 12/ 234 هل أتى على الإنسان 8/ 3/ 383 وَيُطْعِمُوْنَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيْناً وَيَتِيْماً وَأَسِيْراً 8/ 5/ 332 وَيُطْعِمُوْنَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيْناً وَيَتِيْماً وَأَسِيْراً 14/ 7/ 253 وذللت قطوفها تذليلا 30/ 12/ 280 وما تشاءون إلا أن يشاء الله

سورة المرسلات 29/ 10/ 46 انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون 41/ 1/ 161 إن المتقين في ظلال وعيون سورة النبأ 1/ 7/ 57 عم يتساءلون 23/ 13/ 344 لابثين فيها أحقابا سورة النازعات 1-2/ 9/ 125 والنازعات غرقا، والناشطات نشطا 12/ 14/ 10 تلك إذا كرة خاسرة سورة عبس 1-2/ 3/ 221 عبس وتولى، أن جاءه الأعمى 31/ 9/ 112 وفاكهة وأبا سورة الانفطار 7/ 10/ 50 فعدلك سورة المطففين 1/ 2/ 44 ويل للمطففين 1/ 4/ 164 ويل للمطففين 1/ 16/ 205 ويل للمطففين 6/ 4/ 321 يوم يقوم الناس لرب العالمين 6/ 6/ 203 يوم يقوم الناس لرب العالمين 6/ 7/ 112 يوم يقوم الناس لرب العالمين 6/ 8/ 550 يوم يقوم الناس لرب العالمين 15/ 7/ 182 كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون

15/ 7/ 423 كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون سورة الانشقاق 1/ 3/ 255 إذا السماء انشقت 1/ 6/ 377 إذا السماء انشقت 3/ 1/ 177 وإذا الأرض مدت 19/ 1/ 161 لتركبن طبقا عن طبق سورة الأعلى 1/ 1/ 319 سبح اسم ربك الأعلى سورة الفجر 22/ 15/ 117 وجاء ربك. 27-28/ 4/ 394 يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ راضية مرضية سورة البلد 1-2/ 2/ 111 لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ، وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البلد سورة الشمس 1/ 7/ 213 والشمس وضحاها 9-10/ 13/ 378 قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دساها 15/ 7/ 213 ولا يخاف عقباها سورة الليل 1/ 5/ 18 والليل إذا يغشى سورة الضحى 3/ 6/ 74 ما ودعك ربك وما قلى 11/ 2/ 316 وأما بنعمة ربك فحدث 11/ 2/ 403 وأما بنعمة ربك فحدث

11/ 3/ 393 وأما بنعمة ربك فحدث 11/ 7/ 316 وأما بنعمة ربك فحدث 11/ 15/ 251 وأما بنعمة ربك فحدث سورة العلق 1-5/ 1/ 194 اقرأ باسم ربك الذي خلق 1-5/ 1/ 198 اقرأ باسم ربك الذي خلق 1-5/ 2/ 515 اقرأ باسم ربك الذي خلق 1-5/ 3/ 412 اقرأ باسم ربك الذي خلق 4-5/ 1/ 74 الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يعلم 4-5/ 11/ 117 الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يعلم 17-18/ 1/ 214 فليدع ناديه، سندع الزبانية سورة القدر 1/ 1/ 203 إنا أنزلناه في ليلة القدر 1/ 2/ 241 إنا أنزلناه في ليلة القدر 1/ 4/ 343 إنا أنزلناه في ليلة القدر سورة الزلزلة 1/ 16/ 408 إذا زلزلت الأرض زلزالها سورة التكاثر 1/ 3/ 381 ألهاكم التكاثر 1/ 7/ 376 ألهاكم التكاثر 1/ 12/ 242 ألهاكم التكاثر سورة الهمزة 8/ 5/ 196 إنها عليهم مؤصدة

سورة الفيل 1/ 9/ 176 أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفِيْلِ 5/ 9/ 234 فجعلهم كعصف مأكول سورة الكافرون 1-2/ 2/ 195 قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافرُوْنَ، لاَ أَعْبُدُ مَا تعبدون 1-2/ 7/ 122 قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافرُوْنَ، لاَ أَعْبُدُ مَا تعبدون 1-2/ 9/ 124 قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافرُوْنَ، لاَ أَعْبُدُ مَا تعبدون 1-2/ 11/ 130 قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافرُوْنَ، لاَ أَعْبُدُ مَا تعبدون سورة النصر 1/ 2/ 127 إذا جاء نصر الله 1/ 2/ 322 إذا جاء نصر الله 1/ 2/ 242 إذا جاء نصر الله 1/ 3/ 425 إذا جاء نصر الله 1/ 4/ 386 إذا جاء نصر الله سورة المسد 1/ 1/ 209 تبت يدا أبي لهب سورة الإخلاص 1/ 2/ 164 قل هو الله أحد 1/ 2/ 195 قل هو الله أحد 1/ 5/ 134 قل هو الله أحد 1/ 6/ 87 قل هو الله أحد 1/ 6/ 647 قل هو الله أحد 1/ 7/ 108 قل هو الله أحد

1/ 7/ 122 قل هو الله أحد 1/ 7/ 582 قل هو الله أحد 1/ 9/ 124 قل هو الله أحد 1/ 9/ 260 قل هو الله أحد 1/ 10/ 100 قل هو الله أحد 1/ 10/ 254 قل هو الله أحد 1/ 10/ 420 قل هو الله أحد 1/ 12/ 347 قل هو الله أحد 1/ 13/ 425 قل هو الله أحد 1/ 16/ 59 قل هو الله أحد سورة الفلق 1/ 6/ 87 قل أعوذ برب الفلق 1/ 7/ 122 قل أعوذ برب الفلق سورة الناس 1/ 6/ 87 قل أعوذ برب الناس 1/ 7/ 122 قل أعوذ برب الناس تم بحمد الله فهرس الآيات القرآنية ويليه فهرس الأحاديث النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم فهرس الأحاديث النبوية: حرف الهمزة 11 116 عائشة/ آخِرُ طَعَامٍ أَكَلَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فيه بصل. 9 33 أنس بن مالك/ آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كشف الستارة 4 292 أبو هريرة/ آخركم موتا في النار. 4 293 أبو هريرة/ آخركم موتا في النار. 3 121 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين ابن التيهان وعثمان بن مظعون. 3 184 -/ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ زيد بن الخطاب وبين معن بن عدي. 2 494 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين سبرة وبين سلمة. 3 119 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين إياس بن أبي بكر. 3 190 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين ثابت بن قيس وبين عمار. 3 362 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين جبر بن عتيك وبين خباب بن. 3 475 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين جعفر بن أبي طالب ومعاذ. 3 28 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين حذيفة وعمار. 3 119 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين خالد بن البكير وبين زيد بن 3 151 -/ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أبي دجانة الأنصاري وبين عتبة 3 296 ابن عباس/ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الزبير وابن مسعود. 3 123 عروة/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الزبير، وبين كعب بن مالك. 3 125 عروة/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الزبير، وبين كعب بن مالك.

4 125 عروة/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الزبير، وبين كعب بن مالك. 3 106 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين السائب بن عثمان وحارثة. 3 109 -/ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سالم مولى أبي حذيفة وبين.... 3 164 -/ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سعد بن خيثمة وبين أبي سلمة. 3 179 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين سعد بن معاذ وبين سعد بن ... 3 179 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين سعد بن معاذ وأبي عبيدة........ 3 194 -/ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سعد بن الربيع وبين عبد الرحمن.... 4 24 -/ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سلمة بن سلامة وبين أبي سبرة ... 4 9 -/ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سهل وبين علي. 4 123 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين طلحة بن عبيد الله وكعب.... 3 119 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَاقِلٍ وَبَيْنَ مُبَشّرِ بنِ عَبْدِ المُنْذِرِ. 3 119 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين عاقل وبين مجذر بن زياد. 3 120 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين عامر بن أبي البكير وبين.... 3 205 -/ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عباد بن بشر وبين أبي حذيفة بن.... 4 123 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين طلحة بن عبيد الله وكعب.... 3 65 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين عبد الرحمن بن عوف وبين سَعْدٍ. 3 54 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين عبد الرحمن بن عوف وعثمان. 3 106 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين عبد الله بن مظعون. 3 308 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين عويم بن ساعدة وحاطب بن ... 3 308 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين عويم بن ساعدة وبين عمر ... 1 332 ابن عباس/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين المهاجرين والأنصار 3 207 -/ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أسيد بن حضير وبين زيد بن.... 3 121 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أبي عبس وبين خنيس بن.....

3 308 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين عويم بن ساعدة وبين عمر.... 4 123 -/ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ كعب وطلحة. 4 33 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين محمد بن مسلمة وبين أبي عبيدة. 4 26 -/ آخَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين معاذ بن الحارث وبين معمر..... 3 126 -/ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ نوفل بن الحارث وبين العباس. 1 332 عروة/ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ المهاجرين والأنصار على المواساة. 3 159 -/ آدم رأى في الكتاب دم ابن ربيعة فزاد ألفا. 11 231 همام بن منبه/ آدم على صورته طوله ستون ذراعا. 3 463 عائشة/ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ العَبْدُ وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ العبد. 7 218 أنس/ آكلها أنعم منها يا عمر. 1 343 -/ آلله الذي لا إله غيره؟ 1 362 عبد الله بن مسعود/ آلله الذي لا إله إلا هو؟ 3 514 -/ آللهُ مَا أَخْرَجَكُنَّ إِلاَّ حُبُّ اللهِ وَرَسُوْلِهِ والإسلام...... 8 510 ابن عباس/ آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ وَأَنْهَاكُم عَنْ أَرْبَعٍ الإِيْمَانُ بِاللهِ شهادة.... 7 301 أنس بن مالك/ آمنت بالقدر كله خيره وشره حلوه ومره. 4 170 محمد بن قيس./ آمين. 4 184 محمد بن قيس./ آمين. 2 84 الحارث بن فضيل/ الآن حمي الوطيس. 1 468 سليمان بن صرد/ الآن نغزوهم ولا يغزونا نسير إليهم. 10 435 سليمان بن صرد/ الآن نغزوهم ولا يغزونا نسير إليهم. 8 473 جابر/ الآن يأتيكم رجل من أهل الجنة....... 2 282 -/ آية الإيمان حب الأنصار آية النفاق بغض الأنصار. 3 168 -/ آية الإيمان حب الأنصار آية النفاق بغض الأنصار.

12 307 أنس بن مالك/ آية الكرسي ربع القرآن. 8 60 أبو هريرة/ آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وعد أخلف ... 2 272 أنس/ أبا عمير ما فعل النغير. 4 150 -/ أبا وهب يعجبك هذا.... هو لك. 3 527 عائشة/ ابتاعي فأعتقي، فإنما الولاء لمن أعتق.... ما بال أناس...... 11 191 جابر/ أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ {إِنَّ الصَّفَا والمروة من شعائر الله} 8 482 عبد الله/ أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيْلٍ مِن خُلَّتِهِ وَلَوْ كنت متخذا خليلا 7 23 أبو هريرة/ أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيج جهنم. 2 11 البراء/ ابسط رجلك. 9 517 أبو هريرة/ ابسط رداءك.... ضمه. 2 286 سفينة/ ابسط كساءك....احمل فإنما أنت سفينة. 2 30 ابن عباس/ ابسطوا أنطاعكم وعباءكم..... من كان عنده بقية من ... 4 43 أبو موسى/ أبشر.... إِنَّ هَذَا قَدْ رَدَّ البُشْرَى فَاقْبَلاَ أَنْتُمَا. 12 31 زيد بن أرقم/ أَبشرْ بِالجَنَّةِ ثُمَّ انْطَلِقْ إِلَى عُمَرَ فَإِنَّكَ تجده بالبنية على.... 2 173 -/ أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك..... 2 280 عبد الله أبو عامر/ أبشر فقد جاءك الله بقضائك..... 1 340 -/ أبشر يا أبا بكر، أتاك النصر، هذا جبريل آخذ بعنان.... 4 126 كعب/ أبشر يا كعب بخير يوم أتى عليك. 4 316 كعب بن عجرة/ أبشر يا كعب.... من هذه المتألهة على الله. 1 252 جابر/ أبشروا آل عمار فإن موعدكم الجنة. 2 376 فاطمة/ أبشروا آل محمد فقد جاءكم الغنى. 1 451 عائشة/ أبشري يا عائشة، فقد أنزل الله عذرك. 1 305 عبد الله بن أبي بكر/ ابعثوا منكم اثني عشر نقيبا كفلاء على قومهم ككفالة.....

3 222 عبد الله بن معقل/ أبعدها الله، قد أبطلت دمها. 3 497 ابن عباس/ ابْكِيْنَ، وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيْقَ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ مَهْمَا يَكُنْ من القلب.... 4 461 أم خالد بنت خالد/ أبلي واخلقي.... هذا سنا يا أم خالد. 5 89 أبو وائل/ ابْنَ آدَمَ، ادْنُ مِنِّي شِبْراً أَدْنُ مِنْكَ ذراعا، ادن مني ... 7 324 أبو الدرداء/ ابْنَ آدَمَ ارْكعْ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ أول النهار 10 365 أبو الدرداء/ ابْنَ آدَمَ ارْكعْ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ أول النهار 3 516 عبد الله بن زيد/ ابن أم عمارة ... ارم ... أمك أمك اعصب جرحها ... 4 382 ابن عباس/ ابن عمي.... مَا أَشَدَّ وَسَخَ ثِيَابهِ، أَمَا إِنَّ ذُرِّيَتَهُ ستسود بعده. 4 222 أبو بكر بن محمد/ ابنا العاص مؤمنان. 4 231 أبو بكر بن محمد/ ابنا العاص مؤمنان. 3 192 -/ ابنا العاص مؤمنان. 4 231 -/ ابنا العاص مؤمنان. 5 341 أنس/ ابنوا لي منبرا له عتبتان. 9 256 عبد الله بن عمرو/ أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ ببعض؟ 3 67 سعد/ أبو إسحاق ... فمه ... نعم، دعوة ذي النون.... 8 527 عبد الرحمن بن عوف/ أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وعثمان في الجنة..... 3 72 سعيد بن زيد/ أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وعلي في الجنة..... 3 73 عبد الرحمن بن عوف/ أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وعلي في الجنة..... 4 83 عمرو بن عنبسة/ أبو بكر وبلال. 11 530 علي/ أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة. 3 130 عروة/ أَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ سَيِّدُ فِتْيَانِ أَهْلِ الجنة. 4 165 أبو هريرة/ أبو هريرة.... من أين لكم هذا؟ 3 253 حذيفة/ أَبُو اليَقْظَانِ عَلَى الفِطْرَةِ –ثَلاَثَ مَرَّاتٍ- لَنْ يدعها

3 347 أنس/ أبوك حذافة. 3 108 أُمُّ سَلَمَةَ/ أَبَى أَزْوَاجُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ عَلَيْهِنَّ بهذا ... 1 445 جويرية/ أَتَانَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن على المريسيع، فأسمع.... 3 141 عائشة/ أتانا زيد بن حارثة فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر.... 11 363 أبو ذر/ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَنْ مات من.... 4 102 عوف/ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي فَخَيَّرنَي بَيْنَ الشفاعة وبين أن.... 4 463 أبو عسيب/ أتاني جبريل بالحمى والطاعون، فأمسكت الحمى.... 1 283 أبو عبيدة/ أتاني جبريل بدابة فوق الحمار ودون البغل.... 2 361 أبو هريرة/ أتاني جبريل فأخذ بيدي فأراني الباب الذي ... 3 57 عبد الرحمن بن عوف/ أَتَانِي جِبْرِيْلُ فَقَالَ: مُرْهُ فَلْيُضِفِ الضَّيْفَ وَلْيُعْطِ في النائبة. 1 242 أبو هريرة/ أتاني جن نصيبين فسألوني الزاد فدعوت الله لهم أن.... 3 469 أُمُّ سَلَمَةَ/ أَتَانِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فكلمني وبيننا حجاب فخطبني.... 4 352 قتادة/ أتبعينا. 2 204 ابن عباس/ أتحب أن أريك آية ... فادع ذاك العذق ... 5 489 عمرو بن شعيب/ أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا اللهُ بِسِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ ... فأديا زكاته. 4 216 كعب بن عجرة/ أتحبني يا كعب ... إِنَّ الفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنَ.... 2 287 عائشة/ أتحبين أن تنظري إليهم.... تعالي..... حبسك. 4 13 زيد/ أتحسن السريانية؟ ...... فتعلمها. 4 162 زيد/ أتحسن السريانية؟ ...... فتعلمها. 8 488 أنس/ اتَّخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتِماً فلبسه ثم ألقاه. 9 300 ابن عباس/ أتدرون ما الإيمان ... شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنَّ...... 14 35 ابن عمر/ أتدرون ما الشجرة الطيبة ... هي النخلة. 3 276 معاذ/ أتدري لما بَعَثْتُ إِلَيْكَ؟ لاَ تُصِيْبَنَّ شَيْئاً بِغَيْرِ عِلْمٍ فإنه غلول.

3 191 -/ أتردين عليه حديقته. 8 139 بهز بن حكيم/ أترعون عَنْ ذِكْرِ الفَاجِرِ، اذْكُرُوْهُ بِمَا فِيْهِ يَحْذَرْهُ الناس. 2 532 ذو الكلاع/ اتركوا الترك ما تركوكم. 1 211 عقيل بن أبي طالب/ أترون هذه الشمس..... فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك. 10 525 المستورد بن شداد/ أترون هذه هانت على أهلها. 2 51 جابر بن عبد الله/ أترونه خمسة أذرع. 4 435 المقدام/ أترى هذا؟ يذكر أباه وأمه. 14 281 جابر/ أَتُرِيْدُ أَنْ تَكُوْنَ فَتَّاناً يَا مُعَاذُ إِذَا أممت الناس اقرأ بالشمس ... 3 506 جويرية بنت الحارث/ أتريدين أن تصومي غدا.... فأفطري. 8 365 جويرية بنت الحارث/ أتريدين أن تصومي غدا.... فأفطري. 1 219 عبد الله بن عمرو/ أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفسي بيده لقد.... 4 239 عبد الله بن عمرو/ أتصوم النهار وتقوم الليل؟ ... لكني أصوم وأفطر ... 3 466 عائشة/ أَتَعْجَبَانِ، هَذِهِ دَعْوَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إله إلا الله. 1 482 أنس/ أتعجبون في هذه الجبة؟ ... فوالله لمناديل سعد بن..... 3 179 أنس/ أتعجبون في هذه الجبة؟ ... فوالله لمناديل سعد بن..... 2 501 أبو الطفيل/ أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم.... من كنت.... 7 222 أبو هريرة/ اتقوا المجذوم. 7 222 أبو هريرة/ اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد. 8 373 أنس/ اتقوا النار ولو بشق تمرة. 6 486 عَدِيَّ بنَ حَاتِمٍ/ اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تجدوا فبكلمة طيبة. 6 619 عَدِيَّ بنَ حَاتِمٍ/ اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تجدوا فبكلمة طيبة. 16 284 عَدِيَّ بنَ حَاتِمٍ/ اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تجدوا فبكلمة طيبة. 4 103 عبد الله بن جعفر/ اتَّقُوْهُ كَمَا يُتَّقَى السَّبُعُ، إِذَا هَبَطَ وَادِياً فاهبطوا عليه.

1 318 قيس بن النعمان/ أتكتم عليَّ حتى أخبرك؟ .. إنهم ليقولون ذلك...... 4 215 كعب/ أتؤذيك هوام رأسك. 6 242 كعب بن عجرة/ أتؤذيك هوامك. 3 308 عائشة/ أتؤمن بالله ورسوله..... فارجع فلن نستعين بمشرك. 1 424 إبراهيم بن سعد/ أتي ابن عوف بطعام فقال: قتل مصعب بن عمير.... 3 199 -/ أتي بابن لثابت بن قيس بن شماس رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1 267 أَبُو هريرة/ أَتَى جِبْرِيْلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: هذه خديجة أتتك معها 3 411 أبو هريرة/ أَتَى جِبْرِيْلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: هذه خديجة أتتك معها إناء...... 6 519 فضالة بن عبيد/ أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَارقٍ فَأَمَرَ بِهِ فَقُطِعَ ثُمَّ أَمَرَ بِيَدِهِ 1 269 أبو هريرة/ أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أسري بإيلياء بقدحين من..... 1 270 أبو هريرة/ أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أسري بإيلياء بقدحين من..... 2 411 إبراهيم بن عبد الرحمن/ أتى عمر بكنوز كسرى: فقال عبد الله بن الأرقم: 11 238 أنس/ أَتَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى مُوْسَى عَلَيْهِ السلام عند 4 151 صفوان/ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَانِي، فما زال يعطيني حتى إنه 12 185 عبد الرحمن بن يعمر/ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بعرفة 5 105 عبد الله بن الشخير/ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يصلي لصدره أزير كأزير المرجل 1 269 ابن مسعود/ أتيت بالبراق فركبته خلف جبريل، فسار بنا، فكان إذا 1 271 أنس/ أتيت بالبراق، وهو دابة أبيض، فركبته حتى أتينا 1 276 أبو هريرة/ أتيت ليلة أسري بي على قوم بطونهم كالبيوت فيها 1 164 أنس/ أتيت وأنا في أهلي فانطلق بي إلى زمزم فشرح صدري 3 60 سعيد بن زيد/ اثْبُتْ حِرَاءُ أَوْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ أو صديق أو شهيد. 2 507 سعيد بن زيد/ اثبت حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد. 2 227 أنس/ اثبت عليك نبي وصديق وشهيدان.

4 100 زيد/ أَجَازَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهادة خزيمة بن ثابت بشهادة. 4 70 زيد/ أَجَازَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الخندق وكساني قبطية. 4 117 أبو هريرة/ أجب عني أيدك الله بروح القدس. 1 382 جعفر بن محمد/ اجتمعت الحبشة فقالوا للنجاشي: إنك فارقت ديننا.. 2 490 جعفر/ أجدبت بلاد آل بدر فسار عينية في نحو مائة بيت من 5 24 عمر/ الأجدع شيطان. 6 127 البراء/ اجعلوا حجكم عمرة ... انظروا الذي أمركم به،..... 7 442 البراء/ اجعلوا حجكم عمرة ... انظروا الذي آمركم به،..... 7 138 ابن عمر/ اجعلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا. 7 137 عائشة/ اجْعَلُوا مِنْ صَلاَتِكُم فِي بُيُوْتِكُم وَلاَ تَجْعَلُوْهَا عليكم ... 7 138 عائشة/ اجْعَلُوا مِنْ صَلاَتِكُم فِي بُيُوْتِكُم وَلاَ تَجْعَلُوْهَا عليكم ... 3 46 عبد الرحمن بن أبي ليلى/ اجلسوا زَادَكَ اللهُ حِرْصاً عَلَى طَوَاعِيَةِ اللهِ وَرَسُوْلِهِ. 1 421 -/ اجمعوا بينهما فإنهما كانا متصافيين في الدنيا. 2 60 أبي هريرة/ اجمعوا من كان ههنا من اليهود. 1 471 -/ أجيبونا يا معشر يهود يا إخوة القردة، لقد نزل بكم ... 6 188 عائشة/ أحابستنا هي؟ ... فلتنفر إذا. 350 11 جابر/ أَحَبّ الطَّعَامِ إِلَى اللهِ مَا كَثُرَتْ عَلَيْهِ الأيدي. 350 4 يعلى العامري أحب الله من أحب حسينا. 78 11 عبد الرحمن بن قيس أحب الناس إلى الله تعالى ... 108 4 ابن عمر/ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ أُسَامَةُ، مَا حَاشَا فَاطِمَةَ ولا غيرها. 232 8 ابن عباس/ أَحِبُّوا اللهَ لِمَا يَغْذُوْكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ وأحبوني لحب الله ... 8 54 -/ احتج آدم وموسى. 109 15 أبو هريرة/ احتج آدم وموسى.. أنت آدم الذي أخرجتك......

10 365 أبو موسى/ احتج آدم وموسى فحج آدم موسى. 6 33 أبو هريرة/ احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم أنت أبو.... 8 206 ابْنِ عَبَّاسٍ/ احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم وهو محرم صائم. 3 343 ابن عمر/ احثوا في أفواه المداحين التراب. 2 190 أبو موسى/ أحججت يا عبد الله بن قيس ... كيف قلت 2 169 سعيد بن المسيب/ أحسبت أن الله غفل عن يديك حين تشير إليهم بها إلى ... 6 537 عمر/ أحسنوا إلى أصحابي، ثم الذين يلونهم. 2 327 جابر/ أحسنوا الظن بالله عز وجل. 2 262 يونس بن ميسرة/ أحضروه أمركم وأشهدوه أمركم فإن قوي آمين. 1 423 هشام بن عامر/ احفروا وأوسعوا وأعمقوا واجعلوا الاثنين والثلاثة ... 4 526 أويس القرني/ احْفَظُوْنِي فِي أَصْحَابِي، فَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أن ... 3 360 أنس/ احلق. 11 481 كعب بن عجرة/ احلق. 4 82 -/ احلقوا رأسه. 4 181 أبو موسى/ أحل الذهب والحرير للإناث...... 3 481 محمد بن قيس/ أحملك على ولد الناقة.... لا أحملك إلا عليه. 10 318 سفينة/ احملوا عليه فإنه سفينة. 1 413 ابن عباس/ احموا ظهورنا، فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وإن ... 6 42 عبد الله بن عمرو/ أحي والداك.... ففيهما فجاهد. 2 84 أبو قتادة/ أخبركم عن جيشكم هذا ... إنهم انطلقوا فلقوا 1 249 ابن عباس/ أخبركم غدا. 4 60 أنس/ أخبرني بهن جبريل آنفا.. أما أشراط الساعة. 1 327 أنس/ أخبرني بهن جبريل آنفا {قل من كان عدوا

2 217 أنس/ أخبرني بهن جبريل آنفا ... {قل من كان عدوا 4 354 أم سلمة/ أَخْبَرَنِي جِبْرِيْلُ أَنَّ هَذَا يُقْتَلُ بِأَرْضِ العِرَاقِ للحسين.. 9 524 عائشة/ أخبروه أن الله يحبه. 1 474 -/ اختاروا من شئتم من أصحابي؟ .... هل أخزاك الله؟ 5 21 أنس/ أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب 3 227 -/ أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب 2 84 ابن إسحاق/ أخذ الراية زيد فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم أخذها ... 3 50 عبد الرحمن بن عوف/ أَخَذَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزية من مجوس هجر. 7 224 عروة/ أَخَذَ العَبَّاسُ بِيَدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في العقبة حين وافى 3 487 أنس/ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ من دحية بسبعة أرؤس ودفعها.... 4 167 أنس/ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ من دحية بسبعة أرؤس ودفعها.... 3 248 -/ أَخَذَكَ الكُفَّارُ فَغَطُّوْكَ فِي النَّارِ فَقُلْتَ كَذَا وكذا فإن عادوا 2 24 مروان بن الحكم/ أخر يديك ... من هذا.. أي غدر أو لست أسعى ... 3 100 سلمة بن عبد الله/ اخرج في هذه السرية.... سر حتى تأتي أرض بني.... 1 430 سلمة بن عبد الله/ اخرج في هذه السرية فقد استعملتك عليها. 1 390 -/ أخرجكم إلى الحشر. 1 90 ابن عباس/ أخرجني الذي أخرجكما. 12 187 ابن عباس/ أخرجني الذي أخرجكما. 2 69 أبي حدرد/ اخرجوا إليه. حتى تأتوا منه بخبر وعلم. 2 163 أبو حميد/ اخرصوها.. احصيها حتى نرجع إليك إن شاء الله. 2 205 جابر/ اخسأ عدو الله أَنَا رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخسأ عدو الله أنا.... 1 480 عاصم بن عمر/ أخشى أن تسبقنا إليه الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة. 1 316 سراقة بن مالك/ أخف عنا.

3 386 المعرور بن سويد/ إِخْوَانُكُم، جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيْكُم فَمَنْ كَانَ أخوة تحت ... 3 301 أنس/ أخوف ما أخاف على أمتي تصديق النجوم وتكذيب القدر. 9 358 عمر/ أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عليم اللسان. 5 40 عمران بن حصين/ أخوف ما أخاف عليكم جدال المنافق عليم اللسان. 4 290 علقمة/ أخوك البكري ولا نأمنه. 9 576 أنس/ أدخل نفرا من أصحابي عشرة.... أدخل عشرة. 1 348 عروة بن الزبير/ أدخله علي.... أرسله يا عمر، ادن يا عمير.... فما جاء ... 2 52 جابر بن عبد الله/ أدخلوه الخباء.... لقد حسن إسلام صاحبكم لقد.... 4 150 -/ أدرك ابن عمك فهو آمن. 7 145 -/ ادرؤوا الحدود بالشبهات. 2 514 الحسن/ ادع عليهم. 2 360 عائشة/ ادعوا لي أبا بكر وابنه فليكتب لكيلا يطمع في أمر أبي بكر. 2 360 عائشة/ ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن.... 4 68 البراء/ ادع لي زيدا وقل له يجيء بالكتف والدواة. 4 259 ابن عباس/ ادع لي معاوية. 4 186 أبو هريرة/ ادعوا فلانا وأصحابه ... ادعوا فلانا وأصحابه. 7 133 عبد الله بن عمرو/ ادعوا لي أخي.... ادعوا لي أخي.... ادعوا لي أخي. 2 326 أنس/ ادعوا لي أسامة بن زيد. 3 444 -/ ادعوا لي حسان بن ثابت ... يا حسان أتشوهت. 4 453 عبد الله بن جعفر/ ادعوا لي الحلاق ... أما محمد فشبه عمنا أبي..... 3 240 عمرو بن العاص/ ادعوا لي سيد الأنصار ... يا أبي ائت بقيع المصلى، فأمر 4 259 يونس بن ميسرة/ ادعوا معاوية.. أحضروه أمركم وأشهدوه أمركم ... 2 323 عائشة/ ادعي لي أبا بكر فلأكتب له لا يطمع طامع في أمر أبي....

2 230 عائشة/ ادعي لي أو ليت عندي. رجلا في أصحابي.. 3 379 أسماء/ أدلك على خير من ذلك؟ .... تنقاد لهم حيث قادوك ... 2 221 وابصة/ ادن وابصة.... يا وابصة ... 8 118 علي الرضي/ ادَّهِنُوا بِالْبَنَفْسَجِ فَإِنَّهُ بَارِدٌ فِي الصَّيْفِ حَارٌّ في الشتاء. 9 147 ابن أبي الجدعاء/ إذ آدم بين الروح والجسد. 4 128 عدي بن حاتم/ إذ أتاكم كريم قوة فأكرموه. 4 128 أنس/ إذ أتاكم كريم قوة فأكرموه. 12 418 -/ إذ أتاكم كريم قوة فأكرموه. 5 179 قيس بن أبي حاتم/ إذ أتاكم كريم قوة فأكرموه. 12 275 أبو هريرة/ إِذَا اجْتَمَعَ عِيْدَانِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ أَجْزَأَهُمُ الأول 9 5 المقدام/ إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه. 9 278 المقدام/ إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه. 12 74 المقدام/ إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه. 13 169 أبو هريرة/ إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْداً دَعَا جِبْرِيْلَ، فَقَالَ: يا جبريل ... 5 449 أبو هريرة/ إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْداً نَادَى جِبْرِيْلَ إِنَّ الله قد أحب فلانا.. 7 549 أبو هريرة/ إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءهُ وَإِذَا كره لقائي ... 8 101 أبو هريرة/ إِذَا حَسُنَ إِسْلاَمُ العَبْدِ تَمَّمَ اللهُ لَهُ عمله بسبع مائة ضعف.... 3 251 ابن مسعود/ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ كَانَ ابْنُ سُمَيَّةَ مَعَ الحق. 3 220 أنس/ إِذَا أَخَذْتُ كَرِيْمَةَ عَبْدِي لَمْ أَجِدْ لَهُ جزاء إلا الجنة. 8 242 -/ إذا أدرك الرجل ما له بعينه فهو أحق به. 11 360 أبو هريرة/ إِذَا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ، أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ حُصَاص. 11 288 أنس/ إِذَا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ فَقَالَ الرَّجُلُ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذه الدعوة التامة 8 50 عائشة/ إِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يُجَامِعَ أَهْلَهُ، اتَّخَذَتْ أهله خرقة ...

6 360 -/ إذا أراد الله بأمة خيرا قبض نبيها. 14 149 عمرو بن الحمق/ إذا أراد الله بعبد خيرا عسله. 4 439 سريج/ إذا أراد الله بعبد خيرا عسله ... يفتح له عملا صالحا. 3 322 سلمان/ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَغْرِسَ فَآذِنِّي، فَآذَنْتُهُ فَغَرَسَ بيده إلا واحدة. 7 338 عدي ابن حاتم/ إذا أرسلت كلبك وسميت. 7 23 أبو هريرة/ إِذَا اشتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ. 13 65 أبو هريرة/ إِذَا اشتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ. 3 100 أم سلمة/ إِذَا أَصَابَتْ أَحَدَكُمْ مُصِيْبَةٌ فَلْيَقُلْ: إِنَّا لِلِّهِ وإنا إليه 14 473 عائشة/ إِذَا أَطْعَمَتِ المَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا غَيْرَ مفسدة فلها أجرها.. 10 229 سعيد بن المسيب/ إِذَا أَعْتَقَ الرَّجُلُ وَلِيْدَتَهُ، فَلَهُ أَنْ يَطَأَهَا ويستخدمها.. 3 527 -/ إِذَا أُعْتِقْتِ فَأَنْتَ أَوْلَى بِأَمْرِكِ مَا لَمْ يطأك، وما أحب 11 355 أبو هريرة/ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَلاَ صَلاَةَ إِلاَّ المَكْتُوبَةُ. 1 359 أبو أسيد/ إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل، واستبقوا نبلكم. 3 517 أم عمارة/ إِذَا أُكِلَ عِنْدَ الصَّائِمِ الطَّعَامُ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الملائكة. 6 317 أبو هريرة/ إذا انتصف شعبان فلا تصوموا. 13 259 ابن عمر/ إِذَا بَايَعْتَ صَاحِبَكَ، فَلاَ تُفَارِقْهُ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ شيء. 5 495 عبد الله بن عمر/ إذا بايعت فقل لا خلابة. 8 8 ابن عباس/ إِذَا بِتَّ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تقوم في ثلث 2 493 -/ إذا بعت فقل: لا خلابة 14 73 أنس/ إِذَا بَكَى اليَتِيْمُ وَقَعَتْ دُمُوْعَهُ فِي كَفِّ الرحمن،3 385 ابن سيرين/ إذا بلغ البناء سلعا فاخرج منها 2 236 أبو هريرة/ إذا بلغ بنو أبي العاص أربعين رجلا اتخذوا دين الله دغلا. 6 297 -/ إذا بويع لخليفتين فاقتل الأحدث منهما. 6 297 أبو سعيد الجذري/ إذا بويع لخليفتين فاقتل الأخر منهما.

9 21 النواس/ إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماوات منه رجفة. 6 35 أبو بكرة/ إِذَا تَوَاجَهَ المُسْلِمَانِ بسَيْفَيْهِمَا فَالقَاتِلُ وَالمَقْتُوْلُ فِي النار. 9 93 أبو بكرة/ إِذَا تَوَاجَهَ المُسْلِمَانِ بسَيْفَيْهِمَا فَالقَاتِلُ وَالمَقْتُوْلُ فِي النار. 8 19 عقبة بن عامر/ إذا توضأت، خلل أصابع رجليك. 5 224 ابن عمر/ إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل. 12 200 أبو حاتم/ إِذَا جَاءكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِيْنَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إن لم........ 7 461 ابن عباس/ إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ فَلاَ يَنْظُرْ إِلَى فرجها فإن ذلك.... 5 27 عبد الله بن عمرو/ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا عاهد غدر، وإذا...... 8 199 أبو هريرة/ إِذَا حُدِّثْتُم عَنِّي حَدِيْثاً تَعْرِفُوْنَهُ، وَلاَ تُنْكِرُوْنَهُ فصدقوا به.... 8 101 أبو هريرة/ إِذَا حَسُنَ إِسْلاَمُ العَبْدِ، تَمَّمَ اللهُ لَهُ عمله بسبع مائة ضعف. 9 385 أنس/ إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء. 10 35 أنس/ إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء. 10 473 مالك بن الحويرث/ إِذَا حضَرت الصَّلاَة فَأَذِّنَا، ثُمَّ أُقِيمَا، ثُمَّ ليؤمكما أكبركما.... 3 99 أم سلمة/ إِذَا حَضَرْتُمْ المَيِّتَ فَقُوْلُوا خَيْراً، فَإِنَّ المَلاَئِكَةَ تؤمن على ما 7 229 أبو هريرة/ إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه طعاما 7 229 أبو هريرة/ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيْهِ المُسْلِمِ، فَإِنْ سقاه شرابا 12 531 أبو قتادة/ إِذَا دَخَلَ أَحَدكُم المَسْجَدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أن يجلس 7 498 أبو حميد/ إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسمل ثم 7 193 أبو قتادة/ إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يقعد. 7 588 أبو قتادة/ إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يقعد. 8 526 أبو حميد/ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجَدَ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لي.... 4 65 أبو أسيد/ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجَدَ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لي.... 15 244 صهيب/ إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النار نادى مناد:

7 191 أم سلمة/ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فليمسك.... 10 375 جابر/ إِذَا دَخَلَ المَيِّتُ القَبْرَ، مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ عند غروبها ... 7 468 ابن عمر/ إذا دعا أحدكم أخاه فليجب "فليأته" عرسا كان أو 13 47 أبو هريرة/ إِذَا دَعَا أَحَدكُم فَلاَ يَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنْ شئت ولكن ليعزم 7 270 زيد بن أرقم/ إذا دعا الرجل امرأته فلتجب وإن كانت على ظهر قتب 6 36 أبو هُرَيْرَةَ/ إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُم إِلَى طَعَامٍ فَجَاءَ مع الرسول صلى الله عليه وسلم فإن 9 481 أبو هريرة/ إذا رَأَى أَحَدُكُمْ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي المَالِ والجسم فلينظر 6 113 عبد الله بن عمرو/ إذا رأيت "رَأَيْتُمْ" أُمَّتِي تَهَابُ الظَّالِمَ، أَنْ تَقُوْل لَهُ: إِنَّكَ 9 227 عبد الله بن عمرو/ إذا رأيت "رَأَيْتُمْ" أُمَّتِي تَهَابُ الظَّالِمَ، أَنْ تَقُوْل لَهُ: إِنَّكَ 7 127 عمرو بن شعيب/ إِذَا رَأَيْتُمُ الحَرِيْقَ فَكَبِّرُوا، فَإِنَّ التَّكْبِيْرَ يُطْفِئُهُ. 14 44 عائشة/ إِذَا رَأَيتُم الَّذِيْنَ يَتَّبِعُوْنَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ أولئك الذين سمى 2 265 الحسن بن علي/ إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فارفدوه. 4 271 أبو سعيد/ إِذَا رَأَيْتُم فُلاَناً يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْتُلُوْهُ. 3 343 عبادة/ إِذَا رَأَيْتُمُ المَدَّاحِيْنَ، فَاحْثُوا فِي أَفْوَاهِهِمُ التُّرَابَ. 4 271 أبو سعيد/ إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه. 6 260 الحسن/ إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه. 4 273 جابر/ إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقبلوه. فإنه آمين 7 341 عبد الرحمن/ إِذَا رَأَيْتُم مِنْهُنَّ شَيْئاً فِي مَسَاكِنِكُم فَقُوْلُوا: نشدناكم. 1 401 البراء/ إذا رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم. 9 5 أبو هريرة/ إِذَا رَأَيْتُمُوْهُ فَصُوْمُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوْهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غم..... 4 227 شداد بن أوس/ إذا رأيتموهما جميعا فقرقوا بينهما، فوالله ما اجتمعا 6 96 ابن الزبير/ إِذَا رَمَيْتَ الجَمْرَةَ يَوْم النَّحْرِ، فَقَدْ حَلَّ لك ما وراء النساء. 6 379 -/ إِذَا رَوِيَتْ مِنَ اللَّبَنِ، وَحَانَتْ مِيْرَةُ أَهْلِكَ

8 405 العباس/ إِذَا سَجَدَ العَبْدُ، سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ "وجهه" الجبهة 9 94 أبو هريرة/ إذا سرق العبد، فبعه ولو بنش 6 134 عبد الله/ إِذَا سَمِعْتَ جِيْرَانَكَ يَقُوْلُوْنَ: قَدْ أَحْسَنْتَ فَقَدْ أحسنت 15 52 عبد الله بن عمرو/ إِذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ فَقُوْلُوا مَا يَقُوْلُ ثُمَّ صلوا علي، فإنه 3 52 عبد الرحمن/ إِذَا سَهَا أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ حَتَّى لاَ يدري أزاد أم نقص 8 414 البراء/ إِذَا سُئِلَ المُسْلِمُ فِي القَبْرِ، فَشَهِدَ أَنْ لا إله إلا الله وأن 6 289 أبو عبيدة/ إِذَا شَكَكْتَ فِي صَلاَتِكَ فِي ثَلاَثٍ أَوْ أربع وأكبر ظنك 6 290 أبو عبيدة/ إِذَا شَكَكْتَ فِي صَلاَتِكَ فِي ثَلاَثٍ أَوْ أربع وأكبر ظنك 7 269 طلحة/ إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ آخرة الرحل 8 129 ابن عمر/ إذا صلى المغرب دون المزدلفة أعاد. 12 346 أبو ذر/ إِذَا صَنَعْتَ قِدْراً فَأَكْثِرْ مِنْ مَرَقِهَا، وَانْظُرْ أهل بيت من 6 402 جابر/ إِذَا ضَحِكَ الرَّجُلُ فِي صَلاَتِهِ فَعَلَيْهِ الوُضُوْءُ والصلاة 9 315 أنس/ إِذَا عَجلَ بِهِ السَّيْرُ، أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى العصر فيجمع 7 42 عبد الله بن خبيب/ إِذَا عَرَفَ الغُلاَمُ يَمِيْنَهُ مِنْ شِمَالِهِ فَمُرُوْهُ بالصلاة 3 448 عائشة/ إِذَا غَضِبْتِ قُلْتِ: يَا مُحَمَّدُ وَإِذَا رَضِيْتِ قلت: يا ... 2 223 ابن لكعب/ إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة. 10 115 -/ إذا قال الرجل لأَخِيْهِ: يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا. 9 385 أنس/ إذا قدم العشاء فابدؤوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب. 14 492 أنس/ إذا قدم من سفر فأبصر. 16 36 أبو هريرة/ إذا قرأ بن آدم السجود، فسجد اعتزل الشيطان يبكي 9 462 أبي هريرة/ إذا قرب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم 9 461 أبو هريرة/ إِذَا كَانَ آخِرُ الزَّمَانِ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا المؤمن تكذب 3 175 أبو هريرة/ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ جَالِساً فِي الشَّمْسِ فَقَلُصَتْ عنه،

7 544 جابر/ إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه. 11 122 أبو سعيد/ إذا كان أحدكم يصلي فلا يدعن أحد يمر بين يديه، 10 215 أبو سعيد/ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلاَ يَرْفَعَنَّ بعضكم على 4 94 علي/ إِذَا كَانَ الأَمْرُ هَكَذَا اتَّخِذْ سَيْفاً مِنْ خشب. 10 36 ابن عمر/ إِذَا كَانَ الجِهَادُ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يخرج إلا بإذنه أبويه. 11 250 ابن عمر/ إِذَا كَانَ رَمَضَانُ تُفْتَحُ أَبْوَابُ الجَنَّةِ جَمِيْعاً وتغلق.... 9 315 -/ إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ وَأَرَادَ الجَمْعَ أَخَّرَ الظهر. 2 499 البراء/ إذا كان قتال فعلي على الناس..... ما تقول في رجل 6 317 أبو هريرة/ إذا كان النصف من شعبان فأمسكوا عن الصوم حتى 7 449 أنس/ إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ شَفِعْتُ فَقُلْتُ: يَا رب أدخل الجنة 7 326 أبو هريرة/ إِذَا كَتَبَ أَحَدُكُم كِتَاباً فَلْيُتْرِبْهُ، فَإِنَّهُ أَنْجَحُ للحاجة. 6 314 عائشة/ إذا كثرت ذنوب العبد، ولم يكن من العمل ما يكفرها ... 3 448 -/ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، قُلْتِ: لاَ وَرَبِّ محمد. 8 369 أبو مسعود/ إذا لم تستح فاصنع ما شئت. 4 396 أبو أمامة/ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَنَثَرْتُمْ عَلَيْهِ التُّرَابَ فَلْيَقُمْ رجل منكم. 7 358 أبو هريرة/ إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثلاث: صدقة.... 12 212 أبو هريرة/ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثلاث: ولد صالح 7 342 عائشة/ إذا مات صاحبكم فدعوه. 7 573 عائشة/ إذا مات صاحبكم فدعوه. 6 499 خالد/ إذا مس أحدكم فرجه. 7 235 جابر/ إِذَا مُيِّزَ أَهْلُ الجَنَّةِ فَدَخَلُوا الجَنَّةَ، وَدَخَلَ أهل النار.... 7 23 النعمان بن بشير/ إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ وَفِي نَفْسِهِ أَنْ يُصَلِّيَ الليل فليضع 9 481 أبو هريرة/ إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق

6 499 ابن عمر/ إذا نعس أحدكم في مجلسه يوم الجمعة فليتحول منه 6 499 ابن عمر/ إذا نعس أحدكم يوم الجمعة 2 98 أبو هريرة/ إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا 6 165 أبو هريرة/ إذا هم عبدي بحسنة فاكتوبها، فإن عملها فاكتبوها 9 385 أنس/ إذا وضع "حضر" العشاء، وأقيمت الصلاة فابدؤوا 10 35 أنس/ إذا وضع "حضر" العشاء، وأقيمت الصلاة فابدؤوا 6 407 أبو هريرة/ إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُم، فَإِنَّ في أحد جناحيه 7 338 عدي بن حاتم/ إِذَا وَقَعَتْ رَمِيَّتُكَ فِي المَاءِ فَغَرِقَ فَلاَ تأكل. 4 180 أبو هريرة/ إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم. 4 126 كعب/ إذا يحطمنكم الناس ويمنعونكم النوم. 3 476 أنس/ اذكرها علي. 7 476 أبو جحيفة/ أَذَّنَ بِلاَلٌ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مثنى مثنى، وأقام مثل ذلك. 12 31 زيد بن أرقم/ اذهبْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَإِنَّك تجدُه فِي داره محتبيا. 4 349 أبو هريرة/ اذهب إلى أمك..... لا. 2 495 سهل/ اذهب انظر أين هو...... قم أبا تراب قم أبا تراب. 4 440 محمد بن حاطب/ أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا ... 2 130 عبد الله بن أبي حدرد/ اذهب فادخل في القوم حتى تعلم لنا من علمهم. 4 259 ابن عباس/ اذهب فادعه...... لا أشبع الله بطنه. 4 255 أبو محذورة/ اذهب فأذن عند البيت الحرام. 2 149 ابن عمر/ اذهب فاعتكف. 2 507 علي/ اذهب فإن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك. 1 264 علي/ اذهب فوار أباك ولا تحدثن شيئا حتى تأتيني. 7 68 علي/ اذْهَبْ فَوَارِهِ وَلاَ تُحْدِثْ شَيْئاً حَتَّى تَأْتِيَنِي.... اغتسل.

3 313 سلمان الفارسي/ اذْهَبْ يَا سَلْمَانُ فَفَقِّرْ لَهَا فَإِذَا فَرَغْتَ فائتني أكون أنا 2 97 -/ اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا: إن ربي قد قتل ربك الليلة. 4 144 -/ اذهبوا بهذه الخميصة وائتوني بأنبحانية أبي جهم. 7 235 جابر بن عبد الله/ اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ حَبَّةً مِنْ خردل من إيمان.... 1 444 عبد الله بن أبي بكر/ أَرَادَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يقرب إلى أدنى الشام ليرهب 3 506 أبو قلابة/ أرأيت إن خيرناها. 2 204 ابن عباس/ أرأيت لو دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني 9 25 قيس بن سعد/ أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد له. 4 283 زيد بن أرقم/ أَرَأَيْتَ يَا زَيْدُ إِنْ كَانَتْ عَيْنَاكَ لِمَا بهما كيف تصنع؟ 8 82 زيد بن أرقم/ أَرَأَيْتَ يَا زَيْدُ إِنْ كَانَتْ عَيْنَاكَ لِمَا بهما كيف تصنع؟ 1 199 الزهري/ أرأيتك الذي كنت أحدثك أني رأيته في المنام، فإنه 4 60 عبد الله بن سلام/ أرأيتم إن أسلم أتسلمون؟ 2 490 ابن المسيب/ أرأيتما إن جعلت لكم ثلث تمر المدينة أترجعان بمن معكما؟ 11 343 أبو أيوب الأنصاري/ أرب ماله تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة 5 83 أبو مالك الأشعري/ أربع في أمتي من أمر الجاهلية. 8 36 عمر بن الخطاب/ أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَالِ، تُحْسَبُ بِمِثْلِهِنَّ في صلاة 12 132 عائشة/ أربع كلهن فاسق يقتلن في الحل والحرم. 5 27 عبد الله بن عمرو/ أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خلة 4 212 عطاء/ أَرْبَعَةٌ أَرْبَأُ بِهِم عَنِ الشِّرْكِ، عَتَّابُ بنُ أسيد وجبير بن 4 134 عمر بن عبد الرحمن/ أربعة لا أؤمنهم في حل ولا حرم. 6 11 عبد الله بن عمرو/ أربعين يوما..... في شهر..... في عشرين. 2 213 عمران بن حصين/ ارتحلوا............ يا فلان ما منعك أن تصلي معنا؟ 2 167 قيس بن النعمان/ ارجع بقبائك فإنه ليس يلبس هذا أحد إلا حرمه في...............

2 123 أبو الطفيل/ ارجع فإنك لم تصنع شيئا..... تلك الفرى 3 129 -/ أرجو أن يكون خلفا من حمزة. 2 405 أنس/ أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر. 11 128 أنس/ أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر. 2 452 أنس/ أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُم فِي دين الله عمر. 3 271 أنس/ أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُم فِي دين الله عمر. 5 281 أنس/ أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُم فِي دين الله عمر. 10 388 ابن عباس/ ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السماء 4 452 عبد الله بن أبي جعفر/ أردفني رسول الله "ص" ذات يوم خلفه فأسر إلى 4 379 سلمة/ أردفني رسول الله "ص" مرارا ومسح على وجهي مرارا 1 370 عبد الرحمن/ أرسل النجاشي إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه ... 2 210 أنس/ أرسلني أبو طلحة؟ 2 211 أنس/ أرسلني أبو طلحة؟ 1 387 -/ أرسلني......... أرسلني ويحك.... هم لك. 4 84 عمرو بن عبسة/ أرسلني الله.... بصلة الأرحام، وكسر الأوثان وأن 3 108 القاسم بن محمد/ أَرْضِعِيْهِ، فَإِذَا أَرْضَعْتِهِ فَقَدْ حَرُمَ عَلَيْكِ مَا يحرم من ذي 2 309 أبو هريرة/ ارفعوا أيديكم فإن هذه الذراع تخبرني أنها مسمومة. 10 389 أبو هريرة/ اركبها...... اركبها ويلك. 3 38 عروة/ ارم فداك أبي وأمي. 1 407 سعد/ ارم فداك أبي وأمي. 3 71 سعد/ ارم فداك أبي وأمي. 4 327 علي/ اروني ابني، ما سميتموه؟ ..... بل هو حسن. 4 66 عوف بن مالك/ أَرُوْنِي يَا مَعْشَرَ يَهُودٍ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً يشهدون أن

2 73 أبو الطفيل/ أروهم ما يكرهون منكم. 3 352 صهيب/ أُرِيْتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ سَبْخَةً بَيْنَ ظَهْرَانَيْ حَرَّةٍ، فإما أن 8 401 أم حبيبة/ أُرِيْتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، وَسَفْكِ بعضهم دماء 3 429 عائشة/ أريتك في المنام ثلاث ليال جاء به الملك في سرقة من 4 320 ابن عمر/ إزارة المؤمن إلى أنصاف ساقيه. 6 317 ابن عمر/ إزارة المؤمن إلى أنصاف ساقيه. 3 199 جابر/ أَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلَ فِيْكَ ثانيا. 3 394 العباس/ أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأسألكم...... 4 108 سالم/ أسامة أحب الناس إلي 12 405 أبو سعيد الخدري/ إِسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الخُطَا إِلَى هذه المساجد 3 175 رجل من الأنصار/ اسْتَأْذَنَ اللهُ مِنْ مَلاَئِكَتِهِ عَدَدُكُم فِي البَيْتِ ليشهدوا 12 505 أبو هريرة/ استأذنت ربي في أن أستغفر. 6 619 عدي بن حاتم/ استتروا مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فبكلمة 7 508 أم سلمة/ استقروا لها فإن لها النظرة 1 422 جابر/ استصرخنا إلى قتلانا يوم أحد، وذلك حين أجرى 1 351 البراء/ استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر، وكان المهاجرون 1 352 البراء/ استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر، وكان المهاجرون 1 351 البراء/ استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر، وكنا أصحاب محمد 5 421 عبد الله بن جعفر/ استعف يا حكيم خير لك..... ومن. 4 296 جابر/ اسْتَغْفَرَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة البعير خمسا وعشرين مرة. 4 366 -/ اسْتَغْفِرُوا لأَخِيْكُم قَدْ دَخَلَ الجَنَّةَ وَهُوَ يَسْعَى. 5 198 ابن عباس/ استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك. 7 550 ابن عباس/ استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك.

3 516 عبد الله بن زيد/ استقدت يا أم عمارة. 4 134 حويطب بن عبد العزى/ استقرض مِنِّي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ أربعين ألفًا 3 240 عبد الله بن عمرو/ اسْتَقْرِئُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ وأبي، ومعاذ 7 255 ثوبان/ اسْتَقِيْمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُم، فَإِذَا زَاغُوا من الحق 7 381 ثوبان/ اسْتَقِيْمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُم، فَإِذَا زَاغُوا من الحق 6 538 عمر بن الخطاب/ استوصوا بأصحابي خيرا ثم الذين يلونهم ثم الذين 5 74 أنس/ استوصوا بالأصنار خيرا، اقبلوا من محسنهم 3 520 علي/ اسْتَوْصُوا بِالعَبَّاسِ خَيْراً، فَإِنَّهُ عَمِّي وَصِنْوُ أَبِي. 1 373 نُبيه بن وهب/ استوصوا بهم خيرا.... استوصوا بالأسارى خيرا. 1 415 رفاعة الزرقي/ استووا حتى أثني على ربي ... اللهم لك الحمد كله 3 474 عائشة/ أسرعكن بي لجوقا أطولكن باعا. 6 657 أبو نضرة/ أسرعوا السير، فإن هذا واد ملعون. 11 81 ابن عباس/ اسق حرثك حيث شئت. 3 296 أبو الدرداء/ اسْكُتْ أَوِ اجْلِسْ، فَإِنَّ التَّشْقِيْقَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وإن.... 3 293 عمر/ اسكت..... سل تعطه..... من سره أن يقرأ القرآن ... 3 481 أبو الحويرث/ اسكتي فإنك عسراء اللسان. 3 92 سعيد بن زيد/ اسْكُنْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ أَوْ صديق أو شهيد. 3 36 أبو هريرة/ اسْكُنْ حِرَاءُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ أَوْ صديق أو شهيد. 2 478 عثمان/ اسكن فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان. 9 95 أبو هريرة/ الإسلام بضع وستون، وَسَبْعُوْنَ بَاباً أَفْضَلُهَا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. 2 29 عبد الله بن أبي بكر/ اسلكوا ذات اليمين بين ظهري المحمص في طريق 4 15 سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ/ أَسْلَمَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يوم بدر ثم شهد أحدا وأمره 1 228 ابن المسيب/ أسلم عمر بعد أربعين رجلا وعشرة نسوه، فلما أسلم

4 222 عقبة/ أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص. 5 214 أبو أيوب الأنصاري/ أَسْلَمُ وَغِفَارُ، وَجُهَيْنَةُ وَأَشْجَعُ وَمَنْ كَانَ مِنْ بني كعب 4 213 حكيم/ أسلمت على صالح ما سلف لك. 12 137 الحارث بن قيس/ أَسْلَمْتُ وَعِنْدِي ثَمَانِ نِسْوَةٍ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَنِي أَنْ.. 3 307 خبيب بن سياف/ أسلمتما؟ .... إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين. 7 494 أبو هريرة/ اسم الله على كل مسلم 8 8 ابن عباس/ اسمح يسمح لك. 3 385 أبو ذر/ اسمع أطع لمن كان عليك. 3 379 أبو ذر/ اسمع واطع ولو لعبد حبشي. 1 421 عروة/ أَسْهِمُوا بَيْنَهُمَا فَأَيُّهُمَا طَارَ لَهُ أَجْوَدُ الثَّوْبَيْنِ فهو له. 3 117 عروة/ أَسْهِمُوا بَيْنَهُمَا فَأَيُّهُمَا طَارَ لَهُ أَجْوَدُ الثَّوْبَيْنِ فهو له. 9 80 أبو قتادة/ أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته قال: لا.... 3 137 زيد/ أَشْبَهَ خَلْقُكَ خَلْقِي وَأَشْبَهَ خُلُقُكَ خُلُقِي فَأَنْتَ مني. 2 88 علي/ أشبهت خلقي وخلقي. 3 137 علي/ أشبهت خلقي وخلقي. 3 139 علي/ أشبهت خلقي وخلقي. 3 215 أنس بن مالك/ اشتاقت الجنة إلى أربعة. 3 214 أنس بن مالك/ اشتاقت الجنةإلى ثلاثة علي وعمار وبلال. 1 410 أبو هريرة/ اشتد غضب الله على قوم فعلوا برسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 1 411 سَعْدُ بنُ أَبِي وقاص/ اشتد غضب الله على من دمى وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 1 191 سلمان/ اشتر نفسك بالذي سألك، وائتني بدلو من ماء النهر 1 314 البراء/ اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما.... 2 452 أبو هريرة/ اشترى عثمان مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجنة مرتين.

3 526 عائشة/ اشتريها فأعتقيها، ودعيهم فيشترطون ما شاؤوا.... 1 478 عبد الرحمن بن عمرو/ أشر عليَّ في هؤلاء ... أجل ولكن أشر عليَّ فيهم. 3 176 عبد الرحمن بن عمرو/ أشر عليَّ في هؤلاء ... أجل ولكن أشر عليَّ فيهم. 4 43 أبو موسى/ اشربا منه، وأفرغا على رؤوسكما ونحوركما. 2 103 أم عطية/ أشعرنها إياه. 3 203 أم عطية/ أشعرنها إياه. 3 496 أم عطية/ أشعرنها إياه. 10 83 أبو موسى/ اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، وَلِيَقْضِ اللهُ عَلَى لِسَانِ رَسُوْلِهِ ما شاء. 2 213 أبو هريرة/ أشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنِّي رَسُوْلُ الله لا يلقى الله. 1 419 أبو هريرة أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة 10 33 أبو هريرة أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَشْهَدُ أني عبده ورسوله من. 4 128 عدي بن حاتم 4/ أَشْهَدُ أَنَّكَ لاَ تَبْغِي عُلُوّاً فِي الأَرْضِ ولا فسادا. 6 523 أبي بن كعب أشهد الصلاة فلان؟ ...... وفلان وفلان...... ما من 1 247 عبد الله بن مسعود اشهدوا. 3 523 -/ أشهل ذو صهولة بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة. 4 262 يونس بن ميسرة/ أشيرا علي ... ادعوا معاوية........ أحضروه أمركم. 2 22 مروان بن الحكم/ أشيروا عليَّ أترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء. 1 367 -/ أشيروا علي...... سيروا على اسم الله عز وجل فإني. 1 367 -/ أشيروا عليَّ في المنزل. 3 297 أبو الدرداء/ أَصَابَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ وَصَدَقَ، رَضِيْتُ بِمَا رضي الله لأمتي. 1 370 البراء/ أصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين يوم بدر أربعين ... 3 212 بلال/ أصبحوا بالصبح فإنه أعظم للأجر. 3 247 عثمان/ اصبر.... اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت.

2 483 عثمان/ اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة. 10 115 -/ اصبروا حتى تلقوني على الحوض. 2 492 -/ أصدق كلمة قالتها العرب كلمة لبيد: ألا كل شيء ما 1 191 سلمان/ أصدقة أم هدية ... كلوا بسم الله.... كلوا بسم الله. 3 316 سلمان/ أصدقة أم هدية ... كلوا بسم الله.... كلوا بسم الله. 2 199 يحيى بن عباد/ اصرخ: أيها الناس.... هل تدرون أي شهر هذا. 2 289 أسيد بن حصير/ اصطبر. 3 207 أسيد بن حصير/ اصطبر. 2 325 عائشة/ أصلى الناس ... ضعوا لي ماء في المخضب 3 379 أبو ذر/ أصليت؟ ...... قم فصل.... يا أبا ذر استعذ بالله. 6 581 جابر بن عبد الله/ أصليت؟ .... فصل ركعتين. 3 240 ابن عمر/ أصليت معنا.... فما منعك. 3 506 جويرية بنت الحارث/ أصمت أمس..... أتريدين أن تصومي غدا. 1 90 عمران بن حصين/ أصمت من سرر شعبان شيئا؟ .... إذا أفطرت فصم. 12 187 عمران بن حصين/ أصمت من سرر شعبان شيئا؟ .... إذا أفطرت فصم ... 3 135 -/ اصنعوا لآل جعفر فقد أتاهم. 3 135 أسماء/ اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَاماً فَقَدْ شُغِلُوا عَنْ أنفسهم. 3 198 جابر/ أُصِيْبَ أَبِي وَخَالِي يَوْمَ أُحُدٍ فَجَاءتْ أُمِّي بهما قد 1 476 عائشة/ أصيب سعد يوم الخندق، رماه رجل من قريش يقال له 3 228 أنس/ أُصِيْبُوا جَمِيْعاً ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدُ سَيْفٌ من سيوف الله. 1 429 -/ اضرب عنق الحارث بمجذر بن زياد ... قدمه يا عويم. 1 177 جبير بن مطعم/ أضللت بعيرا لي يوم عرفة، فخرجت أطلبه بعرفة ... 4 240 معاوية/ أطع أباك ما دام حيا.

8 167 أبو هريرة/ أطعموهم ما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون، وما......... 12 31 ابن عباس/ اطلبوا الخير عند حسان الوجوه. 12 163 جابر/ اطلبوا الخير عند حسان الوجوه. 7 84 ابن عباس/ اطَّلَعْتُ يَعْنِي فِي الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفقراء. 3 392 سهل/ اطمئن ياعم فإنك خاتم المهاجرين كما أني خاتم النبيين. 4 259 -/ أَطْوَلُ النَّاسِ شِبَعاً فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُهُم جُوْعاً يوم القيامة. 9 541 -/ أَطْيَبُ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ وَإِنَّ ولده من كسبه. 5 179 -/ اعبدوا رَبَّكُم وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَأَقِيْمُوا الصَّلاَةَ. 9 390 أنس/ اعتدلوا في صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء. 7 189 الفريعة/ اعتدى حيث يبلغك الخبر. 3 505 -/ أَعْتَقَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جويرية، واستنكحها وجعل. 6 315 أبو هريرة/ أعتق رقبة. 6 321 عائشة/ اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه فكانت. 3 299 خَالِدٌ/ اعْتَمَرَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فحلق رأسه فابتدر الناس شعره. 12 208 خَالِدٌ/ اعْتَمَرَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فحلق رأسه فابتدر الناس شعره. 3 397 ابن الخضرمي/ أَعِدْ فِي المَالِ طَائِفَةً، وَقُمْ بِمَا تُطِيْقُ. 3 534 أنس بن مالك/ أعرستم الليلة.... اللهم بارك لهما. 4 468 -/ أَعَرَّسْتُمُ اللَّيْلَةَ، بَارَكَ اللهُ لَكُم فِي لَيْلَتِكُم. 6 510 أبو بررة/ اعزل الأذى عن طريق المسلمين. 3 516 عبد الله بن زيد/ اعصب جرحك. 3 516 عبد الله بن زيد/ اعصب جرحك...... انهض بني.... من يطيق ما.... 2 212 -/ أعصرتيها. 3 195 جابر بن عبد الله/ أَعْطِ بِنْتَيْ سَعْدٍ الثُّلُثَيْنِ، وَأَعْطِ أُمَّهُمَا الثُّمُنَ، وما بقي

11 10 أبو حدرد الأسلمي/ أعطه حقه. 1 385 ابن عباس/ أعطها شيئا ... أين درعك الحطمية. 3 39 عروة/ أَعْطَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزُّبَيْر يلمق حرير محشو بالقز. 8 425 أنس/ أعطى يوسف شطر الحسن. 2 274 أبو موسى/ أعطيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه. 2 362 علي/ أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر. 5 409 عائشة/ أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة. 2 273 أبو مسعود/ اعلم أبا مسعود ... والله لله أقدر عليك. 8 118 علي الرضى/ أعلى الله كعبك. 11 386 أبو هريرة/ أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّيْنَ إِلَى السَّبْعِيْنَ وأقلهم من. 15 459 أبو هريرة/ أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّيْنَ إِلَى السَّبْعِيْنَ وأقلهم من. 1 440 عروة/ أعملنا إليه موعد أبي سفيان وأصحابه وقتالهم، وإن. 3 366 -/ اعملوا ما شئتم إني غافر لكم. 5 483 عبد الله/ أَعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ ومن شر. 4 419 أنس/ أَعِيْدُوا تَمْرَكُم فِي وِعَائِكُم، وَسَمْنَكُم فِي سِقَائِكُم. 3 313 سلمان/ أعينو أخاكم.... اذهب ياسلمان ففقر لها. 2 490 سلمة/ أغار عينية في أربعين رجلا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم. 10 393 طاووس/ اغْتَسِلُوا يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَاغْسِلُوا رُؤُوْسَكُمْ وَإِنْ لَمْ. 2 195 جابر بن عبد الله/ اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي. 2 332 عروة/ اغد على بركة الله والنصر والعافية. 2 142 عبد الله بن عمر/ اغدوا على القتال غدا ... إنا قافلون غدا إن شاء الله. 3 203 أم عطية/ اغسلنها ثَلاَثاً أَوْ خَمْساً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ بماء وسدر. 3 496 أم عطية/ اغْسِلْنَهَا وِتْراً، ثَلاَثاً، أَوْ خَمْساً، وَاجْعَلْنَ فِي الآخرة.....

13 413 علي/ اغْسِلُوا ثِيَابَكُمْ وَخُذُوا مِنْ شُعُوْرِكُمْ وَاسْتَاكُوا، وَتَزَيَّنُوا. 6 416 ابن عمر/ اغسلوا قتلاكم. 12 501 عبد الله/ أفزعكم بكائي ... إن القبر الذي رأيتموني عنده إنما. 2 198 عبد الله بن قرط/ أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم.............. 1 65 -/ أَفْضَلُ صَلاَةِ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ المَكْتُوبَةَ. 7 138 -/ أَفْضَلُ صَلاَةِ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ المَكْتُوبَةَ. 7 382 -/ أفضل الصوم صوم داود. 1 42 -/ أفضل الصوم صيام داود. 3 216 بلال/ أَفْضَلُ عَمَلِ المُؤْمِنِ الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ. 2 387 ابن عباس/ أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وفاطمة...... 4 514 ابن عباس/ أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وفاطمة...... 12 553 ابن عباس/ أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وفاطمة.... 6 455 -/ أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه. 12 218 عثمان/ أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه. 2 482 عثمان/ أفطر عندنا غدا. 2 161 أبو سعيد/ افعل ... أشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنِّي رَسُوْلُ الله. 2 398 عبد الرحمن بن غنم/ أفعل، وايم الله لو أنكما تتفقان لي على أمر واحد ... 8 158 أم سلمة/ أفعمياوان أنتما؟. 2 193 المغيرة بن شعبة/ أفلا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم. 2 284 المغيرة بن شعبة/ أفلا أكون عبدا مشكورا. 6 582 زياد بن علاقة/ أفلا أكون عبدا شكورا. 6 582 ابن جحيفة/ أفلا أكون عبدا شكورا. 2 276 -/ أفي شك أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم.

2 229 عبد الرحمن أبي ليلى/ أفيكم أويس القرني.... خير التابعين أويس القرني. 1 251 عبد الله بن عمرو الكعبة أقبل عقبة بن أبي معيط والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة. 1 324 أنس/ أقبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو مردف أبا بكر، وأبو. 1 341 ابن عباس/ أقبلت أنا وابن عم لي حتى أصعدنا في جبل يشرف. 1 342 ابن عباس/ أقبلت أنا وابن عم لي حتى أصعدنا في جبل يشرف. 9 235 عمران بن حصين/ اقبلوا البشرى يا بني تميم.... كان الله ولم يكن شيء غيره. 2 399 حذيفة/ اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. 2 407 حذيفة/ اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. 9 270 ربعي بن حراس/ اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. 9 270 ابن مسعود/ اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. واهتدوا بهديي. 9 294 ابن مسعود/ اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. واهتدوا بهديي. 3 184 سالم/ اقتلوا الحيات وذا الطفتين. 4 235 عبد الله بن عمرو/ اقرأ القرآن في شهر. 11 502 عبد الله/ اقرأ علي سورة النساء ... إني أشتهي أسمعه من غيري. 3 294 عبد الله/ اقرأ علي القرآن.... إني أشتهي أن أسمعه من غيري. 1 194 عائشة/ اقرأ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم..... 7 51 ابن مسعود/ أَقْرَأَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّيْ أنا الرزاق ذو القوة المتين. 8 448 ابن مسعود/ أَقْرَأَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّيْ أنا الرزاق ذو القوة المتين. 5 31 ابن مسعود/ اقرئه. 4 235 عبد الله بن عمرو/ اقرأه في شهر ... اقرأه في عشرين. اقرأه في........ 7 541 أبو أمامة الباهلي/ اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. 7 117 جندب بن عبد الله/ اقْرَؤُوا القُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوْبُكُم، فَإِذَا اختلفتم ... 2 400 سعيد بن جبير/ أقرئ عمر السلام وأخبره أن غضبه عز ورضاه حكم.

3 167 ابن عباس/ اقضه عنها. 3 506 -/ أقضي عنك كتابتك. 9 390 أنس/ أقيموا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري. 3 222 زيد/ اكتب اكتب "غير أولي الضرر". 2 324 ابن عباس/ أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ... 2 37 محمد بن كعب/ اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن. 4 237 -/ اكتبوا لأبي شاه. 4 31 حذيفة/ اكْتُبُوا لِي مَنْ تَلَفَّظَ بِالإِسْلاَمِ مِنَ النَّاسِ. 1 222 ابن عباس/ اكتم إسلامك وارجع إلى قومك. 4 53 أبو أيوب الأنصاري/ اكْتُمِ الخِطْبَةَ، ثُمَّ تَوَضَّأْ، ثُمَّ صَلِّ مَا كتب الله لك، ثم. 3 342 عبادة بن الصامت/ أكتم عليَّ حياتي ... أبو بكر، ثم عمر، ثم علي. 4 55 عبادة بن الصامت/ أكتم عليَّ حياتي ... أبو بكر، ثم عمر، ثم علي. 3 187 محمد بن عبد الرحمن/ اكتو فإني لا ألوم نفسي عليك. 6 394 أنس/ أكثر أهل الجنة البله. 7 136 عقبة بن عامر/ أكثر منافقي أمتي قراؤها. 7 375 عقبة بن عامر/ أكثر منافقي أمتي قراؤها. 7 527 -/ أكرموا الشهود. 2 387 علي/ اكفي فاطمة الحدمة خارجا، وتكفيك العمل في البيت. 12 472 أبو هريرة/ الأكل في السوق دناءة. 16 114 جابر بن عبد الله/ أكلنا زمن خيبر حمر الوحش، ونهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن.... 2 268 -/ أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا. 4 378 إياس/ أكنت فاعلا يا سلمة؟ .... إنهم يقرون الآن بأرض.... 3 498 أبو هريرة/ ألا أبا أيم.

2 450 أنس أو غيره/ ألا أبو أيم، ألا أخو أيم يزوج عثمان، فإني قد زوجته. 2 451 أنس أو غيره/ ألا أبو أيم، ألا أخو أيم يزوج عثمان، فإني قد زوجته. 3 199 جابر/ أَلاَ أُخْبِرُكَ أَنَّ اللهَ كَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحاً فقال: يا عبدي سلني. 3 133 جعفر/ أَلاَ أُخْبِرُكُم عَنْ جَيْشِكُم إِنَّهُم لَقُوا العَدُوَّ فأصيب زيد. 11 122 أبو هُرَيْرَةَ/ أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَمرٍ هُوَ حقٌ، مَنْ تكلم به بعد الموت فقد نجا. 12 405 أبو سعيد الخدري/ أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الخطايا ويزيد به في. 3 378 أسماء/ ألا أراك نائما؟ ... كيف أنت إذا أخرجوك منه. 4 430 عمرو بن حريث/ ألا أزيدك. 2 452 عائشة/ ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة. 3 507 جويرة/ أَلاَ أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ لَو عُدِلْنَ بِهِنَّ عَدَلَتْهُنَّ، أو وزن. 5 271 سالم/ ألا إن الفتن من ههنا -ثلاث مرات- ومن ثم يطلع قرن. 11 238 أبو هريرة/ أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِ هَذِهِ الأُمَّةِ؟ هُمُ الثَّرْثَارُوْنَ المتفيقهون.. 6 447 راشد بن سعد/ أَلاَ إِنَّكُم وُلاَةُ هَذَا الأَمْرِ مِنْ بَعْدِي، فلا أعرفني ما. 11 128 -/ إلا أنه لا نبي بعدي. 9 554 عبد الله بن عمرو/ أَلا إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلاَفِهِمْ في الكتاب. 4 102 عوف بن مالك/ ألا تبايعون. 2 206 عبد الله بن جعفر/ ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه. 1 402 -/ ألا تجيبوه ... ألا تجيبوه. 9 551 سعد/ أَلاَ تَرْضَى يَا عَلِيُّ أَنْ تَكُوْنَ مِنِّي بمنزلة هارون من. 4 129 جرير/ ألا تريحني من ذي الخلصة. 4 167 أبي هريرة/ أَلاَ تَسْأَلُنِي مِنْ هَذِهِ الغَنَائِمِ الَّتِي يَسْأَلُنِي أصحابك؟. 4 153 أبو ثعلبة/ ألا تسمعون ما يقول هذا. 1 375 عائشة/ ألا تنطلق فتأتي بزينب. فخذ خاتمي فأعطها إياه.

1 467 حذيفة/ ألا رجل يأتي بخبر القوم يكون معي يوم القيامة. 3 485 صفية بنت حيي/ أَلاَ قُلْتِ: وَكَيْفَ تَكُوْنَانِ خَيْراً مِنِّي وَزَوْجِي محمد. 6 538 عمر/ أَلاَ لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشيطان. 6 647 ابن عباس/ أَلاَ وَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيْمُ عَلَيْهِ السلام يوم القيامة. 1 481 أسماء بنت يزيد/ ألا يرقأ دمعك ويذهب حزنك بأن ابنك أول من..... 3 181 أسماء بنت يزيد/ ألا يرقأ دمعك ويذهب حزنك بأن ابنك أول من..... 7 236 مليكة بنت عمرو/ ألبانها شفاء، وسمنها دواء ولحمها داء. 3 500 كعب بن عجرة/ ألبسي ثيابك، وألحقي بأهلك. 4 290 علقمة بن الفغواء/ التمس صاحبا ... يَا عَلْقَمَةُ إِذَا بَلَغْتَ بَنِي ضَمْرَةَ فَكُنْ. 2 453 أبو ذر/ التمست خلوات النبي صلى الله عليه وسلم لأسمع منه فجاء أبو بكر. 8 97 عائشة/ التمسوها في العشر الأواخر من رمضان. 9 493 سعد بن أبي وقاص/ الحدوا لي لحدا وانصبوا علي اللبن نصبا كما صنع. 4 84 عمرو بن عنسبة/ ألحق بقومك. 1 230 أم سلمة/ الحقوا بأرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد. 3 497 ابن عباس/ الحقي بسلفنا عثمان بن مظعون.... دعهن يبكين. 10 222 أنس/ الذي لا أهل له ولا ولد. 12 361 ابن عمر/ الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الخُيَلاَءِ لاَ يَنْظُرُ الله إليه يوم القيامة. 7 583 ابن عمر/ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، إِنَّمَا يجرجر في. 1 401 -/ الذي يلي حضيض الأرض مقتول. 4 281 عدي بن حاتم/ ألست ركوسيا تأكل المرباع؟ ... فإن ذلك لا يحل لك. 3 515 أم عمارة/ ألق ترسك إلى من يقاتل. 4 264 جعفر/ ألقني بهن في الجنة. 1 414 مخرمة/ ألقي علينا النوم يوم أحد.

1 419 -/ إلقها فأرجعها لا ترى ما بأخيها. 3 391 ابن عباس/ اللهُ أَعْلَمُ بِشَأْنِكَ، إِنْ يَكُ مَا تَدَّعِي حقا فالله يجزيك. 3 411 خديجة بنت خويلد/ الله أعلم بما كانوا عاملين. 1 362 عبد الله بن مسعود/ الله أكبر، الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده. 2 45 أنس/ الله أكبر خربت خيبر. 3 296 عبد الله/ الله الذي لا إله إلا هو.... الحمد لله الذي أخزاك. 2 327 أم سلمة/ الله الله الصلاة وما ملكت أيمانكم. 4 491 أبو أمامة بن سهل/ اللهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَى مَنْ لاَ مَوْلَى لَهُ والخال وارث من. 2 277 أبو هريرة/ اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا. 4 52 أبو موسى/ اللَّهُمَّ اجْعَلْ عُبَيْداً أَبَا عَامِرٍ فَوْقَ أَكْثَرِ الناس يوم القيامة. 6 308 ابن عباس/ اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي.... 3 208 الطفيل بن عمرو/ اللهم اجعل له آية تعينه.... اللهم اهد دوسا. 3 209 الطفيل بن عمرو/ اللهم اجعل له آية تعينه.... اللهم اهد دوسا. 4 129 جرير/ اللهم اجعله هاديا مهديا. 4 261 عبد الرحمن بن أبي عميرة/ اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به. 7 143 عبد الرحمن بن أبي عميرة/ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِياً مَهْدِيّاً وَاهْدِ بِهِ. 4 42 أَبُو موسى/ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيْرٍ مِنْ خلقك.... اللهم. 4 43 أبو موسى/ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيْرٍ مِنْ خلقك.... اللهم. 9 167 أبو سعيد الخدري/ اللَّهُمَّ احْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ المَسَاكِيْنِ، وَلاَ تَحْشُرْنِي في. 4 81 أبو قتادة/ اللَّهُمَّ احْفَظْ أَبَا قَتَادَةَ كَمَا حَفِظَنِي مُنْذُ الليلة، ما أرانا. 5 507 -/ اللَّهُمَّ أَحْيِنِي إِذَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْراً لِي، وتوفني إذا. 12 43 أنس/ اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكيناً، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ المَسَاكين.... 4 453 عبد الله بن جعفر/ اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَراً فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ الله في.

3 397 ابن عباس/ اللهم اخلفه في ولده. 8 157 ابن عباس/ اللهم اخلفه في ولده. 2 497 علي/ اللهم أذهب عنه الحر والبرد. 8 9 ابن عباس/ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ المَعَاصِي، وَارْحَمْنِي أَنْ أَتَكَلَّفَ ما لا. 6 446 عبد الله بن بسر/ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُم وَاغْفِرْ لَهُم، وَبَارِكْ لَهُم فِي رزقهم. 2 414 عمر/ اللهم ارزقني شهادة في سبيك واجعل موتي في بلد. 4 219 أنس/ اللَّهُمَّ ارزُقْهُ مَالاً وَوَلَداً وَبَارِكْ لَهُ فِيْهِ. 4 265 أبو برزة/ اللَّهُمَّ أَرْكِسْهُمَا فِي الفِتْنَةِ رَكْساً وَدُعَّهُمَا فِي النار دعا. 6 278 أبو برزة/ اللَّهُمَّ أَرْكِسْهُمَا فِي الفِتْنَةِ رَكْساً وَدُعَّهُمَا فِي النار دعا. 2 168 حذيفة/ اللهم ارمهم بالدبيلة ... شهاب من نار يقع على نياط. 2 203 عمر بن الخطاب/ اللهم أرني اليوم آية لا أبالي من كذبني بعدها. 3 77 سعد/ اللهم استجب لسعد إذا دعاك. 3 77 ابن عباس/ اللهم استجب لسعد، ثلاث مرات. 3 397 سهل/ اللهم استر العباس وولده من النار. 1 161 جابر بن عبد الله/ اللهم اسقنا غيثا مغيثا طبقا غدقا. 10 305 ابن عباس/ اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاً مُغِيْثاً مَرِيْعاً مَرِيّاً طَبَقاً غدقا. 4 96 رافع/ اللهم أشبع بطنه. 3 76 سعد/ اللهم اشف سعدا. 1 248 ابن عمر/ اللهم اشهد. 1 322 أنس/ اللهم اصرعه ... تقف مكانك لتتركن أحدا يلحق..... 1 224 ابن عمر/ اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك. 2 398 ابن عمر/ اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب. 1 225 أنس/ اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمر بن هشام.......

1 224 ابن عباس/ اللهم أعز الدين بعمر. 1 227 أسلم/ اللهم أعز دينك بأحب الرجلين إليك إما أبو جهل. 2 328 عائشة/ اللهم أعني على سكرة الموت. 1 258 عبد الله بن مسعود/ اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف. 3 378 أبو سلمة/ اللهم اغفر لأبي ذر وتب عليه. 3 144 أبو ميسرة/ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِزَيْدٍ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِزَيْدٍ، ثَلاَثاً، اللهم.... 3 432 عائشة/ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ مغفرة واجبة. 3 466 عائشة/ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ مغفرة واجبة. 5 40 الأحنف بن قيس/ اللهم اغفر للأحنف. 4 42 أبو موسى/ اللهم اغفر لعبيد أبي عامر..... اللهم اجعله يوم القيامة. 4 43 أبو موسى/ اللهم اغفر لعبيد أبي عامر..... اللهم اجعله يوم القيامة. 3 397 ابن عباس/ اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة. 4 40 أبو موسى/ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ وأدخله يوم القيامة. 4 43 أبو موسى/ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ وأدخله يوم القيامة. 2 38 عروة عن المسور/ اللهم اغفر للمحلقين. 3 265 جعفر/ اللهم اغفر للنجاشي. 3 165 عبد الله بن أبي قتادة/ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وَارْحَمْهُ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ، وَقَدْ فعلت. 2 164 يزيد بن نمران/ اللهم اقطع أثره. 4 418 أنس/ اللهم أكثر ماله وولده، وأطل حياته. 4 419 أنس/ اللهم أكثر ماله وولده، وأطل حياته. 7 258 أنس/ اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته. 4 12 قتادة/ اللهم أكسه جمالا. 1 315 البراء/ اللهم اكفناه بما شئت ... لا حاجة لنا في إبلك وغنمك.

2 184 مؤملة بن جميل/ اللهم اكفني عامرا واهد قومه. 4 149 ابن عمر/ اللَّهُمَّ الْعَنْ أَبَا سُفْيَانَ، اللَّهُمَّ الْعَنِ الحَارِثَ بن هشام.. 4 392 عكرمة/ اللهم ألهمه الحكمة وعلمه التأويل. 1 293 عبد الله بن جعفر/ اللهم إليك أشكو ضعف قوتي. 1 292 محمد بن كعب القرظي/ اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني. 3 82 سعد/ اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُم، وَلاَ تَرُدَّهُم عَلَى.... 4 262 وحشي/ اللهم املأه علما. 1 357 علي/ اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض. 1 309 أبو هريرة/ اللهم انج سلمة بن هشام، اللهم انج الوليد بن الوليد. 8 473 جابر/ اللهم إن شئت جعلته عليا. 2 86 عبد الله بن جعفر/ اللهم إن جعفرا قد قدم إليك إلى أحسن ثواب. 2 212 قتادة بن النعمان/ اللهم إن قتادة فدى وجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن. 1 479 -/ اللَّهُمَّ إِنَّ سَعْداً قَدْ جَاهَدَ فِي سَبِيْلِكَ وصدق رسولك. 3 175 -/ اللَّهُمَّ إِنَّ سَعْداً قَدْ جَاهَدَ فِي سَبِيْلِكَ وصدق رسولك. 3 146 أبو عمران الجوني/ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ حَضَرَ أَجَلُهُ، فَيَسِّرْ عَلَيْهِ وإلا فاشفه. 2 535 -/ اللهم إنك تعلم أني رسولك. 2 52 -/ اللهم إنك قد علمت حالهم وأنهم ليست لهم قوة. 1 352 عبد الله بن عمرو/ اللهم إنهم حفاة فاحملهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم. 1 407 أنس/ اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هؤلاء.... وأعتذر إليك. 2 128 ابن عمر/ اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ. 3 225 ابن عمر/ اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ. 2 129 محمد بن علي/ اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ بن الوليد.... أخرج.... 4 330 البراء/ اللَّهُمَّ إِنِّيْ أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ.

4 330 أبو هريرة/ اللَّهُمَّ إِنِّيْ أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ. 4 369 زيد بن أرقم/ اللهم إني أحبه فأحبه. 4 107 أسامة/ اللهم إني أحبهما فأحبهما. 4 330 أسامة/ اللهم إني أحبهما فأحبهما. 10 264 بريدة بن الحصيب/ اللهم إني أسألك بأني أشهدك. 4 88 شداد بن أوس/ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ وَأَسْأَلُكَ عزيمة الرشد. 2 216 عثمان بن حنيف/ اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة. 2 390 زيد بن الخطاب/ اللهم إني أعتذر إليك من فرار أصحابي وأبرا إليك مما. 2 282 -/ اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع. 13 225 -/ اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع. 9 374 أنس/ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ. 10 261 ابن عمر/ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وتحول عافيتك. 12 79 عائشة/ اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَعوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وأعوذ بك من. 12 77 أبو هريرة/ اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَعوذُ بِك مِنَ الفَقْرِ وَالقِلَّة والذلة، وأعوذ. 6 402 أبو ليلى/ اللهم إني أعوذ بك من النار. 1 408 عبد الله بن جحش/ اللهم إني أقسم عليك أن ألقى العدو غدا فيقتلوني ثم. 2 175 -/ اللهم إني أمسيت عنه راضيًا فارض عنه. 1 355 ابن عباس/ اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت. 1 355 عبد الله بن مسعود/ اللهم أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تهلك هذه. 2 133 موسى بن عقبة/ اللهم إني أنشدك ما وعدتني اللهم لا ينبغي لهم أن. 4 166 أبو هريرة/ اللهم اهد أم أبي هريرة. 4 262 عمير/ اللهم اهد به. 3 208 أبو هريرة/ اللهم اهد دوسا ...

2 190 علي/ اللهم اهد قلبه وثبت لسانه. 2 142 عروة/ اللهم اهدهم واكفنا مؤنتهم. 15 165 -/ اللهم اهدني فيمن هديت. 4 327 الحسن/ اللهم اهدني فيمن هديت. 2 503 أنس/ اللهم ائتني بأحب خلقك إليك. 8 46 النواس بن سمعان/ اللهم بارك لأمتي في بكورها. 9 180 صخر الغامدي/ اللهم بارك لأمتي في بكورها. 9 495 صخر الغامدي/ اللهم بارك لأمتي في بكورها. 10 153 ابن عمر/ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لنا في يمننا. 11 496 ابن عمر/ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لنا في يمننا. 4 79 أبو قتادة/ اللهم بارك في شعره وبشره أفلح وجهك أقتلت مسعدة. 4 454 عمرو بن حريث/ اللهم بارك له في تجارته. 3 534 عبابة بن رفاعة/ اللهم بارك لهما في ليلتهما. 8 443 ابن عباس/ اللهم بين لَوْ كُنْتُ رَاجِماً بِغَيْر بَيِّنَةٍ لَرَجَمْتُ هَذِهِ. 4 462 -/ اللهم جمله. 2 216 قتادة/ اللهم جمله. 2 217 عمرو بن الأخطب/ اللهم جمله. 2 217 أبو زيد الأنصاري/ اللهم جمله وأدم جماله. 4 166 أبو هريرة/ اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ المؤمنين وحببهم. 2 198 أنس/ اللهم حجة ولا رياء فيها ولا سمعة. 2 215 أنس/ اللهم حوالينا ولا علينا. 10 321 أبو بكر/ اللهم: خر لي واخترلي. 1 258 عبد الله بن مسعود/ اللهم سبع كسبع يوسف.

14 123 عبادة بن الصامت/ اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي لِرَمَضَانَ، وَسَلِّمْ رَمَضَانَ لِي، وَتَسَلَّمهُ. 4 395 أبو أمامة/ اللهم سلمهم وغنمهم ... عليك بالصوم فإنه لا مثل له. 4 436 عبد الله بن أبي أوفى/ اللهم صل على آل أبي أوفى. 4 436 عبد الله بن أبي أوفى/ اللهم صل على آل أبي أوفى. 5 504 عبد الله بن أبي أوفى/ اللهم صل على آل أبي أوفى. 4 222 -/ اللهم صلى عَلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ، فَإِنَّهُ يُحِبُّكَ وَيُحِبُّ..... 4 436 عبد الله بن أبي أوفى/ اللهم صلي عليهم...... اللهم صل على آل أبي أوفى. 5 504 عبد الله بن أبي أوفى/ اللهم صل عليهم...... اللهم صل على آل أبي أوفى. 7 144 أبو رهم/ اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الكِتَابَ وَالحِسَابَ وَقِهِ العَذَابَ. 4 260 العرباض/ اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الكِتَابَ وَالحِسَابَ وَقِهِ العَذَابَ. 4 261 العرباض/ اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب. 7 143 العرباض/ اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب. 4 381 ابن عباس/ اللهم علمه تأويل القرآن. 4 261 عبد الرحمن بن عميرة/ اللهم علمه الكتاب والحساب وقه النار "العذاب". 7 143 عبد الرحمن بن عميرة/ اللهم علمه الكتاب والحساب وقه النار "العذاب". 4 261 مسلمة بن مخلد/ اللهم عمله الكِتَابَ، وَمَكِّنْ لَهُ فِي البِلاَدِ، وَقِهِ العَذَابَ. 4 383 عبد الله/ اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين. 1 252 عبد الله/ اللهم عليك بقريش ... اللهم عليك بأبي جهل وعتبة. 1 251 عبد الله/ اللهم عليك الملأ من قريش، اللهم عليك أبا جهل بن. 5 196 ابن عباس/ اللَّهُمَّ عَمِّ عَلَيْهِم مَوْتِي حَتَّى يَعْلَمَ الإِنْسُ أن الجن لا تعلم. 4 383 ابن عمر/ اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. 2 413 عمر/ اللهم كبرت سني وضعف قوتي وانتشرت رعيتي.... 1 411 مقسم/ اللهم لا تحل عليه الحول حتى يموت كافرا.

1 476 جابر/ اللهم لا تخرج فسي حتى تقر عيني من بني قريظة. 11 81 -/ اللهم لا تشبع بطنه. 1 465 البراء/ اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. 4 15 -/ اللهم ليس لهم أن يعلونا. 7 421 عبد الله بن عمرو/ اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك. 4 260 -/ اللَّهُمَّ مَنْ سَبَبْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ مِنَ الأُمَّةِ فاجعلها له رحمة. 6 447 راشد بن سعد/ اللَّهُمَّ مِنْ شَقَّ عَلَى أُمَّتِي فَشُقَّ عَلَيْهِ. 11 81 -/ اللَّهُمَّ مَنْ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجعَلْ ذَلِكَ له زكاة ورحمة. 4 207 عائشة/ اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فرفق بهم فارفق به. 6 447 عائشة/ اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فشق عليهم فاشقق عليه. 1 468 ابن أبي أوفى/ اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم. 3 208 -/ اللهم نور له. 1 368 -/ اللهم هذه قريش قد جاءت بخيلائها وفخرها تحادك. 6 322 أبو حميد/ اللهم هل بلغت. 14 212 ابن عباس/ اللهم هل بلغت. 3 133 أبو قتادة/ اللهم هو سيف من سيوفك فانصره. 2 498 سعد/ اللهم هؤلاء أهلي. 2 386 واثلة بن الأسقع/ اللهم هؤلاء أهل بيتي. 2 386 أم سلمة/ اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عنهم. 4 333 أم سلمة/ اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عنهم. 4 350 أم سلمة/ اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي، اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عنهم. 8 415 أم سلمة/ اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي، اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عنهم. 3 417 -/ اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس.

8 492 عبد الله بن عمرو/ ألم أخبر أنك تصوم النهار؟. 7 504 أنس/ أَلَمْ أَنْهَكَ أَنْ تَخْبَأَ شَيْئاً لِغَدٍ، فَإِنَّ الله تعالى يأتي برزق ... 3 450 النعمان بن بشير/ ألم تريني حلت بين الرجل وبينك؟. 8 305 النعمان بن بشير/ ألم تريني حلت بين الرجل وبينك؟. 4 351 -/ ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني؟. 4 125 كعب/ ألم تكن ابتعت ظهرك ... فما خلفك؟. 1 261 قتادة/ ألم تكونوا أحقاء أن تؤجلوا أجلا دون العشر؟، فإن ... 3 486 صفية بنت حيي/ إلى علي.... 3 103 الزهري/ أَلَيْسَ لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ وَلَيْسَ مِنْ أمتي من اختص ... 14 43 أنس/ أليس معك إذا زلزلت. 14 43 أنس/ أليس معك "قل هو الله أحد". 14 43 أنس/ أليس معك قل يا أيها. 4 144 -/ أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَإِنَّهُ ضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ وَأَمَّا معاوية فصعلوك. 4 110 أبو بكر بن عبد الله/ أما أبو جهم فشديد الخلق، وأما معاوية فصعلوك لا ... 4 199 المغيرة بن شعبة/ أَمَّا إِسْلاَمُكَ فَنَقْبَلُهُ، وَلاَ آخُذُ مِنْ أَمْوَالِهِم شيئا لأن هذا ... 10 318 أبو جحيفة/ أما أنا فلا آكل متكئا. 13 136 الصعب بن جثامة/ أَمَّا إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلاَّ أَنَّا حرم. 3 318 سلمان/ أَمَا إِنَّ صَاحِبَيْكَ مِنَ الَّذِيْنَ قَالَ اللهُ: {الذين آتيناهم ... 3 319 سلمان/ أَمَا إِنَّ صَاحِبَيْكَ مِنَ الَّذِيْنَ قَالَ اللهُ: {الذين آتيناهم.. 2 361 أبو هريرة/ أما إنك أول من يدخل الجنة من أمتي. 4 493 عبد الله بن عامر/ أما إنك لو لم تفعلي. 3 432 عائشة/ أما إنك منهن.

2 281 فاطمة/ أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام. 3 248 عمار/ أَمَا إِنَّهُ سَيَأْتِيْكَ عَلَى المَاءِ آتٍ يَمْنَعُكَ منه. 4 384 ابن عباس/ أما إنه سيذهب بصرك. 4 284 رافع بن خديج/ أما إنه في بيت جور. 2 59 سهل/ أما إنه من أهل النار. 4 39 حارثة بن النعمان/ أَمَا إِنَّهُ مِنَ المائَةِ الصَّابِرَةِ يَوْمَ حُنَيْنٍ الذين تكفل الله ... 3 404 العباس/ أما إنه يملك هذه الأمة بعدها من صلبك. 1 260 ابن عباس/ أما إنهم سيظهرون ... ألا جعلته دون العشرة. 3 468 أم سلمة/ أَمَا إِنِّي لاَ أَنْقُصُكِ مِمَّا أَعْطَيْتُ فُلاَنَةَ. 1 449 عائشة/ أما بعد فأشيروا عليَّ فِي أُنَاسٍ أَبَنُوا أَهْلِي وَايمُ اللهِ إن. 4 139 عائشة/ أما بعد فأشيروا عليَّ فِي أُنَاسٍ أَبَنُوا أَهْلِي وَايمُ اللهِ إن. 2 96 عبد الرحمن بن عبد/ أما بعد فإني أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك الأعاجم. 2 97 عبد الرحمن بن عبد/ أما بعد فإني أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك الأعاجم. 3 425 المسور/ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا العَاصِ بنَ الربيع فحدثني ... 12 319 سمرة/ أما بعد "في خطبته صلى الله عليه وسلم حين انكسفت الشمس". 3 441 عائشة/ أَمَّا بَعْدُ، يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عنك كذا وكذا فإن. 2 144 أنس/ أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبوا برسول الله. 2 160 سعد/ أما ترضى أَنْ تَكُوْنَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُوْنَ مِنْ مُوْسَى إلا. 2 499 سعد/ أما ترضى أَنْ تَكُوْنَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُوْنَ مِنْ مُوْسَى إلا. 3 460 عائشة/ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا والآخرة. 3 421 عائشة/ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ. 10 337 -/ أما تكون الذكاة إلا من اللبة. 11 481 رافع بن خديج/ أما الذهب والورق فلا بأس.

4 64 قيس بن عباد/ أَمَّا الرَّوْضَةُ، فَرَوْضَةُ الإِسْلاَمِ، وَأَمَّا العَمُوْدُ فَعَمُوْدُ ... 3 507 جويرية/ أما زلت قاعدة؟ ألا أعلمك كلمات لو عدلن ... 3 395 أبو هريرة/ أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيْهِ. 2 360 أبو الدرداء/ أما صاحبكم هذا فقد غامر.... هل أنتم تاركو لي ... 2 361 أبو الدرداء/ أما صاحبكم هذا فقد غامر.... هل أنتم تاركو لي ... 3 398 علي/ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيْهِ. 3 469 أم سلمة/ أَمَّا الغَيْرَةُ فَيُذْهِبُهَا اللهُ، وَأَمَّا السِّنُّ فَأَنَا أكبر منك أما ... 1 471 -/ أما فرغ أبو لبابة من حلفائه.... قد حدث له أمر ... 1 472 -/ أما فرغ أبو لبابة من حلفائه.... قد حدث له أمر.... 3 468 ابن أبي سلمة/ أما قولك: إني مصيبة فإن الله سيكفيك صبيانك، وأما ... 4 36 عثمان بن أبي/ أما قومك ... ادنه. 2 122 سعد/ أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني. 3 103 أبو بردة/ أما لك بي أسوة؟. 4 453 عبد الله بن جعفر/ أَمَا مُحَمَّدٌ، فَشِبْهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ وَأَمَّا عبد الله فشبه ... 4 64 خرشة بن البحر/ أما المنهج العظيم فالمحشر، وأن الطريق التي عرضت ... 4 126 عبد الله بن كعب/ أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَكُمْ، قُمْ حَتَّى يَقْضِيَ الله فيك. 4 300 الربيع بنت معوذ/ أما هذا فلا تقولاه. 2 98 عمير بن إسحاق/ أما هؤلاء فيمزقون وأما هؤلاء فسيكون لهم بقية. 2 174 أسامة بن زيد/ أما والله إن كنت لأنهاك عن حب يهود. 1 425 جابر بن عبد الله/ أَمَا وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي غُوْدِرْتُ مَعَ أَصْحَابِ نحص ... 3 118 جابر بن عبد الله/ أَمَا وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي غُوْدِرْتُ مَعَ أَصْحَابِ نحص ... 13 89 أبو هريرة/ أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإمام أن يحول ... 1 175 حويطب بن عبد العزى/ امحو الجميع إلا ما تحت يدي.

1 294 الزهري/ الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء. 12 354 أنس/ أمر بلا أن يشفع الآذان ويوتر الإقامة. 4 252 مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ/ أَمَرَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا سُفْيَانَ بنَ الحَارِثِ أَنْ يزوج بنته........ 3 216 عروة/ أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلالا وقت الفتح فأذن فوق الكعبة. 4 57 أبو هريرة/ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إله إلا الله ... 4 58 أبو هريرة/ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إله إلا الله ... 12 159 أبو هريرة/ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إله إلا الله ... 13 75 ابن عمر/ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ محمدا رسول ... 8 244 -/ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُوْلُوا: لاَ إله إلا الله. 2 378 عمر/ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُوْلُوا: لاَ إله إلا وأن ... 12 404 أبو هريرة/ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُوْلُوا: لاَ إله إلا فإذا ... 3 239 أبي بن كعب/ أمرت أن أقرأ عليك القرآن ... نعم. 6 647 أبي بن كعب/ أمرت أن أقرئك سور.... نعم. 3 378 بريدة/ أمرت بحب أربعة وأخبرني تعالى أنه يحبهم ... علي ... 3 62 أبو سلمة بن عبد/ أمركن مما يهمني بعدي ... 1 235 أبو بردة/ أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ ننطلق مع جعفر إلى أرض ... 3 266 أبو بردة/ أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ ننطلق مع جعفر إلى أرض ... 4 51 أبو بردة/ أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ ننطلق مع جعفر إلى أرض ... 5 260 زيد/ أَمَرَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَتَعَلَّمَ كِتَابَ يَهُوْدٍ فَمَا مَرَّ بِي...... 10 439 حفصة/ أَمَرَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أحل في حجته التي حج. 9 /171 عبد الرحمن بن أبي بكر/ أَمَرَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أردف عائشة فأعمرها من.... 3 237 أنس/ أمرني أن أقرئك القرآن ... نعم.... نعم. 8 377 أبو هريرة/ امرؤ القيس قائد "صاحب لواء" الشعراء إلى النار.

9 265 أبو هريرة/ امرؤ القيس قائد "صاحب لواء" الشعراء إلى النار. 10 529 أبو هريرة/ امرؤ القيس قائد "صاحب لواء" الشعراء إلى النار. 4 126 كعب/ أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. 2 61 أبو هريرة/ أمسكوا فإنها مسمومة.... ما حملك على ما صنعت؟ 2 61 عبد الرحمن بن كعب/ أمسكوا ... هل سميت هذه الشاة ... هذا العظم. 9 164 عبد الله بن عمرو/ أمك أمرتك بهذا؟ .... أحرقهما. 3 516 عبد الله بن زيد/ أمك أمك اعصب حرجها اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة. 8 175 بهز بن حكيم/ أمك ... ثُمَّ أُمَّكَ، ثُمَّ أَبَاكَ، ثُمَّ الأَقْرَبَ فَالأَقْرَبَ. 9 67 أبو هريرة/ أمك.... ثم أمك.... ثم أمك ... ثم أبوك. 7 189 الفريعة بنت مالك/ امْكُثِي فِي بَيْتِكِ حَتَّى يَبْلُغَ الكِتَابُ أَجَلَهُ. 4 264 أبو هريرة/ الأمناء ثلاثة، أنا وجبريل، ومعاوية. 4 264 جابر/ الأُمَنَاءُ عِنْدَ اللهِ سَبْعَةٌ، القَلَمُ وَجِبْرِيْلُ، وَأَنَا ومعاوية و ... 11 227 محمد بن صيفي/ أمنكم أحدكم أكل اليوم؟ فأتموا بقية يومكم، وابعثوا.. 3 7 أنس/ أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرح. 3 8 عمر بن الخطاب/ أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرح. 2 16 -/ إن أطاعوا فتزوج ابنه ملكهم. 1 314 جندب/ إن أَنْتِ إِلاَّ إِصْبَعٌ دَمِيْتِ وَفِي سَبِيْلِ اللهِ ما لقيت. 15 345 أبو هريرة/ أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى. 2 89 ابن عمر/ إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ طَعَنْتُم فِي إمارة أبيه. 2 150 قتادة/ إن تكوني صادقة فإن بك مني أثرًا لن يبلى.... 3 494 عائشة/ إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها.. 2 18 عائشة/ إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها ... 3 201 عائشة/ إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها ...

1 399 -/ إن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا، فإن ... 3 343 -/ إن رأيتم المداحيين ... 1 409 -/ إن رأيتموهم ركبوا وجعلوا الأثقال تتبع آثار الخيل ... 1 408 زيد بن ثابت/ إن رأيته فأقرئه مني السلام وقل له: يقول لك ... 3 195 زيد بن ثابت/ إن رأيته فأقرئه مني السلام وقل له: يقول لك ... 2 186 ابن عباس/ إن سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك. 9 517 ابن عمر/ إن شئت تصدقت، وإن شئت أمسكت. 4 151 صفوان/ إن شئت، عرفتها لك. 1 205 -/ إن شئت فأقم عندي، وإن شئت فانطلق مع أبيك. 1 373 علي/ إن شئتم قتلتموهم وإن شئتم فاديتموهم واستمتعتم. 2 209 جابر بن عبد الله/ إن شئتم ... كانت تبكي على ما كانت تسمع من ... 9 565 جابر بن عبد الله/ إن شئتم ... كانت تبكي على ما كانت تسمع من ... 4 283 زيد بن أرقم/ إن فعلت دخلت الجنة. 3 134 عبد الله بن عمر/ إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل ... 9 323 عائشة وأم سلمة/ إِنْ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ليصبح جنبا من جماع غير ... 14 329 عائشة/ إِنْ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ليصلي الصبح، فينصرف النساء.. 4 206 معاوية بن خديج/ إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ شِفَاءٌ، فَشُرْبَةُ عَسَلٍ أو شرطة محجم ... 1 253 خباب/ إن كان من كان قبلكم ليمشط أحدكم بأمشاط الحديد ... 4 10 ابن عباس/ إن كنت أحسنت فقد أحسن سهل بن حنيف. 2 401 بريدة/ إن كنت نذرت فافعلي ... إن الشيطان ليفرق منك يا عمر. 2 214 أبو قتادة/ إن لا تدركوا الماء تعطشوا. 3 495 أبو هريرة/ إِنْ لَقِيْتُمْ هَبَّارَ بنَ الأَسْوَدِ وَنَافِعَ بنَ عبد عمرو فأحرقوهما. 3 495 أبو هريرة/ إِنْ لَقِيْتُمُوْهُمَا، فَاقْتُلُوْهُمَا، فَإِنَّهُ لاَ يَنْبِغِي لأَحَدٍ أن يعذب..

2 359 جبير بن مطعم/ إن لم تجديني فأتي أبا بكر. 3 10 أبو عبيدة/ إِنْ نَسَأَ اللهُ فِي أَجَلِكَ فَحَسْبُكَ مِنَ الدواب ثلاثة، دابة ... 7 61 بريدة/ إِنْ وَجَدْتَه حَيّاً، وَمَا أُرَاكَ تَجِدُهُ حَيّاً فاضرب عنقه، وإن ... 4 108 ابن عمر/ إِنْ يَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَدْ طَعَنُوا فِي إمارة أبيه، وإيم ... 3 429 عائشة/ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ يُمْضِهِ. 2 176 -/ إن ينج زيد من حمى المدينة. 2 134 سيابة بن عاصم/ أنا ابن العواتك. 2 134 قتادة/ أنا ابن العواتك. 2 375 أبو بكر/ أنا أحبس جيشا بعثهم رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ اجترأت على ... 1 151 -/ أنا أحمد ومحمد والمقفى والحاشر ونبي الرحمة ونبي ... 2 286 أنس/ أنا أحملك على ولد الناقة ... وهل تلد الإبل إلا النوق ... 3 435 عائشة/ أَنَا أَخُوْهُ وَهُوَ أَخِي، وَابْنَتُهُ تَصْلُحُ لِي. 1 148 قباث بن أشيم/ أنا أَسَنُّ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أكبر مني. 4 291 -/ أنا أشهد لك يوم القيامة. 2 189 أبو عبيدة بن حذيفة/ أنا أعلم بدينك منك الست ركوسيا ... ألست ترأس ... 12 480 النعمان بن بشير/ أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ، بِمِيقَاتِ هَذِهِ الصَّلاَةِ، صَلاَةِ العشاء ... 2 319 أنس/ أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة وأول من يشفع. 9 14 -/ أنا الله ويقبص أصابعه ويبسطها أنا الرحمن أنا الملك. 6 613 جابر/ أنا أنا. 5 521 أنس/ أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى فَلاَ يُشْرَكَ بِي غيري. 9 141 أنس/ أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى فَلاَ يُشْرَكَ بِي غيري. 2 318 أنس/ أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر ... 7 483 أنس/ أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَشْفَعُ فِي الجَنَّةِ وَأَنَا أكثر الأنبياء تبعا.

5 466 أبو هريرة/ أنا أولى الناس بابن مريم ... 7 519 جرير بن عبد الله/ أَنَا بَرِيْءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيْمُ بَيْنَ ظهري المشركين. 7 227 -/ أنا جليس من ذكرني. 12 452 -/ أنا جليس من ذكرني. 2 286 زيد بن أرقم/ أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُم. 8 465 زيد بن أرقم/ أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُم. 3 418 أبو هريرة/ أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُم، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُم. 3 397 سهل بن سعد/ أنا خاتم النبيين..... 4 86 شداد/ أَنَا خَيْرُ قَسِيْمٍ، فَمَنْ أَشْرَكَ بِي شَيْئاً فإن جسده وعمله ... 7 466 أبو أمامة/ أَنَا سَابِقُ العَرَبِ، وَبِلاَلٌ سَابِقُ الحَبَشَةِ، وَصُهَيْبٌ سابق ... 3 212 أنس/ أَنَا سَابِقُ العَرَبِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ الفُرْسِ، وَبِلاَلٌ سابق ... 3 331 أنس/ أَنَا سَابِقُ وَلَدِ آدَمَ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ الفُرْسِ. 3 420 زيد بن أرقم/ أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُم، وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُم. 2 317 أبو هريرة/ أنا سيد بني آدم يوم القيامة وأول من تنشق عنه الأرض ... 2 317 أبو هريرة/ أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون بما ذلك ... 8 349 عبد الله بن مسعود/ أنا سيد ولد آم ... 1 421 عبد الله بن ثعلبة/ أنا الشهيد على هؤلاء، ما من جربح يجرح في الله إلا ... 3 114 أنس/ أنا شهيد عليكم. 1 153 -/ أنا الضحوك أنا القتال. 13 153 أبو هريرة/ أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني ... 10 465 ابن عباس/ أنا فرط أمتي، لم يصابوا بمثلي. 8 348 جابر/ أَنَا قَائِدُ المُرْسَلِيْنَ وَلاَ فَخْرَ، وَأَنَا خَاتِمُ النبيين ولا فخر ... 10 534 أبو الطفيل/ أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَبُو القَاسِمِ، وَالمَاحِي والحاشر.

10 534 جبير بن مطعم/ أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحي ... 1 152 أبو موسى الأشعري/ أنا محمد وأحمد والحاشر والمقفى ونبي التوبة والملحمة. 1 151 أبو موسى الأشعري/ أنا محمد، وأحمد، والمقفى، الحاشر، ونبي التوبة.... 1 153 عبد الله بن مسعود/ أنا محمد أنا أحمد وأنا نبي الرحمة بني التوبة والمقفى ... 1 151 جبير بن مطعم/ أنا محمد وأنا أحمد وأنا الحاشر وأنا الماحي والخاتم ... 9 360 -/ أنا مدينة العلم. 11 118 -/ أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المطلب. 2 185 ابن عباس/ أنا.... نعم........ اللهم نعم. 3 185 ابن أبي الرجال/ أنا نقيبكم. 3 185 -/ أنا نقيبكم. 9 1576 أنس/ أنا ومن معي. 7 262 ابن عمر/ أَنْبِئُونِي بِشَجَرَةٍ تُشْبِهُ المُسْلِمَ، لاَ يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا، تؤتى ... 8 415 أم سلمة/ أنت إلى خير. 3 528 -/ أَنْتِ أَمْلَكُ لِنَفْسِكِ، إِنْ شِئْتِ أَقَمْتِ مَعَهُ. 2 361 عمر/ أنا أمين هذه الأمة. 16 326 أبو ذر/ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي، وَأَنْتَ أَوَّلُ من يصافحني يوم ... 11 186 ابن عمر/ أنت جميلة. 2 285 بريدة/ أنت زاملة. 10 64 ابن عباس/ أَنْتَ سَيِّدٌ فِي الدُّنْيَا، سَيِّدٌ فِي الآخِرَةِ، حبيبك حبيبي.... 3 421 عائشة/ أَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ إِلاَّ مَرْيَمَ بنت عمران. 2 359 ابن عمر/ أنت صاحبي على الحوض وصاحبي في الغار. 3 23 سلمة بن الأكوع/ أنت طلحة الفياض. 13 84 عبد الله بن مغفل/ أَنْتَ عَبْدٌ أَرَادَ اللهُ بِكَ خَيْراً، وَإِنَّ أراد إذا أراد يعبد خيرا ...

2 355 عبد الله بن الزبير/ أنت عتيق الله من النار. 2 355 عائشة/ أنت عتيق الله من النار. 4 307 ابن عمر/ أنت مع أبيك. 3 537 أم حرام/ أنت من الأوليين. 10 408 -/ أنت مني بمنزلة هارون من موسى. 11 128 -/ أنت مني بمنزلة هارون من موسى. 7 53 أسماء بنت عميس/ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُوْنَ مِنْ مُوْسَى إِلاَّ أَنَّهُ ليس بعدي نبي. 2 499 زيد بن أرقم/ انت مني كهارون من موسى غير أنك لست نبي. 10 466 عائشة/ أنت هشام. 1 406 وحشي بن حرب/ أنت وحشي؟ ..... الذي قتل حمزة؟ ..... 3 115 وحشي بن حرب/ أنت وحشي؟ ..... الذي قتل حمزة؟ ..... 9 541 -/ أنت ومالك لأبيك. 7 463 أنس/ انتظار الفرج عبادة. 2 21 جابر بن عبد الله/ أنتم خير أهل الأرض. 3 97 علي بن طالب/ أَنْتُمُ اليَوْمَ خَيْرٌ أَمْ إِذَا غُدِيَ عَلَى أحدكم بجفنة من خبز ... 4 297 جابر/ أنتم اليوم خير أهل الأرض. 2 509 علي/ أنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر يصلي بالناس. 1 409 القاسم بن عبد الرحمن/ انتهى أنس بن النضر إلى عمر، وطلحة ... 1 410 -/ انتهى أنس بن النضر إلى عمر، وطلحة ... 4 384 ابْنِ عَبَّاسٍ/ انْتَهَيتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ جِبْرِيْلُ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيْلُ:........ 3 359 أنس/ انثرها لأبي طلحة. 2 197 -/ انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على...... 4 150 -/ انزل أبا وهب.... لك تسير أربعة أشهر.

1 195 سعيد بن المسيب/ أنزل عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثلاث وأربعين سنة ... 3 148 قيس بن أبي حازم/ انزل فحرك الركاب. 4 306 عبد الله بن الحارث/ أنزلوا قبره وأنتم عبيد الله. 4 397 أبو أمامة/ انسبه إلى حواء. 4 124 جبر/ أنشده يا أبا بكر. 1 247 عبد الله بن مسعود/ انشق القمر عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت قريش:.... 1 248 جبير بن مطعم/ انشق القمر، ونحن بمكة عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 2 115 -/ انصرف به يا عباس فاحيه عند حطم جبل بمضيق الوادي.. 3 308 عائشة/ انطلق. 2 206 جابر بن عبد الله/ انطلق ... اخلوا لا بأس عليكم..... 1 467 حذيفة/ انطلق إلى عسكر الأحزاب.... فانطلق يا ابن اليمان ... 2 205 مرة/ انطلق إلى هاتين الأشاءتين فقل: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول.... 1 318 أبو بكر الصديق/ انطلق بالشفرة وجئني بالقدح. 3 319 سلمان الفارسي/ انطلق بنا نكافئ خليسة. 1 349 عبد الله بن مسعود/ انْطَلَقَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ مُعْتَمِراً فَنَزَلَ عَلَى أمية بن خلف ... 3 225 قتادة/ انْطَلَقَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ مُعْتَمِراً فَنَزَلَ عَلَى أمية بن خلف ... 2 204 جابر/ انطلق، فإنه يخرج عليك امرأج شديدة.... 3 366 عبد الرحمن بن حاطب/ انْطَلِقَا حَتَّى تُدْرِكَا امْرَأَةً مَعَهَا كِتَابٌ فَائْتِيَانِي به ... 1 241 ابن مسعود/ انطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن، حتى أتى ... 1 459 -/ انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء، فإن كان..... 1 375 علي/ انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ... أليس هو من أهل ... 1 395 ابن عباس/ انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم. 7 235 جابر بن عبد الله/ انطلقوا فمن عرفتم فأخرجوه فيخرجونهن وقد امتحشوا.

3 404 العباس/ انظر إلى السماء.... ما ترى؟ أما إنه يملك هذه الأمة ... 6 127 البراء/ انظروا الذي آمركم به فافعلوا ... وما لي لا أغضب؟ ... 9 256 عبد الله بن عمرو/ انظروا الذي أمرتم به، فاعملوا به، وانطروا الذي نهيتم ... 1 210 أبو هريرة/ انظروا قريشا كيف يصرف الله عني شتمهم ولعنهم ... 4 265 أبو برزة/ انظروا ما هذا؟.... اللهم أركسهما في الفتنة ركسا ... 2 374 عروة/ افقذوا جيش أسامة. 3 133 أبو قتادة/ انفروا فأمددوا إخوانكم، ولا يتخلفن أحد. 11 78 علي بن أبي طالب/ أنفع الناس للناس. 10 545 أبو هريرة/ أنفق أنفق عليك. 2 202 جابر بن عبد الله/ انقادي علي بإذن الله.. 3 257 عمار/ إِنَّ آخِرَ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا شَرْبَةُ لبن. 1 253 عروة/ أن أبا بكر أعتق ممن كان يعذب في الله سبعة فذكر منهم.. 2 362 -/ أن أبا بكر والحارث بن كلدة كانا يأكلان خزيرة أهديت.. 2 363 -/ أن أبا بكر والحارث بن كلدة كانا يأكلان خزيرة أهديت.. 1 172 ابن عباس/ أن أبا خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهو سكران. 1 169 أبو مجلز/ أن أبا طالب سافر إلى الشام ومعه محمد فنزلا منزلا ... 1 262 عمرو بن سعيد/ أن أبا طالب قال: كنت بذي المجاز مع ابن أخي ... 3 358 أَنَسٍ/ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ يَرْمِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ ... 1 241 أبو عثمان النهدي/ أن ابن مسعود أبصر أطأ في بعض الطريق فقال: ... 4 334 شداد/ إِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعْجِلَهُ حَتَّى يقضي حاجته. 4 342 أبو بكرة/ إن ابني هذا سيد. 8 485 أبو بكرة/ إن ابني هذا سيد. 4 272 -/ إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَسَيُصْلِحُ اللهُ بِهِ بين فئتين عظيمتين ...

10 325 الحسن بن علي/ إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَسَيُصْلِحُ اللهُ بِهِ بين فئتين عظيمتين ... 2 233 أبو بكرة/ إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يصلح بين فئتين من ... 13 78 أبو هريرة/ إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر، ولو ... 2 321 عائشة/ إن جبريل عليه السلام كان يعارضني ... 10 228 عبد الرحمن بن طرفة/ إن جده عجرفه بن أسعد ... 6 479 رجل من قريش/ إن أحب عبادي إلي الذي يتحابون في والذين يعمرون ... 3 384 أبو ذر/ إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي الَّذِيْ يَلْحَقُ بي على العهد ... 3 11 أبو عبيدة/ إِنَّ أَحَبَّكُم إِلَيَّ، وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي، مَنْ لَقِيَنِي على مثل ... 3 269 -/ إِنَّ أَخاً لَكُم قَدْ مَاتَ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ. 3 260 جابر بن عبد الله/ إن أخا لكم قد مات فقوموا فصلوا عليه. 3 260 عمران بن حصين/ إن أخا لكم قد مات فقوموا فصلوا. 1 203 مجاهد/ إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ... 1 204 مجاهد/ إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ... 1 435 أنس/ إن إخوانكم قد قتلوا وقالوا: اللهم أبلغ عنا نبيا أن قد ... 9 228 ثوبان/ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةُ المضلون، وإذا ... 5 40 عمر بن الخطاب/ إن أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عليم اللسان. 9 319 عمران بن حصين/ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي كُلُّ منافق عليم اللسان. 9 371 عمر/ إِنَّ أَخوفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُم ثَلاَثَةٌ: مُنَافِقٌ يقرأ القرآن.... 3 279 معاذ/ إِنَّ أَدْنَى الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَأَحَبُّ العَبِيْدِ إِلَى الله الأتقياء ... 4 168 أبو هريرة/ إِنَّ أَسْعَدَ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ قال: لا إلا الله إلا الله. 4 220 عمرو بن العاص/ إِنَّ الإِسْلاَمَ وَالهِجْرَةَ يَجُبَّانِ مَا كَانَ قَبْلَهُمَا. 2 77 عمرو بن العاص/ إن الإسلام يجب ما كان قبله والهجرة تجب ما كان قبلها. 2 218 ثوبان/ إن اسمى الذي سماني به أهلى محمد ...

11 53 عائشة/ إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُوْنَ عَذَاباً لاَ يعذبه أحد ... 6 202 ابن عمر/ إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُوَرِ يُعَذَّبُوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ ويقال لهم: ... 7 44 قتادة/ إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ خَطْباً يَوْم القِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ خوضا في الباطل. 6 194 عبد الله/ إن أعقب الناس قتلة أهل الإيمان. 4 113 أسامة/ إِنَّ أَعْمَالَ النَّاسِ تُعْرَضُ يَوْمَ الاثنِيْنِ وَالخَمِيْسِ. 4 153 -/ إِنَّ أَفْضَلَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِ يمينه. 14 48 ابن عباس/ إِنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ دَرَجَةً مِنْ دَرَجَةِ النُّبُوَّة أهل الجهاد وأهل ... 3 385 أبو ذر/ إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِساً مَنْ خَرَجَ مِنَ الدنيا كهيئته بما ... 7 235 جابر/ إن أقواما يخرجون من النار بعدما محشوا منها ... 5 74 أنس بن مالك/ إن الأنصار عيبتي التي أويت إليها فاقبلوا محسنهم ... 1 239 ابن عباس/ إن الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل ... 8 170 أنس بن مالك/ إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى رِجْلَيْهِ قَادِرٌ عَلَى أن يمشيه على ... 12 172 أنس بن مالك/ إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى رِجْلَيْهِ قَادِرٌ عَلَى أن يمشيه على ... 13 154 أبو هريرة/ إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُم عَلَى أَقْدَامِهِم يُمْشِيهُم عَلَى وجوههم. 14 58 ابن عمر/ إِنَّ الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاَةُ العَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أهله. 15 398 ابن عمر/ إِنَّ الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاَةُ العَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أهله. 1 248 ابن عباس/ إن القمر انشق على زَمَانِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 3 399 عَبْدَ الله بن عمرو/ إن الله اتَّخَذَنِي خَلِيْلاً كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلاً فَمَنْزِلِي ... 8 454 جابر/ إِنَّ اللهَ اخْتَارَ أَصْحَابِي عَلَى جَمِيْعِ العَالَمِيْنَ. 5 465 أبو هريرة/ إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا.. 5 466 أبو هريرة/ إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا.. 11 261 أبو موسى/ إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ رَحْمَةَ أُمَّةٍ مِنْ عباده قبض نبيها قبلها.. 11 30 ابن عباس/ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى إِبْرَاهِيْمَ بِالخُلَّةِ، وَاصْطَفَى مُوْسَى ...

8 348 واثلة بن الأسقع/ إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا.. 2 376 أبو بكر/ إن الله إذا أطعم نبيا طعمة ثم قبضه جعلها للذي يقوم ... 1 146 واثلة بن الأسقع/ إن الله اصطفى كنانة من لد إسماعيل واصطفى ... 3 237 أنس/ إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ القُرْآنَ. 6 471 أنس/ إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ القُرْآنَ، أَوْ أقرأ عليك القرآن ... 10 172 أنس/ إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ القُرْآنَ، أَوْ أقرأ عليك القرآن ... 4 115 عمران/ إِنَّ اللهَ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً يجب أن ترى عليه. 2 402 ابن عباس/ إن الله باهى بأهل عرفة عامة وباهى بعمر خاصة. 2 226 معاذ بن جبل/ إن الله بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة ... 10 23 أبو هريرة/ إن الله تعالى قال: مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ. 10 90 -/ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي ما حدثت به أنفسها ... 1 73 -/ إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أجساد الأنبياء. 7 571 -/ إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أجساد الأنبياء. 2 123 أبو شريح العدوي/ إن الله حرم مكة ولم يحرمها الناس ولا يحل لامرئ ... 7 182 -/ إن الله خلق آدم على صورته. 6 164 -/ إن الله خلق آدم على صورته. 9 301 عمران بن حصين/ إن الله "خلق" كتب الذكر. 12 160 أبو ذر/ إِنَّ اللهَ خَلَقَ رِيْحاً فِي الجَنَّةِ بَعْدَ الريح بسبع سنين ... 11 343 -/ إِنَّ اللهَ -تَعَالَى- ذِكْرُهُ لَيَعْجَبُ مِنَ الرَّجُلَيْنِ يقتل ... 5 488 عمرو بن شعيب/ إِنَّ اللهَ زَادَكُم صَلاَةً، فَحَافِظُوا عَلَيْهَا وَهِيَ الوتر. 11 247 أبو سعيد/ إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلاَةً إِلَى صَلاَتِكُمْ هِيَ خير من حمر النعم.. 10 36 ابن عمر/ إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلاَةً إِلَى صَلاَتِكُمْ، وَهِيَ الوتر. 2 237 ثوبان/ إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ...

14 279 عبد الله بن عمرو/ إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق ... 1 448 زيد بن أرقم/ إن الله صدقك يا زيد. 4 451 عمر/ إِنَّ اللهَ ضَرَبَ الحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وقلبه. 9 229 أبو هريرة/ إن الله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وأهله ولي يذب ... 9 503 سلمة/ إِنَّ اللهَ فَرَضَ صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَسَنَنْتُ لكم قيامه ... 13 252 أبو ثعلبة الخشني/ إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائِضَ، فَلاَ تُضَيِّعُوْهَا، وَحَدَّ حدودا ... 2 320 أبو أمامة/ إن الله فضلني على الأنبياء ... 7 274 أبو هريرة/ إِنَّ اللهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ. 7 328 شرحبيل بن مسلم/ إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث. 3 102 عثمان بن مظعون/ إِنَّ اللهَ قَدْ جَعَلَهَا لَكَ لِبَاساً وَجَعَلَكَ لباسا لها. 4 283 زيد بن أرقم/ إن الله قد صدقك يا زيد. 9 77 أبو هريرة/ إن الله قَرَأَ طه وَيس قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بألف عام. 10 48 ابن عباس/ إن الله قضى أوان الله قال: يؤتى بحسنات العبد ... 7 315 أبو هريرة/ إن الله لأفرح بتوبة عبد من أحدكم بضالته يجدها.... 9 539 -/ إِنَّ اللهَ لاَ يَجْمَعُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسمل على ضلالة فإذا ... 2 239 عبد الله بن عمرو/ إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ من الناس. 6 211 عبد الله بن عمرو/ إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ من الناس. 9 170 عبد الله بن عمرو/ إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ من الناس. 11 190 عبد الله بن عمرو/ إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ من الناس. 12 57 عبد الله بن عمرو/ إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ من الناس. 12 125 ابن عمر/ إن الله لا يقبل دعاء حبيبه. 11 144 أبو موسى/ إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض ... 6 476 أبو هريرة/ إن الله لا ينظر إلى المسبل.

7 301 أبو هريرة/ إن الله لعن المرجئة القدرية على لسان سبعين نبيا. 15 324 -/ إِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَ أُمَّتِي فِيْمَا حرم عليها. 14 232 أنس/ إِنَّ اللهَ لَيُدْخِلُ العَبْدَ الجَنَّةَ بِالأَكْلَةِ أَوِ الشربة يحمده عليها. 9 350 عقبة بن عامر/ إِنَّ اللهَ لَيَعْجَبُ إِلَى الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صبوه. 11 362 أبو عبيدة/ إن الله ليغار للمؤمن فليغر. 9 511 أبو موسى/ إِنَّ اللهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يفلته. 2 401 ابن عمر/ إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه. 4 16 أبو الدرداء/ إِنَّ اللهَ وَعَدَنِي إِسْلاَمَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فَأَسْلَمَ. 13 362 أبو أمامة/ إن الله وملائكته، وأهل السماوات والأرض، حتى.. 3 483 عقبة/ إن الله يأمر أن تراجع حفصة رحمة لعمر. 13 14 -/ إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلّ مائَة سَنَةٍ مَنْ يجدِّد.. 4 106 أسامة بن زيد/ إن الله يبغض الفاحش المتفحش. 7 462 أبو حمزة/ إن الله تجاوز عن أمتي السهو في الصلاة. 9 480 عتبة بن عبد/ إِنَّ اللهَ يَجْعَلُ مَكَانَ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْهَا ثمرة مثل خصية ... 5 22 عبد الله بن مسعود/ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُقْبَلَ رُخَصُهُ، كَمَا يحب أن تؤتى عزائمه. 3 72 سعد/ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِيَّ الغني الخفي. 3 332 بريدة/ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِي أَرْبَعَةً، وَأَمَرَنِي أن أحبهم.... 7 421 عبد الله بن مسعود/ إن الله يحمل السموات على إصبع.... 2 319 أبو أمامة/ إن الله يدخل من أمتي يوم القيامة سبعين ألفا بغير حساب ... 10 112 حذيفة/ إن الله يصنع كل صانع وصنعته. 2 375 أبو بكر/ إن الله يطعم النبي صلى الله عليه وسلم الطعمة ما كان حيا فإذا قبضه رفعها. 2 376 أبو بكر/ إن الله يطعم النبي صلى الله عليه وسلم الطعمة ما كان حيا فإذا قبضه رفعها. 7 422 -/ إِنَّ اللهَ يَعْجَبُ أَوْ يَضْحَكُ مِمَّنْ يَذْكُرُهُ في الأسواق.

5 475 ابن عمر/ إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لم يغرغر. 7 182 -/ إن الله يكشف عن ساقه. 7 251 -/ إن الله ينزل إلى السماء الدنيا. 9 269 -/ إن الله ينزل إلى السماء الدنيا. 4 117 عائشة/ إِنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ حَسَّانَ بِرُوْحِ القُدُسِ مَا نَافَحَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 7 398 -/ إِنَّ الإِمَارَةَ حَسْرَةٌ وَنَدَامَةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَإِنِ استطعت أن ... 9 333 ابن عباس/ إِنَّ أُمَّتَكَ سَتُفْتَحُ لَهُمُ الأَرْضُ، وَمَا يَكْثُرُ عليهم من الدنيا ... 5 387 ابن عباس/ إِنَّ أَمْثَلَ مَا أَنْتُم صَانِعُوْنَ اسْتِئْجَارُ الأَرْضِ البيضا سنة بسنة. 3 167 سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ/ أَنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ وَعَلَيْهَا نَذْرٌ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَنِي أَنْ ... 1 391 عمر/ أن أموال بني النضير كانت مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ... 13 227 عوف بن مالك/ إِنَّ الأَنْبِيَاءَ يَتَكَاثَرُوْنَ بِأُمَمِهم غَيْرَ مُوْسَى، وَأَنَا أرجو أن ... 6 21 أنس بن مالك/ إن الأنصار كرشي وعيبتي.... أعفو عن مسيئهم. 7 360 -/ إن الأنصار يعجبهم اللهو. 7 338 أبو سعيد الخدري/ إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم ... 7 338 أبو سعيد/ إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ لَيَرَوْنَ أَهْلَ عِلِّيِّيْنَ كَمَا ترون الكوكب الدري ... 7 251 -/ إن أهل الجنة يرون ربهم. 2 406 أبو سعيد/ إن أهل الدرجات العلا ليرون من فوقهم كما ترون ... 7 38 ابن عمر/ إن أهل قباء كانوا يجمعون. 2 238 معاوية بن أبي سفيان/ إن أهل الكتاب افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة. 1 247 أنس/ إن أهل مكة سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم ... 14 350 النعمان بن بشير/ إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً يَوْمَ القِيَامَةِ رجل في أخمص ... 14 351 النعمان بن بشير/ إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً يَوْمَ القِيَامَةِ رجل في أخمص ... 10 204 محمد بن كعب القرظي/ إن أول من أسلم خديجة، وأول رجلين أسلما أبو بكر ...

1 252 عبد الله/ إن أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلاَمَهُ سَبْعَةٌ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ... 3 156 عَمْرَو بن الجموح/ إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْ عِبَادِي وَأَحِبَّائِي مِنْ خَلْقِي الذين يذكرون ... 3 132 أم سلمة/ إِنَّ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ مَلِكاً لاَ يُظْلَمُ أَحَدٌ عنده فالحقوا ببلاده ... 2 169 أنس/ إن بالمدينة لأقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم واديا إلا ... 15 348 أنس/ إِنَّ بِالمَدِيْنَةِ لأَقْوَاماً مَا قَطَعْتُمْ مِنْ وَادٍ ولا سرتم من مسير إلا ... 11 349 أبو هريرة/ إِنَّ بِالمَغْرِبِ بَاباً مَفْتُوْحاً لِلتَّوْبَةِ لاَ يُغْلَقُ حتى تطلع الشمس ... 12 67 عمران بن حصين/ إِن بَعْدَكُم قَوْماً يخَونُوْنَ وَلاَ يُؤتمنُوْنَ، وَلاَ يشهدون ولا ... 3 470 أم سلمة/ إِنَّ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً، إِنْ شِئْتِ سبعت لك، وإن ... 12 575 عائشة/ إن بلالا يؤذن بليل. 13 317 ابن عمر/ إِنَّ بِلاَلاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تسمعوا تأذين ... 3 221 ابن عمر/ إِنَّ بِلاَلاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى ينادي ابن أم مكتوم ... 1 198 جابر بن سمرة/ إن بمكة لحجرا يسلم عليّ ليالي بعثت إني لأعرفة الآن. 5 430 المسور بن مخرمة/ إِنَّ بَنِي هِشَامِ بنِ المُغِيْرَةِ اسْتَأْذَنُوْنِي أَنْ ينكحوا ابنتهم ... 1 173 عروة ومجاهد/ أن البيت بني قبل المبعث بخمس عشرة سنة. 2 234 جابر بن سمرة/ إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا دجالا. 4 324 الضحاك بن قيس/ إن بين السَّاعَةِ فِتَناً كَقِطَعِ الدُّخَانِ، يَمُوْتُ فِيْهَا قَلْبُ ... 15 345 -/ إن تصدق وأنت صحيح شحيح. 3 143 ابن عمر/ إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَدْ طَعَنْتُم فِي إمارة أبيه، وايم والله.... 6 521 مقاتل/ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ فَلَمْ يَجِدْ أَحَداً، فَلْيَخْتَلِجْ رجلا من الصف ... 5 432 ابن عباس/ إِنَّ جِبْرِيْلَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَتَانِي فَقَالَ: إِنَّ فيهما دم حيض. 3 182 -/ أن جبريل أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قبض سعد متعجرا ... 9 333 ابن عباس/ أَنَّ جِبْرِيْلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أمتك ستفتح لهم ... 1 477 -/ أَنَّ جِبْرِيْلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في جوف الليل متعجرا بعمامة..

10 48 ابن عباس/ إِنَّ جِبْرِيْلَ حَدَّثَهُ، قَالَ: إِنَّ اللهَ قَضَى أو إن الله قال ... 1 150 أبو بكرة/ إن جبريل ختن النبي صلى الله عليه وسلم حين طهر قلبه. 2 321 عائشة/ إن جبريل عليه السلام كان يعارض بالقرآن في كل سنة مرة. 10 228 عبد الرحمن بن طرفة/ إن جده عرفجه بن أسعد قطع ألفه يوم الكلاب فاتخذ ... 6 655 عِمْرَانُ بنُ حُصَيْنٍ/ أَنَّ رَجُلاً أَعْتَقَ سِتَّةً مَمْلُوْكينَ لَهُ عِنْد مَوْتِهِ، لَمْ يَكُنْ لَهُ ... 8 450 أبو هريرة/ إن رجلا من بني إسرائيل خرج في البحر فقضى حاجته. 5 155 عثمان وابن مَسْعُوْدٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرئهم العشر. 3 424 عائشة/ أَنَّ جِبْرِيْلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مرة، وأنه ... 4 267 عَلِيٍّ/ أَنَّ جِبْرِيْلَ نَزَلَ، فَقَالَ: اسْتَكْتِبْ مُعَاوِيَةَ، فإنه أمين. 3 433 عائشة/ إن جبريل يقرئك السلام. 4 339 ابن عباس/ إن جبريل يقول: خذ يا حسين. 3 39 مَعَبْدِ بنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ جَدَّهُ عَبَّاساً قَدِمَ هو وأبو هريرة، فقسم لهما ... 13 216 ابن عمر/ إِنَّ الجَنَّةَ لتُزَخْرَفُ لرَمَضَان مِنْ رَأْسِ الحَوْلِ، فإذا كان ... 3 214 أنس/ إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة علي وعمار وسلمان. 4 383 ابن عمر/ إن حبر هذه الأمة ابن عباس. 5 19 ابن مسعود/ إن حسن الصوت زينة القرآن. 6 439 النعمان بن بشير/ إِنَّ الحَلاَلَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذلك أمور مشتبهات. 7 434 حذيفة بن اليمان/ إِنَّ حَوْضِي لأَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ وَعَدَنٍ، وَالَّذِي نفسي بيده ... 3 223 -/ إن خالدا سيف الله سله على المشركين. 2 229 عمر/ إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِيْنَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أُوَيْسٌ، وله والدة وكان به..... 4 519 عمر/ إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِيْنَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أُوَيْسٌ، وله والدة وكان به..... 2 293 أبو الدرداء/ إن خير ما زرتم الله به في مصلاكم وقبوركم البياض. 3 386 أبو أسماء/ إِنَّ دُوْنَ جِسْرِ جَهَنَّمَ طَرِيْقاً ذَا دَحْضٍ ومزلة.

9 395 تميم الداري/ إن الدين النصيحة.... لله ولكتابه ولأئمة المسلمين. 3 62 أم سلمة/ إن الذي يحنو عليكن بعدي هو الصادق. 3 494 عائشة/ إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيْرَهَا فَعَلْتُمْ؟. 3 201 -/ إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها ... كونا.... 3 201 -/ إن رأيتم أن تطلقوا لهذه أسيرها. 3 195 زيد بن ثابت/ إِنْ رَأَيْتَهُ، فَأَقْرِهِ مِنِّي السَّلاَمَ، وَقُلْ لَهُ: يقول لك.... 7 422 علي بن أبي طالب/ إن ربك ليعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي.... 3 463 عائشة/ إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، وَيَقُوْلُ لَكَ: إن شئت نبيا عبدا ... 2 97 أبو بكرة/ إن ربي قد قتل ربك. 13 449 عِمْرَانُ بنُ حُصَيْنٍ/ أَنَّ رَجُلاً أَعْتَقَ سِتَّةً مملوكين له عند موته ولم يكن له ... 7 112 أبو هريرة/ إِنَّ رَجُلاً زَارَ أَخاً لَهُ فِي قَرْيَةٍ أخرى فأرصد الله على ... 8 17 جابر/ إن رجلا زَنَى فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجلد ثم أخبر أنه ... 2 165 -/ إن رجلا قال كذا وكذا وإني والله ما أعلم إلا ما علمني ... 12 225 ابْنِ عُمَرَ/ أَنَّ رَجُلاً لاَعَنَ امْرَأَتَهُ فِي زَمَانِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانتفى ... 4 521 عمر/ إِنَّ رَجُلاً يَأْتِيْكُم مِنَ اليَمَنِ يُقَالُ لَهُ: أويس، لا يدع باليمن ... 15 107 أبو مُوْسَى/ أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا فِي بَعِيرٍ لَيْسَ لواحد منهما بينة ... 4 347 -/ إن رحمتي سبقت غضبي. 6 36 أبو هريرة/ إن رحمتي سبقت غضبي. 3 123 عُرْوَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخى بين الزبير، وكعب بن مالك. 4 123 عُرْوَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخى بين الزبير، وكعب بنِ مَالِكٍ. 3 16 -/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخى بين سلمان وأبي الدرداء. 1 164 أَنَسٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان ... 11 281 ابْنِ عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى وَهُوَ بِالعَقِيْقِ فَقِيْلَ: إِنَّك بواد مبارك.

3 38 الزُّبَيْرِ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِوَاءِ سَعْدِ بن عبادة 9 72 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفطر بعرفة وأرسلت إليه أم الفضل ... 3 472 عُرْوَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أُمَّ سَلَمَةَ أَنْ تُصَلِّيَ الصُّبْحَ بِمَكَّةَ ... 12 570 عَائِشَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَنْ نَسْتَمْتِعَ بجُلُود المَيْتَةِ إِذَا دبغت. 7 133 ابْنِ شِهَابٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِصَوْمِ آخِرِ اثْنَيْنِ مِنْ شعبان. 1 422 جَابِرٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقتلى أحد أن يردوا إلى مصارعهم. 3 479 أُمِّ حَبِيْبَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرها أن تنفر من جمع بليل. 14 58 ابْنِ عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَاخَ بِالبَطْحَاءِ الَّتِي بذِي الحُلَيْفَةِ ... 3 56 إبراهيم بن سعد/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وهو.. 1 435 أَنَسٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث خالد حراما في سبعين رجلا ... 3 57 ابْنِ عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ في ... 4 131 جَرِيْرٌ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثني إلى اليمن أقاتلهم حتى ... 3 490 أبو رَافِعٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج ميمونة حلالا وبنى بها حلالا ... 3 490 أبو رَافِعٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج ميمونة حلالا وكنت الرسول ... 8 205 يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج ميمونة وهو محرم. 4 114 عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمع بين الحج والعمرة، ولم ينه ... 9 90 معاذ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمع بين الظهر والعصر وبين ... 5 40 عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حذرنا كل منافق عليم. 4 68 زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حرم ما بين لابتيها. 1 200 -/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أراد الله كرامته وابتدأه بالنبوة ... 1 271 سعيد بن المسيب/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين انتهى إلى بيت المقدس لقي فيه ... 3 469 أبو بكر بن عبد الرحمن/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطب أم سلمة، فقالت: في..... 15 44 أَنَسِ بنِ مَالِكٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر ...

7 199 ابْنِ عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الكَعْبَةَ هُوَ وَأُسَامَةُ وَبِلاَلٌ ... 6 113 جَابِرٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ بِغَيْرِ ... 3 424 عَائِشَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا فاطمة فسارها فبكت، ثم ... 4 383 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا أن يزيده الله فهما وعلما. 4 422 أَنَسٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا لي. 1 171 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر خديحة وكان أبوها يرغب عَنْ ... 8 219 عَائِشَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر كلمة، وبعدها أشعر بدنته وقلدها. 6 242 كعب بن عجرة/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رآه وأنه يسقط على وجهه القمل ... 13 507 عبد الله بن حنطب/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى أبا بكر وعمر ... هذان السمع ... 3 495 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّ ابْنَتَهُ إِلَى أَبِي العَاصِ بعد سنتين.... 1 412 عَاصِمِ بنِ عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها.. 6 115 عَائِشَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زار البيت ليلا. 9 66 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ مَا دفن بليلتين. 7 425 زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رخص في العرايا. 10 240 أَبُو هُرَيْرَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سجد في وهم بعد التسليم. 1 354 أَنَسٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان ... 3 57 المُغِيْرَةِ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى خَلْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ. 6 426 أَنَسِ بنِ مَالِكٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهرَ وَالعَصْرَ وَالمَغْرِبَ و ... 12 37 عَاصِمِ بنِ عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ حَفْصَة بنْتَ عُمر تطليقة، ثم ... 9 111 عَائِشَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذات يوم: كيف إحداكن تنبح ... 10 139 عَائِشَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال للوزع: الفويسق. 3 104 عَائِشَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ عُثْمَانَ بنَ مَظْعُوْنٍ وَهُوَ مَيتٌ.... 11 185 عبد الله بن عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن ...

15 244 صُهَيْبٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ هذه الآية: {للذين أحسنوا 6 172 أَبُو هُرَيْرَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى باليمين مع الشاهد. 7 221 أَبُو هُرَيْرَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى باليمين مع الشاهد. 10 192 أَبُو هُرَيْرَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى باليمين مع الشاهد. 13 489 ابْنِ عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ ثَلاَثَةُ دراهم. 1 391 عبد الله بن عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قطع نخل بني النضير وحرق. 6 480 أَبُو هُرَيْرَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أراد أن يضحي اشترى ... 12 146 عبد الله بنِ زَيْدٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَسْقَى قَلَبَ رِدَاءهُ. 14 485 عبد الله بنِ مَالِكٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يرى.. 12 166 عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا مَدَّ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ لا يردهما.. 10 361 أَنَسِ بنِ مَالِكٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لاَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ في شيء من الدعاء.. 8 110 أَنَسٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان من أخف الناس صلاة في تمام. 6 440 عَائِشَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يباشرها وهو صائم. 11 258 عَائِشَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يباشر وهو صائم –وكان يقبل ... 10 537 عَائِشَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتحرى صوم الاثنين والخميس. 14 118 ابْنِ مَسْعُوْدٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتخولنا بالمواعظة كراهية السآمة. 12 75 ابْنِ عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْفَع يَدَيْهِ إِذَا كبَّر، وإذا رفع. 3 389 عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان يرى العباس ما يرى الولد ... 9 383 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَزُوْرُ البَيْتَ كُلَّ لَيْلَةٍ ما أقام. 2 281 أَبُو هُرَيْرَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يشد صلبه بالحجر من الغرث ... 7 550 عَائِشَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي بالليل إحدى عشرة ... 13 210 أَنَسٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي العصر والشمس مرتفعة ... 11 246 عَائِشَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فِيْمَا بَيْنَ صلاة ...

13 92 أَبُو قَتَادَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَاملٌ أُمَامَةَ بنت ... 4 113 أُسَامَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصوم الاثنين والخميس. 11 32 عَائِشَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يغتسل من إناء واحد. 9 393 أَبُو قَتَادَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ في الركعتين الأوليين من ... 9 24 أَبُو هُرَيْرَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكَبِّرُ فِي العِيْدَيْنِ سَبْعاً فِي ... 2 301 أبو سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكثر تسريح لحيته. 1 174 جَابِرٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يحمل الحجارة للكعبة مع قريش ... 7 452 عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوْتِرُ بِثَلاَثٍ: يَقْرَأُ في الأولى ... 5 455 مغيرة/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لَهُ فَدَكٌ يُنْفِقُ مِنْهَا وَيَعُوْدُ مِنْهَا ... 11 332 أبو سَعِيْدٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كبر على ابنه أربعا. 8 18 ابْنِ عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسْجُدْ يَوْمَ ذِي اليَدِيْنَ سجدتي السهو. 7 198 عَائِشَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن يصافح امرأة قط. 8 66 عَائِشَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن يصافح امرأة قط. 9 553 أَبُو هُرَيْرَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِرَجُلٍ يَسُوقُ بَدَنَةً وَهُوَ يَمْشِي ... 4 55 أبو أيوب/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ فِي بَيْتِنَا الأَسْفَلِ وَكُنْتُ فِي الغُرْفَةِ. 10 19 أَبُو هُرَيْرَةَ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلُ فِي نَعْلٍ وَاحِدٍ. 6 397 ابْنِ عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ آطَامِ المَدِيْنَةِ أَنْ تهدم. 7 199 ابْنِ عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الوَلاَءِ وَعَنْ هبته. 12 406 ابْنِ عُمَرُ/ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الوَلاَءِ وَعَنْ هبته. 6 433 عَبْدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ التَّرَجُّلِ إلا غبا. 5 247 ابْنِ مَسْعُوْدٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ وَمَهْرِ البَغِيِّ. 5 67 عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ ... 7 190 عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ ...

9 354 عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ ... 5 389 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ المُزَفَّتِ وَالنَّقِيْرِ، وَالدُّبَّاءِ ... 7 597 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ أو الشراب. 5 492 عمرو بن شعيب/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُوْمِ الحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ. 1 149 سعيد بن المسيب/ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولد في ليلة الإثنين من ربيع الأول ... 2 289 أنس/ إن زاهرا بادتينا ونحن حاضرته. 3 529 ابن عباس/ أن زوج بريرة كان عبدا أسود، يسمى مغيثا فقضى ... 1 181 ابن عمر/ أن زيد بن عمرو بن فضيل خرج إلى الشام يسأل عن ... 3 476 عبد الله بن شداد/ إن زينب بنت جحش أواهة ... الخاشعة، المتضرعة. 6 353 أنس بن مالك/ إِنَّ سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، والله ... 14 271 -/ إن السماوات على إصبع. 16 354 أنس/ إن الشهر تسع وعشرون. 9 517 ابن عمر/ إِنْ شِئْتَ تَصَدَّقْتَ، وَإِنْ شِئْتَ أَمْسَكْتَ أَصْلَهُ. 4 151 صفوان/ إن شئت، غرمتها لك؟. 2 227 جابر/ إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ... 2 400 عائشة/ إن الشيطان يفرق من عمر. 1 410 عاصم بن عمر/ إن صاحبكم لتغسله الملائكة..... لذلك غسلته الملائكة. 5 513 أبو رافع/ إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ لَنَا، وَإِنَّ مَوْلَى القوم من أنفسهم. 4 150 ابْنِ الزُّبَيْرِ/ أَنَّ صَفْوَانَ أَعَارَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائَةَ دِرْعٍ بِأَدَاتِهَا فَأَمَرَهُ رسول ... 10 128 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُثْمَانَ/ أَنَّ طبيباً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ ضِفدِعٍ يجعلها في دواء ... 8 36 أنس/ إن طلاق أم سليم حوب. 12 35 عبد الله/ إِنَّ طَلَبَ كَسْبِ الحلاَلِ فَرِيْضَةٌ بَعْد الفَرِيْضَةِ. 12 419 عمار/ إِنَّ طُوْلَ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ من فقهه ...

5 518 ابن عمر/ إِنَّ الطَّيْرَ لَتَضْرِبُ بِمَنَاقِيْرِهَا، وَتَقْذِفُ مَا فِي حواصلها.... 2 364 أبو بكر بن حفص/ أن عائشة تمثلت لما احتضر أبو بكر: لعمرك ما يغني ... 12 227 عَلِيٍّ/ أَنَّ العَبَّاسَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في تعجيل صدقته قبل ... 2 358 أبو سعيد الخدري/ إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء ... 2 323 أبو سعيد الخدري/ إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فأختار ... 1 408 -/ أن عبد الله بن جحش انقطع سيفه، فأعطاه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... 1 408 -/ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بن جحش جاء إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد.. 4 453 عروة/ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرٍ، وَابْنَ الزُّبَيْرِ بَايَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا ... 7 123 نَافِعٌ/ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، كَانَ إذا صلى الجمعة، انصرف ... 1 150 ابن عباس/ أن عبد المطلب ختن النبي يوم سابعه وصنع له مأدبة ... 2 452 عائشة/ إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على ... 2 33 أنس/ إن عثمان في حاجة الله ورسوله. 3 180 -/ إِنَّ العَرْشَ اهْتَزَّ لِمَوْتِ سَعْدٍ فَرَحاً بِهِ. 1 242 أبو هريرة/ إن عفريتًا من الجن تفلَّتَ عليَّ البارحة ليقطع على ... 4 262 أنس/ إِنَّ العَلِيَّ الأَعْلَى يَقُوْلُ: قَدْ أَهْدَيْتُ القَلَمَ من فوق عرش ... 8 313 -/ إِنَّ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مائَةِ سَنَةٍ مَنْ يصلح أن يكون علم الزمان. 2 497 جابر بن عبد الله/ أن عليا حمل الباب على ظهره يوم خيبر حتى صعد ... 2 498 جابر بن عبد الله/ أن عليا حمل الباب على ظهره يوم خيبر حتى صعد ... 2 496 قتادة/ إن عليا كان صاحب لواء رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بدر وفي ... 2 514 محمد/ أن عليا -رضي الله عنه- كان يخرج إلى الصلاة وفي ... 2 511 أبو حيان التيمي/ أن عليا –رضي الله عنه– كان يكنس بيت المال ثم يصلي ... 7 245 عمران بن حصين/ إِنَّ عَلِيّاً مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّ كل مؤمن بعدي. 3 249 علي/ إن عمارا ملئ إيمانا إلى مشاشه.

1 228 الزهري/ أن عمر أسلم بعد أن دخل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَارَ الأَرْقَمِ ... 1 229 الزهري/ أن عمر أسلم بعد أن دخل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَارَ الأَرْقَمِ ... 1 407 أبو هريرة/ أن عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهلية، فكره أن ... 4 222 طلحة/ إن عمرو بن العاص لرشيد الأمر. 7 197 ابن عمر/ إِنَّ الغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، فيقال: هذه غدرة.. 4 415 المسور بن مخرمة/ إِنَّ فَاطِمَةَ بِضْعَةٌ مِنِّي وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تفتن في دينها. 2 388 عائشة/ أن فاطمة عاشت بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستة أشهر ودفنت.. 2 290 ابن عباس/ إن فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس. 4 228 عمر/ إِنَّ فَصْلاً بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الكِتَابِ أكلة السحر. 4 216 كعب بن عجرة/ إِنَّ الفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنَ السيل إلى معادنه ... 12 475 أبو هريرة/ إِنَّ فِي الجُمُعَةِ لَسَاعَةً لاَ يَسْأَلُ اللهَ فيها عبد مؤمن شيئا ... 14 152 سهل بن سعد/ إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَاباً يُقَالَ لَهُ: الرِّيَّانُ، يدخله الصائمون ... 9 327 علي/ إن في الجنة سوقا "لَسُوْقاً" مَا فِيْهَا بَيْعٌ وَلاَ شِرَاءٌ إِلاَّ ... 5 516 أبو هريرة/ إِنَّ فِي الجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيْرُ الرَّاكِبُ فِي ظلها مائة سنة. 7 207 أبو هريرة/ إِنَّ فِي الجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيْرُ الرَّاكِبُ فِي ظلها مائة سنة. 9 570 أبو هريرة/ إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل ... 2 342 علي بن الحسين/ إن في الله عزاء مني كل مصيبة وخلفا من كل هالك ... 8 89 -/ إن في جهنم لواديا تتعوذ منه جهنم كل يوم سبع مرات ... 7 502 جابر/ إِنَّ فِي اللَّيْلِ سَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مسلم يسأل الله ... 9 176 جابر/ إِنَّ فِي اللَّيْلِ سَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مسلم يسأل الله ... 14 379 -/ إِنَّ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ مُحَدِّثين، وَإِنَّ عُمَرَ منهم. 3 45 علي/ إن قاتل الزبير في النار. 3 258 عمرو بن العاص/ إن قاتله وسالبه في النار.

12 505 عبد الله/ إن القبر الذي رأيتمواني عِنْدَهُ، إِنَّمَا هُوَ قَبْر آمنَةَ بِنْتِ وَهبٍ. 3 527 -/ إن قربك فلا خيار لك. 14 271 -/ إِنَّ القَلْبَ بَيْنَ أُصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَن. 7 421 عبد الله/ إِنَّ قُلُوْبَ العِبَادِ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابعِ الرحمن. 9 397 عائشة/ إِنَّ قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوا حِيْنَ بَنَوْا هَذَا البَيْتَ، فتركوا بعضه. 8 42 القاسم بن مبرور/ إن كاتبك هذا أمين. 3 451 أسماء بنت عميس/ إِنَّ الكَذِبَ يُكْتَبُ، حَتَّى تُكْتَبُ الكُذَيْبَةُ كُذَيْبَةً. 1 394 عبد الله بن كعب/ أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرا وكان يهجو ... 4 240 عبد الله بن عمرو/ إِنَّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقّاً، وَإِنَّ لِعَبْدِكَ عَلَيْكَ حقا، وإن.... 11 340 أبو سعيد الخدري/ إِنَّ لَكَ بِالخَمْسِ خَمْسِيْنَ، الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا. 3 8 عمر بن الخطاب/ إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْناً، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ. 3 9 أنس/ إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْناً، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ. 10 465 سهل/ إن لكل عمل سنام، وسنام القرآن البقرة، من قرأها ... 3 36 ابن الزبير/ إن لكل نبي حواريا، وإن حواريي الزبير. 1 151 جبير بن مطعم/ إن لي اسماء: أنا محمد، وأنا أحمد وأنا الماحي الذي ... 2 398 ابن عباس/ إن لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض. 2 399 أبو ذر/ إن لكل نبي وزيرين، ووزيراي أبو بكر وعمر. 8 203 عبد الله/ إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ وَلِيّاً، وَإِنَّ وَلِيِّيَ إِبْرَاهِيْمُ عليه السلام. 1 480 عائشة/ إن للقبر ضعطة، ولو كان أحدا ناجيا منها، نجا منها.... 3 178 عائشة/ إن للقبر ضعطة، ولو كان أحدا ناجيا منها، نجا منها.... 12 539 عبد الله بن مسعود/ إِنَّ للهِ مَلاَئِكَةً فِي الأَرْضِ سَيَّاحِيْنَ يُبَلِّغُونِي عن أمتي السلام. 1 477 الحسن البصري/ إِنَّ لَهُ حَمَلَةً غَيْرَكُم وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لقد استبشرت ... 3 174 -/ إِنَّ لَهُ حَمَلَةً غَيْرَكُم، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لقد استبشرت ...

4 223 علقمة بن رمثة/ إن له عند الله خيرا كثيرا. 11 333 -/ أَنَّ لَهُ فِي الجَنَّةِ مُرْضِعاً تُتِمُّ رَضَاعَهُ. 2 194 البراء/ إن له مرضعا تتم رضاعه في الجنة. 4 118 أبو سلمة/ إِنَّ لِي فِيْهِم نَسَباً، فَائْتِ أَبَا بَكْرٍ، فإنه أعلم قريش ... 9 275 معاوية/ إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة وإنما مثل عمل أحدكم ... 4 124 كعب/ إِنَّ المُجَاهِدَ، مُجَاهِدٌ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِهِ وَالَّذِي نَفْسِي بيده ... 9 321 سهل بن سعد/ إِنَّ المَرْءَ أَوِ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النار فيما يبدو ... 6 114 جابر/ إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان.... 1 329 عبد الله بن عمر/ أن المسجد كان عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مبنيا باللبن ... 3 275 عَبْدُ اللهِ/ إِنَّ مُعَاذاً كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لله حنيفا ولم يك من المشركين. 3 402 ابن عباس/ إن مقامك مجاهد حسن. 3 422 أبو هريرة/ إِنَّ مَلَكاً اسْتَأذَنَ اللهَ فِي زِيَارَتِي، فَبَشَّرَنِي أن فاطمة ... 6 477 أبو مسعود الأنصاري/ إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأول "الأولى" إذا لم.. 8 368 أبو مسعود الأنصاري/ إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأول "الأولى" إذا لم.. 12 189 أبو مسعود الأنصاري/ إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأول "الأولى" إذا لم.. 15 290 أبو مسعود الأنصاري/ إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأول "الأولى" إذا لم.. 5 86 -/ إن الممسوخ لا نسل له. 2 239 أنس/ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، ويكثر الجهل ... 6 572 أنس/ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، ويكثر الجهل ... 4 153 عائشة/ إن من أطيب ما أكل الرجل من كسبه وولده من كسبه. 3 58 أم سلمة/ إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَنْ يَرَانِي بَعْدَ أن أفارقه. 4 525 محارب بن دثار/ إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لاَ يَسْتَطِيْعُ أَنْ يأتي مسجده أو مصلاه ... 2 358 أبو سعيد الخدري/ إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو ...

7 300 -/ إِنَّ مِنَ البِرِّ بَعْدَ البِرِّ أَنْ تُصَلِّيَ لأبويك مع صلاتك ... 2 183 محمد بن الزبير الحنظلي/ إن من البيان سحرا. 4 239 عبد الله بن عمرو/ إِنَّ مِنْ حَسْبِكَ أَنْ تَصُوْمَ مِنْ كُلِّ شهر ثلاثة أيام، فالحسنة.. 8 123 عبد الله/ إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وهم أحياء ... 11 497 عائشة/ إن من الشعر حكما. 16 254 عائشة/ إن من الشعر حكمة. 10 231 -/ إن من الشعر حكمة. 11 193 عبد الله/ إن من الشعر حكمة. 12 420 -/ إِنَّ مِنَ الصَّدَقَةِ أَنْ تَفُكَّ الرَّقَبَةَ وَتَعْتِقَ النسمة ... 12 72 أنس بن مالك/ إِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لَوْ سَأَلَنِي الجَنَّة بحذافيرها لأعطيته ... 9 231 خَبَّابٍ/ إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ يُنْشَرُ أحدهم بالمنشار لا يصده ... 9 232 خَبَّابٍ/ إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ يُنْشَرُ أحدهم بالمنشار لا يصده ... 5 409 عائشة/ إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير ... 1 481 البراء/ إن مناديل سعد بن معاذ في الجنة ألين من هذا. 2 511 أبو سعيد/ إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. 9 468 أبو هريرة/ إن المؤمن لا ينجس. 12 489 أنس/ إِنَّ مُؤْمِنِي الجِنِّ لَهُم ثَوَابٌ، وَعَلَيْهِم عِقَابٌ. 10 37 ابن عباس/ إن المؤنثين أولاد الجن. 4 291 عمر/ إن الميت يعذب ببكاء الحي. 3 493 يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ/ أَنَّ مَيْمُوْنَةَ حَلَقَتْ رَأْسَهَا في إحرامها فماتت. 3 229 -/ أَنَّ النَّاسَ يَوْمَ حَلَقَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم ابتدروا شعره. 6 498 أم الفضل بنت الحارث/ أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..... 4 107 -/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْن أَبِي أيوب ومصعب بن عمير.

3 284 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخى بين الزبير وابن مسعود. 1 273 حُذَيْفَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتي بالبراق، وهو دابة أبيض فوق الحمار ... 3 129 -/ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبَّ أبا سفيان هذا وشهد له بالجنة. 9 214 -/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وأعطى أبا طيبة دينارا. 9 265 -/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وأعطى أبا طيبة دينارا. 5 512 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم احتجم وهو صائم بالقاصة. 4 109 عروة/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَّرَ الإِفَاضَةَ مِنْ عَرَفَةَ مِنْ أَجْلِ أُسَامَةَ يَنْتَظِرُهُ. 4 328 أبو رافع/ أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بالصلاة حين ولد. 3 220 -/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَخْلَفَ ابن أم مكتوم يؤم الناس وكان ... 4 224 عَمْرٍو/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعمله على جيش ذات السلاسل وفيهم.. 6 321 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتكف، واعتكف معه بعض نسائه وهي ... 12 189 ابْنِ عُمَرَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر في رجب. 11 474 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفرد الحج. 9 72 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أفطر بعرفة. 4 290 عمرو بن أمية/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ مِنْ كَتِفٍ يُحْتَزُّ مِنْهَا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يتوضأ. 7 425 جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِوَضْعِ الجَوَائِحِ وَنَهَى عن بيع السنين. 9 124 جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِوَضْعِ الجَوَائِحِ وَنَهَى عن بيع السنين. 12 84 عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمرَه أَنْ يَجْعَلَ مَسْجِدَ الطائف حيث كانت ... 9 341 أبو بَكْرٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُهدِيَ لأبي بكر. 3 492 سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا رَافِعٍ وَرَجُلاً مِنَ الأنصار فزوجاه. 12 371 بريدة/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عليا في سرية، وبعث معه رجلا ... 3 491 -/ أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم. 8 205 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم تزوج ميمونة وهو محرم.

8 205 ميمونة/ إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها بشرف وهما حلالان. 1 371 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم تنفل سيفه ذا الفقار يوم بدر. 11 312 أبو هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا. 3 56 المغيرة بن شعبة/ أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على خفيه وعمامته وأنه.. 2 366 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي وأبو بكر بالسنح فقال عمر: والله ... 10 508 حَبِيب بن مَسْلَمَة/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ السلب للقاتل. 2 456 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل يسار عثمان، ولون عثمان يتغير. 8 193 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلد في الخمر. 12 340 ابْنِ عُمَرَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَدَ وَغَرَّبَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَلَدَ وغرب ... 9 90 مُعَاذٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ فَكَانَ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ ... 10 475 مُعَاذٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ فَكَانَ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ ... 1 370 أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم خلف عثمان وأسامة بن زيد على بنته.. 3 532 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل على أم سليم، قربة معلقة ... 7 192 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ زَمَنَ الفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ المِغْفَرُ. 6 221 جَابِرٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء. 3 495 عمرو بن شعيب/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّ ابنته على أبي العاص بنكاح جديد ... 12 59 ابْنِ عُمَرَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَ البَيْت يَوْمَ النَّحْر، وَصَلَّى الظَّهرَ بمنى. 1 425 عبد الله بن أبي وفرة/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَ قبور الشهداء بأحد. 6 134 عَبْدِ اللهِ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم سجد بعد التسليم. 9 543 أَبُو هُرَيْرَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سجد على كور العمامة. 13 279 ابْنِ عُمَرَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بهم صلاة الكسوف ركعتين، كل ... 7 117 بِلاَلٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بين العمودين تلقاء وجهه في ... 9 69 بِلاَلٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بين العمودين تلقاء وجهه في ...

11 513 بِلاَلٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بين العمودين تلقاء وجهه في ... 8 260 ابْنِ عُمَرَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى صلاة الكسوف أربع ركعات ... 1 254 جَابِرٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى على أصحمة النجاشي. 9 415 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى على طنفسة. 1 443 سعيد بن المسيب/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى على قبر أم سعد "بن عبادة" بعد أشهر. 1 420 عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى على قتلى أحد صلاته على الميت. 3 20 عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى على قتلى أحد صلاته على الميت. 3 117 عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى على قتلى أحد صلاته على الميت. 8 215 ابْنِ عُمَرَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى على النجاشي فكبر أربعا. 6 480 عبد الله بن مُحَمَّدٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بكبشين. 11 128 أَنَسُ بنُ مَالِكٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ضرب في الخمر بالجريد والنعال. 3 187 أبو أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ أَسَعْدَ، وَأَخَذَتْهُ الشَّوْكَةُ فَأَمَرَ به فطوق.. 15 391 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاد رجلا قد صار مثل الفرح. 4 328 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَّ عَنِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ كَبْشاً كَبْشاً. 4 331 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فرج بين فخذي الحسن وقبل زبيبته. 6 581 أَنَسُ بنُ مَالِكٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قام حتى تورمت قدماه. 6 243 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل امرأة من نسائه ثم خرج إلى الصلاة ... 8 527 عمارة بن أوس/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صول القبلة إلى الكعبة. 1 319 أَنَسُ بنُ مَالِكٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قدم يعني المدينة وليس في أصحابه أشمط.. 5 221 أُمِّ سَلَمَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: {إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوْبَ جَمِيْعاً} ولا يبالي. 5 221 أُمِّ سَلَمَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قرأ: {إنه عمل غير صالح} . 8 45 أُمِّ سَلَمَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم ... 6 36 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قلد الهدي وأشعره.

14 265 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أخف الناس صلاة في تمام. 1 449 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَراً أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فأقرع ... 3 438 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَراً أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فأقرع ... 15 255 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى قَرَأَ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ. 6 87 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، جمع ... 1 204 أبو ميسرة/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذا برز، سمع من يناديه: يا محمد ... 3 452 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا خرج، أقر بين نسائه فطارت ... 9 147 ابْنِ عُمَرَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى المُصَلَّى يَمْضِي من طريق ... 6 449 أَبُو هُرَيْرَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذا كان في سفر وأسحر أي قام في ... 1 276 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أول شأنه يرى المنام، فكان أول ما رأى ... 9 90 مُعَاذٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أن تزيغ ... 2 279 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لا يدخر شيئا لغد. 3 148 سلمان بنِ يَسَارٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبْعَثُ ابْنَ رَوَاحَةَ إِلَى خَيْبَرَ فيخرص ... 3 169 سَهْلٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يخطب المرأة ويشترط لها. 9 383 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يزور البيت أيام منى. 9 384 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ، وَيُقَبِّلُ المِحْجَنَ. 10 90 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَطُوْفُ عَلَى نسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ. 10 209 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يعجبه الدباء، وهو القرع. 8 523 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يعجبه النظر إلى الحمام. 9 383 طاوس/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يفيض كل ليلة. 9 28 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقبل الهدية ويثيب عليها. 6 243 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقبلها ولا يتوضأ. 8 110 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يوجز في الصلاة ويتم.

14 491 -/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يوضع راحلته إذا رأى جدر المدينة. 9 24 عمرو بن عون/ أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في العيدين في الأولى سبعا في القراءة.. 1 254 -/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إلى النجاشي يدعوه إلى الإسلام ... 9 493 عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم كفن في ثلاث أثواب: أحدها بُرد، وألحد له. 3 436 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاَهَا، وخرج.. 7 424 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاَهَا، وخرج.. 9 497 عَائِشَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاَهَا، وخرج.. 3 118 جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى حَمْزَةَ قَتِيْلاً بكى، فلما رأى ما مثل.. 9 532 معاذ بن جبل/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا وجهه إلى اليمن أمره أن يأخذ من البقر ... 1 272 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة أسري به مر على موسى وهو يصلي ... 1 314 المغيرة بن شعبة/ أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الغار أمر الله بشجرة فنبتت في ... 1 314 أَنَسُ بنُ مَالِكٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ليلة الغار أمر الله بشجرة فنبتت في ... 1 314 زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ليلة الغار أمر الله بشجرة فنبتت في ... 1 326 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل في بني عمرو بن عوف، فأقام فيهم ... 12 102 عَلِيٍّ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالقُرْآنِ قَبْلَ ... 7 545 ابْنِ عُمَرَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ العدو. 14 456 -/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أن يمشي الرجل في نعل واحد. 7 131 عمرو بن شعيب/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ العُربان. 6 15 ابْنِ عُمَرَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الوَلاَءِ وَعَنْ هِبَتِهِ. 10 335 أَبُو هُرَيْرَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ تَلَقِّي الجَلَبِ فَإِنْ تَلَقَّاهُ مُتَلَقٍّ فاشتراه. 15 98 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الدباء والمزقت أن ينبذ فيه. 7 10 أبو سَعِيْدٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن الشرب قائما، أو نحو ذلك. 5 221 أُمِّ سَلَمَةَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ.

9 96 ابْنِ عُمَرَ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن النجش. 10 298 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الوِصَالِ. 15 355 أَنَسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر كان لا يجهرون ببسم الله ... 4 44 أبو مُوْسَى/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَائِشَةَ مَرَّا بِهِ، وَهُوَ يَقْرَأُ فِي بَيْتِهِ، فاستمعا.. 1 147 ابْنِ عَبَّاسٍ/ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ولد عام الفيل. 1 432 عاصم بن عمر بن قتادة/ أن نفرا من عضل والقارة قَدِمُوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... 1 439 جابر/ إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده ... 3 167 سعد بن عبادة/ إِنَّ هَذَا الحَيَّ مِنَ الأَنْصَارِ مَجَنَّةٌ، حُبُّهُم إيمان وبغضهم نفاق. 1 477 ابن عمر/ إن هذا الذي تحرك له العرش وشيع جنازته سبعون ألف.. 3 202 -/ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ، وقد أصبتم له مالا ... 1 347 -/ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ، وقد أصبتم له مالا ... 4 43 أبو موسى/ إِنَّ هَذَا قَدْ رَدَّ البُشْرَى فَاقْبَلاَ أَنْتُمَا ... اشربا منه ... 4 302 عمر بن الخطاب/ إن هذا القُرْآنَ يَرْفَعُ اللهُ بِهِ أَقْوَاماً وَيَضَعُ بِهِ آخرين. 1 340 قتادة/ إن وقعة بدر صبيحة يوم الجمعة سابع عشر رمضان. 12 351 ابن عمر/ إن هذه الرياحين الكيبة من نبت الجنة فإذا نوول أحدكم.. 3 461 عائشة/ إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة. 4 281 علي بن أبي طالب/ إن هذين حرام على ذكور أمتي. 4 333 الأسود بن خلف/ إن الولد مبخلة مجبنة. 4 333 يعلى بن مرة/ إن الولد مبخلة مجبنة مجهلة. 1 214 ابن عباس/ أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش وكان ذا ... 1 214 أبن عباس/ أن الوليد بن المغيرة جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرأ عليه القرآن ... 2 440 أبو هريرة/ إن يأجوج ومأجوج يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا أن ... 1 388 ابن عمر/ أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...

4 327 الحسن/ إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لاَ تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ ... دع ما يريبك إلى ما ... 14 57 -/ إِنَّا أُمَّةٌ أُمَيَّةٌ لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ. 11 117 الأسود بن قيس/ إِنَّا أُمَّةٌ أُمَيَّةٌ لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ. 6 278 عبد الله/ إِنَّا أَهْلَ بَيْتٍ اخْتَارَ اللهُ لَنَا الآخِرَةَ على الدنيا ... 4 211 حكيم بن حزام/ إن لاَ نَقْبَلُ مِنَ المُشْرِكِيْنَ شَيْئاً، وَلَكِنْ إِنْ شئت بالثمن. 3 448 عمار/ إِنَّا لَنَعْلَمُ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكن ... 2 199 أبو هريرة/ إنا نازلون غدا إن شاء الله بالمحصب بخيف بني كنانة. 2 450 ابن عمر/ إنا نشبه عثمان بأبينا إبراهيم. 2 187 ابن عباس/ إنك الذي أريت فيه ما رأيت. 4 350 أم سلمة/ إنك إلى خير. 8 167 أبو ذر/ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم جعلهم الله.. 3 386 رجل/ إنك امرؤ فيه جاهلية. 4 129 جرير/ إِنَّكَ امْرُؤٌ قَدْ حَسَّنَ اللهُ خَلَقَك فَحَسِّنْ خُلقك. 3 63 علي/ إنك أمين في أهل السماء، أمين في أهل الأرض. 3 82 سعد/ إنك إن تتركهم أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُوْنَ.. 2 520 أبو جرو المازني/ إنك تقاتلني وأنت ظالم لي. 3 375 الحارث بن يزيد/ إنك ضعيف، وإنها خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها.. 3 371 أبو ذر/ إنك قد وجهت لي أرض ذات نخل ما لا أراها إلا يثرب.. 4 139 صفوان بن المعطل/ إنك قلت قولا سيئا. 7 446 عبد الله بن عمرو/ إنك لا تدري هلك يطول بك عمر. 4 84 عمرو بن عبسة/ إِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيْعُ ذَاكَ يَوْمَكَ هَذَا أَلاَ ترى حالي ... 3 125 أنس/ إنك لو أقسمت على الله لأبرك. 3 61 عبد الرحمن بن عبد الله/ انْكِحِيْ سَيِّدَ المُسْلِمِيْنَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ.

7 83 عبد الله بن عمرو/ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنودي ... 2 224 عبد الله بن حوالة/ إنكم ستجدون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق ... 7 398 أبو هريرة/ إنكم ستحرصون على الامارة وستكون ندامة يوم القيامة. 9 110 جَرِيْرٍ/ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا البَدْرَ، لا تضامون في.. 2 223 أبو ذر/ إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط ... 4 81 أبو قتادة/ إنكم ستلقون بعدي أثرة.... فاصبروا. 9 23 أبو هريرة/ إِنَّكُم فِي زَمَانٍ مَنْ تَرَكَ فِيْهِ عُشر ما أمر به فقد هلك ... 9 257 جبير بن نفير/ إِنَّكُم لَنْ تَرْجِعُوا إِلَى اللهِ بِشَيْءٍ، أَفْضَلَ مما خرج منه. 6 646 ابن عباس/ إنكم محشورون حفاة عراة غرلا. 1 389 -/ إنكم والله لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه. 7 480 عبد الله بن سلمة/ إنكما علجان، فعالجا عن دينكما. 2 231 أبو سعيد/ إنما أعطيهم أتألفهم.... 6 183 عمر بن الخطاب/ إنما الأعمال بالنيات. 9 33 عمر بن الخطاب/ إنما الأعمال بالنيات. 11 269 عمر بن الخطاب/ إنما الأعمال بالنيات. 15 46 عمر بن الخطاب/ إنما الأعمال بالنيات. 6 551 عمر بن الخطاب/ إنما الاعمال بالنية وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت ... 3 415 ابن عباس/ إنما ألبستها قميص لتكسى من حلل الجنة ... 1 461 -/ إنما أنت فينا رجل واحد فخذل عنا ما استطعت فإن ... 2 469 -/ إنما بنو هاشم، وبنو المطلب شيء واحد لم يفارقونا في ... 8 270 -/ إنما بنو هاشم، وبنو المطلب شيء واحد لم يفارقونا في ... 4 16 -/ إِنَّمَا جَاءَ لِيُسْلِمَ، إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي بِأَبِي الدرداء أن يسلم. 4 433 سهل بن سعد/ إنما جعل الاستئدان ممن أجل النطر.

7 419 سهل بن سعد/ إنما جعل الاستئدان من أجل النطر. 16 354 أنس/ إِنَّمَا جُعَلَ الإِمَامُ لِيُؤتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فكبروا، وإذا ركع ... 13 150 عائشة/ إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالبَيْتِ وَالسَّعْيُ لإِقَامَةِ ذِكْرِ الله عز وجل. 3 223 قيس/ إنما خالد سيف من سيوف الله صبه على الكفار. 11 309 أسامة/ إنما الربا في النساء. 2 386 المسور/ إن فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يَرِيْبُنِي مَا رَابَهَا وَيُؤْذِيْنِي مَا آذاها. 3 425 المسور بن مخرمة/ إِنَّمَا فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي، يَبْسُطُنِي مَا يَبْسُطُهَا، ويقبضني ... 10 399 أبو هريرة/ إِنَّمَا قَلْبُ ابْنِ آدَمَ بَيْنَ أُصْبُعَينِ مِنْ أصابع الرحمن عز وجل. 8 518 يحيى بن سعيد/ إِنَّمَا قَنَتَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً يَدْعُو عَلَى ... 8 39 عمار بن ياسر/ إنما كان يكفيك "هذا". 10 500 عمار بن ياسر/ إنما كان يكفيك "هذا". 7 531 عائشة/ إنما لبست هذا لأقمع به الكبر. 9 554 عبد الله بن عمرو/ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلاَفِهِمْ فِي الكتاب. 4 258 معاوية بن أبي سفيان/ إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم. 3 526 ابن عمر/ إنما الولاء لمن أعتق. 3 426 أبو الحمراء/ {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت ... 4 140 دحية الكلبي/ إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون. 4 141 دحية الكلبي/ إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون. 4 141 -/ إنما ينزي فرس على فرس حتى يكون عنهما ما فيه الأجر ... 4 328 علي/ إنني سميت ابني هذين باسم ابني هارون شبر وشبير. 6 87 أَنَسٍ/ أَنَّهُ أَبْصَرَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم خاتم ورق يوما واحدا ... 1 241 ابن مسعود/ إنه أتاني داعي الجن فأتيتهم فقرأت عليهم. 11 240 علقمة/ إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِيُ الجِنِّ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَقَرَأْتُ عليهم القرآن.

1 362 قيس/ أنه أتى أبا جهل فقال: قد أخزاك الله، فقال: هل ... 4 379 سَلَمَةَ/ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في البدو فأذن له. 1 413 قتادة بن النعمان/ أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسألت حدقته على وجنته ... 2 12 عبد الله بن أنيس/ إنه بلغني أن ابن نبيح الهذلي يحمع الناس ليغزوني ... 4 343 جبير/ أَنَّهُ جَاءَ فِي فِدَاءِ أُسَارَى بَدْرٍ، قَالَ: فوافقت رسول الله ... 1 469 عروة/ إنه خبيث الدية لعنه الله ولعن ديته ولا نمنعكم أن تدفعوه ... 8 319 جَابِرٍ/ أنَّه رَآهُ يُصَلِّي فِي قَمِيْصٍ خَفِيْفٍ ليس عليه إزار ولا رداء. 1 275 عبد الله بن مسعود/ أنه جبريل له ست مائة جناح. 4 128 هَمَّامٍ/ أَنَّهُ رَأَى جَرِيراً بَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ومسح على خفيه فسألته.. 3 492 عبيد الله الخولالي/ أَنَّهُ رَأَى مَيْمُوْنَةَ تُصَلِّي فِي دِرْعٍ سَابِغٍ، لا إزار عليها. 4 451 غضيف بن الحارث/ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واضعا يده اليمنى على اليسرى في ... 8 488 أنس/ أنه رأى في يَدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... 4 286 سفينة/ أَنَّهُ رَكِبَ البَحْرَ، فَانْكَسَرَ بِهِمُ المَرْكَبُ، فَأَلْقَاهُ البحر إلى ... 10 325 أبو بكرة/ إِنَّهُ رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا، وَإِنَّ ابْنِي هَذَا سيد وعسى الله ... 3 523 أسماء/ أَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ثَقِيْفٍ كَذَّابَانِ: الآخَرُ مِنْهُمَا شر من ... 4 127 -/ إِنَّهُ سَيَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الفَجِّ مِنْ خير ذي يمن، ألا ... 4 523 عمر/ أَنَّهُ سَيَكُوْنُ فِي التَّابِعِيْنَ رَجُلٌ مِنْ قَرَنٍ يقال له: أويس ... 4 420 أنس/ أَنَّهُ طَافَ عَلَى تِسْعِ نِسْوَةٍ فِي ضَحْوَةٍ بغسل واحد. 13 499 سَالِمٍ عَنْ أَبِيْهِ/ أَنَّهُ طلَّق امْرَأَته وَهِيَ حَائِضٌ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يراجعها. 3 333 معاذ/ إنه عائش عشرة في الجنة. 4 61 معاذ/ إنه عائش عشرة في الجنة. 2 328 أنس/ أنه قد حضر من أبيك وما ليس بتارك منه أحد الموافاة يوم ... 2 322 ابن عباس/ إنه قد نعيت إلى نفسي ...

3 425 ابن عباس/ إنه قد نعيت إليه نفسه، ... لا تبكين فإنك أول أهلي ... 2 228 عائشة/ إنه كان في الأمم محدثون فإنه يكن في هذه الأمة فهو ... 6 303 ابن عمر/ أَنَّهُ كَانَ يُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعاً مِنْ شعيرٍ. 7 356 ابن عمر/ إنه كان يرخي عمامته من خلفه. 12 234 أبو هريرة/ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الفَجْرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ {آلم تنزيل} و {هل.. 9 572 أبو هُرَيْرَةَ/ أَنَّهُ كَانَ يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ من الظهر والعشاء ... 4 384 ابن عباس/ إِنَّهُ كَائِنٌ هَذَا حَبْرَ الأُمَّةِ فَاسْتَوصِ بِهِ خيرا. 5 497 عَلِيُّ/ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّكَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُكَ إلا منافق. 12 573 عَلِيُّ/ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّكَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُكَ إلا منافق. 10 144 علي/ انه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق. 4 58 أبو أيوب/ أَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ يَقُوْلُ: لاَ إله إلا الله. 7 409 أم مبشر/ إِنَّهُ لاَ يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْساً أَوْ يَزرعُ زرعا فيأكل منه إنسان.. 12 319 جابر/ إنه البحر ... خذها وأنا ابن العواتك. 11 311 سهل بن سعد/ إنه لضعيف عن الجلد. 1 181 سالم عن أبيه/ أنه لقي زيد بن عمرو بن نُفيل أسفل بَلَدَح وذلك قبل ... 9 274 معاوية/ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ بَلاَءٌ وفتنة فأعدوا للبلاء صبرا. 3 415 ابن عباس/ إِنَّه لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ أبر بي منها إنما ألبستها ... 3 378 -/ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلاَّ وَقَدْ أُعْطِيَ سبعة رفقاء ووزراء ... 3 295 علي/ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلاَّ وَقَدْ أُعْطِيَ سبعة نجباء رفقاء وزراء. 3 6 أبو عبيدة بن الجراح/ إنه لم يَكُنْ نَبِيٌّ بَعْدَ نُوْحٍ إِلاَّ وَقَدْ أَنْذَرَ قومه الدجال. 1 417 عاصم بن عمر/ إنه لمن أهل النار. 4 167 أبو هريرة/ إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أفضي جميع مقالتي ثم ... 3 315 سلمان/ إِنَّهُ لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ.

2 323 ابن عباس/ إنه ليس من الناس أحد أمن علي بنفسه وماله من أبي بكر. 3 434 عائشة/ إِنَّهُ لَيَشُقُّ عَلَيَّ الاخْتِلاَفُ بَيْنَكُنَّ، فَائْذَنَّ لِي أن أكون عند ... 10 342 الأغر/ إِنَّهُ لَيُغَان عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ في اليوم مائة مرة. 13 488 الأغر/ إِنَّهُ لَيُغَان عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ في اليوم مائة مرة. 11 83 جابر/ أَنَّهُ نَهَى عَنِ البَوْلِ فِي المَاءِ الرَّاكِدِ. 4 155 وائل/ أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأقطعه أرضا وأرسل ... 3 141 زيد/ إنه يبعث أمة وحده. 1 182 زيد بن حارثة/ إنه يبعث يوم القيامة أمة واحدة. 3 495 يزيد بن رومان/ إنه يجير على الناس أدناهم. 3 8 عمر/ إِنَّهُ يُحْشَرُ يَوْمَ القِيَامَةِ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ برتوة. 9 305 -/ إنه يحشر مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ من إيمان. 14 406 -/ إنه يستخرج من البخيل. 4 55 أبو أيوب/ إنه يغشاني ما لا يغشاكم. 3 431 عائشة/ إنها ابن أبي بكر. 7 5 ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ/ أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم فأمرها أن تشترط. 3 459 عمر/ إِنَّهَا حَبِيْبَةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. 4 484 صفية بنت شيبة/ أَنَّهَا رَأَتْ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الفتح دخل الكعبة ولها ... 3 483 -/ إِنَّهَا صَوَّامَةٌ، قَوَّامَةٌ، وَهِيَ زَوْجَتُكَ فِي الجَنَّةِ. 1 398 زيد بن ثابت/ إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة. 3 446 عائشة/ إِنَّهَا كَانَتْ تَدْخُلُ عَلَى خَدِيْجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ العهد من ... 2 362 عائشة/ أنها كانت تدعو على من زعم أن أبا بكر قال هذه ... 10 24 أُمُّ حَكِيْمٍ بِنْتُ الزُّبَيْرِ/ أَنَّهَا كَانَتْ تَصْنَعُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طعَاماً فَيَأْتِيهَا، فربما أكل عندها. 12 318 عَائِشَةَ/ أَنَّهَا كَانَتْ تُغَسِّلُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم وهو معتكف.

3 67 سعد/ إنها لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ رَبَّهُ فِي شَيْءٍ قط إلا استجاب له. 3 152 أبو هريرة/ إِنَّهَا لَمِشْيَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ وَرَسُوْلُهُ إِلاَّ فِي مثل هذا الموطن. 1 401 معاوية بن معبد بن كعب/ إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن. 1 210 أسماء بنت أبي بكر/ إنها لن تراني. 3 371 أبو ذر/ إنها مباركة، إنها طعام طعم. 2 135 كثير/ انهزموا ورب الكعبة. 9 90 مُعَاذٍ/ أَنَّهُم خَرَجُوا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ، فَكَانَ.. 1 314 عروة/ أنهم ركبوا في كل وجه يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم وبعثوا إلى ... 2 13 عروة بن الزبير/ إنهم قاتلوك. 1 351 البراء/ أنهم كانوا عدة أصحاب طالوت الذين جازوا معه النهر. 2 56 جبير بن مطعم/ إنهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام إنما بنو هاشم. 1 363 ابن عمر/ إنهم ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق، أنهم قد تبوؤا.. 2 8 سلمة بن الأكوع/ إنهم يقرون الآن بأرض غطفان. 2 350 سعيد بن عبد الرحمن/ إنهن صواحب يوسف. 3 470 أم سلمة/ إني آتيكم الليلة. 1 304 كعب/ إني أبايعكم على أن تمنعوني مما منعتم منه أبناءكم ... 3 9 حذيفة/ إني أبعث إليكم رجلا أمينا. 3 501 قتادة/ إني أهب أَن أَتَزَوَّجَ فِي الأَنْصَارِ، ثُمَّ إِنِّي أَكْرَهُ غيرتهن. 4 245 -/ إني أحبك لقرابتك مني، ولحبي أبي طالب لك. 4 333 يعلى بن مرة/ إني أحبهما فأحبهما ... أيها الناس إن الولد مبخلة ... 3 176 محمود بن لبيد/ إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَسْبِقَنَا إِلَيْهِ المَلاَئِكَةُ فَتُغَسِّلُهُ كما غسلت.... 2 178 عروة/ إني أخاف أن يقتلوك ... مثل عروة مثل صاحب ... 2 283 -/ إني أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي.

3 532 أنس/ إني أرحمهما، قتل أخوها معي. 4 223 عمرو/ إني أريد أن بعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك ... 2 389 فاطمة/ إِنِّي أَسْتَقْبِحُ مَا يُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ: يُطْرَحُ عَلَى المرأة الثوب ... 3 294 عبد الله/ إني أشتهي أن أسمعه من غيري. 3 448 عائشة/ إِنِّي أَعْرِفُ غَضَبَكِ إِذَا غَضِبْتِ، وَرِضَاكِ إِذَا رضيت. 8 213 أبو هريرة/ إِنِّيْ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُوْلُوا: لاَ إله إلا الله ... 1 319 البراء/ إني أنزل الليلة على بني النجار أخوال بني عبد المطلب ... 9 534 أبي هريرة/ إني أول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة. فإذا أنا ... 8 101 أبو سعيد/ إِنِّيْ تَارِكٌ فِيْكُم الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللهِ حَبْلٌ ممدود من ... 9 304 أنس بن مالك/ إني تخوفت الساعة. 1 198 جابر/ إني جاورت بحرا، شهرا، فلما قضيت جواري نزلت ... 1 164 أنس/ إني رأيت خرج مني نورا أضاءت منه قصور الشام. 4 305 ابن عمر/ أَنِّي رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصبغ بها. 4 56 أبو أيوب/ أَنِّي رَأَيتُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الصلوات، فإن وافقته.. 3 102 ابن عباس/ إني رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا أدري ما يفعل بي لا به. 5 209 عبادة بن الصامت/ إني سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهى عن بيع الذهب بالذهب. 10 275 عبادة بن الصامت/ إني سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهى عن بيع الذهب بالذهب. 3 533 أنس/ إني صائم...... ما هي؟ 1 160 العرباض بن سارية/ إني عبد الله وخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته ... 3 520 أسماء بنت أبي بكر/ إني على الحوض، أنطر من يرد علي منكم. 6 208 عقبة/ إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، وَأَنَا شَهِيْدٌ عَلَيْكُمْ، وأني ... 2 319 جابر بن سمرة/ إني فرطكم على الحوض وإن بعد ما بين طرفيه كما بين ... 3 117 عقبة بن عامر/ إني فرطكم على الحوض، وإن عرضه ...

1 425 عقبة بن عامر/ إني فرطكم وأنا شهيد عليكم. 3 472 أم كلثوم/ إِنِّي قَدْ أَهْدَيْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ أَوَاقِيَّ مِنْ مسك وحلة ... 1 374 ابن عباس/ إني قد عرفت أن ناسا من بني هاشم وغيرهم قد ... 5 199 ابن عباس/ إِنِّي قَدْ قَتَلْتُ بِيَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا سَبْعِيْنَ ألفا، وإني قاتل ... 2 72 سليمان/ إني قد نكحت فيكم امرأة فما يضركم أن أمكث حتى ... 1 179 ابن عباس/ إني كلما دنوت من صنم منها تمثل بي رجل أبيض طويل ... 12 505 عبد الله/ إِنِّيْ كُنْتُ نَهَيتُكُم عَنْ زِيَارَةِ القُبُوْرِ، فَزُورُوهَا، فإنه يزهد ... 3 89 نفيل عن أبيه/ إِنِّي لاَ آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ. 2 285 أبو هريرة/ إني لا أقول إلا حقا. 4 243 جبير بن مطعم/ إني لأراك جائعا هلموا طعاما ... فأوف بعهدك. 13 488 أبو هريرة/ إِنِّيْ لأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مائَةَ مرة. 2 284 أبو هريرة/ إني لأستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مائة مرة. 1 320 أنس/ إني لأسعى في الغلمان يقولون: جاء محمد وأسعى ... 1 200 جابر بن سمرة/ إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث. 3 448 -/ إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإن كنت علي غضبى. 3 29 طلحة/ إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُوْلُهَا رَجُلٌ يَحْضُرُهُ الموت إلا وجد ... 3 30 يحيى بن طلحة/ إني لاعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق ... 1 433 عبد الرحمن بن عبد الله/ إني لا أقبل هدية مشرك. 2 401 ابن مسعود/ إني لأحسب الشيطان يفرق من عمر أن يحدث حدثا فيرده. 2 285 ابن عمر/ إني لأمزح ولا أقول إلا حقا. 2 400 عائشة/ إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا عن عمر. 16 492 ابن عمر/ إني لست لهيئتكم إني أطعم وأسقى. 2 282 -/ إني لست مثلكم إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني.

1 226 ابن عمر/ إني لعلى سطح، فرأيتُ الناس مجتمعين على رجل.. 2 318 عقبة بن عامر/ إني لكم فرط وأنا شهيد عليكم وأنا لأنظر إلى حوضي ... 3 392 مجاهد/ إِنِّي لَمْ أَنَمِ اللَّيْلَةَ مِنْ أَجْلِ العَبَّاسِ، زعمت الأنصار أنهم ... 2 195 -/ إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق ... 2 140 ابن عباس/ إني معتمر. 3 423 -/ إني مقبوض في مرضي هذا. 2 127 أبو سعيد الخدري/ إني وأصحابي حيز والناس حيز لا هجرة بعد الفتح. 1 149 حسان بن ثابت/ إني والله لغلام، إذ سمعتُ يهوديا وهو على ... 5 260 زيد بن ثابت/ إني والله ما آمن يهود على كتابي. 4 335 علي/ إِنِّيْ وَإِيَّاكِ وَهَذَيْنِ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي مَكَانٍ واحد. 5 82 علي/ أَنِيْنُ المَرِيْضِ تَسْبِيْحُهُ، وَصِيَاحُهُ تَهْلِيْلُهُ، وَنَوْمُهُ عِبَادَةٌ ... 1 481 جابر/ اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ. 3 180 جابر/ اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ. 3 183 الحسن/ اهتز عرش الرحمن لوفاة سعد. 3 181 ابن عمر/ اهتز العرش لحب لقاء الله سعدا. 3 183 حذيفة/ اهتز العرش لروح سعد بن معاذ. 1 481 أبو سعيد/ اهتز العرش لموت سعد بن معاذ. 3 180 أبو سعيد/ اهتز العرش لموت سعد بن معاذ. 1 481 رُميثة/ اهتز له عرش الرحمن. 3 181 جابر/ اهتز لها العرش. 3 181 أنس/ اهتز لها عرش الرحمن. 4 119 عائشة/ اهْجُ قُرَيْشاً، فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهِم مِنْ رَشْقِ النبل. 4 117 جابر/ اهجهم أنت، وسيعينك عليهم روح القدس.

4 118 عائشة/ اهْجُهُمْ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تُصِيْبَنِي مَعَهُمْ بِهَجْوِ بني عمي. 4 117 البراء/ اهجهم وهاجهم وجبريل معك. 2 116 عائشة/ اهجوا قريشا فإنه أشد عليها من رشق النبل ... 2 227 أبو هريرة/ اهْدَأْ، فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيْقٌ أو شهيد. 3 22 أبو هريرة/ اهْدَأْ، فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيْقٌ أو شهيد. 14 43 عائشة/ أَهدَى رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرة غنما. 3 316 سلمان/ أهدية أم صدقة؟ 2 323 عائشة/ أهرقن علي من سبع قرب لم تحلل أركيتهن لعلي ... 8 193 -/ أَهَلَّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُمْرَةٍ وحجة. 13 234 علي/ أهل المَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُم أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الآخرة. 7 45 عائشة/ أَهْلَلْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بعمرة في حجته. 8 193 عائشة/ أَهْلَلْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بعمرة في حجته. 6 127 جابر بن عبد الله/ أهلوا من إحرامكم يطوف البيت وبين الصفا والمروة ... 7 5 ابن عباس/ أهلي بالحج واشترطي أن محلي حيث تحسبني. 1 264 ابن عباس/ أهون أهل النار عذابا أبو طالب منتعل بنعلين يغلي ... 1 162 أم حبيبة/ أوتحبين ذلك؟ إن ذلك لا يحل لي ... 6 539 جابر/ أوتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق، عليه قطيفة ... 1 407 الزبير/ أوجب طلحة. 3 21 -/ أوجب طلحة. 3 505 -/ أوخير من ذلك؟ أتزوجك. 1 446 عائشة/ أوخير من ذلك أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك. 3 507 عائشة/ أوخير من ذلك: أؤدي عنك، وأتزوجك. 3 375 أبو ذر/ أوصاني صلى الله عليه وسلم بخمسة: أرحم المساكين وأجالسهم وأنظر..

11 106 أبو هريرة/ أَوْصَانِي خَلِيْلِي أَبُو القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاث: الغسل في كل.... 11 546 أبو هريرة/ أوصاني خليلي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاَث: الوِتْر قَبْل النوم وصيام ... 3 380 أبو ذر/ أَوْصَانِي خَلِيْلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ: أمرني بحب المساكين والدنو ... 11 241 علي/ أَوْصَانِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أضحي عنه. 8 433 خداش أبي سلمة/ أُوْصِي امْرَءاً بِأُمِّهِ، أُوْصِي امْرَءاً بِأَبِيْهِ، أُوْصِي امرءا بمولاه. 4 431 العرباض بن سارية/ أصيكم بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْداً حَبَشِيّاً ... 13 171 العرباض بن سارية/ أصيكم بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْداً حَبَشِيّاً ... 9 507 أبو هريرة/ أو كلكم ثوبان. 2 233 أم حرام/ أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا.. 1 246 جابر/ أول خبر قدم عن النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أن امرأة كان لها ... 3 159 -/ أول دَمٍ أَضَعُهُ دَمُ ابْنِ رَبِيْعَةَ بنِ الحَارِثِ. 10 392 أبو هريرة/ أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى صورة القمر ليلة ... 3 412 عَائِشَةُ/ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ.... 2 363 عائشة/ أول ما بدئ مرض أبي بكر أنه اغتسل وكان يوما باردا ... 9 64 أبو هريرة/ أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ القَلَمَ، ثُمَّ خَلَقَ النون، ثم خلق ... 1 246 علي بن الحسين/ أول ما سمع بالمدينة أن امرأة من أهل يثرب تدعى ... 4 60 عبد الله بن سلام/ أَوَّلُ مَا يَأكُلُهُ أَهْلُ الجَنَّةِ، فَزِيَادَةُ كَبِدِ حوت، وأما.... 7 494 ابن عباس/ أَوَّلُ مَا يُجَازَى بِهِ المُؤْمِنُ أَنْ يُغْفَرَ لجميع من شيع جنازته. 1 207 عبد الله بن مسعود/ أول من أظهر إسلامه سبعة: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ ... 1 310 البراء/ أول من قدم علينا مصعب بن عمير، فقلنا له: ... 1 319 البراء/ أول من قدم علينا من الصحابة مصعب بن عمير ... 3 200 أبو ذر/ أَوَّلُ مَنْ يُبَدِّلُ سُنَّتِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ: يَزِيْدُ. 3 75 عبد الله بن عمرو/ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا البَابِ رَجُلٌ من أهل الجنة.

5 265 أبو هريرة/ أَوَّلُ النَّاسِ يُقْضَى فِيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ ثَلاَثَةٌ: رجل ... 3 65 -/ أولم ولو بشاة. 9 561 أنس/ أولم ولو بشاة. 4 213 سعيد وعروة/ الأولى ... يا حكيم إن هذا المال حضرة حلوة فمن ... 5 526 رجل/ أويس القرني خير التابعين بإحسان. 1 265 عبد الله بن جعفر/ أي بنية لا تبكين فإن الله مانع أباك ... ما نالت مني ... 6 479 ابن مسعود/ أيتألى علي فإني قد غفرت له. 2 324 ابن عباس/ ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا.. 4 60 عبد الله بن سلام/ أي رجل ابن سلام فيكم؟ أرأيتم إن أسلم تسلمون؟ 1 263 ابن عباس/ أي عم، قل: لا إله إلا الله أستحل لك بها الشفاعة يوم ... 1 265 ابن عباس/ أي عم، قل: لا إله إلا الله أستحل لك بها الشفاعة يوم ... 1 205 -/ أي عم هذا دين الله ودين ملائكته ورسله ودين إبراهيم ... 9 511 أنس/ أي يوم أحرم؟ ... وأي بلد أحرم.. فأي شهر أحرم؟. 2 412 مالك الدار/ ائت عمر فأقره مني السلام وأخبره أنهم مسقون. 2 85 أسماء بنت عميس/ ائتيني ببني جعفر ... نعم أصيبوا هذا اليوم. 2 453 -/ ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه. 2 230 أبو موسى الأشعري/ ائذن له وبشره بالجنة على بلوى أو بلاء يصيبه. 4 307 ابن عمر/ ائذن له وبشره بالجنة. بشروه بالجنة. 10 104 عائشة/ ائذنوا له فلبئس ابن العشيرة. 4 231 ابن العاص/ أَيْ قَوْمِ بِهَذَا ضَلَّتِ الأُمَمُ قَبْلَكُم بِاخْتِلاَفِهِمْ على أنبيائهم ... 4 231 ابن أبي حازم/ أي قوم بهذا ضلت ... 2 506 عائشة/ أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت فاطمة ... 10 340 عائشة/ إياكم، والزنج، فإنه خلق مشوه. 11 32 أبو هريرة/ إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث.

2 284 أبو هريرة/ إياكم والوصال ... إني لست مثكم إني أبيت ... 3 102 ابن عباس/ إِيَّاكُنَّ وَنَعِيْقَ الشَّيْطَانِ، مَهْمَا كَانَ مِنَ العَيْنِ فمن الله ... 4 29 حذيفة/ الائتزار ههنا، فإن أبيت فأسفل، فإن أبيت فلاحق ... 2 521 ابن عباس/ أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدْبَبِ، يُقْتَلُ حَوْلَهَا قَتْلَى كثير ... 3 464 ابن عباس/ أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدْبَبِ، يُقْتَلُ حَوْلَهَا قَتْلَى كثير.. 4 461 أم خالد بنت خالد/ ائتوني بأم خالد.... أبلي وأخلقي. 4 453 عبد الله بن جعفر/ ائتوني ببني أخي ... ادعوا لي الحلاق ... أما محمد.. 5 149 أبو أيوب الأنصاري/ أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ لَيْلَةً بِثُلُثِ القُرْآنِ؟. 2 207 عبد الله بن مسعود/ أيكم فجع هذه؟ ... رده رده رحمة لها. 3 377 مالك بن دينار/ أَيُّكُمْ يَلْقَانِي عَلَى الحَالِ الَّذِي أُفَارِقُهُ عَلَيْهِ؟. 1 361 عبد الرحمن بن عوف/ أيكما قتله؟ هل مسحتما سيفيكما؟ كلاهما قتله. 3 155 عبد الرحمن بن عوف/ أيكما قتله؟ هل مسحتما سيفيكما؟ كلاهما قتله. 7 195 ابن عباس/ الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ في نفسها.. 7 535 ابن عباس/ الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ في نفسها.. 11 103 ابن عباس/ الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ في نفسها.. 9 561 ابن عباس/ الأَيِّمُ أَمْلَكُ بِأَمْرِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ في نفسها. 6 154 عائشة/ أيهما امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ.. 5 485 عبد الله بن عمرو/ أَيُّمَا امْرَأَةٍ نُكِحَتْ عَلَى صَدَاقٍ أَوْ عِدَةٍ أو حباء قبل.. 6 619 أبو هريرة/ أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما له أن.. 4 504 -/ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَمَّنَ مُؤْمِناً عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ فأنا من القاتل بريء. 13 461 أبو هريرة/ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ أَوْ لَعَنْتُهُ أَوْ جَلَدْتُهُ، فاجعلها له زكاة.. 9 95 سهيل/ الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها.. 9 95 أبو هريرة/ الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان. 6 172 أبو هريرة/ الإِيْمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّوْنَ بَاباً، أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُوْنَ بابا..

15 100 أبو هريرة/ الإِيْمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّوْنَ بَاباً، أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُوْنَ بابا.. 12 43 الزبير/ الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن. 12 498 أبو هريرة/ الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن. 12 22 علي/ الإِيْمَان مَعْرِفَةٌ بِالقَلْب، وَإِقرَارٌ بِاللِّسَان، وَعَمَلٌ بِالأَركَانَ. 10 186 أبو هريرة/ الإيمان يمان، وافقة يمان، والحكمة يمانية. 7 315 أنس/ الأئمة من قريش. 8 415 أم سلمة/ أين ابن عمك؟ ادعيه وائتيني بابني. 1 455 عائشة/ أين ابن المعطل؟.... ما دعاك إلى ما صنعت؟. 3 444 عائشة/ أين ابن المعطل؟.... ما دعاك إلى ما صنعت؟. 12 208 أبو هريرة/ أين اللاعن ناقته؟ .... آخرها فقد أجببت فيها. 4 113 أسامة/ أين أنت عن شوال. 8 154 أميمة/ أين البول الذي كان في القدح. 2 78 خالد بن الوليد/ أين خالد؟ ... ما مثله جهل الإسلام. 3 470 أم سلمة/ أين زناب؟ .. أين زناب.... إني آتيكم الليلة. 3 22 طلحة/ أين السائل عمن قضى نحبه؟ هذا ممن قضى نحبه. 2 46 سهل بن سعد/ أين علي بن أبي طالب ... قال: فأرسلوا إليه. 3 93 زيد بن أبي أوفى/ أين فلان، أين فلان؟ ... إني محدثكم بحديث.... 8 230 الزهري/ أين فلان ... استرقوا لها، فقد أعجبتني عيناها. 9 468 أبو هريرة/ أين كنت يا أبا هريرة؟ ... إن المؤمن لا ينجس. 2 159 -/ أين المتصدق هذه الليلة.... أين المتصدق فليقم ... 4 351 جعفر بن محمد عن أبيه/ إيها حسن ... هذا جبريل يقول: إيها حسين. 1 235 أم سلمة/ أيها الملك إنه قدم إلى بلادك منا غلمان سفهاء فارقوا ... 1 327 عبد الله بن سلام/ أيها الناس، أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصلوا ...

2 124 عمرو بن شعيب/ أيها الناس ألا إنه لا حلف في الإسلام ما كان من حلف.. 4 222 عمرو بن العاص/ أَيُّهَا النَّاسُ، أَلاَ كَانَ مَفْزَعُكُم إِلَى اللهِ ورسوله ألا فعلتم.. 4 333 يعلى بن مرة/ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ مَجْهَلَةٌ. 1 211 عائشة/ أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله. 4 49 أبو موسى الأشعري/ أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ لاَ تُنَادُوْنَ أَصَمَّ وَلاَ غائب. 1 152 أبو صالح/ أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة. 2 19 أم سلمة/ أيها الناس، إني لا علم لي بهذا حتى سمعتموه. 3 396 ابن عباس/ أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ أَهْلِ الأَرْضِ أَكْرَمُ عَلَى الله.... فإن.. 2 499 سعد/ أيها الناس من مولاكم.... من كنت مولاه فعلي مولاه ... 2 132 جابر بن عبد الله/ أيها الناس هلموا إني أنا رسول الله أنا محمد ... 2 400 سعد بن أبي وقاص/ إيها يا ابن الخطاب فوالذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان ... 1 423 جابر/ أيهما أكثر أخذا للقرآن ... أنا شهيد على هؤلاء يوم.. 11 264 رجل/ أيهما يعلو صاحبه فهو الذي.... فداك عمي وخالي. 9 511 أنس/ أي يوم أحرم؟ .. وأي بلد أحرم ... فأي شهر أحرم؟ حرف الباء 4 329 أبو بكر/ بأبي شيبه النبي صلى الله عليه وسلم ليس شبيه بعلي. 7 137 أبو هريرة/ بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرجل ... 7 205 أبو هريرة/ بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرجل ... 9 92 أبو هريرة/ بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرجل.. 9 355 أبو هريرة/ بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرجل.. 4 441 السائب/ بارك الله فيك. 3 534 أنس/ بارك الله لكما في ليلتكما.

3 343 عبادة/ بَايَعنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعقبة، على السمع والطاعة في ... 1 297 عبادة بن الصامت/ بَايَعنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على السمع والطاعة في النشاط.. 13 361 عبادة/ بَايَعنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على السمع والطاعة في اليسر.. 1 297 عبادة بن الصامت/ بَايَعنَا رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ العقبة الأولى، ونحن.. 3 379 أبو ذر/ بَايَعنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسا، وواثقني سبعا.. 2 34 سلمة/ بايعني يا سلمة.... ألا تبايع. 10 77 عائشة/ بحسبكن الجهاد، أو جهادكن الحج. 3 360 أنس/ بَخٍ! ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تجعلها في الأقربين. 10 549 أبو أمامة/ البذاذة من الإيمان. 7 385 ابن عباس/ البركة مع أكابركم. 4 186 أبو هريرة/ بسم الله.... ادعوا فلانا وأصحابه. 5 206 عثمان/ بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شيء في الأرض ولا في.. 1 465 البراء بن عازب/ بسم الله الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، والله إني.. 9 328 أبو موسى/ بشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا. 4 307 ابن عمر/ بشروه بالجنة على بلوى تصيبه. 1 148 ابن شهاب/ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رأس خمس عشر سنة من.. 3 468 عمر بن أبي سلمة/ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبِي إِلَى أَبِي قَطَنٍ فِي المُحَرَّمِ سنَةَ.. 9 374 عائشة/ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسيد بن حضير، وأناسا معه.. 1 430 أبو الأسود/ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحاب الرجيع عيونا إلى مكة.. 3 226 عبد الملك بن أبي بكر/ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِداً إِلَى الحَارِثِ بنِ كَعْبٍ أَمِيْراً وَدَاعِياً.. 4 142 مجاهد/ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِحْيَةَ سرية وحده. 5 291 ثوبان/ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرية فأصابهم البرد فأمرهم أن.. 4 247 -/ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا عبيدة في سرية فيها المهاجرون..

1 392 عبد الله بن أبي بكر/ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ فرغ من بدر بشيرين إلى أهل 1 392 صالح بن أبي أمامة/ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ فرغ من بدر بشيرين إلى أهل 12 36 ابْنُ عُمَرَ/ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم سرية قبل نجد، فبلغت سهمانهم اثني 2 500 عمران بن حصين/ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرية واستعمل عليهم عليا 1 430 أبو هُرَيْرَةَ/ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرة رهط عينا، وأمر عليهم 12 57 عبد الله بن عُمَرَ/ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرية وأنا فيهم قبل نجد فغنموا إبلا كثيرة 3 163 المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ/ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العَلاَءَ إِلَى البَحْرَيْنِ، ثُمَّ عَزَلَهُ بأبان 4 290 جعفر بن عمرو/ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بنَ أمية إلى النجاشي فوجد لهم 3 478 -/ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرو بن أمية إلى النجاشي ... 4 223 قيس/ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرا في غزوة ذات السلاسل 1 195 ابن عباس/ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث 1 297 -/ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصعب بن عمير العبدري يقرئهم 1 298 -/ بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصعب بن عمير العبدري يقرئهم 3 448 -/ بعثت إلى الأحمر والأسود 12 86 ابن عمر/ بُعِثْتُ بَيْنَ يدِي السَّاعَة بِالسَّيْف، حَتَّى يُعَبْدَ الله وحده 12 283 أبو هريرة/ بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ، وَجُعِلَ رِزْقِي تحت ظل 1 373 ابن عباس/ بعثت قريش في فداء أسراهم، وقال العباس: إني كنت 1 448 جابر/ بعثت هذه الريح لموت منافق. 3 138 ابن مسعود/ بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ثمانين رجلا أنا 1 234 ابن مسعود/ بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي، ونحن ثمانون رجلا 2 489 عامر بن ربيعة/ بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ومعنا عمرو بن سراقة 10 68 كعب بن مالك/ بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَ على أشراف حرم المدينة.. 8 201 معاذ بن جبل/ بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن، وأمرني أن آخذ مما

3 /163 أبو هُرَيْرَةَ / بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ العَلاَءِ بنِ الحَضْرَمِيِّ وَوَصَّاهُ بِي بَعَثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو إِلَى أُمِّ سلمة: سلها أكان.. أبو قيس مولى عمرو /3 /450 بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَامِسَ خمسة على أصناف اليمن: أنا.. أبو موسى /3 /273 بعدي يا أسامة.. أسامة بن زيد /4 /113 بيت أنا وأنت ... فاشرب ... اشرب. أبو هريرة /4 /166 بل أكون عبدا نبيا. ابن عباس /2 /275 بل أنا والله وا رأساه وما عليك لو مت قبلي فوليت.. عائشة /2 /322 بل بعض مزحنا هذا الحي من قريش. عائشة /2 /285 بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ، وَلَنْ أَعُوْدَ له. عائشة /3 /474 بل نحسن صحبته ونرفق به ما صحبنا. عاصم بن عمر /1 /449 بل هو حسن. علي /4 /327 بل هو الرأي والحرب والمكيدة. - /1 /337 بل هو الرأي والحرب والمكيدة. - /1 /338 بَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ مُنِيْبٌ، لَقَدْ أُعْطِيَ مِزْمَاراً من مزامير آل داود. بريدة /4 /43 بلال سابق الحبشة. الحسن /3 /214 بلغني أنه شهد سعدا سبعون ألف ملك لم ينزلوا إلى.. نافع /1 /480 بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. عبيد الله بن عمرو /6 /504 بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. عبيد الله بن عمرو /7 /585 بلى..... بلى.... يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن ... سهل بن حنيف /2 /37 بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الجَنَّةِ؟ مَا دَخَلْتُ الجَنَّةَ قط إلا سمعت ... بريدة /3 /211 بما كنتم تراجعون؟ ... فعودوا لما كنتم فيه. أبو سعيد /4 /285 بناء الجَنَّةُ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ. أبو هريرة /5 /116 بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية. أبو سعيد الخدري /7 /252

12 246 أبو سعيد الخدري/ بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية. 9 162 عائشة/ بيت لا تمر فيه جياع أهله. 4 135 عائشة/ بئس أخو العشيرة ... يا عائشة أعهدتني فحاشا 2 40 عروة/ بئس الكلام هذا أعظم الفتح لقد رضي المشركون أن 5 51 أبو مسعود/ بئس مطية الرجل زعموا. 1 79 عائشة/ بئس مولى العشيرة. 10 104 -/ بئس مولى العشيرة. 6 563 -/ البيعان بالخيار. 5 484 ابن عمر/ البيعان بالخيار ما لم يتفرقا. 1 159 أبو هريرة/ بين خلق آدم ونفخ الروح فيه. 6 296 عبد الله بن عمرو/ بين كل أذانين صلاة. 2 237 أبو موسى/ بين يدي الساعة الهرج 1 198 جابر/ بينما أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعتُ 1 180 -/ بينما أنا بأعلى مكة، إذا براكب عليه سواد ... ما بها 2 187 أبو هريرة/ بينما أنا نائم إذ أتيت بخزائن الأرض 2 318 أنس/ بينما أنا نائم أريت أني أسير في الجنة 2 187 أبو هريرة/ بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني 1 285 أبو سعيد الخدري/ بينما أنا نائم عشاء في المسجد الحرام إذ أتاني آت فأيقظني. 13 397 أبو هريرة/ بينما رَجُلٌ يَسُوْق بقرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا، الْتَفَتَتْ إليه. 7 208 أبو هريرة/ بينما أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيْبٍ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا ما شاء الله 2 404 ابن عمر/ بينما أنا نائم أتيت بقدح من لبن فشربت منه حتى إني 2 405 أبو سعيد الخدري/ بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلِيَّ وعليهم قمص 10 19 أبو سعيد الخدري/ بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلِيَّ وعليهم قمص

2 405 أبو هريرة/ بينما أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة توضأ إلى جانب 2 406 أبو هريرة/ بينما أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة توضأ إلى جانب 1 356 علي/ بينما أنا أمتح من قليب بدر إذ جاءت ريح شديدة لم أر 1 250 عبد الله بن مسعود/ بينما أنا أمشي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حرث وهو متكئ على 1 280 مالك بن صعصعة/ بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا 1 281 مالك بن صعصعة/ بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا 1 279 مالك بن صعصعة/ بينما أنا في الحطيم "في الحجر" مضطجعا إذ أتاني آت 1 280 مالك بن صعصعة/ بينما أنا في الحطيم "في الحجر" مضطجعا إذ أتاني آت 1 273 أنس/ بينما أنا قاعد ذات يوم إذ دخل جبريل فوكز بين كتفي 6 660 أبو سَعِيْدٍ/ بَيْنَمَا رَاعٍ يَرْعَى غنماً، أَخَذَ الذِّئْبُ شاة فخلصها الراعي 1 243 ابن عمر/ بينما رجل مار فقال عمر: قد كنت مرة ذا فراسة، وليس 1 245 ابن كعب القرظي/ بينما عمر جالس إذ مر به رجل، فقال قائل: أتعرف حرف التاء 10 299 ابن عباس/ تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب. 2 420 ابن مسعود/ تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر ... فكف إذا شرك. 5 157 عبادة بن الصامت/ تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا 15 238 -/ تبسمك في وجه أخيك صدقة. 8 303 -/ تبسمك في وجه أخيك صدقة. 3 330 سلمان/ تبغض العرب فتبغضني. 3 198 جابر/ تَبْكِيْهِ أَوْ لاَ تَبْكِيْهِ، مَا زَالَتِ المَلاَئِكَةُ تظلله بأجنحتها. 7 557 جرير/ تبني مدينة بين دجلة ودجيل. 2 452 بشير الأسلمي/ تبيعها بعين في الجنة؟

13 51 ابن عباس/ تَجَافَوْا عَنْ ذَنْبِ السَّخِيِّ، فَإِنَّ اللهَ آخِذٌ بيده كلما عثر عثرة 3 238 أبو سعيد/ تجري الحسنات على صاحبها. 13 255 أبو هريرة/ تَجَوَّزُوا فِي الصَّلاَةِ، فَإِنَّ خَلْفَكُمُ الضَّعِيْفَ وَالكَبِيْرَ وذا 7 541 -/ تَجِيْءُ البَقرَةُ وَآلُ عِمْرَانَ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ تُحَاجَّانِ عن 15 221 أبو هريرة/ تَحْرُمُ النَّارُ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيْبٍ سهل. 1 340 ابن مسعود/ تحروها لإحدى عشرة بقين، صبيحتها يوم بدر. 5 131 عبد الله/ التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا 6 145 عبد الله/ التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا 11 33 عبد الله/ التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا 5 522 أسامة بن شريك/ تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء 7 585 ابن عباس/ تدرون ما الإيمان بالله ... شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنَّ 9 235 ابن عباس/ تدرون ما الإيمان بالله ... شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنَّ 11 273 ابن عباس/ تدرون ما الإيمان بالله ... شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنَّ 2 194 أنس/ تدمع العيد ويحزن القَلْبُ وَلاَ نَقُوْل إِلاَّ مَا يَرضِي الرّبَّ 2 230 ابن مسعود/ تدور رحى الإسلام عند رأس خمس أو ست وثلاثين سنة. 7 461 ابن عباس/ تَرِّبُوا الكِتَابَ وَسُحُّوْهُ مِنْ أَسْفَلِهِ، فَإِنَّهُ أَنْجَحُ للحاجة. 7 435 حذيفة بن اليمان/ تَرِدُوْنَ عَلَيَّ غُرّاً مُحَجَّلِيْنَ مِنْ آثَارِ الوُضُوْءِ ليست لأحد ... 8 206 ابن عباس/ تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ميمونة وهو محرم. 3 501 قتادة/ تزوج النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ اليمن: أسماء بنت النعمان ... 3 65 إبراهيم بن سعد/ تزوجت.. ومن ... كم سُقْتَ ... أولم بشاة. 3 445 عَائِشَةُ/ تَزَوَّجَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حين أتاه جبريل بصورتي. 3 445 عَائِشَةُ/ تَزَوَّجَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَوَّالٍ، وَأَعْرَسَ بِي فِي شَوَّالٍ. 1 289 عَائِشَةُ/ تَزَوَّجَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم متوفى خديجة "قبل الهجرة"

3 434 عَائِشَةُ/ تَزَوَّجَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم متوفى خديجة "قبل الهجرة" 1 266 الزبير/ تزوجها -أي خديجة- النبي صلى الله عليه وسلم ولها أربعون سنة 2 234 جابر بن عبد الله/ تسألون عن الساعة إنما علمها عند الله 15 178 أبو هريرة/ التسبيح في الصلاة للرجال، والتصفيق للنساء. 11 359 ابن عمر/ التسبيح للرجال، ورخص في التصفيق للنساء. 1 90 -/ تسترين الجدر. 7 573 زيد بن ثابت/ تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ثم قمنا إلى الصلاة. 9 509 عبد الرحمن/ تسحروا فإن في السحور بركة. 14 160 أنس بن مالك/ تسحروا فإن في السحور بركة. 7 578 أبو هريرة/ تسحروا فإن في السحور بركة. 3 518 -/ تسلبي ثلاث ثم اصنعي ما شئت. 14 339 أبو وهب الجشمي/ تسموا بأسماء الأنبياء ... وأحب الأسماء إلى الله.. 1 154 أبو هريرة/ تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي. 2 235 سعيد بن المسيب/ تسمون بأسماء فراعنتكم غيروا اسمه فسموه عبد الله 2 287 عبد الله/ تشهدان إني رسول الله؟ ... آمنت بالله ورسله ولو 6 41 -/ تُصَلِّي المُسْتَحَاضَةُ وَإِنْ قَطَرَ الدَّمُ عَلَى الحَصِيْرِ. 3 178 جابر/ تَضَايَقَ عَلَى صَاحِبِكُمُ القَبْرُ، وَضُمَّ ضَمَّةً لَوْ نجا منها 16 17 عبد الله بن يزيد/ تطالعت عليكم الدنيا -ثلاثا- أي أقبلت.. أنتم خير أم 12 420 ابن مسعود/ تطعم جائعا، وتسقي ظمآنا ... تأمر بالمعروف ... 7 325 عوف بن مالك/ تَعَافُوا الحُدُوْدَ بَيْنَكُم فَمَا بَلَغَنِي مِنْ حَدٍّ فقد وجب. 11 343 أبو أيوب/ تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة 4 390 أبو هريرة/ تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين ... 9 507 ابن عمر/ تَعْرِفُ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، فَإِنَّهُ طَلَّقَ امرأته وهي حائض

10 550 معبد بن كعب عن عمه/ تعلمن يا هؤلاء البذاذة من الإيمان. 11 264 ابن عمر/ تعلموا الشعر، فإن فيه حكما وأمثالا. 6 478 معاوية/ تَعَلَّمُوا القُرْآنَ، فَإِذَا عُلِّمْتُمُوْهُ فَلاَ تَغْلُوا فِيْهِ، ولا تجفوا 9 26 وائلة/ تغطية الرأس بالنهار رفعة، وبالليل ريبة. 9 399 سعد/ تَغَنَّوْا بِالقُرْآنِ، لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقرآن. 4 113 أبو هريرة/ تفتح أبواب الجنة كل اثنين وخميس وتعرض الأعمال 7 159 عروة/ تفتح الشام فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون. 2 223 سفيان بن أبي زهير/ تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن 9 20 عوف بن مالك/ تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ فِرْقَةً أَعْظَمُهَا فتنة على 2 535 أبو سعيد/ تَفْتَرَقُ أُمَّتِي فِرْقَتَيْنِ، فَتَمْرُقُ بَيْنَهُمَا مَارِقَةٌ فَتَقْتُلُهَا أولى 6 444 أبو سعيد/ تَفْتَرَقُ أُمَّتِي فِرْقَتَيْنِ، فَتَمْرُقُ بَيْنَهُمَا مَارِقَةٌ فَتَقْتُلُهَا أولى 9 339 عوف بن مالك/ تَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِضْعاً وَسَبْعِيْنَ فِرْقَةً شَرُّهَا قوم يقيسون. 14 54 أبو هريرة/ تفكعوا، وكلوا البطيخ، فإن حلاوته من الجنة. 5 341 عمرو بن تغلب/ تقاتلون قوما ينتعلون الشعر. 2 231 أبو قتادة/ تقتلك الفئة الباغية. 12 246 أبو سعيد/ تقتلك الفئة الباغية. 3 247 عمار/ تقتلك الفئة الباغية. 3 247 عثمان/ تقتلك الفئة الباغية. 3 247 عمرو بن ميمون/ تقتلك الفئة الباغية. 3 247 أبو قتادة/ تقتلك الفئة الباغية. 7 252 -/ تقتلك الفئة الباغية. 3 247 عمرو بن العاص/ تقتله الفئة الباغية. 3 247 عمرو بن حزم/ تقتله الفئة الباغية.

4 240 عبد الله بن عمر/ تقتله الفئة الباغية. 5 318 أبو سعيد/ تَقَدَّمُوا فَائْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُم مَنْ بَعْدَكُم لا يزال قوم 4 237 عبد الله بن عمرو/ تقرأ الكتابين، التوراة والفرقان. 9 24 عبد الله بن عمرو بن العاص/ التكبير في الفطر سبع في الأولى وخمس في الآخرة 14 44 عائشة/ تَلاَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الآية {هو الذي أنزل عليك 4 61 عبد الله بن سلام/ تلك الروضة روضة الإسلام وذلك العمود عمود 3 421 عمران بن حصين/ تلك سيدة نساء عالمها، وأنت نساء عالمك، أما 2 132 زيد بن سلام/ تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله ... 2 122 ابن أبزى/ تلك نائلة أيست أن تعبد ببلدكم هذا أبدا. 6 272 عمران بن حصين/ تَمتَّعنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ فَقَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ. 2 231 أبو سعيد/ تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين تقتلها أولى الطائفتين. 6 374 موسى بن جعفر/ تمسكوا ببقايا المصائب 3 374 ابن مسعود/ تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك. 4 61 -/ تموت وأنت متمسك بالعروة الوثقى. 2 521 الأسود بن قيس/ تناجيه فوالله ليقاتلنك وهو لك ظالم. 3 43 علي/ تناجيه! فوالله ليقاتلنك وهو لك ظالم. 3 330 سلمان/ تَنْزِلُ قَبْلَ الطَّعَامِ فِي الوُضُوْءِ، وَفِي الوُضُوْءِ بعده. 3 379 أبو ذر/ تَنْقَادُ لَهُمْ حَيْثُ قَادُوْكَ، حَتَّى تَلْقَانِي وَأَنْتَ على ذلك. 2 456 مرة البهزي/ تهيج فتنة كالصياصي، فهذا ومن معه على الحق. 7 326 جابر/ تولوا الكتاب فإنه أعظم للبركة وأنجح للحاجة. 4 281 عدي بن حاتم/ تُوْشِكُ الظَّعِيْنَةُ أَنْ تَرْتَحِلَ مِنَ الحِيْرَةِ بِغَيْرِ جوار حتى.. 7 63 معاذ/ توضأ وصل.... للناس -أو للمسلمين- عامة 7 100 عَائِشَةُ/ تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في بيتي، وفي يومي، وبين

3 59 عَائِشَةُ/ تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، وَفِي يَوْمِي وَلَيْلَتِي وَبَيْنَ 4 382 ابن عباس/ تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَأَنَا خَتِيْنٌ. 4 382 ابن عباس/ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ عشر. 15 8 أم عطية/ تُوُفِّيَت إِحْدَى بَنَاتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمرنا أن نغسلها. 1 266 عائشة/ توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة. 1 289 هشام عن أبيه/ توفيت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث 1 473 يزيد بن عبد الله/ تيب على أبي لبابه ... إن شئت حرف الثاء 2 98 -/ ثبت ملكه. 2 224 -/ ثبت ملكه ... يمزق ملكه. 3 333 أبو صالح/ ثكلت سلمان أمه، لقد اتسع مع العلم. 4 163 أبو هريرة/ ثكلتك أمك! أباهر. 9 304 أبو هريرة/ ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ: إِذَا حدث كذب، وإذا 6 133 عبد الله بن مسعود/ ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ: كَذُوْبٌ إذا حدث.... 9 304 أبو هريرة/ ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ: إِذَا حدث كذب، و5 125 أبو هريرة/ ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ: وَإِنْ صام وصلى وزعم أنه 6 133 أبو هريرة/ ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ: وَإِنْ صلى وصام وزعم أنه 13 74 أنس/ ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإيمان: أن يكون 5 247 عقبة بن عمرو/ ثَلاَثٌ هُنَّ سُحْتٌ: ثَمَنُ الكَلْبِ، وَمَهْرُ البَغِيِّ 4 163 أبو هريرة/ ثَلاَثٌ هُنَّ كُفْرٌ: النِّيَاحَةُ، وَشَقُّ الجَيْبِ، وَالطَّعْنُ في النسب. 10 200 عثمان بن طلحة/ ثَلاَثٌ يُصْفِيْنَ لَكَ وُدَّ أَخِيْكَ: تُسَلِّمُ عَلَيْهِ إذا لقيته 3 249 أنس/ ثلاث تشتاق إليهم الجنة: علي، وسلمان، وعمار

3 259 عمار/ ثلاث من كن فيه، فقد استكمل الإيمان "من كمال 6 384 أبو سعيد/ ثَلاَثَةٌ يَضْحَكُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: الرَّجُلُ إذا قام 2 236 أبو سعيد/ ثلاثين رجلا. 1 282 أنس/ ثم عرج به إلى السماء السابعة، ثم علا به فوق ذلك 1 278 ابن عباس وأبو حبة/ ثم خرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام. 7 192 سهل بن سعد/ ثنتان لا تردان أو قلما تردان: الدعاء عن النداء وعند 6 551 عبد الله بن مسعود/ الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة. حرف الجيم 1 259 ابن عباس/ جاء أبو سفيان إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستغيث من الجوع 2 511 عثمان بن أبي عثمان/ جاء أناس على علي فقالوا: أنت هو قال: من أنا قولوا 3 181 جابر/ جَاءَ جِبْرِيْلُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: من هذا العبد 4 265 -/ جَاءَ جِبْرِيْلُ بِوَرَقَةِ آسٍ عَلَيْهَا: لاَ إِلَهَ إلا الله، حب 7 421 عبد الله بن مسعود/ جاء حبر إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا محمد أو يا أبا القاسم 9 162 عائشة/ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عثمان بن مظعون وهو ميت فكشف 3 358 -/ جاءكم أبو طلحة وغرة الإسلام بعين عينيه. 1 201 -/ جاءني وأنا نائم بنمط من دياج فيه كتاب فقال: اقرأ 10 369 عمرو بن شعيب/ الجار أحق بسقب داره أو أرضه. 6 262 جَابِرٍ/ الجَارُ أَحَقُّ بِشُفْعَةِ جَارِهِ، يُنْتَظَرُ بِهَا وإن كان غائبا 6 617 جَابِرٍ/ الجَارُ أَحَقُّ بِشُفْعَةِ جَارِهِ، يُنْتَظَرُ بِهَا وإن كان غائبا 4 33 محمد بن سلمة/ جِبْرِيْلُ، وَقَالَ لِي: هَذَا مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ لم يسلم 1 410 سهل بن سعد/ جُرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رُباعيته، وهُشمت 4 129 علي بن أبي طالب/ جرير منا أهل البيت، ظهرا لبطن.

1 479 عبد الله بن شداد/ جَزَاكَ اللهُ خَيْراً مِنْ سَيِّدِ قَوْمٍ فَقَدْ أنجزت الله ما وعدته 3 176 عبد الله بن شداد/ جَزَاكَ اللهُ خَيْراً مِنْ سَيِّدِ قَوْمٍ فَقَدْ أنجزت الله ما وعدته 1 359 عروة بن الزبير/ جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المهاجرين يوم بدر: يا بني 1 374 ابن عباس/ جعل النبي صلى الله عليه وسلم فداء أهل الجاهلية يوم بدر أربع مائة. 7 81 ابن عباس/ جعل في قَبْرِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطيفة حمراء. 10 373 ابن عباس/ جَمَعَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الظهر والعصر وبين المغرب 1 415 عروة/ جميع من قتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد من قريش 9 569 عبادة بن الصامت/ الجَنَّةُ مائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مسيرة مائة عام 9 505 عبد الله بن قيس/ جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيتُهُمَا وَمَا فِيْهِمَا، وَجَنَّتَانِ من فضة 7 359 عبد الله بن قيس/ جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيتُهُمَا وَمَا فِيْهِمَا، وَجَنَّتَانِ من فضة 4 496 عبيد بن لاحق/ جندب وما جندب والأقطع الخير زيد 3 190 أنس/ الجنة "جزاء حماية رسول الله صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه". 2 51 عروة/ الجنة.. أخرجها من عسكرنا وارمها بالحصباء فإن الله. 5 90 عبد الله/ الجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُم مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، والنار مثل ذلك. 3 332 أنس/ الجَنَّةُ تَشْتَاقُ إِلَى ثَلاَثَةٍ: عَلِيٍّ وَعَمَّارٍ وَسَلْمَانَ. 5 116 أبو هريرة/ الجَنَّةُ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ. 9 569 أبو هريرة/ الجنة مائة درجة، وما بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مَسِيْرَةُ خَمْسِ مائَةِ عَامٍ. 10 57 أنس/ جَنَّةٌ وَاحِدَةٌ؟ إِنَّهَا جَنَّاتٌ كَثِيْرَةٌ، وَإِنَّهُ فِي الفردوس الأعلى 8 455 أبو هريرة/ الجِهَادُ وَاجِبٌ عَلَيْكُم مَعَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ، وإن هو عمل 10 77 عائشة/ جهادكن الحج. 1 385 علي/ جهز فاطمة في خميل، وقربة، ووسادة أدم حشوها إذخر. 5 49 شريح/ جيء بهم. 5 504 ابن عباس/ جِئْتُ أَنَا وَغُلاَمٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى حمار، فمررنا بين

2 221 وابصة الأسدي/ جئت تسألن عن البر والإثم حرف الحاء 5 308 ابن عباس/ الحال المرتحل..... صاحب القرآن يضرب في أوله حتى 12 489 أنس بن مالك/ حَائِطُ الجَنَّةِ تَجرِي فِيْهِ الأَنْهَارُ، وَتَنبُتُ فِيْهِ الأشجار والثمار. 3 534 أنس/ حب الأنصار التمر.. هو عبد الله. 9 476 أنس بن مالك/ حبب إليَّ من الدنيا النساء والطيب وجعل قرج عيني في 12 18 أنس بن مالك/ حبب إليَّ من الدنيا النساء والطيب وجعل قرج عيني في 1 68 -/ حبب إلي النساء والطيب. 2 282 -/ حبب إلي النساء والطيب. 12 18 -/ حبب إلي النساء والطيب. 7 186 -/ حبس أصلها، وسبل ثمرتها. 16 42 علي/ حَبَسُوْنَا عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى، صَلاَةِ العَصْرِ، مَلأَ الله 10 64 ابن عباس/ حَبِيْبُكَ حَبِيْبِي، وَحَبِيْبِي حَبِيْبُ اللهِ، وَعَدُوُّكَ عَدُوِّي 5 240 أم سلمة/ الحج جهاد كل ضعيف. 12 185 -/ الحج عرفة 11 368 أبو هريرة/ الحَجُّ المبرورُ لَيْسَ لَهُ جزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّة. 10 133 ابن عمر/ حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصم يوم عرفة، ومع 9 214 أنس بن مالك/ حجم أبو طيبة رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ له بصاع من تمر. 9 265 أنس بن مالك/ حجم أبو طيبة رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ له بصاع من تمر. 8 453 عبد الله بن عمرو/ حَجَّةٌ لِمَنْ لَمْ يَحُجَّ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ غزوات، وغزوة لمن 3 513 عائشة/ حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني. 9 329 ابن عباس/ حجي واشترطي، وقولي "أن" محلى حيث حبستني.

11 165 ابن عباس/ حجي واشترطي، وقولي "أن" محلى حيث حبستني. 4 288 جندب الخير/ حد الساحر ضربة بالسيف. 3 211 أبو هريرة/ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلاَمِ، فَإِنِّي قد 3 201 المسور بن مخرمة/ حدثني فصدقن، ووعدني فوفى لي. 6 504 -/ حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. 4 84 عمرو بن عنبسة/ حُرٌّ وَعَبْدٌ، انْطَلِقْ حَتَّى يُمَكِّنَ اللهُ لِرَسُوْلِهِ. 4 84 عمرو بن عنبسة/ حر وعبد ... إنك لا تستطيع ذاك يومك هذا. 6 52 جابر/ الحرب خدعة. 9 162 جابر/ الحرب خدعة. 8 123 جابر/ حزم هذا، وقوى هذا. 4 120 عائشة/ حَسَّانٌ حِجَازٌ بَيْنَ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُنَافِقِيْنَ لاَ يُحِبُّهُ منافق ... 2 387 أنس/ حسبك من نساء العالمين أربع. 3 413 أنس/ حسبك من نساء العالمين أربع. 3 413 أنس/ حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران وخديجة بنت 3 422 أنس/ حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ: مَرْيَمُ وَخَدِيْجَةُ وَآسِيَةُ بنت 10 422 أنس/ حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ: مَرْيَمُ وَخَدِيْجَةُ وَآسِيَةُ بنت 1 428 -/ حسبنا الله ونعم الوكيل. 12 457 شداد بن أوس/ حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيْلُ أَمَانُ كُلِّ خَائِفٍ. 10 552 عبد الله بن عمرو/ الحَسَدُ فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ فقام به، وأحل.. 4 335 المقدام بن معد يكرب/ حسن مني، والحسين من علي. 4 330 أبو سعيد/ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. 5 412 أبو سعيد/ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. 9 340 أبو سعيد/ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

4 330 علي/ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة 11 340 أبو سعيد الخدري/ الحسنة بعشر أمثالها. 14 445 البراء بن عازب/ حسنوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد.. 4 350 يعلى العامري/ حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ، مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ حسينا. 5 15 عبد الله/ حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقات ... 5 175 عائشة/ حضر رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، سعد بن معاذ 2 364 عائشة/ حضرت أبي وهو يموت فأخذته غشية. 1 206 طلحة بن عبيد الله/ حضرت سوق بصرى، فإذا راهب في صومعته يقول: 16 348 أنس/ حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات. 3 273 عبيد الله بن صخر/ حَفِظَكَ اللهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ ودرأ عنك شر. 2 222 حذيفة/ حفظه من حفظه. 2 404 الفضل/ الحق بعدي مع عمر حيث كان. 2 274 محمد بن إبراهيم/ حق لي وإنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين. 2 473 سعد/ الحق مع عمار ما لم تغلب عليه دلهة الكبر. 4 15 -/ حكيم أمتي عويمر. 12 126 النعمان بن بشير/ الحلاَلُ بَيِّنَ، وَالحَرَامُ بَيِّنَ، وَبَيْنَ ذَلِكَ مُشْتبهَات لا.... 6 439 النعمان بن بشير/ الحلال بين والحرام، وبينهما مشتبهات من تركهن 3 361 -/ حَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِقَّ رأسه فوزعه على الناس، ثم حلق 3 188 عتبة/ حليف القوم منهم. 9 511 أنس/ الحمد لله أحمده وأستعينه ... أي يوم أحرم ... وأي.. 2 399 أبو أروى السدوسي/ الحمد لله الذي أيدني بكما. 8 165 أبو أروى السدوسي/ الحمد لله الذي أيدني بكما. 3 109 عائشة/ الحَمْدُ لِلِّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَكَ.

4 285 أبو سعيد/ الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مَنْ أمرت أن أصبر نفسي 3 516 عبد الله بن زيد/ الحمد لله الذي ظفرك. 2 415 عمر/ الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام. 3 419 ثوبان/ الحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ. 4 199 المغيرة بن شعبة/ الحمد لله الذي هداك للإسلام. 3 272 معاذ/ الحَمْدُ للهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُوْلَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا يُرضي 3 94 زيد بن أبي أوفى/ الحمد لله الذي يهدي من الضلالة ... ما أخرتك 6 574 أبو أمامة/ الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا منه غير مكفى ولا 1 413 عروة/ حمل أبي بن خلف على النبي صلى الله عليه وسلم يريد قتله، فاستقبله ... 1 148 شعيب بن شعيب/ حُمل بِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عاشوراء المحرم، وولد يوم 8 26 عائشة/ الحمى من فيح جهمك فأبردوها بالماء. 8 118 -/ الحناء بعد النورة أمان من الجذام. 2 318 أنس/ حوضي كما بين صنعاء وأيلة وفيه من الأباريق عدد 2 269 ابن عمر/ الحياء من الإيمان. 6 278 أبو سعيد/ الحَيَّةَ، وَالعَقْرَبَ، وَالفُوَيْسِقَةَ، وَيَرْمِي الغُرَابَ وَلاَ يَقْتُلْهُ. حرف الخاء 3 476 عبد الله بن شداد/ الخاشعة المتضرعة. 3 226 عمر/ خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ سَلَّهُ اللهُ على المشركين. 3 228 أبو عبيدة/ خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ، نِعْمَ فَتَى العشيرة. 2 75 البراء/ الخالة بمنزلة الأم، أنت مني وأنا منك.. 3 137 محمد/ الخالة والدة. 1 150 أبو بكرة/ ختن جبريل رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا طهر قلبه.

11 263 أنس/ خَدَمْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سنين، فلم يقل لشيء 3 413 حذيفة/ خَدِيْجَةُ سَابِقَةُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ إِلَى الإِيْمَانِ بِاللهِ وبمحمد صلى الله عليه وسلم 4 223 عمرو/ خذ عليك ثيابك وسلاحك، ثم ائتني ... إني أريد 3 360 أنس/ خذ من عمك. 4 264 ابن عباس/ خذ القلم من أذنك. 4 166 أبو هريرة/ خذ يا أبا هريرة فأعطيهم ... بقيت أنا وأنت 4 265 أبو هريرة/ خذ حتى توافيني به في الجنة. 2 47 نصر الأسلمي/ خذ لنا من هناتك. 4 133 عبد الله بن السعدي/ خذ فتموله وتصدق به فما جاءك من هذه المال وأنت ... 3 313 سلمان الفارسي/ خذها فأدبها ما عليك ... خذها فإن الله سيؤدي بها عنك. 12 319 جابر/ خذها وأنا ابن العواتك. 2 212 -/ خذهن فجعلهن فِي مِزْوَدٍ، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُنَّ 4 185 -/ خذهن فجعلهن فِي مِزْوَدٍ، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُنَّ 2 203 جابر/ خذوا باسم الله. 6 446 عبد الله بن بسر/ خذوا بسم الله ... اللهم ارحمهم واغفر لهم. 3 270 عبد الله بن عمرو/ خُذُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ وأبي 2 199 جابر/ خذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي. 4 191 ابن عباس/ خُذُوْهَا يَا بَنِي طَلْحَةَ خَالِدَةً تَالِدَةً لاَ ينزعها منكم إلا ظالم. 2 447 -/ خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف. 3 527 -/ خذيها واشترطي. 1 168 أبو موسى الأشعري/ خرج أبو طالب إلى الشام ومعه محمد صلى الله عليه وسلم وأشياخ من 1 182 سعيد بن يزيد/ خرج أبي وورقة بن نوفة يطلبان الدين حتى مرا بالشام. 1 417 محمود بن لبيد/ خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أحد رُفع حُسيل بن جابر

4 177 أبو هريرة/ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خيبر، وقدمت المدينة مهاجرا. 1 422 جابر/ خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المشركين لقاتلهم، فقال لي: 1 444 المسور بن رفاعة/ خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سبع مائة أي إلى غزوة بني 1 437 عروة/ خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نفر من أصحابه إلى نبي 6 505 أبو قتادة/ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلاة الظهر أو العصر 1 464 أنس/ خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غداة باردة إلى الخندق 1 445 عاصم بن عمر/ خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبلغه أن بني المصطلق يجمعون له 8 415 عائشة/ خرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه مرطُ مرحل من شعر أسود فجاء.. 1 224 عمر/ خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته قد سبقني 1 162 حليمة بنت الحارث/ خرجت في نسوة نلتمس الرضعاء بمكة على أتان 1 159 ابن عباس/ خرجت من لدى آدم من نكاح غير سفاح. 1 159 علي بن طالب/ خرجت من نكاح، ولم أخرج من سفاح من لدن آدم 1 477 عائشة/ خرجت يوم الخندق أقفوا آثار الناس فسمعت وئيد 8 494 ابْنِ عُمَرَ/ خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُجَّاجاً، فَمَا أَحْلَلْنَا مِنْ شيء 9 560 معاذ بن جبل/ خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عام غزوة تبوك، فكان يجمع 2 498 أبو رافع/ خرجنا مع علي حين بَعَثَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برايته، فلما 8 210 أبو هريرة/ خَصْلَتَانِ لاَ تَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ، وفقه في 1 200 أنس بن مالك/ خضبني هؤلاء بالدماء وفعلوا وفعلوا ... نعم حسبي. 3 100 عبيد الله بن عتبة/ خَطَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لآل مظعون موضع دراهم اليوم بالمدينة. 2 414 معدان بن أبي طلحة/ خطب عمر يوم جمعة وذكر نبي الله وأبا بكر ثم قال 2 516 هبيرة بن يريم/ خطبنا الحسن بن علي فقال: لقد فارقكم بالأمس رجل 2 508 سعيد بن عمرو/ خطبنا علي فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعهد إلينا في 2 508 إبراهيم التميمي/ خطبنا علي فقال: من زعم أن عندنا شيئا نقرؤه إلا كتاب

3 536 -/ خَطَبَهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: إني امرأة مصبية فسكت عنها. 3 147 أنس/ خل يا عمر، فو أسرع فيهم من نضح النبل. 2 456 سفينة/ الخِلاَفَةُ بَعْدِي ثَلاَثُوْنَ سَنَةً ثُمَّ تَكُوْنُ مُلْكاً. 4 278 سفينة/ الخِلاَفَةُ بَعْدِي ثَلاَثُوْنَ سَنَةً ثُمَّ تَكُوْنُ مُلْكاً. 2 226 سفينة/ خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء. 2 456 أبو بكرة/ خلافة نبوة ثلاثون عاما ثم يؤتي الله الملك من يشاء. 7 182 أبو هريرة/ خلق الله -عز وجل- آدم على صورته طوله ستون ذراعا. 8 36 أنس/ خَلَقَ اللهُ الجَنَّةَ وَغَرَسَ أَشْجَارَهَا بِيَدِهِ، وَقَالَ لها: تكلمي 8 410 ابن عباس/ خُلِقَتْ هِيَ وَالإِنْسَانُ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَدُوٌّ لصاحبه. 1 321 ابن عباس/ خلوا سبيل الناقة، فإنما أنزل حيث أنزلني الله. 7 491 ابن عباس/ خمروا وجوه موتاكم، ولا تشبهوا باليهود. 6 354 ابن أبي أوفى/ الخوارج كلاب النار. 3 61 أبو هريرة/ خياركم خياركم لنسائي. 7 59 أبو هريرة/ خياركم محاسنكم قضاء. 1 376 معاذ بن رفاعة/ خيارنا. 4 519 عمر/ خَيْرُ التَّابِعِيْنَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أُوَيْسٌ، وَكَانَ به بياض. 6 179 -/ خير دور الأنصار دار بني النجار. 1 326 أبو حميد الساعدي/ خير دور الأنصار دار بني النجار. 3 216 الأوزاعي/ خير السودان أربعة لقمان والنجاشي وبلال ومهجع. 9 26 ابن عباس/ خير النبي صلى الله عليه وسلم أزواه فاخترنه، ولم يكن ذلك طلاقا. 4 78 سلمة بن الأكوع/ خَيْرُ فُرْسَانِنَا أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ بن الأكوع. 4 378 سلمة بن الأكوع/ خَيْرُ فُرْسَانِنَا أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ بن الأكوع. 6 489 أنس/ خير المجالس أوسعها.

10 431 أبو هريرة/ خير موضع في المسجد خلف الإمام. 3 379 أبو ذر/ خير موضع، فمن شاء أكثر، ومن شاء أقل 2 387 أنس/ خير نساء العالمين أربع. 3 421 أنس/ خير نساء العالمين أربع. 10 358 ابن عباس/ خَيْرُ نِسَاءِ العَالِمِيْنَ مَرْيَمُ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وخديجة 3 413 أَنَسٍ/ خَيْرُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ مَرْيَمُ، وَآسِيَةُ وَخَدِيْجَةُ بنت خويلد 7 327 أنس بن مالك/ خير نسائكم العفيفة الغلمة. 1 267 علي/ خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا مريم 3 411 علي/ خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا مريم 2 407 علي/ خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وخيرها بعد أبي بكر عمر. 2 362 علي/ خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وعمر. 11 272 -/ خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وعمر. 5 393 ابن عباس/ خير يوم يحتجم فيه سبع عشرة، وتسع عشرة وإحدى 2 321 ابن طاوس/ خيرت بين أن أبقى حتى أرى ما يفتح على أمتي وبين 3 61 أبو هريرة/ خيركم خيركم لأهلي من بعدي 10 222 أنس بن مالك/ خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ.... الذي لا أهل له 2 239 عمران بن حصين/ خيركم قرني، ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم، ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم ثُمَّ 12 67 عمران بن حصين/ خيركم قرني، ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم، ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم ثُمَّ 3 354 صهيب/ خيركم من أطعم الطعام. 6 455 عثمان/ خيركم من تعلم القرآن وعلمه. 12 218 علي/ خيركم من تعلم القرآن وعلمه. 14 188 غروة البارقي./ الخيل معقود بنواصيها الخير ... الأجر والمغنم إلى 6 595 ابن عمر./ الخيل معقود في نواصيها الخير.

10 207 ابن عمر/ الخيل معقود في نواصيها الخير. 11 274 ابن عمر/ الخيل معقود في نواصيها الخير. حرف الدال 5 501 أبو أمامة/ الدباغ طهور. 8 411 عائشة/ دباغها طهورها. 8 475 ابن عمر/ الدجاج غنم فقراء أمتي، والجمعة حجهم. 11 181 عائشة/ دَخَلَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ألعب بالبنات. 2 365 أبو جعفر الباقر/ دخل علي على أبي بكر بعدما سجى فقال: ما أحد ألقى 2 407 عائشة/ دخل ناس على أبي بكر في مرضه، فقالوا: يسعك أن 3 481 -/ دَخَلَتْ أُمُّ أَيْمَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقالت: سلام لا عليكم 5 332 أبو هريرة/ دخلت امرأة النار من جراء هرة لها أو هر ربطتها فلا 7 507 أنس/ دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ يَجْرِي، حَافَتَاهُ خيام اللؤلؤ 2 90 بريدة/ دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَاسْتَقْبَلَتْنِي جَارِيَةٌ شَابَّةٌ فَقُلْتُ: لِمَنْ أنت؟. 3 145 بريدة/ دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَاسْتَقْبَلَتْنِي جَارِيَةٌ شَابَّةٌ فَقُلْتُ: لِمَنْ أنت؟. 6 581 معاذ بن جبل/ دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَرَأَيتُ فِيْهَا قَصْراً فَقُلْتُ: لِمَنْ هذا؟ قال:.. 2 405 أنس/ دخلت الجنة فرأيت قصرا من ذهب فقلت: لمن هذا؟ 3 88 عائشة/ دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَرَأَيْتُ لِزَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نفيل دوحتين. 1 183 هشام/ دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَرَأَيْتُ لِزَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نفيل دوحتين. 3 533 أنس/ دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً بَيْنَ يَدَيَّ، فَإِذَا أنا 3 55 أبو أمامة/ دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشَفَةً فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قيل: بلال. 3 211 أنس/ دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خشفَةً فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قيل: بلال. 4 40 -/ دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ قِرَاءةً فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قيل: حارثة.

2 364 -/ دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه فسلمت عليه 1 363 الشعثاء/ دخلت على عبد الله بن أبي أوفى فرأيته صلى الفجر 2 512 عنترة/ دخلت على علي بالخورنق وعليه سمل قطيفة: فقلت 2 196 سراقة بن مالك/ دخلت العمرة في الحج هكذا مرتين لا بل لأبد الأبد. 7 596 -/ دَعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ. 12 283 واثلة بن الأسقع/ دَعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ. 4 327 الحسن/ دَعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ فإن الصدق طمأنينة 4 383 ابن عباس/ دَعَا لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحكمة مرتين. 12 544 عبد الله بن بر/ الدُّعَاءُ كُلُّهُ مَحْجُوبٌ حَتَّى يَكُونَ أَوَّلُهُ ثَنَاءً على الله. 3 437 أبو هريرة/ دعهم فإنهم بنو أرفدة. 3 497 ابن عباس/ دعهن يبكين ... ابكين، وإياكن ونعيق الشيطان. 3 59 أنس/ دعوا لي أصحاب فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد. 4 138 سعد مولى رسول الله/ دَعُوا صَفْوَانَ، فَإِنَّهُ خَبِيْثُ اللِّسَانِ طَيِّبُ القَلْبِ. 3 58 أبو هريرة/ دَعُوا لِي أَصْحَابِي أَوْ أُصَيْحَابِي، فَإِنَّ أَحَدَكُم لو أنفق 4 278 أنس/ دعوا أصحابي وأصهاري. 2 160 عبد الله بن مسعود/ دعوه إن يك فيك خير فسيلحقه الله بكم وإن يكن غير 3 374 ابن مسعود/ دَعُوْهُ إِنْ يَكُنْ فِيْهِ خَيْرٌ، فَسَيَلْحَقُكُم، وَإِنْ يكن غير ذلك 1 160 أبو أمامة/ دعوة إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أنه خرج منها. 1 160 بعض أصحاب النبي/ دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي حين 4 54 ابن عمر/ دعوها فإنها مأمورة. 3 175 رجل من الأنصار/ دعوها فغيرها من الشعراء أكذب. 2 34 سلمة/ دعوهم يكون لهم بدء الفجور وثناؤه. 2 35 سلمة/ دعوهم يكون لهم بدء الفجور وثناؤه.

9 162 عائشة/ دعيه فإنه لم يطعم ولا يضر بوله. 3 251 علي/ دم عمار ولحمه حرام على النار. 10 525 البراء/ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أهلها. 13 451 عائشة/ دونك فانتصري. 4 128 أنس بن مالك/ دونكها يا أبا عمرو فاجلس عليها ... إذا أتاكم كريم.. 1 203 -/ دين اصطفاه الله لنفسه وبعث به رسله فأدعوك إلى 9 521 أبو هريرة/ الدين النصيحة ... لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين. 6 116 أبو هريرة/ الدينار بالدينار، والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما. 6 116 أبو أسيد/ الدِّيْنَارُ بِالدِّيْنَارِ، وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ، وَصَاعُ حِنْطَةٍ بِصَاعِ.. حرف الذال 1 363 -/ ذاك أبو جهل بن هشام يعذب إلى يوم القيامة. 6 348 -/ ذاك بال الشيطان في أذنه. 4 385 -/ ذاك جبريل. 4 384 ابن عباس./ ذاك جبريل فهو الذي شغلني عنك. 4 384 موسى بن ميسرة/ ذَاكَ جِبْرِيْلُ لَقِيَنِي، لَنْ يَمُوْتَ ابْنُكَ حَتَّى يذهب بصره. 3 248 عمار/ ذاك الشيطان. 3 104 أم العلاء/ ذاك عمله. 4 81 أنس بن مالك/ ذاك لهم ما شاء الله على ذلك يقولون له فإنكم سترون. 2 322 عائشة/ ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك.. 1 149 أبو قتادة الأنصاري/ ذاك يوم ولدت فيه أوحي إلي. 8 5 أبو هريرة/ ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عَمَّنِ اعْتَمَرَ مَعَهُ مِنْ نِسَائِهِ فِي حَجَّةِ 16 369 أسماء/ ذَبَحنَا فَرساً عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأكلنا لحمه.

6 114 جابر/ ذبحنا يوم خيبر الخيل. 6 58 أبو هريرة/ ذَرُوْنِي مَا تَرَكْتُكُم فَإِنَّمَا هَلَكَ الَّذِيْنَ مِنْ قبلكم بكثرة 11 330 أبو هريرة/ ذَرُوْنِي مَا تَرَكْتُكُم فَإِنَّمَا هَلَكَ الَّذِيْنَ مِنْ قبلكم بكثرة 11 476 أبو سعيد/ ذكر رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلاَءً يُصِيب هَذِهِ الأُمَّة حَتَّى لاَ يجد ... 3 386 -/ ذكرت أمه.. إنك امرؤ فيه جاهلية. 1 369 -/ ذلك ضرب الملائكة. 4 340 أبو رافع/ ذلك كفل الشيطان. 7 492 أبو بكر/ ذَنْبَانِ يُعَجَّلاَنِ، وَلاَ يُغْفَرَانِ: البَغْيُ وَقَطِيْعَةُ الرَّحِمِ. 12 265 ابن مسعود/ ذَهَابُ البَصَرِ مَغْفِرَةٌ لِلْذُّنُوبِ، وَذَهَابُ السَّمْعِ مَغْفِرَةٌ.... 6 311 عبادة بن الصامت/ الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ مِثْلاً بِمِثْلٍ، يَداً بِيَدٍ، وَالشَّعِيْرُ بالشعير 14 342 عبادة بن الصامت/ الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ مِثْلاً بِمِثْلٍ، يَداً بِيَدٍ، وَالشَّعِيْرُ بالشعير 5 271 عبادة بن الصامت/ الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير ... 5 270 أبو سعيد الخدري/ الذهب بالذهب، والفضة بالفضة وزنا بوزن. 7 430 أبو هريرة وأبو سعيد/ الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَزْناً بِوَزْنٍ، مِثْلاً بِمِثْلٍ، مَنْ زاد.. 3 337 أبو وائل/ ذَهَبْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي إِلَى سَلْمَانَ، فَقَالَ: لولا أن ... 3 104 أبو النضر/ ذهبت ولم تلبس منها بشيء. حرف الراء 1 350 ابن عباس وعروة/ رأت عاتكة بنت عبد المطلب فيما يرى النائم قبل مقدم 13 272 عبد الله بن عمرو/ الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض 6 114 جابر/ رَأَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً أعجبته، فأتى أهله زينب. 1 276 عبد الله/ رَأَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جبريل عليه حلة من رفرف قد 10 352 عباس مولى ابن هشام/ رَأَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نخامة في المسجد، فحكه ثم لطخه

1 275 عبد الله بن مسعود/ رأى رفرفا أخضر قد ملأ الأفق. 1 396 أبو موسى/ رأيت أني قد هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو ما 1 275 عبد الله بن مسعود/ رأيت جبريل عند سدرة، عليه ست مائة جناح، ينفض 4 39 حارثه بن النعمان/ رأيت جبريل من الدهر مرتين. 3 135 ابن عباس/ رَأَيْتُ جَعْفَرَ بنَ أَبِي طَالِبٍ مَلَكاً فِي الجنة، مضرجة 3 136 أبو هريرة/ رأيت جعفر له جناحان في الجنة. 4 329 ابن الزبير/ رَأَيْتُ الحَسَنَ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وهو ساجد يركب على 4 64 خرشة بن البحر/ رأيت خيرا أما المنهج العظيم فالمحشر، وأن الطريق التي 2 225 أنس/ رأيت ذات ليلة كأنا في دار عقبة بن نافع 13 288 أبو رزين/ رأيت رَبِّي بِمِنَىً عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ، عَلَيْهِ جُبَّة. 2 451 أبو سعيد/ رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رافعا يديه يدعو لعثمان. 1 164 أبو الطفيل/ رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقبلت إليه امرأة حتى دنت منه 7 89 أنس/ رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والحلاق يحلقه، وقد اجتمع 1 206 عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ/ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلاَّ خَمْسَةُ أعبد وامرأتان 3 260 عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ/ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلاَّ خَمْسَةُ أعبد وامرأتان 9 124 عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ/ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلاَّ خَمْسَةُ أعبد وامرأتان 10 502 عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ/ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلاَّ خَمْسَةُ أعبد وامرأتان 7 552 مالك بن الحويرث/ رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرفع يديه في صلاته إذا ركع 4 449 قدامة بن عَبْدِ اللهِ/ رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرمي الجمرة على ناقة صهباء 9 544 ابْنِ عَبَّاسٍ/ رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسجد على ثوبه. 6 263 عبد الله بن عمرو/ رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعقد التسبيح بيمينه. 13 170 أنس/ رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح على الجوربين عليهما النعلان. 4 335 معاوية/ رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمص لسانه أو شفته.

1 410 سهل/ رَأَيتُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أحد يوم أحد أصيبت رباعيته وهشمت 3 225 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَزْهَرَ/ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَتَخَلَّلُ الناس يسأل عن 6 561 الهرماس بن زياد/ رَأَيتُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ العيد الأضحى يخطب على 11 111 الهرماس بن زياد/ رَأَيتُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ العيد الأضحى يخطب على 16 111 عمرو بن حريث/ رأيت عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمامة سوداء. 1 262 حبة العُرني/ رأيت عليا ضحك على المنبر حتى بدت نواجذه ثم ذكر 1 263 حبة العُرني/ رأيت عليا ضحك على المنبر حتى بدت نواجذه ثم ذكر 2 512 جرموز/ رأيت عليا وهو يخرج من القصر وعليه إزار إلى نصف 7 142 عبد الله بن عمرو/ رَأَيْتُ عَمُوْدَ الكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فأتبعته 1 247 ابن مسعود/ رأيت القمر منشقا شقتين بمكة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم 1 194 عروة/ رأيت لورق جنة أو جنتين. 1 282 ابن عباس/ رأيت ليلة أسري بي موسى عليه السلام رجلا طوالا 4 384 ابن عباس/ رأيت من يناجيني؟.... أما إنه سيذهب بصرك. 4 373 ابن عباس/ رأيت الملائكة تغسلهما. 1 211 ربيعة بن عبادة الدؤلي/ رأيت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُوْقِ ذِي المجاز يتبع الناس في منازلهم ... 9 369 أبو هريرة/ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَامِلَ الحسين على عاتقة ولعابه يسيل عليه. 6 17 الحارث بن حسان/ رَأَيْتُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المِنْبَرِ، وبلال قائم متقلد سيفا. 6 513 عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ/ رَأَيتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم يتختم في يمينه. 6 399 قدامة الكلابي/ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخطُبُ بعرفه. 8 203 عمرو بن حريث/ رأيت النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نعلين مخصوفين. 15 127 أبو قتادة الأنصاري/ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس وإمامة بنت أبي العاص 4 449 الهرماس بن زياد/ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم النحر يخطب على ناقته العضباء. 1 403 قيس بن أبي حازم/ رأيت يد طلحة شلاء وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعني يوم أحد.

1 289 عائشة/ رأيتك في المنام مرتين أرى أن رجلا يحملك في سرقة 1 283 أنس بن مالك/ رأيتني في جماعة في الأنبياء فإذا موسى يصلي وذكر. 6 337 جبير/ رأيتني في درع حصينة فأولتها المدينة. 1 194 عائشة/ رأيته في المنام عليه ثياب بيض ولو كان أهل النار 10 260 ابن عباس/ رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُوْلُ اللهُ تَعَالَى: وَمَا تريد أن أصنع بأمتك. 3 326 سلمان/ رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، ثُمَّ يَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُوْدِ. 11 129 -/ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ منه. 7 378 أبو هريرة/ رُبَّ يَمِيْنٍ لاَ تَصْعَدُ إِلَى اللهِ عَزَّ وجل في هذه البقعة. 3 310 سلمان/ رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات 3 310 سلمان/ رباط يوم وليلة كصيام شهر وقيامه ومن مات 3 353 ابن المسيب/ ربح البيع أبا يحيى. 3 352 أبو عثمان/ ربح صهيب! ربح صهيب. 14 43 أنس/ ربع القرآن تزوج تزوج. 8 192 أبو سعيد الخدري/ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ أهل الثناء.. 7 413 أبو هريرة/ الرَّجُلُ عَلَى دِيْنِ خَلِيْلِهِ، فَلْينْظُرْ أَحَدُكُم مَنْ يخالط. 4 496 عبيد بن لاحق/ رَجُلاَنِ فِي الأُمَّةِ يَضْرِبُ أَحَدُهُمَا ضَرْبَةً تُفَرِّقُ بين الحق 2 505 علي/ رحم الله أبا بكر زوجني ابنته وحملني إلى دار الهجرة 2 510 علي/ رحم الله أبا بكر زوجني ابنته وحملني إلى دار الهجرة 11 491 علي/ رحم الله أبا بكر زوجني ابنته وحملني إلى دار الهجرة 3 374 ابن مسعود/ رَحِمَ اللهُ أَبَا ذَرٍّ، يَمْشِي وَحْدَهُ، وَيَمُوْتُ وحده، ويبعث 3 146 أنس/ رَحِمَ اللهُ ابْنَ رَوَاحَةَ، إِنَّهُ يُحِبُّ المَجَالِسَ التي تتباهى بها.. 5 341 الحسن/ رَحِمَ اللهُ عَبْداً تَكَلَّمَ فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ فسلم. 7 193 أبو هريرة/ رَحِمَ اللهُ عَبْداً كَانَتْ عِنْدَهُ لأَخِيْهِ مَظْلَمَةٌ في نفس أو مال

2 452 علي/ رحم الله عثمان تستحييه الملائكة. 11 491 علي/ رَحِمَ اللهُ عُمَرَ، يَقُوْلُ الحَقَّ وَإِنْ كَانَ مرا، تركه الحق 4 222 علقم بن رمثة/ رحم الله عمرا ... رحم الله عمرا.. عمرو بن.. 8 34 ابن عباس/ رحمك الله. 4 301 زينب بنت أبي سلمة/ رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت. 7 462 ابْنِ عَبَّاسٍ/ رَخَّصَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دم الحبون. 3 101 سعد/ رَدَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عثمان بن مظعون التبتل 3 69 سعد/ رَدَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمير بن أبي وقاص عن بدر 4 283 عروة/ رَدَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفرا يوم أحد استصغرهم، منهم: 1 347 ابن عباس/ رَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب على النكاح الأول، لم يُحدث 3 202 ابن عباس/ رَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب على النكاح الأول، لم يُحدث 4 284 أبو سعيد/ رده. 2 296 عائشة/ ردوا هذه الخميصة على أبي جهم، فإني نظرت إلى 1 465 جابر/ رشوا عليها. 3 366 حاطب/ رضي الله عنك. 11 91 عبد الله بن عمر/ رِضَى اللهِ فِي رِضَى الوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ في سخط الوالد. 3 293 عمرو بن حريث/ رَضِيْتُ لأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عبد. 10 359 عائشة/ رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ. 10 359 ابن عباس/ رفع القلم عن ثلاثة. 1 414 أبو طلحة/ رفعتُ رأسي يوم أحد، فجعلت أنظر، وما منهم أحد 2 328 عائشة/ الرفيق الأعلى. 3 439 عائشة/ الرفيق الأعلى. 7 262 ابن عمر/ رَقِيْتُ فَوْقَ بَيْتِ حَفْصَةَ فَإِذَا أَنَا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جالس على

8 445 أبو هريرة/ الركن يمان. 3 176 جابر/ رُمِيَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ يَوْمَ الأَحْزَابِ، فَقَطَعُوا أكحله. 3 174 عائشة/ رمى سعدا رجل من قريش يقال به: حبان بن العرقة 1 272 أبو سلمة/ رؤي عبادة بن الصامت على حائط بيت المقدس يبكي 13 485 أبو رزين العقيلي/ الرُّؤيَا جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِيْنَ –أَوْ سِتَّة وَأَرْبَعِيْنَ- جزاء من 5 169 أبو قتادة/ الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رأى أحدكم 13 429 أنس/ رويدا يا أنجشة سوقك بالقوارير. حرف الزاي 3 146 عبد الرحمن بن أبي ليلى/ زَادَكَ اللهُ حِرْصاً عَلَى طَوَاعِيَةِ اللهِ وَرَسُوْلِهِ. 6 379 أبو بكرة/ زادك الله حرصا ولا تعد. 7 364 أنس/ الزَّبَانِيَةُ أَسْرَعُ إِلَى فَسَقَةِ القُرْآنِ مِنْهُم، إِلَى عبدة الأوثان.. 3 36 جابر/ الزبير ابن عمتي، وحواريي من أمتي. 7 325 أبو أمامة/ الزعيم غارم. 3 412 عائشة/ زملوني ... ما لي يا خديجة ... قد خشيت على نفسي. 3 198 جابر/ زملوهم بجراحهم، فأنا شهيد عليهم. 1 409 -/ زملوهم بدمائهم فإنه ليس أحد يكلم في الله إلا وهو. 6 314 ابن عمر/ الزنى يورث الفقر. 1 424 أبو برذة/ زوجني ابنتك.... لست أريده لنفسي لجليبيب.. 2 82 الحكم/ زيد بن حارثة أمير الناس فإن قتل زيد فجعفر بن أبي طالب. 1 65 -/ زينوا القرآن بأصواتكم. 5 19 -/ زينوا القرآن بأصواتكم. 10 272 -/ زينوا القرآن بأصواتكم.

14 445 البراء بن عازب/ زينوا القرآن بأصواتكم. حرف السين 3 386 رجل/ ساببت فلانا؟ ... ذكرت أمه؟ ... إنك امرؤ فيه جاهلية. 3 215 عبد الرحمن بن يزيد/ سادة السودان: لقمان والنجاشي وبلال ومهجع. 7 192 سهل/ سَاعَتَانِ تُفْتَحُ فِيْهِمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، قَلَّمَا تُرَدُّ فيهما دعوة. 1 250 ابن عباس/ سأل أهل مكة رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يجعل لهم الصفا ذهبا ... 1 376 معاذ بن رافع/ سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم كيف أهل بدر فيكم؟ قال: 3 134 ثابت/ سَأَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ جعفر، فقال رجل رأيته حين ... 1 263 أبو سعيد بن نافع/ سألت ابن عمر: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أحببت} 15 354 أبو مسلمة/ سَأَلت أَنَس بن مَالِكٍ: أَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَفْتِحُ ... 6 114 أبو الزبير/ سألت جابرا عن ثمن الكلب والسنور؟ قال: زجر النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 2 236 سَعْدِ بنِ أَبِي وقاص/ سألت ربي ثلاثة: أن لا يهلك أمتي بالغرق 1 275 أبو إسحاق الشيباني/ سألت زر بن حُبيش عن قوله تعالى: {فكان قوب 2 456 أبو بكر العدوي/ سألت عائشة: هل عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أحد من 10 66 الشيباني/ سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي أَوْفَى: رَجَمَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نعم ... 1 251 عروة/ سألت عبد الله بن عمرو قلت: حدثني بأشد شيء 7 145 أبو جحيفة/ سألت عليا رضي الله عنه هل عندكم شيء ما ليس في ... 1 228 ابن عباس/ سألت عمر: لأي شيء سميت الفاروق؟ فقال: أسلم 1 243 معن/ سألت مسروقا: من آذن النبي صلى الله عليه وسلم استمعوا القرآن؟ 1 275 الشيباني/ سألته عن قوله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيات ربه الكبرى} 1 425 مسروق/ سألنا عبد الله بن مسعود عن قوله تعالى: {ولا تحسبن 11 255 عبد الله بن مسعود/ سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.

7 466 أبو أمامة/ السابق أَرْبَعَةٌ: أَنَا سَابِقُ العَرَبِ، وَبِلاَلٌ سَابِقُ الحَبَشَةِ. 3 212 أنس/ السابق أَرْبَعَةٌ: أَنَا سَابِقُ العَرَبِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ الفُرْسِ 8 118 علي الرضى/ السَّبْتُ لَنَا، وَالأَحَدُ لِشِيْعَتِنَا، وَالاثْنَيْنُ لِبَنِي أُمَيَّةَ 1 477 جابر/ سبحان الله ... الله أكبر الله أكبر.... عَجَبت لهذا العبد 3 173 جابر/ سبحان الله ... الله أكبر الله أكبر.... عَجَبت لهذا العبد 3 507 جويرية/ سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، سُبْحَانَ الله زنة 3 142 أبو فزارة/ سبع مائة ... أما إنه لو كان لي لأعتقته. 15 290 أبو سعيد/ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظل إلا ظله إمام عادل 15 290 أبو هريرة/ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظل إلا ظله إمام عادل 2 407 علي/ سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر، وثَلَّثَ عمر. 4 170 زيد بن ثابت/ سبقكما بها الغلام الدوسي. 7 381 أم سلمة/ ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برى ومن. 4 57 أسيد بن حضير/ ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض. 3 17 معاذ بن جبل/ سَتُهَاجِرُوْنَ إِلَى الشَّامِ فَيُفْتَحُ لَكُم، وَيَكُوْنُ فِيْهِ داء 3 278 معاذ بن جبل/ سَتُهَاجِرُوْنَ إِلَى الشَّامِ فَيُفْتَحُ لَكُم، وَيَكُوْنُ فِيْهِ داء 11 394 الوليد بن مسلم/ سددوا وقاربوا وخير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ 3 68 سعد/ سَعْدُ بنُ مَالِكِ بنِ وُهَيْبِ بنِ عَبْدِ مناف بن زهرة من قال 7 191 أبو هريرة/ السفر قطع من العذاب ... يمنع أحدكم نومه وطعامه. 3 306 عمر/ سل تعطه من سره أن يقول القرآن رطبا كما أنزل 4 423 عمر بن أبي سلمة/ سل هذه "لأم سلمة"..... أما والله إني لأتقاكم لله. 2 190 البراء/ السلام على همدان السلام على همدان. 2 254 حرب بن سريج/ السلام عليك. 7 498 فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ/ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ، اللَّهُمَّ اغفر لي ذنوبي.

4 454 ابن عمر/ السلام عليك يا ابن ذي الخباصين. 1 426 أبو هريرة/ السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. 3 331 الحسن/ سلمان سابق الفرس. 3 331 كثير بن عبد الله/ سلمان منا آل البيت. 3 331 عمرو بن عوف/ سلمان منا أهل البيت. 3 347 أنس/ سلوني ... أبوك حذافة. 2 218 ابن عباس/ سلوا ما شئتم ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما أخذ يعقوب 9 524 عائشة/ سلوه لأي شيء يصنع ذلك ... أخبروه أن الله يحبه. 6 96 جابر/ سم ابنك عبد الرحمن. 2 43 أبو هريرة/ سمع الله لمن حمده ... اللهم نج الوليد بن الوليد 6 449 ابن عمر/ سمع سامع بحمد الله ونعمته علينا وحسن بلائه علينا. 1 359 قيس بن عباد/ سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقسم قسما {هذان 9 158 عروة/ سَمِعْتُ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ، وَسُئِلَ: كَيْفَ كَانَ يسير رسول.... 4 258 معاوية/ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن هذه القصة. 9 21 أم الطفيل/ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ فِي صُوْرَةِ كَذَا. 9 22 أم الطفيل/ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ فِي صُوْرَةِ كَذَا. 1 296 أبو عيسى بن خير/ سمعت قريش قائلا يقول في الليل على أبي قبيس: 5 186 خيثمة/ سمه عبد الرحمن. 6 103 عمر/ سَمَّيْتُمُوْهُ بَأْسْمَاءِ فَرَاعِنَتِكُم، لَيَكُوْنَنَّ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ رجل 5 237 عبد الرحمن بن عوف/ سُنوا بهم سنة أهل الكتاب. 6 370 عبد الرحمن بن عوف/ سُنوا بهم سنة أهل الكتاب. 3 124 -/ سهل أمركم. 2 178 جابر/ سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا.

3 62 عائشة/ سيحفظني فيكن الصابرون الصادقون. 3 112 جابر/ سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب. 3 112 جابر/ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جائر، فأمره ... 3 414 ابن عباس/ سيدات نساء أهل الجنة أربع. 1 337 -/ سيروا وأبشروا، فإن ربي قد وعدني إحدى الطائفتين ... 16 161 ابن عباس/ سيكون أقوام يخضبون بالسواد كحواصل الحمام ... 5 327 عبادة بن الصامت/ سَيَكُوْنُ فِي أُمَّتِي رَجُلاَنِ: أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ وهب ... 6 104 -/ سَيَكُوْنُ فِي الأُمَّةِ فِرْعُوْنُ يُقَالُ لَهُ: الوَلِيْدُ. 11 227 صفوان بن عسال/ سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعل للمسافر ثلاث أيام ولياليهن.. 3 344 مسعود/ سيلي أموركم بعدي رجال يطفئون السنة ويعملون ... 3 344 عبادة/ سَيَلِي أُمُوْرَكُمْ بَعْدِي رِجَالٌ يُعَرِّفُوْنَكُمْ مَا تُنْكِرُوْنَ.... 5 58 -/ سيولك لَكَ بَعْدِي غُلاَمٌ، فَقَدْ نَحَلْتُهُ اسْمِي وَكُنْيَتِي ... حرف الشين 1 340 -/ شاهت الوجوه.. شدوا عليهم ... 2 135 إياس بن سلمة/ شاهت الوجوه. 2 135 أبو عبد الرحمن الفهري/ شاهت الوجوه. 3 445 عائشة/ الشجرة التي لم يؤكل منها. 3 213 -/ الشركة يا أبا بكر. 1 270 أم هانئ/ شعرت أني نمت الليلة في المسجد الحرام فأتى جبريل ... 1 467 علي/ شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غربت الشمس ملأ ... 8 510 علي/ شَغَلُوْنَا عَنِ الصَّلاَةِ الوُسْطَى، مَلأَ اللهُ قُبُوْرَهُم وبيوتهم ... 12 61 ابن عباس/ الشِّفَاءُ فِي ثَلاَث: شُرْبَة عَسَل، وَشَرْطَة مِحْجَم....

7 585 ابن عباس/ شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... 1 411 رَجُلٌ من المهاجرين/ شهدت أحدا فنظرت إلى النبل يأتي من كل ناحية ... 1 426 رجل من الصحابة/ شهدت أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأخ لي، فرجعنا ... 9 524 عبد الرحمن/ شهدت حلف المطيبين مع عمومتي، وأنا غلام ... 3 244 النعمان بن مقرن/ شَهِدْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا لم يقاتل أول النهار ... 5 474 حبيب بن مسلمة/ شَهِدْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفل في البداءة الربع، وفي ... 9 523 -/ شهدت وأنا غلاما مع عمومتي حلف المطيبين فما ... 4 354 أم سلمى/ شهدت قتل الحسين آنفا. 1 353 ابن مسعود/ شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه كان أحب.... 4 295 حبيب بن مسلمة/ شهدت النبي نفل الثلث. 2 90 خالد بن سلمة/ شوق الحبيب إلى حبيبه. 3 145 خالد بن سلمة/ شوق الحبيب إلى حبيبه. 8 169 عبد الله بن عمر/ الشؤم في الفرس، والمرأة والدار. 2 283 -/ شيبتني هود وأخواتها. 10 437 عمران بن حصين/ شيبتني هود وأخواتها. 2 284 ابن عباس/ شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون.... 12 397 ابن عباس/ شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون.... حرف الصاد 5 308 ابن عباس/ صَاحِبُ القُرْآنِ: يَضْرِبُ فِي أَوَّلِهِ حَتَّى يَبْلُغَ آخره، وفي ... 3 247 عثمان/ صبرا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة. 3 350 صهيب/ صَحِبْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يوحى إليه. 3 169 سهل/ صحيفة سعد تدور معي إذا درت إليك.

4 334 بريدة/ صدق الله: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة} رأيت هذين ... 4 82 أنس/ صدق عمر. 2 151 بُجير بن زهير/ صدق وإنه لكذوب ... أجل لم يلف عليه أباه ولا أمه. 1 356 ابن عباس/ صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة. 11 514 سمان بن عامر/ صَدَقَتُك عَلَى المِسْكِيْن صَدَقَةٌ، وَصَدَقَتُك عَلَى ذِي.... 2 60 زيد بن خالد الجهمني/ صلوا على صاحبكم ... إن صاحبكم غلَّ في سبيل الله. 5 287 الحسن بن علي/ صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا.... 2 502 البراء/ الصلاة جامعة ... ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ... 10 448 أبو هريرة/ صَلاَةُ الجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ أَحَدِكُمْ بِخَمْسٍ وعشرين ... 9 357 أبو سعيد الخدري/ صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة. 12 509 ابن عمر/ صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفد بسبع وعشرين درجة. 9 357 -/ صَلاَةُ الجَمِيْعِ تَفْضُلُ عَلَى صَلاَةِ الفَذِّ إِحْدَى وعشرين درجة. 4 255 أبو محذورة/ الصلاة خير من النوم. 5 493 عبد الله بن عمرو/ صلاة الرجل قاعدا نصف الصلاة. 6 523 أبي بن كعب/ صلاة الرجل مع الرجلين خير من صلاة الرجل مع.... 14 227 -/ صَلاَةٌ فِي أَثَرِ صَلاَةٍ كِتَابٌ فِي عِلِّيينَ. 9 357 أبو سعيد الخدري/ الصلاة في جماعة تعدل خمسا وعشرين صلاة ... 9 357 ابن عمر/ الصلاة في جماعة تعدل خمسا وعشرين صلاة فإذا ... 16 199 جابر/ صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فيما سواه إلا ... 4 97 الأرقم/ صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه إلا ... 1 330 أبو هريرة/ صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه ... 1 330 سعد بن أبي وقاص/ صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما ... 1 330 ابن عمر/ صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه ...

1 330 جبير بن مطعم/ صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه ... 1 330 جابر بن عبد الله/ صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه ... 1 330 عبد الله بن الزبير/ صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه ... 8 17 أبو هريرة/ صلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا كَأَلْفِ صَلاَةٍ فِيْمَا سواه إلا ... 12 41 أبو هريرة/ صلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا كَأَلْفِ صَلاَةٍ فِيْمَا سواه إلا ... 5 493 عمرو بن شعيب/ صَلاَةُ القَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاَةِ القَائِمِ. 8 98 ابن عمر/ صَلاَةُ المَغْرِبِ وِتْرُ النَّهَارِ، فَأَوْتِرُوا صَلاَةَ اللَّيْلِ. 2 327 أنس/ الصلاة وما ملكت أيمانكم. 12 440 أبو هريرة/ الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارات ... 3 426 أنس/ الصلاة يا أهل بيت محمد. 7 238 -/ صَلَّى ابْنُ عُمَرَ مَحْلُوْلَ الأَزْرَارِ، وَقَالَ: رَأَيْتُ نبي الله ... 8 110 ثابت/ صَلَّى بِنَا أَنَسُ بنُ مَالِكٍ صَلاَةً، فَأَوْجَزَ فيها فقال: ... 10 213 عبد الله / صَلَّى بِنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةٌ زاد فيها أو نقص ... 7 454 جابر / صَلَّى بِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبجبار بن صخر فأقامنا خلفه. 8 478 ابن عباس / صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظهر والعصر جميعا والمغرب ... 7 117 بلال / صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في البيت. 9 69 بلال/ صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في البيت. 16 97 أنس/ صَلَّيْت أَنَا وَيَتيم كَانَ عِنْدَنَا خلف رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم وأم ... 4 383 ابن عباس/ صَلَّيْتُ خَلفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من آخر الليل، فجعلني حذاءه ... 6 613 أنس بن مالك/ صَلَّيْتُ خَلفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وعثمان فلم ... 1 268 شداد بن أوس/ صليت لأصحابي صلاة العتمة بمكة مُعْتماً فأتاني جبريل.. 8 45 أنس/ صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم ...

5 68 عبد الله بن عمرو/ صم من الشهر ثلاثة أيام ... صم يوما وأفطر يوما ... 4 236 عبد الله بن عمرو/ صُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْماً، صَوْمَ أَخِي دَاوُدَ عليه السلام. 1 42 -/ صُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْماً صَوْمَ أَخِي دَاوُدَ -عليه السلام. 7 382 عبد الله بن عمرو/ صم يوما ولك أجر ما بقي ... صم أربعة أيام ولك ... 2 238 أبو هريرة/ صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب.... 8 310 أبو هريرة/ الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وأكله وشربه.... 6 498 عمير/ صوم يوم عرفة. 3 350 الحسن/ صهيب سابق الروم. 3 357 أنس/ صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فئة. 3 359 -/ صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فئة. 13 382 أبو هريرة/ الصوم جنة. 16 211 أبو هريرة/ الصوم جنة. 12 476 أبو هريرة/ صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَصَوْمُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كل شهر، صوم.... 6 498 عمير/ صوم يوم عرفة. 7 237 أبو هريرة/ صوموا تصحوا، وسافروا تصحوا، وأغزوا تغنموا. 12 128 أبو هريرة/ الصيام جنة. 3 16 أبو عبيدة/ الصيام جنة ما لم يخرقها. 9 439 عبد الله بن عمرو/ الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة. 11 266 عبد الله بن عمرو/ الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة. 11 266 عبد الله بن عمرو/ الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام.... 9 73 أبو قتادة/ صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله. 2 207 أبو سعيد/ صيد قوم وربيطة قوم ... لو تعلم البهائم من الموت ...

حرف الضاد 14 332 أبو رزين/ ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره. 6 480 أنس بن مالك/ ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين يسمي ... 6 468 علي/ ضَرَبَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين، وضرب أبو بكر أربعين.. 1 481 ابن عمر/ ضم سعد في قبره ضمة، فدعوت الله أن يكشف عنه. 3 183 ابن عمر/ ضم سعد في قبره ضمة، فدعوت الله أن يكشف عنه. حرف الطاء 9 384 ابن عباس/ طاف النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الوداع على بعير يستلم الركن. 10 411 ابن عمر/ طعام البخيل داء، وطعام السخي شفاء. 12 465 أنس/ طلب العلم فريضة على كل مسلم. 3 22 معاوية/ طلحة ممن قضى نحبه. 3 40 -/ طلحة والزبير جاراي في الجنة. 3 23 علي/ طلحة والزبير جاراي في الجنة. 3 502 -/ طَلَّقَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العالية بنت ظبيان فنكحها ابن عم.. 7 6 عائشة/ طهور كل أديم دباغه. 8 411 عائشة/ طهور كل أديم دباغه. 8 262 عطاء/ طَوَافُكِ بِالبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ يَكْفِيْكِ لِحَجِّكِ وعمرتك. 6 187 عائشة/ طُوْبَاكَ يَا عُثْمَانُ، لَمْ تَلْبَسْكَ الدُّنْيَا وَلَمْ تلبسها. 9 162 عائشة/ طُوْبَاكَ يَا عُثْمَانُ، لَمْ تَلْبَسْكَ الدُّنْيَا وَلَمْ تلبسها. 7 121 زيد بن ثابت/ طوبى للشام طوبى للشام ... الملائكة باسطوا أجنحتها ... 7 329 ركب المصري/ طوبى لمن تواضع من غير منقصة. 15 175 أنس بن مالك/ طُوْبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَمَنْ رَأَى من رآني، ومن....

15 340 أنس/ طُوْبَى لِمَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رآني. 16 359 عائشة/ طَيَّبْتُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي لحرمه حين أحرم ولحله.... 6 188 عائشة/ طَيَّبْتُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي هاتين حين أحرم ولحله.... 12 64 عائشة/ طَيَّبْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لإحرامه حين أحرم وطيبته بمنى.. 8 80 عائشة/ طَيَّبْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لإحرامه، وطيبته لإحلاله.... 8 371 عائشة/ طَيَّبْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحرمه حين أحرم، ولحله حين ... حرف الظاء 8 452 ابن عمر/ الظلم ظلمات. حرف العين 4 297 جَابِرٌ/ عَادَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا لاَ أَعْقِلُ، فَتَوَضَّأَ وَصَبَّ عَلَيَّ ... 7 325 أبو أمامة/ العارية مؤداة المنحة مردودة والدين مقضي والزعيم غارم. 8 271 -/ عالم قريش يملأ الأرض علما. 11 8 ابن عباس/ العائد في هبته كالعائد في قيئه. 2 504 عمرو بن العاص/ عائشة.... أبوها ... ثم عمر بن الخطاب. 3 9 عمرو بن العاص/ عائشة.... أبوها ... ثم عمر بن الخطاب. 2 100 عمرو بن العاص/ عائشة فأبوها ... عمر. 3 434 أنس/ عائشة.... أبوها. 3 430 عمرو بن العاص/ عائشة.... أبوها. 5 515 أسامة بن شريك/ عِبَادَ اللهِ وَضَعُ اللهُ الحَرَجَ إِلاَّ امْرَءاً اقترض من عرض ... 12 366 سعد/ العباس بن عبد المطلب أجود قريش. 12 116 ابن عباس/ العباس عمي ووصيي ووارثي.

3 402 ابن عباس/ العباس مني وأنا منه. 3 54 عائشة/ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلاَّ حَبْواً. 3 355 صهيب/ عجبا لامر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد ... 11 529 أنس/ عَجِبْتُ لأَمرِ المُؤْمِن، إِنَّ اللهَ لاَ يقضِي له قضاء إلا كان ... 3 174 جابر/ عَجِبْتُ لِهَذَا العَبْدِ الصَّالِحِ شُدِّدَ عَلَيْهِ فِي قبره، حتى كان ... 3 503 أبو أسيد الساعدي/ عذب بمعاذ ... يا أبا أسيد، ألحقها بأهلها برازقيين. 10 138 أبو هريرة/ عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ أَمسَكَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ من الجوع.... 5 490 أبو هريرة/ العرافة أولها ملامة.... 5 490 عمرو بن شعيب/ العِرَافَةُ أَوَّلُهَا مَلاَمَةٌ، وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ وَآخِرُهَا عَذَابٌ يوم ... 1 282 أنس/ عُرج به إلى السماء السابعة، ثم علا به فوق ذلك بما لا ... 1 278 ابن عباس وأبو حبة/ عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام. 3 537 أم حرام بنت ملحان/ عُرِضَ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُوْنَ ظَهْرَ هذا البحر.... 4 306 البراء/ عُرِضْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ فَاسْتَصْغَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 4 306 ابْنَ عمر/ عُرِضْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد وأنا ابن أربع ... 1 464 ابن عمر/ عرضني رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أحد وأنا ابن أربع عشرة ... 1 208 علي/ عرفت أني إن بادأت قومي رأيت منهم ما أكره، فَصمت.. 3 243 أُبي بن كعب/ عرفها حولا ... عرفها حولا ... احفظ وعاءها وعدد ... 11 125 زيد بن خالد/ عَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا وَإِلاَّ فَاسْتَنْفِقْهَا. 6 401 أبو سريحة الغفاري/ عَشرُ آيَاتٍ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ خَسْفٌ بِالمَشْرِقِ، وخسف ... 10 334 عمران بن حصين/ عشر ... عشرون.... ثلاثون. 3 73 سعيد بن زيد/ عَشْرَةٌ فِي الجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ وسمي فيهم أبا عبيدة. 3 73 ابن عمر/ عَشْرَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الجَنَّةِ، أَبُو بَكْرٍ، ثم سمى العشرة. 9 304 أنس/ عُصية عصت الله ورسوله.

4 218 إبراهيم النخعي/ عَقَدَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَاءً لعمرو على أبي بكر وعمر ... 6 306 محمود بن الربيع/ عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي وأنا ابن ... 7 508 محمود بن الربيع/ عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي وأنا ابن ... 2 33 -/ علام تبايعني. 4 8 أبو أمامة بن سهل/ عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ أَلاَ بَرَّكْتَ اغْتَسِلْ له. 11 378 ابن عمر/ العِلْمُ ثَلاَثَة: آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، وَسُنَّةٌ قَائِمَةٌ، وَلاَ أدري. 11 378 عبد الله بن عمرو/ العلم ثلاثة، وما سوى ذلك فهو فضل ... 14 47 ابن عمر/ عِلْمٌ لاَ يَنْفَعُ كَكَنْزٍ لاَ يُنْفَقُ فِي سبيل الله عز وجل. 12 478 علي/ عَلَّمَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلمات أقولهن عند الكرب: ... 12 489 أنس بن مالك/ على الأعراف وليسوا في الجنة.... حائط الجنة تجري ... 1 230 أنس بن مالك/ على أي حال رأيتهما. 3 319 سلمان/ علي بسلمان.... بسم الله الرحمن الرحيم {ذلك بأن ... 2 29 جابر بن عبد الله/ على رسلكم.... سبحان الله ... اسبغوا الوضوء. 1 301 جابر بن عبد الله/ على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى ... 2 500 حبش بن جنادة/ عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْ عَلِيٍّ لاَ يُؤَدِّي عني إلا أنا أو هو. 7 254 حبش بن جنادة/ عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْ عَلِيٍّ لاَ يُؤَدِّي عني إلا أنا أو هو. 9 300 ابن عباس/ عليك بالسابعة. 9 301 ابن عباس/ عليك بالسابعة. 4 395 أبو أمامة/ عليك بالصوم فإنه لا مثل له. 1 167 جابر/ عليكم بالأسود منه فإنه أطيب.. نعم وهل من نبي ... 2 293 سمرة بن جندب/ عليكم بالبياض من الثياب فليلبسها. 3 236 بريدة/ عَلَيْكُم بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ: عَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَسَلْمَانَ والمقداد. 13 33 ابن عمر/ عليكم بحصى الخدف.

14 292 أنس بن مالك/ عليكم بركعتي الفجر، فإن فيهما الرغائب. 13 376 -/ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين. 14 137 أبو هريرة/ عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا ... 2 83 أبو قتادة/ عَلَيْكُم زَيْدٌ فَإِنْ أُصِيْبَ فَجَعْفَرٌ فَإِنْ أُصِيْبَ جعفر فابن ... 3 133 أبو قتادة/ عَلَيْكُم زَيْدٌ فَإِنْ أُصِيْبَ فَجَعْفَرٌ فَإِنْ أُصِيْبَ جعفر فابن ... 1 411 عائشة/ عليكما صاحبكما. 3 252 عائشة/ عَمَّارٌ مَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ إِلاَّ اخْتَارَ الأرشد منهما. 3 249 عمرو بن شرحبيل/ عمار مُلئ إيمانا إلا مشاشه. 4 217 طلحة/ عَمْرُو بنُ العَاصِ مِنْ صَالِحِي قُرَيْشٍ، نِعْمَ أهل البيت.... 5 402 زيد/ العمرى ميراث. 5 402 جابر/ العمرى ميراث لأهلها. 13 472 ابن عمر/ عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور. 1 457 جابر بن عبد الله/ عملنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق، فكانت عندي ... 1 260 ابن عباس/ عن ابن عباس {آلم غلبت الروم} [الروم: 1-2] ... 1 257 ابن عباس/ عن ابن عباس في قول الله عز وجل: {إنا كفيناك ... 1 415 عكرمة/ عن ابن عباس في قوله تعالى: {قد أصبتم مثليها} ... 1 262 ابن عباس/ عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ} قال: ... 1 360 عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ/ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قوله: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} ... 1 276 ابن عباس/ عن ابن عباس: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عند سدرة ... 1 276 أبو هريرة/ عن أبي هريرة: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] ... 1 274 عكرمة/ عن ابن عباس {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا التي أريناك إلا فتنة ... 6 498 عمير مولى ابن عباس/ عن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا تماروا عندها يوم ... 1 398 عمرو/ عن جابر {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أن تفشلا} ...

1 149 عائشة/ عن عائشة أن أبا بكر قال لها: في أي يوم توفي رسول الله ... 1 362 قيس/ عن عبد الله أنه أتى أبا جهل فقال: قد أخزاك الله ... 1 275 علقمة/ عَنْ عَبْدِ اللهِ {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ ربه الكبرى} ... 1 276 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ/ عَنْ عَبْدِ اللهِ {ما كذب الفؤاد ما رأى} [النجم: 11] ... 8 316 أنس/ عند كل ختمة دعوة مستجابة. 13 23 ابن بريدة/ العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُم تَرْكُ الصَّلاَة، فَمَنْ تركها فقد كفر. 2 457 علي/ عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لتخضبن هذه من هذه. 4 170 زيد بن ثابت/ عودوا إلى ما كنتم....آمين. 3 413 زيد بن ثابت/ عودوا للذي كنتم فيه.... آمين. 4 453 عبد الله بن جعفر/ العَيْلَةَ تَخَافِيْنَ عَلَيْهِم وَأَنَا وَلِيُّهُم فِي الدُّنْيَا والآخرة. 10 221 ابن عباس/ العَيْنُ حَقٌّ، وَإِنْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ سبقته العين. 6 476 أبو هريرة/ العين حق، ونهى عن الوشم. حرف الغين 2 113 أبو سلمة/ الغذاء اعملوا لصاحبيكم ارحلوا لصاحبيكم كلا كلا. 6 258 سهل بن سعد/ غَدْوَةٌ فِي سَبِيْلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سبيل الله خير من ... 8 452 عبد الله بن عمر/ الغزو ... لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ له الملك وله ... 1 447 زيد بن أرقم/ غَزَوْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وكان معنا ناس من الأعراب.... 6 102 أبو سعيد/ غسل الجمعة واجب على كل محتلم. 1 424 خباب/ غطوا بها رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر. 3 96 خباب/ غَطُّوا رَأْسَهُ وَاجْعَلُوا عَلَى رِجلَيْهِ مِنَ الإِذْخِرِ. 3 372 أبو ذر/ غِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا! وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ. 12 547 ابن عباس/ غفر الله لك وله. 4 271 أبو موسى/ غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا مُعَاوِيَةُ مَا تَقَدَّمَ إلى يوم القيامة.

2 46 إياس بن الأكوع/ غفر لك ربك. 2 46 سلمة بن الأكوع/ غفر لك ربك.... مالك؟ ... من قال ذلك ... كذب ... 3 362 جابر بن عتيك/ غلبنا عليك. 6 541 أبو سعيد/ الغيبة أشر من الزنى. 8 190 الزبير بن العوام/ غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود. 7 437 ابن عمر/ غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود. 6 280 أبو هريرة/ غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود والنصارى. 2 425 -/ غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد. 2 125 جابر/ غيروا هذا الشيب ولا تقربوه سوادا. حرف الفاء 11 258 ابن عمر/ فاحبس الأصل وسبل الثمر. 2 85 عائشة/ فاحث في أفواههن التراب. 3 425 أسامة/ فاطمة "أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". 4 107 أسامة بن زيد/ فاطمة ... مَنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَنْعَمْتُ عَلَيْهِ: أُسَامَةُ ... 3 421 أبو سعيد/ فاطمة سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ إِلاَّ مَا كَانَ من مريم بنت عمران. 2 218 المقبري/ فأما الشبه فأي النطفتين سبقت إلى الرحم فالولد به أشبه. 9 526 زيد بن ثابت/ فإما لا، فلا تبيعوا الثمار حتى يبدو صلاحها. 4 199 المغيرة بن شعبة/ فإن الإسلام يجب ما كان قبله. 3 150 عروة بن الزبير/ فَإِنْ أُصِيْبَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَلْيَرْتَضِ المُسْلِمُوْنَ رَجُلاً. 11 20 أبو هريرة/ فإن الله لم ينزل داء إلا ونزل له دواء. 11 20 ابن مسعود/ فإن الله لم ينزل داء إلا ونزل له دواء. 9 511 أنس/ فَإِنَّ دِمَاءكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذا ...

1 82 -/ فإن شرب في الرابعة فاقتلوه. 10 373 -/ فإن شرب في الرابعة فاقتلوه. 12 385 -/ فإن شرب في الرابعة فاقتلوه. 2 215 عثمان بن حنيف/ فإن شئت أخرت ذلك فهو خير لك وإن شئت دعوت.... 15 193 أنس/ فأنت مع من أحببت. 5 149 أبو أيوب الأنصاري/ فَإِنَّهُ مَنْ قَرَأَ: اللهُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ، فَقَدْ قرأ ليلتئذ ... 1 419 ابن عباس/ فإني أخاف على عقلها ... لولا جزع النساء لتركته ... 1 420 ابن عباس/ فإني أخاف على عقلها ... لولا جزع النساء لتركته ... 3 116 ابن عباس/ فإني أخاف على عقلها ... لولا جزع النساء لتركته ... 2 209 أنس/ فإني أراكم من أمامي ومن خلفي وايم الذي نفسي بيده.... 2 144 أنس/ فإني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم. 4 67 -/ فإني لا آمنهم. 4 237 عمرو بن شعيب/ فإني لا أقول إلا حقا. 4 243 جبير بن مطعم/ فأوف بعهدك. 4 60 أنس/ فأي رجل فيكم ابن سلام؟ ... أفرأيتم إن أسلم.. 9 511 أنس/ فأي شهر أحرم؟ ... فإن دماءكم وأموالكم عليكم ... 1 469 عائشة/ فأين؟ أي في الخروج إلى بني قريظة. 13 500 جابر/ فأين الكُبْر؟ 3 391 ابن عباس/ فَأَيْنَ المَالُ الَّذِي وَضَعْتَهُ بِمَكَّةَ عِنْدَ أُمِّ الفضل وليس معكما.... 9 458 عمر/ فحج آدم موسى. 1 273 ابن عباس/ فحدثهم صلى الله عليه وسلم بعلامة بيت المقدس، فارتدوا كفارا.... 4 239 عبد الله بن عمرو/ فخمسة أيام.... سبعة أيام. 3 38 ابن الزبير/ فداك أبي وأمي.

11 264 رجل/ فداك عمي وخالي. 1 277 أبو ذر/ فُرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل عليه السلام.... 6 171 أبو هريرة/ فرخ الزنى لا يدخل الجنة. 9 205 -/ فردوه إلى عالمه. 1 278 ابن حزم/ فرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة، قال: ... 1 278 أنس بن مالك/ فرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة، قال: ... 3 51 أبو سلمة عن أبيه/ فرض الله علي عليكم شهر رمضان وسنت لكم قيامه ... 6 394 ابن عمر/ فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر.... 3 464 مصعب بن سعد/ فَرَضَ عُمَرُ لأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ عَشْرَةَ آلاَفٍ، وَزَادَ عائشة ... 9 547 عائشة/ فرضت صلاة الخضر والسفر ركعتين ركعتي، فلما أقام ... 1 288 عائشة/ فُرِضَتِ الصَّلاَة عَلَى النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّم بمكة ركعتين ركعتين ... 11 340 أبو سعيد الخدري/ فُرِضَتِ الصَّلاَة عَلَى النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّم ليلة أسري به خمسين.. 12 352 ابن عمر/ فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل ... 3 303 عبد الله/ فرعد حتى رعُدت ثيابه. 2 5 -/ الفزع الفزع. 4 78 أبو قتادة/ الفزع الفزع ... لاَ وَلَكِنَّهُ قَتِيْلُ أَبِي قَتَادَةَ عَلَيْهِ بُرُده. 5 208 ابن مسعود/ فَضْلُ صَلاَةِ الجَمَاعَةِ عَلَى صَلاَةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ خمسة ... 3 432 أنس/ فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيْدِ عَلَى سائر الطعام. 2 316 أبو هريرة/ فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ... 11 76 أنس/ فضلت على الناس بأربع: بالسخاء، والشجاعة.... 2 320 أنس/ فضلت على الناس بأربع: بالشجاعة والسماحة ... 2 317 حذيفة/ فضلت على الناس بثلاث: جعلت الأرض كلها لنا.... 6 115 أبو هريرة/ فطركم يوم تفطرون.

6 413 مجاهد/ فطلقوهن في قبل عدتهن. 4 285 أبو سعيد/ فعودوا لما كنتم فيه ... الحمد لله الذي جعل في أمتي ... 1 199 عروة بن الزبير/ ففتح جبريل عينا من ماء فتوضأ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ينظر.. 12 420 مسعود/ فكف إذا شرك. 3 378 أسماء/ فكيف أنت إذا أخرجوك منه الثانية. 4 29 حذيفة/ فَلاَ حَقَّ لِلإِزَارِ فِيْمَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ. 6 188 عائشة/ فلتنفر إذا. 10 514 صفوان بن أمية/ فَلَوْلاَ كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ يا أبا وهب. 5 54 هانئ/ فما اسم أكبرهم؟ ... فأنت أبو شريح. 4 126 كعب/ فما خلفك؟ ...... أما هذا فقد صدقكم قم حتى.... 2 146 عبد الله/ فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله ... يرحم الله.... 3 505 عائشة/ فهل لك من خير في ذلك ... أقضي عنك كتابك.... 4 110 قيس بن أبي حازم/ فهلا إلى رجل قُتل أبوه؟ 4 148 صفوان/ فهلا قبل أن تأتيني به. 9 422 أبو هريرة/ فهي لعبدي ولعبدي ما سأل. 3 148 أنس/ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَكَلاَمُهُ عَلَيْهِم أَشَدُّ مِنْ وقع النبل. 4 66 عوف بن مالك/ فَوَاللهِ، لأَنَا الحَاشِرُ، وَأَنَا العَاقِبُ، وَأَنَا المُصْطَفَى، آمنتم.... 3 179 أنس بن مالك./ فَوَاللهِ لَمَنَادِيْلُ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ فِي الجَنَّةِ أحسن مما ترون. 3 381 أبو ذر/ فِي الإِبِلِ صَدَقَتُهَا، وَفِي البَقَرِ صَدَقَتُهَا، وَفِي البُر صدقته.. 2 168 حذيفة/ في أصحابي اثنا عشر منافقا منهم ثمانية لا يدخلون.. 5 484 عبد الله بن عمرو/ في البيعين بالخيار. 3 524 يعلى التيمي/ في ثقيف كذاب، ومُبِيْر. 9 532 عبد الله/ فِي ثَلاَثِيْنَ مِنَ البَقَرِ تَبِيْعٌ أَوْ تَبِيْعَةٌ، وفي كل أربعين سنة.

3 411 خديجة بنت خويلد/ في الجنة ... في النار ... الله أعلم بما كانوا عاملين. 7 296 معاوية/ فِي الجَنَّةِ بَحرُ المَاءِ، وَبحرُ اللَّبَنِ، وَبحرُ الخمر، وبحر ... 9 569 معاذ بن جبل/ في الجَنَّةُ مائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مائة سنة ... 7 135 عقبة/ في الحج سجدتان. 2 429 عياش بن أبي ربيعة/ في خمس عشرة "في قراءة القرآن". 2 429 عمرو بن المغيرة/ في خمس عشرة "في قراءة القرآن". 9 24 أبو بكر/ في خمس من الإبل شاة. 2 328 عائشة/ في الرفيق الأعلى. 2 329 عائشة/ في الرفيق الأعلى. 6 498 عمرو بن شعيب/ في سلف وبيع. 7 20 ابن عمر/ فِي العَسَلِ العُشْرُ، فِي كُلِّ عَشْرِ قِرَبٍ قربة. 5 482 عبد الله بن عمرو/ في كل أصبع عشر من الإبل. 5 482 عبد الله/ في المواضح خمس. 3 499 أنس/ فيكم أحد لم يقارف الليلة.... انزل. 3 399 أبو هريرة/ فيكم النبوة والمملكة. 5 273 سالم عن أبيه/ فيما سقت السماء العشر. 6 392 سالم عن أبيه/ فيما سقت السماء العشر. 4 79 أبو قتادة/ فما هذا الذي بوجهك؟ ... فادن مني. 6 538 عمر/ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُم أَنْ يَنَالَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فليلزم الجماعة.... 4 145 عمير بن سعد/ فمن أعدى الأول. 3 369 أبو ذر/ فَمَنْ وَجَدَ خَيْراً، فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غير ذلك.... 1 344 -/ فينا أهل بدر نزلت الأنفال حين تنازعنا في الغنيمة....

حرف القاف: 13 25 أبو هريرة/ قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. 3 35 الحسن/ قَاتِلْ بِهِ المُشْرِكِيْنَ، فَإِذَا رَأَيْتَ المُسْلِمِيْنَ قَدْ أقبل بعضهم ... 1 364 عكاشة/ قاتل بهذا. 3 258 عمرو بن العاص/ قاتل عمار وسالبه في النار. 4 136 عمرو بن العاص/ قاتل عمار وسالبه في النار. 2 120 ابن عباس/ قاتلهم الله أما والله لقد علموا أنهما لم يستقيما بها قط. 1 176 ابن شهاب/ قاتلهم الله جعلوه شيخا يستقسم بالأزلام ... 2 120 ابن عباس/ قاتلهم الله والله ما استقسما بها قط. 12 413 جابر/ قَارِبُوا وَسَدِّدُوا، فَإِنَّهُ لَمْ يُنْجِ أَحَداً عَمَلُهُ ... ولا أنا إلا ... 8 35 أبو هريرة/ قاربوا وسددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة. 1 360 أنس/ قال أبو جهل: "اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هو الحق من عندك ... 1 215 جابر بن عبد الله/ قال أبو جهل والملأ من قريش: لقد انتشر علينا أمر ... 8 310 أبو هريرة/ قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي ... 10 467 معاذ بن جبل/ قال الله –عز وجل-: المتحابون في جلالي لهم منابر من ... 9 314 أبو هريرة/ قال: إن كان جامدا فخذوها وما حولها وكلوا ما بقي ... 10 384 علي/ قَالَ جِبْرِيْلُ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللهَ يَقُوْلُ: من صلى عليك ... 1 408 ابن المسيب/ قال عبد الله بن جحش: اللهم إني أقسم عليك أن ألقى ... 2 508 سليمان الأحمس/ قال علي: والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت ... 2 508 عمرو بن ميمون/ قال عمر: إن يولوها الأجلح يسلك بهم الطريق ... 3 484 قيس بن زيد/ قال لِي جِبْرِيْلُ: رَاجِعْ حَفْصَةَ فَإَنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ ... 10 389 أبو هريرة/ قَالَ لِي جِبْرِيْلُ: لَوْ رَأَيْتَنِي يَا مُحَمَّدُ وأنا أغطه بإحدى ... 5 125 أبي بن كعب/ قَالَ لِي جِبْرِيْلُ: لِيَبْكِ الإِسْلاَمُ عَلَى مَوْتِ عمر.

9 458 عمر/ قَالَ مُوْسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي نَفَخَ اللهُ فيك من روحه ... 10 310 جابر/ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمَانَ لِسُلَيْمَانَ: يَا بُنَي لاَ تكثر النوم بالليل ... 1 249 ابن عباس/ قالت قريش لليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل.. 10 476 أبو هريرة/ قَالَتِ النَّارُ: يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضاً. فأذن لها بنفسين. 1 374 ابن عباس/ قالوا: يا رسول الله بعدما فرغ من بدر، عليك بالعير ... 3 81 الضحاك الحزامي/ قام علي على منبر الكوفة، فقال حين اختلف الحكمان ... 4 30 حذيفة/ قَامَ فِيْنَا رَسُوْلُ اللهِ مَقَاماً فَحَدَّثَنَا بِمَا هو كائن إلى قيام ... 7 435 عمر/ قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل ... 4 353 علي/ قَامَ مِنْ عِنْدِي جِبْرِيْلُ، فَحَدَّثَنِي أَنَّ الحُسَيْنَ يقتل وقال: ... 1 215 ابن عباس/ قام النضر بن الحارث بن كلدة العبدري فقال: ... 11 5 أنس/ قُبِضَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثلاث وستين، وأبو بكر ... 11 255 عبد الله/ قتال المسلم كفر، وسبابه فسوق. 3 140 -/ قتل أبو جهل. 1 415 ابن عباس/ قتل المسلمون من المشركين يوم بدر سبعين وأسروا ... 1 415 سعيد بن السيب/ قُتل من الأنصار في ثلاثة مواطن سبعون سبعون: يوم ... 5 248 -/ قد أجرنا من أجرت. 3 536 أم هانئ/ قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئ. 2 36 المسور بن مخرمة/ قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل. 2 36 مروان/ قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل. 1 308 عائشة/ قد أريتُ دار هجرتكم، أريت سَبْخة ذات نخل بين ... 1 312 عائشة/ قد أريتُ دار هجرتكم، أريت سَبْخة ذات نخل بين ... 3 529 -/ قد أعتق بضعك معك فاختاري. 2 352 ابن عباس/ قد أقلتك.

8 66 عائشة/ قد بايعتك. 9 23 أنس/ قد جاءكم شهر مطهر. 9 28 أنس/ قَدْ جَاءكُم مُطهر، شَهْرُ رَمَضَانَ فِيْهِ تُفْتَحُ أبواب الجنة ... 3 412 عائشة/ قد خشيت على نفسي. 3 353 عائشة/ قد رأيت دار هجرتكم رأيت سبخة ذات نخل بين.. 3 55 عائشة/ قَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَدْخُلُ الجَنَّةَ حَبْواً. 3 293 عمرو بن حريث/ قد رضيت لكم ما رضي لكن ابن أم عبد. 2 499 أنس/ قد زوجتك أعظمهم حلما، وأقدمهم سلما وأكثرهم علما. 10 122 علي/ قَدْ عَفَوْتُ لَكُم عَنْ صَدَقَةِ الخَيْلِ وَالرَّقِيْقِ. 4 328 علي/ قد غيرت اسم ابني هذين. 2 401 عائشة/ قد كان في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر ... 2 323 جندب/ قد كان لي منكم وأصدقاء وإني أبرأ إلى كل خليل.... 9 232 خباب بن الأرت/ قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل يحفر له في الأرض ثم ... 1 442 ابن عباس/ قد كانا منا في عهد. 3 165 كعب/ قد كنت على قلبه لو صبرت عليها. 2 157 -/ قد مات أخ لكم بالحبشة. 2 174 -/ قد نهيتك عن حب يهود. 1 393 ابن عباس/ قدم حيي بن أحطب، وكعب بن الأشرف مكة على ... 1 426 عروة/ قدم رجل فاستخبره النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي سفيان، فقال ... 1 321 عاصم بن عدي/ قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ... 1 325 عاصم بن عدي/ قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ... 1 322 -/ قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت ... 3 143 عائشة/ قدم زيد بن حادثة من وجهه ذلك –تعني سرية أم قرفة- ...

6 557 أنس بن مالك/ قد عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمانية نفر من عكل فاجتووا ... 1 439 جابر/ قدم قادم يجلب له، فاشترى بسوق النبط، وقالوا: ... 1 332 عروة/ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِيْنَةَ، فكان أول راية عقدها راية عبيدة ... 3 353 صهيب/ قَدِمْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قباء وقد رمدت في الطريق.. 1 310 ابن عمر/ قدمنا من مكة فنزلنا العُصية عمر بن الخطاب ... 1 429 -/ قدمه يا عويم فاضرب عنقه. 10 380 -/ قدموا قريشا، ولا تقدموها. 9 257 أبو جهيم/ القرآن يقرأ على سبعة أحرف فلا تماروا في القرآن فإن ... 1 330 طلق بن علي/ قربوا اليمامي من الطين، فإنه من أحسنكم له بناء. 6 379 أبو هريرة/ قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت ... 1 160 جعفر بن محمد/ قسم الله الأرض نصفين فجعلني في خيرهما ثم قسم ... 9 422 أبو هريرة/ قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ نِصْفُهَا لي ... 3 527 عائشة/ قَضَاءُ اللهِ أَحَقُّ، وَشَرْطُ اللهُ أَوْثَقُ؛ وَإِنَّمَا الولاء لمن أعتق. 11 78 عائشة/ قضى أن الخراج بالضمان. 9 442 ابن عمر/ قضى باليمين مع الشاهد. 8 23 جابر/ قضى باليمين والشاهد. 6 416 ابن عباس/ قضى بيمين وشاهد. 11 244 أبو هريرة/ قَضَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جنين امرأة من بني لحيان ... 13 324 أبو هريرة/ قَضَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جنين امرأة من بني لحيان ... 7 437 أبو هريرة/ قَضَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجَنِيْنِ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ أَوْ فرس ... 5 482 عبد الله بن عمرو/ قطع اليد إذا بلغ ثمن المجن. 7 196 عائشة/ القطع في ربع دينار فصاعدا. 9 560 ابن عمر/ قَطَعَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مجن قيمته ثلاثة دراهم.

10 530 أبي بردة/ قل: اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك ... 1 264 أبو هريرة/ قل: لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة. 4 49 أبو موسى الأشعري/ قل: لا حول لاو قوة إلا بالله. 3 402 خريم بن أوس/ قل: لا يفضض الله فاك. 4 112 يزيد بن عياض/ قُلْ لَهُ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَأَنَا خَيْرٌ مِنْهُ، وأبي خير من أبيه. 7 546 أبو غلاب يونس/ قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ رَجُلٌ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حائض. 13 308 محمد بن الحنفية/ قلت لأبي: أي الناس خير بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: ... 1 253 سعيد بن جبير/ قلت لابن عباس: أكان المشركون يبلوغون من أصحاب ... 9 79 سعيد بن زيد/ قُلْتُ لأَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: هَلْ صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... 13 362 سماك بن حرب/ قلت لجابر بن سمرة ... أكنت مجالس رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... 2 358 عَبْدَ الله بن شفيق/ قلت لعائشة: أي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان أحب إلي ... 1 276 مسروق/ قلت لعائشة: فأين قوله تعالى: {دَنَا فَتَدَلَّى} ؟ قالت: ... 2 126 ابن السيب/ قلت لهند: أترين هذا من الله؟ نعم هذا من الله. 3 191 الزهري/ قم فأجب خطيبهم. 2 182 -/ قم فأجبه ... قم يا حسان فأجبه. 2 183 -/ قم فأجبه ... قم يا حسان فأجبه. 9 8 أبو موسى/ قم فافتح لهم وبشرهم بالجنة. 3 379 أبو ذر/ قم فصل.... يَا أَبَا ذَرٍّ. اسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ شَيَاطِيْنِ الإنس ... 6 581 جابر/ قم فصل ركعتين. 1 339 -/ قم يا عبيدة بن الحارث، ويا حمزة ويا علي. 1 358 علي/ قم يا علي، قم يا حمزة، قم يا عبيدة بن الحارث ... 8 207 أسامة بن زيد/ قُمْتُ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ يدخلها المساكين. 6 145 عبد الله/ قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام ...

1 212 رجل من كنانة/ قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا. 4 138 سعد/ قولوا لصفوان: فليذهب.. قولوا لصفوان: فليلحق. 2 29 عبد الله بن أبي بكر/ قولوا: "نستغفر الله ونتوب إليه ... والله إنها ... 3 99 أم سلمة/ قُوْلِي: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وَأَعْقِبْنَا منهُ عُقْبَى صالحة. 3 470 أم سلمة/ قولي: اللهم اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ، وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى صَالِحَةً. 2 286 عائشة/ قوما فاغسلا وجوهكما. 1 358 أنس/ قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض. 3 157 عكرمة/ قُوْمُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ للمتقين. 1 473 أبو سعيد/ قوموا إلى سيدكم "إلى خيركم" إن هؤلاء قد نزلوا على ... 3 177 أبو سعيد/ قوموا إلى سيدكم "إلى خيركم" إن هؤلاء قد نزلوا على ... 9 500 أبو سعيد/ قوموا إلى سيدكم "إلى خيركم" إن هؤلاء قد نزلوا على ... 3 487 جابر/ قوموا عن أمكم ... كلوا من وليمة أمكم. 3 537 أنس/ قوموا فلأصل بكم. 2 26 -/ قوموا فانحروا ثم أحلقوا. 9 351 أبو الشعثاء/ قيل لابن عمر: إنا ندخُلُ على أمرائنا، فنقول القول ... 3 287 عبد الله/ قيل لي: أنت منهم. حرف الكاف 1 188 سلمان الفارسي/ كاتب يا سلمان ... فقر لها، فإذا فرعت فآذني حتى ... 3 330 سلمان/ كَاتَبْتُ فَأَعَانَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببيضة من ذهب فلو وزنت ... 4 264 واثلة/ كاد معاوية أيبعث نَبِيّاً مِنْ حِلْمِهِ وَائْتِمَانِهِ عَلَى كَلاَمِ رَبِّي. 6 595 جابر/ كَانَ الآخِرَ مِنْ أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْكُ الوُضُوْءِ مِمَّا مَسَّتِ ... 8 411 جابر/ كَانَ الآخِرَ مِنْ أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْكُ الوُضُوْءِ مِمَّا مَسَّتِ ...

4 205 ابن عباس/ كَانَ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ يَكْتُبُ لِرَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأزله الشيطان ... 4 454 -/ كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى عَبْدِ الله بن جعفر، قال: ... 1 314 جندب/ كان أَبُو بَكْرٍ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في الغار، فأصاب يده ... 2 504 بريدة/ كَانَ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة، ومن ... 3 424 بريدة/ كَانَ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة، ومن ... 2 252 جابر بن سمرة/ كان إذا ادهن لم ير وإذا لم يدهن تبين. 6 402 عبد الله بن زيد المازني/ كَانَ أَذَانُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم شفعا شفعا وإقامته شفعا ... 4 432 سهل/ كَانَ اسْمُ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ حَزْناً، فَغَيَّرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 3 53 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عوف/ كَانَ اسْمِي عَبْدَ عَمْرٍو، فَلَمَّا أَسْلَمْتُ سَمَّانِي رسول الله. 4 428 عتبة بن عبد/ كَانَ اسْمِي عَتَلَةَ فَسَمَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عُتبة. 4 329 أنس/ كان أشبههم بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ. 1 341 عبد الرحمن بن عوف/ كان أمية بن خلف صديقا لي بمكة فمررت به ومعي ... 1 252 مجاهد/ كان أول شهيد في الإسلام أم عمار سمية، طعنها ... 1 203 -/ كان أول ما أنزل على نبيه: {اقرأ باسم ربك} إلى ... 6 573 عائشة/ كان بشرا من البشر، يفلي توبه، ويحلب شاته، ويخدم ... 1 177 عبد الله بن عمرو/ كان البيت قبل الأرض بألفي سنة {وَإِذَا الأرض مدت ... 2 388 عائشة/ كان بينها وبين أبيها شهران. 1 406 سعد بن أبي وقاص/ كَانَ حَمْزَةُ يُقَاتِلُ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَيْفَيْنِ ... 12 5 أنس بن مالك/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا.. 2 245 البراء/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنه خلقا.. 8 208 أنس بن مالك/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ خلل لحيته وفرج أصابعه ... 6 86 عَائِشَةُ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إذا اعتكف يدني إلى رأسه فأرجله. 16 465 عَائِشَةُ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إذا اعتكف يدني رأسه فأرجله.

10 227 عَائِشَةُ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إِذَا رَكَعَ لَمْ يُصَوِّبْ رَأْسَهُ وَلَمْ يُشْخِصْهُ. 5 310 ميمونة/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ جَافَى حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ. 11 254 عَائِشَةُ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إِذَا عَمِلَ عَمَلاً، أَثْبَتَهُ، وَكَانَ إِذَا نَام ... 4 453 عبد الله بن جعفر/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر، تلقى بالصبيان ... 9 315 أَنَسٍ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إذا كان في سفر فزالت الشمس ... 4 111 جبلة/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا لَمْ يَغْزُ، أَعْطَى سِلاَحَهُ عَلِيّاً أَوْ ... 5 276 عمر/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا مَدَّ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يُرْسِلْهُمَا ... 5 29 النعمان بن بشير/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا نُوْدِيَ بِالأَذَانِ كَأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ أَحَداً ... 3 279 عروة/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف معاذا على مكة حين ... 2 269 أبو سعيد/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ... 15 371 أبو سعيد/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ... 9 77 ابْنِ عَبَّاسٍ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أفلج الثنتين، إذا تكلم رئي كالنور ... 4 129 جرير/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتيه وفود العرب فيبعث إلي ... 4 22 أبو الدرداء/ كأن رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يحدث بحديث إلا تبسم. 13 118 عَائِشَةُ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يسرد سردكم هذا، يتكلم بكلمة.... 14 59 أَنَسٍ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير.... 13 42 أَنَسٍ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من أخف الناس صلاة في تمام. 9 392 عَائِشَةُ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يأمر إحدانا إذا حاضت أن تأتزر ... 3 375 أبو الدرداء/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يَبْتَدِئُ أَبَا ذَرٍّ إِذَا حَضَرَ، وَيَتَفَقَّدُهُ إِذَا ... 9 389 أَنَسٍ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يتبرز لحاجته، فآتيه بماء يغتسل به. 6 269 أم خالد بن خالد/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عذاب القبر. 1 201 عبيد بن عمير/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرا.... 3 399 ابْنِ عَبَّاسٍ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يجل العباس إجلال الوالد.

15 211 عَائِشَةُ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يُجنِبُ ثم ينام ولا يمس ماء. 6 218 عَائِشَةُ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يحب الحلاء والعسل. 8 44 أبو قتادة/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتاد لبوله كما يرتاد أحدكم لصلاته. 14 292 عَائِشَةُ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يستفتح صلاته بالتكبير والقراءة.... 9 323 أم سلمة/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ جُنُباً مِنْ جِمَاعٍ لاَ حُلُمٍ ثُمَّ ... 9 48 أم سلمة/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح فينا جنبا من غير احتلام ... 8 127 ميمونة/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الخُمرة، وفيها تصاوير. 8 513 ابن عمر/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ مَا تَوَجَّهَتْ بِهِ. 9 543 ابْنِ عَبَّاسٍ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يصلي في ثوب واحد يتقي بفضوله. 11 363 عَائِشَةُ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر.... 6 566 عَائِشَةُ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يصوم يوم عاشوراء، ويأمر بصيامه. 3 452 عَائِشَةُ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يعطني العظم فأتعرقه، ثم يأخذه.... 5 290 عبد الرحمن بن عائذ/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير لحيته بماء السدر وكان يأمرنا ... 11 541 أم سلمة/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ {مالك يوم الدين} بغير ألف. 3 532 أم سليم/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيل في بيتي، وكنت أبسط له ... 12 487 عَائِشَةُ/ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يلعن القاشرة والمقشورة ... 8 520 عبد الله بن عمر/ كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يَنْهَى إِذَا كَانَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ أَنْ يَتَنَاجَى ... 7 38 ابن عمر/ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ خلل لحيته. 1 436 عائشة/ كان عامر بن فهيرة غلاما لعبد الله بن الطفيل بن سخبرة ... 3 286 القاسم بن عبد الرحمن/ كَانَ عَبْدُ اللهِ يُلبس رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعْلَيْهِ ثُمَّ يَمْشِي أَمَامَهُ ... 1 167 العباس بن عبد المطلب/ كان عبد المطلب من أطول الناس قامة وأحسنهم وجها.. 3 456 هشام بن عروة/ كَانَ عُرْوَةُ يَقُوْلُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّتَاهُ! لاَ أعجبت من فقهك ... 1 352 عروة/ كان عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عمَامَةٌ صَفْرَاءُ فَنَزَلَ جبريل على ...

2 376 ابن عباس/ كان عمر عرض علينا أن يعطينا من الفيء بحق ما يرى ... 2 377 ابن عباس/ كان عمر عرض علينا أن يعطينا من الفيء بحق ما يرى ... 11 357 عبد الله بن بسر/ كَانَ فِي رَأْسِ رَسُوْل اللهِ شَعْرَاتٌ بِيْضٌ إذا ادهن تغير. 9 412 جابر بن سمرة/ كَانَ فِي سَاقَيْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم حموشة، وكان لا ... 8 508 أبو رزين العقيلي/ كان في عماء، ما تحته هواء وما فوقه هواء ثم خلق ... 4 438 عبد الله بن بسر/ كان في عنفقته شعرات بيض. 11 357 عبد الله بن بسر/ كان في عنفقته شعرات بيض. 2 252 جابر بن سمرة/ كان قد شمط مقدم رأسه ولحيته وإذا ادهن ومشط لم ... 12 388 البراء/ كَانَ قِيَامُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وقعوده وركوعه وسجوده لا ... 3 175 عائشة/ كَانَ لاَ تَدْمَعُ عَيْنُهُ عَلَى أَحَدٍ، وَلَكِنَّهُ كان إذا وجد، فإنما ... 1 196 سلمة بن سلامة/ كان لنا جار يهودي فخرج يوما حتى وقف على بني ... 3 168 ابن عباس/ كَانَ لِواءُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مع علي، ولواء الأنصار ... 3 270 عبد الرحمن بن كعب/ كان معاذ شاذبا جميلا سمحا من خير شباب قومه ... 4 259 عبد الله بن عمر/ كَانَ مُعَاوِيَةُ يَكْتُبُ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. 1 357 ابن عباس/ كان الملك يتصور في صورة من يعرفون من الناس ... 1 352 البراء/ كان المهاجرون يوم بدر نيفا وثمانين. 9 315 ميمونة/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيْغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ.. 11 22 أنس بن مالك/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تكلم بالكلمة أعادها ثلاث مرات ... 8 507 عَائِشَةَ/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا توضأ يخلل لحيته. 4 428 عُتْبَةُ بنُ عَبْدِ/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الاسْمَ لاَ يُحِبُّهُ، حوله. 5 196 ابن عباس/ كَانَ نَبِيُّ اللهِ سُلَيْمَانُ إِذَا قَامَ فِي مصلاه رأى شجرة ... 7 498 أبو أمامة وواثلة/ كان النبي اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ في الصلاة، لم يتلفت ورمى ... 7 356 ابن عمر/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اعتم سدل عمامته بين كتفيه.

7 385 عبد الله بن سلام/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نزل بأهله الضيق أمرهم بالصلاة. 6 402 جابر/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الوحي قلت: نذير قوم ... 3 141 أسامة بن زيد/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرَ من زيد بعشر سنين. 1 179 جابر/ كان النبي صلى الله عليه وسلم شهد مع المشركين مشاهدهم فسمع ... 4 29 -/ كان النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَسَرَّ إلى حذيفة أسماء المنافقين، و ... 3 221 عُرْوَةُ/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْهُم عُتْبَةُ بنُ ربيعة ... 7 304 صفية بنت حيي/ كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم ... 8 44 عمرو بن شعيب/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ من لحيته من عرضها ومن طولها. 4 164 أبو هريرة/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوْنِي أبا هر. 4 129 -/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْجَبُ من عقل جرير وجماله. 7 121 عَائِشَةَ/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الأُوْلَى مِنَ الوَتْرِ بِـ: { ... 7 122 عَائِشَةَ/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الأُوْلَى مِنَ الوَتْرِ بِـ: { ... 6 582 أبو جحيفة/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْمُ حتى تفطر قدماه. 9 307 ابْنِ عَبَّاسٍ/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يلتفت يمينا وشمالا لا يلوي عنقه خلف ... 9 307 ابْنِ عَبَّاسٍ/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْحَظُ فِي الصَّلاَةِ، وَلاَ يَلْوِي عُنُقَهُ خلف ... 4 294 جابر بن سمرة/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُرُّ بنا، فيمسح خدودنا مفر ذات يوم، ... 10 128 عَائِشَةَ/ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينَامُ جنبا ما يمس ماء. 7 424 صفوان بن عسال/ كَانَ يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفَراً، أَوْ مُسَافِرِيْنَ أن لا ننزع خفافنا.. 3 149 عَائِشَةَ/ كَانَ يَتَمَثَّلُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بشعر عبد الله بن رواحة. 1 305 -/ كان يشير للنبي صلى الله عليه وسلم إلى من يجعله نقيبا. 7 524 أنس/ كان يطوف على نسائه بغسل واحد. 12 188 -/ كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة، وله تسع نسوة. 1 477 -/ كان يقصر في بعض الطهور من البول.

15 211 عائشة/ كان ينام في أول الليل ويحيي آخره، ثم إن كانت له ... 1 352 البهي/ كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم فارسان، الزبير على ... 1 295 عائشة/ كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله، فقدم رسول ... 1 424 إسماعيل بن محمد/ كانت امرأة من الأنصار من بني دينار قد أصيب زوجها ... 2 225 أبو هريرة/ كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء. 6 389 البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ/ كَانَتْ رَايَةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَاءَ مِنْ نَمِرَةٍ. 1 414 سعيد بن المسيب/ كَانَتْ رَايَةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أحد مِرْطا أسود كان.. 12 387 أبو هريرة/ كَانَتْ شَجَرَةٌ تَضُرُّ بِالطَّرِيْقِ، فَقَطَعَهَا رَجُلٌ فَنَحَّاهَا عن ... 1 340 عامر بن ربيعة/ كانت صبيحة بدر سبع عشرة من رمضان. 1 328 ابن عباس/ كانت العرب تمر باليهود فيؤذونهم وكان يجدون محمدا ... 1 328 مرة/ كانت العرب تمر باليهود فيؤذونهم وكان يجدون محمدا ... 1 328 ابن مسعود/ كانت العرب تمر باليهود فيؤذونهم وكان يجدون محمدا ... 14 76 عائشة/ كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَة تُسْمِعُنِي، فَدَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.... 8 36 ابْنَ عباس/ كَانَتْ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُعابة. 12 65 عائشة/ كانت قريش ومن يقابلهم، يقولون: نحن قطان البيت ... 1 176 أبو الطفيل/ كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم ليس فيها مدر، ... 2 274 عمر بن الخطاب/ كانت لغة إسماعيل قد درست فجاء بها جبريل فحفظنيها. 9 325 ابن عمر/ كانت مخزومية تستعير المتاع وتجحده فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ... 1 68 -/ كأنك علمت حبنا للحم. 12 18 -/ كأنك علمت حبنا للحم. 4 261 عائشة/ كَأَنِّيْ أَنْظُرُ إِلَى سُوَيْقَتَيْ مُعَاوِيَةَ تَرْفُلاَنِ فِي الجنة. 1 470 أنس/ كأني أنظر إلى الغبار ساطعا من سكة بني غنيم، ... 6 584 عائشة/ كَأَنِّيْ أَنظُرُ إِلَى وَبِيْصِ الطِّيْبِ فِي مَفْرِقِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...

10 380 -/ كبر كبر. 8 45 النواس بن سمعان/ كَبُرَتْ خِيَانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ حَدِيْثاً هُوَ لك مصدق، و ... 1 435 ثابت/ كتب أنس في أهله كتابا فقال: اشهدوا معاشر القراء ... 1 436 ثابت/ كتب أنس في أهله كتابا فقال: اشهدوا معاشر القراء ... 10 472 ميسرة/ كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد. 4 40 -/ كذاكم البر. 6 652 بريدة/ كذب عدو الله.. إِنْ وَجَدْتَه حَيّاً وَمَا أُرَاكَ تَجِدُهُ حَيّاً ... 3 518 عامر/ كَذَبَ مَنْ يَقُوْلُ ذَلِكَ، لَكُمُ الهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ هاجرتم إلى ... 1 143 ابن عباس/ كذب النسابون. 1 376 جابر/ كذبت لا يدخلها، فإنه شهد بدرا والحديبية. 2 36 جابر/ كذبت لا يدخلها، فإنه شهد بدرا والحديبية. 3 366 جابر/ كَذَبْتَ لاَ يَدْخُلُهَا، أَبَداً وَقَدْ شَهِدَ بَدْراً والحديبية. 4 368 الأزرق بن قيس/ كَذَبْتُمَا، إِنَّهُ مَنَعَ الإِسْلاَمَ مِنْكُمَا ثَلاَثٌ: قَوْلُكُمَا: اتخذ ... 8 508 ابن عباس/ الكرسي، موضع قدميه والعرش لا يقدر قدره. 9 493 عائشة/ كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية من ... 1 372 ابن عباس/ كيف أسرته ... لقد أعانك عليه ملك كريم.... افد ... 15 393 ابن عمر/ كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنودي ... 10 209 أنس بن مالك/ كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب القرع. 4 259 ابن عمر/ كف جشاءك فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا.. 5 69 أبو بكر/ كفر بالله ادعاء نسب لا يعرف. 1 420 أبي بن كعب/ كفوا عن القوم. 3 117 أبي بن كعب/ كفوا عن القوم. 7 570 -/ كَفَى بِالمَرْءِ إِثْماً أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سمع.

11 247 أبو هريرة/ كُلُّ أُمَّتِي تَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ أَبَى ... من أطاعني دخل ... 9 362 أبو هريرة/ كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن ... 10 316 ابن عمر/ كُلُّ أُمَّةٍ بَعْضُهَا فِي الجَنَّةِ، وَبَعْضُهَا فِي النار إلا هذه الأمة. 7 29 ابن عباس/ كل إهاب دبع فقد طهر. 3 176 محمود بن لبيد/ كل باكية تكذب إلا أم سعد.. ما يمنعه أن يخف وقد ... 9 461 أبو هريرة/ كل بني آدم سيد، والرجل سيد أهله والمرأة سيدة بيتها. 2 217 سلمة بن الأكوع/ كل بيمينك ... لا استطعت. 4 104 جابر/ كل ثقة بالله وتوكلا عليه. 1 263 العباس/ كل الخير من ربي. 8 18 أبو هريرة/ كل ذلك لم يكن ... أصدق ذو اليدين؟ 10 305 شداد/ كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن ... 4 479 ابن عمر/ كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلاَّ سببي ونسبي. 12 179 ابن عمر/ كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلاَّ سببي ونسبي. 13 159 ابن عمر/ كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلاَّ سببي ونسبي. 7 170 -/ كل قضاء المؤمن خير له. 4 450 غضيف بن الحارث/ كل ما سقط ولا ترم نخلهم. 4 96 رافع/ كل ما يسقط ... اللهم أشبع بطنه. 4 431 العرباض بن سارية/ كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. 3 273 أبو موسى/ كل مسكر حرام. 12 508 عائشة/ كل مسكر حرام أوله وآخره. 7 379 ابن عمر/ كل مسكر حرام، وكل مسكر خمر. 8 431 ابن عمر/ كل مسكر حرام، وكل مسكر خمر. 9 118 ابن عمر/ كل مسكر خمر.

9 341 جابر/ كُلُّ مَعْرُوْفٍ صَدَقَةٌ، وَمَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أهله ونفسه.. 6 608 أبو هريرة/ كل مولود يولد على الفطرة. 2 63 أبو هريرة/ كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر.... 14 339 -/ كلكم حارث، وكلكم همام. 12 466 ابن مسعود/ كَلَّمَ اللهُ مُوْسَى وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوْفٍ وَنَعْلاَنِ من جلد.. 4 166 أبو هريرة/ كلها فسنعطيك لها تمرتين. 8 59 عائشة/ كُلُوا البَلَحَ بِالتَّمْرِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَغْضَبُ وَيَقُوْلُ: ... 3 312 سلمان الفارسي/ كلوا ... تحول ... كاتب ... يا سلمان ... 3 488 جابر/ كلوا من وليمة أمكم. 9 112 عمر/ كلوه إلى عالمه. 1 357 علي/ كم القوم؟ ... كم ينحرون كل يوم من الجزور؟ ... 3 125 أنس/ كَمْ مِنْ ضَعِيْفٍ مُتَضَعِّفٍ ذِي طِمْرَيْنِ لَوْ أقسم على الله لأبره. 1 353 علي/ كم ينحرون من الجزر؟ ... القوم ألف لكل جزور مائة. 3 84 سعيد بن زيد/ الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ الَّذِيْ أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بني إسرائيل ... 3 432 أبو موسى كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيْرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النساء إلا مريم ... 2 161 عبد الله بن أبي بكر كن أبا خيثمة.... أولى لك أبا خيثمة. 3 374 ابن مسعود كن أبا ذر. 14 73 عائشة كُنَّ أَزْوَاجُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأخذن من رؤوسهن حتى ... 8 484 ابن عمر/ كنا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر.. 2 503 أنس بن مالك/ كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ... 4 223 علقمة بن رمثة/ كُنْتُ إِذَا نَدَبْتُ النَّاسَ إِلَى الصَّدَقَةِ، جَاءَ فأجزل منها. 7 524 أنس/ كُنْتُ أَسْكُبُ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وضوءه عن جميع ... 10 184 عائشة/ كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ...

10 426 عائشة/ كُنْتُ أَغْتَسِلُ مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الإناء الواحد. 6 567 عائشة/ كنت أقتل قَلاَئِدَ هَدْيِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيبعث بها ثم.. 1 170 -/ كنت أنبل على أعمامي. 1 222 أبو ذر/ كنت ربع الإسلام، أسلم قبلي ثلاثة نفر، أتيت ... 1 193 سلمان/ كُنْتُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ جَيٍّ مَدِيْنَةِ أَصْبَهَانَ فأتيت رجلا ... 12 438 معاذ بن جبل/ كُنْتُ رَدِيْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إلا مؤخرة الرحل. 7 274 -/ كنت سمعه الذي يسمع به. 4 166 أبو هريرة/ كُنْتُ فِي الصُّفَّةِ، فَبَعَثَ إِلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتمر ... 3 458 عَائِشَةُ/ كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ. 1 200 علي/ كُنْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بمكة فخرج في بعض ... 4 137 صفوان بن المعطل/ كُنْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في سفر، فرمقت صلاته ليلة ... 1 414 أبو طلحة/ كنت ممن تغشاه النعاس يوم أحد حتى سقط سيفي من ... 1 246 سواد بن قارب/ كنت نائما على جبل من جبال الشراة فأتاني آت ... 1 192 سلمان الفارسي/ كنت يتيما من رامهرمز، وكان ابن دهقان رامهرمز ... 9 177 صفوان بن عسال/ كُنَّا إِذَا كُنَّا فِي سَفَرٍ، أَوْ كُنَّا مسافرين لم نخلع ... 2 411 حذيفة/ كنا جلوسا عن عمر فقال: أيكم يحفظ قول ... 7 491 ابْنِ عُمَرَ/ كُنَّا نَأْكُلُ وَنَحْنُ مَعَ رَسُوْلِ الله صلى الله عليه وسلم ونحن نمشي. 7 465 عبد الله بن بسر/ كنا نسمع يُقَالُ: إِذَا اجْتَمَعَ عِشْرُوْنَ رَجُلاً أَوْ أَكْثَرُ ... 9 544 أنس بن مالك/ كنا نصلي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شِدَّة الحَرِّ فإذا لم يستطع ... 9 544 أنس بن مالك/ كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فيضع أحدنا طرف الثوب ... 8 484 ابْنِ عُمَرَ/ كُنَّا نُفَاضِلُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَقُوْلُ: خَيْرُ هَذِهِ ... 2 362 ابن عمر/ كنا نقول عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذهب أبو بكر ... 1 353 عبد الله بن مسعود/ كنا يوم بدر نتعاقب ثلاثة على البعير، فكان على ...

4 418 أنس/ كَنَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا حمزة ببقلة اجتنيتها. 3 281 عبد الله/ كَنَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا عبد الرحمن قبل أن يولد لي. 3 350 صهيب/ كَنَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا يحيى. 4 198 المغيرة/ كَنَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي عيسى. 3 187 جابر/ كَوَاهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أكحله مرتين. 2 319 ابن عمر/ الكوثر نهر في الجنة حافتاه الذهب ومجراه على ... 3 240 أبي/ كونوا في الصف الذي يليني. 1 446 محمد بن يحيى/ كيف إذا تحدث أن محمدا يقتل أصحابه؟ ... 1 446 عبد الله بن أبي بكر/ كيف إذا تحدث أن محمدا يقتل أصحابه؟ ... 1 446 عاصم بن عمر/ كيف إذا تحدث أن محمدا يقتل أصحابه؟ ... 3 391 ابن عباس/ كيف أسرته ... لقد أعانك عليه ملك كريم ... 1 479 محمود بن لبيد/ كيف أمسيت؟.... كيف أصبحت؟ ... كل ... 3 176 محمود بن لبيد/ كيف أمسيت؟.... كيف أصبحت؟ ... كل ... 3 378 أبو ذر/ كيف أنت إذا أخرجوك منه؟ ... كيف أنت إذا ... 6 508 أبو هريرة/ كَيْفَ أَنْتُم إِذَا كُنْتُمْ مِنْ دِيْنِكُمْ فِي مثل القمر ليلة البدر. 2 230 عائشة/ كيف بإحداكن إذا نبحتها كلاب الحوأب. 3 453 عائشة/ كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب. 5 113 عائشة/ كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب. 5 86 -/ كيف بكم إذا أتت عليكم أمراء يصلون الصلاة؟ 4 109 -/ كيف بلا إله إلا الله يا أسامة. 1 185 ابن عباس/ كيف تجد نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة؟ قال: ... 2 387 عمران بن حصين/ كيف تجدينك؟ .... يا بنية، أما ترضين أن تكوني.... 3 421 عمران بن حصين/ كيف تجدينك؟ .... يا بنية، أما ترضين أن تكوني....

3 272 معاذ/ كيف تقضي إذا عرض قضاء؟ 1 266 عبد الله البهي/ كَيْفَ قُلْتِ، وَاللهِ لَقَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كفر بي الناس ... 3 147 ابن رواحة/ كَيْفَ تَقُوْلُ الشِّعْرَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَقُوْلَ. 1 452 عائشة/ كيف تيكم؟ ... كيف تيكم؟ ... أي بربرة هل ... 3 439 عائشة/ كيف تيكم؟ ... كيف تيكم؟ ... أي بربرة هل ... 3 488 عطاء بن يسار/ كيف رأيت؟ ... لا تقولي هذا، فقد أسلمت. 2 440 أبو بكرة الثقفي/ كيف رأيته؟ "ردا على من قال له صلى الله عليه وسلم: إني قدر رأيت السد" 2 385 فاطمة/ كَيْفَ طَابَتْ أَنفُسُكُم أَنْ تَحْثَوُا التُّرَابَ عَلَى رسول الله. 2 118 ابن عمر/ كيف قال حسان.. ادخلوا من حيث قال حسان. 3 410 عائشة/ كَيْفَ قُلْتِ؟ وَاللهِ لَقَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كذبني الناس ... 4 409 أبو أيوب الأنصاري/ كَيْفَ لاَ أُحِبُّهُمَا وَهُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا. 3 235 المقداد بن الأسود/ كيف وجدت الإمارة. 4 224 أبو قيس/ كيف وجدتم عمرا وصحابته؟ حرف اللام 1 181 سالم عن أبيه/ لا آكل مما يذبحون على أنصابهم، وأنا لا آكل إلا مما ... 3 509 ابن أبي برزة/ لا –"في رده على سورة لم طلقتني ألموجدة. 1 51 -/ لاَ أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذَىً يَسْمَعُهُ مِنَ الله، إنهم ليدعون له ... 8 277 -/ لاَ أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذَىً يَسْمَعُهُ مِنَ الله، إنهم ليدعون له ... 3 481 محمد بن قيس/ لا أحملك إلا عليه. 3 187 بعض الصحابة/ لا أدع في نفسي منه حرجا. 4 259 ابن عباس/ لا أشبع الله بطنه. 6 117 ابن عباس/ لا أشبع الله بطنه.

11 389 حذيفة/ لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة. 7 102 أبو هريرة/ لاَ أَعْرِفَنَّ أَحَدَكُم مُتَّكِئاً يَأْتِيْهِ الحَدِيْثُ، مِنْ حديثي ... 4 265 أنس/ لاَ أَفْتَقِدُ أَحَداً غَيْرَ مُعَاوِيَةَ، لاَ أَرَاهُ سبعين عاما. 4 111 يزيد بن عياض/ لا أقبل هدية مشرك. 1 291 ابن شهاب/ لا أكره أحدا منكم على شيء، من رضى منكم بالذي ... 12 478 علي/ لا إِلاَّ اللهُ الحلِيمُ الكَرِيْمُ، سُبْحَانَ اللهِ ربِّ السماوات. 5 288 ابن عباس/ لا اله الا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش ... 12 478 علي بن أبي طالب/ لا إله إلا الله الكريم الحليم، سبحانه وتبارك الله رب ... 1 468 أبي هريرة/ لا إله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب.... 15 470 -/ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ له. 6 370 جابر/ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ له، له الملك وله الحمد.... 3 529 -/ لا إنما أشفع له. 3 366 عروة/ لاَ، إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْراً، وَإِنَّكَ لاَ تدري لعل الله قد ... 11 389 ابن مسعود/ لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له. 6 309 أنس/ لاَ بَأْسَ بِهَا، إِنَّمَا هِيَ رَيْحَانَةٌ يَشَمُّهَا. 3 10 حذيفة/ لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين ... قم يا أبا عبيدة. 2 193 ابن مسعود/ لأبعثن معكم أمينا حق أمين ... قم يا أبا عبيدة بن ... 4 150 -/ لا، بل طوعا. 4 150 ابن شهاب/ لا، بل طوعا. 3 186 محمد بن عبد الرحمن/ لأُبْلِغَنَّ أَوْ لأُبْلِيَنَّ فِي أَبِي أُمَامَةَ عُذْراً. 7 462 -/ لاَ تَأْكُلُوا بِالخَمْسِ، فَإِنَّهَا أَكْلَةُ الأَعْرَابِ، وَلاَ بالمشيرة. 3 387 -/ لاَ تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ وَلاَ تَوَلَّيَنَّ مَالَ يتيم. 7 194 ابن عمر/ لا تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها.

3 273 عاصم بن حميد/ لاَ تَبْكِ يَا مُعَاذُ، أَوْ إِنَّ البُكَاءَ من الشيطان. 4 453 عبد الله بن جعفر/ لا تبكوا أخي بعد اليوم ... ائتوني ببني أخي.... ادعوا ... 2 493 عبد الله بن جعفر/ لا تبكوا على أخي بعد اليوم ... ادعوا لي بني أخي ... 4 353 أبو أمامة/ لا تبكوا هذا.. لا تدعي أحد يدخل. 3 425 ابن عباس/ لاَ تَبْكِيْنَ فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لاَحِقاً بِي. 1 423 جابر/ لا تبكيه "ما تبكيه". 5 270 أبو سعيد الخدري/ لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل ولا تشفوا بعضها.. 5 287 حسن بن حسن/ لاَ تَتَّخِذُوا بَيْتِيَ عِيْداً، وَلاَ تَجْعَلُوا بُيُوْتَكُم قبورا، وصلوا.. 6 263 زيد بن خالد الجهني/ لا تتخذوا بيوتكم قبورا وصلوا فيها. 8 88 أبو هريرة/ لا تتخذوا قبري عيدا ولا تجعلوا بيوتكم قبورا. 6 189 عبد الله بن أبي أوفى/ لا تتمنوا لقاء العدو. 5 220 أبو هريرة/ لاَ تَجِفُّ الأَرْضُ مِنْ دَمِ الشَّهِيْدِ حَتَّى تبتدره زوجتاه. 3 450 أسماء بنت عميس/ لا تجمعن جوعا وكذبا. 3 451 أسماء بنت عميس/ لا تجمعن جوعا وكذبا. 1 154 أبو هريرة/ لا تجمعوا اسمي وكنيتي، أنا أبو القاسم، الله يعطي ... 12 41 أنس/ لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَقَاطَعُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَكُونُوا عباد الله ... 10 345 أسماء/ لا تحصي فيحصى عليك. 6 134 أبو هريرة/ لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوى. 15 238 أبو ذر/ لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق. 1 448 -/ لا تخافوا فإنها هبت لموت عظيم من عظماء الكفر ... 3 333 ابن سيرين/ لاَ تَخُصَّ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ بِقِيَامٍ وَلاَ يَوْمَهَا بصيام. 16 218 أبو أمامة/ لاَ تَدْخُلُ هَذِهِ عَلَى قَوْمٍ إِلاَّ أَذَلَّهُمُ الله. 2 162 ابن عمر/ لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين.

6 657 عبد الله بن عمر/ لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا إلا أن تكونوا باكين ... 4 353 أبو أمامة/ لا تدعي أحد يدخل ... 9 377 عبد الله/ لاَ تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ العَرَبَ رجل من ... 9 377 -/ لا تذهب "لا تنقضي" الدنيا حتى يملك العرب رجل ... 8 183 أسامة بن زيد/ لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. 9 168 أبو أيوب/ لا تزال أمتي بخير "على الفطرة" ما لم يؤخروا المغرب ... 9 168 عقبة بن عامر/ لا تزال أمتي بخير "على الفطرة" ما لم يؤخروا المغرب ... 9 168 العباس/ لاَ تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الفِطْرَةِ مَا لَمْ يؤخروا المغرب. 10 248 سعد بن أبي وقاص/ لا تزال طائفة من أمتي "ظاهرة" ظاهرين على الدين ... 12 112 سعد بن أبي وقاص/ لا تزال طائفة من أمتي "ظاهرة" ظاهرين على الدين ... 10 248 معاوية بن أبي سفيان/ لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم ... 10 248 جابر بن عبد الله/ لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى ... 7 260 أبو هريرة/ لاَ تَزَالُوْنَ تُسْأَلُوْنَ حَتَّى يُقَالَ لَكُم: هَذَا الله خلقنا، فمن ... 8 72 أنس/ لاَ تَزُوْلُ قَدَمَاكَ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى تُسْأَلَ عن أربع ... 7 464 ابن عمر/ لاَ تُسَاكِنُوا الأَنْبَاطَ فِي بِلاَدِهِم، وَلاَ تُنَاكِحُوا الخوز. 14 74 عائشة/ لا تبسوا الأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوا إِلَى مَا قَدَّمُوا. 8 271 عبد الله/ لاَ تَسُبُّوا قُرَيْشاً فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ الأَرْضَ علما. 8 316 عائشة/ لاَ تَسْتَخْدِمُوا أَرِقَّاءَكُم بِاللَّيْلِ، فلهُمُ اللَّيْلُ وَلكُمُ النهار. 5 276 عبد الله بن عباس/ لا تستروا الجدر من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه.. 11 240 عبد الله بن مسعود/ لاَ تَسْتَنْجُوا بِهِمَا، فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُم مِنَ الجن. 10 522 أبو هريرة/ لاَ تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ فَإِنَّ الكَرْمَ الرَّجُلُ المسلم. 6 397 ابن عمر/ لا تشتره، ولا ترجع في هبتك.

11 482 أبو سعيد/ لاَ تشد الرِّحَال إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَة مَسَاجِد: إلى المسجد الحرام ... 5 168 أبو هريرة/ لاَ تشد الرِّحَال إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَة مَسَاجِد: مسجدي ... 8 103 أبو هريرة/ لاَ تشد الرِّحَال إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَة مَسَاجِد: مسجدي ... 4 9 سهل/ لاَ تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُم، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كان قبلكم.. 5 287 -/ لاَ تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ. 5 168 أبو هريرة/ لاَ تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ مسجدي.. 2 163 عباس بن سهل/ لا تشربوا من مائها ولا توضأوا منه وما كان من عجين.. 2 220 صفوان بن عسال/ لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله ... 2 500 أبو سعد/ لا تشكوا عليا فوالله إنه لأخش في ذات الله –أو في ... 11 19 أم حبيبة/ لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس. 11 19 أبو هريرة/ لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس. 6 655 عبد الله بن مغفل/ لاَ تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ من الشياطين. 4 139 أبو سعيد/ لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها. 10 135 ابن عمر/ لاَ تصومُوا حَتَّى تَرَوا الهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حتى تروه. 3 272 معاذ/ لا تصبين شيئا بغير علم، فإنه غلول. 4 35 حذيفة/ لا تضرك الفتنة. 4 35 حذيفة/ لا تضره الفتنة. 4 387 ابن عباس/ لا تعذبوا بعذاب الله. 7 122 جابر/ لاَ تَعَلَّمُوا العِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ العُلَمَاءَ، وَلاَ لتماروا به السفهاء. 14 90 الحارث بن مالك/ لا تغزى بعدها إلى يوم القيامة. 2 122 الحارث بن مالك/ لا تغزى مكة بعد اليوم أبدا إلى يوم القيامة. 9 164 أبو هريرة/ لا تغضب. 5 82 علي/ لا تفتحن على الإمام في الصلاة.

1 101 -/ لا تفعلي يا حيراء فإنه يورث البرص. 3 447 -/ لَا تَفْعَلِي يَا حُمَيْرَاءُ فَإِنَّهُ يُوْرِثُ البَرَصَ. 3 447 عائشة/ لَا تَفْعَلِي يَا حُمَيْرَاءُ فَإِنَّهُ يُوْرِثُ البَرَصَ. 4 225 شيخ من بكر بن وائل/ لاَ تُقَاتِلُ بِهَا مُسْلِماً، وَلاَ تَفِرُّ بِهَا عن كافر. 13 103 أنس بن مالك/ لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا.. 6 306 أنس بن مالك/ لاَ تُقَامُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يُقَالَ فِي الأرض: الله الله. 9 332 عبد الله/ لا تقتلوا الضفادع فإن نقيقها تسبيح. 7 381 أم سلمة/ لا تقتلوهم ما صلوا. 6 268 ابن عمر/ لاَ تَقْرَأُ الحَائِضُ وَلاَ الجُنُبُ شَيْئاً مِنَ القرآن. 7 324 ابن عمر/ لاَ تَقْرَأُ الحَائِضُ وَلاَ الجُنُبُ شَيْئاً مِنَ القرآن. 6 497 -/ لاَ تَقْرَأْهُ حَتَّى تَبْلُغَ مَوْضِعَ كَذَا وَكَذَا. 4 425 بسر بن أرطاة القرشي/ لا تقطع الأيدي في السفر. 4 425 بسر بن أرطاة/ لا تقطع الأيدي في الغزو. 9 26 أبو هريرة/ لاَ تَقُلْ: أُهْرِيْقُ المَاءَ، وَلَكِنْ قُلْ: أَبُوْلُ. 6 297 جابر بن سليم/ لا تقل: عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الميت. 6 297 -/ لا تقل: عليك السلام، فإنها تحية الميت. 6 145 عبد الله/ لاَ تَقُوْلُوا: السَّلاَمُ عَلَى اللهِ، فَإِنَّ اللهَ هو السلام، ولكن ... 7 436 أبو هريرة/ لا تقولوا: كرم فإن الكرم قلب المؤمن. 3 488 عطاء بن يسار/ لا تقولي هذا، فقد أسلمت. 8 265 أنس/ لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس. 6 430 أبو هريرة/ لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول.. 6 36 أبو هريرة/ لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ... 6 430 أبو مجلز/ لاَ تَقُوْمُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعْبُدَ العَرَبُ بَيْتاً أو شيئا.

2 225 أبو هريرة/ لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوز وكرمان ... 2 231 أبو هريرة/ لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان.... 4 182 أبو هريرة/ لاَ تَقُوْمُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ تَنْطِحُ ذَاتُ قرن جماء. 6 306 أنس بن مالك/ لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله. 11 133 أبو هريرة/ لاَ تَقُوْمُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُوْنَ كَذَّابُوْنَ، قريب من ... 7 103 أبو هريرة/ لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج ... القتل. 4 395 أبو أمامة/ لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا. 4 233 أبو سعيد الخدري/ لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه.... 6 133 علي بن أبي طالب/ لاَ تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فليلج النار. 8 526 علي بن أبي طالب/ لاَ تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فليلج النار. 1 174 أبو الطفيل/ لا تكشف عورتك. 10 335 أبو هريرة/ لا تلقوا الجلب فمن تلقاه فاشترى منه فإذا أتى سيده ... 9 257 أبو جهم/ لاَ تَمَارَوْا فِي القُرْآنِ، فَإِنَّ مِرَاءً فِيْهِ كفر. 3 141 زيد/ لا تمسحهما فإنهما رجس ... يا زيد، ألم تنه. 8 34 عائشة/ لاَ تُمْسِكُوا عَلَيَّ شَيْئاً، فَإِنِّي لاَ أُحِلُّ إلا ما أحل الله. 1 179 أسامة بن زيد/ لا تمسه ... ألم تنه. 5 490 عمرو بن شعيب/ لاَ تَمْشُوا فِي المَسَاجِدِ وَعَلَيْكُم بِالقَمِيْصِ وَتَحْتَهُ الإزار. 7 270 طلق بن علي/ لاَ تَمْنَعِ المرَأْةُ نَفْسَهَا وَلَوْ عَلَى قَتَبٍ. 6 315 ابن عمر/ لاَ تَمْنَعُهُ نَفْسَهَا وَإِنْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قتب، ولا تصوم إلا ... 9 136 -/ لا تمنعه نفسها وإن كانت على قتب. 4 485 عبد الله بن عكيم/ لاَ تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلاَ عَصَبٍ. 5 104 -/ لاَ تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلاَ عَصَبٍ. 4 179 أبو هريرة/ لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ولا تسأل ...

3 59 ابن أبي أوفى/ لاَ تُؤْذُوا خَالِداً، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ الله، صبه الله ... 5 12 معاذ بن جبل/ لاَ تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا، إِلاَّ قالت زوجته من.... 3 431 عائشة/ لاَ تُؤْذِيْنِي فِي عَائِشَةَ، فَإِنَّ الوَحْيَ لَمْ يأتني وأنا في ثوب ... 3 465 أم سلمة/ لاَ تُؤْذِيْنِي فِي عَائِشَةَ، فَإِنِّي وَاللهِ مَا نزل الوحي علي ... 5 62 أبو هريرة/ لاَ حَرَجَ إِلاَّ فِي دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ. 2 287 ابن عباس/ لا حرج إن شاء الله. 6 419 جابر بن عبد الله/ لا حرج.... لا حرج. 10 553 ابن عمر/ لا حسد إلا على اثنين رجل آتاه الله هذا الكتاب فقام به ... 7 403 سالم عن أبيه/ لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ الله القرآن، فهو يقوم ... 7 403 -/ لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ الله مالًا ينفقه في الحق. 10 255 جبير/ لاَ حِلْفَ فِي الإِسْلاَمِ، وَأَيُّمَا حِلْفٌ كَانَ في الجاهلية، لم ... 3 380 أبو ذر/ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، فَإِنَّهُنَّ من كنز تحت العرش. 5 495 -/ لا خلابة. 1 466 ابن عباس/ لا خير في جسده ولا في ثمنه. 2 178 عثمان بن أبي العاص/ لا خير في دين ليس فيه ركوع ولكن أن لا تحشروا ... 3 326 سلمان/ لا خير فيهم ولا في دينهم. 3 329 سلمان/ لا خير فيهم ولا فيمن يحبهم. 6 327 أنس/ لاَ دَعْهُمْ فَلْيَتَنَافَسُوا فِي الأَعْمَالِ، فَإِنِّي أَخَافُ أن يتكلوا. 3 391 ابن عباس/ لا ذاك شيء أعطانا الله منك ... فأين المال الذي.... 5 522 -/ لا صام من صام الأبد. 12 313 -/ لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب. 5 489 -/ لا صلاه لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب. 6 93 عبد الله بن عمرو/ لا طلاق إلا فيما تملك ولا عتق إلا فيما تملك ولا بيع....

6 93 جابر/ لاَ طَلاَقَ لِمَا لاَ تَمْلِكُ، وَلاَ عِتْقَ لما لا تملك. 2 257 أبو رمثة/ لا طيبها الذي خلقها. مثل التفاحة. 3 405 عمير بن سعد/ لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة. 4 145 عمير بن سعد/ لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة. 7 222 أبو هريرة/ لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ... 2 496 أبو هريرة/ لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ... 2 498 سعد/ لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. 2 49 علي/ لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ... 2 46 أبو هريرة/ لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، يفتح ... 2 46 سهل بن سعد/ لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ... 2 497 سهل بن سعد/ لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ... 2 48 بريدة/ لأعطينها غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ... 3 487 أنس/ لا، عليك بالمرأة. 1 446 أبو سعيد/ لا عليكم أن تفعلوا ما كتب الله خلق نسمة هي ... 3 158 -/ لاَ عَلَيْكُم أَنْ لاَ تَمْنَعُوْهُ، لَعَلَّ اللهُ يرزقه الشهادة. 3 420 سويد بن غفلة/ لا، فاطمة مضغة مني، ولا أحب إلا أنها تحزن. 2 328 أنس/ لا كرب على أبيك بعد اليوم. 10 55 -/ لا مهدي إلا عيسى. 2 32 عبد الله بن أبي بكر/ لا نبرح حتى نناجز القوم. 2 108 عروة/ لا نصرت إن لم أنصر بني كعب مما أنصر منه نفس.... 2 30 ابن عباس/ لا، ولكن ائتوني بما فضل من أزوادكم. 7 558 عقبة بن عامر/ لأَنْ أَمْشِيَ عَلَى جَمْرَةٍ أَوْ سَيْفٍ أَحَبُّ إلي من أن أمشي. 12 237 أنس بن مالك/ لأَنَّ هَذَا حَمِدَ اللهَ، وَأَنَّ هَذَا لَمْ يحمد الله.

9 526 أبو سعيد الخدري/ لأَنْ يَتَصَدَّقَ الرَّجُلُ فِي حَيَاتِهِ بِدِرْهَمٍ خَيْرٌ من أن ... 13 484 أبو سعيد الخدري/ لأَنْ يَتَصَدَّقَ الرَّجُلُ فِي حَيَاتِهِ بِدِرْهَمٍ خَيْرٌ من أن ... 5 508 أبو هريرة/ لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص ... 7 43 أبو هريرة/ لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحاً خَيْرٌ لَهُ من أن يمتلئ شعرا. 3 139 -/ لأَنَا بِقُدُوْمِ جَعْفَرٍ أَسَرُّ مِنِّي بِفَتْحِ خَيْبَرَ. 11 390 أبو موسى/ لا نكاح إلا بولي. 6 153 -/ لا نكاح إلا بولي. 2 375 أبو بكر/ لا نورث، ما تركنا صدقة. 3 416 أبو بكر/ لا نورث، ما تركنا صدقة. 10 20 أبو بكر/ لا نورث، ما تركنا صدقة. 2 377 عمر/ لا نورث ما تركنا صدقة. 2 348 عائشة/ لا نورث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال. 2 375 عثمان بن عفان/ لا نورث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال. 4 149 -/ لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ. 2 127 ابن عباس/ لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وإن استنفرتم فانفروا. 3 447 عروة/ لا.. هذا الأحمق المطاع في قومه. 2 214 أبو قتادة/ لا هلك عليكم ... يا أبا قتادة ائتني بالميضأة. 4 189 رجل/ لا، هو طليق الله وطليق رسوله. 1 374 أنس/ لا والله لا تذرن درهما. 7 328 -/ لا وصية لوارث. 1 178 عمار بن ياسر/ لا وقد كنت معه على ميعادين أما أحدهما فحال بيني ... 4 329 أبو رافع/ لاَ، وَلَكِنِ احْلِقِي رَأْسَهُ، وَتَصَدَّقِي بِوَزْنِ شَعْرِهِ فضة. 4 335 علي/ لا، ولكن هذا استسقي أولا ... إني وإياك وهذين ...

3 224 خالد بن الوليد/ لاَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي فَأَجِدُنِي أعافه. 4 79 أبو قتادة/ لاَ، وَلَكِنَّهُ قَتِيْلُ أَبِي قَتَادَةَ عَلَيْهِ بُرْدُهُ، فخلوا بينه وبين ... 3 82 سعد/ لا.... لا ... والثلث كثير، إنك أن تترك.... 4 149 عبد الله/ لاَ، يَا أَبَا وَهْبٍ، فَارْجِعْ إِلَى أَبَاطِحِ مكة. 11 307 أسير/ لا يأيتك من الحياء إلا خير. 10 54 السائب عن أبيه/ لاَ يَأْخُذ أَحَدُكُم مَتَاع أَخِيْهِ لاعِباً وَلاَ جادا. 8 316 عائشة/ لا يبيت أَحَدُكُم وَعِنْدَ رَأْسِهِ الطَّعَامِ فَإِنِّي لاَ آمَنُ عليه الهوام. 2 356 جابر/ لاَ يُبْغِضُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يحبهما منافق. 12 266 جابر/ لاَ يُبْغِضُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يحبهما منافق. 3 418 أبو سعيد/ لاَ يُبْغِضُنَا أَهْلَ البَيْتِ أَحَدٌ، إِلاَّ أَدْخَلَهُ الله النار. 6 376 عبد الله بن مغفل/ لاَ يَبُوْلَنَّ أَحَدُكُم فِي مُسْتَحَمِّهِ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فيه. 11 147 ابن عمر/ لا يبيع حاضر لباد. 13 408 ابن عمر/ لاَ يَتَحَرَّى أَحَدُكُم بِصَلاَةٍ طُلُوْعَ الشَّمْسِ وَلاَ غروبها. 4 95 -/ لا يتمنين أحدكم الموت. 5 507 أنس/ لا تمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد ... 5 490 عمرو بن شعيب/ لا يجوز لامرأة في مالها إذا ملك زوجها عصمتها. 8 297 عائشة/ لا يجوع أهل بيت عندهم التمر. 9 560 عائشة/ لا يجوع أهل بيت عندهم التمر. 1 72 -/ لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن. 11 393 -/ لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن. 2 505 علي/ لاَ يُحِبُّكَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَلاَ يُبْغِضُكَ إِلاَّ منافق. 4 120 عائشة/ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُهُ إِلاَّ منافق. 8 287 معمر بن عبد الله/ لا يحتكر إلا خاطئ.

7 193 ابن عمر/ لاَ يَحْتَلِبَنَّ أَحَدُكُمْ مَاشِيَةَ أَخِيْهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ. 7 48 أبو هريرة/ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، وَلاَ يَطُوْفَنَّ بالبيت عريان. 14 437 أبو هريرة/ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، وَلاَ يَطُوْفَنَّ بالبيت عريان. 7 38 ابن عمر/ لا يحرم الحلال الحرام. 9 228 أبو سعيد/ لا يحقر أحدكم نفسه يرى أمر لله عليه فيه مقال ... 9 228 أبو سعيد/ لاَ يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنْ يَرَى أَمْراً لله فيه مقال. 6 551 -/ لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث. 2 479 عثمان/ لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، كفر بعد ... 9 245 -/ لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنِّي رَسُوْلُ الله. 9 245 عبد الله بن مسعود/ لا يحل دم مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس ... 5 492 -/ لا يحل سلف وبيع. 5 491 عمرو بن شعيب/ لا يحل سلف وبيع ولا شركان في بيع. 6 498 عمرو بن شعيب/ لا يحل سلف وبيع ولا شركان في بيع ولا ربح ما لم.... 6 552 عائشة/ لا يحل قتل المسلم إلا في ثلاث. 6 114 جابر/ لا يحل لأحد حمل السلاح بمكة. 2 408 عمر/ لا يحل لعمر من مال الله إلا حلتين حلة للشتاء ... 2 511 علي/ لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان ... 3 457 المسور بن مخرمة/ لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَث. 3 457 عبد الرحمن بن الأسود/ لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَث. 10 425 أنس بن مالك/ لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَث. 7 194 ابن عمر/ لاَ يَحْلُبَنَّ أَحَدُكُمْ مَاشِيَةَ أَحَدٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ. 3 62 عائشة/ لا يحنو عليكن بعدي إلا الصابرون. 14 456 ابن عباس/ لا يخلون رجل بامرأة ولا تسافر إلا ومعها ذو محرم.

2 36 جابر بن عبد الله/ لا يدخل أحد ممن بايع تحت الشجرة النار. 8 304 عثمان/ لا يدخل الجنة قتات. 14 34 -/ لا يدخل الجنة قتات. 4 62 عبد الله بن سلام/ لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر. 2 35 جابر/ لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة الذين ... 2 36 جابر/ لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة الذين ... 2 141 أم سلمة/ لا يدخلن هذا عليكم. 5 235 أسامة بن زيد/ لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم. 7 584 جرير/ لاَ يَرْحَمُ اللهُ مَنْ لاَ يَرْحَمُ النَّاسَ. 16 473 جرير/ لاَ يَرْحَمُ اللهُ مَنْ لاَ يَرْحَمُ النَّاسَ. 7 258 -/ لا يرد القضاء إلا الدعاء. 7 259 سلمان/ لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر. 6 315 ابن عمر/ لاَ يَرْكَبُ البَحْرَ إِلاَّ حَاجٌّ، أَوْ مُعْتَمِرٌ أو غاز. 9 579 أبو هريرة/ لا يزال أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه لا يمنعه.... 4 439 أبو عنبة الحولاني/ لاَ يَزَالُ اللهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّيْنِ غرسا يستعملهم بطاعته ... 5 7 أبو عبيدة/ لاَ يَزَالُ أَمْرُ أُمَّتِي قَائِماً حَتَّى يَثْلِمَهُ رجل من بني أمية.... 12 190 ابن عمر/ لا يزال أَمرُ هَذِهِ الأَمَّةِ موَائِماً أَوْ مقَارباً مَا لم يتكلموا. 14 381 -/ لا يزال أهل الغرب ظاهرين. 10 248 سعد بن أبي وقاص/ لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة. 14 381 سعد بن أبي وقاص/ لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة. 9 579 أبو هريرة/ لاَ يَزَالُ العَبْدُ فِي صَلاةٍ مَا كَانَتِ الصلاة تحبسه. 7 260 أبو هريرة/ لا يزال الناس يتساءلون. 9 23 معاوية/ لاَ يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ لاَ يناوئهم فيه أحد إلا ...

10 184 عبد الله/ لاَ يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بقي من الناس اثنان. 4 324 الضحاك بن قيس/ لاَ يَزَالُ وَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى النَّاسِ. 6 47 ابن عمر/ لا يزالون مدفوعا عنهم بلا إله إلا الله. 8 264 أنس/ لاَ يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلاَّ شِدَّةً، وَلاَ الدُّنْيَا إلا إدبارا، ولا الناس ... 8 265 أنس/ لاَ يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلاَّ شِدَّةً، وَلاَ الدُّنْيَا إلا إدبارا، ولا الناس ... 8 264 أنس/ لاَ يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلاَّ شِدَّةً وَلاَ الدُّنْيَا إلا إدبارا ولا الناس إلا ... 8 265 أنس/ لاَ يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلاَّ شِدَّةً وَلاَ الدُّنْيَا إلا إدبارا ولا الناس إلا ... 10 55 أنس/ لاَ يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلاَّ شِدَّةً وَلاَ الدُّنْيَا إلا إدبارا ولا الناس إلا ... 15 157 أنس/ لاَ يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلاَّ شِدَّةً، وَلاَ النَّاسُ إلا شحا ولا تقوم ... 6 85 -/ لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِيْنَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ. 12 577 -/ لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِيْنَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ. 7 258 ثوبان/ لا يزيد في العمر إلا البر ولا يرد القضاء إلا الدعاء ... 2 297 أبو هريرة/ لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقة منه.... 4 340 أبو رافع/ لا يصلي الرجل عاقصا رأسه. 1 470 ابن عمر/ لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة. 9 310 أبو سعيد/ لاَ يَصُوْمُ عَبْدٌ يَوْماً فِي سَبِيْلِ اللهِ، إلا باعد الله بذلك ... 10 514 أبو سعيد/ لاَ يَصُوْمُ عَبْدٌ يَوْماً فِي سَبِيْلِ اللهِ، إلا باعد الله بذلك ... 12 160 ابن عمر/ لا يغلق الرهن. 13 17 أبو هريرة/ لاَ يَفْتَحُ أَحَدٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إلا فتح الله عليه ... 7 134 سعد/ لاَ يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، وَلاَ يُجْمَعُ بَيْنَ متفرق في الصدقة. 1 161 خزيم بن أوس/ لا يفضض الله فاك. 8 275 عبد الله بن عمرو/ لا يفقه مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فِي أَقلَّ مِنْ ثَلاَثٍ. 2 97 -/ لا يفلح قوم تملكهم إمرأة.

14 423 أبو المليح/ لاَ يَقْبَلُ اللهُ صَلاَةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلاَ صدقة من غلول. 7 520 بهز بن حكيم/ لا يقبل الله من مشرك بعدما أسلم عملا حتى يفارق ... 2 375 أبو هريرة/ لا يقتسمم ورثتي دينارا، ما تركت صدقة. 2 119 السائب بن يزيد/ لا يقتل قرشي بعدها صبرا. 4 441 السائب/ لا يقتل قرشي بعد هذا صبرا. 7 145 -/ لا يقتل مسلم بكافر. 10 548 -/ لاَ يَقْضِي القَاضِي بَيْنَ اثْنَيْن وَهُوَ غَضْبَان. 6 158 -/ لا يقضين حكم. 13 72 جابر/ لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الكَشْرُ، وَلَكِن تَقْطَعُهَا القَرْقَرَةُ. 14 352 جابر/ لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الكَشْرُ، وَلَكِن تَقْطَعُهَا القَرْقَرَةُ. 7 436 أبو هريرة/ لاَ يَقُوْلَنَّ أَحَدُكُم لِلْعِنَبِ: الكَرْمَ، فَإِنَّمَا الكَرْمُ قلب ابن آدم. 11 334 أبو هريرة/ لاَ يَقُوْلَنَّ أَحَدُكُم لِلْمَسْجِدِ: مُسَيْجِدٌ، فَإِنَّهُ بَيْتُ الله ... 10 96 مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ/ لاَ يَكْذِبُ الكَاذِبُ إِلاَّ من مهانة نفسه عليه. 13 6 -/ لاَ يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيْلِ اللهِ، وَاللهُ أعلم بمن يكلم في.... 10 336 -/ لاَ يَكُوْنُ المُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّى يَرْضَى لأَخِيْهِ ما يرضى لنفسه. 7 538 سعد/ لاَ يَكِيْدُ أَهْلَ المَدِيْنَةِ أَحَدٌ بِسُوْءٍ إِلاَّ انماع كما ينماع الملح ... 6 80 أبو هريرة/ لا يلدغ "يلسع" المؤمن من جحر مرتين. 11 262 أبو هريرة/ لا يلدغ "يلسع" المؤمن من جحر مرتين. 10 19 أبو هريرة/ لا يمش أحدكم في نعل واحدة ... 3 527 -/ لا يمنعك ذلك. 7 309 أبو هريرة/ لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً في جداره. 9 226 ابن عباس/ لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُم مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بحق علمه. 9 227 أبو سعيد/ لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُم هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُوْلَ بالحق إذا رآه أو سمعه.

7 400 -/ لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله. 2 359 عائشة/ لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره. 6 157 أبو بكرة/ لاَ يَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يَقْضِيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ وهو غضبان. 4 190 امرأة من بني سليم/ لاَ يَنْبَغِي لِلْمُصَلِّي أَنْ يُصَلِّيَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ شيء يشغله. 2 296 عقبة بن عامر/ لا ينبغي هذا للمتقين. 6 476 أبو هريرة/ لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا. 10 425 أبو أيوب/ لاَ يَهْجُرْ أَحَدَكُمْ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ، يَلْتَقِيَانِ: فيصد هذا ... 2 273 أنس/ لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده ... 8 314 علي/ لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعَةٍ، بِاللهِ وحده لا شريك ... 6 371 جابر بن عبد الله/ لاَ يُؤْمِنُ مُؤْمِنٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالقَدَرِ كُلِّهِ، حتى يعلم أن ... 13 382 ابن عمر/ لبي بالحج وحده. 1 285 ابن عباس/ لبيك ... أتيت من بيت المقدس.... نعم ... 15 198 أنس/ لبيك بحجة وعمرة. 16 43 أنس/ لبيك بحجة وعمرة. 13 431 حذيفة/ لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوْفِ وَتَنْهَونَّ عَنِ المُنْكَر، أَوْ ليُوْشِكَنَّ الله ... 4 438 عبد الله بن بسر/ لتبلغن قرنا. 9 324 ابن عمر/ لِتَتُبْ هَذِهِ المَرْأَةُ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُوْلِهِ وترد على الناس ... 2 513 عبد الله بن سبع/ لتخضبن هذه من هذه فما ينتظرني إلا شقي ... 2 513 علي/ لتخضبن هذه من هذه يعني لحيته من رأسه -فما ... 2 97 جابر بن سمرة/ لتفتحن عصابة من المسلمين كنوز كسرى التي في ... 6 183 عقبة بن عامر/ لتمشي وتركب. 6 84 أبو هريرة/ لتنتقن كما ينتقى التمر. 10 183 أبي بن كعب/ لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين ...

8 60 أنس/ لست من دد ولا الدد مني. 4 320 -/ لست أبا بكر ممن يفعله خيلاء. 13 36 أنس بن مالك/ لصاحب القرآن دعوة مستجابة عند ختمته. 3 359 أنس/ لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ أَشَدُّ عَلَى المُشْرِكِيْنَ مِنْ فئة. 3 371 أبو ذر/ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ وَيَأْجُرَكَ فِيْهِم. 3 366 حاطب/ لَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فقال: اعملوا ما شئتم. 2 167 عروة/ لعل الله يكفيكه. 7 6 عائشة/ لعلك أردت الحج. حجي واشترطى، قولي: ... 3 82 سعد/ لَعَلَّكَ أَنْ تَبْقَى حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ ويضر بك آخرون. 3 82 سعد/ لَعَلَّكَ تُؤَخَّرُ عَلَى جَمِيْعِ أَصْحَابِكَ، وَإِنَّكَ لَنْ تنفق ... 4 399 عبد الله بن الزبير/ لعلك شربته؟ .... ولم شربت الدم؟ 1 343 -/ لعلك قد دخلك من شأن أبيك شيء؟ 10 260 عبادة بن الصامت/ لعلكم تقرؤون خلف إمامكم ... لا تفعلوا إلا ... 1 264 أبو سعيد الخدري/ لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح ... 3 6 أبو عبيدة بن الجراح/ لَعَلَّهُ سَيُدْرِكُهُ بَعْضُ مَنْ رَآنِي أَوْ سَمِعَ كلامي. 1 82 -/ لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده. 12 385 -/ لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده. 2 98 أبو هريرة/ لعن الله كسرى أول الناس هلاكا فارس ثم العرب. 5 315 عَبْدُ اللهِ/ لَعَنَ اللهُ الوَاشِمَاتِ وَالمُسْتَوْشِمَاتِ وَالمُتَنَمِّصَاتِ..... 13 25 زيد بن ثابت/ لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. 2 343 عائشة/ لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. 2 327 عائشة/ لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم....... 2 327 ابن عباس/ لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم.......

12 297 -/ لَعَنَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من اتخذ قبرا مسجدا. 7 311 أبو هريرة/ لعن عبد الدينار، لعن عبد الدرهم. 5 83 علي/ لَعَنَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الربا وموكله وشاهديه وكاتبه ... 1 372 البراء أو غيره/ لقد آزرك الله بملك كريم. 3 391 البراء أو غيره/ لقد آزرك الله بملك كريم. 4 109 عائشة/ لَقَدْ أَحْسَنَ بِنَا أُسَامَةُ إِذْ لَمْ يَكُنْ جارية. 4 51 حارثة/ لَقَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ حَارِثَةَ، مِمَّا يَتَحَوَّلُ لَنَا عن منازله. 3 391 ابن عباس/ لقد أعانك عليه ملك كريم. 4 51 أبو هريرة/ لَقَدْ أُعْطِيَ أَبُو مُوْسَى مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيْرِ آل داود. 4 51 بريدة/ لَقَدْ أُعْطِيَ هَذَا مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيْرِ آلِ داود. 2 359 علي/ لقد أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكر أن يصلي بالناس، وإني ... 2 360 علي / لقد أَمْرُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكر أن يصلي بالناس، وإني ... 2 39 أسلم / لقد أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلي مما طلعت ... 3 174 عائشة / لَقَدِ اهْتَزَّ العَرْشُ لِوَفَاةِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ. 5 364 أنس بن مالك 1/ لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد وأخفت في الله وما ... 1 388 -/ لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم ... 1 389 -/ لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم ... 1 475 علقمة بن وقاص / لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة. 1 479 سعد/ لَقَدْ حَكَمَ فِيْهِمُ "اليَوْمَ" بِحُكْمِ اللهِ الَّذِي حكم به من ... 3 177 سعد/ لَقَدْ حَكَمَ فِيْهِمُ "اليَوْمَ" بِحُكْمِ اللهِ الَّذِي حكم به من ... 9 500 سعد/ لَقَدْ حَكَمَ فِيْهِمُ "اليَوْمَ" بِحُكْمِ اللهِ الَّذِي حكم به من ... 4 354 عائشة/ لَقَدْ دَخَلَ عَلَيَّ البَيْتَ مَلَكٌ لَمْ يَدْخُلْ علي قبلها. 4 354 أم سلمة/ لَقَدْ دَخَلَ عَلَيَّ البَيْتَ مَلَكٌ لَمْ يَدْخُلْ علي قبلها.

3 79 سَعْدٌ/ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضحك يوم الخندق، حتى ... 10 206 الهدار/ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما شبع من خبز بر حتى ... 4 368 أنس/ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبل موضع قضيبك من فيه. 1 182 أسماء بنت أبي بكر/ لَقَدْ رَأَيْتُ زَيْدَ بنَ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ قائما مسندا ظهره ... 1 183 أسماء بنت أبي بكر/ لَقَدْ رَأَيْتُ زَيْدَ بنَ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ شيخا كبيرا مسندا ظهره ... 1 352 علي/ لقد رأيتنا ليلة بدر وما منا أحد إلا وهو نائم إلا ... 1 271 أبو هريرة/ لقد رأيتني في الحجر، وقريش تسألني عن مسراي ... 1 170 -/ لقد رأيتني في علمان من قريش ننقل حجارة لبعض ما ... 2 507 علي/ لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لأربط الحجر على ... 2 236 طلحة النصري/ لقد رأيتني وصاحبي مكثنا بضع عشرة ليلة ما لنا طعام ... 3 152 أبو هريرة/ لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أُحُدٍ وَمَا فِي الأَرْضِ قربى مخلوق غير ... 3 30 أبو هريرة/ لَقَدْ رَأَيْتَنِي يَوْمَ أُحُدٍ، وَمَا قُرْبِي أَحَدٌ غير جبريل عن ... 1 456 عائشة/ لقد سألوا عن ابن المعطل فوجدوه حصورا ما يأتي ... 4 255 أبو محذورة/ لَقَدْ سَمِعْتُ فِي هَؤُلاَءِ تَأْذِيْنَ إِنْسَانٍ حَسَنِ الصوت. 4 118 أبو سلمة/ لقد شفيت واشتفيت. 4 168 أبو هريرة/ لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لاَ يَسْأَلُنِي عن هذا الحديث أحد.. 3 500 عائشة/ لقد عذت بعظيم الحقي أهلك. 3 502 عائشة/ لقد عذت بعظيم الحقي أهلك. 3 500 -/ لقد عذت معاذا، الحقي بأهلك. 1 358 عبد الله بن مسعود/ لقد قلوا في أعيننا يوم بدر، حتى قلت لرجل إلي ... 6 244 عائشة/ لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبلني إذا خرج إلى الصلاة وما يتواضأ. 1 207 سعد بن أبي وقاص/ لقد مكثت سبعة أيام، وإني الثلث الإسلام. 2 20 -/ لقد نجاكم الله من القوم الظالمين.

12 340 أبو هريرة/ لقنوا موتاكم لا إله إلا الله. 15 104 أبو هريرة/ لقنوا موتاكم لا إله إلا الله. 10 253 -/ لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله. 3 350 عَمَّارٌ/ لَقِيْتُ صُهَيْباً عَلَى بَابِ دَارِ الأَرْقَمِ، وفيها ... 1 153 عطاء بن يسار/ لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ... 1 184 عطاء بن يسار/ لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ... 1 282 أبو هريرة/ لقيت موسى وعيسى ورأيت إبراهيم وأنا أشبع ولده به. 3 481 أنس/ لك كذا، ولك كذا. 9 378 أنس/ لك كذا، ولك كذا. 7 139 المستورد بن شداد/ لكل أمة أجل، وإن أمتي مائَةَ سَنَةٍ فَإِذَا مَرَّ عَلَيْهَا مائَةُ سَنَةٍ ... 3 9 أنس/ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بن الجراح. 3 220 عمر/ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ وَإِنَّ أَمِيْنَ هَذِهِ الأُمَّةِ أبو عبيدة. 3 23 علي/ لكل نبي حواري وحواريي الزبير. 3 28 الزبير/ لكل نبي حواري وحواريي الزبير ابن عمتي. 2 453 طلحة بن عبيد الله/ لكل نبي رفيق، ورفيقي عثمان. 4 41 أبو موسى/ لَكُمُ الهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ: هَاجَرْتُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَهَاجَرْتُمْ إلي. 3 111 ابن عمر/ لكن حمزة لا بواكي له. 1 409 -/ لكن حمزة لا بواكي له.. ما هذا ما هذا أردت ... 3 111 ابن عمر/ لكن حمزة لا بواكي له ... مروهن لا يبكين على ... 3 112 -/ لكن حمزة لا بواكي له.... يا ويحهن أهن ههنا ... 4 236 عبد الله بن عمرو/ لكن أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأمس النساء ... 9 475 -/ لكن أصوم وأفطر، أقوم، وأنام وآتي النساء. 1 42 -/ لَكِنِّي أَقُوْمُ وَأَنَامُ، وَأَصُوْمُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ...

4 236 -/ لَكِنِّي أَقُوْمُ وَأَنَامُ، وَأَصُوْمُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ... 3 61 عبيد الله بن عبد الله/ لكني وكلته إلى إيمانه. 3 123 المقدام بن معدي كرب/ للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول ... 3 518 الشعبي/ للناس هجرة واحدة، ولكم هجرتان. 4 272 زيد بن ثابت/ لَلَّهُ أَشَدُّ حُبّاً لَهُ مِنْكِ لَهُ، كَأَنِّيْ آراه على رفاف الجنة. 9 229 ابن عباس/ للهِ عِنْدَ إِحْدَاثِ كُلِّ بِدْعَةٍ تَكِيْدُ الإِسْلاَمَ ولي يذب عن دينه. 3 392 ابن عباس/ لم –"ردا على العباس في عدم صلاح الغير". 1 260 عبيد الله بن عبد الله/ لم فعلت فكل ما دون العشر بضع. 2 115 موسى بن عقبة/ لم قاتلت وقد نهيتك عن القتال ... قضاء الله خير. 3 349 أَبُو رَافِعٍ/ لَمْ يَأْمُرْنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أنزل الأبطح حي خرج ... 7 446 -/ لم يفقه مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فِي أَقلَّ مِنْ ثَلاَثٍ. 6 245 عمرو بن العاص/ لم يفقه مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فِي أَقلَّ مِنْ ثَلاَثٍ. 1 475 عائشة/ لم يقتل من نسائهم إلا امرأة واحدة أي من سبي قريظة. 4 171 عائشة/ لَمْ يَكُنْ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يسرد الحديث سردكم. 3 248 علي/ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَطُّ إِلاَّ وَقَدْ أُعْطِيَ سبعة رفقاء نجباء وزراء ... 1 352 البراء/ لم يكن يوم بدر فارس غير المقداد. 1 310 عمر بن الخطاب/ لما اجتمعنا للهجرة اتعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة ... 1 263 ابن سيرين/ لما اختضر أبو طالب دعا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا ابن أخي ... 11 117 أنس بن مالك/ لما أراد النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ إلى الروم قيل له: ... 2 361 عطاء بن السائب/ لم استحلف أبو بكر أصبح وعلى رقبته أثواب يتجر فيها. 2 362 عطاء بن السائب/ لم استحلف أبو بكر أصبح وعلى رقبته أثواب يتجر فيها. 1 271 عائشة/ لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، أصبح ... 1 275 ابن مسعود/ لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سدرة المنتهى، وهي ...

1 226 ابن عمر/ لما أسلم عمر قال: أي قريش أثقل للحديث؟ قيل: ... 1 425 ابن عباس/ لَمَّا أُصِيْبَ إِخْوَانُكُم بِأُحُدٍ جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُم في ... 3 118 ابن عباس/ لَمَّا أُصِيْبَ إِخْوَانُكُم بِأُحُدٍ جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُم في ... 1 292 محمد بن كعب/ لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، عمد إلى ... 3 236 ابن عباس/ لَمَّا انْفَجَرَتْ يَدُ سَعْدٍ بِالدَّمِ، قَامَ إِلَيْهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ... 1 173 الزهري/ لَمَّا بَلَغَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أجمرت امرأة الكعبة فطارت ... 1 319 -/ لما بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، كنا نخرج ... 3 89 -/ لما تحين رسول الله صلى الله عليه وسلم وصول عير قريش من الشام ... 1 174 علي/ لما تشاجروا في الحجر أن يصنعه أول من يدخل من ... 1 454 عائشة/ لَمَّا تَلاَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القصة التي نزل بها عذري على ... 2 508 -/ لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبطأ علي عن بيعة أبي بكر. 2 369 أبو سعيد/ لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ خطباء الأنصار، فجعل ... 11 16 محمد بن سيرين/ لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أقسم علي أن لا يرتدي ... 2 371 عائشة/ لما توفيت فاطمة بعد وفاة أبيها بستة أشهر اجتمع إلى ... 3 135 عائشة/ لَمَّا جَاءتْ وَفَاةُ جَعْفَرٍ، عَرَفْنَا فِي وَجْهِ النبي صلى الله عليه وسلم الحزن. 1 387 عبادة بن الوليد/ لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم تشبث بأمرهم ... 1 423 جابر/ لما حضر أحد قال أبي: ما أراني إلا مقتولا وإني ... 1 317 سراقة بن مالك/ لما خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة مهاجرا جعلت قريش ... 1 316 أسماء بنت أبي بكر/ لما خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بكر أتى نفر من قريش ... 1 317 أسماء بنت أبي بكر/ لما خَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخرج معه أبو بكر، احتمل ... 1 430 عبد الله بن عبيد/ لَمَّا دَخَلَ أَبُو سَلَمَةَ المَدِيْنَةَ انْتَقَضَ جُرْحُهُ فمات لثلاث ... 4 56 أبو هريرة/ لَمَّا دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصفية، بات أبو أيوب على ... 1 384 عبيد الله بن كعب/ لما رجع أبو سفيان إلى مكة، ورجع فل قريش من ...

1 469 عائشة/ لما رجع رسول الله من الخندق ووضع السلاح واغتسل ... 3 272 مجاهد/ لَمَّا فَتَحَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مكة استخلف عليها عتاب ... 2 368 إبراهيم التيمي/ لَمَّا قُبِضَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى عمر أبا عبيدة، فقال: ... 2 360 عبد الله/ لَمَّا قُبِضَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت الأنصار: منا أمير ... 2 368 عبد الله/ لَمَّا قُبِضَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت الأنصار: منا أمير ... 2 84 عاصم بن عمر بن قتادة/ لما قتل زيد أخذ الراية جعفر فجاءه الشيطان فحبب إليه ... 1 320 أنس/ لما قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة نزل في علو المدينة في ... 1 321 أنس/ لما قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل في علو المدينة في ... 3 509 عَائِشَةُ/ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، بعث زيدا، وبعث معه أبا ... 3 214 عَائِشَةُ/ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وعك أبو بكر وبلال. 1 216 ابن عمر/ لما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على عتبة بن ربيعة: {حم تَنْزِيلٌ مِنَ ... 15 144 أبو هريرة/ لَمَّا قَضَى اللهُ الخَلْقَ كَتَبَ كِتَاباً، فَهُوَ عنده على عرشه. 1 403 أنس/ لما كان يوم أحد انهزم الناس عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو ... 3 23 طلحة/ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، سَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم طلحة الخير وفي ... 1 355 ابن عمر/ لما كان يوم بدر نَظَرَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المشركين وهم ... 2 384 أنس/ لما كان يوم اليمامة دخل ثابت بن قيس فتحنط، ثم ... 1 272 ابن عباس/ لما كانت ليلة أسري بي ثم أصبحت بمكة فظعت بأمري ... 1 155 هانئ المخزومي/ لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس ... 1 271 جابر بن عبد الله/ لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلا الله لي بيت ... 10 232 جابر/ لَمَّا مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ أَبُو بَكْرٍ الثَّوبَ عَنْ وَجْهِهِ ... 1 382 عائشة/ لما مات النجاشي كان يتحدث أنه لا يزال على قبره نور. 2 388 الشعبي/ لما مرضت فاطمة رضي الله عنها أتاها أبو بكر فاستأذن ... 3 222 البراء/ لَمَّا نَزَلَتْ: {لاَ يَسْتَوِي القَاعِدُوْنَ} دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زيدا ...

1 234 أم سلمة/ لما نزلنا أرض الحبشة، جاورن بها خير جار النجاشي ... 7 81 ابن عباس/ لَمَّا وُضِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في لحده وضع فيما بينه وبين ... 1 154 أنس/ لما ولد إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مارية كاد يقع في ... 2 408 ابن عباس/ لما ولي عمر قيل له: لقد كاد بعض الناس أن يحيد هذا ... 3 515 ضمرة بن سعيد المازني/ لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان. 2 211 بريدة/ لمن أنت؟.... فاطلب إليهم أن يكاتبوك ... 3 180 -/ لَمَنَادِيْلُ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ من هذه. 10 158 -/ لَنْ تَخْلُوَ الأَرْضُ مِنْ ثَلاَثِيْنَ مِثْلِ إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ... 8 303 -/ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ فَلْيَسَعْهُم منكم بسط الوجه. 8 303 أبو هريرة/ لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط ... 9 538 أنس/ لَنْ يَبْرَحَ النَّاسُ يَسْأَلُوْنَ حَتَّى يَقُوْلُوا: هَذَا الله خلق ... 3 253 حذيفة/ لَنْ يَدَعَهَا حَتَّى يَمُوْتَ أَوْ يَلْبِسَهُ الهَرَمُ. 2 176 -/ لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة. 2 97 أبو بكرة/ لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة. 3 294 قرة/ لهما في الميزان أثقل من أحد. 4 180 أبو هريرة/ لَوْ آمَنَ بِي عَشْرَةٌ مِنْ أَحْبَارِ يَهُوْدٍ آمن بي كل يهودي. 6 534 أبو هريرة/ لَوْ آمَنَ بِي عَشَرَةٌ مِنَ اليَهُوْدِ مَا بقي على ظهرها يهودي ... 8 89 عائشة/ لَوْ أَدْرَكْتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، مَا سَأَلْتُ اللهَ إلا العفو والعافية. 4 433 سهل بن سعد/ لو أعلم أنك تنظرني، لطعنت به في عنيك، إنما جعل ... 3 144 عائشة/ لَوْ أَنَّ زَيْداً كَانَ حَيّاً، لاَسْتَخْلَفَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 7 130 -/ لَوْ أَنَّ القُرْآنَ فِي إِهَابٍ، مَا مَسَّتْهُ النَّارُ. 14 151 ابن عباس/ لَوْ أَنَّ لابْنِ آدَمَ وَادِياً مِنْ مَالٍ، لأحب أن يكون له إليه مثله. 1 438 عبد الله بن أبي بكر/ لو أنا هبطنا عسفان لرأت قريش أنا قد جئنا مكة ...

8 234 أنس/ لو أهدي إلي كراع لقبلت ولو دعيت عليه لأجبت. 10 398 جابر/ لَوْ بَدَا لَكُم مُوْسَى فَاتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُم عن ... 2 74 ابن عباس/ لو تركتموني فعرست بين أظهركم وصنعنا طعاما ... 4 309 ابن عمر/ لو تركنا هذا الباب للنساء. 7 448 أبو هريرة/ لَوْ تَرَكَهَا لَدَارَتْ أَوْ لَطَحَنَتْ إِلَى يَوْمِ القيامة. 10 41 أنس/ لَو تَعْلَمُونَ، مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيْلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كثيرًا. 2 283 -/ لَو تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيْلاً وَلَبَكَيْتُمْ كثيرا. 7 138 عقبة بن عامر/ لو تمت البقرة ثلاث مائة آية تكلمت. 1 230 -/ لو خرجتم إلى الأرض الحبشة، فإن لها ملكا لا يظلم ... 2 71 علي بن أبي طالب/ لو دخلوها ما خرجوا منها إنما الطاعة في المعروف. 8 234 أنس/ لو دعيت إلى كراع، لأجبت. 1 212 أبو هريرة/ لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا. 4 51 أبو بردة/ لَوْ رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ نَخْرُجُ مَعَ نَبِيِّنَا صَلَّى الله عليه وسلم إذا أصابتنا السماء ... 2 186 -/ لو سألتني هذا العسيب ما أعطيتكه. 6 384 عائشة/ لَوْ شِئْتُ لأَجْرَى اللهُ مَعِيَ جِبَالَ الذَّهَبِ والفضة. 7 112 أبو العشراء/ لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك. 8 545 أبو العشراء/ لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك. 9 148 أبو العشراء/ لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك. 10 337 أبو العشراء/ لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك. 7 419 سهل بن سعد/ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِي، لَطَعَنْتُ بِهَا فِي عينك، إنما ... 1 212 ابن عباس/ لو فعل لأخذته الملائكة عيانا. 3 21 جابر/ لَوْ قُلْتَ: بِاسْمِ اللهِ لَرَفَعَتْكَ المَلاَئِكَةُ وَالنَّاسُ ينظرون. 4 111 عائشة/ لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً لَكَسَوْتُهُ وَحَلَّيْتُهُ حَتَّى أنفقه.

2 402 عقبة بن عامر/ لو كان بعدي نبي لكان عمر. 8 341 أبو هريرة/ لَوْ كَانَ الدِّيْنُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ من فارس. 11 8 أبو هريرة/ لَوْ كَانَ الدِّيْنُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ من فارس. 8 341 أبو هريرة/ لَوْ كَانَ العِلْمُ مُعَلَّقاً بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ قَوْمٌ من أبناء فارس. 11 8 أبو هريرة/ لَوْ كَانَ العِلْمُ مُعَلَّقاً بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ قَوْمٌ من أبناء فارس. 3 213 ابن المسيب/ لو كان عندنا شيء، ابتعنا بلالا. 10 550 -/ لَوْ كَانَ القُرْآنُ فِي إِهَابٍ مَا مَسَّتْهُ النار. 1 378 -/ لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ حَيّاً، وَكلَّمَنِي في هؤلاء النتنى ... 4 242 -/ لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ حَيّاً، وَكلَّمَنِي في هؤلاء النتنى ... 1 342 أبو أسيد مالك/ لو كان معي بصري وكنت ببدر لأريتكم الشعب الذي ... 9 25 أبو هريرة/ لَوْ كَانَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأمرت المرأة أن ... 11 336 أبو هريرة/ لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ شَيْئاً ما أعطى كافرا منها ... 4 139 أبو سعيد/ لو كانت سورة واحدة لكفت الناس. 8 443 رجل/ لَوْ كُنْتُ رَاجِماً بِغَيْر بَيِّنَةٍ، لَرَجَمْتُ هَذِهِ. 2 357 ابن مسعود/ لو كُنْتُ مُتَّخِذاً خَلِيْلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيْلاً. 2 358 ابن عباس/ لو كُنْتُ مُتَّخِذاً خَلِيْلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيْلاً، كنت ... 3 430 -/ لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذاً خَلِيْلاً مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، لاتخذت أبا بكر ... 3 291 -/ لَوْ كُنْتُ مُسْتَخْلِفاً مِنْ غَيْرِ مَشُوْرَةٍ لاَسْتَخْلَفْتُ ابن أم عبد. 3 291 علي/ لو كنت مؤمرا أحدا من غير مشورة لأمرت عليهم ابن ... 3 498 -/ لو كن عشرا لزوجتهن عثمان. 2 31 زياد بن الحارث/ لولا أن أستحيي من ربي لسقينا واستقينا. 8 134 أبو هريرة/ لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُم بِالسِّوَاكِ عن كل صلاة.. 12 128 أبو هريرة/ لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُم بِالسِّوَاكِ عن كل صلاة..

1 420 أنس/ لولا أن تجد صفية تركته حتى يحشره الله من بطون ... 3 114 أنس/ لَوْلاَ أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ فِي نَفْسِهَا، لَتَرَكتُهُ حتى يحشره الله ... 1 419 محمد بن كعب/ لولا أن تجزع صفية وتكون سنة من بعدي ما غيب حتى ... 10 200 عائشة/ لَوْلاَ أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيْثُو عَهْدٍ بِالجَاهِلِيَّةِ لَهَدَمْتُ الكعبة. 9 71 عبد الله بن مغفل/ لولا أن الكلاب أمة، لأمرت بقتلها. 3 116 ابن عباس/ لَوْلاَ جَزَعُ النِّسَاءِ لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يُحْشَرَ مِنْ حواصل الطير ... 5 101 عائشة/ لَوْلاَ حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالكُفْرِ، لَنَقَضْتُ البَيْتَ حَتَّى أزيد ... 7 549 أبو هريرة/ لَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مِثْلَ مَا لَبِثَ يوسف، ثم جاءني ... 2 212 جابر/ لو لم تكله لأكلتم فه وأقام لكم. 9 377 عبد الله/ لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى ... 4 313 ابن عمر/ لَوْ لَمْ يَخَفِ ابْنُ آدَمَ إِلاَّ اللهَ لم يسلط عليه غيره. 1 90 أنس/ لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالا، يدعُ المتعمقون تعمقهم. 12 187 أنس/ لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالا، يدعُ المتعمقون تعمقهم. 1 480 سعيد المقبري/ لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَغْطَةِ القَبْرِ، لَنَجَا سعد، ولقد ضم ... 3 182 سعيد المقبري/ لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَغْطَةِ القَبْرِ، لَنَجَا سعد، ولقد ضم ... 1 480 عائشة/ لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ القَبْرِ، لَنَجَا منها سعد. 3 179 عائشة/ لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ القَبْرِ، لَنَجَا منها سعد. 4 94 عمران بن حصين/ لَوْ وَقَعَ فِيْهَا، لَدَخَلَ النَّارَ، لاَ طَاعَةَ لمخلوق في ... 6 476 أبو هريرة/ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِي يَشْرَبُ وَهُوَ قَائِمٌ مَا في بطنه لاستقاءه. 11 333 أبو هريرة/ لَوْ يَعْلَمُوْنَ مَا فِي الصَّفِّ المُقَدَّمِ كَانَتْ قرعة. 2 319 أبو سعيد/ لي حوض طوله ما بين الكعبة إلى بيت المقدس أشد ... 1 153 أبو الطفيل/ لي عشرة أسماء ... الفاتح والخاتم. 4 411 واثلة/ ليبشر فقراء المهاجرين.

4 285 أبو سعيد/ ليبشر فقراء المؤمنين بالفوز يوم القيامة قبل الأغنياء ... 3 71 عائشة/ لَيْتَ رَجُلاً صَالِحاً مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ ... من هذا؟ 1 301 الشعبي/ ليتكلم متكلمكم ولا يطيل الخطبة، فإن عليكم من ... 1 302 الشعبي/ ليتكلم متكلمكم ولا يطيل الخطبة، فإن عليكم من ... 12 178 أبو هريرة/ لَيَخْرُجَنَّ رِجَالٌ مِنَ المَدِيْنَةِ رَغْبَةً عَنْهَا وَالمَدِيْنَةُ خير لهم. 4 194 ثوبان/ لَيَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُوْنَ أَلْفاً لاَ حساب عليهم ... 11 362 عبد الله بن مسعود/ ليس أحد أحب إليه المدح من الله من أجل ذلك مدح نفسه. 2 6 عبد الله بن كعب/ ليس بأبي قتادة ولكنه قتيل لأبي قتادة. 2 58 أسماء بنت عميس/ ليس بأحق بي منكم له ولأصحابي هجرة واحدة ولكم ... 3 469 أبو عبد الرحمن/ لَيْسَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ، إِنْ شِئْتِ سبعت لك. 3 416 أنس/ ليس على أبيك كرب بعد اليوم. 7 169 -/ ليس على مستكره طلاق. 12 75 أنس/ لَيْسَ عَلَى مُنتَهِب وَلاَ مُختلس وَلاَ خَائِن قطع. 5 489 عمر بن شعيب/ ليس على مؤتمن ضمان. 9 316 طاووس/ ليس في الأوقاص صدقة. 13 429 أبو هريرة/ لَيْسَ فِي الخَيْلِ وَالرَّقِيْقِ زَكَاةٌ، إِلاَّ أَنَّ في الرقيق صدقة الفطر. 10 190 ابن عمر/ ليس في صلاة الخوف سهو. 12 29 أبو سعيد الخدري/ ليس فيما دون خمسة أواق صدقة. 7 327 عمرو بن شعيب/ ليس لقاتل من الميراث شيء. 4 75 عكرمة/ ليس لك أن تبيع. 4 487 عبيد الله بن العباس/ ليس لك ذلك حتى يذوق عسيلتك رجل غيره. 12 510 ابن عباس/ لَيْسَ ليومٍ فَضْلٌ عَلَى يَوْمٍ فِي الصِّيَامِ إلا شهر رمضان. 6 354 أبو هريرة/ لَيْسَ المِسْكِيْنُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَلاَ اللقمة ...

6 355 أبو هريرة/ لَيْسَ المِسْكِيْنُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَلاَ اللقمة ... 9 73 -/ لَيْسَ مِنَ البِرِّ أَنْ تَصُوْمُوا فِي السَّفَرِ. 6 479 أبو هريرة/ لِيُسَلِّمِ الصَّغِيْرُ عَلَى الكَبِيْرِ، وَالمَارُّ عَلَى القَاعِدِ. 2 87 عروة/ ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله. 15 83 أبو مالك الأشعري/ لَيَشْرَبُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الخَمْرَ يُسَمُّوْنَهَا بِغَيْرِ اسمها. 7 234 أبو جابر/ ليصل من شاء منكم في رحله. 7 154 أبو هريرة/ لَيَضْرِبَنَّ النَّاسُ أَكْبَادَ الإِبِلِ فِي طَلَبِ العِلْمِ. 4 466 عقبة/ لَيَقْرَأَنَّ القُرْآنَ رِجَالٌ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُم، يَمْرُقُوْنَ من ... 5 507 -/ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي إِذَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْراً لي. 9 407 أبو الدرداء/ ليكفرن أقوام بعد إيمانهم. 3 338 سلمان/ ليكن بلاغ أحدكم في الدنيا كزاد الراكب. 15 348 بو عامر أو أبو مالك / لَيَكُوْنَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّوْنَ الحَرِيْرَ وَالخَمْرَ والمعازف. 16 285 أبو عامر أو أبو مالك / لَيَكُوْنَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّوْنَ الحَرِيْرَ وَالخَمْرَ والمعازف. 8 305 المقدام أبو كريمة / لَيْلَةُ الضَّيفِ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ. 3 387 أبو ذر / لَيَمُوْتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاَةٍ تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ المؤمنين. 3 388 بو ذر / لَيَمُوْتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاَةٍ تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ المؤمنين. 3 239 أبي بن كعب/ لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُوْنَ مِنْهُ لاَ يَدَعُوْنَ منه شيئا. 3 116 محمد بن كعب/ لئن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين منهم. 1 420 ابن عباس/ لئن ظفرت بقريش لأمثلن بسبعين منهم. 3 117 ابن عباس/ لئن ظفرت بقريش، لأمثلن بسبعين منهم. 3 117 أبو هريرة/ لئن ظفرت بقريش، لأمثلن بسبعين منهم. 1 419 محمد بن كعب/ لَئِنْ ظَفِرْنَا بِهِم لَنُمَثِّلَنَّ بِهِم مُثْلَةً لَمْ يمثلها أحد من العرب ... 3 167 -/ لَئِنْ كَانَ سَعْدٌ مَا شَهِدَ بَدْراً لَقَدْ كان حريصا عليها.

3 314 سلمان/ لئن كنت صدقتني لقد لقيت حواري عيسى بن مريم. 1 189 سلمان الفارسي/ لئن كنت صدفتني يا سلمان لقد رأيت حواري عيسى. 3 314 سلمان الفارسي/ لئن كنت صدفتني يا سلمان لقد رأيت حواري عيسى. 3 237 -/ ليهنك العلم أبا منذر. 11 227 عمرو بن سلمة/ ليؤمكم أكثركم قرآنا. حرف الميم 3 414 عائشة/ مَا أَبْدَلَنِي اللهُ خَيْراً مِنْهَا، لَقَدْ آمَنَتْ لي حين كفر الناس. 4 441 الزهري/ مَا اتَّخَذَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاضِياً وَلاَ أَبُو بَكْرٍ وَلاَ عُمَرُ.. 3 382 أبو ذر/ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي هَذَا الجَبَلَ ذَهَباً أنفقه ويتقبل مني ... 1 376 معاذ بن رفاعة/ ما أحب أني شهدت بدرا ولم أشهد العقبة. 4 451 غضيف/ مَا أَحْدَثَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلاَّ رُفِعَ مِثْلُهَا من الستة ... 12 575 أنس/ ما أحسن الهدية أمام الحاجة ... 3 94 -/ مَا أَخَّرْتُكَ إِلاَّ لِنَفْسِي وَأَنْتَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ هارون من موسى. 2 88 -/ ما أدري أنا أسر بقدوم جعفر أو بفتح خيبر. 3 265 جعفر/ ما أدري أنا بفتح خيبر أفرح أم بقدوم جعفر ... 1 238 جعفر/ ما أدري أنا بقدوم جعفر أفرح أم بفتح خيبر.... اللهم.. 3 136 -/ ما أدري بأيهما أفرح: بقدوم جعفر أم بفتح خيبر. 3 102 -/ ما أدري ما يفعل بي ولا به.. 6 86 أبو ثعلبة الخشني/ ما أرانا إلا قد أوجعناك وأغرمناك. 4 320 -/ مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النار ... 7 496 أسامة بن أخدري/ ما اسمك ... أنت زرعة.... 3 502 -/ ما أصدقت أحدا فوق هذا ...

3 377 عبد الله بن عمرو/ مَا أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ عَلَى ذي لهجة ... 2 32 عروة/ ما أظنه طاف بالبيت ونحن محصورون ... ذلك.. 5 321 عائشة/ مَا أَعْجَبَكِ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّ اللهَ قَدْ رحمها برحمتها صبيها ... 10 88 أنس بن مالك/ ما أعددت لها؟ ... فأنت مع من أحببت. 8 450 -/ ما أعطي أحد الشكر فمنع الزيادة ... 9 514 العباس بن عبد المطلب/ ما أغضبك ... والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل ... 6 401 ابن أبي ليلى/ مَا أَقْرعَ فِيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ حَقٌّ وَمَا لَمْ يُقْرِعْ ... 3 376 عبد الله بن عمرو/ مَا أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ وَلاَ أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ مِنْ رجل أصدق ... 8 477 ابن مسعود/ مَا أَكْثَرَ أَحَدٌ مِنَ الرِّبَا إِلاَّ كَانَ عاقبة أمره إلى قل ... 11 363 أنس/ مَا أَكرم شَابّ شَيْخاً لسنه إِلاَّ قيض الله له عند سنه من ... 10 7 أنس/ مَا أَكَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خوان ولا في سكرجة ... 13 473 أبو الجهم/ ما أكلت لحمه فلا بأس ببوله ... 1 432 عقبة بن الحارث/ ما أنا والله قتلت خبيبا؛ لأنا كنت أصغر من ذلك.. 4 286 -/ ما أنت إلا سفينة.. 7 572 ابن مسعود/ مَا أَنْتَ مُحَدِّثٌ قَوْماً حَدِيْثاً لاَ تَبْلُغُهُ عقولهم إلا كان ... 15 364 أنس/ ما أوذي نبي ما أوذيت.. 15 364 بريدة/ ما أوذي نبي ما أوذيت.. 15 364 جابر/ ما أوذي نبي ما أوذيت.. 7 373 جابر/ ماء زمزم لما شرب له. 6 322 أبو حميد/ مَا بَالُ أَقْوَامٍ نَبْعَثُهُم عَلَى هَذِهِ الأَعْمَالِ فيجيء أحدهم ... 3 395 العباس بن عبد المطلب/ ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي ... 9 515 العباس بن عبد المطلب/ ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي ... 6 526 عائشة/ مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُوْنَ شُرُوْطاً لَيْسَتْ فِي كتاب الله....

3 527 -/ مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُوْلُ أَحَدُهُمْ: أَعْتِقْ يَا فلان ولي الولاء ... 3 526 عائشة/ ما بال بربرة؟ .. اشتريها وأعتقيها، ودعيهم ... 1 447 جابر/ ما بال دعوى الجاهلية، دعوها فإنها منتنة.. دعه لا ... 3 395 -/ مَا بَالُ رِجَالٍ يُؤْذُوْنَنِي فِي العَبَّاسِ وَإِنَّ عم الرجل صنو أبيه. 9 341 أبو هريرة/ مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً إِلاَّ كَانَ فِيْهِمُ المرجئة والقدرية يشوشون. 3 144 عائشة/ ما بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيدا في جيش قط إلا أمره ... 1 330 عباده/ ما بي رغبة عن أخي موسى، عريش كعريش موسى. 6 57 هشام بن عامر/ ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال.. 9 470 ابن عمر/ ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ... 4 68 أبو هريرة/ ما بين لابتيها حرام. 1 448 عروة/ مات اليوم منافق عظيم النفاق، ولذلك عصفت الريح. 3 533 -/ ما تجعلين قلت: أريد أن أدوف بعرقك طيبي ... 14 173 أنس/ مَا تَحَابَّ رَجُلاَنِ فِي اللهِ إِلاَّ كَانَ أفضلهما أشدهما.. 15 404 عائشة/ مَا تَرَكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا ... 3 375 أبو ذر/ مَا تَرَكَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئاً ما صبه جبريل وميكائيل ... 9 158 أسامة بن زيد/ مَا تَرَكْتُ عَلَى أُمَّتِي بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ على الرجال في النساء.. 2 388 أبو بكر/ ما تركنا صدقة. 10 505 أبو هريرة/ ما تركنا صدقة. 3 404 -/ ما ترى؟ قلت: الثريا ... 2 500 عمران بن حصين/ ما تريدون من علي، علي مني وأنا منه وهو ولي كل ... 7 245 عمران بن حصين/ مَا تُرِيْدُوْنَ مِنْ عَلِيٍّ؟ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ إِنَّ عليا مني وأنا منه ... 3 451 عائشة/ مَا تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى أتاه جبريل بصورتي. 3 115 -/ ما تستطيع أن تغيب عني وجهك.

3 532 البراء/ مَا تَصْنَعِيْنَ قَالَتْ: آخُذُ هَذِهِ البَرَكَةَ الَّتِي تخرج منك ... 3 279 علي/ ما تضحكون، لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة. 3 292 علي/ ما تضحكون، لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة. 1 371 ابن عباس/ ما ترون في هؤلاء ... ما ترى يا ابن الخطاب ... 1 372 عبد الله بن مسعود/ ما تقولون في هؤلاء الأسارى ... ما تقولون في هؤلاء؟ 2 118 أبو هريرة/ ما تقولون وما تظنون ... أقول كما قال يوسف. 2 123 أم هانئ/ ما جاء بك يا أم هانئ؟ .. قد أجرنا من أجرين. 1 364 أنس/ ما جاء بك يا عمير؟ .. فما بال السيف؟ .. فما قولك ... 4 166 -/ ما جاء بكم هذه الساعة. 3 69 سعد/ مَا جَمَعَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أبويه لأحد قبلي. 1 384 علي/ ما حاجتك ألك حاجة ... لعلك جئت تخطب فاطمة ... 3 108 عائشة/ ما حسبك ... 2 86 عوف بن مالك/ ما حملك على ما صنعت.. رد عليه ذلك.. 3 366 -/ ما حملك يا حاطب ... 2 300 أبو سعيد الخدري/ ما حملكم على إلقاء نعالكم.. إن جبريل أخبرني أن ... 2 22 مروان والمسور/ ما خلأت القصواء وما ذلك لها بخلق ولكن حبسها.. 9 235 ابْنِ مَسْعُوْدٍ/ مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ جَنَّةٍ ولا نار ولا سماء ولا أرض ... 9 7 ابن مسعود/ مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ سَمَاءٍ، وَلاَ أَرْضٍ ولا جنة ولا نار ... 3 252 ابن مسعود/ مَا خُيِّرَ ابْنُ سُمَيَّةَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلاَّ اختار أيسرهما ... 3 252 عائشة/ ما خير عمار بين أمرين إلا أختار أيسرهما. 4 216 كعب بن عجرة/ ما دخل جوفي شيء منذ ثلاث.. أتحبني يا كعب؟ 1 204 محمد بن عبد الرحمن/ ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد.. 2 141 عروة/ ماذا قلت لهم.. كذبت بل قلت: كذا كذا.

8 303 جَرِيْرٌ/ مَا رَآنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ تبسم.. 2 388 عائشة/ مَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَشْبَهَ كَلاَماً وَحَدِيْثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم ... 10 70 عائشة/ مَا رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكرم أحدا كرامته للعباس. 2 497 عليا/ ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... 3 87 -/ مَا رُؤِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكلا مما ذبح على النصب. 9 546 جابر/ ما رُؤِيَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قال ما رأيته مادا رجليه بين ... 5 486 ابن عمرو/ ما رؤي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مُتَّكِئاً ولا يطأ عقبه رجلان ... 7 43 أنس بن مالك/ ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الصبح حتى ... 4 33 -/ مَا زَالَ يُوصِيْنِي بِالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّه يأمرني فأورثه ... 1 263 عروة بن الزبير/ ما زالت قريش كاعة عني حتى مات عمي. 1 224 ابن مسعود/ ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر. 2 398 ابن مسعود/ ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر. 1 174 عائشة/ ما زلنا نسمع أن إسافا ونائلة –رجل وامرأة من جرهم ... 3 70 عَلِيٍّ/ مَا سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ غَيْرَ سَعْدٍ. 1 243 سالم بن عبد الله/ ما سمعت عمر رضي الله عنه يقول لشيء قد إني ... 3 466 أم رومان/ ما شأن هذه ... 2 240 أنس/ ما صدق نبي ما صدقت إلا من الأنبياء من لا يصدقه ... 4 399 -/ ما صنعت بالدم. 2 158 عبد الرحمن بن سمرة/ ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم. 2 451 عبد الرحمن بن سمرة/ ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم. 3 463 عائشة/ مَا ضَرَبَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأة قط. 9 122 عائشة/ مَا ضَرَبَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده شيئا. 4 63 -/ مَا عَبْدُ اللهِ بنُ سَلاَمٍ فِيْكُمْ وَمَا أبوه قالوا سيدنا ...

4 136 -/ ما علمت إلا خيرا.. 3 495 يزيد بن رومان/ مَا عَلِمْتُ بِهَذَا، وَإِنَّهُ يُجِيْرُ عَلَى النَّاسِ أدناهم. 10 183 عبد الله بن سلام/ ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوب ... 2 158 عبد الرحمن بن خباب/ ما على عثمان ما عمل بعد اليوم. 2 14 أبو هريرة/ ما عندك؟.... ما عندك يا ثمامة؟.. أطلقوه. 3 446 عائشة/ ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة، من كثرة ... 1 266 عائشة/ ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة، مما كنت ... 2 65 -/ ما فعل ابنها مسروح. 3 313 -/ ما فعل الفارسي المكاتب. 2 171 كعب/ ما فعل كعب؟ ... ألم تكن ابتعت ظهرك ... فما خلفك. 4 125 كعب/ ما فعل كعب؟ ألم تكن ابتعت ظهرك ... فما خلفك. 2 149 أبو وجزة/ ما فعل مالك بن عوف ... أخبروه إن أتاني مسلما ... 2 54 ابن عمر/ ما فعل مسك حين الذي جاء به من النضير ... عهد ... 10 351 أبو هريرة/ مَا فِي الجَنَّةِ مِنْ شَجَرَةٍ إِلاَّ وَسَاقُهَا من ذهب ... 5 325 جبير/ مَا فِيْمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنَ الكِبْرِ شَيْءٌ. 1 240 ابن عباس/ ما قرأ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الجن ولا رآهم، انطلق ... 1 481 عائشة/ ما كان أحد أشد فقدا على المسلمين بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. 2 60 أَنَسٌ/ ما كان الله ليسلطك على ذلك. 1 355 علي/ ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد على فرس أبلق ... 1 352 علي/ ما كان معنا إلا فرسان، فرس للزبير وفرس للمقداد.. 2 401 علي/ ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر. 1 405 عبد الله/ ما كنت أرى أن أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ... 10 386 على/ مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَعْلَى القَدَمَ أَحَقُّ من باطنها حين رأيت ...

4 164 أبو هريرة/ مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ فِي دَوْسٍ أَحَداً فيه خير. 3 451 -/ ما كنت تسمعين الدق. 2 359 أبو هريرة/ ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر ... 1 292 عائشة/ ما لقيت من قومك كان أشد منه، يوم العقبة إذ ... 1 440 جابر بن عبد الله/ ما لك يا جابر؟ ... أنخه. 2 330 عائشة/ ما لك ... بل أنا وارأساه أنا الذي أشتكي رأسي.. 3 32 عروة/ مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ فَأَخْبَرَهُ وَقَالَ: أَتَيْتُ أضرب بسيفي من أخذك. 1 184 عبد الله بن مسعود/ ما لكم أمسكتم.. لوا أخاكم 2 220 عبد الله بن مسعود/ ما لكم أمسكتم.. لوا أخاكم؟ 4 232 عمرو بن شعيب/ ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟ بهذا هلك من ... 9 492 جابر/ مَا لَكُمْ لاَ تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ المَلاَئِكَةُ عند ربها. 3 371 أبو ذر/ ما لكما؟ .. فما قال لكما.. عليك ورحمة الله.. 3 251 مجاهد/ مَا لَهُم وَمَا لِعَمَّارٍ يَدْعُوْهُمْ إِلَى الجَنَّةِ ويدعونه إلى النار ... 1 423 جابر بن عبد الله/ ما لي أراك مهتما ... ألا أخبرك؟ ما كلم الله أحدا.. 1 242 جابر/ ما لي أراكم سكوتًا لَلْجن كانوا أحسن ردا منكم ما ... 9 492 جابر/ ما لي أراكم عزين. 3 531 أنس بن مالك/ مَا لِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ خَاثِرَ النَّفْسِ؟ ... يا أبا عمير، ما ... 3 407 -/ مَا لِي أُرِيْتُ بَنِي الحَكَمِ يَنْزُوْنَ عَلَى منبري نزو القردة. 2 277 عبد الله/ ما لي وللدنيا إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت ... 3 412 -/ ما لي يا خديجة ... قد خشيت على نفسي. 1 73 عبد الله بن عتبة/ مَا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى قرأ وكتب ... 11 116 عبد الله بن عتبة/ مَا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى قرأ وكتب ... 7 328 المقدام بن معدي كرب/ ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكلات ...

3 12 الحسن/ مَا مِنْ أَصْحَابِي أَحَدٌ إِلاَّ لَوْ شِئْتُ أخذت عليه إلا أبا عبيدة. 11 125 أبو أمامة/ مَا مِنِ امرِئٍ تَحْضُرُهُ صَلاَةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيَتَوَضَّأُ عندها ... 3 388 أبو ذر/ مَا مِنِ امْرَأَيْنِ مِنَ المُسْلِمِيْنَ هَلَكَ بَيْنَهُمَا ولدان فاحتسبا.. 2 240 أبو هريرة/ ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله ... 7 492 أبو بكرة/ ما من ذنب أجد أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا. 6 619 المقدام بن معدي كرب/ مَا مِنْ رَجُلٍ ضَافَ قَوْماً فَأَصْبَحَ مَحْرُوْماً إلا كان على ... 3 53 أبو بكر/ ما من رجل يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الوضوء ... 10 192 أبو هريرة/ مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُرُّ عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ كان يعرفه في الدنيا فيسلم. 6 523 أبي بن كعب/ مَا مِنْ صَلاَةٍ أَثْقَلُ عَلَى المُنَافِقِيْنَ مِنْ صلاة العشاء وصلاة.. 7 398 معقل بن يسار/ مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيْهِ اللهُ رَعِيَّةً يَمُوْتُ يوم يموت وهو ... 12 350 أنس/ مَا مِنْ عَبْدَيْنِ مُتَحَابَّيْنِ يَسْتَقْبِلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فيصافحة.. 11 172 عبد الله بن عمرو/ ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن. 12 252 عثمان/ مَا مِنْ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ الصَّلاَةُ المَكْتُوبَةُ فَيُحْسِنُ وضوءها. 5 140 أبو هريرة/ مَا مِنْ مُسْلِمٍ لاَ يَغْزُو أَوْ يُجَهِّزُ غازيا أو يخلفه إلا أصابه.. 6 35 أنس/ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً أَوْ يَزْرَعُ زرعا. 9 289 عبد الله بن عمرو/ ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر. 12 25 أنس بن مالك/ ما من معمر فِي الإِسْلاَمِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً إِلاَّ صرَفَ اللهُ. 6 608 أبو هريرة/ ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه. 8 165 أبو هريرة/ مَا مِنْ مَوْلُوْدٍ يُوْلَدُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ يَمَسُّهُ حين يولد. 2 320 أبو هريرة/ ما من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر. 1 167 أبو هريرة/ ما من نبي إلا وقد رعى الغنم.. نعم كنت أرعاها.. 14 205 ابن عباس/ مَا مِنْ وَلَدٍ بَارٍّ يَنْظُرُ إِلَى وَالِدِهِ نظرة رحمة إلا كانت ... 10 140 عائشة/ ما من يَوْمٌ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيْهِ عَبِيْداً مِنَ النَّارِ ...

11 335 ابن عباس/ مَا مِنْ يَوْمٍ إِلاَّ وَللهِ فِيْهِ عُتَقَاءُ من النار إلا يوم الجمعة. 3 240 -/ ما منعك؟ 4 33 -/ ما منعك أن تسلم؟ 8 48 عدي بن حاتم/ مَا مِنْكُم مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ ليس بينه وبينه حاجب. 3 11 الحسن/ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ لَوْ شِئْتُ لاتخذت عليه بعض خلقه ... 1 387 ابن عباس/ ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيهم: {قُلْ للذين كفروا ... 4 124 جابر/ مَا نَسِيَ رَبُّكَ لَكَ -وَمَا كَانَ رَبُّكَ نسيا- بيتا قلته ... 2 356 -/ ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر. 9 404 أبو هريرة/ ما نقصت ما صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللهُ عَبْداً بعفو إلا عزا. 2 299 سعيد القرشي/ ما هذا الخاتم في يدك يا عمرو؟ .... فما نقشها؟ ... 7 307 عائشة/ ما هذا؟ ... رديه ... رديه، فوالله لو شئت لأجرى ... 1 457 -/ ما هذا معك؟ .... هاتيه.... اصرخ في أهل الخندق ... 2 279 أبو هريرة/ ما هذا يا بلال..... ويحك يا بلال أوما تخاف أن ... 2 280 أبو هريرة/ ما هذا يا بلال..... ويحك يا بلال أوما تخاف أن ... 2 279 عائشة/ ما هذا يا عائشة؟ .... رديه يا عائشة. 9 136 عبد الله بن أبي أوفى/ ما هذا يا معاذ..... فلا تفعلوا، فإني لو كنت آمرا أحدا ... 2 260 حبيش بن خالد/ ما هذه الشاة يا أم معبد ... هل بها من لبن. أتأذنين أن ... 1 272 أنس بن مالك/ ما هذا يا جبريل. 1 178 الحسن بن محمد/ ما هممت بقبيح مما يهم به أهل الجاهلية إلا مرتين ... 3 533 أنس/ مَا هِيَ؟ قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسٌ فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخره ولا دنيا. 2 276 أنس/ ما يبكيك ... أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا ... 3 486 أنس/ ما يبكيك؟.... إنك لابنة بني وإن عمك لنبي وإنك ... 2 275 عمر/ ما يبكيك يا ابن الخطاب ... يا ابن الخطاب أما ترضى ...

4 97 الأرقم/ ما يخرجك؟ حاجة أو تجارة ... الصلاة في مسجدي ... 3 102 ابن عباس/ ما يدريك؟ .... إني رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا أدري ما.. 4 216 -/ مَا يُدْرِيْكِ يَا أُمَّ كَعْبٍ لَعَلَّ كَعْباً قال: ما لا ينفعه؟ 9 523 ابن عوف/ ما يسرني أن لهم حمر النعم وأن لي حلق المطيبين ... 3 381 -/ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي مِثْلَهُ ذَهَباً أُنْفِقُهُ كله إلا ثلاث دنانير. 4 262 وحشي/ ما يليني منك؟ ... اللهم املأه علما. 9 429 سعد/ مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ أَنْ يُسَبِّحَ دُبُرَ كُلِّ صلاة عشرا. 6 451 ابن عباس/ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُوْرَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُوْرُنَا. 3 173 -/ ما يمنعه أن يخف وقد هيط من الملائكة كذا وكذا لم ... 9 25 أبو هريرة/ ما ينبغي لأحد أن يسجد لأحد. 1 397 ابن عباس/ ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم ... 8 17 عائشة/ مَا يَوْمٌ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيْهِ عَبِيْداً مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ. 9 26 واثلة/ المعتبد بلا فقه كالحمار في الطاحونة. 13 506 -/ متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني. 4 182 -/ المتمسك منهم على دينه كالقباض على خبط الشوك ... 8 123 جابر/ متى نوتر قال بعد العتمة. 8 114 أنس/ مَثَلُ الجَلِيْسِ الصَّالِحِ مَثَلُ العَطَّارِ إِنْ لَمْ يصبك من عطره. 5 485 عبد الله بن عمرو/ مَثَلُ الَّذِي يَسْتَرِدُّ مَا وَهَبَ كَمَثَلِ الكَلْبِ يقيء. 2 257 قرة/ مثل السلعة. 2 178 عروة/ مثل عروة مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه. 6 34 أبو موسى/ مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ ريحها ... 7 260 أبو موسى/ مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ ريحها ... 2 175 -/ مثله مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه.

2 316 أبو هريرة/ مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه ... 4 150 عمر/ مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَا قَالَ يُوْسُفَ لإِخْوَتِهِ: لاَ تثريب. 1 418 -/ مخيريق خير يهود. 1 213 ابن عباس/ مر أبو جهل بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فقال: ألم أنهك ... 1 214 ابن عباس/ مر أبو جهل بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فقال: ألم أنهك ... 6 182 عقبة/ مُرْ أُخْتَكَ فَلْتَرْكَبْ وَلْتَخْتَمِرْ وَلْتَصُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ.... 3 136 أبو هريرة/ مر بي جعفر الليلة في ملا من الملائكة وهو مخضب ... 1 471 -/ مر عليكم فارسا آنفا ... ذاك جبريل. 7 238 أبو هريرة/ المَرْءُ عَلَى دِيْنِ خَلِيْلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يخالل. 9 35 أبو هريرة/ المراء في القرآن كفر. 3 197 عكرمة/ مرحبا بالراكب المهاجر ... 3 249 عمار/ مرحبا بالطيب المطيب. 1 244 البراء/ مرحبا بسواد بن قارب قد علمنا ما جاء بك.... 12 188 -/ مررت بموسى وهو يصلي في قبره. 1 284 ابن عباس/ مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِرَائِحَةٍ طَيِّبَةٍ، فَقُلْتُ: ما هذه ... 6 265 ابن عباس/ مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِرَائِحَةٍ طَيِّبَةٍ، فَقُلْتُ: ما هذه ... 8 172 عائشة/ مرض يوم يكفر ثلاثين سنة. 3 518 -/ مرها فلتغتسل ثم تهل بالحج. 2 324 عبد الله/ مروا أبا بكر فليصل بالناس. مروا أبا بكر فليصل بالناس. 7 448 عائشة/ مروا أبا بكر فليصل بالناس. 7 448 أبو بكر بن عياش/ مروا أبا بكر يصلي بالناس. 4 8 -/ مروا أبا ثابت فليتصدق. 5 491 عمرو بن شعيب/ مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها ...

13 431 عائشة/ مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا ... 3 508 -/ مري رجلا من قومك يزوجك. 3 122 أبو الهيثم/ المستشار مؤتمن. 1 330 أبو سعيد الخدري/ المسجد الذي أسس على التقوى مسجدي هذا. 4 381 ابن عباس/ مَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسِي ودعا لي بالحكمة. 11 99 سالم عن أبيه/ المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمْهُ وَلاَ يُسْلِمْهُ من كان في ... 11 55 -/ المُسْلِمُوْنَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاَثَةٍ فِي النَّارِ وَالكَلأِ والماء. 7 531 عقبة/ مشاش الطير يورث السل. 1 258 ابن مسعود/ مضت آية الدخان، وهو الجوع الذي أصابهم، وآية ... 3 487 زيد بن أسلم/ مضمضن ... من تغامركن بها والله إنها لصادقة. 6 154 عائشة/ المَضْمَضَةُ وَالاسْتِنْشَاقُ مِنَ الوُضُوْءِ الَّذِي لاَ بُدَّ منه. 2 193 ابن عباس/ معاذ الله أن آمر بعبادة غير الله. 2 360 عائشة/ معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر. 3 271 أبو سعيد/ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَرَامِ اللهِ وحلاله ... 3 271 محمد بن كعب/ معاذ بن جبل إمام العلماء برتوة. 3 271 محمد بن عبد الله/ معاذ بين يدي العلماء رتوة. 3 272 الحسن/ مُعَاذٌ لَهُ نَبْذَةٌ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ يَوْمَ القيامة. 15 290 حذيفة/ المَعْرُوْفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ آخِرَ مَا تَعَلَّقَ به الجاهلية من ... 9 498 حذيفة/ المَعْرُوْفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ اللهَ صَانِعُ كُلِّ صانع وصنعته ... 2 147 مروان/ معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه. 2 147 المسور بن مخرمة/ معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه. 1 310 عروة/ مكث رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الحج بقية ذي الحجة ... 1 322 ابن عباس/ مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثة عشرة، وتوفي وهو ...

2 388 عبد الله بن الحارث/ مكثت فاطمة بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستة أشهر وهي تذوب. 3 162 العلاء بن الحضرمي/ مكث المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثا. 4 249 قيس بن سعد/ المكر والخديعة في النار. 5 200 أبو موسى الأشعري/ مَلْعُوْنٌ مَنْ سَأَلَ بِوَجْهِ اللهِ وَمَلْعُوْنٌ مَنْ سئل بوجه الله ... 3 292 ابن مسعود/ مم تضحكون ... والذي نفسي بيده لهما أثقل في ... 4 164 أبو هريرة/ ممن أنت؟ مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ فِي دَوْسٍ أَحَداً فيه خير. 3 395 -/ من آذى العباس فقد آذاني. 2 501 عمرو بن شاس/ ممن آذى عليا فقد آذاني. 7 265 ابن عمر/ مَنِ ابْتَاعَ طَعَاماً فَلاَ يَبِعْهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ. 3 15 أبو عبيدة/ من ابْتَلاَهُ اللهُ بِبَلاَءٍ فِي جَسَدِهِ فَهُوَ لَهُ حطة. 5 321 عائشة/ من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا ... 8 102 خالد بن الوليد/ مَنْ أَبْغَضَ عَمَّاراً أَبْغَضَهُ اللهُ وَمَنْ عَادَى عمارا عاداه الله. 10 251 أبو سعيد/ مَنْ أَبْغَضَ عُمَرَ فَقَدْ أَبْغَضَنِي وَمَنْ أَحَبَّهُ. 14 73 -/ مَنْ أَبَكَى هَذَا اليَتِيْمَ الَّذِي وَارَيْتُ وَالِدَيْهِ تحت التراب؟ 9 83 أبو هريرة/ من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى ... 11 240 ابن عمر/ من أتى الجمعة فليغتسل ... 5 247 ابن عباس/ من أتي حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فصدقه ... 8 486 الحسن/ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَاماً فليتبوأ مقعده من النار. 2 279 أم سلمة/ من أجل الدنانير السبعة التي أتتنا أمس وأمسينا ولم ننفقهن. 4 396 معاوية بن أبي سفيان/ من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار. 3 347 أنس بن مالك/ من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه، فوالله لا ... 3 290 عبد الله بن مسعود/ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ غَضّاً كَمَا أنزل فليقرأ قراءة ... 12 74 عبد الله/ مَنْ أَحَبّ أَنْ يلقَى اللهَ غَداً مُسْلِماً فليحافظ على ...

8 486 معاوية/ من أحب أن يمثل له الرجال قياما. 4 350 جابر/ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى سَيِّدِ شَبَابِ أهل الجنة فلينظر إلى هذا. 3 20 طلحة/ من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض. 1 241 ابن مسعود/ من أحب منكم أن يحضر الليلة أمر الجن فليفعل ... 4 362 علي/ مَنْ أَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي ... 4 322 الحسن بن علي/ من أحبني فليحبه، وليبلغ الشاهد الغائب ... 9 502 علي/ مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ معي ... 4 345 أبو هريرة/ مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أبغضني ... 4 375 السائب بن خلاد/ من أخاف أهل المدينة أخافه الله وعليه لعنة الله ... 7 474 ابن عباس/ من أدخل على مؤمن سرور فقد سرني ومن سرني فقد ... 7 463 ابن عمر/ من أدرك ركعة من الجمعة وتكبيرتها فقد أدرك الصلاة.. 12 63 أبو هريرة/ من أدرك ركعة من الصلاة مع الامام فقد أدرك الصلاة. 12 64 أبو هريرة/ من أدرك ركعة من الصلاة مع الامام فقد أدرك الصلاة. 8 241 أبو هريرة/ من أدرك ما له بعينه عند رجل أو إنسان قد أفلس فهو ... 11 120 ابن عمر/ مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلاَةِ الجُمُعَةِ أَوْ غَيْرِهَا يعني ركعة فقد ... 4 475 سعد/ من ادعى أبا في الإسلام غير أبيه يعلن أنه غير أبيه ... 4 187 سعد/ من ادعى إلى غير أبيه، وهو يعلم فالجنة عليه حرام. 7 460 ابن عباس/ مَنْ أَدْمَنَ عَلَى حَاجِبِهِ بِالمُشطِ عُوْفِيَ مِنَ الوباء. 2 512 علي/ من أراد أن ينصف الناس من نفسه فليحب لهم ما ... 1 412 -/ من أراد أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فلينظر إلى هذا. 3 20 جابر/ من أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيْدٍ يَمْشِي عَلَى رجليه فلينظر ... 2 355 عائشة/ من أراد أن ينظر إلى عتيق من النار، فلينظر. 13 70 أبو هريرة/ مَنْ أَرَادَ بِهَا سُوءاً، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يذوب الملح في الماء.

6 236 عبد الله بن عباس/ مَنْ أَرَادَ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللهُ عَزَّ وجل. 8 409 أبو هريرة/ مَنْ أَرَادَكُم عَلَى مَعْصِيَةِ اللهِ فَلاَ تُطِيْعُوْهُ. 5 489 ابن عمرو/ من استودع وديعة فلا ضمان عليه. 10 154 أبو ذر/ مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي حُبّاً لِي نَاسٌ يَكُوْنُوْنَ بعدي. 8 294 أبو هريرة/ مَنِ اشْتَرَى لِقْحَةً مُصَرَّاةً فَحَلَبَهَا فَهُوَ بِأَحَدِ النظرين. 11 249 ابن عمر/ من أشرك بالله فليس بمحصن. 7 132 أبو هريرة/ مَنْ أَصْبَحَ صَائِماً فَنَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ، فَاللهُ أطعمه وسقاه. 7 398 مغفل بن يسار/ مَنْ أَصْبَحَ لَهُم غَاشّاً لَمْ يَرُحْ رَائِحَةَ الجنة. 13 480 أبو الدرداء/ مَنْ أَصْبَحَ مُعَافَىً فِي بَدَنِهِ آمِناً فِي سربه عنده قوت يومه ... 7 461 ابن عباس/ مَنْ أُصِيْبَ بِمُصِيْبَةٍ فَاحْتَسَبَ وَلَمْ يشكُ إِلَى الناس كان حقا. 6 490 عطاء/ من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي. 6 476 أبو هريرة/ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى قَوْمٍ فِي بَيْتِهِم بِغَيْرِ إذنهم فقد حل لهم ... 7 137 أبو هريرة/ من أظلم من صور صورتي أو شبه بها فليخلفوا حبة ... 12 433 عمرو بن عبسة/ مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسلمَةً كَانَتْ فِدْيَتَهُ مِنْ جهنم. 5 231 أبو هريرة/ من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضوا ... 6 217 عروة/ مَنْ أَعْطَى عَطِيَّةً وَهُوَ بِهَا طَيِّبُ النَّفْسِ بورك للمعطى ... 8 412 واثلة/ مِنْ أَعْظَمِ الفِرَى أَنْ يُدْعَى الرَّجُلُ إِلَى غير أبيه. 5 490 عبد الله بن عمرو/ مَنْ أَعْهَرَ بِحُرَّةٍ أَوْ أَمَةِ قَوْمٍ فَوَلَدَتْ فالولد ولد زنى لا ... 12 436 أنس/ مَنْ أَفْطَرَ فَرُخْصَةً وَمَنْ صَامَ فَالصَّوْمُ أَفضلُ. 6 355 أبو هريرة/ مَنْ أَقَالَ مُسْلِماً عَثْرَتَه أَقَالَهُ اللهُ يَوْمَ القيامة. 8 229 المغيرة بن شعبة/ مَنِ اكْتَوَى أَوِ اسْتَرْقَى فَقَدْ برِئَ مِنَ التوكل. 8 118 -/ مَنْ أَكَلَ رُمَّانَةً بِقِشْرِهَا أَنَارَ اللهُ قَلْبَهُ أربعين ليلة. 8 35 أنس/ مَنْ أَكَلَ الطِّيْنَ وَاغْتَسَلَ بِهِ فَقَدْ أَكَلَ لحم أبيه آدم.

6 598 أنس/ من أكل القثاء بلحم وقي الجذام. 8 35 أنس/ مَنْ أَكَلَ مِنَ الطِّيْنِ وَقِيَّةً فَقَدْ أَكَلَ من لحم الخنزير وقية. 4 180 -/ من أكل ناسيا، فليتم صومه. 1 318 بريدة/ من أنت؟ برد أمرنا وصلح ... وممن؟ .. تسلمنا. 3 346 أبو سعيد/ من أمركم بمعصيته فلا تطيعوه. 3 446 عائشة/ من أنت ... بل أنت حسانة المزينة كيف أنتم كيف.. 3 373 أبو ذر/ من أنت؟ "سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبي ذر فقال: ... 1 296 -/ من أنتم؟ .. أمن موالي يهود؟ أفلا تجلسون أكلمكم؟ 9 83 أبو هريرة/ مَنِ انْصَرَفَ عَنْ جِنَازَةٍ فَلَهُ قِيْرَاطٌ وَمَنْ شيعها فله قيراط. 3 15 أبو عبيدة/ مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيْلِ اللهِ، فسبع مائة، ومن ... 4 196 أبو بكرة/ مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللهِ فِي الأَرْضِ أَهَانَهُ الله. 5 489 عمرو بن شعيب/ من أودع وديعة فلا ضمان عليه. 1 291 ابن شهاب/ من أي أرض أنتيا عداس؟ ... من مدينة الرجل.... 2 68 بشير بن محمد/ من أين يا حسيل ... وما وراءك؟ 11 306 المقدام بن معدي/ مَنْ بَاتَ كَالاًّ مِنْ عَمَلِهِ بَاتَ مَغْفُوْراً له. 5 283 عبيد الله بن عبد الله/ مَنْ بَاتَ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ فلا يلومن إلا نفسه. 5 274 سالم عن أبيه/ من باع عبدا له مال. 4 387 ابن عباس/ من بدل دينه فاقتلوه. 12 334 أبو هريرة/ مَنْ بَكَّرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَابْتَكَرَ وَغَسَّلَ وَاغْتَسَلَ ومشى ... 2 140 أبو نجيح السلمي/ من بلغ بسهم فله درجة في الجنة ... 9 332 أبو عبيد/ مَنْ بَنَى فَوْقَ مَا يَكْفِيهِ كُلِّفَ نَقْلَ البنيان إلى المحشر. 14 43 أنس/ مَنْ تَرَكَ الكَذِبَ وَهُوَ بَاطِلٌ بُنِيَ لَهُ في رياض الجنة ... 14 43 أنس/ من ترك المراء وهو محق ...

4 461 أم خالد بنت خالد./ من ترون أكسو هذه؟ .. ائتوني بأم خالد. 12 283 أبو هريرة/ من تشبه بقوم فهو منهم. 7 47 أبو هريرة/ مَنْ تَعلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ الله لا يستعمله إلا ... 3 487 زيد/ من تغامزكن بها مضمضن، والله إنها لصادقة. 7 465 ثوبان/ من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا أتكفل له بالجنة.. 4 194 أبو العالية/ مَنْ تَكَفَّلَ لِي أَنْ لاَ يَسْأَلَ أَحَداً شيئا، أتكفل له بالجنة. 5 158 أبو هريرة/ من توضأ فليستنثر ومن استجمر فليوتر ... 5 200 أبو موسى الأشعري/ من تولى عملا وهو يعلم أنه ليس له بأهل فليتبوأ مقعده.. 3 169 ابن عباس/ من جاء بأسير فله سلبه. 4 53 أبو أيوب الأنصاري/ من جاء يعبد الله ولا يشرك به شيئا ويقيم الصلاة ويؤتي ... 7 520 حمرة بن جندب/ من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله. 7 496 ابن عمر/ مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ لاَ يُرِيْدُ بِذَلِكَ إِلاَّ المخيلة. 7 496 ابن عمر/ مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنْ مَخِيْلَةٍ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ.. 11 301 أبو هريرة/ مَنْ جَرَّ لِنَفْسِهِ شَيْئاً لِيَقْتُلَهَا فَإِنَّمَا يَجْعَلُهَا في النار ... 6 414 أبو هريرة/ مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ كَثُرَ فِيْهِ لَغَطُهُ فقال قبل أن يقوم ... 15 75 زيد بن خالد/ مَنْ جَهَّزَ غَازِياً أَوْ حَاجّاً أَوْ مُعْتَمِراً أو خلفه في أهله فله ... 8 74 زيد بن أرقم/ مَنْ حَجَّ عَنْ أَبَوَيْهِ وَلَمْ يَحُجَّا جَزَى عنهما وعنه ونشرت ... 10 294 أبو هريرة/ مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كما ولدته أمه ... 8 70 أبو هريرة/ مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يعنيه. 14 43 أنس/ من حسن خلقه بني له في أعلاها. 3 363 ابن مسعود/ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِيْنٍ فَاجِرَةٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مالا لقي الله وهو ... 9 74 ابن عمر/ من حمل علينا السلاح فليس منا. 9 427 أنس/ من حوسب عذب.

14 227 أبو أمامة/ من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر ... 2 117 -/ من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن ألقى السلاح ... 4 212 أبو هريرة/ من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن ألقى السلاح ... 4 212 هشام عن أبيه/ من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل دار حكيم ... 2 474 -/ من دعا إلى نفسه أو إلى أحد، وعلى الناس إمام ... 9 321 أبو هريرة/ من دعا إلى هدى كان له في الأجر مثل أجور من تبعه. 10 115 أنس/ من دعا على ظالمه فقد انتصر. 7 468 ابن عمر/ مَنْ دُعِيَ إِلَى عُرْسٍ أَوْ نَحْوِهِ فَلْيُجِبْ. 11 339 أبو مسعود/ مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ فاعله. 7 95 أبو هريرة/ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُوْنِي فَأَسْتَجِيْبَ لَهُ، وَمَنْ ذا الذي يسألني ... 7 66 أنس/ من ذكرت عنده فليصل علي.. 5 224 ابن عمر/ من راح إلى الجمعة فليغتسل. 6 55 عمر/ من رأى صاحب بلاء فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ... 13 32 ابن عمر/ مَنْ رَبَّى شَجَرَةً حَتَّى نَبَتَتْ كَانَ لَهُ كأجر قائم الليل ... 1 402 محمود بن عمرو/ من رجل يشري لنا نفسه؟ ... ادنوه مني. 1 463 حذيفة/ من رجل يقوم فينظر ما فعل القوم ثم يرجع ... أسأل ... 3 194 محمد بن عبد الرحمن/ مَنْ رَجُلٌ يَنْظُرُ لِي مَا فَعَلَ سَعْدُ بن الربيع؟ 12 456 فضالة بن عبيد/ من ردته الطيرة فقد قارف الشرك. 1 89 -/ من رغب عن سنتي فليس مني. 2 140 أبو نجيح السلمي/ من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل محرر. 1 277 عائشة/ مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ الفِرْيَةَ عَلَى ... 3 447 عائشة/ مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ الفِرْيَةَ عَلَى ... 5 491 عبد الله بن عمرو/ من زوج فتاته فلا ينظرن ما بين السرة والركبة.

6 127 أنس/ مَنْ سَأَلَ اللهَ الجَنَّةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَتِ الجنة: اللهم أدخله.. 2 505 أم سلمة/ من سب عليا فقد سبني. 11 284 حكيم/ مَنْ سَبَّحَ عِنْدَ غُرُوْبِ الشَّمْسِ سَبْعِيْنَ تَسْبِيْحَةً غفر الله له.. 6 414 أبو هريرة/ مَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا والآخرة. 11 24 ابن عمر/ مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ. 3 480 -/ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجنة فليتزوج أم أيمن. 3 290 عمار/ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ غَضّاً كَمَا أنزل فليسمعه من ابن ... 3 377 أبو هريرة/ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى تَوَاضُعِ عِيْسَى بن مريم فلينظر إلى ... 3 22 عائشة/ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي على الأرض قد قضى ... 3 20 جابر بن عبد الله/ من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض.. 5 330 ابن عباس/ من سكن البادية فقد جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن.. 6 64 ابن عباس/ من سلف في تمر فليستلف في كيل معلوم. 6 65 ابن عباس/ من سلف في تمر فليستلف في كيل معلوم. 8 406 أبو موسى/ مَنْ سَمِعَ بِي مِنْ يَهُوْدِيٍ أَوْ نَصْرَانِيٍ ثم لم يسلم دخل النار. 11 99 ابن عباس/ مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ فَلاَ صَلاَةَ له إلا من غدر ... 3 166 أبو هريرة/ من سيدكم يا بني سلمة؟ .. وأي داء أدوى من البخل؟ 3 166 وجابر/ من سيدكم يا بني سلمة؟ .. وأي داء أدوى من البخل؟ 10 117 أبو هريرة/ مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ بِلِجَامٍ من نار.. 10 397 أبو سعيد/ مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ بِلِجَامٍ من نار.. 8 74 ابن عباس/ من شبرمة ... هلى حججت قط؟ فاجعل هذه عن ... 10 373 معاوية بن أبي سفيان/ من شرب فاجلدوه، فإن عاد في الرابعة فاقتلوه. 6 279 عبد الله بن عمرو/ مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ سبعا فإن مات فيهن.. 6 53 معاذ/ من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا من قلبه أو يقينا من ...

6 53 معاذ/ من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا وثبتا من قلبه دخل ... 4 453 عبد الله بن جعفر/ من صاحب الجمل؟ .. أما تتقي الله في هذه البهيمة. 3 51 أبو هريرة/ من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. 11 258 أبو سعيد/ مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيْلِ اللهِ بَاعَدَهُ عن النار سبعين خريفا. 11 225 حذيفة/ مَنْ صَامَ يَوْماً قَبْلَ مَوْتِهِ يُرِيْدُ وَجْهَ الله دخل الجنة. 3 498 -/ من صام يوما من أيام البيت عدل عشرة آلاف سنة. 7 8 أبو موسى الأشعري/ من صلى البردين دخل الجنة. 9 142 أم حبيبة/ مَنْ صَلَّى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مَعَ صَلاَةِ النهار بنى الله له ... 5 276 جندب بن عبد الله/ مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ فلا يطلبنكم الله من ... 9 422 أبو هريرة/ مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيْهَا بِأُمِّ القرآن في خداج. 7 66 أنس/ من صلى علي صلاة مرة صلى الله عليه عشرا. 7 67 أبو هريرة/ من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا. 7 67 أنس بن مالك/ من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر ... 5 489 عبد الله بن عمرو/ مَنْ صَلَّى مَكْتُوْبَةً فَلْيَقْرَأْ بِأُمِّ القُرْآنِ وَقُرْآنٍ معها. 11 284 أم حبيبة/ من صلى من النهار ثنتي عشر ركعة تطوعا بني له بهن ... 4 86 شداد بن أوس/ مَنْ صَلَّى يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ وَمَنْ صَامَ يرائي فقد أشرك. 4 381 ابن عباس/ من صنع هذا؟ ... اللهم علمه تأويل القرآن. 14 333 ابن عباس/ مَنْ صَوَّرَ صُوْرَةً عَذَّبَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ. 7 350 ابن عباس/ مَنْ طَافَ بِالبَيْتِ خَمْسِيْنَ مَرَّةً يَخْرُجُ مِنْ ذنوبه كيوم.. 8 171 ابن عباس/ من طاف بالبيت فليستلم الأركان كلها. 12 534 أبو سعيد/ من طلب العلم صلت عليه الملائكة. 1 396 -/ من ظفرتم به من اليهود فاقتلوه. 6 45 عائشة/ مَنْ ظَلَمَ قِيْدَ شِبْرٍ مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ من سبع أرضين..

3 85 سعيد بن زيد/ مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شِبراً طُوِّقَهُ مِنْ سبع أرضين. 3 251 خالد بن الوليد/ من عادى عمارا عاداه الله. 10 23 -/ من عادى لي وليا. 14 94 أبو هريرة/ مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ. 14 96 أبو هريرة/ مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ. 12 128 أبو هريرة/ مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَدْ بَارَزَنِي بِالحَرْبِ. 8 32 عبد الله/ من عزى مصابا فله مثل أجره. 7 135 عبد الله بن عمرو/ مَنْ عَطَسَ أَوْ تَجَشَّأَ فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ. 11 188 عثمان/ مَنْ عَلِمَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ. 7 409 أم مبشر/ مَنْ غَرَسَ هَذَا النَّخْلَ، أَمُسْلِمٌ أَوْ كَافِرٌ؟ ... إنه لا ... 4 206 معاوية بن حديج/ مَنْ غَسَّلَ مَيْتاً وَكَفَّنَهُ وَتَبِعَهُ وَوَلِيَ جُنَّتَهُ. 13 462 أبو هريرة/ من غسله الغسل ومن حمله الوضوء يعني الميت. 11 479 معاوية بن حيدة/ من غيب ما له عن الصدقة فإنا آخذوها وشطر ماله. 10 451 أبو هريرة/ مَنْ فَرَّج عَنْ مُؤْمِن كُرْبَةً جَعَل الله له يوم القيامة ... 1 371 ابن عباس/ من فعل كذا وكذا، فله من النفل كذا وكذا. 12 547 ابن عباس/ من فلان؟ ... غفر الله لك وله. 7 324 عائشة/ مَنْ قَاءَ أَوْ رَعَفَ فَأَحَدثَ فِي صَلاَتِهِ فليذهب فليتوضأ. 16 271 عبد الله بن أبي أوفى/ مَنْ قَالَ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ له. 13 448 الحسن/ مَنْ قَالَ: أَنَا فِي الجَنَّةِ فَهُوَ فِي النار. 6 54 عمر/ من قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله وحده لا.. 8 288 جابر/ مَنْ قَالَ حِيْنَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هذه الدعوة التامة ... 8 356 أبو هريرة/ من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه.. 15 104 أبو هريرة/ من قال عند موته: لا إله إلا الله أنجته يوما من الدهر.

3 68 سعد/ مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَعَلَيْهِ لَعنَةُ اللهِ. 9 341 ابن عمر/ من قال في ديننا برأيه فاقتلوه. 9 303 ابْنِ عَبَّاسٍ/ مَنْ قَالَ فِي القُرْآنِ بِرَأْيِهِ فليتبوأ مقعده من النار. 8 356 كعب الأحبار/ مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مائتي مرة غفرت ... 9 132 أنس/ من قال: لا إله إلا الله خلق الله من كل كلمة منها طيرا. 4 493 أبو هريرة/ من قال لصبي: تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة. 9 100 البراء/ من قال للمدينة: يثرب فليستغفر الله. 1 66 -/ مَنْ قَالَهَا مِنْ قَلْبِهِ فَقَدْ حَرُمَ مَالُهُ ودمه. 11 211 -/ مَنْ قَالَهَا مِنْ قَلْبِهِ فَقَدْ حَرُمَ مَالُهُ ودمه. 10 123 ابن مسعود/ من قام السنة أصاب ليلة القدر. 2 138 أنس/ من قتل قتيلا فله سلبه. 3 359 أنس/ من قتل قتيلا فله سلبه. 2 137 أبو قتادة/ من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه. 2 138 أبو قتادة/ من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه. 4 79 أبو قتادة/ من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه. 10 508 أبو قتادة/ من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه. 4 82 أنس/ من قتل كافرا فله سلبه. 6 563 أبو شريح/ مَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيْلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ إن أحب أخذ العقل ... 6 389 أبو بكرة/ مَنْ قَتَلَ مُعَاهِداً بِغَيْرِ حِلِّهِ حَرَّمَ اللهُ عليه الجنة أن يجد ريحها. 11 301 أبو هريرة/ من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في.. 6 171 أبو هريرة/ من قتل وزغا في أول ضربة. 2 350 ابن عباس/ من ... قد تزوجتها. 8 20 أبو أمامة/ من قرأ الكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوْبَةٍ لَمْ يَكُنْ بينه.

5 415 ابن مسعود/ مَنْ قَرَأَ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حسنة. 12 71 عائشة/ مَنْ قَرأَ فِي لَيْلَةٍ تنَزِيْل السَّجْدَة وَاقْتَرَبَتْ وتبارك كن له نورا. 5 350 أبو هريرة/ مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ الْتِمَاسَ وَجْهِ الله، غفر له. 15 104 معاذ بن جبل/ من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. 15 254 عائشة/ مَنْ كَانَ ذَا وُصلَةٍ لأَخِيْهِ المُسْلِمِ إِلَى ذي سلطان في ... 4 314 ابن عمر/ مَنْ كَانَ قَاضِياً فَقضَى بِالعَدْلِ فَبِالحَرِيِّ أَنْ ينقلب كفافا. 8 103 جابر بن عبد الله/ من كان له شريك في ربعة أو نخل فليس له أن يبيع ... 5 318 أبو سعيد/ مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ على من لا ظهر له.. 1 340 ابن عمر/ من كان ملتمسها فليلتمسها في العشر الأواخر. 8 494 عبد الله بن عمر/ من كان منكم أهدى فإنه لا يحل من شيء حرم منه حتى.. 4 108 عائشة/ مَنْ كَانَ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُوْلَهُ فَلْيُحِبَّ أُسَامَةَ. 3 354 صهيب/ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحِبَّ صهيبا حب ... 3 174 أبو المتوكل/ مَنْ كَانَتْ بِهِ فَهِيَ حَظُّهُ مِنَ النَّارِ. 7 193 أبو هريرة/ من كانت عنده مظلمة لأخيه من فليتحلله منها. 8 102 ابن عباس/ من كان لَهُ أَرْضٌ وَأَرَادَ بَيْعَهَا فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى جَارِهِ. 6 551 عمر/ مَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى الله ورسوله. 3 33 عبد الله بن الزبير/ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ. 4 80 أبو قتادة/ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيُشَهِّدْ لِجَنْبِهِ مَضْجِعاً مِنَ النار. 12 301 علي/ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النار. 6 206 حجاج بن عمر الأنصاري/ مَنْ كُسِرَ أَوْ عَرِجَ فَقَدْ حَلَّ وَعَلَيْهِ الحج من قابل. 6 137 -/ من كنت مولاه. 2 499 زيد بن أرقم/ من كنت مولاه فعلي مولاه. 2 502 زيد بن أرقم/ من كنت مولاه فعلي مولاه.

2 499 بريدة/ من كنت وليه فعلي وليه. 6 137 بريدة/ من كنت وليه فعلي وليه. 2 288 أبو هريرة/ من لا يرحم لا يرحم. 16 473 جرير بن عبد الله/ من لا يرحم الناس لا يرحمه الله. 15 447 عمر/ مَنْ لَبِسَهُ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلبَسْهُ فِي الآخرة. 10 225 أبو هريرة/ مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ إِنْ حَالَ بينهما شجرة أو ... 1 393 -/ من لكعب بن الأشرف.... فأنت ... قل فأنت في حل. 1 394 جابر/ من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله..... نعم. 4 34 جابر/ من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله؟ ..... نعم. 3 333 علي/ من لكم بمثل لقمان الحكيم؟ ذلك امرؤ منا وإلينا أهل ... 3 21 جابر/ من للقوم؟ ..... كما أنت.... أنت ... من لهم؟..... 11 83 زيد بن أرقم/ من لم يأخذ شاربه فليس منا. 13 246 عبد الله بن مسعود/ من لم يصل فلا دين له. 13 382 ابن عمر/ من لم يكن معه هدي فليحلل "فليحل". 2 50 جابر بن عبد الله/ من لهذا ... قم إليه، اللهم أعنه عليه. 1 403 جابر/ من لهؤلاء ... لو قلت: بسم الله أو ذكرت اسم الله ... 4 53 أبو أيوب/ مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً دَخَلَ الجنة. 10 188 عبد الله بن عمرو/ مَنْ مَاتَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ أَوْ يَوْمَ الجُمُعَةِ وقاه الله فتنة القبر. 6 411 أبو هريرة/ من مات مرابطا مات شهيدا. 6 411 أبو هريرة/ من مات مريضا مات شهيدا، ووقي فتنة القبر. 6 192 عائشة/ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صَوْمٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ. 6 377 ابن عمر/ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرٍ فَلْيُطْعَمْ عَنْهُ مكان كل يوم ... 7 536 عثمان/ مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ دَخَلَ الجَنَّة.

2 175 سهل بن بيضاء/ من مات يشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ. 4 142 دحية/ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُوْلِ اللهِ إِلَى قَيْصَرَ صَاحِبِ الروم. 2 188 -/ من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب سلام على. 1 471 عائشة/ من مر بكم؟ 1 412 أبو سعيد الخدري/ من مس دمه دمي لم تمسه النار. 10 77 أم حبيبة/ من مس فرجه فليتوضأ. 10 77 بسرة بنت صفوان/ من مس فرجه فليعد الوضوء. 6 177 أبو هريرة/ من منح منيحة، غدت بصدقة وراحت بصدقة. 6 257 سهل بن سعد/ مَنْ نَابَهُ فِي صَلاَتِهِ شَيْءٌ فَلْيَقُلْ: سُبْحَانَ الله. 7 120 عبد الله بن حوالة/ من نجا من ثلاث فقد نجا موتي والدجال وقتل خليفة ... 4 374 ابن عمر/ مَنْ نَزَعَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ له حجة يوم القيامة. 11 235 أنس/ مَنْ نَسِيَ صَلاَةً أَوْ نَامَ عَنْهَا فَكَفَّارَتُهَا أن يصليها إذا ذكرها. 6 283 أبو هريرة/ مَنْ نَسِيَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ، خَطِئَ طَرِيْقَ الجَنَّةِ. 4 180 أبو هريرة/ من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما ... 7 132 أبو هريرة/ من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما ... 9 15 عَبْدُ اللهِ/ مَنْ هَاجَرَ يَبْتَغِي شَيْئاً فَهُوَ له. 6 613 جابر/ من هذا؟ ... أنا أنا. 4 384 ابن عباس/ من هذا؟ ... رأيت من يناجيني؟ .... أما إنه.... 2 45 سلمة/ من هذا السائق.... يرحمه الله.... ما هذه النيران ... 1 225 جابر/ من هذا.... يا عمر ما تدعني ليلا ولا نهارا.... يا.... 3 165 البراء/ من هذان يا عم؟ 3 536 أم هانئ/ من هذه؟ مرحبا بأم هانئ. 4 216 كعب بن عجرة/ من هذه المتألية على الله.

2 170 ابن عباس/ من هؤلاء؟ ... وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم. 4 383 عبد الله/ من وضع هذا؟ .. اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين. 3 36 جابر/ من يأتينا بخبر بني قريظة؟ 3 195 مالك بن أنس/ من يأتينا بخبر سعد؟ 1 466 جابر/ من يأتينا بخبر القوم؟ .. من يأتينا بخبر القوم؟.... 1 400 أنس/ من يأخذ مني هذا السيف بحقه ... من يأخذه بحقه ... 3 152 -/ من يأخذ هذا السيف بحقه؟ 3 153 أنس/ من يأخذه هذا السيف....... من يأخذه بحقه.. 1 400 الزبير بن العوام/ من يأخه بحقه؟..... من يأخذ هذا السيف بحقه؟.... 4 225 -/ من يأخذها بحقها؟ ... لا تقاتل بها مسلما، ولا.. 4 168 أبو هريرة/ من يبسط ثوبه حتى أقضي مقالتي ... 4 194 ثوبان/ من يتقبل لي بواحدة وأتقبل له بالجنة. 9 564 أبو سعيد الخدري/ من يجعل لنا هذا؟ ... وما اسمك؟ اقعد. 4 117 جابر/ من يحمي أعراض المسلمين. 3 61 حميد/ من يخطب أم كلثوم؟ ... انكحوا عبد الرحمن. 1 402 أنس/ من يردهم عنا وله الجنة "هو رفيقي في الجنة"؟ 11 243 -/ من يسألني فأعطيه. 2 478 عثمان/ من يشتري بقعة بخير له منها في الجنة. 2 478 عثمان/ من يشتريها فيكون دلوه كدلاء المسلمين وله في الجنة ... 2 27 جابر/ من يصعد الثنية، ثنية المرار فإنه يحط عن ما حط عن ... 15 37 أبو هريرة/ مَنْ يُطِعِ الأَمِيْرَ فَقَدْ أَطَاعنِي وَمَنْ يَعصِ الأمير فقد عصاني. 3 516 عبد الله بن زيد/ مَنْ يُطِيْقُ مَا تُطِيْقِيْنَ يَا أُمَّ عُمَارَةَ. 3 251 الأسود/ من يعاد عمارا يعاده الله.

4 407 -/ مَنْ يَعْمَلْ سُوْءاً يُجْزَ بِهِ فِي الدُّنْيَا. 1 439 جابر/ من يمنعك مني؟ ... تشهد أن لا إله إلا الله وأني.. 1 427 عائشة/ مَنْ يُنْتَدَبُ لِهَؤُلاَءِ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى يَعْلَمُوا أن بنا قوة. 1 362 أنس/ من ينظر ما صنع أبو جهل؟ 4 26 أنس/ من ينظر ما فعل أبو جهل.. 4 39 حارثة بن النعمان/ مناولة المسكين تقي ميتة السوء. 2 124 أبو هريرة/ منزلنا، إن شاء الله إذا فتح الله الخيف حيث تقاسموا.. 7 51 ابن عمر/ مَهْ، إِنَّهُ مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ دُوْنَ اللهِ، فقد أشرك. 2 184 يزيد بن عبد الله/ مه مه، قولوا بقولكم ولا يستجرئنكم الشيطان السيد.... 3 102 ابن عباس/ مه، هذا من الشيطان.... أستغفر الله أبا السائب ... 1 480 عمرو بن شرحبيل/ مه يا أبا بكر. 14 275 -/ المهاجر من هجر السوء والمجاهد. 9 60 أم سلمة/ المَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. 3 175 عمرو بن شرحبيل/ مهلا يا أبا بكر. 9 112 عمرو بن شعيب/ مهلا يا قوم بهذا أهلكت الأمم من قبلكم باختلافهم.. 3 498 ابن عباس/ مهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان. 9 561 أنس/ مهيم؟ ... أولم ولو بشاة. 3 215 زيد بن أرقم/ المؤذنون أطول الناس أعناقا. 10 83 أبو موسى/ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. 12 281 أبو هريرة/ المُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعَىً وَاحِدٍ وَالكَافِرُ يَأْكُلُ في سبعة أمعاء. 12 431 عقبة بن عامر/ المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته. 4 291 ابن عمر/ الميت يعذب ببكاء أهله عليه. 5 532 عبد الله/ المَيْتُ يُغَسَّلُ وِتْراً وَيُكَفَّنُ وِتْراً وَيُجَمَّرُ وِتْراً.

3 186 محمد بن عبد الرحمن/ مِيْتَةَ سَوْءٍ لِلْيَهُوْدِ يَقولُوْنَ: هَلاَّ دَفَعَ عَنْ صاحبه، ولا ... حرف النون 1 346 عبد الله بن الزبير/ ناحت قريش على قتلاها ثم قالوا: لا تفعوا فيبلغ ... 3 111 علي/ ناد حمزة. 6 280 أبو هريرة/ نادت امرأة وهو في صومعة قالت: يا جريج قال: ... 8 222 أبو هريرة/ النار جبار. 11 16 أبو هريرة/ النَّاسُ دِثَارٌ وَالأَنْصَارُ شِعَارٌ، وَلَوْلاَ الهِجْرَةُ لكُنْتُ ... 2 136 ابن مسعود/ ناولني كفا من تراب.. أين المهاجرون والأنصار ... 3 450 أسماء بنت عميس/ ناولي صواحبك.. لا تجمعن جوعا وكذبا. 8 315 عائشة/ نَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الجُذَامِ. 4 9 -/ نبلوا سهلا فإنه سهل. 4 84 عمرو بن عبسة/ نبي ... أرسلني الله ... بصلة الأرحام وكسر ... 1 207 عمرو بن عبسة/ نبي.... رسول الله ... نعم ... بأن يعبد الله ... 3 463 عائشة/ نبيا عبدا. 6 203 طاوس/ نُبِّئتُ أَنَّهُ رُخِّصَ لَهُنَّ، يَعْنِي الحَائِضَ فِي حجها. 8 10 جابر بن عبد الله/ نَحَرَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ نسائه. 7 192 جابر/ نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة ... 7 549 أبو هريرة/ نحن أحق بالشك من إبراهيم. 3 196 عبد الله بن عبد الله/ نَدَرَتْ ثَنِيَّتِي فَأَمَرنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أتخذ ثنية من ذهب. 7 419 عبد الله بن مسعود/ الندم توبة. 8 42 القاسم بن مبرور/ نَزَلَ جِبْرِيْلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إن كاتبك هذا أمين ... 3 419 حذيفة/ نَزَلَ مَلَكٌ فَبَشَّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أهل الجنة.

1 195 الشعبي/ نزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة فقرن بنبوته ... 1 379 أم سلمة/ نزلنا الحبشة، فجاورنا بها خير جار، النجاشي أمنا على ... 9 84 عائشة/ نَزَلْنَا المُزْدَلِفَةَ، فَاسْتَأْذَنَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم سودة أن تنفر قبله ... 2 148 عمرو بن شعيب/ نساؤكم أحب إليكم أم أموالكم ... أما ما كان لي.. 2 244 أبو أمامة بن سهل/ نسخت البارحة. 2 316 أبو هريرة/ نصرت بالرعب وأعطيت جوامع الكلم. 2 273 -/ نصرت بالرعب يسير بين يدي مسيرة شهر. 13 280 -/ نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها. 12 235 ابن عباس/ نضر الله امرءا سمع منا حديثا. 12 236 عبد الله بن مسعود/ نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه. 12 106 أبو بكر/ النظر إلى وجه علي عبادة. 1 373 أبو اليسر/ نظرت إلى العباس يوم بدر، وهو قائم كأنه صنم وعيناه. 3 390 أبو اليسر السلمي/ نَظَرْتُ إِلَى العَبَّاسِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَهُوَ وَاقِفٌ كأنه صنم.. 6 499 ابن عمر/ النعاس يوم الجمعة. 1 344 -/ نعم، أتدرون ما صنع هذا بي؟ جاء وأنا ساجد خلف..... 13 108 -/ نعم الإدام الخل. 7 573 عائشة/ نعم الإدام الخل. 8 297 عائشة/ نعم الإدام الخل. 9 560 عائشة/ نعم الإدام الخل. 1 366 -/ نعم.. أشيروا علينا ... أشيروا علي. 7 318 جابر بن سمرة./ نَعَمْ، إِلاَّ أَنْ تَرَى فِيْهِ شَيْئاً فَتغسله. 14 205 ابن عباس/ نعم، إن الله أطيب وأكثر. 7 269 ابن عباس/ نعم، إنه ليرى بياض الأسود من سيرة ألف سنة.

4 117 جابر/ نَعَمْ، اهْجُهُمْ أَنْتَ، وَسَيُعِيْنُكَ عَلَيْهِم رُوْحُ القُدُسِ. 4 234 طلحة بن عبيد الله/ نِعْمَ أَهْلُ البَيْتِ عَبْدُ اللهِ، وَأَبُو عَبْدِ الله، وأم عبد الله. 3 239 أبي بن كعب/ نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلى. 4 334 جابر/ نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما. 15 349 أنس/ نعم خلفهم العذر. 4 413 عبد الله بن السائب/ نِعْمَ الخَلِيْطُ، كَانَ لاَ يُشَارِي، وَلاَ يُمَارِي. 3 67 سعد/ نَعَم، دَعْوَةُ ذِي النُّونِ {لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت سبحانك إني ... 4 337 ابن عباس/ نعم الراكب هو. 3 207 أبو هريرة/ نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نعم الرجل ... 3 191 أبو هريرة/ نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بنُ قَيْسِ بنِ شَمَّاسٍ. 4 307 سالم عن أبيه/ نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي من الليل. 1 422 أبو هريرة/ نعم الرجل عمرو بن الجموح. 12 418 -/ نعم الشيء الهدية أمام الحاجة. 3 522 -/ نعم صلي أمك. 3 160 -/ نِعْمَ العَبْدُ رَبِيْعَةُ بنُ الحَارِثِ لَوْ قَصَّرَ من شعره، وشمر ... 3 308 جابر/ نِعْمَ العَبْدُ مِنْ عِبَادِ اللهِ وَالرَّجُلُ مِنْ أهل الجنة عويم بن ... 2 17 أنس/ نعم، فاخرجوا وكونوا فيها. 3 366 أبو ذر/ نَعَمْ، فَإِذَا رَأَيْتَ البِنَاءَ عَلَى سَلْعٍ فَالْحَقْ بالمغرب، أرض ... 4 15 أبو الدرداء/ نعم الفارس عويمر. 3 87 سعيد بن زيد/ نعم، فأستغفر له، فإنه يبعث أمة وحده. 1 182 سعيد بن زيد/ نعم فاستغفروا له فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده. 14 332 أبو رزين/ نعم "في إجابة سؤال أو يضحك ربنا". 1 474 -/ نعم "في حكم سعد بن معاذ بقتل اليهود".

3 135 أسماء/ نعم قتل اليوم.... اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد ... 2 186 -/ نعم قد هداك الله إلى ما هو خير منه. 1 408 أبو قتادة/ نعم ... كأني أراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة. 3 158 أبو قتادة/ نعم.... كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة.. 4 102 عوف بن مالك/ نعم.... كلك ... يَا عَوْفُ اعْدُدْ سِتّاً بَيْن يَدَيَّ السَّاعَةَ. 7 189 الفريعة بنت مالك/ نعم ... كيف قلت ... امكثي في بيتك حتى يبلغ.. 2 52 أنس/ نعم ... لقد أحسن الله وجهك وطيب روحك وكذ مالك. 3 215 زيد بن أرقم/ نِعْمَ المَرْءُ بِلاَلٌ، سَيِّدُ المُؤَذِّنِيْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ والمؤذنون ... 4 237 عمرو بن شعيب/ نعم.. نعم..، فإني لا أقول إلا حقا. 6 560 ابن عباس/ نعم.. نعم.. نعم "ردا على أبي سفيان في أن ... 4 29 حذيفة بن اليمان/ نعم.. نعم وبه دخن ... قوم يهدون بغير هديي ... 1 264 العباس/ نعم هو في ضحضاح من النار ولولا أنا لكان في الدرك ... 7 23 ابن عباس/ نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيُرَى بَيَاضُ الأسود في الجنة.. 9 407 أبو الدرداء/ نعم، ولست منهم. 10 473 ابن عباس/ نعم، ولك أجر. 7 135 عقبة بن عامر/ نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما. 3 379 أبو ذر/ نعم ... يَا أَبَا ذَرٍّ أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ من كنوز الجنة؟ 1 202 إسماعيل بن أبي حكيم/ نعم.... يا خديجة هذا جبريل. 8 216 ابن عباس/ نِعْمَتَانِ مَغْبُوْنٌ فِيْهِمَا كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفراغ. 11 245 ابن عباس/ نِعْمَتَانِ مَغْبُوْنٌ فِيْهِمَا كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفراغ. 4 29 حذيفة/ نفي بعهدهم، ونستعين الله عليهم. 3 187 عائشة/ نَقَّبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَعْدَ على النقباء. 6 53 ابْنُ عَبَّاسٍ/ نِكَاحُ الحُرَّةِ عَلَى الأَمَةِ طَلاَقُ الأمة.

9 13 جابر/ نكثر به طعامنا. 6 379 أبو هريرة/ النمل يسبح. 4 436 ابن أبي أوفى/ نهانا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النبيذ في الجر الأخضر. 6 203 حكيم بن حزام/ نَهَانِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أبيع ما ليس عندي. 10 133 حكيم بن حزام/ نَهَانِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أبيع ما ليس عندي. 7 218 أنس/ نَهْرٌ أَعْطَانِيْهِ رَبِّي، أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، وأحلى من العسل. 6 654 جابر/ نَهَى أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ أَوْ يُبْنَى عَلَيْهِ. 8 374 أبو سعيد/ نُهِيَ أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ وَهُوَ قَائِمٌ، وَأَنَّ يلتقم فم السقاء.. 8 364 أبو بكرة/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يتعاطى السيف مسلولا. 11 277 -/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يتناجى اثنان دون الثالث إذا ... 7 523 جابر بن عبد الله/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يجصص القبر وأن يقعد عليه.. 12 212 علي/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يرفع الرجل صوته بالقراءة قبل ... 8 188 أبو هُرَيْرَةَ/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ أكل أذني القلب. 7 327 عبد الرحمن بن شبل/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ أكل الضب. 7 131 عمرو بن شعيب/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ بيع العربان. 7 355 سهل بن سعد/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ بيع الغرر. 10 230 ابن عمر/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ بيع الولاء وعن هبته. 6 114 جَابِرٍ/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ ثمن الكلب والسنور. 14 456 عطاء/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الخلوة بالأجنبية. 16 301 عائشة/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدباء والحنتم والنقير والمزفت. 8 311 أبو هُرَيْرَةَ/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدواء الخبيث. 12 104 ابن عمر/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ القزع. 6 253 رافع بن خديج/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ كراء الأرض.

11 481 نافع بن خديج/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ كراء الأرض. 9 304 عبد الله/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم. 6 432 عمران بن حصين/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الكي فاكتويت، فما أفلحت ... 16 301 عائشة/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ نبيذ الجر. 4 126 كعب/ نَهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس عن كلامنا أيها الثلاثة. 6 114 جابر/ نهى عن تجصيص القبور. 7 463 ابن عباس/ نهى عن طعام المتباريين. 8 261 ابن عمر/ نهى عَنِ النَّجَشِ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الحَبَلَةِ ونهى عن ... 7 121 أبو ريحانة/ نهى عن الوشر والوشم. 1 174 ابن عباس/ نهيت أن أمشي عريانًا. 3 528 أم عطية الأنصارية/ نُهِيْنَا عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَازَةِ، وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا. 6 523 علي/ نُهِيْنَا عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ القَسِّيِّ، وَعَنِ الميثرة. حرف الهاء 4 186 أبو هريرة/ هات نطعا.... بسم الله. 9 482 عبد الله بن سرجس/ هات نمرتك، وخذ نمرتي ... أجل، ولكن عليها.. 2 10 عبد الله بن كعب/ هاتوا أسيافكم.. هذا قتله، أرى فيه أثر الطعام ... 1 173 -/ هاتوا لي ثوبا ... لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب. 7 444 صفوان بن عسال/ هاؤم ... المرء مع من أحب. 4 264 أَنَسٍ/ هَبَطَ جِبْرِيْلُ بِقَلَمٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ يا محمد: ... 1 240 عبد الله بن مسعود/ هبطوا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقرأ القرآن ببطن ... 4 119 عائشة/ هجاهم حسان، فشفى. 2 28 -/ هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة.

4 328 عكرمة/ هذا أحسن من هذا. 3 447 عروة/ هذا الأحمق المطاع في قومه. 1 448 أنس بن مالك/ هذا الذي أوفى الله له بأذنه. 3 182 ابن عمر/ هذا الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء ... 1 320 عروة/ هذا إن شاء الله المنزل. 1 356 ابن عباس/ هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب. 1 470 عائشة/ هذا جبريل يأمرني أن أذهب إلى بني قريظة.. 4 351 جعفر بن محمد/ هذا جبريل يقول: إيها حسين. 2 53 أنس/ هذا جبل يحبنا ونحبه. 10 11 أنس/ هذا خالي، فليرني امرؤ خاله. 3 76 جابر بن عبد الله/ هذا خالي، فليرني امرؤ خاله. 10 11 جابر بن عبد الله/ هذا خالي، فليرني امرؤ خاله. 7 253 جابر/ هذا الدباء نكثر به طعامنا. 14 369 ابن عباس/ هَذَا الرُّكْنُ الأَسْوَدُ يَمِيْنُ الله فِي الأَرْضِ يصافح به عباده. 4 461 أم خالد بنت خالد/ هَذَا سَنَا يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَا. 4 385 ابن عباس/ هذا شيخ قريش. 3 516 عبد الله بن زيد/ هذا ضارب ابنك. 3 398 سعد/ هذا العباس "عم نبيكم" بن عبد المطلب أجود قريش ... 9 105 سعد/ هذا العباس "عم نبيكم" بن عبد المطلب أجود قريش ... 12 366 سعد/ هذا العباس "عم نبيكم" بن عبد المطلب أجود قريش ... 9 124 جابر بن عبد الله/ هذا عبد آمن بربه. 3 182 ابن عمر/ هَذَا العَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ العَرْشُ وفتحت ... 9 124 جابر بن عبد الله/ هذا عبد عرف ربه.

1 434 المغيرة بن عبد الرحمن/ هذا عمل أبي براء قد كنت بهذا كارها متخوفا. 1 434 عبد الله بن أبي بكر/ هذا عمل أبي براء قد كنت بهذا كارها متخوفا. 4 180 أبو هريرة/ هذا غلامك يا أبا هريرة. 2 221 عبد الله بن عمرو/ هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ، وَهُوَ أَبُو ثَقِيْفٍ وكان من ثمود. 8 151 عبد الله بن عمرو/ هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ، وَهُوَ أَبُو ثَقِيْفٍ وكان من ثمود. 3 286 عبد الله/ هذا كان فرعون هذه الأمة. 1 354 أنس/ هذا مصرع فلان إن شاء الله غدا، هذا مصرع فلان إن ... 1 354 أنس/ هذا مصرع فلان غدا ... وهذا مصرع فلان. 4 331 حذيفة/ هَذَا مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلْ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ استأذن ربه أن يسلم علي. 3 22 طلحة/ هذا ممن قضى نحبه. 4 274 المقدام/ هذا مني، وحسين من علي. 3 333 أبو هريرة/ هَذَا وَقَوْمُهُ، لَوْ كَانَ الدِّيْنُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لتناوله رجال من ... 8 167 الحسن/ هذا يبعث هلكة لقومه. 4 351 عبد الله/ هذان ابناي، من أحبهما فقد أحبني. 4 331 أسامة بن زيد/ هَذَانِ ابْنَايَ وَابْنَا بِنْتِي، اللَّهُمَّ إِنِّيْ أُحِبُّهُمَا فأحبهما. 2 400 حنطب/ هذان السمع والبصر. 4 349 الحسين/ هذان سيدا شباب أهل الجنة. 2 399 -/ هذان سيدا كهول أهل الجنة. 6 557 أنس بن مالك/ هَذَانِ سَيِّدَا كُهُوْلِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِيْنَ والآخرين إلا ... 11 529 أنس بن مالك/ هَذَانِ سَيِّدَا كُهُوْلِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِيْنَ والآخرين إلا ... 2 357 عليُّ/ هَذَانِ سَيِّدَا كُهُوْلِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِيْنَ والآخرين إلا ... 2 406 عليُّ/ هَذَانِ سَيِّدَا كُهُوْلِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِيْنَ والآخرين إلا ... 4 485 يوسف بن عبد الله/ هذه إدام هذه.

2 288 عائشة/ هذه بتلك. 3 480 -/ هذه بقية أهل بيتي. 3 509 أبو هريرة/ هذه ثم ظهور الحصر. 2 208 أبو ذر/ هذه خلافة النبوة. 3 454 عائشة/ هذه زوجتك في الدنيا والآخرة. 3 274 أبو سعيد/ هذه سنة لكم. 2 491 عائشة/ هذه عائشة بنت أبي بكر ... لا....هذا الأحمق المطاع. 3 447 عروة/ هذه عائشة بنت أبي بكر. 1 336 -/ هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله.. 2 164 -/ هذه قبلتنا ... قطع صلاتنا قطع الله أثره. 2 33 بعض آل عثمان/ هذه لي وهذه لعثمان إن كان حيًّا. 4 165 أبو هريرة/ أبو هريرة ... من أين لكم هذا؟ يا أبا هريرة، انطلق.. 4 168 أبو سعيد الخدري/ أبو هريرة وعاء من العلم. 1 405 عائشة/ هُزم المشركون يوم أحد هزيمة بينة، فصرخ إبليس، أي.. 2 399 ابن عمر/ هكذا نبعث يوم القيامة. 2 407 ابن عمر/ هكذا نبعث يوم القيامة. 4 101 عوف بن مالك/ هل أنتم تاركوا لي أمرائي. 4 8 أبو أمامة/ هل تتهمون به أحدا؟ علام يقتل أحدكم أخاه إلا.. 11 148 العباس/ هَلْ تَدرُوْنَ بُعْدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ؟ 11 148 العباس بن عبد المطلب/ هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ بينهما مسيرة خمس.... 11 148 العباس/ هل تدرون ما هذا؟ ... والمزن. 2 209 أبو هريرة/ هل ترون قبلتي ههنا فوالله ما يخفى علي ركوعكم.. 14 43 أنس/ هل تزوجت؟ أليس معك {قل هو الله أحد} .

1 303 كعب/ هل تعرف هذين يا أبا الفضل؟ .... الشاعر؟ وما ذاك؟ 4 105 أبو بكر بن عبد الله/ هل ذكرك أحد؟ ... أما أبو جهم فشديد الخلق، وأما.. 14 167 حارثة بن النعمان/ هل رأيت الذي كان معي؟ .. فإنه جبريل. 4 384 ابن عباس/ هل رأيته يا عبد الله؟ .... ذاك جبريل فهو الذي.... 10 124 عمران بن حصين/ هل صمت من سرار هذا الشهر "شيئا"؟ 10 293 عمران بن حصين/ هل صمت من سرار هذا الشهر "شيئا"؟ 10 124 عمران بن حصين/ هل صمت من سرر هذا الشهر ... فإن أفطرت من ... 7 318 أم حبيبة/ هل كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي الثوب الذي يجامعها فيه ... 15 391 أنس/ هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه سبحان الله لا تطيقه.. 2 223 جابر/ هل لك من أنماط ... أما إنها سيكون. 5 54 هانئ/ هل لك من ولد؟ ... فما اسم أكبر؟ 3 363 الأشعث/ هل لك من ولد؟ 1 295 محمود بن لبيد/ هل لكم إلى خير مما جئتم له؟ ... أَنَا رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... 2 70 الضمري/ هل لكم أن تأخذوا منا الآن خمسين بعيرا وخمسين إذا.. 1 352 أبو أيوب الأنصاري/ هل لكم أن تخرج فنلقى العير لعل الله يغنمنا؟ 2 162 معاذ بن جبل/ هل مسستما من مائها شيئا؟ ... يوشك يا معاذ إن ... 4 468 أنس بن مالك/ هل معك تمر؟ ... حب الأنصار التمر. 1 291 جابر/ هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ؟ فَإِنَّ قريشا قد منعوني.. 9 257 جابر/ هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ؟ فَإِنَّ قريشا قد منعوني.. 2 425 -/ هلا تركت الشيخ حتى نأتيه. 2 124 أسماء بنت أبي بكر/ هلا تركت الشيخ في بيته حتى أجيئه؟ ... أسلم تسلم. 3 101 المطلب بن عبد الله/ هَلُمَّ تِلْكَ الصَّخْرَةَ، فَاجْعَلْهَا عِنْدَ قَبْرِ أَخِي أعرفه بها. 11 472 عبد الله/ هلم "قوله صلى الله عليه وسلم عندما صب الماء في إناء ووضع كفه.....

14 44 عائشة/ هو الذين سمى الله فاحذروهم. 5 83 جابر/ هم سواء "المشاركون في الربا". 4 42 عياض الأشعري/ هل قومك يا أبا موسى؟ وأومأ إليه. 2 283 -/ هما ريحانتاي من الدنيا. 4 349 ابن عمر/ هما ريحانتاي من الدنيا. 13 507 -/ هما من الدين بمنزلة السمع والبصر. 7 24 ابن عمر/ هن تسع ... إلا شراك بالله، وقذف المحصنة و ... 4 271 عثمان/ هَنِيْئاً لَكَ يَا مُعَاوِيَةُ، لَقَدْ أَصْبَحْتَ أَمِيْناً على خبر السماء. 2 103 جابر/ هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه شيء ... 4 61 معاذ/ هو عاشر عشرة في الجنة. 3 534 أنس/ هو عبد الله. 3 527 عائشة/ هو عليها صدقة، ولنا هدية. 3 529 ابن عباس/ هو عليها صدقة ولنا هدية. 8 177 أبو هريرة/ هو عمي، وصنو أبي. 1 265 -/ هو في ضحضاح من النار. 12 29 عبد الله بن عمرو/ هو في النار. 4 150 ابن الزبير/ هو لك. 3 529 أنس/ هو لها صدقة، وهو لنا هدية. 2 224 عدي بن حاتم/ هي لك. 4 75 عكرمة/ هي لك. 10 123 ابن مسعود/ هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نقومها. 14 36 ابن عمر/ هي النخلة. 5 482 عبد الله بن عمرو/ هي ومثلها والنكال.. قَطْعُ اليَدِ إِذَا بَلَغَ ثَمَنَ المِجَنِّ.

4 328 ابن عباس/ هي يا حسن، خذ يا حسن ... إن جبريل يقول:.. حرف الواو 1 159 ابن أبي الجدعاء/ وآدم بين الروم والجسد. 7 67 ميسرة الفجر/ وآدم بين الروم والجسد. 1 159 رجل/ وآدم بين الروم والجسد. 2 512 علي/ وأبردها على الكبد إذا سئلت عما لا أعلم أن أقول: ... 13 506 -/ وأجعلهما الوارث مني. 13 376 -/ وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَلاَ تُنْزِلْهم عَلَى حكم الله ... 11 128 -/ وأعلمكم بالحلال والحرام، معاذ. 2 402 عمر/ وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم و ... 11 128 -/ وأقضاكم علي. 10 144 علي/ والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي ... 8 406 أبو هريرة/ والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه ... 10 545 أبو هريرة/ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُوْنَ مَا أعلم لبكيتم ... 3 294 سارة بنت عبد الله/ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ عَبْدَ اللهِ أَثْقَلُ في الميزان يوم القيامة ... 1 354 أنس/ والذي نفسي بيده إنكم لتضربونه إذا صدقكم وتدعونه ... 7 434 حذيفة بن اليمان/ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّيْ لأَذُوْدُ عَنْهُ الرِّجَالَ كما يذود ... 7 434 حذيفة بن اليمان/ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدِدِ النجوم، وهو ... 3 395 المطلب بن ربيعة/ والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى ... 2 378 أبو هريرة/ والذي نفسي بيده لا يقتسم ورثتي شيئا مما تركت، ما ... 13 431 حذيفة/ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوْفِ وَتَنْهَونَّ عَنِ المنكر. 3 177 عبد الرحمن بن سعد/ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ أَشَرْتَ عليَّ فِيْهِم بالذي أمرني الله به.

4 43 بريدة/ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الأعظم، الذي ... 2 238 أبو هريرة/ والذي نفسي بيده ليأتين على أحدكم يوم لأن يراني ... 2 222 خباب/ والله إن من كان قبلكم ليؤخذ الرجل فتحفر له.. 3 488 زيد بن أسلم/ والله إنها لصادقة. 13 162 زيد/ وَاللهِ إِنِّيْ لاَ آمَنُ اليَهُوْدَ عَلَى كِتَابِي. 7 157 عائشة/ وَاللهِ إِنِّيْ لأَرْجُو أَنْ أَكُوْنَ أَخْشَاكُم للهِ وأعلمكم بما أتقي. 6 393 أبو هريرة/ وَاللهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوْبُ إِلَيْهِ فِي اليوم أكثر من ... 4 30 حذيفة/ وَاللهِ إِنِّي لأَعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِيَ كائنة فيما بيني ... 3 415 -/ وَاللهِ لاَ تَجْتَمِعُ بِنْتُ نَبِيِّ اللهِ، وَبِنْتُ عدو الله، وإنما ... 1 419 -/ والله لا تمسح عارضيك بمكة تقول: خدعت محمدا مرتين. 3 396 العباس/ وَاللهِ لاَ يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الإِيْمَانُ حَتَّى يحبكم لله ولقرابتي. 1 207 سعيد بن زيد/ والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي وأخته على الإسلام ... 3 461 أم سلمة/ والله لقد كان أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلاَ أباها. 1 313 عمر بن الخطاب/ والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عمر، خرج ... 3 199 جابر/ وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي غُوْدِرْتُ مَعَ أَصْحَابِ فَحْصِ الجبل. 2 58 الشعبي/ والله ما أدري بأيها أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر. 2 411 حذيفة/ والله ما أعرف رجلا لا تأخذه في الله لومة لائم إلا عمر. 2 281 الحسن/ والله ما أمسى في آل محمد صاع من طعام وإنها ... 7 526 عائشة/ وَاللهِ مَا تَرَكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ عِنْدِي بَعْد العَصْرِ قَطُّ. 15 404 عمرو بن الحارث/ وَاللهِ مَا تَرَكَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ دِيْنَاراً وَلاَ دِرْهَماً ... 2 509 علي/ والله ما عهد إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهدا إلا شيئا عهده ... 5 525 أبو ذر/ وإن زنى وإن سرق. 11 363 أبو ذر/ وإن زنى وإن سرق.

8 264 عبد الله بن مسعود/ وإن كان سواكا من أراك. 6 315 ابن عمر/ وإن كان لها ظالمًا. 3 425 -/ وأنا أتخوف أن تفتن في دينها. 7 157 عائشة/ وَأَنَا أُصْبِحُ جُنُباً وَأَنَا أُرِيْدُ الصِّيَامَ فَأَغْتَسِلُ وأصوم ذلك اليوم. 4 120 حبيب بن أبي ثابت/ وأنا "ردا على حسان". 1 467 جابر/ وأنا والله ما صليتها بعد. 4 411 واثلة/ وأنت من أهلي. 2 188 نعيم بن مسعود/ وأنتما تقولان بمثل ما يقول ... أما والله لولا أن الرسل ... 7 183 -/ وأنه يُدْخِلُ يَدَهُ فِي جَهَنَّمَ حَتَّى يُخْرِجَ مَنْ أراد. 11 172 -/ وأنه ينزل إلى سماء الدنيا. 6 208 عقبة/ وَإِنِّي وَاللهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بعدي ولكن ... 3 159 -/ وَأَوَّلُ دَمٍ أَضَعُهُ دَمُ ابْنِ رَبِيْعَةَ بنِ الحارث. 3 166 أبو هريرة/ وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ البُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُم الأبيص الجعد ... 3 166 جابر/ وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ البُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُم الأبيص الجعد ... 3 147 ابن رواحة/ وإياك فثبت الله. 2 126 عائشة/ وأيضا والذي نفس محمد بيده.. لا إلا بالمعروف. 7 576 جبير/ وأيما حلف كان في الجاهلية، لم يزده الإسلام إلا شدة. 5 489 بريدة بن الحصيب/ الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا. 3 413 عبد الله بن عبيد/ وَجَدَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خديجة حتى خشى عليه.. 11 381 -/ وجعلت تربتها لنا طهورا. 6 451 أبو هريرة/ وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوْراً أَيْنَمَا كُنْتُ. 2 226 عائشة/ وددت أن ذاك كان وأنا حي فهيأتك ودفنتك. 6 539 -/ وددت أن عندا خبزة بيضاء من حنطة سمراء.

8 54 -/ وَدِدْتُ أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيْلِ اللهِ، فَأُقْتَلَ ثم أحيى ثم أقتل. 8 453 عبد الله بن عمرو/ وصاحب رحا دارة العرب عمر. 8 110 أبو هريرة/ وَصَّانِي خَلِيْلِي رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاَثِ لا أدعهن إن شاء ... 1 265 ابن عباس/ وصلتك رحم يا عم وجزيت خيرا. 4 197 المغيرة بن شعبة/ وَضَّأْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك فمسح على خفيه. 5 339 أبو هريرة/ الوضوء مما غيرت النار. 5 211 ربعي/ وَعَدْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لا يذهب حتى أدركه. 7 467 أبو أمامة/ وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سبعين ألف كل ... 1 221 أبو ذر/ وعليك ورحمة الله ... ممن أنت؟ ... متى كنت ها هذا. 1 194 عائشة/ وفتر الوحي فترة، حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا ... 1 195 عائشة/ وفتر الوحي فترة، حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا ... 1 326 أبو حميد/ وفي كل دور الأنصار خير. 3 433 عائشة/ وقد رأيته؟ ... فإنه جبريل وهو يقرئك السلام. 5 99 أسامة بن زيد/ وَقَفْتُ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَإِذَا أَكْثَرُ مَنْ يدخلها الفقراء.. 9 549 عبد الله/ وقيت شركم، ووقيتم شرها. 3 527 عائشة/ الولاء لمن أعتق. 11 273 عائشة/ الولاء لمن أعتق. 11 325 ابن عباس/ الولاء ليس بمتحول ولا بمنتقل. 1 147 جبير بن مطعم/ وُلِدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفيل وكانت عكاظ بعد.. 1 148 معروف بن خربوذ/ وُلِدَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الفيل بخمس عشرة سنة. 1 148 ابن عباس/ وُلِدَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الفيل بخمس عشرة سنة. 1 149 أبو جعفر محمد بن علي/ وُلِدَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الاثنين لعشر ليال خلون من ... 8 154 أبو جعفر محمد بن علي/ وُلِدَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الاثنين لعشر ليال خلون من ...

8 154 ابن عباس/ وُلِدَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الفيل. 5 183 -/ ولد الزنا شر الثلاثة. 2 194 أنس/ ولد لي الليلة غلام فسميته بأبي إبراهيم. 1 150 العباس/ ولد النبي صلى الله عليه وسلم مختونا مسرورا فأعجب ذلك عبد المطلب ... 1 147 مخرمة/ ولدت أَنَا وَرَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفيل كنا لدين. 12 463 أبو محمد بن أبي شريح/ الولد للفراش. 5 123 سعيد بن المسيب/ الولد للفراش. 4 333 يعلى بن مرة/ الولد مبخلة مجبنة مجهلة. 7 478 عبد الله بن سرجس/ ولك ... نعم ولك. 4 110 أبو بكر بن عبد الله/ ولكن أنكحك أسامة. 3 102 عثمان بن مظعون/ ولم.... إِنَّ اللهَ قَدْ جَعَلَهَا لَكَ لِبَاساً، وَجَعَلَكَ لباسا لها. 4 399 عبد الله بن الزبير/ وَلِمَ شَرَبْتَ الدَّمَ؟ وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ وَوَيْلٌ لك من الناس. 6 523 أبي بن كعب/ وَلَوْ يَعْلَمُوْنَ مَا فِيْهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً. 9 564 أبو سعيد الخدري/ وما اسمك؟ ... اقعد ... تجعله. 15 193 أنس/ وما أعددت لها؟ .... فأنت مع من أحببت. 1 294 -/ وما الذي معك؟ .. إن هذا الكلام حسن والذي ... 9 333 ابن عباس/ وما الفلوذج. 2 295 أنس بن مالك/ وما تعجبون منها فوالذي نفسي بيده إن منديل سعد ... 6 127 البراء/ ومالي أغضب وأن آمر بالأمر فلا أتبع. 7 443 البراء/ ومالي أغضب وأن آمر بالأمر فلا أتبع. 9 455 جَابِرِ بنِ زَيْدٍ/ وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تخويفا، قال: الموت من ذلك. 4 419 أنس/ وما هي؟ اللَّهُمَّ ارزُقْهُ مَالاً وَوَلَداً، وَبَارِكْ لَهُ فِيْهِ. 3 104 أم العلاء/ وما يدريك؟ .. أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءهُ اليَقِيْنُ وَاللهِ إِنِّي ...

11 282 عائشة/ وَمَا يُدْرِيْكِ يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللهَ خَلَقَ الجنة وخلق لها.. 2 153 كعب بن زهير/ ومن أنت؟ .. الذي يقول ... كيف يا أبا بكر؟ ... 3 411 أبو سلمة/ ومن "ردا امرأة عثمان بن مظعون ألا تزوج". 3 411 يحيى بن عبد الرحمن/ ومن "ردا امرأة عثمان بن مظعون ألا تزوج". 10 465 ابن عباس/ ومن كان له فرط يا موفقة ... أنا فرط أمتي. 5 27 عبد الله بن عمرو/ وَمَنْ كَانَتْ فِيْهِ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيْهِ خلة من النفاق حتى ... 4 69 عبد الله بن عمرو/ وَمَنْ كَانَتْ فِيْهِ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيْهِ خلة من النفاق حتى ... 1 289 عائشة/ ومن؟ ... من البكر ومن الثيب؟ .. أذكريها ... 3 435 عائشة/ ومن؟ ... من البكر ومن الثيب؟ .. أذكريها ... 7 170 -/ وَمَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُصِبْ مِنْهُ. 5 389 -/ ونهيتكم عن الاشربة في الاوعية فاشربوا في أي وعاء ... 1 331 أبو سعيد/ وَيْحَ ابْنِ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ يَدْعُوْهُم إلى الجنة ... 3 210 أبو سعيد/ وَيْحَ ابْنِ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ يَدْعُوْهُم إلى الجنة ... 1 330 أبو سعيد/ ويح عمار، تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ... 10 126 أم سلمة/ وَيْحَكَ، أَوْ وَيْلَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ تقتلُكَ الفئة الباغية. 3 384 أبو ذر/ ويحك بعدي ... نعم فإذا رأيت البناء على سلع..... 2 232 أبو سعيد/ ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل ... 3 210 أبو سعيد/ وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ. 12 471 أبو هريرة/ ويل للأعقاب من النار. 4 92 عائشة/ ويل للأعقاب من النار. 5 65 -/ ويل للأعقاب من النار. 9 30 أبو هريرة/ ويل للأعقاب من النار. 9 30 عبد الله بن الحارث/ ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار.

11 252 جابر/ ويل للعراقيب من النار. 9 575 -/ ويل للعرب من شر قد اقترب. 4 182 أبو هريرة/ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فِتَنٌ كقطع الليل المظلم. 7 136 أبو هريرة/ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فِتَنٌ كقطع الليل المظلم. 6 353 أنس/ وَيْلٌ لِلْمَالِكِ مِنَ المَمْلُوْكِ، وَوَيْلٌ لِلْمَمْلُوْكِ مِنَ المالك ... 2 146 أبو سعيد الخدري/ ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت. 2 146 جابر/ ويلك ومن يعدل إذا لم أكن أعدل ... حرف الياء 7 468 أبو أمامة/ يَا أَبَا أُمَامَةَ إِنَّ مِنَ المُؤْمِنِيْنَ مَنْ يلين له قلبي. 3 503 أبو أسيد الساعدي/ يَا أَبَا أُسَيْدٍ، أَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا، وَمَتِّعْهَا بِرَازِقِيَّيْنِ. 12 171 أبو أيوب/ يَا أَبَا أَيُّوْبَ أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى عَمَلٍ يرضاه الله عز وجل. 1 356 محمد بن إبراهيم/ يا أبا بكر أبشر هذا جبريل معتجر بعمامة صفراء ... 3 20 موسى بن طلحة/ يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار.. أنت يا طلحة ممن ... 3 94 سعيد بن عامر/ يَا أَبَا بَكْرٍ تَعَالَ، وَيَا عُمَرُ تَعَالَ. 3 296 أبو الدرداء/ يا أبا بكر، قم فاخطب.. يا عمر قم فاخطب.. 3 332 عائذ بن عمرو/ يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُم، لَئِنْ كُنْتَ أغضبتهم لقد.. 1 314 أبو بكر/ يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما. 1 335 عمار بن ياسر/ يا أبا تراب. 8 8 ابن عباس/ يَا أَبَا الحَسَنِ أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ الله بهن.. 1 217 المغيرة بن شعبة/ يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله، أدعوك إلى الله. 4 17 سلمان/ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقّاً مثل ما قال لك سلمان. 3 379 أبو ذر/ يَا أَبَا ذَرٍّ اسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ شَيَاطِيْنِ الإنس والجن.

3 372 أبو ذر/ يَا أَبَا ذَرٍّ اكْتُمْ هَذَا الأَمْرَ وَارْجِعْ إلى قومك، فإذا ... 7 398 أبو ذر/ يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي.. 3 387 -/ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيْفاً وَإِنِّي أحب لك ما أحب لنفسي. 3 349 أبو رافع/ يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّ مَوْلَى القَوْمِ مِنْ أنفسهم وإنا لا تحل لنا الصدقة. 3 239 أبي بن كعب/ يَا أَبَا المُنْذِرِ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْرِضَ عليك القرآن. 4 44 أبو موسى/ يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود. 2 321 أبو مويهبة/ يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع ... 3 107 أبو هاشم بن عتبة/ يَا أَبَا هَاشِمٍ لَعَلَّكَ أَنْ تُدْرِكَ أَمْوَالاً تقسم بين أقوام. 11 122 أبو هريرة/ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَمرٍ هُوَ حق، من تكلم به بعد.... 4 186 أبو هريرة/ يا أبا هريرة، عندك شيء؟ ... جيء به.. هات نطعا. 3 353 صهيب/ يا أبا يحيى ربح البيع. 3 140 -/ يَا أَبَا يَزِيْدَ إِنِّي أُحِبُّكَ حُبَّيْنِ لِقَرَابَتِكَ ولحبي عمي لك. 13 153 أبو هريرة/ يَا ابْنَ آدم: اذْكُرْنِي فِي نَفْسِكَ، أَذْكُرْكَ في نفسي، اذكرني.. 10 262 أبو أمامة/ يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ أنْ تَبْذُلَ الفَضْلَ خير لك وإن تمسكه شر لك. 8 72 أنس/ يَا ابْنَ آدَمَ لاَ تَزُوْلُ قَدَمَاكَ يَوْمَ القيامة حتى تسأل عن أربع. 1 427 عائشة/ يا ابن أختي كان أبواك -الزبير وأبا بكر- من الذين ... 1 356 أبو أسيد الساعدي/ يا ابن أخي، والله لو كنت أنا وأنت ببدر، ثم أطلق ... 2 34 سلمة بن الأكوع/ يا ابن الأكوع ألا تبايع. 2 9 سلمة/ يا ابن الأكوع فاسجح، إن القوم يقرون في قومهم. 3 346 أبو سلمة/ يَا ابْنَ حُذَافَةَ لاَ تُسَمِّعْنِي وَسَمِّعِ اللهَ. 5 288 علي بن الحسين/ يا ابن عمر قُلْ كَلِمَاتِ الفَرَجِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الحليم ... 3 57 عبد الرحمن بن عوف/ يَا ابْنَ عَوْفٍ، إِنَّكَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ وَلنْ تدخل الجنة إلا زحفا.. 2 257 سعيد بن أبي راشد/ يا أخا تنوخ.. ههنا امض لما أمرت به.

10 40 ابن عمر/ يَا أَرْضُ رَبِّي وَرَبُّكِ اللهُ، أَعُوذُ بِاللهِ من شرك وشر ما فيك.. 2 67 أسامة بن زيد/ يَا أُسَامَةُ مَنْ لَكَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ الله؟ .. من لك يا أسامة.. 4 112 أسامة بن زيد/ يَا أُسَامَةُ مَنْ لَكَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ الله؟ .. من لك يا أسامة.. 3 134 ابن عباس/ يا أسماء هذا جعفر مع حبريل وميكائيل مر..... 2 65 أنس/ يا أم أيمن اتركي ولك كذا وكذا.. 4 353 أنس/ يا أم سلمة احفظي علينا الباب. 3 430 عائشة/ يَا أُمَّ سَلَمَةَ لاَ تُؤْذِيْنِي فِي عَائِشَةَ فإنه والله ما نزل علي ... 4 142 أم سلمة/ يا أم سلمة من هذا؟ 2 255 أنس/ يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين. 2 289 أبو جعفر الخطمي/ يا أم عمرة.. مه ... إنما أنا بشر مثلكم أمازحكم. 2 131 -/ يا أنصار الله وأنصار رسوله أنا عبد الله ورسوله. 1 343 -/ يا أهل القليب، بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم.. 1 343 -/ يا أهل القليب هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني ... 4 59 عبد الله بن سلام/ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوْا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وصلوا الأرحام ... 12 282 عمرو بن شعيب/ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا هَلَكَتِ الأُمَمُ قَبْلَكُمْ على مثل هذا. 6 491 عائشة/ يا أيها الناس أيما أحد من الناس "من المؤمنين" أصيب ... 10 342 الأغر/ يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوْبُوا إِلَى رَبِّكُمْ فَإِنِّي أتوب إلى الله.. 1 212 ربيعة بن عباد/ يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا.. 4 490 ربيعة بن عباد/ يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا.. 10 533 أنس بن مالك/ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كَأَنَّ المَوْتَ فِيْهَا عَلَى غيرنا كتب وكأن ... 1 153 عبد الله بن عمرو/ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا ونذيرا وحرزا ... 4 43 بريدة/ يا بريدة أتراه يرائي؟ .... بل هو مؤمن منيب. 2 499 بريدة/ يا بريدة لا تقعن في علي فإنه مني وأنا منه.

3 211 أبو هريرة/ يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ... 4 424 -/ يَا بُنَيَّ ادْنُ وَسَمِّ اللهَ وَكُلْ بِيَمِيْنِكَ وكل مما يليك. 1 422 حبيب بن أبي ثابت/ يا بني سلمة في سيدكم..... وأي داء أدوى من البخل. 2 61 -/ يا بني سلمة في سيدكم..... وأي داء أدوى من ... 3 157 -/ يا بني سلمة في سيدكم..... وأي داء أدوى من ... 1 208 قبيصة بن المخارق/ يا بني عبد مناف إني نذير إنما مثلي ومثلكم كمثل ... 1 208 زهير بن محمد/ يا بني عبد مناف إني نذير إنما مثلي ومثلكم كمثل ... 1 293 عبد الله بن عباس/ يا بني فلان إني رسول الله إليكم، يأمركم أن ... 1 208 أبو هريرة/ يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار ... 1 329 أنس/ يا بني النجار، ثامنوني بحائطكم هذا. 3 129 عبد الملك/ يا بني هاشم إياكم والصدقة. 2 227 محمد بن ثابت الأنصاري/ يا ثابت ألا ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا.... 3 190 محمد بن ثابت/ يا ثابت ألا ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا.... 2 204 جابر/ يا جابر اجعل في إداوتك ماء ثم انطلق بنا. 1 273 أبو هريرة/ يا جبريل إن قومي لا يصدقوني. 2 164 أبو أمامة/ يا جبريل بم أدرك معاوية بن معاوية هذه المنزلة من الله؟ 2 164 أنس بن مالك/ يا جبريل ما لي أرى الشمس اليوم طلعت بضياء ونور ... 1 288 أبو هريرة/ يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء المهاجرون في سبيل ... 6 354 أنس/ يا جبريل هل ترى ربك؟ 2 158 عاصم بن عمر/ يا جد هل لك في بنات بني الأصفر. 2 158 عبد الله بن أبي بكر/ يا جد هل لك في بنات بني الأصفر. 2 107 ابن عباس/ يا حاطب ما دعاك إلى هذا؟ 2 106 علي/ يا حاطب ما هذا؟ .... إنه قد صدقكم ...

4 333 حذيفة/ يَا حُذَيْفَةُ جَاءنِي جِبْرِيْلُ فَبَشَّرَنِي أَنَّ الحَسَنَ والحسين.. 1 355 علي/ يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم. 3 366 سلمة/ يَا خَالِدُ ذَرُوا لِي أَصْحَابِي مَتَى يُنْكَأْ إلف المرء ينكأ المرء. 3 59 ابن أبي أوفى/ يَا خَالِدُ لاَ تُؤْذِ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بدر، فلو أنفقت مثل ... 4 101 عوف بن مالك/ يا خالد ما حملك على ما صنعت؟ ... يا خالد رد عليه.. 8 102 خالد بن الوليد/ يا خالد من يساب عمارا يسبه الله ومن يعاد عمارا ... 3 413 -/ يا خديجة، جبريل يقرئك السلام. 3 413 خديجة/ يا خديجة هذا جبريل.... نعم. 2 286 أنس/ يا ذا الأذنين. 4 420 أنس/ يا ذا الأذنين. 1 361 ابن عباس/ يا رب إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا. 1 415 أنس/ يا رب السبعين من الأنصار، سبعين يوم أحد، وسبعين ... 8 82 زيد بن أرقم/ يَا زَيْدُ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ عَيْنَيْكَ كَانَتَا لما بهما ... إذا.... 2 90 أسامة/ يَا زَيْدُ أَنْتَ مَوْلاَيَ وَمِنِّي وَإِلَيَّ وَأَحَبُّ القوم إلي. 4 67 خارجة بن زيد/ يَا زَيْدُ تَعَلَّمْ لِي كِتَابَ يَهُوْدٍ فَإِنِّي والله ما آمنهم على كتابي. 15 17 -/ يَا زَيْد كُلُّ رَجُلٍ وُصفَ لِي وَجَدْتُهُ دون الصفة إلا أنت ... 1 181 زيد بن حارثة/ يَا زَيْدُ، مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شنفوا لك. 3 141 زيد بن حارثة/ يَا زَيْدُ، مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شنفوا لك. 3 77 أبو أمامة/ يا سعد أتتمنى الموت عندي.... يا سعد إن كنت ... 3 69 سعد بن مالك/ يا سعد ارم فداك أبي وأمي. 3 94 زيد بن أبي أوفى/ يَا سَلْمَانُ أَنْتَ مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ وَقَدْ آتاك الله العلم.. 3 320 سلمان/ يا سلمان أنت مولى الله ورسوله. 3 326 سلمان/ يَا سَلْمَانُ إِنَّ الَّذِيْنَ كُنْتَ مَعَهُم وَصَاحِبَكَ لم يكونوا ...

3 330 سلمان/ يا سلمان: لا تبغضني فتفارق دينك.. تبغض العرب ... 2 66 سلمة بن الأكوع/ يا سلمة هب لي المرأة ... يا سلمة هب لي المرأة ... 3 488 ابن عمر/ يا شقيراء كيف رأيت. 2 136 شيبة بن عثمان/ يا شيب يا شيب ادن مني اللهم اذهب عنه الشيطان ... 1 176 مسافع بن شيبة/ يا شيبة امح كل صورة إلا ما تحت يدي. 2 136 شيبة/ يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر ... اللهم اهد شيبة. 1 209 ابن عباس/ يا صباحاه ... أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا ... 4 151 أناس من آل عبد الله/ يا صفوان، هل عندك سلاح؟ 3 23 موسى بن طلحة/ يا طلحة الفياض. 3 433 عائشة/ يا عائشة هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام. 4 109 عائشة/ يا عائشة أحبيه فإني أحبه. 4 135 عائشة/ يا عائشة أعهدتني فاحشا إن شر الناس من يتقى شره. 3 441 عائشة/ يَا عَائِشَةُ أَمَا وَاللهِ لَقَدْ بَرَّأَكِ اللهُ. 6 85 عائشة/ يا عائشة؟ إياك ومحقرات الاعمال، فإن لها من الله طالبا. 2 287 عائشة/ يا عائشة تعالي فانظري ... ما شبعت؟ ... 3 458 عائشة/ يَا عَائِشَةُ كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زرع. 2 322 عائشة/ يا عائشة لم أزل أجد ألم الأكلة التي أكلت بخيبر فهذا.. 3 463 عائشة/ يَا عَائِشَةُ، لَوْ شِئْتُ لَسَارَتْ مَعِي جِبَالُ الذهب. 7 360 عائشة/ يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الانصار يعجبهم اللهو. 10 465 ابن عباس/ يا عائشة: من كان له قرطان من أمتي دخل الجنة ... 2 506 عائشة/ يا عائشة هذا سيد العرب ... أنا سيد ولد آدم وهذا ... 3 205 عائشة/ يَا عَائِشَةُ هَذَا صَوْتُ عَبَّادِ بنِ بِشْرٍ ... اللهم اغفر له. 3 451 عائشة/ يا عائشة هذه بتلك.

3 368 -/ يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وجعلته بينكم ... 2 133 عبد الرحمن/ يا عباس اصرخ: يا معشر الأنصار يا أصحاب السمرة. 4 154 عبد الرحمن بن سمرة/ يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الامارة ... 3 286 عبد الله/ يَا عَبْدَ اللهِ إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَرْفَعَ الحجاب وتسمع ... 4 399 عبد الله بن الزبير/ يَا عَبْدَ اللهِ اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ فَأَهْرِقْهُ حيث لا يراك أحد. 8 24 أبو موسى الأشعري/ يَا عَبْدَ اللهِ أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كنوز الجنة لا حول ... 4 239 عبد الله بن عمرو/ يا عبد الله: ألم أخبرك أنك تكلفت قيام الليل وصيام ... 5 15 عبد الله بن عمرو/ يا عبد الله بن عمرو إنك لتصوم الدهر، وتقوم الليل ... 7 49 أبو موسى الأشعري/ يَا عَبْدَ اللهِ بنَ قَيْسٍ أَلاَ أُعَلِّمُكَ كنز من كنوز الجنة: ... 4 332 أبو موسى الأشعري/ يا عبد الله بن قيس "يا أبا موسى" ألا أدلك على ... 1 343 -/ يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا أمية بن ... 3 103 عائشة/ يا عثمان إن الرهبانية لم تكتب علينا أفما لك في أسوة ... 3 103 أبو قلابة/ يَا عُثْمَانُ إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي بِالرِّهْبَانِيَّةِ وإن خير الدين.. 2 450 أبو هريرة/ يا عثمان هذا جبريل يخبرني أن الله زوجك أم كلثوم.. 4 281 عدي بن حاتم/ يا عدي، أسلم تسلم.. أنا أعلم بدينك منك.. 4 290 علقمة بن الفغواء/ يَا عَلْقَمَةُ إِذَا بَلَغْتَ بَنِي ضَمْرَةَ فَكُنْ من أخيك على حذر. 6 355 علي/ يَا عَلِيُّ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّكَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَلاَ يُبْغِضُكَ إلا منافق. 5 82 علي/ يا علي لا تفتح على الإمام في الصلاة. 10 372 أبو سَعِيْدٍ/ يَا عَلِيُّ لَا يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يجنب في المسجد غيري وغيرك. 1 358 علي/ يا علي ناد لي حمزة.... من صاحب الجمل ... 11 529 علي/ يَا عليُّ هَذَانِ سَيِّدَا كُهُوْلِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِيْنَ والآخرين. 3 402 سهل/ يَا عَمُّ أَقِمْ مَكَانَكَ فَإِنَّ اللهَ يَخْتِمُ بك الهجرة كما.... 3 530 -/ يا عم ألا تعجب من بغض بريرة مغيثا وحبه لها.

4 384 موسى بن ميسرة/ يا عم تدري من ذاك الرجل ... ذاك جبريل لقيني. 1 262 المسيب/ يا عم قل: لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله ... 1 211 يعقوب بن عتبة/ يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي.. 3 401 -/ يا عم ليملكن من ذريتك عدد نجومها. 4 523 عمر/ يَا عُمَرُ إِذَا رَأَيْتَ أُوَيْساً القَرَنِيَّ فَقُلْ له: فليستغفر لك. 4 220 عمرو بن العاص/ يَا عَمْرُو بَايِعْ فَإِنَّ الإِسْلاَمَ يَجُبُّ مَا كان قبله. 2 100 عمرو بن العاص/ يا عمرو اشدد عليك سلاحك وائتني.... يا عمرو ... 2 101 عمرو بن العاص/ يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب. 4 223 عمرو/ يَا عَمْرُو، نِعِمَّا بِالمَالِ الصَّالِحِ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ. 2 223 عوف بن مالك/ يَا عَوْفُ اعْدُدْ سِتّاً بَيْن يَدَيَّ السَّاعَةَ موتى ثم ... 3 333 ابن سيرين/ يا عويمر سلمان أعلم منك لا تحض ليلة الجمعة بقيام ... 4 424 عمر بن أبي سلمة/ يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك. 4 96 رافع/ يا غلام لم ترمي النخل؟ ... كل ما يسقط ... اللهم ... 1 207 عبد الله بن مسعود/ يا غلام هل عندك لبن تسقينا؟ ... هل عندك من ... 2 210 عبد الله/ يا غلام هل عندك لبن ... فائتني بشاه لم ينز عليها الفحل. 3 283 ابن مسعود/ يا غلام هل من لبن؟ ... فهل من شاة لم ينزل عليها الفحل. 3 419 ثوبان/ يَا فَاطِمَةُ أَيَسُرُّكِ أَنْ يَقُوْلَ النَّاسُ: هَذِهِ فاطمة بنت محمد ... 3 510 عائشة / يا فاطمة بنت محمد ويا وصفية بنت عبد المطلب ... 1 180 عبد الله بن أبي الحمساء 1/ يا فتى لقد شققت علي، أنا ههنا منذ ثلاث أنتظرك. 10 293 عمران بن حصين / يا فلان أما صمت سرر هذا الشهر. 1 355 أنس/ يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، هل وجدتم ... 1 363 أنس/ يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم ... 2 216 قتادة بن النعمان/ يا قتادة هذه الساعة ... إن الشيطان قد خلفك في ...

2 143 أنس/ يا للمهاجرين يا للمهاجرين، يا للأنصار يا للأنصار. 3 338 سلمان/ يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع. 3 413 -/ يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ عَلَى خَدِيْجَةَ مِنْ رَبِّهَا السلام. 8 230 أنس بن مالك/ يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ لاَ يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ. 3 182 معاذ بن رفاعة/ يَا مُحَمَّدُ مَنْ هَذَا المَيِّتُ الَّذِي فُتِحَتْ له أبواب السماء ... 3 273 عاصم بن حميد/ يَا مُعَاذُ إِنَّكَ عَسَى أَنْ لاَ تَلْقَانِي بعد عامي هذا.... 2 192 راشد بن حميد/ يَا مُعَاذُ إِنَّكَ عَسَى أَنْ لاَ تَلْقَانِي بعد عامي هذا. 3 274 معاذ/ يا معاذ إني لأحبك في الله: ... أفلا أعلمك كلمات.. 6 327 أنس/ يَا مُعَاذُ مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً دَخَلَ الجنة. 4 265 معاوية/ يا معاوية إن ملكت فأحسن. 4 265 سعيد/ يَا مُعَاوِيَةَ إِنْ وُلِّيْتَ أَمْراً فَاتَّقِ اللهَ واعدل. 4 265 ابن عمر/ يَا مُعَاوِيَةُ أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ لَتُزَاحِمَنِّي على باب الجنة. 3 169 ابن عباس/ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلاَ تَسْمَعُوْنَ إِلَى مَا يقول سيدكم. 2 145 ابن عباس/ يا معشر الأنصار ألم أجدكم مفترقين فجمعكم.. 3 206 عباد بن بشر/ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَنْتُمُ الشِّعَارُ وَالنَّاسُ الدِّثَارُ، فلا ... 4 57 أبو أيوب/ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ إِنَّكُم سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فاصبروا. 3 440 عائشة/ يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِيْنَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قد بلغني أذاه.. 1 386 -/ يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من.. 1 327 أنس/ يا معشر يهود، ويلكم اتقوا الله، فوالذي لا إله إلا هو ... 4 60 أنس/ يَا مَعْشَرَ اليَهُوْدِ، وَيْلَكُم اتَّقُوا اللهَ فَوَاللهِ إنكم ... 3 247 عمرو بن ميمون/ يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت على إبراهيم. 9 235 خَبَّابٍ/ يَا هَنَتَاهُ تَقَرَّبْ إِلَى اللهِ بِمَا استطعت فإنك لن تتقرب.. 12 178 أبو هريرة/ يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه.. 10 37 أبو هريرة/ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُرْسَلُ إِلَى القُرْآنِ فيرفع من الأرض.

7 154 أبو هريرة/ يأتي على الناس يضربون أكباد الإبل. 2 229 عمر بن الخطاب/ يَأْتِي عَلَيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ اليمن من مراد ... 4 520 عمر بن الخطاب/ يَأْتِي عَلَيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ اليمن من مراد ... 2 229 عمر/ يأتي عليكم أويس مع أمداد اليمن كان به برص فبرأ ... 3 271 عمر/ يَأْتِي مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ برتوة. 4 142 أنس/ يأتيني جبريل في صورة دحية. 9 14 -/ يأخذ الله سماواته وأرضه بيمينه ثم يقول. 6 566 أبو هريرة/ يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ وَلَنْ يَسْتَحِلَّ البيت إلا أهله. 4 264 حذيفة/ يبعث معاوية من قبره وعليه رداء من نور الإيمان. 3 475 عائشة/ يتبعني أطولكن يدا. 3 482 -/ يَتَزَوَّجُ حَفْصَةَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ عُثْمَانَ ويتزوج عثمان ... 5 211 عائشة/ يتكلم رجل من أمتي بعد الموت. 8 262 عائشة/ يجزئ عنك طوافك بالصفا والمروة عن حجك وعمرتك. 12 429 -/ يجيء المحدثون يوم القيامة بأيديهم المحابر. 3 271 محمد بن عبيد الله/ يَجِيْءُ مُعَاذٌ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمَامَ العُلَمَاءِ بَيْنَ يدي العلماء. 12 190 ابن مسعود/ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيْبٍ سهل. 7 464 أبو هريرة/ يُحْشَرُ الحَكَّارُوْنَ وَقَتَلَةُ الأَنْفُسِ إِلَى جَهَنَّمَ فِي درجة واحدة. 4 264 سعد/ يحشر معاوية وعليه حلة من نور. 13 154 أبو هريرة/ يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف صنفا مشاة ... 6 382 كعب بن مالك/ يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَأَكُوْنُ أَنَا وَأُمَّتِي على تل ... 5 488 عبد الله بن عمرو/ يحضر الجمعة ثلاثة نفر: رجل حضرها يلغوا وهو ... 5 488 عبد الله بن عمرو/ يَحْضُرُ الجُمُعَةَ ثَلاَثَةٌ: وَاعٍ دَاعٍ أَوْ لاَغٍ أو منصت. 4 405 عبد الله بن عمرو/ يُحِلُّهَا وَتَحِلُّ بِهِ -رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَوْ وزنت ذنوبه بذنوب ... 7 550 أنس بن مالك/ يحول الله تعالى يوم القيامة ثلاثة قرى من زبرجدة ...

16 314 علي/ يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَقْرَؤُوْنَ القُرْآنَ لا يجاوز تراقيهم. 3 523 أسماء/ يخرج في ثقيف كذاب ومبير. 8 107 حذيفة/ يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بِرَحْمَةِ اللهِ وَشَفَاعَةِ الشافعين. 4 264 أبو سعيد/ يخرج معاوية من قبره وعليه رداء من سندس. 5 416 أبو بردة/ يَخْرُجُ مِنْ أَحَدِ الكَاهِنَيْنِ رَجُلٌ يَدْرُسُ القُرْآنَ دراسة ... 5 274 سالم عن أبيه/ يخرج نار من قبل اليمن. 7 155 أبو موسى الأشعري/ يَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ فِي طَلَبِ العلم فلا ... 10 262 أبو أمامة/ اليد العليا خير من اليد السفلى. 4 526 عمر/ يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ أُوَيْسٍ مِثْلُ رَبِيْعَةَ وَمُضَرٍ. 4 527 ابن أبي الجدعاء/ يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ من بني تميم. 4 527 أبو هريرة/ يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ من مضر وتميم. 3 75 ابن عمر/ يَدْخُلُ عَلَيْكُم مِنْ هَذَا البَابِ رَجُلٌ مِنْ أهل الجنة. 4 61 سعد/ يدخل من هذا الفج رجل من أهل الجنة. 3 374 عبد الله بن مسعود/ يَرْحَمُ اللهُ أَبَا ذَرٍّ، يَمْشِي وَحْدَهُ، وَيَمُوْتُ وحده. 1 362 -/ يرحم الله ابني عفراء، فهما شركاء في قتل فرعون.. 4 222 علقمة بن رمثة/ يرحم الله عمرا.. رحم الله عمرا ... رحم الله ... 3 283 ابن مسعود/ يرحمك الله إنك غليم معلم. 5 430 المسور بن مخرمة/ يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها. 3 415 -/ يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها. 11 185 -/ يسرا ولا تعسرا. 2 190 أبو موسى/ يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا. 4 40 أبو موسى/ يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا. 3 123 سهيل بن عمرو/ يشفع الشهيد لسبعين من أهله. 10 83 أم عطية/ يشهدن الخير، ودعوة المسلمين.

14 271 -/ يضحك الله. 7 422 أبو هريرة/ يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما ... 14 271 أبو هريرة/ يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما ... 7 155 أبو هريرة/ يَضْرِبُوْنَ أَكْبَادَ الإِبِلِ، فَلاَ يَجِدُوْنَ عَالِماً أَعْلَمَ من ... 3 75 أنس/ يَطْلُعُ عَلَيْكُم الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ. 2 506 جابر/ يطلع عليكم رجل من أهل الجنة.. يطلع عليكم ... 4 128 جرير بن عبد الله/ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا البَابِ رَجُلٌ مِنْ خير ذي يمن. 4 128 جرير البجلي/ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذي يمن. 4 438 عبد الله بن بسر/ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذي يمن. 4 438 عبد الله بن بسر/ يعيش هذا الغلام قرنا. 4 438 عامر بن بسر / يعيش هذا الغلام قرنا. 10 467 -/ يغبطهم النبيون والشهداء. 8 401 عائشة/ يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض ... 8 402 عائشة/ يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض ... 8 401 أبو هريرة/ يغزو جيش الكعبة. 9 323 أبو هريرة/ يَقْبِضُ اللهُ الأَرْضَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاءَ بيمينه ... 4 358 عائشة/ يقتل حسين بأرض بابل. 4 354 أبو أمامة/ يقتلونه وهم مؤمنون. 4 42 أنس/ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ غَداً قَوْمٌ هُمْ أَرَقُّ قُلُوْباً للإسلام منكم. 3 195 جابر بن عبد الله/ يقضي الله في ذلك.. أعط بنتي سعد الثلثين. 9 16 ابن عباس/ يقطع الصلاة المرأة الحائض والكلب. 9 13 أبو هريرة/ يَقُوْلُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، وَإِنَّمَا لَهُ ما أكل فأفنى ... 3 220 ابن عباس/ يقول الله عز وجل: إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر ... 5 89 أبو هريرة/ يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي وأنا معه حين ... 7 491 أبو سعيد الخدري/ يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم فيقول: لبيك....

8 180 ابن عمر/ يَقُوْمُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالِمِيْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يغيب ... 6 203 ابن عمر/ يقومون حتى يبلغ الرشح أطراف آذانهم. 7 112 ابن عمر/ يقومون حتى يبلغ الرشح أطراف آذانهم. 8 550 ابن عمر/ يقومون حتى يبلغ الرشح أطراف آذانهم. 4 263 جبير بن نفير/ يكفيكم الله بهذا. 7 234 جابر بن سمرة/ يكون بعدي اثنا عشر أميرًا. 7 205 أنس بن مالك/ يَكُوْنُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ المظلم. 8 453 عبد الله بن عمرو/ يَكُوْنُ خَلْفِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيْفَةً: أَبُو بَكْرٍ لا يلبث إلا قليلا. 5 177 -/ يكون عليكم أمراء يميتون الصلاة. 5 253 عروة/ يَكُوْنُ فِي آخِرِ أُمَّتِي مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ، وذلك ... 10 36 عوف بن مالك/ يَكُوْنُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُحِلُّونَ الحَرَامَ، ويحرمون الحلال. 4 477 عبد الرحمن بن يزيد/ يَكُوْنُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: صِلَةُ يدخل الجنة ... 2 234 عبادة بن الصامت/ يكون في أمتي رجل يقال له: وهب يهب الله له الحكمة.. 4 504 -/ يكون في ثقيف كذاب ومبير. 7 326 عمر بن الخطاب/ يكون في هذه الأمة يقال له: الوليد، هو أشد ... 7 448 أبو معاوية/ يَكُوْنُ قَوْمٌ بَعْدِي يُنْبَزُوْنَ بِالرَّافِضَّةِ فَاقْتُلُوْهُم فَإِنَّهُم مشركون. 5 197 ابن عباس/ يَكُوْنُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُوْنَ بِهَذَا السواد.. 2 239 علي/ يكون في أمتي قوم يسمون الرافضة، هم براء من الإسلام. 7 531 عقبة أو حذيفة/ يَكُوْنُ لأَصْحَابِي بَعْدِي زَلَّةٌ يَغْفِرُهَا اللهُ لَهُمْ بسابقتهم.. 4 405 عبد الله بن عمرو/ يُلْحِدُ بِمَكَّةَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، يُقَالُ لَهُ: عبد الله عليه ... 4 404 ابن الزبير/ يُلْحِدُ بِمَكَّةَ كَبْشٌ مِنْ قُرَيْشٍ اسْمُهُ عَبْدُ الله، عليه مثل ... 8 126 أبو سعيد الخدري/ يَمُرُّ النَّاسُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، وَعَلَيْهِ خَطَاطِيْفُ وحسك.. 9 341 عبد الله/ يَمْلِكُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسمي. 7 84 -/ يمن الخيل في شقرها.

13 357 أبو هريرة/ يَنْزِل الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كل ليلة فيقول: ... 7 95 -/ يَنْزِلُ اللهُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا بنصف الليل. 7 251 أبو هريرة/ ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ... 8 83 أبو هريرة/ ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ... 9 269 أبو هريرة/ ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ... 10 528 أبو هريرة/ ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ... 10 280 علي/ ينضح بول الغلام، ويغسل بول الجارية. 2 224 أبو هريرة/ يهلك كسرى ثم لا يكون كسرى بعده ... 13 366 عائشة/ يُؤْتَى بِالقَاضِي العَدْلِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَلْقَى مِنْ شدة.. 8 10 ابن عمر/ يُؤْتَى بِالمَوْتِ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي صُوْرَةِ كَبْشٍ أملح، فيذبح ... 10 48 ابن عباس/ يؤتى بحسنات العبد وسيئاته يوم القيامة. 3 215 كَثِيْرِ بنِ مُرَّةَ/ يُؤْتَى بِلاَلٌ بِنَاقَةٍ مِنْ نوق الجنة فيركبها. 11 63 عدي بن حاتم/ يُؤْتَى يَوْمَ القِيَامَةِ بِنَاسٍ مِنَ النَّاسِ إِلَى الجنة، حتى إذا.. 2 238 ثوبان/ يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى ... 3 238 أبي بن كعب/ يُوْشِكُ أَنْ يَحْسِرَ الفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذهب فإذا ... 7 361 أبو هريرة/ يُوشِكُ أَنْ يَضْرِبَ النَّاسُ أَكبَادَ الإِبِلِ فَلاَ يجدون عالما ... 11 353 سالم عن أبيه/ يوم عاشوراء إن شاء صام. 9 169 أبو هريرة/ اليَوْمُ المَوْعُوْدُ يَوْمُ القِيَامَةِ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ ... 1 316 سراقة بن جعشم/ يوم وفاء وبرادن. تم بحمد الله فهرس الأحاديث النبوية. ويليه فهرس الأشعار.

فهرس الأشعار: طرف الشعرالجزء الصفحة حرف الهمزة أبو علي بن مقلة: إِذَا أَتَى المَوْتُ لمِيْقَاتِهِ فَخلِّ عَنْ قَوْلِ الأَطِبَّاءِ وَإِنْ مَضَى مَنْ أَنْتَ صَبٌّ بِهِ فالصبر من فعل الألباء /11 /461 عبد الله بن رواحة: إذا أديتني وحملت رحلي مسيرة أربع بعد الحساء فشأنك أنعم وخلاك ذم ولا أرجع إلى أهلي ورائي /2 /87 القَطَامِيُّ: إِذَا مَاتَ ابْنُ خَارِجَةَ بنِ حِصْنٍ فَلاَ مَطَرَتْ عَلَى الأَرْضِ السَّمَاءُ وَلاَ رَجَعَ البريد بغنم جيش ولا حملت على الظهر النساء /4 /502 كمال الدين حسن مظفر: أَمَا تَرَى أَنَّ سَيْفَ الحَقِّ قَدْ صَدَأ وَأَنَّ دِيْنَ الهُدَى وَالشَّرْعِ قَدْ رُزِئَا وَأَنَّ شمس المعالي والعلا غَرَبَتْ وَأَنَّ نُورَ التُّقَى وَالعِلْمِ قَدْ طُفِئَا /16 /491 يحيى بن أكثم: أَنَا الزَّاغُ أَبُو عَجْوَه أَنَا ابْنُ اللَّيْثِ واللبوء /9 /435 عبيد الله بن قيس: إِنَّمَا مُصْعَبٌ شِهَابٌ مِنَ اللَّ ـهِ تَجَلَّتْ عن وجهه الظلماء ملكه ملك قوة ليس فيها جبروت ولا به كبرياء /5 /74 كثير عزة: ألا إن الأئمة من قريش ولاة الحق أربعة سواء علي والثلاثة من بنيه هم أسباطه ليس بهم خفاء /5 /56

حسان بن ثابت: ألا بلغ أَبَا سُفْيَانَ عَنِّي مُغَلْغَلَةً فَقَدْ بَرِحَ الخَفَاءُ هَجَوْتَ مُحَمَّداً فَأَجَبْتُ عَنْهُ وَعِنْدَ اللهِ فِي ذاك الجزاء /3 /129 حسان بن ثابت: ثَكِلْتُ بُنَيَّتِي إِنْ لَمْ تَرَوْهَا تُثِيْرُ النَّقْعَ مَوْعِدُهَا كَدَاءُ يُنَازِعْنَ الأَعِنَّةَ مُصْعِدَاتٍ عَلَى أَكْتَافِهَا الأسل الظماء /4 /119 عَامِرُ بنُ صَالِحٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ: جَدِّي ابْنُ عَمَّةِ أَحْمَدٍ وَوَزِيْرُهُ عِنْدَ البَلاَءِ وَفَارِسُ الشَّقْرَاءِ وَغَدَاةَ بَدْرٍ كَانَ أَوَّلَ فَارِسٍ شهد الوغى في اللامة الصفراء /3 /35 النصرآباذي: خَرَجُوا لِيَسْتَسْقُوا فَقُلْتُ لَهُم: قِفُوا دَمْعِي يَنُوبُ لكم عن الأنواء /12 /298 حسان بن ثابت: عدمت بُنَيَّتِي إِنْ لَمْ تَرَوْهَا تُثِيْرُ النَّقْعَ مَوْعِدُهَا كداء ينازعن الأعنة مصحبات تلطمهن بالخمر النساء /2 /116 العَلاَءُ بنُ المِنْهَالِ الغَنَوِيُّ: فَإِنْ كَانَ الَّذِي قَدْ قُلْتَ حَقّاً بِأَنْ قَدْ أَكْرَهُوكَ عَلَى القَضَاءِ فَمَا لَكَ مُوْضِعاً فِي كُلِّ يَوْمٍ تلقى من يحج من النساء /7 /249 الحسن بنِ وَهْبٍ الوَزِيْرِ: فُجِعَ القَرِيضُ بِخَاتَمِ الشُّعَرَاءِ وغدير روضها حَبِيْبِ الطَّائِي مَاتَا مَعاً. فَتَجَاوَرَا فِي حُفرَةٍ : وكذاك كانا قبل في الأحياء /9 /120 ابن المبارك: فَكَيْفَ قَرَّتْ لأَهْلِ العِلْمِ أَعْيُنُهُم أَوِ اسْتَلَذُّوا لذيذ النوم أو هجعوا /7 /386

..............: قَدْ كَانَ آدَمُ قَبْلُ حِيْنَ وَفَاتِهِ أَوْصَاكَ وَهُوَ يَجُوْدُ بِالحَوْبَاءِ بِبَنِيْهِ أَنْ تَرْعَاهُمُ فَرَعَيْتَهُم فكفيت آدم عيلة الأبناء /6 /148 حسان بن ثابت: هجوت محمدا برا حنيفا أمين الله شيمته الوفاء فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وقاء /2 /117 القاضي الأرجاني: وَمَقْسُوْمَة العَيْنَيْنِ مِنْ دَهَشِ النَّوَى وَقَدْ رَاعهَا بالعين رَجَعَ حُدَاءِ تُجِيْبُ بِإِحْدَى مُقْلَتَيْهَا تَحِيَّتِي وَأُخْرَى تراعي أعين الرقباء /15 /441 أَبُو هفَّان: يَا ابْنَ المُدَبِّرِ أَنْتَ عَلَّمْتَ الوَرَى بَذْلَ النَّوَالِ وَهُمْ بِهِ بُخَلاَءُ لَوْ كَانَ مِثْلَكَ فِي البَرِيَّةِ وَاحِدٌ فِي الجُوْدِ لم يك فيهم فقراء /10 /285 حرف الباء ابن المُبَارَكِ: أَبِإِذْنٍ نَزَلْتَ بِي يَا مَشِيْبُ أَيُّ عيش وقد نزلت يطيب /7 /389 سواد بن قارب: أتاني رئي بعد ليل وهجعة ولم يك فيما قد بلوت بكاذب /1 /245 علي بن حجر: أَحِنُّ إِلَى كِتَابِكَ غَيْرَ أَنِّي أَجِلُّكَ عَنْ عتاب في كتاب /9 /403 حمزة بن بيض: أصبح في قيدك السماح مع الـ سلم وفن الآداب والخطب /5 /300

محمد بن مسلم: أغراك أَنْ أَذْنَبْتِ ثُمَّ تَتَابَعَتْ ذُنُوبٌ، فَلَمْ أَهْجُرْكِ ثم أتوب /9 /435 أبو العلاء، أحمد بن عبد الله: أَقَرُّوا بِالإِلهِ وَأَثْبِتُوهُ وَقَالُوا: لاَ نَبِيَّ وَلاَ كتاب ووطء بناتنا حل مباح رويدكم فقد بطل العتاب /13 /295 عاتكة: ألم تكن الرؤيا بحق وجاءكم بتصديقها فل من القوم هارب /1 /351 محمد بن عبد الرحيم بن رجب: أَمَا وَالَّذِي أَسْرَى إِلَى رُكْنِ بَيْتِهِ حَرَاجِيْجُ بِالرُّكْبَانِ مُقْوَرَّةٌ حُدْبا لأَدَّرِعَنَّ الحَرْبَ حَتَّى يُقَالَ لي قضيت ذمام الحرب فاعتجر الحربا /10 /291 ابن عباس: أمت بأرحام إليك ما لم تقرب ولا قرب بالأرحام ما لم تقرب /5 /250 أبو القاسم علي بن الحسين: إِنْ كُنْتَ نِلْتَ مِنَ الحَيَاةِ وَطِيْبِهَا مَعَ حسن وجهك عفة وثبابا /14 /198 ابن حزم: أَنَا الشَّمْسُ فِي جُوِّ العُلُوْمِ مُنِيْرَةً وَلَكِنَّ عَيْبِي أَنَّ مَطْلَعِي الغَرْبُ وَلَوْ أَنَّنِي مِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ طَالِعٌ لَجَدَّ عَلَى مَا ضَاعَ من ذكرى النهب /13 /384 رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ /1 /75 /2 /274 /118 /118

أبو زكريا: إِنَّ لِلْحَرْبِ أَقْوَاماً لَهَا خُلِقُوا وَلِلدَّوَاوِيْنِ كُتَّابٌ وحساب /8 /205 صفية أم الزبير: إِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَي يَدِبّ وَيَجُرَّ الجَيْشَ ذَا الجلب /3 /34 مروان: إني أرى فتنة تغلي مراجلها والملك بعد أبي ليلى لمن غالبا /4 /310 /و4 /و316 رجل مذحجي: أَوْقِرْ رِكَابِي ذَهَبَا فَقَدْ قَتَلْتُ المَلِكَ المُحَجَّبَا قتلت خير الناس أما وأبا . . . . . . . . . . . . /4 /365 أبو طالب بن مسلم اللخمي: أوما عجيب جيفة مسمومة وكلابها قد غالبهم دَاءُ الكَلَبْ يَتذَابحُوْنَ عَلَى اعترَاقِ عِظَامهَا فَالسَّيِّدُ المرهوب فيهم من غلب /15 /316 أبو قيس بن الأسلت: أيا راكبا إما عرضت فبلغن مغلغلة عني لؤي بن غالب /1 /218 الريولي، أبو محمد القاسم بن: أَيَّامُ عُمْرِكَ تَذْهَبُ وَجمِيْعُ سَعْيِكَ يُكْتَبُ ثُمَّ الشهيد عليك منك فأين أين المهرب /13 /399 عبد المحسن بن محمد بن أحمد: بالذي ألهم تعذيبي ثناياك العذابا ما الذي قالته عينا ك لقلبي فأجابا /13 /126

أسعد الزَّوْزَنِيّ: بِمَسْعُوْدٍ بنِ نَاصِرٍ اشتَمَلْنَا عَلَى عَيْنِ الحَدِيْثِ بِغَيْرِ رَيْبِ إِذَا مَا قَالَ: حَدَّثَنَا فلان فذا الإسناد حق غير ريب /14 /54 . . . . . . .: تُرِيْكَ سَنَّةَ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْرِفَةٍ مَلْسَاءَ لَيْسَ بها خال ولا ندب /11 /127 السلفي: تَصَانِيْفُ ابْنِ ثَابِتٍ الخَطِيْبِ أَلَذُّ مِنَ الصِّبَا الغض الرطيب /13 /428 أعرابي: تَعَرَّضْتَ لِي بِالجُوْدِ حَتَّى نَعَشْتَنِي وَأَعْطَيْتَنِي حَتَّى ظَنَنْتُكَ تَلْعَبُ فَأَنْتَ النَّدَى وَابْنُ النَّدَى وَأَخُو النَّدَى حَلِيْفُ النَّدَى مَا لِلنَّدَى عَنْكَ مَذْهَبُ /6 /148 مهيار: جاء بها اللهُ عَلَى فَتْرَةٍ بآيَةٍ مَنْ يَرَهَا يَعْجَبِ لَمْ تَأْلَفِ الأَبْصَارُ مِنْ قَبْلِهَا أَنْ تَطْلُعَ الشمس من المغرب /13 /123 ابن المُبَارَكِ: جَرَّبتُ نَفْسِي فَمَا وَجَدْتُ لَهَا مِنْ بَعْدِ تَقْوَى الإِلَهِ كَالأَدَبِ فِي كُلِّ حَالاَتِهَا وإن كرهت أفضل من حمتها عن الكذب /7 /388 حمزة بن محمد بن طاهر: جَعَلْنَاكَ فِيمَا بَيْنَنَا وَرَسُولِنَا وَسِيْطاً فَلَمْ تَظْلِمْ ولم تتحوب /12 /420 أبو النواس: حَامِلُ الهَوَى تَعِبُ يَسْتَخِفُّهُ الطَّرَبُ إِنْ بَكَى يحق له ليس ما به لعب /8 /49

ابن مجبر، أبو بكر يحيى بن....: دَعَا الشَّوْقُ قَلْبِي وَالركَائِبَ وَالركْبَا فَلبَّوا جَمِيْعاً وهو أول من لبى /15 /378 ابن تُوْمرت: دَعْنِي فَفِي النَّفْسِ أَشْيَاءٌ مُخَبَّأَةٌ لأَلبسن بِهَا دِرْعاً وَجِلْبَابَا وَاللهِ لَوْ ظَفِرَتْ نَفْسِي بِبُغْيَتِهَا مَا كُنْتُ عَنْ ضَرَبِ أَعْنَاقِ الوَرَى آبى /14 /383 فائد بن أقرم: ذَرْ ذَا وَأَثْنِ عَلَى الكَرِيْمِ مُحَمَّدٍ وَاذْكُرْ فواضله على الأصحاب وإذا يقال: من الجوال بما له قيل: الجواد محمد بن شهاب /6 /74 شريح القاضي: رَأَيْتُ رِجَالاً يَضْرِبُوْنَ نِسَاءهُم فَشَلَّتْ يَمِيْنِي حِيَنَ أضرب زينبا /5 /52 أبو خارجة الفرازي، مالك....: رُبَّمَا قَدْ لُقِيْتُ أَمْسِ كَئِيْباً أَقْطَعُ اللَّيْلَ عبرة ونحيبا /5 /29 الحسين بن الحلاج: سبحان من أظه رناسوته سِرَّ سَنَا لاَهُوتِه الثَّاقِبِ ثُمَّ بدَا فِي حلقه ظاهرا في صورة الأكل والشارب /11 /201 راجح الحلِّي: سَلِ الخَطْبَ إِنْ أَصْغَى إِلَى مَنْ يُخَاطِبُهُ بِمَنْ عَلِقَتْ أَنْيَابُهُ وَمَخَالِبُهْ نشدتُكَ عَاتِبْهُ عَلَى نَائِبَاتِهِ وَإِنْ كَانَ لاَ يَلْوِي عَلَى مَنْ يعاتبه /15 /422 أبو تمام: السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ فِي حَدِّهِ الحَدُّ بَيْنَ الجَدِّ وَاللَّعِبِ وَالعِلْمُ فِي شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً بَيْنَ الخَمِيْسَيْنِ لاَ فِي السَّبْعَةِ الشهب /8 /391

. . . . . .: صار الوزير عاملا لكاتبه يأمل أن يرقق في مطالبه ليستدر النفع من مكاسبه . . . . . . . /11 /221 . . . . . . .: صَحِيْحُ البُخَارِيِّ لَوْ أَنْصَفُوهُ لَمَا خُطَّ إِلاَّ بمَاءِ الذَّهَبْ هُوَ الفَرْقُ بَيْنَ الهُدَى وَالعمَى هو السد بين الفتى والعطب /10 /120 الأعمش: عَجِبْتُ عَجِيْبَةً مِنْ ذِئْبِ سُوْءٍ أَصَابَ فَرِيْسَةً من ليث غاب /6 /345 أبو الخطاب بن الجراح: فَاقَ الخَطِيْبُ الوَرَى صِدْقاً وَمَعْرِفَةً وَأَعْجَزَ النَّاسَ فِي تَصْنِيْفِهِ الكُتُبَا حَمَى الشَّرِيعَةِ مِنْ غَاوٍ يدنسها بوضعه ونقى التدليس والكذبا /13 /429 عبد الملك بن مروان: فإن يك منكم كان مروان ابنه وعمرو منكم هَاشِمٌ وَحَبِيْبُ فَمِنَّا حُصَيْنٌ وَالبَطِيْنُ وَقَعْنَبٌ وَمِنَّا أمير المؤمنين شبيب؟ /5 /78 جرير: فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ فَلاَ كَعْباً بلغت ولا كلابا /5 /358 جحظة: فَقَدْتُ بِابْنِ دُرَيْدٍ كُلَّ فَائِدَةٍ لَمَّا غَدَا ثَالثَ الأَحجَارِ وَالتُّرَب وَكُنْتُ أَبكِي لفَقْدِ الجُودِ منفردًا فصرت أبكي لفقد الجود والأدب /11 /398 ابن الشهيد، أبو عامر أحمد بن....: فَكَأَنَّ النُّجُوْمَ فِي اللَّيْلِ جَيْشٌ دَخَلُوا لِلْكُمُوْنَ في جوف غاب /13 /182

إسماعيل بن عباد: قَالُوا: مَضَى الشَّيْخُ أَبُو أَحْمَدٍ وَقَدْ رَثَوْهُ بضروب الندب فقلت: ماذا فَقْدَ شَيْخٍ مَضَى لَكِنَّهُ فَقْدُ فُنُوْنِ الأَدَبْ /12 /391 مرحب اليهودي: قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب إذا الليوث أقبلت تلهب وأحجمت عن صولة المغلب /2 /46 /و2 /و50 ابن ماكولا: قَوِّضْ خِيَامَكَ عَنْ دَارٍ أُهِنْتَ بِهَا وَجَانِبِ الذل إن الذل مجتنب /14 /76 السنجاري، أبو السعادات،....: كَادَتْ تَطِيْرُ وَقَدْ طِرْنَا بِهَا طَرَباً لَوْلاَ الشباك التي صيغت من الحبب /16 /226 الحلاج: كَتَبْتُ وَلَمْ أَكْتُبْ إِلَيْكَ وَإِنَّمَا كَتَبْتُ إِلَى روحي بغير كتاب /11 /215 الوزير جمال الدين بن شيث: كن مع الدهر كيف قلبك الدهر بِقَلْبٍ رَاضٍ وَصَدْرٍ رَحِيبِ وَتَيَقَّنْ أَنَّ اللَّيَالِي ستأتي كل يوم وليلة بعجيب /16 /226 يوسف بن الحسين: كَيْفَ السَّبِيْلُ إِلَى مَرْضَاةِ مَنْ غَضِبَا مِنْ غير جرم ولم أعرف له سببا /11 /154 يحيى بن زين بن علي: لكل قتيل معشر يطلبونه وليس لزيد بالعراقيين طالب /6 /120 عَلِيُّ بنُ بسَّامٍ: للهِ دَرُّكَ مِنْ مَلْكٍ بِمَضْيَعَةِ نَاهِيْكَ فِي العَقْلِ وَالآدَابِ وَالحَسَبِ مَا فِيْهِ لَوْلاَ وَلاَ لَيْتٌ فَتُنْقِصُهُ وَإِنَّمَا أَدْرَكَتْهُ حرفة الأدب /11 /29

تقي الدين علي السبكي: لما قضى شيخنا وعالمنا ومات في التاريخ والنسب /1 /105 ابن دريد: لَنْ تَسْتَطِيْعَ لأَمْرِ اللهِ تَعْقِيْبَا فَاسْتَنْجِدِ الصَّبْرَ أَوْ فَاسْتَشْعِرِ الحُوْبَا وَافْزَعْ إِلَى كَنَفِ التَّسْلِيم وارض بما قضى المهيمن مكروها ومحبوبا /11 /173 السلطان صلاح الدين: وما أكثر الناس وأقلهم وما أقل من القليل النجبا /15 /365 أحمد بن أبي داود: مَا أَنْتَ بِالسَّبَبِ الضَّعِيْفِ وَإِنَّمَا نُجْحُ الأُمُورِ بقوة الأسباب /9 /186 الحافظ، محمد بن محمد. . . . . . .: ما زلت بالسمع أهواكم وما ذكرت أخباركم قط إلا ملت من طرب /1 /30 . . . . . . .: مَا لِلْعدَى جُنَّةٌ أَوقَى مِنَ الهَرَبِ أَيْنَ المفرُّ وَخيل الله فِي الطَّلَبِ وَأَيْنَ يَذْهَب مَنْ فِي رَأْس شَاهقَةٍ وَقَدْ رَمَتْهُ سِهَام الله بالشهب /15 /141 تاج الدين عبد الوهاب السبكي: من للحديث وللسارين في الطلب من بعد موت الإمام الحافظ الذهبي /1 /105 بندار بن الحسين: نوائب الدهر أدبتني وإنما يوعظ الأديب /12 /194 ابن الخياط: وفاضل قال إذا أَنْشَدْتُهُ نُخَباً مِنْ بَعْضِ شِعْرِي وَشِعْرِي كُلُّهُ نُخَبُ لاَ شَيْءَ عِنْدَكَ مِمَّا يَسْتَعِيْنُ بِهِ من شأنه معجزات النظم والخطب /14 /348

البديع، أبو الفضل، أحمد بن.....: وَكَاد يَحْكِيْكَ صَوْتُ الغَيْثِ مُنْسَكِباً لَوْ كَانَ طلق المحيا يمطر الذهبا /12 /519 قيس بن ذريح الليثي: وَكُلُّ مُلِمَّاتِ الزَّمَانِ وَجَدْتُهَا سِوَى فُرْقَةِ الأَحْبَابِ هينة الخطب /4 /502 الزبير: وقد عَلِمْتُ لَوِ انَّ عِلْمِيَ نَافِعِي أَنَّ الحَيَاةَ من الممات قريب /3 /45 . . . . . . .: وَلَوْ قِيْلَ لِلْكَلْبِ: يَا بَاهِلِيُّ عَوَى الكَلْبُ من لؤم هذا النسب /5 /241 بهاء الدين محمد بن محمد: وَمَا بَيْنَنَا إِلاَّ المُدَامَةُ ثَالِثٌ فَيُمْلِي وَيَسقينِي وأملي ويشرب /16 /491 عروة: وما هو إلا أن أراها فجاءة فأبهت حتى ما أكاد أجيب /2 /490 أبو مسهر: وَلاَ خَيْرَ فِي الدُّنْيَا لِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ اللهِ فِي دَارِ المُقَامِ نَصِيبُ فَإِنْ تُعْجِبِ الدُّنْيَا رِجَالاً فَإِنَّهُ مَتَاعٌ قَلِيْلٌ والزوال قريب /8 /356 عمر بن عبد العزيز: وَلاَ خَيْرَ فِي عَيْشِ امْرِئٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ اللهِ فِي دَارِ القَرَارِ نَصِيْبُ فَإِنْ تُعْجِبِ الدُّنْيَا أُنَاساً فَإِنَّهَا مَتَاعٌ قَلِيْلٌ والزوال قريب /5 /461 أم زيد بن شبة: يَا بأَبِي وَشبّا، وَعَاشَ حَتَّى دبّا شَيْخاً كبيرا خبا . . . . . . . /10 /67

الطرطوشي: يَا ذَا الَّذِي طَاعَتُهُ قُرْبَةٌ وَحَقُّهُ مُفْتَرَضٌ وَاجِبُ إِنَّ الَّذِي شُرِّفْتَ مِنْ أَجْلِهِ يَزْعُمُ هذا أنه كاذب /14 /354 المأموني، أبو طالب، عبد السلام: يَا رَبْعُ لَوْ كُنْتُ دَمْعاً فيكَ مُنْسَكِباً قضيت ولم أقض الذي وجبا /12 /447 ابن المبارك: يَا عَابِدَ الحَرَمِيْنِ لَوْ أَبْصَرْتَنَا لَعَلِمْتَ أَنَّكَ في العبادة تلعب /7 /386 العماد: يَا عُنُقَ الإِبرِيْقِ مِنْ فِضَّةٍ وَيَا قَوَامَ الغصن الرطب /14 /336 الأبيوردي: يا من يجالسني وَلَيْسَ بِمُدْرِكٍ شَأوِي وَأَيْنَ لَهُ جَلاَلَةُ مَنْصِبِي لاَ تَتْعَبَنَّ فَدُوْنَ مَا حَاوَلْتَه خَرْطُ القَتَادَةِ وامتطاء الكوكب /14 /247 أبو المظفر محمد بن علي ... يَتُوبُ عَلَى يَدِي قَوْمٌ عُصَاةٌ أَخَافَتْهُم مِنَ البَارِي ذُنُوبُ وَقَلْبِي مُظْلِمٌ مِنْ طٌولِ مَا قَدْ جَنَى فَأَنَا عَلَى يَدِ مِنْ أَتُوبُ؟ /16 /98 أبو منصور الجذامي: يَذُمُّ المُحِبُّوْنَ الرَّقِيْبَ وَلَيْتَ لِي مِنَ الوَصْلِ ما يخشى عليه رقيب /14 /407 عمرو الأشدق: يُرِيْدُ ابْنُ مَرْوَانٍ أُمُوْراً أَظُنُّهَا سَتَحْمِلُهُ مِنِّي على ركب صعب انتقض عَهْداً كَانَ مَرْوَانُ شَدَّهُ وَأَكَّدَ فِيْهِ بِالقَطِيعَةِ والكذب /4 /448

النميري، أبو المرهف نصر ... : يُزَهِّدُنِي فِي جَمِيْع الأَنَامِ قِلَّةُ إِنْصَافِ مَنْ يَصْحَبُ وَهَلْ عَرَفَ النَّاسُ ذُو نُهْيَةٍ فَأَمسَى له فيهم مأرب /15 /377 ابن مجبر، أبو بكر يحيى....: يَقُوْلُوْنَ: دَاوِ القَلْبَ يَسْلُ عَنِ الهَوَى فَقُلْتُ: لنعم الرأي لو أن لي لبي /15 /378 عيسى بن طلحة: يَقُوْلُوْنَ: لَوْ عَذَّبْتَ قَلْبَكَ لاَرْعَوَى فَقُلْتُ: وَهَلْ لِلْعَاشِقِيْنَ قُلُوْبُ؟ عَدِمْتُ فُؤَادِي كَيْفَ عَذَّبَهُ الهَوَى؟ وما لفؤادي من هواه طبيب /5 /215 ابن الخياط: يَقينِي يَقينِي حَادِثَاتِ النَّوَائِب وَحزمِي حَزْمِي فِي ظُهُوْرِ النَّجَائِبِ سَيُنْجِدُنِي جَيْشٌ مِنَ العَزْمِ طَالَمَا غلبت به الخطب الذي هو غالبي /14 /349 حرف التاء محمد بن الفضل العقيلي: أتاكم الشيخ أبو الوقت بأحسن الأخبار عن ثبت طَوَى إِلَيْكُمْ نَاشراً عِلْمَهُ مَرَاحِلَ الأَبْرَقِ وَالخَبْتِ /15 /105 ابن فارس، أبو الحسين، أحمد: إِذَا كُنْتَ تُؤذَى بِحَرِّ المَصِيف وَيُبْسِ الخَرِيفِ وبرد الشتا /12 /540 سعيد بن أبي عروبة: الأَزْدُ أَزْدُ عَرِيْضَه ذَبَحُوا شَاةً مَرِيْضَه أَطْعَمُوْنِي فأبيت ضربوني فبكيت /6 /470

أبو العتاهية: إِنَّ الشَّبَابَ وَالفَرَاغَ وَالجِدَه مَفْسَدَةٌ لِلْمَرْءِ أَيُّ مَفْسَدَه حَسْبُكَ مِمَّا تَبْتَغِيهِ القُوْتُ مَا أَكْثَرَ القوت لمن يموت /8 /334 أبو غالب هبة الله: بِمَقْدَمِ الشَّيْخِ رِزْقُ اللهِ قَدْ رُزِقَتْ أَهْلُ أصبهان أسانيدا عجيبات. /14 /95 . . . . . . .: عُلوٌّ فِي الحَيَاةِ وَفِي المَمَاتِ لحقٌ أَنْتَ إحدى المعجزات /12 /270 حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ: فَمَنْ لِلْقَوَافِي بَعْدَ حَسَّانَ وَابْنِهُ وَمَنْ لِلْمَثَانِي بَعْدَ زَيْدِ بنِ ثَابِتِ /4 /73 شراقة البارقي: كَفَرْتُ بِوَحْيِكُم وَجَعَلْتُ نَذْراً عَلَيَّ هِجَاءكُم حَتَّى الممات /4 /506 أبو مسلم الخولاني: مَا عِلَّتِي مَا عِلَّتِي وَقَدْ لَبِسْتُ دِرْعَتِي. . . . . . . أموت عند طاعتي . . . . . . . /4 /515 كشاجم، أبو نصر محمود. . . . . . .: مُستملحٌ مِنْ كُلِّ أَطْرَافِهِ مُسْتَحْسَنُ الإِقْبالِ وَالمُلْتَفَتْ لَوْ بِيْعَتِ الدُّنْيَا وَلَذَّاتُهُا بِسَاعَةٍ مِنْ وَصْلِهِ ما وفت /12 /310 رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ أَنْتِ إِلاَّ إِصْبَعٌ دَمِيْتِ وَفِي سَبِيْلِ الله ما لقيت /1 /75 و/11 /و118

أبو بكر: هَلْ أَنْتِ إِلاَّ إِصْبَعٌ دَمِيْتِ وَفِي سَبِيْلِ الله ما لقيت /1 /314 و/8 و/201 سهل: وَأَحَلَّ دَارَ النَّحْرِ فِي أَغْلاَلِهِ مَنْ كَانَ ذا تقوى وذا صلوات /1/1 421 سليمان بن قتة: وَإِنَّ قَتِيْلَ الطَّفِّ مِنْ آلِ هَاشِمٍ أَذَلَّ رقابا من قريش فذلت /4 /371 . . . . . . .: وَإِنَّمَا حَمَّلَ التَّوْرَاةَ قَارِئَهَا كسبُ الفَوَائِدِ لاَ حب التلاوات /13 /294 . . . . . . .: وطلحة يوم الشعب آس محمدا ولدى ساعة ضاقت عليه وسدت وفاه بِكَفَّيْهِ الرِّمَاحَ فَقُطِّعَتْ أَصَابِعُهُ تَحْتَ الرِّمَاحِ فَشُلَّتِ /3 /30 ابن سريح: ومشاهد بالعنج من لحظاته قد بت أمنعه لذيد سباته /10 /277 عبد الله بن رواحة: يَا نَفْسُ إِنْ لاَ تُقْتَلِي تَمُوْتِي هَذَا حمام الموت قد صليت وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ أُعْطِيْتِ إِنْ تَفْعَلِي فِعْلَهُمَا هديت وإن تأخرت فقد شفيت . . . . . . . /2 /83 و/3 /150 أبو حسين الحجاجي: يُقَضَّى لِلْحُطَيئَةِ أَلْفُ بَيْتٍ كَذَاكَ الحَيُّ يَغلِبُ كل ميت /11 /342

حرف الثاء القاضي، أحمد بن إسحاق.....: قُلْ لِهَذَا الوَزِيْرِ قَوْلَ مُحِقٍّ بَثَّهُ النَّصْحُ أيما إثبات قد تقلدتها ثلاثا وطلاق البنات عند الثلاث /1 /293 عمر بن عبد العزيز: مَنْ كَانَ حِيْنَ تُصِيْبُ الشَّمْسُ جَبْهَتَهُ أَوِ الغُبَارُ يَخَافُ الشَّيْنَ وَالشَّعَثَا وَيَأْلَفُ الظِّلَّ كَيْ تَبْقَى بَشَاشَتُهُ فَسَوْفَ يَسْكُنُ يَوْماً رَاغِماً جَدَثَا /5 /460 حرف الجيم محمد بن داود الظاهري: انْظُرْ إِلَى السِّحْرِ يَجْرِي فِي لَوَاحِظِهِ وَانْظُرْ إِلَى دَعَجٍ فِي طَرْفِهِ السَّاجِي وَانْظُرْ إِلَى شَعَرَاتٍ فَوْقَ عَارِضِهِ كَأَنَّهُنَّ نِمَالٌ دَبَّ فِي عاج /10 /278 محمد بن هاشم بن وعكة: البَدْرُ مُنْتَقِبٌ بِغَيْمٍ أَبْيَض هُوَ فِيْهِ بَيْنَ تخفر وتبرج /12 /373 الربيع بن سليمان: صبراً جَمِيْلاً مَا أَسرعَ الفَرَجَا مَنْ صَدَقَ اللهَ فِي الأُمُورِ نَجَا مَنْ خَشِيَ اللهَ لَمْ يَنَلْهُ أَذَىً وَمَنْ رَجَا اللهَ كَانَ حيث رجا /10 /191 ورقة بن نوفل: لججت وكنت في الذكرى لجوجا لهم طالما بعث النشيجا /1 /197

حرف الحاء ابْنِ الإِطْنَابَةِ: أَبَتْ لِي عِفَّتِي وَأَبَى بَلاَئِي وأخذي الحمد بالثمن الربيح وإعطائي عَلَى المَكْرُوْهِ نَفْسِي وَضَرْبِي هَامَةَ البَطَلِ المُشِيْحِ /4 /270 ابن المبارك أو"حميد النَّحْوِيِّ": اغْتَنِمْ رَكْعَتَيْنِ زُلفَى إِلَى اللهِ إِذَا كنت فارغا مستريحا وإذا ما هممت بالقول في الباطل فاجعل مكانه تسبيحا /7 /389 أبو الفضل عياض بن موسى: انْظُر إِلَى الزَّرْع وَخَامَاته تَحكِي وَقَدْ مَاست أَمَام الرِّيَاحْ كتيبَةً خَضْرَاءَ مهزومَة شقَائِقُ النُّعْمَان فيها جراح /15 /51 محمد بن عبد الركيم، سديد ... : أَهْلاً بِمَنْ أَهدَى إِلَيَّ صَحِيْفَةً صَافَحْتُهَا بِالرُّوحِ لا بالراح /15 /129 شهر بن حوشب: تَغَيَّرَتِ البِلاَدُ وَمَنْ عَلَيْهَا فَوَجْهُ الأَرْضِ مُغْبَرٌّ قبيح /5 /220 أبو بكر بن أبي داود: تَمَسَّكْ بِحَبْلِ اللهِ وَاتَّبِعِ الهُدَى وَلاَ تَكُ بدعيا لعلك تفلح وَدِنْ بِكِتَابِ اللهِ وَالسُّنَنِ الَّتِي أَتَتْ عَنْ رسول الله تنجو وتربح /10 /349 . . . . . . .: سكر الولاية طيب وخماره مال وروح /12 /271 شهاب الدين فتيان بن علي: قَدْ أَجْمَدَ الخَمْرَ كَانُوْنٌ بِكُلِّ قَدَحْ وَأَخْمَدَ الجَمْرَ فِي الكَانُوْنِ حِيْنَ قَدَحْ يَا جَنَّةَ الزبد داني أَنْتِ مُسْفِرَةٌ بِحُسْنِ وَجْهٍ إِذَا وَجْهُ الزَّمَانِ كلح /16 /137

أبو بكر الخطيب: لاَ تَغْبِطَنَّ أَخَا الدُّنْيَا لِزُخْرُفِهَا وَلاَ لِلَذَّةِ وَقْتٍ عَجَّلَتْ فَرحَا فَالدَّهْرُ أَسرَعُ شَيْءٍ فِي تقلبه وفعله بين للخلق قد وضحا /13 /430 حرف الخاء ابن المستوفى: يا أيها الملك الذي سطواته في فِعْلِهَا يَتَعَجَّبُ المرِيخُ آيَاتُ جُوْدِكَ مُحْكَمٌ تَنْزِيْلُهَا لا ناسخ فيها ولا منسوخ /16 /312 حرف الدال . . . . . . .: اثْنَانِ قَدْ ذَهَبَا فَبُورِكَ فِيْهِمَا عُمَرُ الخَلِيْفَةُ ثُمَّ حلفُ السُّؤْدُدِ الشَّافِعِيّ الأَلْمَعِيُّ مُحَمَّدٌ إِرْثُ النبوة وابن عم محمد /11 /124 أَعْرَابِيٌّ: أَخَالِدُ بَيْنَ الحَمْدِ وَالأَجْرِ حَاجَتِي فَأَيُّهُمَا يَأْتِي فَأَنْتَ عِمَادُ أَخَالِدُ إِنِّي لَمْ أَزُرْكَ لحاجة سوى أنني عاف وأنت جواد /6 /147 أبو الصقر، إسماعيل بن بلبل: إِذَا مَا المِسْكُ طَيَّبَ رِيْحَ قَوْمٍ كَفَانِي ذاك رائحة المداد /10 /331 الشوذي: إذا نَطَقَ الوُجُوْدُ أَصَاخَ قَوْمٌ بِآذَانٍ إِلَى نُطْقِ الوُجُوْدِ وَذَاكَ النُّطْقُ لَيْسَ بِهِ انْعِجَامٌ وَلَكِنْ جل عن فهم البليد /16 /460

قيس بن سعد: أَرَدْتُ بِهَا كَيْ يَعْلمَ النَّاسُ أَنَّهَا سَرَاوِيْلُ قَيْسٍ وَالوُفُوْدُ شُهُوْدُ وَأَنْ لاَ يَقُوْلُوا: غَابَ قَيْسٌ وَهَذِهِ سَرَاوِيْلُ عَادِيٍّ نَمَتْهُ ثَمُوْدُ وَإِنِّي مِنَ الحَيِّ اليَمَانِيِّ سَيِّدٌ وَمَا النَّاسُ إِلاَّ سيد ومسود /4 /252 أبو إسحاق الصابي: أرى الشاعر بين الخَالِدِيَّيْنِ سَيَّرَا قَصَائِدَ يَفْنَى الدَّهْرُ وَهْيَ تُخَلَّدُ هُمَا لاِجْتِمَاعِ الفَضْلِ رُوْحٌ مُؤَلَّفٌ وَمَعْنَاهُمَا مِنْ حيث ما شئت مفرد /12 /374 الحسين بن مطير: أَضْحَتْ يَمِيْنُكَ مِنْ جُوْدٍ مُصَوَّرَةً لاَ بَلْ يمينك فيها صورة الجود /6 /525 . . . . . . .: أعجب من ترَاهُ أَنَّ وَزِيْرَيْنِ فِي بِلاَدِ هَذَا سَوَادٌ بلا وزير وذا وزير بلا سواد /11 /221 . . . . . . .: اغتنموا البر بشيخ ثوى ترجمة السُّوْقَةُ وَالصِّيْدُ قَدْ خَتَمَ العُمْرَ بعيدٍ مَضَى ليس له من بعده عيد /13 /220 أبان بن سعيد: أَقْبِلْ وَأَنْسِلْ وَلاَ تَخَفْ أَحَداً بَنُو سَعِيْدٍ أعزة البلد /3 /161 الصدر أبو جعفر البياضي: أَلَمْ تَرَ أَنَّ العِلْمَ كَانَ مُبَدَّداً فَصَيَّرَهُ هذا المغيب في اللحد /14 /194 حسان بن ثابت: أَمْسَى الجَلاَبِيْبُ قَدْ عَزُّوا وَقَدْ كَثُرُوا وَابْنُ الفريعة أمسى بيضة البلد /3 /443 /و4 /و139

حسان بن ثابت: انظر خليلي بباب حلق هل تؤنس دون البلقاء من أحد /4 /121 أبو بكر الخطيب: إِنْ كُنْتَ تَبغِي الرَّشَادَ مَحْضاً لأَمْرِ دُنْيَاكَ والمعاد /13 /430 سُلَيْمَانُ بنُ مُهَاجِرٍ البَجَلِيُّ: إِنَّ المَسَاءَةَ قَدْ تسر وربما كان السرور بما كرهت جديدا /6 /241 سَهْلُ بنُ أَبِي غَالِبٍ الخَزْرَجِيُّ: إِنَّ مُعَاذَ بنَ مُسْلِمٍ رَجُلٌ لَيْسَ لِمِيْقَاتِ عُمْرِهِ أَمَدُ قد شاب رأس الزمان واكتهل الـ دهر وأثواب عمره جدد /7 /432 سنان: إِنَّ المنَايَا لاَ تَطَا بِمنسمٍ إِلاَّ عَلَى أكتاف أهل السؤود فَلَئِنْ صَبْرتَ فَأَنْتَ سَيِّدُ مَعْشَرٍ صَبْرُوا وَإِنْ تجزع فغير مفند /15 /364 ابن الزغواني: إِنِّيْ سَأَذْكُرُ عَقْدَ دِيْنِي صَادِقاً نَهْجَ ابْنِ حنبل الإمام الأوحد /14 /412 الفرزدق: ألا قبح الرحمن ظهر مطية أئتنا تتهادى مِنْ دِمَشْقَ بِخَالِدِ وَكَيْفَ يَؤُمُّ النَّاسَ مَنْ كَانَ أُمُّهُ تَدِيْنُ بِأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِوَاحِدِ /6 /146 . . . . . . . .: أَيْنَ أَهْلُ الدِّيَارِ مِنْ قَوْمِ نُوْحٍ ثُمَّ عاد من بعدهم وثمود أين آباؤنا أين بنوهم أين آباؤهم وأين الجدود /5 /443

ابْنُ المُبَارَكِ: أَيُّهَا الطالبُ عِلْماً إِيْتِ حَمَّادَ بنَ زَيْدْ فَاستَفِدْ حِلْماً وَعِلْماً ثُمَّ قيّدهُ بقيد /7 /114 /و8 /و373 حسان بن ثابت: بني أم البنين ألم يرعكم وأنتم من ذوائب أهل نجد /1 /436 بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ: بَنِي أُمَيَّةَ هُبُّوا طَالَ نومكم إن الخليفة يعقوب بن داود ضَاعَتْ خِلاَفَتُنَا يَا قَوْمُ فَاطَّلِبُوا خَلِيْفَةَ اللهِ بين الدن والعود /7 /342 أبو الحسين محمد بن أحمد ... : تَأَنَّ فِي الأَمْرِ لاَ تَكُنْ عَجِلاً فَمَنْ تَأَنَّى أَصَابَ أَوْ كَادَا وَكُنْ بِحَبْلِ الإِلَهِ مُعْتَصِماً تَأْمَنُ مِنْ بَغْيِ كَيْدِ مَنْ كَادَا /16 /81 المعتمد: تَبَدَّلْتُ مِنْ ظِلِّ عِزِّ البُنُوْد بِذُلِّ الحَدِيْدِ وثقل القبود كان حَدِيْدِي سِنَاناً ذَلِيْقاً وَعَضْباً رَقِيْقاً صَقِيْلَ الحَدِيْدِ /14 /129 ابن تومرت: تَجَرَّدْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّك إِنَّمَا خَرَجْتَ إِلَى الدنيا وأنت مجرد /14 /382 السكن ابن جميع: تَزَايدَ مَا أَلْقَى فَقَدْ جَاوَزَ الحَدَّا وَكَانَ الهوَى مَزْحاً فَصَارَ الهوَى جِدَّا وَقَدْ كُنْتُ جَلْداً ثُمَّ أَوْهَننِي الهوَى وَهَذَا الهوَى مَا زال يستوهن الجلدا /12 /567 الشافعي: ثمنى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد /8 /267

ابْنُ نبيط: ثَلاَثَةٌ مِنْ طَبْعِهَا الفَسَادُ الفَأْرُ والبربر والجراد /12 /554 يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُهَلَّبِيُّ: جَاءتْ مَنِيَّتُهُ وَالعَيْنُ هاجعة هلا أتته المنايا والقنا قصد /9 /448 رجل من الجن: جَزَى اللهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ رَفِيْقَيْنِ قالا: خيمتي أم معبد /1 /317 /و2 /و260 /و3 /و521 رسول الله صلى الله عليه وسلم: جندب وما جندب والأقطع الخير زيد /4 /496 مَرْوَانُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ: ذَهَبَ الفَرَزْدَقُ بِالفَخَارِ وإنما حلو القريض ومره لجرير /5 /353 الخليل بن أحمد: سَأَجْعَلُ لِيَ النُّعْمَانَ فِي الفِقْهِ قُدْوَةً وَسُفْيَانَ في نقل الأحاديث سيدا /12 /407 . . . . . . . .: سَأَلْتُ النَّدَى وَالجُوْدَ: حُرَّانِ أَنْتُمَا فَقَالاَ جَمِيْعاً: إننا لعبيد /5 /224 أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الكَحَّال: الشَّافِعِيّ تفقهاً وَالأَصْمَعِيّ تفننا والتابعين تزهدا /12 /52 العز النسابة: صَاحِبِي هَذِهِ دِيَارُ سُعَادٍ فَتَرَفَّقْ وَمُنَّ بِالإِسْعَادِ عج عليها نقضي لبانات قلب مستهام أصماه حب سعاد /16 /138

ابن الزاغواني: عَالٍ عَلَى العَرْشِ الرَّفِيْعِ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ عَنْ قول غاو ملحد /14 /412 صفية أم الزبير: عين جودي بدمعة وسهود واندبي خيرها لك مفقود واندبي المصطفى بحزن شديد خالد القلب فهو كالمعمود /3 /511 البحتري: غَدَتْ تَسْتَجِيرُ الدَّمْعَ خَوْفَ نَوَى الغَدِ وَعَادَ قَتَاداً عِنْدَهَا كُلُّ مَرْقَدِ وَأَنْقَذَهَا مِنْ غَمْرَةِ المَوْتِ أَنَّهُ صُدُودُ فِرَاقٍ لاَ صُدُودُ تَعَمُّدِ /9 /119 عاتكة بنت زيد بن عمرو....: غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوْزٍ بِفَارِسِ بُهْمَةٍ يَوْمَ اللِّقَاءِ وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لوجدته لا طائشا رعش الجنان وَلاَ اليَدِ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِنْ ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ فيما مضى مما تروح وتغتدي /3 /49 أبو الصلت أمية: فَارْغَبْ بِنَفْسِكَ إِلاَّ عَنْ نَدَى وَوَغَى فَالمَجْدُ أَجْمَعُ بَيْنَ البَأْسِ وَالجُودِ كَدَأْبِ يَحْيَى الَّذِي أحيت مواهبه ميت الرجاء بإنجاز المواعيد /14 /315 يزيد بن عبد الملك: فَإِنْ تَسْلُ عَنْكِ النَّفْسُ أَوْ تَدَعِ الصِّبَى فَبِاليَأْسِ تَسْلُو عَنْكِ لاَ بِالتَّجَلُّدِ وَكُلُّ خَلِيْلٍ زَارَنِي فَهُوَ قَائِلٌ مِنَ اجْلِكِ هَذَا هَامَةُ اليوم أو غدا /5 /469 الشافعي: فلَوْلاَ الشِّعْرُ بِالعُلَمَاءِ يُزْرِي لكُنْتُ اليَوْمَ أَشْعَرَ مِنْ لَبِيدِ وَأَشجَعَ فِي الوَغَى مِنْ كُلِّ ليث وآل مهلب وأبي يزيد /8 /267

..........: قُلْ لأَمِيْنِ الله فِي أَرْضِهِ وَمَنْ إِلَيْهِ الحل والعقد /7 /513 فخر الدين ابن الشيخ: قُلْ لِلَّذِي قَاسَمْتُهُ مُلْكَ اليَدِ وَنَهَضْتُ فِيْهِ نَهْضَةَ المُتَأَسِّدِ عَاصَيْتُ فِيْهِ ذَوِي الحجَى مِنْ أسرتي وأطعت فيه مكارمي وتوددي /16 /388 الأعصم: الكُتْبُ مَعْذرَةٌ وَالرُّسْلُ مخبرَةٌ وَالجُودُ متَّبعٌ وَالخَيْرُ موجُودُ وَالحَرْبُ سَاكِنَةٌ وَالخَيْلُ صَافِنَةٌ وَالسِّلمُ مُبتذلٌ والظل ممدود /12 /304 ابن المبارك: كَيْفَ القَرَارُ وَكَيْفَ يَهْدَأُ مُسْلِمٌ وَالمُسْلِمَاتُ مَعَ العدو المعتدي الضاربات خدودهن برنة الداعيات بينهن محمد /7 /389 أبو سفيان بن الحارث: لعمرك إني يوم أحمل راية لتغلب خيل اللات خيل محمد /2 /112 عبد الله بن رواحة: لكنني أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا أو طعنة بيدي حران مجهزة بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا /2 /81 السراج: للهِ دَرُّ عِصَابَةٍ يَسْعَوْنَ فِي طَلَبِ الفَوَائِدْ يُدْعَوْنَ أَصْحَابَ الحَدِ يثِ بِهِمْ تَجَمَّلَتِ المَشَاهِدْ /14 /217 محمد بن عبيد الله السلامي: لَمَّا أُصِيْبَ الخَدُّ مِنْكَ بِعَارِضٍ أَضْحَى بِسِلْسِلَةِ العذار مقيدا /12 /522

أبو جندل، عبيد بن حصين: لو كنت من أحد يهجى هجوتك يَا ابْنَ الرِّقَاعِ وَلَكِنْ لَسْتَ مِنْ أَحَدِ تَأْبَى قُضَاعَةُ أَنْ تَعْرِفْ لَكُم نَسَباً وَابْنَا نزار فزنتم بيضة البلد /5 /358 أبو طاهر السلفي: لَيْسَ حُسْنُ الحَدِيْثِ قربَ رِجَالٍ عِنْدَ أَربَابِ علمِهِ النَّقَّادِ بَلْ عُلُوُّ الحَدِيْثِ عِنْد أُولِي الإتقان والحفظ صحة الإسناد /15 /286 مالك بن عوف: ما إن رأيت ولا سمعت بمثله في الناس كلهم بمثل محمد أوفى وأعطى للجزيل إذا اجتدي وإذا تشا يخبرك عما في غد /2 /149 أبو الفرج الدارمي: مَرِضْتُ فَارتَحْتُ إِلَى عَائِدٍ فَعَادَنِي العَالَمُ فِي واحد /13 /306 . . . . . . .: مَسَحَ الرَّسولُ جَبِينَهُ فَلَهُ بَرِيقٌ فِي الخُدُوْدِ أَبَوَاهُ مِنْ عَلْيَا قُرَيْـ شٍ وَجَدُّهُ خَيرُ الجدود /4 /370 ابن منقذ، أسامة بن الأمير..: مَعَ الثَّمَانِيْنَ عَاثَ الضَّعْفُ فِي جَسَدِي وَسَاءنِي ضَعْفُ رِجْلِي وَاضْطِرَابُ يَدِي إِذَا كَتَبتُ فَخطِّي خط مضطرب كخط مرتعش الكفين مرتعد /15 /352 الحَسَنُ بنُ رَشِيْق: مِمَّا يُزَهِّدُنِي فِي أَرْضِ أَنْدَلُسٍ سَمَاعُ مُعْتَصِمٍ فِيْهَا وَمُعْتَضِدِ أَلْقَابُ مَمْلَكَةٍ في غير موضعها كالهريحكي انتفاخا صولة الأسد /12 /560 أبو بكر محمد بن عمار المهري: ممَّا يُقَبِّحُ عِنْدِي ذِكْرَ أَنْدَلُسٍ سَمَاعَ مُعْتَمِدٍ فِيْهَا وَمُعْتَضِدِ أَسْمَاءُ مَمْلَكَةٍ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا كَالهِرِّ يَحْكِي انتِفَاخاً صولة الأسد /14 /79

المتنبي: مَنْ عَلَّمَ الأَسْوَدَ المَخْصِيَّ مَكْرُمَةً أَقْوَامُهُ البِيْضُ أَمْ آبَاؤُهُ الصِّيْدُ وَذَاكَ أَنَّ الفُحولَ البِيْضَ عاجزة عن الجميل فكيف الخصية السود /12 /249 العزيز، أبو منصور ابن أبي....: مَنْ مَلَّنِي فَلْيَنْأَ عَنِّي رَاشِداً فَمَتَى عَرَضْتُ له فلست براشد ما ضاقت الدنيا بأسرها حتى تراني راغبا في زاهد /13 /257 عبد الله بن حسن: مُنْخَرِقُ السِّربَالِ يَشْكُو الوَجَى تَنكُبُهُ أَطرَافُ مَرْوٍ حداد /6 /334 ابن سهل: مُنَغَّصُ العَيشِ لاَ يَأْوِي إِلَى دَعَةٍ مَنْ كَانَ فِي بَلَدٍ أَوْ كَانَ ذَا وَلَدِ والساكن النفس من لم ترضى هِمَّتُهُ سُكْنَى مَكَانٍ وَلَمْ يَسْكُنْ إِلَى أَحَدِ /16 /340 الصحابة: نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا /1 /464 أبو العلاء بن سليمان: هذا ما جنَاهُ أَبِي عليَّ وَمَا جَنِيْتُ عَلَى أَحَدِ /13 /297 منذر بن سعيد البلوطى: هَذَا المَقَالُ الَّذِي مَا عَابَهُ فَنَدُ لَكِنَّ صَاحِبَهُ أَزْرَى بِهِ البَلَدُ لَوْ كُنْتُ فِيهِمْ غَرِيباً كُنْتُ مُطَّرفاً لكِنَّنِي مِنْهُمُ فَاغتَالَنِي النَّكَدُ /12 /238 دِحْيَةُ البَلَوِيُّ: وَأَبْرَزَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَوَجْهِهِ ثمانين ألفا من لجين ومسجد /7 /277 عبد بني الحسحاس: وإن لا تلاقي الموت في اليوم فاعلمن بأنك رهن أن تلاقيه غدا /2 /541

.........: وَبِبِئْرِ بَدْرٍ إِذْ يَرُدُّ وُجُوْهَهُم جِبْرِيْلُ تَحْتَ لوائنا ومحمد /8 /116 علي بن حجر: وظيفتنا مائة للغربظب في كل يوم سوى ما يفاد /9 /403 ابن المستوفى، المبارك بن أحمد: وَفَى لِيَ دَمْعِيْ يَوْمَ بَانُوا بِوَعْدِهِ فَأَجْرَيْتُهُ حتى غرقت بمده وَلَوْ لَمْ يُخَالِطْهُ دَمٌ غَالَ لَوْنَهُ لَمَا مال حادي الركب عن قصد ورده /16 /311 جاريتان: وفينا نبي يعلم ما في غد . . . . . . . /4 /300 هبة الله ابن القاضي أبي الفضل: وَلَوْ أَبصرَ النَّظَّامُ جَوْهَرَ ثَغْرِهَا لَمَا شَكَّ فيه أنه الجوهر الفرد /16 /41 أبو عمرو بن العلاء: وَلاَ يَرْهَبُ ابْنُ العَمِّ مَا عِشْتُ صَوْلَتِي ولا أخفتني من صولة المتهدد /6 /464 أبو العلاء: وَنَائِمَةٍ قَبَّلْتُهَا فَتَنَبَّهَتْ وَقَالَتْ: تَعَالُوا فَاطْلُبُوا اللِّصَّ بالحد /13 /142 أم سعد بن معاذ: ويل أم سعد سعدا خرامة وجدا /1 /479 /و3 /و175 طَلْحَةُ: لاَ أَعْرِفَنَّكَ بَعْدَ المَوْتِ تَنْدُبُنِي وَفِي حياتي ما زودتني زادا /3 /233 السيد الحميري: يَا آلَ مَرْوَانَ إِنَّ اللهَ مُهْلِكُكُمْ وَمُبْدِلٌ أمنكم خوفا وتشريدا /6 /240

عمرو بن سالم: يا رب إني ناشدا محمدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا /2 /104 يحيى اليزيدي: يَا طَالِبَ النَّحْوِ أَلاَ فَابْكِهِ بَعْدَ أَبِي عمرو حماد /7 /110 .........: يَا هِدَة مَا هُدِدْنَا لَيْلَةَ الأَحَدِ فِي نصف شعبان لا تنسى بد الأبد /9 /314 العلاف، أبو بكر، الحسن ... يَا هِرُّ فَارَقْتَنَا وَلَمْ تَعُدِ وَكُنْتَ عِنْدِي بمنزل الولد وَكَيْفَ نَنْفَكُّ عَنْ هَوَاكَ وَقَدْ كُنْتَ لَنَا عدة من العدد /11 /315 حسان بن ثابت: يحملن حور العين تَرْفُلُ فِي الرَّ يْطِ حِسَانَ الوُجُوْهِ كَالبَرَدِ /4 /121 حرف الذال أبو دلف، القاسم بن عيسى: أَيُّهَا الرَّاقِدُ المُؤَرِّقُ عَيْنِيـ نَمْ هَنِيْئاً لَكَ الرقاد اللذيذ /8 /543 حرف الراء أعرابي: أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نُبُوَّةٍ صَلاَتُهُمُ لِلْمُسْلِمِيْنَ طُهُوْرُ أَبَا جَعْفَرٍ ضَنَّ الأَمِيْرُ بِمَالِهِ وَأَنْتَ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ أَمِيْرُ أَبَا جَعْفَرٍ يَا ابْنَ الشَّهِيْدِ الَّذِي لَهُ جَنَاحَانِ في أعلى الجنان يطير /4 /454

أبو العباس السراج: أتذكر إذ لحافظ جِلْدُ شَاةٍ وَإِذْ نَعْلاَكَ مِنْ جِلْدِ البَعِيْرِ فَسُبْحَانَ الَّذِي أَعْطَاكَ مُلْكاً وَعَلَّمَكَ الجُلُوسَ عَلَى السرير /11 /241 ..........: أخو الحرب إن عضت به الحرب عصفها وإن شمرت يوما به الحرب شمرا /2 /525 أحمد بن محمد الخراساني: إِذَا كَانَ كُلُّ المَرْءِ فِي الكُلِّ فَانِياً أبن لي عن أي الوجودين يخبر /11 /47 النوري، أحمد بن محمد....: إِذَا كُنْتَ فِيْمَا لَيْسَ بِالوَصْفِ فَانِياً فَوَقْتُكَ في الأوصاف عند تحير /11 /47 أبو نواس: إذا ما بدت والبدر ليلة تمه رأيت لَهَا وَجْهاً يَدُلُّ عَلَى عُذْرِي وَتَهْتَزُّ مِنْ حتحت الثياب كأنها قضيت من الريحان في ورق خضر /8 /334 الشافعي: إذا المشكلات تصدينني كشف حَقَائِقَهَا بِالنَّظَرْ وَلَسْتُ بِإِمَّعَةٍ فِي الرِّجَالِ أُسَائِلُ هذا وذا ما الخبر ولكنني مدره الأصغرين فتاح خير وفراج شر /8 /255 المهلبي، نصر بن جعفر: أَرَانِي اللهُ وَجْهَكَ كُلَّ يَوْمٍ صَبَاحاً للتَّيَمُّنِ والسرور /12 /254 لعلي: أَرَى أَفْرُخِي يَمْضُوْنَ قَصَْداً إِلَى البِلَى وَأُصْبِحُ مِثْلَ النَّسْرِ فِي جَانِبِ الوَكْرِ أُشَيِّعُ مِنْهُم وَاحَِداً بَعْدَ وَاحِدٍ وَأَرْجِعُ قَدْ أَوْدَعْتُهُ ظُلْمَةَ القبر /9 /574

.............: أَسَدٌ عليَّ وَفِي الحُرُوْبِ نَعَامَةٌ فَتَخَاءُ تَنْفِرُ مِنْ صَفِيْرِ الصَّافِرِ؟ هَلاَّ بَرَزْتَ إِلَى غَزَالَةَ فِي الوَغَى بَلْ كَانَ قَلْبُكَ فِي جَنَاحَيْ طائر /5 /77 النضر بن شميل: أَصْبَحَ دِيْنِي الَّذِي أَدِيْنُ بِهِ وَلَسْتُ مِنْهُ الغَدَاةَ مُعْتَذِرَا حُبُّ عَلِيٍّ بَعْدَ النَّبِيِّ وَلاَ أشتم صديقا ولا عمرا /8 /380 شريح بن هانئ: أَصْبَحْتُ ذَا بَثٍّ أُقَاسِي الكِبَرَا قدْ عِشْتُ بين المشركين أعصر /5 /53 العرجي، عبد الله بن عمر.......: أَضَاعُوْنِي وَأَيُّ فَتَىً أَضَاعُوا لِيَوْمِ كَرِيْهَةٍ وَسِدَادِ ثغر وخلوني لمعترك المنايا وقد شرعت أسنتها لنحري /6 /26 هلال بن العلاء: اِقْبَلْ مَعَاذِيْرَ مَنْ يَأْتِيْكَ مُعْتَذِراً إِنْ بَرَّ عِنْدَكَ فِيمَا قَالَ أَوْ فَجَرَا فَقَدْ أَطَاعَكَ مَنْ أَرْضَاكَ ظَاهِرُهُ وَقَدْ أَجَلَّكَ مَنْ يَعْصِيْكَ مستترا /10 /391 الأبيوردي: أَكَوْكَبٌ مَا أَرَى يَا سَعْدُ أُمْ نَارُ تَشُبُّهَا سَهْلَةُ الخَدَّيْنِ مِعْطَارُ بَيْضَاءُ إِنْ نَطَقَتْ فِي الحيِّ أَوْ نَظَرَتْ تَقَاسَمَ الشَّمْسَ أَسْمَاعٌ وأبصار /14 /247 ابن دراج، أحمد بن محمد: أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الثَّوَاءَ هُوَ النَّوَى وَأَنَّ بُيُوتَ العَاجِزِينَ قُبُوْرُ تُخوِّفُنِي طولَ السِّفَار وَإِنَّهُ لتقبيل كف العامري سفير /13 /181

محمد بن عبيد الله: إليك طوى عرض البسيطة جاعل قصارى المطايا أن يلوح لها القصر فكنت وعزمي في الظلام وصارمي ثلاثة أشياء كما أجمع النسر /12 /288 /و12 /و522 زهير بن صرد: أمنن علينا رسول الله في كرم فإنك المرء نرجوه وندخر أمنن على بيضة اعتاقها حزز ممزق شملها في دهرها غير /2 /148 جحظة: أحمد بن جعفر بن ... : أنا ابن أناس مول الناس ودهم فأضحوا حديثا بالنوال المشهر /11 /458 الصليحي، أبو الحسن علي....: أَنْكَحْتُ بِيضَ الهِنْدِ سُمْرَ رِمَاحِهِم فَرُؤُوْسهُم عِوَضَ النثار نثار /13 /463 أبو إسماعيل الطغرائي: إِنْ سَاغَ بَعْدَكَ لِي مَاءٌ عَلَى ظَمَأٍ فَلاَ تَجَرَّعْتُ غَيْرَ الصَّابِ وَالصَّبْرِ أَوْ إِنْ نَظَرْتُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى حَسَنٍ مُذْ غِبْتَ عني فلا متعت بالنظر /14 /249 أبو دلامة زند بن الجون: إني نذرت لَئِنْ رَأَيتُكَ سَالِماً بِقُرَى العِرَاقِ وَأَنْتَ ذُو وَفْرِ لَتُصَلِّيَنَّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَلَتَمْلأَنَّ دَرَاهِماً حجري /7 /61 صفية بن عبد المطلب: ألا أبلغ بني عمر رَسُوْلاً فَفِيْمَ الكَيْدُ فِيْنَا وَالإِمَارُ وَسَائِلْ فِي جُمُوْعِ بَنِي عَلِيٍّ إِذَا كَثُرَ التَّنَاشُدُ وَالفَخَارُ /5 /252 مَحْمُوْدُ بنُ عُمَرَ: أَلاَ قُلْ لِسُعْدَى: مَا لَنَا فِيكِ مِنْ وَطَرٍ وَمَا تَطَّبينَا النُّجْلَ مِنْ أَعْيَنِ البَقَرْ فَإِنَّا اقتصرنَا بِالَّذِيْنَ تَضَايَقَتْ عيونهم والله يجزي من اقتصر /15 /18

أبو طالب: ألا قل لعمرو والوليد ومطعم: ألا ليت حظي من حياطكم بكر /1 /231 الحاجري، حسام الدين....: أي طرف أحبور للغزال الأسيمر أبهذا الأريبلي هام فيك الحويجري /16 /250 محبوبة: أَيُّ عَيْشٍ يَلَذُّ لِي لاَ أَرَى فِيْهِ جَعْفَرَا مَلِكٌ قَدْ رَأَيْتُهُ فِي نَجِيْعٍ مُعَفَّرَا /9 /448 عبيد الله بن عبد الله بن طاهر: أَيَادِيكَ عِنْدِي مُعَظَّمَاتٌ جَلاَئِلُ طَوَالَ المدَى شُكْرِي لهن قصير /11 /291 زوجة الوليد، أخت عمرو ... : أيَا عَيْنُ جُودِي بِالدُّمُوعِ عَلَى عَمْرِو عَشِيَّةَ تبتز الخلافة بالغدر /4 /448 .......: أيها الشامت المعير بالشبـ بِ أَقِلَّنَّ بِالشَّبَابِ افْتِخَارَا قَدْ لَبِسْتُ الشَّبَابَ قبلك حينا فوجدت الشباب ثوبا معارا /6 /147 علي بن الجهم: بسر من رأى إمام عدل تعرف من بحره البحار /9 /445 عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ: بِسْمِ الَّذِي أُنْزِلَتْ مِنْ عِنْدِهِ السُّوَرُ وَالحَمْدُ للهِ أَمَّا بَعْدُ يَا عُمَرُ إِنْ كُنْتَ تعلم ما تأتي ومما تَذَرُ فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ قَدْ يَنْفَعُ الحَذَرُ /5 /283

عَبَّاسُ بنُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي لَهَبٍ: بِعَمِّي سَقَى اللهُ الحِجَازَ وَأَهْلَهُ عَشِيَّةَ يَسْتَسْقِي بِشَيْبَتِهِ عُمُرْ تَوَجَّهَ بِالعَبَّاسِ فِي الجَدْبِ رَاغِباً إِلَيْهِ فَمَا إِنْ رَامَ حَتَّى أَتَى المَطَرْ وَمِنَّا رَسُوْلُ اللهِ فِيْنَا تُرَاثُهُ فَهَلْ فَوْقَ هَذَا للمفاخر مفتخر /3 /399 الفضيل بن عياض: بَلَغتُ الثَّمَانِيْنَ أَوْ جُزتُهَا فَمَاذَا أُؤَمِّلُ أَوْ أنتظر علتني السنون فأبليتني فدق العظام وكل البصر /7 /406 عبد المجيد بن عيذون: بَنِي المُظَفَّرِ وَالأَيَّامُ لاَ نَزَلَتْ مرَاحِلٌ وَالوَرَى مِنْهَا عَلَى سَفَرِ مَنْ لِلأَسِرَّةِ أَوْ من لِلأَعِنَّةِ أَوْ مَنْ لِلأَسِنَّةِ يَهْدِيْهَا إِلَى الثُغُرِ /14 /86 سعد بن علي الزنجاني: تَدَبَّرْ كَلاَمَ اللهِ وَاعتَمِدِ الخَبَرْ وَدَعْ عَنْكَ رأيا لا يلائمه الخبر وَنَهْجَ الهُدَى فَالْزَمْهُ وَاقْتَدِ بِالأُلَى هُمُ شَهِدُوا التنزيل علك تنجبر /13 /479 هند الأنصارية: ترفع أيها القمر المنير تبصر هَلْ تَرَى حُجْراً يَسِيْرُ؟ يَسِيْرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بنِ حَرْبٍ لِيَقْتُلَهُ كَمَا زَعَمَ الخَبِيْرُ تَجَبَّرَتِ الجبابر بعد حجر وطاب لها الخورنق والسدير /4 /458 أبو الحسين عبد الله بن....: تَرَى المَرْءَ يَهْوَى أَنْ تَطُوْلَ حَيَاتُهُ وَطُولُ البَقَا مَا لَيْسَ يَشْفِي لَهُ صَدْرَا وَلَوْ كَانَ فِي طُول البَقَاءِ صَلاَحُنَا إِذاً لَمْ يكن إبليس أطولنا عمرا /11 /119

الخطيب، أبو بكر أحمد بن علي: تَغَيَّبَ الخَلْقُ عَنْ عَيْنِي سِوَى قَمَرٍ حَسْبِي من الخلق طرأ ذَلِكَ القَمَرُ مَحَلُّهُ فِي فُؤَادِي قَدْ تَمَلَّكَهُ وحاز روحي فما لي عنه مصطبر /13 /430 صفوان بن المعطل: تلق ذباب السيف عنك فإنني غلام إذا هوجيت لست بشاعر /1 /455 أبو العلاء: تَنَاقُضٌ مَا لَنَا إِلاَّ السُّكوتُ لَهُ وَأَن نعوذ بمولانا من النار /13 /294 عبد الله بن رواحة: فَثَبَّتَ اللهُ مَا آتَاكَ مِنْ حَسَنٍ تَثْبِيْتَ موسى ونصرا كالذي نصروا إني تفرست فيك الخير نافلة والله يعلم أني ثابت بصر أنت الرسول فمن يحرم نوافله والوجه منه فقد أزرى به القدر /2 /81 شعبة: حَبَانِي إِلَهِي فِي الجِنَانِ بِقُبَّةٍ لَهَا أَلْفُ باب من لجين وجوهر /6 /614 أبو بكر ابن النابلسي: حياني مَالِكِي بِدَوامِ عِزٍّ وَوَاعَدَنِي بقُرْبِ الانتصَارِ وَقَرَّبَنِي وَأَدْنَانِي إِلَيْهِ وَقَالَ: انْعَمْ بعَيْشٍ فِي جِوَارِي /12 /221 أبو سَعِيْدٍ بن الأَعْرَابِيّ: حَدَثٌ مُفْظِعٌ وَخَطْبٌ جَلِيْلٌ دق عن مثله اصطبار الصبور /11 /174 ابن المبارك: خذ من الجاروش والأرز والخبز والشعير وَاجْعَلَنْ ذَاكَ حَلاَلاً تَنْجُ مِنْ حَرِّ السَّعِيْرِ /7 /387

محمد بن جرير: خُلْقَانِ لاَ أَرْضَى فَعَالَهُمَا بَطَرُ الغِنَى وَمَذَلَّةُ الفقر /11 /170 أبو النعمان بشير: دَخَلتُ إِلَيْكَ يَا أَملِي بَشِيْراً فَلَمَّا أَنْ خرت بَقِيت بِشْرَا أَعِدْ يَائِي الَّتِي سَقَطَتْ مِنِ اسمي فيائي في الحساب تعد عشرا /16 /425 العكوك، أبو الحسن، علي: ذا ورد الغي عن صدره لما ارعوى واللهو من وطره /8 /332 الشريف المرتضى: دريت يا ابن هلال والدوى عَرَضٌ لَمْ يُحْمَ مِنْهُ عَلَى سُخْطٍ لَهُ البَشَرُ مَا ضَرَّ فَقْدُكَ وَالأَيَّامُ شَاهِدَةٌ بِأَنَّ فضلك فيها الأنجم الزهر /3 /82 أبو القاسم إسماعيل بن عباد: رق الزجاج ورقت الخمر فتشابها فتشاكل الأمر فكأنها خمر ولا قدح وكأنها قدح ولا خمر /12 /454 الوزير المهلبي: سَفَرْنَ بُدوراً وَانْتَقَبْنَ أَهِلَّةً وَمِسْنَ غُصوناً وَالتَفَتْنَ جآذرا /12 /195 سوار بن عبد الله القاضي: سَلَبْتِ عِظَامِي مُخَّهَا فَتَرَكْتِهَا عَوَارِيَ فِي أَجْلاَدِهَا تتكسر /9 /425 عباد بن بشر: صَرَخْتُ لَهُ، فَلَمْ يَعْرِضْ لِصَوْتِي وَوَافَى طَالِعاً من رأس جذر فعدت له، قال: مَنِ المُنَادِي؟ فَقُلْتُ: أَخُوْكَ عَبَّادُ بنُ بِشْرِ /3 /206 أبو علي الحسين بن الضحاك: صِلْ بِخَدِّي خَدَّيْكَ تَلْقَ عَجِيْبا مِنْ مَعَانٍ يحار فيها الضمير /9 /537

عمارة: ضَجِر الحديدُ مِنَ الحَديد وَشَاوَرٌ فِي نَصْر دين محمد لم يضجر /11 /453 المستنجد بالله: ضَفَتْ نِعْمَتَانِ خَصَّتَاكَ وَعَمَّتَا فَذِكْرُهُمَا حَتَّى القِيَامَةِ يذكر وُجُوْدُكَ وَالدُّنْيَا إِلَيْكَ فَقِيْرَةٌ وَجُوْدُكَ وَالمَعْرُوفُ فِي الناس ينكر /15 /173 الحلاج: طَلَبْتُ المُسْتَقَرَّ بِكُلِّ أَرْضِ فَلَمْ أَرَ لِي بأرض مستقرا /11 /213 أبو العلاء: عُقُوْلٌ تَسْتَخِفُّ بِهَا سُطور وَلاَ يَدْرِي الفَتَى لمن الثبور /13 /293 كثير عزة: عمت صنائعه فهم هَلاَكُهُ فَالنَّاسُ فِيْهِ كُلُّهُم مَأْجُوْرُ وَالنَّاسُ مَأْتَمُهُم عليه واحد في كل دا رنة وزفير /5 /464 المستنجد: عَيَّرَتْنِي بِالشَّيبِ وَهُوَ وَقَارُ لَيتَهَا عَيَّرتْ بِمَا هو عار /15 /165 مَعْقِرٍ البَارِقِيِّ: فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى كما قر عينا بالإياب المسافر /6 /341 المَنْصُوْرُ: فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى كَمَا قر عينا بالإياب المسافر /6 /234 ابن رواحة: فَخَبِّرُوْنِي أَثْمَانَ العَبَاءِ مَتَى كُنْتُمْ بَطَارِقَ أَوْ دانت لكم مضر /3 /147 .......: فَدَعْ عَنْكَ يَعْقُوْبَ بنَ دَاوُدَ جَانِباً وَأَقبِلْ علي صهباء طيبة النشر /7 /344

عمر بن عبد العزيز: فلولا التقى ثم النهى هشية الرَّدَى لَعَاصَيْتُ فِي حُبِّ الصَّبِيِّ كُلَّ زَاجِرِ قَضَى مَا قَضَى فِيْمَا مَضَى ثُمَّ لاَ ترى له صبوة أخرى الليالي الغوابر /5 /454 المعتمد: فِيمَا مَضَى كُنْتَ بِالأَعْيَادِ مَسْرُوْرا فَسَاءَكَ العِيْدُ فِي أَغْمَاتَ مَأْسُوْرَا تَرَى بَنَاتِكَ فِي الأَطْمَارِ جائعة يغزلن للناس ما يملكن قطميرا /14 /129 هبة الله بن الحسن: قَالُوا: تُقِيْمُ وَقَدْ أَحَا طَ بِكَ العَدُوُّ وَلاَ تَفِرُّ فَأَجَبْتُهُمْ المَرْءُ مَا لَمْ يَتَّعِظْ بالوعظ غر /14 /388 عامر بن الأكوع: قد علمت خيبر أني عامر شاكي السلاح بطل مغامر /2 /47 المنجنيقي، يعقوب بن صابر: قَدْ لَبِسَ الصُّوْفَ لِتَرْكِ الصَّفَا مَشَايِخُ الوَقْتِ لِشُرْبِ العَصِيرْ الرَّقْصُ وَالأَمْرَدُ مِنْ شَأْنِهِم شَرٌّ طويل تحت ذيل قصير /16 /231 إبراهيم بن هرمة: كأن عيني إذ ولت حمولهم مني جناحا حمام صادفا مَطَرَا أَو لُؤْلُؤٌ سَلِسٌ فِي عِقْدِ جَارِيَةٍ خرقاء نازعها الولدان فانتثرا /6 /331 أبو السعادات بن الشجري: كَانَتْ مُسَاءلَةُ الرُّكبَانِ تُخْبرنِي عَنْ أَحْمَدَ بنِ علي الخبر /15 /17 ...........: كَفَى حَزَناً بِالوَالِهِ الصَّبِّ أَنْ يَرَى مَنَازِلَ من يهوى معطلة قفرا /5 /469

صفية أم الزبير: كيف وجدت زبرا أأقطا أم تمرا أم مشمعلا صقرا ........... /3 /34 البياض، مسعود بن عبد العزيز: كَيْفَ يَذْوِي عُشْبُ أَشْـ وَاقِي وَلِي طَرْفٌ مطير /13 /492 الوليد بن بكر: لأَيِّ بَلاَئِكَ لاَ تَدَّكِرْ وَمَاذَا يَضُرُّكَ لَوْ تَعْتَبِرْ بُكَاءٌ هُنَا وَبُرَاحٌ هُنَاكَ وَمَيْتٌ يُسَاقُ وقبر حفر /12 /518 عائشة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم: لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر /2 /364 .......: لقد أصبح الإسلام زعزع ركته غَدَاةَ ثَوَى الهَادِي لَدَى مَلْحَدِ القَبْرِ إِمَامُ الهُدَى مَا زَالَ لِلْعِلْمِ صَائِناً عَلَيْهِ سَلاَمُ الله في آخر الدهر /7 /201 الشافعي: لَقَدِ أصبحَتْ نَفْسِي تَتُوقُ إِلَى مِصْرَ وَمِنْ دونها أرض المهامة والقفر؟ /8 /269 .........: لَقَدْ بَاعَ شَهْرٌ دِيْنَهُ بِخَرِيْطَةٍ فَمَنْ يَأْمَنُ القراء بعدك يا شهر؟ /5 /219 السنجاري، أسعد بن يحيى: للهِ أَيَّامِي عَلَى رَامَةٍ وَطِيبُ أَوْقَاتِي عَلَى حَاجِرِ تَكَادُ لِلسُّرْعَةِ فِي مَرِّهَا أَوَّلُهَا يَعْثُرُ بالآخر /16 /226

المعز لدين الله: للهِ مَا صنعت بنَا تِلْكَ المحَاجر فِي المعَاجر أَمْضَى وَأَقضَى فِي النُّفُو س مِنَ الخناجر في الحناجر /11 /430 السخاوي: لَمْ يَكُنْ فِي عَصْرِ عَمْرٍو مِثْلُهُ وَكَذَا الكندي في آخر عصر /16 /77 جرير: لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ وَالأَقْدَارُ غَالِبَةٌ تَأْتِي رَوَاحاً وَتِبْيَاناً وَتَبْتَكِرُ رَدَدْتُ عَنْ عُمَرَ الخَيْرَاتِ مَصْرَعَهُ بدير سمعان لكن يغلب القدر /5 /466 ......: لَوْ يَعْلَمُ الشَّيْخُ غُدُوِّي بِالسَّحَرْ قَصْداً إِلَى البئر التي كان حفر /5 /253 قتيبة بن سعد: لَوْلاَ القَضَاءُ الَّذِي لاَ بُدَّ مُدْرِكُه وَالرِّزْقُ يَأْكُلُهُ الإِنْسَانُ بِالقَدَرِ مَا كَانَ مِثْلِيَ فِي بَغْلاَنَ مَسْكَنُهُ وَلاَ يَمُرُّ بِهَا إِلاَّ عَلَى سفر /9 /89 عمارة بن علي: لِي فِي هَوَى الرَّشَأِ العُذْرِيِّ أَعذَارُ لَمْ يَبْقَ لِي مُذْ أَقرَّ الدَّمْعُ إِنْكَارُ لِي فِي القُدودِ وَفِي لَثمِ الخُدودِ وَفِي ضَمِّ النهود لبنات وأوطار /15 /269 ..........: ليسَ شربُ الرَّاحِ إِلاَّ فِي المَطَر وَغِنَاءٌ في جوار في السحر /12 /288 ابن حَزْم: مُنَايَ مِنَ الدُّنْيَا علُوْمٌ أَبُثُّهَا وَأَنْشُرُهَا في كل باد وحاضر /3 /383 هند بنت عتبة: نحن جزيناكم بيوم بدر والحرب بعد الحرب ذات سعر /1 /418

أبو مهر: هَبْكَ عُمِّرْتَ مِثْلَ مَا عَاشَ نُوحٌ ثُمَّ لاَقَيْتَ كُلَّ ذَاكَ يَسَارَا هَلْ مِنَ المَوْتِ لا أبا لك بُدٌّ أَيُّ حَيٍّ إِلَى سِوَى المَوْتِ صَارَا /8 /354 عائشة: هذا الحمال، لا حمال خيبر هذا أبر -ربنا- وأطهر /1 /324 ..........: وَإِذَا الفَوَارِسُ عُدِّدَتْ أَبْطَالُهَا عَدُّوكَ فِي أَبْطَالِهِمْ بالخنصر /7 /267 ..........: وأصغر مِنْ ضَرْبِ دَارِ المُلُوْكِ يَلُوحُ عَلَى وَجْهِهِ جَعْفَرُ يَزِيْدُ عَلَى مائَةٍ وَاحِداً مَتَى يُعْطَه معسر وموسر /7 /510 ..............: وَافَى كِتَابُكَ يَا ابْنَ يُوْسُفَ مُعْلِناً بِالودِّ يخبر أن أصلك طاهر /15 /420 البَهَاء زُهَيْر: وَأُقْسِمُ إِنْ ذَاقَتْ بَنُو الأَصْفَرِ الكرى لما حلمت إلا بأعلامك الصفر /16 /128 أَبُو العَلاَءِ: وَالمَالِكِيُّ ابْنُ نَصْرٍ زَار فِي سفر بلادنا فحمدنا النأي والسفرا إِذَا تَفَقَّهَ أَحْيَا مَالِكاً جَدَلاً وَيَنْشُرُ المَلِكَ الضليل إن شعرا /13 /142 البُحْتُرِيُّ: وَإِنَّ عَلِيّاً لأَوْلَى بِكُمْ وَأَزْكَى يَداً عندكم من عمر وكل له فضله والحجو ل يوم التفاضل دون الغرر /9 /450 أبو الطفيل: وَخُلِّفْتُ سَهْماً فِي الكِنَانَةِ وَاحِداً سَيُرمَى بِهِ أو يكسو السهم كاسرة /4 /460

قيس بن الملوح: وَدَاعٍ دَعَا إِذْ نَحْنُ بِالخَيْفِ مِنْ مِنَىً فهيج أطراب الفؤاد وما يدري دعا باسم ليلى غيرها فكأنما أهاج بليلى طائرا كان في صدري /4 /512 جمال الإسلام الداوودي: وَسَائِلٍ مَا دَهَاكَ اليَوْمَ؟ قُلْتُ لَهُ أَنْكَرْتَ حَالِي وَأَنَّى وَقْتُ إِنكَارِ أَمَا تَرَى الأَرْضَ مِنْ أَقْطَارِهَا نَقَصَتْ وَصَارَ أَقْطَارُهَا تَبْكِي لأَقْطَارِ /13 /171 الجمل: وَطَوَيْتَ أَصْبَغَ حِقْبَةً فِي بَيْتِهِ فَسَتَرْنَهُ جُدُرُ البُيُوْتِ السُّتَّرِ أَبْدَلْتَهُ بِرِجَالِهِ وَجُمُوْعِهِ خَرْقاً مُقَاعَدَةَ النساء الخدر /9 /57 علي بن محمد بن عبد الرحمن: وعزيمتي مثل الحسام، وهمتي نفس بها كنفس القسور /10 /291 عمارة اليمني: وَكَأَنَّهَا تَابوتُ مُوْسَى أُودِعَتْ فِي جَانبيه سَكَينَةٌ ووقار /11 /453 المتوكل: وَكَاتِبَةٍ بِالمِسْكِ فِي الخَدِّ جَعْفَراً بِنَفْسِي مَحَطُّ المسك من حيث أثرا /9 /445 .......: وَكَيْفَ احْتِمَالِي لِلسَّحَابِ صَنِيعَهُ بِإِسْقَائِه قَبْراً وَفِي لحده بحر /9 /310 العماد، أبو عبد الله.....: وللناس بالملك الناصر الص لاح صلاح ونصر كبير هو الشمس أفلاكه في البلاد ومطلعه سرجه والسرير /15 /413 /15 /447 /15 /448

الزَّنْجَانِي: وَمَا أَجْمَعَتْ فِيْهِ الصَّحَابَةُ حُجَّةٌ وَتِلْكَ سبيل المؤمنين لمن سبر /13 /480 أبو عمرو الداني: وَمِنْ صَحِيْحِ مَا أَتَى بِهِ الخَبَرْ وَشَاعَ في الناس قديما وانتشر /13 /321 الحيص بيص: يَا إِمَامَ الهُدَى عَلَوْتَ عَنِ الجُو دِ بِمَالٍ وَفِضَّةٍ وَنَضَارِ فَوَهَبْتَ الأَعَمَارَ وَالأَمْنَ وَالبُل دان في ساعة مضت من نهار /15 /303 حَبِيْبُ بنُ شَوْذَبٍ: يَا أَيُّهَا السَّائِلُ عَنْ هَاشِمٍ هَلْ لَكَ فِي سَيِّدِهَا جَعْفَرِ هَلْ لَكَ فِي أَشْبَهِهِمْ غُرَّةً إِذَا بَدَا بِالقَمَرِ الأزهر؟ /7 /271 عمر: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَقِيتُ مُنْكَراً هَلْ يَعْقِلُ الأعمى الصحيح المبصرا /11 /510 الواثق بالله، هارون بن المعتصم: يَا ذَا الَّذِي بِعَذَابِي ظَلَّ مُفْتَخِرَا مَا أَنْتَ إِلاَّ مَلِيْكٌ جَارَ إِذْ قَدَرَا لَوْلاَ الهوى لتجارينا على قدر فإن أفق منه يوما ما فسوف ترى /8 /392 أبو العلاء بن سليمان: يَا سَاهِرَ البَرْقِ أَيقظ رَاقد السَّمُرِ لَعَلَّ بالجزع أعوانا على السهر /13 /297 المستظهر: يا كوكبا ما كان أقصر عمره وكذاك عمر كواكب الأسحار /14 /308

حرف الزاي أبو علاء التنوخي: كَمْ غُودِرَتْ غَادَةٌ كَعَابٌ وَعُمِّرت أُمُّهَا العَجُوْزُ /13 /295 حرف السين أبو بكر الصولي: أَبَا خَلِيْفَةَ تَجْفُو مَنْ لَهُ أَدَبٌ وَتُؤْثِرُ الغر من أولاد عباس /11 /7 أبو العلاء بن سليمان: أَتَى عِيْسَى فَبَطَّلَ شَرْعَ مُوْسَى وَجَاءَ مُحَمَّدٌ بصلاة خمس /13 /298 الحسن بن وهب الوزير: إِقْدَامُ عَمْرٍو فِي سَمَاحَةِ حَاتِمٍ فِي حُلْمِ أحنف في ذكاء إياس /9 /121 الكندري، محمد بن منصور: إِنْ كَانَ بِالنَّاسِ ضِيْقٌ عَنْ مُنَافَسَتِي فَالمَوْتُ قد وسع الدنيا على الناس /3 /338 ابن المبارك: دَلَّسَ لِلنَّاسِ أَحَادِيْثَهُ وَاللهُ لاَ يَقْبَلُ تَدْلِيْسَا /7 /383 أبو نعيم: ذَهَبَ النَّاسُ فَاسْتَقَلُّوا وَصِرْنَا خَلَفاً فِي أَرَاذِلِ النسناس فِي أُنَاسٍ نَعُدُّهُم مِنْ عَدِيدٍ فَإِذَا فُتِّشُوا فليسوا بناس /8 /312 علي بن أفلح: شَيْخٌ لَنَا مِنْ رَبِيْعَةَ الفَرَسِ يَنْتِفُ عُثْنُونَه مِنَ الهَوَسِ أَنْطَقَهُ اللهُ بِالمَشَانِ كَمَا رَمَاهُ وسط الديوان بالخرس /14 /339

صفوان بن صفوان: لَمْ أَدْرِ مَا الجُودُ إِلاَّ مَا سَمِعْتُ به حتى لقيت يزيدا عصمة الناس /7 /267 أبو عمرو الداني: وَحُكَّ مَا تَجِدُ لِلقيَاسِ دَاوُدَ فِي دَفترٍ أو قرطاس /13 /320 أبو علي القرمطي: وليلتنا هذه ليلة تشاكل أوضاع إقليدس /12 /304 أبو علي القرمطي: وَمَجْدُولَةٍ مِثْلِ صَدْرِ القَنَاةِ تَعَرَّتْ وَبَاطِنُهَا مُكْتَسِي /12 /304 الحسن بن وهب الوزير: لاَ تُنْكِرُوا ضَرْبِي لَهُ مَنْ دُوْنَهُ مَثَلاً شَرُوداً فِي النَّدَى وَالْبَاسِ فَاللهُ قَدْ ضَرَبَ الأقل لنوره مثلا من المشكاة والنبراس /9 /121 الفتح بن أبي منصور: يَا ابْنَ الخَلاَئِفِ مِنْ آلِ النَّبِيِّ وَمَنْ يفوق علما ونسكا سائر الناس ما مستضيئا بأمر الله مقتديا يا خير مستحلف من آل عباس /16 /210 حرف الشين القائم بأمر الله: القَلْبُ مِنْ خَمْرِ التَّصَابِي مُنْتَشِي هَلْ لِي غدير من شراب معطش /13 /330 ابن السمرقندي: وَأَعْجَبُ مَا فِي الأَمْرِ أَنْ عِشْتُ بَعْدَهُم عَلَى أَنَّهُم مَا خَلَّفُوا فِيَّ مِنْ بَطْشِ /14 /441

الحلاج: يَا نَسِيمَ الرِّيْحِ قُوْلِي للرَّشَا لَمْ يَزِدْنِي الورد عَطَشَا رُوحُهُ رُوحِي وَرُوحِي فَلَهُ إِنْ يَشَا شئت وإن شئت يشا /11 /213 حرف الصاد: عبيد الله: الآنَ حَيْثُ تَعَلَّقَتْهُ حِبَالُنَا يَرْجُو النَّجَاةَ وَلاَتَ حين مناص /4 /360 حرف الضاد أَبُو نُخَيْلَةَ: أَمَسْلَمُ إِنِّي يَا ابْنَ خَيْرِ خليفة ويا فارس الدنيا الهيجا يَا جَبَلَ الأَرْضِ شَكَرْتُكَ إِنَّ الشُّكْرَ حَبْلٌ مِنَ التُّقَى وَمَا كُلُّ مَنْ أَوْلَيْتَهُ نِعْمَةً يفضي /6 /6 الداخل: عبد الرحمن بن معاوية: أيها الركب الميمم أرض أقر من بعضي السلام لبعض إِنَّ جِسْمِي كَمَا عَلِمْتَ بِأَرْضٍ وَفُؤَادِي وَمَالِكِيْهِ بأرض /7 /276 أبو مسلم: ذَرُوْنِي ذَرُوْنِي مَا قَرَرْتُ فَإِنَّنِي مَتَى مَا أُهِجْ حَرْباً تَضِيقُ بِكُم أَرْضِي وَأَبْعَثُ فِي سُوْدِ الحَدِيْدِ إِلَيْكُمُ كَتَائِبَ سُوْدٍ طَالَمَا انْتَظَرَتْ نهضي /6 /222 محمد بن مسلمة: قد علمت خيبر أني ماض حلو إذا شئت وسم قاضي /2 /50 أبو طاهر السلفي: كَمْ جُلْتُ طُوْلاً وَعَرْضاً وَجُبْتُ أَرْضاً فَأَرْضَا /15 /282

ابن مغلس: عبد العزيز بن أحمد: مَرِيْض الجَفُونِ بِلاَ عِلَّةٍ وَلَكِنَّ قَلْبِي بِهِ مُمْرَضُ وَمَا زَارَ شَوْقاً وَلَكِنْ أَتَى يُعَرِّضُ لي أنه معرض /13 /204 المنجنيقي: وَجَارِيَةٍ مِنْ بَنَاتِ الحبوش بِذَاتِ جُفُوْنٍ صِحَاحٍ مِرَاضِ تَعَشَّقْتُهَا لِلتَّصَابِي فَشِبْتُ غَرَاماً وَمَا كُنْتُ بالشيب راض /16 /231 الشافعي: يَا رَاكِباً قِفْ بِالمُحَصَّبِ مِنْ مِنَى وَاهْتِفْ بِقَاعِدِ خَيْفِنَا وَالنَّاهِضِ سَحَراً إِذَا فَاضَ الحَجِيْجُ إِلَى مِنَىً فَيْضاً كَمُلْتَطِمِ الفُرَاتِ الفَائِضِ إِنْ كَانَ رَفْضاً حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ فَلْيَشْهَدِ الثَّقَلانِ أني رافضي /8 /259 حرف الطاء المنجنيقي: كَلِفْتُ بِعِلْمِ المِنْجَنِيْقِ وَرَمْيِهِ لِهَدْمِ الصَّيَاصِي وَافْتِتَاحِ المرابط وعدت إلى نظم القَرِيضِ لِشَقْوَتِي فَلَمْ أَخْلُ فِي الحَالَيْنِ مِنْ قصد حائط /16 /231 أبو طالب العلوي: لاَ تَشكُوَنَّ دَهْراً سَطَا شَكْوَاكُهُ عَيْنُ الخَطَا وَاصْبِرْ عَلَى حَدَثَانِه إِنْ جَارَ يَوْماً وَامْتَطَى /15 /171 أبو الحسن علي بن محمد: والطل في سلك الغضون كلؤلؤ رطب يصافحه النسيم فيسقط /16 /37

حرف العين العز بن أبي الحديد: أَبَا المَعَالِي هَلْ سَمِعْتَ تَأَوُّهِي وَلَقَدْ عَهِدْتُكَ فِي الحَيَاةِ سَمِيْعَا عَيْنِي بَكَتْكَ وَلَوْ تُطِيْقُ جوانحي وجوارحي أجرت عليه نجيعا /16 /494 الخطيب: أَبَى اللهُ إِلاَّ رَفْعَهُ وَعُلُوَّهُ وَلَيْسَ لِمَا يعليه ذو العرش واضع /1 /52 /8 /278 العباس بن مرداس: أتجعل نهبي ونهب العُبَيْـ د بين عيينة والأقرع وما كان حصن ولا حابس يفوقان مرداس في المجمع وقد كنت في الحراب ذا تدرأ فلم أعط شيئا ولم أمنع وما كنت دون امرئ منهما ومن تضع اليوم لا يرفع /2 /145 عثمان بن مظعون: أتيم بن عوف والذي جاء بغضة ومن دونه الشرمان والبرك أكتع /1 /231 ......: إذا الأبصار أبصرت بن قيس ظللن مهابة منه خشوعا /5 /43 ........: إذا سمعنا نسيا منكرا نبكي على المنبر والجامع /11 /432 الباخرزي، سعيد بن المطهر: إِذَا مَا تَجَلَّى لِي فَكُلِّي نَوَاظِرٌ وَإِنْ هو نادني فكلي مسامع /16 /491

ابن المغربي، الحسين بن الوزير: أَرَى النَّاسَ فِي الدُّنْيَا كَرَاعٍ تَنَكَّرتْ مَرَاعِيهِ حَتَّى لَيْسَ فِيْهِنَّ مَرْتَعُ فَمَاءٌ بِلاَ مَرْعَىً ومرعى بغير ماء وحيث يرى ماء ومرعى فمسبع /13 /124 لأبي العلاء سُلَيْمَانَ: أَفِقْ أَيُّهَا البَدْرُ المُقَنَّعُ رَأْسُهُ ضَلاَلٌ وغي مثل بدر المقنع /7 /14 أبو نعامة التيمي، قطري ... : أَقُوْلُ لَهَا وَقَدْ طَارَتْ شَعَاعاً مِنَ الأَبْطَالِ وَيْحَكِ لَنْ تُرَاعِي فَإِنَّكِ لَوْ سَأَلْتِ بَقَاءَ يوم على الأجل الذي لك لن تطاعي /5 /8 الحسن بن مطير: أَلِمَّا بِمَعْنٍ ثُمَّ قُوْلاَ لِقَبْرِهِ سَقَتْكَ الغَوَادِي مربعا ثم مربعا /6 /525 محمد بن إسماعيل البخاري: إِنْ تَبْقَ تُفْجَعْ بِالأَحِبَّةِ كُلِّهِم وَفَنَاءُ نَفْسِكَ لا أبا لك أفجع /9 /559 سلمة بن الأكوع: أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع /2 /7، 9 حسان بن ثابت: إن الذوائب من فهر وإخوتهم قد بينوا سنة للناس تتبع يرضى بها كل من كانت سريرته تقوى الإله وكل خير يصطلع قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا /2 /183 الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد: إِنَّ عِلْمَ الحَدِيْثِ عِلْمُ رِجَالٍ تَرَكُوا الابتدَاعَ للاتباع /15 /285 قيس بن الملوح: أَيَا حَرَجَاتِ الحَيِّ حَيْثُ تَحَمَّلُوْا بِذِي سَلَمٍ لا جاد كن ربيع /4 /512

.......: بُضْعُ الفَتَاةِ بِأَلْفِ أَلْفٍ كَامِلٍ وَتَبِيْتُ سَادَاتُ الجيوش جياعا /5 /216 عمران بن حطان: حَتَّى مَتَى تُسْقَى النُّفُوْسُ بِكَأْسِهَا رَيْبَ المَنُوْنِ وَأَنْتَ لاَهٍ تَرْتَعُ أَفَقَدْ رَضِيْتَ بِأَنْ تُعَلَّلَ بالمنى وإلى المنية كل يوم تدفع /5 /122 حميد الأمجي: حُمَيْدٌ الَّذِي أَمَجٌ دَارُهُ أَخُو الخَمْرِ ذُوْ الشَّيْبَةِ الأَصْلَعِ أَتَاهُ المَشِيْبُ عَلَى شُرْبِهَا وَكَانَ كريما فلم ينزع /5 /448 سلمة: خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع /4 /377 /4 /378 .....: رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ فِي المَنَامِ كَسَانِي مِنُ الخز دراعه شكون إلى صاحبي أمرها فقال: ستؤتى بها الساعة /4 /454 يزيد بن الحكم: شربت الصِّبَا وَالجَهْلَ بِالْحِلْمِ وَالتُّقَى وَرَاجَعْتُ عَقْلِي وَالحَلِيْمُ يراجع أَبَى الشَّيْبُ وَالإِسْلاَمُ أَنْ أَتْبَعَ الهَوَى وَفِي الشيب والإسلام للمرء وازع /5 /310 المعتمد: قَدْ رُمْتُ يَوْمَ نِزَالِهِمْ أَنْ لاَ تُحصِّنَنِي الدروع وبرزت ليس سوى القميص عن الحشا شيء دفوع /14 /129 المنصور، عبد الله بن محمد: قَدْ يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتَى وَرِدَاؤُهُ خَلَقٌ وَجَيْبُ قميصه مرقوع /6 /528

التاج الكندي: لَبِسْتُ مِنَ الأَعَمَّارِ تِسْعِيْنَ حِجَّةً وَعِنْدِي رَجَاءٌ بِالزِّيَادَةِ مُولَعُ وَقَدْ أَقْبَلَتْ إِحْدَى وَتِسْعُوْنَ بَعْدَهَا ونفسي إلى خمس وست تطلع /16 /78 خبيب بن عدي: لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا قبائلهم واستجمعوا كل مجمع /1 /433 أبو منصور: معمر بن أحمد: لَقَدْ مَاتَ مَنْ يَرْعَى الأَنَامَ بِعِلْمِهِ وَكَانَ له ذكر وصيت فينفع /12 /133 ذو القرنين: لو كنت ساعة بيننا ما بيننا فشهدت حِيْنَ نُكَرِّرُ التَّوْدِيْعَا أَيْقَنْتَ أَنَّ مِنَ الدُّمُوع محدثا وعلمت أن من الحديث دموعا /13 /202 الوجيه القيرواني: لَوْ كُنْتَ فِي يَوْم السَّقيفَة حَاضِراً كُنْتَ المقدم والإمام الأورعا /16 /498 .....: المَاكر الغَادر الغَاوِي لشيعته شَرّ الزنَادق مِنْ صحب وتباع /11 /426 يونس بن عبيد: مِنَ المَوْتِ لاَ ذُوْ الصَّبْرِ يُنْجِيْهِ صَبْرُهُ ولا لجزوع كاره الموت مجزع أَرَى كُلَّ ذِي نَفْسٍ وَإِنْ طَالَ عُمْرُهَا وعاشت لها سم من الموت منقع /6 /388 الزبرقان بن بدر: نحن الكرام فلا حي يعادلنا منا الملوك وفينا تنصب البيع وكم قسرنا من الأحياء كلهم عند النهاب وفضل العز يتبع ونحن يطعم عند القحط مطعمنا من الشواء إذا لم يونس القزع بما ترى الناس تأتينا سراتهم من كل أرض هويا ثم نصطنع /2 /183

معاوية بن أبي سفيان: هُوَ المَوْتُ لاَ مَنْجَى مِنَ المَوْتِ وَالَّذِي نحاذر بعد الموت أدهى وأفظع /4 /279 خويلد بن خالد: وَإِذَا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيْمَةٍ لا تنفع /2 /494 معاوية بن أبي سفيان: وَتَجَلُّدِي لِلشَّامِتِيْنَ أُرِيْهُمُ أَنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لاَ أَتَضَعْضَعُ وَإِذَا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا أَلْفَيْتَ كُلَّ تميمة لا تنفع /4 /280 الأبيوردي: وَشَادِنٍ زَارَنِي عَلَى عَجَلٍ كَالبَدْرِ فِي صَفْحَةِ الدُّجَى لَمَعَا فَلَمْ أَزَلْ مُوْهِناً أُحَدِّثُهُ وَالبَدْرُ يصغي إلي مستمعا /14 /246 خالد: وكنا كندماني جديمة حقبة من الدهر حتى قيل: لن يتصدعا /2 /383 رزق الله: وَمَا شَنْآنُ الشَّيْبِ مِنْ أَجْلِ لَوْنِهِ وَلَكِنَّهُ حَادٍ إِلَى البَيْنِ مُسْرِعُ إِذَا مَا بَدَتْ مِنْهُ الطَّلِيْعَةُ آذَنَتْ بِأَنَّ المنَايَا خَلْفَهَا تَتَطَلَّعُ /14 /96 ابن المبارك: ومن البلاء وللبلاء علامة لاَ يُرَى لَكَ عَنْ هَوَاكَ نُزُوعُ العَبْدُ عَبْدُ النَّفْسِ فِي شَهَوَاتِهَا وَالحُرُّ يَشْبَعُ مَرَّةً ويجوع /7 /390 أبو عبد الله محمد بن إبراهيم: ومن شعب الإيمان حب ابن نافع وَفَرْضٌ أَكِيدٌ حُبُّهُ لاَ تَطَوُّعُ وَإِنِّيْ حَيَاتِي شافعي فإن أمت فوصيتي بعدي بأن يتشفعوا /8 /267

أبو علي الحسين بن الضحاك: لا وحبيك لا أصا فح بالدمع دمعا مَنْ بَكَى شَجْوَهُ اسْتَرَا حَ وَإِنْ كَانَ موجعا /9 /537 حكيم بن جبل العبدي: يَا سَاقِ لَنْ تُرَاعِي إِنَّ مَعِي ذِرَاعِي أحمي بها كراعي ....... /4 /500 حرف الغين عبد الحق الأندلسي الإشبيلي: إِنَّ فِي المَوْتِ وَالمعَادِ لُشغلاً وَادِّكَاراً لذِي النهى وبلاغا /15 /370 أبو العلاء بن سليمان: رَغِبْتُ إِلَى الدُّنْيَا زَمَاناً فَلَمْ تَجُدْ بِغَيْرِ عناء والحياة بلاغ /13 /296 حرف الفاء ....: إِذَا أَنَا عَاتَبْتُ المُلُوكَ فَإِنَّمَا أَخُطُّ بِأَقلاَمِي على الماء أحرفا /12 /270 ابن الفرضي: أَسِيْرُ الخَطَايَا عِنْدَ بَابِكَ وَاقِفٌ عَلَى وَجَلٍ مما به أنت عارف /13 /6 عبد بني الحسحاس: أمن سمية دمع العين مذروف لو أن ذا منك قبل اليوم معروف /2 /541

........: انظر إلى جبل تهش الرِّجَالُ بِهِ وَانْظُرْ إِلَى القَبْرِ مَا يَحْوِي من الصلف /13 /13 هشام: إِنَّ المُحَكَّمَ مَا لَمْ يَرْتَقِبْ حَسَداً وَيَرْهَبِ السيف أو وخز القنا هتفا /6 /119 ........: إني لأحسد فِي أَسْطُر الصُّحُفِ إِذَا رَأَيْتُ اعْتِنَاقَ اللاَّمَ للأَلِفِ وَمَا أَظُنُّهُمَا طَال اعتِنَاقُهُمَا إِلاَّ لِمَا لقيا في شدة الشغف /13 /191 .........: أبا سعد الأوس كنت أَنْتَ نَاصِراً وَيَا سَعْدُ سَعْدَ الخَزْرَجِيْنَ الغَطَارِفِ /1 /296 /3 /172 علي: تقول لي المليحة إذا رَأَتْنِي لِدَمْعِي مِنْ مَآقيِهِ وَكِيْفُ وَبَيْنَ جَوَانِحِي زفرات حزن يضيق بحملها بدن ضعيف /9 /574 محمد بن جامع الصيدلاني: حللت جِبَالَ الحُبِّ فِيْكَ وَإِنَّنِي لأَعْجَزُ عَنْ حَمْلِ القَمِيْصِ وَأَضْعُفُ وَمَا الحُبُّ مِنْ حُسْنٍ وَلاَ من سماحة ولكنه شيء به الروح مكلف /10 /278 أبو الفتح البستي: خَلَفُ بنُ أَحْمَدَ أَحْمَدُ الأَخْلاَفِ أَرْبَى بِسُؤْدُدِهِ على الأسلاف /12 /546 أبو النواس: سُبْحَانَ ذِي المَلِكُوتِ أَيَّةُ لَيْلَةٍ مَخَضَتْ صَبِيْحَتُهَا يوم المَوْقِفِ لَوْ أَنَّ عَيْناً وَهَّمَتْهَا نَفْسُهَا مَا في المعاد محصلا لم تطرف /8 /48

..........: فيا شجر الخابور مالك مورقا كأنك لم تحزن على ابن ظريف فَتَىً لاَ يُحِبُّ الزَّادَ إِلاَّ مِنَ التُّقَى ولا المال إلا من قنا وسيوف /7 /267 علي بن حجر: لَكُمْ مائَةٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَعُدُّهَا حَدِيْثاً حديثا لا أزيدكم حرفا /9 /403 الحسن بن أحمد، أبو علي: لَهَا مُقْلَةٌ صَحَّتْ وَلَكِنْ جُفُونُهَا بِهَا مَرَضٌ يسبي القلوب ويتلف /12 /304 السلمي: ما طليني وَسَوِّفِي وَعِدِيْنِي وَلاَ تَفِي وَاتْركِيْنِي مُوَلَّهاً أَوْ تجودي وتعطفي /12 /451 كَعْبٌ: نُخَيِّرُهَا وَلَو نَطَقَتْ لَقَالَتْ قَوَاطِعُهُنَّ دَوْساً أو ثقيفا /4 /124 الأبيوردي: نَزَلْنَا بِنُعْمَانِ الأَرَاكِ وَلِلنَّدَى سَقِيْطٌ بِهِ ابْتَلَتْ عَلَيْنَا المَطَارِفُ فَبِتُّ أُعَانِي الوَجْدَ وَالرَّكْبُ نُوَّمٌ وقد أخذت منا السرى والتنائف /14 /247 ..........: وَكَّلْتُ إِلَى المَحْبُوبِ أَمرِيَ كُلَّهُ فَإِنْ شَاءَ أحياني وإن شاء أتلفا /16 /491 ........: وَلَيْسَ نَسِيْمَ المِسْكِ رِيْحُ حَنُوْطِهِ وَلَكِنَّهُ ذَاكَ الثناء المخلف /9 /187 ابن المعتز: وَمَا كَانَ رِيْحُ المِسْكِ رِيْح حَنُوطه وَلَكِنَّهُ هَذَا الثَّنَاءُ المُخَلَّفُ وَلَيْسَ صَرِيْرَ النَّعْشِ مَا تَسْمَعُوْنَهُ ولكنه أصلاب قوم تقصف /- /-

هبة الله ابن القاضي أبي الفضل: وملية بالحسن يسخر وجهها بالبدر يهز أريقها بالقرقف لا شيء أعجب مِنْ تَلَهُّبِ خَدِّهَا بِالمَاءِ إِلاَّ حُسْنُهَا وَتعَفُّفِي /16 /41 /16 /42 الحيص بيص: يَهُزُّ حَدِيْثُ الجُودِ سَاكِنَ عِطْفِهِ كَمَا هَزَّ شرب الحي صهباء قرقف /15 /173 حرف القاف القاسم بن ناقياء: أَجْرَى المَدَامِعَ بِالدَّمِ المُهْرَاقِ خَطْبٌ أَقَامَ قِيَامَةَ الآمَاقِ خَطْبٌ شَجَا مِنَّا القُلُوبَ بِلَوْعَةٍ بَيْنَ التراقي مالها من راق /14 /14 حسان بن ثابت: إذ الله جازى معشرا بفعالهم ونصرهم الرحمن رب المشارق /1 /412 مالك بن عوف: أذكر مسيرهم للناس إذا جمعوا ومالك فوقه الرايات تختفق /2 /137 ......: أرأيت إن طالبتكم، فوجدتكم بحلية أو أدركتكم بالخوانق ألم يك حقا أن ينول عاشق تكلف إدلاج السوى والودائق /2 /129 التاج الكندي: أَرَى المَرْءَ يَهْوَى أَنْ تَطُولَ حَيَاتُهُ وَفِي طُولِهَا إِرهَاقُ ذلٍّ وَإِزهَاقُ تَمَنَّيْتُ فِي عصرِ الشَّبِيْبَةِ أَنَّنِي أُعَمَّرُ وَالأَعَمَّارُ لاَ شَكَّ أَرزَاقُ /16 /77 أبو تمام: أنا والله أشتهي سحر عينيك وأخشى مصارع الفساق /6 /485

زياد: إِنَّ تَحْتَ الأَحْجَارِ حَزْماً وَعَزْماً وَخَصِيْماً أَلَدَّ ذَا مِعْلاَقِ حَيَّةٌ فِي الوِجَارِ أَرْبَدُ لاَ ين فع منه السليم نفثة راق /4 /203 أبو جندل: إِنَّ الزَّمَانَ الَّذِي نَرْجُوْ هَوَادِيَهُ يَأْتِي عَلَى الحَجَرِ القَاسِي فَيَنْفَلِقُ مَا الدَّهْرُ لِلنَّاسِ إِلاَّ مِثْلُ وَارِدَةٍ إِذَا مَضَى عُنُقٌ مِنْهَا بَدَا عنق /5 /308 الأحنف بن قيس: إِنَّ عَلَى كُلِّ رَئِيْسٍ حَقَّا أَنْ يَخْضِبَ القناة أو تندقا /5 /42 مسعر: إني منحتك يا كرام نَصِيْحَتِي فَاسْمَعْ مَقَالَ أَبٍ عَلَيْكَ شَفِيْقِ أَمَّا المُزَاحَةُ وَالمِرَاءُ فَدَعْهُمَا خُلُقَانِ لاَ أَرْضَاهُمَا لِصَدِيْقِ /6 /580 أبو عبد الله أحمد بن محمد.....: أوما تَرَى قَلَقَ الغَدِيْرِ كَأَنَّهُ يَبْدُو لِعَيْنِكَ مِنْهُ حلي مناطق /14 /346 أبو نواس: ألا كل حي هالكا وابن هالك وذا نَسَبٍ فِي الهَالِكِيْنَ عَرِيقِ إِذَا امْتَحَنَ الدُّنْيَا لَبِيْبٌ تَكَشَّفَتْ لَهُ عَنْ عَدُوٍّ فِي ثِيَابِ صديق /8 /49 أبو القاسم القشيري: البَدْرُ مِنْ وَجْهِكَ مَخْلُوْقُ وَالسِّحْرُ مِنْ طَرْفِكَ مسروق /13 /398 عروة: بنيناه فأحسنا بناه بحمد الله في خبر العقيق تراهم ينظرون إليه شرزا يلوح لهم على وضح الطريق /5 /253

المعتضد بالله: تمتع من الدنيا فإنك تَبْقَى وَخُذْ صَفْوَهَا مَا إِنْ صَفَتْ وَدَعِ الرَّنْقَا وَلاَ تَأْمَنَنَّ الدَّهْرَ إِنِّيْ أَمِنْتُهُ فَلَمْ يبق لي حالا ولم يدع لي حقا /10 /486 أَبُو شُجَاعٍ: تَولاَّهَا وَلَيْسَ لَهُ عَدُوٌّ وَفَارَقَهَا وليس له صديق /14 /111 علي بن محمد الشمشاطي: رَضِيْتُ لَكَ العَلْيَا وَقَدْ كُنْتَ أَهْلَهَا وَقُلْتُ لَهُمْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَخِي فَرْقُ وَلَمْ يَكُ بي عنها بكسول وإنما تجافيت من حقي فتم لك الحق /12 /246 ابن الخياط: سَلُوْا سَيْفَ أَلْحَاظِهِ المُمْتَشَقْ أَعِنْدَ القُلُوْبِ دَمٌ لِلْحَدَقْ أَمَا مِنْ مُعِيْنٍ وَلاَ عَاذِرٍ إِذَا اعنف الشوق يوما رفق /14 /348 الحُمَيْدِيّ: طَرِيْقُ الزُّهْدِ أَفْضَلُ مَا طَرِيْقِ وَتَقوَى الله تأدية الحقوق /14 /160 ..........: فإن كنت مأكولا فكن خير آكل وإلا فأدركني ولما أمزق /2 /480 .......: فعادت لنا كالشمس بعد خلافها على خير أحوال كأن لم تطلق /11 /7 ...........: قد حضرنا وليس يفضي تلاَقِي نَسْأَلُ اللهَ خَيْرَ هَذَا الفِرَاقِ إِنْ تَغِبْ لَمْ أَغِبْ وَإِنْ لَمْ تَغِبْ غِبْتُ كأن افتراقنا باتفاق /12 /519 أحمد بن سعيد: قُرْبِي إِلَى اللهِ دَعَانِي إِلَى حُبِّ أَبِي يعقوب إسحاق /9 /313

أبو الزبيد: مُبَارَكٌ مِنْ وَلَدِ الصِّدِّيْقِ أَبْيَضُ مِنْ آلِ ابن عيق ألذه كما ألذ ريقي ................ /5 /249 ابن المبارك: المَرْءُ مِثْلُ هِلاَلٍ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ يَبدُو ضَئِيْلاً تراه ثم يتسق /7 /391 .........: مَرَرْتُ بِقَبْرِ ابْنِ المُبَارَكِ غَدْوَةً فَأَوْسَعَنِي وَعْظاً وَلَيْسَ بِنَاطِقِ وَقَدْ كُنْتُ بِالعِلْمِ الَّذِي فِي جوانحي غنيا وبالشيب الذي في مفارقي /7 /391 العباس بن عبد المطلب: مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِي الظِّلاَلِ وَفِي مُسْتَوْدَعٍ حيث يخصف الورق ثُمَّ هَبَطْتَ البِلاَدَ لاَ بَشَرٌ أَنْتَ وَلاَ مضغة ولا علق /1 /161 /3 /404 علي بن أبي الوفاء سعد بن علي: من كل أهرت بادي السخط مطرح الحياء جَهْمِ المُحَيَّا سَيِّئ الخُلُقِ وَالشَّمْس مُذْ لقَّبُوْهَا بالغزالة أعطته الرشا جسدا من لونها اليقق /15 /62 عائشة: من لا يزال دمعه مقنعا فإنه لا بد مرة مدفوق /2 /364 ............: فَمِنَ الأَمَانَةِ وَالتُّقَى قُطِعَتْ يَدَاكَ مِنَ المَرَافِقْ /13 /258 ابن الخياط: لَوْ كُنْتَ شَاهِدَ عَبْرَتِي يَوْمَ النَّقَا لَمَنَعْتَ قَلْبَكَ بَعْدَهَا أَنْ يَعْشَقَا وَعَذَرْتَ فِي أَنْ لاَ أُطِيْقَ تَجَلُّداً وَعَجِبْتَ مِنْ أَنْ لاَ أذوب تحرقا /14 /347

هند بن عُتْبَةَ: نَحْنُ بنَاتُ طَارِق نَمْشِي عَلَى النَّمَارِقْ /1 /401 /8 /378 دِعْبِل: نَفَرَ ابْنُ شَكْلَةَ بِالعِرَاقِ وَأَهْلِهَا وَهَفَا إِلَيْهِ كُلُّ أَطْلَسَ مَائِقِ إِنْ كَانَ إِبْرَاهِيْمُ مضطلعا بها فلتصلحن من بعده لمخارق /8 /540 ابن عساكر: وَالحُبُّ فِيْهِ حَلاَوَةٌ وَمَرَارَةٌ سَائِلْ بِذَلِكَ مَنْ تَطَعَّمَ أَوْ ذُقِ مَا ذَاقَ بُؤْسَ مَعِيْشَةٍ وَنَعِيْمَهَا فِيْمَا مَضَى أَحَدٌ إِذَا لَمْ يَعْشَقِ /6 /118 محمد بن يَحْيَى: وَقَالُوا: يَصِيْرُ الشَّعْرُ فِي المَاءِ حَيَّةً إذا الشمس لاقته فما خلته حقا /15 /108 خلف بن خير: يَا أَهْل حِمْصَ وَمِنْ بِهَا أُوصيكُم بِالبر والتقوى وصيته مشفق فخذوا عن العربي أسماء الدجى وخذوا الرواية عن إمام متق /15 /44 أبو العباس أحمد بن عبد الغني: يَا رَاحِلاً وَجَمِيْلُ الصَّبْرِ يَتبَعُهُ هَلْ مِنْ سبيل إلى لقياك يتفق /16 /41 جمال الدين أبو الفرج بن الجوزي: يَا سَاكنَ الدُّنْيَا تَأَهَّبْ وَانتَظِرْ يَوْمَ الفِرَاقِ وأعد زادا للرحيل فسوف يحدى بالرفاق /15 /460 ...........: يَا شَارِبَ الخَمْرِ اغْتَنِمْ تَوبَةً قَبْلَ التِفَافِ الساق بالساق /13 /394

السيد الحِمْيَرِيِّ: يَا شِعْبَ رَضْوَى مَا لِمَنْ بِكَ لاَ يرى وبنا إليه من الصبابة أو لق /5 /57 أبو إسماعيل الحسين بن علي: يَا قَلْبُ مَالَكَ وَالهَوَى مِنْ بَعْدِ مَا طَابَ السُّلُوُّ وَأَقْصَرَ العُشَّاقُ أَوَ مَا بَدَا لَكَ فِي الإِفَاقَةِ وَالأُلَى نَازَعْتَهُم كَأْسَ الغَرَامِ أفاقوا /14 /335 أبو عبد الله محمد بن نصر: يَا هِلاَلاً لاَح فِي شَفق أَعف أَجفَانِي من الأرق /15 /56 .........: يَلْقَى النَّدَى بِرَقِيْقِ وَجْهٍ مُسْفِرٍ فَإِذَا التَقَى الجمعان عاد صفيقا /12 /268 حرف الكاف علي: اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيكا ولا تجزع من القتل إذا حل بواديكا /2 /513 صلاح الدين الصفدي: شمس الدين غبت وكل شمس يغيب وزال عنا ظل فضلك وكم ورخت أنت وفاة شخص وما ورخت قط وفاة مثلك /1 /105 محمد بن موسى: أضحى ابن حنبل محمة مرضية وبحب أحمد يعرف المتنسك /9 /267 العماد: أما الغبار فإنه مما أثارته السنابك ما الجو منه مظلم لكن تباشير السنابك /15 /448

الأحنف بن قيس: أَنْتَ لِلْمَالِ إِذَا أَمْسَكْتَهُ وَإِذَا أَنْفَقْتَهُ فَالمَالُ لك /5 /44 أبو طاهر السدوسي: إني وإن كنت بأمر الهوى عزا فسِتْرِي غَيْرُ مَهْتُوكِ أَكنِي عَنِ الحِبِّ وَيَبْكِي دما قلبي ودمعي غير مسفوك /12 /260 كعب بن زهير: ألا أبلغا عني بجيرا رسالة فهل لك فيما قلت بالخيف هل لكا سقاك مع المأمون كأسا روية وأنهلك المأمون منها وعلكا /2 /152 الذهبي: تقي الدين يا قاضي الممالك ونلت من العلوم مدى كمالك /1 /104 الذهبي: تولى شبابي كأن لم يكن وأقبل شيب علينا تولى /1 /104 ابن عنين: دِحْيَةُ لَمْ يُعْقِبْ فَلِمْ تَعْتَزِي إِلَيْهِ بِالبُهْتَانِ وَالإِفْكِ مَا صَحَّ عِنْدَ النَّاسِ شَيْءٌ سِوَى أنك من كلب بلا شك /16 /279 التَّاجِ الكِنْدِيِّ: دَعِ المُنَجِّمَ يَكبُو فِي ضَلاَلَتِهِ إِنِ ادَّعَى عِلْمَ مَا يَجرِي بِهِ الفَلَكُ تفرد الله بالعلم القديم فلا الإنسان يشركه فيه ولا الملك /16 /77 .......: عجباً لِلنَّاسِ تَاهُوا فِي بُنَيَّاتِ المَسَالِكْ وَصَفُوا بالفضل قوما وهم ليسوا هنالك /16 /340

أبو زهير السعدي: قضى خالد بغيا عليه لعرسه وكان له فيها هوى قبل ذلكا /2 /382 زرقان بن أبي داود: المَوْتُ فِيْهِ جَمِيْعُ الخَلْقِ مُشْتَرِكٌ لاَ سُوقَةٌ منهم يبقى ولا ملك /8 /395 أبو نواس: وحياة رأسك لا أعود دُ لِمِثْلِهَا مِنْ خَوْفِ بَاسِكْ مَنْ ذَا يكون أبا نواسك إن قتلت أبا نواسك /8 /49 أبو محمد علي بن أحمد: لاَ تَشْمَتَنْ حَاسِدِي إِنْ نَكْبَةً عَرَضَتْ فَالدَّهْرُ ليس على حال بمترك /13 /384 أبو طاهر السدوسي: يا طالبا بعد قتلي الحج لله نسكا تركتني فيك صبا أبكي عليك وأبكي /12 /260 خالد بن الوليد: يَا عُزُّ كُفْرَانَكِ لاَ سُبْحَانَكِ إِنِّي رَأَيْتُ الله قد أهانك /3 /225 أبو عبيد: يا لك من ذي أربع ما أكبرك لأضربن بالحسام مشفرك /2 /412 حرف اللام .......: أَتَتْهُ المَنِيَّةُ مُغْتَاظَةً وَسَلَّتْ عَلَيْهِ حُسَاماً ثَقِيلا فَلَمْ تُغْنِ عَنْهُ حُمَاةُ الرِّجَالِ وَلَمْ يُجْدِ فيه عليه فتيلا /16 /136

ابن مجبر: أَترَاهُ يَتْرُكُ العَذَلا وَعَلَيْهِ شَبَّ وَاكتهلاَ كَلِفٌ بِالغِيْدِ مَا عَلِقَتْ نَفْسُهُ السُّلْوَانَ مُذ عَقَلا /15 /378 مَالِكُ بنُ أَعْيَنَ: إِذَا طَلَبَ النَّاسُ عِلْمَ القرآن كانت قريش عليه عيالا /5 /237 حسان بن ثابت: إِذَا مَا ابْنُ عَبَّاسٍ بَدَا لَكَ وَجْهُهُ رأيت له في كل أحواله فَضْلاَ إِذَا قَالَ لَمْ يَتْرُكْ مَقَالاً لِقَائِلٍ بمنتظمات لا ترى بينها فصلا /4 /391 أبو سفيان: أَرِقْتُ فَبَاتَ لَيْلِي لاَ يَزُوْلُ وَلَيْلُ أَخِي المُصِيْبَةِ فِيْهِ طُوْلُ وَأَسْعَدَنِي البُكَاءُ وَذَاكَ فِيْمَا أصيب المسلمون به قليل /3 /129 المعز لدين الله، أبو تميم،.... أَطلع الحَسَن مِنْ جَبِينك شمساً فَوْقَ وَرد من وجنتيك أطلا /11 /430 قيس بن الملوح: أظن هواها تاركي مضلة مِنَ الأَرْضِ لاَ مَالٌ لَدَيَّ وَلاَ أَهْلُ وَلاَ أَحَدٌ أَقْضِي إِلَيْهِ وَصِيَّتِي وَلاَ وَارِثٌ إلا المطية والرحل /4 /511 حسان بن ثابت: أَقَامَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ وَهَدْيِهِ حَوَارِيُّهُ وَالقَوْلُ بِالفِعْلِ يُعْدَلُ أَقَامَ عَلَى مِنْهَاجِهِ وَطَرِيْقِهِ يُوَالِي ولي الحق والحق أعدل /3 /42 عبد المؤمن: أَقيمُوا إِلَى العليَاءِ هُوْجَ الرَّوَاحِلِ وَقُودُوا إِلَى الهجاء جُرْدَ الصَّوَاهلِ وَقُومُوا لِنَصْرِ الدِّيْنِ قَوْمَةَ ثَائِرٍ وشدوا على الأعداء شدة صائل /15 /141

العكوك، أبو الحسن بن جبلة: أَنْتَ الَّذِي تُنْزِلُ الأَيَّامَ مَنْزِلَهَا وَتَنْقُلُ الدَّهْرَ من حال إلى حال وَمَا مَدَدْتَ مَدَى طَرْفٍ إِلَى أَحَدٍ إِلاَّ قضيت بأرزاق وآجال /8 /333 أم خالد بن الوليد: أنت خير من ألف ألف من القوم إذا ما كبت وجوه الرجال /3 /232 ورقة بن نوفل: إن يك حقا يا خديجة فاعلمي حديثك إيانا فأحمد مرسل /1 /202 الحسن بن علي بن مقلة: إِنَّمَا الزَّعْفَرَانُ عِطْرُ العَذَارَى وَمِدَادُ الدَّواة عِطر الرجال /11 /461 أبو دجانة: إِنِّي امْرُؤٌ عَاهَدَنِي خَلِيْلِي إِذْ نَحْنُ بِالسَّفْحِ لدى النخيل /3 /152 أبو العتاهية: إِنِّيْ أَمِنْتُ مِنَ الزَّمَانِ وَصَرْفِهِ لَمَّا عَلِقْتُ مِنَ الأَمِيْرِ حِبَالاَ لَوْ يَسْتَطيعُ النَّاسُ مِنْ إجلاله لحذوا له حر الخدود نعالا /8 /335 قيس بن الملوح: إِنِّي لأَجْلِسُ فِي النَّادِي أُحَدِّثُهُمْ فَأَسْتَفِيْقُ وَقَدْ غَالَتْنِيَ الغُوْلُ يُهْوِي بِقَلْبِي حَدِيْثُ النَّفْسِ نَحْوَكُمُ حتى يقول جليسي: أنت مخبول /4 /511 عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ الدَّاوُوْدِيّ: أَودَى الإِمَامُ الحَبْرُ إِسْمَاعِيْلُ لَهَفِي عَلَيْهِ لَيْسَ مِنْهُ بَدِيْلُ بَكَتِ السَّمَا وَالأَرْضُ يَوْمَ وَفَاتِهِ وَبَكَى عَلَيْهِ الوحي والتنزيل /13 /301 أبو بكر القفال: أوسع رجلي عَلَى مَنْ نَزَلْ وَزَادِي مُبَاحٌ عَلَى مَنْ أكل /12 /310

الحَافِظِ أَبِي القَاسِمِ: أَلاَ إِنَّ الحَدِيْث أَجَلُّ علمٍ وَأَشرفُه الأَحَادِيْث العَوَالِي وَأَنفعُ كُلُّ نوعٍ منه عندي وأحسنه الفوائد والأمالي /15 /253 أَبُو الأَشْعَثِ العَبْسِيُّ: أَلاَ إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ حَيّاً وَمَيِّتاً أَسِيْرُ ثَقِيْفٍ عِنْدَهُم فِي السَّلاَسِلِ لَعَمْرِي لَقَدْ أَعْمَرْتُمُ السِّجْنَ خَالِداً وَأَوْطَأْتُمُوْهُ وَطْأَةَ المتثاقل /6 /150 أبو بكر: أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيْتَنَّ لَيْلَةً بِوَادٍ وحولي أذخر وجليل /3 /214 سعد بن أبي وقاص: أَلاَ هَلْ أَتَى رَسُوْلَ اللهِ أَنِّي حَمَيْتُ صَحَابَتِي بِصُدُورِ نَبْلِي فَمَا يَعتَدُّ رَامٍ فِي عدو بسهم يا رسول الله قبلي /3 /71 الحافظ أبي القاسم: أيا نفسي ويحك جاء المشيب فماذا التصابي التصابي وماذا الغزل تولى شبابي كأن لم يكن وجاء مشيب كأن لم يزل /15 /254 وجيه الدين أبو بكر المبارك: أَيُّهَا المَغْرُوْر بِالدُّنْيَا انتبِه إِنَّهَا حَالٌ ستفنَى وَتحوْلُ وَاجتهِدْ فِي نِيلِ مُلْكٍ دَائِمٍ أَيُّ خير في نعيم سيزول /16 /104 أبو بكر الصديق: بأبي شبيه النبي ليس شبيه بعلي /4 /329 كعب بن زهير: بانت سعادة فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يلف مكبول /2 /153 /2 /155

مروان بن أبي حفصة: بَنُو مَطَرٍ يَوْمَ اللِّقَاءِ كَأَنَّهُمْ أُسُودٌ لَهَا فِي بَطْنِ خَفَّانَ أَشْبُلُ هُمُ يَمْنَعُوْنَ الجَارَ حتى كأنما لجارهم بين السماكين منزل /7 /430 ........: بَيَّضَ اللهُ وَجْهَهُ وَوَقَاهُ فَزَعاً يَوْمَ القَمْطَرِيْرِ وهوله /9 /310 الداخل: تَبَدَّتْ لَنَا وَسْطَ الرُّصَافَةِ نَخْلَةٌ تَنَاءتْ بِأَرْضِ الغرب عن بلد النخيل فَقُلْتُ: شَبِيْهِي فِي التَّغَرُّبِ وَالنَّوَى وَطُوْلِ انْثِنَائِي عن بني وعن أهلي /7 /276 عاصم بن الحسن: تَرَاهُ مِنَ الذَّكَاءِ نَحِيْفَ جِسْمٍ عَلَيْهِ مِنْ توقده دليل /14 /13 الفَرَزْدَقُ: تَرَى الغُرَّ الجَحَاجِحَ مِنْ قُرَيْشٍ إِذَا مَا الأَمْرُ ذُو الحَدَثَانِ عَالاَ قِيَاماً يَنْظُرُوْنَ إلى سعيد كأنهم يرون به هلالا /4 /445 المعتصم بن صمادح ... : ترفق بدمعك لا تفنه فبين يدي بكاء طويل /14 /85 مروان بن أبي حفصة: تشابه يوما بأسه ونواله فما أحد يردي لأيهما الفضل /7 /104 أبو تمام حبيب بن أوس: تَغَايَرَ الشِّعْرُ فِيْهِ إِذْ سَهِرْتُ لَهُ حَتَّى ظننت قوافيه ستقتتل /9 /119 ........: تفرعنت يا فضل مروان فاعتبر فقبلك كان والفضل الفضل /9 /473

ابن مجبر: ثم قالوا: سوف نتركها سليا للحب أو نفلا /15 /378 ياقوت: جَسَدِي لِبُعدِكَ يَا مُثِيرُ بَلاَبِلِي دَنِفٌ بِحُبِّك مَا أَبلَّ بَلَى بَلِي يَا مَنْ إِذَا مَا لاَم فِيْهِ لَوَائِمِي أَوْضَحْتُ عُذرِي بِالعذَارِ السائل /16 /230 حسان بن ثابت: حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيْبَةٍ وَتُصْبِحُ غَرْثَى من لحوم الغوافل /1 /455 أبو بكر الشبلي: خَلِيْلَيَّ إِنْ دَامَ هَمُّ النُّفُوْسِ عَلَى مَا أَرَاهُ سرِيعاً قَتَلْ فَيَا سَاقِي القَوْمِ لاَ تنسى ويا ربة الخدر غني رمل /14 /95 ياقوت: خليلي لبعدك يا مشير بلالي وأظلم إلا حن أو جن عاقل /16 /230 .......: دين وكفر تقَال وَفُر قَانٌ يُنَصُّ وَتَوْرَاةٌ وَإِنجيلُ فِي كُلِّ جيلٍ أَبَاطيلُ يُدَانُ بِهَا فَهَلْ تَفَرَّد يوما بالهدى جيل /13 /294 أبو علي الحسين بن عبد الله: ذرا السعي في نيل العلى الفضائل مَضَى مَنْ إِلَيْهِ كَانَ شدُّ الرَّوَاحِلِ وَقُولاَ لساري البرق إني نعيته نبار أسى أو دمع سحب هواطل /15 /253 حسن بن ثابت: رَأَيْتُكِ وَلْيَغْفِرْ لَكِ اللهُ حُرَّةً مِنَ المُحْصَنَاتِ غير ذات غوافل حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيْبَةٍ وَتُصْبِحُ غَرْثَى من لحوم الغوافل /1 /456 /3 /443 /3 /444

أبو الحسن الداوودي: رَبِّ تَقَبَّلْ عَمَلِي وَلاَ تُخَيِّبْ أَمَلِي أَصْلِحْ أموري كلها قبل حلول الأجل /13 /394 ابن هبيرة الوزير: زَارَ الخَيَالُ نَحِيْلاً مِثْلَ مُرْسِلِهِ فَمَا شَفَانِي منه الضم والقبل /15 /174 أبو إسحاق: سَأَلْتُ النَّاسَ عَنْ خِلٍّ وَفِيٍّ فَقَالُوا: مَا إلى هذا سبيل /14 /13 أبو زيد: سَلاَ عَنْ سَلاَ إِنَّ المَعَارِفَ وَالنُّهَى بِهَا وَدَّعَا أُمَّ الرَّبَابِ وَمَأْسَلاَ بكيتُ أَسَىً أَيَّامَ كَانَ بِسَبْتَةٍ فَكَيْفَ التَأَسِّي حِيْنَ مَنْزِله سَلاَ /15 /228 عبد الله بن رواحة: شَهِدْتُ بِإِذْنِ اللهِ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ الَّذِي فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مِنْ عَلُ وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى ويحيى كليهما له عمل في دينه متقبل /2 /91 /3 /149 حسان بن ثابت: شَهِدْتُ بِإِذْنِ اللهِ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ الَّذِي فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مِنْ عَلُ وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى ويحيى كليهما له عمل في دينه متقبل /4 /120 أبو سعد محمد بن علي بن: عُزِلْتُ وَمَا خُنْتُ فِيمَا وَلِيْتُ وَغَيْرِي يَخُونُ وَلاَ يُعْزَلُ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَنْ يولي ويعزل لا يعقل /14 /29 إسحاق الرشيد: عطائي عطاء المكثرين تكرما وما لي كما قد تعلمين قليل /9 /154

........: فَإِنْ كُنْتِ لاَ تَدْرِينَ مَا المَوْتُ فَانْظُرِي إِلَى هَانِئ فِي السُّوقِ وَابْنِ عَقِيْلِ أَصَابَهُمَا أَمْرُ الأَمِيْرِ فَأَصْبَحَا أَحَادِيْثَ مَنْ يَسْعَى بِكُلِّ سَبِيلِ أَيَرْكَبُ أَسْمَاءُ الهَمَالَيجَ آمِناً وَقَدْ طَلَبَتْهُ مذحج بقتيل /4 /365 أبو تمام حبيب بن أوس: فَحَوَاكَ عَيْنٌ عَلَى نَجْوَاكَ يَا مَذِلُ حَتَّامَ لا يتقضى قولك الخطل /9 /119 كعب بن مالك: فَكَفَّ يَدَيْهِ ثُمَّ أَغْلَقَ بَابَهُ وَأَيْقَنَ أَنَّ الله ليس بغافل وقال لأهل الدار: لا تقتلوهم عَفَا اللهُ عَنْ كُلِّ امْرِئٍ لَمْ يُقَاتِلِ /2 /487 /4 /125 جمال الدين أبو الفرج الجوزي: قَدْ كَتَمْتُ الحبَّ حَتَّى شفَّنِي وَإِذَا مَا كتم الداء قتل /15 /461 أحمد بن أبي طاهر: قُلْ لِلْخَلِيْفَةِ: يَا ابْنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ شَكِّلْ وزيدك إِنَّهُ مَحْلُوْلُ فَلِسَانُهُ قَدْ جَالَ فِي أَعْرَاضِنَا والرجل منه في الصدور تجول /10 /170 أبو العلاء، أحمد بن عبد الله: قُلْتُمْ: لَنَا خَالِقٌ قَدِيْمُ صَدَقْتُمُ هَكَذَا نَقُوْلُ /13 /294 معبد الخزاعي: كادت تهدمن الأصوات راحتلي إذا سألت الأرض بالجرد الأبابيل /1 /427 /1 /428 صريع الغواني: كأنه قمر أو ضغم هصر أوحية ذَكَرٌ أَوْ عَارِضٌ هَطِلُ لاَ يَضْحَكُ الدَّهْرَ إِلاَّ حِيْنَ تَسْأَلُهُ وَلاَ يُعَبِّسُ إِلاَّ حِيْنَ لا يسل /7 /355

أبو طاهر السلفي: كذاك ابن الرات وَكَانَ سَيْفاً عَلَى البِدْعِيِّ يَطعُنُ كَالأَلاَلِ كَذَا الحَرْبِيُّ أَحربهِ وَحربُ ابْنُ إِسْمَاعِيْلَ خَيَرٌ ذُو منال /15 /283 سعد بن معاذ: لبث قليلا يسهد الهَيْجَا حَمَلْ لاَ بَأْسَ بِالمَوْتِ إِذَا حَانَ الأجل /3 /173 ......: لعمر أبيك فلا تكذبن لقد ذهب الخير إلا قليلا /2 /458 إبراهيم الصُّوْلِيِّ: لِفَضْلِ بنِ سَهْلٍ يَدٌ تَقَاصَرَ فِيْهَا المَثَلْ فَنَائِلُهَا لِلْغِنَى وَسَطْوَتُهَا لِلأَجَلْ وَبَاطِنُهَا لِلنَّدَى وظاهرها للقبل /8 /281 الحميدي: لِقَاءُ النَّاسِ لَيْسَ يُفِيْدُ شَيْئاً سِوَى الهَذَيَانِ مِنْ قِيْلٍ وقال /14 /161 الزاهد العمري: للهِ دَرُّ ذَوِي العُقُوْلِ وَالحِرْصِ فِي طَلَبِ الفضول /7 /363 عبد الله بن بديل: لم يبق إلا الصبر والتوكل ثم التمشي في الرعيل الأول /2 /525 جمال الدين أبو الفرج الجوزي: مَا لِلْهوَى العُذْرِيّ فِي ديَارنَا أَيْنَ العُذَيْب من قصور بابل /15 /461 ابن يزيد الهلالي: وما وَلَدَتْ نَجِيْبَةٌ مِنْ فَحْلِ بِجَبَلٍ نَعْلَمُهُ أَوْ سهل /3 /393

حكيم بن حزام: مَا يَنْظُرُ الحُكَّامُ بِالفَصْلِ بَعْدَ مَا بَدَا سابق ذو غرة وحجول /4 /112 الحلاج، الحسين بن منصور: مُزِجَتْ رُوْحِي فِي رِوحِكْ كَمَا تُمْزَجُ الخَمْرَةُ بالماء الزلال /11 /201 الحافظ الذهبي: نَعَمْ أَبُو القَاسِمِ الهَادِي وَأُمَّتُهُ فَزَادَكَ اللهُ ذلا يا دجيجيل /13 /294 ابْنُ المُعْتَزّ: هَذَا أَبُو القَاسِمِ فِي لَحْدِهِ قفوا انظروا كيف تزول الجبال /10 /499 علي بن البواب: هَذَا وَأَنْتَ ابْنُ بَوَّابٍ وَذُو عَدَمٍ فَكَيْفَ لو كنت رب الدار والمال /13 /82 عمر بن عبد العزيز: هذي المكارم لا عقبان مِنْ لَبَنٍ شِيْبَا بِمَاءٍ، فَعَادَا بَعْدُ أَبْوَالاَ /4 /37 إسحاق النديم: هَلْ إِلَى أَنْ تَنَامَ عَيْنِي سَبِيْلُ إِنَّ عهدي بالنوم عهد طويل /9 /154 الضحاك بن عثمان: وَأَسْلَمْتُ وَجْهِي لِمَنْ أَسْلَمَتْ لَهُ المُزْنُ تَحْمِلُ عذبا زلالا إذا سيقت بَلْدَةٌ مِنْ بِلاَدٍ سِيْقَتْ إِلَيْهَا فَسَحَّتْ سِجَالاَ وَأَسْلَمْتُ نَفْسِي لِمَنْ أَسْلَمَتْ لَهُ الأَرْضُ تَحْمِلُ صخرا ثقالا دحاها فلما استوت شدها سواتء وأرسي عليها الجبالا /3 /89 ابن باديس: وَإِنَّ ابْنَ بَادِيسٍ لأَفْضَلُ مَالِكٍ وَلَكِنْ لعَمْرِي ما لديه رجال /11 /442

...........: وبلال عبد الله خير بلال .............. /3 /212 ...........: وَجَعَلْتَ وَصْلِي الرَّاءَ لَمْ تَلْفِظْ بِهِ وَقَطَعْتَنِي حتى كأنك واصل /6 /175 أبو رجاء العطاردي: وَخَرَّ عَلَى الأَلاَءةِ لَمْ يُوَسَّدْ كَأَنَّ جَبِيْنَهُ سيف صقيل /5 /144 ابن حزم: وَذِي عَذَلٍ فِيْمَنْ سَبَانِي حُسْنُهُ يُطِيْلُ مَلاَمِي في الهوى ويقول /13 /384 ابن كناسة: وَسَمَّيْتُهُ يَحْيَى لِيَحْيَا وَلَمْ يَكُنْ إِلَى قَدَرِ الرحمن فيه سبيل تَفَاءلْتُ لَوْ يُغنِي التَّفَاؤُلُ بِاسْمِهِ وَمَا خِلْتُ فالا قبل ذات يفيل /8 /190 أبو طاهر السلفي: وَصَالِحٌ الرِّضَى وَأَخُوْهُ مِنْهُم كَذَاكَ الدَّارِمِيُّ أَخُو المَعَالِي وَصَالِحٌ المُلَقَّبُ وَابْن عَمْرٍو دِمَشْقِيٌّ حَلِيْمٌ ذو احتمال ونجل جرير تُوُفِّيَ وَتُرْبِي مَنَاقِبُه عَلَى عددِ الرِّمَالِ كَذَا ابن حزيمة السلمي ثم ابن مندة مقتدى مدن الجبال /15 /283 /15 /285 أبو طاهر السلفي: وَعُثْمَانَ الرَّضِيِّ أَخِيْهِ أَيْضاً وَكَالطُّوْسِيِّ رُكنِ الابتهَالِ وَكَالنَّسَوِيّ أَعْنِيْه زُهَيْراً وَيُعْرَفُ بِابْنِ حَرْبٍ فِي المجال /15 /283 أبو أسامة: وَفَتَىً خَلاَ مِنْ مَالِهِ وَمِنَ المُرُوءةِ غَيْرُ خَالِ أَعْطَاكَ قَبْلَ سُؤَالِهِ وَكَفَاكَ مَكْرُوهَ السُّؤَالِ /7 /384

أبو طالب: ولما رأيت القوم لا ود فيهم وقد قطعوا كل العرى والوسائل /1 /217 /1 /218 أبو إسحاق الشيرازي: ولو أني جعلت أمير الجيش لما قاتلت إلا بالسؤال /14 /14 عمارة بن علي: وَلَوْ لَمْ يَكُنْ يَدْرِي بِمَا جَهلَ الورَى من الفضل لم تنفق عليه الفضائل /15 /269 ........: وَلَيْسَ يَصِحُّ فِي الأَذْهَانِ شَيْءٌ إِذَا احْتَاجَ النهار إلى دليل /6 /460 الحيص بيص: وما درى أن نوحى حِيْلَةٌ نُصِبَتْ لِوَصْلِهِ حِيْنَ أَعْيَا اليَقْظَةَ الحِيَلُ /15 /174 المتنبي: وَمَاذَا بِمِصْرَ مِنَ المُضْحِكَاتِ وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَا بِهَا نَبَطِيٌّ مِنَ اهْلِ السَّوَادِ يُدرِّسُ أَنسَابَ أهل الفلا /12 /250 الخطابي، أبو سليمان حمد.......: وَمَا غُرْبَةُ الإِنسَانِ فِي شُقَّةِ النَّوَى وَلَكنّهَا والله في عدم الشكل /12 /498 ابْن التَّكرِيتِيّ: وَمَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي الوَجِيْهَ رِسَالَةً وإن كان لا تجري لَدَيْهِ الرَّسَائِلُ تَمَذْهَبْتَ لِلنُّعْمَانِ بَعْدَ ابْنِ حَنْبَلٍ وذلك لما أعوزتك المآكل /16 /105 الوزير، أبو الحسن، علي بن.....: وَمَنْ يَكُ عَنِّي سَائِلاً لِشَمَاتَةٍ لِمَا نَابَنِي أو شامتا غير سائل /11 /503

الأخطل: وَالنَّاسُ هَمُّهُمُ الحَيَاةُ وَلاَ أَرَى طُوْلَ الحَيَاةِ يَزِيْدُ غَيْرَ خَبَالِ وَإِذَا افْتَقَرْتَ إِلَى الذَّخَائِرِ لَمْ تَجِدْ ذُخْراً يكون كصالح الأعمال /5 /352 المنصور: ونصبت نفسي للرما دريئة إن الرئيس لمثلها لفعول /6 /340 أبو العَلاَءِ المَعَرِيّ: وَلاَحَ هِلاَلٌ مِثْلَ نُوْنٍ أَجَادَهَا بماء النضار الكاتب ابن هلال /13 /82 أبو غزية: لايزهدنك فِي أَخٍ لَكَ أَنْ تَرَاهُ زَل زلَّه وَالمَرْءُ يَطْرَحُهُ الَّذ ينَ يَلونَهُ فِي شَرِّ إله /11 /112 سيبويه: لا ينفع الهليون والأطريفل انخرق الأعل وخار الأسفل /11 /55 أبو بكر، يحيى بن محمد: يَا أَقتل النَّاس أَلحَاظاً وَأَطيبهُم رِيقاً مَتَى كَانَ فِيك الصَّاب وَالعَسَلُ فِي صحْن خَدك وهو الشمس طالعة ورد يزيدك فيه الراحل والخجل /15 /40 الأحوص، عبد الله بن محمد: يَا بَيْتَ عَاتِكَةَ الَّذِي أَتَعَزَّلُ حَذَرَ العِدَى وَبِهِ الفُؤَادُ مُوَكَّلُ إِنِّي لأَمْنَحُكَ الصُّدُوْدَ وَإِنَّنِي قسما إليك مع الصدود لأميل /5 /354 أبو سعد محمد بن علي: يَا حَسْرَتَا مَاتَ حَظِّي مِنْ قُلُوبِكُمُ وَللْحُظُوظِ كما للناس آجال /14 /29

شهاب الدين فتيان بن علي: يَا رُبَّ بِيضٍ سَلَلْنَ البِيضَ مِنْ حَدَقٍ سود ومن كَأَعْطَافِ القَنَا الذُّبُلِ هِيفِ الخُصُوْرِ نَقِيَّاتِ الثُّغُوْرِ أثي ثات الشعور هجرن الكحل للكحل /16 /137 أبو شجاع ابن الدهان: يَا زَيْدُ زَادَكَ رَبِّي مِنْ مَوَاهِبِهِ نُعْمَى يُقَصِّرُ عَنْ إِدرَاكِهَا الأَمَلُ لاَ بَدَّلَ اللهُ حَالاً قَدْ حَبَاكَ بِهَا مَا دَارَ بَيْنَ النحاة الحال والبدل /16 /77 أبو الحسن بن علي: يَا مَنْ يُسَوِّدُ شَيْبَه بِخِضَابهِ لَعَسَاهُ فِي أهل الشبيبة يحصل /15 /420 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُعَاوِيَةَ: يَا نَخْلَ أَنْتِ غريبة مثلي في القرب نَائِيَةٌ عَنِ الأَهْلِ فَابْكِي وَهَلْ تَبْكِي مُلَمَّسَةٌ عجماء لم تطبع على خبل /7 /279 ......: يَزِينُكَ إِمَّا غَابَ عَنْكَ فَإِنْ دَنَا رَأَيْتَ لَهُ وَجْهاً يَسُرُّكَ مُقْبِلا يُعَلِّمُ هَذَا الخَلْقَ مَا شَذَّ عَنْهُمُ مِنَ الأَدَبِ المَجْهُولِ كَهْفاً ومعقلا /9 /206 يزيد الحميري: يَغْسِلُ المَاءُ مَا صَنَعْتَ وَشِعْرِي رَاسِخٌ مِنْكَ في العظام البوالي /4 /494 صريع الغواني: يَكْسُو السُّيوفَ نُفُوْسَ النَّاكِثِينَ بِهِ وَيَجْعَلُ الهَامَ تيجان القنا الذبل /7 /355 يعقوب: يموت الفتى من عشرة بلسانه وليس يموت المرء من عشرة الرجل /9 /437

حرف الميم ابن الرومي: آرَاؤُكُم وَوُجُوْهُكُم وَسُيُوُفُكُم فِي الحَادِثَاتِ إِذَا دَجَوْنَ نجوم /10 /498 أبو الفرج عبد الله بن أسعد ... : أَأَمدَحُ التُّرْكَ أَبغِي الفَضْلَ عِنْدَهُمُ وَالشِّعْرُ مَا زال عند الترك متروكا /15 /357 الشافعي: أَأَنْثُرُ دُرّاً بَيْنَ سَارِحَةِ النَّعَمْ وَأَنْظِمُ مَنْثُوراً لِرَاعِيَةِ الغَنَمْ لَعَمْرِي لَئِنْ ضُيِّعْتُ فِي شَرِّ بَلْدَةٍ فلَسْتُ مُضِيعاً بَينَهُمْ غُرَرَ الحِكَمْ فَإِنْ فَرَّجَ اللهُ اللَّطِيْفُ بِلُطْفِهِ وَصَادَفْتُ أَهْلاً لِلْعُلُومِ وللحكم /8 /267 أبو بكر محمد بن عمار المهري: أَبَى اللهُ أَنْ تَلْقَاهُ إِلاَّ مُقَلَّداً حَمِيْلَةَ سيف أو حمالة غارم /14 /80 سنان: أُحِبُّ عَلِيّاً وَالبتُولَ وَوُلْدَهَا وَلاَ أَجحَدُ الشَّيْخَيْنِ حق التقدم /15 /377 أبو إسحاق: أُحِبُّ الكَأْسَ مِنْ غَيْرِ المُدَامِ وَأَلهُوَ بِالحسَابِ بلا حرام /14 /13 كعب بن الأشرف: أذاهب رادعة لو تعصر انعصر وتارك أنت أم الفضل بالحرم /1 /393 مُسْلِمُ بنُ الوَلِيْدِ: أَذَكَرْتَ سَيْفَ رَسُوْلِ اللهِ سُنَّتَه وَبَأْسَ أَوَّلِ مَنْ صَلَّى وَمَنْ صَامَا /7 /526 كعب بن الأشرف: أراحل أنت لم تحلل بمنقبة وتارك أنت أم الفضل بالحرم /1 /392

..........: أرى خلل الرماء وَمِيضَ نَارٍ خَلِيقٌ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ ضِرَامُ فَإِنَّ النَّارَ بِالزَّنْدَيْنِ تُورَى وَإِنَّ الفِعلَ يَقْدُمُهُ الكلام /6 /224 البسامي: أسقوا على أن لا يكونوا شاركوا في قتله فتتبعوه رميما /9 /446 العَرْجِيِّ: أَظَلُوْمُ إِنَّ مُصَابَكُم رَجُلاً رَدَّ السَّلاَمَ تحية ظلم /8 /394 محمد بن داود: أُكَرِّرُ فِي رَوْضِ المَحَاسِنِ مُقْلَتِي وَأَمْنَعُ نَفْسِي أَنْ تَنَالَ مُحَرَّمَا وَيَنْطِقُ سِرِّي عَنْ مُتَرْجَمِ خاطري فلولا اختلاسي رده لتكلما /10 /277 ......: ألم تر اللهَ أَنْزَلَ نَصْرَهُ وَسَعْدٌ بِبَابِ القَادِسِيَّةِ مُعْصَمُ /3 /79 ابن سَنَاءِ المُلْكِ: إِلَيْكَ فَمَا بَدْرُ المُقَنَّعِ طَالِعاً بأسحر من ألحاظ بدري المقنع /7 /14 أبو الحسن علي: إِنْ كُنْتَ لَمْ تُرِقِ الدِّمَاءَ زَهَادَةً فَلَقَدْ أرقت اليوم من جفني دما /13 /299 هبة الله بن الحسن: أَنَا الأَشْقَرُ المَوْعُوْدُ بِي فِي المَلاَحِمِ وَمَنْ يملك الدنيا بغير مزاحم /14 /388 أبو سهل الحنفي: أَنَامُ عَلَى سَهْوٍ وَتَبْكِي الحَمَائِمُ وَلَيْسَ لَهَا جرم وفي الجرائم /12 /281

وهب بن جرير: إِنَّ الَّذِي نَجَّاكَ مِنْ بَطْنِ ذَمَهْ وَمِنْ سُيولٍ فِي بُطونٍ مُفْعَمَه لقَادِرٌ أَنْ يَسْتَتِمَّ نعمه ........ /10 /14 السَّيِّدُ الحِمْيَرِيُّ: أَلاَ قُلْ لِلوَصِيِّ: فَدَتْكَ نَفْسِي أطلت بذلك الجبل المقاما أضر بمعشرك والوك منا وسموك الخليفة والإماما /5 /57 المتنبي: أَيَا لاَئِمِي إِنْ كُنْتَ وَقْتَ اللَّوَائِمِ عَلِمْتَ بحالي بين تلك المعالم /12 /271 عمر بن عبد العزيز: أَيَقْظَانُ أَنْتَ اليَوْمَ أَمْ أَنْتَ نَائِمُ وَكَيْفَ يطيق النوم حيران هائم /5 /461 أبو عزة: إيهًا بني عبد مناة الرزام أنتم حماة وأبوكم حام /1 /399 أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى: بِجَمْعِ جَفْنَيْكِ بَيْنَ البُرْءِ وَالسَّقَمِ لاَ تَسْفِكِي مِنْ دُمُوعِي بِالفِرَاقِ دَمِي إِشَارَةٌ مِنْكِ تَكفِيْنَا وأحسن ما در السلام غداة البين بالفم /14 /384 .........: تَخْشَى الإِلَهَ فَمَا تَنَامُ عِنَايَةً بِالمُسْلِمِيْنَ وَكُلُّهُم بك نائم. /16 /369 قيس بن الملوح: تعلقت ليلى وهي ذات ذؤابة ولم بيد للأتراب من ثديها حجم صغيرين ترعى إليهم، يا ليت أننا إلى اليوم لم تكبر ولم تكبر البهم /4 /511

ابن اللبانة: تَنَشَّقْ رَيَاحِيْنَ السَّلامِ فَإِنَّمَا أَفُضُّ بِهَا مِسْكاً عَلَيْكَ مُخَتَّمَا وَقُلْ لِي مَجَازاً إِنْ عَدِمْتَ حقيقة لعلك في نعمى فكم كنت منعما /4 /130 الحيص بيص: ثَنَيْتُ رِكَابِي عَنْ دُبَيْس بنِ مَزْيَدٍ مَنَاسِمُهَا مما تغذ دوامي فرارا عن اللُّؤْمِ المُظَاهِرِ بِالخَنَا وَسُوْءِ ارْتِحَالٍ بَعْدَ سُوْءِ مقام /14 /389 علي بن حجر: جَاءَنِي عَنْكَ مُرْسَلٌ بِكَلاَمِ فِيْهِ بَعْضُ الإِيحَاشِ والإحشام /9 /404 .........: حدثنا الفخم عن الفخام شعبة الخير أبو بسطام /6 /613 النابغة الجعدي: حَكَيْتَ لَنَا الصِّدِّيْقَ لَمَّا وَلِيْتَنَا وَعُثْمَانَ وَالفَارُوْقَ فَارْتَاحَ مُعْدِمُ وَسَوَّيْتَ بَيْنَ النَّاسِ فِي الحَقِّ فاستووا فعاد صباحا حالك الليل مظلم /4 /289 عمارة بن علي: الحمد للعيس بعد العزم الهمم حَمداً يَقوم بِمَا أَولَتْ مِنَ النِّعمِ لاَ أَجحدُ الحَقَّ عِنْدِي لِلرِّكَاب يَدٌ تَمنَّتِ اللُّجْمَ فيها رتبة الخطم /15 /267 /15 /268 العباس بن عبد المطلب: حي قثم شبيه ذي الأنف الأشم فتى ذي النعم برغم من رغم /2 /62 المستوفي: حَيَّا الحَيَا وَطَناً بِإِرْبِلَ دَارساً أَخْنَتْ عَلَيْهِ حَوَادِثُ الأَيَّامِ أَقْوَتْ مَرَابِعُهُ وَأَوْحَشَ أُنْسُهُ وَخَلَتْ مراتعه من الآرام /16 /311

الحاجري: حَيَّا وَسَقَى الحِمَى سَحَابٌ هَامِي مَا كَانَ ألذ عامه من عام يا علوة وما ذكرت أيامكم إلا وتظلمت على الأيام /16 /250 صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ: خَالَجْتُ آبَادَ الدُّهُوْرِ عَلَيْهِمُ وَأَسْمَاءُ لَمْ تَشْعُرْ بِذَلِكَ أَيِّمُ فَلَو كَانَ زَبْرٌ مُشْرِكاً لَعَذَرْتُهُ وَلَكِنَّهُ -قَدْ يَزْعُمُ الناس- مسلم /5 /252 ..........: زعمت أن الدين لا يتقضى فَاقْتَضِ بِالدَّيْنِ أَبَا مُجْرِمِ وَاشْرَبْ بِكَأْسٍ كُنْتَ تسقي بها أمر في الحلق من العلقم /6 /326 ابْن فَارس: سَقَى هَمَذَانَ الغَيْثُ لَسْتُ بِقَائِلٍ سوى ذا وفي الأحشاء نار تضرم /12 /540 صالح: سيأتيك ما أفنى القرون التي مضت ما حل في أكناف عاد وجرهم ومن كان أقوى منك عزا مفخرا وأقيد للجيش اللهام العرموم /6 /235 هلال بن العلاء: سَيَبْلَى لِسَانٌ كَانَ يُعْرِبُ لَفْظَهُ فَيَا لَيْتَهُ من وقفة العرض يسلم /10 /391 ابن مبارك: صموت إذا ما الصمت زين أهله وفتقا أبكار الكلام المختم /7 /202 يزيد بن مفرغ الحميري: العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الملامه /4 /494 زيد بن عمرو: عذب بماء عاذ به إبراهيم مستقبل القلب وهو قائم /1 /182

صَفِيُّ الدِّيْنِ ابْنُ جَمِيْلٍ: عَزّ العَزَاءُ وَأَعْوَزَ الإِلْمَامُ وَاسْترجَعَتْ مَا أَعْطَتِ الأَيَّامُ فَدَعِ العُيُونَ تَسُحُّ يَوْمَ فِرَاقِهِم عِوَضَ الدُّمُوعِ دَماً فَلَيْسَ تلام /16 /376 أبو بكر محمد بن عمار المهري: عَلَيَّ وَإِلاَّ مَا بُكَاءُ الغَمَائِمِ وَفِيَّ وَإِلاَّ مَا نِيَاحُ الحَمَائِمِ وَعَنِّي أَثَارَ الرَّعْدُ صَرْخَةَ طالب لثأر وهز البرق صفحة صارم /14 /80 حسان بن ثابت: فَلَوْ كَانَ مَجْدٌ يُخْلِدُ اليَوْمَ وَاحِداً مِنَ الناس أبقى مَجْدُهُ اليَوْمَ مُطْعِمَا أَجَرْتَ رَسُوْلَ اللهِ مِنْهُم فأصبحوا عبيدك ما لبى ملب وأحرما /4 /244 هشام بن عبد الملك: فَمَا لَبَّثَتْنَا العِيسُ أَنْ قَذَفَتْ بِنَا نَوَى غربة والعهد غير قديم /6 /150 أبو الفرج يحيى بن محمود ... : فَمَا لِي مِنْ مَوْلَى وَمُوْلٍ وَمَوْئِلٍ وَمَالٍ ومأمول سواكم وعاصم /15 /336 ظافر الجداد: قَصَّرَ عَنْ أَوْصَافِكَ العَالَمُ وَأَكْثَرَ النَّاثِرُ وَالنَّاظِمُ /14 /407 ..........: قل لابن منقلة مَهْلاً لاَ تَكُنْ عَجِلاً وَاصْبِرْ فَإِنَّكَ فِي أضغاث أحلام /11 /462 إبراهيم الصابي: قُلْ للوَزِيرِ سَلِيْلِ المَجْدِ وَالكَرَمِ وَمَنْ لَهُ قامت الدنيا على قدم /12 /324 ..........: فيمة أشعاركم درهم عندي وقد زدتكم درهما /10 /48

الداوودي: كَانَ فِي الاجْتِمَاعِ مِنْ قَبْلُ نُوْرٌ فَمَضَى النور وادلهم الظلام /13 /395 ........: كَلَّمَ مُوْسَى عَبْدَهُ تَكليمَا وَلَمْ يَزَلْ مُدَبِّراً حكيما /13 /320 الوليد بن عقبة: لأَشْرَبَنَّ وَإِنْ كَانَتْ مُحَرَّمَةً وَأَشْرَبَنَّ عَلَى رَغْمِ أنف من رغما /4 /427 رَبِيْعَةُ بنُ ثَابِتٍ: لَشَتَّانَ مَا بَيْنَ اليَزِيْدَيْنِ في الندى يزيد سليم والأغر بن حاتم فَهَمُّ الفَتَى الأَزْدِيِّ إِتلاَفُ مَالِهِ وَهَمُّ الفَتَى القيسي جمع الدراهم /7 /268 ........: لعن الله والدي جميعا ثم أصلهما عذاب الجحيم حكما عدوه كما صليا الفجر بلعن الوصي باب العلوم /7 /148 ...........: لَئِنْ أَمْسَيْتُ فِي ثَوْبَي عَدِيْمٍ لَقَدْ بَليَا عَلَى حُرٍّ كَرِيْمِ فَلاَ يَحْزُنْكَ أَنْ أَبْصَرْتَ حالا مغيرة عن الحال القديم /11 /201 الصولي: لَئِنْ قَطَعُوا يُمْنَى يَدَيْهِ لِخَوْفِهِم لأَقلاَمه لاَ لِلسُّيوف الصَّوَارِمِ فَمَا قَطَعُوا رأَياً إِذَا مَا أجاله رأيت المنايا في اللحى والغلاصم /11 /463 أبو منصور ابن الرزار: لَهَا فَخِذَا بَكْرٍ وَسَاقَا نَعَامَةٍ وَقَادِمَتَا نَسْرٍ وجؤجؤ ضيغم /15 /298 ابن أبي طاهر: مَا قَالَ: لاَ قَطُّ إِلاَّ فِي تَشَهُّدِهِ ولا جرى لفظه إلا على نعم /10 /32

.........: مَنْ كَانَ مُلْتَمِساً جَلِيْساً صَالِحاً فَلْيَأْتِ حَلْقَةَ مِسْعَرِ بنِ كِدَامِ فِيْهَا السَّكِيْنَةُ وَالوَقَارُ وَأَهْلُهَا أهل العفاف وعلية الأقوام /6 /581 بجير بن زهير: فمن مبلغ كعبا فهل لك في التي تلوم عليها باطلا وهي أحزم إلى الله لا العزى ولا اللات وحده فتنجو إذا كان النجاء وتسلم /2 /151 /2 /152 حسان بن ثابت: مَنَعَ النَّوْمَ بِالعِشَاءِ الهُمُوْمُ وَخَيَالٌ إِذَا تَغُورُ النُّجُوْمُ مِنْ حَبِيْبٍ أَصَابَ قَلْبَكَ مِنْهُ سَقَمٌ فهو داخل مكتوم /4 /121 العاضد لدين الله: نحن في غفلة ونوم للموت عيون يقظانة لا تنام /11 /452 يزيد بن معاوية: نفلق هاما من أناس أعزة علينا هم كانوا أعق وأظلما /4 /365 ........: نَهَارُكَ يَا مَغْرُوْرُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ وَلَيْلُكَ نَوْمٌ والردى لك لازم وَتَتْعَبُ فِيْمَا سَوْفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تعيش البهائم /6 /579 الفرزدق: هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ وَالبَيْتُ يَعْرِفُهُ والحل والحرم /5 /234 ........: وأشعث قوام بآيات ربه قليل الأذى فيما ترى العين مسلم هتكت له بالرمح جيب قميصه فخر صريعا لليدين وللفم /2 /520

.........: وَأَنْتَ وَحَسْبِي أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي لِسَاناً أَمَامَ المَجْدِ يَبْنِي وَيَهْدِمُ وَلَيْسَ حَلِيْماً مَنْ تُقَبَّلُ كَفُّهُ فَيْرْضَى وَلَكِنْ مَنْ تُعَضُّ فَيَحْلُمُ /13 /124 ابن الخياط: وَخَيْلٍ تَمَطَّتْ بِي وَلَيْلٍ كَأَنَّهُ تَرَادُفُ وَفْدِ الهم أو زاخر اليم /14 /348 ..........: وَلَسْتُ بِقَرْمٍ هَازِمٍ لِنَظِيرِهِ وَلَكِنَّهُ الإِسْلاَمُ لِلشِّرْكِ هازم /16 /174 الشافعي: وَلَمَّا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي جَعَلْتُ رَجَائِي دُوْنَ عَفْوِكَ سُلَّمَا تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي فَلَمَّا قَرَنْتُهُ بعفوك ربي كان عفوك أعظما /8 /296 عمر بن عبد الله: ولهم بِالبَيْتِ العَتِيْقِ لُبَانَةٌ وَالبَيْتُ يَعْرِفُهُنَّ لَوْ يَتَكَلَّمُ لَوْ كَانَ حَيَّى مِثْلَهُنَّ ظَعَائِناً حَيَّى الحَطِيْمُ وجوههن وزمزم /5 /468 البحتري: وَلَوْ كَانَتِ الأَرْزَاقُ تُجْرَى عَلَى الحِجَى هَلَكْنَ إِذاً مِنْ جَهْلِهِنَّ البَهَائِمُ وَلَمْ يَجْتَمِعْ شَرْقٌ وَغَرْبٌ لِقَاصِدٍ وَلاَ المَجْدُ فِي كَفِّ امْرِئٍ والدراهم /9 /120 كُثَيِّرُ عَزَّةَ الخُزَاعِيُّ: وَلِيْتَ فَلَمْ تَشْتِمْ عَلِيّاً ولم تخف بريا ولم تقبل إشارة مُجْرِمِ تَكَلَّمْتَ بِالحَقِّ المُبِيْنِ وَإِنَّمَا تَبَيَّنُ آيَاتُ الهدى بالتكلم /5 /466 هبة الله بن الحسن: وَلاَ عَجَباً لِلأُسْدِ إِنْ ظَفِرَتْ بِهَا كِلاَبُ الأعادي من فصيح وأعجم /14 /388

عمر بن الخطاب: لا يأخذ الليل عليك بالهم والبس لهُ القَمِيْصَ وَاعْتَمْ وَكُنْ شَرِيْكَ نَافِعٍ وَأَسْلَمْ واخدم الأقوام حتى تخدم /5 /48 أبو سعد، عبد الله بن محمد ... : يَا سَائِلِي كَيْفَ حَالِي بَعْد فُرْقَته حَاشَاكَ مما بقلبي من تنائيكا /15 /333 الأمير عبد الله بن طاهر: يَا طَالِبَ العِلْمِ قَدْ مَاتَ ابْنُ سَلاَّمِ وَكَانَ فَارِسَ عِلْمٍ غَيْرَ مِحْجَامِ مَاتَ الَّذِي كَانَ فِيْنَا رُبْعَ أَرْبَعَةٍ لَمْ يَلْقَ مِثْلَهُمْ أستاذ أحكام /8 /509 السلامي: يشبهه المداح في البأس والندى عن لو رآه كان أصغر خادم /12 /522 أبو الفرج عبد الله بن أسعد: يُضحِي يُجَانِبُنِي مُجَانبَةَ العِدَى وَيبَيْتُ وَهْوَ إِلَى الصباح نديم /15 /357 .......: يُعَظِّمُ أَعيَادَ النَّصَارَى مَحَبَّةً وَيَزْعُمُ أَنَّ اللهَ عيسى بن مَرْيَمِ إِذَا نبَّهته نَخوَةٌ أَرِيحيَّةٌ إِلَى المَجْدِ قالت أرمنيته: نم /16 /484 حرف النون أبو العلاء المعري: أَتَتْنِي مِنَ الإِيْمَان سِتُّوْنَ حِجَّةً وَمَا أَمْسَكَتْ كفي بثني عنان /13 /295 عَبْدُ اللهِ: أَتَيْتُ بِسِنَّيْنِ قَدْ رُمَّتَا مِنَ الحصين لما أثاوا الدَّفِيْنَا عَلَى وَزْنِ مَنَوَيْنِ، إِحْدَاهُمَا تُقِلُّ بِهِ الكف شيئا رزينا /7 /389

هند بنت عتبة: الأحوال الأَثْعَلُ المَذْمُوْمُ طَائِرُهُ أَبُو حُذَيْفَةَ شَرُّ النَّاسِ في الدين أما شركت أَباً رَبَّاكَ مِنْ صِغَرٍ حَتَّى شَبَبْتَ شَبَاباً غير محجون /311 /107 البرزالي: استفدنا من جعفر الهمذاني مَا حُرِمْنَا فِي سَائِرِ الأَزْمَانِ مِنْ أَسَانِيْدَ عاليات صحاح وحكايات مطربات حسان /16 /304 ابن حزم: أشهد الله والملائكة أني لا أرى الرأي والمقاييس دينا /13 /383 عبد المسيح: أصم أم يسمع غطريف اليمن أم فاد فازلم به شأو العنن يا فاصل الخطة أعيت من ومن أتاك شيخ الحي من آل سنن /1 /156 ......: أُقْسِمُ بِاللهِ وَهلْ خَلِيْفَه يَحْنَثُ أَنْ أَقْسَمَ فِي اليَمِيْنِ لاَ تَّزِرَنَّ فِي الحُرُوْبِ صَادِقاً لأكشف العار الذي يعلوني /14 /392 عبد الله بن رواحة: أقسمت يا نفس لتنزلنه طائعة أو سوف تكرهنه إِنْ أَجْلَبَ النَّاسُ وَشَدُّوا الرَّنَّهْ مَا لِي أراك تكرهين الجنة يا طالما قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّهْ هَلْ أَنْتِ إِلاَّ نُطْفَةٌ في شنة /2 /82 أبو طالب: الله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا /1 /211

عامر بن الأكوع: اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فاغفر فداء لك ما اقتفينا وثبت الأقدام إن لاقينا وألقين سكينة علينا إنا إذا صيح بنا أتينا وبالصياح عولوا علينا ............... /1 /465 /2 /45 ابن التعاويذي: إِنْ كَانَ دِيْنُكَ فِي الصَّبَابَةِ دينِي فَقِفِ المَطِيَّ برَمْلَتَي يَبرِيْنِ وَالْثِمْ ثَرَىً لَوْ شَارَفَتْ بي هضبة أيدي المطي لثمته بجفوني /15 /417 /15 /418 لحسين الحلاج: أَنْتَ بَيْنَ الشَّغَافِ وَالقَلْبِ تَجْرِي مِثْلَ جَرْيِ الدُّمُوعِ مِنْ أَجْفَانِي وَتَحِلُّ الضَّمِيْرَ جَوْفَ فُؤَادِي كحلول الأرواح في الأبدان /11 /201 الغالي: أَنِسْتُ بِهَا عِشْرِيْنَ حَوْلاً وَبِعْتُهَا لَقَدْ طَالَ وجدي بعدها وحنيني /13 /306 أبو محمد الإيادي: أنفسي ما لك لا تجزعينا وعيني ما لك لاَ تَدْمَعِيْنَا أَلَمْ تَسْمَعِي بِكُسُوْفِ العُلُو مِ من شهر شعبان محقا مدينا /10 /366 .......: إنكما حين تجارياني ألفيتماني خضلا عناني /9 /435 ........: أَنَائِمٌ أَنْتَ عَنْ كتبِ الحَدِيْثِ وَمَا أَتَى عن المطصفى فيها من الدين /13 /385

ابن المُبَارَكِ: إِنِّيْ امْرُؤٌ لَيْسَ فِي دِيْنِي لِغَامِزِه لِيْنٌ وَلَسْتُ عَلَى الإِسْلاَمِ طَعَّانَا فَلاَ أَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَلاَ عُمَراً وَلَنْ أَسُبَّ مَعَاذَ الله عثمانا /7 /387 عبد الرحمن بن أحمد: بِأَبِي كُلُّ أَزرقِ العَيْنَيْنِ أَبيضِ الوَجْهِ لونُهُ كاللجين /15 /315 أبو الينبغي: بَارَكَ اللهُ لِلْحَسَنْ وَلِبُوْرَانَ فِي الخَتَنْ يَا إمام الهدى ظفرت ولكن ببنت من /9 /30 أبو نزار: بِبَيْتِ لِهْيَا بِسَاتِيْنٌ مُزَخْرَفَةٌ كَأَنَّهَا سُرِقَتْ مِنْ دا رِضْوَانِ أَجْرَتْ جَدَاوِلُهُ ذَوْبَ اللُّجينِ عَلَى حَصَىً من الدر مخلوط بعقيان /16 /64 ابن الحداد، سعيد بن محمد: بَعْدَ سَبْعِيْنَ حِجَّة وَثَمَانِ قَدْ تَوَفَّيْتُهَا مِنَ الأزمان /11 /131 ابن زيدون، أحمد بن عبد الله: بتتم وَبِنَّا فَمَا ابْتَلَّتْ جَوَانِحُنَا شَوْقاً إِلَيْكُمُ وَلاَ جفت مآقينا كُنَّا نَرَى اليَأْسَ تُسْلِيْنَا عَوَارِضُهُ وَقَدْ يَئِسْنَا فما لليأس يغرينا /13 /402 عبد الله بن المبارك: بُغْضُ الحَيَاةِ وَخَوْفُ اللهِ أَخْرَجَنِي وَبَيْعُ نَفْسِي بما ليست له ثمنا /7 /374 ابن رواحة: تَاللهِ لَوْلاَ اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا وَلاَ تَصَدَّقْنَا ولا صلينا /3 /148 الأبيوردي: تَنَكَّرَ لِي دَهْرِي وَلَمْ يَدْرِ أَنَّنِي أَعِزُّ وأحداث الزمان تهون /14 /247

عبد الرحمن بن حسان بن ثابت: ثُمَّ خَاصَرْتُهَا إِلَى القُبَّةِ الخَضْرَا ءِ تَمْشِي في مرمر مسنون /5 /414 الشبلي: رُبَّ وَرْقَاءَ هَتُوفٍ فِي الضُّحَى ذَاتِ شَجْوٍ صَدَحَتْ فِي فَنَنِ فَبُكَائِي رُبَّمَا أَرَّقَهَا وَبُكَاهَا ربما أرقني /14 /154 الخطيم: سِيْرِي نَجَاءً وَقَاكِ اللهُ مِنْ عَطَبٍ حَتَّى تُلاَقِي بَعْدَ البَيْتِ سُفْيَانَا شَيْخُ الأَنَامِ وَمَنْ حَلَّتْ مَنَاقِبُهُ لاَقَى الرِّجَالَ وَحَازَ العِلْمَ أَزْمَانَا /7 /426 ابن رواحة: شَهِدْتُ بِأَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ مثوى الكافرينا وَأَنَّ العَرْشَ فَوْقَ المَاءِ طَافٍ وَفَوْقَ العَرْشِ رَبُّ العَالَمِيْنَا وَتَحْمِلُهُ مَلاَئِكَةٌ كِرَامٌ مَلاَئِكَةُ الإِلَهِ مقربينا /2 /91 /3 /149 أبو نواس: صَلَّى الإِلَهُ عَلَى لُوْطٍ وَشِيْعتِهِ أَبَا عُبَيْدَةَ قُلْ بِاللهِ آمِيْنَا فَأَنْتَ عِنْدِي بِلاَ شَكٍّ بقيتهم منذ احتلمت وقد جاوزت سبعينا /8 /152 المستعين بالله، سليمان بن الحكم: عَجَباً يَهَابُ اللَّيْثُ حَدَّ سِنَانَي وَأَهَابُ لَحْظَ فواتر الأجفان وَأُقَارِعُ الأَهْوَالَ لاَ مُتَهَيِّباً مِنْهَا سِوَى الإِعْرَاضِ والهجران /12 /555 عبيد الله بن يحيى بن خاقان: عَلِيْلٌ مِنْ مَكَانَيْنِ مِنَ الأَسْقَامِ وَالدَّيْنِ وَفِي هذين لي شغل وحسبي شغل هذين /10 /220

داود بن علي: فَلَوْ أَنِّي بُلِيْتُ بِهَاشِمِيٍّ خُؤُوْلَتُهُ بَنُوَة عَبْدِ المدان /10 /271 ابن حَزْم: قَالُوا: تَحَفَّظْ فَإِنَّ النَّاس قَدْ كَثُرَتْ أَقْوَالُهم وَأَقَاويلُ الوَرَى مِحَنُ فَقُلْتُ: هَلْ عَيْبُهم لي غير أني لا أقوال بالرأي: إذ في رأيهم فتن /13 /386 عَمْرُو بنُ الوَلِيْدِ بنِ عُقْبَةَ: القَصْرُ ذُو النخل والجمال فَوْقَهُمَا أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِنْ أَبْوَابِ جَيْرُوْنَ /4 /447 الحميدي: كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَوْلِي وَمَا صَحَّتْ بِهِ الآثَارُ دِيْنِي وَمَا اتَّفَقَ الجَمِيْعُ عَلَيْهِ بدءا وعودا فهو عن حق مبين /14 /161 الوليد بن يزيد: كَفَرْتَ يَداً مِنْ مُنْعِمٍ لَوْ شَكَرْتَهَا جَزَاكَ بِهَا الرَّحْمَنُ ذُوْ الفَضْلِ وَالمَنِّ رَأَيْتُكَ تَبْنِي جاهدا في قطيعتي لو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني /6 /104 أبو مُحَمَّدٍ بن حَزْم: لَمْ أَشْكُ صَدّاً وَلَمْ أُذْعِنْ بِهِجْرَانِ وَلاَ شَعَرْتُ مَدَى دَهْرِي بِسُلْوَانِ /13 /386 ......: لَهَا دِرْهَمٌ لِلطِّيْبِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ وَآخَرُ للحناء يبتدران /7 /516 الحافظ الذهبي: لَوْ سَلِمْتُم مِنَ العُمُومِ الَّذِي نَعْلَمُ قَطْعاً تخصيصه ويقينا /13 /383 ابن مجلي بن عكيث: لَوْلاَ الخَلِيْفَةِ ذُو الإِفْضَالِ وَالمِنَنِ نَجْلُ الخلاَئِف آل الفرض والسنن /14 /214

............: لَيْسَ فِي كُلِّ دَوْلَةٍ وَأَوَانِ تَتَهَيَّا صَنَائِعُ الإحسان /10 /330 السلفي: مَتَى رُمْتَ أَنْ تَلْقَيَنَّ حَافِظاً يَكُوْن لَدَى الكل بالمؤتمن /14 /260 أم جميل بنت حرب: مذمما أبينا ودينه قلينا وأمره عصينا .......... /1 /209 حسان بن ثابت: من سره الموت صرفا لا مزاح له فليأت مأدبة في دار عثمانا ضحوا بأشمط عنوان السجود به بقطع الليل تسبيحا وقرآنا /2 /487 أبو نواس: الناس في غفلاتهم ورحى المنية تطحن /8 /334 العزيز بالله، نزار بن المعز: نَحْنُ بَنو المصطفَى ذَوُو مِحَن أَولنَا مبتلَى وخاتمنا /11 /432 أبو إسماعيل الأنصاري: نَزَلَ المَشِيْبُ بِلَمَّتِي فَأَرَانِي نُقْصَانَ دَهْرٍ طَالَما أَرْهَانِي أَنَا حَنْبَلِيٌّ مَا حَييتُ وَإِنْ أَمُتْ فوصيتي ذاكم إلى الإخوان /14 /38 أبو محمد المغفلي: نَزَلْنَا مُكْرَهِينَ بِهَا فَلَمَّا أَلِفْنَاهَا خَرَجْنَا كَارِهِيْنَا /12 /244 عبد الرحمن بن حسان بن ثابت: هي زهراء مثل لؤلؤة الغواص ميزات من جوهر مكنون /5 /414

عُمَرَ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ: هَيْهَاتَ مِنْ أَمَةِ الوَهَّابِ مَنْزِلُنَا إِذَا حَلَلْنَا بِسَيْفِ البَحْرِ مِنْ عدن واحتل أهلك أجياد فَلَيْسَ لَنَا إِلاَّ التَّذَكُّرُ أَوْ حَظٌّ مِنَ الحزن /6 /415 المسترشد: وَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ فَمِنَ العجز أن تكون جبانا /14 /389 ابن الرومي: وا رحمتا لمنا دميه تحملوا ألم العيون للذة الآذان /11 /459 عمرو بن الجموح: وَاللهِ لَوْ كُنْتَ إِلَهاً لَمْ تَكُنْ أَنْتَ وكلب وسط بئر في قرن /3 /157 جحظة، أبو الحسن، أحمد ... : وَرَقَّ الجَوُّ حَتَّى قِيْلَ: هَذَا عِتَابٌ بَيْنَ جحظة والزمان /11 /459 الزمخشري: وقائلة ما هذه الدر التي تساقطها عيناك سمطين سمطين /15 /18 البحتري: وَلَقَدْ بَرَرْتَ الطَّالِبيَّةَ بَعْدَ مَا دَفُّوا زَمَاناً بعدها وزمانا /9 /450 مسعر: ومشيد دار اليسكن داره سكن القبر وداره لم تسكن /6 /580 ...........: وَمِنْ عُقُودِ السُّنَّة الإِيْمَانُ بِكُلِّ مَا جَاءَ به القرآن /13 /320 أبو علاء المعري: لاَ تَجْلِسَنْ حُرَّة موفَّقَةٌ مَعَ ابْنِ زَوْجٍ لها ولا ختن /13 /296

رزق الله: لاَ تَسْأَلاَنِي عَنِ الحيِّ الَّذِي بَانَا فَإِنَّنِي كُنْتُ يَوْمَ البَيْنِ سَكْرَانَا يَا صَاحِبيَّ عَلَى وَجْدِي بِنَعْمَانَا هَلْ رَاجِعٌ وَصْلُ لَيْلَى كَالَّذِي كانا /14 /96 أبي الطفيل الكناني: لاَ دَرَّ دَرُّ اللَّيَالِي كَيْفَ تُضْحِكُنَا مِنْهَا خُطُوبٌ أَعَاجِيبٌ وَتُبْكِينَا وَمِثْلُ مَا تُحْدِثُ الأَيَّامُ مِنْ غِيَرٍ فِي ابْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الدُّنْيَا تسلينا /4 /393 أبو شجاع عمر بن محمد ... : يَا آلَ سَمْعَان مَا أَسنَى فَضَائِلَكُم قَدْ صِرنَ فِي صُحُفِ الأَيَّام عُنوَانَا مَعَاهداً أَلِفَتْهَا النَّازلُوْنَ بِهَا فَمَا وَهتْ بِمُرُوْر الدَّهْر أَرْكَانَا /15 /188 جرير: يا أيها القارئ المرخى عمامة هَذَا زَمَانُكَ إِنِّي قَدْ مَضَى زَمَنِي أَبْلِغْ خَلِيْفَتَنَا إِنْ كُنْتَ لاَقِيَهُ أَنِّي لَدَى البَابِ كالمصفود في قرن /5 /439 ابن المبارك: يَا جَاعِلَ العِلْمِ لَهُ بَازِياً يَصْطَادُ أَمْوَالَ المساكين /7 /386 /7 /541 عبد الله بن الحارث بن قيس: يا راكبا بلغن عني مغلغلة من كان يرجو بلاغ الله والدين /1 /231 عمران بن حطان: يَا رَوْحُ كَمْ مِنْ كَرِيْمٍ قَدْ نَزَلْتُ بِهِ قدْ ظَنَّ ظَنَّكَ مِنْ لَخْمٍ وَغَسَّانِ حَتَّى إِذَا خِفْتُهُ، زَايَلْتُ مَنْزِلَهُ مِنْ بَعْدِ ما قيل: عمران بن حطان /5 /122 القاضي عياض: يَا سَائِلاً عَنْ حَمِيْدِ الهَدْيِ وَالسَّنَنِ اطْلُبْ هُدِيْتَ عُلُوْمَ الفِقْهِ وَالسُّنَنِ وَعَقْدَ قَلْبِكَ فَاشدُدْهُ عَلَى ثَلجٍ لاَ تَطْوِيَنَّهُ عَلَى شَكٍّ وَلاَ دخن /7 /202

عمران بن حطان: يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا إلا ليبلغ من ذي العرض رضوان /2 /539 /5 /122 كعب بن مالك: يا للرجال لأمر هاج لي حزنا لقد عجبت لن يبكي على الدمن /2 /458 محمد بن طاهر: يَا مَنْ يُدِلُّ بِقَدِّهِ وَبِخَدِّهِ وَالمُقْلَتَيْنِ وَيَصُوْلُ بِالصُّدْغِ المُعَقْـ رَبِ شِبْهَ لاَمٍ فَوْقَ عَيْنِ /14 /293 مصعب بن عبد الله: يدع الجواب فلا يراجع هيبة والسائلون نواس الأَذْقَانِ عِزُّ الوَقَارِ وَنُوْرُ سُلْطَانِ التُّقَى فَهُوَ المهيب وليس ذا سلطان /7 /188 حرف الهاء محمد بن خلف بن المرزبان: أَبْلِغِ الحَارِثَ المُحَدِّثَ قَوْلاً عَنْ أَخٍ صَادِقٍ شَدِيْدِ المَحَبَّهْ وَيْكَ قَدْ كُنْتَ تَعْتَزِي سَالِفَ الدهر قديما إلى قبائل ضبه /10 /436 عمار بن الحسن: إِذَا سَارَ عَبْدُ اللهِ مِنْ مَرْوَ لَيْلَةَ فقد سار منها نورها وجمالها /7 /372 أبو الوَلِيْد: إِذَا كُنْتُ أَعْلَمُ عِلْماً يَقِيْنَا بِأَنَّ جميع حياتي كساعة /14 /58 أبو محجن: إذا مت فادفني إلى جنب كرمة تروي عظامي بعد موتي عروقها /2 /448

أعرابي: أَرَادُوا لِيُخْفُوا قَبْرَهُ عَنْ عَدُوِّهِ فَطِيْبُ تُرَابِ القبد دل على قبره /4 /370 محمد بن داود: أَشْكُو غَلِيْلَ فُؤَادٍ أَنْتَ مُتْلِفُهُ شَكْوَى عَلِيْلٍ إِلَى إِلْفٍ يُعَلِّلُهُ سُقْمِي تَزِيْدُ مَعَ الأَيَّامِ كَثْرَتُهُ وَأَنْتَ فِي عُظْمِ مَا أَلْقَى تُقَلِّلُهُ /10 /277 ذو القرنين: أَفْدِي الَّذِي زُرْتُهُ بِالسَّيْفِ مُشْتَمِلاً وَلَحْظُ عَيْنَيْهِ أَمْضَى مِنْ مَضَارِبِهِ فَمَا خَلَعْتُ نِجَادِي لِلعنَاقِ له إلا لبست نجادا من ذوائبه /13 /202 ابن رواحة: أقسمت بالله لتنزله طائعة أو لتكرهنه /3 /147 /3 /150 محمد رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إن الأجر أجر الآخره فارحم الأنصار والمهاجرة /1 /324 /1 /329 /1 /464 .......: أم تر الجن وإبلاسها ويأسها بعد وإبلاسها ولحوقها بالقلاص وأحلاسها وإياسها من أنساكها /1 /243 المُعْتَمِد: أَلَيْسَ مِنَ العَجَائِب أَن مِثْلِي يرَى ما قل ممتعا عليه /10 /167 /10 /199

......: أَمَا وَرَبِّ الكَعْبَةِ المَسْتُوْرَهْ وَمَا تَلاَ مُحَمَّدٌ مِنْ سُوْرَهْ وَالنَّغَمَاتِ مِنْ أَبِي مَحْذُوْرَهْ لأَفْعَلَنَّ فعلة منكوره /4 /256 أبو الوليد بن الفرض: إِنَّ الَّذِي أَصْبَحْتُ طَوْعَ يَمِيْنِهِ إِنْ لَمْ يكن قمرا فليس بدونه /13 /6 أبو طاهر السلفي: أنا من أهل الحديث وهم خير فئة جزت تسعين وأرجو أن أجوزن المائة /15 /272 العكوك، أبو الحسن، علي....: إنما الدنيا أبو دلف بين فعزاه ومحضره فَإِذَا وَلَّى أَبُو دُلَفٍ وَلَّتِ الدُّنْيَا عَلَى أثره /8 /332 أبو النواس: ألا قل لأمين الله وابن القادة الساسه: إذا ما ناكث سرك أن تعدمه رأسه /7 /513 الناصر داود: أَلاَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ وَمَنْ غَدَتْ عَلَى كَاهِلِ الجَوْزَاء تَعْلُو مَرَاتِبُهْ أَيَحْسُنُ فِي شَرْعِ المَعَالِي وَدِيْنِهَا وَأَنْتَ الَّذِي تُعْزَى إِلَيْهِ مَذَاهِبُهْ /16 /497 الرياشي: أَيَا سَائِلِي عَنْ خِيَار العِبَادِ صَادَفْتَ ذَا العِلْمِ وَالخِبْرَه خِيَارُ العِبَادِ جَمِيْعاً قُرَيْشٌ وَخَيْرُ قريش ذوو الهجره /3 /26 الفرزدق: أَيَحْبِسُنِي بَيْنَ المَدِيْنَةِ وَالَّتِي إِلَيْهَا قُلُوْبُ النَّاسِ يهوى منيبها /5 /234

أبو نُوَاسٍ: أَيُّهَا المُنْتَابُ عَنْ عُفُرِه لَسْتَ مِنْ ليلى ولا سمره /8 /332 جحظة: بِأَبِي الصَّقْرِ عَلَيْنَا نِعَمُ اللهِ جَلِيْلَه مَلِكٌ في عينه الدنيـ الراجيه قليلة /10 /331 ......: بِالظُّلمِ وَالجُوْرِ قَدْ رَضِينَا وَلَيْسَ بِالكُفْرِ وَالحمَاقه /11 /432 محمد بن عبد الرحيم بن رجب: بَنِي عَمِّنَا إِنَّا وَأَنْتُم أَنَامِلٌ تَضَمَّنَهَا مِنْ رَاحَتَيْهَا عُقُوْدُهَا بَنِي عَمِّنَا لاَ تُوْقِدُوا نَارَ فتنة بطيء على ر الزمان خمودها /10 /291 محمد بن كثير: بني كثير كثير الذنوب ففر الحِلِّ وَالبِلِّ مَنْ كَانَ سَبَّهْ بُنَيُّ كَثِيْرٍ دهبته أثنتان رياء وعجب يخالطن قلبه /8 /435 أبو عمرو الداني: تَدْرِي أَخِي أَيْنَ طَرِيْقُ الجَنَّهْ طرِيْقُهَا القُرْآنُ ثم السنة /13 /320 أبو الحسن علي بن محمد.....: تَرَكَ النَّاسَ بِحَيْرَه وَتَخَلَّى فِي البُحَيْرَه قَاعِداً يضرب بالطبل على حر دريره /11 /71 أبو العتاهية، إسماعيل بن قاسم: حَسْنَاءُ لاَ تَبْتَغِي حَلْياً إِذَا بَرَزَتْ لأَنَّ خالقها بالحسن حلاها /8 /334

ابن الحلاوي: حَكَاهُ مِنَ الغُصن الرَّطيب وَرِيقُه وَمَا الخَمْرُ إِلاَّ وَجنَتَاهُ وَرِيقُهُ هِلاَلٌ وَلَكِنْ أُفْقُ قَلْبِي محله غزال ولكن سفح عيني عقيقه /16 /457 ابن الحلاوي: حكَى وَجهُهُ بَدرَ السَّمَاءِ فَلَو بدَا مَعَ البَدْرِ قَالَ النَّاسُ: هَذَا شَقِيقُه وَأَشْبَهَ زَهرَ الروض حسنا وقد بدا على عارضيه أسه وشقيقه /16 /457 ابن الخياط: خُذَا مِنْ صَبَا نَجْدٍ أَمَاناً لِقَلْبِهِ فَقَدْ كاد رياها يطير بلبه /14 /347 عبد الله بن رواحة: خلوا بني الكفار عن سبيله أنا الشهيد أنه رسوله قد أنزل الرحمن في تنزيله في صحف تتلى على رسوله فاليوم نضربكم على تأويله كما ضربناكم عَلَى تَنْزِيْلِهِ ضَرْباً يُزِيْلُ الهَامَ عَنْ مَقِيْلِهِ ويذهل الخليل عن خليله /2 /72 /3 /147 محمد بن طاهر: سَارُوا بِهَا كَالبَدْرِ فِي هَوْدَجٍ يَمِيسُ مَحْفُوَفاً بِأَتْرَابِهِ فَاسْتَعْبَرَتْ تَبْكِي فَعَاتَبْتُهَا خَوَفاً مِنَ الوَاشِي وأصحابه /14 /293 ابن فاذشاه: سِهَام الشَّيْب نَافذَةٌ مُصيبَه وَسَابِقَةُ المُلمَّةِ وَالمصيبَه وَمَنْ نَزَلَ المَشِيْبُ بِعَارِضَيْهِ قَدِ اسْتوفَى مِنَ الدنيا نصيبه /13 /190 ......: شَرِبْنَا عَشِيَّةَ مَاتَ الوَزِيْرُ سُرُوْراً وَنَشْرَبُ فِي ثَالثِهِ فَلاَ رَحِمَ اللهُ تِلْكَ العِظَامَ وَلاَ بارك الله في وراثه /11 /14

ابن المبارك: الصَّمْتُ أَزْيَنُ بِالفَتَى مِنْ مَنْطِقٍ فِي غَيْرِ حِيْنِهِ وَالصِّدْقُ أَجْمَلُ بِالفَتَى فِي القَوْلِ عِنْدِي من يمينه /7 /390 سواد بن قارب: عجبت للجن وأنجاسها وشدها العيس بأحلاسها تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما مؤمنوها مثل أرجاسها /1 /244 بلال بن رباح: غدا نلقى الأحبه محمدًا وحزبه /3 /218 .......: فتن الشعبي لما رفع الطرف إليها /5 /182 .........: فَتَنَتْهُ بِبَنَانٍ وَبِخَطَّيْ مُقْلَتَيْهَا قَالَ لِلْجِلْوَازِ: قَدِّمْـ ها، وأحضر شاهديها /5 /182 اليشكري: فَلَو أَننِي أَقْسَمْتُ مَا كُنْتُ كَاذِباً بِأَنْ لم ير الراؤون حبرا يعادله /12 /88 ..........: فَلاَ تَحْسَبْ مَقَالَ الرُّسْلِ حَقّاً وَلَكِنْ قَوْلُ زور سطروه /13 /294 هبة الله بن سناء الملك: قَالَ الزَّمَانُ لغَيْرِهِ: لَوْ رَامَهَا تَرِبَتْ يَمِيْنُكَ لَسْتَ مِنْ أَربَابِهَا اذهَبْ طرِيقَكَ لَسْتَ مِنْ أربابها وارجع وراءك لست من أترابها /15 /443

قس: قد قتلنا سيد الخز زج سَعْدَ بنَ عُبَادَهْ وَرَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْـ نِ فَلَمْ نخط فؤاده /3 /170 /3 /171 ........: قران المشتري زحلا يرجى لإيقاظ النواظر كراها تقضى الناس جيلا بعد جيل وخلقت النجوم كما تراها /13 /293 عبد الخالق بن أسد: قَلَّ الحِفَاظُ فَذُو العَاهَاتِ مُحتَرَمُ وَالشَّهْمُ ذُو الفضل يؤذي مع سلامته /15 /213 الصوري: قُلْ لِمَنْ عَانَدَ الحَدِيْثَ وَأَضْحَى عَائِباً أَهلَهُ وَمَنْ يَدَّعِيهِ أَبِعِلمٍ تَقُولُ هَذَا أَبِنْ لِي أم بجهل فالجهل خلق السفيه /13 /256 أَبُو العَتَاهِيَةِ: قُوْلاَ لِمَنْ يَرْتَجِي الحَيَاةَ أَمَا في جعفر عبرة ويحياه /7 /514 الحسن بن هانئ: قيل لي: أنت واحد الناس في كل كلام المقال بديه لَكَ فِي جَوْهَرِ الكَلاَمِ بَدِيعٌ يُثْمِرُ الدُّرَّ في يدي مجتنيه /8 /116 الداوودي: كَانَ اجْتمَاعُ النَّاسِ فِيمَا مَضَى يُورِثُ البَهْجَةَ والسلوه /13 /395 أبو بكر الصديق: كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ وَالمَوْتُ أَدْنَى من شراك نعله /3 /214

ابن وكيع، الحسن بن علي: لَقَدْ شَمِتُّ بِقَلْبِي لاَ خَفَّفَ اللهُ عَنْهُ لم لُمْتُه فِي هَوَاهُ فَقَالَ: لاَ بُدَّ مِنْهُ /12 /517 أبو بكر محمد بن عبد الملك: لله ما فعل الغرام بقلبه وأودى به لما ألم بلبه يا أبي الَّذِي لاَ يَسْتَطيع لِعُجبِهِ رَدَّ السَّلاَمِ وَإِنْ شككت فعج به /15 /436 الأصمعي: لم أر الرِّفْقِ فِي لِينِهِ أَخْرَجَ لِلْعَذْرَاءِ مِنْ خِدْرِهَا /9 /502 يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: المَالُ يَذْهَبُ حِلُّهُ وَحَرَامُهُ يوما وتبقى في غدا آثَامُهُ لَيْسَ التَّقِيُّ بِمُتَّقٍ لإِلَهِهِ حَتَّى يَطِيْبَ شرابه وطعامه /9 /137 .........: ما للزمان وماليه أفنت قديد رجاليه /6 /139 ابن الفرات: مُعَذِّبَتِي هَلْ لِي إِلَى الوَصْلِ حِيلَةٌ وَهَل إلى استعطاف قلبك من وجه /11 /292 الثَّعَالِبِيُّ: مَنْ ذَا الَّذِي لاَ يُذِلُّ الدَّهْرُ صعبته ولا تلين له الأيام صعدته /12 /546 الأبيوردي: مَنْ رَأَى أَشْبَاحَ تِبْرٍ حُشِيَتْ رِيقَةَ نَحْلَهْ /14 /248 ابن شداد: مَنْ يَتَمَنَّ العُمْرَ فَلْيَدَّرِعْ صَبْراً عَلَى فَقْدِ أَحْبَابِهِ وَمَنْ يُعَمَّرْ يَلْقَ فِي نَفْسِهِ مَا قد تمناه لأعدائه /16 /276

أبو محمد عبد السلام بن رغبان: مورد مِنْ كَفِّ ظَبْيٍ كَأَنَّمَا تَنَاوَلَهَا مِنْ خَدِّهِ فأدارها /9 /183 أبو العتاهية: نَفْسِي بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا مُعَلَّقَةٌ اللهُ وَالقَائِمُ المهدي يكفيها /8 /334 العثماني: نكرت فطلته عَلَيْهِ فَلَمْ تَرُحْ إِلاَّ عَلَى المَلِكِ الأَجَلِّ سعيدها /14 /217 ابن الخياط: هبوا طيفكم أعدى على الناس مراه فمن لمشوق إن تهوم جفناه /14 /347 ......: هَفَتِ الحنِيفَةُ وَالنَّصَارَى مَا اهتدَتْ وَيَهُوْدُ حَارتْ والمجوس مضلله /13 /293 عكرمة بن أبي جهل: وأنت لو رأيتنا بالخندمه إذ فر صفوان وفر عكرمه /2 /112 الناصر داود: ودان ألمن بالكثيب ذوائبه وجنح الدجى وخف توجول غَيَاهِبُهْ تُقَهْقِهُ فِي تِلْكَ الرُّبوعِ رُعُوْدُهُ وَتَبْكِي على تلك الطلول سحائبه /16 /497 هبيرة بن عمرو: وَعَاذِلَةٍ هَبَّتْ بِلَيْلٍ تَلُوْمُنِي وَتَعْذُلُنِي بِاللَّيْلِ ضَلَّ ضلالها وتزعم أني إن أطعت غيرتي سأوذى وهل يؤذني إلا زوالها /3 /535 الوَزِيْر: وَكُلُّ امرِئٍ يَدْرِي مَوَاقِعَ رُشْدِهِ وَلَكِنَّهُ أعمى أسير هواه هَوَى نَفْسِهِ يُعْمِيهِ عَنْ قُبْحِ عَيْبِهِ وَيَنْظُرُ عن حذق عيوب سواه /13 /124

ابن ماكولا: وَلمَّا تَوَاقَفْنَا تَبَاكَتْ قُلُوبُنَا فَمُمْسِكُ دَمْعٍ يَوْمَ ذاك كساكبه /14 /76 ........: وَمَا أَنْتَ غَيْرَ الكُون بَلْ أَنْتَ عَيْنُه /1 و12 /68 و18 .........: وما ثم إلا الله ليس سواه ............. /1 /68 ابْنُ المُبَارَكِ: وَهَلْ أَفْسَدَ الدِّيْنَ إِلاَّ المُلُوْكُ وأحبار سوء ورهبانها /1 /66 الأبيوردي: وَهيفَاءَ لاَ أُصْغِي إِلَى مَنْ يَلُوْمُنِي عَلَيْهَا ويغريني بها أن يعيبها /14 /247 يحيى بن سعيد بن هبة الله ... : لاَ تغبطنَّ وَزِيْراً لِلمُلُوْكِ وَإِنْ أَنَالَهُ الدَّهْرُ مِنْهُم فَوْقَ هِمَّتِهِ وَاعلمْ بِأَنَّ لَهُ يَوْماً تمور به الأرض الوقور كما مارت بهيبته /15 /441 أبو منصور المظفر بن أردشير ... : لاَ تَغْرُبِي يَا شَمْسُ حَتَّى يَنْتَهِي مَدْحِي لآلِ المُصْطَفَى وَلِنَجْلِهِ وَاثْنِيْ عِنَانَكِ إِن أَردتِ ثناءهم آنسيت إذا كان الوقوف لأجله /15 /60 أحمد بن علي الأبار: يَا ابْنَ المَدِيْنِيِّ الَّذِي عُرِضَتْ لَهُ دُنْيَا فجاد بدينه لينا لها مَاذَا دَعَاكَ إِلَى انْتِحَالِ مَقَالَةٍ قَدْ كُنْتَ تزعم كافرا من قالها /9 /113 /9 /281 المرسي: يَا أَيُّهَا العَلَمُ المرفَّعُ قَدْرُهُ أَنْتَ الَّذِي فَوْقَ السِّمَاك حُلُوْلُهُ أَنْتَ الصَّبَاحُ المُسْتَنِيْرُ لِمُبْتَغِي علم الحقائق أنت أنت دليلة /16 /460

هند بنت أبي سفيان: يَا بَبَّةُ يَا بَبَّهْ لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ جَارِيَةً خد به تسود أهل الكعبة /3 /127 /4 /499 جعفر بن أبي طالب: يا حبذا الجنة واقترابها طيبة باردة شَرَابُهَا وَالرُّوْمُ رُوْمٌ قَدْ دَنَا عَذَابُهَا عَلَيَّ إن لاقيتها ضرابها /2 /82 /3 /133 أبو الحسن علي بن أبي القاسم: يَا خَالِقَ العَرشِ حَمَلْتَ الوَرَى لَمَّا طَغَى الماء على جارية /15 /263 علي بن أبي القاسم، البيهقي: يَا سَافكاً دَمَ عَالِمٍ مُتَبَحِّرٍ قَدْ طَارَ في أقصى الممالك صيته /15 /107 أبو إسحاق الصابئ: يَا عَضدَ الدَّوْلَة الَّذِي عَلِقَتْ يدَاهُ مِنْ فخره بأعرقه /11 /411 عطية ابن الإمام بقيه بن الوليد: يا عطية بن بقية كأنه قد أتتك المنية بكرة أو عشية /10 /152 أم سلمة: يا عين فابكي للوليـ د بن الوليد بن المغيرة /1 /348 جمال الدين أبو الفرج الجوزي: يَا كَثِيْرَ العَفْوِ عَمَّنْ كَثُرَ الذَّنْبُ لَدَيْهِ /15 /464 سنان: يا للرجال لأمرها مَقْطَعُهُ مَا مَرَّ قَطُّ عَلَى سَمعِي تَوَقُّعُهُ فَإِذَا الَّذِي بِقِرَاعِ السَّيْفِ هَدَّدَنَا لاَ قَامَ مصرع جنبي حين تصرعه /15 /364

العماد: يَا مَالِكاً رَقَّ قَلْبِي أَرَاكَ مَالِكَ رِقَّه هَا مُهْجَتِي لَكَ خُذْهَا فَإِنَّهَا مُسْتَحقَّه فَدَتْكَ نفسي برفق فما أطيق المشقه /15 /447 أبو عبد الله محمد بن إبراهيم: يَا مَنْ يَتِيه عَلَى الزَّمَان بِحُسنه اعْطِفْ على الصب المشوق التائه /15 /189 أبو الفضل، ابن بندار: يَا مَوْتُ مَا أَجْفَاكَ مِنْ زَائِرٍ تَنْزِلُ بالمرء على رغمه /13 /349 أبو الأصبع القلمندر: يُربِي عَلَى سَيْبِ الغَمَامِ عَطَاؤُهُ مَلِكٌ عَلَى فلك العلى استمطاؤه /14 /86 عمر بن عبد العزيز: يُرَى مُسْتَكِيْناً وَهْوَ لِلَّهْوِ مَاقِتٌ بِهِ عَنْ حَدِيْثِ القَوْمِ مَا هُوَ شَاغِلُهْ وَأَزْعَجَهُ عِلْمٌ عن الجهل كله وما عالم شيئًا كما هو جاهله /5 /461 أبو المعالي مسعود بن محمد ... : يقولون: أسباب الفراغ ثلاثة وابعها خلوة وهو خيارها /15 /322 حرف الواو محيي الدين بن أبي الفضل ... : أَلِمُّوا بسَفْحَيْ قَاسِيُوْنَ وَسَلِّمُوا عَلَى جَدَثٍ بَادِي السنا وتراحموا /15 /298 أبو إسماعيل الأنصاري: أنا حنبلي ما حييت وإن أمت فوصيتي للناس أن يتحنبلوا /14 /38

أبو العلاء بن سليمان: أَوحَى المليكُ إِلَى مَنْ فِي بَسيطتِهِ مِنَ البرية جوسوا الأرض أو حوسوا /3 /297 أبو مسلم صاحب الدولة: قَدْ نِلْتُ بِالحزْمِ وَالكِتمَانِ مَا عَجَزَتْ عَنْهُ ملك بني مروان إذ حشدوا /6 /223 .............: مَا النَّاسُ إِلاَّ مَعَ الدُّنْيَا وَصَاحِبِهَا وَكَيْفَ مَا انقَلَبَتْ يَوْماً بِهِ انْقَلَبُوا يُعَظِّمُوْنَ أَخَا الدُّنْيَا فَإِنْ وَثَبَتْ يَوْماً عَلَيْهِ بِمَا لاَ يشتهي وثبوا /10 /14 ..........: وَمَا اهْتَزَّ عَرْشُ اللهِ مِنْ مَوْتِ هَالِكٍ سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو /3 /182 حرف الياء المرسي: أَبُثك مَا فِي القَلْب مِنْ لَوعَة الحبِّ وَمَا قَدْ جَنَتْ تِلْكَ اللِّحَاظ عَلَى لُبِّي أَعَارَتْنِي السُّقم الَّتِي بِجُفُونِهَا وَلَكِنْ غَدَا سُقمِي على سقمها يرى /16 /461 محمد بن أحمد العجلي: أَبُوْهُ مِنَ القُرَّاءِ كَانَ وَجَدُّهُ وَيَعْقُوْبُ فِي القراء كالكوكب الدري /8 /321 النعيمي، أبو الحسن، علي ... : إِذَا أَظْمَأَتْكَ أَكُفُّ الِّلئام كَفَتْكَ القَنَاعَةُ شِبْعاً وَرِيَّا فَكُنْ رَجُلاً رِجْلُهُ فِي الثَّرَى وَهَامَةُ همته في الثريا /13 /150 مخلد الباقرحي: إِذَا أَعْسَرْتُ لَمْ يَعْلَمْ رَفِيْقِي وَأَسْتَغْنِي فَيَسْتَغْنِي صَدِيْقِي حَيَائِي حَافِظٌ لِي مَاءَ وَجْهِي وَرِفْقِي في مطالبتي رفيقي /11 /170

أبو الفضل الإمام: إِذَا نَحْنُ أَدْلَجْنَا وَأَنْتَ إِمَامُنَا كَفَى لِمَطَايَانَا بذكراك حاديا /13 /349 ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: أُرَانِيَ فِي انْتِقَاصٍ كُلَّ يوم ولا يبقى مع النقصان شيء طَوَى العَصْرَانِ مَا نَشَرَاهُ مِنِّي فَأَخْلَقَ جِدَّتِي نشر وطي /11 /55 الشاتاني: أَرَى النَّصْرَ مَقْرُوْناً بِرَايَتِكَ الصَّفْرَا فَسِرْ وَاملِكِ الدنيا فأنت بها أحرى /15 /417 ابن الزبير: أَسْمَاءُ يَا أَسْمَاءُ لاَ تَبْكِينِي لَمْ يَبْقَ إِلاَّ حَسَبِي وَدِيْنِي وَصَارِمٌ لاَثَتْ بِهِ يَمِينِي ........ /4 /406 محمد بن طاهر: أَضْحَى العَذُوْلُ يَلُوْمُنِي فِي حُبِّهِم فَأَجَبْتُهُ وَالنَّارُ حشو فؤادي /14 /293 جمال الدين أبو الفرج الجوزي: الله أَسْأَلُ أَنْ يُطَوِّلَ مُدَّتِي لأَنَالَ بِالإِنعَامِ ما في نيتي لِي هِمَّةٌ فِي العِلْمِ مَا إِنْ مِثْلُهَا وهي التي جنت النحول هي التي /15 /463 أبو الحسن علي بن عبد الغني: أَمرْتَنِي بِرُكُوبِ البَحْرِ أَقْطَعُه غَيْرِي لَكَ الخَيْر فاخصصه بذا الرأي /14 /110 أبو سعد: أمستخبري عن حنيني إليه وعن زفراني وفرط اشتياقي /15 /333 الحسين: أَنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيّ نَحْنُ وبيت الله أولى بالنبي /4 /361

ابن دريد: إِنَّ ابنَ مِيْكَالَ الأَمِيْرَ انتَاشَنِي مِنْ بَعْدِ مَا قَدْ كُنْتُ كَالشَّيْءِ اللَّقى وَمَدَّ ضبعَيَّ أَبُو العَبَّاسِ مِنْ بَعْدِ انْقِبَاضِ الذَّرْعِ وَالبَاعِ الوزي /12 /226 ابن أسلم: إِنَّ الطَّبِيْبَ بِطِبِّهِ وَدَوَائِهِ لاَ يَسْتَطِيعُ دِفَاعَ مقدور أتى /9 /544 النوري: أَهَكَذَا صَيَّرَنِي أَزْعَجَنِي عَنْ وَطَنِي حَتَّى إِذَا غبت به وإذ بدا غيبني /11 /47 سويد: ألا رب من تدعو صديقا ولو ترى مقالته بالغيب ساءك ما يفرى /1 /294 هشام بن الوليد: ألا لا تقتلن أخي عييش فيبقى بيتنا أبدا تلاحى /1 /253 ابن المفضل: أيا نفسي بِالمَأْثُوْرِ عَنْ خَيْرِ مُرْسَلٍ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِيْنَ تَمَسَّكِي عَسَاكِ إِذَا بَالَغْتِ فِي نَشْرِ دِينِهِ بِمَا طاب من نشر له تمسكي /16 /94 الناصر داود: أَيَا رَنَّة النَّاعِي عَبَثْتِ بِمَسْمِعَي وَأَجَّجْتِ نَارَ الحزن ما بين أضلعي /16 /375 عبد الرحمن بن أبي بكر: تَذَكَّرْتُ لَيْلَى وَالسَّمَاوَةُ دُوْنَهَا فَمَا لابْنَةِ الجُوْدِيِّ ليلى وماليا وأنى تعاطى قلبه حارثية تدمن بصرى ارتحل الجَوَابِيَا وَأَنَّى تُلاَقِيْهَا بَلَى وَلَعَلَّهَا إِنِ النَّاسُ حجوا قابلا أن توافيا /4 /93

.......: تَعَالَى اللهُ مَا شَاءَ وَزَادَ اللهُ إِيْمَانِي أأفريدون في التاج أم الإسكندر الثاني /13 /174 أبو الفتح محمد بن محمد: تَمَلَّكَ مُهْجَتِي ظَبْيٌ غَرِيرٌ ضَنِيتُ بِهِ وَلَمْ أَبْلُغْ مُرَادِي فَتَصْحِيْفُ اسْمِهِ فِي وَجْنَتَيْهِ وَمِنْ ريق بفيه وفي فؤادي /16 /20 صرمة بن قيس الأنصاري: ثوى في قريش بضع عشرة حجة يذكر لو ألفى صديقا مواتيا ويعرض في أهل المواسم نفسه فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا /1 /322 عبد بني الحسحاس: جنونا بها فيما اعتقلنا علاقة علاقة حب ما استسر وباديا ليالي تصطاد الرجال بفاحم تراه أثيثا ناعم النبت عافيا /2 /541 أبو طاهر السلفي: دعوني عند أَسَانِيْدِ الضَّلاَلِ وَهَاتُوا مِنْ أَسَانِيْدٍ عَوَالِي رخَاصٍ عِنْد أَهْل الجَهْل طُرّاً وَعِنْد العَارِفِيْن بِهَا غوَالِي عَنْ أَشيَاخِ الحَدِيْث وَمَا رَوَاهُ إِمَامٌ فِي العلُوْم عَلَى الكَمَالِ كَمَالِكٍ اوْ كَمَعْمَرٍ المزكى وشعبة أو كسفيان الهلالي /15 /282 /15 /283 أبو الحسن بن علي بن يوسف: ذِي سنَّةٍ بَيْنَ الأَنَامِ قَدِيْمَةٍ أَبَداً أَبُو بكر يجور على علي /15 /420 ..........: رَأَيْتُكَ تَبْنِي دَائِماً فِي قَطِيْعَتِي وَلَوْ كُنْتَ ذَا حَزْمٍ لَهَدَّمْتَ ما تبني /11 /153

ورقة بن نوفل: رشدت وأنعمت ابن عمرو إنما تَجَنَّبْتَ تَنُّوْراً مِنَ النَّارِ حَامِيَا بِدِيْنِكَ رَبّاً لَيْسَ رَبٌّ كَمِثِلِهِ وَتَرْكِكَ أَوْثَانَ الطَّوَاغِي كَمَا هيا /3 /90 ........: رُفَاتُ الدِّينِ وَالإِسْلاَمِ تُحْيَى بِمُحيِي الدِّينِ مَوْلاَنَا ابن يحيى /15 /107 ........: زمان قد استنت فصال صروفه وذل آسَادَ الكِرَامِ لِذِي القَرْعَى أَكُوْلَتُهُ تَشْكُو صُرُوْفَ زَمَانِهِ وَلَيْسَ لَهَا مَأْوَى وَلَيْسَ لَهَا مَرْعَى /14 /392 ........: سَمِيْرُ فُؤَادِي مُذْ ثَلاَثُونَ حِجَّةً وَصَيْقَلُ ذِهْنِي والمفرج عن همي /13 /363 ........: صَرْفُ الزَّمَانِ مُفَرِّقُ الإِلْفَيْنِ فَاحْكُم إِلهِي بَيْنَ ذاك وبيني /13 /293 طليحة: عشية غادرت ابن أقرم ثاويا وعكاشة الغنمي تحت مجالي أقمت لهم صدر الحمالة إنها معاودة قتل الكماة نزالي /2 /380 حماد عجرم: فَأَقْسَمْتُ لَوْ أَصْبَحْتَ فِي قَبْضَةِ الهَوَى لأَقْصَرْتَ عَنْ لَوْمِي وَأَطْنَبْتَ فِي عُذْرِي وَلَكِنْ بَلاَئِي منك أنك ناصح وأنك لا تدري أنك لا تدري /6 /572 ابن حزم: فَإِنْ تَحْرِقُوا القِرْطَاسَ لاَ تَحْرِقُوا الَّذِي تَضَمَّنَهُ القرطاس بل هو في صدري /13 /383 خبيب بن عدي: فلست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي /1 /431

إلكيا الهراس: قَالُوا: أَتَزْعُمُ أَنْ عَلَى العَرشِ اسْتوَى قُلْتُ: الصواب كذاك خير سيدي /14 /281 حسان بن ثابت: قتلتم ولي الله في جوف داره وجئتم بأمر جائر غير مهتدي /2 /458 أبو الفرج عبد الله بن أسعد،....: قُلْ لِلبخيلَةِ بِالسَّلاَمِ تَوَرُّعاً كَيْفَ استَبَحْتِ دَمِي ولم تتورعي وَزَعَمْتِ أَنْ تَصِلِي لعَامٍ قَابلٍ هَيْهَاتَ أَنْ أبقى إلى أن ترجعي /15 /357 صريع الدلاء: قلقل أحشائي تباربح الجَوَى وَبَانَ صَبْرِي حِيْنَ حَالَفْتُ الأَسَى وَطَارَ عَقْلِي حِيْنَ أَبْصَرْتُهُمُ تَحْتَ ظَلاَمِ اللَّيْلِ يَطْوُون السرى /13 /86 المُتَنَبِّي: قَوَاصِدُ كَافُوْرٍ تَوَارِكُ غَيْرِهِ وَمَنْ قَصَدَ البَحْرَ اسْتَقَلَّ السَّواقِيَا فَجَاءتْ بِنَا إِنسَانَ عَيْنِ زمانه وخلت بياضا خلقها ومآقيا /12 /249 العماد: كالنجم حين هدا الدهر حِيْنَ عَدَا كَالصُّبْحِ حِيْنَ بَدَا كَالعَضْبِ حِيْنَ برى /15 /447 أبو المسعد: لِعَبْدِ اللهِ عَبْدِ اللهِ عِنْدِي نَصَائِحُ حُكْتُهَا في السر وحدي /7 /217 حسان بن ثابت: لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم وقدس من يسري إليهم ويغتدي /2 /261 ابن الخياط: لَمْ يَبْقَ عِنْدِي مَا يُبَاعُ بِدِرْهَمٍ وَكَفَاكَ عين منظري عن مخبري إِلاَّ صُبَابَةَ مَاءِ وَجْهٍ صُنْتُهَا مِنْ أَنْ تباع وأين المشتري /14 /347

الأَبِيوَرْدِي: لَمْ يُبْقِ مِنِّي الحُبُّ غَيْرَ حُشَاشَةٍ تَشْكُو الصَّبَابَةَ فَاذْهَبِي بِالبَاقِي أَيَبِلُّ مَنْ جَلَبَ السَّقَامَ طَبِيْبُهُ وَيَفِيْقُ مَنْ سَحَرَتْهُ عَيْنُ الرَّاقِي /14 /248 السلفي: لَيْسَ عَلَى الأَرْضِ فِي زَمَانِي مَنْ شَانهُ في الحديث شاني /15 /285 فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَةَ أَحْمَدٍ أَلاَ يشم مدى الزمان غواليا /3 /426 الوَلِيْدُ بنُ عُقْبَةَ: مُعَاوِيُ إِنَّ الشَّامَ شَامُكَ فَاعْتَصِمْ بِشَامِكَ لاَ تُدْخِلْ عَلَيْكَ الأَفَاعِيَا وَحَامِ عَلَيْهَا بِالقَنَابِلِ وَالقَنَا وَلاَ تَكُ مَخْشُوْشَ الذِّرَاعَيْنِ وانيا /2 /523 المرسي: مَنْ كَانَ يَرغب فِي النَّجَاة فَمَا لَهُ غَيْر اتِّبَاع المُصْطَفَى فِيمَا أَتَى ذَاك السَّبِيل المستقيم وغيره سبل الضلالة والغواية والردى /16 /459 /16 /461 أبو الحسن بن علي، الأفضل: مَوْلاَيَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَصَاحِبَهُ عُثْمَانَ قَدْ غَصَبَا بِالسَّيْفِ حقَّ عَلِي وَهُوَ الَّذِي كَانَ قَدْ وَلاَّهُ وَالِدُه عَلَيْهِمَا وَاسْتقَامَ الأَمْرُ حِيْنَ ولي /15 /420 محمد بن عبد الملك الوزير: نَبَأٌ أَلَمَّ مُقَلْقِلُ الأَحْشَاءِ لَمَّا أَتَى مِنْ أَعْظَمِ الأَنْبَاءِ قَالُوا: حَبِيْبٌ قَدْ ثَوَى فَأَجَبْتُهُمْ ناشدتكم لا تجعلوه الطائي /9 /120 بشار بن برد: هَلْ تَعْلَمِيْنَ وَرَاءَ الحُبِّ مَنْزِلَةً تُدْنِي إِلَيْكِ فإن الحب أقصاني /6 /485

أبو محمد، علي بن أحمد: هَلِ الدَّهْرُ إِلاَّ مَا عَرَفْنَا وَأَدْرَكْنَا فَجَائِعُهُ تبقى ولذاته تفنى /13 /384 كُثَيِّرُ عَزَّةَ: هُوَ المَهْدِيُّ أَخْبَرَنَاهُ كَعْبٌ أَخُو الأحبار في الحقب الخوالي /5 /56 عبد بني الحسحاس: ودع سليمى إن تجهزت غاديا كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا /2 /540 أبو الحسن السري بن أحمد: وَكَانَتِ الإِبْرَةُ فِيمَا مَضَى صَائِنَةً وَجْهِي وَأَشْعَارِي فَأَصْبَحَ الرِّزْقُ بِهَا ضَيِّقاً كَأَنَّهُ مِنْ خُرْمِهَا جاري /12 /268 صفوان بن المعطل: وَلَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَسْطَعُ نَقْعُهَا مَا بَيْنَ دَارَيَّا دِمَشْقَ إِلَى نَوَى فَطَعَنْتُ ذَا حُلْيٍ، فصاحت عدسه: يَا ابْنَ المُعَطَّلِ، مَا تُرِيْدُ بِمَا أَرَى؟ فأجبتها: إني سأترك بعلها بالدير منعفر المضحاك بالثرى /4 /138 ..........: يا "عز" شدي سدة لاَ سِوَاكِهَا عَلَى خَالِدٍ أَلْقِي الخِمَارَ وَشَمِّرِي فَإِنَّكِ إِنْ لاَ تَقْتُلِي المَرْءَ خَالِداً تَبُوْئِي بذنب عاجل وتقصري /3 /225 العباس بن الحسن بن أيوب: يَا قَاتِلِي بِالصُّدُودِ مِنْهُ وَلَوْ يَشَاءُ بِالوَصْلِ كَانَ يُحْيِيْنِي وَمَنْ يَرَى مُهْجَتِي تَسِيلُ عَلَى تقبيل فيه ولا يواتيني /11 /35 سعد الدين ابن حمويه: يَا قُرَّةَ العَيْنِ سَلْ عَيْنِي هَلِ اكْتَحَلَتْ بمنظر حسن مذ غبت عن عيني /16 /491

ابن عباس: يَا لَكِ مِنْ قُنْبَرَةٍ بِمَعْمَرِ خَلاَ لَكِ الجَوُّ فَبِيْضِي وَاصْفِرِي وَنَقِّرِي مَا شِئْتِ أَنْ تنقري ................. /4 /358 /4 /391 ابن الشهرزوري: يَا ليلَ مَا جِئْتكُم زَائِراً إِلاَّ وَجَدْت الأرض تطوى لي /15 /297 أبو النصر القاضي: يَا مِحْنَةَ اللهِ كُفِّي إِنْ لَمْ تَكُفِّي فَخِفِّي ذَهَبْتُ أَطْلُبُ بَخْتِي وَجَدْتُهُ قَدْ تُوُفِّيَ /12 /173 البستي: يا من أعاد رميم الملك منثورا وَضَمَّ بِالرَّأْيِ أَمْراً كَانَ مَنْشُوْراً أَنْتَ الوَزِيْرُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتِ مَنْشُوْراً وَالمُلْكُ بَعْدَكَ إِنْ لم يؤتمن شورى /12 /454 أبو طاهر، محمد بن أحمد: يغز عليَّ بُعْدُكَ يَا عليُّ فَلِي أَرَقٌ إِذَا رقد الخلي وما لي اصْطِبَارِي عَنْكَ عُذْرٌ وَعُذْرُكَ فِي مُفَارَقَتِي جَلِيُّ /12 /262 تم بحمد الله فهرس الأشعار ويليه تصويبات الكتاب

الاستدراكات

الاستدراكات تصويبات الكتاب ... الاستدراكات: بسم الله الرحمن الرحيم تصويبات الكتاب: 4 - 1/ 359 أكتوبهم. أكتبوكم. 2 - 1/ 363 أمرته. امرأته. 7 - 1/367 وأحيبعنهم. وأجيب عنهم. 15 - 1/367 بعت. بعث. 18 - 1/ 374 فأفتد. فأفتدى. 14 - 1/ 381 رمية. رمية. 8 - 1/ 359 فزغت. فرغت. 15 - 1/ 395 جههم. وجههم. 20 - 1/ 406 فمكنت. فكمنت. 20 - 1/ 408 فأقره. فأقرئه. 14 - 1/ 411 ورسوله. ورسول الله. 23 - 1/ 411 من دمي. على من دمي. 14 - 1/ 424 كات. كانت. 19 - 1/ 428 ذياد. زياد. 20 - 1/ 428 ذياد. زياد. 3 - 1/ 429 ذياد. زياد.

15 - 2/ 19 أبي الحيقيق. أبي الحقيق. 3 - 2/ 26 فعلمت لذلك. فعلمت لذلك. 27 - 2/ 115 مغازيه. مغازي. 4 - 2/ 169 ولا قطعتم ن واد. ولا قطعتم من واد. 16 - 2/ 179 عبد يلي. عبد يا ليل. 9 - 2/ 225 أفض الشهداء. أفضل الشهداء. 21 - 2/ 230 من هذا. أمن هذا. 3 - 2/ 231 فائتان. فئتان. 2 - 2/ 242 آخر سور. آخر سورة. 5 - 2/ 249 زهدب الأشفار. أهدب الأشفار. 23 - 2/ 164 ن أبي أمامة. عن أبي أمامة. 19 - 2/ 279 زو سبعة. أو سبعة. 4 - 2/ 283 إني أخشاكم الله. إني أخشاكم لله. 9 - 2/ 358 إعبدا. إن عبدا. 5 - 2/ 379 واستخلف عي. واستخلف على. 5 - 2/ 452 تبيهعا. تبيعها. 11 - 3/ 15 ماز أذى. ما زاد أذى. 5 - 3/ 84 ابن عمر ونفيل العدوي. ابن عمرو بن نفيل بن عبد العزى. 9 - 3/ 105 عمتها. عمتهما. 10 - 3/ 121 مالك بن التيهان الأنصاري. مالك بن التيهان بن بلى. 11 - 3/ 126 أبو سفيان ابن الحارث. أبو سفيان بن الحارث.

5 - 3/ 406 بن أمية الأموي بن عبد شمس. بن أمية بن عبد شمس. 10 - 3/ 414 أبن قص الهاشمية. بن قصى الهاشمية. 4 - 3/ 489 بن حزن الهلالية بن بجير. بن حزن بن بجير. 6 - 4/ 14 أنه أقرأ. أنه قرأ. 6 - 4/ 148 طاوس. طاووس. 6 - 4/ 210 ابن خويلد بن أسد الأسدي بن عبد العزى. ابْنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى. 17 - 4/ 286 ابن وائل السهمي بن هاشم. ابن وائل بن هاشم. 23 - 4/ 225 عن كافر. من كافر. 1 - 5/ 135 عمرو بن شرحبيل الهمداني. عمرو بن شرحبيل أو ميسرة الهمداني. 3 - 5/ 203 عمرو بن سعيد الأمير. عمر بن سعد الأمير. 13 - 5/ 437 بن يينع اللخمي الإمام. بن يينع الإمام. 5 - 6/ 323 طاوس. طاووس. 4 - 3/ 417 طاوس. طاووس. 22 - 7/ 119 طاوس. طاووس. 7 - 7/ 306 بن أمير المهلب. ابن أمير المهلب. 4 - 7/ 308 القواريري. القواريري. 3 - 7/ 365 خوارززمية. خوارزمية. 1 - 7/ 441 الأسدي الكوفي. الأسدي مولاهم الكوفي. 18 - 8/ 128 أمير العراق بن خالد. أمير العراق خالد. 9 - 8/ 171 طاوس. طاووس. 18 - 8/ 171 طاوس. طاووس.

9 - 8/ 197 بن الداخل. ابن الداخل. 9 - 8/ 316 بن الخليفة. ابن الخليفة. 6 - 8/ 537 كتابا. كتاب. 3 - 8/ 544 ابن عبيد الله. بن عبيد الله. 26 - 8/ 486 الرجل. الرجال. 13 - 9/ 15 وأبيه؛ الجراح. وأبيه الجراح. 10 - 9/ 26 ابن عددي. ابن عدي. 12 - 9/ 26 ماذركت. ما ذكرت. 15 - 9/ 30 يا إمام الهدى ظفرت ولكن ببنت من. يا إمام الهدى ظفرت ولكن ببنت من فلوح بالمدح والهجاء. 10 - 9/ 516 التفستري. التستري. 22 - 9/ 514 العباس بن عبد المطلب. العباس بن عبد المطلب. . 2 - 10/ 25 بن الشاعر. ابن الشاعر. 13 - 10/ 44 بن صاحب رسول الله. ابن صاحب رسول الله. 8 - 10/ 282 ابن علي الهادي. بن علي الهادي. 20 - 10/ 394 بن الملك باذان. ابن المك باذان. 15 - 10/ 547 بن الصحابي. ابن الصحابي. 3 - 11/ 19 خرس. جرس. 19 -11/ 16 يجع. يجمع. 14 - 12/ 7 أبو عبد الله منده. أبو عبد الله بن مندة.

12- 12/ 18 الفناء. بالفناء. 3- 12/ 21 العطارذى. العطاردي. 5- 12/ 21 وعنهك. وعنه. 17- 12/ 22 محمد بن الزيادي. محمد الزيادي. 16- 12/ 44 عبيدا الغزال. عبيد الغزال. 21- 12/ 171 الحسين. الحسن. 9- 12/ 524 وله شعر. له شعر. 11- 12/ 561 نصفا. نصف. 9 - 12/ 479 الفقيه القاضي، القاضي أبو الحسن. الفقيه القاضي أبو الحسن. 3 - 13/ 50 بن عبد الله. ابن عبد الله. 3- 13/ 73 بطاوس الفقراء. بطاووس الفقراء. 4- 13/ 102 أبوو القاسم. أبو القاسم. 11- 13/ 146 اليزذى. اليزدي. 8- 13/ 195 بليغنا شاعرا. بليغا شاعرا. 2- 14/ 83 بن أبي عثمان. ابن أبي عثمان. 11- 14/ 93 ابن الأسود. بن الأسود. 9- 14/ 327 طاوس. طاووس. 12- 14/ 340 السمرقندي. ابن السمرقندي. 22- 14/ 359 أبو القاسم ابن عساكر. أبو القاسم بن عساكر. 17- 14/ 465 محمد بن أبي نصر. محمد بن أبي نصر. 2- 14/ 465 ابن أبي الرجال. بن أبي الرجال.

15 - 14/ 478 ابن طاوس. ابن طاووس. 16 - 14/ 478 طاوس. طاووس. 18 - 15/ 34 بن المهتدي بالله. ابن المهتدي بالله. 20 - 15/ 168 بن السمرقندي. ابن السمرقندي. 2 - 15/ 179 بن الهاطر. ابن الهاطر. 15 - 15/ 207 ابن خضير. بن خضير. 9 - 15/ 255 ابن حاتم. بن حاتم. 6 - 15/ 259 بن أبي اللقاء. ابن أبي اللقاء. 16 - 15/ 277 بن أبي القاسم. ابن أبي القاسم. 25 - 15/ 104 من كان عند موته. من قال عند موته. 15 - 16/ 8 3589. 5389. . 5 - 16/ 21 أبو الفضل محمد. أبو المفضل محمد. 18 - 16/ 86 خلا لعلي. خلا لعلي. 11 - 16/ 153 إسماعيل ابن عبد الله. إسماعيل بن عبد الله. 15 - 16/ 153 محمد ابن علي. محمد بن علي. 21 - 16/ 195 تفرد براوية. تفرد برواية. 2 - 16/ 341 الحسن ابن علي. الحسن بن علي. 21 - 16/ 349 محمد بن عبد الصمد. محمد بن عبد الصمد. 10 - 16/ 378 عبد الرحمن ابن علي. عبد الرحمن بن علي. 5 - 16/ 403 المحسن ابن علي. المحسن بن علي. 15 - 16/ 403 محمد ابن الحسن. محمد بن الحسن.

20 - 16/ 421 سعد ابن مفلح. سعد بن مفلح. 4 - 16/ 424 هبة الله ابن سلامة. هبة الله بن سلامة. 9 - 16/ 428 عبد الله ابن الحسين. عبد الله بن الحسين. 9 - 16/ 440 المفرج ابن علي. المفرج بن علي. 11 - 16/ 448 عبد السلام ابن عتيق. عبد السلام بن عتيق. 17 - 16/ 446 محمد ابن عبد الله. محمد بن عبد الله. تم بحمد الله استدراكات الكتاب وبه تم الكتاب والحمد لله الكريم الوهاب

فهرس الموضوعات: الصفحة الموضوع 7 حرف الميم. 161 حرف النون. 181 حرف الهاء. 195 حرف الواو. 206 حرف الياء. 231 فهرس القرآن الكريم. 281 فهرس الأحاديث النبوية. 283 حرف الهمزة. 376 حرف الباء. 381 حرف التاء. 386 حرف الثاء. 387 حرف الجيم. 389 حرف الحاء. 392 حرف الخاء. 397 حرف الدال. 399 حرف الذال. 400 حرف الراء. 405 حرف الزاي. 406 حرف السين. 409 حرف الشين. 410 حرف الصاد. 414 حرف الضاد. 414 حرف الطاء. 415 حرف الظاء. 415 حرف العين. 419 حرف الغين. 420 حرف الفاء. 425 حرف القاف. 430 حرف الكاف. 442 حرف اللام. 471 حرف الميم. 498 حرف النون.

503 حرف الهاء. 509 حرف الواو. 515 حرف الياء. 529 فهرس الأشعار. 531 حرف الهمزة. 533 حرف الباء. 543 حرف التاء. 546 حرف الثاء. 546 حرف الجيم. 547 حرف الحاء. 548 حرف الخاء. 548 حرف الدال. 558 حرف الذال. 558 حرف الراء. 573 حرف الزاي. 573 حرف السين. 574 حرف الشين. 575 حرف الصاد. 575 حرف الضاد. 576 حرف الطاء. 577 حرف العين. 582 حرف الغين. 582 حرف الفاء. 585 حرف القاف. 590 حرف الكاف. 592 حرف اللام. 606 حرف الميم. 615 حرف النون. 624 حرف الهاء. 635 حرف الواو. 637 حرف الياء. 645 استدراكات الكتاب. 655 فهرس الموضوعات.

§1/1